الطَّائِر عوفا دَار حول الشَّيْء يُرِيد الْوُقُوع عَلَيْهِ يُقَال عاف الــذُّبَاب على القذر فَهُوَ عائف
الطَّائِر عوفا دَار حول الشَّيْء يُرِيد الْوُقُوع عَلَيْهِ يُقَال عاف الــذُّبَاب على القذر فَهُوَ عائف
خطف: الخَطْفُ: الاسْتِلابُ، وقيل: الخَطْفُ الأَخْذُ في سُرْعةٍ
واسْتِلابٍ. خَطِفَه، بالكسر، يَخْطَفُه خَطْفاً، بالفتح، وهي اللغة الجيّدة،
وفيه لغة أُخرى حكاها الأَخفش: خَطَفَ، بالفتح، يَخْطِفُ، بالكسر، وهي
قليلة رَديئة لا تكاد تعرف: اجْتَذَبَه بسُرْعة، وقرأَ بها يونس في قوله
تعالى: يَخْطِفُ أَبصارَهم، وأَكثر القُرّاء قرأُوا: يَخْطَف، من خَطِف
يَخْطَف، قال الأَزهري: وهي القراءة الجيّدة. ورُوي عن الحسن أَنه قرأَ
يِخِطِّفُ أَبصارَهم، بكسر الخاء وتشديد الطاء مع الكسر، وقرأَها يَخَطِّف،
بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها، فمن قرأَ يَخَطِّف فالأَصل يَخْتَطِفُ
فأُدْغِمت التاءُ في الطاء وأُلقيت فتحة التاء على الخاء، ومن قرأَ
يِخِطِّفُ كسَر الخاء لسكونها وسكون الطاء؛ قال: وهذا قول البصريين. وقال الفراء:
الكسرُ لالتقاء الساكنين ههنا خطأ وإنه يلزم من قال هذا أَن يقول في
يَعَضُّ يَعِضُّ وفي يَمُدُّ يَمِدُّ، وقال الزجاج: هذه العلة غير لازمة
لأَنه لو كسَر يَعِض ويَمِدّ لالْتَبَسَ ما أَصله يَفْعَل ويَفْعُل بما
أَصله يَفْعِل، قال: ويختطف ليس أَصله غيرَها ولا يكون مرة على يَفْتَعِل
ومرة على يَفْتَعَل، فكسر لالتقاء الساكنين في موضع غير مُلْتَبِسٍ. التهذيب
قال: خَطِفَ يَخْطَفُ وخَطَفَ يَخْطِف لغتان. شمر: الخَطْف سرعة أَخذ
الشيء. ومرَّ يَخْطَفُ خَطْفاً منكراً أَي مرَّ مرًّا سريعاً. واخْتَطَفَه
وتَخَطَّفَه بمعنى. وفي التنزيل العزيز: فَتَخْطَفُه الطير، وفيه:
ويُتَخَطَّف الناسُ من حولهم.
وفي التنزيل العزيز: إلا مَن خَطِفَ الخَطْفَةَ فأَتبعه شهاب ثاقبٌ؛
وأَما قراءة من قرأَ إلا مَن خَطَّفَ الخَطْفةَ، بالتشديد، وهي قراءة الحسن
فإن أَصله اخْتَطفَ فأُدغمت التاء في الطاء وأُلقِيَتْ حَركتُها على
الخاء فسقطت الأَلف، وقرئ خِطِّفَ، بكسر الخاء والطاء على إتباع كسرة الخاء
كسرةَ الطاء، وهو ضعيف جدًّا، قال سيبويه: خَطَفَه واخْتَطَفَه كما قالوا
نَزَعَه وانْتَزَعَه. ورجُل خَيْطَفٌ: خاطِفٌ، وبازٌ مخْطَفٌ: يَخْطَفُ
الصيدَ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، نهَى عن
الـمُجَثَّمةِ والخَطْفةِ؛ وهي ما اختطف الذئبُ من أَعضاء الشاة وهي حَيّةٌ من يد
ورِجل، أو اختطفه الكلب من أَعضاء حَيَوانِ الصَّيدِ من لحم أَو غيره
والصيد حَيّ لأَن كلّ ما أُبينَ من حَيٍّ فهو مَيّتٌ، والمراد ما يُقْطَع من
أَعضاء الشاة؛ قال: وكلُّ ما أُبينَ من الحيوان وهو حيّ من لحم أَو شحم،
فهو مَيت لا يحل أَكله، وذلك أَنه لما قَدِمَ المدينةَ رأَى الناس
يَجُبُّون أَسْنِمَةَ الإبلِ وأَلَياتِ الغنم ويأْكلونها. والخَطْفة: المرَّةُ
الواحدةُ فسمي بها العُضْوُ الـمُخْتَطَفُ. وفي حديث الرضاعة: لا
تُحَرِّمُ الخَطْفةُ والخَطْفتان أَي الرضعةُ القليلة يأْخذُها الصبي من الثدْي
بسرعة. وسيفٌ مِخْطَف: يَخطَفُ البصر بلَمْعِه؛ قال:
وناطَ بالدَّفِّ حُساماً مِخْطَفا
والخاطِفُ: الذئبُ. وذئبٌ خاطِفٌ: يَخْتَطِفُ الفَريسةَ، وبَرْقٌ خاطِفٌ
لنور الأَبصار. وخَطِفَ البرقُ البَصرَ وخَطَفَه يَخْطِفُه: ذهب به. وفي
التنزيل العزيز: يَكادُ البرقُ يخطَف أَبصارهم، وقد قرئ بالكسر، وكذلك
الشُّعاعُ والسيفُ وكل جِرْمٍ صَقِيل؛ قال:
والهُنْدُوانِيّاتُ يَخْطَفْنَ البَصَرْ
روى المخزومي عن سفيان عن عمرو قال: لم أَسمع أَحداً ذهَب ببصره البرقُ
لقول اللّه عز وجل: يَكادُ البرقُ يخطَف أَبصارَهم، ولم يقل يُذْهِبُ،
قال: والصَّواعِقُ تُحْرِقُ لقوله عز وجل: فيُصيبُ بها من يشاء. وفي
الحديث: ليَنْتَهِيَنَّ أَقْوامٌ عن رفْع أَبصارِهم إلى السماء في الصلاة أَو
لتُخْطَفَنَّ أَبصارُهم؛ هو من الخَطْف استِلابِ الشيء وأَخْذِه بسُرعَة.
ومنه حديث أُحد: إن رأَيتمونا تَخْتَطِفُنا الطيرُ فلا تَبْرَحُوا أَي
تَسْتَلِبُنا وتطير بنا، وهو مُبالغة في الهلاك. وخَطِفَ الشيطانُ السمْعَ
واخْتَطَفَه: اسْتَرَقَه. وفي التنزيل العزيز: إلا مَن خَطِفَ الخَطْفةَ.
والخَطَّافُ، بالفتح، الذي في الحديث هو الشيطان، يَخطَفُ السمعَ:
يَسْتَرِقُه، وهو ما ورد في حديث عليّ: نَفَقَتُكَ رِياءً وسُمْعةً للخَطَّاف؛
هو، بالفتح والتشديد، الشيطانُ لأَنه يَخْطَفُ السمع، وقيل: هو بضم
الخاء على أَنه جمع خاطِفٍ أَو تشبيهاً بالخُطَّاف، وهو الحديدة
الـمُعْوَجَّةُ كالكلُّوبِ يُخْتَطَفُ بها الشيءُ ويجمع على خطاطِيفَ. وفي حديث الجن:
يَختَطِفُون السمع أَي يَسْتَرِقُونَه ويَسْتَلِبونه.
والخَيْطَفُ والخَيْطَفَى: سُرعة انجذاب السير كأَنه يُخْتَطِفُ في
مَشْيِه عُنُقَه أَي يجْتَذِبه. وجمل خَيْطَفٌ أَي سريع المرّ. ويقال: عَنَقٌ
خَيْطَفٌ وخَطَفَى؛ قال جدّ جرير:
وعَنَقاً بَعْدَ الرَّسِيمِ خَيْطَفا
والخَطَفَى: سَيْرَتُه، ويروى خَطَفَى، وبهذا سُمِّي الخَطَفَى، وهو
لقَبُ عَوْفٍ جَدّ جرير بن عطِيّةَ بن عوف الشاعر؛ وحكى ابن بري عن أَبي
عبيدة قال: الخَطَفَى جد جرير واسمه حُذيفَةُ بن بَدْر ولُقِّب بذلك
لقوله:يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا،
أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،
وعَنَقاً بَعْدَ الكَلالِ خَيْطَفا
والجِنَّانُ: جِنْسٌ من الحيّات إذا مشَت رَفعت رؤوسها؛ قال ابن بري:
ومن مليح شعر الخَطَفَى:
عَجِبْتُ لإزْراءِ العَييِّ بنَفْسِه،
وصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعلما
وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ للعَييِّ، وإنما
صَفِيحةُ لُبِّ المَرْء أَن يَتَكلَّما
وقيل: هو مأْخوذ من الخَطْفِ وهو الخَلْسُ. وجمل خَيْطَفٌ: سَيْرُه كذلك
أَي سريعُ الـمَرّ، وقد خَطِفَ وخَطَفَ يَخْطِفُ ويَخْطَفُ خَطْفاً.
والخاطُوفُ: شبيه بالمِنْجَل يُشَدُّ في حِبالةِ الصائِد يَخْتَطِفُ
الظبْيَ.
والخُطّافُ: حديدة تكون في الرَّحْل تُعَلَّقُ منها الأَداةُ
والعِجْلةُ. والخُطَّافُ: حديدة حَجْناءُ تُعْقَلُ بها البَكْرةُ من جانِبَيْها
فيها الـمِحْوَر؛ قال النابغة:
خَطاطِيفُ حُجْنٌ في حِبالٍ مَتِينَةٍ،
تُمَدُّ بها أَيْدٍ إليكَ نوازِعُ
وكلُّ حديدةٍ حَجْناء خُطَّافٌ. الأَصمعي: الخُطَّاف هو الذي يَجْري في
البكرة إذا كان من حديد، فإذا كان من خشب، فهو القَعْوُ، وإنما قيل
لخُطَّافِ البَكرة خُطَّافٌ لحَجَنه فيها، ومَخالِيبُ السِّباعِ خَطاطِيفُها.
وفي حديث القيامة
(* قوله «حديث القيامة» هو لفظ النهاية أيضاً، وبهامشها
صوابه: حديث الصراط.): فيه خَطاطِيفُ وكلالِيبُ. وخَطاطِيفُ الأَسَد:
براثِنُه شبهت بالحديدة لحُجْنَتِها؛ قال أَبو زُبَيْدٍ الطائي يصف
الأَسد:إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطِيفُ كَفِّه،
رأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرا
إنما قال: رَأْيَ العين أَو بالعَيْنَيْنِ
(* قوله «أو بالعينين» يشير
إلى انه يروى أيضاً: رأى الموت بالعينين إلخ، وهو كذلك في الصحاح.)
توكيداً، لأَنَّ الموت لا يُرى بالعين، لما قال أَسْوَدَ أَحْمرا، وكان السوادُ
والحُمْرةُ لَوْنَيْن، وكان اللَّوْن مـما يُحسّ بالعين جُعِلَ الموتُ
كأَنه مَرْئيٌّ بالعين، فتَفَهَّمْه. والخُطَّافُ: سِمةٌ على شَكْل
خُطَّافِ البَكْرة، قال: يقال لِسِمة يُوسَم بها البَعِير، كأَنها خُطَّافُ
البَكْرَة: خُطَّافٌ أَيضاً. وبَعِير مَخْطُوفٌ إذا كان به هذه السِّمةُ.
والخُطّافُ: طائر. ابن سيده: والخُطَّافُ العُصْفور الأَسودُ، وهو الذي
تَدْعُوه العامـّةُ عُصْفُورَ الجنةِ، وجمعه خَطاطِيفُ. وفي حديث ابن مسعود:
لأَنْ أَكونَ نَفَضْتُ يَدَيَّ من قبور بَنِيَّ أَحَبُّ إليَّ من أَن
يَقَعَ من بَيْضِ الخُطَّافِ فيَنْكَسِر؛ قال ابن الأَثير: الخُطَّاف
الطائر المعروف، قال ذلك شفقةً ورحْمةً. والخُطَّافُ: الرجُل اللِّصُّ
الفاسِقُ؛ قال أَبو النجم:
واسْتَصْحَبُوا كل عَمٍ أُمِّيِّ
من كلِّ خُطّافٍ وأَعْرابيِّ
وأَما قول تلك المرأَة لجرير: يا ابن خُطَّافٍ؛ فإنما قالته له هازِئةً
به، وهي الخَطاطِيفُ.
والخُطْفُ والخُطُفُ: الضُّمْرُ وخِفّةُ لحم الجَنْبِ.
وإخْطافُ الحَشى: انْطِواؤُه. وفَرس مُخْطَفُ الحَشى، بضم الميم وفتح
الطاء، إذا كان لاحِقَ ما خَلْفَ الـمَحْزِمِ من بَطْنه، ورجل مُخْطَفٌ
ومَخْطُوفٌ. وأَخْطَفَ الرجلُ: مَرِضَ يَسِيراً ثم بَرأَ سريعاً. أَبو
صَفْوانَ: يقال أَخْطَفَتْه الحُمّى أَي أَقْلَعَتْ عنه، وما من مَرَضٍ إلا
وله خُطْفٌ أَي يُبْرَأُ منه؛ قال:
وما الدَّهْرُ إلا صَرْفُ يَوْمٍ ولَيْلةٍ،
فَمُخْطِفةٌ تُنْمِي ومُقْعِصةٌ تُصْمِي
والعرب تقول للذئب خاطِفٌ، وهي الخَواطِفُ. وخَطافِ وكَسابِ: من أَسماء
كلاب الصيد. ويقال للصِّ الذي يَدْغَرُ نفسَه على الشيء فيَخْتَلِسُه:
خُطَّافٌ.
أَبو الخَطَّاب: خَطِفَتِ السفينةُ وخَطَفَت أَي سارَتْ؛ يقال: خَطِفَت
اليومَ من عُمان أَي سارت. ويقال: أَخْطَفَ لي من حَدِيثه شيئاً ثم سكت،
وهو الرجل يأْخذ في الحديث ثم يَبْدُو له فيقطع حديثه، وهو الإخْطافُ.
والخياطِفُ: الـمَهاوي، واحدها خَيْطَفٌ؛ قال الفرزدق:
وقد رُمْتَ أَمـْراً، يا مُعاوِيَ، دُونَه
خَياطِفُ عِلَّوْزٍ، صِعابٌ مَراتِبُهْ
والخُطُف والخُطَّفُ، جميعاً: مثل الجُنون؛ قال أُسامةُ الهُذَلي:
فجاء، وقد أَوجَتْ من الـمَوْتِ نَفْسُه،
به خُطُفٌ قد حَذَّرَتْه المقاعِدُ
ويروى خُطَّفٌ، فإِما أَن يكون جَمعاً كضُرَّب، وإما أَن يكون واحداً.
والإخْطافُ: أَن تَرْمِيَ الرَّمِيّةَ فتُخْطئ قريباً، يقال منه: رَمى
الرَّمِيَّةَ فأَخْطَفَها أَي أَخْطأَها؛ وأَنشد أَيضاً:
فَمُخْطِفةُ تُنْمي ومُقْعِصةٌ تُصْمي
وقال العُمانيُّ:
فانْقَضَّ قد فاتَ العُيُونَ الطُّرَّفا،
إذا أَصابَ صَيْدَه أَو أَخْطَفا
ابن بزرج: خَطِفْتُ الشيء أَخذْته، وأَخْطَفْتُه أَخْطَأْتُه؛ وأَنشد
الهذلي:
تَناوَلُ أَطْرافَ القِرانِ، وعَيْنُها
كعَيْنِ الحُبارى أَخْطَفَتْها الأَجادِلُ
والإخْطافُ في الخيل: ضِدُّ الانْتِفاخ، وهو عَيب في الخيل. وقال أَبو
الهيثم: الإخْطاف سر الخيل، وهو صغر الجوف
(* قوله «سر الخيل وهو إلخ» كذا
بالأصل. ونقل شارح القاموس ما قبله حرفاً فحرفاً وتصرف في هذا فقال:
والاخطاف في الخيل صغر الجوف إلخ.) ؛ وأَنشد:
لا دَنَنٌ فيه ولا إخْطافُ
والدَّنَنُ: قِصَرُ العنق وتطامُنُ الـمُقَدَّم؛ وقوله:
تَعَرَّضْنَ مَرْمى الصَّيْدِ، ثم رَمَيْنَنا
من النَّبْلِ، لا بالطَّائِشاتِ الخَواطِفِ
إنما هو على إرادة الـمُخْطِفات ولكنه على حذف الزائد.
والخَطِيفةُ: دَقِيقٌ يُذَرُّ على لبن ثم يُطْبَخُ فيُلْعَق؛ قال ابن
الأَعرابي: هو الحَبُولاء. وفي حديث علي: فإذا به بين يديه صَحْفة فيها
خَطِيفةٌ ومِلْبَنةٌ؛ الخَطِيفةُ: لبن يُطبخ بدقيق ويُخْتَطَفُ بالـمَلاعِق
بسُرعة. وفي حديث أَنس: أَنه كان عند أُم سُليم شعير فَجَشَّتْه وعَمِلت
للنبي، صلى اللّه عليه وسلم، خَطِيفة فأَرْسَلتني أَدْعوه؛ قال أَبو
منصور: الخطيفة عند العرب أَن تؤخذ لُبَيْنةٌ فتسخَّنَ ثم يُذرَّ عليها دقيقة
ثم تُطبخَ فَيَلْعَقَها الناسُ ويختطفوها في سرعة. ودخل قوم على عليّ بن
أَبي طالب، عليه السلام، يوم عيد وعنده الكَبُولاء، فقالوا: يا أَمير
المؤمنين أَيَوْمُ عِيد وخَطِيفةٌ؟ فقال: كُلوا ما حَضَر واشكُروا
الرزَّاق.وخاطِفُ ظِلِّه: طائر؛ قال الكميت بن زيد:
ورَيْطةِ فِتْيانٍ كخاطِفِ ظلِّه،
جَعَلْتُ لَهم منها خِباءً مُمَدَّدا
قال ابن سَلَمَة: هو طائر يقال له الرَّفْرافُ إذا رأَى ظلَّه في الماء
أَقبل إليه ليَخْطَفَه بحسَبُه صَيْداً، واللّه أَعلم.
قلفع: القِلْفِعُ، مثال الخِنْصِرِ: الطين الذي إِذا نَضََبَ عنه الماءَ
يبس وتشقَّق، قال الجوهري: واللام زائدة؛ أَنشد أَبو بكر بن دريد عن
عبد الرحمن عن عمه:
قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا،
مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثا ورد هذا البيت في مادة دثث وفيه يفزّها
مكان تفزّه.
ويروى: شَرِبَتْ دِثاثا. وحكى السيرافي: فيه قِلْفَعٌ، بفتح الفاء، على
مثال هِجْرَعٍ، وليس من شرح الكتاب. وقال الأَزهري: القِلْفِع ما
تَقَشَّر عن أَسافل مياه السُّيولِ مُتَشَقِّقاً بعد نُضُوبِها.
والقِلْفِعةُ: قشرة الأَرض التي ترتفع عن الكمأَة فتدُلُّ عليها.
والقِلْفِعةُ: الكَمْأَةُ.
قلمع: قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً: ضربه فأَنْدَرَه. وقَلْمَعَ الشيءَ:
قَلَعَه من أَصله.
وقَلْمَعةُ: اسم يُسَبُّ به. والقَلْمَعةُ: السَّفِلةُ من الناس،
الخَسِيسُ؛ وأَنشد:
أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ
لَهِنَّكَ، لا أَبا لَكَ، تَزْدَرِيني
وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه.
قمع: القَمْعُ: مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه
فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ. والقَمْعُ: الذُّلُّ. والقَمْعُ:
الدخُولُ فِراراً وهَرَباً. وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ: دخله مُسْتَخْفِياً. وفي
حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها: فإِذا رأَين رسولَ
الله، صلى الله عليه وسلم، انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت
أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ؛ قال ابن الأَثير: وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس
الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها. وفي حديث الذي نَظَر في
شَقِّ البابِ: فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع، كأَنَّ
المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه. وفي حديث منكر ونكير:
فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل؛ وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه، كان
اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً، فسماه
أَبوه قَمَعة، وخرج أَخوه مُدْرِكةُ
(* قوله« وخرج أخوه مدركة إلخ» كذا
بالأصل، ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة.) بن
إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها، وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ
القِدْر فسمي طابِخةَ،وهذا قول النسَّابين.
وقَمَعَه قَمْعاً: رَدَعه وكَفَّه. وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت:
القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه. وأَقْمَعَ
الرجلَ، بالأَلف، إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه؛ وقَمَعه: قَهَره. وقَمَعَ
البردُ النباتَ: رَدَّه وأَحْرَقَه.
والقَمَعةُ: أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ، وجمعها قَمَعٌ،
وكذلك القَنَعةُ، بالنون؛ قال الشاعر:
وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى
وأَنشد ابن بري للراجز:
تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ،
تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ
والقِمَعُ والقِمْعُ: ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب
فيه الماء والشراب أَو اللبن، سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ
ونِطْعٍ، وناسٌ يقولون قَمْعٌ، بفتح القاف وتسكين الميم؛ حكاه يعقوب؛ قال ابن
الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة:
قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ
أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ،
أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ،
لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ،
اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ
أَراد: ذاتُ النِّطَعِ، وإِذا الموْتُ كَنَع، وبذا القَلَع، فأَبدل من
لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك، ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي
أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ، وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ
مما يَلْزَقُ به من اللبن، والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن، والجمع أَقْماعٌ.
وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه: أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو
ماء، وهو القَمْعُ، والقَمْعُ: أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم
يُمْلأَ. وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها، فهي مقموعةٌ.
وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ، بالميم والنون، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والاقْتماعُ:
إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ، مُشْتَقٌّ من ذلك. واقْتَمَعْتُ السقاء:
لغة في اقْتَبَعْتُ. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما التزق بأَسفل العنب والتمر
ونحوهما، والجمع كالجمع. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما على التمرة والبسرة.
وقَمَعَ البُسْرة: قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة. والقَمَعُ:
مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها
بالحِنَّاء: خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ؛ أَنشد ثعلب:
لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ
منْ لُجَيْنٍ، قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ
شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ، وهو الذهب لاغير.
والقِمْعانِ: الأُذنانِ. والأَقْماعُ: الآذانُ والأَسْماع. وفي الحديث:
وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ؛ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ
يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به، جمع قِمَعٍ، شبّه آذانَهم وكَثْرةَ
ما يدخلها من المواعِظِ، وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها، بالأَقْماعِ
التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها، فكأَنه يمر
عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً.
والقَمَعةُ: ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على
الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها، وقيل: يركب رؤوسَ الدوابّ
فيؤذيها، والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ؛ الأَخيرة على غير قياس؛ قال ذو
الرمة:ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،
وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ
ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما. وقَمِعَتِ الظبيةُ
قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ: لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ
رأْسَها من ذلك. وتَقَمَّعَ الحِمارُ: حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ
ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه؛ قال أَوس بن حجر:
ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً،
وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟
يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ. والقَمِيعة: الناتئةُ بين الأُذنين من
الدوابِّ، وجمعها قَمائِعُ.
والقَمَعُ: داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس، فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ.
وقَمَعةُ العُرُقُوبِ: رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ. والقَمَعُ:
غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ، وهو من عيوبِ الخيلِ، ويستحب أَن يكون الفرسُ
حَدِيدَ طَرفِ العرقوب، وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ، وجمعها قَمَعٌ.
وقال قائل من العرب: لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم.
وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ: غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ. ويقال: عرقوب أَقْمَعُ إِذا
غَلُظَتْ إِبْرته. وقَمَعةُ الفرَس: ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ، وفي التهذيب:
ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر.
والقَمَعةُ: قُرْحةٌ في العين، وقيل: ورَمٌ يكون في موضع العين. والقَمَعُ: فسادٌ
في مُوقِ العين واحْمِرارٌ. والقَمَعُ: كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه،
وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فهي قَمِعةٌ؛ قال الأَعشى:
وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ
إِنسانَ عَيْنٍ، ومُوقاً لم يكن قَمِعا
وقيل: القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين.
والقَمَعُ: بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ، تقول منه: قَمِعَتْ عينه، بالكسر، وفي
الصحاح: والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار، قال ابن بري: صوابه أَن
يقول: القمع بثر، أَو يقول: والقَمَعَةُ بثرة. والقَمَعُ: قلة نظر العين
من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً: ضرَب أَعلى رأْسه
والمقْمَعةُ: واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل.
والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ، كلاهما: ما قُمِعَ به. والمَقامِعُ: الجِرَزةُ
وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس. قال الله تعالى: لهم مَقامِعُ من حديد،
من ذلك. وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها. وفي حديث ابن عمر: ثم لَقِيَني ملَكٌ
في يده مِقْمَعةٌ من حديد؛ قال ابن الأَثير: المِقْمَعةُ واحدة
المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ.
وقَمَعةُ الشيء: خِيارُه،وخَصَّ كراع به خيار الإِبل، وقد اقْتَمَعَه،
والاسم القُمْعةُ. وإِبل مَقْمُوعةٌ: أُخِذَ خِيارُها، وقد قَمَعْتُها
قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها؛ قال الراجز:
تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا
وقَمَعةُ الذَّنَبِ: طَرَفُه. والقَمِيعةُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، وهو من
الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ، وجمعها قَمائِعُ؛ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي
الرمة على هذه الصيغة:
ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،
وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ، زُعْرِ القَمائِعِ
ومُتَقَمَّعُ الدابةِ: رأْسُها وجحافِلُها، ويجمع على المَقامِعِ،
وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة:
وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ
قال: يريد أَنَّ رؤوسها شهود
(* قوله «شهود» كذا بالأصل.) وقَمَعَ ما في
الإِناء واقْتَمَعَه: شربه كله أَو أَخذه. ويقال: خذ هذا فاقْمَعْه في
فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه. والقَمْعُ والإِقْماعُ: أَن يَمُرّ الشرابُ في
الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ؛ أَنشد ثعلب:
إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه،
ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا
ورواية المصنف: فأَقْنَعا. وفي الحديث: أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ
الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا
أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم
ولا باقٍ عندهم، وقيل: أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم
إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل، فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل
الآخرة. والقََمَعُ والقَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، وفي التهذيب: القَمَعُ
طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ.
والأَقْماعِيُّ: عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار
كالوَرْسِ، وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء، وليس
وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ؛ كل ذلك عن أَبي
حنيفة، قال: وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ: فارِسيٌّ وعَرَبيّ، ولم يزد على
ذلك.
نكح: نَكَحَ فلان
(* قوله «نكح فلان إلخ» بابه منع وضرب كما في
القاموس.) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: باضعها
أَيضاً، وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها؛ وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج:
ولا تَقْرَبَنَّ جارةً، إِنَّ سِرَّها
عليك حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا
الأَزهري: وقوله عز وجل: الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية
لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك؛ تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية، وكذلك
الزانية لا يتزوجها إِلا زان؛ وقد قال قومٌ: معنى النكاح ههنا الوطء،
فالمعنى عندهم: الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان؛
قال: وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى
إِلا على معنى التزويج؛ قال الله تعالى: وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم؛
فهذا تزويج لا شك فيه؛ وقال تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم
المؤمنات؛ فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح، وأَكثر التفسير أَن هذه الآية
نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة، وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن
الأُجرة، فأَرادوا التزويج بهنَّ وعَوْلَهنَّ، فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك.
قال الأَزهري: أَصل النكاح في كلام العرب الوطء، وقيل للتزوّج نكاح
لأَنيه سبب للوطء المباح. الجوهري: النكاح الوطء وقد يكون العَقْدَ، تقول:
نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت؛ وهي ناكح في بني فلان أَي ذات زوج
منهم. قال ابن سيده: النِّكاحُ البُضْعُ، وذلك في نوع الإِنسان خاصة،
واستعمله ثعلب في الــذُّباب؛ نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً، وليس في
الكلام فَعَلَ يَفْعِلُ
(* قوله «وليس في الكلام فعل يفعل إلخ» الحصر إِضافي
وإلا فقد فاته ينتح وينزح ويصمح ويجنح ويأمح.) مما لام الفعل منه حاء
إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ
ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ.
ورجل نُكَحَةٌ ونَكَحٌ: كثير النكاح. قال: وقد يجري النكاح مجرى
التزويج؛ وفي حديث معاوية: لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كثير التزويج والطلاق،
والمعروف أَن يقال نُكَحَة ولكن هكذا روي، وفُعَلَةٌ من أَبنية المبالغة لمن
يكثر منه الشيء.
وأَنْكَحَه المرأَة: زوَّجَه إِياها. وأَنْكَحَها: زوَّجها، والاسم
النُّكْحُ والنِّكْحُ؛ وكان الرجل في الجاهلية يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في
ناديهم فيقول: خِطْبٌ أَي جئت خاطباً، فيقال له: نِكْحٌ أَي قد أَنكحناك
إِياها؛ ويقال: نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً، وقصر أَبو
عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ، فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة؛
كان يأْتيها الرجل فيقول: خِطْبٌ، فتقول هي: نِكْحٌ، حتى قالوا: أَسرعُ من
نكاح أُمِّ خارجة. قال الجوهري: النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان، وهي كلمة
كانت العرب تتزوَّج بها. ونِكْحُها: الذي يَنْكِحُها، وهي نِكْحَتُه؛
كلاهما عن اللحياني.
قال أَبو زيد: يقال: إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شديد
النكاح.
ويقال: نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد عليها. ونَكَحَ النُّعاسُ
عينَه، وناكَ المطرُ الأَرضَ، وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليها. وامرأَة
ناكح، بغير هاء: ذات زوج؛ قال:
أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى، وطُلِّقتْ،
غَداةَ غَدٍ، منهنَّ من كان ناكِحا
وقد جاء في الشعر ناكِحةٌ على الفعل؛ قال الطِّرِمَّاحُ:
ومِثْلُكَ ناحتْ عليه النسا
ءُ، من بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه
ويقوِّيه قول الآخر:
لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ
أَحبُّ إِليَّ من أَن تَنْكِحِيني
وفي حديث قَيْلَة: انطلقتُ إِلى أُخت لي ناكحٍ في بني شَيْبَانَ أَي
ذاتِ نكاح يعني متزوجة، كما يقال حائض وطاهر وطالق أَي ذات حيض وطهارة
وطلاق؛ قال ابن الأَثير: ولا يقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل
فيقال: نَكَحتْ، فهي ناكح؛ ومنه حديث سُبَيْعةَ: ما أَنتِ بناكح حتى
تنقضيَ العدَّة. واسْتَنْكَحَ في بني فلان: تزوَّج فيهم، وحكى الفارسي
اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها؛ وأَنشد:
وهمْ قَتَلوا الطائيَّ، بالحِجْرِ عَنْوَةً،
أَبا جابرٍ، واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ
نقذ: نَقَذَ نَقْذاً: نجا؛ وأَنْقَذَه هو وتنقَّذه واستنقذه.
والنَّقَذُ، بالتحريك، والنقيذ والنقيذة: ما استُنْقذ وهو فَعَل بمعنى مفعول مثل
نَفَضٍ وقَبَضٍ. الجوهري: أَنقَذَه من فلان واستنقذه منه وتَنَقَّذه بمعنى
أَي نجّاه وخلَّصه.
وفرس نَقَذٌ إِذا أُخِذَ من قوم آخرين. وخيل نقائذ: تُنُقِّذَتْ من
أَيدي الناس أَو العدوّ، واحدها نَقِيذٌ، بغير هاء؛ عن ابن الأَعرابي،
وأَنشد:وزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرينَ كَأَنَّها
نَقِيذٌ حَوَاها الرُّمحُ من تحتِ مُقْصِدِ
قال لُقَيْمُ بن أَوْسٍ الشَّيْباني:
أَو كان شُكرك أَن زعَمْت نفاسةً
نَقْذِيكَ أَمسِ، وليتني لم أَشْهَدِ
نَقْذِيك: من الإِنقاذ كما تقول ضَرْبِيكَ. قال الأَزهري: تقول
نَقَذْتُه وأَنقذته واستنقذته وتنقَّذته أَي خلصته ونجّيته. وواحد الخيل النقائذ:
نَقِيذ، بغير هاء. والنقائذ من الخيل: ما أَنقذته من العدوِّ وأَخذته
منهم، وقيل: واحدها نقيذة. قال الأَزهري: وقرأْت بخط شمر: النقيذة الدِّرْع
المُسْتَنْقَذة من عدوّ؛ قال يزيد بن الصعق:
أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِيذَةٍ
أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور
أُنُف: لم يلبسها غيره. كلائحة المُضِلِّ: يعني السراب. وقال المفضل:
النقيذة الدرع لأَن صاحبها إِذا لبسها أَنقذته من السيوف. والأُنف الطويلة
جعلها تبرق كالسَّراب لحدَّتها.
ورجل نَقَذٌ: مُسْتَنْقَذ.
ومُنْقِذٌ: من أَسمائهم. ونَقَذَة: موضع.
نبر: النَّبْرُ بالكلامِ: الهَمْز. قال: وكلُّ شيء رفع شيئاً، فقد
نَبَرَه. والنبْرُ: مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه. وفي
الحديث: قال رجل للنبي، صلى الله عليه وسلم: يا نَبيءَ الله، فقال: لا
تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ، وفي رواية: فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا
نَنْبِرُ؛ والنبْرُ: هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها. ولما حج
المهدي قدّم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز فأَنكر أَهل المدينة عليه
وقالوا: تنبرُ في مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالقرآن. والمَنْبور:
المهموز. والنبْرَةُ: الهَمْزَةُ. وفي حديث عليّ، عليه السلام: أطْعُنُوا
النَّبْرَ وانظروا الشَّزْرَ؛ النبرُ الخَلْسُ، أَي اخْتَلِسُوا الطعْنَ.
ورجل نَبَّارٌ: فصيحُ الكلامِ، ونَبَّارٌ بالكلام: فصيح بَلِيغٌ، وقال
اللحياني: رجل نبار صَيَّاحٌ. ابن الأَنباري: النبْر عند العرب ارتفاع
الصوت. يقال: نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ؛
وأَنشد:إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها،
فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا
والنبْرُ: صيحة الفَزَعِ. ونبرة المغني: رفع صوْتِه عن خَفْضٍ. ونَبرَ
الغلامُ: تَرَعْرَعَ. والنبرة: وسَطُ النُّقْرَةِ. وكل شيء ارتفع من شيء:
نَبْرَة لانْتباره. والنبرَةُ: الورم في الجَسدِ، وقد انتبر. ومنه حديث
عمر، رضي الله عنه. إِياكم والتخلُّلَ بالقَصَب فإِن الفمَ يَنْتَبِرُ منه
أَي يَتَنَفَّطُ. وكلُّ مرتَفِع مُنْتَبِرٌ. وكلُّ ما رفَعْتَهُ، فقد
نبرْتَه تنبِره نبْراً. وانتبر الجرحُ: ارتفَعَ وورِمَ. الجوهري: نبَرْتُ
الشيءَ أَنبِره نبْراً رفعتُه. وفي حديث: نَصَلَ رافعُ بن خَدِيجٍ غير
أَنه بقيَ مُنتبراً أَي مرتفِعاً في جسمه. وانتَبَرتْ يدُه أَي تنفطت. وفي
الحديث: إِن الجرح ينتبر في رأْس الحول أَي يَرم.
والمِنْبَرُ: مَرْقاةُ الخاطب، سمي مِنْبَراً لارتفاعه وعُلُوِّه.
وانتبر الأَميرُ: ارتفع فوق المنبر.
والنُّبَرُ: اللُّقَمُ الضِّخامُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
أَخذتُ من جَنْبِ الثَّرِيدِ نُبَرا
والنَّبِيرُ: الجُبْنُ، فارسي، ولعل ذلك لِضِخَمه وارتفاعه؛ حكاه
الهَرَوِيُّ في الغريبين.
والنَّبُورُ: الاسْتُ؛ عن أَبي العَلاءِ؛ قال ابن سيده: وأَرى ذلك
لانْتِبارِ الأَلْيَتَيْنِ وضِخَمِهِما.
ونَبَرَه بلسانه ينبِرهُ نبْراً: نال منه. ورجل نَبْرٌ: قليل الحياءِ
يَنْبرُ الناسَ بلسانه. والنِّبْرُ: القُرادُ، وقيل: النِّبر، بالكسر،
دُوَيْبَّة شبيهة بالقراد إِذا دَبَّتْ على البعير تورَّمَ مَدَبُّها، وقيل:
النِّبْر دوَيْبَّة أَصغر من القراد تلْسَعُ فينتبر موضع لسعتها ويَرِمُ،
وقيل: هو الحُرْقُوص، والجمع نِبارٌ وأَنبارٌ؛ قال الراجز وذكر إِبلاً
سَمِنَتْ وحملت الشُّحومَ:
كأَنها من بُدُنٍ واسْتِيقارْ،
دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنبارْ
يقول: كأَنها لَسعَتْها الأَنبار فورِمَتْ جُلُودُها وحَنَِطَتْ؛ قال
ابن بري: البيتُ لِشَبِيبِ بن البَرْصاءِ، ويروى عارِماتُ الأَنْبار، يريد
الخَبِيثاتِ، مأْخوذ من العُرامِ؛ ومن روى ذَرِباتُ فهو مأْخوذ من
الذَّرَبِ وهو الحِدَّةُ، ويروى كأَنها من سِمَنٍ وإِيقار؛ وقوله من بُدُنٍ
واسْتِيقار، هو بمعنى إِيقارٍ يريد أَنها قد أُوقِرَتْ من الشَّحْم، وقد روي
أَيضاً واسْتِيفار، بالفاء، مأْخوذ من الشيء الوافِرِ. وفي حديث حذيفة
أَنه قال: تُقْبَضُ الأَمانةُ من قلْبِ الرجلِ فَيَظَلُّ أَثَرُها كأَثر
جَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ على رِجْلِكَ فَنَفِطَ تراه مُنْتَبِراً وليس فيه
شيءٌ؛ قال أَبو عبيد: المُنْتَبِرُ المُتَنَفِّطُ.
والنِّبْرُ: ضَرْبٌ مِنَ السِّباعِ. الليث: النِّبْرُ مِنَ السِّباعِ
ليس بِدُبٍّ ولا ذِئْبٍ؛ قال أَبو منصور: ليس النِّبْرُ من جنس السِّباعِ
إِنما هي دابَّة أصْغَرُ من القُرادِ، قال: والذي أَراد الليثُ البَبْر،
بباءين؛ قال: وأَحْسَبُهُ دَخِيلاً وليس من كلام العرب، والفُرْسُ
تُسَمِّيه بقرا.
والأَنْبارُ: أَهْراءُ الطَّعامِ، واحدُها نَبْرٌ، ويُجْمَعُ أَنابِيرَ
جمعَ الجمع، ويسمى الهُرْيُ نِبْراً لأَن الطعامَ إِذا صُبَّ في موضعه
انْتَبَرَ أَي ارتَفَعَ. وأَنبارُ الطعام: أَكْداسُهُ، واحدُها نِبْرٌ مثلُ
نِقسٍ وأَنْقاسٍ. والأَنبارُ: بيتُ التاجر الذي يُنَضِّدُ فيه مَتاعَهُ.
والأَنبارُ: بَلَدٌ، ليس في الكلام اسمٌ مُفْردٌ على مثال الجمعِ غيرُ
الأَنبارِ والأَبْواءِ والأَبْلاءِ، وإِن جاء فإِنما يجيءُ في أَسماءِ
المواضع لأَن شَوَاذَّها كثيرةٌ، وما سوى هذه فإِنما يأْتي جمعاً أَو صفةً،
كقولهم: قِدْرٌ أَعْشارٌ وثوبٌ أَخلاقٌ وأَسمالٌ وسراويلُ أَسماطٌ ونحو
ذلك. والأَنبارُ: مواضِعُ معروفةٌ بين الرِّيفِ والبَرِّ، وفي الصحاح:
وأَنْبار اسم بَلَدٍ.
نخع: النِّخاعُ والنُّخاعُ والنَّخاعُ: عِرْقٌ أَبيض في داخل العنق
ينقاد في فَقارِ الصُّلْبِ حتى يَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ، وهو يَسْقِي
العِظامَ؛ قال ربيعة ابن مَقرُومٍ الضَّبِّيّ:
له بُرةٌ إِذا ما لَجَّ عاجَتْ
أَخادِعُه، فَلانَ لَها النّخاعُ
ونَخَع الشاةَ نَخْعاً: قَطَعَ نخاعَها. والمَنْخَعُ: موضع قَطْعِ
النّخاعِ. وفي الحديث: أَلا لا تَنْخَعُوا الذَّبِيحةَ حتى تَجِبَ أَي لا
تَقْطَعُوا رقبتها وتَفْصِلُوها قبل أَن تسكن حركتها. والنخْعُ للذبيحة: أَن
يَعْجَلَ الذابحُ فيبلغ القَطْعُ إِلى النّخاعِ؛ قال ابن الأَعرابي:
النخاع خيُطٌ أَبيض يكون داخل عظم الرقبة ويكون ممتدّاً إِلى الصلب، ويقال له
خيط الرقبة. ويقال: النخاع خيط الفَقارِ المتصل بالدماغ. والمَنْخَعُ:
مَفْصِلُ الفَهْقة بين العُنق والرأْس من باطن. يقال: ذبحه فنَخَعَه نَخْعاً
أَي جاوز مُنْتَهَى الذبْح إِلى النّخاع. يقال: دابة مَنْخُوعةٌ.
والنخْعُ: القتلُ الشديدُ مشتقّ من قطع النخاع. وفي الحديث: إِنّ أَنْخَعَ
الأَسماء عند الله أَن يتسمى الرجلُ باسم مَلِك الأَمْلاكِ أَي قْتَلَها
لصاحبه وأَهْلَكَها له. قال ابن الأَثير: والنخْع أَشدُّ القتل، وفي بعض
الرّوايات: إِنّ أَخْنَعَ، وقد تقدم ذكره، أَي أَذلّ. والناخعُ: الذي قَتَلَ
الأَمْرَ عِلْماً، وقيل: هو المُبِين للأُمور. ونَخَع الشاةَ نَخْعاً:
ذبحها حتى جاوز المَذْبَحَ من ذلك؛ كلاهما عن ابن الأَعرابي. وتَنَخَّعَ
السحابُ إِذا قاءَ ما فيه من المطر؛ قال الشاعر:
وحالِكةِ اللَّيالي من جُمادَى،
تَنَخَّعَ في جَواشِنِها السَّحابُ
والنُّخاعةُ، بالضم: ما تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ. وتَنَخَّع
الرجلُ: رمَى بنُخاعتِه. وفي الحديث: النُّخاعةُ في المسجد خَطِيئةٌ، قال: هي
البَزْقةُ التي تخرج من أَصل الفم يلي أَصل النّخاعِ. قال ابن بري: ولم
يجعل أَحد النُّخاعة بمنزلة النخامة إِلا بعض البصريين، وقد جاء في الحديث.
ونخَع بحَقِّي يَنْخَعُ نُخُوعاً ونَخِعَ: أقَرَّ، وكذلك بَخَعَ، بالياء
أَيضاً، أَي أَذْعَنَ.
وانْتَخَعَ فلان عن أَرضه: بَعُدَ عنها.
والنَّخَعُ: قبيلة من الأَزْد، وقيل: النَّخَعُ قبيلة من اليمن رهْطُ
إِبراهيم النَّخَعِيّ.
ونَخَعْتُه النصِيحةَ والوِدّ أَخْلَصْتُهما.
ويَنْخَع: موضعٌ.
نسع: النِّسْعُ: سَيْرٌ يُضْفَرُ على هيئة أَعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ
به الرِّحالُ، والجمع أَنْساعٌ ونُسُوعٌ ونُسْعٌ، والقِطْعةُ منه
نِسْعةٌ، وقيل: النِّسْعةُ التي تُنْسَجُ عريضاً للتصدير. وفي الحديث: يَجُرُّ
نِسْعةً في عُنُقِه؛ قال ابن الأَثير: هو سير مضفور يجعل زماماً للبعير
وغيره وقد تنسج عريضةً تجعل على صدر البعير؛ قال عبد يغوث:
أَقولُ وقد شَدُّوا لِساني بِنِسْعةٍ
والأَنْساعُ: الحِبالُ، واحدها نُسْعٌ؛ قال:
عاليْتُ أَنْساعي وجِلْبَ الكُورِ
قال ابن بري: وقد جاء في شعر حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ النِّسْعُ للواحد؛ قال:
رأَتْني بنِسْعَيْها، فَرَدَّتْ مَخافَتي
إِلى الصَّدْرِ رُوعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ
(* قوله«رأتني إلخ» في الاساس في مادة روع:
رأتني بحبليها فصدت مخافة * وفي الحمل روعاء الفؤاد فروق)
والجمع نُسْعٌ ونِسَعٌ وأَنْساعٌ؛ قال الأَعشى:
تَخالُ حَتْماً عليها، كلَّما ضَمَرَتْ
من الكَلالِ، بأَنْ تَسْتَوْفيَ النِّسَعا
ابن السكيت: يقال للبِطانِ والحَقَبِ هما النِّسْعان، وقال بذي
النِّسْعَين
(* قوله: بذي النسعين: هكذا في الأصل.) والنِّسْعُ والسِّنْعُ:
المَفْصِلُ بين الكفّ والساعِدِ.
وامرأَةٌ ناسعةٌ: طويلةُ الظَّهْرِ، وقيل: هي الطويلةُ السِّنِّ، وقيل:
هي الطويلةُ البَظْرِ، ونُسُوعُه طُولُه، وقد نَسَعَتْ نُسُوعاً.
والمِنْسَعةُ: الأَرض التي يَطُولُ نَبْتُها. ونَسَعَت أَسنانُه
تَنْسَعُ نُسُوعاً ونَسَّعَتْ تَنْسِيعاً إِذا طالَتْ واسْتَرْخَتْ حتى تَبْدُو
أُصولُها التي كانت تُوارِيها اللِّثةُ وانْحَسَرَت اللِّثةُ عنها، يقال:
نَسَعَ فُوه؛ قال الراجز:
ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ، فانْجَلَعْ
عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم يَدَعْ
ونِسْعٌ ومِسْعٌ، كلاهما: من أَسماءِ الشَّمال، وزعم يعقوب أَنَّ الميم
بدل من النون؛ قال قيس بن خويلد:
ويْلُمِّها لَقْحةً، إِمّا تُؤَوِّبُهم
نِسْعٌ شَآمِيةٌ فيها الأَعاصِيرُ
قال الأَزهري: سميت الشَّمالُ نِسْعاً لدقَّة مَهَبِّها، شبهت
بالنِّسْعِ المَضْفُورِ من الأَدمِ. قال شمر: هذيل تسمي الجَنُوبَ مِسْعاً، قال:
وسمعت بعض الحجازيين يقول هو يُسْعٌ، وغيرهم يقول: هو نِسْعٌ؛ قال ابن
هرمة:
مُتَتَبِّعٌ خَطَئِي يَوَدُّ لَو نَّني
هابٍ، بمَدْرَجةِ الصَّبا، مَنْسُوعُ
ويروى مَيْسُوعُ؛ وقول المنتخل الهذلي:
قد حالَ دُونَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ
نِسْعٌ، لها بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ
أَبْدَلَ فيه نِسْعاً من مُؤَوِّبةٍ، وإِنما قلت هذا لأَنَّ قوماً من
المتأَخرين جعلوا نِسْعاً من صفات الشَّمالِ واحتجوا بهذا البيت، ويروى
مُؤَوِّيةٌ أَي تحمله على أن يأْوِيَ كأَنها تُؤْويه.
ابن الأَعرابي: انْتَسَعَتِ الإِبل وانْتَسَغَت، بالعين والغين، إِذا
تفَرَّقَتْ في مَراعِيها؛ قال الأَخطل:
رَجَنَّ بحيثُ تَنْتَسِعُ المَطايا،
فلا بَقًّا تَخافُ ولا ذُبابــا
(* في ديوان الأخطل: دجنّ بدل رجنّ، والمعنى واحد.)
وأَنْسَعَ الرجلُ إِذا كَثُرَ أَذاهُ لِجيرانِه. ابن الأَعرابي: هذا
سِنْعُه وسَنْعُه وشِنْعُه وشَنْعُه وسِلْعُه وسَلْعُه ووَفْقُه ووِفاقُه
بمعنى واحد. وأنْساعُ الطريق: شَرَكُه.
ونِسْعٌ: بلد، وقيل: هو جبل أَسود بين الصَّفْراء ويَنْبُعَ؛ قال كثيِّر
عَزّةَ:
فقلتُ، وأَسْرَرْتُ النَّدامةَ: ليْتَني،
وكنت امْرَأً، أَغْتَشُّ كُلَّ عَذُولِ
سَلَكْتُ سَبيلَ الرائحاتِ عَشِيّةً
مَخارِِمَ نِسْعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبيلي
قال الأَزهري: ويَنْسُوعةُ القُفِّ مَنْهَلةٌ من مَناهِلِ طريق مكة على
جادَّة البصْرةِ، بها رَكايا عَذْبةُ الماء عند مُنْقَطَعِ رِمالِ
الدَّهْناءِ بين ماوِيّةَ والنِّباجِ، قال: وقد شربت من مائِها. قال ابن
الأَثير: ونِسْعٌ موضع بالمدينة، وهو الذي حماه النبي، صلى الله عليه وسلم،
والخُلَفاءُ، وهو صَدْرُ وادي العَقِيقِ.
نعع: النُّعاعةَ: بقلة ناعمةٌ. وقال ابن السكيت: النعاعةُ اللُّعاعةُ،
وهي بقلةٌ ناعمةٌ. وقال ابن بري: النَّعْناعُ البَقْلُ، والنُّعاعةُ موضع؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
لا مالَ إِلا إِبِلٌ جَمَّاعهْ،
مَشْرَبُها الجَيْأَةُ أَو نُعاعَهْ
قال ابن سيده: وحكى يعقوب أَن نونها بدل من لام لُعاعةٍ، وهذا قويّ
لأَنهم قالوا أَلَعَّتِ الأَرضُ ولم يقولوا أَنَعَّتْ. وقال أَبو حنيفة:
النُّعاعُ النبات الغَضُّ الناعِمُ في أَوّلِ نباتِه قبل أَن يَكْتَهِلَ،
وواحدته بالهاء.
والنُّعْنُعُ: الذَّكَرُ المُسْتَرْخِي. والنَّعْنَعةُ: ضَعْفُ
الغُرْمُولِ بعد قوّته. والنُّعْنُعُ: الرجُل الطوِيلُ المُضْطَربُ الرَّخْوُ،
والنُّعُّ: الضعِيفُ. والتَّنَعْنُعُ: الاضْطِرابُ والتّمايُلُ؛ قال
طُفَيْلٌ:
منَ النّبيِّ اسْتَحْقَبَتْ كلَّ مِرْفَقٍ
رَوادِفَ، أمثالَ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ
والتَّنَعْنُعُ: التَّباعُدُ؛ ومنه قولُ ذي الرُّمّة:
على مِثْلِها يَدْنو البَعِيدُ، ويَبْعُدُ الـ
ـقَرِيبُ، ويُطْوَى النازِحُ المُتَنَعْنِعُ
والنُّعْنُعُ: الفَرْجُ الطوِيل الرَّقِيقُ؛ وأَنشد:
سَلُوا نِساءَ أَشْجَعُ:
أَيُّ الأُيُورِ أَنْفَعْ؟
أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ؟
أَم القَصِيرُ القَرْصَعْ؟
القَرْصَعُ: القَصِيرُ المُعَجَّرُ. ويقال لِبَظْرِ المرأَةِ إِذا طالَ:
نُعْنُعٌ؛ قال المُغِيرةُ بن حَبْناءَ:
وإِلاَّ جِئْتُ نُعْنُعَها بقَوْلٍ،
يُصَيِّره ثَماناً في ثَمانِ
قال أَبو منصور: قوله ثَماناً لحن والصحيح ثَمانِياً، وإِن روي:
يُصَيِّرُه ثَمانٍ في ثَمان
على لغة من يقول رأَيت قاضٍ كان جائزاً، قال الأَصمعي: المَعِدَةُ من
الإِنسان مثل الكَرِشِ من الدوابّ،وهي من الطير القانِصةُ بمنزلة القب
(*
قوله« القب» كذا بالأصل.) على فُوهةِ المَصارِينِ، قال: والحَوْصَلةُ يقال
لها النُّعْنُعةُ؛ وأَنشد:
فَعَبَّتْ لَهُنَّ الماءَ في نُعْنُعاتِها،
ووَلَّيْنَ تَوْلاةَ المُشِيح المُحاذِر
قال: وحَوْصَلةُ الرجُلِ كلُّ شيء أَسفلَ السُّرَّةِ.
والنُّعْنُعُ والنَّعْنَعُ والنَّعْناعُ: بَقْلةٌ طَيِّبةُ الرِّيحِ.
قال أَبو حنيفة: النُّعْنُعُ، هكذا ذكره بعض الرُّواة بالضم، بقلة طيبة
الريحِ والطعم فيها حَرارةٌ على اللسان، قال: والعامة تقول نَعْنَعٌ،
بالفتح، وفي الصحاح: ونَعْنَعٌ مقصور منه، ولم ينسبه إِلى العامّة.
والنَّعْنَعةُ: حِكايةُ صوت يرجع إِلى العين والنون.
نشغ: النَّشُوغُ: الوَجُورُ والسَّعُوطُ، وهو بالعين المهملة أَيضاً،
وهو أَعلى، وقد نُشِغَ الصبيُّ نُشُوغاً؛ قال ذو الرمة:
إذا مَرْئِيَّةٌ ولَدَتْ غُلاماً ،
فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحارا
وروي نُشِعَ، بالعين المهملة، وهو إيجارُك الصبي الدَّواءَ، وقد تَقَدّم
نَشغَه ونَشَعه إِذا أَوْجَره. ابن الأَعرابي: نُشِعَ الصبي ونشِغَ،
بالعين والغين، إذا أُوجِرَ في الأَنف. الليث: نَشَغْتُ الصبيَّ وَجُوراً
فانْتَشَغَه جُرْعةً بعد جُرْعةٍ. وفي الحديث: فإِذا هو يَنْشَغُ أَي
يَمَصُّ بِفِيه.
والمِنْشَغةُ: المُسْعُطُ أَو الصَّدَفةُ يُسْعَطُ بها؛ قال الشاعر:
سَأَنْشَغُه حتى يَلِينَ شَرِيسُه،
بِِمِنْشغةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ
والنَّشَغُ: التَّلْقِينُ، وربما قالوا نَشَغْته الكلام نَشْغاً أَي
لقَّنْتُه وعَلَّمته، وهو على التشبيه. ويقال نَشَغْتُه الكلامَ ونَسَغْتُه
الكلامَ، بالشين والسين؛ ونَشَغَه يَنْشَغُه نَشْغاً وأَنْشَغَه فَنَشَغَ
وتَنَشَّغَ وانْتَشَغَ وناشَغَ؛ قال:
أَهْوى وقد ناشَغَ شِرْباً واغِلا
والنَّشْغُ: الشَّهِيقُ حتى يَكاد يَبْلُغُ به الغَشْيَ. وفي حديث أُمِّ
إسماعيل: فإِذا الصبي يَنْشَغُ للموت، وقيل: معناه يَمْتَصُّ بِفيه من
نَشَغْتُ الصبيّ دَواء فانْتَشَغَه. ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً: شَهِقَ حتى
كاد يُغْشى عليه وإِنما ذلك من شَوْقِه. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه ذكرَ
النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَنَشَغَ نَشْغَةً أَي شَهِقَ وغُشِيَ
عليه؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك الإنسان شَوْقاً إلى صاحبه أَو إِلى
شيء فائتٍ وأَسَفاً عليه وحُبًّا للِقائه. قال: وهذا نَشْغٌ، بالغين، لا
اختلاف فيه؛ قال رؤبة يمدحُ رجلاً ويذكر شَوْقَه إليه:
عَرَفْتُ أَني ناشِغٌ في النُّشَّغِ ،
إِلَيْكَ أَرْجُو من نَداكَ الأُسْبَغِ
والنَّشْغةُ: تَنَفُّسةُ من تَنَفُّسِ الصُّعَداء ، يقال منه:نَشَغَ
يَنْشَغُ نَشْغاً. والنَّشْغُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وقد نَشَفَه، والعينُ
المهملة أَعْلى، ونُشِغَ به نَشْغاً: أُولِعَ، والعين المهملة لغة. أَبو عمرو:
نُشِغَ به ونُشِعَ به وشُغِفَ به أَي أُولِعَ به. وإنه لنَشُوغٌ بأَكل
اللحم ومَنْشُوغٌ به أَي مُولَعٌ.
والنَّاشِغانِ: الواهِنَتانِ وهما ضِلَعانِ من كل جانب ضِلَعٌ. الفراء:
النَّواشِغُ مَجاري الماء في الوادي؛ وأَنشد للمرَّار بن سَعِيد:
ولا مُتلاقِياً ، والشمسُ طِفْلٌ ،
ببَعْضِ نَواشِغِ الوادي حُمولا
والناشِغةُ: مَجْرى الماء إلى الوادي، وخَصَّ ابن الأَعرابي بها
الشُّعْبةَ المَسِيلةَ أَو الشَعْبَ المَسِيلَ. قال أَبو حنيفة: النَّواشِغُ
أَضْخَمُ من الشِّحاحِ، والنَّشَغاتُ فُواقاتٌ خَفِيِّاتٌ جِدّاً عند الموت،
واحدتها نَشْغةٌ، وقد نَشَغَ وتَنَشَّغَ. وفي الحديث: لا تَعْجَلُوا
بِتَغْطيةِ وجْهِ الميت حتى يَنْشَغَ أَو يَتَنَشَّغَ؛ حكاه الهَرَويُّ في
الغريبين. ابن الأَعرابي: أَنْشَغَ الرجل تَنَحَّى. ونَشَغَه بالرُّمْحِ:
طَعَنَه؛ قال الأَخطل:
تنَقَّلَتِ الدِّيارُ بها فَحلَّتْ
بِحَزَّةَ ، حَيْثُ يَنْتَشِغُ البَعِيرُ
وانْتِشاغُ البَعير: أَن يَضْرِبَ بخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الــذُّبابِ؛
قال أَبو زبيد:
شَأْسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِيَيْنِ ، متى
تَنْشَغْ بِوارِدةٍ، يَحْدُثْ لها فَزَعُ
يصف طريقاً تَنْشَغُ بِوارِدةٍ أَي يصير فيه الناس فَتَتضايقُ الطَّريقُ
بالوارِدةِ، كما يَنْشَغُ بالشيء إذا غَصَّ به. وفي حديث النجاشيّ: هل
تَنَشَّغَ فيكم الوَلَدُ؟ أَي اتَّسَعَ وكَثُرَ؛ هكذا جاء في رواية،
والمشهور تَفَشَّغَ بالفاء، والله أَعلم.