Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زكريا

نعج

(نعج)
نعجا ونعوجا خلص بياضه فَهُوَ ناعج (ج) نواعج

(نعج) نعجا سمن
[نعج] نه: فيه:
و"الناعجات" المسرعات بالنجا
يعني الخفاف من الإبل، وقيل: الحسان الألوان.
ن ع ج: النَّعْجَةُ الْأُنْثَى مِنْ الضَّأْنِ وَالْجَمْعُ نَعَجَاتٌ وَنِعَاجٌ وَالْعَرَبُ تَكْنِي عَنْ الْمَرْأَةِ بِالنَّعْجَةِ. 
ن ع ج: جَمْعُ (النَّعْجَةِ) (نِعَاجٌ) بِالْكَسْرِ وَ (نَعَجَاتٌ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وَ (نِعَاجُ) الرَّمْلِ: بَقَرُ الْوَحْشِ. 
ن ع ج

نساء كنعاج الرمل وهي البقر. وإبل نواعج: سراع، وقد نعجت في سيرها. قال أبو حرام: سمّيت بذلك لأن النّعاج كانت تصاد عليها. ونعج نعجاً: خلص بياضه. يقال: جمل ناعج، وامرأة ناعجة، ونساء نعج المحاجر، دعج النّواظر.
نعج
نَعْجة [مفرد]: ج نَعَجات ونَعْجات ونِعاج: شاة، أنثى الضَّأن، والعرب تكني بالنعجة عن المرأة " {إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ} ". 
نعج
النَّعْجَةُ: الأُنْثَى من الضَّأْنِ، والبَقَر الوَحْش، والشَّاةِ الجَبَلِيِّ، وجمْعها: نِعَاجٌ. قال تعالى:
إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ
[ص/ 23] ، ونَعَجَ الرَّجُلُ: إذا أَكَلَ لَحْمَ ضَأْنٍ فَأَتْخَمَ منه، وأَنْعَجَ الرَّجُلُ: سَمِنَتْ نِعَاجُهُ، والنَّعْجُ: الابْيِضَاضُ، وأَرْضٌ نَاعِجَةٌ:
سَهْلَةٌ.

نعج


نَعَجَ(n. ac. نَعَج
نُعُوْج)
a. Was white, bright.
b.(n. ac. نَعْج), Was swift.
نَعِجَ(n. ac. نَعَج)
a. Was fat.
b. Had indigestion.
c. see supra
(a)
أَنْعَجَa. Had fat camels.

نَعْجa. Brightness, lustre.

نَعْجَة
(pl.
نِعَاْج
&
a. نَعَجَات ), Sheep, ewe; heifer.
b. Woman.

نِعْجَةa. see 1t (a)
نَعِجa. see 14b. Surfeited.

أَنْعَجُ
(pl.
نُعْج)
a. Bright.

نَاْعِج
نَاْعِجَة
(pl.
نَوَاْعِجُ)
a. Flat, level.
b. Swift.
c. Beautiful.

نَعْجَة الرَّمْل
a. The wild cow.
نعج
نَعِجَ اللَوْنُ الأبيضُ نَعَجَاً ونُعوْجاً، وهو البَياضُ الخالِص. وناقة ناعِجَةٌ: حَسَنَةُ اللَّوْنِ كَرِيْمَةٌ وامرأةٌ ناعِجَة كذلك. والنّاعِجَةُ: الأرض السهْلة المُسْتَوية. والنَعَاجُ: يَقَعُ على إناثِ البَقَر والشَاءِ والضَّأْنِ الوَحْشية. ويُكنى بالنعجَة عن المرأة. والنَواعِجُ: السرَاعُ من الإبل.
ونَعِجَ الرَّجُل: أكَلَ لَحْمَ ضَأنٍ فاتًخَمَ عنه. والنَعَجُ: الانْتِفَاخُ والربْوُ. وهو السمَنُ أيضاً.
وأنْعجُوا: سَمِنَتْ إِبلُهم. وتَنعَجَني: طَرَدَ ني. والنعجُ: شَيْءٌ يَعْرِضُ عن أكْل الدسَم ينْعِسُ.
[نعج] النَعَجُ: الابيِضاضُ الخالِص. وقد نعج ينعج نعجا، مثل طلب يطلب طلبا. قال العجاج:

في ناعجات من بياض نعجا * والناعجة: البيضاء من النوق، ويقال هي التي يصاد عليها نعاج الوحش. والناعجة من الأرض: السهلة. والنَواعِجُ من الإبل: السِراع. وقد نَعَجَت الناقةُ في سيرِها، بالفتح: أسرعتْ، لغة في مَعَجَتْ. والنَعْجَةُ من الضأنِ، والجمع نِعاجٌ ونَعَجاتٌ. ونِعاجُ الرملِ، هي البَقَرُ، واحدتها نَعْجَةٌ. قال أبو عبيد: ولا يقال لغير البَقَرِ من الوحش نِعاجٌ. أبو عمرو: نَعِجَتِ الإبل بالكسر تَنْعَجُ نَعَجاً: سَمِنَت. ونَعِجَ الرجلُ أيضاً، إذا أكل الضأنِ فثقُل على قلبه. قال الشاعر : كأنَّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضَأْنٍ فهمْ نَعِجونَ قد مالتْ كُلاهُم وأَنْعَجَ القومُ: سمنت إبلهم. ومنعج بالفتح: موضع.

نعج

1 نَعَجَ, aor. ـُ inf. n. نَعَجٌ (S, K) and نُعُوجٌ, (K,) a verb similar to طَلَبٌ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. طَلَبٌ; (S;) so in the handwriting of J; (IB;) or, with reference to a colour, نَعِجَ, aor. ـَ inf. n. نَعَجٌ, a verb like صَخِبَ, aor. ـَ inf. n. صَخَبٌ: (accord-to an insertion in a copy of the S read to IB, TA, [and so in one of M. Fresnel's copies of the S, and in a copy in my possession, and so in the L, in which both forms of the verb are given,]) He, or it, [a colour,] was of a clear, or pure white. (S, L, K.) A2: نَعِجَ, aor. ـَ inf. n. نَعَجٌ, He (a man, Az, or a camel, S) became fat: (T, S, K:) said by AA to occur in a poem of Dhu-r-Rummeh, but not found in his poetry by Sh, who deems it strange: Az, however, confirms it by the authority of an Arab of the desert; and adds, that it signifies he (a man) became fat and in good condition: and he increased, and became swollen, or inflated: and نَهِجَ is said to signify the same. (TA.) b2: نَعِجَ, aor. ـَ inf. n. نَعَجٌ, He (a man, S) became heavy in the stomach (القَلْب) from eating mutton. (S, K.) A3: نَعَجَتْ فِى سَيْرِهَا, (inf. n. نَعْجٌ, L.) She (a camel) was quick, or swift, in her pace: (S, L:) she went with a certain pace: (L:) a dial. form of مَعَجَتْ. (S.) 4 أَنْعَجَ القَوْمُ The people's camels became fat. (S, K.) نَعِجٌ [and ↓ أَنْعَجُ] Of a pure white colour: (L:) [pl. of the latter نُعْجٌ]. b2: نِسَآءٌ نُعْجُ المَحَاجِرِ دُعْجُ النَّوَاظِرِ [Women of a clear white colour in the parts around the eyes; intensely black and wide, in the eyes]. (A.) A2: نَعِجٌ A man heavy in the stomach (القَلْب) from eating mutton: pl. نَعِجُونَ. (S, TA.) نَعْجَةٌ, (S, K,) and ↓ نِعْجَةٌ, accord. to a reading of El-Hasan, وَلِى نِعْجَةٌ وَاحِدَةٌ, [Kur, xxxviii. 22,] (TA,) A ewe; the female of the sheep: (L, K:) also, the female of the wild bull: and, of the gazelle: and, of the wild sheep: (TA:) [but see below:] pl. نِعَاجٌ and نَعَجَاتٌ. (S, K.) b2: نَعْجَةُ الرَّمْلِ The [wild] cow: pl. نِعَاجُ الرَّمْلِ: no other wild animal but the cow (accord. to A 'Obeyd, S,) is thus called: (S, K:) [but see above]. The Arabs speak of gazelles as though they were goats, terming the male تَيْسٌ; and of wild bulls or cows as though they were sheep, terming the female نَعْجَةٌ. (AAF.) b3: Also نَعْجَةٌ (tropical:) A woman; as likewise شَاةٌ. (TA.) نِعْجَةٌ: see نَعْجَةٌ.

نَاعِجٌ A camel of beautiful colour, and highly esteemed. (TA.) نَاعِجَةٌ A she-camel of beautiful colour: (TA:) or a white she-camel, (S, K,) of generous race: (TA:) a swift she-camel: a she-camel upon which one hunts wild cows: (S, K:) such is of the kind called مَهْرِيَّةٌ: (IJ:) or one that is light, or active: (TA:) pl. نَوَاعِجُ. (S.) b2: نَاعِجَةٌ also A woman of beautiful complexion, or colour. (TA.) A2: أَرْضٌ نَاعِجَةٌ Plain, or even, land, (S, K,) fertile, and producing the kind of tree called رِمْث. (Aboo-Kheyreh.) أَنْعَجُ: see نَعِجٌ.
(ن ع ج)

النَّعْجة: الْأُنْثَى من الضَّأْن، والظباء، وَالْبَقر الوحشي، وَالشَّاء الْجبلي. وَالْجمع: نِعاج. وَرُبمَا كنى بِهِ عَن الْمَرْأَة. وَفِي التَّنْزِيل: (ولي نَعْجةٌ واحِدة) . وَقَرَأَ الْحسن: (ولي نِعْجة وَاحِدَة) . ونِعاج الرمل: الْبَقر. قَالَ الْفَارِسِي: الْعَرَب تجرى الظباء مجْرى الْمعز، وَالْبَقر مجْرى الضَّأْن. وَيدل على ذَلِك قَول أَي ذُؤَيْب:

وعادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيابَ كَأَنَّهَا ... تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وأنْبِتارُها

فَلَو اجروا الظباء مجْرى الضَّأْن، لقَالَ: كباش ظباء. وَمِمَّا يدل على أَنهم يجرونَ الْبَقر مجْرى الضَّأْن، قَول ذِي الرمة:

إِذا مَا عَلاها راكبُ الصَّيف لم يَزَلْ ... يَرَى نَعْجَةً فِي مَرْتَعٍ فَيُثيرُها

مُوَلَّعَةً خَنْساءَ ليسَتْ بنَعْجةٍ ... يُدَمِّنُ أجْوَافَ المِياهِ وَقِيرُها

فَلم ينف الْمَوْصُوف بِذَاتِهِ، الَّذِي هُوَ النَّعْجة، وَلكنه نَفَاهُ بِالْوَصْفِ، وَهُوَ قَوْله: " يُدَمِّنُ أجوافَ المياهِ وقِيرُها ". يَقُول: هِيَ نَعْجة وحشية لَا إنسية، تألف أَجْوَاف الْمِيَاه أَوْلَادهَا. وَتلك نصبة الضائنة وصفتها. لِأَنَّهَا تألف الْمِيَاه، وَلَا سِيمَا وَقد خصها بالوقير، وَلَا يَقع الوقير إِلَّا على الْغنم الَّتِي فِي السوَاد والحضر والأرياف.

وناقة ناعِجة: يصاد عَلَيْهَا نِعاج الْوَحْش، قَالَ ابْن جني: وه من المهرية. واستعارة نَافِع ابْن لَقِيط الفقعسي للبقر الأهلي. فَقَالَ:

كالثَّوْرِ يُضْرَب أَن تَعافَ نِعاجُهُ ... وَجَبَ العِيافُ ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِبِ

ونَعِج الرجل نَعَجا، فَهُوَ نَعِج: أكل لحم ضَأْن، فثقل على قلبه. قَالَ ذُو الرمة:

كأنَّ القَوْمَ عُشُّوا لَحْمَ ضأْنٍ ... فهمْ نَعِجونَ قَدْ مالَتْ طُلاهُمْ

ونَعِجَ اللَّون نَعَجا ونُعُوجا، فَهُوَ نَعِج: خلص بياضه. قَالَ العجاج يصف بقر الْوَحْش:

فِي نَعِجاتٍ من بياضٍ نَعَجا

كَمَا رأيْتَ فِي المُلاء البَرْدَجا

وَامْرَأَة ناعِجة: حَسَنَة اللَّوْن. وَجَمِيل ناعِج: حسن اللَّون مُكَرَّم. وَالْأُنْثَى: بِالْهَاءِ. وَقيل: الناعجة: الْبَيْضَاء من الْإِبِل. وَأَرْض ناعِجَة: مستوية، مكرمَة للنبات.

ونَعِجَت الْإِبِل نَعَجا: سمنت.

وأنْعَج الْقَوْم: نَعِجَت إبلهم.

والنَّعْجُ: ضرب من سير الْإِبِل.

ومَنْعِجٍ: مَوضِع.

نعج: النَّعْجَة: الأُنثى من الضأْن والظِّباءِ والبقرِ الوَحْشِيّ

والشَّاءِ الجَبَليّ، والجمع نِعاجٌ ونَعَجات، والعربُ تَكْني بالنعجة والشاة

عن المرأَة، ويسمون الثَّوْرَ الوحْشِيَّ شاةً؛ قال أَبو عبيد: ولا يقال

لغير البَقَرِ من الوَحْشِ نِعاج؛ وفي التنزيل في قصَّة داود، عليه

الصلاة والسلام، وقولِ أَحدِ المَلَكَينِ اللَّذَينِ احْتكَما إِليه: إِنّ

هذا أَخي له تِسعٌ وتسعون نَعجةً وليَ نَعْجةٌ واحدة؛ وقرأَ الحسن: ولي

نِعجة واحدة، فعسى أَن يكون الكسرُ لغةً. ونِعاجُ الرَّمْلِ: هي البَقَرُ،

واحدتها نَعجة؛ قال الفارسي: العربُ تُجْرِي الظباءَ مُجْرى المَعَزِ،

والبَقَرُ مُجرى الضأْنِ، ويدل على ذلك قول أَبي ذُؤيب:

وعادية تُلْقي الثيابَ كأَنها

تُيوسُ ظِباءٍ، مَحْصها وانبِتارها

فلو أَجْرَوا الظِّباءَ مُجْرى الضأْنِ، لقالَ: كِباشُ ظِباءٍ؛ ومما يدل

على أَنهم يُجْرون البقرَ مُجْرى الضأْنِ قولُ ذي الرمة:

إِذا ما رآها راكِبُ الضِّيفِ، لم يزلْ

يرى نَعْجةً في مَرْتَعٍ، فيُثِيرُها

موَلَّعَة خَنْساء ليست بنَعْجةٍ،

يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُها

فلم يَنْفِ المَوصوفَ بذاتِه الذي هو النَّعْجةُ، ولكنه نفاه بالوَصْفِ؛

وهو قوله:

يُدَمِّنُ أَجواف المياه وَقِيرُها

يقول: هي نعجة وحَشِيَّةٌ لا إِنْسِيَّةٌ تأْلَفُ أَجوافَ المياهِ

أَولادُها، وذلك نُصْبةُ الضأْنِيَّة وصِفَتُها لأَنها تأْلَفُ المِياهَ، ولا

سِيَّما وقد خَصَّها بالوَقِيرِ، ولا يقع الوقِيرُ إِلاَّ على الغنم التي

في السَّواد والحَضَرِ والأَريافِ.

وناقةٌ ناعِجةٌ: يُصادُ عليها نِعاجُ الوحْشِ؛ قال ابن جنّي: وهي من

المَهْرِيّة؛ واستعاره نافع بنُ لقيط الفَقْعَسِيّ للبَقَرِ الأَهْليّ

فقال:كالثَّوْرِ يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه؛

وجَبَ العِيافُ، ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِبِ

ونَعِجَ الرجلُ نَعَجاً، فهو نَعِجٌ: أَكلَ لحمَ ضأْن فثَقُلَ على قلبه؛

قال ذو الرمة:

كأَنّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضأْنٍ،

فهُمْ نَعِجُونَ قد مالت طُلاهمْ

يريد أَنهم قد اتَّخَموا من كثرة أَكلِهم الدَّسَمَ فمالَتْ طُلاهُم،

والطُّلى: الأَعْناقُ، والنَّعَجُ: الابيضاضُ الخالصُ، ونَعِجَ اللَّوْنُ

الأَبيضُ يَنْعَجُ نَعَجاً ونُعوجاً، فهو نَعِجٌ: خَلَص بياضه؛ قال العجاج

يصفُ بَقَرَ الوحش:

في نَعِجاتٍ من بَياضٍ نَعِجَا،

كما رَأَيْت في المُلاءِ البَرْدَجا

يقال: نَعِجَ يَنْعَجُ نَعَجاً مثل صَخِبَ يَصْخَبُ صَخَباً، قال

الجوهري: نَعَجَ يَنْعُجُ نَعَجاً مثل طَلَبَ يَطْلُبُ طَلَباً. وامرأَة

ناعِجةٌ: حسنَةُ اللَّونِ. وجمَلٌ ناعِجٌ: حَسنُ اللَّونِ مُكَرَّمٌ، والأُنثى

بالهاء؛ وقيل: الناعِجةُ البَيْضاءُ من الإِبلِ، وقيل: هي التي يُصادُ

عليها نِعاجُ الوحشِ، وهي النَّواعِجُ؛ وفي شعر خُفافِ بنِ ندبة:

والنَّاعِجات المُسْرِعات للنَّجا

يعني الخِفافَ من الإِبِلِ، وقيل: الحِسانَ الأَلوَانِ. وأَرضٌ ناعِجةٌ:

مستويةٌ سهلةٌ مُكرمةٌ للنبات تُنْبِتُ الرِّمْثَ. والنَّواعِجُ

والناعجاتُ من الإِبِلِ: البيضُ الكريمةُ. وجَمَلٌ ناعِجٌ وناقةٌ ناعجةٌ.

والنَّعْجُ: ضَرْبٌ من سَيرِ الإِبِلِ، وقد نَعَجَت الناقةُ نَعْجاً؛

وأَنشد:يا رَبِّ رَبِّ القُلُصِ النَّواعِجِ

والنَّواعِجُ من الإِبلِ: السِّراعُ؛ وقد نَعَجَت الناقةُ في سِيرها،

بالفتح: أَسْرَعَت، لغة في مَعَجَت.

ونَعِجَت الإِبلُ تَنْعَجُ: سَمِنَتْ. وأَنْعَجَ القومُ إِنْعاجاً:

نَعِجَتْ إِبِلُهُم أَي سَمِنتْ. قال الأَزهري: قال أَبو عَمْرو: وهو في

شِعْر ذي الرمة؛ قال شمر: نَعِجَتْ إِذا سَمِنَتْ حَرْفٌ غريبٌ، قال:

وفتَّشْتُ شِعْرَ ذي الرُّمَّة فلم أَجِدْ هذه الكلمة فيه. قال الأَزهري: نَعِجَ

بمعنى سَمِنَ حرفٌ صحيحٌ، ونظرَ إِليَّ أَعرابيٌّ كان عهدُه بي، وأَنا

ساهِمُ الوجهِ، ثم رآني وقد ثابَتْ إِليَّ نفسي؛ فقال لي: نَعِجْتَ أَيا

فلانُ بعدما رأَيتُك كالسَّعَفِ اليابس؛ أَراد سَمِنْتَ وصَلَحْتَ.

والنَّعَجُ: السِّمَنُ؛ يقال: قد نَعِجَ هذا بَعدي أَي سَمِنَ.

والنَّعَجُ: أَن يَرْبُوَ ويَنتفِخَ، وقيل: النَّهَجُ مِثلهُ.

ومَنْعَجٌ، بالفتح

(* قوله «ومنعج بالفتح إلخ» عبارة القاموس ومنعج

كمجلس: موضع، ووهم الجوهري في فتحه اهـ. وفي ياقوت أَن المشهور أَنه كمجلس.

وقد روي كمقعد.): موضع.

نعج
: (النَّعَجُ، محرّكةً والنُّعُوجُ) ، بالضّم: (الابْيِصَاص الخالِصُر، والفِعْلُ كطَلَبَ) ، نَعَجَ اللَّوْنُ الأَبيضُ يَنْعُج نَعَجاً ونُعوجاً فَهُوَ نَعِجٌ: خالِصٌ بَياضُه. قَالَ العَجّاج يَصِفُ بقَرَ الوَحْسِ:
فِي نَعِجَاتٍ مِنْ بَياضٍ نَعَجَا
كَمَا رَأَيتَ فِي المُلاَءِ البَرْدَجَا
ثمَّ إِن قَوْله: (وَالْفِعْل كَطَلَب) هاكذا فِي سَائِر نُسخ (الصحّاج) ، وهاكذا وُجِدَ مضبوطاً بخطّ أَبي سَهْلٍ. وَفِي نسْخةٍ مقروءَةٍ على الشَّيْخ أَبي محمّد بنِ بَرِّيّ رَحمَه الله فِي الْمَتْن: وَقد نعِجَ اللَّوْنُ يَنْعَج نَعَجاً مثل صَخِب يَصْخَب صَخَباً. وعَلى الْحَاشِيَة: قَالَ الشَّيْخ: ورأَيت بخطّ الجوهريّ: وَقد نَعَجَ اللَّوْنُ يَنْعُج نَعَجاً مثل طَلَب يَطْلُبُ طَلَباً. انْتهى.
وَمن سَجَعات الأَساس: نِساءٌ نُعْجُ المَحاجِرِ، دُعْجُ النَّواظِرِ.
(و) النَّعَج: (السِّمَن) . نَعِجَت الإِبلُ تَنْعَج: سَمِنَت. قَالَ الأَزهريّ: قَالَ أَبو عَمرٍ و: وَهُوَ فِي شِعرِ ذِي الرُّمَّة. قَالَ شَمِرٌ: نَعِجَت: إِذا سَمِنَت، حَرْفٌ عريبٌ. قَالَ: فَتَّست شِعْرَ ذِي الرُّمة فَلم أَجدْ هاذه الْكَلِمَة فِيهِ. فال الأَزهريّ: نَعِجَ بمعنَى سَمِنَ حَرْفٌ صحيحٌ، ونَظَرَ إِليَّ أَعرابيُّ كَانَ عَهْدُه بِي وأَنا ساهِمٌ الوَجهِ ثمَّ رَآنِي وَقد ثابَتْ إِليّ نَفْسي فَقَالَ: نَعِجْتَ أَبا فلانٍ بَعْدَمَا رأَيتُك كالسَّعَفِ اليَابِس. أَراد سَمِنْا وصَلَحْتَ. يُقَال: قد نَعِجَ هاذا بعدِي: أَي سَمِنَ. والنَّعَج: أَن يَرْبُوَ ويَنْتَفِخَ. وَقيل: النَّهَجُ مِثلُه.
(و) النَّعَجُ: (ثِقَلُ القَلْبِ من أَكْلِ لَحْمِ الضَّأْنِ، والفِعْل) نَعِجَ الرَّجلُ نَعَجاً، (كفَرِحَ) فَهُوَ نَعِجٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
كأَنَّ القَوْمَ عُشُّوا لَحْمَ ضَأْنٍ
فَهُمْ نَعِجونَ قد مَالتْ طُلاَهمْ
يُرِيد أَنهم قد أُتْخُموا من كثيرةِ أَكلهم الدَّسَمَ فمالَتْ طُلاَهم. والطُّلَى: الأَعْناق.
(والنُّاعِجةُ: الأَرضُ السَّهْلةُ) المُستوية المُكْرمَةُ للنَّبات تُنْبِت الرِّمْثَ؛ قَالَه أَبو خَيْرَة.
(و) الناعجة: النّاقةُ البيضاءُ (اللّوْنِ الكَريمةُ. وجَمعلٌ ناعِجٌ) : حَسَنُ اللَّوْنِ مُكْرَمٌ. (و) النَّاعجةُ أَيضاً: (السَّريعةُ) من الإِبل. وَقد نَعَجَت الناقةُ نَعْجاً: وَهُوَ ضَرْبٌ من سَيْرِ الإِبل. وَفِي (اللِّسَان) : النَّواعِجُ من الإِبل: السِّراعُ. وَقد نَعَجَت النَّاقةُ فِي سَيْرِها، بِالْفَتْح: أَسرعَت، لُغَة فِي مَعَجَت.
(و) النَّاعِجَةُ أَيضاً: النَّاقةُ (الَّتِي يُصادُ عَلَيْهَا نِعَاجُ الوَحْشِ) . قَالَ ابنُ جِنّي: وَهِي من المَهْرِيّة. وَفِي شِعْرِ خُفَافِ ابْن نَدْبَة:
والنَّاعِجَاتِ المُسْرِعات للنَّجَا
يَعْنِي الخِفافَ من الإِبل، وَقيل: الحِسَان الأَلوانِ.
(والنَّعْجة: الأُنثَى من الضَّأْن) والظِّباءِ والبَقرِ الوَحْشِيّ والشَّاءِ الجَبَلِيّ، (ج نِعَاجٌ) ، بِالْكَسْرِ، (ونَعَجَاتٌ) مُحرَّكةً. وقرأَ الْحسن: {6. 013 ولى نعجة وَاحِدَة} (ص: 23) فَعَسَى أَن يكون الْكسر لُغةً.
(وأَنْعَجوا) إِنْعَاجاً: نَعِجَتْ، أَي (سَمِنَت إِبلهُم) .
(ونِعَاجُ الرَّمْلِ: البَقَرُ، الواحِدةُ نَعْجَةٌ) ، وَالْعرب تَكْنِى بالنَّعْجةِ والشَّاةِ عَن المرأَةِ، ويُسَمُّون الثَّوْرَ الوَحْشيَّ شَاة. قَالَ أَبو عُبيدٍ: (وَلَا يُقال لغيرِ البَثرِ مِن الوَحْش) نِعاجٌ. وَقَالَ الفارِسيّ: الْعَرَب تُجرِي الظِّباءَ مُجْرَى المَعْزِ، والبَقَرَ مُجْرَى الضِّأَنِ. ويَدلُّ على ذالك قولُ أَبي ذُؤيب.
وعَادِيةٍ تُلْقِي الثِّيَابَ كَأَنَّها
تُيُوسُ ظِبَاءٍ مَحْصُها وانْتِبارُها
فَلَو أَجْرَوُا الظِّباءَ مُجْرَى الضِّأْنِ لقَالَ: كِبَاشُ ظِباءٍ. وَمِمَّا يَدلّ على أَنهم يُجرُون البَقَرَ مُجْرَى الضَّأْنِ قولُ ذِي الرُّمَّة:
إِذَا مَا رَآها رَاكِبُ الصَّيْفِ لم يَزَلْ
يَرَى نَعْجَةً فِي مَرْتَعٍ فيُثِيرُها
مُوَلَّعةً خَنْساءَ لَيْسَتْ بنَعْجِةٍ
يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِيَاهِ وَقيرُها
فَلم يَنْفِ المَوصوفَ بذاتِه الّذي هُوَ النَّعْجة، وَلكنه نَفَاهُ بالوَصْف، وَهُوَ قولُه: يُدَّمِّن أَجوافَ المِياه وَقِيرُها
يَقُول: هِيَ نَعجةٌ وَحْشِيَّة لَا إِنسِيّة، تأْلَف أَجوافَ المِياهِ أَولادُها، وَلَا سِيّما وَقد خَصَّها بالوَقِيرِ، وَلَا يَقعُ الوَقيرُ إِلاَّ علَى الغَنم الّتى فِي السَّوَادِ والأَرْيافِ والْحضَرِ.
(وأَبو نَعْجَةَ صالحُ بنُ شُرَحْبِيلَ، والأَخْنَسُ بنُ نَعْجَةَ الكلبيّ: شاعرانِ) .
(ومَنْعِجٌ، كمَجْلِسٍ: ع) وَهُوَ وادٍ يأَخذ بَين حَفْرِ أَبي مُوسَى. والنِّباجِ، ويَدْفَع فِي بَطْنِ فَلْج ويومُ مَنْعِجٍ من أَيامِ العربِ لبني يَرْبوعِ بنِ حَنْظلةَ بنِ مالكِ بنِ زَيْدِ مَناةَ ابنِ تَميم على بَني كِلاَبٍ، قَالَ جَرير:
لَعَمْرُك لَا أَنْسَى ليالِيَ مَنْعِجٍ
وَلَا عَاقِلاً إِذ مَنْزِلُ الحيِّ عاقلُ (ووَهِمَ الجوهريّ فِي فَتْحه) ووُجِدَ بِخَط أَبي زكريَّا، فِي (هَامِش الصّحاح) : إِنما هُوَ مَنْعِجٌ، بِالْكَسْرِ. وحاول شيخُنا فِي انتصار الجوهريّ فَقَالَ: إِنّما مرادُه بِالْفَتْح أَوّلُه وَيبقى غيرُه على العُموم. وأَنت خبيرٌ بأَنّه غيرُ ظَاهر، وأَبو زكريَّا أَعْرف بمُرادِه من غَيره، والمَجْدُ تَبِعَه فِي ذالك. وإِنّما يُقَال: إِنّ الجوهريّ إِنّما ضبَطَه بِالْفَتْح لأَنّ قِياسَ المكانِ فَتْحُ العَين، لفَتْح عَيْنِ مُضارعِ، ومَجِؤُه مكسوراً يُنافِيه، فالمجْدُ بَنَى على الكَسْرِ لكونِه مَشْهُورا، والجوهريُّ نَظَر إِلى أَصْل القاعدةِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
امرأَةٌ ناعِجةٌ: حَسَنةُ اللَّونِ. ويومُ ناعِجةَ: من أَيّامِ العربِ.

حبب

حبب


حَبُبَ
a. U see supra (a).
حَبَّبَ
a. [acc. & Ila], Endeared to.
b. Seeded, ran to seed (plant).
حَاْبَبَa. Loved, liked; was friendly to.

أَحْبَبَa. Loved, liked.
b. [Ila
or
Bi], Was dear to.
c. see II (b)
تَحَبَّبَ
a. [Ila], Showed love, affection, to.
تَحَاْبَبَa. Loved, liked one another.

إِسْتَحْبَبَa. Loved, liked, took pleasure in; found agreeable
pleasant.
b. ['Ala], Preferred, liked better.
حَبّ
(pl.
حِبَاْب
حُبُوْب حُبَّاْن)
a. Grain, seed; pip, kernel, stone; berry; bead.
b. Pill.
c. Pimple, spot. ( See
حَبّ
below. )
حَبَّةa. see 1 (a) (c).
c. Trifle, mere nothing.

حِبّ
(pl.
حِبَّاْن
أَحْبَاْب
38)
a. Loved, beloved.
b. Love, affection, liking.

حُبّa. see 2 (b)b. Jar.

حُبَّةa. Loved, beloved.

حَبَبa. Beautiful teeth.
b. Bubble.
c. Dew-drop.

أَحْبَبُa. Dearer; liked best, preferred.
b. Preferable.

مَحْبَبَة
(pl.
مَحَاْبِبُ)
a. Love, affection, liking.

حَبَاْبa. Aim, object, endeavour.
b. Utmost endeavour.

حُبَاْبa. see 25 (a)
حَبِيْب
(pl.
أَحْبَاْب
أَحْبِبَآءُ
68)
a. Beloved, loved, liked.
b. Loving; lover; friend.

N. P.
حَبڤبَa. Loved, beloved; liked.

N. Ag.
أَحْبَبَa. Liked, esteemed; friend; lover; loving.

حَبّ الأَفْرَنْجِيّ
a. Syphilis.

حَبّ السَّلَاطِيْن
a. Seed of the castor-oil plant.

حَبّ المُلُوْك
a. Cherry.

حُبّ الوَطَن
a. Patriotism.

حَبَّة الحَلْوَى
a. Aniseed.

حَبَّة السَّوْدَآء
a. Coriander-seed

حَبَّة القَلْب
a. Liver.
b. Heart, core.

حَبَّة النَّوْم
a. Clove of garlic.
(ح ب ب) : (الْحُبُّ) خِلَافُ الْبُغْضِ وَبِفَعِيلٍ مِنْهُ سُمِّيَ حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ فِي الْكَفَالَةِ وَكَانَ عَبْدَ شُرَيْحٍ الْقَاضِي وَبِمُؤَنَّثِهِ كُنِّيَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ الَّتِي سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الِاسْتِحَاضَةِ (وَأُمُّ حَبِيبَةَ) بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ فِي حَدِيثِ الْحِدَادِ (وَحَبَّانُ) بْنُ مُنْقِذٍ الَّذِي قَالَ لَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قُلْ لَا خِلَابَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ (حَبَّانَ) فِي السِّيَرِ كِلَاهُمَا بِالْفَتْحِ (وَحِبَّانُ) بْنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ بِالْكَسْرِ وَزَيْدُ بْنُ (حَيَّانَ) تَحْرِيفٌ مَعَ تَصْحِيفٍ وَأَمَّا جَعْفَرُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ الْحَسَنِ فَمُخْتَلَفٌ فِيهِ بِالْبَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ أَوْ بِالْفَتْحِ وَالْيَاءِ بِنُقْطَتَيْنِ وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ زَيْدُ بْنُ (الْحُبَابِ) بِالضَّمِّ وَهُوَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ يَرْوِي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَمَةُ الْحُبَابِ فِي (سل) .
(حبب) : يُجْمَع الحَبُّ على حُبّانٍ، كسَمْنٍ وسُمْنانٍ، وتَمْرٍ وتُمْرانٍ ولَحْمٍ ولُحْمان.
(حبب) - في حديث صِفَةِ أَهلِ الجَنَّة: "يَصِيرُ طَعامُها إلى رَشْحٍ مِثلِ حَبابِ المِسكِ" .
الحَباب، بفَتْح الحَاءِ، الطَّلُّ الذي يُصبِح على الشَّجَر، شَبَّه رَشْحَ المِسْك به.
ويجوز أن يكون مُشبَّها بحَباب المَاءِ، وهو فَقاقِيعُه وتَكاسِيرُه وطَرَائقُه. وقيل: ما تَطايَر منه. والحَباب أَيضا: مُعظَم الماء.
- ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ، رَضِي الله عنه، قال لأبِي بَكْر رضي الله عنهما: طِرتَ بِعُبَابِها، وفزْتَ بَحَبابِها".
: أي مُعْظَمِها.
- في الحَدِيث: "الحُباب شَيْطَان" .
قال الأصمَعّي: الحُبَاب، يَعنِي بالضَّمِّ، الحَيَّةُ، لأنه اسمُ الشَّيطان، والحَيَّة يقال لها: شَيْطَان، قال الشاعر: كأَنَّه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وقال المُبَرِّد: الحُبابُ، حَيَّة بعَيْنِها، وكذلك اشْتَركا في اسم الجَانّ وابن قِتْرة .
- وفي صِفَتِه عليه الصّلاة والسَّلام: "ويَفْتَرّ عن مِثْل حَبِّ الغَمَام".
حَبُّ الغَمام: البَرَد، شَبَّه تَغرَه به في بَياضِه وصَفائِه وبُرودَتِه.
ح ب ب: (حَبَّةُ) الْقَلْبِ سُوَيْدَاؤُهُ وَقِيلَ ثَمَرَتُهُ. وَ (الْحِبَّةُ) بِالْكَسْرِ بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» . وَ (الْحُبَّةُ) بِالضَّمِّ الْحُبُّ يُقَالُ: حُبَّةً وَكَرَامَةً. وَ (الْحُبُّ) بِالضَّمِّ الْخَابِيَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَالْحُبُّ أَيْضًا الْمَحَبَّةُ وَكَذَا (الْحِبُّ) بِالْكَسْرِ. وَالْحِبُّ أَيْضًا الْحَبِيبُ وَيُقَالُ: (أَحَبَّهُ) فَهُوَ (مُحَبٌّ) وَ (حَبَّهُ) يُحِبُّهُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ (مَحْبُوبٌ) . وَ (تَحَبَّبَ) إِلَيْهِ تَوَدَّدَ وَامْرَأَةٌ (مُحِبَّةٌ) لِزَوْجِهَا وَ (مُحِبٌّ) أَيْضًا وَ (الِاسْتِحْبَابُ) كَالِاسْتِحْسَانِ. قُلْتُ: (اسْتَحَبَّهُ) عَلَيْهِ أَيْ آثَرَهُ عَلَيْهِ وَاخْتَارَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17] وَاسْتَحَبَّهُ أَحَبَّهُ وَمِنْهُ (الْمُسْتَحَبُّ) وَ (تَحَابُّوا) أَحَبَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ. وَ (الْحِبَابُ) بِالْكَسْرِ (الْمُحَابَّةُ) وَالْمُوَادَّةُ. وَ (الْحُبَابُ) بِالضَّمِّ الْحُبُّ. وَالْحُبَابُ أَيْضًا الْحَيَّةُ. وَحَبَابُ الْمَاءِ بِالْفَتْحِ مُعْظَمُهُ وَقِيلَ نُفَّاخَاتُهُ الَّتِي تَعْلُوهُ وَهِيَ الْيَعَالِيلُ. وَ (الْحَبَبُ) بِالْفَتْحِ تَنَضُّدُ الْأَسْنَانِ. 
ح ب ب

أحببته، وهو حبيب إليّ، وأحبب إليّ بفلان. وحبب الله إليه الإيمان، وحببه إليّ إحسانه. وهو يتحبب إلى الناس، وهو محبب إليهم: متحبب. وفلان يحاب فلاناً ويصادقه، وهما يتحابان، وفرق بين معد تحاب. وأوتي فلان محاب القلوب. واستحبوا الكفر على الإيمان: آثروه. وحب إليّ بسكنى مكة، وحبذا جوار الله، حب بمعنى حبب. قال:

وحب إلينا أن تكون المقدما

وحب إليّ بأن تزورني. قال:

وحب بها مقتولة حين تقتل

واجعله في حبة قلبك وهي سويداؤه، وأصابت فلانة حبة قلبه. قال الأعشى:

فرميت غفلة عينه عن شاته ... فأصبت حبة قلبها وطحالها

وطفا الحباب على الشراب، والحبب وهي ففاقيعه كأنها القوارير. وشرب حتى تحبب أي انتفخ كالحب، ونظيره: حتى أوّن أي صار كالأون وهو الجوالق. قال ربيعة بن مقروم:

وفتيان صدق قد صبحت سلافة ... إذا الديك في جوش من الليل طربا

ومسحوطة بالماء ينزو حبابها ... إذا المسمع الغريد منها تحببا

ومن المجاز: قوله:

تخال الحباب المرتقي فوق نورها ... إلى سوق أعلاها جماناً مبذرا

أراد قطرات الطل، سماها حباباً استعارة، ثم شبهها بالجمان. وفلان بغيض إلى كل صاحب، لا يوقد إلا نار الحباحب؛ وهي مثل في النكد وعدم النفع.
ح ب ب :
أَحْبَبْتُ الشَّيْءَ بِالْأَلِفِ فَهُوَ مُحَبٌّ وَاسْتَحْبَبْتُهُ مِثْلُهُ وَيَكُونُ الِاسْتِحْبَابُ بِمَعْنَى الِاسْتِحْسَانِ وَحَبَبْتُهُ أَحِبُّهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالْقِيَاسُ أَحُبُّهُ بِالضَّمِّ لَكِنَّهُ غَيْرُ مُسْتَعْمَلِ وَحَبِبْتُهُ أَحَبُّهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَفِيهِ لُغَةٌ لِهُذَيْلٍ حَابَبْتُهُ حَبَابًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالْحُبُّ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ وَحَبِيبٌ وَحِبٌّ بِالْكَسْرِ وَالْأُنْثَى حَبِيبَةٌ وَجَمْعُهَا حَبَائِبُ وَجَمْعُ الْمُذَكَّرِ أَحِبَّاءٌ وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يُجْمَعَ جَمْعَ شُرَفَاءَ وَلَكِنْ اُسْتُكْرِهَ لِاجْتِمَاعِ الْمِثْلَيْنِ قَالُوا كُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعِيلٍ مِنْ الصِّفَاتِ فَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُضَاعَفٍ فَبَابُهُ فُعَلَاءُ مِثْلُ: شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ وَإِنْ كَانَ مُضَاعَفًا فَبَابُهُ أَفَعِلَاءُ مِثْلُ: حَبِيبٍ وَطَبِيبٍ وَخَلِيلٍ.

وَالْحَبُّ اسْمُ جِنْسٍ لِلْحِنْطَةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَكُونُ فِي السُّنْبُلِ وَالْأَكْمَامِ وَالْجَمْعُ حُبُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ الْوَاحِدَةُ حَبَّةٌ وَتُجْمَعُ حَبَّاتٍ عَلَى لَفْظِهَا وَعَلَى حِبَابٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَالْحِبُّ بِالْكَسْرِ بِزْرُ مَا لَا يُقْتَاتُ مِثْلُ: بُزُورِ الرَّيَاحِينِ الْوَاحِدَةُ حِبَّةٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» هُوَ بِالْكَسْرِ.

وَالْحُبُّ بِالضَّمِّ الْخَابِيَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ حِبَابٌ وَحِبَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ.

وَحِبَّانُ بْنُ مُنْقِذٍ بِالْفَتْحِ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «قُلْ لَا خِلَابَةَ» .

وَحِبَّانُ بِالْكَسْرِ اسْمُ رَجُلٍ أَيْضًا.

وَحَبَابُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ غَايَتُكَ. 
[حبب] الحبة: واحدة حَبَّ الحنطة ونحوِها من الحبوب. وحَبَّة القلب: سُويداؤه، ويقال ثمرته وهو ذاك. والحبة السَوداء والحبة الخضراء. والحبة من الشئ: القطعة منه. ويقال للبرد: حب الغمام، وحب المزن، وحب قر. ابن السكيت: وهذا جابرُ بن حَبَّةَ: اسم للخبز، وهو معرفةٌ. والحِبَّةُ بالكسر: بزور الصحراء مما ليس بقوتٍ. وفي الحديث: " فينبُتونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ السَيْلِ "، والجمع حِبَبٌ. والحُبَّةُ بالضم: الحُبُّ، يقال: نَعمْ وحُبَّةً وكرامةً. والحُبُّ: الخابيةُ، فارسيٌّ معربٌ، والجمع حِبابٌ وحببة. = الوليد رثى بهذا الشعر عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقاتله كنانه بن بشر التجيبى. وأما قاتل على رضى الله عنه فهو التجوبى. ورأيت في حاشية ما مثاله: أنشد أبو عبيد البكري رحمه الله في كتابه فصل المقال، في شرح كتاب الامثال: هذا البيت الذى هو ألا إن الخ. لنائلة بنت الفرافصة بن الاحوص الكلبية، زوج عثمان رضى الله عنه، ترثيه، وبعده: ومالى لا أبكى وتبكى قرابتي * وقد حجبت عنا فضول أبى عمرو والرواية في البيت: " قتيل التجيبى ". والثلاثة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر رضى الله عنهما. والحب: المحبة، وكذلك الحب بالكسر. والحِبُّ أيضاً: الحبيب، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ. يقال أحبّه فهو مُحَبٌّ. وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو محبوب. قال الشاعر : أحب أبا مروان من أجل تمره * وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق * ووالله لولا تمره ما حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق وهذا شاذ لانه لا يأتي في المضاعف يفعل بالكسر إلا ويشركه يفعل بالضم إذا كان متعديا، ما خلا هذا الحرف. وتقول: ما كنت حبيبا، ولقد حَبِبْتَ بالكسر، أي صرت حَبيباً. الأصمعي: قولهم حُبَّ بفلان، معناه ما أحبه إلى. وقال الفراء: معناه حبب بضم الباء، ثم أسكنت وأدغمت في الثانية. قال ابن السكيت في قول ساعدة: هجرت غضوب وحب من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وليك تشغب أراد حبب فأدغم ونقل الضمة إلى الياء، لانه مدح. ومنه قولهم: حبَّذا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، وأصله حَبُب على ما قال الفراء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الاشارة جعلا شيئا واحد فصار بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء وزيد خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لانك تقول: حبذا امرأة ولو كان بدلا لقلت حبذه المرأة. قال الشاعر جرير: وحبذا نَفَحاتٌ من يمانِيَةٍ * تأتيكَ من قِبَل الريَّانِ أحيانا وتحبَّب إليه: تودّد. وتحبَّب الحمار، إذا امتلأ من الماء. وشربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أي تَمَلَّأتْ ريَّاً. وامرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها ومُحِبٌّ لزوجها أيضاً، عن الفراء. والاستحباب كالاستحسان . وتحابُّوا، أي أحبَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحبه. والحِباب بالكسر: المُحابَّةُ والمَوادَّةُ. والحُبابُ بالضم: الحب. قال الشاعر : فوالله ما أَدري وإني لصادقٌ * أَداءٌ عَراني من حُبابِكِ أمْ سِحْرُ والحُبابَ أيضاً: الحَيَّةُ. وإنما قيل الحُبابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، ومنه سُمِّيَ الرجل. وحَبابُ الماء بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة: يشق حباب الماء حيزومها بها * كما قَسَمَ التُرْبَ المُغايِلُ باليَدِ ويقال أيضاً حَبابُ الماء: نفاخاته التى تعلوه، وهى اليعاليل. وتقول أيضاً: حَبابُكَ أن تفعلَ كذا، أي غايتك. والإحبابُ: البُروكُ. والإِحْبابُ في الإبل كالحِرانِ في الخيل. قال الشاعر :

ضرب بعير السوء إذ أحبا * أبو زيد: يقال بعير مُحِبٌّ، وقد أحبَّ إحباباً وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأ أو يموت. وقال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌّ. وأنشد : جبت نساء العالمين بالسبب * فهن بعد كلهن كالمحب وأَحَبَّ الزرعُ وأَلبَّ، إذا دخل فيه الأكل وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُبُّ. والحَبَبُ، بالتحريك: تَنَضُّدُ الأسنان وقال:

وإذا تَضْحَكُ تُبْدي حَبَباً * والحباحب: اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا ناراً ضعيفةً مخافَة الضيفان، فضربوا بها المثلَ حتّى قالوا: نارُ الحُباحِبِ لِمَا تَقْدَحُهُ الخيلُ بحوافرها. قال النابغة يذكر السُيوف: تَقُدُّ السَلوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُهُ * ويوقِدْنَ بالصُفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ وربما قالوا: نارُ أبي حُباحِبٍ، وهو ذبابٌ يطير بالليل كأنه نار. قال الكميت: يَرى الراءون بالشفرات منها * كنار أبى حُباحِبَ والظُبينا وربما جعلوا الحُباحِبَ اسماً لتلك النار. قال الكُسَعيُّ: ما بالُ سَهْمي يوقِدُ الحُباحِبا * قد كنتُ أرجو أن يكون صائبا وحبان بالفتح: اسم رجل موضوع من الحب. والحباحب بالفتح: الصغار، الواحد حبحاب. قال الهُذَليّ : دَلَجي إذا ما الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْ يعني بالمُقَرَّنَةِ الجبال التي يدنو بعضها من بعض. وحبى على فعلى: اسم امرأة. قال هدبة ابن خشرم: فما وجدت وجدى بها أم واحد * ولا وجد حبى بابن أم كلاب -
[حبب] نه في صفته صلى الله عليه وسلم: ويفتر عن مثل "حب" الغمام يعني البرد، شبه به ثغره. وح: يلقى إليهم "الحبوب" أي المدر. وفي صفة أهل الجنة يصير طعامهم إلى رشح مثل "حباب" المسك، هو بالفتح الطل الذي يصبح على النبات، شبه به رشحهم مجازاً، وأضيف إلى المسك ليثبت له طيب الرائحة، أو شبه بحباب الماء وهي نفاخاته التي تطفو عليه، ويقال لمعظم الماء: حباب، أيضاً. ومنه ح علي للصديق: طرت بعبابها، وفزت "بحبابها" أي معظمها. وفيه: "الحباب" شيطان، هو بالضم اسم له، ويقع على الحية أيضاً كما يقال لها شيطان، ولذا غير اسم الحباب كراهية للشيطان. وفيه: كما تنبت "الحبة" في حميل السيل، هي بالكسر بزور البقول وحب الرياحين، وقيل: نبت صغير ينبت في الحشيش، وهي بالفتح الحنطة والشعير ونحوهما. ك: والمراد الحبة الحمقاء لأنها تنبت سريعاً وهو يزيد الرياحين حسناً. ط: وجه الشبه سرعة النبات وحسنه وطراوته، ويتم بياناً في حميل. وح: ثار عن وطائه من بين "حبه" بالكسر المحبوب، أي قام عن فراشه. نه وفي ح عائشة: أنها "حبة" أبيك، هو بالكسر المحبوب، والذكر حب. ومنه من يجترئ عليه إلا أسامة "حبه" وكان صلى الله عليه وسلم يحبه كثيراً. ن: أي يتجاسر عليه بطريق الإدلال. ومنه: نهائي "حبي". ش ومنه: فأثرت "حب" النبي صلى الله عليه وسلم على "حبه" بكسر حائهما بمعنى المحبوب. شم: بضم الحاء وكسرهما فيهما. ن: "الحبة" السوداء الشونيز على المشهور الصواب، وقيل: الخردل، وقيل: الحبة الخضراء وهي البطم. نه وفي ح أحد: هو جبل "يحبنا ونحبه" أي يحبنا أهله ونحبهم، أو إنا نحبه لأنه في أرض من نحبه. ط: والأولى أنه على ظاهره، ولا ينكر حب الجمادات للأنبياء والأولياء كما حنت الأسطوانة على مفارقته ويسلم الحجر عليه، وقيل: أراد به أرض المدينة وخص الجبل لأنه أول ما يبدو كما قال:
وهل يبدون لي شامة وطفيل
ولعله حبب إليه صلى الله عليه وسلم بدعائه: اللهم حبب إلينا المدينة. نه: انظروا "حب" الأنصار، بضم حاء، وفي بعضها بحذف انظروا للعلم به، أو هو مبتدأ والتمر خبره كزيد عدل للمبالغة، أو بكسر الحاء بمعنى المحبوب والتمر على الأول منصوب وهو المشهور رواية، وعلى الأخيرين مرفوع. ك: كلمتان "حبيبتان" عند الرحمن، أي كلامان محبوبان أي محبوب قائلهما، والحبيب يجوز فيه التسوية ولا تجب، أو تجب
حبب
حبَّ1 حَبَبْتُ، يَحِبّ، احْبِبْ/ حِبّ، حُبًّا، فهو حَابّ، والمفعول مَحْبوب وحَبِيب
• حبَّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ:
1 - ودّه ومال إليه "حَبَبْتُك لصدقك- لا يكن حبُّك كلَفًا ولا بغضُك تلفًا- حُبُّكَ الشَّيءَ يُعمِي ويُصمّ [مثل]- {فَاتَّبِعُونِي يَحِبَّكُمُ اللهُ} [ق]: ينعم عليكم بالغفران- {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} - {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}: ألقيت عليك رحمتي" ° رباط المحبَّة: عامل عاطفيّ يجمع بين شيئين أو أكثر- كما تحبّ: حَسْب ما تريد أو ترغب- محبَّة الذَّات: الأنانية، الفرديّة.
2 - عظَّمه وخضع له " {يَحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} [ق] ". 

حبَّ2 حَبُبْتُ، يَحُبّ، احْبُبْ/ حُبَّ، حُبًّا، فهو حبيب
• حبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: اتَّصف بما يستجلب الودَّ، صار محبوبًا "لقد حَبُبْتَ بعد عفوك عن خَصْمِك". 

حبَّ3/ حبَّ إلى حَبِبْتُ، يَحَبّ، احْبَبْ/ حَبّ، حُبًّا، فهو حَبِيب، والمفعول مَحْبوبٌ إليه
• حبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: اتَّصف بما يستجلب الود، وصار محبوبًا "لقد حَببْت بعد عفوك عن خصمك".
• حبَّ إليَّ أن تفعلَ: صِرْتُ أُحِبُّ ذلك. 

حَبَّ4 حبِبْتُ، يَحَبّ، احْبَبْ/ حَبّ، حُبًّا، فهو حابّ، والمفعول مَحْبوب وحبيب
• حبَّ الشَّخصَ: ودَّه "يجب أن نَحَبّ الآخرين لا من أجلنا بل من أجلهم". 

حُبَّ يُحَبّ، حُبًّا، والمفعول مَحْبوب
• حُبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: صار محبوبًا ° حُبَّ به: ما أحبَّه إليَّ (للمدح أو التعجّب). 

أحبَّ يُحِبّ، أَحْبِبْ/ أَحِبَّ، إحبابًا، فهو مُحِبّ، والمفعول مُحَبٌّ (للمتعدِّي)
• أحبَّ الزَّرعُ: بَدا حَبُّه "أحَبَّ الزَّرعُ وألبَّ: صار ذا حَبٍّ ولُبٍّ".
• أحبَّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ: أحبَّه، ودّه ومال إليه، عكس كرهه "جئتك بقوم يحبُّون الموتَ كما تحبُّون الحياةَ: يرغبون فيه ولا يخافونه- من أحبّ شيئًا أكثر من ذِكْره- سجِّل نصيحة من يحبّك وإن كنت لا تتقبّلها في حينها [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: صديقك من صَدَقَك لا من صدّقَك- إنّ المُحِبَّ إذا أحبَّ حبيبَه ... صدَق الصَّفاءَ وأنجز الموعودا: أخلص وصدق في مودّته- لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ [حديث]: يتمنّى- {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} " ° المحبّ المخلص: الصّادق المحبَّة- كما تحبّ: حَسْب ما تريد أو ترغب.
• أحبّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ على غيره: آثره وفضَّله عليه " {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ". 

استحبَّ يَستحِبّ، اسْتَحْبِبْ/ اسْتَحِبَّ، استحبابًا، فهو مُسْتَحِبّ، والمفعول مُسْتَحَبّ
• استحبَّ الشَّيءَ: قبِله، فضَّله واستحسنه وآثره "استحبّ المطالعةَ- شراب مستحبّ الطَّعم".
• استحبَّ الشِّعْرَ على القصَّة: اختاره، أحبَّه أكثرَ منها وفضّله عليها "استحب الصَّمت على الكلام حين احتدم الجدل- {إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ} ". 

تحابَّ يَتحابّ، تَحابَبْ/ تَحابَّ، تَحَابًّا، فهو مُتحابّ
• تحابَّ القومُ: أحَبَّ بعضُهم بعضًا، تبادلوا الحُبَّ والودّ "التحابب بين أفراد الأمّة ضروري لبقائها- لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا [حديث] ". 

تحبَّبَ/ تحبَّبَ إلى/ تحبَّبَ لـ يَتحبَّب، تحبُّبًا، فهو مُتحبِّب، والمفعول متحبَّب إليه
• تحبَّب الشَّيءُ: مُطاوع حبَّبَ: تحوّل إلى حُبَيْبات "تحبَّب المِلْحُ/ السُّكّر".
• تحبَّب الجِلْدُ: خرجت فيه حُبَيْبات وبثور.
• تحبَّب الماءُ ونحوُه: ظهرت عليه الفقَّاعات.
• تحبَّب إليه/ تحبَّب له: تودَّد وأظهر الحُبَّ له "تحبَّبتِ المرأةُ إلى زوجها- كان الأطفال يتحبّبون إليه لأنّه كان يلاطفهم". 

حابَّ يحابّ، حابِبْ/ حابَّ، مُحابَّةً، فهو مُحابّ، والمفعول مُحابّ
• حابَّ جارَه: وادّه وصادقه وأظهر له المحبَّة وحسن المعاملة "حاولَ أن يُحابَّه فلم يُفلح". 

حبَّبَ يحبِّب، تَحْبِيبًا، فهو مُحَبِّب، والمفعول مُحَبَّبٌ (للمتعدِّي)
• حبَّب الزَّرعُ: أحبّ، ظهر حبُّه.
• حبَّب الدَّواءَ ونحوَه: جعله في صورة الحَبّ "نسيج محبَّب: مغطّى بحبوب صغيرة- سنبلة محبَّبة: ملآنة حَبًّا".
• حبَّب الشَّيءَ إليه: جعله يوَدّه ويميل إليه، جعله يحبّه "حبَّبه إليّ إحسانُه- {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ} ".
• حبَّبَه في الشَّيء: جعله يحبّه. 

حَبابُ [جمع]:
1 - فقاقيعُ تعلو الماء أو الخمر من جرّاء الرِّيح أو حركة ما "طفا الحَبابُ على الشَّراب" ° حبابُك أن تفعل كذا، وأن يكون كذا: غاية ما تريد.
2 - ندًى يغطِّي النَّباتَ في الصَّباح الباكر. 

حَبّ [جمع]: جج حُبوب، مف حَبَّة:
1 - ما يكون في السُّنبل كالقمح والشّعير وفي الكيزان كالذرة وكل بذر
 يؤكل "يسقط الطَّير حيث يلتقط الحَبَّ- {إِنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} " ° حَبّ العزيز.
2 - ما يشبه الحبَّ في شكله "حبّات الرِّمال/ مِسْبَحة- حبّة العين" ° حَبُّ الغمام.
• حَبُّ الشَّباب: (طب) بثور تظهر في الوجه عند المراهقة.
• حبُّ المِسْكِ: (نت) نبات من فصيلة الخُبَّازيّات، تُستعمل بذوره في صناعة العطور.
• حبوب اللِّقاح: (نت) حبوب تُنتج خلايا التَّناسل الذكريّة، تتكوَّن في متك الزهرة أو في المخروط الذكريّ للنباتات الصنوبريَّة. 

حَبَب [جمع]:
1 - حَباب، فقاقيع على وجه الماء.
2 - ندًى يغطِّي النَّبات في الصَّباح الباكر.
3 - أسنان منضَّدة (على التشبيه) "*وإذا تضحك تبدي حَبَبًا*". 

حُبّ [مفرد]:
1 - مصدر حُبَّ وحبَّ1 وحبَّ2 وحبَّ3/ حبَّ إلى وحَبَّ4 ° الحُبُّ الإلهيّ: بهجة وليدة كمال معرفة الله، يَشعر بها العارفون من المتصوّفة- حُبُّ الاستطلاع: الميل إلى الاطِّلاع والمعرفة- حُبُّ التَّسلّط: الرّغبة في التسلُّط- حُبُّ الذَّات: حبّ النفس، الأنانيّة- حُبُّ الظُّهور: التباهي، رغبة الإنسان في الكشف عن صفاته ومزاياه وفي عرض ما يلفت الأنظار إليه- حُبًّا وكرامة: بكلّ سرور وطيب خاطر- حُبٌّ عذريّ/ حُبٌّ أفلاطونيّ: عفيف طاهر، ما يتسامى من الحبّ عن الرّغبة الجسديَّة إلى الألفة الرُّوحيَّة، ويُعرف عند العرب بالحبّ العُذريّ.
2 - (سف) ميل قَلْبيّ إلى الأشخاص أو الأشياء العزيزة الجذّابة أو النَّافعة "حُبّ بلا إخلاص بناء بلا أساس- ليس الزّواج مقبرةَ الحبّ فكم من حُبّ جاء ثمرةً للزَّواج- الحبّ أعمى [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: حبُّك الشَّيء يُعمي ويُصِمّ- لو كان حُبُّكَ صادقًا لأطعته ... إنّ المحبّ لمن يحبُّ مطيع- {شَغَفَهَا حُبًّا} " ° عُقدة الحُبّ الصَّادق: الرِّباط الذي يدلُّ على استمراريّة العهد بين المحبِّين- يَوْمُ الحُبّ: يوم 14 شباط (فبراير) الذي يُحتفل به في أمريكا الشَّماليّة وأوربَّا ويتبادل فيه المحبُّون تذكارات الحبّ. 

حِبّ [مفرد]: ج أحباب وحِبّان وحِبَبَة: محبوب "كان زيد بن حارثة يُدعى: حِبَّ رسولِ الله- وألذُّ موسيقى تسرّ مسامعي ... صوت البشير بعودة الأحبابِ". 

حَبَّابَة [مفرد]: أنبوب صغيرٌ من زجاج مُعَدّ لحفظ كميَّة من دواء سائل يخرج منه على هيئة قطرات. 

حَبَّة [مفرد]: ج حَبَّات وحَبّ:
1 - جزءٌ من الشّيء، واحدةٌ منه "حبّات العنب الناضجة- جعل من الحَبَّة قُبَّة [مثل]: جَسَّم الأمر وبالغ في تجسيمه- {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}: شيء ضئيل جدًّا" ° حبَّة العين: سوادها، إنسانها- حبَّة القلب: مهجته وسويداؤه- حبَّة مِسْبحة: كرةٌ صغيرة مثقوبة من زجاج أو معدن ونحوه تنظم في سلك مسبحة أو قلادة.
2 - قُبلة ولثمة.
3 - جزء صغير من كلِّ شيء.
4 - دُمَّل.
5 - من الأوزان: مقدار شعيرتين متوسطَتَيْن.
6 - (كم) مستحضر طبيّ على شكل كرويّ أو بيضيّ صغير للبلع "حبَّةٌ منوِّمة: مُسَكِّن للمساعدة على النّوم والتخلّص من الأرق".
7 - (نت) بذرة النجيليّات كالحنطة والشَّعير والذُّرة وبذرة البقوليّات كالفول والبسلّة والعدس، وهي أيضًا ثمرة نباتات الحبوب غير المنشقَّة أحاديّة المسكن ذات البذرة الواحدة التي تتَّحد فيها القصرة بغلاف الثمرة اتِّحادًا تامًّا.
• حَبَّة البَرَكة: (نت) عشب حوليّ أسود من الفصيلة الشقيقيّة، أوراقه دقيقة التجزُّؤ، وأزهاره زُرْق، وثماره جرابيّة بداخلها بذور صغيرة سوداء، تستعمل علاجًا، وتضاف أحيانًا إلى بعض أصناف الخبز والفطائر؛ لطيب طعمها ورائحتها، ويُعتصر منها زيتُ حبَّة البركة، ومن أسمائها: الحبّة السوداء والحبَّة المباركة، ومنبتها مصر والهند وبلاد حوض البحر المتوسط. 

حَبِيب [مفرد]: ج أحباب وأحبّاءُ وأحِبَّة، مؤ حبيب وحبيبة، ج مؤ حبيبات وحبائبُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبَّ2 وحبَّ3/ حبَّ إلى.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حبَّ1 وحَبَّ4: محبوب "تزوّج من فتاةٍ حبيبٍ/ حبيبةٍ إلى قلبه- {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ".
• الحبيبان: الذَّهب والفضَّة. 

حُبَيْبة [مفرد]: ج حُبَيْبات:
1 - تصغير حَبَّة.
2 - بَثْرَة صغيرة تتكوّن على الجلد "حُبَيْبات صديديّة". 

حُبَيبيّ [مفرد]: ج حبيبيّات:
1 - اسم منسوب إلى حُبَيْبة: "خشب حُبَيبيّ".
2 - مُغطًّى بحبوب صغيرة "جلد حُبَيبيّ" ° صخر حبيبيّ: محبَّب- ورم حُبَيبيّ: مكوّن من حبيبات.
• رمد حبيبيّ: (طب) مرض معدٍ لقرنيّة العين، يُسبِّبه نوع من البكتريا، يتميَّز بالالتهاب والتّضخُّم وتشكيل حبيبات في الأنسجة الغُدِّيّة. 

مُحِبّ [مفرد]: اسم فاعل من أحبَّ.
• المُحِبّ: اسم من أسماء الله الحسنى. 

مَحبَّة [مفرد]: مصدر ميميّ من حبَّ1 ° أُشرب محبَّته: آثره بها. 

مُستحَبّ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استحبَّ.
2 - (فق) ما رغَّب فيه الشَّارع ولم يوجبه، عكس مكروه "أمر مستحبّ". 
حبب
: (} الحُبُّ:) نَقِيضُ البُغْضِ، {والحُبّ: (الوِدَادُ) } والمَحَبَّةُ، (! كالحِبَابِ) بِمَعْنَى {المُحَابَّةِ والمُوَادَّةِ والحُبِّ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ للْمَوْتِ الجَدِيدِ} حِبَابُهَا
وَقَالَ صَخْرُ الغَيّ:
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ
عَاوَدَنِي مِنْ حِبَابِهَا الزُّؤُدُ
(والحِبّ، بكَسْرِهِمَا) حُكِيَ عَن خَالِدِ بنِ نَضْلَةَ: مَا هَذَا {الحِبُّ الطَّارِقِ. (والمَحَبَّةِ،} والحُبَابِ بالضَّمِّ) ، قَالَ أَبُو عَطَاءٍ السِّنْدِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ:
فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَصَادِقٌ
أَدَاءٌ عَرَانِي مِنْ {حُبَابِكِ أَمْ سِحْرُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: المَشْهُورُ عِنْد الرُّوَاةِ مِنْ حِبَابِكِ، بِكَسْر الحاءِ، وَفِيه وَجْهَانِ، أَحدُهما أَن يكون مصدرَ} حَابَبْتُه {مُحَابَّةً} وحِبَاباً، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ جَمْعَ {حُبٍّ، مثل عُشّ وعِشَاش، ورواهُ بعضُهُم: من جَنَابِكَ، بِالْجِيم وَالنُّون، أَي من نَاحِيَتِك وَقَالَ أَبو زيد: (} أَحَبَّه) اللَّهُ، (وَهُوَ) {مُحِبٌّ بالكَسْرِ، و (} مَحْبُوبٌ على غير قياسٍ) هذَا الأَكثرُ قَالَ: ومِثْلُهُ مَزْكُومٌ ومَحْزُونٌ ومَجْنُونٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ. وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ: قَد فُعِلَ. بِغَيْر أَلِفٍ فِي هَذَا كُله، ثمَّ بُنِيَ مفْعِولٌ على فُعِلَ وإِلاّ فَلَا وَجْهَ لَهُ، فإِذَا قالُوا أَفْعَلَه اللَّهُ فَهُوَ كُله بالأَلف، وَحكى اللِّحْيَانِيُّ عَن بني سُلَيمَ: مَا {أَحَبْتُ ذلكَ أَي مَا} أَحْبَبْتُ، كَمَا قَالُوا: ظَنْتُ ذَلِك، أَي طَنَنْتُ، ومثلُه مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ظَلْتُ، وَقَالَ:
فِي سَاعَةٍ {يُحَبُّهَا الطَّعَامُ
أَي} يُحَبُّ فِيهَا (و) قد قِيلَ ( {مُحَبٌّ) بالفَتْح على القياسِ وَهُوَ (قليلٌ) قالَ الأَزهريُّ: وَقد جاءَ} المُحَبُّ شاذًّا فِي قولِ عنترةَ:
ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ
مِنِّي بِمَنْزِلَةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
(و) حكى الأَزهريُّ عَن الْفراء قَالَ: و ( {حَبَبْتُه} أَحِبُّه بالكَسْرِ) لُغَةٌ ( {حُبًّا بالضِّمَّ والكَسْرِ) فَهُوَ مَحْبُوبٌ، قَالَ الجوهريّ: وَهُوَ (شَاذٌّ) لاِءَنَّهُ لَا يَأْتِي فِي المضاعف يَفْعِلُ بالكَسْرِ إِلاّ ويَشْرَكُه يَفْعُلُ بالضَّمِّ إِذا كَانَ مُتَعَدِّياً، مَا خَلا هذَا الحَرْفَ، وكَرِهَ بعضُهُمْ حَبَبْتُه وأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيح، وَهُوَ قولُ غَيْلاَنَ بنِ شُجَاعٍ النَّهْشَلِيِّ:
أَحِبُّ أَبَا مَرْوَانَ مِنْ أَجْلِ تَمْرِهِ
وأَعْلَمُ أَنَّ الجَارَ بالجَارِ أَرْفَقُ
فَأُقْسِمُ لَوْلاَ تَمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ
وَلاَ كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ
وَكَانَ أَبو الْعَبَّاس المبرِّدُ يَرْوِي هَذَا الشْعَرَ:
وَكَانَ عِيَاضٌ مِنْهُ أَدْنَى ومُشْرِقِ
وعَلَى هَذِه الرِّوَاية لَا يكون فِيهِ إِقْوَاءٌ. (و) حكى سِيبَوَيْهٍ: حَبَبْتُهُ و (} أَحْبَبْتُهُ) بِمَعْنًى ( {واسْتَحْبَبْتُهُ} كَأَحْبَبْتُهُ، {والاسْتحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ.
(} والحَبِيبُ {والحُبَابُ بالضِّمِّ، و) كَذَا (} الحِبّ بالكَسْرِ، {والحُبَّةُ بالضَّمِّ) مَعَ الْهَاء، كُلُّ ذَلِك بِمَعْنى (} المَحْبُوبِ وَهِي) أَي {المَحْبُوبَةُ (بهاء) ،} وتَحَبَّب إِليه: تَوَدَّدَ، وامرأَةٌ {مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا،} ومُحِبٌّ أَيضاً، عَن الْفراء، وَعَن الأَزهريّ: {حُبَّ الشَّيْءُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ ثمَّ لَا تَقُلْ: حَبَبْتَهُ، كَمَا قَالُوا جُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ، ثمَّ يَقُولُونَ: أَجَنَّه اللَّهُ،} والحِبُّ بالكَسْرِ: {الحَبِيبُ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، وَكَانَ زيدُ بنُ حارِثَةَ يُدْعَى} حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَفِي الحَدِيث (ومَنْ يَجْتِرِىءُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي {مَحْبُوبُهُ، وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} يُحِبُّه كَثِيراً، وَفِي حَدِيث فاطمةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالَ لَهَا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَن عَائِشَة) (إِنَّهَا {حِبَّةُ أَبِيكِ) الحِبُّ بِالْكَسْرِ: المَحْبُوبُ والأُنْثَى: حِبَّةٌ (وجَمْعُ} الحِبِّ) بِالْكَسْرِ ( {أَحْبَابٌ} وحِبَّانٌ) بِالْكَسْرِ ( {وحُبُوبٌ} وحِبَبَةٌ) بِالْكَسْرِ (مُحَرَّكَةً، وحُبٌّ بِالضَّمِّ) وَهَذِه الأَخيرةُ إِما أَنها جَمْعٌ (عَزِيزٌ أَو) أَنها (اسمُ جَمْعٍ) ، وَقَالَ الأَزهريّ: يُقَالُ للحَبِيبِ: {حُبَابٌ، مُخَفَّفٌ، وَقَالَ اللَّيْث: الحِبَّةُ والحِبُّ بِمَنْزِلَة الحَبِيبَةِ والحَبِيبِ، وَحكى ابْن الأَعرابيُّ: أَنَا حَبِيبُكُمْ أَي مُحبُّكُم، وأَنشد:
وَرُبَّ حَبِيبٍ (ناصحٍ) غَيْرِ مَحْبُوبِ
وَفِي حَدِيث أُحُدٍ (هُوَ جَبَلٌ} يُحِبُّنَا {ونُحِبّهُ) قَالَ ابْن الأَثير: وَهَذَا محمولٌ على المجازِ، أَراد أَنه جَبَلٌ يُحِبُّنَا أَهْلُهُ} ونُحِبُّ أَهْلَهُ، وهُم الأَنْصَارُ، ويجوزُ أَن يكونَ من بَاب المَجَاز الصَّريحِ، أَي أَنَّنَا نُحِبُّ الجَبَلَ بِعَيْنِه، لأَنَّه فِي أَرْضِ مَنْ نُحِبُّ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ (انْظُرُوا حُبَّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ) وَفِي روايةٍ بإِسْقَاطِ انْظُرُوا، فيجوزُ أَن تكونَ الحَاءُ مَكْسُورَة بمعنَى المَحْبُوبِ أَي مَحْبُوبُهُمُ التَّمْرُ، فعلَى الأَوّلِ يكون التمرُ مَنْصُوبًا، وعَلى الثَّانِي مَرْفُوعا.
( {وحُبَّتُكَ، بالضَّمِ: مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تُعْطَاهُ أَو يكونَ لَكَ) واخْتَرْ} حُبَّتَكَ {ومَحَبَّتَكَ أَي الَّذِي تُحِبُّه (و) قَالَ ابْن بَرِّيّ: (الحَبِيبُ) يجىءُ تَارَةً بِمَعْنى (المُحِبِّ) كَقَوْل المُخَبَّلِ:
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ} حَبِيبَها
ومَا كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي {مُحِبَّهَا، ويجىءُ تَارَة بِمَعْنى المَحْبُوبِ كَقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةَ:
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى
إِلَىَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ} لَحَبِيبُ
أَي لمَحْبُوبٌ:
(و) حَبِيبٌ (بِلَا لامٍ خَمْسَةٌ وثَلاَثُون صَحَابِيًّا) وهم حَبيبُ بنُ أَسْلَمَ مَوْلَى آلِ جُشَمَ، بَدْرِيٌّ، رُوِيَ عَنهُ، وحَبِيبُ بنُ الأَسْوَدِ، أَوْرَدَه أَبُو مُوسَى، وحَبِيبُ بنُ أَسِيد بنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ اليَمَامَةِ، وَحبِيبُ بنُ بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ، وحَبِيبُ بنُ تَيْمٍ، وحَبِيبُ بنُ حَبيبِ بنِ مَرْوَانَ، لَهُ وِفَادَةٌ، وحبيبُ بنُ الحَارِث، لَهُ وِفَادَةٌ، وحَبِيبُ بنُ حُبَاشَةَ، وحَبِيبُ بنُ حِمَارٍ، وحَبِيبُ بن خِرَاشٍ العصريّ، وحَبِيبُ بنُ حَمَامَةَ، ذَكَره أَبُو مُوسَى، وحَبِيبُ بنُ خِرَاش التَّمِيمِيُّ، وحبيبُ بن خماسة الأَوْسِيّ الخطميّ وحبيبُ بنُ رَبِيعَةَ بن عَمْرو، وحبيبُ بن رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ، قَالَه المزّيّ، وحَبِيبُ بن زيدِ بنِ تَيْمِ البَيَاضِيّ، اسْتُشْهَدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وحَبِيبُ بن زَيْدِ بن عاصمٍ المَازِنِيُّ الأَنْصَاريُّ، وحَبِيبُ بنُ زَيْدٍ الكمِنْدِيُّ، وحبيبُ بنُ سَبْعٍ أَبو جُمُعَةً الأَنْصَارِيُّ، وحَبيبُ بنُ سبيعة؛ أَوْرَدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وحَبِيبُ بُنُ سَعْدٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، وحَبِيبٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، وحَبِيبُ بنُ سَنْدَر وحَبِيبُ بنُ الضَّحَّاكِ، رَضِي الله عَنْهُم.
(و) حَبِيبٌ أَيضاً (جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ) وأَبُو حَبيبٍ: خَمْسَةٌ من الصَّحَابَةِ.
(ومُصَغَّراً) هُوَ (حُبَيِّبُ بنُ حَبِيب أَخُو حمْزَةَ الزَّيَّاتِ) المُقرِىء (و) حُبَيِّبُ (بنُ حَجْرٍ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ بَصِرِيُّ (و) حُبَيِّبُ (بُن عَلِيَ، مُحَدِّثُونَ) ، عَن الزّهْرِيِّ.
وفاتَهُ مُحَمَّدُ بنُ حُبَيِّب ابنُ أَخي حَمْزَةَ الزَّيَاتِ، رَوَتْ عَنهُ بِنْته فَاطِمَةُ، وَعنهُ جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وحَبِيب بن فَهْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيز، الثَّانِي شَيْخٌ لِلإِسْمَاعِيلِيِّ وحَبِيب بنُ تَمِيمٍ المُجَاشِعِيُّ، شَاعِرٌ، وحَبِيب بنُ كَعْبٍ بنِ يَشْكُرَ، قَدِيم، وحَبِيب بنُ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ جَدّ سُوَيْدِ بنِ الصَّامِتَ وحُبَيِّب بن الْحَارِث فِي ثَقِيفٍ، وذَكَرَ الأَصْمَعيُّ أَنَّ كُلَّ اسمٍ فِي العَرَب فَهُوَ حَبِيبٌ بالفَتْحِ إِلاّ الَّذِي فِي ثَقِيفٍ وَفِي تَغْلِب وَفِي مُرَادٍ، ذَكَره الهَمْدَانيُّ.
(و) ! حُبَيْبٌ (كزُبَيْرٍ ابنُ النُّعْمَانِ، تَابِعِيّ) عَن أَنَس، لَهُ مَنَاكِيرُ (وهُوَ غَيْرُ) حُبَيْب بنِ النّعْمَانِ الأَسَدِيِّ) الَّذِي رَوَى (عَن خُرَيْمِ بن فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ، فإِنَّ ذَاكَ بالفَتْحِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
(و) قَالُوا (حَبَّ بِفُلاَنٍ أَي مَا أَحَبَّهُ) إِلَيَّ، قَالَهُ الأَصمعيُّ، وَقَالَ أَبو عبيدٍ: مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلاَنٍ بضَمِّ البَاءِ ثمَّ سُكِّنَ وأُدْغِمَ فِي الثانيةِ، ومثلُه قَالَ الفراءُ، وأَنشد: وزَادَهُ كَلَفا فِي الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ
{وَحَبَّ شَيْئاً إِلى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا
قَالَ: ومَوْضِعُ (مَا) رَفْعٌ، أَرَادَ} حَبُبَ، فأَدْغَمَ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
{ولَحَبَّ بِالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيَالاَ
أَي مَا} أَحَبَّه إِلَيَّ، أَيْ {أَحْبِب بِهِ.
(} وحَبُبْتُ إِلَيْهِ كَكَرُمَ: صِرْتُ {حَبِيباً لَهُ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلاَّ شَرُرْتُ) ، مِنَ الشَّرِّ (و) مَا حَكَاه سِيبَوَيْهٍ عَن يُونُسَ من قَوْلهم (لَبُبْتُ) مِنَ اللُّبِّ وَتقول: مَا كُنْتَ حَبِيباً ولَقَدْ حَبِبْتَ، بالكَسْرِ، أَي صِرْتَ حَبِيباً.
(} وحَبَّذَا الأَمْرُ، أَيْ هُوَ حَبِيبٌ) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جُعِلَ حَبَّ وَذَا) أَي مَعَ ذَا (كَشَيْءٍ وَاحِدٍ) أَي بِمَنْزِلَتِهِ (وهُوَ) عِنْدَه (اسْمٌ وَمَا بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ بِه ولَزِمَ ذَا حَبَّ وجَرَى كالمَثَلِ، بِدَليلِ قَوْلِهِمْ فِي المُؤَنَّثِ حَبَّذَا) و (لَا) يقولونَ (حَبَّذِهْ) بِكَسْر الذالِ الْمُعْجَمَة، وَمِنْه قولُهم: حَبَّذَا زَيْدٌ، {فَحَبَّ فِعْلٌ مَاضٍ لاَ يَتَصَرَّفُ، وأَصْلُهُ} حَبُبَ، عَلَى مَا قَالَهُ الفرّاءُ، وذَا فَاعِلُهُ، وَهُوَ اسْمٌ مُبْهَمٌ من أَسْمَاءِ الإِشَارَةِ، جُعِلاَ شَيئاً وَاحِدًا فصارَا بمَنْزِلَةِ اسمٍ يَرْفَعُ مَا بَعْدَه، وموضِعُه رَفْعٌ بالابْتِدَاءِ وزيدٌ خَبَرُه وَلَا يجوز أَن يكونَ بَدَلاً مِنْ ذَا، لأَنَّكَ تقولُ: حَبَّذَا امْرَأَةٌ، وَلَو كَانَ بَدَلاً لقلتَ حَبَّذِهِ المَرْأَةُ، قَالَ جرير:
يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ بَلَدٍ
وَحَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانا
وحَبَّذَا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِيَةٍ
تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحْيَانَا
وَقَالَ الأَزهريّ: وأَمّا قولُهم: حَبَّذَا كَذَا وكَذَا فَهُوَ حَرْفُ مَعْنًى أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا، يُقَالُ: حَبَّذَا الإِمَارَةُ، والأَصْلُ: حَبُبَ ذَا، فأُدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَيْنِ فِي الأُخْرَى وشُدِّدَتَا، وذَا إِشَارةٌ إِلى مَا يَقْرُبُ مِنْك، وأَنشد:
حَبَّذَا رَجْعُهَا يَدَيْهَا إِلَيْهَا
فِي يَدَيْ دِرْعِهَا تَحُلُّ الإِزَارَا كأَنَّه قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عَن ذَا فَقَالَ: هُوَ رَجْعُهَا يَدَيْها إِلَى حَلِّ تِكَّتِهَا، أَي مَا أَحَبَّه، وَقَالَ ابنُ كَيْسَانَ: حَبَّذَا كَلِمَتَانِ جُمِعَتَا شَيْئا وَاحِدًا وَلم تُغَيَّرَا فِي تَثْنِيَةٍ وَلا جَمعٍ وَلَا تَأْنِيثٍ، ورُفعَ بهَا الِاسْم، تَقُولُ: حَبَّذَا زَيْدٌ وحَبَّذَا الزَّيْدَانِ، وحَبَّذَا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذَا هنْدٌ وحَبَّذَا أَنْتَ وأَنْتُمَا وأَنْتُم، يُبْتعدَأُ بهَا، وإِن قُلْتَ: زَيْدٌ حَبَّذَا فهِيَ جَائِزَةٌ وَهِي قَبِيحَةٌ، وإِنَّمَا لَمْ تِثَنَّ ولَمْ تُجْمَع ولَمْ تُؤَنَّثْ، لأَنَّك إِنَّمَا أَجْرَيْتَهَا على ذِكْرِ شَيءٍ سَمِعْتَ فكأَنَّكَ قُلْتَ حَبَّذَا الذَّكْرُ ذِكْرُ زَيْدٍ، فصارَ زَيْدٌ مَوْضِعَ ذِكْره (وَصَارَ ذَا) مُشَاراً إِلى الذِّكْرِ بِهِ، كَذَا فِي كتب النَّحْو (وحَبَّ إِليَّ هَذَا الشَّيْءُ) يَحَبُّ (حُبًّا) قَالَ ساعِدَةُ:
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ
وَعَدَتْ عَوَاد دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ
وأَنشد الأَزهريّ:
دَعَانَا فَسمَّانَا الشِّعَارَ مُقَدِّماً
{وحَبَّ إِلينا أَن يكونَ المُقَدَّما
وَيُقَال:} أَحْبِبْ إِلَيَّ بِه، وروى الجوهريّ فِي قَول ساعِدةَ: {وحُبَّ، بالضمِّ، قَالَ: أَراد} حَبُب فأَدْغَمَ وَنَقَلَ الضمةَ إِلى الحاءِ لأَنه مَدْحٌ، ونَسبَ هَذَا القولَ لِابْنِ السكّيت.
( {وحَبَّبهُ إِلَيَّ: جَعلَنِي} أُحِبُّهُ) وحَبَّبَ اللَّهُ إِليه الإِيمانَ، وحَبَّبه إِليَّ إِحسانُه، وحَبَّ إِلَيَّ بِسُكْنَى مكَّةَ، وحَبَّ إِليَّ بأَن تَزورني.
(و) قولُهُم: ( {حَبَابُكَ كَذَا) بالفَتْح، وحَبَابُكَ أَنْ يكُونَ ذلكَ، أَو حَبَابُكَ أَن تَفْعلَ ذلكَ (أَي غَايَةُ} مَحبَّتِكَ أَو) مَعْنَاهُ (مبْلَغُ جُهْدِكَ) الأَخِيرُ عَن للِّحْيَانيّ، وَلم يذْكُرِ: الحُبَّ، ومثلُه: حُمَادَاك، أَي جُهْدُكَ وغَايَتُكَ.
(و) يُقَال (! تَحَابُّوا: أَحبَّ بعْضُهُمْ بعْضاً) وهما يَتَحابَّانِ، وَفِي الحَدِيث (تَهَادَوْا تَحابُّوا) أَي يُحِبّ بَعْضُكُمْ بعْضاً.
(و) {التَّحبُّبُ: إِظْهَارُ الحُبِّ، يُقَال (} تَحَبَّبَ) فلانٌ، إِذا (أَظْهرَهُ) أَي الحُبَّ، وَهُوَ {يَتَحَبَّبُ إِلى الناسِ،} ومُحَبَّبٌ إِليهم أَي {مُتَحَبِّبٌ (} وَحَبَّانُ {وحُبَّانُ} وحِبَّانُ) بالتثليث ( {وحُبيِّبٌ مُصغَّراً) قد سبق ذكرُه، فَسردُه ثَانِيًا كالتكرارِ (و) } حُبَيْبٌ (كَكُمَيْت) كَذَلِك تقدَّمَ ذِكرُه (و) {حَبِيبةُ (كَسَفِينَةٍ، و) } حُبَيْبة ك (جُهَيْنَةَ و) {حَبَابةُ مثلُ (سَحابةٍ و) } حَبَابٌ مثلُ (سَحَابٍ و) ! حُبَابٌ مِثْلُ (عُقَابٍ وحَبَّةُ بِالْفَتْح وحُبَاحِبُ بِالضَّمِّ) وَقد يأَتي ذكره فِي الرباعيّ (أَسْمَاءٌ) مَوْضوعةٌ من الحُبِّ.
(وحَبَّانُ بالفَتْحِ: وَادٍ باليَمَنِ) قريبٌ من وَادِي حَبْقٍ (و) حَبَّانُ (بنُ مُنْقِذِ) بنِ عمرٍ والخَزْرَجِيُّ المازنيُّ شَهد أُحُداً، وتُوُفِّي فِي زَمنِ عثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (صَحابِيٌّ) وابْنُه سعيدٌ لَهُ ذِكْرٌ (و) حَبَّانُ (بنُ هِلاَلٍ و) حَبَّانُ (بنُ وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ) الحارِثِيُّ الأَنْصارِيُّ من أَهْلِ المدِينَةِ، يَرْوِي عَن أَبِيه، وَعنهُ ابنُ لَهِيعةَ (وسَلَمةُ بنُ حَبَّانَ) شيخٌ لأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ (مُحَدِّثُونَ) .
(و) سِكَّةُ حِبَّانَ (بالكَسْرِ: مَحَلَّةٌ بنَيْسابُور) مِنْهَا محمدُ بن جعفرِ بنِ أَحمد الحِبَّانِيّ، (و) حِبَّانُ (بنُ الحكمَ السُّلَمِيّ) من بَنِي سُلَيْمٍ، قِيلَ كَانَت مَعَه رايةُ قَوْمِهِ يومَ الفَتْحِ (و) حِبَّانُ (بنُ بُجَ الصُّدَائِيُّ) لَهُ وِفَادةٌ، وشَهِد فَتْحع مِصْرَ (أَوْ هُوَ) حَبَّانُ (بالفَتْحِ) قَالَه ابْن يُونُس، والكَسْرُ أَصحّ (و) كَذَا حِبَّانُ (بنُ قَيْسٍ أَو هُوَ) أَي الأَخِيرُ (بالياءِ) المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ، وَكَذَا حِبَّانُ أَبُو عقيلٍ الأَنْصارِيُّ، وحِبَّانُ بن وَبرَة المرّيّ (صحابِيُّونَ و) حِبَّانُ (بنُ مُوسى) المَرْوَزِيُّ شيخُ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ (و) حِبَّانُ (بنُ عَطِيَّةَ) السُّلَمِيُّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي الصَّحِيحِ، فِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ فِي قِصَّةِ حاطِبٍ، ووَقَع فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرَ الهَرَوِيّ حَبَّانُ بالفَتْحِ. (و) حِبَّنُ (بنُ عَلِيَ العَنَزهيُّ) من أَهلِ الكوفَة، روى عَن الأَعْمَشِ والكُوفيْينَ مَاتَ سنة 173 وَكَانَ يَتَشَيَّع، كَذَا فِي (الثِّقَاتِ) .
قلتُ: هُوَ أَخُو مَنْدَل، وابْنَاهُ: إِبراهيمُ وعبدُ الله حَدَّثَا (و) حِبَّانُ (بنُ يَسَارٍ) أَبُو رَوْحٍ الكِلاَبِيُّ يَرْوِي عَن العِقَارقِيِّينَ، (مُحَدِّثُونَ) .
(وحُبَّانُ) بالضمِّ ابنُ مَحْمُودِ بن محموية (البَغْدادِيّ) قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: حَدَّثْتُ عَنْهُ ومُحَمَّدُ بنِ بَكْرِ) بن عَمْرٍ وبَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ، رَوَى عَن سَلَمَةَ بنِ الفَضْلِ وَعنهُ الطَّبَرَانِيُّ، والجِعَابِيّ وَلَهُم آخر: مُحَمَّدُ بنُ {حُبَّانَ اخْتُلفَ فِيهِ، قيلَ بالفَتْح، وَاسم جَدِّه أَزْهَرُ، وَهُوَ باهِلِيٌّ، رْوِي عَن أَبِي الطَّاهِرِ الذّهْلِيِّ، وَقيل: هُمَا واحِدٌ، رَاجِع (التَبْصِير) لِلْحَافِظِ (رَوَيَا) وحَدَّثَا.
(} والمُحَبَّةُ {والمَحْبُوبَةُ) حَكَاهُمَا كُرَاع (و) كَذَا (} المُحَبَّبَةُ {والحَبِيبَةُ) جَمِيعًا من أَسماءِ (مَدِينَةِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَنْهَيْتُهَا إِلى اثْنَيْنِ وتِسْعِينَ اسْماً، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلك} لحُبِّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلموأَصحابه إِياها.
( {ومَحْبَبٌ كمَقْعَدٍ اسْمٌ) عَلَمٌ جَاءَ على الأَصْلِ لمَكَان العَلَمِيَّةِ، كَمَا جاءَ مَزْيَدٌ، وإِنَّمَا حَمَلَهُمْ على أَن يَزِنُوا} مَحْبَباً بمَفْعَلٍ دُونَ فَعْلَلٍ لأَنهم وَجَدُوا مَا تركَّب من حبب وَلم يَجِدُوا محب ولَوْلاَ هَذَا لَكَانَ حَمْلُهُم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَوْلَى، لأَنَّ ظُهُورَ التضعيفِ فِي فَعْلَل هُوَ الق 2 اسِ والعُرْفُ كَقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ.
(وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ فلَمْ يَثُرْ) وقيلَ:! الإِحْبَابُ فِي البَعِيرِ كالحِرَانِ فِي الخَيْلِ، وَهُوَ أَن يَبْرُكَ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيُّ:
حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبَا
ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا
القَفِيلُ: السَّوْطُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 016 اني اءَحببت حب الْخَيْر عَن رَبِّي} (ص: 32) أَي لَصِقْتُ بالأَرْضِ لِحُبِّ الخَيْلِ حَتَّى فاتَتْنِي الصَّلاةُ (أَوْ) أَحَبَّ البَعِيرُ {إِحْبَابا (: أَصَابَهُ كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فَلَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَمُوتَ) قَالَ ثعلبٌ: وَيُقَال لِلْبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبُّ، وأَنْشَدَ يَصِفُ امْرَأَةً قَاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا.
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلّهُنَّ كالمُحِبّ
وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: الإِحْبَابُ: أَنْ يُشْرِفَ البَعيرُ عَلَى المَوْتِ من شِدَّةِ المَرَضِ فَيَبْرُكَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يَنْبَعِثَ، قَالَ الراجز:
مَا كَانَ ذَنْبِي مِنْ مُحِبَ بَارِك
أَتَاهُ أَمْرُ اللَّهِ وَهْوَ هَالِكْ
(و) الإِحْبَابُ: البُرْءُ من كُلِّ مَرَضٍ، يُقَال: أَحَبَّ (فُلاَنٌ) إِذا بَرَأَ مِنْ مَرَضِهِ، و) أَحَبَّ (الزَّرْعُ) وَأَلَبَّ (صَارَ ذَا حَبَ، و) وذَلِكَ إِذا (دَخَلَ فِيهِ الأُكْلُ) وتَنَشَّأَ الحَبُّ واللُّبُّ فِيهِ.
(} واسْتَحَبَّتْ كَرِشُ المَالِ) إِذَا (أَمْسَكَتِ المَاءَ وطَالَ ظِمْؤُهَا، وإِنما يكون ذَلِك إِذَا لتَقَتِ الصَّرْفَةُ والجَبْهَة وطلعَ مَعهما سُهيل.
(والحَبَّةُ: وَاحِدَةُ الحَبِّ) ، والحَبُّ: الزَّرْعُ صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا، والحَبُّ: معروفٌ مستعملٌ فِي أَشياءَ (جَمَّة) حَبَّةٌ مِنْ بُرَ، وحَبَّةٌ مِنْ شَعِيرٍ، حَتَّى يَقُولُوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ، والحَبَّةُ منَ الشَّعِيرِ والبُرِّ ونحوهِمَا (ج {حَبَّاتٌ) } وحَبٌّ ( {وحُبُوبٌ} وحُبَّانٌ كتُمْرَانٍ) فِي تَمْرٍ وَهَذِه الأَخيرةُ نادرةٌ، لأَنَّ فَعْلَة لَا يُجْمَعُ على فُعْلاَنٍ إِلا بَعْدَ (طَرْح) الزَّائِدِ.
(و) {الحَبَّةُ (: الحَاجَةُ) .
(و) } الحُبَّةُ (بالضَّمِّ: المُحَبَّةُ) وَقد تقَدَّمَ، (: وعَجَمُ العِنَبِ، و) قد يُخَفَّفُ) فَيُقَال! الحُبَةُ كثُبَةٍ. (و) {الحِبَّةُ (بالكَسْرِ بُزُورُ البُقُولِ و) رَوَى الأَزهريّ عَن الكِسَائيِّ: الحِبَّة: حَبُّ (الرَّيَاحِينِ) ووَاحِدَةُ الحِبَّةِ حَبَّةٌ (أَو) هِيَ (نَبْتٌ) يَنْبُتُ (فِي الحَشِيشِ صَغِيرٌ أَو) هِيَ (الحُبُوبُ المُخْتَلِفَةُ من كلِّ شيءٍ) وبِهِ فُسِّرَ حديثُ أَهلِ النارِ (فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ} الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) والحَمِيلُ: مَا يَحْمِلُ السَّيْلُ من طِينٍ أَو غُثَاءٍ، والجَمْعُ! حِبَبٌ، وقِيلَ: مَا كَانَ لَهُ حَبٌّ منَ النَّبَاتِ فاسمُ ذَلِك الحَبِّ الحِبَّةُ (أَو) هِيَ مَا كانَ من (بَزْرِ العُشْبِ) قَالَه ابْن دُرَيْد (أَو) هِيَ (جَمِيعُ بُزُورِ النَّبَاتِ) قَالَه أَبو حنيفَةَ، وَقيل: الحبَّةُ بِالْكَسْرِ: بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ (وَوَاحِدُهَا حِبَّةٌ: بالكَسْرِ، وحَبَّةٌ (بالفَتْحِ) عَن الكسائيِّ، قَالَ: فَأَمَّا الحَبُّ فليْسَ إِلاَّ الحِنْطَةَ والشَّعِيرَ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بالفَتْحِ، وإِنَّمَا افْتَرَقَا فِي الجَمْع، وَقَالَ الجوهريّ: الحَبَّةُ: وَاحِدَةُ حَبّ الحِنْطَةِ ونحوِهَا من الحُبُوبِ، (أَو) الحِبَّةُ بالكسرِ (بَزْرُ) كلِّ (مَا نَبَتَ) وَحْدَه (بِلاَ بَذْرٍ، و) كُلُّ (مَا بُذِرَ فَبالفَتْحِ و) قَالَ أَبُو زِيَادٍ: الحِبَّةُ بالكسرِ (اليَبِيسُ المُتَكَسِّرُ المُتَرَاكِمُ) بعضُه على بعضٍ، رَوَاهُ عَنهُ أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ أَبِي النَّجْمِ:
تَبَقَّلَتْ مِنْ أَوَّلِ التَّبَقُّلِ
فِي حِبَّةٍ حَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال لِحَبِّ الرَّيَاحِين حِبَّةٌ، أَي بِالْكَسْرِ، والوَاحِدَةُ مِنْهَا حَبَّةٌ أَي بِالْفَتْح (أَو) الحِبَّة (: يابسُ البَقْل) والحِبَّة حَبُّ البَقْلِ الَّذِي يَنْتَثِرُ، قَالَ الأَزهَرِيّ، وسمعتُ العرَبَ يقولونَ رَعَيْنَا الحِبَّةَ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الصَّيْفِ إِذَا هَاجَتِ الأَرْضُ وَيَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَنَاثَرَتْ بُزُورُهَا وَوَرَقُهَا، فإِذَا رَعَتْهَا النَعَمُ سَمِنَتْ عَلَيْهَا قَالَ: ورأَيتُهُمْ يُسَمُّونَ الحِبَّةَ بعدَ الانْتِثَارِ القَمِيمَ والقَفَّ، وتَمَامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعدَ التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيمِ، قَالَ: وَلاَ يَقَعُ اسْمُ الحِبَّةِ إِلاَّ على بُزُورِ العُشْبِ، وَقد تقَدَّم، والبُقُولِ البَرِّيَةِ ومَا تَنَاثَرَ من وَرَقِهَا فاخْتَلَطَ بهَا، مثل القُلْقُلاَنِ، والبَسْبَاسِ، والذُّرَقِ، والنَّفَلِ، والمُلاَّحِ وأَصْنَافِ أَحْرَارِ البُقُولِ كُلِّهَا وذُكُورِهَا.
(و) يُقَالُ: جَعَلَه فِي حَبَّةِ قَلْبِهِ وأَصَابَتْ فُلاَنَةُ حَبَّة قَلْبِهِ (حَبَّةُ القَلْبِ: سُوَيْدَاؤُهُ، أَو) هِيَ (مُهْجَتُه، أَو ثَمَرَتَهُ أَو) هِيَ (هَنَةٌ سَوْدَاءُ فيهِ) وَقيل: هِيَ زَنَمَةٌ فِي جَوْفِهِ قَالَ الأَعشى:
فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وطِحَالَهَا
وَعَن الأَزهريّ: حَبَّةُ القَلْبِ: هِي العَلَقَةُ السَّوْدَاءُ الَّتِي تكونُ دَاخِلَ القَلْبِ وَهِي حَمَاطَةُ القَلْبِ أَيضاً، يقالُ: أَصَابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلاَنٍ، إِذا شَغَفَ قَلْبَهُ حُبُّهَا، وَقَالَ أَبو عمرٍ و: الحَبَّةُ: وَسَطُ القَلْبِ.
(وحَبَّةُ) بِنْتُ عبدِ المُطَلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ تَابِعِيَّةٌ:
وحَبَّةُ اسمُ (امْرَأَةٍ عَلِقَهَا) : عَشِقَهَا (مَنْظُورٌ الجِنِّيُّ فكَانَتْ) حَبَّةُ (تَتَطَّبَّبُ بِمَا يُعَلِّمُهَا مَنْظُورٌ) قالَه ابنُ جِنِّي، وأَنشد:
أَعَيْنَيَّ سَاءَ اللَّهُ مَنْ كَانَ سَرَّه
بُكَاؤُكُمَا أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذَاكُمَا
ولَوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِمَا
لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لِي قَذَاكُمَا
وحَبَّةُ بنُ الحَارِثِ بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىءٍ هُوَ الَّذِي سَارَ مَعَ أُسَامَة بنِ لُؤَيّ بنِ الغَوْثِ خَلْفَ البَعِيرِ إِلى أَنْ دَخَلاَ جَبَلَيْ أَجَإِ وسَلْمَى.
(! وحَبَابُ المَاءِ والرَّمْلِ) وكَذَا النَّبِيذِ كسَحَابٍ (: مُعْظَمُه، كَحَبَبِهِ) مُحَرَّكَة (وحِبَبِهِ) بالكسرِ، واختص بالثالث أَولهما قَالَ طرفَة:
بَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
كَمَا قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ
فَدَلَّ على أَنه المُعْظَمُ، قلتُ: ومنهُ حديثُ عليَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لأَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (طِرْتَ بِعُبَابِهَا وفُزْتُ بِحَبَابِهَا) أَي مُعْظَمِهَا، (أَو) حَبَابُ المَاءِ (طَرَائِقُه) كأَنَّهَا الوَشْيُ، قَالَه الأَصمعيّ وأَنشد لجريرٍ.
كَنَسْجِ الرِّيحِ تَطَّرِدُ الحَبَابَا
(أَوْ) حَبَابُ المَاءِ نُفَّاخَاتُه و (فَقَاقِعُه الَّتِي تَطْفُو كَأَنَّهَا القَوَارِيرُ) وَهِي اليَعَالِيلُ، يقالُ: طَفَا الحَبَابُ عَلَى الشَّرَابِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: حَبَبُ المَاءِ: تَكَسَّرُهُ، وَهُوَ الحَبَابُ وأَنشد الليثُ:
كَأَنَّ صَلاَ جَهِيزَةَ حِينَ قَامَتْ
حَبَابُ المَاءِ يَتَّبِعُ {الحَبَابَا
ويُرْوَى: حِينَ تَمْشِي، لَمْ يُشَبِّهَ صَلاَهَا ومَآكِمَهَا بالفَقَاقِيع وإِنَّما شَبَّهَ مَآكمَهَا} بالحَبَابِ الذِي عَلَيْهِ، كأَنَّهُ دَرَجٌ فِي حَدَبَةٍ، والصَّلاَ: العَجِيزَةُ، وقيلَ: حَبَابُ المَاءِ: مَوْجُهُ الَّذِي يتبعُ بعضُه بَعْضاً، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد شَمِرٌ:
سُمُوّ حَبَابِ المَاءِ حَالا عَلَى حَالِ
( {والحُبُّ) بالضَّمِّ (: الجَرَّةُ) صَغِيرَة كَانَت أَو كَبِيرَة (أَو) هِيَ (الضَّخْمَة مِنْهَا) أَو الحُبُّ: الخَابِيَةُ، وَقَالَ ابْن دُريد: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الماءُ، فَلم يُنَوِّعْهُ، وَهُوَ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبو حَاتِم: أَصْلُهُ حُنْبُ، فعُرِّب، والحُبَّةُ بالضَّمِّ: الحُبُّ، يُقَالُ: نَعَم وحُبَّةٍ وكَرَامَةً أَوْ يُقَالُ فِي تَفْسِيرِ الحبِّ والكَرَامَةِ: إِن الحبَّ: (الخَشَبَاتُ الأَرْبَعُ) الَّتِي (تُوضَعُ عَلَيْهَا الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، و) إِن (الكَرَامَةَ غِطَاءُ الجَرَّةِ) من خَشَبٍ كانَ أَو من خَزَفِ (وَمِنْه) قولُهُم (حُبَّا وكَرَامَةً) نَقله الليثُ (ج} أَحْبَابٌ {وحِبَبَةٌ} وحِبَابٌ) بِالْكَسْرِ.
(و) الحِبُّ (بالكَسْرِ:) الحَبِيبُ مثل خِدْن وخَدِينٍ، قَالَ ابْن برّيّ: والحَبِيبُ يجيءُ تَارَة بِمَعْنى (المُحِبِّ) كقولُ المُخَبَّلِ. أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ حَبِيبَها
وَما كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي مُحِبَّهَا، ويجيءُ تَارَة بِمَعْنى المَحْبُوبِ كقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةِ.
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى.
إِلَيَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ لحَبِيبُ
وَقد تَقَدَّم.
(و) الحِبُّ (القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ) قَالَ ابْن دُرَيْد: أَخْبَرَنَا أَبو حاتمٍ عَن الأَصمعيِّ أَنَّهُ سَأَلَ جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عَن معْنَى قولِ أَبِيهِ الرَّاعِي:
تَبِيتُ الحَيَّةُ النَضْنَاضُ مِنه
مَكَانَ الحِبِّ تَسْتَمِعُ السِّرَارَا
مَا الحِبُّ: فَقَالَ: القُرْطُ، فَقَالَ خُذُوا عنِ الشَّيْخِ فإِنَّه عالِمٌ، قَالَ الأَزهريُّ وفَسَّر غيرُه الحِبَّ فِي هَذَا البيتِ الحَبِيبَ، قَالَ: وأُرَاهُ قَوْلَ ابنِ الأَعْرَابيّ، وَقَوله (كالحِبَابِ بالكسْر) صَرِيحُه أَنه لغةٌ فِي الحِبِّ بمَعْنَى القُرْط وَلم أَرَه فِي كُتُبِ اللُّغةِ، أَو أَنه لُغَةٌ فِي الحِبِّ بِمَعْنى المُحِبِّ وَهُوَ كَثِيرٌ، وَقد تقدم فِي كلامِه، ثمَّ إِنّي رأَيتُ فِي (لِسَان الْعَرَب) بعد هَذِه الْعبارَة مَا نَضُّه: والحُبَابُ كالحِبِّ، وَلَا يخْفَى أَنَّه مُحْتَمِل المَعْنَيَيْنِ، فتأَمَّلْ.
(و) الحُبَابُ (كغُرَابٍ: الحَيَّة) بِعَيْنِهَا وَقيل: هِيَ حَيَّةٌ ليْسَتْ مِن العَوَارِم. (و) الحُبَابُ (: حَيٌّ من بَنِي سُلَيْمٍ، و) حُبَابٌ (اسْمُ) رَجلٍ منَ الأَنْصَارِ، غُيِّرَ لِلْكَرَاهَةِ (و) حُبَابٌ (جَمْعُ! حُبَابَةٍ) اسْم (لِدُوَيْبَةٍ سَوْدَاءَ مَائِبَّةٍ، و) حُبَابٌ (اسْمُ شَيْطَانٍ) ، وَفِي الحَدِيث (الحُبَابُ شَيْطَانٌ) قَالَ ابْن الأَثير هُوَ بالضَّمِّ اسمٌ لَهُ، ويَقَعُ عَلَى الحَيَّةِ أَيضاً، كَمَا يقالُ لَهَا: شَيْطَانٌ، فهما مُشْتَرِكَانِ، وَلذَلِك غُيِّرَ اسمُ حُبَابٍ كَرَاهِيَةً للشَّيْطَانِ، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: وإِنما قيلَ الحُبَابُ اسمُ شَيْطَانٍ لأَن الحَيَّةَ يُقَال لَهَا شَيْطَانٌ، قَالَ الشَّاعِر:
تُلاَعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيَ كَأَنَّهُ
تَمَعُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وَبِه سُمِّي الرَّجُلُ، انْتهى.
(وأُمُّ حُبَابٍ) مِن كُنَى (الدُّنْيَا) .
(و) حَبَابٌ (كَسَحَاب اسمٌ) .
وقَاعُ الحَبَابِ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ من أَعمال سخنان.
وأَبُو طَاهِرٍ محمدُ بنُ محمودِ بنِ الحَسَنِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ الحَبَابِ الأَصْبَهَانِيُّ، مُحَدِّثٌ، وَهُوَ شَيْخُ وَالِدِ أَبِي حامِدٍ الصَّابُونِيّ، ذَكَره فِي الذَّيْلِ.
(و) الحَبَابُ بالفَتْحِ (: لطَّلُّ) على الشَّجَرِ يُصْبِحُ عَلَيْهِ، قالَه أَبو عمرٍ و، وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ (يَصِيرُ طعَامُهُمْ إِلَى رَشْحٍ مِثْلِ حَبَاب المِسْكِ) قَالَ ابنُ الأَثيرِ: الحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ علَى النَّبَاتِ، شَبَّهَ بِهِ رَشْحَهُم مَجَازاً، وأَضافَهُ إِلى المِسْكِ، لِيُثْبِتَ لَهُ طِيبَ الرَّائِحَةِ، قَالَ: ويَجُوزُ أَن يكونَ شَبَّهَه بحَبَابِ المَاءِ وَهِي نُفَّاخَاتُه الَّتِي تَطْفُو عَلَيْهِ، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ قولُه:
تَخَالُ الحَبَابَ المُرْتَقِي فَوْقَ نَوْرِهَا
إِلى سُوقِ أَعْلاَهَا جُمَاناً مُبَدَّدَا
أَرَادَ قَطَرَاتِ الطَّلِّ، سَمَّاهَا حَبَاباً اسْتِعَارَة، ثمَّ شَبَّهَهَا بالجُمَان.
(و) الحِبَابُ (كَكِتَابٍ: المُحَابَبَةُ) والمُوَادَّةُ، والحُبُّ، قَالَ أَبو ذؤيبٍ:
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ لِلْمَوْتِ الجَدِيدِ حِبَابُهَا
وَقَالَ صخْرُ الغَيِّ:
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ
عَاوَدَتِي مِنْ حِبَابِهَا الزُؤُدُ وزَيْدٌ يُحَابُّ عَمْراً: يُصَادِقُهُ.
وشَرِبَ فلانٌ حتَّى تَحَبَّبَ: انْتَفَخَ كالحُبِّ، ونَظِيرُه: حَتَّى أَوَّنَ أَي صَارَ كالأَوْنِ وَهُوَ الجُوَالِقُ، كَمَا فِي الأَساس.
(والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ) وتَحَبَّبَ الحِمَارُ وغيرُه: امْتَلأَ منَ الماءِ، قَالَ ابْن سَيّده: وأُرَى حَبَّبَ معقُولَةً فِي هَذَا المَعْنَى، وَلاَ أَحُقُّهَا، وشَرِبَتِ الإِبِلُ حَتَّى حَبَّبَتْ أَي تَمَلأَتْ رِيًّا، وَعَن أَبي عمرٍو: {حَبَّبْتُه} فَتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه، للسِّقَاءِ وغيرِه.
( {وحُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، بالضمِّ: شَاعِر لِصٌّ) هَكَذَا ضَبَطَه الذَّهْبِيُّ، وضبطَه الْحَافِظ بالجِيمِ.
(وبالفَتْحِ حَبَابَةُ الوَالِبِيَّةُ) ، عَنْ عَلِيَ (و) كَذَا (أُمُّ حَبَابَة) بِنْتُ حَيَّانَ، عَن عائشَةَ، وعنها أَخُوهَا مُقَاتِلُ بن حَيَّانَ (تَابِعِيَّتَانِ، وحَبَابَةُ: شَيْخَةٌ لاِءَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ) رَوَى عَنْهَا، (و) أَبُو القَاسِمِ (عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ حَبَابَةَ) مُحَدِّثٌ (سَمعَ) أَبَا القَاسِمِ (البَغَوِيَّ) وغَيْرَه.
(ومِنْ أَسْمَائِهِنَّ: حَبَّابَةُ مُشَدَّدَةً) وَهُوَ كثيرٌ.
(} والحَبْحَبَةُ: جَرْيُ المَاءِ قَلِيلاً) قَلِيلاً ( {كالحَبْحَبِ) عَن ابْن دُريد (و) الحَبْحَبَةُ (: الضَّعْفُ، وسَوْقُ الإِبلِ، و) الحَبْحَبَةُ (مِنَ النارِ اتِّقَادُهَا، و) الحَبْحَبَةُ (: البَطِّيخُ الشَّامِيُّ الَّذِي تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ الرَّقِّيَّ، والفُرْسُ) تُسَمِّيهِ (الهِنْدِيَّ) لِمَا أَنّ أَهلَ العرَاق يأْتيهم من جِهةِ الهِنْدِ، أَو أَن أَصلَ مَنْشَئه من هناكَ، قَالَ الصاغانيّ: وبعضُهم يُسَمِّيهِ الجَوْحَ. قلتُ: ويُسمِّيه المَغَارِبَةُ الدُّلاَّعَ، كرُمَّانٍ (ج حَبْحَبٌ) .
(} والحَبْحَابُ) ويروى بمثلَّثتينِ (صَحَابِيٌّ، و) الحَبْحَابُ: الصَّغِيرُ الجِسْمِ المُتَدَاخِلُ العِظَام، وبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ! حَبْحَاباً، والحَبْحَابُ (: القَصِير) قِيل: وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ (و: الدَّمِيمُ و) قِيلَ: الصَّغِيرُ فِي قَدْرٍ، و (: السِّيِّىءُ الخُلُقِ) والخَلْقِ (و) : الحَبْحَابُ (: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ) (: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ) وبِهِ قَتَلَ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ (و) الحَبْحَابُ (: الرَّجُلُ أَو الجَمَلُ الضَّئِيلُ) الجِسْمِ، وقِيلَ: الصَّغِير، (كالحَبْحَب {- والحَبْحَبِيِّ) بزِيَادَةِ الياءِ.
(و) الحَبْحَابُ (وَالِدُ شُعَيْبٍ البَصْرِيِّ التَّابِعِيِّ) المِعْوَلِيّ البَصْرِيِّ الرَّاوِي عَن أَنْسٍ وأَبِي العَالِيَةِ، وَعنهُ: يُونُسُ بنُ عُبيد والحَمَّادَانِ.
(والحُبَابُ بنُ المُنْذِرِ) هُوَ ابنُ الجَمُوحِ بن زيدِ بنِ حَرَامِ بن كَعْبٍ الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ أَبُو عمر (بالضَّمِّ) شَهِدَ بَدْراً وكَانَ يُقَال لَهُ ذُو الرَّأْيِ، وَهُوَ القَائل:
(أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ) ماتَ كَهْلاً فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، رَضِي الله عَنْهُمَا (و) الحُبَابُ (بنُ قَيْظِيّ) ابنُ الصَّعْبَةِ أُخْتِ أَبِي الهَيْثَمِ ابنِ التَّيِّهَانِ، قِتُلَ يَوْمَ أُحُدٍ (و) الحُبَابُ (ابنُ زَيْدِ) بنِ تَيْمٍ البَيَاضِيُّ، شَهِدَ أُحُداً وقُتِلَ باليَمَامَةِ (و) الحُبَابُ (بنُ جَزْءِ) بنِ عَمرٍ والأَنْصَارِيُّ، أُحُدِيٌّ (و) الحُبَابُ (بنُ جُبَيْرٍ: حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّة، ذكره أَبو عُمر، (و) الحُبَابُ (بنُ عَبْدِ اللَّهِ) بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، سَمَّاهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعَبْدَ اللَّهِ (صَحَابِيّونَ) والحُبَابُ بنُ عَمْرٍ وأَهُو أَبِي اليُسْرِ، صَحَابِيٌّ، قِيلَ اسْمُه: الحُتَاتُ، وَلذَا لم يذكرْه المؤلفُ.
(} والمُحَبْحِبُ بالكَسْرِ: السَّيِّىءُ الغِذَاءِ) .
{والحَبْحَبَةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَمَاعَةِ، وَفِي المَثَلِ، قَالَ بَعْضُ العَرَبِ (أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمَانِياً (وجِئْتَ بِهَا) وَفِي (التَّكْمِلَةِ) بِسَائِرِهَا (حَبْحَبَةً)) . والحَبْحَبَةُ: الضَّعُف (أَي مَهَازِيلَ) يُقَالُ ذَلِك عندَ المَزْرِيَةِ على المِتْلاَفِ لِمَالِهِ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: إِبلٌ} حَبْحَبَةٌ: مَهَازِيلُ.
(! والحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةُ الخَفِيفَةُ، والصِّغَارُ، جَمْعُ الحَبْحَاب) قَالَ حُبَيْبٌ الأَعْلَمُ: وبِجَانِبَيْ نَعْمَانَ قُلْ
تُ أَلَنْ تُبَلِّغَنِي مَآرِبْ
دَلَجِي إِذا مَا اللَّيْلُ جَ
نَّ عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَبَاحِبْ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: المُقَرَّنَةُ: آكَامٌ صِغَارٌ مُقْتَرِنَةٌ، ودَلَجِي فاعِل تُبَلِّغُنِي، وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: الحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةِ الخَفِيفَةِ، قَالَ يَصِفُ جِبَالاً كأَنَّهَا قُرِّنَتْ لِتَقَارُبِهَا.
(و) الحَبَاحِبُ (: د) أَو موضعٌ.
وَمن الْمجَاز: فخلانٌ بَغَيضٌ إِلى كُلِّ صَاحِب، لاَ يُوقِدُ إِلاَّ نَارَ الحُبَاحِب. (و) الحُبَاحِبُ (بالضَّمِّ: ذُبَابٌ يَطِيرُ باللَّيْلِ) كأَنَّهُ نَارٌ (لَهُ شُعَاعٌ كالسِّرَاجِ) . وَهُوَ مَثَلٌ فِي النَّكَدِ وقِلَّةِ النَّفْعُ، كَمَا فِي الأَساس، قَالَ النابغةُ يَصِفُ السُّيُوفَ:
تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ
وتُوقِدُ بالصُّفَّاحِ نَارَ الحُبَاحِبِ
وَفِي (الصِّحَاح) : (ويُوقِدْنَ والصُّفَّاحُ: حَجَرٌ عِرِيضٌ (ومِنْهُ نَارُ الحُبَاحِبِ) وَعَن الفرّاء: يُقَال للخيل إِذا أَوْرَتِ النَّارَ بحَوَافِرِهَا: هِيَ نَارُ الحُبَاحِبِ (أَو هِيَ) أَي نارُ الحُبَاحِبِ (: مَا اقْتَدَحَ مِنْ شَرَرِ النَّارِ فِي الهَوَاءِ من تَصَادُمِ الحِجَارَةِ، أَو) كَانَ الحُبَاحِبُ رَجُلاً مِنْ أَحْيَاءِ العَرَب، وكانَ من أَبْخَلِ النَّاسِ فَبَخِلَ حتَّى بَلَغَ بِهِ البُخْلُ أَنَّه كَانَ لاَ يُوقِدُ نَاراً بَلَيْل، فإِذَا انْتَبَه مُنْتَبِهٌ لِيَقْتَبِسَ منهَا أَطْفَأَهَا، فَكَذَلِك مَا أَوْرَتِ الخَيْلُ لاَ يُنْتَفَعُ بهِ، كَمَا لَا يُنْتَفعُ بنارِ الحُبَاحِبِ، قَالَه الكَلْبِيُّ، أَو (كَانَ أَبُو حُبَاحِبٍ) رَجُلاً (مِنْ مُحَارِب) خَصَفَةَ (وكَانَ) بَخِيلاً (لاَ يُوقِدِ نَارَهُ إِلاَّ بالحَطَبِ الشَّخْتِ لِئَلاَّ تُرَى) وقِيلَ: اسمُه حُبَاحِبٌ فضُرِبَ بِنَارِهِ المَثَلُ، لأَنَّه كَانَ لَا يُوقِدُ إِلاَّ نَارا ضَعِيفةً مَخَافَةَ الضِّيفَانِ، فَقَالُوا: نَارُ الحُبَاحِبِ لِمَا تَقْدَحُه الخَيلُ بحوافِرِهَا، قَالَ الجوهريُّ: ورُبَّما قَالُوا: نَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ: وَهُوَ ذُبَابٌ يَطِيرُ بالليلِ كأَنَّه نارٌ، قَالَ الكُمَيْتُ وَوَصَفَ السُّيُوفَ:
يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَرَاتِ مِنْهَا
كَنَارِ أَبِي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا
وإِنَّمَا تَرَكَ الكُمَيْتُ صَرْفَه لأَنَّه جَعَلَ حُبَاحِبَ اسْماً لِمُؤَنَّثٍ، (أَو هِيَ) مُشْتَقَّةٌ (من! الحَبْحَبَةِ) الَّتِي هِيَ (الضَّعْفُ) ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ، (أَوْ هِيَ) : أَي نَارِ حُبَاحِب ونَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ (: الشَّرَرَةُ) الَّتِي (تَسْقُطُ مِنَ الزِّنَادِ) : قَالَ النَّابِغَة.
أَلاَ إِنَّمَا نِيَرَانُ قَيْسٍ إِذَا شَتَوْا
لِطَارِقِ لَيْلٍ مِثْلُ نَارِ الحُبَاحِبِ
قَالَ أَبو حنيفةَ: لاَ يُعْرَفُ حُبَاحِبٌ وَلاَ أَبُو حُبَاحِبٍ، وَقَالَ: وَلم، نَسْمَعْ فِيهِ عَن العربِ شَيْئا، قَالَ: ويَزْعُمُ قَوْقٌ أَنَّه اليَرَاعُ، واليَرَاعُ: فَرَاشَةٌ إِذا طَارَتْ فِي اللَّيْل لمْ يَشُكَّ مَنْ لمْ يَعْرِفْهَا أَنَّها شَرَرَةٌ طارتْ عَن نارٍ، وقالَ أَبُو طَالِبٍ يَحْكى عَن الأَعْرَابِ: إِنَّ الحُبَاحِبَ: طَائِرٌ أَطْوَلُ منَ الذُّبَابِ فِي دِقَّةٍ، يَطِيرُ فِيمَا بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ، كأَنَّه شَرَارَةٌ، وَقَالَ الأَزهريُّ: وَهَذَا معروفٌ، وقولُه:
يُذْرِينَ جَنْدَلَ حَائِرٍ لِجُنُوبِهَا
فكَأَنَّمَا تُذْكِي سَنَابِكُهَا الحُبَا
إِنَّمَا أَرَادَ الحُبَاحِبَ، أَي نَارَ الحُبَاحِب، يَقُولُ تُصِيبُ بالحَصَى فِي جَرْيِهَا جُنُوبَهَا، ورُبَّمَا جَعَلُوا الحُبَاحِبَ اسْماً لِتِلْكَ النَّارِ قَالَ الكُسَعِيُّ:
مَا بَالُ سَهْمِي تُوقِدُ الحُبَاحِبَا
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَائِبَا
وأُمُّ حُبَاحِبٍ: دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَب تَطِيرُ، صَفْرَاءُ خَشْرَاءُ رَقْطَاءُ، بِرَقَطِ صُفْرَةٍ، وخُضْرَةٍ، ويقولونَ إِذَا رَأَوْهَا: (أَخْرِجِي) بُرْدَيْ أَبِي حُبَاحِبٍ فَتَنْشُر جَنَاحَيْهَا وهُمَا مُزَيَّنَانِ بِأَحْمَرَ وأَصْفَرَ.
{وحَبْحَبٌ: اسْمٌ مَوْضِعٍ قَالَ النابِغَة:
فَسَاقَانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فَجَنْبَا حِمًى فالخَانِقَانِ} فَحَبْحَبُ
وحُبَاحِبٌ: اسْمُ رَجُل قَالَ:
لَقَدْ أَهْدَتْ حُبَابَةُ بِنْتُ جَلَ
لاِءَهْلِ حُبَاحِبٍ حَبْلاً طَوِيلاَ
(وذَرَّى حَبًّا: لَقَبُ) رَجُلٍ قَالَ:
إِنَّ لَهَا لَرَكَباً إِرْزَبَّا
كَأَنَّهُ جَبْهَةُ ذَرَّى حَبَّا
(والحَبَّةُ الخَضْرَاءُ: البُطْمُ) وَهُوَ الكِبَارُ مِنْهَا، وَقد يُسمى الكِبَارُ مِنْهَا أَيضاً الضَّرْوَ، وصَمْغُهُ أَجْوَدُ الصُّمُوغِ بَعْد المَصْطَكَى (و) الحَبَّةُ (السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ) وَهِي الحَبَّةُ المُباركَةُ مشهورةٌ وسيأَتي فِي شنز (والحَبَّةُ: القِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ) .
وَيُقَال لِلْبَرَدِ: حَبُّ الغَمَامِ، وحَبُّ المُزْنِ، وحَبُّ قُرَ، وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ويَفْتَرُّ عنْ مِثْلِ حَبِّ الغَمَامِ) يعْنِي البَرَدَ، شَبِّهَ بِهِ ثَغْرهُ فِي بَياضِهِ وصَفَائِهِ وبرْدِهِ.
وجابِرُ بنُ حَبَّةَ: اسْمٌ لِلْخُبْزِ: قَالَه ابنُ السَّكّيت، وَقَالَ الأَزهريّ: الحَبَّةُ: حَبَّةُ الطَّعَامِ، حَبَّةٌ مِنْ بُرَ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ ورُزَ، وكلّ مَا يَأْكُلُهُ النَّاسُ، (و) الحَبَّةُ (من الوَزْنِ م) سيأَتي (فِي مكك) .
(و) حَبَّةُ (بِلاَ لاَمَ) اسْمُ (أَبِي السَّنَابِلِ (بنُ بَعْكَكِ) بنِ الحَجَّاجِ. وقيلَ اسمُه: عَمْرٌ و، مِنَ المُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. (و) حَبَّةُ (بنُ حَابِسٍ) كَذَا قَالَ ابْن أَبي عَاصِم، تابعيٌّ، عَن أَبِي، وَله صُحْبة (أَو هُوَ بالياءِ) التَّحْتِيَّة وَهُوَ الصَّوَاب (صَحَابِيَّانِ) وحَبَّةُ بنُ خالدِ الخُزَاعيُّ أَخُو سَوَاءٍ صحابِيٌّ نَزَلَ الكوفةَ (وحَبَّةُ بنُ أَبِي حَبَّةَ) عَن عاصمِ بن حَمْزَةَ (و) حَبَّةُ (بنُ مُسْلِم) فِي الشِّطْرَنْجِ تَابعيٌّ (و) أَبُو قُدامةَ حَبَّةُ (بنُ جُوَيْنٍ) البَجَلِيُّ ثمَّ (العُرَنِيُّ) نَزَلَ الكوفَةَ، تابعيٌّ (و) حَبَّةُ (بنُ سَلَمَة) أَخُو شَقِيقٍ (التابعيُّ) روى عَن ابْن مَسْعُود (وعبُد السَّلامِ بنُ أَحمد بن حَبَّةَ) التَّغْلِبَيّ، روى النَّرْسِيُّ عَن رَجل عَنهُ. (و) أَبُو ياسِرٍ (عبْدُ الوهَّابِ بنُ هِبَةِ اللَّهِ) بنِ عبدِ الْوَهَّاب (بن أَبِي حَبَّةَ) العَطَّار، وَقد نُسِبَ إِلى جَدِّه، روى عَن أَبِي القاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ المُسْنَدَ والزُّهْد، وكانَ يَسْكُنُ مَرَّانَ على رأْسِ السِّتِّمَائَةِ وَقد يَلْتَبِسُ بعبدِ الوهابِ بن أَبي حَيصةَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ، وَهُوَ غيرُه، وسيأْتي فِي موْضعه إِن شاءَ الله تَعَالَى (مُحَدِّثُونَ) وفَاتَه حَمْزَةُ بنُ سَعِيدِ بنِ (أَبِي حَبَّةَ، مُحدِّثٌ.
(وبالكَسْرِ يَعْقُوبُ بنُ حِبَّةَ، روى عنِ) الإِمامِ (أَحْمد) بنِ حنْبلٍ الشَّيْبانِيّ، قَيَّدهُ الصُّورِيُّ هَكَذَا.
(وحَبّ قَلْعَةٌ بِسبإِ) مأْرِب (و) حَبّ أَيضاً (جَبلٌ بحَضْرَمَوْتَ) يُعْرفُ الأَوَّلُ بحِصْنِ حَبّ، وَقد نُسِب إِليه جماعةٌ من الْفُقَهَاء والمُحَدِّثينَ.
(و) يُقَال (سَهْمٌ {حَابٌّ) إِذا (وَقَعَ حَوْلَ القِرْطَاسِ) الَّذِي يُرْمَى عَلَيْهِ (ج} حوَابُّ، و) عَن ابْن الأَعرابيّ (حَبَّ: وَقَفَ، و) حُبَّ (بالضَّمِّ) إِذا (أُتْعِب) هَكَذَا نَقله ثَعْلَب عَنهُ.
( {والحَبَبُ، مُحَرَّكَةً و) } الحِبَبُ (كعِنَبٍ) الأَخِيرُ لغةٌ عَن الفرّاء (: تَنَضُّدُ الأَسْنَانِ) ، قَالَ طَرَفَةُ:
وإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً
كرُضَابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَقَالَ غيرُ الجوهريّ: الحَبَبُ: طَرائِقُ مِنْ رِيقِها، لأَنَّ قِلَّةَ الرِّيقِ تَكُونُ عِنْد تَغَيُّرِ الفَم، ورُضَابُ المِسْكِ: (قِطَعُهُ (و) الحِبَبُ بالكَسْرِ (: مَا جرى علَيْها) أَيِ الأَسْنَانِ (مِنَ الماءِ كقِطَعِ القَوارِيرِ) وكذل هُوَ مِنَ الخَمْرِ، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ ابنِ الأَحْمرِ: لَهَا حِبَبٌ يرَى الرَّاؤُونَ مِنْهَا
كَما أَدْمَيْتَ فِي القَرْوِ الغَزَالاَ
وَقَالَ الأَزهريّ: حَبَبُ الفَمِ: مَا يَتَحبَّبُ مِنْ بياضِ الرِّيقِ علَى الأَسْنَان.
( {وحُبَّى كَرُبَّى) اسمُ (امرأَةٍ) قَالَ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ:
فَمَا وَجَدَتْ وَجْدِي بِهَا أُمُّ وَاحِدٍ
وَلاَ وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمِّ كِلاَبِ
قلتُ: وَهِي حُبَّى ابْنَةُ الأَسْوَدِ من بَنِي بُحْتُرِ بن عُتُودٍ، كَانَ حُرَيْثُ بنُ عَتَّابٍ الطَّائِيُّ الشاعرُ يَهُوَاهَا فَخَطَبهَا، ولَمْ تَرْضَهْ وتَزَوَّجَتْ غِيْرَه من بَنِي ثُعَلَ، فطَفِقَ يَهْجُو بَنِي ثُعَل. أَوْهِيَ غَيْرُهَا.
(و) حُبَّى (: ع) تِهَامِيٌّ، كَانَ دَاراً لأَسَدٍ وكِنَانَةَ.
(وأُمُّ مَحْبُوبٍ) مِنْ كُنَى (الحَيَّةِ) نقلَه الصاغانيّ.
(} والحُبَيِّبَةُ، مُصَغَّرَةً: ة باليَمَامَةِ) نقلة الصاغانيُّ، (وإِبْرَاهِيمُ بنُ {حُبَيِّبَةَ) الأَنْطَاكِيُّ (و) إِبْرَاهِيمُ (بنُ مُحَمَّدِ بنُ يُوسُفَ بنِ حُبَيِّبَةَ مُحَدِّثَانِ) هَكَذَا هُوَ فِي سَائِر النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصوابُ أَنهما واحدٌ كَمَا حَقَّقَه الحافظُ، وَقد روى عَن عُثْمَانَ بنِ خُرَّزَاذَ، وَعنهُ ابْن جَمِيع، فَتَارَة نَسَبَه هَكَذَا، وَتارَة أَسْقَطَ اسمَ أَبيه وجَدِّه، وَقد سَمِعَ عبدَ الغنيّ عَن واحدٍ عَنهُ، فتأَمل، قَالَ الْحَافِظ: ومِثْلُه: حُبَيِّبةُ بِنْتُ عَتِيق، وَكَانَ أَبوها شاعِراً فِي زمن عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(و) } حُبَيْبَةُ (كجُهَيْنَةَ: ع) بالعِرَاقِ (من نَوَاحِي البَطِيحَةِ متَّصلٌ بالبَادِيَةِ قَريبٌ من البَصرة.
(و) يقالُ (امْرَأَةٌ مُحِبٌّ) بصِيغَةِ التَّذْكِيرِ أَي (منُحِبَّةٌ) وعِبَارَةُ الفرّاء: وامرأَة مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا ومُحِبٌّ أَيضاً، قَالَ ثَعْلَب: (و) يُقَالُ (بَعِيرٌ مُحِبٌّ) أَي (حَسِيرٌ) وأَنشدَ يَصِفُ امرأَةً قاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا.
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ {والتَّحَبُّبُ: التَّوَدُّدُ،} وحَبَّ إِذَا تَوَدَّدَ، وَهُوَ {يَتَحَبَّبُ إِلى النَّاسِ، وَهُوَ} مُتَحَبِّبٌ إِليهم، وأُوتِيَ فُلاَنٌ {مَحَابَّ القُلُوب، (} والتَّحَابُّ: التَّوَادُّ وَمِنْه الحديثُ (تَهَادَوْا تَحَابُّوا) .
( {واسْتَحَبَّهُ عَلَيْهِ: آثْرَهُ) } والاستِحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ و {2. 017 {اسْتَحَبُّوا الْكفْر على الايمان} (التَّوْبَة: 23) آثَرُوهُ، وَهُوَ فِي الإِساس.
(} وأَحْبَابُ) جَمْعُ حَبِيبٍ (: ع) وَفِي (المعجم) أَنَّه بَلَدٌ فِي جَنْب السُّوَارِقِيَّة من نَوَاحِي المَدِينَةِ (بدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ) لَهُ ذُكْرٌ فِي الشِّعْرِ.
( {والحُبَّابِيَّةُ بالضَّمِّ: قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ) .
(وبُطْنَانُ حَبِيبٍ: د بالشَّأْمِ) .
(والحُبَّةُ بالضَّمّ: الحَبِيبَةُ) أَيضاً (ج) حُبَبٌ (كَصُرَدٍ) .
(ومَحْبُوبٌ) جَدُّ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التاجِر، رَاوِيَةُ سُننِ التِّرْمِذِيّ.
(} وحَبُّوبَةُ: لَقَبُ إِسماعيلَ بنِ إِسحاق الرَّازِيّ) كَذَا فِي النّسخ، وَفِي كتاب (الذَّهَبِيّ) : لَقَبُ إِسحاق بنِ إِسماعيلَ الرَّازيِّ، (و) {حَبُّوبَةُ (جَدُّ) أَبا بِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيّ، وجَدٌّ (لِلْحَافِظِ) الشَّهِيرِ المُكْثِرِ أَبِي نَصْرٍ (الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ) بنِ إِبراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيَ (اليُونَارِتِيِّ) الأَصْبَهَانِيِّ نَسَبَهُ مِنْ خَطِّهِ، وَقد ضَبَطَه.
(و) حَبَابٌ (كَسَحَابٍ ابنُ صَالِحٍ الوَاسِطِيّ) شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ.
(و) أَبُو بَكْرٍ (أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حَبَابٍ) الخُوَارَزْمِيُّ (} - الحَبَابِيُّ) نِسْبَةٌ لِجَدِّهِ (مُحَدِّثُونَ) الأَخِيرُ شَيْخٌ للبِرْقَانِيّ.
ومِمَّا يِسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
حَبَّانُ بنُ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ، شِيعِيّ، وحَبَّانُ بنُ أَبِي مُعَاوهيَةَ شِيعِيٌّ أَيْضاً، وحَبَّانُ الأَسَدِيُّ عَن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ، وَعنهُ: حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وإِبرَاهِيمُ بنُ حَبَّانَ الأَزْدِيّ عَن أَنَسٍ، وَعنهُ: عِيسَى بن حَبَّانَ الأَزْدِيّ عَن أَنَسٍ، وَعنهُ: عِيسَى بنُ عُبَيْدٍ، ومحمّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَبَّانَ، سمع بَقِيَّة، مَشْهُور، وحَبَّانُ بنُ عبد الله شامِيٌّ، عَن عبدِ الله بن عمرٍ و، رَوَى عَنهُ العَلاَءُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ رَافِعٍ، هؤلاءِ كُلُّهُمْ بالفَتْحِ، وذُكر فِي الْفَتْح حَبَّانُ بن وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ.
قلتُ: وابنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن حَبَّانَ من شيوخِ مالِكٍ. وأَبُوه عَن ابنُ عُمَرَ وابنِ عباسٍ، وَعنهُ ابنُه محمدٌ وابنُ أَخِيهِ وَاسِعٌ، وسَلَمَةُ بنُ حَبَّانَ شيخٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، ويُوسُفَ القَاضِي، وَهُوَ غيرُ الَّذِي ذَكَره المصنّفُ، فَرَّقَ بَينهمَا عبدُ الغَنِيّ، وجَوَّزَ الأَمِيرُ أَنْ يَكُونَا واحِداً، وحَبَّانُ بنُ الْمَحْشَر رَوى عَنهُ حَفِيدُه قَبِيصَة بنُ عَبّاد بنِ حَبَّانَ، وحَبَّانُ بنُ مُعَاوِيَةَ صاحبُ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ، وحُمَيْدُ بنُ حَبَّانَ بنِ أَرْبَدَ الجَعْفَرِيّ كوفيّ، رَوَى عَنهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ الأَمير: وصحف فِيهِ غيرُ واحدٍ.
وَمِمَّا فاتَه فِي الكَسْرِ حِبَّانُ الصائِغُ، عَن أَبي بكرٍ الصدِّيقِ، وَعنهُ الرَّبيع بن صُبَيْح، وحِبَّانُ بنُ يوسفَ الصَّدَفيّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، ذكرهُ ابْن يُونُسَ، وابنُه عبدُ اللَّهِ، جَالَس عبدَ اللَّهِ بن عَمْرو، وحِبَّانُ بنُ الْحَارِث أَبو عقيل كُوفِيٌّ، عَن عليَ، وَعنهُ شَبِيب بن غَرْقَدة، وحِبَّانُ صَاحب الدُّثَيْنة، رَوَى عَن ابْن عمر، وَعنهُ رَزِين بن حَكيم، وحِبَّانُ بنُ عاصِمٍ العَنْبَرِيُّ، بَصْرِيٌّ عَن جَدِّه حَرْمَلَةَ بنِ إِيَاسٍ، وَله صُحْبَةٌ، وَعنهُ ابنُ عَمِّه عبدُ اللَّهِ بنُ حَسَّانَ بنت حَرْمَلَةَ، وحِبَّانُ بن جَزْءٍ أَبو خُزَيْمة عَن أَبيه وأَخيه، ولَهُمَا صُحْبَةٌ، وَهُوَ الَّذِي روى عَن أَبي هريرَةَ رَضِي الله عَنْهُمَا وَعنهُ زَيْنَبُ بنت أَبي طليق، قَالَه الأَميرُ، وتَرَدَّدَ الدارقطنيّ فِي كَونهمَا اثنَيْنِ، وحِبَّانُ بنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبيّ تَابِعِيٌّ. وحِبَّانُ بنُ أَبِي جَبَلَة تابعيٌّ أَيضاً عَن عَمْرِو بنِ العاصِ وَغَيره، وحِبَّان بن مهير العبديّ، سَمعَ عطاءٌ قَوْله، وحِبَّانُ بنُ النَّجَّارِ عَن أَبيه النجّار، عَن جدِ أَنَسِ بنِ مالكٍ، وَعنهُ ابْنه إِبراهيم بن حِبَّانَ، وحِبَّانُ أَبُو مَعْمَرٍ، بَصْرِيٌّ شَيْخٌ لاِءَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسِيّ، وحِبَّانُ صَاحِبُ العَاجِ، رَوَى عَنهُ الأَصمعيُّ، وحِبَّانُ بن حِبَّانَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عَنهُ حَفِيدُهوَعنهُ الإِسْمَاعِيلِيُّ، وبُنْدَارُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حِبَّانَ الجُرْجَانِيُّ الفَقِيهُ، عنِ البَغَوِيِّ، وابنِ صَاعِدٍ.
فَهؤُلاءِ كُلُّهُمْ بالكَسْرِ.
وَقَالَ الكسائيّ: لَكَ عِنْدِي مَا أَحَبْتَ، أَيْ أَحْبَبْتَ.
ويقالُ: سِرْنَا قَرَباً {حَبْحَاباً، أَي جَادًّا، مثلَ حَثْحَاثٍ.
} وحَبْحَبٌ كجَعْفَرٍ: مَوْضِعٌ.
ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ بالفَتْحِ: أَبو مِسْعَرٍ، رَاجِزٌ.
! والحَبَّانِيَّةُ، بالفَتْحِ: مَحَلَّةٌ بمِصْرَ.
والحِبَّةُ، بالكَسْرِ: الحَبِيبَةُ.
وحَبَّبْتُ القِرْبَةَ إِذا مَلأْتَهَا.
والحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ على الشَّجَرِ.
وأُلاتُ الحُبِّ، بالضَّمِّ: عَيْنٌ بِإِضَمٍ من ناحيَةِ المَدِينَةِ.
والحَبْحَابُ، بالفَتْحِ: السَّيِّىء الغِذَاءِ.
وحَبِيبٌ، كَأَمِيرٍ: جَبَلٌ حِجَازِيُّ، وحَبِيبٌ أَيضاً: قَبِيلَةٌ، قَالَ أَبُو خِرَاشٍ:
عَدَوْنَا عَدْوَةً لاَ شَكَّ فِيها
فَخُلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبِيبَا
وذُؤيْبَةُ: قَبِيلَةٌ أَيضاً.
وحُبيبُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيُّ اسْمُ الأَعْلَمِ الشَّاعِرِ.
وأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّد بن حَبِيبٍ الرَّافِقِيُّ مُحَدِّثٌ، وابنْ حَبِيب، نَسَّابَةٌ وحبِيب هَذِه أُمُّهُ أَوْ جَدَّتُه.
وبَنُو المُحِبِّب: حُفَّاظُ الشَّأْمِ، وأَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عبدِ الله بنِ محمدِ بن المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيُّ مُحَدِّثٌ وأَبُو الفُتُوح محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُمْرُوسٍ البَكْرِيُّ عُرِفَ بابنِ المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيِّ، مَشْهُورٌ، تُوُفِّي سنة 615 ذَكَره الصَّابونيُّ فِي (الذَّيْلِ) .
والمُحَبُّ بفَتْحِ الْحَاء: ابنُ حَذْلَمٍ المِصْرِيُّ الزَّهِدُ، عَن سَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ، وَقَالَ عبدُ الغَنِيّ: عَن مُوسَى بنِ وَرْدَانَ، وأَوْبَرُ بنُ عَلِيِّ بن مُحَبِّ بنِ حازمِ بن كُلْثُومٍ التُّجِيبِيُّ، ذَكَرَهُ ابنُ يُونُسَ. {ومُحَبَّةُ بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الحَاءِ أَيضاً: تَابِعِيَّةٌ، عَنْ عائِشَةَ، وعنها، أَبُو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ، وأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَبَّبٍ الدَّلاَل كَمُحَمَّدٍ: مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ، ومثلُه مُحَبَّبُ بنُ إِبراهيمَ العَبْدِيُّ، عَن ابنِ راهَوَيْهِ، وابنْهُ إِبراهيمُ بنُ مُحَبَّبٍ النَّيْسَابُورِيّ عَن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهِيمَ البُوشَنْجِيّ.
} والحَبَّابُ كَكَتَّانٍ: مَنْ يَبِيعُ الحِنْطَةَ، وَقَدْ نُسِبَ كذلكَ جَمَاعَةٌ.
وَيُقَال فِي الحُبَّى المَذْكُورِ فِي المَتْنِ أَيضاً: {الحُبَيَّا بِالتَّصْغِيرِ لِمَوُضِعٍ بالحِجَازِ، وأَبو الحُبَاب: سَعِيدُ بنُ سَيَّارٍ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ سعيد المَقْبُرِيّ، وأَبو حَبِيب بن يَعْلَى بن مُنْيَة التميميّ، عَن ابْن عَبَّاس، ومحمّد بن} حُبَيْبات شَاعِر فِي الدولة العبّاسية، {وحُبَيْبَات بن نُهَيْل بن عبد مَناف بن هِلال بن عَامر بن صَعْصَة جاهليّ، من وَلَده مِسْعَر بن كِدَامٍ وَغَيره.
وحَبٌّ بالفَتْحِ: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ أَسَدٍ المُتَوَكِّلِيّ البَلْخِيّ، كَانَ فِي حُدُودِ الثلاثمائة، هَكَذَا قَيَّدَه الحافظُ.
وَعَن اللِّحْيَانيّ:} حَبْحَبْتُ بالجَمَلِ! حِبْحَاباً وحَوَّبْتُ بِهِ تَحْوِيباً إِذا قُلْتَ لَهُ حَوْبِ حَوْبِ، وَهُوَ زَجْرٌ.
(حبب) الزَّرْع بدا حبه وَالشَّيْء إِلَيْهِ جعله يُحِبهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَكِن الله حبب إِلَيْكُم الْإِيمَان} والسقاء وَنَحْوه ملأَهُ حَتَّى صَار كالحب والدواء وَنَحْوه جعله كالحب 

حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والـمَحَبَّةُ،

وكذلك الحِبُّ بالكسر. وحُكِي عن خالد ابن نَضْلَة: ما هذا الحِبُّ

الطارِقُ؟وأَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ، وهو مَحْبُوبٌ، على غير قياس هذا الأَكثر، وقد قيل مُحَبٌّ، على القِياس. قال الأَزهري: وقد جاء الـمُحَبُّ شاذاً في الشعر؛ قال عنترة:

ولقد نَزَلْتِ، فلا تَظُنِّي غيرَه، * مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ الـمُكْرَمِ

وحكى الأَزهري عن الفرَّاءِ قال: وحَبَبْتُه، لغة. قال غيره: وكَرِهَ

بعضُهم حَبَبْتُه، وأَنكر أَن يكون هذا البيتُ لِفَصِيحٍ، وهو قول عَيْلانَ بن شُجاع النَّهْشَلِي:

أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه، * وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ

فَأُقْسِمُ، لَوْلا تَمْرُه ما حَبَبْتُه، * ولا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ

وكان أَبو العباس المبرد يروي هذا الشعر:

وكان عِياضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقُ وعلى هذه الروايةِ لا كون فيه إِقواء.

وحَبَّه يَحِبُّه، بالكسر، فهو مَحْبُوبٌ. قال الجوهري: وهذا شاذ لأَنه لا يأْتي في المضاعف يَفْعِلُ بالكسر، إِلاّ ويَشرَكُه يَفْعُل بالضم، إِذا كان مُتَعَدِّياً، ما خَلا هذا الحرفَ. وحكى سيبويه: حَبَبْتُه وأَحْبَبْتُه بمعنى. أَبو زيد: أَحَبَّه اللّه فهو مَحْبُوبٌ. قال: ومثله مَحْزُونٌ، ومَجْنُونٌ، ومَزْكُومٌ، ومَكْزُوزٌ، ومَقْرُورٌ، وذلك أَنهم يقولون: قد فُعِلَ بغير أَلف في هذا كله، ثم يُبْنَى مَفْعُول على فُعِلَ، وإِلاّ فلا وَجْهَ له، فإِذا قالوا: أَفْعَلَه اللّه، فهو كلُّه بالأَلف؛ وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم: ما أَحَبْتُ ذلك، أَي ما أَحْبَبْتُ، كما قالوا: ظَنْتُ ذلك، أَي ظَنَنْتُ، ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم ظَلْتُ. وقال:

في ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ

أَي يُحَبُّ فيها. واسْتَحَبَّه كأَحَبَّه.

والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ.

وإِنه لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي مِمَّنْ أُحِبُّ. وحُبَّتُك: ما أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ، أَو يكون لك. واخْتَرْ

حُبَّتَك ومَحَبَّتَك من الناس وغَيْرِهِم أَي الذي تُحِبُّه.

والـمَحَبَّةُ أَيضاً: اسم للحُبِّ.

والحِبابُ، بالكسر: الـمُحابَّةُ والـمُوادَّةُ والحُبُّ . قال أَبو ذؤيب:

فَقُلْتُ لقَلْبي: يا لَكَ الخَيْرُ، إِنَّما * يُدَلِّيكَ، للخَيْرِ الجَدِيدِ، حِبابُها

وقال صخر الغي:

إِنّي بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ * عاوَدَنِي، مِنْ حِبابِها، الزُّؤُدُ

وتَحَبَّبَ إِليه: تَودَّدَ. وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضاً، عن الفرَّاءِ.

الأَزهري: يقال: حُبَّ الشيءُ فهو مَحْبُوبٌ، ثم لا يقولون: حَبَبْتُه،

كما قالوا: جُنَّ فهو مَجْنُون، ثم يقولون: أَجَنَّه اللّهُ.

والحِبُّ: الحَبِيبُ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، قال ابن بري، رحمه اللّه:

الحَبِيبُ يجيءُ تارة بمعنى الـمُحِبِّ، كقول الـمُخَبَّلِ:

أَتَهْجُرُ لَيْلَى، بالفِراقِ، حَبِيبَها، * وما كان نَفْساً، بالفِراقِ، تَطِيبُ

أَي مُحِبَّها، ويجيءُ تارة بمعنى الـمحْبُوب كقول ابن الدُّمَيْنةِ:

وانّ الكَثِيبَ الفَرْدَ، مِن جانِبِ الحِمَى، * إِلَيَّ، وإِنْ لم آتهِ، لحَبِيبُ

أَي لـمَحْبُوبٌ.

والحِبُّ: الـمَحْبُوبُ، وكان زَيْدُ بن حارِثةَ، رضي اللّه عنه،

يُدْعَى: حِبَّ رَسولِ اللّه، صلة اللّه عليه وسلم؛ والأَنثى بالهاءِ. وفي الحديث: ومن يَجْتَرئُ على ذلك إِلا أُسامةُ، حِبُّ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي مَحْبُوبُه، وكان رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُحِبُّه كثيراً. وفي حديث فاطِمَة، رضوان اللّه عليها، قال لها رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، عن عائشة: إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ. الحِبُّ بالكسر: الـمَحْبُوبُ، والأُنثى: حِبَّةٌ، وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، وحِبَبةٌ، وحُبٌّ؛ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون من الجَمْع العزيز، وإِما أَن تكون اسماً للجَمْعِ.

والحَبِيبُ والحُبابُ بالضم: الحِبُّ، والأُنثى بالهاءِ. الأَزهري: يقال للحَبِيب: حُبابٌ، مُخَفَّفٌ.

وقال الليث: الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبةِ والحَبِيب. وحكى ابن

الأَعرابي: أَنا حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم؛ وأَنشد:

ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ

والحُبابُ، بالضم: الحُبُّ. قال أَبو عَطاء السِّنْدِي، مَوْلى بني

أَسَد:

فوَاللّهِ ما أَدْرِي، وإِنِّي لصَادِقٌ، * أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ

قال ابن بري: المشهور عند الرُّواة: مِن حِبابِكِ، بكسر الحاءِ، وفيه وَجْهان: أَحدهما أَن يكون مصدر حابَبْتُه مُحابَّةً وحِباباً، والثاني أَن يكون جمع حُبٍّ مثل عُشٍّ وعِشاشٍ، ورواه بعضهم: من جَنابِكِ، بالجيم والنون، أَي ناحِيَتكِ.

وفي حديث أُحُد: هو جَبَلُّ يُحِبُّنا ونُحِبُّه. قال ابن الأَثير: هذا

محمول على المجاز، أَراد أَنه جبل يُحِبُّنا

أَهْلُه، ونُحِبُّ أَهْلَه، وهم الأَنصار؛ ويجوز أَن يكون من باب الـمَجاز الصَّريح، أَي إِنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه في أَرْضِ مَن نُحِبُّ.

وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ، يُروى بضم الحاءِ، وهو الاسم من الـمَحَبَّةِ، وقد جاءَ في بعض الرِّوايات، باسقاط انظُروا، وقال: حُبّ الانصار التمرُ، فيجوز أَن يكون بالضم كالأَوّل، وحذف الفعل وهو مراد للعلم به، أَو على جعل التمر نفس الحُبِّ مبالغة في حُبِّهم إِياه، ويجوز أَن تكون الحاءُ مكسورة، بمعنى المحبوب، أَي مَحْبُوبُهم التمرُ، وحينئذ يكون التمر على الأَوّل، وهو المشهور في الرواية

منصوباً بالحُب، وعلى الثاني والثالث مَرْفُوعاً على خبر المبتدإِ.

وقالوا: حَبَّ بِفُلان، أَي ما أَحَبَّه إِلَيَّ؛ قال أَبو عبيد: معناه(1)

(1 قوله «قال أبو عبيد معناه إلخ» الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ.)

حَبُبَ بِفُلان، بضم الباءِ، ثم سُكِّن وأُدغم في الثانية.

وحَبُبْتُ إِليه: صِرْتُ حَبِيباً، ولا نَظِير له إِلا شَرُرْتُ، مِن الشَّرِّ، وما حكاه سيبويه عن يونس قولهم: لَبُبْتُ من اللُّبِّ. وتقول: ما

كنتَ حَبيباً، ولقد حَبِبْتَ، بالكسر، أَي صِرْتَ حَبِيباً. وحَبَّذَا الأَمْرُ أَي هو حَبِيبٌ. قال سيبويه: جعلوا حَبّ مع ذا، بمنزلة الشيءِ

الواحد، وهو عنده اسم، وما بعده مرفوع به، ولَزِمَ ذا حَبَّ، وجَرَى كالمثل؛ والدَّلِيلُ على ذلك أَنهم يقولون في المؤَنث: حَبَّذا، ولا يقولون: حَبَّذِه. ومنهُ قولهم: حَبَّذا زَيْدٌ، فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لا يَتصرَّف، وأَصله حَبُبَ، على ما قاله الفرّاءُ، وذا فاعله، وهو اسم مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإشارة، جُعِلا شيئاً واحداً، فصارا بمنزلة اسم يُرْفَع ما بعده، وموضعه رفع بالابْتداءِ، وزيد خبره، ولا يجوز أَن يكون بدلاً مِن ذا، لأَنّك تقول حَبَّذا امرأَةٌ، ولو كان بدلاً لقلت: حَبَّذِهِ المرأَةُ. قال جرير:

يا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ، * وحَبَّذا ساكِنُ الرَّيّانِ مَنْ كانا

وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ يَمانِيةٍ، * تَأْتِيكَ، مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ، أَحيانا

الأَزهري: وأَما قولهم: حبّذا كذا وكذا، بتشديد الباء، فهو حَرْفُ

مَعْنىً، أُلِّفَ من حَبَّ وذا. يقال: حَبَّذا الإِمارةُ، والأَصل حَبُبَ ذا،

فأَدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَين في الأُخْرى وشُدّدتْ، وذا إِشارةٌ إِلى ما

يَقْرُب منك. وأَنشد بعضهم:

حَبَّذا رَجْعُها إِلَيها يَدَيْها، * في يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا(2)

(2 قوله «إليها يديها» هذا ما وقع في التهذيب أيضاً ووقع في الجزء العشرين إليك.)

كأَنه قال: حَبُبَ ذا، ثم ترجم عن ذا، فقالَ هو رَجْعُها يديها إِلى

حَلِّ تِكَّتِها أَي ما أَحَبَّه، ويَدَا دِرْعِها كُمَّاها. وقال أَبو الحسن

بن كيسان: حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شيئاً واحداً، ولم تُغَيَّرا في تثنية، ولا جمع، ولا تَأْنِيث، ورُفِع بها الاسم، تقول: حَبَّذا زَيْدٌ، وحَبَّذا الزَّيْدانِ، وحَبَّذا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذا هِنْد، وحَبَّذا أَنـْتَ. وأَنـْتُما، وأَنتُم. وحَبَّذا يُبتدأُ بها، وإِن قلت: زَيْد حَبَّذا، فهي جائزة، وهي قَبِيحة، لأَن حَبَّذا كلمة مَدْح يُبْتَدأُ بها لأَنها جَوابٌ، وإِنما لم تُثَنَّ، ولم تُجمع، ولم

تُؤَنَّثْ، لأَنك إِنما أَجْرَيْتَها على ذِكر شيءٍ سَمِعْته، فكأَنك قلت: حَبَّذا الذِّكْرُ، ذُكْرُ زَيْدٍ، فصار زيدٌ موضعَ ذكره، وصارَ ذا مشاراً إِلى الذِّكْرِيّةِ، والذِّكرُ مُذَكَّرٌ. وحَبَّذا في الحَقِيقةِ:

فِعْلٌ واسْم، حَبَّ بمنزلة نِعْم، وذا فاعل، بمنزلة الرَّجل. الأَزهري قال: وأَمـَّا حَبَّذا، فإِنه حَبَّ ذا، فإِذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ به فقلت: حَبَّذا زَيْدٌ.

وحَبَّبَ إِليه الأَمـْرَ: جعله يُحِبُّه.

وهم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إِلَيَّ هذا الشيءُ

يَحَبُّ حُبّاً. قال ساعدة:

هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، * وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْعَبُ

وأَنشد الأَزهري:

دَعانا، فسَمَّانَا الشِّعارَ، مُقَدِّماً، * وحَبَّ إِلَيْنا أَن نَكُونَ الـمُقدَّما

وقولُ ساعدة: وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بها إِليّ مُتَجَنِّبةً.

وفي الصحاح في هذا البيت: وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، وقال: أَراد حَبُبَ، فأَدْغَمَ، ونَقَل الضَّمَّةَ إِلى الحاءِ، لأَنه مَدْحٌ، ونَسَبَ هذا

القَوْلَ إِلى ابن السكيت.

وحَبابُكَ أَن يكون ذلِكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذلك أَي غايةُ مَحَبَّتِك؛ وقال اللحياني: معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ، ولم يذكر الحُبَّ؛ ومثله: حماداكَ. أَي جُهْدُك وغايَتُكَ.

الأَصمعي: حَبَّ بِفُلانٍ، أَي ما أَحَبَّه إِليَّ ! وقال الفرَّاءُ: معناه

حَبُبَ بفلان، بضم الباء، ثم أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ في الثانية. وأَنشد

الفرَّاءُ:

وزَادَه كَلَفاً في الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ، * وحَبَّ شيْئاً إِلى الإِنْسانِ ما مُنِعَا

قال: وموضِعُ ما، رفْع، أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ. وأَنشد شمر:

ولَحَبَّ بالطَّيْفِ الـمُلِمِّ خَيالا

أَي ما أَحَبَّه إِليَّ، أَي أَحْبِبْ بِه! والتَّحَبُّبُ: إِظْهارُ الحُبِّ.

وحِبَّانُ وحَبَّانُ: اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ.

والـمُحَبَّةُ والـمَحْبُوبةُ جميعاً: من أَسْماءِ مَدِينةِ النبيّ، صلى

اللّه عليه وسلم، حكاهما كُراع، لِحُبّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، وأَصحابِه إِيَّاها.

ومَحْبَبٌ: اسْمٌ عَلَمٌ، جاءَ على الأَصل، لمكان العلمية، كما جاءَ

مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ؛ وإِنما حملهم على أَن يَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ، دون فَعْلَلٍ، لأَنهم وجدوا ما تركب من ح ب ب، ولم يجدوا م ح ب، ولولا هذا، لكان حَمْلُهم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَولى، لأَنّ ظهور التضعيف في فَعْلَل، هو القِياسُ والعُرْفُ، كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ. وقوله أَنشده ثعلب:

يَشُجُّ به الـمَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى، * لَهُ، مِنْ أَخِلاَّءِ الصَّفاءِ، حَبِيبُ

فسره فقال: حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ.

والإِحْبابُ: البُروكُ. وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ. وقيل: الإِحْبابُ في

الإِبلِ، كالحِرانِ في الخيل، وهو أَن يَبْرُك فلا يَثُور. قال أَبو محمد الفقعسي:

حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبا، * ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا

القَفِيلُ: السَّوْطُ. وبعير مُحِبٌّ. وقال أَبو عبيدة في

<ص:293> قوله تعالى: إِنّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْر عن ذِكْرِ رَبِّي؛ أَي لَصِقْتُ بالأَرض، لِحُبّ الخَيْلِ، حتى فاتَتني الصلاةُ. وهذا غير معروف في الإِنسان، وإِنما هو معروف في الإِبل.

وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إِحْباباً: أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ، فلم يَبْرَحْ مكانَه حتى يَبْرأَ أَو يموتَ. قال ثعلب: ويقال للبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبٌّ. وأَنشد يصف امرأَةً، قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ، وأَرْسَلَتْ

به إِلى أَقْرانِها:

جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ، * فَهُنَّ بَعْدُ، كُلُّهُنَّ كالمُحِبّْ

أَبو الهيثم: الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ على الموت مِن شدّة

الـمَرض فَيَبْرُكَ، ولا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ. قال الراجز:

ما كان ذَنْبِي في مُحِبٍّ بارِك، أَتاهُ أَمْرُ اللّهِ، وهو هالِك

والإِحْبابُ: البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن الأَعرابي: حُبَّ: إِذا أُتْعِبَ، وحَبَّ: إِذا وقَفَ، وحَبَّ: إِذا تَوَدَّدَ، واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: إِذا أَمْسَكَتِ الماء وطال ظِمْؤُها؛ وإِنما يكون ذلك، إِذا التقت الطَّرْفُ والجَبْهةُ، وطَلَعَ معهما سُهَيْلٌ.

والحَبُّ: الزرعُ، صغيراً كان أَو كبيراً، واحدته حَبَّةٌ؛ والحَبُّ

معروف مُستعمَل في أَشياءَ جَمة: حَبَّةٌ مِن بُرّ، وحَبَّة مِن شَعير، حتى يقولوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ؛ والحَبَّةُ، من الشَّعِير والبُرِّ ونحوهما،

والجمع حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ، الأَخيرة نادرة، لأَنَّ

فَعلة لا تجمع على فُعْلانٍ، إِلاّ بعد طَرْحِ الزائد.

وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ: إِذا دخَل فيه الأُكْلُ، وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُّبُّ. والحَبَّةُ السَّوْداءُ، والحَبَّة الخَضْراء، والحَبَّةُ من الشيءِ: القِطْعةُ منه. ويقال للبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، وحَبُّ الـمُزْنِ، وحَبُّ قُرٍّ. وفي صفتِه، صلى اللّه عليه وسلم: ويَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ، يعني البَرَدَ، شَبَّه به ثَغْرَه في بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه.

(يتبع...)

(تابع... 1): حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والـمَحَبَّةُ،... ...

قال ابن السكيت: وهذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ، وهو معرفة.

وحَبَّةُ: اسم امرأَةٍ؛ قال:

أَعَيْنَيَّ! ساءَ اللّهُ مَنْ كانَ سَرَّه * بُكاؤُكما، أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما

ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما * لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئَا لي قَذاكُما

قال ابن جني: حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ، يقال له

مَنْظُور، فكانت حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمها مَنْظُور.

والحِبَّةُ: بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ، واحدها حَبٌّ(1)

(1 قوله «واحدها حب» كذا في المحكم أيضاً.). الأَزهري عن الكسائي: الحِبَّةُ: حَبُّ الرَّياحِينِ، وواحده حَبَّةٌ؛ وقيل: إِذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شيءٍ شيءٌ، فهي حِبَّةٌ؛ وقيل: الحِبَّةُ، بالكسر: بُزورُ الصَّحْراءِ، مـما ليس بقوت؛ وقيل: الحِبَّةُ: نبت يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صِغارٌ. وفي حديثِ أَهلِ النارِ: فَيَنْبُتون كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ؛ قالوا: الحِبَّةُ إِذا كانت حُبوب مختلفة من كلّ شيءٍ، والحَمِيلُ: مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فيه السَّيْلُ،والجمع حِبَبٌ؛ وقيل: ما كان له

حَبٌّ من النَّباتِ، فاسْمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة. وقال أَبو حنيفة: الحِبَّة،

بالكسر: جميعُ بُزورِ النَّباتِ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، عن الكسائي.

قال: فأَما الحَبُّ فليس إِلا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، وإِنما افْتَرَقا في الجَمْع. الجوهري: الحَبَّةُ: واحدة حَبِّ الحِنْطةِ، ونحوها من الحُبُوبِ؛ والحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه من غير أَن يُبْذَرَ، وكلُّ ما بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة، بالفتح.

وقال ابن دريد: الحِبَّةُ، بالكسر، ما كان مِن بَزْرِ العُشْبِ. قال أَبو

زياد: إِذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ، فذلك الحِبَّة، رواه عنه أَبو

حنيفة. قال: وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ، وَوَصَفَ إِبِلَه:

تَبَقَّلَتْ، مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ، * في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ

قال الأَزهري: ويقال لِحَبّ الرَّياحِين: حِبَّةٌ، وللواحدة منها

حَبّةٌ؛ والحِبَّةُ: حَبُّ البَقْل الذي ينْتَثِر، والحَبَّة: حَبَّةُ الطَّعام،

حَبَّةٌ من بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ، وكل ما يأْكُله الناسُ.

قال الأَزهري: وسمعت العربَ تقول: رَعَيْنا الحِبَّةَ، وذلك في آخر الصَّيْف، إِذا هاجتِ الأَرضُ، ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ، وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها، فإِذا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عليها. قال: ورأَيتهم يسمون الحِبَّةَ، بعد الانْتثارِ، القَمِيمَ والقَفَّ؛ وتَمامُ سِمَنِ

النَّعَمِ بعد التَّبَقُّلِ، ورَعْيِ العُشْبِ، يكون بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم. قال: ولا يقع اسم الحِبَّةِ، إِلاّ على بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ، وما تَناثر من ورَقِها، فاخْتَلَطَ بها، مثل القُلْقُلانِ، والبَسْباسِ، والذُّرَق، والنَّفَل، والـمُلاَّحِ، وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها.

وحَبَّةُ القَلْبِ: ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه، وهي هَنةٌ سَوْداءُ فيه؛ وقيل: هي زَنَمةٌ في جَوْفِه. قال الأَعشى:

فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها

الأَزهري: حَبَّةُ القَلْب: هي العَلَقةُ السَّوْداء، التي تكون داخِلَ

القَلْبِ، وهي حَماطةُ القلب أَيضاً. يقال: أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ

قَلْبِ فُلان إِذا شَغَفَ قَلْبَه حُبُّها. وقال أَبو عمرو: الحَبَّةُ وَسَطُ

القَلْبِ.

وحَبَبُ الأَسْنانِ: تَنَضُّدُها. قال طرفة:

وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً * كَرُضابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ

قال ابن بري، وقال غير الجوهري: الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها، لأَنّ قَلَّةَ الرِّيقِ تكون عند تغير الفم. ورُضابُ المِسْكِ: قِطَعُه.

والحِبَبُ: ما جَرَى على الأَسْنانِ من الماءِ، كقِطَعِ القَوارِير،

وكذلك هو من الخَمْرِ، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد قول ابن أَحمر:

لَها حِبَبٌ يَرَى الرَّاؤُون منها، * كما أَدْمَيْتَ، في القَرْوِ، الغَزالا

أَراد: يَرى الرَّاؤُون منها في القَرْوِ كما أَدْمَيْتَ الغَزالا.

الأَزهري: حَبَبُ الفَمِ: ما يَتَحَبَّبُ من بَياضِ الرِّيقِ على الأَسْنانِ.

وحِبَبُ الماء وحَبَبُه، وحَبابه، بالفتح: طَرائقُه؛ وقيل: حَبابُه

نُفّاخاته وفَقاقِيعُه، التي تَطْفُو، كأَنـَّها القَوارِيرُ، وهي اليَعالِيلُ؛ وقيل: حَبابُ الماءِ مُعْظَمُه. قال

طَرفةُ:

يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزُومُها بِها، * كما قَسَمَ التُّرْبَ الـمُفايِلُ باليَدِ

فَدَلَّ على انه الـمُعْظَمُ. وقال ابن دريد: الحَبَبُ: حَبَبُ الماءِ،

وهو تَكَسُّره ، وهو الحَبابُ. وأَنشد الليث:

كأَنَّ صلاَ جَهِيزةَ، حِينَ قامَتْ، * حَبابُ الماءِ يَتَّبِعُ الحَبابا

ويُروى: حين تَمْشِي. لم يُشَبِّهْ صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقِيع،

وإِنما شَبَّهَ مَآكِمَها بالحَبابِ، الذي عليه،(1)

(1 عليه أي على الماء.)

كأَنـَّه دَرَجٌ في حَدَبةٍ؛ والصَّلا: العَجِيزةُ، وقيل: حَبابُ الماءِ

مَوْجُه، الذي يَتْبَعُ بعضُه بعضاً. قال ابن الأَعرابي، وأَنشد شمر:

سُمُوّ حَبابِ الماءِ حالاً على حالِ

قال، وقال الأَصمعي: حَبابُ الماءِ الطَّرائقُ التي في الماءِ، كأَنـَّها الوَشْيُ؛ وقال جرير:

كنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الحَبابا

وحَبَبُ الأَسْنان: تَنَضُّدها. وأَنشد:

وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً، * كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً، ذا أُشُرْ

أَبو عمرو: الحَبابُ: الطَّلُّ على الشجَر يُصْبِحُ عليه. وفي حديث

صِفةِ أَهل الجَنّةِ: يَصِيرُ طَعامُهم إِلى رَشْحٍ، مثْلِ حَباب المِسْكِ.

قال ابن الأَثير: الحَبابُ، بالفتح: الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ على النَّباتِ،

شَبّه به رَشْحَهم مَجازاً، وأَضافَه إلى المِسْكِ ليُثْبِتَ له طِيبَ

الرَّائحةِ. قال: ويجوز أَن يكون شبَّهه بحَباب الماءِ، وهي نُفَّاخاتهُ

التي تَطْفُو عليه؛ ويقال لِمُعْظَم الماءِ حَبابٌ أَيضاً، ومنه حديث عليّ، رضي اللّه عنه، قال لأَبي بكر، رضي اللّه عنه: طِرْتَ بعُبابِها، وفُزْتَ بحَبابِها، أَي مُعْظَمِها.

وحَبابُ الرَّمْلِ وحِبَبهُ: طَرائقُه، وكذلك هما في النَّبِيذ.

والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَّخْمةُ. والحُبُّ: الخابِيةُ؛ وقال ابن دريد: هو

الذي يُجْعَلُ فيه الماءُ، فلم يُنَوِّعْه؛ قال: وهو فارِسيّ مُعَرّب.

قال، وقال أَبو حاتم: أَصلُه حُنْبٌ، فَعُرِّبَ، والجَمْعُ أَحْبابٌ

وحِبَبةٌ(2)

(2 قوله «وحببة» ضبط في المحكم بالكسر وقال في المصباح وزان عنبة.)

وحِبابٌ. والحُبَّةُ، بالضم: الحُبُّ؛ يقال: نَعَمْ وحُبَّةً وكَرامةً؛ وقيل في تفسير الحُبِّ والكَرامةِ: إِنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ التي

تُوضَعُ عليها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، وإِنّ الكَرامةَ الغِطاءُ الذي

يَوضَعُ فوقَ تِلك الجَرّة، مِن خَشَبٍ كان أَو من خَزَفٍ.

والحُبابُ: الحَيَّةُ؛ وقيل: هي حَيَّةٌ ليست من العَوارِمِ. قال أَبو

عبيد: وإِنما قيل الحُبابُ اسم شَيْطانٍ، لأَنَّ الحَيَّةَ يُقال لها

شَيْطانٌ. قال:

تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنـَّه * تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِيِ خِرْوَعٍ، قَفْرِ

وبه سُمِّي الرَّجل. وفي حديثٍ: الحُبابُ شيطانٌ؛ قال ابن الأَثير: هو بالضم اسم له، ويَقَع على الحَيَّة أَيضاً، كما يقال لها شَيْطان، فهما مشتركان فيهما. وقيل: الحُبابُ حيَّة بعينها، ولذلك غُيِّرَ اسم

حُبابٍ، كراهية للشيطان.

والحِبُّ: القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ واحدة؛ قال ابن دُرَيْد: أَخبرنا أَبو

حاتم عن الأَصمعي أَنه سأَل جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معنى قول أَبيه الرَّاعِي(1)

(1 قوله «الراعي» أي يصف صائداً في بيت من حجارة منضودة تبيت الحيات قريبة منه قرب قرطه لو كان له قرط تبيت الحية إلخ وقبله:

وفي بيت الصفيح أبو عيال * قليل الوفر يغتبق السمارا

يقلب بالانامـــل مرهفات * كساهنّ المناكب والظهارا

أفاده في التكملة.) :

تَبِيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ * مَكانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا

ما الحِبُّ؟ فقال: القُرْطُ؛ فقال: خُذُوا عن الشيخ، فإِنه عالِمٌ. قال

الأَزهريّ: وفسر غيره الحِبَّ في هذا البيت، الحَبِيبَ؛ قال: وأُراه

قَوْلَ ابن الأَعرابي.

والحُبابُ، كالحِبِّ. والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ.

وتَحَبَّبَ الحِمارُ وغَيْرُه: امْتَلأَ من الماءِ. قال ابن سيده: وأُرَى حَبَّبَ مَقُولةً في هذا الـمَعنى، ولا أَحُقُّها. وشَرِبَتِ الإِبلُ حتى حَبَّبَتْ: أَي تَمَلأَتْ رِيّاً. أَبو عمرو: حَبَّبْتُه فتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه للسِّقاءِ وغَيْرِه.

وحَبِيبٌ: قبيلةٌ. قال أَبو خِراش:

عَدَوْنا عَدْوةً لا شَكَّ فِيها، * وخِلْناهُمْ ذُؤَيْبةَ، أَو حَبِيبا

وذُؤَيْبة أَيضاً: قَبِيلة. وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ من شُعَرائهم.

وذَرَّى حَبّاً: اسم رجل. قال:

إِنَّ لها مُرَكَّناً إِرْزَبَّا، * كأَنه جَبْهةُ ذَرَّى حَبَّا

وحَبَّانُ، بافتح: اسم رَجل، مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ.

وحُبَّى، على وزن فُعْلى: اسم امرأَة. قال هُدْبةُ بن خَشْرمٍ:

فَما وَجَدَتْ وَجْدِي بها أُمُّ واحِدٍ، * ولا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمّ كِلابِ

طلس

ط ل س

ذئب أطلس: أغبر، وذئاب طلس، وذئبة طلساء. وطلست الكتاب طلساً، وطلسته تطليساً وهو أن تمحوه لتفسد خطه، فإذا أعمت محوه وصيرته من الفضول التي يستغنى عنها وصيرته طرساً: فقد طرسته. ومحا اللوح بالطلاسة وهي الخرقة. وجاء البرد والطيالسة. وخرج القاضي متقلسا متطلسا.

ومن المجاز: طلس بصره وطمسه: ذهب به. وشققت طيالس الظلام. قال أبو النجم:

كم في لجيم من أغر كأنه ... صبح يشق طيالس الظلماء

وتقول العرب: يا ابن الطيلسان: يريدون يا عجميّ.

طلس: الطَّلْسُ: لغة في الطِّرْس. والطَّلْسُ: المَحْوُ، وطَلَسَ الكتاب

طَلْساً وطَلَّسه فتَطَلَّسَ: كطَرَّسه. ويقال للصحيفة إِذا محيت: طِلْس

وطِرْسٌ؛ وأَنشد:

وجَوْنِ خَرْقٍ يَكْتَسي الطُّلُوسا

يقول: كأَنما كُسِيَ صُحُفاً قد محيت مرة لدُرُوس آثارها. والطِّلسُ:

كتاب قد مُحِيَ ولم يُنعَمْ مَحْوُه فيصير طِلْساً. ويقال لجِلْدِ فَخِذِ

البعير: طِلْسٌ لتساقط شعره ووَبَرِه، وإِذا محوت الكتاب لتفسد خطه قلت:

طَلَسْتُ، فإِذا أَنعمت محوه قلت: طَرَسْتُ. وفي الحديث عن النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم، أَنه أَمَرَ بطَلْس الصُّوَرِ التي في الكعبة؛ قال شمر:

معناه بطَمْسِها ومَحْوِها. ويقال: اطْلِسِ الكتابَ أَي امْحُه، وطَلَسْت

الكِتابَ أَي محوته. وفي الحديث: قولُ لا إِله إِلا اللَّه يَطْلِس ما

قبله من الذنوب. وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: قال له لا تَدَعْ

تِمْثالاً إِلا طَلَسْتَه أَي مَحَوْتَه، وقيل: الأَصل فيه الطُّلْسَةُ وهي

الغُبْرَةُ إِلى السواد.

والأَطْلَسُ: الأَسودُ والوَسَخُ. والأَطْلَسُ: الثوب الخَلَقُ، وكذلك

الطِلَسُ بالكسر، والجمع أَطْلاسٌ. يقال رجل أَطْلَسُ الثوب؛ قال ذو

الرمة:

مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، ليس له

إِلا الضِّراءُ وإِلا صَيْدُها نَشَبُ

وذئب أَطْلَسُ: في لونه غُبْرةٌ إِلى السواد؛ وكل ما كان على لونه، فهو

أَطْلَسُ، والأُنثى طَلْساءُ، وهو الطِّلْسُ، ابن شُمَيْل: الأَطْلَسُ

اللِّصُّ يشبَّه بالذئب. والطَّلَسُ والطَّلَسةُ: مصدر الأَطْلَسِ من

الذئاب، وهو الذي تساقط شعره، وهو أَخبث ما يكون. والطِّلْسُ: الذئب

الأَمْعَطُ، والجمع الطُّلْسُ. التهذيب: والطَّلْسُ والطَّمْسُ واحدٌ. وفي حديث

أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: أَن مُوَلِّداً أَطْلَس سرق فقطع يده. قال شمر:

الأَطْلَسُ الأَسود كالحَبَشِيِّ ونحوه؛ قال لبيد:

فأَطارَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ،

وبِكُلِّ أَطْلَسَ جَوْبُه في المَنْكِبِ

أَطْلَس: عبدٌ حَبَشِيّ أَسود، وقيل: الأَطْلَسُ اللِّصُّ، شبه بالذئب

الذي تساقط شعره. والطِّلْسُ والأَطْلَسُ من الرجال: الدَّنِسُ الثياب،

شبه بالذئب في غُبْرة ثِيابه؛ قال الراعي:

صادَفْتُ أَطْلَسَ مَشَّاءً بأَكْلُبِه،

إِثْرَ الأَوابِدِ لا يَنْمِي له سَبَدُ

ورجل أطْلَسُ الثياب وَسِخُها. وفي الحديث: تأْتي رجالاً طُلْساً أَي

مُغْبَرَّةَ الأَلوان، جمع أَطْلَسَ. وفلان عليه ثوب أَطْلَسُ إِذا رُمِيَ

بقبيح؛ وأَنشد أَبو عبيد:

ولَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبي

حَلِيلَتَه، إِذا هَدَأَ النِّيامُ

لم يرد بحليلته امرأَته ولكن أَراد جارته التي تُحالُّه في حِلَّتِه.

وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَن عاملاً له وَفَدَ عليه أَشْعَثَ

مُغْبَرّاً عليه أَطْلاسٌ، يعني ثياباً وَسِخَةً. يقال: رجل أَطْلَسُ الثوب

بَيِّنُ الطُّلْسةِ، ويقال للثوب الأَسودِ الوَسِخ: أَطْلَسُ؛ وقال في قول ذي

الرمة:

بطَلْساءَ لم تَكْمُل ذِراعاً ولا شِبْرا

يعني خِرْقَةً وَسِخَةً ضَمَّنها النارَ حين اقْتدح.

والطَّيْلَسُ والطَّيْلَسانُ: ضرب من الأَكسية

(* قوله «ضرب من الأَكسية»

أَي أَسود، قال المرار بن سعيد الفقعسي: فرفعت رأسي للخيال فما أَرى

غير المطي وظلمة كالطيلس كذا في التكملة.)؛ قال ابن جني: جاء مع الأَلف

والنون فَيْعَلٌ في الصحيح على أَن الأَصمعي قد أَنكر كسرة اللام، وجَمع

الطَّيلَس والطَّيْلَِسان والطّيلُسان طَيالِس وطَيالِسة، دخلت فيه الهاء

في الجمع للعجمة لأَنه فارسي معرّب، والطَّالِسانُ لغة فيه، قال: ولا

أَعرف للطَّالسان جمعاً، وقد تَطَلْيَسْتُ بالطَّيْلَسان وتَطَيْلَسْتُ.

التهذيب: الطَّيْلسان تفتح اللام فيه وتكسر؛ قال الأَزهري: ولم أَسمع

فَيْعِلان، بكسر العين، إِنما يكون مضموماً كالخَيْزُرانِ والحَيْسُمانِ، ولكن

لما صارت الضمة والكسرة أُختين واشتركتا في مواضع كثيرة دخلت الكسرة

موضع الضمة، وحكي عن الأَصمعي أَنه قال: الطيلسان ليس بعربي، قال: وأَصله

فارسي إِنما هو تالشان فأُعرب. قال الأَزهري: لم أَسمع الطَّيْلِسان، بكسر

اللام، لغير الليث.وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال: السُّدُوسُ

الطَّيْلَسان، هكذا رواه الجوهري والعامة تقول الطَّيْلِسانُ، ولو رخَّمت هذا

في موضع النداء لم يجز لأَنه ليس في كلامهم فَيْعِل بكسر العين إِلا

معتلاًّ نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، واللَّه أَعلم.

(طلس)
بَصَره طلسا ذهب وبالشيء على وَجهه جَاءَ بِهِ أَو جَاءَ بِهِ كَمَا سَمعه وَبِه فِي السجْن وَنَحْوه رمى بِهِ وَالشَّيْء طمسه ومحاه وَيُقَال طلس الْكتاب وَنَحْوه شوه خطه أَو أفْسدهُ

(طلس) طلسا وطلسة امحى وَالثَّوْب أخلق وَصَارَ أطلس أَو كَانَ أغبر إِلَى السوَاد

طلس


طَلَسَ(n. ac. طَلْس)
a. Effaced, obliterated (writing).
b. Went away; was lost (sight).
طَلَّسَa. see I (a)
تَطَلَّسَa. Pass. of I (a).
b. Put on or wore a Persian shawl.

إِنْطَلَسَa. Was obscure, mysterious (affair).

طِلْس
(pl.
أَطْلَاْس)
a. Writing partly obliterated.
b. Dirty, filthy.
c. Smooth-skinned wolf.

أَطْلَسُ
(pl.
طُلْس)
a. Smooth, shiny.
b. Black; of bad reputation.
c. Satin.
d. [ coll. ], Atlas.
طَلِيْسa. Blind; blinded.

طَلَّاْسَةa. Rag, wiper.

طِلِّيْسa. see 25
طَيْلَسَان (pl.
طَيَالِسَة). P.
a. Persian shawl.
[طلس] فيه: أمر "بطلس" صور في الكعبة، أي بطمسها ومحوها. ومنه ح: لا إله إلا الله "يطلس" ما قبله من الذنوب. وح: لا تدع تمثالًا إلا "طلسته" أي محوته، وقيل: أصله الطلسة وهي الغبرة إلى السواد، والأطلس الأسود والوسخ. ومنه ح: تأتي رجالًا "طلسا"، أي مغبرو الألوان، جمع أطلس. ومنه ح: إنه قطع يد مولد "أطلس" سرق، أراد أسود وسخًا، وقيل: الأطلس اللص، شبه بالذئب الذي تساقط شعره. وح: إن عاملًا وفد على عمر أشعث مغبرًا عليه "أطلاس"، يعني ثيابًا وسخة.
ط ل س : الطِّلْسُ هُوَ الطِّرْسُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ طُلُوسٌ وَالطَّيْلَسَانُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ قَالَ الْفَارَابِيُّ هُوَ فَيْعَلَانٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ كَسْرُ الْعَيْنِ لُغَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَمْ أَسْمَعْ فَيْعِلَانِ بِكَسْرِ الْعَيْنِ بَلْ بِضَمِّهَا مِثْلُ الْخَيْزُرَانِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ لَمْ أَسْمَعْ كَسْرَ اللَّامِ وَالْجَمْعُ طَيَالِسَةٌ وَالطَّيْلَسَانُ مِنْ لِبَاسِ الْعَجَمِ.
ط ل س: (طَلَسَ) الْكِتَابَ مَحَاهُ (فَتَطَلَّسَ) وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (الْأَطْلَسُ) الْخَلَقُ وَكَذَا (الطِّلْسُ) بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: رَجُلٌ (أَطْلَسُ) الثَّوْبِ. وَذِئْبٌ أَطْلَسُ وَهُوَ الَّذِي فِي لَوْنِهِ غُبْرَةٌ إِلَى السَّوَادِ. وَكُلُّ مَا كَانَ عَلَى لَوْنِهِ فَهُوَ أَطْلَسُ. وَ (الطَّيْلَسَانُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَاحِدُ (الطَّيَالِسَةِ) وَالْهَاءُ فِي الْجَمْعِ لِلْعُجْمَةِ لِأَنَّهُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ بِكَسْرِ اللَّامِ. 
(ط ل س) : (الطَّيْلَسَانُ) تَعْرِيبُ تالشان وَجَمْعُهُ طَيَالِسَةٌ وَهُوَ مِنْ لِبَاسِ الْعَجَمِ مُدَوَّرٌ أَسْوَدُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ فِي الشَّتْمِ يَا ابْنَ الطَّيْلَسَانِ يُرَادُ أَنَّك أَعْجَمِيٌّ (وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ) فِي قَلْبِ الرِّدَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ أَنْ يُجْعَلَ أَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ فَإِنْ كَانَ طَيْلَسَانًا لَا أَسْفَلَ لَهُ أَوْ خَمِيصَةً أَيْ كِسَاءً يَثْقُلُ قَلْبُهَا حَوَّلَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الطَّيَالِسَةُ لَحْمَتُهَا وَسَدَاهَا صُوفٌ وَالطَّيْلَسُ لُغَةٌ فِيهِ قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذٍ
فَرَفَعْتُ رَأْسِي لِلْخَيَالِ فَمَا أَرَى ... غَيْرَ الْمَطِيِّ وَظُلْمَةً كَالطَّيْلَسِ.
[طلس] لطلس: المحو. وقد طلست الكتاب طَلْساً فَتَطَلَّسَ. والأطْلَسُ: الخَلَقُ، وكذلك الطِلْسُ بالكسر. والجمع أطْلاسٌ. يقال: رجلٌ أطْلَسُ الثوب. قال ذو الرمّة: مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطْمارِ ليس له * إلا الضِراَء وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ * وذئبٌ أطْلسُ، وهو الذي في لونه غُبرةٌ إلى السواد. وكلُّ ما كانَ على لونه فهو أطْلَسُ. والطَيْلسانُ بفتح اللام: واحد الطَيالِسةِ، والهاء في الجمع للعجمة، لأنَّه فارسيٌّ معرب. والعامة تقول الطيلسان بكسر اللام. فلو رخمت هذا في النداء لم يجز، لانه ليس في كلامهم فيعل بكسر العين إلا معتلا، نحو سيد وميت. 
طلس
الطلْسُ: لُغَةٌ في الطِّرْس. وجِلْدُ فَخِذِ البَعِيْرِ: طِلْسٌ؛ لتَسَاقُطِ شَعرِه ووَبَرِه. والطلَسُ والطلسَةُ: مَصْدَرُ الأطْلَسِ من الذِّئاب؛ وهو أخْبَثُ ما يكونُ. والطُّلْسَةُ: غُبْسَةٌ في غُبْرَةٍ. والطلْسُ: مَحْوُ الكِتَاب.
وفلان يَطْلِسُ ذاهِباً: أي يَذْهَبُ حَتّى يَخْفى. وانْطَلَسَ أثَرُ الدّابةِ: أي خَفِيَ. وطُلسَ به في السجْنِ: أي رُمِيَ به فيه.
وطَلَسَ بَصَرُه: ذَهَبَ. ورَجُلٌ طِليْس: أي أعْمى مَطْمُوْسُ العَيْنِ. ولَيْلٌ طَلِسٌ: مُظْلِم. والطيْلَسَانُ - يُفْتَحُ وُيكْسَرُ -، وُيقال: طَيْلَس. وُيقال للرَّجُلِ: يا ابْنَ الطيْلَسَانِ يَشْتِمُه به: أي انكَ أعْجَمِي. وطَلَسْتُ بالشيْءِ على وَجْهِه طَلْساً: أي جِئْت به، وأنا أطْلِسُ به كما سَمِعته.
وطَلَسَ بها: ضَرَطَ.
طلس: طلس: دهن، طلى (بابن سميث 1473) طلس وجهه بالدهان: غشاه به (محيط المحيط) وهو من كلام العامة.
تطلّس: انظر تطليس في مادة طيلس.
طَلَس: لا أدري لماذا ينتقد صاحب تاج العروس الذين يقولون أن كلمة طَلْس معناها الطيلسان الاسود فأنا نجد كلمة طَلَس بهذا المعنى في بيت من الشعر ذكره عبد الواحد (ص155) (= ابن بطوطة 4: 361 حيث طَلْس فيه شاذ) طَلاس: سناط، اجرد، كوسج، اصلت، عديم اللحية، (المقري 2: 200 = حيان ص32 و).
طيلسان. طيلسان المطارتة: رداء الأساقفة، باليوم (بوشر).
أطْلَس: سناط، أجرد، أصلت، عديم اللحية كوسج (فوك، مملوك 2،1: 69) السادات الطُلْس الأربعة: ذكرهم ابن خلكان (1: 316) الفَلَك الأطَلسُ (وليس فَلَكَ الأطلس كما في معجم لين): الفلك الذي يحيط بالسماوات ويفترض إنه لا نجم فيه (مملوك 1: 1).
اطَلْسَ: عند الجغرافيين مجموع خارتات (محيط المحيط).
أطْلَسي: من الأطلس، من الساتان (مملوك 2، 1: 70).
مَطْلُوس. مطلوس العقل: غبي، بليد الذهن.
وعقل مطلوس: عقل بليد (بوشر).
ط ل س

الطِّلْسُ لغةٌ في الطِّرْسِ وطَلَسَ الكتابَ طَلْساً وطَلَّسَهُ كطَرَّسَهُ والطِّلْسُ جِلدةُ فَخِذِ البعيرِ والأطْلَسُ الثوبُ الخَلَق وذئب أَطْلَس فيه غُبْرَةٌ إلى السَّوَاد والأنثى طَلْساء وهو الطِّلْسُ والطُّلْسَةُ والأطْلَسُ من الرِّجالِ الدَّنِسُ الثِّيابِ مُشَبَّهٌ بذلك في غُبْرةِ ثيابِهِ قال الراعي

(صَادفْتُ أطْلسَ مَشَّاءً بأكْلُبِه ... إثْرَ الأوابدِ لا يَنْمِي له سَبَدُ)

والطّلَسُ والطَّيْلَسَانُ والطَّيْلِسَان ضَرْبٌ من الأكْسِيةِ قال ابن جِنِّي جاء مع الألف والنون فَيْعَلٌ في الصَّحيح على أن الأصمعيَّ قد أنكر كَسْرَ اللام وجَمْعَ الطَّيْلَسِ والطَّيْلَسانِ والطيِلسانِ طَيَالِسُ وطَيالِسَة دخَلَتْ فيه الهاء للعُجْمِة والطَّالِسان لغةٌ فيه ولا أعرِف للطالسانِ جمعاً وقد تَطَلَّسْتُ بالطَّيلَسَان وتطَيْلَسْتُ
طلس
الطَّلْسُ: المَحْوُ، وقد طَلَسْتُ الكِتابَ أطْلِسُه - بالكسر - طَلْساً. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه أمَرَ بِطَلْسِ الصُّوَرِ التي في الكعبة، وقال عَليٌّ - رضي الله عنه -: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - فقال: لا تَدَع قبراً مُشْرِفاً إلاّ سَوَّيتَه، ولا تِمثالاً إلاّ طَلَسْتَه. وفي حديث آخر إنَّ قول لا إله إلا الله يَطْلِسُ ما قبلَهُ من الذنوب.
ويقال للصفيحة المَمْحُوَّة: طِلْسٌ وطِرْسٌ - بالكسر -.
والوَسِخ من الثياب: طِلْسٌ أيضاً، والجمع أطلاس، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنَّ عامِلَه فلاناً وَفَدَ عليه أشْعَثَ مُغْبَراً عليه أطلاس، وقال رؤبة يصف الديار:
كأنَّهُنَّ ... دارِساتٍ أطْلاسْ من صُحُفٍ أو بالِياتِ أطْراسْ
والطِّلْسُ: جلد فخذ البعير إذا تساقَطَ شعره.
والطَّلاّسة - بالفتح والتشديد -: الخِرقَة التي يُمْسَح بها اللوح المكتوب ويُمحى بها.
وقال ابن الأعرابي: الطَّلْسُ - بالفتح -: الطَّيْلَسان الأسوَد.
والطِّلْس - بالكسر -: الذئب الأمعَط. د والأطلَس: الثوب الخَلَقُ. والطَّلْساء: الخِرْقَة الوَسِخَة، قال ذو الرمّضة يصف النار:
فلمّا بَدَتْ كَفَّنْتُها وهي طِفْلَةٌ ... بِطَلْساءَ لم تَكْمُل ذِراعاً ولا شِبْرا
ورجل أطلس الثياب، قال ذو الرُّمة يصف صائِداً:
مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطمارِ ليس له ... إلاّ الضِّرَاءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ
وذِئْبٌ أطْلَس: وهو الذي في لونه غُبرَة إلى السواد، وكُلُّ ما كانَ على لونِهِ فهو أطلَس، قال:
يَلْقى الأمانَ على حِياضِ محمدٍ ... ثَوْلاءُ مُخْرَفَةٌ وذِئْبٌ أطْلَسُ
ورجل أطْلَس: إذا رُمِيَ بقبيح، فالَهُ شَمِر، وأنشد لأوس بن حجر:
ولَسْتُ بأطلَسِ الثَّوْبَينِ يُصْبي ... حَلِيْلَتَهُ إذا هَجَعَ النِّيَامُ
حَلِيْلَتُه: جارَتُه التي تُحَالّه في الحِلَّةِ.
قال: والأطلس: الأسْوَد؛ كالحَبَشِيِّ ونَحْوِه، قال لبيد رضي الله عنه:
ولقد دَخَلْتُ على خُمَيْرَ أرضَهُ ... مُتَّكَبَّراً في مُلْكِهِ كالأغلبِ فأجابني منه بطِرْسٍ ناطِقٍ ... وبكُلِّ أطْلَسَ جَوْبُهُ في المَنْكِبِ
وأطْلَسُ: اسمُ كَلْبٍ، قال البَعيث واسمه خِداش بن بشر:
فَصَبَّحَهُ عند الشروق غُدَيَّةً ... كِلابُ ابنِ عَمّارٍ عِطافٌ وأطْلَسُ
ويقال للأسوَد الوَسِخ: أطْلَسُ، وفي الحديث: ورِجالاً طُلْساً. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب خ ل س.
وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنَّه قَطَعَ يَدَ مُوَلَّدٍ أطْلَسَ سَرَقَ. قال ابن شُمَيْل: الأطلس: السّارِق؛ شُبِّهَ بالذئب.
وقال ابن عبّاد: طُلِسَ به في السِجن: أي رُمِيَ به فيه.
وطَلَسَ بَصَرُهُ: ذَهَبَ. ورجل طِلَّيْسٌ - مثال سكِّيت -: أي أعمى مَطموس العين.
وطَلَسْتُ بالشيء على وَجْهِه: أي جئت به. وانا أطْلِسُ به كما سَمِعْتُه.
وطَلَسَ بها: أي حَبَقَ.
والطَّيْلَسَان - بفتح اللام -: واحِد الطَّيَالِسَة، والهاء في الجمع للعُجْمَة، لأنَّه فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قال الأصمعي: أصلُه تالشَانْ. ويقال في الشَّتْم: يا ابنَ الطَّيْلَسان، يُراد أنَّكَ أعْجَمِيٌّ. والعامَّة تقول: الطَّيْلِسَان - بكسر اللام -، فلو رَخَّمْتَ هذا في النداء لم يَجُز، لأنَّه ليس في الكلام فَيْعِلٌ - بكسر العين - إلاّ مُعْتَلاً، مِثْلُ سَيِّدٍ ومَيِّتٍ. وقال الليث: الطَّيْلَسَان يُفْتًح ويُكْسَر، ولم أرَ فَيْعَلان مكسوراً غَيْرَه، وأكثر ما يَجِيءُ مفتوحاً؛ فَيْعَلاَنَ، أو مضموماً نحو الخيزران والحَيْسَمان، ولكن لما كانت الكَسرة والضمّة أُخْتَيْن اشْتَرَكَتا في مواضِعَ كثيرة دَخَلَتِ الضمّة مدخَل الكَسْرَة. وقال ابن دريد: الطَّيْلَسان معروف؛ بفتح اللّام وكسرها، والفتح أعلى، والجَمْع: طَيَالِسُ. وأنشد ابن فارِس في المقاييس:
وليلٍ فيهِ يُحْسَبُ كُلُّ نَجْمٍ ... بَدا لَكَ من خَصَاصَةِ طَيْلَسَانِ
وقال غيره: الطَّيْلَس: الطَّيْلَسان، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ:
زارَ الخيالُ فهاجَني من مَهْجَعي ... رَجْعُ التحيَّةِ كالحديثِ المُهْلَسِ
فَرَفَعْتُ رَأسي للخَيَالِ فما أرى ... غيرَ المَطِيِّ وظُلْمَةٍ كالطَّيْلَسِ
وطَيْلَسَانُ: إقليم واسِع كثير البلدان من نواحي الدَّيْلَمِ أو الخَزَرِ.
وقال ابن عبّاد: انْطَلَسَ أثَرُ الدّابَّةِ: أي خَفِيَ.
والتركيب يدل على مَلاسَةٍ.

طلس

1 طَلَسَهُ, (S, M, A, K,) aor. ـِ (K, MS, O, TA, but in a copy of the A, طَلُسَ,) inf. n. طَلْسٌ; (S, M, A, K;) and ↓ طلّسهُ, (M, A, K,) inf. n. تَطْلِيسٌ; (A;) He obliterated it, or effaced it, namely, a writing; (S, O, K;) i. q. طَرَّسَهُ: (M:) or he obliterated it, or effaced it, namely a writing, [so far as] to mar, or spoil, its characters; thus differing from طرّسهُ, which signifies “ he obliterated it, or effaced it, well. ” (T, A.) b2: [Hence,] طَلَسَ بَصَرَهُ (tropical:) He took away, or destroyed, his sight: (A, TA:) in the K [and O] طَلَسَ بَصَرُهُ his sight went away, or became destroyed; on the authority of Ibn-'Abbád. (TA.) A2: طَلِسَ, aor. ـَ inf. n. طَلَسٌ, It (a garment, or piece of cloth,) was, or became, old and worn-out. (IKtt.) A3: طَلِسَ, aor. ـَ inf. n. طَلَسٌ; and طَلُسَ, aor. ـُ inf. n. طُلْسَةٌ; He, or it, was, or became, of a dusty colour, inclining to black. (IKtt: the inf. ns., only, are mentioned in the M.) 2 طَلَّسَ see above, first sentence.5 تطلّس It (a writing) became obliterated, or effaced. (S.) [See also 7.]

A2: تطلّس بِطَيْلَسَانٍ, and ↓ تَطَيْلَسَ, He clad, or attired, himself with a طَيْلَسَان. (M, TA.) [The former verb is used by El-Hemedhánee transitively, as meaning, He put on, or made use of, a napkin as a طيلسان: (see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., vol. iii., p. 90 of the Arabic text:) but perhaps this usage is only post-classical.]7 انطلس أَثَرُهُ His trace, or track, or footsteps, became concealed, or unapparent: said of a beast: (Ibn-'Abbád, TS, O, TA:) أَمْرُهُ, in the copies of the K, is a mistake. (TA.) [See also 5.] Q. Q. 2 تَطَيْلَسَ: see 5.

طَلْسٌ Black; as also ↓ طَيْلَسَانٌ: (IAar, Az, TA:) accord. to the O and K, the former signifies a black طَيْلَسَان; but this is a mistake. (TA.) طِلْسٌ i. q. طِرْسٌ: (S in art. طرس, M, Msb, TA:) i. e., (TA,) A written paper or the like; syn. صَحِيفَةٌ: (K, TA:) or one of which the writing has been obliterated, or effaced, (A, K, TA,) but not well obliterated; thus differing from طِرْسٌ, accord. to the T: (TA:) pl. طُلُوسٌ. (Msb, TA.) See طِرْسٌ. b2: Also The skin of the thigh of the camel (T, M, K) when the hair has fallen off. (T, K.) A2: See also أَطْلَسُ, in three places.

طَلِيسٌ, of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (assumed tropical:) Having the eye blinded: in the O and K erroneously said to be طِلِّيس, like سِكِّيت: but in the Tekmileh, correctly, طَلِيس, like أَمِير. (TA.) طَلَّاسَةٌ A piece of rag with which one wipes a tablet (A, K, TA) upon which is writing, and with which the writing is obliterated, or effaced. (A, TA.) طَيْلَسٌ: see طَيْلَسَانٌ.

طَالَسَانٌ: see طَيْلَسَانٌ.

طَيْلَسَانٌ (El-Fárábee, S, M, Mgh, O, Msb, K) and طَيْلِسَانٌ, (M, O, K,) the latter form used by some, (El-Fárábee, Msb,) or by the vulgar, (S,) and disallowed by As, (M, Msb,) and طَيْلُسَانٌ, all these three forms being mentioned by 'Iyád and others, (K,) [accord. to the TA, following Lth; but the words of Lth, as cited in the TA, and in the O, rather signify that, if, instead of طَيْلِسَانٌ, with kesr to the ل, one said طَيْلُسَانٌ, with damm to the ل, like خَيْزُرَانٌ and حَيْسُمَانٌ, it would be more agreeable with analogy; and the like is said in the Msb, as on the authority of Az;] and ↓ طَيْلَسٌ (M, Mgh, O, K) and ↓ طَالَسَانٌ; (M, TA;) arabicized words, (S, Mgh, Msb, K,) from the Pers\., (S, Msb,) originally تَالَسَانْ, (as in some copies of the K,) or تَالَشَانْ; (as in other copies of the K, and in some copies of the T, and thus written by El-Urmawee, as is said in the TA, and thus written also in the Mgh;) differently expl. by different persons; (TA;) [app. accord. to the fashions of different times and countries;] accord. to some, (TA,) A certain kind of كِسَآء: (M, TA:) or a certain article of apparel worn by the عَجَم [Persians or other foreigners], (Mgh, Msb,) of a round form, and black; accord. to the “ Jema et-Tefáreek,”

having its woof and warp both of wool: (Mgh:) or a كِسَآء, of a dark, or an ashy, dust-colour, (أَخْضَر,) worn by persons of distinction: (EshShereeshee, in Har, p. 238:) [see also بَتٌّ, and سَاجٌ: El-Makreezee mentions a kind of طيلسان having a round piece cut out from the middle of it (مُقَوَّرٌ) worn by the Egyptian Wezeer, and called, in his time, (the 14th and 15th centuries of our era,) طَرْحَةٌ: (see this word: and see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., ii. 267—269; and Dozy's Dict. des Noms des Vêtements chez les Arabes, 278—90:) it seems to have resembled our academic hood, of which it was perhaps the original: the term طيلسان is now commonly applied to an oblong piece of drapery, or a scarf, or an oblong shawl, worn in such a manner that one end hangs down upon the side of the bosom, the middle part being turned over the head and under the chin, and the other end being thrown over the shoulder, and hanging down upon the back: this is worn by many of the professional learned men in winter, in Arabian countries: it is also used in the sense of the word عَذَبَةٌ, meaning an end of a turban, when made to hang down between the shoulders: see عَذَبٌ:] the pl. (of طَيْلَسَانٌ and طَيْلِسَانٌ and طَيْلَسٌ, M) is طَيَالِسَةٌ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) in which the ة is added because it is a foreign word, (S, M, K,) and طَيَالِسُ; (M, A;) or the latter is pl. of طَيْلَسٌ: (TA:) I do not know (says ISd) any pl. of طَالَسَانٌ: (M, TA:) it is not allowable to form an abbreviation of طَيْلِسَانٌ, with kesr to the ل, as a compellation, because there is no instance of the measure فَيْعِلٌ, with kesr to the ع, except in infirm words such as سَيِّدٌ and مَيِّتٌ. (S.) Hence the expression, (Mgh,) يَا ابْنَ الطَّيْلَسَانِ, [lit., O son of the teylesán,] meaning, O 'Ajamee, (A, Mgh,) or Aajamee, (K,) [i. e., Persian, or foreigner,] used in reviling another; (Mgh, K;) for the عَجَم are those who [most commonly] attire themselves with the طيلسان. (TA.) A2: See also طَلْسٌ.

أَطْلَسُ Old and worn-out; (S, M, K;) applied to a garment, or piece of cloth: (M, K:) as also ↓ طِلْسٌ; pl. أَطْلَاسٌ. (S.) You say, رَجُلٌ أَطْلَسُ الثَّوْبِ A man whose garment is old and worn-out. (S.) b2: A dirhem [of which the impression is obliterated;] having no impression. (Msb, voce مَسِيحٌ.) b3: A wolf whose hair has fallen off by degrees; (Az, TA;) as also ↓ طِلْسٌ: (IAar, A, K:) or a wolf of a dusty colour inclining to blackness; (S, M, A, K;) and anything of that colour; (S, K;) whether a garment or any other thing: (TA:) fem. طَلْسَآءُ: (M:) pl. طُلْسٌ. (A.) b4: A man having little hair upon the side of the cheek; pl. طُلْسٌ: or i. q. كَوْسَجٌ [q. v.]: of the the dial. of El-Yemen. (TA.) b5: Dirty, or filthy; as also ↓ طِلْسٌ: (K:) the latter applied to a garment, or piece of cloth, (K, TA,) in the colour of which is a dusty hue: (TA:) and طَلْسَآءُ a dirty rag. (O.) b6: A man (tropical:) dirty, or filthy, in apparel: likened to a wolf in respect of the dusty hue of his clothes: (M:) or black and dirty. (O.) b7: [Hence,] (assumed tropical:) A man who is accused of foul, or evil, conduct; (Sh, O, K;) and so أَطْلَسُ الثَّوْبَيْنِ, an expression used by Ows Ibn-Hajar. (Sh, O.) b8: (tropical:) Black, as an Abyssinian and the like: (O, K:) as being likened in colour to a wolf. (TA.) [See also طَلْسٌ.] b9: (tropical:) A thief: (O, K:) because of his evil nature, (TA,) being likened to a wolf. (O, TA.) A2: [Satin; so called in the present day;] a garment, or piece of cloth, of woven silk: [app. because of its smoothness:] but this is not [of the classical] Arabic: pl. طُلْسٌ. (TA.) A3: فَلَكُ الأَطْلَسِ: see أَثِيرٌ, last sentence.
طلس
طَلَسَ الكتَابَ يَطْلِسُه، بالكَسْر، طَلْساً: مَحَاهُ ليُفْسِدَ خَطَّه، فإِذا أَنْعَم مُحْوَه وصَيَّرهُ من الفُضُولِ المُسْتَغْنَى عَنْهَا وصَيَّره طِرْساً فقد طَرَّسه، كَذَا فِي الأَسَاسِ والتَّهْذِيبِ، كطَلَّسَه تَطْلِيساً، وَهَذِه عَن ابنِ دُرَيْدٍ. والطِّلْسُ، بالكَسْرِ: الصَّحِيفَةُ، كالطَّرْس، لُغَةٌ فِيهِ، أَو المَمْحُوَّةُ وَلم يُنْعَمْ مَحْوُهَا، وَبِه فَرَّق الأَزْهَرِيُّ بينَهما. والجَمْعُ طُلُوسٌ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه: وجُوْنِ خَرْقٍ يَكْتَسِي الطُّلُوسَا يَقُول: كأَنَّمَا كُسِيَ صُحُفاً قد مُحِيَتْ لِدُرُوسِ آثارِهَا. والطَّلْسُ: الوَسِخُ من الثِّيَابٍ فِي لونِهَا غُبْرَةٌ. والطِّلْسُ: جِلْدُ، وَفِي المُحْكَمِ: جِلْدَةُ فَخِذِ البَعِير إِذا تَسَاقَطَ شَعرُه، وَفِي التَّهْذِيب: لتَسَاقُطِ شَعَرِه. وَلم يُقَيِّدِ ابنُ سِيدَه. والطِّلْسُ: الذِّئْبَ الأَمْعَطُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. والطَّلْسُ، بالفَتْحِ: الطَّيْلَسَانُ الأَسْوَدُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ أَيضاً، والجَمْعُ: الطَّلْسُ، مِنْهُمَا، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ فِي كِتابَيْه، وَقد وَقَع مِنْهُ تَحْرِيفٌ، والصوابُ على مَا نَقَلَه الأَزْهَرِيّ، عَن ابْن ِ الأَعْرَابِيّ مَا نَصُّه: والطَّلْسُ والطَّيْلَسَانُ: الأَسْوَدُ، والطِّلْسُ: الذِّئْب الأَمْعُطُ، والجَمْعُ طُلْسُ، مِنْهُمَا. هَذَا نَصَّه، فجَعَلَ الصّاغَانِيُّ الواوَ العاطِفَةَ ضَمَّةً وقَلَّدَه المُصَنِّفُ من غير تَأَمُّلٍ فِيهِ وَلَا مُرَاجَعَةٍ للأُصُولِ الصَّحِيحَةِ، وَهَذَا مِنْهُ غريبٌ، وَلَو كانَ الطَّلْسُ على مَا ذَكَره بمعنَى الطِّيْلَسَانِ الأَسْودِ لَوجَبَ ذِكْرُه عِنْد ذِكْرِ الطِّيْلَسَانِ والطَّيْلَسِ الآتِي ذِكْرُهما، فتأَمَّلْ. والطَّلاَّسَةُ، مشدَّدةً: خِرْقَةٌ يُمْسَحُ بهَا اللَّوْحُ المَكْتُوبُ ويُمْحَى بهَا، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغانِيُّ. والأَطْلَسُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه، قَالَ ابنُ القَطَّاع: وَقد طَلِسَ طَلَساً: أَخْلَقَ. والأَطْلَسُ: الذِّئْبُ الأَمْعُطُ الَّذِي تَسَاقَطَ شَعرهُ، وَهُوَ أَخْبَثُ مَا يَكُون، قالهُ الأَزْهَرِيُّ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ الَّذِي فِي لُوْنِهِ غُبْرَةٌ إِلى السَّوادِ، والأُنْثَى طَلْساءُ، وَقد طَلُسَ طُلْسَةً وطَلِسَ طَلَساً، ككَرُمَ وفَرِحَ، نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاعِ. وكُلُّ مَا عَلَى لونِه من الثِّيَابِ وغَيْرِها: أَطْلَسُ. والأَطْلَسُ: الرَّجُلُ إِذا رُمِيَ بقَبِيحٍ، عَن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ:
(ولَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبِي ... حَلِيلَته إِذَا هَدَأَ النِّيَامُ)
أَرادَ بالحَلِيلَةِ الجَارَةَ. قلتُ: البَيْتُ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ، والإِنْشَادُ لشَمِرٍ، كَمَا قَالَهُ الصّاغَانِيُّ.
والأَطْلَسُ: الأَسْوَدُ الَّذِي كالحَبَشِيِّ ونحوِه، على التَّشْبِيه بلَوْنِ الذِّئْبِ. والأَطْلَسُ: الوَسِخُ الدَّنِسُ الثِّيَابِ، مُشَبَّهٌ بالذِّئْبِ فِي غُبْرةِ ثِيابِه، نَقله ابنُ سِيدَه. والأَطْلَسُ: كَلْبٌ شُبِّه بالذِّئْبِ فِي خُبْثِه، قَالَ)
البَعِيثُ:
(فصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ غُدَيَّةً ... كِلاَبُ ابنِ عَمّارٍ عِطَافٌ وأَطْلَسُ)
والأَطْلَسُ: السّارِقُ لِخُبْثِه، شُبِّه بالذِّئب. وَمن المَجَاز: طَلَس بالشيْءِ على وَجْهِه يَطْلِسُ، بالكَسْر: جاءَ بِهِ كَمَا سَمِعَه. وَمن المَجَاز: طَلَسَ بَصَرُه: ذَهَبَ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَفِي الأَسَاسِ: طَلَس بَصَرَه وطَمَسَه: ذَهَبَ بِهِ. وَمن المَجَازِ: طَلَسَ بِهَا طَلْساً: حَبَقَ وضَرَطَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
والطَّلِّيسُ، كسِكِّيتٍ، كَمَا فِي العُبَاب: الأَعْمَى، والَّذِي فِي التَّكْمِلَة: الطَّلِيسُ: المَطْمُوسُ العَيْنِ، وَقد ضَبَطَهُ كأَمِيرٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ، فإِنَّهُ فسَّرَه بالمَطْمُوس، فَهُوَ فَعِيلٌ بمَعْنَى مُفْعُولٍ، وأَمّا فِعِّيلٌ بالتَّشْدِيدِ فإِنَّه من صِيغَ المُبَالَغَة وَلَا يُنَاسِبُ هُنَا، فتأَمَّلْ. ويُقَال: طُلِسَ بِهِ فِي السِّجْنِ، كعُنِيَ: رُمِيَ بِهِ فِيهِ، نَقَله الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. والطَّيْلَسُ، كحَيْدَرٍ: الطَّيْلَسَانُ. قالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(فَرَفَعْتُ رَأْسِي للخَيَالِ فَمَا أَرَى ... غيرَ المَطِيِّ وظُلْمَةٍ كالطَّيْلَسِ)
والطَّيْلسَانُ، مثلَّثَةَ الَّلامِ، عَن القاضِي أَبِي الفَضْلِ عِيَاضٍ فِي المَشَارِقِ وغيرِه، كالَّليْث، وَلم يَذْكُرِ الكَسَر إِلا اللَّيْثُ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: قلت: وَلم أَسْمَعُه بكَسْرِ الَّلامِ لغيرِ اللَّيْثِ، وَنقل ابنُ سِيدَه عَن ابنِ جِنِّى أَنَّ الأَصْمَعِيَّ أَنْكَرَ الكَسَر، ونَسَبه الجُوْهَرِيُّ إِلى العَامَّةِ، وأَمَّانَصُّ اللَّيْثِ فإِنّه قالَ: الطَّيْلسانُ تُفْتح لامه وتُكْسَر، وَلم أَسْمَعْ فَيْعِلان بكسرِ العَيْنِ، إِنّمَا يكونُ مَضْمُوماً كالخَيْزُرَانِ والحَيْسُمانِ، وَلَكِن لمّا صارَت الكَسْرةُ والضَّمَّةُ أَخْتَيْنِ واشْتَرَكَتَا فِي مَواضِعَ كثيرةٍ دَخَلَت الكَسْرَةُ مُدْخَلَ الضَّمَّةِ. انْتهى. فعُلِمَ مِنْ هَذَا أَنَّ التَّثْلِيثَ إنَّمَا حَكاهُ الَّليْثُ، وغيرُه تابِعٌ لَهُ فِي ذلِكَ، فعَزْوُ المصنِّفِ إِيّاه إِلَى عِياضٍ وغيرِه عَجِيبٌ، وكأَنَّه لم يُطَالعِ العَيْنَ وَلَا التَّهْذيب. واختُلِفَ فِي الطَّيْلَسَانِ والطَّيْلَسِ، فَقيل: هُوَ ضَرْبُ من الأَكْسِيَة، والطَّالِسَانُ لغةٌ فِيهِ، قيل: هُوَ مُعَرَّبُ، وحُكِيَ عَن الأَصْمَعِيِّ أَنَّ الطًّيْلَسَانَ ليسَ بعَرَبِيِّ وأَصْلُه فارِسِيِّ، إِنَّمَا هُوَ تالِسَانُ، فأُعْرِبَ، هَكَذَا بالسِّينِ المُهْمَلة، وَفِي بَعْضِ نسخِ التَّهْذِيب بالشِّينِ المُعْجَمة، وَهَكَذَا ضَبَطَه الأُرْمَوِيُّ. وَمن المَجَازِ يُقَال فِي الشَّتْمِ: يَا ابْنُ الطَّيْلَسَانِ، أَي إِنَّك أَعْجَمِيُّ، لأَنَّ العَجَمَ هم الَّذين يَتَطَيْلَسُون، نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.
ورَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيِّ، قالَ: السَّدُوسُ: الطِّيْلَسانُ. وَج الطِّيَالِسَةُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: والهاءُ فِي الجَمْعِ للعُجْمَةِ، قَالَ: وجُمْع الطَّيْلَسِ الطَّيَالِسُ، قَالَ: وَلم أَعْرِف للطَّالِسانِ جَمْعاً. وطَيْلَسَانُ، بِفَتْح الّلامِ: إقْلِيمٌ وَاسِعٌ كثيرُ البُلْدانِ من نَوَاحِي الدَّيْلَمِ والخَزَرِ، نَقله الصّاغَانِيُّ. وانْطَلَسَ أَمْرُه:) خَفِيَ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: أَثَرُهُ، بالثاءِ، فَفِي التَّكْمِلَةِ: يُقَال: انْطَلَس أَثَرُ الدَّابَّةِ، أَي خَفِيَ، وَهُوَ فِي المُحِيط عَن ابنِ عَبّادٍ هَكَذَا. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الطَّالِسَانُ: لغُةٌ فِي الطَّيْلَسَان، وَقد تَطَلَّسَ بِهِ وتَطَيْلَس، ذَكَرهُمَا ابنُ سِيدَه، زَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: وتَطَلَّسَ.
والأطْلَسُ: ثَوْبٌ من حَرِيرٍ منسوجٍ لَيْسَ بعربِيٍّ. وثِيَابٌ طُلْسٌ، بالضَّمّ: وَسِخَةٌ. والطَّيْلَسَانُ: الأَسْودُ، عَن ابْن الأعرابيّ. والطُّلَسُ، كصُرَدٍ: مَا رَقَّ من السَّحَابِ، يُقَال: فِي السَّمَاءِ طُلْسَةٌ وطُلَسٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: عَشِيٌّ أَطْلَسُ وأَطْلَسَةٌ، إِذا بَقِيَ من العِشَاءِ ساعَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، فقائِلٌ.
يقولُ: أَمْسَيْتُ، وقائلٌ يَقُول: لَا، والّذِي يَقُولث لَا يَقُولُ هَذَا القَوْل. وأَبُو داوودَ سُلَيْمَانُ بنُ داوودَ بنِ الجَارُودِ الطَّيالِسِيُّ، صاحِبُ المُسْنَدِ، مشهورٌ، رَوَى عَن شُعْبَةَ وغيرِه، وَعنهُ بُنْدَار. وطَالُسُ، ككَابُلَ: قَرْية بشِرْوَانَ، مِنْهَا الفَقِيهُ المحدِّث عبدُ الحميدِ ابنُ مُوسَى بنِ بايَزِيدَ بنِ مُوسى الطّالِسِيُّ الشِّرْوانِيُّ الشّافِعِيُّ ثمَّ الحَنَفِيُّ، أَخَذَ عَن شَيْخ الإسْلاَم زَكَرِيّا، والجَلالِ السُّيُوطِيِّ والكافِيجِيِّ، وأَجازَه الشمسُ بنُ الشَّحْنَةِ والزَّيْن زَكَرِيَّا إِمامُ الشَّيْخُونِيّة. والأَطْلَسُ: الخَفِيفُ العَارِضِ، وهُم طُلْسٌ، أَو هُوَ الكَوْسَجُ، يَمانِيَةٌ. وابنُ الطَّيْلَسان: هُوَ الحَفِظُ القاسِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمّدِ ابْن سَلْمَانَ الأَوْسِيّ القُرْطُبِيّ، لَهُ الجَوَاهِرِ المُفَضَّلات فِي المُسَلْسَلاتِ، وُلِدَ سنة، ورَوَى عَن جَدِّه لأمِّه أَبِي القاسِمِ بنِ أَبِي غالِبٍ الشَّرّاطِ، وأجَازَ لَه أَبُو القاَسِمِ ابنُ سَمْجُون، ونَزَل بقُرْطُبَةَ، وتُوفِّيَ بهَا سنة.
طلس
طلَسَ يَطلِس، طَلْسًا، فهو طالِس، والمفعول مطلوس
• طلَس الجدارَ: طمَس ما عليه من كتابات أو صور "طَلَسَ الحائط بالطين- طلَس الحجرةَ بالإسمنت". 

طلِسَ يطلَس، طَلَسًا وطُلْسَةً، فهو أطلس
• طلِس الشَّيءُ: كان أغبر مائلاً إلى السواد. 

أَطْلَسُ1 [مفرد]: ج طُلْس، مؤ طَلساءُ، ج مؤ طَلْساوات وطُلْس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طلِسَ.
2 - وَسِخ.
3 - وصف للذئب اعتبارًا للونه، ويُستخدم اسما للذئب كذلك "ذئب أطلس". 

أَطْلَسُ2 [مفرد]: ج أطالِسُ: (انظر: أ ط ل س - أَطْلَسُ). 

طَلْس [مفرد]: مصدر طلَسَ. 

طَلَس [مفرد]: مصدر طلِسَ. 

طُلْسَة [مفرد]: مصدر طلِسَ. 

طَيْلَسان [مفرد]: ج طَيَالِسُ وطيالِسة: (انظر: ط ي ل س ا ن - طَيْلَسان). 

نعم

نعم: جواب لكلام لا حجة فيه، قاله الحرالي. 
نعم: هو لتقرير ما سبق من النفي.
(نعم) فلَان قَالَ نعم وَفُلَانًا رفهه وَالشَّيْء جعله نَاعِمًا
نعم: هِيَ لتقرير مَا سبق من الْإِثْبَات وَالنَّفْي. وَقد تكون لتقرير مَا بعْدهَا.
نعم: {والأنعام}: الإبل والبقر والغنم. وهو جمع لا واحد له من لفظه. 
(نعم) حرف جَوَاب وَيكون تَصْدِيقًا للمخبر فِي جَوَاب الْخَبَر فِي نَحْو الظُّلم مرتعه وخيم ووعدا للطَّالِب فِي جَوَاب الْأَمر أَو النَّهْي فِي نَحْو افْعَل وَلَا تفعل وإعلاما للسَّائِل فِي جَوَاب الِاسْتِفْهَام فِي نَحْو هَل أدّيت الْأَمَانَة
نعم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِن أهل الْجنَّة لَيَتَراءَوْنَ أهل عِلَّيَّينَ كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرَّيَّ فِي أفق السَّمَاء وَإِن أَبَا بَكْر وَعمر مِنْهُم وأنْعَمًا. قَالَ الْكسَائي: قَوْله: وأنعما - يَعْنِي زادا على ذَلِك. قَالَ ويُقَال من هَذَا: قد أَحْسَنت إِلَيّ وأنعمت - أَي زِدْت على الْإِحْسَان وَكَذَلِكَ قَوْلهم: دققت الدَّوَاء فأنعمت دقة - أَي بالغت فِي دقة وزدت.
(نعم)
الشَّيْء نعما ونعمة ونعيما لَان ملمسه ونضر وطاب ورفه يُقَال نعم عيشه وباله هدأ واستراح وَبِه سر واستمتع يُقَال نعمت بلقائه ونعمت بِهِ عينا

(نعم) نعومة لَان ملمسه وَصَارَ نَاعِمًا لينًا فَهُوَ ناعم

(نعم) فعل غير متصرف لإنشاء الْمَدْح يُقَال نعم الْفَتى وَنعم الفتاة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {نعم العَبْد إِنَّه أواب} و {نعم أجر العاملين} وتلحق بِهِ (مَا) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن تبدوا الصَّدقَات فَنعما هِيَ}
ن ع م

جلّت نعمة الله ونعماؤه، وأنعم الله عليهم. ونعم عيشه ينعم وينعم نعمةً، وعيش ناعم وفلان ينعم ويتنعّم، وهو ف يالنعمة والنعيم، ونعّم الله عيشه وناعمه. وجارية منعّمةٌ ومناعمة. ونبت وشعر ناعم ومتناعم. قال ذو الرمة يصف امرأة بيضاء:

هجان نفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر

ودقة دقاً نعماً، وأنعم دقّه. وإذا عملت عملاً فأنعمه: فأجده. وأحسن فلان وأنعم: وأجاد وزاد على الإحسان. وانعم صباحاً ومساءً ويقال: عم صباحاً بحذف النون. ونعم رجلاً زيد، ونعيماً هو. وإن فعلت كذا فيها ونعمت وأنعم الله بك عيناً، ونعم الله بك عيناً، ونعمك عيناً. وسألته حاجة فأنعم لي بها إذا قال: نعم، ويقال: نعم ونعمى عين ونعمة عين ونعام عين. وله نعم كثير وأنعام وأناعيم. قال البريق الهذليّ:

قد أشهد لحيّ جميعاً بها ... لهم نعام وعليهم نعم

أي لهم بكرات يستقون عليها ويروح عليهم نعم. وهبّتالنعامى وهي الجنوب. وأجفلوا نعاميّة أي إجفالة كما يجفل النّعام. قال الأفوه الأودي:

وأجفل القوم نعاميّةً ... عنا وفئنا بالنهاب النفيس

ومن المجاز: " خفّت نعامتهم ": ذهبوا. قال زياد الأعجم:

إذا اخترت أرضاً للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل عليّ مقامها

ضربت لها جأشاً فقرّت نعامتي ... إذا خفّ منها بالرجال نعامها

وقال السمهريّ العكليّ:

ولما استوت رجلاي في الأرض قلّصت ... نعامه ذي كبلين للشرّ حاذر

كان مسجوناً فأوثق في رجليه ملحفة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباض النعام على رءوسهم إذا لبسوا البيض. ويقال للطوال: يا ظل النعامة. قال جرير:

فضح المنابر يوم يسلح قائماً ... ظل النعامة شبّة بن عقال
نعم
نَعِمَ نَعْمَةً ومَنْعَماً فهو ناعِمٌ نَعِمٌ. والنُّعْمَى والنَّعْماء والنَّعِيْمُ والنَّعْمَة. وجارِيَةٌ مُنَعَّمَةٌ ومُنَاعَمَةٌ وناعِمَةٌ. والنِّعْمَةُ: اليَدُ البَيْضاء. ونَعِمَ الله بك عَيْناً يَنْعَمُ ويَنْعِمُ، وأنْعَمَ الله بك عَيْناً: لُغَتان.
ونَعَّمَكَ الله عَيْناً: كما يُقال كَفَلْتُك ونِعْمَ الله بك عَيْناً - بسُكُون العَيْن.
وأنْعَمَتِ الرِّيْحُ: هَبَّتْ نُعَامى وهي الجَنُوب، وكأنَّه من النَّعْمَة لرِطُوبَتها. ويُقال: النَّعْمُ في النَّعَمِ: وهو الإِبِلُ والبَقَرُ والشّاءُ، ويُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ. ونَعَمْ: أدَاةٌ تُسْتَعْمَل في جَواب الواجِب.
ويقولون: أفْعَلُه ونَعَامَ عَيْنٍ، ونِعَامَ عَيْنٍ، ونُعْمى عينٍ، ونُعْمَ عينٍ، ونَعِمّا عينٍ، ونُعْمَةَ عينٍ، ونَعَامَةَ عينٍ.
وقال بعضُهم: إذا وَجَدَ الوَحْشِيُّ ماءَ السَّماء ومَرْعىً فيا نُعْمَ هو، كما تقول: هو في نُعْمٍ من عَيْشِهِ. وهو رَجُلٌ نَعِيْمٌ ونَعِمّاً: أي نِعْمَ ما. وإنما نُعَامَاكَ أنْ تَفْعَل كذا: أي قُصَاراك.
والنُّعْمَانُ: نَبْتٌ. ونَعْمَانُ: أرْضٌ بالحجاز. ويَنْعَمُ: حَيٌّ من اليَمن. والإِنْعَامُ: الزِّيادَة، ومنه: دَقَقْتُه دَقّاً نِعِمّاً. وَتَنَعَّمْتُهم: تَمَشَّيْتَ إليهم. وتَنَعَّمَ الطَّريقَ وانْتَعَمه: رَكِبَه، وكأنَّهما من ابنِ النَّعَامَة: وهي عَصَبَةٌ في باطِنِ أخْمِصِ الرِّجْل. ونَعَّم قَدَمَيْه: ابْتَذَلَهما. وتَنَعَّمْتُه: في الحاجَة: اعْتَمَدْتَه. وتَنَعَّمْتُه: ألْحَحْتَ عليه سَوْقاً. وكأنَّه من طَرْدِ النَّعَامَة.
والنَّعَامَةُ: بَيْتٌ من بُيُوْت الأعْرَاب. وصَخْرَةٌ في الرَّكِيَّة ناشِزَةٌ. والنَّعْشُ. وخَشَبَةُ البَكْرَة. وحِجارَةٌ تُنْصَبُ فوقَ الجَبَل لِيُهْتَدى بها. وعَلاَمَةٌ كان يَتَّخِذُها الرَّجُلُ على ظَهْر بَيْتِه في الجاهِليَّة لِيُعْلَمَ أنَّه شَريف، قال البُرَيْقُ الهُذليُّ:
قد أشْهَدُ الحَيَّ جَميعاً بِهمْ ... لَهُمْ نَعَامٌ وعليهمْ نَعَمْ
وشَالَتْ نَعَامَتُهم، ويُرْوى: خَفَّت نَعَامَتُهم: أي ذَهَبُوا و َتَفَرَّقوا، وقيل: النَّعَامَةُ وابْنُ النَّعَامَةِ جميعاً: الطَّريقُ، والمعنى: اسْتَمَرَّ بهم السَّيْرُ؛ ونَقِيْضُه: قَرَّتْ نَعَامَتُهم. وقيل: النَّعَامَةُ: اسْمٌ للنَّفْس وللجَماعة. والنَّعَامَةُ من الفَرَسِ: فَمُه، وقيل: دِماغُه، قال:
خَفيفُ النَّعامة ذو مَيْعَةٍ ... كَثيفُ الفَراشَةِ ناتي الصُّرَدْ ويُقال للمُفْرِط الطُّول: ظِلُّ النَّعَامَة. والنَّعَائمُ: ثَمانِيَةُ كواكِبَ أرْبَعَةٌ في المجَرَّة ويُقال لها الوارِدُ؛ وأرْبَعَةٌ خارِجَةٌ ويُقال لها الصّادِر.

نعم


نَعَمَ(n. ac.
نَعْمَة
مَنْعَم)
a. Lived in ease, affluence.
b. Was pleasant (life).
c. Suited, agreed with.
d. see IV (g)
نَعِمَ(n. ac. نَعَم)
a. Was green & tender (branch).
b. see supra
(a) (b), (c).
e. [Bi], Affirmed.
نَعُمَ(n. ac. نُعُوْمَة)
a. Was soft, tender.

نَعَّمَa. Procured a comfortable life for; prospered.
b. Said yes to, answered in the affirmative.
c. [ coll. ], Rendered soft;
pulverized.
نَاْعَمَa. see I (a)
& II (a).
c. Made firm (cord).
أَنْعَمَ
a. [acc.
or
La]
see II (a)b. Was pleasant.
c. Rendered pleasant.
d. [acc. & 'Ala
or
Bi], Granted to; favoured with.
e. [acc. & Fī], Fixed upon (look).
f. [Fī], Was diligent over.
g. Came bare-foot to.
h. see II (b)
تَنَعَّمَa. see I (a) (b), (c) & IV (
f ).
e. Went bare-foot.
f. Drove.

تَنَاْعَمَa. see I (a)
نَعْمَةa. Well-being; prosperousness; affluence, wealth
fortune.
b. Pleasure, enjoyment.

نِعْمَة
(pl.
نِعَم أَنْعُم
&
a. نِعَمَات ), Favour, benefit
kindness; grace.
b. see 1t (a) (b).
d. [ coll. ], Privilege.

نُعْم
(pl.
أَنْعُم)
a. Prosperity, ease, happiness; enjoyment.

نُعْمَىa. see 1t & 2t
(a).
نَعَم
(pl.
أَنْعَاْم أَنَاْعِيْمُ)
a. Cattle; sheep; camels.

نَاْعِمa. Soft; supple; tender, delicate.
b. Easy, comfortable, luxurious (life).
c. Well-off, wealthy.
d. [ coll. ], Thin, fine;
pulverized.
نَاْعِمَة
(pl.
نَوَاْعِمُ)
a. Garden.

نَعَاْمa. Ostrich.
b. Desert.
c. see 22t (c) (d).
نَعَاْمَة
(pl.
نَعَاْئِمُ
& reg. )
a. see 22 (a) (b).
c. Projecting stone or beam of a well.
d. Sign, road-sign.
e. Road.
f. Joy.
g. Forehead.
h. Crowd.
i. Honour.
j. Darkness; ignorance.

نُعَاْمَى
(pl.
نَعَاْئِمُ)
a. South wind.

نَعِيْم
(pl.
نُعَمَآءُ)
a. Ease; affluence.
b. Pleasant abode: Paradise.
c. Bounty, goodness.
d. see 2t (a)نُعْم
&
نَاْعِم
(c).
نَعِيْمَةa. Delight.

نُعُوْمَةa. Softness.
b. Pleasantness.

نُعْمَاْنa. Blood.
b. Surname of certain Arab kings.

نَعْمَآءُa. see 2t (a)
مِنْعَاْمa. Generous, beneficent.

نَعَاْئِمُ
a. [art.], Name of certain stars.
N. P.
نَعَّمَa. see 21 (c)b. Kind, gentle (speech).
N. Ag.
نَاْعَمَa. see 21 (a)
N. P.
نَاْعَمَa. see 21 (c)
& N. P.
نَعَّمَ
(b).
N. Ag.
أَنْعَمَa. Beneficent; bountiful; benefactor.

N. Ac.
أَنْعَمَ
(pl.
إِنْعَامَات)
a. Beneficence: grace; bounty.

N. Ag.
تَنَعَّمَa. see 21 (c)
N. Ac.
تَنَعَّمَa. Well-being; comfort; satisfaction; joy.

N. Ag.
تَنَاْعَمَa. see 21 (a)
نَعَمْ
a. Yes; certainly; so it is; just so; exactly.

نِعْمَ نَِعِمَّا نِعْمَت
a. Bravo! Well done!

إِنْعَامَة
a. Favour, grace.

تَنْعِيْمَة
a. A thorny tree.

مُنْعُم
a. Broom, brush.

نَُعْم عَيْنٍ
نَُغَام عَيْنٍ
نَعِيْم عَيْنٍ
a. For the sake of.

نَعِيْم البَالِ
a. Easy-going, goodnatured.

وَاسِع النَّعْمَة
a. Affluent, opulent.

شَقَائِق النُّعْمَان
a. Anemone.

نَعَام الصَّادِر
نَعَام الوَارِد
a. Names of certain stars.

أَنْعَمَ اللّٰهُ بِكَ
عَيْنًا
or
نَعَمَ
نَعِمَك اللّٰهُ عَيْنًا
a. May God favour thee!

أَنْعَمَ اللّٰهُ صَبَاحَكَ
a. I wish you a good morning.
نعم
النِّعْمَةُ: الحالةُ الحسنةُ، وبِنَاء النِّعْمَة بِناء الحالةِ التي يكون عليها الإنسان كالجِلْسَة والرِّكْبَة، والنَّعْمَةُ: التَّنَعُّمُ، وبِنَاؤُها بِنَاءُ المَرَّة من الفِعْلِ كالضَّرْبَة والشَّتْمَة، والنِّعْمَةُ للجِنْسِ تقال للقليلِ والكثيرِ. قال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 40] ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة/ 3] ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
[آل عمران/ 174] إلى غير ذلك من الآيات. والإِنْعَامُ: إيصالُ الإحسانِ إلى الغَيْرِ، ولا يقال إلّا إذا كان المُوصَلُ إليه من جِنْسِ النَّاطِقِينَ، فإنه لا يقال أَنْعَمَ فلانٌ على فَرَسِهِ. قال تعالى: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة/ 7] ، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 37] والنَّعْمَاءُ بإِزَاءِ الضَّرَّاءِ. قال تعالى: وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
[هود/ 10] والنُّعْمَى نقيضُ البُؤْسَى، قال: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ
[الزخرف/ 59] والنَّعِيمُ: النِّعْمَةُ الكثيرةُ، قال:
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
[يونس/ 9] ، وقال:
جَنَّاتِ النَّعِيمِ [لقمان/ 8] وَتَنَعَّمَ: تَنَاوَلَ ما فيه النِّعْمَةُ وطِيبُ العَيْشِ، يقال: نَعَّمَهُ تَنْعِيماً فَتَنَعَّمَ. أي: جَعَلَهُ في نِعْمَةٍ. أي: لِينِ عَيْشٍ وخَصْبٍ، قال: فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ
[الفجر/ 15] وطعامٌ نَاعِمٌ، وجارية نَاعِمَةٌ. [والنَّعَمُ مختصٌّ بالإبل] ، وجمْعُه: أَنْعَامٌ، [وتسميتُهُ بذلك لكون الإبل عندهم أَعْظَمَ نِعْمةٍ، لكِنِ الأَنْعَامُ تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها أَنْعَامٌ حتى يكون في جملتها الإبل] . قال: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ
[الزخرف/ 12] ، وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً [الأنعام/ 142] ، وقوله: فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ [يونس/ 24] فَالْأَنْعَامُ هاهنا عامٌّ في الإبل وغيرها. والنُّعَامَى: الرِّيحُ الجَنُوبُ النَّاعِمَةُ الهبُوبِ، والنَّعَامَةُ: سُمِّيَتْ تشبيهاٍ بِالنَّعَمِ في الخِلْقة، والنَّعَامَةُ: المَظَلَّةُ في الجَبَلِ، وعلى رأس البئر تشبيهاً بالنَّعَامَةِ في الهَيْئَة مِنَ البُعْدِ، والنَّعَائِمُ: من مَنَازِلِ القَمَرِ تشبيهاً بِالنَّعَامَةِ وقول الشاعر:
وابْنُ النَّعَامَةِ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْكَبِي
فقد قيل: أراد رِجْلَهُ، وجعلها ابنَ النَّعَامَةِ تشبيهاً بها في السُّرْعَة. وقيل: النَّعَامَةُ بَاطِنُ القَدَمِ، وما أرَى قال ذلك من قال إلّا من قولهم:
ابْنُ النَّعَامَةِ. وقولهم تَنَعَّمَ فُلَانٌ: إذا مَشَى مشياً خَفِيفاً فَمِنَ النِّعْمَةِ.
و «نِعْمَ» كلمةٌ تُسْتَعْمَلُ في المَدْحِ بإِزَاءِ بِئْسَ في الذَّمّ، قال تعالى: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص/ 44] ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ
[الزمر/ 74] ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الأنفال/ 40] ، وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ [الذاريات/ 48] ، إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
[البقرة/ 271] وتقول: إن فَعَلْتَ كَذَا فَبِهَا وَنِعْمَتْ. أي: نِعْمَتِ الخَصْلَةُ هِيَ، وغَسَّلْتُهُ غَسْلًا نِعمَّا، يقال: فَعَلَ كذا وأَنْعَمَ. أي: زَادَ، وأصله من الإِنْعَامِ، ونَعَّمَ اللَّهُ بِكَ عَيْناً.
و «نَعَمْ» كلمةٌ للإيجابِ من لفظ النِّعْمَة، تقول: نَعَمْ ونُعْمَةُ عَيْنٍ ونُعْمَى عَيْنٍ ونُعَامُ عَيْنٍ، ويصحُّ أن يكون من لفظ أَنْعَمَ منه، أي: أَلْيَنَ وأَسْهَلَ.
ن ع م: (النِّعْمَةُ) الْيَدُ وَالصَّنِيعَةُ وَالْمِنَّةُ وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْكَ. وَكَذَا (النُّعْمَى) فَإِنْ فَتَحْتَ النُّونَ مَدَدْتَ فَقُلْتَ: (النَّعْمَاءُ) . وَ (النَّعِيمُ) مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ وَاسِعُ (النِّعْمَةِ) أَيْ وَاسِعُ الْمَالِ. وَقَوْلُهُمْ: إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَبِهَا وَ (نِعْمَتِ) أَيْ وَنِعْمَتِ الْخَصْلَةُ. وَ (نِعْمَ) وَبِئْسَ فِعْلَانِ مَاضِيَانِ لَا يَتَصَرَّفَانِ لِأَنَّهُمَا اسْتُعْمِلَا لِلْحَالِ بِمَعْنَى الْمَاضِي، فَنِعْمَ مَدْحٌ وَبِئْسَ ذَمٌّ. وَفِيهَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ: الْأَصْلُ نَعِمَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ ثَانِيهِ. ثُمَّ تَقُولُ: نِعِمَ فَتُتْبِعُ الْكَسْرَةَ الْكَسْرَةَ. ثُمَّ تَطْرَحُ الْكَسْرَةَ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُ: نِعْمَ بِكَسْرِ النُّونِ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نَعْمَ بِفَتْحِ النُّونِ. وَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ وَنِعْمَ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. فَالرَّجُلُ فَاعِلُ نِعْمَ وَزَيْدٌ يَرْتَفِعُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً قُدِّمَ عَلَيْهِ خَبَرُهُ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ هُوَ زَيْدٌ جَوَابٌ لِسَائِلٍ سَأَلَ مَنْ هُوَ؟ لَمَّا قُلْتَ: نِعْمَ الرَّجُلُ. وَ (النُّعْمُ) بِالضَّمِّ خِلَافُ الْبُؤْسِ، يُقَالُ: يَوْمٌ نُعْمٌ وَيَوْمٌ بُؤْسٌ وَالْجَمْعُ (أَنْعُمٌ) وَأَبْؤُسٌ. وَ (نَعُمَ) الشَّيْءُ صَارَ (نَاعِمًا) لَيِّنًا وَبَابُهُ سَهُلَ. وَكَذَا (نَعِمَ) يَنْعَمُ مِثْلُ عَلِمَ يَعْلَمُ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْهُمَا وَهِيَ: (نَعِمَ) يَنْعُمُ مِثْلُ فَضِلَ يَفْضُلُ. وَلُغَةٌ رَابِعَةٌ: (نَعِمَ) يَنْعِمُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (النَّعْمَةُ) بِالْفَتْحِ التَّنْعِيمُ. وَيُقَالُ: (نَعَّمَهُ) اللَّهُ (تَنْعِيمًا) وَ (نَاعَمَهُ فَتَنَعَّمَ) . وَامْرَأَةٌ (مُنَعَّمَةٌ) وَ (مُنَاعَمَةٌ) بِمَعْنًى. وَ (أَنْعَمَ) اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النِّعْمَةِ. وَأَنْعَمَ اللَّهُ صَبَاحَهُ مِنَ (النُّعُومَةِ) . وَ (أَنْعَمَ) لَهُ قَالَ لَهُ: نَعَمْ. وَفَعَلَ كَذَا وَأَنْعَمَ أَيْ زَادَ. وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا أَيْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّهُ. وَكَذَا (نَعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَعِمَكَ عَيْنًا. وَ (النَّعَمُ) وَاحِدُ (الْأَنْعَامِ) وَهِيَ الْمَالُ الرَّاعِيَةُ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى الْإِبِلِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّثُ يَقُولُونَ: هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ وَجَمْعُهُ (نُعْمَانٌ) كَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (الْأَنْعَامُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] وَقَالَ: «مِمَّا فِي بُطُونِهَا» ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَنَاعِيمُ) . وَ (نَعَمْ) عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ وَجَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ. وَرُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قِيلَ: لَيْسَ لِي عِنْدَكَ وَدِيعَةٌ فَقَوْلُكَ: نَعَمْ وَبَلَى تَكْذِيبٌ. وَ (نَعِمْ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (النَّعَامَةُ) مِنَ الطَّيْرِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَ (النَّعَامُ) اسْمُ جِنْسٍ مِثْلُ حَمَامٍ وَحَمَامَةٍ وَجَرَادٍ وَجَرَادَةٍ. وَ (النُّعَامَى)
بِالضَّمِّ رِيحُ الْجَنُوبِ لِأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وَأَرْطَبُهَا. وَ (نَعْمَانُ) بِالْفَتْحِ وَادٍ فِي طَرِيقِ الطَّائِفِ يَخْرُجُ إِلَى عَرَفَاتٍ. وَيُقَالُ لَهُ: نَعْمَانُ الْأَرَاكِ. وَقَوْلُهُمْ: (عِمْ) صَبَاحًا كَلِمَةُ تَحِيَّةٍ كَأَنَّهُ مَحْذُوفٌ مِنْ نَعِمَ يَنْعِمُ بِالْكَسْرِ، كَمَا يُقَالُ: كُلْ مِنْ أَكَلَ يَأْكُلُ حُذِفَ مِنْهُ الْأَلِفُ وَالنُّونُ تَخْفِيفًا. وَ (التَّنْعِيمُ) مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. 
(نعم) - قوله تبارك وتعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} .
كَلِمة "نَعَم" تقع في الكَلام جَوابًا لِمَا لا جَحْدَ فيه. وفيه لُغَتان: فتح العَين وكَسْرُها، والكَسْرُ هي قراءة الكسَائِي وجماعَةٌ، وهي قراءة النبى صلَّى الله عليه وسلَّم.
على ما رُوِى عن قتَادة "عن رَجُلٍ من خَثْعَم قال: دُفِعْتُ إلى النبىّ - صَلّى الله عليه وسلّم، وهو بمنى، فَقُلْتُ له: أنتَ الذي تَزْعُم أنّك نبِىٌّ؟ قال: نَعِم" وكَسَرَ العَينَ.  - وقال بعض وَلدِ الزُّبَير: "ما كنتُ أسْمَعُ أشيَاخَ قُريش يَقُولُون: إلاَّ نَعِم" بكَسْر الِعين .
- وقالَ أبو عُثمِانَ النَّهْدِى: أمرَنا أمير المؤمنين عُمَر رَضى الله عنه بأمرٍ فقلنا: نعَمْ. فقال: "لا تَقُولُوا نَعَمْ، ولكن قُولُوا: نَعِم" وكَسَرَ العَيْنَ.
وقال بَعْضُ الأعْرَاب: كَانَ أبى إذَا سِمِعَ رَجُلًا يقُولُ: نَعَمْ يقول: نَعَم: إبلٌ وشَاءٌ، إنّما هي نَعِمْ. وقال الشَّاعر - في اللغَتَين جميعًا -:
دَعَانِي عَبْدُ الله نَفسىِ فدَاؤُه فيَالَكَ مِن دَاع دَعَانَا نعَم نَعِمْ.
- في الحديث: "من تَوضَّأ يوم الجُمعَةِ فبِهَا ونِعْمت"
فيه قولان: أَحَدُهما: ونِعْمَتِ الخَلَّةُ والفَعْلَة، ثمّ يحذِفُ الْفَعْلَةَ اختصارًا والثاني "نَعِمْت"
: أي نَعَّمَك الله، وقال الأصمعي: "فبها": أي فبِالسُّنَّةِ أخَذ.
- وفي حديث أبي مَرْيم الأزْدِى قال: "دَخَلْتُ على مُعاوِية - رضي الله عنه - فقال: ما أَنْعَمَنَا بِكَ؟ "
: أي ما جاءَنا بك، أو ما الذي أعمَلَك إلينَا؛ وإنما يقال ذلك لمن يُفْرَح بلِقائه، كأنّه يقولُ: ما الذي أطلعَكَ علَينا، وأنْعَمَنا بلقَائك، وسَرَّنا برُؤْيَتِكَ. ومن ذلك قَولُهم في التحيَّةِ: أَنْعِمْ صَباحًا.
وَيُحْتَمَل أن يُريد: ما الذي جَشَّمَكَ الإتيَانَ إاليَنا وَالمشىَ علَى نَعَامةِ رِجْلِكَ.
قيل: النَّعَامَةُ: صَدْرُ القَدَم. وقيلِ: عَصَبَةٌ في الأخْمَص، ومنه: بهيمة الأنعَاِم وهي الماشِيَةُ التي تمشى على نعَامَته، خِلاف ذوَات الَحَافِر في وَطْئِها.
قال ابن دُرَيد: النّعامَةُ: باطنُ القَدَم. وقيل: ابنُ النعَامَة صَدْر القَدَم.
وتنعَّم: مشى حافيًا. وقيل: إنه على طريق التفَاؤُل؛ لأن الرُّجْلة عَناءٌ وبُؤْسٌ فقَلَبُوه، وقالوا: تَنعَّمَ: إذا مَشىَ حافيًا، كما قالوا. في اللّدِيغ سَلِيمٌ.
وتَنعَّمتُهُم: مَشيْتُ إِليهِم.
- في الحديث: "مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بنَعْمان السّحاب"
نَعْمان: جَبَلٌ بقُرْب عَرَفة، وأضافه إلى السَّحاب، لأنّ السّحاب يركد فوْقَهَ لعُلُوّه.
- قوله تعالى: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
"نِعْم" يُستَعمَل في حَمْدِ كل شىء وتفَضِيلِه.
يقال: إذا عَمِلت عَمَلا فَأَنْعِمْهُ: أي اعمَله على وجه يُثنَى عليه بنِعْم.
ومنه: دقَّه دقًّا نِعَمًّا قال: رَشِدتَ وأَنعمت. - وفي حديث أبى سفيان: "أنْعَمَتْ فَعالِ عنها"
- يعنى هُبَل - حين أَرادَ الخروجَ إلى أُحُدٍ، كتَب على سَهم: نَعَم، وعلى آخر: لا، فأجالهُما عند هُبَل، فخرج سَهم الإِنعام؛ أي حين قال: اعْلُ هُبَلُ، قال عُمر: الله أعْلَى وأَجَلّ.
أي اتْرُك ذِكْرها، فقد صدَقَت في فَتْواها وأنْعَمَتْ: أجابَت بنعَمَ.
- في حديث ابن ذى يزن:
* أتَي هِرَقْلاً وقد شَالَت نَعامَتُهم *
النَّعامة: الجماعَة: أي تفرّقوا.
- في الحديث: "نِعِمَّا بالمَالِ"
أَصلُه نِعْم ما، فأُدغم وشُدِّد، وما غير موصوفة ولا موصولة كأنه قال: نِعْم شيئا المَالُ، والباء مزيدة، كهى في "كَفَى بالله حَسِيبًا".
ويجوز كَسرُ النّون وفَتحُها، والعين مكسورة.
ن ع م : النَّعَمُ الْمَالُ الرَّاعِي وَهُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ عَلَى الْإِبِلِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ النَّعَمُ الْجِمَالُ فَقَطْ وَيُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ وَجَمْعُهُ نُعْمَانٌ مِثْلُ حَمَلٍ وَحُمْلَانٌ وَأَنْعَامٌ
أَيْضًا وَقِيلَ النَّعَمُ الْإِبِلُ خَاصَّةً وَالْأَنْعَامُ ذَوَاتُ الْخُفِّ وَالظِّلْفِ وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَقِيلَ تُطْلَقُ الْأَنْعَامُ عَلَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ فَإِذَا انْفَرَدَتْ الْإِبِلُ فَهِيَ نَعَمٌ وَإِنْ انْفَرَدَتْ الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ لَمْ تُسَمَّ نَعَمًا.

وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ بِالْعِتْقِ وَغَيْرِهِ وَالِاسْمُ النِّعْمَةُ وَالْمُنْعِمُ مَوْلَى النِّعْمَةِ وَمَوْلَى الْعَتَاقَةِ أَيْضًا وَالنُّعْمَى وِزَانُ حُبْلَى وَالنَّعْمَاءُ وِزَانُ الْحَمْرَاءِ مِثْلُ النِّعْمَةِ وَجَمْعُ النِّعْمَةِ نِعَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَنْعُمٌ أَيْضًا مِثْلُ أَفْلُسٍ وَجَمْعُ النَّعْمَاءِ أَنْعُمٌ مِثْلُ الْبَأْسَاءِ يُجْمَعُ عَلَى أَبْؤُسٍ.

وَالنَّعْمَةُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْ التَّنَعُّمِ وَالتَّمَتُّعِ وَهُوَ النَّعِيمُ وَنَعِمَ عَيْشُهُ يَنْعَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ اتَّسَعَ وَلَانَ وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَعَّمَهُ اللَّهُ تَنْعِيمًا جَعَلَهُ ذَا رَفَاهِيَةٍ وَبِلَفْظِ الْمَصْدَرِ وَهُوَ التَّنْعِيمُ سُمِّيَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ أَقْرَبُ أَطْرَافِ الْحِلِّ إلَى مَكَّةَ وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ وَيُعْرَفُ بِمَسَاجِدِ عَائِشَةَ.

وَنَعُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ نُعُومَةً لَانَ مَلْمَسُهُ فَهُوَ نَاعِمٌ وَنَعَّمْتُهُ تَنْعِيمًا.

وَقَوْلُهُمْ فِي الْجَوَابِ نَعَمْ مَعْنَاهَا التَّصْدِيقُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمَاضِي نَحْوُ هَلْ قَامَ زَيْدٌ وَالْوَعْدُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمُسْتَقْبَلِ نَحْوُ هَلْ تَقُومُ قَالَ سِيبَوَيْهِ نَعَمْ عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ قَالَ ابْنُ بَابْشَاذْ يُرِيدُ أَنَّهَا عِدَةٌ فِي الِاسْتِفْهَامِ وَتَصْدِيقٌ لِلْإِخْبَارِ وَلَا يُرِيدُ اجْتِمَاعَ الْأَمْرَيْنِ فِيهَا فِي كُلٍّ قَالَ النِّيلِيُّ وَهِيَ تُبْقِي الْكَلَامَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ إيجَابٍ أَوْ نَفْيٍ لِأَنَّهَا وُضِعَتْ لِتَصْدِيقِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَرْفَعَ النَّفْيَ وَتُبْطِلَهُ فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ مَا جَاءَ زَيْدٌ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ جَاءَ وَقُلْتَ فِي جَوَابِهِ نَعَمْ كَانَ التَّقْدِيرُ نَعَمْ مَا جَاءَ فَصَدَّقْتَ الْكَلَامَ عَلَى نَفْيِهِ وَلَمْ تُبْطِلْ النَّفْيَ كَمَا تُبْطِلُهُ بَلَى وَإِنْ كَانَ قَدْ جَاءَ قُلْتَ فِي الْجَوَابِ بَلَى وَالْمَعْنَى قَدْ جَاءَ فَنَعَمْ تُبْقِي النَّفْيَ عَلَى حَالِهِ وَلَا تُبْطِلُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وَلَوْ قَالُوا نَعَمْ كَانَ كُفْرًا إذْ مَعْنَاهُ نَعَمْ لَسْتَ بِرَبِّنَا لِأَنَّهَا لَا تُزِيلُ النَّفْيَ بِخِلَافِ بَلَى فَإِنَّهَا لِلْإِيجَابِ بَعْدَ النَّفْيِ وَأَنْعَمْتُ لَهُ بِالْأَلِفِ قُلْتُ لَهُ نَعَمْ.

وَالنَّعَامَةُ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ نَعَامٌ.

وَنِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ بِكَسْرِ النُّونِ مُبَالَغَةٌ فِي الْمَدْحِ وَالْمَعْنَى لَوْ فُصِّلَ الرِّجَالُ رَجُلًا رَجُلًا فَضَلَهُمْ زَيْدٌ وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِعْمَتْ أَيْ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَالتَّاءُ فِيهَا كَهِيَ فِي قَامَتْ هِنْدٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الْوَقْفِ.

وَنُعْمَانُ الْأَرَاكِ بِفَتْحِ النُّونِ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَيَخْرُجُ إلَى عَرَفَاتٍ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ نُعْمَانٌ اسْمُ جَبَلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَهُوَ وَجُّ الطَّائِفِ.

وَالنُّعْمَانُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّمِ. 
نعم: نعم ب: استمتع ب (عباد 1: 98، 11، 39، 10).
نعم: لطف، حلى (الماء)، جعله (الشيء) ناعم الملمس (بوشر): adoucir.
نعم: رقق (بوشر): subtiliser.
نعم: سحق الشيء وجعله قطعا صغيرة (بوشر).
نعم النظر أو في النظر: أو في النظر: أحد النظر إلى، حدج بطرفه، حدق فيه، حملق regarder fixement ( باين سميث 1183 - 5).
انعم: ضمن أو أمن دخلا (الكالا- renta colar) .
انعم: قال نعم (أبو الوليد 780: 29).
انعم له: في (محيط المحيط): (قال له نعم فسر بذلك) (الكامل 549: 12)، وفي (فوك) concedere له وبه وفيه.
أنعم السؤال له: سمح له، بلطف، أن يتقدم بأسئلته (معجم أبي الفداء).
انعم: وعد (الكالا): promettre بالفرنسية التي تقابل prometer اللاتينية.
انعم: في (محيط المحيط): (ويقال دققت الدواء وأنعمت أي بالغت وزدت فيه والشيء جعلته ناعما).
أنعم النظر: حقق النظر وبالغ فيه (معجم الجغرافيا).
أنعم بك: تعبير اصطلاحي لم افهم، بدقة، معناه (ألف ليلة 3: 444): ثم أعطاه دينارا وإذا بالسقاء نظر إليه واستقل به وقال له أنعم بك أنعم بك يا غلام صغار قوم كبار قوم آخرين وفي رواية (برسلاو): يا نعم يا نعم.
تنعم: ترفه، تمتع، شعر بالرضا أو خامرته مشاعر الرضا (ابن جبير 87 في حديثه عن تقبيل الحجر الأسود): وللحجر عند تقبيله لدونة ورطوبة يتنعم بها الفم.
نعم والجمع أنعام: بركات، أفضال السماء أو معروفها (الجمع والمفرد له المعنى نفسه) (بوشر).
نعم: كيف؟ إن هذه الكلمة تستعمل للاستعادة حين ترد، في الكلام، كلمة غير مفهومة فيعلق عليها السامع قائلا: (العفو، ماذا قلت) (بوشر). ونعم: أي لا شك أن الأمر كذلك (هوجفلايت 49: 3).
يا نعم يا نعم: (انظر أنعم).
نعمة: فضل السماء، معروف السماء، فضل الله (الكالا: =رحمة).
نعمة: سخاء، كرم (الكالا، النويري مصر 193): كانت له نعمة عظيمة.
نعمة: تقال للتأكيد، في حديث مع أحد الأمراء على سبيل المثال؛ وحق نعمتك (أقسم بحق فضلك على) (ألف ليلة 1: 95).
نعمة: كل ما يتلقاه المرء بفضل من الله ففي (محيط المحيط): ( ... ما أنعم به عليك من رزق ومال وغيره). من هنا جاء ذكر الأموال (النويري أسبانيا 442): سلب نعمته أي سلبه ماله وواسع النعمة هو الغني (محيط المحيط) وأرباب النعم الأغنياء (كوسج كرست 82): وأخرجوا لزوجته الحلل الفاخرة والنعم الظاهرة.
النعم: المباهج السماوية، أفراح الفردوس (معجم بدرون، أبحاث 1 الملحق 111 L. 12) .
نعم: رقة، نعومة (دي ساسي كرست 1: 252): وذكر إنها ورقة التوت فيها لين ونعمة؛ إلا أن هذا النص الذي نقتبسه هنا مليء بالأخطاء إذ ينبغي أن تحل كلمة نعومة في موضع نعمة.
نعمة: بقوة، بشدة، بكثرة fortement, bien وباللاتينية: ( valde - فوك).
نعمة: المعجم اللاتيني ذكر الكلمة ضمن مادة غريبة: bono appetius، نعمة المودة فلو أنها كانت boni appetius لكان النص العربي مودة النعمة.
نعمة: حصاد، ريع، كسب (شيرب ديال 180).
نعمة: خبز (دوماس 271).
نعمى: سعادة (عباد 1: 388).
نعمان: خشخاش، خشخاش منثور (نبات عشبي سنوي من الفصيلة الخشخاشية له زهر أحمر) coguelicot, parot وباللاتينية papaver وعند المستعيني: ماميثا: شبيه بورق الخشخاش أو النعمان. وفي مادة خشخاش لبيض يعادل النعمان الكبير.
نعمان: هو نبات النعمان عند (فورسكال) (بركهارت سوريا 571) ونعمانية حسبما ورد عند (فريتاج) اعتمادا على (فورسكال).
نعماني: (جمال من سلالة طيبة يطلق عليها هذا الاسم للدلالة على المكان الذي تتوالد منه) (بيرتون 16) إلا أنني أعتقد أن هذه الكلمة يجب أن تنطق نعماني بضم النون وليس بالفتح لأنني اعتقد أن هذا الاصطلاح يتعلق بعصافير النعمان.
نعماني: من المواليات، ما كان من سبعة مصاريع (انظر سباعي).
شقيق نعماني: هو نبات الشقار (شقائق النعمان) (بوشر).
نعما: جيدا، بقوة (زيتشر 1: 158، ابن العوام 1: 130 و14: 131، 5، 14 و143: 8 ... الخ) وكذلك قولنا دققته دقا نعما أي نعم ما دققته (لم يحسن فريتاج نطق الكلمة).
نعيم. نعيما: نعما! (كلمة مجاملة تقال لمن يخرج من الحمام أو يشذب لحيته أو يستيقظ من نومه) (بوشر).
نعيم: راحة، استراحة، هدوء (الكالا holgura) . نعيم: رفاهية، سعادة، رخاء دائم (بوشر، عباد 1: 385).
نعيم: الفردوس، الإقامة السعيدة (همبرت 149). وكذلك جنة النعيم (ويجرز 47: 2 والملاحظات المذكورة في ص 164).
نعيم البال: هادئ (الحماسة 732).
نعومة: رقة، طراوة؛ بنعومة: برقة مزاج (بوشر).
نعومة: لين. (نعومة الملمس) (بوشر).
نعومة: أملس، صقيل (ألف ليلة 3: 20 برسل 3: 271).
نعومية: رقة، لطافة (بوشر).
ناعم: رقيق، لذيذ الطعم، مرهف أو رقيق الشعور أو الملمس، لطيف (زيتشر).
ناعما: جيدا، بقوة (الجريدة الآسيوية 1850: 1: 228).
ناعم ناعم: دقيق، مقطع قطعا صغيرة (بوشر).
سكر ناعم: سكر مدقوق (بوشر) وكذلك بن ناعم وتراب ناعم أي محكم الدق (محيط المحيط).
اخذ في الناعم: اطاع، تراجع خوفا doux eiler ( بوشر).
ناعمة: نبات القويسة (انظر بوشر، والمستعيني في اشفاقس) (ابن البيطار 1: 77 b و2: 79).
تنعم: رخاوة، طراوة، حياة البطالة والشهوات (الثعالبي لطائف 30: 3) وكان فيه تخنيث متأنيث وتنعم شديد.
منعم البدن: رقيق، رهيف (فوك).

نعم

1 نَعِمَ عَيْشُهُ His life was, or became, plentiful and easy: (Msb:) was, or became, good, or pleasant. (Mgh.) See عَوْفٌ. b2: نَعِمَ, aor. نَعُمَ

, is like فَضِلَ, aor. نَعُمَ

, and حَضِرَ, aor نَعُمَ

. See the latter. b3: اِنْعِمْ ضَبَاحًا, and عِمْ صَباحًا: see تَرِبَ and صَبَاحٌ. b4: نَعُمَ, inf. n. نُعُومَةٌ; (S, Msb;) and نَعِمَ; (S;) It was, or became, soft, or tender, (S, Msb,) to the feet. (Msb.) 2 نَعَّمَهُ , (S, Msb, K,) and ↓ نَاعَمَهُ, (S, K,) He (God, S, Msb,) made him to enjoy, or lead, a plentiful, and a pleasant or an easy, and a soft, or delicate, state, or life; a state, or life, of ease and plenty. (S, Msb, K.) b2: نَعَّمَهُ He nourished well him, or it; pampered him.3 نَاْعَمَ see 2.4 أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِشَىْءِ He conferred, or bestowed, upon him a thing as a favour. See أَحْسَنَ. b2: أَنْعَمَ عَجْنَهُ He kneaded it well, thoroughly, or soundly. (TA, voce رَيْعٌ.) b3: أَنْعَمَ الدَّقَّ He bruised or powdered finely: see دَقَّقَ. b4: أَنْعَمَ طَبْخَهُ He cooked it well; syn. أَجَادَ طَبْخَهُ. (IbrD.) The verb is often used in this sense. b5: أَنْعَمَ اللّٰهُ بِكَ عَيْنًا: see أَبْغَضَ.5 تَنَعَّمَ he enjoyed, or led, an easy, a pleasant, a soft, or a delicate, life, with ampleness of the means of subsistence; a life of ease and plenty. (K.) b2: تَنَعَّمَ It (a tree) became flourishing and fresh, (TK, art. روى, &c.,) luxuriant, succulent, sappy, soft, tender, and supple. See رَوِىَ. b3: تَنَعَّمَ i. q. تَمَتَّعَ. (Msb. *) نُعْمٌ contr. of بُؤْسٌ, (S,) [like ↓ نَعْمَآءُ and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَةٌ and ↓ نَعِيمٌ:] pl. أَنْعُمٌ. (S.) See نِعْمَةٌ.

نَعَمْ Even so; yes; yea. (Msb, &c.) See أَجَلْ and بَجَلْ.

نَعَمٌ Pasturing مَال [or cattle]; mostly applied to camels, and neat, and sheep and goats: or applied to all these, and to camels when alone, but neat and sheep or goats when alone are not thus termed; (Msb;) therefore, cattle, consisting of camels or neat or sheep or goats, or all these, or camels alone.

نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ Excellent, or most excellent, or excellent above all, is the man, Zeyd; or [very or] superlatively good, &c. (Msb.) b2: See بئْسَ.

نَعْمَةٌ subst. of تَنَعُّمٌ (Msb, K) in the sense of تَرَفُّةٌ subst. of تَمَتُّعْ (Msb:) or i. q. b2: تَنَعُّمٌ: (S: in F's smaller copy, تَنَعِيمٌ, an evident mistake:) i. e. plentifulness, and pleasantness or easiness, and softness or delicacy, of life: ease and plenty. b3: نَعْمَةٌ A living in [or rather enjoyment of a life of] softness, daintiness, or delicacy, and ease, comfort, or affluence: (KL:) i. q. ↓ نَعِيمٌ; (Msb;) and مُتْعَةٌ: (Jel in xliv. 26:) it is from التَّنَعُّمُ; and ↓ نِعْمَةٌ is from الإِنْعَامُ. (Ksh, cited in Kull, p. 364.) See نِعْمَةٌ: and see تُرْفَةٌ. b4: نَعْمَةُ الشَّباَبِ [The flourishing freshness, softness, tenderness, or blooming loveliness or graces, of youth. See عَبْعَبٌ.] b5: نَعْمَةٌ Softness; tenderness; bloom; or flourishing freshness (IbrD;) of a branch; and of youth, or youthfulness. (M, art. ملد; &c.) نِعْمَةٌ and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ A benefit; benefaction; favour; boon; or good: (S, Msb:) a blessing; [bounty; gratuity;] or what God bestows upon one: and so ↓ نَعِيمٌ: (S:) [grace of God:] and ↓ نَعِيمٌ and ↓ نَعْمَةٌ, with fet-h, [and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ and ↓ نُعْمٌ, ease and plenty,] enjoyment; (Msb;) [welfare; well being; weal:] ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ are the contr. of بُؤْسَى and بَأْسَآءُ: (TA, art. بأس:) بَعْدَ ضَرَّآءَ ↓ نَعْمَآءُ, in the Kur [xi. 13,] is like health after sickness; and richness, or competence, after want. (Bd.) b2: نِعْمَةٌ A blessing; (S;) a cause of happiness. (K.) A favour: a benefit; and the like. (S.) b3: نِعْمَةٌ Wealth, or property. (K.) The first explanations given to it above are assigned in the K, not to this word, but to ↓ نَعِيمٌ and ↓ نُعْمَى. b4: نِعْمَةٌ with the article seems generally to signify Wealth: and without the article, A benefit, benefaction, favour, boon, or blessing.

نُعْمَةٌ The act of rejoicing by a thing: and the state of rejoicing in a thing. (KL.) نُعْمَى contr. of بُؤْسَى; (S, TA in art. بأس;) and نَعْمَآءُ contr. of بَأَسَآءُ. (TA in that art.) b2: See نِعْمَةٌ.

نَعْمَآءُ : see نِعْمَةٌ.

نَعِيمٌ Enjoyment; [delight; pleasure;] as also ↓ نَعْمَةٌ, q. v.: (Msb:) plenty and ease. (K.) See نِعْمَةٌ.

نَعَامَةٌ The blackness of night. (S in art. سقط.) see an ex. voce سقْطٌ. b2: نَعَامَةٌ The ostrich: it sometimes denotes the female. See مَخْزُومٌ and جَراَدٌ. b3: شاَلَتْ نَعَامَتُهُمْ: see طَائِرٌ, زَأْلٌ, شَالَ, and a verse voce إِمَّا. b4: اِبْنُ النَّعَامَةِ The shank-bone: and a certain vein in the leg: and the middle, or beaten track, of the road: and the brisk, lively, or sprightly, horse: and the drawer of water (السَّانِى) who is at the head of the well. (T in art. بنى.) b5: نَعَامَةٌ and نَعَامَتَانِ of a well see زُرْنُوقٌ. b6: النَّعَائِمُ Nine stars [of Sagittarius], behind الشَّوْلَةُ, four in the Milky Way, [b, g, d, and ε,] called النعائمُ الوَارِدَةُ, as though drinking; and four without the Milky Way β, γ, δ, ε,, [c, s, t, and f,] called النعائمُ الصَّادِرَةُ, as though returning from drinking; and the ninth, λ,] [not mentioned by some,] high between them: each of the two fours forming the corners of a quadrilateral figure. The twentieth Mansion of the Moon. (El-Kazweenee.) عَيْشٌ نَاعِمٌ [A plentiful and easy life. See نَعِمَ عَيْشُهُ.] A pleasant life. (Mgh.) [A soft, or delicate, life.] b2: نَاعِمٌ Soft, or tender: applied to a plant or tree: (Mgh:) [smooth; sleek. And i. q. مُتَنِّعَمٌ.]

مُنَعَّلٌ , applied to a horse, white on the forelegs: see أَقْفَزُ.

أَنَاعِيمُ , pl. pl. of نَعَمٌ: see a verse cited voce دَانَى.
(ن ع م) : (النِّعْمَةُ) وَاحِدَةُ النِّعَمِ (وَالنَّعْمَةُ) بِالْفَتْحِ التَّنَعُّمُ يُقَالُ كَمْ ذِي نِعْمَةٍ لَا نَعْمَةَ لَهُ أَيْ كَمْ ذِي مَالٍ لَا تَنَعُّمَ لَهُ وَيُقَالُ نَعِمَ عَيْشُهُ إذَا طَابَ وَفُلَانٌ يَنْعَمُ نِعْمَةً أَيْ يَتَنَعَّمُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَقَوْلُهُمْ) نَعِمْتَ بِهَذَا عَيْنًا أَيْ سُرِرْتَ بِهِ وَفَرِحْتَ وَانْتِصَابُ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ وَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى صَارَ مَثَلًا فِي الرِّضَا حَتَّى قِيلَ (نَعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا كَمَا قِيلَ يَدُ اللَّهِ بُسْطَانِ لَمَّا صَارَتْ بَسْطَةُ الْيَدِ عِبَارَةً عَنْ الْجُودِ لَا أَنَّ لِلَّهِ يَدًا وَعَيْنًا تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا (وَأَمَّا) قَوْلُ مُطَرِّفٍ لَا تَقُلْ نَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْعَمُ بِأَحَدٍ عَيْنًا وَلَكِنْ قُلْ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنْكَارٌ لِلظَّاهِرِ وَاسْتِشْبَاعٌ لَهُ عَلَى أَنَّكَ إنْ جَعَلْتَ الْبَاءَ لِلتَّعَدِّي وَنَصَبْتَ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْكَافِ الَّذِي هُوَ ضَمِيرُ الْمَفْعُولِ صَحَّ وَخَرَجَ عَنْ أَنْ تَكُونَ الْعَيْنُ لِلَّهِ تَعَالَى وَصَارَ كَأَنَّك قُلْتَ نَعَّمَكَ اللَّهُ عَيْنًا أَيْ نَعَّمَ اللَّهُ عَيْنَكَ وَأَقَرَّهَا وَأَمَّا (أَنْعَمَ اللَّهُ) بِكَ عَيْنًا فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَنْعَمَ بِمَعْنَى نَعَّمَ فَتَكُونُ الْبَاءُ مَزِيدَةً أَوْ يَكُونَ بِمَعْنَى دَخَلَ فِي النَّعِيمِ فَتَكُونُ صِلَةً مِثْلُهَا فِي سُرَّ بِهِ وَفَرِحَ وَانْتِصَابُ الْعَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْمَفْعُولِ فِي كِلَا الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ إنَّمَا أَنْكَرَ مُطَرِّفٌ لِأَنَّهُ لَا يُجَوِّزُ نَعِمَ بِمَعْنَى أَنْعَمَ وَهُمَا لُغَتَانِ كَمَا يُقَالُ نَكِرْتُهُ وَأَنْكَرْتُهُ وَزَكِنْتُهُ وَأَزْكَنْتُهُ أَيْ عَلِمْتُهُ وَأَلِفْتُ الْمَكَانَ وَآلَفْتُهُ قَالَ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَيَشْهَدُ لَهُ مَا فِي تَهْذِيبِ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ نَعَّمَكَ اللَّهُ عَيْنًا وَنَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَعَنْ الْفَرَّاءِ قَالُوا نَزَلُوا مَنْزِلًا يَنْعَمُهُمْ وَيُنْعِمهُمْ ثَلَاثُ لُغَاتٍ وَبِنَعِيمِهِمْ أَرْبَعُ لُغَاتٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا وَعَنْ الْكِسَائِيّ كَذَلِكَ وَالتَّنْعِيمُ مَصْدَرُ نَعَّمَهُ إذَا أَتْرَفَهُ وَبِهِ سُمِّيَ (التَّنْعِيمُ) وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ مَسْجِدِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَالتَّرْكِيبُ دَالٌّ عَلَى اللِّينِ وَالطِّيبِ وَمِنْهُ نَبْتٌ وَشَعْرٌ (نَاعِمٌ) أَيْ لَيِّنٌ وَعَيْشٌ نَاعِمٌ طَيِّبٌ وَبِهِ سُمِّيَ (نَاعِمٌ) أَحَدُ حُصُونِ خَيْبَرَ (وَالنَّعَامَةُ) مِنْهُ لِلِينِ رِيشِهَا وَمِنْ ذَلِكَ الْأَنْعَامُ لِلْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ إمَّا لِلِينِ خُلُقِهَا بِخِلَافِ الْوَحْشِ وَإِمَّا لِأَنَّ أَكْثَرَ نَعَمِ الْعَرَبِ مِنْهَا وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدُ اللَّفْظِ وَإِنْ كَانَ مَجْمُوعَ الْمَعْنَى وَلِذَا ذُكِّرَ الضَّمِيرُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] هَكَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي الْكِتَابِ وَقَرَّرَهُ السِّيرَافِيُّ فِي شَرْحِهِ (وَعَلَيْهِ) قَوْلُهُ فِي الصَّيْدِ وَاَلَّذِي يَحِلُّ مِنْ الْمُسْتَأْنَسِ الْأَنْعَامُ وَهُوَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَالدَّجَاجُ أَلَا تَرَى كَيْفَ قَالَ هُوَ وَلَمْ يَقُلْ هِيَ وَالدَّجَاجُ رُفِعَ عَطْفًا عَلَى الْأَنْعَامِ لَا عَلَى مَا وَقَعَ تَفْسِيرًا لَهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُ (وَعَنْ) الْكِسَائِيّ أَنَّ التَّذْكِيرَ عَلَى تَأْوِيلِ فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنَا كَقَوْلِ مَنْ قَالَ مِثْلَ الْفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهُ عَنْ الْفَرَّاءِ أَنَّهُ إنَّمَا ذُكِّرَ عَلَى مَعْنَى النَّعَمِ وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي تَذْكِيرِهِ
أَكُلَّ عَامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَهْ ... يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتَنْتِجُونَهْ
قَالُوا وَالْعَرَبُ إذَا أَفْرَدَتْ النَّعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهِ إلَّا الْإِبِلَ (وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى) {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 95] فَالْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْأَنْعَامُ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ (نُعَيْمُ) بْنُ مَسْعُودٍ مُصَنِّفُ كِتَابِ الْحِيَلِ (وَنِعْمَ) أَخُو بِئْسَ فِي أَنَّ هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ وَذَلِكَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الذَّمِّ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَقْتَضِي فَاعِلًا وَمَخْصُوصًا بِمَعْنَى أَحَدِهِمَا وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِعْمَتْ الْمُقْتَضَيَانِ فِيهِ مَتْرُوكَانِ وَالْمَعْنَى فَعَلَيْكَ بِهَا أَوْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذْتَ (وَنِعْمَتْ) الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَتَاؤُهُ مَمْطُوطَةٌ أَيْ مَمْدُودَةٌ وَالْمُدَوَّرَةُ خَطَأٌ وَكَذَلِكَ الْمَدُّ مَعَ الْفَتْحِ فِي بِهَا.
[نعم] نه: فيه: كيف "أنعم" وصاحب القرن قد التقمه! أي كيف أتنعم، من النعمة وهي المسرة والفرج والترفه. ط: أي كيف يطيب عيشي وقد قرب أن ينفخ فيها، فكني عن القرب بوضع الصور في فمه. مف: خاف على أمته وقد علم أنها لا تقوم إلا على شرار الناس، أو تنبيه على حث أصحابه على الوصية لمن بعدهم، قوله: أصغى سمعه، أي أمال أذنه. نه: ومنه ح: إنها لطير "ناعمة"، أي سمان مترفة. وفيه: فأبرد بالظهر و"أنعم"، أي أطال الإبراد وأخر الصلاة. ومنه: "أنعم" النظر فيه- إذا أطال التفكر فيه. ومنه: وإن أبا بكر وعمر منهم و"أنعما"، أي زادًا وفضلًا. من أحسنت إلي وأنعمت أي زدت
[نعم] النِعْمَةُ: اليدُ، والصنيعةُ، والمنَّةُ، وما أُنْعِمَ به عليك. وكذلك النُعْمى. فإن فتحت النون مددت فقلت النَعْماءُ. والنَعيمُ مثله. وفلانٌ واسعُ النِعْمَةِ، أي واسع المال. وقولهم: إن فعلتَ ذاك فبها ونِعْمَتْ: يريدون نِعْمَتِ الخَصْلة. والتاء ثابتة في الوقف، قال ذو الرمة: أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة دعائم الزور نعمت زورق البلد (257 - صحاح - 5) ونعم وبئس: فعلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّف سائر الأفعال، لأنَّهما استعمِلا للحال بمعنى الماضي. فنِعْمَ مدحٌ، وبئس ذمٌّ. وفيهما أربع لغات: نَعِمَ بفتح أوَّله وكسر ثانيه، ثم تقول نِعِمَ فتُتبع الكسرة الكسرة، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الاول مفتوحا فتقول نَعْمَ الرجل بفتح النون وسكون العين. وتقول نِعْمَ الرجل زيد، ونِعْمَ المرأة هند، وإن شئت قلت: نِعْمَتِ المرأة هند. فالرجل فاعل نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أحدهما أن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبره، والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وذلك أنَّك لمَّا قلت نِعْمَ الرجل قيل لك من هو؟ أو قدَّرتَ أنَّه قيل لك ذلك فقلت: هو زيد، وحذفت " هو " على عادة العرب في حذف المبتدأ والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد . إذا قلت نعم رجلاً فقد أضمرت في نِعْمَ الرجل بالألف واللام مرفوعاً، وفسَّرته بقولك رجلاً، لأنَّ فاعل نِعْمَ وبئس (*) لا يكون إلا معرفة بالألف واللام، أو ما يضاف إلى ما فيه الألف واللام، ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد، أو نكرةً منصوبة، ولا يليهما عَلَمٌ ولا غيره، ولا يتَّصل بهما الضمير. لا تقول نِعْمَ زيدٌ، ولا الزَيْدونَ نِعموا. وإن أدخلْت على نِعْمَ ما قلت: (نِعمَّا يعظُكم به) تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين. وتقول: غسلتُ غسلاً نِعِمَّا، تكتفي بما مع نِعْمَ عن صلته، أي نِعْمَ ما غَسَلْتُهُ. والنُعْمُ بالضم: خلاف البؤس، يقال يومُ نعم ويوم يؤس، والجمع أنعم وأبؤس. ونعم الشئ، بالضم نعومة، أي صار ناعماً ليِّناً. وكذلك نَعِمَ يَنعم، مثل حَذِرَ يَحْذَرُ. وفيه لغة ثالثة مركبَّة بينهما: نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ. ولغةٌ رابعة: نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. والنَعْمَةُ بالفتح: التنعيم. يقال: نعمه الله وناعمه فتَنَعَّمَ. وامرأةٌ مُنَعَّمَةٌ ومُناعَمَةٌ بمعنًى. ورجل منعام، أي مفضال. يقال: أتيتُ أرضَ فلان فتَنَعَّمَتْني، إذا وافقته. وتقول: أنْعَمَ الله عليك من النِعْمَةِ. وأنْعَمَ الله صباحَك من النُعومَةِ. وأنْعَمَ له، أي قال له نَعَمْ. وفعل كذا وأَنْعَمَ، أي زاد. وأَنعمَ الله بك عيناً، أي أقرَّ الله عينَك بمن تحبُّه. وكذلك نَعِمَ الله بك عينا نعمة، مثل غلم غلمة، ونزه نزهة. ونعمك علينا مثله. والنعم: واحد الانعام، وهي المال الراعية وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. قال الفراء: هو ذكرٌ لا يؤنَّث. يقولون: هذا نَعَمٌ واردٌ. ويجمع على نُعْمانٍ، مثل حَمَلٍ وحُمْلانٍ. والأنعامُ تذكَّر وتؤنَّث. قال الله تعالى في موضع: (مِمَّا في بطونه) ، وفي موضع آخر: (مِمَّا في بطونها) . وجمع الجمع أناعيمُ، ويراد به التكثير فقط. لان جمع الجمع إما أن يراد به التكثير أو الضروب المختلفة. قال ذو الرمة:

وانحسرت عنه الاناعيم * ونعم: عِدَةٌ وتصديقٌ، وجواب الاستفهام، وربَّما ناقض بلى. إذا قال: ليس لي عندك وديعة فقولك نَعَمْ تصديقٌ له، وبلى تكذيبٌ. ونَعِمْ، بكسر العين: لغة فيه حكاها الكسائي. والنعامة من الطير يذكَّر ويؤنَّث. والنَعامُ: اسمُ جنسٍ، مثل حَمامٍ وحَمامَةٍ، وجرادٍ وجرادَةٍ. والنَعامَةُ: الخشبة المعترضة على الزُرْنوقَيْنِ. ويقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفوقوا: قد شالت نعَامَتُهُمْ. والنَعامَةُ: ما تحت القدم. وقال:

وابنُ النَعامَةِ يومَ ذلك مَرْكَبي * قال الأصمعيّ: هو اسم فرس. وقال الفراء: هو عِرْقٌ في الرِجْلِ. قال: سمعته منهم، حكاه في المصنَّف. وقال أبو عبيدة: هو اسمٌ لشدَّة الحرب، كقولهم: أُمُّ الحرب، وليس ثَمَّ امرأةٌ، وإنَّما ذلك كقولهم: به داء الظبى، وجاءوا على بَكْرة أبيهم، وليس ثَمَّ بكرة ولا داء. والنعام والنعامة: عَلَمٌ من أعلامِ المفاوز. قال أبو ذؤيب يصف طرق المفازة: بِهنَّ نَعامٌ بَناهُ الرجال تُلْقي النفائض فيه السريحا وقال آخر:

لا شئ في ريدها إلا نعامتها * ونعام: موضع. يقال: فلان من أهل برك ونعام، وهما موضعان من أطراف اليمن. والنعائم: منزل من منازل القمر، وهي ثمانية أنجمٍ كأنَّها سريرٌ معوجّ: أربعةٌ صادرة، وأربعة واردة. ونعامة: لقب بيهس. والنعامة: اسم فرس في قول لبيد: تكاثر قرزل والجون فيها وتحجل والنعامة والخبال وأبو نعامة: كنية قطرى بن الفجاءة، ويكنى أبا محمد أيضا. ونعمة العين بالضم: قُرَّتها. ويقال نُعْمَ عَيْنٍ، ونَعامَ عَيْنٍ، ونَعامَةَ عينٍ، ونُعْمَةَ عينٍ، ونُعْمى عينٍ، كلُّه بمعنًى. أي أفعل ذلك كرامةً لك وإنعاما لعينك وما أشبهه. (*) والنعامى بالضم: ريح الجنوب، لأنَّها أبَلُّ الرِياحِ وأرطبُها. ويقال أيضاً: نُعاماكَ: بمعنى قصاراك. ونعمان بن المنذر: ملك العرب، نسب إليه الشقائق، لانه حماه. قال أبو عبيدة: إن العرب كانت تسمى ملوك الحيرة النعمان، لانه كان آخرهم. ونعمان بالفتح: واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات. وقال : تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ أنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوَةٍ عطرات ويقال له نعمان الاراك. وقال : أما والراقصات بذات عرق ومن صلى بنعمان الاراك وقولهم: عم صباحا: كلمةُ تحيَّةٍ، كأنَّه محذوف من نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر، كما تقول: كل من أكل يأكل، فحذف منه الالف والنون استخفافا. والتنعيمة: شجرة. والتنعيم: موضع بمكة. وأنيعم: موضع. ونعم بالضم: اسم امرأة.
نعم
نعُمَ يَنعُم، نُعومَةً، فهو ناعم
• نعُم الخدُّ/ نعُم الجلدُ: لان مَلْمَسُه، وصار لطيفًا رقيقًا "نعُمت بشرتُها- نعومة خدّ الأطفال/ الحرير/ الحصان" ° أنعم من الحرير: شديد النعومة.
• نعُم عَيْشُه: طاب، وكان مَيْسورًا? عيش ناعم: طيِّب رَغْد. 

نعِمَ/ نعِمَ بـ يَنعَم ويَنعُم ويَنعِم، نَعَمًا ونَعْمَةً ونعيمًا، فهو ناعِم، والمفعول منعوم به
• نعِم الجلدُ: نعُم، لان ملمسُه وأصبح لطيفًا رقيقًا "وجه ناعِم- نعِمت أناملُه- نعم اللَّوح الخشبيّ بعد صقله" ° نَعِم العودُ: اخضرّ ونضَر.
• نعِم العيشُ: نعُم، طاب وكان ميسورًا " {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}: رفاهية وطيب عيش".
• نعِم بالُه: هدَأ واستراح، كان خلِيّ البال "يعيش مع أسرته في نعيم".
• نعِم بلقاء صديقه: سُرَّ وسعِد واستمتع "نعم بلقاء ولده بعد غيبةٍ طويلة- {لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ}: كلُّ ما يُستطاب ويُستمتع به"? نعِم بك الله عينًا: أقرّ عينَك، وأقرَّ بك عين مَنْ تحبّ- نعِمتَ بذلك عينًا: سُرِرتُ. 

أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ يُنعم، إنعامًا، فهو مُنعِم، والمفعول مُنعَم (للمتعدِّي)

• أنعم الشَّخصُ: صار في يُسرٍ وحسن حال وطيب عَيْشٍ وراحةِ بال "أنعم بعدَ عُسْر" ° جارية منعمة: حسنة العيش والغذاء.
• أنعم أولادَه: رفَّههم وأسعد معيشتَهم "رجلٌ منعمٌ أهلَه"? أنعم الله النِّعمةَ عليه/ أنعمه بالنِّعمة: أوصلها إليه- أنعم اللهُ بك عينًا: أقرَّ بك عينَ من تُحبّ/ أقرَّ عينك بمن تحبّه- أنعم الله صباحَك: جعله ذا نعومة وطراوة- ما الذي أنعمنا بك: ما الذي أقدمك علينا.
• أنعمَ السُّكَّرَ: سحقه وجعله ناعمًا "أنعم مِلْحًا".
• أنعم على جيرانه: أحسن إليهم وزاد في عطائه لهم "رجلٌ منعمٌ على أهلِه- أنعم اللهُ عليه بولدٍ- {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} - {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} "? أنعم الله عليك: دعاء بالخير- مُنْعَم عليه: حسن الحال، كثير المال.
• أنعم في الأمر: بالغ فيه وتأمَّله، أجاد فيه "أنعم في التفكير"? أنعم النَّظرَ في أمرٍ: أطال التفكير والتدقيق فيه.
• أنعم لوالدِه: أجابه، قال له: نعَم "ناداه أخوه فأنعمه"? أنعِم صباحًا: دعاءٌ بالخَيْر، أي: صباح مبارك، ذو لينٍ ورغد. 

تناعمَ يتناعم، تناعُمًا، فهو مُتناعِم
• تناعمَ الشَّخصُ: ترفَّه، تمتَّع بملذَّات الحياة "شابٌ مُتناعِم- تناعم بعد زُهْد- تناعمتِ الأسرةُ بعد أن عمل أفرادها جميعًا". 

تنعَّمَ بـ يتنعَّم، تنعُّمًا، فهو مُتنعِّم، والمفعول مُتنعَّمٌ به
• تنعَّم الشَّخصُ بعيشِه: مُطاوع نعَّمَ: تناعم، ترفَّه، تمتَّع بملذّات الحياة "تنعَّم بدفءٍ قُرب حبيبه- تنعَّم بثروة أبيه" ° أتيتُ أرضَهم فتنعَّمتني: وافقتني وطابت لي. 

نعَّمَ ينعِّم، تنعيمًا، فهو مُنعِّم، والمفعول مُنعَّم (للمتعدِّي)
• نعَّم التِّلميذُ: أنْعَم، قال: نَعَم "ناداه معلِّمه فنعَّم".
• نعَّم أولادَه: أنعمهم؛ رفَّههم، يسَّر عيشَهم "طفلٌ منعَّم- نعّم اللهُ عيشَه- نعّم عمّالَه وأجزل لهم العطاءَ- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} ".
• نعَّم مِلْحًا: أنعَمَه، سحقَه وجعله ناعمًا "نعَّم التّوابلَ/ التُّربةَ- دقيقٌ منعَّم- نعَّم الخشبَ بورق الصنفرة". 

إنعام [مفرد]:
1 - مصدر أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ.
2 - عطاء وإحسان، جميل ومعروف "أوصاني بالإنعام على إخوتي- عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردُدْ شرّه بالإنعام عليه".
3 - تأنٍّ وتدقيق وطول تفكير "إنعام النّظر". 

تنعيم [مفرد]:
1 - مصدر نعَّمَ.
2 - (رع) إسلاس التربة، أي جعلها خوّارة بالحرث والسِّماد. 

مُنعَّم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نعَّمَ.
2 - ميسور العَيْش حسن الحال هادئ البال "فلاّحٌ منعَّم".
3 - مبالغٌ في دقِّه وسحقِه "سكّرٌ/ دقيق منعَّم- استخدمت الحمّص المنعّم في صنع الحلوى".
4 - ليّن، لطيف، رقيق، عذب "صوتٌ/ لحنٌ/ كلامٌ مُنعَّم". 

مُنعِم [مفرد]: اسم فاعل من أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ.
• المُنْعِم: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الذي يوصل النِّعمةَ والخيرَ إلى الغير. 

ناعِم [مفرد]: مؤ ناعِمة، ج مؤ ناعِمات ونواعمُ:
1 - اسم فاعل من نعُمَ ونعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - ليِّن رقيق عذب "جلدٌ/ صوتٌ/ ثوبٌ ناعم" ° إجابة ناعمة: مهذَّبة- الجنس النَّاعم: كناية عن النِّساء- الحياة النَّاعمة: الحسنة العيش والغذاء/ المترفة- ناعم البال: رخيُّه/ موفور العيش- ناعم الظُّفْر: شابٌّ يافع.
3 - مسحوق "سكَّر/ ملحٌ ناعم".
4 - ذو بهجة وحسن وإشراق ونضارة " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ. لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} ". 

نَعامَة [مفرد]: ج نعامات ونَعائمُ ونَعَام:
1 - (حن) طائر من فصيلة النَّعاميّات، كبير الجسم، طويل العُنق، قصير الجناح، شديد العَدْو، ريشه ناعم، ولا يطير (يُسمَّى ذَكَرُها: الظَّليمَ وصغيرها: الرَّألَ) ° *أسد عليّ وفي الحروب نعامة*: يقوى على الضعيف، ويَجبنُ في المواقف التي تستوجب الشجاعة- أصبح نعامة: منهزمًا- بَيْض النَّعام: يضرب مثلاً
 في الضياع- جاء كالنَّعامة: رجع خائبًا- خفيف النَّعامة: ضعيف العقل- رِجْلا النعامة: مثل للاثنين لا يستغني أحدهما عن الآخر بحال من الأحوال- ركِب ابن النَّعامة: رِجْلَه- ركِب جَناحي النَّعامة: جدّ في أمره، عجَّل فيه واحتفل به- شالت نَعامةُ القومِ/ خفَّت نَعامةُ القوم: تفرَّقت كلمتُهم، وذهب عِزُّهم واستمر بهم السّير- شالت نعامته: مات- ما أنت إلاّ نعامة: يقال ذلك لمن يُكثر عِلَلَه عليك- مِثْل النَّعامة لا طَيْر ولا جَمَل: المرء لا ينفع في عمل يوجَّه إليه- نفرت نعامتُه: فزِع من شيء أو مات- هو ظلُّ نعامة: طويل.
2 - جِلْدة تغشي الدِّماغَ.
3 - باطن القَدَم.
• النَّعائم: (فك) ثمانية أنجم تكوِّن منزلة من منازل القمر، صورتها كالنَّعامة. 

نعاميَّات [جمع]: (حن) فصيلة طير من رتبة العوادي، أجناسها ثلاثة: النَّعامة، والأمو (النَّعامة الأسترالية)، والرّوحاء، جميعها كبيرة الجسم، مستطيلة العنق الدقيق، أجنحتها صغيرة، سريعة العدو. 

نَعَم1 [مفرد]: مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ. 

نَعَم2 [جمع]: جج أنعام:
1 - إبل، كرائم الإبل "لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ [حديث] " ° حُمْر النَّعَم: هي كرائم الإبل يضرب بها المثل في الرغائب والنَّفائس، الجمال الحمر.
2 - غنم وماعز وحمير وبقر " {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ} - {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} ".
• الأنعام: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 6 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وستون ومائة آية. 

نَعَمْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جواب يفيد التَّصديق بعد النَّفي أو الإثبات "أُذِّن لصلاةِ الفجر؟ نَعَم أُذِّن- أليست الغربة صعبة؟ نَعَم".
2 - حرف جواب يفيد الإعلام بعد الاستفهام الموجود أو المقدّر "هل أقبل الضَّيف؟ نعَم أقبل- نعمْ هذه بيوتهم: جواب لسؤال مقدّر: هل هذه بيوتهم؟ ".
3 - حرف جواب يفيد التَّوكيد في أوَّل الكلام "نعم أنا متفائل". 

نُعْم [مفرد]: طيب العَيْش واتِّساعه، خلاف البُؤس ° سأفعله نُعْم عينيك: إنعامًا لعينيك وإكرامًا لك- يَوْمٌ نُعْم: رغد وطرب. 

نِعْمَ [كلمة وظيفيَّة]: (نح) تفيد المدح وهو استحسان أمر يستحق المدح.
• نِعْمَ القائدُ خالدٌ: فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح، عكسه بئس لإنشاء الذمِّ وقد تلحق به (ما) "نِعْمَ ما صنعت- {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُُ} - {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}: أصلها نِعْم ما". 

نَعماءُ [مفرد]: ج أنْعُم:
1 - دَعَة ويُسر، نعمة وخير وفير، صحّة ورخاء وسعة رزق "عاش في نعماء- {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} ".
2 - نُعْمى؛ يد بيضاء صالحة. 

نُعمان [مفرد]: دم، اسم من أسماء الدّم "خضابُ النُّعمان".
• شقائقُ النُّعمان: (نت) نبات عشبيّ أحمر الزّهر مبقع بنقط سود، ينمو في المناطق الشماليّة وسمِّي بذلك لأنّ النعمان من أسماء الدّم فهو أخوه في لونه. 

نَعْمَة [مفرد]: ج نَعَمات (لغير المصدر) ونَعْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - رفاهة وطيب عيش، نعيم، خلاف بؤس " {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ} - {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} " ° نَعْمةُ العيش: رغدُه وغضارتُه. 

نِعْمَة [مفرد]: ج نِعْمات وأنْعُم ونِعَم:
1 - حُسنُ الحال والمال، ما وهبه الله من رزق ومالٍ وغيرهما، خير يصل إلى المرء في دينه أو دنياه وعكسها نقمة أو بؤس "بالشكر تدوم النِّعَم- {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: خير دينيّ أو دنيويّ- {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} " ° حديث نعمة/ مُحْدَث نعمة: أصبح ذا نعمة وثراء في وقت قريب، يتباهى بعرض ثروته ببذخٍ خالٍ من الذّوق ينمُّ عن تصنُّعٍ وغباءٍ مثيرَيْن للسُّخرية وهو ذو منشأ متواضع- نِعمة الله:
 ما أعطاه الله للعبد مِمّا لا يتمنَّى غيره أن يعطيه إيَّاه- واسع النِّعمة: غنيّ مُوسر.
2 - منَّة، جميل، معروف "لك عندي نعِمةٌ لا أنكرها- {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} - {وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}: عصمته وتوفيقه" ° غمَط النِّعمةَ: لم يشكرها- وليُّ النِّعمة: المحسِن إليه.
3 - مسرَّة، فرح وسرور وبهجة.
4 - حالة يستلذُّها الإنسان.
5 - رسالة ونبوّة، دين وكتاب " {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} - {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}: بالإسلام والقرآن".
6 - رحمة " {فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ".
7 - ثواب، عطاء " {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: وقيل بجنة ومغفرة".
• النِّعمتان: الفراغ والصِّحَّة.
• النِّعمتان المكفورتان: الأمن والعافية. 

نُعْمى [مفرد]:
1 - نَعماءُ، خفض ودعَة ويُسر ومال "مرّت عليه أيّام بؤسى وأيام نُعْمَى" ° سأفعله نُعْمى عينٍ: إنعامًا لعينك وإكرامًا لك.
2 - نَعماء؛ يد بيضاء صالحة. 

نُعومة [مفرد]:
1 - مصدر نعُمَ ° منذ نعومة أظفاره: منذ طفولته وصغره.
2 - (كم) حالة تجزئة مادّة صلبة إلى مسحوقٍ دقيق. 

نعيم [مفرد]:
1 - مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - حسن الحال وراحة البال، ما يُتلذّذ به في الدُّنيا من الصَّحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب " {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} - {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} " ° جنَّات النَّعيم: الفردوس السَّماوي- دار النَّعيم: الفِرْدوس، مقرّ الأبرار- فِرْدَوس النَّعيم: اسم الجنَّة التي أسكنها الله آدم حتى عصى- فلانٌ نعيم البال: هادئ، مرتاح.
• نعيمُ الله: رحمتُه، عكسه العذاب الأليم. 
(ن ع م)

النَّعِيمُ والنُّعْمَى والنِّعْمَةُ كُله: الْخَفْض والدعة وَالْمَال. وَقَوله عز وَجل (وَمَنْ يُبدِّلْ نِعْمَةَ الله مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُ) يَعْنِي فِي هَذَا الْموضع حجج الله الدَّالَّة على أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوله تَعَالَى (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيم) أَي تُسألون يَوْم الْقِيَامَة عَن كل مَا استمتعتم بِهِ فِي الدُّنْيَا.

وَجمع النِّعْمَةِ نِعَمٌ وأنْعُمٌ كشدة وَأَشد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ النَّابِغَة:

فَلَنْ أذْكُرَ النُّعْمانَ إلاَّ بِصَالحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُما

والتَّنَعُّم: التَّرفُّه وَالِاسْم النَّعْمَةُ. ونَعِمَ الرجل يَنْعَمُ ويَنْعِم. وَقَالَ ابْن جني: نَعِمَ فِي الأَصْل ماضي يَنْعَمُ ويَنْعُمُ فِي الأَصْل مضارع نَعُمَ. ثمَّ تداخلت اللغتان. فاستضاف من يَقُول نَعِمَ لُغَة من يَقُول يَنْعُم فَحدثت هُنَاكَ لُغَة ثَالِثَة. فَإِن قلت: فَكَانَ يجب على هَذَا أَن يستضيف من يَقُول نَعُمَ مضارع من يَقُول نَعِمَ فيتركب من هَذَا لُغَة ثَالِثَة وَهِي نَعُمَ يَنْعَمُ. قيل: منع من هَذَا أَن فَعُل لَا يخْتَلف مضارعه أبدا وَلَيْسَ كَذَلِك نَعِمَ، قد يَأْتِي فِيهِ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتمل خلاف مضارعه، وفَعُل لَا يحْتَمل مضارعه الْخلاف. فَإِن قلت: فَمَا بالهم كسروا عين يَنْعِمُ وَلَيْسَ فِي ماضيه إِلَّا نَعِمَ ونَعُم. وكل وَاحِد من فَعِلَ وفَعُل لَيْسَ لَهُ حَظّ من بَاب يَفْعَلُ، قيل: هَذَا طَرِيقه غير طَرِيق مَا قبله، فإمَّا أَن يكون ينعِمُ بِكَسْر الْعين جَاءَ على ماضٍ وَزنه فَعَلَ غير أَنهم لم ينطقوا بِهِ اسْتغْنَاء عَنهُ بِنَعِمَ ونَعُمَ كَمَا استغنوا بترك عَنْ وذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنوا بملامح عَن تكسير لمحة أَو يكون فَعِل فِي هَذَا دَاخِلا على فَعُل. أَعنِي أَن تكسر عين مضارع نَعِم كَمَا ضُمَّت عين مضارع فَعُلَ.

وَكَذَلِكَ تَنَعَّمَ وتَناعَمَ وناعَمَ ونَعَّمَه ونَاعمَه.

ونَعَّمَ أَوْلَاده: ترفهم.

والنَّاعِمَةُ والمُناعِمَةُ والمُنَعَّمَُ: الْحَسَنَة الْعَيْش والغذاء.

وَقَوله:

مَا أنْعَمَ العَيْشَ لَو أنَّ الفَتى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثُ عنْهُ وهْو مَلمُومُ

إِنَّمَا هُوَ على النّسَب لأَنا لم نسمعهم قَالُوا نَعِمَ الْعَيْش، وَنَظِيره مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم هُوَ أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين فِي انه اسْتعْمل مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّب وَإِن لم يَك مِنْهُ فِعْل، فتفَّهم.

وَنبت ناعمٌ ومُناعِمٌ ومُتَناعِمٌ: سَوَاء، قَالَ الْأَعْشَى: وتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثَّنايا كَأنَّها ... ذُرَا أُقْحُوان نَبْتُهُ مُتَناعِمُ

والتَّنْعِيَمةُ: شَجَرَة عَظِيمَة ناعمة الْوَرق وَرقهَا كورق السلق وَلَا تنْبت إِلَّا على مَاء. وَلَا ثَمَر لَهَا. وَهِي خضراء غَلِيظَة السَّاق.

وثوب ناعِمٌ: لين. وَمِنْه قَول بعض الوصاف " وَعَلَيْهِم الثِّيَاب النَّاعِمَةُ " وَقَالَ:

ونَحْمِي بهَا حَوْماً رُكاما ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَرِيرُ

وَكَلَام مُنَعَّمٌ، كَذَلِك.

والنِّعْمةُ: الْيَد الْبَيْضَاء الصَّالِحَة.

ونِعْمَةُ الله: مَا أعطَاهُ العَبْد مِمَّا لَا يُمكن غَيره أَن يُعْطِيهِ إِيَّاه كالسمع وَالْبَصَر. وَالْجمع مِنْهُمَا نِعَمٌ وأنْعُمٌ. قَالَ ابْن جني: جَاءَ ذَلِك على حذف التَّاء فَصَارَ كَقَوْلِهِم ذِئْب وأذؤب وَقطع وأقطع، وَمثله كثير، ونِعْماتٌ ونِعِماتٌ، الإتباع لأهل الْحجاز. وَحَكَاهُ اللحياني. قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم " تجْرِي فِي الْبَحْر بِنِعِمَاتِ الله " وَقَوله تَعَالَى (وأسْبَغَ عَلَيكُمْ نِعَمَةُ ظاهِرَةً وباطِنَةً) وَقَرَأَ بَعضهم (وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً) فَمن قَرَأَ نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيع مَا أنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِم، وَمن قَرَأَ نْعَمَةً أَرَادَ مَا أعْطوا من توحيده. هَذَا قَول الزّجاج.

وأنْعَمَها الله عَلَيْهِ وأنْعَمَ بهَا. وَقَوله تَعَالَى: (وإذْ تَقُولُ للَّذي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وأنْعَمْتَ عَلَيْه أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَك) قَالَ الزّجاج معنى إنْعام الله تَعَالَى عَلَيْهِ هدايته إِلَى الْإِسْلَام، وَمعنى إنعامِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْتَاقه إِيَّاه من الرّقّ، وَقَوله عز وَجل: (وأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدّثْ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: اذكر الْإِسْلَام وَاذْكُر مَا أبلاك بِهِ رَبك، وَقَوله تَعَالَى (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثمَّ يُنْكِرُونها) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ يعْرفُونَ أَن أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق ثمَّ يُنكرُونَ ذَلِك.

والنِّعْمَةُ: المسرة.

ونَعِمَ الله بك عينا ونَعِمَكَ عينا. وأنْعم بك عينا: أقَرَّ بك عين من تحبه، أنْشد ثَعْلَب:

أنْعَمَ اللهُ بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا الرَّسول هَاهُنَا: الرسَالَة، وَلَا يكون الرَّسُول لِأَنَّهُ قد قَالَ: وَالْحَامِل الرسَالَة. وحامل الرسَالَة هُوَ الرَّسُول فَإِن لم تقل هَذَا دخل فِي الْقِسْمَة تدَاخل، وَهُوَ عيب.

ونزلوا منزلا يَنْعِمُهُمْ ويَنْعَمُهُمْ بِمَعْنى وَاحِد عَن ثَعْلَب: أَي يقرُّ أَعينهم ويحمدونه وَزَاد اللحياني: ويَنْعُمُهُم عينا.

وَتقول: نَعْمَ ونُعْمَ عين ونُعْمَةَ عين ونَعْمَةَ عين ونِعْمَةَ عين ونُعْمَى عين ومعام عين ونعام عين ونعيم عين ونعامى عين. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: نصبوا كل ذَلِك على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره.

ونَعِمَ الْعود: اخضر ونضر، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

واعْوَجَّ عُودُك مِنْ لَحْوٍ ومنْ قِدمٍ ... لَا يَنْعِمُ الغُصْنُ حَتى يَنْعِمَ الوَرَقُ

وَقَول الفرزدق:

وكُومٍ تَنْعِمُ الأضيافُ عَيْنا ... وتُصْبِحُ فِي مَبارِكِها ثِقالاَ

يرْوى الأضيافُ والأضيافَ. فَمن قَالَ الأضيافُ بِالرَّفْع أَرَادَ تَنْعِمُ الأضيافُ عينا بِهن لأَنهم يشربون من أَلْبَانهَا، وَمن قَالَ تَنْعِمْ الأضْيافَ فَمَعْنَاه تَنَعمُ هَذِه الكوم بالأضياف عينا فَحذف وأوصل فنصب الأضيافَ. أَي أَن هَذِه الكوم تسر بالأضياف كسرور الأضيافِ بهَا، لِأَنَّهَا قد جرت مِنْهُم على عَادَة مألوفة مَعْرُوفَة. فَهِيَ تأنس بِالْعَادَةِ. وَقيل: إِنَّمَا تأنس بهم لِكَثْرَة الألبان فَهِيَ لذَلِك لَا تخَاف أَن تعقر وَلَا تنحر. وَلَو كَانَت قَليلَة الألبان لما نَعِمَتْ بهم عينا لِأَنَّهَا كَانَت تخَاف الْعقر والنحر.

وَحكى اللحياني يَا نُعْمَ عَيْني: أَي يَا قُرَّة عَيْني، وَأنْشد عَن الْكسَائي:

صَبَّحك اللهُ بخَيرٍ باكِرِ ... بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبابٍ فاخِرِ

والنَّعامَةُ مَعْرُوفَة، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع نَعاماتٌ ونعائم ونعامٌ. وَقد تقع النَّعامُ على الْوَاحِد. قَالَ أَبُو كثوة:

وَلَّى نَعَامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأةً ... لمَّا رَأى أسَداً فِي الغابِ قدْ وَثبا والنعام أَيْضا بِغَيْر هَاء: الذّكر مِنْهَا.

والنَّعامَةُ: الْخَشَبَة المعترضة تعلق مِنْهَا البكرة.

والنَّعامَتانِ: المنارتان عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة المعترضة. وَقَالَ اللحياني: النَّعَامتان: الخشبتان اللَّتَان على زرنوقي الْبِئْر. الْوَاحِدَة نَعامَةٌ. وَقيل النعامةُ خَشَبَة تجْعَل على فَم الْبِئْر. يقوم عَلَيْهَا الساقي.

والنَّعامَةُ: صَخْرَة نَاشِزَة فِي الْبِئْر.

والنَّعامةُ: كل بِنَاء كالظلة أَو علم يهتدى بِهِ، وَقيل: كل بِنَاء على الْجَبَل كالظلة وَالْعلم. وَالْجمع نَعامٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

بِهِنَّ نَعامٌ بَناها الرّجا ... لُ تَحْسِبُ آرَامَهُن الصُّرُوحا

والنَّعامة: الْجلْدَة الَّتِي تغطي الدِّمَاغ.

والنَّعامَةُ من الْفرس: دماغه.

والنَّعامَةُ: بَاطِن الْقدَم.

والنَّعامَةُ: الطَّرِيق.

والنَّعامَةُ: جمَاعَة الْقَوْم.

وشالَتْ نَعامَتُهُم: ولَّوا، وَقيل: تحولوا عَن دَارهم. وَقيل خَيرهمْ وَوَلَّتْ أُمُورهم، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:

أزْرَى بِنَا أنَّنا شالَتْ نَعامَتُنا ... فَخالَنِي دُونَه بل خِلْتُه دُوني

والنعامَةُ: الظُّلمة.

والنَّعامَةُ: الْجَهْل، يُقَال سَكَنَتْ نَعامَتُه، قَالَ المرار الفقعسي:

ولَوْ أَنِّي حَدَوْتَ بِهِ ارْفأنَّتْ ... نَعامَتُه وأبْغَضَ مَا أقُول

وأراكة نَعامَةٌ: طَوِيلَة.

وَابْن النَّعامَةِ: الطَّرِيق. وَقيل عرق فِي الرِّجْلِ، وَقيل: صدر الْقدَم قَالَ عنترة: فَيَكُونُ مَركَبُكَ القعودَ ورَحْلَهُ ... وابنُ النَّعامَةِ عِنْد ذَلِك مَركَبِي

فسر بِكُل ذَلِك. وَقيل: ابْن النعامة: فرسه. وَقيل: رِجْلَاهُ.

والنَّعَمُ: الْإِبِل وَالشَّاء، يذكرو يؤنث، والنَّعْمُ لُغَة فِيهِ، وَأنْشد:

وأشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلولُ

وَالْجمع أنْعامٌ. وأناعِيمُ جمع الْجمع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّعَمُ: الْإِبِل خَاصَّة. والأنعام الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم، وَقَوله تَعَالَى (فَجَزَاءٌ مِثلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) قَالَ: ينظر إِلَى الَّذِي قتل مَا هُوَ. فتؤخذ قِيمَته دَرَاهِم فَيتَصَدَّق بهَا وَقَوله جلّ وَعز (والَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمتَّعُونَ ويَأكُلُونَ كَمَا تَأكُلُ الأنْعامُ) ، قَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ لَا يذكرُونَ الله على طعامهم وَلَا يسمون كَمَا أَن الْأَنْعَام لَا تفعل ذَلِك.

والنُّعامَى: ريح الْجنُوب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَرَتْهُ النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى منَ الشأمِ رِيحَا

وَقَالَ اللحياني عَن أبي صَفْوَان: هِيَ ريح تَجِيء بَين الْجنُوب وَالصبَا.

والنَعَامُ والنَّعائمُ: من منَازِل الْقَمَر ثَمَانِيَة كواكب. أَرْبَعَة فِي المجرة تسمى الْوَارِدَة وَأَرْبَعَة خَارِجَة تسمى الصادرة.

وأنْعَمَ أَن يُحسن أَو يُسيء زَاد.

وأنعم فِيهِ: بَالغ قَالَ:

سَمِينُ الضواحي لم تُؤَرّقْهُ لَيْلَةً ... وأنْعَمَ أبكارُ الهُمُومِ وعُونُها

وَقَوله:

فَوَرَدَتْ والشَّمْسُ لمَّا تُنْعِمِ من ذَلِك أَيْضا أَي لم تبالغ فِي الطُّلُوع.

ونِعْمَ ضد بِئْسَ، وَلَا تعْمل من الْأَسْمَاء إِلَّا مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام أَو مَا أضيف إِلَى مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام وَهُوَ مَعَ ذَلِك دَال على معنى الْجِنْس قَالَ أَبُو إِسْحَاق: إِذا قلت زيد أَو نِعْمَ رجلا زيد فقد قلت: اسْتحق زيد الْمَدْح الَّذِي فِي سَائِر جنسه فَلم يجز إِذا كَانَت تستوفي مدح الْأَجْنَاس أَن تعْمل فِي غير لفظ جنس، وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يَقُول نَعْمَ الرجل فِي نِعْمَ، كَانَ أَصله نَعِمَ ثمَّ يُخَفف بِإِسْكَان الكسرة على لُغَة بكر بن وَائِل. وَلَا تدخل عِنْد سِيبَوَيْهٍ إِلَّا على مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام مظْهرا أَو مضمرا، كَقَوْلِك نِعْمَ الرجل زيد، فَهَذَا هُوَ الْمظهر ونِعْمَ رجلا زيد فَهَذَا هُوَ الْمُضمر. وَقَالَ ثَعْلَب حِكَايَة عَن الْعَرَب: نِعْمَ بزيد رجلا ونِعْمَ زيد رجلا. وَحكى أَيْضا مَرَرْت بِقوم نِعْمَ قوما ونِعْمَ بهم قوما ونِعموا قوما، وَلَا يتَّصل بهَا الضَّمِير عِنْد سِيبَوَيْهٍ أَعنِي انك لَا تَقول: الزيدان نِعْما رجلَيْنِ وَلَا الزيدون نِعْمُوا رجَالًا.

وَقَالُوا: إِن فعلت ذَلِك فبها ونِعْمَتْ بتاء سَاكِنة فِي الْوَقْف والوصل لِأَنَّهَا تَاء تَأْنِيث - كَأَنَّهُمْ أَرَادوا ونِعْمَتِ الفعلة أَو الْخصْلَة. وَفِي الحَدِيث " من تَوَضَّأ يَوْم الْجُمُعَة فبها ونِعْمَتْ، وَمن اغْتسل فالغُسْلُ أفضل " كَأَنَّهُ قَالَ: فبالسنة أَخذ. وَقَالُوا: نَعِمَ الْقَوْم كَقَوْلِك نِعْمَ الْقَوْم. قَالَ طرفَة:

مَا أقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ ... نَعِمَ الساعون فِي الْأَمر المُبِرّ

هَكَذَا انشدوه نَعِمَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين جَاءُوا بِهِ على الأَصْل وَإِن لم يكثر اسْتِعْمَاله عَلَيْهِ، وَقد روى نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع.

ودققته دقا نِعِماَّ: أَي نِعْمَ الدق، وَيُقَال انه لرجل نِعِمَّا وانه لَنَعِيمٌ.

وتَنَعَّمَهُ بِالْمَكَانِ: طلبه.

وتَنَعَّمَ الرجل: مَشى حافيا. قيل: هُوَ مُشْتَقّ من النَّعامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيق، وَلَيْسَ بِقَوي.

وَقَالَ اللحياني: تَنَعَّمَ الرجل قَدَمَيْهِ: أَي ابتذلهما.

وأنْعَمَ الْقَوْم ونَعَّمَهُمْ: أَتَاهُم مُتَنَعِّماً على قدمه حافيا قَالَ:

تَنَعَّمَها مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وليلةٍ ... فأصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهْوَ بَطينُ والنُّعْمانُ: الدَّم.

وشقائق النُّعْمانِ: نَبَات أَحْمَر يشبه بِالدَّمِ.

والأُنَيْعِمُ والأَنْعَمانِ وناعِمَةُ ونَعْمانُ كلهَا مَوَاضِع وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأرَاك بِمَكَّة وَهُوَ نعْمانُ الْأَكْبَر، وَهُوَ وَادي عَرَفَة. ونَعْمانُ الْغَرْقَد بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ نَعْمانُ الْأَصْغَر.

والأنْعَمان مَوضِع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

صَحا قَلْبُه بَلْ لَجَّ وهْوَ لجُوجُ ... وزالَتْ لَهُ بالأنْعَمَينِ حُدُوج

والتَّنْعيم: مَكَان بن مَكَّة وَالْمَدينَة.

ومسافر بن نِعْمَة بن كريز من شعرائهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وناعِمٌ ونُعَيمٌ ومُنَعَّمٌ وأنْعُمُ ونُعْمِىٌّ ونُعْمانُ ونُعَيْمَانٌ وتَنَعْمُ كُلهنَّ أَسمَاء.

والتَّناعِمُ: بطن من الْعَرَب ينسبون إِلَى تَنْعُمِ بن عتِيك.

وَبَنُو نَعامٍ بطن.

والنَّعامَةُ فرس مَشْهُورَة فارسها الْحَارِث بن عباد وفيهَا يَقُول:

قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عَن حِيالِ

أَي بعد حِيَال.

وَأَبُو نَعامَة قطري.

وناعِمَةُ: اسْم امْرَأَة طبخت عشبا، يُقَال لَهُ الْعقار رَجَاء أَن يذهب الطَّبْخ بغائلته فأكلته فَقَتلهَا فيسمى الْعقار لذَلِك عقار ناعمة رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

ويَنْعَمُ: حَيّ من الْيمن.

ونَعَمْ ونعِمْ كَقَوْلِك بلَى إِلَّا أَن نعم فِي جَوَاب الْوَاجِب وَهِي مَوْقُوفَة الآخر لِأَنَّهَا حرف جَاءَ لِمَعْنى وَقَول الطَّائِي:

تَقُولُإنْ قُلْتُم: لَا: لَا، مُسلِّمةًلأمْرِكُمْ، و: نَعَمْ إِن قُلْتمُ: نَعَمَا

قَالَ ابْن جني لَا عيب فِيهِ كَمَا يظنّ قوم، لِأَنَّهُ لم يقر نَعَمْ على مَكَانهَا من الحرفية، لكنه نقلهَا فَجَعلهَا اسْما فنصبها على حد قَوْلك قلت خيرا أَو قلت ضيرا. وَقد يجوز أَن يكون قُلْتُمْ نَعَما على مَوْضِعه من الحرفية فَيفتح للإطلاق كَمَا حرك بَعضهم لالتقاء الساكنين بِالْفَتْح فَقَالَ قُم اللَّيْل وبع الثَّوْب. واشتق ابْن جني نَعَمْ من النِّعْمَةِ وَذَلِكَ أَن " نَعَمْ " أشرف الجوابين وأسرُّهما للنَّفس وأجلبهما للحمد، و" لَا " بضدها، أَلا ترى إِلَى قَوْله:

وَإِذا قُلْتَ نَعَمْ فاصْبِرْ لَها ... بِنَجاح الوَعْدِ إنَّ الخُلفَ ذَمّ

وَقَول الآخر أنْشدهُ الْفَارِسِي:

أبي جُودُه لَا البُخْل واسْتَعْجَلَتْ بهِ ... نَعَمْ منْ فَتى لَا يَمْنَعُ الجُوسَ قاتِله

يرْوى بِنصب الْبُخْل وجره، فَمن نَصبه فعلى ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون بَدَلا من " لَا " لِأَن " لَا " موضوعها للبخل، فَكَأَنَّهُ قَالَ أَبى جوده الْبُخْل وَالْآخر أَن تكون " لَا " زَائِدَة وَالْوَجْه الأول أَعنِي الْبَدَل أحسن لِأَنَّهُ قد ذكر بعْدهَا " نعم " و" نعم " لَا تزاد فَكَذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون " لَا " هَاهُنَا غير زَائِدَة. وَالْوَجْه الآخر على الزِّيَادَة صَحِيح أَيْضا. أَلا ترى انه لَو قَالَ لَك إِنْسَان: لَا تُطعم وَلَا تأت المكارم وَلَا تقر الضَّيْف. فَقلت أَنْت: لَا، لكَانَتْ هَذِه اللَّفْظَة هُنَا للجود لَا للبخل، فَلَمَّا كَانَت " لَا " قد تصلح للأمرين جَمِيعًا أضيفت إِلَى الْبُخْل لما فِي ذَلِك من التَّخْصِيص الْفَاصِل بَين الضدين.

ونَعَّمَ الرجل قَالَ لَهُ: نَعَمْ فَنَعِمَ بذلك بَالا كَمَا قَالُوا بجلته أَي قلت لَهُ بجل أَي حَسبك. حَكَاهُ ابْن جني.

نعم: النَّعِيمُ والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة، كله: الخَفْض

والدَّعةُ والمالُ، وهو ضد البَأْساء والبُؤْسى. وقوله عز وجل: ومَنْ

يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءته؛ يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله

الدالَّةَ على أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: ثم

لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم؛ أي تُسْأَلون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في

الدنيا، وجمعُ النِّعْمةِ نِعَمٌ وأََنْعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ؛ حكاه

سيبويه؛ وقال النابغة:

فلن أَذْكُرَ النُّعْمان إلا بصالحٍ،

فإنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما

والنُّعْم، بالضم: خلافُ البُؤْس. يقال: يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بؤُْْسٌ،

والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِما لَيِّناً،

وكذلك نَعِمَ يَنْعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما:

نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ، ولغة رابعة: نَعِمَ يَنْعِم،

بالكسر فيهما، وهو شاذ. والتنَعُّم: الترفُّه، والاسم النِّعْمة. ونَعِمَ

الرجل يَنْعَم نَعْمةً، فهو نَعِمٌ بيّن المَنْعَم، ويجوز تَنَعَّم، فهو

ناعِمٌ، ونَعِمَ يَنْعُم؛ قال ابن جني: نَعِمَ في الأصل ماضي يَنْعَمُ،

ويَنْعُم في الأصل مضارعُ نَعُم، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نَعِمَ

لغة من يقول يَنْعُم، فحدث هنالك لغةٌ ثالثة، فإن قلت: فكان يجب، على هذا،

أَن يستضيف من يقول نَعُم مضارعَ من يقول نَعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة

وهي نَعُم يَنْعَم، قيل: منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً،

وليس كذلك نَعِمَ، فإن نَعِمَ قد يأَْتي فيه يَنْعِمُ ويَنعَم، فاحتمل

خِلاف مضارعِه، وفَعُل لا يحتمل مضارعُه الخلافَ، فإن قلت: فما بالهُم

كسروا عينَ يَنْعِم وليس في ماضيه إلا نَعِمَ ونَعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل

وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل؟ قيل: هذا طريقُه غير طريق ما قبله،

فإما أن يكون يَنْعِم، بكسر العين، جاء على ماضٍ وزنه فعَل غير أَنهم لم

يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَعِم ونَعُم، كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن

وَذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ، أَو يكون

فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل، أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما

ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل، وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه.

ونَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. والنَّعْمةُ، بالفتح: التَّنْعِيمُ.

يقال: نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم. وفي الحديث: كيف أَنْعَمُ وصاحبُ

القَرْنِ قد الْتَقَمه؟ أي كيف أَتَنَعَّم، من النَّعْمة، بالفتح، وهي

المسرّة والفرح والترفُّه. وفي حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما

أَنْعَمَنا بك؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا، وإنما يقال

ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ

أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك.

والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ: الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ

المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال

وقوله:

ما أَنْعَمَ العَيْشَ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ،

تنْبُو الحوادِثُ عنه، وهو مَلْمومُ

إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ، ونظيره ما حكاه

سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل

منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ.

ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ. ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء؛

قال الأَعشى:

وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنه

ذرى أُقْحُوانٍ، نَبْتُه مُتناعِمُ

والتَّنْعيمةُ: شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، ولا تنبت

إلى على ماء، ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ. وثوبٌ ناعِمٌ:

ليِّنٌ؛ ومنه قول بعض الوُصَّاف: وعليهم الثيابُ الناعمةُ؛ وقال:

ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً،

عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ

وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك.

والنِّعْمةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما

أُنْعِم به عليك. ونِعْمةُ الله، بكسر النون: مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ

مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر، والجمعُ منهما

نِعَمٌ وأَنْعُمٌ؛ قال ابن جني: جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ

وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع، ومثله كثير، ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ، الإتباعُ

لأَهل الحجاز، وحكاه اللحياني قال: وقرأَ بعضهم: أَن الفُلْكَ تجرِي في

البَحْرِ بنِعَمات الله، بفتح العين وكسرِها، قال: ويجوز بِنِعْمات الله،

بإسكان العين، فأَما الكسرُ

(* قوله «فأما الكسر إلخ» عبارة التهذيب: فأما

الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات، ومن أسكن فهو أجود الأوجه على من جمع

الكسرة كسات ومن قرأ إلخ) فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، ومَنْ قرأَ

بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات، وهو أَكثر في الكلام من نِعِمات الله،

بالكسر. وقوله عز وجل: وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً

(* قوله وقوله

عز وجل وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة إلى قوله وقرأ بعضهم» هكذا في

الأصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما). قال الجوهري: والنُّعْمى كالنِّعْمة،

فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء، والنَّعيمُ مثلُه. وفلانٌ واسعُ

النِّعْمةِ أي واسعُ المالِ. وقرأَ بعضهم: وأَسْبَغَ عليكم نِعْمَةً، فمن

قرأَ نِعَمَه أَراد جميعَ ما أَنعم به عليهم؛ قال الفراء: قرأَها ابن

عباس

(* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل) نِعَمَه، وهو وَجْهٌ جيِّد

لأَنه قد قال شاكراً لأَنعُمِه، فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن

نِعَمَه جائز، ومَنْ قرأَ نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من توحيده؛ هذا قول الزجاج،

وأَنْعَمها اللهُ عليه وأَنْعَم بها عليه؛ قال ابن عباس: النِّعمةُ

الظاهرةُ الإسلامُ، والباطنةُ سَتْرُ الذنوب. وقوله تعالى: وإذْ تقولُ للذي

أَنْعَم اللهُ عليه وأَنْعَمْت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك؛ قال الزجاج:

معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام، ومعنى إنْعام النبي، صلى

الله عليه وسلم، عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ. وقوله تعالى: وأَمّا

بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ؛ فسره ثعلب فقال: اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ

به ربُّك. وقوله تعالى: ما أَنتَ بِنِعْمةِ ربِّك بمَجْنونٍ؛ يقول: ما

أَنت بإنْعامِ الله عليك وحَمْدِكَ إياه على نِعْمتِه بمجنون. وقوله

تعالى: يَعْرِفون نِعمةَ الله ثم يُنْكِرونها؛ قال الزجاج: معناه يعرفون أَن

أمرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ ثم يُنْكِرون ذلك. والنِّعمةُ،

بالكسر: اسمٌ من أَنْعَم اللهُ عليه يُنْعِمُ إنعاماً ونِعْمةً، أُقيم الاسمُ

مُقامَ الإنْعام، كقولك: أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً بمعنى

واحد. وأَنْعَم: أَفْضل وزاد. وفي الحديث: إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ

عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء، وإنَّ

أبا بكر وعُمَر منهم وأَنْعَما أي زادا وفَضَلا، رضي الله عنهما. ويقال: قد

أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ، وقيل: معناه صارا

إلى النعيم ودخَلا فيه كما يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ، ومعنى

قولهم: أَنْعَمْتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ إليه نِعْمةً. وتقول: أَنْعَم

اللهُ عليك، من النِّعْمة. وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك، من النُّعُومةِ.

وقولهُم: عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ، كأَنه محذوف من نَعِم يَنْعِم، بالكسر، كما

تقول: كُلْ من أَكلَ يأْكلُ، فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً. ونَعِمَ

اللهُ بك عَيْناً، ونَعَم، ونَعِمَك اللهُ عَيْناً، وأَنْعَم اللهُ بك

عَيْناً: أَقرَّ بك عينَ من تحبّه، وفي الصحاح: أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن

تحبُّه؛ أَنشد ثعلب:

أَنْعَم اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ

سِلِ، والحاملِ الرسالَة عَيْنا

الرسولُ هنا: الرسالةُ، ولا يكون الرسولَ لأَنه قد قال والحامل الرسالة،

وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ، فإن لم يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ،

وهو عيب. قال الجوهري: ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مثل نَزِهَ

نُزْهةً. وفي حديث مطرّف: لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن الله لا

يَنْعَم بأَحدٍ عَيْناً، ولكن قال أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً؛ قال الزمخشري:

الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم، وعَيْناً نصبٌ على

التمييز من الكاف، والباء للتعدية، والمعنى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أي نَعَّم

عينَك وأَقَرَّها، وقد يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَعِمَك

اللهُ عَيْناً، وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن

الهمزة كافية في التعدية، تقول: نَعِمَ زيدٌ عيناً وأَنْعَمه اللهُ عيناً،

ويجوز أَن يكون من أَنْعَمَ إذا دخل في النَّعيم فيُعدَّى بالباء، قال:

ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا الكلام عن

الفاعل فاستعظمه، تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً، كما يقولون

نَعِمْتُ بهذا الأمرِ عَيْناً، والباء للتعدية، فحَسِبَ أن الأَمر في

نَعِمَ اللهُ بك عيناً كذلك، ونزلوا منزلاً يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بمعنى

واحد؛ عن ثعلب، أي يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه، وزاد اللحياني:

ويَنْعُمُهم عيناً، وزاد الأَزهري: ويُنْعمُهم، وقال أَربع لغات. ونُعْمةُ العين:

قُرَّتُها، والعرب تقول: نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعْمةَ عينٍ ونَعْمةَ

عينٍ ونِعْمةَ عينٍ ونُعْمى عينٍ ونَعامَ عينٍ ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ

ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك وما

أَشبهه؛ قال سيبويه: نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهارهُ.

وفي الحديث: إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه، فإن وافقَ قولٌ

عَملاً فنَعْمَ ونُعْمةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً

يتكلّم في العلم بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه، فلا تَعْجَلْ

حتى تختبر فعلَه، فإن رأَيته حسنَ العمل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ،

وقل له نَعْمَ ونُعْمة عين أَي قُرَّةَ عينٍ، يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك

واتّباع أمرك. ونَعِمَ العُودُ: اخضرَّ ونَضَرَ؛ أنشد سيبويه:

واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومن قِدَمٍ،

لا يَنْعَمُ العُودُ حتى يَنْعَم الورَقُ

(* قوله «من لحو» في المحكم: من لحق، واللحق الضمر).

وقال الفرزدق:

وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً،

وتُصْبِحُ في مَبارِكِها ثِقالا

يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ، فمن قال الأَضيافُ، بالرفع، أراد تَنْعَم

الأَضيافُ عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها، ومن قال تَنْعَم

الأَضيافَ، فمعناه تَنْعَم هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً، فحذفَ وأَوصل فنَصب

الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها،

لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة، وقيل:

إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان، فهي لذلك لا تخاف أن تُعْقَر ولا تُنْحَر،

ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عيناً لأنها كانت تخاف العَقْرَ

والنحر. وحكى اللحياني: يا نُعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن

الكسائي:

صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ،

بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ

قال: ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكر منه نَعْمٌ، ويجمع

أَنْعُماً.

والنَّعامةُ: معروفةٌ، هذا الطائرُ، تكون للذكر والأُنثى، والجمع

نَعاماتٌ ونَعائمُ ونَعامٌ، وقد يقع النَّعامُ على الواحد؛ قال أبو

كَثْوة:ولَّى نَعامُ بني صَفْوانَ زَوْزَأَةً،

لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا

والنَّعامُ أَيضاً، بغير هاء، الذكرُ منها الظليمُ، والنعامةُ الأُنثى.

قال الأَزهري: وجائز أَن يقال للذكر نَعامة بالهاء، وقيل النَّعام اسمُ

جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ، والعرب تقول: أَصَمُّ مِن

نَعامةٍ، وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت، ويقولون: أَشمُّ مِن هَيْق

لأَنه يَشُمّ الريح؛ قال الراجز:

أَشمُّ من هَيْقٍ وأَهْدَى من جَمَلْ

ويقولون: أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ؛ ومُوقها: تركُها

بيضَها وحَضْنُها بيضَ غيرها، ويقولون: أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من

نَعامةٍ. ويقال: ركب فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره. ويقال

للمُنْهزِمين: أَضْحَوْا نَعاماً؛ ومنه قول بشر:

فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار

فكانوا، غَداةَ لَقُونا، نَعامَا

وتقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعين: خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ

نَعامَتُهم، وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي استَمر بهم السيرُ. ويقال للعَذارَى:

كأنهن بَيْضُ نَعامٍ. ويقال للفَرَس: له ساقا نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه،

وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها. ومن أَمثالهم: مَن يَجْمع بين

الأَرْوَى والنَّعام؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن النعام

السُّهولةُ، فهما لا يجتمعان أَبداً. ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك:

ما أَنت إلا نَعامةٌ؛ يَعْنون قوله:

ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً،

تُعاظِمُه إذا ما قيل: طِيري

وإنْ قيل: احْمِلي، قالت: فإنِّي

من الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور

ويقولون للذي يَرْجِع خائباً: جاء كالنَّعامة، لأَن الأَعراب يقولون إن

النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين؛

وفي ذلك يقول بعضهم:

أو كالنَّعامةِ، إذ غَدَتْ من بَيْتِها

لتُصاغَ أُذْناها بغير أَذِينِ

فاجْتُثَّتِ الأُذُنان منها، فانْتَهَتْ

هَيْماءَ لَيْسَتْ من ذوات قُرونِ

ومن أَمثالهم: أنْتَ كصاحبة النَّعامة، وكان من قصتها أَنها وجَدتْ

نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة، ثم

دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ: من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ

وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ، فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ

غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ، وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها أَحْرَزَتْ ولا

نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ؛ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق بغير

الثِّقةِ. والنَّعامة: الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما

القامة، وهي البَكَرة، فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِعَمٌ؛ وقال أَبو

الوليد الكِلابي: إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان، قال: والمعترضة

عليهما هي العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بها، قال الأزهري: وتكون

النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في

الأرض، أحدهما من هذا الجانب، والآخر من ذاك الجنب، يُصْقَعان بحَبْل

يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض أو حجرين ضخمين،

وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين، والنَّعامتانِ: المَنارتانِ

اللتان عليهما الخشبة المعترِضة؛ وقال اللحياني: النَّعامتان الخشبتان اللتان

على زُرْنوقَي البئر، الواحدة نَعامة، وقيل: النَّعامة خشبة تجعل على فم

البئر تَقوم عليها السَّواقي. والنَّعامة: صخرة ناشزة في البئر.

والنَّعامة: كلُّ بناء كالظُّلَّة، أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز،

وقيل: كل بناء على الجبل كالظُّلَّة والعَلَم، والجمع نَعامٌ؛ قال أَبو ذؤيب

يصف طرق المفازة:

بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجا

لُ، تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا

(* قوله «بناها» هكذا بتأنيث الضمير في الأصل ومثله في المحكم هنا،

والذي في مادة نفض تذكيره، ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك).

وروى الجوهري عجزه:

تُلْقِي النَّقائِضُ فيه السَّريحا

قال: والنَّفائضُ من الإبل؛ وقال آخر:

لا شيءَ في رَيْدِها إلا نَعامَتُها،

منها هَزِيمٌ ومنها قائمٌ باقِي

والمشهور من شعره:

لا ظِلَّ في رَيْدِها

وشرحه ابن بري فقال: النَّعامة ما نُصب من خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة،

والهَزيم: المتكسر؛ وبعد هذا البيت:

بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي، وما كَسِلوا

حتى نَمَيْتُ إليها قَبْلَ إشْراق

والنَّعامة: الجِلْدة التي تغطي الدماغ، والنَّعامة من الفرس: دماغُه.

والنَّعامة: باطن القدم. والنَّعامة: الطريق. والنَّعامة: جماعة القوم.

وشالَتْ نَعامَتُهم: تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم

وولَّوْا، وقيل: تَحَوَّلوا عن دارهم، وقيل: قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ

أُمورُهم؛ قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ:

أَزْرَى بنا أَننا شالَتْ نَعامتُنا،

فخالني دونه بل خِلْتُه دوني

ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا: قد شالت نعامتهم.

وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم: النعامة

الجماعة أَي تفرقوا؛ وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ:

اشْرَبْ هنِيئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم،

وأَسْبِلِ اليَوْمَ في بُرْدَيْكَ إسْبالا

وأَنشد لآخر:

إني قَضَيْتُ قضاءً غيرَ ذي جَنَفٍ،

لَمَّا سَمِعْتُ ولمّا جاءَني الخَبَرُ

أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه،

وعَضَّه حَيَّةٌ من قَومِهَِ ذَكَرُ

والنَّعامة: الظُّلْمة. والنَّعامة: الجهل، يقال: سكَنَتْ نَعامتُه؛ قال

المَرّار الفَقْعَسِيّ:

ولو أَنيّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ

نَعامتُه، وأَبْغَضَ ما أَقولُ

اللحياني: يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل.

وأَراكةٌ نَعامةٌ: طويلة. وابن النعامة: الطريق، وقيل: عِرْقٌ في الرِّجْل؛ قال

الأَزهري: قال الفراء سمعته من العرب، وقيل: ابن النَّعامة عَظْم الساق،

وقيل: صدر القدم، وقيل: ما تحت القدم؛ قال عنترة:

فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه،

وابنُ النَّعامةِ، عند ذلك، مَرْكَبِي

فُسِّر بكل ذلك، وقيل: ابن النَّعامة فَرَسُه، وقيل: رِجْلاه؛ قال

الأزهري: زعموا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله:

وابن النعامة، يوم ذلك، مَرْكَبي

وابن النَعامة: الساقي الذي يكون على البئر. والنعامة: الرجْل.

والنعامة: الساق. والنَّعامة: الفَيْجُ المستعجِل. والنَّعامة: الفَرَح.

والنَّعامة: الإكرام. والنَّعامة: المحَجَّة الواضحة. قال أَبو عبيدة في

قوله:وابن النعامة، عند ذلك، مركبي

قال: هو اسم لشدة الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة، وإنما ذلك كقولهم: به داء

الظَّبْي، وجاؤوا على بَكْرة أَبيهم، وليس ثم داء ولا بَكرة. قال ابن

بري: وهذا البيت، أَعني فيكون مركبكِ، لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسيّ؛

وقبله:

كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ،

إنْ كنتِ شائلَتي غَبُوقاً فاذْهَبي

لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطعَمْتُه،

فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ

إني لأَخْشَى أن تقولَ حَليلَتي:

هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ

إن الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ،

إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي

ويكون مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ،

وابنُ النَّعامة، يوم ذلك، مَرْكَبِي

وقال: هكذا ذكره ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود، وقال: ابنُ النَّعامة

فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسي، والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد،

قال: وتروى الأبيات أَيضا لعنترة، قال: والنَّعامة خَطٌّ في باطن

الرِّجْل، ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابه

(* قوله «في

كتابه» هو الأغاني كما بهامش الأصل)، وإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب

النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه قال: إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا

أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك، ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل

والقَعود وأَسَروني أَنا، فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي

أَنا، وقال: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه، وهذا أَقرب

إلى التفسير من كونه يصف المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس،

اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس منهزماً مولياً هارباً، وليس في ذلك من

الفخر ما يقوله عن نفسه، فأَيُّ حالة أَسوأُ من إسلام حليلته وهرَبه عنها

راكباً أو راجلاً؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هو

ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله.

والنَّعَم: واحد الأَنعْام وهي المال الراعية؛ قال ابن سيده: النَّعَم

الإبل والشاء، يذكر ويؤنث، والنَّعْم لغة فيه؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

وأَشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزاتٌ،

وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلول

والجمع أَنعامٌ، وأَناعيمُ جمع الجمع؛ قال ذو الرمة:

دانى له القيدُ في دَيْمومةٍ قُذُفٍ

قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ

وقال ابن الأَعرابي: النعم الإبل خاصة، والأَنعام الإبل والبقر والغنم.

وقوله تعالى: فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ

منكم؛ قال: ينظر إلى الذي قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها؛ قال

الأَزهري: دخل في النعم ههنا الإبلُ والبقرُ والغنم. وقوله عز وجل:

والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ؛ قال ثعلب: لا يذكرون

الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك، وأما

قول الله عز وجَل: وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في

بطونه؛ فإن الفراء قال: الأَنْعام ههنا بمعنى النَّعَم، والنَّعَم تذكر

وتؤنث، ولذلك قال الله عز وجل: مما في بطونه، وقال في موضع آخر: مما في

بطونها، وقال الفراء: النَّعَم ذكر لا يؤَنث، ويجمع على نُعْمانٍ مثل حَمَل

وحُمْلانٍ، والعرب إذا أَفردت النَّعَم لم يريدوا بها إلا الإبل، فإذا قالوا

الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم، قال الله عز وجل: ومن

الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله (الآية) ثم قال: ثمانية أَزواج؛

أي خلق منها ثمانية أَزواج، وكان الكسائي يقول في قوله تعالى: نسقيكم

مما في بطونه؛ قال: أَراد في بطون ما ذكرنا؛ ومثله قوله:

مِثْل الفراخ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ

أي حواصل ما ذكرنا؛ وقال آخر في تذكير النَّعَم:

في كلّ عامٍ نَعَمٌ يَحْوونَهُ،

يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ

ومن العرب من يقول للإبل إذا ذُكِرت

(* قوله «إذا ذكرت» الذي في

التهذيب: كثرت) الأَنعام والأَناعيم.

والنُّعامى، بالضم على فُعالى: من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ

الرياح وأَرْطَبُها؛ قال أَبو ذؤيب:

مَرَتْه النُّعامى فلم يَعْتَرِفْ،

خِلافَ النُّعامى من الشَّأْمِ، ريحا

وروى اللحياني عن أَبي صَفْوان قال: هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا.

والنَّعامُ والنَّعائمُ: من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ،

وأَربعة واردٌ؛ قال الجوهري: كأنها سرير مُعْوجّ؛ قال ابن سيده: أَربعةٌ

في المجرّة وتسمى الواردةَ وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ. قال الأَزهري:

النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر، والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ، وهي

أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة وهي شاميّة، ويقال لها

النَّعام؛ أَنشد ثعلب:

باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه،

إلا المُقِيمَ على الدّوَى المُتَأَفِّنِ

النَّعامُ ههنا: النَّعائمُ من النجوم، وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض.

ونُعاماكَ: بمعنى قُصاراكَ. وأَنْعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ: زاد.

وأَنْعَم فيه: بالَغ؛ قال:

سَمِين الضَّواحي لم تَُؤَرِّقْه، لَيْلةً،

وأَنْعَمَ، أبكارُ الهُمومِ وعُونُها

الضَّواحي: ما بدا من جَسدِه، لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ الهموم

وعُونُها، وأَنْعَمَ أي وزاد على هذه الصفة، وأَبكار الهموم: ما فجَأَك،

وعُونُها: ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ، وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت

قبلها. وفَعَل كذا وأَنْعَمَ أي زاد. وفي حديث صلاة الظهر: فأَبردَ

بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أي أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة؛ ومنه قولهم: أَنْعَمَ

النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فيه؛ وقوله:

فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ

من ذلك أَيضاً أَي لم تُبالِغْ في الطلوع.

ونِعْمَ: ضدُّ بِئْسَ ولا تَعْمَل من الأَسماء إلا فيما فيه الألفُ

واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام، وهو مع ذلك دالٌّ على معنى

الجنس. قال أَبو إسحق: إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رجلاً زيدٌ،

فقد قلتَ: استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه، فلم يجُزْ إذا كانت

تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أن تعمل في غير لفظ جنسٍ. وحكى سيبويه:

أَن من العرب من يقول نَعْمَ الرجلُ في نِعْمَ، كان أصله نَعِم ثم خفَّف

بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل، ولا تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه

الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً، كقولك نِعْم الرجل زيد فهذا هو

المُظهَر، ونِعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر. وقال ثعلب حكايةً عن العرب: نِعْم

بزيدٍ رجلاً ونِعْمَ زيدٌ رجلاً، وحكى أَيضاً: مررْت بقومٍ نِعْم قوماً،

ونِعْمَ بهم قوماً، ونَعِمُوا قوماً، ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه

أَعني أَنَّك لا تقول الزيدان نِعْما رجلين، ولا الزيدون نِعْموا رجالاً؛

قال الأزهري: إذا كان مع نِعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ

أَبداً، وإن كانت فيه الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً، وذلك قولك نِعْم

رجلاً زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ، ونَصَبتَ رجلاً على التمييز، ولا تَعْملُ

نِعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ، إنما تَعْمَلانِ في اسم منكورٍ دالٍّ على

جنس، أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس. الجوهري: نِعْم وبئس فِعْلان

ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال بمعنى

الماضي، فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ، وفيهما أَربع لغات: نَعِمَ بفتح أَوله وكسر

ثانيه، ثم تقول: نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ، ثم تطرح الكسرة الثانية

فتقول: نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني

وتترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول: نَعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين،

وتقول: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعم المرأَةُ هندٌ، وإن شئت قلت: نِعْمتِ

المرأَةُ هند، فالرجل فاعلُ نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أَحدهما أَن يكون

مبتدأ قدِّم عليه خبرُه، والثاني أن يكون خبر مبتدإِ محذوفٍ، وذلك أَنَّك

لمّا قلت نِعْم الرجل، قيل لك: مَنْ هو؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك ذلك فقلت:

هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ، والخبر إذا عرف المحذوف

هو زيد، وإذا قلت نِعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِعْمَ الرجلَ بالأَلف

واللام مرفوعاً وفسّرته بقولك رجلاً، لأن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لا يكون إلا

معرفة بالأَلف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام، ويراد به تعريف

الجنس لا تعريفُ العهد، أو نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا

يتصل بهما الضميرُ، لا تقول نِعْمَ زيدٌ ولا الزيدون نِعْموا، وإن أَدخلت

على نِعْم ما قلت: نِعْمَّا يَعِظكم به، تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت

العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين، وتقول غَسَلْت غَسْلاً

نِعِمّا، تكتفي بما مع نِعْم عن صلته أي نِعْم ما غَسَلْته، وقالوا: إن

فعلتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء

تأْنيث، كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَت الفَعْلةُ أو الخَصْلة. وفي الحديث: مَن

توضَّأَ يومَ الجمعة فبها ونِعْمَت، ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل؛ قال ابن

الأثير: أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي، فحذف المخصوص بالمدح،

والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة، يعني

الوضوءَ، يُنالُ الفضلُ، وقيل: هو راجع إلى السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ

فأَضمر ذلك. قال الجوهري: تاءُ نِعْمَت ثابتةٌ في الوقف؛ قال ذو الرمة:

أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة

دَعائمَ الزَّوْرِ، نِعْمَت زَوْرَقُ البَلدِ

وقالوا: نَعِم القومُ، كقولك نِعْم القومُ؛ قال طرفة:

ما أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ

نَعِمَ السَّاعون في الأَمْرِ المُبِرّْ

هكذا أَنشدوه نَعِمَ، بفتم النون وكسر العين، جاؤوا به على الأَصل ولم

يكثر استعماله عليه، وقد روي نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع. ودقَقْتُه

دَقّاً نِعِمّا أي نِعْمَ الدقُّ. قال الأَزهري: ودقَقْت دواءً فأَنْعَمْت

دَقَّه أي بالَغْت وزِدت. ويقال: ناعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحكمِه.

ويقال: إنه رجل نِعِمّا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ.

وتَنَعَّمَه بالمكان: طلَبه. ويقال: أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أي

وافقتني وأَقمتُ بها. وتَنَعَّمَ: مَشَى حافياً، قيل: هو مشتق من النَّعامة

التي هي الطريق وليس بقويّ. وقال اللحياني: تَنَعَّمَ الرجلُ قدميه أي

ابتذَلَهما. وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمهم: أتاهم مُتَنَعِّماً على قدميه

حافياً على غير دابّة؛ قال:

تَنَعَّمها من بَعْدِ يومٍ وليلةٍ،

فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ

وأَنْعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه حافياً خطوات. وقوله تعالى: إن

تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هي، ومثلُه: إنَّ الله نِعِمّا يَعِظكم به؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو فنِعْمّا، بكسر النون وجزم

العين وتشديد الميم، وقرأَ حمزة والكسائي فنَعِمّا، بفتح النون وكسر العين،

وذكر أَبو عبيدة

(* قوله «وذكر أَبو عبيدة» هكذا في الأصل بالتاء، وفي

التهذيب وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها) حديث النبي، صلى عليه وسلم،

حين قال لعمرو بن العاص: نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح، وأَنه

يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية؛ قال ابن الأَثير: أَصله نِعْمَ ما

فأَدْغم وشدَّد، وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ كأَنه قال نِعْمَ شيئاً

المالُ، والباء زائدة مثل زيادتها في: كَفَى بالله حسِبياً حسِيباً ومنه

الحديث: نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح؛ قال ابن الأثير: وفي نِعْمَ

لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين، ثم فتح النون وكسر العين، ثم

كسرُهما؛ وقال الزجاج: النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين

ويقولون إن هذه الرواية في نِعْمّا ليست بمضبوطة، وروي عن عاصم أَنه قرأَ

فنِعِمَّا، بكسر النون والعين، وأَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ

خفيفةٌ مُخْتَلَسة، والأصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات، وما في

تأْويل الشيء في نِعِمّا، المعنى نِعْمَ الشيءُ؛ قال الأزهري: إذا قلت

نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل، فالمعنى نِعْمَ شيئاً وبئس شيئاً فعَل،

وكذلك قوله: إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكم به؛ معناه نِعْمَ شيئاً يَعِظكم

به.والنُّعْمان: الدم، ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان. وشقائقُ

النُّعْمانِ: نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم. ونُعْمانُ بنُ المنذر: مَلكُ العرب

نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه؛ قال أَبو عبيدة: إن العرب كانت

تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم. أَبو عمرو: من أَسماء

الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ.

الفراء: قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُها

(* قوله

«ونعمتها» كذا بالأصل بالتخفيف، وفي الصاغاني بالتشديد) ومَصَلْتها

(* قوله

«ومصلتها» كذا بالأصل والتهذيب، ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد

والمصول) أي كَنسْتها، وهي المِحْوَقةُ. والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ:

المِكْنَسة.

وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ وناعِمةُ ونَعْمانُ، كلها: مواضع؛ قال ابن

بري: وقول الراعي:

صبا صَبْوةً مَن لَجَّ وهو لَجُوجُ،

وزايَلَه بالأَنْعَمينِ حُدوجُ

الأَنْعَمين: اسم موضع. قال ابن سيده: والأَنْعمان موضعٌ؛ قال أَبو

ذؤيب، وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى الراعي:

صبا صبوةً بَلْ لجَّ، وهو لجوجُ،

وزالت له بالأَنعمين حدوجُ

وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأَراكِ بمكة وهو نَعْمانُ الأَكبرُ وهو

وادي عرفة، ونَعْمانُ الغَرْقَد بالمدينة وهو نَعْمانُ الأَصغرُ. ونَعْمانُ:

اسم جبل بين مكة والطائف. وفي حديث ابن جبير: خلقَ اللهُ آدمَ مِن

دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ، عليه السلام، بِنَعْمان السَّحابِ؛ نَعْمانُ: جبل

بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه. ونَعْمانُ،

بالفتح: وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات؛ قال عبد الله ابن نُمَير

الثَّقَفِيّ:

تضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أنْ مَشَتْ

به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطرات

ويقال له نَعْمانُ الأَراكِ؛ وقال خُلَيْد:

أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ،

ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ

والتَّنْعيمُ: مكانٌ بين مكة والمدينة، وفي التهذيب: بقرب من مكة.

ومُسافِر بن نِعْمة بن كُرَير: من شُعرائهم؛ حكاه ابن الأَعرابي. وناعِمٌ

ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ

(* قوله «ومنعم» هكذا ضبط في الأصل

والمحكم، وقال القاموس كمحدّث، وضبط في الصاغاني كمكرم. وقوله «وأنعم»

قال في القاموس بضم العين، وضبط في المحكم بفتحها. وقوله «ونعمى» قال في

القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي) ونُعْمانُ ونُعَيمانُ

وتَنْعُمُ، كلهن: أَسماءٌ. والتَّناعِمُ: بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْعُم بن

عَتِيك. وبَنو نَعامٍ: بطنٌ. ونَعامٌ: موضع. يقال: فلانٌ من أَهل بِرْكٍ

ونَعامٍ، وهما موضعان من أطراف اليَمن. والنَّعامةُ: فرسٌ مشهورة فارسُها

الحرث بن عبّاد؛ وفيها يقول:

قَرِّبا مَرْبَِطِ النَّعامةِ مِنّي،

لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِيالِ

أي بَعْدَ حِيالٍ. والنَّعامةُ أَيضاً: فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى.

وناعِمةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن

يذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها، فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار

ناعِمةَ؛ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة. ويَنْعَمُ: حَيٌّ من اليمن. ونَعَمْ

ونَعِمْ: كقولك بَلى، إلا أن نَعَمْ في جواب الواجب، وهي موقوفة الآخِر لأنها

حرف جاء لمعنى، وفي التنزيل: هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ ربُّكم حَقّاً قالوا

نَعَمْ؛ قال الأزهري: إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ فيه،

قال: وقد يكون نَعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً، وربما ناقَضَ بَلى إذا قال:

ليس لك عندي ودِيعةٌ، فتقول: نَعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ. وفي حديث

قتادة عن رجل من خثْعَم قال: دَفَعتُ إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو

بِمِنىً فقلت: أنتَ الذي تزعُم أنك نَبيٌّ؟ فقال: نَعِمْ، وكسر العين؛ هي

لغة في نَعَمْ، وكسر العين؛ وهي لغة في نَغَمْ بالفتح التي للجواب، وقد

قرئَ بهما. وقال أَبو عثمان النَّهْديّ: أمرَنا أميرُ المؤمنين عمرُ،

رضي الله عنه، بأمر فقلنا: نَعَمْ، فقال: لا تقولوا نَعَمْ وقولوا نَعِمْ،

بكسر العين. وقال بعضُ ولد الزبير: ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون

إلاَّ نَعِمْ، بكسر العين. وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد:

كتبَ على سَهمٍ نَعَمْ، وعلى آخر لا، وأَجالهما عند هُبَل، فخرج سهمُ

نَعَمْ فخرج إلى أُحُد، فلما قال لِعُمر: أُعْلُ هُبَلُ، وقال عمر: اللهُ

أَعلى وأَجلُّ، قال أَبو سفيان: أنعَمتْ فَعالِ عنها أي اترك ذِكرَها فقد

صدقت في فَتْواها، وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمُْ؛ وقول الطائي:

تقول إنْ قلتُمُ لا: لا مُسَلِّمةً

لأَمرِكُمْ، ونَعَمْ إن قلتُمُ نَعَما

قال ابن جني: لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَعَمْ على

مكانها من الحرفية، لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها، فيكون على حد قولك

قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً، ويجوز أن يكون قلتم نَعَما على موضعه من

الحرفية، فيفتح للإطلاق، كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنين بالفتح، فقال:

قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ؛ واشتقَّ ابنُ جني نَعَمْ من النِّعْمة، وذلك أن

نعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد، ولا

بضِدِّها؛ ألا ترى إلى قوله:

وإذا قلتَ نَعَمْ، فاصْبِرْ لها

بنَجاحِ الوَعْد، إنَّ الخُلْف ذَمّْ

وقول الآخر أَنشده الفارسي:

أبى جُودُه لا البُخْلِ واسْتَعْجَلتْ به

نَعَمْ من فَتىً لا يَمْنَع الجُوع قاتِله

(* قوله «لا يمنع الجوع قاتله» هكذا في الأصل والصحاح، وفي المحكم:

الجوس قاتله، والجوس الجوع. والذي في مغني اللبيب: لا يمنع الجود قاتله، وكتب

عليه الدسوقي ما نصه: قوله لا يمنع الجود، فاعل يمنع عائد على الممدوح؛

والجود مفعول ثان؛ وقاتله مفعول أول، ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده

لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله

اهـ. تقرير دردير).

يروى بنصب البخل وجرِّه، فمن نصبه فعلى ضربين: أحدهما أن يكون بدلاً من

لا لأن لا موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبى جودُه البخلَ، والآخر أن تكون

لا زائدة، والوجه الأَول أعني البدلَ أَحْسَن، لأنه قد ذكر بعدها نَعَمْ،

ونَعمْ لا تزاد، فكذلك ينبغي أَن تكون لا ههنا غير زائدة، والوجه الآخر

على الزيادة صحيح، ومَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إليه، لأَنَّ

لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً، ألا ترى أَنه لو قال لك

الإنسان: لا تُطْعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ، فقلتَ

أَنت: لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود، فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً

أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين. ونَعَّم

الرجلَ: قال له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالاً، كما قالوا بَجَّلْتُه أي قلت

له بَجَلْ أي حَسْبُك؛ حكاه ابن جني. وأَنعَم له أي قال له نعَمْ.

ونَعامة: لَقَبُ بَيْهَسٍ؛ والنعامةُ: اسم فرس في قول لبيد:

تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها،

وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبالُ

(* قوله «وتحجل والخبال» هكذا في الأصل والصحاح، وفي القاموس في مادة

خبل بالموحدة، وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله:

تكاثر قرزل والجون فيها * وعجلى والنعامة والخيال

فبالمثناة التحتية، ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل).

وأَبو نَعامة: كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ، ويكنى أَبا محمد أَيضاً؛ قال

ابن بري: أَبو نَعامة كُنْيَتُه في الحرب، وأَبو محمد كُنيته في السِّلم.

ونُعْم، بالضم: اسم امرأَة.

نعم

(النَّعِيمُ، والنُّعمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا (الخَفْضُ والدِّعَةُ والمَالُ، كَالنِّعْمَةِ، بِالكَسْرِ) يُقالُ: فُلانُ وَاسِعُ النِّعْمَةِ اَيْ: وَاسِعُ المَالِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. قَالَ الرَّازِيُّ: النِّعْمَةُ المَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ على جِهَةِ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْر، قَالَ: فخَرَجَ بِالمَنْفَعَةِ المَضَرَّةُ المَخْفِيَّةُ والمَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ إِلَّا على جِهَة الإِحسان غلى الغَيْر، بِأَن قَصَدَ الفَاعِلُ نَفْسَه، كَمَنْ أَحسَنَ إِلَى جَارِيَةٍ لِيَرْبَح فِيها، أَوْ أَرَادَ اسْتِدْرَاجَه بِمَحْبُوبٍ إِلَى ألَمٍ، أَوْ أَطْعَمَ غَيرَه نَحْو: سُكِّرٍ أَوْ خَبِيصٍ مَسْمُومٍ لِيَهْلِكَ، فَلَيْسَ بِنَعْمَةٍ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: ((النِّعمةُ: مَا قُصِدَ بِه الإحْسَانُ والنَّفْعُ، وبِناؤُها بِناءُ الحَالَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الْإِنْسَان، كالجِلْسةَ (وجَمْعُهَا:) أَي: النِّعْمَةُ؛ ولِذَا لم يُشِرْ إِلَيْهَا بالجِيمِ على عَادَتِه: (نِعَمٌ) ، بِكَسْرٍ فَفَتْح، (وأَنعُمٌ) ، بِضَمِّ العَيْن، كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ، حَكَاه سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: جَاءَ ذَلِكَ على حَذْفِ التَّاءِ، فَصَارَ كَقَوْلِهم: ذِئْبٌ وأذْؤُبٌ، ونِطْعٌ وأَنْطُعٌ، ومِثلُه كَثيرٌ)) وَقَالَ النَّابِغَةُ:
(فلَنْ أَذكُرَ النُّعْمَانَ إلاَّ بِصَالِحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُمَا)

وقُرئَ قَولُه تَعالَى: {وأسبغ عَلَيْكُم نعمه ظَاهِرَة وباطنة} نَقَلَهَا الفَرَّاءُ عَن ابنِ عَبَّاس، وَهُوَ وَجْه جَيِّد؛ لِأَنَّهُ قَالَ: {شاكرا لأنعمه} ، فَهَذَا جَمْعُ النِّعْمِ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نِعَمه جَائِز، ومَنْ قَرَأَ: نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيعَ مَا أَنْعَم بِه عَلَيْهم.
(والتَّنَعُّمُ: التَّرفُّهُ) . وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ تَناوَلَ مَا فِيه نِعْمَةٌ وطِيبُ عَيْشٍ.
(والاسْمُ: النَّعْمَةُ، بِالفَتْحِ) ، قَالَ الرَّاغِبُ: بِنَاؤُها بِناءُ المَرَّةِ من الفِعْلِ، كَالشَّتْمَةِ والضَّرْبَةِ، والنَّعْمَةُ جِنْسٌ يُقالُ لِلكَثِير والقَلِيلِ.
(نَعِمَ، كَسَمِعَ، ونَصَرَ، وضَربَ) ثُلاثُ لُغاتٍ. والّذِي فِي الصِّحاحِ: ونَعُمَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، نُعُومَةً، أَيْ: صَارَ نَاعِمًا لَيِّنا، وكَذَلِك: نَعِمَ يَنْعَمُ مِثَال: حَذِرَ يَحْذَر، وفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مركَّبة بَيْنَهُما نَعِمَ يَنْعُم مثل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ولُغةٌ رَابِعَةٌ: نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالكَسْرِ فِيهِما، وَهُوَ شَاذٌّ.
قَالَ ابنُ جِنِّي: نَعِمَ فِي الأصْلِ مَاضِي يَنْعَم، ويَنْعُم فِي الأصلِ مُضَارِعُ نَعُمَ، ثمَّ تَداخَلَتِ اللُّغَتَانِ، فاسْتَضَافَ مَنْ يَقُولُ: نَعِمَ لُغةَ مَنْ يَقُولُ يَنعُم، فَحَدَثَ هُنالك لغةٌ ثَالِثَةٌ، فإنْ قُلتَ: فكانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ: نَعُم، مُضَارِعَ من يَقُولُ: نَعِمَ فيتَركَّبُ مِنْ هَذَا لُغةٌ ثَالِثَةٌ، وهِيَ نَعُمَ يَنْعَمُ، قِيلَ: مَنَعَ مِنْ هَذَا أَنَّ فَعُلَ لَا يَخْتَلِفُ مُضارِعُه أَبدًا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَعِم؛ فَإِن نَعِمَ قَدْ يَأْتِي فِيهِ يَنْعَمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتَمَلَ خِلافَ مُضَارِعِه، وفَعُلَ لَا يَحْتَمِل مُضَارِعُه الخِلافَ.
وحَكَى ابنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الكَاتِبِ عَن سيبَوَيْهِ أَنَّه يُقالُ: نَعِمَ يَنْعُمُ، بالضَّمِّ، كَفَضِل يَفْضُلُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَهُوَ غَلَطٌ من القُتَيْبِيِّ. وَمنْ تَأَمَّلَ كِتَابَ سِيبَوَيْهِ تَبَيَّنَ لَه أَنَّه لم يَذْكُر الضَّمَّ إلاَّ فِي فَضِل يَفضُل، قَالَ شَيخُنا: بل حَكَاه عَنهُ غَيرُه، وذَكَرَه ابنُ القُوطِيَّة وَقَالَ: إنَّهما لَا ثَالِثَ لَهُما.
قُلتُ: وَقد سَبَق فِي اللاَّمِ عَن بَعضَهم: حَضِرَ يَحْضُر، ونَقَلَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ: نَكِلَ يَنْكُل، وشَمِلَ يَشْمُل، وَحكى ابْن عُدَيْس: فَرِغَ يَفْرُغ من الفَرَاغِ، وبَرِئَ يَبْرُؤ عَن صَاحب المبرز، أوردهنّ أَبُو جعفرٍ اللَّبْلِيُّ فِي بُغْيَةِ الآمَالِ. ومَرَّ فِي " ف ض ل " مَا فِيهِ مَقْنَعٌ، وبِمَا عَرفْتَ ظَهَر لَكَ مَا فِي سِياقِ المُصَنِّف من القُصُورِ والمُخَالَفَةِ.
(و) يُقَال: هَذَا (مَنْزِلٌ يَنْعَمُهُم) عَيْنًا (مُثَلَّثَةً) ، الفَتْحُ، والكَسْرُ عَن ثَعْلَب، والضَّمُّ عَن اللِّحْيَانِيّ، (و) زَادَ الأزْهَريّ لُغَةً رابِعَةً: وَهِي: (يُنْعِمُهُم، كَيُكْرِمُهُمْ) ، أَي: يُقِرُّ أَعَيْنَهُمْ ويَحْمَدُونه.
(وتَنَاعَمَ ونَاعَمَ) أَيْ: (تَنَعَّمَ) ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ لكُلِّ مَا مَضَى من ذِكْر الأَفْعال، وتقديرُه ونَعَمٍ بلُغاتِه الثَّلاَثَةَ، وتَنَاعم ونَاعَم بِمَعْنَى تَنَعَّم، وَمِنْه الحَدِيثُ: " كَيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ القَرْنِ قد الْتَقَمَه "؟ أَي: كَيْفَ أَتَنَعَّمُ؟
(ونَاعَمَهُ) مُنَاعَمَةً، (ونَعَّمَهُ غَيرُهُ تَنْعِيمًا) : رَفَّهَهُ فَتَنَعَّمَ.
(والنَّاعِمَةُ، والمُنَاعِمَةُ، والمُنَعَّمَةُ، كَمُعَظَّمَةٍ: الحَسَنَةُ العَيْشِ والغِذَاءِ) المُتْرَفَةُ، وَمِنْه الحَدِيث: ((إِنَّها لطَيرٌ نَاعِمَةٌ)) أَي: سِمَانٌ مُتْرَفَةٌ.
(ونَبْتٌ نَاعِمٌ، ومُنَاعِمٌ، ومُتَنَاعِمٌ سَوَاءٌ) . قَالَ الأَعْشَى:
(وتَضْحَكُ عَنْ غُرِّ الثَّنَايَا كَأَنَّهُ ... ذُرَا أُقحوانٍ نَبتُه مُتَنَاعِمُ)

(والتَّنْعِيمَةُ: شَجَرَةٌ نَاعِمَةُ الوَرَقِ) ، وَرَقُها كَوَرَقِ السِّلْقِ، وَلَا تَنْبُتُ إِلاَّ عَلَى مَاءٍ، ولاثَمَرَ لَهَا، وَهِي خَضْرَاءُ غَلِيظَة السَّاقِ.
(وثَوبٌ نَاعِمٌ) : لَيِّن، وَمِنْه قَولُ بَعضِ الوُصَّاف: وعَلَيْهِم الثِّيابُ النَّاعِمَةُ، وَقَالَ:
(ونَحْمِي بِهَا حَوْمًا رُكامًا ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ وحَرِيرُ)

(وكَلامٌ مُنَعَّمٌ، كَمُعَظِّمٍ: لَيِّنٌ) .
(والنِّعْمَةُ، بِالكَسْرِ: المَسَرَّةُ) . قَالَ شَيخُنا: وَفِي الكَشَّافِ أَثْنَاءَ المُزَّمِّل:
" النَّعْمة، بِالفَتْح: التَّنَعُّم، وبالْكَسْر: الإِنْعامُ، وبَالضَّمِّ: المَسَرَّةُ " وهَكَذَا صَرَّحَ بِهِ غَيرُ واحدٍ مِمَّن تَكَلَّمَ على المُثَلَّثاتِ. قُلتُ: وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْدَرُ نَعِم الله بِكَ عَيْنًا، كالغُلْمةِ من غَلِمَ، والنُّزْهَةِ من نَزِهَ.
النِّعْمَةُ: (اليَدُ) كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد ابنُ سِيدَه: (البَيْضَاءُ الصَّالِحَةُ) والصَّنِيعَةُ والمنَّةُ، وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْك كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِيه إشارَةٌ إِلَى أَنَّه اسمٌ من أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ يُنْعِمُ إِنْعَامًا ونِعْمَةً، أُقِيمَ الاسْمُ مُقامَ الإنْعَامِ كَقَوْلِك: أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ إِنْفَاقًا ونَفَقَةً بِمَعْنى واحدٍ، (كَالنُّعْمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا، (والنَّعْمَاءِ بِالفَتْح مَمْدُودَةً) . قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومِثلُه النَّعِيم (ج:) أَي: جَمْع النِّعْمة، وظاهِرُ سِياقِه أَنَّه جَمعُ الأَلْفاظِ المَذْكُورَةِ وَلَيْسَ كَذَلِك، وكأَنَّه قد احترَزَ من هَذَا الإيهامِ فِي أَوَّل التَّركِيبِ، ثمَّ كَرَّرَ. ووَقَعَ فِيهِ: (أَنْعُمٌ، ونِعَمٌ) . وَقد تَقَدَّم ذِكْرُهُما، (ونِعِمَاتٌ، بِكَسْرَتَيْن، وتُفْتَحُ العَيْنُ) الإتباعُ لأَهْلِ الحِجَازِ، وحَكاه اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: وقَرَأَ بَعضُهم: {أَنَّ الفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ بنِعمَاتِ الله} ، بفَتْحِ العَيْن
وكَسْرِها، قَالَ: ويَجُوزُ تَسْكِينُ العَيْنِ، وَهَذِه قد أَغْفَلَهَا المُصَنِّفُ. فَأَمَّا الكَسْرُ فَعَلَى من جَمَع كِسْرَةً: كِسِراتٍ، وَمن قَرَأَ بِنِعَمَات فَإِنَّ الفَتْحَ أَخفُّ الحَرَكَاتِ، وَهُوَ أَكْثَرُ فِي الكَلاَمِ. وأَنَعْمَهَا الله تَعالَى عَلَيْه، وأَنْعَمَ بِهَا إنْعَامًا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ وأنعمت عَلَيْهِ أمسك عَلَيْك زَوجك} قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى إنْعَامِ اللهِ تَعالَى عَلَيْهِ هِدَايَتُه إِلَى الإِسْلاَم، ومَعْنَى إِنْعَامِ النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم [عَلَيْهِ] إِعْتَاقُه من إيَّاه من الرِّقِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الإِنْعَامُ: إِيْصالُ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْرِ، وَلَا يُقالُ ذَلِكَ إلاّ إِذَا كانَ المُوصَلُ إِلَيْهِ من [جنس] النَّاطِقِينَ.
(ونَعِيمُ اللهِ تَعالَى: عَطِيَّتُه) الكَثِيرَةُ الوَافِرَة. وقَولُه تَعالَى: {ولَتُسْئَلُنَّ يَومَئِذٍ عَن النَّعِيمِ} أَي: عَنْ كلّ مَا استَمْتَعْتُم بِهِ فِي الدُّنيَا.
(و) فِي الصِّحاحِ: (نَعِمَ الله تَعالَى بِكَ، كَسَمِعَ، ونَعِمَكَ) عَيْنًا نُعْمَةً مثل: غَلِمَ غُلْمَةً، ونَزِه نُزْهَةً.
(و) كَذَلِك (أَنْعَم) الله (بِكَ عَيْنًا) أَيْ: (أَقَرَّ) الله (بِكَ عَيْنَ مَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي المُحْكَم، (أَوْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنشَدَ ثَعْلَب:
(أَنعَمَ الله بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحَامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا)

الرَّسُولُ هُنَا الرِّسَالَةُ، وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: " لَا تَقُل: نَعِمَ الله بِكَ عَيْنًا؛ فإنَّ الله لَا يَنْعَمُ بِأَحدٍ عَيْنًا، ولَكِن قُلْ: أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا " قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ((الَّذِي مَنَعَ مِنْهُ مَطَرِّفٌ صَحِيحٌ فَصِيحٌ فِي كَلاَمِهم، وعَينًا نَصْبٌ على التَّمْيِيزِ من الكَافِ، والبَاءُ للتَّعْدِيَةِ، والمَعْنَى نَعَّمَك الله عَيْنًا أَيْ: نَعَّمَ عَينَك وأَقَرَّهَا، وقَدْ يَحْذِفُون الجَارَّ ويُوصِلُونَ الفِعْلَ فَيَقُولُون: نَعِمَكَ الله عَيْنًا، وأَمَّا أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا، فَالبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ لأَنَّ الهَمْزَةَ كافِيةٌ فِي التَّعْدِيَة، ويَجوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ اَنْعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعِيمِ، فيُعَدَّى بالبَاءِ، قَالَ: ولَعَلَّ مُطَرِّفًا خُيِّلَ إِلَيْهِ أنّ انْتِصَابَ المُمَيِّزَ فِي هَذَا الكَلاَم عَن الفَاعِلِ فاسْتَعْظَمه، تَعالَى الله أَنْ يُوصَفَ بِالحَوَاسّ عُلُوًّا كَبيرًا، كَمَا يَقُولُون: نَعِمْتُ بِهَذَا الأَمْرَ عَيْنًا، والباءُ للتَّعْديَة، فَحسِبَ أَنَّ الأَمرَ فِي نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا كَذَلِك)) .
العَرَبُ تَقُولُ: (نَعْم عَيْنٍ ونَعْمَة) عَيْنٍ (وَنَعَام) عَيْنٍ، وهَذِه عَن الحِرْمَازِي، كَمَا فِي النَّوَادِرِ. (ونَعِيم) عَيْنٍ، (بفَتْحِهِنَّ. ونُعْمَى) عَيْنٍ، (ونُعَامَى) عَيْنٍ، (نُعَامَ) عَيْنٍ، و (نُعْمَ) عَيْنٍ، (ونُعْمَة) عَيْنٍ (بَضَمِّهِنَّ. ونِعْمَةُ) عَيْنٍ، (ونِعَامَ) عَيْنٍ، (بِكَسْرِهِما) . قَالَ سيبَوَيْهِ: (ويُنْصَبُ الكُلُّ بإضْمَارِ الفِعْلِ) المَتْرُوكِ إظْهَارُه (اَيْ: أَفْعَلُ ذَلِك إِنْعَامًا لِعَيْنِكَ وإِكْرَامًا) لَكَ، وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الصِّحاحِ: كَرامةً لَكَ وإِكْرَامًا لِعَيْنِك وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا سَمِعْتَ قَولاً حَسَنًا فَرُوَيْدًا بِصَاحِبِه، فَإِنْ وَافَقَ قَولٌ عَمَلاً فَنَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ، آخِهِ وأَوْدِدْه "، أَيْ: قُلْ لَهُ: نَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ: [أَي: قُرَّة عَيْنٍ] ، أَي: أُقِرُّ عَيْنَكَ بِطَاعَتِكَ واتِّباعِ أَمْرِكَ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(وكُوم تَنْعَمُ الأضْيافُ عَيْنًا ... وتُصْبِحُ فِي مَبَارِكِها ثِقالاَ)

أَي: تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْنًا بِهِنَّ، لأَنهم يَشْرَبُونَ من أَلْبَانِهَا. وقِيلَ: إنّ هَذِه الكُومَ تُسَرُّ بِالأَضْيَافِ كُسُرورِ الأَضْيَافِ بِهَا. وقِيلَ: إِنَّمَا تَأْنَسُ بِهِم لكَثْرةِ أَلْبانِها فَهِيَ لِذَلِك لَا تَخَافُ أَن تُعْقَرَ.
وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: يَا نُعْمَ عَيْنِي، أَي: يَا قُرَّةَ عَيْنِي، وأَنْشَدَ عَن الكِسائيّ:
(صَبَّحَكَ الله بِخَيْرٍ بَاكِر ... )

(بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبَابٍ فَاخِرِ ... )
(ونَعِمَ العُودُ، كَفَرِحَ: اخْضَرَّ ونَضَرَ) ، وأَنشَدَ سِيبَوَيْهِ: (واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ ... لَا يَنْعِمُ العُودُ حتَّى يَنْعِمَ الوَرَقُ)

(والنَّعَامَةُ: طَائِرٌ) مَعْرُوفٌ، أُنْثَى (ويُذَكَّرُ) ، قَالَ الأزْهَرِيّ: وجَائزٌ أَنْ يُقالَ للذَّكَرِ: نَعامَةٌ بِالهَاءِ، (واسمُ الجِنْس: نَعَامٌ) ، كَحَمَامٍ وحَمَامَةِ، وجَرَادٍ وجَرَادَةٍ، (و) قَدْ (يَقَعُ) النَّعَام (على الوَاحِدِ) . قَالَ أَبُو كَثْوَةَ:
(ولَّى نَعامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأَةً ... لَمَّا رَأَى أَسَدًا بِالغَابِ قَدْ وَثَبَا)

والعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمُّ من نَعَامَةٍ، وقَد تَقَدَّم فِي: " ظ ل م "، وأَمْوَقُ مِنْ نَعَامَةٍ، وأَشْرَدُ من نَعَامَةٍ، وأَجْبَنُ من نَعَامَةٍ، وأَعْدَى مِنْ نَعَامَةٍ.
النَّعَامَةُ: (المَفَازَةُ، كالنَّعَامِ) ، هَكَذا فِي سَائِر النُّسَخ، والّذي فِي الصِّحاحِ: النَّعامُ، والنَّعَامَةُ: عَلَمٌ من أَعْلاَمِ المَفَاوِز يُهْتَدَى بِهِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ طُرُقَ المَفَازَةِ:
(بِهِنَّ نَعَامٌ بَنَاهَا الرِّجا ... لُ تُلْقِي النَّفائِضُ فِيهِ السَّرِيحَا)

وَرَوَى غَيرُ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه:
(تَحْسَبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحَا ... )
وَقَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(لَا شَيْءَ فِي رَيْدِهَا إِلاَّ نَعَامَتُها ... مِنْهَا هَزِيمٌ ومِنها قَائِمٌ بَاقِي)

ولَعَلَّ المُصَنِّف اغْتَرَّ بِقَولِ الجَوْهَرِيّ عَلَمٌ منْ أَعْلاَمِ المَفَاوِز فظَنَّ أنَّه يُرِيد عَلَمٌ عَلَيها، فَتَأَمَّل. النَّعَامَةُ: (الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ على الزُّرْنُوقَيْنِ) تُعَلَّقُ مِنْهُمَا القَامَةُ، وَهِي البَكَرَةُ فإنْ كانَتِ الزَّرَانِيقُ من خَشَبٍ فَهِي: دِعَمٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيدِ الكِلابِيُّ: إِذَا كَانَتَا من خَشَبٍ فَهُمَا النَّعَامَتَانِ، قَالَ: والمُعْتَرِضَةُ عَلَيْهِمَا هِيَ العَجَلَةُ والغَرْبُ مُعَلَّقٌ بِهَا.
(و) نَعَامَةُ: (سَبْعَةُ اَفْرَاسٍ) مَنْسُوبَةٌ، مِنْها (لِلْحَارِثِ بنِ عَبَّادٍ) اليَشْكُرِيّ، وفيهَا يَقُولُ:
(قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعامَةِ عِنْدِي ... لَقِحَتْ حَربُ وَائلٍ عَن حِيَالِ)

وابنُها فرسُ خُزَرِ بنِ لَوْذَان السَّدُوسِيِّ، وَبِه فُسِّرَ قَولُه:
(وابْنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )

(و) فَرَسُ (مِرْدَاسِ بنِ مُعاذٍ الجُشَمِيِّ، وَهِي ابنَةُ صَمْعَر) .
(و) فَرَسُ (عُيَيْنَةَ بنِ أَوْسٍ المَالِكِيِّ) ، من بَنِي مَالِك.
(و) فَرَسُ (مُسافِعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى) .
(و) فَرَسُ (المُنْفَجِرِ الغُبَرِيِّ) . وَفِي نُسْخَةٍ: الغَنَزِيِّ.
(و) فَرَسُ (قَرَّاضٍ الأَزْدِيِّ) . وعَلى الأخِيرَةِ اقْتَصَر ابنُ الكَلْبِيِّ فِي كِتَابِ الخَيْلِ، وأَنشَدَ لَهُ يَقُولُ فِيهِ:
(عَرَضْتُ لَهُمْ صَدْرَ النَّعَامَةِ أَذْرُعًا ... فَلَمْ أَرجُ ذِكْرَى كُلِّ نَفْسٍ أَشُوفُها)

وَفِي الصِّحاحِ: والنَّعَامَة: فَرسٌ فِي قَولَ لَبِيد:
(تَكَاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيها ... وتَحْجُلُ والنَّعَامَةُ والخَبَالُ)

النَّعَامَةُ: (الرَّحْلُ اَوْ مَا تَحْتَه) . هَكَذا فِي النُّسخ، والصَّواب: الرِّجْلُ أَو مَا تَحْتَها كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصّحاح: مَا تَحْتَ القَدَمِ، وَفِي الهَامِش: يُقَال: الصَّوابُ: ابنُ النَّعَامة: مَا تَحْت القَدَم، (وكُلُّ بِناءٍ) عَالٍ (على الجَبَلِ، كَالظُّلَّةِ) والعَلَمِ نَعَامَةٌ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ مَا نُصِبَ من خَشَبٍ يَسْتَظِلُّ بِهِ الرّبِيئَةُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ.
(و) النَّعَامَةُ (مِنَ الفَرَسِ: دِماغُه أَو فَمُه) .
(و) النَّعامَةُ: (الطَّرِيقُ) ، وقِيلَ: المَحَجَّةُ الوَاضِحَةُ.
(و) النَّعَامَةُ: (النَّفْسُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَرَحُ والسُّرُورُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الإِكْرَامُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَيْجُ المُسْتَعْجِلُ) . كلُّ ذَلِكَ نَقلَه الأَزْهَرِيّ.
(و) النَّعَامَةُ: (صَخْرَةٌ نَاشِزَةٌ فِي الرَّكِيَّةِ) .
(و) النَّعامَةُ: (عَظْمُ السَّاقِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ: ابنُ النَّعَامَةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وَبِه فُسِّر قَولُ خَزَزِ بنِ لَوْذَانَ:
(وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )
(و) النَّعَامَةُ: (الظُّلمَةُ) .
(و) االنَّعَامَةُ: (الجَهْلُ) . يُقالُ: سكَنَتْ نَعَامَتُه، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(ولَوْ أَنِّي حَدَوْتُ بِهِ ارْفَأَنَّتْ ... نَعَامَتُهُ وأَبْغَضَ مَا أَقُولُ)

(و) النَّعَامَةُ: (العَلَمُ المَرْفُوعُ) فِي المَفَاوِزِ لِيُهْتَدَى بِهِ، وَقد تَقَدَّم.
(و) النَّعَامَةُ: (السَّاقِي) الَّذِي يَكُونُ (على البِئْرِ) ، الصَّوَابُ فِيهِ: ابنُ النَّعَامَةِ.
(و) النَّعَامَةُ: (الجِلْدَةُ) الّتي (تُغَشِّي الدَّمَاغَ) وتُغَطِّيه.
(و) نَعامَةُ: (ع بِنَجْد) : قَالَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(أَبْلِغْ أَبَا قَيْسٍ إِذَا مَا لَقِيتَه ... نَعَامةُ أَدْنَى دَارِهَا فَظَلِيمُ) (بِأَنَّا ذَوُو وَجْدٍ وأَنَّ قَتِيلَهُمْ ... بَنِي خَالِدٍ لَو تَعْلَمِين كَرِيمُ)

(و) النَّعَامَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ، وَمِنْه) قَولُهم: (شَالَتْ نَعَامَتُهُم) إِذَا تَفَرَّقَتْ كَلِمَتُهُمْ، وذَهَبَ عِزَّهُم، ودَرَسَتْ طَرِيقَتُهم وَوَلَّوْا، وقِيلَ: تَحَوَّلُوا عَن دَارِهِمْ، وَقيل: قَلَّ خَيْرُهُمْ وَوَلَّتْ أمُورُهم، (و) قد (ذُكِرَ فِي " ش ول ") . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ:
(أَنَّ الفَرَزْدَقَ قَدْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وعَضَّهُ حَيَّةٌ من قَوْمِهِ ذَكَرُ)

(و) النَّعَامَةُ: (لَقَبُ كُلِّ مَنْ مَلَكَ الحِيرَةَ) ، والّذي فِي الصِّحاحِ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ اَنَّ العَرَبَ كانَتْ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَة النُّعْمانَ، لأَنَّه كَانَ آخِرَهم. انْتَهَى. ولَعَلَّ مَا ذَكَره المُصَنِّف غَلطٌ وتَحْرِيفٌ.
(و) أَيْضا (لَقَبُ بَيْهَسٍ) الفَزَارِيّ أَحَدِ الإِخْوَةِ السَّبْعَةِ الّذِين قُتِلُوا، وتُرِكَ هُوَ لُحمْقِه، وَهُوَ القَائِل:
(الْبَسْ لِكُلِّ حَالَةٍ لَبُوسَها ... إِمَّا نَعِيمُها وإِمَّا بُوسُها)

وَمِنْه: أَحمَقُ من بَيْهَسٍ.
(وأَبُو نَعَامَةَ: لَقَبُ قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءَةِ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُكنَى أَبَا مُحَمَّد أَيْضا، وَمِنْه قَولُ الحَرِيرِيِّ: تَقْلِيدُ الخَوَارِج أَبَا نَعَامَةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَبُو نَعَامَةَ كُنْيَتُهُ فِي الحَرْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ فِي السِّلْم.
(وَفِي المَثَلِ: أَنْتَ كَصَاحِبِة النَّعَامَةِ، يُضْرَبُ فِي المَزْرِيَةِ على مَنْ يَثِقُ بِغَيْر الثِّقَةِ) ، ومِنْ قِصَّتِهَا (لأَنَّها وَجَدَتْ نَعَامَةً قد غُصَّتْ بصُعْرُورٍ، أَيْ: بصَمْغَةٍ، فَأَخَذَتْها فَرَبَطَتْها بِخمَارِهَا إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ دَنَتْ من الحَيِّ فَهَتَفَتْ: مَنْ كَانَ يَحُفُّنَا ويَرُفُّنَا فَلْيَتَّرِكْ، وقَوَّضَتْ بَيْتَها، لتَحْمِلَ على النَّعَامَة، فانْتَهَتْ إِلَيْهَا وَقد اَسَاغَتْ غُصَّتَها وأُفْلِتَتْ، وبَقِيَت المَرْأَةُ، لَا صَيْدَهَا اَحْرَزَتْ وَلَا نَصِيبَهَا من الحَيِّ حَفِظَتْ) . كَذَا فِي المُحْكَمِ.
(والنَّعَمُ) ، مُحَرّكَةً، (وقَدْ تُسَكَّنُ عَيْنُه) لُغَةٌ فِيهِ، عَن ثَعْلَب، وأَنْشَدَ:
(وأَشْطَانُ النَّعَامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ)

وَلَا عِبْرَة بقَوْل شَيخِنا: هُوَ غَيْر مَعْرُوفٍ وَلَا مَسْمُوعٍ: (الإِبِلُ) والبَقَرُ (والشَّاءُ) زَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: والمَعِزُ والضَّأْنُ، وهَذَا القَولُ صَحَّحَه القُرْطُبِيّ، ونَقَلَ الوَاحِدِيّ إِجْمَاعَ اَهْلِ اللُّغَةِ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فجزاء مثل مَا قتل من النعم يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم} أَي: ينظر إِلَى الّذي قُتِلَ مَا هُوَ فَتُؤْخَذُ قِيمَتُه دَرَاهِمَ، فَيُتَصَدَّقُ بهَا. قَالَ الأزْهَرِيّ: دَخَلَ فِي النَّعَمِ هَهَنَا الإِبلُ والبَقَرُ والغَنَمُ (أَوْ خَاصٌّ بِالإِبِلِ) ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، وَقيل: إنَّما خُصَّتِ النَّعْمُ بِالإِبِلِ لِكَوْنِها عِنْدَهم أَعْظَمَ نِعْمَة، وَفِي تَحْرِيرِ الإِمَام النَّوَوِيّ: النَّعَمُ: اسْمُ جِنْس (ج: أَنْعامٌ) ، وَفِي الصِّحاح: النَّعَمُ: واحدُ الأْنَعام، وَهِي المَالُ الرَّاعِيَة، وأَكْثَر مَا يَقَعُ هَذَا الاسْمُ على الإِبِل. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّث، يَقُولُون: هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ، ويُجْمَع على: نُعْمَانٍ مثل: حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ. والأَنْعَامُ تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ. قالَ الله تَعالَى فِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونه} وَفِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونها} اه. وقِيلَ: النَّعَمُ مُؤَنَّثٌ؛ لأَنَّه مِنْ أَسْمَاءِ جُمُوعِ مَا لَا يَعْقِلُ، وقِيلَ: النَّعَمُ والأَنْعَامُ فِيهِما الوَجْهَانِ. قَالَ شَيْخُنَا: ومَنْ جَوَّزَ الوَجْهَيْنِ جَعَل التَّفْرِقَةَ فِي الاسْتِعْمالِ والجَمْعِ لتَعَدُّدِ الأَنْوَاعِ. وانْتَهَى. وَقيل: إِنَّ العَرَبَ إِذا أَفردَتِ النَّعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهَا إِلاَّ الإِبلَ فَإِذا قَالُوا: الأَنْعام أرادُوا بهَا الإبلَ والبَقَرَ والغَنَمَ، نُقِلَ ذَلِكَ عَن الفَرَّاءِ. قَالَ الرَّاغِبُ: لَكِن لَا يُقالُ لَهَا أَنْعَامٌ حَتَّى تَكُونَ فِيها الإِبل. وَكَانَ الكِسَائِيّ يَقُولُ: فِي قَولِه تَعالَى: {مِمَّا فِي بطونه} أنَّه أَرَادَ: فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنا.
ومثلُه قَولُه:
(مِثْل الفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ ... )

أَيْ: حَوَاصِل مَا ذَكَرْنا.
وَقَالَ آخَر فِي تَذْكِير النَّعَمِ:
(فِي كلّ عَامٍ نَعَمٌ يَحْوُوُنَهُ ... )

(يُلْقِحُهُ قَومٌ ويَنْتِجُونَهُ ... )

قالَ شَيْخُنَا: وقالَ جَمَاعَةٌ: إنَّ الأَنْعَامَ اسمُ جَمْع، فَيُذَكَّرُ ضَمِيرُه ويُفرَد نَظَرًا لِلَفْظِه، ويُؤَنَّث ويُجْمَع نَظَرًا لمَعْنَاه.
(جج:) أَيْ: جَمْعُ الجَمْع: (أَنَاعِيمُ) . قَالَ الجوْهَرِيّ: ويُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ فَقَط؛ لأنَّ جَمْعَ الجَمْعِ إِمَّا أَنْ يُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ أَوْ الضُّرُوبُ المُخْتَلِفَةُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(دَانَى لَهُ القَيدُ فِي دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْهِ وانْحَسَرتْ عَنْه الأَنَاعِيمُ)

(والنُّعَامَى، بِالضَّمِّ) والقَصْر على فُعَالَى: من أَسْمَاءِ (رِيح الجُنُوبِ) ، لأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وأَرْطَبُها، كَمَا فِي الصِّحاح، وَبِه جَزَم المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ، وَمِنْه قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(مَرَتْه النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلاَفَ النُّعَامَى من الشَّأْمِ رِيحَا) (أَو) هِيَ رِيحٌ تَجِيءُ (بَيْنَه وبَيْنَ الصَّبَا) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ عَن أَبِي صَفْوَان.
(والنَّعَائِمُ) : مَنزِلَةٌ (مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ) ، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَنْجُمْ كَأَنَّهَا سَرِيرٌ مُعْوَجٌّ، أربعَةٌ صَادِرَةٌ وأربعَةٌ وَارِدَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي المُحْكَمِ: أربعَةٌ فِي المَجَرَّةِ وتُسَمَّى الوّارِدَةَ، وأربعَةٌ خَارِجَةٌ تُسَمَّى الصَّادِرَةَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهِي أرْبَعَةُ كَوَاكِبَ مُرَبَّعَةٍ فِي طَرَفِ المَجَرَّةِ، وَهِي شَآميّةٌ.
(وأَنْعَمَ أَنْ يُحْسِنَ) أَوْ يُسِيءَ أَيْ: (زَادَ، و) أَنْعَمَ (فِي الأَمْرِ: بَالَغَ) قَالَ:
(سَمِين الضَّواحِي لم تُؤرّقْه لَيْلَةً ... وأًنعَمَ أَبْكارُ الهُمُومِ وعُونُها)

الضَّواحِي: مَا بَدَا من جَسَدِه، وأَنْعَمَ أَيْ: وَزَادَ على هَذِه الصِّفَةِ: وأَبْكَارُ الهُمُومِ: مَا فَجَأَكَ، وعُونُها: مَا كَان هَمًّا بَعْدَ هَمٍّ.
وفَعَلَ كَذَا وكَذَا، وأَنْعَمَ أَيْ: زَادَ، وَفِي حَدِيثِ صَلاَةِ الظُّهْرِ: " فَأَبْرَدَ بِالظُّهْر وأَنْعَم " أَي: أَطَالَ الإِبْرَادَ وأَخَّرَ الصَّلاَةَ، وَمِنْه قَولُهم: أَنْعَم النَّظَر فِي الشَّيْءِ، إِذَا أَطَالَ الفِكْرَةَ فِيهِ، قَالَ شَيخُنا: وقِيل: هُوَ مَقْلُوبُ أَمْعَنَ.
وقَولُ الشِّاعِرِ:
(فوَرَدَتْ والشَّمسُ لَمَّا تُنْعِمِ ... )

أَيْ: لَمَّا تُبَالِغْ فِي الطُّلُوعِ.
(ونِعْمَ وبِئْسَ) : فِعْلان مَاضِيَان لَا يَتَصَرَّفَانِ تَصَرُّفَ سَائِرِ الأَفْعَالِ؛ لأَنَّهُما استُعْمِلا للحَالِ بِمَعْنَى المَاضَي، فَنِعْمَ مَدْحٌ، وبِئْسَ ذَمٌّ، و (فِيهِما) أَرْبَعُ (لُغَات) ، الأُولَى: نَعِمَ، (كعَلِمَ) ، وَمِنْه قَولُ طَرَفَةَ:
(مَا أَقَلَّتْ قَدَمَايَ إِنَّهُمُ ... نَعِمَ السَّاعُونَ فِي الأَمْرِ المُبِرّ)

هَكَذَا أَنْشَدُوه: كعَلِمَ، جَاؤُا بِهِ عَلَى الأَصْل، وَلم يَكْثُر اسْتِعْمَالُه عَلَيْهِ.
(و) الثَّانِيّةُ، (بِكَسْرَتَيْنِ) بإتْبَاعِ الكَسْرَةِ الكَسْرَةَ.
(و) الثَّالِثَةُ، (بِالكَسْرِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْحِ الكَسْرَةِ الثَّانِيَة.
(و) الرَّابِعَةُ، (بِالفَتْحِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْح الكَسْرَةِ من الثَّانِي وتَرْك الأَوَّل مَفْتُوحًا، ذَكَر الجَوْهَرِيّ هَذِه اللُّغات الأَربعةَ. وَفِي الأَخِيرَة حَكَى سِيبَوَيْهِ أَنَّ مِنَ العَرَب مَنْ يَقُولُ: نَعْمَ الرَّجلُ فِي نِعْم، كَانَ أَصلُه: نَعِم، ثُمَّ خُفِّف بِإسْكَانِ الكَسْرَة. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَشْهَرُ اللُّغَاتِ كَسْرُ النُّونِ مَعَ سُكُون العَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وكَسْرُ العَيْنِ، ثُمَّ كَسْرُهُما. اه.
وَلَا يَدْخُلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلاَّ عَلَى مَا فِيه الأَلِفُ واللاَّم مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا، كَقَوْلِك: نِعْمَ الرَّجُل زَيْد، فهَذَا هُوَ المُظْهَرُ، ونِعْمَ رَجُلاً زَيدٌ، فَهَذَا هُوَ المُضْمَرُ، وَقَالَ الأزْهَرِيّ: إِذَا كَان مَعَ نِعْم وبِئْس اسْمُ جِنْسٍ بِغيْر ألِف ولامٍ
فَهُوَ نَصْبٌ أَبدًا، وَإِن كانَتء فِيهِ الألِفُ واللاَّمُ فَهُوَ رَفْعٌ اَبدًا، وذَلِك قَوْلُك: نِعْم رَجُلاً زَيدٌ، ونِعْم الرَّجُل زَيْدٌ، ونَصَبْتَ رَجُلاً على التَّمِيِيزِ، ولاَ يَعْمَلاَنِ فِي اسْمِ عَلَمٍ، وإنَّمَا يَعْمَلاَنِ فِي اسْمٍ مَنْكُورٍ دَالٍّ عَلَى جِنْسٍ، اَوْ اسْمٍ فِيهِ أَلِفٌ ولاَمٌ تَدُلُّ على جِنْس. وَفِي الصّحاح: وتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، ونِعْمَ المَرْأَةُ هِنْدٌ، وَإِن شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ المَرْأَةُ من وَجْهَين: أَحدُهما أَن يَكونَ مُبْتَدأً قُدِّم عَلَيْهِ خَبَرُه، والثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وإِذَا قُلْتَ: نِعْمَ رَجُلاً فقد أَضْمَرْتَ فِي نِعْمَ " الرَّجُلُ " بِالأَلِفِ واللاَّمِ مَرْفُوعًا، وفَسَّرتَه بِقَوْلِك: رَجُلاً؛ لأَنَّ فَاعِلَ نِعْمَ وبِئْسَ لَا يَكُونُ إِلاَّ مَعْرِفَةً بِالأَلِفِ واللاَّم، أَوْ مَا يُضَافُ إِلَى مَا فِيه الألِفُ واللاَّم، ويُرادُ بِهِ تَعْرِيفُ الجِنْسِ لَا تَعْرِيفُ العَهْدِ، أَو نَكِرة مَنْصُوبَةً.
(ويُقالُ: إنْ فَعَلْتَ) ذَاك (فَبِهَا ونِعْمَتْ، بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ وَقْفًا وَوَصْلاً) ؛ لأَنَّها تَاءُ تَأَنِيثٍ (أَيْ:) و (نِعْمَتِ الخَصْلَةُ) أَو الفَعْلَة، والتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الوَقْفِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِذِي الرُّمَّة:
(أَو حُرَّةٌ عَيْطَلٌ ثَيْجَاءُ مُجْفَرَةٌ ... دَعَائِمَ الزَّوْرِ نِعْمَتْ زَوْرقُ البَلَدِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمْعَةِ فَبِهَا ونِعْمَتْ، ومَنِ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي: وَنِعْمَتْ الخَصْلَةُ أَو الفَعْلَةُ هِيَ، فحَذَفَ المَخْصُوصَ بِالمَدْحِ والبَاءُ فِي ((فَبَهَا)) مُتَعَلِّقَةٌ بفِعْل مُضْمَر، أَي: فَبِهَذِه الخَصْلةِ أَو الفَعْلَةِ، يَعْنِي الوُضُوءَ، يُنالُ الفَضْلُ وقِيل: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى السُّنَّة، أَي: فبِالسُّنَّةِ أَخَذَ، فأَضْمَرَ ذَلِك، (وتَدْخُلُ عَلَيْه مَا، فَيَكْتَفِى بِهَا) مَعَ نِعْم (عَن صِلَتِه تَقوُلُ: دَقَقْتُه دَقًّا نِعِمّا) ، بِكَسْر النُّونِ والعَيْن، ومِثلُه فِي النُّعُوتِ: خِبِقٌّ ودِفِقٌّ، (وَقد تُفْتَحُ العَيْنُ) أَي: مَع كَسْرِ النُّون هَكَذَا قَيَّده أَبُو بَكْرِ بنُ إِبراهيمَ، ونَقلَه الأزهَرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَم، قَالَ: ومِثلُه فِي النُّعُوتِ فَرسٌ هِضَبٌّ أَيْ: كَثِيرُ الجَرْيِ، وزَجْع هِضَمٌّ، وبَعِيرُ خِدَبٌّ للعَظِيمِ، وهِزَبٌّ وهِجَفٌّ للظَّلِيم (أَيْ: نِعْمَ مَا دَقَقْتُه) . قَرَأَ أَبُو جَعْفَر وشَيْبَةُ [ونَافعُ] وعَاصِمٌ وأَبُو عَمْرٍ و {فَنعما هِيَ} ، بِكَسْرِ النُّونِ وجَزْمِ العَيْنِ وتَشْدِيدِ المِيمِ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ،يَعِظُكم بِهِ)) .
(وتَنَعَّمَهُ بالمَكَانِ: طَلَبَه) .
(و) تَنَعَّمَ (الرَّجُل: مَشَى حَافِيًا) ، قيل: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّعَامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيقُ، ولَيِسَ بِقَوِيٍّ.
(و) تَنَعَّمَ (الدَّابَّةَ) ، إِذا (أَلَحَّ عَلَيْها سَوْقًا) .
(و) يُقَالُ: (نَعَمَهُمْ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّخْفِيفِ، والصَّوَابُ: بِالتَّشْدِيدِ، (و) كَذَلِك: (أَنْعَمَهُم) ، إِذَا (أتَاهُم) مُتَنَعّمًا على قَدَمَيْه (حَافِيًا) على غَيْر دَابَّةٍ، ويُقالُ: اَنْعَمَ الرَّجلُ إذَا شَيَّع صَديقَه حَافِيًا خُطُوات.
(والنُّعْمَانُ، بِالضَّمِّ: الدَّمُ، وأُضِيفَتِ الشّقائِقُ إِليْه) ، وَهُوَ نباتٌ أَحمَرُ يُقالُ لَه: الشَّقِرُ (لُحمْرَتِه) ، وَبِه جَزَم عَبْدُ الله بنُ جُلَيْدٍ أَبُو العَمَيْثَل فِي نُقُولِه كَمَا نَقَلَه ابنُ خِلِّكَان. قُلتُ: وَهُوَ قَولُ المُبَرّدِ، (أَوْ هُوَ إِضَافةٌ إِلَى) النُّعْمَانِ (بنِ المُنْذِر) مَلِك العَرَب؛ (لأَنَّه حَمَاهُ) ، وعَلى هَذَا القَوْل اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ، ونَقَلَ عَن أَبِي عُبَيْدَة أَنَّ العَرَبَ كَانَتُ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَةِ النُّعْمَانَ؛ لأَنَّه كَانَ آخِرَهُمْ.
(ومَعَرَّةُ النُّعْمَانِ: د) قَدِيمٌ من الشَّامِ، وأَهلُه تَنُوخُ، يُقالُ: (اجْتَازَ بِهِ النُّعْمَانُ ابنُ بَشِيرٍ) رَضِيَ الله عَنهُ (فَدَفَنَ بِهِ وَلَدًا فأُضِيفَ إِلَيْهِ) ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُه فِي الرَّاء، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ المَعَرِّي.
(والنُّعْمَانُونَ ثَلاَثُونَ صَحَابِيًّا) وهم: النُّعْمَانُ بنُ أَسْمَاءَ وابنُ بادِيةَ، وابنُ بَشِيرٍ، وابنُ تِنْبَالَةَ، وابنُ ثَابِتٍ، وابنُ الحرّ، وابنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أَبِي جعالٍ، وابنُ حارثةَ، وَابْن أبي حزفةَ، وابنُ خَلَفٍ، وابنُ زَيْدٍ والنُّعْمَانُ السَّبَئِيُّ، وابنُ سِنَانٍ، وابنُ سَيَّارٍ، وابنُ شَرِيكٍ، وابنُ عَبْدِ عَمْرٍ و، وابنُ العَجْلاَنِ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ عصرٍ، وابنُ عَمرٍ و، وابنُ أَبي فاطمةَ، وابنُ قَوْقَلٍ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ مَالكِ بنِ ثَعْلَبَة، وابنُ مَالِكِ بنِ عامِرِ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ مورقٍ، وَابْن يَزِيدَ، والنُّعْمَان: قَيْلُ ذِي رُعَيْنٍ، رَضِي الله عَنْهُم.
(وبَنُو نَعَامٍ، كَسَحَابٍ: بَطْنٌ) مِنْ اَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ فِي طَرِيقِ المَدِينَةِ يَعْبُرون بِسوق العَبِيدِ، مِنْهُم سَمَاعَةُ بنُ أَشْوَلَ الشَّاعِرُ.
(والأُنَيْعِمُ) ، مُصَغَّرًا: (ع) .
(والأَنَعَمَانِ: وَادِيَانِ) باليَمَامَةِ عِنْد مَنْعِجٍ وحُزَاز. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الأَنْعَمَان: اسمُ مَوْضِع، وأَنشدَ للرَّاعِي:
(صَبَا صَبْوَةً بَلْ لَجَّ وَهُوَ لَجُوجُ ... وزَالَت لَهُ بِالأَنْعَمَيْن حُدوجُ)

(أَوْهُمَا: الأَنْعَمُ وعَاقِلٌ) ، وَقَالَ نَصْرٌ: الأَنْعَمُ: جَبَلٌ بِاليَمَامة، وهُنَاك آخَرُ قَرِيبٌ مِنْهُ يُقَال لَهُمَا: الأَنْعَمَان.
(والنَّعَائِمُ: ع بِنَوَاحِي المَدِينَةِ) على سَاكِنِها أَفْضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، قَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللِّهْبَيّ:
(ألم يَأْتِ سَلْمَى نَأْيُنا ومُقَامُنَا ... بِبَابِ دُقاقٍ فِي ظِلاَلِ سُلاَلِم)

(سِنينَ ثَلاثًا بِالعَقِيقِ نَعُدُّها ... وَنبت جريد دُونَ فَيْفَا نَعَائِمِ)

(ونَعْمَايَا) - بِفَتْح فسُكُون، وبَعْدَ الأَلِف الأُولى يَاء -: (جَبَلٌ) ، قَالَ:
(وأَغانِيجٌ بِهَا لَوْ غُونِجَتْ ... عُصْمُ نَعْمَايَا إِذَا حطَّتْ تُشَدّ)

(والأَنْعَمُ) ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه بِفَتْح العَيْن، والصَّواب: كأَفْلُس كَمَا ضَبَطَه نَصْرٌ: (ع بالعَالِيَةِ) من المَدِينَةِ، وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ بالمَدِينَةِ عَلَيْهِ بَعضُ بُيُوتِها.
(ونُعْمٌ، بِالضَّمِّ: ع برَحَبَةِ مَالِك) ابنِ طَوْقٍ. (وبُرْقَةُ نُعْمِيٍّ، كَتُركِيٍّ: مِنْ بُرَقِهِمْ) ، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:
(أُسائِلُ مِنْ سُعْدَاكَ مَغْنَى المَعَاهِدِ ... ببُرْقَةِ نُعْمِيًّ فذاتِ الأَساوِدِ)

(والتَّنْعِيمُ: ع عَلَى ثَلاَثَةِ اَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ مِنْ مَكَّةَ) المُشَرَّفَةِ، وَهُوَ (أَقْرَبُ أَطْرَافِ الحَلِّ إِلَى البَيْتِ) الشَّرِيف، (سُمِّيَ) بِهِ (لأنَّ على يَمِينِه جَبَلَ نُعَيْمٍ) ، كَزُبَيْرٍ، (وعَلَى يَسَارِه جَبَلَ نَاعِمٍ، والوادِي اسْمُه: نَعْمَانُ) ، بِالفَتْح.
(والنُّعْمَانِيَّةُ) ظاهِرُ سِيَاقِه بالفَتْح، وضَبَطَه يَاقوتٌ بِالضَّمِّ: (ة بِمِصْرَ) ، كَذَا فِي كِتَابِ ابنِ طَاهِرٍ.
(و) أَيْضا: (د بَيْنَ وَاسِطَ وبَغْدَادَ) فِي نِصْفِ الطَّرِيقِ على ضِفَّةِ دِجْلَةَ مَعْدُودَةٌ فِي أَعْمَالِ الزَّاب الأَعْلَى، وَهِي قَصَبةٌ، وأَهلُها شِيعَةٌ غَالِيَةٌ، وَمِنْهَا: ظَهِيرُ الدِّينِ أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ الخَطِيرِ بنِ أَبِي الحَسَنِ الفَارِسِيُّ النُّعْمَانِيُّ، كانَ يَقُولُ: أَنَا نُعْمَانِيّ مِنْ وَلَد النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، ووُلِدْتُ بالنُّعْمَانِيَّةِ، وأَنتَصِرُ لمَذْهَبِ النُّعْمَانِ فِيمَا يُوَافِقُ اجْتِهَادِي، وَكَانَ يَحْفَظُ الجَمْهَرَةَ لابنِ دُرَيْدٍ، ويَسْرُدُها كالفَاتِحَةِ. قَالَ ابنُ طَاهِر: (وَفِي كُلٍّ مِنْهما مَعْدِنُ) أَي مَقْلَعُ (الطِّينِ) الَّذِي (يُغْسَلُ بِهِ الرَّأْسُ) ، وَهُوَ المَعْرُوفُ بِالطِّفْلِ.
(و) أَيضًا: (ة بسِنْجَارَ) .
(ونَعْمَانُ، كَسَحْبَانَ: وَادٍ وَرَاءَ عَرَفَةَ) بَيْنَ مكَّةَ والطَّائِفِ يَصُبُّ فِي وَدَّان، وَقيل: لهُذَيْلٍ على لَيْلَتَيْنِ من عَرَفَات (وَهُوَ نَعْمَانُ الأَرَاكِ) ؛ لأَنَّه يُنْبِتُه وَقَالَ الأصْمَعِيّ: يَسْكُنُه بَنُو عَمْرِو بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيْلٍ، وبَيْن اَدْناه ومَكَّةَ نِصفُ لَيْلةٍ، بِهِ جَبَلٌ يُقالُ لَهُ: المَدْرَى، وَمن جِبِالِه الأَصْدَارُ، وَمِنْه يَجِيءُ العَسَلُ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ بَعضُ الأَعراب:
(نُسائِلُكُمْ: هَلْ سَالَ نَعْمَانُ بَعْدَكُمْ ... وحُبَّ إلينَا بَطْنُ نَعْمَانَ وَادِيَا)

وَقَالَ أَبُو العَمَيْثَلِ فِي نَعْمَانِ الأَرَاكِ:
(أَمَا والرَّاقِصَاتِ بِذَاتِ عِرْقٍ ... ومَنْ صَلَّى بنَعْمَانِ الأَرَاكِ)

(و) نَعْمَانُ أَيضًا: (وَادٍ قُرْبَ الكُوفَةِ) من ناحِيَةِ البَادِيَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِأَرْضِ الشَّامِ قُرْبَ الفُرَاتِ) بِالقُرْبِ من الرَّحَبَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِالتَّنْعِيمِ) ، جَاءَ ذِكرُه فِي كِتَابِ سيف. وَفِي كِتابِ الأُتْرجَّة: نُعْمَان: بلَدٌ فِي الحِجازِ.
(ومَوْضِعَانِ آخَرَانِ) أَحدُهما: حِصْنٌ من حُصُونِ زَبِيدَ، والثَّانِي: حِصْنٌ فِي جَبَلِ وَصَابِ فِي اليَمَنِ أَيضًا، [من أَعْمَال زَبِيد] .
(ونَاعِمٌ، كَصَاحِبٍ، ومُحَدِّثٍ، وحُبْلَى، وعُثْمَانَ، وزُبَيْرٍ، وأَنْعُم، بِضَمِّ العَيْن، وتَنْعُم، كتَنْصُر: أَسْماءٌ) . فمنَ الأَوّل ناعِمُ بنُ أُجَيْلٍ، تقدَّم ذِكرُه فِي " أج ل "، وَمن الخَامِس: أَنْعَمُ بنُ زَاهِرِ ابنِ عَمْرٍ و: قَبِيلَةٌ فِي مُرَاد.
(ويَنْعَمُ، كَيَمْنَع: حَيٌّ) من اليَمَن.
(ونُعْمٌ، بِالضَّمِّ: اسْمُ (امْرَأَة) .
(و) نُعْمُ: (أَربَعَةُ مَوَاضِعَ) ، مِنْهَا المَوْضِع الَّذِي برَحَبَةِ مَالِك، وَقد ذُكِر قَريبًا.
ونُعْمُ: من حُصُونِ اليَمَنِ بيَدِ [عبد] عَلِيِّ بنِ عَوَّاضٍ.
ونُعْمُ: مَوْضِعٌ آخَرُ يُضافُ إِلَيْهِ الدَّيْر، قَالَ:
(قَضَتْ وَطَرًا مِنْ دَيْرِ نُعْمَ وطَالَمَا ... )
(ونَعَامَةُ الضَّبِّيُّ: صَحَابِيٌّ) ، رَوَى عَنهُ ابنُه يَزِيدُ، إِنْ صَحَّ الحَدِيثُ. (ونُعَيْمٌ، كَزُبَيْرٍ سِتَّةَ عَشَر صَحَابِيًّا) وهم: نُعَيْمُ بنُ بَدْرٍ، وابنُ خَبّابٍ، وابنُ زَيْدٍ، وابنُ سَلاَمَةَ، وابنُ سَعْدٍ، وابنُ عَبْدِ الله النَّحَّامُ، وابنُ قَعْنَبٍ، وابنُ عَبْدِ كلال، وابنُ عَمْرٍ و، وابنُ مَسْعُودٍ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ هَزَّالٍ، وابنُ همادٍ، وابنُ تزيدَ، وابنُ عمرٍ و، رضيَ الله عَنْهُم.
(ونُعَيْمَانُ، مُصَغَّرًا ابنُ عَمْرِو) بنِ رِفَاعَةَ النَّجَّارِيُّ: بَدْرِيٌّ، (وكَانَ مَزَّاحًا يُضْحِكُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَثِيرًا، بَاعَ سُوَيْبَطَ بنَ حَرْمَلَةَ) القُرَشِيَّ العَبْدَرِيَّ البَدْرِيَّ (مِنَ الأَعْرَابِ بعَشْرِ قَلاَئِصَ) ، وذَلِكَ فِي سَفَرِه مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، (فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ) ذَلِكَ (فَأَخَذَ القَلاَئِصَ وَرَدَّهَا، واستَرَدَّ سُوَيْبِطًا، فَضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأَصْحَابُه مِنْه حَوْلاً) ، وقِصَّتُه مَبْسُوطَةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ.
(والتَّنَاعِمُ) ، بِكَسْرِ العَيْن: (بَطْنٌ) من العَرَب يُنْسَبُون إِلَى تَنْعُمَ بنِ عَتِيكِ.
(والمَنْعُمُ، بِضَمِّ العَيْنِ: المِكْنَسَةُ) ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، والَّذِي فِي نَوَادِر الفَرَّاء: قالتِ الدُّبَيْرِيَّةُ: حُقْتُ المَشْرَبَةَ ونَعَمْتُها ومَصَلْتُها، أَي: كَنَسْتُها، وَهِي المِحْوَقَةُ والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ: المِكْنَسَةُ. انْتهى، فالصّوابُ فِيهِ: كمِنْبَرٍ؛ لأَنَّها اسمُ آلَة، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
(والنَّاعِمَةُ: الرَّوْضَةُ) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: وَمن أَسْمَاءِ الرَّوْضَةِ: النَّاعِمَةُ، والوَاضِعَةُ، والنَّاصِفَةُ، والغَلْبَاءُ، واللَّفَّاءُ.
(ونَعْمَانُ بنُ قُرادٍ) عَن ابنِ عُمَرَ، وَعنهُ زيادُ بنُ خَيْثَمَةَ، (ويَعْلَى بنُ نَعْمَانَ عَن بِلالِ بنِ أَبِي الدَّردَاء، (بِفَتْحِهِما: تَابِعِيَّانِ) .
(و) يقالُ: (نَاعِمْ حَبْلَكَ) أَيْ: (أَحْكِمْهُ) بالفَتْلِ.
(ونَعَمْ، بِفَتْحَتَيْنِ) وسُكُونِ المِيمِ، (وَقد تُكْسَرُ العَيْنُ) حَكَاهَا الكِسائِيُّ، وقُرِىءَ بِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ عَن رَجُلٍ من خَثْعَم قَالَ: " دَفَعْتُ إِلَى النّبِيِّ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ بِمِنًى فقُلتُ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيّ؟ فَقَالَ: نَعِمْ ". وكَسَرَ العَيْنَ، وَقَالَ أَبُو عُثْمانَ النَّهْدِيُّ: " أَمَرَنَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين عُمَرُ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ بأَمرْ فقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا: نَعَمْ وقُولُوا: نَعِمْ - بِكَسْرِ العَيْن -، وَقَالَ بَعضُ وَلَدِ الزُّبَيْرِ: " مَا كنتُ أَسْمَعُ أَشْيَاخَ قُرَيْشٍ يَقُولُون إِلاّ نَعِم "، بِكَسْرِ العَيْنِ.
(ونَعَامُ) ، بِإِشْبَاعِ الفَتْحَةِ حَتَّى تَحْدُثَ الألِفُ (عَنِ المُعَافَى بنِ زَكَرِيَّا) النَّهْرَوَانِيِّ، وَهِي لُغَةٌ أَيضًا، وَهِي (كَلِمَةٌ كَبَلَى، إِلاّ أَنَّه فِي جَوَابِ الوَاجِبِ) كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِنَّمَا يُجَابُ بِهِ الاسْتِفْهَامُ الّذي لَا جَحْدَ فِيهِ، قَالَ: وَقد يَكُونُ ((نَعَمْ)) تَصْدِيقًا، ويَكُونُ عِدَةً، ورُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قَالَ: لَيْسَ لَك عِنْدِي ودِيعَةٌ، فَتَقول: نَعَمْ؛ تَصْدِيقًا لَهُ، وبَلَى؛ تَكْذِيبًا لَهُ، ومِثلُه فِي الصِّحاحِ، وحَاصِلُ مَا فِي المُغْنِي وشُرُوحِه أَنه: حَرفُ تَصْدِيقٍ بَعْدَ الخَبَرِ، ووَعْدٌ بَعْدَ افْعَلْ وَلَا تَفْعَلْ، وَبعد اسْتِفْهَامٍ، كهَلْ تُعْطِينِي، وإعلامٌ بَعْدَ اسْتِفْهَامٍ وَلَو مُقَدَّرًا.
(ونَعَّمَ الرَّجُلَ تَنْعِيمًا: قَالَ لَه: ((نَعَمْ)) فنَعِمَ بِذَلِك) بَالاً، كَمَا تَقُولُ: بَجَّلْتُه أَيْ: قُلتُ لَه: بَجَلْ، أَيْ: حَسْبُكَ، حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، واشْتَقَّ ابنُ جِنّي نَعَمْ من النَّعْمَة؛ وذَلِك أنَّ نَعَمْ اَشْرَفُ الجَوَابَيْن، وأسرُّهما للنَّفْسِ، وأَجْلَبُهُما للحَمْدِ، ((وَلَا)) بِضِدِّهما، أَلا تَرَى إِلَى قَولِه:
(وإِذَا قُلتَ: ((نَعَمْ)) فَاصْبِرْ لَهَا ... بنَجاحِ الوَعْدِ إِنَّ الخُلْفَ ذَمّ)

وقَولِ الآخَرِ أَنشدَه الفَارِسِيّ:
(أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واستْعَجَلَتْ بِهِ
((نَعَمْ)) مِنْ فَتَى لَا يَمْنَعُ الجُودَ قَاتِلُهْ)

(ونُعَامَاكَ، بِالضَّمِّ) : مِثْلُ (قُصَارَاكَ) زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(ورجُلٌ مِنْعَامٌ) ، مِثْلُ: (مِفْضَالٍ) ، زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(وأَنْعَمً الله صَبَاحَكَ: من النُّعُومَة) ، كَمَا فِي الصّحَاحِ.
(و) يُقالُ: (أَتَيْتُ أَرْضَهُمْ فتَنَعَّمَتْنِي) أَيْ: (وَافَقَتْنِي) ، وأَقمْتُ بهَا. وَفِي الصّحاح: إِذَا وَافَقَتْه.
(و) قَولُه: (تَنَعَّمَ: مَشَى حَافِيًا) . مُكَرَّر.
(و) كَذَا قَولُه: وتَنَعَّمَ (فُلاُنًا: طَلَبَه) . مُكَرَّرٌ أَيضًا، هَكَذَا يُوجَدُ فِي سَائِرِ النُّسَخ.
(و) تَنَعَّمَ (قَدَمّه: ابْتَذَلَهَا) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: تَنَعَّمَ قَدَمَيْه: ابْتَذَلَهُمَا، كَذَا نَصَّ اللّحْيَانِيّ فِي النَّوَادِرِ، وأَنْشَدَ:
(تَنَعَّمَهَا مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... فَأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وَهُوَ بَطينٌ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النُّعْمُ بالضَّم: خلافُ البؤْسِ؛ يُقالُ: يَومٌ نُعْمٌ ويَوْمٌ بُؤْسٌ، والجَمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ.
ورَجُلٌ نَعِمٌ، كَكَتِفٍ: بَيِّنُ المَنْعَمِ، كمَقْعَدٍ.
ويَجُوزُ: تَنَعَّمَ، فَهُوَ: نَاعِمٌ.
ومَا أَنْعَمنَا بِكَ؟ أَيْ: مَا الّذِي أَقْدَمَك عَلَيْنا؟ يُقالُ لِمَنْ يُفْرَحُ بِلِقَائِه؛ كأَنَّه قَالَ: مَا الّذِي أَسَرَّنَا. وأَقَرَّ أَعْيُنَنَا بِلِقَائِكَ ورُؤْيَتِكَ، وقَولُ الشَّاعِرِ:
(مَا أَنْعَمَ العَيْشَ لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثَ عَنهُ وَهُوَ مَلْمُومُ)
إنَّمَا هُوَ على النَّسَبِ، لأَنَّا لم نَسْمَعْهُم قَالُوا: نَعِمَ العَيْشُ، ونَظِيرُه مَا حَكَاه سِيبَوَيْهِ من قَولِهِم: [هُوَ] أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، [وأَحْنَكُ البَعِيرَيْنِ] فِي أَنَّه اسْتُعْمِلَ مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّبِ وَإِن لم يَكُ مِنْهُ فِعْلٌ.
وأَنْعَم: صارَ إِلَى النَّعِيم، ودَخَلَ فِيهِ، كأَشْمَلَ، إِذا دَخَلَ فِي الشَّمَالِ.
وأَنْعَمَ لَهُ: قَالَ لَهُ: نَعَمْ، ومِنه قَولُ أَبِي سُفْيَان: ((أَنْعَمَتْ فَعَالِ عَنْها)) ، أَي: أَجَابَتْ بنَعَمْ فَاتْرُكْ ذِكْرَها؛ يَعْني هُبَلَ.
وقَولُهم: عِمْ صَبَاحًا، تَحيَّةُ الجَاهِليَّةِ، كَأَنَّه مَحْذُوفٌ من نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالكَسْرِ، كَمَا تَقُولُ: كُلْ؛ مِنْ اَكَلَ يَأْكُلُ، فَحَذَفَ مِنْهُ الأَلِفَ والنُّونَ؛ اسْتِخْفَافًا كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي شَرْح المُفَضَّلِيَّات: شَخْصُ كُلِّ إِنْسَانٍ نَعَامَتُه.
وتَنَعُّمُ، كَتَكَرُّم: مَنْبّذَةٌ لِبَعْضِ المُلُوكِ. قَالَ أَبُو حَيّان: وكَأَنَّه مَنْقُولٌ من المَصْدر، وتَاؤُه زَائِدَة.
وأَجْفَلُوا نَعَامِيَّةً، أَيْ: إِجْفَالَةً، كَإِجْفَالِ النَّعَام، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.
وتُجْمَعُ النَّعامَةُ للطَّائِرِ على: نَعَامَاتٍ، ونَعَائِمَ، ونَعَامٍ.
ويُقالُ: رَكِبَ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ، إِذَا جَدَّ فِي أَمْرِه.
ويُقالُ للمُنْهَزِمِين: أَضْحَوْا نَعَامًا، وَمِنْه قَولُ بِشْرٍ:
(فأَمَّا بَنُو عَامِرٍ بِالنِّسارِ ... فَكَانُوا غَدَاةَ لَقُونَا نَعَامَا)

وَإِذا ظَعَنُوا مُسْرِعِين، قَالُوا: خَفَّتْ نَعَامَتُهم.
ويُقالُ للعَذَارَى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضُ نَعامٍ.
ويُقالُ للفَرَس: لَهُ سَاقَا نَعَامَةٍ؛ لِقِصَر سَاقَيْه.
ولَهُ جُؤْجُؤُ نَعَامَةٍ؛ لارْتِفَاعِ جُؤْجُؤِها.
ومِنْ أَمْثَالِهم: مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعَام؟ [وَذَلِكَ أَنَّ مساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجِبال، ومساكنَ النَّعامِ السُّهُولةُ؛ فهما لَا يَجْتمعان أبدا] .
ويُقالُ: لِمَنْ يُكْثِرُ عِلَلَه عَلَيك: مَا أَنتَ إِلاَّ نَعَامَةٌ؛ يَعْنُون قَوْلَه:
(ومِثْلُ نَعَامَةٍ تُدْعَى بَعِيرًا ... تُعَاظَمُه إِذَا مَا قِيلَ: طِيرِي)

(وإِنْ قِيلَ: احْمِلِي قَالَتْ: فَإِنِّي ... مِنَ الطَّيْرِ المُرِبَّةِ فِي الوُكُورِ)

ويَقُولُون للَّذي يَرْجِعُ خَائِبًا: جَاءَ كَالنَّعامَةِ؛ لأَنَّ الأَعْرَابَ يَقُولُونَ: إِنَّ النَّعامَةَ ذَهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَيْنِ فَقَطَعُوا أُذُنَيْهَا، فَجَاءَتْ بِلاَ أُذُنَيْن، وفِي ذلِك يقُولُ بعْضُهم:
(اوْ كَالنَّعَامَةِ إِذْ غَدَتْ مِنْ بَيْتِها ... لِتُصَاغَ أُذْنَاهَا بِغَيْرِ اَذِينِ)

(فاجْتُثَّتْ الأُذُنَانِ مِنْهَا فانْتَهَتْ ... هَيْمَاءَ لَيْسَتْ مِنْ ذَوَاتِ قُرُونِ)

وقَالَ اللِّحْيَانِيّ: يُقالُ للإِنْسَانِ: إِنَّه لَخَفِيفُ النَّعَامَةِ إِذَا كَانَ ضَعِيفَ العَقْلِ.
وأَرَاكَةٌ نَعَامَةٌ: طَوِيلَةٌ.
وابنُ النَّعَامَةِ: الطَّرِيقُ، وَقيل: عِرْقٌ فِي الرَّجْلِ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: قَالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُه من العَرَب، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: حَكَاه فِي المُصَنَّف، وقِيلَ: ابنُ النَّعامةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وقِيلَ: صَدْرُ القَدَمِ، وقِيلَ: مَا تَحْتَ القَدَمِ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(فيَكُونُ مَرْكَبَك القَعُودُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ عِند ذَلِك مَرْكَبِي)

فُسِّرَ بِكُلِّ ذَلِك، وقِيلَ: ابنُ النَّعَامَة: فَرَسُه، وهَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأصْمَعِيّ، وقِيلَ: رِجْلاه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ اسمٌ لِشِدَّةِ الحَرْبِ [كَقَوْلِهِم: أُمّ الحَرْبِ] ، ولَيْسَ ثَمَّ امْرأَةٌ، وإِنَّمَا ذَلِك كَقَوْلِهم: بِهِ دَاءُ الظَّبْيِ، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا البَيْتُ لِخَزَز بنِ لَوْذَانَ السَّدُوسِيِّ وقَبلَه:
(كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ بَارِدٍ ... إِن كُنتِ سَائِلَتِي غَبُوقًا فَاذْهَبِي)

(لَا تَذْكُرِي مُهْرِي وَمَا أَطْعَمْتُه ... فَيَكُونَ لَونُكِ مِثْلَ لَوْنِ الأجْرَبِ)

(إنّي لأَخْشَى أَنْ تَقُولَ حَليلَتِي: ... هَذَا غُبارٌ سَاطِعٌ فَتَلَبَّبُ)

(إنَّ الرِّجَالَ لَهُمْ إِلَيكَ وَسِيلَةٌ ... إنْ يَأْخُذُوكِ تَكَحَّلِي وتَخَضَّبِي)

(ويَكُونُ مَرْكَبَكِ القَلُوصُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِي) وَقَالَ: هَكَذَا ذَكَره ابنُ خَالَوَيْهِ وأبُو مُحَمَّدٍ الأَسْودُ، وَقَالَ: ابنُ النَّعَامَةِ: فَرَسُ خُزَر بنِ لَوْذَانَ، والنَّعَامة أُمُّه فَرَسُ الحَارِثِ بنِ عَبَّاد قَالَ: وتُرْوَى الأَبْياتُ أَيْضا لِعَنْتَرَةَ.
قَالَ: والنَّعَامَةُ: خَطٌّ فِي باطِنِ الرِّجْلِ.
وَفِي كِتابِ الأغَانِي لأَبِي الفَرَج فِي مَعْنَى هَذِه الأَبيات: إِن نِهَايَةَ غَرَضِ الرِّجالِ مِنْكِ إِذا أَخَذُوكِ الكُحْلُ والخِضَابُ؛ للتَّمَتُّع بك، ومَتَى أَخَذُوكِ أَنتِ حَمَلُوكِ على الرَّحْلِ، والقَعُودِ، وأَسَرُونِي أَنَا، فَيَكُونُ القَعُودُ مَرْكَبَكِ، ويَكُونُ ابنُ النَّعامَةِ مَرْكَبِي أَنَا، وَقَالَ: ابنُ النَّعامَةِ: رِجْلاَهُ، أَوْ ظِلُّه الَّذِي يَمْشِي فِيهِ. قَالَ ابنُ المُكَرَّم: وَهَذَا أَقْرَبُ إِلَى التَّفْسِيرِ من كَوْنِه يَصِفُ المَرْأَةَ برُكُوبِ القَعُودِ، ويَصِفُ نَفْسَه برُكُوبِ الفَرَسِ، اللَّهُمَّ إلاَّ أَنْ يَكُونَ رَاكِبُ الفَرَسِ مُنْهَزِمًا مُوَلِّيًا هَارِبًا، ولَيْسَ فِي ذَلِك من الفَخْرِ مَا يَقُولُه عَن نَفْسِه، فَأَيُّ حَالةٍ أَسْوأُ من إِسْلامِ حَلِيلَتِه وهَرَبِه عَنْها رَاكِبًا أَوْ رَاجِلاً؟ فَكَوْنُه يَسْتَهْوِلُ اَخْذَها وحَمْلَها وأَسْرَه هُوَ ومَشْيَه هُوَ الأَمْرُ الَّذِي يَحْذَرُه ويَسْتَهْوِلُه، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
والنَّعَامُ: النَّعائِمُ من النُّجُومِ لُغَةٌ فِيه، وأَنشَد ثَعْلَب:
(بَاضَ النَّعامُ بِهِ فَنَفَّرَ أَهْلَهُ ... إِلاّ المُقِيمَ عَلَى الدَّوَى المُتَأَفِّنِ)

ويُقالُ: بَاضَ النَّعَامُ عَلَى رُؤُوسِهِم إِذا لَبِسُوا البَيْض، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
ونَاعِمَةُ: مَوْضِعٌ.
ونَعْمَانُ الغَرْقدِ: موضِعٌ بِالمَدِينَةِ، ويُقالُ لَهُ نَعْمَانُ الأَصْغَرُ، كَمَا يُقالُ لِنَعْمَانِ الأَرَاكِ بِمَكَّةَ: الأَكْبَرُ.
ونَعْمَانُ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، وَهُوَ غَيرُ الوَادِي الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكرُه، ويُقالُ لَهُ: نَعْمَانُ السَّحَابِ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابنِ جُبَيْر، وأَضَافَه إِلَى السَّحابِ؛ لأَنَّه رَكَدَ فَوْقَه لعُلُوِّه. ونَعْمَانُ الصَّدْرِ: حِصْنٌ بِنَاحِيَة النِّجَادِ من اليَمَن.
ومُسَافِرُ بنُ نِعْمَةَ بنِ كُرَيْرٍ: من شُعَرَائِهِم، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابِيّ.
وسَمَّوْا: نُعَمِيًّا، كَدُعْمِيٍّ.
ويَوْمُ نِعْمَةَ، بِالكَسْرِ: من أَيَّام العَرَب، عَن ياقُوت.
ونَعَامٌ كَسَحَابٍ: مَوْضِعٌ بِاليَمَنِ.
وبَرقٌ، ونَعَامٌ: مَا آن لبَنِي عُقَيْل خلا عُبَادَةَ عَن الأصْمَعِي. وَفِي الصِّحَاحِ: مَوْضِعَان من أَطْرَافِ اليَمَن. وَقَالَ يَاقُوت: نَعَام: وادٍ بِاليَمَامَةِ لِبَنِي هِزَّانَ فِي اَعْلَى المَجَازَة، كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ.
ونَاعِمَةُ: امرأَةٌ طَبَخَتْ عُشْبًا يُقالُ لَهُ: العُقَّارُ، رَجَاءَ أَن يَذْهَبَ الطَّبْخُ بِغَائِلَتِه فأَكَلَتْه، فَقَتَلها، فسُمِّيَ العُقَّارُ لِذَلِك عُقَّارَ نَاعِمَةَ، رَوَاهُ ابنُ سِيدَه، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وَقد ذُكِر فِي " ع ق ر ".
ونُعْمابَاذُ: قَرْيَةٌ بِسَوَادِ الكُوفَةِ، نُسِبَتْ إِلَى نُعْمَ سُرِّيَّةِ النُّعْمَانِ، قَالَه الكَلْبِيُّ.
ونَاعِمٌ: حِصْنٌ من حُصُون خَيْبَر، عِنْدَه قُتِلَ مَحْمُودُ بنُ مَسْلَمَة، ألقَوْا عَلَيْهِ رَحَى فَقَتَلُوهُ.
وَأَيْضًا: مَوْضِعٌ آخَرُ فِي شِعْرٍ عَدِيِّ ابنِ الرِّقاع.
وذُو نَعَامَةَ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرٍ، كثُمَامةَ: بَطْنٌ من ذِي يَزَن، مِنْهُم عبدُ الله بنُ إسماعيلَ بنِ ذِي نُعَامَةَ، ذَكَره الهَمَدَانِيُّ فِي الإِكْلِيلِ.
وبَنُو النَّعَامة: بَطْنٌ من كَلْب، مِنْهُم ابنُ أَدْهَمَ الشَّاعِرُ، ذَكَره ابنُ الكَلْبَيّ.
ونُعْمَةُ بنُ المُؤَيّد الطُّرسُوسِيُّ، بِالضَّمِّ من مَشَايِخ السِّلَفِيّ، قَالَ الحَافِظُ: هُوَ فَرْدٌ.
قلتُ: ونُعْمَةُ بنُ يُوسُفَ بنِ عَلِيّ بنِ دَاودَ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ بِاليَمَن، وهم أَشرافُ وَادِي وَسَاع، ضُبِطَ بِالضَّمِّ هَكَذا، وَيُقَال لوَلَدِه النُّعْمِيُّون، بالضَّمِّ، وفِيهم كَثْرَةٌ، مِنْهُم الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ، تَرجَمَهُ الحَمَوِيُّ، والهَادِي بنُ إِسماعيلَ قَاضِي بَيْتِ الفَقِيهِ، رأيتُه بِهَا، وعليُّ بنُ إِدريسَ بنِ عَلِيٍّ النُّعْمِيُّ جَدُّ آلِ عَلِيٍّ بِالمِخْلاَفِ.
وكَأَمِيرٍ: عَبْدُ اللهِ بنِ نَعِيمِ الحَوْرَانِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأَبُو النَّعِيمِ رِضْوَانُ النَّحْوِيُّ والعقبي، الأَخِيرُ من مِشَايِخِ شَيْخِ الإِسلام زَكَرِيَّا.
ونَعِيمَةُ، كَسَفِينَةٍ: رجُلٌ مِن الكَلاَعِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو الحَسَنِ حيّ الكَلاَعِيُّ النَّعِيمِيُّ، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ فِي الْغسْل، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وبِالضَّمِّ: نُعَيْمُ بنُ حضورِ بنِ عَدِيٍّ فِي حِمْيَر.
والنَّعِيمِيُّون: جَمَاعَةٌ نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم نُعَيْمٍ، ونُعَيْمٌ المُجّمِّرُ مَرّ للمصَنِّف فِي " ج م ر ".
ويُقالُ لِلطُّوالِ: يَا ظِلَّ النَّعَامَةِ. 

أصص

أصص
أَصيص [مفرد]: ج أَصائصُ وأُصُص: إناء مزخرف لوضع نبات أو شجرة صغيرة فيه، ويكون من الفخّار غالبًا. 
[أصص] الأُصُّ: الأصلُ. والأَصيصُ: الرِعدةُ. والاصيص أيضا: ما تكسر من الآنية، وهو نصف الجرة أو الخابية تزرع فيه الرياحين. وقول عديّ: يا ليتَ شِعْري وأنا ذو عَجَّةٍ * متى أَرى شَرْباً حوالى أصيص * يعنى به أصل الدن. أبو عمرو: وناقة أَصوصُ، أي شديدةٌ. وقد أَصَّتْ تؤص، حكاه عنه أبو عبيد. 
أص ص

الأُصُّ والأَصُّ الأصلْ والجمعُ آصَاصٌ أنشد ابنُ دُريدٍ

(قِلالُ مَجْدٍ فَرَّعَتْ آصاصاً ... وَعِزَّةً قَعْسَاءَ لَنْ تُنَاصَا)

وبِناءٌ أَصِيصٌ محكمُ كرَصِيصٍ وناقةٌ أَصُوصٌ شديدةٌ مُوَثَّقةٌ وقيل كريمةٌ تقولُ العربُ ناقةٌ أصُوصٌ عليها صُوصٌ أي كريمةٌ عَليها بَخِيلٌ وقيل هي الحائل التي حُمِلَ عليها فلم تَلْقَح وجمعُها أُصُصٌ وقد أَصَّتْ تَئِصُّ وجئَ به من إِصِّكَ أي من حيث كان وإنه لأَصِيصٌ كَصِيصٌ أي مُنْقبضٌ وله أَصِيصٌ أي تَحرُّكٌ والْتِواءٌ من الجَهْدِ وأفْلَتَ له أَصِيصٌ أي رِعْدَةٌ ويقال ذُعْرٌ وانقباضٌ والأَصيصُ أيضاً الدَّنُّ المقطوعُ الرأسِ وقيل هو أَسْفلُ الدَّنِّ كان يُوضعُ لِيُبالَ فيِه

أصص: الأَصُّ والإِصُّ والأُصُّ: الأَصلُ؛ وأَنشد ابن بري للقُلاخ:

ومِثْلُ سَوَّارٍ رَدَدْناه إِلى

إِدْرَوْنِه ولُؤْمِ أَصِّه على

الرَّغْمِ مَوْطُؤَ الحَصَى مُذَلَّلا

وقيل: الأَصّ الأَصلُ الكريم، قال: والجمع آصاصٌ؛ أَنشد ابن دريد:

قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا،

وعِزَّةً قَعْساءَ لن تُنَاصا

وكذلك العَصُّ، وسيأْتي ذكره. وبِناءٌ أَصِيصٌ: مُحْكَم كرَصِيص. وناقة

أَصُوصٌ: شديدةٌ مُوَثَّقةٌ، وقيل كريمة. تقول العرب في المَثَل: ناقة

أَصُوصٌ عليها صُوص أَي كريمة عليها بَخِيل، وقيل: هي الحائلُ التي قد

حُمِل عليها فلم تَلْقَحْ، وجمعُها أُصُصٌ، وقد أَصَّتْ تَئِصّ؛ وقيل:

الأَصُوصُ الناقةُ الحائلُ السَّمِينةُ؛ قال امرؤ القيس:

فهل تُسْلِيَنَّ الهَمَّ عَنْكَ شِمِلَّةٌ،

مُداخَلَةٌ صَمُّ العِظامِ أَصُوصُ؟

أَرادَ صَمَّ عِظامُها. وقد أَصّتْ تَؤُصُّ أَصَيصاً إِذا اشْتَدّ لحمها

وتَلاحَكَتْ أَلْواحُها. ويقال: جِئْ به من إِصِّكَ من حيث كان. وإِنه

لأَصيصٌ كَصيصٌ أَي مُنْقبض. وله أَصيصٌ أَي تحرُّكٌ والتواء من الجَهد.

والأَصيصُ: الرِّعْدةُ. وأَفْلَت وله أَصيصٌ أَي رِعْدة، يقال: ذُعْرٌ

وانْقِباضٌ. والأَصِيصُ: الدِّنُّ المقطوع الرأْس؛ قال عبدة بن

الطَّبِيب:لنا أَصِيصٌ كجِزمِ الحَوْضِ، هَدَّمَه

وطْءُ الغَزال، لَدَيْه الزِّقُّ مَغْسُول

وقال خالد بن يزيد: الأَصِيصُ أَسْفلُ الدَّنِّ كانَ يُوضَعُ لِيُبالَ

فيه؛ وقال عديّ بن زيد:

يا ليتَ شِعْري، وأَنا ذو غِنىً،

متى أَرَى شَرْباً حَوَالَيْ أَصِيص؟

يعني به أَصْل الدَّنّ، وقيل: أَراد بالأَصِيصِ الباطِيةَ تشبيهاً

بأَصْل الدَّنِّ، ويقال: هو كهيئة الجَرِّ له عُرْوتانِ يُحْمل فيه الطينُ.

وفي الصحاح: الأَصِيصُ ما تكَسّر من الآنية وهو نصف الجَرِّ أَو الخابية

تُزْرَعْ فيه الرياحينُ.

أصص
.} أَصَّهُ، كمَدَّهُ: كَسَرَه. وأَيْضاً مَلَّسَهُ، والمُسْتَقْبَلُ مِنْهُمَا يَؤُصُّ، كَمَا فِي العُبابِ. و {أَصَّ الشَّيْءُ} يَئِصُّ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ بَرَقَ، عَن أَبِي عُمَرَ الزّاهِدِ. و {أَصَّتِ النّاقَةُ تَؤُصُّ، بالضَّمِّ قَالَه أَبُو عَمْروٍ، وحَكَاهُ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ،} وتَئِصُّ بالكَسْرِ، {أَصِيصاً، وهذِه عَن أَبِي عَمْروٍ أَيْضاً، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه، وقالَ أَبو زَكَرِيّا عِنْدَ قَوْلِ الجَوْهَرِيِّ} تَؤُصُّ، بالضَّمِّ: الصَّوابُ! تَئِصُّ، بالكَسْرِ لأَنَّه فِعْلٌ لازِمٌ، وقَالَ أَبُو سَهْلٍ النَّحْوِيُّ: الَّذِيقَرَأْتُه عَلَى أَبِي أُسَامَةَ فِي الغَرِيبِ المُصَنَّفِ: {أَصَّت} تَئِصُّ، بالكَسْرِ، وهُوَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ فِعْلٌ لازِمٌ. قُلْتُ: وقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا الصّاغَانِيُّ، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ إِذا اشْتَدَّ لَحْمُها وتَلاحَكَتْ أَلْوَاحُهَا. قالَ شَيْخُنَا: لَمْ يَذْكُرْه غَيْرُ المُصَنِّفِ، فَهُوَ إِمّا أَنْ يُسْتَدْرَكَ بِه على الشَّيْخِ ابْن مالكٍ فِي الأَفْعَالِ الَّتِي أَوْرَدَها بالوَجْهَيْنِ، أَو يُتَعَقَّب المُصَنّفُ بِكَلامِ ابنِ مالكٍ وأَكْثَرِ الصَّرْفِيِّينَ واللُّغَوِيِّين حَتَّى يُعْرَف مُسْتَنَدُه. انْتهى. قُلْتُ: الصَّوابُ أَنَّه يُسْتَدْرَكُ بِهِ على ابنِ مالكٍ ويُتَعَقَّب، فإِنّ الضّمَّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِى عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَمْروٍ، والكَسْرَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن أَبِي عَمْروٍ أَيْضاً، وصَوَّبَه أَبُو زَكريّا وأَبُو سَهْلٍ، فَهُمَا روايَتَان، وَهَذَا هُوَ المُسْتَنَدُ، فتأَمّلْ. وقِيلَ:! أَصَّتِ النّاقَةُ، إِذا غَزُرَتْ، قِيلَ: ومِنْهُ أَصْبَهَانُ للبَلَدِ المَعْرُوفِ بِالعَجَمِ أَصْلُه: أَصَّتْ بَهَانُ، قالُوا: بَهَان كقَطَام: اسْمُ امْرَأَةٍ، مبنِيٌّ أَوْ مُعْرَبٌ إِعْرَابَ)
مَا لَا يَنْصَرِفُ، أَي سَمِنَتْ المَلِيحَةُ، سُمِّيَتْ المَدِينَةُ بذلِكَ لحُسْنِ هَوَائِهَا وعُذُوبَةِ مائهَا، وكَثْرَةِ فَواكِههَا، فخُفِّفَتْ اللَّفْظَةُ بحَذْفِ إِحْدى الصّادَيْنِ والتّاء، وبَيْنَ سَمِنَتْ وسُمَّيَتْ جِنَاسٌ، وأَمّا ماذَكَرَه مِنْ صِحَّةِ هَوَائِهَا إِلَى آخِرِه، فقَالَ مِسْعَرُ ابنُ مُهَلْهِلِ: أَصْبَهَانُ صَحِيحَةُ الهَوَاءِ، نَقِيَّةُ الجَوّ خالِيَةٌ مِنَ جَمِيعِ الهَوَامِّ، لَا تَبْلَى المَوْتَى فِي تُرْبَتِهَا، وَلَا تَتَغَيّر فِيهَا رَائِحَةُ اللَّحْمِ ولَوْ بَقِيَتِ القِدْرُ بعدَ أَنْ تُطْبَخَ شَهْرَاً، ورُبَّمَا حَفَرَ الإِنْسَانُ بهَا حَفِيرَةً فيَهْجُم على قَبْرٍ لَهُ أُلُوفُ سِنينَ والمَيِّتُ فِيهَا عَلَى حالِهِ لَمْ يَتَغَيَّرْ، وتُرْبَتُهَا أَصَحُّ تُرَبِ الأَرْضِ، ويَبْقَى التُّفّاحُ بِها غَضّاً سَبْعَ سِنينَ، وَلَا تُسَوِّسُ بِهَا الحِنْطَةُ كَمَا تُسَوّسُ بِغَيْرِها، قالَ ياقُوت: وهِيَ مَدِينَةٌ مَشْهُورَةٌ من أَعْلامِ المُدُنِ، ويُسْرِفُون فِي وَصْفِ عِظَمِهَا حَتَّى يَتَجَاوَزُوا حَدَّ الاقْتِصَادِ إِلَى غَايَةِ الإِسْرَافِ، وهُوَ اسْمٌ للإِقْلِيمِ بأَسْرِه. قَالَ الهَيْثَمُ بن عَدِيٍّ: وَهِي سِتَّةَ عَشَرَ رُسْتَاقاً، كُلُّ رُسْتَاقٍ ثَلاثُمائَةٍ وسِتُّونَ قَرْيَةٍ قَدِيمةَ سِوَى المُحْدَثَةِ، ونَهْرُها المَعْرُوفُ بِزَيْدَ رُوذ فِي غايَةِ الطِّيبِ والصِّحَّةِ والعُذُوبَةِ، وقَدْ وَصَفَتْهُ الشُّعَرَاءُ، فقَال بَعْضُهُم:
(لَسْتُ آسَى مِنْ أَصْبَهَانَ عَلَى شَيْ ... ءٍ سِوَى مَائِهَا الرَّحِيقِ الزُّلاَلِ)

(ونَسِيمِ الصَّبَا ومُنْخَرقِ الرِّي ... حِ وجُوٍّ صافٍ على كُلِّ حالِ)

(ولَها الزَّعْفَرَانُ والعَسَلُ الما ... ذِيُّ والصّافِنَاتُ تَحْتَ الجِلاَلِ)
ولذلكَ قَالَ الحَجّاجُ لبَعْضِ مَنْ وَلاّهُ أَصْبَهَان: قد وَلَّيْتُكَ بَلْدَةً حَجَرُهَا الكُحْلُ، وذُبَابُهَا النَّحْلُ، وحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ. قالُوا: وَمن كَيْمُوسِ هَوَائِهَا وخاصّيَّتِه أَنْهُ يٌ بْخِّلُ، فَلا تَرَى بِهَا كَرِيماً، وَفِي بَعْضِ الأَخْبَارِ أَنّ الدّجّالَ يَخْرُجُ من أَصْبَهَانَ. والصَّوَابُ أَنّهَا كَلِمَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ، وهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ الجَمَاهِيرُ، وصَوَّبَه شَيْخُنا، قالَ: فحِينَئذٍ حَقُّهَا أَنْ تُذْكَرَ فِي بَاب النُّونِ وفُصْل الهَمْزَةِ لأَنّها صارَتْ كَلِمَةً وَاحدَةً عَلَماً عَلَى مَوْضعٍ مُعَيَّنٍ، حُرُوفُهَا كُلُّهَا أَصْلِيَّة، وَلَا يُنْظَرُ إِلَى مَا كَانَتْ مُفْرَداتُهَا، وقَدْ تُكْسَرُ هَمْزَتُهَا، قالَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ: هكَذَا قَيَّدَه البَكْرِيُّ فِي كِتَابهِ المُعْجَم.
قلتُ: وتَبعَه ابنُ السَّمْعَانِيّ، قَالَ ياقُوت: والفَتْحُ أَصَحُّ. وأَكْثَرُ، وَقد تُبْدَلُ باؤُهَا فَاء فيُقَالُ: أَصْفَهانُ فِيهِمَا، أَيْ فِي الكَسْرِ والفَتْحِ. قُلْتُ: وَقد تُحْذَفُ الأَلِفُ أَيْضا، فيَقُولُون: صَفَاهان، كَمَا هُوَ جَارٍ الآنَ عَلَى ألَسْنِتَهِم، قَالَ شيخُنَا: إِنْ أُرِيدَ من الأَجْنَاد الفُرْسَانَ، كَمَا مالَ إِلَيْه السُّهَيْلِيُّ وحَرَّرهُ فَهُوَ ظاهِرٌ، وباؤُه حينَئذٍ خالصةٌ، وإِلاَّ فَفِيه نَظَرٌ. قُلْتُ: الَّذِي قالَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ فِي ذِكْرِ حَدِيثِ سَلْمَانَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: كُنْتُ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَان مَا نَصُّه: وأَصْبَه بالعَرَبِيّة) فَرَسٌ، وقِيلَ: هُو العَسْكَرِ، فمَعْنَى الكَلِمَةِ: مَوْضِعُ العَسْكَرِ أَو الخضيْل أَو نَحْو هَذَا. انْتَهَى، فلَيْسَ فِيهِ مَا يَدُّلُّ على أَنّه أَرادَ من الأَجْنَادِ الفُرْسَانَ، وَلَا مَيْله إِلَيْه، فتَأَمَّلْ. ثُمَّ قَولُ السُّهَيْلِيّ: مَوْضِعُ العَسْكَرِ أَو الخَيْل يَحْتَاجُ إِلَى نَظَرٍ لأَنَّهُ لَيْسَ فِي اللَّفْظِ مَا يَدُلُّ عَلَى المَوْضِعِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بحَذْفِ مُضَافٍ، ثمَّ قَالَ شَيْخُنَا: وَفِي كَلام ابنِ أَبي شَرِيفٍ وجَمَاعَةٍ أَنَّهَا تُقَالُ بَيْنَ الباءِ والفَاءِ، وقالَ جَمَاعَةٌ: إِنَّهَا تُقَالُ بالبَاءِ الفَارِسيَّةِ، قَالَ شَيْخُنَا: قُلْتُ: وهُوَ المُرَادُ بأَنَّهَا بَيْنَ الباءِ والفَاءِ.
وتَعَقَّبُوه بنَاءً على مَا بَنَوْا عَلَيْه مِنْ أَنَّ المُرَادَ الفُرْسَانُ، والأَسْبُ حينَئِذٍ هُوَ الخَيْلُ بالبَاءِ العَرَبِيَّةِ، ولكِنْ بالسِّينِلا الصّادِ، ففِيهِ نَظَرٌ منْ هذَا الوَجْه، فَتَأَمَّلْ: انْتَهَى. قُلْتُ: مَا ذَكَرَه ابنُ أَبِي شَرِيفٍ: وَقَالَ جَمَاعَةٌ مَعَ مَا قَبْلَهُ قولٌ واحِدٌ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه شَيْخُنَا عَلَى الصَّوَابِ وأَمّا قَوْلُ شَيْخُنَا فِي التَّعْقُّبِ عَلَيْه: والأَسْبُ حينَذٍ إِلخ، فَفِيه نَظَرٌ لأَنَّ الأَسْبَ اسْمٌ بمَعْنَى الفَرَسِ، بالبَاءِ العَجَمِيَّة لَا العَرَبِيَّةِ، وتَعْبِيرُه بالخَيْلِ يَدُلُّ عَلَى أَنّه اسْمُ جَمْعٍ، ولَيْسَ كَذلِكَ، وَفِي عِبَارَةِ السُّهَيْلِيّ: وأَصْبَه، بالعَرَبِيَّةِ: الفَرَسُ، كَما تَقَدَّم، فظَهَرَ بذلكَ أَنَّهُ يُقَال أَيْضا بالصَادِ، وكَأَنَّهُ عنْدَ التَّعْرِيبِ، فتَأَمَّلْ.
وأَصْلُهَا إِسْبَاهانْ جَمْعُ إِسْباه، بالكَسْرِ، وهَان عَلامَةُ الجَمْعِ عِنْدَهُم: أَي الأَجْنَادُ، لأَنَّهُم كانُوا سُكّانَهَا، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَصْبَهَان اسْمٌ مُرَكَّبٌ لأَنَّ الأَصْبَ البَلَدُ بلسَانِوَقَالَ امْرُؤُ القَيْس:
(فَدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عَنْكَ بجَسْرَةٍ ... مُدَاخَلَةٌ صُمُّ العِظامِ {أَصُوصُ)
وقِيلَ: هِيَ الَّتِي قد حُمِلَ عَلَيْها فلمْ تَلْقَحْ. وَعَن ابنِ عَبّادٍ:} الأَصُوصُ: اللِّصُّ، يُقَال: {أَصُوصٌ عَلَيْها} أَصُوصٌ، ج {أُصُصٌ، بِضَمَّتَيْنِ.} والأَصُّ مُثَلَّثَةً عَن ابنِ مالِكٍ، الكَسْرُ عَن الجَوْهَرِيِّ، والفَتْحُ عَن الأَزْهَرِيّ: الأَصْلُ، وقِيل: الأَصْلُ الكَرِيمُ، ج: {آصَاصٌ، بالمَدّ، كحِمْلٍ وأَحْمَالٍ، وأَنْشد ابنُ دُرَيْدٍ:
(قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ} آصَاصَا ... وعِزَّةٌ قعْسَاءُ لنْ تُناضى)
وكذلِك العَصُّ بالعَيْنِ، كمَا سَيأْتي. {والأَصِيصُ، كأَمِيرٍ: الرَّعْدَةُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. و} الأَصِيصُ الذُّعْرُ، يُقال: أَفْلَتَ ولَهُ أَصِيصٌ، أَي رِعْدَةٌ، ويُقال: ذُعْرٌ وانْقِبَاضٌ. والأَصِيصُ أَيْضاً: مَا تَكَسَّرَ من الآنِيَةِ، أَوْ، وَفِي الصّحاحِ، وهُوَ نِصْفُ الجَرَّةِ، أَوِ الخابِيَةِ تُزْرَعُ فِيهِ الرَّياحينُ، وأَنْشَدَ قَوْلَ عَدِيٍّ ابنِ زَيْدٍ:
(يَا ليْت شِعْرِي وأَنا ذُو عَجَّةٍ ... مَتىَ أَرَى شَرْباً حَوَالَيْ! أَصِيصْ)
وَفِي رِوَايَة ذُو ضجَّةٍ، وَفِي أُخْرَى آنَ ذُو عَجَّةٍ. قُلْتُ: وهِي لُغَةٌ فِي أَنا، وَهِي أَرْبَعُ لُغاتٍ: يُقال: أَنّ قُلْتُ، وأَنا قُلْتُ، وآنَ قُلْتُ، وأَنْ قُلْت، كَذَا وَجَدْتُه فِي بَعْضِ حَوَاشِي الصّحاح. قَالَ الجَوْهَرِيُّ، يَعْنِى بِهِ أَصْلَ الدَّنِّ. وقِيل: {الأَصِيصُ: مِرْكَنٌ أَو بَاطِيَةٌ شِبْهُ أَصْلِ الدَّنِّ يُبَالُ فِيهِ.
وَقَالَ خالِدُ بنُ يَزِيدَ: الأَصِيصُ: أَسْفَلُ الدَّنِّ، كانَ يُوضَعُ ليُبالَ فِيهِ، وأَنْشَدَ قولَ عَدِيٍّ السَّابِق، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: كانُوا يَبُولُون فِيه إِذا شَرِبُوا، وأَنْشَدَ:
(تَرَى فِيهِ أَثْلامَ الأَصيصِ كأَنَّهُ ... إِذا بالَ فِيهِ الشَّيْخُ جَفْرٌ مُغَوَّرُ)
وقَالَ عَبْدَةُ بن الطَّبِيبِ:)
(لَنَا أَصِيصٌ كجَذْم الحَوْضِ هَدَّمَه ... وَطْءُ الغَزَالِ لَدَيْهِ الزِّقُّ مَغْسُولُ)
والأَصِيصُ: البِنَاءُ المُحْكَمُ، كالرَّصيص. والأَصِيصُ: شَيْءٌ كالجَرَّةِ لَهُ عُرْوَتَانِ يُحْمَلُ فِيهِ الطِّينُ، كَمَا فِي اللِّسَانِ والعُبَاب.} والأَصِيصَةُ مِنَ البُيُوتِ المُتَقَارِبَةُ بَعْضُها بِبَعْضٍ، ويُقَالُ: هُمْ {أَصِيصَةٌ وَاحِدٌَ ة، أَي مُجْتَمِعُونَ كالبُيُوتِ المُتَلاصِقَةِ.} والتَّأْصِيصُ: الإِيثاقُ، كالتَّأْسِيسِ.
و {التَّأْصِيصُ: التَّشْدِيدُ والإِحْكَامُ، وإِلْزَاقُ بَعْضِ ببَعْضِ. وعَن ابنِ عَبّاد: يُقَال:} تَأَصَّصُوا، إِذا اجْتَمَعُوا وتَزَاحَمُوا، {كائْتَصُّوا} ائْتِصاصاً. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: نَاقَةٌ {أَصُوصٌ: شَدِيدَة مُوَثَّقَةُ الخَلْقِ، وقِيل: كَرِيمَةٌ.} والأَصُوصُ: البَخِيلُ. ويُقَال جِئْ بهِ من {إِصِّكَ، أَيْ من حَيْثُ كَانَ. وإِنّه} لأَصِيصٌ {كَصِيصٌ، أَيْ مُنْقَبِضٌ. ولَهُ} أَصِيصٌ، أَيْ تَحَرُّكٌ والْتِوَاءٌ من الجَهْدِ. و {آصُ، بالمَدّ: من مُدُنِ التُّرْكِ، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ.

سلع

(سلع) الْجلد شقَّه
(سلع) : المَسْلوعَةُ: المَحَجَّةُ.
(سلع)
رَأسه سلعا شجه وَالطَّرِيق شقَّه

(سلع) جلده سلعا تشقق وبرص وَالرجل احدودب فَهُوَ أسلع وَهِي سلعاء (ج) سلع
س ل ع: (السِّلْعَةُ) الْمَتَاعُ. وَهِيَ أَيْضًا زِيَادَةٌ تَحْدُثُ فِي الْبَدَنِ كَالْغُدَّةِ تَتَحَرَّكُ إِذَا حُرِّكَتْ. وَقَدْ تَكُونُ مِنْ حِمَّصَةٍ إِلَى بِطِّيخَةٍ. 
(س ل ع) : (السِّلْعَةُ) بِلَفْظِ سِلْعَةِ الْمَتَاعِ لَحْمَةٌ زَائِدَةٌ تَحْدُثُ فِي الْجَسَدِ كَالْغُدَّةِ تَجِيءُ وَتَذْهَبُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ (وَالسَّلْعَةُ) بِالْفَتْحِ الشَّجَّةُ (وَالْأَسْلَعُ) الْأَبْرَصُ وَبِهِ) سُمِّيَ أَسْلَعُ بْنُ شَرِيكٍ رَاوِي حَدِيثِ التَّيَمُّمِ.
س ل ع

هذه سلعة مربحة، وهي من أربح السلع وهي المتاع المتجور فيه. وتقول: ما هذه سلعه، إنما هي سلعه؛ وهي الغدة الدائصة وبالفتح الشجة، ورجل مسلوع فيهما. وأمر من السلع وهو شجر، وتقول: قدم الصبر والمهل تجن من السلع العسل.
[سلع] في ح خاتم النبوة: فرأيته مثل "السلعة" هو غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركت. ش: بكسر سين زيادة تحدث في الجسد كالغدة تكون من قدر الحمصة إلى قدر البطيخة. ك: وما بيننا وبين "سلع" هو بفتح سين وسكون لام جبل بالمدينة. ن: أراد نفي سبب المطر ظاهرا أي نحن مشاهدون له وللسماء. ط: ومنه ترعى "بسلع" فأبصرت موتا، أي أثر موت بالشاة.
سلع
سِلْعة [مفرد]: ج سِلْعَات وسِلَع: كلّ ما يُباع ويُشترى ويُتاجَر به من البضائع "سِلَع استهلاكيّة- السِّلعة الجيِّدة تعلن عن نفسها- هذه سلعة مُربحة- خَابُوا وَخَسِرُوا .. فَقَالَ: الْمَنَّانُ وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ [حديث] " ° سلعة مُعمِّرة: تُستخدم لمدّة طويلة- سلع رأسماليّة إنتاجيّة: معدّات وآلات وغيرها ممّا يستخدم في إنتاج البضائع الأخرى أو في تقديم الخدمات. 
سلع
السَّلَعُ: نَبَات يُقال هو سَم. وشَجَر يَشدُّونَه مع العُشر في أذْناب البَقَر عِنْد الجَدْب وُيوقِدونَ فيهما النّارَ يَسْتَسْقون بهما. وسَلِعَتْ قدَمُه سَلَعاً: انْشَقتْ.
والسلْعُ والسلْع ُ - لُغَتانِ -: شَق في الجَبَل، والجَميعُ السلُوْع، ومنه سَلَعْتُ رأسَه: شَقَقْته.
وهادٍ مسلَعٌ: أي يَشُق أجوازَ الفَلاة. وغُلامانِ سلعَانِ: ترْبَانِ، وغلمانَ أسلاع.
وأسلاعُ الفَرَس: ما تَفلقَ من اللحم عن نسييها إذا سَمِنت. وسَلْعٌ: موضِع.
والسلعَةُ والسلَعَة - جميعاً -: خراجٌ يَخْرُج كهَيْئة غدةٍ في العُنُق، وهو مَسْلُوْع.
(سلع) - في حديث أبي رِمْثَة - رضي الله عنه -: "أَنَّ أباه أتي النّبىّ - صلى الله عليه وسلّم - فرأى مثل السِّلْعَةِ، بين كَتِفَيْه"
يَعنى خاتَم النبوّة.
قال الأزهري: السَّلْعَة، بالفتح، شَجَّة في الرأس، وبِالكَسْر: الجُدَرىُّ يَخرُج من الرأس.
وقال ابن فارس: "السِّلعة: خُرَاج كهَيْئة الغُدَّة.
وأصل السَّلِع: الشَّقُّ في الجَبَل، وفي العَقب كهَيئة الصَّدع، وتسلَّع مثل تزلَّع، وسَلَّعتُ رأسَه فتَسَلَّع.
وسَلْع: جبل بالمدينة.
سلع:
سَلَّع (بالتشديد): سلَّع حصاناً: دلَّس وتحايل لإخفاء عيوب الحصان المراد بيعه (بوشر) سَلع: لما كانت هذه الكلمة تدل على نوع من النباتات المتسلقة (بارت 3: 315 وانظر لين) يقال: السلع من البقول والخضر المتسلطة (ابن العوام 1: 217) وانظر (1: 20).
سَلْعَة: غدّة في العنق، غدة كبيرة إسفنجية في مقدم العنق، غدة درقية، سِلْعَة (بوشر).
سَلَعات: داء الخنازير، غُدَب، التهاب العقد النلّي (بوشر).
سِلْعَة: عند المولّدين رديء الأمتعة وبضاعة دنيئة قليلة القيمة، وتطلق مجازاً على الرجل الضعيف الهمة الذي لا يقوم بحق ما يستعمله (محيط المحيط).
تسليع: طريقة لترويج البضائع (بوشر).
س ل ع : السِّلْعَةُ خُرَاجٌ كَهَيْئَةِ الْغُدَّةِ تَتَحَرَّكُ بِالتَّحْرِيكِ قَالَ الْأَطِبَّاءُ هِيَ وَرَمٌ غَلِيظٌ غَيْرُ مُلْتَزِقٍ بِاللَّحْمِ يَتَحَرَّكُ عِنْدَ تَحْرِيكِهِ وَلَهُ غِلَافٌ وَتَقْبَلُ التَّزَايُدَ لِأَنَّهَا خَارِجَةٌ عَنْ اللَّحْمِ وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ يَجُوزُ قَطْعُهَا عِنْدَ الْأَمْنِ.

وَالسِّلْعَةُ الْبِضَاعَةُ وَالْجَمْعُ فِيهِمَا سِلَعٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالسَّلْعَةُ الشَّجَّةُ وَالْجَمْعَ سَلَعَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَسَلَعْتُ الرَّأْسَ أَسْلَعُهُ بِفَتْحَتَيْنِ شَقَقْتُهُ وَرَجُلٌ مَسْلُوعٌ. 

سلع


سَلَعَ(n. ac. سَلْع)
a. Cracked, broke, split; bruised.

سَلِعَ(n. ac. سَلَع)
a. Was cracked, chapped.
b. Had the leprosy.

سَلَّعَa. Rent.

أَسْلَعَa. Was cracked.

تَسَلَّعَإِنْسَلَعَa. Was cracked, split open; cracked.

سَلْع
(pl.
سُلُوْع)
a. Crack, chap.
b. see 2
سَلْعَة
(pl.
سِلَاْع
&
a. سَلَعَات ). Sore; bruise.

سِلْع
(pl.
سُلُوْع
أَسْلَاْع
38)
a. Cleft, fissure, crevice.
b. Equal, like; fellow.

سِلْعَة
(pl.
سِلَع)
a. Commodity; wares, merchandise, goods.
b. [ coll. ], Worthless, bad;
rubbish.
c. see 1t & 4t
سَلَعa. Certain bitter plant.
b. Poison.

سَلَعَة
(pl.
سِلَع)
a. Ganglion, gland.
b. Scrofula.
c. Leech.
d. see 1t
سِلَعَةa. see 1t & 4t
(a)
أَسْلَعُa. Cracked, chapped.
b. Leprous; leper.

مِسْلَعa. Guide.

سَوْلَع
a. The bitter aloe.
[سلع] السِلْعَةُ : المتاعُ. والسِلْعَةُ: الضَوَاةُ، وهي زيادة تحدث في الجسد كالغدّة، تتحرَّك إذا حُرِّكَتْ، وقد تكون حمصة إلى بطيخة. والسَلْعَةُ بالفتح: الشَجَّةُ. وسَلَعْتُ رأسَه أسلعه سلعا، أي شققته. وسلع أيضا: جبل بالمدينة. قال تأبط شرا : إن بالشعب الذى دون سلع * لقتيلا دمه ما يطل * والسلع أيضاً: الشَقُّ في القدم، وجمعه سُلوعٌ. قال يعقوب: يقال للشق في الجبل سلع بالسكسر، وجمعه أَسْلاعٌ، وبعضهم يفتحه. والسَلَعُ بالتحريك: شجر مر، ومنه المسلعة، لانهم كانوا في الجدب يعلقون شيئا من هذا الشجر ومن العشر بأذناب البقر، ثم يضرمون فيها النار وهم يصعدونها في الجبل، فيمطرون زعموا. قال الشاعر  أجاعل أنت بيقورا مسلعة * ذريعة لك بين الله والمطر

وقد سَلِعَتْ قدمُه بالكسر تَسْلَعُ سَلَعاً، مثل زَلِعَتْ. وانْسَلَعَ، أي انشقَّ. قال الراجز :

من بارِئٍ حيصَ ودام منسلع
(س ل ع)

السَّلَعُ: البرص.

والأسْلَعُ: الأبرص. قَالَ:

هَلْ تَذْكُرُونَ على ثَنِيَّة أقْرُنٍ ... أنَسَ الفَوارِسِ يوْمَ يَهْوِى الأسْلَعُ؟

وَكَانَ عَمْرو بن عدس أسْلَع، قَتله أنس الفوارس بن زِيَاد الْعَبْسِي يَوْم ثنية أقرن.

والسَّلَع: أثر النَّار بالجسد.

وَرجل أسْلَع: تصيبه النَّار فيحترق، فترى أَثَرهَا فِيهِ. وسَلَعَ جلده بالنَّار سَلْعا.

وتَسَّلَع: تشقق.

والسَّلْع: الشق يكون فِي الْجلد. وَجمعه: سُلُوع. والسَّلْعُ أَيْضا: شقّ فِي الْعقب. وَالْجمع كالجمع. والسَّلْع: شقّ فِي الْجَبَل كَهَيئَةِ الصدع وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي والَّلحيانيّ: سِلْع بِالْكَسْرِ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: بسِلْعِ صَفا لم يَبْدُ للشَّمْسِ بَدْوَةً ... إِذا مَا رآهُ رَاكبُ الهَوْلِ أُرْعِدَا

وَقَوْلهمْ سُلُوع يدل على انه سَلْع.

وسَلَع رَأسه يَسْلَعُه سَلْعا، فانْسَلَعَ: شقَّه. وسِلِعَتْ يَده وَرجله، وانْسَلَعَتا: تشققتا.

وَدَلِيل مِسْلَعٌ: يشق الفلاة. قَالَت الخنساء:

سَبَّاقُ عادِيَةٍ ورأسُ سَرِيَّةٍ ... ومُقاتِل بَطَلٌ وهادٍ مِسْلَعُ

والمَسْلوعَة: الطَّرِيق، لِأَنَّهَا مشقوقة. قَالَ مليح:

وهُنَّ على مَسْلُوعَةٍ زِيَم الحْصَىَ ... تُنِيرُ وتَغْشاها هَمالِيج طُلَّحُ

والسَّلْعَة: الشَّجَّة كائنة مَا كَانَت، وَالْجمع: سَلَعات وسِلاع.

والسَّلَع: اسْم للْجمع، كحلقة وَحلق.

وسَلَع رَأسه بالعصا: ضربه.

والسِّلْعة: مَا تجر بِهِ. والسِّلْعة أَيْضا: العلق. والسِّلْعة: غُدَّة فِي الْعُنُق تموج إِذا حركتها، وَقد تكون لسَائِر الْبدن.

وَرجل أسْلَعُ: أحدب.

وانه لكريم السَّلِيعة: أَي الخليقة.

وهما سِلْعان وسَلْعان: أَي مثلان. وَأَعْطَاهُ أسلاعَ إبِله: أَي أشباهها، وَاحِدهَا: سَلْع وسِلْع. والأسلاع: الْأَشْبَاه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، لم يخص بِهِ شَيْئا دون شَيْء.

والسَّلَعُ: سم. فَأَما قَول رؤبة:

يظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأسْلَعا

فَإِنَّهُ توهم مِنْهُ فعلا، ثمَّ اشتق مِنْهُ صفة، ثمَّ أفرد لِأَن لفظ السمام وَاحِد وَإِن كَانَ جمعا، أَو حَملَة على السم. والسَّلَعُ: نَبَات، وَقيل: شجر مر. قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: السَّلَع: سم كُله. وَهُوَ لفظ قَلِيل فِي الأَرْض. وَله ورقة صفيراء شاكة، كَأَن شَوْكهَا زغب. وَهُوَ بقلة تتفرش كَأَنَّهَا رَاحَة الْكَلْب. قَالَ: وَأَخْبرنِي أَعْرَابِي من أهل السراة، أَن السَّلَع شجر مثل السَّنَعْبَق، إِلَّا أَنه يرتقي حِبَالًا خضرًا لَا ورق لَهَا، وَلَكِن لَهَا قضبان تلتف على الغصون وتتشبك وَله ثَمَر مثل عناقيد الْعِنَب صغَار، فَإِذا اينع أسود، فتأكله القرود فَقَط. أنْشد غَيره لأمية بن أبي الصَّلْت:

سَلَعٌ مَّا ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا ... عائِلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورَا

وسَلْع: مَوضِع. وَقيل: جبل.

سلع: السَّلَعُ: البَرَصُ، والأَسْلَعُ: الأَبْرَصُ؛ قال:

هل تَذْكُرون على ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ

أَنَسَ الفَوارِسِ، يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ؟

وكان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم

ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ. والسَّلَعُ: آثار النار بالجسَد. ورجل أَسْلَعُ:

تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه. وسَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً،

وتَسَلَّعَ: تَشَقَّقَ. والسَّلْعُ: الشَّقُّ يكون في الجلد، وجمعه سُلُوعٌ.

والسَّلْعُ أَيضاً: شَقّ في العَقب، والجمع كالجمع، والسَّلْعُ: شَقّ في

الجبل كهيئة الصَّدْعِ، وجمعه أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ، ورواه ابن الأَعرابي

واللحياني سِلْعٌ، بالكسر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

بِسِلْع صَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً،

إِذا ما رآهُ راكِب . . . أُرْعِدَا

(* كذا بياض بالأصل.)

وقولهم سُلُوعٌ يدل على أَنه سَلْع.

وسَلَعَ رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع: شقَّه. وسَلِعَتْ يده

ورجله وتَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ،

وانْسَلَعَتا: تَشَقّقتا؛ قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي

(* قوله «حكيم بن معية

الربعي» كذا بالأصل هنا، وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى

عكاشة السعدي.) :

تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ

مِنْ بارِئ حِيصَ، ودامٍ مُنْسَلِعْ

ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ: يَشُقُّ الفلاة؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي

أَخاها أَسعد:

سَبَّاقُ عادِيةٍ، ورأْسُ سَرِيَّةٍ،

ومُقاتِلٌ بَطَلٌ، وهادٍ مِسْلَعُ

والمَسْلُوعَةُ: الطريق لأَنها مشقوقة؛ قال مليح:

وهُنَّ على مَسْلُوعةٍ زِيَم الحَصَى

تُنِيرُ، وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ

والسَّلْعة، بالفتح: الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت. يقال: في رأْسه

سَلْعتانِ، والجمع سَلْعاتٌ وسِلاعٌ، والسَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ

وحَلَق، ورجل مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ. وسَلَعَ رأْسَه بالعصا: ضربه فشقه.

والسِّلْعةُ: ما تُجِرَ به، وأَيضاً العَلَقُ، وأَيضاً المَتاعُ، وجمعها

السِّلَعُ. والمُسْلِعُ: صاحبُ السِّلْعة. والسِّلْعةُ، بكسر السين:

الضَّواةُ، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة؛ وقال الأَزهري: هي

الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إِذا حركتها، وقد

تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره، وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ.

وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَيتُه مثل السِّلْعة؛ قال: هي غدة تظهر

بين الجلد واللحم إِذا غُمِزَتْ باليد تحركت.

ورجل أَسْلَعُ: أَحْدَبُ. وإِنه لكريم السَّلِيعةِ أَي الخليقة. وهما

سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان. وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها،

واحدُها سِلْع وسَلْع. قال رجل من العرب: ذهبت إِبلي فقال رجل: لك عندي

أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها. وهذا سِلْع هذا أَي مثله

وشَرْواهُ. والأَسْلاعُ: الأَشْباه؛ عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون

شيء. والسَّلَعُ: سَمّ؛ فأََما قول ابن

(* هنا بياض بالأصل.) . . . :

يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَسْلَعا

فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ

السِّمام واحد، وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم.

والسَّلَعُ: نبات، وقيل شجر مُرّ؛ قال بشر:

يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ،

وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وَقارُ

ومنه المُسَلَّعةُ، كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع

والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، وقيل:

يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار

المشبه بِسَنى البرق، وقيل: يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في

الجبل فيُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ

(* قوله «قال الورك» في شرح

القاموس: قال وداك.) الطائي:

لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ،

يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر

أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً

ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ؟

وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله، وهو لفْظ قليل في

الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، وهو بقلة تنفرش كأَنها

راحة الكلب، قال: وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر

مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها، ولكن لها

قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار،

فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي

الصلت:سَلَعٌ ما، ومِثْلُه عُشَرٌ ما،

عائِلٌ ما، وعالَتِ البَيْقُورا

وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم

بإِضرام النار في أَذناب البقر.

وسَلْع: موضع بقرب المدينة، وقيل: جبل بالمدينة؛ قال تأَبط شرّاً:

إِنَّ، بالشِّعْبِ الذي دُون سَلْعٍ،

لَقَتِيلاً، دَمُه ما يُطَلُّ

قال ابن بري: البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه؛ ولذلك قال

في آخر القصيدة:

فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمْرٍو،

إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ

يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى.

والسَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ.

سلع

1 سَلَعَ رَأْسَهُ, aor. ـَ (S, Msb,) inf. n. سَلْعٌ, (S, TA,) He clave, or split, his head, [i. e., the skin thereof, (see سَلْعَةٌ,)] (S, Msb, TA,) by striking it, with a staff, or stick. (TA.) A2: سَلِعَتْ, قَدَمَهُ, (S, K, *) aor. ـَ inf. n. سَلَعٌ, (S, K,) His foot became chapped, or cracked, (S, K,) in its upper part and in its under, like زَلِعَتْ. (S, TA.) [See also 5.] b2: سَلَعَ جِلْدُهُ بِالنَّارِ, [so in the L and TA, app. a mistranscription for سَلِعَ,] inf. n. سَلَعٌ, His skin became burned by fire so that the mark thereof was seen upon it. (L, TA.) b3: سَلِعَ, aor. ـَ inf. n. سَلَعٌ, He was, or became, affected with بَرَص [i. e. leprosy, particularly the white, malignant kind thereof]. (IDrd, K.) 2 تَسْلِيعٌ [inf. n. of سَلَّعَ as used in the phrase سلّع البَقَرَ, or ثِيرَانَ الوَحْشِ, (see مُسَلَّعَةٌ,)] signifies a practice which was observed in the Time of Ignorance, when the people were afflicted with drought, or barrenness of the earth; which was The hanging the [kind of tree, or plant, called]

سَلَع, with the [species of swallow-wort called] عُشَر, to wild bulls, and sending them down from the mountains, having kindled fire in the سلع and عشر; seeking thereby to obtain rain: (K, TA:) or the loading the backs of those animals with the fire-wood of the سلع and عشر, then kindling fire therein; seeking to obtain rain by the flame of the fire, which was likened to the gleaming of lightning. (TA.) [See also سَلَعٌ, where a meaning somewhat different from those above is indicated.]) 4 اسلع He (a man, TA) had a [wound in the head, such as is termed] شَجَّة, (K, TA,) i. e., a سَلْعَة: (TA:) or he had a [kind of ulcer in the belly, called] دُبَيْلَة. (TA.) 5 تسلّع عَقِبُهُ His heel became chapped, or cracked. (Sgh, K.) [See also 1; and see 7.]7 انسلع It clave, or split, or slit, in an intrans. sense. (S, K.) [See also 1, and 5.]

سَلْعٌ A chap, or crack, in the human foot: pl. سُلُوعٌ. (S, K.) b2: See also the next paragraph, in two places.

سِلْعٌ A cleft, or fissure, in a mountain, (Lh, IAar, Yaakoob, S, K,) having the form of a crack; (TA;) as also ↓ سَلْعٌ, (S, K,) accord. to some: (S, TA:) pl. [of either] أَسْلَاعٌ (Yaakoob, S, K) and (of the latter, TA) سُلُوعٌ. (K.) A2: Also A like, or fellow; (AA, L, K;) and so ↓ سَلْعٌ: (L, TA:) pl. أَسْلَاعٌ. (IAar, L, K.) Yousay, هٰذَا سِلْعُ هٰذَا This is the like of this. (TA.) And غُلَامَانِ سِلْعَانِ Two boys, or young men, that are fellows, or equals in age: and غِلْمَانٌ أَسْلَاعٌ. (Ibn-'Abbád, K.) And أَعْطَاهُ أَسْلَاعَ إِبِلِهِ He gave him the likes, or fellows, of his camels. (L.) A3: And the pl. أَسْلَاعٌ signifies also The portions of flesh that cling to the نَسَيَانِ [or two sciatic veins] of a mare when she is fat. (Sgh, K.) سَلَعٌ [originally inf. n. of سَلِعَ, q. v.,] Marks left by fire upon the skin. (TA.) A2: A certain kind of bitter tree; (S, K;) which, in the Time of Ignorance, was used in one or the other of the manners described above in the explanations of تَسْلِيعٌ; (K, TA;) or they used, in the case of drought, or barrenness of the earth, to hang somewhat of this tree and of the عُشَر to the tails ذُنَابَى [a sing. used as a pl.]) of [wild] bulls or cows, then to kindle fire therein, and make them to ascend upon the mountain; and thus, they assert, they used to obtain rain: (S, TA:) the author of the K says that J has made a mistake in saying ذنابى, in the above-cited passage; that he should have said أَذْنَاب; but others had made this remark before the author of the K; and 'Abd-El-Kádir Ibn-'Omar El-Baghdádee says that the mistake is to be imputed to these, and not to J, who has only used a sing. in the sense of a pl., like as الدُّبُرَ is used in the Kur [liv. 45], for الأَدْبَارَ: (MF, TA:) AHn cites an Arab of the desert, of the سَرَاة, as saying that the سلع grows near to a tree, and then clings to it, and climbs it, with long, green, leafless shoots, twining upon the branches and interweaving themselves, and having a fruit like bunches of grapes, which is small, and, when ripe, becomes black, and is eaten only by the monkeys, or apes, not by men, nor by the beasts that are left to pasture at their pleasure; and adding, I have not tasted it, but I think that it is bitter; and when it is broken, there flows from it a viscous fluid, clear, and having strings: such is the description of the man of the سراة: (TA:) or it is a certain poisonous plant, (K, TA,) not to be tasted, like زَرْع [here meaning wheat or barley] when it first comes forth, scantily scattered in the ground, and having a small, yellow, prickly leaf, its prickles being downy; it is a herb, or leguminous plant, which spreads itself upon the surface of the ground, like [the plant called] رَاحَةُ الكَلْبِ, having no root, and it is not improbable that the ostrich may feed upon it, notwithstanding its bitterness, for it sometimes feeds upon the colocynth: (Aboo-Ziyád, TA:) or it is a species of aloes: (K:) or a herb, or leguminous plant, (K, TA,) of those termed ذُكُور [that are hard and thick, or thick, and inclining to bitterness, or thick and rough], (TA,) of bad, or nauseous, or disgusting, taste: (K, TA:) so says Aboo-Nasr: (TA:) [Forskål found this name applied in El-Yemen to the sælanthus quadragonus: (Flora Ægypt. Arab., pp. cv. and 33:) and the cacalia sonchifolia: (Ibid., p. cxix.:) and the name of سَع أَبْيَض, or سَلَع البَقَر, to the senecio hadiensis. (Ibid., pp. cxix. and 149.)]

سَلْعَةٌ A wound by which the head is broken, syn. شَجَّةٌ, (S, L, Mgh, Msb, K,) of whatever kind it be; as also ↓ سَلَعَةٌ: or that [only] cleaves the skin: (K:) pl. سَلَعَاتٌ (Msb, K, [in the CK, erroneously, سَلْعَاتٌ,]) and سِلَاعٌ, and quasi-pl. n. [or coll. gen. n.] سَلَعٌ. (K.) b2: See also what next follows.

سِلْعَةٌ [A ganglion;] a thing like the غُدَّة, that comes forth upon the body, or person; (K, * TA;) as also ↓ سَلْعَةٌ, (K,) which is the form of the word now commonly known, (TA,) and ↓ سَلَعَةٌ, (K,) and ↓ سِلَعَةٌ: (Ibn-'Abbád, K:) or an excrescence (S, Mgh, K) of flesh, (Mgh,) that arises in the body, (S, Mgh, K,) or a [kind of spontaneous swelling that comes forth upon the body, such as is termed] خُرَاج, (Msb,) like the غُدَّة, (S, Mgh, Msb, K,) that moves about when moved, (S, Msb, K,) or moves to and fro between the skin and the flesh, (Mgh,) and varies from [the size of] a chick-pea to [that of] a melon; (S, K;) also termed ضَوَاةٌ: (S:) the physicians say that it is a thick tumour, not adhering to the flesh, moving about when moved, having a cyst, or case which encloses it, and capable of increase, because it is extrinsic to the flesh, wherefore the doctors of practical law allow its being cut off, when it is safe to do so: (Msb:) or a خُرَاج [vide suprà] in the neck: (K:) or a غُدَّة in the neck: (Ibn-'Abbád, K:) pl. سِلَعٌ. (Msb.) b2: [Hence,] A thing [i. e. a knob] that comes forth in a tree. (AHn, TA in art. بلط.) b3: [Hence also,] A leech; (K;) because it attaches itself to the body like the غُدَّة: (TA:) pl. سِلَعٌ. (K.) A2: A commodity; an article of merchandise; (S, * Mgh, * Msb, K; *) a thing with which one trafficks: (K:) pl. سِلَعٌ. (Msb, K.) سَلَعَةٌ: see سَلْعَةٌ: b2: and سِلْعَةٌ.

سِلَعَةٌ: see سِلْعَةٌ.

سَلِيعَةٌ Nature, or disposition: so in the phrase إِنَّهُ لَكَرِيمُ السَّلِيعَةِ [Verily he is generous in respect of nature, or disposition]. (TA.) [But perhaps this may have originated from a mistranscription for سَلِيقَةٌ.]

سَوْلَعٌ The bitter aloe. (IAar, Sgh, K.) أَسْلَعُ A man having the foot chapped, or cracked: pl. سُلْعٌ. (K.) b2: A man having his skin burned by fire so that the mark thereof is seen upon it. (TA.) b3: A man affected with بَرَص [i. e. leprosy, particularly the white, malignant kind thereof]. (Mgh, K.) b4: And Humpbacked. (TA.) مُسْلِعٌ [A man having a wound in the head, such as is termed سَلْعَة: (see 4; and see also مَسْلُوعٌ:) or] having a [kind of ulcer in the belly, called] دُبَيْلَة. (TA.) مِسْلَعٌ A guide that directs aright: (Lth, K:) so called because he cleaves the desert. (TA.) بَيْقُورٌ مُسَلَّعَةٌ A number of [wild] bulls or cows having some firewood of the سَلَع hung to their tails, [with عُشَر, and then set on fire,] (S, * TA,) or having their backs laden therewith. (TA.) [See 2, and see also سَلَعٌ.]

مَسْلُوعٌ A man having [the skin of] his head cleft, or split; (Msb;) a man having [a سَلْعَة, i. e.] a شَجَّة; as also ↓ مُنْسَلِعٌ. (TA.) [See also مُسْلِعٌ.] b2: Having a سِلْعَة, i. e. [ganglion, or] thing like the غُدَّة, &c. (K.) b3: مَسْلُوعَةٌ The main part, or middle, of a road; the part of a road along which one travels; syn. مَحَجَّةٌ: (Ibn-'Abbád, L, K:) because it is cleft, or furrowed. (L.) مُنْسَلِعٌ: see مَسْلُوعٌ.
سلع
السَّلْعُ: الشَّقُّ فِي القدَمِ، ج: سُلوعٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وسَلْعٌ: جبلٌ، وَفِي العبابِ: جُبَيْلٌ فِي المَدينة، الأَوْلَى بالمدينةِ، على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام، قَالَ ابنُ أُخْتِ تأَبَّطَ شَرّا يرثيه وَيُقَال: هِيَ لتأبَّطَ شرّاً، وَقَالَ أَبو العَبّاس المُبَرِّدُ: هِيَ لِخَلَفٍ الأَحْمَر، إلاّ أَنَّها تُنسَبُ إِلَى تأَبَّطَ شَرّاً، وَهُوَ نَمَطٌ صَعْبٌ جِدّا:
(إنَّ بالشِّعْبِ الّذي دونَ سَلْعٍ ... لَقتيلاً دَمُهُ مَا يُطَلُّ)
وَهِي خَمسةٌ وعِشرونَ بَيْتا مَذْكُورَة فِي ديوَان الحَماسَةِ. قلتُ: والصَّواب القَولُ الأَوّل، وَدَلِيل ذلكَ البيتُ الَّذِي فِي آخر القصيدة:
(فاسْقِنِيها يَا سَوادُ بنَ عَمروٍ ... إنَّ جِسمي بعدَ خَالِي لَخَلُّ)
يَعْنِي بخالِه تأَبَّطَ شَرّاً، فثَبَتَ أَنَّه لابنِ أُخْتِه الشَّنْفَرى، كَمَا حقَّقَه ابنُ بَرّيّ. وقولُ الجَوْهَرِيِّ: السَّلْعُ: جبلٌ بالمَدينة، هَكَذَا بالأَلِفِ واللامِ فِي سَائِر نُسَخ الصِّحاح الَّتِي ظَفِرنا بهَا، فَلَا يُعْبَأُ بقول شيخِنا: إنَّ الأُصولَ الصَّحيحةَ من الصِّحاح فِيهَا: سَلْع، كَمَا للمصنِّفِ، خطَأٌ، لأَنَّه عَلَمٌ، والأَعلامُ لَا تَدخلُها اللامُ، هَذَا هُوَ المَشهور عِنْد النَّحَويّينَ. وَقد حصلَ من الجَوْهَرِيّ سَبْقَ قلَمٍ، والكمالُ لله سُبْحَانَهُ وحدَه جَلَّ جَلالُه، وليسَ المُصنِّفُ بأَوَّلِ مُخْطئٍ لَهُ فِي هَذَا الحَرفِ، فقد وُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكَرِيّا مَا نصّه: قَالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: الصَّوابُ: وسَلْعُ: جبَلٌ بالمَدينة، بِغَيْر أَلِفٍ)
ولامٍ، لأنَّه معرِفَةٌ لجَبَلٍ بعينِه، فَلَا يَجوزُ إدخالُ الأَلِفِ وَاللَّام عَلَيْهِ. ورامَ شيخُنا الرَّدَّ على المُصنِّف، وتأييدَ الجَوْهَرِيِّ بوُجوه: الأَوَّل: أَنَّه وُجِدَ فِي الأُصول الصَّحيحة من الصِّحاحِ: سَلْعٌ بِلَا لامٍ، وَهَذِه دَعوى، وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ قَرِيبا. وثانِياً: أنَّ عدَمَ تعريفِ المَعرِفَةِ ليسَ بمُتَّفَقٍ عَلَيْهِ، كَمَا صرَّحَ بِهِ الرَّضِيُّ فِي شرحِ الحاجِبِيَّة. وجَوَّزَ إضافَةَ الأَعلام، وتعريفَها بنَوعٍ آخر من التَّعريفِ، وَفِيه تَكَلُّفٌ لَا يَخفى. وثالثاً: فإنَّ الأَلِفَ واللامَ مَعهودَةُ الزِّيادَةِ، وَمن مَواضِع زِيادَتِها المَشهورةِ دُخولُها على الأَعلام المَنقولَةِ مُراعاةً للَمْحِ الأَصْلِ، كالنُّعمانِ والحارِثِ والفَضْلِ، والسَّلْعُ لعلَّه مَصْدَرُ سَلَعَهُ، إِذا شقَّه، فنُقِلَ وصارَ علَماً، فتدخُلُ عَلَيْهِ اللامُ، للَمْحِ الأَصْلِ.
ورابعاً: فإنَّ المُصَنِّفَ قد ارتكَبَ ذلكَ فِي مَواضِعَ كثيرةٍ من كِتَابه هَذَا، كَمَا نبَّهْنا على بعضِه، وأَغْفَلْنا بعضَه، لكَثرَتِه فِي كلامِه ممّا لَا يَخفى على مَن مارَسَ كلامَه، وعرَفَ القواعِدَ، فَكيف يُعتَرَضُ على هَذَا الفَردِ فِي كَلَام الجَوْهَرِيِّ مَعَ أَنَّهُ لهُ وَجْهٌ فِي الجُمْلَةِ ثمَّ إنَّ قولَه: وسَلْع، بِالْفَتْح، هُوَ المَشهور عندَ أَئِمَّة اللُّغةِ، ومَنْ صَنَّفَ فِي الأَماكِن، ونقلَ شيخُنا عَن الحافِظِ بن حَجَرٍ فِي الْفَتْح، أَثناءَ الاسْتِسقاءِ، أَنَّه يُحَرَّكُ أَيضاً. قلتُ: وَهُوَ غَريبٌ. سَلْعٌ أَيضاً: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ، قَالَ البُرَيْقُ بن عِياض الهُذَلِيُّ، يصف مَطَراً:
(يَحُطُّ العُصْمَ من أَكنافِ شِعرٍ ... ولمْ يَترُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمارا) ورَوَى أَبو عَمْروٍ: فِي أَفنانِ شَقْر. وشَعْرٌ، وشَقْرٌ: جبلان، هَكَذَا فِي الْعباب، والصَّوابُ أَنَّ الجبلَ هَذَا يُعرَفُ بِذِي سَلَع مُحَرَّكَةً، كَمَا ضبطَه أَبو عُبيدٍ البَكْرِيُّ وغيرُه، وَهَكَذَا أَنشدوا قولَ البُرَيْقِ، وَهُوَ بَين نَجدٍ والحِجازِ، فتأَمَّلْ. سَلْعٌ أَيضاً: حِصْنٌ بوادي مُوسَى عَلَيْهِ السّلام من عمَلِ الشَّوْبَكِ بقربِ بَيت المَقدِس. سُلَيْع، كزُبَيْرٍ: ماءٌ بقَطَنٍ بنَجْدٍ، لبني أَسَد. سُلَيْعٌ أَيضاً: جُبَيْلٌ بالمَدينة، على ساكِنِها أَفضل الصّلاة والسّلام، يُقال لَهُ غَبْغَبٌ، هَكَذَا بغَينينِ مُعْجَمَتينِ ومُوَحَّدتين فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غلَطٌ، والصَّوابُ: يُقال لَهُ: عَثْعَثٌ بعينين مُهملَتينِ ومُثَلَّثَتينِ، وغيرُ سُلَيْعٍ، عَلَيْهِ بيوتُ أَسْلَمَ بن أَفْصى، وَإِلَيْهِ تُضافُ ثَنِيَّةُ عَثْعَثٍ. السُّلَيْع: وادٍ باليَمامَة، بِهِ قُرىً. سُلَيْعٌ: ة، بنواحي زَبيدَ، من أَعمال الكَدراءِ. وسَلَعانُ، مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ باليَمَنِ من أَعمال صَنعاءَ. السَّلَعُ، مُحَرَّكَةً: شجَرٌ مُرٌّ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:
(سَلَعٌ مَا، ومثلُه عُشَرٌ مَا ... عائلٌ مَا، وعالَت البَيْقُورا)
وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ هَذَا البيتَ شاهِداً على مَا يَفْعَله العرَبُ فِي الجاهليَّة من اسْتِمطارِهِم بإضْرامِ)
النّارِ فِي أَذنابِ البَقَرِ. قَالَ أَبو حنيفةَ: أَخبرَني أَعرابِيٌّ من أَهلِ السَّراةِ أَنَّ السَّلَعَ شَجَرٌ مثلُ السَّنَعْبَقِ، إلاّ أَنَّه يَنبُتُ بقُربِ الشَّجَرَةِ، ثمَّ يتعلَّق بهَا، فيرتقي فِيهَا حِبالاً خُضراً لَا وَرَقَ لَهَا، وَلَكِن قُضبانٌ تلْتَفُّ على الغُصونِ وتَتَشَبَّكُ، وَله ثَمَرٌ مثلُ عناقيدِ العِنَبِ صِغارٌ، فَإِذا أَيْنَعَ اسْوَدَّ، فتأْكُلُه القرودُ فَقَط، وَلَا يأْكلُه النّاسُ وَلَا السّائمةُ. قَالَ: وَلم أَذُقْه، وأَحْسَبَهُ مُرّاً. قَالَ: وَإِذا قُصِفَ سالَ منهُ ماءٌ لَزِجٌ صافٍ، لَهُ سَعابيبُ، ولِمَرارَةِ السَّلَعِ قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
(يَرومونَ الصَّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ ... وَمَا فِيهَا لهُمْ سَلَعٌ وقَارُ)
هَذَا قولُ السَّرَوِيِّ، وَقد قَالَ أَبو النَّجم فِي وصفِ الظَّليمِ:
(ثُمَّ غَدا يَجمَعُ من غِذائه ... مِنْ سَلَعِ الغَيْثِ ومِنْ خُوَّائه)
وَهَذَا بعينِه من وصف السَّرَوِيِّ. السَّلَع: نَبْتٌ يَخرُجُ فِي أَوَّل البَقلِ لَا يُذاقُ، إنَّما هُوَ سَمٌّ، وَهُوَ مثلُ الزَّرعِ أَوَّلَ مَا يَخرُجُ، وَهُوَ لَقَطٌ قليلٌ فِي الأَرضِ، وَله وُرَيْقَةٌ صَفراءُ شاكَة، كأَنَّ شَوكَها زَغَبٌ، وَهُوَ بَقلَةٌ تتَفرَّشُ كأَنَّها راحةُ الكَلبِ لَا أَرومَةَ لَهَا، قَالَه أَبو زِيَاد. قَالَ: وَلَيْسَ بمُستَنكَرٍ أَنْ تَرعاهُ النَّعامُ مَعَ مَرارَتِه، فقد تَرعى النَّعامُ الحَنْظَلَ الخُطْبانَ. أَو هُوَ ضَرْبٌ من الصَّبْرِ، أَو بَقْلَةٌ من الذُكور خبيثَةُ الطَّعم، قَالَه أَبو حنيفَةَ. قلتُ: وبمثلِ مَا وَصَفَ السَّرَوِيّ آنِفا شاهدته بعيني فِي أَرضِ اليَمَنِ. السَّلَعُ: البَرَصُ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، قَالَ جريرٌ:
(هَل تَذْكُرونَ على ثَنِيَّةِ أَقْرُنِ ... أَنَسَ الفوارس يومَ يَهوي الأَسْلَعُ) الأَسلَع فِي الْبَيْت: هُوَ عَبْد الله بن ناشِبٍ العَبْسِيُّ، قتلَ عَمْرَو بنَ عَمْرِو بنِ عُدَسَ يسومَ ثنيَّة أَقرنٍ، وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: كَانَ عَمْرو بن عُدَسَ أَسْلَعَ، أَي أَبرَص، قتلَه أَنسُ الفوارِسِ بنُ زيادٍ العَبسِيُّ يومَ ثنيَّة أَقْرُنٍ. قَالَ الصَّاغانِيّ: وَالَّذِي ذكرتُ بعدَ الْبَيْت هُوَ فِي النَّقائضِ، وروايَةُ أَبي عُبيدَةَ: هَل تَعرِفونَ ... و. . يَومَ شَدَّ الأَسلَعُ. السَّلَع: تَشَقُّقُ القَدَمِ، وَقد سَلِعَ، كفَرِحَ، فيهمَا، فَهُوَ أَسْلَعُ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: سَلِعَتْ قَدَمُه تَسْلَعُ سَلَعاً: مثلُ زَلِعَتْ، ج: سُلْعٌ، بالضَّمِّ. والسَّوْلَعُ، كجَوْهَرٍ: الصَّبِرُ المُرُّ، نَقله الصَّاغانِيّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ قَالَ: والصَّوْلَعُ، بالصَّادِ: السِّنانُ المَجْلُوُّ. والسِّلْعُ، بِالْكَسْرِ: المِثْلُ، عَن أَبي عَمْروٍ، يُقَال: هَذَا سِلْعُ هَذَا، أَي مثلُه. السِّلْعُ فِي الْجَبَل: الشَّقُّ كَهَيئَةِ الصَّدْعِ، عَن يعقوبَ، وابْن الأَعْرابِيّ، واللِّحيانِيِّ، ويُفتَحُ، عَن بعضِهم، ج: أَسْلاعٌ، عَن يعقوبَ، زادَ غيرُه: سُلوعٌ، وَهَذَا يدلُّ على أنَّ واحِدَ سَلْعٌ، بِالْفَتْح. سِلْع: أَرْبَعَةُ مَواضِعَ، ثلاثةٌ مِنْهَا ببلادِ بَني باهِلَةَ، وهنَّ سِلْعُ مَوشومٍ، وسِلْعُ الكَلَدِيَّة، وسِلْعُ السُّتَرِ، الأَوَّلَ:)
وادٍ، وَالثَّانِي: جبَلٌ أَو وادٍ، الرَّابعُ: مَوضِعٌ ببلادِ بَني أَسَدِ بنَجْد. قَالَ ابنُ عَبّاد: تَقول: غُلامانِ سِلْعانِ، بالكَسرِ، أَي تِرْبانِ، وغِلمانٌ أَسْلاعٌ: أَترابٌ. وَفِي اللِّسَان: أَعطاهُ أَسلاعَ إبلِهِ، أَي أَشباهَها، واحِدُها سِلْعٌ، وسَلْعٌ. قَالَ رجُلٌ منالأَعرابِ: ذَهَبَتْ إبِلي، فَقَالَ رَجُلٌ: لكَ عِنْدِي أَسلاعُها، أَي أَمثالُها فِي أَسنانِها وهيآتِها. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الأَسلاعُ: الأَشباهُ، فَلم يَخُصَّ بِهِ شَيْئا دونَ شيءٍ. وأَسْلاعُ الفَرَسِ: مَا تعلَّقَ من اللَّحم على نَسَيَيْها إِذا سَمِنَتْ، نَقله الصَّاغانِيّ.
والسِّلْعَةُ، بِالْكَسْرِ، المَتاعُ، كَمَا فِي الصِّحاح، قيل: مَا تُجِرَ بِهِ، ج: سِلَعٌ، كعِنَبٍ. السِّلْعَةُ: كالغُدَّةِ تَخرُجُ فِي الجَسَدِ، ويفتَحُ، وَهُوَ المَشهورُ الآنَ، ويُحَرَّكُ، وبفتح اللَّام كعِنَبَةٍ، وَهَذِه عَن ابْن عَبّادٍ. أَو هِيَ خُراجٌ فِي العُنُقِ، أَو غُدَّةٌ فِيهَا، نَقله ابنُ عبّاد. أَو هِيَ زِيادَةٌ تَحدُثُ فِي البَدَنِ، كالغُدَّةِ تتحَرَّكُ إِذا حُرِّكَتْ، وَقد تكونُ من حِمَّصَةٍ إِلَى بِطِّيخَةٍ، كَمَا نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَقد أَطالَ المُصَنِّفُ، هُنَا والمَدارُ كُلُّه على عبارَة الجَوْهَرِيّ، مَعَ ذِكرِه فِي محلَّينِ، فتأَمَّلْ. وَهُوَ مَسْلوعٌ، أَي بِهِ سِلْعَةٌ. السِّلْعَةُ أَيضاً: العَلَقُ، لأَنَّه يتعلَّقُ بالجَسَدِ كَهَيئَةِ الغُدَّة، ج: سِلَعٌ، كعِنَبٍ. السَّلْعَةُ، بِالْفَتْح: الشَّجَّةُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زَاد فِي اللسانِ: فِي الرَّأْسِ كائنةً مَا كَانَت، ويُحَرَّكُ، أَو هِيَ الَّتِي تَشُقُّ الجلدَ، ج: سَلَعاتٌ، مُحرَّكَةً، وسِلاعٌ، بالكَسر. والسَّلَعُ، مُحرَّكَةً: اسمُ جَمعٍ، كحلْقَةٍ وحَلَقٍ.
وأَسْلَعَ الرَّجُلُ: صارَ ذَا سَلْعَةٍ، أَي شَجَّةٍ أَو دُبَيْلَةٍ. المِسْلَعُ: كمِنْبَرٍ: الدَّليلُ الْهَادِي، قَالَه الليثُ، وأَنشدَ للخَنساءِ وَهُوَ للَيلى الجُهَنِيَّةِ تَرْثَى أَخاها أَسْعَدَ: (سَبّاقُ عادِيَةٍ وهادي سُرْبَةٍ ... ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وهادٍ مِسْلَعُ)
ويُروَى: ورأْسُ سَرِيَّةٍ، وإنَّما سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يَشُقُّ الفلاةَ شَقّاً. والمَسلوعَةُ: المَحَجَّة، عَن ابْن عَبَّادٍ، قَالَ فِي اللِّسَان: لأَنَّها مَشقوقَةٌ، قَالَ مُلَيْحٌ:
(وهُنَّ على مَسلوعَةٍ زِيَمِ الحَصى ... تُنيرُ وتَغشاها هَماليجُ طُلَّحُ)
والتَّسليع فِي الجاهليَّة: كَانُوا إِذا أَسْنَتوا، أَي أَجدَبوا علَّقوا السَّلَعَ مَعَ العُشَرِ بثيرانِ الوَحْشِ، وحدَروها من الجِبال وأَشعلوا فِي ذَلِك السَّلَعِ والعُشَرِ النّارَ، يستمطِرونَ بذلك، قَالَ وَدّاك الطَّائِيّ:
(لَا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعيُهُمُ ... يستمطِرونَ لَدَى الأَزْمَاتِ بالعُشَرِ)

(أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقوراً مُسَلَّعَةً ... ذَريعةً لكَ بينَ الله والمَطَر)
وقيلَ: كَانُوا يُوقِرونَ ظُهورَها من حَطَبِهِما، ثمَّ يُلقِحونَ النّارَ فِيهَا، يستمطِرونَ بلَهَبِ النّار)
المُشَبَّه بسَنا البَرْقِ. وَقَول الجَوْهَرِيّ: علّقوه، قلتُ: لَيْسَ نَصُّ الجَوْهَرِيِّ كذلكَ، بل قَالَ: والسّلَع، بالتَّحريكِ: شَجَرٌ مُرٌّ، وَمِنْه المُسَلَّعَةُ، لأَنهم كَانُوا فِي الجَدْبِ يعلِّقونَ شَيْئا من هَذَا الشَّجر وَمن العُشَرِ بذُنابَى البَقَر، ثمَّ يُضْرِمونَ فِيهَا النّارَ وهم يُصَعِّدونَها فِي الجبَل، فيُمْطَرونَ، زَعَموا، وأَنشدَ قولَ الطَّائِيِّ، وَقَوله: بذُنابَى البَقَرَ غلَطٌ، والصَّوابُ: بأَذْنابِ البَقَرِ، وَقد سبقَ المُصنِّفَ إِلَى هَذِه التَّخْطِئَةِ غيرُه، فقد قرأْتُ بخَطِّ ياقوت المَوْصِلِيّ فِي هامِشِ نُسخَة الصِّحاح الَّتِي هِيَ بخَطِّه مَا نَصُّهُ: قَالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: قولُه: بذُنابَى البَقَر خَطَأٌ، والصَّوابُومِمّا يُستَدرَكُ عَلَيْهِ: المُسْلِعُ، كمُحْسِنٍ: مَنْ بِهِ الدُّبَيْلَةُ. والسَّلَعُ، مُحَرَّكَةً: آثارُ النّار فِي الجِلدِ، ورَجُلٌ أَسْلَعُ: تُصيبُه النّارُ، فيحتَرِقُ، فيُرَى أَثَرُها فِيهِ. وسَلِعَ جِلْدُهُ بالنّار سَلَعاً. وسَلَعَ رأْسَه بالعَصا سَلْعاً: ضربَه فشَقَّه. ورَجُلٌ مَسلوعٌ، ومُنسَلِعٌ: مَشْجوجٌ. والأَسْلَعُ: الأَحدَبُ. وإنَّه لكَريمُ)
السَّليعَةِ: أَي الخَليقَةِ. وهُما سَلْعانِ، أَي مِثلانِ، لغةٌ فِي الكَسْرِ. والمُسَلَّعَةُ: جماعةُ البَقَرِ الَّتِي يُعَلَّقُ فِي أَذنابِها من حَطَب السَّلَعِ، أَو يُوقَرُ على ظُهورِها، وَقد تقدَّم شاهِدُه. ويوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ أَبي القاسمِ السَّدوسِيُّ البَصْرِيُّ السَّلْعِيُّ، بِالْفَتْح، لسَلْعَةٍ فِي قفاهُ، قَالَ ابنُ رَسلان: وأَكثرُهم يُخطِئونَ وَيَقُولُونَ بكسْر السِّينِ المُهملَةِ.

شيم

(ش ي م) : (وَرَجُلٌ) أَشْيَمُ بِهِ شَامَةٌ وَهِيَ بَثْرَةٌ إلَى السَّوَادِ فِي الْجَسَدِ.
(شيم) شيما كَانَت بِهِ شامة وَكَثُرت فِي بدنه الشامات فَهُوَ أَشْيَم وَهِي شيماء

(شيم) يَدَيْهِ فِي رَأس فلَان أَو ثَوْبه قبض عَلَيْهِ يقاتله
ش ي م: (الشَّامُ) جَمْعُ (شَامَةٍ) وَهِيَ الْخَالُ وَهِيَ مِنَ الْيَائِيِّ، تَقُولُ: رَجُلٌ (مَشِيمٌ) وَ (مَشْيُومٌ) مِثْلُ مَكِيلٍ وَمَكْيُولٍ. وَ (الْأَشْيَمُ) الرَّجُلُ الَّذِي بِهِ شَامَةٌ وَجَمْعُهُ (شِيمٌ) . وَ (الْمَشِيمَةُ) الْغَرْسُ وَالْجَمْعُ (مَشَايِمُ) مِثْلُ مَعَايِشَ. وَ (شَامَ) مَخَايِلَ الشَّيْءِ تَطَلَّعَ نَحْوَهَا بِبَصَرِهِ مُنْتَظِرًا لَهُ. وَشَامَ الْبَرْقَ نَظَرَ إِلَى سَحَابَتِهِ أَيْنَ تُمْطِرُ وَبَابُهُمَا بَاعَ. وَ (الشِّيمَةُ) الْخُلُقُ. 
[شيم] فى ح أبي بكر: شكي إليه خالد فقال: لا "أشيم" سيفا سله الله على المشركين، أي لاأعمده، وهو من الأضداد يكون سلا وإعمادًا. ومنه قول على للصديق لما أراد أن يخرج إلى أهل الردة وقد شهر سيفه "شم" سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وأصل الشيم النظر إلى البرق. ك: ومنه ح أعرابي: "فشامه" أي رده إلى غمده ولم يعاقبه تأليفا على الإسلام، وقيل: هو بمعنى سله ونظر إليه، وكأن الأعرابي أنصرف عمازهم به إلى النظر إلى جودة السيف. ن:"شيمته" الوفاء، أي خلقه. نه: وفى شعر بلال: وهل يبدرن لى "شامة" وطفيل؛ هما جبلان مشرفان على مجنة، وقيل: عيان عندها، ومجنة فى مج، وقيل: إنه شابة - بباء وهو جبل حجازي. ك: شامة بخفة ميم، وطفيل بفتح طاء.

شيم


شَامَ (ي)(n. ac. شَيْم)
a. Was marked with a beauty-spot.
b. Watched, waited for, awaited; watched
observed.
c. Sheathed; unsheathed (sword).
d. Soiled the feet of.
e.(n. ac. شَيْم
شُيُوْم) [Fī], Entered, penetrated into.
شَيَّمَأَشْيَمَa. see I (e)
تَشَيَّمَa. Entered, mixed with.
b. Resembled, took after.

إِنْشَيَمَإِشْتَيَمَa. see I (e)
شَامَة [] ( pl.
reg. &
شَيْم)
a. Beauty-spot; mark; mole.
b. Black camel.

شِيْمa. Skate (fish).
شِيْمَة [] (pl.
شِيَم)
a. Nature, character, disposition; manners;
morals.

أشْيَم [] (pl.
شِيَم)
a. One having a mark, mole &c.

مَشِيْم []
a. see 14
شَيَامa. Plain.
b. Dust, earth.

شِيَامa. see 22 (b)b. Rat.

مَشْيُوْم [ N.
P.
a. I]
see 14
مَشُوْم
a. see 14
الشَّام
a. Syria.

كَرِيْم الشِّيَم
a. Well-endowed, talented, gifted; kind-natured.
شيم: شام: رجا خيره وعطاءه، يقال: شِمتُه العطاء أي شمت عطاءه (معجم مسلم).
أشام: جعله يرجو شيئاً، وعده بشيء. ويقال: اشام السحاب. ويقال مجازاً في الكلام عن الرجال الاجواد: أكفُهُّم تُشيم العطايا والمنايا (معجم مسلم).
شامة: علامة في البدن يخالف لونها لون سائره (الكالا) وهو يكتبها (( Xime)) وجمعها (( Ximên)) وتصغيرها عنده: شُمَيْمَة.
شامة: كل قطعة صغيرة من الفسيفساء تسمى شامة (زيشر 15: 411).
شِيمّة: دردور، دوامة ماء يسببها الإعصار (بوشر).
شِئيَمه وتهمز: خلق، والعامة تستعمل الشِئمة بمعنى الشهامة وعزة النفس (محيط المحيط) في مادة شأم.
مَشِيمة: ما يبقى في الرحم بعد خروج الجنين، أي السخد وحبل السرة والغشاء الذي يكون فيه الجنين (سنج، ابن البيطار 1: 16).
مَشِيَمة: أحد الأغشية التي تغطي العين، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه المشيمة وهي الطبقة البرانية للغشاء الذي يكون فيه الجنين ويخرج معه عند الولادة (معجم المنصوري).
ش ي م

برق مشيم، وقد شيم في فرع السحاب شيما. وشمت السيف: سللته وقربته. ورجل أشيم: به شامة، وامرأة شيماء. وهو حسن الشيمة والشيم، وتقول: ليس بمفطوم عن شيمه، مفطور عليها في المشيمه. وتشيم الحرق القصب: دخل فيه وخالطه. قال ساعدة

أفمنك لا برق كأن وميضه ... غاب تشيمه ضرام مثقب

ومن المجاز: قول ذي الرمة:

حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه ... وهن لا مؤيس نأياً ولا كثب

وشم ما بين البلدين: قدّر. وانظر كم بينهما. وإن فلاناً لموسر ولا أشيمه أي لا أنظر إليه من فقر يعني أنه غنيّ عنه. وتشيمه الشيب: خالطه. وماله شامة ولا زهراء: ناقة سوداء ولا بيضاء. وصاروا شاماً في البلاد: متفرقين تفرق الشام في الجسد. قال:

أتت أم اللهيم فصيرتهم ... أحاديثاً وشاماً في البلاد
شيم: شِيْمَةُ الإِنسانِ: خُلُقُه، ويُهْمَزُ أيضاً. والأشْيَمُ من الدَّوَابِّ: الذي به شامَةٌ مُخَالِفَةٌ لسائرِ اللَّوْنِ، والأُنْثى شَيْمَاءُ. وأوَّلُ ما تَخْرُجُ الخُضْرَةُ في اليَبِيْسِ فهو: التَّشَيُّمُ. ويقال: تَشَيَّمَهُ الشَّيْبُ. واشْتَامَ: دَخَلَ فيه، والانْشِيَامُ: مِثْلُه. والشَّيْمُ: من قَوْلكَ شِمْتُ السَّحَابَ: أي نَظَرْتَ أيْنَ يَقْصِدُ. وشِمْتُ السَّيْفَ: إذا أغْمَدْتَه؛ أشِيْمُه. وإذا سَلَلْتَه أيضاً. وهو من الأضدادِ. والشَّيْمُ: التَّقْدِيْرُ، يُقال: شِمْ ما بَيْنَ بَلَدِ كذا: أي قَدَّرْهُ. وإِنَّ فلاناً لَمُوْسِرٌ ولا أشِيْمُه: أي لا أنْظُرُ إليه من فَقْرٍ. وشِيَامٌ: حُفْرَةٌ. وقيل: أرْضٌ رِخْوَةُ التُّرابِ. والشَّيْمُ: اسْمُ جَبَلٍ. والشّيْمُ: ضَرْبٌ من السَّمَكِ. وتُرَابُ حَفْرِ الأرْضِ؛ الواحِدَةُ شِيْمَةٌ، وقيل: هي الأرْضُ الجَدِيدَة التي لم تُحْفَرْ. والشّامُ: الفِرْقُ من النّاس. والشِّيْمُ من الإِبل: مِثْلُ الشُّوْمِ وهي السُّوْدُ، واحِدُها شَيْمَاء.
ش ي م : الشِّيمَةُ هِيَ الْغَرِيزَةُ وَالطَّبِيعَةُ وَالْجِبِلَّةُ وَهِيَ الَّتِي خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَلَيْهَا وَالْجَمْعُ شِيَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ.

وَالشَّامَةُ فِي الْجَسَدِ هِيَ الْخَالُ وَالْجَمْعُ شَامٌ وَشَامَاتٌ وَرَجُلٌ أَشْيَمُ بِجَسَدِهِ شَامَةٌ وَشِمْت الْبَرْقَ شَيْمًا مِنْ بَابِ بَاعَ رَقَبْتَهُ تَنْظُرُ أَيْنَ يَصُوبُ.

وَالْمَشِيمَةُ وِزَانُ كَرِيمَةٍ وَأَصْلُهَا مَفْعِلَةٌ بِسُكُونِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ لَكِنْ ثَقُلَتْ الْكَسْرَةُ عَلَى الْيَاءِ فَنُقِلَتْ إلَى الشِّينِ وَهِيَ غِشَاءُ وَلَدِ الْإِنْسَانِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يُقَالُ لِمَا يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ الْمَشِيمَةُ
وَالْكِيسُ وَالْغِلَافُ وَالْجَمْعُ مَشِيمٌ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَمَشَايِمُ مِثْلُ مَعِيشَةٍ وَمَعَايِشَ وَيُقَالُ لَهَا مِنْ غَيْرِهِ السَّلَى. 
(شيم) - في الحَديث: قال بلالٌ رضي الله عنه في شِعرِه:
* وهل يَبدُوَن لى شَامَةٌ وطَفِيلُ *
قيل: هما جَبَلان مشرِفان على مَجَنَّة مكَّة.
وقال الخَطَّابي: هما عَيْنان مُشْرِفان على مَجَنَّةَ، وهي سوق مَتْجَرٍ كانت بِقُرب مَكَّة.
وقال بَعضُهم، أَظنُّه ابنَ دُرَيد، إنما هي شَابَةٌ بالبَاء جَبَل حجازي مذكور مع طُفَيْل، مأخوذ من الشَّيْب. وقيل: تُضارُعُ وشَابةُ: جَبَلان بقُرب المدينة.
- في حديث أبي بكر : "شِمْ سَيْفَك". : أي أغْمده، وقد يكون السَّلُّ أيضا من قِبَل أن الشَّيْم هو النَّظَرُ إلى البَرْق، ومنِ شَأن البَرْق أنه حين يَخفُق يَخفَى من فَوْره، فلا يُشامُ إلا خَافِقًا أو مُتَخافِيًا، وقد غلب تَشْبِيهُ السَّيْف بالبَرْق، فقيل: شِمْ سَيفَك: أي انظر إليه نَظَرَك إلى البَرْق، وذلك على حالِ الخُفُوق أو حالِ الخَفاء، وجَعَل النظر، كِنايةً عن السَّلِّ والِإغماد، لأن النَّظَر يتَقدَّمُهما. 
[شيم] الشامُ: جمع شامَةٍ، وهي الخال. وهي من الياء، تقول منه رجل مشيم ومشيوم، مثل مكيل ومكيول. وماله شامَةٌ ولا زَهْراء، أي ناقة سوداء ولا بيضاء. والأَشْيَمُ: الرجل الذي به شامَةٌ. والجمع شيمٌ. والشيمُ أيضاً: ضربٌ من السَمَك. وقال: قل لطغام الازد لا تبطروا بالشيم والجريث والكنعد والشومُ: السودُ. قال أبو ذؤيب يصف خمراً: فلا تُشْتَرى إلاَّ بربحِ سِباؤها بناتُ المخاضِ شومُها وحِضارُها أي سودُها وبيضُها. قال الأصمعيُّ: هكذا سمعتها وأظنها جمعاً، واحدها أشيم. ورواه أبو عمرو: " شيمها ". والمشيمة: الغرس، وأصله مفعلة، فسكنت الياء والجمع مشايم، مثل معايش. وشمت السيف: أغمدته. وشمته: سَلَلْتُهُ، وهو من الأضداد. وشِمْتُ مخايل الشئ، إذا تطلعت نحوها ببصرَك منتظراً له. وشِمْتُ البرق، إذا نظرت إلى سحابته أين تُمطِر. وتَشَيَّمَهُ الضِرامُ، أي دخَله. وقال :

غابٌ تَشَيَّمَهُ ضِرامٌ مُثْقَبُ * ويروى: " تسنمه ". وانْشامَ الرجلُ، إذا صار منظوراً إليه. والانشيام في الشئ: الدخول فيه. وقول الشاعر :

وهل يبدون لى شامة وطفيل * فهما جبلان. والشيمة: الخلق. وقال الاصمعي: الشيمَةُ والشِيامُ: الترابُ يُحفَر من الارض. وهو في شعر الطرماح . والاشيمان: موضعان. وصلة بن أشيم: رجل من التابعين.
شيم
شيِمَ يَشيَم، اشْيَمْ، شَيَمًا، فهو أشيمُ
• شيِم فلانٌ: كانت به شامة، أو كثرت في بدنه الشَّامات "شابٌّ أشيمُ". 

أشيمُ [مفرد]: ج شِيَم، مؤ شَيْماءُ، ج مؤ شيماوات وشِيَم: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شيِمَ. 

شامَة [مفرد]: ج شامات وشام: علامة في البدن يخالف لونُها لونَ سائره "في وجهه شامة- شامَة الحُسْن" ° كأنَّهم شامة النَّاس: هم ظاهرون. 

شَيَم [مفرد]: مصدر شيِمَ. 

شِيمَة [مفرد]: ج شِيمات وشِيَم: خُلُق، طبيعة، غريزة وسجيّة، خِصْلة "ليس الغدر من شيمتي- هو حسن الشِّيمة- *أراك عَصيّ الدَّمع شِيمَتك الصَّبر*". 

مَشيمة [مفرد]: ج مَشيمات ومشايِمُ ومشِيم:
1 - (حن) موضع اتِّصال البويضة بجدار المِبْيَض.
2 - (طب) طبقة خارجيّة للغشاء الذي يكون فيه الجنين في الرحم ويخرج منه عند الولادة.
• مشيمة العَيْن: غشاء وعائيّ نسيجيّ في العَيْن بين الشبكيَّة والبياض ينتهي بالقرنيَّة. 
الشين والميم والياء ش ي م

الشِّيمَةُ الطَّبيعةُ وقد تقدم أن الهَمْزَ فيها لُغَيَّةٌ وهي نادِرةٌ وتَشَيَّمَ أبَاهُ أشْبَهَهُ في شِيمَتِهِ عن ابن الأعرابِيِّ والشّامةُ علامَةٌ مُخَالِفَةٌ لِسائِرِ اللَّونِ والجمْعُ شاماتٌ وشَامٌ وقدْ شِيمَ شَاماً ورجُلٌّ مَشِيمٌ ومَشْيُومٌ وأَشْيمُ قال بعضُهم رَجُلٌ مَشْيُومٌ لا فِعْلَ له والشَّامَةُ أيضاً الأثَرُ الأَسْوَدُ في البَدَنِ وفي الأرضِ والجمعُ شَامٌ قال ذو الرّمّة

(وإن لم تَكُونِي غيرَ شَامٍ بِقَفْرةٍ ... تَجُرُّ بِها الأَذْيَالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ)

ولم يَسْتَعْمِلُوا من هذا الأخير فِعْلاً ولا فاعلاً ولا مَفْعُولاً وما له شامَةٌ ولا زَهْرَاءُ يَعْنِي ناقَةٌ سودَاءُ ولا بيضَاء قال الحارِثُ بن حِلِّزَة

(وَأَتَوْنَا يسْتَرْجِعُونَا فلم تَرْجِعْ ... لهم شَامةٌ ولا زَهْرَاءُ)

ويُروى فلم تُرْجَعْ وحَكَى نَفْطَوَيْهِ شَأْمةٌ بالهَمْزِ ولا أَعْرِفُ وَجْهَ هذا إلاَّ أن يكونَ نادِراً أو يَهْمِزَه مَنْ يَهْمِزُ الْخَأْتَمَ والْعَأْلَمَ وشِيمُ الإِبِلِ وشُومُها سُودُها فأمَّا شِيمٌ فواحِدُها أَشْيَمُ وَشَيْماءُ وأَمَّا شُومٌ فذَهَبَ الأصمعيُّ إلى أنه لا واحِدَ لَهُ وقد يجوزُ أن يكونَ جمع أشْيَمَ وشَيماءَ إلا أنه آثَرَ إخْراجَ الفَاءِ مَضْمومَةً على الأَصْلِ فانْقلَبتِ اليَاءُ واواً قال أبو ذُؤَيْب يَصِفُ خَمْراً

(فما تُشْتَرَى إلاَّ برِبْحٍ سِباؤُها ... بَناتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُها)

وشامَ السَّحابُ والبَرْقَ شَيْماً نَظَرَ إليه أيْنَ يَقْصِدُ وقيل هو النَّظَرُ إليهما من بَعِيدٍ وقد يكون الشَّيْمُ النَّظَرَ إلى النَّارِ قال ابنُ مُقْبِلٍ

(ولَوْ تُشْتَرَى مِنْه لَبَاعَ ثِيَابَهُ ... بِنَبْحَةِ كَلْبٍ أو بِنارٍ يَشِيمُها)

وشَامَ السَّيْفَ شَيْماً سَلَّهُ وأغْمَدَهُ وهو من الأضْدادِ وشامَ الشَّيْءَ في الشَّيْءِ أدْخَلَهُ وَخَبَأَهُ قال الرَّاعي

(بِمُعْتَصِبٍ مِنْ لحْمِ بِكْرٍ سمِينَةٍ ... وقد شامَ رَيّاتُ العِجَافِ المَنَاقِبا)

أي خَبَأْنَها وأَدْخَلْنَها البُيُوتَ خَشْيةَ الأَضْيافِ وانْشَامَ الشيءُ في الشَّيْءِ وتَشَّيِم فيه وتَشيَّمهُ دخَل فِيهِ قال ساعدةُ بن جُؤْيَّةَ (أفَعَنْكَ لا بَرْقٌ كأنَّ وَمِيضَهُ ...غَابٌ تَشَيَّمهُ ضِرَامٌ مُثْقَبُ)

ويُروَى تَسَنَّمَهُ أيْ عَلاَهُ وَرَكِبَهُ أراد أَعِنْك البَرْقُ هذا تَفْسِيرُ أبي عُبَيْدٍ والصَّوابُ عندي أنه أرادَ أعِنكَ البَرقَ بَرْقٌ لأن ساعدةَ بن جُؤَيَّةَ لم يَقُلْ أَفَعَنْكِ لا البَرقُ مُعَرَّفاً بالألفِ واللامِ إنما قال أَفَعَنْكَ لا بَرقٌ مُنْكَراً فالحُكْمُ أن يُفَسَّر بِالنَّكِرَةِ وتَشَيَّمَهُ الشَّيْبُ كَثَرُ فيه وانْتَشَرَ عن ابنِ الأعرابيِّ والشِّيَامُ حُفْرَةٌ أو أرْضٌ رَخْوَةٌ والشِّيَامُ التُّراب عَامَّةً قال الطِّرِمَّاحُ

(كَمْ بها من كَمْءِ وَحْشِيَّةٍ ... قِيضَ في مُنْتَثَلٍ أو شِيَام)

وقَوْمٌ شُيُومٌ آمِنُونَ حَبَشِيَّةٌ ومن كَلامِ النَّجاشِيِّ لُقريْشٍ اذْهَبُوا فأَنْتُمْ شُيُومٌ بأَرْضِي وبَنُو أشْيَمَ قَبيلةٌ والأَشْيَمُ وشَيْمانُ اسْمانِ وَمَطَرُ بنُ أَشْيَمَ من شُعَرَائِهِمْ

شيم

1 شَامَ الشَّىْءَ فِى الشَّىْءِ, (K,) [aor. ـِ inf. n. شَيْمٌ, (TA,) He hid, or concealed, the thing in the thing: (K, TA:) and he inserted the thing in the thing. (TA.) [Hence,] شام سَيْفَهُ, (K,) first Pers\. شِمْتُهُ, (S,) aor. as above, (K,) inf. n. شَيْمٌ, (TA,) He sheathed his sword; (S, K;) and [in like manner] شام نَبْلَهُ [He put his arrows into the quiver]: (TA:) and the former signifies also He drew his sword: thus having two contr. meanings: (S, K:) A 'Obeyd doubted of the latter meaning; and Sh knew it not; but the verb is said to have this meaning in a verse of ElFarezdak. (TA.) It is said in a trad. of Aboo-Bekr that a complaint was made to him against Khálid Ibn-El-Weleed, and he said, لَا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللّٰهُ عَلَى المُشْرِكِينَ i. e. I will not sheath a sword [which God has drawn against the believers in a plurality of gods]. (TA.) [Hence also,] one says, شام أَبَا عُمَيْرٍ (K, TA) i. e. [He sheathed] the ذَكَر; (TA;) meaning (assumed tropical:) he attained his desire of the virgin. (K, TA.) b2: And شام فِى الفَرَسِ سَاقَهُ He struck the mare with his shank to make her run: (K:) or he impressed (lit. inserted) his leg [or shank] in the belly of the mare, striking her [with it]. (Aboo-Málik; TA.) A2: شِمْتُ مَخَايِلَ الشَّىْءِ I directed my look towards the indications, or symptoms, of the thing, waiting, or watching, for it. (S.) b2: And [hence, or the reverse may be the case,] شِمْتُ البَرْقَ, (S, Msb, K, *) aor. and inf. n. as above, (Msb, TA,) I looked at, (S, K, *) or watched, or observed, (Msb,) the lightning, (Msb, K,) or the cloud thereof, to see where it would rain, (S,) or to see where it would pour, or bring rain, (Msb,) or to see whither it tended and where it would rain: (K:) this is done only when it flickers and disappears without delay: and [it is said, but, in my opinion, fancifully, and with little reason, that] the drawing and sheathing of a sword are likened to lightning flickering and disappearing. (TA.) [Hence the phrase, شِمْتُ بَرْقَ فُلَانٍ (assumed tropical:) I looked hoping for the benefits of such a one: mentioned by Freytag on the authority of Meyd: and the like is said in Har p. 319.] And شام السَّحَابَ He looked at the clouds from afar: and [in like manner,] النَّارَ the fire. (TA.) It is said in a prov., لَا تَشِمِ الغَيْثَ فَقَدْ أَوْدَى النَّقَدْ i. e. [Look not thou hoping for rain, for] the lambs have perished: addressed to him who mourns for that which has past. (Meyd.) and one says, فُلَانٌ مُوسِرٌ وَلَا أَشِيمُهُ مِنْ فَقْرٍ (assumed tropical:) [Such a one is wealthy, and I do not look at him in hope by reason of poverty]; meaning that he is independent of him. (Z, TA.) b3: [Hence also,] شِمْ مَا بَيْنَهُمَا (tropical:) Compute thou, or estimate, or consider, (K, TA,) and look, or see, (TA,) what [relation, or difference,] is between them two. (K, TA. [In the CK, شَيَّمَ is erroneously put for شِمْ; and قَدَّرَهُ, in the explanation, for قَدِّرْهُ.]) A3: شَامَ also signifies It (a thing, TA) entered, فِى شَىْءٍ into a thing; (K, TA;) quasi-pass. of the same verb in the latter of the two senses expl. in the first sentence of this art.; (TA;) and so ↓ انشام, (S, K, TA,) and ↓ اشام, and ↓ اشتام, and ↓ تشيّم, and ↓ شيّم. (K, TA.) b2: Also, (K,) aor. as above, (TA,) inf. n. شَيْمٌ and شُيُومٌ, He made a valid charge, or assault, or attack, in war, or battle. (K.) A4: Also, (K,) aor. as above, (TA,) He (a man) had a black رَقْمَة [app. meaning spot, or mole, i. e. شَامَة,] apparent in his skin. (K.) And شِيمَ, inf. n. شَيْمٌ, [perhaps a mistranscription for شَيَمٌ,] He was marked with a شَامَة [or mole]: or, as some say, [the pass. part. n.]

مَشْيُومٌ [signifying “ marked with a شامة ”] has no verb: and Az says that ↓ شَيَمٌ, signifying the having upon him a شامة, has no known verb: (TA:) or شَيَمٌ is an inf. n. signifying the having upon him شَام [i. e. moles]. (Ham p. 361.) A5: شَامَ فُلَانًا, (K,) aor. as above, (TA,) He soiled the legs, or feet, of such a one with dust, or earth: (K, TA:) in [some of] the copies of the K, غَيَّرَ رِجْلَيْهِ بِالشِّيَامِ; but correctly, [as in the CK and in my MS copy of the K,] غَبَّرَ; and accord. to the M, from الشِّيَام, [meaning that the verb is derived from this word,] i. e. التُّرَاب. (TA.) 2 شَيَّمَ see 1, in the latter half.

A2: شيّم يَدَيْهِ فِى

رَأْسِهِ, or ثَوْبِهِ, He seized his head, or his garment, fighting him. (K.) 4 أَشْيَمَ see 1, in the latter half.5 تَشَيَّمَ see 1, in the latter half. b2: تشيّمهُ الضِّرَامُ The kindling of fire entered it; namely, a wood; as used in a verse of Sá'ideh: or, as some relate it, تَسَنَّمَهُ [q. v.]. (S, TA.) And تشيّم الحَرِيقُ القَصَبَ The fire entered, and mixed with, the reeds, or canes. (TA.) b3: And تشيّمهُ الشَّيْبُ (tropical:) Hoariness came upon him, (K, TA,) and became intermixed upon him: or, accord. to IAar, became abundant upon him, and spread; (TA;) as also تَسَنَّمَهُ. (IAar, M and TA in art. سنم.) A2: تشيّم أَبَاهُ He resembled his father in شِيمة i. e. nature, or natural disposition. (IAar, K, TA.) 7 انشام: see 1, in the latter half.

A2: Also He (a man) became one who was looked at. (S, K.) 8 إِشْتَيَمَ see 1, in the latter half.

شَامٌ: see شَامَةٌ, in three places.

A2: The country of الشَّام [i. e. Syria] has been mentioned in art. شأم [as originally الشَّأْم].

شِيمٌ A certain species of fish. (S, K. *) A2: Also pl. of أَشْيَمُ [q. v.]. (S, TA.) A3: And pl., in one sense, of شِيَامٌ [q. v.]. (K.) شَيَمٌ: see 1, near the end.

A2: Also Any land, or ground, in which one has not yet dug, remaining in its [original] hard state, (Aboo-Sa'eed, K, TA,) so that the digging therein is more difficult [than elsewhere] to the digger. (Aboo-Sa'eed, TA.) شَامَةٌ A mole, syn. خَالٌ, (S, Msb, TA,) upon the person; (Msb;) [i. e.] a pimple inclining to blackness, upon the person; (Mgh;) or a [natural] mark differing from the colour of the person upon which it is: (K, * TA:) its medial radical letter is originally ى: (S, TA:) and it is also with ء, i. e. شَأْمَةٌ: (IAth, TA:) pl. ↓ شَامٌ, (S, Msb, K,) [or rather this is a coll. gen. n.,] and [the pl. properly so termed is] شَامَاتٌ. (Msb, K.) حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِى النَّاسِ [So that ye may be as though ye were a mole amid the people], occurring in a trad., means [that ye may] be in the goodliest garb or guise, appearing like the شامة, at which one looks exclusively of the rest of the person. (IAth, TA.) And one says, ↓ صَارُوا شَامًا فِى البِلَادِ, meaning (assumed tropical:) They became scattered [in the countries] like the شام [or moles] upon the person. (TA.) b2: Also A black mark upon the person, [an explanation which seems to apply, like the former in the K, to a mole, though given as differing therefrom,] and upon the ground: pl. [or coll. gen. n.] ↓ شَامٌ. (K.) b3: It is also [A mark, or spot,] upon a mare, upon a place that is disapproved, and sometimes upon her دَوَائِر [which means what are termed feathers, pl. of دَائِرَةٌ, q. v.]. (ISh, TA.) b4: And A spot (نُكْتَة) [upon the face] of the moon. (K.) b5: And (tropical:) A black she-camel: (IAar, S, K, TA:) accord. to Niftaweyh, شَأْمَةٌ, with; but ISd says, I know not the reason of this, unless it be extr., like الخَأْتَمُ and العَأْلِمُ. (TA.) One says, مَا لَهُ شَامَةٌ وَلَا زَهْرَآءُ, meaning, (tropical:) He has not a black she-camel nor a white one. (S, K, TA.) شِيمَةٌ Nature; natural, native, or innate, disposition, temper, or other quality or property; (S, Msb, K;) as also شِئْمَةٌ, (K,) which is an extr. dial. var.: (TA:) pl. شِيَمٌ. (Msb.) A2: Also Dust, or earth, dug from the ground; (As, S, K;) and so ↓ شِيَامٌ. (S, as on the authority of As; but only in one of my two copies of the S.) شَيَامٌ Soft, or plain, land; (AA, K, TA;) of which the earth is soft, or uncompact. (TA.) b2: See also the paragraph here following, in two places.

شِيَامٌ Dust, or earth, (K, TA,) in a general sense; (TA;) as also ↓ شَيَامٌ: (K:) see also شِيمَةٌ: [or,] accord. to Kh, a hollow dug in the ground: or, as some say, land of which the earth is soft, or uncompact. (S, TA.) b2: And A [covert such as is termed] كِنَاس: so called because of the wild animal's entering (لاِنْشِيَامِ الوَحْشِ i. e. دُخُولِهِ) into it. (As, S, TA.) A2: Also The rat, or mouse; syn. فَأْرٌ: (IAar, K, TA:) but written by Aboo-'Amr Ez-Záhid ↓ شَيَامٌ, and said by him to be the جُرَذ [generally meaning a large field-rat]: (TA:) pl. شِيمٌ. (K.) قَوْمٌ شُيُومٌ A people, or party, in a state of security: occurring in a trad.: and it is said that شيوم is an Abyssinian word: but, as some relate the trad., it is سُيُومٌ [q. v., voce سَائِمٌ, of which it is said to be pl.]. (TA.) أَشْيَمُ A man (S, Msb) having a شَامَة [or mole] upon his person; (Az, S, Mgh, Msb, K; *) and ↓ مَشِيمٌ (S, K) and ↓ مَشُومٌ (K) and ↓ مَشْيُومٌ (S, K) signify the same [or rather marked with a mole]: (S, * K:) or أَشْيَمُ signifies having upon him شَام [or moles]: (Ham p. 361:) fem. شَيْمَآءُ: (TA:) and pl. شِيمٌ. (S, TA.) b2: And A beast, (Lth, AO, TA,) and anything, (Lth, TA,) having upon him, or it, a [mark such as is termed] شَامَة, (Lth, AO, TA,) or [marks such as are termed] شَام. (AO, TA.) b3: And شِيمُ الإِبِلِ (assumed tropical:) Such as are black, of camels: sing., masc. and fem., as above: (TA:) occurring in this sense in a verse of Aboo-Dhueyb, as related by AA: but as heard by As, in this verse, شُومُهَا, and thought by him to be a pl. [originally شُيْم] of أَشْيَمُ. (S.) See also أَشْأَمُ (in art. شأم), last sentence.

مَشُومٌ: see the next preceding paragraph.

A2: And see مَشْؤُومٌ, in art. شأم.

مَشِيمٌ: see أَشْيَمُ: A2: and see also the paragraph here next following.

مَشِيمَةٌ The غِرْس; (S, TA;) i. e. (TA) the place of, (K, TA,) or [membrane that encloses, or forms the] covering of, (Msb,) the fœtus (Msb, K, TA) of a human being: (Msb: [see غِرْسٌ:]) originally مَشْيِمَةٌ: (S, Msb:) pl. مَشَايِمُ (S, K) and [coll. gen. n.] ↓ مَشِيمٌ. (IB, K.) [See also سَلًى.]

مَشْيُومٌ: see أَشْيَمُ.

شيم: الشِّيمةُ: الخُلُقُ. والشِّيمةُ: الطبيعة، وقد تقدم أن الهمز فيها

لُغَيَّة، وهي نادرة. وتَشَيَّم أباه: أشبهه في شيمتِه؛ عن ابن

الأعرابي.والشّامة: علامة مخالفة لسائر اللون. والجمع شاماتٌ وشامٌ. الجوهري:

الشَّامُ جمع شامةٍ وهي الخالُ، وهي من الياء، وذكر ابن الأثير الشامة في

شأَم، بالهمز، وذكر حديث ابن الحنظلية قال: حتى تكونوا كأنكم شَأْمة في

الناس، قال: الشأْمةُ الخالُ في الجسد معروفة، أراد كونوا في أَحْسن زِيٍّ

وهَيْئةٍ حتى تَظْهروا للناس ويَنْظُروا إليكم كما تَظْهَرُ الشأْمةُ

ويُنْظَرُ إليها دون باقي الجسد، وقد شِيمَ شَيْماً، ورجل مَشِيمٌ ومَشْيُومٌ

وأَشْيَمُ، والأُنثى شَيْماء. قال بعضهم: رجل مَشْيُوم لا فعل له.

الليث: الأَشْيَمُ من الدواب ومن كل شيء الذي به شامة، والجمع شِيمٌ. قال أبو

عبيدة: مما لا يقال له بَهِيمٌ ولا شِيَةَ له الأَبْرَشُ والأَشْيَمُ،

قال: والأَشْيَمُ أن تكون به شامةٌ أو شامٌ في جَسده. ابن شميل: الشامةُ

شامةٌ تخالف لون الفرس على مكان يُكْرَهُ وربما كانت في دوائرها. أبو زيد:

رجل أشْيَمُ بَيِّنُ الشّيمِ

(* قوله «بين الشيم» كذا بالأصل، والذي في

التهذيب: بين الشام) الذي به شامة، ولم نعرف له فعلاً. والشامةُ أيضاً:

الأَثَرُ الأسْودُ في البدن وفي الأرض، والجمع شامٌ؛ قال ذو الرمة:

وإنْ لم تَكُوني غَيْرَ شامٍ بقَفْرةٍ،

تَجُرُّ بها الأَذْيالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ

ولم يستعملوا من هذا الأخير فعلاً ولا فاعلاً ولا مفعولاً. وشامَ

يَشِيمُ إذا ظهرت بجِلْدَته الرَّقْمَةُ السوداء. ويقال: ما له شامةٌ ولا

زَهْراءُ يعني ناقةُ سوداء ولا بيضاء؛ قال الحرث بن حِلِّزَةَ:

وأَتَوْنا يَسْتَرْجِعون، فلم تَرْ

جِعْ لهم شامةٌ ولا زَهْراءُ

ويروى: فلم تُرْجَعْ. وحكى نفطويه: شأْمة، بالهمز، قال ابن سيده: ولا

أعرف وجه هذا إلا أن يكون نادراً أو يهمزه من يهمز الخأْتم والعأْلم.

والشِّيمُ: السُّودُ. وشِيمُ الإبل وشُومُها: سُودُها، فأما شِيمٌ فواحدها

أشْيَمُ وشَيْماء، وأما شُومٌ فذهب الأصمعي إلى أنه لا واحد له، وقد يجوز أن

يكون جمع أشْيَمَ وشَيْماء، إلاَّ أنه آثر إخراج الفاء مضمومة على

الأصل، فانقلبت الياء واواً؛ قال أبو ذؤيب يصف خمراً:

فما تُشْتَرى إلاَّ بربْحٍ سِباؤُها،

بَناتُ المَخاضِ شُومُها وحِضارُها

ويروى: شِيمُها وحِضارُها، وهو جمع أَشْيَمَ، أي سُودها وبيضها؛ قال ذلك

أبو عمرو والأَصمعي، هكذا سمعتها، قال: وأظنها جمعاً واحدها أشْيَمُ،

وقال الأصمعي: شُومها لا واحد له، وقال عثمان بن جني: يجوز أن يكون لما

جمعه على فُعْلٍ أَبقى ضمة الفاء فانقلبت الياء واواً، ويكون واحده على هذا

أَشْيَم، قال: ونظير هذه الكلمة عائِطٌ وعِيطٌ وعُوطٌ؛ قال: ومثله قول

عُقْفانَ بن قيس بن عاصم:

سَواءٌ عليكم شُومُها وهجانُها،

وإن كان فيها واضحُ اللَّوْنِ يَبْرُقُ

ابن الأَعرابي: الشامة الناقةُ السوداء، وجمعها شامٌ. والشِّيمُ: الإبلُ

السُّودُ، والحِضارُُ: البِيضُ، يكون للواحد والجمع على حدّ ناقةٌ

هِجانٌ ونُوق هِجانٌ ودِرْع دِلاصٌ ودُروع دِلاصٌ.

وشامَ السَّحابَ والبرقَ شَيْماً: نظر إليه أين يَقْصِدُ وأين يُمْطر،

وقيل: هو النظر إليهما من بعيد، وقد يكون الشَّيْمُ النظرَ إلى النار؛ قال

ابن مقبل:

ولو تُشْتَرى منه لباعَ ثِيابَهُ

بنَبْحةِ كلْبٍ، أو بنارٍ يَشِيمُها

وشِمْتُ مَخايِلَ الشيء إذا تَطَلَّعْتَ نحوها ببصرك منتظراً له.

وشِمْتُ البَرْقَ إذا نَظَرْت إلى سحابته أين تمطر. وتَشَيَّمه الضِّرامُ أي

دخله؛ وقال ساعدة ابن جُؤَيَّةَ:

أفَعَنْكَ لا بَرْقٌ، كأَنَّ وَمِيضَهُ

غابٌ تَشَيَّمهُ ضِرامٌ مُثْقَبُ

ويروى: تَسَنَّمه، يريد أفَمِنْكَ لا بَرْقٌ، ومُثْقَبٌ: مُوقَدٌ؛ يقال:

أثْقَبْتُ النارَ أوْقَدْتُها.

وانْشامَ الرجل إذا صار منظوراً إليه. والانْشِيامُ في الشيء: الدخولُ

فيه. وشامَ السيفَ شَيْماً: سلَّه وأغمده، وهو من الأضداد، وشك أبو عبيد

في شِمْتُه بمعنى سللْته، قال شمر: ولا أَعْرِفُه أنا؛ وقال الفرزدق في

السَّلِّ يصف السيوفَ:

إذا هي شِيمَتْ فالقوائِمُ تحتها،

وإنْ لم تُشَمْ يوماً عَلَتْها القوائمُ

قال: أراد سُلَّتْ، والقوائم: مقابضُ السيوف؛ قال ابن بري: وشاهدُ

شِمْتُ السيف أغْمَدْتُه قول الفرزدق:

بأَيدِي رجالٍ لم يَشيموا سيوفَهُم،

ولم تَكْثُرِ القَتْلى بها حين سُلَّتِ

قال: الواو في قوله ولم واو الحال أي لم يغمدوها والقَتْلى بها لم تكثر،

وإنما يُغْمِدونها بعد أن تكثر القتلى بها؛ وقال الطِّرِمَّاحُ:

وقد كنتُ شِمْتُ السيفَ بعد اسْتِلالِه،

وحاذَرْتُ، يومَ الوَعْدِ، ما قيل في الوعْدِ

وقال آخر:

إذا ما رآني مُقْبِلاً شامَ نَبْلَهُ،

ويَرْمِي إذا أَدْبَرْتُ عنه بأَسْهُمِ

وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: شُكِيَ إليه خالد بن الوليد فقال: لا

أَشِيمُ سَيْفاً سَلَّه اللهُ على المشركين أي لا أُغْمِدُه. وفي حديث

عليّ، عليه السلام: قال لأبي بكر لما أراد أن يخرج إلى أهل الرِّدَّة وقد

شَهَرَ سيفَه: شِمْ سَيْفَك ولا تفْجَعْنا بنَفْسِك. وأصل الشَّيْمِ

النظرُ إلى البرق، ومن شأْنه أنه كما يَخْفِقُ يخفى من غير تَلَبُّثٍ ولا

يُشامُ إلاَّ خافقاً وخافياً، فَشُبِّه بهما السَّلُّ والإغْمادُ. وشامَ

يَشِيمُ شَيْماً وشُيُوماً إذا حَقَّقَ الحَمْلَة في الحرب. وشامَ أبا

عُمَيْرٍ إذا نال من البِكْرِ مُرادَه. وشامَ الشيءَ في الشيء: أدخله وخَبَأَه؛

قال الراعي:

بمُعْتَصِبٍ من لحمِ بِكْرٍ سَمِينةٍ،

وقد شامَ رَبَّاتُ العِجافِ المَناقِيا

أي خَبَأْنَها وأدخلنها البيوت خشية الأَضياف. وانْشام الشيءُ في الشيء

وتَشَيَّم فيه وتَشَيَّمه: دخل فيه؛ وأنشد بيت ساعدة بن جؤيَّة:

غابٌ تَشَيَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ

(* روي هذا البيت سابقاً في هذه المادة).

قال: وروي تَسَنَّمه أي علاه ورَكِبَه أراد: أعنك البرق؛ قال ابن سيده:

هذا تفسير أبي عبيد، قال: والصواب عندي أنه أراد أعنك بَرْقٌ، لأن ساعدة

لم يقل أفَعَنْكَ لا البرق، معرفاً بالأَلف واللام، إنما قال أفعنك لا

برق، منكراً، فالحكم أن يفسر بالنكرة. وشام إذا دخَل. أبو زيد: شِمْ في

الفَرسِ ساقَكَ أَي ارْكلها بساقِكَ وأمِرَّها. أبو مالك: شِمْ أدْخِلْ وذلك

إذا أَدخَلَ رجله في بطنها يضربها. وتَشَيَّمه الشَّيْبُ: كثر فيه

وانتشر؛ عن ابن الأعرابي.

والشِّيامُ: حُفْرةٌ أو أرضٌ رِخْوَةٌ. ابن الأعرابي: الشِّيامُ،

بالكسر، الفأْر. الكسائي: رجل مَشِيمٌ ومَشُومٌ ومَشْيُوم من الشامة.

والشِّيامُ: الترابُ عامَّةً؛ قال الطرماح:

كَمْ به من مَكْءٍ وَحْشيَّةٍ،

قِيضَ في مُنْتَثَلٍ أو شيام

(* قوله «من مكء إلخ» كذا بالأصل كالتكملة بهمزة بعد الكاف، والذي في

الصحاح والتهذيب: من مكو بواو بدلها ولعله روي بهما إذ كل منهما صحيح،

وقبله كما في التكلمة:

منزل كان لنا مرة * وطناً نحتله كل عام).

مُنْتَثَل: مكان كان محفوراً فاندفن ثم نظف. وقال الخليل: شِيامٌ حفرة،

وقيل: أرض رِخْوة التراب. وقال الأصمعي: الشِّيام الكِناسُ، سمي بذلك

لانْشِيامه فيه أي دخوله. الأصمعي: الشِّيمةُ التراب يُحْفَر من الأرض.

وشامَ يَشِيمُ إذا غَبَّرَ رجليه من الشِّيام، وهو التراب. قال أبو سعيد:

سمعت أبا عمرو ينشد بيت الطرماح أو شَيام، بفتح الشين، وقال: هي الأرض

السهلة؛ قال أبو سعيد: وهو عندي شِيام، بكسر الشين، وهو الكِناسُ، سمي شِياماً

لأن الوحش يَنْشامُ فيه أي يدخل، قال: والمُنْتَثَلُ الذي كان اندفَن

فاحتاج الثورُ إلى انْتِثاله أي استخراج ترابه، والشِّيامُ الذ ي لم

يَنْدَفِنْ ولا يحتاج إلى انْتِثاله فهو يَنْشامُ فيه، كما يقال لِباسٌ لما

يُلْبَسُ. ويقال: حَفَرَ فشَيَّمَ، قال: والشَّيَمُ كل أرض لم يُحْفَرْ فيها

قَبْلُ فالحفرُ على الحافر فيها أَشَدُّ؛ وقال الطرماح يصف ثوراً:

غاصَ، حتى استَباثَ من شَيَمِ الأَرْ

ضِ سفاةً، من دُنها ثَأَدُهْ

(* قوله «غاص» وقع في التهذيب بالصاد المهملة كما في الأصل، وفي التكلمة

بالطاء المهملة وكل صحيح).

التهذيب: المَشِيمَةُ هي للمرأَة التي فيها الوَلَدُ، والجمع مَشِيمٌ

ومَشايِمُ؛ قال جرير:

وذاك الفَحْلُ جاء بِشرِّ نَجْلٍ

خَبيثاتِ المَثابِرِ والمَشِيمِ

ابن الأَعرابي: يقال لما يكون فيه الولد المَشِيمَةُ والكِيسُ

والحَوْرانُ

(* قوله «والحوران» كذا بالأصل والتهذيب بالحاء المهلمة.)

والقَمِيصُ.الجوهري: والشِّيمُ ضرب من السمك؛ وقال:

قُلْ لِطَغامِ الأَزْدِ: لا تَبْطَرُوا

بالشِّيمِ والجِرِّيثِ. والكَنْعَدِ

والمَشِيمةُ: الغِرْسُ، وأصله مَفْعِلةٌ فسكنت الياء، والجمع مَشايِمُ

مثلُ مَعايشَ؛ قال ابن بري: ويجمع أيضاً مَشِيماً؛ وأنشد بيت جرير:

خبيثات المثابر والمشيم

وقوم شُيُومٌ: آمِنُونَ، حَبَشِيَّةٌ. ومن كلام النجاشي لقريش: اذهبوا

فأَنتم شُيُومٌ بأَرْضِي.

وبَنُو أَشْيَمَ: قبيلة. والأَشْيَمُ وشَيْمانُ: اسمان. ومَطَرُ بن

أَشْيَمَ: من شعرائهم. وصِلةُ ابن أشْيَمَ: رجلٌ من التابعين؛ وقول بلال مؤذن

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

ألا لَيْتَ شِعْرِي هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بوادٍ، وحَوْلي إذْخِرٌ وجَليلُ؟

وهَلْ أرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامَةٌ وطَفِيلُ؟

هما جبلان مُشْرِفانِ، وقيل: عينان، والأول أكثر. ومَجَنَّةُ: موضع قريب

من مكة كانت تُقام به سُوقٌ في الجاهلية، وقال بعضهم: إنه شابة بالباء

(* قوله «وقال بعضهم إنه شابة بالباء» هو الذي صوّبه في التكملة وزاد

فيها: أول ما تخرج الخضرة في اليبيس هو التشيم، ويقال تشيمه الشيب واشتام فيه

أي دخل، وشم ما بين كذا إلى كذا أي قدّره، والشام الفرق من الناس اهـ.

ومثله في القاموس)، وهو جبل حجازي. والأَشْيَمان: موضعان.

فصل الصاد المهملة

شيم

(} الشِّيَمةُ بالكَسْرِ: الطَّبِيعَةُ) والخُلُق، (ويُهْمَز) ، وَهِي لُغَيَّة نادِرَةٌ، وَقد تَقدَّم.
( {وتَشَيَّم أَبَاه: أَشْبَهَه فِيهَا) ، عَن اْبنِ الأعرابيّ.
(و) } الشِّيمَةُ: (التُّرابُ الَّذِي يُحْفَرُ من الأَرضِ) ، عَن الأصمَعِيّ. ( {والشَّامَةُ: عَلامَةٌ تُخالِفُ) لَوْنَ (البَدَنِ الَّذِي هِيَ فِيهِ ج: شَامٌ وشَاماتٌ) . وَقَالَ الجوهَرِيُّ:} الشَّامُ جَمْع {شَامَة، وَهِي الخَالُ، وَهِي مِنَ اليَاءِ، وذَكَر اْبنُ الأَثِير} الشَّامةَ فِي {شَأَم بالهَمْز. وذَكَر حَدِيثَ اْبنِ الحَنْظَلِيَّة قَالَ: " حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُم} شَأْمَةٌ فِي النَّاس "، أَرَادَ كُونُوا فِي أَحْسَنِ زيٍّ وَهَيْئَةٍ كَمَا تَظْهَر {الشَّأمةُ ويُنْظَر إِلَيْهَا دون بَاقِي الجَسَد.
(و) أَبُو جَعْفر (مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد) النَّيْسَابُورِيُّ الأَدِيبُ، سَمِع اْبنَ مَحْمَش وطَبقَته، (و) أَبُو سَعْد (مُحَمَّدُ بنُ إِسْماعِيل) المُقْرِئ، عَن إسماعِيلَ بنِ زَاهِر النُّوقَانِي، وَعنهُ عبدُ الرَّحيمُ بنُ السَّمْعانِيّ (} الشآمانِيَّان: مُحَدِّثَان) .
{والشَّامَاتُ: أحدُ أَرْباع نَيْسَابُور وَنواحِيها، بِهِ أكثَرُ من ثَلثِمِائةِ قَرْيةٍ. وَمِنْه أَيْضاً جَعْفَرُ بنُ أحمدَ} الشَّامَاتي شَيْخ لدعلج، وأحمدُ بنُ الفَضْل بن مَنْصُور أَبُو حَامَد الشَّامَاتِي عَن الأعصَمِّ وغيرِه. وَأَبُو الحَسَن بنُ الحَسَن الشَّامَاتِي، عَن أَبِي القَاسِم بنِ حَبِيب المُفَسِّر.
(وَهُوَ {مَشِيمٌ} وَمَشُومٌ {وَمَشْيُومٌ} وَأَشْيَم) ، الثَّلاَثَةُ الأُوَلُ عَن الكِسائِيّ، واْقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الأُولَى والثَّالِثَة، وَقَالَ: كَمَكِيل وَمَكْيُول أَي: (بِهِ {شَامَاتٌ) ، وَقد} شَيِم {شَيَماً، وَهِي} شَيْمَاءُ. وَقَالَ بَعضُهم: رَجُلٌ {مَشْيُومٌ لَا فِعْلَ لَهُ، وَقَالَ اللَّيثُ:} الأَشْيَمُ من الدَّوابّ وَمن كل شَيْء: الَّذِي بِهِ {شَامَةٌ، والجَمْع} شِيمٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: " ممّا لَا يُقَال لَهُ بَهيمٌ وَلَا شِيَةَ لَهُ الأبرَشُ والأَشْيَم. قَالَ: {والأَشْيَمُ: أَن تَكُونَ بِهِ} شَامَةٌ أَو شَامٌ فِي جَسَده. وَقَالَ اْبنُ شُمَيْل: الشَّامةُ شامَةٌ تُخالِف لَوْنَ الفَرَسِ على مَكانٍ يُكْره، وَرُبمَا كانَتْ فِي دَوَائِرِها. وَقَالَ أَبُو زَيْد: رَجُلٌ! أَشْيَم بَيِّن {الشَّيَم الَّذِي بِهِ شَامَةٌ، وَلم نَعْرِف لَهُ فِعْلاً ".
(} والشَّامَةُ) أَيْضا: (أَثَرٌ أَسْوَدُ فِي البَدَن وَفِي الأَرْضِ ج: {شَامٌ) . قَالَ ذُو الرُّمَّةْ.
(وإِنْ لَمْ تَكُونِي غَيْرَ شَامٍ بِقَفْرَةٍ ... تَجُرُّ بهَا الأَذْيالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ)

وَلم يَسْتَعْمِلُوا من هَذَا فِعْلاً، وَلَا فَاعِلاً، وَلَا مَفْعُولاً.
(و) الشَّامَةُ: (النَّاقَةُ السَّودَاءُ) ، عَن اْبنِ الأعرابِيّ، وَحَكاه نِفْطَوَيْهِ شَأْمَة بالهَمْزَة. قَالَ اْبنُ سِيدَه: وَلَا أَعْرِف وَجْه هَذَا إِلاَّ أَن يَكُونَ نَادِراً، ويَهْمِزُه مَنْ يَهْمِز الخَاتَم والعَالَم.
(و) الشَّامَةُ: (نُكْتَةُ القَمَر) .
(وبِلادُ الشَّامِ) ذُكِر (فِي ش أم) : لُغَةٌ فِيهِ.
(و) من المَجَاز: يُقَال: (مَا لَهُ شَامَةٌ وَلَا زَهْراءُ أَي) : مَا لَه (ناقَةٌ سَوْدَاءُ ولاَ بَيْضَاءُ) ، قَالَ الحارِثُ اْبنُ حِلَّزِةَ:
(وَأَتَوْنَا يَسْتَرْجِعُون فَلم تَرْجِعْ ... لَهُم شامةٌ وَلَا زَهْراءُ)

(و) أَبُو إِسْحَاق (بنُ شَام: مُحَدِّثٌ، اسمُهُ إبراهيمُ بنُ مُحمَّدِ اْبنِ أَحْمَدَ بنِ هِشام) ، حَدَّثَ عَن أَبي الموجه وطَبَقَتِه، مَاتَ سنَةَ ثَلثِمائة وسِتٍّ وَأَرْبَعِين، و (شَام: لَقَب هِشام المَذْكُور) ، نَقَلَه الذَّهَبِيّ.
(} والمَشِيمَةُ) الغِرْس، وَهُوَ (مَحَلُّ الوَلَد) ، وأَصلُه مَفْعِلة فسُكِّنَتْ اليَاء.
وَمن سَجَعات الأَساس: " لَيْسَ بِمَفْطُومٍ عَن {شِيمَهْ، مَفْطُور عَلَيْهَا فِي} المَشِيمَة ". (ج: مَشِيمٌ) ، عَن اْبنِ بَرِّيّ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ جَرِير:
(وذَاكَ الفَحْل جَاءَ بشَرِّ نَجْلٍ ... خَبِيثَاتِ المَثَابِر! والمَشِيمِ) ( {وَمَشَايِمُ) كَمَعايِش، وَعَلِيهِ اْقتَصَر الجَوْهَرِيُّ.
(} وشَامَ سَيْفَه {يَشِيمُه) } شَيْماً: (غَمَدَه، و) أَيْضا: (اْسْتَلَّه) ، وَهُوَ (ضِدٌّ) . وشَكَّ أَبُو عُبَيْد فِي شِمْتُه بِمَعْنى سَلَلْتُه. قَالَ شَمِر: ولاأَعرِفُه. وَقَالَ الفَرَزْدَق فِي السَّلّ يَصِفُ السُّيُوفَ:
(إِذا هِيَ {شِيمَتْ فالقَوائِمُ تحتهَا ... وَإِن لم} تُشَمْ يَوْمًا عَلَتْها القَوائِمُ)

قَالَ: أَرَادَ سُلَّت، والقَوائِمُ: مَقابِضُ السُّيُوفِ. قَالَ اْبنُ بَرِّيّ: وشاهِدُ {شِمْتُ السَّيْف: أَغْمَدْتُه قَولُ الفَرزْدَقِ:
(بِأَيْدِي رِجالٍ لم} يَشِيمُوا سُيُوفَهُم ... وَلم تَكْثُرِ القَتْلَى بهَا حِينَ سُلَّتِ)

قَالَ: الوَاوُ فِي قَوْلِه " وَلم " وَاوُ الحَالِ، أَي لم يَغْمِدُوها والقَتْلَى بهَا لم تَكْثُر، وإِنَّما يَغْمِدُونَها بعد أَن تَكْثُر القَتْلَى بهَا. وَقَالَ الطِّرِمَّاح:
(وَقد كُنتُ {شِمْتُ السَّيْفَ بَعْدَ اْسْتِلاَلِه ... وحَاذَرْتُ يوْمَ الوَعْد مَا قيلَ فِي الوَعْدِ)

وَقَالَ آخر
(إِذا مَا رآنِي مُقْبِلا شامَ نَبْلَه ... ويَرْمِي إِذا أَدْبَرْتُ عَنهُ بِأَسْهُمِ)

وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْر رَضِي اللهُ تَعالَى عَنهُ شُكِي إِلَيْهِ خَالدُ بنُ الوَلِيد فَقَالَ: " لَا} أَشِيمُ سَيْفاً سَلَّه الله على المُشْرِكِين "، أَي: لَا أُغْمِدُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِي اللهُ تَعالَى عَنهُ أَنه قَالَ لأَبِي بَكْر لَمَّا أَرادَ الخُروجَ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّة وَقد شَهَر سَيْفَه: " {شِمْ سَيْفَك وَلَا تَفْجَعْنا بِنَفْسِك ". (و) الأَصْل فِيهِ شَامَ (البَرْقَ) } يَشِيمُه شَيْماً: إِذا (نَظَر إِلَيْهِ أَين يَقْصِد وَأِيْن يُمْطِر) . وَمن شَأْنِه أَنه كَمَا يَخْفِقُ يَخْفَى من غَيْر تَلَبُّثٍ، وَلَا {يُشامُ إِلاَّ خافِقاً وخَافِياً، فشُبِّه بهما السَّلُّ والإِغْمادُ.
(و) شَامَ (أَبا عُمَيْر) يَعْنِي الذّكَر إِذا (نَالَ من البِكْرِ مُرادَه. و) شَامَ (فُلاناَ) } يَشيم: إِذا (غَيَّر) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ غَبَّر (رِجْلَيْه {بالشِّيام) ، وَفِي المُحْكَم: من} الشِّيام وَهُوَ التُّراب. (و) شَامَ (فُلانٌ) يَشِيمُ: إِذا (ظَهَرَت بجِلْدَتِه الرَّقْمَةُ السَّوْدَاءُ. و) شَامَ يَشِيمُ ( {شَيْما} وشُيُوماً) : إِذا (حَقَّقَ الحَمْلَة فِي الحَرْبِ) .
(و) شَامَ الشَّيْءُ (فِي الشَّيْء: دَخَل {كَأَشامَ} واْشْتَام {وتَشَيَّم} وشَيَّم {واْنْشَامَ) ، كل ذَلِك مُطاوع} لشَامَ الشيءَ فِي الشَّيءِ: إِذا أَدْخَلَه.
(و) شَامَ (فِي الفَرَس سَاقَه: إِذا (رَكَلَها بِهَا) ، عَن أَبِي زَيْد. وَقَالَ أَبُو مَالِك: شِمْ فِي الفَرَس ساقَك، وذلِك إِذا أدخَلَ رِجْلَه فِي بَطْنِها يَضْرِبُها.
(و) شَامَ (الشَّيءَ فِي الشَّيْءِ) شَيْماً: إِذا (خَبَأَه فِيهِ) وَأَدْخَلَه، قَالَ الرَّاعِي:
(بمُعْتَصِبٍ من لَحْم بِكْرٍ سَمينَة ... وَقد شامَ رَبَّاتُ العِجافِ المَناقِيَا)

أَي: خَبَأْنَها وأَدْخَلْنَها البيُوتَ خَشْيَة الأَضياف.
( {والشَّيَامُ) بالفَتْح: (الأَرض السَّهْلَةُ) الرِّخْوَة التُّرابِ.
(و) } الشِّيَامُ (بالكَسْر: التُّراب) عَامَّة، قَالَ الطِّرِمَّاح:
(كَمْ بهَا من مَكْءِ وَحْشِيَّةٍ ... قِيضَ فِي مُنْتَثَلٍ أَو! شِيام)

مُنْتَثَل: مَكان كَانَ مَحْفُوراً فاْنْدَفَن ثمَّ نَظُفَ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَقَالَ الخَلِيل: " شِيامٌ: حُفْرة. وَيُقَال: أَرضٌ رِخْوَةُ التُّراب "، (ويُفْتَح) قَالَ أَبُو سَعِيد) : " سَمِعْتُ أَبا عَمْرو يُنْشِد بَيْتَ الطِّرِمَّاح هَكَذَا: أَوْ شَيَام بالفَتْح، وَقَالَ: هِيَ الأَرضُ السهلة ".
(و) الشِّيامُ: (الفَأْرُ) ، عَن اْبنِ الأَعرابيّ، وضَبَطَهُ أَبُو عمر الزَّاهد بالفَتْح. وَقَالَ: هُوَ الجُرَذُ (ج: {شِيمٌ كَمِيل) .
(وبَنُو} أَشْيَمَ كَأَحْمَدَ: قَبِيلَةٌ. وصِلَةُ اْبنُ أَشْيَم) العَدَوِيّ أَبُو الصَّهْبَاء: (تابِعِيٌّ) من عُبَّادِ أَهْلِ البَصْرَةِ وَزُهَّادِهِم، رَوَى عَنهُ أَهْلُها، قُتِل سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِين بِكَابُلَ فِي وِلاية الحَجَّاج، قَالَهُ اْبنُ حِبّان.
( {والأَشْيَمَان: مَوْضِعَان) ، وَقيل: حَبْلان من رِمَالِ الدَّهْناء، وَقد ذَكَرها ذُو الرُّمَّة فِي غير مَوْضِع من شِعْرِه، ورَواه بَعْضُهم:} الأَشْأَمان كَمَا تَقدَّم فِي " ش أم "، وَقَالَ السُّكَّرِيّ: {الأَشْيَمان فِي بِلاد بَنِي سَعْد بالبَحْرَيْن دُونَ هَجَر.
(و) قَالَ أَبُو سَعِيد: (} الشَّيم مُحَرَّكَة: كُلُّ أَرْضٍ لم يُحْفَرْ فِيها قَبْلُ بَاقِيَة على صَلابَتِها) ، فالحَفْر على الحَافِرِ فِيهَا أَشَدّ، وَقَالَ الطِّرِمَّاح يَصِف ثَوْراً:
(غَاصَ حَتَّى استَبَاثَ من شَيَمِ الأَرضِ ... سَفاةً من دُونِها ثَأَدُه)

( {وشُيَيْم) كَزُبَيْر (ويُكْسَر: أَبُو عَاصِم الصَّحابِيُّ) ، كَمَا ضَبَطَه الأمِيرُ فِي وَالِد سَعِيد، (أَو هُوَ) شَنْتَم (بالنُّون والتَّاءِ) الفَوْقِيَّة، كَمَا ضَبَطَه أَبُو الوَلِيد الفَرَضِيّ، وَقد تَقدَّم.
(وشُيَيْمٌ أَبو مَرْيَم البَكْرِيّ تَابِعِيٌّ) ، رَوَى عَن عُمَر بنِ الخَطَّاب رَضِي الله تَعالَى عَنهُ. (وعُرْوَةُ بنُ} شُيَيْم) ، اللّيثِيّ (من قَتَلة عُثْمان رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ) . (واْبنُ {الشَّامَة) هُوَ (يَحْيَى) بنُ زَكَرِيَّا بنِ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا (الثَّقَفِيّ: مُحَدِّثٌ) أَنْدَلُسِيٌّ، عَن إبراهيمَ بنِ قَاسِم بنِ هِلال، وَعنهُ اْبنُه أَحْمَدُ، وَعَن أَحْمَدَ خَلَفُ بنُ قَاسِم بنِ سَهْل، مَاتَ سَنَة مِائَتَيْن وخَمْسٍ وسَبْعِين.
(وذُو الشَّامةِ: خَالِدُ بنُ جَعْفر) البَرْمَكِيّ، لُقِّب بِهِ (} لِشَامَةٍ كانَتْ فِي مُقدَّم رَأْسِهِ. و) أَيْضا: لَقَب (مُحَمَّدٍ اْبنِ عُمَرَ بنِ الوَلِيد بنِ عُقْبَةَ) .
( {والشَّيْمَاءُ: بِنْتُ) الحَارِثِ بنِ عَبْدِ العُزَّى، أُمُّها (حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّة أُخْتُ النَّبِيِّ [
] من الرَّضَاعَة) ، وَيُقَال: اسْمُها خِذَامَةُ، وتُدْعَى أُمَّ النَّبِي [
] ، ذكرهَا أَبُو نُعَيم فِي الصّحابة.
(} وتَشَيَّمَه الشَّيْبُ) : إِذا (عَلاَه) وخَالَطَه، وَهُوَ مَجاز، وَقَالَ اْبنُ الأَعرابِيّ: إِذا كَثُر فِيهِ واْنْتَشَر، وَفِي الصَّحاح: وتَشَيَّمُه الضِّرامُ أَي: دَخَله. قَالَ ساعِدَةُ:
(أفِعَنْكِ لَا بَرَقٌ كَأَنَّ وَمِيضَه ... غابٌ {تَشَيَّمُه ضِرامٌ مُثْقَبُ)

ويروى: تَسَنَّمَه.
(و) } تَشَيَّم (أَباهُ) : إِذا (أَشْبَهَه) فِي {الشِّيمَة، هَكَذَا هُوَ فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ تَكْرار مَحْض.
(و) من المَجازِ: (شِمْ مَا بَيْنَهُما) أَي: (قَدِّرْه) ، وانظُر كَمْ مَا بَيْنَهُما. (} وشَيَّم يَدَيْه فِي رَأْسِه أَو ثَوْيِ: إِذا قَبَض عَلَيْهِ يُقاتِلُه) .
(! والشِّيمُ بالكَسْر: سَمَك) ، وَفِي الصّحَاحِ: ضَرْبٌ من السَّمَك، وَأنْشد: (قل لِطَغَامِ الأَزْدِ لَا تَبْطَرُوا ... {بالشِّيمِ والجِرِّيتِ والكَنْعَدِ)

(} واْنْشامَ الرَّجُلُ) {اْنْشِياماً: (صَارَ مَنْظُوراً إِلَيْهِ) .
(} وشَامَةُ: جَبَل) مُشْرِف (بمَكَّة) . وَقيل: عَيْن، والأَوَّلُ أكثَر، وَهُوَ (تَصْحِيف من المُتَقَدِّمِين، والصَّوابُ شَابَةُ بالبَاءِ) المُوَحَّدَة، (وبالمِيمِ وَقَع فِي كُتُب الحَدِيثِ جَمِيعِها) ، وَهكَذا جَاءَ فِي قَوْلِ بِلالٍ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ:
(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَل أُبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بوَادٍ وَحَوْلِي إِذْ خِرٌ وجَلِيلُ)

(وَهل أَرِدَنْ يَوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لي {شامةٌ وطَفِيلُ)

قَالَ شَيْخُنا: وَلَا يَظْهَر لِهذا الصَّوابِ وَجْهٌ، وَلَا سِيَّما مَعَ جَزْمه بأَنَّ الوَاقِع فِي كُتُب الحَدِيث جَمِيعِها المِيمُ، فَلَا وَجْه لمُخَالَفَتِهم وتَخْطِئَتِهم، وَقد اْنْتَصَر لَهُ البَغْدادِيُّ فِي شَرْح شَواهِدِ المُغْنِي، وَأَشَارَ إِلَيْهِ فِي حاشِيَة بانَتْ سُعاد وَهُوَ ظَاهِر. انْتَهَى.
قلتُ: وَقد فَرَّق بينَهما نَصْر فِي مُعْجَمِه، فَقَالَ: شَابَة بالبَاءِ: جَبَل فِي دِيارِ غَطَفَان بَين السَّلِيلَة والرَّبَذَة. وبالمِيم: جَبَل آخر بالحِجاز، ورُوِي بالوَجْهَيْن قَولُ أبي ذُؤَيْب:
(كأنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَين تُضَارِعٍ ... وشامَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ)

[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
} شِيمُ الْإِبِل بالكَسْر: سُودُها، وَاحِدُها {أَشْيَم} وشَيْمَاء. وشَامَ السَّحابَ شَيْماً: نَظَر إِلَيْهَا من بَعِيد، وَقد يَكُونُ الشَّيْمُ النَّظَرَ إِلَى النَّار. قَالَ اْبنُ مُقْبِل:
(وَلَو يُشْتَرى مِنْهُ لَبَاعَ ثِيابَه ... بنَبْحَةِ كَلْب أَو بِنارٍ {يَشِيمُها)

} وشِمْتُ مَخايِلَ الشَّيء: إِذا تطَلَّعَتَ نَحْوَها بِبَصَرِك مُنْتَظِراً لَهُ.
{والشِّيامُ بالكَسْرِ: الكِناسُ، سُمِّي بِهِ} لاْنْشِيامِ الوَحْشِ فِيهِ أَي: دُخُولِهِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصمعيِّ، وَبِه فَسِّر أَبُو سَعِيد بَيْتَ الطِّرِمَّاح وصَوَّبَه، ووَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحاح هُنَا. وسَمِعتُ شَيخَنا أَبَا أُسامَة يَقولُ: {الشِّيامُ بالكَسْر إِلَى آخِره، وَهُوَ خَلْط من النُّسَّاخ، فإنّ أَبا أُسَامَة رَوَى عَن اْبنِ عَبْدُوس عَن الجَوْهَرِيّ فَكَيْف يَكُون شَيْخاً لَهُ يَرْوِي عَنهُ وإِنَّما هُوَ شَيْخ لأَبِي سَهْل أَحَدِ رَاوِية الصِّحاح فَأدْخلهُ الناسِخُ فِي أَثْناء الكِتاب، فليُتَنَبَّه لِذلك.
وقَومٌ} شُيومٌ بالضَّمّ أَي: آمِنُون، يُقَال: إِنّها حَبَشِية. جَاءَ فِي حَدِيث النَّجاشِيّ، ويُرْوَى بالمُهْمَلة، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه.
{والأَشْيَم: مَوْضِع، وَهُوَ غَيرُ} الأَشْيَمَيْن، عَن ياقوت.
{وشَامَةُ: أرضٌ بَيْن الكُوفة وفَيْد، عَن نَصْر.
} وتَشَيَّم الحَرِيقُ القَصَبَ: دَخَل فِيهِ وخَالَطَه.
وَفُلَان مُوسِر وَلَا {أشيمُه أَي: لَا أَنْظُر إِلَيْهِ من فَقْر، يَعْنِي أَنه غَنِيٌّ عَنهُ، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ.
وصاروا} شَاماً فِي البِلاَد أَي: تَفَرّقوا تَفرُّق الشَّام فِي الجَسَد.
{والشَّامَاتُ: قَرْية بالسّيرجان من أَعْمال كِرْمان. مِنْهَا محمدُ بنُ عَمَّار} الشَّاماتِيّ، عَن يَعْقُوب بن سُفيان. وَفِي الْإِكْمَال: أَبُو القَاسِم هِبَةُ الله اْبن علِيّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ يَعْقُوب اْبنِ شامةَ المُعافِريّ المِصْريّ، حدَّث عَن حَمْزَةَ بن عَليّ الكِنانِيّ الحَافِظ. وَفِي الذَّيْل لاْبْنِ نُقْطة: أَبُو عَبْد الله مُحَمَّدُ بنُ العَبّاس، صاحبُ الشَّامة مَوْلَى أَبِي العَبَّاس، حدَّث عَنهُ عَبْدُ الله بنُ أَحْمَد بنِ حَنْبَل وغَيْرُه، ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ الرَّحْمن صاحِبُ الشّامَة، عَن عقيل بن يَحْيَى، وَعنهُ أَبُو بَكْر بن المَقْريّ، وأَبُو شَامة عَبْدُ الرَّحمن مَقْريّ، عَن العَلَم السَّخاوي.
{والأَشْيَمُ الضّبابيّ: صحابِيّ ماتَ فِي عَهْدِهِ [
] .
} وشُيَيْم بنُ بَيْتان البَلَويّ، عَن رُوَيْفِع بن ثَابِت، وَعنهُ خَيْر بن نُعَيْم، ثِقَة.
وطارِقُ بنُ الأَشيْم الأَشْجَعِيّ، ووَلدُه أَبُو مَالِك سَعْد: صحابِيَّان.

وقر

وقر: {وقرن}: اسكنَّ، من الوقار. {وقر}: صمم. 
(وقر) : الوَقِرَةُ: الجَماعَةُ من الوَحْشِ.
(وقر) : وقرَتْ أَذُنُهُ: مثل وَقِرَت، وَوُقِرَتْ.
(وقر) فلَان (يوقر) وقارا ووقارة رزن وَثَبت فَهُوَ وقور
(وقر) : المَوْقِرُ: المَوْضِعُ السَّهْلُ الذي يكونُ عندَ سَفْح الجَبَلِ.
(وقر) فلَانا رزنه وعظمه وبجله وَالشَّيْء جعل فِيهِ آثارا والأسفار فلَانا صلبته ومرنته عَلَيْهَا وَفُلَان الدَّابَّة سكنها وَفُلَانًا جرحه
(و ق ر) : (قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -) «السَّلَمُ فِي الْحَطَبِ أَوْقَارًا أَوْ أَحْمَالًا» إنَّمَا جَمَعَ بَيْنَهُمَا لِأَنَّ الْحِمْلَ عَامٌّ (وَالْوِقْرُ) أَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي حِمْلِ الْبَغْلِ أَوْ الْحِمَارِ كَالْوَسْقِ فِي حِمْلِ الْبَعِيرِ.
و ق ر : الْوِقْرُ بِالْكَسْرِ حِمْلُ الْبَغْلِ أَوْ الْحِمَارِ وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْبَعِيرِ وَأَوْقَرَ بَعِيرَهُ بِالْأَلِفِ وَوَقِرَتْ الْأُذُنُ تَوْقَرُ وَوَقَرَتْ وَقْرًا مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَوَعَدَ ثَقُلَ سَمْعُهَا وَوَقَرَهَا اللَّهُ وَقْرًا مِنْ بَابِ وَعَدَ يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَالْوَقَارُ الْحِلْمُ وَالرَّزَانَةُ وَهُوَ مَصْدَرُ وَقُرَ بِالضَّمِّ مِثْلُ جَمُلَ جَمَالًا وَيُقَالُ أَيْضًا وَقَرَ يَقِرُ مِنْ بَابِ وَعَدَ فَهُوَ وَقُورٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَالْمَرْأَةُ وَقُورٌ أَيْضًا فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ صَبُورٍ وَشَكُورٍ وَالْوَقَارُ الْعَظَمَةُ أَيْضًا وَوَقَرَ وَقْرًا مِنْ بَابِ وَعَدَ جَلَسَ بِوَقَارٍ وَأَوْقَرَتْ النَّخْلَةُ بِالْأَلِفِ كَثُرَ حَمْلُهَا فَهِيَ مُوقِرَةٌ وَمُوقِرٌ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَأُوقِرَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ صَارَ عَلَيْهَا حَمْلٌ ثَقِيلٌ. 
(وقر) - قوله تعالى {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا}
قيل: الوِقْر: الحِمْل للبَغْل والحِمَار، كالوَسْق للبَعِير.
- في الحديث: "لعَلَّه أوْقَر رَاحِلَتَه ذَهَباً يَبتغِى التّجارة"
قال الفَرَّاءُ: يُقال أَوقرتُ الدَّابّةَ: أي جَعَلْتُ على ظَهْرِها وِقْرًا؛ وهو الحِمْل الثَّقِيل.
- في الحديث: "التَّعَلُّم في الصِّغَرِ كالوَقْرَةِ في الحَجَر"
الوَقْرَةُ: شِبهُ وَكْتَةٍ ، إلا أنّ لها حُفرَةَ في الحجر ، والحافِر والعَينِ ونَحوِها.
وعَينٌ مَوقُورَة: مَوكُوتَةٌ، والوَقِيرَةُ: نُقرةٌ عِظيَمةٌ في الصَّخرَةِ. - في الحديث: "لَمْ يَفْضُلْكُم أبو بكر - رضي الله عنه - بِكَثْرَةِ صوْمٍ ولا صَلاةٍ، ولكنه لشىَءٍ وَقَرَ في القَلبِ"
: أي ثَبَت وسَكن وأَثَّر فيه.
- في الحَديث: "يُوضَع على رَأسِه تاجُ الوَقَارِ"
: أي التّوقِير والكَرامَةِ.
وقر:
وقر في قلبه كذا أي وقع وبقى أثرهُ أي أن هذا الأمر قد ترك في فلان أثراً عميقاً (الأساس في عبّاد 148:3، أخبار في 7:142): فلما دخل في بعض الأيام هاشم وأخطر ذكره ليعلم ما وقع له في قلبه. وفي (عادات 32): فكان ذلك وقر بأنفسهم. إن تعبير وقرت الكلمة في أذنه أو في سمعه يعني بأن هذه الكلمة كان وقعها شديداً على الأذان بحيث ترك أثراً عميقاً في نفسه (عبّاد 1:1).
أوقرت النخلة كثر حملُها: هذا ما ذكره (جوليوس). وفي (محيط المحيط) في الحديث عن حمل النخلة وعن بقية الأشجار (ابن العوام 5:177:1) حيث لم يكن هناك موجب لما فعله (بانكييري) الذي حرّف النص الذي ثبتت صحته في مخطوطتنا.
وَقْر: خَرق، شق ( fente) والجمع أوقار (الكامل 15:495).
وقار: تواضع، شرف retenue ( الكالا) (هلو).
وقور والجمع وُقُّر: (الكامل للمبرد 12:669).
وقور: متواضع، أنيس، حليم، وديع، دمث ( doux) ( هلو). موقَّر: شريف، متواضع honneta ( الكالا).
لاحظ إن هذه الكلمة قد وردت عند (ابن جبير 3:155) بالفاء. وهذا غير صحيح وينبغي أن تكون موقراً بدلاً من موفراً.
موقر: وردت في (ديوان الهذليين 9:160) وقز.
وقزة: حشرة كالقمل تقرض الحبوب (نيبور B 38) .
و ق ر

له وقر وأوقار. وأوقر البغل أو الحمار. وأوقرت النخلة وأوقرت فهي موقرة وموقر وموقرة، ونخل مواقير. قال:

لأتبعنّ حمولاً قد علت شرفاً ... كأنها بالضحى نخلٌ مواقير

واستوقرت الإبل شحماً: أثقلها السمن.

ومن المجاز: أوقره الدين. وبأذنه وقر: ثقل، وأذن وقرة وموقورة، وقد وقرت أذني، ووقرت عن استماع كلامه. قال:

كم كلام سيء قد وقرت ... أذني عنه وما بي من صمم

ووقرها الله، ويقال: اللهم قر أذنه. ورجل وقور، ورجال وقر: رزان، وقد وقر ووقر وقاراً وتوقّر. ويقال: قر في مجلسك " وقرن في بيوتكنّ ". ووقّرته توقيراً إذا بجلته، ولم تستخفّ به. وجنان واقر: لا ستخفّه الفزع. قال:

صهصلق ذات جنان واقر

ووقر في قلبه كذا: وقع وبقي أثره. وكلّمته كلمة وقرت في أذنه: ثبتت، يقال: وقر في السمع ووعاه القلب. وفيه وقرة: صدع باقٍ. ووقر العظم: كسره. ووقرت الدّابة، ووقرت فهي موقورة ووقرة: في حافرها هزمة. وشيء موقّر: فيه وقرات: هزمات. قال:

ويلمّ بزّجرّ شعلٌ على الحصى ... فوقّر بزّ ما هنالك ضائع

وقر


وَقُرَ(n. ac. وَقَاْر
وَقَاْرَة)
a. see I (d)
وَقَّرَa. Honoured, respected, esteemed, revered;
exalted.
b. Injured.
c. Stopped, pulled up (animal).
d. [La], Left traces.
أَوْقَرَa. Laded; loaded, burdened; distressed.
b. [ & pass.], Was laden with fruit.
تَوَقَّرَa. see I (d)b. Was honoured, respected.

إِوْتَقَرَ
(ت)
a. see I (d)
إِسْتَوْقَرَa. Burdened himself with.
b. Grew fat.

وَقْر
(pl.
وُقُوْر)
a. Deafness, hardness of hearing.
b. Crack, split.
c. Cavity, hollow.
d. Hatred, malice.

وَقْرَة
( pl.

وَقَرَات )
a. see 1 (c)b. Impression, trace.

وَقْرَىa. Laden (animal).
وِقْر
(pl.
أَوْقَاْر)
a. Load, burden.
b. Crop.

وِقْرَة
( pl.

قِرَات )
a. Weight; heaviness.
b. Decrepit old man.
c. Illness.
d. see 25 (b)e. Wealth.
f. Servants.

وَقَرِيّa. Herdsman; shepherd; sheepfarmer.
b. Owner of asses, mules &c.
c. Citizens.

وَقُرa. Grave, serious, dignified; calm, patient.

مَوْقِرa. Plain at the foot of a mountain.

وَقَاْرa. see 6b. Gravity, seriousness, staidness; dignity; gentleness
patience.

وَقِيْرa. Split, cracked.
b. Flock ( of about 500 sheep ).
c. see 1 (c)
وَقِيْرَةa. see 1 (c)
وَقُوْرa. see 6b. Hard (ground).
مِوْقَاْرa. Laden with fruit (palmtree).
b. Gravid.

N. P.
وَقڤرَa. see 25 (a)b. Deaf.

N. P.
وَقَّرَa. Intelligent; experienced.

N. Ag.
أَوْقَرَa. see 45 (a)
N. P.
أَوْقَرَ
(pl.
مَوَاْقِرُ)
a. Loaded, burdened.
b. see 45 (a)
مُوَقَّة مُوْقِرَة
a. see 45 (a)
مُوْقَرَة
a. see 1ya & 45
(a).
تَيْقُوْر
a. see 6
فَقِيْر وَقِيْر
a. Poor, in debt.
و ق ر: (الْوَقْرُ) بِالْفَتْحِ الثِّقَلُ فِي الْأُذُنِ، وَبِالْكَسْرِ الْحِمْلُ وَقَدْ (أَوْقَرَ) بَعِيرَهُ. وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ الْوِقْرُ فِي حِمْلِ الْبَغْلِ وَالْحِمَارِ وَالْوَسْقُ فِي حِمْلِ الْبَعِيرِ. وَ (أَوْقَرَتِ) النَّخْلَةُ كَثُرَ حَمْلُهَا، يُقَالُ: نَخْلَةٌ (مُوقِرَةٌ) وَ (مُوقِرٌ) وَ (مُوقَرَةٌ) وَحُكِيَ (مُوقَرٌ) أَيْضًا، وَفَتْحُ الْقَافِ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ لِأَنَّ الْفِعْلَ لَيْسَ لِلنَّخْلَةِ. وَإِنَّمَا حُذِفَتِ الْهَاءُ مِنْ (مُوقِرٍ) بِالْكَسْرِ عَلَى قِيَاسِ امْرَأَةٍ حَامِلٍ لِأَنَّ حَمْلَ الشَّجَرِ مُشَبَّهٌ بِحَمْلِ النِّسَاءِ. (وَمُوقَرٌ) بِالْفَتْحِ شَاذٌّ. وَقَدْ (وَقِرَتْ) أُذُنُهُ أَيْ صَمَّتْ وَبَابُهُ فَهِمَ. وَ (وَقَرَ) اللَّهُ أُذُنَهُ مِنْ بَابِ وَعَدَ. (وَالْوَقَارُ) بِالْفَتْحِ الْحِلْمُ وَالرَّزَانَةُ وَقَدْ (وَقَرَ) الرَّجُلُ يَقِرُ بِالْكَسْرِ (وَقَارًا) (وَقِرَةً) بِوَزْنِ عِدَةٍ فَهُوَ (وَقُورٌ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] بِالْكَسْرِ. وَمَنْ قَرَأَ (وَقَرْنَ) بِالْفَتْحِ فَهُوَ مِنَ الْقَرَارِ. وَ (التَّوْقِيرُ) التَّعْظِيمُ والتَّرْزِينُ أَيْضًا. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] أَيْ لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً، عَنِ الْأَخْفَشِ. 
وقر
الوَقْرُ: ثِقَل في الأُذُنِِ، وَقَرَتِ الأذُنُ تَقِرُ وَقْراً: أي ثَقُلَتْ عن سَمْعِه، ويُقال: وَقرَتْ تَوْقَرُ - مِثْلُ وَجِلَتْ تَوْجَلُ -، ووُقرَتْ فهي مَوْقُوْرَةٌ. والوِقْرُ: حِمْلُ حِمارٍ أو غيرِه، أوْقَرْتُه أُوْقرُه إِيقاراً، ونَخْلَة مُوْقَرَةٌ والجميع المَوَاقِيرُ. ونَخْلَةٌ، مُوْقرَةٌ ومُوْقر، كأنَها أوْقَرَتْ هي نَفْسَها.
وفَقِيرٌ وَقيْرٌ: قد أوْقَرَه الدَّيْنُ. واسْتَوْقَرَ فلان وِقْرَهُ طَعاماً.
والوَقْرَةُ: شِبْهُ وَكْتَةٍ إلاّ أنَّ لها حُفْرَةً تكونُ في العَيْن وفي الحافِرِ.
وعَيْنٌ مَوْقُوْرَةٌ: مَوْكُوتَةٌ. ووَقرَتِ الدابَّةُ تَوْقَرُ، واللَهُ أوْقَرَها، كما تقول: رَهِصَتْ واللهُ أرْهَصَها. والوَقَارُ: السَكِيْنَةُ والوَدَاعَةُ، وكذلك الوِقَارُ - بكَسْر الواو - والفَتْحُ هو المُخْتار. ورَجل وَقُوْرٌ وَقَارٌ مُتَوَقٌر. ووَقَرْتُه: بَجَّلْته. والتَيْقُوْرُ: لُغَةٌ في التَّوْقير. ووَقَرَ الرجُلُ يَقِرُ. ويُقْرأ: " وقرْنَ في بُيُوتكُن " " وقَرْنَ " أيضاً.
والواقِرُ: الساكِنُ، جَنَانٌ واقِرٌ: أي ثابِتٌ.
والوَقيْرُ: القَطِيعُ من الضَّأن، وقيل: هي شاءُ أهْل السَّوَادِ. وقيل: الوقيْرُ والقِرَةُ: الغَنَمُ والرِّعَاءُ والكِلابُ وثَقَلُ الرجُل.
والوَقَرِيُّ: صاحِبُ الشّاء الذي يَقْتَنِيها، وكذلك صاحِبُ الحَمِيرِ. وساكِنُو المِصْرِ.
والوَقيْرَة: النُّقْرَةُ العَظِيمةُ في الصَّخْرَةِ تُمْسِكُ الماء. وما عليكَ قِرَةُ: أي ثِقلٌ. ويُقال للشَيْخ الكَبِير: قِرَةٌ. ورَجُلٌ مُوَقَّر مُوَقَحٌ: أي قد جَرَّبَ الأمُورَ.
وبينهم وَقْرَةٌ: أي ضِغْنٌ وعَدَاوةٌ.
[وقر] نه: فيه: لم يفضلكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكنه بشيء "وقر" في القلب، أي سكن فيه وثبت، من الوقار: الحلم والرزانة، وقر يقر وقارًا. ومنه: يوضع على رأسه ناج "الوقار". ط: إن كانت الإضافة بمعنى من لا يكون التاج مما يتعارفه الناس، وإن كانت لامية كان المتعارف، ويؤيد الثاني قوله: الياقوتة منها خير. وفيه: من "وقر" صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، المبتدع مخالف للسنة ومعاون مخالف الشيء معاون لهدمه، ولأن توقير البدعة تخفيف للسنة وتخفيفه هدمه، وهو تغليظ. غ: "لله "وقارا"" أي عظمة. ك: عليكم باتقاء الله و"الوقار"ن هو بفتح واو والجر أي الرزانة، أمر به لأن الغالب أن وفاة الأمير تؤدي إلى الاضطراب. نه: وفيه: التعلم في الصغر "كالوقرة" في الحجر، هو النقرة في الصخرة، أراد أنه يثبت في القلب ثبات هذه النقرة في الحجر. وفي ح عمر والمجوس: فألقوا "وقر" بغل أو بغلين من الورق، الوقر - بكسر واو: الحمل، وأكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار، يريد حمل بغل وبغلين أخلة من الفضة كانوا يأكلون بها الطعام فأعطوها ليمكنوا بها من عادتهم في الزمزمة. ج: كانوا يأكلون بها، ولم يمنعهم عمر من هذه الأشياء وحملهم على هذه الأحكام فيما بينهم وبين أنفسهم، إنما منعهم من إظهار ذلك بين المسلمين، فإن أهل الكتاب متى ترافعوا إلينا ألزمناهم حكم الإسلام. ومنه ح: لعله "أوقر" راحلته ذهبًا، أي حملها وقرا. وفيه: تسمع بعد "الوقرة"، هي المرة من الوقر - بفتح واو: ثقل السمع، وقرت أذنه توقر وقرا بالسكون. ك: الوقر- بفتح واو: الصمم، وبكسرها: الحمل، ومنه "فالحاملات "وقرا""، أي السحاب. نه: وفيه: "وقير" كثير الرسل، هي الغنم، وقيل: أصحابها، وقيل: القطيع من الضأن، وقيل: الغنم والكلاب والرعاء جميعًا، أي أنها كثيرة الإرسال في المرعي.
[وقر] الوَقْرُ بالفتح: الثِقْلُ في الأذن. والوِقْرُ بالكسر: الحِمْلُ. يقال: جاء يحمل وِقْرَهُ. وقد أَوْقَرَ بعيره وأكثر ما يستعمل الوقر في حِمْلِ البغلِ والحمارِ، والوَسْقُ في حملِ البعيرِ. وهذه امرأةٌ موقرة، بفتح القاف، إذا حملت حملا ثقيلا. وأَوْقَرَتِ النخلةُ، أي كثُر حملها. يقال: نخلةٌ موقِرَةٌ وموقِرٌ، وموقَرَةٌ. وحكى موقر، وهو على غير القياس، لان الفعل ليس للنخلة. وإنما قيل موقر بكسر القاف، على قياس قولك امرأة حامل. لان حمل الشجر مشبه بحمل النساء. فأما موقر بالفتح فشاذ. وقد روى في قول لبيد يصف نخيلا. عصب كوارع في خليج محلم * حملت فمنها موقر مكموم - والجمع مَواقِرٌ. وقد وَقِرَتْ أذنُه بالكسر تَوْقَرُ وَقراً، أي صَمَّتْ. وقياس مصدره التحريك، إلا أنَّه جاء بالتسكين. ووَقَرَ الله أذنَه يقرها وقرا. يقال: اللهم قرأذنه. ووقرت أذنه، على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهو موقور. ووَقَرْتُ العظمَ أَقِرُهُ وَقْراً: صدعته. قال الأعشى: يا دَهْرُ قد أكْثرتَ فَجْعَتَنا * بسَراتِنا ووَقَرْتَ في العَظْمِ - والوَقْرَةُ: أن يصيب الحافرَ حجرٌ أو غيره فينكُبه. تقول منه: وَقِرَتِ الدابة بالكسر، وأوْقَرَها الله، عن الكسائي، مثل رَهِصَتْ وأرهصها الله. قال العجاج: كأنه مستبطن إصرارا * وأبا حمت نسوره الاوقارا - يقال في الصبر على المصيبة: " كانت وَقْرةً في صخرةٍ "، يعني ثُلْمَةً وهَزْمَةً، أي أنَّه احتمل المصيبة ولم تؤثِّر فيه إلا مثل تلك الهَزْمة في الصخرة. والوقار: الحلم والرزانة. وقد وَقَرَ الرجل يَقِرُ وَقاراً وقِرَةً، إذا ثبت، فهو وَقورٌ. قال الراجز : بكُلِّ أخلاقِ الرجالِ قد مَهَرْ * ثَبْتٌ إذا ما صيح القوم وقر - وقال الله تعالى:

(وقرن في بيوتكن) *، وقرئ بالفتح. فهذا من القرار، كأنه يريد اقررن، فتحذف الراء الاولى للتخفيف وتلقى فتحتها على القاف، فيستغنى عن الالف لحركة ما بعدها. وتحتمل قراءة من قرأ بالكسر أيضا أن تكون من اقررن بكسر الراء على هذا، كما قرئ:

(فظلتم تفكهون) * بفتح الظاء وكسرها، وهو من شواذ التخفيف. والتوقير: التعظيم والترزينُ أيضاً. وقوله تعالى:

(مالكمْ لا ترجعون الله وقارا) *، أي لا تخافون لله عظمة، عن الاخفش. ورجل موقر، أي مجرب. والتيقور: الوقار، وأصله ويقور، قلبت الواو تاء. قال العجاج:

فإن يكن أمسى البلى تيقورى * أي أمسى وقارى. والوقيرة: نقرة في الجبل عظيمة. وقولهم فقير وَقيرٌ، إتباعٌ له. ويقال: معناه أنَّه أوْقَرَهُ الدَينُ، أي أثقله. والوقير: الغنم. قال ذو الرمة يصف بقرة: مولعة خنساء ليست بنعجة * يدمن أجواف المياه وقيرها - وكذلك القرة، والهاء عوض من الواو. قال الاغلب العجلى: ما إن رأينا ملكا أغارا * أكثر منه قرة وقارا -
وقر
وقَرَ1/ وقَرَ في يَقِر، قِرْ، وَقْرًا، فهو واقِر، والمفعول مَوْقور (للمتعدِّي)
• وقَرتْ أُذُنُه: صُمَّت، ثَقُلت، ذهب سمعُها كلّه " {وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا} ".
• وقَره اللهُ: ذَهَب بسَمْعه "اللهم قِرْ أذنَه".
• وقَرَ الشَّخصُ في بيته: لزِمَه، جلَس فيه.
• وقَر في أُذُنه: ثبت "وقر في السمع ووعاه القلب- {وَقِرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [ق] " ° وَقَر في قلبي كذا: وقَع وثبت وبقي أثره. 

وقَرَ2 يَقِر، قِرْ، وَقارًا، فهو وَقور
 • وقَر الشَّخصُ: رَزُن وثبَت، كان حليمًا رزينًا "كلَّما كبِر هذا الرَّجل وقَر- إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ فامْشُوا إِلَى الصَّلاةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ والوَقَارِ [حديث] ". 

وقُرَ يَوقُر، وَقارًا ووقارةً، فهو وَقُور
• وقُر الشَّخصُ: وقَرَ2، رزُن وثبَت، كان حليمًا رزينًا. 

وقِرَ يَوقَر، وَقْرًا، فهو وَقِر
• وقِرتْ أذُنُه: وقَرت؛ ثَقُلت، ذهب سمعها كُلّه. 

توقَّرَ يتوقَّر، توقُّرًا، فهو مُتوقِّر
• توقَّر فلانٌ: رزُن ورصُن "توقَّر بعد طَيْش الشباب". 

وقَّرَ يوقِّر، توقِيرًا، فهو مُوَقِّر، والمفعول مُوَقَّر
• وقَّر الشّيخَ: أكرمه، عظَّمه وبجَّلَه "وقَّر مدرِّسَه- لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ويُوَقِّرْ كَبِيرَنَا [حديث]- {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} " ° رَجُل مُوقَّر: عاقل رصين يُكَنّ له الاحترام والتَّقدير- وقَّرته الأسفارُ: صلَّبته ومرَّنته عليها. 

وَقار [مفرد]:
1 - مصدر وقُرَ ووقَرَ2 ° رَجُلٌ وقارٌ: ذو وقار (وصف بالمصدر).
2 - عظمة " {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} ". 
5661 - 
وقارة [مفرد]: مصدر وقُرَ. 

وَقْر [مفرد]: مصدر وقِرَ ووقَرَ1/ وقَرَ في. 

وَقِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وقِرَ. 

وِقْر [مفرد]: ج أَوْقار: حِمْل ثَقِيل " {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا. فَالْحَامِلاَتِ وِقْرًا}: المراد: السُّحب الحاملات المطر". 

وَقور [مفرد]: ج وقورون ووُقُر، مؤ وَقُور ووقورة، ج مؤ وقورات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وقُرَ ووقَرَ2. 
(وق ر)

الوقر: ثقل فِي الْأذن.

وَقيل: هُوَ أَن يذهب السّمع كُله، والثقل أخف من ذَلِك.

وَقد وقرت، ووقرت وقرا، ووقرها الله.

والوقر: الْحمل الثقيل.

وَعم بَعضهم بِهِ: الثقيل والخفيف وَمَا بَينهمَا، وَجمعه: اوقار.

وَقد اوقر الدَّابَّة إيقاراً، وقرة شَدِيدَة، والأخيرة شَاذَّة.

ودابة وقرى: موقرة، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

كَمَا حل عَن وقري وَقد عض حنوها ... بغاربها حَتَّى أَرَادَ ليجزلا

وَأرى: " وقرى " مصدرا على " فعلى " كحلقى " و" عقرى ". وَأَرَادَ: حل عَن ذَات وقرى، فَحذف الْمُضَاف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه.

وَرجل موقر: ذُو وقر، انشد ثَعْلَب:

لقد جعلت تبدو شواكل مِنْكُمَا ... كانكما بِي موقران من الْجَمْر

وَامْرَأَة موقرة: ذَات وقر.

ونخلة موقرة، وموقر، وموقرة، وموقر، وميقار، قَالَ:

من كل بَائِنَة تبين عذوقها ... مِنْهَا وخاضبة لَهَا ميقار

وَأما قَول قُطْبَة بن الخضراء من بني الْقَيْن:

لمن ظعن تطالع من ستار ... مَعَ الْإِشْرَاق كالنخل الْوَقار

فَمَا ادري مَا واحده؟؟ وَلَعَلَّه قدر نَخْلَة واقراً، أَو وقيراً، فجَاء بِهِ عَلَيْهِ.

واستوقر وقره طَعَاما: اخذه.

واستوقرت الْإِبِل: سمنت وحملت الشحوم، قَالَ:

كَأَنَّهَا من بدن واستيقار ... دبت عَلَيْهَا عارمات الأنبار

وَالْوَقار: الرزانة.

وقر وقارا، ووقارة، وَوقر قُرَّة، وتوقر واتقر: ترزن.

والتيقور: فيعول، مِنْهُ، قَالَ:

فَإِن أكن امسي البلى تيقور

ويروى:

فَإِن يكن امسى البلى تيقوري

فَفِي " يكن " على هَذَا ضمير الشان والْحَدِيث، وَالتَّاء فِيهِ مبدلة من وَاو.

وَرجل وقار، ووقور، وَوقر، قَالَ:

ثَبت إِذا مَا صِيحَ بالقوم وقر

وَمرَّة وقور.

وَوقر وقرا: جلس، وَقَوله تَعَالَى: (وَقرن فِي بيوتكن) وَقيل: هُوَ من الْوَقار.

وَقيل: هُوَ من الْجُلُوس، وَقد تقدم أَنه من بَاب قر يقر ويقر، وعللناه هُنَالك.

وَوقر الرجل: بجله و: (وتعزروه وتوقروه) .

وَوقر الدَّابَّة: سكنها، قَالَ:

يكَاد ينسل من التصدير ... على مدالاتي والتوقير

والوقر: الصدع فِي السَّاق. والوقر، والوقرة: كالوكتة أَو الهزمة كَون فِي الْحجر وَالْعين والعظم.

وَقد وقر الْعظم وقرا، فَهُوَ موقور، ووقير.

وَرجل وقير: بِهِ وقرة فِي عظمه: أَي هزمة، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

حَيَاء لنَفْسي أَن أرى متخشعا ... لوقرة دهر يستكين وقيرها

لوقرة دهر: أَي لخطب شَدِيد أتيقن فِي حَالَة كالوقرة فِي الْعظم.

والوقير، والوقيرة: النقرة الْعَظِيمَة فِي الصَّخْرَة تمسك المَاء.

وَترك فلَان قُرَّة: أَي عيالا.

وَإنَّهُ عَلَيْهِ لقرة، أَي عِيَال.

وَمَا عَليّ مِنْك قُرَّة: أَي ثقل، قَالَ:

لما رَأَتْ حليلتي عَيْنَيْهِ ... ولمتي كَأَنَّهَا حليه

تَقول هَذَا قُرَّة عَلَيْهِ ... يَا لَيْتَني بالبحر أَو بليه

والقرة، والوقير: الصغار من الشَّاء.

وَقيل: القرة: الشَّاء وَالْمَال، والوقير: القطيع الضخم من الْغنم.

قَالَ اللحياني: زَعَمُوا أَنَّهَا خَمْسمِائَة.

وَقيل: هِيَ الْغنم عَامَّة، وَبِه فسر ابْن الْأَعرَابِي قَول جرير:

كَأَن سليطا فِي جوانبها الْحَصَى ... إِذا حل بَين الأملحين وقيرها

وَقيل: هِيَ غنم أهل السوَاد.

وَقيل: إِذا كَانَ فِيهَا كلابها ورعاؤها فَهِيَ وقير، قَالَ ذُو الرمة يصف بقرة الْوَحْش:

مولعة خنساء لَيست بنعجة ... يدمن اجواف الْمِيَاه وقيرها وَقَالَ الْأَغْلَب:

مَا إِن رَأينَا ملكا أغارا ... اكثر مِنْهُ قُرَّة وقارا

قَالَ الزيَادي: دخلت على الْأَصْمَعِي فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقلت: يَا أَبَا سعيد: مَا الوقير؟ فَأَجَابَنِي بِضعْف صَوت فَقَالَ: الوقير: الْغنم بكلبها وحمارها وراعيها، لَا يكون وقيراً إِلَّا كَذَلِك.

والوقرى: راعي الوقير، نسب على غير قِيَاس، قَالَ الْكُمَيْت:

وَلَا وقريين فِي ثلة ... يُجَاوب فِيهَا الثؤاج اليعارا

ويروى: " وَلَا قرويين ": نِسْبَة إِلَى الْقرْيَة الَّتِي هِيَ الْمصر.

وفقير وقير: يشبه بصغار الشَّاء فِي مهانته.

وَقيل: هُوَ الَّذِي قد اوقره الدَّين.

وَقيل: هُوَ من الوقر، الَّذِي هُوَ الْكسر.

وَقيل: هُوَ اتِّبَاع.

وَفِي صَدره وقر عَلَيْك، بِسُكُون الْقَاف، عَن اللحياني، وَالْمَعْرُوف: وغرٌ.

وواقرة، والوقير: موضعان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَإنَّك حقاًّ أيَّ نظرةِ عاشقٍ ... نظرتَ وقدسٌ دونهَا ووقير

والموقر: مَوضِع بِالشَّام، قَالَ جرير:

أشاعت قُرَيْش للفرزدق خزية ... وَتلك الْوُفُود النازلون الموقرا

وقر

1 وَقَرَ as syn. with أَوْقَرَ: and وُقِرَتِ النَّخْلَةُ as syn. with أَوْقَرَت: see 4.

A2: [Hence,] وَقَرَ اللّٰهُ أُذُنَهُ, aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. وَقْرٌ, (S, Msb,) (tropical:) God made his ear heavy, or dull of hearing: (Msb, K: *) or deaf. (S, K.) You say, أَللّٰهُمَّ قِرْ أَذُهَهُ (tropical:) O God, make his ear heavy, or dull of hearing: (A:) or deaf. (S.) b2: [Hence also,] وَقِرَتْ أُذُنُهُ, (ISk, S, TA,) aor. ـق inf. n. وَقْرٌ; (ISk, TA;) and وَقِرَتْ, aor. ـْ (S, Msb, TA;) and وَقَرَتْ, aor. ـِ (Msb, TA;) inf. n. وَقْرٌ, (S, Msb, TA,) which by rule should be وَقَرٌ, as inf. n. of وَقِرَتْ, (S, TA,) but which is regular as inf. n. of وَقَرَتْ; (TA;) (tropical:) His ear was, or became, heavy, or dull of hearing: (Msb, TA: *) or deaf: (S, TA:) but in the K we find, less properly, وَقَرَ and وَقِرَ, [as though signifying he (a man) was, or became, dull of hearing: or deaf:] inf. n. وَقْرٌ, which by rule should be وَقَرٌ; and وُقِرَ, like عُنِىَ. (TA.) You say also, وَقَرَتْ أُذُنِى عَنْهُ (tropical:) [My ear was dull of hearing, or deaf, to (lit. from) him]: (A:) and وُقِرَتْ عَنِ اسْتِمَاعِ كَلَامِهِ (tropical:) [it was dull of hearing, or deaf, to (lit. from) the hearing of, or listening to, his speech]. (A, TA: but in the latter, وَقِرَتْ.) b3: [Hence also,] وَقَرَ, aor. ـِ inf. n. وَقارٌ, (assumed tropical:) He, or it, was, or became, still, or motionless; rested; syn. سَكَنَ. (TA.) So in the phrase وَقَرَ فِى القَلْبِ (assumed tropical:) It (a thing) rested in the heart, or mind: and وَقَرَفِى

صَدْرِهِ (assumed tropical:) it (a secret) rested in his bosom: occurring in a trad., accord. to different relations. (TA.) You say also, كَلَّمْتُهُ كَلِمَةً وَقَرَتْ فِى أُذُنِهِ (tropical:) I spoke to him a speech which rested (ثَبَتَتْ) in his ear. (As, A.) And وَقَرَ فِى السَّمْعِ وَوَعَاهُ القَلْبُ (tropical:) [It rested in the ear; and the heart, or mind, kept it in memory]. (A.) And وَقَرَ فِى قَلْبِهِ كَذَا (tropical:) Such a thing came into his mind and left its impression remaining. (A.) b4: [And hence,] وَقَرَ, aor. ـِ (Msb, K, TA;) and وَقِرَ, aor. ـْ (TA;) inf. n. وَقْرٌ, (K, TA,) of the former, (TA,) and وُقُورَةٌ, (K, TA,) of the latter; (TA;) (tropical:) He (a man, TA) sat: (K, TA:) or he sat with وَقَار [i. e. gravity, &c.]. (Msb.) b5: [Hence also,] وَقَرَ, aor. ـِ (S, K;) and وَقُرَ, aor. ـَ (Msb, K;) inf. n. وَقَارٌ, (S, Msb, K,) of the former, (S,) or of the latter, (Msb, K,) and قِرَةٌ, of the former, (S, K,) and وَقَارَةٌ, of the latter; (K;) He was, or became, grave, staid, steady, sedate, or calm; (S, Msb, K;) [see وَقَارٌ, below;] as also ↓ إِتَّقَرَ and ↓ تَوَقَّرَ: (K:) or this last, signifies he showed, exhibited, or manifested, gravity, staidness, steadiness, sedateness, or calmness: (KL:) [and also, agreeably with analogy, he endeavoured, or he constrained himself, to be grave, &c.] It is said in the Kur. [xxxiii. 33,] وَقِرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ [meaning, accord. to some, and be ye grave, &c., in your houses, or chambers]: (S, A:) or the meaning is, and sit ye, &c.: (TA:) and so another reading, وَقَزْنَ: (TA:) or this latter, (S,) or each of these two readings, (TA,) is from القَرَارُ, (S,) [i. e.,] from قَرَّ, aor. ـَ and يَقِرُّ; (TA;) and is a contraction of إِقْرَرْنَ [or إِقْرِرْنَ]. (S.) 2 وقّرهُ, inf. n. تَوْقِيرٌ, (assumed tropical:) He made him (a beast of carriage) to be still, or quiet. (K, TA.) b2: (tropical:) He pronounced him, or held, or reckoned him, to be grave, staid, steady, sedate, or calm; syn. of the inf. n. تَرْزِينٌ. (S.) b3: (tropical:) He treated him, with honour, reverence, veneration, or respect; (S, A, K, TA;) did not hold him in light estimation. (A, TA.) 4 اوقرهُ (inf. n. إِيقَارٌ and قِرَةٌ, K, which latter is anomalous, TA,) He loaded him: (S, A, Msb, K:) or loaded him heavily: (A, K:) namely a camel, (S, Msb,) or a beast (K) or a mule, and an ass: (A:) [see وِقْرٌ, below: and ↓ وَقَرَهُ, aor. ـِ signifies the same; and its inf. n. seems to be وَقْرَى, q. v., as also, probably, وَقْرٌ: وَقَرَ, aor. ـِ is explained by Golius, as on the authority of Ibn-Maaroof, as signifying “ gravavit, aggravavit. ”] You say, أَوْقَرَ الدَّابَّةَقِرَةً شَدِيدَةً [He loaded the beast of carriage severely]. (TA.) And أَوْقَرَ رَاحِلَتَهُ ذَهَبًا He loaded his riding-camel with a load, or heavy load, of gold. (TA.) b2: اوقرهُ الدَّيْنُ (tropical:) Debt burdened him, or burdened him heavily. (S, A. *) b3: أَوْقَرَتِ النَّخْلَةُ, (S, A, Msb,) and ↓ وُقِرَتْ, (A,) The palm-tree became laden, or heavily laden, with fruit; (A;) became abundant in fruit. (S, Msb.) b4: And أَوْقَرَ, or أُوقِرَ, (accord. to different copies of the S, in art. دم,) [or اوقر شَحْمًا or بِالشَّحْمِ,] said of a camel &c., i. q. دُمَّ بِالشَّحْمِ [He was, or became, loaded, or overspread, with fat: see دُمَّ]. (S, in that art.) 5 تَوَقَّرَ see 1, last signification.8 إِوْتَقَرَ see 1, last signification.10 استوقر وِقْرَهُ طَعَامًا He took, or received, his load, or heavy load, of wheat or other food. (K.) b2: استوقرت الإِبِلُ, (K, TA,) or استوقرت الإِبِلُ شَحْمًا (A,) The camels became fat; (K;) [lit.] carried fat: (TA:) or became heavy with fatness. (A.) وَقْرٌ A heaviness in the ear; (S, A, K;) a heaviness, or dulness, of hearing: (Msb, TA:) or deafness; entire loss of hearing. (K, TA.) See 1.

وِقْرٌ A load, (S, A, Msb, K,) in a general sense, (A, K, TA,) whether heavy or light or moderate, (TA,) of a mule and of an ass and of a camel; (Msb;) or mostly of a mule and of an ass; that of a camel being mostly termed وَسْقٌ: (S, TA:) or a heavy load: (A, K:) or a weight that is carried upon the back or head: (TA:) pl. أَوْقَارٌ. (A, K.) You say, جَآءَ يَحْمِلُ وِقْرَهُ He came carrying his load [&c.]. (S.) وَقَرٌ, or وَقُرٌ: see وَقُورٌ.

أُذُنٌ وَقِرَةٌ: see مَوْقُورٌ.

وَقْرَى: see مُوقَرٌ.

وَقَارٌ Gravity, staidness, steadiness, calmness; syn. رَزَانَةٌ, (S, Msb, K,) and حِلْمٌ, (S, Msb,) and سَكِينَةٌ, and وَدَاعَةٌ; (L, TA;) and ↓ تَيْقُورٌ is syn. with وَقَارٌ [in this sense], (S, K,) of the measure فَيْعُولٌ, (K,) originally وَيْقُورٌ, (S,) the و being changed into ت: (S, K:) [see 1:] or, accord. to some, it is syn. with تَوْقِيرٌ. (TA.) El-'Ajjáj says, فَإِنْ يَكُنْ أَمْسَى البِلَى تَيْقُورِى

i. e. امسى وَقَارِى. [And if wear, or waste, hath become the cause of my gravity, &c.: or, if it be syn. with تَوْقِيرِى, the cause of making me still, or quiet]. (S, TA.) Some make it to be of the measure تَفْعُولٌ, like تَذْنْوبٌ, &c. (TA.) b2: Also, The greatness, or majesty, of God: as in the Kur. lxxi. 12. (S. [See 1, in art. رجو.]) b3: See also وَقُورٌ.

وَقُورٌ (S, A, K) and ↓ وَقَارٌ, and ↓ وَقُرٌ, (K,) or ↓ وَقَرٌ, (L,) and ↓ مُتَوَقِّرٌ, (TA,) Grave; staid; sedate; calm: applied to a man: (S, A, K, TA:) and the first applied also to a woman: (K:) pl. of the first, وُقُرٌ, (A, TA,) applied to men, (A,) and to women. (TA.) وَقِيرٌ (tropical:) Heavily burdened with debt. (TA.) b2: أُذُنٌ وَقِيرَةٌ: see مَوْقُورٌ.

جَنَانٌ وَاقِرٌ (tropical:) A heart which fright does not make to flutter. (A.) تَيْقُورٌ: see وَقَارٌ.

مُوقَرٌ [Laden;] having a load: or [heavily laden;] having a heavy load: [as also ↓ مَوْقُورٌ:] applied to a man: (K:) and also [the former] applied to a woman, in the same sense: (TA:) or you apply to a woman the epithet مُوقَرَةٌ, meaning, bearing a heavy burden. (Fr, S, TA.) You say also ↓ دَابَّةٌ وَقْرَى, meaning ↓ مَوْقُورَةٌ [A beast of carriage laden: or heavily laden]: (K:) but ISd holds that ↓ وَقْرَى is used elliptically, for ذَاتُ وَقْرَى, and is an inf. n., of the measure فَعْلَى, like حَلْقَى and عَقْرَى. (TA.) [↓ مَوْقُورٌ, in the same sense, is also applied to a ship; as in the Expos. of the Jel, ii. 159.] b2: نَخْلَةٌ مُوقَرَةٌ, (S, A, K,) and ↓ مُوقِرَةٌ, (S, K,) and ↓ مُوقِرٌ, (S, A, K,) like as one says, إِمْرَأَةٌ حَامِلٌ, (S,) and مُوقَرٌ, which is anomalous, (S, K,) and ↓ مِيقَارٌ, (K,) and ↓ مَوْقُورَةٌ, (A,) and ↓ مُوَقَّرَةٌ, (K,) A palm-tree laden, or heavily laden, with fruit; (A, K;) abounding in fruit: (S:) pl. [of the first, second, third, and fourth,] مَوَاقِرُ, (S, K,) and [of ميقار and موقورة,] مَوَاقِيرُ. (A.) b3: See also وَقِيرٌ.

مُوقِرٌ, and with ة: see مُوقَرٌ.

مُوَقَّرٌ pass. part. n. of 2, q. v. b2: نَخْلَةٌ مُوَقَّرَةٌ: see مُوْقَرٌ.

مَوْقُورٌ, and with ة: see مُوقَرٌ.

A2: (tropical:) A man [dull of hearing: or deaf. (S.) And أُذُنٌ مَوْقُوَرةٌ (tropical:) An ear dull of hearing: or deaf: (ISk, A, TA:) as also ↓ وَقِرَةٌ, (A,) or ↓ وَقِيرَةٌ. (TA.) مِيقَارٌ: see مُوقَرٌ.

مُتَوَقِّرٌ: see وَقُورٌ.

وقر: الوَقْرُ: ثِقَلٌ في الأُذن، بالفتح، وقيل: هو أَن يذهب السمع كله،

والثِّقَلُ أَخَفُّ من ذلك. وقد وَقِرَتْ أُذنه، بالكسر، تَوْقَرُ

وقْراً أَي صَمَّتْ، ووَقَرَتْ وَقْراً. قال الجوهري: قياس مصدره التحريك إِلا

أَنه جاء بالتسكين، وهو موقور، ووَقَرَها الله يَقِرُها وَقْراً؛ ابن

السكيت: يقال منه وُقِرَتْ أُذُنُه على ما لم يسم فاعله تُوقَرُ وَقْراً،

بالسكون، فهي موقورة، ويقال: اللهم قِرْ أُذُنَه. قال الله تعالى: وفي

آذاننا وَقْرٌ. وفي حديث علي، عليه السلام: تَسْمَعُ به بعد الوَقْرَةِ؛ هي

المرّة من الوَقْرِ، بفتح الواو: ثِقَلُ السمع.

والوِقْرُ: بالكسر: الثِّقْلُ يحمل على ظهر أَو على رأْس. يقال: جاء

يحمل وِقْرَه، وقيل: الوِقَرُ الحِمْل الثقيل، وعَمَّ بعضهم به الثقيل

والخفيف وما بينهما، وجمعه أَوقارٌ. وقد أَوقَرَ بعيرَه وأَوْقَرَ الدابة

إِيقاراً وقِرَةً شديدةً، الأَخيرة شاذة، ودابَّةٌ وَقْرَى: مُوقَرَةٌ؛ قال

النابغة الجعدي:

كما حُلَّ عن وَقْرَى، وقد عَضَّ حِنْوُها

بغارِبها حتى أَرادَ ليَجْزِلا

قال ابن سيده: أَرى وَقْرَى مصدراً على فَعْلى كحَلْقى وعَقْرَى،

وأَراد: حُلَّ عن ذات وَقْرَى، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه. قال:

وأَكثر ما استعمل الوِقْرُ في حِمل البغل والحمار والوَسْقُ في حمل

البعير. وفي حديث عمر والمجوس: فأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَو بغلين من

الوَرِقِ؛ الوِقْرُ، بكسر الواو: الحِمْلُ يريد حمل بغل أَو حملين أَخِلَّةً من

الفضة كانوا يأْكلون بها الطعام فأَعْطَوْها ليُمَكَّنُوا من عادتهم في

الزَّمْزَمَةِ؛ ومنه الحديث: لعله أَوقَرَ راحلته ذهباً أَي حَمَّلَها

وِقْراً. ورجل مُوقَرٌ: ذو وِقْرٍ؛ أَنشد ثعلب:

لقد جَعَلَتْ تَبْدُو شَواكِلُ منكما،

كأَنَّكما بي مُوقَرانِ من الجَمْرِ

وامرأَةٌ مُوقَرَةٌ: ذاتُ وِقْرٍ. الفراء: امرأَة مُوقَرَة، بفتح القاف،

إِذا حملت حملاً ثقيلاً. وأَوْقَرَتِ النخلةُ أَي كَثُرَ حَمْلُها؛

ونخلة مُوقِرَة ومُوقِرٌ وموقَرة ومُوقَر ومِيقار؛ قال:

من كُلِّ بائنة تَبِينُ عُذُوقُها

منها، وخاصِبَةٍ لها مِيقارِ

قال الجوهري: نخلة مُوقَرٌ على غير القياس لأَن الفعل ليس للنخلة،

وإِنما قيل مُوقِر، بكسر القاف، على قياس قولك امرأَة حامل لأَن حمل الشجر

مشبه بحمل النساء، فأَما موقَر، بالفتح، فشاذ، قد روي في قول لبيد يصف

نخلاً:عَصَبٌ كَوارِعُ في خَليج مُحَلِّمٍ

حَمَلَتْ، فمنها موقَر مَكْمُومُ

والجمع مَواقِر؛ وأَما قول قُطْبَة بن الخضراء من بني القَيْنِ:

لمن ظُعُنٌ تَطالَعُ من سِتارِ،

مع الإِشْراقِ، كالنَّخْلِ الوِقارِ

قال ابن سيده: ما أَدري ما واحده، قال: ولعله قَدَّرَ نخلة واقِراً أَو

وَقِيراً فجاء به عليه.

واسْتَوْقَرَ وِقْرَه طعاماً: أَخذه. واسْتَوْقَرَ إِذا حَمَلَ حِمْلاً

ثقيلاً. واسْتَوْقَرَتِ الإِبلُ: سمنت وحملت الشُّحُوم؛ قال:

كأَنها من بُدُنٍ واسْتِيقارْ

دَبَّتْ عليها عَرِماتُ الأَنْبارْ

وقوله عز وجل: فالحاملاتِ وِقْراً، يعني السحاب يحمل الماء الذي

أَوْقَرها.

والوَقار: الحلم والرَّزَانة؛ وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً ووَقارَةً ووَقَرَ

قِرَةً وتَوَقَّرَ واتَّقَرَ: تَرَزَّنَ. وفي الحديث: لم يَسْبِقْكم أَبو

بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكنه بشيء وَقَرَ في القلب، وفي رواية: لِسِرٍّ

وقَرَ في صدره أَي سكن فيه وثبت من الوَقارِ والحلم والرزانة، وقد

وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً؛ والتَّيْقُور: فَيْعُول منه، وقيل: لغة في

التَّوْقِير، قال: والتيقور الوَقارُ وأَصله وَيْقُور، قلبت الواو تاء؛ قال

العجاج:فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُوري

أَي أَمسى وَقاري، ويروى:

فإِن أَكن أُمْسي البِلى تَيْقُوري

وفي يكن على هذا ضمير الشأْن والحديث، والتاء فيه مبدلة من واو، قيل:

كان في الأَصل وَيْقُوراً فأَبدل الواو تاء حمله على فَيْعُول، ويقال حمله

على تفعول، مثل التَّذْنُوب ونحوه، فكره الواو مع الواو، فأَبدلها تاء

لئلا يشتبه بفَوْعُول فيخالف البناء، أَلا ترى أَنهم أَبدلوا الواو حين

أَعربوا فقالوا نَيْروزٌ؟ ورجل وَقارٌ ووَقُورٌ ووَقَرٌ

(* قوله« ووقر» في

القاموس أنه بضم القاف) ؛ قال العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن مَعمَر:

هذا أَوانُ الجِدِّ، إِذ جَدَّ عُمَرْ،

وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن ذَمَرْ

منها:

بِكُلّ أَخلاق الشُّجاعِ قد مَهَرْ

ثَبْتٌ، إِذا ما صِيحَ بالقوم وَقَرْ

(* قوله « ثبت إذا ما صيح إلخ» استشهد به الجوهري على أن وقر فيه فعل

حيث قال ووقر الرجل إذا ثبت يقر وقاراً وقرة فهو وقور، قال العجاج: «ثبت

إذا ما صيح بالقوم وقر».)

قوله ثبت أَي هو ثبت الجنان في الحرب وموضع الخوف.

ووَقَرَ الرجل من الوَقار يَقِرُ، فهو وَقُورٌ، ووَقُرَ يَوْقُرُ،

ومَرَةٌ وَقُورٌ. ووَقَرَ وَقْراً: جلس. وقوله تعالى: وَقِرْنَ في بيوتكن،

قيل: هو من الوَقارِ، وقيل: هو من الجلوس، وقد قلنا إِنه من باب قَرَّ

يَقِرُّ ويَقَرُّ، وعللناه في موضعه من المضاعف. الأَصمعي: يقال وَقَرَ يَقِرُ

وَقاراً إِذا سكن. قال الأَزهري: والأَمْرُ قِرْ، ومنه قوله تعالى:

وقِرْنَ في بيوتكن. قال: وَوَقُرَ يَوْقُرُ والأَمر منه اوْقُرْ، وقرئ:

وقَرْنَ، بالفتح، فهذا من القَرار كأَنه يريد اقْرَرْنَ، فتحذف الراء الأُولى

للتخفيف وتلقى فتحتها على القاف، ويستغنى عن الأَلف بحركة ما بعدها،

ويحتمل قراءة من قرأَ بالكسر أَيضاً أَن يكون من اقْرِرْنَ، بكسر الراء، على

هذا كما قرئ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، بفح الظاء وكسرها، وهو من شواذ

التخفيف.

ووَقَّرَ الرجلَ: بحَّلَهُ. وتُعَزِّرُوه وتُوَقِّرُوه؛ والتوقير:

التعظيم والتَّرْزِينُ. التهذيب: وأَما قوله تعالى: ما لكم لا تَرْجُونَ لله

وقاراً؛ فإِن الفرّاء قال: ما لكم لا تخافون لله عظمة. ووَقَّرْتُ الرجل

إِذا عظمته. وفي التنزيل العزيز: وتعزروه وتوقروه. والوَقار: السكينة

والوَداعَةُ. ورجل وَقُورٌ ووقارٌ ومُتَوَقِّر: ذو حلم ورَزانَة. ووَقَّر

الدابة: سَكَّنَها؛ قال:

يَكادُ يَنْسَلُّ من التَّصْدِيرِ

على مُدَالاتِيَ والتَّوْقِيرِ

والوَقْرُ: الصَّدْعُ في الساق. والوقْرُ والوَقْرَةُ: كالوَكْتَةِ أَو

الهَزْمَةِ تكون في الحجر أَو العين أَو الحافر أَو العظم، والوَقْرَةُ

أَعظم من الوَكْتَةِ. الجوهري: الوَقْرَةُ أَن يصيب الحافرَ حَجَرٌ أَو

غيره فيَنْكُبَه، تقول منه: وَقِرَت الدابةُ، بالكسر، وأَوْقَرَها الله

مثلَ رَهِصَتْ وأَرْهَصَها الله؛ قال العجاج:

وَأْباً حَمَتْ نُسُورُه الأَوْقارا

ويقال في الصبر على المصيبة: كانتْ وَقْرَةً في صَخْرة يعني ثَلْمَةً

وهَزْمَةً أَي أَنه احتمل المصيبة ولم تؤثر فيه إِلا مثلَ تلك الهزمة في

الصخرة. ابن سيده: وقد وُقِرَ العظمُ وَقْراً، فهو موقور ووقِير. ورجل

وَقِير: به وَقرة في عظمه أَي هَزْمَة؛ أَنشد ابن الأعرابي:

حَياء لنَفْسي أَن أُرى مُتَخَشِّعاً

لوَقْرَةِ دَهْرٍ يَسْتَكِينُ وَقِيرُها

لِوَقْرَةِ دَهْرٍ أَي لخَطْبٍ شديد أُتَيَفَّنُ في حالة كالوَقْرَةِ في

العظْمِ. الأَصمعي: يقال ضربه ضربة وَقَرَتْ في عظمه أَي هَزَمَتْ،

وكَلَّمته كلمةً وَقَرَتْ في أُذنه أَي ثبتت. والوَقْرَةُ تصيب الحافر، وهي

أَن تَهْزِمَ العظمَ. والوَقْرُ في العظم: شيء من الكسر، وهو الهَزْمُ،

وربما كُسِرَتْ يَدُ الرجل أَو رجلُه إِذا كان بها وَقْرٌ ثم تُجْبَرُ فهو

أَصلب لها، والوَقْرُ لا يزال واهِناً أَبداً. وَوقَرْتُ العظم أَقِرُه

وقْراً: صَدَعْتُه؛ قال الأَعشى:

يا دَهْرُ، قد أَكْثَرْتَ فَجْعَتَنا

بِسَراتِنا، ووَقَرْتَ في العَظْمِ

والوَقير والوَقِيرَةُ: النُّقْرَةُ العظيمة في الصخرة تُمْسِكُ الماء،

وفي التهذيب: النقرة في الصخرة العظيمة تمسك الماء، وفي الصحاح: نقرة في

الجبل عظيمة. وفي الحديث: التَّعَلُّمُ في الصِّبا كالوَقْرَةِ في الحجر؛

الوَقْرَةُ: النقرة في الصخرة، أَراد أَنه يثبت في القلب ثبات هذه

النُّقْرَةِ في الحجر.

ابن سيده: تَرَكَ فلان قِرَةً أَي عِيالاً، وإِنه عليه لَقِرَةٌ أَي

عيال، وما علي منك قِرَةٌ أَي ثِقَلٌ؛ قال:

لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّه،

ولِمَّتي كأَنها حَلِيَّه

تقولُ: هذا قِرَةٌ عَلَيَّه،

يا ليتني بالبَحْرِ أَو بِلِيَّه

والقِرَةُ والوَقِيرُ: الصغار من الشاء، وقيل: القِرَةُ الشاء والمال.

والوَقِير: الغنم، وفي المحكم: الضخم من الغنم؛ قال اللحياني: زعموا

أَنها خمسمائة، وقيل: هي الغنم عامة؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول جرير:

كأَنَّ سَليطاً في جَواشِنِها الحَصى،

إِذا حَلَّ بين الأَمْلَحَيْنِ وََقِيرُها

وقيل: هي غنم أَهل السواد، وقيل: إِذا كان فيها كلابها ورُعاؤُها فهي

وَقِير؛ قال ذو الرمة يصف بقرة الوحش:

مُوَلَّعَةً خَنْساءَ ليستْ بِنَعجَةٍ،

يُدَمِّنُ أَجوافَ المِياه وَقِيرُها

وكذلك القِرَةُ، والهاء عوض الواو؛ وقال الأَغلب العجلي:

ما إِنْ رأَينا مَلِكاً أَغارا،

أَكثَرَ منه قِرَةً وقارا

قال الرَّمادي: دخلت على الأَصمعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: يا أَبا

سعيد ما الوَقِير؟ فأَجابني بضعف صوت فقال: الوَقِيرُ الغنم بكلبها

وحمارها وراعيها، لا يكون وَقِيراً إِلا كذلك. وفي حديث طَهْفَةَ: ووَقِير

كثيرُ الرَّسَلِ؛ الوَقِيرُ: الغَنَمُ، وقيل: أَصحابها، وقيل: القطيع من

الضأْن خاصة، وقيل: الغنم والكلاب والرُّعاءُ جميعاً، أَي أَنها كثيرة

الإِرْسال في المَرْعى. والوَقَرِيُّ: راعي الوَقِير، نسب على غير قياس؛ قال

الكميت:

ولا وَقَرِيِّينَ في ثَلَّةٍ،

يُجاوِبُ فيها الثُّؤَاجُ اليُعارا

ويروى: ولا قَرَوِيِّينَ، نسبة إِلى القرية التي هي المصر. التهذيب:

والوَقِيرُ الجماعة من الناس وغيرهم. ورجل مُوَقَّر أَي مُجَرَّبٌ، ورجل

مُوَقَّر إِذا وقَّحَتْه الأُمورُ واستمر عليها. وقد وَقَّرَتني الأَسفار

أَي صَلَّبَتْني ومَرَّنَتْني عليها؛ قال ساعدة الهذلي يصف شهدة:

أُتِيحَ لها شَتْنُ البَراثِنِ مُكْزَمٌ،

أَخُو حُزَنٍ قد وَقَّرَتْه كُلُومُها

لها: للنخل. مكزم قصير. حُزَنٌ من الأَرض: واحدتها حُزْنَةٌ. وفقير

وَقِيرٌ: جعل آخره عماداً لأَوّله، ويقال: يعني به ذِلَّته مَهانته كما أَن

الوقير صغار الشاء؛ قال أَبو النجم:

نَبحَ كِلاب الشاءِ عن وَقِيرِها

وقال ابن سيده: يُشَبَّه بصغار الشاءِ في مَهانته، وقيل: هو الذي قد

أَوْقَرَه الدِّيْنُ أَي أَثقله، وقيل: هو من الوَقْرِ الذي هو الكسر، وقيل

هو إِتباع. وفي صدره وَقْرٌ عليك، بسكون القاف؛ عن اللحياني، والمعروف

وَغْرٌ. الأَصمعي: بينهم وَقْرَةٌ ووَغْرَةٌ أَي ضِغْنٌ وعداوة.

وواقِرَةُ والوَقِيرُ: موضعان؛ قال أَبو ذؤيب:

فإِنك حَقًّا أَيّ نَظْرَةِ عاشِقٍ

نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دونَها ووَقِيرُ

والمُوَقَّرُ: موضع بالشام؛ قال جرير:

أَشاعتْ قُرَيْشٌ للفَرَزْدَقِ خَزْيَةً،

وتلك الوُفُودُ النازلونَ المُوَقَّرا

وقر
{الوَقْر: ثِقلٌ فِي الأُذُن، أَو هُوَ ذَهابُ السَّمْعِ كلِّه، والثِّقَلُ أخفُّ من ذَلِك، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعالى: وَفِي آذاننا} وَقْرٌ وَقد {وَقَرَ كَوَعَد ووَجِلَ} يَقِرُ {ويَوْقَر، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَلَو قَالَ: وَقد} وَقَرَتْ كَوَعَد ووَجِلَ كَانَ أوجه، أَي صَمَّتْ أُذُنه. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ومصدره {وَقْرٌ، بِالْفَتْح، هَكَذَا جَاءَ، والقياسُ بِالتَّحْرِيكِ، أَي إِذا كَانَ من بَاب وَجِلَ، وأمّا إنْ كَانَ من بَاب وَعَدَ فَإِن مصادره كلّها مَفْتُوحَة. كَمَا هُوَ ظَاهر،} ووُقِرَ كعُني {يُوقَر} وَقْرَاً فَهُوَ {مَوْقُور. وَعبارَة ابْن السِّكِّيت: يُقَال مِنْهُ:} وُقِرَت أُذُنه، على مَا لم يُسمّ فاعلُه، {تُوقَرُ} وَقْرًا، بِالسُّكُونِ، فَهِيَ {مَوْقُورة، وَيُقَال: اللَّهُمَّ} قِرْ أُذُنه. فِي الصِّحَاح: {وَقَرَها اللهُ، أَي الأُذُن،} يَقِرُها {وَقْرَاً فَهِيَ} مَوقورة. {الوِقْرُ، بِالْكَسْرِ: الحِملُ الثَّقيل، وَقيل: هُوَ الثِّقلُ يُحمل على ظَهْرٍ أَو رأسٍ، يُقَال: جاءَ يَحْمِل} وِقْرَهُ، أَو أعمُّ من أَن يكون ثقيلاً أَو خَفِيفا أَو مَا بَينهمَا، ج {أَوْقَارٌ.} وأَوْقَرَ الدّابّةَ {إيقاراً} وقِرَةً شَدِيدَة كعِدَة، وَهَذِه شاذَّة. ودابَّةٌ {وَقْرَى، كَسَكْرى:} مُوقَرَةٌ، قَالَ النَّابِغَة الجَعْديّ:
(كَمَا حُلّ عَن {وَقْرَى وَقد عَضَّ حِنْوُها ... بغارِبِها حَتَّى أرادَ ليَجْزِلا)
قَالَ ابنُ سِيدَه: أُرى وَقْرَى مصدرا على فَعْلَى، كَحَلْقى وعَقْرَى، وَأَرَادَ: حُلَّ عَن ذاتِ وَقْرَى، فَحذف الْمُضَاف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مُقامه. قَالَ: وَأكْثر مَا يُستعمل} الوِقْرُ فِي حِمل البَغل وَالْحمار، والوسْق فِي حِمل الْبَعِير. وَفِي الحَدِيث: لعلَّهُ {أَوْقَرَ راحِلَته ذَهَبَاً أَي حمَّلَها} وِقْراً. ورجلٌ {مُوقَرٌ، كمُكْرَمٌ: ذُو} وِقْرٍ، أنْشد ثَعْلَب:
(لقد جَعَلَتْ تَبْدُو شَواكِلُ مِنْكُمَا ... كأنَّكما بِي {مُوقَرانِ من الجَمْرِ)
وامرأةٌ} مُوقَرَةٌ: ذاتُ وِقْرٍ. وَقَالَ الفرّاء: امرأةٌ {مُوقَرَةٌ، بِفَتْح الْقَاف: إِذا حَمَلَتْ حِمْلاً ثقيلاً.} أَوْقَرَت النَّخلةُ: أَي كَثُر حَمْلُها، ونخلةٌ {مُوقِرَةٌ، بِكَسْر الْقَاف،} ومُوقَرَةٌ، بِفَتْحِهَا، {ومُوقِرٌ، كمُحسِنٍ،} ومُوَقَّرَةٌ، كمُعَظَّمة، {ومِيقارٌ، كمِحْراب، قَالَ:
(من كلِّ بائِنةٍ تَبينُ عُذوقَها ... مِنْهَا وحاضِنَةٍ لَهَا} مِيقارِ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: نَخْلَةٌ {مُوقَرٌ، بِفَتْح الْقَاف على غير الْقيَاس، لأنّ الفِعلَ ليسَ للنخلةِ، وَإِنَّمَا قيل:} مُوقِر، بِكَسْر الْقَاف، على قِيَاس قَوْلِك: امرأةٌ حاملٌ، لأنّ حَمْلَ الشجرةِ مُشبَّهٌ بحَمْل النساءِ، فأمّا {مُوقَرٌ، بِالْفَتْح، فإنّه شاذٌّ، وَقد رُوي فِي قَول لَبيد يَصِف نخلا:
(عُصَبٌ كَوارِعُ فِي خَليج مُحَلَّمٍ ... حَمَلَتْ فمنْها} مُوقَرٌ مَكْمُومُ)
ج! مَواقِرُ. يُقَال: {اسْتَوْقَرَ} وِقْرَهُ طَعَاما: أَخَذَه. {واسْتَوْقَرَتِ الإبلُ: سَمِنَتْ وحَمَلَتْ الشُّحومَ. قَالَ:
(كأنَّها من بُدُن واسْتِيقارْ ... دَبَّتْ عَلَيْهَا عارِماتُ الأنْبارْ)
منَ المَجاز::} الوَقارُ كَسَحَابٍ: الرَّزانةُ والحِلْم، الوَقار: لقبُ زَكَرِيَّا بن يحيى بن إِبْرَاهِيم المِصْريّ الْفَقِيه، عَن ابْن الْقَاسِم وَابْن وَهْب، وروى الحَدِيث عَن ابْن عُيَيْنة وبِشْر بن بَكْر، وَهُوَ ضَعِيف. وَقَالَ الذَّهَبيّ فِي الدِّيوَان: كَذَّابٌ.) {وَقّارٌ، كَشَدَّاد: ابنُ الْحُسَيْن الكِلابيُّ الرَّقِّيّ، عَن أيّوب بن مُحَمَّد الورّاق وَعنهُ ابنُ عَدِيّ، وهما محدِّثانِ. قَالَ الْحَافِظ: والأخير روى أَيْضا عَن المُؤَمّل بن إهَاب، وَعنهُ أَبُو بكرٍ الشافعيّ وَأَبُو بكر الخَرائطيّ، رَأَيْت لَهُ فِي كتاب اعْتلال الْقُلُوب حَدِيثا بَاطِلا، وَهُوَ فَرْدٌ. وَأما الَّذِي بِالتَّخْفِيفِ فجماعة غير زكريّا.} ووَقُرَ الرجلُ ككَرُمَ، {يَوْقُر} وَقَاَرَةً {وَوَقَاراً، بِالْفَتْح فيهمَا،} وَوَقَرَ {يَقِرُ، كَوَعَدَ يَعِد،} قِرَةً، {وَتَوَقَّرَ} واتَّقَرَ، إِذا رَزُنَ. ورجلٌ {مُتَوقِّر: ذُو حِلمٍ وَرَزَانةٍ، وَمِنْه الحَدِيث: لم يَسْبِقْكُم أَبُو بكرٍ بكثرةِ صَوْمٍ وَلَا صلاةٍ ولكنّه بشيءٍ} وَقَرَ فِي الْقلب وَفِي رِوَايَة: لسِرٍّ وَقَرَ فِي صَدْرِه، أَي سَكَنَ فِيهِ وَثَبَتَ، من الوَقار والحِلم والرَّزانة. {والتَّيْقور:} الوَقارُ، فَيْعُولٌ مِنْهُ، وَقيل: لُغَة فِي {التَّوقير، والتاءُ مُبدَلة من واوٍ، وأصْله وَيْقُور، قَالَ العجّاج: فإنْ يكنْ أَمْسَى البِلى} - تَيْقُوري أَي أَمْسَى! - وَقاري. حَمَلَه على فَيْعُول، وَيُقَال: حَمَلَه على تَفْعُول مثل التَّذْنُوب وَنَحْوه، فكرِهَ الْوَاو مَعَ الياءِ فَأَبْدَلَها تَاء لئلاّ يشبه فَوْعُول فيخالِف البناءَ، أَلا ترى أنّهم أبدلوا الواوَ حِين أعربوا فَقَالُوا نَيْرُوز. ورجلٌ {وَقَارٌ} ووَقُورٌ، كسَحابٍ، وصَبور، أَي ذُو حِلْم ورَزانةٍ، {كالمُتَوقِّر،} ووَقُرٌ، كنَدُسٍ، هَكَذَا فِي سَائِر الْأُصُول الَّتِي بِأَيْدِينَا، وَالَّذِي فِي اللِّسَان: {وَقَرٌ، محرَّكةً، وَأنْشد للعجّاج يمدحُ عمر بن عُبَيْد الله بن مَعْمَرٍ الجُمحيّ:
(هَذَا أوانُ الجِدِّ إذْ جَدَّ عُمَرْ ... وصَرَّحَ ابنُ معْمرٍ لمن ذَمَرْ)

(بكلِّ أخلاقِ الشُّجاعِ إذْ مَهَرْ ... ثَبْتٌ إِذا مَا صِيحَ بالقومِ} وَقَرْ)
وَهِي {وَقُورٌ من نِسوةٍ} وُقُر. {ووَقَرَ الرجلُ كَوَعَد،} يَقِرُ {وَقْراً فَهُوَ} وَقُورٌ، {وَقُرَ} يَوْقُر {وُقورةً: إِذا جَلَسَ، وَهُوَ مَجاز.
وَمِنْه قَوْلُهُ تَعالى:} وقَرْنَ فِي بيوتِكُنَّ وَقيل: هُوَ من الوَقار، وَقيل: من قَرَّ يَقِرُّ ويقَرًّ، وَقد تقدّم. والتَّوْقير: التَّبْجيل والتَّعظيم، قَالَ اللهُ تَعَالَى: وتُعَزِّروهُ {وتُوَقِّروه يُقَال:} وَقَّرَه: إِذا بَجَّلَه وَلم يَسْتَخِفّ بِهِ، وَهُوَ مَجاز. {التَّوْقير: تَسْكِينُ الدّابَّة، قَالَ الشَّاعِر:
(يكادُ يَنْسلُّ من التَّصْديرِ ... على مُدالاتيَ} والتَّوْقِيرِ)
(و) {التَّوقير: التَّجريحُ والتَّزيينُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، ولعلَّ صوابَه: والتَّمرين، وَيكون من قَوْلهم} وَقَّرَتْه الأَسفارُ، إِذا صَلَّبَتْه ومَرَّنَتْه كأَنَّها جرَحَتْه فتعود عَلَيْهَا، أَو يكون التَّوقيح بدل التَّجريح، فَيكون أَقربَ من التَّجريح فِي سبْك الْمَعْنى مَعَ التَّمرين، أَو الصَّوَاب التَّرْزين بدل التَّزيين وَهُوَ التَّعظيم والتَّفخيم، فليُنظر ذَلِك. منَ المَجاز: {التَّوقير أَنْ تُصَيِّرَ لَهُ، أَي للشيءِ} وَقَراتٍ، محرّكةً، أَي آثاراً وهَزَماتٍ، فَهُوَ {مُوَقَّر كمُعظَّم، وَهُوَ مخالفٌ لما فِي الأَساس، وشيءٌ} مَوقورٌ: فِيهِ وَقَراتٌ: هَزَماتٌ. {والوَقْرُ: الصَّدْع فِي السّاق، وَهُوَ مَجاز. وَفِي اللِّسَان:} الوَقْرُ كالوَكْتَة أَو الهَزْمَة تكون فِي الحَجَر أَو العَيْنِ أَو الحافِرِ أَو العَظْمِ، {كالوَقْرَةِ، بِزِيَادَة هاءٍ.} والوَقْرَةُ أَعظَم من الوَكْتة. وَقَالَ)
الجَوْهَرِيّ: الوَقْرَة: أَنْ يُصيبَ الحافِرَ حَجَرٌ أَو غيرُه فَيَنْكُبَه. تَقول: {وَقِرَت الدَّابَّةُ، بالكسْر،} وأَوْقَرَ اللهُ الدَّابَّةَ، مثل رَهِصَت وأَرْهَصَها الله: أَصابَها {بوَقْرَةٍ، قَالَ العجّاج: وأْباً حَمَتْ نُسُورُه} الأَوْقارَا وَيُقَال فِي الصَّبْر على المُصيبة: كَانَت {وَقْرَةً فِي صَخرة، يَعْنِي ثُلْمَة وهَزْمَةً، أَي أَنَّه احتمَل المُصيبةَ وَلم تُؤَثِّر فِيهِ إلاّ مثل تِلْكَ الهَزْمَةِ فِي الصَّخرة.} ووُقِرَ العَظْمُ، كعُنِيَ، {وَقْراً فَهُوَ} مَوقورٌ {ووَقيرٌ، كَذَا فِي المحكَم، وَقد} وَقَرَه كوَعَدَهُ: صَدَعَه، فَهُوَ {مَوقورٌ، قَالَ الحارثُ بن وَعْلَة الذُهْلِيّ:
(يَا دَهْرُ قدْ أَكْثَرْتَ فَجْعَتَنا ... بسَراتِنا} ووَقَرْتَ فِي العَظْمِ)
{والوَقْرُ فِي العظمِ شيءٌ من الكسْر، وَهُوَ الهَزْم، ورُبَّما كُسِرَت يَد الرجُل أَو رِجلُه إِذا كَانَ بهَا} وَقْرٌ ثمَّ تُجْبَر فَهُوَ أَصلَبُ لَهَا، {والوَقْرُ لَا يزالُ واهِناً أَبداً.} والوَقِيرُ، كأَمير: النُّقْرَةُ الْعَظِيمَة فِي الصَّخرة، وَفِي التَّهْذِيب: النُّقرَة فِي الصَّخرة الْعَظِيمَة تُمْسِكُ الماءَ. وَفِي الصِّحَاح: نُقْرَةٌ فِي الجَبَل عَظِيمَة، {كالوَقِيرَة، والوَقْرِ والوَقْرَةِ. وَفِي الحَدِيث: التَّعَلُّمُ فِي الصِّغَرِ} كالوَقْرَة فِي الحَجَر. {الوَقَرَةُ} والوَقْرُ: النُّقْرَة الَّتِي فِي الصَّخرة، أَراد أَنَّه يَثبُت فِي القلْب ثباتَ هَذِه النُّقرةِ فِي الحَجَر. فِي حَدِيث طَهْفَةَ: {ووَقِير كثير الرَّسَلِ، قيل: الوَقِيرُ: القطيع من الضَّأْن خاصَّةً، وَقيل: الغَنَم. وَفِي المُحكم: الضَّخْم من الغنَم، هُوَ من الشّاءِ صِغارُها، أَو خمسمائةٍ مِنْهَا، على مَا زَعمَه اللِّحيانيّ، أَو عامٌّ فِي الغُنم، وَبِه فسَّر ابْن الأَعرابيّ قولَ جَرير:
(كأَنَّ سَليطاً فِي جَوانبِها الحَصَى ... إِذا حَلَّ بينَ الأَمْلَحَيْنِ} وَقِيرُها)
هِيَ غَنَمُ أَهل السَّواد. وَقَالَ الزِّيادِيّ: دخلْت على الأَصْمَعيِّ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فقلْتُ: يَا أَبا سعيد، مَا الوَقيرُ فأَجابَني بضَعْفِ صَوْتٍ فَقَالَ: الوَقيرُ: الغَنَمُ بكَلْبِها وحِمارها وراعيها، لَا يكون وَقيراً إلاّ كَذَلِك، وَمعنى حَدِيث طَهْفَة أَي أَنَّها كَثِيرَة الْإِرْسَال فِي المَرْعى. {كالقِرَةِ، كَعِدَة، قيل هِيَ الصِّغارُ من الشَّاءِ، وَقيل: القِرَة: الشَّاءُ والمالُ، والهاءُ عِوَضٌ عَن الْوَاو، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يصف بقرَة الوَحْشِ:
(مُوَلَّعةً خَنْساءَ لَيست بِنَعْجَةٍ ... يُدَمِّنُ أَجوافَ المِياهِ} وَقِيرُها)
وَقَالَ الأَغلب العَجْليّ:
(مَا إنْ رأَيْنا مَلِكاً أَغارا ... أَكثَرَ منهُ {قِرَةً} وَقارا)
{وَقِيرٌ: ع، أَو جَبَلٌ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
(فإنَّكَ حقّاً أَيَّ نَظْرَةِ عاشقٍ ... نظرْتَ وقُدْسٌ دُونَها} ووَقِيرُ) {- والوَقَريُّ، محرَّكةً: راعي الوَقيرِ، نسَب على غير قِيَاس، أَو مُقتَني الشَّاءِ، وَعبارَة الصَّاغانِيّ:} الوَقَرِيّ: صَاحب)
الشَّاءِ الَّذِي يقتنيها، كَذَلِك صَاحب الحَمير، وساكِنو المِصْرِ، وأَنشد صَاحب اللِّسَان للكُمَيْت:
(وَلَا {وَقَرِيِّينَ فِي ثَلَّةٍ ... يُجاوِبُ فِيهَا الثُّؤاجُ اليُعارَا)
ويروى: وَلَا قَرَوِيّينَ، نِسْبَة إِلَى الْقرْيَة الَّتِي هِيَ المِصْر، وأَظُنّ الصَّاغانِيّ أَخذ قولَه: وساكنو المِصْرِ من هُنَا، فإنَّ الوَقَريّ مَقلوبُ القَرَوِيّ، فليُتَنبَّه لذَلِك. وَكَذَلِكَ قولُه: وَصَاحب الحَمير، نظرا إِلَى قَول الأَصْمَعيّ السّابق بطرِيق التَّلازُم.} والقِرَةُ، كعِدَة: العِيالُ، يُقال تَرَكَ فلانٌ قِرَةً، أَي عِيالاً، وإنَّه عَلَيْهِ لَقِرَةٌ، أَي عِيالٌ. القِرَةُ أَيضاً: الثِّقَلُ. يُقَال: مَا علَيَّ منكَ قِرَةٌ، أَي ثِقَلٌ، قَالَه اللِّحيانيّ، وأَنشد:
(لمّا رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّهْ ... ولِمَّتي كَأَنَّها حَلِيَّه)

(تَقولُ هَذَا قِرَةٌ عَلَيَّهْ ... يَا لَيتَني بالبحْرِ أَو بلِيَّهْ)
من ذَلِك القِرَةُ بِمَعْنى الشَّيْخ الْكَبِير، لثقله. القِرَةُ: وَقْتُ المَرَضِ. والقِرَةُ: الشَّاءُ. وَلَا يَخفى أَنَّ هَذَا مَعَ مَا قبلَه تَكرارٌ، فإنَّه قد تقدّم لَهُ ذَلِك عِنْد ذِكر الوَقِير. كَذَا القِرَةُ بِمَعْنى المَال. قولُهم: فَقيرٌ {وَقِيرٌ، جعل آخِره عِماداً لأَوَّله. وَقَالَ ابْن سِيده: تَشبيهٌ بصِغار الشَّاءِ فِي مَهانته وذُلِّه، وَقيل: هُوَ الَّذِي قد} أَوْقَرَه الدَّيْنُ، أَي أَثْقَلَه، وَقيل: هُوَ من {الوَقْرِ الَّذِي هُوَ الكسْر، أَو إتْباعٌ.} والمُوَقَّرُ، كَمُعَظَّمٍ: الرَّجُل المُجَرَّب العاقلُ الَّذِي قد حنَّكَتْه الدُّهورُ ووقَّحَتْه الأُمورُ واستَمَرَّ عَلَيْهَا، قَالَ ساعدَةُ الهُذَليُّ يصف شُهْدَةً:
(أُتيحَ لَهَا شَثْنُ البَنانِ مُكَزَّمٌ ... أَخو حُزَنٍ قد {وَقَّرَتْه كُلُومُها)
} المُوَقَّرُ: ع بالبَلْقاءِ، من عمل دِمشقَ، وَكَانَ يزِيد بن عبد الْملك يَنْزِلُه، قَالَ جَريرٌ:
(أَشاعَتْ قُرَيْشٌ للفَرَزْدَقِ خَزْيَةً ... وتِلكَ الوُفودُ النّازِلونَ {المُوَقَّرا)

(عَشِيَّةَ لاقَى القَيْنُ قَيْنُ مُجاشِعٍ ... هِزَبْراً أَبا شِبْلَيْنِ فِي الغِيلِ قَسْوَرا)
وَقَالَ كُثَيِّر:
(سَقَى اللهُ حَيّاً} بالمُوَقَّر دارُهُمْ ... إِلَى قَسْطَلِ البَلْقاءِ ذاتِ المَحارِبِ)
وَإِلَيْهِ يُنْسب أَبو بَشِير الوليدُ بن محمّد {- المُوَقَّريّ القُرَشيّ، مولَى يزِيد بن عبد الْملك، روَى عَن الزُّهْرِيّ وعطاءٍ الخُراسانِيّ، وأَوردَه ابنُ عَسَاكِر فِي التَّارِيخ، مَاتَ سنة.} وَوُقُرٌ بضَمَّتين: ع، نَقله الصَّاغانِيّ. وَفِي صَدره عليكَ {وَقْرٌ، بِالْفَتْح عَن اللِحيانيّ، أَي وَغْرٌ، وَالْمَعْرُوف الْغَيْن. وَعَن الأَصمعيّ: بَينهم} وَقْرَةٌ ووَغْرَةٌ، أَي ضِغْنٌ وعَداوَةٌ. {والمَوْقِرُ، كمَجْلِسٍ: المَوضِع السَّهلُ عِنْد سفح الجَبَلِ.} ووَاقِرَةُ: ع، نَقله الصَّاغانِيّ. قلت: وَهُوَ حِصْنٌ باليمَن يُقَال لَهُ الهُطَيف، نَقله ياقوت، قلت: وَهُوَ على رأْسِ وَادي سَهَام لحِمْيَر. وَمِمَّا يستدرَك عَلَيْهِ: {الوَقْرَةُ، بِالْفَتْح: المرّةُ من الوَقْر، وَقد جاءَ فِي حَدِيث عليّ: ونَخْلٌ} وَقارٌ، بِالْفَتْح فِي شِعر قُطْبَةَ بن الخَضراءِ من بني القَيْن:) (لِمَنْ ظُعُنٌ تَطَالَعُ من سِتار ... معَ الإشْراقِ كالنَّخْلِ {الوَقارِ)
وَقَالَ ابْن سَيّده: على تقديرِ: ونَخْلَة وَاقر أَو وَقير.} والوِقْرُ، بالكسْر: السَّحابُ يحمِل الماءَ الّذي {أَوقَرَها، وَهُوَ مَجاز.
} والوَقارُ، بِالْفَتْح: الحِلْمُ. ووَقَرَ يَقِرُ {وَقاراً، إِذا سَكَنَ، والأَمْرُ مِنْهُ} قِرْ، قَالَه الأَصمعيّ. {والوَقارُ: السَّكينَة والوَدَاعَة.
} ووَقْرَةُ الدَّهْرِ: شِدَّتُهُ وخَطْبُه، وَهُوَ مَجاز. وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
(حَياءً لنَفْسي أَنْ أُرَى مُتَخَشِّعاً ... {لِوَقْرَةِ دَهْرٍ يستكينُ} وَقِيرُها)
شُبّه {بالوَقرة فِي العظْمِ، وَيُقَال: ضَرَبَه ضَرْبَةً} وقَرَتْ فِي عظْمِه، أَي هَزَمَتْ. وكلَّمْتُه كلمة وَقَرَتْ فِي أُذُنِه، أَي ثَبَتَتْ، عَن الأَصمعيّ، والأَخير مجَاز. {والوَقيرُ: مَنْ بهَضَهُ الدَّيْن. وَهُوَ مَجاز. وبأُذُنِه} وَقْرٌ، وأُذُنٌ {وَقِرَةٌ} ومَوْقورَة، وَهُوَ مَجاز، وَقد {وَقِرَتْ أُذُني عَن استماعِ كلامِه. وَهُوَ مَجاز.} والوَقيرُ: الْجَمَاعَة من الناسِ وَغَيرهم، قَالَه الأَزْهَرِيّ، وَقيل: الوَقِيرُ: أَصحابُ الغَنَمِ. وجَنانٌ {وَاقِرٌ: لَا يستَخِفُّه الفَزَعُ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال:} وَقَرَ فِي قلبه كَذَا، أَي وقعَ وبَقِيَ أَثَرُهُ، وَهُوَ مَجاز. {والوَقِيرُ: الذَّليلُ المُهانُ.} والمَوْقِرُ، كمَجلِس: جبَلٌ عظيمٌ باليمَن عَلَيْهِ قريَةٌ، وَمِنْهَا شَيخنَا الصَّالح الصُّوفيّ الْفَقِيه مُحَمَّد بن أَحْمد {- المَوْقِرِيّ الزَّبِيديّ، أَخذَ عَن يحيى بن عُمَر الأَهدَل، والعِماد يَحيى بن أَبي بَكْرٍ الحَكَمِيّ، وَبِه تَخرَّجَ.} ووَقْرانُ شِعابٌ فِي جِبال طَيِّئٍ قَالَ حَاتِم:
(وسالَ الأَعالي من نقيبٍ وثَرْمَدٍ ... وبَلِّغْ أُناساً أَنَّ! وَقْرَانَ سائلُ) وأُم محمَد {وَقارُ بنت عبد الْمجِيد بن حَاتِم بن المُسلم، من شُيُوخ الْحَافِظ الدِّمْياطِيّ، ذكَرها فِي المُعجَم.

فشن

فشن: فَيْشُوْنُ: اسْمُ نَهرٍ.
فشن: فشنة: خرية، استطلاق البطن. (بوشر).
أفشين (باليونانية إفخى ومعناها دعاء).
والجمع أفاشين: قطعة مخصوصة من الصلاة عند الروم. (محيط المحيط).
ف ش ن

فَيْشُونُ اسمُ نَهْرٍ حكاهُ صاحبُ العَيْنِ على أنه قد يكونُ فَعْلُوناً وإن لم يحْكِ سيبَوَيْهِ هذا البناءَ

فشن: فَيْشُونُ: اسم نهر؛ حكاه صاحبُ العين على أَنه قد يكون

فَعْلُوناً، وإِن لم يحك سيبويه هذا البناء. الليث: فَيْشُون اسم نهر، وأَفْشِيُونُ

أَعجمي.

فشن
: (الفَشْنُ، بالفتْحِ والشِّين مُعْجمة: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهِي (ة بمِصْرَ مِن أَعْمالِ البهنساوية، نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ مِن المُتَأَخِّرينَ.
(وفَشْنَةُ، بهاءٍ: ة ببُخارَى مِنْهَا أَبو زَكريَّا يَحْيَى بنُ زَكريَّا بنِ صالِحٍ البُخارِي الفَشْنيُّ عَن أَسْبَاط بنِ اليسع البُخارِي وغَيْره.
(وفَاشَانُ: ة بمَرْوَ مِنْهَا: مُوسَى بنُ حاتِمٍ عَن المَقْبُري؛ وابْنُه محمدُ بنُ مُوسَى عَن عَبْدَانِ، تكلَّم فِيهِ.
(وفَيْشُونُ: نَهْرٌ؛ عَن اللَّيْثِ، قالَ: وَهُوَ اسمُ رجُلٍ أَيْضاً.
قالَ الأزْهرِيُّ: على أَنَّه قد يكونُ فَعْلُوناً، وَإِن لم يَحْكِ سِيْبَوَيْه هَذَا البِناءَ.
(وإِفْشِينُ، بالكسْرِ: (اسمٌ أَعْجَمِيٌّ، وَفِي نسخةِ العَيْن: أَفْشِيُون.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَفْشَوَان: قَرْيةٌ على أَرْبَعةِ فَراسِخ من بُخارَى، مِنْهَا أَبو نَصْرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ الأَدِيبُ.
وأفشينةُ: من قُرَى بُخارَى، عَن ياقوت: 

كرم

(ك ر م) : (الْخِتَانُ) سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ (وَمَكْرُمَةٌ) لِلنِّسَاءِ أَيْ مَحَلٌّ لِكَرَمِهِنَّ يَعْنِي بِسَبَبِهِ يَصِرْنَ كَرَائِمَ عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ وَقَوْلُهُ نُهِيَ عَنْ أَخْذِ (كَرَائِمِ) أَمْوَالِ النَّاسِ هِيَ خِيَارُهَا وَنَفَائِسُهَا عَلَى الْمَجَازِ (وَالتَّكْرِمَةُ) بِمَعْنَى التَّكْرِيمِ وَقَوْلُهُ «وَلَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يُقْعَدُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ» قَالُوا هِيَ الْوِسَادَةُ تُجْلِسُ عَلَيْهَا صَاحِبَكَ إكْرَامًا لَهُ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ (وَالْكَرَّامِيَّةُ) فِرْقَةٌ مِنْ الْمُشَبِّهَةِ نُسِبَتْ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَى أَنَّ لِمَعْبُودِهِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتِقْرَارًا وَأَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَيْهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُبْطِلُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
(كرم)
فلَان كرما وكرامة أعْطى بسهولة وجاد فَهُوَ كريم (ج) كرام وكرماء وَهِي كَرِيمَة (ج) كرائم وضد لؤم وَالشَّيْء عز وَنَفس والسحاب جاد بالغيث وَالْأَرْض زكا نباتها
الكرم: هو الإعطاء بسهولة.
(كرم) السَّحَاب جاد بمطره وَيُقَال كرم الْمَطَر كثر مَاؤُهُ وَفُلَانًا أكْرمه وفلنا فَضله
كرم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: يَأْتِي على النَّاس زمَان يكون أسعد النَّاس بالدنيا لُكَع بْن لُكَع [و -] خير النَّاس يَوْمئِذٍ مُؤمن بَين كريمين. وَقَوله: بَين كريمين قد أَكثر النَّاس فِيهِ فَمن قَائِل يَقُول: بَين الْحَج وَالْجهَاد وَقَائِل يَقُول: بَين فرسين يَغْزُو عَلَيْهِمَا وَآخر يَقُول: بَين بَعِيرَيْنِ يَسْتَقِي عَلَيْهِمَا ويعتزل أَمر النَّاس وكل هَذَا لَهُ وَجه حسن.
(كرم) - في الحديث: "ولا يَجلِسُ على تَكْرِمَتِه إلَّا بإذْنِهِ"
: أي فِراشِه وسَرِيره، ومَا يُعَدُّ لإكرَامِه؛ مِن وطاءٍ وغَيره. وقيل: هي المائدةُ. والكَرَمُ: الصَّفْحُ والجوُدُ.
- وقوله عليه الصّلاة والسلام: "لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ "
قال الأزهرى: إنما سُمِّى كَرْمًا لكَرَمه؛ وذلك أَنّه ذُلِّلَ لِقَاطفِه، وليس عليه سُلَّاءٌ فيعقِرَ جانِيه.
- وقَد يَحمِل الأَصلُ منه مع ضَعْفِه، مثل ما تَحمِلُ النَّخلةُ أو أكثر. وكلُّ شيءٍ كَثُر فقد كَرُمَ، والأَصلُ كَرَمٌ، ثم تسَكَّن الرَّاءُ منه، وقَومٌ كَرَمٌ: أي كِرَامٌ. - في الحديث: "خَيْرُ النّاسِ يومَئذٍ مُؤمِنٌ بَينْ كرِيمَين"
قال الطَّحاوِىّ: أي بَيْن أَبٍ مُؤمنٍ هو أَصْلُه، وابنٍ هو فَرْعُه، فيرفَع إلى دَرَجته؛ لِتَقَرَّ بِه عَينُه كما في الحديث، وكما قال الله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} ؛ وقد ذَكرَه الهروِيُّ بغيره .
قال أبو محمد بن طاهر الأبهرى: الكريمُ: الذي كرّم نَفْسَه عن التَّدنُّس بشىءٍ من مُخالَفَةِ رَبّه عزَّ وجّل.
- في حديث أمّ زَرْعٍ: "كَرِيم الخِلّ ، لا تُخادِن أحَدًا في السِّرِّ"
وإنَّما لم تَقُلْ كَرِيمة، ذهبَتْ به إلى الشَّخصِ ونَحوهِ.
ك ر م

كرم علينا فلان كرامةً، وله علينا كرامةٌ. وأكرمه الله وكرّمه. وأكرم نفسه بالتقوى، وأكرمها عن المعاصي. وهو يتكرّم عن الشوائن. قال أبو حيّة:

ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتكرّما

وإن أجلّ المكارم، اجتناب المحارم، وهم الأطيبون الأكارم. وتقول: نعم وكرامةً أي وأكرمك إكراماً. وأفعل ذلك وكرماً لك وكرمةً لك وكرمى لك. وقلت لمدنيٍّ: رافع كريّي: محملي، فقال: نعم وكرمتين. وما منهم رجل يكرمك: يكون أكرم منك. قال:

ما مدّ باعاً فتًى يوماً لمكرمة ... إلا ستكرمه بالحلم والجود

يقال: كارمته فكرمته. وكارمت فلاناً: أهديت إليه ليكافئني. وفي الحديث: " إن الذي حرمّها حرّم أن يكارم بها " وهو كريمة قومه. وفي الحديث: " إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " ورجل كرامٌ. ويقال لمن أتى له ولد كرامٌ: لقد أكرمت.

ومن المجاز: قوم كرمٌ. قال:

وأن يعرين إن كسيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف

وهذه الكورة إنما هي كرمة ونخلة إذا كثر ذلك فيها، كما يقال: إنما هي سمنة وعسلة. وكرّم السحاب تكريماً: جاد بمطره. وأرض مكرمةٌ للنبات إذا جاد نباتها، وكرمت الأرض، زكا نباتها. ولا يكرم الحب حتى يكثر العصف. واستكرم فلان المناكح إذا نكح العقائل. وفي مثل " استكرمت فارتبط ".
كرم
الكَرَمُ: مَعْروفٌ، كَرِيْمٌ وكِرَامٌ وكَرَمٌ. ورَجُلٌ كُرِّامٌ وكُرَامٌ - مُخَفَّف -.
والكَرِيْمُ: الصَّفوحُ. والحَسَنُ أيضاً، من قَوْله عَز وجَل: " وقُلْ لهما قَوْلاً كريما ". والشَّرِيْفُ أيضاً، من قَوْله تعالى: " ونُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِيما " أي شَرِيفاً فاضِلاً.
وتَكَّرّمَ الرَّجُلُ: تَنزَّهَ عن أشْيَاءَ أكْرَمَ نَفْسَه عنها ورَفَعَها.
وكَرُمَ الرجُلُ يَكْرُمُ كَرَماً، وكَرُمَ علينا كَرَامَةً. والكَرَامَةُ: اسْمٌ للإكْرُام مِثْلُ الطاعَة للإِطاعَة. وهو كَرِيْمُ قَوْمِه وكَرِيْمَةُ قَوْمِه.
ويُقال: أفْعَلُ ذاكَ وكُرْمى لكَ وكُرْمَةً وكُرْماً: أي وكَرَامَةً لك، ومَكْرُمَةً، ومكرمٌ للجميع.
وما فيهم رَجُلٌ يَكْرُمُكَ: أي يكونُ أكْرَمَ منك.
والكَرِيْمُ: الكَثِيرُ، من قوله عَزَّ ذِكْرُه: " ورِزْقٌ كَرِيمٌ ".
ورَجُلٌ مَكْرَمَانُ وامْرَأةٌ مَكْرَمَانَةُ - لا يُصْرَفُ -: أي كَرِيْمٌ.
وإذا جادَ السَّحَابُ بغَيْثِه قيل: كَرُمَ وكَرَّمَ تَكْرِيماً.
والكَرْمَةُ: الطاقَةُ الواحدةُ من الكَرْم. وفي الحَدِيث: " لا تُسَمُّوا العِنَبَ الكرْمَ فإِنَّ الكَرْمَ هو الرَّجُلُ المُسْلِمُ ".
والكَرْمُ: أرْضٌ مُثَارَةٌ مُنَقّاةٌ من الحِجارَة. والقِلادَةُ، وجَمْعُها كروم. وهي العُنُقُ أيضاً.
والكَرَامَة: طَبَقٌ يُوْضعُ على رَأسِ الحُبِّ.
والكُرْكُمَةُ والكُرْكُمُ: الزَّعْفَرَانُ، وقيل: العُصْفرُ.
والكُرْكُمَانُ: الرِّزْقُ.
والكُرْمَةُ: رَأسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيْرُ كأنَها جَوْزَةٌ، وجَمْعُها كُرُوْمٌ.
كرم
الكَرَمُ إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر، نحو قوله: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
[النمل/ 40] ، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكَرَمُ كالحرّيّة إلّا أنّ الحرّيّة قد تقال في المحاسن الصّغيرة والكبيرة، والكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله، وتحمّل حمالة ترقئ دماء قوم، وقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ
[الحجرات/ 13] فإنما كان كذلك لأنّ الْكَرَمَ الأفعال المحمودة، وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التّقيّ، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكلّ شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم. قال تعالى:
فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [لقمان/ 10] ، وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ [الدخان/ 26] ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] ، وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً [الإسراء/ 23] .
والإِكْرَامُ والتَّكْرِيمُ: أن يوصل إلى الإنسان إكرام، أي: نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كَرِيماً، أي: شريفا، قال: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ
[الذاريات/ 24] . وقوله: بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ
[الأنبياء/ 26] أي: جعلهم كراما، قال: كِراماً كاتِبِينَ
[الانفطار/ 11] ، وقال: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ [عبس/ 15 16] ، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس/ 27] ، وقوله: ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ [الرحمن/ 27] منطو على المعنيين.
ك ر م : كَرُمَ الشَّيْءُ كَرْمًا نَفُسَ وَعَزَّ فَهُوَ كَرِيمٌ وَالْجَمْعُ كِرَامٌ وَكُرَمَاءُ وَالْأُنْثَى كَرِيمَةٌ وَجَمْعُهَا كَرِيمَاتٌ وَكَرَائِمُ وَكَرَائِمُ الْأَمْوَالِ نَفَائِسُهَا وَخِيَارُهَا وَأَكْرَمْتُهُ إكْرَامًا وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مُكْرَمٌ عَلَى الْبَابِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مُكْرَمُ مِنْ بَنِي جَعْوَنَةَ كَانَ الْحَجَّاجُ بَعَثَ مَعَهُ عَسْكَرًا فَأَقَامَ بِالْعَسْكَرِ عَلَى قَرْيَةٍ بِالْأَهْوَازِ وَأَحْدَثَ بِهَا الْبُنْيَانَ وَعَمَرَهَا فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ لَهَا عَسْكَرُ مُكْرَمٍ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ تُسْتَرَ عَلَى نَحْوِ ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَبِهَا الْعَقَارِبُ الْمَشْهُورَةُ بِسُرْعَةِ الْقَتْلِ بِلَدْغِهَا.

وَالْمَكْرُمَةُ بِضَمِّ الرَّاءِ اسْمٌ مِنْ الْكَرَمِ وَفِعْلُ الْخَيْرِ مَكْرُمَةٌ أَيْ سَبَبٌ لِلْكَرَمِ أَوْ التَّكْرِيمِ وَيُطْلَقُ الْكَرَمُ عَلَى الصَّفْحِ وَكَرَّمْتُهُ تَكْرِيمًا وَالِاسْمُ التَّكْرِمَةُ وَلَا يَجْلِسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ قِيلَ هِيَ الْوِسَادَةُ وَهَذَا التَّفْسِيرُ مَثَلٌ فِي كُلِّ مَا يُعَدُّ لِرَبِّ الْمَنْزِلِ خَاصَّةً تَكْرِمَةً لَهُ دُونَ بَاقِي أَهْلِهِ وَكَرَّامٌ بِفَتْحِ الْكَافِ مُثَقَّلٌ وَالِدُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ الْمُشَبِّهِ الَّذِي أَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ اسْتَقَرَّ عَلَى الْعَرْشِ وَنُسِبَ إلَيْهِ مَنْ أَخَذَ بِقَوْلِهِ فَقِيلَ كَرَّامِيَّةٌ نُقِلَ التَّشْدِيدُ عَنْ صَاحِبِ نَفْيِ الِارْتِيَابِ وَنَصَّ عَلَيْهِ الصَّغَانِيّ وَالْكَرْمُ وِزَانُ فَلْسٍ الْعِنَبُ وَكَرْمَانُ وِزَانُ سَكْرَانَ مَوْضِعٌ.
ك ر م: (الْكَرَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ اللُّؤْمِ، وَقَدْ (كَرُمَ) بِالضَّمِّ (كَرَمًا) فَهُوَ (كَرِيمٌ) وَقَوْمٌ (كِرَامٌ) وَ (كُرَمَاءُ) وَنِسْوَةٌ (كَرَائِمُ) وَرَجُلٌ (كَرَمٌ) أَيْضًا، وَكَذَا الْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ. وَ (الْكُرَامُ) بِالضَّمِّ الْكَرِيمُ، فَإِذَا أَفْرَطَ فِي الْكَرَمِ قِيلَ: (كُرَّامٌ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَ (الْكَرِيمُ) الصَّفُوحُ وَ (أَكْرَمَهُ) يُكْرِمُهُ. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَطَّرِدُ فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَمٍ» بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ مِنْ إِكْرَامٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ وَالْمُدْخَلِ. وَ (الْكَرْمُ) شَجَرُ الْعِنَبِ. وَالْكَرْمُ أَيْضًا الْقِلَادَةُ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فِي عُنُقِهَا كَرْمًا حَسَنًا مِنْ لُؤْلُؤٍ. وَ (الْمَكْرُمَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَكَارِمِ) . وَ (الْمَكْرُمُ) الْمَكْرُمَةُ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ. وَعِنْدَ الْفَرَّاءِ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ. وَ (الْأُكْرُومَةُ) مِنَ الْكَرَمِ كَالْأُعْجُوبَةِ مِنَ الْعَجَبِ. وَ (التَّكَرُّمُ) تَكَلُّفُ الْكَرَمِ وَقَالَ:
تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الْجَمِيلَ فَلَنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بِأَنْ يَتَكَرَّمَا وَ (أَكْرَمَ) الرَّجُلُ أَتَى بِأَوْلَادٍ كِرَامٍ. وَ (اسْتَكْرَمَ) اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَرِيمًا. وَ (التَّكْرِيمُ) وَ (الْإِكْرَامُ) بِمَعْنًى. وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْكَرَامَةُ) . وَيُقَالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الْكَرَامَةَ
وَهُوَ مِثْلُ النُّزُّلِ. وَسَأَلْتُ عَنْهُ بِالْبَادِيَةِ فَلَمْ يُعْرَفْ. 

كرم


كَرَمَ(n. ac. كَرْم)
a. Surpassed, excelled in generosity, in
liberality.

كَرُمَ(n. ac. كَرَم
كَرَمَة
كَرَاْمَة)
a. Was generous, liberal, beneficent; was noble
illustrious; was highminded.
b. Rained much.

كَرَّمَa. Declared, called generous; honoured, exalted.

كَاْرَمَa. Vied with in generosity.

أَكْرَمَa. see II (a)
& V (a).
c. Had generous, high-minded children.

تَكَرَّمَa. Displayed, showed generosity, liberality.
b. ['An], Was exempt, free from (dishonour);
was spotless, stainless, irreproachable.
تَكَاْرَمَ
a. ['An]
see V (b)
إِسْتَكْرَمَa. Sought after that which was noble &c.

كَرْم
(pl.
كُرُوْم)
a. Vine.
b. Grapes.
c. Coin-necklace.
d. see 4 (d)
كَرْمَةa. see 1 (a)b. Vinebranch.

كُرْمa. see 4 (a)
كَرَمa. Generosity, high-mindedness, magnanimity, nobility of
character.
b. Generosity, liberality, munificence.
c. see 25 (a)d. Good, fertile, rich (soil).
أَكْرَمُa. Nobler; more generous &c.

مَكْرَم
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. Noble, generous.

مَكْرَمَة
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. see 17b. Noble, generous deed, action.

مَكْرُمa. see 17 & 17t
(b).
مَكْرُمَةa. see 17t (b)
كَرَاْمَةa. Respect, consideration; honour.
b. Wonder, marvel, prodigy.
c. see 4 (a) (b).
كُرَاْمa. see 25 (a)
كَرِيْم
(pl.
كِرَاْم كُرَمَآءُ
43)
a. Generous; noble-minded; liberal; good, kind;
beneficent; benevolent; kindly, gracious.
b. Noble, illustrious.
c. see 4 (d)d. [ coll. ], A species of
turtle-dove.
كَرِيْمَة
(pl.
كِرَاْم كَرَاْئِمُ
& reg. )
a. fem. of
كَرِيْمb. Precious object; choice thing.
c. High-born lady.
d. Any nobler part of the body.

كَرَّاْمa. Vine-dresser.

كُرَّاْم
كُرَّاْمَةa. Very generous; very noble.

مِكْرَاْمa. see 29
N. P.
كَرڤمَ
a. [ coll. ], Favoured.

N. P.
كَرَّمَa. Respected, esteemed, honoured; venerated.

N. Ac.
كَرَّمَa. Honour, respect, courtesy, hospitable welcome.

N. P.
أَكْرَمَa. see N. P.
كَرَّمَ
N. Ac.
أَكْرَمَa. see N. Ac.
كَرَّمَ
تَكْرِمَة
a. see N. Ac.
كَرَّمَb. Seat of honour; cushion.

الكَرِيْمَتَانِ
a. The eyes.

أُكْرُوْمَة
a. see supra
17t (b)
مَكْرَمَان
a. see 29
كُرْمًا لَهُ
كُرْمَةً لَهُ
كُرْمَى لَهُ
كَرَامَةً لَهُ
a. Out of respect for him.
إِكْرَامًَ لَهُ
a. In honour of him: for his sake.
باب الكاف والراء والميم معهما ك ر م، ك م ر، ر ك م، م ك ر، ر م ك مستعملات

كرم: الكَرَم: شرف الرجل. رجل كريمٌ وقوم كرَمٌ وكِرامٌ، نحو أديم وأدم، [وعمود وعمد] ، وكثر ما يجيء فعل في جمع فعيل وفعول، قال الشاعر :

[وأن يعدين إن كُسِيَ الجواري] ... فتنبو العينُ عن كَرَمٍ عجاف

ورجل كُرامٌ، أي: كريم. وتكرّم [عن الشائنات] ، أي: تنزه، وأكرم نفسه عنها ورفعها. والكَرامةُ: طبق يوضع على رأس الحب. والكَرامةُ: اسم للإكرام، مثل الطاعة للإطاعة ونحوه من المصادر. والمَكْرَمانُ: الكَريمُ، [نقيض] الملامان. وكرُم كرَماً، أي: صار كريماً. والكَرْمُ: القلادة. والكَرْمةُ: طاقة من الكَرْم، قال أبو محجن الثقفي :

إذا مت فادفني إلى أصل كَرْمةٍ ... تروي عظامي بعد موتي عروقها

و [العرب] تقول: هذه البلدة إنما هي كَرْمةٌ ونخلة، يعني بذلك الكثرة. والعرب تقول: هي أكثر الأرض سمنة وعسلة. وإذا جاد السحاب بغيثه قيل: كَرَّم. وكَرُمَ فلان علينا كَرامة. والكَرَمُ: أرض مثارة منقاة من الحجارة. قال الضرير: يقال: أكرمت فاربط، أي: استفدت كريماً فارتبطه .

كمر: الكَمَرُ: جماعة الكمرة.

ركم: الرِّكمُ: جمعك شيئاً فوق شيء، حتى تجعله رُكاماً مَركوماً كرُكام الرمل والسحاب ونحوه من الشيء المرتكم بعضه على بعض، قال الله عز وجل: فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً وثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً . مكر: المَكْرُ: احتيال [في خفية] ، والمَكْرُ: احتيال بغير ما يضمر، والاحتيال بغير ما يبدي هو الكيد، والكيد في الحرب حلال، والمكر في كل حال حرام. والمَكْرُ: ضرب من النبات، الواحدة: مَكْرةٌ، وسميت (لارتوائها) وأما مُكُور الأغصان فهي شجرة على حدة، وضروب من الشجر تسمى المكور، مثل الرغل ونحوه. والمكْرُ: حسن خدالة الساق، فهي مرتوية خدلة، [شبهت بالمَكْر من النبات] ، كما قال :

عجزاء ممكورةٌ خمصانة (قلق)

ورجل مَكْوَرَّى، أي: قصير، عريض، لئيم الخلقة، يقال: يا ابن مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول: قذف كأنما توصف بزنية . والمَكْرُ: المغرة.

رمك: الرَّمكَةُ: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل، والجميع: الرَّمَكُ والأرماك. والرَّامِكُ: شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سكاً، قال : إن لك الفصل على صحبتي ... والمسك قد يستصحب الرّامِكا

والرُّمكةُ: لون في ورقة وسواد، من ألوان الإبل. والنعتُ: أرمكٌ ورَمكاءُ.
[كرم] الكَرَمُ: ضدُّ اللؤم. وقد كَرُمَ الرجل بالضم فهو كَريمٌ، وقومٌ كِرامٌ وكُرَماءُ، ونسوةٌ كَرائِمُ. ويقال: رجلٌ كَرَمٌ أيضاً، وامرأةٌ كرم، ونسوة كرم. وقال  * فتنبو العين عن كرم عجاف * والكرام بالضم، مثل الكَريمِ. فإذا أفرط في الكَرَم قيل كُرَّامٌ بالتشديد. وكارَمْتُ الرجل، إذا فاخرتَه في الكَرَمِ، فكَرَمْتُهُ أكْرُمُهُ بالضم، إذا غلبتَه فيه. والكَريمُ: الصَفوحُ. وكَرُمَ السحابُ، إذا جاء بالغيث. وأكْرَمْتُ الرجل أكرمه، وأصله أؤكرمه مثل أدحرجه، فاستثقلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أتبعوا باقى حروف المضارعة الهمزة. وكذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يعد (*) استثقالا لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم أسقطوا مع الالف والتاء والنون. فإن اضطر الشاعر جاز له أن يرده إلى أصله، كما قال:

فإنه أهل لان يؤكرما * فأخرجه على الاصل. ويقال في التعجب: ما أكرمَه لي. وهو شاذٌّ لا يطرد في الرباعي. قال الاخفش: وقرأ بعضهم: (ومن يهن الله فما له من مكرم) بفتح الراء، أي إكرام. وهو مصدر مثل مخرج ومدخل. والكرم: كرم العنب. والكَرْمُ أيضاً القِلادةُ. يقال: رأيت في عنقها كَرْماً حسناً من لؤلؤ. قال الشاعر: ونَحْراً عليه الدُرُّ تُزْهي كُرومُهُ ترائِبَ لا شُقْراً يُعَبْنَ ولا كُهْبا والكَرْمَةُ: رأس الفخذِ المستدير كأنَّه جوزة تدور في قَلْتِ الوِرك. وقال في صفة فرس: أمرت عزيزاه ونِيطتْ كُرومه إلى كَفَلٍ رابٍ وصلب موثق والمَكْرُمَةُ: واحدة المكارِمِ. وأرضٌ مَكْرَمَةٌ للنبات، إذا كانت جيِّدة النبات. قال الكسائي: المكرم: المكرمة. قال. ولم يجئ على مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مكرم، ومعون وأنشد :

ليوم روع أو فعال مكرم * وقال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته على كثرة الواشين أي معون وقال الفراء: هو جمع مكرمة ومعونة. وعنده أن مفعلا ليس من أبنية الكلام. والاكرومة من الكَرَمِ، كالأعجوبة من العَجَبِ. ويقال للرجل: يا مَكْرَمانُ، بفتح الراء، نقيض قولك: ياملامان، من اللؤم والكرم. والتَكَرُّمُ: تكلُّفُ الكَرَمِ. وقال : تَكَرَّم لتعتاد الجميلَ فلن تَرى أخا كَرَمٍ إلا بأن يتكَرَّما وأكْرَمَ الرجل: أتى بأولاد كِرامٍ. واسْتَكْرَمَ: استحدث عِلقاً كريما. وفي المثل: " استكرمت فاربط ". (*) والكرام، بالضم والتشديد: أكرم من الكريم، والجمع الكرامون. والتكريم الاكرام بمعنى، والاسم منه الكَرامَةُ. والكَرامَةُ أيضاً: طَبَقٌ يوضع على رأس الحُبّ. ويقال: حمل إليه الكرامة. وهو مثل النزل. وسألت عنه في البادية فلم يعرف. ويقال: نَعَمْ وحُبًّا وكَرامة. قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبًّا وكُرْماً بالضم، وحبا وكرمة. قال: وحكى عن زياد بن أبى زياد: ليس ذلك لهم ولا كرمة.

كرم

1 كَرُمَ

, inf. n. كَرَمٌ, It (a thing) was, or became, highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare: (Msb:) followed by عَلَيْهِ: see 1 in art. فجع. b2: كَرُمَتْ

أَرْضُهُ His land yielded increase of its seed-produce, (ISh, K,) and its soil became good, (ISh,) being manured; (ISh, K;) [or it was, or became, generous, or good; i. e., productive, or fertile]. b3: كَرُمْتُ عَلَيْهِ, (S, K, art. عز,) I exceeded him in generosity, or nobleness. (TK, voce عَزٌّ.) 2 كَرَّمَهُ عَلَىَّ [He honoured him above me]. (Kur, xvii. 64). b2: كَرَّمَهُ عَنْ كَذَا [He preserved him from such a thing]: see an ex. in a verse cited in art. عل (conj. 3): and see, here, 4 and 5. b3: كَرَّمَ He highly regarded a horse or the like. b4: See تَكْرِمَةٌ.4 أَكْرَمَهُ He treated him with honour, or courtesy. b2: أَكْرَمَ, and ↓ اِسْتَكْرَمَ, He found a generous horse (فَرَسًا كَرِيمًا). (TA in art. ربط.) See رَبَطَ. b3: أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْضِى

I preserved myself from it. (S in art. عرض. See also 2.) 5 تَكَرَّمَ عَنْهُ

, and ↓ تَكَارَمَ, He shunned it; avoided it; kept, or removed, himself far from it; or preserved himself from it; (K;) for in stance, from foul speech. (TA in art. دقع.) b2: تَكَرَّمَ He affected, or constrained himself, to be generous. (S.) 6 تَكَاْرَمَ see 5.10 اِسْتَكْرَمَ الشَّىْءَ

: see 10 in art. فره. b2: See also 4.

إِبْنُ الكَرْمِ The قِطْف [i. e. grape, or bunch of grapes]. (T in art. بنى.) كَرَمٌ in a horse, &c., generous quality. See حَسَبٌ; and see كَرِيمٌ, and مَكْرُمَةٌ, and شَرِيفٌ.

ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ (Kur, lv. 27) Possessed of majesty, or greatness, and bounty: (Jel:) or, of absolute independence and universal bounty. (Bd.) الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ

: see العُرُوقُ الصُّفْرُ.

كَرِيمٌ Generous; liberal; honourable: noble; high-born; contr. of لَئِيمٌ. (K, &c.) b2: [A generous, a noble, a high-bred, a well-born, or an excellent, horse, &c.; of generous, high, or good, breed or quality.] b3: A thing highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare. (Msb.) b4: [أَرْضٌ كَرِيمَةٌ Productive land. See كَرُمَتْ أَرْضُهُ.] b5: بَعِيرٌ كَرِيمٌ عَلَى أَهْلِهِ [A camel held in high estimation by his owner]. (TA in art. دفع.) b6: [وَجْهُ اللّٰهِ الكَرِيمُ means The glorious face of God: see an ex. voce سُبْحَةٌ.] b7: كَراَئِمُ المَالِ (TA) or الأَمْوَالِ (Mgh, Msb) Such as are held in high estimation, precious, or excellent, of cattle or other possessions; (Mgh, Msb, TA;) the choice, or best, thereof. (Mgh, Msb.) حُبًّا وَكَرَامَةٌ

, see حُبٌّ. b2: لَا وَلَا كَرَامَةً

No; nor a jar-cover: i. e., No: (I will not give thee, or I will not do, what thou requirest,) nor anything else. See حُبٌّ; and see تَكْرِمَة. b3: كَراَمَةٌ, the kind of miracle so called: pl. كَرَامَاتٌ; like the term χαρίσματα as used by St. Paul in 1 Cor. xii. 9: it may be well rendered thaumaturgy: and صاَحِبُ كَراَمَاتٍ a thaumaturgus, or thaumaturgist: see مُعْجِزَهٌ, and قَرَاسَةٌ.

أَكْرَمُ in the sense of كَرِيمٌ, as in أَكْرَمُهُمْ أَبًا: see بَيَاضٌ.

تَكْرِمَةٌ

, syn. with تَكْرِيمٌ; (Mgh;) subst. from كَرَّمْتُهُ; as also ↓ كَرَامَةٌ. (Msb.) مَكْرَمَةٌ A means. or cause, of attaining honour. (Mgh, Msb.) مَكْرُمٌ

: see أَلُوكٌ and يُسْرٌ.

مَكْرُمَةٌ A generous, or honourable, quality or action. (Msb, &c.) b2: عَلِىَ فِى المَكَارِمِ [He became eminent in generous, or honourable, actions or practices or qualities or dispositions]. (Msb in art. علو.) b3: مَكَارِمُ may often be rendered Excellencies.

أَرْضٌ مَكْرُمَةٌ and ↓ كَرَمٌ (tropical:) Generous, good, land: (K, TA:) [good and fertile land:] or dunged and tilled land. (TA.) And أَرْضٌ مَكْرُمَةٌ لِلنَّبَاثِ (tropical:) Land producing good herbage or plants. (S, TA. [In some copies of the S, good for herbage or plants.])
[كرم] نه: في أسمائه "الكريم" تعالى، هو الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه وهو الكريم المطلق، والكريم: الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل. ومنه: إن "الكريم" ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق، لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورئاسة الدنيا والدين، فهو نبيوالهاء للمبالغة. ومنه ح الزكاة: واتق "كراثم" أموالهم، أي نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها لأنها جامعة للكمالات، جمع كريمة. ن: كغزارة اللبن وجمال الصورة وكثرة اللحم أو الصوف. نه: وح: غزو تنفق فيها "الكريمة" ومر في غز. وفيه: خير الناس يومئذٍ مؤمن بين "كريمين"، أي بين أبوين مؤمنين، وقيل: بين أب مؤمن وابن مؤمن فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن، والكريم: من كرّم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه. غ: وقيل: بين فرسين يغزو عليهما. نه: وفي ح أم زرع: "كريم" الخل لا تخادن أحدًا في السر، أرادت المرأة بتأويل شخص. وفيه: لا يجلس على "تكرمته" إلا بإذنه، هو موضع خاص لجلوسه من فراش أو سرير مما يُعد لإكرامه. ن: هي بفتح تاء وكسرها. ط: كفراش وسجادة ونحوهما، وقيل: هي مائدته. ن: "تكرمة" الله هذه الأمة، بالنصب مفعول به أي لا يكون الأمراء من غيركم لتكريم الله هذه الأمة. ك: يحرم من خراسان أو "كرمان"، بضم خاء وكسر كاف، ولبعض بفتحها. و"الكرم" بالسكون شجر العنب، والمراد في بيع الزبيب نفس العنب. ط: من كان له شعر "فليكرمه"، أي فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهن ولا يتركه متفرقًا. غ: ""كرمنا" بني آدم" أي بالنطق والتميز، أو بالأكل باليد. و"مروا" كرامًا"" أي أكرموا أنفسهم من الدخول فيه. و"رزق "كريم"" أكرم من الانقطاع والتنغيص. و"كاتب "كريم"" مختوم، أو لابتدائه بالتسمية. و"قرآن "كريم"" كثير الخير. ونخلة "كريمة" طاب ثمرها أو كثر. والعنب "كرم" يحمل مثل ما يحمل النخلة أو أكثر، أو ذلل لقاطفه.
كرم: كرّم (بالتشديد): مسمّد الأرض بالدمال (ابن العوام 172:1، 343:6).
كرّم: لم يتضح لي المعنى الذي أراده المقري (11، 89) بقوله: لم يلبث أن جاءه بطيفورية مغطاة مكرّمة بطابع مختوم عليها من فضة.
كارم: أنفق بسخاء على أحدهم (ويجرز 26، 3، ابن البيطار 151، 12) (اسم المصدر عند ابن الابار كِرم) وورد عند ابن البيطار ابن القوطية 47 بمكارمة ابن حجاج وإسلام.
كارم: في معجم الطرائف بعد جملة ثم أشار بدر ابنه إليه ورد مثال آخر لهذه الكلمة في مادة قشح ومعناها قدم له هدية أملاً في الثواب.
أكرم تشييعه: قادة بموكب ضخم. (عباد 224:1).
أكرم: الضيف إكراماً بالغاً (معجم الطرائف).
أكرم .. على أو ب: خصص، أعطى، منح (بوشر).
تكرم: بكل سرور، بطيبة خاطر (بوشر).
تكرم: أي الله كريم (الجريدة الآسيوية 1851، 1، 62).
تكارم: عند الحديث المتعلق بشخصين يُقال تكارما أي كانا يتبادلان الاحترام كثيراً (أبحاث 2).
كرم والجمع كروم لم يحسن فريتاج تفسيرها فهي لغةً اسم ومعناها دوالي العنب (فلشر في شرحه لكتاب أبي المحاسن 66، 6 - معجم التنبيه).
كرم والجمع كروم وكرمات (يرى فوك ومصدره معجم الجغرافيا أن الكلمة إسبانية): عنب أو متسع من الأرض مزروع بالعنب، كرمة (بوشر، همبرت 54) حديقة عنب (من هنا يرد المصطلح الغرناطي carem - ( معجم الإسبانية 250 - تقوم 75، 5 - لافونيت - سجلات غرناطة 170) وفي ذلك يقول ابن الخطيب (18): كان يقرأ في شبيبته على الأستاذ الصالح أبي .. الخ - بكرم له خارج الحضرة على أميال منها في فضل العصير قال وجهني يوماً بقُلة من الرُّبَ لأبيعه بالبلد.
يقدم (محيط المحيط). التعريف الآتي: الكرم: العنب وأرض يحوطها حائط فيه أشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها.
وفي (محيط المحيط) أيضاً في مادة بستان: كل أرض يحيطها حائط وفيها نخيل متفرقة وأعناب وأشجار يمكن زراعة ما بينها من الأرض فإن كانت الأشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها فهي كرم وقيل البستان الجنة إن الجنة إن كان من نخل والفردوس إن كان من كرم.
كرم تين: شجرة تين (الجريدة الآسيوية 1813، 220:2).
كرم: زجاجة، قارورة. وإذا كانت الكتابة صحيحة (فيما أورده برسل في ألف ليلة 295:3) يقال كرمين نبيذ.
كرمة: عنب، الأرض التي تثمر العنب (جوليوس) (بوشر) (عبد الواحد 15:24: (عباد 152:2 وانظر 221:3).
كرمة: تينة أو شجرة التين (دومب 69، بوشر بربرية، همبرت الجزائر 53، الجريدة الآسيوية 1853، 151:1 تريبولي؛ وجمعها كرم (شيرب ديال 168).
كرمة: نوع من أنواع خطوط الكتابة (وصف مصر 507:11).
الكرمة البيضاء: عنب، فاشرة (جنس نباتات طيبة من الفصيلة القرعية) (بوشر) (برجرن 835 المستعيني هزار جشان ابن البيطار 131:1 الخ ابن العوام 384:2).
الكرمة السوداء: وهي الفاشرشين (أنظر بروانيا في هذا المعجم) (المستعيني 101).
كرمة شائكة: الفشغ وهي القريولة بعجمية الأندلس وثمرها الأحمر هو المعروف عند عامتهم وفي المغرب بحب النعام (ابن البيطار الجزء الثالث مادة فشغ والجزء الرابع ص57 مادة كرمة شائكة).
كرمان= حضض: أنظر المستعيني في مادة حضض.
شالة كرمان: شال من غير صنع كشمير (بوشر).
كروم الجمل: moricandia suffruticosa ( براكس 282:8).
كريم وتجمع على أكرما (فوك).
الله كريم: (وقتها يحلّها ألف حلاّل) أو (لكل حديث حادث حديث) (بوشر).
كريم: جنس طير يُقال إنه يردد يا كريم (محيط المحيط)؛ أنظر كريمة.
كرامة: اسم المصدر لما تقدم (معجم الادريسي وكرتاس 154، 3).
كرامة: جميل، معروف، فضل. زوّل أفقد الحظوة (ألكالا).
كرامة: فضل فائق (دي سلين ومقدمة ابن خلدون 3، 64).
كرامة: علامة التقدير والاحترام (معجم الادريسي والجريدة الآسيوية 1866:2).
كرامة: علامة الاعتزاز (ألكالا) علامات الشرف، تذكارات أو مجموعة أسلحة تذكاراً لنصر (ألكالا).
كرامة: كرم، سخاء (هيلو).
كرامة: فضل، إحسان (ألكالا).
كرامة: حسن ضيافة (معجم الطرائف)؛ دار كرامة، دار هيأت فيها مائدة للضيوف (ابن جبير 5:126). كرامة: وجبة: (فوك).
كرامة: شهرة (ألكالا) (شهرة مع مزيد من الشرف؛ بكرامة بشهرة) (ألكالا).
كرامة: عظمة ورفعة وبذخ (ألكالا).
كرامة: غرامة، نوع من أنواع الضرائب (بارث 544:5).
لا ولا كرامة: لا سبيل أبداً (الأغاني 39، 7، المقري: 451:2) ولست به ولا كرامة المقصود: لا حباً ولا كرامة (دي ساسي أنيس 502:1) وقد صححها فليشر في ملاحظاته على هذا الكتاب.
هي في كرامتك: يبدو ان معناها: عفوت عنه مراعاة لك (ألف ليلة 442:3).
كرامة خاطرك: من أجلك، حباً لك (بوشر).
كرامة: القدرة على ارتياد العالَم الروحي عند المتصوفة (ابن خلدون 199:1).
أكلناها مشبعة كرامتهم: أتعبتمونا (بوشر).
كرامّي: نوع تمر من تمور الصرة (الكامل الجغرافيا).
كريمة: يقال هو كريمة قومه (الكامل لابن المبرّد108:10).
كرائم المال: نفائسها وخيارها (محيط المحيط) (الحماسة 1:1) (البربرية 637:1).
كريمة: نوع جراد (زيشر 478:10). أنظر: كريم.
فرد كريمة: أعور (همبرت8).
كرّام: صاحب الكرم (باين سميث 1831) (جوليوس) (بوشر، همبرت 182) (بار علي 4871) كرّامي: منسوب إلى صاحب الكرم (فليشر 39).
كارم: كهرمان أصفر (بوشر).
كارمي: وجمعها كارم وأكارم (ابن بطوطة 49:4) تحريف لفظة كانمي من نسل الكانم الزنوج الذين استوطنوا مصر واشتغلوا بتجارة الافاويه وغيرها المستوردة من اليمن. ويطلق عليها، أيضاً، اسم تجار الكارم والتجار الكارمية واصطلاح البهار الكارمي (أنظر ابن بطوطة 4، 49، 259).
إكرام: أجرة، راتب، مكافأة شريفة. (معجم الادريسي، كارتاس 5، 1).
اكرومية: يبدو أن لها معنى خاصاً لدى المصابين بالشذوذ الجنسي (المقري 1، 423، 3).
تكرمة: وهي ما يختص به الإنسان من فرش أو وسادة ونحوهما وهذا هو المشهور وقال القاضي أبو الطيب وقيل المائدة (مخطوطة النويري ص445).
مَكرُمة: دليل التقدير والاحترام (رياض النفوس: 26) وفي غرفة الانتظار جلب له أحد العبيد مائدة محملة بالأطعمة ففكرت بيني وبين نفسي وقلت أهذه مكرمة أم منقصة ما أرى هذه إلا منقصة (وهكذا عند مسلم ص73).
مستكرم: شجرة يُقال لها مستكرم وهي على مثال الكراث لا زائدة ولا ناقص وهي موجودة كثيرة في الحشائش (المختار في كشف الأسرار للجوبري 175).
الْكَاف وَالرَّاء وَالْمِيم

الكَرَم: نقيض اللؤم، يكون فِي الرجل بِنَفسِهِ وَإِن لم كن لَهُ آبَاء.

وَيسْتَعْمل فِي الْخَيل وَالْإِبِل والشّجَر وَغَيرهَا من الْجَوَاهِر إِذا اعَنَوُا العِتْقَ، وَأَصله فِي النَّاس.

قَالَ ابْن الأعرابيّ: كَرَمُ الفَرَس: أَن يَرِق جِلْدُه ويلين شَعرَه وتطيب رَائِحَته.

وَقد كَرُم الرجل وَغَيره كَرَما، وكَرَامة، فَهُوَ كريم، وكريمة، وكِرْمة، ومَكْرَم، ومَكْرَمَة، وكُرَام، وكُرَّام، وكُرَّامة.

وَجمع الْكَرِيم: كُرَماء، وكِرام.

وَجمع الكُرَّامِ: كُرَّامون.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يكسَّر كُرَّام، استغنوا عَن تكسيره بِالْوَاو وَالنُّون.

وَإنَّهُ لكريم من كرائم قومه، على غير قِيَاس، حكى ذَلِك أَبُو زيد.

وَإنَّهُ لكريمة من كرائم قومه، وَهَذَا على الْقيَاس.

وَرجل كَرَم: كريم، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث، لِأَنَّهُ وَصْف بِالْمَصْدَرِ، قَالَ:

لقد زَاد الْحَيَاة إِلَى حُبّا ... بَنَاتِي إنهنّ من الضِّعَاف

مخافةَ أَن يَرَين الْبُؤْس بعدِي ... وَأَن يشربن رَنْقا بعد صَاف

وَأَن يَعْرَين إِن كَسِى الْجَوَارِي ... فتنبو الْعين عَن كَرَم عِجافِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ من المصادر على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره ولكنّه فِي معنى التعجّب قَوْلك: كَرَما وصلفا كَأَنَّهُ يَقُول: أكرمك الله وأدام لَك كَرَما، وَلَكنهُمْ خَزَلوا الْفِعْل هُنَا لِأَنَّهُ صَار بَدَلا من قَوْلك: أكْرم بِهِ وأصلِفْ.

وممّا يُخَصّ بِهِ النداء قَوْلهم: يَا مَكْرَمان، حَكَاهُ الزجّاجيّ.

وَقد حُكى فِي غير النداء، فَقيل: رجل مكرمان عَن أبي العَمَيثل الاعرابيّ، وَقد حَكَاهَا أَيْضا أَبُو حَاتِم.

وكارمني فكرَمْتُه أكرُمه: كنت أكْرم مِنْهُ.

وَأكْرم الرجل، وكرَّمه: أعظمه ونَزَّهه.

وَرجل مِكرام: مُكْرِم، وَهَذَا بِنَاء يخصّ الْكثير.

وَله عَليّ كَرَامَة: أَي عزّازة.

واستكرم الشَّيْء: طلبه كَرِيمًا أَو وجده كَذَلِك.

وَلَا افْعَل ذَلِك وَلَا حُبّا وكُرْما وَلَا كُرْمةً، وَلَا كَرَامة، كل ذَلِك لَا تظهر لَهُ فِعْلا.

قَالَ اللحيانيّ: افْعَل ذَلِك وكرامةً لَك، وكُرْمَى لَك، وكُرْمة لَك وكرما لَك، وكُرْمَة عين.

وتكرَّم عَن الشَّيْء، وتكارم: تنزَّه.

والمَكْرُمة، والمَكْرُم: فعل الْكَرم، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا مَعُون من العون، لِأَن كل " مَفْعُلة " فالهاء لَهَا لَازِمَة إلاّ هذَيْن، قَالَ:

ليَوْم بُؤس أَو فَعالِ مَكْرُم

وَقَالَ جميل:

بُثَيْن الزمي لَا إنّ لَا إِن لزِمْتِه ... على كَثْرَة الواشين أيُّ مَعُونِ

قَالَ بَعضهم: مَكْرُم: جمع مَكْرُمة، ومَعُون: جمع مَعُونة.

والأُكْرومة: المكرُمة. وَأَرْض مَكْرَمة، وكَرَم: كَرِيمَة طيبَة.

وَقيل: هِيَ المعدونة المُثارة.

وأرضان كَرَم، وأرضون كَرَم.

والكَرْم: شَجَرَة العِنَب، واحدتها: كَرْمة، قَالَ:

إِذا مُتّ فادفِنّي إِلَى جَنْب كَرْمة ... تروِّى عِظَامِي بعد موتِي عروقُها

وَقيل: الكَرْمة: الطَّاقَة من الكَرْم.

وجمعهما: كُرُوم.

والكَرْم: القِلادَة من الذَّهَب وَالْفِضَّة.

وَقيل: الكَرْم: نوع من الصياغة الَّتِي تصاغ فِي المخانق.

وَجمعه: كُرُوم، قَالَ:

تَبَاهَي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة.

وكرَّم الْمَطَر، وكُرِّم: كثر مَاؤُهُ، قَالَ أَبُو ذيب يصف سحابا:

وهيَ خَرْجُة واسْتُجيل الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّم ماءٌ صَريحا

وَرَوَاهُ بَعضهم: " وغُرِّم مَاء صَرِيحا ".

قَالَ أَبُو حنيفَة: زعم بعض الروَاة أَن غُرِّم خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ: وكُرِّم مَاء صَرِيحًا وَقَالَ أَيْضا: يُقَال للسحاب إِذا جاد بمائه: كُرِّم، وَالنَّاس على غُرِّم، وَهُوَ أشبه بقوله: وَهِي خَرْجه.

والكرامة: الطَبَق الَّذِي يوضع على الحُبّ. وكَرْمان، وكِرْمان: مَوضِع بِفَارِس.

والكَرْمة: مَوضِع أَيْضا، فَأَما قَول أبي خِرَاش:

وأيقنتِ أَن الْجُود مِنه سجِيَّة ... وَمَا عشتِ عَيْشًا مثل عيشك بالكَرْم

قيل: أَرَادَ الكَرْمة فجمعها بِمَا حواليها.

قَالَ ابْن جنيّ: وَهَذَا بعيد، لِأَن مثل هَذَا إِنَّمَا يسوغ فِي الْأَجْنَاس الْمَخْلُوقَات، نَحْو بُسْرة وبُسر، لَا فِي الاعلام، وَلكنه حذف الهء للضَّرُورَة، واجراه مُجْرَى مَا لَا هَاء فِيهِ.

والكرمة: مُنْقَطع الْيَمَامَة فِي الدهْنَاء عَن ابْن الْأَعرَابِي.
كرم
كرُمَ يَكرُم، كَرَمًا وكرامةً، فهو كريم
• كرُم الرّجلُ:
1 - أعطى عن طِيب خاطر وجاد دون انتظار مقابل، عكسُه بخِل "كرُم السّحابُ: جاد بالغيث النافع- كرُمتِ الأرضُ: زكا نباتُها".
2 - نبُل وعزَّ، عكسه لؤم "الكريم إذا وعد وفى- إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا".
• كرُمت هديَّتُه: نفُست وعزَّت "كرُمت خيولُ السِّباق- أحجار كريمة: نفيسة، كالماس مثلاً". 

أكرمَ يُكرم، إكرامًا، فهو مُكرِم، والمفعول مُكرَم
• أكرم الشَّخصَ: شرَّفه ونزَّهه، رفَع شأنَه وفضّله، أحسن معاملتَه "أكرم والديه/ ضيفَه- ما أكرمه لي: ما أشدَّ تكريمه لي- عند الامتحان يكرم المرءُ أو يهان- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} - {كَلاَّ بَل لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} " ° أكرم مَثْواه: أنزله مُنزلاً كريمًا- أكرم نفسَه عن التَّبذّل: صانها- أكرم وفادَتَه: أكرمه وقام بما يجب القيام به تجاهه. 

تكرَّمَ/ تكرَّمَ على يتكرَّم، تكرُّمًا، فهو مُتكَرِّم، والمفعول مُتكَرَّم عليه
• تكرَّم الشَّخصُ:
1 - تكلَّف الكرَمَ.
2 - تلطَّف وتفضَّل وتعامل بِنُبْل "لو تكرَّمتَ بالجواب".
• تكرَّم على غيره: عامله بكَرَم وسخاء "تكرَّم على تلميذه بهديّة ثمينة". 

كرَّمَ يُكرِّم، تَكريمًا وتَكْرِمَةً، فهو مُكرِّم، والمفعول مُكرَّم
• كرَّمت أسرةُ التعليم مُديرَها: قدّمت له التكريمَ أو التقدير لنبوغه ° حَفْلة التَّكريم: حفلة تقام تقديرًا لشخص واعترافًا بفضله وخدماته.
• كرَّم فُلانًا: أكرمه؛ فضَّله وشرَّفه " {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ} "? كرَّم اللهُ وَجْهَه: شرَّفه. 

إكرام [مفرد]:
1 - مصدر أكرمَ: عكسه إهانة ° إكرامًا له:
 من أجله.
2 - عطاء ورزق.
• ذو الجلال والإكرام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُستحِقّ للتعظيم والإكرام فلا يُجحَد ولا يُكفَر به، الذي يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدُّنيا وبقبوله أعمالَهم في الآخرة. 

إكراميَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إكرام: عَطيّة تُعطى للعامل زيادة على أجره. 

أكرمُ [مفرد]: اسم تفضيل من كرُمَ.
• الأكرم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الكريم الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله نظير. 

أكرمان [مثنى]: مف أكرم
• الأكرمان:
1 - الدِّين والعِرْض.
2 - القلب والكبد.
3 - الرُّكن والحجر الأسود في الكعبة الشَّريفة. 

تكرِمة [مفرد]:
1 - مصدر كرَّمَ.
2 - وسادة الرَّجل التي يقعد عليها "وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلاَ يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ [حديث] ". 

كرامة [مفرد]:
1 - مصدر كرُمَ ° حُبًّا وكرامة: بكلّ سرور وطيب خاطر- له عليّ كرامة: عِزّة.
2 - احترام المرء ذاته، وهو شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما انتقص قَدْره.
• كرامة الإنسان:
1 - (سف) مبدأ أخلاقيّ يُقرِّر أنّ الإنسان ينبغي أن يعامل على أنّه غاية في ذاته لا وسيلة، وكرامته من حيث هو إنسان فوق كلِّ اعتبار.
2 - (سف) أمر خارق للعادة غير مقرون بالتحدِّي ودعوى النبوّة، يُظهره الله على أيدي أوليائه "وليٌّ صاحب كرامات". 

كَرْم [جمع]: جج كُروم، مف كَرْمَة:
1 - عِنَب ° ابنة الكَرْم: الخَمْر.
2 - (نت) شجر متسلِّق يحمل ثمارَ العنب ويُصنع منه النبيذ.
3 - (نت) نبات عشبيّ طبِّيّ مُعترش ذو ساق ضعيفة، يحصل على قوَّته من التزحلق أو الزحف على السطح. 

كَرَم [مفرد]: مصدر كرُمَ.
• بقلة الكَرَم: (نت) أحد أنواع النباتات كثيرة العُصارة ذات عناقيد من الأزهار الأرجوانيّة. 

كَرْميّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين، عديدة التّويجيّات سُفليَّة الأسديّة تشمل الكرم والكَرْميَّة. 

كَرْميّة [جمع]: (نت) نباتات مُعترشات فيها أنواع تصلح للتزيين. 

كُرُوم [مفرد]: (انظر: ك ر و م - كُرُوم). 

كَرِيم [مفرد]: ج كِرام وكُرَماءُ، مؤ كريمة، ج مؤ كِريمات وكرائمُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرُمَ ° حَجَر كريم: نفيس- مرَّ مرور الكِرام: لم يعرِّج، لم يهتمّ بالأمر ولم يقف عنده طويلاً.
2 - صفة لكلّ ما يُرضي ويُحمَد في بابه "وصلني خطابُك الكريم- وجه كريم: مُرضٍ في محاسنه- خُلُق كريم: نبيل سامٍ- قول كريم: مُرضٍ في معانيه وجزالة ألفاظه" ° رزق كريم: كثير- كريم الأصل/ كريم السلالة/ كريم العنصر/ كريم المحتد: شريف.
3 - صفة للقرآن العظيم " {إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ} ".
• الكريم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الشّريف الطّاهر الرّفيع المنزلة، الذي لا يمنُّ إذا أعطى، والذي تكثر منافعه وفوائده، والصّفوح عن الذّنوب " {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ". 

كَريمة [مفرد]: ج كِريمات وكرائمُ: مؤنَّث كَريم: "كرائمُ الأموال: نفائسها وخيارها".
• كريمة الرّجل: ابنته، وهي تستعمل في المواقف الرسميَّة "عقد الأبُ قِرانَ كريمته".
• الكريمتان: العينان "إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمتَيْ عَبْدِي فَصَبَرَ عَوَّضتُّهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ [حديث قدسيّ] ". 

مُكرَّمة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول كرَّمَ: "بُقعة مُكرَّمة- {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} " ° مُكرَّمات الحرب: امتياز يُمنح للجيش المهزوم، وذلك بإبقائه حاملاً سلاحه.
• المُكَرَّمة: صفة لـ (مكّة) المدينة المقدَّسة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، التي يحجّ إليها المسلمون من كافّة أرجاء الأرض. 

مَكرَمة/ مَكْرُمة [مفرد]: ج مكرَمات/ مكرُمات
 ومكارِمُ:
1 - فعل الكَرَم والخير "على قَدْر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قَدْر الكرام المَكارمُ- إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ [حديث]: لأتمِّم الأخلاقَ الكريمة المحمودة".
2 - سبب الكَرَم والتكريم "فعل الخير مكرُمة". 
كرم
(الكَرَمُ، مُحَرَّكَةً ضِدُّ اللُّؤْمِ) يَكُونُ فِي الرَّجُلِ بِنَفسِه، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آباءٌ، ويُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْلِ والإِبِلِ والشَّجَر، وغَيْرِها من الجَواهِرِ إِذَا عَنَوْا العِتْقَ وأَصْلُه فِي النَّاسِ. قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: كَرَمُ الفَرَسِ: أَن يَرِقَّ جِلْدُه، ويَلِينَ شَعرُه، وتَطِيبَ رائِحَتُه. وَقَالَ بَعْضُهم: ((الكَرَمُ: مِثلُ الحُرِّيَّةِ إلاَّ أَنَّ الحُرِّيَّةَ قد تُقالُ فِي المَحَاسِنِ الصَّغِيرَةِ والكَبِيرَةِ، والكَرَمُ لَا يُقالُ إِلَّا فِي المَحَاسِنِ الكَبِيرَةِ، كإِنْفَاقِ مَالٍ فِي تَجْهِيزِ غَزَاةٍ، وتَحَمُّلِ حَمَالَةٍ يُوقَى بِهَا دَمُ قَوْمٍ، وقِيلَ: الكَرَمُ: إِفَادَةُ مَا يَنْبَغِي لَا لِغَرضٍ، فَمَنْ وَهَبَ المَالَ لِجَلْبِ نَفْعِ اَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ، أَوْ خَلاصٍ من ذَمٍّ فَلَيْس بكَرِيمٍ.
وَقد (كَرُمَ) الرَّجُلُ وغَيرُه، (بِضَمِّ الرَّاءِ كَرَامَةً) على القِياس والسَّمَاعِ (وكَرَمًا وكَرَمَةً، مُحَرَّكَتَيْنِ) سَمَاعِيَّان، (فَهُوَ كَرِيمٌ، وكَرِيمَةٌ، وكِرْمَةٌ، بِالكَسْرِ، ومُكْرَمٌ، ومُكْرَمَةٌ) ، بِضَمِّهِمَا، (وكُرَامٌ، كَغُرَابٍ و) إِذا أَفْرَطَ فِي الكَرَمِ قِيلَ: كُرَّام، مثل: (رُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ) .
(ج:) أَي: جَمْعُ الكَرِيمِ (كُرَمَاءُ، وكِرَامٌ) ، بِالكَسْر.
(و) إِنَّه لَكَرِيمٌ مِنْ (كَرَائِمِ) قَومِه، على غَيرِ قَياسٍ، حَكَى ذَلِكَ أَبُو زَيْد. وإنَّه لَكَرِيمَةٌ مِنْ كَرَائِمِ قَومِهِ، وهَذَا على الْقيَاس، وَإِلَيْهِ أَشَارَ الجَوهَرِيُّ بقَوْلِه: ونِسْوَةٌ كَرَائِمُ.
(وجَمْعُ الكُرَّامِ) كَرُمَّانٍ: (الكُرَّامُونَ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّرُ كُرَّامٌ اسْتَغْنُوْا عَن تَكْسِيرِهِ بِالوَاوِ والنُّونِ.
(ورَجُلٌ كَرَمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِيمٌ) ، يُسْتَعْمَلُ (لِلوَاحِدِ) وَهُوَ ظَاهِرٌ، (والجَمْعِ) ، كَأَدِيمِ وأَدَمٍ، وكَذَلِكَ: امْرأَةٌ كَرَمٌ ونِسْوَةٌ كَرَمٌ؛ لأنَّه وَصْفٌ بِالمَصْدَرِ، نَقَلَه اللَّيْثُ. وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِسَعِيدِ بنِ مَسْحوجٍ الشَّيْبَانِيِّ كَذَا ذَكَرَه السِّيرَافِيُّ، وذَكَر أَيْضا أَنَّه لرَجُلٍ من تَيْمِ اللاَّتِ بنِ ثَعْلَبَةَ اسمُه عِيسَى، وذَكَرَ المُبَرِّدُ فِي أَخْبارِ الخَوَارِج أنَّه لأبِي خَالِدٍ القَنانِيِّ:
(لقد زَادَ الحَياةَ إليَّ حُبًّا ... بَناتِي إِنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ)

(مَخَافَةَ أَنْ يَرَيْنَ البُؤْسَ بَعْدِي ... وأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقًا بَعْدَ صَافِي)

(وأَنْ يَعْرَيْنَ إِنْ كُسِيَ الجَوَارِي ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَن كَرَمٍ عِجَافِ)

قَالَ الأزْهَرِيُّ: ((والنَّحَوِيُّونَ يُنْكِرُونَ مَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا يُقالُ: رَجُلٌ كَرِيمٌ وقَوْمٌ كِرَامٌ ثُمَّ يُقالُ: رَجُلٌ ورِجَالٌ كَرَمٌ كَمَا يُقالُ: رَجُلٌ عَدْلٌ وقَوْمٌ عَدْلٌ)) .
قَالَ سِيبَوَيْهِ: (و) مِمَّا جَاءَ من المَصَادِرِ على إِضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوكِ إِظْهَارُه، ولكِنَّه فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ قَولُك: (كَرَمًا) وصَلَفًا (أَيْ:) أَكْرَمَكَ الله و (أَدَامَ الله لَكَ كَرَمًا) ؛ ولَكِنَّهُم خَزَلُوا الفِعْلَ هُنَا لأنَّه صَارَ بَدَلاً مِن قَولِك: أَكرِمْ بِهِ وأَصْلِفْ.
(و) مِمَّا يُخَصُّ بِهِ النِّداءُ قَولُهم: (يَا مَكْرَمانُ) - بِفَتْحِ المِيمِ والرَّاءِ - حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ، وَقد حُكِيَ فِي غَيْرِ النِّداء فَقِيلَ: رَجُلٌ مَكْرَمَان عَن أَبِي العَمَيْثَلِ الأعْرابِيِّ (للكَرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ) والصَّدْرِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد حَكَاها أَيْضا: أَبُو حَاتِمٍ، وَهُوَ نَقِيضُ قَوْلِك: يَا مَلأَمَانُ.
(وكَارَمَه) : فَاخَرَهُ فِي الكَرَمِ (فَكَرَمَهُ، كَنَصَرَهُ) أَي: (غَلَبَهُ فِيهِ) أَي: الكَرَمْ.
(وأَكْرَمَهُ) إِكْرَامًا (وكَرَّمَهُ) تَكْرِيمًا: (عَظَّمَه ونَزَّهَهُ) ، والاسْمُ مِنْهُما: الكَرَامَةُ، قَالَ أَبُو المُثَلّم:
(ومَنْ لَا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَا يُكَرَّمِ ... )
وقِيل: الإكرامُ والتَّكْرِيمُ: أَن يُوصَلَ إِلَى الإنْسَانِ بنَفْعٍ لَا تَلْحَقُه فِيهِ غَضَاضَةٌ، أَو يُوصَل إِلَيْهِ بشيءٍ شَرِيفٍ، وَقَالَ الشاعِرُ:
(إِذَا مَا أَهانَ امرؤٌ نَفْسَه ... فَلا أَكرمَ اللهُ مَنْ اَكْرَمَهْ)

(والكَرِيمُ: الصَّفُوحُ) عَن الذَّنْبِ، واختْلَفُوا فِي مَعْنَى الكَرِيم على ثَلاثِين قَولاً كَمَا فِي البَصَائِرِ للمُصّنِّف.
(ورَجلٌ مِكْرامٌ: مُكْرِمٌ لِلنَّاسِ) ، وَهَذَا بِناءٌ يَخُصُّ الكَثِيرَ.
(وَله عَليَّ كَرامَةٌ أَيْ: عَزَازَةٌ) ، وَهُوَ اسْم من الإكْرام يوضَعُ مَوْضِعَه كَمَا وُضِعَتْ الطَّاعةُ مَوْضِعَ الإطَاعَةِ والغارَةُ مَوْضِع الإغارَةِ.
(واسْتَكْرَمَ الشَّيءَ: طَلَبَه كَرِيمًا) . وَفِي الصِّحاحِ: اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَريمًا، وَمِنْه اسْتَكْرَمَ العَقَائِلَ، إِذَا نَكَحَ النَّجِيباتِ.
(أوِ) اسْتَكْرَمَه: (وَجَدَه كَرِيمًا) ، وَمِنْه قَولُهم: اسْتَكْرَمْتَ فارْتَبِطْ.
(و) قَالَ اللَّحْيَانِيُّ: (افْعَلْ كَذَا وكَرَامَةً لَكَ، بِالفَتْح، وكُرْمًا، وكُرْمَةً، وكُرْمَى، وكُرْمَةَ عَيْنٍ، وكُرْمَانًا، بِضَمِّهِنَّ) . الأخِيرَةُ لَيْست فِي نَوَادِرِه، وإِنَّمَا وُجِدَتْ بخَطِّ أبِي سَهْلٍ وأبِي زَكَرِيَّا فِي نُسْخَة الإصْلاح لابنِ السِّكِّيتِ. وقَولُهم: لَيْسَ لَهُم ذَلِك وَلَا كُرْمَة، حُكِيَ عَن زِيادِ بن أبي زِيادٍ، نَقَلَه ابنُ السِّكِّيت، وَكَذَلِكَ نَعِيمَ عَيْنٍ ونَعْمَةَ عَيْنٍ، ونُعامَى عَيْنٍ، عَن اللِّحياني، قَالَ غَيرُه: وَلَا أَفْعَلُ ذَلِك وَلَا حُبًّا وَلَا كَرَامَةً وَلَا كُرْمَةً وَلَا كُرْمًا، كُلُّ ذَلِك (وَلَا تُظْهِر لَهُ فِعْلاً) .
(وتَكَرَّم عَنْه وتَكَارَم: تَنَزَّهَ) ، قَالَ اللَّيْثُ: تكرَّم فُلانٌ عَمَّا يَشِينُه، إِذَا تَنَزَّهَ وأَكرمَ نَفسَه عَن الشِّائِنَاتِ.
(والمَكْرُمُ والمَكْرُمَةُ، بِضَمِّ رَائِهِما والأُكْرُومَةُ، بِالضَّمِّ: فِعلُ الكَرَمِ) كالأُعْجُوبَة من العَجَب. وَفِي الصّحاح: المَكْرُمَةُ: واحِدَةُ المَكَارِم. وَقَالَ الكِسَّائِيُّ: المَكْرُمُ: المَكْرُمَةُ، ولَمْ يَجِئ [على] مَفْعُلٌ للمُذَكَّر إِلَّا حَرْفان نَادِرَانِ، لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا: مَكْرُمٌ ومَعْوُنٌ. وأنْشَدَ لأبِي الأخْزَرِ الحِمَّانِيِّ.
(نِعْمَ أخُو الهَيْجَاءِ فِي الْيَوْمِ اليَمِى ... )

(لِيَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعَالِ مَكْرُمِ ... )

وَقَالَ جَمِيلٌ:
(بُثَيْنَ الْزَمِي " لَا " إِنّ " لَا " إِنْ لَزِمْتِه ... على كَثْرةِ الوَاشِينَ أَيُّ مَعُونِ)

وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ، وعِنْدَه أنّ مَفْعُلا لَيْسَ من أَبْنِيَة الكَلام. قُلتُ: وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي " م ل ك " مُفَصَّلا فراجِعْه.
(وأَرضٌ مَكْرُمَةٌ) ، بِضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِها (وكَرَمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِيمَةٌ طَيِّبَةٌ) ، وقِيلَ: هِيَ المَعْدُونَةُ المُثَارَةُ، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: أرضٌ مَكرَمةٌ للنَّبَاتِ إِذا كَانَت جَيِّدَةً للنّبَاتِ، وَفِي بَعضِ نُسَخِه: مَكْرَمَةٌ للنَّبَاتِ.
(وأرضٌ) كَرَمٌ (وأَرْضَانِ) كَرْمٌ (وأَرَضُونَ كَرَمٌ) : مُثَارَةٌ مُنَقَّاةٌ من الحِجَارَةِ. (والكَرْمُ) ، بِفَتْح فَسُكُونٍ (العِنَبُ) ، واحِدَتُهُ: كَرْمةٌ، قَالَ:
(إذَا مُتُّ فادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... يُرَوِّي عِظَامِي بعدَ مَوْتِي عُروقُها)

وقِيلَ: الكَرْمةُ: الطَّاقَةُ الوَاحِدَةُ من الكَرْمِ.
وَمن المَجَازِ: هَذِه الكُورةُ إِنَّمَا هِيَ كَرْمَةٌ ونَخْلَةٌ، يَعْنِي بِذَلِكَ الكَثْرَةَ، كَمَا يُقالُ: إنّما هِيَ سَمْنَةٌ وعَسْلَةٌ.
(و) الكَرْمُ: (القِلادَةُ) . يُقال: (رأَيتُ فِي عُنُقِها كَرْمًا حَسَنًا من لُؤْلُؤٍ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وقِيل: هِيَ القِلادَةُ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وأنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِير:
(لقد وَلَدَتْ غَسَّانَ ثالِبَةُ الشَّوَى ... عَدُوسُ السُّرَى لَا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها)
وأنشَدَ غَيرُه:
(فيا أَيَّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه ... بكَرْمَيْنِ كَرْمَيْ فِضَّةٍ وفَرِيدِ)

(وأَرْضٌ) كَرْمٌ: مُثَارَةٌ (مُنْقَّاةٌ من الحِجَارَةِ) ، والصَّحِيح أَنه بالتَّحْرِيك كَمَا تَقَدَّم قَرِيبًا.
(و) قِيلَ: الكَرْمُ (نَوعٌ من الصِّيَاغَةِ) الَّتِي تُصاغُ (فِي المَخَانِقِ) .
(أَو بَناتُ كَرْمٍ: حَلْيٌ كَانَ يُتَّخَذُ فِي الجَاهِلِيَّةِ) .
(ج: كُرومٌ) وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ.
(ونَحْرًا عَلَيه الدُّرُّ تُزْهِي كُرومُه ... تَرائِبَ لَا شُقْرًا يُعَبْنَ وَلَا كُهْبَا)

وَقَالَ آخرُ:
(تَبَاهَى بِصَوْغٍ من كُرومٍ وفِضَّةٍ ... مُعَطَّفةٍ يَكْسُونَها قَصَبًا خَدْلا)

وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِيرٍ فِي أُمِّ البَعيثِ: (إِذَا هَبَطَتْ جَوَّ المَرَاغِ فَعَرَّسَتْ ... طُرُوقًا وأَطْرَافُ التَّوَادِي كُرُومُها)

(و) الكَرَمُ، (بِالتَّحْرِيكِ: ع) ، وبِه فُسِّرَ قَولُ أبِي ذُؤَيْب:
(وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ منْه سَجِيَّةٌ ... ومَا عِشْتَ عَيْشًا مِثْلَ عَيْشِكِ بِالكَرَمِ)

(و) كَرْمَى، (كَسَكْرَى: ة بِتَكْرِيتَ) .
(و) من المَجازِ: (كَرَّمَ السَّحابُ تَكْرِيمًا) : جَادَ بِمَطَرِه.
(و) كُرِّم السَّحابُ، (تُضَمُّ كَافُه) ، إِذَا (كَثُرَ مَاؤُهُ) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِف سَحَابًا:
(وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّمَ مَاءً صَرِيحا)

ورَواهُ بَعضُهم: وغُرِّمَ مَاء صَرِيحا. قَالَ أَبُو حَنِيفَة: زَعَمَ بَعضُ الرُّواةِ أَنَّ غُرِّمَ خَطَأٌ، وَهُوَ أَشْبَه بقَولِه: ((وَهِي خَرْجُه)) .
(وكَرْمَانُ) ، بِالفَتْحِ (وقَدْ يُكْسَرُ، أَو) الكَسْرُ (لَحْنٌ) ، اقْتَصَرَ الرُّشاطِيُّ على الفَتْحِ، وهَكَذا نَقَلَه الجَوَالِيقِيِّ عَن ابنِ الأنْبَارِيِّ، قَالَه نَصْرٌ، وجَمَع بَيْنَهما ابنُ الأثِير، وفَرَّقَ ابنُ خِلِّكان فَقَالَ: الفَتْحُ فِي البَلْدَةِ والكَسْرُ فِي الإقْلِيمِ، والصَّوابُ: بِالعَكْسِ، وخُطِّئَ ياقُوتُ فِي الفَتْحِ فِيهِما، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: كَرْمَانُ: اسْمُ بَلَدٍ، بَالفَتْحِ، وَقد أُوْلِعَتِ العامَّةُ بِكَسْرِها، قَالَ: وَقد كَسَرَها الجَوْهَرِيّ فِي (رَحَب) فَقَالَ يَحْكِي قَولَ نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ: " أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ فِي طَاعَة الكِرْمَانِيُّ " (إِقْلِيمٌ بَيْنَ فارِسَ وسِجِسْتَان) قَالَ ابنُ خُرْدَاذْبَه: هِيَ مِائَةٌ وثَمَانونَ فَرْسَخًا فِي مِثْلِها، افْتَتَحها عَبدُ الرّحْمن بنُ سَمُرَةَ بنِ جُنْدِبٍ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ.
(و) كِرْمانُ، بِالكَسْرِ، وضَبَطه ابنُ خِلِّكان، بالفَتْح: (د قُربَ غَزْنَةَ ومَكْرانَ) ، بَيْنَه وبَيْنَ حُدودِ الهندِ أربعةُ أيَّام.
(والكَرْمَةُ: ع) وبِه فُسِّر قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ: ((مِثْلَ عَيْشِك بِالكُرْم)) قِيل: أَرادَ بِالكُرْمَةِ هَذَا المَوضِع فجَمَعَها بِمَا حَوَالَيْها، واسْتَبْعَدَه ابنُ جِنِّي.
(و) أَيضًا: (ة بِطَبَسَ) .
(و) أَيْضا: (رَأْسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيرُ) كَاَنَّه جَوْزَةٌ تَدُورُ فِي قَلْتِ الوَرِك، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ فِي صِفَة فَرَسٍ:
(أُمِرَّتْ عَزِيزَاه ونِيطَتْ كُرومُه ... إِلَى كَفَلٍ رَابٍ وصُلْبٍ مُوثَّقِ)

(و) الكُرْمَةُ، (بِالضَّمِّ: نَاحِيَةٌ بِاليَمَامَةِ) . قَالَ ابنُ الأَعْرِابِيّ: هُو مُنْقَطَعُ اليَمَامَةِ بِالدَّهْناء.
(والكَرَامَةُ: طَبَقٌ) يُوضَعُ على (رَأْسِ الحُبِّ) والقِدْرِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُقالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الكَرَامَةَ، وَهُوَ مِثْلُ النُّزُلِ، وسَأَلتُ عَنهُ فِي البَادِيَةِ فَلم يُعْرَفْ. قُلتُ: وبِه فَسَّرَ بَعضٌ قَولَهم: حُبًّا وكَرَامَةً، كَمَا تَقَدَّم فِي " ح ب ب ".
(و) كَرَامَةُ: (جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ) العِجْلِيِّ مَوْلاهُم (شَيْخِ البُخَارِيِّ) وأبِي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ وابنِ ماجَةَ وابنِ صَاعِدٍ والمَحَامَليِّ وأبِي مَخْلَدٍ، وقَد رَوَى عَن أبِي أُسَامَةَ وطَبَقَتِه، مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْن وخَمسِين ومِائَتَيْن، وَكَانَ صاحبَ حَديثٍ.
(و) كَرَامَةُ (بنُ ثَابِتٍ) الأنْصَارِيُّ (مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، ذَكَرَه ابنُ الكَلْبِيِّ فيمَن شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عليٍّ من الصَّحَابة.
(والكَرِيمَانِ) همَا (الحَجُّ والجِهَادُ، منْه) الحَدِيثُ: (خَيْرُ النَّاسِ) يَوْمَئِذٍ (مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْن) ، أَوْ مَعْنَاه بَيْنَ فَرسَيْن يَغْزُو عَلَيْهِما، أَو بَعِيرَيْن يَسْتَقِي عَلَيْهِما، (و) قِيلَ: بَيْنَ أَبَوَيْن مُؤْمِنَيْن. و (أَبَوَانِ كَرِيمَان مُؤْمِنَان) أَي: بَيْنَ أبٍ مُؤْمِنٍ هُوَ أَصْلُه وابنٍ مُؤْمِنٍ هُوَ فَرْعُه، فَهُوَ بَيْنَ مُؤْمِنَيْنِ هُمَا طَرَفَاه وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
(وكَرِيمَتُك: أَنفُكَ) .
(و) قِيلَ: (كُلُّ جَارِحَةٍ شَرِيفَةٍ كَالأُذُن) والعَيْنِ (واليَدِ) فَهُوَ: كَرِيمَةٌ.
وَقَالَ شَمِر: كُلُّ شيءٍ مُكرَم عَلَيْك فَهُوَ: كَرِيمُك وكَرِيمَتُك.
(والكَرِيمَتَان: العَيْنَانِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ القُدْسِيُّ: " إنّ الله يَقولُ إِذَا أَنَا أَخذتُ من عَبْدِي كَرِيمَتَيْه وَهُوَ بِهما ضَنِينٌ، فَصَبر لِي لَمْ أَرْضَ لَهُ بهما ثَوابًا دُونَ الجَنَّة " يُرِيد جَارِحَتَيْه أَي: الكَرِيمَتَيْن عَلَيْهِ، وهما العَيْنان. ويُروَى: كَرِيمَتُه بِالإفْرَاد. قَالَ شَمِر: قَالَ إسحاقُ ابنُ مَنْصُورٍ: قَالَ بَعضُهم: يُرِيدُ أَهْلَهُ، قَالَ: وبَعضُهم يَقولُ: [يُرِيد] عينه.
(وسَمَّوْا كَرَمًا، كَجَبَلٍ، وكِتَابٍ، وعَزِيزٍ، وزُبَيْرٍ، وسَفِينَةٍ، ومُعَظَّمٍ، ومُكَرَّمٍ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّواب: ومُكْرَمًا. فمِنَ الأولِ: كَرَمٌ، وَأَبُو الكَرَم، كَثِيرُونَ.
وَمن الثّانِي: أَبُو أَحْمَدَ إلياسُ بنُ كِرَامٍ البُخَارِيُّ، عَن أحْمَدَ بنِ حَفْصٍ، وأبُو الكِرام عَبدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عليٍّ الجَعْفَرِيُّ المَدَنِيُّ وابْنُه محمّدٌ، لَهُ أخْيارٌ، وحَفِيدُه دَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن مَالِكٍ، وعبدُ الوَهَّاب بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ أبِي الكِرَامِ، عَن أحمدَ بنِ محمدِ بنِ المُهَنْدِس الهَرَوِيّ، وأُمُّ الكِرام بنتُ الحَسَنِ بنِ زَكَرِيّا، رَوَى عَنْهَا السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الكِرَامِ جَعْفَرُ بنُ مُحمّدِ بنِ عَبْد السَّلامِ من شُيوخِ ابنِ جَمِيع. وَأَبُو الكِرام مُحَمَّدُ بنُ أحمدَ البَزَّازُ المِصْرِيُّ عَن المَنْجَنِيقِيّ.
وَمن الثَّالِثِ: كَرِيمُ بنُ أبِي حازِمٍ، رَوَى عَنهُ أبانُ بنُ عبدِ الله البَجَلِيُّ، وزُرَيْقُ بن كَريمٍ عَن عَبد الله بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ يُونُسَ بنُ عُبَيْدٍ، وكَرِيمُ بنُ عَفِيفٍ الخَثْعَمِيُّ كَانَ مَحْبُوسًا عِنْدَ مُعاوِيَةَ بنِ أبِي سُفْيان، فَشفعَ فِيه عبدُ الله بنُ شَمِرٍ فَقالَ: يَا أميرِ المُؤْمِنين: هَبْ لي ابنَ عَمِّي فإنّه كَرِيمٌ كاسْمِه، فوَهَبَه لَهُ، وكَرِيمُ ابنُ الحارِثِ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه، وَقد رَوَى عَن أَبِيه، وضَبَطَه البُخَارِيُّ بِالضَّمِّ والصَّوابُ: الفَتْح، نَبَّه عَلَيْهِ الحافِظُ، روى عَنهُ ابنُه زُرَارَةٌ، وكَرِيمُ الدِّينِ عَبدُ الكَرِيمِ بنُ عَبدِ الله [بنِ] مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ جَدٌّ لِشَيْخِنَا العَلاَّمةِ محمدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَبْد الكَرِيم الكَرِيمِيِّ.
وَمن الرَّابِع: كُرَيْمٌ شَيْخٌ لأبِي إسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، جَزَم فِيهِ ابنُ مَاكُولا بِالضَّمِّ، وكُرَيْمٌ بنُ أبِي مَطَرٍ المَرْوَزِيُّ عَن عِكْرِمَةَ، وَأَبُو كُرَيْمٍ الهَمَدَانِيُّ، قُتِلَ بِنَهَاوَنْدَ، ويُوسُفُ بنُ عِيسى بنِ يُوسُفَ. ابنِ عِيسى بنِ كُرَيْمٍ العَفِيفُ الدِّمْيَاطِيُّ، مِمَّن أَخَذَ عَن الشَّرَفِ الدِّمْيَاطِيِّ، وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ زَيْدِ بنِ عُيَيْنَةَ بنِ كُرَيْمٍ الأنْصَارِيُّ مَدَنيٌّ عَن أَنَسٍ.
وَمن الخَامِس: كَرِيمَةُ المَرْوَزِيَّةُ رَاوِيَةُ البُخَارِيِّ، وعِدَّةُ نِسْوَةٍ غَيْرِها، وأَبُو كَرِيمَةَ الحُرُّ بنُ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ، لَهُ صُحْبَةٌ.
وَمن السَّادِس: هِبَةُ الله بنُ مُكَرَّمٍ عَن أَبِي البطر، وابنُه مُكَرَّمُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَن قَاضِي المَارِسْتَان وأَخُوه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ ابنُ هِبَةِ الله، سَمِعَ أَبَا الوَقْتِ، وابنُ أخِيهِ عَلِيُّ بن مُكَرَّمِ بنِ هِبَةِ الله عَنْ أبِي شَاتِيل، والجَمَالُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الصَّدْرِ الأوْحَدِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي العِزِّ مُكَرَّمِ ابنِ الشَّيْخِ نَجِيبِ الدِّينِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ الأنْصَارِيُّ الرُّوَيْفِعِيُّ الخَزْرَجِيُّ مُؤَلِّفُ لِسانُ العَرَبِ الَّذِي مِنْهُ مادَّةُ كِتَابِي هَذَا، ولِدَ بِالقَاهِرة سنة ثَلاثِين وسِتِّمِائة، وعُمِّرَ وَتَفَرَّدَ بالعَوَالِي، وسَمِع مِنْهُ الذَّهَبِيُّ والسُّبْكِيُّ والبِرزالِيُّ الحُفَّاظُ، وتُوفِّي سَنَةَ إحدَى عَشَرَ وسَبْعِمائةٍ، وأَبُوه من أَكَابِر الفُضَلاء، وولَدُه قُطْبُ الدِّينِ حَدَّثَ أَيْضا، ومُكَرَّمُ بنُ المُظَفَّرِ العيزربي من شُيُوخ الدِّمياطيِّ، مَاتَ سنة اثْنَتَيْن وسَبْعِين وسِتِّمِائة.
وَمن السَّابع: مُكْرَمُ بنُ أبِي الصَّقْرِ وطَائِفَة.
(ومُحَمَّدُ بنُ كَرَّامٍ، كَشَدَّادٍ) بنِ عِراقِ بن حِزَابَة أبُو عَبْدِ الله السِّجْزِيُّ (إِمَامُ الكَرَّامِيَّةِ) ، جَاورَ بِمَكَّةَ خَمسَ سِنِين، وَوَرد نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه طاهرُبنُ عَبدِ الله، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الشَّامِ، وَعَاد إِلَى نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه مُحَمَّدُ بنُ طاهِرٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنها فِي سَنَة إحدَى وخَمْسِين ومِائَتَيْن إِلَى القُدْسِ، فَمَاتَ بِها فِي سنةِ خَمسٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْن، حَدَّث عَن مَالِكِ بنِ سُلَيْمَانَ الهَرَوِيِّ. وعَلِيِّ بنِ حَجَرٍ، وصَحِبَ أحمدَ بنَ حَرْبٍ الزَّاهدَ، وأَكْثَر عَن أحمدَ بنِ عَبدِ الله الجُوَيْبَارِيِّ، وَعنهُ مُحمدُ بنُ إسمْاعِيلَ بنِ إسْحاقَ، وإبْراهِيمُ بنُ مُحمدِ بنِ سُفْيَانَ، صَاحِبُ مُسلِمٍ، ومِنْ مَشَاهِيرِ اصْحَابِه أَبُو يَعْقُوبَ إسْحَاقُ بنُ مَحْمِشٍ الوَاعِظُ إِمامُهم فِي عَصْرِه، أَسلَمَ على يَدِهِ من أهْلِ الكِتَابَيْن والمَجُوس نَحوٌ من خَمْسَةِ آلَاف مَا بَين رَجُلٍ وامْرَأَةٍ، وماتَ سنَةَ ثَلاثٍ وثَمانِينَ وثَلاثِمِائَةٍ، وَقد ذَكَرَهُ العُتْبِيُّ فِي التَّارِيخِ اليَمَنِيِّ وأَثْنَى عَلَيْهِ، واخْتُلِفَ فِي رَاءِ مُحمّدِ بنِ كَرَّام فَقِيلَ: هَكَذَا بالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ المَشْهُورُ يُقالُ: كانَ أَبُوهُ يَحْفَظُ الكَرْمَ، وبِهِ سُمِّي. قَالَ الحافِظُ: وَوَقَعَ فِي سِفْرِ أبي الغتم البُسْتِيِّ بِالتَّخْفِيفِ، ووَقَعَتْ فِي ذَلِك قِصَّةٌ للصَّدْرِ بنِ الوَكِيلِيِّ، ذَكَرَهَا الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكيُّ. قُلتُ: وإلَيْه مَالَ العُتبِيُّ وأَنشَدَ فِي تَارِيخِه:
(إِنَّ الذينَ بِجَهْلِهِمْ لَمْ يَقْتَدُوا ... بُمُحَمَّدِ بنِ كِرَامِ غَيرُ كِرامِ)

(الرّأْيُ رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ وَحْدَهُ ... والدِّينُ دِينُ مُحمّدِ بنِ كِرَامِ)

وَبِه استدَلَّ ابنُ السُّبْكِيِّ على التَّخْفِيفِ، وأَيَّدَه بأنّ وَالِدَه الشَّيخَ الإمَامَ كَانَ يَسْمَعُهُما ويقرِّهُما، وَهُوَ (القَائِلُ بِأَنَّ مَعْبُودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأَنَّه جَوْهَرٌ) فِي مَكَان مُمَاسٍٍّ لعَرْشِه فَوقَه (تَعالَى الله عَن ذَلِكَ) عُلُوًّا كَبِيرًا، وقَدْ أَوْرَدَ هذِه المَقالَةَ عَنهُ الشّهْرسْتَانِيُّ فِي المِلَلِ والنِّحْلِ ويَاقُوتُ وغَيْرُهُما من العُلماءِ، ووَافَقَه على هذِه خَلْقٌ لَا يُحْصَوْن بِنَيْسَابُور وهَرَاةَ.
(والتَّكْرِمَةُ: التَّكْرِيمُ) مَصْدر كَرَّمَ وَله نَظَائِرُ.
(و) أَيْضا (الوِسَادَةُ) وَهُوَ المَوْضِعُ الخَاصُّ لِجُلُوسِ الرَّجُلِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ سَرِيرٍ، ممّا يُعَدُّ لإكرامِه، وهِي تَفْعِلَةٌ مِن الكَرَامة، وَمِنْه الحَدِيث: " وَلَا يُجْلَسُ على تَكْرِمَتِه إِلَّا بإذْنِه ".
(و) كِرْمانُ، ويُقالُ (كِرْمَانِيُّ بنُ عَمْرِو) بنِ المُهَلَّبِ المُغَنِّي (بِالكَسْرِ) ويَاءِ النِّسْبَةِ: أَخو مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ البَصرِيِّ (مُحَدِّثٌ) عَن حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَعنهُ إِسْحَاقُ بنُ إبراهيمَ بن شَاذَانَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (كَرُمَتْ أَرْضُه) العَامَ (بِضَمِّ الرَّاءِ) إذَا (دَمَلَهَا) بالسِّرْقِينِ ونَحْوه، (فَزَكَا زَرْعُها) ، وطَابَتْ تُرْبَتُها، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. قَالَ: وَلَا يَكْرُم الحَبُّ حَتَّى يكونَ كثيرَ العَصْفِ، يَعْنِي التِّبْنَ والوَرَقَ.
(وكُرَمِيَّةُ بِالضَّمِّ وفَتْحِ الرَّاءِ) وتَشْدِيدِ اليَاءِ (ة) .
(وكَرَمِينِيَّةُ) بفَتْح الكَافِ والرَّاء وكَسْرِ المِيمِ وتَشْدِيدِ اليَاءِ (وتُخَفَّفُ، أَوْ) هِيَ (كَرْمِينَةُ) بِغَيْرِ يَاءٍ مُشَدَّدَةٍ (د ببخارى) . وَقَالَ ابنُ الأثِير: بينَها وبَيْن سَمَرْقَنْدَ. وَمِنْهَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ ورَّاقُ أَبِي بَكْرٍ بنِ دُرَيْدٍ ذَكَره الأمِيرُ وأَبُو عَبْد الله مُحَمَّدُ بنُ ضَوْءِ بنِ المُنْذِرِ الشَّيْبانِيُّ الكَرْمِينِيُّ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلاَّمٍ، وأَبُو الفَرَج عَزِيزُ بنُ عبدِ الله البُخارِيُّ الكَرْمِينِيُّ الشَّافِعِيُّ أَحَدُ المُناظِرِينِ بِبُخَارَا.
(وأَكْرَمَ) الرَّجُل: (أَتَى بِأَوْلادٍ كِرَامٍ) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وأَعْتَدْنَا لَهَا (زرْقًا كَرِيمًا} } أَيْ: (كَثِيرًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وَقل لَهما قولا كَرِيمًا} أَيْ: (سَهْلاً لَيِّنًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: (ويُدْخِلْكم مُدْخَلاً كَرِيمًا) أَيْ: حَسَنًا، وَهُوَ الجَنَّةَ.
(وَفِي الحَدِيثِ) الَّذِي رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ أَنَّه صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: " لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ فَإِنَّمَا الكَرْمُ الرَّجلُ المُسْلِمُ " قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((أَرادَ أَنْ يُقَرِّبَ ويُسَدِّدَ مَا فِي قَولِه عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ) بِطَرِيقَةٍ أَنِيقَةٍ ومَسْلَكٍ لَطِيفٍ (ولَيْسَ الغَرَضُ حَقِيقَةَ النَّهْيِ عَن تَسْمِيِتَه) أَي العِنَب (كَرْمًا، ولكِنَّهُ رَمْزٌ إِلَى أَنَّ هَذَا النَّوعَ مِنْ غَيْر الأناسِيِّ المُسَمَّى بِالاسْمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ أنتُم أَحِقَّاءُ بأَنْ لَا تُؤَهِّلُوهُ لِهَذِه التَّسْمِيَةِ غَيْرَةً للمُسْلم التَّقِيِّ أَنْ يُشَارَكَ فِيمَا سَمَّاهُ الله تَعالَى، وخَصَّهُ بِأَنْ جَعَلَهُ صِفَتَه، فَضْلاً أنْ تُسَمُّوا بالكَرِيمِ مَنْ لَيْسَ بمُسْلِمٍ، فَكَأَنَّه قَالَ: إِنْ تَأَتَّى لَكُم أَنْ لَا تُسَمُّوهُ مَثَلاً باسْمِ الكَرَمِ، وَلَكِن بالجَفْنَةِ أَو الحَبَلَةِ) أَو الزَّرْجُونِ (فافْعَلُّوا)) ) . قَالَ: (وقَوْلُه: فإنَّمَا الكَرْمُ أَيْ فَإِنَّمَا المُسْتَحِقُّ لِلاسْمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ) الرَّجُلُ (المُسْلِمُ) .
وَقَالَ الأزهَرِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ الكَرَمَ الحَقِيقِيَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ الله تَعالَى، ثُمَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ مَنْ آمَنَ بِه وأَسْلَمَ لأمْرِهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَامُ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فيُقَالُ: رَجُلٌ كَرَمٌ، ورَجُلانِ كَرَمٌ، ورِجَال كَرَمٌ، وامْرَأَة كَرَمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ أُقِيمَ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فَخَفَّفَتِ العَرَبُ الكَرْمَ وهم يُرِيدُون كَرَمَ شَجَرَةِ العِنَبِ لِمَا ذُلِّلَ من قُطُوفِهِ عِنْدَ اليَنْعِ، وكَثُرَ مِنْ خَيْرِهِ القَاطِفَ. ونَهَى صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم عَن تَسْمِيَتِهِ بِهَذَا الاسْم، لِأَنَّهُ يُعْتَصَرُ مِنْهُ المُسْكِرُ المَنْهِيُّ عَن شُرْبِهِ، وأَنَّه يُغَيِّرُ عَقْلَ شَارِبِهِ، ويُورِثُ شُرْبُه العَدَاوةَ والبَغْضَاءَ وتَبْذِيرَ المَالِ فِي غير حَقِّهِ. وقَالَ: الرَّجُلُ المُسلِمُ أَحقُّ بِهذِه الصِّفَةِ من هَذِه الشّجَرة.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: سُمِّيَ الكَرْمُ كَرْمًا لأنَّ الخَمرَ المُتَّخَذَةَ مِنْهُ تَحُثُّ على السَّخَاءِ والكَرَمِ وتَأْمُر بِمَكَارِمِ الأخْلاَقِ، فاشتَقُّوا لَهُ اسْمًا من الكَرَم للكَرْم الَّذِي يَتَولَّدُ مِنْهُ، فكَرِهَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم أَنْ يُسَمَّى أَصلُ الخَمْر باسْمٍ مَأْخُوذٍ من الكَرَم، وجَعَلَ المُؤْمِنَ أَولَى بِهذَا الاسْمِ الحَسَنِ، وأَنْشَدَ:
(والخَمْرُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الكَرَمِ ... )
ولِذَلكَ يُسَمَّى الخمْرُ رَاحًا لأَنَّ شَارِبَها يَرْتَاحُ للعَطَاءِ أَي يَخِفُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الكَرِيمُ مِنْ صِفَاتِ الله تَعَالَى وأَسْمَائِهِ، وَهُوَ الكَثِيرُ الخَيْرِ، وقِيلَ: الجَوَادُ، وقِيل: المُعْطِي الَّذِي لَا يَنْفَدُ عَطَاؤُه، وقِيلَ: هُوَ الجَامِعُ لأَنْوَاعِ الخَيْرِ والفَضَائِلِ والشَّرَفِ، وقِيلَ: حَمِيدُ الفِعَالِ، وَقيل: العَظِيمُ، وقِيلَ: المُنَزَّهُ عَمّا لَا يَلِيقُ، وقِيلَ: الفَضُولُ، وقِيلَ: العَزِيزُ، وقِيلَ: الصَّفُوحُ، وَقد ذَكَره المُصَنِّفُ، فهَذَا مَا قِيل فِي تَفْسِير اسْمِه تَعَالَى، وَقَالَ بَعْضُهم: الكَرَمُ إِذا وُصِفَ تَعالَى بِهِ فَهُوَ اسمٌ لإحْسَانِهِ وإِنْعَامِهِ، وَإِذا وُصِفَ بِهِ الإنسانُ فَهُوَ اسمٌ للأَخْلاقِ والأَفْعَالِ المَحْمُودَةِ الَّتِي تَظْهَرُ مِنْهُ، وَلَا يُقالُ: هُوَ كَرِيمٌ حتّى يَظْهَرَ مِنْهُ ذَلِكَ.
والكَرِيمُ أَيضًا: الحُرُّ.
والنَّجِيبُ.
والسَّخِيُّ.
والطَّيِّبُ الرَّائِحَة.
والطَّيِّبُ الأَصْلِ.
وَالَّذِي كَرَّمَ نَفسَه عَن التَّدنُّسِ بِشَيءٍ من مُخَالَفَةِ رَبِّهِ.
وَأَيْضًا الرَّقِيقُ الطَّبْعِ.
والحَسَنُ الأَخْلاقِ.
والواسِعُ الصَّدْرِ.
والحَسِيبُ.
والمُخْتَارُ المَزيِّنُ.
والمُحْسِنُ.
والعَزِيزُ عِندَك.
والحَجُّ.
وأَيضًا: الجِهَادُ.
وفَرسٌ يُغْزَى عَلَيْهِ.
والبَعِير يُسْتَقَى بِهِ. وَهَذِه الأَرْبَعَةُ ذَكَرَها المُصنِّف.
وكِتابٌ كَرِيم، أَي: مَخْتُومٌ أَو حَسَنٌ مَا فِيهِ.
وقرآنٌ كَرِيمٌ: يُحْمَدُ مَا فِيهِ من الهُدَى والبَيَانِ والعِلْمِ والحِكْمَةِ.
وقَولٌ كَرِيمٌ: سَهْلٌ لَيِّنٌ.
ورِزقٌ كَرِيمٌ أَيْ: كَثِيرٌ، وَقد ذَكَرَهُمَا المُصَنِّفُ.
ومَدْخَلٌ كَرِيمٌ: حَسَنٌ.
والكَرِيمُ أَيْضا: الرَّئِيسُ.
والعَفِيفُ.
والجَمِيلُ.
والعَجِيبُ الغَرِيبُ.
والعَالِمُ، والنَّفِيسُ.
والمَطَرُ الجَوْدُ.
والمُعْجِزُ.
والذَّلِيلُ على التَّهَكُّم، فهَذِه نَيْفٌ وثلاثُون قَولاً فِي مَعْنَى الكَرِيم، وَلم أَرَه مَجْمُوعًا فِي كِتابٍ.
قَالَ الفَرَّاء: العَربُ تَجْعَلُ الكَرِيمَ تَابِعًا لِكُلِّ شَيءٍ نَفَتْ عَنهُ فِعْلاً تَنْوِي بِهِ الذَّمَّ، ويُقالُ: أَسَمِينٌ هَذَا؟ فَيُقال: مَا هُوَ بِسَمينٍ وَلَا كَرِيمٍ، وَمَا هَذِه الدَّارُ بِوَاسِعَةٍ وَلَا كَرِيمَةٍ. والمُكَارَمَةُ: أَنْ تُهْدِيَ لإنْسانٍ شَيْئًا ليُكافِئَكَ عَلَيْه، وَهِي مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْكَرَمِ، وَمِنْه الحَدِيثُ فِي الخَمْرِ: " إِنَّ الله حَرَّمَها وحَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا "، وَمِنْه قَولُ دُكَيْن:
(إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قَطَنِ بْنِ دَارِمِِ ... )

(أَطْلُبُ دَيْنِي مِنْ أَخٍ مُكَارِمِ ... )
أَي: يُكافِئُني على مَدْحِي إيَّاهُ.
وأَكْرَمتُ الرَّجُلَ أُكْرِمُه وأَصْله أُأَكْرِمُه، كَأُدَحْرِجُه فَإن اضْطُرَّ جَازَ لَهُ أَن يُرَدَّهُ إِلَى أَصْلِه كَمَا قَالَ:
(فإنَّه أَهْلٌ لأَنْ يُؤَكْرَمَا ... )
نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ويُقالُ فِي التّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي، وَهُوَ شَاذٌّ، لَا يَطَّردُ فِي الرُّبَاعِيِّ.
قَالَ الأخْفَشُ: وقَرَأَ بَعْضهم: {مَا لَهُ من مكرم} بفَتْح الرَّاء، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ: مُخْرَجٍ ومُدْخَلٍ.
وتَكَرَّمَ: تَكَلَّفَ الكَرَمَ قَالَ المُتَلَمِّسُ:
(تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الجَمِيلَ ولَنْ تَرَى ... أَخَا كَرَمٍ إلاَّ بأَنْ يَتَكَرَّمَا)

والكَرِيمَةُ: الأهْلُ، وقِيلَ: شَقِيقَةُ الرَّجُل، والجَمْعُ: الكَرَائِم.
وكَرائِمُ المَالِ: نَفَائِسُه.
والكَرِيمَةُ: الحَسِيبُ، يُقال: هُوَ كَرِيمَةُ قَومِه قَالَ:
(وأَرَى كَرِيمَكَ لَا كَرِيمَةَ دُونَه ... وأَرَى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأجْوَادِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمَةُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوه " أَي: كَرِيمُ قَومٍ. وقَولُ صَخْرِ بنِ عَمْرٍ و:
(أَبَى الفَخْرَ أَنَّي قَدْ أَصَابُوا كَرِيمَتِي ... وأَنْ لَيْسَ إِهْدَاءُ الخَنَا مِنْ شِمَالِيَا)

يَعنِي بِقَوْلِه: كَرِيمَتي أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ بنَ عَمْرٍ و.
والتَّكْرِيمُ: التَّفْضِيلُ.
وَفِي الحَدِيثِ: " إِنَّ الكَرِيمَ ابنَ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيم يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ [ابنِ إسحقَ] بنِ إبراهِيمَ "؛ لأنَّه اجتَمَع لَهُ شَرَفُ النَبوّةِ والعِلْمِ والجَمَالِ والعِفَّةِ وكَرَمِ الأخْلاقِ [والعَدلِ] ، ورِياسةِ الدُّنْيَا والدِّينِ.
والأكَارِمُ جَمْع: كِرَام، وكِرَامٌ جَمْعُ: كَرِيمٍ.
والكَرَامَةُ: أمرٌ خَارِقٌ للعَادَةِ غَيرُ مُقَارَنٍ بِالتَّحَدِّي ودَعْوَى النُّبُوَّةِ.
والكَرَّامُ، كشَدَّادٍ: حَافِظُ الكَرْمِ.
وكَرَامٌ، كَسَحَابٍ: والِدُ مُحَمَّدٍ رَئِيسِ الكَرَامِيّة، أَحَدُ الأقْوال فِي ضَبْطِه كَما فِي لِسَان الميزَانِ.
وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ كَرَّامٍ الإسْكَنْدَرانِيُّ، وراشِدُ بنُ نَاجِي، وأَبو كَرَّامٍ كِلاهُمَا كَشَدَّادٍ كَتَب عَنْهُمَا السِّلَفِيُّ.
والمُكَرِّمِيَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى أبِي المُكَرِّمِ.
وكِرْمانِيَّةُ، بِالكَسْر: قَرْيَةٌ بِفارِس.
وكرمون: عَلَمٌ.
وكذَا: كُرَيِّمٌ، مُصَغَّرًا مُشَدَّدًا.
وبَنُو كَرامَةَ: بُطَيْنٌ بِطَرَابْلسِ الشَّامِ.
ومَحَلَّةُ كرمين: قريَة بمِصْر من أَعمالِ الغَرْبِيَّة.
ومَحَلَّةُ الكُرُوم: قَرْيَتَان بالبُحَيْرة.
وَفِي المَثَل: ((لَا يأْبَى الكَرَامَةَ إِلَّا حِمارٌ)) ، المُرادُ بِهِ الوِسَادَةُ فِي أَصْلِ المَثَل، قَالَه المفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ، وأولُ من قَالَه عَلِيٌّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ، ثمَّ اسْتُعْمِل لنَوْعٍ من المُقَابَلَةِ.

كرم: الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ

المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق. والكَريم: الجامع

لأَنواع الخير والشرَف والفضائل. والكَريم. اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عز

وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم. ابن سيده: الكَرَم نقيض

اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل

والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس قال ابن

الأَعرابي: كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.

وقد كَرُمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَماً وكَرامة، فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ

وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة

(* قوله «ومكرم ومكرمة» ضبط في الأصل

والمحكم بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد، وقال السيد مرتضى فيهما بالضم).

وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ، وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام، وجمع

الكُرَّام كُرَّامون؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو

والنون؛ وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد.

وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه، وهذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم

وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، ونسوة كَرائم. ابن

سيده وغيره: ورجل كَرَمٌ: كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول:

امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوح

(* قوله

«مسحوح» كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات) الشيباني: كذا ذكره

السيرافي، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة، اسمه عيسى،

وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ، وأَنه منعته الشفقة

على بناته، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني

فقال: ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي

خالد القَناني:

أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ،

وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ

أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى،

وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ؟

فكتب إليه أَبو خالد:

لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً

بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ

مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي،

وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ

وأنْ يَعْرَيْنَ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي،

فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ

ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري،

وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ

أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا،

وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ؟

قال أَبو منصور: والنحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كَرِيم

وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار، ولكن يقال رجل كَرَم ورجال

كَرَم أي ذوو كَرَم، ونساء كَرَم أي ذوات كرَم، كما يقال رجل عَدْل وقوم

عدل، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ. وقال أَبو عبيد: رجل

كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد، قال: وكُرام، بالتخفيف، أبلغ في

الوصف وأكثر من كريم، وكُرّام، بالتشديد، أَبلغ من كُرَام، ومثله ظَرِيف

وظُراف وظُرَّاف، والجمع الكُرَّامون. وقال الجوهري: الكُرام، بالضم، مثل

الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام، بالتشديد، والتَّكْرِيمُ

والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الكَرامة؛ قال ابن بري: وقال أَبو

المُثَلم:ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم

(* هذا الشطر لزهير من معلقته).

ابن سيده: قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك

إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً، كأَنه يقول أَكرمك الله

وأَدام لك كَرَماً، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك

أَكْرِمْ به وأَصْلِف، ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان؛ حكاه الزجاجي،

وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي؛

قال ابن سيده: وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم. ويقال للرجل يا مَكرمان، بفتح

الراء، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم. وروي عن النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله

حَرَّمها، فقال الرجل: أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ؟ فقال: إن الذي حرَّمها حرَّم

أن يُكارَم بها؛ المُكارَمةُ: أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه،

وهي مُفاعَلة من الكَرَم، وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها

إليهم ليُثِيبوني عليها؛ ومنه قول دكين:

يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ،

إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ،

أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ

أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه، يقول: لا أَطلب جائزته بغير

وَسِيلة. وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم، فكَرَمْته أَكْرُمه،

بالضم، إذا غلبته فيه. والكَريم: الصَّفُوح. وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه:

كنت أَكْرَمَ منه. وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه: أَعْظَمه ونزَّهه. ورجل

مِكْرام: مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أَكْرَمْتُ الرجل

أُكْرِمُه، وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا

الثانية، ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، وكذلك يفعلون، ألا تراهم

حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع

الأَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما

قال:فإنه أَهل لأَن يُؤَكْرَما

فأَخرجه على الأصل. ويقال في التعجب: ما أَكْرَمَه لي، وهو شاذ لا يطرد

في الرباعي؛ قال الأخفش: وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من

مُكْرَم، بفتح الراء، أي إكْرام، وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل. وله عليَّ

كَرامةٌ أَي عَزازة. واستَكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك. ولا

أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا

تُظهر له فعلاً. وقال اللحياني: أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك

وكُرْمةً لك وكُرْماً لك، وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ

ونُعامَى عَينٍ

(* قوله «ونعامى عين» زاد في التهذيب قبلها: ونعم عين أي بالضم،

وبعدها: نعام عين أي بالفتح). ويقال: نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً؛ قال ابن

السكيت: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً، بالضم، وحُبّاً وكُرْمة. وحكي عن

زياد بن أَبي زياد: ليس ذلك لهم ولا كُرْمة.

وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم: تَنزَّه. الليث: تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه

إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات، والكَرامةُ: اسم يوضع

للإكرام

(* قوله «يوضع للإكرام» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: يوضع موضع

الإكرام)، كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة، والغارةُ موضع الإغارة.

والمُكَرَّمُ: الرجل الكَرِيم على كل أَحد. ويقال: كَرُم الشيءُ الكَريمُ

كَرَماً، وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً. والتَّكَرُّمُ: تكلف الكَرَم؛ وقال

المتلمس:

تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى

أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ يتَكَرَّما

والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، وفي الصحاح: واحدة المَكارمِ

ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها

لازمة إلا هذين؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني:

مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي،

ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ

ويروي:

نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي

وقال جميل:

بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِه،

على كَثرةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

قال الفراء: مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ.

والأُكْرُومة: المَكْرُمةُ. والأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.

وأَكْرَمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام. واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً

كريماً. وفي المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ. وروي عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو

بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا

أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد

أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان،

يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه. وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ

وكَريمتُك. قال شمر: وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.

والكَرِيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد:

وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه،

وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ

(* قوله «منقع الاجواد» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً

لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش).

أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك. وأَما قوله،

صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين، فقال قائل: هما

الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين

كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين

هما طَرَفاه وهو مؤْمن. والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس

بشيءٍ من مخالفة ربه. ويقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه. وفي حديث

آخر: أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه

بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم،

والهاء للمبالغة؛ قال صخر:

أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي،

وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا

يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو. وأَرض مَكْرَمةٌ

(* قوله «وأرض

مكرمة» ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال

شارحه: هي بالضم والفتح) وكَرَمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة،

وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم. والكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من

الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت

هذه بُقْعَة مَكْرَمة. الجوهري: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة

للنبات. قال الكسائي: المَكْرُمُ المَكْرُمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر

إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَكْرُمٌ ومَعُون. وقال الفراء: هو جمع

مَكْرُمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام،

ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.

وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه

حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله

الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب

كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.

وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعاً

لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم. يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال:

ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة. وقال: إنه

لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم

والحِكمة.

وقوله تعالى: وقل لهما قولاً كَريماً؛ أَي سهلاً ليِّناً. وقوله تعالى:

وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً؛ أي كثيراً. وقوله تعالى: ونُدْخِلْكم

مُدْخَلاً كريماً؛ قالوا: حسَناً وهو الجنة. وقوله: أَهذا الذي كَرَّمْت

عليّ؛ أي فضَّلْت. وقوله: رَبُّ العرشِ الكريم؛ أَي العظيم. وقوله: إنَّ

ربي غنيٌّ كريم؛ أي عظيم مُفْضِل. والكَرْمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْمة؛

قال:

إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْمةٍ

تُرَوِّي عِظامي، بَعْدَ مَوْتي، عُرُوقُها

وقيل: الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم، وجمعها كُروُم. ويقال: هذه

البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة، يُعنَى بذلك الكثرة. وتقول العرب: هي أَكثر

الأرض سَمْنة وعَسَلة، قال: وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّمَت.

وفي حديث أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا

تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهري: وتفسير

هذا، والله أَعلم، أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة

مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره، وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال: رجل

كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث

لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الكَرْم، وهم يريدون كَرَمَ

شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال

وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن

تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه، وأَنه يغير عقل

شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه، وقال:

الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بكر: يسمى الكَرْمُ

كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر

بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه، فكره

النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم

وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن؛ وأَنشد:

والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الكَرَمِ

وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛

وقال الزمخشري: أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل: إن أَكْرَمَكم

عند الله أَتْقاكم، بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وليس الغرض حقيقة

النهي عن تسمية العنب كَرْماً، ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن

لا يُشارَك فيما سماه الله به؛ وقوله: فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي

إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم. وفي الحديث:

إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه

اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق

والعَدل ورِياسة الدنيا والدين، فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع

أربعة في النبوة. ويقال للكَرْم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون.

وقوله في حديث الزكاة: واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق

بها نفْسُ مالكها، ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في

حقّها، وواحدتها كَرِيمة؛ ومنه الحديث: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي

العزيزة على صاحبها.

والكَرْمُ: القِلادة من الذهب والفضة، وقيل: الكَرْم نوع من الصِّياغة

التي تُصاغُ في المَخانِق، وجمعه كُروُم؛ قال:

تُباهِي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة

يقال: رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ؛

قال الشاعر:

ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه

تَرائبَ لا شُقْراً، يُعَبْنَ، ولا كُهْبا

وأَنشد ابن بري لجرير:

لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى،

عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها

ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث:

إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ

طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها

والكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء

العرب. وقال ابن السكيت: الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد

غيره تقوية لهذا:

فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه

بكَرْمَيْنِ: كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ

وقال آخر:

تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ،

مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا

وفي حديث أُم زرع: كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛

أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.

وفي الحديث: ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمةُ: الموضع

الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه، وهي تَفْعِلة من

الكرامة.

والكَرْمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من

الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس:

أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُومُه

إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ

وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً:

وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا

بُ مِنْه، وكُرِّم ماءً صَرِيحا

ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن

غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا

جاد بمائه كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه.

الجوهري: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.

والكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر. ويقال:

حَمَلَ إليه الكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم

يُعرف. وكَرْمان وكِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْمانُ اسم بلد، بفتح

الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب

فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة

الكِرْمانيّ؟ والكَرْمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي

خِراش:وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ،

وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ

قيل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل

هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام،

ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال

أَبو ذؤيب

(* قوله «أبو ذؤيب إلخ» انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب،

إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش) في الكُرْم:

وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية،

وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالكُرْم

قال: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابن شميل: يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان

العامَ، وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون

كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق. والكُرْمةُ: مُنْقَطَع اليمامة في

الدَّهناء؛ عن ابن الأعرابي.

صقل

(صقل) صقلا كَانَ أملس مصقولا وَكَانَ مصمتا مدمجا كالحديد وَالْفرس ضمر
(صقل) : الصَّقِيلُ: الصَّغِيرُ البَطْن. 
[صقل] فيه: ولم تزر به "صقلة"، أي دقة ونحول، صقلت الناقة إذا أضمرتها، وقيل: أرادت أ، هـ لم يكن منتفخ الخاصرة جدًا ولا ناحلًا جدًا، ويروى بسين مبدلة من صاد، ويروى: صلعلة - وقد مر. ش: ويصبح صلى الله عليه وسلم "صقبلًا"، أي نقيًا من الدرن، دهينًا أي مدهونًا.
ص ق ل: (صَقَلَ) السَّيْفَ وَسَقَلَهُ أَيْضًا (صَقْلًا) مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (صِقَالًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ فَهُوَ (صَاقِلٌ) وَالْجَمْعُ (صَقَلَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَالصَّانِعُ (صَيْقَلٌ) وَالْجَمْعُ (الصَّيَاقِلَةُ) . وَ (الصَّقِيلُ) السَّيْفُ. وَ (الْمِصْلَقَةُ) بِالْكَسْرِ مَا يُصْقَلُ بِهِ السَّيْفُ وَنَحْوُهُ. 

صقل


صَقَلَ(n. ac. صَقْل
صِقَاْل)
a. Smoothed; polished, burnished; gave a lustre, a gloss
to (cloth).
صَقْلa. Light, active.

صُقْلa. Flanks, sides.

صُقْلَةa. see 3b. Leanness, lankness.

صَقِلa. Long.

مِصْقَل
مِصْقَلَة
20t
(pl.
مَصَاْقِلُ)
a. Polishing-instrument; shell for smoothing
paper.

صِقَاْلa. Polishing, burnishing.
b. Tending.
c. Belly.

صِقَاْلَة
(pl.
صَقَاْئِلُ)
a. [ coll. ], Scaffold.
b. Trestle.
c. Tier of benches.

صَقِيْلa. Polished, furbished, burnished; smooth, glossy
shiny.

صَقَّاْلa. Polisher, burnisher, furbisher.

صَيْقَل (pl.
صَيَاقِل)
a. see 28
صقل
الصُّقْلانِ: القُرْبانِ من كلِّ دابَّةٍ عن يَمِينِ السُّرَةِ وشِمالِها.
والصِّقَالُ: البَطْنُ، وجَمْعُه صُقْلٌ. والصَقِلُ: اللاحِقُ الصقْلَيْنِ.
والصقلُ: الجِلاءُ. والمِصْقَلَةُ: ما يَصْقُلُ به الصَّيْقَلُ.
والفَرَسُ في الصِّقَال: أي في الصِّوَانِ والصَّنْعَةِ. والصُقْلُ: الناحِيَةُ؛ كالصُّقْع.
ورَجُلٌ صَقِلٌ: مُخْتَلِفُ المَشْي، صَقِلَ صَقَلاً. وهو - أيضاً -: القليل اللَّحْم من الخَيْل طالَ أو قَصُرَ.
وصُقِلَ به الأرْضُ: أي صُرِعَ. وصَقَلَهُ بالعَصا. وفَرَس صَقِلٌ: أي قَمِيْءٌ دَقِيق.
ص ق ل : صَقَلْتُ السَّيْفَ وَنَحْوَهُ صَقْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَصِقَالًا أَيْضًا بِالْكَسْرِ جَلَوْتُهُ وَالصَّيْقَلُ صَانِعُهُ وَالْجَمْعُ صَيَاقِلَةٌ وَرُبَّمَا قِيلَ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ صَاقِلٌ عَلَى الْأَصْلِ وَجُمِعَ عَلَى صَقَلَةٍ مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ وَسَيْفٌ صَقِيلٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَشَيْءٌ صَقِيلٌ أَمْلَسُ مُصْمَتٌ لَا يُخَلِّلُ الْمَاءُ أَجْزَاءَهُ كَالْحَدِيدِ وَالنُّحَاسِ وَصَقِلَ صَقَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ صَقِيلٌ. 
[صقل] الصُقْلُ بالضم: الخاصرةُ. والصُقْلَةُ مثله. وقلّما طالت صُقْلَةُ فرسٍ إلاّ قَصُرَ جَنْباه، وذلك عيب. ويقال فرسٌ صَقِلٌ بيِّن الصَقَلِ، إذا كان طويل الصُقْلَينِ. وصَقَلَ السيفَ وسَقَلَهُ أيضاً صَقْلاً وصِقالاً، أي جَلاه، فهو صاقِلٌ، والجمع صقلة. وقال :

لم تعد أن أفرش عنها الصقله * والصانع صيقل، والجمع الصياقلة. والصَقيلُ: السيفُ. والمَصْقَلَةُ: ما يُصْقَلُ به السيف ونحوه. ومصقلة بالفتح: اسم رجل. ويقال: الفرس في صِقالِهِ، أي في صِوانِه وصنعته.
ص ق ل

هو صقل من الصياقل والصياقلة، وصقل السيف والمرآة والثوب والورق بالمصقلة صقلاً وصقالاً. وشيء صقيل. وفرس لاحق الصقلين، وصقل: طويل الصقلين. ويقولون: قلما طالت صقلة الفرس إلا قصر جنباه، وقد صقل صقلاً. وفي الحديث " لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صقله ".

ومن المجاز: الفرس في صقاله: في صوانه وصنعته. قال أبو النجم:

حتى إذا أثنى جعلنا نصقله

وتقول العرب: هل لك في مصقول الكساء؟: في لبن مدو ذي دوابة وهي جليدة تعلو الحليب. قال:

فبات له دون الصبا وهي قرة ... لحاف ومصقول الكساء رقيق

وقال:

فهو إذا ما اهتاف أو تهيفاً ... ينفي الدوايات إذا ترشفا

عن كل مصقول الكساء قد صفا

وصقله بالعصا: ضربه وأدّبه.
(ص ق ل)

صقل الشَّيْء يصقله صقلاً، فَهُوَ صقيل، ومصقول: جلاه.

وَالِاسْم: الصقال.

والمصقلة: الَّتِي يصقل بهَا السَّيْف.

والصيقل: شحاذ السيوف وجلاؤها. وَالْجمع: صياقل، وصياقلة، دخلت فِيهِ الْهَاء لغير عِلّة من الْعِلَل الْأَرْبَعَة الَّتِي توجب دُخُول الْهَاء فِي هَذَا الضَّرْب من الْجمع، وَلَكِن على حد دُخُولهَا فِي الْمَلَائِكَة والقشاعمة.

وصقال الْفرس: صَنعته وصيانته.

والصقلة، والصقل: الحاصرة.

والصقلان: القربان من الدَّابَّة وَغَيرهَا. قَالَ ذُو الرمة:

خلى لَهَا سرب اولاها وهيجها ... من خلفهَا لَاحق الصقلين همهميم

والصقل: الْجنب.

والصقل: انهضام الصقل.

والصقل: الحفيف من الدَّوَابّ. قَالَ الْأَعْشَى: نفى عَنهُ المصيف وَصَارَ صقلاً ... وَقد كثر التَّذَكُّر والفقود

ومصقلة: اسْم رجل. قَالَ الاخطل:

دع المغمر لَا تسْأَل بمصرعه ... واسأل بمصقلة الْبكْرِيّ مَا فعلا

وَهُوَ: مصقلة بن هُبَيْرَة، من بني ثَعْلَبَة ابْن شَيبَان.

الصقلاء: مَوضِع.

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

إِذا هم ثَارُوا وَإِن هم اقْبَلُوا ... اقبل مسماح أريب مصقل

فسره فَقَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ: مصلق، فَقلب، وَهُوَ: الْخَطِيب البليغ. وَسَيَأْتِي ذكره.
صقل
صقَلَ يَصقُل، صَقْلاً وصِقالاً، فهو صاقِل، والمفعول مَصْقول وصَقيل
• صقَل السَّيفَ ونحوَه: جلاه وأظهره ولمَّعه "صقَل المرآةَ/ الفضِّيَّات/ الأوانيَ" ° صقَلته التَّجاربُ: منحته خبرة بالحياة لكثرتها.
• صقَل كلامَه: هذَّبه ونمَّقه "صقَل لغَتَه/ المقالَ- صقَل مواهبَه: تعهَّدها بالتَّمرين والتَّنشيط والرِّعاية". 

صقِلَ يَصقَل، صَقَلاً، فهو صَقيل
• صقِل السَّيفُ ونحوُه: كان أملسَ ناعمًا "صَقِل المعدنُ- صقِلتِ المرآةُ". 

أصقلَ يُصقل، إِصْقَالاً، فهو مُصْقِل، والمفعول مُصْقَل
• أصقلَ السَّيفَ ونحوَه: صقَله، جلاه وأظهره ولمَّعه.
• أصقل كلامَه: صقله، هذَّبه ونمَّقه. 

صقَّلَ يصقِّل، تصقيلاً، فهو مُصَقِّل، والمفعول مُصَقَّل
• صقَّلَ السَّيفَ ونحوَه: صقله، جلاه وأظهره ولمَّعه.
• صقَّل كلامَه: هذَّبه ونمَّقه. 

صِقال [مفرد]: مصدر صقَلَ ° صقال الصوت: تهذيبه وتنميقه. 

صِقالة [مفرد]: ج صِقالات وصَقائِلُ: سِقالة؛ ما يربِطُه البنَّاءون من الأخشاب ونحوها ليتوصَّلوا إلى الأماكن المرتفعة من البناء. 

صَقَّال [مفرد]: مَنْ حرفته الصَّقْل والتلميع "صقَّال الرُّخام/ المعادن". 

صَقْل [مفرد]:
1 - مصدر صقَلَ.
2 - عمليَّة ميكانيكيّة تجري على الأقمشة فتجعل سطحَها مستويًا لامعًا.
3 - عمليّة تجري على الورق أو الكرتون المجفَّف جزئيًا بقصد تنعيمه والتحكُّم في ثخانته.
• عجلة الصَّقل: عجلة مُغطَّاة بمادّة ناعمة لتلميع وصقل المعادن. 

صَقَل [مفرد]: مصدر صقِلَ. 

صَقيل [مفرد]: ج صقيلون وصِقال، مؤ صقيلة، ج مؤ صقيلات وصِقال:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صقِلَ ° سيفٌ صقيلٌ: قاطِعٌ لامعٌ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من صقَلَ: مَصْقولٌ، ناعِمٌ، مُلمَّع مجلوّ "معادن/ مرآة صقيلة- سيف/ ورقٌ صقيل". 

صَيْقَل [مفرد]: ج صَيَاقِلُ وصَيَاقلة: من يجلو السُّيوف ويشحذها. 

صيقليّ [مفرد]: ج صَيَاقِلُ وصَيَاقلة: صيقل. 

مِصْقَل [مفرد]: ج مَصاقِلُ: اسم آلة من صقَلَ: ما يُصقَل ويلمَّع به. 

مِصْقَلة [مفرد]: ج مَصاقِلُ: مِصْقل؛ آلة يُصقَل ويُلمَّع بها، وغالبًا ما تكون عجلة أو أسطوانة أو بلاطة من الجلد أو المعدن إمّا ثابتة أو متحرِّكة. 

صقل

1 صَقَلَهُ, (S, M, O, Msb, K,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. صَقْلٌ (S, M, O, Msb) and صِقَالٌ, (S, O, Msb,) or the latter is a simple subst., (M, K,) He polished it: (S, M, O, Msb, K;) i. e. a thing, (M,) or a sword, (S, O, Msb,) and the like: (Msb:) and so سَقَلَهُ. (S.) b2: صَقَلَ النَّاقَةَ (assumed tropical:) He (a man, AA, O) made the she-camel lean, or light of flesh: (AA, O, K:) and in like manner it is said of journeying: (AA, O:) and in like manner also, الفَرَسَ the horse: (Sh, TA:) or this means he tended the horse well, with the coverings for protection from cold, and with fodder, and took good care of him. (TA. [See صِقَالٌ, below.]) b3: صَقَلَهُ بِالعَصَا (tropical:) He struck him, or beat him, with the staff, or stick, (Z, O, K, TA,) and disciplined him. (Z, TA.) b4: And صَقَلَ بِهِ الأَرْضَ (assumed tropical:) He flung him upon the ground (lit. smote the ground with him). (Aboo-Turáb, O, K.) A2: صَقِلِ, aor. ـَ inf. n. صَقَلٌ, It (a thing, such as iron, and copper,) was smooth, solid, and impenetrable to water. (Msb.) A3: And صَقِلَ, inf. n. صَقَلٌ, He (a man) differed, or varied, in his gait, or manner of walking. (Ibn-'Abbád, O.) صَقْلٌ, (so in a copy of the M,) or ↓ صُقْلٌ (K,) [the former, if correct, perhaps a contraction, by poetic license, of صَقِلٌ, for which it is not a mistranscription, as is shown by a verse cited as an ex. of it in the M,] Light, or active; applied to a beast (دَابَّة). (M, K.) صُقْلٌ The خَاصِرَة [or flank]; as also ↓ صُقْلَةٌ: (S, M, O, K: [in the CK, erroneously, صَقْلَة:]) the former, in this sense, said by AA to be from صَقَلَ النَّاقَةَ: (TA:) seldom is the صُقْلَة of a horse long except his sides be short, which is a fault: (S, O:) and the صُقْلَانِ are the قُرْبَانِ [by which may be meant either the two flanks or the two portions between the groin and the armpit on each side] of a دَابَّة [i. e. horse or similar beast] &c. (M.) And The جَنْب [or side]. (M, K.) حُمُرٌ زَحَالِفُ الصُّقْلِ means Asses having smooth and fat bellies. (Ibn-'Abbád, TA in art. زحلف.) b2: and i. q. نَاحِيَةٌ [meaning A district, quarter, tract, &c]: (O, TA:) so in the saying, أَنْتَ فِى صُقْلٍ

خَالٍ [Thou art in a vacant district &c.]; like صُقْعٍ خَالٍ. (TA.) A2: See also صَقْلٌ.

صَقَلٌ Length of the flanks; in a horse: (S, O:) or depression (اِنْهِضَام) of the flank. (M.) صَقِلٌ A horse long in the flanks: (S, O:) or long in the flanks and short in the sides: (AO, TA: [see صُقْلٌ:]) and (O) having little flesh, (O, K, TA,) whether long or short, (O, K,) or whether long in the flank or short. (TA.) b2: Also, applied to a man, (Ibn-'Abbád, O,) Differing, or varying, in his gait; or manner of walking. (Ibn-'Abbád, O, K.) صُقْلَةٌ: see صُقْلٌ. b2: Also Leanness, or lankness in the belly, and slenderness. (TA.) صِقَالٌ an inf. n. of صَقَلَهُ, (S, O, Msb,) or a simple subst. (M, K.) [See 1, first sentence.] b2: صِقَالُ الفَرَسِ (assumed tropical:) The tending of the horse well, taking good care of him, supplying him with fodder and fattening him. (S, * M, O, * K.) One says, الفَرَسُ فِى صِقَالِهِ [The horse is in his state of good tending and feeding]. (S, O.) [See also 1, second sentence].

A2: Also The belly. (K.) صَقِيلٌ A thing, (M,) or a sword, (Msb,) [and the like,] Polished; as also ↓ مَصْقُولٌ. (M, Msb, K.) b2: And A thing, such as iron, and copper, smooth, solid, and impenetrable to water. (Msb.) b3: [Also, as a subst., implying the meaning of an epithet,] A sword. (S, TA.) صَقَّالٌ: see صَيْقَلٌ.

صَاقِلٌ Polishing: pl. صَقَلَةٌ. (S, M, Msb, K.) صَيْقَلٌ One who practises the art of polishing (S, M, O, Msb, K) and sharpening (M, K) swords (S, M, O, Msb, K) and the like: (Msb:) [commonly called in the present day ↓ صَقَّال:] pl. صَيَاقِلَةٌ (S, M, O, Msb, K) and صَيَاقِيلُ: (so in a copy of the M:) the ة in the former pl. is affixed irregularly, as in مَلَائِكَةٌ and قَشَاعِمَةٌ. (M.) مِصْقَلٌ: see the next paragraph.

A2: Also, applied to a speaker, an orator, or a preacher, i. q. مِصْلَقٌ, (M, K,) used by a poet in the sense of the latter word, i. e. as meaning Eloquent. (Th, M.) مِصْقَلَةٌ (S, M, O, K, KL) and ↓ مِصْقَلٌ (KL) An instrument, (S, M, O, KL,) or a خَرَزَة [which may here mean either a bead-shaped stone or a shell], (K,) with which one polishes (S, M, O, K, KL) a sword (S, O, KL, TA) and the like, (S, TA,) a knife, (KL,) a mirror, a garment, or piece of cloth, and paper. (TA.) مَصْقُولٌ: see صَقِيلٌ. b2: مَصْقُولُ الكِسَآءِ means (assumed tropical:) Milk overspread with a pellicle: (O, * TA:) a rájiz says, فَهْوَ إِذَا مَا اهْتَافَ أَوْ تَهَيَّفَا يُبْقِى الدُّوَايَاتِ إِذَا تَرَشَّفَا عَنْ كُلِّ مَصْقُولِ الكِسَآءِ قَدْ صَفَا [And he, when he thirsts, or experiences the hot south-west wind (الهَيْف), leaves only the pellicles when he sucks in with his lips from every quantity of milk overspread with a pellicle, that has become clear]: accord. to As, it means the froth of milk: (TA:) IAar explained it accord. to its apparent signification, as used in a verse of 'Amr Ibn-ElAhtam El-Minkaree, (O, TA,) i. e. as meaning a [glossy] red كِسَآء; [a sense not indicated by that verse, and clearly inconsistent with the ex. cited above;] and when told how As had explained it, replied that, when he had said it, he was ashamed to retract it. (TA.)

صقل: الصَّقْلُ: الجِلاءِ. صَقَلَ الشيءَ يَصْقُلُه صَقْلاً وصِقَالاً،

فهو مَصْقُولٌ وصَقِيلٌ: جَلاهُ، والاسم الصِّقَالُ، وهو صاقِلٌ والجمع

صَقَلَةٌ؛ وقال يزيد بن عمرو بن الصَّعِق:

نَحْنُ رؤوسُ القَوْمِ يومَ جَبَلَه،

يَوْمَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَله

نَعْلُوهُمُ بقُضُبٍ مُنْتَخَله،

لم تَعْدُ أَنْ أَفْرَشَ عنها الصَّقَله

والمِصْقَلة: التي يُصْقَل بها السيف ونَحوُه.

والصَّيْقَل: شَحَّاذُ السُّيوف وجَلاَّؤها، والجمع صَيَاقِل وصياقِلةٌ،

دخلت فيه الهاء لغير علة من العلل الأَربع التي توجب دخول الهاء في هذا

الضَّرْب من الجمع، ولكن على حَدِّ دخولها في المَلائِكة والقَشَاعِمة.

والصَّقِيلُ: السَّيْف.

وصِقَالُ الفَرَس: صَنْعَتُه وصِيانَتُه، يقال: الفَرسُ في صِقَالِه أَي

في صِوَانهِ وصَنْعَته. ويقال: جعَل فلان فَرَسَه في الصِّقَال أَي في

الصِّوان والصَّنْعة؛ قال أَبو النجم يَصِف فرساً:

حَتَّى إِذا أَثْنَى جَعَلنا نَصْقُلُه

قال شَمِر: نَصْقُله أَي نُضَمِّره، ويقال نَصْقُله أَي نَصْنَعه

بالجِلالِ والعَلَف والقِيَام عليه، وهو صِقَالُ الخيل. وفي حديث أُمِّ مَعْبد:

ولم تُزْرِ به صُقْلةٌ: أَي دِقَّة ونُحُول، وقال شمر في قولها لم

تُزْرِ به صُقْلَةٌ تريد ضُمْره ودِقَّتَه؛ وقال كثيِّر:

رَأَيْتُ بها العُوجَ اللَّهاميمَ تَغْتَلي،

وقد صُقِلَتْ صَقْلاً وشَلَّتْ لُحومُها

أَبو عمرو: صَقَلْتُ الناقةَ إِذا أَضمرْتَها، وصَقَلَها السيرُ إِذا

أَضْمَرها، وشَلَّتْ أَي يَبِست؛ قال: والصُّقْلُ الخاصرة أُخِذَ من هذا؛

وقال غيره: أَرادت أَنه لم يكن مُنتفِخَ الخاصِرة جِدًّا ولا ناحِلاً

جِدًّا، ولكن رَجُلاً رَتَلاً، ورواه بعضهم: ولم تَعِبْه ثُجلةٌ ولم تُزْرِ

به صَعْلةٌ؛ فالثُّجْلة استرخاء البطن، والصَّعْلة صِغَرُ الرأْس، وبعضهم

يَرْويه: لم تَعِبْه نُحْلة، ويروى بالسين على الإِبدال من الصاد سُقْلة.

ابن سيده: والصُّقْلة والصُّقْل الخاصِرَة، والصُّقْلانِ القُرْبانِ من

الدَّاية وغيرها، وفي التهذيب: من كلّ دابَّة؛ قال ذو الرمة:

خَلَّى لها سِرْبَ أُولاها وهَيَّجَها،

مِنْ خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَيْن هِمْهِيمُ

والصُّقْل الجَنْب، والصَّقَلُ انهِضام الصُّقْل، والصُّقْل الخفيف من

الدواب؛ قال الأَعشى:

نَفَى عنه المَصِيفَ وصارَ صُقْلاً،

وقد كَثُر التَّذَكُّر والفُقُودُ

(* قوله «نفى عنه» تقدم في صعل: نفى عنها بضمير المؤنث).

ويروى: وصارَ صَعْلاً، وقَلَّمَا طالت صُقْلَة فَرَسٍ إِلا قَصْرَ

جَنْباهُ، وذلك عَيْبٌ. ويقال: فرس صَقِلٌ بَيِّنُ الصَّقَل إِذا كان طَوِيل

الصُّقْلَيْن. أَبو عبيدة: فرس صَقِلٌ إِذا طالت صُقْلَتُه وقَصُرَ جنباه؛

وأَنشد:

لَيْسَ بأَسْفَى ولا أَقنَى ولا صَقِل

ورواه غيره: ولا سَغِل؛ والأُنثى صَقِلَةٌ، والجمع صِقَالٌ، وهو الطويل

الصُّقْلة، وهي الطُّفْطَفة، والعرب تُسَمِّي اللَّبَن الذي عليه

دُوَايةٌ رقيقة مَصْقول الكِساء. ويقول أَحَدُهُم لصاحبه: هَلْ لك في مَصْقُولِ

الكِساء؟ أَي في لَبَنٍ قد دَوَّى؛ قال الراجز:

فَهْو، إِذا اهْتَافَ أَو تَهَيَّفا،

يَنْفِي الدُّوَاياتِ إِذا تَرَشَّفا،

عن كُلِّ مَصْقُول الكِساءِ قد صَفَا

اهْتَاف أَي جاع وعَطِش؛ وأَنشد الأَصمعي:

فباتَ دونَ الصَّبَا، وهي قَرَّةٌ،

لِحَافٌ، ومَصْقُولُ الكِساءِ رَقيقُ

أَي بات له لِباسٌ وطعامٌ؛ هذا قول الأَصمعي، وقال ابن الأَعرابي: أَراد

بمَصْقُول الكساء مِلْحَفةً تحت الكساء حمراء، فقيل له: إِن الأَصمعي

يقول أَراد به رَغْوَةَ اللَّبَن، فقال: إِنه لَمَّا قاله اسْتَحَى أَن

يرجع عنه. أَبو تراب عن الفراء: أَنت في صُقْعٍ خالٍ وصُقْل خالٍ أَي في

ناحية خالية، قال: وسَمِعْت شُجاعاً يقول: صَقَعه بالعصا وصَقَلَه وصَقَع به

الأَرضَ وصَقَل به الأَرضَ أَي ضَرَب به الأَرضَ.

ومَصْقَلةُ: اسمُ رجل؛ قال الأَخطل:

دَعِ المُغَمَّرَ لا تَسْأَلْ بمَصْرَعِه،

واسْأَلْ بمَصْقَلَة البَكْريِّ ما فَعَلا

وهو مَصْقَلة بن هُبَيْرة من بني ثعلبة بن شيبان

(* قوله «شيبان» هكذا

في الأصل، وفي المحكم: سفيان) والصَّقْلاء: موضع؛ وقوله أَنشده ثعلب:

إِذا هُمُ ثاروا، وإِنْ هُمْ أَقْبلوا

أَقْبَلَ مِسْماحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ

فَسَّره فقال: إِنما أَراد مِصْلَق فقَلَب، وهو الخطيب البليغ، وقد ذكر

في موضعه.

صقل
صَقَلَهُ، يَصْقُلُهُ، صَقْلاً، وصِقَالاً: جَلاَهُ فَهُوَ مَصْقُولٌ، وصَقِيلٌ، والاِسْمُ الصِّقَالُ، ككِتَابٍ، وَهُوَ صَاقِلٌ، ج: صَقَلَةٌ، ككَتَبَةٍ، قالَ السَّنْدَرِيُّ بنُ يَزِيدَ بنِ شُرَيْحِ بنِ عَمْرِو ابنِ الأَحْوَصِ بنِ جَعْفَرِ بنِ كِلاَبٍ، وليسَ لِيَزِيدَ بنِ عَمْرِو بنِ الصَّعِقِ، كَمَا ذَكَرَ السِّيَرافِيُّ: نَحْنُ رُؤُوسُ القَوْمِ يومَ جَبَلَهْ يومَ أَتَتْنَا أَسَدٌ وحَنْظَلَهْ نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ لَمْ تَعْدُ أَنْ أَفْرَشَ عَنْهَا الصَّقَلَهْ وصَقَلَ النَّاقَةَ: إِذا أَضْمَرَها، وَكَذَا صَقَلَها السَّيْرُ، إِذا أَضْمَرَها، قالَهُ أَبُو عَمْرٍ و، وأنْشَدَ لِكُثِّرٍ:
(رَأيتُ بهَا العُوجَ اللَّهامِيمَ تَغْتَلِي ... وَقد صُقِلَتْ صَقْلاً وشَلَّتْ لُحُومُها) قالَ: والصَّقْلُ: الخَاصِرَةُ، أَخِذَ مِنْ هَذَا. وصَقَلَ بِهِ الأَرْضَ، وصَقَعَ بِهِ: أَي ضَرَبَ بهِ الأَرْضَ، رَوَاهُ أَبُو تُرابٍ، عَن شُجَاعٍ السُّلَمِيِّ، وصَقَلَهُ بالْعَصَا، وصَقَعَهُ: ضَرَبَهُ، عَن شُجَاعٍ، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأَدَّبَهُ، قالَ: وهُوَ مَجازٌ. والْمِصْقَلَةُ، كَمِكْنَسَةٍ: خَرَزَةٌ يُصْقَلُ بِهَا السَّيْفُ، ونَحْوُهُ، كالمِرْآةِ، والثَّوْبِ، والوَرَقِ. والصَّيْقَلُ، كحَيْدَرٍ: شَحَّاذُ السَّيُوفِ وجَلاَّؤُهَا، ج: صَيَاقِلُ، وصَيَاقِلَةٌ، دَخَلَتْ فيهِ الهاءُ فِي هَذَا الضَّرْبِ من الجَمْعِ، على حَدِّ دُخُولِها فِي المَلائِكَةِ، والقَشاعِمَةِ.
والصِّقَالُ، كِكِتَابٍ: الْبَطْنُ. ومِنَ المَجازِ: صِقَالُ الْفَرَسِ، صَنْعَتُهُ، وصِيَانَتُهُ، يُقالُ: جَعَلَ فُلانٌ فَرَسَهُ فِي الصِّقَالِ، قالَ أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَساً: حَتَّى إِذا أَثْنَى جَعَلْنَا نَصْقُلُهْ أَي نَصْنَعُهُ بالجِلاَلِ، والعَلَفِ، والقِيَامِ عليهِ، وقالَ شَمِرٌ: أَي نَضَمِّرُهُ. والصُّقْلُ، بِالضَّمِّ: الْجَنْبُ.
وَأَيْضًا: الخَفِيفُ مِنَ الدَّوابِّ، قالَ الأَعْشَى:
(نَفَى عنهُ الْمَصِيفَ وصارَ صُقْلاً ... وَقد كَثُرَ التَّذَكُّرُ والْفُقُودُ)
وَأَيْضًا: الْخَاصِرَةُ، كالصُّقْلَةِ، بالهاءِ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(خَلَّى لَهَا سِرْبَ أُولاَها وهَيَّجَها ... مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلِيْنِ هِمْهِيمُ)
والصَّقِلُ، ككَتِفٍ: الْمُخْتَلِفُ الْمَشْي مِنَ الرِّجالِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وَقد صَقِلَ، كفَرِحَ. وَهُوَ أَيْضا: الْقَلِيلُ اللَّحْمِ مِنَ الْخَيْلِ، طَالَ صُقْلُهُ، أَو قَصُرَ، وقلَّما طالَتْ صُقْلَةُ فَرَسٍ إلاَّ قَصُرَ جَنْبَاهُ، وذلكَ) عَيْبٌ، ويُقالُ: فَرَسٌ صَقِلٌ بَيِّنُ الصَّقَلِ، إِذا كانَ طَوِيلَ الصُّقْلَيْنِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ صَقِلٌ، إِذا طالَتْ صُقْلَتُهُ وقَصُرَ جَنْبَاهُ، وأَنْشَدَ: ليسَ بِأَسْفَى ولاَ أَقْنَى وَلَا صَقِلٍ ورَوَاهُ غَيْرُه: وَلَا سَغِل: والأَنْثَى صَقِلَةٌ: والجَمْعُ صِقَالٌ. وصُقَلُ، كَزُفَرَ: سَيْفُ عُرْوَةَ بْنِ زَيْدِ الْخَيْلِ، وَهُوَ القائِلُ فِيهِ: أَضْرِبُهم وَلَا أُبَلْ بالسَّيفِ ذُو يُدْعَى صُقَلْ ضَرْبَ غريباتِ الإِبِلْ مَا خَالَفَ المَرْءُ الأَجَلْ ومَصْقَلَةُ، كمَسْلَمَةَ: اسْمٌ، قالَ الأَخْطَلُ:
(دَعِ المُغَمَّرَ لَا تَسْأَلْ بِمَصْرَعِهِ ... واسْأَلْ بِمَصْقَلَةَ البَكْرِيِّ مَا فَعَلاَ)
وهوَ مَصْقَلَةُ بنُ هُبَيْرَةَ، مِنْ بَني ثَعْلَبَةَ ابنِ شَيْبانَ، وَوَلَدُه رَقَبَةُ بنُ مَصْقَلَةَ، من المُحَدِّثِين.
قلتُ: ومِنْ وَلَدِ أخِيه زَكَريَّا بنِ مَصْقَلَةَ، الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصُّوفِيُّ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ شُجَاعِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ مِسْهَرِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ شَلِيلِ ابنِ عبدِ اللهِ بنِ زكريَّا، ماتَ سنة.
وصِقِلِّيَةُ، بِكسْراتٍ مُشَدَّدَةَ الَّلامِ، هَكَذَا ضَبَطَهُ الصَّاغَانِيُّ، وغيرُهُ مِنَ العُلَماءِ، وبهِ جَزَمَ الرُّشَاطِيُّ، وضَبَطَهُ ابنُ خِلِّكَانَ بِفَتْحِ الصَّادِ والْقافِ، قالَ ابنُ السَّمْعانِيِّ: كَذَا رَأيتُهُ بِخَطِّ عمرَ الرَّوَّاسِيِّ، وبهِ جَزَمَ الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاءِ، قالَ: وكَسْرُ صادِها خَطَأٌ: جَزِيرَةٌ مَشْهُورَةٌ بِالْمَغْرِبِ، بينَ إِفْرِيقِيَّةَ والأَنْدَلُسِ، وقالَ ابنُ خِلِّكَانَ: هِيَ فِي بَحْرِ المَغْرِبِ قُرْبَ إِفْرِيقيَّةَ، وقالَ الرُّشاطِيُّ: بالبَحْرِ الشَّامِيِّ، مُوازِيَةٌ لِبَعضِ بلادِ إِفْرِيقِيَّةَ، طُولُها سبعةُ أيامٍ، وعَرْضُها خَمْسَةٌ.
قلتُ: وَهِي مُشْتَمِلَةٌ عَلى قُرىً كثيرةٍ، قد ذَكرَ أَكْثَرَها المُصَنِّفُ فِي مَواضِعَ من كتابِهِ هَذَا، وَقد اطَّلَعْتُ على تاريخٍ لَهَا خَاصَّةً، للشَّرِيفِ أبي القاسِمِ الإِدْرِيسِيِّ، أَلَّفَهُ لِمَلِكِها أُجَّارَ الإِفْرِنْجِيِّ، وكانَ مُحِبًّا لأَهْلِ العِلْمِ، مُحْسِناً إِلَيْهِم، وَقد تَخَرَّجَ مِنْهَا جَماعَةٌ مِنَ الأَعْلاَمِ فِي كُلِّ فَنٍّ، مِنْهُم أَبُو الفضلِ العبَّاسُ بنُ عَمْرٍ وبنِ هَارُونَ الكِنانِيُّ الصَّقَلِّيُّ، خَرَجَ مِنْهَا إِلَى القَيْرَوانِ، ثُمَّ قَدِمَ الأَنْدَلُسَ، وكانَ حَسَنَ المُحَاضَرَةِ، خَبِيراً بالرَّدِّ على أصْحَابِ المَذاهِبِ، حَدَّثَ عَن أحمدَ ابنِ سَعيدٍ الصَّقَلِّيِّ، وَأبي بكرٍ الدِّينَوَرِيِّ، وتُوُفِّيَ سنة، قالَهُ ابنُ الفَرَضِيِّ، وَمِنْهُم أَبُو الحَسَنِ)
عليُّ بنُ الفَرَجِ بنِ عبدِ الرَّحْمَن الصَّقَلِّيُّ، قاضِي مَكَّةَ، عَن أبي بَكْرٍ محمدِ بنِ سعدٍ الإسْفَراينِيِّ، صاحِبِ أبي بكرٍ الإِسْماعِيلِيِّ، وَأبي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ، وعنهُ الحافِظُ أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللهِ بنُ عبدِ الوارِثِ الشِّيرَازِيُّ، وَأَبُو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ الْبَاقِي الأَنْصارِيُّ، قالَهُ ابنُ الأثِيرِ، وَمِنْهُم أَبُو محمدٍ عبدُ الجَبَّارِ بنُ أبي بكرِ بنِ محمدِ بنِ حَمْدِيسَ الصَّقَلِّيُّ الشاعِرُ، وَله أبْيَاتٌ يَتَشَوَّقُ فِيهَا إِلَى بَلَدِهِ صَقَلِّيَةَ، مِنْهَا:
(ذَكَرْتُ صَقَلِّيَةً والأَسَا ... يُجَدِّدُ لِلنَّفْسِ تَذْكَارَها)

(فَإِنْ أَكُ أُخْرِجْتُ مِنْ جَنَّةٍ ... فَإِنِّي أُحَدِّثُ أَخْبَارَها)

(ولَوْلاَ مُلُوحَةُ ماءِ البُكَا ... حَسِبْتُ دُمُوعِيَ أَنْهَارَهَا)
تَرْجَمَهُ ابنُ بَسَّامٍ فِي الذَّخِيرَةِ، قالَ: ودَخَلَ الأَنْدَلُسَ، ومدَحَ المُعْتَمِدَ بنَ عَبَّادٍ، وَله دِيوانٌ مَشْهُورٌ، تُوُفِّيَ سنة، نَقَلَهُ شيخُنا. وصِقِلِّيَانُ أَيْضا، أَي بِكَسْراتٍ مُشَدَّدَةَ الَّلامِ: ع، بالشَّامِ، كَما فِي العُبَابِ. والصَّقْلاَءُ: ع، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وخَطِيبٌ مِصْقَلٌ: أَي مِصْلَقٌ، وَهُوَ البَلِيغُ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب: إِذا هُمُ ثَارُوا وإِنْ هُمْ أَقْبَلُوا أقْبَلَ مِمساحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ فَسَّرَهُ فقالَ: إِنَّما أرادَ مِصْلَق، فقَلَبَ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: الصَّقِيلُ: السَّيْفُ. والصَّقْلَةُ، بالضَّمِّ: الضُّمُورُ والدِّقَّةُ، وَمِنْه حديثُ أُمِّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّةِ: لم تُزْرِ بِهِ صُقْلَةٌ، وَلم تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ، أَي: دِقَّةٌ ونُحُولٌ، وقالَ بعضُهم: أرادَتْ أَنَّهُ لم يَكُنْ مُنْتَفِخُ الخَاصِرَةِ جِدّاً، وَلَا نَاحِلاً جِدّاً، ويُرْوَى بالسِّينِ، على الإِبْدَالِ، ويُرْوى، صَعْلَةٌ، وَقد ذُكِرَ. والصَّقَلُ، مُحَرَّكَةً: انْهِضَامُ الصُّقْلِ. ويقُولُ أَحَدُهُم لصاحِبِه: هَل لكَ فِي مَصْقُولِ الكِسَاءِ أَي فِي لَبَنٍ قد دَوَّى دُوَايةً رَقِيقَةً، قالَ الرَّاجِزُ: فَهْوَ إِذا مَا اهْتَافَ أَو تَهَيَّفَا يُبْقِي الدُّواياتِ إِذا تَرَشَّفَا عَن كُلِّ مَصْقُولِ الكِسَاءِ قد صَفَا اهْتَافَ: أَي جَاعَ وعَطِشَ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِعَمْرِو بنِ الأَهْتَمِ المِنْقَرِيِّ:
(فباتَ لَهُ دونَ الصَّفا وَهْيَ قَرَّةٌ ... لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِسَاءِ رَقِيقُ)
أَي باتَ لهُ لِبَاسٌ وطَعامٌ، هَذَا قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ، وأَجْراهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ على ظاهِرِهِ، فقالَ: أرادَ) بِمَصْقُولِ الكِسَاءِ، مِلْحَفَةً تَحْتَ الكِسَاءِ حَمْراءَ، فقيلَ لَهُ: إِنَّ الأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: أَرادَ بِهِ رَغْوَةَ اللَّبَنِ، فقالَ: إِنَّهُ لَمَّا قالَهُ اسْتَحَى أَنْ يَرْجِعَ عَنهُ. ورَوَى أَبُو تُرابٍ عَن الفَرَّاءِ: أنتَ فِي صُقْعٍ خَالٍ، وصُقْلٍ خَالٍ، أَي فِي ناحِيَةٍ خَالِيَةٍ. وصَقِيلُ، كأَمِيرٍ: قَرْيَةٌ بِمِصْرَ، نُسِبَ إِلَيْها بَعْضُ المُحَدِّثينَ، والعَامَّةُ تَقولُ بِكَسْرِ الصَّادِ، وَمِنْهُم مَنْ يَقولُ: اسْقِيل، وَقد ذُكِرَتْ.

ديث

ديث: ديُّوث: مفسد المرأة (ألف ليلة برسل 11: 222).
طير الديّوث: دُخَّلَة طير من الجوائم (بوشر).
[ديث] دَيَّثَهُ: ذَلَّلهُ. وطريق مُدَيَّثٌ، أي مُذَلَّلٌ. والدَيُّوثُ: القُنْذُعُ، وهو الذى لا غيرة له.
د ي ث

ديث بالضغار: ذلل، وهو مديث. وفلان ديوث: طزع لا غيرة له.


ومن المجاز: طريق مديث: موطّأ. وبعير مديث: ذلل بعض الذل ولم يستحكم ذله.

ديث


دَاثَ (ي)(n. ac. دَيْث)
a. Was soft, supple.
b. Was a wittol, tame cuckold.

دَيَّثَa. Softened, made easy, smooth; rendered
submissive.

تَدَيَّثَa. see I
دِيَاثَة []
a. Conduct of a wittol.

دَيُّوْث []
a. Wittol, cuckold.
(ديث) فلَان كَانَ ديوثا وَالطَّرِيق وطأه وذلله وَالشَّيْء لينه وسهله يُقَال ديثت المطرقة الْحَدِيد. وَيُقَال ديث الْجلد فِي الدّباغ وَالرمْح فِي الثقاف وَالْحَيَوَان وَالْإِنْسَان ذلله بعض التذليل وذلله حَتَّى لَان وَسَهل وانقاد وَيُقَال ديثه بالصغار
د ي ث : دَاثَ الشَّيْءُ دَيْثًا مِنْ بَابِ بَاعَ لَانَ وَسَهُلَ وَيُعَدَّى بِالتَّثْقِيلِ فَيُقَالُ دَيَّثَهُ غَيْرُهُ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الدَّيُّوثِ وَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ عَلَى أَهْلِهِ وَالدِّيَاثَةُ بِالْكَسْرِ فِعْلُهُ. 
ديث
الدَيُوْثُ: الذي لا غَيْرَةَ له، وهُمُ الدَيَايِثَةُ. والتَدْيِيْثُ: التَّلْيِيْنُ، وهو دائثٌ، والمَفْعُوْلُ مَدِيْثٌ وداثَ يَدِيْثُ: تَرَكَ الغَيْرَةَ. وأدَاثَ فلانٌ فُلاناً إدَاثَةً ودَيَّثَه تَدْيِيْثاً: أي لَيَّنَه وذَلَّلَه. وجَمَلٌ دِيَاثِي: وهو الضخْمُ الجَلِيلُ.
[ديث] نه فيه: و"دُيث" بالصغار، أي ذلل ومنه بعير مديث أي مذلل بالرياضة وفيه فأتاه رجل فيه "كالدياثة" واللخلخانية، الدياثة الالتواء في اللسان، ولعله من التذليل والتليين. وفيه: تحرم الجنة على "الديوث" هو من لا يغار على أهله، وقيل هو سرياني معرب. ط: هو من يرى في أهله ما يسوؤه ولا يغار عليه ولا يمنعها.
[د ي ث]

دَيَّثَ الأَمْرَ: لَيَّنَه. ودَبَّثَ الطَّرِيقَ: وَطَأَهُ. ودَيَّثَ البَعِيرَ: ذَلَّلَه بعضَ الذُّلِّ. ودَيَّثَ الجِلْدَ في الدِّباغِ، والرُّمْحَ في الثِّقافِ، كذلك. ودَيَّثتِ المَطارِقُ الشَّيْءَ: لَيَّنَتْهُ. ودَيَّثَه الدَّهْرُ: حَنَّكَه وذَلَّلَه. ودَيَّثَ الرَّجُلَ: ذَلَّلَه ولَيَّنَه. والدَّيُّوثُ: الّذِي يُدْخِلُ الرِّجالَ على حُرْمَتِه بَحَيْثُ يَراهُم، كأَنَّه لَيَّنَ نَفْسَه على ذِلَك. وقالَِ ثَعْلَب: هو الَّذِي تُؤْتَى أَهْلُه وهو يَعْلَمُ، مُشْتَقٌّ من ذِلكَ، أَنَّثَ ثَعْلَبٌ الأَهْلَ على مَعْنَى المَرْأَةِ. والدِّيثانُ: الكابُوسُ يَجْثُم عَلَى الإنٍ سانِ، أُراها دخِيلَةً. والأَديَثُونَ: مَوْضِعٌ، قالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ:

(بحَيْثُ هَراقَ فِي نَعْمانَ خَرْجٌ ... دَوافِعُ في بَراقِ الأَدْيَثِينا ... )
ديث
داثَ يَدِيث، دِثْ، دَيْثًا ودِياثةً، فهو دَيُوث
• داث الشَّخصُ:
1 - فقد الغيرَة والخَجلَ "دخل عالمَ المجون فداث".
2 - لان وسهُل "ما كان ليديث لولا تأثير زوجته عليه". 

تديَّثَ يتديَّث، تديُّثًا، فهو متديِّث
• تديَّث الرَّجلُ:
1 - فقد الغيرة والخجل فصار ديُّوثًا.
2 - قاد على أهله. 

ديَّثَ يُديِّث، تدييثًا، فهو مُديِّث، والمفعول مُديَّث (للمتعدِّي)
• ديَّث الشَّخصُ: صار لا يغار على أهله ولا يخجل.
• ديَّث فلانًا: عدَّه من الذين لا يغارون على أهليهم ولا يخجلون. 

دِياثَة [مفرد]: مصدر داثَ. 

دَيْث [مفرد]: مصدر داثَ. 

دَيُوث [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من داثَ: قوَّاد على أهله، لا يغار عليهم ولا يخجل. 

دَيُّوث [مفرد]: دَيُوث، قوّاد على أهله، لا يغار عليهم ولا يخجل "ثَلاَثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ؛ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَالْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ [حديث] ". 

ديث

1 دَاثَ, aor. ـِ inf. n. دَيْثٌ, It (a thing) was, or became, soft, or supple; and easy: whence the term دَيُّوثٌ. (Msb.) b2: [And hence,] داث, aor. as above, inf. n. دِيَاثَةٌ, (assumed tropical:) He was, or became, [a wittol, or tame cuckold; or] without jealousy, and regardless of shame: so in the Nawádir of Aboo-'Alee Zekereeyà Ibn-Hároon Ibn-Zekereeyà

El-Hejeree: (TA:) and ↓ تَدَيُّثٌ signifies (assumed tropical:) the acting the part, or performing the office, [of a دَيُّوث, or wittol; or] of a pimp to one's own wife. (T, K.) 2 ديّثهُ, [inf. n. تَدْيِيثٌ,] He softened, or suppled, it; and made it easy. (Msb.) You say also, دَيَّثَتْهُ الَمَطَارِقُ The instruments called مطارق softened, or suppled, it; namely, a thing. (M.) b2: (tropical:) He made it (a road) even, smooth, or easy to walk or ride upon. (M, TA.) b3: (assumed tropical:) He smoothed it; namely, an affair. (M.) b4: (assumed tropical:) He broke, or trained, him, namely, a camel, in some measure [so as to subdue his refractoriness]. (M.) b5: and in like manner, [He prepared it in some measure; namely,] a skin in the tan, or tanning-liquid: and a spear in the ثِقَاف [or straitening-instrument]. (M.) b6: (assumed tropical:) He subdued him; or rendered him submissive, (S, M, K,) and gentle; namely, a man. (M.) دُيَّثَ بِالصَّغَارِ occurs in a trad. as meaning (assumed tropical:) ذُلِّلَ [i. e. He was subdued, or rendered submissive, by abasement, or by tyranny, oppression, or injury]. (TA.) b7: And (assumed tropical:) It (time, or fortune,) tried him, or proved him, and rendered him experienced, and submissive. (M.) 5 تَدَيَّثَ see 1.

دِيَاثَةٌ (assumed tropical:) The act, or conduct, of the دَيُّوث [or wittol, &c.]. (Msb.) [See also دَاثَ, of which, in the sense assigned to it in the second sentence in this art., it is said to be the inf. n.]

A2: It is also said to signify A distortion in the tongue: so in the Nh: or, as some say, the word in this sense is دِثَاثَةٌ. (TA.) دَيُّوثٌ, (written by some دَيُوثٌ, without tesh-deed, which is strange, TA,) a word of wellknown meaning, (K,) (assumed tropical:) [A wittol, or tame cuckold;] one to whose wife another man comes with his [the husband's] knowledge: (Th, M:) or one to whose wife other men go in so that he sees them; as though he had softened, or suppled, [or tamed,] himself to endure this: (M:) or one who is not jealous of him who goes in to his wife: (Mgh:) or a pimp to his own wife: (T:) or one who is not jealous of his wife: (T, Msb:) or i. q. قُنْذُعٌ; i. e. one who has no jealousy: (S:) or a submissive, compliant, man, without jealousy: (A:) said to be an arabicized word from the Syriac: or from مُدِيَّثٌ as an epithet applied to a camel, explained below; and if so, tropical: (TA:) or from دَاثَ [q. v.]. (Msb.) مُدَيَّثٌ (assumed tropical:) A camel broken, or trained, so that his refractoriness is subdued: (T:) or (tropical:) broken, or trained, but not thoroughly. (A.) b2: (tropical:) A road beaten, or trodden, (S, A, TA,) and made even, or easy to walk or ride upon: (S, TA:) or that has been travelled until it has become plain, or conspicuous. (T, TA.)
ديث
: ( {دَيَّثَهُ) بالصَّغَارِ (: ذَلَّلَه) ولَيَّنَه.
} ودَيَّثَ الطَّريقَ: وَطَأَهُ، وطريقٌ {مُدَيَّثٌ، أَي مُوَطَّأٌ مُذَلَّلٌ، وَهُوَ مَجاز، وقيلَ: إِذا سُلِكَ حتّى وَضَحَ واسْتَبَانَ،} ودَيَّثَ البَعِيرَ: ذَلَّلَهُ بعضَ الذُّلِّ، وجَمَلٌ {مُدَيَّثٌ ومُنَوَّقٌ، إِذا ذُلِّلَ حَتَّى ذَهَبَتْ صُعوبَتُه، وَفِي حَدِيثِ عليّ رَضِي الله عَنهُ: (} ودُيِّثَ بالصَّغارِ) أَي ذُلِّلَ.
وَفِي حَدِيث بَعضهم: (كَانَ بمكانِ كَذَا وَكَذَا فأَتَاهُ رَجُلٌ فِيهِ {كالدِّيَاثَةِ واللَّخْلَخَانِيَّةِ) } الدِّيَاثَةُ: الالتواءُ فِي اللّسَان، وَلَعَلَّه من التَّذْلِيلِ والتَّلْيِين، كَذَا فِي النِّهَايَة، وَقيل هُوَ {الدثاثَةُ كَمَا مَرَّ.
} ودَيَّثَ الجِلْدَ فِي الدّباغِ، والرُّمْحَ فِي الثِّقَافِ، كذالك.
{ودَيَّثَتِ المَطَارِقُ الشيءَ: لَيَّنَتْهُ.
} ودَيَّثَهُ الدَّهْرُ: حَنَّكَه وذَلَّلَه.
( {والتَّدْيِيثُ: القِيَادَةُ) ، وَفِي التّكملة: هُوَ} التَّدَيُّثُ.
( {والدَّيُّوثُ) ، بالتَّشديد (م) أَي مَعْرُوف، وَهُوَ القَوّادُ على أَهْلِه، وَالَّذِي لَا يَغَارُ على أَهْلِه.
وَفِي الْمُحكم:} الدَّيُّوثُ والدَّيْبُوبُ الَّذِي يَدْخُلُ الرِّجالخ على حُرْمَتِه بحيثُ يَرَاهُم، كأَنَه لَيَّنَ نفْسَه على ذالك.
وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الَّذِي تُؤْتَى أَهلُه، وَهُوَ يَعْلَمُ، وأَصْل الحَرْفِ بالسُّرْيَانِيّة عُرِّب، وَفِي الأَساس: فُلان {دَيُّوث، أَي طَرِعٌ لَا غَيْرَة لَهُ.
قلت: وإِذا كَانَ مأْخُوذاً من قَوْلهم: بَعِيرٌ} مُدَيَّثٌ، أَي مذَلَّل؛ لكونِه لَا غَيْرَةَ لَهُ، كأَنَّه ذُلِّل حَتَّى صَار كالبَعِير المُنْقادِ المُرَوَّضِ، لَا يَصْعُب عَلَيْهِ الأَمرُ، كَمَا قَرَّره شيخُنا، فَهُوَ مَجاز، كَمَا نَبّه عَلَيْهِ الزّمخشريّ.
وَقَالَ شيخُنَا: ثمَّ ابنّ المعروفَ فِيهِ، المُصَرَّحَ بِهِ فِي أُمَّهاتِ اللُّغَة، ومصَنَّفَات الغَرِيبِ أَنه بتَشْدِيد التَّحْتِيَّة.
وَقَالَ العلاّمَة أَبو عليَ زكريّا بن هَارُون بن زكريّا الهَجَرِيّ فِي نوادره: يُقَال: داثَ الرَّجُلُ {يَدِيثُ} دِيَاثَةً، وَهُوَ {دَيُوثٌ، غير مشدّد الياءِ، إِذا لَمْ تَكُنْ لَهُ غَيْرَةٌ، وَلم يُبَالِ بالحِشْمَةِ، كَذَا قَالَ، وأَقَرَّه ابنُ القَطَّاع على مِثْلِه، وَهُوَ غريبٌ.
(} - والدَّيَثَانِيّ، محرّكة) مَعَ ياءِ النِّسْبَة، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَمثله فِي التكملة، وَالَّذِي فِي اللّسان وغيرِه: {الدَّيَثَانُ (: الكابوس) يَنْزِلُ على الإِنْسَان، نَقله الفَرَّاءُ، قَالَ ابنُ سِيده: أُراهَا دَخِيلَةً.
(} والدِّيثُ بالكَسْر:) اسْم (رَجُل) وَهُوَ {الدِّيث بنُ عَدْنَان، أَخُو مَعَدِّ بنِ عَدْنَان، وَمن ذُرِّيته سَوْدَةُ بنتُ عَكِّ بنِ الدِّيثِ، أُمُّ مُضَرَ بنِ نِزَارٍ، قَيَّدَه الْحَافِظ.
(} والأَدْيثَانُ) بِرَفْع النّون، وخفضها: (وَادِ) يَانِ مُنْصَبّانِ من حَزْمِ دَمْخٍ، كَذَا نقلَه الصاغانّي.
قلت: وَهُوَ تَصحيف، وصوابُه الأَدْنَيانِ، من دَنا يَدْنو، كَمَا حقّقه ياقوت.
( {والأَدْيَثُونُ) بِرَفْع النُّون ونصبها قَالَ عَمْرُو بن أَحمرَ:
بِحَيْثُ هَرَاقَ فِي نَعْمَانَ خَرْجٌ
دَوافعُ فِي بِرَاقِ} الأَدْيَثِينَا
وَقد مَرّ الْبَحْث فِيهِ فِي دأَث.
(د ي ث) : (الدَّيُّوثُ) الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ مِمَّنْ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ.

سين

سين: غزال صغير الحجم (بوسييه، دوماس مجلة الشرق والجزائر 8: 162، كولمب ص43، غدامس ص333).
سين
السيْنُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، يُذَكَّرُ وُيؤنَّثُ. وسِيْنِيْنُ: اسْمُ جَبَلٍ بالشأم.

سين



سِينٌ One of the letters of the alphabet: (S, M, L, K:) [i. e., the name of that letter: (see art. س:)] of the masc. gender as being supposed to be a حَرْف [or letter], and fem. as being supposed to be a كَلِمَة [or word]. (L.) The saying فُلَانٌ لَا يَحْسِنُ سِنَهُ means Such a one will not form well one of the three شُعَب [i. e. teeth, or cusps,] of his س. (S, L.) سِينَآءُ Certain stones, (M, L, K,) so says Zj, (M, L,) well-known: (K:) whence the name of a certain mountain in Syria. (M, L.) سِينِيَّةٌ A certain tree; (M, L, K;) mentioned by AHn on the authority of Akh: (M, L:) pl. سِينِينٌ. (M, L, K.)
سين
طور سَيْنَاءَ: جبل معروف، قال: تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ [المؤمنون/ 20] . قرئ بالفتح والكسر ، والألف في سَيْنَاءَ بالفتح ليس إلّا للتأنيث، لأنه ليس في كلامهم فعلال إلّا مضاعفا، كالقلقال والزّلزال، وفي سِينَاءَ يصحّ أن تكون الألف فيه كالألف في علباء وحرباء ، وأن تكون الألف للإلحاق بسرداح ، وقيل أيضا:
وَطُورِ سِينِينَ
. والسِّينُ من حروف المعجم.
س ي ن

السِّين حَرْفُ هِجَاءٍ وهو حَرْفٌ مَهْمُوسٌ وطُورُ سِينِين وسِينَا وسَيْنَاء جَبَلٌ بالشَّام قال الزَّجَّاج قيل إن سَيْنَاء فهو على وزن صحراء ومن قرأ سِينَاء فهو على وزن عِلْباء إلا أنه اسم للبُقْعَة فلا يَنْصَرِف والسِّينِيَّة شجرةٌ حكاه أبو حنيفة عن الأخفش وجمعها سينين قال وزعم الأخفش أن طُورَ سِينِين مُضَافٌ إليه قال ولم يبلغني هذا عن أحد غيره
س ي ن: طُورُ سِينَاءَ جَبَلٌ بِالشَّامِ وَهُوَ طُورٌ أُضِيفَ إِلَى سِينَاءَ وَهِيَ شَجَرٌ وَكَذَا (طُورُ سِينِينَ) . قَالَ الْأَخْفَشُ: سِينِينَ شَجَرٌ وَاحِدَتُهَا سِينِينَةٌ. قَالَ: وَقُرِئَ: {طُورِ سَيْنَاءَ} [المؤمنون: 20] وَسَيْنَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ أَجْوَدُ فِي النَّحْوِ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: إِنَّمَا لَمْ يُصْرَفْ لِأَنَّهُ جُعِلَ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ. 
(سين) - قوله تعالى: {طُورِ سَيْنَاءَ} ، و {وَطُورِ سِينِينَ}
الطُّور: الجَبَل. والسِّينَاءُ: الحجارة المباركَة، سُرْيانِّي. وقيل: حَبَشىّ. وقيل: نَبَطِىّ، وقَعَت إلى العرب، فاختَلفَت بها لُغاتُهم.
وقراءَةُ ابن أبى إسحاق وعِيَسى البَصْري: {سَيْنِين} "بفتح السّين".
قال الأزهري: يقال: هو جبَل بين حُلْوان وهَمَذان. قال: والسِّيناء: الحُسْن. ومن قرأ: {سَيْنَاءَ} على وزن صَحْراء، فهو اسْم للمكان لا يُجرَى. ومَن قرأ بالكسْر فليس في الكلام على فِعْلاء، على أنّ الأَلِفَ للتأنيث، وما جاء في الكلام على فِعْلاء نحو حِرْباء وعِلباء وخِرشاء فهو مُنصرِف مذكر، ومَن قَرأَها بالكسر جَعَلها اسماً للبُقْعة فلم يَصْرِفْها.
وقيل: بالكسر لُغة كِنانَة، والفتح إعرابية. وقيل: بالكَسْر يُمدُّ ويُقْصَر، ولا يكون فِعلاء بالكَسْر إلّا مدخولة على غير صِحّة، وإنّما يكون فِعْلاء مقصورة أو ممدودة بِزِيادة كَسِيمْياء وحِرْبياء.
وقال عبدُ الله الأنصاري: {سِينِينَ} أصلُه سَيْناء منصوبة السِّين ومكسورتَها، وهي لُغة حَبَشِية: للشىَّء الحَسَن المبارَك.
و {وَطُورِ سِينِينَ} معناه: جَبَل حَسنٌ مبارك، وهو جَبل الزَّيتون بالشَّام، وإنَّما قال ها هنا: سِينين؛ لأنّ بَاج الآياتِ على النون، كقوله تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} ؛ وهو الآمِن، جعلَها أَمِيناً على بَاجِ آيات السورة، كقَوله تعالى: {حَرَمًا آمِنًا} ، {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} كما قال تعالى في الصافّات: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} وإنّما هو إلياس، فخُرِّج على بَاجِ آياتِ السُّورة.
وأَصلُ الكلام في مَدْح الجَبَل الحَسَنِ من قِبَل النَّبات والشَّجر والمَاءُ به. وقال: هو جَبَل موسىَ عليه السَّلامُ، وبه البُقْعة المباركة.
وقال الأخفش: سِينين: شَجَر، واحدتُها: السِّينِينَة .
وقيل: هو جبل كلَّم الله تعالى عليه موسىَ عليه الصلاة والسلام.
وقال السّدِّىّ: طور سِينينِ: اسم مسجد. وقيل: قول مَنْ قال: معناه مبارك لو كان كذلك كان نصباً؛ لأن الشيء لا يُضاف إلى نفسِه. وقَولُ الأَنصاري: إنما قاله على باجِ الآياتِ فقولٌ لا أُحِبّه ولا أَجسُرُ أن أَقولَه في القرآن. 
سين
: (} السِّينُ) ، بالكسْرِ: (حَرْفٌ) هجاءِ من حُرُوفِ المعْجمِ، وَهُوَ (مَهْموسٌ) يُذَكَّر ويُؤَنَّث، هَذَا {سِينٌ، وَهَذِه سِينٌ، فَمن أَنَّثَ فعَلَى توَهُّمِ الكَلِمَةِ، وَمن ذَكَّر فعَلَى توهُّمِ الحرْفِ وَهُوَ (مِن حُرُوفِ الصَّفيرِ، ويَمْتازُ عَن الصَّادِ بالاطْباقِ، وَعَن الزَّاي بالهَمْسِ، ويُزادُ) وَقد يخلصُ الفِعْل للاسْتِقبالِ تقولُ سَيَفْعَل، وزَعَمَ الخَليلُ أَنَّها جوابُ لنْ؛ (وتُبْدَلُ مِنْهُ التَّاءُ) ، حَكَاه أَبو زَيْدٍ أَنْشَدَ:
يَا قَبَّحَ الّلهُ بَني السعْلاتِعَمْرو بن يَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِليسوا أَعِفَّاء وَلَا أَكْياتِيُريدُ الناسَ والأَكْياسَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ويقُولُونَ: هَذَا سنه وتنَّه، أَي قرْنُه، ويُريدُونَ السنين والتنين.
(و) } السِّينُ: (جَبَلٌ.
(و) أَيْضاً: (ة بأَصْبَهانَ، مِنْهَا: أَبَوَا مَنْصورٍ المُحَمَّدانِ ابنُ زَكَرِيَّا) بنِ الحَسَنِ بنِ زَكرِيَّا بنِ ثابِتِ بنِ عامِرِ بنِ حكيمٍ الأديبُ مَوْلى الأنْصارِ؛ (و) أَبو مَنْصورِ (بنُ سَكْرَوَيْه) ، كعَمْرَوَيْه، (! السِّينِيَّانِ سَمِعَا) مِن أَبي إسْحق إبراهيمَ (بن خُرْشِيدَ قُولَةَ) التَّاجِرِ.
قالَ الذَّهبيُّ: ووَلِيَ الأخيرُ بَلَد قَضَائِه سِيْن.
(ومحمدُ بنُ عبدِ اللهاِ بنِ سِينٍ) أَبو عبْدِ اللهاِ الأصْبَهانيُّ (مُحدِّثٌ) عَن مُطّين. (و) قوْلُه تعالَى: {يس} (أَي يَا إنْسانُ) ، لأنَّه قالَ: إنَّك لمن المُرْسَلِين؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن عكرمَةَ.
وقالَ ابنُ جنيِّ فِي المُحْتسبِ: ورَوَى هَارُون عَن أَبي بكْرٍ الهُذَليِّ عَن الكَلْبيّ يللهس بالرَّفْع، قالَ: فلَقِيْت الكَلْبيّ فسَأَلْته فقالَ: هِيَ بلُغَةِ طيِّىءٍ يَا إنْسانُ، ثمَّ قالَ: وَمن ضمَّ نُون يللهس احْتَمَل أَمْرَيْن أَحَدهما: أَن يكونَ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن كحوب فِي الزَّجْرِ، وهيت لَك؛ والآخَرُ: أَنْ يكونَ على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ الكَلْبيّ ورَوَينا فِيهِ عَن قطْرُب:
فيا لَيْتَني من بعد مَا طافَ أَهْلُهاهلكتُ وَلم أسمع بهَا صوتَ ياسينوقالَ: معْناهُ صَوْت إنْسانٍ؛ قالَ: ويحْتَملُ ذَلِك عنْدِي وَجْهاً ثَالِثا، وَهُوَ أَنْ يكونَ أَرادَيا إنْسانُ؛ (أَو يَا سَيِّدُ) ، إلاَّ أَنَّه اكْتَفَى مِن جميعِ الاسْمِ {بالسِّيْن فقالَ:} ياسِيْن، فيا فِيهِ حَرْف نِدَاء كقوْلِكَ: يَا رَجُل؛ ونَظِيرُ حَذْفِ بعضِ الاسْمِ قوْلُ النَّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَفَى بالسَّيْف شا) ، أَي شاهِداً، فَحَذَف العَيْن واللاَّمِ، وكذلِكَ حَذَف مِن إنْسان الفَاءَ والعَيْن، غير أنَّه جَعَل مابَقِي مِنْهُ اسْماً قائِماً برأْسِه وَهُوَ السِّيْن، فقيلَ: يللهس، كقوْلِكَ: لَو قسْت عَلَيْهِ فِي نِداء زيد يَا رَاء، ويُؤَكِّد ذلِكَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ عبَّاسٍ فِي حم عسق ونحْوهِ أنَّها حُرُوفٌ مِن جمْلَةِ أَسْماء اللهاِ سبْحانَه وتعالَى وَهِي رَحِيمٌ وعَلِيمٌ وسَمِيعٌ وقَدِيرٌ ونَحْو ذلِكَ، وشَبِيه بِهِ قوْلُه: قُلْنا لَهَا قِفِي لنا قالَتْ قَاف أَي وَقَفْت فاكْتَفي بالحَرْف عَن الكَلِمَةِ.
( {وسِيْنا، مَقْصورَةً: جَدُّ) الرَّئِيس (أَبي عليَ الحُسَيْنُ بنُ عبدِ الله) الحَكِيم المَشْهور كانَ أَبُوه مِنْ أَهْلِ بَلَخ، فانْتَقَل مِنْهَا إِلَى بُخارَى ووُلِدَ لَهُ ولدُه هَذَا فِي بعضِ قُراها فِي سَنَة 370، ولمَّا بَلَغ عُمره عَشْرَ سِنِيْن حصَّل الفُنُون كُلّها، وصارَ يُدِيم النّظر، وجَالَ فِي البِلادِ وخَدَمَ الدَّولَة السَّامَانِية، وتُوفي بهَمَذَان سَنَة 438 بالقُولَنج، وقيلَ بالصَّرَع، ويقالُ إنَّه ماتَ فِي السِّجْنِ مُعْتقلاً؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:


رأَيْت ابْن سِينا يُعادِي الرِّجال وَفِي السِّجْن ماتَ أخس المَمَات فَلم يشف مَا نابَه بالشّفاء وَلم يَنْج من مَوْتِه بالنَّجات ومِن مُؤَلَّفاتِه: القانون والشّفاء.
(و) سِيْناءُ، (بالمدِّ؛ حِجارَةٌ م) مَعْروفَةٌ؛ عَن الزَّجَّاج، قالَ: وَهُوَ، وَالله أَعْلَم، اسمُ المَكانِ.
(} وسِينانُ) ، بالكسْرِ: (ة بمَرْوَ) ، مِنْهَا: أَبو عبْدِ الله الفضْلُ بنُ موسَى المَرْوَزيُّ عَن الأَعْمش وعبْدِ المُؤْمن بنِ خَلَف، وثَّقَه ابنُ مُعِين، وُلِدَ سَنَة 115، وماتَ سَنَة 152، يُقالُ تبرم أَهْلُ! سِينان مِن كثْرةِ طَلَبته فوَضَعُوا عَلَيْهِ امْرأَةً تقولُ إنَّه رَاوَدَها، فانْتَقَل إِلَى رامانشاه فيَبِسَ زَرْع سِينانَ، تلْكَ السَّنَةِ فسَألُوه الرّجُوع، فقالَ: حَتَّى تَقرُّوا بالكَذِبِ ففَعَلوا، فقالَ: لَا حاجَةَ لي فيمَنْ يكْذِب؛ وأَخُوه أَحْمدُ.
قالَ ابنُ مَاكُولَا: غَزِيرُ الحديِثِ.
ومحمدُ بنُ بكْرٍ السِّينانيُّ المَرْوَزيُّ عَن بُنْدار وطَبَقَتِه.
ومُفَلّسُ بنُ عبدِ الله الضَّبِّيُّ {السِّينانيُّ شيْخٌ لأبي نُمَيْلة. وَذكر الحافِظُ فِي التَّبْصيرِ ضابطاً فِيهِ.
قالَ أَبو عَمْرو بنُ حبوية: مَنْ جاءَ مِن الكُوفَةِ فَهُوَ شيباني بالمعْجَمَةِ، ومَنْ جاءَ مِنَ الشامِ فَهُوَ سِيبانيٌّ بالمهْمَلَةِ، ومَنْ جاءَ مِن خُرَاسان فَهُوَ} سِينانيٌّ بنَوْنَيْن.
(و) {سِينانُ: (جَدُّ محمدِ بنِ المغيرةِ) الهَمَدانيّ الرَّاوِي عَن بكْرِ بنِ إبراهيمَ.
(و) أَيْضاً: (جَدٌّ لعليِّ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الله) بنِ الهَيْثم الأَصْبهانيّ (صاحِبِ) أَبي القاسِمِ (الطَّبْرَانيِّ) ، كَذَا فِي التَّبْصيرِ، ويقالُ لَهُ ابنُ سِين أَيْضاً.
(وطُورُ} سِنينَ و) طُورُ ( {سِيناءَ) ، مَمْدوداً (ويُفْتَحُ،} وسِينَا، مَقْصورَةً: جَبَلٌ بالشَّامِ) .
قالَ الزَّجَّاجُ: فَمن قَرَأَ {سِينَاءَ على وَزْنِ صَحْراءَ فإنَّها لَا تَنْصَرِف، وَمن قَرَأَ} سِيناء فَهُوَ على وَزْن عِلْباء إلاّ أنَّه اسمٌ للبُقْعةِ فَلَا يَنْصَرِف، وَلَيْسَ فِي كَلامِ العَرَبِ فَعْلاء بالكسْرِ مَمْدوداً.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ الأخْفَش: وقُرِىءَ: {طُور سَيْناءَ} وسِينَاءَ، بالفتْحِ والكسْرِ، والفَتْحِ أَجْودُ فِي النَّحْو، لأنَّه مَبْنيٌّ على فِعْلاء، والكَسْر رَدِىءٌ فِي النّحْوِ لأنَّه ليسَ فِي أَبْنيةِ العَرَبِ فِعْلاء مَمْدود بكسْرِ الأوَّل غَيْر مَصْروفٍ، إلاَّ أَن تَجْعَلَه أَعْجمِيّاً.
وقالَ أَبو عليَ: لم يُصْرَف لأنَّه جُعِل اسْما للبُقْعةِ.
ووَجَدْت فِي نسخةِ الصِّحاحِ للميدانيّ زِيادَةً فِي المَتْن مَا نَصّها: وكانَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ يَخْتارُ الكَسْر ويَعْتَبرُهُ بطور {سِينِين، وَهُوَ أَكْثَر فِي القِراءَةِ، واخْتَارَ الكِسائيُّ الفتْحَ وَهُوَ أَصَح فِي النَّحْو؛ انتَهَى.
(} والسِّينِينِيَّة) بالكسْرِ: (شَجَرةٌ) ، حَكَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن الأَخْفش، (ج {سِينينَ) ؛ قالَ: وزَعَمَ أَنَّ طُورَ سِينِين مُضافٌ إِلَيْهِ، وَلم يبلغِني هَذَا عَن أَحدٍ غيرِهِ.
ونَقَلَ الجَوْهرِيُّ أَيْضاً قوْلَ الأَخْفَشِ المَذْكُور.
وَالَّذِي نَقَلَه الأزْهرِيُّ وغيرُهُ أَنَّ} سِينِين جَبَلٌ بالشامِ أُضِيفَ إِلَيْهِ الطُّور، وتقدَّمَ للمصنِّفِ قَرِيباً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ أَبو سعيدٍ: قوْلُهم: فلانٌ لَا يُحْسِن سِينه، يُريدُونَ شُعْبَةً مِن شُعَبِه، وَهُوَ ذُو ثلاثِ شُعَبٍ؟ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
والطرة {السينية الَّتِي على هَيْئةِ} السِّين؛ وَمِنْه قَوْلُ الحَرِيريّ: لَو لم تبْرزْ جَبْهصلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُالسِّين لما قَنْفَشَت الخَمْسِين.
! وسِينانُ: قَرْيةٌ على بابِ هرَاةَ، مِنْهَا: أَبو نَصْر أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ مَنْصورِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ لَيْثٍ {السِّينانيُّ الهَرَوِيُّ عَن أَبي سعيدٍ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الله المخلديّ، وَعنهُ عبدُ الله بنُ أحمدَ السَّمَرْقَنْديُّ وأَبو القاسِمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الله بنِ الهَيْثمِ بنِ} سِيْن، ويقالُ {سِينانيٌّ رَوَى عَنهُ الطَّبْرانيّ وَقد تقدَّمَ
[سين] السين: حرف من حروف المعجم، وهى من حروف الزيادات. وقد تخلص الفعل للاستقبال، تقول: سيفعل. وزغم الخيل أنها جواب لن. أبو زيد: من العرب من يجعل السين تاء. وأنشد : يا قبح الله بنى السعلاة عمرو بن يربوع شرار النات ليسوا أعفاء ولا أكيات يريد الناس والاكياس. قال: ومن العرب من يجعل التاء كافا. وأنشد لرجل من حمير: يا ابن الزبير طالما عصيكا وطالما عنيتنا إليكا لنضربن بسيفنا قفيكا قال أبو سعيد: وقولهم فلان لا يحسن سينه، يريدون شعبة من شعبه، وهو ذو ثلاث شعب. وقوله تعالى: (يس) كقوله (الم) و (حم) في أوائل السور. وقال عكرمة: معناه يا إنسان، لانه قال: (إنك لمن المرسلين) .

(وطور سيناء) : جبل بالشأم، وهو طور أضيف إلى سيناء وهو شجر. وكذلك (طور سينين) . قال الاخفش: السينين: شجر، واحدتها سينينة. قال وقرئ: (طور سيناء) و (سيناء) بالفتح والكسر، والفتح أجود في النحو، لانه بنى على فعلاء. قال: والكسر ردئ في النحو، لانه ليس في أبنية العرب فعلاء ممدود مكسور الاول غير مصروف، إلا أن تجعله أعجميا. وقال أبو على: إنما لم يصرف لانه جعل اسما للبقعة.

حيي

حيي: {الحيوان}: الحيوة [الحياة]، وكل ذي روح. والواو بدل من ياء عند سيبويه. وقال غيره: الواو أصل، وهي مادة مركبة من حاء وياء وواو.
ح ي ي

أحياه الله فحي وحي، وحيوا بخير وحيوا، وهو حي من الأحياء. ولا حي علي ينفعني أي لا أحد، وما بالدار حيّ. وناقة محي ومحيية: لا يموت لها ولد، خلاف مميت ومميتة. واستحييت أسيري: تركته حياً. وفي الحديث: " اقتلوا المشركين واستحيوا شرخهم ". ومررت بحي من أحياء العرب. وحياء الله، وأكرمك الله بتحيته وبتحاياه. وبي شوق إلى محياك. وتحايا القوم، وحايا بعضهم بعضاً. وحكم المكاتبة حكم المحاياة. وحييت منه أحيا حياء، واستحييته، واستحييت منه، واستحيت، وأنا أستحي منه، وهو رجل حيي، وهو أحيى من مخدرة. قالت ليلى:

وأحيى حياء من فتاة حيية ... وأشجع من ليث بخفان خادر

وحيّ على الغداء: أقبل وعجل. قال ابن أحمر:

أنشأت أسله ما بال رفقته ... فقال حيّ فإن الركب قد ذهبا

وأرض محياة ومحواة: كثرة الحيات.

ومن المجاز: أتيت الأرض فأحييتها أي وجدتها حية النبات مخصبة. ووقع في الأرض الحيا وهو المطر، وأحيا القوم: أخصبوا، وحييت أرضهم، وأحيا أرضاً ميتة. وأحييت النار وحاييتها: نفخت فيها حتى تحيا، وطلبت حياة النار بالنفخ. قال:

حياة النار للمتنور

ويقول الرجل لصاحبه: كيف الحي، كما يقول كيف الهل، يريد امرأته. وسترت حياءها. وهو حيّة الوادي: للحامي حوزته، وهم حيات الأرض: لدواهيها وفرسانها، وهو حية ذكر: للشهم. ورأسه رأس حية: للذكي المتوقد، وأكلت حياتنا حياتكم إذا قتلت فرسانهم فرسانهم. وسقاك الله دم الحيات أي أهلكك. وقال أبو النجم يصف نهراً:

إذا أرادوا رفعهن انفجرا ... بذي حباب يستحي أن يسكرا

أي لا يقدر على سكره بالحجارة يمتنع من ذلك. 

حيي


حَيِىَ(n. ac. حَيَاة [] )
a. Lived; came to life.
b.(n. ac. حَيَآء
[حَيَاْي]) [Min], Was ashamed of.
حَيَّيَa. Kept alive; let live; brought to life; made to live
preserved.
b. Saluted, greeted.

حَاْيَيَa. Made to blush.
b. Fed (child).
c. Stirred (fire).
أَحْيَيَa. see II (a)b. Vivified; fertilized (ground).
c. Raised from the dead.
d. Watched ( at night ).
e. Flourished.

إِسْتَحْيَيَa. see II (a)b. [Bi
or
Min], Blushed at, was ashamed of; refrained from.
c. Veiled ( herself: woman ).
حَيّ (pl.
أَحْيَآء [] )
a. Living, alive; animated, lively.
b. Tribe.
c. Neighbours; neighbourhood.

حَِيّ [حَيّ]
a. Be quick! Make haste! Hasten!

حَيَّةa. Serpent.
b. Wicked, vile (man).
حَيَاa. Rain.

حَيَاة []
a. Life.

حَاوٍa. Serpent-tamer, juggler.

حَيَآء []
a. Shame, modesty; fear of blame.

حَيَوَان []
a. Living creature; animal.
b. ( ), Bestial, brutish, animal.
مُحَيَّى [ N. P.
a. II], Face, visage.

مُحْيِى [ N. Ag.
a. IV], Author of life, life giver.
b. He who raises from the dead (God).

تَحِيَّة [ N.
Ac.
حَيَّيَ
(حِيّ)]
a. Salutation, greeting.

إِحْيَآء [ N.
Ac.
a. IV], Preservation of life.
b. Act of vivifying.

حَيَوٰاة حَيَوٰة
a. see [ ].
حَيْوَان
a. see [ ].
ح ي ي : حَيِيَ يَحْيَا مِنْ بَابِ تَعِبَ حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ وَتَصْغِيرُهُ حُيَيٌّ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَحْيَاهُ اللَّهُ وَاسْتَحْيَيْتَهُ بِيَاءَيْنِ إذَا تَرَكْتَهُ حَيًّا فَلَمْ تَقْتُلْهُ لَيْسَ فِيهِ إلَّا هَذِهِ اللُّغَةُ وَحَيِيَ مِنْهُ حَيَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ فَهُوَ حَيِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ.

وَاسْتَحْيَا مِنْهُ وَهُوَ الِانْقِبَاضُ وَالِانْزِوَاءُ قَالَ الْأَخْفَشُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ فَيُقَالُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَاسْتَحْيَيْتُهُ وَفِيهِ لُغَتَانِ إحْدَاهُمَا لُغَةُ الْحِجَازِ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ بِيَاءَيْنِ وَالثَّانِيَةُ لِتَمِيمٍ بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ وَحَيَاءُ الشَّاةِ مَمْدُودٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْحَيَاءُ اسْمٌ لِلدُّبُرِ مِنْ كُلِّ أُنْثَى مِنْ الظِّلْفِ وَالْخُفِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَالَ الْفَارَابِيَّ فِي بَابِ فَعَالٍ الْحَيَاءُ فَرْجُ الْجَارِيَةِ وَالنَّاقَةِ وَالْحَيَا مَقْصُورٌ الْغَيْثُ.

وَحَيَّاهُ تَحِيَّةً أَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْحَيَاةِ وَمِنْهُ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ أَيْ الْبَقَاءُ وَقِيلَ الْمُلْكُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي مُطْلَقِ الدُّعَاءِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ الشَّرْعُ فِي دُعَاءٍ مَخْصُوصٍ وَهُوَ سَلَامٌ عَلَيْكَ وَحَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا دُعَاءٌ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مَعْنَاهُ هَلُمَّ إلَيْهَا وَيُقَالُ حَيَّ عَلَى الْغَدَاءِ وَحَيَّ إلَى الْغَدَاءِ أَيْ أَقْبِلْ قَالُوا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْهُ فِعْلٌ وَالْحَيْعَلَةُ قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ وَالْحَيُّ الْقَبِيلَةُ مِنْ الْعَرَبِ وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ وَالْحَيَوَانُ كُلُّ ذِي رُوحٍ نَاطِقًا كَانَ أَوْ غَيْرَ نَاطِقٍ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَيَاةِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ وقَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64]
قِيلَ هِيَ الْحَيَاةُ الَّتِي لَا يَعْقُبُهَا مَوْتٌ وَقِيلَ الْحَيَوَانُ هُنَا مُبَالَغَةٌ فِي الْحَيَاةِ كَمَا قِيلَ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ مَوَتَانٌ وَالْحَيَّةُ الْأَفْعَى تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْحَيَّةُ وَهِيَ الْحَيَّةُ. 
(ح ي ي) : (حَيِيَ) حَيَاةً فَهُوَ حَيٌّ (وَبِهِ سُمِّيَ) جَدُّ جَدِّ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيٍّ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ (وَبِتَأْنِيثِهِ) عَلَى قَلْبِ الْيَاءِ وَاوًا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (وَاسْتَحْيَاهُ) تَرَكَهُ حَيًّا وَمِنْهُ) «وَاسْتَحْيَوْا شَرْخَهُمْ» وَحَيَاةُ الشَّمْسِ بَقَاءُ ضَوْئِهَا وَبَيَاضِهَا وَقِيلَ بَقَاءُ حَرِّهَا وَقُوَّتِهَا وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْعُرْفُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ
فَلَمَّا اسْتَبَانَ اللَّيْلُ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ ... حَيَاةَ الَّتِي تَقْضِي حُشَاشَةَ نَازِعِ
أَلَا تَرَى كَيْفَ شَبَّهَ حَالَةَ الشَّمْسِ بَعْدَمَا دَنَتْ لِلْمَغِيبِ بِحَالِ نَفْسٍ شَارَفَتْ أَنْ تَمُوتَ فَهِيَ كَأَنَّهَا تَقْضِي دَيْنَ الْحَيَاةِ وَتُؤَدِّي مَا عِنْدَهَا مِنْ وَدِيعَةِ الرَّمَقِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ مُشَافَهَةَ طَلَائِعِ اللَّيْلِ وَمُشَاهَدَةَ أَوَائِلِهِ فَأَيْنَ هَذِهِ الْحَالَةُ مِنْ بَقَاءِ قُوَّتِهَا وَحَرَارَتِهَا (وَحَيِيَ) مِنْهُ حَيَاءً بِمَعْنَى اسْتَحَيَا فَهُوَ حَيِيٌّ (وَقَوْلُ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - حَيٌّ أَيْ يُعَامَلُ مُعَامَلَةَ مَنْ لَهُ حَيَاءٌ لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْحَيَاءِ انْكِسَارٌ وَآفَةٌ تُصِيبُ الْحَيَاةَ وَذَلِكَ لَا يَصِحُّ فِيهِ تَعَالَى (وَحَيَّاهُ) بِمَعْنَى أَحْيَاهُ تَحِيَّةً كبقاه بِمَعْنَى أَبْقَاهُ تَبْقِيَةً هَذَا أَصْلُهَا ثُمَّ سُمِّيَ مَا يُحَيَّا بِهِ مِنْ سَلَامٍ وَنَحْوِهِ تَحِيَّةً (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب: 44] فَإِذَا جُمِعَتْ فَقِيلَ وَتَحَايَا وَتَحَايَلُوا وَحَقِيقَتُهُ حَيَّيْتُ فُلَانًا قَلْتُ لَهُ حَيَّاك اللَّهُ أَيْ عَمَّرَك اللَّهُ وَأَحْيَاك وَأَطَالَ حَيَاتَك كَقَوْلِهِمْ صَلَّى عَلَى النَّبِيُّ إذَا دَعَا لَهُ وَمَعْنَاهُ قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك وَمَنْ فَسَّرَ التَّحِيَّةَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} [النساء: 86] بِالْعَطِيَّةِ فَقَدْ سَهَا وَكَذَلِكَ مَنْ ادَّعَى أَنَّ حَقِيقَتَهَا الْمُلْكُ وَإِنَّمَا هِيَ مَجَازٌ وَذَاكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُحَيُّونَ الْمُلُوكَ بِقَوْلِهِمْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ وَلَا يُخَاطِبُونَ بِهِ غَيْرَهُمْ حَتَّى إنَّ أَحَدَهُمْ إذَا تَوَلَّى الْإِمَارَةَ وَالْمُلْكَ قِيلَ لَهُ فُلَانٌ نَالَ التَّحِيَّة (وَمِنْهُ) بَيْتُ الْإِصْلَاحِ
وَلِكُلِّ مَا نَالَ الْفَتَى ... قَدْ نِلْتُهُ إلَّا التَّحِيَّةَ
أَيْ إلَّا الْمِلْكَ وَأَمَّا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ فَمَعْنَاهَا أَنَّ كَلِمَاتِ التَّحَايَا وَالْأَدْعِيَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَفِي مَلَكَتِهِ لَا أَنَّ هَذِهِ تَحِيَّةٌ لَهُ وَتَسْلِيمٌ عَلَيْهِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ عَلَى مَا قَرَأْتُ «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» إلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَحَيَّ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَفْعَالِ (وَمِنْهُ) حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ أَيْ هَلُمَّ وَعَجِّلْ إلَى الْفَوْزِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
حيي
حيِيَ حَيِيتُ، يَحيَا، احْيَ، حياةً وحيوانًا، فهو حيّ
• حيِي فلانٌ:
1 - عاش وصار ذا حياة، كان ذا نماء، سرت فيه الرُّوح، عكسه مات "كان يريد أن يحيا حياة حرّة كريمة- {وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} - {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} " ° يحيا الشّعب: هتاف يقال في المظاهرات السياسيّة تأييدًا للشعب.
2 - كان ذا نماء وقدرة على التطوّر " {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} ". 

حيِيَ من يَحيَا، احْيَ، حياءً، فهو حَيِيّ، والمفعول مَحْيىّ منه
• حيِي منه: احتشم، خجل منه "َالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ [حديث] ".
• حيِي من القبيح: انقبضت نفسُه عنه "حيِي ممّا رآه من أعمال سيِّئة". 

أحيا يُحيِى، أَحْيِ، إحْياءً، فهو مُحيٍ، والمفعول مُحيًا
• أحياه اللهُ:
1 - أبقاه، جعله حيًّا " {لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} " ° أحيا الأملَ في نفوسهم: جدّده.
2 - أصلحه،
 هداه إلى الطَّريق الصَّواب " {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ".
3 - أوجد فيه الحياة " {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} ".
• أحيا اللهُ الأرضَ: أخصبها، أخرجَ منها النّبات " {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ".
• أحيا ذكراه: احتفل بها وأشاد بصاحبها "أقيم احتفال لإحياء ذكرى الشاعر شوقي".
• أحيا سيرتَه: استعادَها وأثنى عليها "أحيا الأبناءُ سيرةَ جدّهم المتوفَّى".
• أحيا حفلةً: قدّم عرضًا غنائيًّا "أحيا المطربُ حَفْلاً جميلاً".
• أحيا اللَّيلَ: ترك النومَ فيه وصرفه للعبادة "أحيا ليلتَه في الصلاة" ° أحيا البكاءُ ليلَه: أسهره.
• أحيا النَّارَ: نفخ فيها فاضطرمت. 

استحى/ استحى من يستحي، اسْتَحِ، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتَحًى
• استحى فلانٌ فلانًا/ استحى فلانٌ من فلان: خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {وَاللهُ لاَ يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ} [ق]- {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحى الأسيرَ: تركه حيًّا فلم يقتله. 

اسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من يَستحْيِي، اسْتَحْي، استحياءً، فهو مُسْتحٍ، والمفعول مُسْتحيًى
• استحيا فلانٌ فلانًا/ استحيا فلانٌ من فلان: استحاه؛ خجل منه "إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [حديث]- {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} - {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} ".
• استحيا الأسيرَ: استحاه؛ ترَكَه حيًّا فلم يقتله " {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ". 

حيَّا يحيِّي، حَيِّ، تحيَّةً، فهو مُحَيٍّ، والمفعول مُحيًّا
• حيَّا صديقَه: سلَّم عليه " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} ".
• حيَّاه اللهُ:
1 - أبقاه، وأطال عمره ° حيَّاك الله: أطال عمرك- حيَّاك اللهُ وبيَّاك: أبقاك وبوَّأكَ مكانًا حسنًا.
2 - ملَّكه اللهُ. 

إحياء [مفرد]:
1 - مصدر أحيا ° إحياء الأرض: مباشرتها بتأثير شيء منها من إحاطة أو زرع أو عمارة، إخراج النبات منها.
2 - بعث الحيويّة والنشاط والإنعاش والتجديد.
• إحياء التُّراث الأدبيّ: (دب) نشر الأدب العربيّ القديم واتّخاذه مثالاً رفيعًا في الإنتاج الأدبيّ.
• إحياء علوم الأدب: (دب) تسمية أطلقت على حركة إحياء التراث القديم اليونانيّ والرومانيّ في الحياة الأدبيّة لعصر النهضة في الغرب.
• مدرسة الإحياء والبعث: مدرسة أدبيّة عربيّة ساعدت على نهضة الأدب، رائدها البارودي. 

أحيائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى أحياء: على غير قياس "علوم/ تجارب أحيائية".
• منطقة أحيائية: منطقة مأهولة بالسكان. 

إحيائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إحياء.
2 - مصدر صناعيّ من إحياء: نزعة ترمي إلى إحياء ما يتّصل بالماضي من تراث وفكر. 

استحياء [مفرد]: مصدر استحى/ استحى من واسْتَحْيا/ اسْتَحْيا من. 

تحيَّة [مفرد]: ج تحيّات (لغير المصدر) وتَحايا (لغير المصدر):
1 - مصدر حيَّا.
2 - سلامُ، إكرامُ، إحسان "التحيّات لله: الملك لله- بلِّغ فلانًا تحيّاتي- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} " ° تحيَّات واحترامات: تعابير مُؤَدَّبة للاحترام والتقدير- تحيّة لذكراه: إحياءً لها وإكرامًا. 

حَيَا [مفرد]
• الحَيَا:
1 - الخِصْب "الحيا مرهون بوفرة الماء".
2 - المطر "*جبل التوباد حيّاك الحَيَا*". 

حَياء [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ من ° ذاب حياءً: غلبه الحياءُ.
2 - رحم الناقة.
3 - فَرْج ذوات الظّلف والخُفّ. 

حَياة [مفرد]: ج حَيَوات (لغير المصدر):
1 - مصدر حيِيَ.
2 - استمرار بقاء الكائنات بروحها، عيشة، نقيض الموت "احرص على الموت تُوهَبْ لك الحياة- *ولكن لا حياة لمن تنادي*- سئمت تكاليفَ الحياة ومن يعشْ ... ثمانين حَوْلا- لا أبالك- يسأمِ- {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: متاعها الزائل- {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} " ° أودى الشَّيء بحياة فلان: ذهب به، أهلكه- الحياة الأَبَديَّة: الحياة الآخرة- الحياة الباقيةُ: الحياة الآخرة، ما بعد الموت، دار البقاء- الحياة الدُّنيا: الحياة في عالمنا هذا، عكسها الحياة الآخرة- الحياة العصريَّة: مواكبة الموضة ومتطلّبات العصر- بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت، في حالة النزع- تجارب الحياة: الخبرة التي يكتسبها الإنسان من المواقف والأحداث والأشخاص- حياة أدبيّة: ما يشهده الأدب من فعاليات ونشاط- حياة اجتماعيّة: ما يتصل بالوضع الاجتماعيّ عامّة- حياة التَّشرُّد: الضَّياع والتّشرذم- حياة خشنة: فقيرة- حياة عائليّة: تتصل بالأسرة- حياةُ كلابٍ: تعيسة، بائسة- دخَل حياته: صار جزءًا منها- شريكة الحياة: الزوجة- عادت له الحياة: بُعث من جديد، جُدِّد الاهتمام به- عركته الحياة: محنَّك، مجرِّب- على قَيْد الحياة: ما زال حيًّا- في خِضَمّ الحياة: في مشاغلها الكثيرة- لمدى الحياة: طوال عمره- ماء الحياة: عرق (شراب مسكر) - مسألة حياة أو موت: لا تحتمل التأجيل، أمر لابدّ من الحسم فيه- مستوى الحياة: مستوى المعيشة، طريقة حياة مَنْ عنده دخل متوسِّط في بلدٍ ما- مظاهر الحياة: الفعاليات الظاهرة التي يعبِّر بها الكائن الحيّ عن حيويّته- مقومات الحياة: أساسياتها- وضَع حياتَه على كفِّه: خاطر، غامر، جازف- وقَف حياته على كذا: خصصها.
3 - (حي) مجموع ما يميِّز الكائنات الحيّة، حيوانيّة كانت أو نباتيّة عن غيرها من الجمادات مثل التغذية والنموّ والتناسل والحساسية وغيرها.
• علم الحياة: (حي) علم يبحث في بنيان الكائنات الحيّة ووظائفها ومألفها الطبيعيّ، ونشأتها منذ أزمنة ما قبل التاريخ، وهو قسمان: علم الحيوان، وعلم النبات.
• دورة الحياة: (حي) سلسلة من التطوُّرات والتغيُّرات التي من خلالها يمرُّ الكائن الحيّ في مرحلة تكوُّنه كلاقح مُخصَّب إلى مرحلة البلوغ التي قد يتكوّن فيها لاقح آخر.
• قُبْلة الحياة: تنفُّس صناعيّ عن طريق نفخ الهواء من فم المعالِج في فم المغمى عليه من غَرق وغيره. 

حَياتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَياة: "الواقعيّة تعني الانفعال الحياتيّ الصادق بالواقع- أمور حياتيَّة". 

حياتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة.
3 - (سف) مذهب يردُّ الحياة والحركة إلى قوّة باطنة أو قوّة الأحياء، يعرف كذلك باسم أحيائيّة. 

حَيَوان [مفرد]:
1 - مصدر حيِيَ.
2 - حياة، جسم نامٍ حسّاس متحرِّك بالإرادة " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} ".
3 - ما عدا الإنسان من أنواع الحيوانات "حيوان بريّ/ مفترس/ بحريّ/ أليف/ طفيليّ- جمعية الرفق بالحيوان- حيوانات مجترَّة/ ثدييّة/ فقاريّة/ قشريّة/ قاضمة/ داجنة" ° الحيوانات الأهليّة: هي ما دُجِّن من الحيوانات- الحيوانات الشَّرسة: هي التي تعيش في الغابات البرّيّة كالأسد والنمر- حديقة الحيوان: تشتمل على أصناف من الحيوانات الحيَّة للعرض.
4 - حياة دائمة باقية، حياة لا يعقبها موت " {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}: وقيل مبالغة في الحياة".
5 - من به غلظة وغباء وبلادة "كيف تتعامل مع هذا الحيوان؟ ".
• علم الحيوان: (حن) فرع من علم الأحياء المسمَّى التّاريخ الطّبيعيّ، وهو يبحث في الحيوان من حيث بنيانه ونموّه وتصنيفه.
• الحيوان المَنَوِيّ: (شر) الخليّة التَّناسليّة الذَّكريّة التي تتَّحد بالبويضة أي بالخليّة التَّناسليّة الأنثويّة لتكوّن الزّيجوت. 

حيوانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَيَوان: "غريزة حيوانيّة" ° قوّة حيوانيّة: إحساس يعني الحاسة والحس.
2 - مصدر صناعيّ من حَيَوان: بهيميّة، جنسيَّة، جانب حيوانيّ من الطبيعة البشريّة.
• زراعة حيوانيَّة: (رع) فرع من الزراعة يعني بتربية الدواجن. 

حَيويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَيّ: في الاستعمال
 الغالب "أمر حيويّ: ذو خطورة وأهميَّة، ضروريّ- مبدأ/ عامل/ تغيير/ مجال حيويّ".
2 - اسم منسوب إلى حَياة: "إنّ مصالحنا الحيويّة مهدّدة بخطر الحرب".
3 - (سف) مبدأ مغاير للمادّة ومغاير للقوى الفيزيائيّة والكيميائيّة.
4 - ضروريّ للحياة والعيش، ذو أهمية "المال حيويّ لمواجهة الأزمات".
• الكشف الحيويّ: (حي) كشف أو فحص طبِّي للجسم لتحديد وجود الحياة أو عدم وجودها.
• مضادّ حيويّ: (كم) دواء مثل البنسلين يقضي على البكتريا أو يمنع تكاثرَها. 

حَيَويَّات [جمع]: مف حَيَويّ: (كم) مواد كيميائيّة مثل البنسلين قادرة على إبادة الجراثيم. 

حيويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَياة.
2 - مصدر صناعيّ من حَياة: مقدرة الحيّ على تأدية وظيفته، ويراد بها الفاعليّة غير الاعتياديّة، نشاط وعافية "يفتقر إلى الحيويّة- حيويّة النفس تؤدّي إلى العمل- ضرورة/ منشآت حيويّة- مسألة ذات أهمية حيويّة".
• الجغرافيا الحيويَّة: (جغ) دراسة التَّوزيع الجُغرافيّ للكائنات الحيّة.
• فيزياء حيويَّة: (فز) علم يتناول تطبيق علم الفيزياء على العمليّات والظواهر الحيويَّة.
• الكيمياء الحيويَّة: (كم) فرع في علم الكيمياء يختصّ بدراسة تركيب الموادّ الحيويّة والتغيُّرات التي تحدث في أجسام الكائنات الحيّة.
• إحصائيَّات حيويَّة: ما يتعلّق بأهمّ الأحداث في حياة الإنسان كالمواليد والموتى وعدد الزِّيجات. 

حَيّ [مفرد]: ج أحياء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ ° أَرْض حيّة: خصبة- بحر حيّ: إذا كان فيه مدّ وجزر ضدّ بحر ميِّت- حَيّ الضَّمير: صادق أمين، صاحب ضمير يقظ- ذخيرة حيّة: حربيّة حقيقيّة- صورة حيَّة: مشهد عفويّ أخّاذ- فلانٌ حَيُّ القلْب: للدلالة على الشهامة والنفاد والجد- لُغَة حيّة: متداولة في حياة الناس اليوميّة- مثال حي: محسوس- وسيلة حيَّة: جادّة.
2 - مَنْ يحيا، ضدّ ميِّت، كلُّ متكلِّم ناطق " {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ".
3 - نشيط، ذو حيويّة وفاعليّة ملحوظة.
4 - محلة أو مجتمع سكنيّ في مدينة "حيّ جامعيّ/ تجاريّ".
• الحيّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الدّائم الوجود، الباقي حيًّا بذاته أزلاً وأبدًا الذي تندرج جميع المُدركات تحت إدراكه، وجميع الموجودات تحت فعله " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ".
• سلك حَيٌّ: (فز) ما ينقُل تيَّارًا كهربائيًّا.
• علم الأحياء: (حي) علم الحياة أو البيولوجيا، وهو علم يتناول مجموع ما يشاهد في الإنسان والحيوانات والنباتات من مميِّزاتٍ تفرّق بينها وبين الجمادات، كالتغذية والنموّ والتناسل ونحو ذلك. 

حَيَّ/ حَيَّ إلى/ حَيَّ على [كلمة وظيفيَّة]
• حيَّ إلى كذا/ حيَّ على كذا: اسم فعل أمر بمعنى هَلُمَّ أو أقبل أوعجّل "حيّ على الصَّلاة: هلمَّ وأقبلْ- حيّ على العمل- حيّ على الفلاح: هلمُّوا إلى طريق الفوز والنّجاة". 

حَيَّة [مفرد]: ج حَيَّات وحَيَوات:
1 - مؤنَّث حَيّ.
2 - (حن) رتبة من الزَّواحف، منها أنواع كثيرة كالثَّعبان والأفعى وغيرهما (تقال للذكّر والأنّثى) (انظر: ح و ي - حَيَّة) "مَنْ لدغته الحيّة يخاف من الحبل [مثل]: يعني أنّ مَنْ تعرَّض لتجربةٍ قاسيةٍ يذكرها دائمًا، فيُضاعف الحَذَر خشية تكرارها- {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} " ° رأسه رأس حيَّة: ذكيّ متوقّد- سقاه اللهُ دم الحيّات: أهلكه- شِدْقا الحيَّة: حَنَكاها- هم حيَّات الأرض: دواهيها وفرسانها- هو حيَّة الوادي: حامي حوزته- هو حيَّة ذكر: شهم. 

حَيِيّ [مفرد]: مؤ حَييّة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حيِيَ من.
2 - ذو حياء "شاب حييّ- بدت على عينيها نظرة حييّة".
• الحييّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: أنّه يكره أن
 يردّ العبدَ إذا دعاه فسأله ممّا لا يمتنع في الحكمة إعطاؤه إيّاه وإجابته إليه "إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا [حديث] ". 

مُحْيٍ [مفرد]: اسم فاعل من أحيا.
• المُحْيي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يخلق الحياة في النُّطفة والعَلَقة، وفي الموتى للحساب يوم القيامة، وفي الأرض بإنزال الغيث عليهما وإنبات الرّزق، وهو باعث الحياة في جميع الكائنات الحيّة " {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} ". 

مَحْيا [مفرد]: ج محايٍ: مصدر ميميّ من حيِيَ: حياة، عكسه ممات " {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ} - {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} " ° لَيْلَةُ المَحْيَا: ليلة الحياة.
• المَحْيا: الموضع الذي يُحيا فيه "كلّ نفس تحبّ مَحْياها". 

مُحَيّا [مفرد]: وجه ° طَلْق المُحَيّا: متهلّل ومشرق، باشّ. 
حييّ
: (ى ( {الحِيُّ، بكسْر الحاءِ) :} الحَياةُ زَعَمُوا؛ قالَهُ ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:
كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ
وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ (و) وكذلِك ( {الحَيَوانُ بالتَّحْرِيكِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنَّ الدارَ الآخرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ} ، أَي دارُ الحَياةِ الَّدائِمَةِ.
قالَ الفرَّاءُ: كسر أَوَّل} حِيَ لئَلاَّ تُبْدَل الياءُ واواً كَمَا قَالُوا بِيضٌ وعِينٌ.
قَالَ ابنُ برِّي: الحِيُّ {والحَيَوانُ (} والحَياةُ) مَصادِرُ، ويكونُ الحَيَوانُ صِفَةً {كالحِيِّ كالصّمَيانِ للسَّرِيعِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: والحَياةُ كُتِبَتْ فِي المصْحفِ بالواوِ ليعلمَ أنَّ الواوَ بعْدَ الياءِ فِي حَدِّ الجَمْعِ، وقيلَ: على تَفْخِيم الألفِ.
(و) حَكَى ابنُ جنِّي عَن قُطْرُب أنَّ أَهْلَ اليَمَنِ يقُولُونَ: (الحَيَوْةُ، بسكونِ الواوِ) قبْلَها فَتْحة، فَهَذِهِ الواوُ بدلٌ مِن أَلفِ} حَيَاةٍ وليسَتْ بلامِ الفِعْل من حَيِوْتُ، أَلا تَرى أَنَّ لامَ الفِعْل ياءٌ؟ وكَذلِكَ يَفْعَل أَهْل اليَمَنِ بكلِّ أَلفٍ مُنْقلِبَة عَن واوٍ كالصَّلاة والزَّكَاة: (نَقِيضُ المَوْتِ) .
وقالَ الراغبُ: الحَياةُ تُسْتَعْمل على أَوْجُهٍ:
الأولى: للقوَّةِ النامِيَةِ المَوْجودَةِ فِي النَّباتِ والحَيَوانِ، وَمِنْه قيلَ نَباتٌ {حيٌّ {وجَعَلْنا مِن الماءِ كلَّ شيءٍ حيّ} .
والثَّانِيَة: للقوَّةِ الحسَّاسةِ، وَبِه سُمِّي الحَيَوانُ} حَيَواناً.
والثَّالِثَةُ: للقوَّة العاقِلَةِ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَو من كانَ مَيِّتاً {فأَحْيَيْناه} ؛ وقالَ الشاعِرُ:
لقد أَسْمَعْت لَو نادَيْت حَيّاً
وَلَكِن لَا حَياةَ لمَنْ تُنادِيوالَّرابعَةُ: عبارَةً عَن ارْتِفاعِ الغَمِّ؛ وَبِهَذَا النَّظَر قالَ الشاعِرُ:
ليسَ من ماتَ فاسْتَراحَ بمَيِّتٍ
إنَّما المَيِّتُ مَيِّتُ} الأَحْياء والخامِسَةُ: الحَياةُ الأُخْروِيَّة الأبَدِيَّة، وذلكَ يتوصلُ إِلَيْهَا {بالحَيَاةِ الَّتِي هِيَ العَقْلُ والعِلْم، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {يَا لَيْتَني قدَّمْت} لحيَاتِي} ، يعْنِي بِهِ الحَياةَ الأُخْروِيَّة الَّدائِمَة.
والسَّادِسَةُ: الحَياةُ الَّتِي يُوصَفُ بهَا البارِي تَعَالَى، فإنَّه إِذا قيلَ فِيهِ تَعَالَى إنَّه حيٌّ فمعْناه لَا يصحُّ عَلَيْهِ المَوْتُ وليسَ ذلِكَ إلاَّ للَّهِ تَعَالَى، انتَهَى. ( {حَيِيَ، كرَضِيَ، حَياةً، و) لُغَةٌ أُخْرى: (حَيَّ} يَحَيُّ {ويَحْيَا، فَهُوَ حَيٌّ.
قالَ الجَوهرِيُّ: والادْغامُ أَكْثَر لأنَّ الحرَكَةَ لازِمَةٌ، فَإِذا لم تكنِ الحَرَكَةُ لازِمَةً لم تدْغم كقوْلِه تَعَالَى: {أَلَيْس ابقادِرٍ على أَنْ} يُحْيِيَ المَوْتَى} ؛ ويُقْرأُ { {ويحييّ من حَيَّ عَن بَيِّنة} ، انتَهَى.
قالَ الفرَّاءُ: كِتابَتُها على الإدْغامِ بياءٍ واحِدَةٍ وَهِي أَكْثَر قِراءَة القرَّاء، وقَرَأَ بعضُهم مَنْ حَيِيَ عَن بيِّنةٍ، بإظهارِها؛ قالَ وإنَّما أَدْغَموا الياءَ مَعَ الياءِ وكانَ يَنْبغِي أنْ يَفْعلوا لأنَّ الياءَ الأخيرَةَ لَزِمَها النَّصْبُ فِي فِعْلٍ، فأُدْغِم لمَّا الْتَقَى حَرْفانِ مُتَحرِّكانِ من جنْسٍ واحِدٍ؛ قالَ: ويَجوزُ الإدْغام للاثْنَيْن فِي الحركَةِ اللاَّزمَةِ للياءِ الأَخيرَةِ فتقولُ} حَيَّا {وحَيِيَا، ويَنْبغِي للجَمْع أَن لَا يُدْغَم إلاَّ بياءٍ، لأنَّ ياءَها نَصيبُها الرَّفْع وَمَا قَبْلها مَكْسُور، فَيَنْبغِي لَهَا أَن تسكنَ فيسقطُ بواوِ الجِماعِ، ورُبَّما أَظْهَرَتِ العَرَبُ الإدْغامَ فِي الجَمْعِ إرادَةَ تأْليفِ الافْعالِ، وَأَن تكونَ كُلّها مُشَدَّدَة، فَقَالُوا فِي} حَييتُ {حَيُّوا وَفِي عَييتُ عَيُّوا.
قالَ: وأَجْمَعَتِ العَرَبُ على إدْغامِ} التَّحِيَّةِ بحرَكةِ الياءِ الأَخيرَةِ، كَمَا اسْتَحبُّوا إدْغامَ حَيَّ وعَيَّ للحرَكةِ اللاَّزمَة فِيهَا فَأَما إِذا سكنتِ الياءُ الأخِيرَة فَلَا يَجوزُ الإدْغامُ من! يَحْيِا ويُعْيِي، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ الإدْغام وليسَ بالوَجْه.
وأَنْكَر البَصْرِيُّونَ الْإِدْغَام فِي هَذَا الموْضِعِ.
(و) قَوْلُه تَعَالَى: { {فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طيِّبةً} ؛ رُوِي عَن ابنِ عبّاسٍ: أنَّ (الحَياةَ الطيِّبَةَ: الرِّزْقُ الحَلالُ) فِي الدُّنْيا؛ (أَو) هِيَ (الجَنّةُ.
(} والحَيُّ) مِن كلِّ شيءٍ: (ضِدُّ المَيِّتِ، ج {أَحْياءٌ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يَسْتوي} الأَحْياءُ وَلَا الأَمْواتُ} .
(و) {الحَيُّ: (فَرْجُ المرْأَةِ) ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ.
قالَ: ورأَى أعْرابيٌّ جهازَ عَرُوسٍ فقالَ: هَذَا سَعَفُ الحَيِّ، أَي جِهازُ فَرْجِ المرْأَةِ.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ: (ضُرِبَ ضَرْبَةً لَيْسَ بحاءٍ مِنْهَا) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ليسَ بحائِي مِنْهَا، (أَي ليسَ يَحْيَى) مِنْهَا، قالَ: وَلَا يقالُ ليسَ} بحَيَ مِنْهَا إلاَّ أَن يُخْبِرَ أنَّه ليسَ بحَيَ، أَي هُوَ مَيِّتٌ، فَإِن أَرَدْتَ أنَّه لَا يَحْيَى قُلْتَ ليسَ بحائِي، وكذلِكَ أَخَوَاتُ هَذَا (كقَوْلِكَ) عُدْ فُلاناً فإنَّه مرِيضٌ تُريدُ الحالَ، وتقولُ: (لَا تَأْكُلْ كَذَا) مِن الطَّعامِ (فإنَّكَ مارِضٌ، أَي) أنَّكَ (تَمرَضُ إِن أَكَلْتَهْ.
( {وأَحْياهُ) } إحْياءً: (جَعَلَهُ {حَيّاً) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {أَلَيْسَ ذلكَ بقادرٍ على أَنْ يُحْييَ المَوْتَى} .
(} واسْتَحْياهُ: استَبْقاهُ) هُوَ اسْتَفْعَل مِن الحَياةِ، أَي تَرَكَهُ حَيّاً، وليسَ فِيهِ إلاَّ لُغَة واحِدَةٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: { {ويَسْتَحِيي نِساءَهُم} ، أَي يَتْركهنَّ أَحْياءً.
وَفِي الحديثِ: (اقْتُلُوا شُيُوخَ المُشْرِكِين} واسْتَحْيُوا شَرْخَهم، أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم وَلَا تَقْتُلُوهم.
(قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا {يَسْتَحيي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً} ، أَي لَا يَسْتَبْقي، كَذَا وُجِدَ بخطِّ الجَوهريُّ.
(وطَريقٌ حَيٌّ) : أَي (بَيِّنٌ) ، والجَمْعُ أَحْياءٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
إِذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه (} وحَيِيَ) ، كرَضِيَ: (اسْتَبَانَ) . يقالُ: إِذا حَيِيَ لكَ الطَّريقُ فخُذْ يَمْنَةً.
(وأَرضٌ {حَيَّةٌ: مُخْصِبةٌ) ، كَمَا قَالُوا فِي الجَدْبِ مَيِّتَةٌ.
(} وأَحْيَيْنا الأرضَ: وَجَدْناها حَيَّةً) خصْبَةً (غَضَّةَ النَّباتِ.
( {والحَيَوانُ، مُحرَّكةً: جِنْسُ الحَيِّ، أَصْلُه} حَيَيانٌ) ، فقُلِبَتِ الياءُ الَّتِي هِيَ لامٌ واواً اسْتِكْراهاً لتَوالِي الياءَيْن لتَخْتلفَ الحَرَكاتُ؛ هَذَا مَذْهَبُ الخَلِيلِ وسِيْبَوَيْه؛
وذَهَبَ أَبو عُثمان إِلَى أنَّ الحَيوانَ غيْرُ مُبْدلِ الواوِ وأنَّ الواوَ فِيهِ أَصْلٌ وَإِن لم يكنْ مِنْهُ فعل، وَشبه هَذَا بقَوْلِهم فَاظَ المَيِّتَ يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وَإِن لم يَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلاً، كَذلِكَ الحَيَوانُ عنْدَهُ مَصْدَر لم يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل.
قالَ أَبو عليَ: هَذَا غَيْرُ مرضيَ من أَبي عُثْمان من قِبَل أنَّه لَا يَمْتَنع أَن يكونَ فِي الكَلامِ مَصْدَر عَيْنه واوٌ فاؤُه ولامُه صَحِيحانِ مِثْل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْلٍ ومَوْتٍ وأَشْبَاه ذلكَ، فأَمَّا أَن يُوجدَ فِي الكَلامِ كَلِمَة عَيْنها يَاء ولامُها وَاو فَلَا، فحَمْلُه الحَيَوانَ على فَوْظٍ خَطَأٌ، لأنَّه شَبَّه مَا لَا يُوجَد فِي الكَلامِ بِمَا هُوَ مَوْجُود مُطَّرد.
قالَ أَبو عليَ: وكأنَّهم اسْتَجازُوا قَلْبَ الياءِ واواً لغَيْرِ علَّةٍ، وَإِن كانتِ الواوُ أَثْقَل من الياءِ، ليَكُون ذلكَ عوضا للواوِ من كَثْرةِ دُخُولِ الياءِ وغَلَبتها عَلَيْهَا. .
( {والمُحاياةُ: الغِذاءُ للصَّبِّيِّ) بِمَا بِهِ} حَيَاته.
وَفِي المُحْكَم: لأنَّ حَيَاتَه بِهِ.
(والحَيُّ: البَطْنُ من بُطُونِهم) ، أَي العَرَب، (ج أَحْياءٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: الحَيُّ يَقَعُ على بَني أَبٍ كَثُرُوا أَو قَلُّوا، وعَلى شَعْبٍ يجمَعُ القَبائِلَ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
قاتَلَ اللَّهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً مَا لَهُمْ دُونَ عذرَةِ مِنْ حِجابِ ( {والحَيَى) ، مَقْصوراً: (الخِصْبُ) وَمَا يَحْيَى بِهِ الأَرْضُ والنَّاسُ.
(و) قَالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ (المَطَرُ) } لإحْيائِهِ الأَرْضَ، وَإِذا ثَنَّيْت قُلْت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَنَّ الحرَكَةَ غَيْرُ لازِمَةٍ، وإنَّما سُمِّي الخِصْب حَياء لأنَّه يَتَسَبَّب عَنهُ. (ويُمَدُّ) فيهمَا، والجَمْعُ أَحْياءٌ.
(و) {الحَيَا: (اسمُ امْرأَةٍ) ؛ قَالَ الرَّاعي:
إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وعُمُومَتِي
ونَبَتُّ فِي وَسطِ الفُرُوعِ نُضارِ قُلْتُ: وابنُ الحَيَا الَّذِي قالَ فِيهِ الجعْدِيُّ:
جهلت عليّ ابْن الحيا وظلمتني
وجمعت قولا جانبيّاً مضللا (و) } الحَيَاءُ، (بالمدِّ: التَّوبة والحِشْمَةُ) .
وَقَالَ الرَّاغبُ: هُوَ انْقِباضُ النَّفْسِ عَن القَبائِحِ.
وَقد (حَييَ مِنْهُ) ، كرَضِيَ، ( {حَياءً) : اسْتَحْيى؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
أَلا} تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ
لعَلاَّتٍ وأُمُّكُم رَقُوبُ؟ أَي أَلا {تَسْتَحْيُونَ.
قالَ: وتقولُ فِي الجَمْعِ} حَيُوا كَمَا يقالُ خَشُوا.
قالَ سِيْبَوَيْه: ذَهَبتِ الياءُ لإلْتقاءِ السَّاكِنَيْنِ لأنَّ الواوَ ساكِنَةٌ وحَرَكَة الياءِ قد زَالَتْ كَمَا زَالَتْ فِي ضَرَبُوا إِلَى الضمِّ، وَلم تحرَّك الْيَاء بالضمِّ لثِقْلِه عَلَيْهَا فحُذِفَتْ وضُمَّت الياءُ الباقِيَة لأجْلِ الواوِ.
وقالَ بعضُهم: {حَيُّوا، بالتَّشْديدِ، تَرَكَه على مَا كانَ عَلَيْهِ للإدْغامِ.
(} واسْتَحْيى مِنْهُ) ، بياءَيْنِ ( {واسْتَحَى مِنْهُ) ، بياءٍ واحِدَةٍ، حَذَفُوا الياءَ الأَخيرَةَ كَراهِية الْتِقاءِ الياءَيْن.
وقالَ الجَوهرِيُّ: أَعَلُّوا الياءَ الأُولى وأَلْقُوا حَرَكَتَها على الحاءِ فَقَالُوا} اسْتَحَيْتُ اسْتِثْقالاً لمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهَا الزَّوائد.
قالَ سِيْبَوَيْه: حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكِنَيْن لأنَّ الياءَ الأُولى تُقْلَبُ أَلِفاً لتحركها، قالَ: وإنَّما فَعَلُوا ذلكَ حيثُ كَثُرَ فِي كَلامِهم.
وقالَ أَبو عُثْمان المازِنيُّ: لم تُحْذَف لإلْتِقاءِ السَّاكنَيْن لأنَّها لَو حُذِفَتْ لذلكَ لرَدّوها إِذْ قَالُوا هُوَ {يَسْتَحِي، ولقالوا} يَسْتَحِيي.
قالَ ابنُ بَرِّي: قَوْل أَبي عُثْمان مُوافِقٌ لقَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَالَّذِي حَكَاه عَن سِيْبَوَيْه ليسَ هُوَ قَوْله، وإنَّما هُوَ قَوْلُ الخلِيلِ، لأنَّ الخَليلَ يَرى أنَّ {اسْتَحَيْتُ أَصْلُه} اسْتَحَيْيتُ، فأُعِلَّ إعْلال اسْتَعَيْت، وأَصْلُه أستَعْيَيْتُ، وذلكَ بأنْ تُنْقَل حَركَة الياءِ على مَا قَبْلَها وتُقْلَب أَلِفاً لالْتِقاءِ السَّاكنَيْن، وأَمَّا سِيْبَوَيْه فيَرى أنَّها حُذِفَتْ تَخْفيفاً لاجْتِماعِ الياءَيْن لَا لإعْلالٍ مُوجِب لحذْفِها، كَمَا حذفَت السِّيْن فِي أَحْسَسْت حَتَّى قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حَركَتَها على مَا قَبْلها تَخْفيفاً، انتَهَى.
ثمَّ قالَ الجَوهرِيُّ: وقالَ الأَخْفَش: {اسْتَحَى، بياءٍ واحِدَةٍ، لُغَةُ تَمِيمٍ، وبياءَيْن لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ، وَهُوَ الأَصْلُ، لأنَّ مَا كانَ موضعُ لامه مُعْتلاً لم يُعِلُّوا عَيْنَه، أَلا تَرى أنَّهم قَالُوا} أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ ويقُولُونَ: قُلْتُ وبِعْتُ فيُعِلُّون العَيْنَ لمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، وإنَّما حَذَفُوا الياءَ لكثْرَةِ اسْتِعْمالِهم لهَذِهِ الكَلِمَةِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ فِي لَا أَدْري.
( {واسْتَحياهُ) } واسْتَحاهُ يَتَعدَّيانِ بحَرْفٍ وبغَيْر حَرْفٍ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: للعَرَب فِي هَذَا الحَرْف لُغَتانِ يَسْتَحِي بياءٍ واحِدَةٍ وبياءَيْن، والقُرْآنُ نَزَلَ بِهَذِهِ اللغَةِ الثانِيَةِ فِي قوْلِه تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً} .
وقالَ ابنُ برِّي: شاهِدُ الحَياءِ بمعْنَى! الاسْتِحْياء قوْلُ جريرٍ:
لَوْلَا الحيَاءُ لَهَاج لي اسْتِعْبارُ
ولَزُرْتُ قَبْرَكِ والحبيبُ يُزَارُوفي الحدِيثِ: (الحَياءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمانِ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: وإنَّما جعلَ الحَياء بَعْض الإِيمانِ لأنَّ الإِيمانَ يَنْقَسِم إِلَى ائْتِمارٍ بِمَا أَمر الله بِهِ وانْتِهاءٍ عمَّا نَهَى اللَّهُ عَنهُ، فَإِذا حصلَ الإنْتِهاءُ {بالحَياءِ كانَ بَعْض الإيمانِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ مَا شِئْتَ) ؛ لَفْظُه أَمْرٌ ومعْناهُ تَوْبيخٌ وتَهْديدٌ.
(وَهُوَ} حَيِيٌّ، كغَنِيَ: ذُو حَياءٍ) ؛ والأُنْثى بالهاءِ.
(و) الحَياءُ: (الفَرْجُ من ذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ وَالسِّباعِ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وخَصَّ ابنُ الأعرابيِّ بِهِ الشَّاةَ والبَقَرةَ والظَّبْيَةَ. (وَقد يُقْصَرُ) عَن الليْثِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ خَطَأٌ لَا يجوزُ قَصْرُه إِلَّا لشاعِرٍ ضَرُورَة، وَمَا جاءَ عَن العَرَبِ إلاَّ مَمْدوداً، وإنَّما سُمِّي حَياءً باسْمِ الحَياءِ من الاسْتِحْياءِ لأنَّه يُسْتَر عَن الآدَمِي مِن الحَيَوانِ، ويُستَفْحش التَّصْرِيحُ بذِكْرِه واسْمه المَوْضُوع لَهُ {ويُسْتَحى من ذلكَ ويُكْنى عَنه.
وقالَ ابنُ برِّي: وَقد جاءَ الحَياءُ لرَحِمِ الناقَةِ مَقْصوراً فِي شِعْرِ أَبي النَّجْم، وَهُوَ قوْلُه:
جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْيَاها (ج أَحْياءٌ) ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وحَمَلَه ابنُ جنِّي على أنَّه جَمْعُ حَياءٍ بالمدِّ، قالَ: كَسَّرُوا فَعالاً على أَفْعالٍ حَتَّى كأنَّهم إنَّما كَسَّرُوا فَعَلاء.
(} وأَحْيِيَةٌ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
وقالَ ابنُ برِّي: فِي كتابِ سِيْبَوَيْه {أَحْيِيَة جَمْع حَياءٍ لفَرْجِ الناقَةِ، وذكرَ أَنَّ منَ العَرَبِ مَنْ يَدْغمه فيَقول} أَحِيَّة.
ونَقَلَ غيرُهُ عَن سِيْبَوَيْه قالَ: ظَهَرتِ الياءُ فِي أَحْييَة لظُهورِها فِي حَيِيَ، والإدْغامُ أَحْسَن لأنَّ الحركَةَ لازِمَةٌ، فإنْ أَظْهَرت فأَحْسَنُ ذلكَ أنْ تُخفي كَراهِية تَلاقِي المَثَلَيْن، وَهِي مَعَ ذلكَ بزِنَتِها متحرِّكةً.
( {وحَيٌّ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) ، كِلاهُما عَن سِيْبَوَيْه أَيْضاً.
(} والتَّحِيَّةُ: السَّلامُ) ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
وقالَ أَبو الهَيُثم: {التَّحِيَّةُ فِي كَلامِ العَرَبِ مَا} يُحَيِّي بِهِ بعضُهم بَعْضاً إِذا تَلاقَوْا، قالَ: {وتَحِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي جَعَلَها فِي الدُّنْيا لمُؤْمِنِي عِبادِه إِذا تَلاقَوْا ودَعا بعضُهم لبعضٍ فأَجْمع الدّعاء أَن يَقُولُوا: السَّلامُ عَلَيْكم ورحْمةُ اللَّهِ وبركَاتُه. قالَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ: {} تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ يَلْقَوْنَه سَلامٌ} ؛ (و) قد ( {حَيَّاهُ} تَحِيَّةً) .
وحكَى اللَّحْيانيُّ:! حَيَّاكَ تَحِيَّةَ المُؤْمِن، أَي سَلَّم عَلَيْك.
(و) التَّحِيَّةُ: (البَقاءُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ وَبِه فسر قَوْل زُهَيْر بنِ جَنابٍ الكَلْبيّ، وكانَ ملكا فِي قوْمِه:
ولكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْقالَ ابنُ برِّي: زهيرٌ هَذَا سيِّدُ كَلْبٍ فِي زمانِه، وكانَ كثيرَ الغَارَات وعُمِّرَ عُمراً طَويلاً، وَهُوَ القائِلُ لمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ:
أَبَنِيَّ إنْ أَهْلِكْ فإنِّي قَدْ
بَنَيتُ لَكُمْ بَنِيَّهْوتَرَكْتُكِم أَوْلادَ سا
داتٍ زِنادُكُم وَرِيَّهْولَكُلُّ مَا نالَ الفَتَى
قَدْ نِلْتُه إلاَّ التَّحِيَّهْ (و) التَّحِيَّةُ: (المُلْكُ) ، وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء وأَبي عَمْروٍ؛ وَبِه فَسَّر الجَوهرِيُّ قَوْلَ زُهَير المَذْكُور، قالَ: وإنَّما أُدْغِمَتْ لأنَّها تَفْعِلَة، والهاءُ لازِمَةٌ، أَي تَفْعِلَة من الحَياةِ، وإنَّما أُدْغِمَتْ لاجْتِماعِ الأمْثالِ، والتاءُ زائِدَةٌ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: تَحِيَّة تَفْعِلة، والهاءُ لازِمَةٌ والمُضاعَفُ من الياءِ قَليلٌ، لأنَّ الياءَ قد تثقل وَحْدها لاماً، فَإِذا كانَ قَبْلها ياءٌ كانَ أَثْقَل لَهَا.
قالَ ابنُ برِّي: والمَعْروفُ فِي التَّحِيَّة هُنَا إنَّما هِيَ البَقاءُ لَا بمعْنَى المُلْكِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو قَوْلَ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرب:
أَسِيرُ بهِ إِلَى النُّعْمانِ حتَّى
أُنِيخَ على {تَحِيَّتِهِ بجُنْدي يعْنِي على مُلْكِه؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقيلَ فِي قَوْلِ زُهَيْر: إلاَّ التَّحِيَّة؛ إلاَّ السَّلامَة مِنَ المَنِيَّة والآفاتِ، فإنَّ أَحَداً لَا يَسْلَم مِن المَوْتِ على طُولِ البَقاءِ.
(و) قَوْلُهم: (حَيَّاكَ اللَّهُ) ، أَي (أَبْقاكَ أَو مَلَّكَكَ) ، أَو سَلَّمكَ، الثَّلاثَةُ عَن الفرَّاء؛ واقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ على الثانِيَةِ.
وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي (ب ي ي) : قَوْلُهم حَيَّاكَ اللَّهُ وبَيَّاكَ، اعْتَمَدَكَ بالمُلْكِ، وقيلَ أَضْحَكَكَ.
وسُئِلَ سَلَمة بنُ عاصِمٍ عَن حَيَّاكَ اللَّهُ فقالَ: هُوَ بمنْزِلَةِ} أَحْيَاك اللَّهُ أَي أَبْقَاك مِثْل كَرَّم وأَكْرَم.
وسُئِلَ أَبو عُثمان المازنيُّ عَنهُ فَقَالَ: أَي عَمَّركَ اللَّهُ.
وقالَ الليْثُ فِي قوْلِهم! التَّحِيَّات للَّهِ: أَي البَقاءُ للَّهِ، أَو المُلْكُ للَّهِ.
وقالَ الفرَّاءُ: يُنْوَى بهَا البَقاءُ للَّهِ والسلامُ مِن الآفاتِ والمُلْكُ للَّهِ ونحوُ ذَلِك.
وقالَ خالِدُ بنُ يزيدٍ: لَو كَانَت التَّحِيَّة المُلْكَ لمَا قيلَ التَّحِيَّات للَّهِ، والمعْنَى السَّلاماتُ مِن الآفاتِ كُلِّها، وجَمَعها لأنَّه أَرادَ السَّلامَةَ مِن كلِّ آفَةٍ.
وقالَ القُتَيبيُّ: أَي الأَلْفاظُ الَّتِي تدلُّ على المُلْكِ والبَقاءِ ويُكْنى بهَا عَن المُلْكِ فَهِيَ للَّهِ، عزَّ وجلَّ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم: أَي السَّلامُ لَهُ مِن جَمِيع الآفاتِ الَّتِي تَلْحقُ العِبادَ مِن الفناءِ وسائِرِ أَسْباب الفناءِ.
( {وحَيَّا الخَمْسينَ: دَنَا مِنْهَا) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(} والمُحَيَّا، كالحُمَيَّا: جماعَةُ الوَجْهِ، أَو حُرُّهُ.
( {والحَيَّةُ: م) مَعْروفَةٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ: يكونُ للذَّكَرِ والأُنْثى، وإنَّما دَخَلَتْه التاءُ لأنَّه واحِدٌ مِن جِنْس مِثْل بَطَّة ودَجَاجَة، على أنَّه قد رُوِي عَن العَرَبِ: رأَيْت حَيّاً على حَيَّة أَي ذَكَراً على أُنْثَى، انتَهَى.
واشْتِقاقُه من الحَياةِ فِي قوْلِ بعضِهم؛ قالَ سِيْبَوَيْهِ: والدَّليلُ على ذلكَ قَوْلُ العَرَبِ فِي الإضَافةِ إِلَى حَيَّةَ بنِ بَهْدَلَة حَيَوِيٌّ، فَلَو كانَ مِن الواوِ لكانَ حَوَوِيّ كقَوْلِكَ فِي الإضافَةِ إِلَى لَيَّة لَوَوِيُّ.
قالَ بعضُهم: فإنْ قُلْتُ فهلاَّ كانتِ} الحَيَّةُ ممَّا عَيْنُه واوٌ اسْتِدلالاً بقَوْلهم رجُلٌ حَوَّاء لظهورِ الْوَاو عَيْناً فِي حَوَّاء؟ فالجَوابُ أنَّ أَبا عليَ ذَهَبَ إِلَى أنَّ حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولُؤْلؤٍ ولآلٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، فِي قوْلِ أَبي عُثْمان، وإنَّ هَذِه الأَلْفاظَ اقْتَرَبَتْ أُصُولُها واتَّفَقَتْ مَعانِيها، وكلُّ واحِدٍ لَفْظُه غَيْر لَفْظِ صاحِبهِ فكذَلِكَ حَيَّةٌ ممَّا عَيْنه ولامُه يَا آنِ، وحَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء، كَمَا أنَّ لُؤْلُؤاً رُباعِيٌّ ولآلٍ ثلاثيٌّ، لَفْظاهُما مُقْترِنانِ ومَعْناهما مُتَّفِقانِ، ونَظِيرُ ذلكَ قَوْلهم جُبْتُ جَيْبَ القَميصِ، وإنَّما جَعَلُوا حَوَّاء ممَّا عَيْنه وَاو ولامُه يَاء وَإِن كانَ يُمْكِن لَفْظه أَن يكونَ ممَّا عَيْنه ولامُه واوان من قِبَل أَن هَذَا هُوَ الأكْثَر فِي كَلامِهم، وَلم يأْتِ الفاءُ والعَيْنُ واللامُ يَا آتٍ إلاَّ فِي قوْلِهم يَيَّيْتُ يَاء حَسَنَةً، على أنَّ فِيهِ ضَعْفاً مِن طرِيقِ الرِّوايَةِ، ويجوزُ أَن يكونَ من التَّحَوِّي لانْطِوائِها، وَقد ذُكِرَ فِي حوي، ويقالُ: هِيَ فِي الأصْل حَيْوَة فأُدْغِمَتِ الياءُ فِي الواوِ وجُعلتا شَدِيدَة.
(يقالُ: لَا تَمُوتُ إلاَّ بعَرَضٍ) . وَقَالُوا للرَّجُلِ إِذا طَالَ عُمرُه وكَذا للمرْأَةِ:: مَا هُوَ إلاَّ حَيَّةٌ، وذلكَ لَطُولِ عُمر الحَيَّة، كأنَّه سُمِّي حَيَّة لطولِ {حياتِه؛ (ج} حَيَّاتٌ {وحَيْواتٌ) ؛ وَمِنْه الحَدِيثُ: (لَا بأْسَ بقَتْلِ} الحَيَواتِ) .
( {والحَيُّوتُ، كتَنُّور: ذَكَرُ} الحَيَّاتِ) .
قالَ الْأَزْهَرِي التاءُ زائِدَةٌ لأنَّ أَصْلَه {الحَيُّو.
وقالَ أَيْضاً: العَرَبُ تُذَكِّرُ الحَيَّةَ وتُؤَنِّثُها، فَإِذا قَالُوا} الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذَّكَرَ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ:
ويأْكُلُ الحَيَّةَ {والحَيُّوتَا
ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا (ورَجُلٌ حَوَّاءٌ) ، وحاوٍ: يَجْمَعُ الحَيَّاتِ) .
وقالَ الأزهرِيُّ: من قَالَ لصاحِبِ الحَيَّاتِ} حايٍ فَهُوَ فاعِلٌ مِن هَذَا البِناءِ، صارَتِ الواوُ كسْرَةً كواوِ الغازِي والغالِي وَمن قالَ حَوَّاء فَهُوَ على بِناءِ فَعَّال فإنَّه يقولُ اشْتِقاقهُ مِن حَوَيْتُ لأنَّها تُتَحَوَّى فِي الْتِوائِها، وكُلّ ذلكَ تقولُه العَرَبُ.
قالَ: وَإِن قيلَ حاوِي على فاعِلٍ فَهُوَ جائِزٌ، والفَرْقُ بَيْنه وبينَ غازِي أنَّ عَينَ الفِعْل من حاوِي واوٌ وعينَ الفِعْل من غازِي الزَّاي فبَيْنهما فرْق، وَهَذَا يجوزُ على قَوْلِ مَنْ جَعَل الحَيَّة فِي أَصْلِ البِناءِ حَوْيَةً.
(والحَيَّةُ: كَواكِبُ مَا بَيْنَ الفَرْقَدَيْنِ وبَناتِ نَعْشٍ) ، على التَّشْبيهِ.
( {وحَيٌّ: قَبيلَةٌ) مِن العَرَبِ، (والنِّسْبَةُ حَيَوِيٌّ) ، حَكَاه سِيْبَوَيْه عَن الخَليلِ عَن العَرَبِ، وبذلكَ اسْتُدِلَّ على أنَّ الإضافَةَ إِلَى لَيَّة لَوَوِيٌّ.
(و) أَمَّا أَبو عَمْروٍ فكانَ يقولُ: (} حَيَيِيٌّ) ولَيَيٌّ.
قُلْتُ: وَهَذِه النِّسْبَة إِلَى حَيَّة بن بَهْدَلَة بَطْن مِن العَرَبَ، كَمَا هُوَ نَصّ سِيْبَوَيْه، لَا إِلَى حَيّ كَمَا ذَكَرَه المصنِّف، فَفِي العِبارَةِ سَقْطٌ أَو قُصُورٌ فتأَمَّل.
(وبَنُو {حِيَ، بالكسْرِ: بَطْنانِ) .
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: وبَنُو} حَيَ بَطْنٌ مِن العَرَبِ، وكذلكَ بَنُو حِيَ.
( {ومَحْياةٌ: ع) . هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النسخِ، وكأنَّه سُمِّي بِهِ لكَثْرةِ الحَيَّاتِ بهِ.
ووَجَدْتُ فِي كتابِ نَصْر بضمِّ الميمِ وتَشْديدِ الياءِ وقالَ: ماءَةٌ لأهْلِ النبهانية؛ وقَرْيةٌ ضَخْمَةٌ لبَنِي والِبَة، فتأَمَّل ذلكَ.
(} وأَحْيَتِ النَّاقَةُ: حَييَ وَلَدُها) ، فَهِيَ {مُحْيٌ} ومُحْيِيَة لَا يَكادُ يَمُوتُ لَهَا وَلَدٌ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) {أَحْيَا (القَوْمُ:} حَيِيَتْ ماشِيَتُهُم أَو حَسُنَتْ حالُها) ، فَإِن أَرَدْتَ أَنْفُسَهم قلْتُ حَيُوا؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن أبي عَمْروٍ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: {أَحْيَا القومُ إِذا مُطِرُوا فأَصابَتْ دَوابُّهُم العُشْبَ حَتَّى سَمِنَتْ، وَإِن أَرادُوا أَنْفُسَهم قَالُوا حَيُوا بعدَ الهُزالِ؛
(أَو صارُوا فِي) } الحَياءِ، وَهُوَ (الخِصْبُ) ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
(وسَمَّوا {حَيَّةَ} وحَيْوانَ، ككَيْوانٍ، {وحَيِيَّةَ) ، كغَنِيَّةٍ، (} وحَيُّويَةَ) ، كشَبُّويَة، (! وحَيُّونَ) ، كتَنُّورٍ.
فَمن الأوَّل: حَيَّةُ بنُ بَهدَلَة، الَّذِي ذَكَرَه سِيْبَوَيهْ، أَبو بَطْنٍ؛ وحَيَّةُ بنُ بكْرِ بنِ ذُهْل مِن بَني سامَةَ، قدِيمٌ جاهِلِيٌّ؛ وحَيَّةُ بنُ ربيعَةَ بنِ سعْدِ بنِ عَجلٍ مِن أَجْدادِ الفُراتِ بنِ حَبَّان الصَّحابيِّ؛ وحَيَّةُ بنُ حابسٍ صَحابيٌّ، وضَبَطَه ابنُ أَبي عاصِمٍ بالموحَّدَةِ وخَطَّؤوه؛ وجُبَيْرُ بنُ حَيَّة الثَّقَفيُّ عَن المغيرَةَ بن شعْبَةَ وابْناه زِيادُ وعبدُ اللَّهِ؛ والحَسَنُ بنُ حَيَّةَ البُخارِيُّ لَهُ رِوايَةٌ؛ وأَبو أَحمدَ محمدُ بنُ حامِدِ بنِ محمدِ بنِ حَيَّةَ البُخارِيُّ أَخَذَ عَنهُ خلفُ الخيَّام؛ وصالِحُ بنُ حَيَّةَ مِن أَجْدادِ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ سهْلٍ شيخُ تَمام الرَّازِي؛ وأَحْمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ إسْحاق بنِ عتبَةَ بنِ حَيَّة الرَّازِي محدِّثٌ مَشْهورٌ بمِصْرَ؛ وآمِنَةُ بنْتُ حَيَّةَ بنِ إِيَاس قدِيمةٌ؛ وأَحْمدُ بنُ حَيَّةَ الأَنْصارِيُّ الطّلَيطليُّ سَنَة 439. قيَّدَه مَنْصور؛وحَيَّةُ بنُ حَبيبِ بنِ شعيبٍ عَن أَبيهِ وَعنهُ ابْنه الرَّبيعُ.
وَفِي الكُنَى: أَبُو حَيَّةَ الوَادِعيّ، وابنُ قَيْس، والكَلْبي، وأَبو حَيَّةَ خالِدُ بنُ عَلْقَمَة تابِعِيُّونَ، وَعَن الثالثِ ابْنُه يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة؛ وأَبو حَيَّةَ النميريُّ شاعِرٌ واسْمُه الهَيْثمُ ابنُ الرَّبيعِ بنِ زُرَارَةَ، قالَ ابنُ ناصِرِ: لَهُ صحْبَةٌ، وأَخْطَأَ فِي ذلِكَ؛ وأَبو حَيَّةَ ودعانُ بنُ محرزٍ الفَزارِيُّ شاعِرُ فارِسَ؛ وأَبو حَيَّةَ الكِنْدِيُّ شيخٌ لزيادِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ وأَبو هِلالٍ يَحْيَى بنُ أَبي حَيَّة. الكُوفيُّ ثقَةٌ عَن سُفْيان؛ وأَبو حَيَّةَ بنُ الأَسْحم جَدُّ هُدْبَةَ بنِ خَشْرمٍ؛ وزِيادُ بنُ أَبي حَيَّةَ شيخٌ للبُخارِي.
قالَ الحافِظُ: ومِن ظريفِ مَا يَلْتَبسُ بِهَذَا الفَصْل: عَبْد الوهَابِ بن أَبي حَيَّة وعَبْد الوهابِ بن أَبي حَبَّة، الأوَّلُ بالياءِ الأَخيرَةِ، وَالثَّانِي بالموحَّدَةِ، فالأَوَّل هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ عيسَى بن أَبي حَيَّة الوَرَّاقُ قد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه رَوَى عَن إسْحاقِ بنِ أَبي إسْرائيل ويَعْقوب بنِ شيبَةَ وكانَ وَرَّاقاً للجاحِظِ وعاشَ إِلَى رأْسِ الثلثمائة، وَالثَّانِي هُوَ عبدُ الوهابِ بنُ هبَةَ بنِ أَبي حَبَّة العَطَّار وَقد يُنْسَبُ إِلَى جَدِّه، رَوَى عَن أَبي القاسِمِ بنِ الحصينِ المُسْندَ، والزهدَ وَكَانَ يَسْكنُ حرَّان على رأْسِ الستمائةِ، وأَمَّا الثَّاني فسَيَأْتي للمصنِّفِ فِي آخرِ الحَرْف.
والثَّالِثُ: مِن أَسْماءِ النِّساءِ. والرَّابعُ: يأْتي ذِكْرُه.
{وحَيُّونَ: اسمُ جماعَةٍ.
(وأَبو} تِحْيَى، بكسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاةِ من فَوْقُ: صَحابيٌّ) مِن الأنْصارِ، (شَبَّه) النبيُّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَيْنَ الدَّجَّالِ بعَيْنِه) ، ذَكَرَه الحافِظُ،
(و) أَبو تِحْيَى؛ (تابِعِيَّانِ) ،، أَحَدُهُما يَرْوِي عَن عُثْمَان بن عَفَّان، وَالثَّانِي عَن عليَ واسْمه حُكَيْمُ بنُ سَعْدٍ.
(ومُعاوِيَةُ بنُ أَبي تِحْيَى: تابِعِيٌّ) عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ جَعْفرُ بنُ برْقَان.
(وحَمَّادُ بنُ {تُحْيَى، بالضَّمِّ، مُحدِّثٌ) رَوَى عَن عونِ ابنِ أَبي جُحيفَةَ، وَعنهُ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أَبي العَنْبِسِ.
(ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ} تُحَيَّا) المرسيُّ، (بالضَّمِّ وفتْحِ الحاءِ وشَدِّ الياءِ: فَقِيهٌ) أَخَذَ عَنهُ ابْن مسدى.
( {وتَحيَّةُ الرَّاسِبِيَّةُ؛ و) تحيَّةُ (بنْتُ سُلَيْمانَ مُحدِّثتانِ) ، الأُولى: شيخةٌ لمُسْلم بنِ إبراهِيم.
(ويعقوبُ بنُ إسْحاق بنِ} تَحِيَّةَ) الوَاسِطيُّ، (عَن يَزِيدَ بن هارونَ) ، وَعنهُ بكيرُ بنُ أَحمدَ.
(وذُو الحَيَّات: سَيْفُ) مالِكِ بنِ ظالمٍ المريّ؛ وأَيْضاً سيْفُ مَعْقلِ بنِ خُوَيْلد الهُذَلي وَفِيه يقولُ:
وَمَا عَرَّيْتُ ذَا الحيّاتِ إلاّ
لأقْطَعَ دَابِرَ العيشِ الحُبَابِسُمِّي بِهِ على التَّشْبيهِ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (فُلانٌ حَيَّةُ الوادِي، أَو الأَرضِ، أَو البَلَدِ، أَو الحَماطِ، أَي: داهٍ خَبيثٌ) ؛ ونَصَّ ابنِ الأَعرابيِّ: إِذا كانَ نهايَةً فِي الدَّهاءِ والخُبْثِ والعَقْل؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء: كمِثْل شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وأَنْشَدَ ابنُ الكَلْبي لرجُلٍ من حَضْرَمَوْت:
وليسَ يفرج ريب الكُفْرِ عَن خلد
أفظه الجَهْل إلاَّ حَيَّة الوادِي ( {وحايَيْتُ النَّارَ بالنَّفْخِ) ، كقَوْلِكَ (} أَحْيَيْتُها) ؛ قالَ الأصْمعيُّ أَنْشَدَ بعضُ العَرَبِ بيتَ ذِي الرُّمَّة:
فقُلْتُ لَهُ: ارْفَعْها إليكَ {وحايِها
برُوحِكَ واقْتَتْه لَهَا قِيتَةً قَدْرا (} وحَيَّ على الصَّلاةِ، بفتْحِ الياءِ: أَي هَلُمَّ وأَقْبِل) .
قالَ الجَوهرِيُّ: فُتِحَتِ الياءُ لسكونِها وسكونِ مَا قَبْلها كَمَا قيلَ فِي لَيتَ ولعلَّ.
وَفِي المُحْكَم: حَيَّ على الغَداءِ والصَّلاةِ: ائْتُوهُما، فحيَّ اسمُ الفِعْل ولذلكَ عُلِّق حَرْفُ الجرِّ الَّذِي هُوَ على بِهِ.
وقالَ الأزهرِيُّ: حَيَّ، مُثَقَّلة، يُنْدَبُ بهَا ويُدْعَى بهَا، فيُقالُ:! حَيَّ على الغَداءِ حَيَّ على الخيْرِ، وَلم يُشْتَق مِنْهُ فِعْل، قالَ ذلِكَ الليْثُ، وقالَ غيرُهُ: حَيَّ حَثٌّ ودُعاءٌ؛ وَمِنْه حدِيثُ الأَذان: (حَيَّ على الصَّلاة حَيَّ على الفَلاحِ) ، أَي هَلُمُّوا إِلَيْهَا وأَقْبِلُوا مُسْرِعِيْن، وقيلَ: مَعْناهُما عَجِّلُوا؛ قالَ ابنُ أَحُمر:
أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه مَا بالُ رُفْقَتِه
حَيَّ الحُمولَ فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا أَي عَلَيك بالحُمولِ.
وقالَ شَمِرٌ: أَنْشَدَ مُحارِبٌ لأَعْرابيَ:
وَنحن فِي مَسْجِدٍ يَدْعُو مُؤَذِّنُه
حَيَّ تَعالَوْا وَمَا نَامُوا وَمَا غَفَلواقالَ: ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّوْت نَحْو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ.
(وحَيَّ هَلاً، وحَيَّ هَلاً على كَذَا وَإِلَى كَذَا، وحَيَّ هَلَ كخَمْسَةَ عَشَرَ، وحَيْ هَلْ كصَهْ ومَهْ، وحَيَّهْلَ بسكونِ الهاءِ) ،
و (حَيَّ) هلا: (أَي اعْجَلْ، وهَلاً: أَي صِلْهُ؛ أَو حَيَّ: أَي هَلُمَّ، وهَلاً: أَي حَثِيثاً أَو أَسْرِعْ، أَو هَلاً: أَي اسْكُنْ، ومَعْناهُ أَسْرِعْ عنْدَ ذِكْرِه واسْكُنْ حَتَّى تَنْقضِيَ) ؛ قالَ مُزاحِمُ:
{بحَيَّهَلاً يُزْجونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ
أمامَ المَطايا سَيْرُها المُتَقاذِفُوزَعَمَ أَبو الخطَّاب أنَّ العَرَبَ تقولُ: حَيَّ هَلَ الصَّلاةَ، أَي ائْتِ الصَّلاةَ، جَعَلَهُما اسْمَيْن فَنَصَبَهما.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: حَيَّ هَلْ بفُلانٍ و (حَيَّ هَلاً بفُلانٍ) وحَيَّ هَلَ بفُلانٍ: (أَي) اعْجَلْ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ مَسْعودٍ: (إِذا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ} فحيَّ هَلاً بعُمَرَ) ، أَي (عليكَ بِهِ) وابْدَأْ بِهِ (وادْعُهُ) وعَجِّلْ بذِكْرِه، وهُما كَلِمَتَانِ جُعِلَتا كَلِمةٌ واحِدَةٌ؛ وهَلا: حَثٌّ واسْتِعْجالٌ.
وقالَ ابنُ برِّي: صَوْتانِ رُكّباً، ومعْنَى حَيَّ أَعْجِلْ.
(و) قالَ بعضُ النَّحْوِيين: (إِذا قلتَ حَيَّ هَلاً، مُنَوَّنَةً، فكأَنَّكَ قلتَ حَثّاً، وَإِذا لم تُنَوِّنْ فكأَنَّك قلتَ: الحَثَّ، جعلُوا التَّنْوينَ عَلَماً على النَّكِرَةِ وتَرْكَهُ عَلَماً للمَعْرِفَةِ، وَكَذَا فِي جَمِيع مَا هَذَا) صَوابه هَذِه (حالُهُ من المَبْنِيَّاتِ) ، إِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّنْكير نُوِّن، وَإِذا اعْتُقِد فِيهِ التَّعْريفُ حُذِف التَّنْوينُ. قالَ أَبو عبيدٍ: سَمِعَ أَبو مَهْدِيَّة رجلا مِن العَجَمِ يقولُ لصاحِبهِ: زُودْ زُودْ، مرَّتَيْن بالفارِسِيَّة، فسَأَلَه أَبو مَهْدِيَّة عَنْهَا فَقيل لَهُ: يقولُ عَجِّلْ عَجِّلْ؛ قالَ أَبُو مَهْدِيَّة: فهَلاَّ، بَال لَهُ: {حَيَّهَلَكَ، فَقيل لَهُ: مَا كانَ اللَّهُ ليَجْمَعَ لهُم إِلَى العَرَبيَّةِ العَجَمِيَّة.
(و) يقالُ: (لَا حَيَّ عَنهُ) ، أَي (لَا مَنْعَ) مِنْهُ؛ نَقَلَه الكِسائيُّ وأَنْشَدَ:
ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيانِ فإنَّهُ
أَبُو مَعْقِل لَا حَيَّ عَنْهُ وَلَا حَدَدْوقالَ الفرَّاءُ: مَعْناهُ لَا يَحُدُّ عَنهُ شيءٌ: ورَواهُ:
فإنْ تَسْأَلُوني بالبَيانِ فإنَّه (و) فلانٌ (لَا يَعْرِفُ} الحَيَّ من اللَّيِّ) ، أَي (الحَقَّ من الباطِلِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وكَذلِكَ الحَوّ مِن اللّوِّ؛ وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
(أَو) الحَيُّ الحَوِيَّةُ، واللَّيُّ فَتْلُ الحَبْلِ، أَي (لَا يَعْرِفُ الحَوِيَّةَ من فَتْلِ الحَبْلِ) ؛ قالَ: يُضْرَبُ هَذَا للأَحْمقِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ شَيْئا.
( {والتَّحايِي: كواكِبُ ثلاثةٌ حِذَاءَ الهَنْعَةِ) ، ورُبَّما عَدَل القَمَر عَن الهَنعَةِ فنزلَ} بالتَّحايِي، الواحِدَةُ تِحْيَاة؛ قالَهُ ابنُ قتيبَةَ فِي أدبِ الكاتِبِ؛ وَهِي بينَ المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وَكَانَ أَبُو زيادٍ الكِلابيّ يقولُ:! التَّحايِي هِيَ الهَنْعَة، وتُهْمَز فيُقالُ: التَّحَائي.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: بهنَّ ينزلُ القَمَرُ لَا بالهَنْعَةِ نَفْسِها، وواحِدُه تِحْياة.
قالَ ابنُ برِّي: فَهُوَ على هَذَا تِفْعَلَةٌ كتِحْلَيَة مِن الأَبْنِيَة، ومَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كفِرْهاةٍ أنَّ تحي مهملٌ وأنَّ جَعْلَه وَحي تَكَلُّفٌ لإبْدالِ الياءِ دونَ أنْ تكونَ أَصْلاً، فَلهَذَا جَعَلْناها مِن الحَياءِ، فإنَّ نَوءَها كثيرُ {الحَياِ مِن أَنْواءِ الجَوْزاءِ، وكيفَ كانَ فالهَمْز فِي جَمْعِها شاذٌّ من جهَةِ القِياسِ، وَإِن صحَّ بِهِ السّماع فَهُوَ كمَصائِبَ ومَعائِشَ فِي قرَاءَة خارجَةَ، شُبِّهَت تَحِيَّة بفَعِيلَة، فَكَمَا قيلَ} تَحَوِيٌّ فِي النَّسَبِ قيلَ تَحائِيٌّ حَتَّى كأَنَّه فَعِيلةٌ وفَعائِلُ.
(وحَيَّةُ الوادِي: الأسَدُ) لدهائِهِ.
(وذُو الحَيَّةِ) زَعَمُوا أنَّه (مَلِكٌ مَلَكَ أَلْفَ عامٍ) فلطُولِ عمرِه لَقَّبُوه بذلكَ، لأنَّ الحَيَّة طَويلَةُ العمرِ كَمَا تقدَّمَ.
( {والأَحْياءُ: ماءٌ) أَسْفَل مِن ثنيةِ المَرَة (غَزاهُ عُبَيْدةُ بنُ الحارِثِ) بنِ عبْدِ المطَّلِبِ، (سَيَّرَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ ذَكَرَه ابنُ إسْحاق.
(و) الأحْياءُ أيْضاً: (ع) ؛ صَوابُه عدَّةُ قُرىً؛ (قُرْبَ مِصْرَ) على النِّيلِ من جهَةِ الصَّعيدِ، (يُضافُ إِلَى بَني الخَزْرَجِ) ، وَهِي الحيُّ الكَبيرُ والحيُّ الصَّغيرُ وبَيْنها وبينَ الفسْطاطِ نَحْو عَشرَةِ فَراسِخَ، قالَهُ ياقوت.
(وأَبو عُمَرَ) محمدُ بنُ العباسِ بنِ زَكريَّا (بن} حَيَّوَيْه) الخرَّاز البَغْدادِيُّ، (كعَمْرَوَيْه، مُحدِّثٌ) شهيرٌ؛ (وإمامُ الحَرَمَيْنِ) أَبو المَعالي (عبدُ الملِكِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ حَيَّوَيْه) الجوينيُّ، وشهْرَتُه تُغْنِي عَن ذِكْرِه، تَفَقَّه على أَبيهِ وغيرِهِ، تُوفي بنَيْسابُورَ سَنَة 476، وتُوفي بهَا أَبُوه سَنَة 434، وَقد تَفَقَّه على أَبي الطيَّبِ الصَّعلوكيّ وأَبي بكْرٍ القفَّال، وأَخُوه أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ المُلَقَّب بشيخ الحِجازِ تُوفي سَنَة 465 رَوَى عَن شُيُوخ أَخِيهِ.
(وفاتَهُ:
(أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ زكريَّا بنِ حَيَّوَيْه النَّيْسابُورِيُّ ثمَّ المِصْرِيُّ أَحدُ الثِّقَاتِ رَوَى عَن النّسائي تُوفي سَنَة 366.
( {وحُيَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: والِدَةُ عَمْروٍ بنِ شُعَيْبِ) بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْروِ بنِ الْعَاصِ؛
(ومَعْمَرُ بنُ أَبي} حُيَيَّةَ: مُحدِّثٌ) رَوَى عَنهُ يَزيدُ بنُ أَبي حبيبٍ.
(وصالِحُ بنُ {حَيْوانَ، ككَيْوانَ؛} وحَيْوانُ بنُ خالِدٍ) أَبو شيخٍ الهُتائي، حدَّثَ عَن الأخيرِ بكْرُ بنُ سوادَةَ المِصْريّ، (أَو كِلاهُما بالخاءِ، مُحدِّثانِ.
(و) أَبو الحَسَنِ (سَعْدُ اللَّهِ بنُ نَصْر) بنِ سعْدِ الدّجاجيُّ ( {الحَيَوانيُّ، محرَّكَةَ) ، إِلَى بَيْعِ} الحَيَوانِ، وَهُوَ الطّيورُ خاصَّةً، شيخٌ فاضِلٌ واعِظٌ سَمِعَ أَبا الخَطَّاب بن الجرَّاحِ وأَبا مَنْصورٍ الخيَّاط، وَعنهُ السّمعانيُّ، وُلِدَ فِي رَجَبَ سَنَة 480. (وابْنُهُ محمدٌ) سَمِعَ من قاضِي المَارِسْتان؛ (وابنُ أَخيهِ عبدُ الحقِّ) بنُ الحَسَنِ؛ (مُحدِّثونَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المَحْيَا: مَفْعَلٌ مِن الحَياةِ.
وتقولُ:} مَحْيايَ ومَمَاتِي، والجَمْعُ {المَحايِي؛ ذَكَرَه الجَوهرِيُّ، ويَقَعُ على المَصْدَرِ والزَّمانِ والمَكان. والحَيُّ مِن النَّباتِ: مَا كانَ طَرِيّاً يَهْتَزُّ.
} والحَيُّ: المُسْلمُ كَمَا قيلَ للكَافِرِ مَيِّتٌ.
{والحَياةُ: المَنْفَعَةُ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {ولكُم فِي القِصاصِ} حَياةٌ} ؛ وَمِنْه قوْلُهم: ليسَ لفلانٍ {حَياةٌ، أَي ليسَ عنْدَه نَفْعٌ وَلَا خَيْر.
وقالَ أَبُو حنيفَةَ:} حَيَّت النَّار {تَحَيُّ حَيَاة، فَهِيَ حَيَّة، كَمَا تقولُ: ماتَتْ فَهِيَ مَيِّتَة.} وحَيَا النارِ: {حَياتُها.
وقالَ ابنُ برِّي: حَيُّ فلانٍ نَفْسُه؛ وأَنْشَدَ أَبو الحَسَنِ لأبي الأَسْود الدُّؤَليّ:
أَبو بَحْرٍ أَشَدَّ الناسِ مَنّاً
عَلَيْنَا بَعْدَ حَيِّ أبي المُغِيرَةْ أَي بَعْدَ أَبي المُغِيرَةِ، وأَنْشَدَ الفرَّاء فِي مثْلِه:
أَلا قَبَحَ الإلَهُ بَني زِيادٍ
وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِأَي قَبَحَ اللَّهُ بَني زِيادٍ وآباءَهُم.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: أَتانا حَيُّ فُلانٍ، أَي فِي حَياتِهِ.
وسَمِعْتُ حَيَّ فلانٍ يقولُ كَذَا، أَي سَمِعْته يقولُ فِي حياتِهِ.
وقالَ أَبُو حَنيفَةَ:} أُحْيِيَتِ الأرضُ أَي اسْتُخْرِجَت.
{وإحْياءُ المَواتِ: مُباشَرَتها بتأْثِيرِ شيءٍ فِيهَا مِن إحاطَةٍ أَو زرع أَو عمارَةٍ ونَحْو ذلكَ تَشْبيهاً} بإحْياءِ المَيِّتِ.
وإحياءُ الليْلِ: السَّهَرُ فِيهِ بالعِبادَةِ وتَرْك النَّوْمِ.
والشمسُ حيةٌ أَي صافيةُ اللّونِ لم يَدْخلها التَّفْسِير بدُنُوِّ المغِيبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ مغيبها لَهَا موتا {والحيُّ بِالْكَسْرِ جمع الحياةِ وَيَقُولُونَ كَيفَ أَنْت وَكَيف حَيَّةُ أَهْلكَ، أَي كيفَ من بَقِيَ مِنْهُم} حَيّاً.
وكلُّ مَا هُوَ حَيٌّ فجَمْعُه {حَيَواتٌ؛ وَمِنْه قولُ مالِكِ بنِ الحارِثِ الكاهِلِيِّ:
فَلَا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ
منَ} الحَيَواتِ لَيْسَ لَهُ جَنَاح ُوسَمَّى اللَّهُ دارَ الآخِرَة {حَيَواناً لأنَّ كلَّ مَنْ صارَ إِلَى الآخِرَةِ لم يَمُتْ ودامَ حَيّاً فِيهَا إمَّا فِي الجنَّةِ وإمَّا فِي النارِ.
والحَيَوانُ: عَيْنٌ فِي الجنَّةِ، لَا تصيبُ شَيْئا إلاَّ حَيِيَ بإذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
وحَيْوَةُ: اسمُ رجُلٍ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي حوي. وإنَّما لم يُدْغَم لأنَّه اسمٌ مَوْضوعٌ لَا على وَجْهِ الفعْلِ؛ قالَهُ الجَوهرِيُّ.
} وحَيَا الرَّبيعِ: مَا {تَحْيَا بِهِ الأرْضُ مِن الغَيْثِ.
} وأَحْيَا اللَّهُ الأرضَ: أَخْرَجَ فِيهَا النَّباتَ، أَو {أَحْيَاها بالغَيْثِ.
ورجُلٌ} مُحَيِّيٌ، وامْرأَةٌ {مُحَيِّيَةٌ مِن التّحِيَّةِ.
ودائِرَةُ} المُحَيَّا فِي الفَرَسِ حيثُ يَنْفرِقُ تحْتَ الناصِيَةِ فِي أَعْلَى الجَبْهَةِ.
واسْتَحى مِن كَذَا: أَنفَ مِنْهُ؛ وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ اللَّهَ {يَسْتَحي مِن ذِي الشَّيبةِ المُسْلم أَنْ يعذِّبَه) ، ليسَ المُرادُ بِهِ انْقِباض النَّفس إِذْ هُوَ تَعَالَى مُنَزَّه عَن ذلكَ وإنَّما هُوَ تَرْك تَعْذِيبِه؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
ويقالُ: فلانٌ} أَحْيَى من الهَدِيِّ {وأَحْيَى من مُخَدَّرَة وهُما مِن الحَياءِ، وأَحْيَى من ضَبَ مِن الحَياةِ.
} وتَحَيَّا مِنْهُ: انْقَبَضَ وانْزَوَى، مَأْخُوذٌ مِن الحَياءِ على طريقِ التَّمْثيلِ، لأنَّ مِن شأْنِ {الحَيِيِّ أَن يَنْقَبَض، أَو أَصْله تَحَوَّى قُلِبَتْ واوُه يَاء، أَو تَفعلَ، مِن} الحَيِّ وَهُوَ الجَمْعُ، كتَحَيَّز من الحَوْزِ.
وَأَرْضٌ! مَحْياةٌ ومَحْواةٌ أَيْضاً، حَكَاه ابنُ السرَّاج، أَي ذَات حَيَّات، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
ومِن الأمْثالِ فِي الحَيَّةِ: يقولونَ: هُوَ أَبْصَرُ مِن حَيَّةٍ، لحدَّةِ بَصَرِها، وأَظْلَم مِن حَيَّةٍ؛ لأنَّها تأْتِي جُحْر الضَّبِّ فتأْكُلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها.
وفلانٌ حَيَّةُ الوادِي: إِذا كانَ شَدِيدَ الشَّكِيمة حامِياً لحَوْزَتِه؛ وهُم حَيَّةُ الأرضِ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْوانيّ:
عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا
نَ كانُوا حَيَّةَ الأرضِأَرادَ: أنَّهم كانُوا ذوِي إِرْبٍ وشِدَّةٍ لَا يُضَيِّعونَ ثَأْراً.
ويقالُ: رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ، إِذا كانَ مُتَوَقِّداً شَهْماً عاقِلاً؛ ومَرَّ شاهِدُه فِي خشش.
وفلانٌ حَيَّةٌ ذَكَرٌ: أَي شجاعٌ شدِيدٌ.
وسَقاهُ اللَّهُ دَمَ الحَيَّاتِ: أَي أَهْلَكَه.
ورأَيْتُ فِي كتابِه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إِذا وَشَى بِهِ كاتِبُه إِلَى سُلْطانٍ ليُوقِعَه فِي وَرْطَةٍ.
ورُوِي عَن زيْدِ بنِ كَثْوَة: مِن أَمْثالِهم: {حَيْهٍ حِمارِي وحِمَارَ صاحِبي، حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي؛ يقالُ ذَلكَ عنْدَ المَزْرِيَةِ على الَّذِي يَسْتَحق مَا لَا يَمْلكُ مُكابَرَةً وظُلْماً.
والحَيَّةُ مِن سِماتِ الإِبلِ: وَسْمٌ يكونُ فِي العُنُقِ والفَخذِ مُلْتَوِياً مثْلَ الحَيَّة؛ عَن ابنِ حبيبٍ مِن تَذْكرَةِ أَبي عليَ.
وبَنُو} الحَيَا، مَقْصوراً: بَطْنٌ مِن العَرَبِ؛ عَن ابنِ برِّي.
قُلْتُ: مِن خَوْلانَ، وَمِنْهُم: عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي طَلْحَةَ {الحَيَاوِيُّ الخَوْلانيُّ، شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ؛ والسمحُ بنُ مالِكٍ الحَيَاوِيُّ أَميرُ الأَنْدَلُسِ قُتِلَ بهَا سَنَة 103؛
والحَسَنُ بنُ صالِحِ بنِ حيَ مُحدِّثٌ.
وسَمَّوا} حُيَيّاً، كسُمَيَ، مِنْهُم: {حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ وغيرُهُ.
وبَنُو حُيَيَ: قَبيلَةٌ.
} ويَحْيَى {وحِيٌّ، بالكسْرِ،} وحَيَّان: أَسْماءٌ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا نُبَشِّرُكَ بغُلامٍ اسْمُه {يَحْيَى} .
قالَ الرَّاغبُ: نَبَّه على أنَّه سَمَّاه بذلكَ مِن حيثُ أنَّه لم تُمِتْه الذّنوبُ كَمَا أَماتَتْ كثيرا مِن ولدِ آدَمَ، لَا أنَّه كانَ يُعْرَف بذلكَ فَقَط، فإنَّ هَذَا قَلِيل الفائِدَةِ، انتَهَى.
} وحياةُ بنُ قَيْسٍ الحرَّاني وليٌّ مَشْهورٌ.
وأَبو! حيَّان: شيخُ العَربيَّةِ بمِصْرَ مَشْهورٌ. وموسَى بنُ محمدِ بنِ حَيَّان شيخٌ لأبي يَعْلى المَوْصِليُّ إنْ كانَ مِن الحَياةِ، وَإِن كانَ مِن الْحِين فقد تقدَّمَ فِي مَوْضِعِه.
{وَالْحَيَّانِ: نَخْلة منجبة.
وسوارُ بنُ الحياءِ القُشَيْريُّ، بالمدِّ، وبالكسْرِ مَقْصوراً: السَّمَوْءَلُ بنُ عادِياء بن} حِيَا الَّذِي يُضْرَبُ المَثَلُ بِهِ فِي الوَفَاءِ، ضَبَطَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي الاشْتِقاقِ.
وأَبو يَحْيَى: كُنْيَةُ المَوْتِ.
وَكفر أبي يحيى: قَريَةٌ بمِصْرَ فِي البحيرَةِ.
{والمحيا: مَشْهدُ الذِّكْر، عاميَّة.
} والمحياتان: ظربان بأَبانين عَن نصر.
وأَبو {تُحْياة، بالضَّمِّ: كُنْيَةُ رجُلٍ، وَالتَّاء ليسَت بأَصْلِيَّة.
ومِن أَمْثالِهم: لَا تَلِدُ الحَيَّة إلاَّ} حُيَيَّة، فِي الداهي الخَبِيثِ.
ويُرْوَى: (إنَّ اللَّهَ {حَيِيٌّ) ، أَي تارِكٌ القَبَائِح، فاعِلٌ للمَحاسِنِ، نَقَلَه الرَّاغبُ.

وحَيَّةُ أَرْضٍ: مِن جَبَلَيْ طيِّيٍ.
وَيُقَال:} حَيَا الناقَةِ، بالقَصْرِ: لُغَةٌ فِي المدِّ؛ نَقَلَه الفرَّاءُ عَن بعضِ العَرَبِ وأَنْكَرَه الليْثُ.

خَشرم

خَشرم

(الخَشْرَمُ، كَجَعْفَرٍ: جَماعةُ النَّحْلِ والزَّنابِيرِ) ، لَا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِها. قَالَ الشاعِرُ فِي صِفَة كِلابِ الصَّيْد:
(وَكَأَنَّها خَلْف الطَّرِيدَةِ ... خَشْرَمٌ مُتَبَدِّدُ)

وَنقل الجَوْهريُّ عَن الأَصْمَعِي: لَا واحدَ لَهُ من لَفْظه، وَنقل اْبنُ سِيدَه عَن الأَصْمَعِيّ: يُقَال لِجَماعة النَّحْل: الثَّول والخَشْرم. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: من أَسْماءِ النَّحْل الخَشْرَمُ، (واحِدَتُه بهاءٍ. و) الخَشْرُم أَيْضا: (أَمِيرُ النَّحْلِ، و) ربّما سُمِّي (مَأْوَاها) خَشْرَماً، ونَصّ الجوهريّ: وَرُبَّما سُمِّي بَيت الزَّنابِير خَشْرماً، وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ: " لَتَرْكَبُنَّ سَنَن مَنْ كَانَ قَبْلكم ذِراعاً بذِراع، حَتَّى لَو سَلَكُوا خَشْرم دَبْر لسَلَكْتُمُوه ".
وقَولُ أبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ:
(يَأْوِي إِلَى عُظْم الغَرِيفِ وَنَبْلُه ... كَسَوامِ دَبْر الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ)

يُفسَّر بالمَعْنَيَيْن، وَلَا يَكُونُ من إضافَةِ الشَّيءِ لِنَفْسِه.
(و) الخَشْرَمُ: (الحِجارَةُ الرِّخْوَةُ) الَّتِي يُتَّخذُ مِنْهَا الجِصُّ، وأنشَدَ اْبنُ بَرِّيّ لأَبِي النَّجْم:
(ومُسُكاً من خَشْرمٍ وَمَدرا ... ) (و) خَشْرمٌ: (اسْمُ) رَجُل، وابْنُ خَشْرم: رَجُل، وَهُوَ أَيْضا اْبنُ الخَشْرم. وخَشْرُمَ الخَشْرَمِيُّ: من أهلِ المَدِينة، رَوَى عَن أَبِيه، لَا يُحْتَجّ بِحَدِيثه، ويَحْيَى بنُ زَكَرِيّا الخَشْرَمِيّ البَغْدادِيّ، مُحَدّثٌ نَزَل مِصر، رَوَى عَنهُ أَبو حَاتِمٍ الرّازِيّ.
(و) قَالَ اْبنُ سِيدَه: الخَشْرمُ والخَشْرَمَةُ: (قُفٌّ حِجارَتُه رَضْراضٌ ج: خَشارِمَةٌ) . وَقَالَ اْبنُ شُمَيْل: الخَشْرَمَةُ: أرضٌ حِجارَتُها رَضْراضٌ، كَأَنَّها نُثِرَت على وَجْه الأَرض نَثْراً، فَلَا يَكَادُ يُمْشَى فِيهَا، حِجارَتُها حُمْرٌ، وَهُوَ جَبَل لَيْسَ بالشَّدِيدِ الغَلِيظ، فِيهِ رَخاوة، موضُوعٌ بِالْأَرْضِ وَضْعاً، وَقد يُنْبِتُ مَا تحتهَا البَقْلَ والشَّجَرَ. وَقيل: الخَشْرَمة: رَضْمٌ من حِجَارَة مَركُومٌ بَعْضُه على بَعْض، والخَشْرمةُ لَا تَطُول وَلَا تَعرُض إِنّما هِيَ رَضْمَة وَهِي مُسْتَوِيَة، وَزَاد اللَّيثُ على هَذَا القَوْل أَنَّه قَالَ: حِجارَةُ الخَشْرَمة أَعْظَمُها مِثلُ قامَةِ الرَّجل تَحْتَ التُّراب. قَالَ: وَإِذا كَانَت الخَشْرَمَةُ مُسْتَوِيَةً مَعَ الأَرْض فَهِيَ القِفافُ، وإِنّما قَفَّفَها كَثْرةُ حِجارِتها، قَالَ أَبُو أَسْلَمَ: الخَشْرَمَةُ: من أَعْظَمِ القُفِّ. وَقَالَ بَعضُهم: الخَشْرُم: مَا سَفَلَ من الجَبَل، وَهُوَ قُفٌّ وغِلَظٌ، وَهُوَ جَبَلٌ غير أَنه مُتواضِع، وَجمعه الخَشارِمُ.
(والخَشارِمُ: ع) سُمِّي بذلك.
(و) الخِشارِمُ (من الرَّأْسِ: مَا رَقَّ من الغَرَاضِيفِ الَّتِي فِي الخَيْشُومِ) ، وَهُوَ مَا فَوْقَ نُخْرَتِه إِلَى قَصَبَة أَنْفِه.
(و) الخُشارِمُ (بالضَّمْ: الأًصْواتُ، (و) أَيْضا (الغَلِيظُ من الأُنوفِ) . هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَهُوَ تَحْرِيف، والصَّوابُ بِهذَا المَعْنَى الخُشَام من غَيْر رَاء كَمَا تقدَّم، وَإِنَّمَا قُلْتُ ذَلِك لأنّي لم أَجِدْه فِي أُمَّهاتِ اللّغة الَّتِي مِنْهَا مأخَذُ المُصَنّف.
(وخَشْرَمَتِ الضَّبُع: صَوَّتَت فِي أَكْلِها) ، حكاهُ اْبنُ الأَعْرابيّ.

نقن

نقن
نَقَنَّةٌ، (بفتحِ النُّونِ والقافِ والنُّونِ المُشَدَّدَةِ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (والِدُ أَبي جعفرٍ أَحمدَ وزِيرِ دَوْلَةِ العَلَوِيِّينَ من بَنِي حَمُّودٍ بالأَنْدَلُسِ) .
(قُلْتُ: الصَّوابُ فِيهِ بالباءِ الموحَّدَةِ أَوّلاً. وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي بقن على الصَّوابِ وإعادَتُه هُنَا غَلَطٌ. (ونُوقانُ، بالضَّمِّ: د) بطوس، فِيهِ تُنْحَتُ القُدُورُ البُرامُ، (مِنْهُ الفَقيهُ محمدُ بنُ أَبي عليِّ) ، الحَسَن، (بنِ أَبي نَصْر) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ نَصْر بنِ مَنْصورٍ الطَّوسيّ النُّوقانيُّ، حدَّثَ وَالِده عَن محمدِ بنِ عبدِ الكرِيمِ المَرْوَزيّ، والزُّبَيْر بنِ بكَّارٍ وغيرِهِما، وَعنهُ محمدُ بنُ طالِبِ بنِ عليِّ محمدِ بن زكرِيَّا، (وأَبو المكارِمِ فضْلُ اللَّهِ ابنُ الحافِظِ أَبي سَعيدٍ) مَشْهورٌ؛ (و) الحافِظُ أَبو شجاعٍ (ناصرُ بنُ) محمدِ بنِ (إسْماعيلَ) عَن الحَسَنِ بنِ أَحمدَ السَّمَرْقَنْدِي وَعنهُ ابنُ السَّمعاني؛ (ومحمدُ بنُ المُنْتَصِرِ؛ وعليُّ بنُ ناصِرِ بنِ محمدِ) المَذْكُور، وأَبو مَنْصورٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ حَدَّثَ عَن الدَّارْقطْني بالسّنَنِ، رَوَاهُ عَنهُ المفضَّلُ بنُ محمدٍ الأبيوردي ماتَ سَنَة 448، (الفُقَهاءُ النُّوقانِيُّونَ) المُحدِّثونَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
نوقان: قَرْيةٌ بنَيْسابُورَ وَهِي غيرُ الَّتِي فِي طوس، عَن ياقوت، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.

سرسن

سرسن
: سِرْسنا، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن المَنُوفيةِ، وَقد دَخَلْتُها وتُضَافُ إِلَى الشّهداءِ، مِنْهَا: أَبو عبْدِ الّلهِ محمدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إسْحق بنِ إبراهيمَ بنِ موسَى الشَّريفُ الحسْنيُّ المحدِّثُ؛ والشمسُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبي بكْرِ بنِ عليِّ الشافِعِيُّ، رحِمَه الّلهُ تعالَى عَن السّخاوِيّ والجوجرِيّ وزَكَرِيا.

زندن

زندن
: (زَنْدَنَةُ، بِالْفَتْح) : أَهْمَلَه الجماعَةُ.
وقالَ ابنُ السّمعانيّ: وَهِي ببُخارى إِلَيْهَا تُنْسَبُ الثيابُ الزَّنْدَنِيجِيَّةُ، ويقالُ فِيهَا زَنْدَةُ أَيْضاً، بحذْفِ النُّونِ الأخيرَةِ (ة، مِنْهَا) : أَبو بكْرٍ (محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ) حمدَان بنِ (غارِمٍ، بالمُعْجمةِ) ، البُخارِيُّ الزَّنْدَنيُّ، هَكَذَا نَسَبَه أَبو كامِلٍ البَصْريُّ البُخارِيُّ إِلَى زَنْدَنَة، كتب عندَ أَبي عبدِ اللهاِ الحافِظُ غندار، (أَو هُوَ من زَنْدَلا من زَنْدَنَةَ) ، وَهَكَذَا نَسَبَه ابنُ مَاكُولَا، فإنَّه فَرَّقَ بَين التَّرْجَمَتَيْن، والحقُّ مَعَ أبيِ كامِلٍ، فإنَّه أَعْرَف بأَهْلِ بِلَدِهِ، وَإِن لم يُقارِبْ ابْن مَاكُولَا فِي الحفْظِ والاتْقانِ، وجَدّه حمدَان بنِ غارِمٍ عَن خَلَف ابنِ هِشَامٍ البزَّارِ، وَقد تقدَّمَ شيءٌ مِن ذلِكَ فِي غَرَمَ وَفِي زَنَدَ (وَأَبُو حامِدٍ أَحمدُ بنُ موسَى) بنِ حاتِمٍ بنِ عطيةَ بنِ عبْدِ الرَّحْمن عَن سهْلِ بنِ حاتِمٍ؛ (و) ابنُ عمِّه أَبو جَعْفرٍ (محمدُ بنُ سعيدِ) بنِ حاتِمٍ عَن سعيدِ بنِ مَسْعودٍ البُخارِيِّ وعُبَيْدِ اللهاِ بنِ واصِلٍ وأَبي صَفْوان إسْحق بنِ أَحمدَ البُخارِيّ، وَعنهُ محمدُ بنُ حَمْزَةَ بنِ ناقبٍ، تُوفي سَنَة 230، (المحدِّثانِ) ، البُخارِيُّون.
(و) العلاَّمَةُ تاجُ الدِّيْن (محمدُ بنُ محمدٍ) الزَّنْدَنيُّ، (مُقْرِىءُ مَا وراءَ النَّهْرِ) ، كَهْلٌ أَخَذَ عَنهُ أَبو العلاءِ الفَرَضِيُّ وعظَّمَه، وممَّنْ عُدَّ فِي المُقْرئِينَ أَيْضاً أَبو طاهِرٍ نَصْرُ بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ الزَّنْدَنيُّ رَوَى عَن أَبي عليَ الكِسائيّ نَقَلَه الحافِظُ، رَحِمَه اللهاُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
زَنْدَنْيا، بالفتحِ للزَّاي والدالِ وسكونِ النُّونَيْن: قرْيَةٌ بنَسف، مِنْهَا: الحاكِمُ أَبو الفَوارِسِ عبدُ المَلِكِ بنُ محمدِ ابنِ زَكَرِيَّا بنِ سميّ النَّسفيُّ عَن القاضِي أَبي نَصْر محمدِ ابنِ محمدِ بنِ نَصْر، وَعنهُ عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّسفيُّ تُوفي سَنَة 495.

خربَان

خربَان
) (خَرْبانُ، كسَحْبانَ) :
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
وَهُوَ (ابنُ عُبَيْدِ الّلهِ) الأصْبهانيُّ عَن حمدِ بنِ بُكَيْرٍ؛ (والسَّرِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ خَرْبانَ) الجنْديسابورِيُّ شيخُ الطستيّ؛ (والقاضِي أَحمدُ بنُ إسحقَ بنِ خَرْبانَ) النَّهاونْدِيُّ عَن ابنِ داسَةَ وغيرِهِ، (محدِّثونَ؛ والكَلِمةُ أَعْجمِيَّةٌ، أَي حافِظُ الحِمارِ) ، هُوَ جوابٌ لسؤالٍ مقدَّرٍ، كأنَّه قيلَ: لِمَ لَمْ يكنْ فَعْلان مِن خرب فيُذْكَر حِينَئِذٍ فِي الباءِ؟ فأجابَ بأنَّ الكَلِمةَ أَعْجمِيَّةٌ، فتكونُ النُّونُ مِن أَصْلِ الكَلِمةِ؛ وخَرْ هُنَا الحِمارُ وبانَ الحافِظُ.
وفَاتَهُ:
أَبو القاسِمِ عبدُ الّلهِ بنُ محمدِ بنِ خَرْبانَ عَن الهَيْثمِ بنِ سَهْل، ذَكَرَه ابنُ مَاكُولَا؛ ومحمدُ بنُ خرب بنِ خَرْبانَ النّسائيُّ الوَاسِطيُّ عَن يَحْيى بنِ زَكَرِيَّا بنِ أَبي زائِدَةَ، وَعنهُ الشَّيْخان فِي صَحِيحَيْهما. 

خَضم

خَضم
(الخَضْم: الأَكْلُ) عَامَّة، (أَو بِأَقْصَى الأَضْراسِ) ، والقَضْم بأَدْناها، قَالَ ابْن خُرَيْم يَذْكُر أَهلَ العِراق:
(رَجَوْا بالشِّقاق الأَكلَ خَضْمًا فَقَدْ رَضُوا ... أَخِيراَ مِنَ أكل الخَضْم أَن يَأْكُلُوا قَضْما)

(أَو) هُوَ (مَلْءُ الفمِ بالمَأكُول) ، وَنَقَل الجوهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيّ: هُوَ الأَكْلُ بِجَمِيع الفَمِ، (أَو) هُوَ (خاصٌّ بالشَّيْء الرَّطْب كالقِثَّاءِ) ونحوهِ، وَقيل: كُلُّ أَكْل فِي سَعَة ورَغَد فَهُوَ خَضْم، وقِيل: الخَضْمُ للْإنْسَان بمنْزِلة القَضْم من الدّابّة، (والفِعْل) خَضِم (كَسَمِع، وَضَرَبَ) ، واقتَصَر الجوهرِيُّ على الأُولَى.
(والخُضَامَةُ، كَثُمامَةَ) : اسمُ (مَا خُضِم) أَي: أُكِل.
(والخَضِيمَةُ) كَسَفِينَةٍ: (النًّبْتُ الأَخْضَر الرَّطب) ، قَالَ أَبُو حَنِيفَة: وَأَحْسَبُه سُمّي خَصِيمَة لأنّ الرَّاعِية تَخْضِمه كَيفَ شَاءَت.
(و) الخَضِيمَةُ أَيْضا: (الأَرضُ النَّاعِمَةُ المِنْباتُ) ، وَهِي الخُضُلَّة أَيْضا.
(و) الخَضِيمَةُ: (حِنْطَةٌ تُعالَج بالطَّبْخِ) ، وَذَلِكَ أنَّها تُؤْخَذ وتُنَقَّى وتُطَيَّب، ثمَّ تُجْعَل فِي القِدْر، ويُصَبّ عَلَيْهَا مَاءٌ، فَتُطْبخ حَتَّى تُنْضَج. (وَخَضَمه يَخْضِمه) خَضْماً من حَدِّ ضَرَب: (قَطَعه، فاخْتَضَمه) .
(و) خَضَم (لَهُ من مَالِه: أَعْطاه) ، عَن اْبنِ الأعرابيّ، ورَدّ ذلِك ثَعْلب، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ هَضَم، قَالَ أَبُو تُراب: قَالَ زِائَدَةُ القَيْسيّ: خَضَفَ بهَا، (و) خَضَم (بِهَا) : إِذا (حَبَق) ، وَأنْشد عَرَّام للأَغْلب:
(إِن قابَلَ العِرْسَ تَشَكَّى وخَضَمْ ... )

قَالَ الأزهريُّ: وحَصَم مِثْله بالحَاءِ والصَّاد. وَقد تقدّم.
(والمُخْضِمُ، كَمُحْسِنٍ: الماءُ) الَّذِي (لاَ يَبْلُغ أَن يَكُون أُجاجاً يَشْرَبُه المَالُ) ، و (لَا) يشربُه (النَّاسُ) .
(و) المُخَضَّمُ (كمُعَظَّمٍ ومُكْرمٍ: المُوسَّع عَلَيْهِ فِي الدُّنْيا) . وَفِي الْمُحكم: من الدُّنْيا، وأقتصر على الضَّبْطِ الأول.
(والخُضُمَّةُ، كَحُزُقَّة: الوَسَط) ز يُقالُ: طَعَنْتُه فِي خُضُمَّته أَي: فِي وَسَطه.
(و) خُضُمَّةُ الذِّراع: مُعْظَمُها، وَقيل الخُضُمَّةُ: (مُعْظَم كُلِّ أَمْر) ، نَقله الجوهَرِيّ.
(و) قَالَ الأصمَعِيُّ: الخُضُمَّة: (مُسْتَغْلَظ الذِّراع) ، قَالَ العَجَّاج:
(خُضُمَّةُ الذِّراع هَذّ المختلي ... )

(و) يُقَال: (هُوَ فِي خُضُمَّةِ قَوْمِه) أَي: (فِي مُاصِهِم) وأوساطِهِم.
(و) الخِضَمُّ (كَخِدَبّ: السَّيِّد الحَمولُ) الجَوادُ (المِعْطَاءُ) الكَثِيرُ المَعْرُوفِ (خَاصٌّ بالرِّجالِ) ، وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأةُ، وَهُوَ مجَاز (ج: خِضَمُّون) ، وَلَا يُكَسَّر.
(و) الخِضَمُّ: (البَحْرُ) لكَثْرة مائِه وخَيْرِه. وَيُقَال: بَحْرٌ خِضَمٌّ، قَالَ الشاعِرُ:
(روافِدُه أكرمُ الرَّافِدَاتِ ... بَخٍ لَك بَخٍّ لبَحْرٍ خِضَمّ)

(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (الجَمْعُ الكَثِير) ، قَالَ العَجَّاج:
(فاْجْتَمَع الخِضَمُّ والخِضَمُّ ... )

(فَخَطَموا أَمْرَهُم وَزَمُّوا ... )

(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (الفَرسُ الضَّخْم) العَظِيم الوَسَط، وَهُوَ مجَاز، وَقيل: فَرسٌ خِضَمٌّ: ذُو جَرْي.
(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (السَّيْفُ القَاطِع) ، وَهُوَ مجَاز، وَقيل: ذُو الجَوْهَرِ والمَاءِ، وَيُقَال: سَيْفٌ خِضَمٌّ.
(و) الخِضَمُّ أَيْضا: (المِسَنُّ) الَّذِي يُسَنّ عَلَيْهِ الحَدِيد، قَالَه اْبنُ بَرّيّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أبُو عُبَيْد عَن الأُمَوِيّ؛ (لأَنَّه إِذْ شَحَذ الحَدِيد قَطَع. وغَلِط الجَوْهَرِيُّ فَقالَ: هُوَ المُسِنُّ من الْإِبِل) . قَالَ ياقُوت: ناسِخُ الصّحاح هَكَذَا وجد فِي نُسَخٍ مقروءةٍ على مَشايخ مُتَّصِلَة الرِّواية بالمُصَنَّف وَهُوَ غَلَط، ثمَّ قَالَ: (فِي قَوْلِ أَبِي وَجْزة) وَلم يَذْكُر البَيْت: (والبَيْت الَّذي أَشارَ إِلَيْهِ هُوَ) هَذَا:

(شاكَتْ رُغامي قَذُوفِ الطَّرفِ خَائِفَةٍ ... هَوْلَ الجَنانِ نَزُورٍ غَيرِ مِخْداجِ)

(حَرَّى مُوقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بِهَا ... على خِضَمٍّ يُسَقَّ الماءِ عَجَّاجِ) تَفْسِير هَذَا الْبَيْت: (حَرَّى: فاعِلُ شَاكَت، أَي: دَخَلَت فِي كَبِدِها حَدِيدَةٌ عَطْشَى إِلَى دم الوَحْشِ وَقد وَقَّعَها الحَدَّادُ، واضْطَرب البَنانُ بتَحْدِيدها على مِسَنٍّ مَسْقِيٍّ) . وأوردَه اْبنُ سِيدَه وغَيْرُهُ وَفَسَّره، فَقَالَ: شَبَّهَها بسَهْمٍ مُوقَّع قد ماجَتِ الْأَصَابِع فِي سَنِّه على حَجَر خَضِمّ يأكُلُ الحَديد، عَجَّاج أَي: بِصَوْته عَجِيج، والحَرَّى: المَرْماة العَطْشى.
قُلتُ: وَقد ذَكَره اْبنُ فَارِس فِي المُجْمَل على الصَّوَاب. ونَبَّه على خطأ الجَوْهَرِي غَيرُ وَاحِد من الأَئِمَّة كابْنِ بَرِّيّ والصَّفَدي والصَّاغانيّ ويَاقُوت وغَيْر هؤُلاء.
(وخَضَّمٌ، كَبقَّم: الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ) . وَمِنْه قَولُ طَرِيفِ بنِ مَالِك العَنْبَرِيّ:
(حَوْلِي فَوارِسُ من أُسَيِّدَ شَجْعَةٌ ... وإِذا نَزَلتُ فَحَوْلَ بَيْتِي خَضَّمُ)

هَكَذَا أنشدَه اْبنُ بَرّيّ، ورِواية غَيْره:
(حَوْلِي أُسَيِّدُ والهُجَيْم ومَازِنٌ ... وَإِذا حَلَلْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ)

(و) خَضَّم: (د) وَفِي بَعْضِ النُّسَخ إِشَارَة المَوْضِع، (و) أَيْضا اسمُ (ماءٍ) . زَاد الأَزْهَرِيُّ: لِبَنِي تَمِيم، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ:
(لَوْلَا الإلهُ مَا سَكَنَّا خَضَّمَا ... )

(وَلَا ظَلِلْنَا بالمَشائِي قُيِّمَا ... )

(و) خَضَّم: اسْم (رَجُل، أَو) هُوَ (اْسمُ العَنْبر بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيم) كَمَا فِي الصِّحَاح. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيا: خَضَّم: لَقَبه، واسْمه العَنْبَر، (وَقد غُلِّبَت) ، وَنَصّ الصِّحَاح: وَقد غُلِّب (عَلَى القَبِيلة) ، يَزْعمُونَ أَنَّهم إِنَّما سُمُّوا بِذلِك (لكَثْرة أَكْلِهم) ومَضْغِهم بالأَضراس؛ لأنَّه من أبْنِيَة الأَفْعال دُونَ الْأَسْمَاء. وَبِه فَسَّر اْبنُ بَرّيّ قَولَ طَرِيفِ بنِ مَالك السَّابق، قَالَ الجَوهريُّ: وَهُوَ شَاذٌّ على مَا ذَكَرناه فِي بَقّم.
(والخُضُمَّان من القَمِيص، كالجُرُبَّان زِنَةً ومَعْنًى) .
(واخْتَضَم الطَّرِيقَ) إِذا (قَطَعَه) . قَالَ فِي صِفَة إبل ضُمَّر:
(ضَوابِعٌ مِثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ ... )

(تَخْتَضِم البِيدَ بِغَيْر تَعْبِ ... )

(والسَّيفُ يَخْتَضِم) العَظْمَ إِذا قَطَعه، وَمِنْه قَولُه:
(إِنَّ القُسَاسِيَّ الَّذِي يُعصَى بِهِ ... يَخْتَضِمُ الدَّارعَ فِي أَثْوابه)

ويَخْتَضِم (جَفْنَه أَي: يَقْطَعُه ويَأْكُلُه) لحِدَّتِه، وَقد ذَكَره الجَوْهَرِيُّ فِي التَّركيب الَّذِي قَبْلَه وَتَقدَّمت الإشارةُ إِلَيْهِ.
(والخَضْمَةُ) لُغَة فِي (الخَصْمَةُ) : وهِي الخرزة المتقدّم ذِكْرُها.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الخُضامُ، كَغُرابٍ: مَا خُضِم.
والخُضَمَةُ، كَهُمَزة: الشَّدِيدُ الضَّخْمُ. وخُضْمُ الفِراش: جانِبُه، هَكَذَا ضَبَطه أَبُو مُوسَى، قَالَ اْبنُ الأَثِير: والصَّحِيحُ بالصَّاد المُهْمَلَة. وَقد تَقَدَّم.
ونَقِيعُ الخَضِمات بالتَّحْرِيك كَمَا ضَبَطه الجَلال، أَو كفَرِحات كَمَا ضَبَطَه السَّيِّد السَّمْهُودِي أَو بالكَسْر كَمَا ضَبَطه المُصَنّف فِي تَارِيخ المَدِينة لَهُ: وَهُوَ مَوْضِع بنَواحِي المَدِينة، وَقد جَاءَ ذِكرُهُ فِي حَدِيث كَعْبِ بن مالِك. والخُضُمَّان: مَوْضِع.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.