Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: راض

منع

(منع) فلَان مناعة صَار منيعا محميا وَالشَّيْء اعتز وتعسر
منع
المُتَمَنِّعَتَانِ: العَنَاقُ والبَكْرَةُ: لأنَّهما بفَتائهما يَمتَنِعانِ على السَّنَة. والمَنْعى: الامْتِناع.
والمَنَعَةُ: المَعْقِلُ. والعِزُّ. وهي مَصْدَرٌ كالحَرَكَة والجَلَبَة من: مَنُعَ مَنَاعَةً ومَنَاعاً فهو مَنِيْعٌ. وقيل: هي العَشِيرة جَمْعُ مانِعٍ. وقد تُخَفَّفُ تُجْعَل مَصْدَرَ مَنَعَ مَنْعَةً.
وامْرَأَةٌ مَنِيْعَةٌ ومُتَمَنِّعَةٌ: عَفِيْفَةٌ. ومَنَاعِ: في
معنى امْنَعْ.
(م ن ع) : (الْمَنْعُ) خِلَافُ الْإِعْطَاءِ وَيُقَالُ فُلَانٌ فِي عِزٍّ وَمَنَعَةٍ أَيْ تَمَنُّعٍ عَلَى مَنْ قَصَدَهُ مِنْ الْأَعْدَاءِ وَقَدْ يُسَكَّنُ النُّونُ وَقَوْلُهُ فِي غَنَائِمِ بَدْرٍ إنَّهَا كَانَتْ بِمَنَعَةِ السَّمَاءِ أَيْ بِقُوَّةِ الْمَلَائِكَةِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَدَّهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِجُنُودِ السَّمَاءِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران: 123] .
م ن ع: (الْمَنْعُ) ضِدُّ الْإِعْطَاءِ وَقَدْ مَنَعَ مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (مَانِعٌ) وَ (مَنُوعٌ) وَ (مَنَّاعٌ) . وَ (مَنَعَهُ) عَنْ كَذَا (فَامْتَنَعَ) مِنْهُ. وَ (مَانَعَهُ) الشَّيْءَ (مُمَانَعَةً) . وَمَكَانٌ (مَنِيعٌ) وَقَدْ (مَنُعَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ.. وَفُلَانٌ فِي عِزٍّ وَ (مَنَعَةٍ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَقَدْ تُسَكَّنُ النُّونُ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وَقِيلَ: الْمَنَعَةُ جَمْعُ مَانِعٍ مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ أَيْ هُوَ فِي عِزٍّ وَمَنْ يَمْنَعُهُ مِنْ عَشِيرَتِهِ. 
منع
المنع يقال في ضدّ العطيّة، يقال: رجل مانع ومنّاع. أي: بخيل. قال الله تعالى: وَيَمْنَعُونَ
الْماعُونَ [الماعون/ 7] ، وقال: مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ
[ق/ 25] ، ويقال في الحماية، ومنه:
مكان منيع، وقد منع وفلان ذو مَنَعَة. أي: عزيز ممتنع على من يرومه. قال تعالى: أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
[النساء/ 141] ، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ [البقرة/ 114] ، ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ
[الأعراف/ 12] أي: ما حملك؟
وقيل: ما الذي صدّك وحملك على ترك ذلك؟
يقال: امرأة منيعة كناية عن العفيفة. وقيل:
مَنَاعِ. أي: امنع، كقولهم: نَزَالِ. أي: انْزِلْ.
[منع] المَنْعُ: خِلاف الإعطاء. وقد مَنَعَ فهو مانِعٌ ومَنوعٌ ومَنَّاعٌ. ومنعت الرجل عن الشئ فامتنع منه. ومانعته الشئ ممانعة. ومكان منيع، وقد منع بالضم مناعة. وفلان في عِزٍّ ومَنَعَةٍ بالتحريك وقد يسكَّن، عن ابن السكيت. ويقال: المنعة جمع مانع، مثل كافر وكفرة، أي هو في عز ومن يَمْنَعُهُ من عشيرته. وقد تَمَنَّعَ. وقال الكلابي: المُتَمَنِّعانِ : البَكْرَةُ والعَناقُ، تَمْتَنِعانِ على السنة بفتائهما، ولانهما يشبعان قبل الجِلَّةِ. قال: وهما المُقاتِلتان للزمان عن أنفسهما.
م ن ع

منعه الشيء ومنعَه منه وعنه وهو منوع ومنّاع، وامتنع منه، ومانعه، وتمانعا.

ومن المجاز: فلان يمنع الجار: يحميه من أن يضام. وله في قومه حصن وممنع، وقد منع فلان: صار ممنوعاً محمياً مناعةً ومنعةً، وتمنّع به تمنّعاً، وامتنع به امتناعاً، وهو منيع، وحصن منيع وممنّع. قال النابغة:

وحلّت بيوتي في يفاعس ممنّع ... تخال به راعي الحمولة طائراً

وإنه لذو منعة مصدر كالأنفة والعظمة والعبدة أو جمع: مانع وهم عشيرته وحماته، ويقال لهم: منعات معاقل ومحارز. قال السهميّ:

ولم تلتق العصماء في منعاتها ... وخلّل عن بيض النّعام المسارب

يصف سنة وأن الأرويّة لم تلزم معاقلها ولم تقرّبها ورعيت المراعي حول البيض فظهر.

منع


مَنَعَ(n. ac. مَنْع)
a. [acc. & 'An
or
Min], Refused, denied; forbade, prohibited to;
prevented; repelled from.
مَنُعَ(n. ac. مَنَاْع
مَنَاْعَة)
a. Was unapproachable, unaccessible, impregnable.
b. [pass.], Was indeclinable.
مَنَّعَa. Thrust back; repelled; prevented; interrupted.
b. see III
مَاْنَعَa. Refused, denied.

تَمَنَّعَ
a. ['An], Refused to; refrained from.
b. Was unapproachable &c.
c. [Bi], Intrenched himself in.
d. Parried.

تَمَاْنَعَa. Repelled each other from.

إِمْتَنَعَa. Impeded.
b. [Min]
see V (a)c. ['Ala]
see III (a)
مَنْعa. Refusal; prohibition.
b. Fortification, rampart; muniment, defence.
c. (pl.
مُنُوْع), Crab.
مَنْعَةa. Unapproachableness, inaccessibility;
impregnability.

مَنْعَىa. Abstinence; selfrestraint, continence.

مَنَعَةa. see 1t
مَنَعِيّa. Eater of crabs.

مَاْنِع
(pl.
مَنَعَة)
a. Defender, protector.
b. (pl.
مَوَاْنِعُ), Obstacle, hindrance, impediment.
c. see 26
مَنِيْعa. Unapproachable, inaccessible; impregnable.
b. Strong, powerful, mighty.

مَنُوْع
مَنَّاْعa. Refusing, hindering; refuser, denier; hinderer.

N. P.
مَنڤعَa. Prevented; forbidden.
b. Indeclinable (word).
N. Ag.
إِمْتَنَعَa. Forbidden.
b. Impossible.
c. see 25 (b)d. [art.], Lion.
N. Ac.
إِمْتَنَعَa. Hindrance.
b. Impossibility.
c. see 1ya
مَنَاعِ
a. Forbid! Do not allow!

مَنْف
a. Memphis.

مَنَهْ (pl.
مَنَات)
a. Who? Which?
م ن ع : مَنَعْتُهُ الْأَمْرَ وَمِنْ الْأَمْرِ مَنْعًا فَهُوَ مَمْنُوعٌ مِنْهُ مَحْرُومٌ وَالْفَاعِلُ مَانِعٌ وَالْجَمْعُ مَنَعَةٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ وَجَاءَ لِلْمُبَالَغَةِ مَنُوعٌ وَمَنَّاعٌ وَامْتَنَعَ مِنْ الْأَمْرِ كَفَّ عَنْهُ وَمَانَعْتُهُ الشَّيْءَ بِمَعْنَى نَازَعْتُهُ وَتَمَنَّعَ
عَنْ الشَّيْءِ وَامْتَنَعَ بِقَوْمِهِ تَقَوَّى بِهِمْ وَهُوَ فِي مَنَعَةٍ بِفَتْحِ النُّونِ أَيْ فِي عِزِّ قَوْمِهِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مَنْ يُرِيدُهُ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وَهِيَ مَصْدَرٌ مِثْلُ الْأَنَفَةِ وَالْعَظَمَةِ أَوْ جَمْعُ مَانِعٍ وَهُمْ الْعَشِيرَةُ وَالْحُمَاةُ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَقْصُورَةً مِنْ الْمَنَاعَةِ وَقَدْ تُسَكَّنُ فِي الشِّعْرِ لَا فِي غَيْرِهِ خِلَافًا لِمَنْ أَجَازَهُ مُطْلَقًا وَأَزَالَ مَنَعَةَ الطَّيْرِ أَيْ قُوَّتَهُ الَّتِي يَمْتَنِعُ بِهَا عَلَى مَنْ يُرِيدُهُ.

وَالْمَنَاعَةُ بِالْفَتْحِ مِثْلُ الْمَنَعَةِ وَمُنِعَ فُلَانٌ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ مَنَعَةً وَمَنَاعَةً وَمَنُعَ الْحِصْنُ مَنَاعَةً وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً فَهُوَ مَنِيعٌ. 
[منع] نه: فيه "المانع"- تعالى: يمنع عن أهل طاعته ويحوطهم وينصرهم، وقيل: ينمع من يريد من خلقه ما يريد ويعطيه ما يريد. وفيه: اللهم! من "منعت" فهو "ممنوع"، أي من حرمته فهو محروم لا يعطيه أحد غيرك. وفيه: و"منع" وهات، أي ينهي عن منع ما عليه إعطاؤه وطلب ما ليس له. ط: أو هو نهى عن منع ما وجب من ماله وأقواله وأخلاقه وعن استدعاء ما لا يجب على الناس من الحقوق وتكليفه إياهم بالقيام به، وكأنه ينتصف ولا ينصف، ويروى ببناء الماضي، والمصدر غير منون بتقدير إضافة أي منع ما عليه. ج: أو يراد أنه يمنع بر من يسترفده ثم يطلب من الناس برهم فيبخل بما عنده ويسألهم استكثارًا. نه: وفيه: سيعوذ بهذا البيت قوم ليس لهم "منعة"، أي قوة تمنع من يريدهم بسوء، وقد تفتح نونه، وقيل: هي بالفتح جمع مانع- وتكررت بالمعنيين. ن: أي ليس لهم من يميهم ويمنعهم. ك: ومنه: لا أعني شيئًا لو كان لي "منعة"- بفتح نون وسكونها، أي لو كان لي قوة لطرحته عنه صلى الله عليه وسلم، أو هو جمع مانع، ولا أعني أي في كفت شرهم، وروى: لا أعير، أي في فعلهم. ومنه: ذو "منعة". ن: ومنه: في حصن حصين و"منعة"، أي قوة او جماعة يمنعونك ممن يقصدك. و"منع" ابن جميل، أي الزكاة وامتنع عن أذانها. ط: وفيه: رجل يعمل بالمعاصي هم "أمنع" منه، أي أقوى منه منعًا من تلك المعاصي، وأعز بمعنى أمنع. وح: "منعت" العراق درهمها- مر في بدأ. وح: "لا تمنعوا" فضل الماء- مر في ف.
(م ن ع)

المَنْعُ، تحجير الشَّيْء: مَنَعَه يَمْنَعُه مَنْعا ومَنَّعَهُ فامْتَنَع وتَمَنَّعَ.

وَرجل مَنُوعٌ: ضنين، وَفِي التَّنْزِيل (وَإِذا مَسَّهُ الخيرُ مَنُوعا) .

ومَنِيعٌ: لَا يخلص إِلَيْهِ، فِي قوم مُنَعاءَ وَالِاسْم المَنَعَةُ والمَنْعَةُ والمِنْعَةُ.

ومَنُعَ الشَّيْء مَناعَةً فَهُوَ مَنِيعٌ: اعتز وتعسر.

وَامْرَأَة مَنِيَعٌة ومُمْتَنِعَةٌ: لَا تؤاتى على فَاحِشَة. وَالْفِعْل كالفعل. وناقة مانِعٌ: مَنَعَتْ لَبنهَا، على النّسَب، قَالَ أُسَامَة الْهُذلِيّ:

كأنّي أُصادِيها عَلى غُبْرِ مانعٍ ... مُقَلِّصَةٍ قَدْ أهْجَرَتها فُحُولُها

ومَناعِ بِمَعْنى: امْنَعْ. قَالَ اللحياني: وَزعم الْكسَائي أَن بني أَسد يفتحون مَناعَها ودَرَاكَها وَمَا كَانَ من هَذَا الْجِنْس، وَالْكَسْر أعرف.

وقوس مَنْعَةٌ: مُمْتَنِعَةٌ متأبِّية شاقة قَالَ عَمْرو بن برَاء:

ارْمِ سَلاما وَأَبا العَرَّافِ ... وعاصِماً عَن مَنْعَةٍ قِذَافِ

والمُتَمَنِّعانِ: البكرة والعناق، يتَمنَّعان على السَّنَة بفتائهما وأنَّهما تشبعان قبل الجلة وهما المقاتلتان الزَّمَان عَن أَنفسهمَا.

وَرجل مَنيعٌ: قوى الْبدن شَدِيد.

وَحكى اللحياني لَا منْعَ عَن ذَلِك. قَالَ: والتأويل: حَقًا انك أَنْت فعلت ذَاك.

ومانعٌ ومنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأمْنَعُ أَسمَاء.

ومَناعِ: هضبة فِي جبل طَيء والمُناعَةُ اسْم بلد، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

أرَى الدَّهْرَ لَا يَبْقى عَلى حَدَثانِهِ ... أبُودٌ بأطْرَافِ المُناعَةِ جَلْعَدُ

قَالَ ابْن جنى: المناعة تحْتَمل أَمريْن: أَحدهمَا أَن يكون فعالة من مَنَع وَالْآخر أَن يكون مفعلة من قَوْلهم جَائِع نائع، وَأَصلهَا مُنْوَعَةٌ فجرت مجْرى مقامة وَأَصلهَا مقومة.

منع

1 مَنَعَ He prevented, hindered, held back, [impeded, withheld, arrested, restrained, kept, debarred, precluded, inhibited, forbade, prohibited, interdicted:] (MA, KL, &c.:) he denied, or refused; doubly trans.; (S, K, &c.:) مَنْعٌ is the contr. of إِعْطَآءٌ. (S, Mgh, K.) b2: مَنَعَهُ [He protected it, or defended it, or guarded it, (namely a place or the like) from, or against, encroachment, invasion, or attack:] he protected, defended, or guarded, him. (T in art. ذب.) b3: مَنَعَهُ العَطِيَّةُ [He refused him the gift]. (TA in art. حرم.) b4: مَنَعَهُ الشَّىْءَ i. q.

حَرَمَهُ إِيَّاهُ [q. v.] (S in art. حرم.) b5: مَنُعَ الشَّىْءُ, inf. n. مَنَاعَةٌ, i. q. اِعْتَزَّ and تَعَسَّرَ. (TA.) See 8. b6: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ (Kur vii. 11): see أَبَى.3 مَانَعَهُ الشَّىْءَ He disputed, or contested, with him the thing: (Msb:) he refused him the thing: (TK:) he endeavoured, or contended with him, to make him, or to entice him, to abstain from, or relinquish, the thing; (TA;) [he endeavoured to turn him away from the thing; to prevent his obtaining it or doing it; he prevented him from obtaining or doing the thing, being also prevented by him; i. e. he reciprocally prevented him, &c.: and hence the meaning in the TA; and then that in the Msb:] مَانَعُوا عَدُوَّهُمْ signifies i. q. حَاجَزُوهُمْ: (TK, art. حجز:) see the latter. b2: تَمَنَّعَ عَلَى السَّنَةِ [he resisted, or withstood, the year of dearth]: said of an animal. (K.) 5 تَمَنَّعَ مِنَ الشَّىْءِ بِقَّوْمِهِ and ↓ اِمْتَنَعَ He became strengthened, or fortified, against the thing by his people, or party; syn. تَقَوَّى. (Msb.) b2: تَمَنَّعَ عَنْهُ He refrained, forbore, or abstained, from it, as being forbidden, or prohibited. (K, * TA.) See 8. b3: تَمَنَّعَ بِهِ and بِهِ ↓ اِمتنع he protected, or defended, himself by it, namely a fortress; syn. اِحْتَمَى. (TA.) 6 تَمَانَعَا i. q.

تَحَاجَزَا: (K, art. حجز:) see the latter.8 اِمْتَنَعَ [It was, or became, prevented from being; it necessarily was not. You say يَمْتَنِعُ هٰذَا لِوُجُودِ ذَاكَ

This is prevented from being, or may not be, or necessarily is not, because of that's being. And يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُوَن هٰذَا This may not be.] b2: اِمْتَنَعَ He refrained, forbore, abstained, or held back, (Msb, K,) مِنَ الأَمْرِ from the thing. or affair; (Msb;) as also عَنْهُ ↓ تَمَنَّعَ: (TA:) he did so voluntarily, of his own free will or choice: he refused: you say, اِمْتنَعَ عَنْهُ he refrained, &c., from it voluntarily, &c.; refused it; or refused to do it. (MF. in art. حصر.) See أَبَى. b3: اِمْتَنَعَ عَلَيْهِ

He, or it, opposed him; resisted him; withstood him; repugned him; was incompliant, or unyielding, to him; see أَبَى عَلَيْهِ. b4: اِمْتَنَعَ It was, or became, inaccessible, or inapproachable; like ↓ مَنُعَ; syn. with حَصُنَ, q. v.: and also, difficult of access, as in an instance in art. أبى (last sentence of 4); and also عَرِسَ عَلَىَّ. b5: See 5.

مَِنْعَةٌ

: see مَنَعَةٌ.

مَنَعَةٌ State, and power, of resistance; lit. a state of might of one's people or party, so that such as desires to do so will not prevail against him: [or a state of might in his people or party, &c.; or a state of might, and power of resistance, in his people or party:] (Msb:) [resistibility: or simply resistance:] inaccessibleness, or unapproachableness, of a people; as also ↓ مَنْعَةٌ and ↓ مِنْعَةٌ. (TA.) مَنُوعٌ One who denies, or refuses to give; as also ↓ مَانِعٌ and ↓ مَنَّاعٌ. (K.) مَنِيعٌ

, from مَنُعَ, [Unapproachable; inaccessible:] difficult of access; fortified; strong: (TK, voce وَزَرٌ:) [defended, or protected, against attack: like حَصِينٌ: resistive; resisting attack;] applied to a fortress. (Msb.) b2: قَوْمٌ مُنَعَآءُ [pl. of مَنِيعٌ] An inaccessible, or unapproachable, people. (TA.) مَنَّاعٌ مَنُوعٌ.

مَانِعٌ مَنُوعٌ.

المُتَمَنِّعَانِ The young she-camel and young she-kid: because they resist the year of dearth by reason of their youthful vigour, &c. (K.) مُمْتَنِعٌ Resisting; resisting attack; unyielding; incompliant.

منع: المَنْعُ: أَن تَحُولَ بين الرجل وبين الشيء الذي يريده، وهو خلافُ

الإِعْطاءِ، ويقال: هو تحجيرُ الشيء، مَنَعَه يَمْنَعُه مَنْعاً

ومَنَّعَه فامْتَنَع منه وتمنَّع.

ورجل مَنُوعٌ ومانِعٌ ومَنَّاعٌ: ضَنِينٌ مُمْسِكٌ. وفي التنزيل:

مَنَّاعٍ للخير، وفيه: وإِذا مسَّه الخيْرُ مَنُوعاً. ومَنِيعٌ: لا يُخْلَصُ

إِليه في قوم مُنَعاءَ، والاسم المَنَعةُ والمَنْعةُ والمِنْعةُ. ابن

الأَعرابي: رجل مَنُوعٌ يَمْنَع غيره، ورجل مَنِعٌ يمنع نفسه، قال:

والمَنِيعُ أَيضاً الممتنِعُ، والمَنُوع الذي منع غيره؛ قال عمرو بن

معديكرب:بَراني حُبُّ مَنْ لا أَسْتَطِيعُ،

ومَنْ هو للذي أَهْوَى مَنُوعُ

والمانِعُ: من صفات الله تعالى له معنيان: أَحدهما ما روي عن النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَنه قال: اللهم لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ولا مُعْطِيَ

لِما مَنَعْتَ، فكان عز وجل يُعْطِي من استحقَّ العطاءَ ويمنع من لم

يستحق إِلاَّ المنع، ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء وهو العادل في جميع ذلك،

والمعنى الثاني من تفسير المانع أَنه تبارك وتعالى يمنع أَهل دينه أَي

يَحُوطُهم وينصرهم،وقيل: يمنع من يريد من خلقه ما يريد ويعطيه ما يريد، ومن

هذا يقال فلان في مَنَعةٍ أَي في قوم يحمونه ويمنعونه، وهذا المعنى في

صفة الله جل جلاله بالغ، إِذ لا منعة لمن لم يمنعه الله ولا يمتنع من لم

يكن الله له مانعاً. وفي الحديث: اللهم مَن مَنَعْتَ مَمْنُوعٌ أَي من

حََرَمْتَه فهو مَحْرُومٌ لا يعطيه أَحد غيرك. وفي الحديث: أَنه كان ينهي عن

عُقُوقِ الأُمَّهات ومَنْعٍ وهات أَي عن مَنْعِ ما عليه إِعطاؤُه وطَلبِ

ما ليس له. وحكى ابن بري عن النَّجِيرَمِيّ

(* قوله« النجيرمي» حكى ياقوت

في مجمعه فتح الجيم وكسرها مع فتح الراء): مَنَعةٌ جمع مانِعٍ. وفي

الحديث: سيَعُوذُ بهذا البيتِ قومٌ ليست لهم مَنْعةٌ أَي قوَّة تمنع من

يريدهم بسوء، وقد تفتح النون،وقيل: هي بالفتح جمعُ مانِعٍ مثل كافِرٍ

وكُفَرةٍ.

ومانَعْتُه الشيءَ مُمَانَعةً، ومَنُعَ الشيءُ مَناعةً، فهو مَنِيعٌ:

اعتَزَّ وتعسَّر. وفلان في عِزٍّ ومَنَعةٍ، بالتحريك وقد يُسكن، يقال:

المَنعةُ جمعٌ كما قدَّمنا أَي هو في عِزٍّ ومن يَمْنعه من عشيرتِه، وقد

تمنَّع وامرأَة مَنِيعةٌ متمنِّعةٌ: لا تؤاآتى على فاحِشةٍ، والفعلُ كالفعل،

وقد مَنُعَتْ مَناعةً، وكذلك حصِنٌ مَنِيعٌ، وقد مَنُعَ، بالضم، مَناعةً

إِذا لم يُرَمُ. وناقة مانِعٌ: مَنَعَتْ لبنها، على النسب؛ قال أُسامةُ

الهُذَلي:

كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ

مُقَلِّصةٍ، قد أَهْجَرَتها فُحُولُها

ومَناعِ: بمعنى امْنَعْ. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَن بني أَسد

يفتحون مَناعَها ودَراكَها وما كان من هذا الجنس، والكسر أَعرف. وقوسٌ

مَنْعةٌ: ممتنعةٌ مُتَأَبِّيةٌ شاقَّةٌ؛ قال عمرو بن براء:

ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ،

وعاصماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ

والمُتَمنِّعَتانِ: البكْرَةُ والعَناقُ يَتَمَنَّعانِ على السَّنةِ

لفَتائِهما وإِنهما يَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّةِ، وهما المُقاتِلتانِ

الزمانَ على أَنفُسِهما. ورجل مَنِيعٌ: قويُّ البدن شديدُه. وحكى اللحياني: لا

مَنْعَ عن ذاك، قال: والتأْويل حقّاً أَنك إِن فعلت ذلك.

ابن الأَعرابي: المَنْعِيُّ أَكَّالُ المُنُوعِ وهي السَّرطاناتُ،

واحدها مَنْعٌ.

ومانِعٌ ومَنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأَمْنَعُ: أَسماءٌ. ومَناعِ: هَضْبةٌ في

جبل طيِّءٍ. والمَناعةُ: اسم بلد؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:

أَرَى الدَّهْر لا يَبْقَى على حَدَثانِه،

أُبُودٌ بأَطرافِ المَناعةِ جَلْعَدُ

(* قوله« بأطراف المناعة» تقدم في مادة أبد إِنشاده بأطراف المثاعد.)

قال ابن جني: المَناعةُ تحتمل أَمرين: أَحدهما أَن تكون فَعالةً من مَنَعَ،

والآخر أَن تكون مَفْعَلَةً من قولهم جائِعٌ نائِعٌ، وأَصلها مَنْوَعةٌ

فجرَت مَجْرى مَقامةٍ وأَصلُها مَقْوَةٌ.

منع: منع: رفض دفع الضريبة، أو الإتاوة، أو مال الصداقة (الأغلب 56): أو الجباية (حيان 62) أو مال المفارقة.
منعني الكتاب: رفض إعارتي الكتاب مدة طويلة (المقري 1: 473).
منع عن فلان: حامى، دافع (معجم الجغرافيا).
منع: حرم، فصل (عن جماعة) (بوشر).
منع: لم ترد عند (فريتاج) سوى منع للتعبير عن المبني في النحو إلا أن هناك منع الكلمة من الصرف أي لم يلحقها التنوين ولا الكسر (محيط المحيط).
منع: واسم المصدر مناع (الحماسة 51: 4).
منع: حصن القصر أو الأسوار (عبد الواحد 25، 6. مولر 229، 22، 1، 33، 4).
منع العجل: في محيط المحيط (العامة تقول منع العجل أرضعه قليلا لتدر الأم ثم كفه).
مانع فلانا من أو عن: منعه من الدخول (معجم الطرائف).
مانع: قاوم (معجم الطرائف، الخطيب 148): وكانت بينه وبين مرين وقائع كان عليه فيها الظهور وربما ندرت الممانعة.
مانع عن نفسه: دافع عن نفسه وعن حياته وقابل القوة بالقوة (بوشر، معجم الطرائف) قاوم أو تمسك بموضع حصين (بوشر).
مانع عن: نافح دفاعا عن حياته أو ماله (بوشر).
تمنع: لم يرضخ لتضرعات الحبيب (المقدمة 3: 422؛ انظر اسم الفاعل أو المفعول فيما يأتي).
تمانع: (انظر البيضاوي 1: 614 وديوان الهذليين 26 البيت 12، 29، 3).
امتنع الشيء: تعذر حصوله (محيط المحيط).
ممتنع: مستحيل (فوك).
ممتنع: منيع، حريز، متعذر (موضع يتعذر بلوغه، أي موضع ممتنع، وجبل ممتنع أي وعر أو لا يمكن تسلقه، صحراء ممتنعة مترامية الأطراف أو إنسان ممتنع صعب المقابلة أو بحر ممتنع لا يمكن الإبحار فيه) (معجم الجغرافيا والمعنى المجازي للممتنع هو أن تصعب الإحاطة به أو فهمه كما في عنوان أحد الكتب لياقوت الحموي 3: 473 النوادر الممتنعة وهناك، على سبيل المثال، السهل الممتنع في الشعر، أي السهل الصعب (ابن خلكان 1: 273) أي الذي يبدو سهلا، أول وهلة، إلا أنه صعب وغامض.
السهل الممتنع يكون في الشعر وفي النثر وليس مقصورا على الشعر وحده ثم أن السهل الممتنع ليس غامضا هو سهل جدا، بسيط جدا، وبذلك يصبح رائعا ويحمل القارئ على الدهشة لِمَ لمْ يتنبه على هذا المعنى أو الأسلوب القريب منه جدا الذي كان بعيدا عنه جدا -المترجم-.
امتنع على: دافع عن نفسه، قاوم (عبد الواحد 26: 6 و 7، النويري، أسبانيا 454): وقعد لهم الجند والسفلة بالمراصد ينهبون أموالهم ومن امتنع عليهم قتلوه (الثعالبي لطائف 116: 2).
امتنع ب: دافع عن نفسه أو قاوم بمساعدة ... (معجم الطرائف).
امتنع من: منع من (وعلى سبيل المثال: من الصيام والقيام) انظر (رياض النفوس) في مادة قصرية.
امتنع عن: تصعب (بوشر).
منع: تحريم. وفي محيط المحيط (المنع يطلق عند بعض النصارى على إخراج المذنب من الكنيسة) تأديب كنائسي، منع أعمال الدرجة الاكليربكية (رباط)، التوبيخ الذي يؤدي إلى إيقاف الدرجة (بوشر).
منعة: حرفيا هي اسم المصدر لمنع (وباللاتينية معناها: hibuit, arcuit, repulit) : مانع، عائق، عارض، عقبة (الثعالبي لطائف 14، 9): وكان بنو أمية لهم بيوت بلا منعة ولا إذن. لقد خلط (السيد دي بونج) بين هذه الكلمة والكلمة الآتية التي تختلف اختلافا كليا في معناها وفي أصلها أيضا.
منعة: توبيخ، تأنيب كنيسي، منع أعمال الدرجة الاكليريكية (بوشر).
منعة ومنعة: في (محيط المحيط) (المنعة العز. يقال هو في منعة، أي في عز قومه ومعه من يمنعه من عشيرته فلا يقدر عليه من يريده من الأعداء، قال الزمخشري هي مصدر مثل الأنفة والعظمة أو جمع مانع وهم العشيرة والحماة ويجوز أن تكون مقصورة من المناعة وقد تسكن نونها في الشعر لا في غيره خلافا لمن أجازه مطلقا) وكثيرا ما نجد هذا في المخطوطات.
المناعة: حرفيا هي مصدر منع: حريز، متعذر بلوغه أو التأثير فيه أو الحصول عليه (كالحصن الحربي على سبيل المثال) فالمناعة، إذن، هي الحالة المثلى لشيء ما أو شخص ما وهي القوة والسلطة، والاقتدار (معجم بدرون، معجم الادريسي، روجرز 35).
المناعة: الموضع المحصن، أو الوعر، أو الذي يستطيع المقاتلون الدفاع عنه أو التحصين فيه ضد العدو (الكالا، ابن صاحب الصلاة 84): فاقتحموا عليهم في منعاتهم ودخلوا إليهم في موضع اعتصامهم (وفي 85 منه): ولم تنفعهم معاقلهم إلى أن استولى الموحدون بأعلى شواهقه وأعظم منعاته.
منعي: ناه، تحريمي، زاجر، رادع، مانع، كابح (بوشر).
منيع: في محيط المحيط (المنيع من الناس العزيز القوي البدن الذي لا يقدر عليه، ومن الحصون القوي الذي لا يرام ولا يوصل إليه) (أبو الفداء، معجم الجغرافيا 2: 249). جبل منيع: وعر لا يرقى (ياقوت 3: 549، نويري أسبانيا 442). منع: قوي أو سميك تقال عن نصال السيوف حين يتقلدها أصحابها (معجم الادريسي). منيع الجانب: راسخ (لحم سمكة) ثابت الرأي (معجم الجغرافيا).
امرأة منيعة: في محيط المحيط (امرأة منيعة أي لا تؤاتي على فاحشة).
مناع: باللاتينية Proibere ( فوك).
رجل مناع: قوي (ألف ليلة 1: 648 و2: 99) وفي (2: 99 قصر مناع).
مانع والجمع موانع: مشاكسة، ظرف معاكس، ظرف غير مناسب، صعوبة، عائق، عثرة، عقبة، تأخير (بوشر) (عباد 1: 131 رقم 347).
حائط مانع: صلد، متين البيان (معجم الجغرافيا).
أمنع: أشد مناعة، أي مثلما هو في المثل (هو أمنع من لبدة الأسد).
أمنع: أكبر (رولاند).
ممنوع: محرم، القسيس المحروم من أعمال دردته الاكليريكية (بوشر).
ممنوع: جدار أو سياج .. الخ محيط بأرض بناية، سور (الكالا).
امتناع: تحريم، تأديب كنسي (بوشر).
امتناع: محظور، غير شرعي، تهريب، بضاعة مهربة، المهرب (هلو).
متمنعة: في (محيط المحيط) (امرأة متمنعة أي منيعة، أي لا تؤاتي على فاحشة).
منع
منَعَ يَمنَع، مَنْعًا، فهو مانِع، والمفعول مَمْنوع
• منَع اللهُ الخمرَ: حرّمها "منَع الشَّرعُ التدخينَ- هذا الأمر من الممنوعات شرعًا".
• منَعه السّفرَ/ منَعه من السّفر: حَرَمَه إيّاه ولم يمكِّنه منه، أوقفه وأعاقه "منعه من حقِّه- ممنوع الدّخول/ التدّخين" ° كُلُّ ممنوع مرغوب [مثل]: التَّعبير عن ميل الإنسان إلى الأشياء الممنوعة.
• منَع الكلمةَ من الصّرف: لم يُلحقها التنوينَ ولا الكسرَ.
• منَع فلانٌ النَّاسَ: انقطع خيرُه عنهم بخلاً وتقتيرًا.
• منَع الرَّجلُ جارَه: نصره، أجاره وحماه "مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي [حديث]- {أَمْ لَهُمْ ءَالِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا} ".
• منَعه الشَّيءَ/ منَعه عن الشَّيء/ منَعه من الشَّيء: صرَفه وصدّه، حجبه وأمسكه " {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ". 

منُعَ يمنُع، مناعةً، فهو منيع
• منُع المكانُ ونحوُه: قوي وصار منيعًا محميًّا، يتعذّر الوصولُ إليه "حِصْن/ سدّ منيع- جيش منيع: لا يُغْلب ولا يُقْهر" ° رَجُل منيع الجانب: عزيز، مرهوب، يُخْشى بأسُه. 

امتنعَ إلى/ امتنعَ بـ/ امتنعَ عن يمتنع، امتناعًا، فهو مُمتنِع، والمفعول مُمتَنَع إليه
• امتنع الصُّعودُ إلى السَّطح: تعذّر حُصُولُه "امتنع السّيرُ بالسيّارة لوعورة الطريق- رأيت النَّفس تحقِّر ما لديها وتطلب كلَّ ممتنع عليها" ° السَّهْل المُمتنع: السَّهل الذي لا يمكن تقليدُه أو مضاهاته، ما يحتاج إلى رويَّة وتدبُّر.
• امتنع بالشَّيء: احتمى وتحصَّن "امتنع بقبيلته، بعائلته".
• امتنع عن شُرب الخمر: كفّ عنه "امتنع عن اللّعب/ التّدخين/ الخمر- امتنع عن البكاء/ الكلام/ التّصويت في الانتخابات". 

تمنَّعَ/ تمنَّعَ بـ/ تمنَّعَ عن يتمنّع، تمنُّعًا، فهو مُتمنِّع، والمفعول مُتمنَّع به
• تمنَّعتِ المرأةُ: تردّدت في قبول الأمر.
• تمنَّعَ الشَّيءُ: امتنع، تعذّر حصولُه "تمنّع المطرُ في هذا الشِّتاء".
• تمنَّع بأبيه: تقوَّى واحتمى به "تمنّع بذويه".
• تمنَّع عن التدخين: كفّ عنه. 

مانعَ يمانع، ممانَعَةً، فهو مُمَانِع، والمفعول مُمانَع
• مانعه السَّفَر إلى الخارج: عارضه ومنعه إيّاه "مانعه الاتِّصالَ بأهل السّوء" ° شهادة عدم ممانعة: شهادة تسمح لحاملها بالدّخول إلى البلد الذي أصدرها. 

مانِع [مفرد]: ج مانِعون ومنَعَة وموانِعُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من منَعَ.
2 - بخيلٌ ممسك.
3 - ما يعترض سيرَ العمل وما يحول دون تحقيق شيء أو بلوغه "لا أرى مانعًا لهذا المشروع" ° موانِعُ الحَمْل.
4 - (قن) عائق قانونيّ يحول دون عقد ما- كالزواج- لانعدام أحد الشروط المطلوبة "موانع الطّلاق/ الزَّواج".
• المانع:
1 - اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الحائل دون نعمه، الذي يمنع ما أحبّ منعه، والنَّاصر الذي يمنع
 أولياءَه وينصرهم على أعدائهم.
2 - الحاجِز، السدّ "مانع مائيّ/ ترابيّ".
• مانعة الصَّواعق: (جو) عُمد من الحديد ونحوه تُقام في أعلى المنازل، لتقيها الصواعَق الكهربائيّة، وذلك بسحبها وإيصالها إلى جوف الأرض. 

مَمنوع [مفرد]: اسم مفعول من منَعَ ° ممنوع التدخين/ ممنوع الدخول/ ممنوع المرور/ ممنوع وقوف السيّارات: غير مسموح به.
• الممنوع من الصَّرْف: (نح) الأسماء التي لا يلحقها التَّنوين ولا الكسر، وإنّما يُقتصر فيها على الضّمّ والفتح. 

مَناعة [مفرد]:
1 - مصدر منُعَ.
2 - (طب) قوّة يكتسبها الجسم فتجعله غير قابل لمرض من الأمــراض، حصانة، وقوّة لمقاومة المرض "فقد الجسمُ المناعَة" ° المناعة السُّميّة: مناعة ضدّ السُّمّ- مناعة فاعِلَة: مناعة تنشأ عن نمو أجسام مضادّة في الجسم بعد حقنه بمولد للمضادات- مناعة مُكْتَسَبة: لم يكن لها وجود عند الولادة، بل ظهرت فيما بعد من نشوء أجسام مضادة تجاوبًا مع مولد مضادّ كما في التطعيم ونقل الأجسام المضادّة من الأمِّ إلى الجنين.
• علم المناعة: (طب) دراسة كيفيّة مقاومة الحيوان والنبات للكائنات الحيّة التي تسبِّب الأمــراضَ، أو اكتسابها المناعة على هذه الكائنات.
• ذاتيّ المناعة: نوع من مناعة الجسم لنسيجه أو خلاياه. 

مَنْع [مفرد]: مصدر منَعَ.
• أعــراض المنع: (نف) ردود الأفعال الطبيعيّة والانفعاليّة للفرد الذي توقَّف عن تعاطي المخدِّرات أو المسكرات التي اعتاد إدمانها، فقد تظهر عليه بعض التشنُّجات وآلامُ الجهاز الهضميّ والمخاوف والفزع والقلق. 

مَنَعَة [مفرد]: عزَّة وقوّة وحصانة ووجاهة "عاش الفتى في مَنَعَة- أزال مَنَعَة عدوِّه". 

مَنّاع [مفرد]: صيغة مبالغة من منَعَ: كثير المنع، ضنينٌ مُمْسِك " {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ. مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ} ". 

مَنوع [مفرد]: صيغة مبالغة من منَعَ: منّاع، شديد المنع " {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} ". 

منيع [مفرد]: ج منيعون ومُنعاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من منُعَ: حصين، قويّ. 
منع
مَنَعَهُ كَذَا يَمْنَعُه بفَتْحِ نُونِهِما، وإنَّمَا ذَكَرَ آتِيَهُ لأنَّهُ لَو أطْلَقَه لظُنَّ أنَّه مِنْ حَدِّ نَصَرَ، كَمَا هيَ قاعِدَتُه، وإنَّمَا قَيّدَ بفَتْحِ النُّونِ، لِئَلَّا يُظَنَّ أنّه منْ حَدِّ ضَرَبَ، كَمَا هيَ قاعِدَتُه إِذا ذَكَرَ الآتِيَ، فتأمَّلْ. مَنْعاً: ضِدُّ أعْطَاهُ. قِيلَ: المَنْعُ: أنْ تَحُولَ بينَ الرَّجُلِ وبَيْنَ الشَّيءِ الّذِي يُرِيدُه، ويُقَالُ: هُوَ تَحْجِيرُ الشَّيءِ، ويُقَالُ أَيْضا: مَنَعَه منْ كَذَا، وعنْ كَذَا، ويُقَالُ مَنَعَه منْ حَقِّهِ، ومَنَعَ حَقَّهُ منْهُ، لأنَّهُ يَكُونُ بمَعْنَى الحَيْلُولَةِ بينَهُمَا، والحِمَايَةِ، وَلَا قَلْبَ فيهِ، كَمَا تُوُهِّم، قالَهُ الخَفَاجِيُّ فِي العِنَايَةِ، ونَقَلَه شيْخُنَا كمَنَّعَهُ تَمْنِيعاً، فامْتَنَعَ مِنْه، وتَمَنَّعَ فهُوَ مانِعٌ، ومَنّاعٌ، كشَدَّادٍ، ومَنُوعٌ، كصَبُورٍ.
وَقد يُرادُ بذلكَ البُخْلُ ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى: ويمْنَعُونَ الماعُونَ، منّاعٍ للخَيرِ، وَإِذا مسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً.
وأمّا المانِعُ فِي أسْمائِهِ جلَّ ذِكْرُه فهُوَ: الّذِي يَمْنَعُ منِ اسْتَحقَّ المَنْعَ، وقِيلَ: يَمْنَعُ أهْلَ دِينهِ، أَي: يحُوطُهُم ويَنْصُرُهُمْ، جَمْعُ الأوَّلِ مَنَعَةٌ، مُحَرَّكَةً، ككافِرٍ وكَفَرَةٍ. ويُقَالُ: هُوَ فِي عِزٍّ ومَنَعَةٍ، مُحَرَّكَةً، ويُسَكَّنُ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وعَلى التَحْرِيكِ فيَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ جَمْعَ مانِعٍ، كَمَا حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ وعَزَاهُ ابنُ بَرِّيّ للنَّجِيرَمِيِّ، أَي: هُوَ فِي عِزوٍّ مَعَهُ منْ يَمْنَعُهُ منْ) عَشيرَتهِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، فمِنْ بَيَانِيَّةٌ، أَي: مَعَهُ ناسٌ مُتَّصِفُونَ بأنَّهُمْ يَمْنَعُونَه منَ الضَّيْمِ والتَّعَدِّي عليهِ، لَا مُتَعَلِّقٌ بمَنَعَ، كماتُوُهِّمَ، وَهَكَذَا رُوِيَ الحَدِيثُ بالوَجْهَيْنِ: سَيَعُوذُ بِهَذَا الدِّينِ قَوْمٌ لَيْسَ لَهُمْ مَنَعَةٌ.
وأمّا على تَقْدِيرِ السُّكُونِ، فالمُرَادُ بهِ أَي: قُوَّةٌ تَمْنَعُ منْ يُرِيدُه بسُوءٍ.
قلتُ: ويُحْتَمَلُ على تَقْدِيرِ التَّحْرِيكِ أنْ يَكُونَ مصْدَراً، كالأنَفَةِ والعَظَمَةِ والعَبَدَةِ، كَمَا صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ: فيَكُونُ مَعْناهُ ومَعْنَى المَنْعَةِ بالسُّكُونِ سَواءً.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: المَنْعُ بالفَتْحِ: السَّرَطانُ، ج: مُنُوعٌ كبَدْرٍ وبُدُورٍ.
والمَنْعِيُّ: أكّالُ السَّرَطَانَاتِ، وَلَو قالَ: أكّالُهَا، كانَ أخْصَرَ.
والمَنْعَى، كسَكْرَى: الامْتِنَاعُ.
ومَناعِ، كقَطامِ، أَي: امْنَعْ، مَعْدُولٌ عَنْهُ، وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِرَجُلٍ منْ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي كِتابِ أيّامِ العَرَبِ: إنَّه لرَجُلٍ منْ بَنِي تَمِيمٍ: مَناعِهَا منْ إبِلٍ مَناعِها أما تَرَى المَوْتَ لَدَى أرْبَاعِهَا كَمَا فِي العُبابِ، وزَعَمَ الكِسائِيُّ أنَّ بَنِي أسَدٍ يَفْتَحُونَ مَناعَها ودَراكَها، وَمَا كانَ منْ هَذَا الجِنْسِ، والكَسْرُ أعْرَفُ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
ومناعِ أيْضاً: هَضْبَةٌ فِي جَبَلَيْ طَيِّيءِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ النَّبيُ: صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزَيد الخَيْلِ إذْ جاءَهُ يُسْلِم: أَنا خَيْرٌ لَكُمْ منْ مَناعِ، ومنَ الحَجَرِ الأسْوَدِ الّذِي تَعْبُدُونَهُ منْ دُونِ اللهِ يَعْنِي صَنَماً منْ حَجَرٍ أسْودَ، ويُقَالُ: المَنَاعانِ، وهُمَا جَبَلانِ.
والمَنَاعَةُ: د، لهُذَيْلٍ، أَو جَبَلٌ لَهُم، قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةً الهُذَلِيُّ:
(أرَى الدَّهْرَ لَا يَبْقَى على حَدَثانِهِ ... أبُودٌ بأطْرَافِ المَنَاعَةِ جَلْعَدُ)
الجَلْعَدُ: الغَلِيظُ.
وَمن المَجَازِ: المُمْتَنِعُ: الأسَدُ القَوِيُّ فِي جِسْمِهِ، العَزِيزُ فِي نَفْسهِ، الّذِي لَا يَصِلُ إليهِ شَيءٌ ممّا يَكْرَهُه، لعِزَّتِه وقُوَّتِه وشجاعَتِه.
ومانَعَهُ الشَّيءَ مُمَانَعَةً: رادَعَهُ على الكَفِّ.
وتَمَنَّعَ عَنْهُ انْكَفَّ، وَهُوَ أيْضاً مُطاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً، وقَدْ تكُونُ المُمَانَعَةُ بمَعْنَى المُحَاماةِ، فيَكُونُ)
مجَازًا.
وقالَ الكِلابِيُّ: المُتَمَنِّعَانِ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ: المُتَمَنِّعان: البَكْرَةُ والعَنَاقُ يَتَمَنَّعانِ وَفِي الصِّحاحِ: تَمْتَنِعانِ على السَّنَةِ، لفَتَائِهِمَا، وَفِي الصِّحاحِ: بفَتَائِهِمَا ولأنَّهُما تَشْبَعانَ قَبْلَ الجِلَّةِ، أَو هُمَا المُقَاتِلَتَانِ الزَّمَانَ عنْ أنْفُسِهِمَا وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: على أنُفُسِهِمَا، كُلٌّ ذلكَ قَوْلُ الكِلابِيِّ، وهوَ مجازٌ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المانِعُ: الضَّنِينُ المُمْسِكُ.
وقَوْمٌ مَنَعاتٌ: لَا يُخْلَصُ إليهِمْ.
والاسْمُ المَنَعَةُ مُحَرَّكَةً، والمَنْعَةُ بالفَتْحِ، والمِنْعَةُ بالكَسْرِ، والمَصْدَرُ المَنَاعَةُ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: رَجُلٌ مَنُوعٌ: يَمْنَعُ غَيْرَه، ومَنِعٌ: يَمْنَعُ نَفْسَه، قالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يَكرِبَ:
(بَرانِي حُبُّ منْ لَا أسْتَطِيعُ ... ومنْ هُوَ للذِي أهْوَى مَنُوعُ)
ومَنُعَ الشَّيءُ مَنَاعَةً: اعْتَزَّ وتَعَسَّرَ.
وامْرَأةٌ مَنِعَةٌ: مُتَمَنِّعَةٌ لَا تُؤاتِي على الفاحِشَةِ، وقَدْ تَمَنَّعَتْ وهُوَ مَجازٌ.
وحِصْنٌ مَنيعٌ ومُمَنَّعٌ: لَمْ يُرَمْ.
وتَمَنَّعَ بهِ، أَي: احْتَمَى، وهُوَ مجازٌ.
وناقَةٌ مانِعٌ: مَنَعَتْ لَبَنَها، على النَّسَبِ، قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ:
(كأنِّي أُصادِيهَا على غَيْرِ مانِعٍ ... مُقَلِّصَةِ قَدْ أهْجَرَتْهَا فحُولُهَا)
وقَوْسٌ مَنْعَةٌ: مُمْتَنِعَةٌ مُتَأبِّيَةٌ شَاقَّةٌ، وَهُوَ مجازٌ، قالَ عَمْروُ بنُ بَراء: ارْمِ سَلاماً وأبَا الغَرّافِ وعاصِماً عَنْ مَنْعَةٍ وقِذَافِ ورَجُلٌ مَنِيعٌ: قَوِيُّ البَدَنِ شَدِيدُه.
وحَكَى اللِّحْيَانِيِّ لَا مَنْعَ عَنْ ذاكَ، قالَ: والتَّأْوِيلُ: حَقّاً أنَّكَ أنْتَ فَعَلْتَ ذلكَ.
وهُوَ يَمْنَعُ الجارَ، أَي: يَحُوطُه منْ أنْ يُضامَ ويَنصُرُه.
ولَهُ فِي قَوْمِه حِصْنٌ مَنِيعٌ ومُمَنَّعٌ، وهُو مجازٌ. والمَوَانِعُ: جَمْعُ مانِعٍ.
وتَمانَعَا: امْتَنَعا.
وعنْ أنْفُسِهِمَا: تَحَامَيَا.)
والمَنَعَاتُ، مُحَرَّكَةً: المَحَارِزُ والمَعَاقِلُ.
والمَناعَةُ، كثُمَامَةٍ، قالَ ابنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ أمْرَيْنِ، أحَدُهُمَا: أنْ يَكُونَ فَعالَةً منَ المَنَعِ، والآخَرُ: أنْ يَكُونَ مَفْعَلَةَ منْ قَوْلِهِمْ: جائِعٌ نائعٌ، وأصْلُهَا مَنْوَعَةٌ، فجَرَى مَجْرَى مَقَامَة، وأصْلُهَا مَقْوَمَةٌ.

خَرق

خَرق
خَرَقَه أَي: السَّبْسَبَ والثَّوْبَ يَخْرُقُه ويَخْرِقُه منِّ حَدَي نَصَر، وضَرَّب: جابَهُ ومَزقَه لَف ونشرٌ مرَيب. وَمن المَجازِ: خرَقَ الرَجُلُ: إِذا كَذَبَ. وَمن الْمجَاز أَيضاً: خرَقَ: إِذا قطع المَفازَةَ حَتى بلغ أَقْصَاها، وقولُه تَعالى: إِنَّكَ لَنْ تَخرِقَ الأَرْضَ أَي: لن تَبْلُغَ أّطْرافَها، وقَرَأَ الجَرّاحُ ابْن عبد الله بن تخرق بِضَم الرَّاء وَهِي لُغَة وَالْكَسْر أَعلَى وَقَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ لن تقطعها طولا وعرضاً وَقيل لن تثقب الأَرْض. وخرق الثَّوْب خرقاً شقَّه. وَمن الْمجَاز خرق الْكَذِب واختلقه إِذا صنعه واشتقه. وخرق فِي الْبَيْت خروقاً إِذا أَقَامَ فَلم يبرح كخرق كفرح وَهَذِه عَن اللَّيْث.
وخرق بالشَّيْء ككرم إِذا جَهله وَلم يحسن عمله. والخرق الْبعيد مستوياً كَانَ أَو غير مستو.
وَأَيْضًا الأَرْض الواسعة تتخرق فِيهَا الرِّيَاح نَقله الْجَوْهَرِي وَقَالَ المؤرج كل بلد وَاسع تتخرق بِهِ الرِّيَاح فَهُوَ خرق وَقَالَ ابْن شُمَيْل يعد مَا بَين الْبَصْرَة وحفر أبي مُوسَى خرقاً وَمَا بَين النباح وضرية خرقاً قَالَ أَبُو دؤاد الْإِيَادِي:
(وخرق سبسب يجْرِي ... عَلَيْهِ موره سهب)
كالخرقاء وَيُقَال مفازة خرقاء حوقاء أَي بعيدَة ج: خروق قَالَ معقل بن خويلد الْهُذلِيّ:
(وإنهما لجوابا خروق ... وشرابان بالنطف الطوامي)
وَيُقَال قَطعنَا إِلَيْكُم أَرضًا خرقاً وخروقاً. وَقَالَ ابْن عباد الْخرق نبت كالقسط لَهُ أوراق وخرق ع: بنيسابور. والخرق بِالْكَسْرِ والخريق كسكيت الرجل السخي الْكَرِيم الْجواد يتخرق فِي السخاء يَتَّسِع فِيهِ وَهُوَ مجَاز أَو قَالَ. الظَّرِيف فِي سَخاوَةٍ والصّوابُ: فِي سماحة، كَمَا هُوَ نَص اللَيثِ، زادَ: ونَجدة. وقِيلَ: هُوَ الفَتَى الحَسَن الكَرِيمُ الخَلِيقَةِ وأَنْشد اللَّيث:
(وخِرقٍ يَرَى الكَأْس أُكْرُومَةً ... يُهِين اللّجَيْنَ لَهَا النُّضارَا)
وَقَالَ البُرْج بنُ مُسْهر:
(فَلما أَن تَنشأَ قامَ خِرْقٌ ... من الفِتيانٍ مُخْتَلَق هَضومُ)
وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لأَبِي ذُؤَيبٍ يَصِف رَجُلاً صَحِبَهُ رجلٌ كَريم:)
(أتِيحَ لَهُ مِن الفِتْيانِ خِرق ... أَخُو ثِقَةٍ وخِرِّيقٌ خَشوفُ)
قالَ ابنُ الأَعرابِي: لَا جَمْعَ للخِرْقِ، وقالَ ابْن دُرَيْدِ: ج: أَخْراق كسِرْبٍ وأسراب. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: خُراق كغُرابٍ. وقالَ غَيْرُهُما: جَمعُ الخِرْق: خُرُوقٌ وجمعُ الخِرِّيقِ: خِريقُونَ، قالَ الأَزْهرِيُّ: وَلم نَسمَعْهم كَسَّرُوه، لأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَكادُ يُكَسَّرُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. والمَخْرَقُ كمَقعَد: الفَلاة الواسِعَةُ تَتَخَرَّقُ فِيهَا الرًّياحُ، قَالَ أَبُو قَحْفانَ العَنْبَرِيّ: قَدْ أَقْبَلَتْ ظَوامِئاً م المَشْرِقِ قادِحَةً أَعْيُنَها فِي مَخْرَقِ والمَخْرَقُ من الحَوْضِ: حَجَرٌ يكونُ فِي عُقْرِه، ليُخْرِجُوا مِنْهُ الماءَ إِذا شَاءُوا قَالَ أَبُو دُؤادٍ الإِيادِيّ:
(والماءُ يَجْرِي وَلَا نِظامَ لَهُ ... لَو وَجَدَ الماءُ مَخْرَقاً خَرَقَهْ)
وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: المَخْرُوقُ: المَحْرُوم الَّذِي لَا يَقَع فِي كَفِّهِ غِنىً وَهُوَ مَجازٌ. والخِرْقَةُ، بالكسرِ، من الجَرادِ دُونَ الرِّجْلِ، وَهُوَ مَجاز. وَكَذَا الحِزْقَة، وأَنْشد ابنُ دُرَيد: قد نَزَلَتْ بساحَةِ ابْن وَاصل خرقَة رِجلٍ من جَراد نازلِ وَفِي حَدِيثِ مَريمَ عَلَيْهَا السَّلَام: فَجَاءَت خرْقَة من جَرادِ، فاصطادت وشَوَت. والخِرْقَةُ من الثوبِ: القعطةُ مِنْهُ وقِيلَ: المزْقَة مِنْهُ ج: خِرق، كعِنَب. وأبُو القاسِم عُمَر بنُ الْحُسَيْن ابنِ عَبْدِ الله بنِ أَحْمَدَ الخرَقِي: شَيخ الحَنابِلَةِ ببَغْدادَ، صَاحب المُخْتَصرٍ فِي فِقْهِ الإِمام أَحْمَدَ بنِ حَنبل، كانَ فَقِيهاً سدِيداً ورِعاً، قالَ القَاضِي أَبُو يَعلَى: كَانَت لَهُ مُصَنَّفات وتَخْرِيجات على المَذهب لم تَظهَرْ، لأَنه خَرَج من بَغْدادَ، وأَوْدَعً كُتبَهُ فِي دربِ سُلَيْمَان، فاحْتَرَقَت، وماتَ هُوَ بدمَشْقَ سنة، وَأَبُو الحُسَيْنيِ بنُ عَبدِ اللهِ بن أَحْمَد وَالِد صَاحب الْمُخْتَصر هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب وَأَبوهُ الْحُسَيْن عَبْدُ الله بن أَحْمد وَهَذَا يَعْنِي عَن قَوْله وَالِد صَاحب الْمُخْتَصر وكنيته أَبُو عَليّ حدث عَن أبي عمر الدوري وَالْمُنْذر بن الْوَلِيد الجارودي وَمُحَمّد بن مرادس الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَعنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي وَأَبُو عَليّ بن الصَّواف وَعبد الْعَزِيز بن جَعْفَر الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم. وَأَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الْمَعْرُوف بِابْن حمدي من أهل بَغْدَاد سمع أَبُو الْقَاسِم بن زَكَرِيَّا الْمُطَرز وَمُحَمّد بن طَاهِر بن أبي الدميك،)
وَعنهُ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو بكر البرقاني، وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي وَكَانَ ثِقَة أَمينا توفّي سنة،. وَعبد الرَّحْمَن بن عَليّ وَإِبْرَاهِيم ابْن عَمْرو هَكَذَا ي سَائِر النّسخ وَلم أجدهما فِي كتاب ابْن السَّمْعَانِيّ وَلَا الذَّهَبِيّ وَلَا الرشاطي. وَقَالَ الذَّهَبِيّ مُسْند أَصْبَهَان أَبُو الْفَتْح عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح القاسمي مَاتَ سنة، وبلدَيِاهُ: أَبُو طاهِر عُمَرُ بنُ محمَّدِ ابنِ عَليّ بن عمَرَ بن يوسفَ الدَّلالُ روَى عَن أَبي بكرِ بنِ الْمُقْرِئ نسخةَ جوَيرِيَةَ بنت أَسماء، ونسْخَةَ وَرَقَة، وَعنهُ أبُو عبدِ الله الْخلال، توفّي سنة، وأَبو العَباسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ أحْمَد بن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَ عَن أَبِي عَليّ الحَسَنِ بن عمَرَ بنِ يُونسَ الحافِظِ الْأَصْبَهَانِيّ، الخِرَقِيّونَ إِلى بَيع خِرَقِ وَالثيَاب أَئِمَّة مُحَدِّثُونَ. وَذُو الرَقِ: النُّعْمانُ بنُ رَاشد ابْن مُعاوِيَةَ بنِ عَمْرو بن وهب بنِ مُرَةَ ابنِ عَبْد الأَشهل بنِ عَوْفِ بنِ إِياس بنْ ثَعلَبَةَ بنِ عَمرو بنِ عَبْلةَ. ابْن أَنْمارِ بَنِ مبشَر بن عُمَيرَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبيعة ابْن نزار لإعلامه نَفْسَهُ بخرق حمر وصفر فِي الْحَرْب.وَذُو الخِرَق: خليقُة بن حَملَ ابْن عامرِ بنِ حميري بنِ وَقْدَانَ ابنِ سُبَيعِ بنِ عَوْفِ بنِ مَالك بنِ حَنْظَلَة الطُّهَوِيّ، لقِّبَ بِهِ لَقْولهِ:
(مَا بالُ أُمِّ حُبَيْش لَا تُكَلِّمُنا ... لمّا افْترَقْنَا وقَدْ نثرِى فنَتَّفقُ)

(تقطعُ الطَّرْفَ دُونِي وَهْي عابِسَةٌ ... كَمَا تَشاوَسَ فيكَ الثّائِرُ الحَنِقُ)

(لمّا رَأَتْ إِبِلِي جاءتْ حُمُولَتُها ... غَرْثَى عِجافاً عَلَيْها الرِّيشُ والخِرَقُ)

(قالَتْ: أَلا تَبْتَغِي مَالا تَعِيشُ بِهِ ... عَمّا تُلاقِي، وشَرُّ العِيشَةِ الرَّنَق)

(فِيئَي إِلَيكِ، فإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرٌ ... فِي الجَدْبِ، لَا خِفَّةٌ فِينَا وَلَا مَلقُ)

(إنّا إِذا حطْمَةٌ حَتتْ لنا وَرَقاً ... نُمارِس العَيْشَ حَتى يَنبُتَ الوَرَقُ)
وذُو الخرَقِ: قُراط، أَو هُو: ذُو الخرَقِ بنُ قُرْطٍ الطهَوِيُّ أَخو بنِي سعِيدةَ بنِ عَوْفِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ وأَمُّ أَبِي سُودٍ وعَوْفٍ ابْنَي مالِكِ بنِ حَنْظَلَة طُهَيَّةُ بنت عَبْدِ شَمْسِ بنِ سَعْدِ ابنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ الشاعِرُ الفارِسُ القَدِيم أَي: جاهِلِيّ. وذُو الخِرَق: فَرَسُ عَبّادِ بنِ الحارِثِ بنِ عَدِيًّ بنِ الأَسْوَدِ بنِ أَصْرَم، كَانَ يُقاتِلُ عَلَيْهِ يومَ اليَمامَةِ. وخِرْقَةُ، بالكسرِ: فرسُ الأسوَدِ بنِ قِرْدَةَ السَّلُولِيِّ، وَهُوَ القائِلُ فِيها:
(ثَأَرتُ يَزِيدَ مِن ابْنِ الجُنَيْ ... دِ فاشْكُرْ يَزيدُ وَلَا تَكْفُرِ) (ذبَحْتُ يَزِيدَ رَئِيسَ الخَمِي ... س ذَبْحاً وخِرْقَةُ بِي تَحْضُرُ)

(وعَمراً طَعَنتُ فأَطلَعْتُه ... نَقِيباً بنَجْلاءَ لَا تسْتَرُ)
وخِرْقَةُ: فَرَش مُعَتِّبٍ الغَنَوِيِّ. وخِرْقَةُ: اسمُ ابْن شعاثَ الشّاعِر كغُرابٍ وشعاث أُمه، وأَبوه بُنانَةُ كثُمامَةٍ، وَفِي التَّكْمِلَةِ نُباتَةُ. والمِخْراقُ بِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ الحَسَنُ الجِسْم، طالَ أَو لم يَطُلْ. وأَيْضاً: المُتَصَرِّفُ فِي الأمُورِ وقالَ شَمِرٌ: هُوَ الّذِي لَا يَقَعُ فِي أَمْرٍ إِلاّ خَرَج مِنْهُ. قالَ: والثَّوْرُ البَرِّيُّ يُسَمَّى مِخْراقاً، لأَنَّ الكِلاب تَطْلُبُه فيُفْلِتُ مِنْها، وَفِي الأَساسِ: يُسمَى مِخْراقَ المَفازَةِ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: لقَطْعِه البِلادَ البعِيدَةَ، وَهَذَا كَمَا قِيلَ لَهُ: ناشطٌ، وَمِنْه قَوْل عَدِيِّ بنِ زَيدٍ العِبادِيِّ:
(ولَهُ النَّعجَةُ المَرِيُّ تُجاهَ الرَّ ... كْبِ عِدْلاً كالنّابِئ المِخراقِ)
والمِخْراقُ: السَّيِّدُ هكَذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ السَّيْفُ، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسان والأَساسِ، وَهُوَ مَجازٌ، وقَدْ ذَكَوه كُثَيِّرٌ فِي شِعْرِه، وجُمِعَ على المخارِيقِ، قالَ:
(عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ كالمَخارِيقِ كُلُّهُم ... يُعَدُّ كَرِيماً لَا جَباناً وَلَا وَغْلا)
والمِخْراقُ أَيضاً: السَّخِي الجَوادُ. والمِخْراقُ: اسمٌ لَهُم. والمِخْراقُ: المِنْدِيلُ أَو نحوُه يُلَفُّ ليُضْرَبَ بهِ أَو يُفَزَّع، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، وأنْشَدَ:
(أُجالِدُهُم يومَ الحَدِيقَةِ حاسِراً ... كأَنَّ يَدِي بالسَّيْفِ مِخْراقُ لاعِبِ)
وَقَالَ غيرُه: المَخارِيقُ واحِدُها مِخْراقٌ: مَا يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيانُ من الخِرَقِ المَفتُولَةِ، قَالَ عَمْرُو بنُ كُلثُوم:
(كأَنَّ سُيُوفَنا مِنّا ومِنهُم ... مَخارِيقٌ بأَيْدِي لاعِبينَا)
وَفِي حديثِ عَليّ رضِي اللهُ عَنهُ: البَرْقُ مَخارِيقَ الملائِكَة أَي: آلَة يزْجى بهَا المَلائِكَةُ السَّحابَ وتَسوقه. وهُوَ مِخْراق حَرْب أَي: صاحِب حرُوب يخِفَ فِيها، نَقلَه الجَوهَرِي، وأَنْشَدَ.
(وأَكْثرَ ناشئاً مِخْراقَ حَرْبٍ ... يُعِين على السِّيادَةِ أَو يَسودُ)
وَيَقُول لم أَر مَعْشراً أَكثر فِتيانَ حَرْب مِنهم. والخَرِيقُ كأَمِير: المُطْمَئِن من الأَرْضِ، وَفِيه نَبات وقالَ الفَرِّاءُ: يُقَال: مَررْت بخَرِيق من الأَرضِ بَين مسحاوَين، والخَرِيقُ: الَّذِي تَوَسطَ بينَ مَسحاويْنِ بالنبات، والمَسْحاءُ: أَرض لَا نَباتَ بهَا ج: خرُقٌ ككُتاب وأَنْشَدَ الفَرّاء لأبِي محَمد الفَقعسِيِّ: تَرعى سمِيراء إِلى أَهضامِها) إِلى الطُّرَيفاتِ إِلَى أَرمامِها فِي خُرقٍ تَشبع من رمْرامِها والخَرِيقُ أَيضاً: الرِّيح البارِدَةُ الشدِيدَة الهَبّابَةُ وَفِي العُبابِ: الشَّدِيدَة الهبُوبِ، وَمثله نصُّ الصِّحاح، وأَنشَدَ للشّاعِر، وَهُوَ الأَعْلَم الهذَلِيًّ:
(كأَنِّ هُوِيها خَفقان رِيح ... خَريق بينَ أَعلام طِوالِ)
قَالَ الجَوهَرِي: وَهُوَ شَاذ، وقياسُه خَرِيقَة، قَالَ ابْن بَريّ: والَّذِي فِي شِعْره: كأَنَ جناحَه خفقان رِيح يَصِف ظَلِيماً، وأَولُه:
(كأَن ملاءتي عَلَى هِجِف ... يَعن معَ العَشِيَّةِ للرِّئالِ)كفَرِحَ: إِذا دَهِشَ فَهُوَ خَرِقٌ ككَتِفِ وَهِي خَرِقَةٌ وَقد خالفَ اصْطِلاَحَه هُنَا، وَفِي حَدِيثِ تَزوِيج فاطِمةَ عَلِيّاً رضِي اللهُ عَنْهُمَا: فلمّا أَصْبَحَ دَعاهَا فجاءتْ خَرِقَة من الحَياءَ أَي: خَجِلَةً مَدْهُوشة، ويُرْوَى) أَنّها: أَتَتْهُ تَعْثُر فِي مِرْطِها من الحَياءَ وقالَ أَبُو دُوادٍ الإِيادِيُّ:
(فاخْلَوْلَقَتْ للحَيَاءَ مُقْبِلَة ... وطَيْرُها فِي حافاتِها خَرِقَهْ)
وخَرَقُ بِلَا لَام: ة، بمَرْوَ على بَريدَيْنِ مِنْهَا، بهَا سُوقٌ قائِمَةٌ، وجامع كَبِيرٌ حَسَن مُعَرَّب خَرَه، مِنْها: أَبُو بَكَرٍ مُحمَّد بن أَحْمَدَ بنِ أبِي بِشر المُتَكَلِّمُ سَمعَ أَبا بَكْرِ بنَ خَلَفٍ الشِّيرازِيّ، وأَبا الحَسَنِ المَدِينِي توفّي سنة. وَأَبُو قابُوس محَمَّدُ بنُ مُوسى سَمعَ ابنَ الفقْرِي وأَبو مَذْعُور مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بن خَشْرَم المُحَدِّثُونَ. وفاتَه: عبدُ الرَّحْمنِ بنُ بَشِير الخَرَقِيُّ، لَقَبُه مَرْدانَةُ، شيخ لأحْمَدَ ابنِ سَيّارٍ الإِمَام، وأبُو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ مُحمَّدِ بنِ ثَابت الخَرَقِيًّ، قاضِيها، سمِع أَبَاهُ وَأبا المُظَفَّرِ بنَ السَّمْعانِيِّ، وَعنهُ أَبُو سَعدٍ، وقالَ: ماتَ فِي حُدودِ الأرْبَعِينَ وخَمْسِمائةِ،. وَقَالَ أَبو سَعْد المالِينِي: سَمِعْت أَباَ عَبْدِ اللهِ أَحمدَ بنَ مُحمد يَقُولُ عَن أَبيه حازِم بنِ مُحَمّدِ بنِ حمْدانَ بنِ محمَّدِ بنِ حازِمٍ بنِ عبدِ اللهِ ابْن حازِم الخَرَقِيِّ، بخَرَق، يقولُ: سَمِعْتُ أَبِيَّ أَبا قَطَنٍ مُحَمَّدَ بنَ حازِم الخَرَقِيَّ بخَرَق، يَقُول عَن أَبِيهِ حَازِم ابنِ مُحَمَّد الخَرَقِيِّ، وأَحْمَدَ بنِ مُحَمد الخَرَقِيّ، كلاهُما عَن جَدِّه مُحَمدِ بن حَمْدانَ الخَرَقِيِّ، عَن أبِيهِ، عَن جَدِّه محَمدِ بنِ حازِم أَنّه سَمعَ مُحَمدَ بنَ قَطَنٍ الخَرَقِيَّ، وكانَ وَصًّى عَبْدَ اللهِ بنَ حَازِم قالَ: كانَ لعَبْدِ اللهِ بن حَازِم عمامَةٌ سَوْداءُ، فكانَ يَلْبَسها فِي الأعْيادِ، ويَقُولُ: كَسانِيها رَسول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلم.
قلتُ: وأَبو مُحَمَّد عَبدُ اللهِ بنُ محمَّد ابْن قَطَنٍ الخَرَقِيُّ، كانَ عالِماً بالعَرَبيةِ ومَسائِل مالِكِ، من قَرْيَة خَرَق، هكَذا ذَكَره أَبو زُرْعَةَ السِّنجي. وأَمّا زُهَيْر بن محمَد التَّمِيمِي الخَرَقِيُّ، قِيلَ: إِنَّه من أهْلِ هَراةَ، وقِيلَ: من أَهْلِ نيسابُور، رَوَى عَن مُوسَى بنِ عقْبَةَ، وَعنهُ رَوْح بنُ عُبادَةَ.
والخُرْقُ، بالضمَ وبضَمَّتَيْن والحرَقُ بالتَّحْرِيكِ المَصْدر، وَهُوَ: ضِدُّ الرِّفقِ وَمِنْه الحَدِيث: مَا كَانَ الرِّفْق فِي شَيْء قَطُّ إِلَّا زانَهُ، وَمَا كانَ الخرْقُ فِي شَيْء قَط إِلاّ شانَهُ. والخرْقُ أَيضاً: أَن لَا يُحْسِنَ الرَّجل العَمَلَ والتَّصرُّفَ فِي الأمورِ. والخُرقُ: الحمْق، كالخُرْقَةِ بالهاءَ، خَرِقَ فَهُوَ أَخرَقُ. والخُرْقُ أَيضاً: جَمعُ الأخْرَقِ، والخَرْقاء وَمِنْه قَول ذِي الرُّمةِ: بَيْت أَطافتْ بهِ خَرْقاءُ مَهْجُومُ قالَ المازِنِيًّ: امْرْأَة غير صَناعٍ وَلَا لَها رفْقٌ، فإِذا بَنَتْ بَيتْاً انهَدَم سَرِيعاً. وَقد خَرِق، كفَرحَ، وكرم الأَخيرَةُ عَن ابنِ عَبّاد، قَالَ الكِسائي: كُل شَيْء من بَاب أَفعَل وفَعلاءَ سوى الألوانِ فإنَّهُ يُقالُ فِيهِ: فَعل يفعل، مثل: عَرجَ يعرَج، وَمَا أشبه، إلاّ سِتةَ أحرف، فإِنها جاءَتْ على فعلَ)
مِنْهَا: الأَخرَق والأَحْمق والأرْعَن والأَعْجَفُ، والأسْمَن يقالُ: خرقَ الرَجُلُ يَخْرُق، فهوَ أَخْرق، وكذلِك أَخواته. وخَرقان، كسَحبان: ة، ببِسْطامَ على طَرِيقِ أَستراباذِّ وتَحْرِيكه لَحنٌ من قُرَى سَمَرْقَندَ، مِنْهَا الأَدِيبُ أَبُو الفَتْح أَحمَدُ بنُ الحُسَينوالأخْرَقُ: البَعِيرُ يَقَع مَنسِمه على الأرْضِ قَبلَ خُفِّه، يَعْتَرِيه ذلِكَ من النَّجابَةِ نَقَلَهُ ابنُ عَبّاد وصاحبُ اللَسانِ. وخَرْقاءُ: امْرَأَة سَوْداء كانَتْ تَقُم مَسْجِدَ رَسُولِ الله صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ورَضِي عَنْها نَقَلَهُ الصّاغانِي، وَهُوَ اسْمُها، كَمَا فِي المُعجَم. وخرقاءُ: امرأَة من بَني البَكّاءَ اسْمهَا مَيةُ شَببًّ بهَا ذُو الرُّمًّةِ الشاعِرُ فأكْثَرَ، وقِصتُها مَشْهورةٌ فِي اسْتطْعام ذِي الرُّمَّةِ كَلامَها، وأَنّه قَدًّمَ إِليها دَلْواً، أَو إِداوَة فقالَ: اخْرُزيها لي، فقالَتْ: إِنِّي خَرْقاءُ، أَي: لَا أحْسِن الخَرْزَ، وقِيلَ: إِنَّها غيرُ مَيَّةَ، بل هِيَ امْرَأَةٌ من بَنِى عامِرِ بنِ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ) صَعْصَعَةَ، رَآهَا، فاسْتقاها مَاء، فخَجِلَتْ، وأَبَتْ أَنْ تَسْقِيَهُ، فقالَ لأمِّها: قُولِي لَها فلتَسْقنِي، فقالَتْ لَهَا أمهَا: اسْقِيهِ يَا خَرْقاءُ. والخَرقاءُ: من الغَنَم: الَّتِي فِي أذنها خَرق مُستَديرٌ، وَقد نَهَى النَّبيُّ صَلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو مُقابَلَةٍ أَو مُدابَرةٍ أَو جَدْعاءَ. وَمن المَجازِ: الخَرْقاءُ من الرِّيح: الشَّدِيدَةِ الهبُوب، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَدُومُ على جِهَتِها فِي هُبُوبها، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ الزمَخْشرِي: وصِفَتْ بالخَرَقِ، كَمَا وُصِفَتْ بالهَوَج، وَبِه فُسِّرَ قولُ ذِي الرمةِ السّابِق: بَيْت أطافَتْ بِهِ خَرقاءُ مَهْجومُ والخَرْقاءُ من النوق: الَّتِي لَا تَتَعاهَدُ وَفِي اللِّسانِ لَا تَتَعَهدُ مواضِع قَوائِمِها من الأرْضِ، نَقَلَه ابنُ عَبّاد والزَّمَخْشَريّ. والخَرْقاءُ: ع قالَ أبُو سهم الهُذَلِي:
(غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاءَ تَدْعُو ... وصَرَّحَ باطِلُ الظنِّ الكَذوبِ) وعذار بنُ خَرْقاءَ الكُوفِيّ: مُحدَث. ومالِكُ بنُ أَبِي الخرقاءَ: عُقيْلِي وبنْتهُ كَرِيمَةُ بنت مالِكٍ، امرأَةُ عبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ المَدانِ. وَفِي المَثَل: لَا تعْدَمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً يُضْرَبُ فِي النَّهْى عَن المعاذِيرِ، أَي: إِنَّ العِلَل كَثِيرَةٌ تُحْسِنها الخَرْقاءُ فَضلاً عَن الكَيِّسِ والكَيِّسَةِ فَلَا تتشَبَّثُوا بِها، وَلَا تَرْضَوْا بهَا لأَنْفسكم. وأَخْرَقَه: أَدْهشَه نَقَله الجَوْهَريُّ. والتَّخْرِيقُ: التَّمْزِيقُ يكون فِي الثَّوْبِ وغيرِه. وَمن المَجاز: التَّخْرِيقُ: المُبالَغَةُ فِي الخرْقِ، أَي: كَثرَة الكَذِبِ وقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ ونافِع: وخَرَّقُوا لَهُ بَنِينَ وبَناتٍ بالتَّشدِيدِ. والتَّخَرُّقُ: خَلْقُ الكَذِبِ واشْتِقاقُه، وَهُوَ مجَاز أَيْضا.
والتَّخرق: فطاوِعُ التخرِيقِ، كالانْخِراقِ يُقال: خَرَقَه فانخَرَقَ، وتَخَرَّقَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِنَّ رَجُلاً أَتاهُ فقالَ: يَا رَسولَ اللهِ تَخَرَّقَتْ عَنّا الخنف، وأحرق بطوننا التَّمْر وَقَول رؤبة: يَكِلُّ وَفدُ الرِّيح من حَيْث انْخَرَقْ أَي: من حَيثُ صارَ خرْقاً، أَي: متَّسَعاً. وَمن المَجازِ: التَّخَرق: التَّوَسعُ فِي السَّخاءَ يُقال: هُوَ مُتَخرَقُ الكَفِّ بالنوال، وأنشدَ ابنُ برِّي للأبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيًّ:
(فَتى إِن هُوَ اسْتَغْنَى تَخَرقَ فِي الغِنَى ... وإِن عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَع مَتْنَهُ الفَقْرُ)
وَيُقَال: رَجلٌ مُتَخَرِّقُ السِّرْبالِ، ومُنْخَرِقُه: إِذا طالَ سَفَره فتَشَقَّقَتْ ثِيابه. واخرورَق: تخرقَ.
قالَ ابْن بَرِّيّ عَن أَبِي عَمروٍ الشَّيباني والمُخْرَورقُ: من يَدُور عَلَى الإبلِ فيحملها على مَكْروهها، نَقله الصاغانِي عَن ابنِ عَباد، وفيهِ: ويَخِف ويَتَصَرّف وأَنشد أَبو عَمْرو:) خْلف المَطِي رجُلاً مُخرَوْرِقَا لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعِه المنَطَّقَا وَمن الْمجَاز: اختَرَقَ الأَرضَ: إِذا مَر فِيهَا عَرْضاً على غيرِ طَرِيقٍ. وَمن المَجاز: اختَرقَ الكَذِبَ: مثل اختلقه. ومُختَرق الرياحَ: مهبها ومَمَرها، قَالَ رؤبة: وقاتِم الأعْماقِ خاوِي المختَرَق مُشْتَبِهِ الْأَعْلَام لماع الخَفَق وأَبو أمَيةَ عبد الكَريمِ بنُ أَبِي المُخارقِ قَيْس البَصْري المُعَلم: مُحَدِّث من أتباعِ التابِعِين لين وَقَالَ ابْن الجَوْزي فِي كتاب الضْعَفاءَ: رَوَى عَن نافِع والحّسَنِ ومجاهِدِ وعِكرِمَةَ، رَمَاه أيوبُ السِّختياني بالكَذب، وَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بِشَيْء، وَهُوَ شَبِيه المَتروك، وَقَالَ السَّعْدِيّ: غير ثقَة.
وَمِمَّا يستَدرك عَلَيْهِ: الخَرقُ: الفرجَة، وجمعُه: خُرُوق خَرَقَه يَخرقه، وخرقَه، واحترَقَه، فتخرق، وانْخَرقَ، واخرَوْرَقَ. وَفِي التَّهْذِيب: الْخرق يكون فِي الحائطِ أَيضاً، وَيُقَال: فِي ثَوْبِه خَرق، وَهُوَ فِي الأَصْل مَصدو، وَمِنْه قَوْلهم: اتسَعَ الخَرق على الراقع. والخَرْقُ أَيضاً: مَا انْخَرَق من الشيءَ وبانَ مِنْهُ. وَسيف خارق: قاطِع، وجمعُه: خرُقٌ، بضمَتَينِ، وانخَرَقَتِ الرّيح: هَبَّتْ على غيرِ اسْتقامَةِ، وَهُوَ مَجاز. والخِرقُ، بالكسرِ: الكَريم من الرِّماح، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جؤَيَّةَ:
(خِرق من الخَطِّىِّ أغْمِض حَدُّهُ ... مِثل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتَلَهّبُ)
وأُذُن خَوقاءُ: فِيهَا خَرْقٌ نافِذٌ. ومُنخَرَقُ الرِّياح: هَهَبُّها. واخْترَق الدّارَ: جَعَلَها طَرِيقاً لحاجَتِه، وَمِنْه قَوْلهم: لَا تَخْتَرِقِ المَسْجِدَ أَي: لَا تَجْعَلْهُ طَرِيقاً، وَهِي مَجازْ. والخَيْل تَخْتَرِقُ مَا بيْنَ القُرَى وَالْأَرْض، أَي: تَتَخَلَّلها. والخرق، بضَمتَيْنِ: لُغَة فِي الخُرْقِ، بالضمْ: بِمَعْنى الجَهْلِ والحمْقِ.
قالَ شَمِر: وأَقْرَأَنِي ابنُ الْأَعرَابِي لبَعض الهذَلِيِّينَ يصف طَرِيقاً:
(وأَبيضَ يهدِينِي وإِن لم أنادِه ... كفَرقِ العَرُوسِ طَوْلُه غيرُ فخْرِقِ)
فقالَ: غير مُخْرِقٍ، أَي: لَا أَخْرَقُ فِيهِ وَلَا أَحار، وإِن طالَ عليَّ وبَعُدَ، وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: فَوَقع فخَرِقَ أرادَ أَنَّه وَقَع مَيِّتاً. وخَرِقَ الرَّجُلُ: إَذا بَقي متحَيِّراً من هَم أَو شِدة. وقالَ أَبو عَدْنان: المخَارق الملاص الّذِينَ يَتَخَرَّقُونَ الأرضَ، بَينا هم بأرْضٍ إِذا هُمْ بأخرَى، وَقَالَ الأصمَعِي: هم الّذِين يَتَخَرَّقُون ويتصرفون فِي وجُوهِ الخَيرِ. وَقد سَمَّوْا مخارِقاً. وَيُقَال. بَلَدٌ بَعيدُ)
المُخترقٍ. واخْتَرَقْتُ القوْمَ: مضيت وسطَهم. وهم مَخْروقُ الكَفِّ بالنَّوال، أَي: سخِي، وَهُوَ مَجاز. والمُخَرِّق، كمُحَدِّث: لقَبُ عَبّادِ ابْن المُخَرِّقِ الحَضْرَمِي الشاعِرِ ابْن الشاعِر، وَهُوَ القائِل:
(أَنا المُخَرَقُ أَعــراضَ اللَئام كَمَا ... كانَ المُمَزِّق أَعــراضَ اللئاَم أبِي) وبابُ الخَرْقِ: أحد أَبوابِ مِصْرَ حَرَسها اللهُ تَعالَى. وعِمامَةٌ خُرْقانِيَّةٌ، بالضَّمِّ، أَي: مُكَوَّرَةٌ، كعِمامَةِ أَهْلِ الرّساتِيقِ، قالَ ابنُ الأثِير: هكَذَا جاءَ فِي رِوَايَة، وَقد رُويَت بالحاءَ وبالضَّمِّ، وبالفَتْح، وغيرِ ذَلِك وَقد تَقَدَّم. والخَرَقانِيَّة، مُحَركَة: قَرْيةٌ بالقُرْبِ من مصر، كَذَا على لِسانِ العامَّةِ، والصوابُ خاقانِيّة، وَهِي من أَعمالِ الشَّرْقية. وخَرَّق، بِالْفَتْح مشدَّدَ الرّاءَ: محلَّةٌ ببَيْلقَانَ، مِنْهَا: شَمْسُ الدّينِ زَكِيُّ ابنُ الحَسَنِ بنِ عِمْرانَ البَيْلقاِنيُّ الخَرَّقِي قَرَأَ على فَخْرِ الدّينِ الرازِي، وعاشَ بعدَه مُدّةً طَوِيلَة، وحَدَّث عَن المُؤَيَّدِ الطُّوسيِّ، ودَخَلَ اليَمَنَ، فقَطَعها، وَمَات سنة، قَالَ الحافِظُ: وسمعَ مِنْهُ أَبو الحَسَن عليًّ بنُ جابِرٍ الهاشِمِيُّ، شيخُ شيوخِنا. وخَرَقانَة: مَوضِع.
والخَرْقُ، بِالْفَتْح: نَبتٌ كالقُسْطِ لَهُ أوْراقٌ.

الْعرض

(الْعرض) الْمَتَاع وكل شَيْء سوى الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير يُقَال أخذت فِي هَذِه السّلْعَة عرضا أَعْطَيْت فِي مقابلها سلْعَة أُخْرَى وَخلاف الطول والجبل والجيش الْعَظِيم وَعرض الْحَال طلب مَكْتُوب يقدم إِلَى صَاحب الْأَمر أَو صَاحب السُّلْطَان دفعا لظلم أَو جرا لغنم (محدثة) (ج) عرُوض وعــراض وأعــراض
و (الْعرض العسكري) مُرُور فرق نموذجية من القوات المسلحة أَمَام رَئِيس الدولة فِي يَوْم يجْتَمع فِيهِ الشّعب (محدثة)

(الْعرض) الْبدن وَالنَّفس وَمَا يمدح ويذم من الْإِنْسَان سَوَاء كَانَ فِي نَفسه أَو سلفه أَو من يلْزمه أمره والحسب والرائحة أيا كَانَت والسحاب الْعَظِيم والوادي فِيهِ الشّجر (ج) أَعْــرَاض

(الْعرض) عرض الشَّيْء جَانِبه وناحيته يُقَال عرض الْجَبَل سفحه وَعرض السَّيْف صفحه وَعرض الْعُنُق وَالْوَجْه جَانِبه وَنظر إِلَيْهِ عَن عرض من جَانب وَخَرجُوا يضْربُونَ النَّاس عَن عرض عَن شقّ وناحية كَيْفَمَا اتّفق لَا يبالون من ضربوا يُقَال اضْرِب بِهِ عرض الْحَائِط إلزم بِهِ إِلَى أَي نَاحيَة كَانَت وَالْمرَاد أهمله وَعرض الْبَحْر وَالنّهر وَسطه وَعرض الحَدِيث معظمه وَعرض النَّاس معظمهم وَهُوَ من عرض النَّاس من عامتهم وناقة عرض أسفار قَوِيَّة على السّفر

(الْعرض) يُقَال نظر إِلَيْهِ عَن عرض من جَانب

(الْعرض) مَا يطْرَأ وَيَزُول من مرض وَنَحْوه ومتاع الدُّنْيَا قل أَو كثر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لتبتغوا عرض الْحَيَاة الدُّنْيَا} وَيُقَال جَاءَ هَذَا الرَّأْي عرضا بِلَا روية وعلقتها عرضا اعترضت لي فهويتها و (فِي علم الْمنطق) مَا قَامَ بِغَيْرِهِ (ضد الْجَوْهَر) كالبياض والطول وَالْقصر و (فِي الطِّبّ) مَا يحسه الْمَرِيض من الظَّوَاهِر الدَّالَّة على الْمَرَض (ج) أَعْــرَاض (مج)
الْعرض: بِكَسْر الأول وَسُكُون الثَّانِي (آبرو وعزت وَحرمت) وبفتح الْعين وَسُكُون الثَّانِي فِي اللُّغَة الْإِظْهَار والكشف. وَمِنْه قَول الْفُقَهَاء وَلَا تعرض الْأمة إِذا بلغت فِي إِزَار وَاحِد أَي لَا تظهر فِي السُّوق للْبيع فِي إِزَار وَاحِد. وبفتح الثَّانِي أَيْضا مَتَاع خانه غير دِرْهَم ودينار وَجمعه الْعرُوض. وَفِي الصِّحَاح الْعرض الْأَمْتِعَة الَّتِي لَا يدخلهَا كيل وَلَا وزن وَلَا تكون حَيَوَانا وَلَا عقارا.
وَالْعرض الْمُقَابل للجوهر هُوَ الْمَوْجُود فِي الْمَوْضُوع أَي الْمُمكن الْوُجُود الَّذِي يحْتَاج فِي وجوده إِلَى مَوْضُوع أَي مَحل مقوم يقوم بِهِ وَلذَا قَالُوا الْعرض هُوَ الْحَال فِي المتحيز بِالذَّاتِ وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى يُقَابل الْجَوْهَر وَجمعه الْأَعْــرَاض. ثمَّ الْعرض على نَوْعَيْنِ قار الذَّات وَهُوَ الَّذِي تَجْتَمِع أجزاؤه فِي الْوُجُود كالبياض والسواد - وَغير قار الذَّات وَهُوَ الَّذِي لَا تَجْتَمِع أجزاؤه فِي الْوُجُود كالحركة والسكون. قيل هَذَا التَّعْرِيف غير مَانع لصدقه على الصُّورَة الْعَقْلِيَّة للجوهر فَإِنَّهَا جَوْهَر على مَذْهَب من يَقُول بِحُصُول الْأَشْيَاء فِي الذِّهْن بِأَعْيَانِهَا مَعَ أَنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْمَوْضُوع وَأجِيب بِأَن تِلْكَ الصُّورَة جَوْهَر وَعرض مَعًا بِنَاء على صدق تعريفهما بِحَسب الظَّاهِر عَلَيْهَا وَأما بِحَسب الْمَعْنى المُرَاد فَلَيْسَتْ عرضا قطعا. وَالْعرض بِمَعْنى أقصر الامتدادين وَلَو فَرضنَا يُقَابل الطول فَهَذَا الْعرض هُوَ الانبساط فِي غير جِهَة الطول.
وَأما الْعرض عِنْد النُّحَاة وَإِن عدوه من أحد الْأَشْيَاء الَّتِي يقدر بعْدهَا الشَّرْط وينجزم فِي جَوَابه الْمُضَارع مثل أَلا تنزل بِنَا فتصيب خيرا فمولد من الِاسْتِفْهَام أَي لَيْسَ هُوَ بَابا على حِدة بل الْهمزَة فِيهِ همزَة الِاسْتِفْهَام دخلت على الْفِعْل الْمَنْفِيّ وَامْتنع حملهَا على حَقِيقَة الِاسْتِفْهَام لِأَنَّهُ يعرف عدم النُّزُول مثلا فالاستفهام عَنهُ يكون طلبا للحاصل فتولد مِنْهُ بِقَرِينَة الْحَال عرض النُّزُول على الْمُخَاطب وَطَلَبه مِنْهُ وَهَذِه فِي التَّحْقِيق همزَة إِنْكَار أَي لَا يَنْبَغِي لَك أَن لَا تنزل وإنكار النَّفْي إِثْبَات فَلهَذَا صَحَّ تَقْدِير الشَّرْط الْمُثبت بعده نَحْو أَن تنزل. فَالْحَاصِل أَن الْعرض وَإِن تولد من الِاسْتِفْهَام لَكِن لم يبْق عَلَيْهِ بل لَهُ معنى على حِدة وفرقه من التَّمَنِّي فِي التَّمَنِّي.

الْعصبَة

(الْعصبَة) شَجَرَة اللبلاب (ج) عصب

(الْعصبَة) الْجَمَاعَة من النَّاس أَو الْخَيل أَو الطير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَآتَيْنَاهُ من الْكُنُوز مَا إِن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي الْقُوَّة} (ج) عصب وشجرة اللبلاب (ج) عصب

(الْعصبَة) الْعصبَة وَوَاحِدَة العصب وعصبة الرجل بنوه وقرابته لِأَبِيهِ أَو قومه الَّذين يتعصبون لَهُ وينصرونه (للْوَاحِد وَالْجمع) و (فِي الْفَرَائِض) من لَيست لَهُ فَرِيضَة مُسَمَّاة فِي الْمِيرَاث وَإِنَّمَا يَأْخُذ مَا أبقى ذَوُو الْفُرُوض
الْعصبَة: الَّتِي هِيَ جمع العاصب كطلبة وفجرة وظلمة جمع طَالب وَفَاجِر وظالم فالعصبات جمع الْجمع ومصدرها الْعُصُوبَة - وعصبة الرجل بنوه.
وَفِي جَامع الرموز ذُكُور يتصلون بَاب - وَقَالَ المطرزي إِنَّهَا تقال للغلبة على الْوَاحِد وَالْجمع والمذكر والمؤنث انْتهى - وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره وَكَأَنَّهَا جمع عاصب وَإِن لم يسمع بِهِ أَي بِكَوْنِهَا جمع عاصب انْتهى. أَقُول الظَّاهِر أَن ضمير كَأَنَّهَا رَاجع إِلَى الْعصبَة فَحِينَئِذٍ لَا معنى لقَوْله وَإِن لم يسمع بِهِ لما عرفت أَن فعلة جمع فَاعل شَائِع ذائع كطلبة جمع طَالب وَغير ذَلِك وَإِن كَانَ رَاجعا إِلَى الْعَصَبَات فمستبعد جدا لِأَنَّهُ لم يقل أحد بِأَن الْعَصَبَات جمع عاصب وَيُمكن أَن يُقَال إِن ضمير كَأَنَّهَا رَاجع إِلَى الْعصبَة وَضمير بِهِ إِلَى العاصب وَمعنى وَإِن لم يسمع العاصب وَإِن لم يعرف وَلم يُوجد اسْتِعْمَاله فِي محاوراتهم وَإِنَّمَا أَتَى قدس سره بِكَلِمَة الشَّك لفتور الجمعية فِي الْعصبَة لصِحَّة إِطْلَاقهَا على الْوَاحِد وَالْجمع وَالْمَذْكُور والمؤنث حَتَّى صَارَت كَأَنَّهَا اسْم جنس وَهَذَا عِنْدِي وَلَعَلَّ عِنْد غَيْرِي أحسن من هَذَا.
ثمَّ اعْلَم أَن الْعصبَة فِي الِاصْطِلَاح كل من يَأْخُذ من التَّرِكَة مَا أبقاه من هُوَ من أَصْحَاب الْفَرَائِض وَاحِدًا كَانَ أَو كثيرا وَعند انْفِرَاده عَن غَيره فِي الوراثة يحرز جَمِيع المَال بِجِهَة الْعُصُوبَة - فَإِن صَاحب الْفَرْض إِذا خلا عَن الْعُصُوبَة يحرز جَمِيع المَال أَيْضا لَكِن لبَعض المَال بالفرضية وللباقي بِالرَّدِّ لأكله من جِهَة الْعُصُوبَة. قيل التَّعْرِيف لَيْسَ بِجَامِع لِأَن الاخوات مَعَ الْبَنَات عصبات وَلَا يصدق عَلَيْهَا إِنَّهَا عِنْد الِانْفِرَاد تحرز جَمِيع المَال بِجِهَة الْعُصُوبَة وَأجِيب بِأَن التَّعْرِيف لنَوْع الْعصبَة أَعنِي الْعصبَة بِالنَّفسِ لَا للْعصبَةِ مُطلقًا أَقُول إِن التَّعْرِيف الْمَذْكُور لمُطلق الْعصبَة وَقَوْلنَا يحرز جَمِيع المَال بِجِهَة الْعُصُوبَة مشْعر بِاشْتِرَاط وصف الْعُصُوبَة عِنْد الِانْفِرَاد وَلَا شكّ أَن من كَانَ عِنْد الِانْفِرَاد بَاقِيا على وصف الْعُصُوبَة يكون محرزا لجَمِيع المَال وَالْأَخَوَات عِنْد الِانْفِرَاد صَاحِبَة فرض لَا عصبات وَلَكِن لَا يخفى على المتنبه أَن فِي هَذَا الْجَواب شوب الدّور لَا بل فِي تَقْيِيد الْإِحْرَاز بقولنَا بِجِهَة الْعُصُوبَة - وَالسَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي شرح السِّرَاجِيَّة قيد الْإِحْرَاز بِجَمِيعِ المَال بقوله بِجِهَة وَاحِدَة، لَا بقولنَا بِجِهَة الْعُصُوبَة تحاشيا عَن الشوب الْمَذْكُور وَلَكِن النَّاظر ينظر إِلَيْهِ من وَرَاء الْحجاب لِأَن المُرَاد بالجهة الْوَاحِدَة لَيْسَ إِلَّا جِهَة الْعُصُوبَة وَأَنت تعلم أَنه لَا يضر لِأَن الْأَحْكَام تَتَفَاوَت بتفاوت العنوان. ثمَّ فرع قدس سره على ذَلِك التَّقْيِيد عدم وُرُود الِاعْتِــرَاض على منع التَّعْرِيف بالبنت مثلا إِذا كَانَت مُنْفَرِدَة ثمَّ اعْترض على جمعه بالأخوات مَعَ الْبَنَات فَأجَاب بتخصيص الْمُعَرّف بالعصبة بِالنَّفسِ لَا بِمَا ذكرنَا من اشْتِرَاط بَقَاء وصف الْعُصُوبَة. ثمَّ اعْترض على الْجَواب بقوله ويخدشه أَنه إِذا خص الخ. أَقُول لَا يبعد أَن يُقَال إِن الْمُعَرّف عَام وَالْوَاو فِي قَوْله وَعدم الِانْفِرَاد بِمَعْنى أَو لمانعة الْجمع وَحِينَئِذٍ لَا يرد الِاعْتِــرَاض على جمعه وَلَا الخدشة الْمَذْكُورَة كَمَا لَا يخفى على من تحلى بالإنصاف وتخلى عَن التعصف والاعتساف، ثمَّ الْعصبَة على نَوْعَيْنِ عصبَة من جِهَة النّسَب وعصبة من جِهَة السَّبَب أما 
الْعصبَة من جِهَة النّسَب: فَهُوَ من كَانَ عصوبته وقرابته بِالْولادَةِ والعصبات النسبية مؤخرة عَن أَصْحَاب الْفَرَائِض مُقَدّمَة على الْعَصَبَات السَّبَبِيَّة وَأما
الْعصبَة من جِهَة السَّبَب: فَهُوَ مولى الْعتَاقَة أَي مُعتق الْمَيِّت وعصباته النسبية وعصباته السَّبَبِيَّة أَعنِي مُعتق مُعتق وَهَكَذَا وَالْمرَاد بعصباته النسبية مَا هُوَ عصبَة بِنَفسِهِ فَقَط وَهِي ذُكُور لَا غير كَمَا ستقف عَلَيْهِ لقَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَيْسَ للنِّسَاء من الْوَلَاء إِلَّا مَا أعتقن الخ. وَفِي (الْأَشْبَاه والنظائر) فِي كتاب الْفَرَائِض ذكر الزَّيْلَعِيّ فِي آخر كتاب الْوَلَاء أَن بنت الْمُعْتق تَرث الْمُعْتق فِي زَمَاننَا وَكَذَا مَا فضل بعد فرض أحد الزَّوْجَيْنِ يرد عَلَيْهِ بِنَاء على أَنه لَيْسَ فِي زَمَاننَا بَيت مَال لأَنهم لَا يضعونه مَوْضِعه وَإِنَّمَا تحقق الْعُصُوبَة والقرابة والوراثة بِسَبَب الْعتْق بَين مولى الْعتَاقَة ومعتقه لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الْوَلَاء لحْمَة كلحمة النّسَب وَالْمرَاد بِالْوَلَاءِ الْعتْق أَو الْإِعْتَاق من قبيل ذكر الْمُسَبّب وَإِرَادَة السَّبَب وَفِيه اخْتِلَاف قَالَ الْبَعْض الْإِعْتَاق وَالأَصَح أَنه الْعتْق كَمَا ستعرف فِي الْوَلَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى واللحمة بِالضَّمِّ الْقَرَابَة والاختلاط يَعْنِي الْإِعْتَاق قرَابَة واختلاط أَي سببهما كالقرابة والاختلاط اللَّذين بِالنّسَبِ وَالْوَلَاء فِي الشَّرِيعَة. وَمعنى ذَلِك أَن الْحُرِّيَّة حَيَاة للْإنْسَان إِذْ بهَا يثبت لَهُ صفة الْمَالِكِيَّة الَّتِي امتاز بهَا عَن سَائِر مَا عداهُ من الْحَيَوَانَات والجمادات والرقية تلف وهلاك فالمعتق سَبَب لَا حَيَاء الْمُعْتق كَمَا أَن الْأَب سَبَب لإيجاد الْوَلَد فَكَمَا أَن الْوَلَد يصير مَنْسُوبا إِلَى أَبِيه بِالنّسَبِ وَإِلَى أقربائه بالتبعية كَذَلِك الْمُعْتق يصير مَنْسُوبا إِلَى مُعْتقه بِالْوَلَاءِ وَإِلَى عصبته بالتبعية فَكَمَا يثبت الْإِرْث بِالنّسَبِ كَذَلِك يثبت بِالْوَلَاءِ انْتهى.

والعصبات النسبية ثَلَاثَة:
الْعصبَة بِنَفسِهِ: وَهُوَ كل ذكر لَا يكون مدَار نسبته إِلَى الْمَيِّت أُنْثَى بِأَن لَا يكون بَينهمَا وَاسِطَة اسْتِحْقَاق الْإِرْث إِلَّا أُنْثَى فَإِن من كَانَ مدَار نسبته أُنْثَى لَيْسَ بعصبة كالأخ لأم وكأب الْأُم وَابْن الْبِنْت فَإِن الأول من أَصْحَاب الْفَرَائِض والأخيران من ذَوي الْأَرْحَام. فَلَا يردان الْأَخ لأَب وَأم عصبَة بِنَفسِهِ مَعَ أَن الْأُم دَاخِلَة فِي نسبته إِلَى الْمَيِّت لَكِن لَيْسَ مدَار اسْتِحْقَاق الْإِرْث بالعصوبة عَلَيْهَا فَإِن قرَابَة الْأَب بانفرادها أصل فِي اسْتِحْقَاق الْعُصُوبَة وكافية بِنَفسِهَا فِي إِثْبَاتهَا بِخِلَاف قرَابَة الْأُم أَلا ترى أَن الْأَخ لأَب عصبَة دون الْأَخ لأم. وَالثَّانِي:
الْعصبَة بِغَيْرِهِ: وَهن اللَّاتِي فرضهن النّصْف وَالثُّلُثَانِ يصرن عصبَة بإخوتهن وَالَّتِي لَا فرض لَهَا وأخوها عصبَة لَا تصير عصبَة بأخيها أَلا ترى أَن الْعمة لَا تصير عصبَة بالعم الَّذِي هُوَ أَخُوهَا مَعَ أَنه عصبَة وَهِي من ذَوي الْأَرْحَام فحين اجْتِمَاعهمَا كَانَ المَال كُله للعم دونهَا. وَالثَّالِث:
الْعصبَة مَعَ غَيره: وَهِي كل أُنْثَى تصير عصبَة بِشَرْط اجتماعها ومقارنتها مَعَ أُنْثَى أُخْرَى لَيست بعصبة كالأخت لأَب وَأم أَو لأَب إِذا كَانَت مَعَ الْبِنْت صلبية أَو بنت ابْن وَاحِدَة أَو أَكثر تصير عصبَة وَالْبِنْت على حَالهَا صَاحِبَة فرض فَالْمَال بَينهمَا نِصْفَانِ النّصْف للْبِنْت بالفرضية وَالْبَاقِي للْأُخْت بالعصوبة.
فَإِن قلت مَا الْفرق بَين الْعصبَة بِالْغَيْر والعصبة مَعَ الْغَيْر. قُلْنَا، إِن الْغَيْر فِي الأول عصبَة شريك للْعصبَةِ فِي الْعُصُوبَة بل هُوَ عصبَة بِنَفسِهِ تسري عصوبته إِلَى الْأُنْثَى الَّتِي هِيَ ملصقة بِهِ فَتَصِير عصبَة بِهِ بِخِلَاف الْغَيْر فِي الثَّانِي فَإِن الْغَيْر فِيهِ لَيْسَ بعصبة أصلا بل يكون عصوبة تِلْكَ الْعصبَة مجامعة ومقارنة لذَلِك الْغَيْر الَّذِي لَيْسَ بعصبة ومشروطة بِتِلْكَ المجامعة كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ.
وَاعْلَم أَن هَذَا الْفرق مَبْنِيّ على الْفرق بَين الْبَاء وَمَعَ، فَعَلَيْك أَن تعلم الْفرق بَينهمَا بِأَن الْبَاء للإلصاق وَمَعَ للقران والإلصاق بَين الملصق والملصق بِهِ لَا يتَحَقَّق إِلَّا عِنْد مشاركتهما فِي حكم الملصقية فتكونان مشاركتين فِي حكم الْعُصُوبَة بِخِلَاف كلمة مَعَ فَإِنَّهَا للقران وَالْقُرْآن يتَحَقَّق بَين الشَّيْئَيْنِ بِغَيْر مُشَاركَة فِي الحكم كَقَوْلِه تَعَالَى {وَجَعَلنَا مَعَه أَخَاهُ هَارُون وزيرا} . وَاعْلَم أَنه لَو اجْتمعت الْعَصَبَات بَعْضهَا عصبَة بِنَفسِهَا وَبَعضهَا مَعَ غَيرهَا فالترجيح فِيهَا بِالْقربِ إِلَى الْمَيِّت وَلَا يكون التَّرْجِيح بعصبة بِنَفسِهَا حَتَّى أَن الْعصبَة مَعَ غَيرهَا إِذا كَانَت أقرب إِلَى الْمَيِّت من الْعصبَة بِنَفسِهَا كَانَت أولى كَمَا إِذا ترك بِنْتا وأختا لأَب وَأم وَابْن الْأَخ لأَب وَأم فَنصف الْمِيرَاث للْبِنْت وَالنّصف الْبَاقِي للْأُخْت وَلَا شَيْء لِابْنِ الْأَخ.

التَّقْدِيم

التَّقْدِيم: مصدر مُتَعَدٍّ وَهُوَ نقل الشَّيْء من مَكَانَهُ إِلَى مَا قبله فَإِن قلت إِنَّهُم يَقُولُونَ إِن تَقْدِيم الْمسند إِلَيْهِ على الْخَبَر يكون لوجوه. إِمَّا لكَون ذكره أهم وَإِمَّا لكَونه أصلا إِلَى غير ذَلِك فَكيف يَصح إِطْلَاق التَّقْدِيم على الْمسند إِلَيْهِ. أَلا ترى أَنه قَائِم فِي مَكَانَهُ لَا أَنه كَانَ مُؤَخرا فَقدم لغَرَض من الْأَغْــرَاض قُلْنَا إِن التَّقْدِيم على نَوْعَيْنِ: أَحدهمَا: تَقْدِيم معنوي وَيُسمى التَّقْدِيم على نِيَّة التَّأْخِير أَيْضا. وَثَانِيهمَا: تَقْدِيم لَفْظِي وَيُسمى التَّقْدِيم لَا على نِيَّة التَّأْخِير والتقديم الْمَعْنَوِيّ تَقْدِيم أَمر كَانَ مُؤَخرا مَعَ بَقَاء اسْمه ورسمه الَّذِي كَانَ قبل التَّقْدِيم كتقديم الْخَبَر على الْمُبْتَدَأ وَتَقْدِيم الْمَفْعُول على الْفِعْل وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يبْقى لَهُ مَعَ التَّقْدِيم اسْمه ورسمه السَّابِق. وَلما كَانَ فِي هَذَا النَّوْع معنى التَّقْدِيم متحققا سمي بالتقديم الْمَعْنَوِيّ والتقديم اللَّفْظِيّ أَن تقصد إِلَى كلمة صَالِحَة لِأَن يُؤْتى فِي صدر الْكَلَام تَارَة وَلِأَن تُؤخر أُخْرَى فتجعله فِي صدر الْكَلَام عمد الْغَرَض من الْأَغْــرَاض وَلما لم يكن فِي هَذَا الْقسم معنى التَّقْدِيم سمي بالتقديم اللَّفْظِيّ وَتَقْدِيم الْمسند إِلَيْهِ من الْقسم الثَّانِي. وَقَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين الشَّيْخ عبد الْحَكِيم رَحمَه الله فِي حَوَاشِيه على المطول إِن التَّقْدِيم من صِفَات اللَّفْظ وتقسيمه إِلَى الْمَعْنَوِيّ واللفظي بِاعْتِبَار تحقق معنى التَّقْدِيم وَهُوَ نقل الشَّيْء من مَكَانَهُ إِلَى مَا قبله وَهُوَ مُتَحَقق فِي الأول دون الثَّانِي كتقسيم الْإِضَافَة الَّتِي هِيَ من صِفَات اللَّفْظ إِلَيْهِمَا بِاعْتِبَار تحقق معنى الْإِضَافَة وَهُوَ الِاخْتِصَاص فِي المعنوية دون اللفظية انْتهى وَعَلَيْك قِيَاس التَّأْخِير على التَّقْدِيم.

تَكْلِيف العَبْد بِمَا لَا يطاقه غير وَاقع: على مَا هُوَ رَأْي الْمُحَقِّقين. وَرُوِيَ عَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَالْإِمَام الرَّازِيّ جَوَاز التَّكْلِيف بالمحال بل وُقُوع التَّكْلِيف بِهِ بِدَلِيل أَن أَبَا لَهب كلف بِالْإِيمَان وَهُوَ تَصْدِيق النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي جَمِيع مَا علم مَجِيئه بِهِ وَمن جملَته أَنه لَا يُؤمن فقد كلف بِأَن يصدقهُ فِي أَن لَا يصدقهُ وإذعان مَا وجد فِي نَفسه خِلَافه مُسْتَحِيل قطعا فقد وَقع التَّكْلِيف بالمحال. وَأجِيب بِأَن الْإِيمَان فِي حَقه هُوَ التَّصْدِيق بِمَا عدا هَذَا الْأَخْبَار. وَلَا يخفى مَا فِيهِ من اخْتِلَاف الْإِيمَان بِحَسب اخْتِلَاف الْأَشْخَاص وَهُوَ بَاطِل لِأَن الْإِيمَان حَقِيقَة وَاحِدَة لَا يتَصَوَّر اختلافها بِحَسب الْأَشْخَاص. وَالْجَوَاب الصَّوَاب الَّذِي اخْتَارَهُ السَّيِّد السَّنَد قدس سره أَن الْمحَال إذعان أبي لَهب بِخُصُوص أَنه لَا يُؤمن وَإِنَّمَا يُكَلف بِهِ إِذا وصل إِلَيْهِ ذَلِك الْمَخْصُوص وَهَذَا الْوُصُول مَمْنُوع. وَأما إِذا كَانَ التَّكْلِيف قبل وُصُول ذَلِك الْمَخْصُوص إِلَيْهِ فَالْوَاجِب عَلَيْهِ هُوَ الإذعان الإجمالي إِذْ الْإِيمَان هُوَ التَّصْدِيق إِجْمَالا فِيمَا علم إِجْمَالا وتفصيلا فِيمَا علم تَفْصِيلًا وَلَا اسْتِحَالَة فِي الإذعان الإجمالي.
وَاعْلَم أَنه قد اشْتهر أَن الشَّيْخ أَبَا الْحسن الْأَشْعَرِيّ ذهب إِلَى جَوَاز التَّكْلِيف بالمحال بل إِلَى وُقُوعه لَكِن لم يثبت تصريحه بِهِ. وَقيل وَجه الشُّهْرَة أَن عِنْده أصلين موهمين إِلَى ذَلِك الْجَوَاز والوقوع. الأول: أَنه لَا تَأْثِير لقدرة العَبْد عِنْده فِي أَفعاله فَهِيَ مخلوقة لله تَعَالَى ابْتِدَاء. وَالثَّانِي: أَن الْقُدْرَة عِنْده مَعَ الْفِعْل لَا قبله والتكليف قبل الْفِعْل فَلَا يكون حِينَئِذٍ الِاسْتِطَاعَة وَالْقُدْرَة على الْفِعْل. والتكليف بِغَيْر الْمَقْدُور تَكْلِيف بالمحال فَيعلم من هَا هُنَا أَن عِنْد الشَّيْخ تكليفا بِمَا لَا يُطَاق بِهَذَا الِاعْتِبَار.
وَلَا يخفى أَن مَا هُوَ الْمَشْهُور من نِسْبَة جَوَاز التَّكْلِيف بِمَا لَا يُطَاق إِلَى الشَّيْخ الْأَشْعَرِيّ بِنَاء على الْأَصْلَيْنِ الْمَذْكُورين غلط فَاحش لِأَنَّهُ لَا معنى لتأثير العَبْد عِنْده فِي أَفعاله إِلَّا الْقَصْد إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ وَإِن لم يخلق الله تَعَالَى الْفِعْل عقيب قَصده. وَمُرَاد الشَّيْخ بِأَن قدرَة العَبْد غير مُؤثرَة أَنَّهَا غير مَوْجُودَة للْفِعْل فَالْعَبْد مُؤثر فِي أَفعاله بِوَجْه دون وَجه. والتكليف إِنَّمَا يعْتَمد على سَلامَة الْأَسْبَاب لَا على الْقُدْرَة الْمُقَارنَة فَلَا يلْزم التَّكْلِيف بِمَا لَا يُطَاق. وَلِأَنَّهُ لَو كَانَ عدم تَأْثِير الْقُدْرَة الْحَادِثَة وَكَونهَا غير سَابِقَة على الْفِعْل مُوجبا لكَون الْفِعْل مِمَّا لَا يُطَاق لَكَانَ كل تَكْلِيف بِكُل فعل تكليفا بِمَا لَا يُطَاق عِنْده وَهُوَ لَا يَقُول بِهِ.
بل تَوْجِيه مَا اشْتهر من أَن تَكْلِيف مَا لَا يُطَاق وَاقع عِنْد الْأَشْعَرِيّ أَن مَا لَا يُطَاق على ثَلَاث مَرَاتِب. الأولى: مَا يمْتَنع فِي نَفسه كجمع الضدين وإعدام الْقَدِيم وقلب الْحَقَائِق وَهِي أَعلَى مراتبه. والتكليف بهَا لَا يجوز وَلَا يَقع بالِاتِّفَاقِ من الْمُحَقِّقين من أَصْحَابنَا وَإِن جوزه الإمامان رحمهمَا الله تَعَالَى كَمَا مر آنِفا. وَثَانِيهمَا: مَا يُمكن فِي نَفسه وَلَا يُمكن من العَبْد عَادَة بِأَن لَا يكون من جنس مَا تتَعَلَّق بِهِ الْقُدْرَة الْحَادِثَة كخلق الْجَوَاهِر أَو يكون لَكِن من نوع أَو صنف لَا يتَعَلَّق بِهِ التَّكْلِيف كحمل الْجَبَل والطيران إِلَى السَّمَاء. وَهَذِه الْمرتبَة أَوسط مراتبه والتكليف بهَا لَا يَقع اتِّفَاقًا بِشَهَادَة الْآيَات والاستقراء لَكِن يجوز عندنَا خلافًا للمعتزلة. وَثَالِثهَا: مَا يُمكن من العَبْد لَكِن تعلق بِعَدَمِهِ علمه تَعَالَى وإرادته فَلَا يَقع ذَلِك الْفِعْل الْبَتَّةَ وَإِلَّا يلْزم جَهله تَعَالَى وتخلف المُرَاد عَن الْإِرَادَة. فَامْتنعَ بذلك تعلق الْقُدْرَة الْحَادِثَة أَي قدرَة العَبْد والتكليف بِهَذِهِ الْمرتبَة الأولى جَائِز وواقع بالِاتِّفَاقِ فَإِن من مَاتَ على كفره من أخبرهُ الله تَعَالَى بِعَدَمِ إيمَانه يعد عَاصِيا إِجْمَاعًا وَلَو لم يَقع التَّكْلِيف بِهِ لم يعد عَاصِيا فَمَا قيل إِن تَكْلِيف مَا لَا يُطَاق وَاقع عِنْد الْأَشْعَرِيّ المُرَاد بِهِ أَن التَّكْلِيف بِمَا تعلق علمه تَعَالَى وإرادته بِعَدَمِهِ وَاقع وَهُوَ مِمَّا لَا يُطَاق كَمَا علمت وَلَيْسَ المُرَاد أَن التَّكْلِيف بالممتنع لذاته وَمَا لَا يُمكن من العَبْد عَادَة وَاقع عِنْده كَيفَ وَهُوَ مُخَالف لقَوْله تَعَالَى: {لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا} . وبشهادة الاستقراء أَيْضا.

مضض

(مضض) فلَان شرب المضاض
م ض ض

أمضّني الوجع والهمّ ومضني، وضربه فأمضّه ومضه، والكحل يمضّ عيني، ومضضت من المصيبة ومن كلامك مضيضاً بكسر العين.

ومن المجاز: ما مضمضت عيني بالنّوم أرقاً وما تمضمضت. قال المروح السلميّ:

لما اتكأن على النّمارق مضمضت ... بالنوم أعينهنّ غير غرار

وتمضمض النوم في عينه. قال:

يمسح بالكفّين وجهاً أبيضاً ... إذا الكرى في عينه تمضمضا
[مضض] نه: فيه: ولهم كلب "يمضض" عراقيب الناس، من مضضت أمض كمصصت أمص. ومنه: خباث! كل عيدانك قد "مضضنا" فوجدنا عاقبته مرًا، خباث- كقطام، أي يا خبيثة، يريد الدنيا، أي جربناك فوجدناك مرة العاقبة.
م ض ض: (أَمَضَّهُ) الْجُرْحُ أَوْجَعَهُ وَ (مَضَّهُ) لُغَةٌ فِيهِ. وَالْكُحْلُ يَمُضُّ الْعَيْنَ أَيْ يُحْرِقُهَا. وَ (الْمَضَضُ) وَجَعُ الْمُصِيبَةِ. وَ (الْمَضْمَضَةُ) تَحْرِيكُ الْمَاءِ فِي الْفَمِ، وَ (تَمَضْمَضَ) فِي وُضُوئِهِ. 

مضض


مَضِضَ(n. ac. مَضَض
مَضَاْضَة
مَضِيْض)
a. Suffered; was pained; grieved.

مَضَّضَa. Drank salt water; drank sour milk.

أَمْضَضَa. see I (a) (b).
c. Itched.

مَضّa. Painful; burning.
b. Sour (milk).
مَضَّةa. see 1 (a) (b).
c. Sensitive (woman).
مَضَضa. pain; grief.
b. Sour milk.

مَضَاْضَةa. Smart, burn.

مُضَاْضa. pain, smart.
b. Salt water.
c. Pure.
d. A certain tree.

مَضِيْضa. see 1 (a)
مَضَّاْضa. Burning.

مِمْضَاْضa. see 1 (a) & 24
(a).
N. Ag.
أَمْضَضَa. see 1 (a)
رَجُل مَضَّ الضَّرْب
a. A man who hits hard.
م ض ض : مَضِضْتُ مِنْ الشَّيْءِ مَضَضًا مِنْ بَابِ
تَعِبَ تَأَلَّمْتُ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ وَالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ مَضَّنِي مَضًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَمَضَّنِي وَالْكُحْلُ يَمُضُّ الْعَيْنَ بِحِدَّتِهِ أَيْ يَلْذَعَ مَضِيضًا.

وَمَضْمَضْتُ الْمَاءَ فِي فَمِي حَرَّكْتُهُ بِالْإِدَارَةِ فِيهِ وَتَمَضْمَضْتُ بِالْمَاءِ فَعَلْتُ ذَلِكَ قَالَ الْفَارَابِيُّ.

وَالْمَضْمَضَةُ صَوْتُ الْحَيَّةِ وَنَحْوِهَا وَيُقَالُ هُوَ تَحْرِيكُهَا لِسَانَهَا. 
[مضض] أمَضَّني الجرحُ إمْضاضاً، إذا أوجعَك. وفيه لغةٌ أخرى مَضَّني الجرح، ولم يعرفها الاصمعي. وقال ثعلب: يقال قد أمَضَّني الجرحُ. قال: وكان من مضى يقول مَضَّني بغير ألف. والكُحْلُ يُمِضُّ العين، أي يحرقها. وكَحَلَهُ بمُلْمولٍ مَضٍّ، أي حارّ. والمَضَضُ: وجعُ المصيبةِ. وقد مَضِضْتَ يا رجل بالكسر تمض مضضا ومضيضا ومضاضة. والمضمضة: تحريك الماء في الفم. ويقال: ما مَضْمَضْتُ عيني بنومٍ، أي ما نمت. وتَمَضْمَضَ في وضوئه. وتَمَضْمَضَ النعاس في عينه. قال الراجز: وصاحب نبهته لِيَنْهضا * إذا الكَرى في عينه تمضمضا * ومض بالكسر الميم والضاد: كلمةٌ تستعمل بمعنى لا. قال الراجز: سَأَلْتُ هل وَصْلٌ فقالت مِضِّ * وحَرَّكَتْ لي رأسها بالنَغْضِ * وهى مع ذلك مطمعة في الإجابة. يقال: إنَّ في مِضِّ لمطمعا، وهو حكاية صوت.
م ض ض

المضّ الحُرْقَةُ مَضَّني الهمُّ والحُزْنُ والقَوْلُ يمُضُّنِي مَضّا ومَضِيضاً وأمَضَّنِي أحْرقَنِي وشَقّ عليِّ ومَضِضْت منه أَلِمْتُ وأمضَّنِي الجُرحُ وأَمَضَّني المَشْيُ وقَدّم ثعلبٌ أَمَضَّنِي وقال كان مَنْ مَضَى يقول مَضَّنِي وأمضَّنِي جِلْدِ ي فَدَلَكْتُه أحَكَّنِي ومَضَّ الكُحْلُ العَيْنَ يَمُضّها ويمَضُّها وأَمضَّها آلَمَها وكُحْلٌ مَضٌّ ممضٌّ ومَرْأَةٌ مَضَّةٌ لا تَحْتمِلُ شيئاً يَسُوءُها كأنَّ ذلك يَمُضُّها عن ابن الأعرابيِّ قال ومنه قولُ الأعرابيّة حين سُئِلت أيُّ الناس أكْرَم قالت البيضاء البَضَّةُ الخَفِرَةُ المَضَّة ومُضَاضٌ اسمُ رَجُلٍ وإذا أقَرَّ الرَّجُلِ بِحَقٍّ قيل مِضَّ يا هذا أي قد أقْرَرْتَ وإنّ في مِضٍّ لَمَطْمَعاً وأصل ذلك أن يَسألَ الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعوِّجَ شَفَتَه فكأنه يُطْمِعُهُ فيها ومَضْمضَ إناءه غَسَله والصاد لُغةٌ حكاهما يَعقوبُ ومَضْمضَ الماءَ في فِيِه حرّكه وتَمْضَمضَ به ومَضْمضَ النُّعاسُ في عَيْنَيْه دبَّ وتَمَضْمضَتْ به العَيْنُ وتَمَضْمضَ الكَلْبُ في أثَرِه هَرَّ
مضض
مَضَّ1 مَضَضْتُ، يَمُضّ، امْضُضْ/ مُضّ، مَضًّا ومَضيضًا، فهو ماضّ، والمفعول مَمْضوض
• مضَّه الجُرْحُ: آلمه وأوجعه "مضَّ الخلُّ فاه: آلمه لحموضته الشّديدة".
• مضَّته الأحزانُ: بلغت منه مبلغًا كبيرًا، شقّت عليه "مضّته الهمومُ- مضَّ من وجع المصيبة". 
4845 - 
مَضَّ2/ مَضَّ لـ/ مَضَّ من مَضِضْتُ، يَمَضّ، امْضَضْ/ مَضَّ، مَضَضًا ومَضَاضةً ومَضِيضًا، فهو ماضّ، والمفعول ممضوض له
• مضَّ الشَّخْصُ: تألّم من وجع المصيبة.
• مضَّ للشَّيء/ مضَّ من الشَّيء: تألَّم وتوجَّع "مضَّ لوفاة صديقه". 

أمضَّ يُمضّ، أمْضِضْ/ أمِضَّ، إمضاضًا، فهو مُمِضّ، والمفعول مُمَضّ
• أمضَّه الجرحُ وغيرُه: مضّه؛ آلمه وأَوْجعه "أحداث مُمِضّة- أمضّه ظُلْمُ ذوي القربي/ كلامُ فلان". 

تمضمَضَ بـ يتمضمَض، تَمَضْمُضًا، فهو مُتمضمِض، والمفعول مُتمضمَض به (انظر: م ض م ض - تمضمَضَ بـ). 

مضمضَ يمضمِض، مَضْمَضةً، فهو مُمضمِض، والمفعول مُمضمَض (انظر: م ض م ض - مضمضَ). 

مَضاضة [مفرد]: مصدر مَضَّ2/ مَضَّ لـ/ مَضَّ من. 

مَضّ [مفرد]: مصدر مَضَّ1. 

مَضَض [مفرد]: مصدر مَضَّ2/ مَضَّ لـ/ مَضَّ من ° فعلت هذا الأمر على مَضَض: أي: كارهًا متألِّمًا- وافق على مضض: وافق وهو كاره. 

مضيض [مفرد]: مصدر مَضَّ1 ومَضَّ2/ مَضَّ لـ/ مَضَّ من. 

مضض: المَضُّ: الحُرْقةُ. مَضَّني الهَمُّ والحُزْنُ والقول يَمُضُّني

مَضّاً ومَضِيضاً وأَمَضَّني: أَحْرَقَني وشقّ عليّ. والهمُّ يَمُضُّ

القلبَ أَي يُحْرِقُه؛ وقال رؤبة

(* قوله «وقال رؤبة من إلخ» كذا بالأَصل،

وعبارة القاموس مع شرحه: والمضماض، بالكسر، الحرقة؛ قال رؤبة: من

يتسخط...):مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِــي

عَنْكَ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ في مِضْماضِ

أَي في حُرْقةٍ. ومَضِضْتُ منه: أَلِمْتُ. ومَضَّني الجُرح وأَمَضَّني

إِمْضاضاً: آلمَني وأَوْجَعَني، ولم يعرف الأَصمعي مَضَّني، وقدّم ثعلب

أَمَضَّني؛ قال ابن سيده: وكان من مضَى يقول مَضَّني، بغير أَلف،

وأَمَضَّني جلدي فدَلَكْتُه: أَحَكَّني؛ قال ابن بري: شاهد مَضَّني قول حَرِّيّ بن

ضَمْرةَ:

يا نَفْسُ، صَبْراً على ما كان مِنْ مَضَضٍ،

إِذْ لم أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا

قال: وشاهد أَمَضَّني قول سِنان بن محرش السَّعْدي:

وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِــي،

يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي

من الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ،

في العينِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ

والتَّرْحاض: الغَسل. والمَضَضُ: وجع المصيبة، وقد مَضِضْتَ يا رجل منه،

بالكسر، تَمَضُّ مَضَضاً ومَضِيضاً ومَضاضة. ومَضَّ الكحلُ العينَ

يَمُضُّها ويَمَضُّها وأَمَضَّها. آلَمَها وأَحْرَقَها. وكُحل مَضٌّ: يُمِضُّ

العين، ومَضِيضُه حُرْقَتُه؛ وأَنشد:

قد ذاقَ أَكْحالاً من المَضاضِ

(* قوله «قد ذاق إلخ» في شرح القاموس: والمضاض كسحاب الاحتراق، قال

رؤبة: قد ذاق إلخ.)

وكَحَله كُحْلاً مَضّاً إِذا كان يُحْرِق، وكحله بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي

حارٍّ. ومرأَةٌ مَضّةٌ: لا تحتمل شيئاً يَسُوءُها كأَنَّ ذلك يَمُضُّها؛

عن ابن الأَعرابي، قال: ومنه قول الأَعْرابية حين سُئلَتْ: أَيّ الناس

أَكرم؟ قالت: البيضاء البَضَّة الخَفِرةُ المَضّة. التهذيب: المضّة التي

تؤلِمُها الكلمة أَو الشيء اليسير وتؤْذيها. أبو عبيدة: مَضَّني الأَمر

وأَمَضَّني، وقال: أَمَضَّني كلام تميم. ويقال: أَمَضَّني هذا الأَمرُ

ومَضِضْت له أَي بَلَغْتُ منه المشَقّةَ؛ قال رؤبة:

فاقْني وشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضّا

ومُضاضٌ: اسم رجل.

وإِذا أَقر الرجل بحق قيل: مِضِّ يا هذا أَي قد أَقررْت، وإِن في مِضّ

وبِضّ لَمَطْمَعاً، وأَصل ذلك أَن يسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعَوّجَ

شَفَته فكأَنه يُطْمِعُه فيها. الليث: المِضُّ أَن يقول الإِنسان بطرف

لسانه شبه لا، وهو هِيجْ بالفارسية؛ وأَنشد:

سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ: مِضِّ،

وحرَّكَتْ لي رأَْسَها بالنَّغْضِ

(* قوله «سألتها الوصل» كذا بالأَصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس:

سألت هل وصل؟)

النَّغْضُ: التحريكُ. قال الفراء: مِضِّ كقول القائل يقولها بأَضراسه

فيقال: ما علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ ومِضُّ، وبعضهم يقول إِلاَّ مِضّاً

بوُقُوعِ الفعل عليها. الفراء: ما علّمك أَهلك من الكلام إِلا مِضّاً

ومِيضاً وبِضّاً وبِيضاً. الجوهري: مِضِّ، بكسر الميم والضادِ، كلمة تستعمل

بمعنى لا وهي مع ذلك كلمةُ مُطْمِعةٌ في الإِجابة.

أَبو زيد: كثرت المَضائضُ بين الناسِ أَي الشرُّ؛ وأَنشد:

وقدْ كَثُرَتْ بَين الأَعَمِّ المَضائضُ

ومَضْمَضَ إِناءه ومَصْمَصَه إِذا حرّكه؛ وقيل: إِذا غَسلَه، وتَمَضْمضَ

في وضُوئه. والمضمضةُ: تحريك الماء في الفم. ومضمضَ الماءَ في فيه:

حرَّكه، وتَمَضْمَضَ به. الليث: المَضُّ مَضِيضُ الماء كما تَمْتَصُّه.

ويقال: لا تَمُضَّ مَضِضَ العنْزِ، ويقال: ارْشُفْ ولا تَمُضَّ إِذا شرِبْتَ.

ومَضَّت العنزُ تَمُضّ في شُربها مَضِيضاً إِذا شرِبت وعَصَرَتْ

شَفَتَيْها. وفي الحديث: ولَهم كلْب يَتَمضْمَضُ عَراقِيبَ الناسِ أي يَمَضُّ.

قال ابن الأَثير: يقال مَضِضْتُ أَمَضُّ مثل مَصِصْتُ أَمَصُّ. ومَضْمَضَ

النعاسُ في عينه: دَبَّ، وتمضمضت به العينُ وتَمضْمَضَ النعاسُ في عينه؛

قال الراجز:

وصاحِب نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا،

إِذا الكَرى في عَيْنِه تَمَضْمَضا

ومَضْمَضَ: نامَ نَوْماً طويلاً. والمِضْماضُ: النومُ. وما مَضْمَضَتْ

عيني بِنوْم أَي ما نامَتْ. وما مَضْمَضْت عيني بنوم أَي ما نِمْتُ. وفي

حديث عليّ، عليه السلام: ولا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً ومَضْمَضةً،

لمّا جعل النوم ذَوْقاً أَمرهم أَن لا ينالوا منه إِلا بأَلْسِنَتِهم ولا

يُسِيغُوه، فشبهه بالمَضْمَضةِ بالماء وإِلقائِه من الفم من غير

ابْتلاعٍ. وتَمَضْمَضَ الكلبُ في أَثَره. هَرَّ. وفي حديث الحسَن: خَباثِ كلَّ

عِيدانِك قد مَضِضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً؛ خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ

أَي يا خَبِيثةُ يريد الدُّنيا، يعني جَرَّبْناكِ واختبرناكِ فوجدْناك

مُرّة العاقبة. والمِضْماضُ: الرجل الخَفيفُ السريع؛ قال أَبو النجم:

يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ

فَرْداً، وكُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ

ابن الأَعرابي: مَضَّضَ إِذا شَرِبَ المُضاض، وهو الماء الذي لا يُطاقُ

مُلوحةً، وبه سمي الرجلُ مُضاضاً، وضدّه من المياه القَطِيعُ، وهو الصافي

الزُّلالُ. وقال بعض بني كلاب فيما روى أَبو تراب: تَماضَّ القوم

وتَماصُّوا إِذا تلاجُّوا وعَضَّ بعضهم بعضاً بأَلسِنَتِهم.

مضض
{مَضَّهُ الشَّيْءُ} يَمُضُّهُ، بالضَّمِّ، {مَضًّا} ومَضِيضاً، إِذا بَلَغَ مِن ْ قلبِهِ الحُزْنُ بِهِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَلَيْسَ عِنْدُه: {مَضيضاً، وإِنَّما ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه،} كأَمَضَّه. وَفِي المُحكمِ: {مَضَّهُ الهمُّ والحزْنُ. والقَوْلُ يَمُضُّهُ مضًّا ومَضيضاً: أَحرقَهُ وشقَّ عَلَيْهِ. والهمُّ يَمُضُّ الْقلب، أَي يُحْرِقُهُ. وَفِي الصّحاح:} - أَمَضَّني الجُرْحُ {إِمْضاضاً، إِذا أَوجَعَكَ. وَفِيه لغةٌ أُخرى:} - مَضَّني الجرحُ وَلم يعرفْهَا الأَصْمَعِيّ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: قَدْ أَمَضَّني الجرحُ. وكانَ مَنْ مَضَى يَقُولُ: {- مَضَّني بغيرِ أَلِفٍ. انْتَهَى، وَمثله فِي المُحكم. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَضَّني الأَمْرُ،} - وأَمَضَّني، وَقَالَ: أَمَضَّنِي، كلامُ تَميمٍ. ويُقَالُ: أَمَضَّني هَذَا الأَمْرُ، {ومَضِضْتُ لهُ، أَي بَلَغْتُ مِنْهُ المَشَقَّةَ. قالَ رُؤْبَةُ: فاقْنَيْ وشَرُّ القَوْلِ مَا} أَمَضَّا وَقَالَ أَبنُ دُرَيْدٍ: كانَ أَبو عَمْرو بنُ العلاءِ يَقُولُ: مَضَّني، كلامٌ قديمٌ قَدْ تُرِكَ، كأَنَّهُ أَرادَ قَدْ تركَ واسْتُعْمِل أَمَضَّني. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُ مَضَّني قَوْلُ جَريرٍ بنِ حمزَةَ:
(يَا نَفْسُ صَبْراً عَلَى مَا كانَ من مَضَضٍ ... إِذا لَمْ أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانَا)
قالَ: وشاهدُ أَمَضَّني قَوْلُ سِنانِ بنِ محرش السَّعْديّ: وبِتُّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ رَاضِــي يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقَمِي تَغْماضِي مِنَ الحَلُوءِ صادِقِ الإِمْضَاضِ فِي العَيْنِ لَا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ: مَضَّ الخَلُّ فَاهُ، أَي أَحرقَهُ. ومَضَّ الكُحْلُ العَيْنَ يَمُضُّها، بالضَّمِّ والفَتْحِ: آلَمَها وأَحْرَقها، كأَمَضَّها، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وَسبق شاهِدُه فِي كَلامِ ابنِ بَرِّيّ. وكُحْلٌ مَضٌّ:! مُمِضٌّ. يُقَالُ: كَحَلَهُ بمُلْمُولٍ مَضٍّ، أَي حارٍّ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللّسَان: كَحَلَهُ كحلا {مَضًّا، إِذا كانَ يُحرقُ.} ومَضِيضُه: حُرْقَتُه. وَفِي العُبَاب: مُلْمُولٌ {مَضٌّ، أَي مُحرِقٌ، وصفٌ بالمصدرِ، كقولِهِمْ: ماءٌ غَوْرٌ، وسَكْبٌ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ عَبْدِ اللهِ بن جعفَرٍ، رَضِيَ الله عَنْه، أَحْمى مِسْماراً ليَفْقَأَ بِهِ عَيْنَ ابنِ مُلْجَمٍ، فَقَالَ: إِنَّكَ لتَكْحُلُ عَمَّكَ بمُلْمُولٍ مَضٍّ.} ومَضَّتِ العَنْزُ {تَمُضُّ} وتَمَضُّ {مَضيضاً، إِذا شرِبَتْ وعَصَرَتْ مَرَمَّتَيْها، أَي شَفَتَيْها، كَمَا فِي العُبَاب.} ومَضِضَ، كفَرِحَ: أَلِمَ من المُصيبَةِ. وَمن الكلامِ {يَمَضُّ} مَضيضاً. وَفِي المُحْكَمِ: {أَمَضَّهُ جِلدُهُ فدَلَكَهُ، أَي أَحَكَّهُ.)
ويُقَالُ: امرأَةٌ} مَضَّةٌ، إِذا كَانَت لَا تَحْتَمِلُ مَا يَسوءهَا، كأَنَّ ذَلِك يَمُضُّها، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ. قالَ: ومِنْهُ قولُ الأَعْرابِيَّةِ حِين سُئِلَتْ: أَيُّ النَّاسِ أَكرَمُ قَالَتْ: البَيْضاءُ البَضَّة، الخَفِرَةُ {المَضَّة. وَفِي التَّهذيب: المَضَّة الَّتِي تُؤْلِمُها الكَلِمَةُ اليَسيرَةُ، أَو الشَّيْءٍ اليسيرُ ويُؤْذيها.} والمَضَضُ: محركة اللَّبن الحامض و {المضض وجعُ المُصيبَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَدْ} مَضِضْتَ يَا رجُلُ، بالكَسْرِ، {تَمَضُّ،} مَضَضاً، {ومَضيضاً،} ومَضاضَةً، كجَبَلٍ، وأَميرٍ، وسَحابَة، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هَكَذا.
{والمَضُّ: المَصُّ، أَو هُوَ أَبلَغُ مِنْهُ. وقالَ اللَّيْثُ:} المَضُّ: {مَضيضُ الماءِ كَمَا تمتَصُّه. ويُقَالُ: لَا} تَمُضُّ {مَضيضَ العَنْزِ. ويُقَالُ: ارْشُفْ وَلَا تَمُضَّ إِذا شربتَ. وَفِي العُبَاب: ويَجوزُ} تَمَضَّ، والأُولى هيَ العُليا، وَبِهِمَا رُوي حديثُ الحَسَنِ يُخاطبُ الدُّنْيا: خبَاثِ كلَّ عِيدَانِك قَدْ! مَضِضْنا فوجَدْنا عاقِبتَه مُرًّا. خَباثِ، كقَطامِ، أَي يَا خبيثَةُ، جرَّبْناكِ واختبرناك فوجدناكِ مُرَّةَ العاقِبَةِ.ورَجُلٌ مَضُّ الضَّرْبِ: مُوجِعُه، نَقَلَهُ ابنُ عبَّادٍ. {والمُضَاضُ)
بالضَّمِّ: الخالِصُ والصَّادُ لغةٌ فِيهِ. يُقَالُ: فُلانٌ من} مُضَاضِ القَوْمِ ومُصَاصِهِم، أَي خالِصِهم.
و {مُضاضُ بنُ عَمْرو الجُرْهُمِيُّ معروفٌ. وفُهَيْرَةُ عامِر بنِ الحارِث بنِ مُضاضٍ هَذَا هِيَ أُمُّ عَمْرو بنِ رَبيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عمرٍ ومُزَبْقِياءَ بنِ عامِرٍ، وَهُوَ مَاء السَّماءِ. و} المُضاضُ أَيْضاً: شَجَرٌ عَن ابنِ الأَعْرَابيّ. والمُضاضُ أَيْضاً: الماءُ الَّذي لَا يُطاقُ مُلوحَةً، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، قالَ: وضِدُّهُ فِي الْمِيَاه القَطِيعُ، وَهُوَ الصَّافي الزُّلالُ، قالَ: وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ. قالَ: {ومَضَّضَ الرَّجُلُ} تَمْضيضاً: شَرِبَهُ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. {والمِضماضُ، بالكَسْرِ: الحُرْقَةُ. قالَ رُؤْبَةُ: مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ رَاضِــي عَنْكَ ومَنْ لَمْ يَرْضَ فِي مَضْماضِ و} المِضْماضُ: الخَفيفُ السَّريعُ منَ الرِّجالِ. قالَ أَبو النَّجْم: يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجَلٍ نَغَّاضِ فَرْداً وكُلُّ مَعِضٍ {مِضْماضِ والمِضْماضُ: تَحْرِيك الماءِ فِي الفَمِ} كالمَضْمَضَةِ، ويُفْتَحُ فِي الكُلِّ. وسُئِلَ الأَصْمَعِيّ عَن قَوْلِ رُؤْبَةَ السَّابقِ: هَل هُوَ بالكَسْرِ أَمْ بالفَتْحِ فَقَالَ: هَذَا مصدَرٌ، الفتحُ وَالْكَسْر جَائِز. وقالَ بعضُ بَني كِلابٍ فِيمَا رُوِيَ: تَمَاظَّ القَوْمُ،! وتَمَاضُّوا، إِذا تَلاحَوْا، وعَضَّ بعضُهم بَعْضًا بأَلْسِنَتِهِمْ، وتَلاحَوْا من المُلاحاة، هكَذَا فِي النُّسَخ، ومثلُه فِي العُبَابِ والتَّكْمِلَة، وَفِي بعضِ الأُصُولِ. تَلاجُّوا، بِالْجِيم مشدَّدَةً، من اللَّجِّ. وكِلاهُما صَحيحانِ. {والمَضْمَضَةُ: تَحريكُ الماءِ فِي الفَمِ، وَقَدْ} مَضْمَضَ الماءَ فِي فِيه: حَرَّكَهُ، {وتَمَضْمَضَ بِهِ. و} المَضْمَضَةُ: غَسْلُ الإِناءِ وغيرِه. قالَ الأَصْمَعِيّ: مَضْمَضَ إِناءهُ، إِذا حرَّكَهُ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: مَضْمَضَهُ، إِذا غَسَلَهُ، وكَذلِكَ مَضْمَضَ ثوبَهُ، إِذا غَسَلَهُ، والصَّادُ لغةٌ فِيهِ، وَقَدْ تَقَدَّم. وتَمَضْمَضَ للوُضُوءِ: مَضْمَضَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كَذَا وُجِدَ بخَطِّ أَبي سَهْلٍ عَلَى الصَّوابِ. وَفِي بعضِ النُّسَخ: مَضْمَضَ للوُضُوءِ. وتَمَضْمَضَ الكَلْبُ فِي أَثَرِهِ: هَرَّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قالَ أَبو زَيْدٍ: كَثُرَتْ المَضَائِضُ بَيْنَ النَّاسِ، وأَنْشَدَ: وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعُمِّ المَضَائِضُ ومَضْمَضَ النُّعاسُ فِي عَيْنيهِ: دَبَّ {وتَمَضْمَضَتْ بِهِ العَيْنُ.} وتمضمض النعاس فِي عَيْنَيْهِ قالَ الرَّكَّاضُ الدُّبَيْرِيْ: وصاحِبٍ نَبَّهْتُهُ لِيَنْهَضَا) إِذا الكَرَى فِي عَيْنِهِ {تَمَضْمَضَا ويُقَالُ: مَا} مَضْمَضْتُ عَيْنِي بنَوْمٍ، أَي مَا نِمْتُ، قالَهُ الجَوْهَرِيّ وهُو مَجَازٌ. {والمِضْماضُ: النَّوْمُ.
ومَضْمَضَ: نامَ نَوْماً طَويلاً. وَفِي الحَدِيث: لَهُمْ كَلْبٌ} يَتَمَضْمَضُ عَرَاقيبَ النَّاسِ، أَي يَمَضّ. {والمَضَاضُ، كسَحَابٍ: الاحْتِراقُ. قالَ رُؤْبَةُ: قَدْ ذاقَ أَكْحالاً من} المَضَاضِ وككَتَّانٍ: المُحْرِق. قالَ العَجَّاج: وبَعْدَ طُولِ السَّفَرِ {المَضَّاضِ} والمُضَاضُ، كغُرابٍ: وَجَعٌ يُصيب الإِنسانَ فِي العَيْنِ وغيرِها ممَّا {يُمِضُّ، كَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، وَفِي التَّكْمِلَة: هُوَ} المَضْماضُ. {والمُضامِضُ، كعُلابِطٍ: الأَسَدُ الَّذي يفتحُ فاهُ، قالَ:} مُضَامِضٌ مَاضٍ مِصَكٌّ مِطْحَرُ وكوى بالصَّاد أَيْضا.
وأَمَضَّني هَذَا القَوْلُ: بلغَ منِّي المَشَقَّةَ. {ومُضَامِضُ القَوْمِ ومُصَامِصُهم: خالِصُهُم، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.} وماضَّهُ! مِضَاضاً، إِذا لاحَاهُ، ولاَجَّهُ، وكَذلِكَ: عاظَّهُ ومَاظَّهُ.

صدأ

(ص د أ) : (صُدَاءٌ) حَيٌّ مِنْ الْيَمَنِ إلَيْهِمْ يُنْسَبُ زِيَادُ بْنُ الْحَارِثِ الصُّدَائِيُّ، (وَمِنْهُ) إنَّ أَخَا صُدَاءٍ.
ص د أ: (صَدَأُ) الْحَدِيدِ وَسَخُهُ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (صَدِئٌ) بِوَزْنِ كَتِفٍ. 
ص د أ

سيف صديء. ومرآة صدئة، وقد ركبه الصدأ. وقد صديء، وأصدأه طول العهد بالصقل. وفرس أصدأ وصدءاء: بينة الصدأة وهي شقرة تضرب إلى سواد كما ترى لون الصدأ. وكتيبة صدءاء.

ومن المجاز: رجع فلان صاغراً صدئاً: لزمه صدأ العار واللؤم.
صدأ
الصدَأُ: الوَسَخُ الذي على السيْفِ، صَدِئَ يَصْدَأُ.
وهو صاغِرٌ صَدِئٌ: أي لَزِمَ صَدَأَ العارِ واللؤْمِ. وُيقال صَدٍ: وهو العَطْشَانُ. والصدْأةُ: لَوْنُ شعْرَةٍ يَضْرِبُ إلى سَوَادٍ غالِب، فَرَسٌ أصْدَأُ، والأنْثى صَدْءاء، وُيقال: صَدِئَ يصْدَأُ؛ وأصْدَأ يُصْدئ.
وصَدِئَ الرَّجُلُ: إذا انْتَصَبَ فَنَظَرَ.
[صدأ] صَدَأُ الحديد: وسَخُهُ. وقد صَدِئَ يصْدأ صَدَأً، ويدي من الحديد صَدِئَةٌ، أي: سَهِكة. وفلان صاغر صَدِئٌ أيضاً، إذا لزمه العار واللوم. وجدي أصدأ بين الصدإ، إذا كان أسودَ مُشْرَباً حُمْرَةً، وقد صَدِئَ، وعَنَاق صدْآءُ. والصُدْأَةُ بالضم: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعِزِ والخيل. يقال: كُمَيْتٌ أَصدأُ، إذا عَلَتْهُ كدرة. وصداء: حى من اليمن. قال لبيد: فصلقنا في مراد صلقة * وصداء ألحقتهم بالثلل
صدأ: صَدَّأ (بالتشديد): جعله يصدأ أي يعلوه الطَبَع والوسخ، وجعله مغطى بالصدأ وهو طبقة هشة تعلو الحديد ونحوه وتحدث من اتحاده ببعض عناصر الهواء ويسمى كيمياوياً الأكسيد. (بوشر).
صَدَّأ: أصدأ (بوشر).
أصدأ: علاه الصدأ (المقري 2: 250) وانظر رسالة إلى فليشر (ص187 - 188) وما ذكرته يؤيده ما جاء في معجم فوك فقد ذكر هذا الفعل في مادة لاتينية معناها صدأ.
صَدَأ: زنجار، ويجمع على أصْداء (المقري 2: 231) وأًصْدِيَة (فوك).
صدا الأذان: خلط الأذان، شمع الأذان (بوشر).
[صدأ] هذه القلوب "تصدأ"، هو أن يركبها الرين بمباشرة المعاصي فيذهب بجلائه كما يعلو الصدأ وجه المرأة والسيف. وفي ح عمر رضي الله عنه: سأل الأسقف عن الخلفاء فحدثه حتى أنتهى إلى نعت الرابع منهم فقال: "صدأ" من حديد، ويروى: صدع، أراد دوام لبس الحديد أي الدروع لإتصال الحروب في أيام على وما منى به من مقاتلة الخوارج والبغاة وملابسة الأمور المشكلة، ولذا قال عمر: وا دفراه! تضجرًا منه واستفحاشًا، ورواه أبو عبيد غير مهموز كأن الصدأ لغة في الصدع وهو اللطيف الجسم، أراد أن عليا خفيف يخف إلى الحروب ولا يكسل لشدة بأسه وشجاعته. 
باب الثلاثي المعتل الصاد والدال والهمزة ص د أ

الصُّدْأَةُ شُقْرةٌ تضْرِبُ إلى سَوادٍ صَدِئ صدأ وهو أصْدَأُ والأُنْثَى صَدْآءُ وصَدِئةٌ وصدِئَ الحديدُ ونحوهُ صَدَأَ وهو أَصْدَأٌ عَلاهُ الطَّبَعُ وهو الوَسَخُ وكَتِيبةٌ صَدْآءُ علْيَتُها صَدَأُ الحديدِ ورَجُلٌ صَدَأٌ لَطِيفُ الجِسْمِ كصَدَعٍ ومنه حديثُ عمر في ذكْرِ عليٍّ رضي الله عنهما صَدَأٌ من حدِيدٍ التفسير لشَمِرٍ حكاه الهرويُّ في الغريبين وصَدْآءُ عينٌ عَذْبةُ الماءِ أو بِئَرٌ وفي المَثَلِ ماءٌ ولاَ صَدْآءَ قال (وإنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالّذِي ... يحاول من أحْواضِ صَدآءَ مَشْرَبَا)

وقد تقدّم الصَّدأُ في الثُّنائِيِّ
(صدأ) - في الحديث: "إنّ هذه القُلوبَ تَصدَأ كما يَصْدَأ الحَديدُ"
صدَأُ الحَديد: أن يَركبَه الرَّيْن، فيذهبَ بجَلائه، وكذلك وَجْهُ المِرآة إذا طَبِعَت ودَنِست، فمَنَعت من الإراءَة، والأَصْداء: ما لَونُه كَذَلك من الفَرَس وغيره.
- وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: "أنه سأل الأسقُفَّ عن الخُلفَاء، فحدَّثه حتى انتهى إلى نَعْتِ الرَّابع منهم، فقال: صَدأٌ من حَدِيد". ويُروَى: "صدَعٌ"
أَرادَ دَوامَ لُبْس الحديد لاتِّصال الحُروب في أيّام علىٍّ، وما مُنِىَ به من مُقاتَلةِ الخَوَارج والبُغَاةِ، ومُلابَسَةِ الأمور المُشْكِلة والخُطوبِ المُعْضِلة؛ ولذلك قال عمر - رضي الله عنه - وادَفْرَاه، تَضَجُّرًا مِن ذلك واستِفْحَاشًا.
ورَواه أبو عُبيد غَيرَ مهموز، كأنّ الصَّدَا لغة في الصَّدَع، وهو الَّلطِيف الجسْم، أَرادَ أنَّ عليًّا - رضي الله عنه - خفيف يَخِفّ إلى الحُرُوب ولا يَكْسَل لشدَّةِ بَأسِه وشَجَاعتهِ
صدأ
صدُؤَ يَصدُؤ، صَداءةً، فهو صَدِئ
• صدُؤ الحَديدُ: غطَّته مادّة حُبَيْبِيَّة هشّة، لونُها يأخذ من الحُمْرة والشُّقرة، علاه الصَّدأ نتيجة تعرُّضه لرطوبة الهواء "معدن صدِئ". 

صدِئَ يَصدَأ، صَدَأً، فهو صَدِئ
• صدِئ الحَديدُ: صَدُؤ.
• صدِئ القَلبُ: غطَّت عليه الذُّنوبُ. 

أصدأَ يُصدِئ، إصداءً، فهو مُصدِئ، والمفعول مُصدَأ
• أصدأتِ الرُّطوبةُ الحَديدَ: جعلته يصدأ. 

صَدَأ [مفرد]:
1 - مصدر صدِئَ ° ضدّ الصَّدَأ: لا يصدأ ولا يتأكسد.
2 - سوادٌ وكُدْرة تعلو وجهَ الشّيء "علا الجدارَ الصّدأُ".
3 - (كم) طبقة حُبَيْبيَّة هشَّة تعلو الحديدَ ونحوَه من المعادن عند تعرُّضه للهواء، وتحدث نتيجة اتِّحاده مع أوكسجين الهواء، ويسمَّى كيميائيًّا أكسيد الحديد "صدأ الحديد يؤدِّي إلى تآكله".
• أمــراض الصَّدَأ: (نت) أمــراض النباتات التي تسبِّبها بعضُ الفطريّات وتتميّز ببقع على السُّوق والأوراق، تشبه بُقع الصَّدَأ. 

صَدِئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صدُؤَ وصدِئَ: مغطًّى بالصَّدأ. 

صَداءة [مفرد]: مصدر صدُؤَ. 
صدأ صَدَأُ الحَديدِ: وَسَخُه، وقد صدئ يَصدَأُ صَدَءً. ويَدي من الحَديد صَدئَةٌ: أي سَهِكَةٌ.
وأمّا ما ذُكِرَ عن عُمَرَ " 45 - أ " - رضي الله عنه -: أنَّه سَأَلَ الأُسقُفَ عن الخُلَفاء، فَحَدَّثَ حتى انتهى إلى ذِكرِ الرابع فقال: صَدَأٌ من حَديدٍ، ويُروى: صَدَعٌ؛ فقال عمر: وادفراه، فقيل: الهَمزَةُ مُبدَلَةٌ من العَين؛ شَبَّهَهُ في خِفَّتِهِ في الحُروب ومُزاوَلَتِه صِعابَ الامور ونُهوضِه فيها حين أفضى إليه بالوَعِلِ في قُلَّةٍ في شَعَفات الجِبال والقُلَل الشاهِقة؛ وجعل الوعل من حديدٍ مُبالغةٌ في وصفه بالبأسِ والنَّجدةِ والصَّبر والشِّدةَّ. ويجوز أن يراد بالصَّدأ: السهك، يعنى دوام لُبْسِ الحديد لاتصال الحروب حتى يَسْهَك. والمراد علي - رضي الله عنه - وما حدث في أيامه من الفتن ومُني به من مقاتلة أهل الصلاة ومُناجَزَة المهاجرين والأنصار ومُلابسة الأمور المُشكلة والخُطوب المُعضلة، ولذلك قال عمر - رضي الله عنه -: وادَفْرَاه، تَضَجُّرا من ذلك واسْتِفْحاشا له.
ويقال: فلان صاغر صدِئٌ: إذا لزمه العار واللُّؤمُ.
وجدْي أصدأ بيِّن الصدأ: إذا كان أسود مُشرباً حُمرة، وقد صَدِئَ، وعَناقٌ صَدْآءُ. والصُّدْءَةُ - بالضم -: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعْزٍ والخيل، يقال: كُمَيْتٌ أصْدأُ: إذا عَلَتْه كُدرةٌ.
والصُّدْآءُ: على فَعْلاءَ -: رَكيَّةٌ ليس عندهم ماء أعذب من مائها، من الصدأ، ومنه المثل: ماء ولا كًصَدْآءَ، وهذا على قول من همز.
وصَدِئَ الرجل: إذا انتصب فنظر.
وصُدَاءٌ: حي من اليمن منهم زياد بن الحارث الصُّدَائي - رضي الله عنه -، قال زياد: لما كان أول أذان الصُّبح أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذَّنْتُ فَجعلْتُ أقول: أأُقيمُ يا رسول الله، فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إليَّ وقد تَلاحق أصحابه فَتَوضّأ؛ فازداد بلال أن يُقيم فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أخا صُدَاء هو أذَّن؛ ومن أذَّن فهو يقيم، قال: فأقَمْتُ. وقال لبيد - رضي الله عنه -:
فَصَلَقْنا في مُرَادٍ صَلْقَةً ... وصُدَاءٍ ألْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ
وفي نوادر أبي مِسحَلٍ: تصدّى له وتصدّع له وتصدّأ له: أي تعرّض له.

صد

أ1 صَدِئَ, (S, M, L, K,) aor. ـَ (L,) inf. n. صَدَأٌ, (S, M,) said of a horse, (K, TA,) and of a kid, (S, TA,) [or a goat,] He was of the colour termed صُدْأَة [i. e. sorrel inclining to blackness; or blackness intermixed, or tinged over, with redness; or a colour like that of the rust of iron; probably from the same verb in the sense next following]; (S, M, L, K, TA;) as also صَدُؤَ, (K,) aor. ـُ (TA; [and it is implied in the K that the latter verb is syn. with the former in all its senses;]) but the former verb is that which is commonly known, and that alone which is required by analogy as a verb denoting a colour, and the latter is not known to have been heard; (MF, TA;) and in the L it is said that the verb in this sense is صَدِئَ and ↓ اِصَّدَأَ, this latter [formed from اِصْطَدَأَ, originally اِصْتَدَأَ,] of the measure اِفْتَعَلَ. (TA.) b2: Also, (M, K,) صَدِئَ, (S, M, Msb, K,) aor. as above, (S, Msb, TA,) and so the inf. n., (S, TA,) said of iron, It was, or became, rusty, or rusted; (S, M, Msb, K;) in which sense it is said also of the like of iron. (M.) A2: and صَدِئَ said of a man, He stood erect, and looked. (K.) A3: صَدَأَ المِرْآةَ, aor. ـَ (K,) inf. n. صَدْءٌ, (TK,) He polished the mirror, (K, TA,) i. e., removed from it the rust, (TA,) in order to use it as a collyrium; (K, TA;) as also ↓ صَدَّأَهَا, (K,) inf. n. تَصْدِئَةٌ. (TA.) [Whether the mirrors of the Arabs were made of bronze, or of what other metal they were made, is not said. See also 1 in art. حلأ.]

A4: And, aor. as above, said of an owl, He uttered a cry or cries. (Sh, TA. [See also art. صدو.]) 2 صَدَّاَ see the preceding paragraph.5 تصدّأ لَهُ, (K,) as also تصدّع له, (TA,) i. q. تصدّى له, (K, TA,) which is the original, meaning تعرّض له [i. e. He addressed, or applied, or directed, himself, or his regard, or attention, or mind, to him, or it; &c.]. (TA.) 8 اِصَّدَأَ: see 1, first sentence.

صَدَأٌ inf. n. of صَدِئَ [q. v.]. (S, M.) b2: Also [a subst.] signifying The rust of iron, (S, M, * TA,) and of copper and the like. (Har p. 481. [But there erroneously written صدآء.]) A2: Also A man slender in body; (K, TA;) light, or active, therein: its ء is said to be substituted for ع. (TA. [See صَدَعٌ; and see also صَدًى.]) صَدِئٌ [part. n. of صَدِئَ, q. v.]. b2: One says, يَدِى مِنَ الحَدِيدِ صَدِئَةٌ My hand is disagreeable in smell [from the rust of iron]. (S.) b3: and هُوَ صَاغِرٌ صَدِئٌ (assumed tropical:) He is one to whom disgrace, or shame, and baseness, or meanness, attach. (S, K.) b4: See also أَصْدَأُ.

صُدْأَةٌ, (S, M, K,) in a horse, (S, K,) and in a goat, or kid, (S,) A sorrel colour (شُقْرَةٌ) inclining to blackness, (M, K, TA,) the latter predominating: (TA:) or blackness intermixed, or tinged over, with redness [app. like the rust of iron]. (S.) أَصْدَأُ, (S, M, K,) applied to a horse, (K, TA,) or to a kid, (TA,) Of a sorrel colour (i. e. of the colour termed شُقْرَة) inclining to blackness, (M, K, TA,) the latter predominating: (TA:) or, applied to a horse, and to a goat, or kid, (S,) or applied to a kid, (K,) of a black colour intermixed, or tinged over, with redness [app. like the rust of iron]: (S, K:) fem. صَدْآءُ (S, M, K,) and ↓ صَدِئَةٌ. (M, L, TA.) And كُمَيْتٌ أَصْدَأُ [A bay, or dark bay, or brown, horse,] tinged over with dinginess. (S.) b2: Also Rusty, or rusted; applied to iron and the like. (M.) b3: And [hence] كَتِيبَةٌ صَدْآءُ, (M, and so in copies of the K,) or صَدْأًى, (K accord. to the TA,) and the former also, (TA,) [A body of troops having their arms or armour] overspread with the rust of iron. (M, K.) b4: and صَدْآءُ A land (أَرْضٌ) of which the stones are of a red colour inclining to blackness, and rugged, not even with the ground, these stones having beneath them [other] rough stones, or, sometimes, soil and stones. (Sh, L.)

صدأ: الصُّدْأَةُ: شُقْرةٌ تَضْرِبُ إِلى السَّوادِ الغالِبِ. صَدِئَ

صَدَأً، وهو أَصْدَأُ والأُنثى صَدْآءُ وصَدِئةٌ، وفرس أَصْدَأُ وجَدْيٌ

أَصْدَأُ بيِّنُ الصَّدَإِ، إِذا كان أَسودَ مُشْرَباً حُمْرةً، وقد صَدِئَ.وعَناقٌ صَدْآءُ. وهذا اللون من شِياتِ المعِز الخَيْل. يقال: كُمَيْتٌ أَصْدَأُ إِذا عَلَتْه كُدْرةٌ، والفعل على وجهين: صَدِئَ يَصْدَأُ وأَصْدَأَ يُصْدِئُ. الأَصمعي في باب أَلوانِ الإِبل: إِذا خالَطَ كُمْتةَ البَعِيرِ مثْلُ صَدَإِ الحديد فهو الحُوَّةُ.

شمر: الصَّدْآءُ على فَعْلاء: الأَرض التي تَرى حَجَرها أَصْدَأَ أَحمر يَضْرِب إِلى السَّواد، لا تكون إِلاَّ غَلِيظة، ولا تكون مُسْتَوِيةً بالأَرض، وما تحتَ حِجارة الصدْآء أَرض غَلِيظةٌ، وربما كانت طِيناً وحِجارةً. وصُداء، ممدود: حَيٌّ مِنَ اليَمَنِ. وقال لبيد:

فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقةً، * وصُداءٌ أَلْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ

والنِّسبةُ إليه صُداوِيٌّ بمنزلة الرُهاوِي. قال: وهذه الـمَدَّةُ، وإِن

كانت في الأَصل ياءً أَو واواً، فانما تجعل في النِّسْبة واواً كراهيةَ التقاء الياءات. أَلا ترى أَنك تقول: رَحًى ورَحَيانِ، فقد علمت أن أَلف رَحًى

ياء. وقالوا في النسبة اليها رَحَوِيٌّ لتلك العِلّة.

والصَّدَأُ، مهموز مقصور: الطَّبَعُ والدَّنَسُ يَرْكَب الحديدَ.

وصَدَأُ الحديدِ: وسَخهُ. وصَدِئَ الحديدُ ونحوهُ يَصْدَأُ صَدَأً، وهو

أَصْدَأُ: عَلاه الطَّبَعُ، وهو الوسَخُ. وفي الحديث: إِنَّ هذه القُلوب

تَصْدَأُ كما يَصْدَأُ الحَدِيدُ، وهو أَن يَرْكَبَها الرَّيْنُ بِمُباشَرةِ

الـمَعاصِي والآثامِ، فَيَذْهَبَ بِجَلائِها، كما يعلو الصَّدأُ وجْهَ

المِرآةِ والسَّيْفِ ونحوهما.

وكَتِيبةٌ صَدْآء: عِلْيَتُها صَدَأُ الحَديِد، وكَتِيبةٌ جَأْواء إِذا كان عِلْيَتُها صدأَ الحديد. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه سأَلَ الأُسْقُفَّ عن الخُلَفاء فحَدَّثه حتى انتهى إِلى نَعْتِ الرَّابِع منهم فقال:

صَدَأٌ مِنْ حَدِيدٍ، ويروى: صَدَعٌ من حديد، أَرادَ دَوامَ لُبْس الحَدِيد لاتِّصال الحروب في أَيام عليٍّ عليه السلام، وما مُنِيَ به من مُقاتَلةِ الخَوارِج والبُغاة ومُلابَسةِ الأُمُورِ الـمُشْكِلة والخُطُوبِ

الـمُعْضِلة، ولذلك قال عمر رضي اللّه عنه: وادَفْراه، تَضَجُّراً من ذلك واستِفْحاشاً. ورواه أَبو عبيد غير مهموز، كأَنَّ الصَّدَا لغة في الصَّدَع، وهو اللَّطِيفُ الجِسْمِ. أَراد أَنَّ عَلِيَّاً خَفيفُ الجِسْمِ يَخِفُّ إِلى الحُروب، ولا يَكْسَلُ، لِشدّة بأْسه وشجاعَته.

ويَدِي مِن الحَدِيد صَدِئةٌ أَي سَهِكةٌ. وفلان صاغِرٌ صَدِئ إِذا

لَزِمَه صَدَأُ العارِ واللَّوْمِ. ورجل صَدَأ: لَطِيفُ الجِسمِ كَصَدَعٍ.وروي الحديث: صَدَعٌ من حديد. قال: والصَّدأُ أَشبهُ بالمعنى، لأن الصَّدَأَ له دَفَرٌ، ولذلك قال عمر وادَفْراه، وهو حِدّةُ رائحةِ الشيء خبيثاً(1)

(1 قوله «خبيثاً إلخ» هذا التعميم انما يناسب الذفر بالذال المعجمة كما هو المنصوص في كتب اللغة، فقوله وأَما الذفر بالذال فصوابه بالدال المهملة فانقلب الحكم على المؤلف، جل من لا يسهو.)

كان أَو طيباً. وأَما

الذفر، بالذال، فهو النَّتْن خاصة. قال الأَزهري: والذي ذهب إليه شمر معناه حسن. أَراد أَنه، يعني عَلِيًّا رضي اللّه عنه، خفيفٌ يَخِفُّ إِلى الحُرُوب فلا يَكْسَلُ، وهو حَدِيدٌ لشدةِ بأْسه وشَجاعتِه. قال اللّه تعالى:

وأَنزلنا الحديدَ فيه بأْسٌ شديد. وصَدْآءُ: عَيْنٌ عذبة الماء، أَو بئر.

وفي المثل: ماءٌ ولا كَصَدْآءَ.

قال أَبو عبيد: من أَمثالهم في الرجلين يكونانِ ذَوَيْ فضل غير أَن لأَحدهما فضلاً على الآخر قَولهم: ماءٌ ولا كَصَدْآءَ، ورواه المنذري عن أَبي الهيثم: ولا كَصَدَّاءَ، بتشديد الدال والـمَدّة، وذكر أَن المثَل لقَذورَ بنت قيس بن خالد الشَّيباني، وكانت زوجةَ لَقِيط بن زُرارةَ، فتزوّجها بعده رجُل من قَومها، فقال لها يوماً: أَنا أَجملُ أَم لَقِيطٌ؟ فقالت:

ماءٌ ولا كَصَدْآء أَي أَنت جَميلٌ ولستَ مثلَهُ. قال المفضل: صَدَّاءُ: رَكِيّةٌ ليس عندهم ماء أَعذب من مائها، وفيها يقول ضِرارُ بن عَمرو السَّعْدي:

وإِني، وتَهْيامي بزَيْنَبَ، كالذي * يُطالِبُ، من أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا قال الأَزهري: ولا أَدري صدَّاء فَعَّالٌ أَو فعلاء، فإِن كان فَعَّالاً: فهو من صَدا يَصْدُو أَو صَدِيَ يَصْدَى. وقال شمر: صَدا الهامُ يَصْدُو إِذا صاحَ، وإِن كانت صَدَّاءُ فَعْلاء، فهو من الـمُضاعَفِ كقولهم: صَمَّاء من الصَّمَم.

صدأ
: ( {الصُّدْأَةُ، بالضمّ) من شِياتِ المَعز وَالْخَيْل وَهِي (شُقْرَةٌ) تَضْرِب (إِلى السَّوادِ) الغالِبِ وَقد (} صَدِىءَ الفَرَسُ) والجَدْي {يصْدَأُ} ويصْدُؤُ (كفَرِح وكَرُمَ) الأَوّل هُوَ الْمَشْهُور وَالْمَعْرُوف، وَالْقِيَاس لَا يَقْتَضِي غيرَه، لأَن أَفعال الأَلوان لَا تكَاد تخرج عَن فَعِلَ كفرح، وَعَلِيهِ اقْتصر الجوهريُّ وابنُ سَيّده وَابْن القُوطِيَّة، وابنُ القطَّاع مَعَ كَثْرَة جمعه للغرائب، وابنُ طَرِيف، وأَما الثَّانِي فَلَيْسَ بِمَعْرُوف سَمَاعا، وَلَا يَقْتَضِيهِ قِياسٌ، قَالَه شَيخنَا.
قلت: وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) أَن الْفِعْل مِنْهُ على وجْهَينِ صَدِيءَ يَصْدَأُ {وأَصْدَأَ} يُصْدىءُ أَي كفرِح وأَفْعَلَ وَلم يتعّرض لَهُ أَحدٌ، بل غَفل عَنهُ شَيخنَا مَعَ سَعة اطِّلاعه (وَهُوَ) أَي الفرسُ أَو الجَدْيُ (أَصْدَأْ) كأَحمرَ (وَهِي) أَي الأُنثى ( {صَدْآءُ) كحَمراءَ، وصَدِئَة، كَذَا فِي (الْمُحكم) و (لِسَان الْعَرَب) (و) } الصَّدَأُ مَهْمُوز مقصورٌ: الطَّبَعُ والدَّنَس يرْكَبانِ الحديدَ، وَقد صَديءَ (الحَدِيدُ) وَنَحْوه يَصْدَأُ صَدَأً وَهُوَ أَصْدَأُ (: علاَهُ) أَي ركِبه (الطَّبَعُ) بِالتَّحْرِيكِ (و) هُوَ (الوَسَخُ) كالدَّنَس وصَدَأُ الحَديد: وسَخُه، وَفِي الحَدِيث (إِنّ هَذِه القُلُوبَ! تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الحَدِيدُ) وَهُوَ أَن يَركَبها الرَّيْنُ بِمُباشرةِ المَعَاصي والآثام، فَيَذْهب بِجَلائههِ كَمَا يَعلُو الصَّدَأُ وَجْهَ المِرآة والسَّيْفِ ونَحْوهِما.
(و) صدِيءَ (الرِجلُ) كفرِحَ، إِذا (انْتَصَبَ فنَظَر) .
(و) يُقَال ( {صَدَأَ المِرْآةَ كَمَنَعَ} وصَدَّأَهَا) {تَصْدِئَةً إِذا (جَلاَها) أَي أَزال عَنْهَا} الصَّدَأَ (لِيَكْتَحِلَ بِهِ) .
(و) يُقَال: (كَتِيبَةٌ {صَدْأَى) وجَأْوَاءُ إِذا (عَلَيْها) وَفِي بعض النّسخ: عِلْيَتُهَا مثل (صَدَأَ الحَدِيدِ) وَفِي بَعْضًا لنسخ: عَلاَها (ورجُلٌ صَدَأُ مُحرَّكةً) إِذا كَانَ (لِطِيف الجِسْمِ) .
وأَما مَا ذُكِر عَن عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه سأَل الأُسْقُفَّ عَن الخُلَفاء، فحدَّثه، حَتَّى انْتهى إِلى نَعْتِ الرَّابع مِنْهُم، فَقَالَ: صَدَأٌ من حَدِيدٍ، ويروى صَدَعٌ مِن حَديد، أَرادَ دَوَامَ لُبْس الحديدِ لاتّصَال الحُروبِ فِي أَيَّام عليَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَمَا مُنِيَ بِهِ من مُقاتَلةِ الخَوارِجِ والبُغاةِ، ومُلاَبَسة الأُمورِ المُشْكِلة والخُطوب المُعْضِلة، وَلذَلِك قَالَ عُمر رَضِي الله عَنهُ: وَاذَفْراهُ تَضَجُّراً من ذَلِك واستفحاشاً. وَرَوَاهُ أَبو عبيدِ غَير مَهْمُوز، كأَنَّ الصَّدأَ لغةٌ فِي الصَّدَع، وَهُوَ اللطيفُ الجِسمِ، أَراد أَن عليًّا خفيفُ الجِسم يَخِفُّ إِلى الحُروب وَلَا يَكْسَلِ لشدَّة بأْسِه وشَجاعته. قَالَ: والصَّدَأُ أَشبهُ بِالْمَعْنَى، لأَن الصدَأَ لَهُ ذَفَرٌ، وَلذَلِك قَالَ عُمَر: وَاذَفْراه، وَهُوَ حِدَّةُ رائحةِ الشيءِ خَبيثاً كَانَ أَوْ طَيِّباً. قَالَ الأَزهريّ: وَالَّذِي ذَهب إِليه شَمِرٌ مَعناه حَسَنٌ: أَراد أَنه يَعْنِي عَلِيًّا حَفِيفٌ يَخِفُّ إِلى الْحَرْب فَلَا يَكسل وَهُوَ حَدِيدٌ لِشِدَّةِ بَأْسِه وشَجَاعته، قَالَ الله عزّ وجَلَّ {وَأَنزْلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (الْحَدِيد: 25) .
(} والصَّدْآءُ كَسلْسَالِ وَيُقَال! الصَّدَّاءُ) بِالتَّشْدِيدِ (كَكَتَّانٍ: رَكيَّةٌ) قَالَه المُفضَّللا (أَو عَيْنٌ، مَا عِندهم أَعْذَبُ مِنْهَا) أَي من مَائِهَا (وَمِنْه) المَثَل الَّذِي روَاه المُنْذِرِيُّ عَن أَبي الْهَيْثَم (مَاءٌ وَلَا! كَصَدَّاءَ) بِالتَّشْدِيدِ والمَدّ، وَذكر أَن المثَل لِقَذُورَ بنتِ قيسِ بن خالدٍ الشيبانيِّ، وَكَانَت زَوجةَ لقيطِ بنِ زُرارة، فتزوّجها بعدَهُ رجلٌ من قَومهَا، فَقَالَ لَهَا يَوْمًا: أَنا أَجملُ أَم لقيطٌ؟ فَقَالَت: ماءٌ وَلَا كَصَدَّاء، أَي أَنت جميل وَلست مِثلَه، قَالَ المفضَّل: وفيهَا يَقُول ضِرارُ بنُ عَمْرو السعديُّ:
وَإِنّي وَتَهْيَامِي بِزَيْنَبَ كالَّذِي
يُحَاوِلُ مِنْ أَحْوَاضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا
قلت: ورَوَي المُبرّد فِي (الكامِل) هَذِه الحكايةَ بأَبسطَ من هَذَا.
وأَورد شيخُنا على المؤلّف فِي هَذِه المادةِ أُموراً.
مِنْهَا إِدخال أَل على صَدَّاءَ، وَهُوَ عَلَمٌ.
وَالثَّانِي وَزنه بسَلسال، فإِن وَزنه عِنْد أَهلِ الصرْف فنعال كَمَا قَالَه ابْن القَطَّاع وغيرُه وصَدَّاء وزنُها فَعْلاَء كحَمْراء، على رأْيِ مَن يَجعلُها من المهموز، انْتهى.
قلت: أَما الأَوَّل فظاهرٌ، وَقد تعقّب على الجوهريِّ بِمثلِهِ فِي س ل ع. ونصَّ المبرّدُ على مَنْعِه.
وأَما الثَّانِي فَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ الأَزهريُّ: وَلَا أَدْرِي صَدَّاء فَعَّالاً أَو فَعْلاَء فإِن كَانَ فَعَّالاً فَهُوَ من صَدَأَ يَصدأُ أَو صَدِيءَ يَصْدَأُ، وَقَالَ شَمِر: صدأَ الْهَام يصدأُ إِذا صَاح وإِن كَانَ صَدَّاء فَعْلاَء فَهُوَ من المُضاعَف، كَقَوْلِهِم صَمَّاء من الصَّمم.
قلت: وسيأْتي فِي ص د د مَا يتَعَلَّق بِهَذَا إِن شاءَ الله تَعَالَى.
قَالَ شَيخنَا: وَحكى بعضُهم الضمَّ فِيهِ أَيضاً، وَفِي شرح الْخمر طَاشِيّة. بعد ذكرِ الْقَوْلَيْنِ: ويُقْصَرُ، اسمُ عَيْنٍ وَقيل: بِئْر، وَرِوَايَة المُبرد كَحْمَرَاء، والأَكثر على التشدِيد.
قلت: وَالَّذِي فِي سِياق عِبارة الْكَامِل التَّخْفِيف عَن الأَصمعي وأَبي عُبَيْدَة، وَكَذَلِكَ سَمِعَا عَن الْعَرَب، وأَنّ مَن ثَقَّل فقد أَخطأَ، ثمَّ قَالَ: وَفِي (شرح أَمالي القالي) : سُمِّيت بِهِ لأَنها تَصُدُّ مَن شَرِب مِنْهَا عَن غَيرهَا، وَفِي (شَرْح نوادِر القالي) : وَمِنْهُم من يَضُمُّ الصادَ، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
كصَاحِب {صَدَّاءَ الَّذِي لَيْسَ رَائِياً
كَصَدَّاءَ مَاءً ذَاقَهُ الدَّهْرَ شَارِبُ
ثمَّ قَالَ: وَقَالَ ابْن يزِيد: إِنه لَا يَصِل إِليها إِلا بالمُزاحمة، لفَرْطِ حُسْنِها، كَالَّذي يَردُ هَذَا الماءَ فإِنه يُزَاحم عَلَيْهِ لِفَرْطِ عُذُوبَته، انْتهى.
(و) يُقَال (هُوَ صَاغِرٌ صَدِيءٌ) إِذا (لَزِمه العارُ واللَّوْمُ) وَيُقَال: يدِي من الْحَدِيد صَدِئَة أَي سَهِكَة (و) } صُدَاء (كَغُرابٍ: حيٌّ باليَمنِ) هُوَ صُدَاءُ بن حَرْب بن عُلَة بن جَلْد ابْن مَالك بن جَسْر من مَذْج (مِنْهُم زِيَادُ بنُ الْحَارِث) وَيُقَال: حَارِثَة، قَالَ البُخاري: والأَوَّلُ أَصحُّ، لَهُ وفادة وصُحبة وحَديثٌ طَويل أَخرجه أَحمد وَهُوَ (من أَذَّنَ فَهُو يُقِيمُ) ( {- الصُّدَائِيُّ) هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) والنّسبة إِليه} - صُدَاوِيُّ بِمَنْزِلَة الرُّهَاوِيّ، قَالَ: وَهَذِه المَدَّاة وإِن كَانَت فِي الأَصل ياءًا أَو واواً فإِنما تُجْعَل فِي النِّسبة واواً، كراهِيَةَ التقاءِ الياءَات، أَلاَ تَرَى أَنك تَقول رَحى ورَحَيانِ، فقد علمت أَن أَلف رَحى ياءٌ، وَقَالُوا فِي النِّسْبَة إِليها رَحَويٌّ لتِلْك العِلّة.
(و) فِي (نوادِر أَبي مِسْحَل) يُقَال (: تَصدَّأَ لَهُ) وتَصَدَّع لَهُ و (تَصَدَّى) لَهُ مُعتَلاً بِمَعْنى تَعَرَّض لَهُ، وأَصله الأَعلال، وإِنما هَمزوه فَصاحةً كرَثَأَتِ المرأَةُ زَوْجَها وَغير ذَلِك على قَول الفرَّاء.
(وجَدْيٌ أَصْدَأُ) وفرَسٌ أَصْدَأُ بَيِّنُ الصَّدَإِ إِذا كَانَ (أَسودَ) وَهُوَ (مُشْرَبٌ بِحُمْرَة) وَقد صَدِيءَ وعَنَاقٌ {صَدْآءُ، وَيُقَال: كُمَيْتٌ أَصْدَأُ إِذا عَلَتْه كُدْرَةٌ. وَعَن الأَصمعيّ فِي بَاب أَلوان الإِبل: إِذا خالطَ كُمْتَةَ البعيرِ مِثلُ} صَدَإٍ الحَدِيدِ فَهِيَ الحُوَّةُ، وَعَن شَمِرٍ: {الصَّدْآءُ على فَعْلاَءَ: الأَرضُ الَّتِي تَرى حَجَرَها أَصْدَأَ أَحْمَرَ تَضْرِب إِلى السَّواد، لَا تَكُون إِلا غَليظةً، وَلَا تكون مُستوِيةً بالأَرض، وَمَا تَحت حِجارةٍ الصَّدْآءِ أَرضٌ غليظةٌ، وربّما كَانَت طِيناً وحجارةً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .

مزق

(مزق)
الطَّائِر بسلحه مزقا رمى بِهِ وَالثَّوْب وَنَحْوه شقَّه وَعرض أَخِيه شَتمه وَطعن فِيهِ
(مزق) الثَّوْب وَنَحْوه تمزيقا وممزقا مُبَالغَة فِي (مزقه) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ومزقناهم كل ممزق} فرقناهم فِي كل وَجه من الْبِلَاد
مزق: (بالتشديد): أتلف، أهلك، أفنى (ساشو 1: 13).
مزق عرضه: أو الفعل وحده: مزق شرفه (معجم الجغرافيا).
مزق: شهواني، منحب، ماجن، فاسق (معجم الجغرافيا).
تمزق: تفرق، تشتت (معجم البلاذري).
أمزق: تقطع (الكامل 3: 241).
مزق: الممزق (ابن عقيل 12: 215).
تمزيقة: حياكة فضفاضة (الكالا).
م ز ق : مَزَّقْتُ الثَّوْبَ مَزْقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ شَقَقْتُهُ وَمَزَّقْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ فَتَمَزَّقَ وَمَزَّقَهُمْ اللَّهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ فَرَّقَهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِنْ الْبِلَادِ
وَمَزَّقَ مُلْكَهُ أَذْهَبَ أَثَرَهُ. 
مزق
المَزْق: شَقُ الثيابِ ونحوِها. وصارَ مِزَقاً: أي قِطَعاً. وسَحَابَةٌ مِزَقٌ. وثَوْبٌ مَزِيْقٌ مَمْزُوْقٌ. ومَزْقُ العِرْض: الشَتْمُ.
والطائر يَمْزُقُ بسَلْحِه: أي يَرْمي به.
وناقَةٌ مِزَاقٌ: سَرِيعةٌ جِدّاً يكادُ يَتَمَزق عنها جِلْدُها من سُرْعَتِها. والمُزْقَةُ: طائرٌ صَغِيْرٌ. ومُزَيْقِيَاءُ: اسْمُ مَلِكٍ من مُلُوكِ اليَمَنِ.

مزق


مَزَقَ(n. ac. مَزْق
مَزْقَة)
a. Rent, tore.
b.
(n. ac.
مَزْق), Dropped excrement, muted (bird).
c. Slandered, maligned.

مَزَّقَa. see I (a)b. Destroyed, overthrew (kingdom).
c. Scattered, dispersed.

مَاْزَقَa. Tried to outstrip.

تَمَزَّقَa. Was rent, torn; was scattered &c.

مِزْقa. see 2t
مِزْقَة
(pl.
مِزَق)
a. Rag, tatter.

مُزْقَةa. A certain bird.

مِزَاْقa. Fleet, swift.

N. P.
مَزَّقَa. Torn.
م ز ق: (مَزَقَ) الثَّوْبَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ، وَ (مَزَّقَ) الشَّيْءَ (تَمْزِيقًا) (فَتَمَزَّقَ) . وَ (الْمُمَزَّقُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ أَيْضًا كَالتَّمْزِيقِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سبأ: 19] ، وَ (الْمِزَقُ) الْقِطَعُ مِنَ الثَّوْبِ الْمَمْزُوقِ وَاحِدَتُهَا (مِزْقَةٌ) . 
م ز ق

مزّق الثوب فتمزّق، وصار ثوبه مزقاً.

ومن المجاز: مزّق فروته " ومزّقناهم كل ممزّقٍ ". وتمزّق جمعهم. ويكاد عنه إهابه يتمزّق: للمسرع. وفرس وناقة مزاق: يكاد يتمزّق عنها جلدها من سرعتها. قال حميد بن ثور:

أخذت قرينة ملتاحة ... قطوف العشيّ مزاق الضحى

وقال:

فجاءوا بشوشاة مزاق ترى بها ... ندوباً من الأنساع فذاً وتوأما

وقال ذو الرمة:

أجنّة كلّ شازبة مزاقٍ ... براها القود واكتست اقورارا
(م ز ق)

المزق: شقّ الثِّيَاب وَنَحْوهَا.

مزقه يمزقه مزقاً، ومزقه، فانمزق، وتمزق.

والمزقة: الْقطعَة من الثَّوْب.

وثوب مزيق، ومزق، الْأَخِيرَة على النّسَب، وَحكى اللحياني: ثوب مزق وأمزاق، وسحاب مزق، على التَّشْبِيه كَمَا قَالُوا: كسف.

مزق عرضه يمزقه مزقاً: كهرده.

وناقة مزاق: سريعة يكَاد يتمزق عَنْهَا جلدهَا من نجائها.

ومزيقياء: اسْم ملك. قيل: إِنَّه كَانَ كل يَوْم يمزق حلَّة فيخلعها على أَصْحَابه.

ومزق الطَّائِر بسلحه يمزق مزقاً: رمى بذرقه.

والمزقة: طَائِر، وَلَيْسَ بثبت.
(م ز ق) : (مُزَيْقِيَاءُ) هُوَ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الَّذِي خَرَجَ مَعَهُ مَالِكٌ الْأَزْدِيُّ مِنْ الْيَمَنِ حِينَ أَحَسُّوا بِسَيْلِ الْعَرِمِ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُمَزِّقُ كُلَّ يَوْمٍ حُلَّتَيْنِ يَلْبَسُهُمَا وَيَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِيهِمَا وَيَأْنَفُ أَنْ يَلْبَسَهُمَا غَيْرُهُ، وَأَبُوهُ كَانَ يُلَقَّبُ بِمَاءِ السَّمَاءِ لِأَنَّهُ وَقْتَ الْقَحْطِ كَانَ يُقِيمُ مَالَهُ مُقَامَ الْقَطْرِ (وَأَمَّا أُمُّ الْمُنْذِرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ) فَكَانَتْ تُسَمَّى مَاءَ السَّمَاءِ لِجَمَالِهَا وَحُسْنِهَا وَرُبَّمَا نُسِبَ الْمُنْذِرُ إلَيْهَا وَهُوَ جَدُّ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مَاءِ السَّمَاءِ صَاحِبِ النَّابِغَةِ وَعُبَيْدِ بْنِ الْأَبْرَصِ هَكَذَا عَنْ الْقُتَبِيِّ.
[مزق] مَزَقْتُ الثوبَ أمزُقُهُ مَزْقاً: خرفته. منه قول العجاج:

كأنما يمزقن باللحم الحور * ومزقت الشئ تمزيقا فتمزق. والممزق: لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاى، وكان الفراء يفتحها. وإنما لقب بذلك لقوله: فإن كنتُ مأكولاً فكن خير آكِلٍ وإلا فأدْرِكني ولَمَّا أُمَزَّقِ والممزق أيضا: مصدر كالتمزيق، ومنه قوله تعالى: (ومَزَّقْناهم كلَّ مُمَزَّقٍ) . والمِزَقُ: القطع من الثوب الممزوق، والقطعة منه مِزْقَةٌ. ومَزَقَ الطائرُ يَمْزُقُ ويمزق، أي رمى بذرقه. وناقة مزاق بكسر الميم، ونزاق أيضا عن يعقوب، أي سريعة جدا. ومزيقياء: لقب عمرو بن عامر، ملك من ملوك اليمن زعموا أنه كان يلبس كل يوم حلتين فيمزقهما بالعشى، ويكره أن يعود فيها، ويأنف أن يلبسهما أحد غيره.
[مزق] نه: في ح كتاب كسرى: لما "مزقه" دعا عليهم أن "يمزقوا" كل "ممزق"، التمزيق: التخريق والتقطيع، وأراد بتمزيقهم تفرقهم وزوال ملكهم وقطع دابرهم. ك: وفي التواريخ أن الممزق كان برويز، ومزق بطنه ابنه شيرويه فقتلهن ولم يقم لهم بعد ذلك أمر نافذ حتى انقرضوا عن آخرهم في خلافة عمر، قيل: هلك عند ذلك منهم أربعة عشر من ملوكهم حتى ملكوا أمرهم امرأة كما يجيء ح: ولوا أمرهم امرأة. ط: كل ممزق- مصدر، ومزقه برويز بن هرمز بن نوشيروان، ثم لم يلبث بعده غلا ستة أشهر، يقال: لما ايقن بهلاكه فتح خزائن الأدوية وكتب على حقة السم: الدواء النافع للجماع، وكان ابنه مولعًا به فاحتال به في إهلاكه، فلما قتل أباه فتح الخزائن فرأة الحقة فتناول منها فمات، ولم يزل النحوسة فيهم حتى انقرضوا عن آخرهم. مف: وذكر أن خسرو زوج شيرين قتله شيرويه ابنه ليتزوج بشيرين لغلبة عشقه بها، فلما دفن خسرو طلب منها التزوج فقالت: اصبر حتى أدخل قبر أبيك وأودعه، فدخلت قبره ووضع السيف على بطنه وخر على خسرو ميتة، وملك العجم زمان عمر يزدجر ابن شهريار بن شيرويه بن برويز، وتزوج حسين بن علي شهر بانو بنت يزدجر. نه: وفيه: إن طائرًا "مزق" عليه، أي ذرق ورمى بسلحه عليه. ك: وفيه: "فتمزق" شعري، هو بالزاي أي سقط شعري من علة. غ: "إذا "مزقتم"": فرقت أجسامكم في القبور. 

مزق

2 مَزَّقَ (assumed tropical:) He scattered, or dispersed. (Kur, xxxiv, 18; and Expos. of the Jeláleyn.) b2: [مَرَّقَ, used tropically, may sometimes be rendered (assumed tropical:) He mangled, rent much, or dissundered; but more generally, (assumed tropical:) he, or it, shattered, disorganized, or dissipated; or (assumed tropical:) he, or it, marred, or impaired; being opposed to أَصْلَحَ, or to رَقَعَ or رَقَّعَ, in the sense of أَصْلَحَ, as in an ex. cited voce رَقَعَ; sometimes several of these renderings will be found to be appropriate in a single instance. You say, مَزَّقَ عِرْضَهُ (assumed tropical:) He mangled, rent, or shattered, or marred, his honour, or reputation. And مَزَّقَ عَقْلَهُ, and رَأْيَهُ, and أَمْرَهُ, (assumed tropical:) It shattered, or disorganized or dissipated, or it marred or impaired, his intellect, and his judgment, and his state of affairs or circumstances.] b3: مَزَّقَهُ He rent it, or tore it, much; or in several, or many, places. mangled, or dissundered, it; and cut it much; &c. (TA.) 5 تَمَزَّقَ عَلَيْهِ عَقْلُهُ (assumed tropical:) [His intellect became shattered, or dissipated, or impaired]. (TA in art. رَقَعَ.) And تَمَزَّقَ عَلَيْهِ رَأْيُهُ وَأَمْرُهُ (assumed tropical:) [His judgment, and his state of affairs or circumstances, became shattered, disorganized, dissipated, marred, or impaired. (A and TA in art. رقع.) See مَزَّقَ, of which تَمَزَّقَ is quasi-pass. b2: تَمَزَّقُوا (assumed tropical:) They became scattered, or dispersed. (TA.) b3: تَمَزَّقَ عِرْضُهُ (assumed tropical:) His honour, or reputation, became mangled, rent, or shattered, or marred.

مَزْقٌ The rending, tearing, or slitting, a garment and the like. (JK.) مِزْقَةٌ A piece torn off of a garment (S, K *) &c. (K.) مِزَاقٌ [A she-camel] whose skin almost becomes rent in pieces by reason of her swiftness. (O in art. عنسق.)
مزق
مزَقَ يمزِق، مَزْقًا، فهو مازِق، والمفعول مَمْزوق
• مزَق الثّوبَ ونحوَه: خرقَه وشقَّه ° مزَقَ عِرْضَه: شتمه وطعن فيه. 

تمزَّقَ يتمزّق، تمزُّقًا، فهو مُتمزِّق
• تمزَّقَ الثَّوبُ ونحوُه: تشقَّق، تقطَّع "أصيب بتمزُّق في عضلة ساقه اليمنى" ° تمزَّقَ غيظاً: انتابه أشدّ الغيظ.
• تمزَّق القومُ: تفرّقوا "تمزَّق شملُهم". 

مزَّقَ يمزِّق، تمزيقًا، فهو مُمزِّق، والمفعول مُمزَّق
• مزَّقَ الثَّوبَ ونحوَه: مزَقه؛ شقّه، قطَّعه تقطيعًا "ارتدى قميصًا ممزَّقا- منعه من تمزيق الكتاب- لمّا علم بالمصيبة لطم وجهَه ومزّق ثوبَه" ° مزَّق الحزنُ قلبَه: أصابه بأسًى عميق- مزَّق فَروتَه/ مزَّق عِرْضَه: اغتابه وطعن فيه/ شتمه- مزّقه إرْبًا إرْبًا: قطّعه إلى قطع كثيرة.
• مزَّقَ اللهُ الطغاةَ: شتّتهم، فرَّقهم في كُلِّ وجه من البلاد "كيانٌ ممزَّق- {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} ". 

تَمزُّق [مفرد]:
1 - مصدر تمزَّقَ.
2 - (جو) كسر في الصخر ينتج عن الطيّ أو التصدُّع.
3 - (طب) كسر أو تهتُّك في أربطة مفصل أو في وعاء دمويّ أو في الزائدة الدوديّة. 

مَزْق [مفرد]:
1 - مصدر مزَقَ.
2 - خرق في ثوب. 

مِزْقَة [مفرد]: ج مِزْقات ومِزَق: مِزْعة، قطعة من شيء ممزّق، كالقماش والقطن واللَّحم ونحوها "مِزْقة حرير- صار الثّوب مِزَقًا- لم يجد في البيت مزقة من قطن لوضعها على الجرح". 

مُمزَّق [مفرد]:
1 - اسم مفعول من مزَّقَ.
2 - مصدر ميميّ من مزَّقَ: " {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} ". 
مزق
مزَقَه يمْزِقه مزْقاً ومَزْقَةً: خرَقَه. قَالَ العجّاجُ: بحَجَناتٍ يتثقّبن البُهَرْ كأنّما يمزِقْنَ باللّحمِ الحَوَرْ والحَوَرُ: جُلودٌ حُمْر. والبُهَر: الأوْساط. كمزَّقَه تمْزيقاً للمُبالَغة، أَي: خرَّقه وقطَّعه فتمزّق: تخرَّق وتقطَّع. ومزَق الطّائِرُ بسَلْحِه يمزُق ويمْزِق مزْقاً: رَمَى بذَرْقِه. وَمِنْه حَدِيث ابنِ عُمَر: أَن طائِراً مزَقَ عَلَيْهِ. وَمن المَجاز: مزَقَ عِرْضَ أَخِيه مزْقاً: إِذا طعَنَ فِيهِ كهَرَدَه، وَهُوَ من حدِّ ضرب، وَمثله: مزَق فرْوةَ أَخِيه. والمُمَزَّق، كمُعَظَّم هَكَذَا ضبَطه الفَرّاءُ أَو مُحَدِّث، وَبِه صدّر الجوهريّ: لقَب شأْسِ بن نَهار بنِ أسْودَ بن حَريدٍ بن حُيَيّ بن عوْف بن سُود بن عُذْرَةَ بن مُنَبِّه بن نُكْرَة بن لُكَيْز بن أفْصَى بن عبدِ القَيْس العَبْديّ الشَّاعِر، لُقِّب بذلك لقَوْلِه لعَمْرو بنِ المُنْذِر بنِ عمْرو بن النُّعْمان:
(فَإِن كُنتُ مأْكولاً فكُنْ خيْرَ آكِلٍ ... وَإِلَّا فأدْرِكْني ولمّا أُمَزَّقِ)
وَكَانَ عَمْرو قد همّ بغَزْو عبدِ القَيْس فَلَمَّا بلغَتْه القَصيدةُ الَّتِي مِنْهَا هَذَا البيْتُ انْصرفَ عَن)
عزْوِهم. قَالَ ابنُ برّي: وَحكى المُفضّل الضّبيُّ عَن أحمدَ اللُّغَوي، أَن المُمزَّق العبْدي سُمّي بذلك لقَوْله:
(فمَنْ مُبْلِغُ النُّعمانَ أنّ ابنَ أختِه ... على العَيْنِ يعْتادُ الصّفا ويُمزِّقُ)
وَمعنى يمزِّق يُغنّي. قَالَ: وَهَذَا يقوّي قولَ الجوهريّ فِي كسْرِ الزّاي فِي المُمزِّق. إِلَّا أَن المَعْروفَ فِي هَذَا الْبَيْت يمرِّقُ بالرّاء. والتّمْريق بالرّاء: الغِناء، فَلَا حُجّة فِيهِ على هَذَا لِأَن الزّاي فِيهِ تصْحيف. وَقَالَ الآمِديُّ فِي المُوازَنة: المُمَزَّق بالفَتْح هُوَ شأسُ بن نَهار العَبديُّ، سُمّيَ لقَوْله: فَإِن كُنتُ مأكُولاً ... الْبَيْت وَأما المُمزِّقُ كمُحدِّث فَهُوَ شاعِرٌ حَضْرَميّ متأخّر، وَكَانَ ولَدُه يُقال لَهُ: المُخزِّق لقَوْله:
(أَنا المُخزِّقُ أعــراضَ اللِّئامِ كَمَا ... كَانَ المُمَزِّقُ أعــراضَ اللّئامِ أبي)
وهَجا المُمَزِّقَ أَبُو الشّمَقْمَق، فَقَالَ:
(كنتَ المُمَزِّقَ مرّةً ... فاليومَ قد صِرْتَ المُمَزَّقْ)

(لمّا جرَيْتَ مَعَ الضّلا ... لِ غرِقْتَ فِي بحْرِ الشّمَقْمَقْ)
(سقط: من بداية الصفحة (390) حَتَّى نِهَايَة الصفحة (391) .)

مزق: المَزْق: شَقّ الثياب ونحوها. مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه

فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق: خرقه؛ ومنه قول العجاج:

بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ،

كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ

والحَوَر: جلود حُمْرٌ، والبُهَر: الأَوساط. وفي حديث كتابه إلى

كِسْرَى: لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ، التَّمْزيقُ

التخريق والتقطيع، وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم.

والمِزْقة: القطعة من الثوب. وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب.

وحكى اللحياني: ثوب أَمْزَاق ومِزَق. ويقال: ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق

وممزَّق، وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ. والمِزَق: القطع من

الثوب المَمْزُوق، والقطعة منها مِزْقَة. الليث: يقال صار الثوب مِزَقاً

أي قطعاً، قال: ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة، وكذلك مِزَق

السحاب قطعه. ومَزْقُ العِرْض: شتمه. ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً:

كَهَرَده. وناقة مِزاق، بكسر الميم، ونِزَاق؛ عن يعقوب: سريعة جدّاً يكاد

يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها، وزاد في التهذيب: ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ

سريعة: قال الليث: سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من

سرعتها؛ وأَنشد:

فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، ترى بها

نُدوباً من الأَنْساع: فَذّاً وتَوْأَما

وقال غيره: فرس مِزَاق سريعة خفيفة؛ قال ذو الرمة:

أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ

بَراها القَوْدُ، واكتَسَتِ اقْوِرَارا

وفي النوادر: ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في

العدو.

ومُزَيْقِياءُ: لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ

الأنصار، قيل: إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه، وقيل:

إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود

فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره، وقيل: سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم

ثوباً، فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه؛ وقال:

أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو، وجدّي

أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ

وفي حديث ابن عمر: أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه؛

مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً: رمى بذَرْقه. والمُزْقةُ:

طائر، وليس بثَبَتٍ. والمُمَزِّقُ: لقب شاعر من عبد القيس، بكسر الزاي

وكان الفراء يفتحها: وإنما لُقِّب بذلك لقوله:

فإن كنت مأْكولاً، فكُنْ خير آكلٍ،

وإلاَّ فأدْرِكْني، ولَمّا أُمَزَّقِ

قال ابن بري: وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي

سمي بذلك لقوله:

فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ،

على العَيْنِ، يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ

ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي. قال: وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في

المُمَزِّقِ، إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق، بالراء.

والتَّمْرِيقُ، بالراء: الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف، وقال الآمدي:

المُمَزَّق، بالفتح، هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي، سمي بذلك لقوله:

فإن كُنْتُ مأْكولاً، فكُنْ خيرا آكِلٍ

وأَما المُمَزِّق، بكسر الزاي، فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي، وهو متأَخر؛

وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله:

أَنا المُخَزِّق أَعْــراضَ اللِّئَام، كما

كان المُمَزِّقُ أَعــراض اللِّئَام أَبي

وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال:

كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة،

فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ

لما جَرَيْتَ مع الضَّلال،

غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ

والمُمَزَّقُ أَيضاً: مصدر كالتَّمْزِيق، ومنه قوله تعالى: ومَزَّقْناهم

كل مُمَزَّق.

أدب

أ د ب: (أَدُبَ) بِالضَّمِّ أَدَبًا بِفَتْحَتَيْنِ فَهُوَ (أَدِيبٌ) وَ (اسْتَأْدَبَ) أَيْ (تَأَدَّبَ) . 
الأدب: عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
(أدب)
أدبا صنع مأدبة وَالْقَوْم دعاهم إِلَى مأدبته وَالْقَوْم وَعَلَيْهِم صنع لَهُم مأدبة وَفُلَانًا راضــه على محَاسِن الْأَخْلَاق والعادات وَدعَاهُ إِلَى المحامد وَالْقَوْم على الْأَمر جمعهم عَلَيْهِ وندبهم إِلَيْهِ

(أدب) فلَان أدبا رَاض نَفسه على المحاسن وحذق فنون الْأَدَب فَهُوَ أديب يُقَال هُوَ آدب نظرائه
أد ب

هو من آدب الناس، وقد أدب فلان وأرب. وتقول: الأدب مأدبه، ما لأحد فيها مأربه. وأدبهم على الأمر: جمعهم عليه يأدبهم. يقال: إيدب جيرانك لتشاورهم. قال:

وكيف قتالي مشعراً يأدبونكم ... على الحق أن لا تأشبوه بباطل

وتقول: أدبهم عليه، وندبهم إليه. وإذا انتقر الآدب، نقره الجادب.

ومن المجاز: جاش أدب البحر إذا كثر ماؤه.
[أدب] نه في ح على: أما إخواننا بنو أمية فقادة "أدبة" جمع أدب ككاتب وكتبة، وهو من يدعو إلى المأدبة، وهو طعام يدعى إليه الناس. ومنه ح: القرآن "مأدبة" الله أي مدعاته، شبه القرآن بها، والمشهور فيه ضم الدال وجوز الفتح. ومنه: أن لله "مأدبة" من لحوم الروم أي يقتلون فتأكل من لحومهم السباع. غ: من أدبهم يأدبهم. ومنه الأدب لأنه يدعو إلى المحامد، ويتم في "مأدبة" من ميم. ط: أحسن "تأديبها" الأدب حسن الأخلاق، وإحسان التأديب بأن يكون من غير عنف وضرب بل بلطف وتأن، و"علمها" أي من أحكام الشريعة.
(أ د ب) : (الْأَدَبُ) أَدَبُ النَّفْسِ وَالدَّرْسِ وَقَدْ أَدُبَ فَهُوَ أَدِيبٌ وَأَدَّبَهُ غَيْرُهُ فَتَأَدَّبَ وَاسْتَأْدَبَ وَتَرْكِيبُهُ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ وَالدُّعَاءِ وَمِنْهُ الْأَدَبُ وَهُوَ أَنْ تَجْمَعَ النَّاسَ إلَى طَعَامِكَ وَتَدْعُوَهُمْ (وَمِنْهُ) قِيلَ لِلصَّنِيعِ مَأْدَبَةٌ كَمَا قِيلَ لَهُ مَدْعَاةٌ (وَمِنْهُ) الْأَدَبُ لِأَنَّهُ يَأْدِبُ النَّاسَ إلَى الْمَحَامِدِ أَيْ يَدْعُوهُمْ إلَيْهَا عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى كُلِّ رِيَاضَةٍ مَحْمُودَةٍ يَتَخَرَّجُ بِهَا الْإِنْسَانُ فِي فَضِيلَةٍ مِنْ الْفَضَائِلِ.
(أدب) - في حديث عَلِىٍّ رضي الله عنه "أَمَّا إِخوانُنا بَنُو أُميَّة فَقادَةٌ أَدَبَةٌ، ذَادَةٌ" .
الأَدَبَة: جميع الآدِب، وهو الذي يدعو إلى الطَّعام، قال طَرفَة:
نَحنُ في المَشْتاة ندعو الجَفَلَى ... لا تَرَى الآدبَ فينا يَنْتَقِر
قال أبو طالب: يقال: الجَفَلى والأَجْفَلَى: أي عامّة من غير اخْتِصاص، والنَّقَرى بضِدِّه، يقال: أَدبَه أَدْباً، واشتقِاق الأَدَب منه أيضا؛ لأنَّ كُلَّ الناسِ يدعو إليه، أو لِأنَّه يدعو إلى المَحامِد، أو لأَنَّ العَقلَ يدعو إلى قَبوله واستحْسَانه. وأَدُب: صَارِ أَديباً، وكَثُر أَدبُه.
[أدب] الأَدَبُ: أدَب النَّفْس والدَّرْسِ، تقول منه: أَدُبَ الرجُلُ بالضم فهو أَديبٌ، وأَدَّبْتُهُ فَتأَدَّبَ. وابن فلان قد استأدَبَ، في معنى تأدب. والادب: العجب. قال الراجز : بشمجى المشى عجول الوثب * حتى أتىيها بالادب الازبى: السرعة والنشاط. والادب أيضا: مصدر أدب القوم يأدبهم بالكسر، إذا دَعاهُمْ إلى طعامِه. والآدِبُ: الداعي. قال طرفة: نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى الآدب فينا ينتقر ويقال أيضاً: آدَبَ القَوْمَ إلى طعامه يؤدبهم إيدابا، حكاها أبو زيد، واسم الطعام المأدبة والمأدبة. قال الشاعر يصف عقابا: كأن قلوب الطير في قعر عشها * نوى القسب ملقى عند بعض المآدب
أدب: أدَّب: درّب وعود (الكالا) ويقال: أدب فلانا على: دربه وعوده (بيديا 271) وأدّب ب: دأب على وعكف على، ففي المقري 1: 560: أدَّب بالحساب والهندسة عكف عليهما (وهذا ضبط طبعة بولاق).
وأدَّب، من مصطلحات البستنة: نكش الأرض بالنكاش وقلبها (المعجم اللاتيني، راجع: دوكانج).
تأدب به: تعلم عليه الأدب، ففي الخطيب (19ق): قرأ على والده وتأدب به. - وتأدب به: احتذاه ففي دى ساسي مختار (2: 401): وإنما ندب إلى التأدب بذلك لأن الخ. وفي كرتاس 112: تأدبوا بآداب أهل العلم - وتأدب معه أو به: اظهر الخلق الحسن واحترامه (مملوك 1، 1: 250).
وتأدب الجندي أن يذكر اسمه: راعى الجندي آداب السلوك وحسن الخلق فلم يذكر اسم رئيسه (مملوك).
استأدبه: اتخذه مؤدبا. ففي المقرى (1: 529): استأدبه لولده: اتخذه مؤدبا لولده وكذلك في حيان ص35و.
أَدَبْ: أدب الحروب: فن الحروب (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 195 رقم 2) كذلك: آداب الحروب (نفس الجريدة ص16 رقم 2). - والأدب: التدريب، ففي الإدريسي 2 فصل 6: أن الإبل المهرية شديدة الذكاء تعلم ما يراد منها بأقل أدب تعلمه.
والأدب: العقاب (الكالا)، البكري 166، 170) والأدب: تقويم المسيء ومعاقبته ففي القيرواني 629: وما يرجع إليهما من أدب وتقرير (راجع فنسنت دراسات 63) وعن حرفة الأدب راجع ابن خلكان 1: 364، وترجمة دى سلان 2: 45 رقم 6.
بيت الأدب: المرحاض، والمستراح (بوشر، همبرت 191).
مأدبة: تأديب، تهذيب (هيلو). مؤدب: مراقب، شحنة (مراقب الأخلاق) (بوشر)، ومن يقاص ويهذب ويقوم (الكالا) - وقائد السفينة يدبر شؤونها (نبريجا).
مأدوب: مطيع، مدرب، يقال: فرسي مأدوب (دوماس 5 أ 184).
أدبخانة: بيت الأدب، مرحاض الدار (بوشر).
أدب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَن هَذَا الْقُرْآن مأدُبة (مأدَبة) الله فتعلموا من مأدُبته (مأدَبته) . قَوْله: مأدبة فِيهِ وَجْهَان: يُقَال: مأدُبة ومأدبة فَمن قَالَ: مأدبة أَرَادَ [بِهِ -] الصَّنِيع يصنعه الْإِنْسَان فيدعو إِلَيْهِ الناسَ يُقَال مِنْهُ: أدبتُ [على -] الْقَوْم آدب أدْبا وَهُوَ رجل آدب مِثَال فَاعل [قَالَ طرفَة بن العَبْد: (الرمل)

نَحن فِي المشَتاة نَدْعُو الجَفَلي ... لَا ترى الآدِب فِينَا ينتقرْ -]

وَمعنى الحَدِيث أَنه مثل شبه الْقُرْآن بصنيع صنعه الله للنَّاس لَهُم فِيهِ خير وَمَنَافع ثمَّ دعاهم إِلَيْهِ [وَقَالَ عدي بن زيد يصف الْمَطَر والرعد فَقَالَ: (الْخَفِيف)

زجِلٌ وَبْلُةُ يُجاوِبُه دُ ... ف لِخُوْنٍ مأدُوبةٍ وزَمِيرُ ... فالمأدوبة الَّتِي قد صنع لَهَا الصَّنِيع -] فَهَذَا تَأْوِيل من قَالَ: مأدُبة. وَأما من قَالَ: مأدَبة فَإِنَّهُ يذهب [بِهِ -] إِلَى الْأَدَب يَجعله مَفْعَلَة من ذَلِك ويحتج بحَديثه الآخر: إِن هَذَا الْقُرْآن مأدَبة الله فَمن دخل فِيهِ فَهُوَ آمن. وَكَانَ الْأَحْمَر يجعلهما لغتين: مأدُبةُ الله ومأدَبة بِمَعْنى وَاحِد وَلم أسمع أحدا يَقُول هَذَا غَيره وَالتَّفْسِير الأول أعجب إِلَى. لَيْت وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] لِأَن أعَضّ على جَمْرَة حَتَّى تبرد أَو قَالَ: حَتَّى تطفأ أحبّ إليّ من أَن أَقُول لأمر قَضَاهُ الله: 
أدب
أدَبَ يَأدِب، أَدْبًا، فهو آدِب، والمفعول مأدوب (للمتعدِّي)
• أدَبَ الرَّجلُ: صنع مَأْدُبةً.
• أدَبَ القومَ: دعاهم إلى طعامه.
• أدَبَ فلانًا: علَّمه رياضة النّفس ومحاسن الأخلاق والعادات.
• أدَبَ القومَ على الأمر: جمعهم عليه وندَبهم إليه. 

أدُبَ يَأدُب، أَدَبًا، فهو أَديب
• أدُبَ الرَّجلُ: حسُنت أخلاقُه وعاداتُه "الفضل بالعقل والأدب لا بالأصل والحسب- ليس الجمال بأثواب تُزيِّننا ... إنّ الجمال جمالُ العلم والأدبِ".
• أدُبَ الكاتبُ: حذَق فنون الأدب وأجادها "أدُب المتحدِّث في حديثه- عامل الطالبُ أساتذته بأدب واحترام". 

آدبَ يُؤدِب، إيدابًا، فهو مُؤْدِب، والمفعول مُؤْدَب (للمتعدِّي)
• آدَبَ الرَّجلُ: أدَب، صنَع مَأْدُبةً.
• آدَبَ القومَ إلى طعامه: أدَبهم، دعاهم إلى طعامه. 

أدَّبَ يؤدِّب، تَأْديبًا، فهو مُؤدِّب، والمفعول مُؤدَّب
• أدَّبَ الغلامَ:
1 - هذّبه وربّاه على محاسن الأخلاق "من أدَّب ولده صغيرًا سُرَّ به كبيرًا- وَيُؤَدِّبُهَا فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا
 [حديث] ".
2 - علّمه فنون الأدب.
• أدَّبَ المسيءَ: عاقبه وجازاه على إساءته وقوَّم عوجه "أدَّب الحاكمُ المسيئين/ المتهرِّبين من الضرائب". 

تأدَّبَ/ تأدَّبَ بـ يتأدَّب، تأدُّبًا، فهو مُتأدِّب، والمفعول مُتأدَّب به
• تأدَّبَ الصَّبيُّ: مُطاوع أدَّبَ: تهذَّب، تعلَّم الأدبَ وحُسْنَ الخلق.
• تأدَّبَ الشَّخصُ:
1 - تثقَّف ثقافة أدبيَّة "تأدَّب المتعلِّم".
2 - صار أديبًا.
• تأدَّبَ بأَدَب فلان: احتذاه واقتدى به "تأدَّب بأَدَب القرآن". 

آداب [جمع]: مف أَدَب: قواعد متَّبعة في مجال أو سلوك معيَّن "آداب الطعام/ الاستئذان" ° آداب اجتماعيَّة: قواعد اللياقة والذوق العام- الآداب العامّة: العُرْف المقرَّر المُرْضي- مُخِلّ بالآداب: منافٍ لها.
• الآداب: مصطلح يُطلق على جملة المعارف الإنسانيّة وبخاصّة على الأدب الإنشائيّ والأدب الوصفيّ والتَّاريخ والجغرافية وعلم اللغة والفلسفة وغيرها من العلوم الاجتماعيّة.
• آداب البحث والمناظرة: (سف) قواعِد تبيِّن وتُنظِّم كيفيّة المناظرة وشرائِطها.
• شُرْطة الآداب: الشرطة المكلَّفة بمراعاة الآداب العامّة. 

أدْب [مفرد]: مصدر أدَبَ. 

أَدَب [مفرد]: ج آداب (لغير المصدر):
1 - مصدر أدُبَ ° بَيْتُ الأَدَب: الحمّام أو المرحاض- قليل الأَدَب: غير مهذَّب.
2 - فنون الشِّعر والنثر "له إسهامات في مجال الأَدَب- حِرفة الأَدَب آفة الأدباء" ° أَدَب المناسبات: ما يُلقى في المناسبات من خطب وقصائد- رجال الأَدَب/ أهل الأَدَب: رجال الفكر.
3 - ما ينبغي معرفته والتمسك به في فنّ أو صناعة "أَدَب الكاتب/ القاضي".
• الأدب العالميّ: الأدب الَّذي لا يعرف حدًّا للأمم، والذَّي يمكن اعتباره جزءًا من تراث الإنسانيّة بأسرها.
• الأدب القصصيّ: الأدب الَّذي يكون موضوعه قصّ حوادث أو مغامرات حقيقيّة أو خياليّة.
• الأدبُ المقارن: (دب) الأدب الَّذي يُعنى بدراسة التأثيرات الأدبيّة المتبادلة التَّي تتعدّى الحدود اللُّغويّة والجنسيّة والسِّياسيّة كأن يدرس آداب بلدين فيقابل بينها، ويربط الواحدة بالأخرى، مستخلصًا أوجه الشَّبه والتأثيرات المتبادلة.
• أدب الرِّحلات: (دب) مجموعة الآثار الأدبيّة التي تتناول انطباعات المؤلّف عن رحلاته في بلاد مختلفة، وقد يتعرّض فيها لوصف ما يراه من عادات وسلوك وأخلاق.
• علوم الأَدَب: علوم يُحترَز بها من الخطأ والخلل في كلام العرب لفظًا وكتابةً كعلوم اللغة والنحو والصرف والبلاغة وغيرها.
• اللاَّأدب: ما يجرح الحياء ولا يُلتزم فيه بحدود اللِّياقة والأخلاق.
• الأدب الرِّوائيّ: النوع الأدبي المتمثِّل في القصص الطويلة. 

أَدَبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أَدَب.
2 - ما يتَّصل بالأدب من شعر وقصة ومسرح ونحو ذلك "ناقد/ إنتاج أَدَبيّ- يعمل في الحقل الأَدَبيّ".
3 - خُلُقيّ أو معنويّ غير مادّيّ "شجاعة/ قيمةٌ أَدَبيَّة- ضغط أَدَبيّ" ° مادّيًّا وأدبيًّا: من النَّاحيتين المادِّيّة والمعنويّة.
• الجنس الأدبيّ: (دب) أحد القوالب التي تُصبّ فيها الآثار الأدبيّة كالمسرحيّة والقصَّة، والمقامة ونحوها.
• النَّقد الأدبيّ: (بغ) الأساليب المتَّبعة لفحص الآثار الأدبيّة، بقصد كشف الغامض وتفسير النصّ الأدبيّ والإدلاء بحكم عليه في ضوء مبادئ أو مناهج بحث يختصّ بها ناقد من النُّقّاد. 

أديب [مفرد]: ج أُدبَاءَ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أدُبَ.
2 - من يُبدِع في مجال الأدب من شعر ونثر "طه حسين أديب عربيّ مشهور".
3 - من يُلمُّ بفنون الأدب شعره ونثره. 

إيداب [مفرد]: مصدر آداب. 

تَأْديب [مفرد]: مصدر أدَّبَ.
 • التَّأديب:
1 - (فق) نوع مخفَّف من اللَّوم أو العقوبة يُراد به الإصلاح.
2 - (نف) ضبط الميول أو السلوك إمّا بإرادة الفرد أو بتأثير سلطة خارجيّة.
• مجلس تَأْديب: (قن) هيئة تنظر في المخالفات التي تستحقّ العقوبة. 

تَأْديبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَأْديب.
• المجلس التَّأْديبيّ: (قن) شبه محكمة مُكلَّفة بالسَّهر على احترام قوانين مهنة أو التقَيُّد بنظام عامّ.
• الإجراء التَّأْديبيّ: (قن) ما يُتَّخذ من قرارات بُغْية المعاقبة. 

مَأْدَبة/ مَأْدُبة [مفرد]: ج مأدَبات ومأدُبات ومآدِبُ: وليمة طعام، طعام يُعدّ لدعوة أو لعُرْس "أقام مأدبة غداء على شرف الضيف- إِنَّ هَذَا القُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللهِ [حديث]: شُبِّه القرآنُ بصنيع صنعه اللهُ للناس، لهم فيه خير ومنافع ثمّ دعاهم إليه" ° مأدُبة الله: القرآن الكريم. 
أدب
الأدَبُ: مَعْرُوْف؛ والجَميعُ الآدَابُ، أدِيْبٌ وأدَبَاءُ، وأدُبَ الرَّجُلُ يَأدُبُ أدَباً.
والأدَبُ: كَثْرَةُ ماءِ البَحْرِ. والمَأدُبَة - مَفْعُلَةٌ -: من الأدَبِ. وطَعَامُ الدَعْوَةِ. والأدْبَةُ: المَأدُبَةُ. والمُؤْدِبُ: صاحِبُ المَأدُبَةِ، آدَبَ إيْدَاباً. والإدْبُ: العَجَبُ؛ وكذلك الأدْبُ، جاءَ بالأدْبِ الآدِبِ والأدِيْبُ: المَرُوْضُ من الإبِلِ.
وأدَبْتُ القَوْمَ على أمْرِ كذا آدِبُهم وآدُبُهم أدْباً: أي جَمَعْتُهم عليه، ومنه مَأدُبَةُ الدَعْوَةِ.
[أد ب] الأَدَبُ: الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ، أَدُبَ أَدَبَاً، فهو أَدِيبٌ، من قَوْمٍ أُدَبَاءَ. وأَدَّبَهُ: عَلَّمَه، واسْتَعَمَلَه الزَّجّاجُ في اللهِ تَعالَى، فقالَ: والحَقُّ في هذا ما أَدَّبَ اللهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم. والأُدْبَةُ، والَمأْدَبَةُ، والمَأْدُبَةُ: كُلُّ طَعامٍ صُنِعَ لدَعْوَةٍ أو عُرسٍ. قالَ سِيبَويْهِ: قالُوا: المَأْدَبَةُ، كما قالُوا المَدْعاةُ. وقِيلَ: المَأْدَبَةُ من الأَدَبِ، وفي الحَدِيثِ: ((إِنَّ هَذا القُرْآنَ مَأْدَبَةُ اللهِ)) والمَأْدَبَةُ: الطَّعامُ، فُرِّقَ بينَهُما. وقَدْ أدَبَ يَأْدِبُ أَدْباً، وآدَبَ: عَمِلَ مَأْدَبَةً. والأَدْبُ: العَجَبُ، قالَ:

(حَتَّى أَتَي أُزْبِيُّها بالأَدْبِ ... )

أدب: الأَدَبُ: الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس؛ سُمِّيَ أَدَباً

لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى الـمَحامِد، ويَنْهاهم عن المقَابِح. وأَصل

الأَدْبِ الدُّعاءُ، ومنه قيل للصَّنِيع يُدْعَى إليه الناسُ: مَدْعاةٌ

ومَأْدُبَةٌ.

ابن بُزُرْج: لقد أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حسناً، وأَنت أَدِيبٌ. وقال أَبو زيد: أَدُبَ الرَّجلُ يَأْدُبُ أَدَباً، فهو أَدِيبٌ، وأَرُبَ يَأْرُبُ أَرَابةً وأَرَباً، في العَقْلِ، فهو أَرِيبٌ. غيره: الأَدَبُ: أَدَبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ. والأَدَبُ: الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ.

وأَدُبَ، بالضم، فهو أَدِيبٌ، من قوم أُدَباءَ.

وأَدَّبه فَتَأَدَّب: عَلَّمه، واستعمله الزجاج في اللّه، عز وجل، فقال:

وهذا ما أَدَّبَ اللّهُ تعالى به نَبِيَّه، صلى اللّه عليه وسلم.

وفلان قد اسْتَأْدَبَ: بمعنى تَأَدَّبَ. ويقال للبعيرِ إِذا رِيضَ وذُلِّلَ: أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ. وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي:

وهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوى بَين عالِجٍ * ونَجْرانَ، تَصْرِيفَ الأَدِيبِ الـمُذَلَّلِ

والأُدْبَةُ والـمَأْدَبةُ والـمَأْدُبةُ: كلُّ طعام صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ. قال صَخْر الغَيّ يصف عُقاباً:

كأَنّ قُلُوبَ الطَّيْر، في قَعْرِ عُشِّها، * نَوَى القَسْبِ، مُلْقًى عند بعض الـمَآدِبِ

القَسْبُ: تَمْر يابسٌ صُلْبُ النَّوَى. شَبَّه قلوبَ الطير في وَكْر العُقابِ بِنَوى القَسْبِ، كما شبهه امْرُؤُ القيس بالعُنَّاب في قوله:

كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ، رَطْباً ويابِساً، * لَدَى وَكْرِها، العُنَّابُ والحَشَفُ البالي

والمشهور في الـمَأْدُبة ضم الدال، وأَجاز بعضهم الفتح، وقال: هي بالفتح مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ. قال سيبويه: قالوا الـمَأْدَبةُ كما قالوا

الـمَدْعاةُ. وقيل: الـمَأْدَبةُ من الأَدَبِ.وفي الحديث عن ابن سعود: إِنَّ هذا القرآنَ مَأْدَبةُ اللّه في الأَرض فتَعَلَّموا من مَأْدَبَتِه، يعني

مَدْعاتَه. قال أَبو عبيد: يقال مَأْدُبةٌ

ومَأْدَبةٌ، فمن قال مَأْدُبةٌ أَراد به الصَّنِيع يَصْنَعه الرجل، فيَدْعُو إِليه الناسَ؛ يقال منه: أَدَبْتُ على القوم آدِبُ أَدْباً، ورجل آدِبٌ. قال أَبو عبيد: وتأْويل الحديث أَنه شَبَّه القرآن بصَنِيعٍ صَنَعَه اللّه للناس لهم فيه خيرٌ ومنافِعُ ثم دعاهم إليه؛ ومن قال مَأْدَبة: جعَله مَفْعَلةً من الأَدَبِ.

وكان الأَحمر يجعلهما لغتين مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بمعنى واحد. قال أَبو

عبيد: ولم أَسمع أحداً يقول هذا غيره؛ قال: والتفسير الأَول أَعجبُ

إِليّ.وقال أَبو زيد: آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً، والـمَأْدُبةُ: الطعامُ، فُرِقَ بينها وبين الـمَأْدَبةِ الأَدَبِ.

والأَدْبُ: مصدر قولك أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم، بالكسر، أَدْباً، إِذا

دعاهم إِلى طعامِه.

والآدِبُ: الداعِي إِلى الطعامِ. قال طَرَفَةُ:

نَحْنُ في الـمَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى، * لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ

وقال عدي:

زَجِلٌ وَبْلُهُ، يجاوبُه دُفٌّ * لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ، وزَمِيرُ

والـمَأْدُوبَةُ: التي قد صُنِعَ لها الصَّنِيعُ. وفي حديث عليّ، كرّم

اللّه وجهه: أَما إِخْوانُنا بنو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ. الأَدَبَةُ جمع آدِبٍ، مثل كَتَبةٍ وكاتِبٍ، وهو الذي يَدْعُو الناسَ إِلى الـمَأْدُبة، وهي الطعامُ الذي يَصْنَعُه الرجل ويَدْعُو إِليه الناس. وفي حديث كعب، رضي اللّه عنه: إِنّ لِلّهِ مَأْدُبةً من لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج

عَكَّاءَ. أَراد: أَنهم يُقْتَلُون بها فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ والطير تأْكلُ

من لحُومِهم.

وآدَبَ القومَ إِلى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً، وأَدَبَ: عَمِلَ مَأْدُبةً. أَبو عمرو يقال: جاشَ أَدَبُ البحر، وهو كثْرَةُ مائِه.

وأَنشد:

عن ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه،

والأَدْبُ: العَجَبُ. قال مَنْظُور بن حَبَّةَ الأَسَدِيّ، وحَبَّةُ أُمُّه:

بِشَمَجَى الـمَشْي، عَجُولِ الوَثْبِ،

غَلاَّبةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ،

حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ

الأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ، والشَّمَجَى: الناقةُ السرِيعَةُ. ورأَيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف: الإِدْبُ، بكسر الهمزة؛ ووجد كذلك بخط أَبي زكريا في نسخته قال: وكذلك أَورده ابن فارس في المجمل.

الأَصمعي: جاءَ فلان بأَمْرٍ أَدْبٍ، مجزوم الدال، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ، وأَنشد:

سمِعتُ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ، * أَدْباً على لَبَّاتِها الحَوالي

استغفار

الاستغفار: استقلال الصالحات والإقبال عليها، واستكثار الفاسدات والإعــراض عنها. وقال أهل الكلام: الاستغفار: طلب المغفرة بعد رؤية قبح المعصية، والإعــراض عنها. وقال عالم: الاستغفار: استصلاح الأمر الفاسد قولًا وفعلًا، يقال: أغفروا هذا الأمر، أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح.

البيع

(البيع) البَائِع والمساوم والماهر فِي البيع
(البيع) (فِي الِاصْطِلَاح) مُبَادلَة المَال الْمُتَقَوم بِالْمَالِ الْمُتَقَوم (ج) بُيُوع
البيع: رغبة المالك عما في يده إلى ما في يد غيره، والشراء رغبة المستملك فيما في يد غيره بمعاوضة بما في يده مما رغب عنه فلذلك كل شار بائع، ذكره الحرالي. وقال في المصباح: البيع أصله مبادلة مال بمال يقولون بيع رابح وبيع خاسر وذلك حقيقة في وصف الأعيان لكنه أطلق على العقد مجازا لأنه سبب التمليك والتملك، وقولهم صح البيع أو بطل ونحوه أي صيغة البيع لكن لما حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وهو مذكر أسند الفعل إليه بلفظ التذكير. والبيع من الأضداد كالشراء، ومنه {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْس} ، ويطلق على كل من العاقدين أنه بائع ومشتر، لكن إذا أطلق البائع فالمتبادر للذهن باذل السلعة. ومن أحسن ما وسم به البيع أنه تمليك عين مالية أو منفعة مباحة على التأييد بعوض مالي. والبيعة بالفتح، بذل الطاعة للإمام، والبيعة بالكسر للنصارى مصلاهم.
البيع:
[في الانكليزية] Sale
[ في الفرنسية] Vente
بسكون المثناة التحتانية هو من لغات الأضداد فهو كالمبيع لغة يطلق غالبا على إخراج المبيع عن الملك بعوض مالي قصدا، أي إعطاء المثمّن وأخذ الثّمن، ويعدّى إلى المفعول الثاني بنفسه وبحرف الجر، تقول: باعه الشيء وباعه منه. ويقال أيضا على الشراء، أي إخراج الثّمن عن الملك بعوض مالي قصدا، أي إعطاء الثّمن وأخذ المثمّن. والشراء أيضا من الأضداد لأنه يقال على البيع أيضا قال الله تعالى وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ أي باعوه وقوله تعالى وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ الآية. ويقالان أيضا على ما إذا أعطي سلعة بسلعة كما في المفردات. وقال الإمام التقي البيع والشراء يقع في الغالب على الإيجاب والابتياع والاشتراء على القبول لأن الثلاثي أصل والمزيد فرع عليه، والإيجاب أصل والقبول بناء عليه.
وفي الشرع مبادلة مال بمال بتــراض أي إعطاء المثمّن وأخذ الثّمن على سبيل التــراضــي من الجانبين. فالفرق بين المعنى اللغوي والشرعي إنما هو بقيد التــراضــي على ما اختاره فخر الإسلام. وفيه أنّ التــراضــي لا بدّ له من لغة أيضا، فإنّ الأخذ غصبا وإعطاء شيء من غير تــراض لا يقول فيه أهل اللغة باعه. وأيضا يدخل في الحدّ الشرعي بيع باطل كبيع الخنزير، ويخرج عنه بيع صحيح كبيع المكره هذا. وقيل المتبادر من المبادلة هي الواقعة ممن هو أهلها كما لا يخفى، فخرج بيع المجنون والصبي والمحجور والسّكران والواقعة على وجه التملّك والتمليك، فخرج الرّهن وعلى وجه الكمال والتأبيد فخرج الهبة بشرط العوض فإنه ليس بيعا ابتداء والإجارة لعدم التأبيد. والمراد بالمال ما يتناول المنفعة فدخل بيع حقّ المرور، هذا كله خلاصة ما في فتح القدير والبرجندي والدرر وجامع الرموز.
التقسيم
في الدّرر أنواع البيع باعتبار المبيع أربعة، لأنه إمّا بيع سلعة بسلعة ويسمّى مقايضة. أو بيعها بثمن ويسمّى بيعا لكونه أشهر الأنواع، وقد يقال بيعا مطلقا. أو بيع ثمن بثمن ويسمّى صرفا. أو بيع دين بعين ويسمّى سلما. وباعتبار الثمن أيضا أربعة لأنّ الثّمن الأول إن لم يعتبر يسمّى مساومة. أو اعتبر مع زيادة ويسمّى مرابحة. أو بدونها ويسمّى تولية. أو مع النقص ويسمّى وضيعة انتهى كلامه. ومن البيوع ما يسمّى بيع الحصاة وهو أن يقول البائع بعتك من هذه الأثواب ما تقع هذه الحصاة عليه. ومنها بيع الملامسة وهو أن يلمس ثوبا مطويا في ظلمة ثم يشتريه على أن لا خيار له إذا رآه، كذا في شرح المنهاج فتاوى الشافعية.
وفي الهداية بيوع كانت في الجاهلية وهو أن يتساوم الرجلان على سلعة فإذا لمسها المشتري أو نبذها إليه البائع أو وضع المشتري عليها حصاة لزم البيع، فالأول بيع الملامسة والثاني المنابذة والثالث إلقاء الحجر. ومنها بيع المزابنة وهو بيع التّمر على النخيل بتمر مجذوذ مثل كيله خرصا. ومنها بيع المحاقلة وهو بيع الحنطة في سنبلها بحنطة مجذوذة مثل كيلها خرصا، كذا في الهداية. ومنها بيع الوفاء هو وبيع المعاملة واحد، وكذا بيع التلجئة كما في البزازية، وهو أن يقول البائع للمشتري بعت بمالك عليّ من الدين على أني إن قضيت الدين فهو لي، وأنه بيع فاسد يفيد الملك عند القبض. وقيل إنّ بيع الوفاء رهن حقيقة ولا يطلق الانتفاع للمشتري إلّا بإذن البائع وهو ضامن لما أكل واستهلك، وللبائع استرداده إذا قضى دينه متى شاء. وقيل إنه بيع جائز ويوفى بالوعد كذا في السراجية وحواشيه.
وفي الخانية اختلفوا في البيع الذي يسميه الناس بيع الوفاء والبيع الجائز. قال عامة المشايخ: حكمه الرهن، والصحيح أنّ العقد الذي جرى بينهما إن كان بلفظ البيع لا يكون رهنا، ثم ينظر إن ذكرا شرط الفسخ في البيع فسد البيع وإن لم يذكراه وتلفظا بلفظ البيع بشرط الوفاء أو تلفظا بالبيع الجائز، وعندهما هذا البيع عبارة عن بيع غير لازم أو إن ذكرا البيع من غير شرط ثم ذكرا الشرط على وجه المواعدة فحكمه أنه يجوز ويلزم الوفاء بالوعد.
وإن شئت زيادة على ما ذكرناه فارجع إلى فتاوى إبراهيم شاهي.
ومنها بيع العينة وهو منهي، واختلف المشايخ في تفسير العينة. قال بعضهم تفسيرها أن يأتي الرجل المحتاج إلى آخر ويستقرضه عشرة دراهم ولا يرغب المقرض على الإقــراض طمعا في الفضل لا يناله في القرض فيقول:
ليس يتيسّر عليّ الإقــراض ولكن أبيعك هذا الثوب إن شئت باثني عشر درهما وقيمته في السوق عشرة لتبيع في السوق بعشرة فيرضى به المستقرض فيبيعه المقرض باثني عشر درهما ثم يبيعه المشتري في السوق بعشرة ليحصل، لربّ الثوب ربح درهمين ويحصل للمستقرض قرض عشرة. وقال بعضهم تفسيرها أن يدخلا بينهما ثالثا فيبيع المقرض ثوبه من المستقرض باثني عشر درهما ويسلّم إليه ثم يبيع المستقرض من الثالث الذي أدخلاه بينهما بعشرة ويسلّم الثوب إليه، ثم إنّ الثالث يبيع الثوب من صاحب الثوب وهو المقرض بعشرة ويسلم الثوب إليه ويأخذ منه العشرة ويدفعها إلى طالب القرض فيحصل لطالب القرض عشرة دراهم ويحصل لصاحب الثوب عليه اثنا عشر درهما، كذا في المحيط هكذا في فتاوى عالمكيري
تقسيم آخر
البيع باعتبار الصحة وعدمها أربعة لأنه إمّا أن يكون مشروعا بأصله ووصفه ومجاوره وهو البيع الصحيح، والمراد بأصل العقد ما هو من قوامه أعني أحد العوضين، وبالوصف ما هو من لوازمه أعني شرائطه وبالمجاور ما هو من عوارضه أعني صفاته المفارقة. وإمّا أن لا يكون مشروعا بأصله أصلا بأن يكون قبح في أحد العوضين وهو البيع الباطل كبيع الميتة والخمر والحرّ ونحوها. وإمّا أن يكون مشروعا بأصله دون وصفه بأن يكون القبح في شرائطه ولوازمه وهو البيع الفاسد كالبيع بشرط لا يقتضيه العقد، وفيه منفعة لأحد المتعاقدين أو للمبيع إذا كان عبدا أو أمة. وإمّا أن يكون مشروعا بأصله ووصفه دون مجاوره بأن يكون القبح في مقارناته وهو البيع المكروه، كالبيع بعد أذان الجمعة بحيث يفوّت السعي إلى صلاة الجمعة هكذا في كتب الفقه.
البيع الباتّ: هو البيعي القطعيُّ.
البيع: لُغَة مُطلق الْمُبَادلَة. وَشرعا مُبَادلَة المَال الْمُتَقَوم بِالْمَالِ الْمُتَقَوم بِالتَّــرَاضِــي، وَهَذَا تَعْرِيف للْبيع الصَّحِيح يَعْنِي لَا بُد فِيهِ من قيد التقوم فِي جَانِبي الْمَبِيع وَالثمن. وَقيد التَّــرَاضِــي من الْجَانِبَيْنِ ليخرج البيع الْبَاطِل وَالْفَاسِد. وَمن أَرَادَ تَعْرِيفه بِحَيْثُ يعم الصَّحِيح وَالْفَاسِد مَعًا فَأخذ التقوم فِي جَانب الْمَبِيع ليخرج الْبَاطِل. وَمن ترك قيد التَّــرَاضِــي فَيكون شَامِلًا لبيع الْمُكْره أَيْضا.
ثمَّ اعْلَم أَن المُرَاد بِالْمَالِ الأول الثّمن وَبِالثَّانِي الْمُثمن. والمبادلة إِعْطَاء مثل مَا أَخذ فَالْبيع إِعْطَاء الْمُثمن وَأخذ الثّمن وَيُقَال على الشِّرَاء وَهُوَ إِعْطَاء الثّمن وَأخذ الْمُثمن. وَهُوَ يتَعَدَّى إِلَى مفعولين بِنَفسِهِ أَو إِلَى الثَّانِي بِمن كَمَا فِي الأساس وَالْمغْرب نَحْو بِعْت زيدا فرسا وبعت فرسا من زيد. ومدخول كلمة من هُوَ المُشْتَرِي ظَاهرا كَمَا مر أَو مضمرا نَحْو بِعْت فرسا مِنْهُ. وَفِي بعض شُرُوح مُخْتَصر الْوِقَايَة أَن البيع هُوَ كالشراء من الأضداد إِلَّا أَنه غلب فِي إِخْرَاج الْمَبِيع عَن الْملك وَالشِّرَاء فِي إِخْرَاج الثّمن عَنهُ. وكل من الصَّحِيح وَالْفَاسِد وَالْبَاطِل والمتقوم وَغير الْمُتَقَوم وَالثمن فِي مَحَله.

سنأ 

[سنأ] السَنا مقصورٌ: ضوء البرق. والسنا أيضا: نبت يتداوى به. والسَناءُ من الرفعة والشرف ممدودٌ. والسَنِيُّ: الرفيع. وأَسْناهُ، أي رفعه وأعلاه. وسَنَّاهُ، أي فتحه وسهَّله. وقال: وأَعْلَمُ عِلْماً ليس بالظنّ أنَّه * إذا الله سَنَّى عَقْدَ شئ تيسر وسانيت الرجل، إذا راضــيته وداريته وأحسنت معاشرته. قال لبيد: وسانَيْتُ من ذي بهجةٍ ورقيته * إذا الله سنى عقد شئ تيسرا وسانيت الرجل، إذا راضــيته وداريته وأحسنت معاشرته. قال لبيد: وسانَيْتُ من ذي بهجةٍ ورَقَيْتُهُ * عليه السُموطُ عابسٍ مُتَعَصِّبِ الفراء: يقال تَسَنَّى، أي تغيّر. وقال أبو عمرو: (لم يَتَسَنَّ) : لم يتغير، من قوله تعالى: (من حَمَأٍ مَسْنونٍ) ، أي متغيِّر، فأبدل من إحدى النونات ياءً، مثل تقَضَّى من تَقَضَّضَ. والمُسَنَّاةُ: العَرِمُ. والسانِيَةُ: الناضحةُ، وهي الناقة التي يستقى عليها. وفي المثل: " سير السَواني سفرٌ لا ينقطع ". يقال: سَنَتِ الناقة تَسْنُو سَناوَةً وسَنايَةً، إذا سقت الأرض. والسَحابَةُ تَسْنو الأرض، والقومُ يَسْنونَ لأنفسهم إذا استقَوا. والأرض مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ، قلبوا الواو ياء كما قلبوها في قنية. الفراء: يقال أخذه بِسنايَتِهِ وصِنايَتِهِ، أي أخذه كلَّه. والسَنَةُ إذا قلته بالهاء وجعلت نقصانه الواو فهو من هذا الباب. وتقول: أسْنى القومُ يُسْنونَ إسْناءً، إذا لبثوا في موضعٍ سَنَةً. وأَسْنَتوا، إذا أصابهم الجُدوبة، تقلب الواو تاء للفرق بينهما. قال بكر المازنى: هذا شاذ لا يقاس عليه.

رَوَضَ 

(رَوَضَ) الرَّاءُ وَالْوَاوُ وَالضَّادُ أَصْلَانِ مُتَقَارِبَانِ فِي الْقِيَاسِ، أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى اتِّسَاعٍ، وَالْآخَرُ عَلَى تَلْيِينٍ وَتَسْهِيلٍ.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمُ اسْتَــرَاضَ الْمَكَانُ: اتَّسَعَ. قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: " افْعَلْ كَذَا مَا دَامَ النَّفَسُ مُسْتَرِيضًا "، أَيْ مُتَّسِعًا. قَالَ:

أَرَجَزًا تُرِيدُ أَمْ قَرِيضَا ... كِلَاهُمَا أُجِيدُ مُسْتَرِيضَا

وَمِنَ الْبَابِ الرَّوْضَةُ. وَيُقَالُ أَــرَاضَ الْوَادِي وَاسْتَــرَاضَ، إِذَا اسْتَنْقَعَ فِيهِ الْمَاءُ. وَكَذَلِكَ أَــرَاضَ الْحَوْضُ. وَيُقَالُ لِلْمَاءِ الْمُسْتَنْقِعِ الْمُنْبَسِطِ رَوْضَةً. قَالَ:

وَرَوْضَةٍ سَقَيْتُ مِنْهَا نِضْوِي

وَمِنَ الْبَابِ أَتَانَا بِإِنَاءٍ يُرِيضُ كَذَا [وَكَذَا] . وَقَدْ أَــرَاضَــهُمْ، إِذَا أَرْوَاهُمْ. وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ: فَقَوْلُهُمْ رُضْتُ النَّاقَةَ أَرُوضُهَا رِيَاضَةً.

رحل

ر ح ل: (الرَّحْلُ) مَسْكَنُ الرَّجُلِ وَمَا يَسْتَصْحِبُهُ مِنَ الْأَثَاثِ. وَ (الرَّحْلُ) أَيْضًا رَحْلُ الْبَعِيرِ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنَ الْقَتَبِ وَالْجَمْعُ (الرِّحَالُ) وَثَلَاثَةُ (أَرْحُلٍ) . وَ (رَحَلَ) الْبَعِيرَ شَدَّ عَلَى ظَهْرِهِ الرَّحْلَ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (رَحَلَ) فُلَانٌ وَ (ارْتَحَلَ) وَ (تَرَحَّلَ) بِمَعْنًى وَالِاسْمُ (الرَّحِيلُ) . وَ (الرِّحْلَةُ) بِالْكَسْرِ الِارْتِحَالُ، يُقَالُ: دَنَتْ رِحْلَتُنَا. وَ (أَرْحَلَهُ) أَعْطَاهُ رَاحِلَةً. وَ (الرَّاحِلَةُ) النَّاقَةُ الَّتِي تَصْلُحُ لِأَنْ تُرْحَلَ. وَقِيلَ الرَّاحِلَةُ الْمَرْكَبُ مِنَ الْإِبِلِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى. وَ (الْمَرْحَلَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَرَاحِلِ) . 
ر ح ل

رحل عن البلد: ظعن عنه، وارتحل وترحّل، ورحّلته أنا. وغدا يوم الرحيل والرحلة، ومكة رحلتي: وجهي الذي أريد أن أرتحل إليه. وأنتم رحلتي. وفلان عالم رحلة: يرتحل إليه من الآفاق. ورحل بعيره. وشد رحله على راحلته، وشدّوا رحالهم وأرحلهم على رواحلهم، وألقى رحالته على ظهره وهي السرج. قال خداش:

ولن أكون كمن ألقى رحالته ... على الحمار وخلّى صهوة الفرس

والماء في رحله: في منزله ومأواه. وصلّوا في رحالكم. وأرحله: أعطاه راحلة. وأرحلت بعيري: جعلته راحلة، واسترحله طلب منه راحلة كقولك: استحمله. واسترحله: سأله أن يرحل له.

ومن المجاز: رحلت الرجل رحلاً، وارتحلته ارتحالاً: ركبته. وعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين ركبه الحسين فأبطأ في سجوده " إن ابني ارتحلني " ولأرحلنك بسيفي، ورحله بسيفه: إذا علاه به. ورحل الأمر وارتحله: ركبه. وارتحل فلان أمراً ما يطيقه. ورحل فلان صاحبه بما يكره. واسترحل الناس نفسه: أذلها لهم فهم يركبونها بالأذى. قال زهير:

ومن لا يزل يسترحل الناس نفسه ... ولا يغنها يوماً من الدهر يسأم ومشت رواحله إذا شاب وضعف. وأنشد ابن الأعرابي:

أصبحت قد صالحني عواذليبعد الشقاق ومشت رواحلي وحطّ فلان رحله، وألقى رحله: أقام. وفي القذف: يا ابن ملقى أرحل الركبان. وقال زهير:

فشد ولم يفزع بيوتاً كثيرة ... لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم

وفرس أرحل، ونعجة رحلاء: يراد ب في الرحم " هو الذي يصوركم في الأرحام " وهي منبت الولد ووعاؤه في البطن. ورحمت المرأة رحامة ورحمت رحماً ورحمت رحماً إذا اشتكت رحمها بعد الولادة ومن المجاز: رحمه الله، وهو الرحمن الرحيم: الواسع الرحمة. وبينهما رحم ورُحم. قال الهذلي:

ولم يك فظًّا قاطعاً لقرابة ... ولكن وصولاً للقرابة ذا رحم

" وأقرب رحماً " وهي علاقة القرابة وسببها. وأنشدك بالله والرحم. ووصلتك رحم، ووصلوا الأرحام وقطعوها.
(رحل) : تَراحَلُوا إلى الحَكَم: رَحَلُوا إليه.
(رحل) : يُقال: رَحْلَكَ عَنَّا يا فُلانُ، أي ارْتَحِلْ.
رحل
الرَّحْلُ ما يوضع على البعير للرّكوب، ثم يعبّر به تارة عن البعير، وتارة عمّا يجلس عليه في المنزل، وجمعه رِحَالٌ. وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ
[يوسف/ 62] ، والرِّحْلَةُ: الِارْتِحَالُ. قال تعالى: رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ
[قريش/ 2] ، وأَرْحَلْتُ البعير:
وضعت عليه الرّحل، وأَرْحَلَ البعيرُ: سمن، كأنّه صار على ظهره رحل لسمنه وسنامه، ورَحَلْتُهُ:
أظعنته، أي: أزلته عن مكانه. والرَّاحِلَةُ: البعير الذي يصلح لِلِارْتِحَالِ. ورَاحَلَهُ: عاونه على رِحْلَتِهِ، والْمُرَحَّلُ برد عليه صورة الرّحال.
(رحل) - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما، قال: "جاء عُمَر رضي الله عنه، فقال: يا رَسولَ اللهِ: حَوَّلتُ رَحْلِى البارِحَةَ".
الرَّحلُ: مَنزِل الرَّجلِ ومَأْواه، ومَركَبُ البَعِير أيضًا يُركَب عليه، وقد رَحَله وارْتَحَله: رَكِبَه وعَلاه، ومنه: "لأرحَلَنَّك بالسَّيْفِ".
وأَرادَ به غِشْيانَه امرأَتَه من دُبُرها في قُبُلِها؛ لأن المُجامِعَ يَعلُوها ويَركَبُها، فلَمّا أتاهَا من غَير مَأْتاها - فيما قِيلَ - سَمّاهّ تَحْوِيلَا، كَنَى بالرَّحْل عن الغِشْيان.
- والرَّاحِلَة في قَولِه: "لا تَجِدُ فيها رَاحِلَة".
قيل: هي بمَعْنَى مَرحُولَة، كسِرٍّ كَاتِم، ولَيْل نَائِم.
- في قِصَّة مُؤْتَةَ : "لَتَكُفَّنَّ أو لأَرحَلَنَّك بسَيْفِى". يقال: رَحلْتُه بما يَكْره: أي رَكِبْتُهُ، وأَصلُه من رَحَلْت النَّاقَة.

رحل


رَحَلَ(n. ac. رَحْل
رَحِيْل
تَرْحَاْل)
a. ['An], Started, set off, departed from.
b. Saddled (camel).
رَحَّلَa. Made to go away, set off, &c; sent
off, despatched.
رَاْحَلَa. Helped in setting off.

أَرْحَلَa. Had many riding-camels.
b. Gave a riding-camel to.

تَرَحَّلَa. see I (a)
إِرْتَحَلَa. see I (a)
إِسْتَرْحَلَa. Asked, told to saddle a camel.

رَحْل
(pl.
أَرْحُل
رِحَاْل
23)
a. Saddle, packsaddle.
b. Place of alighting, halting-place.
c. Dwelling, abode.
d. Baggage.

رِحْلَةa. Departure, removal; journey; emigration.
b. Saddling.
c. Traveller's journal, diary.

رُحْلَةa. Destination.

أَرْحَلُa. White on the back (horse).
مَرْحَلَةa. Halting-place; stage; station.
b. Day's journey.

مِرْحَلa. Strong, fit for journeying.

رَاْحِل
(pl.
رُحَّل
رُحَّاْل
29)
a. Traveller.
b. Restless; wanderer, rover.

رَاْحِلَة
(pl.
رَوَاْحِلُ)
a. Strong camel, one fit for journeying.

رِحَاْلَة
(pl.
رَحَاْئِلُ)
a. Saddle (camel's).
رَحِيْلa. see 21tb. see 2t (a)
رَحِيْلَةa. see 21t
رَحُوْلa. Fit for the saddle (camel).
رَحَّاْل
(pl.
رَحَّاْلَة)
a. Great traveller.
b. Wanderer; nomad.

N. Ag.
أَرْحَلَa. Camel-trainer.

N. Ac.
إِرْتَحَلَa. see 2t (a)
(ر ح ل) : (رَحَلَ) عَنْ الْبَلَدِ شَخَصَ وَسَارَ وَرَحَّلْتُهُ أَنَا وَأَرْحَلْتُهُ أَشْخَصْتُهُ وَمِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي السِّيَرِ وَكَانَ يَقْوَى عَلَى الْمَرْأَةِ إذَا أَصَابَهُمْ هَزِيمَةٌ أَنْ يُرَحِّلَهَا مَعَهُ حَتَّى يُدْخِلَهَا أَرْضَ الْإِسْلَامِ رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ (وَرَحَلَ الْبَعِيرَ) شَدَّ عَلَيْهِ الرَّحْلَ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَمِنْهُ حَدِيثُ) الْأَسْوَدِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ وَكَانَ يُرَحِّلُ لَهُ (وَالرَّحْلُ) لِلْبَعِيرِ كَالسَّرْجِ لِلدَّابَّةِ (وَمِنْهُ) فَرَسٌ أَرْحَلُ أَبْيَض الظَّهْرِ لِأَنَّهُ مَوْضِعُ الرَّحْلِ وَيُقَالُ لِمَنْزِلِ الْإِنْسَانِ وَمَأْوَاهُ رَحْلٌ أَيْضًا وَمِنْهُ نَسِيَ الْمَاءَ فِي رَحْلِهِ وَفِي السِّيَرِ لَعَلَّهُ لَا يَئُوبُ إلَى رَحْلِهِ وَالْجَمْعُ أَرْحُلٌ وَرِحَالٌ (وَمِنْهُ) فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ (وَرَاحَلَهُ) أَعْطَاهُ رَاحِلَةً وَهُوَ النَّجِيبُ وَالنَّجِيبَةُ مِنْ الْإِبِلِ (وَمِنْهُ) «تَجِدُونَ النَّاسَ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَةٌ» وَهُوَ مَثَلٌ فِي عِزَّةِ كُلِّ مَرْضِيٍّ وَقِيلَ أَرَادَ التَّسَاوِيَ فِي النَّسَبِ وَأُنْكِرَ ذَلِكَ.
ر ح ل : رَحَلَ عَنْ الْبَلَدِ رَحِيلًا وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ رَحَّلْتُهُ وَتَرَحَّلْتُ عَنْ الْقَوْمِ وَارْتَحَلْتُ وَالرِّحْلَةُ بِالْكَسْرِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ اسْمٌ مِنْ الِارْتِحَالِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الرِّحْلَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْ الِارْتِحَالِ وَبِالضَّمِّ الشَّيْءُ الَّذِي يُرْتَحَلُ إلَيْهِ يُقَالُ قَرُبَتْ رِحْلَتُنَا بِالْكَسْرِ وَأَنْتَ رُحْلَتُنَا بِالضَّمِّ أَيْ الْقَصْدُ الَّذِي يُقْصَدُ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو الضَّمُّ هُوَ الْوَجْهُ الَّذِي يُرِيدُهُ الْإِنْسَانُ وَالرَّحْلُ كُلُّ شَيْءٍ يُعَدُّ لِلرَّحِيلِ مِنْ وِعَاءٍ لِلْمَتَاعِ وَمَرْكَبٍ لِلْبَعِيرِ وَحِلْسٍ وَرَسَنٍ وَجَمْعُهُ أَرْحُلٌ وَرِحَالٌ مِثْلُ: أَفْلُسٍ وَسِهَامٍ وَمِنْ كَلَامِهِمْ فِي الْقَذْفِ هُوَ ابْن مُلْقَى أَرْحُلِ الرُّكْبَانِ وَرَحَلْتُ الْبَعِيرَ رَحْلًا مِنْ بَابِ نَفَعَ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلَهُ وَرَحْلُ الشَّخْصِ مَأْوَاهُ فِي الْحَضَرِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى أَمْتِعَةِ الْمُسَافِرِ لِأَنَّهَا هُنَاكَ مَأْوَاهُ.

وَالرِّحَالَةُ بِالْكَسْرِ السَّرْجُ مِنْ جُلُودٍ وَالرَّاحِلَةُ الْمَرْكَبُ مِنْ الْإِبِلِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الرَّاحِلَةُ النَّاقَةُ الَّتِي تَصْلُحُ أَنْ تُرْحَلَ وَجَمْعُهَا رَوَاحِلُ وَأَرْحَلْتُ فُلَانًا بِالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهُ رَاحِلَةً وَالْمَرْحَلَةُ الْمَسَافَةُ الَّتِي يَقْطَعُهَا الْمُسَافِرُ فِي نَحْوِ يَوْمٍ وَالْجَمْعُ الْمَرَاحِلُ. 
الحاء والراء واللام
رحل الرَّحْلُ مَرْكَبٌ للبَعِيرِ، والرِّحَالَةُ نَحْوُه. وهو السَّرْجُ أيضاً. والرّاحِلَةُ المَرْكَبُ من الإبِلِ. رَحَلْتُ بَعِيراً، وأنا أرْحَلُه رَحْلاً. وَارْتَحَلَ البَعيرُ رِحْلَةً سارَ فَمَضى. والرَّحِيْلُ اسْمُ ارْتِحَالِ القَوْمِ. والمُرْتَحَلُ نَقِيْضُ المَحَلِّ. وقد يكونُ اسْمُ المَوْضِعِ الذي يُرْتَحَلُ عنه. وتَرَحَّلَ القَوْمُ وهو ارْتِحَالٌ في مُهْلَةٍ. وناقَةٌ رَحِيْلَةٌ صابِرَةٌ على الرَّحِيْلِ. والرَّحُوْلُ من الإِبِلِ التي تَصْلُحُ لأنْ تُرْكَبَ. والرُّحْلَةُ السُّفْرَةُ. وهو أيضاً الوَجْهُ الذي تُرِيْدُ أنْ تَرْتَحِلَ إليه. والرِّحْلَةُ الإرْتِحَالُ. ورَجُلٌ مُرْحِلٌ كَثيرُ الإبِلِ للرِّحْلَةِ. ورَحْلُ الرَّجُلِ مَنْزِلُه ومَسْكَنُه. ورَأيْتُ فلاناً يَرْحَلُ فلاناً بما يَكْرَهُ أي يَرْكَبُه به. والعَرَبُ تَقْذِفُ أَحَدَهم وتَكْني فتقولُ يا ابنَ مُلْقى أرْحُلِ الرُّكْبَانِ. ولأَرْحَلَنَّكَ بالسَّيْفِ أي لأعْلُوَنَّكَ. والمُرَحَّلُ ضَرْبٌ من البُرُوْدِ باليَمَنِ، سُمِّيَ بذلك لأنَّ عليه تَصَاوِيْرَ رَحْلٍ. والأرْحَلُ الأبْيَضُ الظَّهْرِ، وكذلك الرَّحْلاَءُ من الشّاءِ والدَّوابِّ. والتَّرْحِيْلُ شُهْبَةٌ أو حُمْرَةٌ على الكَتِفَيْنِ. وإذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بَعْدَ بَعْضٍ قيل وَلَدَتِ الرُّحَيْلاَءَ. والرُّحْلَةُ نَجَابَةُ النّاقَةِ، إنَّ في ناقَتِكَ لَرُحْلَةً أي نَجَابَةً. والرُّحْلَةُ القُوَّةُ أيضاً. وناقَةٌ رُحْلَةٌ أي ظَهِيْرَةٌ سَرِيْعَةٌ. وجَمَلٌ رُحْليٌّ أي نَجِيْبٌ. وأرْحَلَ البَعيرُ قَوِيَ ظَهْرُه بَعْدَ ضَعْفٍ. وأرْحَلَ الرَّجُلُ البَعيرَ إرْحالاً أخَذَه صَعْباً فَجَعَلَه راحِلَةً. والرّاحُوْلَةُ خَشَباتٌ تُقَابَلُ بَيْنَهُنَّ كَهَيْئَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ تُحَفُّ بِثَوْبٍ، والجَميعُ الرَّوَاحِيْلُ. وقال النَّضْرُ والنَّعْجَةُ تُسَمّى الرِّحَالَةَ، وتُدْعى فَيُقالُ رِحَالَهْ رِحَالَهْ، سُمِّيَتْ لِبَيَاضٍ بِظَهْرِها.
رحل: رَحَل: ذهب وجاء. ففي رياض النفوس (ص 88ق): وقد أظلم الليل وأنا خائف عليه لأن الرحل والمشي قد انقطع وغلق الناسُ أبوابهَم.
رَحَل: ارتحل، انتقل (ألكالا، رولاند).
راحل. راحل فلاناً: صحبه، رافقه (فوك).
تراحل مع فلان: صحبه، رافقه (فوك).
رَحْل: حمل بعير، خمسة قناطير (ديسكرياك ص574، 579).
رَحْل: بضاعة (ألف ليلة برسل 2: 170).
رَحْل: بعير (انظر لين 1054) (الحماسة 421، عباد 2: 157).
رَحْل: قطيع ماشية، ويجمع على أرحال. وفي المعجم اللاتيني - العربي ( grex, obile) وقد ترجمها بكلمة ذود وهي مرادف لقطيع (ألكالا).
رَحْل: حظيرة، زريبة (فوك)، وفي المعجم اللاتيني - العربي (أرحال caulis) .
رَحْل: مسكن خارج المدينة، مزرعة مستأجرة، دسكرة، ضيعة، رستاق، كفر (معجم الإسبانية ص328).
رَحْل: المواد والتوابل التي يستعملها الطباخ كاللحم والزيت والسمن وغير ذلك (ألف ليلة 1: 202، برسل 2: 127).
الرحل الأندلسي: سفن النقل التي تعمل بين إفريقية والأندلس (دي سلان، تاريخ البربر 1: 401).
رَحِل: صفة ثوب = مُرَحَّل (معجم مسلم).
رَحْلَة مثل رَحْل: ما يوضع على ظهر البعير للركوب (زيشر 12: 182).
رَحْلَة مثل رَحْل: متاع، ثَقَل وتوجد في خبر ذكره المقريزي (1: 555)، وفي كتاب محمد بن الحارث (ص235): رحلتي بدل رحلي.
ورَحْلَة مثل رَحْل: بعير، جمل، ففي العبدري (ص59 و): وكان لا يزال في مكة كثير من الحاج زهاء أربعة آلاف رحلة (وقد ذكر عددهم بذكر عدد الإبل).
رِحْلَة: سفرة، وقصة السفرة (محيط المحيط).
رِحْلَة: مَرْحَلة، مسيرة نهار أو يوم. ورحلة فرس: خمسة وثلاثون ميلاً في إنجلترا. ورحلة معتادة: ثلاثون ميلاً (جاكسون ص22).
رَحْليِّ: جيفة، جثة حيوان ميت (فوك).
رَحِيل: انتقال، نقل الأثاث من مسكن إلى آخر (بوشر).
رَحِيل: متاع، ثَقَل (ألكالا)، وفي حيان - بسام (3: 141ق): رحل إلى قصر السلطان بأهله ورحيله.
رَحِيل، ويجمع على أرحال: مثل رَحْل بمعنى قطيع ماشية (ألكالا).
رِحَالة: جماعة الخيام، مُخَيَّم (بارت 5: 712).
رَحَالة: عرازيل يقيمها الرعام المتنقلون للمبيت فيها (معجم الإسبانية ص330 - 331).
رِحَالة، وتجمع على رحائل وهي في صقلية: متعلقات (الجريدة الآسيوية 1845، 2: 318).
رَحَّال: جَمَّال (الثعالبي لطائف ص15).
رحَّال، واسم الجمع رَحَّالة: بدو، أهل الوبر (معجم الإسبانية ص331).
رَحَّالة: نوع من الأقتاب مقعر الوسط ومؤخره عريض مرتفع وقربوسه عالٍ وهو مقوَّر على شكل نصف دائرة من قاعدته إلى أعلاه (دوماس عادات ص364).
تَرْحِيل: سير، مسير (المقدمة 3: 428).
مَرْحَل: المكان الذي يرحل إليه (الكامل ص290).
مَرْحَلَة: هي ( mandra) في الترجمة اللاتينية القديمة للعقد الصقلي (أبودليلو) بمعنى: مُراح، زريبة، إسطبل باللغة اللاتينية والصقلية، أو بالأحرى كوخ للرعاة (أماري مخطوطات).
[رحل] الرَحْلُ: مسكن الرجُل وما يستصحبه من الاثاث. والرحل أيضا: رَحْلُ البعير، وهو أصغر من القَتَب. والجمع الرِحالُ، وثلاثة أَرْحُلٍ. ومنه قولهم في القذف: يا ابْنَ مُلْقى أَرْحُلِ الرُكْبانِ! والرِحالُ أيضاً: الطنافسُ الحِيرِيَّةُ، ومنه قول الشاعر :

نَشَرَتْ عليه بُرودَها ورِحالها * ومِرْطٌ مُرَحَّلٌ: إزارُ خَزٍّ فيه عَلَمٌ. ورَحَلْتُ البعير أَرْحَلُهُ رَحْلاً، إذا شددتَ على ظهره الرَحْلَ. قال الأعشى: رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالها غَضْبَى عليك فما تقول بدالها وقال المثقب العبدى: إذا ما قمتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ تَأَوَّهُ آهَةَ الرجُلِ الحزينِ ويقال: رَحَلْتُ له نفسي، إذا صبَرتَ على أذاه. ورَحَلَ فلان وارْتَحَلَ وتَرَحَّلَ بمعنىً، والاسمُ الرَحيلُ. واسْتَرْحَلَهُ، أي سأله أن يَرْحَلَ له. أبو عمرو: الرُحْلَةُ بالضم: الوجهُ الذى تريده. يقال: أنتم رحلتي، أي الذين أَرْتَحِلُ إليهم. والرَحْلَةُ بالكسر: الارْتِحالُ، يقال: دَنَتْ رِحْلَتُنا. وأَرْحَلَتِ الإبلُ، إذا سمنتْ بعد هُزال فأطاقت الرِحْلَةَ. وراحَلْتُ فلاناً، إذا عاونتَه على رِحْلَتِهِ. وأَرْحَلْتَهُ، إذا أعطيتَه راحِلَةً. ورَحَّلْتَهُ بالتشديد، إذا أظعنته من مكانه وأرسلتَه. ورجلٌ مُرْحِلٌ، أي له رَواحِلٌ كثيرة، كما يقال معرب، إذا كان له خيل عراب. عن أبى عبيد. وناقة رحلية، أي شديدة قوية على السير، وكذلك جمل رحيل. عن أبى عمرو. قال: وإنَّها لذات رُحْلَةٍ، بالضم. والراحِلَةُ: الناقةُ التي تَصلُح لأن تُرْحَلَ. وكذلك الرحولُ. ويقال: الراحِلَةُ: المَرْكَبُ من الإبل، ذكراً كان أو أنثى. والأَرْحَلُ من الخيل: الأبيضُ الظهرِ، ومن الغنم: الأسودُ الظهرِ. قال أبو الغوث: الرَحْلاءُ من الشاء: التي ابيضَّ ظهرُها واسودّ سائرها. قال: وكذلك إذا اسو ظهرها وابيضَ سائرها. قال ومن الخيل التى ابيض ظهرها لا غير. والرِحالَةُ: سَرْجٌ من جلود ليس فيه خشب، كانوا يتخذونه للركض الشديد. والجمع الرَحائلُ. قال عامر بن الطفيل: ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِحالَةَ سابحٍ باد نواجذه عن الاظراب وقال عنترة: إذ لا أزال على رحالة سائج نهد تعاوره الكماة مُكَلَّمِ وإذا عَجِلَ الرجلُ إلى صاحبه بالشرّ قيل: اسْتَقْدَمَتْ رِحالتُكَ. وأما قول امرئ القيس يخاطب امرأة: فإما ترينى في رِحالةِ جابرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ تخفق أكفاني فيقال: إنما أراد به الحرج، وليس ثم رحالة في الحقيقة. وهذا كما يقال: جاء فلان على ناقة، يعنون به النعل. وجابر: اسم رجل نجار. والمَرْحَلَةُ: واحدة المَراحِلِ، يقال: بينه وبين كذا مرحلة أو مر حلتان. 
[رحل] فيه: تجدون الناس كإبل مائة ليس فيها "راحلة" هي البعير القوى على الأسفار والأحمال، يستوي فيه الذكر وغيره، وهاؤه للمبالغة، وهي ما يختاره الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر، ومر في إبل من. ك: هي النجيبة الكاملة الأوصاف، أي الناس كثير والمرضى منهم قليل، قيل المراد قرون أخر الزمان دون القرون الثلاثة المشهود لهم بالفضيلة، أقول: لا حاجة إليهم لاحتمال أن المؤمنين منهم قليلون، وقيل: أي الناس كثير والمرضى منهم قليل، قيل: المراد قرون أخر الزمان دون القرون الثلاثة المشهود لهم بالفضيلة، أقول: لا حاجة إليهم لاحتمال أن المؤمنين منهم قليلون، وقيل: أي الناس في أحكام الدين سواء لا فضل فيها لشريف على مشروف ولا لرفيع على وضيع، كإبل لا راحلة فيها، وهي التي ترحل لتركب أي كلها تصلح للحمل لا للركوب. ط: لا تجد إما صفة لإبل، والتشبيه مركب تمثيلي والوجه منتزع من عدة أمور، وإما بيان لوجه الشبه، والمشبه مفرد. نه ومنه ح: أمر براحلة "رحيل" أي قوى على الرحلة. وح:
رحل
رحَلَ1/ رحَلَ عن يَرحَل، رَحيلاً وتَرْحالاً ورِحْلَةً، فهو راحِل، والمفعول مرحول عنه
• رحَل الشَّخصُ/ رحَل الشَّخصُ عن بلده: سار ومضى "مكَث هنا بعض الوقت ثم رحل- غدًا يوم الرّحيل- صحبتك السلامة في حِلِّك وتَرْحالك: في إقامتك وسفرك- استعدّ/ تهيّأ للرّحيل" ° حمَل عصا التَّرحال: ذهب- رحل إلى الأَبَد: مات، تُوفّي. 

رحَلَ2 يَرحَل، رَحْلاً ورِحْلَةً، فهو راحِل، والمفعول مَرْحول
• رحَل الإبلَ: وضَع على ظهرها رَحْلاً أو سرْجًا للحِمْل أو الرّكوب. 

أرحلَ يُرحل، إرحالاً، فهو مُرحِل، والمفعول مُرحَلٌ (للمتعدِّي)
• أََرحل الشَّخصُ: كثُرت أسفارُه.
• أرحل فلانًا: جعله يذهب ويرحَل "أرحَل الأجانبَ/ الغُرباءَ".
• أرحل المسافرَ: أعطاه رَكوبةً يَرحلُ عليها. 

ارتحلَ/ ارتحلَ إلى/ ارتحلَ عن يرتحل، ارتحالاً، فهو مُرتَحِل، والمفعول مُرْتحَل
• ارتحل الطِّفلُ أباه: ركِب ظهرَه كما يركب الرجلُ راحِلتَه "وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي [حديث] ".
• ارتحل البعيرَ: شدّ عليه الرَّحْلَ أو السَّرْج، ركبه.
• ارتحل الشَّخصُ إلى بلدٍ ما: انتقل إليه "ارتحلت هذه الأسرة إلى قريتها- ارتحال الحجيج إلى مكة المكرمة" ° ارتحَل إلى رحمة الله: مات.
• ارتحل الشَّخصُ عن البلد: تركها "تكبر خسارة البلاد حين يرتحل عنها علماؤها". 

استرحلَ يسترحِل، استرحالاً، فهو مسترحِل، والمفعول مُسترحَل
• استرحل صديقَه: طلب منه رَكوبةً.
• استرحل الزَّائرَ: سأله أن يذهب ويرحَل، أي يترك المكان ويبتعد عنه "يسترحل الحاكمُ المستبدّ معارضيه". 

ترحَّلَ/ ترحَّلَ عن يترحَّل، ترحُّلاً، فهو مترحِّل، والمفعول مترحَّل عنه
• ترحَّلَ القومُ/ ترحَّلَ القومُ عن المكان: مُطاوع رحَّلَ: رحلوا، انتقلوا ولم يستقرّوا في مكان واحد "ترحَّل البَدْوُ/ الرُّعاةُ- قبائل مترحِّلة". 

رحَّلَ يُرحِّل، ترحيلاً، فهو مُرحِّل، والمفعول مُرحَّل
• رحَّل الشَّخصَ: أرحله؛ جعله يذهب ويرحَل، اضطرَّه للرّحِيل "رحَّل الأجانب من المدينة- رحَّل متسلِّلي الحدود".
• رحَّل الإبلَ: وضع عليها رِحالها أو سُروجَها.
• رحَّل الثَّوبَ: وشَّاه بصورة الرِّحال "ثوبٌ مُرحَّلٌ- خرج صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم وعليه مِرْط مُرحَّل".
• رحَّلَ الشيءَ: نقَله من موضعه إلى موضع آخر "رحَّل الكاتب الفهارس إلى نهاية الكتاب".
• رحَّل عَدَدًا: (جب) نَقَل مجموع أرقامه إلى ما بعده "رحَّل الحسابَ إلى شهر آخر". 

تَرْحال [مفرد]:
1 - مصدر رحَلَ1/ رحَلَ عن.
2 - تنقّل على الدّراجة أو على لوح التزلُّج للمتعة بدلاً من المنافسة. 

ترحيل [مفرد]: ج تراحيلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر رحَّلَ ° عمّال التَّراحيل: فئة من العمال لا تستقر في مكان، بل تسافر من مكان لآخر للقيام بعمل قصير الأجل أو موسميّ كالفلاَّحين أو عمَّال البناء.
2 - (جر) نقل الحساب إلى موضع آخر لاحق بالأوَّل.
3 - (حس) إجرائيّة جعل التطبيقات والمعطيات الموجودة تعمل على حاسوب أو نظام تشغيل مُختلِف.
• منطقة التَّرحيل: (سك) منطقة تجميع وترحيل القوَّات أو المعدَّات التي يتم نقلها قبل عملية عسكريّة مثلاً.
• التَّرحيل الكهربائيّ: (فز) هجرة الجزيئات المعلَّقة عبر محلول بتأثير مجالٍ مغنطيسيّ مستعمل، تولِّده عادة أقطاب مغموسة في المحلول. 

تَرْحيلة [مفرد]: ج ترحيلات وتراحيلُ: اسم مرَّة من رحَّلَ.
• عمال الترحيلة: عمال ينتقلون من مكانٍ لآخر سعيًا وراء العمل بالأجر اليوميّ.
• سيَّارة التَّرحيلات: عربة تقوم بنقل المساجين إلى السجن ومنه. 

راحِل [مفرد]: ج راحلون ورُحَّال ورُحَّل، مؤ راحِلة، ج مؤ راحِلات ورُحَّل ورَوَاحِلُ:
1 - اسم فاعل من رحَلَ1/ رحَلَ عن ورحَلَ2.
2 - مسافر "قومٌ رُحَّل- راحِلٌ لطلبِ الرِّزق" ° العرب الرُّحَّل/ القبائل الرُّحَّل: من ليس لهم بيت محدَّد ويتنقَّلون حسب فصول السنة من مكان إلى آخر بحثًا عن الطعام والماء والمرعى.
3 - ميّت "الفقيد/ الملِك/ الرئيس الراحل". 

راحِلة [مفرد]: ج رَاحِلاَت ورَوَاحِلُ: مؤنَّث راحِل.
• راحلة من الإبل: ما منها يصلح للأسفار والأحمال (ذكرًا كان أو أنثى) "تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَيْسَ فِيَها رَاحِلةٌ [حديث] " ° شَدَّ راحلتَه: استعدّ للسّفر- مَشَت رواحلُه: شاب وضعف. 

رَحَّال1 [مفرد]: صانع السّرج الذي يوضع على ظهر الدوابِّ. 

رَحَّال2 [مفرد]: ج رُحَّال ورَحَّالة ورُحَّل ورحَّالون: صيغة مبالغة من رحَلَ1/ رحَلَ عن: دائم التنقُّل، الذي لا يستقرُّ في مكان "عَرَبٌ رُحَّل- قومٌ رُحَّال- رحَّال يطوف العالم- طيور رَحَّالة- كتب الرحّالون وصفًا لأسفارهم ورحلاتهم" ° الفارس الرَّحَّال: فارس يدور في البلاد طلبًا لمغامرات الفروسيّة والبطولة، كما تم تصويره في الأعمال الرومانسيّة في القرون الوسطى، بهدف إثبات شهامته وفروسيّته- دليل الرّحّالة: كتاب الإرشاد السياحيّ. 

رحّالة [مفرد]:
1 - مؤنَّث رحَّال.
2 - كثير التّرحال في البلاد، والتاء للمبالغة "سجَّل الرحّالة ما رآه وشاهده".
• الفراشة الرَّحَّالة: (حن) فراشة توجد في معظم أجزاء العالم ملوّنة بالبنّيّ والأسود والبرتقاليّ. 

رَحْل [مفرد]: ج أَرْحُل (لغير المصدر) ورِحال (لغير المصدر):
1 - مصدر رحَلَ2.
2 - سَرْجٌ يوضع على ظهر الدّوابّ للحَمْل أو الرّكوب "رَحْل بغل/ جمل- {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} ".
3 - أمتعة المسافر وكلّ شيء يعدّ للسفر "جمع رِحالَه استعدادًا للسفر- َلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى [حديث] " ° ألقى رحْلَه/ ألقى رِحالَه: أقام- حطَّ رَحْلَه/ حطَّ رِحالَه: أقام، استقرَّ- شَدَّ رَحْلَه/ شَدَّ رِحالَه: استعد للسفر.
4 - مسكن الإنسان وما يستحبه من الأثاث "إذا ابتلَّت النِّعَالُ فَالصَّلاةُ فَي الرِّحَالِ [حديث] ". 

رِحْلَة [مفرد]: ج رِحْلات (لغير المصدر {ورَحَلات} لغير المصدر) ورِحَلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر رحَلَ1/ رحَلَ عن ورحَلَ2.
2 - انتقال إلى مكان آخر، ويكثر في الدلالة على الخروج للنزهة والترويح عن النفس "رحلة سياحيّة/ علميّة- {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} " ° رحلة سعيدة: عبارة تستخدم للتوديع والأماني الطيِّبَة لمسافر يغادر.
3 - كتاب يصف فيه الرحَّالة (كثير السَّفر) ما رأى "هل قرأت رحلة ابن جبير؟ - رحلة ابن بطّوطة".
• أدب الرِّحلات: (دب) مجموعة الآثار الأدبيَّة التي تتناول انطباعات المؤلِّف عن رحلاته في بلاد مختلفة، وقد يتعرَّض فيها لوصف ما يراه من عادات وسلوك وأخلاق. 

رَحيل [مفرد]: مصدر رحَلَ1/ رحَلَ عن. 

مَرحَلة [مفرد]: ج مَراحِلُ:
1 - مسافة يقطعها المسافر في يوم تقريبًا "بيننا وبين مكة ثلاث مراحل".
2 - قَدْرٌ محدود من الشّيء "أنهى المرحلة الأولى من المشروع- مرحلة الطفولة- مرحلة حاسمة- في مرحلة الإعداد" ° المرحلة الإعداديّة: المدرسة من 12 - 15 سنة- المرحلة الابتدائيّة: المدرسة من 6 - 12 سنة- المرحلة الثَّانويّة: المدرسة من 15 - 18 سنة- المرحلة الجامعيّة: أعلى مرحلة دراسيّة- دونه بمراحل: أقل منه بكثير- فلانٌ يزيد عنك بمراحل: يتفوق عليك كثيرًا- في مراحل حياته الأولى: في سنوات عمره المبكرة- ما زال بينك وبين الإتقان مراحل ومراحل: خطوات كثيرة.
• مرحلة المراهقة: (نف) مرحلة من حياة الإنسان تبدأ بعد الطفولة، وأحيانًا يُطلق عليها اسم مرحلة الرشد الصغيرة.
• مراحل النُّموّ: (نف) تتابع التغيُّرات العقليّة والجسميّة بمرور الزمن، وينتج عنها تراكم الظواهر خلال دورة حياة الإنسان بمراحلها المختلفة. 

مرحليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مَرحَلة: "خطوات مرحليّة".
• ذاكرة مرحليَّة: (حس) ذاكرة يمكن الرجوع إليها لقراءة المعلومات المسجَّلة على صفحاتها أو لإضافة معلومات جديدة، أو للاستغناء عن معلومات لم نَعُدْ في حاجة إليها وهذه المعلومات تزول لحظة إيقاف الكومبيوتر عن العمل. 

رحل

1 رَحَلَ البَعِيرَ, aor. ـَ (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. رَحْلٌ, (S, Msb,) [He saddled the camel;] he bound, (S, Mgh, Msb,) or put, (M, K,) the رَحْل upon the camel; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ ارتحلهُ. (K.) And رَحَلَهُ رَحْلَهُ He bound upon him his apparatus. (TA.) b2: Also, aor. and inf. n. as above, He mounted the camel: (T, TA:) and البَعِيرَ ↓ اِرْتَحَلْتُ I rode the camel, either with a قَتَب [or saddle] or upon his bare back. (Sh, TA.) b3: [Both of these verbs are also used tropically.] You say, رَحَلْتُ لَهُ نَفْسِى

[lit. I saddled for him myself;] meaning (assumed tropical:) I endured patiently his annoyance, or molestation. (S.) And رَحَلَ فُلَانٌ صَاحِبَهُ بِمَا يَكْرَهُ (assumed tropical:) [Such a one put upon, or did to, his companion that which he disliked, or hated]. (TA.) And [in like manner] ↓ ترحّلهُ means رَكِبَهُ بِمَكْرُوهٍ (tropical:) [He did to him an evil, or abominable, or odious, deed]. (K, TA.) And رَحَلَهُ بِسَيْفِهِ (tropical:) He smote him with his sword. (K, TA.) b4: And رَحَلَ فُلَانٌ فُلَانًا (assumed tropical:) Such a one mounted upon the back of such a one; as also عَلَى ظَهْرِهِ ↓ ارتحلهُ; [and ارتحلهُ alone; for] it is said in a trad., ↓ إِنَّ ابْنِى ارْتَحَلَنِى, meaning (assumed tropical:) Verily my son mounted upon my back, making me like the رَاحِلَة: (TA:) and if a man throws down another prostrate, and sits upon his back, you say, رَأَيْتُهُ مُرْتَحِلَهُ (assumed tropical:) [I saw him sitting upon his back]. (Sh, TA.) And [hence] ↓ ارتحل الأَمْرَ (assumed tropical:) He embarked in the affair. (TA.) and فُلَانٌ أَمْرًا مَا يُطِيقُهُ ↓ ارتحل (assumed tropical:) [Such a one embarked, or has embarked, in an affair which he is unable to accomplish]. (TA.) and الحُمَّى ↓ اِرْتَحَلَتْهُ (assumed tropical:) [The fever continued upon him]; a phrase similar to رَكِبَتْهُ الحمّى and اِمْتَطَتْهُ and أَغْبَطَتْهُ. (A and TA in art. غبط.) A2: رَحَلَ (S, Mgh, Msb, K) عَنِ المَكَانِ, (TA,) or عَنِ البَلَدِ, (Mgh, Msb,) aor. ـَ (K,) inf. n. رَحْلٌ, (TA,) or رَحِيلٌ, (Msb,) or this latter is a simple subst.; (S, K, TA;) and ↓ ارتحل, and ↓ ترِحّل, (S, Msb, K,) عَنِ المَكَانِ, (K,) or عَنِ القَوْمِ; (Msb;) all signify the same; (S, Msb;) He removed, (Mgh, K, TA,) went, went away, departed, went forth, or journeyed, (Mgh, TA,) from the place, (K, TA,) or from the country or the like, (Mgh, Msb,.) or from the people. (Msb.) See an ex. of the first of these verbs in a verse cited in the next paragraph. ↓ ارتحل said of a camel, (K,) or ارتحل رَحْلَهُ, (TA,) signifies He journeyed, and went away: (K, TA:) [or he had his saddle put upon him:] and hence, ↓ ارتحل القَوْمُ The people, or party, removed. (TA.) b2: رَحَلَ بِهِ: see 2.2 رَحَّلْتُهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. تَرْحِيلٌ; (K;) and ↓ أَرْحَلْتُهُ (Mgh;) I made him to remove, to go, go away, go forth, or journey, (S, Mgh, Msb, * K, *) from his place; and sent him [away]: (S:) and [in like manner] بِهِ ↓ رَحَلَ he made him to remove, go away, depart, or journey: (L in art. خذرف:) and ↓ الاِرْتِحَالُ [if not a mistranscription for الإِرْحَالُ] signifies the making [one] to go, go away, depart, go forth, or journey; and the removing from one's place. (TA.) A poet says, الشَّيْبُ عَنْ دَارٍ يَحُلُّ بِهَا ↓ لَا يَرْحَلُ حَتَّى يُرَحَّلَ عَنْهَا صَاحِبُ الدَّارِ [(assumed tropical:) Hoariness will not depart from a dwelling in which it alights until the owner of the dwelling be made to depart from it]. (TA.) And it is said in a trad. that, at the approach of the hour [of resurrection], النَّاسَ ↓ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ عَدَنَ تُرْحِلُ, i.e. [A fire shall issue from 'Adan] that shall remove with the people when they remove, and alight with them when they alight: so says EshShaabee; or, Sh says, as some relate it, تُرَحِّلُ النَّاسَ, i.e. that shall make the people to alight at the مَرَاحِل [or stations]: or, as some say, that shall make the people to remove, or depart. (TA.) A2: تَرْحِيلٌ also signifies The figuring, or embellishing, of garments or cloths [with the forms of رِحَال, or camels' saddles: see مُرَحَّلٌ]. (TA.) 3 راحلهُ, (S, K,) inf. n. مُرَاحَلَةٌ, (TA,) He aided him to undertake, or perform, his رِحْلَة [or journey]. (S, K.) 4 ارحل He broke, or trained, a she-camel, so that she became such as is termed رَاحِلَة, meaning fit to be saddled; (K;) like أَمْهَرَ meaning “ he (a breaker, or trainer,) rendered ” her “ a مَهْرِيَّة: ” (TA:) or he took a camel in an untractable state and rendered him such as is termed رَاحِلَة. (Az, TA.) b2: And ارحلهُ He gave him a رَاحِلَة, (S, Mgh, Msb, K,) that he might ride it. (TA.) b3: See also 2, in two places.

A2: He (a camel) became strong in his back, [so as to be fit for the رَحْل (or saddle) or for journeying,] after weakness: (IDrd, K:) or he (a camel) became fat; as though there came [what resembled] a رَحْل upon his back, by reason of his fatness and his [large] hump: (Er-Rághib, TA:) and ارحلت الإِبِلُ The camels became fat after leanness, so as to be able to journey. (S K.) b2: And He (a man, TA) had many [camels such as are termed]

رَوَاحِل [pl. of رَاحِلَةٌ]; (ISd, K;) like أَعْرَبَ meaning “ he had horses such as are termed عِرَاب ” (ISd, TA.) 5 تَرَحَّلَ trans. and intrans.: see 1, in two places.6 تراحلوا إِلَى الحَكَمِ They went, or journeyed, [together] to the حَكَم [or judge]. (O, TA.) 8 إِرْتَحَلَ as a trans. v.; see 1, in seven places: b2: and see also 2: b3: and as an intrans. v.; see 1, in the latter part of the paragraph, in three places.10 استرحلهُ i. q. سَأَلَهُ أَنْ يَرْحَلَ لَهُ [which may be rendered He asked him to remove, or journey, to him: and also he asked him to bind, or put, the رَحْل (or saddle of the camel) for him: the former is the meaning accord. to the PS]. (S, O, K.) b2: استرحل النَّاسَ نَفْسَهُ means (assumed tropical:) He abased himself to men, or to the people, so that they annoyed, or molested, him: or, as some say, he asked men, or the people, to take off from him his weight, or burden. (TA.) رَحْلٌ A saddle for a camel; (S, * K;) as also ↓ رَاحُولٌ; (O, L, K;) for a he-camel and a she-camel; (TA;) the thing for the camel that is like the سَرْج for the horse or similar beast; (Mgh;) the thing that is put upon the camel for the purpose of riding thereon; (Er-Rághib, TA;) smaller than the قَتَب; (S, TA;) one of the vehicles of men, exclusively of women: (TA:) [this seems to be regarded as the primary signification by the authors of the Mgh and the K and by Er-Rághib: but see what follows:] or it signifies the camel's saddle together with his [girths called] رَبَض and حَقَب and his [cloth called] حِلْس [that is put beneath the saddle], and all its other appertenances: and is applied also to the pieces of wood of the رَحْل, without any apparatus: (AO, Sh, TA:) or it signifies anything, or everything, that a man prepares for removing, or journeying; such as a bag, or receptacle, for goods or utensils or apparatus, and a camel's saddle, and a [cloth such as is called] حِلْس [that is put beneath the saddle], and a رَسَن [or rope for leading his camel]: (Msb:) or it signifies as first explained above, and also the goods, or utensils, or apparatus, which a man takes with him [during a journey]: (S, K, TA:) [but accord. to the Msb, this signification is from another, mentioned below; and the same seems to be indicated in the S, which reverses the order in which I have mentioned the three significations that I quote from it:] this last signification is disapproved by El-Hareeree, in the “ Durrat el-Ghowwás: ” [but see two exs. voce حُذَافَةٌ:] the pl. is أَرْحُلٌ and رِحَالٌ; (S, Mgh, Msb, K;) the former a pl. of pauc.; (S, TA;) the latter, of mult. (TA.) One says, حَطَّ رَحْلَهُ and أَلْقَى رَحْلَهُ [He put down his camel's saddle]; meaning he stayed, or abode. (TA.) And هٰذَا مَحَطُّ الرِّحَالِ [This is the place where the camels' saddles are put down]. (TA.) And in reviling, one says, يَا ابْنَ مُلْقَىأَرْحُلِ الرُّكْبَانِ [O son of the place in which are thrown down the camels' saddles of the riders; as though the person thus addressed were there begotten]; (S, O, TA;) meaning يَا ابْنَ الفَاجِرَةِ [O son of the adulteress or fornicatress]: (TA in art. لقى:) or هُوَ ابن ملقى ارحل الركبان [He is the son &c.]. (Msb.) b2: Er-Rághib, after giving the explanation mentioned as on his authority above, says that it is then sometimes applied to The camel [itself]: and is sometimes used in the sense next following; i. e. b3: A part, of a place of alighting or abode, upon which on sits: (TA:) or a man's dwelling, or habitation; (S, K, TA;) [in the first of which, this commences the art., app. showing that the author held this to be the primary signification;]) his house or tent; and his place of alighting or abode: (TA:) a place to which a man betakes himself, or repairs, for lodging, covert, or refuge; a man's place of resort; (Mgh, Msb;) in a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land: and then applied to the goods, utensils, or apparatus, of a traveller; because they are, in travelling, the things to which he betakes himself: (Msb:) pl. أَرْحُلٌ (TA) and رِحَالٌ [as above]. (Mgh, TA.) One says, دَخَلْتُ عَلَى الرَّجُلِ رَحْلَهُ, i. e. [I went in to the man in] his dwelling, or place of abode. (TA.) And it is said in a trad., إِذَا ابْتَلَّتِ النِّعَالُ فَصَلُّوا فِى الرِّحَالِ, (TA,) or فِىلصَّلَاةُ فِى الرِّحَالِ, (Mgh, and so in the TA in art. نعل,) i. e. [When the نِعَال are moistened by rain, then pray ye, or then prayer shall be performed,] in the houses, or habitations, or places of abode; the نعال meaning here the حِرَار; (IAth, TA in the present art.;) or rugged and hard tracts of ground; which are here particularized because the least wet moistens them, whereas the soft tracts dry up the water: (IAth, TA in art. نعل:) Az says that the meaning is, when the hard grounds are rained upon, they become slippery to him who walks upon them; therefore pray ye in your abodes, and there shall not be anything brought against you for your not being present at the prayer in the mosques of the congregations: (TA in that art.:) or the trad. may mean, then pray ye [on the camels' saddles, i. e.] riding. (TA in the present art.) b4: In another trad., it is related that 'Omar said to the Prophet, حَوَّلْتُ رَحْلِىَ البَارِحَةَ; by the word رَحْل, as signifying [properly] either the “ place of abode and resort ” or the “ saddle upon which camels are ridden,” alluding to his wife; meaning غِشْيَانُهَا فِى قُبُلِهَا مِنْ جِهَةِ ظَهْرِهَا (TA.) b5: رَحْلُ المُصْحَفِ means The thing [or desk] upon which the مصحف [or copy of the Kur-án] is put, in shape [somewhat] like the saddle. (TA.) [It is generally a small desk of which the front and back have the form of the letter X; commonly made of palm-sticks.]

A2: [The pl.]

رَحَالٌ also signifies [Carpets, or cloths, or the like, such as are called] طَنَافِس, of the fabric of El-Heereh. (S, K.) رُحْلَةٌ Strength; [app. in a camel, such as renders fit for the saddle, or for journeying;] and fleetness, or swiftness, and excellence: (TA:) [and ↓ رِحْلَةٌ has a similar meaning, as appears from what follows:] or excellence of pace of a camel. (S voce حِضَارٌ.) You say بَعِيرٌ ذُو رُحْلَةٍ and ↓ رِحْلَةٍ, and ↓ مِرْحَلٌ, like مِنْبَرٌ, (K,) or ↓ مُرْحِلٌ, and ↓ رَحِيلٌ, so in the T, (TA,) A strong he-camel: (T, K:) and (so in the K [but properly “ or ”]) بعير ذو رُحْلَةٍ (CK) or ↓ رِحْلَةٍ (K accord. to the TA) or both, and ↓ مِرْحَلٌ, with kesr to the م (O,) and ↓ جَمَلٌ رَحِيلٌ, (AA, S, S, O, K, TA,) and ↓ نَاقَةٌ رَحِيلَةٌ (S, O) or رَحِيلٌ, (TA,) and ذَاتُ رُحْلَةٍ, (S,) a he-camel, (S, O, K,) and a she-camel, (S, O,) strong to journey; (S, O, K, TA;) so says Fr: (O:) or strong to be saddled: (TA:) and ↓ نَاقَةٌ رَحِيلَةٌ and رَحِيلٌ and ↓ مُرْحِلَةٌ, accord. to the “ Nawádir el-Aaráb,” a she-camel that is excellent, generous, of high breed; or strong, light, and swift; (TA;) and so ↓ مُسْتَرْحِلَةٌ. (K, TA. [See also رَاحِلَةٌ.]) b2: See also the next paragraph, in seven places.

رِحْلَةٌ The act of saddling of camels: (K, * TA:) [and also, agreeably with analogy, a mode, or manner, of saddling of camels:] so in the saying, إِنَّهُ لَحَسَنُ الرِّحْلَةِ [Verily he is good in respect of the saddling, or the mode or manner of saddling, of camels]. (K.) b2: Also A removal, departure, or journey; (Az, S, Msb, K;) and so ↓ رُحْلَةٌ, (Lh, Msb, K,) and ↓ رَحِيلٌ: (S, K: [the last said in the Msb to be and inf. n.:]) you say دَنَتْ رِحْلَتُنَا (S) or قَرُبَتْ رِحْلَتُنَا (Msb) [Our removal, &c., drew near, or has drawn near]: and إِنَّهُ لَذُو رِحْلَةٍ إِلَى المُلُوكِ and ↓ رِحْلَة Verily he is one who journeys, or has journeyed, to the kings: (Lh, TA:) and in like manner رُحْلَةٌ is used in the Kur cvi. 2: (TA:) b3: or ↓ رِحْلَةٌ with damm, (S, Msb, K,) signifies The thing to which one removes, departs, or journeys; (Az, Msb;) or the direction, or point, or object, to which one desires to repair, or betakes himself: (AA, S, Msb, K:) and also, (K,) or رُحْلَةٌ, (TA,) a single journey; (K, TA;) as ISd says: (TA:) you say, ↓ مَكَّةُ رُحْلَتِى Mekkeh is the point, or object, to which I desire to remove, or depart, or journey: (TA:) and ↓ أَنْتُمْ رُحْلَتِى Ye are they to whom I remove, or depart, or journey: (S, TA:) and ↓ أَنْتَ رُحْلَتُنَا Thou art the object to which we repair, or betake ourselves. (Msb.) And hence ↓ رُحْلَةٌ is applied to signify A noble, or an exalted, person, or a great man of learning, to whom one journeys for his [the latter's] need, or want, or for his [the former's] science. (TA.) b4: See also the next preceding paragraph, in three places.

رَحُولٌ: see رَاحِلَةٌ: b2: and رَحَّالٌ.

رَحِيلٌ A camel having the saddle (رَحْل [not رحالة as in Freytag's Lex.]) put upon him; as also ↓ مَرْحُولٌ. (K.) b2: See also رُحْلَةٌ, in four places.

A2: As a simple subst, or, accord. to the Msb, an inf. n.: see رِحْلَةٌ.

رِحَالَةٌ A سَرْج [or horse's saddle]: (K:) or a سَرْج of skins, (S, M, Msb, K,) in which is no wood; used for vehement running [of the horse]: (S, M, K:) ISd says also that it is one of the vehicles [or saddles] of women, like the رَحْل: but Az says that it is one of the vehicles [or saddles] of men, exclusively of women, i. e. not of women; as is also the رَحْل: and some say that it is larger than the سَرْج, covered with skins, and is for horses, and for excellent, or strong and light and swift, camels: (TA:) pl. رَحَائِلُ. (S.) When a man is hasty in doing evil to his companion, one says to him, اِسْتَقْدَمَتْ رِحَالَتُكَ [lit. Thy saddle has got before thee, or shifted forwards]: (S in the present art.:) it is a prov., meaning that has preceded than which another was more fit to do so. (S in art. قدم.) In the following saying of Imra-el-Keys, addressing his wife, فَإِمَّا تَرَيْنِى فِى رِحَالَةِ جَابِرٍ عَلَى حَرَجٍ كَالْقَرِّتَخْفِقُ أَكْفَانِى

[And either thou wilt see me upon the saddle of Jábir, upon a bier like the vehicle called قَرّ, my grave-clothes fluttering], he means, by the word رحالة, [merely] the حَرَج; there being in this case no رحالة in reality: it is like the saying, جَآءَ فُلَانٌ عَلَى نَاقَةِ الحَذَّآءِ, meaning [“ Such a one came upon] the sandal [or sandals]: ” Jábir is the name of a certain carpenter. (S.) A2: Also A ewe. (Ibn-'Abbád, TA.) [Hence,] رِحَالَهْ رِحَالَهْ is A call to the ewe, (Ibn-'Abbád, K,) on the occasion of milking. (Ibn-'Abbád, TA.) b2: and الرِّحَالَةُ is the name of A certain horse of 'Ámir Ibn-Et-Tufeyl; (K;) erroneously said by AO to be الحمالة. (TA.) رَحُولَةٌ: see رَاحِلَةٌ.

رَحَّالٌ Skilled in the saddling of camels. (K.) b2: Also A man who removes, or journeys, or travels, much; and so ↓ رَحَّالَةٌ, [or rather this signifies one who removes, or journeys, or travels, very much,] and ↓ رَحُولٌ: and ↓ رُحَّلٌ [pl. of رَاحِلٌ, q. v.,] persons who remove, or journey, or travel, much. (TA.) رَحَّالَةٌ: see what next precedes.

رَاحِلٌ Removing, (K, TA,) going, [going away, departing, going forth,] or journeying: (TA:) pl. رُحَّلٌ. (TA.) For another meaning assigned to the pl., see رَحَّالٌ.

رَاحِلَةٌ A she-camel that is fit to be saddled; (S, Msb, K;) thus some say; (Msb;) as also ↓ رَحُولٌ (S, K) and ↓ رَحُولَةٌ: (K:) or [generally a saddle-camel, or] a camel that is ridden, male or female: (S, Msb:) accord. to IKt, a she-camel that is strong to journey and to bear burdens; and such as a man chooses for his riding and his saddle on account of excellence, or generousness, or high breed, or of strength and lightness and swiftness, and of perfectness of make, and beauty of aspect: but this explanation is wrong: (Az, TA:) it signifies a he-camel, and a she-camel, that is excellent, or generous, or high-bred, or strong and light and swift: (Az, Mgh, TA:) the she-camel is not more entitled to this appellation than the he-camel: (Az, TA:) the ة is added to give intensiveness to the signification; as in دَاهِيَةٌ and بَاقِعَةٌ and عَلَّامَةٌ, epithets applied to a man: or, as some say, the she-camel is so called because she is saddled; and it is like عِيشَةٌ رَاضِــيَةٌ meaning مَرْضِيَّةٌ, and مَآءٌ دَافِقٌ meaning مَدْفُوقٌ: or, as others say, because she is ذَاتُ رَحْلٍ [one having a saddle]; and in like manner, عِيشَةٌ رَاضِــيَةٌ meansذَاتُ رَضًى, and مَآءٌ دَافِقٌ means ذُو دَفْقٍ: (TA:) the pl. is رَوَاحِلُ. (S, Msb.) It is said in a trad., تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِى كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَةٌ [Thou wilt find the people, or mankind, after me, like a hundred camels among which there is not a راحلة]: (Mgh, * TA:) because the راحلْ among a herd of camels is conspicuous and known. (TA.) b2: مَشَتْ رَوَاحِلِى, a phrase used by the poet Dukeyn, means (tropical:) I have become hoary and weak: or, as some say, I have forsaken my ignorant, or foolish, behaviour, and have restrained myself from foul conduct, and become obedient to my censurers; like as the راحلة obeys her chider, and goes. (TA.) رَاحُولٌ: see رَحْلٌ, first sentence.

رَاحُولَاتٌ A camel's saddle, (رَحْلٌ, Az, K,) or camel's saddles, so in the O, (TA,) variegated, figured, or embellished. (Az, O, K, TA.) [It is really, as well as literally, a pl.: for] a poet says, عَلَيْهِنَّ رَاحُولَاتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ

[Upon them (referring evidently to she-camels) are variegated, figured, or embellished, saddles of every kind of villous, or nappy, cloth]. (TA.) أَرْحَلُ (tropical:) A horse white in the back; (S, Mgh, K;) because it is the place of the رَحْل [or rather of the رِحَالَة]; (Mgh, TA;) the whiteness not reaching to the belly nor to the rump nor to the neck: (TA:) and a sheep or goat black in the back: accord. to Abu-l-Ghowth, the fem., رَحْلَآءُ, applied to a mare, has the former meaning only: (S:) but شَاةٌ رَحْلَآءُ means a sheep or goat, or a ewe or she-goat, white in the back, and black in the other parts; and likewise black in the back, and white in the other parts: (S, K: *) so says Abu-l-Ghowth: (S:) and it is also explained as meaning black, but white in the place of the saddle, from the hinder parts of the shoulderblades: also as meaning white, but black in the back: Az adds that such as is white in one of the hind legs is termed رَجْلَآءُ [with جيم]. (TA.) تَرْحِيلٌ (assumed tropical:) A whiteness predominating over, or interrupted by, blackness, (شُهْبَةٌ,) or a redness, upon the shoulder-blades, (K, TA,) the place upon which lies the رَحْل [or camel's saddle]. (TA.) تَرْحِيلَةٌ A thing that makes thee to remove, go, go away, depart, go forth, or journey; expl. by مَا يُرَحّلُكَ. (TA.) مُرْحِلٌ One who breaks, or trains, and renders fit to be saddled, a camel or camels. (TA.) b2: A man having many [camels such as are termed]

رَوَاحِل [pl. of رَاحِلَةٌ]; like مُعْرِبٌ meaning “ having horses such as are termed عِرَاب ” (A'Obeyd, S.) A2: A camel strong in the back, [so as to be fit for the رَحْل,] after weakness. (IDrd, TA.) and A fat camel; though he be not excellent, or generous, or high-bred, or strong and light and swift: so in the “ Nawádir el-Aaráb. ” (TA.) See also رُحْلَةٌ, in two places.

مِرْحَلٌ: see رُحْلَةٌ, in two places.

مَرْحَلَةٌ [A station of travellers; i. e.] a place of alighting or abode, between two such places: (TA:) [and also a day's journey, or thereabout; or] the space which the traveller journeys in about a day: (Msb:) sing. of مَرَاحِلُ; (S, Msb, K;) which is also a pl. of مُرَحَّلٌ as an epithet applied to a بُرْد. (TA.) One says, بَيْنِى وَبَيْنَ كَذَا مَرْحَلَةٌ أَوْمَرْحَلَتَانِ [Between me and such a place, or thing, is a station or a day's journey or thereabout, or are two stations &c.]. (S, TA.) إِبِلٌ مُرَحَّلَةٌ Camels having their رِحَال [or saddles] upon them: and also camels whose رِحَال have been put down from them: thus having two contr. meanings. (K.) b2: And بُرْدٌ مُرَحَّلٌ A garment of the kind termed بُرْد upon which are the figures of a رَحْل [or camels' saddle], (K,) and the like thereof; as in the T: (TA:) the explanation that J has given of it, [or rather of مِرْطٌ مُرَحَّلٌ,] i. e. an إِزَار [or a waist-wrapper] of [the cloth called] خَزّ, upon which is an ornamented border, is not good: such is termed مُرَجَّلٌ, with جِيم: (K:) the pl. is مُرَحَّلَاتٌ and مَرَاحِلُ; both occurring in traditions; (TA in the present art.;) and the latter of them said in the T to be syn. with مَرَاجِلُ, which is pl. of مِرْجَلٌ [q. v.]. (TA in art. رجل.) مَرْحُولٌ: see رَحِيلٌ.

مُرْتَحَلٌ signifies [The act of removing or departing; i. e.] the contr. of مَحَلٌّ used in the sense of حُلُولٌ. (TA.) b2: And sometimes it signifies The place in which one alights, or descends and stops. (TA.) b3: Also The place of the رَحْل [which may here mean either the saddle or the saddling] of a camel. (TA.) الحَالُّ المُرْتَحِلُ: see art. حل.

مُسْتَرْحِلَةٌ, applied to a she-camel: see رُحْلَةٌ.
رحل
الرَّحْلُ: مَرْكِبٌ للبَعِيرِ، والنَّاقَةِ، وَهُوَ أَصْغَرُ مِن القَتَبِ، وهُو مِن مَراكِبِ الرَِّجالِ دُونَ النِّساءِ، ونَقَلَ شَمِرٌ عَن أبي عُبَيْدَةَ: الرَّحْلُ بِجَمِيعِ رَبَضِهِ وحَقَبِهِ وحِلْسِهِ وجميعِ أَغْرُضِهِ، قَالَ: ويُقولون أَيْضا لأَعْوادِ الرَّحْلِ بِغَيْر أداةٍ: رَحْلٌ، وأَنْشَدَ: كأنَّ رَحْلِي وأداةَ رَحْلِي عَلى حَزابٍ كأَتانِ الضَّحْلِ كالرَّاحُولِ، كَمَا فِي العُبابِ، واللِّسانِ، ج: أَرْحُلٌ، بِضَمِّ الحاءِ فِي الْقَلِيلِ، وَفِي الكثيرِ رِحَالٌ، بالكَسْرِ، قَالَ ابنُ حِلِّزَةَ: طَرَقَ الْخَيالُ وَلَا كَلَيْلَةِ مُدْلِجٍ سَدِكاً بأرْحُلِنا وَلم يَتَعَرَّجِ وَقَالَ الذُّبْيانِيُّ:
(أَفِدَ التَّرَحُّلُ غيرَ أنَّ رِكابَنَا ... لَمَّا تَزُلْ بِرِحالِنا وكأنْ قَدِ)
والرَّحْلُ أَيْضا: مَسْكَنُكَ، وبَيْتُكَ، ومَنْزِلُكَ، يُقالُ: دخلتُ على الرَّجُلِ رَحْلَهُ، أَي مَنْزِلَهُ، والجمعُ أَرْحُلٌ، وَفِي حديثِ عمرَ رَيَ اللهُ تَعالى عَنهُ: قَالَ: يَا رَسول اللهِ، حوَّلْتُ رَحْلِي البَارِحَةَ كَنَى بِرَحْلِهِ عَن زَوْجَتِهِ، أرادَ غِشْيانَها فِي قُبُلِها من جِهَةِ ظَهْرِها، كَنى عَنهُ بَتَحْوِيل رَحْلِهِ، إِمَّا أَن يُرِيدَ بِهِ المَنْزِلَ والْمَأْوَى، وإِمَّا أَن يُرِيد بِهِ الرَّحْلَ الَّذِي يُرْكَب عَلَيْهِ للإِبِلِ وَهُوَ الكُورُ، ويُطْلَقُ الرَّحْلُ أَيْضا على مَا تَسْتَصْحِبُه مِن الأَثاثِ والْمَتاعِ، وَقد أنْكَرَ الحَرِيرِيُّ ذلكَ فِي دُرَّةِ الغَوَّاصِ.
وَفِي شَرْحِ الشِّفاءِ: الرَّحْلُ: مَتاعُك الَّذِي تَأْوِي إِلَيْهِ. وَفِي المُفْرَداتِ لِلراغِبِ: الرَّحْلُ مَا يُوضَعُ عَلى البَعِيرِ لِلرُّكُوبِ، ثُمَّ يُعَبَّرُ بِهِ تَارةً عَن البَعِيرِ، وتارَةً عَمَّا جُلِسَ عَلِيه من المَنْزِل، والجَمْعُ رِحالٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُم فِي رِحَالِهِم انْتهى. وَفِي الحديثِ: إِذا ابْتَلَّتِ النِّعالُ فَصَلُّوا ف الرَّحالِ، أَي صَلُّوا رُكْباناً، وَقَالَ ابنُ الأَثِير: يَعْنِي الدُّورَ والْمَساكِنَ والْمَنازِلَ.
والنِّعالُ هُنَا الحِرَار. والرِّحالَةُ، ككِتَابَةٍ، السَّرْجُ، قالَ عَنْتَرَةُ: (إِذْ لَا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سَابِحٍ ... نَهْدٍ تَعَاوَرَهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ)
كَمَا فِي الْمُحْكَمِ، ونَصُّ الأَزْهَرِيُّ: نَهْدٍ مَرَاكِلُهُ نَبِيلِ المَحْزَمِ وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الرِّحالَةُ كالرَِّحْلِ، مِن مَراكِبِ النِّساءِ. وأَنْكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ، وَقَالَ: الرَّحْلُ والرِّحالَةُ) مِن مَراكِبِ الرِّجالِ دُونَ النِّساءِ. وقِيلَ: الرِّحالَةُ أَكْبَُ مِن السَّرْجِ، تُغَشَّى بالجُلُودِ، تكونُ للخَيْلِ، والنَّجائِبِ مِن الإِبِلِ، والجَمْعُ الرَّحائِلُ، وَمِنْه قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:
(فَتَرُوا النَجائِبَ عِنْدَ ذَ ... لِكَ بالرَّحالِ وبالرَّحائِلِ)
وَلم يُسْمَع الرَّحالَةُ بِمَعْنَى السَّرْجِ إلاَّ قَوْلُ عَنْتَرَةَ السَّابِقُ. قلتُ: وَقد أَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِعَامِلِ بنِ الطُّفَيْلِ:
(ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَةِ سَابِحٍ ... بَادٍ نَواجِذُهُ عَن الأَظْرابِ)
وأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَيْرَةَ بنِ طارِقٍ:
(بِفِتْيانِ صِدْقٍ فَوْقَ جُرْدٍ كَأنَّها ... طَوالِبُ عِقْبانٍ عَليها الرَّحائِلُ)
أَو هُوَ سَرْجٌ منْ جُلُودٍ لَا خَشَبَ فِيهِ، كَانَ يُتَّخَذُ لِلرَّكْضِ الشَّدِيدِ، كَمَا فِي الْمُحْكَمِ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(تَعْدُو بِهِ خَوْصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها ... حَلَقَ الرِّحالَةِ هْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ)
يقولُ: تَعْدُو فَتَزْفِرُ فَتَفْصِمُ حَلَقَ الْحِزامِ. رَحَلَ الْبَعِيرَ، كمنع، يَرْحَلُهُ رَحْلاً، وارْتَحَلَهُ: حَطَّ، وَفِي المُحْكَم: جَعَلَ عليهِ الرَّحْلَ، فَهُوَ مَرْحُولٌ ورَحِيلٌ، ورَحَلَهُ رِحْلَةً: شَدَّ عليْهِ أداتَهُ، قالَ الأَعْشَى: (رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالَها ...غَضْبَى عليْكَ فَمَا تَقُولُ بَدَالَها)
وقالَ الْمُثَقّبُ الْعَبْدِيُّ:
(إِذا مَا قُمْتَ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ)
وَفِي الحديثِ: إنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَن أُعْجِلَهُ. أَي جعلني كالرَّاحِلَةِ فرَكِبَ على ظَهِرِي.
وَفِي التَّهْذِيبِ: رَحَلْتُ الْبَعِيرَ أَرْحَلُهُ، رَحْلاً: إِذا عَلَوْتُهُ، وَقَالَ شَمِرٌ: ارْتَحَلْتُ الْبَعِيرَ، إِذا رَكِبْتُهُ بِقَتَبٍ، أَو اعْرَوْرَيْتُهُ، قالَ الجَعْدِيُّ:
(وَمَا عَصَيْتُ أَمِيراً غَيْرَ مُتَّهَمٍ عِنْدِي ... ولكنَّ أَمْرَ المَرْءِ مَا ارْتَحَلاَ)
أَي يَرْتَحِلُ الأَمْرُ، يَرْكَبُهُ، قالَ شَمِرٌ: وَلَو أنَّ رَجُلاً صَرَعَ آخَرَ، وقَعَدَ عَلى ظَهْرِهِ، لقُلْتُ: رأيْتُهُ مُرْتَحِلَهُ.
وإنَّهُ لَحَسَنُ الرِّحْلَةِ، بالكَسْرِ: أَي الرَّحْلِ لِلإِبِلِ، أَي شَدِّه لِرَحْلِها، قَالَ: ورَحَلُوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ والرَّحَّال، كَشَدَّادٍ: الْعَالِمُ بِهِ، المُجِيدُ لَهُ. والْمُرَحَّلَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: إِبِلٌ عَلَيْهَا رِحَالُها، وَهِي أَيْضا: الَّتِي وُضِعَتْ عَنْهَا رِحالُها، ضِدّ، قَالَ:)
(سِوَى تَرْحِيلِ رَاحِلَةٍ وَعَيْنٍ ... أُكالِئُها مَخافَةَ أَنْ تَنامَا)
والرَّحُولُ، والرَّحُولَةُ، والرَّاحِلَةُ: الصَّالِحَةُ لأَنْ تُرْحَلَ لِلذَّكَرِ والأُنْثَى، ت فاعِلَةُ بمَعْنَى مَفْعُولِةٍ، وَقد يكونُ على النَّسَبِ، وَفِي الحديثِ: تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كَإِبِلٍ مائَةٍ لَيْسَ فِيها راحِلَةٌ، الرَّاحِلَةُ مِن الإبِلِ: الْقَوِيُّ على الأسْفارِ والأحْمالِ، وَهِي الَّتِي يَخْتارُها الرَّجُلُ لِمَرْكَبِهِ ورَحْلِهِ، عَلى النَّجابَةِ، وتَمامِ الخَلْقِ، وحُسْنِ المَنْظَرِ، وَإِذا كانتْ فِي جَماعَةِ الإبِلِ تَبَيَّنَتْ وعُرِفَتْ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا تَفْسِيرُ ابنِ قُتَيْبَةَ، وَقد غَلِطَ فِيهِ، فإنَّهُ جَعَلَ الرَّاحِلَةَ النَّاقَةَ، وليسَ الْجَمَلُ عِنْدَهُ رَاحِلَةٌ، والرَّاحِلَةُ عندَ العربِ: كُلُّ بَعِيرٍ نَجِيبٍ، سَواءٌ كَانَ ذَكَراً أَو أُنْثى، وَلَيْسَت النَّاقَةُ أوْلَى باسْمِ الرَّاحِلَةِ من الجَمَلِ، تقولُ العَرَبُ للجَمَلِ، إِذا كَانَ نَجِيباً: راحِلَةٌ، وجَمْعُهُ رَوَاحِلُ، ودُخُولُ الهاءِ فِي الرَّاحِلَةِ للمُبالَغَةِ فِي الصِّفَةِ، كَمَا تقولُ: رجلٌ دَاهِيَةٌ، وباقِعَةٌ، وعََّامَةٌ، وَقيل: إنَّما سُمِّيَتْ رَاحِلَةً لأنَّها تُرْحَلُ، كَما قالَ اللهُ تَعَالَى: فِي عِيَشةٍ راضِــيَةٍ، أَي مَرْضِيَّةٍ، وماءٍ دافِقٍ، أَي مَدْفُوقٍ، وَقيل: لأنَّها ذاتُ رَحْلٍ، وكذلكَ عِيشَة رَاضِــيَة، أَي ذاتُ رِضاً، وماءٍ دافِقٍ، ذِي دَفْقٍ. وأَرْحَلَها صاحِبُها: رَاضَــها، وذَلَّلَها، فَصَارَتْ رَاحِلَةً، وَكَذَلِكَ: أَمْهَرَها إِمْهاراً، إِذا جَعَلَها الرَّائِضُ مَهْرِيَّةً، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَرْحَلَ الْبَعِيرَ، فَهُوَ رَجُلٌ مُرْحِلٌ، إِذا أَخَذَ بَعِيراً صَعْباً فَجَعَلَهُ رَاحِلَةً. والمُرَحَّلُ، كمُعَظَّم: بُرْدٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ رَحْلٍ وَمَا ضَاهاهُ، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ، وتَفْسِيرُ الْجَوْهَرِيِّ إيَّاهُ بإزارِ خَزٍّ فِيهِ عَلَمٌ، غيرُ جَيِّدٍ، وإنَّما ذَلِك تَفْسِيرُ الْمُرَجَّلِ، بالجِيمِ. قَالَ شيخُنا: وَقد يُقالُ: لَا مُنافاةَ بَيْنَهما، إذْ يجوزُ أَن يكونَ العَلَمُ مُصَوَّراً بِصُورَةِ الرَّحْلِ. وقَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:
(فقُمْتُ بهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَراءَنا ... غَلى إِثْرَنا أَذْيالَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ) يُرْوَى بالحاءِ وبالجِيمِ، أَي مُعْلَمٍ، ويُجْمَعُ عَلى المُرَحَّلاتِ، والمَراحِلِ، وَمِنْه الحديثُ: كانَ يُصَلّي وعَلَيْهِ مِن هذِه الْمُرَحَّلاتِ، يعنِي المُروطَ الْمُرَحَّلَةَ، وَفِي آخَرَ: حَتَّى يَبْنِيَ النَّاسُ بُيُوتاً يُوَشُّونَها وَشْيَ الْمَراحِلِ. والمِرْحَلُ، كمِنْبَرٍ: الْقَوِيُّ مِنَ الْجِمالِ عَلى السَّيْرِ، قالَهُ الْفَرَّاءُ. وبَعِيرٌ ذُو رِحْلَةٍ، بالكسرِ، والضَّمِّ: أَي قَوِيٌّ على السَّيْرِ، قالَهُ الْفَرَّاءُ أَيْضا، كَمَا فِي العُبابِ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ: بَعِيرٌ مُرْحِلٌ ورَحِيلٌ، إِذا كَانَ قَوِياً، هَكَذَا ضَبَطَهُ: كمُحْسِنٍ، فتَأَمَّلْ. وَقَالَ أَبُو الْغَوْثِ: شاةٌ رَحْلاَءُ: سَوْدَاءُ وظَهْرُها أَبْيَضُ، أَو عَكْسُهُ، بأنْ كانَتْ بَيْضَاءَ وظَهْرُها أَسْوَدُ، وقالَ غيرُه: شَاةٌ رَحْلاُْ: سَوْداءُ بَيْضَاءُ مَوْضِعِ مَرْكَبِ الرَّاكِبِ مِن مآخِيرِ كَتِفَيْها، وإنِ ابْيَضَّتْ واسْوَدَّ ظَهْرُها فَهِيَ أَيْضا رَحلاُْ. زادَ الأَزْهَرِيُّ: فَإِن ابْيَضَّتْ إِحْدَى رِجْلَيْها فَهِيَ رَجْلاء، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ أَبُو)
الغَوْثِ: وفَرَسٌ أَرْحَلُ: اَبْيَضُ الظَّهْرِ فَقَط، لأنَّهُ مَوْضِعُ الرَّحْلِ، أَي لم يَصِلِ الْبَياضُ إِلَى البَطْنِ وَلَا إِلَى الْعَجُزِ وَلَا إِلَى الْعُنُقِ، وَهُوَ مَجازٌ. وبَعِيرٌ ذُو رِحْلَةٍ، بالكسرِ: أَي قُوَّةٍ عَلى السَّيْرِ.
وجَمَلٌ رَحِيلٌ، كأَمِيرٍ: قَوِيٌّ عَلى السَّيْرِ، أَو عَلىَنْ يَرْحَلَ، وكذلكَ ناقَةٌ رَحِيلٌ، وَمِنْه حديثُ الجَعْدِيِّ: أنَّ الزُّبَيْرَ أمَرَ لَهُ بِراحِلةٍ رَحِيلٍ. قالَ الْمُبَرِّدُ: راحِلَةٌ رَحِيلٌ: قَوِيٌّ عَلى الرَّحْلَةِ والارْتِحَالِ، كَما يُقالُ: فَحْلٌ فَحِيلٌ، ذُو فِحْلَةٍ. قد تقَدَّمَ قَوْلُهُ: بعِيْرٌ ذُو رُحْلَةٍ وضبْطُهُ بالوَجْهَيْنِ قَرِيبا، فإعادتُهُ ثانِياً تَكْرارٌ. ومِن الْمَجازِ: تَرَحَّلَهُ، إِذا رَكبَهُ بِمَكْرُوهٍ. وارْتَحَلَ الْبَعِيرُ رَحْلَهُ: سارَ ومَضَى، وَقد جَرَى ذلكَ فِي الْمَنْطِقِ، حتَّى قيلَ: ارْتَحَلَ القَوْمُ عَنِ الْمَكانِ، ارْتِحالاً: إِذا انْتَقَلُوا، كتَرَحَّلُوا، والاسْمُ الرِّحْلَةُ، بالضَّمِّ، والكسرِ، يُقالُ: إنَّهُ لَذُو رِحْلَةٍ إِلَى المُلوكِ ورُحْلَةٍ، حَكاهُ اللِّحْيانِيُّ، أَي ارْتِحالٍ. والرِّحْلَةُ بالكسرِ: الارْتِحالُ لِلْمَسِيرِ، يُقال: دَنَتْ رِحْلَتُنا، ومنهُ قَوْلُه تَعَالَى: رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْف. وبالضَّمِّ: الوَجْهُ الَّذِي تَقْصِدُهُ، وتُرِيدُهُ، وتَأْخُذُ فِيهِ، يُقالُ: أَنْتُم رُحْلَتِي، أَي الذينَ أَرْتَحِلُ إليْهم، قالَهُ أَبُو عَمْرٍ و، ويُقالُ: مَكَّةُ رُحْلَتِي، أَي وَجْهِيَ الَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَرْتَحِلَ إليْه، وَمن هُنا أُطْلِقَ عَلى الشَّرِيفِ، أَو العالِمِ الكَبِيرِ الَّذِي يُرْحَلُ إليهِ لِجَاهِهِ أَو عِلْمِهِ، قالَ شيخُنا: وفُعْلَة فِي المَفْعُولِ ادَّعَى أَقْوامٌ فِيهِ القِياسَ. والرُّحْلَةُ أَيْضا: السَّفْرَةُ الْواحِدَةُ، عَن ابنِ سِيدَه. والرَّحِيلُ، كأَمِيرٍ: اسْمُ ارْتِحَالِ الْقَوْمِ، مِنْ رَحَلَ يَرْحَلُ، قالَ الرَّاعِي:
(مَا بالُ دَفِّكَ بالْفِراشِ مديلا ... أَقَذىً بِعَيْنِكَ أم أَرَدْتَ رَحِيلا)
والرَّحِيلُ: مَنْزِلٌ بَيْنَ مَكَّةَ والْبَصْرَةِ، كَمَا فِي اللِّسان. ورَاحِيلُ: اسْم أُمِّ سَيِّدُنا يُوسُفَ الصِّدِّيقِ، عليهِ السَّلامُ، هَكَذَا ضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ، وغيرُه، وأَغْرَبَ الشَّامِيُّ حيثُ ضَبَطَهُ فِي المُهِمَّاتِ مِن سِيرَتِهِ بالجِيمِ، وضَبَطَهُ شَيْخُ مَشايِخِنا الزُّرْقانِيُّ بالوَجْهَيْنِ. ورِحْلَةُ، بالكسرِ: هَضْبَةٌ مَعْرُوفَةٌ، زعَم ذلكَ يَعْقُوبُ، وأَنْشَدَ:
(تُرَادَى عَلى دِمْنِ الْحِياضِ فإنْ تَعَفْ ... فَإنَّ الْمُنَدَّى رِحْلَةٌ فرَكُوبُ)
قَالَ: ورَكُوبُ: هَضْبَةٌ أَيْضا، ورِوايَةُ سِيبَوَيْه: فرُكُوبُ، أَي بِضَمِّ الرَّاءِ، أَي أَن يُشَدَّ رَحْلُها فَتُرْكَب. وأَرْحَلَ الرَّجُلُ: كَثُرَتْ رَواحِلُهُ، فَهُوَ مُرْحِلٌ، كَمَا يُقال: أَعْرَبَ، فَهُوَ مُعْرِبٌ، إِذا كَانَ لهُ خَيْلٌ عِرَابٌ، عَن أبي عُبَيْدَةَ. وأَرْحَلَ الْبَعِيرُ: قَوِيَ ظَهْرُهُ بَعْدَ ضَعْفٍ، فَهُوَ مُرْحِلٌ، عَن أبي زَيْدٍ. واَرْحَلَتِ الإِبِلُ: سَمِنَتْ بعدَ هُزالٍ، فأطاقَتِ الرِّحْلَةَ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: أَرْحَلَ البَعِيرُ: سَمِنَ كأنَّه صارَ عَلى ظَهْرِهِ رَحْلٌ، لِسِمَنِهِ وسَنامِهِ. وَفِي نَوادِرِ الأَعْرابِ: بَعِيرٌ مُرْحِلٌ، إِذا كَانَ سَمِيناً وإنْ)
لم يكُنْ نَجِيباً. وأَرْحَلَ فُلاناً: أَعْطاهُ رَاحِلَةً يَرْكَبُها. ورَحَلَ عَن المَكانِ، كَمَنَعَ، يَرْحَلُِ، رَحْلاً: انْتَقَلَ، وسارَ. ورَحَّلْتُهُ، تَرْحِيلاً: أَظْعَنْتُه مِن مَكانِهِ، وأَزَلْتُه، قَالَ:
(لَا يَرْحَلُ الشَّيْبُ عَن دارٍ يَحُلُّ بِها ... حَتَّى يُرَحِّلُ عَنْهَا صاحِبَ الدَّارِ)
ويُروَى: عامِرَ الدَّارِ، فَهوَ رَاحلٌ، مِن قَوْمٍ رُحَّلٍ، كَرُكَّعٍ، قَالَ: رَحَلْتُ مِن أَقْصَى بِلادِ الرُّحَّلِ مِن قُلَلِ الشِّحْرِ فَجَنْبَيْ مَوْحَلِ وَفِي الحديثِ: عِنْدَ اقْتِرابِ السَّاعِةِ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ عَدَنَ تُرَحِّلُ النَّاسَ، رَواهُ شُعْبَةُ، وقالَ: مَعْناهُ تَرْحَلُ مَعْهم إِذا رَحَلُ، وتَنْزِلُ مَعَهم إِذا نَزَلُوا، جاءَ بِهِ مُتَّصِلاً بالحديثِ، قَالَ شَمِرٌ: ويُرْوَى: تُرْحِلُ النَّاسَ، أَي تُنْزِلُهم الْمَراحِلَ، وَقيل: تَحْمِلُهم عَلى الرَّحِيلِ. ومِن الْمَجازِ: رَحَلَ فُلاناً بِسَيْفِهِ، إِذا عَلاهُ، وَمِنْه الحديثُ: لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمِهِ، أَوْ لأَرحَلَنَّكَ بِسَيْفِي، أَي لأَعْلُوَنَّكَ. والْمَرْحَلَةُ: واحِدَةُ الْمَراحِلِ، وَهُوَ الْمَنْزِلُ بَيْنَ الْمَنْزِلَيْنِ، يُقالُ: بَيْنِي وبَيْنَ كَذا مَرْحَلَةٌ، أَو مَرْحَلَتانِ. وراحَلَهُ، مُراحَلَةً: عاوَنَهُ على رِحْلَتِهِ، واسْتَرْحَلَهُ: أَي سَأَلَهُ أَنْ يَرْحَلَ لَهُ. والرِّحَالُ، ككِتابٍ: الطَّنافِسُ الْحِيرِيَّةُ، وَمِنْه قَوْلُ الأَعْشَى:
(ومَصَابِ غَادِيَةً كأنَّ تِجارَها ... نَشَرَتْ عليْهِ بُرُودَها ورِحالَها)
وذُو الرِّحَالَةِ، بالكسرِ: مُعاوِيةُ بنُ كعبِ بنِ مُعاويةَ بنِ عُبَادَةَ بنِ عُقَيْلِ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. ورِحَالَهْ رِحَالَهْ: دُعاءٌ لِلنَّعْجَةِ عِنْدَ الْحَلْبِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والرِّحَالَةُ أَيْضا: فَرَسُ عَامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ، وَهِي عِنْد أبي عُبَيْدَةَ الْحِمالَةُِ، وَقَالَ أَبُو النَّدَى: غَلِطَ أَبُو عُبَيْدَةَ، أَفْلَتَ عَلَيْهَا عامرُ بنُ الطُّفَيْلِ يَوْمَ الرَّقَمِ، فقالَ سَلَمَةُ نُ الْخُرْشُبِ الأَنْمارِيُّ:
(نَجَوْتَ بِنَصْلِ السَّيْفِ لَا غِمْدَ فَوْقَهُ ... وسَرْجٍ على ظَهْرِ الرَّحالَةِ قاتِرِ)
وَكَشَدَّادٍ: أَبُو الرًَّحَّالِ خالدُ بنُ محمدُ بنُ خالدٍ، الأنْصارِيُّ الْمَدَنِيُّ التَّابِعِيُّ صاحبُ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، رَوَى عنهُ يَزيدُ بنُ بَيانٍ الْعُقْيِليُّ. وَأَبُو الرَّحالِ: عُقْبَةُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، رَوَى عَن بَشِيرِ بنِ يَسارٍ، وَعنهُ عِيسَى نُ يُونُسَ، وأخوهُ سَعْدُ بنُ عُبَيْدٍ. ورَحَّالُ بنُ الْمُنْذِرِ، وعمرُو بنُ الرَّحَّالِ، وعليُّ بنُ محمدِ بنِ رَحَّالٍ: مُحَدِّثُونَ. وفاتَهُ: رَحَّالُ بنُ سَلم، عَن عَطاءِ ابْن أبي رَباحٍ، وَعنهُ عَتَّابُ بنُ عبدِ العزيزِ، أَوْرَدَهُ ابنُ حِبّانَ. والرَّحَّالُ بنُ عَزْرَةَ بنِ المُخْتارِ بنِ لَقِيطِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ خَفاجَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عُقَيْلٍ: شاعِرٌ. والتَّرْحِيلُ: شُهْبَةٌ، أَو حُمْرَةٌ عَلى الْكَتِفَيْنِ،) مَوْضِعَ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ الرَّحْلُ. ونَاقَةٌ مُسْتَرْحِلَةٌ: نَجِيبَةٌ، وَكَذَلِكَ: مُرْحِلَةٌ، ورَحِيلَةٌ، ورَحِيلٌ، كَذَا فِي نَوادِرِ الأَعْرابِ. والرَّاحُولاَتُ، فِي قَوْلِ الْفَرَزْدِقِ الشَّاعِرِ:
(عَلَيْهِنَّ رَاحُولاَتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ ... مِن الشَّامِ أَو مِن قَيْصَرانَ عِلامُها)
: الرَّحْلُ الْمُوْشِيُّ، هَكَذَا هُوَ نَصُّ الأَزْهَرِيُّ، وَفِي العُبابِ: الرِّحالُ الْمَوْشِيَةُ، وقَيْصَرانُ: ضَرْبٌ مِن الثّيابِ المَوْشِيَّةِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: مُرْتَحَلُ البَعِيرِ: مَوْضِعُ رَحْلِهِ. ورَحَلَ فُلانٌ فُلاناً، وارْتَحَلَهُ: عَلا ظَهْرَه، ورَكِبَهُ. ويُقالُ فِي السَّبِّ: يَا ابنَ ملْقَى أَرْحُلِ الرُّكْبانِ. والارْتِحالُ: الإشْخاصُ والإِزْعاجُ. ورَجُلٌ رَحُولٌ، ورَحَّالٌ، ورَحَّالَةٌ: كَثِيرُ الرِّحْلَةِ، وقَوْمٌ رُحَّلٌ: يَرْتَحِلُونَ كثيرا. وارْتَحَلَ فُلانٌ أَمْراً مَا يُطِيقُه، ورَحَلَ فُلانٌ صَاحِبَهُ بِما يَكْرَهُ، واسْتَرْحَلَ النَّاسَ نَفْسَهُ: أَذَلَّها لَهُم، فهم يَرْكَبُونَها بالَأذَى، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
(ومَنْ لَا يَزَلْ يَسْتَرْحِلُ النَّاسَ نَفْسَهُ ... وَلَا يُعْفِها يَوْماً مِن الذُّلِّ يَنْدَمِ)
وَقيل: مَعْناهُ أَنَّهُ يسألُهم أَن يَحْمِلُوا منهُ كَلَّهُ وثِقْلَه ومَؤُونَتَهُ، ومضن قَالَ بِهَذَا القَوْلِ رَوَى البَيْتَ: وَلَا يُعْفِها يَوْماً مِن النَّاسِ يُسْأَمِ قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ فِي كتابِ المَعانِي. ومَشَتْ رَواحِلُهُ: شَابَ، وضَعُفَ، قَالَ دُكَيْن: أَصْبَحْتُ قد صَالَحَنِي عَواذِلِي بَعْدَ الشِّقاقِ ومَشَتْ رَواحِلِي قيل: تَرَكْتُ جَهْلِي، وارْعَوَيْتُ، وأطَعْتُ عَواذِلي، كَما تُطِيعُ الرَّاحِلَةُ زَاجِرَها، فَتَمْضِي، وَهُوَ مَجازٌ. وحطَّ رِحْلَهُ، وأَلْقَى رَحْلَهُ: أَقَامَ. وَهَذَا مَحَطُّ الرَّواحِلِ والرَِّحَالِ. والتَّرْحِيلُ: تَواشِيَةُ الثِّيابِ. والتَّرْحِيلَةُ: مَا يُرَحَّلُكَ. ورَحْلُ المُصْحَفِ: مَا يُوضَعُ عليهِ كهيْئَةِ السَّرْجِ. والرُّحْلَةُ، بالضّمِّ: القُوَّةُ والْجَوْدَةُ. وَإِذا عَجِلَ الرَّجُلُ إِلَى صاحِبِه بالشَّرِّ قيل: اسْتَقْدَمْتَ رِحَالَتَك. والْمُرْتَحَلُ: نَقيضُ المَحَلِّ، قَالَ الأَعْشَى: إنَّ مَحَلاًّ وإنَّ مُرْتَحَلاً يُريدُ: إنَّ ارْتِحالاً، وإِنَّ حُلُولاً، وَقد يَكُونُ المُرْتَحَلُ اسْمَ المَوْضِع الَّذِي يُحَلُّ فيهِ. ورَحَلْتُ لَهُ نَفْسِي، إِذا صَبَرْتُ عَلى أذاهُ. والرَّحِيلُ، كأَمِيرٍ: اسْمُ رَجُلٍ، وقِصَّتُه فِي تركيب ع ر ب.
والرِّحَالَةُِ، بالكَسْرِ: النَّعْجَةُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والرَّحَّال: لَقَبُ عَمْرِو بنِ النُّعْمانِ ابنِ الْبَراءِ الشَّيْبانِيِّ، والرَّحَّالُ الفهْمِيُّ: شاعِرانِ. والرَّحَّالُ: لَقَبُ عُرْوَةَ بن عُتْبَةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ كِلاَبٍ قَتَلَهُ)
الْبَــرَّاضُ فِي قِصَّةِ لَطِيمَةِ كِسْرَى. وتَرَاحَلُوا إِلَى الحَكَمِ: رَحَلُوا إليهِ. وعبدُ المَلِكِ بنِ رحيل الرَّحَبِيُّ، عَن أبيهِ، عَن بِلالٍ. ورُحَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: جَماعَةُ نِسْوَةٍ من يَهُود، كَذَا بِخَطَّ مُغُلْطَاي.
ورُحَيْلَةُ: قَبِيلَةٌ مِن السُّلَيْمانِيِّينَ بِجِبالِ كابُلَ. والمُرَحَّلُ، كمُعَظَّمٍ: مالِكُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عليِّ بن عبدِ الرحمَنِ بنِ المُرَحَّلِ، أَحَدُ فُضَلاءِ المَغارِبَةِ، لَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ. وكمُحَدِّثٍ: صَدْرُ الدِّينِ بنُ المُرَحِّلِ، أحدُ الأَعْلامِ.
باب الحاء والراء واللام معهما ر ح ل يستعمل فقط

رحل: الرّاحِلةُ: المَرْكب من الإبل ذكرا كان أو أنثى. ورَحَلْتُ بعيري أرحَلُه رَحْلاً، وارْتَحَلَ البعير رُحْلْةً أي سارَ فمَضَى. ثم جَرَى في المنطق حتى يقال: ارتحل القوم. والرَّحيل: اسم الارتِحال للمسير، [والمُرْتَحَل: نَقيضُ المَحَلِّ، قال الأعشى:

إن محلا وإن مُرْتَحَلاً»

يُريد: إنّ ارتحالاً وإنّ حُلولاً. وقد يكون المُرْتَحَل اسم المَوْضِع الذي تَحُلُّ فيه] . وتَرَحَّلَ القَوْم: وهو ارتِحالٌ في مُهْلة. ورَحْلُ الرَّجل: مَنْزِلُه ومَسْكَنُه، يقال: إنّه لخَصيبُ الرَّحْل. ورَحَلْتُه بمكروهٍ أَرْحَلَه أيْ: رَكِبتُه بها. والمُرَحَّل: ضَرْبٌ من بُرُود اليَمَن، سُمِّيَ به لأنّ عليه تَصاويرَ رَحْلٍ وما يُشْبِهُهُ . وقال في المُرَحَّل :

على أَثَرَيْنا ذَيْل مِرْطٍ مُرَحَّلِ

والعَرَبُ تَقذِف أحدَهم وتَكنْى فتقول: يا ابنْ مُلْقَى أَرْحُل الرُّكْبان. (وراحِيل : اسمُ أُمِّ يوسف- عليه السلام) . 

سوس

(سوس) الْحبّ غَيره سوسا سَاس وَالْحَيَوَان أَصَابَهُ السوس فَهُوَ أسوس وَهِي سوساء (ج) سوس
[سوس] نه: فيه: كانت بنو إسرائيل "تسوسهم" أنبياؤهم، أي تتولى أمورهم كالأمراء والولاة بالرعية، والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه.
(سوس) الْحبّ وَغَيره سَاس وَيُقَال سوس عظمه ودود لَحْمه من كَذَا إِذا تهالك غما وَالْقَوْم فلَانا أساسوه وَيُقَال سوسوه أُمُورهم وَفُلَان لفُلَان أمرا روضه وذلله
س و س: (سَاسَ) الرَّعِيَّةَ يَسُوسُهَا (سِيَاسَةً) بِالْكَسْرِ. وَ (السُّوسُ) دُودٌ يَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالطَّعَامِ. وَ (سَاسَ) الطَّعَامُ يَسَاسُ (سَوْسًا) بِوَزْنِ قَوْلٍ إِذَا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ. وَكَذَا (أَسَاسَ) الطَّعَامُ وَ (سَوَّسَ) (تَسْوِيسًا) . 

سوس


سَوِسَ(n. ac. سَوَس [ ])
a. Was wormeaten; was carious, decayed, cankered
corroded.
b. [pass.]
سِيْسَ
a. Was worm-eaten &c.

سَوَّسَa. Made governor, ruler &c.
b. Was worm-eaten &c.

أَسْوَسَa. see II
تَسَوَّسَإِسْتَوَسَa. see II (b)
سُوْس (pl.
سِيْسَان [] )
a. Grub; moth; worm; weevil; mite.
b. Liquorice.
c. Root, origin; nature; disposition.

سُوْسَة []
a. see 3 (a)b. Seeds, germs of discord.

سَائِس [] (pl.
سَاسَة
[سَوْسَة
1t
a. A]

سُوَّاس [] )
a. Administrator, governor.
b. Groom.
سِيَاسَة []
a. Government, authority, command, rule;
administration.
b. Grooming, management ( of a horse ).

سُوْسَان سَُوْسَن
a. Lily.
(س و س) : (السُّوسُ) نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ يُغَمَّى بِهِ الْبُيُوتُ وَيُجْعَلُ وَرَقُهُ فِي النَّبِيذِ فَيَشْتَدُّ كَالدَّاذِيِّ وَلَفْظُ الرِّوَايَةِ أَرَأَيْتَ الْخَمْرَ يُطْرَحُ فِيهَا رَيْحَانٌ يُقَال لَهُ السُّوسُ كَأَنَّهُ تَحْرِيفُ السَّوْسَنِ بِزِيَادَةِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنْ الرَّيَاحِينِ وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْهَا (وَالسُّوسَةُ) الْعُثَّةُ وَهِيَ دُودَةٌ تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ وَالطَّعَامِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ حِنْطَةٌ مُسَوِّسَةٌ بِكَسْرِ الْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ وَيُقَالُ الرَّجُلُ (يَسُوسُ) الدَّوَابَّ إذَا قَامَ عَلَيْهَا وَــرَاضَــهَا (وَمِنْهُ) الْوَالِي يَسُوسُ الرَّعِيَّةَ سِيَاسَةً أَيْ يَلِي أَمْرَهُمْ.
س و س

هو يسوس الدواب، وهو من ساستها وسواسها. والكرم من سوسه: من طبعه. وساس الطعام وسوس وأساس. قال:

قد أطعمتني دقلاً حولياص ... مسوساً مدوداً حجرياً

من حجر: قصبة اليمامة. وتقول: كيف تكون الرعية مسوسه، إذا كان راعيها سوسه.

ومن المجاز: الوالي يسوس الرعية ويسوس أمرهم، ويسوس أمورهم، وسوس فلان أمر قومه. قال الحطيئة:

لقد سوست أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين

وروى شوست. وسوس عظمي ودود لحمي من ذاك إذا تهالكت عما.
[سوس] سُسْتُ الرعيّة سِياسَةً. وسُوِّسَ الرجلُ أمورَ الناس، على ما لم يسم فاعله، إذا مُلِّكَ أمرهم. ويروى قول الحطيئة : لقد سُوِّسْتِ أمرَ بنيكِ حتّى * تَرَكِتْهِمْ أَدَقَّ من الطَحينِ * قال الفراء: قولهم سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مجرّبٌ قد ساسَ وعليه، أي أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه. والسوسُ: الطبيعة. يقال: الفصاحة من سُوسِهِ، أي من طبعه. وفلانٌ مِن سوسِ صدقٍ وتوسِ صدْقٍ، أي من أصل صِدْقٍ والسوسُ: دودٌ يقَع في الصوف والطعام. والسَوْسُ بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ إذا وقع فيه السوسُ. وكذلك أَساسَ الطعام، وسوس أيضا. قال الراجز  قد أطعمتني دقلا حوليا * مسوسا مدودا حجريا * أبو زيد: ساسَتِ الشاة تَساسُ سَوْساً، أي كثر قملها. وأساست مثله.
س و س : السُّوسُ الدُّودُ الَّذِي يَأْكُلُ الْحَبَّ وَالْخَشَبَ الْوَاحِدَةُ سُوسَةٌ وَالْعِيَالُ سُوسُ الْمَالِ أَيْ تُفْنِيهِ قَلِيلًا قَلِيلًا كَمَا يَفْعَلُ السُّوسُ بِالْحَبِّ وَإِذَا وَقَعَ السُّوسُ فِي الْحَبِّ فَلَا يَكَادُ يَخْلُصُ مِنْهُ وَسَاسَ الطَّعَامُ يَسُوسُ سَوْسًا وَسَاسًا مِنْ بَابِ قَالَ وَسَاسَ يَسَاسُ سَوَسًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَأَسَاسَ بِالْأَلِفِ وَسَوَّسَ بِالتَّشْدِيدِ إذَا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ كُلُّهَا أَفْعَالٌ لَازِمَةٌ وَتُطْلَقُ السُّوسَةُ عَلَى الْعُثَّةِ وَهِيَ الدُّودَةُ الَّتِي تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ وَسَاسَ زَيْد الْأَمْرَ يَسُوسُهُ سِيَاسَةً دَبَّرَهُ وَقَامَ بِأَمْرِهِ.

وَالسَّوْسَنُ نَبَاتٌ يُشْبِهُ الرَّيَاحِينَ عَرِيضُ الْوَرَقِ وَلَيْسَ لَهُ رَائِحَةٌ فَائِحَةٌ كَالرَّيَاحِينِ وَالْعَامَّةُ تَضُمُّ الْأَوَّلَ وَالْكَلَامُ فِيهَا مِثْلُ: جَوْهَرٍ وَكَوْثَرٍ لِأَنَّ بَابَ فَوْعَلٍ مُلْحَقٌ بِبَابِ فَعْلَل بِفَتْحِ الْفَاءِ وَاللَّامِ وَأَمَّا فُعْلَلُ بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ فَلَا يُوجَدُ إلَّا مُخَفَّفًا نَحْوُ جُنْدَبٍ مَعَ جَوَازِ الْأَصْلِ وَالْأَصْلُ هُنَا مُمْتَنِعٌ فَيَمْتَنِعُ الْإِلْحَاقُ. 
السين والواو ومما ضوعف من فائه ولامه س وس

السُّوسُ العُثُّ وهو الدُّودُ الذي يأكلُ الحبَّ واحدته سُوسةٌ حكاه سيبَوَيْهِ وكلُّ آكلِ شَيءٍ فهو سُوسُهُ دُوداً كان أو غيرَه وساسَ الطعامُ يَسَاسُ ويَسُوس عن كُراعِ سَوْساً وسيِسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّس وطعامٌ ساسٌ وأرضٌ ساسةٌ ومَسُوسَةٌ وساسَتِ الشاةُ تَساسُ سَوْساً وأساست وهي مُسِيسٌ كَثُر قملُها وقال أبو حَنِيفةَ ساسَتِ الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَسَاسَت أيضاً والسَوَسُ داءٌ في عَجُز الدَّابَّةِ وقيل هو داءٌ يَأْخُذُ الدَّابةَ في قَوائِمها وساسَ الأمَر سِياسةً قام به ورَجُلٌ ساسٌ من قَوْمٍ ساسَة وسُوَّاس أنشد ثعلب

(سادةٌ مَادةٌ لكل جَميعٍ ... ساسَةٌ للرِّجالِ يَوْمَ القِتَالِ) وسَوَّسَهُ القومُ جَعَلُوه يسُوسُهم والسُّوسُ الطَّبْع والخُلُق يقال الفصاحةُ من سُوسِه وقال اللحيانيُّ الكَرَمُ من سُوسِه والسُّوسُ شَجَرٌ ينبتُ وَرَقاً في غير أَفْنان وقال أبو حَنيِفةَ هو شَجَرٌ يغمى به البُيُوت ويدخل عَصِيره في الدَّواء وفي عُرُوقه حَلاوة شديدةٌ وفي فُرُوعِه مَرَارةٌ قال وهو ببلادِ العربِ كَثِيرٌ والسَّوَاسُ شَجَرٌ واحدته سَوَاسة قال أبو حَنِيفة السَّوَاسُ من العِضَاه وهو شَبِيهٌ بالمَرْخ له سَنِفَة مثل سَنِفة المَرْخ وليس له شَوْكٌ ولا وَرَقٌ يَطُول في السَّماء ويُسْتَظَلُّ تَحْتَه وقال بعضُ العرب هي السَّواسي قال أبو حَنِيفة فسألته عنها فقال السَّواسي والمَدْخُ والمَرْخ والمَنْجُ هؤلاء الثلاثة متشابهة وهي من أَفْضَل ما يُقْتَدحُ به ولا يَصْلد وسَوَاسُ موضع أنشد ثعلبٌ

(وإنّ امْرَأً أَمْسَى ودُون حَبِيبِه ... سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ والهَمَيانِ ... )

(لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بعد اقْتِرابِه ... ومَعْذُورَةٌ عَيْناهُ بالهَمَلاَنِ)

ومن خَفِيف هذا الباب سَوْ يَكُون وسَوْ نَفْعَل يريدون سَوْفَ حكاه ثعلبٌ وقد يجوز أن تكون الفاء مَزِيدةً فيهما ثم تُحْذَف لكثرة الاسْتِعْمال وقد زَعَمُوا أن قولهم سَأَفْعَل إنما يُريدون به سَوْفَ أَفْعَل فَحَذَفُوا لكَثْرة اسْتِعْمالهم إياه فهذا أشذُّ من قَوْلِهم سَوْ نَفْعَل
سوس: ساس: تستعمل بمعنى راض الباز والصقر ودرّبه (كليلة ودمنة ص155) وبمعنى فرجن الحصان وحسه (بوشر). وفي معجم فوك: يسوس الدابة أي يروض الجياد.
ساس ومضارعه يسوس ويسيس: أطرى، أطنب في المدح، تملق دارى (ألكالا).
ساس ومضارعه يسوس ويقال: ساس في أي مهر في، حذق (فوك).
سوَّس (بالتشديد): وقع فيه السوس وهو العثّ (ألكالا) والمصدر: تسويس واسم المفعول مُسوَّس.
سوَّس (بالتشديد): وقع فيه السوس وهو العثّ (ألكالا) والمصدر: تسويس واسم المفعول مُسوَّس.
سوَّس القمح والخشب: ساس، نخر (بوشر).
ضرسة مسوَّسة: ضرس متآكل (دوماس حياة العرب ص425).
سايَسَ: راض، روّض (الكالا).
سايَس فلاناً: هدأه، وأطفأ غضبه، لاطفه (تاريخ البربر 2: 166).
سايَس: دلَّل، عامل برقة (بوشر).
سايس نَفْسَه: تدلّل، راعى صحته، ترفّه (بوشر).
سايَس الأمور: مارسها وزاولها بمهارة (بوشر).
سايَس أموره: تصرف بحكمة وحذر (بوشر).
تسوّس (القمح والخشب): ساس، نخر (بوشر).
ساس: (قبطية) وتعنى بمصر مُشاقة الكتان (دي ساسي عبد اللطيف ص151، 566، 567، ألف ليلة 2: 243).
ساس: اسم شجرة أصولها مرة (دوماس حياة العرب ص381).
سوس، واحدته سوسة: عث يقع في الخشب والحبوب فيأكلها (بوشر).
سُوس: مرض في الأسنان يجعلها سوداً (ألكالا).
سُوسَة: تسويس، نخاريب السوس، الثقوب التي يتركها السوس في الخشب (بوشر) سوسة النبات: يرقان، خرّم الحنطة وهو مرض جرثومي.
سوسة: هوس، يقال: له سوسة في الخيل: نزوة (بوشر).
سوسي: نسيج من الكتاب مشهور ينسج في سوس من بلاد تونس على شاطئ البحر. ويستعمل خاصة للعمائم (الملابس ص317 - رقم 48 ياقوت 3: 191). وفي الحلل (ص9 ق): مائة عمامة مقصورة وأربعمائة من السوس. وسوس مشهورة اليون بصنع البرانس (كاريت جغرافية ص217).
وفي صفة مصر (17: 217): سُوسيَّة قماش غليظ تصنع منه أغطية الحشايا والخيام.
سيسانيات (وهذا صواب كتابة الكلمة) وهي في مصر نوع من صغار الكُدَيش يركبها الأطفال (عوادة ص457).
سَئوس: ماهر، أريب (فوك).
سياسة: شرطة (فوك).
سياسة: إدارة المملكة ومعاملة الدول، وتدبير الأمور بحكمة ومهارة (بوشر، المعّري 2: 60) حيث عليك أن تقرأ والسياسة وفقاً للمخطوطات وطبعة بولاق.
بالسياسة: مهلاً، بهدوء (رولاند).
سياسة صحَّة الأبدان: علم الصحّة (بوشر).
السياسة المَدَنِيّة: النظام المدني عند الفلاسفة وهو نظام يطبق في المدينة الفاضلة والجمهورية المثالية حيث يسود الحب والوفاق بين الناس فلا يحتاجون إلى سلطان إذ أن كل فرد منهم قد بلغ الكمال الذي يمكن أن يبلغه إنسان (دي سلان على المقدمة 2: 127).
عارف بامور السياسة ومتبحر في علم الأمور السياسية أيضاً: عالم بالجنايات (بوشر) ولتفسير هذا المعنى لابد أن تعرف أن الكلمة العربية سياسة ومعناها تدبير وإدارة قد أصبحت عند الفرس تدل على العقوبة التي تفرضها الشريعة (انظر مونج ص48)، ولنذكر كلام كاترمير (مونج ص45) فهو يقول: ((كانت الشدة ولا نقول القسوة المبدأ الأساسي دائماً في تدبير الأمور عند المشارقة، فالكلمة التي تعنى الإدارة قد اتحدت مع الكلمة التي تعنى قوة وشدة تتخذها الحكومة وهي جوهر فن إدارة الناس.
السياسة المدنية: القانون المعمول به، مقابل الشريعة وهذه الكلمة لا تزال في (عوادي) حسب ما يقول بارت (3: 524) وهي التي يعينها المقريزي (دي ساسي طرائف 2: 58) وانظر بخاصة (ص63) حيث تذكر الشريعة. إذ يقول هذا المؤلف إن السياسة بهذا المعنى ليست إلا تحريف الكلمة المنغولية ياسا التي تعني مجموعة القوانين التي شرعها جنكيز خان للمغول، وهو يفسر بإسهاب كيف أن هذه الكلمة دخلت مصر. وأرى إنه مصيب في ذلك، وإذا ما وجد شيء من التناقض عند كاترمير (مونج ص44) فذلك لأن هذا العالم الكبير فيما أرى لم يفهم معنى كلمة سياسة التي عند المقريزي وهي تعنى القانون العام.
وبين العبارات التي نقلها كاترمير بعض العبارات التي تؤكد أن كلمة سياسة بمصر ترادف كلمة ياسا عند المغول كما هي عند ابن اياس الذي يقول كما يقول كاترمير إن أبناء السياسة تعنى أبناء الياسا أي الحكام الذين استقروا بالقاهرة في المحلة المسماة بالحسينية.
سِيَاسي: محترف السياسة (بوشر).
سِياسِي: جنائي (بوشر) وانظرها أيضاً في سياسة سَوَّاس: بائع شراب عرق السوس.
سائِس وجمعها سُيَّاسي (انظر فريتاج) وهي أيضاً في معجم بوشر. وفي محيط المحيط أنها الكلمة المشهورة.
سائِس: نقرأ في صفة مصر 18، قسم 1: 51) أن كلمة سائس تعنى حلقات عريضة من الفضة تزين بها النساء أصابعهن. وأرى أن هذا خطأ والصواب مسائس (انظر هذه الكلمة في حرف الميم).
سوس
السُّوْسُ - بالضم -: الطبيعة، يقال: الفصاحة من سُوْسِهِ: أي من طَبْعِه.
والسُّوْسُ: الأصل، يقال: فلان من سُوْسِ صِدْقٍ ومن تُوْسِ صِدْقٍ: أي من أصلِ صِدْقٍ، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ:
شَرَّفَ باني عَرْشِكَ التَّأْسيسا ... المَحْضَ مَجْداَ والكَريْمَ تُوْسا
إذا المُلِمّاتُ اعْتَصَرْنَ السُّوْسا
وقال الدِّينَوَري: السُّوْس، الواحِدة سوسَة، وهو هذا السوس المعروف الذي تُغَمّى به البُيُوتُ، ويَدْخُلُ عصيره في الدواء، وفي عُروقه حلاوة شديدة، وفي فروعه مرارة، وهو من الشَّجَر، وهو بأرض العرب كثير، قال: وسَألْتُ عنه أعْرابِيّاً فقال: نحن نُسَمِّيه المَتْكَ، وهو عندنا كثير، ويجعلون ورقة في النبيذ كما يُجْعَل الدّاذِيُّ فيَشْتَدّ.
والسُّوْسُ: دودٌ في الصوف والطعام، والسّاسُ: لُغَةٌ فيه، يقال: ساسَ الطعام يَسَاسُ سَوْساً - بالفتح -، وزادَ ابن عبّاد: سَوِسَ، وزاد يونُس في كتاب اللغات: سِيْسَ.
وسُوْسُ المرأة وقُوقُها: صَدْعُ فَرْجِها.
والسُّوْسُ: من كُوَر الأهواز، وفيه قبر دانيال - صلوات الله عليه -. وقال ابن المقفَّع: أوَّلُ سورٍ وُضِعَ بعدَ الطُّوفان سورُ السُّوْسِ وتُسْتَرَ، قال: ولا يُدْرى مَنْ بَنى سُوْرَ السُّوْسِ وتُسْتَرَ. وقال ابن الكَلْبِيِّ: بَنَاها السُّوْسُ بن سام بن نوح.
والسَّوس - أيضاً -: بلد بالمغرب، وهنالك السُّوسُ الأقصى، وبين السُّوسَيْنِ مَسِيْرَةُ شَهرَيْن.
والسُّوْسُ: بلدة بما وراء النهر.
وسُوْسَة: بلد بالمغرب.
والسُّوْسَة: فرس النعمان بن المنذر، وهي التي أخذها الحَوْفَزان بن شَرِيْك لمّا أغارَ على هجائنِه.
وسُوسِيَة: كورة بالأردن.
وقال ابن شميل: السُّوَاس: داءٌ يأخذ الخيل في أعناقها فَيُيَبِّسُها.
ومحمد بن مُسلِم بن سُسْ - كالأمر من السياسة -: من أصحاب الحديث. وسُسْتُ الرَّعِيَّة سِياسَة. وفلان مُجَرِّب قد ساسَ وسيسَ عليه: أي أمَرَ وأُمِرَ عليه.
وقال أبو زيد: ساسَتِ الشاةُ تَسَاسُ سَوَساً: إذا كَثُرَ قَمْلُها.
والسَّوَسُ - أيضاً -: مصدر الأسْوَسِ وهو داءٌ يكون في عَجَزِ الدّابّة من الوِرك والفخذِ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ.
وقال الليث: أبو ساسان: كُنْيَةُ كِسرى، قال: مَن جَعَلَه فَعْلانَ قال في تصغيرِه سُوَيسان. وفي حديث سَطيحٍ الكاهن: بعَثَكَ مَلِك بني ساسان، لارْتِجاس الايوان، وخُمُودِ النِّيران، ورؤيا المُْبَذَان. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب وب ذ، وهو اسمٌ أعجَميُّ. وساسان الأكبَر: هو ابن بَهْمَنَ بن إسْفَنْديارَ المَلِك. وأمّا أبو الأكاسِرة: فهو ساسانُ الأصغر بن بابَك ابن مُهَرْمِش بن ساسان الأكبر. وأرْدَشِيْر بن بابَك بن ساسان الأصغر.
وسَوَاسٌ - مثال سَحَابٍ -: جَبَلٌ، وقال ابن دريد: سَوَاسٌ: جَبَلٌ أو موضِع.
وذاة السَّوَاسي: جَبَل لِبَني جَعْفَر. وقال الأصمعي: ذاةُ السُّوَاسي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ في يَنُوْفَ.
وقال الليث: السَّوَاسُ: شجر، الواحدة: سَوَاسَة، وهو من أفضَل ما اتُّخِذَ منه زَنْدٌ يكون وارياً، وقَلَّ ما يَصْلِد، قال الطِّرِمّاح يصف الرَّماد وآثار الديار:
وأخْرَجَ أُمُّهُ لِسَوَاسِ سَلْمى ... لِمَعْفُوْرِ الضَّنى ضَرِمِ الجَنينِ
تَنَكَّدَ رَسْمُها إلاّ بقايا ... عَفا عنها جَدَا هَمِعٍ هَتُوْنِ الأخْرَجُ: الرَّماد؛ لأنَّ فيه بياضاً وسَواداً، وأُمُّه: زَنْدَتُه، وسَلْمى: أحد جَبَلَي طَيِّئٍ، والضَّنى: النار بمنزلة الوَلَدِ.
وقال الدِّيْنَوَريُّ: قال أبو زياد: من العِضَاهِ السَّوَاسُ، شبيهٌ بالمَرْخ، له سِنَفَة مِثل سِنَفَةِ المَرْخ، وله شوك ولا ورق له، وهو يُقْتَدَح بِزَنْدِه. قال: وقد وَصَفْنا ذلك في باب الزِّناد، قال: ويَطول في السماء، ويُسْتَظَلُّ تَحتَه، وقد تأكل أطراف عيدانه الدقيقة الإبل والغنم. قال: وسَمِعْتُ أعرابياً يقول: السَّوَاسِي - يُريد: السَّوَاسَ -، فسألتُه عنه فقال: المَرْخُ والسَّوَاسُ والمَنْجُ، وهؤلاء الثلاثة متشابهة، وقال المَنْجُ: اللوز الصغار المُرُّ، قال: وسَمِعتُ من غيرِه: المِزْجَ؛ وهو الذي يُسَمّى بالفارسية: البَاذامَكْ، ولا وَرَقَ له، إنَّما نباتُه قضبان حُمُر في خُضْرَة البَقْلِ سُلُبٌ عارية تُتَّخَذُ منها السِّلافلُ، وهو من نبات القِفاف والجِبال.
والسّاسُ: القادِح في السِّنِّ، قال العجّاج:
تَجْلو بِعُودِ الإسْحِلِ المُقَصَّمِ ... غُرُوبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ
السّاس: الذي قد أُكِلَ، وأصْلُه سائس، مثال هَارٍ وهائرٍ وصافٍ وصائفٍ.
وقال العجّاج أيضاً:
صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ ... ولم يُخالِط عُوْدَه ساسُ النَّخَرْ
أي: أكْلُ النَّخر.
وقال أبو زيد: أسَاسَتِ الشّاة: إذا كَثُرَ قَمْلُها، مِثْلُ ساسَتْ.
وأساسْوه: أي سَوَّسُوْهُ.
وأساسَ الطّعام: أي ساسَ، وكذلك سَوَّسَ، قال زُرارَة بن صَعْبِ بن دَهْرٍ يُخاطِب العامِرِيَّة:
قد أطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا ... نُفَايَةً مُسَوِّساً حَجْرِيّا
وسُوِّسَ الرجل أمور الناس - على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -: إذا مُلِّكَ أمْرَهم، قال الحُطَيْئةُ يهجو أُمَّه:
جَزاكِ الله شَرّاً من عَجوزٍ ... ولَقّاكِ العُقُوقَ من البَنينِ
لقد سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيْكِ حتى ... تَرَكْتِهِم أدَقَّ من الطَّحِينِ
ويروى: " سَوَّسْتِ " بفتحتين، وقال الفرّاء: سَوَّسْتِ خطأ.
وقال أبو زيد: سَوَّسَ فُلانٌ لفُلانٍ أمْراً فَرَكِبَه، كما تقول: سَوَّلَ له وزَيَّنَ له.
والتركيب يدل على فساد في شيء وعلى جِبِلَّةٍ وخَلِيْقَةٍ.

سوس

1 سَاسَ الدَّوَابَّ, aor. ـُ (A, Mgh,) inf. n. سِيَاسَةٌ, (TA,) He managed, or tended, the beasts, (قَامَ عَلَيْهَا,) and trained them. (Mgh, TA.) [and سَاسَ المَالَ He managed, or tended, the camels or other property. See سَائِسٌ.] b2: Hence, (Mgh,) سَاسَ الرَّعِيَّةَ, aor. and inf. n. as above, (S, A, * Mgh, K, &c.,) (tropical:) He ruled, or governed, the subjects; presided over their affairs as a commander, or governor, or the like; (S, * Mgh;) he commanded and forbade them. (A, K.) and سَاسُوهُمْ, inf. n. سَوْسٌ, (tropical:) They were, or became, heads, chiefs, commanders, or the like, over them. (TA.) One says, فُلَانٌ مُجَرَّبٌ قَدْسَاسَ وَسِيسَ عَلَيْهِ (S, K) (tropical:) [Such a one is experienced: he has ruled and been ruled: or] he has commanded and been commanded: (S:) or he has taught and been taught; or has disciplined and been disciplined. (K.) b3: سَاسَ الأَمْرَ, aor. as above, inf. n. سِيَاسَةٌ, (tropical:) He managed, conducted, ordered, or regulated, the affair; syn. دبّرهُ, (Msb,) and قَامَ بِهِ: (M, Msb, TA:) سِيَاسَةٌ signifies the managing a thing (قِيَامٌ عَلَى شَىْءٍ) in such a manner as to put it in a right, or proper, state. (TA.) [Used as a simple subst., the inf. n. may be rendered Management, rule, government, or governance.]

A2: سَاسَ, (S, M, A, K,) aor. ـَ (S, M, K,) and يَسُوسُ, (Kr, M,) inf. n. سَوَسٌ, (M,) or سَوْسٌ; (Ibn-'Abbád, K;) and سَوِسَ, aor. ـْ (K, TA; but the aor. is omitted in the CK;) or ـس aor. ـُ inf. n. سَوْسٌ and سَاسٌ; and سَاسَ, aor. ـْ inf. n. سَوَسٌ; (Msb;) and سِيسَ; (Yoo, K;) and ↓ أَسَاسَ; and ↓ سَوَّسَ; (S, M, A, Msb, K; but the last is omitted in the TA;) and ↓ استاس; and ↓ تسوّس; (M, TA;) It (wheat, or other food, [&c.,]) had in it, or became attacked by, [the grub called] سُوس; [the grub called]

سُوس fell upon it, or into it. (S, M, * A, * Msb, K, * TA.) One says also, سَاسَتِ الشَّجَرَةُ, aor. ـَ inf. n. سِيَاسٌ; and ↓ اساست; [The tree had in it, or became attacked by, the grub called سُوس.] (AHn, M, TA. *) And سَاسَتِ الشَّاْةُ, aor. ـَ (S, M, K,) inf. n. سَوْسٌ, (S, K,) or سَوَسٌ; (M;) and ↓ اساست, (S, M, K,) inf. n. اسَاسَةٌ; (TA;) The sheep, or goat, abounded with قمل. (Az, S, M, K. [In a copy of the S and in one of the K, I find قُمل: in another of the S and another of the K, and in the CK, and in a copy of the M, قَمْل: the right reading apears to be قُمَّل; for this last word is said by some to be syn. with سُوس.]) You also say, when you are gradually perishing by reason of grief, (إِذَا تَهَالَكْتَ غَمًّا,) عَظْمِى وَدَوَّدَ لَحْمِى ↓ سَوَّسَ (tropical:) [My bone has bred grubs, and so my flesh]. (A.) b2: سَوِسَتِ الدَّابَّةُ, inf. n. سَوَسٌ, The beast was attacked by the disease termed سَوَسٌ [q. v. infrà]. (TK.) 2 سَوَّسُوهُ (tropical:) They made him, or appointed him, ruler, or governor, over them; (M, * TA;) as also ↓ اساسوهُ. (TA.) b2: سُوِّسَ الرَّجُلُ أُمُورَ النَّاسِ, (S, K,) or أَمْرَ النَّاسِ, (as in the TA,) or أَمْرَ قَوْمِهِ, (A,) (tropical:) The man was made ruler of the affairs of the people; (S;) [or of the affairs of his people, accord. as the phrase is given in the A:] or was made king. (K.) Accord. to a relation of a verse of El-Hotei-ah, he uses the expression سَوَّسْتَ

أمْرَ بَنِيكَ [as though meaning Thou hast ruled the affairs of thy sons]; but Fr says that سَوَّسْتَ is a mistake. (S. [Thus I find it in one copy of the S: but in another copy of the S, I find سَوَّسْتِ, which is clearly wrong; and in the TA, سُوِّسْتَ, which Fr can hardly be supposed to have disallowed.]) b3: سَوَّسَ لَهُ أَمْرًا (assumed tropical:) He made an affair easy to him; syn. رُوَّضَهُ and ذَلَّلَهُ. (TA.) You say, سَوَّسَ فُلَانٌ لَهُ أَمْرًا فَرَكِبَهُ (assumed tropical:) [Such a one made an affair easy to him, or, perhaps, commended it to him by making it seem easy, and so he embarked in it, or undertook it]: like as you say, سَوَّلَ لَهُ, and زَيَّنَ لَهُ. (Az, K. *) b4: سوّس المَرْأَةَ He slit the vulva of the woman. (TA.) A2: See also 1, in two places.4 أَسْوَسَ see 2: A2: and see 1, in three places.5 تَسَوَّسَ see 1.8 إِسْتَوَسَ see 1.

سَاسٌ: see سُوسٌ. b2: Also A canker, or corrosion, (قَادِحٌ,) in a tooth: (Az, K:) without and without teshdeed. (Az.) A2: And A tooth that has been eaten, or corroded: (L, K, * TA:) originally سَائِسٌ; like هَارٌ and هَائِرٌ. (K.) b2: See also مَسُوسٌ, in two places.

سُوسٌ [The grub, or larva of the phalæna tinea and of the curculio; i. e. the moth-worm and the weevil;] the kind of worm that attacks wool (S, A, K) and cloths (TA) and wheat or other food: (S, TA:) and with ة, [a n. un.,] i. q. عُثَّةٌ; (Mgh, Msb;) as also ↓ سَاسٌ; (TA;) i. e., a worm that attacks wool and cloths (Mgh, Msb) and wheat or other food: (Mgh:) and سُوسٌ, the kind of worm (M, Msb) called عُثٌّ, (M,) that eats grain (M, Msb) and wood: (Msb:) n. un. with ة: (M, Msb:) and any eater of a thing is termed سُوسُهُ, whether worm or other thing. (M.) One says, العِيَالُ سُوسُ المَالِ (assumed tropical:) [The persons who compose a household are the grubs of property]: i. e., they consume it by little and little like as سُوس consume grain, which can scarcely be cleared of them when they attack it. (Msb.) A2: [The licoriceplant; so called in the present day;] a kind of tree, (AHn, M, K,) or plant, (Mgh,) well known, (Mgh, K,) with which houses are covered above the roofs, (AHn, M, Mgh,) the expressed juice of which is an ingredient in medicine, (AHn, M,) the leaves of which are put into [the beverage called] نَبِيذ, and make it strong like [the strong drink called] دَاذِىّ, (Mgh,) in the roots of which is sweetness (AHn, M, K) intense in degree, (AHn, M,) and in its branches is bitterness, (AHn, M, K,) and it abounds in the countries of the Arabs: (AHn, M:) or a kind of tree that grows in leaves without twigs: (M:) or a certain herb resembling [the species of trefoil called]

قَتّ. (TA.) [The root is vulgarly called, in the present day, عِرْق سُوس: and so is a strong infusion prepared from it, which is a very pleasant drink: and its inspissated juice is called رُبّ السُّوس.]

A3: Nature; natural disposition: (S, M, A, K:) and origin. (S, A, K.) One says, الفَصَاحَةُ مِنْ سُوسِهِ (S, M) Chasteness of speech, or eloquence, is [a quality] of his nature. (S.) and الكَرَمُ مِنْ سُوسِهِ (Lh, M, A) Generosity is [a quality] of his nature. (A.) And فُلَانٌ مِنْ سُوسِ صِدْقٍ Such a one is of good origin. (S.) سَوَسٌ A certain disease in the rump of a horse or similar beast, (M, K, TA,) between the hip and the thigh, occasioning, as its result, weakness of the kind leg: (TA:) or a disease that attacks the beast in its legs. (M.) [See 1, last sentence.]

سَوَاسٌ A certain kind of tree: n. un. with ة: (M, K:) AHn says, (M, TA,) on the authority of Aboo-Ziyád, (TA,) it is of the kind called عِضَاه, resembling the مَرْخ, having a pericarp like that of the مرخ, (M, TA,) without thorns and without leaves, growing high; and persons shade themselves beneath it; one of the Arabs said that it is the same that is called ↓ سَوَاسٍ (written with the article السَّوَاسِى); and AHn says, I asked him respecting it, and he said that this and the مَرْخ and the مَنْح all three resemble one another; (M;) and it is one of the best of materials used for producing fire, (Lth, * M, K, *) not giving a sound without emitting fire, (M,) or because it seldom gives a sound without emitting fire. (Lth, TA.) سُوَاسٌ A certain disease in the necks of horses, rendering them rigid, (ISh, K, TA,) so that they die. (ISh, TA.) سَوَاسٍ (with the article السَّوَاسِى): see سَوَاسٌ.

A2: And for the same word, and سَوَاسِوَةٌ and سَوَاسِيَةٌ: see art. سوى.

سَائِسٌ [A groom, who has the care and management of a horse or horses or the like;] one who manages, or tends, beasts or horses or the like, and trains them: (TA:) pl. سَاسَةٌ and سُوَّاسٌ. (A.) And سَائِسُ مَالٍ [A manager, or tender, of camels or cattle or other property]. (K in art. ازى, &c.) b2: [And hence,] (tropical:) A manager, a conductor, an orderer, or a regulater, of affairs: pl. as above. (M, TA.) أَسْوَسُ A beast having the disease termed سَوَسٌ. (K.) [Freytag, misled by an ambiguity in the K, assigns to it a signification belonging to سَوَسٌ.]

A2: Also, [or أَسْوَسٌ, unless originally an epithet,] A kind of stone upon which is generated the salt called زَهْرَةُ أَسْوَس: the author of the “ Minháj ”

says that this may be caused by the moisture and dew of the sea falling upon it. (TA in art. سيس.) طَعَامٌ مَسُوسٌ and ↓ مُسَوَّسٌ, (TA,) or ↓ مُسَوِّسٌ, [which is app. the more correct,] (S,) and ↓ سَاسٌ, (M,) Wheat, or other food, attacked by [the grub called] سُوس: (M, TA:) and ↓ حِنْطَةٌ مُسَوِّسَةٌ wheat so attacked. (Mgh.) And أَرْضٌ مَسُوسَةٌ and ↓ سَاسَةٌ [Land attacked by such grubs], (M, TA,) in like manner. (TA.) And ↓ شَجَرَةٌ مُسِيسٌ [or مُسِيسَةٌ A tree containing, or attacked by, such grubs]. (TA.) And ↓ شَاةٌ مُسِيسٌ, (M,) or مُسِيسَةٌ, (TA,) A sheep, or goat, abounding with قمل [i. e. قُمَّل: see 1, near the end of the paragraph]. (M, TA.) مُسِيسٌ: see مَسُوسٌ, in two places.

مُسَوَّسٌ and مُسَوِّسٌ: see مَسُوسٌ, in three places.
سوس
ساسَ يَسوس، سُسْ، سِياسةً، فهو سائِس، والمفعول مَسوس
• ساس النَّاسَ: حَكَمهم، تولّى قيادتَهم وإدارةَ شئونهم "كان الخلفاء الرَّاشدون يسوسون النَّاسَ بالعدل".
• ساس الأمورَ: دبَّرها، أدارَها، قام بإصلاحها "لم يحسن سياسة الشُّئون الدّاخليّة- يسوسون الأمورَ بغير عقل ... فينفُذ أمرُهُم ويُقالُ ساسه".
• ساس الدَّوابَّ: روّضها واعْتَنَى بها "يسوس خيولَ الأمير". 

سوِسَ يَسْوَس، سَوَسًا، فهو أَسْوَسُ
• سوِسَ الحَبُّ والخشبُ وغيرُهما: وقع فيه السُّوس، نخِر، بلى وتفتَّت "سوِس الضِّرسُ- عودٌ أسوسُ". 

تسوَّسَ يتسوّس، تسوُّسًا، فهو متسوِّس
• تسوَّس الحَبُّ أو الخشبُ: سوِس، دبّ فيه السُّوسُ. 

سوَّسَ يسوِّس، تسويسًا، فهو مُسوِّس، والمفعول مُسَوَّس (للمتعدِّي)
• سوَّس الحَبُّ أو الخشبُ ونحوُهما: سوِسَ، دبّ فيه السُّوس "سوّست أسنانُه" ° سوّس عظُمه ودوّد لحمُه من كذا: إذا تهالك غمًّا.
• سوَّسه القومُ: ولَّوْهُ رياستَهم وقيادتَهم. 

سيَّسَ يسيِّس، تسييسًا، فهو مُسيِّس، والمفعول مُسيَّس
• سيَّس الجيشَ: أضفى طابعًا سياسيًّا عليه "سيَّس مناقشةً/ الاجتماعَ- تسييس الجامعات". 

أسْوسُ [مفرد]: ج سُوس، مؤ سَوْساءُ، ج مؤ سُوس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سوِسَ. 

تسوُّس [مفرد]:
1 - مصدر تسوَّسَ.
2 - (طب) مَرَضٌ يصيب عظم الأسنان بالتَّحاتِّ والتَّآكل والتَّفتُّت "تسَوّس الأسنان". 

سائِس [مفرد]: ج ساسَة وسُوّاس وسُيَّاس:
1 - اسم فاعل من ساسَ ° ساسة البلاد: قادتُها الذين يديرون شئون البلاد والعباد.
2 - رائِض الدوابّ ومدرِّبُها. 

سَواسِيَة [جمع]: جمع سواء على غير قياس: متساوون، متشابهون "النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ [حديث] ". 

سَوَس [مفرد]:
1 - مصدر سوِسَ.
2 - (طب) داء يأخذ الدَّابَّة في قوائمها أو يكون في عَجُزِها بين الوَرِك والفَخِذ يورثُ ضعفَ الرِّجل. 

سُوس [جمع]: مف سُوسة:
1 - (حن) عُثّ، نوع من الحشرات من فصيلة العنكبوتيَّات يأكل الحبَّ والخشبَ وغيرَهما "نخر السُّوسُ الخشبةَ" ° العيال سوس المال: أي تفنيه قليلاً قليلاً كما يفعل السُّوس بالحبّ.
2 - (نت) نبات عشبيّ مخشوشب مُعَمَّر من فصيلة القرنيَّات، له أزهار زرقاء اللون، وأوراق مركَّبة ريشيّة الشَّكل طويل الجذور، يصنع من جذوره السُّكريّة شراب يعرف بعِرق السّوس، كما يُستعمل في الطِّبّ. 

سِياسة [مفرد]:
1 - مصدر ساسَ.
2 - مبادئ معتمدة تُتّخذ الإجراءات بناءً عليها "تبنّت الشَّركة سياسة جديدة في تعيين موظَّفيها".
3 - (سة) سلوك الحكومات والدّول ومواقفها تجاه القضايا الداخليّة والقضايا المتعلِّقة بالدُّول الأخرى "سياسة داخليَّة: إجراءات إداريَّة أو تدابير تنظيميّة- سياسة خارجيَّة- سياسة دوليّة: الدِّبلوماسيّة" ° أسرار السِّياسة: خفاياها- سياسَةُ عدمِ التَّدخُّل: عدم تدخُّل أيّة دولة في الشئون الدَّاخلية لدولة أُخْرى، مبدأ الحياد.
• سياسة الضَّرائب: (قص) نظام تجبى الضَّرائب بمقتضاه.
• سياسة عمليَّة/ سياسة واقعيَّة: سياسة مبنيّة على عوامل واقعيَّة وماديّة لا على عوامل نظريَّة أو أخلاقيّة "عمليّة إقامة أنظمة سياسيّة مستقرّة"? السِّياسة المدنيَّة: تدبير المعاش مع العموم على سنن العدل والاستقامة.
• سياسة السُّوق الحرَّة: (قص) منهج تتَّبعه البنوك المركزيَّة في بيع الأوراق الماليّة وشرائها لزيادة المتداول من النُّقود أو نقصه.
• لا سياسة: حالة من يضع نفسه خارج كلّ موقف أو مذهب سياسيّ، أو مَنْ لا يهتمّ بالسياسة "أنصار اللاّسياسة النِّقابيَّة".
• سياسة الباب المفتوح: سياسة تعتمد على إلغاء القيود، أسلوب سياسيّ يقوم على الحوار وعدم المواجهة. 

سياسويَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى سِياسة: على غير قياس.
• نزعة سياسويَّة: (سة) نزعة تعبر عن الغُلُوّ السياسيّ، أو تغالي في إضفاء وتغليب الطابع السياسيّ على الأمور "استبدَّت النزعة السياسويّة بالفكر القياديّ لدى بعض الحكّام". 

سياسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سِياسة: مَنْ يعمل في السِّياسة، متعلِّق بإدارة الشّئون العامّة وتنظيمها "سياسيّ محنّك/ مخضرم- أعلن عفوًا عامًا عن السُّجناء السِّياسيين- حزب سياسيّ" ° اجتماعيّ سياسيّ: ذو علاقة بالعوامل الاجتماعيّة والسِّياسيَّة معًا- حقوق سياسيَّة: حقوق كلّ مواطن في أن يشترك في إدارة بلاده أو ممارسة أعماله الوطنيَّة كالانتخاب وغيره- دوائر سياسيّة: أوساط، محافل سياسيّة تهتمّ بالسِّياسة- سلك سياسيّ: سلك دِبْلوماسيّ- شبه سياسيّ: مشابه له في بعض مظاهره أو نشاطاته- لا سياسيّ: لا يهتم بالسِّياسة، لا علاقة له بالسِّياسة.
• التَّنظيم السِّياسيّ: (سة) مجموعة من النَّاس ذوي الاتِّجاه الواحد فيما يتعلَّق بالبرامج والمبادئ السِّياسيّة، ويرتبطون ببعضهم وفقًا لقواعد تنظيميَّة مقبولة من جانبهم تُحدِّد علاقاتهم وأسلوبهم ووسائلهم في العمل والنَّشاط.
• اللِّيبراليَّة السِّياسيَّة: (سة) حركة سياسيّة تدعو إلى الحرِّيّة السِّياسيّة والمدنيّة غير الخاضعة لسلطة استبداديّة.
• علم الاقتصاد السِّياسيّ: (قص) علم موضوعه معرفة الظواهر المتعلِّقة بإنتاج الثروات، والخيرات الماديّة وتوزيعها واستهلاكها في مجتمعٍ بشريّ. 
سوس
{السُّوسُ، بالضّمّ: الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ والخُلُقُ والسَّجيَّة، يُقَال: الفَصَاحةُ من} سُوسِه، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكَرَمُ من سُوسِه، أَي طَبْعِه، وفُلانٌ من {سُوِس صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ، أَي من أَصْل صِدْقٍ.
والسُّوسُ: شَجَرٌ، م، أَي معروفٌ، فِي عُروقِه حَلاَوةٌ شَدِيدَةٌ وَفِي فُرُوعِه مَرَارَةٌ، وَهُوَ ببِلادِ العَرَبِ كثيرٌ، قَالَه أُبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ غيرُه: السُّوسُ: حَشِيشَةٌ تُشْبِه القَتَّ، وَفِي المُحْكَم: السُّوسُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ وَرَقاً من غير أَفْنَانٍ.
(و) } السُّوسُ: دُودٌ يَقَعُ فِي الصُّوفِ والثِّيابِ والطَّعامِ، {كالسَّاسِ، وهمَا العُثَّةُ. قَالَ الكِسَائِيُّ: وَقد} سَاسَ الطَّعَامُ {يَسَاسُ} سَوْساً، بالفَتْح، وهذِه عَن ابنِ عَبّادٍ، {وسَوِسَ} يَسْوَسُ، كسَمِعَ، {وسِيسَ، كقِيلَ،} وأَسَاسَ! يُسِيسُ، كلُّ ذلِك، إِذا وَقَعَ فِيهِ {السُّوسُ، وليسَ فِي قَوْلِ الكِسَائِيِّ} سِيسَ، كقيلَ وإِنَّمَا زادَه يُونُس فِي كِتَابِ اللُّغَاتِ. وَزَاد غَيره: {سَوَّسَ} واسْتَاسَ {وتَسَوَّسَ، كُلُّ ذلِكَ بمَعْنًى. (و) } السُّوس: كُورَةٌ بالأَهْوَازِ يقَال: إِنّ فيهَا قَبْر دَانِيالَ عَلَيْه السّلامُ، وسُورُهَا وسُورُ تُسْتَرَ أَوَّلُ سُورٍ وُضِع بعدَ الطُّوفانِ، قالَه ابنُ المُقَفَّعِ، وَقد ذكر فِي ت س ت ر قَالَ: وَلَا يُدْرَى من بَنَى سُوراً لهَا، وَيُقَال: إِنَّهُ بناهَا السُّوس ابنُ سامِ بن نُوحٍ عَلَيْهِ السلامُ، عَن ابنِ الكَلْبِيِّ، وَفِي كُوْنِ السُّوسِ ابنَ سامٍ لصُلْبِه غَلَطٌ، فإِنَّ الَّذي صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ النَّسَبِ أَنَّ أَولادَ سامٍ عَشرةٌ، وليسَ فيهِم السُّوسُ، ومَحَلُّ تَحقِيقه فِي كُتُبِ الأَنْسَابِ. والسُّوسُ: د، آخَرُ بالمَغْرِب، وَهُوَ السُّوسُ الأَقْصى، وَبيْنهُمَا مَسِيرةُ شَهْرَيْنِ، ومثلُه فِي التَّكْمِلَة. والسُّوسُ: د، آخَرُ بالرُّوم، هَكَذَا فِي سَائِرِ الأُصُولِ، وَفِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ: بِمَا وَراءَ النَّهْرِ، وَهُوَ الصوابُ. والسُّوسُ: ع {والسُّوسَةُ: فَرَسُ النُّعْمَانِ بن المُنْذِر، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. (و) } السُّوسَةُ: د، بالمَغْرِبِ على البَحْرِ، حَدٌّ بَيْنَ كُورَةِ الجَزيرَةِ والقَيْرَوَانِ.
{وسِيوَاسُ، بالكسرِ: د، بالرُّومِ.
} وسُوسِيَةُ، بالضّمِّ: كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ، نقلَه الصّاغَانِيُّ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {السُّوَاسُ، كغُرَابٍ: داءٌ فِي أَعْنَاقِ الخَيْلِ يَأْخُذُهَا ويُيَبِّسُهَا حَتَّى تَمُوتَ. (و) } سَوَاسٌ، كَسَحابٍ: جَبَلٌ، أَو: ع، أَنشَدَ ثَعْلَبٌ:
(وإنَّ امْرَأً أَمْسَى ودُونَ حَبِيبِهِ ... سَوَاسٌ فوَادِي الرَّسِّ فالهَمَيَانِ) (لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بَعْدَ اقْتِرابِه ... ومَعْذُورَةٌ عَيْنَاه بالهَمَلانِ)
(و) {السَّوَاسُ: شَجَرٌ، الوَاحِدَةُ: سَوَاسَةٌ، قَالَ اللَّيْثُ: وَهُوَ من أَفْضَل مَا اتُّخِذَ مِنْهُ زَنْدٌ، لأَنّه قَلَّمَا يَصْلِدُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَه اللهُ: قالَ أَبو زِيَادٍ: من العِضاه} السَّوَاسُ، شَبِيهٌ بالمَرْخِ، لَهُ سَنِفَةٌ)
كسَنِفَةِ المَرْخِ، ويُسْتَظَلُّ تَحْتَه. وَمن المَجَازِ: {سُسْتُ الرَّعِيَّةَ} سِيَاسَةً، بالكَسْرِ: أَمَرْتُهَا ونَهَيْتُهَا.
{وساسَ الأَمْرَ} سِيَاسَةً: قامَ بِهِ. وَيُقَال: فُلانٌ مُجَرَّبٌ، قد {ساسَ} وسِيسَ عَلَيْه، أَي أَدَّبَ، وأُدِّبَ وَفِي الصّحاحِ: أَي أُمِّر وأُمِّرَ عَليه. {والسِّيَاسَةُ: القِيامُ على الشْيءِ بِمَا يُصْلِحُه. ومُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بن} سُسْ، كالأَمْرِ مِنْهُ أَي مِن {سَاسَ} يَسُوسُ: مُحَدِّثٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
{وسَاسَتِ الشاةُ} تَسَاسُ {سَوْساً: كَثُر قَمْلُهَا،} كأَسَاسَتْ {إِساسَةً فَهِيَ} سِيسَةٌ، كلاهمَا عَن أَبِي زَيْدٍ.
{والسَّوَسُ: محرَكةً: مَصْدَرُ} الأَسْوَسِ، وَهُوَ: داءٌ يَكُونُ فِي عَجُزِ الدابَّةِ بَين الوَرِكِ والفَخِذِ يُورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَبو {سَاسَانَ: كُنْيَةُ كِسْرَى أَنُو شِرْوَانَ مَلِكِ الفَرْس، وَهُوَ أَعجميٌّ، وقالَ بعضُهُم: إِنما هُوَ} أَنوساسانَ، بالنُّون. {وساسانُ الأَكْبَرُ هُوَ ابنُ بَهْمَنَ بنِ أَسْفَنْدِيَارَ المَلِكِ، وحَفِيدُه سَاسَانُ الأَصْغَرُ ابنُ بابَكَ بنِ مَهَرْمِشَ بنِ سَاسَانَ الأَكْبَرِ أَبو الأَكاسِرَة، وأَرْدَشِير بن بابَك بن ساسانَ الأَصغر. وذَاتُ} - السَّوَاسِي، ككَرَاسِي، كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ عندَنَا، وَفِي التَّكْمِلَة بِفَتْح السينِ الأَخِيرَةِ: جَبَلٌ لبنِي جَعْفر ابْن كِلابٍ. {- والسَّوَاسِي مِثْلُ المَرْخِ. أَو ذَاتُ السَّوَاسِي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ فِي تَنُوفَ، قالَه الأَصْمَعِيُّ.} والسَّاسُ: القَادِحُ فِي السِّنِّ، وَهُوَ غيرُ مَهْمُوزٍ وَلَا ثَقِيلٍ، قَالَه أَبو زَيْدٍ. (و) {السَّاسُ أَيضاً: الَّذِي قَدْ أُكِلَ، قَالَ العَجّاجُ:
(تَجْلُو بِعُودِ الإِسْحِلِ المُقَصَّمِ ... غُرُوبَ لَا} سَاسٍ وَلَا مُثَلَّمِ)
وأَصْلُه: {سائسٌ، كهَارٍ وهائرٍ، وصافٍ وصائفٍ، قَالَ العَجَّاج:
(صافِي النُّحَاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ ... ولمْ يُخَالِطْ عُوده سَاسُ النَّخَرْ)
} ساسُ النَّخَر، أَي أَكْلُ النَّخَر. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: {سَوَّسَ فُلانٌ لَهُ أَمْراً فرَكِبَه، كَمَا تقُولُ: سَوَّلَ لَهُ وزَيَّن لَهُ. وَمن المَجاز: يُقَال:} سُوِّسَ فلانٌ أَمْرَ النَّاسِ، على مَا لم يُسَمِّ فاعِلُه، إِذا صُيِّر مِلِكاً أَو مَلَك أَمْرَهم، ويُرْوَى قولُ الحُطَيْئة:
(لَقَدْ {سُوِّسْتِ أَمْرَ بَنِيكِ حَتَّى ... تَرَكْتِهِمُ أَدَقَّ مِن الطَّحِينِ)
قَالَ الفَرَّاءُ: قولُهم: سُوِّسْت خَطَأٌ. قَالَه الجُوْهَرِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: السَّاسُ: العُثُّ. وطَعَامٌ} مُسَوَّسٌ، كمُعَظَّمٍ: مُدَوَّدٌ. وكُلُّ آكِلِ شيءِ فَهُوَ {سُوسُه، دُوداً كَانَ أَو غيرَه.} والسَّوْسُ، بالفَتْح: وُقُوعُ {السُّوسِ فِي الطَّعَامِ، وَقد} اسْتَاسَ {وتَسَوَّسَ، وأَرْضٌ} سَاسَةٌ! ومَسُوسَةٌ، وكذلِكَ طعامٌ {ساسٌ} وسَوِسٌ {وساسَتِ الشَّجَرَةُ سِيَاساً، وأَسَاسَتْ فَهِيَ} مُسِيسٌ.
{والسُّوسَةُ، بالضَّمِّ: فَرَسُ النُّعُمَانِ بنِ المنْذِرِ، وَهِي الَّتِي أَخَذَهَا لحَوْفَزَانُ بنُ شَرِيكٍ لَمَّا أَغَارَ)
على هِجَانِه.} والسَّوْسُ، بالفَتْح: الرِّيَاسَةُ، {وسَاسُوهم} سَوْساً، وإِذا رَأَسُوُه قيل: {سَوَّسُوه،} وأَسَاسُوه، ورَجُلٌ سَاسٌ، من قومٍ {سَاسَةٍ} وسُوَّاسٍ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(سَادَةٌ قَادَةٌ لكُلِّ جَمِيعٍ ... {سَاسَةٌ للرِّجالِ يَوْمَ القِتَالِ)
} وسَوَّسَه القَوْمُ: جَعَلُوه {يَسُوسُهُم.} والسِّيَاسَةُ: فِعْل {السائسِ، وَهُوَ مَن يَقوم على الدّوابِّ ويَرْوضُهَا.
} وسَوَّسَ لَهُ أَمْراً، أَي رَوَّضَه وذَلَّلَه. {وسُوسُ المَرْأَةِ وقَوقُها: صَدْعُ فَرْجِها.} - وسَاسِيٌّ: لقب جَماعَةٍ بالمَغْرِب، مِنْهُم: القُطْبُ سيِّدِي عَبْدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ {- ساسِيٌّ، مِمَّن أَخَذَ عَن أَبِي محمَّدٍ الغَزْوانِيِّ وَغَيره. وأَبو} سَاسَانَ: كُنْيَةٌ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِرِ. وَقَالَ ابنِ شُمَيْلٍ: يُقَال للسُّؤَّال: هؤلاءِ بَنُو سَاسانَ. {والسُّوَيْسُ، كزُبيْرٍ: أَحَدج الثُّغُور الْمِصْرِيَّةِ، مَدِينَةٌ على البحرِ المِلْحِ، إِليَها تَرِد السَّفُنُ الحِجَازِيَّة.} والسَّاسُ: قَرْيَةٌ تَحْتَ وَاسِط، مِنْهَا أَبو المَعَالِي بنُ أَبي الرِّضَا {- السَّاسِيُّ، سمِعَ عَلَى أَبي الفَتْح المَنْدَائيِّ. وأَبو فِرْعَوْنَ الساسِيُّ: شاعِرٌ قديم، قَيَّدهُ ابنُ الخَشّاب بخَطِّه. وَقَالَ أَبو عبَيْدَةَ: كُلُّ من يُنْسَب} سَاسِيًّا، يَعْنِي من العَرَب فَهُوَ من وَلَدِ زَيدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ لأَنَّه كانَ يقَالُ لَهُ: سَاسِيّ، كَذَا فِي التَّبْصِير

سوس: السُّوسُ والسَّاسُ: لغتان، وهما العُثَّة التي تقع في الصوف

والثياب والطعام. الكسائي: ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ

يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ؛ وأَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ،

ودَهْرٌ: بطنٌ من كلاب، وكان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من

اليَمامة، فلما امتاروا وصَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان

يتخلف خلف القوم فقالت العامرية:

لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا،

يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا،

كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا

تريد أَنه قد امتلأَ بطنه وصار كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيّاً من ضِخَّمِه،

وقيل: هو الجاعل الشيء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى؛ فأَجابها

زُرارة:

قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا،

مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا

الدقَلُ: ضَرْبٌ رَديءٌ من التمر. وحَجْرِيَّا: يريد أَنه منسوب إِلى

حَجْر اليمامة، وهو قصبتها. ابن سيده: السُّوس العُثُّ، وهو الدود الذي

يأْكل الحبَّ، واحدته سُوسة، حكاه سيبويه. وكل آكلِ شيء، فهو سُوسُه، دوداً

كان أَو غيره والسَّوْس، بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ؛ عن

كراع، سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ، وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ

وتَسَوَّسَ؛ وقول العجاج:

يَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ،

غُروبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ

والمُفَصَّم: المُكَسَّر. والساسُ: الذي قد ائتكَل، وأَصله سائسٌ، وهو

مثل هائر وهارٍ وصائفٍ وصافٍ؛ قال العجاج:

صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ،

ولم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ

ساسُ النخر أَي أَكل النخر. يقال: نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً. وطعامٌ

وأَرْْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة. وساسَت الشاة تَساسُ سَوساً وإِساسَةً، وهي

مُسِيسٌ: كَثُرَ قملُها. وأَساسَتْ مثله؛ وقال أَبو حنيفة: ساسَت الشجرةُ

تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً، فهيَ مُسِيسٌ.

أَبو زيد: الساسُ، غير مهموز ولا ثقيل، القادحُ في السنّ.

والسَّوَسُ: مصدر الأَسْوَس، وهو داءٌ يكون في عَجْزِ الدابة بين الورك

والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابن شميل: السُّواسُ داء يأْخذ الخيل

في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت. ابن سيده: والسَّوَسُ داء في عَجُز

الدابة، وقيل: هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها. والسَّوْسُ: الرِّياسَةُ،

يقال ساسوهم سَوْساً، وإِذا رَأَّسُوه قيل: سَوَّسُوه وأَساسوه. وسَاس

الأَمرَ سِياسةً: قام به، ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس؛ أَنشد ثعلب:

سادَة قادة لكل جَمِيعٍ،

ساسَة للرجال يومَ القِتالِ

وسَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم. ويقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني

فلان أَي كُلِّف سِياستهم. الجوهري: سُسْتُ الرعية سِياسَة. وسُوِّسَ

الرجلُ أُمور الناس، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ ويروى

قول الحطيئة:

لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حتى

تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين

وقال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي

أَمَرَ وأُمِرَ عليه. وفي الحديث: كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم

أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة.

والسِّياسةُ: القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه. والسياسةُ: فعل السائس.

يقال: هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَــها، والوالي يَسُوسُ

رَعِيَّتَه. أَبو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له

وزَيَّنَ له. وقال غيره: سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه.

والسُّوسُ: الأَصل. والسُّوسُ: الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة. يقال:

الفصاحة من سُوسِه. قال اللحياني: الكرم من سُوسِه أَي من طبعه. وفلان من

سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق.

وسَوْ يكون وسَوْ يفعل: يريدون سوف؛ حكاه ثعلب، وقد يجوز أَن تكون الفاء

مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال، وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما

يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه، فهذا أَشذ من قولهم سَوْ

نفعل.

والسُّوسُ: حَشيشة تشبه القَتَّ؛ ابن سيده: السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في

غير أَفنان؛ ويقال أَبو حنيفة؛ هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في

(*

كذا بياض بالأصل، ولعل محله في الأدوية، كما يؤخذ من ابن البيطار) ...،

وفي عروقه حلاوة شديدة، في فروعه مرارة، وهو ببلاد العرب كثير.

والسَّوَاسُ: شجر، واحدته سَواسَة؛ قال أَبو حنيفة: السَّواسُ من العضاه

وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا

ورق، يطول في السماء ويُستظل تحته. وقال بعض العرب: هي السَّواسِي، قال أَبو

حنيفة: فسأَلته عنها، فقال: السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة

متشابهة، وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ؛ وقال

الطِّرِمَّاح:

وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى،

لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ

والواحدة: سَواسَة. وقال غيره: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، وأَراد

بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى، وهي شجرة تنبت في جبل سلمى.

وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت

شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي، لأَنه لا نار فيه، فهو الولد

المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ، وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى

أَبيه، وهو الزند الأَعلى. وسَوَاسُ: موضع؛ أَنشد ثعلب:

وإِنَّ امْرأً أَمسى، ودُونَ حَبيبهِ

سَواسٌ، فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ،

لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه،

ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ

همد

همد



هَمْدَةٌ A trance: so rendered voce رَقْدَةٌ.
همد:
هامد والجمع هُمّدَ: الساكن في الأقطار الجديبة الممحلة (بدرون 1:66).
همد: {هامدة}: ميتة، يابسة. 
(هـ م د) : (قَوْلُهُ) هَذَا إذَا كَانَتْ الرِّيَاحُ (هَامِدَةً) أَيْ سَاكِنَةً اسْتِعَارَةٌ وَهُوَ مِنْ هُمُودِ النَّارِ وَهُوَ أَنْ يُطْفِئَ جَمْرَهَا أَلْبَتَّةَ لِأَنَّ فِيهِ سُكُونُ حَرِّهَا.
هـ م د: (هَمَدَتِ) النَّارُ طَفِئَتْ وَذَهَبَتِ الْبَتَّةَ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَأَرْضٌ (هَامِدَةٌ) لَا نَبَاتَ بِهَا. 
[همد] نه: فيه: أخرج به من "هوامد" الأرض النبات، أرض هامدة: لا نبات بها، ونبات هامد: يابس، وهمدت النار - إذا خدمت، والثوب - إذا بلى. ومنه: حتى كاد "يهمد" من الجوع، أي يهلك. غ: "همدت" أصواتهم: سكنت. 
همد
يقال: هَمَدَتِ النّارُ: طفئت، ومنه: أرض هَامِدَةٌ: لا نبات فيها، ونبات هَامِدٌ: يابس. قال تعالى: وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً [الحج/ 5] والإِهْمَادُ: الإقامة بالمكان كأنّه صار ذا هَمَدٍ، وقيل:
الإِهْمَادُ السّرعة، فإن يكن ذلك صحيحا فهو كالإشكاء في كونه تارة لإزالة الشكوى، وتارة لإثبات الشّكوى.
(همد)
الشَّيْء همدا وهمودا خمد وَضعف يُقَال همدت النَّار انطفأت أَو ذهبت حَرَارَتهَا وهمد الرجل مَاتَ وهمد صَوته سكن وَالْأَرْض جَفتْ فَلم تنْبت وَالزَّرْع ذهب وبلي وَالثَّوْب بلي من طول طيه وتحسبه صَحِيحا فَإِذا مَسسْته تناثر من البلى

(همد) الثَّوْب همدا همد
همد
الهُمُوْدُ: المَوْتُ. ورَمَادٌ هامِدٌ: قَد تَلَبَّدَ وتَغَيَّرَ، وهَمِيْدٌ. وثَمَرَةٌ هامِدَةٌ: عَفِنَتْ. وأرْضٌ هامِدَةٌ: مُقْشَعِرَّةٌ. وهو من الشَّجَرِ: اليابِسُ. والإهْمَادُ: السُّرْعَةُ في السَّيْرِ. والإقامَةُ بالمَكان. وهَمَدانُ: قَبيلةٌ من اليَمَن. وهَمِدَ الثَّوبُ يَهْمَدُ: بَلِيَ، وثِيابٌ هُمَّدٌ، الواحِدُ هامِدٌ.
هـ م د

همدت النار تهمد هموداً، ورماد هامد: قد تلبّد وتغير.

ومن المجاز: أرض هامدة: مقشعرة قد يبس نباتها وتحطّم، ونبات وشجر هامد: يابس. وهمد القوم وخمدوا: ماتوا، كما همدت ثمود، وأهمدهم الله. وأتوا على بني فلان فأهمدوهم. وأهمد فلانٌ الأمر: أماته. وثمرة هامدة: اسودّت وتعفّنت. وهمد الثوب وهمد إذا بلي من طول الطّيّ فإذا مسسته تناثر، وثوب هامد، وثياب همّد.
هـ م د : هَمَدَتْ النَّارُ هُمُودًا مِنْ بَابِ قَعَدَ ذَهَبَ حَرُّهَا وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ وَهَمَدَ الثَّوْبُ هُمُودًا بَلَى وَيَنْظُرُ إلَيْهِ النَّاظِرُ يَحْسَبُهُ صَحِيحًا فَإِذَا مَسَّهُ تَنَاثَرَ مِنْ الْبِلَى.

وَالْهَامِدُ الْبَالِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

وَهَمَدَتْ الرِّيحُ سَكَنَتْ.

وَهَمْدَانُ وِزَانُ سَكْرَانَ قَبِيلَةٌ مِنْ حِمْيَرٍ مِنْ عَرَبِ الْيَمَنِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا هَمْدَانِيٌّ عَلَى لَفْظِهَا. 
(هـ م د)

هَمَدَ يَهمُدُ هُمودا، فَهُوَ هامِدٌ وهَمِدٌ وهَمِيدٌ: مَاتَ.

وأَهْمَدَ: سكت على مَا يكره، قَالَ الرَّاعِي:

وَإِنِّي لأْحمِي الأنْفَ مِنْ دونِ ذمَّتِي ... إِذا الدَّنِسُ الواهِي الأمانَةِ أهمدَا

وهَمَدَتِ النَّار تَهْمُدُ هُمُودًا: طفئت طفوءا الْبَتَّةَ فَلم يبْق لَهَا أثر، وَقيل: هُمودُها: ذهَاب حَرَارَتهَا.

ورماد هامِدٌ: قد تغير وَتَلَبَّدَ.

وشجرة هامِدَةٌ: قد اسودت وبليت.

وَأَرْض هامِدَةٌ: مقشعرة لَا نَبَات فِيهَا إِلَّا الْيَابِس المتحطم، وَقد أهَمدَها الْقَحْط.

وهَمَدَ الثَّوْب يَهمُدُ هَمْدا وهُمُودا: تقطع وبلى، وَهُوَ من طول الطي تنظر إِلَيْهِ فتحسبه صَحِيحا، فَإِذا مَسسْته تناثر من البلى، وَقيل: الهامِدَ: الْبَالِي من كل شَيْء. ورطبة هامِدَةٌ: إِذا صَارَت قشرة وصقرة.

والإهمادُ: الْإِقَامَة، قَالَ:؟ لمَّا رَأَتْنِي راضِــيا بالإهْمادْ

كالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ

والإهمادُ: السرعة، فَهُوَ من الأضداد، قَالَ:

مَا كانَ إِلَّا طَلَقُ الإهمادْ

وكَرُّنا بالأغْرُبِ الجِيادْ

حَتَّى تَحاجَزْنَ عَن الرُّوَّادْ

تَحاجُزَ الرِّيِّ ولمْ تَكادْ

وهَمْدانُ: قَبيلَة.

همد

1 هَمَدَتِ النَّارُ, aor. ـُ (S, A, L,) inf. n. هُمُودٌ, (S, A, L, K,) The fire became extinguished (As, S, A, L, K) entirely; went out entirely, (As, S, A, L,) none of it remaining: (L:) or lost its heat: (L, K:) when [only] its flame has ceased, you say of it خَمَدَت. (As, L.) b2: هَمَدَ, (M, A, L,) aor. ـُ (M, L,) inf. n. هُمُودٌ, (M, L, K,) (tropical:) He died; [became extinct;] (M, A, L, K;) perished; (TA;) like as did Thamood; (Lth, A, L;) as also خَمَدَ. (A.) b3: كَاد يَهَمْدُ مِنَ الجُوعِ (tropical:) He nearly perished of hunger. (L.) b4: هَمَدَ, aor. ـُ (S, A, L,) inf. n. هُمُودٌ (S, L, K) and هَمْدٌ, (L, K,) (tropical:) It (a garment, or piece of cloth,) became dissundered (L, K) and worn-out, (S, A, L, Msb,) by being long folded, (A, L, Msb, K,) so that a person looking at it would imagine it sound, but, when he touched it, would find it fall to pieces. (A, * L, Msb. *) b5: هَمَدَت الرِّيحُ (assumed tropical:) The wind became still. (Msb.) b6: هَمَدَتِ الأَرْضُ, inf. n. هُمُودٌ, (tropical:) The land became lifeless, without herbage, without wood, and without rain. (L, K.) b7: هَمَدَ شَجَرُ الأَرْضِ (tropical:) The trees of the land became worn-out, or wasted; and perished. (L.) b8: هَمَدَتْ أَصْوَاتُهُمْ (assumed tropical:) Their voices became silent. (L.) 4 اهمد, inf. n. إِهَمَادٌ, (assumed tropical:) He stilled, or quieted. (K.) b2: He (God, and a man,) killed, or destroyed, a man, or men. (A.) b3: اهمد الأَمْرَ (tropical:) He put an end to the affair. (A.) b4: اهمد القَحْطُ الأَرْضَ (tropical:) Drought rendered the land sterile, so that it contained no herbage but such as was dried up and broken. (L.) b5: اهمد, (inf. n. إِهْمَادٌ, K.) (assumed tropical:) He kept silence in an unpleasant case. (L, K.) b6: اهمد, (S, L,) inf. n. إِهْمَادٌ, (L, K,) He remained, continued, stayed, abode, or dwelt, (S, L, K,) in a place: (S, L:) he was still; (K;) i. e., did not move. (TA.) A2: اهمد, (S, L) inf. n. إِهْمَادٌ, (L, K,) He hastened, or was quick, (S, L, K,) in going along: (S, L:) thus it bears two contr. significations: (S, L, K:) he (a dog) ran; syn. أَحْضَرَ. (L.) A3: اهمدوا فِى الطَّعَامِ, (inf. n. إِهْمَادٌ, K,) They fell to eating of the food. (Ibn-Buzurj, L, K. *) هَمِدٌ: see هَامِدٌ.

هَمْدَةٌ (assumed tropical:) Apoplexy: caros: syn. سَكْتَةٌ. (S, L.) b2: [A trance. (See رَقْدَةٌ.)]

همِيدٌ (tropical:) Sheep or goats that have died: (L:) or the beasts or the like (مال) that are registered in the government-accounts as due from a man. (ISh, L, K.) You say, آخَذَنَا ??لْهَمِيدِ He (the collector) exacted from us taking for the sheep or goats that had died: (L:) or, taking what was registered as due from us in the governmentaccounts. (ISh, L.) b2: See هَامِدٌ.

هَامِدٌ and ↓ هَمِدٌ and ↓ هَمِيدٌ (tropical:) In a state of death, or extinction]. (M, L.) b2: هَامِدٌ (tropical:) A garment, or piece of cloth, [dissundered and] wornout by being long folded, so as, when touched, to fall to pieces: (A:) or anything old and wornout: (L, Msb:) pl. هُمَّدٌ. (A.) See 1. b3: أَرْضٌ هَامِدَةٌ (tropical:) Land in which is no herbage: (S:) and in the same sense هَامِدٌ is applied to a place: (K:) or sterile land, (A, L,) the herbage of which is dried up and broken, (A,) or containing no herbage except what is dried up and broken: (L:) dry and dusty: pl. هَوَامِدُ. (L.) b4: هَامِدٌ (tropical:) Old and worn-out or wasted, blackened, and changed, [for the worse]. (K.) b5: (tropical:) A tree black and wasted: (L:) or dried up; (A;) as also herbage. (S, L, K.) b6: (tropical:) Fruit black and stinking. (A, L.) b7: (tropical:) A date just ripe, thickskinned and yellow. (TA.) رَمَادٌ هَامِدٌ Ashes [in a state of extinction or] wasted, (L,) and compacted together, and changed in appearance. (A, L.)
هـمد
همَدَ يَهمُد، هَمْدًا وهُمودًا، فهو هامد
• همَدتِ النَّارُ: ضعُفت، خمدت، انطفأت وذهبت حرارتها.
• همَدتِ الأصواتُ: سكَنت "مدينة هامدة".
• همَدتِ الأرضُ: أجدبت، لم يكن بها حياة ولا عود ولا نبت ولا مطر " {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} ".
• همَد القومُ: ماتوا جميعًا "جثَّة هامدة".
• همَد الثَّوبُ: تقطَّع من طول الطَّي، تحسبه صحيحًا فإذا مُسّ تناثر من البلَى.
• همَدت الثّمرةُ: نضجت ثم بقيت لم تؤكل فعفَنت. 

أهمدَ/ أهمدَ في يُهمد، إهمادًا، فهو مُهمِد، والمفعول مُهمَد (للمتعدِّي)
• أهمد فلانٌ: سكت على ما يكره "أهمد مع محدِّثه ولم يجادله".
• أهمدتْ أصواتُ القوم: سكنَتْ "أهمدت الريحُ".
• أهمدَ النَّارَ: أطفأها، أخمدها "أهمد صديقهما نار الخصومة بينهما".
• أهمدَ خصمَه: قتله، جعله جثّة هامدة.
• أهمدَ الأصواتَ: سكَّنها "أهمدت الهديةُ غضبَه: سكَّنته".
• أهمدَ القحطُ الأرضَ: أيبسَ نباتها وحطمه.
• أهمد القومُ في المكان: أقاموا به واستقرّوا "عاد المسافر ليهمد في وطنه". 

همَّدَ يهمِّد، تهميدًا، فهو مُهمِّد، والمفعول مُهمَّد
• همَّد الشَّيءَ: أهمده، سكّنه أو أخمده "همَّد الحاكم العاقل الفتنة". 

إهماد [مفرد]:
1 - مصدر أهمدَ/ أهمدَ في.
2 - (كم) إذهاب النشاط عن جسم ما كيمياويًّا. 

هامِد [مفرد]: ج هامدون وهَوامِدُ (لغير العاقل) وهُمَّد (لغير العاقل)، مؤ هامِدة، ج مؤ هامدات وهُمَّد وهَوامِدُ:
1 - اسم فاعل من همَدَ ° جُثَّة هامدة: بلا حراك.
2 - يابس النَّبات "شجر هامد- {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً} " ° أَرْض هامدة: يابسة مجدبة- ثمرة هامدة: سوداء متعفنة.
3 - بالٍ متلبِّد بعضه على بعض "الرَّماد الهامد".
4 - (كم) جسم فاقد للنَّشاط الكيمياويّ. 

هَمْد [مفرد]: مصدر همَدَ. 

هُمود [مفرد]: مصدر همَدَ. 

همد: الهَمْدَةُ: السَّكْتةُ. هَمَدَتْ أَصواتُهم أَي سكَنَتْ. ابن

سيده: هَمَدَ يَهْمُدُ هُمُوداً، فهو هامِدٌ وهَمِدٌ وعَمِيدٌ: مات.

وأَهْمَدَ: سَكَتَ على ما يَكْرَه؛ قال الراعي:

وإِني لأَحْمي الأَنْفَ مِن دونِ ذِمَّتي،

إِذا الدَّنِسُ الواهِي الأَمانةِ أَهْمَدا

الليث: الهُمُودُ الموتُ، كما هَمَدَتْ ثمودُ. وفي حديث مصعب بن عمير:

حتى كاد يَهْمُدُ من الجوعِ أَي يَهْلِكُ. وهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ

هُمُوداً: طُفِئَتْ طُفُوءاً وذهبت البتة فلم يَبِنْ لها أَثَر، وقيل:

هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها. ورَمادٌ هامِدٌ: قد تغيَّر وتَلَبَّدَ. والرّماد

الهامِدُ: البالي المُتَلَبِّدُ بعضه على بعض. الأَصمعي: خَمَدَتِ النارُ

إِذا سكَن لَهَبُها، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذا طُفِئَت البتة. فإِذا صارت

رَماداً قيل: هَبا يَهْبُو، وهو هابٍ. ونباتٌ هامِدٌ: يابس. وهَمَدَ شجرُ

الأَرض أَي بَلِيَ وذهَب. وشجرة هامدةٌ: قد اسودّت وبَلِيَتْ. وثَمَرَةٌ

هامدةٌ إِذا اسودّت وعَفِنَتْ. وترى الأَرض هامدةً أَي جافَّة ذات تُراب.

وأَرضٌ هامدة: مُقْشَعِرّة لا نبات فيها إِلا اليابس المُتَحَطِّم، وقد

أَهْمَدَها القَحْطُ. وفي حديث عليّ: أَخرَجَ من

(* قوله «أخرج من» كذا

بالأصل، والذي في النهاية أخرج به من ولعل المعنى أخرج به أي بالماء.)

هَوامِدِ الأَرض النباتَ؛ الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن

لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر. والهامد من الشجر:

اليابس. وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُمُوداً: تَقَطَّع وبليَ، وهو من طول

الطسّ تنظر إِليه فتحسَبه صحيحاً فإِذا مَسِسْتَه تَناثَر من البِلى،

وقيل: الهامِدُ البالي من كل شيء. ورُطبةٌ هامِدةٌ إِذا صارت قَشِرةً

وصَقِرةً. وأَهْمَدَ في المكان: أَقام. والإِهمادُ: الإِقامةُ؛ قال رؤبةُ بن

العجاج:

لَمَّا رَأَتْني راضِــياً بالإِهمادْ،

كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بعيْنَ الأَوْتادْ.

يقول: لما رأَتني راضــياً بالجلوس لا أَخرج ولا أَطلب كالبازي الذي

كُرِّزَ أُسْقِطَ ريشُه، وأَهْمَدَ في السير أَسرع؛ قال: وهذا الحرف من

الأَضْدادِ. ابن سيده: والإِهمادُ السُّرْعةُ. وقال غيره: السرعة في السير؛

قال: فهو من الأَضداد، قال رؤَبة بن العجاج:

ما كانَ إِلاَّ طَلَقُ الإِهْماد،

وكَرُّنا بالأَغْرُبِ الجِياد

حتى تَحاجَزْنَ عنِ الرُّوّاد،

تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكاد

والطَّلَق: الشَّوْطُ؛ يقال: عَدا الفرس طَلَقاً أَو طلَقين، كما تقول:

شَوْطاً أَو شَوْطين. والأَغْرُبُ: جمع غَرْب، وهي الدول الكبيرة، أَي

تابَعُوا الاستقاءَ بالدِّلاءِ حتى رَوِيَتْ. وأَهْمَدَ الكلبُ أَي

أَحضَرَ. ويقال للهامد: هَمِيدٌ. يقال: أَخذَنا المُصَدِّقُ بالهَمِيدِ أَي بما

مات من الغنم. ابن شميل: الهَمِيدُ المال المكتوب على الرجل في الدِّيوان

فيقال: هاتوا صدَقَتَه وقد ذهب المالُ. يقال: أَخَذَنا الساعِي

بالهَمِيد.

ابن بُزُرج: أَهْمَدوا في الطّعامِ أَي اندفعوا فيه. وهَمْدانُ:

قَبِيلةٌ من اليمن.

همد
: (الهُمُودُ) ، بالضَّمّ (: المَوْتُ) والهَلاَكُ، كَمَا هَمَدَتْ ثَمودُ، قَالَه الليثُ، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأَساس، وَفِي الْمُحكم: هَمَدَ يَهْمُد هُمُوداً فَهُوَ هامِدٌ وهَمِيدٌ: ماتَ. وَفِي حَدِيث مُصْعَب بن عُمَيْرٍ (حَتَّى كَاد أَنْ يَهْمُدَ مِن الجُوع) أَي يَهْلِكَ، (و) الهُمُود: (طُفُوءُ النارِ) ، وَقد هَمَدَت تَهْمُدُ: ذَهَبَتِ البَتَّةَ فَلم يَبِنْ لَهَا أَثَرٌ. (أَو) هُمُودُهَا (: ذَهَابُ حَرَارَتِها) .
وَقَالَ الأَصمعيّ: خَمَدَت النارُ، إِذا سَكَنَ لَهَبُهَا، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذَا طُفِئت البَتَّةَ، فإِذا صارَتْ رَمَاداً قيل: هَبَا يَهْبُو، وَهُوَ هَابٍ. (و) من المَجاز: الهُمُودُ (: تَقَطَّعُ الثَّوْبِ) وبِلاَهُ، وَهُوَ (مِن طُولِ الطَّيِّ) ، تَنْظُر إِليه فتَحسَبُه صَحِيحاً، فإِذا مَسِسْتَهُ تَنَاثَرَ مِنَ البَلِى، (كالهَمْدِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، ثَوْبٌ هامِدٌ، وثِيَابٌ هُمَّدٌ. (و) الهُمُودُ (فِي الأَرْضِ: أَن لَا يَكون بهَا) ، وَفِي بعض النّسخ: فِيهَا (حَياةٌ وَلَا عُودٌ وَلَا نَبْتٌ، وَلَا) أَصابها (مَطَرٌ) ، وهَمَدَ شَجَرُ الأَرْضِ، أَي بَلِيَ وذَهَب. {وَتَرَى الاْرْضَ هَامِدَةً} (سُورَة الْحَج، الْآيَة: 5) أَي جَافَّةً ذاتَ تُرابٍ. وأَرضٌ هامِدَةٌ: مُقْشَعِرَّة لَا نَبَات فِيهَا، إِلاّ اليابِس المُتَحطِّم، وَقد أَهمدَهَا القَحْطُ، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي حَيْثُ عَلِيَ (أَخْرَجَ مِنْ هَوَامِدِ الأَرْضِ النَّبَاتَ) .
(والإِهمادُ: الإِقامَةُ) وأَهْمَدَ فِي المكانِ: أَقَامَ، قَالَ رُؤْبَة بن العَجَّاج:
لَمَّا رَأَتْنِي راضَــياً بالإِهْمَادْ
كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بَيْنَ الأَوْتَادْ
يَقُول: لمّا رأَتْنِي رَاضِــياً بالجُلُوس لَا أَخْرُج وَلَا أَطْلُب، كالبازِي الَّذِي كُرِّزَ، أَي أُسْقِطَ رِيشُه، (و) قَالَ ابْن سَيّده: الإِهماد (: السُّرْعَةُ) ، وَقَالَ غَيره: السُّرْعَة فِي السَّيْرِ، وَهُوَ (ضِدٌّ) ، يُقَال: أَهْمَدَ فِي السَّيْرِ: أَسْرَع قَالَ رؤبة:
مَا كَانَ إِلاَّ طَلَقُ الإِهْمَادِ
وكَرُّنَا بِالاغْرُبِ الجِيَادِ
حَتَّى تَحَاجَزْنَ عَنِ الرُّوَّادِ
تَحَاجُزَ الرِّيِّ ولَمْ تَكَادِ
قلْت: وَمن ذالك أَهْمَدَ الكَلْبُ، أَي أَحْضَرَ. (و) عَن ابْن بُزُرْج: الإِهماد: (الانْدِفاعُ فِي الطَّعَامِ) ، وَقد أَهْمَدُوا فِيهِ: انْدَفَعُوا. (و) الإِهماد (: السُّكون) ، وَهُوَ أَن لَا يَبْرَح، (و) أَيضاً (: التَّسْكِينُ) ، وَقَالُوا الهَمْدَةُ: السَّكْتَة، يُقَال: هَمَدَتْ أَصواتُهم، أَي سَكَنَتْ، (و) الإِهمادُ (: السُّكُوت على مَا يُكْرَه) ، قَالَ الرَّاعِي:
وَإِنّي لأَحْمِي الأَنْفَ منْ دُونِ ذِمَّتِي
إِذا الدَّنِسُ الوَاهِي الأَمَانَةِ أَهْمَدَا
(والهامِدُ: البَالِي المُسْوَدُّ المُتَغَيِّرُ) ، يُقَال: شَجَرَةٌ هَامِدَة، إِذا اسْوَدَّتْ وبَلِيَتْ، وثَمَرَةٌ هَامِدَة، إِذا اسْوَدَّت عَفِنَتْ، وَهُوَ مَجاز، ورُطَبَةٌ هامِدَة إِذَا صَارَتْ قَشِرَةً وصَقِرَةً، وَهُوَ مَجاز. ورمَادٌ هَامِدٌ: بالٍ مُتَلَبِّدٌ بعضُه على بعضٍ، وَقيل: الهامِدُ: البالِي من كُلِّ شيحءٍ. (و) الهامِدُ (اليابِس من النَّبَاتِ) وَمن الشَّجَر، (و) الهامد (مِن المَكَانِ: مَا لَا نَبَاتَ بِهِ) ، قد أَهْمَدَه القَحْطُ، جمْعه الهَوَامِدُ.
(وهَمْدَانُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (قَبِيلَةٌ باليَمَنِ) من حِمْيَرَ، واسْمه أَوْسَلَة بن مَالك بن زَيد بن أَوسَلَةَ بن ربيعَة بن الخِيَار بن مَالك بن زيد بن كَهلان بن سَبَأَ، والنِّسْبَة هَمْدَانِيٌّ، على لفظِهَا، والعَقِبُ مِنْهُ فِي جُشَمَ بنِ خَيرانَ بن نَوْف بن هَمْدَان، والعَقِب من جُشَم فِي فَخذَيْنِ لصُلْبِهِ: بَكِيلٍ وحَاشِدٍ، فَمن بَكِيلٍ فِي دَومان وسوران وخَيران، وَمن حاشد فِي سَبيع بن سَب بن صَعب بن مُعَاوِيَة بن كثير بن مَالك بن جُشَم بن حاشِد، وَلَهُم بُطُون مُتَّسِعة بِالْيمن.
(والهَمِيدُ: المالُ المَكْتُوبُ عَلَيْكَ فِي الدِّيوانِ) ، فَيُقَال: هاتُوا صَدَقَتَه وَقد ذهبَ المالُ، يُقَال: أَخَذَنَا السَّاعِي بالهَمِيد، قالُه ابنُ شُمَيْل، أَي بِمَا مَاتَ من الغَنَم والإِل.
(وهَمَدٌ، مُحرّكةً: ماءٌ لِضَبَّةَ) هاكذا أَورده ياقوت فِي المعجم والصاغانيُّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَهْمَدَ فُلانٌ الأَمر: أَماتَه. وأَتَوْا على قَومٍ فأَهْمَدُوهُمْ، أَي أَمَاتُوهم.

همد


هَمَدَ(n. ac. هُمُوْد)
a. Went out (fire); subsided; died
perished.
b. Was barren.
c. Ceased.
d.(n. ac. هَمْد
هُمُوْد), Was worn out.
هَمَّدَa. see IV (a)
أَهْمَدَa. Extinguished, appeased, stilled.
b. Destroyed.
c. Was still; subsided (wind).
d. [Bi], Stopped at.
e. [Fī], Hastened.
f. [Fī], Fell to.
هَمْدَةa. Apoplexy; caros.
b. Trance.

هَمِدa. see 21 (a)
هَاْمِد
(pl.
هُمَّد)
a. Dying out.
b. Wornout.
c. Withered.
d. Barren.

هَاْمِدَة
(pl.
هَوَاْمِدُ)
a. see 21 (d)
هَمِيْدa. Government-taxes.
b. see 21 (a)
[همد] هَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُموداً، أي طفِئتْ وذهبتْ البتَّةَ. والهَمْدَةُ: السكتة. وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُموداً: بَلِيَ. وأَهْمَدَ في المكان: أقام. قال الراجز رؤبة: لما رأتنى راضــيا بالاهماد * كالكرز المربوط بين الاوتاد - وأَهْمَدَ في السير: أسرعَ. وهذا الحرف من الاضداد، وأنشد الاصمعي : * ماكان إلا طلق الاهماد * وأرض هامدة: لانبات بها. ونبات هامد: يابس. وهمدان: قبيلة من اليمن.

جنن

[جنن] جَنَّ عليه الليلُ يَجُنُّ بالضم جُنوناً. ويقال أيضاً: جَنَّهُ الليلُ وأَجَنَّهُ الليل، بمعنىً. والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى وجُنَّ الرجل جنوناً، وأَجّنَّهُ الله فهو مجنون ولا تقل مجن. وقولهم في المجنون: ما أجنه، شاذ لا يقاس عليه، لانه لا يقال في المضروب: ما أضربه، ولا في المسلول: ما أسله. وأما قول موسى بن جابر الحنفي: فما نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ولا أصبحتْ طيْري من الخوف وُقعا فإنه أراد بالجِنِّ القلبَ، وبالمبرد اللسان. ونخلة مجنونة، أي طويلة. وقال: يا رب أرسل خارف المساكين عجاجة مسبلة العثانين تحدر ما في السحق المجانين وجن النَبْتُ جُنوناً، أي طال والتفّ وخرج زَهْرُهُ. وجُنَّ الذباب، أي كثر صوته. وقول الشاعر ابن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري وجُنَّ الخازباز به جنونا يحتمل هذين الوجهين. ويقال: كان ذلك في جِنِّ شبابه، أي في أوَّل شبابه. وتقول: افعلْ ذلك الامر بجن ذلك وبحدثانه. قال المتنخل: أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا ينصبك عهد الملق الحول يريد الغيث الذى ذكره قبل هذا البيت. يقول: سقى هذا الغيث سلمى بحدثان نزوله من السحاب قبل تغيره. ثم نهى نفسه أن ينصبه حب من هو ملق: وجننت الميت وأجننته، أي واريته. وأجننت الشئ في صدري: أكننته. وأجنت المرأة ولدا. والجنين: الولد ما دام في البطن، والجمع الأَجِنَّةُ. والجنين: المقبور. والجنة بالضم: ما استترت به من سلاح. والجنة: السترة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بِجُنّةٍ، أي استتر بسُترة. والمِجّنُّ: الترس، والجمع المَجانُّ بالفتح. والجَنَّةُ: البستان، ومنه الجَنّاتُ. والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً. وقال زهير: كَأَنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ من النَواضِحِ تَسْقي جَنّةً سُحُقا والجَنانُ بالفتح: القلب. ويقال أيضاً: ما عَلَيَّ جَنانٌ إلا ما تَرى، أي ثوبٌ يواريني. وجَنانُ الليل أيضاً سوادُه وادلهمامه. قال الشاعر خفاف بن ندبة: ولولا جنان الليل أدرك ركبنا بذى الرمث والارطى عياض بن ناشب قال ابن السكيت: ويروى: " جنون الليل "، أي ما ستر من ظلمته. وجنان الناس: دهماؤهم. والجنة: الجِنُّ. ومنه قوله تعالى: (من الجنة والناس أجمعين) . (*) والجنة: الجنون. ومنه قوله تعالى: (أم به جِنّةٌ) والاسم والمصدر على صورةٍ واحدة. والجَنَنُ بالفتح: القبر. والجُنُنُ بالضم: الجُنونُ، محذوف منه الواو. قال يصف الناقة: مثل النعامة كانت وهي سائمةٌ أَذْناَء حتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنَنُ والجانُّ: أبو الجن، والجمع جنان مثل حائط وحيطان. والجان أيضا: حيَّة بيضاء. وتَجَنَّنَ عليه وتَجَانَنَ وتَجانَّ: أرَى من نفسه أنّه مَجْنونُ. وأرضٌ مَجَنَّةٌ: ذات جِنٍّ. والمَجَنَّةُ أيضاً: الجُنونُ. والمَجَنَّةُ أيضاً: اسم موضع على أميال من مكة. وكان بلال رضى الله عنه يتمثل بقول الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لى شامة وطفيل وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية. والمجنة أيضا: الموضع الذى يستتر فيه. والاجتنان: الاستتار. والاسْتِجْنانُ الاستطراب. وقولهم: أَجَنَّكَ كذا، أي من أجل أنّك، فحذفوا اللام والألف اختصاراً ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم. قال الشاعر: أَجِنَّكِ عندي أَحْسَنُ الناسِ كلهم وأنك ذات الخال والحبرات والجناجن: عظام الصدر، الواحد جِنْجِنٌ وقد يفتح. والمَنْجَنونُ: الدُولاب التي يستقى عليها، ويقال المَنْجَنينُ أيضاً، وهي أنثى. وأنشد الأصمعي لعُمارة بن طارق:

ومَنْجَنونٍ كالأَتانِ الفارق

جنن


جَنَّ(n. ac. جَنّ
جُنُوْن)
a. [acc.
or
'Ala], Covered, veiled, concealed.
b. Was, became dark.
c. Was, became mad, insane, possessed; was frantic
frenzied.

جَنَّنَa. Maddened, frenzied; drove mad, bereft of
reason.

أَجْنَنَa. see IIb. Covered, veiled, concealed.
c. Buried, interred.
d. ['An], Was hidden, concealed from.
تَجَنَّنَa. Was mad, insane; showed symptoms of insanity.

تَجَاْنَنَa. Feigned madness; appeared mad.

إِجْتَنَنَإِسْتَجْنَنَa. Was covered up, concealed; hid, concealed
himself.

جَنَّة
(pl.
جِنَاْن)
a. Garden.
b. [art.], Paradise.
جِنّ
جِنَّةa. Darkness, obscurity; concealment.
b. Genii, Jinn.
c. Madness; insanity; frenzy.

جِنِّيّa. Jinnee, demon.

جُنَّة
(pl.
جُنَن)
a. Armour, shield; veil, convering; protection.

جَنَن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Grave.
b. Shroud.
c. Corpse.

مِجْنَن
(pl.
مَجَاْنِنُ)
a. see 3t
جَنَاْن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Heart, interior.

جَنِيْن
( pl.
أَجْنِنَة
أَجْنُن)
a. Covered, veiled, concealed; buried.
b. Embryo, fœtus.

جُنُوْنa. Madness, insanity, demoniacal possession.

جُِنَّار
a. Plum-tree.

N. P.
جَنڤنَ
(pl.
مَجَاْنِيْنُ)
a. Mad, insane, possessed.

جُنَيْنَة
a. Small garden.
ج ن ن : الْجَنِينُ وَصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ أَجِنَّةٌ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ وَالْجِنُّ
وَالْجِنَّةُ خِلَافُ الْإِنْسَانِ.

وَالْجَانُّ الْوَاحِدُ مِنْ الْجِنِّ وَهُوَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ أَيْضًا.

وَالْجَنَّةُ الْجُنُونُ وَأَجَنَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ فَجُنَّ هُوَ لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُونٌ.

وَالْجَنَّةُ بِالْفَتْحِ الْحَدِيقَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَقِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ جَنَّاتٌ عَلَى لَفْظِهَا وَجِنَانٌ أَيْضًا وَالْجَنَانُ الْقَلْبُ وَأَجَنَّهُ اللَّيْلُ بِالْأَلِفِ وَجَنَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ وَقِيلَ لِلتُّرْسِ مِجَنٌّ بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَالْجَمْعُ الْمَجَانُّ وِزَانُ دَوَابَّ. 
ج ن ن

جنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن، وأجنته الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن وجوههم المجان. وجن عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان. وهو يتجنن عليّ ويتجان.

ومن المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به. قال ابن أحمر:

وجن الخاز باز به جنوناً

ونخلة مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:

يا رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين

تحت تمر السحق المجانين

وقال رؤبة:

يدعن ترب الأرض مجنون الصيق

الصيقة الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:

كوماً تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا

وكان ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها عند النتاج. وقال:

أجن الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله

ولا جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:

ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر

وجن جنونه. وقال أبو النجم:

وقد حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج ن ن: جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ (جَنَّهُ) اللَّيْلُ يَجُنُّهُ بِالضَّمِّ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْجِنُّ) ضِدُّ الْإِنْسِ، الْوَاحِدُ (جِنِّيٌّ) قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُتَّقَى وَلَا تُرَى. وَ (جُنَّ) الرَّجُلُ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ وَلَا تَقُلْ: مُجَنٌّ، وَقَوْلُهُمْ لِلْمَجْنُونِ (مَا أَجَنَّهُ) شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَهُ وَلَا فِي الْمَسْلُولِ مَا أَسَلَّهُ فَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَأَجَنَّ الشَّيْءَ فِي صَدْرِهِ أَكَنَّهُ. وَ (أَجَنَّتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدًا، وَ (الْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الْبَطْنِ، وَجَمْعُهُ (أَجِنَّةٌ) . وَ (الْجُنَّةُ) بِالضَّمِّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ، وَ (الْجُنَّةُ) السُّتْرَةُ وَالْجَمْعُ (جُنَنٌ) وَ (اسْتَجَنَّ) بِجُنَّةٍ اسْتَتَرَ بِسُتْرَةٍ. وَ (الْمِجَنُّ) بِالْكَسْرِ التُّرْسُ وَجَمْعُهُ (مَجَانُّ) بِالْفَتْحِ. وَ (الْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهُ (الْجَنَّاتُ) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّخِيلَ (جَنَّةً) . وَ (الْجِنَانُ) بِالْفَتْحِ الْقَلْبُ. وَ (الْجِنَّةُ) الْجِنُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] وَ (الْجِنَّةُ) أَيْضًا الْجُنُونُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8] وَالِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْجَانُّ) أَبُو الْجِنِّ وَالْجَانُّ أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ وَ (تَجَنَّنَ) وَ (تَجَانَنَ) وَ (تَجَانَّ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مَجْنُونٌ. وَأَرْضٌ (مَجَنَّةٌ) ذَاتُ جِنٍّ، وَ (الِاجْتِنَانُ) الِاسْتِتَارُ. وَ (الْمَجْنُونُ) الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: (الْمَنْجَنِينُ) أَيْضًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. 
(جنن) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} .
قِراءَة عَلِيٍّ وأَنَس، وابنِ الزُّبيْر: {جَنَّهُ الْمَأْوَى} بالهَاءِ، بمعنى أَجنَّه: أي سَتَره وآوَاه.
قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّه وأجنَّه بِمَعنًى: قال الهُذَلِيّ :
* وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ *
وقال الفَرَّاء: يقال: أَجنَّه الَّليلُ، فإذا قلت: جَنَّ، قُلتَ عليه كما قَالَ اللهُ تَعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} .
- ومنه الحَدِيث: "وَليَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإِجْنانَه عليٌّ والعَبَّاسُ".
: أي دَفْنَه وسَتْرَه.
- في الحَدِيثِ: "نَهَى عن ذَبائِحِ الجِنِّ".
وهو أن يَبْنِي الرَّجلُ الدَّارَ، فإذا فَرَغ من بِنائِها ذَبَح ذَبِيحةً، كان يُقالُ: إذا فَعَل ذَكِ لا يَضُرُّ أهلَها الجِنُّ. - في حَدِيثِ بِلال وشِعْرِه:
* وهل أرِدَن يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ * 
قيل: هو سُوقٌ بأسفَلِ مَكَّة، على قَدر بَرِيد مِنها، وقال الجَبَّان: مَجَنَّة: أَرضٌ معروفة، من مَكَّة على أَميال، ذَكَرهَا بكَسْر المِيمِ. وقالها غَيرُه بالفَتْح.
- في حديث الحَسَن: "لو أَصابَ ابنُ آدمَ في كُلِّ شَىءٍ جُنَّ"
: أي أُعجب بنَفْسه حتَّى يَصِير كالمَجْنُون من شِدَّةِ إعجابِه.
قال القُتَيْبِي: وأَحَسِب قَولَ الشَّنْفَرَى في المَرْأة من هذا:
فلَوْ جُنَّ إنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتٍ 
- ومنه الحدِيثُ "الَّلهُمَّ إني أَعوذُ بك من جُنُون العَمَل" . : أي من الِإعْجاب به.
- ويُؤكِّد هذا ما رُوِي عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأى قَوماً مُجْتَمِعِين على إنسان، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: مَجْنُون، قال: هَذَا مُصابٌ، إنما المَجْنُون، الذي يَضْرِب بِمِنْكَبَيْه، ويَنْظُر في عِطْفَيه، ويتَمَطيَّ في مِشْيَتهِ".
- في حَدِيثِ زَيْد بنِ نُفَيلِ: "جِنَّانُ الجِبالِ".
: أي الَّذِين يأْمُرون بالفَسادِ من الجنِّ، يقال: جَانّ وجنَّان، كحائطٍ وحِيطَان، وغَائِط وغِيطَان.
[جنن] فيه: ""جن" عليه الليل" أي ستره، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، والجنين لاستتاره في بطن أمه. ك: باب ذكر الجن وثوابهم، إشارة إلى أن الصحيح أن المطيع منهم يثابون، وقد جرى بين أبي حنيفة ومالك مناظرة في المسجد الحرام فقال: ثوابهم السلامة من العذاب لقوله "يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم" وقال مالك: لهم الكرامة بالجنة لقوله "ولمن خاف مقام ربه جنتان" ونحوه، واستدل البخاري على الثواب بقوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا} وبقوله {فلا يخاف بخسا} أي نقصاً. توسط: "الجني" منسوب إلى الجن أو الجنة لاجتنانهم عن الأبصار. و"الجان" أبو الجن، ووجودها مذهب أهل الحق، وحكى ابن العربي إجماع المسلمين على أنهم يأكلون ويشربون وينكحون خلافاً للفلاسفة النافين وجودهم. ط: "ليلة الجن" التي جاءت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبوا به إلى قومهم ليتعلموا منه الدين. نه ومنه ح: ولى دفنه صلى الله عليه وسلم و"إجنانه" على والعباس، أي دفنه وستره، ويقال للقبر: الجنن، ويجمع على أجنان. وح على: جعل لهم من الصفيح "أجنان". وفيه: نهى عن قتل "الجنان" هي الحيات التي تكون في البيوت، جمع جان وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً. ومنه ح زمزم: إن فيها "جنانا" كثيرة، أي حيات. ك: عن قتل "الجنان" بكسر جيم وشدة النون جمع جان، ويروى: جنان- جمعوهي الحية البيضاء طويل قل ما تضر. ط: وأمر بقتلها تطهيراً لماء زمزم منهن، ونهى عنه في آخر لأنه لا سم له. غ: "الجان" الحية الصغيرة،
جنن
جنَّ/ جنَّ على جَنَنْتُ، يَجِنّ، اجْنِنْ/جِنَّ، جُنونًا وجَنًّا وجَنانًا، فهو جانّ، والمفعول مجنون (للمتعدِّي)
• جنَّ اللَّيْلُ: أظلم ° جَنَّ الظَّلامُ: اشتدَّ.
• جنَّ الشَّيءَ/ جَنَّ عليه: ستَره " {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} ". 

جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من يُجَنّ، جَنًّا وجِنَّةً وجُنونًا، والمفعول مَجْنون
• جُنَّ الرَّجُلُ: زال عقله "جُنَّ بعد أن فقد زوجتَه وأطفالَه- {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} " ° جُنَّ جنونُه: مبالغة في التَّعبير عن السُّلوك غير العقليّ، ثار، غضب، هاج- مستشفى المجانين: مكان لعلاج المجانين ويسمّى كذلك: مستشفى الأمــراض العقليّة، ومستشفى الأمــراض العصبيّة والنفسيّة.
• جُنَّ بالشَّيء/ جُنَّ من الشَّيء: أُعجب به حتَّى صار كالمجنون "جُنَّ بهذا الاختراع الجديد". 

أجنَّ يُجِنّ، أجْنِنْ/أجِنَّ، إجنانًا، فهو مُجِنّ، والمفعول مُجَنّ (للمتعدِّي)
• أجنَّ الرَّجلُ: جُنّ، زال عقله.
• أجنَّ الشَّخْصَ: أذهب عقلَه "أجنَّه اللهُ".
• أجنَّ الأمرَ: ستره، كتمه، أكنّه "أجنَّ الليلُ عوراتِهم".
• أجنَّتِ المرأةُ جنينًا: حملتْهُ. 

استجنَّ يستجن، اسْتَجْنِنْ/ اسْتَجِنَّ، استجنانًا، فهو مُستجِنّ، والمفعول مُستجَنّ (للمتعدِّي)
• استجنَّ الشَّخصُ: استتر.
• استجنَّ فلانًا: عدّه مجنونًا. 

تجنَّنَ يتجنَّن، تجنُّنًا، فهو مُتجنِّن
• تجنَّن الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جنَّنَ: جُنّ، زال عقلُه.
2 - تظاهر بالجنون "تجنّن أمام القاضي ليفلت من عقوبة الإعدام". 

جنَّنَ يجنِّن، تجنينًا، فهو مُجنِّن، والمفعول مُجنَّن
• جنَّن الشَّخصَ:
1 - جعله مجنونًا.
2 - أثاره بحدَّة، استفزّه، هيَّجه "جنَّنه بتصرّفاته الغريبة". 

جانّ1 [جمع]: مف جِنِّيّ: جنّ، خلاف الإنس " {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ". 

جانّ2 [جمع]: جج جِنّان وجَوَانّ: نوعٌ من الحيّات، أكحل العينين يَضرب إلى الصُّفرة، يألف البيوت ولا يؤذي " {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} ". 

جَنائنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنَائن: على غير قياس "قام الجنائنيّ بتهذيب بعض الأشجار".
2 - بُسْتانيّ محترف، يزرع حديقته للاتجار بالنباتات ومنتجاتها محاولاً تحسين نوعيَّتها وكمِّيتها. 

جَنان [مفرد]:
1 - مصدر جنَّ/ جنَّ على.
2 - قلب، فؤاد "ساكن الجَنان- إذا قَرِح الجَنان بكت العينان [مثل] " ° ثابت الجَنان: قويّ يحتفظ برباطة جأشه.
3 - جوف الشيء وما خفي منه ° جنانُ اللَّيل: ظلمتُه. 

جَنّ [مفرد]: مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على. 

جِنّ [جمع]: مف جِنِّيّ، مؤ جنِّيَّة: خلاف الإنس، سُمُّوا بذلك لاستتارهم عن النَّاس وهم مخلوقات خفيّة من النار "عالم الجِنّ مخيف- {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا} ".
• الجِنّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 72 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون آية. 

جَنَّة [مفرد]: ج جَنّات وجِنان:
1 - دار النَّعيم في الآخرة "وعد الله الصالحين الجنَّة- {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} " ° باب الجنَّة- جنَّة الخلد: جنّة إقامة للخلود، مكان وضع الله فيه آدم- جنَّة المأوى- جنَّة المنتهى- جنَّة عدن- جنَّات
 النَّعيم: الفردوس السَّماويّ- عصفور الجنَّة- كنوز الجنَّة.
2 - بستان، حديقة ذات نخل وشجر "ما أكثر الجنان الخضراء في الرِّيف المصريّ- {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} " ° رَوْضات الجنَّات: أطيبُ بقاعها وأنزهُها. 

جُنَّة [مفرد]: ج جُنَن: سُترَة، كُلّ ما ستر أو وقي من سلاح وغيره "َالصَّوْمُ جُنَّةٌ [حديث]: وقاية من الشَّهوات- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} ". 

جِنَّة1 [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من.
2 - جُنُون " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} " ° مسّه طيف جِنّة: جنون. 

جِنَّة2 [جمع]: جِنّ، طائفة من الجِنّ " {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". 

جُنون [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على.
2 - زوال العقل أو فسادٌ فيه، صَرع، داء النقطة "أصابه مسٌّ من الجُنون" ° الجنون فنون [مثل]: يُضرب لمن يخلط بين أشياء لا رابط بينها- جُنون الارتياب: عدم الثقة غير المبرّر في الآخرين- جُنون الصِّبا: هوس الشباب، رعونته- جُنون مُطبَق: تامّ- سرعة جنونيّة: سرعة فائقة لا يتخيّلها عقل تؤدِّي إلى الهلاك- عَمَلٌ جنونيّ: منافٍ للعقل خارج عن المعتاد.
• جنون البقر: (طب) التهاب شديد يدمِّر خلايا المخ في الأبقار، تنتشر العدوى به نتيجة تغذية الماشية بأغذية حيوانيّة ويؤدي هذا المرض إلى اضطراب حركيّ وشلل وينتهي بموت الحيوان.
• جنون العَظَمة: خلل عقليّ يجعل المرء يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعليّ الذي يعيشه الشخص. 

جَنين [مفرد]: ج أجنَّة:
1 - الولد ما دام في الرَّحم " {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ".
2 - (طب) ثمرة الحمل في الرَّحم حتَّى نهاية الأسبوع الثَّامن، وبعده يُدْعَى بالحمل "علم الأجنَّة" ° جنين كاذب: كتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم.
3 - (نت) النَّبات الأوّل في الحبّة ° بَيْضة الجنين: أصله- جنين البذرة: الطور الأوّل للكائن الحيّ مثل الخليّة أو البذرة.
• ماء الجَنين: (طب) سائل لزج خاصّ يغمر الجنين في الرحم.
• علم الأجِنَّة: (حي) علم يهتمّ بدراسة أطوار تكوين الجنين في النبات والحيوان والإنسان. 

جُنَيْنَة [مفرد]: ج جُنَيْنات وجَنَائنُ: تصغير جَنَّة: حديقة، بستان تزرع فيه أشجار الفواكه والأزهار "اهتم بزراعة الأزهار في جُنَيْنَته" ° الجنائن المعلَّقة: جنائن منشأة على شكل مدرجات أو سطوح مرفوعة عن الأرض. 

مِجَنّ [مفرد]: ج مَجانّ:
1 - ترس "مجنُّ سفينة- كأنّ وجوهَهم المجانُّ المطروقة" ° قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
2 - ما وقي من السلاح. 

مِجَنّة [مفرد]: ج مِجَنَّات ومَجانّ: تُرس. 

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد

جُنَّ عنك. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ،

بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه،

وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم

واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل:

اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.

ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان

(* قوله

«دنيان») كذا في النسخ. وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب.

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.

ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته. وعياضُ بن جَبَل: من

بني ثعلبة بن سعد. وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك

رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ

إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.

وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه

الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا

أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته. ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ. ويقال:

جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو

اسحق. واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً

وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها

لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا.

فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.

والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ

لذلك. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال:

ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟

أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه

إذا قبَره؛ قال الأََعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.

والجَنينُ: المقبورُ. وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر:

ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ. وفي

الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه

عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على

أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء

وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ،

وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه. وقال ابن دريد: سمّيت

الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن

ابن جني. ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. وأَجَنَّ عنه

واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛

وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي.

الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن

العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال

الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها،

ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

(* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما

القلب كاتم).

ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر. والهادي: المتقدّم، أَراد أَن

القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ:

فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي،

ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا.

فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ

ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار

التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه

الحاملُ؛ وقول الفرزذق:

إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم.

عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في

جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها:

حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت

المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ.

يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ

فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد

حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ،

بالفتح. وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ

لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله

وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال

ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو

رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط

الحياءَ وفعَل ما شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛

قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.

وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني

التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي

اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ

جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم،

يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ

أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم. ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما

تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ

يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ

يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم

إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا.

أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري

أَي أَكْنَنْتُه. وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ

تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه،

وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي

البُرْقُع. وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي

المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما

جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ

اللباس. وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛

قال ابن أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.

وروي:

وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا.

قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل

لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد

بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم

وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من

شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس

جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ:

وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى

به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا.

قال: جنانه عينه وما واراه. والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ

نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم

اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة. وفي التنزيل

العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا

الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين

الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين

الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت

الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار. والجِنِّيُّ:

منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى:

من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى:

قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس

الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس

معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري:

الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.

جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد

ابن بري:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها

وقال مُدرك بن حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.

وقوله:

ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟

إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها

وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف

الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا

يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر:

ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ.

أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه

الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ

الجُنونُ أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على

صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم

شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.

والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال

مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.

وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.

وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني

المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع

التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا

بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل. وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما

أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل

الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون

ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما

أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ

منه الواوُ؛ قال يصف الناقة:

مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ،

أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ.

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.

والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ:

كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله:

على ما أَنَّها هَزِئت وقالت

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب.

أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا

قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها

هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس

به؛ قال الأَخطل في معناه:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.

والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. والجانُّ:

الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر. وفي التنزيل العزيز: لم

يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ. وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن

ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال:

وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو

زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا

(* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح:

يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا

خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).

وقوله:

وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.

وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ:

قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني

فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني.

إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني:

بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى:

أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال

لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ

ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ

الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد

فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ،

قال الشاعر:

فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها

مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.

وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً:

يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا،

أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.

وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين

الإنس أَو من الجنِّ. والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. وفي الحديث: أَنه

نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من

بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها

الجِنُّ. وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال:

أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. وفي

حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه

حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ

الشَّنْفَرى من هذا:

فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.

وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ

به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما

هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ

بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه. وفي حديث

فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ

الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ،

وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا

ما تَتْلُو الشَّياطون. ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر:

هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه،

لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.

والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة

لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت

الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً:

أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،

وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.

وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي

تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى:

تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو:

الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ

كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو

العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها

بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي

ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفي حديث زمزم:

أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون

الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر

سليمان، عليه السلام:

وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً،

قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة،

قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع

الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد

ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ

بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا

خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر

الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟

فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد،

والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي،

وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من

الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ

الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده

صفةٌ له وهو في موضع نصب. ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

فأَما قول الهذلي:

أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ،

أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر.

فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما

تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه

القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه. وقالت امرأَة

عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ،

والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك

وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام

وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛

يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ

فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك،

كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي

ابن زيد:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار.

الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى:

فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار.

أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك

كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام

إلى الجيم؛ قال الشاعر:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.

وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه. ويقال: كان ذلك في

جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته،

وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله:

لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا.

قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع

المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه

عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك

الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال

المتنخل الهذلي:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ.

يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى

بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه

حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا

ينْصِبْكَ صَرْمُه. ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ

ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه،

وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وقال أَبو حنيفة: نخلة

مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد:

يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ.

قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم

التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى

عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم،

وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.

ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد

ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛

قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ

نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ. وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ

أَي كثُرَ صوته. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم:

وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ

والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله:

وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا.

يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها

أَحدٌ. وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً

مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.

والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ

جَنَّةً؛ قال زهير:

كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ،

من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص،

ويقال للنخل وغيرها. وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام

العرب إلا وفيها نخلٌ

وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ،

وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر

لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة

وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ

واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ

أَنه للبيد:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي

سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه

قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا

يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن

يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من

أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ،

فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

والجِنِّيَّة: ثياب معروفة

(* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب. وقوله

«والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:

والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجِنِّيّةُ:

مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء. ومَجَنَّةُ:

موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان

بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها

مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي.

قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من

الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني

البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن

كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ

عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ

طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه،

من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.

وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ

أَسواقاً في الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ

الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ

الجُعْفِيّ:

لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.

وقال الأعشى:

أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ

ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن

وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة:

ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.

وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ

الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى

عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي

وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جنن
: ( {جَنَّهُ اللَّيْلُ) } يَجُنُّه {جَنًّا، (و) } جَنَّ (عَلَيْهِ) كَذلِكَ، ( {جَنًّا} وجُنوناً، و) كَذلِكَ ( {أَجَنَّهُ) اللَّيْلُ: أَي (سَتَرَهُ) ، وَهَذَا أَصْلُ المعْنَى.
قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ الجنّ السّترُ عَن الحاسةِ؛ فلمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً.
وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أَو جَنَّه: جَعَلَ لَهُ مَا} يُجِنُّهُ كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأَقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه.
(وكُلُّ مَا سُتِرَ عَنْكَ: فقد {جُنَّ عَنْكَ) ، بالضَّمِّ.
(} وجِنُّ اللَّيْلُ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ) ، بالضَّمِ، ( {وجَنانُهُ) ، بالفتْحِ: (ظُلْمَتُهُ) أَو شِدَّتُها.
(و) قيلَ: (اخْتلاطُ ظَلامِهِ) لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: جَنانُ اللَّيْلِ: سَوادُهُ، وأَيْضاً: ادْلِهْمامُه؛ قالَ الهُذَليُّ:
حَتَّى يَجيءَ وجِنُّ اللَّيْل يُوغِلُهوالشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُويُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْل.
وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنابذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشِبويُرْوَى:} جُنونُ الليْلِ، عَن ابنِ السِّكِّيت، أَي مَا سَتَرَ من ظلْمَتِه.
( {والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت.
(و) أَيْضاً: (المَيِّتُ) لكَوْنِه مَسْتُوراً فِيهِ، فَهُوَ فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفوضِ.
(و) أَيْضاً: (الكَفَنُ) لأَنَّه} يَجُنُّ المَيِّتَ أَي يَسْترُه.
( {وأَجَنَّه: كفَّنَهُ.
(و) قالَ ثَعْلَب: (} الجَنانُ: الثَّوْبُ واللَّيْلُ، أوِ ادْلِهْمامُهُ) ، وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً وَهُوَ بعَيْنِه اخْتلاطُ ظَلامِه، فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) {الجَنانُ: (جَوْفُ مَا لم تَرَ) لأَنَّه سُتِرَ عَن العَيْنِ.
(و) } جَنانٌ: (جَبَلٌ) ، أَو وادٍ نَجْدِيٌّ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) الجَنانُ: (الحَريمُ) للدَّارِ لأَنَّه يُوارِيها.
(و) الجَنانُ: (القَلْبُ) .) يقالُ: مَا يستقرُّ {جَنانُه مِن الفَزَعِ، سُمِّي بِهِ لأَنَّ الصَّدْرَ} أَجَنَّه، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وَفِي المُحْكَم: لاسْتِتارِه فِي الصَّدْرِ، أَو لِوَعْيه الأَشْياء وضَمِّه لَهَا.
(أَو) هُوَ (رَوْعُهُ) وذلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ.
(و) رُبَّما سُمِّي (الرُّوحُ) {جَناناً لأنَّ الجِسْمِ} يُجِنُّه.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأنَّ الجِسْمَ {يُجِنُّها فأَنَّثَ الرُّوحَ، (ج} أَجْنانٌ) ؛) عَن ابنِ {جنِّي.
(وكشَدَّادٍ: عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ} الجَنَّانِ) الحَضْرميُّ (مُحَدِّثٌ) عَن شُرَيحِ بنِ محمدٍ الأَنْدَلُسِيّ.
(وأَبو الوَليدِ بنُ الجَنَّانِ) الشاطبيُّ (أَديبٌ مُتَصَوِّفٌ) نزلَ دِمَشْقَ بَعْد السَّبْعين والسَّبْعمائَة.
قُلْت: وأَبو العَلاءِ عبدُ الحقِّ بنُ خَلَفَ بنِ المفرحِ الجَنَّان، رَوَى عَن أَبيهِ عَن أَبي الوَليدِ الباجيّ، وكانَ مِن فُقَهاءِ الشَّاطبيَّةِ، قالَهُ السَّلفيُّ.
(و) {جِنانُ، (ككِتابٍ: جاريَةٌ شَبَّبَ بهَا أَبو نُوَاسٍ الحَكَمِيُّ) ، وليسَ فِي نصّ الذهبيِّ الحَكَمِيّ؛ فإنَّ الحَكَمِيّ إِلَى حَكَم بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ، وأَبو نُوَاسٍ المَشْهورُ ليسَ مِنْهُم، فليتأَمَّل.
(و) جِنانُ: (ع بالرَّقّةِ) .
(وقالَ نَصْر: هُوَ بابُ} الجِنانِ.
(وبابُ الجِنانِ: مَحَلَّةٌ بحَلَبَ.
(ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ السِمسارِ) :) سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن، ماتَ سَنَة 591؛ (ونوحُ بنُ محمدٍ) عَن يَعْقوب الدَّوْرقيُّ وَعنهُ إبْراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ نُصَيْرٍ، ( {الجِنانِيَّانِ مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
عيسَى بنُ محمدٍ} الجِنانيُّ المُقْرِي، ذَكَرَه ابنُ الزُّبَيْر، ماتَ سَنَة 662.
( {وأَجَنَّ عَنهُ واسْتَجَنَّ: اسْتَتَرَ.
(} والجَنِينُ) ، كأَميرٍ: (الوَلَدُ) مَا دامَ (فِي البَطْنِ) لاسْتِتارِهِ فِيهِ.
قالَ الرَّاغِبُ: فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
(ج! أَجِنَّةٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَإِذ أَنْتم أَجِنَّة فِي بُطونِ أُمَّهاتِكم} ، ( {وأَجْنُنٌ) ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
(و) قيلَ: (كُلُّ مَسْتورٍ) :) } جَنِينٌ حَتَّى إِنَّهم ليَقُولونَ: حِقْدٌ جَنِينٌ؛ قالَ:
يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُوالضِّغْنُ أَسْوَدُ أَو فِي وجْهِه كَلَفُأي فهُم يَجْتَهِدونَ فِي سَتْرِه، وَهُوَ أسْودُ ظاهِرٌ فِي وُجوهِهم.
( {وَجَنَّ) } الجَنِينُ (فِي الرَّحِمِ {يَجِنُّ} جَنًّا: اسْتَتَرَ.
( {وأَجَنَّتْهُ الحامِلُ) :) سَتَرَتْه.
(} والمِجَنُّ والمِجَنَّةُ، بكسْرِهِما، {والجُنانُ} والجُنانَةُ، بضمِّهما: التُّرْسُ) ؛) الثانِيَةُ حَكَاها اللَّحْيانيُّ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى، قالَ: والجَمْعُ {المَجَانُّ. وَفِي الحدِيْث: (كأَنَّ وُجُوهَهم المَجانُّ المُطْرَقَة) .
وَجَعَلَه سِيْبَوَيْه فِعْلاًّ وسَيَأْتي فِي (ج م ن) .
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه؛ قيلَ: للتَّنوريّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: قد أَخْطَأَ صاحِبُكم، أَي سِيْبَوَيْه، فِي أَصالَةِ مِيمِ} مَجَنَ وَهل هُوَ إلاَّ مِن {الجُنَّةِ؟ فقالَ: ليسَ هُوَ بخَطَأ، العَرَبُ تقولُ: مَجَنَ الشيءُ أَي عطبَ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهُوَ وإنَ كانَ وَجْهاً لَكِن يُعارِضُه أُمورٌ مِنْهَا كَسْرُ المِيمِ وَهُوَ مَعْروفٌ فِي الآلةِ والزِّيادَةِ فِيهَا ظاهِرَة وتَشْدِيد النُّونِ، ومِثْله قَلِيل، ووُرُود مَا يُرادِفُه} كجنان {وجنانة ونحْو ذلِكَ وَقد يُتَكَلَّف الجَواب عَنْهَا، فليتأَمَّل.
(و) مِن المجازِ: (قَلَبَ) فلانٌ (} مِجَنَّهُ) أَي (أَسْقَطَ الحياءَ وفَعَلَ مَا شاءَ، أَو مَلَكَ أَمْرَهُ واسْتَبَدَّ بِهِ) ؛) قالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيفَ تراني قالِباً! مِجَنِّي؟ أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ ( {والجُنَّةُ، بالضَّمِّ) :) الدُّروعُ و (كلُّ مَا وَقَى) مِن السِّلاحِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الجُنَّةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِن السِّلاحِ، والجَمْعُ {الجُنَنُ.
(و) } الجُنَّةُ: (خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأَةُ تُغَطِّي من رأْسِها مَا قَبَلَ ودَبَرَ غَيْرَ وسطِه، وتُغَطِّي الوجْهَ وجَنْبَيِ الصَّدْرِ) ؛) وَفِي المُحْكَم: وحَلْيَ الصَّدْرِ، (وَفِيه عَيْنانِ مَجُوبتانِ كالبُرْقُعِ) ، وَفِي المُحْكَم: كعَيْني البُرْقُعِ.
( {وجِنُّ النَّاسِ، بالكسْرِ،} وجَنانُهُم، بالفَتْحِ) ؛) ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ، (مُعْظَمُهُم) لأَنَّ الدَّاخِلَ فيهم يَسْتَتِرُ بهم؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرِ وقالَ: دَهْماؤُهم.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لابنِ أَحْمر:
{جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسًّاولو جاوَرْتَ أَسْلَمَ أَو غِفاراونَصُّ الأَزْهرِيّ:
وَإِن لاقَيْتَ أَسْلَم أَو غفارًا وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ:} جَنانُهم أَي جَماعتُهم وسَوادُهم.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: مَا سَتَرَك مِن شيءٍ، يقولُ: أَكُونُ بينَ المُسْلمين خيرٌ لي، وأَسْلَمُ وغفَارُ خيرُ الناسِ جِواراً.
( {والجِنِّيُّ، بالكسْرِ: نِسْبَةٌ إِلَى} الجِنِّ) الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ، (أَو إِلى {الجِنَّةِ) الَّذِي هُوَ} الجُنُونُ؛ وقَوْله:
ويْحَكِ يَا {جِنِّيَّ هَل بَدا لكأَن تَرْجَعِي عَقْلي فقد أَنَى لكِ؟ إنَّما أَرادَ امْرأَةً} كالجِنِّيَّة إمَّا لجمالِها، أَو فِي تلَوُّنِها وابْتِدالِها، وَلَا تكونُ {الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسوبةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ حَقيقَةً، لأَنَّ هَذَا الشاعِرَ المتغزِّلَ بهَا إِنْسيٌّ، والإِنْسيُّ لَا يَتعشَّقُ} جِنِّيَّةً.
(وعبدُ السَّلامِ بنُ عَمْرٍ و) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ عُمَرَ، البَصْرِيُّ الفَقِيهُ، سَمِعَ مِن مالِكٍ (وأَبي يوسُفَ) ، رَحِمَهما اللَّهُ تعالَى راوية المفضِّل الضَّبِّي، رَوَى عَنهُ أَبو عزيان السّلَمي، ( {الجِنِّيَّانِ رَوَيا) الحَدِيْثَ والشِّعْرَ.
(} والجِنَّةُ، بالكسْرِ: طائفةٌ من الجِنِّ) ؛) وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مِن الجِنَّةِ والناسِ أَجْمَعِيْنَ} .
( {وجُنَّ) الرَّجُلُ، (بالضَّمِّ،} جَنًّا {وجُنوناً} واسْتُجِنَّ، مَبْنيَّانِ للمَفْعولِ) ؛) قالَ مُلَيْحُ الهُذَليُّ:
فَلم أَرَ مِثْلي {يُسْتَجَنُّ صَبابةًمن البَيْن أَو يَبْكي إِلَى غيرِ واصِلِ (} وتَجَنَّنَ {وتَجانَّ) ، وَفِي الصِّحاحِ:} تَجَنَّنَ عَلَيْهِ {وتَجانَنَ عَلَيْهِ وتَجانَّ: أَرَى من نفْسِه أنَّه} مَجْنونٌ ( {وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنونٌ) ، وَلَا تَقُلْ} مُجَنٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي هُوَ مِن الشَّواذِّ المَعْدودَةِ كأَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْبوبٌ، وَذَلِكَ أنَّهم يَقولونَ جُنَّ، فبُني المَفْعولُ مِن {أَجَنَّه اللَّهُ على غيرِ هَذَا.
(} والمَجَنَّةُ: الأَرضُ الكَثيرَةُ الجِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: أَرضٌ! مَجَنَّةٌ: ذاتُ جِنَ.
(و) مَجَنَّةً: (ع قُرْبَ مكَّةَ) على أَمْيالٍ مِنْهَا؛ (وَقد تُكْسَرُ مِيمُها) ، كَذَا فِي النِّهايَةِ، والفتْحُ أَكْثَر؛ قالَ الجَوْهرِيُّ: وَكَانَ بِلالٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يتمثَّلُ بقوْلِ الشاعِرِ: وَهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ وَهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟ وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: كَانَت مَجَنَّةٌ وَذُو المجازِ وعُكاظ أَسْواقاً فِي الجاهِليَّةِ؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوافَى بهَا عُسْفانَ ثمَّ أَتى بهامِجَنَّةَ تَصْفُو فِي القِلالِ وَلَا تَغْليقالَ ابنُ جنيِّ: يَحْتَمِل كَوْنها مَفْعَلة مِن الجُنونِ كأَنَّها سُمِّيَت بذلِكَ لشيءٍ يتَّصِل {بالجِنِّ أَو} بالجَنَّةِ، أَعْني البُسْتانَ أَو مَا هَذِه سَبِيلُه؛ وكَوْنها فَعَلَّةً مِن مَجَنَ يَمْجُن كأَنَّها سُمِّيت لأَنَّ ضَرْباً مِن المُجونِ كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبُه صنْعةُ عِلْمِ العَرَبِ.
قالَ: فأَمَّا لأَيِّ الأَمْرَيْنِ وقَعتِ التَّسْمية فذاكَ أَمْرٌ طَريقُه الخَبَر.
(و) {المَجَنَّةُ: (الجُنونُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(} والجانُّ) :) أَبو {الجِنِّ، والجَمْعُ} جِنّانٌ مِثْل حائِطٍ وحِيطانٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ الحَسَنِ كَمَا أنَّ آدَمَ أَبو البَشَرِ كَمَا فِي قَوْلِه تعالَى: { {والجانُّ خَلَقْناه مِن قبلِ مِن نارِ السّمومِ} .
وَفِي التهْذِيبِ:} الجانُّ مِن الجِنِّ، قالَهُ أَبو عَمْرٍ و، أَو الجَمْعُ {جِنَّانٌ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ (اسْمُ جَمْعٍ} للجِنِّ) ، كالجامِلِ والباقِرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {لم يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهم وَلَا {جانٌّ} وقَرَأَ عَمْرُو بنُ عبيدٍ: {لَا يُسْأَل عَن ذَنْبِه إنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ} ، بتَحْريكِ الألِفِ وقَلْبِها هَمْزةً، وَهَذَا على قِراءَةِ أَيّوب السَّخْتِيانيّ {وَلَا الضَّأَلِّين} ؛ وعَلى مَا حَكَاه أَبو زيْدٍ عَن ابنِ الأَصْبَغِ وغيرِهِ: شَأَبَّة ومَأَدَّة، على مَا قالَهُ ابنُ} جنِّي فِي كتابِ المحتسبِ.
قالَ الزَّجَّاجُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ويُرْوَى أَنَّ خَلْقاً يقالُ لَهُم الجانُّ كَانُوا فِي الأَرضِ فأَفْسَدوا فِيهَا وسَفَكوا الدِّماءَ فبَعَثَ اللَّهُ تعالَى ملائِكَةً أَجْلَتْهم مِن الأَرْضِ، وقيلَ: إنَّ هَؤُلَاءِ المَلائِكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرضِ بعْدَهم فَقَالُوا: يَا رَبَّنا أَتَجْعلُ فِيهَا مَن يُفْسِد فِيهَا.
(و) قَوْلُه تعالَى: {كأَنَّها جانٌّ} . قالَ اللّيْثُ: (حَيَّةٌ) بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: الجانُّ حَيَّةٌ، وجَمْعُها {جَوانُّ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: يَعْني أَنَّ العَصا تحرَّكَتْ حَرَكَةً خَفِيفَةً وكانَتْ فِي صورَةِ ثُعْبانٍ، وَهُوَ العَظيمُ مِن الحيَّاتِ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ ضَرْبٌ مِن الحيَّاتِ (أَكْحَلُ العَيْنِ) يَضْرِب إِلَى الصُّفْرةِ (لَا تُؤْذِي) ، وَهِي (كَثيرَةٌ فِي الُّدورِ) ، والجَمْعُ جِنَّانٌ؛ قالَ الخَطَفَي جَدُّ جَريرٍ يَصِفُ إبِلا:
أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفاوعَنَقاً بعدَ الرَّسِيم خَيْطَفا (} والجِنُّ، بالكسْرِ) :) خِلافُ الإِنْسِ، والواحِدُ جِنِّيٌّ، يقالُ: سُمِّيَت بذلِكَ لأَنَّها تُتَّقَى وَلَا تُرَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَكَانُوا فِي الجاهِليَّة يسمّونَ (المَلائِكةَ) ، عَلَيْهِم السَّلام، {جِناًّ لاسْتِتارِهم عَن العُيونِ؛ قالَ الأَعْشَى يَذْكُر سُلَيْمان، عَلَيْهِ السّلام:
وسَخَّر من} جِنِّ الملائكِ تِسعةًقِياماً لَدَيْه يَعْمَلونَ محارباوقد قيلَ فِي {إلاَّ إبْليس كانَ مِن الجنِّ} : إنَّه عَنَى المَلائِكَةَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: جنى المَلائِكَة! والجِنُّ واحِدٌ، لَكِن من خَبُثَ من الجِنّ وتمردَ شَيْطانٌ ومَن تَطَهَّر مِنْهُم ملَكٌ قَالَ سعدى جلبى وفسّرَ الجِنَّ بالمَلائِكَةِ فِي قوْلِهِ تعالَى: {وجَعَلوا للَّهِ شُرَكاء الجِنّ} .
وقالَ الرَّاغِبُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الجِنُّ يقالُ على وَجْهَيْن: أَحَدُهما للرُّوحانِيِّين المُسْتَتِرَة عَن الحَواسِّ كُلِّها بإزاءِ الإِنْس، فعلى هَذَا تَدْخُل فِيهِ المَلائِكَةُ كُلّها! جِنّ، وقيلَ: بل الجِنّ بعض الرُّوحانِيِّين، وذلِكَ أَنَّ الرُّوحانِيِّين ثلاثَةٌ: أَخْيارٌ وهُم المَلائِكَة، وأَشْرارٌ وهُم الشَّياطِين، وأَوْساط فيهم أَخْيارٌ وأَشْرارٌ وهُم الجِنُّ، ويدلُّ على ذلِكَ: {قُل أَوحى إليَّ أَنَّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِن الجِنِّ} ، إِلَى قوْلِه تعالَى: {ومِنَّا القاسِطُون} .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وقالَ بعضُهم: تفْسِيرُ المصنِّفِ الجِنّ بالمَلائِكَة مَرْدودٌ، إِذْ خَلَقَ المَلائِكَة مِن نورٍ وَلَا مِن نارٍ كالجِنِّ، والمَلائِكَةُ مَعْصومُونَ وَلَا يَتَناسَلُونَ وَلَا يتَّصِفونَ بذكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ بخِلافِ الجِنِّ. وَلِهَذَا قالَ الجَماهيرُ: الاسْتِثناءُ فِي قوْلِه تعالَى: {إلاّ إِبْليِس} ، مُنْقطعٌ أَو مُتَّصلٌ لكَوْنِه كانَ مَغْموراً فيهم مُتَخلِّقاً بأَخْلاقِهم، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا هُوَ مَذْكورٌ فِي شرْحِ البُخارِي أَثْناء بدْءِ الخَلْقِ وَفِي أَكْثَر التَّفاسِيرِ، واللَّهُ أَعْلم.
قُلْت: وقالَ الزَّجَّاجُ: فِي سِياقِ الآيةِ دَليلٌ على أنَّه أُمِرَ بالسّجودِ مَعَ المَلائِكَةِ، وأَكْثَرُ مَا جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّه مِن غيرِ المَلائِكَةِ؛ وَقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالَى ذلِكَ فقالَ: {كانَ مِن الجِنِّ} ، وقيلَ أَيْضاً: إنَّه مِن الجنِّ بمنْزِلَةِ آدَمَ مِن الإِنْسِ.
وقيلَ: إنَّ الجِنَّ ضَرْبٌ مِن المَلائِكَةِ كَانُوا خُزَّانَ الأَرضِ أَو الجَنانِ، فَإِن قيلَ: كيفَ اسْتَثْنى مَعَ ذكْرِ المَلائِكَةِ فقالَ: {فسَجَدوا إلاَّ إِبْلِيس} وَلَيْسَ مِنْهُم، فالجَوابُ: أَنَّه أُمِرَ مَعَهم بالسُّجودِ فاسْتَثْنى أَنَّه لم يَسْجُد، والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّك تقولُ: أَمَرْتُ عبْدِي وإِخْوَتي فأَطاعُوني إلاَّ عبْدِي؛ وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {فإنَّهم عَدُوٌّ لي إلاَّ رَبّ العالَمِيْن} ، فإنَّ رَبَّ العالَمِيْن ليسَ مِن الأَوَّل، لَا يقْدر أَحدٌ أَنْ يَعْرفَ مِن معْنَى الكَلامِ غيرَ هَذَا.
( {كالجِنَّةِ) ، بالكسْرِ أَيْضاً؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَلَقَد عَلِمَت الجِنَّةُ إِنَّهم لَمُحْضَرُونَ} ؛ الجِنَّةُ هُنَا المَلائِكَةُ عَبَدَهُم قَوْمٌ مِن العَرَبِ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تعالَى: {وجَعَلُوا بينَه وبينَ الجِنَّةِ نَسَياً} ؛ يقالُ: هُم هُنَا المَلائكَةُ إِذْ قَالُوا المَلائكَةُ بناتُ اللَّهِ.
(و) مِن المجازِ: الجِنُّ (من الشَّبابِ وغيرِهِ) :) المَرَحُ (أَوَّلُه وحِدْثانُهُ) ، وقيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه.
يقالُ: كَانَ ذَلِك فِي جِنِّ شَبابِه أَي فِي أَوَّلِ شَبابِه.
وَفِي الأَساسِ: لَقِيْتُه بجِنِّ نَشاطِه، كأَنَّ ثَمَّ} جِنًّا تُسوِّلُ لَهُ النَّزَغَاتِ، اه.
وتقولُ: افْعَلْ ذلِكَ الأَمْرَ {بجِنِّ ذَلِك وبحِدْثانِه؛ قالَ المُتَنخّلُ:
أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ولايُنْصِبْك عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِيُريدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَه قَبْل هَذَا البَيْت، يقولُ: سَقَى هَذَا الغَيْثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِن السَّحابِ قَبْل تغيُّرِه، ثمَّ نَهَى نفْسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَن هُوَ مَلِقٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:
لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَراإذا عَرَتْه} جِنّةٌ وأَبْطَرا فيَجوزُ أَنْ يكونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقد يكونُ الجِنُّ هَذَا النَّوع المُسْتَتِر مِن العالمِ.
(و) مِن المجازِ: الجنُّ (من النَّبْتِ: زَهْرُهُ ونَوْرُهُ.
(وَقد {جُنَّتِ الأَرضُ، بالضَّمِّ،} وتَجَنَّنَتْ {جُنوناً) :) أَخْرَجَتْ زَهْرَها ونَوْرَها.
وقالَ الفرَّاءُ: جُنَّتِ الأرضُ: جاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ مِن النَّبْتِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} جُنَّ النَّبْتُ! جُنوناً: طالَ والْتَفَّ وخَرَجَ زَهْرُهُ.
وَفِي المُحْكَم: جُنَّ النَّبْتُ: غَلُظَ واكْتَمل؛ وقالَ بعضُ الهُذَليِّين:
أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهموقد جُنَّ العِضاهُ مِن العَمِيمِ (و) مِن المجازِ: (نَخْلَةٌ {مَجْنونَةٌ) :) أَي سحوقٌ (طَويلَةٌ) ، والجَمْعُ} المَجانِينُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ للنَّخْلِ المُرْتفعِ طُولاً: مَجْنونٌ، وللنَّبْتِ المُلَتَفّ الَّذِي تأَزَّرَ بعضُه مَجْنونٌ، وقيلَ: هُوَ المُلْتفُّ الكَثِيفُ مِنْهُ.
( {والجَنَّةُ: الحَديقَةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجَرِ) .
(قالَ أَبو عليَ فِي التّذْكرةِ: لَا تكونُ فِي كَلامِهم} جَنَّةٌ إلاَّ وفيهَا نَخْلٌ وعِنَبٌ، فإنْ لم يَكُونَا فِيهَا وكانتْ ذاتَ شَجَرٍ فحَدِيقَةٌ لَا جَنَّةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْه} الجَنَّاتُ، والعَرَبُ تسمِّي النَّخِيلَ جَنَّةً؛ وقالَ زُهَيْرٌ:
كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ مِن النَّواضِح تَسْقي جَنَّةً سُحُقا وَفِي المُفْردات للرَّاغبِ: الجَنَّةُ كُلُّ بُسْتانٍ ذِي شَجَرٍ تَسْتَتِرُ بأَشْجارِه الأَرضُ، قيلَ: وَقد تُسمَّى الأَشْجارُ الساتِرَةُ جَنَّة، وَمِنْه قَوْلُه:
تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً وسُمِّي {بالجَنَّة إمَّا تَشْبيهاً بالجنَّةِ الَّتِي فِي الأرضِ وإنْ كانَ بَيْنهما بونٌ، وإمَّا لسَتْرِه عَنَّا نِعَمَه المُشار إِلَيْهَا بقوْلِه تعالَى: {فَلَا تَعْلَم نفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنُ} .
(ج) } جِنانٌ، (ككِتابٍ) ، {وجَنَّات، ويقالُ} أَجِنَّة أَيْضاً نَقَلَه شيْخُنا مِن النوادِرِ وقالَ: هُوَ غَريبٌ. وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: إنَّما قالَ {جَنَّات بلَفْظِ الجَمْعِ لكَوْن} الجِنَان سَبْعاً: جَنَّةُ الفرْدَوْسِ، {وجَنَّةُ عَدْنٍ، وجَنَّةُ النَّعِيم، ودارُ الخَلْدِ، وجَنَّةُ المَأْوَى، ودارُ السَّلامِ، وعليون.
(وعَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ جِنانٍ) ، ككِتابٍ: (مُقْرِىءٌ مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ ابنُ جَنَّات، جَمْعُ جَنَّة، وَهُوَ عَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ نَصْر بنِ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ جَنَّاتٍ} الجناتيُّ المُقْرِىءُ عَن أَبي سَعْدٍ الرَّازيّ، وَعنهُ عبْدُ العَزيزِ النَّخْشبيُّ، ذَكَرَه ابنُ السَّمعانيّ.
( {والجَنينَةُ) ، كسَفِينَةٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ. ووُجِدَ فِي المُحْكَم:} الجِنِّيَّةُ، بالكسْرِ وشَدِّ النونِ على النِّسْبَةِ إِلَى الجِنِّ: (مِطْرَفٌ) مُدَوَّرٌ (كالطَّيْلَسانِ) تَلْبَسُه النِّساءُ.
وَفِي التهْذِيبِ: ثِيابٌ مَعْروفَةٌ.
( {والجُنُنُ، بضَمَّتَيْنِ: الجُنونُ، حُذِفَ مِنْهُ الواوُ) ، أَي هُوَ مَقْصورٌ مِنْهُ بحذْفِ الواوِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ للشاعِرِ يَصِفُ النَّاقَةَ:
مِثْل النَّعامةِ كَانَت وهْيَ سالمةٌ أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُوبخطِّ الأَزْهرِيِّ فِي كتابِه: حَتَّى نَهاها، وبخطِّ الجَوْهرِيِّ: وَهِي سائِمةٌ، وأَذْناء ذان أُذُن، وزَهاها: اسْتَخَفَّها.
قالَ شيْخُنا: وزَعَمَ أَقْوامٌ أَنَّه أَصْلٌ لَا مَقْصور وَفِي الحَدِيْث: (وأَنا أَخْشى أَنْ أَخْشى أَنْ يكونَ ابْن} جُنُن) ، كَمَا فِي الرَّوْض.
( {وتَجَنَّنَ عَلَيْهِ} وتَجانَنَ) عَلَيْهِ {وتَجانَّ: (أَرَى من نَفْسِه الجُنونَ) وَفِي الصِّحاحِ: أَنَّه} مَجْنونٌ، أَي وليسَ بذلِكَ لأَنَّه مِن صِيَغِ التَّكَلّف.
(ويوسُفُ بنُ يَعْقوبَ الكِنانِيُّ لَقَبُهُ {جَنُّونَةٌ، كخَرُّوبَةٍ: مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن عيسَى بنِ حَمَّاد زُغْبَة.
(} وجَنُّونُ) بنُ أَزمل (المَوْصِلِيُّ) الحافِظُ (رَوَى عَن غَسَّانِ بنِ الرَّبيعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِيه غَلَطانٌ، الأَوَّل هُوَ حَنُّونُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وسَيَأْتي فِي الحاءِ على الصَّوابِ، وَالثَّانِي: أنَّ الَّذِي رَوَى عَنهُ هُوَ عسافُ لَا غَسَّانُ.
( {والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْرابُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قَوْلُهم: (} أَجِنَّكَ كَذَا، أَي من أَجْلِ أَنَّكَ) ، فحذَفُوا الَّلامَ والأَلِفَ اخْتِصاراً، ونَقَلوا كسْرَةَ الَّلامِ إِلَى الجِيمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهموأَنَّكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِكما فِي الصِّحاحِ.
وقالَتِ امْرأَةُ ابنِ مَسْعود: لَهُ أَجَنَّك مِن أَصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ الكِسائيُّ وغيرُهُ: معْناهُ مِن أَجْلِ أَنَّكَ، فترَكَتْ مِنْ، كَمَا يقالُ فَعَلْتُه أَجْلَك أَي مِن أَجْلِكَ.
( {والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ رُؤُوسُ الأَضْلاعِ، تكونُ للناسِ وغيرِهم.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَطْرافُ الأَضْلاعِ ممَّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ؛ (الواحِدُ} جِنْجِنٌ {وجِنْجِنَةٌ، بكسْرِهما) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، هَكَذَا حَكَاه الفارِسِيُّ بهاءٍ وَبلا هاءٍ، (ويُفْتَحانِ.
(و) قيلَ: واحِدُها (} جُنْجونٌ، بالضَّمِّ) ؛) قالَ:
وَمن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن وَقد تَقَدَّمَ فِي ع ج ر.
( {والمَنْجَنونُ} والمَنْجَنينُ: الدُّولابُ) الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، (مُؤَنَّثٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: {ومَنْجَنون كالأَتان الْفَارِق قالَ: شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَكْثَر على أَنَّه فَعْلَلولُ لفَقْدِه مَفْعَلول ومَنْفَعول وفَنْعَلول، فمِيمُه ونُونُه أَصْلِيَّتان، ولأَنَّهم قَالُوا:} مناجين بإِثْباتِهما؛ وقيلَ: هُوَ فَنْعلون مِن {مجن فَهُوَ ثلاثيٌّ، وقيلَ: مَنْفعول ورد بأنَّه ليسَ جارِياً على الفِعْل فتَلْحَقه الزِّيادَةُ مِن أَوَّلِه، وبأنَّه بِناءٌ مَفْقودٌ وبثُبُوت النُّون فِي الجَمْعِ كَمَا مَرَّ، وَكَذَا مَنْجَنين فعلليل أَو فنعليل أَو منفعيل.
وقالَ السّهيليُّ فِي الرَّوْض: مِيمُ} مَنْجَنون أَصْليَّة فِي قَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَكَذَا النُّون لأَنَّه يقالُ فِيهِ {مَنْجَنين كقرطليل، وَقد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَر فِي كِتابِه أَنَّ النّونَ زائِدَةٌ إلاَّ أَنَّ بعضَ رُواةِ الكِتابِ قالَ فِيهِ مَنْحَنون بالحاءِ المُهْمَلَةِ فعلَى هَذَا لم يَتَناقَض كَلامُه.
قالَ شيْخُنا: وكأَنَّ المصنِّفَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى اخْتَارَ رَأْيَ سِيْبَوَيْه فِي أَصالَةِ الكلِّ واللَّهُ أَعْلَم.
قُلْت: لَو كانَ كَذلِكَ لكانَ مَوْضِعُه فِي م ن ج ن، فتأَمَّل ذَلِك.
(} والمِجْنُ) ، بالكسْرِ: (الوِشاحُ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ (و) قوْلُهم: (لَا {جِنَّ) بِهَذَا الأَمْرِ، (بالكسْرِ) ، أَي (لَا خَفاءَ) ؛) قالَ الهُذَليُّ:
وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (و) } جُنَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ.
(و) أَيْضاً: (رَوْضَةُ بنَجْدٍ بينَ ضَرِيَّةَ وحَزْنِ بَني يَرْبوعٍ) ؛) نَقَلَهُ نَصْر. (و) أَيْضاً: (ع بينَ وادِي القُرَى وتَبوكَ.
( {والجُنَيْناتُ: ع بدارِ الخِلافَةِ) ببَغْدادَ.
(وأَبو} جَنَّةَ) :) حكيمُ بنُ عبيدٍ، (شاعِرٌ أَسَدِيٌّ) وَهُوَ (خالُ ذِي الرُّمَّةِ) الشَّاعِرِ.
(وَذُو {المِجَنَّيْنِ) ، بكسْرِ المِيمِ: لَقَبُ (عُتَيْبَةَ الهُذَلِيِّ كانَ يَحْمِلُ تُرْسَيْنِ) فِي الحَرْبِ.
(و) مِن المجازِ: يقالُ أَتَيْتُ على (أَرْضٍ} مُتَجَنِّنَةٍ) وَهِي الَّتِي (كَثُرَ عُشْبُها حَتَّى ذَهَبَ كلَّ مَذْهَبٍ.
(وبَيْتُ جِنَ، بالكسْرِ: ة تَحْتَ جَبَلِ الثَّلْجِ، والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا ( {جِنَّانِيٌّ) ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ، وَمِنْهَا الإمامُ المُحدِّثُ ناصِرُ الدِّيْن} الجِنَّانيُّ وَكيلُ الحاكمِ صاحِبُ الذهبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَنِينُ: القَبْرُ، فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ؛ نَقَلَه الرَّاغِبُ.
وأَيْضاً: المَقْبورُ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ الشاعِرِ:
وَلَا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لَهَا من تِسْعَةٍ إلاَّ} جَنِينا أَي قد ماتُوا كُلّهم فَجُنُّوا.
{والجَنِينُ: الرَّحِمُ، قالَ الفَرَزْدَقُ:
إِذا غابَ نَصْرانِيُّه فِي} جَنِينِها أَهَلَّتْ بحَجَ فَوق ظَهْرِ العُجارِمويُرْوَى: حَنِيفها، وعَنَى بالنَّصْرانيّ، ذَكَرَ الفاعِلِ لَهَا مِن النَّصارَى، وبحَنِيفِها: حِرَها.
{والأَجنَّةُ:} الجنانُ.
وأَيْضاً: الأَمْواهُ المُتَدفقةُ؛ قالَ: وجَهَرتْ {أَجِنَّةً لم تُجْهَرِيقولُ: وَرَدَتْ هَذِه الإِبِلُ الماءَ فكَسَحَتْه حَتَّى لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا لقِلَّتِه. يقالُ: جَهَرَ البِئْرَ: نَزَحَها.
} والتَّجْنينُ: مَا يقولُه الجِنُّ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ:
وَلَقَد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً وَلَقَد نَطقْتُ قَوافِيَ {التَّجْنينِ وأَرادَ بالإِنْسِيَّة مَا تقولُ الإِنْسُ.
وقالَ السُّكَّريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: أَرادَ} بالتَّجْنينِ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.
وقَوْلُهم فِي المَجْنُونِ: مَا {أَجَنَّه، شاذٌّ لَا يقاسُ عَلَيْهِ، لأَنَّه لَا يقالُ فِي المَضْروبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا فِي المَسْلولِ مَا أَسَلّه، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: وَقَعَ التَّعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِن كانَ كالخُلُقِ لأَنَّه ليسَ بلونٍ فِي الجَسَدِ وَلَا بخِلْقةٍ فِيهِ، وإِنَّما هُوَ مِن نُقْصان العَقْلِ.
وقالَ ثَعْلَب: جُنَّ الرَّجُلُ وَمَا أَجَنَّه، فجاءَ بالتَّعجبِ مِن صيغَةِ فِعْل المَفْعولِ، وإِنَّما التَّعجبُ مِن صيغَةِ فِعْل الفاعِلِ، وَهُوَ شاذٌّ.
} والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وَأَرْض {مَجَنَّةٌ: كَثِيرَة الْجِنّ
} وأَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّةٍ؛ وقالَ:
على مَا أَنَّها هَزِئتْ وقالتْ هَنُون {أَجَنَّ مَنْشأ ذَا قريب} والجِنُّ، بالكسْرِ: الجِدُّ لأَنَّه مَا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القَلْبُ.
وأَرْضٌ {مَجْنونَةٌ: مُعْشَوْشِبةٌ لم تُرْعَ.
} وجُنَّتِ الرِّياضُ: اعْتَمَّ نَبْتُها.
{وجُنَّ الذُّبابُ} جُنوناً: كثُرَ صَوْتُه؛ قالَ:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواريوجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأَساسِ: جُنَّ الذَّبابُ بالرَّوْضِ: تَرَنَّم سُرُورًا بِهِ.
وَقد ذُكِرَ فِي ب وز: أَنَّ الخَازِبازَ اسْمٌ لنَبْتٍ أَو ذبابٍ فرَاجِعْه.
{والجِنَّةُ، بالكسْرِ:} الجُنونُ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَمْ بِهِ {جِنَّةٌ} ؛ والاسْمُ والمَصْدَرُ على صورَةٍ واحِدَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والجَنَنُ، محرَّكةً: ثَوْبٌ يوارِي الجَسَدَ.
وقالَ شَمِرٌ: {الجَنانُ، بالفتحِ: الأَمْرُ المُلْتَبسُ الخَفِيُّ الفاسِدُ؛ وأَنْشَدَ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إِذْ يَرْكَبونَ} جَناناً مُسْهَباً وَرِبا {وأَجَنَّ المَيِّتَ: قَبَرَهُ؛ قالَ الأَعْشَى:
وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه كآخَرَ فِي أَهْلِه لم} يُجَنّ ويقالُ: اتَّقِ الناقَةَ فِي {جِنِّ ضِرَاسِها، بالكسْرِ، وَهُوَ سوءُ خُلُقِها عنْدَ النِّتاجِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:
وطالَ} جِنِّيُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ أَرادَ تُمُوكَ سَنامِه وطُولَه.
وباتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنَ: أَي بمكانٍ خالٍ لَا أَنِيسَ بِهِ.
ومنيةُ {الجِنانِ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ.
وحفْرَةُ} الجَنانِ، بالفتحِ: رَحْبَةٌ بالبَصْرةِ.
وككِتابٍ: {جِنانُ بنُ هانِىءِ بنِ مُسْلمٍ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ لامي الهَمدانيُّ ثمَّ الأَرْحبيُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ إسْماعيلُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ ذِي الشعارِ الهَمدانيّ، هَكَذَا ضَبَطَه الأَميرُ. ويقالُ: هُوَ حِبَّانُ، بكسْرِ الحاءِ المُهْمَلةِ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
وعَمْرُو} الجِنِّيُّ، بالكسْرِ، ذَكَرَه الطّبْرانيُّ فِي الصَّحابَةِ.
وعَمْرُو بنُ طارقٍ الجِنِّيُّ: صَحابيٌّ أَيْضاً، وَهُوَ غيرُ الأوَّل حقَّقَه الحافِظُ فِي الإِصابَةِ.
وأَبو الفتْحِ عُثْمانُ بنُ جنيَ النّحويُّ مَشْهورٌ، وابْنُه عالي رَوى.
والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ إسْماعيلَ بنِ جَعْفرٍ الصَّادِقِ الحُسَيْنيّ يقالُ لَهُ أَبو الجنِّ وقتيلُ الجنِّ، عَقبهُ بدِمَشْقَ والعِرَاق، مِنْهُم أَبُو القاسِمِ النسيب عليُّ بنُ إِبْراهيمَ بنِ العبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بنِ العبَّاسِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ عَن الخَطِيبِ أَبي بَكْرٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر، ووالدُهُ أَبو الحُسَيْن قاضِي دِمَشْقَ وخَطِيبُها، وجَدُّه العبَّاسُ يُلَقَّبُ مجدُ الدِّيْن، هُوَ الَّذِي صَنَّف لَهُ الشيْخُ العمريُّ كتابَ المجدي فِي النّسَبِ، وجَدُّه الأَعْلى العبَّاسُ بنُ عليَ، هُوَ الَّذِي انْتَقَلَ مِن قُمّ إِلَى حَلَبَ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبْراهيمَ بنِ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ إِبْراهيمَ الجنِّيُّ مِن شيوخِ الدِّمْياطي.
{والجُنانُ، كغُرابٍ: الجُنونُ، عامِّيَّة.
وأَحْمَدُ بنُ عيسَى المُقْرِىءُ المَعْروفُ بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شُعَيْب الحرانيّ، ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
وعبدُ الوَهاب بنُ حَسَن بنِ عليَ أَبي {الجِنِّيَّة الوَاسِطيّ عَن خَمِيس الجُوزي، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ.
} وجَنَّ المَيِّتَ {وأَجَنَّه: وَارَاهُ.
} وأَجَنَّ الشيءَ فِي صدْرِه: أَكْمَنَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
{واجْتَنَّ} الجَنِينُ فِي البَطْنِ مِثْل جَنَّ.
{والجُنَّةِ، بالضمِّ: السُّتْرةُ، الجَمْعُ} الجُنَنُ. ودِيكُ الجِنِّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
وأَكَمةُ الجِنِّ، بالكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ عَن نَصْر.
وعبدُ الوهابِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي {الجنِّيَّة الدَّارْقَطْنِيّ عَن خَمِيس الْجَوْزِيّ، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ عَن أَحْمدَ بنِ عيسَى المُقْري المَعْروف بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شعْبَةَ الحرانيّ ذَكَرَه الحافِظُ الذهبيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(جنن) : الجَنَنُ: المَيّتُ.
(جنن) : يَجنُّ عليه اللَّيْل: لغةٌ في يَجُنُّ.
(ج ن ن) : (جَنَّهُ) سَتَرَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ الْمِجَنُّ) التُّرْسُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَفِي رِسَالَةِ أَبِي يُوسُفَ وَلَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ ثَمَنِ الْمِجَنِّ وَهُوَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفْظُ الْحَدِيثِ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إلَّا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ» قَالَ وَالْمِجَنُّ يَوْمئِذٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (وَفِيهِ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ» (وَالْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ لِأَنَّهُ لَا يُسْتَنْبَتُ فِي الْجِنَانِ أَيْ فِي الْبَسَاتِينِ (وَالْجَنَّةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ النَّخْلُ الطِّوَالُ قَالَ زُهَيْرٌ
كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ ... مِنْ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا.

(وَالْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الرَّحِمِ (وَالْجُنُونُ) زَوَالُ الْعَقْلِ أَوْ فَسَادُهُ (وَالْجِنُّ) خِلَافُ الْإِنْسِ وَالْجَانُّ أَبُوهُمْ (وَالْجَانُّ) أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ وفِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلصَّدْرِ الشَّهِيدِ الْجِنِّيُّ مِنْ الْحَيَّاتِ الْأَبْيَضُ وَفِيهِ نَظَرٌ.
جنن: {جُنَّة}: ترسا. {من جِنة}: جن أو جنون. {الجنة}: البستان: جان: واحد الجن. وجنس من الحيات. {أجِنَّة}: جمع جنين. 

العلّة

العلّة:
[في الانكليزية] cause ،sickness
[ في الفرنسية] cause ،maladie
بالكسر وتشديد اللام لغة اسم لعارض يتغيّر به وصف المحلّ بحلوله لا عن اختيار، ولهذا سمّي المرض علّة. وقيل هي مستعملة فيما يؤثّر في أمر سواء كان المؤثّر صفة أو ذاتا. وفي اصطلاح العلماء تطلق على معان منها ما يسمّى علّة حقيقية وشرعية ووصفا وعلّة اسما ومعنى وحكما، وهي الخارجة عن الشيء المؤثّرة فيه. والمراد بتأثيرها في الشيء اعتبار الشارع إيّاها بحسب نوعها أو جنسها القريب في الشيء الآخر لا الإيجاد كما في العلل العقلية.

ولهذا قالوا: العلل الشّرعية كلّها معرّفات وأمارات لأنّها ليست في الحقيقة مؤثّرة بل المؤثّر هو الله تعالى. فبقولهم الخارجة خرج الركن. وبقولهم المؤثّرة خرج السّبب والشرط والعلامة إذ المتبادر بالتأثير ما هو الكامل منه وهو التأثير ابتداء بلا واسطة. ولهذا قيل العلّة في الشرع عبارة عما يضاف إليه وجوب الحكم ابتداء. فالمراد بالإضافة الإضافة من كلّ وجه، بأن كان موضوعا لذلك الحكم بأن أضيف الحكم إليه ومؤثّرا فيه، أي في ذلك الحكم، ويتصل الحكم به، واحترز به عن العلامة والسّبب الحقيقي. وبقيد وجوب الحكم احترز عن الشّرط. والقيد الأخير احتراز عن السّبب في معنى العلّة وعلّة العلّة. وبالجملة المعتبر في العلّة الحقيقية أمور ثلاثة إضافة الحكم إليها وتأثيرها فيه وحصول الحكم معها في الزمان؛ وهي قسمان: العلّة الموضوعة كالبيع المطلق للملك والنكاح لملك المتعة وتسمّى بالمنصوصة أيضا، والعلة المستنبطة بالاجتهاد. وأيضا هي إمّا متعدّية وهي التي تتعدّى الأصل فتوجد في غيره وتسمّى مؤثّرة أيضا لأنّها وصف ظهر أثرها في جنس الحكم المعلّل به كالطواف علّة لسقوط نجاسة سور سواكن البيوت، وإمّا قاصرة وهي بخلافها أي التي لا تتعدّى الأصل. ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما وهي ما يضاف الحكم إليه ولا يكون مؤثّرا فيه ويتراخى الحكم عنه بأنّ لا يترتّب عليه. ومعنى إضافة الحكم إلى العلّة ما يفهم من قولنا قتل بالرمي وعتق بالشّرى وهلك بالجرح. والمراد بالإضافة الإضافة بلا واسطة لأنّها المفهومة عند الإطلاق. وما قيل العلّة اسما ما تكون موضوعة في الشرع لأجل الحكم أو مشروعة إنّما يصحّ في العلل الشرعية لا في مثل الرمي والجرح. مثاله المعلّق بالشّرط فإنّ وقوع الطلاق بعد دخول الدار مثلا ثابت بالتطليق السابق ومضاف إليه فيكون علّة اسما، لكنه ليس بمؤثّر في وقوع الطلاق قبل دخول الدار، بل الحكم متراخ عنه. ومنها ما يسمّى بالعلّة معنى وهو ما يكون مؤثّرا في الحكم بلا إضافة الحكم إليه، ولا ترتّب له عليه كالجزء الأول من العلّة المركّبة من الجزءين، وكذا أحد الجزءين الغير المترتّبين كالقدر والجنس لحرمة النّساء فإنّ مثل ذلك الجزء مؤثّر في الحكم ولا يضاف إليه الحكم، بل إلى المجموع، ولا يترتّب عليه أيضا. وهي عند الإمام السرخسي سبب محض لأنّ أحد الجزءين طريق يفضي إلى المقصود ولا تأثير له ما لم ينضمّ إليه الجزء الأخير. وذهب فخر الإسلام إلى أنها وصف له شبه العلية لأنّه مؤثّر، والسّبب المحض غير مؤثّر، وهذا يخالف ما تقرّر عندهم من أنّه لا تأثير لأجزاء العلّة في أجزاء المعلول وإنّما المؤثّر هو تمام العلّة في تمام المعلول. ومنها ما يسمّى بالعلّة حكما وهي ما يترتّب عليه الحكم بلا إضافة له إليه ولا تأثير فيه كالشرط الذي علّق عليه الحكم، كدخول الدار في قولنا إن دخلت الدار فأنت طالق، يتصل به الحكم من غير إضافة ولا تأثير. وإذا كانت العلّة اسما وحكما فالجزء الأخير علّة حكما فقط، وكذا الجزء الأخير من السّبب الداعي إلى الحكم.
ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما ومعنى وهي ما يضاف إليه الحكم ويكون مؤثّرا فيه بلا ترتّب للحكم عليه، كالبيع الموقوف والبيع بالخيار للملك فإنّه علّة للملك اسما لإضافة الملك إليه ومعنى لتأثيره فيه لا حكما لعدم الترتّب. ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما وحكما، وهي ما يضاف إليه الحكم ويترتّب عليه بلا تأثيره فيه كالسّفر فإنّه علّة للرخصة اسما لأنّها تضاف إليه في الشرع وحكما لأنّها تثبت بنفس السّفر متصلة به لا معنى، لأنّ المؤثّر في ثبوتها ليس نفس السفر بل المشقة. ومنها ما يسمّى بالعلّة معنى وحكما وهي ما يؤثّر في الحكم ويترتّب الحكم عليه بلا إضافة له إليه كالجزء الأخير من العلّة المركّبة فإنّه مؤثّر في الحكم، وعنده يوجد الحكم ولكنه لا يضاف الحكم إليه، فإنّ القرابة والملك علّة للعتق، فأيّهما تأخّر وجودا فهو علّة معنى وحكما. فهذه المعاني السبعة من مصطلحات الأصوليين يطلق عليها لفظ العلة بالاشتراك أو الحقيقة أو المجاز. فما قيل العلّة سبعة أقسام علّة اسما ومعنى وحكما وهو الحقيقة في الباب، وعلّة اسما فقط وهو المجاز، وعلّة معنى فقط وعلّة حكما فقط وعلّة اسما ومعنى فقط وعلّة اسما وحكما فقط وعلّة معنى وحكما فقط أريد به تقسيم ما يطلق عليه لفظ العلّة إلى أقسامه كما يقسم العين إلى الجارية والباصرة وغيرهما، والأسد إلى الشجاع والسّبع.
فائدة:
لا نزاع في تقدّم العلّة على المعلول بمعنى احتياجه إليها ويسمّى التقدّم بالذات وبالعلّية، ولا في مقارنة العلّة التامة العقلية لمعلولها بالزمان لئلّا يلزم التخلّف. وأمّا في العلل الشرعية فالجمهور على أنّه يجب المقارنة بالزمان إذ لو جاز التخلّف لما صحّ الاستدلال بثبوت العلّة على ثبوت الحكم، وحينئذ يبطل غرض الشارع من وضع العلل للأحكام، وقد فرّق بعض المشايخ كأبي بكر محمد بن الفضل وغيره بين الشرعية والعقلية، فجوّز في الشرعية تأخير الحكم عنها؛ وتخلّف الحكم عن العلّة جائز في العلل الشرعية لأنّها أمارات وليست موجبة بنفسها، فجاز أن تجعل أمارة في محلّ دون محلّ. هذا كله خلاصة ما في التلويح والحسامي ونور الأنوار وغيرها. ومنها ما اصطلح عليه المحدّثون وهو سبب خفي قادح غامض طرأ على الحديث وقدح في صحته، مع أنّ الظاهر السلامة منه؛ والحديث الذي وقع فيه أو في إسناده أو فيهما جميعا علّة يسمّى معلّلا بصيغة اسم المفعول من التعليل، ولا يقال له المعلول كذا قال ابن الصلاح. وقال العراقي الأجود في تسميته المعلّل. وقد وقع في عبارة كثير من المحدّثين كالترمذي والبخاري وابن عدي والدارقطني وكذا في عبارة الأصوليين والمتكلّمين تسميته بالمعلول، وقد يسمّى أيضا بالمعتلّ والعليل. وإنّما عمّم الوقوع إذ العلّة قد تقع في المتن وهي تسري إلى الإسناد مطلقا لأنّه الأصل، وقد تقع في الإسناد وهي لا تسري إلى المتن إلّا بهذا الإسناد، وقد تقع فيهما. ولا بد للمحدّث من تفحّص ذلك، وطريقه أن ينظر إلى الرّاوي هل هو منفرد ويخالفه غيره أم لا، ويمعن في القرائن المنبّهة للعارف على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أو دخول حديث في حديث كما في المدرج، أو وهم وخلط من الراوي في أسماء الرّواة والمتن كما في المصحّف نظرا بليغا، بحيث يغلب على ظنّه ذلك، فيحكم بمقتضاه أو يتردّد فيتوقّف، وكلّ ذلك قادح في صحة ما وقع فيه. قال علي بن المديني: الباب إذا لم يجمع طرقه لم يتبيّن خطأه. وبالجملة فهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقّها ولا يقوم به إلّا من رزقه الله فهما ثابتا وحفظا واسعا ومعرفة تامة بمراتب الرواة وملكة قوية بالأسانيد والمتن. ولهذا لم يتكلّم فيه إلّا قليل من أهل هذا الشأن كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني ويعقوب ونحوهم. وقد يقصر عبارة المعلّل عن إقامة الحجّة على دعواه كصيرفي نقد الدراهم والدنانير حتى قال البعض إنّه إلهام لو قلت له من أين قلت هذا لم يكن له حجة.
وقد تطلق العلّة عندهم على غير المعنى المذكور ككذب الرّاوي وفسقه وغفلته وسوء حفظه ونحوها من أسباب ضعف الحديث كالتدليس. والترمذي يسمّي النّسخ علّة. قال السخاوي فكأنّه أراد علّة مانعة من العمل لا الاصطلاحية. وأطلق بعضهم على مخالفة لا تقدح في الصحة كإرسال ما وصله الثّقة حتى قال: من الصحيح ما هو معلّل، كما قال آخر:
من الصحيح ما هو شاذ. هذا خلاصة ما في شرح النخبة وشرحه وخلاصة الخلاصة.
ومنها ما يسمّى علّة عقلية وهي في اصطلاح الحكماء ما يحتاج إليه الشيء إمّا في ماهيته كالمادة والصورة أو في وجوده كالغاية والفاعل والموضوع، وذلك الشيء المحتاج يسمّى معلولا، وهذا أولى مما قيل العلّة ما يحتاج إليه الشيء في وجوده لعدم توهّم خروج علّة الماهية عنه. وإنّما قلنا الأولى لأنّ علّة الماهية لا تخرج عن هذا التعريف أيضا لأنّ المعلول المركّب من المادة والصورة يتوقّف وجوده أيضا عليهما، وتوقّف الماهية عليهما لا ينافي ذلك. إن قيل يخرج من التعريفين علّة العدم، قلت العلّية في العدم مجرّد اعتبار عقلي مرجعه عدم علّية الوجود للوجود. ثم المحتاج إليه أعمّ من أن يكون محتاجا إليه بنفسه أو باعتبار أجزائه، فيشتمل التعريف العلّة التامة المركّبة من المادة والصّورة والفاعل فإنّه محتاج إليه باعتبار الفاعل. وأمّا ذاته أعني المجموع فهو محتاج إلى مجموع المادة والصّورة الذي هو عين المعلول احتياج الكلّ إلى جزئه.
ثم العلّة على قسمين علّة تامّة وتسمّى علة مستقلّة أيضا، وعلّة غير تامة وتسمّى علة ناقصة وغير مستقلّة. فالعلّة التامة عبارة عن جميع ما يحتاج إليه الشيء في ماهيته ووجوده أو في وجوده فقط كما في المعلول البسيط، والناقصة ما لا يكون كذلك، ومعناه أن لا يبقى هناك أمر آخر يحتاج إليه لا بمعنى أن تكون مركّبة من عدة أمور البتّة، وذلك لأنّ العلّة التامة قد تكون علّة فاعلية إمّا وحدها كالفاعل الموجب الذي صدر عنه بسيط إذا لم يكن هناك شرط يعتبر وجوده، ولا مانع يعتبر عدمه، وإمّا إمكان الصادر فهو معتبر في جانب المعلول، ومن تتمته، فإنّا إذا وجدنا ممكنا طلبنا علّته، فكأنّه قيل العلّة ما يحتاج إليه الشيء الممكن الخ فلا يعتبر في جانب العلّة. وأمّا التأثير والاحتياج والوجود المطلق الزائد على ذاته تعالى والوجوب السابق فليس شيء منها مما يحتاج إليه المعلول، بل هي أمور إضافية ينتزعها العقل من استتباع وجود العلّة لوجود المعلول وحكم العقل بأنّه أمكن، فاحتاج فأثّر فيه الفاعل فوجب وجوده فوجد إنّما هو في الملاحظة العقلية وليس في الخارج إلّا المعلول الممكن والعلّة الموجبة لوجوده فتدبّر. وإمّا مع الغاية كما في البسيط الصادر عن المختار. وقد تكون مجتمعة من الأمور الأربعة أو الثلاثة كما في المركّب الصادر عن المختار والمركّب الصادر عن الموجب. وقد تطلق العلّة التامة على الفاعل المستجمع لشرائط التأثير.
اعلم أنّ العلّة مطلقا متقدّمة على المعلول تقدما ذاتيا إلّا العلة التامة المركّبة من أربع أو ثلاث، فتقدّمها على المعلول بمعنى تقدّم كلّ واحد من أجزائها عليها، وأمّا تقدّم الكلّ من حيث هو كلّ ففيه نظر، إذ مجموع الأجزاء المادية والصورية هو الماهية بعينها من حيث الذات، ولا يتصوّر تقدّمها على نفسها فضلا عن تقدّمها على نفسها مع انضمام أمرين آخرين إليهما وهما الفاعل والغاية. وأجيب بأنّ المعلول من الماهية المركّبة من المادة والصورة إنّما هو التركيب والانضمام، فاللازم تقدّم المادة والصورة على التركيب والانضمام، فتقدّم العلّة التامة لا يستلزم تقدّم الماهية على نفسها.
ثم العلّة الناقصة أربعة أقسام لأنّها إمّا جزء الشيء أو خارج عنه، والأول إن كان به الشيء بالفعل فهو الصورة وإن كان به الشيء بالقوة فهو المادة. فالعلة الصورية ما به الشيء بالفعل أي ما يقارن لوجوده وجود الشيء بمعنى أن لا يتوقّف بعد وجوده على شيء آخر. فالباء في به للملابسة، فخرج مادة الأفلاك والأجزاء الصورية والجزء الصوري لمادة المركّب كصورة الخشب للسرير فإنّها أجزاء مادية بالنسبة إلى المركّب، فإنّ العلّة الصورية للسرير هي الهيئة السريرية، وحمل الباء على السّببية القريبة يحتاج إلى القول بأنّ العلة التامة والفاعل سببان بعيدان بواسطة الصورة. لا يقال صورة السّيف قد تحصل في الخشب مع أنّ السيف ليس حاصلا بالفعل لعدم ترتّب آثار السيف عليه، لأنّا نقول الصورة السيفية المعيّنة الحاصلة في الحديد المعيّن إذا حصلت شخّصها حصل السيف بالفعل قطعا وليست الحاصلة في الخشب عين تلك الصورة بل فرد آخر من نوعها به يتحقّق بالفعل ما يشبه السيف. وأيضا الآثار المترتّبة على السيف الحديدي ليست آثارا لنوع السيف بل لصنفه وهو السيف الحديدي فتدبّر.
والعلة المادية ما به الشيء بالقوة كالخشب للسرير وليس المراد بالعلّة الصورية والمادية في عباراتهم ما يختصّ بالجواهر من المادة والصورة الجوهريتين بل ما يعمّهما وغيرهما من أجزاء الأعــراض التي لا يوجد بها إلّا الأعــراض إمّا بالفعل أو بالقوة. فإطلاق المادة والصورة على العلّة المادية والصورية مبني على التسامح، وهاتان العلّتان أي المادة والصورة علّتان للماهية داخلتان في قوامها كما أنّهما علتان للوجود أيضا فتختصان باسم علّة الماهية تمييزا لهما عن الباقيين أي الفاعل والغاية المتشاركين لهما في علّة الوجود وباسم الركن أيضا. وفي الرشيدية العلّة ما يحتاج إليه الشيء في ماهيته بأن لا يتصوّر ذلك الشيء بدونه كالقيام والركوع في الصلاة، وتسمّى ركنا، أو في وجوده بأن كان مؤثّرا فيه فلا يوجد بدونه كالمصلي لها أي الصلاة انتهى. والثاني أي ما يكون خارجا عن المعلول إمّا ما به الشيء وهو الفاعل والمؤثّر فالفاعل هو المعطي لوجود الشيء، فالباء للسببية كالنّجّار للسرير، والمجموع من الواجب والممكن، وإن كان فاعله جزءا منه لكن ليس فاعليته إلّا باعتبار فاعليته لممكن فيكون خارجا عن المعلول، وإمّا ما لأجله الشيء وهو الغاية أي العلّة الغائية كالجلوس على السرير للسرير، وهاتان العلّتان تختصّان باسم علّة الوجود لتوقّفه عليهما دون الماهية. ثم الأولى لا توجد إلّا للمركّب وهو ظاهر والثانية لا تكون إلّا للفاعل المختار. وإن كان الفاعل المختار يوجد بدونها كالواجب تعالى عند الأشعرية فالموجب لا يكون لفعله غاية وإن جاز أن يكون لفعله حكمة وفائدة؛ وقد تسمّى فائدة فعل الموجب غاية أيضا تشبيها لها بالغاية الحقيقية التي هي غاية للفعل وغرض مقصود للفاعل. والغاية علّة لعلّية العلّة الفاعلية أي أنّها تفيد فاعلية الفاعل إذ هي الباعثة للفاعل على الإيجاد ومتأخّرة وجودا عن المعلول في الخارج، إذ الجلوس على السرير إنّما يكون بعد وجود السرير في الخارج لكن يتقدّم عليه في العقل.
إن قلت حصر العلّة الناقصة في الأربع منقوض بالشرط مثل الموضوع كالثوب للصابغ، والآلة كالقدّوم للنّجار، والمعاون كالمعين للمنشار، والوقت كالصيف لصبغ الأديم، والداعي الذي ليس بغاية كالجوع للأكل، وعدم المانع مثل زوال الرطوبة للإحراق، وبالمعد مثل الحركة في المسافة للوصول إلى المقصد، لأنّ كلا منها علّة لكونه محتاجا إليه وخارج عن المعلول مع أنّه ليس ما منه الشيء ولا ما لأجله الشيء. قلت إنّها بالحقيقة من تتمة الفاعل لأنّ المراد بالفاعل هو المستقلّ بالفاعلية والتأثير سواء كان مستقلا بنفسه أو بمدخلية أمر آخر، ولا يكون كذلك إلّا باستجماع الشرائط وارتفاع الموانع، فالمراد بما به الشيء ما يستقلّ بالسّببية والتأثير كما هو المتبادر، سواء كان بنفسه أو بانضمام أمر آخر إليه، فيكون ذكر هذا القسم مشتملا على أمور الفاعل المستقل بنفسه وذات الفاعل والشرائط، وعلى كلّ واحد منها مما يحتاج إليه المعلول، وعلى أنها ناقصة، إنّما المتروك تفصيله وبيان اشتماله على تلك الأمور.
وقد تجعل من تتمة المادة لأنّ القابل إنّما يكون قابلا بالفعل عند حصول الشرائط. ومنهم من جعل الأدوات من تتمة الفاعل وما عداها من تتمة المادة، وتقرير ذلك على طور ما سبق.
وعلى هذا فلا يرد ما قيل سلّمنا أنّ المراد بالفاعل هو المستقل بالفاعلية وبالمادة هو القابل بالفعل، لكن كلّ ما ذكرنا من الشروط والآلات ورفع المانع والمعد مما يحتاج إليه المعلول ولا يصدق عليه أحد تلك الأقسام. ولا نعني بعدم الحصر إلّا وجود شيء يصدق عليه المقسم ولا يصدق عليه شيء من الأقسام.
إن قلت عدم المانع قيد عدمي فلا يكون جزءا من العلّة التامة وإلّا لا تكون العلّة التامة موجودة. قلت العلّة التامة لا تجب أن تكون وجودية بجميع أجزائها بل الواجب وجود العلّة الموجدة منها لكونها مفيدة للوجود، ولا امتناع في توقّف الإيجاد على قيد عدمي. ومنهم من خمّس القسمة وجعل هذه المذكورات شروطا، وقال العلّة الناقصة إن كانت داخلة في المعلول فمادية إن كان بها وجود الشيء بالقوة وإلّا فصورية. وإن كانت خارجة ففاعلية إن كان منها وجود الشيء وغائية إن كان لأجلها الشيء، وشرط إن لم يكن منها وجود الشيء ولا لأجلها، ولا يضرّ خروج الجنس والفصل فإنّهما وإن كانا من العلل الداخلة لكنهما ليسا مما يتوقّف عليه الوجود الخارجي والكلام فيه. ولك أن تقول في تفصيل أقسام العلّة الناقصة بحيث لا يحتاج إلى مثل تلك التكلّفات بأنّ ما يتوقّف عليه الشيء إمّا جزء له أو خارج عنه، والثاني إمّا محلّ للمقبول فهو الموضوع بالقياس إلى العرض، والمحلّ القابل بالقياس إلى الصورة الجوهرية المعيّنة فإنّها محتاجة في وجودها إلى المادة، وإن كانت مطلقها علّة لوجود المادة، وإمّا غير محلّ له فإمّا منه الوجود وإمّا لأجله الوجود، أولا هذا ولا ذاك، وحينئذ إمّا أن يكون وجوديا وهو الشرط أو عدميا وهو عدم المانع؛ وأمّا المعدّ وهو ما يكون محتاجا إليه من حيث وجوده وعدمه معا فداخل في الشرط باعتبار وفي عدم المانع باعتبار، والأول أعني ما يكون جزءا إمّا أن يكون جزءا عقليا وهو الجنس والفصل أو خارجيا وهو المادة والصورة.
فائدة:
حيث يذكر لفظ العلّة مطلقا يراد به الفاعلية ويذكر البواقي بأوصافها وبأسماء أخرى، وكما يقال لعلّة الماهية جزء وركن يقال للمادية مادة وطينة باعتبار ورود الصّور المختلفة عليها، وقابل وهيولى من جهة استعدادها للصّور وعنصر إذ منها يبتدأ التركيب، واسطقس إذ إليها ينتهي التحليل. ويقال للغائية غاية وغرض.

تقسيمات أخر:
العلّة مطلقا فاعلية كانت أو صورية أو مادية أو غائية قد تكون بسيطة. فالفاعلية كطبائع البسائط العنصرية، والمادية كهيولاتها والصّورية كصورها والغائية كوصول كلّ منها إلى مكانه الطبيعي. وقد تكون مركّبة، فالفاعلية كمجموع الفعل والصّورة بالنسبة إلى الهيولى على ما تقرّر من أنّ الصورة شريكة لفاعل الهيولى، والمادية كالعناصر الأربعة بالنسبة إلى صور المركّبات، والصورية كالصورة الإنسانية المركّبة من صور أعضائها الآلية، والغائية كمجموع شرى المتاع ولقاء الحبيب بالنسبة إلى الصّورة الشوقية.
وأيضا كلّ واحد من العلل إمّا بالقوة، فالفاعلية كالطبيعة بالنسبة إلى الحركة حال حصول الجسم في مكانه الطبيعي، والمادية كالنطفة بالنسبة إلى الإنسانية، والصّورية كصورة الماء حال كون هيولاها ملابسة لصورة الهواء، والغائية كلقاء الحبيب قبل حصوله. وإمّا بالفعل، فالفاعلية كالطبيعة حال كون الجسم متحركا إلى مكانه الطبيعي وعلى هذا القياس. وأيضا كلّ واحد منها إمّا كلية أو جزئية، فالفاعلية الكلّية كالبناء للبيت والجزئية كهذا البناء له وعلى هذا القياس. وأيضا كلّ واحد منها إمّا ذاتية أو عرضية. فالعلّة الذاتية تطلق على ما هو معلول حقيقة والعلّة العرضية تطلق باعتبارين، أحدهما اقتران شيء بما هو علّة حقيقة، فإنّ الشيء إذا اقترن بالعلّة الحقيقية اقترانا مصححا لإطلاق اسمها عليه يسمّى علّة عرضية، وثانيهما اقتران شيء ما بالمعلول كذلك، فإنّ العلّة بالقياس إلى ذلك الشيء المقترن بالمعلول تسمّى علّة عرضية. فالفاعلية العرضية كالسقمونيا بالنسبة إلى البرودة فإنّ السقمونيا يسهّل الصفراء الموجبة لسخونة البدن المانعة عن تبريد الباردة التي في البدن إياه، فلما زال المانع عنه برّدته بطبعها.
فالفعل الصادر عن الأجزاء الباردة التي في البدن أعني التبريد ينسب بالعرض إلى ما يقرنها ويزيل مانعها وهو السقمونيا، والمادية العرضية كالخشب للسرير إذا أخذ مع صفة البياض مثلا، فإنّ ذات الخشب علّة مادية ذاتية وما يقرنها أعني الخشب مأخوذا مع صفة البياض علّة مادية مع صفة البياض، والصّورية العرضية كصورة السرير إذا أخذت مع بعض عوارضها، والغائية العرضية كشرى المتاع أيضا مثلا بالنسبة إلى السفر إذا كان المقصود منه لقاء الحبيب وحصل بتبعه شراء المتاع أيضا. وأيضا كلّ واحد من العلل إمّا عامّة أو خاصة. فالعامّة تكون جنسا للعلّة الحقيقية كالصانع الذي هو جنس للبناء، والخاصّة هي العلّة الحقيقية كالبناء، وكذلك سائر العلل. وأيضا كلّ واحد منها قريبة أو بعيدة. فالفاعلية القريبة كالعفونة بالنسبة إلى الحمّى والبعيدة كالاحتقان مع الامتلاء بالنسبة إلى الحمّى. وأيضا كل منها مشتركة أو خاصة.
فالفاعلية المشتركة كبنّاء واحد لبيوت متعدّدة، والخاصة كبنّاء واحد لبيت واحد، وعلى هذا القياس.
فائدة:
ومن العلل المعدّة ما يؤدّي إلى مثل كالحركة إلى منتصف المسافة المؤدّية إلى الحركة إلى منتهاها، أو إلى خلاف كالحركة إلى البرودة المؤدّية إلى السخونة التي هي مخالفة للحركة لها، أو إلى ضدّ كالحركة إلى فوق المؤدّية إلى الحركة إلى الأسفل والأعداد قريب كأعداد الجنين بالنسبة إلى الصورة الإنسانية أو بعيد كأعداد النطفة بالنسبة إليها. ومن العلل العرضية ما هو علّة معدّة ذاتية بالنسبة إلى ما هو علّة فاعلية عرضية له، فإنّ شرب السقمونيا علّة فاعلية عرضية لحصول البرودة مع أنّه علّة معدّة ذاتية لحصول البرودة.
فائدة:
الفرق بين جزء العلّة المؤثّرة أي الفاعلية وشرطها في التأثير هو أنّ الشرط يتوقّف عليه تأثير المؤثّر لا ذاته، كيبوسة الحطب للإحراق إذ النار لا تؤثّر في الحطب بالإحراق إلّا بعد أن يكون يابسا، والجزء يتوقّف عليه ذات المؤثّر فيتوقّف عليه تأثيره أيضا، لكن لا ابتداء بل بواسطة توقّفه على ذاته المتوقفة على جزئه، وعدم المانع ليس مما يتوقّف عليه التأثير حتى يشارك الشرط في ذلك بل هو كاشف عن شرط وجودي، كزوال الغيم الكاشف عن ظهور الشمس الذي هو الشرط في تجفيف الثياب وعدّه من جملة الشروط نوع من التجوّز. وفي اصطلاح مثبتي الأحوال من المتكلّمين صفة توجب لمحلّها حكما. والمراد بالصّفة الموجودة بناء على عدم تجويز تعليل الحال بالحال كما هو رأي الأكثرين أو الثابتة ليشتمل ما ذهب إليه أبو هاشم من تعليل الأحوال الأربعة بالحال الخامس. ومعنى الإيجاب ما يصحح قولنا وجد فوجد أيّ ثبت الأمر الذي هو العلّة فثبت الأمر الذي هو المعلول. والمراد لزوم المعلول للعلّة لزوما عقليا مصحّحا لترتّبه بالفاء عليها دون العكس، وليس المراد مجرّد التعقيب، فخرج بقيد الصفة الجواهر فإنّها لا تكون عللا للأحوال، ويتناول الصفة القديمة كعلم الله تعالى وقدرته فإنّهما علتان لعالميته وقادريته والمحدثة كعلم الواحد منّا وقدرته وسواده وبياضه.
والمعنى أنّ العلّة صفة قديمة كانت أو محدثة توجب تلك الصفة أي قيامها بمحلّها حكما أي أثرا يترتّب على قيامها بأن يتّصف ذلك المحلّ به ويجري عليه. وفي قولهم لمحلها إشعار بأنّ حكم الصفة لا يتعدّى محلّ تلك الصفة فلا يوجب العلم والقدرة والإرادة للمعلوم والمقدور. والمراد حكما لأنّها غير قائمة بها كيف، ولو أوجبت لها أحكاما لكان المعدوم الممتنع إذا تعلّق به العلم متصفا بحكم ثبوتيّ وهو محال. واعلم أنّ هذا التعريف إنّما كان على اصطلاح مثبتي الأحوال دون نفاتها، لأنّ المثبتين كلّهم قائلون بالمعاني الموجبة للأحكام في محالها، وهي عندهم علل تلك الأحكام.
ونفاة الأحوال من الأشاعرة لا يقولون بذلك إذ عندهم لا علّية ولا معلولية فيما سوى ذاته تعالى، فضلا عن أن يكون بطريق الإيجاب واللزوم العقلي لا للموجود ولا للحال. أمّا عدم العلّية للأحوال فظاهر لعدم قولهم بالحال، وأمّا عدم العلّية للموجود فلاستناد الموجودات كلّها عندهم إليه تعالى ابتداء. والمعلول على هذا التعريف هو الحكم الذي توجبه الصفة في محلها، وهذا التعريف هو الأقرب. وأمّا نحو قولهم العلّة ما توجب معلولها عقيبها بالاتصال إذا لم يمنع مانع، أو العلة ما كان المعتلّ به معلّلا وهو أي كون المعتلّ به معلّلا قول القائل كان كذا لأجل كذا، كقولنا كانت العالمية لأجل العلم فدوريّ. أمّا الأول فلأنّ المعلول مشتقّ من العلّة إذ معناه ما له علّة فيتوقّف معرفته على معرفتها فلزم الدور وأمّا الثاني فلأنّه عرّف العلّة بالمعتلّ والمعلّل ومعرفة كلّ منهما موقوفة على معرفة العلّة. وقولهم العلّة ما يغيّر حكم محلّها أي ينقله من حال إلى حال، أو العلّة هي التي يتجدّد بها أي يتجدّد بها الحكم يخرج الصفة القديمة إذ لا تغيير ولا تجدّد فيها مع أنّها من العلل فإنّ علمه تعالى علّة موجبة لعالميته عندهم. ولك أن تأخذ من كلّ هذه التعريفات المزيّفة للعلّة تعريفات للمعلول فتقول المعلول ما أوجبته العلّة عقيبها بالاتصال إذا لم يمنع مانع أو المعتلّ المعلّل بالعلّة أو ما كان من الأحكام متغيرا بالعلّة أو ما يتجدّد من الأحكام بالعلّة.
فائدة:
الفرق بين العلّة والشرط على رأي مثبتي الأحوال من وجوه. الأول العلّة مطّردة فحيثما وجدت وجد الحكم، والشرط قد لا يطّرد كالحياة للعلم، فإنّها شرط للعلم وقد لا يوجد معها العلم. الثاني العلّة وجودية أي موجودة في الخارج باتفاقهم، والشرط قد يكون عدميا كانتفاء أضداد العلم بالنسبة إلى وجوده إذ لا معنى للشرط إلّا ما يتوقّف عليه المشروط في وجوده لا ما يؤثّر في وجود المشروط حتى يمتنع أن يكون عدميا. وقيل الشرط لا بد أن يكون وجوديا أيضا. الثالث قد يكون الشرط متعدّدا كالحياة وانتفاء الأضداد بالنسبة إلى وجود العلم أو مركّبا بأن يكون عدة أمور شرطا واحدا للمشروط.
الرابع الشرط قد يكون محلّ الحكم بخلاف العلّة، أي محلّ الحكم لا يجوز أن يكون علّة للحكم لأنّه لا يكون مؤثّرا فيه، بل المؤثّر فيه صفة ذلك المحلّ التي هي العلّة لكن محلّ الحكم يكون شرطا للحكم من حيث إنّه يتوقّف وجوده عليه. الخامس العلّة ولا تتعاكس أي لا تكون العلّة معلولة لمعلولها بخلاف الشرط فإنّه يجوز أن يكون مشروطا لمشروطه، إذ قد يشترط وجود كلّ من الأمرين بالآخر، قال به القاضي وعنى بالتوقّف المأخوذ في تعريف الشرط عدم جواز وجوده بدون الموقوف عليه، وبه قال أيضا المحقّقون من الأشاعرة، ومنعه بعضهم. والحق الجواز إن لم يوجب تقدّم الشرط على المشروط بل يكتفى بمجرّد امتناع وجود المشروط بدون الشرط كقيام كلّ من البينتين المتساندتين بالأخرى، فإنّ قيام كلّ منهما يمتنع بدون قيام الأخرى، ومثل ذلك يسمّى دور معية ولا استحالة فيه. السادس الشرط قد لا يبقى ويبقى المشروط وذلك إذا توقّف عليه المشروط في ابتداء وجوده دون دوامه، كتعلّق القدرة على وجه التأثير فإنّه شرط الوجود ابتداء لا دواما، فلذلك يبقى الحادث مع انقطاع ذلك التعلّق. السابع الصفة التي هي علّة كالعلم مثلا له شرط كالمحل والحياة وليس له علّة فإنّ العلم من قبيل الذوات وهي لا تعلّل بخلاف الأحكام، فالعلّة لا تكون معلولة في نفسها بخلاف الشرط فإنّه قد يكون معلولا، فإنّ كون الحيّ حيّا شرط لكونه عالما مع أنّ كونه حيّا معلول للحياة. الثامن العلّة مصحّحة لمعلولها اتفاقا بخلاف الشرط إذ فيه خلاف. التاسع الحكم الواجب لم يتفق على عدم شرط بل اتفق على أنّه لا يوجد بدون شرط كالعالمية له تعالى فإنّها مشروطة بكونه حيّا، وقد يختلف في كون الحكم الواجب معلّلا بعلّة، فإنّ مثبتي الأحوال من الأشاعرة يعلّلونه بصفات موجودة. ومن المعتزلة ينفونه سوى البهشمية فإنّهم يعلّلون الحال بالحال. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى شرح المواقف.

الغرض

الغرض: الهدف المقصود بالرمي، ثم جعل اسما لكل غاية يتحرى إدراكها، وقال الشريف: الغرض هو الفائدة المترتبة على الشيء من حيث هي مطلوبة بالإقدام عليه.
الغرض:
[في الانكليزية] Goal ،aim ،objective
[ في الفرنسية] But ،cible ،objectif
بفتح الغين والراء المهملة ما لأجله فعل الفاعل ويسمّى علّة غائية أيضا، أي الغرض هو الأمر الباعث للفاعل على الفعل، فهو المحرّك الأول للفاعل وبه يصير الفاعل فاعلا. ولذا قيل إنّ العلّة الغائية علّة فاعلية لفاعلية الفاعل كذا في شرح العقائد العضدية للدّواني. قال الأشاعرة لا يجوز تعليل أفعاله تعالى بشيء من الأغــراض إذ لا يجب عليه تعالى شيء فلا يجب أن يكون فعله معلّلا بالغرض، ولا يقبح منه شيء فلا قبح في خلوّ أفعاله من الأغــراض بالكلّية. ووافقهم في ذلك جهابذ الحكماء وطوائف الإلهيين بناء على كون أفعاله تعالى بالاختيار لا بالإيجاب، وخالفهم المعتزلة وذهبوا إلى وجوب تعليلها. وقالت الفقهاء لا يجب ذلك لكن أفعاله تابعة لمصالح العباد تفضّلا وإحسانا. احتجّ المعتزلة بأنّ الفعل الخالي عن الغرض عبث وأنّه قبيح يجب تنزيهه تعالى عنه. وأجاب عنه الأشاعرة بأنّه إن أردتم بالعبث ما لا غرض فيه فهو أوّل المسألة المتنازع فيها، وإن أردتم أمرا آخر فلا بدّ من تصويره. وقد يجاب بأنّ العبث ما كان خاليا من الفوائد والمنافع، وأفعاله تعالى محكمة متقنة مشتملة على حكم ومصالح لا تحصى راجعة إلى مخلوقاته، لكنها ليست اسبابا باعثة على إقدامه وعللا مقتضية لفاعليته، فلا تكون أغــراضــا له ولا عللا غائية لأفعاله حتى يلزم استكماله بها، بل تكون غايات ومنافع لأفعاله تعالى وآثارا مترتّبة عليها فلا يلزم أن يكون شيء من أفعاله عبثا خاليا عن الفوائد. وما ورد من الظواهر الدّالة على تعليل أفعاله تعالى فهو محمول على الغاية والمنفعة دون الغرض، كذا في شرح المواقف. وقد يقال المقصود يسمّى غرضا إذا لم يمكن للفاعل تحصيله إلّا بذلك الفعل وزيادته اصطلاح جديد لم يعرف له مستند لا عقلا ولا نقلا، كذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية. وقد يطلق الغرض بمعنى الغاية سواء كان باعثا للفاعل على الفعل أو لا، صرّح به المولوي عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية.

حضر

(حضر) الشَّيْء أعده يُقَال حضر الدَّوَاء وَحضر الدَّرْس وَحضر الأدوات اللَّازِمَة للتجارب (محدثة)
(حضر) - قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} .
: أي يُصِيبُنِى الشَّيطانُ بِسُوء.
- ومنه: "الكُنُف مَحْضُورَة، والحُشُوشُ مُحْتَضَرة" .
: أي يَحضُرها الجِنّ.
- في الحَدِيث: "كُنَّا بحَاضِرٍ يَمُرُّ بنا النَّاس" .
الحاضِرُ: القَومُ النُّزولُ على ماءٍ يُقِيمون به ولا يرحَلُون عنه، فَاعِل بِمَعْنَى مَفْعُول. وفي رِواية: "كُنَّا بحَضْرة مَاءٍ مَمَرٍّ من النَّاس". وفي أُخرَى: "كُنَّا بحَضْر عَظِيم" وهو حَدِيثُ عَمْرو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِى .
ويُقال للمُتَأَهَّل: الحَاضِرُ، لاجْتِماعِهم إذا حَضَروُا .
- وقَولُه تَعالَى: {إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} .
: أي يَحضُرون الحِسابَ والنَّارَ ونَحوَهما. يقال: أحضرتُه فحضر، وقد يُكسَر ضَادُه في الماضِى، ويُضَمُّ في المُستَقبَل مثل: فَضِل يَفضُل في الشَّواذِّ.
- وفي الحَدِيث: "هِجْرَة الحَاضِر".
الحَاضِر: المَكَان المَحْضُور. يقال: نَزْلنا حَاضِرَهم.
(ح ض ر) : (حَضَرَ) الْمَكَانَ وَاحْتَضَرَهُ شَهِدَهُ (وَالْحَاضِرُ وَالْحَاضِرَةُ) وَاَلَّذِينَ حَضَرُوا الدَّارَ الَّتِي بِهَا مُجْتَمَعُهُمْ (وَمِنْهُ) حَضِيرَةُ التَّمْرِ لِلْجَرِينِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ عَنْ ابْنِ السِّكِّيتِ عَنْ الْبَاهِلِيِّ لِأَنَّهُ يُحْضَرُ كَثِيرًا وَهَكَذَا فِي زَكَاةِ التَّجْرِيدِ وَحُصُولُهُ فِي الْحَضَائِرِ وَفِي الْكَرْخِيِّ بِالظَّاءِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَفِي الصِّحَاحِ وَجَامِعِ الْغُورِيِّ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ مِنْ الْحَصْرِ الْحَبْسُ وَلَهُ وَجْهٌ إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ أَصَحُّ وَقَوْلُهُ نُهِيَ عَنْ احْتِضَارِ السَّجْدَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ أَنْ يَحْتَضِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا (الثَّانِي) أَنْ يَقْرَأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهَى إلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْهَا وَهَذَا يَكُونُ الْأَصَحَّ (وَاحْتُضِرَ) مَاتَ لِأَنَّ الْوَفَاةَ حَضَرَتْهُ أَوْ مَلَائِكَةُ الْمَوْتِ وَيُقَالُ فُلَانٌ مُحْتَضَرٌ أَيْ قَرِيبٌ مِنْ الْمَوْتِ (وَمِنْهُ) إذَا اُحْتُضِرَ الْإِنْسَانُ وُجِّهَ كَمَا يُوَجَّهُ فِي الْقَبْرِ (وَحُضُورٌ) مِنْ قُرَى الْيَمَنِ.
حضر
(حَضَرَ، كَنَصَر وعَلِمَ، حُضخلأراً وحِضَارَةً) ، أطلق فِي المصدرين وقَضِيَّة اصْطِلاحهِ أَن يكونَا بالفَتْحه، وَلَيْسَ كذالك، بَلِ الأَوَّلُ مَضْمُومٌ وَالثَّانِي مَفْتُوحٌ، (ضِدّ غَابَ) . والحُضُورُ: ضِدُّ المَغِيب والغَيْبَةِ.
قَالَ شَيخُنا: واللُّغَةُ الأُولَى هِيَ الفَصِيحَةُ المشْهُورَةُ، ذَكَرَها ثَعْلَبٌ فِي الفَصِيحِ وَغَيره، وأَوردَهَا أَئمّة اللُّغَةِ قَاطِبةً. وأَمّا الثانيةُ فأَنكَرَهَا جَمَاعَةٌ وأَثبتَها آخرنَ، وَلَا نِزاعَ فِي ذالك. إِنَّما الكلامُ فِي ظاهِر كلامِ المُصَنِّف أَو صَريحِه فإِنَّه يَقتَضِي أَنَّ حَضِرَ كعَلمَ، مضارعه على قياسِ ماضيه فيكونُ مَفْتُوحاً كيَعْلَم، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل كُلُّ مَنْ حَكى الكَسْرَ صرَّحَ بأَنّ الْمُضَارع لَا يَكُونَ على قياسِه، انْتهى.
وَفِي اللِّسَان: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: حَضَرَت الصّلاةُ، وأَهْلُ المَدِينَة يَقُولُونَ: حَضِرَتْ، وكلّهم يَقُولُونَ: تَحْضَر.
وَقَالَ شَمِرٌ: حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ، (تَحْضَر) قَالَ: وإِنما أُندِرَت التَّاءُ لوُقُوعِ القاضِي بَين الفِعْل والمَرْأَة.
قَالَ الأَزهَرِيّ: واللّغَة الجَيّدة حَضَرَت تَحْضُر، بالضَّمّ.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الفَرّاءُ: وأَنشَدَنا أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيُّ لجرِيرٍ على لُغَةَ حَضِرَتْ.
مَا مَنْ جَفَانا إِذَا حاجاتُنا حَضِرَتْ
كَمَنْ لَهُ عندنَا التَّكْرِيمُ واللَّطَفُ
قَالَ الفَرّاءُ: وكُلُّهُم يَقُولُونَ تَحْضُر بالضَّمِّ.
وَفِي الْمِصْبَاح: وحَضِرَ فلانٌ، بالكَسْر، لُغَة، واتّفَقُوا على ضَمِّ المُضَارع مُطْلَقاً، وَكَانَ قِيَاس كَسْرِ المَاضي أَن يُفْتَح المُضَارع، لَكِن استُعْمِل المَضْمُوم مَعَ كَسْر الْمَاضِي شُذُوذاً، ويُسَمَّى تَداخُلَ اللُّغَتَيْن، انتهَى.
وَقَالَ اللَّبْليّ فِي شَرْح الفَصيح حَضَرَنِي قَومٌ، وحَضِرَنِي، بِكَسْر الضّاد حَكاه ابنُ خالَوَيه عَن أَبي عَمْرٍ و، وَحَكَاهُ أَيضاً القَزَّاز عَن أَبي الحَسَن، وحَكَاه يَعْقُوب عَن الفَرّاءِ، وَحَكَاهُ أَيضاً الجَوْهَرِيُّ عَنهُ.
وَقَالَ الزّمخشَرِيّ عَن الخَليل: حَضِرَ، بِالْكَسْرِ، فإِذا انتهَوْا إِلَى الْمُسْتَقْبل قَالُوا يَحضُر، بالضّمّ، رُجُوعاً إِلى الأَصل، وَمثله فَضِل يَفْضُلُ.
قَالَ شَيخنَا: وَقد أَوضحْتُه فِي شَرْح نَظْم الفَصيح، وأَوضَحَتُ أَن هاذا من النَّظَائِر، فيزاد على نَعِمَ وفَضِلَ. ويُسْتَدرك بِهِ قولُ ابنِ القُوطِيَّة أَنَّه لَا ثالثَ لهُمَا، والكَسْرُ الَّذِي ذكره الجماهيرُ حَكَاهُ ابْن القَطُّاع أَيضاً فِي أَفعاله، (كاحْتَضَر وَتَحَضَّرَ، ويُعَدَّى) .
و (يُقَالُ: حَضَرَه) وحَضَرَه، والمصدَر كالمَصْدَر، وَهُوَ شاذٌّ (وتَحضَّرَه) واحْتَضَره.
(و) يُقَال: (أَحْضَرَ الشَّيْءَ وأَحْضَرَه إِيَّاهُ، وَكَان) ذالك (بِحضْرَتِهِ، مُثَلَّثَة) الأَوَّلِ. الأُولَى نَقَلَها الجوهرِيّ، والكَسْرُ والضَّمُّ لُغَتَانِ عَن الصَّغانِيّ. (وحَضَرِهِ وحَضَرَتِه، مُحَرَّكَتَيْنِ ومَحْضَرِه) ، كلّ ذالك (بِمَعْنًى) وَاحِد.
قَالَ الجَوْهَرِيّ: حَضْرَةُ الرَّجلِ: قُرْبُه وفِنَاؤه. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: (كُنّا بحَضْرةِ ماءٍ) أَي عِنْده. وكلَّمْتُه بحَضْرَةِ فُلان، وبمَحْضَرٍ مِنْهُ، أَي بمَشْهَد مِنْهُ.
قَالَ شيخُنا: وأَصْل الحَضْرَة مَصْدرٌ بِمَعْنى الحُضُور، كَمَا صَرَّحوا بِهِ، ثمّ تَجَوَّزوا بِهِ تجَوُّزاً مَشْهُوراً عَن مَكانِ الحُضُور نَفْسِه، ويُطْلَق على كُلِّ كَبِير يَحْضُر عِنْده النَّاسُ، كقَولِ الكُتَّابِ أَهْلِ التَّرسُّل والإِنشاءِ: الحَضْرةُ العَالِيَةُ تأْمآ بكَذَا، والمَقَامُ ونَحْوِ. وَهُوَ اصطلاحُ أَهل التَّرسُّل، كَمَا أَشار إِليه الشِّهَاب فِي مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاءِ.
(هُوَ حاضِرٌ، مِنْ) قَوْمٍ (حُضَّرٍ وحُضُورٍ) . وَيُقَال: إِنه ليَعْرِفُ مَنْ بحَضْرتهِ ومَنْ بَعَقْوَتِه.
وَفِي التّهْذِيب: الحَضْرَة: قُرْبُ الشَّيْءِ. تَقول: كُنْتُ بحَضْرَةِ الدّارِ. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ.
فَشَلَّتْ يَدَاه يوْمَ يَحْمِلُ رَايَةً
إِلى نَهْشَلٍ والقَوْمُ حَضْرةَ نَهْشَلِ
(و) يُقَال: رَجُلٌ (حَسَنُ الحُضْرَة بالكسْرِ) وبالضَّمِّ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَم (إِذَا حَضَرَ بِخَيْرٍ) . وفُلانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ إِذَا كَانَ مِمّن يَذْكُر الغائِبَ بخَيْرٍ.
(والحَضَرُ، مُحَرَّكَةً، والحَضْرَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (والحَاضرةُ والحَضَارَة) ، بِالْكَسْرِ عَن أبي زَيْد (ويُفْتَح) ، عَن الأَصمَعِيّ: (خِلافُ البَادِيَة) والبَدَاوَة والبَدْوِ. (والحِضَارَةُ) ، بِالْكَسْرِ، (الإِقامَةُ فِي الحَضَرِ) ، قالَه أَبو زيد. وَكَانَ الأَصمعِيُّ يَقُول: الحَضَارة بالفَتْح. قَالَ القُطَامِيُّ:
فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه
فَأَيَّ رِجَالِ بَادِيَةٍ تَرَانَا
والحاضِرَة والحَضْرَةُ والحَضَرُ، هِيَ المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنَّ أَهلَها حَضَروا الأَمْصَارَ ومَسَاكِنَ الدِّيَارِ الّتي يَكُونُ لَهُم بِا قَرَارٌ. والبادِيةُ يُمكن أَن يَكُونَ اشتقاقُها من بَدَا يَبْدُو، أَي بَرَزَ وظَهَرَ، ولاكنَّه اسمٌ لَزِمَ ذالكَ الموْضِعَ خاصَّةً دون مَا سوَاه.
(والحَضْرُ) ، بفَتْح فَسُكُون: (د) قديمٌ مذكورٌ فِي شِعْر القدماءِ، (بإِزاءِ مسْكِنٍ) . قَالَ محمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: بحِيال ككْرِيتَ بَين دِجْلَةَ والفُرات. قلْت: وَلم يذْكر الْمُؤلف (مَسْكِنَ) فِي س ك ن وَهُوَ فِي مُعْجَم أَبِي عُبيد، كمَسْجِد: صُقَع بالعِرَاق، قُتِل فِيهِ مُصعَبُ بنُ الزُّبيْر، فليُنْظَر.
(بَناهُ السّاطِرُونَ المَلِكُ) من مُلْوك العَجَم الّذي قَتلَه سابُور ذُو الأَكْتَافِ. وَفِيه يَقُول أَبو دُواد الإِياديّ:
ورَأَى المَوْتَ قد تَدَلَّى مِن الحَضْ
ر على رَبِّ أَهلِه السَّاطِرُونِ
وَقيل: هُوَ الحَضآ، محرَّكةً، بالجزءَرة، وَقيل بناحِيَةِ الثَّرْثَارِ بنَاه السَّاطِرُونُ.
(و) الحَضْرُ: (رَكَبُ الرَّجُل والمَرْأَةِ) ، أَي فَرْجُهُما. (و) الحَضْرُ: (التَّطْفِيلُ) ، عَن ابْن الأَعرابِيّ، (و) الحَضْرُ: (شَحْمَةٌ فِي المَأْنَةِ) ، هاكذا فِي النُّسخ بالمِيم، وَفِي اللِّسَان: فِي العَانة (وفَوْقَها) .
(و) الحُضر، (بالضَّمّ: ارتِفاعُ الفَرَسِ فِي عَدْوِه، كالإِحْضَارِ) . وَقَالَ الأَزْهرِيُّ: الحُضْرُ والحِضَارُ: من عَدْوِ الدّوَابّ. والفِعْل الإِحضارُ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه أَقطعَ الزُّبيْر حُضْرَ فَرَسِه بأَرضِ المَدِينة) . وَفِي حَدِيث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ (فانْطلقْتُ مُسْرِعاً أَو مُحضِراً فأَخَذتُ بِضَبْعِه) . وَقَالَ كُرَاع: أَحْضَر الفَرَسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وكذالك الرَّجُل. وَعِنْدِي أَنَّ الحُضْرَ الاسمُ. والإِحضار المَصْدَر.
(والفَرَسُ مِحْضِيرٌ) كمِنْطِيقٍ، (لامِحْضَارٌ) كمِحْرَاب، وَهُوَ من النّوادِر، كَذَا فِي الصّحاح وجامع القَزَّاز وشُرُوحُ الفَصِيح، (أَو لُغَيَّةٌ) . والَّذِي فِي المُحكَم جَوازُ مُحْضِير ومِحْضَار على حَدَ سَواءٍ، ونَصُّه: وفَرسٌ مِحْضِيرٌ، الذَّكَرُ والأَنْثَى سَواءٌ، وفَرسٌ مِحْضِيرٌ ومِحْضَارٌ، بِغَيْر هاءٍ للأُنثَى، إِذا كَانَ شَدِيدَ الحُضْرِ، وَهُوَ العَدُوْ. وَفِي الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد: فَرَسٌ مِحْضَارٌ: شَدِيدُ العَدْوِ.
(و) الحَضُِرُ، (ككَتِفٍ ونَدُسٍ: الَّذِي يَتَحَيَّنُ طَعَامَ النَّاسِ حَتَّى يَحْضُرَه) ، وَهُوَ الطُّفَيْلِي، وفِعْلُه الحَضْر، وَقد تقدَّم.
(و) من المَجَاز: الحَضُرُ، (كنَدُسٍ: الرَّجُلُ ذُو البَيَانِ والفِقْهِ) ، لاسْتِحْضَاره مَسَائِلَه، ويُقَال: إِنّه لَحَضُرٌ بالنُّوادر وبالجَواب، وحاضِرٌ.
(و) الحَضِرُ (ككَتِفٍ) : الّذِي (لَا يُرِيدُ السَّفَرِ) . وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه: ورَجلٌ حَضِرٌ: لَا يَصْلُحُ للسَّفَرِ. (أَو) رَجلٌ حَضِرٌ. (حَضَرِي) نقلَه الصّغانِيّ عَن الفَرَّاءِ، أَي من أَهْلِ الحاضِرَةِ.
(و) فِي التَّهْذِيب: (المَحْضَرُ) عندا لعرب: (المَرْجِعُ إِلَى) أَعْدادِ (المِيَاه) . والمُنْتَجَعُ: المَذْهَبُ فِي طَلِبِ الكَلَإِ. وكُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدًى وجَمْعه مَبَاد. وَيُقَال للمَنَاهِلِ: المَحَاضِرُ للاجتماعِ والحُضُورِ عَلَيْهَا. (و) المَحْضَرُ: (خَطٌّ يُكْتَبُ فِي واقِعَة خُطُوط الشُّهُودِ فِي آخِرِه بِصِحَّةِ مَا تَضَمَّنَه صَدْرُهُ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ اصْطِلَاح حادثٌ المشُّهُود الَّذِين أَحْدَثَهُم القُضَاةُ فِي الزَّمَن الأَخِيرِ، فعَدُّه من اللُّغَة ممَّا لَا مَعْنَى لَهُ، والظَّاهِرُ أَنَّ عَطْفَ السِّجِلِّ بعدَه عَلَيْهِ، وعَدَّه من معانِي المَحْضَر، من هاذا القَبيلِ، فتأَمَّل.
قُلتُ: أَما تَفْسيره بِمَا يُكتَب فِي واقِعَة حالٍ فَكَمَا قَالَ: لَا يَكاد يُوجدُ فِي لُغَة العَرَب الفُصْحَى. وأَما تَفْسِيرُه بِمَا بَعْدَه وَهُوَ السِّجِلّ فقد سُمِعَ عَن العَرَب، وَذكره ابنُ سِيدَه وغيرُه، فَلَا يُنكَر عَلَيْهِ.
(و) المَحْضَرُ: (القَوْمُ الحُضُورُ) ، أَي الحَاضِرين النَّازلين على المِيَاه تَجَوُّزاً، (و) المَحْضَرُ: (السِّجِلُّ) الَّذي يُكْتب. (و) المَحْضَرُ: (المَشْهَدُ) للقَوْم.
(و) المَحْضَرُ: (ة بأَجأَ) ، لبَنى طَيّىء.
(ومَحْضَرَةُ: مَاءٌ لِبَنِي عجْل) بنِ لُجَيْمٍ (بَيْنَ طَرِيقَي الكُوفَة والبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ) ، زِيدَتْ شَرَفاً.
(وحَاضُوراءُ: مَاٌ) قَالَ شيخُنَا: هُوَ من الأَوْزَانِ الغَرِيبَة، حَتَّى يل لَا ثنِيَ لَهُ غيرَ عَاشُورَاءَ. وأَنكَرِ جماعةٌ وقالو: عاشُورَاءُ لَا ثَانِيَ لَهُ. وأَما تَاسُوعَاءُ فَيَأْتي أَنَّهُ مُوَلَّد، واللَّهُ أَعلمُ. وَقيل: إِنَّ حَاضُورَاءَ بَلدٌ بنَاه صالِحٌ، عَلَيْهِ السّلامُ، وَالَّذين آمنُوا بِهِ، ونَجّاها الله من الْعَذَاب ببرَكتِه.
وَفِي المَرَاصِد أَنَّه بالصَّاد المُهْمَلَة، وَيُقَال: بالضَّاد المُعْجَمَة بِغَيْر أَلِف، فتَأَمَّلْ.
(والحَضِيرةُ، كسَفِينَة: مَوْضِعُ التَّمْرِ) ، وأَهلُ الفَلْحِ يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتُسَمَّى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. وذَكره المُصَنِّف أَيضاً فِي الصّاد المُهْمَلة، وَقد تَقَدَّمَتْ الإِشارةُ إِلَيْهِ.
(و) الحَضِيرَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ) وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ سَلْمَى بنْتَ مَجْدَعَةَ الجُهَنيَّة تمدَحُ رَجُلاً، وَقيل تَرْثِيه:
يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً
وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
(أَوِ) الحَضِيرَةُ مِنَ الرِّجَال: (الأَربعَةُ أَو الخَمْسَةُ أَو الثَّمَانِيَة أَو التِّسْعَةُ) ، وَفِي بعض النُّسخ: السَّبْعَة، بتَقْدِيم السِّين على المُوحَّدة، والصّوابُ الأُولَى. (أَو الْعَشَرَةُ) فمَن دُونَهم، وَقيل: السَّبْعَة أَو الثّمانية، وَقيل: الأَربعَة والخمسة يَغْزُونَ. (أَو) هُم (النَّفَرُ يُغْزَى بِهِم) .
وَقَالَ أَبو عُبَيْد فِي بَيْت الجُهَنِيَّة: الحَضِيرةُ: مَا بَين سَبْعِ رجالٍ إِلَى ثَمَانِيَة، والنَّفِيضَة الواحِدُ وهم الّذي يَنْفُضُون، وروى سَلَمَة عَن الفَرَّاءِ قَالَ: حَضِيرةُ النّاس وَهِي الجَمَاعَة، ونَفِيضَتُهم وَهِي الجَمَاعَة. وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْله: حَضيرةً ونَفِيضَةً قَالَ: حَضِيرة يَحضُرها النّاسُ، يَعين المياهَ، ونَفِيضَة: لَيْسَ عَلَيْهَا أَحَد، حَكَى ذالك عَن ابْن الأَعْرَابيّ. ورُوِيَ عَن الأَصْمَعِيّ: الحَضيرَةُ: الَّذِينَ يَحْضُرُون المِيَاهَ، والنَّفِيضَة الّذينَ يَتقدَّمون الخَيلَ؛ وهم الطَّلائع:
قَالَ الأَزهريّ: وقولُ ابنِ الأَعرابِيِّ أَحسنُ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: النفِيضَةُ: جماعةٌ يُبْعَثُونَ ليَكْشِفُوا هَل ثَمَّ عدوٌّ أَو خَوْفٌ، والتُّبَّع: الظِّلُّ. واسمَأَلَّ: قَصُرَ، وذالك عِنْد نصْفِ النَّهَار وقبلَه.
سَبّاقُ عَادِيَة ورأْسُ سَرِيَّةٍ
ومُقَاتِلٌ بطَلٌ وهَاد مِسْلَعُ
واسخ المَرْثِيِّ أَسْعَدُ، وَهُوَ أَخُو سَلْمَى، ولاهذا تَقولُ بعد البَيْت:
أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئةً
هَبَلَتْكَ أُمُّك أَيَّ جَرْد تَرْقَعُ
وجمْعُ الحَضيرَةِ الحَضَائِرُ. قَالَ أَبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ:
رِجَالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ
من الدّارِ لَا تَمْضِي عَلَيْهَا الحَضائِرُ
(و) فِي المُحْكَم: قَالَ الفارِسِيُّ: والحَضِيرَةُ: (مُقَدَّمَةُ الجَيْشِ) .
(و) الحَضِيرَة: (مَا تُلْقِيهِ المَرْأَةُ مِنْ وِلاَدِهَا) ، وحَضِيرةُ النَّاقَةِ: مَا أَلْقَتْه بعْدَ الوِلادَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: الحَضِيرَة لِفَافةُ الوَلدِ. (و) الحَضِيرةُ: (انْقِطَاع دَمِهَا. والحَضِيرُ جَمْعُهَا) ، أَي الحَضِيرةِ، بإِسقاط الهاءِ، (أَو) الحَضِيرُ: (دَمٌ غَلِيظٌ) يَجْتَمِع (فِي السَّلَى. و) الحَضِيرُ: (مَا اجْتَمَعَ فِي الجُرْح) من (جاسِئَةِ) المَادّةِ، وَفِي السَّلَى من السُّخذِ، ونَحْو ذالِك.
(والمُحَاضَرَةُ: المُجَالَدَةُ، و) المُحَاضَرَة (المُجَاثَاةُ) . وحاضَرْتُه: جاثَيْتُه (عِنْدَ السُّلْطَانِ) ، وَهُوَ كالمُغالَبة والمُكَاثَرة. (و) المُحَاضَرَةُ: (أَنْ يَعْدُوَ مَعَك) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ أَن يُحَاضِرك إِنسانٌ بحَقِّك فيذهَبَ بِهِ مُغالَبَةً أَو مُكابَرَةً. (و) قَالَ غيرُه: المُحَاضَرَةُ والمُجَالَدَةُ (أَنْ يُغَالِبَكَ عَلَى حَقِّك فَيَغْلِبَك) عَلَيْهِ (ويَذْهَبَ بِهِ) .
(و) حَضَارِ، (كقَطَامِ) ، أَي مَبْنِيَّة مُؤَنَّثَة مَجْرُورَة: (نَجْمٌ) يَطلُع قبْلَ سُهَيْل فيَظُنّ النّاسُ بِهِ أَنَّه سُهَيْلٌ، وَهُوَ أحد المُحْلِفَيْنِ، قَالَه ابنُ سِيده.
وَفِي التَّهذيب، قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: يُقَال: طَلَعَت حَضَارِ والوَزْنُ، وهما كَوْكَبَانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْلٍ فإِذا طَلَعَ أَحدُهما ظُنَّ أَنّه سُهَيْلٌ، للشَّبَه وكَذالِك الوَزْنُ إِذا طَلَعَ، وهما مُحْلِفَانِ عندا لعرب، سُمِّيَا مُحْلِفَيْن لاخْتِلافِ النّاظِرِين لَهُمَا إِذَا طَلَعَا، فيَحْلف أَحدُهما أَنّه سُهَيْل، ويَحْلِف الآخَرُ أَنّه لَيْسَ بسُهَيْل. وَقَالَ ثَعْلب: حَضَارِ نَجمٌ خَفِيُّ فِي بُعْد، وأَنشد:
أَرَى نَارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كَأَنَّهَا
حَضَارِ إِذَا مَا أَعرَضَت وفُرُودُها
الفُرُودُ: نُجومٌ تَخْفَى حَولَ حَضَارِ، يُرِيد أَنّ النَّارَ تَخْفَى لبُعْدِها كهاذا النَّجْمِ الّذي يَخْفَى فِي بُعْدٍ.
(وحَضْرَمَوتُ) بفَتْح فَسُكُون (و) قد (تُضَمُّ المِيمُ) ، مِثَال عَنْكَبُوت، عَن الصّغانِيّ: (د) ، بل إِقليم واسعٌ مُشْتَمِلٌ على بِلادِ وقُرًى ومِيَاهٍ وجِبالٍ وأَودِيَةٍ باليَمَن، حرسهُ الله تَعَالَى، طُولُها مَرْحَلتانِ أَو ثَلاثٌ إِلى قَبْرِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلام. كَذَا فِي تارِيخ العَلاَّمَة مُحَدِّثِ الدِّيارِ اليَمَنِيَّة عبدُ الرَّحْمان بن الدَّيْبَع.
وَقَالَ القَزْوِينيّ فِي عَجائِبِ المَخْلُوقَاتِ: حَضْرَمُوْتُ: ناحِيَةٌ باليَمَن، مُشْتَمِلَةٌ على مَدِينَتَينِ، يُقَال لَهما شِبَامُ وتِرْيَمُ، وَهِي بِلَاد قديمَة، وَبهَا القَصْر المَشِيد. وأَطالَ فِي وَصْفها. وَنقل شَيخُنا عَن تَفْسِير أَبِي الحَسَن البَكريّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} (مَرْيَم: 71) قَالَ: يُسْتَثْنَى من ذالك أَهْلُ حَضْرمَوْت، لأَنَّهُم أَهلُ ضَنْك وشِدَّة، وَهِي تُنْبِتُ الأَولياءَ كَمَا تُنْبِت البَقْلَ، وأَهلُها أَهلُ رِيَاضة، وَبهَا نَخْلٌ كثير، وأَغلَبُ قُوتِهم التَّمْر.
وَفِي مَراصِد الإطِّلاع: حَضْرَمُوتُ، اسْمَانِ مُرَّكبان، ناحِيَةٌ واسِعَةٌ فِي شَرْقِيّ عَدَنَ بقُربِ البَحْر، وحَوْلَها رِمَالٌ كثيرَةٌ تُعْرَفُ بالأَحْقَافِ، وَقيل: هِيَ مِخْلافٌ باليَمَن، وَقَالَ جَماعَة: سُمِّيَتْ حَضْرَمَوْت لأَنَّ صالِحاً عَلَيْهِ السَّلَام لَمَّا حَضَرَهَا مَاتَ.
قَالَ شيخُنَا: والمعرُوف أَنَّهَا باليَمَن، كَمَا مَرَّ عَن جَماعَة، وبذالك صَرَّحَ فِي الرَّوْضِ المِعْطار وَقَالَ: بِهَا قَبْرُ هُودٍ عَلَيْه السَّلامُ، وجَزَمَ بذالك الشِّهَاب فِي العِنَايَة أَثْناءَ سُورَةِ الحَجِّ، وَلَا يُعرف غيرُه. وأَغْرَبَ صَاحِبُ البَحْر فَقَالَ: إِنَّهَا بالشَّام وَبهَا قَبْرُ صالِحٍ عَلَيْهِ السلامُ.
قلتُ: وعِنْدِي أَنَّه تَصحّف عَلَيْهِ شِبَامُ الَّتِي هِيَ إِحْدَى مَدِينَتَيْهَا، كَمَا مَرَّ عَن الشَّيْبانِيّ، بالشَّامِ القُطرِ المعروفِ لأَنَّه لَا يُعْرَفُ بالشَّام مَوْضِعٌ يُقَال لَهُ حَضْرمَوْت قدِيماً وَلَا حَدِيثا.
(و) فِي الصّحاح: حَضْرمَوتُ: اسمُ (قَبِيلَة) أَيضاً، من وَلَد حِمْيَرَ بْنِ سَبَأَ، كَذَا فِي الرَّوْض، وَقيل: هُوَ عامِرُ بنُ قَحْطَانَ، وَقيل: هُوَ ابْن قَحْطَانَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ شيخُنَا: وهَل الأَرْضُ سُمِّيَت باسْمِ القَبِيلَة أَو بالعَكْسِ أَو غَيْر ذالِك؟ فِيهِ خِلافٌ.
(وَ) فِي الصّحاح: وَمَا اسْمَانِ جُعِلاَ وَاحِدًا، إِنَّ شِئتَ بنَيْتَ الِاسْم الأَوَّل على الفَتْحِ وأَعْرَبْتَ الثَّانيَ إِعرابَ مَا لاَ يَنْصَرِف. (يُقَالُ: هاذَا حَضْرَمَوْتُ، ويُضَافُ) الأَوَّلُ إِلى الثَّانِي (فَيُقَالُ: حَضْرُمَوْتِ، بضَمِّ الرَّاءِ) ، أَعْربْت حَضْراً وخَفضْتَ مَوتاً، وكذالك القَوْلُ فِي سَامّ أَبْرَصَ ورامَهُرْمُز، (وإِنْ شِئتَ لَا تُنَوِّنُ الثَّانِي) قَالَ شيخُنَا: واقتصَر فِي اللُّبَابِ على وَجْهَيْن، فَقَالَ: هُمَا اسمانِ جُعلاَ واحِداً، فإِن شِئْتَ بنَيْتَ الأَوّل على الفَتْح وأَعربْتَ الثانِي إِعرابَ مَا لَا يَنْصرِف، وإِن شِئتَ بَنَيْتَهُمَا لتَضَمُّنِها مَعنَى حَرْفِ العَطْف، كخَمْسَةَ عَشَرَ. (والتَّصْغِيرُ حُضَيْرُمَوْت) ، تُصَغِّر الصَّدْرَ مِنْهُمَا. وكذالك الجَمْع تَقُولُ: فُلانٌ من الحَضَارِمَة، والنِّسْبَةُ إِليه حَضْرَمِيٌّ، وسيأْتي لمُصَنِّف فِي المِيمِ.
(ونَعْلٌ حَضْرَمِيَّةٌ: مُلَسَّنَةٌ) . وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٌ (أَنّه كَانَ يَمْشِي فِي الحَضْرَمِيِّ) هُوَ النَّعْلُ المَنْسُوبَةُ إِلى حَضْرَمَوْت المُتَّخَذَة بهَا. (وحُكِيَ) عَن الكِسَائيّ: (نَعْلاَنِ حَض 2 مُوتِيَّتَانِ) ، أَي على الأَصل من غير حَذْفِ، وَالَّذِي فِي نَوادِرِ الكِسَائِيّ يُقَال: أَتانَا بنَعْلَين حَضْرَمَوْتِيَّتَيْن، فتأَمَّلْ. (وحَضُورٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ) فِيهِ بَلَدٌ عَامِرٌ أَ (وْ: د، باليَمَنِ) فِي لِحْفِ ذالك الجَب، وَقَالَ غامِدٌ.
تَغَمَّدْتُ شَرًّا كانَ بَيْنَ عشيرَتِي
فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُوريُّ غامِداً
وَفِي حَدِيث عائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (كُفِّنَ رسولُ ااِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي ثَوْبَيْنِ حَضُورِيَّينِ) هما منسوبان إِلَى حَضُورَ قريَة باليَمَن، قَالَه ابنُ الأَثيرِ.
وَفِي الرَّوْض أَنَّ أَهلَ حَضُور قَتَلوا شُعَيْبَ بنَ ذِي مَهْدَم، نَبيٌّ أُرسِلَ إِلَيْهم وقَبْرُه بِضِينٍ، جَبَل بِالْيمن قَالَ وليْسَ هُوَ شُعَيباً الأَوَّلَ صَاحب مَدْيَن وَهُوَ ابْنُ صَيْفِي ويُقَالُ فِيهِ ابنُ صَيْفُون.
قلتُ: وشَذَّ صاحِبُ المَرَاصد حَيْثُ قَالَ: إِنَّه من أَعمَال زَبِيد وأَنه يُرْوَى بالأَلِف المَمْدُودَة. وَفِي حِمْيَر حَضُورُ بنُ عَدِيِّ بن مالِكِ بن زَيْد بن سَلام بن زُرْعَة وَهُوَ حِمْيَر الأَصْغَر.
(والحَاضرُ: خِلاَفُ البَادِي) ، وَقد تَقَدَّم فِي أَوَّل التَّرجَمَةِ، فَهُوَ تَكرَارٌ، (و) الحَاضِر أَيْضاً: (الحَيُّ العَظِيمُ) ، أَو القَوْم، وقا ابنُ سِيدَه: الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدَّارَ الَّتي بهَا مُجْتَمَعُهُم. قَالَ:
فِي حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامِرُه
فِيهِ الصَّواهِلُ والرّايَاتُ والعَكَرُ
فَصَارَ الحاضرُ اسْما جامِعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِلِ ونَحْوِ ذالِك. قَالَ الجوهريّ: هُوَ كَمَا يُقَالُ حاضرُ طَيّىءِ وَهُوَ جَمْعٌ، كَمَا يُقَال: سامِرٌ للسُّمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قَالَ حَسّان:
لنا حاضرٌ فَعْمٌ وباد كَأَنَّهُ
قَطِينُ الإِلاهِ عِزَّةً وتَكَرُّمَا وَفِي حَدِيث أُسامَةَ: (وَقد أَحَاطُوا بحاضِرٍ فَعْمٍ) .
وَفِي التَّهْذِيبِ، العربُ تَقول: حيٌّ حاضِرٌ، بِغَيْر هَاءٍ، إِذا كَانُوا نازِلين على ماءٍ عِدَ. يُقَال: حاضِرُ بَنِي فُلانٍ على ماءِ كَذَا وكَذَا، وَيُقَال للمُقيم على المَاءِ: حاضِرٌ، وَجمعه حُضُورٌ، وَهُوَ ضِدّ المُسَافِ، ر وكذالك يُقَال للمُقيم: شاهِدٌ وخافِضٌ، وفُلانٌ حاضرٌ بموضِع كَذَا، أَي مُقِيمٌ بِهِ، وهاؤلاءُ قَومٌ حُضَّارٌ، إِذا حَضَرُوا المياهَ، ومَحاضِرُ. قَالَ لَبِيد:
فالوَادِيَانِ وكُلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ
وعَلَى المِيَاهِ مَحَاضرٌ وخِيَامُ
قَالَ: وحَضَرَةٌ، مثل كافِر وكَفَرةٍ، وكُلُّ مَنْ نَزَلَ على ماءٍ عِدَ وَلم يَتَحَوَّل عَنهُ شِتاءً وَلَا صيفاً فَهُوَ حاضرٌ، سواءٌ نَزَلوا فِي القُرَى والأَرْيَاف، والدُّور المَدَرِيَّة، أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المِيَاه فَقَرُّوا بهَا ورَعَوْا مَا حواليها مِنَ الماءِ والْكَلإِ.
وَقَالَ الخَطَّابِيّ: إِنّما جَعَلوا الحاضِرَ اسْما للمَكَان المَحْضُور، يُقَال: نَزلْنَا حاضِرَ بَنِي فُلانٍ، فَهُوَ فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي الحَدِيث (هِجْرَة الحاضِرِ) أَي الْمَكَان المَحْضُور.
(و) الحَاضِرُ: (حَبْلٌ مِنْ حِبَال الدَّهْنَاءِ) السَّبْعَةِ، يُقَال لَهُ: حَبْلُ الحاضِرِ، وعِنْدَه حَفَر سَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ بحِذَاءٍ العَرَمَة. (و) الحَاضِرُ: (ة، بقِنَّسْرينَ) ، وَهُوَ مَوضِع الإِقامَةِ على الماءِ من قِنَّسْرِينَ. قَالَ عِكْرِشَةُ الضَّبِّيُّ يَرثِي بَنيه:
سَقَى اللهاُ أَجْداثاً وَرَائِي تَرَكْتُها
بحاضِرِ قِنَّسْرِيَن من سَبَلِ القَطْرِ
وسيأْتي فِي (ق ن س ر) .
(و) الحَاضِرُ (مَحَلَّةٌ عَظِيمَةٌ بظَاهِر حَلَبَ) ، مِنْهَا الإمامُ وَلِيُّ الدّينِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن خَلِيلِ بْنِ هِلاَلٍ الحاضِريُّ الحَنَفِيُّ، وُلِدَ سنة 775 بحَلَب، ووالِدُه العَلاَّمةُ عِزُّ الدِّين أَبُو البَقَاءِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيلٍ، رَوَى عَنهُ ابْن الشّحْنَة.
(والحَاضِرَةُ: خِلاَفُ البَادِيَة) ، وَقد تقَدَّم فِي أوّل التَّرْجَمَة، فَهُوَ تكْرَار (و) الحَاضِرَةُ: (أُذُنُ الفِيلِ) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(وأَبُو حَاضِرٍ صَحَابِيٌّ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ) ، رَوَى عَنهُ أَبو هُنَيْدَةَ، أَخرجه ابنُ مَنْدَه. (و) أَبُو حاضِرٍ (أُسَيْدِيٌّ موصُوفٌ بالجَمَالِ الفَائِقِ. و) أَبو حاضِرٍ: كُنيَة (بِشْر بن أَبِي خَازِم) (و) منَ المَجَاز: يُقَال: (عُسٌّ ذُو حَوَاضِرَ) ، جمْع حاضِرَة، مَعْنَاه (ذُو آذانٍ) .
(و) مِنَ المَجَازِ قَوْلُ العَرَب: (اللَّبَنُ مَحْضُور) ، ومُحْتَضَر فغَطِّه، (أَي كَثِيرُ الآفَةِ) ، يَعنِي (تَحْضُرُه) ، كَذَا فِي النّسخ. وَنَصّ التَّهْذِيب: تحتضره (الجِنُّ) والدَّوابُّ وغيرُها من أَهْلِ الأَرض، رَوَاهُ الأَزهريّ عَن الأَصمَعِيّ، (والكُنُفُ مَحْضُورَة كَذالك) ، أَي تَحْضُرها الجِنُّ والشَّياطِينُ وَفِي الحَدِيث (أَنَّ هاذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرة) . وقَولُه تَعالَى {وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 98) أَي أَن يُصِيبَنِي الشّياطِيُ بِسُوءٍ.
(و) يُقَالُ: (حَضَرْنَا عَنْ مَاءِ كَذَا) أَي (تَحَوَّلْنَا عَنْه) ، وَهُوَ مَجَاز. وأَنْشد ابنُ دُرَيْد لقَيْسِ بْنِ العَيْزارَة:
إِذَا حَضَرَتْ عَنهُ تَمَشَّتْ مَخَاضُها
إِلَى السِّرِّ يَدْعوها إِليها الشَّفَائِعُ
(و) حَضَار (كَسَحَابٍ: جَبَلَ بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَصْرَةِ) وإِلَى اليَمَامَة أَقربُ.
(و) الحَضَارُ: (الهِجَانُ أَو الْحُمْرُ مِنَ الإِبِلِ) .
وَفِي الصّحاح: الحِضَارُ من الإِبِل: الهِجَانُ: قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ الخَمْر:
فَمَا تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ سِبَاؤُهَا
بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُهَا
شُومُها: سُودُهَا. يَقُول: هاذه الخَمْر لَا تُشْتَرَى إِلاّ بالإِبِل السُّودِ مِنْهَا والبِيضِ.
وَفِي التَّهْذِيب: الحِضَارُ مِنَ الإِبِل: البِيضُ اسْم جامِع كالهِجَانِ ومِثْلُه قَوْلُ شَمِرٍ، كَمَا سيأْتِي، فقولُ المُصَنِّف: أَو الحُمرُ مِنَ الإِلل مَحَلّ تَأَمُّلٍ، (ويُكْسَرُ) ، الفَتْح نَقَلَه الصّغانِي. (لَا واحِدَ لَهَا، أَو الواحِدُ والجَمْعُ سَوَاءٌ) . قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَفِيه عِنْد النَّحْوِيِّين والجَمْع على وَزْنٍ واحدٍ، إِلاَّ أَنَّك تُقَدِّر البِنَاءَ الّذِي يكون للجَمْعِ غَيْرَ البِنَاءِ الّذِي يَكُونُ للواحدِ، وعَلى ذالك قَالُوا: ناقةٌ هِجَانٌ ونُوق هِجَانٌ، فهِجَانٌ الَّذِي هُوَ جَمْع يُقدَّر على فِعال الَّذِي هُوَ جَمعٌ مثل ظِرَافٍ، والَّذِي يكونُ من صِفَة المُفرد تُقَدِّره مُفرَداً مثل كِتَاب، فالكَسْرَة فِي أَوَّل مُفْرَدِه غيرُ الكَسرةِ الّتي فِي أول جَمْعِه، وكذالك ناقَةٌ حِضَارٌ ونُوقٌ حِضَارٌ، وكذالك الفُلْك، فإِنَّ ضَمَّتَه إِذا كَانَ مُفرَداً غَيْرُ الضَّمَّة التِي تَكُونُ فِيهِ إِذا كَانَ جَمْعاً، كقولِه تَعَالَى: {فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (الشُّعَرَاء: 119) فَهُوَ بإِزاءِ ضَمَّة القُفْل فإِنّه واحِدٌ. وقولُه تَعالَى: {وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ} (الْبَقَرَة: 164) فضَمَّتُه بإِزاءِ ضَمَّة الهَمْزة فِي أُسْد، فهاذه تُقدِّرها بأَنَّهَا فُعْلٌ الَّتِي تكونُ جَمْعاً، وَفِي الأَول تُقَدِّرها فُعْلاً الَّتي هِيَ للمُفْردِ.
(و) الحِضَارُ، (بالكَسْرِ: الخَلُوقُ بلأَجْهِ الجَارِيَةِ، و) قَالَ الأُمَوِي: (نَاقَةٌ حِضَارٌ: جَمَعَت قُوَّةً و) رُحْلَةً، يَعنِي: (جَوْدَةَ سَيْرِ) . ونَصّ الأَزهَرِيّ: المَشْي، بدل السَّيْر. وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسمَع الحِضَارَ بهاذا المَعْنَى، إِنّمَا الحِضَار بِيضُ الإِبِل، وأَنْشد بَيْت أَبي ذُؤَيْب: (شُومُها وحِضَارُها) .
أَي سُودُهَا وبِيضُها.
(و) حَضَّارَة، (كجَبَّانَة، د، باليَمَنِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) الحُضَارُ، (كغُرَابٍ: دَاءٌ للإِبلِ) ، نَقله الصَّغانِيّ.
(وَمَحْضُورَاءُ) ، بالمَدّ، عَن الفَرّاءِ، (ويُقْصَر) ، عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: (مَاءٌ لبَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ) .
(والحَضْرَاءُ مِن النُّوقِ وغَيْرِهَا: المُبَادِرةُ فِي الأَكْلِ والشُّرْبِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ.
(و) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: الحُضُر، (كعُنُقٍ: الرَّجُلُ الوَاغِلُ) الرّاشِن، وَهُوَ الشَّوْلَقِيُّ، قلت: وَهُوَ الطُّفَيْلِيّ.
(وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْر) بْنِ سِمَاكٍ الأَوْسِيُّ، (كزُبَيْر: صَحَابِيٌّ) ، كُنْيَتُه أَبو يَحْيَى، لَهُ ذِكْر فِي تارِيخ دِمَشْق، وبِنْتُه هِنْد لَهَا صُحْبةٌ، وابنُه يَحْيَى لَهُ رُؤيةٌ، (ويُقَال لِأَبِيهِ حُضَيْرُ الكَتَائِبِ) . والّذي فِي التّهذيب وغيرِه: وحُضَيْرُ الكَتائِبِ: رَجُلٌ من سَادَاتِ العَرَبِ.
(و) من المَجَازِ: (احْتُضِرَ) المَرِيضُ وحُضِرَ، (بالضَّمّ، أَي) مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ، إِذا (حَضَرَهُ المَوْتُ) وَنَزَلَ بِهِ، وَهُوَ مُحْتَضَر ومَحْضُورٌ. (و) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ ( {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} (الْقَمَر: 28) ، أَي يَحْضُرُونَ حُظُوظَهَم مِنَ المَاءِ وتَحْضُرُ النَّاقَةُ حَظَّهَا مِنْه) ، والقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ فِي التَّفَاسِيرِ.
(ومَحَاضِرُ) ، بِالْفَتْح على صِيغَةِ الجَمْع، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي نُسْخَتِنَا (ابنُ المُوَرِّع) بالتَّشْدِيد على صيغَةِ اسمِ الفاعِلِ: (مُحَدِّثٌ) مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ لَا مُنْكَرَ لَهُ، كَذَا قَالَه الذَّهَبِيّ. (وشَمْسُ الدِّين) أَبو عَبْدِ اللهاِ (الحَضَائرِيُّ فَقِيهٌ بَغْدَادِيٌّ) ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَدِم علينا مِن بَغْدَادَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي الحَدِيث (أَنَّى تَحْضُرُني مِنَ الله حاضِرَةٌ) أَرادَ الملائِكَةَ الَّذِين يَحْضُرُونَه. وحاضرَةٌ: صِفَةُ طائِفَةٍ أَو جَماعَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ الصُّبْح (فإِنَّها مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ) ، أَي تَحْضُرها ملائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ.
واسْتَحْضَرْتُه فأَحضرنِيهِ. وَهُوَ من حاضِرِي المَلِك.
وحَضَارِ بمعنَى احْضُرْ.
والمُحَاضَرَةْ: المُشَاهَدَةُ.
وبَدَوِيٌّ يَتَحَضَّرُ وحَضَرِيٌّ يَتَبَدَّى.
وحَضَرَه الهَمُّ واحْتَضَرَه وتَحَضَّرَه، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي الحَديث (والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَنّ لَهُ أَشْطُراً) ، أَي هُوَ أَكثَرُ شَرًّا إِلاَّ أَنَّ لَهُ خَيْراً مَعَ شَرِّه، وَهُوَ أَفْعَلُ من الحُضُور. قَالَ ابنُ الأَثِير: ورُوءَ بالخاءِ المُعْجَمة، وَقيل: هُو تَصْحِيف.
وَفِي الحَدِيث: (قُولُوا مَا يَحْضُرُكم) أَي مَا هُوَ حاضِرٌ عِنْدَكُم موجودٌ وَلَا تَتَكَلَّفُوا غَيْرَه.
وَمن الْمجَاز: حَضَرَت الصَّلاةُ. وأَحْضِرْ ذِهْنَك.
وكُنْتُ حَضْرَةَ الأَمْرِ، وَكَذَا حَضَرْت الأَمْرَ بخَيْر، إِذا رَأَيْتَ فِيهِ رَأْياً صَوَاباً (وكفيتَهَ) . وإِنه لحَضِيرٌ: لَا يزَال يحْضُرُ الأُمورَ بخَيْرٍ. وَيُقَال: جَمَعَ الحَضْرَةَ يُرِيدُ بناءَ دَار، وَهِي عُدَّة البنَاءِ من نحْو آجُرَ وجصَ. وَهُوَ حاضِرٌ بالجَوَاب وبالنّوادِر. وَغَطِّ إِناءَك بحَضْرة الذُّبَاب. وكُلُّ ذالِك مَجَاز.
ويُقَال للرَّجُلُ يُصيبُه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فُلانٌ مُحْتَضَرٌ. وَمِنْه قَولُ الرّاجِز:
وإنْهَمْ بدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ
فقد أَتَتْكَ زُمَراً بَعْدَ زُمَرْ
والمُحْتَضِر: الّذي يَأْتِي الحَضَر.
وحَضَارٌ: اسْم للثَّورِ الأَبيضِ.
واحْتَضَرَ الفَرَسُ، إِذا عَدَا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه.
وَفِي الحَدِيث ذِكْر حَضِيرٍ، كأَمِيرٍ، وَهُو قَاعٌ فِيهِ مَزَارِعُ يَسِيل عَلَيْهِ فَيْضُ النَّقِيعِ ثمّ يَنْتَهي إِلَى مُزْجٍ، وبَيْن النَّقِيع والمَدِينةِ عشْرُون فَرْسَخاً.
والحَضَار، كسَحَابٍ، الأَبيَضُ. ومِثلُ قَطَامِ اسمٌ لِلأَمْر، أَي احْضُر.
والحَضْرُ، بالفَتْح: الّذِي يتَعَرَّض لطَعَامِ القَوْم وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْه.
وَفِي الأَساس: وحَضْرَمَ فِي كَلاَمِه: لم يُعْرِبْه. وَفِي أَهْل الحَضَرِ الحَضْرَمَةُ كأَنَّ كلامَه يُشْبه كلامَ أَهلِ حَضْرَمَوْت؛ لأَنَّ كَلَامهم لَيْسَ بِذَاك، أَو يُشْبِه كَلامَ أَهلِ الحَضَر، والمِيمُ زائِدَة. انْتهى.
وَقد سَمَّت حاضِراً ومُحَاضِراً وحُضَيْراً.
والحَضِيرِيَّةُ: مَحَلَّة ببَغْدَادَ من الجَانِب الشَّرْقيّ، مِنْهَا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الطَّيِّب بن سَعِيدٍ الصَّبَّاغ الحَضِيرِيُّ، كَانَ صَدُوقاً، كتَب عَنهُ أَبو بَكْر الخَطِيب وغَيرُه. وأَبُو الطَّيِّب عَبْدُ الغَفّار بنُ عبدِ الله بنِ السَّرِيّ الواسطيُّ الحَضِيريُّ أَدِيبٌ عَن أَبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ، وَعنهُ أَبو العَلاءِ الواسِطِيُّ وغَيْرُه. والحَضَر، مُحَرَّكةً فِي شِعْرِ القُدَمَاءِ، قَالَ أَبو عُبَيْد: وأُراهُ أَرادوا بِهِ حَضُوراً أَو حَضْرَمَوْت، وكِلاَهُمَا يَمَان.
قلت: والصَّوابُ أَنَّه البَلَد الّذي بَنَاه الساطِرُونُ، وَقد تقدّم ذِكْره، وهاكذا ذَكره السّمعانيّ وَغَيره.
ومُنْيَةُ الحَضَر، مُحَرَّكَةً: قريةٌ قُرْبَ المَنْصُورَة بالدَّقَهْلِيّة، وَقد دخَلْتُها.
وأَبو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ بْنِ حاضرٍ الحاضِريُّ الطُّوسِيُّ، تَرجَمَه الحاكمُ فِي تَارِيخِه، وحَضَارُ بن حَرْب ابْن عَامر جَدُّ أبي مُوسى الأَشعريّ رَضِي الله عَنهُ.
وبَيْتُ حَاضِرٍ: قعرْيَةٌ قُرْبَ صَنْعَاءِ اليَمَن، وَمِنْهَا الشَّرِيفُ سِرَاجُ الدّين الحاضِرِيُّ، واسمُه عبدُ الله بْنُ الحَسَن، ذَكَرَه المَلِكُ الأَشْرَفُ الغَسَّانِيّ فِي الأَنْسَاب.
والشَّمْس محمّد الحضاوريّ: فَقِيهٌ يَمَنِيّ.
وحَاضرُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَدِيّ بْنِ عَمْرٍ وَفِي الأَزْدِ.
(حضر) عُسٌّ ذُو حَواضِرَ أَي ذُو آذانِ.
(حضر)
فلَان حضارة أَقَامَ فِي الْحَضَر وَالْغَائِب حضورا قدم وَالشَّيْء وَالْأَمر جَاءَ وَالصَّلَاة حل وَقتهَا وَعَن فلَان قَامَ مقَامه فِي الْحُضُور والمجلس وَنَحْوه شهده وَالْأَمر فلَانا نزل بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كتب عَلَيْكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت إِن ترك خيرا الْوَصِيَّة للْوَالِدين والأقربين} ) وخطر بِبَالِهِ وَالْأَمر بِخَير رأى فِيهِ رَأيا حسنا

حضر


حَضَرَ(n. ac. حَضَاْرَة
حُضُوْر)
a. Was present at, with
b. Came to; occurred to, came into the mind of.
c. ['An], Removed, went away, from.
d. [Ila], Presented himself before.
e. Stayed at; had a fixed habitation.

حَضَّرَa. see IV
حَاْضَرَa. Was present at, witnessed.
b. Was quick in replying.
c. Conversed with.
d. Raced; competed, contended with.

أَحْضَرَa. Caused to come; brought, presented to.

تَحَضَّرَإِحْتَضَرَa. Was present.
b. Presented himself.

إِسْتَحْضَرَa. Caused to come into his presence.
b. Presented itself to the mind.
c. Reined up (horse).
حَضْرَةa. Presence.
b. Vicinity.
c. Lordship, Excellency; Highness (titles).

حَضَرa. Presence.
b. Vicinity.
c. see 22t
مَحْضَر
(pl.
مَحَاْضِرُ)
a. Fixed dwelling, habitation.
b. Assembly; persons present.
c. Presence.
d. Deed signed by witnesses.

حَاْضِر
(pl.
حَضَرَة
حُضَّر
حُضُوْر
حُضَّاْر)
a. Present; arrived.
b. Prepared, ready.
c. Nonnomadic Arab.

حَاْضِرَة
(pl.
حَوَاْضِرُ)
a. fem. of
حَاْضِرb. see 22t
حَضَاْرَةa. Country inhabited by nonnomadic tribes.

حَضِيْرَةa. Band, troop of men.
b. Vanguard.
c. Place of meeting.

في الحَاضِر
a. At the present moment; at once.
ح ض ر : حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْقَاضِي حُضُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ شَهِدْتُهُ وَحَضَرَ الْغَائِبُ حُضُورًا قَدِمَ مِنْ غَيْبَتِهِ وَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَهِيَ حَاضِرَةٌ وَالْأَصْلُ حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ.

وَالْحَضَرُ بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْبَدْوِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حَضَرِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَحَضَرَ أَقَامَ بِالْحَضَرِ وَالْحَضَارَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا سُكُونُ الْحَضَرِ وَحَضَرَنِي كَذَا خَطَرَ بِبَالِي.

وَاحْتَضَرَهُ أَشْرَفَ عَلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّزْعِ وَهُوَ مَحْضُورٌ وَمُحْتَضَرٌ بِالْفَتْحِ وَكَلَّمْتُهُ بِحَضْرَةِ فُلَانٍ أَيْ بِحُضُورِهِ وَحَضْرَةُ الشَّيْءِ فِنَاؤُهُ وَقُرْبُهُ وَكَلَّمْتُهُ بِحَضَرِ فُلَانٍ وِزَانُ سَبَبٍ لُغَةٌ وَبِمَحْضَرِهِ أَيْ بِمَشْهَدِهِ وَحَضِيرَةُ التَّمْرِ الْجَرِينُ وَحَضِرَ فُلَانٌ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ وَاتَّفَقُوا عَلَى ضَمِّ الْمُضَارِعِ مُطْلَقًا وَقِيَاسُ كَسْرِ الْمَاضِي أَنْ يُفْتَحَ الْمُضَارِعُ لَكِنْ اُسْتُعْمِلَ الْمَضْمُومُ مَعَ كَسْرِ الْمَاضِي شُذُوذًا وَيُسَمَّى تَدَاخُلَ اللُّغَتَيْنِ وَحَضْرَمَوْتُ بُلَيْدَةُ مِنْ الْيَمَنِ بِقُرْبِ عَدَنَ وَيُنْسَبُ إلَيْهَا حَضْرَمِيٌّ.
حضر الحَضَرُ: خِلافُ البَدْوِ. والحاضِرَةُ: ضِدُّ البادِيَةِ. والحِضَارَةُ والبِدَاوَةُ، والحَضَارةُ مِثْلُه. والحُضُوْرُ: جَمَاعَةُ الحاضِرِ. والحَضرَةُ: قُرْبُ الشَّيْء. وضَرَبْتُه بمَحْضَرِ فلانٍ وبحَضْرَتِهِ وحُضْرَتِه وحُضْرِه وحَضَرِه. وحَضِرَ يَحْضُرُ حُضُوْراً. والحاضِرُ: الحَيُّ إذا حَضَرُوا مُجْتَمَعَهم، وقَوْمٌ حُضَّرٌ. وجَمْعُ المَحْضَرِ: المَحَاضِرُ. والمُحَاضَرَةُ: أنْ يُحَاضِرَكَ إنسانٌ بِحَقِّكَ فيَذْهَب به غَلَبَةً. وحَضَارِ: في مَعْنى احْضُرْ. وحَضَرَتِ الصَّلاةُ وحَضِرَتْ، تَحْضُرُ فيهما. والحَضِيْرَةُ: الجَمَاعَةُ من القَوْمِ سَبْعَةٌ أو ثَمانِيَةٌ، وجَمْعُها: حَضَائرُ، وكذلك الحَضْرَةُ. والحُضْرُ والحِضَارُ: من عَدْوِ الدَّوابِّ، والفِعْلُ: أحْضَرَ إحْضَاراً. وفَرَسٌ مِحْضِيْرٌ ومِحْضِيْرَةٌ ومِحْضَارٌ. ورَجُلٌ حَضُرٌ: شَديدُ الحُضْرِ. وحَضْرٌ: حَضَرَ بِخَيْرٍ وبَيَانٍ، وإِنَّه لَحَسَنُ الحُضْرَةِ. وهو مِنِّي حُضْرَ الفَرَسِ. والحَضِيْرُ: ما اجْتَمَعَ من جايِئَةِ المِدَّةِ في الجُرْح، ومن السُّخْدِ في السَّلى. وحَضَارِ والوَزْنُ: كَوْكَبانِ، وهو المُحْلِفُ. ويُسمّى الثَّوْرُ الأبْيَضُ: حَضَارِ. ويُقال للإِبِلِ: لَكَ شُوْمُها وحَضَارُها، وتُكْسَرُ الحاءُ أيضاً. وناقَةٌ حَضَارِ: إذا جَمَعَتْ قُوَّةً ورُحْلَةً. وحَضْرَمَوْتُ: اسْمَانِ جُعِلا اسْماً واحِداً، وفيه لُغَاتٌ. والحاضِرُ: العِيْدَانُ وصِغَارُ الحَطَبِ في قَوْلِه:
عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيْمِ وحاضِرُهْ
والحُضَارُ: داءٌ يكونُ في الإِبل. والحَضْرُ من الرِّجال: الذي يَتَعَرَّضُ لِطَعَامِ القَوْمِ وهو عنه غَنِيٌّ. والحَضْرُ: قَصْرٌ. ومَحْضُوْرَاءُ: ماءٌ من مِيَاهِ العَرَب.
حضر
الحَضَر: خلاف البدو، والحَضَارة والحِضَارَة: السكون بالحضر، كالبداوة والبداوة، ثمّ جعل ذلك اسما لشهادة مكان أو إنسان أو غيره، فقال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
[البقرة/ 180] ، نحو: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [الأنعام/ 61] ، وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ [النساء/ 8] ، وقال تعالى: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ [النساء/ 128] ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ [التكوير/ 14] ، وقال: وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون/ 98] ، وذلك من باب الكناية، أي:
أن يحضرني الجن، وكني عن المجنون بالمحتضر وعمّن حضره الموت بذلك، وذلك لما نبّه عليه قوله عزّ وجل: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق/ 16] ، وقوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ [الأنعام/ 158] ، وقال تعالى: ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً
[آل عمران/ 30] ، أي: مشاهدا معاينا في حكم الحاضر عنده، وقوله عزّ وجلّ: وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ
[الأعراف/ 163] ، أي: قربه، وقوله: تِجارَةً حاضِرَةً [البقرة/ 282] ، أي: نقدا، وقوله تعالى:
وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ [يس/ 32] ، وفِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ [سبأ/ 38] ، شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ [القمر/ 28] ، أي:
يحضره أصحابه، والحُضْر: خصّ بما يحضر به الفرس إذا طلب جريه، يقال: أَحْضَرَ الفرس، واستحضرته: طلبت ما عنده من الحضر، وحاضرته مُحَاضَرَة وحِضَارا: إذا حاججته، من الحضور، كأنه يحضر كلّ واحد حجّته، أو من الحضر كقولك: جاريته، والحضيرة: جماعة من الناس يحضر بهم الغزو، وعبّر به عن حضور الماء، والمَحْضَر يكون مصدر حضرت، وموضع الحضور.
ح ض ر

حضرني فلان، وأحضرته، واستحضرته. وطلبته فأحضرنيه صاحبه. وهو من حاضري البلد، ومن الحضور. وفعلت كذا وفلان حاضر، وفعلته بحضرته، وبمحضره. وحضار بمعنى أحضر. وحاضرته: شاهدته. وهو من أهل الحضر، والحاضرة، والحواضر. وهو حضري بين الحضارة، وبدويّ بين البداوة. وهو بدوي يتحضر، وحضري يتبدى. وأحضر الفرس، وما أشد حضره! وفرس محضير، وخيل محاضير. ونقول: ما السبق في المضامير. إلا للجرد المحاضير. وهو منّي حضر الفرس. وحاضرته: عاديته من الحضر. وحضرم في كلامه: لم يعربه. وفي أهل الحضر الحضرمة كان كلامه يشبه كلام أهل حضرموت، لأن كلامهم ليس بذاك، أو يشبه كلام أهل الحضر، والميم زائدة.

ومن المجاز: حضرت الصلاة. وأحضر ذهنك. وجاءنا ونحن بحضرة الدار، وحضرة الماء: بقربهما. وقال أبو دؤاد:

ومنهل لا يبيت القوم حضرته ... من المخافة أجنٍ ماؤه طامي

وكنت حضرة الأمر إذا كنت حاضره. قال عمر بن أبي ربيعة:

ولقد قلت حضرة البين إذ جد ... رحيل وخفت أن أستطارا

وحضرت الأمر بخير إذا رأيت فيه رأياً صواباً وكفيته. وفلان حسن الحضرة إذا كان كذلك. وإنه لحضر لا يزال يحضر الأمور بخير: وجمع الحضرة يريد بناء دار، وهي عدة البناء من الآجر والجص وغيرهما. واللبن محضور ومحتضر، فقط إناءك أن يحصره الذباب والهوام. وهو حاضر الجواب. وحاضر بالنوادر. وحضر المريض واحتضر: حضره الموت. قال الشماخ:

فأوردها معاً ماءً رواءً ... عليه الموت يحتضر احتضاراً

وحضره الهم واحتضره وتحضره. قال الأسود ابن يعفر:

نام الخل وما أحس رقادي ... والهم محتضر لدي وسادي

وقال الطرماح:

وأخو الهموم إذا الهموم تحضرت ... جنح الظلام وساده لا يرقد
ح ض ر: (حَضْرَةُ) الرَّجُلِ قُرْبُهُ وَفِنَاؤُهُ. وَكَلَّمَهُ بِحَضْرَةِ فُلَانٍ وَ (بِمَحْضَرِ) فُلَانٍ أَيْ بِمَشْهَدٍ مِنْهُ. وَ (الْحَضَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْبَدْوِ. وَ (الْمَحْضَرُ) السِّجِلُّ. وَ (الْحَاضِرُ) ضِدُّ الْبَادِي وَ (الْحَاضِرَةُ) ضِدُّ الْبَادِيَةِ وَهِيَ الْمُدُنُ وَالْقُرَى وَالرِّيفُ، وَالْبَادِيَةُ ضِدُّهَا. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الْحَاضِرَةِ وَفُلَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَفُلَانٌ (حَضَرِيٌّ) وَفُلَانٌ بَدَوِيٌّ وَفُلَانٌ (حَاضِرٌ) بِمَوْضِعِ كَذَا أَيْ مُقِيمٌ بِهِ. وَ (الْحِضَارَةُ) بِالْكَسْرِ الْإِقَامَةُ فِي الْحَضَرِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ بِالْفَتْحِ. وَ (الْحُضُورُ) ضِدُّ الْغَيْبَةِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: (حَضِرَ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِيهِ يُقَالُ: حَضِرَ الْقَاضِيَ امْرَأَةٌ. قَالَ: وَكُلُّهُمْ يَقُولُونَ يَحْضُرُ بِالضَّمِّ. قُلْتُ: وَفِي الدِّيوَانِ جَعَلَ هَذِهِ اللُّغَةَ مِنْ بَابِ فَعَلَ يَفْعُلُ. وَيُقَالُ: اللَّبَنُ (مُحْتَضَرٌ) وَ (مَحْضُورٌ) فَغَطِّ إِنَاءَكَ، أَيْ كَثِيرُ الْآفَةِ، وَإِنَّ الْجِنَّ تَحْضُرُهُ. وَالْكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98] أَيْ أَنْ تُصِيبَنِي الشَّيَاطِينُ بِسُوءٍ. وَقَوْمٌ (حُضُورٌ) أَيْ حَاضِرُونَ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (حَضْرَمَوْتُ) اسْمُ بَلَدٍ وَقَبِيلَةٍ أَيْضًا. وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا فَإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الِاسْمَ الْأَوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأَعْرَبْتَ الثَّانِي بِإِعْرَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ فَقُلْتَ هَذَا حَضْرَمَوْتُ. وَإِنْ شِئْتَ أَضَفْتَ الْأَوَّلَ إِلَى الثَّانِي فَقُلْتَ هَذَا حَضْرُمَوْتٍ أَعْرَبْتَ حَضْرًا وَخَفَضْتَ مَوْتًا. وَكَذَا الْقَوْلُ فِي سَامَّ أَبْرَصَ وَرَامَ هُرْمُزَ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (حَضْرَمِيٌّ) . 
[حضر] في ح ورود النار: ثم يصدرون عنها بأعمالهم كلمح البصر، ثم كالريح، ثم "كحضر" الفرس، هو بالضم العدو، وأحضر فهو محضر إذا عدا. ومنه ح: أقطع الزبير "حضر" فرسه بأرض المدينة. ط: أقطع أعطاه، وأراد بالورود الجواز على الصراط، ثم يصدرون أي ينصرفون عنها أي ينجون منها، وثم لتراخى الرتبة، والحضر بمضمومة فساكنة العدو الشديد. نه ومنه: فانطلقت مسرعاً أو "محضراً". وفيه: لا يبع "حاضر" لباد، الحاضر المقيم في المدن والقرى، والبادي من في البادية، والمنهي أن يأتي البدوي ومعه قوت يبغي التسارع إلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحضري: اتركه عند لأغالي في بيعه، وهذا إذا كانت السلعة مما تعم الحاجة إليها كالقوت، وإن كثر القوت واستغنى عنه ففي التحريم تردد، بناءً على زوال الضرر، أو ظاهر عموم النهي وحسم باب الضرر، وعن ابن عباس معناه لا يكون له سمساراً. وفيه: كنا "بحاضر" يمر بنا الناس، الحاضر القوم على ماء يقيمون به ولا يرحلون عنه، ويقال للمناهل: المحاضر، للاجتماع والحضور عليها، الخطابي: ربما جعلوا الحاضر اسماً للمكان المحضور، يقال: نزلنا حاضر بني فلان، فاعل بمعنى مفعول. ومنه ح: وقد أحاطوا بحاضر فعم. وح: هجرة "الحاضر" أي المكان المحضور. وفي ح الضب: "يحضرني" من الله حاضرة، أي جماعة الملائكة. ومنه ح صلاة الصبح: فإنها مشهودة "محضورة" أي تحضرها ملائكة الليل والنهار. وح: هذه الحشوش "محتضرة" أي يحضرها الجن والشياطين. ط: لقصد الأذى. قا: "فإنهم "لمحضرون"" أي في العذاب. نه وفيه: ما "بحضرتكم" أي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تكلفوا غيره. ومنه: كنا "بحضرة" ماء، أي قربه. وفيه: ذكر صلى الله عليه وسلم الأيام وما في كل [منها] من الخير والشر ثم قال: والسبت "أحضر" إلا أن له أشطراً، أي هو أكثر شراً وهو أفعل من الحضور، ومنه: "حضر" فلان و"احتضر" إذا دنا موته، وروى بخاء معجمة وقيل: هو تصحيف، قوله: إلا أن له أشطراً، أي له خير مع شره، ومنه: حلب الدهر أشطره، أي نال خيره وشره. وفيه: كفن صلى الله عليه وسلم في ثوبين "حضوريين" هو منسوب إلى حضور قرية باليمن. وحضير بفتح حاء قاع يسيل عليه فيض النقيع بنون. ن: "فأحضر فأحضرت" هو أشد من الهرولة، والهرولة فوق الإسراع. ش ومنه: فخرجت "أحضر" بضم همزة وسكون حاء أي أعدو. ن: "حضرت" الملائكة هم غير الحفظة، ووظيفتهم كتابة حاضري الجمعة. وح: هو "بحضرة" العدو، وهو مثلثة الحاء وبفتحتين مع حذف الهاء. ومنه: "حضرة" الأضحى. ط: أسرعوا إلى "حضائرهم" الحضيرة النخيلة ينتشر بسرها وهو أحضر. غ: ""حاضرة" البحر" مجاورته. و"كل شرب محتضر" أي يحضرون حظهم من الماء وتحضر الناقة حظها. واستحضر دابته حملها على الحضر.
باب الحاء والضاد والراء معهما ح ض ر، ر ح ض، ح ر ض، ض ر ح، ر ض ح مستعملات

حضر: الحَضَرُ: خلافُ البَدْو، والحاضِرة خلاف البادية لأن أهل الحاضرة حَضَروا الأمصارَ والديار. والباديةُ يُشبِهُ أنْ يكونَ اشتِقاق اسمه من: بدا يبدو أى بَرَزَ وظَهَرَ، ولكنّه اسم لزم ذلك الموضع خاصَّةً دونَ ما سِواه، [والحَضْرَةُ: قرب الشَّيء] . تقول: كنت بحَضرةِ الدار، قال:

فشَلَّتْ يَداهُ يومَ يحمِلُ رأسَه  ... إلى نَهشَل والقَومُ حَضرةَ نَهْشَلِ

وضَرَبُته بحَضْرَة فلانٍ، وبمَحْضَره أحسَنُ في هذا. والحاضِرُ: هُمُ الحَيُّ إذا حَضَروا الدارَ التي بها مُجتَمَعهُم فصارَ الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسامِرِ ونحوِهما، قال:

في حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامرُه ... فيه الصواهل والرايات والعَكَرُ

والحُضْر والحِضار: من عَدْوِ الدابَّة، والفعل: الإحضار. وفَرَسٌ مِحضير بمعنى مِحضار غيرَ أنّه لا يقالُ إلا بالياء وهو من نَوادر كلام العرب، قال امرؤ القيس:

استلحم الوحش على أحشائها ... أهوَجُ مِحضيرٌ إذا النقْعُ دَخَنْ

والحضيرُ: ما اجتَمَعَ من [جائية] المِدَّةِ في الجُرْح، وما اجتَمَعَ من السُّخد في السَّلا ونحوه. والمُحاضرةُ: أنْ يُحاضِرَك إنسان بحَقّكَ فيذهَب به مُغالَبةً ومُكابَرةٌ. والحِضار: اسم جامع للإبِلِ البِيض كالهِجان، الواحدةُ والجميع في الحضار سَواءٌ. وتقول: حَضارِ. أي: احضَرْ مثلُ نَزالِ بمعنَى انزل. وتقول: حضرت الصَّلاةُ، لغة أهل المدينة، بمعنى حَضَرت، وكلهم يقولون: تَحضُر. وحَضارِ: اسم كوكب معروف، مجرورٌ أبداً. وحَضْرَمَوْت: اسمان جُعِلا اسماً واحداً ثم سُمِّيَت به تلك الَبْلَدة، ونظيرهُ: أحمرجون .

رحض: ثَوبٌ رَحيضٌ ومَرْحُوضٌ: أي: مَغسُول. والرحْضُ: الغَسْل.

وقالتْ عائشة في عُثمانَ: استَتابوه حتى إذا تَرَكوه كالثَوْبِ الرَّحيض أحالوا عليه فقَتَلُوه .

والمِرْحَضةُ: شيءٌ يُتَوَضَّأ فيه مثل كنيف وكذلك المِرحاضُ وهو المُغَتسَل. والرُحَضاء: عَرَق الحُمَّى، رُحِض الرجُلُ أخَذَتْهُ الرُحَضاءُ.

حرض: التَحريضٌ: التَحضيضُ. والحُرضُ، (مثقل) ، الأشْنان، والمِحْرَضةُ: وِعاؤه. وقوله تعالى: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أي مُحْرَضاً يُذيبك الهَمُّ، وهو المُشرِف حتى يكاد يَهلِك. رجلٌ حَرَضٌ ورجالٌ أحــراض. والحَرَضُ: الذي لا خير فيه لؤماً ودقّةً من كلّ شيءٍ. [والفِعل منه : حَرُضَ يحرُضُ حُروضاً. وناقةٌ حَرَضٌ وإبِلٌ أحــراض: وهو الضاوي الرديءُ.

ضرح: الضَرْحُ: حَفرُكَ الضَريحَ للميِّت وهو قَبْرٌ بلا لَحْدٍ، ضَرَّحْتُ له. والضَرْحُ: الرَمْيُ بالشيْءِ. واضطَرُحوا فلاناً: إذا رَمَوا به، والعامَّةُ تقول: اطَّرَحُوه، يظُنُّونَ أنَّه من الطَرْح وإنّما هو من الضَرْح، قال:

ضرحاً بصليات النُسور نحتبي  ويقال: الضَرْحُ الرُمْح. والضرُّاح بيت في السَّماء. والمَضْرَحيُّ من الصِقُوُر: ما طالَ جناحاه، قال طرفة:

كأنَّ جَناحَي مَضْرحَيٍّ تَكَنَّفا

ويقال للرجل السيد السَريِّ: مَضْرَحيّ. ويقال المَضْرَحّي. ويقال المَضْرَحِيُّ: الأبيضُ من كلّ شَيءٍ.

رضح: الرَضْحُ: رَضْحُك النَّوَي بالمِرْضاح أي: بالحَجَر، والخاء لغة قليلة.
[حضر] حَضْرَةُ الرجل: قُربه وفِناؤه. والحَضْرُ: بلدٌ بإزاء مَسكَن. ويقال: كَلَّمته بَحَضْرَةِ فلانٍ وبِمَحْضَرٍ من فلان، أي بمشهدٍ منه. وحكى يعقوبُ: كلَّمته بَحَضرِ فلان، بالتحريك. والحَضَرُ أيضاً: خلاف البَدْو. والمَحْضَرُ: السِجِلُّ. والمحضر: المرجع إلى المياه. وفلان حسَنُ المَحْضَرِ: إذا كان ممّن يذكر الغائبَ بخير. يقال: فلان حسن الحِضْرَةِ والحَضْرَةِ. وكلَّمته بِحَضْرَةِ فلان وحُضْرَتِهِ وحِضْرَتِهِ. والحُضْرُ بالضم: العَدْوُ: يقال: أَحَضَرَ الفرسُ إحضاراً واحْتَضَرَ، أي عدا. واسْتَحْضَرْتُهُ أعديته. وهذا فرسٌ مِحْضيرٌ، أي كثير العَدْو. ولا يقال مِحْضارٌ، وهو من النوادر. والحاضِرُ: خلاف البادي. والحاضِرةٌ: خلاف البادية: وهي المدن والقرى والريف. والبادية خلاف ذلك. يقال: فلانٌ من أهل الحاضِرَةِ وفلان من أهل البادية، وفلان حَضَريٌّ وفلان بدويٌّ. والحاضِرُ: الحى العظيم. يقال: حاضر طيئ. وهو جمع، كما يقال سامِرٌ للسمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قال حسان: لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ كأنَّه * قطينُ الإلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما - وفلان حاضِرٌ بموضع كذا، أي مقيمٌ به. ويقال: على الماء حاضِرٌ. وهؤلاء قومٌ حُضَّارٌ، إذا حَضَروا المياه، ومحاضر. قال لبيد: * وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخيامُ * وحَضَرَة، مثل كافر وكفرة. وحَضارِ، مثل قطام: نجمٌ. يقال: " حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفان "، وهما نجمان يَطلُعان قبل سهيل فيُحلَف أنَّهما سُهَيل للشَبَه. والحَضيرَةُ: الأربعة والخمسة يَغْزُون. قالت سَلْمى الجُهَنيّة تَرْثي أخاها أسعَدَ: يَرِد المياه حضيرَةً ونَفيضةً * وِرْدَ القطاةِ إذا اسمألَّ التُبَّعُ - والجمع الحَضائِرُ. قال الهذليّ: رجالُ حروب يَسْعَرون وحَلْقةٌ * من الدارِ لا تأتي عليها الحَضائِرُ - والحَضيرةُ: ما اجتمع في الجُرح من المِدَّة، وفي السَلا من السُخْدِ. يقال: ألقت الشاة حَضيرتها، وهي ما تلقيه بعد الولد من السُخد والقذى. وحاضَرْتُهُ: جاثَيتُه عند السلطان، وهو كالمبالغة والمكاثرة. وحاضَرْتُهُ حِضاراً: عَدَوْتَ معه. والحَضارُ أيضاً من الإبل: الهجان، واحده وجمعه سواء. قال أبو ذؤيب: فلا تشترى إلا برج سباؤها * بنات المخاض شومها وحضارها - أي سودها وبيضها. ورواه أبو عمرو: " شيمها " وهما بمعنى، الواحد أشيم. ويقال: ناقة حِضارٌ، إذا جمعت قوّةً ورُِحلةً، أي جَودة سير. والحِضارة: الإقامة في الحضَر، عن أبي زيد. وكان الأصمعيُّ يقول: الحَضارة بالفتح. قال القطاميُّ: ومن تكن الحَضارَةُ أعجبته * فأيَّ رجالِ باديةٍ تَرانا - والحُضورُ: نقيض الغَيبة. وقد حَضَرَ الرجل حُضوراً، وأَحْضَرَهُ غيره. وحكى الفرّاء حَضِرَ بالكسر: لغة فيه. يقال: حَضِرَتِ القاضي اليومَ امرأةٌ. قال: وأنشدنا أبوثروان العكلى لجرير على هذه اللغة: ما مَن جفانا إذا حاجاتنا حَضِرَتْ * كمن لنا عنده التكريم واللَطَفُ - قال: وكلُّهم يقول: يَحْضُرُ بالضم. ورجلٌ حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. والمُحْتَضِرُ: الذي يأتي الحَضَرَ، وهو خلاف البادى. وحضره الهم واحتضره وتحضره، بمعنىً. واللبن مُحْتَضَرٌ ومَحْضَورٌ، أي كثرة الآفة وأن الجن تحضره. يقال: اللبن محتضر فغط إناءك والكنف محضورة. وقوله تعالى:

(وأعوذ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ) * أي أنْ تصيبني الشياطين بسوء. وقومٌ حُضورٌ، أي حاضرون، وهو في الاصل مصدر. وحضور بالفتح: بلد باليمن. وقال غامد: تغمدت شرا كان بين عشيرتي * فأسماني القيل الحضوري غامدا - وحضرموت: اسم بلد وقبيلة أيضا، وهما اسمان جعلا واحدا، وإن شئت بنيت الاسم الاول على الفتح وأعربت الثاني إعراب مالا يتصرف فقلت: هذا حضرموت، وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت هذا حضرموت أعربت حضرا. وخفضت موتا. وكذلك القول في سام أبرص، ورام هرمز. والنسبة إليه حضرمى، والتصغير حضيرموت، تصغر الصدر منهما. وكذلك الجمع، يقال: فلان من الحضارمة.
الْحَاء وَالضَّاد وَالرَّاء

الحُضُورُ، نقيض المغيب. حضَرَ يحْضُرُ حُضوراً وحِضارَةً. ويعدى فَيُقَال: حَضَرَه، وحَضِرَه يَحضُرُه وَهُوَ شَاذ. والمصدر كالمصدر.

وتَحَضَّرَهُ الْهم، كحضَرَه. قَالَ ابْن هرمة:

وأرَى الهمُومَ تحَضَّرتْني مَوْهِنا ... فمَنَعْنَني فرْشِي وليِنَ وسائدِي

وأحضَرَ الشَّيْء، وأحضَرَه إِيَّاه. وَقَوله تَعَالَى: (ثُمَّ هُوَ يومَ القِيامَةِ من المُحضَرِين) أَي من المحضرين الْعَذَاب. جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِي النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي جهل ابْن هِشَام، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعده الله وَعدا حسنا فَهُوَ لاقيه فِي الدُّنْيَا، بِأَنَّهُ نُصِرَ على عدوه، وَهُوَ فِي الْآخِرَة فِي أَعلَى الْمَرَاتِب فِي الْجنَّة. وَأَبُو جهل من المحضرين. وَقيل: إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ الْمُؤمن وَالْكَافِر: فالمؤمن آمن بِاللَّه وَرُسُله وأطاعه ووقف عِنْد أمره، فلقَّاه جَزَاء ذَلِك فِي الْجنَّة، وَالْكَافِر مُتِّع الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلم يُؤمن بِاللَّه، فَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة من المحضرين.

وَكَانَ ذَلِك بحضرَة فلَان وحِضْرَتِه وحُضرَته وحَضَرَهِ ومَحْضَرِه. وَرجل حاضِرٌ، وَقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وَإنَّهُ لحسن الحِضْرَةِ، إِذا حضَرَ بِخَير.

والحَضَرُ والحَضرَةُ والحاضِرَةُ والحِضارَةُ والحَضارَةُ، خلاف الْبَادِيَة، سميت بذلك لِأَن أَهلهَا حَضَروا الْأَمْصَار ومساكن الديار الَّتِي يكون لَهُم بهَا قَرَار. والبادية يشبه أَن يكون اشتقاق اسْم من: بدا يَبْدُو، أَي برز وَظهر، وَلكنه اسْم لزم ذَلِك الْموضع خَاصَّة دون مَا سواهُ.

والحاضرَةُ والحاضرُ، الْحَيّ إِذا حَضَرُوا الدَّار الَّتِي فِيهَا مجتمعهم، قَالَ:

فِي حاضِرٍ لجِبٍ بالليَّلِ سامِرُه ... فِيهِ الصَّواهلُ والراياتُ والعكَرُ

وحاضِرو الْمِيَاه وحُضَّارُها، الكائنون عَلَيْهَا قَرِيبا لأَنهم يَحْضُرونها أبدا.

والمحضَرُ، الْمرجع إِلَى الْمِيَاه.

وَرجل حَضَرٌ وحَضِرٌ، يتحين طَعَام النَّاس حَتَّى يَحْضُرَه.

والحضِيرَةُ: مَوضِع التَّمْر.

والحَضِيرَةُ: جمَاعَة الْقَوْم. وَقيل: الحَضِيرَةُ من الرِّجَال، السَّبْعَة أَو الثَّمَانِية. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب أَو شهَاب ابْنه:

رِجالُ حُروبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ ... من الدهرِ لَا تأتى عَلَيْهَا الحَضائرُ

وَقيل: الحضِيرَةُ، الْأَرْبَعَة أَو الْخَمْسَة يغزون. وَقيل: هم النَّفر يغزى بهم. وَقيل: هم الْعشْرَة فَمن دونهم، قَالَ الْفَارِسِي: حَضِيرَةُ الْعَسْكَر، مقدمتهم.

والحَضِيرَةُ: مَا تلقيه الْمَرْأَة من ولادها. وحَضِيرَةُ النَّاقة، مَا ألقته بعد الْولادَة. والحضِيَرُة، انْقِطَاع دَمهَا.

والحَضِيرَةُ، دم غليظ يجْتَمع فِي السلى. والحَضِيرُة: مَا اجْتمع فِي الْجرْح من جائبة الْمَادَّة، وَفِي السلى من السخد وَنَحْو ذَلِك.

والمحاضَرَةُ: المجالدة، وَهُوَ أَن يغالبك على حَقك فيغلبك عَلَيْهِ وَيذْهب بِهِ. وَرجل حَضُرٌ، ذُو بَيَان.

وحضَارِ، مَبْنِيَّة مُؤَنّثَة، نجم يطلع قبل سُهَيْل فيظن النَّاس بِهِ انه سُهَيْل، وَهُوَ أحد المحلفين. وَقَالَ ثَعْلَب: حَضارِ، نجم يخفى فِي بعد، وَأنْشد:

أرَى نارَ ليْلى بالعقيق كَأَنَّهَا ... حَضارِ إِذا مَا أعرضَتْ وفُرودُها

الفرود، نُجُوم تخفى حول حَضارِ، يُرِيد أَن النَّار تخفى لبعدها كَهَذا النَّجْم الَّذِي يخفى لبعد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما مَا كَانَ آخِره رَاء فَإِن أهل الْحجاز وَبني تَمِيم متفقون فِيهِ، ويختار بَنو تَمِيم فِيهِ لُغَة أهل الْحجاز، كَمَا اتَّفقُوا فِي " نزال " الحجازية لِأَنَّهَا هِيَ اللُّغَة الأولى القدمى، فَزعم الْخَلِيل رَحمَه الله أَن إجناح الْألف أخف عَلَيْهِم، يَعْنِي الإمالة ليَكُون الْعَمَل من وَجه وَاحِد، فكرهوا ترك الخفة وعاموا أَنهم إِن كسروا الرَّاء وصلوا إِلَى ذَلِك، وَأَنَّهُمْ إِن رفعوا لم يصلوا، وَقَالَ: وَقد يجوز أَن ترفع وتنصب مَا كَانَ فِي آخِره الرَّاء، قَالَ: فَمن ذَلِك، حضار لهَذَا الْكَوْكَب، وسفار اسْم مَاء، ولكنهما مؤنثان كماوية والشعرى، قَالَ: فَكَأَن تِلْكَ اسْم الماءة، وَهَذَا اسْم الكوكبة.

والحِضارُ من الْإِبِل، الْبَيْضَاء. الْوَاحِد وَالْجمع فِي ذَلِك سَوَاء، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف الْخمر:

فَمَا تُشْترَي إِلَّا بربحٍ سِباؤُها ... بناتُ المخاضِ شُومُها وحِضارُها

شومها: سودها.

وحضار: اسْم للثور الْأَبْيَض.

والحَضْرُ: شحمة فِي الْعَانَة وفوقها.

والحُضْرُ والإحْضَارُ: ارْتِفَاع الْفرس فِي عدوه عَن الثعلبية، فالحُضْرُ الِاسْم، والإحضارُ الْمصدر. وَقَالَ كرَاع: أحْضَرَ الْفرس إحضَاراً وحُضْراً، وَكَذَلِكَ الرجل. وَعِنْدِي أَن الحُضْرَ الِاسْم والإحضار الْمصدر. وَفرس محْضِيرٌ. الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء.

والمِحْضَرَةُ: الدرة تضرب بهَا الدَّابَّة، عَن الهجري، أرى ذَاك لِأَنَّهَا إِذا ضربت بهَا أحْضَرَتْ. وحُضَيرُ الْكَتَائِب، رجل من سَادَات الْعَرَب، وَقد سمت: حاضِراً ومحاضِرا وحَضِيراً.

والحَضَرُ: مَوضِع، وحَضْرَمَوْتُ: اسْم بلد. ولغة هُذَيْل: حَضْرَمُوتُ. قَالَ ابْن جني: فِيهِ عِنْدِي قَولَانِ: أَحدهمَا انه لما كَانَ علما ومركبا دخله تَغْيِير الفتحة إِلَى الضمة، كأشياء تجوز فِي الْأَعْلَام مُخْتَصَّة بهَا، كموهب وتهلل، وَالْآخر أَن يكون لما رأى الاسمين قد ركبا مَعًا وجريا مجْرى الشّبَه، تمم الشّبَه بَينهمَا فضم الْمِيم ليصير حَضْرَمُوت على وزن عَضْرَفُوطٍ، فَإِذا فعل هَذَا، ذهب فِي ترك صرفه إِلَى التَّعْرِيف والتأنيث للبلدة.

وحَضُورٌ، جبل بِالْيمن.
حضر: حَضَر: أتى. ففي تاريخ بني زيان (ص95 ق): حضر من فاس إلى تلمسان.
وحضر الكُتَّاب: ذهب إلى الكُتَّاب أي موضع تعليم الصبيان. ففي رياض النفوس (ص70 و): فسأل أبي عني أن كنت أحضر الكتاب فقال له أبي نعم أي فسأل أبي إن كنت أذهب إلى الكتَّاب.
وحضر على فلان: شهد الدرس الذي يلقيه (أنظر سمع على) (المقري 1: 842). ويقال أيضا: حضر عند فلان (ميرسنج ص21).
ويقال حضر على فلان كتاباً (طنطاوي في زيشر كند 7: 51).
ولم أحضر نحواً: لم أشهد درس النحو (نفس المصدر 1: 7) وحضرت في النحو والفقه: (نفس المصدر 1: 3).
ويذكر بوشر: حضر له وحضرني كذا. وعند لين: أتأذنين في ذكر شيء حضر، أي تأذنين في ذكر شيء خطر ببالي؟ (معجم بدرون).
حضره شيء، يعني أيضا: رغب في عمل شيء. ففي رياض النفوس (ص48 و): ثم نهض للقيام وقال من حصره (كذا) الزيارة لواصل (اسم شخص) فَلْسَقُمْ ثم خرج من فوره وخرج معه أصحابه. وحضر فلانا وحضر به: أتى إليه بشيء (أخبار ص19).
وحضر فيه: تكلم فيه: يقال: ونحضر فيهم كل يوم مَحْضَرَة أي نتكلم فيهم في كل اجتماع (ماري ديب ص2).
وحضر: ازدهر، غمر (معجم الادريسي).
حضَّر (بالتشديد): أحضر. جعله يمثل أمام (فوك، بوشر، معجم المتفرقات، الفخري ص167) وفي الفخري غلطتان تحتاج إلى تصحيح، ففيه: فلما بعُدْنا عن بغداد حضّرنا (حَضَّرنا) السلطان (السلطانُ) هولاكو يوما بين يديه.
وحضَر: اعدَّ، هيَّا (بوشر، همبرت ص11).
حاضر: قولهم: استعماه لمحاضرة الفهم (المقري 1: 597) يعني: إجهاد نفسه لشحذ عقول سامعيه.
حاضر ب: ذكر شيئا أو دليلاً أو شهادة لتأييد ما يزعم (تعليقات ص103، لطائف الثعالبي ص121) ولم يفهم دي يونج عبارة الثعالبي فأهملها (ص133) وللفعل في هذه العبارة نفس المعنى.
وحاضر: ذكر، أورد شاهداً، روى، نقل عن، فلان، حكى عنه (ياقوت 2: 391): أحضر. أحضر كتاباً بغيره: قابل كتاباً بكتاب آخر، عارضه (معجم أبي الفداء).
تحضَّر: استعد، تهيأ له، تأهب. ويقال تحضَّر له. واعتد وتجّضر وتموَّن وادخر (بوشر).
وتحضر: ازدهر، عمر بالسكان.
وتحضر الرجل: أفلح وحظي بكل ما يحتاج إليه (معجم الادريسي).
استحضر. استُحْضِر الرجل بالبناء للمجهول: احتضِر. حضره الموت (المقدمة 1: 307).
واستحضر. تذكر المسائل بحيث يستطيع ذكرها استظهاراً (المقري 1: 884، 2، 517، 520).
استحضر لنفسه: فكَّر، تأمل، وتروى، ردد الأمر في خاطره (ألف ليلة برسل 6: 199).
حَضَر. الحَضَر: سكان المدينة (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 189، 1852، 2: 217).
طَلَبَة الحضر أو أشياخ الحضر عند الموحدين: علماء الدين في مختلف المقاطعات الذين جمعهم سلاطين الموحدين في عاصمتهم (عبد الواحد ص144، 207، 248، 249) ويتردد ذكرهم كثيراً عند ابن صاحب الصلاة.
حَضْرَة: دار السلطان (عبادا: 18، 73، رقم 7).
وحضرة: لقب تشريف، جناب.
ويقال: حضرة سيدي أي جناب سيدي، ويطلق على سيدنا آدم: حضرة آدم (بوشر).
وحضرة الملك: جلالة الملك (ألف ليلة 1: 95، عباد 2: 189 رقم 14).
تعظيم الحضرة: قال له يا سيدي (ابن جبير ص299).
وحضرة: محادثة، محاورة، مطارحة، مفاوضة (جاكسون تمبكتو ص233). وحضرة: مأدبة، وليمة أو طعام المأدبة (ألف ليلة 1: 211، 333، 334، 770) برسل 11: 376) وكثيرا ما ترد في حكاية باسم الداد، غير أن الكلمة تصحفت فيه إلى حضوة.
وحضرة اسم عيد من أعياد الأسرة. (باربييه ص19).
والحضة العَمَائيَّة عند الصوفية: أعلى درجة من درجة التجلي الإلهي.
والحضرة الهَبَائية: التجلي الذي يخلق الله به الأشياء المجردة ويحولها إلى مادة بإضافتها إلى الصورة. انظر: دي سلان المقدمة (3: 99، رقم 523).
حضرات الحسّ: التجليات الإلهية التي لا يدركها المرء إلا بحواسه الباطنية (دس ساسي، المقدمة 3: 57).
حَضَرِيّ: مدني، من أهل المدينة، (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 194).
اللسان الحضري: لغة أهل المدن الفاسدة أنظر المقدمة (2: 270، 271).
الآداب الحضرية: آداب العمران، آداب الحضارة، آداب التمدن (بوشر).
حضراوية: حضارة، تمدن، عمران (بوشر) حِضار: مدرسة، كُتَّاب (فوك) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص233) فقد علمت أنه جمعني بك المنشأ والحِضار وطلب العلم.
وحضار: داء المفاصل، رثية، روماتزم، (بوشر) ولم يضبط الكلمة بالشكل.
حُضُور: ثبات الجنان أو الروع أو النفس، رباطة الجأش، ضد غبية (مملوك 2، 2: 100، المقري 1: 569، كرتاس ص42).
ملائكة الحضور: ملائكة الموت، ففي رياض النفوس (ص100 ق): ولما حضرت وفاته قال أوقدوا السراج للأضياف الذين عندنا فقدر أنه رأى ملائكة الحضور.
حِضَارة: حالة الرخاء والازدهار والرفاهية التي يدل عليها ثراء الزينة والملابس وجمال الحدائق والعمارات وفخامة المآدب إلى غير ذلك. (انظر ملر ص8، عبد الواحد ص261، 263).
حضاري: رثوي، مختص بالرثية أو داء المفاصل (بوشر).
حَضَوري: حدسي، بديهي، مدرك بالحدس، (بوشر) وكان شولتنز يعرف بهذا المعنى وقد ذكر له مثالين.
حاضر: لا يقال: حاضر بالجواب (لين) وهو السريع الجواب فقط. بل يال حاضر الجواب أيضاً (بوشر). كما يقال: حاضر النادرة (وعند لين: حاضر بالنادرة). (المقري 2: 633).
الجواب الحاضر: الجواب السريع (بَّسام 3: 135 ق) ألف ليلة 1: 823).
وحاضر بمعنى معد وسريع انظر أيضاً معجم المتفرقات.
قلبه حاضر: ثابت الجنان (بوشر).
السعر الحاضر: السعر الرائج في السوق، السعر الحالي للسلع (بوشر).
بالحاضر: نقداً (بوشر).
حاضر: بحسن الرضى، بطيبة الخاطر، سمعا وطاعة، على الرأس والعين (بوشر). في ألف ليلة (1: 308): حاضر أقليه لكم، حيث في طبعة برسل: حاضراً.
حاضر: أرباض المدينة (معجم البلاذري مختارات 1: 5، فعند فريتاج لكم (ص61): وجفل أهل الحاضر ومن كان خارج المدينة. وفي (ص66): واعتصم الخوارزمية بحاضرها خارج البلد (أبو الفداء تاريخ 3: 244، بحوث 2 الملحق ص83، 84).
وفي الجويري (ص30 ق): يخرجون إلى ظاهر المدينة إلى الحاضر الذي لها.
حاضِرَة: عاصمة (معجم البيان) ففي كتاب محمد بن الحارث (ص203): في الحاضرة العظمى قرطبة (حيان، البكري ص110، كرتاس ص70).
وحاضرة: جانب الوادي المنحدر (بركهارت سوريا ص666).
حاضُور: يظهر أن معناها: دعوة إلى الطعام. ففي ألف ليلة (برسل 9: 390): الطُفَيْلِيّ الذي يدخل على الناس بلا دستور ولا حاضور.
أحْضَرُ: اسم التفضيل لحاضر بمعنى: معد مهيأ، سريع. وينقل شولتنز من سنت أرجول (ص92): أحضر الناس جواباً. وفي المقدمة (3: 86): من أنفع الكتب فيه وأحضرها. أي يمكن الحصول عليه بأيسر وسيلة، ويرى دي سلان أن يقرأها: وأخصرها، وهو في هذا مخطئ.
مَحْضَر، بمحضر من فلان: بحضور فلان (معجم أبي الفداء).
مَحْضَر: محفل، ندوة، جماعة (المقري 1: 136، عبد الواحد ص105، ألف ليلة 2: 68، برسل 9: 216) وفي طبعة ماكن: جملة.
جميل المحضر: زينة الجماعة (أماري ص 675) وانظر تعليقات ونقد.
ووزير حسود لا يحب أحدا يدعى: محضر سوء (ألف ليلة 3: 590). ويترجمها لين بما معناه: طلعة نحس، وجه شؤم، غير أني أرى أن المعنى ((مجمع كل الرذائل)) أي الرج الذي يجمع في نفسه كل الرذائل. ومن هذا جاءت الكلمة الصقلية مَشَدار التي وجدتها عند إبلا (معجم المالطية ص258) وهو يترجمها بما معناه: أشأم الناس، وأنحسهم.
ومحضر: مدرسة (فوك).
وقولهم: وكنت يومئذ بمحضر من المر (كليلة ودمنة ص193) لابد أن يعني: وكنت يومئذ ذا نفوذ في المر، وفي مخطوطة ليدن: وكنت منه بمكان.
ومحضر: رأي (دي ساسي طرائف ص1: 27): ألف ليلة (برسل 7: 256) وفيها: وكان أحسنهم محضراً من قال، وقد ترجمها الناشر بما معناه: وكان أكثرهم إنصافاً وعدلاً الذي قال.
محضراً: نقداً (دي ساسي 9: 470) ويقال بمحضر أيضاً (أماري ديب ص174).
مُحضِر: من يحضر الدعاوى أمام القاضي (رسول القاضي) (ألف ليلة 2: 86). مَحْضَرة: محفل، ندوة، جماعة (أماري ديب 2: 1).
ومحضرة: مدرسة (معجم ابن جبير، فوك، ألكالا) وفي رياض النفوس (ص70 و) تتمة لحكاية نقلت منها عبارة في مادة حضر: فقال لأبي لعل ابنك بمحضرة على قارعة الطريق.
مَحْضُور. اسكت الدنيا محضورة، أي اسكت فهناك من يسمعنا (بوشر).
مُحاضَر: ما يعطي للمظلوم سلفاً قبل الحكم والقضاء (بوشر).
مُحَاضَرة: وقتي، موقتاً، جار إلى حين (بوشر).
حضر
حضَرَ1 يَحضُر، حَضارةً، فهو حاضر
• حضَر البدويُّ: أقام واستقرّ فلم يعد يترحّل. 

حضَرَ2/ حضَرَ عن يَحضُر، حُضورًا، فهو حاضر، والمفعول محضور (للمتعدِّي)
• حضَر الشَّخصُ ونحوُه: قَدِم، ضدّ غاب "حضرت الشُّرطةُ بعد تلقِّيها البلاغ- ذو حضور مؤثِّر- حضور الذِّهن: سرعة الإدراك- من خافك حاضرًا أبغضك غائبًا [مثل]- {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}: أن تصيبني الشّياطينُ بسوء- {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}: مسجّلاً محفوظًا".
• حضَر الشَّيءُ أو الأمرُ: أتى، جاء وتهيّأ "حضر الكتابُ".
• حضَرتِ الصَّلاةُ: حلَّ وقتُها "حضَر الوقتُ: أزِف، حان، وافى".
• حضَر المجلسَ/ حضَر المكانَ: شهده، ذهب إليه "حضر الوزيرُ الجلسةَ الختاميّة- حضر حربَ أكتوبر: أدركها- {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ} ".
• حضَر الأمرُ فلانًا:
1 - حلَّ، نزل به " {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} ".
2 - خطر بباله "حضره ذلك الحادث الذي رآه بعينه".
• حضَر عن فلان: قام مقامَه في الحضور، ناب عنه "حضر الوزيرُ الاحتفالَ نائبًا عن رئيس الجمهوريّة". 

أحضرَ يُحضر، إحضارًا، فهو مُحضِر، والمفعول مُحضَر (للمتعدِّي)
• أحضرَتِ النَّفْسُ: قدّمت، جلبت " {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}: ما قدّمت من خير أو شرّ".
• أحضر الشَّيءَ أو الشَّخصَ: أتى به "أحضر الطّبيبَ/ المطافئَ- {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} - {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} " ° مذكِّرة إحضار: أمر بالإتيان أمام القاضي.
• أحضر نفسَه للأمر: تهيّأ له وتوجَّه إليه "أحضرَ القاضي ذهنَه للشُّهود".
• أحضرَ فلانٌ فلانًا الشَّيءَ: أتاه به. 

أُحضِرَ يُحضر، إحضارًا، والمفعول مُحضَر
• أُحضِرت الأَنْفسُ الشُّحَّ وغيره: طُبعت وجُبِلت عليه " {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}: جيء لهذه الأنفس بالشح وجعل حاضرًا لها لا يغيب عنها". 

احتضرَ يحتضر، احتِضارًا، فهو مُحتَضِر، والمفعول مُحتضَر
• احتضر المجلسَ ونحوَه: شهدَه وأتى إليه "كان لا يفوِّت احتضار مجلس يوم الجمعة" ° ذاكرةٌ مُحتَضَرة: لا تتذكَّر، كثيرة النِّسيان.
• احتضر المكانَ: نزل به " {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}: يحضره صاحبُه في نوبته". 

احتُضِرَ يُحتضَر، احتضارًا، والمفعول مُحتضَر
• احُتضِر المريضُ:
1 - أتاه الموتُ، دخل في نزع الرُّوح "إنّه يُحْتَضَر منذ ثلاثة أيّام".
2 - مات. 

استحضرَ يستحضر، استحضارًا، فهو مستحضِر، والمفعول مستحضَر
• استحضر فلانًا: استدعاه، طلب حضورَه "استحضر القاضي شاهدًا".
• استحضر الشَّيءَ:
1 - أعدّه، صنعه "استحضر الدواءَ" ° مستحضرات التَّجميل: الموادّ المستخدمة لتجميل البشرة أو الشَّعر.
2 - أحضرَه.
• استحضرَ الأمرَ: تذكّره، بحيث يستطيع ذكَره استظهارًا "نستحضر الماضي لنستخلص منه العِبَر". 

تحضَّرَ يتحضَّر، تحضُّرًا، فهو مُتَحضِّر
• تحضَّر البدويُّ أو الرِّيفيُّ:
1 - سكن المدينةَ واستقرّ فيها وتخلّق بأخلاق أهلها وعاداتهم "قلَّ عدد البدو الرُّحَّل بعد أن تحضَّر كثيرٌ منهم- شخص متحضِّر: مهذَّب يعرف أدب السلوك- تحضَّر شَعْبٌ بُدائيٌّ".
2 - تمدَّن، ازدهر، حظي بكلِّ ما يحتاج إليه.
• تحضَّر المكانُ: ازدهر، عمر بالسُّكّان. 

حاضرَ يحاضر، مُحاضَرةً، فهو مُحاضِر، والمفعول مُحاضَر
• حاضَر القومَ: جالسَهم وحادثَهم بما يحضُره ويخطر في باله "حاضر أولادَه بأمور المعمل وإنتاجه".
• حاضَر الطُّلابَ ونحوَهم: ألقى عليهم محاضرةً "يحاضر في الجامعة: ". 

حضَّرَ/ حضَّرَ لـ يحضِّر، تحضيرًا، فهو مُحضِّر، والمفعول مُحضَّر
• حضَّر القَوْمَ: زوّدهم بأسباب الحَضارة والرُّقِيّ والتَّقدّم "حَضَّر شَعبًا بُدائيًّا- هناك خُطَّة لتحضير القرى".
• حضَّر الشَّيءَ/ حضَّر للشَّيء: أعدَّه، هيَّأه، جهَّزه "حضَّر الصَّيدليُّ الدَّواءَ- قامت اللَّجنة بالتَّحضيرات اللاَّزمة لعقد المؤتمر- حضّر وجبةً بسرعة" ° حضّر نفسَه: استعدّ- معاهد تحضيريّة للمعلِّمين/ مدارس تحضيريّة للمعلِّمين: خاصّة لإعداد المعلِّمين.
• حضَّر الأدواتِ ونحوها: أتى بها، جعلها ماثلة أمامه. 

استحضاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استحضار: "حكاية استحضاريّة: تقوم على التعبير عن فكرة برسم أو لوحة شعارها كائن حيّ".
2 - مصدر صناعيّ من استحضار: تعبيريّة "يعتمد في أسلوبه الخطابي على القوّة الاستحضاريّة للكلمات والمعاني".
• ذاكرة استحضاريَّة: لها قدرة على التذكُّر واستحضار الماضي. 

تحضُّر [مفرد]:
1 - مصدر تحضَّرَ.
2 - (مع) اتِّجاه اجتماعيّ من خلاله يقتبس الناسُ أسلوبَ الحياة الذي يتبعه سكانُ المدن والحضر من حيث النمط الثقافيّ للحياة وكذلك تحويل المناطق الريفيّة إلى مناطق تتبع سلوكَ الحياة الحضريّة ونمطها. 

تحضيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تحضير: "أعمال/ إجراءات تحضيريَّة". 

حاضِر [مفرد]: ج حاضرون (للعاقل {وحُضّار} للعاقل {وحُضَّر} للعاقل) وحُضور (للعاقل):
1 - اسم فاعل من حضَرَ1 وحضَرَ2/ حضَرَ عن.
2 - مستعدٌّ "هو حاضرٌ للسّفر- حاضر القلب: ثابت الجنان" ° حاضر الجواب: سريعُ الإتيان به، الذي يجيب فورًا إلى السؤال- حاضر الفكر/ حاضر البديهة: سريع الفهم والإدراك- غير حاضر الذِّهن: شارد.
3 - جواب لأمر ما، وغالبًا ما يكون التماسًا، معناه: بحسن الرِّضى، بطيب الخاطر، سمعًا وطاعة، على الرَّأس والعين.
• الحاضِر: زمن بين الماضي والمستقبل "ليست الظُّروف في الوقت الحاضر مناسبة لمثل هذه الخطوة".
• الحاضران: الجود والحسب. 

حاضرة [مفرد]: ج حواضِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حضَرَ1 وحضَرَ2/ حضَرَ عن.
2 - خلاف البادية، وهي المدن والقرى.
3 - عاصِمَة، أو مدينة كبيرة، أو مدينة تُعدّ الأهمّ على مستوى الدَّولة في إحدى النَّواحي الحياتيَّة "كانت بغداد حاضرة الخلافة في العصر العباسيّ".
• حاضرة الإقليم: كبرى مدن المقاطعة أو اللواء، ومركزها الإداريّ.
• حاضرةُ الشَّيءِ: قريبة منه، مجاورة له " {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} ".
• التِّجارة الحاضِرة: (جر) التّجارة التي يكون فيها البيع والشِّراء بالنَّقد الفوريّ " {إلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} ". 

حَضارة [مفرد]: ج حضارات (لغير المصدر):
1 - مصدر حضَرَ1.
2 - تمدُّن، عكس البداوة، وهي مرحلة سابقة من مراحل التَّطوّر الإنسانيّ "بلغت الحضارة الإسلاميّة أَوْجَهَا في القرن الرابع الهجريّ".
3 - مظاهر الرُقيّ العلميّ والفنيّ والأدبيّ والاجتماعيّ في الحَضَر "الحضارة الإسلاميّة- مهد الحضارة". 

حَضارِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَضارة: "كانت بغداد مركزًا حضاريًّا مشهورًا في القرون الوسطى" ° حَضاريًّا: من الوجهة أو المرحلة الحضاريّة. 

حضَر [مفرد]:
1 - عكس بادية، وهي المدن والقرى والرِّيف "منطقة حضريّة- أهل الحضر: سكان المدينة والرِّيف".
2 - سكّان المدن. 

حَضْرَة1 [مفرد]:
1 - وجودٌ وحضورٌ خلاف غَيْبة "تسلّم الجائزة في حَضْرَة الملِك".
2 - قُرْبٌ "كنتُ بحَضْرَة الدَّار/ فلان" ° حَضْرة الرَّجل: فناؤه.
3 - مكان الحضور "جلست بحضرة شيخي/ أستاذي: بالمكان الذي هو حاضر فيه".
4 - وليمة، طعام المأدبة "صنع حضرةً بمناسبة شفاء ابنه". 

حَضْرَة2 [مفرد]: ج حَضَرات: لقب احترام وتشريف بمعنى: سيِّد ونحوه يُعَبَّر به عن ذي المكانة في المراسلات والمخاطبات "حضرة الأستاذ/ الدُّكتور- حضرات السَّادة والسَّيِّدات" ° حَضْرة المحامي- حَضْرة المحترم. 

حُضور1 [مفرد]: مصدر حضَرَ2/ حضَرَ عن.
• ورقة حضور: (قن) طلب قدوم الشَّخص. 

حُضور2 [جمع]: مف حاضِر: أشخاص موجودون في مكان لحضور حدث مُعيّن أو لهدف مُعيّن "تسلَّم السادة الحضور خُطّة المشروع". 

حُضوريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حُضور.
2 - حدسيّ، بديهيّ، مدرك بالحدس.
• حكم حُضوريّ: (قن) حكم يصدره القاضي في وجود المتّهم.
• حُوكم حضوريًّا: (قن) بحضوره، عكسه غيابيًّا.
• معرفة حضوريّة: (سف) معرفة كشفيّة أو لدنّيّة تقوم على المشاهدة الباطنيّة، وهي معرفة الصُّوفيّة. 

مُحاضِرُ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حاضرَ.
2 - شخص مؤهَّل يلقي محاضرات في الجامعة أو غيرها. 

مُحاضَرة [مفرد]: ج مُحاضرات:
1 - مصدر حاضرَ.
2 - حديث أو درس في موضوع ما يُلقى أمام عدد من النَّاس، شرح لموضوع مُعيَّن يُلقى أمام جمهور أو طلبة صفّ دراسي بهدف التَّعليم "قاعة المحاضرات- ألقى أستاذُ الجامعة محاضرةً حول جوانب من الطِّبّ النّوويّ". 

مَحضَر [مفرد]: ج مَحاضرُ:
1 - سِجِلّ "مَحْضَر المواليد/ الجَرْد/ الوفيات".
2 - صحيفة تكُتب فيها واقعة كصحيفة الشُّرطة "مَحْضَر مخالفة/ إيداع/ إفراج".
3 - نوعٌ من التّقارير تُلخَّص فيه وقائع اجتماع أو جلسة "مَحْضَر اجتماع مجلس الوزراء- مَحْضر جلسة: قيد يُسَجِّل الأعمال في اجتماع".
4 - وجودٌ وحضورٌ "قال ذلك بمَحْضَر من رئيسه- فلان محضر خير/ شر" ° بمَحْضَره: بحضوره أو أمامه.
• محضر الضَّبْط: (قن) الإفادة الخطيَّة التي يشهد فيها رجالُ الأمن بما قيل أمامهم أو ما شاهدوه وقاموا به من تنفيذ مذكِّرات المحاكم والأحكام. 

مُحضَر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أحضرَ.
2 - (قن) موظَّف يعلن المتقاضين وينفِّذ الأحكام. 

مُحضِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أحضرَ.
2 - موظَّف يُعلن المتقاضين وينفّذ الأحكامَ.
3 - من يُحضر إلى القاضي أصحابَ الدَّعاوَى. 

مُحَضِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حضَّرَ/ حضَّرَ لـ.
2 - موظَّف يساعد مدرِّس الطَّبيعيّات ونحوها بإعداد ما يحتاج إليه في تجاربه من أدوات وموادّ. 

مُستحضَر [مفرد]: ج مستحضرات:
1 - اسم مفعول من استحضرَ.
2 - (كم) مادّة يحصل عليها بإجراء عمليّة الإعداد والتّحضير الكيميائيّة، تستخدم في مجالات الطبّ والتجميل "مستحضرات التّجميل- مستحضرات طبّيّة- مُسْتَحْضَر أحيائي: مُنْتَج من الكائنات الحيّة ويُستخدم طبيًّا".
• مستحضَرات اللَّقاح: (طب) خلاصات تُستخرج من اللِّقاحات النباتيّة لتشخيص الحساسيّة عند مرضى التَّحْساس. 

حضر

1 حَضَرَ, aor. ـُ (S, A, Msb, K, &c.;) and حَضِرَ, (AA, Kh, Lth, Fr, S, Msb, K, &c.,) aor. as above, (Kh, Lth, Fr, Az, S, Msb, &c.,) not حَضَرَ, as is implied in the K; but the latter form of the pret. is disallowed by some; (MF;) and, with its aor., is an instance of the intermixture of dialects; (Msb;) and is like فَضِلَ, aor. ـُ and نَعِمَ, aor. ـُ which are said by IKoot to be the only instances of the kind; (MF;) inf. n. حُضُورٌ (S, Msb, K) and حَضَارَ; (K;) and ↓ احتضر, and ↓ تحضّر; (K;) He was, or became, present; contr. of غَابَ: (S, K:) he came after having been absent. (Msb.) b2: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ, (Lth, A, L, Msb,) and, as the people of El-Medeeneh say, حَضِرَت, but all say تَحْضُرُ, (Lth, L,) originally حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ, (tropical:) The time of prayer came, or arrived. (Msb.) b3: [حَضَرَ also signifies (assumed tropical:) He, or it, was, or became, ready, or prepared. See 4; and see also حاضِرٌ.]

A2: حَضَرَهُ, (AA, Fr, A, Mgh, K, &c.,) and حَضِرَهُ, (AA, Fr, &c.,) aor. and inf. ns. as above; (TA;) and ↓ احتضرهُ, (Mgh, TA,) and ↓ تحضّره; (K;) He was, or became, present with him; attended him; came into his presence; came to him: (K, &c.:) and he was, or became, present at it, or in it; namely, a place. (Mgh.) One says, حَضَرَتِ القَاضِىَ امْرَأَةٌ, (Az,) and حَضِرَت, (Fr, S,) and حَضِرَ, in which the ت is elided because القاضى intervenes between the verb and امرأة, (Sh,) but the first is the most approved, (Az,) [A woman came into the presence of, or presented herself before, or came to, the judge.] And حَضَرْتُ مَجْلِسَ القَاضِى, aor. ـُ inf. n. حُضُورٌ, I was present at, or attended, the court of the judge. (Msb.) [And حَضَرَ دَرْسًا He attended a lecture.] And حَضَرُوا المِيَاهَ They stayed, or dwelt, by the waters. (S. [See حَاضِرٌ.]) b2: أَعُوذُ بِكَ رَبِّ

أَنْ يَحْضُرُونِ [in the Kur xxiii. 100] means [I seek thy protection, O my Lord,] from their (the devils') bringing evil upon me: (S:) or [from their being present with me: or] hovering around me. (Ksh, Bd.) b3: الجِنُّ تَحْضُرُ اللَّبَنَ, (S, K,) or ↓ تَحْتَضِرُهُ, (T, TA,) (assumed tropical:) [The jinn, or genii, come to, and taint, the milk.] b4: حُضِرَ, (A,) and ↓ اُحْتُضِرَ, (A, Mgh, K,) i. q. حَضَرَهُ المَوْتُ, (A, K,) i. e. (tropical:) [He was visited by the angel of death;] he became at the point of death; in the agony of death; as also المَوْتُ ↓ اِحْتَضَرَهُ: (Msb:) or he was visited by death, or by the angels of death; meaning he died: (Mgh:) or ↓ اُحْتُضِرَ means he died a youth. (S and TA voce أَجْزَرَ, q. v.) b5: حَضَرْنَا عَنْ مَآءِ كَذَا (tropical:) We removed from such a water. (K, TA.) b6: حَضَرْتُ الأَمْرَ (tropical:) I was present at the affair, or event. (A.) b7: حَضَرْتُ الأَمْرَ بِخَيْرٍ (tropical:) I formed a right opinion, or judgment, respecting the thing, or affair. (A.) b8: حَضَرَهُ الهَمُّ, and ↓ احتضرهُ, and ↓ تحضّرهُ, (tropical:) [Anxiety befell him.] (S, A.) b9: حَضَرَنِى كَذَا (assumed tropical:) Such a thing occurred to my mind. (Msb.) And قُولُوا مَا يَحْضُرُكُمْ (assumed tropical:) [Say ye what is in your minds; or] what is ready with you. (TA from a trad.) A3: حَضَرَ, (Msb,) inf. n. حِضَارَةٌ, (Az, S, K,) or حَضَارَةٌ, (As, S, A,) or both, (Msb,) [see بَدَا, the contr. of حَضَرَ, in art. بدو,] He resided, dwelt, or abode, in a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, Msb, K;) [as also ↓ تحضّر: or this latter signifies he became an inhabitant of such a region, district, or tract:] you say ↓ بَدَوِىٌّ يَتَحَضَّرُ [an inhabitant of the desert who becomes an inhabitant of a region, district, or tract, of cities &c.]; and [contr.]

حَضَرِىٌّ يَتَبَدَّى. (A.) [See also 8.]3 حَاضَرْتُهُ, (A, TA,) inf. n. مُحَاضَرَةٌ, (TA,) I witnessed it; saw it, or beheld it, with my eye. (A, TA.) A2: مُحَاضَرَةٌ between people is One's giving to another the answer, or reply, that presents itself to him: and حاضر الجَوَابَ signifies He gave the answer, or reply, readily, or presently. (Har p. 189.) b2: حَاضَرْتُهُ, (S,) inf. n. as above, (K,) [also] signifies I sat with him, with my knee to his knee, each of us sitting upon his knees, in contending or disputing, (جَاثَيْتُهُ, S, K, *) in the presence of the Sultán: (S, K:) the meaning is similar to that of مُغَالَبَةٌ and مُكَاثَرَةٌ, (S,) or مُكَابَرَةٌ [which seems to be the right reading]. (TA.) b3: [And حاضرهُ بِكَذَا He disputed, debated, or bandied words, with him respecting such a thing.] b4: And حاضرهُ بِحَقِّهِ, (Lth, TA,) inf. n. as above, (Lth, K,) He contended, or disputed, with him for his (the latter's) right, or due, and overcame him, and went off with it: (Lth, K:) and مُجَالَدَةٌ, also, [which is one of the explanations assigned to مُحَاضَرَةٌ in the K,] is syn. with مُحَاضَرَةٌ as the inf. n. of the verb in this sense [unless it be a mistranscription for مُجَادَلَةٌ, which I think not improbable]. (TA.) A3: Also حَاضَرْتُهُ, (S, A,) inf. n. as above, (K,) I ran with him: (S, K:) or I vied, or contended, with him in running; syn. عَادَيْتُهُ; from الحُضْرُ. (A.) 4 احضرهُ, (S, A, K,) [inf. n. إِحْضَارٌ,] He caused him, (S, A,) or it, (K,) to be present; he brought him, or it. (S, K.) [It is also doubly trans.] You say, احضرهُ إِيَّاهُ He caused him, or it, to be present with him, to attend him, to come into his presence, or to come to him; or he brought him, or it, to him. (K.) And طَلَبْتُ فُلَانًا فَأَحْضَرَنِيهِ صَاحِبُهُ [I demanded such a one, and his companion caused him to come to me, or brought him to me]. (A.) [Hence,] أَحْضِرْ ذِهْنَكَ (tropical:) [Summon thine intellect; have thy wits about thee]. (A.) b2: Also (assumed tropical:) He made it ready, or prepared it; syn. أَعَدَّهُ. (TA in art. عد.) A2: احضر, (S,) inf. n. إِحْضَارٌ; (S, A, K, &c.;) and ↓ احتضر; (S;) He (a horse, S, K, and a man, Kr) ran; syn. عَدَا: (S:) or rose in his running; [app. meaning trotted;] syn. اِرْتَفَعَ فِى عَدْوِهِ. (K.) 5 تَحَضَّرَ see 1, in five places.8 إِحْتَضَرَ see 1, in seven places.

A2: [احتضر also signifies He came to a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land. See مُحْتَضِرٌ, voce حَاضِرٌ; and see also حَضَرَ, last signification.]

A3: See also 4.10 استحضرهُ He desired, or demanded, his presence. (A.) [He desired, or required, or requested, that he, or it, should come, or be brought.]

A2: He made him (a horse) to run; syn. أَعْدَاهُ. (S.) حَضْرٌ The intruding uninvited at feasts. (IAar, K.) حُضْرٌ (Az, S, K) and [in poetry] ↓ حُضُرٌ (Ham p. 277) and ↓ حضَارٌ (Az, TA) A run, or running; syn. عَدْوٌ: (S:) or the rising of a horse in running; [app. meaning trotting;] syn. اِرْتِفَاعُ فَرَسٍ

فِى عَدْوِهِ: (K:) or vehement running. (Ham p. 277, in explanation of حُضُرٌ.) It is said in a trad., أَقْطَعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ حُضْرَ فَرَسِهِ بِأَرْضِ المَدِينَةِ [He assigned to Ibn-Ez-Zubeyr the extent of his horse's run in the land of El-Medeeneh]. (TA.) حَضَرٌ: see حَضْرَةٌ.

A2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ حَاضِرَةٌ (S, A, K) and ↓ حَضْرَةٌ and ↓ حِضَارَةٌ and ↓ حَضَارَةٌ, (K,) [or the last two are app. only inf. ns. of حَضَرَ as contr. of بَدَا,] A region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S;) contr. of بَدْوٌ (S, A, Msb) and بَادِيَةٌ: (S, K:) pl. [of the second] حَوَاضِرُ. (A.) You say, هُوَ مِنْ أَهْلِ الحَضَرِ (A) and ↓ الحَاضِرَةِ (S, A) and الحَوَاضِرِ (A) He is of the people of the region, or regions, &c., of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, A; *) contr. of مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ. (S.) b2: And the first signifies also Residence at home; contr. of سَفَرٌ. (M and K in art. سفر.) حَضُرٌ: see حَضِرٌ: b2: and حَاضِرٌ.

حَضِرٌ One who intrudes uninvited at feasts; a smell-feast; a spunger; (TA;) one who watches for the time of (يَتَحَيَّنُ) the feeding of others, in order that he may attend it; as also ↓ حَضُرٌ, (K,) and ↓ حُضُرٌ. (IAar, K, TA.) A2: A man unfit for journeying: (T, S:) or one who does not desire journeying: or i. q. حَضَرِىٌّ. (K.) حُضُرٌ: see حَضِرُ: A2: and حُضْرٌ.

حَضْرَةٌ, originally an inf. n., signifying Presence: and afterwards applied to signify (tropical:) a place of presence [as also the several forms occurring in the following phrases]. (MF.) You say, كَلَّمْتُهُ بحَِضْرَة فُلَانٍ, (S, A, * Msb,) and كَانَ ذٰلِكَ بَحَضْرَتِهِ, (K, * TA,) and ↓ حُضْرَتِهِ and ↓ حضْرَتَهَ (S, K) and ↓ حَضَرِهِ (Yaakoob, S, Msb, K) and ↓ حَضَرِتَهَ (K) and ↓ مَحْضَرِهِ, (S, A, Msb, K,) all syn. expressions, (K,) meaning (tropical:) [I spoke to him, and that was or happened,] in the presence, i. e. the place of presence, of such a one. (S, A, Msb.) and ↓ فُلَانٌ حَسَنُ الحِضْرَةِ (S, M, A, K) and ↓ الحُضْرَةِ (S, M) (tropical:) Such a one is a person whose presence is attended by good. (K.) And غَطِّ إِنَآءَكَ بِحَضْرَةِ الذُّبَابِ (tropical:) [Cover thy vessel in the presence of the flies, lest they taint it.] (A, TA. [Or perhaps this is a mistranscription, for يَحْضُرْهُ الذُّبَابُ, meaning, if thou do not, the flies will come to it, and taint it.]) b2: It is also applied as a title, by writers of letters and the like, to any great man with whom people are wont to be present; [and sometimes to God; and meaning (tropical:) The object of resort;] as in the phrase, الحَضْرَةُ العَالِيَةُ تَأْمُرُ بِكَذَا (tropical:) [The exalted object of resort commands such a thing]. (MF.) [It is similar to الجَنَابُ; but is generally considered as implying greater respect than the latter. It is often prefixed to the name of the person to whom it is applied, or to a pronoun: as حَضْرَةُ فُلَانٍ (tropical:) The object of resort, such a one: and حَضْرَتُكَ (tropical:) The object of resort, thyself.] b3: Also (tropical:) The vicinity of a thing, (T, A,) and of a man. (S. [So accord. to two copies of the S; but الرَّجُلِ is there an evident mistranscription, for الرَّحْلِ, “of the house,” or “ abode: ”

see what follows.]) You say, كُنْتُ بِحَضْرَةِ الدَّارِ (tropical:) I was in the vicinity of, or near to, the house. (T, A.) And كُنَّا بِحَضْرَةِ مَآءٍ (tropical:) We were by a water. (TA from a trad.) And بِحَضْرَةِ المَآءِ (tropical:) In the vicinity of, or near to, the water. (A.) b4: Also The فِنَآء of a رَجُل. (S. [So accord. to two copies of the S; where it is said, حَضْرَةُ الرَّجُلِ قُرْبُهُ وَفِنَاؤُهُ: but the right reading is evidently الرَّحْلِ: so that the second of the two meanings thus explained is, The court, or yard, in front, or extending from the sides, of a house, or an abode.]) A2: And (tropical:) Apparatus for building, such as baked bricks, and gypsum-plaster: so in the saying, جَمَعَ الحَضْرَةَ يُرِيدُ بِنَآءَ دَارٍ (tropical:) [He collected the apparatus, such as the baked bricks, &c., desiring to build a house]. (A.) A3: See also حَضَرٌ.

حُضْرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حِضْرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حَضَرَةٌ: see حَضْرَةٌ, in five places.

حَضَرِىٌّ An inhabitant of a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; (S, A, * Msb;) opposed to بَدَوِىٌّ. (S, A.) [See also حَضِرٌ.]

حَضَارِ [an imperative verbal n.] Be thou present. (A.) A2: Also A certain star, (S, K,) upon the right hoof of Centaurus: upon his other fore leg is الوَزْنُ. (Kzw.) It is said, حَضَارِ وَالوَزْنُ مُحْلِفَانِ [Hadári and El-Wezn are two causes of swearing]: they are two stars that rise before Canopus (Suheyl); and when either of them rises, it is thought to be Canopus, because of their resemblance to it: (AA, S: *) they are termed محلفان because of the disagreement of their beholders when they rise; one swearing that the one rising is Canopus, and another swearing that it is not. (AA, TA.) Th says that it is a dim, distant, star; and cites this verse: أَرَي نَارَ لَيْلَى بَالعَقِيقِ كَأَنَّهَا حَضَارِ إِذَا مَا أَعْرَضَتْ وَفُرُودُهَا I see the fire of Leylà, in El-'Akeek, dim in the distance, as though it were Hadári, when it appears, with its Furood, which are dim stars around Hadári. (TA.) A3: حَضَارٌ: see what next follows.

حِضَارٌ (S, K) and ↓ حَضَارٌ (K) White: (Sh, T:) or excellent and white: (S, K:) or red: (K:) but this requires consideration: (TA:) applied to camels, and to a single camel: (S, K:) or having no sing. (K.) And the former, A she-camel combining strength with excellence of pace: (El-Umawee, T, S, K:) but Sh says that he had not heard it used in this sense; and that it only signifies “ white,” as applied to camels. (TA.) A2: See also حُضْرٌ.

حَضِيرٌ (tropical:) One who always forms right opinions, or judgments, respecting things, or affairs. (A.) A2: See also حَضِيرَةٌ, in three places.

حَضَارَةٌ and حِضَارَةٌ: see حَضَرٌ.

حَضِيرَةٌ The collective body of a people: (Fr, K:) so in the following ex., (Fr,) from a poem of Selmà El-Juhaneeyeh, in which she bewails the death of her brother As'ad, and celebrates his praises: (S:) يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً

نفيضة signifying the same: (Fr:) [so that the meaning is, Coming to the waters in a collective and congregated body:] or the former signifies waters by which people are dwelling, or staying; and the latter, “by which there is not any one: ” (IAar, Sh:) or the former, people dwelling, or staying, by the waters; and the latter, men “ going before an army as scouts, or explorers: ” (As:) but what IAar says, mentioned above, is better: (Az:) or the former, a company of seven, or eight, men; and the latter, “ one; ” and also men “ who explore a place thoroughly: ” (A'Obeyd:) or the former, a company of four, or five, men, (S, K,) engaged in a warring and plundering expedition: (S:) or seven: (TA:) or eight: or nine: (K: in some copies of the K “ seven; ” but the former is the right reading: TA:) or ten: or a company of men not more than ten (نَفَرٌ) with whom one goes on a warring and plundering expedition: (K:) or, accord. to AAF and the M and K, the foremost, or preceding, portion of an army: and accord. to IB, نفيضة signifies “ a party sent to a place to discover whether there be there an enemy or any cause of fear: ” (TA:) pl. حَضَائِرُ. (S.) A2: A place where dates are dried: (ElBáhilee, ISk, Az, Mgh, Msb, K:) because frequented: pl. as above. (Mgh.) [See also حَصِيرَةٌ and حَظِيرَةٌ.]

A3: Also, (S,) or ↓ حَضِيرٌ, (K, TA,) What collects in a wound, (S, K,) of thick purulent matter. (S.) b2: And the former What collects in the membrane that encloses the fœtus, of the [fluid called] سُخْد, (S,) and the like. (TA.) You say, أَلْقَتِ الشَّاةُ حَضِيرَتَهَا The ewe, or she-goat, ejected her سُخْد and water and blood, after having brought forth. (S.) b3: And What a woman emits after childbirth and [after] the stopping of her blood: and ↓ حَضِيرٌ is its pl. [or a coll. gen. n.]. (K. [Or, accord. to some copies of the K, and the TA, The stopping of her blood, or its ceasing to flow, is a signification distinct from what precedes it.)] b4: And What a she-camel emits after bringing forth: or, accord. to AO, the membrane that envelops the fœtus. (TA.) b5: And (K, TA, [in the CK “ or ”]) ↓ the latter signifies Thick blood which collects in the membrane that encloses the fœtus. (K, * TA.) حَاضِرٌ A man present: (A, K:) pl. [حَاضِرُونَ and] حُضَّرٌ and [more commonly] حُضُورٌ, (S, K,) which last is originally an inf. n. (S.) Yousay, فَعَلْتُهُ وَفُلَانٌ حَاضِرٌ I did it such a one being present. (A.) And هَوَ مِنْ حَاضِرِى المَلِكِ [He is of those who are in the presence of the king]. (A.) b2: So, too, applied to a time: and you say, الصَّلَاةُ حَاضِرَةٌ, for وَقْتُهَا حَاضِرٌ, (tropical:) The time of prayer is come. (Msb.) b3: [Also (assumed tropical:) Ready, or prepared: often used in this sense in the lexicons &c., as in modern Arabic. See 4.] You say, قُولُوا مَا هُوَ حَاضِرٌ عِنْدَكُمْ (assumed tropical:) Say ye what is ready with you [or in your minds]. (TA.) And هُوَ حَاضِرٌ بِالجَوَابِ (tropical:) [He is ready with the answer, or reply]; and بِالنَّوَادِرِ (tropical:) [with rare words or expressions]; (A;) as also ↓ حَضُرٌ: (TA:) which latter word, alone, signifies a man having the quality of perspicuity of speech, and intelligence; syn. ذُو البَيَانِ وَالفِقْهِ. (K.) b4: A visiting angel: and ↓ حَاضِرَةٌ is applied to a class or company [of visiting angels]. (TA.) b5: One coming to a region, district, or tract, of cities, towns, or villages, and of cultivated land; contr. of بَادٍ; (S, K;) as also ↓ مُحْتَضِرٌ. (S.) b6: A man staying, residing, dwelling, or abiding, بَمَوْضِعٍ in a place. (S.) b7: [A man, or people,] staying, or dwelling, by water; (S, * TA;) contr. of بَادٍ: (K:) pl. حُضُورٌ (TA) and حُضَّارٌ and حَضَرَةٌ: (S:) one says, مَا عَلَى المَآءِ حَاضِرٌ [There is not any one staying, or dwelling, by the water]: and هٰؤُلَآءِ قَوْمٌ حُضَّارٌ and مَحَاضِرُ [which is pl. of ↓ مَحْضَرٌ, a syn. of خَاضِرٌ in this sense; i. e. These are a people staying, or dwelling, by water]: (S:) or حَاضِرٌ signifies any people that have alighted and taken up their abode by a constant source of water, and do not remove from it in winter nor in summer, whether they have alighted and taken up their abode in towns or villages, and cultivated land, and houses of clay, or pitched their tents by the water, and remained there, and sustained their beasts with the water and herbage around them: (TA:) or حَىٌّ حَاضِرٌ, without ة, signifies a tribe that has alighted and is abiding by a constant source of water: (T, TA:) and ↓ حَاضِرَةٌ and حَاضِرُونَ, a people staying, or dwelling, by waters; alighting there in the hottest time of summer: when the weather becomes cool, they migrate from the constant sources of water, and go into the desert, seeking the vicinity of herbage; and then they are termed بَادِيَةٌ and بَادُونَ. (T in art. بدو.) A2: Also A great tribe (S, K) or company of men: (TA:) or a tribe, (ISd,) or company of men, (Mgh,) when staying, or dwelling, in the abode which is their place of assembling; (ISd, Mgh;) as also ↓ حَاضِرَةٌ. (Mgh.) One says حَاضِرُ طَىِّءٍ The great tribe of Teiyi. (S.) It is a pl., (S,) or coll. n., (ISd,) [or quasipl. n.,] like سَامِرٌ and حَاجٌّ (S, ISd) for سُمَّارٌ and حُجَّاجٌ. (S.) A3: Also, of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (TA,) A place where people are present; or where people stay, or dwell, by waters: syn. مَكَانٌ مَحْضُورٌ: one says, نَزَلْنَا حَاضِرَ بَنِى فُلَانٍ [We alighted and took up our abode, or sojourned, at the place where the sons of such a one were present; or were staying, or dwelling, by waters]. (El-Khat- tábee.) [See also مَحْضَرٌ.]

حَاضِرَةٌ: see حَاضِرٌ, in three places: A2: and see حَضَرٌ, in two places.

مَحْضَرٌ A place where people are present, or assembled. (K, * TA.) See also حَضْرَةٌ. b2: A place to which people return (مَرْجِعٌ [here a n. of place, agreeably with analogy,]) to the waters, (S, K;) or to the constant sources of water; (T, TA;) contr. of مَبْدً ى: (T and S in art. بدو:) a place to which one goes (مَذْهَبٌ) in search of herbage is called مُنْتَجَعٌ; and every such place is called مَبْدً ى, of which the pl. is مَبَادٍ: watering-places (مَنَاهِل) are called مَحَاضِرُ [pl. of مَحْضَرٌ] because of the congregation and presence of men at them. (T, TA.) [See also حَاضِرٌ, last signification.]

A2: [People present, or assembled; an assembly: so in the present day.] b2: A people dwelling, or staying, by waters: (K, * TA:) [pl. مَحَاضِرُ:] see حَاضِرٌ.

A3: The record of a kadee (or judge), in which his sentence is written, syn. سِجِلٌّ: (S, K:) or what is written when a person brings a charge against another: when the latter makes his reply, and proves it, it [the writing] is [called]

تَوْفِيقٌ; and when judgment is given, سِجِلٌ. (Kull p. 352.) This is thought by MF to be a recent conventional term; but it has been heard from the Arabs [of the classical times], and is mentioned by ISd and others. (TA.) b2: Also A signature (خَطٌّ) that is written at the end of the record of the signatures (خُطُوط) of the witnesses, in testimony of the truth of the contents of what precedes. (K. [In the CK, وَاقَعَةٍ is erroneously put for وَاقِعَةِ; and خُطُوطُ, for خُطُوطِ.]) But this is a recent conventional application. (MF, TA.) A4: فُلَانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ (assumed tropical:) Such a one is a person who speaks well of the absent. (S.) مِحْضَارٌ: see مِحْضِيرٌ.

مَحْضُورٌ [pass. part. n. of حَضَرَهُ]. [Hence,] اللَّبَنُ مَحْضُورٌ, (S, A, K,) and ↓ مُحْتَضَرٌ, (S, A,) فَغَطِّ

إِنَآءَكَ, (S,) (tropical:) Milk is much subject to taint, or much tainted; [lit.] come to [and tainted; i. e.,] by the jinn, or genii, (As, T, S, K,) and beasts, &c.; (As, T;) [therefore cover thou thy vessel.] And (in like manner [one says], K) الكُنُفُ مَحْضُورَةٌ (assumed tropical:) [Privies are haunted by jinn, or genii]. (S, K.) It is said in a trad., ↓ إِنَّ هٰذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ (assumed tropical:) [Verily these privies are haunted by jinn]. (TA.) And in another trad., إِنَّهَا مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ Verily it (the prayer of daybreak) is attended by the angels of the night and the day. (TA.) b2: Also, (Msb,) and ↓ مُحْتَضَرٌ, (Mgh, Msb,) (tropical:) At the point of death; in the agony of death: (Msb:) [visited by death; or by the angel, or angels, of death: (see 1:)] or the latter, near to death. (Mgh.) مِحْضِيرٌ, applied to a horse, (S, A, K, &c.,) and to a mare, (S, M,) That runs much, or vehemently; syn. كَثِيرُ العَدْوِ, (S,) or شَدِيدُ الحُضْرِ; (M;) as also ↓ مِحْضَارٌ, applied without ة to a mare; (M;) or this latter is not allowable; (S, K;) or is of weak authority: (K:) pl. [of both] مَحَاضِيرُ. (A.) مُحْتَضَرٌ: see مَحْضُورٌ, in three places. Also (assumed tropical:) A man afflicted by demoniacal possession, or insanity, or madness. (TA.) كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ, in the Kur liv. 28, Every share of the water shall be come unto in turn, means, the water shall be come to by the people on their day, and by the she-camel on her day: (Jel:) or it means, the people shall come to their shares of the water, and the she-camel shall come to her share thereof. (K.) مُحْتَضِرٌ: see حَاضِرٌ.

حضر: الحُضورُ: نقيض المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً

وحِضَارَةً؛ ويُعَدَّى فيقال: حَضَرَهوحَضِرَه

(* قوله: «فيقال حضرهوحضره

إلخ» أَي فهو من بابي نصر وعلم كما في القاموس). يَحْضُرُه، وهو شاذ،

والمصدر كالمصدر. وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه، وكان ذلك بِحَضْرةِ فلان

وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان

وبمَحَضْرٍ منه أَي بِمَشْهَدٍ منه، وكلمته أَيضاً بِحَضَرِ فلان،

بالتحريك، وكلهم يقول: بِحَضَرِ فلان، بالتحريك. الجوهري: حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ

وفِناؤّ. وفي حديث عمرو ابن سَلِمَة

(* قوله: «عمرو بن سلمة» كان يؤمّ

قومه وهو صغير، وكان أبوه فقيراً، وكان عليه ثوب خلق حتى قالوا غطوا عنا

أست قارئكم، فكسوه جبة. وكان يتلقى الوفد ويتلقف منهم القرآن فكان أكثر

قومه قرآناً، وأَمَّ بقومه في عهد، النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت له

منه سماع، وأبوهسلمة بكسر اللام، وفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، كذا

بهامش النهاية). الجَرْمِيِّ: كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عنده؛ ورجل

خاصِرٌ وقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إذا

حَضَرَ بخير. وفلان حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا كان ممن يذكر الغئبَ بخير. وأَبو

زيد: هو رجل حَضِرٌ إِذا حَضَرَ بخير. ويقال: إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ

بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه.

الأَزهري: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشيء، تقول: كنتُ بِحَضْرَةِ الدار؛

وأَنشد الليث:

فَشَلَّتْ يداه يومَ يَحْمِلُ رايَةً

إِلى نَهْشَلٍ، والقومُ حَضْرَة نَهْشَلِ

ويقال: ضربت فلاناً بِحَضُرَةِ فلان وبمَحْضَرِه. الليث: يقال حَضَرَتِ

الصلاة، وأَهل المدينة يقولون: حَضِرَتْ، وكلهم يقول تَحْضَرُ؛ وقال شمر:

يقال حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قال: وإِنما أُنْدِرَتِ التاء

لوقوع القاضي بين الفعل والمرأَة؛ قال الأَزهري: واللغة الجيدة حَضَرَتْ

تَحْضُرُ، وكلهم يقول تَحْضُرُ، بالضم؛ قال الجوهري: وأَنشدنا أَبو

ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لجرير على لغة حَضِرَتْ:

ما مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ،

كَمَنْ لنا عندَه التَّكْريمُ واللَّطَفُ

والحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ. والحاضِرُ: خلاف البادي. وفي الحديث: لا

يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ؛ الحاضر: المقيم في المُدُنِ والقُرَى، والبادي:

المقيم بالبادية، والمنهي عنه أَن يأْتي البَدَوِيُّ البلدة ومعه قوت يبغي

التَّسارُعَ إِلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحَضَرِيُّ: اتركه عندي لأُغالِيَ

في بيعه، فهذا الصنيع محرّم لما فيه من الإِضرار بالغير، والبيع إِذا جرى

مع المغالاة منعقد، وهذا إِذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِليها

كالأَقوات، فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ واستغني عنها ففي

التحريم تردُّد يعوّل في أَحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسْمِ بابِ

الضِّرارِ، وفي الثاني على معنى الضرورة. وقد جاء عن ابن عباس أَنه سئل لا يبع

حاضر لباد قال: لا يكون له سِمْساراً؛ ويقال: فلان من أَهل الحاضرة وفلان

من أَهل البادية، وفلان حَضَرِيٌّ وفلان بَدَوِيٌّ.

والحِضارَةُ: الإِقامة في الحَضَرِ؛ عن أَبي زيد. وكان الأَصمعي يقول:

الحَضارَةُ، بالفتح؛ قال القطامي:

فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه،

فأَيَّ رجالِ بادِيَةٍ تَرانَا

ورجل حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. وهم حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ، وهو في الأَصل

مصدر.

والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ: خلاف البادية، وهي المُدُنُ

والقُرَى والرِّيفُ، سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار

التي يكون لهم بها قَرارٌ، والبادية يمكن أَن يكون اشتقاقُ اسمِها من

بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وظهر ولكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما

سواه؛ وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ.

والحاضِرَةُ والحاضِرُ: الحَيُّ العظيم أَو القومُ؛ وقال ابن سيده:

الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدارَ التي بها مُجْتَمَعُهُمْ؛ قال:

في حاضِرٍ لَجِبٍ بالليلِ سامِرُهُ،

فيهِ الصَّواهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ

فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل ونحو ذلك. قال

الجوهري: هو كما يقال حاضِرُ طَيِّءٍ، وهو جمع، كما يقال سامِرٌ

للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج؛ قال حسان:

لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ، كَأَنَّهُ

قطِينُ الإِلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما

وفي حديث أُسامة: وقد، أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ. الأَزهري: العرب تقول

حَيٌّ حاضِرٌ، بغير هاء، إِذا كانوا نازلين على ماءٍ عِدٍّ، يقال: حاضِرُ بني

فلانٍ على ماءِ كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء: حاضرٌ، وجمعه

حُضُورٌ، وهو ضدّ المسافر، وكذلك يقال للمقيم: شاهدٌ وخافِضٌ. وفلان حاضِرٌ

بموضع كذا أَي مقيم به. ويقال: على الماء حاضِرٌ وهؤلاء قوم حُضَّارٌ إِذا

حَضَرُوا المياه، ومَحاضِرُ؛ قال لبيد:

فالوادِيانِ وكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ،

وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخِيامُ

قال ابن بري: هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو:

أَقْوَى وعُرِّيَ واسِطٌ فَبِرامُ،

من أَهلِهِ، فَصُوائِقٌ فَخُزامُ

وبعده:

عَهْدِي بها الحَيَّ الجميعَ، وفيهمُ،

قبلَ التَّفَرُّقِ، مَيْسِرٌ ونِدامُ

وهذه كلها أَسماء مواضع. وقوله: عهدي رفع بالابتداء، والحيّ مفعول بعهدي

والجميع نعته، وفيهم قبل التفرّق ميسر: جملة ابتدائية في موضع نصب على

الحال وقد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذي هو عهدي على حد قولهم: عهدي بزيد

قائماً؛ وندام: يجوز أَن يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أَن يكون جمع

ندمان كغرثان وغراث.

قال: وحَضَرَةٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ. وفي حديث آكل الضب: أَنَّى

تَححضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ؛ أَراد الملائكة الذين يحضرونه. وحاضِرَةٌ: صفة

طائفة أَو جماعة. وفي حديث الصبح: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ؛ أَي

يحضرها ملائكة الليل والنهار. وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها: الكائنون

عليها قريباً منها لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً. والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى

المياه. الأَزهري: المحضَر عند العرب المرجع إِلى أَعداد المياه،

والمُنْتَجَعُ: المذهبُ في طلب الكَلإِ، وكل مُنْتَجَعٍ مَبْدًى، وجمع

المَبْدَى مَبادٍ، وهو البَدْوُ؛ والبادِيَةُ أَيضاً: الذين يتباعدون عن أَعداد

المياه ذاهبين في النُّجَعِ إِلى مَساقِط الغيث ومنابت الكلإِ.

والحاضِرُون: الذين يرجعون إِلى المَحاضِرِ في القيظ وينزلون على الماء العِدِّ ولا

يفارقونه إِلى أَن يقع ربيع بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فينتجعونه، وقوم

ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بمعنى واحد.

وكل من نزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يتحوّل عنه شتاء ولا صيفاً، فهو حاضر،

سواء نزلوا في القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا

الأَخْبِيَةَ على المياه فَقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حواليها من الكلإِ. وأَما

الأَعراب الذين هم بادية فإِنما يحضرون الماء العِدَّ شهور القيظ لحاجة

النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَاِ

المُكْلِئَةَ، فإِن وقع لهم ربيع بالأَرض شربوا منه في مَبْدَاهُمْ الذي

انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ

وخيلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ يليهم، ورفعوا أَظْماءَهُمْ إِلى السَّبْعِ

والثِّمْنِ والعِشْرِ، فإِن كثرت فيه الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ

وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ واستغنى عن

الماء، وإِذا عَطِشَ المالُ في هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ

والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ. وفي حديث عَمْرِو بن

سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: كنا بحاضِرٍ يَمُرُّ بنا الناسُ؛ الحاضِرُ: القومُ

النُّزُولُ على ماء يقيمون به ولا يَرْحَلُونَ عنه. ويقال للمَناهِل:

المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها. قال الخطابي: ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً

للمكان المحضور. يقال: نزلنا حاضِرَ بني فلان، فهو فاعل بمعنى مفعول. وفي

الحديث: هِجْرَةُ الحاضِرِ؛ أَي المكان المحضور.

ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ: يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ. الأَزهري

عن الأَصمعي: العرب تقول: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي

كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض،

والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وفي الحديث: إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ أَي

يحضُرها الجنّ والشياطين. وقوله تعالى: وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ؛

أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء.

وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إِذا نزل به الموتُ؛ وحَضَرَنِي الهَمُّ

واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام،

ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال: والسَّبْتُ أَحْضَرُ

إِلا أَن له أَشْطُراً؛ أَي هو أَكثر شرّاً، وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ؛

ومنه قولهم: حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إِذا دنا موته؛ قال ابن الأَثير: وروي

بالخاءِ المعجمة، وقيل: هو تصحيف، وقوله: إِلا أَن له أَشْطُراً أَي

خيراً مع شره؛ ومنه: حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه.

وفي الحديث: قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ

(* قوله: «قولوا ما يحضركم» الذي في

النهاية قولوا ما بحضرتكم)؛ أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا

غيره.

والحَضِيرَةُ: موضع التمر، وأَهل الفَلْحِ

(* قوله: «وأهل الفلح» بالحاء

المهملة والجيم أَي شق الأَرض للزراعة). يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتسمى

أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. والحَضِيرَةُ: جماعة القوم، وقيل:

الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ؛ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب

ابنه:رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ

من الدار، لا يأْتي عليها الحضائِرُ

وقيل: الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ، وقيل: هم النَّفَرُ

يُغْزَى بهم، وقيل: هم العشرة فمن دونهم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد في قول

سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه:

يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً،

وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ

اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل: هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية؛ قال

ابن بري: وهو الصحيح، وقال الجاحظ: هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية.

قال أَبو عبيد: الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية، والنَّفِيضَةُ:

الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ. وروى سلمة عن الفراء قال: حَضِيرَةُ

الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ. قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً، قال: حضيرة

يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد؛ حكي ذلك عن ابن

الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه؛ وروي عن الأَصمعي:

الحضيرة الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع؛

قال الأَزهري: وقول ابن الأَعرابي أَحسن. قال ابن بري: النفيضة جماعة

يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف. والتُّبَّعُ: الظل. واسْمَأَلَّ:

قَصُرَ، وذلك عند نصف النهار؛ وقبله:

سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ،

ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ

المِسْلَعُ: الذي يشق الفلاة شقّاً، واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو

سلمى؛ ولهذا تقول بعد البيت:

أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً،

هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟

الدَّرِيئَةُ: الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن؛ والجمع الحضائر؛ قال

أَبو شهاب الهذلي:

رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ

من الدار، لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ

وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو:

فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ، لم يَزَلْ

لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِرُ

يقول: لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا

مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به. والحَلْقَةُ: الجماعة. وقوله: لا تمضي

عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها. ابن

سيده: قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم. والحَضِيرَةُ: ما تلقيه المرأَة

من وِلادِها. وحَضِيرةُ الناقة: ما أَلقته بعد الولادة. والحَضِيرَةُ:

انقطاع دمها. والحَضِيرُ: دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى. والحَضِيرُ: ما

اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ، وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو

ذلك. يقال: أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها، وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من

السُّخْدِ والقَذَى. وقال أَبو عبيدة: الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ

السَّلَى وهي لفافة الولد.

ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فلان مُحْتَضَرٌ؛ ومنه قول

الراجز:

وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ،

فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَرْ

والمُحْتَضِرُ: الذي يأْتي الحَضَرَ. ابن الأَعرابي: يقال لأُذُنِ

الفيل: الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة

(* قوله: «الحفاصة» كذا بالأصل بدون نقط

وكتب بهامشه بدلها العاصة). وقال: الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو

القِرْواشُ والواغِلُ، والحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ.

والحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ. والمَحْضَرُ: السِّجِلُّ. والمُحاضَرَةُ: المجالدة، وهو

أَن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به. قال الليث: المُحاضَرَةُ أَن

يُحاضِرَك إِنسان بحقك فيذهب به مغالبةً أَو مكابرة. وحاضَرْتُه: جاثيته

عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة. ورجل حَضْرٌ: ذو بيان. وتقول:

حَضَارِ بمعنى احْضُرْ، وحَضَارِ، مبنية مؤنثة مجرورة أَبداً: اسم كوكب؛ قال

ابن سيده: هو نجم يطلع قبل سُهَيْلٍ فتظن الناس به أَنه سهيل وهو أَحد

المُحْلِفَيْنِ. الأَزهري: قال أَبو عمرو بن العلاء يقال طلعت حَضَارِ

والوَزْنُ، وهما كوكبان يَطْلُعانِ قبل سهيل، فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهيل

للشبه، وكذلك الوزن إِذا طلع، وهما مُحْلِفانِ عند العرب، سميا

مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ الناظرين لهما إِذا طلعا، فيحلف أَحدهما أَنه سهيل ويحلف

الآخر أَنه ليس بسهيل؛ وقال ثعلب: حَضَارِ نجم خَفِيٌّ في بُعْدٍ؛

وأَنشد:أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّها

حَضَارِ، إِذا ما أَعْرَضَتْ، وفُرُودُها

الفُرُودُ: نجوم تخفى حول حَضَارِ؛ يريد أَن النار تخفى لبعدها كهذا

النجم الذي يخفى في بعد. قال سيبويه: أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز

وبني تميم متفقون فيه، ويختار فيه بنو تميم لغة أَهل الحجاز، كما اتفقوا

في تراك الحجازية لأَنها هي اللغة الأُولى القُدْمَى، وزعم الخليل أَن

إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ عليهم يعني الإِمالةَ ليكون العمل من وجه واحد،

فكرهوا تركَ الخِفَّةِ وعلموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلى ذلك وأَنهم

إِن رفعوا لم يصلوا؛ قال: وقد يجوز أَن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء،

قال: فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب، وسَفَارِ اسم ماء، ولكنهما مؤنثان

كماوِيَّةَ؛ وقال: فكأَنَّ تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة.

والحِضارُ من الإِبل: البيضاء، الواحد والجمع في ذلك سواء. وفي الصحاح:

الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الخمر:

فما تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ، سِباؤُها

بَناتُ المَخاضِ: شُؤمُها وحِضارُها

شومها: سودها؛ يقول: هذه الخمر لا تشترى أَلا بالإِبل السود منها

والبيض؛ قال ابن بري: والشوم بلا همز جمع أَشيم وكان قياسه أَن يقال شِيمٌ

كأَبيض وبِيضٍ، وأَما أَبو عمرو الشَّيْباني فرواه شيمها على القياس وهما

بمعنًى، الواحدُ أَشْيَمُ؛ وأَما الأَصمعي فقال: لا واحد له، وقال عثمان بن

جني: يجوز أَن يجمع أَشْيَمُ على شُومٍ وقياسه شِيمٌ، كما قالوا ناقة

عائط للتي لم تَحْمِلْ ونوق عُوط وعِيط، قال: وأَما قوله إِن الواحد من

الحِضَارِ والجمعَ سواء ففيه عند النحويين شرح، وذلك أَنه قد يتفق الواحد

والجمع على وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذي يكون للجمع غير البناء

الذي يكون للواحد، وعلى ذلك قالوا ناقة هِجانٌ ونوق هِجانٌ، فهجان الذي هو

جمع يقدّر على فِعَالٍ الذي هو جمعٌ مثل ظِرافٍ، والذي يكون من صفة المفرد

تقدره مفرداً مثل كتاب، والكسرة في أَول مفرده غير الكسرة التي في

أَوَّل جمعه، وكذلك ناقة حِضار ونوق حِضار، وكذلك الضمة في الفُلْكِ إِذا كان

المفردَ غَيْرُ الضمة التي تكون في الفلك إِذا كان جمعاً، كقوله تعالى:

في الفُلْكِ المشحون؛ هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف في قولك القُفْل لأَنه

واحد، وأَما ضمة الفاء في قوله تعالى: والفُلْكِ التي تجري في البحر: فهي

بإِزاء ضمة الهمزة في أُسْدٍ، فهذه تقدّرها بأَنها فُعْلٌ التي تكون

جمعاً، وفي الأَوَّل تقدرها فَعْلاً التي هي للمفرد. الأَزهري: والحِضارُ من

الإِبل البيض اسم جامع كالهِجانِ؛ وقال الأُمَوِيُّ: ناقة حِضارٌ إِذا

جمعت قوّة ورِحْلَةً يعني جَوْدَةَ المشي؛ وقال شمر: لم أَسمع الحِضارَ

بهذا المعنى إِنما الحِضارُ بيض الإِبل، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب شُومُها

وحِضارُها أَي سودها وبيضها.

والحَضْراءُ من النوق وغيرها: المُبادِرَةُ في الأَكل والشرب. وحَضارٌ:

اسم للثور الأَبيض.

والحَضْرُ: شَحْمَةٌ في العانة وفوقها. والحُضْرُ والإِحْضارُ: ارتفاع

الفرس في عَدْوِه؛ عن الثعلبية، فالحُضْرُ الاسم والإِحْضارُ المصدر.

الأَزهري: الحُضْرُ والحِضارُ من عدو الدواب والفعل الإِحْضارُ؛ ومنه حديث

وُرُودِ النار: ثم يَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم

كحُضْرِ الفرس؛ ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض

المدينة؛ ومنه حديث كعبِ بن عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً

فأَخذتُ بِضَبُعِهِ. وقال كراع: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً،

وكذلك الرجل، وعندي أَن الحُضْرَ الاسم والإِحْضارَ المصدرُ. واحْتَضَرَ

الفرسُ إِذا عدا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه؛ وفرس مِحْضِيرٌ، الذكر

والأُنثى في ذلك سواء. وفرس مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ، بغير هاء للأُنثى، إِذا كان

شديد الحُضْرِ، وهو العَدْوُ. قال الجوهري: ولا يقال مِحْضار، وهو من

النوادر، وهذا فرس مِحْضير وهذه فرس مِحْضِيرٌ. وحاضَرْتُهُ حِضاراً:

عَدَوْتُ معه.

وحُضَيْرُ الكتائِب: رجلٌ من سادات العرب، وقد سَمَّتْ حاضِراً

ومُحاضِراً وحُضَيْراً. والحَضْرُ: موضع. الأَزهري: الحَضْرُ مدينة بنيت قديماً

بين دِجْلَةَ والفُراتِ. والحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ. وحَضْرَمَوْتُ:

اسم بلد؛ قال الجوهري: وقبيلة أَيضاً، وهما اسمان جعلا واحداً، إِن شئت

بنيت الاسم الأَول على الفتح وأَعربت الثاني إِعراب ما لا ينصرف فقلت:

هذا حَضْرَمَوْتُ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا

حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حضراً وخفضت موتاً، وكذلك القول في سامّ أَبْرَض

ورَامَهُرْمُز، والنسبة إِليه حَضْرَمِيُّ، والتصغير حُضَيْرُمَوْتٍ، تصغر الصدر

منهما؛ وكذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ. وفي حديث مصعب بن عمير: أَنه

كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ؛ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة

بها.

وحَضُورٌ: جبل باليمن أَو بلد باليمن، بفتح الحاء؛ وقال غامد:

تَغَمَّدْتُ شَرّاً كان بين عَشِيرَتِي،

فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدَا

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّنَ رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، في ثوبين حَضُورِيَّيْن؛ هما منسوبان إِلى حَضُورٍ قرية باليمن. وفي

الحديث ذكر حَضِيرٍ، وهو بفتح الحاء وكسر الضاد، قاع يسيل عليه فَيْضُ

النَّقِيع، بالنون.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.