رضــفا شواه على الــرضــف وسخنه عَلَيْهِ وأنضجه بِهِ وكواه بالــرضــفة والوسادة ثناها فَهُوَ مــرضــوف ورضــيف
(رضــفه) رضــفه وَيُقَال رضــفه أغضبهُ حَتَّى كَأَنَّهُ جعله على الــرضــف
رضــف: الــرَّضْــفُ: الحجارَةُ التي حَمِيَتْ بالشمس أَو النار، واحدتها
رَضْــفةٌ. غيره: الــرَّضْــفُ الحجارة المُحماةُ يُوغَرُ بها اللَّبَنُ، واحدتها
رَضْــفةٌ. وفي المثل: خذ من الــرَّضْــفةِ ما عليها. ورَضَــفه يَــرْضِــفُه،
بالكسر، أَي كَواه بالــرَّضْــفةِ. والــرَّضِــيفُ: اللبن يُغْلى بالــرَّضْــفةِ. وفي
حديث الهِجْرة: فيَبِيتانِ في رِسْلِها ورَضِــيفِها؛ الــرَّضِــيفُ اللبن
المَــرْضُــوفُ، وهو الذي طَرِحَ فيه الحجارة المُحْماةُ لِيذْهب وخَمُه. وفي
حديث وابصةَ، رضــي اللّه عنه: مثل الذي يأَكُلُ القُسامةَ كمثل جَدْيٍ
بطنُه مملوء رَضْــفاً. وفي الحديث: كان في التشهد الأَول كأَنه على
الــرَّضْــفِ؛ هي الحِجارة المُحْماة على النار. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ برجل نُعِتَ
له الكَيُّ فقال: اكْوُوه ثم ارْضِــفُوه
(* قوله «ثم ارضــفوه» كذا بالأصل،
والذي في النهاية أو ارضــفوه.) أَي كَمِّدُوه بالــرضْــفِ. وحديث أَبي ذر،
رضــي اللّه عنه: بَشِّر الكَنَّازين بــرَضْــفٍ يُحْمَى عليه في نار جهنم.
وشَواء مَــرْضــوفٌ: مَشْوِيٌّ على الــرضْــفة. وفي الحديث: أَن هنداً بنت
عُتْبَةَ لما أَسْلمت أَرْسَلَتْ إليه بَجَدْيَيْنِ مــرضــوفين. ولَبَنٌ رَضِــيفٌ:
مصْبُوبٌ على الــرَّضْــفِ. والــرضَــفة: سِمَةٌ تُكْوَى بــرضْــفةٍ من حجارة حيثما
كانت، وقد رَضَــفَه يَــرْضِــفُه. الليث: الــرَّضْــفُ حجارة على وجه الأَــرض قد
حميت. وشِواء مَــرْضُــوفٌ: يُشْوَى على تلك الحجارة. والحَمَلُ
المَــرْضُــوفُ: تُلْقَى تلك الحجارة إذا احمرَّت في جوفِه حتى ينشوي الحمل. قال شمر:
سمعت أَعرابيّاً يصف الــرَّضــائف وقال: يُعْمَدُ إلى الجَدي فَيُلْبَأُ من
لبن أُمه حتى يمتلئ، ثم يذبح فَيُزَقَّقُ من قِبَلِ قفاه، ثم يُعْمَدُ
إلى حجارة فتحرق بالنار ثم تُوضع في بطنه حتى ينشوي؛ وأَنشد بيت الكميت:
ومَــرْضُــوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً.
عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها، حين غَرْغَرا
لم تُؤْن أَي لم تَحْبِسْ ولم تُبْطِئْ. الأَصمعي: الــرضْــفُ الحجارةُ
المُحْماةُ في النار أَو الشمس، واحدتها رضْــفةٌ؛ قال الكميت بن زيد:
أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النَِّطاسِيِّ، واحْذَروا
مُطَفّئةَ الــرَّضْــفِ التي لا شِوَى لها
قال: وهي الحَيّةُ التي تمرُّ على الــرضْــف فَيُطْفِئُ سمُّها نارَ
الــرضْــف. وقال أَبو عمرو الــرضــف حجارة يُوقد عليها حتى إذا صارت لهَباً
أُّلقِيَتْ في القِدْرِ مع اللحم فأَنْضَجَتْه. والمَــرْضُــوفةُ: القدر أُنْضِجت
بالــرضــف. وفي حديث حذيفة أَنه ذكر فِتَناً فقال: أَتتكم الدُّهَيْماءُ
تَرْمِي بالنَّشَفِ ثم التي تَلِيها ترمي بالــرَّضْــف أَي في شدّتها وحَرّها
كأَنها ترمي بالــرضــف. قال أَبو منصور: رأَيت الأعراب يأْخذون الحجارة فيوقدون
عليها، فإذا حَمِيَت رَضَــفُوا بها اللَّبن البارِدَ الحَقِينَ لتَكْسِر
من برده فيشربونه، وربما رضــفوا الماء للخيل إذا بَرَد الزمان.
وفي حديث أَبي بكر: فإذا قُرَيْصٌ من مَلَّةٍ فيه أَثَر الــرَّضِــيفِ؛
يريد قُرْصاً صغيراً قد خُبِزَ بالمَلّة وهي الرّماد الحارُّ. والــرَّضِــيفُ:
ما يُشْوَى من اللحم على الــرَّضْــفِ أَي مَــرْضُــوفٌ، يريد أَثَر ما عَلِقَ
على القُرْص من دَسَم اللحم المــرضــوف. أَبو عبيدة: جاء فلان بِمُطْفِئَة
الــرضــف، قال: وأَصلها أَنها داهيةٌ أَنْسَتْنا التي قبلها فأَطفَأَت
حَرّها. قال الليث: مُطْفِئة الــرّضْــفِ شَحْمَة إذا أَصابت الــرَّضْــفَ ذابت
فأَخْمَدَته؛ قال أَبو منصور: والقول ما قال أَبو عبيدة.
وفي حديث معاذ في عذاب القبر: ضَرَبَه بِمــرْضــافةٍ وسَطَ رأْسِه أَي
بآلةٍ من الــرَّضــفِ، ويروى بالصاد، وقد تقدّم.
والــرضْــف: جِرْمُ عِظامٍ في الرُّكْبَة كالأَصابع المضمومة قد أَخذ بعضها
بعضاً، والواحدة رَضْــفة، ومنهم من يثقل فيقول: رَضَــفةٌ. ابن سيده:
والــرَّضْــفةُ والــرَّضَــفةُ: عظم مُطْبِقٌ على رأَْس الساق ورأْسِ الفخذ.
والــرَّضْــفةُ: طَبَقٌ يموجُ على الرُّكبة، وقيل: الــرَّضَــفَتان من الفرس عظمان
مُسْتديران فيهما عِــرَضٌ منقطعان من العظام كأَنهما طَبَقانِ للركبتين،
وقيل: الــرضــفة الجلدة التي على الركبة. والــرضــفة: عظم بين الحَوْشَبِ
والوَظِيفِ ومُلْتقى الجُبَّةِ في الرُّسْغِ، وقيل: هي عظمٌ مُنْقَطِعٌ في جوف
الحافر. ورَضْــفُ الركبة
(* قوله «ورضــف الركبة» كذا بالأصل بدون هاء تأنيث،
وقوله «والــرضــف ركبتا» كذا فيه أيضاً.) ورُضــافُها: التي تزول. وقيل:
الــرُّضــاف ما كان تحت الدَّاغِصة. وقال النضر في كتاب الخيل: والــرضــف ركبتا الفرس
فيما بين الكُراع والذِّراع، وهي أَعْظمُ صغار مجتمعة في رأْس أَعلى
الذراع.
ورَضَــفْتُ الوِسادَةَ: ثَنَيْتُها، يمانِيةٌ.
أرض: الأَــرْض: التي عليها الناس، أُنثى وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة
منها أَن يقال أَــرْضــة ولكنهم لم يقولوا. وفي التنزيل: وإِلى الأَــرْض كيف
سُطِحَت؛ قال ابن سيده: فأَما قول عمرو بن جُوَين الطائي أَنشده ابن
سيبويه:فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها،
ولا أَــرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها
فإِنه ذهب بالأَــرض إِلى الموضع والمكان كقوله تعالى: فلما رأَى
الشَّمْسَ بازِغةً قال هذا رَبِّي؛ أَي هذا الشَّخْصُ وهذا المَرْئِيُّ ونحوه،
وكذلك قوله: فَمَنْ جاءه مَوْعظةٌ منْ ربِّه؛ أَي وعْظ. وقال سيبويه: كأَنه
اكتفى بذكر الموعظة عن التاء، والجمع آراضٌ وأُرُوض وأَــرَضُــون، الواو
عوض من الهاء المحذوفة المقدرة وفتحوا الراء في الجمع ليدخل الكلمةَ ضَرْبٌ
من التكسير، استِيحاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لفظ التصحيح ليعلموا أَن
أَــرضــاً مما كان سبيله لو جمع بالتاء أَن تُفتح راؤُه فيقال أَــرَضــات، قال
الجوهري: وزعم أَبو الخطاب أَنهم يقولون أَــرْض وآراضٌ كما قالوا أَهل وآهال،
قال ابن بري: الصحيح عند المحققين فيما حكي عن أَبي الخطاب أَــرْض
وأَراضٍ وأَهل وأَهالٍ، كأَنه جمع أَــرْضــاة وأَهلاة كما قالوا ليلة وليالٍ كأَنه
جمع لَيْلاة، قال الجوهري: والجمع أَــرَضــات لأَنهم قد يجمعون المُؤنث
الذي ليست فيه هاء التأْنيث بالأَلف والتاء كقولهم عُرُسات، ثم قالوا
أَــرَضُــون فجمعوا بالواو والنون والمؤَنث لا يجمع بالواو والنون إِلا أَن يكون
منقوصاً كثُبة وظُبَة، ولكنهم جعلوا الواو والنون عوضاً من حَذْفهم الأَلف
والتاء وتركوا فتحة الراء على حالها، وربما سُكِّنَت، قال: والأَراضي
أَيضاً على غير قياس كأَنهم جمعوا آرُضــاً، قال ابن بري: صوابه أَن يقول
جمعوا أَــرْضــى مثل أَرْطى، وأَما آرُض فقياسُه جمعُ أَوارِض. وكل ما سفَل،
فهو أَــرْض؛ وقول خداش بن زهير:
كذَبْتُ عليكم، أَوْعِدُوني وعلِّلُوا
بِيَ الأَــرْضَ والأَقوامَ، قِرْدانَ مَوْظَبا
قال ابن سيبويه: يجوز أَن يعني أَهل الأَــرض ويجوز أَن يريد علِّلُوا
جميع النوع الذي يقبل التعليل؛ يقول: عليكم بي وبهجائي إِذا كنتم في سفر
فاقطعوا الأَــرض بذكري وأَنْشِدوا القوم هِجائي يا قِرْدان مَوْظَب، يعني
قوماً هم في القِلّةِ والحَقارة كقِرْدان مَوْظَب، لا يكون إِلا على ذلك
أَنه إِنما يهجو القوم لا القِرْدان. والأَــرْضُ: سَفِلة البعير والدابة وما
وَلِيَ الأَــرض منه، يقال: بَعِيرٌ شديد الأَــرْضِ إِذا كان شديد القوائم.
والأَــرْضُ: أَسفلُ قوائم الدابة؛ وأَنشد لحميد يصف فرساً:
ولم يُقَلِّبْ أَــرْضَــها البَيْطارُ،
ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبارُ
يعني لم يقلب قوائمها لعلمه بها؛ وقال سويد بن كراع:
فرَكِبْناها على مَجْهولِها
بصِلاب الأَــرْض، فِيهنّ شَجَعْ
وقال خفاف:
إِذا ما اسْتَحَمَّت أَــرْضُــه من سَمائِه
جَرى، وهو مَوْدوعٌ وواحدٌ مَصْدَقِ
وأَــرْضُ الإِنسان: رُكْبتاه فما بعدهما. وأَــرْضُ النَّعْل: ما أَصاب
الأَــرض منها.
وتأَــرَّضَ فلان بالمكان إِذا ثبت فلم يبرح، وقيل: التَّأَــرُّضُ
التَّأَنِّي والانتظار؛ وأَنشد:
وصاحِبٍ نَبّهْتُه لِيَنْهَضا،
إِذا الكَرى في عينه تَمَضْمَضا
يَمْسَحُ بالكفّين وَجْهاً أَبْيَضا،
فقام عَجْلانَ، وما تَأَــرَّضَــا
أَي ما تَلَبَّثَ. والتَّأَــرُّضُ: التَّثاقُلُ إِلى الأَــرض؛ وقال
الجعدي:مُقِيم مع الحيِّ المُقِيمِ، وقَلبْهُ
مع الراحِلِ الغَادي الذي ما تَأَــرَّضــا
وتَأَــرَّضَ الرجلُ: قام على الأَــرض؛ وتَأَــرَّضَ واسْتَأْــرَضَ بالمكان:
أَقامَ به ولَبِثَ، وقيل: تمكن. وتَأَــرَّضَ لي: تضَرَّعَ وتعــرَّضَ. وجاء
فلان يَتَأَــرَّضُ لي أَي يتصَدَّى ويتعــرَّض؛ وأَنشد ابن بري:
قبح الحُطَيْئة من مُناخِ مَطِيَّةٍ
عَوْجاءَ سائمةٍ تأَــرَّضُ للقِرَى
ويقال: أَــرَّضْــت الكلامَ إِذا هَيَّأْتَه وسَوَّيْتَه. وتأَــرَّضَ
النَّبْتُ إِذا أَمكن أَن يُجَزَّ.
والأَــرْضُ: الزُّكامُ، مذكر، وقال كراع: هو مؤنث؛ وأَنشد لابن أَحمر:
وقالوا: أَنَتْ أَــرْضٌ به وتَحَيَّلَتْ،
فَأَمْسَى لما في الصَّدْرِ والرأْسِ شَاكِيا
أَنَتْ أَدْرَكَتْ، ورواه أَبو عبيد: أَتَتْ. وقد أُــرِضَ أَــرْضــاً
وآرَضَــه اللّه أَي أَزْكَمَه، فهو مَأْرُوضٌ. يقال: رجل مَأْروضٌ وقد أُــرِضَ
فلان وآرَضَــه إِيراضاً. والأَــرْضُ: دُوارٌ يأْخذ في الرأْس عن اللبنِ
فيُهَراقُ له الأَنف والعينان، والأَــرْضُ، بسكون الراء: الرِّعْدةُ
والنَّفْضةُ؛ ومنه قول ابن عباس وزلزلت الأَــرْضُ: أَزُلْزِلَت الأَــرض أَمْ بي
أَــرْضٌ؟ يعني الرعدة، وقيل: يعني الدُّوَارَ؛ وقال ذو الرمة يصف صائداً:
إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِن سنَابِكها،
أَو كان صاحِبَ أَــرضٍ، أَو به المُومُ
ويقال: بي أَــرْضٌ فآرِضُــوني أَي داووني.
والمَأْرُوضُ: الذي به خَبَلٌ من الجن وأَهلِ الأَــرْض وهو الذي يحرك
رأْسه وجسده على غير عَمْدٍ.
والأَــرْضُ: التي تأْكل الخشب. وشَحْمَةُ الأَــرْضِ: معروفةٌ، وشحمةُ
الأَــرْضِ تسمى الحُلْكة، وهي بَنات النقا تغوص في الرمل كما يغوص الحوت في
الماء، ويُشَبَّه بها بَنان العذارَى.
والأَــرَضَــةُ، بالتحريك: دودة بيضاء شبه النملة تظهر في أَيام الربيع؛
قال أَبو حنيفة: الأَــرَضَــةُ ضربان: ضرب صغار مثل كبَار الذَّرِّ وهي آفة
الخشب خاصة، وضربٌ مثل كبار النمل ذوات أَجنحة وهي آفة كل شيءٍ من خشب
ونبات، غير أَنها لا تَعْــرِض للرطب، وهي ذات قوائم، والجمع أَــرَضٌ، والأَــرَض
اسم للجمع. والأَــرْضُ: مصدر أُــرِضَــت الخشبةُ تُؤْــرَضُ أَــرْضــاً فهي
مَأْرُوضة إِذا وقعت فيها الأَــرْضــةُ وأَكلتها. وأُــرِضَــت الخشبة أَــرْضــاً
وأَــرِضَــت أَــرْضــاً، كلاهما: أَكلَتْها الأَــرَضــةُ. وأَــرْضٌ أَــرِضــةٌ وأَرِيضةٌ
بَيِّنة الأَراضة: زكيَّةٌ كريمة مُخَيِّلةٌ للنبت والخير؛ وقال أَبو حنيفة:
هي التي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنبات؛ قال امرؤ القيس:
بِلادٌ عَرِيضة، وأَــرْضٌ أَرِيضة،
مَدافِع ماءٍ في فَضاءٍ عَريض
وكذلك مكان أَريضٌ. ويقال: أَــرْضٌ أَرِيضةٌ بَيِّنةُ الأَراضَةِ إِذا
كانت لَيِّنةً طيبة المَقْعَد كريمة جيِّدة النبات. وقد أُــرِضَــت، بالضم،
أَي زَكَتْ. ومكان أَرِيضٌ: خَلِيقٌ للخير؛ وقال أَبو النجم:
بحر هشام وهو ذُو فِرَاضِ،
بينَ فُروعِ النَّبْعةِ الغِضاضِ
وَسْط بِطاحِ مكة الإِرَاضِ،
في كلِّ وادٍ واسعِ المُفاضِ
قال أَبو عمرو: الإِرَاضُ العِرَاضُ، يقال: أَــرْضٌ أَريضةٌ أَي عَريضة.
وقال أَبو البيداء: أَــرْض وأُــرْض وإِــرض وما أَكْثَرَ أُرُوضَ بني فلان،
ويقال: أَــرْضٌ وأَــرَضُــون وأَــرَضــات وأَــرْضُــون. وأَــرْضٌ أَرِيضةٌ للنبات:
خَلِيقة، وإِنها لذات إِراضٍ. ويقال: ما آرَضَ هذا المكانَ أَي ما أَكْثَرَ
عُشْبَه. وقال غيره: ما آرَضَ هذه الأَــرضَ أَي ما أَسْهَلَها
وأَنْبَتَها وأَطْيَبَها؛ حكاه أَبو حنيفة. وإِنها لأَرِيضةٌ للنبت وإِنها لذات
أَرَاضةٍ أَي خليقة للنبت. وقال ابن الأَعرابي: أَــرِضَــتِ الأَــرْضُ تأْــرَضُ
أَــرَضــاً إِذا خَصِبَت وزَكا نباتُها. وأَــرْضٌ أَرِيضةٌ أَي مُعْجِبة.
ويقال: نزلنا أَــرْضــاً أَرِيضةً أَي مُعْجِبةً للعَينِ، وشيءٌ عَرِيضٌ
أَرِيضٌ: إِتباع له وبعضهم يفرده؛ وأَنشد ابن بري:
عَريض أَرِيض باتَ يَيْعِرُ حَوْلَه،
وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ
وتقول: جَدْيٌ أَرِيضٌ أَي سمين. ورجل أَريضٌ بَيِّنُ الأَرَاضةِ:
خَلِيقٌ للخير متواضع، وقد أَــرُضَ. الأَصمعي: يقال هو آرَضُــهم أَن يفعل ذلك
أَي أَخْلَقُهم. ويقال: فلانٌ أَرِيضٌ بكذا أَي خَلِيق به. ورَوْضةٌ
أَرِيضةٌ: لَيِّنةُ المَوْطِئِ؛ قال الأَخطل:
ولقد شَرِبْتُ الخمرَ في حانوتِها،
وشَرِبْتُها بأَرِيضةٍ مِحْلالِ
وقد أَــرُضَــتْ أَراضةً واسْتَأْــرَضَــت. وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ:
وَلُودٌ كاملة على التشبيه بالأَــرْض. وأَــرْضٌ مأْرُوضَةٌ
(* قوله «وأرض مأروضة»
زاد شارح القاموس: وكذلك مؤــرضــة وعليه يظهر الاستشهاد بالبيت.) :
أَرِيضةٌ؛ قال:
أَما تَرَى بكل عَــرْضٍ مُعْــرِضِ
كلَّ رَداحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ،
مُؤْــرَضــة قد ذَهَبَتْ في مُؤْــرَضِ
التهذيب: المُؤَــرِّضُ الذي يَرْعَى كَلأَ الأَــرْض؛ وقال ابن دَالان
الطائي:
وهمُ الحُلومُ، إِذا الرَّبيعُ تجَنَّبَتْ،
وهمُ الرَّبيعُ، إِذا المُؤَــرِّضُ أَجْدَبا
والإِرَاضُ: البِسَاط لأَنه يَلي الأَــرْضَ. الأَصمعي: الإِرَاضُ،
بالكسر، بِسَاطٌ ضخْم من وَبَرٍ أَو صوف. وأَــرَضَ الرجلُ: أَقام على الإِرَاضِ.
وفي حديث أُم معبد: فشربوا حتى آرَضُــوا؛ التفسير لابن عباس، وقال غيره:
أَي شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ حتى رَوُوا، مِنْ أَرَاضَ الوادي إِذا
اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ؛ وقال ابن الأَعرابي: حتى أَراضُوا أَي نامُوا على
الإِرَاضِ، وهو البساط، وقيل: حتى صَبُّوا اللبن على الأَــرْض.
وفَسِيلٌ مُسْتَأْــرِضٌ وَوَديَّةٌ مُسْتَأْــرِضــة، بكسر الراء: وهو أَن
يكون له عِرْقٌ في الأَــرْضِ فأَما إِذا نبت على جذع النخل فهو: الراكِبُ؛
قال ابن بري: وقد يجيءُ المُسْتَأْــرِضُ بمعنى المُتَأَــرِّض وهو المُتَثاقل
إِلى الأَــرض؛ قال ساعدة يصف سحاباً:
مُسْتَأْــرِضــاً بينَ بَطْنِ الليث أَيْمنُه
إِلى شَمَنْصِيرَ، غَيْثاً مُرْسلاً مَعَجَا
وتأَــرَّضَ المنزلَ: ارْتادَه وتخيَّره للنزول؛ قال كثير:
تأَــرَّضَ أَخفاف المُناخةِ منهمُ،
مكانَ التي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ
ازْلأَمَّت: ذهبت فَمَضَت. ويقال: تركت الحي يَتَأَــرَّضــون المنزِلَ أَي
يَرْتادُون بلداً ينزلونه. واسْتَأْــرَض السحابُ: انبسط، وقيل: ثبت وتمكن
وأَرْسَى؛ وأَنشد بيت ساعدة يصف سحاباً:
مستاْــرضــاً بين بطن الليث أَيمنه
وأَما ما ورد في الحديث في الجنازة: من أَهل الأَــرض أَم من أَهل الذِّمة
فإِنه أَي الذين أُقِرُّوا بأَــرضــهم.
والأَرَاضةُ: الخِصْبُ وحسنُ الحال. والأُــرْضــةُ من النبات: ما يكفي
المال سنَةً؛ رواه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي.
والأَــرَضُ: مصدر أَــرِضَــت القُرْحةُ تأْــرَضُ أَــرَضــاً مثال تَعِبَ
يَتْعَبُ تَعَباً إِذا تفَشَّتْ ومَجِلت ففسدت بالمِدَّة وتقطَّعت. الأَصمعي:
إِذا فسدت القُرْحة وتقطَّعت قيل أَــرِضَــت تأْــرَضُ أَــرَضــاً. وفي حديث النبي،
صلّى اللّه عليه وسلّم: لا صيامَ إِلاّ لمن أَــرَّضَ الصِّيامَ أَي
تقدَّم فيه؛ رواه ابن الأَعرابي، وفي رواية: لا صيامَ لمن لم يُؤَــرِّضْــه من
الليل أَي لم يُهَيِّئْه ولم يَنْوِه. ويقال: لا أَــرْضَ لك كما يقال لا
أُمَّ لك.
رضــح: رَضَــحَ رأْسَه بالحجر يَــرْضَــحُه رَضْــحاً: رَضَّــه. والــرَّضْــحُ: مثل
الــرَّضْــخ، وهو كَسْرُ الحصى أَو النَّوَى؛ قال أَبو النجم:
بكلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّــاحِ،
ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ
الوَأْبُ: الشديد القَوِيُّ، وهو يصف حافراً؛ تقديره بكل حافر وَأْبٍ
رَضَّــاح للحصى. والمُصْطَرّ: الضَّيِّقُ. والفِرْشاحُ: المُنْبَطِحُ.
ورَضَــح النواةَ يَــرْضَــحُها رَضْــحاً: كَسَرَها بالحجر. ونَوًى رَضِــيحٌ:
مَــرْضُــوحٌ، واسم الحجر المِــرْضــاحُ
(* قوله «واسم الحجر المــرضــاح» كالمــرضــحة،
بكسر الميم، كما في شرح القاموس.)، والخاء لغة ضعيفة؛ قال:
خَبَطْناهم بكلِّ أَرَحَّ لأْمٍ،
كمِــرْضــاحِ النَّوى عَبْلٍ وَقاحِ
المِــرْضــاحُ: الحجر الذي يُرْتَضَحُ به النَّوى أَي يُدَقُّ. والــرَّضِــيح:
النَّوَى المــرضــوح.
والــرُّضْــحُ، بالضم: النوى المــرضــوح. ونَوى الــرَّضْــح: ما نَدَرَ منه؛ قال
كعب بن مالك الأَنصاري:
وتَرْعَى الــرَّضْــحَ والوَرَقا
وتقول: رَضَــحْتُ الحَصَى فَتَــرَضَّــحَ؛ قالْ جِرانُ العَوْدِ:
يَكادُ الحَصَى من وَطْئِها يَتَــرَضَّــحُ
والــرَّضْــحَةُ: النواة التي تطير من تحت الحجر. وبلغنا رَضْــحٌ من خبر أَي
يسير منه. والــرَّضْــحُ أَيضاً: القليل من العطية.
رضــب: الــرُّضــابُ: ما يَــرْضُــبُه الإِنسانُ من رِيقِه كأَنه يَمْتَصُّه،
وإِذا قَبَّل جاريَتَه رَضَــبَ رِيقَها. وفي الحديث: كأَنـِّي أَنْظُر إِلى
رُضــابِ بُزاقِ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم. البُزاقُ: ما سالَ؛ والــرُّضــابُ منه: ما تَحَبَّبَ وانْتَشَر؛ يريد: كأَني أَنْظُر إِلى ما تحَبَّبَ وانْتَشَر من بُزَاقِه، حين تَفَلَ فيه. قال الهرويّ: وإِنما أَضاف في الحديث الــرُّضــابَ إِلى البُزاقِ، لأَن البُزاقَ من الريقِ ما سالَ.
وقد رَضَــبَ ريقَها يَــرْضُــبُه رَضْــباً، وتَــرَضَّــبَه: رَشَفَه.
والــرُّضــابُ: الريقُ؛ وقيل: الريقُ الـمَرْشُوف؛ وقيل: هو تَقَطُّع الريقِ في الفَمِ، وكثْرةُ ماءِ الأَسنانِ، فعُبِّر عنه بالـمَصْدرِ، قال: ولا أَدري كيف هذا؛ وقيل: هو قِطَعُ الريق، قال: ولا أَدري كيف هذا أَيضاً.
والـمَراضِب: الأَرْياق العذبة.
والــرُّضَــاب: قطَع الثلج والسُّكَّر والبَرَد، قاله عُمارة بن عَقِـيل.
والــرُّضَــابُ: لُعَابُ العَسَل، وهو رَغْوته. ورُضَــاب الـمِسْك: قِطَعه.
والــرُّضــابُ: فُتاتُ الـمِسْكِ؛ قال:
وإِذَا تَبْسِمُ، تُبْدِي حَبَباً، * كــرُضــابِ الـمِسْكِ بِالـمَاءِ الخَصِرْ
ورُضــابُ الفَمِ: ما تَقَطَّع من رِيقِه. ورُضــابُ
النَّدَى: ما تَقَطَّع منه على الشَّجَرِ. والــرَّضْــب: الفِعْل. وماءٌ رُضــابٌ: عَذْبٌ؛ قال رُؤْبة:
كالنَّحْلِ في الـمَاءِ الــرُّضَــابِ، العَذْبِ
وقيل: الــرُّضــابُ هَهنا: البَرْدُ؛ وقوله: كالنَّحْلِ أَي كَعَسَلِ النَّحْل؛ ومثله قول كثير عزة:
كاليَهُودِيِّ مِنْ نَطَاةَ الرِّقالِ
أَراد: كنَخْلِ اليَهُوديّ؛ أَلا تَرى أَنه قد وَصَفَها بالرِّقَالِ، وهي الطِّوالُ من النَّخْلِ؟ ونَطَاةُ: خَيْبَر بعَيْنِها.
ويقال لـحَبّ الثَّلْجِ: رُضَــاب الثَّلْج وهو البَرَدُ.
والرَّاضِبُ من الـمَطَرِ: السَّحُّ. قال حذيفة بن أَنس يصف ضبعاً في مغارة:
خُنَاعَةُ ضَبْعٌ، دَمَّجَتْ في مَغارَةٍ، * وأَدْرَكَها، فِـيها، قِطارٌ ورَاضِبُ
أَراد: ضَبُعاً، فأَسْكَن الباء؛ ومعنى دَمَّجَتْ، بالجيم: دَخَلَت،
ورواه أَبو عمرو دَمَّحَتْ، بالحاءِ، أَي أَكَبَّتْ؛ وخُناعَة: أَبو
قَبِـيلَة، وهو خُناعَةُ بنُ سَعْدِ بنِ هُذَيل بن مُدْرِكَة.
وقد رَضَــبَ الـمَطَر وأَــرْضَــب؛ قال رؤبة:
كأَنَّ مُزْناً مُسْتَهِلَّ الإِــرْضَــابْ، * رَوَّى قِلاتاً، في ظِلالِ الأَلْصَابْ
أَبو عمرو: رَضَــبَتِ السَّماءُ وهَضَبَتْ.
ومَطَرٌ راضِبٌ أَي هَاطِلٌ. والرَّاضِبُ: ضَرْبٌ من السِّدْرِ، واحدته رَاضِـبَة ورَضَــبة، فإِنْ صَحَّت رَضَــبَة، فَراضِبٌ في جَمِـيعِها اسمٌ للجمع.
ورَضَــبَتِ الشَّاةُ كرَبَضَت، قَلِـيلَةٌ.