Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: دام

البَعْض

البَعْض
الجذر: ب ع ض

مثال: جَاء البعض
الرأي: مرفوضة
السبب: لدخول «أل» التعريف على «بعض» وهو غير جائز.

الصواب والرتبة: -جاء البعض [فصيحة]-جاء بعضهم [فصيحة]
التعليق: الأفصح استخــدام كلمة «بعض» مجردة من «أل» التعريف لوروده في القرآن الكريم، وقد وردت عن العرب أيضًا معرفة بالألف واللام كقول المجنون:
لاتنكر البعض من ديني فتجحده
وقول ابن المقفع: «أخذ البعض خير من ترك الكل». وأكثر ابن جني من استخــدام «كل» و «بعض» بالألف واللام. وذكر صاحب المصباح المنير نقلاً عن الأزهري ما نصه: «وأجاز النحويون إدخال الألف واللام على بعض وكل إلا الأصمعي»، وقد اتخذ مجمع اللغة المصري قرارًا- في الدورة الحادية والخمسين- بجواز دخول الألف واللام على كل وبعض. (انظر: الكلّ).

انفعال وأن ينفعل

الانفعال وأن ينفعل: هما الهيئة الحاصلة للمتأثر عن غيره بسبب التأثير أو لا كالهيئة الحاصلة للمنقطع ما دام منقطعا.
الانقسام العقلي والانقسام الوهمي والانقسام الفرضي؛ فالأول: هو الذي تحصل أجزاؤه بالفعل، وتنفصل الأجزاء بعضها عن بعض؛ والانقسام الوهمي هو الذي يثبته الوهم، وهو متناهٍ؛ لأن الوهم قوة جسمانية، ولا شيء من الوهم يقدر على الأفعال الغير المتناهية، والانقسام الفرضي: هو الذي يثبته العقل، وهو غير متناهٍ؛ لأن العقل مجرد عن المادة والقوة المجردة تقدر على الأفعال الغير المتناهية.

أن يفعل: هو كون الشيء مؤثرًا، كالقاطع ما دام قاطعًا.

عرق

عرق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أُتي بعرق من تمر. قَالَ الْأَصْمَعِي: أصل الْعرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أَن تجْعَل مِنْهَا زبيلا فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ: العرقة أَيْضا وَكَذَلِكَ كل شَيْء مصطف مثل الطير إِذا اصطفت فِي السَّمَاء فَهِيَ عرقة. قَالَ غير الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ كل شَيْء مضفور فَهُوَ الْعرق. قَالَ وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: [الْكَامِل] نَغْدُو فَنَتَرُكُ فِي المزاحِفِ مَن ثَوىَ ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَن لم يُقْتَلِ

يَعْنِي نأسرهم فنشدهم فِي العرقات وَهِي النسوع.
(عرق) : العِراقُ: حرْفُ الرِّيشِ، قال النَّظارُ:
وكَفَّ أَطْراف العِراقِ الخُرَّجِ
كمثْل خَطِّ الحاجِبِ المُزَجَّجِ
(عرق)
فِي الأَرْض عروقا ذهب فِيهَا والعظم عرقا ومعرقا أكل مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم نهشا بِأَسْنَانِهِ وَيُقَال عرقته السنون وعرقته الخطوب نَالَتْ مِنْهُ وَيُقَال أَيْضا فلَان معروق إِذا كَانَ قَلِيل اللَّحْم

(عرق) عرقا رشح جلده فَهُوَ عرقان وَيُقَال عرق الْحَائِط وعرقت الأَرْض فَهُوَ عرق وعرقان
ع ر ق: (الْعَرَقُ) الَّذِي يَرْشَحُ وَقَدْ (عَرِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَهُوَ أَيْضًا الزِّنْبِيلُ. وَ (عِرْقُ) الشَّجَرَةِ جَمْعُهُ (عُرُوقٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» وَ (الْعِرْقُ) الظَّالِمُ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا أَوْ يَزْرَعَ لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الْأَرْضَ. وَذَاتُ (عِرْقٍ) مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وَ (الْعِرَاقُ) بِلَادٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَ (الْعِرَاقَانِ) الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَأَعْرَقَ الرَّجُلُ أَيْ صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ. 
عرق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعْرقٍ ظَالِم حقٌّ. قَالَ الجُمَحِي: قَالَ هِشَام: العِرق الظَّالِم أَن يَجِيء الرجل إِلَى أَرض قد أَحْيَاهَا رَجُل قبله فيغرس فِيهَا غرسا أَو يُحدث فِيهَا حَدثا ليستوجب بِهِ الأَرْض هَذَا الْكَلَام أَو نَحوه قَالَ أَبُو عُبَيْد فَهَذَا التَّفْسِير فِي الحَدِيث الأول وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك حَدِيث آخر سَمِعت عباد بْن الْعَوام يحدثه مثل هَذَا الحَدِيث قَالَ قَالَ عُرْوَة: فَلَقَد أَخْبرنِي الَّذِي حَدَّثَنِي هَذَا الحَدِيث أَن رجلا غرس فِي أَرض رَجُل من الْأَنْصَار نخلا فاختصما إِلَى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقضى للْأَنْصَارِيِّ بأرضه وَقضى على الآخر أَن ينْزع نَخْلَة قَالَ: فَلَقَد رَأَيْتهَا يُضرب فِي أُصُولهَا بالفُؤوس وَإِنَّهَا لنخل عَم.
(ع ر ق) : (الْعَرْقُ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ لَحْمٌ وَاَلَّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْهِ وَقِيلَ الَّذِي أُخِذَ أَكْثَرُ مَا عَلَيْهِ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَسِيرٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ جَابِرٍ رَأَى عَرْقًا فَأَكَلَ مِنْهُ وَالْجَمْعُ عِرَاقٌ (وَالْعِرْقُ) بِالْكَسْرِ عِرْقُ الشَّجَر (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ أَيْ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ غَرْسًا عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ لِيَسْتَوْجِبَهَا وَوَصْفُ الْعِرْقِ بِالظُّلْمِ الَّذِي هُوَ صِفَةُ صَاحِبِهِ عَلَى هَذَا الْوَجْه مِنْ الْمَجَازِ حَسَنٌ وَأَمَّا مَا قَالَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَتَمَحُّلٌ (وَفِي الْوَاقِعَاتِ) رَجُلٌ لَهُ شَجَرٌ تَعَرَّقَتْ فِي مِلْكِ غَيْرِهِ أَيْ سَرَى فِيهِ عِرْقُهَا وَصَوَابُهُ عَرَّقَتْ (وَذَات عِرْقٍ) مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ (وَالْعَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِكْتَلٌ عَظِيمٌ يُنْسَجُ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ سِعَتُهُ ثَلَاثُونَ صَاعًا وَقِيلَ خَمْسَةَ عَشَرَ.
(خُوَاهَرْ زَادَهْ) السُّجُود عَلَى الْعِيرْزَالِ قَالُوا هُوَ الْخُوَازَةُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَعَنْ الْغُورِيِّ هُوَ مَوْضِعٌ يَتَّخِذُهُ النَّاظِرُ فَوْقَ أَطْرَافِ الشَّجَر يَكُونُ فِيهِ فِرَارًا مِنْ الْأَسَدِ.
ع ر ق

فلان معرق له في الكرم أو اللؤم، وهو عريق فيه. وعرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا. وتداركته أعراق صدق أو سوء. قال:

جرى طلقاً حتى إذا قيل قد جرى ... تهداركه أعراق سوء فبلّدا

وفلان يعارق صاحبه: يفاخره بعرقه. واستأصل الله تعالى عرقاتهم روي بالفتح والكسر. واعترقت الشجرة واستعرقت: ضربت بعروقها. ويقال: لبن حديث العرق أي لم يتقادم فيمسخ طعمه. وإذا سقايت نديمك فأعرق له أي أقلّ له المزاج. وكأس معرقة. وأنشد ابو عبيدك

رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم

وعرق في الإناء: جعل فيه ماءً قليلاً. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وجاؤا بثريدة لها حفافان من البضع وجناحان من العراق. وقيل لبنت الخسّ: ما أطيب العراق قالت: عراق الغيث وذلك ما خرج من النبات على أثر الغيث لأن الماشية تحبه فتسمن عليه فيطيب عراقها. وما تركت السنة لهم عظماً إلا تعرّقته. وأنشد سيبويه لجرير:

إذا بعض السنين تعرّقتنا ... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم

وفلان معروق العظام أي مهزول. ورجل عرقة: كثير العرق. واتخذت ثوبي هذا معرقاً أي شعاراً ينشف العرق لئلا ينال ثياب الصّينة. واستعرق الرجل في الشمس إذا نام ي المشرفة واستغشى ثيابه ليعرق. وعرقت عليه بخير أي نديت. ويقال للفرس عند الصنعة: احمله على المعراق الأعلى وعلى المعراق الأسفل يعني الشّدّين: الشديد والدون. وملأ الدّلو إلى العراقي. ولقيت نه ذات العراقي. وعرق القربة. وجرى الفرس عرقاً أو عرقين وهو الطلق. ومرت عرفة من الطير.

عرق


عَرَقَ(n. ac. عَرْق
مَعْرَق)
a. Gnawed, picked; scraped (bone).
b. [Fī], Went away, departed to, set out for.
c. Doubled the lining of (bag).
d. [pass.], Was thin, emaciated. _ast;
عَرِقَ(n. ac. عَرَق)
a. Perspired, sweated.

عَرَّقَa. Made to perspire, sweat.
b. Diluted slightly (beverage).
c. [ coll. ], Parboiled (
figs ).
أَعْرَقَa. see II (b)b. Came, journeyed to Irāk.
c. Became firmly-rooted (tree).
تَعَرَّقَa. Gnawed &c. (bone).
إِعْتَرَقَa. see IV (c)
& V.
إِسْتَعْرَقَa. Tried to induce perspiration.

عَرْق
(pl.
عِرَاْق)
a. Bone.
b. Trodden path, beaten track.

عَرْقَةa. Mountain-road.

عِرْق
(pl.
عِرَاْق
عُرُوْق أَعْرَاْق)
a. Vein; artery.
b. (pl.
عُرُوْق), Vein ( of metal ).
c. Root; fibre.
d. Fresh milk.
e. Sandhill.
f. Steep mountain.
g. Salt ground.
h. Drop, bead of; a little ( water & c. ).
عِرْقَة
( pl.
reg. &
عِرَق)
a. Root; fibre.
b. Capital, funds, resources; stock-in-trade.

عَرَق
(pl.
أَعْرَاْق)
a. Sweat, perspiration; moisture, humidity.
b. Milk.
c. Row, layer; series; file, train ( of
animals ); foot-prints, tracks.
d. Fatigue, weariness.
e. Run, race, heat.
f. [ coll. ], Distilled liquor:
brandy; araki.
عَرَقَة
(pl.
عَرَق
& reg. )
a. see 4 (c)
عَرَقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عُرَق
عُرَقَةa. Sweaty.

أَعْرَقُa. see 25 (b)
مِعْرَقa. Flaying-instrument.

عَرَاْقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عِرَاْق
(pl.
عُرْق
عُرُق
أَعْرِقَة
15t)
a. Leather lining.
b. (pl.
عُرُق), Shore, coast; bank; edge.
c. Border, periphery ( of the ear ); hem (
of a cloth ).
d. Irāk, Mesopotamia.

عِرَاْقِيَّة
(pl.
عَرَاقٍ)
a. [ coll. ], Undercap.

عُرَاْقa. Drop of water.
b. Abundant rain, downpour.

عَرِيْقa. Generous, of good birth; thorough-bred (
horse ).
b. Enrooted: innate, inborn, inbred.

عَرْقَاْنُa. Sweating, perspiring.

عَوَاْرِقُa. Molar teeth.
b. Years.

N. P.
عَرڤقَa. Diluted (drink).
N. Ag.
عَرَّقَa. Sudorific.

N. P.
عَرَّقَa. see N. P.
I
N. Ag.
أَعْرَقَa. see 25 (a)
N. P.
أَعْرَقَa. see N. P.
I
عِرْقَاة
a. see 2t (b)
عَرَق الخَِلَال
a. Token of friendship, gift.

العُرُوْق السَّوَاكِن
a. The veins.

العُرُوْق الضَّوَارِب
a. The arteries.

عُرَاق الغَيْث
a. Vegetation that springs up after rain.
ذَات العَرَاقِي
a. Misfortunes.
ع ر ق : عَرِقَ عَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ عَرْقَانُ قَالَ فَارِسٍ وَلَمْ يُسْمَعْ لِلْعَرَقِ جَمْعٌ وَعَرَقْتُ الْعَظْمَ عَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَكَلْت مَا عَلَيْهِ مِنْ اللَّحْمِ.

وَالْعَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ ضَفِيرَةٌ تُنْسَجُ مِنْ خُوصٍ وَهُوَ الْمِكْتَلُ وَالزَّبِيلُ وَيُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا وَالْعَرَقُ أَيْضًا كُلُّ مُصْطَفٍّ مِنْ طَيْرٍ وَخَيْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَعْرَاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجُمِعَ أَيْضًا عَرَقَاتٍ مِثْلُ قَصَبَاتٍ وَالْعِرْق مِنْ الْجَسَدِ جَمْعُهُ عُرُوقٌ وَأَعْرَاقٌ وَعِرْقُ الشَّجَرَةِ يُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى عُرُوقٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» قِيلَ مَعْنَاهُ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ أَوْ فِي أَرْضٍ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ لِيَسْتَوْجِبَهَا هُوَ لِنَفْسِهِ فَوَصَفَ الْعِرْقَ بِالظُّلْمِ مَجَازًا لِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ لَهُ حَتَّى يَجُوزَ لِلْمَالِكِ الِاجْتِرَاءُ عَلَيْهِ بِالْقَلْعِ مِنْ غَيْرِ إذْنِ صَاحِبِهِ كَمَا يَجُوزُ الِاجْتِرَاءُ عَلَى الرَّجُلِ الظَّالِمِ فَيُرَدُّ وَيُمْنَعُ وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ.

وَذَاتُ عِرْقٍ مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَهُوَ عَنْ مَكَّةَ نَحْوَ مُرْحَلَتَيْنِ وَيُقَالُ هُوَ مِنْ نَجْدِ الْحِجَازِ.

وَالْعِرَاقُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قِيلَ هُوَ مُعَرَّبٌ وَقِيلَ سُمِّيَ عِرَاقًا لِأَنَّهُ سَفَلَ عَنْ نَجْدٍ وَدَنَا مِنْ الْبَحْرِ أَخْذًا مِنْ عِرَاقِ الْقِرْبَةِ وَالْمَزَادَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهُوَ مَا ثَنَوْهُ ثُمَّ خَرَزُوهُ مَثْنِيًّا وَيُنْسَبُ إلَى الْعِرَاقِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ عِرَاقِيٌّ وَالِاثْنَانِ عِرَاقِيَّانِ وَلِلشَّافِعِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَصْنِيفٌ لَطِيفٌ نَصَبَ الْخِلَافَ فِيهِ مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَاخْتَارَ مَا رَجَحَ عِنْدَهُ دَلِيلُهُ وَيُسَمَّى اخْتِلَافَ الْعِرَاقِيِّينَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْسُوبٌ إلَى الْعِرَاقِ فَهُمَا عِرَاقِيَّانِ. 
(عرق) - في حَديِث عُمَر - رضي الله عنه - أَنّه قال لِسَلْمان: "أين تَأخُذُ إذا صَدَرْت: أَعَلَى المُعَرِّقَةِ أم على المدينة؟ "
كذا رُوَيت مُشَدَّدة، والصَّوابُ التَّخْفِيف، وهي طَرِيقٌ كانت قريش تَسْلُكُها إذا سَارَت إلى الشَّام، تأخُذُ على السَّاحل، وفيها سَلكَت عِيرُ قُرَيش حين كانت وَقْعَة بَدْر.
- في الحديث: "أَنَّه وقَّت لأَهلِ العِراقِ ذَاتَ عِرْقٍ"
العِراقُ في الّلغة: شَاطِىءُ البَحْر والنَّهر، فقيل للعِراق عِراقٌ لأنه على شاطىء دِجْلَة والفُرَات حِينَ يتَّصِل بالبحر.
وقيل: العراق: الخَرَز الذي في أسفَلِ القِربةِ، فسُمِّى هذا الرِّيفُ عِراقًا لاستِفالِه عن أرضِ نجدٍ، وقيل: لامْتِداده كامْتِداد ذاك الخَرَز. وقيل: لإحاطتِه بأرضِ العَرب كإحاطة ذلك بالقِرْبَة.
وقيل: عِراق تَعْرِيب إيران ، وقيل: سُمِّى به لكَثْرة عُروقِ الشَّجَر فيه، وذَاتُ عِرْق، قيل: سُمِّى به لأن هناك عِرْقاً وهو الجَبَل الصَّغير.
- ومنه حديث جَابِر - رضي الله عنه -: "خَرجُوا يَقُودُون به حتى لَمَّا كان عند العرْقِ من الجَبَل الذي دُونَ الخَنْدق نَكَّبَ" . وسُمِّى عِرْقًا كأَنَّه عِرْقُ جَبَل آخر.
- ومنه حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنه كان يُصَلِّى إلى العِرْق الذي في طَرِيقِ مَكَّةَ".
- في الحديث: "إن ماءَ الرَّجل يَجرِى من المَرْأَة إذا واقَعَهَا في كل عِرْقٍ وعَصبٍ"
قيل: العَربُ لا تَكاد تُفَرِّق بين العِرْق والعَصَب، ومن الناس من يَجَعل العِرقَ الأَجوفَ، والعَصَب غَيرَ الأَجوفِ.
- في حديث أبى الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه، "أنّه رأى في المَسْجِد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا"
قال الحربى: أَظُنُّها خَشَبَة فيها صُورَة، ويقال: لكُلِّ صَفٍّ من خَيْل أو قَطًا عَرَقَة، والجَمعُ عَرَق.
- في حديث عَطاء: "أَنَّه كَرِه العُروقَ للمُحرِم"
العُروقُ: نَباتٌ أصفَر طَيِّبُ الريح والطَّعْم، يُعمَل في الطَّعامِ، وقيل: هو جمع واحِدُه عِرْقٌ.
- في حديث وائل، بن حُجْر، قال لِمعاوِيةَ، رضي الله عنهما، "تَعرَّق ظِلَّ ناقَتى" كأنه من تَعرَّقْت العَظْمَ إذا أخذتَ ما عليه من اللَّحمِ بأَسْنَانك: أي امْشِ في ظِلِّها وانتفع به قَلِيلاً قَلِيلاً، كما يؤخَذ مِنَ العَظْمِ بالأَسنَانِ.
- ومن رُباعِيِّه: "رَأَيتُ كأَنَ دَلْوًا دُلِّىَ من السَّماءِ، فأخذ أبو بَكْر، رضي الله عنه، بعَرَاقِيها فشَرِب"
العَراقِى: جمع عَرْقُوة مُخَفَّفَتَين؛ وهي الخَشَبة المعروضَة على فَمِ الدَّلو، وهما عَرقوَتان كالصَّلِيب، وهما أيضا الخَشَبَتان اللَّتان تَضُمَّان ما بَيْن واسِطَة الرَّحْل وآخِرَتهِ، وقد عرقَيْتُ الدَّلوَ: ركَّبتُ العَرقُوة فيها ، فهى مُعَرْقَاةٌ ومَعْرُوقة، وجِنْس العَرْقُوَة العَرْقِى بالياء. قال قائِلهُم:
* حتىّ تَقُضىِّ عَرْقِىَ الدُّلِىِّ *
عرق علق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين خطب النَّاس فَقَالَ: [أَلا -] لَا تُغَالوا فِي صُدُق النِّسَاء فَإِن الرجل يُغالي فِي صدَاق الْمَرْأَة حَتَّى يكون ذَلِك لَهَا فِي قَلْبه عَدَاوَة يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك عَلَق القِرْبة أَو عَرَقَ القِرْبة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَاف كثير قَالَ الْكسَائي: عَرَقُ القِربة أَن يقولَ: نَصِبْتُ لَك وتَكلَّفتُ حَتَّى عَرِقْتُ كعَرَقِ القِربة وعرقُها سَيَلانُ مَائِهَا وقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَرَقُ القِربة أَن يَقُول: تكلفتُ إِلَيْك مالم يَبْلُغْه أحد حَتَّى تجشَّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ الْقرْبَة لَا تَعرَق يذهب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى يَشِيْبَ الغُراب وَحَتَّى يَبِيضَ الفأر وَمثل قَوْلهم: الأبْلَقَُ العَقُوق والعَقُوق الحامِل وأشباهه مِمَّا قد عُلِم أَنه لَا يكون. قَالَ أَبُو عبيد: وَله فِيهِ وَجه آخر قَالَ: إِذا قَالَ: عَلَق القِربة فَإِن علقها عِصامُها الَّذِي تُعلَّقُ بِهِ فَيَقُول: تكلّفت لَك كل شَيْء حَتَّى عِصامَ الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عبيد: وحُكِى [لي -] عَن يُونُس الْبَصْرِيّ أَنه قَالَ: عَرَقُ الْقرْبَة مَنْقَعَتُها يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك حتّى اْحتَجتُ إِلَى نَقْع الْقرْبَة وَهُوَ مَاؤُهَا يَعْنِي فِي الْأَسْفَار وَأنْشد لرجل أَخذ سَيْفا من رجل فَقَالَ: [الوافر]

سَأجعَلُه مَكَان النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيتُهُ عَلَق الخِلالِ

قَالَ أَبُو عبيد: لم اُعْطَهُ عَن مودّة من المخالة والصَّداقة وَلَكِن أَخَذته قَسْراً. والْحَدِيث فِي شعر بني عبس وَاضح أَنه أسَرَه أَخذ سيفَه [ذَا -] النُّون. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ من الْعلمَاء: عَرَق القِربة بقايا المَاء 98 - / ب فِيهَا واحدتها عرقة. ويروى عَن أبي الْخطاب / الْأَخْفَش أنّه قَالَ: العَرَقة السّفِيفة الَّتِي يَجْعَلهَا الرجل على صَدره إِذا حمل الْقرْبَة سَمَّاهَا عرقةً لِأَنَّهَا منسوجة. قَالَ الْأَصْمَعِي: عرق الْقرْبَة كلمة مَعْنَاهَا الشدَّة قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَسمعت ابْن أبي طرفَة وَكَانَ من أفْصح من رَأَيْت يَقُول: سَمِعت شِيخانَنا يَقُولُونَ: لَقِيتُ مِن فلانٍ عرق الْقرْبَة يَعْنُون الشدَّة وأنشدني [الْأَصْمَعِي -] لِابْنِ أَحْمَر: [الْكَامِل]

لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُها ... عَرَق السقاءِ على القَعُود اللاَّغِبِ

قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أَنه يسمع الْكَلِمَة تغيظه وَلَيْسَت بشتم فَيَأْخُذ صَاحبهَا بهَا وَقد اُبْلِغَتْ إِلَيْهِ كعرق السقاء على القَعود اللاغب أَرَادَ بالسقاء القربةَ فَقَالَ: عرق السقاء لما لم يُمْكِنْهُ الشّعْر ثمَّ قَالَ: على القَعود اللاغب وَكَأن مَعْنَاهُ أَن يعلق الْقرْبَة على الْقعُود فِي أسفارهم وَهَذَا الْمَعْنى شَبيه بِمَا كَانَ الفرّاء يحكيه. زعم أَنهم كَانُوا فِي المفاوز فِي أسفارهم يتزوّدون المَاء فيعلّقونه على الْإِبِل يتناوبونه فَكَانَ فِي ذَلِك تَعب ومشقة على الظَّهر وَكَانَ الفرّاء يَجْعَل هَذَا التَّفْسِير فِي عَلَق الْقرْبَة بِاللَّامِ.
عرق
لَبَنُ عَرِقٌ: أصابَه عَرَقٌ فَفَسَدَ طَعْمُه. والعَرَقُ: اللبَن. وهذه غَنَمُ عَرَقٍ ث مضاف. وأعْرَقُ لَيْلةٍ في السنة: أكْملها لَبَناً. وعُرُوْقُ كل شي: أصوله المُتَشعبَة.
وَعَرَقَ عُرُوْقاً في الأرْض: اذْهَبَها. واسْتَأصَلَ اللهُ عِرْقَاتهم: أي أصْلَهم؛ وهو على بِناء سِعْلاة، وقيل: واحده عِرقَة، وقد فُتحَت التاء تخفيفاً؛ وهي لغةٌ.
قال الصاحبُ الجليل: الذي أوجبه القياسُ الصحيح كَسرَ التاء من عِرْقاتهم؛ لأنها التاءُ الزائدة، إلا أن الخليلَ قال: تقول: استأصَل اللهُ عَرَقاتهم، كذا قال بنصب العين والراء؛ وينصبون التاءَ روايةً عنهم، ولا يجعلونه كالتاء الزائدة في جمع التأنيث.
فأما الأصمعي وغيره فيروون استأصَلَ اللهُ عرْقاتهم على لفظ الواحد، والعرقاة أصلُ الشيء على وَزْنِ سِعاة. وفي الروايتين جميعاً قد أقيمت اللامُ مقامَ الراء؛ كما تقول العربُ: عِلْقُ مَضِنةٍ وعِرْقُ مَضِنةٍ.
والعِرقُ: الحبل الصغير. ونَبات أصْفَرُ يُصْبغُ به، والجميعُ العُرُوْق.
ولَبَنٌ حَدِيْثُ العِرْقِ: أي حديثُ العَهْد لم يَتغير ْطَعْمُه. وعرْقُ الماءِ: مَنْبَعه.
وماءٌ عَرَق: طيب. والعِرْقُ من الأرْض: ما يُنْبِتُ العِكْرِشَ. وَرَفَعْتُ عَرَقاً من الحائط، والجميع الأعْراق. وهو مُعْرَق له في الكرَم أو اللؤم، ومَعْرُوْق له أيضاً.
وعًرقَ فيه أعْمامُه وأعْرَقوا. وأعْرَقَ فيه أعْراقُ العَبيد: خالَطَه ذلك وتَخلَقَ بأخْلاقِهم. وأعرَقَ الفَرَسُ: صارَ عَريقاً.
وأعْرَقَ الشجَرُ: امتدتْ عُرُوْقُه. وأعرَق: أتى العِراقَ. والعِرَاقُ: شاطئ البَحْر، وبه سميَت العِراق. وعِراق المزادةِ: الخَرْزُ المَثْنِي في أسْفَلِه، وقيل: به سُمِّيَ العِراق، لإحاطَتِها بأرض العَرَب، وجمعُهُ عُرُقٌ. والعِراقُ: مَنابتُ الشجَر، الواحِدُ عِرْقٌ، وبه سميَ العِراق.
والعراقُ والعِرْقُ: قُطْرُ الجَبَل وحده. ويُقال للفَرَس عندَ اسْتِلال العَرَقِ والصنْعَة: احْمِلْه على العِراقِ الأعْلى والعِراق الأسْفَل، يعني: الشديدَ والدوْنَ. وَعَرقْتُه: أخَذْتَ عَرَقَه. والعَرْقُوَةُ: الخَشَبَة المَعْروضةُ على الدلْو وعلى عَضُد القَتَب، ويُقال عُرْقُوَةٌ أيضاً. ودَلو مًعَرْقاة ومَعْرُوْقَة.
والعَرْقُوَةُ: كل أكَمَةٍ مُنْقادةٍ في الأرض. والجَبَلُ الغليظ لا يُرْتَقى لصُعُوَبتِه وليس بطويل. والعُرَاق: العَظْمُ أخِذَ عنه الفَحْم، وعَرَقْتُه واعْتَرَقْته وتعَرقته.
فإذا كان بلحمِه فهو عَرْقٌ وعَرُوْق. وأعْرَقْتُه: أعطيْتَه عَرْقاً. وعُرَاقُ الغَيْث: نَباتُه في أثَره. وفَرَسٌ أمِيْنُ العُرَاق: أي العَصبَ. وَرَجُل مَعروق ومعترق: مهزول.
وَعَرقْتُ في الدلْو: إذا كان دونَ المَلْء، وأعْرَقْتُ أيضاً. والخمْرُ المُعْرَقَة؛ الصرْف، وقيل: القَليلةُ المِزاج. وَتَعرقْتُها: مَزَجْتَها. وأعْرَقَه الساقي: سقاه مُعْرَقاً.
وذاتُ العَرَاقِي: دَاهِيَةٌ. وإِحْدى العَراقي مثلهُ. وما عَرقَ لنا من ثوابكم شيءٌ: أي ما أتانا. والعَرَقُ والعَرًقة: السَفِيْفَة المَنْسوجة أو المَضْفورة، وسميَ الزبِيْلُ عَرَقاً لذلك. ومن الطيْر وغيرهِ: المُصْطَفَة.
وما أعْرَقْتُه شيئاً: أي ما أعطيْته، ويُقال عَرَقْتُه أيضاً. وعرِقْتُ عليه بخيرٍ: نَدِيْت.
والعَرَقُ: الهِبَةُ بعَيْنها. وخُلوصُ المحبة. والجزاء. ومنه: تَكًلَفْتُ له عَرق القِرْبة: أي كلَّ شيءٍ حتى ثَمَن القِرْبة، وقيل: عَرَقُ القِرْبَة أمْرٌ شديدٌ، وقيل: بقية مائها.
والعُرَاقَةُ: النُّطْفَة. ومَرَرْت على عَرَقَةِ الإبل: أي أثَرِها. وفي المَثَل: هو أكْسى من عَرَقَةِ قَينة: لِشَيْءٍ يُتَّخَذ فوقَ الهَوْدج. والعَرَقَةُ: خَشَبَةٌ تُعْرَضُ على الحائط بين اللبِن، وعلى البئر، وبِئْرٌ مُعْرَقَة.
واسْتَعْرَقَ في الشًمْس: جَلَسَ فيها لِيَعْرَقَ. واسْتَعْرَقَت الشجَرُ: ضَرَبَ عُرُوْقُها في الأرض واسْتَفْرَعَتْ. ولا تُعَرقَن لي: أي انظُرْ ما تريد، أي بينْ أمْرَك.
وما أنتَ بِعِرْق مَضِنًةٍ: بمعنى اللام.
وهو يُعَارِقُ فلاناً: أي يُفاخِرُه. ونَزَلَ بِعَرْقايَ وعَرْقائي: أي ساحَتي.
[عرق] ط: فيه: أتى "بعرق" من تمر، هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء فيهما. ط: تسع خمسة عشر صاعًا. ج: هو بفتح راء خوص منسوج مضفور يعمل منه الزنبيل فسمى به الزنبيل. وفي ح إحياء الموات: ليس "لعرق" ظالم حق، هو أن يغرس في أرض أحياها رجل غصبًا ليستوجبها به، والعرق أحد عروق الشجرة، وروى بتنوينه بمعنى لذي عرق ظالم، وظالم صفة عرق مجازًا أو صفة ذي حقيقة، وإن روىالإضافة يكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق أي مجازًا. ط: روى عرق بالإضافة والوصف أي من غرس في أرض غيره أو زرعها فليس لغرسه وزرعه حق إبقاء بل للمالك أن يقلعه مجانًا، وقيل: من غرس أرضًا أحياه غيره أو زرعها لم يستحق به الأرض، وهو أوفق لما سبق، وظالم إن أضيف إليه فهو الغارس لأنه تصرف في ملك الغير، وإن وصف به فالمغروس سمي به لأنه الظالم. نه: ومنه ح من قدم عليه صلى الله عليه وسلم بابل من صدقات قومه: كأنها "عروق" الأرطى، هو شجر معروف وعروقه طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إذا أثيرت حمراء مكتنزة ترف يقطر منها الماء، شبه بها الإبل في اكتنازها وحمرة لونها. وفيه: إن ماء الرجل يجري من المرأة إذا واقعها في "عرق" وعصب، العرق من الحيوان الأجوف الذي فيه الدم، والعصب غير الأجوف. وفيه: إنه وقت لأهل العراق ذات "عرق"، هو منزل معروف فيه عرق وهو الجبل الصغير، وقيل: الأرض السبخة. و"العراق" لغة شاطئ النهر والبحر وبه سمي الصقع لأنه على شاطئ الفرات ودجلة. ومنه ح: لما كان عند "العرق" من الجبل الذي دون الخندق نكب. ومنه ح ابن عمر: كان يصلي إلى "العرق" الذي في طريق مكة.
عرق
عرِقَ يَعرَق، عَرَقًا، فهو عَرْقانُ/ عَرْقانٌ
• عرِق الإنسانُ/ عرِق الحيوانُ: رشح جلدُه بالعَرَق، رشح العَرَقُ من مَسَامِّ جِلده "كان الجوُّ حارًّا فعَرِق- عَرِق من التَّعب". 

أعرقَ يُعرق، إعراقًا، فهو مُعرِق، والمفعول مُعرَق (للمتعدِّي)
• أعرق الشَّجرُ: امتدّت عروقُه في الأرض "أعرق النَّخْلُ".
• أعرق الشَّخْصُ:
1 - أتى بلاد العراق "أعرقَ الرَّحَّالةُ".
 2 - صار عريقًا في الشّرف "أعرق فلان في الكرم: كان له أصل فيه".
• أعرقه طولُ العَدْو: جعله يَعْرَق "أعرقته التَّمارينُ الجادّة". 

عرَّقَ يعرِّق، تعريقًا، فهو مُعرِّق، والمفعول مُعرَّق
• عرَّقه الحرُّ الشَّديد: جعله يعرق، أي ترشح مسامُّ جلده بالعَرَق "عرَّقه العَدْوُ الطَّويل- تمارينُ مُعرِّقة" ° رَجُل معرِّق: مهزول.
• عرَّق الشَّرابَ: مزجه بماء قليل "عرَّقتُ شرابَ التُّوت لتقلّ كثافته وحلاوته". 

عَراقة [مفرد]: أصالة "عُرِف بعَراقة نَسَبه- في شعره عراقة تذكِّرنا بالبحتريّ". 

عَرَق [مفرد]:
1 - مصدر عرِقَ.
2 - (طب) ماء تذوب فيه موادّ زائدة عن حاجة الجسم، يرشح من مَسَام الجِلْد من غُدَد خَاصَّة تُسمَّى الغُدَد العرقيَّة "كان العَرَقُ يقطر من جبينه- عَرَقُ العافية- مُبلَّلٌ بالعَرَق- شراب مُدِرّ للعَرَق" ° تصبَّب عَرَقًا: خجِل، أو خاف واضطرب- لقيت منه عَرَق الجبين: تعبت في أمره حتَّى عرِق جبيني من الشِّدَّة- نال الشّيءَ بعَرَق جبينه: ناله بكدِّه وكفاحه.
3 - شراب مُسْكِر يُصنع من العنب أو البلح. 

عِرْق [مفرد]: ج أعراق وعُرُوق:
1 - وريد أو شريان، مجرى الدَّم في الجسَد "نفرت عُرُوق يده" ° ما دام فيه عِرْق ينبضُ: ما دام حيًّا.
2 - جنس، سلالة من النّاس يُصنَّفون بناء على التَّاريخ أو الجنسيّة أو التّوزيع الجغرافيّ المشترك "العِرْق القوقازيّ/ الأبيض- له انتماء عِرْقيّ" ° التَّاريخ العِرْقيّ: الدراسة العلميَّة لتطوُّر الإنسانيّة عن طريق تحليل الآثار الجيولوجيَّة لمجموعة عرقيَّة- متعدِّد الأعراق: مؤلَّف من، أو متضمّن أو ممثّل لأعراق عديدة مختلفة.
3 - أساسه، أصل كلّ شيء "فلان طيّب العِرْق: ينزع إلى أصل كريم".
4 - (نت) حزمة من أنسجة الخشب أو اللّحاء في الورقة.
• عِرْق النّبات: أصله وجذره ° عِرْق السُّوس: جذر السُّوس، وهو نبات يُصنع منه شراب.
• عِرْق النَّسَا: (طب) داء في الأعصاب يبتدئ من مفصل الورك ويمتدّ إلى الركبة أو القدم. 

عَرْقانُ/ عَرْقانٌ [مفرد]: مؤ عَرْقَى/ عرقانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرِقَ. 

عِرْقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِرْق.
• التَّطهير العرقيّ: التعدِّي على جنس من الأجناس البشريّة بالقتل والتعذيب بهدف إبادته والقضاء عليه نهائيًّا. 

عَرَقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرَق.
• الغُدَّة العَرَقيَّة: (طب) غدَّة صغيرة أنبوبيَّة الشَّكل موجودة في جميع أجزاء جلد الإنسان تقريبًا، وهي التي تفرز العَرَق لخارج الجسم من خلال المسامّ للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم. 

عِرْقيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من عِرْق.
2 - (سة) مذهب يرمي إلى تصنيف الجماعات الإنسانيَّة على أساس انتمائها إلى عِرقٍ أو أصلٍ معيَّن، ويُعرَف بالتَّمييز العُنصريّ "عِرْقيَّة النَّازيِّين". 

عَريق [مفرد]: ج عِراق وعُرُق: أصيل، كريم، رفيع النَّسب "نسبٌ عَريق- فَرَسٌ عَريق: نجيب- هو من عائلة عريقة" ° عَريق في القِدم: قديم جدًّا. 
[عرق] العَرَقُ: الذي يرشَح. وقد عرق. ورجل عرقة، مثال همزة، إذا كان كثير العرق. وقولهم: ما أكثر عَرَقَ إبلِه، أي نتاجَها. والعَرَقُ: السطر من الخليل والطير وكل مصطفٍّ. قال طُفيلٌ يصف فرساً: كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ والعَرَقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ، ومنه قيل للزبيل عَرَقٌ. وعَرَقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة. قال الشاعر يصف سيفاً: سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي وما أُعطيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ يقول: أخذتُ هذا السيف عنوة، ولم أعطله للمودة. قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله. وقال غيره: العَرَقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة. قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له. وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج إلى حَمْلها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس. فيقال: تجشمتُ لك عَرَقَ القربةِ. ويقال: جرى الفرس عَرَقاً أو عَرَقَيْنِ: أي طِلْقاً أو طِلْقين. ولبنٌ عَرِقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيرت رائحته. والعَرَقَةُ: الطُرَّةُ تُنسَج جوانبَ الفسطاط، وكذلك الخشبة التي توضع معترضةً بين سافيَ الحائط. والعَرَقاتُ: النُسوعُ. والعَرَقَةُ: واحدة العَرَقِ، وهو السَطر من الخيل والطير ونحوه. والعروق: نبات أصفر يُصْبَغُ به. والعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْقٌ. وفي الحديث: " من أحيا أرضاً ميّتةً فهي له، وليس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ ". والعِرْقُ الظالم: أن يجئ الرجل إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض. ويقال أيضاً: في الشراب عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وذات عرق: موضع بالبادية. والعَرْقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أعرقة بالضم عرقا ومعرقا، إذا أكلت ما عليه من اللحم. وقال: أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ والعَرْقُ أيضاً: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عراق بالضم. قال ابن السكيت: ولم يجئ شئ من الجمع على فعال إلا أحرف منها تؤام جمع توأم، وشاة ربى غنم رباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، ورخل ورخال، وفرير وفرار، قال: ولا نظير لها. ورجل معرق العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم. وتعرقت العظم، مثل عرقته. والعراق: بلاد، يذكر ويؤنث، ويقال هو فارسي معرب. والعراقان: الكوفة والبصرة. وأعرق الرجل، إذا صار إلى العراق. قال الممزق العبدى: فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو العِراقُ، والجمع عرق. وإذا سوى ثم خزر عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب. وقال الأصمعي: العِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الخرز. وأعرق الرجل، أي صار عَريقاً، وهو الذي له عِرْقٌ في الكرم، وكذلك الفرس. فلان معْرِقٌ يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعاً. وقد أعْرَقَ فيه أعمامه وأخواله. ويقال: " إن امرأً ليس بينه وبين آدم أبٌ حيٌّ لمُعْرَقٌ له في الموت " كما يقال لَمُعْرَقٌ له في الكرم، أي له عِرْقٌ في ذلك، يموت لا محالة. وأعْرَقَ الشجرُ والنباتُ، إذا امتدتْ عُروقهُ في الأرض. وعَرَقَ فلانٌ في الارض يعرق عروقا، مثال جلس جلوسا، أي ذهب. وعارق: اسم شاعر من طيئ ، سمى بذلك لقوله:

لانتحين للعظم ذو أنا عارقه * وأعرقت الشراب فهو معرق أي فيه عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وعَرَّقْتُ الشراب تَعْريقاً، إذا مزجتَه من غير أن تبالغَ فيه. ومنه طلاءٌ مُعَرَّقٌ. ويقال أيضاُ رجلٌ مُعَرَّقُ الخَدَّيْنِ، إذا كانَ قليلَ لحمِ الخدّين. ويقال: عَرِّقْ في الإناء، أي اجعل فيه دون الملءِ. وعَرَّقْتُ في الدَلو، إذا استقيتَ فيها دون الملء. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها ألا ترى حَبارَ مَن يَسْقيها وعَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عرقوة وإنما تضم فعلوة إذا كان ثانيه نون، مثل عنصوة. والعرقوتان: الخشبتان اللتلان تعرضان على الدلو كالصليب، والجمع العراقى. قال :

خذلت، منها العراقى فانجذم * أراد بقوله " منها " الدلو، وبقوله " انجذم " السجل، لان السجل والدلو واحد. وإن جمعت بحذف الهاء قلت عرق، وأصله عرقو إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو. وتقول: عرقيت الدلو عرقاة، إذا شددتهما عليها. وذات العَراقيِّ: الداهيةُ. قال عوف بن الأحوص: لَقيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقي يقال: هي مأخوذة من عَراقي الإكامِ، وهي التي غَلُظَتْ جدًّا لا ترتقى إلا بمشقة. والعرقوتان أيضاً، هما الخشبتان اللتان تَضُمان ما بين واسِطِ الرحلِ والمؤخرة.
عرق: عَرَّق (بالتشديد): في معجم فوك (مادة طبخ) ما عَرَّق اللحم ولا وَرَّق اللَّحْمَ.
لحم مُعَرَّق (ألف ليلة برسل 4: 136) ومعناه اللفظي لجم جعله يعرق أي طبخه بالبخار في أنية مقفلة. (فليشر معجم ص95).
وَعَرَّقَ التين الجاف أغلاه بالماء الحار للحفظ، مولَّدة. (محيط المحيط).
عَرق: أنظرها في مادة تَعْرقَة.
أَعْرَق: انظر ما جاء في معجم لين قولهم لم نُعْرَق في العجم، أي ليس بيننا وبين البربر قرابة أو واشجة رحم.
أعرقَ فيه أعراقُ العبيد: أي فيه صفات العبيد وخصائصهم. (معجم الطرائف).
وفي نص النواوي الذي نقلته: اللئام ليس جمع لُؤم، بل جمع لئيم كما هو معروف.
عَرَّقَ فيه اللئام: تعبير مثل قولهم عرَّق فيه أعمامه.
وفي معجم فوك (مادة شريف ونبيل): مُغْرِقِ في المجد. ولا بد من إبدال الغين بالعين.
وإذا ما كان لين مصيباً فصواب نطق الكلمة مُعْرَق.
عِرْق: نامية، قضيب فتي ناشي على جذر نبات، وساق الشجرة وساق الجَنّبَة. (بوشر).
عرق عرق: غَرْسة إلى جنب غرسة، شتلة إلى جنب شتلة (بوشر).
عرق الانجبار: تورمونتيل (نبات) (بوشر).
عرق الانجيل: ثيل، نجيل، خافور. اغرس. (نبات. (بوشر).
عرق الانسيل: يقول نيبور في (مشاهدات في بلاد العرب ص126) أن دود المدني أو التنيني تسمى في حلب عَرْق الانسيل. ولا ادري إذا كان هذا هو صواب كتابة الكلمة. عرق الحمرة: دم الأخوين، دم الثعبان، دم التنين، صبر سقطري (نبات). (بوشر، وريده حضرموت (ص130).
عرق الذهب: عرق بيكونكيل، عرق صيني مر، طارد الحمَّى، دافع الحمَّى، هاضوم، مساعد المعدة على الهضم. نافع للمعدة (بوشر)، دار الفلفل، (لين عادات 1: 50، سنج) وبخاصة جذر مقيء. (سنج) وفي معجم بوشر: عرق الذهب المطرش مقابل جذر مقيء.
عرق المسهل: حُمَّاض البقر، حماض البر، سلق بري. وهو نبات مسهل (بوشر).
عرق سوس: جذر النبات المسمى سوس.
(جاكسون ص18، تمبكتو ص74، والجمع: عُرُوق سوس (ألكالا) وفيه:- Orocuc ومنه أخذت الكلمة الأسبانية:- Orozous عرق السوس البَلَدي: اسم نبات بالأندلس.
(انظر ابن البيطار 1: 149).
عرق الطيب: ألوة. (سنج) عرق الكافور: اسم يطلقه أهل مكة على الزرنباد، واسمه العلمي: amomum Zerumbeth ( ابن البيطار 1: 523): وقد أساء سونثيمر ترجمته. وانظر (ابن البيطار 2: 189).
عرق اللولو: مرجان متشعب وهو نتاج بحري، بسَّذ، مرجان. عروق دار هرم = عروق السوس. (ابن البيطار 2: 189). وقد أساء سونثيمر ترجمته.
العروق الصفرْ: نبات اسمه العلمي: Chel. idonium Maius ( ابن البيطار 1: 346) ويسمى أيضاً عروق الصبَّاغِين. ابن البيطار (2: 186) (معجم المنصوري). ويسمى عروق فقط (معجم المنصوري).
عِرَق: عصب (ألكالا). وتر، عضلة (هلو).
عُرٌُوق: نبض الشرايين. (هلو).
عرق ضارب: شريان نابض (فوك).
عرق وجمعها عروق: في علم طبقات الارض (جيولوجي) ركيزة المعدن، ركاز (معجم الادريسي).
عرق البدن: عند العامة الاكحل، الوريد المتوسط. (أبو القاسم طبعة شاننج ص460، معجم المنصوري انظر أكحل).
عرق الزور: وداج، وريد في العنق (بوشر).
عرق الماء: بلعوم الحصان. (ابن العوام 2: 673).
عرق النَسَا: العصب الوركي، وهو عصب يمتد من لورك إلى الكعب، عصب في اندماج الفخذ.
(ألكالا، بوشر). وفي معجم المنصوري (مادة نسى): (هذا المصطلح الطبي ليس بالجيد. ولم يذكر في القديم إلا في بيت من الشعر نقله ابن عديس في شرحه للفصيح. ومع ذلك فان الثعالبي يقول إنه الوجع الذي يصيب من جهة النسى فإذا كان هذا كذلك فالمصطلح صحيح) وفي محيط المحيط: وعرق النسا وجع من أوجاع المفاصل يبتدىء من مفصل الورك وينزل إلى خلف على الفخذ ويمتد إلى الركبة وربما بلغ الكعب، والنسا بالفتح والقصر اسم عرق مخصوص، وهو وريد يمتد على الفخذ من الوحشي إلى الكعب. فالقياس أن يقال وجع النسا، ولكن العادة جرت بتسمية وجع النسا بعرق النسا وتقدير الكلام وجع العرق الذي هو النسا، فالإضافة بيانية.
عرق النسا: الأعصاب الوركية. (بوشر).
عرق الأرض: دود الأرض. ففي المستعيني: خراطين هي الديدان التي إذا احتفر الإنسان في الأرض وجدها وهي عروق الأرض. وفي ابن العوام (1: 127): الحيوانات المتولدة في البساتين وغيرها كعروق الأرض والديدان وشبهها (هذا ما ذكر في مخطوطتنا، وفي المطبوع لعروق وهو خطأ) (1: 630). وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تشبه ركائز الأرض.
عُرْق عند عامة الأندلس واحدته عُرُوقَة. وقد ذكرت في معجم ألكالا بمعنى: اسروع وهي دودة تنخر الكرم، وربما أخذن الكلمة الأسبانية Oruga من هذه الكلمة. ولم أجرأ على ذكرها في معجم الأسبانية لأنها ربما أخذت من الكلمة اللاتينية eruca التي تدل مثل oruga على معنين: على جرجير بري، وعلى أسروع. (انظر دودنيس 1198، ونبريجا) وقد ترجم نبريجا: Oruga gusano بكلمة eruca.
عرق مَدَني: دود مدني، دود غيني تنيني. واسمه العلمي: Filaria Medinensis ( الثعالبي لطائف من 132)، ويرى صاحب معجم المنصوري أن هذه الكلمة مشتقة من كلمة عرق بمعنى وريد لأنه يقول: كأنها عرق يمتدّ شيئاً بعد شيء حتى يفنى. ونفس هذا الاشتقاق في محيط المحيط (وفيه العرق البدني وهو خطأ) ..
وقد ترجمها نيبور في ملاحظات عن بلاد العرب (ص126) ب Vena Medinensis. وفي ريشادسن (صحاري 1: 196): (وقد أراني رجل موضع قرحة على دراعه سماها عرق العبيد. وهي دملة كبيرة بارزة في وسطها ثغرة أو فتحة يخرج منها من وقت إلى آخر دودة رفيعة كمثل خيط الحرير الرفيع وهي أحياناً ليست أغلظ من خيط نسج العنكبوت قصيرة الطول. وقد تبلغ هذه الدودة أحياناً عشرين ياردة تنسرب قطعة قطعة. وهو مرض شائع في السودان يصاب به التجار وينقلونه إلى الصحراء، وإنما يصابون به من شرب ماء هذه البلاد).
وقد أخطأ حين كتب الكلمة عرك بالكاف بدل القاف وما يذكره عن أصل الكلمة في تعليقه عليها خطأ أيضاً. انظر أيضاً: (غــدامــس ص346 - 347، زيشر 28: 207).
ويقول بارت 3: (3: 305): (مرض يعاني منه السكان ويسمونه مكردم (مجردم) ويسميه العرب عروق أو قرنيتت وهو اسم يطلق على دودة غينية وإن كان يختلف عنها كثيراً فيما يبدو، وسببه دودة في الأصبع الصغيرة من القدم وتتغلغل في المفاصل وتنخر اللحم وتبدو في مظهرها كأنها قد بطت بخيط. وأرىأن هذه الدودة هي نفس الحشرة التي تسمى ماليس الأمريكية أو سوفاجيسي أو ما تسمى عادة بالدودة المتغلغلة، وهي معروفة في أمريكا بأنها حشرة صغيرة سوداء).
عِرْق: فصيلة، شعبة من قبيلة، فرع منها. (دوماس قبيل ص47 - 48).
عِرْق: تلّ غير مرتفع، رابية قليلة الارتفاع، (برتون 2: 66).
عِرْق: ربوة من الرمال، وكثيب متنقل (دوماس صحارى ص188، ديزور ص21).
ويستعمل العرق أيضاً اسماً للجنس وجمعها العروق: ويطلقونه على تلال متتالية وكثيان متنقلة متحركة. (دوماس صحاري ص6، تريسترام ص232، 325، رولفس ص67، بارت 1: 535) وعلى هذا يكون العرق منطقة من كثبان الرمل هي الحدود بين الأراضي. التي تنتقل وترتادها القبائل البدوية في إفريقية. (تاريخ البربر: 67). أو بالأحرى حدود من الكثبان تفصل بين بلاد البربر وبلاد الزنوج (تاريخ البربر 1: 121). أو هي كثبان الرمل التي تفصل منطقة القصور والواحات عن الصحراء. (مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة 4: 422).
عَرَق. عرق التمر: عصير النخيل ويحصلون عليه بقطع رأس النخلة وحفر رأس الجذع، فالعصير المتجمع في هذه الحفرة ألذ من العسل وأطيب مشروباً، ويكمد لونه بعد وقت قصير فيصبح كثيفاً حرّيفاً حامزاً، فإذا قطَّر صار مشروباً مسكراً.
وهذا هو العَرَق أو العَرَقي. وقد أصبحت هذه الكلمة الاسم الذي يطلقه العرب على كل مشروب شديد الاسكار. (معجم الأسبانية ص196).
عرق الشَجَر: علك، صمغ. (ابن البيطار 2: 189).
عرق البطم: صمغ البطم، تربنتين. (باين سميث 435). عرق يابس: قلفونية (ابن البيطار 2: 189) عرق العروس أو عرق العروسة: طلق (نوع من الحجر) وفي المستعيني حجر الطلق (ابن البيطار 2: 161) واحذف من سونثيمر ابن البيطار 2: 160 فالجملة الأولى وهو موجودة في مخطوطة ي أيضاً تعود إلى مادة طلق (2: 161).
عرق المَوْت: تطلق مجازاً على أكبر كارثة.
(الثعالبي لطائف ص32).
عرق أخضر: هدية تقدم للقاضي رشوة (بوشر).
عَرَقَة: قلق، أنشغال بال، اضطراب فكري، خوف، خشية. (بوشر).
الأرض العُرَقَة: الأرض الندية، الأرض الرطبة. (ابن العَرام 1: 62) وهذا هو صواب قراءتها كما جاء في مخطوطتنا (ص59، 60).
عَرَقي: انظرها في مادة عَرَق.
عرقية: تاج سقف أو قلنسوة على هيئة قالب سكر (الملابس ص298، همبرت ص132، وفيه أرصوصة وهي قلنسوة لها شكل البطيخة).
وفي ألف ليلة (برسل 9: 260): وعلى رأسها خوذة بالذهب مطلية وعرقية بولاد وزردية.
وفي طبعة ماكن (3: 452): بيضة بدل عرقية.
عَرْقِيَّة: طاقية من نسيج الكتان أو القطن توضع تحت الطربوش (الملابس ص298)، (بوشر) وجمعها عراقي، (برجون ص799، همبوت ص21، عواده ص58، دوفانت ص201).
عرقية الراهب: مُضاض أو قلنسوة الراهب، (جنبة، شجيرة) (بوشر).
وعَرْقية التي يذكرها كل من صاحب محيط المحيط روجر وبركهارت وبرجرن يظهر أنها خاصة بسورية. أما بمصر وبلاد البربر فهي عَرَقية.
وأصل هذه الكلمة مشكوك فيه فصاحب محيط المحيط يقول أنها تحريف عِرَاقيَّة نسبة إلى العراق، وقد وجدت بالفعل كلمة عراقية بمعنى طاقيّة (عرق جين) في ألف ليلة (برسل 4: 329) وعند بوسييه. غير أن الذي يعارض هذا أن الثعالبي وهو مؤلف قديم يكتب عرقيات (لطائف ص112) وهو يذكر اسمها بين الأشياء التي تصنع في طبرستان وليس في العراق. أما أصل الكلمة الآخر الذي يذكره (دي يونج وبرجون ولين وهو كلمة عرق (الذي يتشرب العَرَق) فهو يلائم كلمة طاقية (عرق جين) ولا يلائم كلمة تاج اسقف أو قلنسوة أو خوذة.
عِراق: إذا كان الجمع عرائق عند ابن العرام (2: 32) هو جمع عِراق فأرى مع كليمنت- موليه (2: 90 رقم 1) إنه يعني سنفات أو قرون البسلّة والجلبان.
عِراق: لحن موسيقى، صوت (هوست ص258)، صفة مصر 14: 25، سلفادور ص30). عَروق. (مرجان عروق طويل ورقيق). (براكس ص28).
عَروق: كرّاث، ركل، وهو بقل زراعيّ من الفصيلة الزنبقية تطبخ عروقه. (همبرت ص183).
عُرُوقَة: انظرها في مادة عِرْق الأرض.
عُرُوقَة: جرجير بري، حرشاء (نيات) (ألكالا) وهي بهذا المعنى تقابل الكلمة اللاتينية eruce.
عِرَاقِيَّة: نوع من المزامير. (صفة مصر 13: 417).
عِرَاقيَّة: انظرها في مادة عرقية.
عُرَّاقَة: لبدة توضع تحت سرج الخيل. سميت بذلك لأنها تتشرب العرق. (صفة مصر 12: 459) وانظر معجم لين.
أَعْرَق: يمكن أن نضيف إلى ما ذكره لين تعليقة السيد دي يونج على لطائف المعارف للثعالبي (ص3) والمقدمة 2: 314.
تَعْرِيق: قوة الأعصاب. (ألكالا).
تَعْرِيقَة: بذكر بوسييه في مادة عَرَّق أي رسم حلقة الحرف، يقال مثلاً: عَرَّق النون أي رسم حلقة النون. ويذكر في مادة مُعَرَّق: حرف ينتهي بقوس يلتوي إلى اليمين (اقرأ إلى اليسار) يمر تحت الخط الذي يكتبون عليه، وهي حروف ي ن م ل ق ص س. وهكذا يقال تعريقة السين، ففي المقري (3: 135): فما رأيت رجلا أكثر أخباراً ولا أظرف نوادر منه فما حفظته من حديثه أن رجلا من الأدباء مرَّ برجل من الغرباء وقد قام بين ستة أطفال جعل ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن شماله وأخذ ينشد.
ما كنت احسب أن أبقى كذا أبداً ... أعيش والدهر في أطرافه حتفُ
ساس بستة أطفال توسطهم ... شخصي كأحرف ساس وسطها ألفُ
قال فتقدَّمت إليه وقلت فأين تعريقة السين؟ فقال طالب وربّ الكعبة ثم قال للآخر من جهة يمينه قم فقام يجرّ رجله كأنه مبطول فقال هذا تمام تعريقة السين.
مَعْرَقَة: طاقية مصنوعة من وبر الجمل (الملابس ص299) أو من القطن (هاملتون ص11).
مَعَرَّق: عصبي، قوي، متين (ألكالا).
مُعَرَّق: لا ادري معنى هذه الكلمة حين يوصف بها نبات ففي ابن البيطار (1: 4) له ساق مستديرة معرّفة وفيه (1: 127) في كلامه عن البردي: وهي خوّارة معرّفة تتشظاً إذا رضت إلى شظايا دقيقة، والتشديد في مخطوطة أ. ويقال دُبّاء أو قَرْع معرّق (ابن العوام 2: 224).
مْعَرَّقِيّ: عصبي (ألكال).
معريق: قرحة في الإصبع. (دومب ص88).
(ع ر ق)

العَرَق: مَا جرى من أصُول الشَّعر من مَاء الْجلد، اسْم للْجِنْس لَا يجمع، هُوَ فِي الْحَيَوَان اصل، وَفِيمَا سواهُ مستعار.

عَرِق عَرَقا، وَرجل عُرَق: كثير العَرَق.

فَأَما فعلة، فبناء مطرد فِي كل فعل ثلاثي كضُحَكَة وهُزَأة، وَرُبمَا غلط بِمثل هَذَا وَلم يشْعر بمَكَان اطراده، فَذكر كَمَا يذكر مَا يطرد، فقد قَالَ بَعضهم: رجل عُرَق وعُرَقة: كثير العَرَق، فسوَّى بَين عُرَق وعُرَقة. وعُرَق غير مُطَّرد، وعُرَقَة مُطَّرد، كَمَا ذَكرْنَاهُ.

وأعرقتُ الْفرس وعَرَّقْته: أجريته ليَعْرَق.

وعَرِق الْحَائِط عَرَقا: ندى، وَكَذَلِكَ الأَرْض الثرية إِذا نتح فِيهَا النَّدى، حَتَّى يلتقي هُوَ وَالثَّرَى.

وعَرَق الزُّجاجة: مَا ينتح من الشَّرَاب وَغَيره مِمَّا فِيهَا، وَلبن عَرِق: فَاسد الطّعْم، وَذَلِكَ من أَن تشد قربَة اللَّبن على جنب الْبَعِير بِلَا وقاية، فيصيبها عَرَقه. وَقيل: هُوَ الْخَبيث الحمض. وَقد عَرِق عَرَقا. والعَرق: الثَّوَاب، وَقَوله:

ويُخْبِرُهُمْ مَكانَ النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيُته عَرقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بِهِ عَن مَوَدَّة، إِنَّمَا أَخَذته مِنْهُ غصبا. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من الثَّوَاب، شبه بالعَرَق. ومَعارِق الرمل: العاطه وآباطه، على التَّشْبِيه بمَعارق الْحَيَوَان.

والعَرَق: اللَّبن، سمي بِهِ لِأَنَّهُ عَرَق يتحلب فِي العُروق، حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الضَّرع، قَالَ الشماخ:

تَغْدُو وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها عَرَقا ... من طَيِّب الطَّعْم صافٍ غيرِ مجْهودِ

وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة: غُرَقا، جمع غُرْقة، وَهِي الْقَلِيل من اللَّبن وَالشرَاب. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من اللَّبن خَاصَّة. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُصْبحُ وَقد ضمنت "، وَذَلِكَ أَن قبله:

إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُهُ ... مِنَ الأسالِق عارِي الشَّوكِ مَجْرودِ

" تُصبح وَقد ضَمَنَت " فَهَذَا شَرط وَجَزَاء. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُضْحِ وَقد ضَمِنَت "، على احْتِمَال الطيّ.

وعَرِق السِّقاءُ عَرَقاً: نَتَحَ مِنْهُ اللَّبن.

وَمَا اكثر عَرَقَ إبلك وغنمك، أَي لَبنهَا ونتاجها.

وَلَقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة: أَي شدَّة ومشقة، وَمَعْنَاهُ: أَن الْقرْبَة إِذا عَرِقت وَهِي مدهونة خبث رِيحهَا، قَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ:

ليْسَتْ بمَشْتَمَةٍ تْعَدُّ وعَفْوُها ... عَرَقُ السقاء على القَعُود اللاَّغِبِ

أَرَادَ عَرَق الْقرْبَة، فَلم يستقم لَهُ الشّعْر، كَمَا قَالَ رؤبة:

كالكَرْمِ إذْ نادَى من الكافُورِ

وَإِنَّمَا يُقَال: صَاحَ الكَرم: إِذا نوَّر، فكره احْتِمَال الطَّيِّ، لِأَن " صَاح مِنَ الْ " مُفْتَعِلُن، فَقَالَ: نَادَى، فَأَتمَّ الْجُزْء على مَوْضُوعه فِي بحره، لِأَن " نَادَى من ال " مُسْتَفْعِلُنْ. وَقيل مَعْنَاهُ: جشمت إِلَيْك النصب والتعب، وَالْغُرْم والمئونة، حَتَّى جشمت عَرَق الْقرْبَة، أَي عِراقها الَّذِي يخرز حولهَا. وَمن قَالَ: " علق الْقرْبَة ": أَرَادَ السّير الَّذِي تعلق بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، وعلق الْقرْبَة، فَأَما عَرَقها، فعَرَقك عَنْهَا من جهد حملهَا، وَذَلِكَ لِأَن اشد الْأَعْمَال عِنْدهم السقى. وَأما علقها: فَمَا شدت بِهِ، ثمَّ عُلِّقت. وَقيل: معنى قَوْلهم: لقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة، إِنَّمَا أَرَادوا: علق الْقرْبَة، وَهُوَ مَا علقت بِهِ، فأبدلوا الرَّاء من اللَّام، كَمَا قَالُوا: رَعَمْلِى ولعمري. وَقَالَ أَبُو عبيد: تكلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، مَعْنَاهُ: تكلفت إِلَيْك مَا لم يبلغهُ أحد، حَتَّى تجشمت إِلَيْك مَالا يكون، لِأَن الْقرْبَة لَا تَعْرَق. يذهب إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى شيب الْغُرَاب، وَحَتَّى يبيض القار.

وعَرَق التَّمر: دبسه. وناقة دائمة العَرَق: أَي الدرة. وَقيل دائمة اللَّبن. وَفِي غنمه عَرَق: أَي نتاج كثير، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعِرْق كل شَيْء: أَصله، وَالْجمع أعْراق، وعُروق.

وَرجل مُعْرِق فِي الْحسب وَالْكَرم واللؤم. وَقد عَرّق فِيهِ أَعْمَامه وأخواله، وأعرقوا.

وأعرَقَ فِيهِ أعراقُ العبيد وَالْإِمَاء: إِذا خالطه ذَلِك، وتخلَّق بأخلاقهم، وعَرَّق فِيهِ اللئام. وَيجوز فِي الشّعْر: انه لمْعُروقٌ لَهُ فِي الكَرَم، على توهم حذف الزَّائِد. وتداركه أعراقُ خير، وأعراق شَرّ، قَالَ:

جرَى طَلَقا حَتَّى إِذا قيل سابِقٌ ... تدارَكه أعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا

وَرجل عَريق: كريم. وَكَذَلِكَ الْفرس وَغَيره وَقد أعْرَق.

وعُروق كل شَيْء: أطناب تشعَّب مِنْهُ وَاحِدهَا: عِرْق. اعرق الشّجر وعَرَّق: امتدّت عُروقه.

والعِرقاة: الأَصْل الَّذِي يذهب فِي الأَرْض سفلا، وتشعَّب مِنْهُ العُروق. وَقَالَ بَعضهم: عِرْقة وعِرْقات، فَجمع التَّاء. وعِرقاة كل شَيْء وعَرْقاته: أَصله، وَمَا يقوم عَلَيْهِ، وَيُقَال: استأصل الله عَرْقاَتهم وعِرْقاتِهِم: أَي شأفتهم، فعِرْقاتِهم بِالْكَسْرِ: جمع عِرْق، كَأَنَّهُ عِرْق وعِرْقات، كعرس وعِرْسات، إِلَّا أَن عرسا أُنْثَى، فَيكون هَذَا من الْمُذكر الَّذِي جمع بِالْألف وَالتَّاء، كسجل وسجلات، وحمَّام وحَمَّامات. وَمن قَالَ: عِرْقاتَهُمْ، أجراه مجْرى سعلاة، وَقد يكون عِرْقاَتهم جمع عِرْق وعِرْقة، كَمَا قَالَ بَعضهم: رَأَيْت بناتك، شبهوها بهاء التَّأْنِيث الَّتِي فِي فَتَاتهمْ وقناتهم، لِأَنَّهَا للتأنيث، كَمَا أَن هَذِه لَهُ، وَالَّذِي سمع من الْعَرَب الفصحاء عرقاتهم بِالْكَسْرِ. قَالَ ابْن جني: سَأَلَ أَبُو عَمْرو أَبَا خيرة، عَن قَوْلهم: استأصل الله عِرْقاتِهِم، فنصب أَبُو خيرة التَّاء من عِرْقاتِهِمْ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَيْهَات أَبَا خيرة، لَان جِلْدك! وَذَلِكَ أَن أَبَا عَمْرو استضعف النصب بعد مَا كَانَ سَمعهَا مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَوَاهَا أَبُو عَمْرو فِيمَا بعد بِالنّصب والجر، فإمَّا أَن يكون سمع النصب من غير أبي خيرة، من ترْضى عربيته، وَإِمَّا أَن يكون قوى فِي نَفسه مَا سَمعه من أبي خيرة، من نصبها. وَيجوز أَيْضا أَن يكون أَقَامَ الضعْف فِي نَفسه، فَحكى النصب على اعْتِقَاده ضعفه، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الْأَعرَابِي ينْطق بِالْكَلِمَةِ يعْتَقد أَن غَيرهَا أقوى فِي نَفسه، أَلا ترى أَن أَبَا الْعَبَّاس حكى عَن عمَارَة انه كَانَ يقْرَأ (وَلَا اللَّيلُ سابِقٌ النهارَ) فَقَالَ لَهُ: مَا أردْت؟ فَقَالَ: أردْت سَابق النَّهَار، فَقَالَ لَهُ: فهَّلا قلته؟ فَقَالَ: لَو قلته لَكَانَ أوزن، أَي أقوى.

والعِرْق: نَبَات أصفر يُصبغ بِهِ، وَالْجمع عُروق، عَن كرَاع.

وعُروق الأَرْض: شحمتها. وعُرُوقها أَيْضا: مناتح ثراها. وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

إِلَى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقي

قيل: يَعْنِي بعِرْق الثرى: إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام.

وَفِيه عِرْق من حموضة وملوحة: أَي شَيْء يسير.

والعِرق: الأَرْض الْملح الَّتِي لَا تنْبت. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العِرْق: سبخَة تنْبت الشّجر. واسْتَعرَقت إبلُكم: أَتَت ذَلِك الْمَكَان، وإبل عِراقيَّة منسوبة إِلَى العِرْق، على غير قِيَاس.

والعِراق: بقايا الحمض. وإبل عِراقيَّة: ترعى بقايا الحمض.

وَفِيه عِرقْ من مَاء: أَي قَلِيل. والمُعْرَق من الْخمر: الَّذِي يمزج قَلِيلا مثل العِرْق. قَالَ:

ونَدْمانٍ يزيدُ الكأسَ طِيبا ... سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النُّجومُ

رَفعتُ برأسهِ وكشَفتُ عنهُ ... بمُعرَقةٍ مَلامةَ مَنْ يَلُومُ وعَرَّقْت فِي السِّقاء والدلو: جعلت فيهمَا مَاء قَلِيلا، قَالَ:

لَا تَمْلأ الدَّلْوَ وعَرَّق فِيها

أَلا تَرى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها

حَبار: اسْم نَاقَته. وَقيل: الحبار هُنَا: الْأَثر. وَقيل: الحبار: هَيْئَة الرجل فِي الْحسن والقبح. عَن الَّلحيانيّ. والعُراقة: النُّطْفَة من المَاء، وَالْجمع عُرَاق، وَهِي العَرْقاة. وَعمل رجل عملا، فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه: عَرَّقْت وبَرَّقت. فَمَعْنَى بَرَّقت: لوّحت بشي لَا مصداق لَهُ. وَمعنى عَرَّقْت: قللت، وَقد تقدم. وَقيل: عَرَّقتُ الكأس: مزجتها، فَلم يعين بقلة مَاء وَلَا كَثْرَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أعْرَقْت الكأس: ملأتها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَفْوَان: الإعْراق والتَّعريق جَمِيعًا، دون الملء. وَبِه فسر قَوْله:

لَا تملأِ الدَّلْوَ وعَرَقّ فِيهَا

وَإنَّهُ لخبيث العِرْق: أَي الْجَسَد، وَكَذَلِكَ السِّقاء.

وَفِي الحَدِيث: " ليسَ لعِرْقٍ ظالمٍ حَقّ ". وَهُوَ الرجل يغْرس فِي أَرض غَيره. قَالَ أَبُو عَليّ: هَذِه عبارَة اللغويين، وَإِنَّمَا العِرْق: المغروس، أَو الْموضع المغروس فِيهِ، وَمَا هُوَ عِنْدِي بعِرق مَضَنَّة: أَي مَاله قدر، وَالْمَعْرُوف: عِلْق مضنَّة. وَأرى عِرْق مَضنة إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي الْجحْد وَحده.

والعُراق: الْمَطَر الغزير. والعُراق: الْعظم بِغَيْر لحم، فَإِن كَانَ عَلَيْهِ لحم فَهُوَ عَرْق. وَقيل: العَرْق الَّذِي قد اخذ اكثر لَحْمه. والعَرْق: الفدرة من اللَّحْم. وَجَمعهَا: عُرَاق. وَهُوَ من الْجمع الْعَزِيز وَله نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْكتاب الموسوم بالمخصَّص. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي جمعه عِراق، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقيس، وَأنْشد:

يَبيِتُ ضَيْفي فِي عُرَاقٍ مُلْسِ

وَفِي شَمُول عُرّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلسٍ من الشَّحْم. والنحس: الرّيح الَّتِي فِيهَا غبرة.

وعَرَق العظمَ يَعْرُقُه عَرْقا، وتَعَرَّقَهُ واعْترَقَه: أكل مَا عَلَيْهِ. واستعار بَعضهم التَّعَرُّق فِي غير الْجَوَاهِر. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة إبل وَركب:يَتَعَرَّقُونَ خِلاَلُهنَّ ويَنْثَنَي ... مِنها ومِنهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

يتعَرَّقُون: أَي يستديمون، حَتَّى لَا تبقى قُوَّة وَلَا صَبر، فَذَلِك خلالهن أَي يسْقط مِنْهَا. وَمِنْهُم: أَي من هَذِه الْإِبِل.

وأعْرَقه عَرْقا: أعطَاهُ إِيَّاه. وَرجل مَعْرُوق ومُعْتَرَق ومَعَرَّق: قَلِيل اللَّحْم، وَكَذَلِكَ الخدّ، وَيسْتَحب من الْفرس أَن يكون مَعْرُوق الخدَّين، قَالَ:

قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِيجَرْداءُ مَعْروقَةُ اللَّحْييَنٍ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقة الجنبين.

والعَوارق: الأضراس، صفة غالبة. والعوارق السنون، لِأَنَّهَا تَعْرُق الْإِنْسَان، وَقد عَرَقَتْه تَعْرُقُه، وتَعَرَّقَتْهُ.

أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا ... كَفى الأيتامَ فقدَ أَبى اليَتيمِ

أنَّث، لأنَ بعض السنين سنُون، كَمَا قَالُوا: ذهبت بعض أَصَابِعه، ومثلهُ كثير.

وعَرَقَتْه الخُطُوبُ تَعْرُقه: أخذت مِنْهُ. قَالَ:

أجارَتنا كلُّ امرِئ ستُصيبُه حوادثُ ... إلاَّ تَبْتَرِ العَظْمَ تَعْرُقِ

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

أيَّامَ أعْرَقَ بِي عامَ المَعاصِيمِ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: ذهب بلحمي. وَقَوله " عامَ المعاصيم " قَالَ: مَعْنَاهُ: بلغ الْوَسخ إِلَى معاصمي. وَهَذَا من الجَدْب. وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا التَّفْسِير. وَزَاد الْيَاء فِي المعاصيم ضَرُورَة.

والعَرَق: كلُّ مضفور مصطف، واحدته: عَرَقة. قَالَ أَبُو كَبِير:

نَغْدُو فنترُك فِي المَزاحِف من ثَوَى ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَنْ لَمْ يُقْتَلِ ونَقْتُلِ أَيْضا. يَعْنِي تأسرهم، فتشدهم فِي العَرَقات.

والعَرَق: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص، قبل أَن تجْعَل زبيلا. والعَرَق والعَرَقَة: الزَّبيل، مُشْتَقّ من ذَلِك. والعَرَق: الطير إِذا صفَّت فِي السَّمَاء. والعَرَق: السطر من الْخَيل. الْوَاحِد مِنْهُمَا: عَرَقة. وَرفعت من الْحَائِط عَرَقا أَو عَرَقين، أَي صفاًّ أَو صفّين. وَالْجمع: أعْراق.

والعَرَقة: طُرّة تنسج وتخاط على طرف الشُّقَّة. وَقيل: هِيَ طُرّة تنسج على جَوَانِب الْفسْطَاط. والعَرَقة: خَشَبَة تعرض على الْحَائِط بَين الَّلبن. والعَرَقة: آثَار اتِّبَاع الْإِبِل بَعْضهَا بَعْضًا. وَالْجمع: عَرَق. قَالَ:

وَقد نَسَجْنَ بالفَلاةِ عَرَقا

والعَرَقة: النَّسعة وعِراق المَزادة: الخرز الْمثنى فِي أَسْفَلهَا وَقيل هوالذي يَجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي اسفل الْقرْبَة، فَإِذا سوى ثمَّ خرز غير مثنى، فَهُوَ طباب. وَقيل: عِراق القِربة: الخرز الَّذِي فِي وَسطهَا. قَالَ:

يَرْبُوعُ ذَا القَنازِع الدّقاقِ

والوَدْع والأحْوية الأخلاقِ

بِي بِيَ أرْياقُك منْ أرْياقِ

وحيثُ خُصْياكَ إِلَى المَرَاقيِ

وعارِضٌ كجانب العِرَاقِ

هَذَا أَعْرَابِي ذكر يُونُس انه رَآهُ يرقص ابْنه، وسَمعه ينشد هَذِه الأبيات. قَوْله " وعارض كجانب العِراق " الْعَارِض: مَا بَين الثنايا والأضراس، وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: " مَصْقولٌ عَوارِضها ". وَقَوله " كجانب العِراق ": شبه أَسْنَانه فِي حسن نبتتها واصطاف على نسق وَاحِد، بعراق المزادة، لِأَن خرزة متسرد مستو. وَمثله قَول الشماخ، وَذكر أتنا وردن وحسسن بالصائد، فنفرن على تتَابع واستقامة، فَقَالَ:

فلمَّا رأيْنَ المَاء قد حالَ دُونَهُ ... ذُعافٌ على جَنْب الشَّريعةِ كارِز شكَكْنَ بأحْساءِ الذِّنابِ على هُدىً ... كَمَا شَكَّ فِي ثِنْى العِنان الخوَارِزُ

وَأنْشد أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى:

وشِعْبٍ كشَكّ الثَّوْب شَكْسٍ طرِيقه ... مَدارِجُ صُوحَيْهِ عذابٌ مَخاصرُ

عَنى: فَمَا حسن نبتة الاضراس، متناسقها كتناسق الْخياطَة فِي الثَّوْب، لِأَن الخائط يضع إبرة إِلَى أُخْرَى، شكَّة فِي اثر شكَّة. وَقَوله: " شكْس طريقُهُ ": عني صغره. وَقيل: لصعوبة مرامه، وَلما جعله شعبًا لصغره، وَجعل لَهُ صوحين، وهما جَانِبي الْوَادي، كَمَا تقدم. وَالدَّلِيل على انه عَنى فَمَا قَوْله بعد هَذَا:

تَعَسَّفْتُهُ باللَّيل لم يَهْدِني لهُ ... دليلٌ، وَلم يشْهَدْ لَهُ النَّعت خابرُ

وعِراق السُّفرة: خَرْزُها الْمُحِيط بهَا. وعَرَقْت المزادة والسفرة: عملت هما عِراقا. وعِراق الظفر: مَا أحَاط بِهِ من اللَّحْم. وعِراق الْأذن: كفافها. وعِراق الرَّكيب: حَاشِيَته، من أدناه إِلَى منتهاه. والرَّكيب: النَّهر الَّذِي يدْخل مِنْهُ المَاء الْحَائِط، وَسَيَأْتِي ذكره. وَالْجمع من كل ذَلِك: أعْرِقه، وعُرُق.

والعِرَاق: شاطئ المَاء. وخصَّ بَعضهم بِهِ شاطئ الْبَحْر، وَالْجمع: كالجمع. والعِراق من بِلَاد فَارس: مذَّكر، سمي بذلك، لِأَنَّهُ على شاطئ دجلة، وَقيل: سمي عِراقا، لِأَنَّهُ استكفَّ أَرض الْعَرَب. وَقيل: سمِّي بِهِ، لتواشج عُروق الشَّجر وَالنَّخْل فِيهِ. كَأَنَّهُ أَرَادَ عِرْقا ثمَّ جُمع على عِراق. وَقيل: سمي بِهِ، لِأَن الْعَجم سمَّته: " إيران شهر " وَمَعْنَاهَا: كَثِيرَة النّخل وَالشَّجر، فعرِّبت، فَقيل: عِراق. وَقيل: سمي بعِراق المزادة، وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي أَسْفَلهَا، لِأَن الْعرَاق بَين الرِّيف وَالْبر. والعِراقان: الْكُوفَة وَالْبَصْرَة. وَقَوله:

أزْمانَ سَلْمَى لَا يَرَى مِثلَها الر ... اءون فِي شامٍ وَلَا فِي عِراقْ

إِنَّمَا نُكرِّ، لِأَنَّهُ جعل كلّ جُزْء مِنْهُ عِرَاقا. وأعْرَقَ القوْمُ: أَتَوا العِراق. قَالَ المُمزَّق الْعَبْدي:

فإنْ تُتْهِمُوا أنْجِدْ خِلافا عليكمُ ... وَإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحقبِي الحربِ أُعْرِق

وَحكى ثَعْلَب: " اعترَقوا " فِي هَذَا الْمَعْنى. وَأما قَوْله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا استنصَلَ الهَيْفُ السَّفا بَرَّحَتْ بِهِ ... عِراقيَّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرَابعِ

نُجْد هَاهُنَا: جمع نجدي كفارسي وَفرس، فسره فَقَالَ: هِيَ منسوبة إِلَى العِراق، الَّذِي هُوَ شاطئ المَاء، وَقيل: هِيَ الَّتِي تطلب المَاء فِي القيظ. وعِراق الدَّار: فنَاء بَابهَا. وَالْجمع: أعرِقة، وعُرُق.

وجَرَى الْفرس عُرَقَاً أَو عَرَقَيْن: أَي طلقا أَو طَلْقَتَيْنِ.

والعَرَق: الزَّبِيب، نَادِر.

والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يضْرب بهَا.

والعَرْقُوة: خَشَبَة معروضة على الدُّلو، وَالْجمع عَرْقٍ. واصله: عَرْقُوٌ، إِلَّا انه لَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم آخِره وَاو، قبلهَا حرف مضموم، إِنَّمَا تخص بِهَذَا الضَّرْب الْأَفْعَال، نَحْو: سرو، وبهو، ورهو، هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره من النَّحْوِيين. فَإِذا أدّى قِيَاس إِلَى مثل هَذَا رفض، فعدلوا إِلَى إِبْدَال الْوَاو يَاء، فكأنهم حولوا عَرْقُواً إِلَى عَرْقيِ، ثمَّ كَرهُوا الكسرة على الْيَاء، فأسكنوها، وَبعدهَا النُّون سَاكِنة، فَالتقى ساكنان، فحذفوا الْيَاء، وَبقيت الكسرة دَالَّة عَلَيْهَا، وَثبتت النُّون، أشعارا بِالصرْفِ، فَإِذا لم يلتق ساكنان، ردُّوا الْيَاء، فَقَالُوا: رَأَيْت عَرْقِيها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْب من التصريف. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

حَتَّى تَفُضِّي عَرْقِيَ الدِّلِيِّ

والعَرْقاة: العَرْقُوَة. قَالَ:

أحْذَرْ على عَينَيكَ والمَشافِرِ

عَرْقاةَ دَلْو كالعُقاب الكاسِرِ

شبهها بالعُقاب فِي ثقلهَا. وَقيل: فِي سرعَة هويِّها. والكاسر: الَّتِي تكسر من جناحها للانقضاض.

وعَرْقَيْتُ الدّلوَ عَرْقاةً: جَعَلتُ لَهَا عَرْقوة، أَو شَدَدْتُها عَلَيْهَا.

وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لِأَن ذَات العَراقي: هِيَ الدَّلْو، والدلو من أَسمَاء الداهية. قَالَ:

لَقِيُتمْ مِن تَدَرُّئكُمْ عَلَيْنا ... وقَتْلِ سَرَاتِنا ذَاتَ العَراقِي

والعَرْقُوتان من الرَّحل والقتب: خشبتان تضمان مَا بَين الواسط والمؤخَّرة.

والعَرْقُوة: كل أكمة منقادة فِي الأَرْض، كَأَنَّهَا جثوَة قبر مستطيلة. والعَرْقُوة من الْجبَال: الغليظ المنقاد فِي الأَرْض، لَيْسَ يرتقى لصعوبته، وَلَيْسَ بطويل، وَهِي العِرْق أَيْضا. وَقيل: العِرْق جبيل صَغِير مُنْفَرد، وَقيل: العِرْق: الْجَبَل، وَجمعه: عُرُوق.

والعَرَاقِي عِنْد أهل الْيمن: التَّراقي.

وعَرَق فِي الأَرْض يَعْرِق عُروقا: ذهب.

والمَعْرَقة: طَرِيق كَانَت تسلك عَلَيْهِ قُرَيْش إِلَى الشَّام، وَعَلِيهِ سلكت عِيرُها حِين وقْعَة بدر وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ، انه قَالَ لسلمان: أَيْن تَأْخُذ إِذا صدرت: أَعلَى المَعْرَقة، أم على الْمَدِينَة؟ حَكَاهَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وصارعَه فتَعَرَّقه: وَهُوَ أَن تَأْخُذ رَأسه، فتجعله تَحت إبطك، ثمَّ تصرعَه بعد.

وعِرْقٌ، وَذَات عِرْق، والعِرْقان، والأعراق، وعُرَيق: كلهَا مَوَاضِع.

وعارِق: اسْم شَاعِر.

وَابْن عِرْقان: رجل من الْعَرَب.

عرق: العَرَق: ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع،

هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً. ورجل عُرَقٌ: كثير

العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما

غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال

بعضهم: رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق، فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ،

وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا. وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه:

أَجريته ليعرق. وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة

إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى. وعَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح

به من الشراب وغيره مما فيها. ولَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم

وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير

وقاء، فيَعْرَقُ البعيرُ

ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد

عَرِق عَرَقاً. والعرَقُ: الثواب. وعَرَق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي

يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً:

سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي،

وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو

القليل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع والثواب، تقول

العرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ

منه عَرَقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم

أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً،

والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم

قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه

أَخذ من مالك

(* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير

النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي

استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده:

ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي

لأَن قبله:

سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو،

إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال

والعَرقُ

في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على

التشبيه بمَعارِق الحيوان. والعرَق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في

العروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ:

تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً،

منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ

والرواية المعروفة غُرَقاً

جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن

خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله:

إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه،

من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ

تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً،

فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.

وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن. ويقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً

من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَقاً من لبن، وهو الصواب. وما

أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها. وفي حديث عمر:أَلا لا

تُغالوا صُدُقَ

النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق

القربة؛ قال الكسائي: عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى

عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة:

تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا

تَعْرَق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ

ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها،

وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو

ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد

لابن أَحمر الباهلي:

لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها

عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ

قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها

وقد أُبْلَغتْ

إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل:

لَقِيت منه عَرَقَ

القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث

ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَقَ القربة

فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة:

كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ

وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله

صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى

من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ

والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ

القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد

السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ

القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك

لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم

عُلِّقت؛ وقال ابن الأَعرابي: عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل

به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال

الجوهري: لَقيت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة،

وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ

الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى

حملها بنفسه فيَعْرَقُ

لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ

القربة. وعَرَقُ التمر: دِبْسه. وناقة دائمة العَرَقِ

أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن. وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن

ابن الأَعرابي.

وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب

والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث:

أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق

أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ

فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً. وفي حديث عمر بن عبد

العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي

إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت. وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه

وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك

وتخلَّق بأَخلاقهم. وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه

لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ

خير وأَعْراق شر؛ قال:

جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ،

تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا

قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في

الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً. ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس

وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً

كريماً. والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. ابن الأَعرابي:

العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في

الدين. وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح. وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب

تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق. وفي الحديث: إِن ماءَ

الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ؛ العِرْق من

الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.

والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق. وأَعْرَقَ الشجرُ

وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض. وفي المحكم: امتدَّت

عُروقه بغير تقييد.

والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ

منه العُروقُ، وقال بعضهم: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فجمع بالتاء.

وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته: أَصله وما يقوم عليه. ويقال في الدعاء عليه: استأْصل

الله عَرْقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال

الأَزهري: والعرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم،

فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات

لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ

وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى

سِعْلاة، وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك،

شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما

أَن هذه له، والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث:

العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على

تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع

عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم

استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له

أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف

النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد

بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى

عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً

أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ

على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن

غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان

يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ

سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي

أَقوى. والعِرْقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال

الأَزهري: والعُروقُ

عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها. وفي

حديث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح

والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْقٌ. وعُروقُ الأَرضِ: شحمها،

وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها. وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ:

أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه

عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ

الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا

انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً

تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها

وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ

الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ

الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ

الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها

وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر

أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ:

تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما

يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ

وقول امرئ القيس:

إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي

قيل: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.

ويقال: فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير. والعِرْقُ: الأَرض

المِلْح التي لا تنبت. وقال أَبو حنيفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.

واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَعَرقت الإِبل

إِذا رعت قُرْب البحر. وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ. وإِبل

عِراقيَّة: منسوبة إِلى العِرْقِ، على غير قياس. والعِراقُ: بقايا الحَمْض.

وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض. وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل.

والمُعْرَقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ

العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ:

ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً

سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ

رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه،

بمُعْرَقة، ملامةَ من يَلومُ

ابن الأَعرابي: أَعْرَقْتُ

الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي:

ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما

شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق

وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛

قال:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها،

أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة

الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني. والعُرَاقَةُ: النَّطْفة من الماء،

والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة. وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه:

عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّقْت

قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ

بقلَّة ماء ولا كثرة. وقال اللحياني: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال

أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها

وفي النوادر: تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً

بيِّناً. وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء. وفي حديث إِحيْاء

المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ

الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها

غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال

ابن الأَثير: والرواية لعِرْقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي

عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ

لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإِن روي عِرْق بالإِضافة

فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛

قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع

المَغْروس فيه. وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر،

والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ

مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَعرابي: يقال عِرْقُ

مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه

إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.

والعُرَاقُ: المطر الغزير: والعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه

لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو

زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز:

حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها

أَي تبري اللحم عن العظم. وقيل: العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول

عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ. وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على

النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت

فناولني عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ

وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها،

ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب

اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر.

يقال: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك

نَهْشاً. وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء

يخاطب امرأَته:

ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ،

ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ

قال الجوهري: والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم،

عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وقال:

أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ

إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ

والعَرْق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال

ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ

إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ،

وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال:

ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع

رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا

تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع

ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.

والعُرامُ: مثل العُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم

تسمى عُرَاقاً، وإِذا جردت من اللحم

(* قوله «جردت من اللحم» يعني من

معظمه.) تسمى عُراقاً. وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو

مَرْمَاتَيْنِ. وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق

قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى

بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس

ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة

الوَذَرِ؛ وأَنشد:

ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام

قال: ومَعْروق العظام مثل العُراق، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ،

بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد:

يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ،

وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.

وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما

عليه. والمِعْرَقُ: حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام. يقال: عَرَقْتُ

ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في

غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب:

يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني

منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط

منها ومنهم أَي من هذه الإِبل. وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل

مَعْروقٌ، وفي الصحاح: مَعْروقُ

العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد. وفرس مَعْروقٌ

ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون

مَعْروقَالخدّين؛ قال:

قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني

جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من

علامات عِتْقها. وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّقْ

فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.

والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة. والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق

الإِنسان، وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سيبويه:

إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا،

كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ

أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.

وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال:

أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه

حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ

وقوله أَنشده ثعلب:

أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ

فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ

إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير،

وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً. والعَرَقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته

عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبير:

نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى،

ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ

يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ. وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ

بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.

وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه

أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه. والعَرَقُ: السَّفِيفةُ

المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً. والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل

مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ. والعَرَقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في

السماء، وهي عَرَقة أَيضاً. والعَرَقُ: السطر من الخيلِ

والطيرِ، الواحد منها عَرَقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل:

كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ

سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ

قال ابن بري: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ

الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين:

مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ

وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَعرابي: صُدِّرْنَ

من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ، يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن

إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه. ورفعتُ

من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ

أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَعْراقٌ. والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط

في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط. والعَرَقةُ:

خشيبة تُعَرَّضُ

على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع

مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط. وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد

عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة. والعَرَقةُ:

آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَقٌ؛ قال:

وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا

والعَرَقةُ: النِّسْعةُ. والعَرَقاتُ: النُّسوع.

قال الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون

الخُرَزِ، وعِراقُ المزادة: الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي

يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم

خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل

الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُق، وقبل عِراقُ

القربة الخَرْز الذي في وسطها؛ قال:

يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ،

والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ،

بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ

وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ،

وعارِض كجانب العِراقِ

هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛

قوله:

وعارض كجانب العِراقِ

العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها،

وقوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ

واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول

الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة

فقال:

فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه

ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ

شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى،

كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ

وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى:

وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ،

مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ

عنى فَماً

حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط

يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى

صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما

جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا:

تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له

دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ

أَبو عمرو: العِراقُ

تقارب الخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس

له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحيط بها. وعَرَقْت المزادة

والسفرة، فهي مَعْروقة: عملت لها عِراقاً. وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من

اللحم. وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه

إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في

موضعه، والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق.

والعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.

والعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل:

سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من

البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، وقيل: سمي به

لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ،

وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل

والشجر، فعربَ

فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم

العِراقَ

اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق،

وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد:

ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا

سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود

ويروى: باحَة العِراقِ، ومعنى بابة العِراقِ ناحيته، والباحة الساحة،

ومنه أَباح دارهم. الجوهري: العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب. قال

ابن بري: وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر:

وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ،

ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟

واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بعِراقِ المَزادة وهي

الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن

العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: العِراقُ

شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد العِراقِ

عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ

عِداءً

(* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد

مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: العِراقُ معرب وأَصله

إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق. والعِرَاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله:

أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ

رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَاقْ

إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.

وأَعْرَقْنا: أَخذنا في العِرَاقِ. وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛

قال الممزَّق العبدي:

فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ،

وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ

وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به

عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ

نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى

العِرَاقِ

الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ. والعِرَاقُ:

مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال

هذه إِبل عِرَاقيَّة، ولم يفسر. ويقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا

أَخذ في بلد العِرَاقِ.

قال أَبو سعيد: المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام

تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر. وفي

حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم

على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً

والصواب التخفيف. وعِرَاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَعْرِقَة وعُرُق.

وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .

والعَرَقُ: الزبيب، نادر. والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.

والعَرْقُوَةُ: خشبة معروضة على الدلو، والجمع عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ

إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ

بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره

من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى

إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة

على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء

وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً

بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها

كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه:

حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ

والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال:

احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ

عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ

شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر

من جناحها للانْقِضاضِ. وعَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال

للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ

وهي العَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً. قال الجوهري: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل

عُرْقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً

مثل عُنْصُوَة، والجمع العَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً:

فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ

راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ

وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها،

بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ

فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي،

خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ

أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ

والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا

أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ. وفي الحديث: رأيت كأَن

دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب؛ العَراقي: جمع

عَرْقُوة الدلو. وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ

العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات

العَرَاقي؛ قال عوف بن الأَحوص:

لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا

وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي

والعَرْقُوَتانِ

من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.

والعَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ

قبر مستطيلة. ابن شميل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض

في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير

قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من

أَرض مستوية مشرف على ما حوله. والعَرَاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه

جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة،

وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض، لها سَنَد

وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره

فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً. والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال:

الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل،

وهي العِرْقُ

أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي، وقيل: العِرْق

جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ:

ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها

مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول

وقيل: العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق. والعَراقي عند أَهل اليمن:

التَّراقي.

وعَرَقَ

في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذهب فيها. وفي الحديث: قال ابن

الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى

أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَقَ

في الأَرض إِذا ذهب فيها. وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو

يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً

قليلاً. والعَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، ويقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو

عَرَقين. أَبو عبيد: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كسل. وصارَعَهُ

فتَعَرَّقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.

وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كلها: مواضع. وفي

الحديث: أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل

الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو

الجبل الصغير، وقيل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم

النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم.

قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ، وما

بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ

من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، وأَولها من قِبَلِ

نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْقٍ موضع بالبادية. وفي

حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ

الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى

العِرْقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَعرابي: عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل

والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله:

لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ،

لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ

قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ. وابن عِرْقانَ: رجل من العرب.

عرق
العَرَقُ، مُحرّكة: رشْحُ جِلْدِ الحَيَوان، وقِيلَ: هُوَ مَا جَرَى من أُصولِ الشَّعَرِ من ماءِ الجِلْدِ، اسْم للجِنْس لَا يُجمَع، وَهُوَ فِي الحَيوانِ أصْلٌ ويُسْتعارُ لغَيْرِه قَالَ اللّيثُ: لم أسمَعْ للعَرَقِ جمْعاً، فإنْ جُمِع كَانَ قِياسُه على فَعَلٍ وأفْعالٍ، مثل جدَثٍ وأجْداثٍ. وَفِي حَديثِ أهلِ الجنّة: وإنّما هُوَ عرَقٌ يجْري من أعْراضِهِم وَقد عرِقَ، كفَرِح. ورجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ أَي: العرَق. وَأما عُرَقَة، كهُمَزة فبِناءٌ مطّرِدْ فِي كلِّ فِعْلٍ ثُلاثيّ كضُحَكَة وهُزَأةٍ، وربّما غُلِطَ بمثْلِ هَذَا وَلم يُشعَرْ بمَكَان اطِّرادِه، فذُكِرَ كَمَا يُذْكَرُ مَا يطّرِدُ، فقد قَالَ بعضُهم: رجلٌ عُرَقٌ وعُرَقَة: كثيرُ العرَقِ، فسوّى بينَهُما، وعُرَقٌ غير مطَّرد، وعُرَقَةٌ مطَّرِد، كَمَا ذكَرْنا. والعَرَقُ: نَدَى الحائِط، وَقد عرِقَ عرَقاً: إِذا نَدِي، وَكَذَلِكَ الأرْضُ الثّريّة إِذا نتَحَ فِيهَا النَّدَى حتّى يَلْتَقي هُوَ والثّرَى. وَقَالَ شَمِرٌ: العَرَقُ: هُوَ النّفْعُ والثّوابُ. تقولُ العَربُ: اتّخَذْتُ عندَه يَداً بيْضاءَ، وأخْرَى خضْراءَ، فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عرَقاً، أَي: ثَواباً. وأنشَدَ للحارِثِ بنِ زُهَيْرٍ العبْسيِّ يصِفُ سيْفاً:
(سأجْعَلُه مكانَ النّونِ منّي ... وَمَا أعطِيتُه عرَقَ الخِلالِ)
يَقُول: لم أُعْطِه للمُخالَّة والمودَّة كَمَا يُعْطي الخَليلُ خليلَه، ولكنّي أخذْتُه قسْراً، والنّون: اسمُ سيْفِ مالكٍ ابنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حمَلُ بنُ بدْرٍ أخذَه من مالِكٍ يومَ قتَله، وأخذَه الحارِثُ من حمَل بنِ بدْرٍ يَوْم قتَله، وظاهِرُ بيْت الحارِث يقْضي بأنّه أخَذ منْ مالكٍ سيْفاً غيرَ النّونِ، بدَلالَةِ قولِه: سأجعَلُه مَكانَ النّونِ أَي: سأجْعَل هَذَا السّيْفَ الّذي استَفَدْتُه مَكَان النّونِ. والصّحيحُ فِي إنْشادِه: ويُخْبِرُهم مَكانَ النّونِ منّي لأنّ قبلَه:
(سيُخبِرُ قومَه حنَشُ بنُ عمْرٍ و ... إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ)
والعَرَقُ فِي البَيْت بمَعْنى الجَزاء. وَقَالَ غيرُه: عرَقُ الخِلال: مَا يُرَشِّحُ لكَ الرَّجُلُ بِهِ، أَي: يُعطيكَ للمَودّةِ. ومعْنى الْبَيْت، أَي: لمْ يعْرَقْ لي بهذَا السّيفِ عَن مودَّة، وإنّما أخذْتُه مِنْهُ غصْباً،)
وَفِي بعض النُسَخ والتُّراب وَهُوَ غلَطٌ. أَو العَرَقُ: قَليلُه أَي: القَليلُ من الثّوابِ، شُبّه بالعَرَق.
والعَرَق: اللّبَنُ، سُمِّي بهِ لأنّه عرَقٌ يتحلّب فِي العُروقِ، حَتَّى ينْتَهي الى الضّرْع. قَالَ الشّمّاخُ: (تغْدو وَقد ضمِنَتْ ضَرّاتُها عرَقاً ... من ناصِعِ اللّوْنِ حُلْوِ الطّعْمِ مجْهودِ)
ورَواه بعضُهم: تُصْبِحْ وَقد ضمِنت، وذلِك أنّ قبلَه:
(إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... من الأسالِقِ عارِي الشّوْكِ مجْرودِ)
تُصبِح وَقد ضمِنَتْ ...
فَهَذَا شرْطٌ وجَزاءٌ. ورواهُ بعضُهم: تُضْحِ وَقد ضمِنَتْ على احْتِمالِ الطَّيِّ. والرّواية المعروفَةُ غُرَقاً جمْع غُرْقة، وَهِي القَليل من اللّبَن والشّراب. وَقيل هُوَ القَليلُ من اللبَنِ خاصّةً، ويُقال: إنّ بغنَمِك لعِرْقاً من لَبَنٍ، قَليلاً كَانَ أَو كثيرا، ويُقال: عرَقاً من لبَنٍ، وَهُوَ الصّواب. والعَرَقُ: كُلُّ صَفٍّ من اللّبِنِ والآجُرِّ فِي الحائِطِ. ويُقال: قد بَنى الْبَانِي عرَقاً وعرَقَيْن، وعَرَقةً وعرقَتَيْن أَي: صَفّاً وصفّين، والجَمْع أعْراقٌ. والعَرَق: الطُّرُقُ فِي الجِبالِ، كالعَرْقَة بفَتْح فَسُكُون. وَقيل: العَرَق: آثارُ اتّباعِ الإبِلِ بعضِها بعْضاً، واحدتُه عرَقَة. قَالَ: وَقد نسجْنَ بالفَلاةِ عرَقا وعرَقُ التّمْر: دِبْسُه لِأَنَّهُ يتحلّب مِنْهُ. والعَرَق: الزّبيب نادِر. والعَرَق: نِتاجُ الإبِل. يُقال: مَا أكثرَ عرَقَ إبِلِه. وَقَالَ أَبُو زيْد: يُقَال: مَا أكْثَر عرَقَ غنَمِك: إِذا كثُر لبَنُها عندَ نِتاجِها. والعَرَق: النّقْع هَكَذَا هُوَ بالقافِ فِي سائِرِ النُسَخ، والصّواب النَّفْعُ بالفاءِ، وَهُوَ قوْل شَمِر، كَمَا تقدّم عندَ قَوْله والثّواب، وَلَو ذكَرهما فِي محَلٍّ واحدٍ كَانَ أحْسن. والعَرَق: السطْرُ من الخَيْل، وَمن الطّيْر وَهُوَ الصّفُّ، الواحِدَة مِنْهُمَا عرَقَةٌ. قَالَ طُفَيْل الغَنَويُّ يصِف الخَيلَ:
(كأنّهنَّ وَقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ ... سيدٌ تمطَّر جُنْحَ اللّيلِ مبْلولُ)
هَكَذَا أنشدَه الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ بَرّي: صدّرَ الفرسُ فَهُوَ مُصَدِّر: إِذا سبقَ الخيلَ بصَدْرِه.
والعَرَقُ: الصّفُّ من الخَيْل ورَواهُ ابنُ الْأَعرَابِي صُدِّرْنَ من عَرَق أَي: صَدَرْن بعد مَا عرِقْن، يذْهَبُ الى العَرَق الَّذِي يخْرُجُ منْهُن إِذا أُجرينَ، يُقَال: فرسٌ مُصَدَّر: إِذا كَانَ يعْرَق صَدْرُه.
وكُلُّ مضْفورٍ مُصْطَفٍّ عرَقٌ، وعَرَقة. والعَرَقُ: السّفيفَةُ المنْسوجة من الخُوص وغيرِه قبلَ أَن يُجعَلَ مِنْهُ الزِّنْبيل، أَو الزِّنْبيلُ نفسُه. وَمِنْه حَديثُ المُظاهِر: فَأتى بعَرَقٍ فِيهِ تمْرٌ وَفِي رِوَايَة: بعَرَقٍ من تَمْرٍ. قَالَ الأزهريّ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيد بالتّحْريك ويُسَكَّن عَن بعضِ المُحدِّثينَ.)
والعَرَق: الشّوطُ والطّلَق. يُقال: جرَى الفَرَسُ عرَقاً، أَو عرَقَيْن، أَي: شوْطاً أَو شوطَين. وَفِي المثَل: لَقيتُ مِنْهُ عرَق القِرْبَة، وَهُوَ كِنايةٌ عَن الشِّدّةِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أَدْرِي مَا أصلُه، وزادَ غيرُه: والمَجْهود والمَشَقّة. قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَي لَقيتُ مِنْهُ المَجْهود وَأنْشد لابنِ أحْمر:
(ليستْ بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها ... عرَقُ السِّقاءِ على القَعودِ اللاّغِبِ)
أرادَ عرَقَ القِرْبة، فَلم يسْتَقِم لَهُ الشِّعرُ لأنّ القِربَة إِذا عرِقَت خبُثَ ريحُها، أَو لأنّ القِربَةَ مَا لَهَا عرَق، فكأنّه تجشّم مُحالاً قالَه أَبُو عُبَيد، وَبِه فُسِّر حَديثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لَا تُغالُوا صُدُقَ النِّساءِ فإنّ الرِّجالَ تُغالي بصَداقِها حَتَّى تَقولَ: جشِمتُ إِلَيْك عرَق القِرْبَةِ، أَو علَق القِرْبة.
وَالْمعْنَى تكلّفْتُ إِلَيْك مَا لَمْ يبْلُغْه أحَدٌ حَتَّى تجشّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ القِرْبَة لَا تعْرَق، وَهَذَا مثل قوْلِهم: حَتَّى يَشيبَ الغُرابُ، ويَبيضَ الفأْر. أَو عَرقُ القِربَة: منْقَعَتُها أَي: سَيَلانُ مائِها، كأنّه نصَبَ وتكلّفَ وتجشّم وتعِبَ حَتَّى عرِقَ كعَرَقِ القِرْبةِ، قَالَه الكِسائيُّ. وَقيل: أرادَ بعرَق القِرْبَةِ عرَقَ حامِلِها من ثِقَلِها. وَقيل: أَرَادَ أنّه قصدَه وسافَر إِلَيْهِ حتّى احْتاجَ الى عرَق القِرْبَة، وَهُوَ مَاؤُهَا، يعْني السّفَر إِلَيْهَا. أَو عرَقُ القِربَة: سَفيفَةٌ يجْعَلُها حامِلُ القِربَة على صدْرِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: عرَقُ القِربة وعلَقُها وَاحِد، وَهُوَ مِعْلاقٌ تُحْمَل بِهِ القِرْبَة، وأبدَلوا الرّاءَ من اللاّم، كَمَا قَالُوا: لَعَمْري ورَعَمْلي. وَقَالَ أَيْضا: أمّا عرَق القِربة فعَرقُك بهَا عَن جَهْدِ حمْلِها وذلِك لأنّ أشدّ الْأَعْمَال عندَهم السّقْي. وَأما علَقها فَمَا شُدّت بِهِ ثمَّ عُلِّقَت. القَولُ الأول نقَله عَنهُ الصّاغاني، والثّاني صاحِبُ اللِّسَان، فتأمّل. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ جشِمْتُ إليكَ النّصَبَ والتّعَب والغُرْمَ والمَؤونَة، حَتَّى جشِمْتُ إلَيْك عرَق القِرْبة أَي: عِراقَها الَّذِي يُخْرَز حوْلَها. وَمن قَالَ: علَق القِرْبة، أرادَ السّيورَ الَّتِي تُعَلَّقُ بهَا. أَو معْناه: تكلَّف مشَقّةً كمشَقّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ يعْرَق تحتَها من ثِقَلِها. وَقَالَ الجوهَريّ: العَرَق إنّما هُوَ للرّجلِ لَا للقِرْبةِ، وأصلُه أنّ القِرَب إِنَّمَا تحْمِلُها الإماءُ الزّوافِر، ومَن لَا مُعين لَهُ، وَرُبمَا افْتَقَر الرّجُل الكَريم، واحْتاجَ الى حمْلِها بنَفْسِه، فيعْرَق لِما يلْحَقُه من المشَقّة والحَياءِ من النّاس، فيُقال: تجشّمتُ لَك عَرَقَ القِرْبَة. ولَبَن عَرِقٌ، ككتِف: فسَد طعْمُه عَن عرَق البَعيرِ المُحَمَّل عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنه يُحْقَن فِي السّقاءِ ويُعَلَّق على البَعير لَيْسَ بيْنه وبيْن جنْب البَعير وِقاء، فيعْرَقُ البَعير، ويَفْسُد طعمُه من عرَقِه، فتتغيّر رائِحَتُه، وَقيل: هُوَ الخَبيثُ الحمْضُ، وَقد عرِق عرَقاً. وعرِق كفرِح عرَقاً: إِذا كسِل. وحِبّانُ بنُ العَرِقَة بِكَسْر الحاءِ والرّاءِ وَقد تُفْتَح الرّاءُ عَن الواقِديّ وَهِي أَي: العَرِقة أمُّه ابنَةُ سَعيد بنِ سهْم، واسمُها) قِلابَةُ والعَرِقة لقَبُها لُقِّبَتْ بِهِ لِطيبِ ريحِها. قَالَ ذَلِك ابنُ الكَلْبيّ وَهُوَ حِبّان بنُ أبي قيْس بنِ علْقَمَة بنِ عبْدِ مَناف بنِ الحارِث بنِ مُنْقِذ بنِ عَمْرو بنِ بَغيضِ بنِ عامِر بن لُؤَيٍّ. وحِبّانُ هُوَ الَّذِي رَمَى سعْدَ بنَ مُعاذٍ رضِي الله تَعَالَى عنْه يومَ الخَنْدَق وَقَالَ: خُذْها وَأَنا ابنُ العَرِقة، كَمَا فِي كُتُب السّير. والعَرَقة، مُحرَّكة: الخشَبَة الَّتِي تُعرَّضُ أَي توضَع معْتَرِضة بَين سافَي الحائِط كَمَا فِي الصّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي الدّرْداءِ رضِي الله عَنهُ: أنّه رأى فِي المسْجِد عرَقَةً، فَقَالَ: غطّوها عنّا قَالَ الحربيُّ: أظنُّها خشَبَةً فِيهَا صورةٌ. والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يُضرَب بهَا. والعَرَقة: النِّسْعَة يُشَدُّ بهَا الْأَسير، ج: عرَقٌ، وعرَقات. قَالَ أَبُو كَبير الُذَليّ:
(نَغْدو فنتْرُك فِي المَزاحِف مَنْ ثَوَى ... ونُقِرُّ فِي العَرَقاتِ مَنْ لم يُقْتَلِ)
وعرَقَ العظْمَ يعرِقه عرْقاً، ومعْرَقاً، كمَقْعَد: إِذا أكَلَ مَا علَيْه من اللّحْم نهْشاً بأسْنانِه. قَالَ الشّاعر:
(أكُفُّ لِساني عَن صَديقي فَإِن أُجَأْ ... إِلَيْهِ فإنّي عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ) كتعرَّقه. وَمِنْه الحَديث: فناولتُه العَضُدَ، فَأكلهَا حَتَّى تعرَّقَها، وَهُوَ مُحْرِم. واستعار بعضُهم التّعرُّقَ فِي غيْر الجَواهِر. أنشدَ ابنُ الأعرابيِّ فِي صِفة إبلٍ وركْب:
(يتعرّقونَ خِلالَهُنّ ويَنْثَني ... مِنْهَا وَمِنْهُم مُقْطَعٌ وجَريحُ)
أَي: يسْتَديمونَ حَتَّى لَا تبْقَى قُوَّة وَلَا صَبر، فذلِك خِلالَهُن، وينثَني، أَي: يسْقُط مِنْهَا، وَمِنْهُم أَي: من هَذِه الإبِل. وعرَقَ فُلانٌ فِي الأرضِ يعرُق عرْقاً وعُروقاً أَي ذهَب. وظاهِرُه أنّه من حَدِّ نصَر كَمَا هُوَ مُقتضى اصْطِلَاحه، وصرّحَ الصاغانيُّ أنّه منْ حدِّ ضرَب، ومثلُه فِي الصِّحَاح، حيثُ قَالَ: عرَقَ فُلانٌ فِي الأرْض يعرِق عُروقاً مِثَال جلَس يجلِسُ جُلوساً. وعرَق المَزادَة وَكَذَلِكَ السُّفْرة يعْرِقُها عرْقاً فَهِيَ معْروقة: جعلَ لَهَا عِراقاً بالكَسْر، وَسَيَأْتِي معْناه قَرِيبا.
والعَرْقُ بِالْفَتْح. والعُراقُ كغُراب: العَظْم الَّذِي أُكِل لحْمُه، وَقيل: أُخِذَ معظمُ اللَّحْم وهبْرُه وبَقِي عَلَيْهَا لُحومٌ رَقيقة طيّبة، فتُكْسَر وتُطْبَخ، وتؤخَذُ إهالتُها من طُفاحَتِها، ويُؤْكَل مَا علَى العِظام منْ لحْم رَقِيق وتُتَمَشَّشُ العِظامُ، ولحمُها من أطيب اللُّحْمانِ عنْدهم. وَفِي الحَدِيث: أنّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخَل على أمِّ سلَمة وتَناوَل عرْقاً، وصلّى وَلم يتوضّأ وروى عَن أمِّ إسْحاق الغَنَويّة: أنّها دخَلت على النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيْتِ حفْصةَ، وَبَين يدَيْه ثَريدَةٌ، قَالَت: فناوَلَني عَرْقاً وَقيل: العَرْق، الفِدْرَةُ من اللّحْم. ج أَي: جمْع العَرْق عِراقٌ ككِتابٍ، حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ)
قَالَ: وَهُوَ أقْيسُ، وأنشَد: يَبيتُ ضَيْفي فِي عِراقٍ مُلْسِ وَفِي شُمولٍ عُرِّضَتْ للنّحْسِ أَي: مُلْسٍ من الشّحم. والنّحْسُ: الرّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرةٌ. ويُجْمَع العَرْق أَيْضا على عُراق، مثل غُراب وَهُوَ من الجَمْع العَزيز. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: نادِرٌ. ونقَل الجوهَريُّ عَن ابنِ السِّكّيت: لم يجِئ شيءٌ من الجَمْع على فُعال إِلَّا أحرُف مِنْهَا: تُؤَام جمع تَوْأَم، وشَاة رُبّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَار، وعَرْقٌ وعُراقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَرير وفُرارٌ. قَالَ: وَلَا نَظِير لَهَا. قَالَ الصّاغانيّ: بلْ لَهَا نظائِر: نذْل ونُذال، ورَذْل ورُذال، وبسْط وبُساطٌ، وثِنْي وثُناءٌ ذكَرَها ابنُ خالَوَيْه فِي كِتاب ليْس. قُلت: وزادَ ابنُ بَرّيّ: وظَهْر وظُهار. وبَريءٌ وبُراء، فصارَت الجُملة اثْنَى عشَر حرْفاً. أَو العَرْق: العظْم بلَحْمِه، فَإِذا أُكِل لحمُه فعُراقٌ. قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزّجّاجيّ: وَهَذَا هُوَ الصّحيحُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زَيْد فِي العُراق، واحتجّ بقولِ أبي زُبَيد: حمْراء تبْري اللّحْمَ عَن عُراقِها أَي: تبْري اللّحْمَ عَن العَظْم أَو كِلاهُما لكِلَيْهِما. والعُراقُ والعُراقَةُ كغُراب وغُرابَة: النُطْفَة كَمَا فِي العُباب، زَاد غيرُه من الماءِ، كالعَرْقاةِ وَفِي اللّسان أنّ العُراقَ جمْع عُراقَة بِهَذَا المَعْنى.
والعُراقَة: المطَرةُ الغَزيرَةُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: عُراقُ الغَيث: نباتُه فِي أثرِه. وَفِي الأساس: هُوَ مَا خرَج من النّبات على أثَر الغيْثِ. وَرجل مُعرَّق العِظام كمُعَظَّمٍ، ومَعروقُها أَي: قَليلُ اللّحْم وَكَذَلِكَ مُعْتَرَقُها، وَسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً، واقتصَر الجوهَريُّ على المَعْروقِ والمُعْتَرَق. وَيُقَال: عظْمٌ معْروقٌ: إِذا أُلقِي عَنهُ لحمُه، وَأنْشد أَبُو عُبَيد لبَعْضِهم يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تُهْدي الأمَرَّ وَمَا يَليه ... وَلَا تُهْدِنَّ معْروقَ العِظامِ)
وَقد عُرِق، كعُنِي، عَرْقاً بِالْفَتْح. وَقَالَ ابنُ بَرّي: معْروقُ العِظام، مثل العُراق. والعَرْق بالفَتْح: الطّريقُ يعْرُقه النّاسُ من حدِّ نصَر، أَي: تسْلُكه وتذْهبُ فِيهِ حَتَّى يسْتَوْضِح ويَبين سُمِّي بالمَصْدر. والعِرْق، بالكَسْر للشّجَر معروفٌ، وَهُوَ أطْناب تشْعب مِنْهُ. وعِرْقُ البَدَن من الحَيَوان م وَهُوَ الأجْوَفُ الَّذِي يكون فِيهِ الدّمُ، والعَصَب غير الأجْوف. وَفِي الحَدِيث: إنّ ماءَ الرّجُل يجرِي من المرأةِ إِذا واقَعها فِي كُلِّ عِرْقٍ وعصَبٍ. ج: عُروقٌ، وأعراقٌ، وعِراقٌ، الْأَخِيرَة بالكَسر. يُقال: تداركَه أعراقُ خيرٍ، وأعراقُ شرٍّ. قَالَ الشَّاعِر:)
(جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قيلَ سابِقٌ ... تدارَكَهُ أعْراقُ سَوْءٍ فبلَّدا)
وَفِي الحَديث: من أحْيا أَرضًا ميِّتةً فَهِيَ لَهُ، وليْس لعِرْقٍ ظالمٍ حقّ أَي: لذِي عِرْقٍ ظَالِم حَقّ، وَهُوَ الَّذِي يغرِسُ فِيهَا غَرْساً على وجْهِ الاغْتِصابِ ليَسْتَوْجِبَها بذلك. ويروى: لعِرْق ظالِم بِالْإِضَافَة: قَالَ أَبُو عليّ: هَذِه عِبارةُ اللّغَويّين، وَإِنَّمَا العِرْقُ المَغْروس، أَو المَوْضع المَغْروس فِيهِ، وَفِي حَديث عِكْراش بنِ ذُؤيْبٍ: فقدِمتُ بإبلٍ كأنّها عُروقُ الأرْطَى قَالَ الأزهريّ: عُروقُ الأرْطَى طِوالٌ حُمْر ذاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمال المَمْطورة فِي الشِّتاءِ، تَراها إِذا انْتُثِرت واستُخرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريّانةً مُكْتنِزة ترِفّ يَقْطُر مِنْهَا الماءُ، فشبَّه الإبلَ فِي حُمْرةِ ألوانِها وسِمَنِها واكْتِنازِ لُحومِها وشُحومِها بعُروقِ الأرْطَى. وَفِي حَدِيث آخر: انظُر فِي أيِّ نِصابٍ تضَعُ ولَدَك، فإنّ العِرْقَ دسّاس. والعِرْق: أصلُ كُلّ شيءٍ وَمَا يقومُ عَلَيْهِ. والعِرْقُ: الأرضُ المِلْحُ الَّتِي لَا تُنبِتُ، وسيأْتي قَريباً مَا يُخالِفه. والعِرْقُ: الجبَل والجَمْع العُروق. وَقيل: هُوَ الجبَل الغَليظ المُنْقادُ فِي الأَرْض يمنَعُك من عُلْوِه وَلَا يُرْتَقَى لصُعوبَتِه وَلَيْسَ بطَويلٍ. وَقيل: الجبَل الصّغير المُنفرِد فَهُوَ ضِدٌّ. قَالَ الشَّمّاخ:
(مَا إنْ تَزالُ لَهَا شأوٌ يقدِّمُها ... مُجرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مجْدولُ)
ويُقال: إِنَّه لخَبيثُ العِرْق، أَي: الجسَد وَكَذَلِكَ السِّقاء. والعِرْق: ع على فَراسِخَ من هِيت، كَانَ بِهِ عُيونُ ماءٍ. والعِرْق: اللَّبَن يُقال: ناقةٌ دائِمةُ العِرْق، أَي: الدِّرّة، وقِيل: دائِمةُ اللّبَنِ. والعِرْق أَيْضا: النِّتاجُ الكَثيرُ عَن ابنِ الأعرابيِّ. يُقال: مَا أكْثَر عِرقَ إبِلِكَ وغنَمِك، أَي: لبَنَها ونِتاجَها.
والعِرْقُ: لقَبُ الحُسَيْن. وَفِي التّبْصير: الحسَن بن عبْدِ الجبّارِ حكى عَنهُ قاسِمٌ النّوشَجانِيّ.
والعِرْقُ: السّبَخَة تُنْبِتُ الطّرْفاءَ. ونصُّ أبي حَنيفةَ: تُنْبِت الشّجَر، وَهَذَا مَعَ قولِه آنِفاً: الأرضُ المِلحُ لَا تُنبِت، ضِدٌ، وَكَانَ ينبَغي أَن ينبِّه على ذَلِك. والعِرْقُ: الحبْلُ الرّقيقُ من الرّمْلِ المُسْتَطيلِ مَعَ الأَرْض، أَو: هُوَ المَكانُ المرتَفِع، ج: عُروقٌ. وذاتُ عِرْق: موضِعٌ بالبادِيَة كَانَ يُقالُ لَهُ قبْلَ الْإِسْلَام: عِرْقٌ، وَهُوَ ميقاتُ العِراقِيّين، وَهُوَ الحدُّ بَين نجْد وتِهامةَ. وَمِنْه الحَديثُ: أنّه وقّت لأهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْق وَهُوَ منزِلٌ من مَنازِلِ الحاجِّ، يفحرِم أهلُ العِراق بالحَجِّ مِنْهُ، سُمّي بِهِ لأنّ فِيهِ عِرْقاً، وَهُوَ الجبَلُ الصغيرُ، وعلِمَ النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم أَنهم يُسلِمون ويحُجّون، فبيّن مِيقاتَهم، قَالَ:
(أَلا يَا نخْلةً من ذاتِ عِرْقٍ ... عليْكِ ورحْمَةُ الله السّلامُ)

وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: مَا دونَ الرّمل الى الرّيفِ من العِراق، يُقال لَهُ: عِراقٌ وَمَا بيْن ذاتِ عِرْقٍ الى الْبَحْر: غوْرٌ وتِهامَةُ، وطرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحِجاز مدارِجُ العَرْجِ، وأوّلها من قِبَل نجدٍ مَدارجُ ذاتِ عِرْق. وعِرقٌ: وَاد لبَني حنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زيْدِ مَناةَ بن تَميم، قَالَ جَرير:
(نهْوَى ثَرَى العِرْق إذْ لمْ نلْقَ بعْدَكُمُ ... كالعِرْقِ عِرْقاً وَلَا السُّلاّنِ سُلاّنا)
السُّلاّنُ: وادٍ لبَني عمْرو بن تَميم. والعِرْقان: موضِعان بالبَصْرَة وهما عِرْق ناهِق، وعِرْق ثادِق. قَالَ شِظاظٌ الضّبّيُّ اللِّصُّ:
(مَنْ مُبلغُ الفِتيانِ عنّي رِسَالَة ... فَلَا يهْلَكوا فَقْراً على عِرْقِ ناهِقِ)
وعِرْقَةُ، بهاء: د، بالشّام، وَهُوَ حِصْنٌ شرقيَّ طرابُلُسَ، وَهِي آخِرُ أَعمال دمشق، وَسَيَأْتِي للمُصنِّفِ أَيْضا قَرِيبا ذَلِك. والعُروق الصُّفْر: نَباتٌ للصّبّاغينَ نقَله الجوْهَريّ فارسيَّته: زَرْدُ جوبَه أَي: الخشَبُ الأصْفر. أَو هوَ الهُرْدُ. أَو هُوَ المامِيران الصّيني. أَو الكُركُم الصّغيرُ وكلُّ ذَلِك مُتقارِب. والعُروقُ البيضُ: نباتٌ آخر مُسمِّنَةٌ للنِّساءِ، وتُسمّى المُستَعْجِلةَ. والعُروقُ الحُمْر: الفوّةُ يُصْبَغُ بهَا. والعُرُق، بضمّتَين: جمْع عِراقٍ بالكَسْرِ لشاطِئِ البحْر على طولِه،نقلَه اللّيثُ، وَهُوَ ككِتاب وكُتُبٍ، قَالَ: وَبِه سُمّي العِراقُ عِراقاً، كَمَا سَيَأْتِي. والعُروق: تِلال حُمْر قُرْبَ سَجا وسَجا بِالْجِيم: ماءٌ بنَجْدٍ فِي دِيارِ بَني كِلاب، قَالَه أَبُو عَمْرو. والعِراقُ ككِتاب: جوْفُ الرّيش.
قَالَ النَّظّار: وكَفَّ أطْرافَ العِراق الخُرَّجِ كمثْلِ خطِّ الحاجِبِ المُزَجَّج وَقَالَ أَيْضا: العِراقُ: مياهٌ لبَني سعْد بن مَالك وَبني مَازِن. والعِراقُ: شاطِئُ الماءِ أَو شاطئُ البحْر خاصّة، زَاد اللَّيْث طولا أَي على طولِ البحْر. والعِراقُ: الخَرْزُ المَثْنيُّ فِي أسفلِ المَزادَةِ والرَّاويَةِ، نقلَه الليْث، والجَميعُ: العُرُقُ، والأعرِقَة، وَهُوَ من أوثَقِ خُرَز فِي المَزادَة. قَالَ عَمْرو بنُ أحْمَرَ يصِف قَطاةً سقَتْ فرْخَها:
(من ذِي عِراقٍ نِيطَ فِي جوْزِها ... فهْو لَطيفٌ طيُّه مُضْطَمِرْ)
وَقَالَ أَبُو زيْد: إِذا كَانَ الجِلْدُ أسْفَل الإداوَةِ مثْنِيّاً، ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ، فَهُوَ عِراقٌ، والجمْع عُرُقٌ.
وَقيل: عِراقُ القِرْبة: الخَرْز الَّذِي فِي وسَطِها. وَقَالَ يونُس: رأيتُ أَعْرَابِيًا يُرَقّصُ ابنَه، وَيَقُول: يَرْبوعُ ذَا القَنازِعِ الدِّقاقِ)
والوَدْعِ والأحْويَةِ الأخْلاقِ بِي بيَ أرْياقَكَ من أرياقِ وحيثُ خُصْياكَ الى المآقِ وعارِض كجانِبِ العِراقِ قَالَ: شبّه أسْنانَه فِي حُسْن نِبْتَتِها واصْطِفافِها على نسَقٍ واحِد بعِراقِ المَزادَةِ لأنّ خرْزَه متسرِّدٌ مُستَوٍ. وَقَالَ الأصْمَعي: العِراقُ: الطِّبابَةُ، وَهِي الجِلْدةُ الَّتِي تُغطَّى بهَا عُيونُ الخُرَزِ، وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُجعَلُ على مُلتَقَى طرَفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسْفَلِ القِرْبة، فَإِذا سُوِّيَ ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غيرَ مثْنِيٍّ فَهُوَ طِبابٌ. والعِراقُ: قُطْر الجبَل وحْدَه عَن ابْن عبّاد. والعِراق: بَقايا الحمْض، كالعِرْق بالكَسْر فيهِما أَي: فِي المَعْنَيين وَمِنْه إبِل عِراقيّة ترْعَى بَقايا الحَمْض. وأوردَ الأزهريّ بعد قَوْله: العِراق: مياهُ بَني سعْدِ بنِ مَالك وبَني مازِن ويُقال: هذِه إبِل عِراقيّةٌ وَلم يُفسِّر، وظاهِرُ سِياقه أنّه منْسوبة الى تِلْك المِياهِ، ويَقرُبُ من ذلِك تفْسير قوْلِ الشاعِر، أنشدَه ابنُ الْأَعرَابِي:
(إِذا استنْصَلَ الهيْفُ السَّفا برّحَتْ بِهِ ... عِراقيّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ)
وَهِي الَّتِي تطْلُبُ الماءَ فِي القَيْظِ. وَقيل: هِيَ منسوبة الى العِراق الَّذِي هُوَ شاطِئُ الماءِ، ونُجْدٌ هُنَا جمع نَجْديّ، كفارِسيّ وفُرْس. وَقَالَ أَبُو زيْد: كلُّ مَا اتّصل بالبَحْر من مرْعًى فَهُوَ عِراقٌ.
وإبلٌ عِراقيّة: منسوبة الى العِراقِ، على غيرِ قِياس. والعِراقُ من الظُّفْرِ: مَا أحاطَ بِهِ من اللّحْم.
والعِراقُ من الأُذُنِ: كِفافُها. وقالَ ابنُ بَرّي: العِراقُ من الدّارِ: فِناؤُها، وَمِنْه قولُ الشّاعر:
(وَهل بلِحاظِ الدّارِ والصّحْنِ معْلَمٌ ... وَمن آيِها بِينُ العِراقِ تلوحُ)
اللحاظُ هُنَا: فِناءُ الدّار أَيْضا. والعِراقُ من السُفْرةِ: خرْزُها المُحيطُ بهَا، وَقد عَرقَها فَهِيَ معْروقَة: جعَل لَهَا عِراقاً. والعِراقُ من الرّكيب، أَي: النّهر: الَّذِي يدخُل مِنْهُ الماءُ الحائِطَ، حاشيَتُه من أدْناه الى مُنْتَهاه. والعِراقُ من الحَشا: مَا فوْق السُرّة معْتَرِضاً بالبَطْنِ. جمْعُ الكُلِّ: أعرِقَة، وعُرْقٌ بالضّم وبضمّتَيْن. والعِراقُ: بلادٌ، م معْروفة من فارِس، حدُّها من عبّادان الى المَوصِل طولا، وَمن القادِسيّة الى حُلْوانَ عرْضاً. وَقَالَ الجوهريّ: تُذَكَّر وتؤنَّث. قَالَ ابنُ دُريد: ذكَروا أنّ أَبَا عمْرو بنِ العَلاءِ كَانَ يَقُول: سُمّيَتْ بهَا لتَواشُجِ عِراق هَكَذَا فِي النُسخ، وَصَوَابه عُروق النّخْلِ والشّجَرِ فِيهَا كأنّه أرادَ عِرْقاً ثمَّ جُمِع عِراقاً، أَو لأنّه استكفَّ أرضَ العرَب. قَالَ ابنُ دُرَيْد: زعَموا، وَهَكَذَا يَقُول الأصمعيُّ، أَو سُمّي بعِراقِ المَزادَةِ لجِلدَة تُجْعَلُ)
على مُلتَقى طرفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسفَلِها لأنّ العِراقَ بيْن الرّيفِ والبَرّ، أَو لأنّه على عِراقِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً أَي: شاطِئِهما تتابُعاً حَتَّى يتّصِل بالبَحْر، قَالَه اللّيث. أَو هِيَ معرّبة إيران شهْر، وَمَعْنَاهُ كثيرةُ النّخْلِ والشّجَر فعُرِّبت فَقيل عِراق، هَكَذَا نقَلوه. وَعِنْدِي فِي معْناه نظَر.
وَقَالَ الأزهريّ: قَالَ أَبُو الهيثَم: زعَم الْأَصْمَعِي أنّ تسميتَهم العِراقَ اسمٌ أعجمي معرَّب، إِنَّمَا هُوَ إيران شَهْر، فأعرَبتْه العربُ، فَقَالَت: عِراق، وإيران شهْر: موضِع المُلوك. قَالَ أَبُو زُبَيد:
(مانِعي بابةَ العِراقِ من النّا ... سِ بجُرْدٍ تَغْدُو بمِثْلِ الأسودِ)
والعِراقان: الكوفَة والبَصْرَة نقلَه الجوْهَريّ. وعرْقوَةُ الدّلْو بفَتْح العيْن كتَرْقُوَةٍ، وَلَا يُضَمّ أولُه قَالَ الجوهريّ: وَإِنَّمَا تُضَمّ فُعْلُوَة إِذا كَانَ ثَانِيهَا نوناً مثل عُنْصُوَة، وَكَذَا عرْقاتُها بفَتْح فسُكون بمَعْنى واحِد، وَهِي الخشَبة المَعروضة عَلَيْهَا، وشاهِد الْأَخير قولُ الشَّاعِر: احذَرْ على عيْنَيْك والمشافِرِ عرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبّهَها بالعُقاب فِي ثِقَلها. وَقيل: فِي سُرْعة هُوِيِّها. والعَرْقُوَتان: خشَبَتان يُعْرَضان علَيْها أَي: على الدّلْو كالصّليب، نقَلَهُ الْأَصْمَعِي. وَأَيْضًا هما خشَبَتان تضُمّان مَا بَيْن واسِطِ الرّحْل والمُؤْخِرَةِ. وَقَالَ اللّيثُ: للقَتَبِ عَرْقُوَتان، وهما خشَبتان على عضُدَيْه من جانِبَيْه ج: العَراقي.
قَالَ رؤبة: سَجْلُكَ سَجْلٌ مُتْرعُ الأتْآقِ رحْبُ الفُروغِ مُكرَبُ العَراقِي وَقَالَ عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِباديُّ يصِف مُهْراً:
(فهْيَ كالدّلْوِ بكَفِّ المُسْتَقِي ... خُذِلَتْ مِنْهَا العَراقِي فانْجذَمْ)
أَرَادَ بقوله: مِنْهَا: الدّلْو، وبقَوْلِه: انجَذَم: السَّجْل لِأَن السَّجْلَ والدّلْو واحِدٌ. وَفِي الحَدِيث: رأيتُ كأنّ دَلْواً دُلِّيَ من السّماءِ فأخذَ أَبُو بكْرٍ بعَراقِيها فشرِب. قَالَ الجوْهَريُّ: وَإِن جمَعْتَ بحَذْفِ الهاءِ قلت: عرْق، وأصلُه عرْقُوٌ، إِلَّا أَنه فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بثَلاثَةِ أحْقٍ فِي جمْع حَقْو. وَفِي اللّسان بعدَ قولِه: وأصلُه عَرْقُوٌ، إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الكَلام اسْم آخِرُه واوٌ قبلَها حرْفٌ مضْموم، إنّما تُخَصُّ بِهَذَا الضّرْبِ الأفعالُ، نَحْو: سَرُوَ، وبَهُوَ، ودَهُوَ. هَذَا مذْهَب سيبَوَيْه وغيرِه من النّحْويينَ، فَإِذا أدّى قِياسٌ الى مثلِ هَذَا فِي الأسْماءِ رُفِض، فعدَلوا الى إبْدالِ الواوِ يَاء، فكأنّهم حوّلوا عرْقُواً)
الى عَرْقِي، ثمَّ كرِهوا الكسرة على الياءِ، فأسكنُوها، وبعْدَه النّون ساكِنَة، فالْتَقى ساكِنان، فحذَفوا الياءَ، وبقِيَت الكسرةُ دالّةً عَلَيْهَا وثبتَت النّون إشْعاراً بالصّرْف، فَإِذا لم يلْتَقِ ساكِنان ردّوا الياءَ، فَقَالُوا: رأيتُ عَرْقِيَها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضّربِ من التّصريف. أنْشد سيبويْه: حَتَّى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُلِيّ وَذَات العَراقِي: الدّاهيَة، لِأَن ذَات العَراقي هِيَ الدّلْو، والدّلْوُ من أسماءِ الدّاهِيَة، يُقال: لَقيتُ مِنْهُ ذَات العَراقِي. قَالَ عوْفُ بنُ الأحْوص:
(لَقيتُمْ من تدَرُّئِكُمْ علينا ... وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقِي)
ويُقال: هِيَ مأخوذَةٌ من عَراقِي الآكام، وَهِي الَّتِي غلُظَتْ جِداً لَا تُرْتَقَى إِلَّا بمشَقّة. وَقَالَ الليْثُ: العَرْقُوة: كُل أكَمَة مُنْقادَةٍ فِي الأرضِ كأنّها جَثْوَةُ قبْرٍ مُستَطيلة. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: العَرْقُوة: أكَمَة تنْقادُ ليسَت بطَويلة من الأرضِ فِي السّماءِ، وَهِي علَى ذلِك تُشرِف على مَا حوْلَها، وَهُوَ قريبٌ من الأرْضِ أَو غيرُ قَريبٍ، وَهِي مُختلِفة مكانٌ مِنْهَا لَيِّنٌ، ومكانٌ مِنْهَا غليظٌ، وإنّما هِيَ جانِبٌ من الأَرْض مسْتَوِية مُشرِفٌ على مَا حوْلَه. وَقَالَ غيرُه: العَراقِي: مَا اتّصَل من الآكامِ وآضَ كأنّه جُرْفٌ واحِدٌ طَويلٌ على وجْهِ الأَرْض. وَأما الأكَمة فإنّها تكونُ مَلْمومةً. والعَرْقاة بالفَتْح ويُكسَر، وكذلِك العِرْقَة، بالكَسْر: الأصْلُ. قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(تكنَّفَها الأعْداءُ من كُلِّ جانِبٍ ... ليَنْتَزِعوا عَِرْقاتِنا ثمَّ يُرْتِعوا)
أَو: أصْلُ المالِ، أَو: أرومَةُ الشّجَر الَّتِي تتشعّبُ مِنْهَا العُروق، وَهِي الَّتِي تذْهَبُ فِي الأَرْض سُفْلاً من عُروقِ الشّجَرِ فِي الوسَط. وقولُهم: استأصَلَ اللهُ عَِرْقاتَِهم أَي: شأفَتَهم إِن فتَحْتَ أوّلَه فتحْتَ آخِرَه، وَهُوَ الأكثَر، وَإِن كسَرْتَه كسَرْتَه أَي: آخِرَه على أنّه جمْع عِرْقَة بالكَسْر قَالَ اللّيثُ: ينصِبون التاءَ رِوايةً عَنْهُم، وَلَا يجْعَلونه كالتّاءِ الزّائدة فِي جمْع التأنيثِ. وَقَالَ الأزهريّ: عِرْقاتِهم بالكَسْر جمع عِرْق كأنّه عِرْق وعِرْقات، كعِرْسٍ وعِرْسات لأنّ عِرْساً أُنثَى، فَيكون هَذَا من المُذَكَّر الَّذِي جُمِعَ بالألِف والتاءِ، كسِجِلٍّ وسِجِلاّت، وحمّامٍ وحمّامات. وَمن قالَ: عِرْقاتَهم أجراه مُجْرَى سِعْلاة، وَقد يكونُ عِرْقاتُهم جمعَ عِرْقٍ وعِرْقَة، كَمَا قَالَ بعضُهم: رأيتُ بناتَك، شبّهوها بهاءِ التّأنيثِ الَّتِي فِي فَتاتِهم وقَناتِهم لأنّها للتأنِيث، كَمَا أنّ هَذِه لَهُ. وَالَّذِي سُمِع من العَرَبِ الفُصَحاءِ عِرْقاتِهم بالكَسْرِ. قَالَ: وَمن كسَر التّاءَ فِي موضِع النّصْبِ، وجعلَها جمعَ عِرْقَةٍ فقد أخْطأ. قَالَ ابنُ جِنّي: سألُ أَبُو عَمْرو أَبَا خَيْرةَ عَن قولِهم هَذَا، فنصَبَ أَبُو خيرةَ التاءَ)
من عَرْقاتَهم فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرو: هيْهات أَبَا خَيْرَةَ، لانَ جلدُكَ، وذلِك لأنّ أَبَا عَمْر استَضْعَفَ النّصْبَ بعدَما كَانَ سمِعَها مِنْهُ بالجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَواها أَبُو عمر فِيمَا بعْدُ بالجرِّ والنّصْب، فإمّا أَن يكونَ سمِعَ النّصبَ من غير أبي خيْرَة ممّن تُرْضَى عربيّتُه، وإمّا أَن يكونَ قَويَ فِي نفْسِه مَا سمِعَه من أبي خَيْرَة من النّصْبِ، ويجوزُأنْ يكون أقامَ الضّعْفَ فِي نفْسِه، فحكَى النّصب على اعتِقاده ضَعْفَه. وعُرَيْق كزُبَيْر: ع، بَين البَصرةِ والبَحْرَيْن. قَالَ: يَا رُب بَيْضاءَ لَهَا زوْجٌ حرَضْ حَلاّلة بَين عُرَيْقٍ وحَمَضْ تَرميك بالطّرفِ كَمَا يُرْمَى الغَرَضْ وعِرْقَةُ، بالكَسْر: د، بِالشَّام وَقد تقدّم أنّه شرْقِيَّ طرابُلُسَ، وَأَنه حِصْنٌ، وَفِيه تَكرارٌ، كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ. مِنْهُ عُروَةُ بنُ مَرْوَان العِرْقيّ المُسنِد، رَوى عَن زُهَير بنِ مُعاويةَ، وموسَى بنِ أعْيَن.
وواثِلَةُ بنُ الحسَن عَن كثير بنِ عُبَيد وغيرِه العِرْقِيّان نُسبا الى هَذَا الحصْن. وعبدُ الرّحْمن بنُ عِرْق، بالكَسْر الحِمْصي اليَحْصُبِيّ وابنُه محمّد: تابِعيّان، رَوى محمدٌ عَن عبدِ الله بن بِشْرٍ وَعَن بقيّة وَجَمَاعَة، وُثق. وإبراهيمُ بنُ محمّد بن عِرْق الحِمْصي: مُحدِّثٌ قُلت: ووالِدُه محمدٌ هَذَا هُوَ ابنُ عبْدِ الرَّحْمَن المذْكور، ولكنّ عِبارَةَ المُصَنِّفِ توهِم أنّه رجُلٌ آخر، بل هُوَ حَفيدُ عبد الرّحْمن. وفاتَه مَعَ ذَلِك: أَحْمد بنُ مُحَمَّد بنِ الحارِث بنِ محمّد المَذْكور، رَوى عَن أبيهِ، وعنْه الطَّبَرانيُّ، قَالَه ابنُ الْأَثِير. وأحمَدُ بنُ يعْقوب المُقْرئُ البَغْداديُّ، عُرِف بابْنِ أخي العِرْقِ، رَوى عَن داودَ بنِ رُشَيْدٍ، عَن حفْصِ بنِ غياثٍ، مَاتَ سنة. وعُرَيْقَةُ كجُهَيْنَة: ع، وَله يوْم نقَلهُ الصّاغانيّ. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عُرَيْقَة: بِلادُ باهِلَةَ بيَذْبُلَ والقَعاقِع. وأعْرَقَ الرّجلُ: أَتَى العِراقَ وَفِي الصِّحاح: صارَ الى العِراقِ، وأنشدُ للمُمَزَّق العَبْديّ:
(فَإِن تُتْهِموا أُنْجِدْ خِلافاً علَيْكُمُ ... وإنْ تُعْمِنوا مُستَحْقِبي الحَرْبِ أُعْرِقِ)
وَأنْشد الصّاغاني للأعشى:
(أَبَا مالِكٍ سارَ الَّذِي قد صنَعْتُمُ ... فأنْجَدَ أقْوامٌ بذاكَ وأعْرَقوا)
وأعرَقَ الرّجُلُ: صَار عَريقاً، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عِرْق فِي الكَرَم، وكذلِك الفَرَس. يُقال ذلكَ فِي اللّؤْم وَفِي الكَرَم جَميعاً، وَقد عرّقَ فِيهِ أعمامُه وأخوالُه، وَفِي حَديثِ عُمَر بنِ عبدِ العَزيز رَحمَه اللهُ تَعالَى: إنّ امْرأً لَيْسَ بينَه وبيْن آدمَ أبٌ حيٌّ لمُعرَقٌ لَهُ فِي الموْت. أَي: يَصيرُ لَهُ عِرْقٌ فِيهِ،) يَعْني أَنه أصيلٌ، كَمَا يُقال: إِنَّه لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، أَي: لَهُ عِرْق فِي ذلِك يموتُ لَا مَحالَة.
قَالَت قُتَيْلَة بِنتُ النّضْرِ بنِ الحارِثِ، وَكَانَ النّبيُّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم قتل أَبَاهَا صَبْراً:
(أمُحمّدٌ ولأنتَ ضِنْءُ نَجيبَةٍ ... فِي قومِها والفَحلُ فحْلٌ مُعرِقُ) وأعرَقَ الشّجَرُ: اشتدّت، هكَذا فِي سائِرِ النُسَخ ومثلُه فِي العُباب، والصّواب: امتدّت عُروقُه كَذَا فِي المُحْكَم، وَزَاد الأزهرِيُّ: فِي الأَرْض. وأعرَقَ الشّرابَ: جعَل فِيهِ عِرْقاً من الماءِ بالكَسْر، أَي: قَليلاً لَيْسَ بالكثير، فهُو طِلاءٌ مُعْرَقٌ ومُعَرَّق كمُعَظَّم ومُكْرَم فِيهِ لفٌّ ونشْرٌ غيرُ مرتّب ومَعْروق مثلُه، وَسَيَأْتِي ذكرُ فِعلِ الثَّانِي، وَلم يذْكُر للثّالثِ فِعْلاً، قَالَ البُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ:
(رفعتُ برأسِه وكشَفْتُ عَنهُ ... بمُعْرَقَةِ مَلامةَ مَنْ يَلومُ)
وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ للقُطامِيّ:
(ومُصَرَّعِينَ من الكَلالِ كأنّما ... شرِبوا الغَبوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ)
وَقَالَ اللِّحياني: أعرقتُ الكأْسَ: ملأتُها. وأعرَقَ فِي الدّلوِ إعْراقاً: جعلَ الماءَ فِيهَا دونَ المَلْءِ، قالَه أَبُو صفْوان كعرَّقَ فيهِما تعْريقاً أَي: فِي الشّرابِ والدّلْو، قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أعرقْتُ الكأسَ وعرّقْتُها: إِذا أقللتَ ماءَها. وعرّقتُ فِي السِّقاءِ والدّلْوِ وأعرَقْت: جعلتُ فيهمَا مَاء قَليلاً، وَأنْشد: لَا تملأ الدّلْوَ وعرِّقْ فيهمَا أَلا ترَى حَبارَ مَنْ يسْقيها حَبار: اسمُ ناقَتِه. وَقَالَ غيرُه: عرّقْتُ الكأسَ: مزَجْتُها، فَلم يُعَيِّن بقِلّةِ ماءٍ وَلَا كَثْرة. والمُعْرِقَةُ، كمُحْسِنَةٍ هَكَذَا ضبَطَه أَبُو سعيد، وضبَطَه أهلُ الحَدِيث مثلَ مُحدِّثَة، وصوّب ابنُ الْأَثِير التّخفيف: طريقٌ الى الشّأْم على ساحِلِ البَحْر كانَتْ قُرَيْشٌ تسلُكُها إِذا سارَتْ الى الشّأْم، وَفِيه سلَكتْ عيرُ قُرَيش حِين كَانَت وَقْعَةُ بدْرٍ، وَمن هَذَا قولُ عُمَر لسَلمانَ رضيَ الله عَنْهُمَا: أينَ تأخُذْ إِذا صدَرْتَ أعلَى المُعرِّقَةِ، أم على المَدينَة. وَرجل مُعْتَرِقٌ ومَعْروقٌ ومُعَرَّق، كمُعظَّم: قَليلُ اللّحْم مَهْزولٌ، وَكَذَلِكَ فرَسٌ مَعْروقٌ ومُعْتَرَق: إِذا لم يكُنْ على قصَبِه لحم، ويُسْتَحَبُّ من الفَرَسِ أَن يكونَ معْروقَ الخَدّيْنِ، قَالَ:
(قد أشهَدُ الغارةَ الشّعْواءَ تحْمِلُني ... جَرداءُ معْروقَةُ اللّحْيَيْنِ سفرْحوبُ)
ويُرْوَى: معْروقَةُ الجَنْبَيْن. وَإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلاماتِ عِتْقِها. واستَغْرَقَ: تعرّض للحَرِّ كيْ يعْرَقَ قَالَه ابنُ فَارس: قَالَ الزّمخْشَري: وَذَلِكَ إِذا نامَ فِي المَشرُقَة واستَغْشَى)
ثيابَه. والعَوارِقُ: الأضْراسُ صِفةٌ غالِبةٌ. والعَوارِق: السِّنون، لأنّها تعْرُقُ الإنسانَ، وَقد عرقَتْه تعْرُقُه: أخذَتْ منهُ، قَالَ:
(أجارَتَنا كلُّ امْرئٍ ستُصيبُه ... حَوادِثُ، إِلَّا تَبْتُرِ العظْمَ تعْرُقِ)
وصارَعَه فتعَرَّقَه: إِذا أَخذ رأسَه فجعلَه تحْتَ إبْطِه فصرَعَه بعْدُ. وابنُ عِرْقانَ، بالكَسْرِ: رجُلٌ من العرَب. والعِرْقانِ: ع قَريبٌ من البَصْرة، وَيَنْبَغِي أَن تُكسَر نونُه فَإِنَّهُ مُثنّى عِرْق. وعارِقٌ: لقَبُ قَيْسِ بن جِرْوَةَ الأجَئيّ الطّائيّ، لُقِّبَ بذلك لقَوْله:
(فإنْ لم نُغَيِّر بعضَ مَا قد صنَعْتُمُ ... لأنتَحِيَنَّ العظْمَ ذُو أَنا عارِقُهْ)
ويُرْوَى: فَإِن لم تُغَيِّر بعضَ ويُروَى: لأنتَحِيَنْ للعَظْمِ. وَذُو بمَعْنى الَّذِي فِي لُغَتِهم. والأعراق: ع نَقله صاحِبُ اللّسان وغيرُه، وَقد أهملَه ياقوت فِي مُعجَمِه. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: أعْرَقْتُ الْفرس وعرّقْتُه: أجْرَيْتُه ليَعْرَق، وفرسٌ مُعْرَق: إِذا كَانَ مُضَمَّرا يُقال: عرِّقْ فرَسَك تعْريقاً، أَي: أجْرِه حتّى يعْرَق ويضْمُرَ، ويذْهبَ رهَلُ لحْمِه. ومعارِقُ الرّمْلِ: آباطُه على التّشبيه بمعارِقِ الحَيوان. والعرَبُ تَقول: إنّ فُلاناً لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، وَقد عرّق فيهِ أعمامُه وأخوالُه، كأعْرَقَ.
وإنّه لمَعروقٌ لَهُ فِي الكَرَم على توهُّم حذْفِ الزائدِ. والعَريقُ من الخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الكَرَم. وغُلامٌ عَريقٌ: نَحيفُ الجِسْم، خَفيفُ الرّوح. والعُرُق، بضمّتيْنِ: أهلُ السّلامة فِي الدّين، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وعرَّقَ الشّجرُ وتعرَّقَ: امتدّت عُروقُه فِي الأَرْض، كَمَا فِي المُحْكَمِ والعُباب. وَكَذَلِكَ اعْترَق. واستَعْرق: إِذا ضرَبَ بعُروقه فِي الأَرْض، كَمَا فِي الأساس. وعُروقُ الأرضِ: شحْمَتُها، وَأَيْضًا مناتِحُ ثَراها. وقولُ امْرِئ القَيْس: الى عِرْقِ الثّرَى وشجَتْ عُروقِي قيل: يَعْنِي بعِرْقِ الثّرَى إسماعيلَ بنَ إِبْرَاهِيم عليْهِما السّلام. ويُقال فِيهِ: عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحَةٍ، أَي: شَيْء يَسير. واستَعْرَقَت إبِلُكم: أتَت العِرْق، وَهِي السَّبَخَة تُنبِتُ الشّجرَ، قَالَه أَبُو حَنيفة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: استَعْرَقَت الإبِلُ: إِذا رَعَت قُربَ البَحْرِ. وكلُّ مَا اتّصَل بالبَحْرِ من مَرْعىً فَهُوَ عِراقٌ. وعَمِل رجلٌ عَمَلاً، فَقَالَ لَهُ بعضُ أصْحابِه: عرّقْت فبَرّقْت. فمعنَى برّقْت لوّحْت بشيءٍ لَا مِصْداقَ لَهُ، وَمعنى عرّقْت: قلّلْت. وَفِي النّوادِر: تركت الحَقَّ مُعْرِقاً وصادِحاً وسانِحاً، أَي: لائِحاً بَيِّناً. ويُقال: مَا هُوَ عِنْدي بعِرْق مَضَنَّة، أَي: مَا لَهُ قدْر، والمَعْروفُ عِلْق مضَنَّةٍ، إِنَّمَا يُستَعْمل فِي الجَحْدِ وحدَه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: هما بمَعْنًى واحِد. يُقال ذلِك لكلِّ مَا)
أحبَّه. واعتَرقَ العظْمَ، مثل تعرَّقَه: أكل مَا عَليه. وتعرَّقَتْه الخُطوبُ: أخذَت مِنْهُ، وَأنْشد سيبَوَيْه:
(إِذا بعضُ السّنينَ تعرَّقتْنا ... كَفَى الأيْتامَ فقْدَ أبي اليتيمِ)
أنّثَ لأنّ بعضَ السّنين سِنون، كَمَا قَالُوا: ذهبَتْ بعضُ أصابِعِه. والعَرْقَة، بالفَتْحِ: الفِدْرَةُ من اللّحْم. والمِعْرَقُ، كمِنْبَرٍ: حَديدةٌ يُبْرَى بهَا العُراق من العِظام. يُقال: عرَقْتُ مَا عَلَيْه من اللّحم بمِعْرَقٍ، أَي: بشَفْرة. وأعْرقَه عِرْقاً: أعْطاه إيّاه، ويُقال: مَا أعْرقْته شَيْئا، وَمَا عرّقْتُه، أَي: مَا أعطيْتُه. وأنشَد ثعْلَبٌ: أيّام أعرقَ بِي عامُ المَعاصيمِ فسّرَه فَقَالَ معْناه: ذهَبَ بلَحْمي. قَالَ: وَقَالَ: عامُ المَعاصيم ضَرورَةً. وَقَالَ أَبُو عمْرو: العِراقُ ككِتاب: تقارُب الخَرْزِ، يُضرَبُ مثَلاً للأمْرِ، يُقال: لأمْره عِراقٌ: إِذا اسْتَوى. واعْتَرَقوا: أخَذوا فِي بِلادِ العِراقِ، حَكاهُ ثعْلب. وعرْقَيْتُ الدّلْوَ عرْقاةً: جعَلْتُ لَهُ عَرْقُوَةً، وشدَدْتُها عَلَيْهَا، نَقله الجَوْهَري. واعْتَرَق الناقَة: أخذَها، وزمّ على خِطامِها. ويُقال: تعرّقْ فِي ظِلِّ ناقَتي، أَي: امْشِ فِي ظِلِّها، وانتفِعْ بِهِ قَليلاً قَلِيلا. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ، والزّمَخْشَريُّ: يُقال للفَرَس عِنْد اسْتِلالِ الْعرق والصّنْعَةِ: احمِلْه على المِعْراقِ الْأَعْلَى، والمِعْراقِ الأسْفَل، أَي: الشّدَّيْنِ، الشّديدَ والدّونَ.
وعرْقُوة: علَم لحَزيز أسْودَ فِي رأسِه طَميّة. وعُرَيْقِيَة: من مِياهِ بَني العَجْلان. وأعْرَقُ ليْلةٍ فِي السّنَةِ: أكْثَرُها لبَناً. واتّخذْتُ ثوْبي هَذَا مِعْرَقاً، أَي: شِعاراً ينَشِّفُ العَرَق لَئِلاّ ينالَ ثِياب الصِّينَةِ.
وعَرِقْتُ إِلَيْهِ بخَيْر، أَي: نَديتُ. والعَراقِي: التّراقي بلُغةِ اليَمَن، كَمَا فِي اللّسان. والعَرّاقة، مشدّدَةً: مَا يوضَع تحْتَ كِلّةِ السّرْجِ والبَرْذَعَةِ. والعَرَقيّة، مُحرَّكةً: مَا يُلْبَس تحْتَ العِمامةِ والقَلَنْسُوة، مولدة. وابنُ العَريق، كَمَا مرّ هُوَ جعْفَر بنُ محمّد الإسْكَنْدرانيّ، ذكره السِّلَفيّ فِي تعاليقِه، وضبَطَه.
(عرق) أعرق

عرق

1 عَرَقَ العَظْمَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and مَعْرَقٌ; (S, O, K; [see an ex. of the last voce عَارِقٌ;]) and ↓ تعرّقهُ; (S, O, K;) He ate off the flesh from the bone, (S, O, Msb, K, TA,) taking it with his fore teeth: (TA:) and one says also اللَّحْمَ ↓ تعرّق [meaning as above]: (Lh, TA in art. نهس:) and العَظْمَ ↓ اعترق is likewise said to signify as above. (TA.) b2: عَرَقْتُ مَا عَلَى العُرَاقِ مِنَ اللَّحْمِ I pared off what was on the bone, of flesh, with a مِعْرَق, i. e. a large, or broad, knife or blade. (TA.) b3: And [hence,] عَرَقَتْهُ السِّنُونَ, aor. as above, i. e. [The years, or droughts, or years of drought,] took from him [his flesh, or rendered him lean]; namely, a man. (TA.) الخُطُوبُ ↓ تَعَرَّقَتْهُ, also, signifies the like, i. e. [Afflictions, or calamities,] took from him [his flesh, &c.]. (TA.) بِى عَامُ المَعَاصِيمِ ↓ أَيَّامَ أَعْرَقَ cited by Th, he expl. as meaning In the days when the year of the مَعَاصِم took away my flesh: i. e., when the dirt, consequent upon drought, reached my مَعَاصِم [or wrists]; المَعَاصِيمِ being here used by poetic license for المَعَاصِمِ: but ISd says, “I know not what this explanation is. ” (L.) And عُرِقَ, inf. n. عَرْقٌ, signifies He (a man) was, or became, emaciated, or lean. (K.) ↓ التَّعَرُّقُ is also used in relation to other than material objects; as the strength and patience of camels, which are meant by خِلَالَهُنَّ [“ their properties ” or “ qualities,” خِلَال in this case being pl. of خَلَّةٌ,] in the phrase يَتَعَرَّقُونَ خِلَالَهُنّ [They exhaust, or wear out, their properties, or qualities, of strength and patience], in a verse cited by IAar, describing camels and a company of riders. (TA.) b4: [Hence, app.,] طَرِيقٌ يَعْرُقُهُ النَّاسُ (K, TA) A road which men travel [as though they pared it]. (TA.) A2: عَرَقَ فِى الأَرْضِ, (S, O, K,) aor. ـِ (S, O, TA,) not عَرُقَ, as seems to be required by the method of the K, (TA,) inf. n. عُرُوقٌ (S, O, TA) and عَرْقٌ, (TA,) He (a man, S, O, TA) went away into the country, or in the land; syn. ذَهَبَ [which, followed by فى الارض, often means he went into the open country, or out of doors, to satisfy a want of nature]. (S, O, K, TA.) A3: عَرَقَ المَزَادَةَ, (K, TA,) and السُّفْرَةَ, aor. ـُ inf. n. عَرْقٌ, (TA,) He made to the مَزَادَة [or leathern water-bag], (K, TA,) and to the سُفْرَة [or round piece of skin in which food is put and upon which one eats], (TA,) what is termed an عِرَاق [q. v.]. (K, TA.) A4: عَرِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَرَقٌ, (Msb,) He sweated. (S, O, K.) b2: and [hence, app.,] عَرِقَ, inf. n. عَرَقٌ, said of a wall, It became moist: [or it exuded moisture:] and in like manner one says of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: [It is also said in the TA, in the supplement to this art., that عرقت اليه بِخَبَرٍ means ندبت: but I think that the phrase is correctly عَرِقْتُ إِلَيْهِ بِخَيْرٍ; and the explanation, نَدِيتُ: meaning I did to him good: see art. ندو and ندى.] b4: and عَرِقَ, (O, K,) inf. n. عَرَقٌ, (TA,) signifies also He was, or became, heavy, sluggish, lazy, or indolent. (O, K.) A5: عَرُقَ, inf. n. عَرَاقَةٌ, It had root: and he was of generous origin. (MA.) [See also 4, latter half.]2 عَرَّقَ see 4, third sentence. b2: عرّق الشَّرَابَ, (S, O, K,) inf. n. تَعْرِيقٌ, (S, O,) He mixed the wine, [with water,] not doing so immoderately: (S, O:) or he put a little water into it; as also ↓ اعرقهُ; (K;) or the latter signifies he put into it some water, not much: (S:) [but] accord. to Lh, الكَأْسَ ↓ أَعْرَقْتُ signifies I filled the cup of wine: or, accord. to IAar, عَرَّقْتُ الكَأْسَ signifies I put little water to the cup of wine; and so ↓ أَعْرَقْتُهَا: but the former of these two phrases is also expl. as meaning I mixed the cup of wine; whether with little or much water not being specified: (TA:) and الخَمْرَةَ ↓ تَعَرَّقْتُ signifies I mixed [with water the wine, or portion of wine]. (Ham p. 561.) b3: عرّق فِى الدَّلْوِ, (S, O, K, TA,) inf. n. as above; (O, K;) and فِيهَا ↓ اعرق; (O, K, TA;) He put into the bucket less water than what would fill it, (S, O, K,) on the occasion of drawing: (S, O:) or he put little water into the bucket; and so فِى السِّقَآءِ [into the skin]: (TA:) and عَرِّقْ فِى الإِنَآءِ Put thou less than what would fill it into the vessel. (S.) b4: بَرَّقْتَ وَعَرَّقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [or madest a false display, or a vain promise,] and didst little. (IAar, TA in this art and in art. برق.) A2: عرّق الفَرَسَ, (O, TA,) inf. n. as above; and ↓ اعرقهُ; (TA;) He made the horse [to sweat, or] to run in order that he might sweat, and become lean, and lose his flabbiness of flesh. (O, * TA.) A3: See also 4, again, in three places.4 أَعْرَقَ see 1, former half.

A2: اعرقهُ عَرْقًا He gave him a bone with flesh upon it, or of which the flesh had been eaten. (TA.) b2: And [hence, app.,] مَاأَعْرَقْتُهُ شَيْئًا and ↓ مَا عَرَّقْتُهُ I gave him not anything. (O, TA.) b3: And عرقهُ He gave him to drink pure, or unmixed, wine; or wine with a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) b4: See also 2, in four places.

A3: اعرق الفَرَسَ: see 2, last sentence but one.

A4: اعرق الشَّجَرُ, (S, O, K,) and النَّبَاتُ, (S,) The trees, (S, O, K,) and the plants, (S,) extended their roots into the earth; (S, O, K, * TA;) in the K, اِشْتَدَّتْ is erroneously put for اِمْتَدَّتْ, and so [in one place] in the O; (TA;) as also ↓ تعرّق, said of trees, (M, O, TA,) and ↓ عرّق, (M, TA,) and in like manner, ↓ اعترق, and ↓ استعرق, said of trees, i. e., struck their roots into the earth, as in the A: (TA:) [but accord. to Mtr,] in the phrase فِى ↓ رَجُلٌ لَهُ شَجَرَةٌ تَعَرَّقَتْ مِلْكِ غَيْرِهِ, meaning [A man of whom a tree] whereof the root crept along beneath the ground [into the property of another], in [one of the books of which each is entitled] “ the Wáki'át,”

تعرّقت should correctly be ↓ عَرَّقَتْ. (Mgh.) b2: [Hence,] one says, أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ [His paternal uncles and his maternal uncles implanted, or engendered, in him, by natural transmission, a quality, or qualities, possessed by them, or what is termed a strain]; (S, O, TA; [in which the meaning is indicated by the context;]) and so ↓ عرّق. (L, TA.) [See also the saying ضَرَبَتْ فِيهِ فُلَانَةُ بِعِرْقٍ ذِى أَشَبٍ in the second quarter of the first paragraph of art. ضرب.] And أُعْرِقَ, (S, O, [agreeably with the context in both, in like manner as it is with explanations of phrases here preceding,]) or أَعْرَقَ, (K, [but I know nothing that is in favour of this latter except a questionable explanation of مُعْرِقٌ which will be mentioned below, voce عَرِيقٌ,]) said of a man, and likewise of a horse, (S, O,) He was, or became, rooted (عَرِيقًا), (S, O, K,) i. e. one having a radical, or hereditary, share (لَهُ عِرْقٌ), in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the verb when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; meaning he had a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) [See an ex. in a verse cited voce طَابٌ, in art. طيب. And see also the last form of 1 (عَرُقَ) in the present art.]

A5: أَعْرَقَ also signifies He (a man, S, O) went, or came, (صَارَ, S, or أَتَى, K,) or journeyed, (سَارَ, O,) to El-'Irák: (S, O, K:) and ↓ اعترقوا They entered upon, or took their way in or into, the country of El-'Irák. (Th, TA.) 5 تَعَرَّقَ see 1, former half, in four places: A2: and 2, former half: A3: and 4, former half, in two places.

A4: تَعَرَّقْ فِى ظِلِّ نَاقَتِى Walk thou in the shade of my she-camel, and profit by it, little and little. (TA.) A5: صَارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ He wrestled with him, and took his head beneath his armpit and threw him down. (K.) 8 إِعْتَرَقَ see 1, first sentence: A2: and 4, former half: A3: and the same, last sentence.

A4: اعترق النَّاقَةَ He took the she-camel and tied the cord called زِمَام to her خِطَام [or halter, or the like]. (TA.) 10 استعرق He exposed himself to the heat in order that he might sweat: (IF, O, K:) he stood in a place on which the sun shone, and covered himself with his clothes [for that purpose]. (Z, TA.) A2: See also 4, former half.

A3: استعرقت الإِبِلُ The camels pastured near to the sea or a great river, i. e., in a place of pasture such as is termed عِرَاق: so says Az: or, as AHn says, the camels came to a piece, or tract, of land, such as is termed عِرْق, i. e., one exuding water and producing salt and giving growth to trees. (TA.) Q. Q. 1 عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ, inf. n. عَرْقَاةٌ, I bound, or tied, upon the leathern bucket the two cross-pieces of wood called the عَرْقُوَتَانِ. (S.) عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُرَاقٌ (K) [the latter also a pl.] A bone of which the flesh has been taken: (S, O:) or a bone of which the flesh has been eaten: (Msb, K:) or a bone of which most of the flesh has been taken, some thin and savoury portions of flesh remaining upon it: (TA:) or the former signifies a bone upon which is flesh: and one upon which is no flesh: or, as some say, whereof most of that which was upon it has been taken, some little remaining upon it: (Mgh:) or, as some say, a piece of flesh-meat; as also ↓ عَرْقَةٌ: (TA:) or عَرْقٌ signifies a bone with its flesh: and ↓ عُرَاقٌ, a bone of which the flesh has been eaten: (K:) thus they are correctly expl. accord. to Ez-Zejjájee; and the like is said by Az respecting ↓ عُرَاقٌ: (TA:) but accord. to A'Obeyd, this signifies a piece of flesh-meat; and IAmb says that this is the right explanation, because the Arabs say أَكَلْتُ العُرَاقَ, and they do not say أَكَلْتُ العَظْمَ: (Har p.26:) [or, app., the flesh-meat of a bone: and likewise the portions, of trees, that are cropped by camels: (see عُرَامٌ:)] the pl. (of عَرْقٌ, S, Mgh, O) is ↓ عُرَاقٌ, (S, Mgh, O, K,) which is extr, (IAth, K,) a pl. of a measure of which, as that of a pl., there are few instances, (ISk, S, O,) [see an ex. voce جَنَاحٌ,] and عِرَاقٌ, also, (IAar, K,) which is more agreeable with analogy. (IAar, TA.) b2: Also A road which men travel [as though they pared it] so that it becomes plainly apparent: (K, * TA:) an inf. n. used as a subst. [properly so termed]. (TA.) b3: See also عَرَقٌ, near the end.

عِرْقٌ A certain appertenance of a tree; (S, Mgh, O, Msb, K;) the root thereof; or the part thereof that is beneath the ground; (MA;) or its branching roots [collectively]: (TA:) pl. [of mult.] عُرُوقٌ (S, O, Msb, K) and عِرَاقٌ and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (K.) b2: It is said in a trad., لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ, (S, Mgh, O, Msb,) i. e. لِذِى عِرْقٍ

ظَالِمٍ, (Mgh, O, Msb,) meaning (tropical:) [There is no right pertaining] to him who plants, (S, Mgh, O, Msb,) or sows, (S,) in land, (Mgh, Msb,) or in land which another has brought into cultivation (S, O, Msb) after it has been waste, (S, O, Msb, *) wrongfully, in order that he may have a claim to that land: (S, Mgh, O, Msb:) the epithet being tropically applied to the عِرْق, (Mgh, Msb,) as it properly applies to the owner thereof: (Mgh:) but some, in relating this trad., say لِعِرْقِ ظَالِمٍ, making the former noun to be a prefix to the latter, governing it in the gen. case. (O.) b3: The roots of the أَرْطَى (عُرُوقُ الأَرْطَى) are long, red, penetrating into the moist earth, succulent, compact, and dripping with water: and to them, in a trad., certain camels are likened in respect of their redness and plumpness and the compactness of their flesh and fat. (TA.) b4: العُرُوقُ also signifies A certain plant with which one dyes: (S, O:) or العُرُوقُ الصُّفْرُ, a certain plant used by the dyers, called in Pers\. زَرْدَچُوبَة [or زَرْدٌ چُوبْ], (K, TA,) i. e. yellow wood: (TA:) or i. q. الهُرْدُ: or المَامِيرَانُ, (K,) or المَامِيرَانُ الصِّينِىُّ: (TA:) or الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ: (K:) all which are nearly alike. (TA. [See also بَقْلَةُ الخَطَاطِيفِ, voce بقل.]) b5: And العُرُوقُ الحُمْرُ Madder, (الفُوَّةُ, K, TA,) with which one dyes. (TA.) b6: And العُرُوقُ البِيضُ A certain plant that fattens women; also called المُسْتَعْجِلَةُ. (K.) b7: [عُرُوقٌ seems sometimes to signify Straggling plants or stalks, spreading like roots: see جَنْبَةٌ. b8: And it signifies also Sprouts from the roots of trees: see عُسْلُوجٌ.] b9: And عِرْقٌ signifies also The root, origin, or source, of anything: (K, TA:) and the basis thereof. (TA.) [And particularly The origin of a man, considered as the root from which he springs: hence عِرْقُ الثَّرَى is said to be applied by Imra-el-Keys to Adam, as the root, or source, of mankind; or to Ishmael, as, accord. to some, the root, or source, of all the Arabs: (see “ Le Diwan d'Amro'lkais,” p. 33 of the Ar. text, and p. 103 of the Notes:) and the pl.] أَعْرَاقٌ signifies the ancestors of a man. (Har p. 634.) [And A quality, or disposition, possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such person, considered as the source of that quality of a disposition in a descendant or in a collateral of a descendant: and such a quality, or disposition, when transmitted; a strain; i. e. a radical, a hereditary, an inborn, or a natural, disposition: and a radical, or hereditary, share in some quality or the like: pl. أَعْرَاقٌ.] One says, تَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ خَيْرٍ [Good qualities or dispositions possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such a person, or strains of a good kind, extended to him]; and أَعْرَاقُ شَرٍّ or سَوْءٍ [evil qualities or dispositions &c., or strains of an evil kind]. (TA.) And العِرْقُ دَسَّاسٌ [The natural disposition is wont to enter; i. e., to be transmitted to succeeding generations]. (TA in art. دس, q. v.) And عرقت فِيهِمْ عِرْقَ سَوْءٍ

[i. e. عَرَّقَتْ, or, accord. to more common usage, أَعْرَقَتْ, meaning She implanted, or engendered, in them, or among them, an evil strain, or radical or hereditary disposition]. (TA in art. ضرب.) And لَهُ عِرْقٌ فِى الكَرَمِ [He has a radical, or hereditary, share in generousness or nobleness of origin]: (S, O:) and in like manner one says of a person between whom and Adam is no living ancestor, لَهُ عِرْقٌ فِى المَوْتِ [He has a radical, or heriditary, share in death]; meaning that he will inevitably die. (O. [See also عَرِيقٌ.]) b10: [Hence, app., A little, or modicum, or small quantity or admixture, of something]. One says, فِيهِ عِرْقٌ مِنْ حُمُوضَةٍ, and مُلُوحَةٍ, i. e. In it is a little, or a modicum, of acidity, and of saltness. (TA.) And فِى الشَّرَابِ عِرْقٌ مِنَ المَآءِ In the wine is a small quantity [or admixture] of water. (S, O, K.) b11: Also A certain appertenance of the body; (O, Msb, K, TA;) i. e. the hollow [canal] in which is the blood; (TA;) [a blood-vessel; a vein, and an artery: also any duct, or canal, in an animal body: and sometimes, though improperly, a nerve: or any one of the appertenances of the body that resemble roots:] pl. [of mult.] عُرُوقٌ (O, Msb, K) and عِرَاقٌ (K) and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (Msb, K.) [Hence it may be applied to A spermatic duct: and hence, app.,] it is said in a trad., عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ, meaning (assumed tropical:) [Keep ye to fasting, for it is] a cause, or means, of stopping venereal intercourse: or an impediment to venery, and a cause of diminishing the seminal fluid, and of stopping venereal intercourse or passion. (T * and TA in art. حسم.) b12: عُرُوقُ الأَرْضِ means The pores through which exudes the moisture of the earth. (TA.) b13: And (i. e. عروق الارض) i. q. شَحْمَةُ الأَرْضِ [the significations of which see in art. شحم]. (TA.) A2: عِرْقٌ also signifies The body. (K, TA.) Thus in the saying, إِنَّهُ لَخَبِيثُ العِرْقِ [Verily he is corrupt, or impure, in respect of the body]. (TA.) b2: And Milk. (K.) One says, نَاقَتُكَ دَائِمَةُ العِرْقِ, meaning Thy she-camel has a constant flow, or abundance, of milk: or has constant milk. (TA.) [See also عَرَقٌ, first quarter.] b3: And Numerous offspring: (IAar, K:) or milk and offspring; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عِرْقَ إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ [How abundant are the milk and offspring of thy camels and thy sheep or goats!]. (TA.) [See, again, عَرَقٌ, first quarter.]

A3: Also Salt land that gives growth to nothing. (K.) b2: And (K) A piece, or tract, of land exuding water and producing salt, (AHn, K,) that gives growth to trees, (AHn, TA,) or that gives growth to the [species of tamarisk called] طَرْفَآء: (K:) a signification the contr. of that in the next preceding sentence. (TA.) b3: And A mountain that is travelled, or traversed: (TA:) or a mountain that is rugged, and extending upon the earth, (K, * TA,) debarring one by reason of its height, (TA,) and not to be ascended, because of its difficult nature, (K, TA,) but not long. (TA.) and A small mountain (K, TA) apart from others. (TA.) Thus it has two contr. significations. (K.) b4: And A thin حَبْل [or elongated and elevated tract (not جَبَل as in the CK)] of sand extending along the ground: (K, TA:) or an elevated place: pl. عُرُوقٌ. (K.) b5: See also عِرَاقٌ, latter half, in two places.

A4: عِرْقُ مَضَنَّةٍ and عِلْقُ مَضَنَّةٍ (the latter of which is that commonly known, TA) signify A thing of which one is tenacious; (O;) a thing held in high estimation, of which one is tenacious, (S and K and TA in art. ضن,) and for which people vie in desire: (TA in that art.:) but [said to be] used only in a case of negation: one says, مَا هُوَ عِنْدِى بِعِرْقِ مَضَنَّةٍ, meaning It is not, in my estimation, a thing of any value, or worth. (TA.) عَرَقٌ Sweat; i. e. the moisture, or fluid, that exudes (S, * O, * K, TA) from the skin of an animal; (K, TA;) or the water of the skin, that runs from the roots of the hair: a gen. n.; having no pl.; (TA;) or no pl. of it has been heard: (Msb:) Lth says, I have not heard a pl. of العَرَقُ; but if it be pluralized, it should be, accord. to analogy, أَعْرَاقٌ. (O, TA.) b2: It is metaphorically used [in a similar sense] in relation to other things than animals. (K.) [Thus] it signifies The [exuded] moisture of a well: (K:) and in like manner of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: And The دِبْس [or honey] of dates; (K;) because it flows, or exudes, from them. (TA.) b4: And Milk; because it flows in the ducts (عُرُوق) [thereof] until it comes at the last to the udder: (K:) or milk at the time of bringing forth; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ غَنَمِكِ How abundant is the milk of thy sheep, or goats, at the time of their bringing forth! (Az, O.) [See also عِرْقٌ, latter half.] b5: And (K) The offspring of camels: (S, O, K:) so in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ إِبِلِهِ [How numerous are the offspring of his camels!]. (S, O.) [See, again, عِرْقٌ, latter half.] b6: And Advantage, profit, utility, or benefit: (O, K, TA; in [several of] the copies of the second of which, النَّقْعُ is erroneously put for النَّفْعُ: TA:) and a recompense, or reward: (K, TA; in some copies of the former of which, التُّرَابُ is erroneously put for الثَّوَابُ: TA:) or a little thereof; (K, TA;) likened to عَرَق [as meaning “ sweat ”]. (TA.) عَرَقُ الخِلَالِ means A thing that one gives, or yields, for friendship: (S, O, TA:) or a reward for friendship. (TA.) A poet says, namely El-Hárith Ibn-Zuheyr, describing a sword named النُّون, (O, TA,) belonging to Málik Ibn-Zuheyr, which Hamal Ibn-Bedr took from him on the day when he slew him, and which El-Hárith took from Hamal when he slew him, (TA,) وَيُخْبِرُهُمْ مَكَانَ النُّونِ مِنِّى

وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الخِلَالِ [And he shall tell them the place of En-Noon, from me, and that I was not given it as a reward for friendship]; meaning, that I took this sword by force. (O, TA. [In the S, the former hemistich of this verse is given differently, and, as is said in the TA, erroneously.]) b7: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ

عَرَقَ القِرْبَةِ (which is a prov., TA) means [I experienced from such a one] hardship, as expl. by As, who says that he knew not the origin thereof, (S, O,) or difficulty, or distress, as expl. by IDrd: (O:) and it is said that the عَرَق [or sweat] is of the man, not of the قِرْبَة [or water-skin]; and the origin of the saying is, that water-skins (قِرَب) are [generally] carried only by female slaves that bear burdens, and by him who has no assistant; but sometimes a man of generous origin becomes poor, and in need of carrying them himself, and he sweats by reason of the trouble that comes upon him, and of shame; (S, O;) wherefore one says, تَجَشَّمْتُ لَكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [expl. in art. جشم], (S,) or جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [likewise expl. in art. جشم]: accord. to Ks, the meaning is, I have suffered fatigue, and imposed upon myself difficulty, for thee, [or in coming to thee,] so that I have sweated like the sweating of the water-skin: or, accord. to A'Obeyd, I have imposed upon myself, in coming to thee, what no one has attained, and what will not be; because the قربة does not sweat: (O:) عَرَقُ القِرْبَةِ is a metonymical expression for hardship, and difficulty, or distress; because, when the قربة sweats, its odour becomes foul: or because it has no sweat; therefore it is as though one imposed upon himself an impossible thing: or it means the benefit of the قربة; (which is the flowing of its water, TA;) as though one imposed upon himself such a task that he became in need of the water of the قربة, i. e. of journeying to it; or it means a سَفِيفَة [or plaited suspensory] which the carrier of the قربة puts over his chest [when carrying the قربة on his back]: (K:) accord. to IAar, it signifies the suspensory (مِعْلَاق) by means of which the قربة is carried; as also عَلَقُهَا; (O, TA;) the ر being substituted for ل: (TA: see art. ر:]) but he says also that عَرَقُ القِرْبَةِ means one's sweating with the قربة by reason of the difficulty, or trouble, of carrying it; and عَلَقُهَا, that by which it is tied, or bound, and then suspended: (L, TA:) the former is also said to signify the ↓ عِرَاق [q. v.] of the قربة, that is sewed around it: (TA:) or it means that one has imposed upon himself difficulty, or trouble, or fatigue, like that of the carrier of the قربة, who sweats beneath it by reason of its heaviness. (K.) b8: عَرَقٌ also signifies A heat; i. e. a single run, or a run at once, to a goal, or limit. (S, O, K.) One says, جَرَى الفَرَسُ عَرَقًا or عَرَقَيْنِ The horse ran a heat or two heats. (S, O.) A2: Also A row of horses, and of birds, (S, O, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) and any things disposed in a row; (S, O, K, TA;) as also ↓ عَرَقَةٌ; (TA;) or this latter is the n. un. [app. signifying one of such as compose a row]: (S:) pl. أَعْرَاقٌ and عَرَقَاتٌ. (Msb.) [See an ex. in a verse of Tufeyl cited in art. صدر, conj. 5; also cited in the present art. in the S and O.] b2: And Any row of bricks, crude and baked, in a wall: one says, بَنَى البَانِى عَرَقًا وَعَرَقَيْنِ and وَعَرَقَتَيْنِ ↓ عَرَقَةً [The builder built a row of bricks and two rows thereof]: (K, TA:) pl. أَعْرَاقٌ. (TA.) b3: And Roads in mountains; as also ↓ عَرْقَةٌ, (K, TA,) with fet-h and then sukoon. (TA.) b4: And Foot-marks of camels following one another: (K, TA:) n. un.

↓ عَرَقَةٌ. (TA.) [See an ex. of the latter voce طَرَقٌ.] A poet says, وَقَدْ نَسَجْنَ بِالفَلَاةِ عَرَقَا [And they had woven in the desert, or waterless desert, foot-marks in their following one another]. (TA.) b5: And A plait of palm-leaves (S, O, Msb, K) &c. (S, O) before a زَبِيل [so in the S and O] or زِنْبِيل [so in the K, both meaning the same, i. e. a basket,] is made therewith: (S, O, K:) or a زِنْبِيل itself: (K:) or hence (S, O) it signifies also (S, O, Msb) a زَبِيل (S, O) or [what is called] a مِكْتَل (Mgh, Msb) and زِنْبِيل, (Msb,) of large size, woven of palm-leaves, (Mgh,) capable of containing fifteen times as much as the measure termed ضاع, as some say, (Mgh, Msb,) or thirty times as much as that measure: (Mgh:) also pronounced ↓ عَرْقٌ. (K.) b6: [And A suspensory of a زَبِيل: see حَتِىٌّ, in art. حتى. (A similar meaning has been mentioned above, in this paragraph.)]

b7: See also عَرَقَةٌ.

A3: And Raisins. (K. [But this is said in the TA to be extr.: and I think it to have been probably taken from some copy of a lexicon in which زِبَيب has been erroneously written for زِبَيل.]) لَبَنٌ عَرِقٌ Milk of which the flavour is corrupted by the sweat of the camel upon which it is borne; (S, O, K;) the skin containing it being bound upon him without any preservative between it and his side. (S, O.) عُرَقٌ: see عُرَقَةٌ.

عُرُقٌ a pl. of عِرَاقٌ [q. v.]. (Lth, Az, S, &c.) A2: It is also expl. by IAar as meaning People of soundness in religion. (TA.) عَرْقَةٌ: see عَرْقٌ: A2: and see also عَرَقٌ, last quarter.

عِرْقَةٌ: see عِرْقَاةٌ, in four places.

عَرَقَةٌ: see عَرَقٌ, last quarter, in three places. b2: Also The piece of wood, or timber, that intervenes between the [or any] two rows of bricks of a wall. (S, O, K, TA. [ساقَى, in this explanation in the CK, is a mistake for سَافَى, with ف.]) b3: and The border (طُرَّة) that is woven in the sides of the [tent called] فُسْطَاط. (S, O.) See also عِرْقَاةٌ, last sentence. b4: And The دِرَّة [or whip], with which one beats, or flogs. (K.) b5: And The plaited thong with which a captive is bound: pl. عَرَقَاتٌ and [coll. gen. n.] ↓ عَرَقٌ: (K:) or عَرَقَاتٌ signifies [simply] plaited thongs (نُسُوع). (S, O.) عُرَقَةٌ, (S, O, K,) which is agreeable with general analogy, and ↓ عُرَقٌ, (K, TA,) which is not so, but which is used by some in the same sense as the former, (TA,) A man who sweats much, (S, O, K, TA.) عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ: see عَرْقُوَةٌ, of which it is a coll. gen. n.

عرقى, said by Reiske to signify The inner and thin skin in the egg of an ostrich, is evidently a mistake for غِرْقِئٌ.]

عَرْقَاةٌ: see عَرْقُوَةٌ: A2: and the paragraph here following, in two places: A3: and see also عُرَاقٌ.

عِرْقَاةٌ (O, K) and ↓ عَرْقَاةٌ and ↓ عِرْقَةٌ (K) A root, race, stock, or source; syn. أَصْلٌ: (O, K:) or a source of wealth or property: or the main portion of the root of a tree. from which the عُرُوق [or minor roots] branch off: (K:) or, as some say, عِرْقَاةٌ has this last meaning; or, as others say, ↓ عِرْقَةٌ. (Ltl., O.) They said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ

↓ عَرْقَاتَهُمْ and عِرْقَاتِهِمْ; if they pronounced the first letter with fet-h, they so pronounced the last letter [before the pronoun]; and if they pronounced the former with kesr, they thus pronounced the latter, regarding the word as pl. of ↓ عِرْقَةٌ: (K:) or, accord. to Lth, the Arabs are related to have said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ عِرْقَاتَهُمْ, meaning شَأْفَتَهُمْ [i. e. May God utterly destroy their race, stock, or family], pronouncing the ت with nasb because regarding the word as [a sing.] like سِعْلَاةٌ; or holding it to be pl. of ↓ عِرْقَةٌ, but pronouncing the تَ thus like as they do in saying رَأَيْتُ بَنَاتَكَ: it is said, however, that this is a mistake; that only he should pronounce it thus who makes the word to be a sing. like سِعْلَاةٌ. (O.) [The saying is a prov., mentioned by Meyd, who adds another reading, namely, عَرَقَاتهم, holding this to be from ↓ العَرَقَةُ meaning “ the طُرَّة that is woven around the فُسْطَاط: ” and Freytag, in his Lexicon, adds also عَرِقاتَه, with nasb, as on the authority of Meyd; in whose “ Proverbs ” I do not find it.]

عَرْقَان [accord. to general analogy without tenween and having for its fem. عَرْقَى, or accord. to the dial. of the Benoo-Asad with tenween and having for its fem. عَرْقَانَةٌ,] Sweating. (Msb.) عَرْقُوَةُ الدَّلْوِ is thus, (S, O, K,) with fet-h to the ع, (S, O,) like تَرْقُوَة, (K,) and should not be pronounced with damm to the first letter; (S, O, K;) and ↓ عَرْقَاتُهَا signifies the same; (K, TA; [in the CK, erroneously, عَرَقَاتُها; but expressly stated in the TA to be with fet-h and then sukoon;]) i. e. The piece of wood that is put across the دلو [or leathern bucket, from one part of the brim to the opposite part]: (TA:) the عَرْقُوَتَانِ being the two pieces of wood that are put athwart the دلو [to keep it from collapsing and for the purpose of attaching thereto the well-rope], like a cross: (As, S, O, K:) pl. عَرَاقٍ; (S, O, K;) and if you pluralize it by suppressing the ة [of the sing., or rather if you form from it a coll. gen. n.], you say ↓ عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ, (S, O, L,) then عَرْقِىٌ, and then عَرْقٍ. (L.) b2: العَرْقُوَتَانِ also signifies The two pieces of wood that connect the وَاسِط [or fore part] of the [camel's saddle called] رَحْل and the مُؤَخَّرَة [or kinder part thereof]: (S, O, K:) or, accord. to Lth, two pieces of wood which are upon the عَضُدَانِ [q. v.], on the two sides of the [camel's saddle called] قَتَب. (O.) b3: ذَاتُ العَرَاقِى means (assumed tropical:) Calamity, or misfortune: (S, O, K, TA:) for it is [properly] the دَلْو [or leathern bucket]; and الدَّلْوُ is one of the names for calamity: one says, لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ العَرَاقِى [I experienced from it, or him, calamity]: (TA:) or, as some say, it is from what here follows. (S, O, TA.) b4: عَرَاقِى

الإِكَامِ signifies Such [eminences of the kind called إِكَام (pl. of أَكَمَةٌ or of أَكَمٌ)] as are very rugged, not to be ascended unless with difficulty, or trouble: (S, O, TA:) or عَرْقُوَةٌ signifies any أَكَمَه extending upon the earth, [in form] as though it were the heap over a grave, (Lth, O, K,) elongated: (Lth, O:) an أَكَمَة that extends, not high, but overtopping what is around it, near to the ground or not near, and varying in different parts so that one place thereof is soft and another place thereof rugged; being only a level portion of the earth overtopping what is around it: (ISh, TA:) and العَرَاقِى is also said to signify continuous, or connected, إِكَام, that have become as though they were one long جُرْف [or abrupt, water-worn bank or ridge] upon the face of the earth. (TA.) b5: العَرَاقِى signifies also The collar-bones (التَّرَاقِى), in the dial. of El-Yemen. (L, TA.) عَرَقِيَّةٌ, meaning A thing [i. e. a close-fitting cap, generally of cotton, to imbibe the sweat,] which is worn beneath the turban and the [cap called]

قَلَنْسُوَة, is a post-classical word. (TA.) عُرَاقٌ: see عَرْقٌ, in four places. b2: Also, and ↓ عُرَاقَةٌ, i. q. نُطْفَةٌ (O, K) مِنَ المَآءِ [app. meaning Clear water, whether much or little; or a little water remaining in a bucket or skin]: (K:) or, accord. to the L, the former word is pl. [or rather a coll. gen. n.] of the latter in this sense: (TA:) and ↓ عَرْقَاةٌ signifies the same. (K.) b3: And A copious rain: (K:) or so ↓ عُرَاقَةٌ [only]. (TA.) b4: And عُرَاقُ الغَيْثِ The herbage that has come forth after the rain. (Ibn-'Abbád, A, O, K.) عِرَاقٌ The double suture that is in the lower part of the [leathern water-bag called] مَزَادَة and رَاوِيَة; (Lth, O, K;) and this is of the firmest kinds of suture therein: (Lth, O:) or the suture that is in the middle of the قِرْبَة [or water-skin]: (TA:) or the piece [or strip] of skin that is put upon the place where the two extremities, or edges, of the [main] skin meet when it is sewed in, or upon, the lower part of the مزادة: (K:) or the appertenance of the قربة, and of the مزادة, &c., which is [a strip of skin] doubled and then sewed [thereon thus] doubled: (Msb:) or, accord. to Az, the [piece of] skin that is doubled, and then sewed upon the lower part of the [water-skin or milk-skin called] سِقَآء: (S:) and, (K,) accord. to As, (S, O,) i. q. طِبَابَةٌ; (S, O, K;) i. e. the piece of skin with which the punctures of the seams are covered: (S, O: see also عَرَقٌ, latter half: [and see طِبَابَةٌ:]) pl. عُرُقٌ (Lth, Az, S, O, K, TA) and عُرْقٌ (TA) and أَعْرِقَةٌ; (Lth, O, TA;) the last a pl. of pauc. (Lth, O.) And عِرَاقُ السُّفْرَةِ signifies The suture surrounding the [round piece of skin called] سُفْرَة [q. v.]. (K.) b2: Also Nearness, together, of the stitch-holes in a skin or hide: [so I render تَقَارُبُ الخرزِ; reading الخُرَزِ: and it seems to mean also uniformity thereof: for it is added,] hence the prov., لِأَمْرِهِ عِرَاقٌ, meaning (assumed tropical:) His affair is uniform, right, or rightly disposed. (TA.) b3: Also The side, or shore, (Lth, O, K,) of water, (K,) or of a sea, or great river, along the whole length thereof. (Lth, O, K. * [It is said in the K that عُرُقٌ is pl. of عِرَاقٌ in this sense: but afterwards, that the pl. of the latter in all its senses is أَعْرِقَةٌ also; to which the TA adds عُرْقٌ.]) and accord. to Az, Any pasturage adjacent to a great river or a sea. (TA.) And عِرَاقُ النَّهْرِ, (K,) or الرَّكِيبِ, (TA,) The border of the rivulet [ for irrigation] (K, TA) by which the water enters a حَائِط [i. e. garden, or garden of palm-trees surrounded by a wall], (TA,) from its nearest to its furthest extremity. (K, TA.) b4: Also The قُطْر [app. meaning side (but see this word)] of a mountain, by itself; [or so, perhaps, عِرَاقُ جَبَلٍ;] and so ↓ عِرْقٌ [or عِرْقُ جَبَلٍ]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b5: And, as also ↓ عِرْقٌ, Remains of the [plants, or trees, called] حَمْض. (K.) b6: عِرَاقُ الدَّارِ The court, or yard, in front, or extending from the sides, of the house. (IB, K.) b7: عِرَاقُ الأُذُنِ The circuit, or surrounding edge, of the ear. (K.) b8: عِرَاقُ الظُّفُرِ The flesh surrounding the nail. (K, * TA.) b9: عِرَاقُ الحَشَا The intestines that are above the navel, lying breadthwise, or across, in the belly. (K.) b10: And عِرَاقٌ signifies also The inside of feathers. (AA, K.) b11: The عِرَاقَانِ of the horse's saddle are The two edges of the دَفَّتَانِ, at the fore part of the saddle and its hinder part. (IDrd, TA voce قَرَبُوسٌ, q. v.) A2: [Also A pace, or rate of going.] One says in relation to a horse, on the occasion of drawing forth the sweat, and of careful tending, and fattening, اِحْمِلْهُ عَلَى العِرَاقِ الأَعْلَى وَالعِرَاقِ الأَسْفَلِ, meaning [Urge, or make, thou him to go] the vehement pace and the inferior pace. (Ibn-'Abbád, O, TA.) A3: العِرَاقُ is the name of A certain country, (S, O, Msb, K,) well known, (Msb, K,) extending from 'Abbádán to El-Mow- sil in length and from El-Kádiseeyeh to Hulwán in breadth; (K;) masc. and fem.: (S, O, Msb, K:) said to be so named because upon the عِرَاق, i. e. “ side,” or “ shore,” of the Tigris and Euphrates: (O, * K: [in which, and in other works, several other supposed derivations are mentioned, but such as I think too fanciful to deserve notice:]) accord. to some, it is arabicized, (S, O, Msb, K,) from a Pers\. appellation, (S, O,) i. e. from إِيرَان شَهْر, (As, O, * K, TA,) of which the meaning is [said to be] “ having many palmtrees and [other] trees; ” (K;) but [SM justly says,] in my opinion the meaning requires consideration. (TA.) b2: العِرَاقَانِ is an appellation of El-Basrah and El-Koofeh. (S, O, K.) عَرِيقٌ, (S, O, K,) applied to a man and to a horse, means [Rooted, i. e.] having a radical, or hereditary, share, (لَهُ عِرْق, S, O,) in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the epithet when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; or having a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) And you say also فِى الكَرَمِ ↓ فُلَانٌ مُعْرَقٌ and فِى اللُّؤْمِ [Such a one is rooted, &c., in generousness or nobleness and in meanness or ignobleness]; and لَهُ فِى ↓ إِنَّهُ لَمُعْرَقٌ الكَرَمِ; (S, O;) and لَهُ فِى الكَرَمِ ↓ إِنَّهُ لَمَعْرُوقٌ, [the part. n. being formed] on the supposition of the suppression of the augmentative letter [in its verb, which is أُعْرِقَ]: (TA:) and in like manner, (S, O, TA,) in a trad., (O, TA,) a man of whom there is no living ancestor between him and Adam is said to be لَهُ فِى المَوْتِ ↓ مُعْرَقٌ (S, O, TA) i. e. Made to have a radical, or hereditary, share (عِرْقٌ) in death; (O, TA;) meaning that he will inevitably die. (S, O, TA.) [In the Ham p. 438, ↓ مُعْرِقٌ is expl. as syn. with عَرِيقٌ: but in the verse to which this explanation relates it is evidently employed in the sense of the act. part. n. of أَعْرَقَ as used in the phrase أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ, q. v.] b2: غُلَامٌ عَرِيقٌ means [A boy, or young man,] slender, or spare, and light of spirit. (TA.) عُرَافَةٌ: see عُرَاقٌ, in two places.

عِرَاقِىٌّ Of, or belonging to, the country called العِرَاق. (Msb.) b2: إِبِلٌ عِرَاقِيَّةٌ means Camels that pasture upon what are termed عِرَاق, i. e. remains of the [plants, or trees, called] حَمْض: (K, * TA:) or, app., accord. to Az, camels of, or belonging to, العِرَاق as meaning the waters of Benoo-Saad-Ibn-Málik and Benoo-Mázin: or, as some say, of, or belonging to, the عِرَاق as meaning the side, or shore, of water: and it is also said that the epithet in this phrase is a rel. n. from العرق [thus in my original, without any syll. sign and without explanation]. (TA.) عَرَّاقَةٌ, with teshdeed [to the ر], A thing [app. a cloth for imbibing the sweat] that is put beneath the تكلة [app. meaning pad] of the سَرْج [or horse's saddle] and the بَرْذَعَة [q. v.]. (TA. [The word تكلة, which I have not found anywhere except in this instance, I can only suppose to be an arabicized word from the Pers\. or Turkish تَگَلْتُو, which is commonly pronounced by the Turks تَكَلْتِى, with ك and ى, and which means a pad, or a piece of felt, put beneath the saddle to prevent its galling the beast's back.]) عَارِقٌ [act. part. n. of عَرَقَ]. A poet says, أَكُفُّ لِسَانِى عَنْ صَدِيقِى فَإِنْ أُجَأْ

إِلَيْهِ فَإِنِّى عَارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ [I restrain my tongue from my friend; but if I be compelled to have recourse to him in a case of need, I am one who gnaws to the utmost: مَعْرَق being here an inf. n.]. (S, O: mentioned in both immediately after the explanation of عَرَقْتُ العَظْمَ.) b2: And [the pl.] العَوَارِقُ signifies The أَضْرَاس [i. e. teeth, or lateral teeth, &c.]: (K:) an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) b3: And The سِنُون [i. e. years, or droughts, or years of drought]; so called لأَنَّهَا تَعْرُقُ الإِنْسَانَ, (K, TA, in some copies of the K الأَسْنَانَ,) i. e. because they take from the man [his flesh, or render him lean]. (TA.) أَعْرَقُ لَيْلَةٍ فِى السَّنَةِ, The night, in the year, most abundant in milk. (O.) A2: [أَعْرَقُ is also a comparative and superlative epithet signifying More, and most, rooted in a quality or faculty: regularly formed from عَرُقَ, or irregularly from أُعْرِقَ: but perhaps post-classical. (See De Sacy's “ Anthol. Gram. Arabe,” p. 183, lines 1 and 3, of the Ar. text; and p. 441 of the Notes, in which he has expressed his opinion that it signifies “ qui a jeté de plus profondes racines. ”)]

مَعْرَقٌ an inf. n. of 1 in the sense first expl. in this art. (S, O, K.) A2: [And a noun of place, signifying A place of sweat or of sweating of an animal; such as the armpit and the groin: pl. مَعَارِقُ. b2: Hence,] مَعَارِقُ الرَّمْلِ i. q. آبَاطُهُ [i. e. (assumed tropical:) The places where the main body of the sand ends, and where it is thin, not deep]: likened to the مَعَارِق of the animal. (TA.) b3: And معرق [thus in my original; perhaps مَعْرَقٌ, as denoting “ a place of sweat,” like مَمْطَرٌ from المَطَرُ; or ↓ مِعْرَقٌ, as being likened to a utensil, like مِمْطَرٌ, and as being in form agreeable with many words denoting articles of dress;] signifies An innermost garment for imbibing the sweat, lest it should reach to the garments of pride [i. e. the outer garments]. (TA.) مُعْرَقٌ Wine (شَرَاب) having a little water put into it; (S, K;) and so ↓ مُعَرَّقٌ, (S, O, K,) applied to طِلَآء [which likewise signifies wine, or thick wine, &c.]; (S, O;) and ↓ مَعْرُوقٌ, (K,) of which last no verb has been mentioned: (TA:) or مُعْرَقَةٌ signifies wine (خَمْر) pure, or unmixed: or having a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) A2: See also عَرِيقٌ, in three places.

مُعْرِقٌ: see عَرِيقٌ.

A2: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, it signifies Rain that appears to the people of El-Yemen from the region of El-'Irák.]

A3: تَرَكْتَ الحَقَّ مُعْرِقًا means Thou hast left the truth apparent, or manifest, between us. (TA.) مِعْرَقٌ An iron implement, or a knife, or broad knife, or broad blade, with which one pares a bone with some flesh upon it, removing the flesh. (TA.) A2: See also مَعْرَقٌ.

مُعَرَّقٌ: see مَعْرُوقٌ, in four places: A2: and see مُعْرَقٌ.

مَعْرُوقٌ A bone of which the flesh has been [eaten or] thrown from it. (TA.) b2: And A man having little flesh; (K;) and so مَعْرُوقُ العِظَامِ; (S, O, K;) and ↓ مُعْتَرَقٌ, (S, O, TA, [and probably in correct copies of the K, but in my MS. copy of it and in the CK ↓ مُعْتَرِقٌ, which does not accord. with any of the explanations of its verb,]) and العِظَامِ ↓ مُعْتَرَقُ; (TA;) and ↓ مُعَرَّقٌ, and مُعَرَّقُ العِظَامِ. (K.) And A horse having no flesh upon his قَصَب [meaning bones of the legs]; as also ↓ مُعْتَرَقٌ. (TA.) And مَعْرُوقُ الخَدَّيْنِ, applied to a horse, in which the quality denoted thereby is approved, Having no flesh in the cheeks: (TA:) and الخَدَّيْنِ ↓ مُعَرَّقُ a man having little flesh in the cheeks: (S, O:) and القَدَمَيْنِ ↓ مُعَرَّقُ, (K and TA in art. نهس,) and الكَعْبَيْنِ, a man having little flesh upon the feet, and upon the ankle-bones: (TA in that art.:) and ↓ مُعَرَّقٌ applied to a horse signifies مُضَمَّرٌ [i. e. rendered lean, or light of flesh, probably by being made to sweat, agreeably with an explanation of the latter epithet, and thus radically differing from مَعْرُوقٌ and مُعْتَرَقٌ]. (TA.) A2: See also مُعْرَقٌ.

A3: and see عَرِيقٌ.

مُعْتَرَقٌ and مُعْتَرِقٌ: see مَعْرُوقٌ; the former in two places.

كرع

كرع

1 كَرَعَ فِى المَآءِ

, and فِى الإِنَآءِ, He put his mouth into the water, or into the vessel, and so drank. (See عَبَّ.) كَراَعٌ

: see عِدٌّ.

كُرَاعٌ

: see حَرَّةٌ, رَكَضَ, ذِرَاعٌ, and بَدَنٌ.

كُرْسُوعٌ The prominent extremity of the ulna, next to the little finger, at the wrist. (S, * K.)
كرع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم قَالَ: كَانُوا يكْرهُونَ الطّلب فِي أكارع الأَرْض يرويهِ بَعضهم عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم. قَوْله: الطّلب فِي أكارع الأَرْض يَعْنِي طلب الرزق فِي التِّجَارَة أَو غَيرهَا وأكارع الأَرْض أطرافها وَكَذَلِكَ أكارع كل شَيْء أَطْرَافه وَلِهَذَا سميت أكارع الشَّاة. وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنهم كَرهُوا شدَّة الْحِرْص فِي طلب الدُّنْيَا كَمَا رُوِيَ عَن مُجَاهِد أَنه كَانَ يكره ركُوب الْبَحْر إِلَّا فِي غَزْو أَو حج أَو عمْرَة يذهب إِلَى كَرَاهَة ركُوب الْبَحْر لشَيْء من طلب الدُّنْيَا من تِجَارَة أَو غَيرهَا.
(كرع) : كَرَعُ الدابَّةِ: قَوائِمُها.
(كرع)
فِي المَاء أَو الْإِنَاء كرعا وكروعا تنَاوله بِفِيهِ من مَوْضِعه من غير أَن يشرب بكفيه وَلَا بِإِنَاء والنخلة وَغَيرهَا كَانَت على المَاء وَلم يُفَارق أَصْلهَا المَاء فَهِيَ كارعة والوحش وَغَيره كرعا رَمَاه فَأصَاب كراعه

كرع


كَرِعَ(n. ac. كَرَع)
a. see supra
(a)b. Had slender thigh-bones; was slender (
thigh-bones ).
c. Was of humble origin, of low condition.

كَرَّعَ
a. [ coll. ], Drank, quaffed.

أَكْرَعَa. Found rain-water.
b. Exposed the flank to ( the hunter: game ).

تَكَرَّعَa. Performed ablutions.

كَرَعa. Thinness of the thighbones.
b. Rain-water.
c. Humble, insignificant, despicable.

أَكْرَعُa. Thin-shinned.

كَاْرِعa. Sipper.

كَاْرِعَةa. see 21b. Palm-tree growing at the water's edge.

كُرَاْع
(pl.
أَكْرُع أَكَاْرِعُ)
a. Shin-bone, tibia.
b. Hoof ( of sheep, oxen ).
c. Horses.
d. (pl.
كِرْعَاْن), Extremity.
e. Crest, brow ( of a mountain ).
كَرِيْعa. see 21
أَكَاْرِعُa. Ends, extremities ( of the earth ).

مُكْرَعَة
a. Growing at the water's edge (palm-tree).

مُكْرَع القَوَائِم
a. Stout-legged, sturdy (horse).
ك ر ع: (كَرَعَ) فِي الْمَاءِ تَنَاوَلَهُ بِفِيهِ مِنْ مَوْضِعِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْرَبَ بِكَفَّيْهِ وَلَا بِإِنَاءٍ وَبَابُهُ خَضَعَ. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى مِنْ بَابِ فَهِمَ. وَ (الْكُرَاعُ) بِالضَّمِّ فِي الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ كَالْوَظِيفِ فِي الْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ وَهُوَ مُسْتَدَقُّ السَّاقِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ (أَكْرُعٌ) ثُمَّ (أَكَارِعُ) . وَفِي الْمَثَلِ: أُعْطِيَ الْعَبْدُ (كُرَاعًا) فَطَلَبَ ذِرَاعًا. لِأَنَّ الذِّرَاعَ فِي الْيَدِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْكُرَاعِ فِي الرِّجْلِ. وَ (الْكُرَاعُ) اسْمٌ يَجْمَعُ الْخَيْلَ. 
كرع
كَرَعَ في الماءِ والإنَاءِ: أمَالَ عُنُقَه لِيَشْربَ الماءَ من مَوْضِعِه، كُرُوْعاً، والماءُ كَرَع، ومنه: نَخْلٌ مُكْرَعَاتٌ وكَوَارع. ورَجل كَرِعٌ: مُغْتَلِمٌ. والكرَعُ: دِقةُ السَاقَيْنِ. وسفلَةُ الناس.
وماءُ السماء، وقد كْرَعُوا: أصابوا بماء السماء. وجَمل شَدِيْدُ الكَرَع: أي شَديدُ الأوْظِفَة، ولا يُوَحد.
والإبل المُكْرعَات: التي أدْخِلَتْ بينَ البُيوتِ في كَلَبِ الشتاءِ فأصَابها الدخان. والكُرَاعً من الإنْسان: مادونَ الرُّكْبَة، ومن الدواب: ما دون الكعْب. وتَكرعَ: تَوَضَّأ؛ كأنه غَسَلَ كُرَاعَه.
وطَرَفُ كل شيءٍ: كُرَاعُه؛ مثلُ كُرَاع الأرْض: ناحِيَتُها.
وكل أنْفٍ سالَ من جَبَل أو حَرة: كُراع، وجَمْعُه: كِرْعَان. والكُرَاعُ: اسْمٌ لجَمْع الخَيْل.
(ك ر ع) : (الْكُرَاعُ) مَا دُونَ الْكَعْبِ مِنْ الدَّوَابِّ وَمَا دُونَ الرُّكْبَةِ مِنْ الْإِنْسَانِ وَجَمْعُهُ أَكْرُعٌ وَأَكَارِعُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الْخَيْلُ خَاصَّةً وَمِنْهُ كَذَلِكَ يُصْنَعُ بِمَا قَامَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ دَوَابِّهِمْ (وَكُرَاعِهِمْ) أَرَادَ بِهِ الْخُيُولَ وَبِالدَّوَابِّ مَا سِوَاهَا (وَعَنْ) مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (الْكُرَاعُ) الْخَيْلُ وَالْبِغَالُ وَالْحَمِيرُ (وَالْكَرْعُ) تَنَاوُلُ الْمَاءِ بِالْفَمِ مِنْ مَوْضِعِهِ يُقَالُ كَرَعَ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ وَفِي الْإِنَاءِ إذَا مَدَّ عُنُقَهُ نَحْوَهُ لِيَشْرَبَهُ (وَمِنْهُ) كَرِهَ عِكْرِمَةُ الْكَرْعَ فِي النَّهْرِ لِأَنَّهُ فِعْلُ الْبَهِيمَةِ يُدْخِلُ فِيهِ أَكَارِعَهُ.
(كرع) - في الحديث : "بَلَغ كُراعَ الغَمِيم"
الكُراعُ: جانِبٌ يَسْتَطِيل من الحَرَّةِ شَبِيهٌ بالكُراع مِن الدَّوابِّ؛ وهي ما دُونَ الرّكْبة، والجَمعُ كِرْعان. والغميم: وَادٍ.
- في حديث عِكْرِمةَ : "كَرِهَ الكَرْعَ في النَّهْر"
: أي تَناوُلَ ما فيه بالفَمِ شِبْهَ البهائِم؛ لَأنَّها تُدخِل أكارِعَها فيه.
- في حديث عبدِ الله : "كانُوا لا يَحِبسُون إلاَّ الكُرَاعَ والسِّلاحَ".
والكُراعُ: اسمٌ لجَميع الخَيْلِ. - في حديث الحوض: "فبدأ الله تعالى بكُراع"
: أي طَرَفٍ من مَاء الجنَة، مُشَبَّه بالكُراع لِقِلَّتهِ، وأَنَّه كالكُراعِ من الدابَّة.
كرع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عِكْرِمَة [مولى ابْن عَبَّاس -] أَنه كره الكَرْعَ فِي النَّهر. قَالَ أَبُو زيد وَغَيره: الكَرْع أَن يشرب [الرجلُ -] بِفِيهِ من النَّهر من غير أَن يشرب بكَفَّيْه وَلَا بِإِنَاء وكل شَيْء شربت مِنْهُ من إِنَاء أَو غَيره فقد كَرَعْتَ فِيهِ. [وَبَعْضهمْ يَجْعَل الكَرْع أَن يدْخل النَّهر دُخُولا ثمَّ يشرب يذهب بِهِ إِلَى الأكارع يَقُول: حَتَّى يصير أكارعه فِيهِ وَقَالَ ابْن الرّقاع يذكر رَاعيا ويصفه بالرفق برعاية الْإِبِل فَقَالَ: (الْبَسِيط)

يَسُنُّهَا إبِلٌ مَا إنْ يُجَزِّئُهَا ... جَزْءاً شَديْداً وَمَا إِن تَرْتَوي كَرَعا
كرع: بالعامية: جرع (محيط المحيط).
كرّع: تجشأ (بوشر).
كُراع وجمعها كُرُع (في الألفية) كُرْع (في الكامل 321) وكِرعان (أبو الوليد م 33، 12) (مملوك 1، 2، 126).
كُراع: الأرجل الطويلة الخلفية للجراد (بلجراف 2، 139).
كُراع: ذراع الجدول، القنال (بارث 148:5).
كراع الدجاجة: جنس نباتات من الفصيلة القرنفلية تُزرع لزهرها (شيرب).
كاروع وجمعها كَوراع: كعب (هيلو الذي يكتبها خطأ بالقاف).
كارع: قدم (همبرت 5 الجزائر) ويرى همبرت أن المفرد كُراع والجمع كوارع.
كوارع: أقــدام (غرناطة في النصف الأول للقرن 17 لسيمونيه).
كارع والجمع كوارع: لون من ألوان الطعام المقدمة على المائدة من أقــدام الغنم المطبوخ بالثوم والخل (لين 159).
تكريعة: جشأة (دومب 87).
مَكْرَع وجمعها مكارع: تستعمل بمقام اسم الفعل واسم الزمان والمكان للفعل كرع وهي تعني، تماماً، (الشرب عند الحديث عن الحيوانات) أما عند البشر فهي تفيد الشرب كما تفعل الحيوانات. أما الشرب، على نحو عام فإنها ترد في معجم مسلم لكي تشير إلى اسم المكان.
مكرع وجمعها مكارع: مشرب (مذكرات تاريخ إسبانيا 116:6).
ك ر ع : كَرَعَ فِي الْمَاءِ كَرْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَكُرُوعًا شَرِبَ بِفِيهِ مِنْ مَوْضِعِهِ فَإِنْ شَرِبَ بِكَفَّيْهِ أَوْ بِشَيْءٍ آخَرَ فَلَيْسَ بِكَرْعٍ وَكَرِعَ كَرَعًا مِنْ
بَابِ تَعِبَ لُغَةً وَكَرَعَ فِي الْإِنَاءِ أَمَالَ عُنُقَهُ إلَيْهِ فَشَرِبَ مِنْهُ.

وَالْكُرَاعُ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ بِمَنْزِلَةِ الْوَظِيفِ مِنْ الْفَرَسِ وَهُوَ مُسْتَدَقُّ السَّاعِدِ وَالْكُرَاعُ أُنْثَى وَالْجَمْعُ أَكْرُعٌ مِثْلُ أَفْلُسٌ ثُمَّ تُجْمَعُ الْأَكْرُعُ عَلَى أَكَارِعَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْأَكَارِعُ لِلدَّابَّةِ قَوَائِمُهَا وَيُقَالُ لِلسَّفَلَةِ مِنْ النَّاسِ أَكَارِعُ تَشْبِيهًا بِأَكَارِعِ الدَّوَابِّ لِأَنَّهَا أَسَافِلُ.

وَأَكَارِعُ الْأَرْضِ أَطْرَافُهَا وَالْوَاحِدُ أَيْضًا كُرَاعٌ وَمِنْهُ كُرَاعُ الْغَمِيمِ أَيْ طَرَفُهُ.

وَالْكُرَاعُ الْأَنْفُ السَّائِلُ مِنْ الْحَرَّةِ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْكُرَاعُ مِنْ الدَّوَابِّ مَا دُونَ الْكَعْبِ وَمِنْ الْإِنْسَانِ مَا دُونَ الرُّكْبَةِ وَقِيلَ لِجَمَاعَةِ الْخَيْلِ خَاصَّةً كُرَاعٌ. 
[كرع] الكَرَعُ بالتحريك: ماءُ السماء يكرع فيه. قال ابن الرقاع يصف راعيا بالرفق في رعاية الابل: يسنها آبل ما إن يجزئها * جزءا شديدا وما إن ترتوى كرعا * وكرع في الماء يَكْرَعُ كُروعاً، إذا تناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفَّيه ولا بإناء. يقال اكْرَعْ في هذا الإناء نَفَساً أو نَفَسَيْنِ. وفيه لغة أخرى كَرِعَ بالكسر يَكْرَعُ كَرَعاً. وأكْرَعَ القومُ، إذا أصابوا الكَرَعَ فأوردوه إبلهم. والكارِعاتُ والمُكْرَعاتُ: النخيل التي على الماء، عن أبى عبيد. والاكرع: الدقيق من مقدَّم الساقين، وفيه كَرَعٌ، وقد كرع، عن أبى عمرو. والكراع في الغنم والبقر بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدَقُّ الساقِ، يذكَّر ويؤنَّث، والجمع أكْرُعٌ ثمَّ أكارِعُ. وفي المثل: " أعطيَ العبدُ كُراعاً فطَلَبَ ذراعاً " لأنَّ الذراع في اليد وهو أفضلُ من الكُراعِ في الرِجل. والكُراعُ: أنفٌ يتقدَّم من الحَرَّةِ ثمَّ يمتدٌّ. وقال الأصمعيّ: الكُراعُ: عُنُقٌ من الحَرَّةِ ممتدٌّ. قال عوف بن الاحوص ألم أظلف عن الشعراء عرضى * كما ظلف الوسيقة بالكراع * وكراع الغميم: موضع معروف بناحية الحجاز. والكراع: اسم يجمع الخيل نفسها .
كرع
كرَعَ في يَكرَع، كَرْعًا وكُرُوعًا، فهو كارِع، والمفعول
 مكروع فيه
• كرَع في الماء/ كرَع في الإناء: مدّ عنقَه نحوه وتناوله بفمه مباشرة من موضعه من غير أن يشرب بكفّيْه ولا بإناء "كرَع كلّ ماء الإناء" ° كرَع من مناهل العلم: تعلّم بشغف. 

تكرَّعَ يتكرَّع، تكرُّعًا، فهو مُتكرِّع
• تكرَّع بعد الشَّرَه: تجشَّأ؛ تنفَّس من امتلاء، ثارت نفسه للقيء "أكل كثيرًا فأخذ يتكرَّع". 

كُرَاع [مفرد]: ج أكْرُع، جج أكارعُ:
1 - من الإنسان ما دون الرُّكبة إلى الكعب.
2 - (شر) من الحيوان مستدقّ السَّاق العاري من اللّحم [يذكّر ويؤنّث] "لا تُطعم العبد الكُراع، فيطمع في الذّراع [مثل]: لأنّ الذّراع في اليد، وهو أفضل من الكُراع في الرِّجل". 

كَرْع [مفرد]: مصدر كرَعَ في. 

كُروع [مفرد]: مصدر كرَعَ في. 
ك ر ع

" أعطيَ العبد كراعاً، فطلب ذراعاً " وهي ما دون الكعب من الدابّة وما دون الركبة من الإنسان. وأخذ الجزّار الأكرع والأكارع. قال:

يا نفس لن تراعي ... إذا قطعت كُراعي

إن معي ذراعي

وقال:

فظلّت تكوس على أكرعٍ ... ثلاث وكان لها أربع

وفرسٌ أكرع: دقيق القوائم، وبها كرعٌ، ودابة كرعاء. وتكرّع الرجل: توضّأ لأنه يغسل أكارعه، وكرع في الماء وكرع: أدخل فيه أكارعه بالخوض فيه ليشرب، والأصل في الدابة لنه لا يكاد يشرب إلا بإدخال أكارعه فيه، ثم قيل للإنسان: كرع في الماء إذا شرب بفيه خاض أو لم يخض. وهذا مكرع الدواب، وهذه مكارعها. وفي الوادي كرع كثيرٌ وهو ماء السماء لأنه يكرع فيه، فعلٌ بمعنى مفعول. قال ذو الرمة:

بها العين والآرام لا عدّ عندها ... ولا كرعٌ إلا المغارت والرّبل

ومن المجاز: امرأة كرعة: مغليم. وكرعت. إلى الفحل كرعاً: كأنها تمدّ إليه عنقها فعل الكارع طموحاً. ونخلٌ كارعات وكوارع إذا شربت بعروقها. وقال النابغة:

وتسقى إذا ما شئت غير مصرّدٍ ... بزوراء في أكنافها المسك كارع

خائض فيها داخل. وأحبس الكراع في سبيل الله: الخيل. ورأيت في تلك الكراع سواداً وهي ما استدقّ من الحرّة وامتدّ في السهل. وقا الأصمعيّ: إذا سال أنف من الحرّة فهو كراع. وامش في كراع الطريق: في طرفه، وعن النخعيّ: كانوا يكرهون الطّلب في أكارع الأرض: في أطرافها وأقاصيها. ونزا الجندب بكراعيه: برجليه. وقال:

ونفى الجندب الحصى بكراعي ... هـ وأوفى في عوده الحرباء
[كرع] نه: فيه: إنه قال: إن كان عندك ماء بات في شنه وإلا "كرعنا"، كرع في الماء- إذا تناوله بفيه من غير أن يشرب بكفه ولا بإناء كما تشرب البهائم لأنها تدخل فيه أكارعها. ط: أي إن كان عندك ماء فأتنا به وإلا كرعناه. ك: "كرعنا" بفتح راء وكسرها. نه: ومنه: كره "الكرع" في النهر لذلك. ومنه: إن رجلًا سمع قائلًا في سحابة: اسق "كَرَعَ" فلان، أراد موضعًا يجتمع فيه ماء السماء فيسقي صاحبه زرعه، شربت الإبل بالكرع- إذا شربت من ماء الغدير، وقيل: الكرع- بالتحريك: ماء السماء يُكرع فيه. ومنه ح: شربت عنفوانَ "المكْرَع"، أي في أول الماء، وهو مفعل من الكرع، أراد أنه عزّ فشرب صافي الأمر وشرب غيرهُ الكدر. وفي ح النجاشي: فهل ينطلق فيكم "الكرع"، تفسيره في الحديث الدنيء النفس، وهو من الكراع: الأوظفة، ولا واحد له. ومنه ح على: لو أطاعنا أبو بكر فيما أشرنا به عليه من ترك قتال أهل الردة لغلب على هذا الأمر "الكرع" والأعراب، هم السفلة والطغام من الناس. وفيه: حتى بلغ "كراع" الغميم، هو اسم موضع، والكراع: جانب مستطيل من الحرة تشبيهًا بالكراع وهو ما دون الركبة من الساق، والغميم- بالفتح: وادٍ بالحجاز. ومنه ح: عند "كراع" هرشى، موضع بين مكة والمدينة، وكراعها ما استطال من حرقها. وفيه: لا يحبسون إلا "الكراع" والسلاح، هو اسم يجمع الخيل. ج: ومنه: جعله في السلاح و"الكراع"، أي الخيل المربوط للغزو. ك: ومنه: هلك "الكراع"- بضم كاف، قوله: والسماء مثل الزجاج، أي في الصفاء عن الكدورات. نه: وفي ح الحوض: فبدأ الله "بكراع"، أي طرف من ماء الجنة مشبه بالكراع لقلته، وإنه كالكراع من الدابة. وح: لا بأس بالطلب في "أكارع" الأرض، أي في نواحيها وأطرافها تشبيهًا بأكارع الشاة، وهو جمع أكرع جمع كراع. ن: إن دعيتم إلى "كراع" الشاة، وغلطوا من حمله على كراع الغميم. ط: لو دعيت إلى "كراع"، هو مستدق الساق من الغنم والبقر، أي إلى ضيافة كراع غنم، وقيل: هو موضع، والأول مبالغة في القلة والثاني مع البعد. ك: ومنه: ما ينضجون "كراعًا" ولا لهم ضرع ولا زرع، الكراع: ما دون الكعب، أي لا كراع لهم حتى ينضجوا، أو لا كفاية لهم في ترتيب ما يأكلونه، والضرع كناية عن النعم.
(ك ر ع)

كَرِعَتِ الْمَرْأَة كَرَعاً، فَهِيَ كَرِعَةٌ: اغتلمت، وأحبت الْجِمَاع.

والكُرَاعُ من الْإِنْسَان: مَا دون الرّكْبَة إِلَى الكعب. وَمن الدَّوَابّ: مَا دون الكعب. أُنْثَى، وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ مِمَّا يؤنث وَيذكر، قَالَ: وَلم يعرف الأصمعيّ التَّذْكِير. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: هُوَ مُذَكّر لَا غير. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما كرَاع، فان الْوَجْه فِيهِ ترك الصّرْف، وَمن الْعَرَب من يصرفهُ، يشبه بِذِرَاع، وَهُوَ اخبث الْوَجْهَيْنِ. يَعْنِي أَن الْوَجْه إِذا سمي بِهِ: أَلا يصرف لِأَنَّهُ مؤنث، سمي بِهِ مُذَكّر. وَالْجمع أكرع. وأكارِع جمع الْجمع. وَأما سِيبَوَيْهٍ فَإِنَّهُ جعله مِمَّا كسر على مَا لَا يكسر عَلَيْهِ مثله، فِرَارًا من جمع الْجمع، وَقد يكسر على كِرْعان.

والكُرَاع من الْبَقر وَالْغنم: بِمَنْزِلَة الوظيف من الْخَيل وَالْإِبِل، وَالْبِغَال، وَالْحمير.

وكَرَعَه: أصَاب كُراعَه. وكَرِعَ كَرَعا: شكا كُرَاعَهُ. وَيُقَال للضعيف الوادع: فلَان مَا ينضج الكُرَاع.

والكَرَع: دقة الأكارِع والأذرع، طَوِيلَة كَانَت أَو قَصِيرَة. كَرِعَ كَرَعا، وَهُوَ أكْرَع. والكَرَع أَيْضا: دقة السَّاق، وَقيل: دقة مقدمها، وَالْفِعْل كالفعل، وَالصّفة كالصفة.

وتَكَرَّع للصَّلَاة: غسل أكارِعَه. وَعم بَعضهم بِهِ الْوضُوء.

وكُرَاعا الجندب: رِجْلَاهُ. وكُراعُ الأَرْض: ناحيتها. والكُراع: كل أنف سَالَ، فَتقدم من جبل أَو حرَّة. وكُرَاع كل شَيْء: طرفه. وَالْجمع فِي هَذَا كُله: كِرْعان، وأكارِع. والكُرَاع: اسْم يجمع الْخَيل. والكُراع: السِّلَاح. وَقيل: هُوَ اسْم يجمع الْخَيل وَالسِّلَاح.

والكَرَاع، والكُراع: مَاء السَّمَاء. وَقيل: الَّذِي تخوضه الْمَاشِيَة بأكارعها.

وكل خائض مَاء: كارِع، شرب أَو لم يشرب.

وكَرَع فِي المَاء يَكْرَع كُرُوعا وكَرْعا: تنَاوله بِفِيهِ من غير إِنَاء. وَقيل: هُوَ أَن يدْخل النَّهر، ثمَّ يشرب. وَقيل: هُوَ أَن يصوب رَأسه فِي المَاء وَإِن لم يشرب.

وأكْرَعُوا: أَصَابُوا الكَرَع فأوردوا.

والكارِعات والمُكْرَعات: النّخل الَّتِي على المَاء. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الَّتِي لَا يُفَارق المَاء أُصُولهَا، وَأنْشد:

أوِ المُكْرَعات من نخيلِ ابنِ يامِنٍ ... دُوَيْنَ الصَّفا اللَّاتِي يَلِينَ المُشَقَّرَا

قَالَ: والمُكْرَعاتُ أَيْضا: النّخل الْقَرِيبَة من الْمحل. قَالَ: والمُكْرَعاتُ أَيْضا من النّخل: الَّتِي أُكْرِعَت فِي المَاء. وَقَالَ: والمُكْرَعات أَيْضا: الْإِبِل تدنى من الْبيُوت، لتدفأ بالدخان. وَفِي " المُصَنَّف ": المُكربات. وَأنْشد أَبُو حنيفَة:

فَلا تَنْزِلْ بجَعْدِىٍّ إذَا مَا ... تَرَدَّى المُكْرَعاتُ من الدُّخان

وكَرَعُ النَّاس: سفلتهم.

وكُراع الغميم: مَوضِع.

وَابْن كُراع: من فرسَان الْعَرَب وشعرائهم. كُراع: اسْم أمه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من الْقسم الَّذِي يَقع فِيهِ النّسَب إِلَى الثَّانِي، لأنَّ تعرفه إِنَّمَا هُوَ بِهِ، كَابْن الزبير، وَأبي دعْلج.

وَأما الكَرَّاعة الَّتِي تلفظ بهَا الْعَامَّة، فكلمة مُوَلَّدة. 

كرع: كَرِعَت المرأَةُ كَرَعاً، فهي كَرِعةٌ: اغْتَلَمَتْ وأَحَبَّتِ

الجِماعَ. وجارية كرِعةٌ: مِغْلِيمٌ، ورجل كَرِعٌ، وقد كَرِعَتْ إِلى

الفحْلِ كَرَعاً.

والكُراعُ من الإِنسان: ما دون الركبة إِلى الكعب، ومن الدوابِّ: ما دون

الكَعْبِ، أُنْثَى. يقال: هذه كُراعٌ وهو الوظيف؛ قال ابن بري: وهو من

ذواتِ الحافِرِ ما دُونَ الرُّسْغِ، قال: وقد يُسْتَعْمَلُ الكُراعُ أَيضاً

للإِبل كما استعمل في ذوات الحافر؛ قالت الخنساءُ

(* قوله« قالت

الخنساء» كذا بالأصل هنا، ومر في مادة كوس: قالت عمرة أُخت العباس بن مرداس

وأمها الخنساء ترثي أخاها وتذكر أنه كان يعرقب الابل: فظلت تكوس على إلخ): فقامَتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ

ثلاثٍ، وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبا

فجعلت لها أَكارِعَ أَربعاً، وهو الصحيح عند أَهل اللغة في ذوات

الأَربع، قال: ولا يكون الكراع في الرِّجل دون اليد إِلا في الإِنسان خاصّة،

وأَما ما سواه فيكون في اليدين والرجلين، وقال اللحياني: هما مما يؤنث

ويذكر، قال: ولم يعرف الأَصمعي التذكير، وقال مرة أُخرى: هو مذكر لا غير، وقال

سيبويه: أَما كُراعٌ فإِن الوجه فيه ترك الصرْف، ومن العرب من يصرفه

يشبهه بذراع، وهو أَخبث الوجهين، يعني أَن الوجه إِذا سمي به أَن لا يصرف

لأَنه مؤنث سمي به مذكر، والجمع أَكْرُعٌ، وأَكارِعُ جمع الجمع، وأَما

سيبويه فإِنه جعله مما كسر على ما لا يكسّر عليه مثلُه فِراراً من جمع الجمع،

وقد يكسر على كِرْعانٍ. والكُراعُ من البقر والغنم: بمنزلة الوَظِيفِ من

الخيل والإِبل والحُمُرِ وهو مُسْتدَقُّ الساقِ العاري من اللحم، يذكر

ويؤنث، والجمع أَكْرُعٌ ثم أَكارِعُ. وفي المثل: أُعْطِيَ العبدُ كُراعاً

فطلَب ذِرعاً، لأَن الذراع في اليد وهو أَفضل من الكُراع في الرجْلِ.

وكَرَعَه: أَصابَ كُراعَه. وكَرِعَ كَرَعاً: شَكا كُراعَه. ويقال للضعيف

الدِّفاعِ: فلان ما يُنْضجُ الكُراعَ. والكَرَعُ: دِقَّةُ الأَكارِعِ،

طويلةً كانت أَو قصيرةً، كَرِعَ كَرَعاً، وهو أَكْرَعُ، وفيه كَرَعٌ أَي

دِقَّةٌ. والكَرَعُ أَيضاً: دِقَّةُ الساقِ، وقيل: دقة مُقَدَّمِها وهو

أَكْرعُ، والفِعْلُ كالفِعْلِ والصِّفةُ كالصِّفةِ. وفي حديث الحوض:

فَبَدَأَ الله بكُراعٍ أي طرَفٍ من ماءِ الجنةِ مُشَبَّهٍ بالكراع لقلته، وإِنه

كالكُراعِ من الدابة.

وتَكَرَّعَ للصلاة: غَسَل أَكارِعَه، وعمّ بعضهم به الوضوء. قال

الأَزهري: تَطَهَّرَ الغلام وتَكَرَّعَ وتَمكَّنَ إِذا تطهر للصلاة.

وكُراعاً الجُنْدَبِ: رجلاه؛ ومنه قول أَبي زبيد:

ونَفَى الجُنْدَبُ الحَصى بِكُراعَيْـ

ـه، وأوْفَى في عُودِه الحِرْباءُ

وكُراعُ الأَرض: ناحِيَتُها. وأَكارِعُ الأَرض: أَطْرافُها القاصِيةُ،

شبهت بأَكارِعِ الشاء وهي قوائمُها. وفي حديث النخعي: لا بأْس بالطَّلَبِ

في أَكارِعِ الأَرض أَي نواحيها وأَطْرافِها. والكُراعُ: كلُّ أَنف سالَ

فتقدم من جبل أَو حَرّةٍ. وكُراع كلِّ شيء: طَرَفُه، والجمع في هذا كله

كِرْعانٌ وأَكارِعُ. وقال الأَصمعي: العُنُقُ من الحَرّة يمتدّ؛ قال عوف بن

الأَحوص:

أَلم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِي،

كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ؟

وقيل: الكُراعُ ركن من الجبل يَعْرِضُ في الطريق. ويقال: أَكْرَعَكَ

الصيْدُ وأَخْطَبَكَ وأَصْقَبَك وأَقْنى لكَ بمعنى أَمْكَنَكَ. وكَرِعَ

الرجلُ بِطِيبٍ فَصاكَ به أَي لَصِقَ به. والكُراعُ: اسم يجمع الخيل.

والكُراعُ: السلاحُ، وقيل: هو اسم يجمع الخيل والسلاح.

وأَكْرَعَ القومُ إِذا صَبَّتْ عليهم السماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حتى

يَسْقُوا إِبلهم من ماء السماء، والعرب تقول لماء السماء إِذا اجتمع في

غَدِيرٍ أَو مَساكٍ: كَرَعٌ. وقد شَرِبْنا الكَرَعَ وأَرْوَيْنا نَعَمَنا

بالكَرَعِ. والكَرَعُ. والكُراعُ: ماء السماء يُكْرَعُ فيه. ومنه حديث

معاوية: شربت عُنْفُوانَ المكْرَعِ أَي في أَوّلِ الماءِ، وهو مَفْعَلٌ من

الكَرَعِ، أَراد به عَزَّ فَشَرِبَ صافِيَ الماء وشرب غيره الكَدِرَ؛ قال

الراعي يصف إِبلاً وراعِيَها بالرِّفْقِ في رِعايةِ الإِبلِ، ونسبه

الجوهري لابن الرّقاع:

يَسُنُّها آبِلٌ، ما إِنْ يُجَزِّئُها

جَزْأً شَديداً، وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا

وقيل: هو الذي تَخُوضُه الماشِيةُ بأَكارِعِها. وكل خائِضِ ماءٍ كارِعٌ،

شرِبَ أَو لم يشرب. والكَرّاعُ: الذي يسقي ماله بالكَرَعِ وهو ماء

السماء. وفي الحديث: أَنّ رجلاً سمع قائلاً يقول في سَحابة: اسق كَرَعَ فلان،

قال: أَراد موضعاً يجتمع فيه ماءُ السماء فيسقي به صاحبه زرعه. ويقال:

شربت الإِبل بالكَرَعِ إِذا شربت من ماءِ الغَدِيرِ.

وكَرَعَ في الماء يَكْرَعُ كُرُوعاً وكَرْعاً: تناوله بِفِيه من موضعه

من غير أَن يشرب بِكَفَّيْه ولا بإِناء، وقيل: هو أَن يدخل النهر ثم يشرب،

وقيل: هو أَن يُصَوِّبَ رأْسَه في الماء وإِن لم يشرب. وفي الحديث: أَنه

دخل على رجل من الأَنصار في حائِطه فقال: إِن كان عندك ماءٌ بات في

شَنِّه وإِلا كَرَعْنا؛ كَرَعَ إِذا تناوَلَ الماءَ بِفِيه من موضعه كما تفعل

البهائم لأَنها تدخل أَكارِعَها، وهو الكَرْعُ؛ ومنه حديث عكرمة: كَرِهَ

الكَرْعَ في النهر. وكل شيء شربت منه بنيك من إِناءٍ أَو غيره، فقد

كَرَعْتَ فيه؛ وقال الأَخطل:

يُرْوِي العِطاشَ لَها عَذْبٌ مُقَبَّلُه،

إِذا العِطاشُ على أَمثالِه كَرَعُوا

والكارِعُ: الذي رمى بفمه في الماء. والكَرِيعُ: الذي يشرب بيديه من

النهر إِذا فَقَدَ الإِناء. وكَرَعَ في الإِناء إِذا أَمال نحوه عنقه فشرب

منه؛ وأَنشد للنابغة:

بِصَهْباءَ في أَكْنافِها المِسْك كارِعُ

قال: والكارِعُ الإِنسانُ أَي أَنت المِسْكُ لأَنك أَنت الكارِعُ فيها

المسْكَ. ويقال: اكْرَعْ في هذا الإِناءِ نَفَساً أَو نفسين، وفيه لغة

أُخرى: كَرِع يَكْرَعُ كَرَعاً، وأَكْرَعُوا: أَصابوا الكَرَعَ، وهو ماء

السماء، وأَوْرَدُوا.

والكارِعاتُ والمُكْرِعاتُ: النخل

(* قوله«والمكرعات النخل» هو بكسر

الراء كما في سائر نسخ الصحاح افاده شارح القاموس وعليه يتمشى ما بعده، واما

المكرعات في البيت فضبط بفتح الراء في الأصل ومعجم ياقوت وصرح به في

القاموس حيث قال: وبفتح الراء ما غرس في الماء إلخ.) التي على الماء، وقد

أَكْرَعَتْ وكَرَعَتْ، وهي كارِعةٌ ومُكْرعةٌ؛ قال أَبو حنيفة: هي التي لا

يفارق الماءُ أُصولَها؛ وأَنشد:

أَو المُكْرَعات من نَخِيلِ ابن يامِنٍ،

دُوَيْنَ الصَّفا، اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا

قال: والمُكْرَعاتُ أَيضاً النخل القَرِيبةُ من المَحَلِّ، قال:

والمُكْرَعاتُ أَيضاً من النخل التي أُكْرِعَتْ في الماء؛ قال لبيد يصف نخلاً

نابتاً على الماء:

يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غير صادِرةٍ،

فكلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغْتَمِرُ

قال: والمُكْرَعاتُ أَيضاً الإِبل تُدْنى من البيوت لتَدْفَأَ

بالدُّخانِ، وقيل: هي اللَّواتي تُدْخِلُ رؤوسَها إِلى الصِّلاءِ فَتَسْوَدُّ

أَعْناقُها، وفي المصنف المُكْرَباتُ؛ وأَنشد أَبو حنيفة للأَخطل:

فلا تَنْزلْ بِجَعْدِيٍّ إِذا ما

تَرَدَّى المُكْرعاتُ من الدُّخانِ

وقد جعلت المُكْرِعاتُ هنا النخيل النابتة على الماء.

وكَرَعُ الناس: سَفِلَتُهم. وأَكارِعُ الناسِ: السَّفِلَةُ شُبِّهُوا

بأَكارِعِ الدوابِّ، وهي قوائِمُها. والكَرَّاعُ: الذي يُخادِنُ الكَرَعَ

وهم السَّفِلُ من الناس، يقال للواحد: كَرَعٌ ثم هلم جرّاً. وفي حديث

النجاشي: فهل يَنْطِقُ فيكم الكَرَعُ؟ قال ابن الأَثير: تفسيره في الحديث

الدَّنيءُ النفْسِ. وفي حديث علي: لو أَطاعَنا أَبو بكر فيما أَشَرْنا به

عليه من ترْكِ قِتالِ أَهلِ الرِّدّةِ لَغَلَبَ على هذا الأَمْرِ الكَرَعُ

والأَعْرابُ؛ قال: هم السَّفِلَةُ والطَّعامُ من الناسِ.

وكُراعُ الغَمِيم: موضع معروف بناحية الحجاز. وفي الحديث: خرَج عامَ

الحُدَيْبِيةِ حتى بَلَغَ كُراعَ الغَمِيم، هو اسم موضع بين مكة والمدينة.

وأَبو رِياشٍ سُوَيْدُ بن كُراعَ: من فٌرْسانِ العرب وشعرائهم، وكُراعُ

اسم أُمه لا ينصرف، قال سيبويه: هو من القسم الذي يقع فيه النسب إِلى الثاني

لأَن تَعَرُّفَه إِنما هو به كابن الزُّبَيْرِ وأَبي دَعْلَجٍ، وأَما

الكَرّاعةُ التي تَلْفِظُ بها العامّةُ فكلمة مُوَلَّدة.

كرع
الكَرَعُ، مُحَرَّكَةً: ماءُ السَّمَاءِ يَجْتَمِعُ فِي غَدِيرٍ أَو مَسَاكٍ يُكْرَعُ فِيهِ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، يُقَالُ شَرِبْنَا الكَرَعَ، وأرْوَيْنَا نَعَمَنا بالكَرَع، قالَ الرّاعِي ونَسبه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ لابْنِ الرِّقاعِ يصفٌ ناقَةً وراعِيَها بالرِّفْقِ:
(يُسِيمُهَا آبِلٌ إمّا يُجَزِّئُها ... جَزْءاً طَوِيلاً، وإمّا تَرْتَعِي كَرَعَا)
هَذِه روايَةُ العُبابِ، ورِوايَةُ الصِّحاحِ:
(يَسُنُّها آبلٌ مَا إنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيداً وَمَا إنْ ترتوي كرعا)
والكَرَعُ مِنَ الدَّابَّةِ: قَوائِمُها.
والكَرَعُ: دِقَّةُ السّاقِ، وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: مُقَدَّمِ السَّاقَيْنِ وهُوَ أكْرَعُ، وَقد كَرِعَ.
والكَرَعُ: السَّفِلُ مِنَ النّاسِ، وَفِي حَديثِ النَّجَاشِيِّ: فَهَلْ يَنْطِقُ فيكُم الكَرَعُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: تَفْسِيرُه: الدَّنِئُ النَّفسِ والمَكَانِ، وقالَ فِي حديثِ عَليٍّ: لَو أطَاعَنَا أَبُو بَكْرٍ فيمَا أشَرْنَا عَلَيْهِ منْ تَرْكِ قِتَالِ أهْلِ الرِّدَّةِ، لغَلَبَ على هَذَا الأمْرِ الكَرْعُ والأعْرَابُ، أَي: السِّفْلَةُ والطَّغَامُ من النّاسِ، شُبِّهُوا بكَرَعِ الدّابَّةِ، أَي: قَوائِمِها للوّاحِدِ والجَمْعِ يُقَالُ: رَجُلٌ كَرَعٌ، ورَجُلانِ كَرَعٌ، ورِجالٌ كَرَعٌ.
وَمن المَجَازِ الكَرَعُ: اغْتِلامُ الجَاريَةِ وحُبُّهَا للجِمَاعِ، وهِيَ كَرِعَةٌ، كفَرِحَةٌ: مِغْلِيمٌ وَقد كَرِعَتْ، ورَجُلٌ كَرِعٌ كذلكَ.
وكَرِعَ كَفَرِحَ كَرَعاً: اجْتَزَأ بأكْلِ الكُرَاعِ، بالضَّمِّ وسَيَأتِي مَعْنَاه قَرِيباً.
وكَرِعَ فُلانٌ كَرَعاً: شَكَى كُراعَه.
أَو كَرِعَ كَرَعاً: صارَ دَقيقَ الأكَارِعِ، وليْسَ فِي نَصِّ اللِّسَانِ الأذْرُع طَوِيلَةً كَانَتْ أَو قَصِيرَةً، فهُوَ أكْرَعُ.
وكَرِعَ الرَّجُلُ كَرَعاً: سَفَلَ ودَنُؤَ، وَهُوَ مجازٌ.
وكَرِعَتِ السّاقُ: دَقَّ مُقَدَّمُها، عَن أبي عَمْروٍ.
وكَرِعَتِ السّماءُ: أمْطَرَتْ.
وكَرِع كَرَعاً: سارَ فِي الكُرَاعِ منَ الحَرَّةِ وسَيَأتِي مَعْناهُ.
وكَرِع الرجَّلُ بِطيبٍ فَصَاكَ بهِ، أَي: تَطَيَّبَ بِطِيبٍ فلَصِقَ بهِ.
وكَرِعَت المَرْأةُ إِلَى الرَّجُلِ: اشْتَهَتْ إليهِ، وأحَبَّتِ الجِمَاع فهِيَ كَرِعَةٌ، وَقد تَقدَّم وَهُوَ مجازٌ، قَالَ)
الزَّمَخْشَريُّ: لأنَّها تَمُدُّ إليهِ عُنُقَهَا، فِعْلَ الكارِع طُمُوحاً.
وكَرِعَ فِي الماءِ، أَو فِي الإناءِ، كمَنَعَ وَهُوَ الأكْثَرُ وفيهِ لُغَةٌ ثانِيَةٌ: كَرِعَ، مثل سَمِعَ كَرْعاً، بالفَتْح، وكُرُوعاً، بالضَّمِّ تَنَاوَلَه بفِيهِ من مَوْضِعهِ منْ غَيْرِ أنْ يَشْرَبَ بكَفَّيْهِ وبإناءٍ، وقِيلَ هُوَ أَن يَدْخُلَ النَّهْرَ، ثُمَّ يَشْرَب، وقِيلَ: هوَ أنْ يُصَوِّبَ رَأسَه فِي الماءِ وَإِن لمْ يَشْرَب، وَفِي حَدشيثِ عِكْرمَةَ: أنَّه كَرِهَ الكَرْعَ فِي النَّهْرِ: وكُلُّ شيءٍ شَرِبْتَ منْهُ بفِيك من إناءٍ أَو غَيْرِه فَقَدْ كَرَعْتَ، ويُقَالُ اكْرَعْ فِي هَذَا الإناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ، وقِيلَ: كَرَعَ فِي الإناءِ: إِذا أمالَ نَحْوَه عُنُقَه، فشَرِبَ مِنْهُ، والأصْلُ فيهِ شُرْبُ الدَّوابِّ بفِيها، لأنَّها تُدْخِلُ أكارِعَها فِيهِ، أوْ لَا تَكادُ تَشْرَبُ إلاّ بإدْخَالِها فيهِ.
والكارِعَاتُ: النَّخِيلُ الّتِي على، وَفِي بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ حَوْل المَاء، نَقَله الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيْد، وَهُوَ مجازٌ، كأنَّها شَرِبَتْ بُعُروقِها، قالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على المَاء:
(يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيْرَ صادِرَةٍ ... فكُلُّها كارِعٌ فِي الماءِ مُغْتَمِرُ)
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: كُلُّ خائضِ ماءٍ: كارِعٌ، شَربَ أَو لَمْ يَشْرَبْ.
وقالَ أيْضاً: يُقَالُ رَمَاهُ، أَي الوَحْشَ، فكَرَعَه، كمَنَعَه، إِذا أصَابَ كُراعَهُ.
والكَرّاعُ كشَدَّادٍ: مَنْ يُخَادِنُ، وَفِي بعضِ الأُصُولِ مَن يُحَادِثُ السَّفِلَ منَ النّاسِ.
والكَرّاعُ أيْضاً مَنْ يَسْقى مالَه بالكَرَعِ، أَي بماءِ السَّمَاءِ فِي الغُدْرانِ.
والكَرِيعُ، كأمِيرٍ: الشّارِبُ منَ النَّهْرِ بيَدَيْهِ إِذا فَقَدَ الإناءَ، قالَهُ أَبُو عَمْروٍ، وأمّا الكارِعُ: فهُو الّذِي رَمَى بفَمِه فِي الماءِ.
والكُرَاعُ كغُرَابٍ، مِنَ البَقَر والغَنَمِ: بمَنْزِلَةِ الوَظِيفِ منَ الفَرَسِ، وهُوَ مُسْتَدِقُّ السّاقِ العَارِي عَنِ اللَّحْمِ، كَمَا فِي العُباب، وَفِي الصِّحاحِ: بمَنْزِلَةِ الوَظيفِ فِي الفَرَسِ والبَعِيرِ، وَفِي المُحْكَمِ: الكُرَاعُ من الإنْسَانِ: مَا دُونَ الرُّكْبَةِ إِلَى الكَعْبِ، وَمن الدَّوَابّ: مَا دون الكعب وقالَ ابنُ بَرِّيِّ: وهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الحافِرِ: مَا دُونَ الرُّسْغ، قالَ: وَقد يُسْتَعْمَلُ الكُرَاعُ أيْضاً للإبِلِ، كَمَا اسْتُعْمِلَ فِي ذَواتِ الحافِرِ، كَمَا فِي شِعْر الخَنْسَاءِ.
(فظَلَّت تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وكانَ لَها أرْبَعُ)
وَقَالَت عَمْرَةُ أختُ العبّاس بن مِرْدَاسٍ رضيَ الله عَنهُ وأُمها الخنساءُ ترثِي أخاها
(فقامَتْ تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ، وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبَا)
فجَعَلتْ لَهَا أكارِعَ أرْبعَةً، وَهُوَ الصِّحيحُ عندَ أهْلِ اللغَةِ فِي ذواتِ الأرْبَعِ، قالَ: وَلَا يَكُونُ الكُرَاعُ)
فِي الرِّجْلِ دُونَ اليَدِ إلاّ فِي الإنْسَانِ خاصَّةً، وأمّا مَا سِوَاه فيَكُونُ فِي اليَدَيْنِ والرِّجْلَينِ، وقالَ اللِّحْيَانِيِّ: هُمَا ممّا يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، قَالَ: ولمْ يَعْرِف الأصْمَعِيُّ التَّذْكِيرَ، وقالَ مَرَّةً أُخْرَى: وَهُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، وقالَ سِيَبَوْيه: وأمّا كُراعُ فإنّ الوَجْهَ فيهِ تَرْكُ الصَّرفِ، ومنَ العَرَبِ مَنْ يَصْرِفُه، يُشَبِّهُه بذِراعٍ، وَهُوَ أخْبَثُ الوَجْهَينِ، يَعْنِي أنَّ الوَجْهَ إِذا سُمِّيَ بهِ أنْ لَا يُصْرَفَ، لأنَّه مُؤَنَّثٌ. سُمِّيَ بِهِ مُذَكَّرٌ، وَفِي الحَدِيثِ: لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُراعٍ لأجَبْتُ، وَلَو أُهْدِيَ إليَّ كُرَاعٌ أَو ذِرَاعٌ لقَبِلْتُ.
وَقَالَ الساجِعُ: يَا نَفْسُ لنْ تُراعِي إنْ قُطِعَتْ كُراعِي إنَّ مَعِي ذِراعِي رَعاكِ خَيْرُ راعِ ج: أكْرُعٌ وَقد تَقَدَّم شاهِدُه فِي قولِ الخَنْساءِ وأكارِعُ وَفِي الصِّحاحِ: ثُمَّ أكارِعُ، كأنَّهُ إشارَةٌ إِلَى أنّه جَمْعُ الجَمْع، وأمّا سِيبَوْيهِ فإنَّه جَعَله مِمّا كُسِّرَ على مَا لَا يُكَسَّرُ عليهُ مِثْلُه، فِراراً من جَمْعِ الجَمْعِ، وَقد يُكَسَّرُ على كِرْعانٍ، والعَامَّةُ تَقولُ: الكَوارِعُ. والكُرَاعُ: أنْفٌ يَتَقدَّمُ منَ الحَرَّةِ أَو منَ الجَبَلِ مُمْتَدٌ سائِلٌ، وَهُوَ مجازٌ، وقيلَ: هُوَ مَا اسْتَدَقَّ منَ الحَرَّةِ وامْتَدَّ فِي السَّهْلِ، وقالَ الأصْمَعِيُّ: العُنُقُ من الحَرَّةِ يَمْتَدُّ، نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ، وأنْشَدَ لعَوْفِ بنِ الأحْوَص:
(ألَمْ أظْلِفْ من الشُّعَراءِ عِرْضِي ... كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُرَاعِ)
وقالَ غيرُه: الكُرَاعُ: رُكْنٌ من الجَبَلِ يَعْرِضُ فِي الطَّرِيقِ ج: كِرْعانٌ، كغِرْبانٍ.
والكُرَاعُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ: طَرَفُه، والجَمْعُ: كِرعانٌ، وأكارِعُ.
والكُرَاعُ اسمٌ يَجْمَعُ الخَيْلَ والسّلاح وهوَ مجازٌ.
وكُراعُ الغَمِيمِ: ع، على ثَلاثَةِ أمْيَال منْ عُسْفَانَ والغَمِيمُ: وادٍ أُضِيفَ إليهِ الكُرَاعُ كَمَا فِي العُبابِ.
وأكْرُعُ الجَوْزَاءِ: أواخِرُها قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:
(حَتّى استَمَرَّتْ إِلَى الجَوْزَاءِ أكْرُعُها ... واسْتَنْفَرَتْ رِيحُهَا قاعَ الأعَاصِيرِ)
وَمن المَجَازِ أكارِعُ الأرضِ: أطْرَافُهَا القاصِيَةُ، شُبِّهَت بأكارِعِ الشّاءِ، والواحِدُ كُرَاعٌ، ومِنْهُ حَدِيثُ)
النَّخَعِيِّ: لَا بَأسَ بالطَّلَبِ فِي أكارِعِ الأرْضِ أَي: نَواحِيها وأطْرَافِهَا.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ أكْرَعَك الصَّيْدُ وأخْطَبَكَ، وأصْقَبَكَ، وأقْنَى لكَ: بمَعْنَى أمْكَنَك.
قالَ: والمُكْرِعاتُ من الإبِل بكسرِ الرَّاء: اللَّواتِي تُدْخِلُ رُؤُوسَها إِلَى الصِّلاءِ، فتَسْوَدُّ أعْنَاقُهَا وَفِي المُصَنَّفِ لأبي عُبَيْدٍ: هِيَ المُكْرَباتُ، وقالَ غيرُه: هيَ الّتِي تُدْنَى إِلَى البُيُوتِ لتَدْفَأَ بالدُّخانِ، وأنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ للأخْطَلِ:
(فَلَا تَنْزِلْ بجَعْدِيٍّ إِذا مَا ... تَرَدَّى المُكْرَعاتُ مِنَ الدُّخانِ)
والمُكْرَعاتُ بفتحِ الراءِ: مَا غُرِسَ فِي الماءِ منَ النَّخِيلِ وغَيْرِها ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيدٍ: الكارِعاتُ والمُكْرَعاتُ: النَّخِيلُ الّتِي على الماءِ، قالَ: وهِيَ الشَّوارِعُ، ووُجِدَ هَكَذَا بكَسْرِ الرّاءِ فِي سائِر نُسَخِ الصِّحاحِ وقدْ أكْرَعَتْ، وهيَ كارِعَةٌ ومُكْرِعَةٌ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ الّتِي لَا يُفَارِقُ الماءُ أُصُولَهَا وأنْشَدَ:
(أَو المُكْرَعاتُ من نَخِيلِ ابنِ يامنٍ ... دُوَيْنَ الصَّفا اللائِي يَلينَ المُشَقَّرَا)
وَفِي العُبابِ: هُوَ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ يُشَبِّهُ الظَّعْنَ بالنَّخِيلِ.
وفَرَسٌ مُكْرَعُ القَوَائِمِ، كمُكْرَم: شَدِيدُها قالَ أَبُو النَّجْمِ: أحْقبُ مَجْلُوزٌ شَوَاهُ مُكْرَعُ وقالَ الخَليلُ: تَكَرَّعَ الرَّجُلُ، أَي: تَوضَّأَ للصلاةِ، لأنَّهُ أمَرَّ الماءَ على أكارِعِه، أَي: أطْرافِهِ وقالَ الأزهَرِيُّ: تَطَهَّرَ الغُلامُ، وتَكَرَّعَ، وتَمَكَّنَ: إِذا تَطَهَّرَ للصَّلاةِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقَالُ للضَّعِيفِ الدِّفَاعِ: فُلانٌ مَا يُنْضِجُ الكُرَاعَ.
والكُرَاعُ بالضَّمِّ نُبْذَةٌ من ماءِ السَّماءِ فِي المَساكاتِ، وهُوَ مَجَازٌ، مُشَبَّهُ بكُراعِ الدَّابَّةِ فِي قِلَّتِه.
وكُرَاعا الجُنْدُبَ: رِجْلاهُ، وهوَ مجازٌ، وَمِنْه قَوْلُ أبي زُبَيْدٍ:
(ونَفَى الجُنْدبُ الحَصَى بكُرَاعَي ... هِ وأوْفَى فِي عُودِه الحِرْباءُ) وكُراعُ الأرْضِ: ناحِيَتُها.
وأكْرَعَ القَوْمُ: إِذا صَبَّتْ عليهمُ السَّماءُ، فاسْتَنْقَعَ الماءُ حَتَّى يَسْقُوا إبِلَهُمْ مِنْهُ، وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ شرِبْتُ عُنْفُوانَ المَكْرَعِ، هُوَ مَفْعَلٌ من الكَرْعِ، أرادَ بهِ: عَزَّ فشَرِبَ صافِيَ الأمْرِ وشَرِبَ غَيْرُه منَ الكَدَرِ، وقالَ الحُوَيْدِرَةُ:)
(وَإِذا تُنازِعُكَ الحَديثَ رَأيْتَها ... حَسَناً تَبَسُّمُها لَذيذَ المَكْرَعِ)
وقَرَأتُ فِي المُفَضَّليّاتِ: قالَ: المَكْرَع: تَقْبيلُه إِيَّاهَا، أخذَه من قَوْلِكَ: كَرَعْتُ فِي المَاء، ويُرْوَى لَذِيذَ المَشْرَعِ.
وقالَ أحمَدُ بنُ عُبَيْدٍ: المَكْرَعُ: مَا يَكْرَعُ منْ رِيقِها، قَالَ: لَذِيذَ المَكْرَع، فنقَلَ الفِعْلَ، وأقَرَّهُ على الثّانِي، فتَرَكَه مُذَكَّراً، ولَيْسَ هُوَ الأصْلُ، لأنّكَ إِلَى نَقَلْتَ الفِعْلَ إِلَى الأوّلِ أضَفْتَ وأجْرَيْتَه على الأوَّلِ فِي تأْنِيثِه وتَذْكِيرِه وتَثْنِيَتِهِ وجَمْعِه، ورُبَّمَا أقَرُّوه على الثّاني، وهُوَ قَليلٌ، فتَقُولُ إِذا أجْرَيتَ المَنْقُولَ على الثاّني وأقْرَرْتَه لَهُ: مَرَرْتُ بامْرَأةٍ كَرِيم الأبِ.
والكَرَعُ مُحَرَّكَةً: الّذِي تَخُوضُهُ الماشِيَةُ بأكارِعِها.
وأكْرَعُوا: أصابُوا الكَرَعَ.
والمُكْرَعاتُ: النَّخْلُ القَرِيبَةُ من البَيُوتِ.
وأكارِعُ النّاسِ: السَّفِلَةُ، شُبِّهُوا بأكارِعِ الدّوابِّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَأَبُو رِياشٍ سُوَيْدُ بنُ كُراعَ: منْ فُرْسانِ العَرَبِ وشُعَرائِهِم، وكُرَاعُ: اسمُ أمِّهِ لَا ينْصَرِفُ، واسمُ أبيهِ عَمْروٌ، وَقيل: سَلَمَةُ العُكْلِيُّ، قالَ سِيَبَويهِ: وهُوَ من القِسْمِ الّذِي يَقَعُ فيهِ النَّسَبُ إِلَى الثّانِي، لأنَّ تَعَرُّفَهُ إنّما هُوَ بهِ، كابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأبي دَعْلَجٍ.
قالَ ابنُ دُرَيدٍ: وأمّا الكَرَّاعَةُ بالتَّشْدِيدِ الّتِي تَلْفِظُ بهَا العامَّةُ فكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ.
والكَوارِعُ من النَّخِيلِ: الكارِعاتُ.
وفَرَسٌ أكْرَعُ: دَقِيقُ القَوائِمِ، وَهِي كَرْعاءُ.
وكَرَّعَ فِي الماءِ تَكْرِيعاً، ككَرِعَ.
وذَا مَكْرَعُ الدّوابِّ، ومَكارِعُها.
ويَوْمُ الأكارِعِ: هُوَ يومُ النَّفْرِ الأوَّلِ.

نفق

(نفق)
الشَّيْء نفقا نفد يُقَال نفق الزَّاد ونفقت الدَّرَاهِم واليربوع خرج من نافقائه جُحْره وَالدَّابَّة نفوقا مَاتَت وَالْجرْح تقشر والبضاعة نفَاقًا راجت وَرغب فِيهَا وَيُقَال نفقت الْمَرْأَة كثر خطابها
ن ف ق: (نَفَقَتِ) الدَّابَّةُ مَاتَتْ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (نَفَقَ) الْبَيْعُ يَنْفُقُ بِالضَّمِّ (نَفَاقًا) رَاجَ. وَ (النِّفَاقُ) بِالْكَسْرِ فِعْلُ (الْمُنَافِقِ) . وَ (أَنْفَقَ) الرَّجُلُ افْتَقَرَ وَذَهَبَ مَالُهُ وَمِنْهُ
قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [الإسراء: 100] . وَ (أَنْفَقَ) الدَّرَاهِمَ مِنَ النَّفَقَةِ. وَ (النَّفَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ سَرَبٌ فِي الْأَرْضِ لَهُ مَخْلَصٌ إِلَى مَكَانٍ. وَ (نَيْفَقُ) السَّرَاوِيلِ الْمَوْضِعُ الْمُتَّسِعُ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ بِكَسْرِ النُّونِ. 

نفق

1 نَفَقَتِ السُّوقُ The marked became brisk, its goods selling much; syn. قَامَت. (K.) b2: نَفَقَ It was, or became, saleable; easy, or ready, of sale; or in much demand: see its syn. رَاجَ. b3: نَفَقَتْ It (a commodity, سِلْعَة,) was in much demand: and she (a woman) was demanded in marriage by many. (Msb.) b4: نَفِقَتِ الدَّراَهِمُ, inf. n. نَفَقٌ, The dirhems passed away, came to an end, or became spent or exhausted; syn. نَفِدَت. (Msb.) 3 نَافَقَ He played the hypocrite in religion: (K, TA:) he pretended, to the Muslims, that he held the religion of El-Islám, concealing in his heart another religion than El-Islám. (Msb.) And نَافَقَ فُلاَنًا He acted with such a one hypocritically. (TK in art. دهن. [But I have not found this elsewhere.]) And نَافَقَ فِى المَحَبَّةِ [He acted the hypocrite in respect of love]. (Har, p. 505.) See خَانَ.4 أَنْفَقَ He expended money: and he (God or a man) dispensed gifts.5 تَنَفَّفَتِ الجَزُورُ [The slaughtered camel became dealt out, or dispensed]. (S, K in art. شيط.) b2: تَنَفَّقَ: see Har, p. 472. b3: تَنَفَّقَ It (a wound) cracked in its sides, and made, in the flesh, what resembled ↓ أَنْفَاق, i. e. holes in the ground, or subterranean excavations or habitations, pl. of نَفَقٌ. (TA in art. دسم.) نَفَقٌ

: see سَرَبٌ b2: أَنْفَاقٌ The hole of rats or mice. (S, TA in art. خفى:) see 1 in that art.: holes in the ground; or subterranean excavations or habitations; pl. of نَفَقٌ. (TA in art. دسم.) See 5.

A2: Also Fresh olive-oil: see فَاقٌ in art. فوق: also mentioned in art. نفق in the TA.

نَفَقَةٌ What one expends, of money and the like, (K, TA,) upon himself and upon his family or household. (TA.) نَيْفَقٌ The part of a pair of drawers, or trousers, which is turned down at the top, and sewed, and through which the waistband, or string, passes. See نُقْبَة.
(نفق) السّلْعَة روجها
(ن ف ق) : (نَفَاقُ السِّلْعَةِ) بِالْفَتْحِ رَوَاجُهَا (وَنُفُوقُ الدَّابَّةِ) مَوْتُهَا وَخُرُوجُ الرُّوحِ مِنْهَا وَالْفِعْلُ مِنْ بَابِ طَلَبَ.
ن ف ق [نفقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ .
قال: سريا في الأرض فتذهب هربا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
فدسّ لها على الإنفاق عمرا ... بشكّته وما خشيت كمينا 

نفق


نَفِقَ(n. ac. نَفَق)
a. see supra
(b) (e).
نَفَّقَa. Disposed of readily; made to sell.
b. see VIII
نَاْفَقَa. Entered its hole (mouse).
b. [Fī], Was a hypocrite in (religion).

أَنْفَقَa. see II (a)b. Impoverished himself by alms-giving &c.
c. [acc. & 'Ala], Spent, lavished (money) over.

تَنَفَّقَa. Unearthed (mouse).
b. Asserted himself.

إِنْتَفَقَa. Crept into or out of its hole (mouse).

إِسْتَنْفَقَa. see IV (c)
نَفَقa. Hole, burrow; chink.

نَفَقَة
( pl.
reg. &
نِفَاْق)
a. Expense, expenditure, outlay, disbursements.

نَفِقa. Short-winded (horse).
نُفَقَةa. see 4
نَاْفِقa. Selling well, in demand (merchandis).
b. Brisk (market).
c. Fieldmouse.

نَاْفِقَةa. Bladder of the musk-cat.
b. fem. of
نَاْفِق
نِفَاْقa. Hypocrisy.
b. [ coll. ], Sacrilege.

مِنْفَاْقa. Extravagant.

N. Ag.
نَاْفَقَa. Hypocrite, dissembler.

N. Ac.
نَاْفَقَ
a. see 23
N. Ac.
أَنْفَقَa. see 4t
نَافِقَآء (pl.
نَوَاْفِقُ)
a. see 4
نَيْفَق
a. Seat of the trousers.
نَفَكَة
a. see نَكَفَ
نَفَقَة
نفق كفر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذكر الْمُنَافِقين وَمَا فِي التَّنْزِيل من ذكرهم و [من -] ذكر الْكفَّار. فَيُقَال: إِنَّمَا سمي الْمُنَافِق منافقًا لِأَنَّهُ نَافق كاليربوع وَإِنَّمَا هُوَ دُخُوله نافقاءه يُقَال مِنْهُ: قد نفق فِيهِ ونافق وَهُوَ جُحْره وَله جُحر آخر يُقَال لَهُ: القاصعاء فَإِذا طلب قصع فَخرج من القاصعاء وَهُوَ يدْخل فِي النافقاء وَيخرج من القاصعاء أَو يدْخل فِي القاصعاء وَيخرج من النافقاء فَيُقَال: هَكَذَا يفعل الْمُنَافِق يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ. وَأما الْكَافِر فَيُقَال وَالله أعلم: إِنَّمَا سمي كَافِرًا لِأَنَّهُ متكفر بِهِ كالمتكفر بِالسِّلَاحِ وَهُوَ الَّذِي قد ألبسهُ السِّلَاح حَتَّى غطى كل شَيْء مِنْهُ وَكَذَلِكَ غطى الْكفْر قلب الْكَافِر وَلِهَذَا قيل لِليْل كَافِر لِأَنَّهُ ألبس كل شَيْء قَال
ن ف ق : نَفَقَتْ الدَّرَاهِمُ نَفَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ نَفِدَتْ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَنْفَقْتُهَا وَالنَّفَقَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَجَمْعُهَا نِفَاقٌ مِثْلُ رَقَبَةٍ وَرِقَابٍ وَنَفَقَاتٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ أَيْضًا وَنَفَقَ الشَّيْءُ نَفَقًا أَيْضًا فَنِيَ وَأَنْفَقْتُهُ أَفْنَيْتُهُ وَأَنْفَقَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ فَنِيَ زَادُهُ.

وَنَفَقَتْ الدَّابَّةُ نُفُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ مَاتَتْ.

وَنَفَقَتْ السِّلْعَةُ وَالْمَرْأَةُ نَفَاقًا بِالْفَتْحِ كَثُرَ طُلَّابُهَا وَخُطَّابُهَا.

وَالنَّفَقُ بِفَتْحَتَيْنِ سَرَبٌ فِي الْأَرْضِ يَكُونُ لَهُ مَخْرَجٌ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ وَنَافَقَ الْيَرْبُوعُ إذَا أَتَى النَّافِقَاءَ وَمِنْهُ قِيلَ.

نَافَقَ الرَّجُلُ إذَا أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ لِأَهْلِهِ وَأَضْمَرَ غَيْرَ الْإِسْلَامِ وَأَتَاهُ مَعَ أَهْلِهِ فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ بِذَلِكَ وَمَحَلُّ النِّفَاقِ الْقَلْبُ. 
نفق
نَفَقَتِ الدابَّةُ: أي ماتَتْ، تَنْفُقُ نُفُوقاً.
ونَفَقَ السِّعْرُ نَفَاقاً. وطَعَامٌ نَفِقٌ: إذا لم يكُنْ له نَزَلٌ.
والنَّفَقَةُ: ما أنْفَقْتَ واسْتَنْفَقْتَ. ونَفِقَ الطَّعامُ: أي فَنِيَ.
ونَفِقَتْ نِفَاقُ القَوْم: أي نَقَصَتْ نَفَقَاتُهم. ومِيْرَةٌ نَفِقَة.
وفَرَسٌ نَفِقٌ: قَصِيرُ الغايَة.
والنَّفَقُ: سَرَبٌ في الأرض له مَخْلَصٌ. وأرْضٌ مِنْفَاقٌ: كثيرةُ النِّفَقِ.
والنافِقَاءُ: مَوْضِعٌ يُرَقِّقُه اليَرْبُوْعُ من جُحْرِه، وهي النُّفَقَةُ أيضاً. وأنْفَقْنا اليَرْبُوْعَ: إذا لم يُرْفَقْ به حتى انْتَفَقَ وذَهَبَ. وتَنفَّقْتُه: اسْتَخْرَجْته من نافِقائه.
والنافِقُ: المُصْفَرُّ وَجْهه ذُعْراً.
والنُّفُقُ من النِّسَاء: التي تَنْفُقُ عند الرِّجال فَتَحْظى عندهم.
وفي المَثَل: " مَنْ باعَ بِعِرْضِه أنْفَقَ " أي مَنْ شاتَمَ الناسَ وَجَدَ عِرْضه نافِقاً.
والنِّفَاقُ: الكُفْرُ والخِلافُ، نافَقَ يُنافِقُ.
والنَّيْفَقُ - دَخِيلٌ -: في صِفَةِ السَّرَاوِيل، وكذلك المُنَفَّقُ.
والنافِقَةُ - أيضاً دَخِيْلٌ -: فَأرَةُ المِسْكِ.
وأنْفَقَ القَوْمُ: ذَهَبَتْ أزْوادُهم وأمْوالُهم. ونَفِقَ المالُ نَفْسُه.
[نفق] نَفَقَتِ الدابَّة تَنْفُقُ نُفوقاً، أي ماتت. ونفقَ البيعُ نَفاقاً بالفتح، أي راج. والنِفاقُ بالكسر: فِعل المُنافِقُ. والنِفاقُ أيضاً: جمع النَفَقَةِ من الدراهم. يقال: نَفِقَتْ بالكسر نِفاقُ القومِ، أي فنيت. ونَفِقَ الزاد يتفق نفقا، أي نفذ. وفرسٌ نَفِقُ الجري، إذا كان سريع انقطاع الجرى. قال علقمة بن عبدة يصف ظليما: فلا تزيده في مشيه نفق ولا الزفيف دوين الشد مسئوم وأنفق القوم، أي نَفَقَتْ سوقُهُم. وأَنفَقَ الرجل، أي افتقر وذهب ماله، ومنه قوله تعالى: (إذاً لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الانفاق) . وقد أنفقت الدرهم، من النفقة. ورجل منقاق، أي كثير النفقة. والنفق: سرب في الارض له مخلص إلى مكان. وفى المثل: " ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقهُ " أي جُحْره. والنافقاء: إحدى جِحَرَةِ اليربوع، يكتُمها ويُظهر عيرها، وهو موضع يرققه، فإذا أُتِيَ من قِبَلِ القاصِعاءِ ضربَ النافِقاءَ برأسه فانْتَفَقَ، أي خرج. والجمع النَوافِقُ. والنُفقَةُ أيضاً، مثال الهمزة: النافقاء. وتقول منه: نفق اليربوع تَنْفيقاً ونافَقَ، أي أخذ في نافِقائه. ومنه اشتقاق المُنافِقِ في الدينِ. ونَيْفَقُ السراويلِ: الموضعُ المتسع منها. والعامة تقول نيفق، بكسر النون. والمنتفق: اسم رجل. ومالك بن المنتفق: قاتل بسطام بن قيس.
نفق كفر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذكر الْمُنَافِقين وَمَا فِي التَّنْزِيل من ذكرهم و [من -] ذكر الْكفَّار. فَيُقَال: إِنَّمَا سمي الْمُنَافِق منافقًا لِأَنَّهُ نَافق كاليربوع وَإِنَّمَا هُوَ دُخُوله نافقاءه يُقَال مِنْهُ: قد نفق فِيهِ ونافق وَهُوَ جُحْره وَله جُحر آخر يُقَال لَهُ: القاصعاء فَإِذا طلب قصع فَخرج من القاصعاء وَهُوَ يدْخل فِي النافقاء وَيخرج من القاصعاء أَو يدْخل فِي القاصعاء وَيخرج من النافقاء فَيُقَال: هَكَذَا يفعل الْمُنَافِق يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ. وَأما الْكَافِر فَيُقَال وَالله أعلم: إِنَّمَا سمي كَافِرًا لِأَنَّهُ متكفر بِهِ كالمتكفر بِالسِّلَاحِ وَهُوَ الَّذِي قد ألبسهُ السِّلَاح حَتَّى غطى كل شَيْء مِنْهُ وَكَذَلِكَ غطى الْكفْر قلب الْكَافِر وَلِهَذَا قيل لِليْل كَافِر لِأَنَّهُ ألبس كل شَيْء قَالقَالَ لبيد يذكر الشَّمْس: [الْكَامِل]

حَتَّى إِذا أَلْقَت يدا فِي كَافِر ... وأجنّ عورات الثغور ظلامُها

 وَقَالَ [أَيْضا -] : [الْكَامِل]

فِي لَيْلَة كفر النجومَ غمامُها.

وَيُقَال: الْكَافِر سمي بذلك للجحود كَمَا يُقَال: كافرني فلَان حَقي إِذا جَحده حَقه كفر يَقُول: غطاها السَّحَاب. وَقد يُقَال فِي الْمُنَافِق: إِنَّمَا سمي منافقا للنفق وَهُوَ السرب فِي الأَرْض وَالتَّفْسِير الأول أعجب إِلَيّ. 
ن ف ق

نفقت الدّراهم، وأنفقتها، كقولك: نفدت وأنفدتها، وأنفق الرجل على عياله واستنفق، وخذ هذه الدّراهم فاستنفقها. ونفقت نفقة القوم ونفقاتهم ونفاقهم. وهو يبتغي نفقاً في الأرض. وأخذوا عليه الأنفاق. ونفق اليربوع وانتفق: خرج من نافقائه، ونفّق ونافق: دخل فيها، وتنفّقته: أخرجته منها. ونفقت سلعته نفاقاً، ونفّقتها. قال سدوس بن ضباب:

عبد ينفق نفسه ويسومها ... ويقول إني آبرٌ زرّاع

وأنفق التاجر: نفقت تجارته، ومنه المثل " من باع بعرضه أنفق ". وقال:

أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع ... بعرض أخيه في المعاشر ينفق

ووسّع نيفق السراويل. ويقال: وسّع منفّقها وخدّل مسوّقها وأحكم منطّقها. وله نافجة من مسك ونافقة.

ومن المجاز: فرس نفق الجري إذا كان قصير الغاية قريب مدى الجري. قال علقمة:

فلا تزيّده في مشيه نفق ... ولا الزّفيف دوين الشدّ مسئوم

وطعام نفق: نقيض نزل وهو الذي لا ريع له. ونفق روحه: خرج. قال:

وهارب منّي بروح نافق ... قد كاد إلاّ رمق المرامق

ومنه: نفقت الدابّة نفوقاً. ونافق الرجل نفاقاً. وامرأة نفق بوزن: فنق: تنفق عند الأزواج وتحظى عندهم. وأنشد أبو عثمان المازنيّ:

إنّ لنا لكنّةً غير نفق ... كريمة الأحساب بيضاء الخلق

وهي على ذلك ليّاء العنق

أي لا تنفق وهي كريمة سخيّة تلوي عنقها إلى الأضياف من بعيد تدعوهم إلى طعامها.
نفق
نَفَقَ الشَّيْءُ: مَضَى ونَفِدَ، يَنْفُقُ، إِمَّا بالبيع نحو: نَفَقَ البَيْعُ نَفَاقاً، ومنه: نَفَاقُ الأَيِّم، ونَفَقَ القَوْمُ: إذا نَفَقَ سُوقُهُمْ، وإمّا بالمَوْتِ نحو:
نَفَقَتِ الدَّابَّةُ نُفُوقاً، وإمّا بالفَنَاءِ نحو: نَفِقَتِ الدَّرَاهِمُ تُنْفَقُ وأَنْفَقْتُهَا. والإِنْفَاقُ قد يكون في المَالِ، وفي غَيْرِهِ، وقد يكون واجباً وتطوُّعاً، قال تعالى: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
[البقرة/ 195] ، وأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ [البقرة/ 254] وقال: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
[آل عمران/ 92] ، وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
[سبأ/ 39] ، لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ
[الحديد/ 10] إلى غير ذلك من الآيات. وقوله: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ
[الإسراء/ 100] أي: خَشْيَةَ الإِقْتَارِ، يقال: أَنْفَقَ فلانٌ: إذا نَفِقَ مالُهُ فافْتَقَرَ، فالإِنْفَاقُ هاهنا كالإِمْلَاقِ في قوله: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ [الإسراء/ 31] والنَّفَقَةُ اسمٌ لما يُنْفَقُ، قال:
وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ
[البقرة/ 270] ، وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً [التوبة/ 121] ، والنَّفَقُ:
الطريقُ النَّافِذُ، والسَّرَبُ في الأَرْض النَّافِذُ فيه.
قال: فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ
[الأنعام/ 35] ومنه: نَافِقَاءُ اليَرْبُوعِ، وقد نَافَقَ اليَرْبُوعُ، ونَفَقَ، ومنه: النِّفَاقُ، وهو الدّخولُ في الشَّرْعِ من بابٍ والخروجُ عنه من بابٍ، وعلى ذلك نبَّه بقوله: إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ
[التوبة/ 67] أي: الخارجون من الشَّرْعِ، وجعل اللَّهُ المنافقين شرّاً من الكافرين.
فقال: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
[النساء/ 145] ونَيْفَقُ السَّرَاوِيلِ معروفٌ .
(ن ف ق)

نفق الْفرس وَسَائِر الْبَهَائِم ينْفق نفوقا: مَاتَ.

ونفقت السّلْعَة تنْفق نفَاقًا: غلت وَرغب فِيهَا، وأنفقها هُوَ، ونفقها.

ونفق الدِّرْهَم ينْفق نفَاقًا: كَذَلِك، هَذِه عَن اللحياني، كَأَن الدِّرْهَم قل فَرغب فِيهِ.

وَأنْفق الْقَوْم: نفقت سوقهم.

ونفق مَاله ودرهمه وَطَعَامه نفقا ونفاقا، ونفق، كِلَاهُمَا: قل.

وَقيل: فنى وَذهب.

وأنفقوا: نفقت أَمْوَالهم.

وَأنْفق المَال: صرفه. وَفِي التَّنْزِيل: (وإِذا قيل لَهُم أَنْفقُوا مِمَّا رزقكم الله) أَي: أَنْفقُوا فِي سَبِيل الله وأطعموا وتصدقوا.

واستنفقه: أذهبه.

وَالنَّفقَة: مَا انفق، وَالْجمع: نفاق.

حكى اللحياني: نفدت نفاق الْقَوْم، ونفقاتهم.

والنفق: سرب فِي الأَرْض، مُشْتَقّ إِلَى مَوضِع اخر، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِن اسْتَطَعْت أَن تبتغي نفقاً فِي الأَرْض) وَالْجمع أنفاق، واستعاره امْرُؤ الْقَيْس لجحرة الفئرة فَقَالَ يصف فرسا:

خفاهن من أنفاقهن كَأَنَّمَا ... خفاهن ودق من عشي مجلب

وَالنَّفقَة، والنافقاء: جُحر الضَّب واليربوع. وَقيل: النَّفَقَة، والنافقاء: مَوضِع يرققه اليربوع من جُحْره، فَإِذا أَتَى من القاصعاء ضرب النافقاء بِرَأْسِهِ فَخرج.

ونفق اليربوع، ونفق، وانتفق، ونفق: خرج مِنْهُ.

وتنفقه الحارش، وانتفقه: استخرجه من نافقائه. واستعاره بَعضهم للشَّيْطَان فَقَالَ:

إِذا الشَّيْطَان قصع فِي قفاها ... تنفقناه بالحبل التؤام

أَي: استخرجناه اسْتِخْرَاج الضَّب من نافقائه.

وَأنْفق الضَّب: إِذا لم يرفق بِهِ حَتَّى ينتفق.

والنفاق: الدُّخُول فِي الْإِسْلَام من وَجه، وَالْخُرُوج عَنهُ من وَجه آخر، مُشْتَقّ من نافقاء اليربوع، إسلامية.

وَقد نَافق منافقة، ونفاقا.

والنافقة: فَأْرَة الْمسك: يَعْنِي وعاءه.

وَمَالك بن المنتفق الضَّبِّيّ: أحد بني صباح ابْن طريف.

والنفيق: مَوضِع.

ونيفق الْقَمِيص والسراويل: مَعْرُوف، وَهُوَ فَارسي مُعرب، وَهُوَ الْمُنفق.
[نفق] نه: فيه ذكر "النفاق"، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص، وهو من يستر كفره ويظهر إيمانه وإن عرف أصله في اللغة كنافق منافقة، أخذ من النافقاء: أحد جحر اليربوع، إذا طلب من واحد خرج من الآخر، وقيل: من النفق وهو سرب يستتر فيه. وفيه: "نافق" حنظلة! أراد أنه إذا كان عنده صلى الله عليه وسلم أخلص وزهد في الدنيا وإذا خرج عنه كان بخلافه، فكأنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أن يسامح به نفسه. ج: وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يؤاخذون بأقل الأشياء. ن: خاف النفاق حيث عدم خشية يجدها في مجلس الوعظ واشتغل بأمور معاشه عند غيبته عنه، فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يكلفون الدوام عليه بل ساعة فساعة. نه: وفيه: أكثر "منافقي" هذه الأمة قراؤها، أراد به الرياء، لأن كليهما إظهار غير ما في الباطن- ومر في قر. ك: وفي ح حاطب: أضرب عنق هذا "المنافق"، لعله قاله قبل قوله صلى الله عليه وسلم: قد صدقكم، أو أراد وإن صدق فلا عذر، وإنما عذره النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان متأولًا ولم ينافق بقلبه بل ذكر أنه كان في كتابه تفخيم أمر الجيش وأنه لا طاقة لهم به فخوفهم ليخرجوا من مكة، وحسن هذا التأويل تعلق خاطره بأهله وولده، ولذا قيل: قل ما يفلح ذو عيال. ط: آية "المنافق" ثلاثة، أي من استمر على هذه الخصال فبالحرى أن يسمى منافقًا لا من افتتن بها مرة وتركها أخرى، ثم إن للنفاق علامات فتارة ذكر ثلاثًا وتارة أربعًا فصاعدًا. ج: إنما "النفاق" كان على عهده صلى الله عليه وسلم، يعني حكم النفاق من إبقاء أرواحهم وإجراء أحكام المسلمين عليهم كان في عهده صلى الله عليه وسلم لمصالح من تكثير جماعتنا واستشعار خوف العدو وإظهار حسن التخلق"خشية "الإنفاق"" النفاد، نفق الزاد: نفد.
نفق
نفَقَ1 يَنفُق، نَفْقًا، فهو نافِق
• نفَق المالُ: نفِد "نفَق الزّادُ- متاعٌ نافِق- نفقُ الدُّنيا قريب: نفادُها". 

نفَقَ2 يَنفُق، نَفَاقًا، فهو نافِق
• نفَقتِ البضاعةُ: راجَت ورُغِب فيها "نَفاقُ السِّلع الغذائيَّة- تجارة نافِقة".
• نفَقتِ المرأةُ: كثُر خُطّابُها. 

نفَقَ3 يَنفُق، نُفوقًا، فهو نافِق
• نفَقتِ الدّابّةُ: ماتَتْ "نفَق الفرسُ- جملٌ يشقُّ الرّمالُ ولا يخشى النُّفوقَ".
• نفَق الجرحُ: تقشَّر "جرح في مرحلة النُّفوق". 

أنفقَ/ أنفقَ على يُنفق، إنفاقًا، فهو مُنفِق، والمفعول مُنفَق (للمتعدِّي)
• أنفق الشَّخصُ: افتقر وذهب مالُه " {إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ} ".
• أنفق السِّلعةَ: روَّجها "عُنِي التّاجرُ بالدّعاية لبضاعته كي يُنفقها".
• أنفق مالاً: صرفه وأنفده "أنفق بلا حساب/ ببذَخ- أنفق على بناء المنزل- ومن يُنفق السَّاعات في جمع مالهِ ... مخافة فقر فالذي فعل الفقرُ- مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ [حديث]- {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} " ° أنفق على مضض- الإنفاق القوميّ: القيمة النقديَّة لمجموع إنفاق مجتمع معيّن في زمن معيَّن هو عادةً سنة- سياسَةُ الإنفاق- مُخَصَّص للإنفاق: متبقٍّ للشَّخص بعد حسم الضَّرائب.
• أنفق على المُطَلَّقة: أعطاها النَّفقة. 

نافقَ ينافق، نِفاقًا ومُنافقةً، فهو مُنافِق
• نافَق الشَّخصُ:
1 - أظهر خلاف ما يُبطن "لا تنخدع به فإنَّه يُنافِق- نافق رؤساءه- آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ [حديث] ".
2 - (دن) أظهر إيمانَه بلسانه وستر كفرَه في قلبه " {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} ". 

مُنافِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نافقَ: مخادع.
2 - (دن) مَنْ يُخفي الكُفر في قلبه ويُظهر الإيمانَ بلسانه " {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ".
• المنافقون: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 63 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية. 

مِنْفاق [مفرد]: ج مَنافِيقُ، مؤ مِنْفاق ومِنْفاقَة: صيغة مبالغة من نفَقَ1: كثير النَّفقة وبذل المال "لا تكن مِنفاقًا بل مقتصدًا- امرأة مِنْفاق/ مِنْفاقَة". 

نَفاق [مفرد]: مصدر نفَقَ2. 

نِفاق [مفرد]:
1 - مصدر نافقَ.
2 - إخفاء الكفر في الباطن والتَّظاهر بالإيمان. 

نفَق [مفرد]: ج أنْفاق: مَمرّ يخترق الحواجزَ كالجبال أو البحار له مدخلٌ ومخرج "نفقُ القطار/ السيّارات/ السكة الحديديّة- تمّ إنشاء نفق تحت البحر يصل البلدين- مترو الأنفاق: قطار يعمل بالكهرباء وأغلب سيره في أنفاق تحت
 الأرض- {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ} ".
• النَّفق الهوائيّ: تجويف نفقيّ يتمّ دفع الهواء فيه لتقدير أثر ضغط الرِّياح على طائرة أو قذيفة موجّهة. 

نَفْق [مفرد]: مصدر نفَقَ1. 

نفقات [جمع]: مف نفقة: أجر، ما يعطى لموظّف لقاء عمل ما.
• النَّفقات الجارية: (قص) مصروفات تتكبّدها المؤسَّسة في أعمالها العاديَّة اليوميَّة، وكذلك نفقات التَّشغيل العاديَّة التي تكون مستمرَّة بطبيعتها.
• نفقات التَّشغيل: (قص) تكاليف تشغيل المؤسَّسة عدا تكاليف الموادّ والأيدي العاملة، وتعرف هذه التكاليف بأنّها تلك التي تستمرّ الشركة في تكبّدها بصرف النَّظر عن حجم الإنتاج أو مستواه، أو التَّكاليف التي لا يمكن قيدها مباشرة على حساب أيَّة مرحلة أو قسم أو وحدة إنتاجيّة معيّنة في الشركة، ومثال ذلك: رواتب الموظّفين والإيجار والتأمين والصيانة والاستهلاك وما إليها. 

نَفَقَة [مفرد]: ج نَفَقَات ونِفاق:
1 - ما يُبذل من المال "أقام مأدُبةً على نَفَقَتِه- نفقات المعيشة/ انتقال- أسبغ له النَّفقة: وسّع عليه- {وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً} " ° على نفقة فلان: على حسابه، من ماله الخاصّ- فلانٌ قليل النَّفقات: بخيل.
2 - زاد، كلّ ما يحتاج إليه الإنسان ليعيش عيشة لائقة.
3 - ما يُفرض على الزّوج لزوجته من مالٍ وسكنٍ وحضانة "حدّد القاضي نفقة هذه المرأة المطلّقة". 

نُفوق [مفرد]: مصدر نفَقَ3. 
نفق:
نَفَقَ: نفق البيع راج ورغب فيه وكذلك راحت السلعة على فلان أي إزاءه (عبد الواحد 172: 14): وكان يقول لو نفق عليهم علم الموسيقى لأنفقته عليهم.
نفق على فلان: واسم المصدر نفاق أي كان له شأن كبير عنده (معجم الطرائف، فخري 370)، وكذلك حين يقال أنها امرأة نفق أي أنها مرغوبة جدا من الرجال أو تحظى بتقدير عال من زوجها (معجم الطرائف).
نفق: باع rendre ( بوشر).
نفق: =أنفق (النويري أسبانيا 466): فلما امتنع أهل مدن الأندلس من أداء الخراج إليهم رجعوا إلى تلك الذخائر فنفقوها.
نفق بإفراز: أي بالتقتير والاقتصاد (بوشر).
نفق وانفق في أو على الأمراء أو الجنود منحهم عطايا وهبات (مملوك 1: 1: 162 - 3).
نفق: مثلما يقال نفق السوق تقال نفق السوق (ياقوت 2: 113 ابن بطوطة 1: 5 مولر 18: 16).
نفق الدرهم: قبل الدرهم لرواجه (معجم البلاذري) (انظرها في مادة روج).
نافقه: أي داهنه ودلس عليه (حيان 37): فأظهر عمر قبوله واستمسك بالطاعة شهورا أنفذ فيها الأمير عبد الله وهو ينافقه.
نافق على: عصاه ونافق عليه contre se revolter ( معجم الادريسي، المعجم اللاتيني) (نفاق rebellium) ( بوسييه، محمد بن الحارث 209): أبيت كما أبت السماوات والأرض اباية إشفاق لا اباية عصيان ونفاق، وفي (حيان 23): كان ابن حفصون كبير المنافقين أي من أكبر العصاة، المتمردين (أخبار 101: 12 [وفي رواية نفاقه] 115، 12، 124، 2، قرطاس 108: 6، 206: 8 و216: 13 و222: 5 و279 و1 و16، البربرية 1: 136 و207: 3، مولر 18: 16، ابن بطوطة 4: 357 و358 لم تترجم جيدا).
نافق على: هي عند (فوك) باللاتينية contradicere وكذلك مادة guera.
نفاق: خصام، حرب (الكالا gurra) وبالفرنسية guerre ( قرطاس 226: 6): وعظم النفاق في جميع أقطارها بين المسلمين والروم (وفي 229: 7): بعد أن دام النفاق بينهما مدة.
انفق: معناها المجازي قبل، أقر، وافق على faire accepter ( دي سلان المقدمة 1؛ 46): وينفقون هذا الباطل بعظائم ينسبونها إلي. أنفق: انظر (نفق).
اتفق: = أطعم anurrir ( الكالا).
انفق عليه: (معجم التنبيه، قرطاس 263: 3): وشرط له أن ينفق عليه وعلى محتله بطول إقامته عليها (ابن بطوطة 4: 288): أنفق عليه. كان يحيا على نفقة الدولة.
أنفق: عاش، بقى، دام aubsister ( الكالا) (المقري 2؛ 421: 6): خفض عليك إنما ينفق مثلك بمثل هذا (1: 492): لقن أحد الصوفية صاحبه قولا يقوله حين يكون بحاجة إلى أمر من الأمور: فإنا أنفق منها منذ سمعتها وقولا آخر كنز تنفق منه (المصدر نفسه 1: 19).
أنفق أوقاته على أو في: قضى أوقاته أو بدد قواه دون حساب (بوشر) أو حين يتعلق الكلام بالناس، ضحوا، استغلوا دون تحفظ، أو من غير حساب (المقدمة 264: 16): أنفقوهم في وجوه الدولة ومذاهبها أي أجبروهم على استنفاد قواهم في خدمة الدولة (350: 2 البربرية 1: 360 و 2: 365: 6 وبصيغة المبني للمجهول 359: 4).
تنفق ب: روى أكاذيب (المقري 2: 54): وأعانهم على نفسه بما كان يتنفق به من الكذب.
نفق والجمع أنفاق: حجر النار أو اليربوع (ديوان امرئ القيس 25، البيت الثاني).
نفق والجمع أنفاق: ديماس واقع تحت الأرض له مخرج يفسر بأنه سرب في الأرض له مخرج إلى مكان (ابن الأثير 1: 249): واتخذت نفقا من مجلسها إلى حصن لها داخل مدينتها ثم قالت إن فجئني أمر دخلت النفق إلى حصني انظر (250 و251) في قصة (الزباء) نفسها (للمسعودي 3: 190، 196، 1972 بدرون 94: 4 القزويني 2: 234): وبنت على طرف الفرات مدينتين متقابلتين من شرقي الفرات وغربيه وجعلت بينهما نفقا تحت الفرات فكانت إذا أرهقها الأعداء آوت إليه، انظر أيضا (العبدري 66) (جامع المدينة): باب آخر هو نفق في الأرض يهبط فيه (وفي المخطوطة الثانية منه) على درج، وفي (75): نفق يهبط منه على درج من رخام. وعليه ينبغي أن نحذف من (فريتاج) تعبير lacerus uter. إن (دي ساسي) (انثول. نحو 70) حين ترجم للحريري جملة لا يقال للسرب نفق إلا إذا كان مخروقا، فلا يقال نفق للقربة ما لم تكن ممزقة، كان الأجدر أن يترجمها بكلمة فلا يقال للنفق إنه تحت الأرض ما لم تكن هناك ثغرة، أو سرب (الحفير تحت الأرض يدخل منها الماء الحائط أو الماء الذي يصب في القربة) (م. المحيط).
نفق: عند (بارث 4: 528) اسم لمكيال للتمر ولعله تصحيف فنق (انظر فنق).
نفق: انظر نفق.
نفقة: مبلغ من المال مخصص للإنفاق؛ ما معي نفقة أي لا املك مالا اصرفه (بوشر، ابن بطوطة 1: 65): فبعث إليك بهذه النفقة ودفع إلي جملة دراهم.
نفقة: مال (مملوك 1: 163): صرة فيها نفقة، وفي (النويري أسبانيا 437): ثم ألحقتني أختي أم الإصبع مولاي بدرا بنفقة وجوهر. وفي (العبدري 59): كنت مجبرا على الهروب مع القافلة خوفا على النفوس وعلى بعض نفقة كانت معنا.
نفق ما تنفقه الأسرة من مال أو نقود في عيد أو احتفال ديني وما تبذله من نفقات أخرى (الجريدة الآسيوية 1852: 2: 509).
نفقة: إنعام، منح للأمراء أو الجيش (مملوك 1: 1: 163، النويري مصر 2: 79): أرسل إليهم السلطان الملك الصالح النفقات والخلع والكساوي؛ (الجريدة الآسيوية 1851: 61: 10).
نفقة: الهدايا التي يتسلمها المعلم من والدي التلميذ خلال بعض الأعياد الدينية (جريدة الشرق والجزائر 7: 85).
نفقة: راتب العسكريين، الأجور التي تدفع لرجال الحرب (بوشر).
نفقة، النفقات المالية اللازمة لسد الحاجة إلى الغذاء ... الخ، نفقة أسرة على سبيل المثال (بوسييه)، وفي (محيط المحيط): (النفقة اسم من الإنفاق وما تنفقه من الدراهم ونحوها؛ وشرعا ما يتوقف عليه بقاء الشيء من المأكول والملبوس والسكن والجمع نفاق ونفقات). انظر (فان دن برج 17 هوبست 106): تلزم أسرة الحامل الأرملة بنفقاتها أي بالإنفاق عليها إلى أن تضع حملها) (ابن بطوطة 4: 124): على مستأجرهن نفقتهن، وفي (427): فأحسن إليه بأربعة آلاف مثقال لنفقته.
نفقة: كمية من المواد الغذائية الضرورية للعيش خلال مدة معينة (ابن بطوطة 3: 290): أمر السلطان، خلال مدة القحط، أن يعطى لجميع أهل دهلي نفقة ستة أشهر من المخزن، وبعد ذلك أضاف المؤلف أن هذه العطايا قد زادت بحيث أصبحت الكمية التي تعطى لكل واحد بحدود نصف رطل يوميا من الجمل (البربري) وفي (337): وعين لهما نفقة من الدقيق واللحم في كل يوم، وفي (4: 27): وكنت أعطيهم نفقة خمسة أيام في خمسة أيام أي كنت أعطيهم، كل خمسة أيام، المواد الضرورية لإعالتهم في خمسة أيام.
نفقة: إسراف، تبذير (الكالا).
نفاق: انظر (نافق).
نفيق: محترم، مكرم، مبجل (معجم الجغرافيا).
نفاق: مبذر، مسرف (فوك، الكالا prodigo) .
نفاق: خازن المؤن والخمور، القائم بالصرف (الكالا).
أنفق: اكثر رواجا (كوسج، كرست 99: 3). منفق: المكان الذي تكون فيه السلعة أكثر رواجا (الشرق 1: 409).
منافق: مداهن، متزلف (بوشر).
منافقة: نزلف، مداهنة (بوشر).

نفق: نَفَقَ الفرسُ والدابةُ وسائر البهائم يَنْفُقُ نُفُوقاً: مات؛ قال

ابن بري أَنشد ثعلب:

فما أَشْياءُ نَشْرِيها بمالٍ،

فإن نَفَقَتْ فأَكْسَد ما تكونُ

وفي حديث ابن عباس: والجَزور نافقة أَي ميتة من نَفَقت الدابة إذا ماتت؛

وقال الشاعر:

نَفَقَ البغلُ وأَوْدَى سَرْجه،

في سبيل الله سَرْجي وبَغَلْ

وأورده ابن بري: سرجي والبَغَلْ.

ونَفَقَ البيع نَفَاقاً: راج. ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً،

بالفتح: غَلَتْ ورغب فيها، وأَنْفَقَها هو ونَفَّقها. وفي الحديث: المُنَفِّق

سلْعته بالحلف الكاذب؛ المُنَفِّقُ، بالتشديد: من النَّفَاق وهو ضد

الكَسَاد؛ ومنه الحديث: اليمين الكاذبة مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة للبركة

أي هي مَظِنة لنفَاقها وموضع له. وفي الحديث عن ابن عباس: لا يُنَفِّقْ

بعضُكم بعضاً أَي لا يقصد أَن يُنَفِّقَ سِلْعته على جهة النَّجْش، فإنه

بزيادته فيها يرغب السامع فيكون قوله سبباً لابتياعها ومُنفِّقاً لها.

ونعفَقَ الدرهم يَنْفُق نَفَاقاً: كذلك؛ هذه عن اللحياني كأَن الدرهم قَلَّ

فرغب فيه.

وأَنْفَقَ القوم: نَفَقت سوقهم. ونَفَق مالُه ودرهمه وطعامه نَفْقاً

ونَفاقاً، كلاهما: نقص وقلّ، وقيل فني وذهب. وأَنْفَقُوا: نَفَقت أَموالهم.

وأَنفَقَ الرجل إذا افتقر؛ ومنه قوله تعالى: إذاً لأَمسكتم خشية

الإنْفَاقِ؛ أَي خشية الفناء والنَّفَاد. وأَنْفَقَ المال: صرفه. وفي التنزيل:

وإذا قيل لهم أَنْفِقُوا مما رزقكم الله؛ أَي أَنفقوا في سبيل الله

وأَطعموا وتصدقوا. واسْتَنْفَقه: أَذهبه. والنَّفقة: ما أُنِفق، والجمع

نِفاق.حكى اللحياني: نَفِدت نِفاقُ القوم ونفَقَاتهم، بالكسر، إذا نفدت وفنيت.

والنِّفاقُ، بالكسر: جمع النَّفَقة من الدراهم، ونَفِقَ الزاد يَنْفَقُ

نَفَقاً أي نفد، وقد أَنفَقت الدراهم من النَّفقة. ورجل مِنْفاقٌ أي كثير

النَّفَقة. والنَّفَقة: ما أَنفَقْت، واستنفقت على العيال وعلى نفسك.

التهذيب: الليث نَفَقَ السعر

(* قوله «السعر» كذا هو في الأصل ولعله

الشيء). يَنْفُق نُفُوقاً إذا كثر مشتروه، وأَنْفَقَ الرجل إنْفاقاً إذا وجد

نَفاقاً لمتاعه. وفي مثل من أَمثالهم: من باع عِرْضه أَنْفَقَ أَي من شاتم

الناس شُتِمَ، ومعناه أَنه يجد نَفاقاً بعِرْضه ينال منه؛ ومنه قول كعب

بن زهير:

أبِيتُ ولا أَهجُو الصديقَ، ومن يَبِعْ

بعِرْض أَبيه في المَعاشِرِ يُنْفِقِ

أَي يجد نَفاقاً، والباء مقحمة في قوله بعِرض أَبيه. ونَفَقَت الأَيّم

تَنْفُق نَفاقاً إذا كثر خُطّابها. وفي حديث عمر: من حَظّ المَرْء نَفاق

أَيّمه أَي من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأَخواته ولا يَكْسَدْنَ

كَساد السِّلَع التي لا تَنْفُق. والنَّفِقُ: السريع الانقطاعِ من كل شيء،

يقال: سير نَفِقٌ أي منقطع؛ قال لبيد:

شَدّاً ومَرْفوعاً بقُرْبِ مثله

للوِرْدِ، لا نَفِق ولا مَسْؤُوم

أَي عَدْو غير منقطع. وفرس نَفِقُ الجَرْي إذا كان سريع انقطاع الجري:

قال علقمة بن عبدة يصف ظليماً:

فلا تَزَيُّده في مشيه نَفِقٌ،

ولا الزَّفيف دُوَيْن الشّدِّ مَسْؤُوم

والنَّفَقُ: سَرَبٌ في الأَرض مشتق إلى موضع آخر، وفي التهذيب: له

مَخْلَصٌ إلى مكان اخر. وفي المثل: ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره. وفي

التنزيل: فإن استطعت أَن تبتغي نَفَقاً في الأرض، والجمع أَنْفَاق؛ واستعاره

امرؤ القيس لجِحَرة الفِئَرة فقال يصف فرساً:

خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنما

خَفاهنَّ ودْقٌ من عَشِيّ مُجَلِّبِ

والنُّفَقةُ والنَّافِقاء: جُحْر الضَّبّ واليَرْبوع، وقيل: النُّفقةُ

والنافِقاء موضع يرققه اليربوع من جُحره، فإذا أُتِيَ من قبل القاصِعاء

ضرب النافِقاء برأْسه فخرج. ونَفِقَ اليربوع ونَفَق وانْتَفَقَ ونَفَّق:

خرج منه. وتَنَفَّقَه الحارِشُ وانْتَفقه: استخرجه من نافِقائه؛ واستعاره

بعضهم للشيطان فقال:

إذا الشيطانُ قَصَّعَ في قَفاها،

تَنَفَّقْناهُ بالحَبْل التُّؤام

أَي استخرجناه استخراج الضَّبّ من نافِقائه. وأَنْفَقَ الضَّبّ واليربوع

إذا لم يَرْفُق به حتى ينْتَفِقَ ويذهب. ابن الأَعرابي: قُصَعَةُ

اليربوع أَن يحفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها، ويسمى ذلك التراب الــدَّامّــاء، ثم

يحفر حفراً آخر يقال له النافِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فلا ينفذها،

ولكنه يحفرها حتى ترقّ، فإذا أُخِذَ عليه بقاصِعائه عدا إلى النافِقاء

فضربها برأْسه ومَرَق منها، وتراب النُّفَقَةِ يقال له الراهِطَاء؛

وأَنشد:وما أُمُّ الرُّدَيْنِ، وإن أَدلَّتْ،

بعالِمةٍ بأَخلاق الكِرام

إذا الشيطانُ قَصَّع في قفاها

تَنَفّقْناه بالحبْل التُّؤام

أَي إذا سكن في قاصعاء قفاها تنفَّقناه أَي استخرجناه كما يُستخرج

اليربوع من نافقائه. قال الأَصمعي في القاصعاء. إنما قيل له ذلك لأَن

اليَرْبوع يخرج تراب الجحر ثم يسدّ به فم الآخر من قولهم قَصَع الكَلْمُ بالدم

إذا امتلأَ به، وقيل له الــدامَّــاء لأنه يخرج تراب الجحر ويطلي به فم الآخر

من قولك ادْمُمْ قِدْرك أَي اطْلِها بالطِّحال والرَّماد. ويقال: نافَقَ

اليربوعُ إذا دخل في نافِقائه، وقَصَّع إذا خرج من القاصِعاء. وتَنَفَّق:

خرج؛ قال ذو الرمة:

إذا أَرادوا دَسْمَهُ تَنَفَّقا

أَبو عبيد: سمي المنافقُ مُنافقاً للنَّفَق وهو السَّرَب في الأَرض،

وقيل: إنما سمي مُنافقاً لأنه نافَقَ كاليربوع وهو دخوله نافقاءه. يقال: قد

نفق به ونافَقَ، وله جحر آخر يقال له القاصِعاء، فإذا طلِبَ قَصَّع فخرج

من القاصِعاء، فهو يدخل في النافِقاء ويخرج من القاصِعاء، أو يدخل في

القاصِعاء ويخرج من النافِقاء، فيقال هكذا يفعل المُنافق، يدخل في الإسلام

ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه. الجوهري: والنافِقاء إحدى جِحَرةَ

اليَرْبوع يكتمها ويُظْهر غيرها وهو موضع يرققه، فإذا أُتِيَ من قِبَلِ

القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فانْتَفَق أَي خرج، والجمع النَّوَافِقُ.

قال ابن بري: جِحَرة اليربوع سبعة: القاصِعاء والنافِقاء والــدامَّــاء

والراهِطاءُ والعَانِقاء والحَاثياء واللُّغَزُ، وهي اللُّغَّيْزَى أَيضاً.

قال أَبو زيد: هي النافِقاء والنُّفَقاء والنُّفَقة والرُّهطاء

والرُّهَطة والقُصَعاء والقُصَعة، وما جاء على فاعِلاء أَيضاً حاوياء وسافياءُ

وسابياء والسموأَل ابن عادِياء، والخافِيَاء الجنّ، والكارِـاء

(* قوله

«الكارـاء» هكذا هو في الأصل بدون نقط.) واللأَّوِياء والجاسِياء للصَّلابة

والبَالغاء للأَكارع، وبنُو قَابِعاء للسَّبّ. والنُّفَقة مثال الهُمَزة:

النَّافِقاء، تقول منه: نَفَّق اليَرْبوع تَنْفيقاً ونافَقَ أَي دخل في

نافِقائه، ومنه اشتقاق المُنافق في الدين. والنِّفاق، بالكسر، فعل

المنافِق. والنِّفاقُ: الدخول في الإسلام من وَجْه والخروُج عنه من آخر، مشتقّ

من نَافِقَاء اليربوع إسلامية، وقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً، وقد تكرر

في الحديث ذكر النِّفاق وما تصرّف منه اسماً وفعلاً، وهو اسم إسلاميّ لم

تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يَسْترُ كُفْره ويظهر إيمانَه

وإن كان أَصله في اللغة معروفاً. يقال: نافَقَ يُنافِق مُنافقة ونِفاقاً،

وهو مأْخوذ من النافقاء لا من النَّفَق وهو السَّرَب الذي يستتر فيه

لستره كُفْره. وفي حديث حنظلة: نافَقَ حَنْظَلة أَراد أَنه إذا كان عند

النبي، صلى الله عليه وسلم، أخلص وزهد في الدنيا، وإذا خرج عنه ترك ما كان

عليه ورغب فيها، فكأَنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أَن يسامح به

نفسه. وفي الحديث: أَكثر مُنافِقِي هذه الأُمَّة قُرَّاؤها؛ أَراد

بالنِّفاق ههنا الرياء لأَن كليهما إظْهار غير ما في الباطن؛ وقول أبي

وجزة:يَهْدِي قلائِص خُضَّعاً يَكنفْنَهُ،

صُعْرَ الخدُودِ نوَافِقَ الأَوْبَارِ

أَي نُسِلَتْ أَوبارُها من السِّمَن، وفي نوادر الأَعراب: أَنْفَقَت

الإبُل إذا انْتَثَرَتْ أَوبارُها عن سِمَن. قالوا: ونَفَق الجُرْح إذا

تقشَّر، ويقال زيْت انفاق؛ قال الراجز:

إذا سَمِعْنَ صَوْتَ فَحْلٍ شَقْشاق،

قَطَعْنَ مُصْفَرّاً كزيت الانْفاق

والنَّافِقة: نافِقة المِسْك، دخيل، وهي فأْرة المسك وهي وعاؤه.

ومالك بن المُنْتَفِقِ الضَّبيّ أَحد بني صُبَاح بن طريف قاتل بِسْطَامِ

بن قَيْس.

والنُّفَيْقُ: موضع. ونَيْقَقُ القميص والسراويل: معروف، وهو قارسي

معرب، وهو المُنَفَّقُ، وقيل النَّيْقَقُ دخيل، نَيْفق السراويل. الجوهري:

ونيفق السروايل الموضع المتسع منها، والعامة تقول نِيفَق، بكسر النون،

والمُنْتَفِقُ: اسم رجل.

نفق
نفَقَ البيعُ ينْفُقُ نَفاقاً، كسَحاب: رَاجَ، وَكَذَلِكَ السِّلْعَةُ تنْفُق: إِذا غلَت ورُغِبَ فِيهَا، ونفَق الدّرْهَمُ نَفاقاً كَذَلِك، وَهَذِه عَن اللّحياني، كأنّه قَلّ فرُغِبَ فِيهِ. وَمن الْمجَاز: نفَقَت السّوقُ أَي: قَامَت وراجَتْ. وَمن المَجاز: نفَقَ الرّجلُ، وَكَذَا الدّابّةُ كالفَرَسِ والبَغْل، وسائِرِ البهائِم، ينفُقُ نُفوقاً بِالضَّمِّ: مَاتَا، قَالَ ابنُ برّي وَأنْشد ثعْلب:
(فَمَا أشياءُ نشْريها بمالٍ ... فإنْ نفقَتْ فأكسدُ مَا تكونُ)
وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاس: والجَزورُ نافِقَةٌ أَي: ميِّتَة. وَقَالَ الشَّاعِر:
(نفَقَ البَغلُ وأوْدَى سرْجُه ... فِي سبيلِ الله سرْجي وبَغَلْ)
وروايةُ ابنِ برّي: سرْجي والبَغَل. ثمَّ إنّ ظاهرَ سِياق المُصنّف كالجوْهَريّ وغيرِه من الأئمّة أَنه من حدِّ كتَبَ لَا غير. قَالَ شيخُنا: وزادُ ابنُ القَطّاع أَنه يُقَال: نفِقَت الدّابةُ، كفرِح، ووافَقَه ابنُ السِّيد فِي الفَرْقِ، فتأمّل ذَلِك. ونَفَق الجُرحُ نُفوقاً: تقشّر وَهُوَ مجَاز. ونَفِقَ مالُه ودِرْهَمُه وطَعامُه كفرِح ونَصَر نَفْقاً ونَفاقاً: نَفِد وفَنِيَ وذهَبَ، أَو نقَص أَو قلّ فرُغِب فِيهِ وراجَ، وَهَذَا عَن اللِّحياني. والنِّفاق ككِتاب: فِعْلُ المُنافِق وَهُوَ الدّخولِ فِي الْإِسْلَام من وجهٍ، والخُروج عَنهُ)
من آخر، وَقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً، وَقد تكرّر فِي الحديثِ النِّفاق وَمَا تصرّفَ مِنْهُ اسْماً وفِعْلاً، وَهُوَ اسمٌ إسلاميٌّ لم تعْرِفْهُ العربُ بالمَعْنى المَخْصوصِ بِهِ، وهوَ الَّذِي يسْتُر كُفرَه، ويُظْهِرُ إسمانَه، وَإِن كَانَ أصلُه فِي اللّغة معْروفاً، صرّح بذلك ابنُ فَارس وابنُ الْأَثِير، وعقَد لَهُ السُّيوطيّ فِي المُزْهِرِ نوْعاً خَاصّا، وبسَطه الشِّهابُ فِي العنايَة، وَفِي مواضِعَ من شرْحِ الشِّفاءِ.
ونقَل الصاغانيّ عَن ابنِ الأنْباريّ فِي الاعتِلال لتَسْمِية المُنافق مُنافِقاً ثَلاثَة أقْوال: أَحدهَا: أنّه سُمّي بِهِ لأنّه يسْتُر كُفرَه ويُغيِّبه، فشُبِّه بِالَّذِي يدْخُل النَّفَق، وَهُوَ السَّرَبُ، يسْتتِرُ فِيهِ.
وَالثَّانِي: أَنه نافَقَ كاليَرْبوع، فشُبِّه بِهِ لِأَنَّهُ يخْرُج من الْإِيمَان من غيرِ الوجْه الَّذِي دخَل فِيهِ.
والثالِث: أنّه سُمّي بِهِ لإظهارِه غيرَ مَا يُضمِر، تشْبيهاً باليَرْبوع، فَكَذَلِك المُنافِقُ ظاهِرُه إيمانٌ وباطنُه كُفْر. قلت: وعَلى هَذَا يُحمَلُ حديثُ: أكْثرُ مُنافِقي هَذِه الأمّة قُرّاؤها، أَرَادَ بالنِّفاق هُنا الرِّياءَ لأنّ كِلاهُما إظهارُ غيرِ مَا فِي الباطِن. والنِّفاقُ أَيْضا: جمْع نفَقَةٍ مُحرَّكة، كثَمَرة وثِمار.
وحَكى اللِّحياني: نفِقَت نِفاقُهُم كفرِح، أَي: فنِيَتْ نَفَقاتُهم ونَفِدَتْ. ورجُلٌ مِنْفاقٌ بالكَسْر: كثيرُ النّفَقَة لِما يصْرِفُه من الدّراهِم وغيرِها. وَمن المَجاز: فرَسٌ نفِقُ الجرْيِ، ككتِفٍ: إِذا كَانَ سريع انْقِطاعِه نَقله الجوهريّ، وَأنْشد لعَلْقَمَة بنِ عبَدَة يصِف ظليماً:
(فَلَا تزيُّدُهُ فِي مشْيِه نفِقٌ ... وَلَا الزَّفيفُ دُوَيْنَ الشّدِّ مسْؤومُ)
أَي: عدْو غيْر مُنْقَطِع. والنُّفَيْق كزُبَيْر: ع. ونافِقان: ة بمَرْو. والنَّفَق، مُحرّكة: سرَبٌ فِي الأَرْض مشتَقٌّ الى موضِعٍ آخر. وَفِي الصِّحاح والتّهذيب: لَهُ مَخْلَصٌ الى مَكَان آخر. وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) فإنْ استَطَعْتَ أَن تبْتَغي نفَقاً فِي الأَرْض أَو سُلَّماً فِي السّماء (.غيرُه: وَكَذَلِكَ نيْفَقُ القَميص، وَهُوَ فارسيٌّ معرَّب. قلت: فإذَنْ ينبَغي أَن يُذْكَرَ فِي ترْكيب مُستَقِل. وأنْفَقَ لَازم متعَدٍّ، يُقال: أنفقَ: إِذا افْتَقر وذهَب مَاله. وأنفَقَ مالَه: أنْفَدَهُ وأفْناه، وقولُه تَعَالَى:) إِذا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفاق (أَي: خشْية الفَناءِ والنّفاد وَقَالَ قَتادَةُ: أَي خشيةَ إنْفاقِه، والكلامُ عَلَيْهِ كالكلامِ على أمْلَق، وَقد تقدّم. كاسْتَنْفَقَه أَي أنْفَقَه وأذْهَبه. وَمِنْه حديثُ خالِد بن زيْدٍ الجُهَنيّ رَضِي الله عَنهُ: فَإِن جاءَ أحدٌ يُخْبِرُك بهَا وَإِلَّا فاسْتَنفِقْها نقَله الزّمَخشَريّ والصاغانيّ. وأنْفَقَ القومُ: نفَقَت سوقُهم أَي: راجَتْ. وَمن المَجاز: أنفَقَت الإبلُ: إِذا انْتَشَرت.
وَفِي النّوادِر: انتثَرت بالثّاءِ أوبارُها سِمَناً أَي: عَن سِمَن. ونفّق السِّلعةَ تنْفيقاً: روّجَها ورغّب فِيهَا. وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: لَا يُنفِّقْ بعضُكم بعْضاً أَي: لَا يقْصِد أَن يُروّج سِلعَتَه على جِهة النّجْش، فَإِنَّهُ يزيادَتِه فِيهَا يُرغِّب السّامِعَ، فَيكون قولُه سَبباً لابْتِياعِها، ومُنفِّقاً لَهَا، وَكَذَا الحَدِيث: المُنفِّقُ سِلْعَتَه بالحَلِفِ الكاذِب كأنْفَقَها يُنفِقُها إنفاقاً. والمُنْتَفِق: أَبُو قَبيلة، وَهُوَ المُنتَفِقُ بنُ عامِر بن عُقَيل بن كعْبِ بنِ رَبيعةَ بن عامِر بن صعْصَعَة. ومالِكُ بنُ المُنْتَفِق الضّبيّ: أحدُ بَني صُباحِ بنِ طريف، قاتِلُ بِسْطامِ بنِ قيْس بنِ مسْعود الشّيْباني. قُلت: وَالَّذِي فِي أنْسابِ أبي عُبيد القاسِمِ بنِ سلاّم أنّ قاتِلَ بسْطام بن قيْس هُوَ عاصِمُ بن خَليفَة بن مَعْقِل بن صُباح بن طَريف بنِ زيْد بنِ عمْرو بنِ عامِر بنِ رَبيعة بنِ كعْب بن رَبيعة بنِ ثعْلَبَة بن سعْدِ بنِ ضبّة، فَانْظُر ذَلِك. وَمن الْمجَاز: نافَق فِي الدّين: إِذا سَتَر كُفرَه، وأظْهَر إيمانَه، ومصْدرُه النِّفاق، وَقد تقدّم مَا فِيهِ، وَهُوَ مَأْخُوذ من قولِهم: نافَقَ اليرْبوع: إِذا أخذَ فِي نافِقائِه، وَكَذَلِكَ نفق بِهِ كانْتَفَق، وَذَلِكَ إِذا أَتَى فِي قاصِعائِه. وتنفَّقْتُه: استَخْرَجْتُه من نافِقائِه بالحَرْش، واسْتَعارَه بعضُهم للشّيطانِ، أنشدَ ابنُ الأعرابيّ:
(وَمَا أُمُّ الرُّدَيْنِ وإنْ أدَلّتْ ... بعالمةٍ بأخْلاقِ الكِرامِ)

(إِذا الشّيطانُ قصّع فِي قَفاها ... تنفّقْناه بالحبْلِ التُّؤامِ)
أَي: استَخرجْناه استِخْراجَ الضّبِّ من نافِقائِه. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فِي الحَدِيث: اليَمينُ الكاذِبةُ منْفَقَةٌ للسِّلْعة، مَمْحَقَةٌ للبَرَكةِ أَي: هِيَ مظنّة لنَفاقِها وموْضِع لَهُ. وأنْفَقوا: نفَقت أموالُهم. وَجمع النَّفَقة أنْفاق. وَكَذَلِكَ جمْع النَّفَق بِمَعْنى السَّرَب. واستَعارَه امْرُؤ القيْس لجِحَرَةِ الفِئَرةِ، فَقَالَ يصِف فرسا:
(خَفاهُنّ من أنْفاقِهِنّ كأنّما ... خفاهُنّ ودْقٌ من عشيٍّ مُجَلِّبِ)
ونفَقَ السِّعرُ نُفوقاً: كَثُر مُشْتَروه، عَن اللّيثِ. وأنفَقَ الرّجلُ: وجد نَفاقاً لمتاعِه. وَفِي المثَل: منْ باعَ عِرضَه أنْفَقَ أَي: من شاتَم النّاسَ شُتِم. وَمَعْنَاهُ أَنه يجِدُ نَفاقاً بعِرْضِه ينالُ مِنْهُ. وَمِنْه قولُ كعْبِ بنِ زُهير رَضِي الله عَنهُ:
(أبَيتُ وَلَا أهْجو الصّديق وَمن يَبِعْ ... بعِرْضِ أَبِيه فِي المَعاشِرِ يُنْفِقِ) أَي: يجِدُ نَفاقاً، والباءُ مُقْحَمَة فِي قوْله: بعِرْضِ أَبِيه. ونفَقَت الأيّم تنْفُق نَفاقاً: إِذا كثُر خُطّابُها.
وَفِي حَدِيث عُمَر: منْ حَظِّ المرْءِ نَفاقُ أيِّمه أَي: من سَعادتِه أَن تُخطَب نِساؤُه من بَناتِه وأخَواتِه، وَلَا يكْسَدْنَ كسادَ السِّلَعِ الَّتِي لَا تنْفُق. وانْتَفَق الحارِشُ اليرْبوعَ: استَخْرجه من نافِقائِه.
وأنْفَقَ الضّبَّ، والسرْبوعَ: إِذا لم يرْفُقْ بِهِ حَتَّى ينْتَفِقَ ويذْهَبَ. وقولُ أبي وجْزة:
(يهدي قلائِصَ خُضَّعاً يكْنُفْنَه ... صُعْرَ الخُدودِ نَوافِقَ الأوْبارِ)
أَي: نسَلَت أوبارُها من السِّمَنِ. وزيْت أنفاق: غضٌّ. قَالَ الراجز: إِذا سمِعْن صوْتَ فحْلٍ شَقْشاقْ قطَعْنَ مُصْفَرّاً كزَيْتِ الأنْفاقْ وَقد ذكر فِي ف وق. وَفِي الْمثل: دونَ ذَا وينْفُقُ الحِمار، وأصلُه أنّ إنْسَانا أرادَ بيْعَ حِمار لَهُ، فَقَالَ لمُشَوِّرٍ: أطْرِ حِماري ولكَ عليّ جُعْلٌ، فَلَمَّا دخَل بِهِ السّوقَ قَالَ لَهُ المُشوِّر: هَذَا حِمارُك الَّذِي كُنتَ تصيدُ عَلَيْهِ الوحْشَ، فَقَالَ الرّجل: دونَ ذَا وينْفُق الحِمار أَي: الزَمْ قوْلاً دون الَّذِي تَقول، أَي: أقلَّ مِنْهُ والحِمار ينْفقُ الآنَ دونَ هَذَا، وَالْوَاو للْحَال. ومُنفَّقُ السّراويل، كمُعظَمٍ: نيْفَقُها. يُقال: وسِّع مُنفَّقَها، وخدِّلْ مُسَوَّقَها، وأحْكِم منَطَّقَها، كَمَا فِي الأساس. وَطَعَام نفِقٌ، ككتِف: نقيضُ نزِلٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا ريْع لَهُ. ونفَقَ روحُه: خرَج، وَهُوَ مجَاز. وَكَذَا امرأةٌ نُفُقٌ، بضمّتَيْن: إِذا كَانَت تْفُق عِنْد الْأزْوَاج، وتَحظى عِنْدهم.) 
نفق: {نفقا}: سربا. {ينفقون}: يتصدقون ويزكون. {المنافقون}: مشتق من النفق وهو السراب [السرداب].
(نفق) - في الحديث: "المُنَفَّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ كَاذِبٌ"
المُنَفِّقُ - بالتَّشديد -: من النِّفاق ، فأمّا المُنْفِقُ فمن الإنفَاق.
ونَفقَ كلُّ ذِي خُفٍّ أَو ظلْف أَو حَافِرٍ؛ إذا مَاتَ وقيلِ: المُنْفِقُ بمعنَى المُنَفِّق، وَأنفق القَوْمُ: نفَقَت سُوقُهم - بالفتح، ونَفِقَ الزّادُ - بالكَسْر - فنِىَ، وأنفَقَ الرجُلُ: أَقْتَرَ، من قوله تعالى: {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} .
- في الحديث : "جَزورٌ نافِقة"
: أي مَيّتة.
- وفي الحديث: "أَكثَر منافقِىِ أُمَّتى قُرَّاؤُها"
أراد بالنِّفاق الرِّياءَ؛ لأن كِلَيْهما إراءةُ غير ما في الناظر، وقد ذكر في القاف.

ثجم

(ثجم) ثجما انْصَرف مسرعا
(ثجم) : ثَجَمَتْنا السّماءُ: دامَ مَطَرُها.

ثجم


ثَجَمَ(n. ac. ثَجْم)
a. Dispersed, scattered.

أَثْجَمَa. Continued.
b. see I
ث ج م

أثجمت السماء ثم أنجمت أي أمطرت بسرعة ثم أقلعت.
[ثجم] أَثْجَمَ المطرُ، إذا كثر ودام. يقال: أَثْجَمَتِ السماءُ أيّاماً ثم أنجمت.
ثجم: الإِثْجَامُ: سُرْعَةُ المَطَرِ. والثَّجْمُ: الصَّرْفُ عن الشَّيْءِ. وأثْجَمَ المَطَرُ: ألَحَّ ودامَ. وثَمَجَمِ الٍَّمَاءُ وأثْجَمَتْ.
(ث ج م)

الثَّجْم: سرعَة الصَّرف عَن الشَّيْء.

والإثجام: سرعَة الْمَطَر.

وأثجمت السَّمَاء: دَامَ مطرها.

وَقيل: كل شَيْء دَامَ: فقد أثْجَم.

ثجم: الثَّجْمُ: سُرْعة الصرْف عن الشيء. والإِثْجامُ: سُرْعة المطَر.

وأَثْجَمت السماءُ: دام مطرُها، وفي الصحاح: أَثْجَمَت السماء أَيَّاماً

ثم أَنْجَمَتْ، وقيل: كلُّ شيء دام، فقد أَثْجَم. الأَصمعي: أَثْجَم

المطَرُ وأَغْضَنَ إِذا دام أَيّاماً لا يُقْلِعُ وكثر.

ثجم

(الثَّجْمُ: سُرْعَةُ الصَّرْفِ عَن الشَّيْءِ. و) الثَّجَم، (بالتَّحْرِيك: سُرْعَةُ الانْصِرافِ) عَن الشَّيْء.
(وأَثْجَمَ) المَطَرُ: إِذا كَثُرَ و (دَامَ. و) أَثْجَمَتِ (السَّماءُ) ثمَّ أَنْجَمَت كَمَا فِي الصّحاح، وفسّره الزمخشريُّ فَقَالَ: (أَسْرَعَ مَطَرُها) ثمَّ أَقْلَعَت، (و) قيل: أَثْجَمَت السماءُ: (دَامَ) مطرُها (كَثَجَّمَتْ) ثجمًا.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الثَّواجِمَةُ: بَطْنٌ من المَعافِرِ، مِنْهُم: عَمْرُو بن مُرَّة الثُّوْجَمِيُّ، بِالضَّمِّ، محدِّث مصريٌّ، رَوَى عَن عَمْرِو بن قَيْسٍ اللَّخْمِيِّ.

القَدَمَ

القَدَمَ، محرَّكةً: السَّابِقَةُ في الأمْرِ،
كالقُدْمَةِ، بالضم وكعِنَبٍ، والرجلُ له مَرْتَبَةٌ في الخَيْرِ، وهي: بهاءٍ، والرِّجْلُ مُؤَنَّثَةٌ، وقولُ الجوهريِّ: واحدُ الأقْــدامِ سَهْوٌ، صوابُهُ: واحِدَةُ
ج: أقْــدَامٌ، وحَيٌّ،
وع، والشُّجاعُ،
كالقُدْمِ، بالضم وبضمتين.
ورجلٌ قَدَمٌ، محرَّكةً،
وامرأةٌ قَدَمٌ من رِجالٍ ونِساءٍ قَدَمٍ أيضاً،
وهُمْ ذَوُو القَدَمِ.
وفي الحديثِ: "حتى يَضَعَ رَبُّ العِزَّة فيها قَدَمَهُ" أي: الذينَ قَدَّمَهُم من الأشْرارِ، فَهُمْ قَدَمُ الله للنارِ، كما أنَّ الأخْيارَ قَدَمُهُ إلى الجَنَّةِ، أو وَضْعُ القَدَمِ مَثَلٌ للرَدْعِ والقَمْعِ، أي: يأتيها أمْرٌ يَكُفُّها عن طَلَبِ المَزيدِ.
وقَدَمَ القَوْمَ، كنَصَرَ،
قَدْماً وقُدُوماً وقَدَّمَهُم واسْتَقْدَمَهُم: تَقَدَّمَهُم.
وقَدُمَ، كَكَرُمَ، قَــدَامَــةً وقِدَماً، كعِنَبٍ: تَقادَمَ، فهو قَديمٌ وقُــدامٌ، كغُرابٍ
ج: قُدَماءُ وقُــدامَــى، بالضمِّ، وقَدائِمُ.
وأقْدَمَ على الأمْرِ: شَجُعَ، وأقْدَمْتُهُ وقَدَّمْتُهُ.
والقِدَمُ، كعِنَبٍ: ضِدُّ الحُدوثِ، وبضَمَّتَيْنِ: المُضِيُّ أمامَ أمامَ.
وهو يَمْشِي القُدُمَ والقُدُمِيَّةَ واليَقْدُمِيَّةَ والتَّقْدُمِيَّةَ والتَّقْدُمَةَ: إذا مَضَى في الحَرْبِ.
والمِقْــدامُ والمِقْــدامَــةُ وكصَبورٍ وكَتِفٍ: الكثيرُ الإِقْــدَامِ، وقد قَدَمَ، كنَصَرَ وعَلِمَ، وأقْدَمَ وتَقَدَّمَ واسْتَقْدَمَ، والاسْمُ: القُدْمَةُ، بالضم.
ومُقَدِّمَةُ الجَيْشِ، وعن ثَعْلَبٍ فَتْحُ دالهِ: مُتَقَدِّموهُ،
وكذا قادِمَتُهُ وقُــدامــاهُ،
وـ من الإِبِلِ: أوَّلُ ما تُنْتَجُ وتُلْقَحُ،
وـ من كُلِّ شيءٍ: أوَّلُهُ، والناصِيَةُ، والجَبْهَةُ.
ومُقْدِمُ العينِ، كمُحْسِنٍ ومُعَظَّمٍ: ما يَلِي الأنْفَ،
وـ من الوَجْهِ: ما اسْتَقْبَلْتَ منه
ج: مَقادِيمُ.
وقادِمُكَ: رأسُكَ
ج: قَوادِمُ،
وـ من الأطْباءِ والضُّروعِ: الخِلْفانِ المُتَقَدِّمانِ من البَقَرَةِ أو النَّاقةِ.
والقوادِمُ والقُــدامَــى، كحُبارَى: أرْبَعُ أو عَشْرُ ريشاتٍ في مُقَدَّمِ الجَناحِ، الواحِدَةُ: قادِمَةٌ.
والمِقْــدامُ: نَخْلٌ، وابنُ مَعْد يكْرِبَ: صَحابِيٌّ.
وقَدِمَ من سَفَرِهِ، كعَلِمَ، قُدوماً وقِدْماناً، بالكسر: آبَ، فهو قادِمٌ
ج: كعُنُقٍ وزُنَّارٍ.
والقَدُومُ: آلةٌ للنَّجْرِ، مُؤَنَّثَةٌ
ج: قَدائِمُ وقُدُمٌ،
وة بحَلَبَ،
وع بنَعْمَانَ، وجَبَلٌ بالمَدينَة، وثَنِيَّةٌ بالسَّراةِ،
وع اخْتَتَنَ به إبراهيمُ، عليه الصلاةُ والسلامُ، وقد تُشَدَّدُ دالُهُ، وثَنِيَّةٌ في جَبَلٍ ببلادِ دَوْسِ، وحِصنٌ باليمنِ،
وقَيْدومُ الشيءِ: مُقَدَّمُهُ، وصَدْرُهُ،
كقَيْــدامِــهِ،
وـ من الجَبَلِ: أنْفٌ يَتَقَدَّمُ منهُ.
وقُــدَّامُ، كزُنَّارٍ: ضِدُّ وراءَ،
كالقَيْــدامِ والقَيْدومِ، وقد يُذَكَّرُ،
تَصْغيرُها: قُدَيْدِيمَةٌ وقُدَيْديمٌ.
والقُــدَّامُ أيضاً: الجَزَّارُ، وجَمْعُ قادِمٍ.
ومُقْدِمُ الرَّحْلِ، كمُحْسِنٍ ومُحْسِنَةٍ ومُعَظَّمٍ ومُعَظَّمَةٍ،
وقادِمَتُهُ وقادِمُهُ بمَعْنًى.
والقَدْمُ: ثَوْبٌ أحْمَرُ. وكزُفَرَ: حَيٌّ باليمنِ،
وع منه الثيابُ القُدَمِيَّةُ، وكقَطامِ: فرسُ عُروةَ بنِ سِنانٍ العَبْدِيِّ، وفرسُ عبدِ الله بنِ العَجْلانِ النَّهْدِيِّ،
وكَلْبَةٌ وكهَيُولَى: ع بالجَزيرَةِ، أو ببابِلَ. وكسكِّيتٍ وزُنَّارٍ وشَدَّادٍ: المَلِكُ، والسَّيِّدُ، ومن يَتَقَدَّمُ الناسَ بالشَّرَفِ،
وسَمَّوْا: قادِماً، كصاحِبٍ وثُمامَةٍ ومُعَظَّمٍ ومصْباحٍ. وكثُمامَةٍ: ابنُ حَنْظَلَةَ، وابنُ عبدِ الله، وابنُ مالِكٍ، وابنُ مَظْعونٍ، وابنُ مِلْحانَ: صَحابيُّونَ.
والأقْدَمُ: الأسَدُ.
والقَدَميَّةُ، محرَّكةً: ضَرْبٌ من الأدَمِ، وبضم القافِ: التَّبَخْتُرُ.
وقَدومَةُ: ثَنِيَّةٌ.
وذو أقْــدامٍ: جَبَلٌ.
وقادِمٌ: قَرْنٌ.
والقادِمَةُ: ماءٌ لبَني ضَبينَةَ.
وتَقَدَّمَ إليه في كذا: أمَرَهُ، وأوصاهُ به.
والمُقَدِّمَةُ، كمُحَدِّثَة: ضَرْبٌ من الامْتشاطِ.
وقَدِمٌ من الحَرَّةِ،
وقَدِمَةٌ، بكسرِ دالهِما، أي: ما غَلُظَ منها.
وقَدَّمْتُ يَميناً: حَلَفْتُ،
وأقْدَمْتُه.

الْعَدَالَة

(الْعَدَالَة) (فِي الفلسفة) إِحْدَى الْفَضَائِل الْأَرْبَع الَّتِي سلم بهَا الفلاسفة من قديم وَهِي الْحِكْمَة والشجاعة والعفة وَالْعَدَالَة
الْعَدَالَة: فِي اللُّغَة الاسْتوَاء وضد الْجور. وَفِي الشَّرْع الاسْتقَامَة على الطَّرِيق الْحق بالاجتناب عَمَّا هُوَ مَحْظُور مَمْنُوع فِي دينه. وَفِي تعليقاتي على شرح هِدَايَة الْحِكْمَة للميبذي أَن فِي الْإِنْسَان قُوَّة غضبانية وَيُقَال لإفراطها التهور ولتوسطها الشجَاعَة ولتفريطها الْجُبْن وَقُوَّة شهوانية وَيُقَال لإفراطها الْفُجُور ولتوسطها الْعِفَّة ولتفريطها الجمود وَقُوَّة عقلية وَيُقَال لإفراطها الجربزة ولتوسطها الْحِكْمَة ولتفريطها البلادة فَلِكُل من هَذِه القوى الثَّلَاث ثَلَاث جِهَات وأطراف. الطّرف الأول وَالثَّالِث مِنْهَا مذمومان والطرف الْمُتَوَسّط مَحْمُود. وكل متوسط من المتوسطات جِهَة الْعَدَالَة وَالْمَجْمُوع جِهَات الْعَدَالَة وَنَبِينَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - محدد جِهَات الْعَدَالَة كلهَا أَي محيطها وجامعها. وتفصيل هَذَا الْمُجْمل مَا هُوَ فِي كتب الْأَخْلَاق من أَن الْعَدَالَة هِيَ الْأَمر الْمُتَوَسّط بَين الإفراط والتفريط وَهُوَ ثَلَاثَة أُمُور الْحِكْمَة والعفة والشجاعة الَّتِي هِيَ من أصُول الْأَخْلَاق الفاضلة المكتسبة وتفاصيلها إِن كل الْفَضَائِل الكسبية منحصرة فِي التَّوَسُّط.
وَتَقْرِير الْكَلَام أَن الْخَالِق تَعَالَى وتقدس قد ركب فِي الْإِنْسَان ثَلَاث قوى إِحْدَاهَا مبدأ إِدْرَاك الْحَقَائِق والشوق إِلَى النّظر فِي العواقب وَالتَّمَيُّز بَين الْمصَالح والمفاسد وَهِي المطمئنة ويعبر عَنْهَا بِالْقُوَّةِ النطقية - والعقلية - وَالنَّفس المطمئنة - والملكية - وَأَيْضًا قَالُوا إِن النَّفس المطمئنة هِيَ الَّتِي تمّ نورها بِنور الْقلب حَتَّى انخلعت عَن صفاتها الذميمة وتخلقت بالأخلاق الحميدة. وَالثَّانيَِة مبدأ جذب الْمَنَافِع وَطلب الملاذ من المآكل والمشارب وَغير ذَلِك وَتسَمى الْقُوَّة الشهوانية والبهيمية وَالنَّفس الأمارة. وَبِعِبَارَة أُخْرَى النَّفس الأمارة هِيَ الَّتِي تميل إِلَى الطبيعة الْبَدَنِيَّة وتأمر باللذات والشهوات الحسية وتجذب الْقلب إِلَى الْجِهَة السفلية فَهِيَ مأوى الشرور القبيحة ومنبع الْأَخْلَاق الذميمة. وَالثَّالِثَة مبدأ الْإِقْــدَام على الْأَهْوَال والشوق إِلَى التسلط والترفع وَهِي الْقُوَّة الغضبية والسبعية وَالنَّفس اللوامة.
وَأَيْضًا قَالُوا إِن النَّفس اللوامة الَّتِي تنورت بِنور الْقلب قدر مَا شبهت عَن الْغَفْلَة وَكلما صدرت مِنْهَا سَيِّئَة تحكم بهَا وتلوم عَلَيْهَا وتتوب عَنْهَا وتحدث من اعْتِدَال الْحَرَكَة الإرادية للأولى الْحِكْمَة وللثانية الْعِفَّة وللثالثة الشجَاعَة. فأمهات الْفَضَائِل الكسبية هِيَ هَذِه الثَّلَاثَة وَمَا سوى ذَلِك فَإِنَّمَا هُوَ من تفريعاتها وتركيباتها وكل مِنْهَا مَحْبُوس ومحاط بطرفي إفراط وتفريط هما رذيلتان. أما الْحِكْمَة فَهِيَ معرفَة الْحَقَائِق على مَا هِيَ عَلَيْهِ بِقدر الِاسْتِطَاعَة وَهِي الْعلم النافع الْمعبر بِهِ بِمَعْرِِفَة النَّفس بِمَا لَهَا وَمَا عَلَيْهَا الْمشَار إِلَيْهِ بقوله تَعَالَى {وَمن يُؤْتِي الْحِكْمَة فقد أُوتِيَ خيرا كثيرا} وإفراطها الجربزة وَهِي اسْتِعْمَال الْفِكر فِيمَا لَا يَنْبَغِي كالمتشابهات على وَجه لَا يَنْبَغِي لمُخَالفَة الشَّرَائِع نَعُوذ بِاللَّه من علم لَا ينفع، وتفريطها الغباوة الَّتِي هِيَ تَعْطِيل الْقُوَّة الفكرية بالإرادة وَالْوُقُوف عَن اكْتِسَاب الْعُلُوم النافعة. وَأما الشجَاعَة فَهِيَ انقياد السبعية للناطقة ليَكُون إقــدامــها على حسب الرُّؤْيَة من غير اضْطِرَاب فِي الْأُمُور الهائلة حَتَّى يكون فعلهَا جميلا وصبرها مَحْمُودًا وإفراطها (التهور) أَي الْإِقْــدَام بالإرادة على مَا لَا يَنْبَغِي. وتفريطها (الْجُبْن) أَي الحذر بالإرادة عَمَّا لَا يَنْبَغِي.
وَأما الْعِفَّة فَهِيَ انقياد البهيمية للناطقة ليَكُون تصرفاتها بِحَسب اقْتِضَاء الناطقة لتسلم عَن استعباد الْهوى إِيَّاهَا واستخــدام اللَّذَّات. وإفراطها (الخلاعة والفجور) أَي الْوُقُوع فِي ازدياد اللَّذَّات على مَا تحب، وتفريطها (الجمود) أَي السّكُون عَن طلب اللَّذَّات بِقدر مَا رخص فِيهِ الْعقل وَالشَّرْع إيثارا لَا خلقَة فالأوساط فَضَائِل والأطراف رذائل. وَإِذا امتزجت الْفَضَائِل الثَّلَاث حصل من اجتماعها حَالَة متشابهة هِيَ الْعَدَالَة، فَبِهَذَا الِاعْتِبَار عبر عَن الْعَدَالَة بالوسائط وَإِلَيْهِ أُشير بقوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام خير الْأُمُور أوساطها. وَالْحكمَة فِي النَّفس البهيمية بَقَاء الْبدن الَّذِي هُوَ مركب النَّفس الناطقة لتصل بذلك إِلَى كمالها اللَّائِق بهَا ومقصدها المتوجهة إِلَيْهِ. وَفِي السبعية كسر البهيمية وقهرها وَدفع الْفساد المتوقع من استيلائها وَاشْتِرَاط التَّوَسُّط فِي أفعالها لِئَلَّا تستعبد الناطقة فِي هَواهَا وَقصر شأوها عَن كمالها ومقصدها وَقد مثل ذَلِك بِفَارِس استردف سبعا وبهيمة للاصطياد فَإِن انْقَادَ السَّبع والبهيمة للفارس واستعملها على مَا يَنْبَغِي حصل مَقْصُود الْكل لوصول الْفَارِس إِلَى الصَّيْد والسبع إِلَى الطعمة والبهيمة إِلَى الْعلف فَإِن الْبَهِيمَة أَعنِي الْفرس مثلا مَا دَامَ يركبه فَارس يطْلب صيدا لَا يَأْكُل الْعلف وَلَا يفرغ لَهُ وَإِلَّا هلك الْكل.
ثمَّ إِن تِلْكَ الْفَضَائِل الحميدة المتوسطة وَكَذَا تِلْكَ الرذائل المذمومة لَا تتَصَوَّر إِلَّا فِيمَن كَانَ واجدا لتِلْك القوى الثَّلَاث الْمَذْكُورَة ويستعملها اسْتِعْمَالا مَحْمُودًا أَو مذموما لَا فِيمَن كَانَ فاقدا لَهَا فَإِن تِلْكَ الْفَضَائِل والرذائل كسبية يُثَاب بكسبها ويعاقب بِتَرْكِهَا ففاقد الْقُوَّة الشهوانية مثلا مَعْذُور لَا يُمكن أَن يُقَال إِنَّه سَاكن بِاخْتِيَارِهِ وإرادته عَن طلب اللَّذَّة بِقدر مَا رخص فِيهِ الْعقل وَالشَّرْع فَهُوَ خَارج عَمَّا نَحن فِيهِ وَكَذَا فَاقِد الْقُوَّة الغضبانية وفاقد الْقُوَّة النطقية كَالْمَجْنُونِ وَالْمَعْتُوه خارجان عَنهُ، فَافْهَم واحفظ وَكن من الشَّاكِرِينَ. الْعَدَاوَة: مَا يتَمَكَّن فِي الْقلب من قصد الْإِضْرَار والانتقام.

جحد

جحد


جَحِدَ(n. ac. جَحَد)
a. Was poor, scanty; was niggardly.

جَحْدa. Scantiness, straitness; niggardliness.

جَحِدa. Scanty; niggardly.

جَاْحِدa. Denying.
b. Apostate, renegade.

جُحُوْدa. Denial.
b. Renunciation.

جَحَّاْدa. Sceptic; unbeliever.
b. Ungrateful, thankless, cynical; cynic.
ج ح د : جَحَدَهُ حَقَّهُ وَبِحَقِّهِ جَحْدًا وَجُحُودًا أَنْكَرَهُ وَلَا يَكُونُ إلَّا عَلَى عِلْمٍ مِنْ الْجَاحِدِ بِهِ. 
الجحد: ما انجزم بلم لنفي الماضي، وهو عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل في الماضي، فيكون النفي أعم منه، وقيل الجحد: عبارة عن الفعل المضارع المجزوم بلم، التي وضعت لنفي الماضي في المعنى وضد الماضي.
ج ح د: (الْجُحُودُ) الْإِنْكَارُ مَعَ الْعِلْمِ يُقَالُ: (جَحَدَهُ) حَقَّهُ وَجَحَدَهُ بِحَقِّهِ، وَبَابُهُ قَطَعَ وَخَضَعَ. وَ (الْجَحْدُ) قِلَّةُ الْخَيْرِ. 
جحد الجُحُوْدُ: ضِدُّ الإِقْرَار. والجَحَدُ: الضِّيْقُ. والشُّحُّ. ورَجُلٌ جَحِدٌ: قَليلُ الخَيْرِ، يُقال منه: جَحِدَ وأجْحَدَ. والجُحْدُ: لُغَةٌ فيه. والجُحَادِيُّ: الضَّخْمُ، والخاءُ لُغَةٌ فيه. والجُحَادِيَّةُ: قِرْبَةٌ أو سِقَاءٌ مَلآْن، أو غِرَارةٌ مَمْلُوْءةٌ تَمْراً. والجَحّادُ: البَطِيْءُ الإِنْزَالِ.
ج ح د

جحده حقه وبحقه، جحداً وجحوداً. وما أنت إلا جاحد جحد أي قليل الخير، وفيك جحد وجحد كعدم وعدم، وقد جحد فلان وأجحد. قال الفرزدق:

لبيضاء من أهل المدينة لم تذق ... يبيساً ولم تتبع حمولة مجحد

وقلة الخير على معنيين: الشح والفقر. ويقال: قد جحد عامنا، وعام جحد.
(جحد)
الْأَمر وَبِه جحدا وجحودا أنكرهُ مَعَ علمه بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وجحدوا بهَا واستيقنتها أنفسهم} وَفُلَانًا حَقه وبحقه لم يعْتَرف بِهِ

(جحد) جحدا قل خَيره لفقر أَو بخل فَهُوَ جحد وَجحد وَهُوَ أجحد وَهِي جحداء (ج) جحد وَالْعَام قل مطره وَالْأَرْض صَارَت يابسة لَا خير فِيهَا والنبات قل وَلم يطلّ والعيش ضَاقَ وَاشْتَدَّ
جحد
الجُحُود: نفي ما في القلب إثباته، وإثبات ما في القلب نفيه، يقال: جَحَدَ جُحُوداً وجَحْداً قال عزّ وجل: وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ [النمل/ 14] ، وقال عزّ وجل: بِآياتِنا يَجْحَدُونَ [الأعراف/ 51] . وتَجَحَّدَ تَخَصَّصَ بفعل ذلك، يقال: رجل جَحِدٌ: شحيح قليل الخير يظهر الفقر، وأرض جَحْدَة: قليلة النبت، يقال: جَحَداً له ونَكَداً، وأَجْحَدَ: صار ذا جحد.
[جحد] الجُحودُ: الإنكار مع العلم. يقال: جَحَدَهُ حقّه وبحقّه، جَحْداً وجحودا. والجحد أيضا. قلة الخير، وكذلك الجُحْدُ بالضم. وقال الشاعر: لَئِنْ بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيدَيْنِ مائِراً * لَقدْ غَنِيَتْ في غيرِ بُؤْسٍ ولا جَُحْدِ - والجَحَدْ بالتحريك مثله. يقال: نَكَداً له وجَحَداً. وجَحَدَ الرجل بالكسر جَحَداً، فهو جَحِدٌ ، إذا كان ضيّقاً قليل الخير. وأجحد مثله. قال الفرزدق: وبيضاء من أهل المدينة لم تذق * بئيسا ولم تتبع حمولة مجحد - وعام جحد: قليل المطر. وجَحِدَ النبتُ: إذا قلَّ ولم يطل. وجحادة: اسم رجل.
جحد: جَحَد: ارتد عن الدين، وتخلى عن معتقد فاسد، وارعوى من الخطأ، وأقلع عن الرأي وتركه (بوشر، همبرت 157، هلو).
وكتم رأيه وشعوره (الكالا) وانظره في جحود.
أجحد: كتم، أخفى (الكالا) انجحد عن، ومن، وفى: ذكرت في فوك في مادة negare.
جُحْدة: إنكار (الكالا) - بجحدة: خفية. (الكالا) ودخل بجحده: دخل خفية.
جَحُود: لا تعني بخيل قليل الخير كما وردت في شرح ألفاظ المنتخب من تاريخ العرب ص239 لأن هذا المعنى لا يتفق مع المراد بالنص، ولكن معناه كافر بالنعمة، يقال: جحد النعمة كفر بها. وأنظر فوك في مادة ingratus و ingratitudo.
وجُحْد هو جمع جحود أو جمع جاحد (أنظر معجم المتفرقات).
جَحّاد: مبالغة اسم جاحد وهو الكثير الجحد (فوك) جاحِد وجمعه جُحَّد: مرتد عن الدين، كافر (همبرت 157، بوشر، معجم مسلم).
مجحود: خفي، سر (الكالا) ويقال عدد مجحود، وعمل مجحود.
(ج ح د)

الجَحْدُ، نقيض الْإِقْرَار. جَحَدَه يَجْحَدُه جَحْداً وجُحُوداً، وجَحَدَهُ إِيَّاه وَقَوله تَعَالَى: (وجَحَدُوا بهَا) عداهُ بِالْبَاء لِأَنَّهُ فِي معنى كفرُوا. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (ومَا كانُوا بآياتِنا يَجْحَدُونَ) أَي بكفرهم بِآيَاتِنَا.

والجَحْد والجُحْدُ والجَحَدُ: قلَّة الْخَيْر. وَقد جَحِدَ جَحْداً فَهُوَ جَحِدٌ وجَحْد، واجْحَدَ.

وَأَرْض جَحْدَةٌ، يابسة لَا خير فِيهَا، وَقد جَحِدَتْ. وجَحِدَ النَّبَات، قل ونكد.

والجحْدُ، الْقلَّة من كل شَيْء، وَقد جَحِدَ. وَرجل جَحِدٌ وجَحَدٌ، كَقَوْلِهِم نَكِدٌ ونَكَدٌ.

ونَكْداً لَهُ وجَحْداً، ونُكْداً لَهُ وجُحْداً، ونَكَداً لَهُ وجَحَداً: دُعَاء عَلَيْهِ.

والجُحادِيُّ، الضخم، حَكَاهُ يَعْقُوب، قَالَ: وَالْخَاء لُغَة.
باب الحاء والجيم والدال معهما ج ح د، ج د ح، ج د ح مستعملات

جحد: الجُحُود: ضدُّ الاقرار كالانكار والمعرفة. والجَحدُ: من الضيِّق والشُحِّ. ورجُلٌ جَحْدٌ: قليلُ الخير، قال:

لا جحدا ابتغينه ولا جَدا ... يَعدنَ من هازَلْنَه غداً غدا

حدج: الحَدَج: حَمْلُ البِطِّيخ والحنَظْلَ ما دام صِغاراً خُضْراً. ويقال ذلك لحَسَك القُطْب ما دامَ رَطْباً، الواحدة بالهاء. والحُدْجُ لغةٌ فيه. والتَحديج: شِدَّة النَظَر بعد رَوْعةٍ وفَزْعةٍ، حَدَّجْتُ بَبصَرى، قال العجاج:

إذا آثبجرّا من سَواد حَدَّجا

وحَدَجْتُ ببَصَري: رَمَيتُ به. والحِدْج: مَرْكَبٌ غيرُ رَحْلٍ ولا هَوْدَج لنِساء العرب، حَدَجْتُ الناقةَ أحدِجُها حَدْجاً، والجميع: أحداج وحَدائج وحُدُوج، قال:

أَصاحِ تَرَى حَدائِجَ باكراتٍ ... عليها العَبْقَريَّةُ والنُّجُودُ

وأحدَجْتُها: إذا شَدَدْتُ الحِدْجَ عليها. جدح: الجَدْحُ: خوض السَّويق واللَّبَن ونحوه بالمجدح ليختلِطَ. والمِجدَح: خَشَبةٌ في رأسها خَشَبَتان مُعتَرضَتانِ. والمِجداح: تردُّد رَيِّق الماء في السَّحاب ، يقال: أرسَلَتِ السَماُء مَجاديحَ الغَيْثِ.
جحد
جحَدَ/ جحَدَ بـ يَجحَد، جَحْدًا وجُحودًا، فهو جاحِد، والمفعول مَجْحود
• جحَد الحقَّ/ جحَد بالحقِّ: أنكره مع علمه به "جحَد الجميلَ- جحَد دينَه: أنكره علنًا- {أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ} - {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} ".
• جحَده حقَّه: أنكره، لم يعترف به "جاحدٌ للمعروف". 

جَحِدَ يَجحَد، جَحَدًا، فهو جَحِد وجَحْد
• جحِدَ الرَّجُلُ: قَلَّ خيرُه لبخلٍ أوفقر ° جَحِدَ العيشُ: ضاق واشتدّ. 

جَحْد [مفرد]:
1 - مصدر جحَدَ/ جحَدَ بـ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جَحِدَ. 

جَحَد [مفرد]: مصدر جَحِدَ. 

جَحِد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جَحِدَ. 

جُحود [مفرد]: مصدر جحَدَ/ جحَدَ بـ.
• لام الجُحود: (نح) اللام الدَّاخلة على الفعل المضارع والمسبوقة بكون منفيّ، ويُنصَب الفعل المضارع بعدها "ما كان جيشنا لِيُهزمَ لولا الاختلاف بين قادته- {لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} ". 

جحد: الجَحْدُ والجُحُود: نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة، جَحَدَهُ

يَجْحَدُه جَحْداً وجُحوداً.

الجوهري: الجُحودُ الإِنكار مع العلم. جَحَدَه حقَّه وبحقه. والجَحْدُ

والجُحْدُ، بالضم، والجحود: قلة الخير.

وجَحِدَ جَحَداً، فهو جَحِدٌ وجَحْدٌ وأَجْحَدُ إِذا كان ضيقاً قليل

الخير. الفراء: الجَحْدُ والجُحْدُ الضيق في المعيشة. يقال: جَحِدَ عَيْشُهم

جَحَداً إِذا ضاق واشتدَّ؛ قال: وأَنشدني بعض الأَعراب في الجَحد:

لئن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيْدَيْنِ مائراً،

لقد غَنِيَتْ في غير بُوسٍ ولا جَحْدِ

والجَحَدُ، بالتحريك: مثله؛ يقال: نَكَداً له وجَحَداً وأَرض جَحْدَة:

يابسة لا خير فيها. وقد جَحِدَت وجَحِدَ النبات: قلَّ ونكد. والجَحْد:

القلة من كل شيءٍ، وقد جُحِدَ. ورجل جَحِدٌ وجَحْدٌ: كقولهم نَكِدٌ

ونَكْدٌ. قليل المطر. وجَحِدَ النبتُ إِذا قلَّ ولم يَطُلْ. أَبو عمرو: أَجْحَدَ

الرجل وجَحَدَ إِذا أَنْفَضَ وذهب ماله؛ وأَنشد الفرزدق:

وبَيْضاءَ من أَهل المدينة لم تَذُقْ

يَبِيساً، ولم تَتْبَعْ حَمولةَ مُجْحِدِ

قال ابن بري: أَورده شاهداً على مُجْحِدٍ للقليل الخير، وصوابه: لبيضاء

من أَهل المدينة؛ وقبله:

إِذا شئتُ غَنَّاني، من العاج، قاصِفٌ

على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ

وفرس جَحْدٌ والأُنثى جَحْدَةٌ، وهو الغليظ القصير، والجمع جِحاد.

شمر: الجُحاديَّة قربة ملئت لبناً أَو غَرارة ملئت تمراً أَو حنطة؛

وأَنشد:

وحتى ترى أَن العَلاة تُمِدُّها

جُحاديَّةٌ، والرائحاتُ الرواسمُ

وقد مضى تفسيره في ترجمة عَلأَ.

وجُحادةُ: اسم رجل.

والجُحاديُّ: الضخم، حكاه يعقوب، قال والخاء لغة.

جحد
: (جَحَدَه حَقَّهُ. و) جَحَدَه (بحَقِّه، كمَنعَهُ) يَتعدَّى إِلى الْمَفْعُول الثَّانِي تَارَة بنفْسه وَتارَة بِحرف الجرّ، وَقَالَ بَعضهم: لَا يَتعدّى بالبَاءِ إِلا بتضمين معنَى كَفَرَ، أَو بحَمْلِه عَلَيْهِ، قَالَه شَيخنَا يَجْحَده (جَحْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وجُحُوداً) كَقُعُودٍ: (أَنكَرَه معَ عِلْمِه) ، قَالَه الجوهريّ، أَي فَهُوَ أَحضُّ. وَيُقَال لَهُ المكابَرَة. وقَد يُطلَق على مُطْلَق الإِنكارِ، قَالَه شَيخنَا.
(و) جَحَدَ (فُلاناً: صادَفَه بَخِيلاً) قَليلَ الخَيرِ. وَفِي (الأَساس) : وقِلّة الخعيْر، على معنَيين: الشُّحِّ والفَقْر.
(و) جَحِدَ، (كفَرِحَ: قَلَّ) من كُلّ شيْءٍ (و) جَحِدَ (: نَكِدَ) . يقالُ رجلٌ جَحِدٌ وجَحْدٌ، كَقَوْلِهِم نَكِدٌ ونَكْد ونَكْداً لَهُ وجَحْداً، دعاءٌ عَلَيْهِ، (و) جَحِدَ (النَّبتُ) : قَلَّ ونَكِدَ و (لَم يَطُلْ) .
(والجحدُ، بِالْفَتْح والضمّ والتحريك: قِلَّةُ الخَيْرِ) والضِّيقُ فِي المَعيشة، كالجُحُود.
(جَحِدَ) عَيْشُهم، (كفَرِحَ) جَحَداً، إِذَا ضَاقَ واشتَدَّ. وأَنشدَ بعض الأَعرَاب فِي الْجحْد:
لئِن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيدَين مائِراً
لقد غَنِيَتْ فِي غَيْرِ بُوسٍ وَلَا جَحْدِ
(فَهُوَ جَحِدٌ) ، ككَتفٍ. (وجَحْدٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وأَجْحَدُ) .
(والجَحّادُ) ، كشَدّادِ: الرجُلُ (البَطيءُ الإِنزلالِ) ، نَقله الصغانيّ.
(والجُحَادِيُّ بالضّمّ: الضَّخْم من كلِّ شيْءٍ) ، حَكَاهُ يَعْقُوب. قَالَ: والخاءُ لُغة.
(و) قَالَ شَمِرٌ: الجُحَادِيَّةُ، (بهاءٍ: القِرْبَةُ المملوءَةُ لَبَناً) ، والغِرَارَةُ المملوءَةُ تَمْراً أَو حِنْطَةً. وأَنشد أَبو عُبيدةَ:
وحتّى تَرَى أَنَّ العَلاَةَ تَمُدُّها
جُحَادِيّةٌ والرَّائحاتُ الرَّواسمُ
(وفَرَسٌ جَحِدٌ ككَتِفٍ: غَليظٌ قَصِيرٌ. وَهِي بهاءٍ. ج) جِحَادٌ، (ككِتَاب) ، نَقله الصغانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَرضٌ جَحْدة: يابسةٌ لَا خَيْرَ فِيهَا. وَقد جَحِدَت، وعامٌ جَحِدٌ: قَليلُ المطَرِ. وَعَن أَبِي عَمرٍ و: أَجحَدَ الرَّجلُ وجَحَدَ، إِذَا أَنفَضَ وذهَبَ مالُه.
وجُحَادَةُ اسمُ رَجلٍ.
وَقَالَ الزّجّاج: أَجْحَدْتُ فُلاناً: صادَفْتُه بَخيلاً.
جخد: (الجُخَاديُّ بالضّمّ وَتَشْديد الْيَاء) التّحتيّة، أَهمله الجوهريّ وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (الصَّحْنُ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَفِي التكملة الصّخْر (يُحْلَبُ فِيهِ. و) الجُخَادِيّ: (الضَّخْم من الإِبل، أَو) الضَّخْم (من كلِّ شيْءٍ) ، كَمَا حَكَاهُ يَعْقُوب فِي الْبَدَل.
(وأَبو جُخَادٍ كغُرَاب: الجَرَادُ) ، وَهُوَ كُنْيته.
جحد: {جحدوا}: أنكروا بألسنتهم ما تتيقنه قلوبهم.
(جحد) - قَولُه تَعالَى: {وجَحَدُوا بِهَا} .
الجَحْد: ضِدُّ الِإقرار، ولا يكون جَحْداً، إلَّا مع [عِلْم] الجَاحِد به، بخِلاف الِإنكارِ، وكذلك الجُحُود. والجَحْد: قِلَّةُ الشَّىءِ.

المعارك الحربية

المعارك الحربية
سجل القرآن كثيرا من المعارك الحربية التى دارت بين المسلمين وخصومهم بطريقته المصورة المؤثرة المتغلغلة إلى أعماق النفوس، وأخفى أغوار القلوب، وها هو ذا يسجل معركة بدر، أولى المعارك الكبرى التى انتصر فيها المؤمنون، على قلتهم، انتصارا مبينا على عدوهم، فيقول: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْــدامَ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
(الأنفال 5 - 19).
تسجل الآيات الكريمة نقاشا حادّا جرى بين النبى وطائفة من المؤمنين، هو يريد أن يقنعها بأن الخير في الخروج لملاقاة العدو، وهى تريد أن تقنعه بأن الأفضل البقاء وتجنب ملاقاته، يشفع لها في اتخاذ هذا الرأى قلة عددها، ويسجل القرآن على هذه الطائفة شدة فرقها من لقاء العدو، حتى لقد دفعها ذلك إلى جدال الرسول في رأيه جدالا شديدا، وكأنما تمثلت مصارعهم أمامهم، وكأنهم يرون أنفسهم مسوقين إلى الموت سوقا، وتسجل الآيات أن الله وعد المؤمنين الظفربالعير أو بقريش، وأنهم كانوا يؤثرون أخذ العير لسهولة ذلك عليهم، ولكن الله قد دفعهم إلى الخروج لا للظفر بالغنيمة، بل ليكون ذلك تمهيدا للتمكين للدين، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
ها هو ذا جيش المسلمين يسير بقلب واجف، وفؤاد مضطرب، يستمد المعونة من الله، ويستغيث به، ويطلب منه النصر، والله يستجيب له، ويعده بأن يمده بالملائكة، ليطمئن قلبه، وتسكن نفسه، وتثبت قدمه، وها هو ذا الأمن يملأ أفئدة الجند، فيجد النوم سبيله إلى عيونهم، وتجود السماء بالماء، فلا يتسرب الخوف من العطش إلى نفوسهم، والله يلقى الأمن والسكينة في قلوبهم، فيقبلون على القتال، فى جرأة وبسالة وإقــدام، يتزعزع لها قلب العدو، ويمتلئ قلبه بالرعب والذهول، والمسلمون ماضون في عنف، يضربون الأعناق، ويبترون الأكف، فلا تستطيع حمل السلاح، وذلك جزاء عناد المشركين لله ورسوله.
ويتخذ القرآن من تلك المعركة درسا، ويرى أن النصر إنما كفل بهذا الإقــدام المستميت، فيحذرهم إذا لاقوا العدو أن يفروا من ميدان القتال، وينذرهم إذا هم فعلوا، بأقسى ألوان العقوبات، وشر أنواع المصير، يذكرهم بأن الله هو الذى أمدهم بهذه القوة التى استطاعوا بها هزيمة عدوهم، وكأنه ينبئهم بأنهم ليس لهم عذر بعد اليوم، إذا هم أحجموا عن الجهاد، وخافوا لقاء العدو.
ويمضى القرآن بعدئذ منذرا الكافرين، مهددا إياهم، بشر مصير إن هم فكروا فى إعادة الكرة، أو غرتهم كثرتهم، ومتجها إلى المؤمنين يأمرهم بطاعة الرسول، بعد أن تبينوا أن الخير فيما اختار، والنجح فيما أشار به وأمر.
والقرآن في حديثه عن هذه الغزوة قد اتجه أكثر ما اتجه إلى رسم نفسية المقاتلين، والتغلغل في أعماقها، لأن هذه النفسية هى التى تقود خطا المجاهدين، وتمهد الطريق إلى النصر أو الهزيمة، كما اتجه إلى ما يؤخذ منها من تجربة وعظة.
وإذا كانت غزوة بدر قد انتهت بالنصر فإن غزوة أحد قد انتهت بإخفاق بعد نصر كان محققا، وقد سجل القرآن تلك الغزوة في قوله: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ  لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْــدامَــنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران 121 - 171).
هذا الحديث المطول مؤذن بأن المحدث عنه ذو أهمية خاصة تحتاج إلى هذا الطول، ولم لا؟ وهو حديث عن هزيمة، يريد أن يقتلع آثارها من نفوسهم، وأن يبدلهم من اليأس أملا، وأن يبين لهم الحكمة فيما حدث، ولنتتبع الآيات الكريمة نرى ما رسمته، وما توحى به، وما عالجته في نفوس القوم، وكيف مستها برفق حتى اندمل جرحها واطمأنت. صورت الآيات الكريمة الرسول في ميدان القتال، يرتب الجند، ويخص كل طائفة بمكان، ويعيّن موضع كل فريق من المعركة، وقد همّ فريقان أن يتركا ميدان القتال ويفشلا، ولعلهما كانا يريان أن يعودا وينتظرا العدو في المدينة، وربما ذكر الرسول المؤمنين بنعمة الله إذ نصرهم، وهم ضعاف أذلة يوم بدر، كما أخذ الرسول يقوى روحهم المعنوية، فيحدثهم عن تأييد الله لهم بالملائكة ليطمئن قلوبهم، ويثبت أقــدامــهم، وليكون ذلك وسيلة لدحر الكفار، أو لتذكيرهم فيتوبون.
ذلك رسم لما كان في بدء المعركة، وما قام به الرسول من دور هام في تنظيم قوى المؤمنين، وملء أفئدتهم بالأمل وروح الإقــدام.
ويمضى القرآن بعدئذ يمس جرحهم في رفق، فينهاهم عن الوهن والحزن، ويعدهم بالفوز إذا كان الإيمان الحق يملأ قلوبهم، ويحدثهم بأنهم إن كانوا قد أصيبوا فقد أصيب عدوهم بمثل ما أصيبوا به، وكأنه يقول لهم: إن القوم برغم ما أصيبوا به، لم يهنوا ولم ييأسوا، بل جاءوا إليكم مقاتلين.
ويحدثهم عن السر في انتهاء المعركة بما انتهت به، وأن ذلك وسيلة لتبين المؤمن الحق، وتمحيصه عن طريق اختباره، فليس دخول الجنة من اليسر بحيث لا يحتاج إلى اختبار قاس، كهذا الاختبار الذى عانوه في معركة القتال، ثم ينتقل بعدئذ يقرّ في نفوسهم أن الأجل أمر مقدور لا سبيل إلى تقديمه أو تأخيره، وأن كثيرا من الأنبياء حدث لأتباعهم هزائم لم تضعف من عزيمتهم ولم تؤد بهم إلى الوهن والضعف والاستكانة، وهو بذلك يضرب لهم المثل الواجب الاقتداء، وبالصبر سيظفرون كما ظفر من سبقهم.
ويعود بعد ذلك متحدثا عن سبب الهزيمة، فيبين أنهم كانوا خلقاء بالنصر، وأن الله قد صدقهم وعده، وأراهم ما يحبون، ولكنهم فشلوا وتنازعوا في الأمر فمنهم من أراد
الظفر بالغنيمة، ومنهم من كان يريد الآخرة، فكانت النتيجة هزيمة، فرّوا على إثرها مولين، لا يلوون على شىء، والرسول يدعوهم إلى الثبات، ويصف القرآن طائفة منهم قد تغلغل الشك في نفوسهم، فمضوا يظنون بالله غير الحق، ويقولون: لو كان لنا من الأمر شىء ما قتلنا هاهنا، فيرد عليهم القرآن في رفق بأن الأجل مقدر، وأن من كتب عليه القتل لا بدّ ملاقيه، ثم يسبغ الله عفوه على من فر في ميدان القتال، غافرا له زلة دفعه إليها الشيطان.
ويكرر القرآن مرة أخرى فكرة إصابتهم، وأن أعداءهم قد أصيبوا من قبلهم، وأن سبب هذه الهزيمة راجع إلى أنفسهم، كما سبق أن حدثهم عن فشلهم وتنازعهم، وأن هذا الاختبار ليتبين من آمن، ومن نافق، هؤلاء الذين ثبطوا عن القتال حينا، والذين زعموا أن الجهاد في سبيل الله هو الذى دنا بآجال من قتلوا، والقرآن يرد عليهم في إفحام قائلا: فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (آل عمران 168).
ويختم حديثه مسهّلا عليهم قتل من قتل في سبيل الله بأنه شهيد حى عند ربه يرزق، فرح بما أوتى من فضل الله، مستبشر بمن سيلحق به من المجاهدين، مبتهج بحياة لا خوف فيها ولا حزن.
كانت سمة هذا الحديث الطويل الرفق في الخطاب واللين في العتاب، يريد بذلك تأليف القلوب، وجمع الأفئدة، وربما جر العنف إلى أن تجمع النفوس، وتتشتت الأهواء، فى وقت كان الإسلام فيه أحوج ما يكون إلى الألفة وجمع الشمل، حتى إن الفارين أنفسهم وجدوا من عفو الله ما وسعهم بعد أن استزلهم الشيطان.
وسمة أخرى واضحة في تلك الآيات الكريمة وهى خلق الأمل في القلوب وإبعاد شبح اليأس ومرارة الهزيمة من النفوس، وقد رأينا كيف ضرب لهم الأمثلة بمن مضوا ممن قاتلوا مع النبيين، وأثار فيهم نخوة ألا يكونوا أقل قوة من أعدائهم الذين أصيبوا أشد من إصابتهم، ومع ذلك لم يهنوا ولم يضعفوا، وملأ قلبهم طمأنينة على من قتل من أحبابهم، فقد أكد لهم حياتهم حياة سعيدة، وبذلك كله مسح على قلوبهم، ومحا بعفوه آلام المنهزمين منهم، وأعد الجميع لتحمل أعباء الجهاد من جديد بنفوس مشرقة، وقلوب خالصة، يملؤها الأمل ويحدوها الرجاء في ألا تقصر في قتال، أو يدفعها زخرف الحياة الدنيا فتنصرف إليه، ناسية الهدف الرئيسى الذى تركت من أجله الوطن والأهل والولد.
وتحدث القرآن حديثا طويلا عن غزوة الأحزاب، إذ قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (الأحزاب 9 - 27).
أجملت الآيات في وصف نتيجة المعركة بانهزام الأحزاب ومن ظاهروهم، إجمالا يغنى عن كل تفصيل، ويحمل إلى النفس معنى النعمة التى أنعم الله بها على المؤمنين، فقد كفاهم القتال بقوته وعزته، ولا سيما إذا قرنت تلك النعمة بما أصاب المؤمنين من الخوف والرهبة من إحاطة الأعداء بهم، فقد جاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وزلزلوا زلزالا شديدا، ألا ترى أن هذا الوصف الدقيق لنفسية المؤمنين وقد أحيط بهم، وهذا الوصف الموحى المصور، المؤذن بأن اليأس من النجاة، كاد يستولى على النفوس، ثم رأى المحاصرون أنه قد انجلى الغم عنهم، ومضى الخوف إلى غير رجعة، وأن ذلك قد تم بقدرة الله وحده، وأنهم قد كفوا القتال، وصاروا آمنين في ديارهم- ألا ترى ذلك جديرا بشكر المنعم على تلك النعمة، التى تضؤل النعم بجوارها.
وأطالت الآيات في الحديث عن هذه العوامل التى تفت في عضد الجيش الإسلامى، والتى كانت خليقة أن تنزل به أقسى الهزائم، وتلك هى المعوقون والمنافقون، وكأنه بذلك يريد أن يتدبر هؤلاء موقفهم، وأن يروا قدرة الله التى جلبت النصر وحدها، من غير أن يشترك المسلمون في قتال، فلعل في ذلك تطهيرا لقلوبهم، وسببا لعودتهم إلى الطريق السوى، وخير السبل، وقد تحدث القرآن طويلا عما يعتلج في نفوسهم، وما يبثونه من أسباب الهزيمة في صفوف المسلمين، وحكى معتقداتهم ورد عليها في حزم. فكان حديث القرآن عن هذه الغزوة حديث المصلح الذى يضع هدف إصلاح نفوس الأفراد وتطهير الجماعة من أسباب ضعفها وخذلانها. وإلى هذا يهدف القرآن حين يتحدث عن الغزوات، يعنى بالنهوض بالفرد، فتطهر نفسه، ويؤمن بالله أعمق الإيمان وأصدقه، وبالجماعة فتتلافى وسائل نقصها، وتخلص مما يقعد بها دون الوصول إلى غايتها من النصر المؤزر والاستقرار والأمن، يرفق في سبيل ذلك حينا، ويقسو حينا آخر.

عقعتي

عقعتي: عقعتي = عقعق: قعقع، كندش، شجوجي (طائر). (بوشر).
عقعق عِقْعاق. واحده عقعاقه: عقعق. (فوك).
عِقعاقية: نوع من الفاصولياء لونها لون العقعق أي خليط من البياض والسواد. (ابن العوام 2: 64).
عقف عُقافّة: كلاّب، محجن، وهي عود أو خشبة في أحد طرفيها التواء وانحناء يجذب بها الشيء، وتجمع على عقاقيف. (بوشر).
أعقف، ومؤنثه عقفاء= موسى. (الكامل ص334).
عقل عقل: عقلوا أنفسهم: يقال هذا عن المقاتلين في المعركة إذا ارتبطوا بالسلاسل أو بغيرها لكيلا يهربوا. (الأغاني ص13 مع تعليقة كوسجارتن ص248).
عقل: سجن، حبس. ألقى في السجن.
ففي رياض النفوس (ص79 و) في الكلام عن رجل سجنوه: الرجل المعقول. عقل: يقال: منذ عَقَلْتُ، ومنذ عقلت عقلي، أي منذ أدركت وميزت.
عقل على نفسه: أدرك وفهم ما يفعل. ففي ياقوت (3: 760): وكان النساء يخرجن ظاهرات متبرّجات لا يعقلن على أنفسهن طلباً للجماع، وفيه بعد ذلك: وقد عاد إليهن التمييز باستقباح ماكن فيه. (ألف ليلة 1: 91).
عَقَّل (بالتشديد)، عَقَّلَه بفلان: عرّفه به. (دلابورت ص127).
أعقل: أخر، عوَّق. أبطأ. (فوك).
أعقل: صعد. (أبو الوليد ص539).
تعقل: اعتقل، سجن. (مملوك 1، 1: 210).
تعقل: تعرف بشخص. (دلابورت ص127).
تعقل: تعاقل، تكلف العقل، تظاهر بأنه عاقل. (جوليوس، أبو الوليد ص647).
انعقل: ربط بالعقال. (فوك).
انعقل: فُهم وأدرك بالعقل. (فوك).
انعقل: شنج، تشنج. (بوشر).
اعتقل: سجن، ألقى في المعتقل وهو المحبس. (مملوك 1: 1: 209).
أعتقل: حجز، وضع تحت الحراسة. ففي المقري (2: 632): سألت السلطان رفع الإنزال (الإنزال) عن دارها والاعتقال عن مالها.
اعتقل: أخر، منع، حبس عن الذهاب والتقدم، أرجأ، أجَّل.
اعتقل: تأخر، لبث مدة، جاء متأخراً. (فوك، الكالا).
اعتقل: امتد، طال، دام، بقي مدة طويلة. استمر. ففي المقري (2: 437) عليك أن تقرأ: " بعد ما رحل عنا وانتقل، واعتقل من نوانا وبيننا ما اعتقل".
اعتقل: لبث، مكث، بقي، دام، استمر.
ففي تاريخ البربر (1: 325): اعتقلوا بطاعتهم سائر أيامهم.
أعتقل برمح: تسلح برمح. (بوشر) عَقْل: ثأر، انتقام (رايسكه في معجم فريتاج، دي ساسي طرائف 2: 145).
العقل الفعّال: انظره في مادة فعَّال.
العقول: ماهيات العالم الروحي وكنهه.
(المقدمة 2: 370، دي سلان 1: 200 رقم 2).
من عقله: من تلقاء نفسه. (بوشر).
قلت لعقلي: قلت لنفسي. (ألف ليلة 1: 294).
عقل: وقف، توقف. (الكالا).
عقل العنب: كرمة، جفنة، دالية، نبتة واحدة من الكرم، شجرة العنب. (بوشر).
عُقْلَة: معتقل، محبس، سجن. (مملوك 1: 1: 210).
وصل أمره بعقلة المراكب: استلمت المراكب أمراً بعدم مغادرة الميناء (ابن جبير من 341).
عُقْلَة: ما يعقل الماء ويحبسه ويمنعه أن يسيل.
(الجريدة الآسيوية (1853، 1: 108، جاكو ص59، غــدامــس ص133، 149).
عقلة الكلب: عضو الكلب الذي يعضل منه. (تكسيرا ص133).
عُقْلَة: مكان يزال منه الرمل حيث يتأكد من وجود الماء فيه (كاريت جغرافية 124).
عُقْلَة = مطمورة: هُري. حفرة تحفظ فيها الغلال. (تستا ص9).
عُقْلَة: بُطء، توان، تباطؤ، تمهّل. (فوك) في القسم الأول منه بالعين، وفي القسم الثاني منه حقلة بالحاء، وهي تصحيف عقلة.
عُقْلة: وجمعها عُقَل: كُمامة، حُشاكة، شبام حديدي، وعود أو نحوه يوضع في فم الرضيع ليمنعه الرضاع. (بوشر، ألف ليلة 3: 219، 220).
عُقَل أصابع: سلاميات، عظام أصابع اليد (بوشر). عقل: أجزاء الرمح المختلفة المتداخل بعضها في بعض. (ألف ليلة 3: 448، 450).
عُقْلَة: اعادة جزء من الغنيمة، ويكون هذا غالباً عندما يتأكد الغزاة أن الذين غزوهم وسلبوهم سيموتون جوعاً. (زيشر 22: 96 رقم 22).
عقلة عنب: ترقيدة كرم، غصن من الكرم يحنى ويدفن في التراب. (بوشر).
عَقْلِيَّة: فكرة، رأي. (بوشر).
العقليات. في كتاب الخطيب (ص24 و): نظر في العقليات واصول الفقه، وهي = المعقولات كما جاء في المقري (1: 201) في العبارة المناظرة التي ذكرها الخطيب.
عَقال: انظر ما يلي.
عِقال: حبل يعقل به البعير، ويجمع على عقالات في معجم فوك.
عِقَال: مهما كان معنى هذه الكلمة الحقيقي (انظر لين ومعجم البلاذري): فمن المؤكد أن قولهم ما يساوي عقالا (عباد 2: 116) معناه إنه شخص لا قيمة له ولا قدر. وكذلك ما جاء في تاريخ البربر (1: 621): لم يظفروا منه بعقال، أي لم يسلبوا منه شيئاً له قيمة.
عقال: جديلة لتثبيت الكوفية على الرأس. وهو إما حبل من وبر الجمل أو لصوف الملون يتراوح طوله بين ثلاثة أقــدام أو أربعة يلف مرتين أو ثلاث مرات حول الرأس، وأما نوع من الأكاليل مصنوع من قطع صغيرة مدورة من الخشب ومزين بقطع من العاج. انظر: الملابس ص304، برجون ص802 وفيه عَقَل، بلجراف 1: 5، 303، زيشر 11: 494، 22: 147، دسكرياك شرح الصورة رقم 5 (وفيه هجاز وهو من خطأ الطباعة والصواب هجال) (محيط المحيط)، وبخاصة برتون 1: 229، 2: 115) وقد غيرت كسرة العين في هذه الكلمة في لغة المحدثين اذ يذكر براكس في مجلة الشرق والجزائر (5: 221) عَقال بمعنى الحبل الذي تعقل به ركبة البعير. ويقال عادة عَقَال حين يريدون به الجديلة التي تثبت الكوفية على الرأس، ويكتبها برتون (2: 115) عُقال، ويضيف قائلاً هكذا تنطق في مكة.
وتذكر المعاجم عَقال وقد صفحت عند عرب المشرق إلى عِقال وهذا هو نطق الكلمة القديم والمعاجم لا تذكر غيرها.
عُقال: انظر ما تقدم.
عَقُول: عاقول، شوك، نبات شائك. (بوشر، ليون ص210، 256، 271)، وعيص، عليق (بوشر).
أرض عقول: أرض براح، أرض بور. (بوشر) وهي نفس كلمة عاقول.
عقيل= عقيلة. (ديوان علقمة) طبعة سوسين ص 4، البيت 270). عُقَال: كزاز، تشنج. (الكالا، بوشر) وهي في معجم الكالا عقال من غير تشديد، وفي معجم بوشر عقال بالتشديد وهو الصواب.
عُقال: خَدر: (الكالا) والقاف غير مشددة.
عاقل، الجمع عقال: وهو عند الدروز المطلع على أسرار الدين، ويقابله عندهم الجاهل. (محيط المحيط، فون ريشتر ص132).
عاقل: يقال جبل عاقل: جبل وعر لا يمكن تسلقه. (ياقوت 3: 589) وقد نقلت في معجم مسلم.
إعُقال: عند الأطباء فتور يحدث في اللسان بحيث لا يقدر على التلفظ (محيط المحيط).
إعقال الطبيعة عند الأطباء عبارة عن حبس البطن. (محيط المحيط).
تعقل: إمعان الفكر، تأمل. (فوك).
تعقل: تفكر، ملكة، موهبة، (بوشر).
مَعْقِل: معقل القوس: مِقْبض القوس.
(ديوان الهذليين ص268، البيت 15).
مُعْقًل: ذكي، فهم، فطن، لبيب، عليم.
(رسالة إلى السيد فليشر ص218).
معقل: مبهم، غامض، صعب فهمه. ففي رياض النفوس (ص65 و): فألقيت عليه أسئلة معقدة معقلة من كتب أشهب.
مَعْقُول: ما يعتقد ويصدق. (بوشر) ومحتمل، قريب من الحق. (هلو).
هذا معقول: هذا صحيح (مضبوط).
(همبرت ص232).
سعر معقول: عادل، منصف، غير غالٍ. (دلابورت ص104).
المعقول: العلوم التي تعتمد على العقل. ففي حياة ابن خلدون (ص198 و): العربية والأدب والمعقول وسائر الفنون. وفيها (ص198 ق): جاء إلى تلمسان بعلم كثير من المعقول والمنقول.
معقول: عقل، قوة الإدراك، موهبة الفهم، وحسن الحكم على الأشياء. (بوشر) = عقل. (ديوان الهذليين ص254، الكامل ص70).
معقول: فطرة سليمة، العقل الراشد والرشيد. (بوشر).
ضيع المعقول: اضطرب، قلق، فقد رشده.
معقالة: محجن، عصا معوجة الطرف يجمع بها الجريد. (بوشر).
معقولية الجسم: الفكرة التي تثيرها كلمة الجسم في العقل. (المقدمة 3: 37).
اعتقال: تأخير، تعويق، تأجيل. (الكالا).
معتقل: محبس، سجن. (مملوك 1، 1: 210).

طَعَم

طَعَم: أكل، والمصدر طُعُوم (فوك).
طَعَّم الجدري: لقُح الجدري (بوشر).
طَعَّم بالذهب أو الفضة: رصُّع. لبَّس (بوشر، مملوك 2، 1: 114، زيشر 22: 15، القزويني 2: 323، ألف ليلة 1: 238، برسل 10: 261).
ويقال: طعَّم من بدل طعَّم ب.
طعَّم بالبولاد: خلط الحديد بالفولاذ ليكون أشحذ وأشد قطعاً، فَوْلَذ (بوشر) وكلمة تطعيم تدل على هذا المعنى، وليس على معنى الترصيع والتلبيس، في العبارة الأخيرة التي نقلها كاترمير في (مملوك 2، 1: 115) حيث الكلام عن السيوف من دون شك، وهي: الصناعة والسقي والتطعيم.
طعّم وطعَّم الصنّارة: جعل فيها طُعماً (بوشر، (لايورت ص142، رولاندريال ص592) ففي الادريسي (القسم الأول للفصل السابع) (حِناش الطين وبه يطعمون للحون (مخطوطة سد) وفي مخطوطة أب: الحوت.
طاعم: اَبَّر، لقَّح، طعَّم (ابن العوام 1: 269، 2: 339) وصحح فيه (تهرم (تقوم) وطاعمناها) (ص411) و (يطاعمونها) (ص412) وهذه التصحيحات وفقاً لما جاء في مخطوطتنا.
أطْعَم: في كوسج (طرائف ص74): أخذ المال وأطعمه الرجال واستخدم به الأبطال.
أي استخــدام هذا المال لإطعام الجنود والإنفاق عليهم.
أطعمت الشجرة: أثمرت (انظر لين، فوك، ابن العوام 1، 175، 184، 185، 186، 2: 193، 213) ويتعدى هذا الفعل بنفسه.
ففي (ص240): يطعم عنباً مُراً (وهذا صواب العبارة وفقاً لمخطوطتنا) ويطعم تيناً مُراً.
تطَعَّم: تأبّر، تلقَّح (باين سمكيث).
تطَعَّم: تلقح ضد الجدري (بوشر).
انطعم: طعم، أكل (فوك، ألكالا).
استطعم: في ألف ليلة برسل (11: 125): وبقيت ثلاثة أيام لم أستطعم بطعام ولا بشراب. أي لم أذق فيها طعاما ولا شراباً.
ويقال كذلك: لم يستطعم في طعام. (قصة عنتر ص98).
استطعم: تذوَّق، تلذّذ، تمتع بالملذات (بوشر).
طَعْم. طعم لقــدام: تذّوق أوّلي، وطعم ثاني: خُلْفه، ما يبقى في الفم من طعم كريه بعد طعام أو دواء.
طَعْم: نوع من الصوفان وهي مادة اسفنجية تستخدم في الجراحة. فعند دوماس عادات (ص345): (ثام نوع من الصوفان (الحراق) يتخذ من الشيخ والمقل).
وعند جاكو (ص56) تيم: غدد تنمو على الشيح، وهي كرات صغيرة لدنة إسفنجية باطنها أخضر فاتح وظاهرها أبيض بلون القطن.
والعرب يعرضونها للشمس ثم يبيعونها باسم تيم وهذا هو صوفان الصحراء. انظر المقدمة (3: 368) وفي مخطوطتنا: طعم الزناد.
طُعْم= طُعْمَة: بالمعنى الذي ذكره لين (معجم البلاذري) ويقول السيد دي غويه أن جمعه طعام (ولكني ارى أن كلمة طعام في نص الطرزي مفردة).
طُعْم: لب نواة الفواكه (فوك، ألكالا) ويكتبها ألكالا طُعَم وهي عامية طعم ففي ابن العوام (1: 266) في كلامه عن الفستق: وذلك إنه كثير ما يكون قشره الصلب منفصلا بعضه من بعض فيَظْهر الطعمُ الذي في جوفه (هكذا يجب أن تصحح هذه العبارة وفقا لما جاء في مخطوطتنا) وفي المستعيني في مادة ميعة يابسة: وداخلها طعمٌ دسم يُعْصرَ منه دهن (في مخطوطة ن طَعْم) وفريتاج يذكر هذه المادة ويقول نفس الشيء ولكنه يضيف وتسمى ميعة سائلة.
طُعْم: لُبّ البلوطة (ابن العوام 1: 254).
وفي المستعيني مادة جفت البلوط: هو القشرة الرقيقة التي على لحميَّة البلوط التي بين القشر الاعلى والطعم وفي معجم فوك طُعَم: لبّ.
طُعْم: سمّ عند العامة (محيط المحيط).
طُعْم السمك: بوصير، سمّ السمك: سيكران الحوت، ما هي زهره. وهو يميت السمك ويجعله يطفو على وجه الماء، كما يقتل القمل والبراغيث. (بوشر) ويقول راولف (ص140) في كلامه عن سمك الفرات: يرمي في ماء النهر بالطُعم فيطفو السمك على وجه الماء.
طعم الفار: الزرنيخ الأبيض أو سم الفار (بوشر) طعم الفار المكلس: رَهْج الفار، زرنيخ احمر (بوشر).
طعم القاق: جوز القيء (بوشر).
طعم وجمعه طعمات: مِئبر، غصن شجرة يطعم على غصن آخر (ألكالا، بوشر).
طعم الجدري البقري: لقاح الجدري البقري، فيروس لدماميل البقر (بوشر).
طُعْم: زودة، ما يعطيه المشتري إضافة لثمن السلعة، (أماري ديب ص93) وانظر معجمه.
طَعِمِ: لذيذ، شهي (بوشر).
طُعْمَة: المعنى الاول في معجم لين، والفرق بين طعمة وإقطاع أن الإقطاع وراثي والطعمة ليست كذلك. (معجم البلاذري) ولاحظ هذه العبارة في تاريخ البربر (1: 95) لما يؤملونه طعمة من الدولة، وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه لكي يزادوا ثراء على حساب الدولة.
طُعْمة: وجبة: أكلة، طعام (معجم البلاذري).
طُعْمة: طُعم، طعام يوضع في مصيدة وما يوضع في صِنّارة لصيد السمك (بوشر).
طُعْمة: غصن التطعيم، عسلوج شجرة يئبَّر على شجرة أخرى (بوشر).
طُعْمة ويجمع على طُعَم: لُحمة، نير، خيط يدخل بين سداة النسيج (فوك، ألكالا).
طُعْمة: طَعْم، مَذاق (بوشر).
طُعْمه: ذْوق، أسلوب، طريقة. ويقال: على طعمة فرنجية أي على الطريقة الأوربية ذوق الأوربيين (بوشر).
طعمية: مَذاق (بوشر).
طَعَام: يجمع عند بوشر بالألف والتاء ويجمع عند فوك على طُعْمان.
طَعَام: كسكي طعام يصنع في شمالي افريقية من البرغل المحبب واللحم والخضار والبهارات (كولومب ص20، دوماس حياة العرب ص254، جريدة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 12: 406، الجريدة الآسيوية 1852، 2: 305 رقم 14) ولعل هذه الكلمة تدل على نفس المعنى عند المقريزي (1: 585) طعام: طُعْم السمك (هلو).
طَعام= طُعْمَة بالمعنى الذي ذكره لين، وهي ارض الدولة تمنح للمرء يستغلها ما دام حياً (المطرزي في معجم البلاذري انظر ما ذكرته في مادة طُعْم).
طَعام: إطعام الفقراء (المقري 2: 467).
مع تعليقه فليشر (بريشت ص189).
طَعَّام: صاحب مطعم أو مطبخ، ممونّ بالطعام (بوشر).
إطعْام: تتبيل اللحم، وضع الابازير والتابل عليه: (الكالا).
وصلصة، مرق التابل (ألكالا).
تطعيم: تأبير، وغصن التطعيم عسلوج شجرة يؤبر على شجرة أخرى (بوشر).
مَطْعَم: ذوق، طَعْم، مذاق (ويجرز ص251، 184 رقم 326، ابن العوام 1: 184) وقد ذكر فوك هذه الكلمة في مادة لاتينية معناها تذوُّق.
مطعم: مصدر طعم بمعنى أكل. ومحتمل المطعم: قابل للتطعيم أي التأبير (ابن العوام 1: 234) مِطُعَم: أكول، وتجمع على مَطَاعِم (ديوان الهذليين ص220 البيت 14).
مُطَعِم: ما ينتج الفاكهة (الكالا) ومُطْعِم هي التي تدل غالباً على هذا المعنى.
مَطُعُوم: عند العامة غصن ونحوه تطعم به شجرة برية من شجرة بستانية (محيط المحيط).
مَطْعُوم: عند العامة المادة التي يطعم بها الإنسان ضد الجدري (محيط المحيط).
مطْعُوم: عند العامة ما طعّم من الأشجار ما دام صغيراً (محيط المحيط).
مَطْعُوم: مسموم (بوسيبه) وفي المقري (1: 869): توفي شهيدا مطعوما من أناس كانوا يحسدونه.
مَطْعُوم: من شرب شراب المحبة وهو شراب مزجه ساحر ذو قدرة على إحداث الحب (بوسيبه) وفي ألف ليلة (1: 46) سيدنا أبكم مطعوم لم يسأل عنها.

رَمَادانُ

رَمَادانُ:
تثنية رماد ثمّ عرب: جفر في الطريق لبني المرقع من بني عبد الله بن غطفان عند القصيم، قال جرير:
أخو اللّؤم ما دام الغضا حول عجلز، ... وما دام يسقى في رمادان أحقف
وفي رواية ثعلب: رمادان، بالضم، في قول الراعي:
فحلّت نبيّا أو رمادان دونها ... رعان وقيعان من البيد سملق

خسر

(خسر) الشَّيْء نَقصه وَنسبه إِلَى الخسران وَفُلَانًا أبعده من الْخَيْر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمَا تزيدونني غير تخسير} وأهلكه وَيُقَال خسره سوء عمله

خسر


خَسِرَ(n. ac. خَسْر
خُسْر
خَسَر
خُسُر
خَسَاْر
خَسَاْرَة
خُسْرَاْن)
a. [acc.
or
Fī], Lost, suffered losses.
b. Was lost; went astray, erred.

خَسَّرَa. Caused to lose, caused loss to; caused to
perish.
b. Met with losses ( in business ).

أَخْسَرَa. Lessened, diminished.
b. Met with losses ( in business ).

خُسْرa. see 22t (a)b. Punishment.

خَاْسِرa. Losing, suffering-loss.
b. see 25
خَسَاْرa. Error; baseness, treachery.

خَسَاْرَةa. Loss.
b. see 22
خَسِيْرa. Going astray, erring; perishing.

خَسْرَاْنُa. see 21
خُسْرَاْنa. see 22t (a)
(خسر)
التَّاجِر خسرا وخسرا وخسارة وخسرانا غبن فِي تِجَارَته وَنقص مَاله فِيهَا وَفُلَان هلك وضل فَهُوَ خاسر وخسير وَهِي (بتاء) وَالشَّيْء نَقصه يُقَال خسر الْمِيزَان والكيل

(خسر) التَّاجِر خسرا وخسرا وخسرا وخسارا وخسرانا خسر فَهُوَ خسر وَيُقَال خسرت تِجَارَته وَفُلَان هلك وضل وَالشَّيْء أضاعه وأهلكه يُقَال خسر مَاله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {الَّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يَوْم الْقِيَامَة} و {خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين}
خ س ر : خَسِرَ فِي تِجَارَتِهِ خَسَارَةً بِالْفَتْحِ وَخُسْرًا
وَخُسْرَانًا وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَخْسَرْتُهُ فِيهَا وَخَسِرَ خُسْرًا وَخُسْرَانًا أَيْضًا هَلَكَ وَأَخْسَرْتُ الْمِيزَانَ إخْسَارًا نَقَصْتُ الْوَزْنَ وَخَسَرْتُهُ خَسْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ فِيهِ وَخَسَّرْتُ فُلَانًا بِالتَّثْقِيلِ أَبْعَدْتُهُ وَخَسَّرْتُهُ نَسَبْتُهُ إلَى الْخُسْرَانِ مِثْلُ: كَذَّبْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ إذَا نَسَبْتَهُ إلَى الْكَذِبِ وَمِثْلُهُ فَسَّقْتُهُ وَفَجَّرْتُهُ إذَا نَسَبْتَهُ إلَى هَذِهِ الْأَفْعَالِ. 
(خ س ر) : (إنَاءٌ خُسْرَوَانِيٌّ) مَنْسُوبٌ إلَى خُسْرو: مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ الْعَجَمِ.
[خسر] غ فيه: "فما تزيدونني غير "تخسير" أي كلما دعوتكم إلى هدى ازددتم تكذيبًا فزادت خسارتكم. 
خسر الخسر النقص، والخسران كذلك، خسر يخسر خسراناً. وأخسرته أي نقصته. والخاسر الموضوع في تجارته، ومصدره الخسارة، وصفقة خاسرة. ويقولون حمى خيبرى وخيسرى أي أنها خاسرة. والخسرواني اسم الشراب.
خ س ر

خسر التاجر في بيعه خسراناً وخسراً، وتاجر خاسر. وأخسر الميزان وخسره وخسره: نقصه، وميزان مخسور. وأخسر فلان وأكسد: وقع في الخسران والكساد. وأخسرت الرجل: نقيض أربحته. وقيل لسلم الخاسر لأنه باع مصحفاً ورثه واشترى بثمنه عوداً يضرب به. وثوب خسرواني وخسروي، منسوب إلى خسرو شاه من الأكاسرة.

ومن المجاز: خسرت تجارته وربحت، وتجارة خاسرة ورابحة. ومن لم يطع الله فهو خاسر. وقد خسر خسارا وخسارة. وخسره سوء عمله: أهلكه. وتقول: لا يكون الراسخ ساخراً، ولا الساخر إلا خاسراً. والمساخر مخاسر.
خ س ر: (خَسِرَ) فِي الْبَيْعِ بِالْكَسْرِ (خُسْرًا) بِالضَّمِّ وَخُسْرَانًا أَيْضًا. وَ (خَسَرَ) الشَّيْءَ نَقَصَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (أَخْسَرَهُ) مِثْلُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} [الكهف: 103] قَالَ الْأَخْفَشُ: وَاحِدُهُمُ (الْأَخْسَرُ) مِثْلُ الْأَكْبَرُ. وَ (التَّخْسِيرُ) الْإِهْلَاكُ. وَ (الْخَسَارُ) وَ (الْخَسَارَةُ) وَ (الْخَيْسَرَى) بِفَتْحِ الْخَاءِ فِي الثَّلَاثَةِ الضَّلَالُ وَالْهَلَاكُ. 
[خسر] خَسِرَ في البَيْع خُسْراً وخسرانا، وهو مثل الفرق والفرقان. وخسرت الشئ بالفتح وأخسرته: نَقَصْتُهُ. وقوله تعالى:

(هل نُنَبِّئُكُمْ بالأَخْسَرَيْنِ أَعْمالاً) *، قال الأخفش: واحدهم الاخسر مثل الاكبر. والتخسير الاهلاك. والخناسير: الهلاك، لا واحد له. قال كعب بن زهير، إذا ما نتجنا أربعا عام كفأة * بغاها خناسيرا فأهلك أربعا - وفى بغاها ضمير من الجد هو الفاعل. يقول: إنه شقى الجد، إذا نتجت أربع من إبله أربعة أولاد هلكت من إبله الكبار أربع غير هذه، فيكون ما هلك أكثر مما أصاب. والخسار والخسارة والخيسرى: الضلال والهلاك.
الْخَاء وَالسِّين وَالرَّاء

خَسِرَ خَسْرا، وخُسْراً، وخُسْراناً، وخَسَارة، فَهُوَ خاسر، وخَسِرٌ، كُله: ضلّ. وخَسِر التَّاجِر: وُضِع فِي تِجَارَته أَو غَبِن. وَالْأول الأَصْل.

وَرجل خَيْسَرَي: خاسر.

وَفِي بعض الاسجاع: بِفيه البَرَي، وحُمى خَيْبَري، وشَرُّ مَا يُرَى، فَإِنَّهُ خَيْسَرَى.

وَقيل: أَرَادَ: خَيْسَرَ، فَزَاد للإتباع.

وَقيل: لايقال: خيسرى، إِلَّا فِي هَذَا السجع.

والخَسْر، والخُسران: النَّقص.

وخَسَرَ الوزنَ والكيلَ خَسْراً، وأخسره: نَقصه.

وصفقة خاسرة: غير رابحة.

وكَرّة خاسرة: غير نافعة.

وَفِي التَّنْزِيل: (تِلْكَ إِذا كَرّة خاسرة) .

وَقَوله عز وَجل: (وخَسِر هُنَالك المُبطلون) ، (وخَسر هُنَالك الْكَافِرُونَ) الْمَعْنى: تبين لَهُم خُسرانهم لما راوا الْعَذَاب، وَإِلَّا فهم كَانُوا خاسرين فِي كل مَكَان وَفِي كل وَقت.
خسر
الخُسْرُ والخُسْرَان: انتقاص رأس المال، وينسب ذلك إلى الإنسان، فيقال: خَسِرَ فلان، وإلى الفعل فيقال: خسرت تجارته، قال تعالى:
تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ
[النازعات/ 12] ، ويستعمل ذلك في المقتنيات الخارجة كالمال والجاه في الدّنيا وهو الأكثر، وفي المقتنيات النّفسيّة كالصّحّة والسّلامة، والعقل والإيمان، والثّواب، وهو الذي جعله الله تعالى الخسران المبين، وقال: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ [الزمر/ 15] ، وقوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ
[البقرة/ 121] ، وقوله: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ- إلى- أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ [البقرة/ 27] ، وقوله: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ [المائدة/ 30] ، وقوله:
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ [الرحمن/ 9] ، يجوز أن يكون إشارة إلى تحرّي العدالة في الوزن، وترك الحيف فيما يتعاطاه في الوزن، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى تعاطي ما لا يكون به ميزانه في القيامة خاسرا، فيكون ممّن قال فيه: وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ [الأعراف/ 9] ، وكلا المعنيين يتلازمان، وكلّ خسران ذكره الله تعالى في القرآن فهو على هذا المعنى الأخير، دون الخسران المتعلّق بالمقتنيات الدّنيويّة والتّجارات البشريّة.
خسر: خَسِر، من يخسر على هذين الشيخين أي من يريد أن يغبن فيشتري هذين الشيخين (أخبار ص45).
وخَسِر: غُلِبَ، قُهر (بوشر).
وخَسِر: ترك صديقه وغيره وهجره، ليجد لنفسه نفعاً (بوشر).
خَسَّر (بالتشديد) أتلف، أفسد (ألكالا).
وخَسَّر: أفسد أخلاقه (بوشر).
وخَسَّر: أسرف في تدليله، أفسده بكثرة التغاضي عنه (بوشر).
وخَسَّر: دنَّس، أساء استعمال الشيء النفيس (بوشر).
تخسَّر: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها: خسر، اضاع، فقد (باين سميث 1340).
وتَخَسَّر: تلف، فسد (الكالا).
استخسر. استخسر التعب. ندم على ما بذل من جهد (بوشر).
واستخسر عليه الشيء: أعطاه إياه وهو آسف (بوشر).
خسر: فجور، فسق (بوشر).
خَسْران: خاسر في لعب القمار (بوشر).
خُسْران: تلف، فساد، خراب (بوشر).
وخُسْران: بخل، شح (بوشر).
وخُسْران: هلاك النفس، هلاك أبدي (بوشر).
وخُسْران: خبث، فجور، فسق (بوشر).
خُسْرَوان: صفة على الأسلوب الفارسي نسبة إلى خسرو بمعنى كسروى، ملكي، فاخر (فليشر بريشت ص82 في تعليقه على المقري (2: 516).
خُسْرَواني: يدل على نفس المعنى السابق. ويوصف به الديباج فيقال: ديباج خسرواني (المقري 43002) ويوصف به النشيد (الغناء) فيقال: نشيد خسرواني (المقري 2: 516).
خَسارة، وفي معجم الكالا خِسارة وتجمع على خَسَائر: رزيئة، ضرر، مضرة (ألكالا، بوشر، همبرت ص194) وتلف، خراب، فساد، عبث، ضرر، أذية (بوشر).
يا خسارة: إنه لأمر مؤسف، إنه أسوأ شئ، حيفاً (بوشر).
وخسارة: عيب، عوار (ألكالا).
وخسارة: تدنيس، تنجيس (بوشر).
وهو خسارة في القتل (ألف ليلة وليلة 3: 243) وفي طبعة برسل: ما يستأهل القتل: لا يستحق القتل.
خاسر، ويجمع على خُسَّار وخُسَّر: فاسد، داعر، خبيث، نذل، لئيم، رجل بور، حرامي شقي، صعلوك (بوشر).
ولد خاسر: ولد مدلل، ولد مدلع (بوشر).
باب الخاء والسين والراء معهما خ س ر، خ ر س، س خ ر، ر س خ مستعملات

خسر: الخُسْر: النقصان، والخسران كذلك، والفعل: خَسِرَ يَخْسَرُ خُسْرانا. والخاسِرُ: الذي وضع في تجارته، ومصدره: الخَسارَةُ والخُسْرُ. كِلْتُهُ ووزَنْتُهُ فأَخْسَرْتُهُ، أي: نقصته. وقوله [جل وعز] : وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً

، أي: نقصا. وصفقة خاسرِةٌ، أي: غير مربحة

خرس: خَرِسَ خَرَساً. والخَرَسُ: ذهاب الكلام خلقة، أو عيا. وكتيبة خرساء: لا يسمع لها صوت ولا جلبة، وفيهم نجدة. وصوة خَرساءُ، وعلم أَخْرَسُ، أي: لا يسمع فيه صوت صدى. يعني الأعلام التي يهتدي بها. والخُرُس: طعام الولادة، والعقيقة، وخرّستها: أطعمتها عند ولادها. وناقة خرساء: لا يسمع لها صوت. والخُرْسِيُّ: منسوب إلى خُراسانَ، ومثله: الخُراسيُّ والخُراسانِيُّ، ويجمع الخُرْسيّ على الخُرْسِين، بتخفيف ياء النسبة كالأشعرين. قال :

لا تكرين بعدها خُرْسِيّا

والخَرْساء: الداهية. سخر: سَخِرَ منه وبه، أي: استهزأ. والسُّخْرِيَّةُ: مصدر في المعنيين جميعا، وهو السُّخْرِيُّ أيضا ويكون نعتا كقولك: هم لك سِخْرِيُّ وسُخْريّةٌ، مذكر ومؤنث [من ذكر قال: سِخْرِيّ، ومن أنث قال: سُخْريّة] . والسُّخَرَة: الضُّحَكَةُ، وأما السُّخْرةُ فما تَسَخَّرْتَ من خادم ودابة بلا أجر ولا ثمن. تقول: هم لك سُخْرَةً وسُخْرِيّاً. قال الله جل وعز: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي

، أي: سُخْرِيّة، من تَسَخُّرِ الخول وما سواه، وسخريا في الاستهزاء. سَخَرَتِ السفن: أطاعت وطاب لها السير. قال :

سَواخِرٌ في سواء اليم تحتفز

وقد سَخَّرَها الله لخلقه تَسْخيرا، وتَسَخَّرتُ دابة لفلان: ركبتها بغير أجر.

رسخ: رَسَخ الشيء رُسوخا، إذا ثبت في موضعه. وأَرْسَخْته إِرساخاً، كالحبر يَرْسَخُ في الصِّحيفة، والعلم يَرْسَخُ في القلب، وهو راسِخٌ في العلم: داخل فيه مدخلا ثابتا، والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ

* يقال: هم المدارسون. والدِّمْنةُ الرّاسخة: الثّابتة. قال لبيد : راسخ الغديرُ رُسُوخاً: نش ماؤه فذهب. 

خسر: خِسِرَ خَسْراً

(* قوله: «خسر خسراً إلخ» ترك مصدرين خسراً، بضم

فسكون، وخسراً، بضمتين كما في القاموس). وخَسَراً وخُسْراناً وخَسَارَةً

وخَسَاراً، فهو خاسِر وخَسِرٌ، كله: ضَلَّ. والخَسَار والخَسارة

والخَيْسَرَى: الضلال والهلاك، والياء فيه زائدة. وفي التنزيل العزيز: والعصرِ إِن

الإِنسان لفي خُسْر؛ الفراء: لفي عقوبة بذنبه وأَن يَخْسَر أَهله ومنزله

في الجنة. وقال عز وجل: خَسِرَ الدنيا والآخرة ذلك هو الخُسْران المبين.

وفي الحديث: ليس من مؤمن ولا كافر إِلا وله منزل في الجنة وأَهل وأَزواج،

فمن أَسلم سَعِدَ وصار إِلى منزله، ومن كفر صار منزله وأَزواجه إِلى من

أَسلم وسعد، وذلك قوله: الذين يرثون الفردوس؛ يقول: يرثون منازل الكفار،

وهو قوله: الذين خسروا أَنفسهم وأَهليهم يوم القيامة؛ يقول: أَهلكوهما؛

الفراء: يقول غَبِنُوهما. ابن الأَعرابي: الخاسر الذي ذهب ماله وعقله أَي

خسرهما. وخَسِرَ التاجر: وُضِعَ في تجارته أَو غَبِنَ، والأَوّل هو

الأَصل. وأَخْسَرَ الرجلُ إِاذ وافق خُسْراً في تجارته. وقوله عز وجل: قل هل

ننبئكم بالأَخْسَرِينَ أَعمالاً؛ قال الأَخفش: واحدهم الأَخْسَرُ مثل

الأَكْبَرِ. وقوله تعالى: فما زادوهم غير تَخْسِيرٍ؛ ابن الأَعرابي: أَي غير

إِبعاد من الخير أَي غير تخسير لكم لا لي.

ورجل خَيْسَرَى: خاسِرٌ، وفي بعض الأَسجاع: بفِيهِ البَرَى، وحُمَّى

خَيْبَرَى، وشَرُّ ما يُرَى، فإِنه خَيْسَرَى؛ وقيل: أَراد خَيْسَرٌ فزاد

للإِتباع؛ وقيل: لا يقال خَيْسَرَى إِلا في هذا السجع؛ وفي حديث عمر ذكر

الخَيْسَرَى، وهو الذي لا يجيب إِلى الطعام لئلا يحتاج إِلى المكافأَة، وهو

من الخَسَارِ. والخَسْرُ والخُسْرانُ: النَّقْصُ، وهو مثل الفَرْقِ

والفُرْقانِ، خَسِرَ يَخْسَرُ

(*

قوله: «خسر يخسر» من باب فرح، وقوله وخسرت الشيء إلخ من باب ضرب، كما في

القاموس). خُسْراناً وخَسَرْتُ الشيءَ، بالفتح، وأَخْسَرْتُه:

نَقَصْتُه. وخَسَرَ الوَزْنَ والكيلَ خَسْراً وأَخْسَرَهُ: نقصه. ويقال: كِلْتُه

ووَزَنْتُه فأَخْسَرْته أَي نقصته. قال الله تعالى: وإِذا كالوهم أَو

وزنوهم يُخْسِرُونَ؛ الزجاج: أَي يَنْقُصُون في الكيل والوزن. قال: ويجوز في

اللغة يَخْسِرُون، تقول: أَخْسَرْتُ الميزانَ وخَسَرْتُه، قال: ولا أَعلم

أَحداً قرأَ يَخْسِرُونَ. أَبو عمرو: الخاسر الذي ينقص المكيال والميزان

إِذا أَعطى، ويستزيد إِذا أَخذ. ابن الأَعرابي: خَسَرَ إِذا نقص ميزاناً

أَو غيره، وخَسِرَ إِذا هلك. أَبو عبيد: خَسَرْتُ الميزان وأَخْسَرْتُه

أَي نقصته. الليث: الخاسِرُ الذي وُضِعَ في تجارته، ومصدره الخَسَارَةُ

والخَسْرُ، ويقال: خَسِرَتْ تجارته أَي خَسِرَ فيها، ورَبِحَتْ أَي ربح

فيها. وصَفْقَةٌ خاسرة: غير رابحة، وكَرَّةٌ خاسرة: غير نافعة. وفي

التهذيب: وصَفَقَ صَفْقَةً خاسِرَةً أَي غير مُرْبِحَةٍ، وكَرَّ كَرَّةً

خاسِرَةً أَي غير نافعة. وفي التنزيل: تلك إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ. وقوله عزل

وجل: وخَسِرَ هنالك المُبْطِلُونَ. وخَسِرَ هنالك الكافرون؛ المعنى: تبين

لهم خُسْرانُهم لما رأَوا العذاب وإِلاَّ فهم كانوا خاسرين في كل وقت.

والتَّخْسِيرُ: الإِهلاك. والخَنَاسِيرُ: الهُلاَّكُ، ولا واحد له؛ قال

كعب بن زهير:

إِذا ما نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ،

بَغَاها خَنَاسِيراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا

وفي بغاها ضمير من الجَدِّ هو الفاعل، يقول: إِنه شَقِيُّ الجَدِّ إِذا

نُتِجَتْ أَربعٌ من إِبله أَربعَةَ أَولادٍ هلكت من إِبله الكِبار أَربع

غير هذه، فيكون ما هلك أَكثر مما أَصاب.

خسر
خسَرَ يَخسِر، خَسْرًا وخُسْرًا وخَسارةً وخُسْرانًا، فهو خاسِر، والمفعول مخسور (للمتعدِّي)
• خسَر التَّاجرُ: غُبِن وباع بضاعته بأقلّ من تكلفتها.
• خسَر البائعُ الميزانَ: فسده ونقصه "خَسَر الكيلَ- {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يَخْسِرُونَ} [ق] ".
• خسَر ثروتَه في القمار: أضاعها، أهلكها، بدَّدها "يخسر سمعتَه عند الآخرين- من طمع في الكلّ خسر الكلّ [مثل أجنبيّ] ". 

خسِرَ يَخسَر، خَسْرًا وخُسْرًا وخَسَارًا وخَسارةً وخُسرانًا، فهو خاسِر وخسِر، والمفعول مخسور (للمتعدِّي)
• خسِر التَّاجرُ: خَسَر، غُبن وباع بضاعتَه بأقلّ من ثمن تكلفتها، ضدّ ربح "خسِرت تجارته".
• خسِر فلانُ:
1 - هلَك " {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ} ".
2 - ضَلَّ " {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ
 دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} ".
• خسِر الشَّيءَ: أضاعه، أهلكه، فقده "خسِر مالَه- {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " ° خسِر دينَه: كفر- خسِر نفسه: أهلكها. 

أخسرَ يُخسر، إخسارًا، فهو مخسِر، والمفعول مخسَر
• أخسر الميزانَ أو الكيلَ: نقصه " {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ} ".
• أخسر فلانًا: سبَّب له الخَسارةَ، جعله يخسر في تجارة أو في بيع أو شراء، عكسه أربحه "أَخْسَره في تجارته". 

استخسرَ يستخسر، استخسارًا، فهو مُستخسِر، والمفعول مُستخسَر
• استخسر التَّعبَ: ندم على ما بذل من جهد.
• استخسر عليه الشَّيءَ: أعطاه إيّاه وهو آسف. 

خسَّرَ يخسِّر، تخسيرًا، فهو مخسِّر، والمفعول مخسَّر
• خسَّره في تجارته: سبّب له خَسارة.
• خسَّر الميزانَ: نقصه.
• خسَّر فلانًا: أبعده عن الخير، أضلّه، أهلكه، أفسد أخلاقَه " {فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} ". 

خاسِر [مفرد]: ج خاسرون وخُسّار وخُسّر، مؤ خاسرة، ج مؤ خاسرات وخُسّر:
1 - اسم فاعل من خسَرَ وخسِرَ ° جائزة الخاسِر: جائزة غير مُهمَّة تعطي للشّخص الذي أحرز أدنى مرتبة في لعبة أو سباق- ولد خاسِر: ولد مدلل، مدلع.
2 - خائب لا رجاء فيه " {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} ". 

خَسَار [مفرد]: مصدر خسِرَ. 

خَسَارَة [مفرد]: ج خَسارات (لغير المصدر) وخسائر (لغير المصدر):
1 - مصدر خسَرَ وخسِرَ.
2 - مقدار ما تزيد به نفقات المشروع على إيراداته "لحِق بالشركة هذا العام خَسارة كبيرة".
3 - أمر يؤثِّر فَقْدُه "موت العالِم خَسارة لا تُعوَّض- أنزلوا بالعدوّ خسائر فادحة" ° هو خَسارة في القتل: أي ما يستأهل القتلَ ولا يستحقُّه- يا خَسارة/ يا للخَسارة: تعبير عن الحسرة وعدم الرضا. 

خَسْر [مفرد]: مصدر خسَرَ وخسِرَ. 

خَسِر [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خسِرَ.
2 - هالك، ضالّ. 

خُسْر [مفرد]: مصدر خسَرَ وخسِرَ. 

خَسْرانُ/ خَسْرانٌ [مفرد]: ج خَسَارى وخَسْرانون، مؤ خَسْرَى/ خَسْرانة، ج مؤ خَسارى/ خَسْرانات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خسِرَ.
2 - مغبون أُصيب بخسارة "خسران في تجارته".
3 - فاسد "فاكهة خسرانة". 

خُسْران [مفرد]:
1 - مصدر خسَرَ وخسِرَ.
2 - تلف، فساد، هلاك، ضلال. 

خسر

1 خَسِرَ, (S, A, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (K;) and خَسَرَ, aor. ـِ (K;) but the latter is an unusual form [except in the sense of أَخْسَرَ]; (B, TA;) inf. n. خُسْرَانٌ (S, A, Msb, K) and خُسْرٌ (S, Msb, K) and خَسَارَةٌ (Msb, K) [which are the only forms assigned in the TA to the verb when used with reference to traffic] and خُسُرٌ and خَسْرٌ and خَسَرٌ and خَسَارٌ; (K;) He lost, or suffered loss or diminution: or he was deceived, cheated, beguiled, or circumvented: (K:) فِى البَيْعِ in selling; (S;) or فِى بَيَعِهِ in his selling; (A;) or فِى تِجَارَتِهِ in his traffic: (Msb, K: [see also 4:]) the former is the original signification: (TA:) he suffered diminution of his capital; he lost part thereof: (B, TA:) and he lost his capital altogether. (Bd in iv. 118; &c.) خُسْرَانٌ is also attributed to an action, as well as to a man: (B, TA:) you say, (but in this case the verb is used tropically, A,) خَسِرَتْ تِجَارَتُهُ (tropical:) [His traffic was losing; or an occasion of loss]; (A, B;) opposed to رَبِحَتْ. (A.) It is also used in relation to personal acquisitions; such as health, and safety, and intellect, and faith, and the recompense or reward of obedience [to God], which God has declared [Kur xxii. 11 and xxxix. 17] to be manifest خُسْرَان, (B,) since there is none like it. (Bd.) For instance, you say, خَسِرَ عَقْلَهُ, and مَالَهُ, He lost his intellect, and his property. (IAar.) [In a phrase of this kind, the noun which immediately follows the verb may be considered as put in the accus. case on account of the rejection of a prep., namely فِى: for] it is said that خَسِرَ is never used otherwise than intransitively: though this has been contradicted, on the ground of the following phrase in the Kur [xxii. 11], خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ [He hath lost, or he loseth, the things of the present life and of the latter life]; and the like; as الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ [Who shall have lost themselves, or their own souls, and their families, or their wives; Kur xxxix. 17 and xlii. 44]; (MF, TA;) i. e., themselves, or their own souls, by their having erred, and their families by their having caused them to err, or by being separated from them for ever; (Bd;) or by being themselves made to remain for ever in Hell, and by their not gaining access to the حُور prepared in Paradise [as wives] for the believers: (Jel:) or the meaning is, accord. to Fr, who shall be deceived of their own souls, &c.: or, accord. to others, who shall have destroyed their own souls, &c. (TA.) b2: Also [He experienced, or saw, that he was loser; or] his having lost became manifest to him: so in the Kur xl. [78 and] last verse. (TA.) b3: Also (with all the forms of the inf. n. above mentioned, K,) He erred; went astray; deviated from, or lost, or missed, the right way: or he became lost; he perished; or he died: syn. ضَلَّ, (K,) and هَلَكَ. (Msb.) A2: خَسَرَهُ, (A 'Obeyd, IAar, Zj, S, A, &c.,) aor. ـِ (Zj, Msb) and خَسُرَ, (Bd in lv. 8,) inf. n. خَسْرٌ (Msb, K) and خُسْرَانٌ; (K;) and ↓ اخسرهُ, (A 'Obeyd, Zj, S, A, Msb,) inf. n. إِخْسَارٌ; (Msb, K;) and ↓ خسّرهُ; (A;) He made it defective, or deficient; (A 'Obeyd, IAar, Zj, S, A, Msb, K;) namely, the weight, and the measure; (Zj, TA;) and the thing weighed; (TA;) and the balance, (A 'Obeyd, IAar, Zj, A, Msb,) by diminishing the weight. (Msb.) ↓ The second of these forms is more common, in this sense, than the first (Zj, TA) [and than the third]. For الْمِيزَانَ ↓ وَ لَا تُخْسِرُوا, in the Kur lv. 8, there are three other readings; namely تَخْسُرُوا and تَخْسُروا and تَخْسَرُوا; in the last of which, the prep. فِى is omitted after the verb. (Bd.) b2: [And He, or it, made him to lose, or suffer loss; to err, or go astray; to become lost, or to perish.]2 خسّرهُ, (A, K,) inf. n. تَخْسِيرٌ, (S, K,) i. q. خَسَرَهُ, q. v.: (A:) [and particularly] He, or it, destroyed him; caused him to perish. (S, K.) You say, خسّرهُ سُوْءُ عَمَلِهِ (tropical:) The evilness of his conduct caused him to perish. (A.) b2: He put him away, or far away; removed, alienated, or estranged, him; (IAar, Msb;) from good, or prosperity. (IAar.) b3: He attributed, or imputed, to him خُسْرَان [i. e. loss; or error, or deviation from the right way]: like كَذَّبَهُ meaning “ he attributed, or imputed, to him lying,”

&c. (Msb.) 4 اخسرهُ i. q. خَسَرَهُ, which see in three places: (A 'Obeyd, Zj, S, A, Msb:) [and particularly] He made him to lose, or suffer loss, in his traffic; contr. of أَرْبَحَهُ. (A.) A2: And اخسر He fell into loss; (A;) he met with loss in his traffic. (TA. [See also 1.]) خُسْرٌ an inf. n. of خَسِرَ. (S, Msb, K.) In the Kur ciii. 2, accord. to some, it means Punishment for sin. (TA.) خَسِرٌ: see خَاسِرٌ.

خُسْرَانٌ an inf. n. of خَسِرَ. (S, A, Msb, K.) [For particular usages thereof, see 1. As a simple subst., it generally signifies Loss, or the state of suffering loss or diminution: the state of being deceived or cheated: error, or deviation from the right way: (see also خَسَارٌ:) or the state of becoming lost, of perishing, or of dying.] b2: It is also an inf. n. of خَسَرَهُ. (K.) خُسْرَوِىٌّ: see what next follows.

خُسْرَوَانِىٌّ, (A, K,) or خُسْرُوَانِىٌّ, (TA, [but the former is the better known,]) A certain kind of garment or cloth; (A, K;) so called in relation to Khusrow Sháh, one of the [kings of Persia called] أَكَاسِرَة [pl. of كِسْرَى or كَسْرَى]; as also ↓ خُسْرَوِىٌّ. (A, TA.) b2: And A certain wine or beverage. (K.) خَسَارٌ and ↓ خَسَارَةٌ, [both inf. ns. of خَسِرَ, q. v.,] (S,) and ↓ خَيْسَرَى, (S, M, K, in some copies of the K written خَنْسَرَى, with ن, TA,) Error; or deviation from the right way: [like خُسْرَانٌ:] (S:) and perdition; or death; (S, K;) as also ↓ خَنَاسِيرُ, (S, and K in art. خنسر,) which last [is of a pl. form, but] has no sing. (S.) b2: And all the foregoing words, including ↓ خناسير, Baseness, ignobleness, ungenerousness, or meanness; (K;) the last, in poetry, shortened to ↓ خَنَاسِرُ: (TA:) and ↓ خَيْسَرَى, (K,) and, as some say, ↓ خَنَاسِيرُ, (TA,) perfidy, unfaithfulness, or treachery. (K, TA.) خَسِيرٌ: see خَاسِرٌ.

خَسَارَةٌ: see خَسَارٌ.

خَاسِرٌ Losing, or suffering loss, in his traffic. (Lth.) And [hence,] تِجَارَةٌ خَاسِرَةٌ (tropical:) [Losing traffic; traffic which is an occasion of loss]; opposed to رَابِحَةٌ. (A.) And صَفْقَةٌ خَاسِرَةٌ (assumed tropical:) A bargain that does not bring gain [but on the contrary occasions loss]. (TA.) And كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (assumed tropical:) An unprofitable charge or assault. (K.) b2: One who has lost his property, and his intellect. (IAar.) b3: Erring; going astray; deviating from, or losing, or missing, the right way: or becoming lost; perishing; or dying: syn. ضَالٌّ: (K:) and so ↓ خَسِرٌ (TA) and ↓ خَسِيرٌ and ↓ خَيْسَرَى, (K, TA, but the last written in the CK خَيْسَرِىٌّ,) or ↓ خَيْسَرٌ, for it is said to occur [as an epithet] only in the following saying, in which خَيْسَرَى is said to be put for خَيْسَرٌ to assimilate it to preceding words: بِفِيهِ البَرَى وَ حُمَّى خَيْبَرَى وَ شَرٌّ مَا يَرَى فَإِنَّهُ خَيْسَرَى [In his mouth be dust, and may the fever of Kheyber befall him, and evil be that which he shall see, for he is one who goeth astray: but in the TA, in art. ورى, is another reading; for بفيه البرى, substituting بِهِ الوَرَى, meaning a certain disease]. (TA.) [Hence,] أَحْمَقُ خَاسِرٌ دَابِرٌ دَامِــرٌ [Foolish, or stupid, erring, and utterly perishing]. (T in art. بت. [See بَاتٌّ: and see also دَامِــرٌ.]) b4: Also One who makes the measure, and the balance, defective, or deficient, when he gives, and demands excess when he receives. (AA.) خَاسِرَةٌ: see the next paragraph.

خَنْسَرٌ and ↓ خَنْسَرِىٌّ A man in a place [or condition] of خُسْرَان [or loss, &c.]: (K in the present art. and in art. خنسر:) pl. خَنَاسِرَةٌ. (K in art. خنسر.) b2: And [the pl.] الخَنَاسِرَةُ, in several copies of the K, in other copies of the K ↓ الخَاسِرَةُ, but correctly ↓ الخَنَاسِرُ, (TA,) The weak of mankind; (K, TA;) and the small, or little, of them; (TA;) as also ↓ الخَنَاسِيرُ, in the former sense, (K and TA in art. خنسر,) and in the latter sense also: (TA in that art.:) and أَهْلُ الخِيَانَةِ; (K and TA in this art.; and K in art. خنسر, accord. to several copies;) i. e. The people of perfidy, unfaithfulness, or treachery; and of baseness, ignobleness, ungenerousness, or meanness: (TA in the present art.:) or اهل الجبانة; because of their weakness; (TA in art. خنسر;) [as though meaning the people of cowardice (الجَبَانَة): or it may mean the people of the burial-ground (الجَبَّانَة); for, accord. to AHát, ↓ الخناسير signifies those who conduct [to the burial-ground] the corpse or the bier with the corpse; perhaps from خَنَاسِرُ meaning “ small, or little, and weak men. ” (TA.) خِنْسِرٌ, (K in art. خنسر, [in the CK, erroneously, خِنْسَر,]) or ↓ خِنْسِيرٌ, (Ibn-'Osfoor, AHei, and K in the present art.,) Base, ignoble, ungenerous, or mean: (K:) and perfidious, unfaithful, or treacherous. (TA in explanation of the latter.) A2: Also (the former accord. to the K in art. خنسر, and the latter likewise accord. to the TA in the present art.,) A calamity, or misfortune: (K, TA:) pl. [of the latter] in this sense خَنَاسِيرُ, like خَنَاثِيرُ. (IAar, TA.) خَيْسَرٌ: see خَاسِرٌ.

خَيْسَرَى: see خَسَارٌ, in two places: A2: and see also خَاسِرٌ. b2: Also One who will not accept an invitation to partake of food, lest he should be required to make a requital: so in a trad. of 'Omar. (TA.) خَنْسَرِىٌّ: see خَنْسَرٌ.

خِنْسِيرٌ: see خِنْسِرٌ.

خَنَاسِرُ: see خَسَارٌ: A2: and see also خَنْسَرٌ.

خَنَاسِيرُ a word [of a pl. form] having no sing.: (S:) see خَسَارٌ, in three places.

A2: [Also pl. of خِنْسِيرٌ, q. v.]

A3: See also خَنْسَرٌ, in two places.

A4: Also The urine of the mountain-goats upon the herbage and the trees [or shrubs]: (K in this art. and in art. خنسر:) in which sense, also, it has no singular. (TA in the present art.) أَخْسَرُ sing. of أَخْسَرُونَ, which occurs in the Kur [xi. 24 and] xviii. 103 [and xxi. 70 and xxvii. 5], (Akh, S,) and signifies The greatest losers; those who suffer, or shall suffer, the greatest loss. (Bd.) مَخْسَرَةٌ An occasion, or a cause, of loss; or of error, or going astray; or of being lost, of perishing, or of dying: a word of the same class as مَبْخَلَةٌ and مَجْبَنَةٌ &c.: pl. مَخَاسِرُ. Hence the saying,] المَسَاخِرُ مَخَاسِرُ (tropical:) [Occasions, or causes, of mockery, or derision, or ridicule, are occasions, or causes, of loss, &c.]. (A.)
خسر
: (خَسَِرَ، كفَرِحَ وضَرَبَ) ، الثَّاني لُغة شَاذَّة، كَمَا صَرْ بِهِ المُصَنِّف فِي البَصَائر، قَالَ ومِنْه قِرَاءَةُ الحَسَن البَصْرِيّ {وَلاَ تُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ} (: 9) (خَسْراً) ، بفَتْح فَسكُون، (وخَسَراً) ، مُحَرَّكَةً، (وخُسْراً) ، بضَمَ فسُكُون، (وخُسُراً) ، بضَمَّتَيْن، وَبِه قرأَ الأَعْرَاجُ وعِيسَى بنُ عُمَر وأَبو بَكْر وابنُ عَبَّاس: {لَفِى خُسْرٍ} (الْعَصْر: 2) (وخُسْراناً) ، كعُثْمَان، (وخَسَارةً) ، بالفَتْح، (وخَسَاراً) ، كسَحَابٍ، الثّانِيَة والثَّالِثَة عَن ابْنِ دُرَيْد (: ضَلَّ) وَلَا يُسْتَعْمَل هاذا البَابُ إِلاَّ لازِماً، كَمَا صَر 2 بِهِ أَئِمَّة التَّصْرِيف.
قَالَ شَيْخُنَا: وتَعَقَّب هاذا القَوْلَ جماعةٌ، مُسْتَدِلِّين بقَوْله تَعَالَى: {الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ} (الْأَنْعَام: 12) و {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةَ} (الْحَج: 11) وَنَحْوهمَا، وَقَالَ: لَا عِبْرَة بظَواهِر نُصُوصِهِم مَعَ وُرُودِ خِلافِها فِي الآياتِ القرآنِية. (فَهُوَ خَاسِرٌ) ، وخَسِرٌ، (وخَسِيرٌ، وخَيْسَرَى) ، بالأَلِف المَقْصُورَة. يُقَال: رَجُلٌ خَيْسَرَى، أَي خاسِرٌ. وَفِي بَعْضِ الأَسْجَاع:
بِفِيه البَرَى، وحُمَّى خَيْبَرَى، وشَرُّ مَا يُرى، فَإِنَّه خَيْسرَى.
وَقيل: أَراد خَيْسَرَ، فَزَادَ للإِتْباع. وَقيل: لَا يُقَالُ خَيْسرَى إِلاَّ فِي هاذا السجع.
(و) خَسِرَ (التَّاجِر) فِي بَيْعِه خُسْرَاناً: (وُضِعَ فِي تِجَارَتهِ أَوْ غُبِن) ، والأَوَّل هُوَ الأَصْل.
وَفِي البَصَائِر للمُصَنِّف: الخُسْرانُ فِي البَيْع: انتِقَاصُ رَأْ المَالِ، وقَوْلُه تَعالى: {الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (الزمر: 15 والشورى: 45) قَالَ الفَرَّاءُ: يَقُولُ: غَبِنُوهما. وَقَالَ غَيره: أَي أَهلكوهما، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخاسِرُ: الّذِي ذَهَبَ عَقْلُه ومَالُه، أَي خَسِرَهما.
(والخَسْرُ) ، بالفَتح: (النَّقْصُ، كالإِخْسَارِ، والخُسْرَانِ) بالضَّمّ، مثل الفَرْق والفُرْقَانِ. خَسِرَ يَخْسَر خُسْرَاناً. وخَسَرْتُ الشَّيْءَ، بالفَتْح، وأَخْسَرْتُه: نَقَصْتُه. وخَسَرَ الوَزْنَ والكيْل خَسْراف، وأَخْسَرَه: نَقَصَه. ويقَال: كِلْتُه ووَزَنْتُه فأَخْسَرْتُه، أَي نَقَصْتُه. وهاكَذا فَسَّر الزَّجّاجُ قَولَه تَعَالى: {أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطففين: 3) أَي يَنْقُصُون فِي الكَيْل والوَزْنِ. قَالَ: ويَجُوزُ فِي اللُّغَة يَخْسِرُون، تَقُولُ: أَخْسَرْتُ المِيزَانَ وخَسَرْتُه. قَالَ: وَلَا أَعْلَم أَحَداً قَرَأَ (يَخْسِرُون) . قُلتُ: وَهُوَ قِرَاءَةُ بِلال بْنِ أَبِي بُرْدَة. وَقَالَ أَبو عَمْرو: الخَساِر: الَّذِي يَنْقُص المِكْيَالَ والمِيزَانَ إِذَا أَعْطَى، ويَءْحتَزِيدُ إِذَا أَخَذَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: خَسَرَ إِذَا نَقَصَ مِيزَاناً أَو غَيْرَه. وَعَن أَبي عُبَيْد: خَسَرْتُ المِيزَانَ وأَخْسَرْتُه أَي نَقَصْته. وَقَالَ اللَّيْث: الخاسِر: الّذي وُضِع فِي تِجارته، ومَصدرُه الخَسَارةُ والخُسرُ. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز: {تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} (النازعات: 12) أَي (غَيْرُ نَافِعَةٍ) . وَصَفَقَ صَفْقَةً خاسِرَةً، أَي غيرَ مُرْبِحَةٍ، وأَنشد المُصَنّف فِي البَصَائِر:
إِذا لم يكُنْ لامِرى نِعْمَةٌ
لَدَيَّ وَلَا بَيْنَنَا آصِرَهْ
وَلَا لِيَ فِي وُدِّهِ حاِلٌ وَلَا نَفْعَ دُنْيَا وَلَا آخِرَهْ
وأَفْنَيْتُ عُمْرِي على بابِه
فتِلْك إِذاً صَفْقَةٌ خاسِرَهْ (والخَنْسَرَى) ، هاكذا بسُكُونِ النُون بَعْدَ الخَاءِ. وَفِي الأُصول الجَيِّدَة بالتَّحْتِيَّة السَّاكِنَة بدل النُّون (: الضَّلاَلُ والهَلاَكُ) . زَادَ ابنُ سِيدَه والياءُ فِيهِ زَائِدَة.
(و) الخَيْسَرَى: (الغَدْرُ واللُّؤمُ كالخَسَارِ والخَسَارَةِ) ، بفَتْحِهِما، (والخَنَاسِيرِ) ، وَهُوَ الهلاكُ، وَلَا واحِد لَهُ. قَالَ كعبُ بنُ زُهَيْر:
إِذا مَا نُتجْنَا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَة
بَغَاهَا خَناسِيراً فأَهْلَكَ أَرْبَعَاً
يَقُولُ: إِنه شَقِيُّ الجَدِّ إِذا نُتِجَت أَرْبَعٌ من إِبلِه أَربعَةَ أَوْلاَدِ هَلَكَت من إِبلِ الكِبَار أَربَعٌ غَيْرُ هاذِهِ فَيَكُونُ مَا هَلَك أَكْثَرَ مِمّا أَصابَ.
وَقَالَ آخر:
فإِنَّكَ لَو أَشْبَهْتَ عَمِّي حَمَلْتَنِي
ولاكِنَّه قد أَدْرَكَتْك الخَنَاسِرُ
أَي أَدْرَكَتْك مَلاَئمُ أُمِّكَ.
(والخُسْرُوَانِيُّ) بضمّ الأَوَّلِ والثالِث: (شَرَابٌ. ونَوعٌ مِنَ الثِّيَابِ) ، كالخُسْرَوِيّ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ منسوبٌ إِلى خُسْرُوشَاه من الأَكاسرة.
(وخسْرَاوِيَّة) بالضّمّ: (ة بواسِطَ) ، نَقله الصّغانيّ.
(وخَسَّرَهُ تَخْسَيرا: أَهْلَكَه) . وَمن المَجَاز: خَسَّرَه سُوءُ عَمَلِه، أَي أَهْلَكَه.
(والخَاسِرَة: الضِّعَاف مِن النَّاسِ) وصِغَارُهم. هاكذا فِي النُّسخ، وصوابُه والخَناسِرُ، وَكَذَا فِيمَا بَعْده كَمَا فِي أُمَّهات اللُّغَة، (و) الخاسِرَةُ: (أَهلُ الخِيَانَةِ) والغَدْرِ واللُّؤْم.
(والخِنْسِير) بالكَسْر فِنْعِيل، وجَزَمَ بِهِ أَبُو حَيَّان تبعا لِابْنِ عُصْفُورٍ: (اللَّئِيمُ) الغادِر. (والخَنْسَرُ) ، كجَعْفَر، (والخَنْسَرِيُّ) بياءِ النِّسْبَة: (مَنْ هُوَ فِي مَوْضِعِ الخُسْرَانِ) .
(والخَنَاسِيرُ: أَبْوا الوُعُولِ عَلَى الكَلإِ والشَّجَرِ) ، لَا واحِد لَهُ.
(وسَلْمُ بْنُ عَمرو) بْنِ عَطَاءِ بنِ زَبّان الحِمْيَريّ قَدِم بَغْدَاد ومَدَح المَهْدِيُّ والهاديَ والبَرَامِكَةَ، ولَقبُه (الخَاسِرُ) ، وإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذالِك (لأَنَّه باعَ مُصْحَفاً واشْتَرى بثَمَنِه دِيوانَ شِعْر) أَبِي نُوَاس، كَمَا فِي أَنْسَابِ السّمْعَانِي. وَفِي الأَساس: عُودَ لَهْوٍ. (أَوْ لِأَنَّه حَصَلَت لَهُ أَمْوال) كَثِيرة (فبَذَّرَهَا) وأَتْلَفَهَا فِي مُعاشَرَةٍ الأُدباءِ الفِتْيَان.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الخُسْر، بالضَّمّ: العُقُوبَةُ بالذَّنْب. وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالى: {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ} (الْعَصْر: 2) عَن الفَرَّاءِ.
وأَخْسَرَ الرَّجُلُ، إِذا وافَقَ خُسْراً فِي تِجارَته. والتَّخْسِيرُ: الإِبْعَادُ مِن الخَير. قَالَه ابْنُ الأَعْرَابِيّ. وَفِي حَدِيث عُمَر: ذكر (الخَيْسَرى) . وَهُوَ الَّذي لَا يُجِيبُ إِلى الطَّعَام لِئَلاَّ يَحْتَاج إِلى المُكَافَأَة.
وَمن المَجَازِ: خَسِرَت تِجَارَتُه، أَي خَسِرَ فِيهَا، ورَبِحَت أَي رَبِح فِيها.
وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِر: قد يُنْسَب الخُسْرَانُ إِلى الإِنسان، فَيُقَال: خَسِرَ فُلانٌ، وإِلى الفِعْل فَيُقَال: خَسِرَتْ تِجارَتُه. ويُسْتَعْمل ذالِكَ فِي المُقْتَنَيات النَّفِيسَةِ، كالصِّحَّة والسَّلامة والعقْل وَالْإِيمَان والثَّواب، وهُوَ الَّذي جَعَله الله، {الْخُسْرانُ الْمُبِينُ} (الْحَج: 15) {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} ) (غَافِر: 85) أَي تَبَيَّن لَهُم خُسْرَانُهم لمَّا رَايلأا العَذَاب، وإلاّ فَهُم كانُوا خاسِرِين فِي كُلِّ وَقْت.
وتجارَةٌ خاسرةٌ وتِجَارَةٌ رابِحَةٌ، وَمن لَمْ يُطِع اللَّهَ خَاسِرٌ، وتَقُولُ: لاَ يَكُونُ الرَّاسِخُ ساخِراً، وَلَا السَّاخِرُ إِلاّ خاسِراً. والمَسَاخِرُ مَخَاسِر.
وخَوْسَرٌ، كجَوْهَر: وَادٍ فِي شَرْقِيّ المَوْصِل، أَحدُ الأَوْدِيَة الَّتي تَمُدّ الدِّجْلَة مِنْهَا.
قَالَ شَيْخُنَا، ووَقَع فِي شَعْر حُرَيْث ابْنِ جَبَلَة العُذْريّ:
وذاكَ آخِرُ عَهْد مِنْ أَخِيكَ إِذَا
مَا المَرْءُ ضَمَّنه اللَّحْدَ الخَنَاسِيرُ
قَالَ أَبو حَاتِم: الخَنَاسِيرُ: الّذين يُشيعون الجنَازَة. وَنَقله البَغْدَادِيّ فِي شَرْح شواهِد المُغْنِي.
قلت: وَرُبمَا يُؤْخَذ مِنْ قَوْلِهم: الخَنَاسِر: صِغَارُ النَّاس وضِعافُهم، مَعَ مَا فِي كَلاَم المُصَنّف من المُخَالَفَة، فَتَأَمّل. والخَنَاسِيرُ: الدَّواهِي. والخِنْسِير بالكَسْر: الدّاهِيَة.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
خَاخَسْر: من قُرَى دَرْغم من نَواحِي سَمَرْقَنْد. مِنْهَا أَبُو القَاسِم سَعْد بنُ سَعِيد الخاخَسْرِيّ، خَادِم أَبي عليّ اليونانيّ الفَقِيه، والقَاضي عَبْدُ القادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِم الدّرْغَمِيّ الخَاخَسْريّ، وَقد حَدَّثَا.
واستَدْرك شيخُنَا هُنَا:
خِسْرُوجِرْد من قُرَى بَيْهَقَ.
قلت: وخِسْرُوشَاه: من قُرَى مَرْوَ. وَقد نُسِب إِليها جماعةٌ من المُحَدِّثين.
ويُستدرك أَيضاً:
خُونْسار، بالضّمّ: قَرية من قُرى أَصْبهانَ. وَمِنْهَا الإِمام العلاّمة حُسين ابْن جمالٍ الأَصبهانيّ، وُلِد بخونْسار سنة 1017 وقرأَ بأَصْبَهان على جَعْفَرِ ابنِلُطْفِ الله العامليّ والسيّد محمّد باقراماد الحسينيّ. وممّن تَخرَّجَ بِهِ وَلدُه العلاّمة مُلاَّ جمال وَالشَّيْخ جمال الدّين محمّد شفع الاستراباديّ، وتُوَفّيَ بأَصبهان سنة 1098 وقَدِمَ جمالُ بن حُسين هاذا إِلى مَكَّة سنة 1114 وَهُوَ من أشهر علماءِ الْعَجم.

الْقَضِيَّة الخارجية

الْقَضِيَّة الخارجية: والقضية الْحَقِيقِيَّة والقضية الذهنية أَقسَام ثَلَاثَة للقضية الحملية بِاعْتِبَار وجود موضوعها.
وَاعْلَم أَن كل قَضِيَّة لَا بُد لَهَا من الحكم وَلَا بُد للْحكم من تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ الَّذِي هُوَ الْمَوْجُود الذهْنِي. فالقضايا الثَّلَاث الْمَذْكُورَة مُشْتَركَة فِي اقْتِضَاء الْوُجُود الذهْنِي للموضوع ومتساوية الْإِقْــدَام فِيهِ. ثمَّ إِن كَانَ الحكم على الْأَفْرَاد الذهنية فَقَط للموضوع أَو على أَفْرَاده الخارجية فَإِن كَانَ الحكم على أَفْرَاده الذهنية فَقَط مُحَققَة أَو مقدرَة فَهِيَ الْقَضِيَّة الذهنية مثل شريك الْبَارِي مُمْتَنع بِمَعْنى أَن كل مَا يُوجد فِي الْعقل ويفرضه الْعقل شريك الْبَارِي فَهُوَ مَوْصُوف فِي الذِّهْن بالامتناع فِي الْخَارِج. وَإِنَّمَا فسرنا مَعْنَاهُ بذلك بِنَاء على أَن الْمُمْتَنع لَيْسَ بموجود فِي الذِّهْن أَيْضا كَمَا سَيَأْتِي فِي الْمُوجبَة وكالقضايا المستعملة فِي الْمنطق فَإِن موضوعاتها معقولات ثَانِيَة لَا يحاذيها أَمر فِي الْخَارِج وَهِي كلهَا موجودات ذهنية بِالْفِعْلِ - أما فِي القوى الْعَالِيَة أَو القوى القاصرة. وَإِن كَانَ الحكم على الْأَفْرَاد الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج فَلَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون الحكم على الْأَفْرَاد الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج محققا أَو على الْأَفْرَاد الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج مُقَدرا - فَإِن كَانَ الحكم على الْأَفْرَاد الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج محققا فَهِيَ الْقَضِيَّة الخارجية مثل كل إِنْسَان حَيَوَان بِمَعْنى أَن كل إِنْسَان مَوْجُود فِي الْخَارِج فَهُوَ حَيَوَان فِي الْخَارِج وَإِن كَانَ الحكم على الْأَفْرَاد الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج مُقَدرا يَعْنِي على الْأَفْرَاد الممكنة الَّتِي قدر وَفرض وجودهَا فِي الْخَارِج سَوَاء كَانَت مَوْجُودَة فِي الْخَارِج محققا أَو لَا فَهِيَ الْحَقِيقِيَّة مثل كل إِنْسَان حَيَوَان أَي كل مَا لَو وجد فِي الْخَارِج وَكَانَ إنْسَانا فَهُوَ على تَقْدِير وجوده حَيَوَان وَقس عَلَيْهِ معنى كل عنقاء طَائِر - وَهَذَا الْوُجُود الْمُقدر إِنَّمَا اعتبروه فِي الْأَفْرَاد الممكنة لَا الممتنعة كأفراد اللاشيء وَشريك الْبَارِي.
وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره وَهَذَا الْقَيْد أَعنِي إِمْكَان وجود الْأَفْرَاد إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا لم يعْتَبر إِمْكَان صدق الْوَصْف العنواني على ذَات الْمَوْضُوع بِحَسب نفس الْأَمر بل يَكْتَفِي بِمُجَرَّد فرض صدقه. أَو إِمْكَان فرض صدقه عَلَيْهِ كَمَا فِي صدق الْكُلِّي على جزئياته حَتَّى إِذا وَقع الْكُلِّي مَوْضُوع الْقَضِيَّة الْكُلية كَانَ متناولا لجَمِيع أَفْرَاده الَّتِي هُوَ كلي بِالْقِيَاسِ إِلَيْهَا سَوَاء أمكن صدقه عَلَيْهَا أَو لَا. وَإِمَّا إِذا اعْتبر إِمْكَان صدق العنوان على ذَات الْمَوْضُوع فِي نفس الْأَمر كَمَا هُوَ مَذْهَب الفارابي. أَو اعْتبر مَعَ الْإِمْكَان الصدْق بِالْفِعْلِ كَمَا هُوَ مَذْهَب الشَّيْخ فَلَا حَاجَة إِلَى اعْتِبَار إِمْكَان وجود الْأَفْرَاد انْتهى.
وَإِن أردْت أَن مُرَاد الفارابي بالإمكان هَا هُنَا مَا هُوَ فَعَلَيْك الرُّجُوع إِلَى الْوَصْف العنواني فهناك مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَحَاصِل الْكَلَام أَنهم إِنَّمَا قسموا القضايا إِلَى هَذِه الثَّلَاثَة لِأَن أَحْوَال الْأَشْيَاء أَي محمولاتها ثَلَاثَة لِأَنَّهَا إِمَّا شَامِلَة للأفراد الذهنية والخارجية المحققة والمقدرة لموضوعاتها وَتسَمى لَوَازِم الماهيات كالزوجية للأربعة والفردية للثَّلَاثَة وتساوي الزوايا القائمتين للمثلث.
والقضايا الَّتِي يكون محمولاتها هَذِه الْأَحْوَال تسمى حَقِيقِيَّة مثل كل أَرْبَعَة زوج وكل ثَلَاثَة فَرد وكل مثلث تَسَاوِي زواياه للقائمتين وَإِمَّا مُخْتَصَّة بالأفراد الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج لموضوعاتها كالحركة والسكون والإضاءة والإحراق والقضايا الَّتِي تكون محمولاتها هَذِه الْأَحْوَال خارجية مثل كل فلك متحرك وكل أَرض سَاكِنة وكل نَار مضيئة ومحرقة. وَإِمَّا مُخْتَصَّة بالأفراد الْمَوْجُودَة فِي الذِّهْن كالكلية والجزئية والقضايا الَّتِي تكون محمولاتها هَذِه الْأَحْوَال تسمى ذهنية مثل الْإِنْسَان كلي وَنَوع - وَالْحَيَوَان جنس وَزيد المتصور جزئي فَافْهَم.
ثمَّ اعْلَم أَن التَّسْمِيَة بالحقيقية من قبيل نِسْبَة الْفَرد إِلَى الْكُلِّي فَإِن الْقَضِيَّة لِكَثْرَة اسْتِعْمَالهَا فِي ذَلِك الْمَعْنى كَأَنَّهَا مَوْضُوعَة لَهُ وَحَقِيقَة بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. فالقضية فَرد من أَفْرَاد الْحَقِيقَة فنسبت إِلَيْهَا. وَلَك أَن تَقول إِن هَذَا الْمَعْنى حَقِيقَة الْقَضِيَّة وماهيتها إِذْ لم يعْتَبر فِيهِ قيد زَائِد على مفهومها الْمُتَبَادر وَهُوَ تَقْيِيد اتصاف ذَات الْمَوْضُوع بالعنوان بِكَوْنِهِ فِي الْخَارِج فَإِذا اسْتعْملت فِي ذَلِك الْمَعْنى الَّذِي هُوَ حَقِيقَتهَا بِدَلِيل التبادر وَهَذَا هُوَ مُرَاد الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي شرح الشمسية بقوله وَتسَمى حِينَئِذٍ حَقِيقِيَّة كَأَنَّهَا حَقِيقَة الْقَضِيَّة وكما أَن القضايا الثَّلَاث الْمَذْكُورَة مُتَسَاوِيَة الْإِقْــدَام فِي اقْتِضَاء الْوُجُود الذهْنِي للموضوع كَذَلِك الْقَضِيَّة الْمُوجبَة والقضية السالبة سَوَاء كَانَتَا خارجيتين أَو حقيقيتين أَو ذهنيتين مشتركتان فِي ذَلِك الِاقْتِضَاء لِأَن الحكم بِثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع وَانْتِفَاء الْمَحْمُول عَنهُ لَا يُمكن إِلَّا بعد تصور الْمَوْضُوع. فَلَا فرق بَينهمَا فِي اقْتِضَاء الْوُجُود الذهْنِي بِحَسب الحكم وَإِنَّمَا الْفرق بَينهمَا بِأَن صدق الْمُوجبَة يتَوَقَّف على وجود الْمَوْضُوع فِي ظرف الْإِثْبَات لِأَن الحكم فِي الْمُوجبَة بِثُبُوت الْمَحْمُول للموضوع وَثُبُوت شَيْء وجودي أَو عدمي فرع ثُبُوت الْمُثبت لَهُ فِي ظرف الثُّبُوت وبحسب الثُّبُوت إِن دَائِما فدائما وَإِن سَاعَة فساعة وَإِن خَارِجا فخارجا وَإِن ذهنا فذهنا. بِخِلَاف السالبة فَإِن صدقهَا لَا يتَوَقَّف على وجود الْمَوْضُوع فِي ظرف سلب الْمَحْمُول عَن الْمَوْضُوع لِأَن سلب الْمَحْمُول عَن الْمَوْضُوع كَمَا يصدق عِنْد عدم الْمَوْضُوع وَانْتِفَاء الْمَحْمُول عَنهُ كَذَلِك يصدق عِنْد عدم الْمَوْضُوع لِأَن الْمَوْضُوع إِذا لم يكن مَوْجُودا لم يكن الْمَحْمُول ثَابتا لَهُ لما مر من أَن ثُبُوت شَيْء لشَيْء فرع ثُبُوت الْمُثبت لَهُ فِي ظرف الْإِثْبَات فَيكون الْمَحْمُول مسلوبا عَنهُ الْبَتَّةَ - فللموضوع وجودان وجود ذهني وَوُجُود فِي ظرف الْإِثْبَات أما الْوُجُود الذهْنِي فَلَا بُد مِنْهُ لأجل الحكم إيجابيا كَانَ أَو سلبيا وَأما الْوُجُود فِي ظرف الْإِثْبَات أَي ظرف كَانَ ذهنا أَو خَارِجا إِنَّمَا هُوَ لأجل صدق الْإِيجَاب وتحققه والسالبة لَا تستدعي صدقهَا هَذَا الْوُجُود. وَمن هَا هُنَا قَالُوا إِن الْإِثْبَات إِن كَانَ فِي الْخَارِج فَيجب لصدقه أَن يكون ثُبُوت الْمَوْضُوع أَيْضا محققا أَو مُقَدرا فِي الْخَارِج وَإِن كَانَ فِي الذِّهْن فليعتبر وجود الْمَوْضُوع فِي الذِّهْن وَرَاء اقْتِضَاء الحكم فَإِنَّهُ بِهَذَا الْمَعْنى فِي السالبة أَيْضا بل لصِحَّة ثُبُوت الْمَحْمُول لَهُ فَافْهَم.
ثمَّ اعْلَم أَن الْقَضِيَّة الخارجية قد يتَوَقَّف صدقهَا أَي تحققها فِي الْخَارِج على وجود الْمَوْضُوع ومبدأ الْمَحْمُول فِي الْخَارِج مثل قَوْلك زيد أسود فِي الْخَارِج وَقد يتَوَقَّف صدقهَا على وجود الْمَوْضُوع فَقَط فِي الْخَارِج كَمَا إِذا كَانَ الْمَحْمُول عدميا مثل زيد أعمى وَزيد كَاتب. وَهَاتَانِ القضيتان خارجيتان لَكِن يتَوَقَّف تحققهما على وجود الْمَوْضُوع فَقَط فِي الْخَارِج وَإِمَّا فِي قَوْلك زيد مَوْجُود فِي الْخَارِج فقضية ذهنية لِأَن الْخَارِج فِي الْقَضِيَّة الخارجية ظرف لاتصاف الْمَوْضُوع الْمَوْجُود فِي الْخَارِج بالمحمول فِيهِ فَيتَوَقَّف صدقهَا وتحققها على وجود الْمَوْضُوع فِي الْخَارِج أَو لَا ثمَّ الحكم عَلَيْهِ فِي الْخَارِج بِأَيّ مَحْمُول كَانَ وَفِي الْمِثَال الْمَذْكُور لَيْسَ كَذَلِك.
وتوضيحه أَن معنى قَوْلك زيد مَوْجُود فِي الْخَارِج أَنه مَوْجُود بِوُجُود أُصَلِّي تترتب عَلَيْهِ الْآثَار وَتظهر مِنْهُ الْأَحْكَام. وَلَا شكّ أَن كَونه كَذَلِك لَا يتَوَقَّف على كَونه مَوْجُودا أَصْلِيًّا أَو لَا حَتَّى يتَصَوَّر اتصافه بالوجود الْأَصْلِيّ أَو لَا. ثمَّ الحكم عَلَيْهِ فِي الْخَارِج بالوجود الْأَصْلِيّ أَي بالوجود فِي الْخَارِج. هَكَذَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي أم الْحَوَاشِي على الشَّرْح الْقَدِيم للتجريد وَالْحَاصِل أَنه لَا بُد فِي الْقَضِيَّة الخارجية من اتصاف الْمَوْضُوع بالوجود الْخَارِجِي أَو لَا. ثمَّ الحكم عَلَيْهِ بالمحمول فعلى هَذَا زيد كَاتب قَضِيَّة خارجية. وَزيد مَوْجُود فِي الْخَارِج قَضِيَّة ذهنية إِذْ لَيْسَ الحكم فِيهَا بالوجود فِي الْخَارِج بعد اتصاف زيد بالوجود فِيهِ وَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع على دفع الْإِشْكَال فِي الْحمل الإيجابي على المفهومات الممتنعة مثل شريك الْبَارِي مُمْتَنع واجتماع النقيضين محَال والخلاء مَعْدُوم ونظائره فَلْينْظر إِلَى تحقيقنا فِي الْمُوجبَة واشكر شكرا جميلا واسأل لهَذَا العَاصِي الغفران وَأَجرا جزيلا.

السّفر

السّفر: وَللَّه در من قَالَ:
(كل من يُسَافر يصبح أفضل وَأحسن ... )
(لِأَن كل مَا يُشَاهِدهُ يصبح رأسمال الْعين ... )
(فَمن المَاء الْجيد لَا يبْقى شَيْئا ... )
(غير الَّذِي يبْقى فِي مَكَانَهُ فيتأسن ... )
(السّفر) قطع الْمسَافَة يُقَال هُوَ مني سفر بعيد وسفر الصُّبْح بياضه وَيُقَال لبَقيَّة بَيَاض النَّهَار بعد مغيب الشَّمْس سفر

(السّفر) الْمُسَافِر (للْوَاحِد وَالْجمع) والأثر يبْقى على الْجلد (ج) سفور

(السّفر) الْكتاب أَو الْكتاب الْكَبِير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَمثل الْحمار يحمل أسفارا} وجزء من أَجزَاء التَّوْرَاة (ج) أسفار
السّفر:
[في الانكليزية] Journey ،travel
[ في الفرنسية] Voyage
بفتح السين والفاء في اللغة الخروج المديد. وفي الشريعة قصد المسافة المخصوصة كذا في الكرماني. والمسافة المخصوصة هي مسافة ثلاثة أيام ولياليها بسير وسط، وهذا أدنى مدّة السّفر، ولا حدّ لأكثرها. ولا يخفى أنّ مجرد القصد لا يكفي في كون الشخص مسافرا. ولذا قال في التلويح: إنّه الخروج عن عمرانات الوطن على قصد سير تلك المسافة.
فالمسافر من فارق وخرج من بيوت بلده وعماراته أي عن سوره وحدّه قاصدا مسافة ثلاثة أيام ولياليها بسير وسط. والمراد بالقصد هو الإرادة المعتبرة شرعا بأن يكون على سبيل الجزم، والسير الوسط المشي بين البطء والسّرعة، وذلك ما سار الإبل الحمول والرّاجل والفلك إذا اعتدلت الريح وما يليق بالجبل، هكذا في جامع الرموز. وفي الاصطلاحات الصوفية السفر هو توجّه القلب إلى الحقّ، والسّير مترادف له والأسفار أربعة. الأول هو السّير إلى الله من منازل النفس إلى الوصول إلى الأفق المبين، وهو نهاية مقام القلب ومبدأ التجلّيات الأسمائية. الثاني هو السّير في الله بالاتصاف بصفاته والتحقّق بأسمائه إلى الأفق الأعلى، وهو نهاية مقام الروح والحضرة الواحدية، الثالث هو الترقّي إلى عين الجمع والحضرة الأحدية، وهو مقام قاب قوسين، فما بقيت الاثنينية، فإذا ارتفعت فهو مقام أو أدنى وهو نهاية الولاية. الرابع هو السّير بالله عن الله للتكميل وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع. نهاية السفر الأول هي رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة. ونهاية السفر الثاني هو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلمية الباطنية. ونهاية السفر الثالث هو زوال التقيّد بالضدين الظاهر والباطن بالحصول في أحدية عين الجمع. ونهاية السفر الرابع عند الرجوع عن الحقّ إلى الخلق في مقام الاستقامة هو أحدية الجمع والفرق بشهود اندراج الحقّ في الخلق واضمحلال الخلق في الحقّ، حتى ترى العين الواحدة في صور الكثرة والصور الكثيرة في عين الوحدة.
السّفر: فِي اللُّغَة قطع الْمسَافَة. وَفِي الشَّرْع الْخُرُوج عَن بيُوت الْمصر على قصد مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها فَمَا فَوْقهَا بسير الْإِبِل ومشي الْأَقْــدَام. وَالْأَحْكَام الَّتِي تَتَغَيَّر بِالسَّفرِ هِيَ قصر الصَّلَاة وَإِبَاحَة الْفطر. وامتداد مُدَّة الْمسْح على الْخُفَّيْنِ إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام وَسُقُوط وجوب الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ وَالْأُضْحِيَّة وَحُرْمَة الْخُرُوج على الْحرَّة بِغَيْر محرم - وَالْمُعْتَبر السّير الْوسط وَهُوَ سير الْإِبِل ومشي الْأَقْــدَام فِي أقصر أَيَّام السّنة. وَهل يشْتَرط السّير كل يَوْم إِلَى اللَّيْل اخْتلفُوا فِيهِ الصَّحِيح أَنه لَا يشْتَرط حَتَّى لَو بكر فِي الْيَوْم الأول وَمَشى إِلَى الزَّوَال وَبلغ المرحلة وَنزل وَبَات فِيهَا ثمَّ بكر فِي الْيَوْم الثَّانِي كَذَلِك ثمَّ فِي الْيَوْم الثَّالِث كَذَلِك يصير مُسَافِرًا كَذَا فِي السراج الْوَهَّاج. وَلَا يعْتَبر بالفراسخ كَذَا فِي الْهِدَايَة وَلَا يعْتَبر السّير فِي الْبر بالسير فِي الْبَحْر وَلَا السّير فِي الْبَحْر بالسير فِي الْبر وَإِنَّمَا يعْتَبر فِي كل مَوضِع مِنْهُمَا مَا يَلِيق بِحَالَة وَيعْتَبر الْمدَّة من أَي طَرِيق أَخذ فِيهِ فالرجل إِذا قصد بَلْدَة وإليها طَرِيقَانِ أَحدهمَا مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها وَالْأُخْرَى دونهَا فسلك الطَّرِيق الْأَبْعَد كَانَ مُسَافِرًا عندنَا كَذَا فِي (فَتَاوَى قاضيخان) وَإِن سلك الأقصر يتم كَذَا فِي (الْبَحْر الرَّائِق) . وَيسْتَحب السّفر يَوْم الْخَمِيس والسبت فِي أول النَّهَار. وَقَالَ عَليّ كرم الله وَجهه لَا تسافروا فِي آخر الشَّهْر وَلَا تسافروا وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب كَذَا فِي فَتَاوَى الْحجَّة وَللَّه در النَّاظِم. (رفتم برآن دلبر شيرين غبغب ... كفتم بسفر مي روم اي مَه امشب)

(رجون مَه وزلف جون عقرب بكشود ... )

(يَعْنِي كه مرو هست قمر در عقرب ... )

وَفِي الشرعة عَن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه كَانَ يكره السّفر وَالنِّكَاح فِي محاق الشَّهْر وَإِذا كَانَ الْقَمَر فِي الْعَقْرَب - وَفِي آدَاب المريدين وَلَا يُسَافر بِغَيْر رضَا الْوَالِدين والأستاذ حَتَّى لَا يكون عاقا فِي سَفَره فَلَا يجد بَرَكَات سَفَره - وَفِي الْحصن الْحصين من كَلَام سيد الْمُرْسلين وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَتُحِبُّ يَا جُبَير إِذا خرجت فِي سفر أَن تكون أمثل أَصْحَابك هَيْئَة أَي أحسن وَأَكْثَرهم زادا فَقلت: نعم بِأبي أَنْت وَأمي قَالَ: فاقرأ هَذِه السُّور الْخمس: {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} و {وَإِذا جَاءَ نصر الله} و {قل هُوَ الله أحد} و {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} و {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} وافتتح كل سُورَة بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم واختتم قراءتك بهَا قَالَ جُبَير وَكنت غَنِيا كثير المَال فَكنت أخرج فِي سفر فَأَكُون أبذهم وَأَقلهمْ زادا فَمَا زلت مُنْذُ علمتهن من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقرأت بِهن أكون من أحْسنهم هَيْئَة وَأَكْثَرهم زادا حَتَّى أرجع من سَفَرِي انْتهى.
وَالسّفر عِنْد أَوْلِيَاء الله تَعَالَى عبارَة عَن سير الْقلب عِنْد أَخذه فِي التَّوَجُّه إِلَى الْحق بِالذكر والأسفار عِنْدهم أَرْبَعَة كَمَا بَين فِي كتب السلوك وَاعْلَم أَن شَدَائِد السّفر أَكثر من أَن تحصى وَلذَا اشْتهر أَن السّفر قِطْعَة من السقر وَللَّه در الشَّاعِر.
(سفر اكرجه زيك نقطه كمتر از سقراست ... )

(ولي عَذَاب سفر از سقر زياده تراست ... )

ومنافعه أَعم وأوفى.
ف (57) :

مُسْواك

مُسْواك
الجذر: س و ك

مثال: اسْتِخْــدَام المُسْواك سُنَّة
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم بهذا الضبط.

الصواب والرتبة: -استخــدام المِسْواك سُنَّة [فصيحة]
التعليق: وردت كلمة «مِسْواك» مكسورة الميم على وزن مِفعال.

ريي

ريي


رَيَى
أَرْيَيَa. Hoisted, reared (flag).
رَايَة (pl.
رَايَات)
a. Flag, standard, banner.
b. Child's necklace.
(ر ي ي) : (الرَّازِيّ) مَنْسُوبٌ إلَى الرَّيِّ وَهُوَ مِنْ بِلَادِ الْعِرَاقِ وَمِنْهُ عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى الرَّازِيّ، وَالدَّارِيُّ تَصْحِيفٌ يَرْوِي عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ.
ريي
: (ى ( {الرَّيُّ) : أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ بالفتْحِ: (د، م) بَلَدٌ مَعْروفٌ مِن الدَّيْلم بينَ قَوْمَس والجِبالِ، وَله رَساتِيقُ وأَقالِيم كثي
ريي
رايَة [مفرد]: ج رايات وراي:
1 - عَلَم، قطعة من قماش ذات ألوان أو صور تمثِّل دولة أو منظَّمة "لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ [حديث] " ° الرَّاية السَّوداء: علامة الخطر- تحت رايته: في رعايته- رفَع الرَّاية البيضاء: استسلم.
2 - علامة منصوبة لكي يراها النَّاس. 
(ر ي ي) : (الرَّايَةُ) عَلَمُ الْجَيْشِ وَتُكْنَى أُمَّ الْحَرْبِ وَهِيَ فَوْقَ اللِّوَاءِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْعَرَبُ لَا تَهْمِزُهَا وَأَصْلُهَا الْهَمْزُ وَأَنْكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ وَالْأَصْمَعِيُّ الْهَمْزَ وَأَمَّا رَايَةُ الْغُلَامِ وَهِيَ الْعَلَامَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي عُنُقِهِ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ أَبَقَ فَإِنَّهَا مِنْ الْأُولَى وَفِي الْمُجْمَلِ رَبَّيْتُ الْغُلَامَ بِرَايَةٍ قَالَ وَهِيَ غُلٌّ يُجْعَلُ فِي عُنُقِهِ وَأَمَّا دَايَةُ بِالدَّالِ فَغَلَطٌ وَاَللَّهُ الْهَادِي إلَى الصَّوَابِ.
[ر ي ي] الرَّايَةُ العَلَمُ والجَمْعُ راياتٌ ورأيٌ وحَكَى سِيبَوَيْهِ عن أَبِي الخَطّابِ راءَةٌ بالهَمْزِ وشَبَّه أَلِفَ رايَةٍ وإن كانَتْ بَدَلاً من العَيْنِ بالأَلِفِ الزّائِدَةِ فهَمَزَ اللاّمَ كما يَهْمِزُها بعدَ الزّائِدَةِ في نحو سِقاءٍ وشِفاءٍ ورَيَّيْتُها عَمِلْتُها كغَيِّيْتُها عن ثَعْلَبٍ وأَرْأَيْتُ الرّايَةَ رَكَزْتُها عن اللِّحْيانِيِّ وهَمْزُه عندِي على غَيْرِ قِياسٍ إِنَّما حُكْمُه أَرْيَيْتُها والرّايَةُ الَّتِي تُوضَعُ في عُنُقِ الغُلامِ الآبِقِ ورايَةُ بَلَدٌ من بِلادِ هُذَيْلٍ والرَّيُّ بَلَدٌ من بِلادِ فارس النَّسَبُ إليه رازِيٌّ عَلَى غيرِ قِياسٍ والرَّاءُ حَرْفُ هِجاءٍ وهو حَرْفٌ مَجْهورٌ مُكَرًّرٌ يكونُ أَصْلاً لا بَدَلاً ولا زائدًا قالَ ابنُ جِنِّي وأَما قَوْلُه

(تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ ... ) (والزَّايَ والرّا أَيًّما تَهْلِيلِ ... )

فإِنَّما أَرادَ والرَّاءَ مَمْدُودَة فلَمْ يُمْكِنْه وذلِكَ لِئَلاّ يَنْكَسِرَ الوَزْنُ فحَذَفَ الهَمْزَة من الرّاءِ وكانَ أَصْلُ هذا

(والزَّايَ والرّاءَ أَيَّما تَهْلِيلِ ... )

فلمّا اتَّفَقَتِ الحَرَكَتانِ حُذِفَتِ الأُولَى من الهَمْزَتَيْنِ ورَيَّيْتُ راءً عَمِلْتُها وأَمّا أَبُو عَلِيٍّ فقالَ أَلِفُ الرّاءِ وأَخَواتِها مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ والهَمْزَةُ بعدَها في حُكْمِ ما انْقَلَبَ عن ياءٍ لتَكُونَ الكَلِمَةُ بعدَ التَّكْمِلَة والصَّنْعَةِ الإعْرابِيَّةِ من بابِ شَوَيْتُ وطَوَيْتُ وحَوَيْتُ قالَ ابنُ جِنِّي فقُلْتُ لَه أَلَسْنَا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الأَلِفَ في الرّاء هي الأَلِفُ في با ويا وتا وثا إِذا تُهُجِّيَت وأَنْتَ تَقُولُ إِنَّ تِلْكَ الأَلِفَ غيرُ مُنْقَلِبَةٍ من ياءٍ أَو واوٍ لأَنَّها بمَنْزِلَةِ أَلِف ما ولا فقالَ لمّا نُقِلَتْ إِلى الاسْمِيَّةِ دَخَلَها الحُكْمُ الَّذِي يَدْخُلُ الأَسْماءَ من الانْقِلابِ والتَّصَرُّفِ أَلا تَرَى أَنّا إِذا سَمَّيْنا رَجُلاً ب ضَرَبَ أَعْرَبْناهُ لأنَّه قَدْ صارَ فِي حَيِّزِ ما يَدْخُلُه الإعْرابُ وهو الأَسْماءُ وإِنْ كُنّا نَعْلَمُ أَنَّه قَبْلَ أَنْ يُسَمَّى به لا يُعْرَبُ لأَنَّه فِعْلٌ ماضٍ ولم تَمْنَعْنَا مَعْرِفَتُنا بذلِكَ من أَنْ نَقْضِيَ عليه بحُكْمِ ما صارَ منه وإِليه فكذَلِكَ أَيضًا لا يَمْنَعُنا عِلْمُنا بأَنَّ أَلِفَ رَا يَا تَا ثا غيرُ مُنْقَلِبَةٍ ما دامَــتْ حُرُوفَ هِجاءٍ من أَنْ نَقْضِيَ عَلَيْها إِذا زِدْنا عَلَيْها أَلِفًا أُخْرَى ثم هَمَزْنا تِلكَ المَزِيدَةَ بأَنَّها الآنَ مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ وأَنَّ الهَمْزَةَ مُنْقَلِبَةٌ عن الياءِ إِذا صارَتْ إلى حُكْمِ الاسْمِيَّةِ الَّتِي تَقْضِي عَلَيْها بهذا ونحوِه ويُؤَكَّدُ عندَك أَنَّه لا يَجُوزُ وَزْنُ رَا بَا تَا ثَا حا خا ونَحْوِها ما دامَــتْ مَقْصُورَةً مُتَهَجّاةً فإِذا قُلْتَ هذِه راءٌ حَسَنَةٌ ونظَرْتُ إِلى هاءٍ مَشْقُوقَةٍ جازَ أَنْ تُمَثِّلَ ذلِك فتَقُولَ وَزْنُه فَعَلٌ كما تَقُولُ في داءٍ وماءٍ وشاءٍ إِنَّه فَعَلٌ قالَ فقالَ لأَبِي عَلِيٍّ بعضُ حاضِرِي المَجْلِس أَفَتَجْمَعُ على الكَلِمَةٍ إِعْلالَ العَيْنِ واللاَّمِ فقالَ قد جاءَ من ذلِكَ أَحْرُفٌ صالِحةٌ فيكونُ هذا منها ومَحْمُولاً عليها ورايَةُ مَكانٌ قالَ قَيْسُ بنُ عَيْزارَةَ (رِجالٌ ونِسْوانٌ بأكْنافِ رايَةٍ ... إلى حُثُنٍ تِلْكَ العُيُونُ الدَّوامِعُ)

أَرادَ أُولئِكَ أَصْحابُ العُيُونِ الدَّوامِعِ

همل

(هـ م ل) : (هَمَلَ الْمَاءُ هَمَلَانًا) فَاضَ وَانْصَبَّ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَانْهَمَلَ مِثْلُهُ انْهِمَالًا.
(همل) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "في الهَمُولَة الراعِيَةِ كذَا" : وهي التي أُهْمِلَتْ تَرْعَى بأنفُسِها، لا تُرْعَى ولا تُسْتَعْمَلُ، والمُهمَل: المترُوك.
هـ م ل

إبلٌ هملٌ وهوامل، وقد أهملها الراعي فهملت. وما ترك الله عباده هملاً. وأمر مهمل. وهملت عينه هملاناً، وهمل دمعه وانهمل، وجرى في مهمله حيث ينهمل. وفرس هملاج، وهو يهملج براكبه، وخيل هماليج.
هـ م ل: (هَمَلَتْ) عَيْنُهُ أَيْ فَاضَتْ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَ (هَمَلَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ (انْهَمَلَتْ) مِثْلُهُ. وَ (أَهْمَلَ) الشَّيْءَ خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ. وَ (الْمُهْمَلُ) مِنَ الْكَلَامِ ضِدُّ الْمُسْتَعْمَلِ. 
همل الهَمَلُ: السُّدى. والابِلُ الهَوَامِلُ: التي لا تُرْعى ولا تُسْتَعْمَلُ، وأمْرٌ مُهْمَلٌ: مَتْرُوكٌ، وفي الَمَثل: " اخْتَلَطَ المَرْعِيُّ بالهَمَل ". والهِمِلُّ: البُرْجُدُ من بَرَاجِدِ الأعراب، والَبْيُت الخَلَقُ من بُيُوت الشَّعر. والثَّوبُ المُرَقًّعُ. والهَمَالِيْلُ: البَقايا من الكَلإ، والضِّعَافُ من المَطَر، وليس له واحِدٌ.
[همل] نه: في ح الحوض: فلا يخلص منهم إلا مثل "همل" النعم، هي ضوال الإبل، جمع هامل، أي الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة. ك: همل - بفتحتين، جمعه، والرجل - مر في ر. نه: ومنه: ولنا نعم "همل"، أي مهملة لا رعاء لها ولا فيها من يصلحها ويهديها فهي كالضالة. ومنه: أتيته يوم حنين فسألته عن "الهمل". ومنه: وعليهم في "الهمولة" الراعية في كل خمسين فاقة، هي التي هملت ترعى بأنفسها ولاتستعمل، فعولة بمعنى مفعولة. ز: "تهملان" من مصر.
هـ م ل : هَمَلَ الدَّمْعُ وَالْمَطَرُ هُمُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَهَمَلَانًا جَرَى.

وَهَمَلَتْ الْمَاشِيَةُ سَرَحَتْ بِغَيْرِ رَاعٍ فَهِيَ هَامِلَةٌ وَالْجَمْعُ هَوَامِلُ وَبَعِيرٌ هَامِلٌ وَجَمْعُهُ هَمَلٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُمَّلٌ مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ وَأَهْمَلْتُهَا أَرْسَلْتُهَا تَرْعَى بِغَيْرِ رَاعٍ وَاسْتُعْمِلَ الْهَمَلُ بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرًا أَيْضًا يُقَالُ تَرَكْتُهَا هَمَلًا أَيْ سُدًى تَرْعَى بِغَيْرِ رَاعٍ لَيْلًا وَنَهَارًا وَأَهْمَلْتُ الْأَمْرَ تَرَكْتُهُ عَنْ عَمْدٍ أَوْ نِسْيَانٍ. 
[همل] الهَمْلُ، بالتسكين: مصدر قولك: هَمَلَتْ عينهُ تَهْمُلُ وتَهْمِلُ هَمْلاً وهَمَلاناً، أي فاضتْ. وانْهَمَلَتْ مثله. والهَمَلُ، بالتحريك: الإبل التي ترعى بلا راعٍ، مثل النَفَشَ، إلا أن النفش لا يكون إلا ليلاً، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً. يقال: إبلٌ هَمَلٌ، وهامِلَةٌ، وهُمَّالٌ، وهَوامِلُ. وتركتُها هَمَلاً، أي سُدًى، إذا أرسلتها ترعى ليلاً ونهاراً بلا راعٍ. وفي المثل: " اختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ ". والمَرْعِيُّ: الذي له راعٍ. والهَمَلَ أيضاً: الماء الذي لا مانع له. وأهملت الشئ: خليت بينه وبين نفسه. والمهمل من الكلام: خلاف المستعمل.

همل


هَمَلَ(n. ac.
هَمْل
هُمُوْل
هَمَلَاْن)
a. Overflowed with tears (eye).
b. Fell.
c. Rained incessantly.
d.(n. ac. هَمْل), Pastured freely.
e. [ coll. ]
see IV (a)
أَهْمَلَa. Neglected, overlooked; omitted; left unpointed (
letter ).
b. Left at large.

تَهَاْمَلَ
a. [Fī] [ coll. ], Was negligent
over.
إِنْهَمَلَa. see I (a)
هِمْلa. Coarse garment.
b. Hair-tent.

هَمَلa. Roaming cattle.
b. Running water.

هَاْمِل
(pl.
هَمْلَى
هَمَل
هَاْمِلَة
هُمَاْل
هُمُوْلَة
هُمَّاْل
هَوَاْمِلُ
41)
a. Left at large, roaming about.

هُمَّاْلa. Soft, flabby.
b. Uncultivated land.

N. P.
هَمڤلَ
a. [ coll. ]
see N. P.
أَهْمَلَ
(a).
N. P.
أَهْمَلَa. Omitted, overlooked.
b. Obsolete (word).
c. Unpointed.

N. Ac.
تَهَاْمَلَ
a. [ coll. ], Negligence.

هَمَلًا
a. At large, free
(هـ م ل)

الهَمَلُ: السدى الْمَتْرُوك لَيْلًا أَو نَهَارا.

هَمَلَت الْإِبِل تَهْمُل، وبعير هامِلٌ من إبل هَوامِلَ وهُمَّلٍ وهَمَلٍ، وَهُوَ اسْم الْجمع كرائح وروح، لِأَن فَاعِلا لَيْسَ مِمَّا يكسر على فَعَلٍ، وَقد أهملها، وَلَا يكون ذَلِك فِي الْغنم.

وأهمَل أمره: لم يحكمه.

وهَمَلَت عينه تَهْمُل وتَهْمِل هَمْلاً وهُمُولا وهَمَلاناً، وانهَمَلَتْ: سالَتْ.

وهَمَلَت السَّمَاء هَمْلاً وهَمَلاناً وانهَمَلَتْ: دَامَ مطرها مَعَ سُكُون وَضعف.

وثوب هَمالِيلُ: مُخرَّقٌ.

وَكسَاء هِمِلٌّ: خلق.

والهِمِلُّ: الْكَبِير السن.

والهَمَلُ: الليف المنتزع، واحدته همَلَةٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

وهُمَيْلٌ، وهَمَّالٌ: اسمان.

همل

1 هَمَلَ

, aor. هَمُلَ

, inf. n. هَمَلاَنٌ; and ↓ اِنْهَمَلَ; It (water) overflowed, and poured forth. (Mgh.) b2: تُهْمَلُ عَلَى رُؤُوسِهَا وَظَهُورِهَا; so in a copy of the K, voce وَسُوطٌ: in other copies of the K, تُحْمَلُ or يُحْمَلُ: if the first be correct, the meaning is probably Camels left without rein and without burden; and this is agreeable with the context.4 أَهْمَلَ المَاشِيَةَ He sent [or left] the cattle to pasture [by themselves,] without a pastor, by night and by day. (Msb.) b2: أَهْمَلَهُ He left it, let it alone, or neglected it, intentionally or from forgetting: (Msb:) or he left it, or let it alone, expl. by خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ: (S, O, K:) or he left it, or neglected it, and did not make use of it. (K.) b3: أَهْمَلَ عَبْدَهُ (S, K, in art. سبع) He left his slave without work, or occupation: (PS:) he left him to himself, uncontrolled.7 اِنْهَمَلَكَ فِى الأَمْرِ He exerted himself, strove, or laboured, in the affair, (S, Msb,) and persisted, or persevered, in it. (S, Msb, K.) b2: اِنْهَمَلَكَ فِى البَاطِلِ He obstinately persevered in vain or false affairs.

هَمَّالَةٌ Applied to the eye or eyes, Flowing abundantly with tears: see a verse cited voce عَلَفَ.

مُحْمَلٌ Having no government. (TA, art. on the particle فَ.) b2: لَفْظٌ مُحْمَلٌ A word that has no grammatical government; contr. of عَامِلٌ. (IbrD.)
همل:
هملَ: هملت عيناي بالدموع (ألف ليلة 88:1).
هملَ: جال، تشرّء، طاف تكاسلاً وعادةً vagabonder، تاه، تطوّح، تسكع errer.
أنظر: همل وهامل (البربرية 384:2).
الإهمال لنفسه: استسلم للأهواء (عباد 322:1).
أهمل في مكان إليهم: (البربرية 382:1) وقد ترجمها (دي سلان) بقوله: بقي هناك ينتظر الأخبار.
تهامل في: نام، تصرف بإهمال. وفي (محيط المحيط): (والعامة تقول تهامل في الأمر أي تكاسل فيه وتوانى) (بقطر). وهناك، أيضاً، تهامل عن أي أهمل؛ أما اسم المصدر تهامل فالمقصود منه: اللامبالاة وعدم الاهتمام والإهمال واسم الفاعل منه هو المهمل غير المبالي.
انهمل في: استسلم، انهمك s'abandonner, se livrer ( المقدمة 15:408:3): وَدْعنِ في الشرب ننهمل. الفعل هنا للمفرد المتكلم وهو قد ورد شعراً.
المعجم اللاتيني ذكر Lascivia (Fornicatio) انهمال ضمن انهمال في الشهوة: أعتقد أن المعنى قد استقام ولا يوجد ما يستوجب تغيير كلمة انهمال بجعلها انهماك. إن (فوك) الذي ذكر كلمة أهمل إلى جانب انهمل ضمن destituire قد خطر بباله المعنى نفسه ولم يرق له هذا الترادف في المعنى.
همّل والجمع إهمال: المعنى الحقيقي: جعل تائه، ليس له مَنْ يحرسه، وأصبح لذلك وحشياً. أما المعنى المجازي فللتعبير عما يصعب لمسه أو استعماله أو معالجتهُ أو تدبيرهُ أو إدارتهُ. (معجم مسلم).
همل: فوضى (حيان 45): كان سبب اشتعال الفتنة بكورة البيرة أيام الهمل في دولة الأمير عبد الله .. الخ. وفي (24 منه): إلى أن استنزله الخليفة عبد الرحمن الكارّ على همل الفرقة بدولة الجماعة، أي إلى أن قام الخليفة مرة أخرى بإعادة وحدة السلطنة والقضاء على الفوضى التي سبب ذلك التفكك.
هُمُول: تشرّد (بقطر).
هامل: جوّال، متشرد حقيقة ومجازاً: دار هاملاً: جال: دار Vagabonoler؛ هامِلاً: مهملاً، بلا عناية؛ الهمّل المتوحشون (بقطر).
هامل: مستسلم لأهوائه، مهمل، مخذول (بقطر).
هامل: لا يهتم بأي أمر، خامل، خائر العزيمة (بقطر).
مهتمل. مهملون في أديانهم وكفّار مهملون: فجّار، أصحاب سلوك مضاد للدين والمقدسات (معجم أبي الفداء).
أرض مهملة: أرض بور Lande ( ابن العوام 12:1).
مهملاً: متردداً، حائراً indeterminement ( بقطر).
مهمول: هو الذي لا يحضى باحترام أو تقديره ولا يهتم به الآخرون (قرطاس 5:268): (إن هذا الأمير، بعد أن اندحر، فإن السلطان، أباه هِجره لذلك فيقي مهمولاً).

همل: الهَمْل، بالتسكين: مصدر قولك هَمَلتْ عينُه تَهْمُل وتَهْمِل

هَمْلاً وهُمُولاً وهَمَلاناً. وانْهَمَلتْ: فاضت وسالت. وهَمَلتِ السماءُ

هَمْلاً وهَمَلاناً وانْهَمَلَتْ: دام مطرُها مع سكونٍ وضعفٍ، وهَمَل

دمعُه، فهو مُنْهَمِل. والهَمَل: السُّدى المتروك ليلاً أَو نهاراً. وما ترك

الله الناس هَمَلاً أَي سُدىً بلا ثوابٍ ولا عِقاب، وقيل: لم يتركهم سُدى

بلا أَمر ولا نهي ولا بيان لما يحتاجون إِليه، وهَمَلتِ الإِبل تَهْمُل،

وبعيرٌ هامِل من إِبل هَوامِل وهُمَّل وهَمَل، وهو اسم الجمع كرائح

ورَوَح لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فَعَلٍ، وقد أَهْمَلها، ولا يكون ذلك

في الغنم. ابن الأَعرابي: إِبِل هَمْلى مُهْمَلة، وإِبِل هَوامِل

مُسَيَّبة لا راعي لها، وأَمر مُهْمَل متروك؛ قال:

إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائلِ

أَراد: إِنَّا وجدنا طَرَدَ الإِبل المُهْملة وسَوْقَها سلاَّ وسَرِقة

أَهْون علينا من مسألة الناس والتَّباكي إِليهم. وفي حديث الحوض: فلا

يَخْلُص منهم إِلاَّ مثل هَمَل النَّعَم؛ الهَمَل: ضَوالُّ الإِبلِ، واحدها

هامِلٌ، أَي أَنَّ الناجي منهم قليل في قلَّة النَّعَم الضالَّة. وفي حديث

طهفة: ولنا نَعَم هَمَل أَي مهمَلة لا رِعاءَ لها ولا فيها من يُصلحها

ويَهديها فهي كالضَّالة؛ ومنه حديثُ سراقة: أَتيته يوم حُنَين فسأَلته عن

الهَمَل. وفي حديث قَطَن بن حارثة: عليهم في الهَمُولة الراعية في كل

خمسين ناقةٌ؛ هي التي أُهْمِلت ترعى بأَنفسها، ولا يستعمل فَعولة بمعنى

مَفْعولة. وأَهْمَل أَمرَه: لم يُحْكِمْه. والهَمَل، بالتحريك: الإِبلُ بلا

راعٍ، مثل النَّفَش، إِلاَّ أَن الهَمَل بالنهار

(* قوله «الا ان الهمل

بالنهار إلخ» مثله في التهذيب، وعبارة الصحاح: الا أن النفش لا يكون الا

ليلاً والهمل يكون ليلاً ونهاراً اهـ. ويوافقه ما يأتي للمؤلف بعد).

والنَّفَش لا يكون إِلاَّ ليلاً. يقال: إِبِل هَمَل وهامِلة وهُمَّال وهَوامِل،

وتركْتها هَمَلاً أَي سُدىً إِذا أَرسلتها ترعى ليلاً بلا راعٍ. وفي

المثل: اختلطَ المَرْعيُّ بالهَمَل، والمَرْعيُّ: الذي له راعٍ. وفي الحديث:

فسأَلته عن الهَمَل يعني الضَّوالَّ من النَّعَم، واحدها هامِل مثل

حارِس وحَرَس وطالب وَطَلَب. وفي الحديث: في الهَمُولة الراعِية كذا من

الصدَقة؛ يعني التي قد أُهْمِلت ترعى. والهَمَل أَيضاً: الماء الذي لا مانع

له.وأَهْمَلْت الشيء: خلَّيت بينه وبين نفسه. والمُهْمَل من الكلام: خلاف

المستعمَل.

والهَمَلُّ: البيت الصغير؛ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد لأَبي حبيب الشيباني:

دخلتُ عليها في الهَمَلّ، فأَسْمَحَتْ

باَّقْمَرَ، في الحِقْوَيْن، جَأْبٍ مُدَوَّرِ

والأَقْمرُ: الأَبيض. وثوب هَمالِيل: مخرَّق. وكِساءٌ هِمِلٌّ: خَلَق.

والهِمِلُّ: الكبير السِّنِّ. والهَمَل: اللِّيف المتنزع، واحدته هَمَلة؛

حكاه أَبو حنيفة.

وهُمَيل وهَمَّال: اسمان. وأَرض هُمَّال بين الناس: قد تَحامَتْها

الحُروب فلا يَعْمُرها أَحد. وشيء هُمَّال: رِخْوٌ.

واهْتَمَل الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بكلام لا يُفُهم؛ قال الأَزهري:

والمعروف بهذا المعنى هَتْمَل، وهو رباعي.

هـمل
همَلَ1 يهمُل ويهمِل، هَمْلاً وهَمَلانًا وهُمولاً، فهو هامِل
• همَلَتِ العينُ: فاضت دموعًا وسالت. 

همَلَ2 يهمُل ويهمِل، هَمْلاً وهمَلانًا، فهو هامِل
• همَلَتِ السَّماءُ: دام مطرُها مع سكون وضعْف. 

همَلَ3 يهمُل ويهمِل، هَمْلاً، فهو هامل
• همَلَتِ الإبلُ ونحوُها: سرحت بغير راعٍ وتركت مسيَّبة ليلاً ونهارًا. 

أهملَ يُهمل، إهمالاً، فهو مُهمِل، والمفعول مُهمَل (للمتعدِّي)
• أهملَ الشَّخصُ: قصَّر.
• أهملَ دروسَه ونحوَها: تركها، أغفلها عمْدًا أو نسيانًا "أهمل ترتيب أدواته- إنّ الله يُمهل ولا يُهمل: لا يغفل عن أعمالنا".
• أهملَ الحرفَ: (في الكتابة) لم ينقطه، عكسه أعجمه.
• أهملَ أمرَه: لهوجه، لم يحكمه "أهمَل العاملُ تركيبَ إطار السّيّارة". 

انهملَ ينهمل، انهمالاً، فهو منهمِل
• انهملَتِ العينُ: همَلت، فاضت دموعًا وسالت "انهملت
 عيناه للنّبأ المحزن".
• انهملَتِ السَّماءُ: دام مطرُها مع سكون وضعف. 

إهمال [مفرد]: مصدر أهملَ ° مُتَّسم بالإهمال: لا مبالٍ، قَذِر.
• الإهمال: (قن) الفشل في ممارسة العناية المطلوبة تجاه شخص ما تحت ظرف معيّن، فينتج عنه ضرر غير مقصود للطَّرف الآخر. 

مُهمَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أهملَ: "الفرص المُهمَلة تذهب سُدًى [مثل أجنبيّ] " ° سَلَّة المهملات: سلَّة تُلقى فيها النُّفايات- كمّيّة مُهْمَلة: ضئيلة لا قيمة لها- وضَع الرِّسالة في سلَّة المُهْمَلات: أغفلها وتركها عمدًا.
2 - متروك من غير عناية به "بستان مُهمَل" ° المهمل من الكلام: غير المستعمل. 

هامِل [مفرد]: ج هَمْلَى وهُمَّال وهُمَّل، مؤ هامِلة، ج مؤ هاملات وهواملُ:
1 - اسم فاعل من همَلَ1 وهمَلَ2 وهمَلَ3.
2 - متسكِّع "شابٌّ هامل". 

همَل [مفرد]:
1 - متروك ليلاً ونهارًا بلا رعاية ولا عناية "لا تصادق الهَمَل من الشباب- إبل هَمَل" ° ما ترك اللهُ النَّاسَ همَلاً: أي سُدًى بلا ثواب ولا عقاب.
2 - ماء سائل لا مانع يحجزه. 

هَمْل [مفرد]: مصدر همَلَ1 وهمَلَ2 وهمَلَ3. 

هَمَلان [مفرد]: مصدر همَلَ1 وهمَلَ2. 

هُمول [مفرد]: مصدر همَلَ1. 
هـمل

(الهَمَلُ، مُحَرَّكةً: السُّدَى المَتْرُوكُ) ، وَمَا تَرَكَ اللَّهِ النّاسَ هَمَلًا، أَي: سُدًى بِلَا ثَوابٍ وَلَا عِقابٍ، وَقِيْلَ: لَمْ يَتْرُكْهُم سُدًى بِلَا أَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ وَلَا بَيانٍ لِمَا يَحْتاجونَ إِلَيْه. وَفِي الصِّحاح: المَهَلُ، بِالتَحْرِيك: الإِبِل بِلَا رَاعٍ مِثْل النَّفَش، إِلَّا أَنَّ النَّفَشَ لَا يَكُونُ إِلاَّ لَيْلًا، والهَمَلُ يَكُونُ (لَيْلًا وَنَهارًا) ، وَقَدْ هَمَلَتٍ الإبِلُ تَهْمِلُ) ، بالكَسْرِ، هَمْلًا (فَهِيَ هامِلٌ) ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم: هَمَلَت الإِبِل تَهْمِلُ وَبَعِيْرٌ هامِلٌ، (ج: هَوامِلُ وَهَمُولَةٌ وَهامِلَةٌ وَهَمَلٌ، مُحَرَّكَةً) ، وَهُو اسْمُ الجَمْعِ كَرائِحٍ وَرَوَح؛ لِأَنَّ فَاعِلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّر عَلى فَعَل، (و) هُمَّل (كَرُكَّعٍ وَرُخالٍ) ، وَضَبَطَهُ الصّاغانِيّ بِالتَّشْدِيد، وَهُو الصَّواب، (وَسَكْرَى) ، الأَخِيرة عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَكَذلِكَ الثّانِية، وَقَالَ الشّاعِر:
(إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِل ... )

(خَيْرًا مِنَ التَّأْنان والمَسائِلِ ... )
أَرَادَ إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الإِبِل المُهْمَلَة وَسَوْقَها سَلًّا وَسَرِقَةً أَهْوَنَ عَلَيْنا مِنْ مَسْئَلة النّاسِ والتَّباكِي إِلَيْهِم. وَفي حَدِيثِ الحَوْض: " فَلا يَخْلُصُ مِنْهُم إِلَّا مِثْل هَمَل النَّعَمِ " وَهِي ضَوالُّ الإِبِلِ. وَفي حَدِيث طِهْفَة: " وَلَنا نَعَمٌ هَمَلٌ " أَي: مُهْمَلَة لَا رِعاءَ لَها وَلَا فِيها مَنْ يُصْلِحُها وَيَهْدِيها، فَهِي كَالضَّالَّة. وَفِي حَدِيثِ قَطَنِ بن حارِثَة: " عَلَيْهم فِي الهَمُولَة الراعِيَة فِي كُلّ خَمْسِينَ، نَاقَةٌ " هِيَ الَّتي أُهْمِلتَ تَرْعَى بِأَنْفسها، وَلَا تُسْتَعْمَلُ فَعُولَة بِمَعْنى مَفْعُولة. وَفِي المَثَل: " اخْتَلَطَ المَرْعِيُّ بالهَمَل ". والمَرْعِيُّ الَّذي لَهُ راعٍ. (و) هَمَلَتْ (عَيْنُهُ تَهْمِلُ وَتَهْمُل) ، مِنْ حَدِّي ضَرَبَ وَنَصَر، (هَمْلًا) ، بِالفَتْح، (وَهَمَلانًا) ، مُحَرّكة، (وَهُمُولًا) ظ، بِالضَّم: (فَاضَتْ) وَسَالَتْ، (كانْهَمَلَت) فَهِي هامِلَةٌ وَمُنْهَمِلَة. (و) هَمَلَت (السَّماءُ) هَمْلًا وَهَمَلَانًا: (دامَ مَطَرُها فِي سُكُونٍ) وَضَعْف. (والهِمْلُ، بِالكَسْرِ: البُرْجُدُ مِنْ بَراجِدِ الأَعْرابِ) كَذا فِي المُحيط. (و) أَيْضًا: (البَيْتُ الخَلَق مِنَ الشَّعَرِ) ، عَنِ المُحيط أَيْضًا. (و) أَيْضًا: (الثَّوْبُ المُرَقَّعُ) ، عَن المُحِيط أَيْضًا. وَفِي اللِّسان: كِساءٌ هِمِلٌّ؛ أَيْ خَلَق. (و) الهَمَلُ، (بِالتَّحْرِيكِ: اللِّيفُ المَنْزُوعُ) ، وَاحِدَتُه هَمَلةٌ، قَالَهُ أَبُو عَمْرو كَما فِي العُباب، وَحَكاهُ أَبُو حَنِيفَة أَيْضًا. (و) الهَمَل: (الماءُ السّائِلُ) الَّذِي (لَا مَانِعَ لَهُ) وَلَم يَذْكُر الجَوْهَرِيُّ السّائِلَ. (وَأَهْمَلَهُ) إِهْمالًا: (خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ) كَما فِي العُباب والصِّحاح، (أَو تَرَكَهُ وَلَم يَسْتَعْمِلْه) ؛ وَمِنْهُ الكَلَامُ المُهْمَل، وَهُو خِلَافُ المُسْتَعْمَل. (والهُمّالُ كَزُنّارٍ: الرِّخْوُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. و) أَيْضًا: (الأَرْضُ الَّتِي) قَدْ (تَحامَتْها الحُرُوبُ فَلَا يَعْمُرها أَحَدٌ) ، كَذا فِي النَوادِر. (و) هَمَّالٌ (كَشَدّادٍ، اسْم) رَجل، (وَكَزُبَيْرٍ: هُمَيْل بن الدَّمُون) أَخو قَبِيصَةَ: (صَحابِيٌّ) ، وَلِقَبِيْصَةَ صُحْبة أَيْضًا، ذَكَرهما ابْنُ مَاكُولَا، وَقَد أَنْزَلَهُما النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَقِيف. (والهَمالِيْلُ: بَقايا الكَلَإِ، والضِّعاف مِنَ الطَّيْرِ) ، كَذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ مِنَ المَطَرِ، كَما هُو نَصُّ المُحِيط، (بِلا وَاحِدٍ. و) فِي اللِّسان: الهَمالِيْلُ: (المُخَرَّقُ مِنَ الثِّيابِ) يُقالُ: ثَوْبٌ هَمالِيلُ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: انْهَمَلَتِ السَّماءُ: دَامَ مَطَرُها مَع سُكُونٍ وَضَعْفٍ. وَانْهَملَ دَمْعُهُ فَهُو مُنْهَمِلٌ. وَأَهْمَلَ إِبِلَهُ: تَرَكَها بِلَا راعٍ، وَلَا يَكُونُ ذلِكَ فِي الغَنَمِ. والهِمِلُّ كَطِمِرٍّ: البَيْتُ الصَّغير، عَن أَبِي عَمْرٍ ووَأَنْشَدَ لِأَبِي حَبِيبٍ الشَّيْبانِيِّ:
(دَخَلْتُ عَلَيْها فِي الهِمِلِّ فَأَسْمَحَتْ ... بِأَقْمَرَ فِي الَحِقْوَيْن جَأْبٍ مُدَوَّرِ)
والهِمِلُّ أَيْضًا: الكَبِيُر المُسِنُّ. وَاهْتَمَلَ الرَّجُلُ: إِذا دَمْدَمَ بِكَلامٍ لَا يُفْهَم، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: المَعْرُوف بِهذا المَعْنَى: هَتْمَلَ، وَهُو رباعيّ. وعَمْرو بنُ هُمَيْلٍ الهُذَلِيّ كَزُبَيْرٍ، مِنْ شُعَراء هُذَيْل. والأُهْمُولُ، بِالضَّمّ: مِنْ قُرَى اليَمَنِ نَقَلَهُ الصّاغانِيّ. وَاسْتُهْمِلَت النّاقَةُ: أُهْمِلَتْ، قَالَ أَبُو النَّجْم:
(لَمْ يُرْعَ مَأْزُولًا وَلَمْ يُسْتَهْمَلِ ... )
وَجَرَى الدَّمْعُ فِي مَهْمِلِهِ كَمَجْلِسٍ، أَي: حَيْثُ يَنْهَمِل.

دمي

دمي
عن العبرية بمعنى سكوت وهدوء وراحة. يستخدم للذكور.
(دمي)
الْجرْح دمى ودميا خرج مِنْهُ الدَّم وَلم يسل فَهُوَ دم

دمي


دَمِيَ(n. ac. دَمَي)
a. Was covered with blood, bloody; bled.

دَمَّيَa. Made to bleed, bled; smeared with blood.
b. Made easy for.
c. Brought near to.

أَدْمَيَa. see II (a)
دَمٌ (a. for دَمَوٌ or دَمْيٌ), (pl.
دِمَآء
[دِمَاْي
23], دُمِيّ ), Blood.

دُمْيَة
a. Effigy, image.

دَمَوِيّ
a. Impetuous; sanguine; sanguineous.

الدَّمَوِيَّة
a. Hectic fever.
(د م ي) : (وَفِي الْحَدِيثِ) «أَلَا إنَّ كُلَّ دَمٍ وَكَذَا وَكَذَا تَحْتَ قَدَمَيَّ إلَّا دَمَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ قُتِلَ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ» فَأُضِيفَ إلَيْهِ الدَّمُ لِأَنَّهُ وَلِيُّهُ (وَالدُّمْيَةُ) الصُّورَةُ الْمُنَقَّشَةُ وَفِيهَا حُمْرَةٌ كَالدَّمِ وَالْجَمْعُ الدُّمَى الــدَّامِــيَة ذُكِرَتْ آنِفًا.
د م ي : دَمِيَ الْجُرْحُ دَمًى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَدَمْيًا أَيْضًا عَلَى التَّصْحِيحِ خَرَجَ مِنْهُ الدَّمُ فَهُوَ دَمٍ عَلَى النَّقْصِ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ وَالتَّشْدِيدِ وَشَجَّةٌ دَامِــيَةٌ لِلَّتِي يَخْرُجُ دَمُهَا وَلَا يَسِيلُ فَإِنْ سَالَ فَهِيَ الــدَّامِــعَةُ وَيُقَالُ أَصْلُ الدَّمِ دَمْيٌ بِسُكُونِ الْمِيمِ لَكِنْ حُذِفَتْ اللَّامُ وَجُعِلَتْ الْمِيمُ حَرْفَ إعْرَابٍ وَقِيلَ الْأَصْلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَيُثَنَّى بِالْيَاءِ فَيُقَالُ دَمَيَانِ وَقِيلَ أَصْلُهُ وَاوٌ وَلِهَذَا يُقَالُ دَمَوَانِ وَقَدْ يُثَنَّى عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ فَيُقَالُ دَمَانِ. 
د م ي

دميت يده، وأدميتها ودمّيتها. وشجة دامــية. وإذا ترشّش على الرجل دم قالوا: دامــي خير إن شاء الله تعالى. واستدمى الرجل: طأطأ رأسه يقطر منه الدم. وجارية كدمية القصر، وجوارٍ كالدمى وهي الصورة المنقشة وفيها حمرة كالدم.

ومن المجاز: لا يلائم دمي دمك. وكميت مدمى: شديد الحمرة كأنما دمّي. قال طفيل:

وكمتاً مدماة كان متونها ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

وسهم مدمًّى، وسهم أسود مبارك: رميَ به الصيد مراراً حتى اسودّ من الدم. ومنه تركتهم في الــدّامــياء أي في البركة والنعمة. واستدم من غريمك ما دمّى لك أي خذ منه ما طفّ لك. وفلان دامــي الشفة: حريص على الطلب. ودميَ فوه من الحرص، كما يقال: ضبّ فوه، وضبت لثاته.
دمي: دمِيَ يدمَى: دَمِي الجرح: خرج منه دم ولم يسل ويقال مجازاً: دَمِي قلبه بمعنى شديد الحزن كئيب، شج (بوشر).
دَمِي الدُمّل: شقه، بطّه.
دَمّ: جمعه أدماء (ديوان الهذليين ص155) وأدْمْية (فوك).
حن الدم على الدم: أثرت قوة الدم في نفسه (بوشر).
دمي في عنقك: أنت المسؤول عن حياتي (كوسج لطائف ص100).
دمي عند فلان: فلان سفك دمي. (القزويني مخطوطة 1193 ص620).
وُلاَة في العمد: من يتولون المطالبة بثأر القتل العمد (القيرواني ص620).
ويقال عن الفتيات: يقتلن الرجال بلا دم (الحماسة ص573 = كوسج لطائف ص47) أي أنهن يقتلن الرجال بلا ثأر لهن عندهم، كما فسرها التبريزي).
سعى على دمه عند فلان: سعى عند فلان في قتله (حيان - بسام 1: 174ق).
وإني لأجهل مثل المترجم ما هو مراد مؤلف الأخبار بقوله (ص56) في كلامه عن العميل: ودخل الأندلس لسبب دم أصحابه.
الدِمَاء: القتلى والجرحى (القيرواني ص620).
حبس الدم (النويري الأندلسي ص454): سجن تحت الأرض (دياس) يسجن به كبار المجرمين (بلجراف 1: 397).
أصحاب الدم: المحكوم عليهم بالموت (ألف ليلة 1: 250).
ماتوا على دم واحد ماتوا معاً (ابن جبير ص311، المقري 2: 766، فريتاج مختارات ص135).
نجا بدمه (تاريخ البربر 2: 488) بمعنى نجا بذمائه. واعتقد إنه خطأ على الرغم من إنه موجود في مخطوطتنا (رقم 1350).
دم التنين: دم الأخوين، دم الثعبان، أيدع، عندهم وهو مادة صمغية (ابن البيطار 1: 426). درم الرعَاف (الأصح دم الرُعاف): خرزة من الزجاج لونها في حمرة الدم، تصنع في أوربا (عوادة ص336).
دم العفريت: نسيج احمر من القطن (محيط المحيط).
دَما (مفرد): دم (بوشر).
دِمِي: مُدَمّى، أحمر شدشة الحمرة. في لون الدم (فوك).
مُدَميّ: مَدمي، أحمر شدش الحمرة، في لون الدم (فوك).
[د م ي] الدَّم: من الأَخْلاطِ، مَعْروفٌ، قال الكِسائيُّ: لا أَعْرِفُ أَحَداً يُثَقِّلُ الدَّمَ، فأَمَّا قولُ الهُذَلِيِّ:

(وتَشْرَقُ مِنْ تَهْمالِها العَيْنُ بالدَّمِّ ... )

مع قوله ((فالعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ)) فهو عَلَى أَنّه ثَقَّلَ في الوَقْفِ، فقالَ الدَّمٌّ، فشَدَّدَ، ثم اضْطُرَّ فأَجْرَى الوَصْلَ مُجْرَى الوَقْفِ، كما قالَ:

(ببازِلٍ وَجْناءَ أو عَيْهَلِّ ... )

ولا يَجُوزُ لأَحَدٍ أن يَقُولِ: إنَّ الهُذَلِيَّ إنّما قالَ: ((الدَّمَ)) بالتّخْفِيفِ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ من الضَّرْبِ الأَوَّلِ من الطَّوِيلِ، وأَوَّلُها:

(أَرْقَتُ لهَمٍّ ضافَني بَعْدَ هَجْعَةٍ ... عَلَى خالِدٍ فالعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ)

فَقوله: ((مَتُسَّجْمِ)) مَفاعِيلُنْ، و ((نُبِلْــدَامِّ)) مفاعِيلُنْ، ولو قالَ: ((نُبِلْدَمِ)) لجاء مَفاعِلُنْ، وهو لا يَجِىءُ مع مَفاعِيلُنْ، وتَثْيبِتَهُ: دَمَانِ، ودَمَيَانِ، قال:

(فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنَا ... جَرَى الدَّمَيَانِ بالخَبَرِ اليَقِينِ)

تَزْعُم العَرَبُ أَنّ الرَّجُلَيْنِ المُتَعادِيَيْنِ إِذا ذُبحا لم تَخْتَلِطْ دماؤُهُما. وقد يُقالُ: دَمَوانِ. على المُعاقَبَةِ، وهي قَلِيلَةٌ؛ لأَنَّ حُكْمَ أَكْثَرِ المُعاقَبَةِ إنّما هو قَلْبُ الواوِإِلى الياءِ؛ لأَنَّهُم إنّما يَطْلُبُونَ الأَخَفَّ. والجَمْعُ: دِماءٌ، ودُمِىٌّ، والقِطْعَةُ منه دَمَةٌ. وحَكَى ابنُ جِنِّى: دَمٌ ودَمَةٌ، مع كُوْكَبٍ وكَوْكَبٍ ة، فأَشْعَرَ أَنَّهما لُغتان. وقال أبو إِسحاقَ: أصلُه دَمًى. قال: ودَلِيلُ ذِلِكَ قولُه:

(جَرَى الدَّمَيان بالخَبرِ اليَقِينِ ... )

قال: وقالَ قومٌ: أًصْلُه دَمْىٌ، إلاَّ أنه لما حُذِف ورُدَّ إِليه ما حُذِفَ منه حُرِّكَتِ الميمُ لتدُلَّ الحَركَةُ على أَنَّه اسْتُعْمِلَ مَحْذُوفاً. وقد دَمَىَ دَمًا، وأَدْمَيْتُه، أنشَدَ ثَعْلَبٌ قولَ رُؤْبَةَ:

(فلا تَكُونِى يا بُنَةَُ الأَشْمِّ ... )

... وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّى ... )

ثم فَسَّره فقالَ: الذِّئْبُ إِّذا رَأَى بصاحِبِه دَمًا وَثَبَ عليه. فيقولُ: لا تَكُونِى أَنْتِ مِثْلَ ذلك الذِّئْبِ، وقولُ الآخَرِ:

(وكُنْتَ كذئْبِ السَّوءْ لّما رَأَى دَمًا ... يصاحِبِه يَوْمًا أحالَ على الدَّمِ ... )

وفي المَثَلِ: ((وُلْدُكِ من دَمَّى عَقِبَيْكِ)) . والــدّامِــيَةُ من الشِّجاج: الَّتِي دَمِيَتْ ولم تَسِلْ بعدُ. واسْتَدْمَى الرَّجُلُ: طَأْطَأَ رَأْسَه يَقْطُرُ منه الدَّمُ. والمُدَمَّى: الثَّوْبُ الأحمرُ. والمُدَمَّى من الخَيْلِ: الشَّديِدُ الشُّقْرِةَ، قال طُفَيْلٌ:

(وكُمْتًا مُدَمّاةً كأَنَّ مُتُونَها ... جَرَى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ ... )

والمُدَمَّى من الأَلْوانِ: ما كانَ فيه سَوادٌ. والمُدَمَّى من السِّهامِ: الّذيَِ تَرْمِي به عَدُوَّكَ ثم يَرْمِيكَ به. والدَّمُ: السِّنِّوْرُ، حكاه النَّضْرُ في كتابِ الوُحُوشِ، وأَنشَدَ كُراع:

(كََذاكَ الدَّمُ يَأْدُر للعَكابِرْ ... ) العَكَابِرُ: ذُكُورُ اليَرابِيعِ. ورَجُلٌ دامِــى الشَّفَةِ: فَقِيرٌ، عن أَبِى العَمَيْثَلِ الأَعْرابِيِّ. ودَمُ الغِزْلانِ: بَقْلَةٌ لها زَهْرَةٌ حَسَنَةٌ. وبَناتُ دَمٍ: نَبْتٌ. والدُّمْيَةُ: الصُّورَةُ المُنَقَّشَةُ من الرُّخامِ. وقالَ كُراعٌ: هي الصُّورَةُ. فعَمَّ بهِا. ودَمَّى الرِّعْيُ الماشِيَةَ: جَعَلَها كالدُّمَى، أَنْشَدَنِي أَبو العَلاءِ:

(صُلْبُ العَصا برَعْيِه دَمَّاها ... )

(يَوَدُّ أَنْ اللهَ قد أَفْناهَا ... )

أي: أَرْعاها فسَمِنَتْ، حتى صارَتْ كالدُّمَى. وخُذْ ما دَمَّى لك، أي: ظَهَرَ لك. ودَمَّى لَهُ في كذا وكذا، إِذا قَرَّبَ، كلاهما عن ثَعْلِبٍ. وإِنَّما قَضَيْنا على هاتَيْنِ الكَلِمَتَيْن بالياءِ لكونِها لامًا مع كَثْرَةٍ ((د م ي)) وقِلَّة ((د م و)) .
دمي
دمِيَ يَدمَى، ادْمَ، دَمْيًا ودَمًى، فهو دامٍ ودَمٍ
• دمِيَ الجُرحُ: خرجَ منه الدّمُ ولم يسِل، نَزَف دَمُه "دَمِي أَنْفُه- دامِــي الشّفتين: ظاهر الدّم فيهما". 

أدمى يُدمي، أَدْمِ، إِدْماءً، فهو مُدْمٍ، والمفعول مُدْمًى
• أَدْمَى الجُرْحَ: أخرجَ منه الدّمَ، أسال دمَه "أَدْمَى فلانًا: ضَرَبَه حتى أخرج منه الدّمَ، أسال دمَه" ° أَدْمى الحزنُ قَلْبَه: اعتصره الألَمُ. 

استدمى يستَدْمي، اسْتَدْمِ، اسْتِدْماءً، فهو مُسْتَدمٍ
• استدمى الجُرْحُ: قَطَرَ دَمُه "استدمَى الأنفُ". 

دمَّى يُدمِّي، دَمِّ، تَدْمِيةً، فهو مُدَمٍّ، والمفعول مُدَمًّى
• دمَّى الجُرْحَ: أَدْماه؛ أخرج منه الدّمَ "وَجْهٌ مُدَمًّي- دمَّى الطبيبُ موضعَ العمليّة".
• دمَّى الثَّوبَ وغيرَه: بالغ في صبغه بالحمرة. 

إِدْماء [مفرد]: مصدر أدمى. 

اسْتِدْماء [مفرد]: مصدر استدمى. 

تدمِيَة [مفرد]: مصدر دمَّى. 

دامٍ [مفرد]: اسم فاعل من دمِيَ ° الــدَّامــي الشَّفتين: الملحّ في الطّلب.
• القلب الــدَّامــي: (نت) عشبة مُعَمَّرة ذات عناقيد من الأزهار الورديّة والحمراء على شكل قلب. 

دَم [مفرد]: ج دِماء ودُمِيّ، مث دَمان ودَمَيان ودَمَوان: (حي) سائل حيويّ أحمر اللون يسري في الجهاز الدوري للإنسان والحيوان، وينقل العناصر المغذِّية خلال الجسم بواسطة الأوردة والشرايين، وهو يتركّب من البلازما والكُريّات الحُمْر والكُريّات البِيض "سالت دِماء الشّهداء في ساحة المعركة- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِير} " ° مصّاص دماء: مبتزّ لأموال النَّاس-

أراق دَمَه: سفكه، قتله- أَهْدَر دَمَه: أباحَ قَتْلَه، وأسقط فيه القِصاص والدِّية- الدِّماء الزَّرقاء: دماء الملوك والنُّبلاء- جمَد الدَّمُ في عروقه: خاف، ذُعِر وذُهِل- حقَن دمَه: صانه ولم يُرِقه- حمَّام الدَّم: مذبحة يقترفها طاغٍ للتخلُّص من بعض معارضيه تثبيتًا لأقــدامــه في الحُكم، وقد أُطلق عليها لفظ حمام لكثرة ما يراق فيها من الدِّماء- دَمُ فلان لن يضيع هدرًا: سيؤخذ بثأره- دَمُه باردٌ: صفيقٌ، بارد الطبع- دَمُه ثقيلٌ/ ثقيل الدَّم: مكروهٌ، ليس مقبولاً- دَمُه خفيفٌ/ خفيف الدَّم: مَرِحٌ ظرِيفٌ، مألوف- دمي في عنقك: أنت مسئول عن حياتي- طالبَ بدمِه: سَعَى للأخذ بثأرِه- فار الدَّمُ في عروقه/ ثار الدَّمُ في عروقه: غضب غضبًا شديدًا- قرابة دَمٍ: من جهة الأب أو الأمّ- لا يلائم دَمُه دَمِي: لا يوافقني- لطَّخ يديه بالدَّم: ارتكب جريمةَ قتل- مصّاص الدِّماء: خرافة يزعمون فيها أنّ جثَّة تعود للحياة تقوم من قبرها في اللَّيل وتمتصُّ دماء النَّاس أثناء نومهم- مُضرَّج بالدَّم: ملطَّخ به- مِنْ دمه: قريبه- مِنْ دم ولحم: عنده إحساس- نداء الدَّم/ رابطة الدَّم: الغريزة أو العاطفة العائليَّة، القرابة- وليُّ الدَّمِ: الآخِذُ بالثأر- يجري في دمه: موروث، في طبيعته.
• بنك الدَّم: مؤسّسة عامّة أو خاصّة تجمع الدم وتحفظه وتمدّ به المرضى عند الحاجة.
• حارُّ الدَّم: (حن) محتفظ بحرارة الجسم نسبيًّا بغضّ النَّظر عن الحرارة الخارجيّة.
• سرطان الدَّم: (طب) ورم يُصيب الأنسجة المنتجة للدَّم بما فيها نخاع العظام والجهاز الليمفاويّ والكبد والطِّحال ممّا ينتج عنه زيادة في إنتاج الخلايا البيضاء وضمور في إنتاج الخلايا الحمراء وعناصر الدّم الأخرى، وقد يبدأ هذا المرض في أيّة مرحلة سِنّيّة.
• فصيلة الدَّم: (طب) واحدة من أربع فصائل يُصنَّف إليها دم الإنسان حسب خصائص كيميائيّة معيَّنة، ويرمز لها بالرموز ( O) ? (AB) ? (B) ? (A) " زمرة/ مجموعة الدَّم: أَنواع متميِّزة مناعيًّا للدّم البشريّ التي تعتمد على وجود أو غياب مضادّات معيّنة".
• إنتان الدَّم: (طب) تسمُّم الدَّم؛ مرض يصيب الجسم ككل يسبِّبه كائن عضويّ ممرض أو تسبِّبه سمومه في مجرى الدم.
• تسمُّم الدَّم: (طب) إنتان الدَّم؛ مرض يصيب الجسم ككل يسبِّبه كائن عضويّ ممرض أو تسبِّبه سمومه في مجرى الدم.
• خلايا الدَّم البيضاء: (طب) نوع من الخلايا موجود في الجسم، يقوم بحماية الجسم من الالتهاب والأمراض.
• فَقْر الدَّم: (طب) أنيميا؛ مرض ناتج عن نقص في كريّات الدم الحمراء أو الهيموجلوبين أو في كليهما ويصحبه شحوب أو خفقان.
• فقر الدَّم المِنْجَليّ: (طب) فقر دم مزمن وقاتل يسبِّبه جين مورَّث يتَّسم بخلايا دم حمراء منجليّة الشَّكل، وهذا المرض يصيب السُّودَ في إفريقيا أو الأشخاص من أصل إفريقيّ، ويؤدِّي إلى ألم في المفاصل وحمّى وتقرُّحات في السَّاق.
• ضغط الدَّم: (طب) ما يُحدثه الدّم من دفع على جدار الأوعية الدمويَّة وبخاصَّة الشرايين، ويختلف مقدارُه تبعًا لعوامل السِّنّ، وبنية الجسم، ودرجة الانفعال.
• مَصْل الدَّم: (طب) سائل صاف أصفر اللَّون ينتج من فصل الدَّم إلى مكوِّناته الصُّلبة والسائلة.
• مِقياس ضغط الدَّم: (طب) أداة لقياس ضغط الدّم الشريانيّ مؤلَّفة من مدلول مقياس الضَّغط وطوق من المطَّاط لإحاطة الذِّراع من أعلى.
• تجلُّط الدَّم: (طب) تجمُّد الدَّم داخل الأوعية الدمويّة وخارجها.
• عليه دَم: (فق) ذَبْحٌ لجبر نقص في الفريضة.
• عرق الدَّم: (نت) زهرة برِّيّة مُعَمَّرة من غابات شرقيّ أمريكا الشماليّة ذات سيقان أرضيّة لبِّيَّة شبيهة بالجذور، وورقة ذاتُ فلقة واحدة وزهرة بيضاء مفردة. 

دَمَوِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى دَم.
2 - صفة مميّزة لمزاج الشَّخص ° عَهْدٌ دَمَوِيّ: سُفِكَت فيه الدِّماءُ.
• الوعاء الدَّمَويّ: (شر) قناة أنبوبيَّة مرنة كالشُّريان أو الوريد أو الأنبوب الشّعريّ يدور الدَّم من خلاله.
• الورم الدَّمويّ: (طب) الورم المحقون أو المليء بالدَّم الناتج عن قطع وعاء دمويّ.
 • الدورة الدَمَوِيَّة: (حي، طب) دوران الدَّم في الجسم من الأوردة إلى الشّرايين، ومن الشّرايين إلى الأوردة.
• جلطة دمويَّة: (طب) كتلة هلاميّة شبه صلبة من الدم المتخثِّر تحتوي على كريّات الدم الحمراء والبيضاء وصفائح الدّم الواقعة في شَرَك شبكة اللِّيفين. 

دَمًى [مفرد]: مصدر دمِيَ. 

دَمْي [مفرد]: مصدر دمِيَ. 

دُمْيَة [مفرد]: ج دُمُيات ودُمْيات ودُمًى:
1 - تمثالٌ صغيرٌ يُضْربُ به المثلُ في الحسن "نِساءٌ كالدُّمَى".
2 - لُعْبةٌ مُزَيّنة على شكل إنسان أو حيوان يلعب بها الأطفال.
3 - صورة ممثَّلة من العاج أو الخشب وغَيْره "اقتني مجموعة دُمًى من العاج الثَّمين".
4 - امرأة جميلة "لقد تزوّج دُمية".
5 - صورة مصغَّرة للإنسان وغيره تُحرَّك بخيوط "مسرح الدُّمى: مسرح العرائس". 
دمي
: (ى (! الدَّمُ) : مِن الأخْلاطِ (م) مَعْروفٌ، وَقد اخْتُلِفَ فِي أصْلِه على أَقْوالٍ، اقْتَصَر المصنِّفُ مِنْهَا على واحِدٍ، وَهُوَ أنَّ (أَصْلَه {دَمَيٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، كَمَا هُوَ فِي النُّسخِ الصَّحِيحةِ، والَّذاهِبُ مِنْهُ الياءُ؛ نَقَلَه الجوهرِيُّ عَن المبرِّدِ، وأَوْرَدَه أَيْضاً صاحِبُ المِصْباح، وصَحَّحَه الجوهرِيُّ على مَا سَيَأْتِي.
وَقد جَاءَت (تَثْنِيَتُه) على لَفْظِ الواحِدِ فيقالُ (} دَمًانِ.
(و) قالَ الجوهرِيُّ بَعْد ذِكْرِه قَوْل المبرِّد، والَّذاهِبُ مِنْهُ الياءُ، مَا نَصُّه: والَّدليل عَلَيْهَا قوْلُهم فِي التَّثْنِيَة ( {دَمَيانِ) ، وأَنْشَدَ:
فلَوْ أنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا
جَرى} الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقِينِقال ابنُ سِيدَه: تَزْعَمُ العَرَبُ أنَّ الرَّجُلَين المُتَعادِيَيْن إِذا ذُبِحا لم تَخْتَلِطْ {دِمَاهُما.
قالَ الجوهرِيُّ: أَلا تَرى أنَّ الشَّاعِرَ لمَّا اضْطُرَّ أَخْرَجَه على أَصْله فقالَ:
فَلَسْنا على الأَعْقابِ} تُدْمَى كُلُومُنا
ولكِنْ على أَقْــدامِــنا يَقْطُرُ {الدَّما فأَخْرَجَه على الأَصلِ. وَلَا يَلْزمُ على هَذَا قَوْلهم يَدْيانِ، وَإِن اتَّفَقُوا على أنَّ تَقْديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العَيْن، لأنَّه إنَّما ثُنِّيَ على لُغَةِ مَنْ يقولُ لِلْيَدِ يَدَا، وَهَذَا القَوْل أَصَحّ.
والقَوْلُ الثَّاني: إنَّ أَصْلَه} دَمَوٌ بالتَّحْريكِ، وإنَّما قَالُوا {دَمِيَ} يَدْمَى لحالِ الكَسْرة الَّتِي قَبْل الياءِ كَمَا قَالُوا رَضِيَ يَرْضَى وَهُوَ مِنَ الرِّضْوان؛ وبعضُ العَرَبِ يقولُ فِي تَثْنِيَتِه دَمَوانِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ على المُعاقَبَةِ؛ وَهِي قَلِيلَةٌ لأنَّ حُكْمَ أَكْثَر المُعاقَبَة إنَّما هُوَ قَلْب الواوِ إِلَى الياءِ لأنَّهم إنّما يَطْلِبُون الأخَفُّ.
والقَوْلُ الثَّالثُ: إنَّ أَصْلَه {دَمْيٌ على فَعْلٍ، بالتَسْكِين، لأنَّه (ج) يُجْمَعُ على (} دِماءٍ) ، على القِياسِ، ( {ودُمَيَ) شُذوذاً مِثْل ظَبْيٍ وظِباءٍ وظُبْيَ، ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيَ، وَنقل كَسْر الدالِ فِي الأَخيرِ أَيْضاً.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه، قالَ: وَلَو كانَ مِثْل قَفاً وعَصاً لمَا جُمِعَ على ذلكَ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ الزجَّاجِ أيْضاً.
قالَ: إلاَّ أنَّه لمَّا حُذِفَ وَردَّ إِلَيْهِ مَا حُذِفَ مِنْهُ حُرِّكَتِ المِيمُ لتدلَّ الحَرَكَة على أنَّه اسْتُعْمِل مَحْذوفاً.
ورُبَّما يُفْهَم من سِياقِ المصنِّفِ أنَّه الَّذِي اخْتارَه بِنَاء على أنَّه لم يضْبط قَوْله} دمى فَاحْتمل أَنْ يكونَ بالتَّسْكِين، ولكنَّ الصَّحيحَ الَّذِي قدَّمْناه أنَّه بالتَّحْرِيكِ، كَمَا وُجِدَ فِي النسخِ الصَّحِيحةِ. ووَجْه اخْتِيار المصنِّف إيَّاه دُونَ القَوْلَين كَوْن الجَوهرِيِّ رَجَّحَه، وَإِن كانَ شيْخُنا أَشارَ إِلَى أنَّ الجَوهرِيَّ جَزَمَ لما ذَكَرْناه ثانِياً وَهُوَ أنَّ أَصْلَه دَمَوٌ لكَوْنِه قدَّمَه فِي الذِّكْر، وكأنَّه لم يَطَّلع فِي آخِرِ سِياقِه على قَوْلِه، وَهُوَ الرَّاجحُ، أَي قَوْل المبرِّد، فتأَمَّل ذلكَ.
وَقد قَصَّر المصنِّف فِي سِياقِه هَذَا كَثِيراً يَظْهَر بالتَّأَمَّل.
(وقِطْعَتُه {دَمَةٌ) ، بالهاءِ.
قالَ الجَوهرِيُّ:} والدّمَةُ أَخَصّ مِن الدَّمِ، كَمَا قَالُوا بَياض وبياضة،
(أَو هِيَ لُغَةٌ فِي الدَّمِ) ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ، جِنِّي لأنَّه حكَى {دَمٌ ودَمَةٌ مَعَ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَة، فأَشْعَر أَنَّهما لُغَتانِ.
(وَقد} دَمِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ) ، {يَدْمَى (} دَماً) {ودُمِيّاً فَهُوَ} دَمٍ، مِثْل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فَهُوَ فَرِقٌ، والمَصْدَرُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ أنَّه بالتحْرِيكِ، وإنَّما اختَلَفُوا فِي الاسْمِ؛ قالَهُ الجوهرِيُّ.
( {وأَدْمَيْتُه) أَنا (} ودمَّيْتُه) ! تَدْمِيَةً: إِذا ضَرَبْتَه حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ؛ قالَ رُؤْبَة:
فَلَا تَكُوني يَا ابْنَةَ الأَشَمِّ
وَرْقاءَ {دَمَّى ذِئْبُها} المُدَمِّي نَقَلَه الجوهرِيُّ.
وفَسَّرَه ثَعْلَب فقالَ: الذِّئْبُ إِذا رأَى بصاحِبِه {دَماً وَثَبَ عَلَيْهِ فيقولُ: لَا تَكُوني كَهَذا الذِّئْبِ؛ ومِثْله:
وكُنْتُ كذِئْبِ السُّوءِ لمَّا رأَى} دَماً
بصاحِبِه يَوْمًا أَحالَ على {الدَّم ِومنه المَثَلُ: ولدُكَ مَنْ} دَمَّى عَقِبَيْك.
(وَهُوَ دامِــي الشَّفَةِ) : أَي (فَقيرٌ) ؛ عَن أَبي العميثلِ الأعْرابيِّ، وَهُوَ مَجازٌ.
(وبَناتُ دَمٍ: نَبْتٌ م) مَعْروفٌ.
( {والدَّمُ: السِّنَّوْرُ) ؛ حَكَاهُ النَّضْرُ فِي كتابِ الوحوشِ؛ وأَنْشَدَ كُراعٌ:
كَذاكَ} الدَّمُ يأْدُو للعَكابِرْ والعَكَابِرُ: ذكورُ اليَرابيعِ.
( {ودَمُ الغِزْلانِ: بَقْلَةٌ) لَهَا زَهُرَةٌ حَسَنَةٌ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن الليْثِ: بَقْلَةٌ لَهَا زَهْرةٌ يقالُ لَهَا} دُمْيَةُ الغِزْلانِ.
( {ودَمُ الأَخَوَيْنِ: م) مَعْروفٌ وَهُوَ العَنْدَمُ وَهُوَ القاطِرُ المكِّيُّ، أَوْ نَوْعٌ مِنْهُ؛ (فارِسِيَّتُه خُونِ سِياوُشانْ.
(} والدُّمْيَةُ، بالضَّمِّ: الصُّورةُ المُنْقشةُ من الرُّخامِ) ؛ عَن الليْثِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الصُّورةُ مِن العَاجِ ونحْوِه.
(أَو عامٌّ) مِن كلِّ شيءٍ مُسْتَحْسَن فِي البَياضِ؛ أَو الصُّورةُ عامَّة؛ وَهُوَ قَوْلُ كُراعٍ.
وَقَالَ أَبو العَلاءِ: سُمِّيَت {دُمْيَةٌ لأنَّها كانتْ أَوَّلاً تُصَوّرُ بالحُمْرةِ فكأنَّها أُخِذَتْ مِن} الدَّمِ تُشَبَّه بهَا المَلِيحةُ لأنَّها مُزَيَّنَةٌ.
وَفِي حدِيثِ الحليةِ: (كانَ عُنُقُه جِيدَ {دُمْيَةٍ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: هِيَ الصُّورةُ المُصَوَّرةُ لأنَّها يُتَنَوَّقُ فِي صَنْعتِها ويُبالَغُ فِي تَحْسِينها.
(و) } الدُّمْيَةُ أَيْضاً: (الصَّنَمُ) ؛ نَقَلَهُ الليْثُ؛ (ج دُمًى) .
وَفِي الرَّوْض: تُسَمَّى الأصْنامُ {دُمىً لأنَّ} الدِّماءَ تُراقُ عنْدَها تقرُّباً.
قَالَ شيْخُنا: فِي هَذَا الاشْتِقاقِ نَظَرٌ، وَلَو قيلَ لتَزْيينِها وتَنْقِيشها {كالدُّمَى المُصوَّرةِ لكانَ أَظْهَر، وأَمَّا الدِّماءُ فَهِيَ بالكَسْرِ والمَدِّ جَمْع} دَمٍ، كَمَا مَرَّ، إلاَّ أَن يُريدَ عُمومَ الاشْتِقاقِ والاجْتِماعِ فِي المادَّة فِي الجمْلة على مَا فِيهِ مِن البُعْدِ.
وَمن أَيْمان الجاهِلِيَّة: لَا {والدُّمَى، يُرِيدُون الأصْنام، ويُرْوى: لَا} والدِّماءُ، بالكسْرِ، يَعْني دَمَ مَا يُذْبَح على النُّصُبِ؛ كَذَا فِي النهايةِ.
( {والمُدَمَّى) ، كمُعَظَّم: (السَّهْمُ) الَّذِي (عَلَيْهِ حُمْرَةُ} الدَّم) ، وَقد جَسِدَ بِهِ حَتَّى يضرِبَ إِلَى السَّوادِ. وكانَ الرَّجُلُ إِذا رَمَى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأصَابَ ثمَّ رَماهُ بِهِ العَدُوُّ وعَلَيْه {دَمٌ جَعَلَه فِي كِنانَتِه تَبَرُّكاً بِهِ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَقد جاءَ فِي حدِيثِ سَعْدٍ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ؛
وقالَ بعضُهم: هُوَ مأْخُوذٌ مِن} الدَّمياءِ وَهِي البرَكَةُ.
(و) {المُدَمَّى: (الشَّديدُ الحُمْرةِ من الخَيْلِ وغيرِهِ) .
وكلُّ أَحْمَرَ شَدِيد الحُمْرةِ فَهُوَ} مُدَمّىً. يقالُ: ثوبٌ {مُدَمّىً، وكُمَيْتٌ مُدَمّىَّ.
وقيلَ: الكُمَيْتُ المُدَمَّى هُوَ الشَّديدُ الشُّقْرَةِ شبه لَوْنِ الدَّمِ.
وقالَ أَبُو عبيدٍ: كميْتٌ مُدَمّىً سراته شَدِيدَة الحُمْرةِ إِلَى مَراقِّه.
والأشْقَرُ} المُدَمَّى: الَّذِي لَوْنُ أَعْلَى شَعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ كلَوْنِ الكُمَيْت الأصْفَر؛ قالَ طفيل:
وكُمْتاً {مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها
جَرى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب (} والمُسْتَدْمِي: مَنْ يَسْتَخْرِجُ من غَرِيمِهِ دَيْنَه بالرِّفْقِ) ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن الأصمعيّ.
وَفِي التَّهْذيبِ عَن الفرَّاء: {اسْتَدْمَى غَرِيمَه واسْتَــدًامَــه: رَفَقَ بِهِ.
(و) هُوَ أَيْضاً: (مَنْ يَقْطُرُ مِن أَنْفِه الدَّمُ وَهُوَ مُتَطَأْطِىءٌ) برأْسِه؛ عَن الأصْمعيّ أَيْضاً.
وَفِي المُحْكَم: اسْتَدْمَى الرَّجُلُ طَأْطَأَ رأْسَه يَقْطُرُ مِنْهُ الدّمُ.
(} والــدَّامِــيَةُ: شَجَّةٌ تَدْمَى وَلَا تَسِيلُ) ؛ والــدامِــعَةُ: الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا الدَّمُ.
( {والَّــدامِــياءُ) ؛ كقاصِعَاء، كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ} الدمياءُ بغيرِ أَلفٍ بعْدَ الدالِ كَمَا فِي التكْمِلَةِ؛ (الخَيْرُ والبَرَكَةُ) ؛ قيلَ: وَمِنْه سُمِّي السَّهْم {المُدَمَّى، كَمَا تقدَّمَ.
(} ودَمَّيْتُ لَهُ {تَدْمِيَةً: سَهَّلْتُ لَهُ سَبِيلاً وطَرَّقْتُه) وَهُوَ مجَاز.
(و) } دَمَّيْتُ لَهُ فِي كَذَا وَكَذَا: أَي (قَرَّبْتُ لَهُ.
(و) {دَمَّيْتُ لَهُ. (ظَهَرْتُ) . يقالُ: خُذْ مَا} دَمَّى لكَ أَي ظَهَرَ؛ كِلاهُما عَن ثَعْلَب، قالَ ابْن سِيدَه: وإِنما قضيْنا على هاتَيْن الكَلِمَتَيْن بالياءِ لكَوْنِهما لاما مَعَ كَثْرَةِ دمي وقلَّةِ دمو.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{دَمَى} يَدْمى لُغَة فِي دَمِيَ كَرضِيَ، نَقَلَهُ صاحِبُ المِصْباحِ.
{والدَّمُ بتَشْدِيدِ الميمِ، لُغَةٌ، وأَنْكَرَه الكِسائيُّ.
ودَمَّى الرَّعْي الماشِيَةَ: جَعَلَها} كالدُّمَى، قالَ الشاعِرُ:
صَلْبُ العَصا بِرَعْيهِ {دَمَّاها
يَوَدُّ أنَّ اللَّهَ قد أَفْناهاأَي أَرْعاها فسَمِنَتْ حَتَّى صارَتْ} كالدُّمَى. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: يقالُ للمَرْأَةِ: {الدُّمْيَةُ، يُكْنى بهَا عَنْهَا.
ونقلَ شيْخُنا كَسْرَ الدالِ فِي} الدِّمْيَة لُغَة.
وتَصْغيرُ الدَّمِ {دُمَيٌّ؛ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} دَمِيٌّ {ودَمَويٌّ.
} والدمويةُ: الْحمى الدق، عامِّيَّة مِصْريَّة.
وَفِي الحدِيثِ: (بَلِ {الدَّمُ} الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ) ؛ مَرَّ تَفْسيرُه فِي هدم.
ورجُلٌ ذُو {دَمٍ: مُطالِبٌ بِهِ.
} واسْتَدْمَى مَوَدَّتَه: تَرَقَّبَها؛ قالَ كثِّيرٌ:
وَمَا زِلْتُ {أسْتَدْمي وماطَرّ شارِبي
وصالَكَ حَتَّى ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُهاوفي حدِيثِ الأَعْرابيّ والأَرْنَب: وَجَدْتُها} تَدْمَى، كِنايَة عَن الحَيْضِ.
وابنُ أَبي الدَّم: مُحدِّثٌ شافِعِيٌّ.
وساتِيدَمَا: جَبَلٌ بينَ ميّافارقين وسعرت.
قالَ الجَوهرِيُّ: لأنَّه ليسَ مِن يَوْمِ إلاَّ ويُسْفَكُ عَلَيْهِ دَمٌ، وكأنَّهما اسْمانِ جُعِلا واحِداً، انتَهَى كَمَا أنَّ الجَبَلَ الَّذِي أُهْبِطَ عَلَيْهِ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام، فِي كلِّ يَوْم ينزلُ عَلَيْهِ الغَيْث.
قُلْتُ: فَهَذَا مَوْضِعُ ذِكْره كَمَا فَعَلَه الجوهرِيُّ وغيرُهُ من الحذَّاقِ، والمصنِّفُ أَوْرَدَه فِي ستد نَظَراً إِلَى ظاهِرِ لَفْظِه مُسْتَدْركاً بِهِ على الجَوهرِيَّ، مَعَ أنَّ الجوهريُّ ذَكَرَ ساتِيدَ مَا هُنَا، فقالَ: وَقد حَذَفَ يزيدُ بنُ مفرّغٍ الحِمْيَريُّ مِنْهُ المِيمَ فِي قوْله:
فَدَيْرُ سُوىً فساتِيدَا فبُصْرَى وشجرَةٌ دامِــيَةٌ: أَي حَسَنَةٌ.

دمي: الدَّمُ من الأَخْلاطِ: معروف. قال أَبو الهيثم: الدَّمُ اسم على

حَرْفَين، قال الكسائي: لا أَعرف أَحداً يُثَقِّل الدمَ؛ فأَما قول

الهُذَلي:

وتَشْرَقُ من تَهْمالِها العَيْنُ بالدَّمِّ

مع قوله: فالعَينُ دائِمَةُ السَّجْمِ، فهو على أَنه ثَقَّل في الوَقْفِ

فقال الدمّ فشدَّد، ثم اضطر فأَجْرى الوَصْل مُجْرى الوَقْفِ؛ كما قال:

بِبازِلٍ وجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ

قال ابن سيده: ولا يجوز لأَحد أَن يقول إن الهذلي إنما قال بالدَّمِ،

بالتخفيف، لأَن القصيدة من الضرب الأَول من الطويل؛ وأَوّلها:

أَرِقْتُ لِهَمٍّ ضافَني بَعْدَ هَجْعَةٍ

على خالِدٍ، فالْعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ

فقوله: مَةُ السَّجْمِ مَفَاعِيلُنْ، وقوله: نُ بالدَّمِّ مفاعيلُنْ،

ولو قال: نُ بالدَّمِ لجاء مفاعِلُنْ وهو لا يجيء مع مفاعيلن، وتثنيته

دَمانِ ودَمَيانِ؛ قال الشاعر:

لعَمْرُك إنَّني وأَبا رَباحٍ،

على طولِ التَّجاوُرِ مُنذُ حِينِ

ليُبْغِضُني وأُبْغِضُه، وأَيْضاً

يَراني دُونَهُ، وأَراه دُوني

فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا،

جَرى الدَّميانِ بالخَبَرِ اليَقِينِ

فثناه بالياء، وأَما الدَّمَوانِ فشاذ سماعاً. قال: وتزعم العرب أَن

الرجُلَين المتعاديين إذا ذُبِحا لم تختلط دِمَاؤُهُما. قال: وقد يقال

دَمَوانِ على المُعاقبة، وهي قليلة لأَن أَكثرَ حكمِ المُعاقَبة إنما هو قلب

الواو لأَنهم إنما يطلبون الأَخف، والجمع دِماءٌ

ودُمِيٌّ. والدَّمَة أَخَصُّ من الدَّمِ كما قالوا بيَاضٌ وبَياضَة؛ قال

ابن سيده: القطعة من الدَّمِ دَمَةٌ واحدة. قال: وحكى ابن جني دَمٌ

ودَمَةٌ

مع كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ فأَشعر أَنَّهما لغتان. وقال أَبو إسحق: أَصله

دَمَيٌ، قال: ودليل ذلك قوله دَمِيَتْ يَدُه؛ وقوله:

جَرَى الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقِين

ويقال في تصريفه: دَمِيَتْ يَدي تَدْمى دَمىً، فيُظْهِرون في دَمِيَتْ

وتَدْمى الياءَ والأَلفَ اللتين لم يَجِدُوهُما في دَمٍ، قال: ومثله

يَدٌأَصْلُها يَدَيٌ؛ قال ابن سيده: وقال قوم أَصله دَمْيٌ إلا أَنه لما

حُذِف وردّ إليه ما حذف منه حركت الميم لتدل الحركة على أَنه اسْتُعْمِلَ

محذوفاً. الجوهري: قال سيبويه: الدَّمُ أَصله دَمْيٌ

على فَعْلٍ، بالتسكين، لأَنه يُجْمع على دِماءٍ ودُمِيٍّ مثل ظَبْيٍ

وظِباء وظُبِيٍّ، ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيٍّ، قال: ولو كان مثل قَفاً وعَصاً

لم يُجْمع على ذلك. قال ابن بري: قوله في فُعُول إنه مختص بجمع فَعْلٍ

نحو دَمٍ ودُمِيٍّ ودَلْوٍ ودُلِيٍّ ليس بصحيح، بل قد يكون جمعاً لفَعَلٍ

نحو عَصاً وعُصِيٍّ وقَفاً وقُفِيٍّ وصفَاً وصُفِيٍّ. قال الجوهري:

الدَّمُأَصله دَمَوٌ، بالتحريك، وإنما قالوا دَمِيَ يَدْمَى لِحالِ الكسرة التي

قبل الواو كما قالوا رَضِيَ يَرْضَى وهو من الرِّضوان. قال ابن بري:

الدَّمُ لامُه ياء بدليل قول الشاعر:

جَرَى الدَّمَيان بالخَبَرِ اليَقِينِ

قال الجوهري: وقال المبرد أَصله فَعَلٌ وإن جاء جمعه مخالفاً لنظائره،

والذاهب منه الياء، والدليل عليها قولهم في تثنيته دَمَيان، أَلا ترى أَن

الشاعر لما اضْطُرَّ أَخرجه على أَصله فقال:

فَلَسْنا عَلى الأَعْقابِ تَدْمَى كُلُومُنا،

ولَكِنْ على أَعْقابِنا يَقْطُرُ الدَّما

فأَخرجه على الأَصل. قال: ولا يلزم على هذا قولهم يَدْيانِ، وإن اتفقوا

على أَن تَقديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العين، لأَنه إنما ثُنِّيَ على لغة

من يقول لِلْيَد يَدَا، قال: وهذا القول أَصح. قال ابن بري: قائل فَلَسْنا

على الأَعقاب هو الحُصَين بنُ الحَمامِ المُرِّي؛ قال: ومثله قول جرير:

عَوى ما عَوى من غَيْرِ شيءٍ رَمَيْته

بقارِعَة أَنْفاذُها تَقْطُر الدَّما

قال: أَنْفاذُها جمع نَفَذٍ من قول قيس بن الخَطِيم:

لها نَفَذٌ لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها

وقال اللَّعِينُ المِنْقَري:

وأُخْذَلُ خِذْلاناً بِتَقْطِيعِيَ الصُّوى

إليكَ، وخُفٍّ راعِفٍ يَقْطُرُ الدَّما

قال: ومثله قول علي، كرم الله وجهه:

لِمَنْ رايَةٌ سوداء يَخْفِقُ ظِلُّها،

إذا قِيلَ: قَدَّمْها حُضَيْنُ، تَقَدَّما

ويُورِدُها للطَّعْنِ، حتى يُعِلَّها

حِياضَ المَنايا تَقْطُر المَوْتَ والدِّما

وتصغير الدَّمِ دُمَيٌّ، والنسبة إليه دَمِيٌّ، وإن شئت دَمَويٌّ.

ويقال: دَمِيَ الشيءُ يَدْمى دَمىً

ودُمِيّاً فهو دَمٍ، مثل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ، والمصدر

متفق عليه أَنه بالتحريك وإنما اختلفوا في الاسم. وأَدْمَيْته ودَمَّيْته

تَدْمِيَةً إذا ضَرَبْتَه حتى خرج منه دَمٌ. قال ابن سيده: وقد دَمِيَ

دَمىً وأَدْمَيْته ودَمَّيْته؛ أَنشد ثعلب قول رؤبة:

فلا تَكُوني، يا ابْنَةَ الأَشَمِّ،

وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّي

ثم فسره فقال: الذئب إذا رأَى لصاحبه دماً أَقبل عليه ليأْكله فيقول: لا

تكوني أَنتِ مثل ذلك الذئب؛ ومثله قول الآخر:

وكُنْت كذِئْبِ السُّوء لمَّا رأَى دَماً

بِصاحِبِه يوماً، أَحالَ على الدَّمِ

وفي المثل: ولدُكَ مَنْ دمَّى عَقِبَيْك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه،

أَنه قال لأَبي مَريمَ الحَنَفِيِّ: لأَنا أَشدُّ بُغْضاً لكَ من

الأَرْضللدَّمِ؛ يعني أَنَّ الدم لا تشربه الأَرض ولا يَغُوص فِيها فجعَلَ

امْتِناعها منه بُغْضاً مجازاً. ويقال: إن أَبا مريم كان قَتَل أَخاه زيداً

يوم اليمامة. والــدَّامِــيَة من الشِّجاجِ: التي دَمِيَتْ ولم يَسِلْ بعدُ

منها دمٌ، والــدامِــعَة هي التي يَسِيلُ منها الدَّمُ. وفي حديث زيد بن

ثابت: في الــدَّامِــيَة بَعيرٌ؛ الــدَّامِــيةُ: شَجَّة تَشُقُّ الجِلْد حتى

يَظْهَر منها الدَّمُ، فإن قَطَر منها فهي دامِــعةٌ. واسْتَدْمى الرَّجلُ:

طَأْطَأْ رأْسَه يقْطُر منه الدَّم. الأَصمعي: المُسْتَدْمي الذي يَقْطُر من

أَنْفِه الدَّمُ المُطَأْطِئُ رأسَه، والمُسْتَدْمي الذي يستخرج منْ

غَريمهِ دَيْنَه بالرِّفْق. وفي حديث العَقيقة: يُحْلَقُ من رأْسِه

ويُدَمَّى، وفي رواية: ويُسَمَّى. وكان قتادة إذا سئل عن الدَّمِ كيف يُصْنَعُ

به؟ قال: إذا ذُبِحَت العقيقة أُخِذَتْ منها صُوفة واسْتُقْبِلَتْ بها

أَوْداجُها، ثم تُوضَع على يافُوخِ الصَّبِيّ ليَسِيلَ على رأْسه مثلُ

الخَيْط، ثم يُغْسل رأْسُه بعدُ ويُحْلَقُ؛ قال ابن الأَثير: أَخرجه أَبو داود

في السنن وقال هذا وَهَمٌ

من هَمَّامٍ، وجاءَ بتفسيره عن قتادة وهو مَنسوخ، وكان من فِعْلِ

الجاهلية، وقال: ويُسَمَّى أَصَحُّ. قال الخطابي: إذا كان أَمَرهم بإماطَة

الأَذى اليابِس عن رأْس الصبي فكيف يأْمُرُهم بتَدْمِية رأْسِه والدم

نِجِسٌنجاسَة غليظة؟ وفي الحديث: أَن رجلاً جاءَ ومَعَه أَرْنَبٌ

فوَضعَها بينَ يَديِ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، فقال إنِّي وجَدْتُها

تَدْمى أَي أَنَّها ترى الدَّمَ، وذلك لأَن الأَرْنَب تَحِيضُ كما تحيض

المرأَة.

والمُدَمَّى: الثوبُ الأَحْمَر. والمُدمَّى: الشديد الشُّقْرة. وفي

التهذيب: من الخَيْلِ الشديدُ الحُمْرَة شبه لَوْنِ الدَّمِ. وكلُّ شيءٍ في

لوْْنِهِ سَوادٌ وحُمْرة فهو مُدَمّىً. وكل أَحْمَرَ شديد الحمرة فهو

مُدَمّىً. ويقال: كُمَيْتٌ مُدَمّىً؛ قال طفيل:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها

جَرى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب

يقول: تضرب حُمْرَتُها إلى الكُلْفة ليست بشديدة الحمرة. قال أَبو

عُبيدَةَ: كُمَيْتٌ مُدَمّىً إذا كان سوادُه شديدَ الحُمرة إلى مَراقِّه.

والأَشْقَرُ المُدَمَّى: الذي لَوْنُ أَعلى شعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ

كَلوْنِ الكُمَيْت الأَصْفَرِ. والمُدَمَّى من الأَلْوانِ: ما كان فيه

سوادٌ. والمُدَمَّى من السِّهام: الذي تَرْمي به عَدُوَّك ثم يَرْمِيكَ

به؛ وكان الرجل إذا رمى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأَصاب ثم رماه به العَدُوُّ

وعَلَيْه دَمٌ

جَعَله في كِنانَتِه تَبَرُّكاً به. ويقال: المُدَمَّى السهم الذي

يَتَعاوَرُه الرُّماة بينَهُم وهو راجِع إلى ما تَقدَّم. وفي حديث سعد قال:

رَمَيْتُ يوْمَ أُحْدٍ رَجلاً بِسهْمٍ فقَتَلْتُه ثم رُمِيت بذلك السَّهْم

أَعْرِفُه حتى فَعَلْتُ ذلك وفعلُوه ثلاث مرات، فقلت: هذا سَهْمٌ مبارك

مُدَمّىً فجعلته في كِنانَتي، فكان عنده حتى مات؛ المُدَمَّى من

السِّهامِ: الذي أَصابه الدَّمُ فحصَل في لوْنِه سَوادٌ وحمرة مما رُمِيَ به

العَدُوّ؛ قال: ويطلق على ما تَكَرّر به الرمي، والرماة يتَبرَّكون به؛ وقال

بعضهم: هو مأخُوذٌ

من الــدَّامــياء وهي البَرَكَة؛ قال شمر: المُدَمَّى الذي يرمي به الرجلُ

العدُوَّ ثم يرْميه العَدُوّ بذلك السهم بعينه: قال: كأَنه دُمِّيَ

بالدَّمِ حين وقَع بالمَرْمِيِّ. والمُدمَّى: السهم الذي عليه حُمْرة الدَّمِ

وقد جَسِدَ به حتى يضرِبَ إلى السَّواد. ويقال: سُمِّيَ مُدَمّىً لأَنه

احْمَرَّ من الدَّمِ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، في بَيْعة

الأَنْصار، رضي الله عنهم: أَنَّ الأنْصار لمَّا أَرادُوا أَن يُبايعُوه

بَيْعَةَ العَقَبَة بمَكَّة قال أَبو الهَيْثَمِ بنُ التِّيَّهان إنَّ بينَنا

وبينَ القَوْم حِبالاً ونَحْنُ قاطِعُوها، ونَخْشى إنِ اللهُ أَعَزَّك

وأَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إلى قَوْمِكَ، فتَبَسَّمَ النبيُّ، صلى الله

عليه وسلم، وقال: بَلِ الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ، أُحارِبُ مَنْ

حارَبْتُمْ وأُسالِمُ منْ سالَمْتُمْ، ورواه بعضهم: بَل اللَّدَمُ

اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ، فمن رواه بل الدَّمُ فإن ابن الأَعرابي قال:

العرب تقول دَمي دَمُكَ وهَدْمي هَدْمُك في النُّصْرَة أَي إِن ظِلَمْت فقد

ظُلِمْت؛ وأَنشد للعُقَيْلي:

دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنتَ مِنْ دَمِ

قال أَبو منصور: وقال الفراء العرب تدخل الأَلف واللام اللتين للتعريف

على الإسم فتقومان مقام الإضافة كقول الله عز وجل: فأَمَّا مَنْ طَغى

وآثَرَ الحياة الدُّنْيا فإنَّ الجحيمَ هي المَأْوى؛ أَي أَنَّ الجحيم

مَأْواهُ؛ وكذلك قوله: فإنَّ الجنَّة هي المَأْوى؛ المعنى فإن الجنةَ مأْواه،

وقال الزجاج: معناه فإن الجنة هي المأْوى له، قال: وكذلك هذا في كل

اسْمَيْن يدلان على مثل هذا الإضمار، فعلى قول الفراء قوله الدَّمُ الدَّمُ أَي

دَمُكُمْ دمِي وهَدْمُكُم هَدْمي وأَنْتُمْ تُطْلَبُون بدَمي وأطْلَبُ

بدَمِكم ودَمِي ودمُكُمْ شيء واحد، وأَما من رواه بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ

والهَدَمُ الهَدَمُ فكل منهما مذكور في بابه. وفي حديث ثُمامة بنِ

أُثالٍ: إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دَمٍ أَي مَنْ هو مُطالَبٌ

بدمٍ أَو صاحب دمٍ مَطْلُوبٍ، ويروى: ذا ذِمٍّ، بالذال المعجمة، أَي

ذِمامٍ وحُرْمة في قومه، وإذا عَقَد ذِمَّة وُفِّي له. وفي حديث قتل كَعْب

بن الأَشْرفِ: إنِّي لأَسْمَع صوتاً كأَنه صَوْتُ دمٍ أَي صَوْتُ طالِبٍ

دَمٍ يَسْتَشْفي بقتله. وفي حديث الوليد بن المُغِيرَة: والدَّمِ ما هو

بشاعر، يعني النبي، صلى الله عليه وسلم؛ هذه يَمينٌ

كانوا يحلفون بها في الجاهلية يعني دَمَ ما يُذْبَح على النُّصُبِ. ومنه

الحديث: لا والدِّماءِ أَي دماءِ الذِّبائِحِ، ويُرْوى: لا والدُّمى،

جمع دُمْيَةٍ وهي الصورة ويريد بها الأَصْنام. والدَّمُ: السِّنَّوْرُ؛

حكاه النَّضْر في كتاب الوُحوش؛ وأَنشد كراع:

كَذاك الدَّمُّ يأْدُو للْعَكابِرْ

العَكابِرْ: ذكور اليرابيع. ورجلٌ دامــي الشِّفَة: فقِيرٌ؛ عن أَبي

العَمَيْثل الأَعرابي.

ودَمُ الغِزْلان: بَقْلَةٌ

لها زهرة حَسَنة. وبناتُ دَم: نَبْتٌ. والدُّمْيَةُ: الصَّنَم، وقيل:

الصورة المُنَقَّشة العاجُ ونحوه، وقال كُراع: هي الصورة فعَمَّ بها. ويقال

للمرأََة: الدُّمْيَةُ، يكنى عن المرأة بها، عربية، وجمع الدُّمْيةِ

دُمىً؛ وقول الشاعر:

والبِيضَ يَرْفُلْنَ في الدُّمى

والرَّيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ

يعني ثياباً فيها تصاوير؛ قال ابن بري: الذي في الشعر كالدُّمى، والبيضَ

منصوب على العطف على اسم إن في البيت قبله، وهو:

إنَّ شِوَاءً ونَشْوَةً

وخَبَبَ البازِلِ الأَمُونِ

ودَمَّى الراعي الماشِيَةَ: جعَلَها كالدُّمَى؛ وأَنشد أَبو العلاء:

صُلْبُ العَصا بِرَعْيِه دَمَّاها،

يَوَدُّ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْناها

أَي أَرعاها فسمنت حتى صارت كالدُّمى، وفي صفته، صلى الله عليه وسلم:

كأَن عُنُقَه عُنُقُ دُمْيةٍ؛ الدُّمْية: الصورة المصورة لأَنها

يُتَنَوَّقُ في صَنْعتِها ويُِبالَغُ في تَحْسِينِها. وخُذْ ما دَمَّى لك أَي

ظَهَرَ لك. ودَمَّى له في كذا وكذا إذا قَرَّب؛ كلاهما عن ثعلب.

الليث: وبَقْلَةٌ

لها زَهْرة يقال لها دُمْيةُ الغِزْلانِ. وساتي دَمَا: اسم جبل: يقال:

سُمِّي بذلك لأَنه ليس من يوم إلا ويُسْفَكُ عليه دَمٌ

كأَنهما إسمان جعلا إسماً واحداً؛ وأَنشد سيبويه لعمرو بن قميئة:

لمَّا رأَتْ ساتي دَمَا اسْتَعْبرَتْ،

للهِ دَرُّ، اليَوْمَ، مَنْ لامَها

وقال الأَعشى:

وهِرَقْلاً، يَوْمَ ذي ساتي دَمَا،

مِنْ بَني بُرْجانَ ذي البَأْسِ رُجُحْ

(* قوله «ذي البأس» هكذا في الأصل والصحاح، قال في التكملة: والرواية في

الناس بالنون، ويروى رجح بالتحريك أي رجح عليهم).

وقد حذف يزيدُ بن مفرّغ الحِمْيَري منه الميم بقوله:

فَدَيْرُ سُوىً فساتي دا فبُصْرَى

وهم الأَخَويْنِ: العَنْدَمُ.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.