Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: خزي

حذر

[حذر] الحَذَرُ والحِذْرُ: التَحَرُّزُ. وقد حذرت الشئ أحذره حذرا. ورجل حذر وحذر ، أي متيقظ متحرز، والجمع حَذِرونَ وحَذارى وحَذُرونَ. وأنشد سيبويه في تعديه: حذرا أمورا لا تُخاف وآمِنٌ * ما ليس مُنْجيهِ من الاقدار - وهذا نادر لان النعت إذا جاء على فعل لا يتعدى إلى مفعول. والتحذير: التخويف. والحذار: المُحاذَرَةُ. وقولهم: إنَّه لابنُ أَحْذارٍ، أي لابنُ حزْمٍ وحَذرٍ. وحَذارِ، مثل قطام، بمعنى احْذَرْ. وقال الشاعر :

حَذارِ من أرماحنا حذار * والمحذروة: الفزع بعينه. وقرئ:

(وإنَّا لجميع حاذِرونَ) * و * (حذرون) * و * (حذرون) * أيضا بضم الذال، حكاه الاخفش. ومعنى حاذرون: متأهبون. ومعنى حَذُِرون: خائفون. والحِذْرِيَةُ على فِعْلِيَةٍ: قِطعةٌ من الأرض غليظة، والجمع الحذارى. وتسمى إحدى حرتى بنى سليم: الحذرية. ونفش الديك حذريته، أي عِفْريتَهُ. ورجلٌ حِذْرِيانٌ: شديد الفزع والحذر. وأبو محذورة: أوس بن معير ، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(حذر) : حَذارَكَ منه، وحَذَاركَ منه: بمعنى: حَذارِ مِنه.
(حذر)
حذرا تيقظ واستعد وَالشَّيْء وَمِنْه خافه وَاحْترز مِنْهُ فَهُوَ حاذر وحذر وَالشَّيْء مَحْذُور ومحذور مِنْهُ
(ح ذ ر) : (الْحَذَرُ) الْخَوْفُ (وَفِي الْمَثَلِ) أَحْذَرُ مِنْ الْغُرَابِ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ مِنْهُ كُنِّيَ أَبُو مَحْذُورَةَ الْمُؤَذِّنُ وَاسْمُهُ سَمُرَةُ أَوْ أَوْسُ بْنُ مِعْيَرٍ مِفْعَلٍ بِالْكَسْرِ مِنْ عِيَارِ الْمِيزَانِ.
[حذر] غ فيه: "حذرون" مستعدون، و"حذرون" متيقظون. ط: ما أجد و"أحاذر" تعوذ من وجع ومكروه هو فيه ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف، فإن الحذر هو الاحتراز عن مخوف. و"ليأخذوا حذركم" أي ما فيه الحذر "فيميلوا عليهم" أي شدوا عليهم شدة واحدة. مد "خذوا حذركم" احذروا واحترزوا من العدو. ن: نزل بك "حذرك" أي ما كنت تحذر وتخاف.
ح ذ ر : حَذِرَ حَذَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَاحْتَذَرَ وَاحْتَرَزَ كُلُّهَا بِمَعْنَى اسْتَعَدَّ وَتَأَهَّبَ فَهُوَ حَاذِرٌ وَحَذِرٌ وَالِاسْمُ مِنْهُ الْحِذْرُ مِثْلُ: حِمْلٍ وَحَذِرَ الشَّيْءَ إذَا خَافَهُ فَالشَّيْءُ مَحْذُورٌ أَيْ مَخُوفٌ وَحَذَّرْتُهُ الشَّيْءَ بِالتَّثْقِيلِ فَحَذِرَهُ وَالْمَحْذُورَةُ الْفَزَعُ وَبِهَا كُنِيَ وَمِنْهُ أَبُو مَحْذُورَةَ الْمُؤَذِّنُ . 

حذر


حَذِرَ(n. ac. حِذْر
حَذَر)
a. [Min], Was on his guard against, was beware of;
mistrusted.
حَذَّرَa. Put on his guard, warned, cautioned.
b. Alarmed, frightened.

حَاْذَرَa. Avoided, mistrusted one another.
b. see V (b)
. V, VIII [Min]
see I (a)b. Feared, apprehended.

حِذْر
حَذَر (pl.
أَحْذَاْر)
a. Care, caution, wariness, vigilance
circumspection.
b. Mistrust, distrust.

حَذِر
حَذُرa. Cautious, wary, vigilant, circumspect, guarded, on his
guard.

حَذِيْرa. Warner, monitor.

مُحَاذَرَة (N. Ac.
حَاْذَرَ
[ ])
a. Mistrust, distrust, suspicion.
b. Vigilance, circumspection.

حَذَارِ
a. Beware!
ح ذ ر: (الْحَذَرُ) وَ (الْحِذْرُ) التَّحَرُّزُ وَقَدْ (حَذِرَهُ)
وَبَابُهُ طَرِبَ وَرَجُلٌ (حَذِرٌ) بِكَسْرِ الذَّالِ وَضَمِّهَا أَيْ مُتَيَقِّظٌ مُتَحَرِّزٌ وَالْجَمْعُ (حَذِرُونَ) وَ (حَذَارَى) بِفَتْحِ الرَّاءِ. وَ (التَّحْذِيرُ) التَّخْوِيفُ. وَ (الْحِذَارُ) بِالْكَسْرِ (الْمُحَاذَرَةُ) وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} [الشعراء: 56] وَ (حَذِرُونِ) وَ (حَذُرُونَ) أَيْضًا بِالضَّمِّ وَمَعْنَى (حَاذِرُونَ) مُتَأَهِّبُونَ وَمَعْنَى (حَذِرُونِ) خَائِفُونَ. 
الحاء والذال والراء
حذر الحَذَرُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَذِرْتُ فأنا حاذِرٌ وحَذِرٌ وحُذُرٌ. وتُقْرَأُ هذه الآيَةُ " وإِنّا لَجَمِيْعٌ حاذِرُوْنَ " أي مُسْتَعِدُّوْنَ، و " حَذِرُوْنَ " نَخَافُ شَرَّهم. وأنا حَذِيْرُكَ من فلانٍ أي أُحَذِّرُكَه. وحَذَارِ يا رَجُل أي احْذَرْ. وحَذَارِ حَذَارٍ يُنَوَّنُ الأخِيرُ. ورَجُلٌ حِذْرِيَةٌ مُنْكَرٌ. واحْتَذِروا أي احْذَرُوا. والحِذْرِيَةُ والحَذَاريُّ المَكانُ الغَليظُ من الأرْضِ، وقيل هي رَأْسُ الأكَمَةِ. وهي الحِذْرِيَاءُ أيضاً. والحِذْرِيَةُ والعِفْرِيَةُ واحِدٌ، يُقال نَفَّشَ حِذْرِيَتَه وهي قُنْزَعَةُ الدِّيْكِ. والحَذَرُ في العَيْنِ ثِقَلٌ فيها من قَذىً. وأبو حَذَرٍ دُوَيْبَّةٌ تَرْفَعُ رَأْسَها مَرَّةً وتَضَعُه أُخْرى تَتَلَوَّنُ ألْواناً. وحُذَارٌ اسْمُ أبي رَبِيْعَةَ من بَني أسَدِ بن حُزَيْمَةَ.
باب الحاء والذال والراء معهما ح ذ ر، ذ ر ح يستعملان فقط

حذر: الحَذَر مصدرُ قولِكَ: حَذِرْتُ أحْذَرُ حَذَراً فأنا حاذِرٌ وحَذِر. وتُقَرأ الآية وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ

أي مُسْتَعدّون، ومن قَرَأ: حَذِرون فمعناه: إنّا نخاف شَرَهَّم. وأنا حذيرُك منه أي أُحذَرِّكُهَ . وحَذارِ يا فلان أي: احذَر، قال:

حَذارِ من أرماحنا حَذارِ

جُرَّتْ للجَزْم الذي في الأمر، وأُنِّثَتْ لأنَّها كلمة، يقال: سمعت حذار في عسكرهم ودُعِيَتْ نَزالِ بينَهم. وحُذار: اسم أبي ربيعة قاضي العَرَب في الجاهليّة، وكان من بني أسد بنِ خُزَيــمة.

ذرح: الذُّرَحْرَحَةُ: واحدة من الذَّراريح، ويقال: ذَريحةٌ لواحدة، ويقال: طَعامٌ مَذْرُوح، وهو شّيءٌ أعظَمُ من الذُّباب قليلاً، مُجَزَّع مُبَرْقَشٌ بحُمرة وسَوادٍ وصُفْرة، لها جَناحان تطيرُ بهما، وهو سَمٌّ قاتِل، فإذا أرادوا كَسْرَ (حَدِّ) سَمِّهِ خَلَطُوه بالعَدَس فيَصير دَواءً لمنْ عَضَّه الكلبُ [الكَلِبُ] . وبَنُو ذَريحٍ: حَيٌّ من العرب. والذَّرَحُ: شجَرة يُتَّخَذُ منها الرِّحالة.
الْحَاء والذال وَالرَّاء

الحِذْر والحَذَرُ: الخيفة. حَذِره حذَراً واحتذَرَه، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

قُلْتُ لِقَوْمٍ خرجُوا هَذَالِيلْ

احْتَذِرُوا لَا تَلْقكُمْ طماليلْ

ورجلٌ حَذِرٌ وحُذُرٌ وحاذورةٌ وحِذْرِيان: متيقظ شَدِيد الحذر، وحاذر متاهب معد كَأَنَّهُ يحذر أَن يفاجأ. وَفِي التَّنْزِيل: (وإنَّا لجَميعٌ حاذِرُونَ) أَي معدون. وَقد حذَّرَه الْأَمر. وَأَنا حذِيرُكَ مِنْهُ، أَي محذرك. والمحذورة كالحذر، مصدر كالمصدوقة والمكذوبة. وَقيل: هِيَ الْحَرْب.

وَيُقَال: حَذارِي أحذرْ، وَقد أبنت تَعْلِيل ذَلِك فِي " الْكتاب الْمُخَصّص " فِي أَبْوَاب الْمُذكر والمؤنث. وَقد جَاءَ فِي الشّعْر حذار، وَأنْشد الَّلحيانيّ:

حَذارِ حَذارٍ من فوارسِ دارِمٍ ... أَبَا خالدٍ من قبلِ أَن تتندَّمَا فنون الْأَخير، وَلم يكن يَنْبَغِي لَهُ ذَلِك، غير أَن الشَّاعِر أَرَادَ أَن يتم بِهِ الْجُزْء.

وَقَالُوا: حَذارَيْكَ، جَعَلُوهُ بَدَلا من اللَّفْظ بِالْفِعْلِ، وَمعنى التَّثْنِيَة انه يُرِيد ليكن مِنْك حَذَرٌ بعد حَذَرٍ.

وَمن أَسمَاء الْفِعْل قَوْلهم: حَذَرَكَ زيدا وحَذَارَكَ زيدا، إِذا كنت تُحَذّرُه مِنْهُ. وَحكى الَّلحيانيّ: حَذارِكَ، بِكَسْر الرَّاء.

وحُذُرَّى: صِيغَة مَبْنِيَّة من الحذَرِ، وَهِي اسْم، حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ.

وَأَبُو حَذَرٍ: كنية الحرباء.

والحِذْرِيَةُ والحِذْرِياءُ: الأَرْض الخشنة، وَيُقَال لَهَا حَذارِ، اسْم معرفَة.

واحْذأرَّ الرجل: غضب فاحرنفش وتقبض.

والإحْذارُ الْإِنْذَار. والحُذَارَياتُ المنذورون.

وَقد سمت مَحْذوراً وحُذَيراً.

وَأَبُو محذورةَ: مُؤذن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَوْس بن معير أحد بني جمح.

وَابْن حُذارٍ: حكم بني أَسد، وَهُوَ أحد بني سعد بن ثَعْلَبَة بن ذودان، يَقُول فِيهِ الْأَعْشَى:

وَإِذا طَلَبتَ المجْدَ أينَ مَحَلُّه ... فاعمِدْ لبَيتِ ربيعةَ بنِ حُذار
حذر
حذِرَ/ حذِرَ من يَحذَر، حَذَرًا، فهو حاذِر وحَذِر، والمفعول محذور (للمتعدِّي)
• حذِر الشَّخصُ: تيَّقظ واستعدَّ وتأهَّب وتنبَّه " {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} ".
• حذِر الأمرَ: كتمه وأخفاه " {إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} ".
• حذِر الشَّيءَ أو الشَّخصَ/ حذِر من الشَّيء أو الشَّخص: خافه واحترز منه "المغامر لا يحذَر الخطرَ وإنمّا يتوقّعه ويتحدّاه- احذر عدوّك مرّةً، واحذر صديقَك ألف مرّة- {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}: أنّ الله مطَّلع على كلّ ما يقع في ضمائر البشر فاحذروه". 

تحذَّرَ يتحذَّر، تحذُّرًا، فهو مُتحذِّر، والمفعول مُتحذَّر
• تحذَّر فلانًا: حذِرَهُ، خافه واحترز منه "تحذَّر منه وتجنَّب الاتّصال به". 

حاذرَ يحاذر، مُحاذرَةً وحِذارًا، فهو مُحاذِر، والمفعول مُحاذَر
• حاذَرَ فلانًا:
1 - حذر منه، خافه واحترز منه "حاذر الانزلاقَ".
2 - حذِر كلٌّ منهما الآخر "حاذر خصمَه". 

حذَّرَ يحذِّر، تَحْذيرًا، فهو مُحذِّر، والمفعول مُحذَّر
• حذَّره الشَّيءَ/ حذَّره من الشَّيءِ: أنذره ونبَّهه وجعله يقظًا "حذَّر الأولادَ من الشَّرِّ- حذَّر الرّأيَ العامّ- {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} ". 

تحذير [مفرد]:
1 - مصدر حذَّرَ.
2 - بيان يحتوي على تعليمات يجب الالتزام بها "أصدرت الحكومة تحذيرًا من انتهاك مجالها الجوِّي".
3 - (نح) أسلوب يُراد به تنبيه المخاطب على
 أمر مكروه ليتجنّبه؛ مثاله: الكذبَ، السَّيّارةَ السَّيّارةَ، إيّاك والكسلَ؛ ويغلب أن يكون المحذَّر منه منصوبًا بفعل محذوف تقديره اتّقِ واحْذَرْ.
• تحذير نهائيّ: (سة) إنذار توجّهه الأممُ المتَّحدة أو دولةٌ ما إلى دولة أخرى تطلب فيه تنفيذ شروط معيّنة يؤدِّي عدم قبولها إلى الحرب بعد انقضاء الفترة المحدَّدة. 

حَذَارِ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر، مبني على الكسر بمعنى: احذر، وقد يتبعه حرف الجرّ من "حذارِ النفاقَ- حذارِ من العواقب- هي الدُّنيا تقول بمِلء فيها ... حذارِ حذارِ من بطشي وفتكي". 

حَذاريْكَ [كلمة وظيفيَّة]: لفظ ملازم للنصب والتثنية والإضافة لكاف الخطاب والمعنى احذر حذرًا بعد حذر أو مرة بعد مَرّة، ويراد بالتثنية التكثير "حذاريْكَ النَّمَّامَ: احذره مَرّةً بعد مرَّة". 

حَذَر [مفرد]: مصدر حذِرَ/ حذِرَ من ° التزم جانبَ الحَذَر: كان حريصًا في موقفه- بحَذَر: بتيقّظ واستعداد- تفاؤل مشوب بالحَذَر: تفاؤل مصحوب بتوقّعات مختلفة- على حَذَر منه: متيقِّظًا متنبِّهًا- لا يمنع حَذَرٌ من قَدَر [مثل]: تنبُّه الإنسان وحرصه الشديد لن يمنعاه من وقوع المقدور. 

حَذِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حذِرَ/ حذِرَ من ° مِنْ مَأْمَنِه يُؤتى الحَذِر: قد يُؤذَى الإنسانُ الحريص من حيث اطمأنّ. 

حِذْر [مفرد]: حَذَر واحْتِراز وتيقُّظ وتنبُّه "أخذ فلان حِذْرَه: أعدّ نفسه وتنبَّه لما يخشاه- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} ". 

محذور [مفرد]: ج محذورات ومحاذيرُ: اسم مفعول من حذِرَ/ حذِرَ من: "تشوب هذه العمليّة محذورات/ محاذير كثيرة". 

حذر: الحِذْرُ والحَذَرُ: الخيفة. حَذِرَهُ يَحْذَرُهُ حَذَراً

واحْتَذَرَهُ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِيلْ:

احْتَذِرُوا لا يَلْقَكُمْ طَمالِيلْ

ورجلُ حَذِرٌ وحَذُرٌ

(* قوله: «وحذر» بفتح الحاء وضم الذال كما هو

مضبوط بالأَصل، وجرى عليه شارح القاموس خلافاً لما في نسخ القاموس من ضبطه

بالشكل بسكون الذال) وحاذُورَةٌ وحِذْرِيانٌ: متيقظ شديد الحَذَرِ

والفَزَعِ، متحرّز؛ وحاذِرٌ: متأَهب مُعِدٌّ كأَنه يَحْذَرُ أَن يفاجَأَ؛ والجمع

حَذِرُونَ وحَذارَى. الجوهري: الحَذَرُ والحِذْرُ التحرّز؛ وأَنشد سيبويه

في تعدِّيه:

حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخافُ، وآمِنٌ

ما ليسَ مُنْجِيهِ من الأَقدْارِ

وهذا نادر لأَن النعت إِذا جاء على فَعِلٍ لا يتعدى إِلى مفعول.

والتحذير: التخويف. والحذارُ: المُحاذَرَةُ. وقولهم: إِنه لابْنُ أَحْذارٍ أَي

لابْنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ. والمَحْذُورَةُ: الفزع بعينه. وفي التنزيل العزيز:

وإِنا لجميعٌ حاذِرُونَ، وقرئ: حَذِرُونَ وحَذُرونَ أَيضاً، بضم الذال،

حكاه الأَخفش؛ ومعنى حاذرون متأَهبون، ومعنى حذرون خائفون، وقيل: معنى

حذرون مُعِدُّونَ. الأَزهري: الحَذَرُ مصدر قولك حَذِرْتُ أَحْذَرُ

حَذَراً، فَأَنا حاذِرٌ وحَذِرٌ، قال: ومن قرأَ: وإِنا لجميع حاذرون؛ أَي

مستعدون. ومن قرأَ: حذرون، فمعناه إِنا نخاف شرهم. وقال الفرّاء في قوله:

حاذرون، روي عن ابن مسعود أَنه قال مُؤْدُونَ: ذَوُو أَداةٍ من السلاح. قال:

وكأَنَّ الحاذِرَ الذي يَحْذَرُكَ الآن. وكَأَنَّ الحَذِرَ المَخْلُوقُ

حَذِراً لا تلقاه إِلاَّ حَذِراً. وقال الزجاج: الحاذِرُ المستعدُّ،

والحَذِرُ المتيقظ؛ وقال شمر: الحاذِرُ المُؤْدِي الشَّاكُّ في السلاح؛

وأَنشد:وبِزَّةٍ مِن فَوْقِ كُمَّيْ حاذِرِ،

ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ،

وحَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ

ورجل حِذْرِيانٌ إِذا كان حَذِراً، على فِعْليانٍ.

وقوله تعالى: ويُحَذِّرُكم الله نفسه؛ أَي يحذركم إِياه. أَبو زيد: في

العين الحَذَرُ، وهو ثِقَلٌ فيها من قَذىً يصيبها؛ والحَذَلُ باللام، طول

البكاء وأَن لا تجف عين الإِنسان. وقد حَذَّرَهُ الأَمَر وأَنا حَذُيرُكَ

منه مُحَذِّرك منه أُحَذِّرُكَهُ. قال الأَصمعي: لم أَسمع هذا الحرف

لغير الليث، وكأَنه جاء به على لفظ نَذِيرُكَ وعَذِيرُكَ.

وتقول: حَذَارِ يا فلان أَي احْذرْ؛ وأَنشد لأَبي النجم:

حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذارِ

أَوْ تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبارِ

وتقول: سُمِعَتْ حَذارِ في عسكرهم ودُعِيَتْ نَزال بينهم.

والمَحْذُورَةُ: كالحَذَرِ مصدر كالمَصْدُوقَةِ والمَلْزُومَة، وقيل: هي الحرب. ويقال:

حَذارِ مثل قَطامِ لأَأَي احْذرْ، وقد جاء في الشعر حَذار وأَنشد

اللحياني:

حَذارِ حَذارٍ مِنْ فَوارِسِ دارِمٍ،

أَبا خالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّما

فنوّن الأَخيرة ولم يكن ينبغي له ذلك غير أَن الشاعر أَراد أَن يتم به

الجزء. وقالوا. حَذارَيْكَ، جعلوه بدلاً من اللفظ بالفعل، ومعنى التثنية

أَنه يريد: ليكن منك حَذَرٌ بعد حَذَرٍ. ومن أَسماء الفعل قولهم: حَذَرَكَ

زَيْداً وحَذارَكَ زيداً إِذا كنت تُحَذِّرُه منه. وحكى اللحياني:

حَذارِك، بكسر الراء، وحُذُرَّى صيغة مبنية من الحَذَرِ؛ وهي اسم حكاها

سيبويه.وأَبو حَذَرٍ: كُنْيَةُ الحِرْباء.

والحِذْرِيَةُ والحِذْرِياءُ: الأَرضُ الخَشِنَةُ؛ ويقال لها حَذارِ اسم

معرفة. النضر: الحِذْرِيَةُ الأَرض الغليظة من القُفِّ الخَشِنَةُ،

والجمع الحَذارَى. وقال أَبو الخَيْرَةِ: أَعلى الجبل إِذا كان صُلْباً

غليظاً مستوياً، فهو حِذْرِيةٌ، والحِذْرِيَةُ على فِعْليَةٍ قطعة من الأَرض

غليظة، والجمع الحَذارَى، وتسمى إِحدى حَرَّتَيْ بني سُلَيْمٍ

الحِذْرِيَةَ.

واحْذَأَرَّ الرجلُ: غَضِبَ فاحرْ نَفْشَ وتَقَبَّضَ.

والإِحْذارُ: الإِنذار. والحُذارِياتُ: المنذورون.

ونَفَشَ الديكُ حِذْرِيَتَهُ أَي عِفْرِيَتَهُ.

وقد سمَّتْ مَحْذُوراً وحُذَيْراً. وأَبو مَحْذُورَةَ: مؤَذن النبي، صلى

الله عليه وسلم، وهو أَوْسُ بن مِعْيَرٍ أَحد بني جُمَحٍ؛ وابنُ

حُِذارٍ: حَكَمُ بن أَسَدٍ، وهو أَحد بني سعد بن ثعلبة بن ذودان يقول فيه

الأَعشى:

وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَيْنَ مَحَلُّهُ،

فاعْمِدْ لبيتِ رَبيعَةَ بنِ حُذارِ

قال الأَزهري: وحُِذارُ اسم إِبي ربيعة بن حُذارٍ قاضي العرب في

الجاهلية، وهو من بني أَسد بن خزيــمة.

حذر

1 حَذِرَ, aor. ـَ inf. n. حَذَرٌ; and ↓ احتذر; (Msb, K;) He was cautious, wary, or vigilant; was on his guard; took care; (K, TA;) was in a state of preparation; (Msb;) was in fear; feared. (TA.) [You say, حَذِرَ مِنْ أَمْرٍ and ↓ احتذر مِنْهُ He was cautious, &c., of a thing, or an event. And حَذِرَ عَلَيْهِ مِنْ كَذَا and ↓ احتذر He was cautious, &c., for him, of such a thing. and both verbs are also trans.: for you say,] حَذِرَهُ, (S, A, Msb,) aor. and inf. n. as above; (S;) and ↓ احتذرهُ, (TA,) and ↓ حاذرهُ; (A;) He was cautious of it; guarded, or was on his guard, against it; (S, A;) prepared, prepared himself, or was in a state of preparation, against it; (TA;) feared it. (Msb, TA.) [And حَذِرَ

أَنْ يَفْعَلَهُ and ↓ احتذر He was cautious of doing it; or he feared doing it.] And حُذِرَ الشَّىْءُ فَحَذِرَهُ The thing was an object of fear, and so he feared it. (Msb.) And حُذِرَ المَوْتِ [Death was an object of fear]: and المَوْتَ ↓ حاذر [He feared death]. (A.) 2 تَحْذِيرٌ [The cautioning another; putting him on his guard; making him to be cautious or wary or vigilant, to be on his guard, to take care, or to be in a state of preparation;] the making to fear, or be in fear. (S, TA.) [You say, حذّرهُ مِنْ أَمْرٍ He cautioned him against a thing. and the verb is also doubly trans.: you say,] حذّرهُ الأَمْرَ [He cautioned him against, or made him to fear, the thing, or event]. (TA.) And أَحَذِّرُكَهُ [I caution thee against him, or it]. (K.) And it is said in the Kur [iii. 27 and 28], يُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ God maketh you to fear Himself. (TA.) 3 حَاذَرَا, (TK,) inf. n. مُحَاذَرَةٌ (S, K) and حِذَارٌ, (S,) They two were cautious, or in fear, each of the other; were on their guard, or in a state of preparation, each against the other. (TK.) حِذَارٌ is syn. with مُحَاذَرَةٌ, (S,) and مُحَاذَرَةٌ is between two. (K.) b2: See also 1, in two places.8 إِحْتَذَرَ see 1, in five places.11 احدارّ He was angry, (K,) and prepared himself to do mischief, (TA,) and drew himself together (تَقَبَّضَ): so in some copies of the K and in other lexicons: or became enraged (تَغَيَّظَ): so in other copies of the K. (TA.) حِذْرٌ: see what next follows, in two places.

حَذَرٌ and ↓ حِذْرٌ, (S, A, Msb, K,) the former an inf. n., (S, Msb,) and the latter a simple subst., (Msb,) Caution, wariness, vigilance, guard, or care; (S, A, K;) as also ↓ مَحْذُورَةٌ; (K;) or a state of preparation; (Msb;) or fear; (Mgh, * TA;) and so ↓ مَحْذُورَةٌ: (S, Msb, K:) [pl. أَحْذَارٌ.] You say, ↓ أَخَذَ حِذْرَهُ He took care; was cautious, or vigilant. (Bd in iv. 73 and 103.) And هُوَ ابْنُ أَحْذَارٍ (tropical:) He is a son [i. e. a person] of resolution, or determination, and caution, or wariness. (S, K.) And حَذَرَكَ زَيْدًا: see حَذَارِ. b2: أَبُو حَذَرٍ The male chameleon: (K:) because of its frequent changes. (TA.) حَذُرٌ, and its pl.: see what next follows.

حَذِرٌ (S, A, Msb, K) and ↓ حَذُرٌ (S, A, K) Cautious; wary; vigilant; on his guard; careful; (S;) or in a state of preparation; (Msb;) as also ↓ حَاذِرٌ; (S, A, Msb;) and fearful: (S:) or very cautious or wary or vigilant or careful; as also ↓ حَاذُورَةٌ (K) and ↓ حِذْرِيَانٌ: (A, K:) or this last signifies very fearful and cautious &c.: (S:) pl. of the first حَذِرُونَ and حَذَارَى. (S, K.) Sb cites, as an ex. of حَذِرٌ used transitively, حَذِرٌ أُمُورًا لَا تُخَافُ وَ آمِنٌ مَا لَيْسَ مُنْجِيهِ مِنَ الأَقْدَارِ [Cautious, or very cautious, of things not to be feared, and trusting in that which will not save him from the decrees of destiny]: but this is extr.; for an epithet of the measure فَعِلٌ is not [regularly] trans., so as to govern an objective complement. (S, TA.) In the Kur xxvi. 56, some read ↓ حَاذِرُونَ; and some, حَذِرُونَ and ↓ حَذُرُونَ: حاذرون signifying in a state of preparation; (Zj, S;) or fully equipped with arms: (Sh:) and حذرون, in a state of fear; (S;) or in a state of preparation; (TA;) or in a state of preparation with the accoutrements of war; (Ibn-Mes'ood;) or cautious, or vigilant. (Zj.) حِذْرِيَةٌ A rugged piece of ground: (S, K:) or the top of a mountain, when it is hard and rugged, but level: (Aboo-Kheyreh:) and rough ground: (TA:) and a rugged [hill such as is termed]

أَكَمَة; as also ↓ حِذْرِيَآءُ: (K:) pl. حَذَارَى and حَذَارٍ. (S.) A2: Also The عِفْرِيَة [or feathers of the back of the neck] of a cock: (S, K:) pl. as above. (K) حِذْرِيَآءُ: see what next precedes.

حِذْرِيَانٌ: see حَذِرٌ.

الحُذُرَّى, [like البُذُرَّى,] What is false, vain, or ineffectual; syn. البَاطِلُ. (K.) حَذَارِ [an imperative verbal noun] meaning Beware; be cautious, wary, or on thy guard; or take care. (S, A, K.) The poet (Abu-n-Nejm, TA) says, حَذَارِ مِنْ أَرْمَاحِنَا حَذَارِ Beware of our spears: beware. (S, A.) and you say, سُمِعَتْ حَذَارِ فِى عَسْكَرِهِمْ [The cry “ Beware ” was heard in their army]. (TA.) When the word is repeated, the second is sometimes with tenween: (K:) but this is only in poetry, when required by the metre, as in the following verse, cited by Lh: حَذَارِ حَذَارٍ مِنْ فَوَارِسِ دَارِمٍ

أَبَا خَالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّمَا [Beware, beware of the horsemen of Dárim, O Aboo-Khálid, before that thou repent]. (TA.) You say also, حَذَارِكَ, [with the ك of allocution,] meaning Beware thou. (Lh, TA.) And when you caution a person [against another], ↓ حَذَرَكَ زَيْدًا [Beware thou of Zeyd]; (K, * TA;) and حَذَارَيْكَ زَيْدًا, (K,) which latter means Beware thou, and beware thou again, of Zeyd: both then [also] being verbal nouns. (TA.) حَذِيرٌ [A cautioner]. You say, أَنَا حَذِيرُكَ مِنْهُ i. e. مُحَذِّرُكَ [I am thy cautioner against him, or it]; (TA;) or أُحَذِّرُكَهُ [I caution thee against him, or it]: (K:) known to As as heard only from Lth. (TA.) [See also what next follows.]

حُذَارِيَاتٌ Persons who make others to fear: (K:) or rather, as others than F explain it, مُنْذِرُونَ [cautioners, or warners, &c.]. (TA.) حَاذِرٌ and حَاذِرُونَ: see حَذِرٌ.

حَاذُورَةٌ: see حَذِرٌ.

أَحْذَرُ [More, and most, cautious, wary, vigilant, careful, or fearful]. You say, أَحْذَرُ مِنَ الغُرَابِ More fearful [or cautious, &c.] than the raven: a prov. (Mgh.) مَحْذُورٌ A thing that is feared. (Msb.) One says, وَقَاكَ اللّٰهُ كُلَّ مَحْذُورٍ [May God preserve thee from everything that is feared]. (A.) مَحْذُورَةٌ A calamity that is feared, or regarded with caution: (K:) or a troop of horse making a hostile attack, or incursion, upon a people: or i. q. صَيْحَةٌ [app. as meaning a hostile attack, or incursion, when it comes upon a tribe suddenly, or unexpectedly; or it may here mean a punishment, or chastisement; or a crying-out, which is the primary signification]: (A:) and war. (K.) b2: See also حَذَرٌ, in two places.
حذر
: (الحِذْرُ، بِالْكَسْرِ، ويُحَرَّكُ) : الخِيفة، وَقيل: هُوَ (الاحْتِرازُ) وفَسَّرَه قَومٌ بالتَّحَرُّزِ، وقومٌ بالاستعداد والتَّأَهّبِ؛ وقومٌ بالفَزَعِ. قَالَ شيخُنا: ولعلَّها متقاربةٌ فِي الْمَعْنى، ورجَّح بعضٌ التحريكَ، (كالاحْتِذارِ) وهاذه عَن اللِّحْيَانِيّ. حَذِرَه يَحْذَرُه حَذَراً، واحْتذرَه، وأَنشد:
قلْتُ لقَومٍ خَرَجُوا هَذَالِيلْ
احْتَذِرُوا لَا يَلْقَكمْ طَمَالِيلْ
والمَحْذُورَةِ) ، كالمَصْدُوقَةِ والمَكْذُوبَةِ. (والفِعْلُ) حَذِرَ، (كعَلِمَ) .
(وَهُوَ حاذُورَةٌ، وحِذْرِيانُ) ، بِالْكَسْرِ على فِعْلِيان، (وحَذِرٌ) ككَتِف، و (حَذُرٌ) كنَدُسٍ، (ج حَذِرُون وحَذَارَى؛ أَي مُتَيَقِّظٌ شديدُ الحَذَرِ) ، والفَزَع.
وحاذِرٌ: متأَهِّبٌ مُعِدٌّ؛ كأَنَّه يَحْذَرُ أَن يُفاجَأَ.
وأَنشدَ سيبَوَيْه فِي تَعَدِّيه:
حَذِرٌ أُمُوراً لَا تُخَافُ وآمِنٌ
مَا لَيْسَ مُنْجِيه مِن الأَقْدارِ
فَعِلٍ لَا يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُول.
(و) مِنَ المَجَازِ: يُقَال: (هُوَ ابنُ أَحْذارٍ؛ أَي) ابنُ (حَزْمٍ وحَذَرٍ) .
(والمَحْذُورَةُ: الفَزَعُ) بعَيْنِه.
(و) المَحْذُورَةُ: (الدَّاهِيَةُ الَّتِي تُحْذَرُ) .
(و) فِي الأَساس: وصَبَّحَتْهم المَحْذُورَةُ. وَهِي الخيلُ المُغِيَرَةُ، أَو الصَّيْحَةُ (و) قيل: (المَحْذُورَةُ) : (الحَرْبُ) .
(و) يُقَال: (حَذَارِ حَذَارِ) يَا فُلانُ، (وَقد يُنَوَّنُ الثَّانِي) ، وَقد جاءَ فِي الشِّعر. وأَنشدَ اللِّحْيَانيُّ:
حَذَارِ حَذارٍ مِن فَوَارِسِ دارِمً
أَبا خالِدٍ مِن قَبْلِ أَن تَتَنَدَّمَا
فنَوَّنَ الأَخِيرَةَ، قَالَ: وَلم يَكن لَهُ ذالك، غيرَ أَنّ الشاعرَ أَرادَ أَن يُتمَّ بِهِ الجُزْءَ. (أعي احْذَرُ) . قَالَ أَبو النَّجْم:
حَذَارِ مِن أَرماحِنا حَذار
أَو تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبَارَ
(ورَبِيعَةُ بنُ حُذَارِ) بن عامرٍ العُكْلِيُّ (كغُرَابٍ جَوَادٌ، م) أَي معروفٌ، وَهُوَ الَّذِي تَحاكَمَ إِليه عبدُ المُطَّلِبِ بنُ هاشمٍ، وحَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ، وَفِي هاذا يقولُ الأَعْشَى:
وإِذا أَرَدْتَ بأَرْضِ عُكْلٍ نائِلاً
فاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
وذَكَرَ ابنُ حَبِيب عَن ابْن الكَلْبِيّ مثلَ ذالك، وَفِيه زيادةٌ بعد قَوْله: عُكْلِيٌّ: مِن بَنِي عَوْفِ بنِ عبدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ. وَفِيه: فحَكَمَ لعبدِ المُطَّلِبِ.
قلْتُ وَهُوَ غيرُ ابنِ حُذَارِ الأَسَدِيِّ، حَكَمِ الْعَرَب الآتِي ذِكْرُه. قَالَ الصّغانِيُّ: وإِيّاه عَنى الذُّبْيَانِيُّ بقوله:
رَهْطُ ابْنِ كُوزٍ مُحْقِبِي أَدْرَاعِهِم
فِيهَا ورَهْطُ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
(وَذُو حُذَارٍ مِن أَلْهانَ بنِ مالكِ) بن زيدِ بنِ أَوْسَلَةَ بنِ ربيعةَ بنِ الْخِيَار، أَخِي هَمْدانَ بنِ مالكٍ.
(وحَبِيبَةُ بنتُ عبدِ العُزَّى بنِ حُذَارٍ؛ شاعرةٌ) تُوصَفُ بالكَرَمِ، وَهِي من بَنِي ثَعْلَبَة بنِ سعْدِ بنِ ذُبْيَانَ.
(ورَبِيعَةُ بنُ حُذَارٍ الأَسَدِيُّ) مِن بَني أَسَدِ بنِ خُزَيْــمَةَ، ثمَّ بَنِي سعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُودانَ وحُذَارٌ هُوَ ابنُ مُرَّةَ بنِ الحارثِ بنِ سعدِ بنِ ثعلبةَ بنِ دُودَانَ، والمشهورُ بالنِّسْبة إِليها: قَبِيصَةُ بنُ جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ مالكِ بنِ عُمَيْرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ الأَسَدِيُّ الحُذَارِيُّ: من التّابِعِين، ذَكَرَه السُّمْعَانِيُّ، وذَكَرَ ابنُ الكَلْبِيِّ قَيْسَ بنَ الرَّبِيعِ الأَسَدِيَّ الكُوفِيَّ مِن ولَدِ عميرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ: (حَكَمُ العَرَبِ) وقاضِيها فِي الجاهليَّة، ويُقَال لَهُ أَيضاً: حَكَمُ بَنِي أَسَدٍ، وَفِيه يقولُ الأَعْشَى:
وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَين مَحَلُّه
فاعْمِدْ لبيتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
(أَو هُوَ) حِذَارٌ (ككِتَابٍ) ، وهاكذا كَانَ يَرْوِي الأَصمعيُّ قولَ الذُّبيانِيِّ.
(و) يُقَال: (أَنا حَذِيرُكَ مِنْهُ، أَي) مُحَذِّرُكَ مِنْهُ، (أُحَذِّرُكَه) : قَالَ الأَصمعيّ: لم أَسمع هاذا الحَرْفَ لغَيْر اللَّيْث؛ وكأَنه جاءَ بِهِ على لفْظِ: نَذيرُكَ وعَذِيرُكَ.
(و) عَن النَّضْر: (الحِذْرِيَةُ، كالهِبْرِيَةِ: القِطعةُ الغليظةُ من الأَرض) . وَقَالَ أَبو الخَيْرَةِ: أَعلَى الجَبَلِ إِذا كَانَ صُلْباً غليظاً مُسْتَوِياً فَهُوَ حِذْرِيَةَ.
(و) الحِذْرِيَةُ: (حَرَّةٌ لبني سُلَيْمٍ) ، وهما حَرّتانِ، وهاذه إِحْدَاهمَا.
(و) الحِذْرِيَةُ: الأَرضْ الخَشنَةُ، و (الأَكَمَةُ الغليظةُ، كالحِذْرِيَاءِ) .
(و) الحِذْرِيَةُ: (عِفْرِيَةُ الدِّيكِ) ، وَزْناً وَمعنى، يُقَال: نَفَشَ الدِّيكُ حِذْرِيَتَه.
(ج حَذَارَى وحَذَارٍ) .
(وحُذُرَّى، كغُلُبَّى) صِيغَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِن الحَذَر، وَهِي إسمٌ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، وَمَعْنَاهُ (الباطِلُ) ، نقلَه الصغانيُّ.
(وحُذْرَانُ) وحُذَيْرٌ، (كعُثْمَانَ وزُبَيْرٍ: عَلَمانِ) ، وكذالك مُحَذِّرٌ، كمحدِّث.
(والحُذَارِيَاتُ) ، وَفِي بعض النُّسَخ زِيَادَة: ((بالضمِّ) : القومُ الَّذين يُحَذِّرُون، أَي يُخَوِّفُون) ، وَلَو قَالَ: المُنْذِرُون، كَمَا عَبَّر بِهِ غيرُه لَكَانَ أَحسنَ. (واحْذَأَرَّ) الرجلُ: (غَضِبَ) فاحْرَنْفشَ (وتَقَبَّضَ) ، وَفِي بعض النُّسَخ: وتَغَيِّطٍ، والأُولَى هِيَ الموافِقَةُ لما فِي الأُصول.
(و) مِن أَسماءِ الفِعْل قولُك: (حَذَرَكَ) زيدا، (وحَذَارَيْكَ زَيْداً؛ إِذَا كنْتَ تُحَذِّرُه مِنْهُ) . (وحَذارَكَ) ، وحَكَى اللِّحْيَانيُّ: حَذَارِكَ، بِكَسْر الراءِ. وَقيل: عنَى التَّثْنِيَةِ أَنه يُريدُ: لِيَكُنْ منكَ حَذَرٌ بعدَ حَذَرٍ.
(وأَبو حَذَرٍ) ، محرَّكَةً: كُنْيَةُ (الحِرْباءِ) لتَقَلُّبِه كثيرا.
(وأَبو مَحْذُورَةَ: سَمُرَةُ بنُ مِعْيَرٍ) وَيُقَال: أَوْسُ بنُ مِعْيَرِ بنِ لَوْذَان أَحَدُ بَنِي جُمَحَ؛ (مُؤَذِّنُ النبيِّ صلّى اللهُ عليْه وسلّم) ، لَهُ صُحْبَةٌ وروايةٌ.
(وعُمَرُ بن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ حَيْذَرٍ) بالذّال المعجَمة: (محدِّثٌ (عَن أَبي الخَيْرِ بنِ أَبي عِمْرَانَ، هاكذا (ضَبَطَه) تلميذُه الإِمامُ أَبو القاسمِ (ابنُ عَساكِرَ) فِي تَارِيخ دمشقَ. قَالَ الحافظُ: وَهُوَ نَقطَها. قلْت: فالعُهْدَةُ عَلَيْهِ.
(والمُحَاذَرَةُ) والحِذَارُ (بَين اثْنَيْنِ) كَمَا هُوَ مُقْتَضَى بَاب المُفَاعَلَةِ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
التَّحْذِيرُ: التَّخْوِيفُ.
وَفِي الْكتاب الْعَزِيز: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} (الشُّعَرَاء: 56) وقُرِيءَ: (حَذِرُونَ) و (حَذُرُونَ) أَيضاً، بضمِّ الذّالِ، حَكَاهُ الأَخْفَشُ، ومعنَى: حاذِرُون: مُتَأَهِّبُون، ومعنَى: حَذِرُون خائِفُون، وَقيل: مُعِدُّونَ. ورُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ: مُؤْدُونَ: ذُو أَداة من السِّلاح.
وَقَالَ الزِّجّاج: الحاذِرُ: المُسْتَعِدُّ.
والحَذِرُ: المُتَيَقِّظُ. وَقَالَ شَمِرٌ: الحاذِرُ: المُؤْدِي، الشّاكُّ فِي السِّلاح، وأَنشدَ:
وبِزَّةٍ فَوقَ كَمِيَ حاذِرِ
ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عَن عامِرِ
وحَرْبَةٍ مثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ
وقولُه تعالَى: {وَيُحَذّرْكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (الشُّعَرَاء: 28 30) أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه.
وَعَن أَبي زَيْد؛ فِي العَيْن الحَذَرُ، وَهُوَ ثِقَلٌ فِيهَا مِن قَذًى يُصِيبُها.
وَقد حَذَّرَه الأَمْرَ.
وَتقول: سُمِعَتْ حَذَارِ فِي عَسْكَرِهم، ودُعِيَتْ نَزَالِ بَينهم.
وَسمَّوْا مَحْذُوراً.
وكَعْبُ بنُ الحُذَارِيَّة، لَهُ صُحْبَةٌ وذِكْرٌ فِي حديثٍ لابنِ رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ.
بَاب الحذر وَالْخَوْف

يحذرهُ ويتقيه ويخافه ويشفق مِنْهُ وينقبض عَنهُ ويتوقاه ويتحاماه ويتجنبه ويخشاه ويرهبه وَيفرق مِنْهُ ويتهيبه ويهابه 
حذر: حَذِرَ: احترز. ويقال أيضاً حذر عنه (بوشر).
أحذر: احترز، تيقظ (بوشر). حذَّر (بالتشديد): أنذر، أخطر، آخذه أمام القضاء سرا (بوشر).
تحذَّر: يقال تحذر عنه، ذكرها فوك في مادة ( Cavere) .
احتذر من: تحذر من، احترز من (بوشر).
حِذْر وحَذَر: احتراس، ريبة (بوشر) وفي معجم فوك: احتراز.
أخذ حذره: احترز، احترس. وكان على حذر: كان محترسا يقظا (بوشر).
حُذَرَة: حاذورة، شديد الحذر (معجم البلاذري).
حذر
الحَذَر: احتراز من مخيف، يقال: حَذِرَ حَذَراً، وحذرته، قال عزّ وجل: يَحْذَرُ الْآخِرَةَ [الزمر/ 9] ، وقرئ: وإنّا لجميع حَذِرُون، وحاذِرُونَ
، وقال تعالى:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
[آل عمران/ 28] ، وقال عزّ وجل: خُذُوا حِذْرَكُمْ
[النساء/ 71] ، أي: ما فيه الحذر من السلاح وغيره، وقوله تعالى: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ [المنافقون/ 4] ، وقال تعالى: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن/ 14] ، وحَذَارِ، أي: احذر، نحو:
مناع، أي: امنع.
ح ذ ر

حذرته، وحاذرته، وفر حذر الموت، وحذا الموت. ووقاك الله كل مكروه ومحذور. وتقول: ذر لا تحذر. وقال:

حذار من أرماحنا حذار

أي احذر. وصبحتهم المحذورة، وهي الخيل المغيرة أو الصيحة. قال الأعشى:

قوم بيوتهم أمن لجارهم ... يوماً إذا ضمت المحذورة الفزعا

أي جمعت الفزع كله. ورجل حذريانٌ: شديد الحذر.

ومن الكناية: رجل حذر وحذر: متيقظ محترز. وحاذر: مستعد. قال:

فلا غرو إلا يوم جاءت محارب ... إلينا بألف حاذر قد تكتبا

لأن الفزع متيقظ ومتأهب.

حبر

ح ب ر: (الْحِبْرُ) الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَمَوْضِعُهُ (الْمِحْبَرَةُ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْحِبْرُ) أَيْضًا الْأَثَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ النَّارِ قَدْ ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ» قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيْ لَوْنُهُ وَهَيْئَتُهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ وَأَثَرُ النِّعْمَةِ. وَ (تَحْبِيرُ) الْخَطِّ وَالشِّعْرِ وَغَيْرِهِمَا تَحْسِينُهُ. وَ (الْحَبْرُ) بِالْفَتْحِ (الْحُبُورُ) وَهُوَ السُّرُورُ وَ (حَبَرَهُ) أَيْ سَرَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (حَبْرَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] أَيْ يُسَرُّونَ وَيُنَعَّمُونَ وَيُكْرَمُونَ. وَ (الْحِبْرُ) بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَاحِدُ (أَحْبَارِ) الْيَهُودِ، وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى أَفْعَالٍ دُونَ فُعُولٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ بِالْفَتْحِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا أَدْرِي أَهُوَ بِالْكَسْرِ أَوْ بِالْفَتْحِ. وَكَعْبُ الْحِبْرِ بِالْكَسْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْحِبْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ كُتُبٍ. وَ (الْحِبَرَةُ) كَالْعِنَبَةِ بُرْدٌ يَمَانٍ وَالْجَمْعُ (حِبَرٌ) كَعِنَبٍ وَ (حِبَرَاتٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ. 
(حبر) حبرًا ابتهج ونضر وَالْأَرْض كثر نباتها وَالْجرْح برِئ وَبَقِي بِهِ أثر والأسنان اصْفَرَّتْ فَهُوَ حبر وَهِي حبرَة
(حبر) - حَدِيثِ أَنَس: "إنَّ الحُبارَى لتَمُوت هَزلًا بذَنْب بَنِي آدم".
يَعنِي: أَنَّ الله يَحبِس عنها القَطرْ بشُؤْم ذُنوبِهم، وإنّما خَصَّهَا بالذِّكر، لأَنّها أَبعدُ الطَّيرِ نُجعَةً؛ فرُبَّما تُذبَح بالبَصْرة، وتُوجَد في حَوْصَلَتها الحَبَّةُ الخَضراءُ، وبَيْن البَصْرة وبين مَنابِتها مَسِيرةُ أَيّام. - في حَديثِ أَبِي هُرَيْرة: "لا أَلبَس الحَبِيرَ" .
: أي المُوشَّى من البُرود، وبُردُ حِبَرة، هو المُخَطَّط من بُرودِ اليَمَن.

حبر


حَبَرَ(n. ac. حَبْر)
a. Beautified, embellished, adorned; did well
beautifully.
b.(n. ac. حَبْر
حَبْرَة), Gladdened, enlivened, cheered. up.
حَبِرَ(n. ac. حَبَر
حُبُوْر)
a. Was glad, happy, gay.

حَبَّرَa. Beautified, embellished, adorned.
b. Put ink in.

أَحْبَرَa. Gladdened, enlivened, cheered up.

تَحَبَّرَa. Adorned himself.

حَبْرa. Theologian, doctor, learned man.
b. High Priest; pontiff.
c. Joy, gladness.
d. Benefit.

حِبْر
(pl.
حُبُوْر
أَحْبَاْر
38)
a. Mark.
b. Figuring, ornamentation.
c. Beauty.
d. Ink.

حِبْرِيّa. Seller of ink.

حَبَرَة
حِبَرَةa. Woman's out-door silk garment.

مَحْبَرَة
مِحْبَرَة
(pl.
مَحَاْبِرُ)
a. Inkstand.

حُبَاْرَىa. Bustard.

حَبِيْر
(pl.
حُبْر)
a. see 4t
حُبُوْرa. Joy, gladness, gaiety.

حَبَّاْرa. see 2yi
حَاْبُوْرa. Company of revellers.

الحَبْر الأَعْظَم
a. The sovereign pontiff: the Pope.
حبر
الحِبْرُ: الأثر المستحسن، ومنه ما روي:
«يخرج من النّار رجل قد ذهب حبره وسبره» أي: جماله وبهاؤه، ومنه سمّي الحبر، وشاعر مُحَبِّر، وشعر مُحَبَّر، وثوب حَبِير: محسّن، ومنه: أرض مِحْبَار ، والحبير من السحاب، وحَبِرَ فلان:
بقي بجلده أثر من قرح، والحَبْر: العالم وجمعه: أَحْبَار، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة/ 31] ، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله:
(العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة) . وقوله عزّ وجلّ: فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
[الروم/ 15] ، أي: يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم.
(ح ب ر) : (الْحِبَرَةُ) عَلَى مِثَالِ الْعِنَبَةِ بُرْدٌ يَمَانٍ وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وَحَبَرَاتٌ (وَعَنْ اللَّيْثِ) بُرْدُ حِبَرَةٍ وَبُرُودُ حِبَرَةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ لِضَرْبٍ مِنْ الْبُرُودِ الْيَمَانِيَّةِ وَلَيْسَ حِبَرَةٌ مَوْضِعًا أَوْ شَيْئًا مَعْلُومًا إنَّمَا هُوَ وَشْيٌ مَأْخُوذٌ مِنْ التَّحْبِيرِ وَالتَّزْيِينِ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ مِنْهُ سُمِّيَ (الْمُحَبَّرُ) وَالِدُ سَلَمَةَ عَلَى زَعْمِ الْمُشَرِّحِ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ بِالْقَافِ وَكَسْرِ الْبَاءِ وَاسْمَهُ صَخْرُ بْنُ عُقْبَةَ وَهُوَ مِنْ الْحَبْقِ كَمَا سُمِّيَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ مُضَرِّطُ الْحِجَارَةِ (وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) كُلُّ شَيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَهُ حَتَّى (الْحُبَارَى) قَالُوا إنَّمَا خَصَّهَا لِأَنَّهُ يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ فَيَقُولُ هِيَ عَلَى حُمْقِهَا تُحِبُّ وَلَدَهَا وَتُعَلِّمُهُ الطَّيَرَانَ يَطِيرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فَيَتَعَلَّمُ.
ح ب ر

هو حبر من الأحبار. وهو من أهل المحابر. وذهب حبره وسبره أي حسنه وهيئته، وجاءت الإبل حسنة الأحبار والأسبار. ويجلده حبار الضرب، وبيده حبار العمل، وانظر إلى حبار عمله وهو الأثر. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وحبره الله: سره " فهم في روضة يحبرون " وهو محبور: مسرور، وكل حبرة بعدها عبرة. وحبرت أسنانه اصفرت، وبأسنانه حبرة وحبر بوزن بيلز. وأنشد المازني:

ولست بسعديّ على فيه حبرة ... ولست بعبدي حقيبته التمر

وقال ابن أحمر:

تجلو بأخضر من نعمان ذا أشر ... كعارض البرق لم يستشرب الحبرا

وفلان يلبس الحبير والحبرة، وحبرات اليمن كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبها ويلبسها. وحبر الشعر والكلام، وكان مهلهل يحبر شعره، وهو كلام محبر. " ومات فلان كمد الحبارى ".

ومن المجاز: لبس حبير الحبور، واستوى على سرير السرور.
حبر سبر قَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي الحَدِيث اخْتِلَاف [و -] بَعضهم لَا يرفعهُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله [ذهب -] حبره وسبره هُوَ الْجمال والبهاء يُقَال: فلَان حسن الحبر والسبر قَالَ ابْن أَحْمَر وَذكر زَمَانا قد مضى: [الوافر]

لبسنا حِبْرَه حَتّى اقْتُضِيْنَا ... لأِعْمَالٍ وآجَالٍ قضِيْنَا

ويروى: حَتَّى اقتصينا يَعْنِي لبسنا جماله وهيئته. وَقَالَ غَيره: حسن الحبر والسبر بِالْفَتْح جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ عِنْدِي بالحبر أشبه / الف لِأَنَّهُ مصدر من حبرته حبرًا أَي حسنته. / قَالَ الْأَصْمَعِي: وَكَانَ يُقَال لطفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة: المحبر لِأَنَّهُ كَانَ يحسن الشّعْر وَقَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذ عِنْدِي من التَّحْبِيْرِ وَحسن الْخط والمنطق. قَالَ: والحبار أثر الشَّيْء. وَأنْشد فِي الحبار: [الرجز]

لاَ تَمْلأ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا ... ألاَ تَرَى حَبَارَ مَن يَّسْقِيْهَا

قَوْله: عرق فِيهَا [أَي -] اجْعَل فِيهَا مَاء قَلِيلا وَمِنْه قيل: طلاء معرق وَيُقَال: اعترق وعرق. وَأما الحبر من قَول الله تَعَالَى {مِنَ الأحُبَارِ والرُّهَبَانِ} فَإِن الْفُقَهَاء يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فبعضهم يَقُول: حَبْرٌ وَبَعْضهمْ يقولك حبر. [و -] قَالَ الْفراء: إِنَّمَا هُوَ حِبْرٌ يُقَال للْعَالم ذَلِك. [قَالَ -] وَإِنَّمَا قيل: كَعْب الحبر لمَكَان هَذَا الحِبْرِ الَّذِي يكْتب بِهِ وَذَلِكَ أَنه كَانَ صَاحب كتب. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا أَدْرِي هُوَ الحَبر أَو الحبر للرجل الْعَالم.
[حبر] في ح أهل الجنة: فرأى ما فيها من "الحبرة" والسرور، هو بالفتح النعمة وسعة العيش وكذا الحبور. ن: بفتح مهملة وسكون موحدة السرور. نه ومنه: والنساء "محبرة" أي مظنة للحبور والسرور. وفيه: يخرج رجل من النار قد ذهب "حبره" وسبره، هو بالكسر وقد يفتح: الجمال والهيئة الحسنة. وفي ح أبي موسى: لو علمت أنك تسمع لقراءتي "لحبرتها" لك "تحبيرا" يريد تحسين الصوت وتحزينه. وفي ح خديجة: لما تزوجت به صلى الله عليه وسلم كست أباها حلة وخلعته ونحرت جزوراً فقال: ما هذا "الحبير" وهذا العبير وهذا العقير؟ الحبير من البرود ما كان موشياً مخططاً، يقال: برد حبير وبرد حبرة، بوزن عنبة على الوصف والإضافة، وهو برد يمان والجمع حبر وحبرات. ومنه: الحمد لله الذي ألبسنا "الحبير". وح: لا ألبس "الحبير". ك: رأيت السد مثل البرد "المحبر" بمهملة أي فيه خط أبيض وخط أسود أو أحمر، فقال صلى الله عليه وسلم: رأيته صحيحاً، يعني أنت صادق. وح "في روضة يحبرون" أي يتنعمون. ط: كان أحب الثياب إلى رسول الله أن يلبسها "الحبرة" هي خبر كان، وأن يلبس متعلق بأحب، أي كان أحبها لأجل اللبس الحبرة لاحتمال الوسخ. نه: سمي سورة المائدة سورة "الأحبار" لما فيها "يحكم بها النبيون والربانيون والأحبار" وهم العلماء جمع حبر بالفتح والكسر، ويقال لابن عباس "الحبر" والبحر، لعلمه. وفي شعر:
لا يقرآن بسورة الأحبار
أي لا يفيان بالعهود أي "يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود". ن ومنه: كعب "الأحبار" أي كعب العلماء، وكان من علماء أهل الكتاب، أسلم في خلافة الصديق أو عمر، والحبر بالكسر ما يكتب به. نه وفيه: أن "الحبارى" لتموت هزلاً بذنب بني آدم، يعني يحبس القطر بشؤم ذنوبهم، وخصت بالذكر لأنها أبعد الطير نجعة، فربما تذبح بالبصرة ويوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة منابتها مسيرة أيام. وفيه: كل شيء يحب ولده حتى "الحبارى" وخصت لأنها مثل في الحمق، ومع حمقها تحب ولدها فتطعمه وتعلمه الطيران.
ح ب ر : الْحِبْرُ بِالْكَسْرِ الْمِدَادُ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَإِلَيْهِ نُسِبَ كَعْبٌ فَقِيلَ كَعْبٌ الْحِبْرُ لِكَثْرَةِ كِتَابَتِهِ بِالْحِبْرِ حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ الْفَرَّاءِ وَالْحِبْرُ الْعَالِمُ وَالْجَمْعُ أَحْبَارٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْحَبْرُ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِيهِ وَجَمْعُهُ حُبُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَاقْتَصَرَ ثَعْلَبٌ عَلَى الْفَتْحِ وَبَعْضُهُمْ أَنْكَرَ الْكَسْرَ.

وَالْمَحْبَرَةُ مَعْرُوفَةٌ وَفِيهَا لُغَاتٌ أَجْوَدُهَا فَتْحُ الْمِيمِ وَالْبَاءِ وَالثَّانِيَةُ بِضَمِّ الْبَاءِ مِثْلُ: الْمَأْدُبَةِ وَالْمَأْدَبَةِ وَالْمَقْبُرَةِ وَالْمَقْبَرَةِ وَالثَّالِثَةُ كَسْرُ الْمِيمِ لِأَنَّهَا آلَةٌ مَعَ فَتْحِ الْبَاءِ وَالْجَمْعُ الْمَحَابِرُ وَحَبَرْتُ الشَّيْءَ حَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ زَيَّنْتُهُ وَفَرَّحْتُهُ وَالْحِبْرُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ مَحْبُورٌ وَحَبَّرْتُهُ
بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ.

وَالْحَبَرَةُ وِزَانُ عِنَبَةٍ ثَوْبٌ يَمَانِيٌّ مِنْ قُطْنٍ أَوْ كَتَّانٍ مُخَطَّطٌ يُقَالُ بُرْدٌ حِبَرَةٌ عَلَى الْوَصْفِ وَبَرْدُ حِبَرَةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وَحِبَرَاتٌ مِثْلُ: عِنَبٍ وَعِنَبَاتٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ لَيْسَ حِبَرَةٌ مَوْضِعًا أَوْ شَيْئًا مَعْلُومًا إنَّمَا هُوَ وَشْيٌ مَعْلُومٌ أُضِيفَ الثَّوْبُ إلَيْهِ كَمَا قِيلَ ثَوْبُ قِرْمِزٍ بِالْإِضَافَةِ وَالْقِرْمِزُ صِبْغُهُ فَأُضِيفَ الثَّوْبُ إلَى الْوَشْيِ وَالصِّبْغِ لِلتَّوْضِيحِ.

وَالْحَبَرُ بِفَتْحَتَيْنِ صُفْرَةٌ تُصِيبُ الْأَسْنَانَ وَهُوَ مَصْدَرُ حَبِرَتْ الْأَسْنَانُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ أَوَّلُ الْقَلَحِ وَالْحِبِرُ وِزَانُ إبِلٍ اسْمُ مِنْهُ وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا فِي الْأَسْمَاءِ قَالَ بَعْضُهُمْ الْوَاحِدَةُ حِبَرَةٌ بِإِثْبَاتِ الْهَاءِ كَمَا تَثْبُتُ فِي أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ لِلْوَحْدَةِ نَحْوُ تَمْرَةٍ وَنَخْلَةٍ فَإِذَا اخْضَرَّ فَهُوَ قَلَحٌ فَإِذَا تَرَكَّبَ عَلَى اللِّثَةِ حَتَّى تَظْهَرَ الْأَسْنَاخُ فَهُوَ الْحَفَرُ.

وَالْحُبَارَى طَائِرٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ عَلَى شَكْلِ الْإِوَزَّةِ بِرَأْسِهِ وَبَطْنِهِ غُبْرَةٌ وَلَوْنُ ظَهْرِهِ وَجَنَاحَيْهِ كَلَوْنِ السُّمَانَى غَالِبًا وَالْجَمْعُ حَبَابِيرُ وَحُبَارَيَاتٌ عَلَى لَفْظِهِ أَيْضًا وَالْحُبْرُورُ وِزَانُ عُصْفُورٍ فَرْخُ الْحُبَارَى. 
حبر: حبَّر الكلام: حسَّنه وزيَّنه ووضحَّه (بوشر وهذا الفعل سواء ذكر مفعوله ام لم يذكر يعني كتب برشاقة، أو كتب فقط. أنظر تعليقتي على طبعة لافولللايت للأخبار (ص81 رقم 1) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص281) كتب بطاقة وحبَّرها (وبعدها: وقد أحكم البطاقة).
حبَّر خطة (ابن جبير ص77) المقري 1: 241) الماوردي ص171 حيث يجب أن نقرأ ولم يجز أن يحبر به حكما بدل ولم يحبر، راجع المقري 1: 385) والمصدر منه التحبير مرادف للإنشاء (المقري 1: 385) واسم الفاعل مُحَبَّر مرادف لمُنْشِئ، (قلائد العقيان ص210).
تحبَّر: تحسن وتزَّين (فوك).
حِبر: نقس، وهو ما يكتب به. ويقول ابن البيطار (2: 74) في كلامه عن شيء ملون يرمي به زبد البحر: وقد يكتب به الحبر، ولذلك يسميه قوم الحبر. وربما كان مِدَاد الحِبْر يدل على نفس المعنى عند ابن العوام (1: 645).
وحِبر: أسقف (همبرت ص150) وهو يكتبه بكسر الحاء (انظر لين)، بوشر.
وحبر: كاهن (همبرت 150، بوشر).
الحبر الأعظم الأب الأقدس، لقب بابا روما (همبرت ص150، بوشر) ويقال أيضا: الحبر الأكبر (همبرت ص150).
حَبَر: اسم نسيج، كذلك حَبَرضة ففي رياض النفوس (ص21ق): وكان لباس البهلول قلنسوة حبر، الخ. وفية (ص39ق): قلنسوة حبر. وفي صفة مصر (12: 170) نسيج حبر في المحلة.
حببْرَة: منصب الحبر أو الكاهن، منصب البابا ن بابوية.
حَبرَة: ليست هذه الكلمة في اللغة الفصحى اسم ثوب أو ملبس كما يقال وكما تجده أيضاً عند لين، وقد أشار إلى ذلك فريتاج (دراسات عربية ص210،211) فأصاب. بل هي ضرب من برود اليمن مخططة. أنظر الازرقي (ص174) فهو يقول في كلامة عن كسوة الكعبة: فكساها الوصائل ثياب حبرة من عَصْب اليمن. راجع الأسطر الثلاثة الأخيرة من هذه الصفحة وص176، 177، 180، ابن هشام 1012، 1019) وخير أنواعه يستورد من الجَنَد (الازرقي ص 175 وهنا أخطأ وستنفيلد فجعلها الُنْد).
وأصبحت هذه الكلمة تدل في العصور الحديثة على إزار فضفاض أو ملاءة من الحرير أو من التفته أو من الشال تتغطّى به النساء حين خروجهن (الملابس 135 - 136).
ونجد هذه الكلمة بهذا المعنى في ألف ليلة 4: 319،طبعة برسل 9: 263 حيث نجد طبعة ماكناتن مرادفها إزار. وهي في الجزائر تدل على نفس هذا المعنى (دي يونج فان رودنبورج ص 170). ونجد في معجم برجرن في مادة ( Voile) : ( حبراء: إزار أو ملاءة سوداء أو ذات لون غامق تتخطّى بها فقيرات النساء المسحيات حين يخرجن.
وحَبَرَة: تفتا (همبرت ص203، بوشر). حِبُرِيّ: نسبة إلى الحِبر وأحد أحبار اليهود (محيط المحيط).
حُبِري: كتاب الكتب الحبرية (الكهنوتية) (بوشر).
حُبرِي ويجمع على حَبارى: حُبارى، حِبْرِية. (بوشر).
حِبْرِوِيّ: عامية حِبْرى نسبة إلى الحبر واحد أحبار اليهود (المحيط محيط). قدّاس حبرويّ: قداس احتفالي ذو تلحين، قداس صاروخ (بوشر).
حًباريّ: كلمة تطلق على الفرس إذا كان لونه بلون زهرة الخوخ ما بين البياض والكمتة ومن هذه الكلمة العربية أخذت اللفظة الفرنجية Aubere)) . وقد أطلق عليه حباري، لا لأن لونه يشبه ريش الحباري، بل لأنه يشبه لحم الحباري إذا ما طبخ (معجم الأسبانية ص286).
حَبَّار: صانع الحبر أي المداد الذي يكتب به (صفة مصر 28 ص403).
محَبَّر: نجد في تاريخ ابن الأثير (10: 410) الاسم البربري تاجرت، ويقول النويري (أفريقية) الذي نقلة منه كلامه: وتاجَرَرْت ينطق بها بجحيم محبّرة (كذا). بين الكاف والجيم وكذلك أجادير. وهذا يعني أنه يجب نطق ( g) البربرية بصوت متوسط بين ج وك.
محبرة: نوع من السمك (القزويني 2: 19)، وعند ياقوت مخبرة.
[حبر] الحِبْرُ: الذي يكتب به، وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر. والحبر أيضاً: الأثَر، والجمع حُبورٌ، عن يعقوب. يقال: به حُبورٌ، أي آثارٌ. وقد أَحْبَرَ به أي ترك به أثرا. وأنشد : لقد أشمتت بي أهل فَيْدٍ وغادرَتْ * بجسميَ حِبْراً بنتُ مَصَّانَ بادِيا - وفي الحديث: " يخرج رجلٌ من النار قد ذهب حِبْرُهُ وسِبْرُهُ "، قال الفراء: أي لونه وهيئته، من قولهم: جاءت الابل حسنة الاحبار والاسبار. وقال الأصمعي هو الجمال والبَهاء وأثر النَعْمة. يقال: فلانٌ حسن الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حسَنَ الهيئة. قال ابن أحمر : لبسنا حِبْرَهُ حتَّى اقْتُضِينا * لآجالٍ وأعمالٍ قضينا - ويقال أيضا: فلان حسن الحبر والسبر، بالفتح. وهذا كأنه مصدر قولك: حبرته حبرا، إذا حسنته. والاول اسم. وتحبير الخط والشعر وغيرهما: تحسينه. قال الاصمعي: وكان يقال لطفيل الغنوى في الجاهلية محبرا، لانه كان يحسن الشعر. والحبر أيضا: الحبور، وهو السرور. يقال: حَبَرَهُ يَحْبُرُهُ بالضم حَبْراً وحَبْرَةً. وقال الله تعالى:

(فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرونَ) *، أي يُنعّمون ويكرَّمون ويسرّون. ورجل يَحْبورٌ: يَفْعولٌ من الحُبور. والحِبْرُ والحَبْرُ: واحد أحبار اليهود. وبالسكر أفصح، لانه يجمع على أفعال دون الفعول. قال الفراء: هو حبر بالكسر، يقال ذلك للعالم وإنما قيل كعب الحبر لمكان هذا الحبر الذى يكتب به. قال: وذلك أنه كان صاحب كتب. قال الاصمعي: لا أدرى هو الحبر أو الحبر، للرجل العالم؟ وقال أبو عبيد: والذي عندي أنه الحَبْرُ بالفتح، ومعناه العالم بِتَحْبيرِ الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح. والحبار : الاثر. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها * ألا ترى حبار من يسقيها - وقال حميد بن ثور الارقط : ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبلية بها حبار - قال يعقوب: الجمع الحَباراتُ. والحَبيرُ : لُغام البيعر. والحبير: الحساب. وثوب حبير، أي جديد. وأرضٌ مِحْبارٌ: سريعة النبات حسنته. والحبرة: مثال العنبة: برد يمان، والجمع حِبَرٌ وحِبَراتٌ. والحِبِرَةُ بكسر الحاء والباء: القَلَحُ في الأٍسنان، والجمع بطرح الهاء في القياس. وأما اسم البلد فهو حبر مشددة الراء. قال عبيد بن الابرص: فعردة فقفا حبر * ليس بها منهم عريب - وقد حَبِرَتْ أسنانه تَحْبَرُ حَبَراً، مثال تعبت تتعب تعبا، أي قَلِحَتْ. وحَبِرَ الجُرح أيضاً حَبَراً، أي نُكِسَ وغَفَرَ. قال الكسائيّ: أي بَرأَ وبقيت له آثارٌ. والحَبَرُ في قول العجّاج:

الحمدُ لله الذي أعطَى الحَبَرْ * ويروى " الشبر "، من قولهم: حَبَرَني هذا الأمر حبرا، أي سرنى. وقد حرك الباء فيهما وأصلها التسكين. ومنه الحابور، هو مجلس الفساق. والحبارى: طائر، يقع على الذكر والانثى، واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حباريات. وفى المثل: " كل أنثى تحب ولدها حتى الحبارى ". وإنما خصوا الحبارى لانه يضرب بها المثل في الموق، فهى على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران. وألفه ليست للتأنيث ولا للالحاق، وإنما بنى الاسم لها فصارت كأنها من نفس الكلمة، لا تنصرف في معرفة ولا في نكرة، أي لا ينون. وحكى سيبويه: ما أصاب منه حبرا برا ولا تبر برا ولا حورورا، أي ما أصاب منه شيئا. ويقال: ما في الذى تحدثنا به حبربر، أي شئ.

حبر

1 حَبَرَهُ, (S, Msb, TA,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. حَبْرٌ; (S, Msb, TA;) and ↓ حبّرهُ, (TA,) inf. n. تَحْبيرٌ; (S, K, TA;) or the latter has an intensive signification; (Msb;) He made it beautiful, beautified it, (S, K, TA,) or adorned it, or embellished it, (Msb,) and made it plain; (TA;) namely, handwriting, and poetry, &c., (S, K, both in relation to the latter verb, and TA in relation to both verbs,) such as language, or speech, and science, (S, TA,) and pronunciation, and a recitation; meaning, with respect to the last, the voice [with which he recited]. (TA.) b2: Also حَبَرَهُ, (S, A, L, Msb, but in the Msb “ or,” not “ also,”) aor. ـُ inf. n. حَبْرٌ (S, Msb) and حَبْرَةٌ; (S;) and ↓ احبرهُ; (K;) and in an intensive sense ↓ حبّرهُ; (Msb;) He, (God, A,) or it, (a thing, or an affair or event, S, L,) made him happy, joyful, or glad; (S, A, L, Msb, K;) affected him with a happiness, joy, or gladness, that made his face to shine, or of which the mark, or sign, (حَبَار, i. e. أَثَر,) appeared upon his countenance; (Bd in xliii. 70, in explanation of the pass. form of the first of these verbs;) he made him to enjoy a state of ease and plenty; and treated him with honour: (Lth and S in explanation of the pass. form of the first verb as used in the Kur xxx. 14:) or treated him with extraordinary honour. (Bd in xliii. 70, and TA.) [حُبِرَ, properly signifying He was made happy, &c., may be used as meaning he was, or became, happy, &c.; like سُرَّ; and حُبُورٌ, and its syns. mentioned with it below, may be regarded as its inf. ns. Golius, app. from his finding حَبَرٌ explained in the KL as an inf. n. meaning The being happy, &c., (شَادْ شُدَنْ,) assigns to حُبِرَ جِلْدُهُ, as on the authority of that lexicon, the meaning of “ hilaris lætusque fuit; ” but I have not found this verb in any Arabic work.]

A2: حُبِرَ جِلْدُهُ His skin was beaten so that there remained the mark of the beating. (K.) A3: حَبِرَ الجُرْحُ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَبَرٌ, (S,) The wound broke out afresh: (S, K:) or became healed, but left scars. (Ks, S, K.) b2: حَبرَتْ أَسْنَانُهُ, aor. ـَ (S, A, * Msb, K,) inf. n. حَبَرٌ, (S, Msb, *) His teeth became of a yellow colour mingled with the whiteness: (K:) or became yellow; (A, Msb;) syn. قَلِحَتْ. (S.) [See also حِبِرٌ.]2 حبّرهُ: see 1, in two places. b2: Also, inf. n. تَحْبِيرٌ, He pared it well; namely, an arrow. (TA.) 4 احبرهُ: see 1.

A2: احبر بِهِ He, or it, left a mark upon him, or it. (TA.) And احبرِت الضَّرْبَةُ جِلْدَهُ and بِجِلْدِهِ The blow made a mark, or marks, upon his skin. (TA.) حَبْرٌ: see حُبُورٌ, in two places: b2: and حِبْرٌ, in two places: b3: and حِبِرٌ.

A2: Also حَبْرٌ and ↓ حِبْرٌ; (S, A, Msb, K, &c.;) but As says, I know not whether it be the former or the latter: (S:) IAar says both: A 'Obeyd says that some of the lawyers say the former; and some, the latter; (TA;) and that in his opinion it is the former: (S, TA:) AHeyth, that it is the former only: (TA:) Th mentions the former only: (Msb:) Fr says it is the latter only: (TA:) and the latter is [said to be] the more chaste because the pl. is of the measure أَفْعَالٌ, and not فُعُولٌ: (S, TA:) [but a pl. of the latter measure is also mentioned:] A learned man (As, S, Msb, K) of the Jews: (S, A:) or whether he be a Christian or Jewish or Sabean subject of a Muslim government, who pays a poll-tax for his freedom and toleration, or one who, having been such, has become a Muslim: or one skilled in the beautifying of language: (A 'Obeyd, S:) or a good, or righteous, man: (Kaab, K, TA:) pl. (of the former, Msb) حُبُورٌ, (Msb, K,) [but this is seldom used,] and (of the latter, Msb) أَحْبَارٌ. (IDrst, S, A, Msb, K, &c.) حِبْرٌ Ink, syn. مَدَادٌ, (Msb,) and نِقْسٌ, (K,) with which one writes: (S, Msb:) so called because it is one of the means of beautifying writings; (Mohammad Ibn-Zeyd, TA;) or because it beautifies, and makes plain, handwriting; (Hr, TA;) or because of the marks that it leaves: (As, TA:) pl. [of pauc.] أَحْبَارٌ (IDrst, TA) and [of mult.]

حُبُورٌ. (TA.) b2: I. q. وَشْىٌ [The variegation, or figuring, of cloth or of a garment; or a kind of variegated, or figured, cloth or garment]: (IAar, K:) pl. حُبُورٌ. (K, * TA.) [See also حِبَرَةٌ.] b3: A mark, or sign, of the enjoyment of ease and plenty: (As, S, K: [in one copy of the S, and in the CK, for أَثَرُ النَّعْمَةِ, I find, erroneously, أَثَرُ النِّعْمَةِ:]) and [hence,] beauty; (As, S, A, K;) beauty of aspect; or a beautiful and pleasing aspect, that satisfies the eye by its comeliness: (As, S, TA:) colour; complexion: (Fr, IAar, S, TA:) pl. أَحْبَارٌ (S) and حُبُورٌ. (K, * TA.) One says, إِنَّهُ لَحَسَنُ الحِبْرِ وَالسِّبْرِ Verily he is beautiful, and of goodly appearance: (As, S:) or of beautiful complexion. (IAar.) And ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ His colour, or complexion, (Fr, S,) or beautiful, (A,) and goodliness of form or aspect, departed: (Fr, S, A:) from the saying, جَآءَتِ الأَبِلُ حَسَنَةَ الأَحْبَارِ وَالأَسْبَارِ [The camels came beautiful in colours and in appearances]. (Fr, S, A. *) One says also, وَالسَّبْرِ ↓ فُلَانٌ حَسَنُ الحَبْرِ: where حبر seems to be the inf. n. of حَبَرْتُهُ “ I made him, or it, beautiful. ” (S.) b4: Also, (S, K,) and ↓ حَبْرٌ (TA) and ↓ حَبَرٌ (K) and ↓ حَبَارٌ (S, K) and ↓ حِبَارٌ, (A, K,) A mark, or trace, (S, A, K,) of beating, (A,) or of a blow that has not brought blood, or of a healed wound, (TA,) or of work, or labour: (A, TA:) pl. of the first [or second] حُبُورٌ (Yaakoob, S, K) and [of the first and third, accord. to analogy,] أَحْبَارٌ; (TA;) and of the fourth حَبَارَاتٌ, (Yaakoob, S, TA,) it having no broken pl. (TA.) One says, بِهِ حُبُورٌ Upon him are marks [of beating, &c.]. (S.) and الضَّرْبِ ↓ بِجِلْدِهِ حِبَارُ Upon his skin is the mark of beating. (A.) And العَمَلِ ↓ بِيَدِهِ حِبَارُ Upon his hand is the mark of work, or labour. (A.) b5: See also حِبِرٌ. b6: And see حُبُورٌ.

A2: Also, [like the Hebrew ?, and the Chaldee ?,] A like; an equal; a fellow. (K.) b2: See also حَبْرٌ.

حَبَرٌ: see حُبُورٌ: A2: and حِبْرٌ: b2: and حِبَرَةٌ.

حَبِرٌ: see حَبِيرٌ.

حِبَرٌ: see حِبَرَةٌ.

حِبِرٌ, (Msb, K,) the only subst. of this form beside إِبِلٌ, (Msb,) [and a few rare dial. vars.,] and ↓ حِبْرٌ (K) and ↓ حَبْرٌ (A, K) and ↓ حِبِرَةٌ (S, Msb, K) and ↓ حَبْرَةٌ (A, K,) and ↓ حُبْرَةٌ; (K;) or حِبِرٌ, without ة, [as also حِبْرٌ and حَبْرٌ,] is a pl. [or rather a coll. gen. n.], (S,) and with ة it is said to be a n. un. ; (Msb;) A yellowness that mingles with the whiteness of the teeth; (K;) a yellowness of the teeth; (Sh, A, Msb;) what is termed قَلَحٌ in the teeth: (S:) or قَلَحٌ is when they become green: and when the crust increases so as to encroach upon the gums, and to make the roots of the teeth to appear, this is what is termed حَفْرٌ and حَفَرٌ: (Sh, Msb, TA:) pl. حُبُورٌ. (K.) حَبْرَةٌ: see حُبُورٌ, in three places. b2: Also Extraordinariness (مُبَالَغَةٌ) in a thing that is described as beautiful. (K.) [See 1.] b3: A musical performance, or concert, instrumental or vocal or both, (سَمَاعٌ,) in Paradise; (Zj, K;) agreeably with which signification Zj explains [the verb in] the verse of the Kur [xxx. 14, or xliii. 70]: (TA:) and any sweet melody. (K.) A2: See also حِبِرٌ.

حُبْرَةٌ: see حِبِرٌ.

حَبَرَةٌ: see حُبُورٌ: A2: and see also the next paragraph, in two places.

حِبَرَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ حَبَرَةٌ (K) A [garment of the kind called] بُرْد, (S, Mgh,) or a sort of بُرْد, (K,) of the fabric of El-Yemen, (S, Mgh, K,) striped (مُنَمَّرٌ [or this word, q. v., may perhaps signify spotted]); (TA;) a kind of garment of the fabric of El-Yemen, of cotton or linen, striped (مُخَطَّطٌ): (Msb:) pl. حِبَرٌ and حِبَرَاتٌ (S, Mgh, Msb, K) and حَبَرٌ and حَبَرَاتٌ: (TA:) [or rather ↓ حِبَرٌ and ↓ حَبَرٌ are coll. gen. ns.] Accord. to Lth, (Az, Mgh, TA,) حبرة is not a place, nor a known thing, but only signifies وَشْىٌ [see حِبْرٌ]; (Az, Mgh, Msb, TA;) and one says بُرْدٌ حِبَرَةٌ (Msb, TA) and بُرُودٌ حِبَرَةٌ, (TA,) and بُرْدُ حِبَرَةٍ (Mgh, Msb, TA) and بُرُودُ حِبَرَةٍ, (Mgh, TA,) like as one says ثُوْبُ قِرْمِزٍ, the word قرمز signifying a certain dye. (Az, Msb, TA.) [The term ↓ حَبَرَةٌ is now applied in Egypt to A lady's outer covering of silk, black for the married, and white for the unmarried, worn in ridding and walking abroad; the former worn also by concubine slaves. See also حَبِيرٌ.]

حِبِرَةٌ: see حِبِرٌ.

حِبْرِىٌّ A seller of ink. (K.) ↓ حَبَّارٌ, also, is mentioned as having the same signification; and some say that analogy is a sufficient authority for it: but it is disallowed by F. (TA.) حِبَرِىٌّ, not ↓ حَبَّارٌ, (K,) or the latter is allowable on the ground of analogy, (MF,) A seller of the garments called حِبَرٌ. (K.) [See حِبَرَةٌ.]

حُبْرُورٌ (Msb, K) and ↓ حِبْرِيرٌ and ↓ حَبَرْبَرٌ and ↓ حُبُرْبُورٌ and ↓ يَحْبُورٌ [in the CK بَحْبُورٌ] and ↓ حُبُّورٌ (K) The young one of the حُبَارَى: (Msb, K:) pl. حَبَارِيرُ and حَبَابِيرُ. (K.) [See also يَحْبُورٌ below.]

حِبْرِيرٌ: see what next precedes.

حَبَرْبَرٌ: see what next precedes.

حُبُرْبُورٌ: see what next precedes.

حَبَارٌ: see حِبْرٌ. b2: Also The هَيْئَة [i. e. form, or aspect, or the like, or goodliness of form or aspect,] of a man. (Aboo-Safwán, Lh.) حِبَارٌ: see حِبْرٌ, in three places.

حُبُورٌ and ↓ حَبْرٌ, (S, K,) or ↓ حِبْرٌ, with kesr, (Msb,) and ↓ حَبَرٌ, which last occurs in a verse of El-'Ajjáj, for حَبْرٌ, [by poetic license,] (S,) and ↓ حَبْرَةٌ (A, K) and ↓ حَبَرَةٌ, (K,) Happiness, joy, or gladness: (S, Msb, K:) or the first signifies cheerfulness; i. e. pleasure, or delight, and dilatation of the heart, which has a visible effect in the aspect: (TA voce سُرُورٌ:) and the same word (IAth) and ↓ حَبْرَةٌ (Az, IAth, K) and ↓ حَبْرٌ, (K,) a state of ease and plenty; syn. نَعْمَةٌ: (IAth, K: [in the CK and in a MS. copy of the K, erroneously, نِعْمَة:]) or a state of complete, or perfect, ease and plenty: (Az:) and ampleness of the circumstances of life. (IAth.) [See 1. Hence the saying,] بَعْدَهَا عَبْرَةٌ ↓ كُلُّ حَبْرَةٍ [After every state of happiness, or joy, &c., is a tear]. (A.) حَبِيرٌ A [garment of the kind called] بُرْد, variegated, (مُوَشَّىِ,) (K,) [i. e.] striped. (TA.) One says بُرْدٌ حَبِيرٌ and بُرْدُ حَبِيرٍ. (TA.) [See also حِبَرَةٌ. Hence the saying,] لَبِسَ حَبِيرَ الحُبُورِ وَاسْتَوَى

عَلَى سَرِيرِ السُّرُورِ (tropical:) [He clad himself with the mantle of cheerfulness, and seated himself firmly upon the couch of happiness]. (A.) b2: Also, applies to a garment, or piece of cloth, New: (S, K:) and soft and new; (K, TA;) applied to the same; (TA;) and so ↓ حَبِرٌ; (K;) which also signifies a soft thing: (TA:) pl. of the former حُبْرٌ. (K.) b3: And Clouds; syn. سَحَابٌ: (S:) or clouds spotted (مُنَمَّرٌ); (K;) in which one sees what resembles تَنْمِير, by reason of the abundance of their water; but Er-Riyáshee disapproves of this. (TA.) حُبَارَى [a word respecting which J says,] its alif [written ى] is not the fem. alif nor the alif of quasi-coordination; [as F says of the alif of قَبَعْثَرًى, though he finds fault with J for saying thus of the alif of حُبَارَى; (see أَلِفُ التَّكْثِيرِ, in art. ا)] the name [says J] being only composed with it, so that it is as it were a part of the word itself, which is imperfectly decl. when determinate and when indeterminate; i. e., without tenween: (S:) but its alif is the fem. alif; for were it not so, it would be perfectly decl.; (K;) and J says that it is imperfectly decl.: (TA:) and his saying that the alif is [as it were] a part of the word itself is a strange expression, for which it would be difficult to give an answer, and which therefore requires not exorbitance: but “ it is sufficient excellence for a man that his faults may be counted: ” (M:) [A species of bustard;] a certain bird, (S, Msb, K,) well known, of the form of the goose, with a dustcolour upon its head and belly, and the back and wings of which are for the most part of the colour of the quail; (Msb;) or it is a long-necked bird, of an ash-colour, of the form of the goose, with a beak somewhat long, and that is preyed upon, but does not itself prey: Az says that it does not drink water, and that it lays its eggs in distant sands: [the truth is, that it drinks seldom: the male bird has a pouch, extending from beneath the tongue to the breast, said to be large enough to contain seven quarts of water; and it has been supposed by some that he fills this with water for the supply of himself and his mate:] and Az further says, We used, when we journeyed, to proceed in the mountains of EdDahnà, and sometimes we picked up in one day between four and eight of its eggs: it lays four eggs, of a bluish colour, more delicious in taste than those of the domestic hen and than those of the ostrich: and others say that it brings its food from a greater distance than any other bird; sometimes from a distance of many days' journey: also, that it is constantly provided with a thin excrement, or dung, which it voids upon the hawk when pursued by the latter; thus saving itself, by preventing the hawk from continuing its flight, and, as some say, causing its feathers to drop off: whence the prov., أَسْلَحُ مِنْ حُبَارَى: [see art. سلح:] (TA:) حُبَارَى is applied alike to the male and the female, and used as sing. and pl.: (S, K:) but it has pl. forms, (TA,) namely, حُبَارَيَاتٌ (S, Msb, K, TA) and حُبَارَاتٌ: (TA:) accord. to Sb, it has not حَبَارٍ, [in the TA incorrectly written حَبَارِى, as though it had the article ال prefixed to it, or were prefixed to another noun,] nor حَبَائِرُ, [though both of these are mentioned as pls. of it in several of the grammars of the Arabs,] in order to distinguish between حُبَارَى and nouns of the measures فَعْلَآءُ and فِعَالَةٌ and the like. (TA.) It is said in a prov., وَكُلُّ شَىْءٍ قَدْ يُحِبُّ وَلَدَهْ حَتَّى الحُبَارَى وَتَطِيرُ عَنَدَهُ [And everything certainly loves its offspring: even the bustard; and it flies by its side]: (S, Mgh: *) [in the TA, وَيَدِفُّ عَنَدَهْ:] it flies by the side of its young one to teach it to fly before its wings have grown, because of its stupidity: (TA:) the حبارى is thus specially mentioned because it is proverbial for stupidity, and, notwithstanding its stupidity, loves its offspring, and teaches it to fly. (S, Mgh.) Another prov. is, فُلَانٌ مَيِّتْ كَمَدَ الحُبَارَى [Such a one is dying with the concealed grief of the bustard]: because the حبارى moults with other birds, but its new feathers are slow in coming: so when the other birds fly, it is unable to do so, and dies of concealed grief. (TA.) [See also حُبْرُورٌ, and يَحْبُورٌ.]

حَبَّارٌ: see حِبْرِىٌّ: b2: and حِبَرِىٌّ.

حُبُّورٌ: see حُبْرُورٌ.

حَابُورٌ A sitting-place, or a company sitting together, (مَجْلِس,) of unrighteous persons [or revellers]: (S, K:) from حَبَرَهُ “ it made him happy,” &c. (S.) مًحْبَرَةٌ, (Msb, K,) which is the most approved form, (Msb, TA,) and ↓ محْبَرَةٌ, (S, Msb,) because it is an instrument, (Msb, TA,) a correct form, though said in the K to be incorrect, (TA,) and ↓ مَحْبُرَةٌ (Msb, K) and ↓ مَحْبُرَّةٌ, (K,) the last used by poetic license, (TA,) The place, (S, K,) or earthern pot, or glass bottle, (TA,) in which ink is put: (S, K, TA:) pl. مَحَابِرُ. (Msb.) A2: Also, the first of these words, A thing, or things, in which happiness, joy, or gladness, is usually found: such are women said to be. (TA from a trad.) [A cause of happiness, joy, or gladness; agreeably with analogy: of the same class as مَجْبَنَةٌ and مَبْخَلَةٌ.]

مَحْبُرَةٌ: see the next preceding paragraph.

مِحْبَرَةٌ: see the next preceding paragraph.

مَحْبُرَّةٌ: see the next preceding paragraph.

مُحَبَّرٌ A man (T) having his skin marked by the bites of fleas. (T, K.) b2: An arrow well pared. (K.) يَحْبُورٌ, applied to a man, [Very happy, joyful, glad, or cheerful;] of the measure يَفْعُولٌ from الحُبُورُ: (S:) a soft, tender, or delicate, man: pl. يَحَابِيرُ. (AA, TA.) A2: A certain bird: or the male of the حُبَارَى: or its young one. (K.) See حُبْرُورٌ.
حبر
: (الحِبْرُ، بِالْكَسْرِ: النِّقْسُ) وَزْناً وَمعنى. قَالَ شيخُنا: وهاذا من بَاب تفسيرِ المشهورِ بِمَا لَيْسَ بمشهورٍ؛ فإِن الحبْرَ معروفٌ أَنه المِدادُ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ، وأَما النِّقْسُ، فَلَا يعرفُه إِلّا مَن مارَسَ اللغةَ وعَرَفَ المُطَّرِدَ منهال، وتَوَسَّع فِي المُتَرادِفِ، فَلَو فَسَّرَه كالجَمَاهِير بالمِداد لَكَانَ أَوْلَى. واخْتُلِفَ فِي وَجْه تَسْمِيَتِه، فَقيل: لأَنه ممّا تُحَبَّرُ بِهِ الكتبُ، أَي تُحَسَّنُ، قالَه محمّدُ بنُ زَيْد. وَقيل: لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْيينِه إِيّاه، نَقَلَه الهَرَوِيُّ عَن بعضٍ. وَقيل: لتأْثيرِه فِي الموضعِ الَّذِي يكونُ فِيهِ، قالَه الأَصمعيُّ. (ومَوْضِعُ المَحْبَرَةُ، بِالْفَتْح لَا بِالْكَسْرِ، وغَلِطَ الجوهريٌّ) ؛ لأَنَّه لَا يُعْرَفُ فِي المكانِ الْكسر وَهِي الآنِيَةُ الَّتِي يُجْعَلُ فِيهَا الحِبْرُ، مِن خَزَفٍ كَانَ أَو مِن قَوارِيرَ. والصحيحُ أَنّهما لُغَتَانِ أَجودُهما الْفَتْح، ومَن كسر المِيم قَالَ إِنها آلَة، ومثلُه مَزْرَعَةٌ ومِزْرَعَةٌ، وحَكاها ابنُ مالكٍ وأَبو حَيّانَ. (وحُكِيَ مَحْبُرَةٌ، بالضَّمِّ، كمَقْبُرَةٍ) ومَأْدُبَةٍ. وجمْعُ الكلِّ مَحابِرُ، كمَزَارِعَ ومَقَابِرَ. وَقَالَ الصَّغانيُّ: قَالَ الجوهريُّ الْمِحْبَرَةُ، بِكَسْر الْمِيم، وإِنما أَخذَها من كتاب الفارابيِّ، والصَّوابُ بِفَتْح الميمِ وضمِّ الباءِ ثمَّ ذَكَرَ لَهَا ثلاثِينَ نَظَائِرَ ممّا وَردتْ بالوَجْهَيْن. المَيْسرَةُ، والمَفْخرَةُ، والمَزْرعَةُ، والمَحْرمَةُ، والمَأْدبَةُ، والمَعْركَةُ، والمَشْرقَةُ، والمَقْدرَةُ، والمَأْكلَةُ، والمَأْلكَةُ، والمَشْهدَةُ، والمَبْطخَةُ، والمَقْثأَةُ، والمَقْنأَةُ (والمَقْناةُ والمَقْنُوَةُ) والمَقْمأَةُ، والمَزْبلَةُ، والمَأْثرةُ، والمَخْرأَةُ، والمَمْلكَةُ، والمَأْربَةُ، والمَسْربَةُ، والمَشْربةُ، والمَقْبرَةُ، والمَخْبرَةُ، والمَقْربَةُ، والمَصْنعَةُ، والمَخْبزَةُ، والمَمْدرَةُ، والمَدْبغَةُ.
(وَقد تُشَدَّدُ الرّاءُ) فِي شعرٍ ضَرُورَة.
(وبائِعُه الحِبْرِيُّ لَا الحَبّار) ، قافله الصغانيُّ، قَود حَكَاهُ بعضُهُم. قَالَ آخَرُون: القِياسُ فِيهِ كافٍ. وَقد صَرَّحَ كثيرٌ من الصَّرْفِيِّين بأَن فَعْالا كَمَا يكونُ للْمُبَالَغَة يكونُ للنَّسَب، والدَّلالة على الحِرَفِ والصَّنائِعِ، كالنَّجّار والبَزّاز، قَالَه شيخُنَا.
(و) الحِبْرُ: (العالِمُ) ، ذِمِّيًّا كَانَ، أَو مُسْلِماً بعد أَن يكونَ مِن أَهل الكِتَابِ. وَقيل: هُوَ للعالِم بتَحْبِير الكَلامِ، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ الشَّمّاخ:
كَمَا خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينِه
بتَيْماءَ حَبْرٌ ثمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا رَوَاه الرُّواةُ بالفَت لَا غير، (أَو الصّالِحُ، ويُفْتَحُ فيهمَا) ، أَي فِي معنى العالِم والصّالحِ، ووَهِمَ شيخُنَا فَرَدَّ ضَمِيرَ التَّثْنِيَةِ إِلى المِمدَاد والعالِم. وأَقامَ عَلَيْهِ النَّكِيرَ بجَلْبِ النُّقُولِ عَن شُرّاح الفَصِيح، بإِنكارهم الفتحَ فِي المِدَاد. وَعَن ابْن سِيدَه فِي المُخَصص نَقْلَا عَن العَيْن مثْلُ ذالك، وَهُوَ ظاهرٌ لمَن تَأَمَّلَ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وسأَلَ عبدُ اللهِ بنُ سَلام كَعْباً عَن الحِبْرِ فَقَالَ: هُوَ الرجُلُ الصّالحُ. (ج أَحْبارٌ وجُبُورٌ) . قَالَ كَعْبُ بنُ مَالك:
لقَد جُزِيَتْ بغَدْرَتِهَا الحُبُورُ
كَذَاك الدَّهْرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ
قَالَ أَبو عُبَيْد: وأَمّا الأَحبارُ والرُّهْبَانُ فإِن الفُقَهاءَ قد اخْتلفُوا فيهم، فبعضُهم يقولُ: حَيْرٌ، وبعضُهُم يَقُول: حِبْرٌ بِالْكَسْرِ وَهُوَ أَفصحُ؛ لأَنه يُجْمَعُ على أَفعالٍ، دُونَ فَعْلٍ ويُقَال ذالك للعالِم. وَقَالَ الأَصمعيُّ لَا أَدْرِي أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْرُ للرَّجلِ العالمِ. قَالَ أَبو عُبَيْد: وَالَّذِي عِنْدِي أَنه الحَبْرُ بِالْفَتْح وَمَعْنَاهُ العالِمُ بتَحْبِيرِ الكلامِ والعِلْمِ وتَحْسِينه، قَالَ: وهاكذا يَرْوِيه المُحَدِّثُون كلُّهم بِالْفَتْح، وَكَانَ أَبو الهَيْثَمِ يَقُول: واحِدُ الأَحبارِ حَبْرٌ لَا غيرُ، ويُنْكِرُ الحِبْرَ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: حِبْرٌ وحَبْرٌ للْعَالم، ومثلُه بِزْرٌ وبَزْرٌ، وسِجْفٌ وسَجْفٌ. وَقَالَ ابْن دُرُسْتَوَيْهِ: وجَمْعُ الحِبْرِ أَحبارٌ، سواءٌ كَانَ بِمَعْنى العالِم أَو بِمَعْنى المدَاد.
(و) الحِبْرُ: (الأَثَرُ) من الضَّرْبَة إِذا لم يَدم ويُفْتَحُ كالحَبَارِ كسَحَابٍ وحَبَرٍ، محرَّكةً. وَالْجمع أَحبارٌ وحُبُورٌ. وسيأْتي فِي كَلَام المصنّف ذِكْرُ الحَبَارِ والحَبْرِ مفرَّقاً. وَلَو جَمَعَهَا فِي مَحَلَ واحدٍ كَانَ أَحسنَ، وأَنشدَ الأَزهريُّ لمُصَبِّحِ بنِ مَنْظُورٍ الأَسَدِيِّ، وَكَانَ قد حَلَقَ شعرَ رَأْسِ امرأَتِه فرَفَعَتْه إِلى الوالِي، فجَلَدَه واعتَقَله، وَكَانَ لَهُ حِمَارٌ وجُبَّةٌ فدفَعَهَا للوالِي، فسَرَّحه:
لقَدْ أَشْمَتَتْ بِي أَهْلَ فَيْدٍ وغادَرَتْ
بجِسْمِيَ حِبْراً بِنْتُ مَصّانَ بَادِيَا
وَمَا فَعَلَتْ بِي ذَاك حتّى تَرَكْتُهَا
تُقَلِّبُ رَأْساً مثْلَ جُمْعِيَ عارِيَا
وأَفْلَتَنِي مِنْهَا حِمَارِي وجُبَّتي
جَزَى اللهُ خَيراً جُبَّتِي وحِمارِيَا
(و) الحِبْرُ: (أَثَرُ النِّعْمَةِ) .
(و) الحِبْرُ: (الحُسْنُ) والبَهَاءُ. وَفِي الحَدِيث: (يَخْرُجُ رجلٌ مِن أَهل النّارِ قد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه) ؛ أَي لونُه وهَيئتُه، وَقيل: هيئتُه وسَحْنَاؤُه؛ مِن قولُهم: جاءَتِ الإِبلُ حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسبارِ. وَيُقَال: فلانٌ حَسَنُ الحَبْرِ والسَّبْرِ، إِذا كَانَ جَميلاً حَسَنَ الهيئةِ، قَالَ ابْن أَحمرَ، وذَك زَمَانا:
لَبِسْنَا حِبْرَه حَتَّى اقْتُضِينَا
لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا
أَي لَبِسْنَا جمالَه وهيئتَه، ويُفْتَحُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُوَ عِنْدِي بالحَبْرِ أَشْبَهُ؛ لأَنه مصدرُ حَبَرْتُه حَبْراً، إِذا حَسَّنْته، والأَولُ إسمٌ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: رجلٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ، أَي حَسَنُ البَشَرَةِ.
(و) الحِبْرُ: (الوَشْيُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الحِبْرُ: (صُفْرَةٌ تَشُوبُ بَيَاضَ الأَسنانِ كالحَبْرِ) ، بِالْفَتْح، (والحَبْرَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، (والحُبْرَةِ) ، بالضمِّ، (والحِبِرِ والحِبِرَةِ، بكسرتين فيهمَا) قَالَ الشَّاعِر:
تَجْلُو بأَخْضرَ مِن نَعْمَانَ ذَا أُشُرِ
كعَارِضِ البَرْقِ لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا
وَقَالَ شَمِرٌ: أَوّلُه الحَبْرُ، وَهِي صُفْرَةٌ، فإِذا اخْضَرَّ فَهُوَ القَلَحُ، فإِذا أَلَحَّ علَى اللِّثَةِ حتَّى تَظْهَرَ الأَسْنَاخُ فَهُوَ الحَفَرُ والحفْرُ، وَفِي الصّحاح: الحِبِرَةُ، بِكَسْر الحاءِ والباءِ: القَلَحُ فِي الأَسْنَانِ. والجمعُ بطَرْحِ الهاءِ فِي القِياس.
(وَقد حَبِرَتْ أَسنانُه كفَرِحَ) تَحْبَرُ حَبَراً أَي قَلِحَتْ.
(ج) أَي جمع الحبْر بِمَعْنى الأَثَرِ، والنِّعْمَةِ، والوَشْيِ، والصُّفْرةِ (حُبُورٌ) . وَفِي الأَول وَالثَّانِي أَحبارٌ أَيضاً.
(و) الحِبْرُ: (الْمِثْلُ والنَّظيرُ) .
(و) الحَبْرُ، (بالفَتْح: السُّرُورُ، كالحُبُورِ) وَزْناً وَمعنى، (والحَبْرَةِ) ، بفتحٍ فسكونٍ (والحَبَرَةِ، محرَّكةً) ، والحَبَرِ أَيضاً، وَقد جاءَ فِي قَول العجَّاج:
الحمدُ للهِ الَّذِي أَعْطَى الحَبَرْ
وهاكذا ضبطُوه بالتَّحْرِيك، وفَسَّرُوه: بالسُّرُور.
(وأَحْبرَه) الأَمرُ، وحَبَرَه: (سَرَّه) .
(و) الحَبْرُ: (النَّعْمَةُ، كالحَبْرَةِ) وَفِي الْكتاب الْعَزِيز: {فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} (الرّوم: 15) أَي يُسرُّون. وَقَالَ اللَّيْث: أَي يُنَعَّمُونَ ويُكْرَمُون. وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَة: النَّعْمَةُ التّامَّةُ. وَفِي الحَدِيث فِي ذِكْر أَهل الجَنَّة: (فَرَأَى مَا فِيهَا مِن الحَبْرَةِ بِالْفَتْح: النَّعْمَةُ وسَعَةُ العَيشِ، وكذالك الحُبُورُ. وَمن سَجَعات الأَساسِ: وكلُّ حبْرَة بعدهَا عَبْرَة.
(و) الحَبَ، (بالتَّحْرِيك: الأَثَرُ) من الضَّرْبَةِ إِذا لم يَدم، أَو العَملُ.
(كالحَبَارِ والحِبَارِ) ، كسَحَابٍ وكِتَابٍ، قَالَ الرّاجِزِ:
لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقُ فِيهَا
أَلَا تَرَى حبَارَ مَنْ يَسْقِيها وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
وَلم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطارُ
وَلَا لِحَبْلَيْه بهَا حبَارُ
والجمعُ حباراتٌ وَلَا يُكَسّرُ.
(وَقد حُبِرَ جِلْدُه) ، بالضَّمّ: (ضُرِبَ فَبَقِيَ أَثَرُه) أَو أَثَرُ الجُرْحِ بعد، البُرْءِ.
وَقد أَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جِلْدَه، وبجِلْدِه: أَثَّرَتْ فِيهِ.
وَمن سَجَعات الأَساسِ: وبِجلْدِه حَبَارُ الضَّرْب، وبيَدِه حَبَارُ العَمَلِ، وَانْظُر إِلى حَبَارِ عَملِه، وَهُوَ الأَثَرُ.
(وحَبَرَتْ يَدُه: بَرئَتْ على عُقْدَةٍ فِي العَظْم) ؛ مِن ذالك.
(و) الحَبِرُ، (ككَتِفٍ: الناعِمُ الجَدِيدُ كالحَبِيرِ) ، وشيْءٌ حَبِرٌ: ناعمٌ، قَالَ المَرّارُ العَدَوِيُّ:
قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ مِن أَفْنانِه
كلَّ فَنَ ناعِمٍ مِنْهُ حَبِرْ
وثَوْبٌ حَبِيرٌ: ناعِمٌ جَدِيدٌ، قَالَ الشَّمَّاخ يَصفُ قَوْساً كَرِيمَة على أَهلها:
إِذا سَقَطَ الأَنْداءُ صِينَتْ وأُشْعِرَتْ
حَبِيراً وَلم تُدْرَجْ عَلَيْهَا المعَاوِزُ
(وكعِنَبَة، أَبو حِبَرةَ) شِيحَةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ الضُّبَعِيُّ: (تابِعِيٌّ) مِن أَصْحاب عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ، روَى عَنهُ أَهلُ البَصرةِ؛ شِبْلُ بنُ عَزرةَ وغيرُه، ذَكَره ابنُ حِبَّانَ.
(وحِبَرَةُ بنُ نَجْمٍ: محدِّثٌ) ، عَن عبد اللهِ بنِ وَهْب.
(و) الحِبَرَةُ: (ضَرْبٌ مِن بُرُود اليَمَنِ) مُنَمَّرَةٌ، (ويُحَركُ. ج حِبَرٌ وحِبَرَاتٌ) ، وحَبَرٌ وحَبَرَاتٌ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: بُرْد (حَبِير، وبُرْد) حِبَرَة على الوَصف والإِضافة وبُرُود حِبَرَة، قَالَ: وَلَيْسَ حِبَرَةٌ مَوضعاً أَو شَيْئا مَعْلُوما، إِنما هُوَ وَشْيٌ، كَقَوْلِك: ثوبٌ قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُه. وَفِي الحَدِيث: مَثلُ الحَوامِيمِ فِي القرآنِ كمَثَل الحِبَرَاتِ فِي الثِّيابِ) .
(وبائِعُها حِبَرِي لَا حَبْارٌ) ، نَقَلَه الصغانيُّ، وَفِيه مَا مَرّ أَن فَعْالاً مَقِيس فِي الصِّناعات، قَالَه شيخُنا.
(والحَبِير، كأَمِيرٍ: السَّحاب) ، وَقيل: الحَبيرُ مِن السَّحاب: (المُنمَّر) الَّذِي تَرَى فِيهِ كالتَّنْمير؛ مِن كَثْرة مائِه، وَقد أَنكره الرِّياشيّ.
(و) الحَبِير:) البُرْدُ المُوَشَّى) المُخطّطُ، يُقَال: بُرْد حَبير، على الْوَصْف والإِضافة. وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ: (الحمدُ لله الَّذِي أَطْعَمَنا الخمِير، وأَلْبَسَنا الحَبير) . وَفِي آخَرَ: (أَن البيَّ صلّى اللهُ عليْه وسلّم لمّا خطَبَ خَديجةَ رضيَ الله عَنْهَا، وأَجابته، استأْذنتْ أَباها فِي أَن تَتزوّجه، وَهُوَ ثَمِلٌ فأَذن لَهَا فِي ذالك، وَقَالَ: هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنفُه، فنحَرتْ بَعِيراً. وخَلَّقتْ أَباها بالعَبِير، وكَسَتْه بُرْداً أَحمرَ، فلمّا صَحَا من سُكْرِه قَالَ: مَا هاذا الحَبِيرُ، وهاذا العَبِير وهاذا العَقيرُ؟) .
(و) الحَبِيرُ: (الثَّوْبُ الجَدِيدُ) النّاعِمُ، وَقد تقدّم أَيضاً فِي قَوْله؛ فَهُوَ تَكرار. (ج حُبْرٌ) ، بضمَ فسكونٍ.
(و) الحبِيرُ: (أَبو بَطْنٍ) ، وهم بَنُو عَمْرِو بنِ مالكِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ تَيْمِ بنِ أُسَامة بنِ مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيِّبٍ؛ وإِنما قيل لَهُم ذالك لأَنَ حَبَرَه بُرْدَانِ، كَانَ يُجَدِّدُ فِي كلّ سَنة بُرْدَيْنِ، قَالَه السمْعانِيّ.
(و) الحَبِيرُ: لَقبُ (شاعِر) ، هُوَ الحَبِيرُ بنُ بَجْرَةَ الحَبَطِيُّ؛ لتحْسِينه شِعْره وتَحْبِيرِه.
(وقولُ الجوهريِّ: الحَبِيرُ: لُغَامُ البَعِيرِ) ، وتَبِعَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّةِ، (غَلَطٌ، والصّوابُ الخَبِيرُ، بالخاءِ المُعْجَمَةِ) ، غَلّطَه ابنُ بَرِّيَ فِي الْحَوَاشِي والقَزّاز فِي الْجَامِع، وتَبِعَهما المصنِّف. وَقَالَ ابْن سِيدَه: والخاءُ أَعْلَى. وَقَالَالأَزهريُّ عَن الليْث: الحَبِيرُ مِن زَبَدِ اللُّغَامِ، إِذا صَار على رأْس البَعِير، ثمّ قَالَ الأَزهريُّ: صحّفَ الليْث هاذا الحَرْف 2، قَالَ: وصوابُهُ بالخَاءِ، لزَبَدِ أَفواهِ الإِبلِ، وَقَالَ: هاكذا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ والرِّياشِيُّ.
(ومطَرِّفُ بنُ أَبي الحُبَيْرِ، كزُبَيْرٍ) نَقلَه الصغانيُّ (ويَحْيَى بنُ المُظَفَّرِ) بنِ عليِّ بنِ نُعَيْم السَّلاميُّ، الْمَعْرُوف (بابنِ الحُبَيْرِ) ، متأَخِّر، مَاتَ سنةَ 639 هـ، (محدِّثانِ) .
قلْتُ: وأَخوه أَبو الحَسَن عليُّ بن المظفَّر بنِ الحُبَيْرِ السّلاميُّ التاجرُ، عَن أَبي البَطِّيِّ، توفِّي سنة 626 هـ، ذَكَرَه المُنْذرِيُّ.
(والحُبْرَة، بالضمّ: عُقْدَةٌ، مِن الشَّجَر) ، وَهِي كالسِّلْعَةِ تَخرجُ فِيهِ (تُقْطَعُ) قطعا، (ويُخْرَطُ مِنْهَا الآنِيَةُ) ، مُوَشّاةً كأَحْسَنِ الخَلَنْجِ، أَنشدَ أَبو حنيفةَ:
والبَئْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ
(و) الحَبْرَةُ، (بِالْفَتْح: السَّمَاعُ فِي الجَنَّة) ، وَبِه فَسَّرَ الزَّجّاجُ الآيةَ، (و) قَالَ أَيضاً: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَة: (كُلُّ نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ) مُحْسَّنَة.
(و) الحَبْرَةُ: (المبالغةُ فِيمَا وُصِفَ بجَمِيلٍ) ومعنَى يُحْبَرُون، أَي يُكْرَمُون إِكراماً يُبَالَغُ فِيهِ.
(والحُبَارَى) ، بالضمّ: (طائرٌ) طَوِيلُ العُنُقِ، رَمَادِيُّ اللَّوْنِ، على شَكْل الإِوَزَّةِ، فِي مِنْقارِه طُولٌ، وَمن شَأْنِهَا أَن تُصَادَ وَلَا تَصِيدَ. يقالُ (للذَّكَرِ والأُنثَى والواحِدِ والجَمْعِ، وأَلِفُه للتأْنيث، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ) ، ونَصُّه فِي كِتَابه وأَلِفُه لستْ للتأْنيث وَلَا للإِلْحاقِ، وإِنما بُنِيَ الإِسمُ لَهَا فصارتْ كأَنها مِن نفس الكلمةِ، لَا تَنْصَرِفُ فِي معرفةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، أَي لَا تُنَوَّنُ، انتَهَى. وَهَذَا غريبٌ، (إِذْ لَو لم تكُنِ) الأَلفُ (لَهُ) أَي للتأْنيث (لانْصَرَفَتْ) ، وَقد قَالَ إِنها لَا تَنصرفُ. قَالَ شيخُنَا: ودَعْوَاه أَنَّهَا صارتْ مِن الْكَلِمَة، مِن غَرائبِ التَّعبيرِ، والجوابُ عَنهُ عَسِيرٌ، فَلَا يحتاجُ إِلى تَعَسُّفٍ:
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَن تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
(ج حُبَارَيَاتٌ، وأَنشدَ بعضُ البَغْدَادِيِّين فِي صِفة صَقْر:
حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوِين قَالَ سِيبَوَيْهِ: لم يُكَسَّر على حَبَارِيّ وَلَا عَلى حَبَائِرَ، ليُفَرِّقُوا بَينهَا وَبَين فَعْلَاءٍ وفَعَالَةٍ وأَخَواتها.
(والحُبْرُورُ) ، بالضمّ، (والحِبْرِيرُ) ، بِالْكَسْرِ، (والحَبَرْبَرُ) ، بِفتْحَتَيْنِ، (والحُبُرْبُورُ) ، بضمّتين، (واليَحْبُورُ) ، يفْعُول، (والحُبُّورُ) ، بضمّ أَوَّلِه مَعَ التشديدِ: (فَرْخُه) ، أَي وَلَدُ الحُبارَى. (ج حَبارِيرُ وحَبابِيرُ) . قَالَ أَبو بُرْدَةَ:
بازٌ جَرِيءٌ على الخِزّانِ مُقْتَدِرٌ
وَمن حَبَابِيرِ ذِي مَاوَانَ يَرْتَزِقُ
وَقل زُهَيْرٌ:
تَحِنُّ إِلى مِثْل الحَبابِيرِ جُثَّماً
لَدَى سَكَنٍ مِن قَيْضِها المُتَفَلِّقِ
قَالَ الأَزهريُّ: والحُبَارَى لَا يَشربُ الماءَ، ويَبِيضُ فِي الرِّمال النّائِيَةِ، قَالَ: وكُنَّا إِذا ظَعَنّا نَسِيرُ فِي حِبَال الدَّهْنَاءِ، فرُبَّمَا التَقَطْنَا فِي يومٍ واحدٍ مِن بَيْضِهَا مَا بَين الأَربعة إِلى الثَّمَانية، وَهِي تَبِيضُ أَربعَ بَيْضَاتٍ، ويَضْرِبُ لونُهَا إِلى الزُّرْقَة، وطَعْمُهَا أَلَذُّ مِن طَعْم بَيْضِ الدَّجَاج وبَيْضِ النَّعَامِ.
وَفِي حَدِيث أَنَس: (إِن الحُبَارَى لتَمُوتُ هُزَالَا بذَنْب بَنِي آدَمَ) يَعْنِي أَن اللهَ يَحْبِسُ عَنْهَا القَطْرَ بشُؤْمِ ذُنُوبِهِم؛ وإِنما خَصَّها بالذِّكْر لأَنها أَبْعَدُ الطَّيْرِ نُجْعَةً، فرُبَّمَا تُذبَحُ بالبَصْرَة، فتُوجَدُ فِي حَوْصَلَتِها الحِبّة الخَضْراءُ، وَبَين البصرةِ ومَنَابِتِهَا مَسِيرَةُ أَيامٍ كَثِيرَة. وللعَرَب فِيهَا أَمثالٌ جَمَّةٌ، مِنْهَا قولُهم: (أَذْرَقُ مِن الحُبارَى) ، و (أَسْلَحُ مِن حُبَارَى) ؛ لأَنها تَرْمِي الصَّقْرَ بسَلْحِهَا إِذا أَراغَهَا ليَصِيدَهَا، فتُلَوِّث رِيشَه بلَثَق سَلْحِهَا، وَيُقَال إِن ذالك يَشتدُّ على الصَّقْر؛ لمَنْعِه إِياه من الطَّيَرَان. ونَقَلَ المَيْدَانِيُّ عَن الجاحظِ أَن لَهَا خِزَانَةً فِي دُبُرِهَا وأَمعائها، وَلها أَبداً فِيهَا سَلْحٌ رَقيقٌ، فمتَى أَلَحَّ عَلَيْهَا الصقْرُ سَلَحَتْ عَلَيْهِ، فيَنْتَتِفُ رِيشُه كلُّه فيَهْلِكُ، فمِن حِكْمَة اللهِ تعالَى بهَا أَن جَعَلَ سِلاحَها سَلْحَها، وأَنشدوا:
وهم تَرَكُوه أَسْلَحَ مِن حُبارَى
رَأَى صَقْراً وأَشْرَدَ مِن نَعَامِ
وَمِنْهَا قولُهم: (أَمْوَقُ من الحُبَارَى قبل نَبَاتِ جَناحَيْه) ، فتَطِيرُ مُعَارِضَةً لفَرْخِها، ليتَعَلَّمَ مِنْهَا الطَّيَرانَ.
وَمِنْهَا:
كلُّ شيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَه.
حَتَّى الحُبَارَى وتَذِفُّ عَنَدَه.
أَي تَطِيرُ عَنَدَه، أَي تُعَارِضُه بالطَّيَرَان وَلَا طَيَرَانَ لهُ؛ لضَعْف خَوَافِيه وقَوَائِمه، ووَرَدَ ذالك فِي حديثُ عُثْمَانَ رضيَ اللهُ عَنهُ.
وَمِنْهَا: (فلانٌ مَيِّتٌ كَمَدّ الحُبَارَى) ؛ وذالك أَنَهَا تَحْسِرُ مَعَ الطَّيْرِ أَيامَ التَّحْسِيرِ، وذالك أَن تُلْقِيَ الرِّيشَ، ثمَّ يُبْطِيء نَباتُ رِيشِها، فإِذا طَار سائِرُ الطَّيْرِ عَجَزَتْ عَن الطيَران فتموت كَمَداً، وَمِنْه قولُ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ:
يَزِيدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الحُبَارى
إِذَا ظَعَنَتْ أُمَيَّةُ أَو يُلمُّ
أَي يَموتُ أَو يَقرُب من المَوت. وَمِنْهَا: (الحُبَارَى حَالةُ الكَرَوَانِ) يُضْرَبُ فِي التَّنَاسُب، وأَنْشَدُوا:
شَهِدْتُ بأَنّ الخُبْزَ باللَّحْمِ طَيِّبٌ
وأَنّ الحُبَارَى خالَةُ الكَروانَ
وقالُوا: (أَطْيبُ مِن الحُبَارَى) ، و (أَحْرَصُ مِن الحُبَارَى) ، و (أَخْصَرُ مِن إِبْهامِ الحُبَارَى) ، وغيرُ ذالك ممّا أَوردَها أَهلُ الأَمثالِ.
(واليَحْبُورُ) بفتحِ التحتيَّةِ وسكونِ الحاءِ: (طائرٌ) آخَرُ، (أَو) هُوَ (ذَكَرُ الحُبَارَى) ، قَالَ:
كأَنَّكُمُ رِيشُ يَحْبُورَةٍ
قَلِيلُ الغَناءِ عَن المُرْتَمِي
أَو فَرْخُه، كَمَا ذَكَرَه المصنِّف، وسَبَقَ.
(وحِبْرٌ، بِالْكَسْرِ: د) ويقالُ هُوَ بتشديدِ الرّاءِ، كَمَا يأْتي.
(وحِبْريرٌ، كقِنْدِيلٍ: جَبَلٌ معروفٌ (بالبَحْرَيْنِ) لعَبْدِ القَيْس، بِتُؤَامَ، يَشْتَرِكُ فِيهِ الأَزْدُ وَبَنُو حنيفةَ.
(و) المُحَبَّرُ، (كمُعَظَّمٍ: فَرَسُ ضِرارِ بنِ الأَزْوَرِ) الأَسديِّ، (قاتلِ مالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ) أَخِي مُتَمِّمٍ، القائلِ فِيهِ يَرْثِيه:
وكُنّا كنَدْمانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً
مِن الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لن يَتَصَدَّعَا
فلمّا تَفَرَّقنا كأَنِّي ومالكاً
لطُولِ افتراقٍ لم نَبِتْ لَيْلَة مَعَا
قَالَ شيخُنَا: والمشهورُ فِي كُتُب السِّيَرِ أَن الَّذِي قَتَلَه خالدُ بنُ الوَلِيد، ومثلُه فِي شَرْح مَقْصُورةِ ابنِ دُرَيْدٍ لِابْنِ هِشامٍ اللَّخْمِيِّ.
(و) المُحَبَّرُ (مَن أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه، فبَقِيَ فِيهِ حَبَرٌ) ، أَي آثارٌ. وَعبارَة التَّهْذِيب: رجلٌ مُحَبَّرٌ، إِذا أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه، فصارَ لَه آثارٌ فِي جِلْدَه.
وَيُقَال: بِهِ حُبُورٌ، أَي آثارٌ.
وَقد أَحْبَرَ بِهِ، أَي تَرَكَ بِهِ أَثَراً.
(و) المُحبَّرُ: (قِدْحٌ أُجِيدَ بَرْيُه) .
وَقد حَبَّرَه تَحْبِيراً: أَجادَ بَرْيَه وحَسَّنَه.
وكذالك سَهْمٌ مُحَبَّرٌ، إِذا كَانَ حَسَنَ البَرْيِ.
(و) المُحَبِّرُ، (بِكَسْر الباءِ: لَقَبُ رَبيعةَ بنِ سُفْيَانَ، الشاعرِ الفارِسِ) لتَحْبِيرِه شِعْرَه وتَزْيِينه، كأَنه حُبِّرَ. (و) كذالك (لَقَبُ طُفَيْل بنِ عَوْفٍ الغَنَوِيِّ، الشاعرِ) ، فِي الجاهِليَّة، بَدِيع القَولِ.
(وحِبِرَّى، كزِمِكَّى: وادٍ.
وارُ إِحْبِيرٍ، كإِكْسِيرٍ: نارُ الحُبَاحِبِ) ، وذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان فِي ج ب ر، وَقد تَقَدَّمت الإِشارة إِليه.
(وحُبْرانُ، بالضمّ: أَبو قبيلةِ باليَمن) وَهُوَ حُبْرَانُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسٍ، (مِنْهُم: أَبو راشِدٍ) ، واسمُه أَخْضَرُ، تابِعِيٌّ، عِدَادُه فِي أَهل الشّام، رَوَى عَنهُ هلُها، مشهورٌ بكُنْيَته.
(وطائفةٌ) ، مِنْهُم:
أَبو سعيدٍ عبدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ الحُبْرانِيُّ السَّكْسَكِيُّ، عِدَادُه فِي الشّامِيّين، وَهُوَ تابِعِيٌّ صغيرٌ، سَكَنَ البصْرَةَ.
وأَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ الحُبْرَانِيُّ، عَن محمّدِ بن إِبراهيمَ بنِ جعفرٍ الجُرْجانِيِّ.
وأَحمدُ بنُ عليَ الحُبْرَانِيُّ، عَن عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ بن خَوْلَةَ.
ومحمودُ بنُ أَحمدَ أَبو الخَيْرِ الحُبْرَانِيُّ، عَن رِزْقِ اللهِ التَّمِيمِيِّ، وَعنهُ ابنُ عَساكِرَ.
وعَمْرُو بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمَد الحُبْرَانِيُّ التَّمِيمِيُّ، عَن أَبي بِشْرٍ المَرْوزِيِّ، وَعنهُ ابنُ مرْدَويه فِي تاريخِه، وَقَالَ: مَاتَ سنة 377 هـ. (ويُحَابِرُ كيُقَاتِلُ: مُضارِع قالتَ (بنُ مالكِ بنِ أُدَدَ أَبو مُرَادٍ) القبيلةِ المشهورةِ، ثمَّ سُمِّيَتِ القبيلَةُ يُحَابِر، قَالَ الشَّاعِر:
وَقد أَمَّنَتْنِي بعدَ ذَاك يُحَابِرٌ
بِمَا كنتُ أُغْشِي المُنْدِياتِ يُحَابرَا
(و) يُقَال: (مَا أَصَبْتُ مِنْهُ حَبَنْبَراً) كَذَا فِي النُّسخ بمُوحَّدَتَيْن، وَفِي التَّكْمِلَة: حَبَنْتَراً، بموحَّدةٍ فنونٍ فمُثَنَّاةٍ (وَلَا حَبَرْبَراً) ، كِلَاهُمَا كسَفَرْجَل؛ أَي (شَيْئا) . لَا يُستَعمل إِلا فِي النَّفْي. التَّمْثِيلُ لسِيبَوَيْهِ، والتَّفْسِيرُ للسِّيرافِيِّ، ومثلُه قولُ الأَصمعيِّ. وكذالك قولُهم: مَا أَغْنَى عَنِّي حَبَرْبَراً؛ أَي شَيئاً.
وحَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا أَصابَ مِنْهُ حَبَرْبَراً، وَلَا تَبْرِيراً، وَلَا حَوَرْوَراً؛ أَي مَا أصَاب مِنْهُ شَيْئا.
وَيُقَال: مَا فِي الَّذِي يُحَدِّثُنا بِهِ حَبَرْبَرٌ؛ أَي شيْءٌ.
وَقَالَ أَبو سعيدٍ: يُقَال: مَاله حَبَرْبَرٌ وَلَا حَوَرْوَرٌ.
وَقل أَبو عَمْرٍ و: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَبَنْبَرٌ؛ وَهُوَ أَن يُخْبِرَكَ بشيْءٍ، فَتَقول: مَا فِيهِ حَبَنْبَرٌ وَلَا حَبَرْبَرٌ.
(و) يُقَال: (مَا على رَأْسِه حَبَرْبَرَةٌ) ، أَي مَا على رَأْسِه (شَعرَةٌ) .
(و) حِبِرٌّ، (كفِلِزَ: ع) معروفٌ بالبادِيَة، وأَنشد شمِرٌ عَجُزَ بَيت:
... فقَفَا حِبِرَ
(وأَبو حِبْرانَ الحِمَّانِيّ بالكسِر موصوفٌ بالجَمال) وحُسْنِ الهَيْئَةِ، ذَكَره المَدائنيُّ، ويُوجَدُ هُنَا فِي بعض النُّسَخ زيادةٌ. (وأَبو حِبَرَةَ كعِنَبَةٍ شِيحَةُ بنُ عبدِ اللهِ، تابِعِيٌّ) . وَهُوَ تكرارٌ مَعَ مَا قبله.
(وأَرْضٌ مِحْبارٌ: سريعةُ النَّبَاتِ) حَسَنَتُه، كثيرةُ الكَلإِ، قَالَ:
لنَا جِبالٌ وحِمىً مِحْبارُ
وطُرُقٌ يُبْنَى بهَا المَنَارُ
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الْمِحْبَارُ: الأَرضُ السَّريعةُ النَّبَاتِ، السَّهْلَةُ، الدَّفِئَةُ، الَّتِي ببُطُونِ الأَرضِ وَسرارتِها، وجمعُه مَحَابِيرُ.
(و) قد (حَبِرَتِ) الأَرضُ، (كفَرِحَ: كَثُرَ نَبَاتُها، كأَحْبَرَتْ) ، بالضمّ.
(و) حَبِرَ (الجُرْحُ) حَبَراً: (نُكِسَ، وَغَفِرَ، أَو بَرَأَ وبَقِيَتْ لَهُ آثَارٌ) بَعْدُ.
(والحَابُورُ: مَجْلسُ الفُسّاق) ، وَهُوَ مِن حَبَرَه الأَمرُ: سَرَّه، كَذَا فِي اللِّسَان.
(وحُبْرُ حُبْرُ) ، بضمَ فسكونٍ فيهمَا: (دُعَاءُ الشّاةِ للحَلْب) ، نقلَه الصغانيُّ.
(وتَحْبيرُ الخَطِّ والشِّعْر وَغَيرهمَا) كالمَنْطق وَالْكَلَام: (تَحْسِينُه) وتَبْيينُه، وأَنشد الفَرّاءُ فِيمَا رَوَى سَلَمَةُ عَنهُ:
كتَحْبِيرِ الكتابِ بخَطِّ يَوْمًا
يَهُوديَ يُقَارِبُ أَو يَزِيل
قيل: وَمِنْه سُمِّيَ كَعْبُ الحِبْرِ؛ لتَحْسِينِه، قالَه ابنُ سِيدَه، وَمِنْه أَيضا سُمِّيَ المِدادُ حِبْراً لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْييِنهِ إِيّاه، نقَلَه الهَرَوِيُّ، وَقد تَقَدَّم. وكُلُّ مَا حَسُنَ مِن خَطَ أَو كَلَام أَو شعرٍ فقدْ حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى: (لَو عَلِمْتُ أَنك تَسْمَعُ لقِراءَتِي لحَبَّرْتُها لكَ تَحْبِيراً) ؛ يُرِيدُ تَحْسِينَ الصَّوْتِ.
(وحِبْرَةُ، بِالْكَسْرِ) فالسكونِ: (أُطُمٌ بالمدينةِ) المشرَّفةِ، صلَّى اللهُ على ساكِنها، وَهِي لليهودِ فِي دَار صالحِ بن جَعْفَر. (و) حِبْرَةُ (بنتُ أَبي ضَيْغَمٍ الشاعرةُ) : تابِعِيَّةٌ، وَقد ذَكَرَهَاالمصنِّف أَيضاً فِي ج ب ر، وَقَالَ إِنها شاعِرَةٌ تابِعِيَّة.
(واللَّيْثُ بنُ حَبْرَوَيْه) البُخَارِيُّ الفَرّاءُ، (حَمْدَوَيْهِ: محدِّثٌ) ، كُنْيَتُه أَبو نَصْر، عَن يَحْيَى بنِ جعفرٍ البِكَنْيِّ، وطَبَقَتِه، مَاتَ سنة 286 هـ.
(وسُورةُ الأَحْبَارِ: سورةُ المائدةِ) ، لقولهِ تعالَى فِيهَا: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالاْحْبَارُ} (الْمَائِدَة: 44) وَفِي شِعْر جَرِير:
إِنّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ
لَا يَقْرآنِ بسُورةِ الأَحْبَارِ
أَي لَا يَفِيانِ بالعُهُود؛ يَعْنِي قولَه (تَعَالَى) : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (الْمَائِدَة: 1) .
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحَبَرْبَرُ) : والحَبْحَبِيُّ: (الجَمَلُ الصَّغِيرُ) .
(و) فِي التهذِيب فِي الخُماسِيِّ: الحَبَرْبَرَةُ، (بهاءٍ: المرأَةُ القَمِيئَةُ) المُنافِرَةُ، وَقَالَ: هاذه ثُلاثِيَّةُ الأَصل أُلْحِقَتْ بالخُماسِيِّ، لتَكْريرِ بعضِ حُرُوفِهَا.
(وأَحمدُ بنُ حَبْرُون، بِالْفَتْح: شاعرٌ) أَنْدَلُسِيِ، كَتَبَ عَنهُ ابنُ حَزْمٍ.
(وشاةٌ مُحَبَّرَةٌ: فِي عَيْنَيْها تَحْبِيرٌ مِن سَوادٍ وَبياضٍ) ، نقلَه الصَّغانيّ.
(وحَبْرَى كسَكْرَى، و) حَبْرُونُ (كَزيْتُون) إسمُ (مدينةِ) سيِّدنا (إِبراهِيمَ الخلِيلِ، صلَّى اللهُ عليْه وسَلَّم) بالقُرْب من بَيت المَقْدِس، وَقد دَخلتُهَا، وَبهَا غارٌ يُقَال لَهُ: غارُ حَبْرُونَ، فِيهِ قَبْرُ إِبراهيمَ، وإِسحاقَ، ويَعْقُوبَ، عَلَيْهِم السّلامُ، وَقد غَلَبَ على اسْمِها الخَلِيلُ، فَلَا تُعْرَفُ إِلّا بِهِ، وَقد ذَكَرَ اللُّغَتَيْن فِيهَا ياقُوتٌ وصاحبُ المَرَاصِدِ. قَالَ شيخُنَا: والأَوْلَى (وزَيْتُونٍ) فالكافُ زائدةٌ، ومثلُه يَذْكُرُه فِي الخُرُوج مِن معْنىً لغيرِه، وَلَيْسَ كذالك هُنَا. ورُوِيَ عَن كَعْبٍ أَن البناءَ الَّذِي بهَا مِن بناءِ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ عَلَيْهِمَا السّلامُ.
قلتُ: وقرأْتُ فِي كتاب المَقْصُور لأَبي عليَ القالِي فِي بَاب مَا جاءَ من المَقْصُور على مِثَال فِعْلَى بِالْكَسْرِ، وَفِيه: وحِبْرى وعيْنُون: القَرْيَتَان اللَّتَانِ أَقْطَعَهما النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم تَمِيماً الدّارِيَّ وأَهلَ بيتهِ.
(وكَعْبُ الحَبْرِ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ، وَلَا تَقُل: الأَحبارُ: م) أَي معروفٌ، وَهُوَ كَعْبُ بنُ ماتعٍ الحِمْيَرِيُّ، كُنْيَتُه أَبو إِسحاقَ: تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ، أَدْرَكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، وَمَا رَآهُ. مُتَّفَقٌ على عِلْمِه وتَوْثِيقِهِ، سَمِعَ عُمَرَ ابنَ الخَطّابِ والعَبَادِلَةَ الأَرْبَعَةَ، وسَكَنَ الشَّأْمَ، وتُوُفِّيَ سَنَة 32 هـ فِي خِلافة سيِّدِنا عُثْمَانَ، رضيَ اللهُ عَنهُ. وَقد جاوَزَ المِائَةَ. خَرَّجَ لَهُ السِّتَّةُ إِلّا البُخَارِيَّ. ونُقِلَ عَن ابْن دُرُسْتَوَيْهِ أَنه قَالَ: رَوَوْا أَنه يُقَال: كَعْب الحِبْر بِالْكَسْرِ فمَن جَعَلَه وَصْفاً لَهُ نَوَّنَ كَعْباً، ومَن جَعَلَه المِدادَ لم ينَوِّن وأَضافَه إِلى الحِبْر. وَفِي شَرْح نَظْمِ الفَصِيح: الظاهرُ أَنه يُقَال: كَعْبُ الأَحْبَارِ؛ إِذْ لَا مانعَ مِنْهُ، والإِضافةُ تَقعُ بأَدْنَى سَبَبٍ، وَالسَّبَب هُنَا قَوِيٌّ؛ سواءٌ جَعَلْنَاه جَمْعاً لِحَبْرٍ، بِمَعْنى عالِمٍ، أَو بمعنَى المِدَاد. وَقَالَ النَّوَويّ فِي شَرْح مُسْلِمٍ: كَعْبُ بنُ ماتِعٍ، بِالْمِيم والمُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ بعدَهَا عَيْنٌ. والأَحْبارُ: العُلماءُ، واحدُهم حَبْرٌ، بِفَتْح الحاءِ وَكسرهَا، لُغَتَان؛ أَي كَعْبُ العُلماءِ. كَذَا قالَه ابنُ قُتَيْبَةَ وغيرُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْد سُمِّيَ كَعْب الأَحْبارِ؛ لكَوْنِه صاحِبَ كُتُبِ الأَحبارِ، جَمْع حِبْرٍ، مكسور، وَهُوَ مَا يُكْتَبُ بِهِ. وَكَانَ كَعْبٌ مِن علماءِ أَهلِ الكتابِ، ثمَّ أَسْلَمَ فِي زَمَنِ أَبي بكْرٍ أَبو عُمَرَ، وتُوخفِّيَ بحِمْصَ سنة 32 هـ فِي خلَافَة عُثمانَ، وَكَانَ مِن فُضلاءِ التّابِعِين، رَوَى عَنهُ جُمْلَةٌ مِن الصَّحَابة. ومثلُه فِي مَشَارِق عِياضٍ، وتَهْذِيب النَّوَوِيِّ، ومُثَلَّثِ ابنِ السِّيد، ونَقَلَ بعضَ ذالك شيخُ مشايخِنا الزُّرقانيّ فِي شَرْح المَواهِب. قَالَ شيخُنا. فَمَا قالَه المَجْدُ مِن إِنكاره الأَحبارَ فإِنها دَعْوَى نَفْيٍ غير مَسْمُوعةٍ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
كاني قَال لِابْنِ عَبّاس الحَبْرُ والبَحْرُ؛ لعِلْمِه.
وَيُقَال: رجلٌ خِبْرٌ نِبْرٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الحِبْرُ من النّاس: الدّاهِيَةُ.
ورجلٌ يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ مِن الحُبُورِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ واليَحْبُورُ: النَّاعِمُ مِن الرِّجال. وجَمْعُ اليَحابِيرُ.
وحَبَرَه فَهُوَ مَحْبُورٌ.
وَفِي حَدِيث عبدِ اللهِ: (آلُ عِمْرَانَ غِنىً والنِّسَاءُ مَحْبَرَةٌ) ، أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ والسُّرُور.
والحَبَارُ: هَيْئَةُ الرَّجلِ. عَن اللِّحْيَانِيِّ، حَكَاه عَن أَبي صَفْوَانَ، وَبِه فسّر قَوْله:
أَلَا تَرَى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها
قَالَ ابْن سِيدَه: وَقيل: حَبَارُ هُنَا إسمُ ناقَةٍ، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي.
والمُحَبَّرُ: كمُعَظَّم أَيضاً: فَرَسُ ثابِته بنِ أَقْرَمَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ.
والحَنْبريت، صَرَّحَ ابْن القَطَّاعِ وغيرُه أَنه فَنْعِليت؛ فموضعُ ذِكْره هُنَا، وَقد ذَكَرَه المصنِّف فِي التاءِ بِنَاء على أَنه فَنْعليل، ومَرَّ الْكَلَام هُنَاكَ، قالَه شيخُنَا. وبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ.
كمُعَظَّمٍ من شُيُوخِ البُخَارِيّ.
والمُحَبَّرُ بنُ قَحْذَمٍ، عَن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وابنُه داوودُ بنُ المُحَبَّر، مُؤَلِّفُ كتابِ العَقْل.
وأَبَانُ بنُ المُحَبَّر، واهٍ. قَالَ ابْن ماكُولا: وَلَيْسَ بَين داوودَ وأَبانٍ وبَدَل قَرابَةً.
وأَبو عليّ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن المحبَّر، شاعرٌ، حدَّث عَنهُ محمّدُ بنُ عبدِ السميعِ الواسِطِيُّ.
ومِنَ المَجَازِ: لبِسَ حَبِيرَ الحُبُور، واسْتوَى على سَرِيرِ السُّرُور.
ومحمّدُ بنُ جامعٍ الحَبّارُ، يَرْوِي عَن عبد العزيزِ بنِ عبد الصَّمدِ. وأَبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ الحبّارُ، شيخُ السْمعَانِيِّ: مَنْسُوبانِ إِلى بَيْع الحِبْرِ الَّذِي يُكْتبُ بِهِ.
وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ يَعْقُوبِ بنِ إِسماعيل بن عُتْبَة بنِ فَرْقَدٍ السُّلمِيُّ، الوَرّاقُ الحِبْرِيّ،، ثِقَةٌ، ذكرَه الخطيبُ فلي تَارِيخ بَغْدَاد.
وحِبْرانُ، بِالْكَسْرِ: جَبَلٌ، ذكره البكْرِيٌّ.
وحَبِيرٌ، كأَمِير: مَوضعٌ بالحِجاز.
والحِبَرِيُّ إِلى بَيْعِ الحِبَرِ، وَهِي البُرُود سَيْفُ بنُ أَسْلم الكُوفِيُّ، حدَّث عَن الأَعْمشِ، صالحُ الحديثِ.
والحُسَيْنُ بنُ الحَكمِ الحِبْرِيُّ.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عُثْمَان المُقْرِيءُ الحِبَرِيُّ، الأَصْبَهانِيُّ، ترْجَمه الخطيبُ.
والمُحبِّريُّ بِكَسْر الموحَّدةِ محمّدُ بنُ حَبِيب، اللغويُّ، نُسِبَ إِلى كتابٍ أَلَّفه سَمّاه المحبِّرَ.
حبر: {يحبرون}: يسرون: والحبور: السرور.
حبر:
يرمز به في طيبة النشر في القراءات العشر إلى ابن كثير المكي (ت 120 هـ) وأبي عمرو البصري (ت 154 هـ).
حبر
حبَرَ يَحبُر، حَبْرًا وحُبُورًا، فهو حابر، والمفعول مَحْبور
• حبَر الشَّخصَ: سرَّه وكرّمه ونعَّمه "ورد عليّ من أمر صديقي ما حبرني- يشيع العيدُ في نفوسنا البهجةَ والحبورَ- {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} ".
• حبَر الكساءَ: وشَّاه وزيَّنه. 

حبِرَ يحبَر، حَبَرًا، فهو حَبِر
• حبِر الشَّخصُ: سُرَّ وابتهج "حَبِر لنبأ نجاح ابنه في المسابقة". 

حبَّرَ يحبِّر، تَحْبِيرًا، فهو مُحبِّر، والمفعول مُحبَّر
• حبَّر الكلامَ أو الخطَّ أو الشِّعرَ أو نحوَ ذلك: زيَّنه ونمَّقه، جمَّله وحسَّنه "لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْمَعُ لِقِرَاءَتِي لَحَبَّرْتُها لَك تَحْبِيرًا [حديث] ".
• حبَّر الكتابَ: كتبه "أخذ الكُتَّابُ يحبِّرون المقالات دفاعًا عن قضيّة فلسطين" ° حبَّر الورقةَ: كتبها من أوّلها إلى

آخرها.
• حبَّر الدَّواةَ: ملأها حبرًا.
• حبَّر الرَّسْمَ: بيَّنه بالحِبْر "أسطوانة تحبير: جزء دوّار من الآلة الطابعة يضغط الورقَ على السطور". 

حُبارى [مفرد]: ج حُبارَيات وحُبَارَى، مؤ حُبَارَى: (حن) طائر طويل العنق من الفصيلة الحباريّة من رتبة الكُركيّات، ومنه عدَّة أنواع، رماديّ اللَّون على شكل الإوَزَّة، في منقاره طول (وقد يستعمل لفظ المفرد للمذكّر والمؤنّث والجمع) "أبْلَهُ من الحُبارى [مثل]: قيل لها ذلك؛ لأنَّها إذا غيَّرت عُشَّها نسيته وحضنت بيْضَ غيرها". 

حُبَّار [مفرد]: (حن) جنس حيوانات بحريّة مفترسة من الرَّخويات الرَّأسيَّات الأرجل المزدوجات الخيشوم، فيه أنواع تعيش على شواطئ البحار المعتدلة الحرارة والحارّة، يتغذّى على الأسماك، ويقذف بسائل أسود اللّون عند إحساسه بالخطر، فيُعكِّر الماء حوله ويتمكّن من الهرب (والشائع فتح الحاء). 

حبَر [مفرد]: مصدر حبِرَ. 

حَبْر [مفرد]: ج أحْبار (لغير المصدر) وحُبُور (لغير المصدر):
1 - مصدر حبَرَ ° ذهَب حَبْرُه وسَبْرُه: حسنه وهيئته.
2 - لقب يُطلق على عالم الدين وخاصة لغير المسلمين، مثل رئيس الكهنة عند اليهود، والبَطْرَك عند النَّصارى "الحَبْر الأعظم: لقب بابا روما" ° حَبْر الأمَّة: عالمها (وهو لقب ابن عباس الصحابيّ رضي الله عنه).
• سِفْر الأحبار: (دن) جزء من أجزاء العهد القديم يشرح طقوس اليهود وأعيادَهم وطريقةَ تقديمهم الذَّبائح، وهو السِّفر الثَّالث من أسفار التَّوراة. 

حَبِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبِرَ. 
1310 - 
حِبْر [مفرد]: ج أحْبار وحُبُور:
1 - حَبْر، عالِم دينيّ، وقد يُخصُّ به علماء اليهود " {إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}: من علماء اليهود".
2 - مداد سائل يُكتب به "أنا لا أغمسُ ريشتي في الحِبْر بل في الحياة" ° أمُّ الحبر: قنِّينة (زجاجة) الحبر- حِبْر سرّيّ: مداد لا لون له يستعمله الجواسيسُ في كتابة رسائلهم، يبقى مخفيًّا حتى يعالج بمادّة كيميائيّة أو بالحرارة أو بتسليط ضوء معيّن عليه- قلم الحِبر: قلم يحتوي على أنبوبة تملأ بالحبر. 

حَبَرة [مفرد]: ج حَبَرات وحِبَر:
1 - ثوب من قطن أو كتّان مخطّط كان يُصنع باليمن.
2 - مُلاءَة من الحرير كانت ترتديها النِّساءُ بمصر حين خروجهنّ. 

حُبُور [مفرد]: مصدر حبَرَ. 

مُحبِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حبَّرَ.
2 - ما يُستعمل للتَّحبير. 

مُحَبِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حبَّرَ.
2 - إسفنجة مبلَّلة بالحِبْر صالحة لتحبير خَتم أو طابع. 

مَحْبَرة/ مِحْبَرة [مفرد]: ج مَحْبرات/ مِحْبرات ومَحابِرُ: دَوَاةٌ، وهي وعاء الحِبْر "انكسرت المِحْبَرَةُ وسال الحِبْرُ على الأرض". 
(ح ب ر)

الحِبْرُ: المداد.

والحِبْرُ والحَبْرُ: العالِم ذِميا كَانَ أَو مُسلما بعد أَن يكون من أهل الْكتاب. وَسَأَلَ عبد الله بن سَلام كَعْبًا عَن الحَبْرِ فَقَالَ: هُوَ الرجل الصَّالح. وَجمعه أحبارٌ وحُبُورٌ، قَالَ كَعْب بن مَالك:

لقدْ خَزِيــتْ بغَدْرتها الحُبُورُ ... كذاكَ الدهرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ

وكل مَا حسن من حبك أَو كَلَام أَو شعر أَو غير ذَلِك، فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وَكَانَ يُقَال لطفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة: مُحَبِّرٌ، لتحسينه الشّعْر.

وَكَعب الحبر كَأَنَّهُ من تحبير الْعلم وتحسينه.

وَسَهْم مُحَبَّرٌ: حسن الْبري.

والحَبْرُ والسبر والحِبْرُ والسبر، كل ذَلِك: الْحسن والبهاء.

والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَةُ والحُبُورُ، كُله السرُور. وأحْبرني الْأَمر: سرني.

والحَبْرُ والحَبْرَةُ: النِّعْمَة. وَقد حُبِرَ حَبراً. وَفِي التَّنْزِيل: (فهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُون) . قَالَ الزّجاج: قيل إِن الحَبْرةَ هَاهُنَا السماع فِي الْجنَّة، وَقَالَ: الحبرةُ فِي اللُّغَة، كل نعْمَة حَسَنَة محسنة، وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: (أنْتُمْ وأزواجُكم تُحْبَرُونَ) : مَعْنَاهُ، تكرمون إِكْرَاما يُبَالغ فِيهِ، والحَبَرَةُ: الْمُبَالغَة فِيمَا وصف بجميل، هَذَا نَص قَوْله.

وَشَيْء حَبِرٌ: ناعم. قَالَ:

قد لبِستٌ الدهرَ من أفنانِهِ ... كُلَّ فَنّ ناعمٍ مِنْهُ حَبِرْ

وثوب حبِيرٌ: جَدِيد ناعم، قَالَ الشماخ يصف قوسا كَرِيمَة على أَهلهَا:

إِذا سقطَ الأنداءُ صِيَنتْ وأُشْعِرَتْ ... حَبِيراً وَلم تُدْرَجُ عَلَيْهَا المَعاوِزُ

وَالْجمع كالواحد.

والحبيرُ من السَّحَاب: الَّذِي ترى فِيهِ كالتنمير من كَثْرَة مَائه.

والحَبرَةُ والحَبرَةُ: ضرب من برود الْيمن منمر. وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مثل الحواميم فِي الْقُرْآن، كَمثل الحبرات فِي الثِّيَاب ".

والحِبْرُ بِالْكَسْرِ: الوشى، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والحَبَرُ والحِبْرُ: الْأَثر من الضَّرْبَة إِذا لم يدم. وَالْجمع أحْبارٌ وحُبُورٌ، وَهُوَ الحَبارُ. قَالَ حميد الأرقط:

وَلَا لحَبْلَيْهِ بهَا حَبارُ

وَجمعه حَبارَاتٌ، وَلَا يكسر. وأحبرَت الضَّرْبَة جلده وبجلده: أثرت بِهِ. وحَبِرَ جلده حَبراً، إِذا بقيت للجرح آثَار بعد الْبُرْء.

والحِبْرُ، والحَبْرُ والحُبرَةُ، والحِبِرُ، والحِبِرَةُ، والحَبْرَةُ: كل ذَلِك صفرَة تشوب بَيَاض الْأَسْنَان. وَقيل: الحِبِرُ: الْوَسخ على الْأَسْنَان.

والحَبِيرُ: اللغام إِذا صَار على رَأس الْبَعِير، والحاء أَعلَى. وَأَرْض محْبار: سريعة النَّبَات كَثِيرَة الكلا، قَالَ:

لنا جِبال وحِمىً محبارُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ السهلة الدفيئة الَّتِي ببطون الأَرْض وسرارها. وَقد حَبِرت الأَرْض، بِكَسْر الْبَاء، وأحْبَرَتْ.

والحَبَارُ: هَيْئَة الرجل، عَن الَّلحيانيّ، حَكَاهُ عَن أبي صَفْوَان، وَبِه فسر قَوْله:

أَلا تَرى حَبار مَنْ يَسقيها

وَقيل: حَبارُ هُنَا اسْم نَاقَة، وَلَا يُعجبنِي.

والحُبْرَةُ: السّلْعَة تخرج فِي الشَّجَرَة، أَو الْعقْدَة تقطع وتخرط مِنْهَا الْآنِية.

والحُبارَي: طَائِر، وَالْجمع حُبارَياتٌ. وَأنْشد بعض البغداديين فِي صفة صقر:

حَتْفُ الحُبارَياتِ والكَرَاوِينْ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يكسر على حَباريَ وَلَا حَبائرَ، ليفرقوا بَينهَا وَبَين فعلاء وفعالة وَأَخَوَاتهَا.

والحِبْرِيرُ، والحُبْرَورَ، والحَبْربَرُ، والحَبرْبُور واليَحْبُورُ: ولد الحُبارَي. وَقَول أبي بردة:

بازٍ جَرِئٌ على الخِزَّانِ مُقْتَدِرٌ ... ومِنْ حبابِيرِ ذِي ماوانَ يَرْتَزِقُ

قيل فِي تَفْسِيره: وَهُوَ جمع الحُبارَي، وَالْقِيَاس يردهُ إِلَّا أَن يكون اسْما للْجمع.

واليَحْبُورُ: طَائِر.

ويَحابرُ: أَبُو مُرَاد، ثمَّ سميت الْقَبِيلَة يَحابِرَ، قَالَ الشَّاعِر:

وَقد أمِنَتْي بعد ذَاك يحابرٌ ... بِمَا كنت أغشِى المُنْدِياتِ يَحابرَا

والمُحَبَّرُ: فرس ضرار بن الْأَزْوَر الْأَسدي. وحِبرٌّ: اسْم بلد، وَكَذَلِكَ حبراري وحبرير: جبل مَعْرُوف.

وَمَا أصبت مِنْهُ حَبْربَراً أَي شَيْئا، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي، التَّمْثِيل لسيبويه، وَالتَّفْسِير للسيرافي.

حبر: الحِبْرُ: الذي يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ، بالكسر

(* قوله: «وموضعه المحبرة بالكسر» عبارة المصباح: وفيها ثلاث لغات أجودها فتح الميم والباء، والثانية ضم الباء، والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء).

في الجَمالِ والبَهاء. وسأَل عبدالله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال: هو الرجل الصالح، وجمعه أَحْبَارٌ وحُبُورٌ؛ قال كعب بن مالك:

لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ،

كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ

وكل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو شعر أَو غير ذلك، فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وكان يقال لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ في الجاهلية: مُحَبِّرٌ، لتحسينه الشِّعْرَ، وهو مأْخوذ من التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ والمَنْطِقِ. وتحبير الخط والشِّعرِ وغيرهما: تحسينه. الليث: حَبَّرْتُ الشِّعْر والكلامَ حَسَّنْتُه، وفي حديث أَبي موسى: لو علمت أَنك تسمع لقراءتي لحَبَّرْتُها لك تَحْبِيراً؛ يريد تحسين الصوت. وحَبَّرتُ الشيء تَحْبِيراً

إِذا حَسَّنْتَه. قال أَبو عبيد: وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن

الفقهاء قد اختلفوا فيهم، فبعضهم يقول حَبْرٌ وبعضهم يقول حِبْرٌ، وقال

الفراء: إِنما هو حِبْرٌ، بالكسر، وهو أَفصح، لأَنه يجمع على أَفْعالٍ دون

فَعْلٍ، ويقال ذلك للعالم، وإِنما قيل كعب الحِبْرِ لمكان هذا الحِبْرِ الذي

يكتب به، وذلك أَنه كان صاحب كتب. قال: وقال الأَصمعي لا أَدري أَهو

الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم؛ قال أَبو عبيد: والذي عندي أَنه الحَبر،

بالفتح، ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه

المحدّثون كلهم، بالفتح. وكان أَبو الهيثم يقول: واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ

لا غير، وينكر الحِبْرَ. وقال ابن الأَعرابي: حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم،

ومثله بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ. الجوهري: الحِبْرُ والحَبْرُ واحد

أَحبار اليهود، وبالكسر أَفصح؛ ورجل حِبْرٌ نِبْرٌ؛ وقال الشماخ:

كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيمينه

بِتَيْماءَ حَبْرٌ، ثم عَرِّضَ أَسْطُرَا

رواه الرواة بالفتح لا غير؛ قال أَبو عبيد: هو الحبر، بالفتح، ومعناه

العالم بتحبير الكلام. وفي الحديث: سميت سُورةَ المائدة وسُورَةَ الأَحبار

لقوله تعالى فيها: يحكم بها النبيون الذي أَسلموا للذين هادوا والربانيون

والأَحْبَارُ؛ وهم العلماء، جمع حِبْرٍ وحَبْر، بالكسر والفتح، وكان

يقال لابن عباس الحَبْرُ والبَحْرُ لعلمه؛ وفي شعر جرير:

إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ

لا يَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ

أَي لا يَفِيانِ بالعهود، يعني قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا

أَوْفُوا بالعُقُودِ. والتَّحْبِيرُ: حُسْنُ الخط؛ وأَنشد الفرّاء فيما روى

سلمة عنه:

كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ، يَوْماً،

يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ

ابن سيده: وكعب الحِبْرِ كأَنه من تحبير العلم وتحسينه. وسَهْمٌ

مُحَبَّر: حَسَنُ البَرْي. والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ، كل ذلك:

الحُسْنُ والبهاء. وفي الحديث: يخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه

وسِبْرُه؛ أَي لونه وهيئته، وقيل: هيئته وسَحْنَاؤُه، من قولهم جاءت

الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ، وقيل: هو الجمال والبهاء وأَثَرُ

النِّعْمَةِ. ويقال: فلان حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ والسِّبْرِ إِذا كان

جيملاً حسن الهيئة؛ قال ابن أَحمر وذكر زماناً:

لَبِسْنا حِبْرَه، حتى اقْتُضِينَا

لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا

أَي لبسنا جماله وهيئته. ويقال: فلان حسن الحَبْر والسَّبْرِ، بالفتح

أَيضاً؛ قال أَبو عبيد: وهو عندي بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه

حَبْراً إِذا حسنته، والأَوّل اسم. وقال ابن الأَعرابي: رجل حَسَنُ

الحِبْر والسِّبْر أَي حسن البشرة. أَبو عمرو: الحِبْرُ من الناس الداهية

وكذلك السِّبْرُ.

والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور، كله: السُّرور؛ قال العجاج:

الحمدُ للهِ الذي أَعْطى الحَبَرْ

ويروى الشَّبَرْ مِن قولهم حَبَرَني هذا الأَمْرُ حَبْراً أَي سرني، وقد

حرك الباء فيهما وأَصله التسكين؛ ومنه الحَابُورُ: وهو مجلس الفُسَّاق.

وأَحْبَرَني الأَمرُ: سَرَّني. والحَبْرُ والحَبْرَةُ: النِّعْمَةُ، وقد

حُبِرَ حَبْراً. ورجل يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ من الحُبُورِ. أَبو عمرو:

اليَحْبُورُ الناعم من الرجال، وجمعه اليَحابِيرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ وهي

النعمة؛ وحَبَرَه يَحْبُره، بالضم، حَبْراً وحَبْرَةً، فهو مَحْبُور. وفي

التنزيل العزيز: فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرُون؛ أَي يُسَرُّونَ، وقال

الليث: يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ ويكرمون؛ قال الزجاج: قيل إِن الحَبْرَةَ

ههنا السماع في الجنة. وقال: الحَبْرَةُ في اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ

مُحَسَّنَةٍ. وقال الأَزهري: الحَبْرَةُ في اللغة النَّعمَةُ التامة. وفي

الحديث في ذكر أَهل الجنة: فرأَى ما فيها من الحَبْرَة والسرور؛ الحَبْرَةُ،

بالفتح: النِّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ، وكذلك الحُبُورُ؛ ومنه حديث

عبدالله: آل عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَةَ أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ

والسرور. وقال الزجاج في قوله تعالى: أَنتم وأَزواجكم تُحْبَرُون؛ معناه

تكرمون إِكراماً يبالغ فيه. والحَبْرَة: المبالغة فيما وُصِفَ بجميل، هذا

نص قوله. وشَيْءٌ حِبرٌ: ناعمٌ؛ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ:

قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ،

كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ

وثوب حَبِيرٌ: جديد ناعم؛ قال الشماخ يصف قوساً كريمة على أَهلها:

إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ

حَبِيراً، وَلَمْ تُدْرَجْ عليها المَعَاوِزُ

والجمع كالواحد. والحَبِيرُ: السحاب، وقيل: الحَبِيرُ من السحاب الذي

ترى فيه كالتَّثْمِيرِ من كثرة مائه. قال الرِّياشي: وأَما الحَبِيرُ بمعنى

السحاب فلا أَعرفه؛ قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلي:

تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الخَبِيـ

رَلَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا

فهو بالخاء، وسيأْتي ذكره في مكانه.

والحِبَرَةُ، والحَبَرَةُ: ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّر، والجمع

حِبَرٌ وحِبَرات. الليث: بُرُودٌ حِبَرةٌ ضرب من البرود اليمانية. يقال:

بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة، مثل عِنَبَةٍ، على الوصف والإِضافة؛ وبُرُود

حِبَرَةٌ. قال: وليس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شيئاً معلوماً إِنما هو وَشْيٌ

كقولك قَوْب قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُهُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، لما خَطَبَ خديجة، رضي الله عنها، وأَجابته استأْذنت

أَباها في أَن تتزوجه، وهو ثَمِلٌ، فأَذن لها في ذلك وقال: هو الفحْلُ لا

يُقْرَعُ أَنفُهُ، فنحرت بعيراً وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ

بُرْداً أَحْمَرَ، فلما صحا من سكره قال: ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ

وهذا العَقِيرُ؟ أَراد بالحبير البرد الذي كسته، وبالعبير الخَلُوقَ الذي

خَلَّقَتْهُ، وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان عُقِرَ ساقُه. والحبير

من البرود: ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً. وفي حديث أَبي ذر: الحمد لله

الذي أَطعمنا الحَمِير وأَلبسنا الحبير. وفي حديث أَبي هريرة: حين لا

أَلْبَسُ الحَبيرَ. وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الحواميم في

القرآن كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ في الثياب.

والحِبْرُ: بالكسر: الوَشْيُ؛ عن ابن الأَعرابي. والحِبْرُ والحَبَرُ:

الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم، والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ، وهو

الحَبَارُ والحِبار. الجوهري: والحَبارُ الأَثَرُ؛ قال الراجز:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فيها،

أَلا تَرى حِبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

وقال حميد الأَرقط:

لم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ،

ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ

والجمعُ حَبَاراتٌ ولا يُكَسِّرُ.

وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده وبجلده: أَثرت فيه. وحُبِرَ جِلْدُه

حَبْراً إِذا بقيت للجرح آثار بعد البُرْء. والحِبَارُ والحِبْرُ: أَثر الشيء.

الأَزهري: رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغيث جِلْدَه فصار له آثار في

جلده؛ ويقال: به حُبُورٌ أَي آثار. وقد أَحْبَرَ به أَي ترك به أَثراً؛

وأَنشد لمُصَبِّحِ بن منظور الأَسَدِي، وكان قد حلق شعر رأْس امرأَته،

فرفعته إِلى الوالي فجلده واعتقله، وكان له حمار وجُبَّة فدفعهما للوالي

فَسَرَّحَهُ:

لَقَدْ أَشْمَتَتْ بي أَهْلَ فَيْدٍ، وغادَرَتْ

بِجِسْمِيَ حِبْراً، بِنْتُ مَصَّانَ، بادِيَا

وما فَعَلتْ بي ذاك، حَتَّى تَرَكْتُها

تُقَلِّبُ رَأْساً، مِثْلَ جُمْعِيَ، عَارِيَا

وأَفْلَتَني منها حِماري وَجُبَّتي،

جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا

وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جديد.

والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ، كل

ذلك: صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان؛ قال الشاعر:

تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ،

كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا

قال شمر: أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة، فإِذا اخْضَرَّ، فهو القَلَحُ،

فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ، فهو الحَفَرُ والحَفْرُ.

الجوهري: الحِبِرَة، بكسر الحاء والباء، القَلَح في الأَسنان، والجمع بطرح

الهاء في القياس، وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ، بتشديد الراء. وقد

حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ، وقيل:

الحبْرُ الوسخ على الأَسنان. وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ،

وقيل: أَي برئ وبقيت له آثار.

والحَبِيرُ: اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير، والخاء أَعلى؛ هذا قول

ابن سيده. الجوهري: الحَبِيرُ لُغامُ البعير. وقال الأَزهري عن الليث:

الحَبِيرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير، ثم قال الأَزهري:

صحف الليث هذا الحرف، قال: وصوابه الخبير، بالخاء، لِزَبَدِ أَفواه

الإِبل، وقال: هكذا قال أَبو عبيد. وروى الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال:

الخبير الزَّبَدُ، بالخاء.

وأَرض مِحْبَارٌ: سريعة النبات حَسَنَتُهُ كثيرة الكلإِ؛ قال:

لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ،

وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ

ابن شميل: الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التي ببطون

الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها، فتلك المَحابِيرُ. وقد حَبِرَت الأَرض، بكسر

الباء، وأَحْبَرَتْ؛ والحَبَارُ: هيئة الرجل؛ عن اللحياني، حكاه عن أَبي

صَفْوانَ؛ وبه فسر قوله:

أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها

قال ابن سيده: وقيل حَبَارُ هنا اسم ناقة، قال: ولا يعجبني.

والحُبْرَةُ: السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع ويُخْرَطُ

منها الآنية.

والحُبَارَى: ذكر الخَرَبِ؛ وقال ابن سيده: الحُبَارَى طائر، والجمع

حُبَارَيات

(* عبارة المصباح: الحبارى طائر معروف، وهو على شكل الأوزة،

برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً، والجمع حبابير

وحباريات على لفظه أَيضاً). وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ:

حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين

قال سيبويه: ولم يكسر على حَِبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها

وبين فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها. الجوهري: الحُبَارَى طائر يقع على

الذكر والأُنثى، واحدها وجمعها سواء. وفي المثل: كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَهُ

حتى الحُبَارَى، لأَنها يضرب بها المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب

ولدها وتعلمه الطيران، وأَلفه ليست للتأْنيث

(* قوله: «وألفه ليست

للتأنيث» قال الدميري في حياة الحيوان بعد أَن ساق عبارة الجوهري هذه، قلت:

وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني، ولو لم تكن له لانصرفت اهـ. ومثله

في القاموس. قال شارحه: ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير،

والجواب عنه عسير). ولا للإِلحاق، وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من

نفس الكلمة لا تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن. والحبْرِيرُ

والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ: وَلَدُ الحُبَارَى؛ وقول

أَبي بردة:

بازٌ جَرِيءٌ على الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ،

ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ

قال ابن سيده: قيل في تفسيره: هو جمع الحُبَارَى، والقياس يردّه، إِلا

أَن يكون اسماً للجمع. الأَزهري: وللعرب فيها أَمثال جمة، منها قولهم:

أَذْرَقُ من حُبَارَى، وأَسْلَحُ من حُبَارَى، لأَنها ترمي الصقر بسَلْحها

إِذا أَراغها ليصيدها فتلوث ريشه بِلَثَقِ سَلْحِها، ويقال: إِن ذلك يشتد

على الصقر لمنعه إِياه من الطيران؛ ومن أَمثالهم في الحبارى: أَمْوَقُ من

الحُبَارَى؛ ذلك انها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضة له

ليتعلم منها الطيران، ومنه المثل السائر في العرب: كل شيء يحب ولده حتى

الحبارى ويَذِفُّ عَنَدَهُ. وورد ذلك في حديث عثمان، رضي الله عنه، ومعنى قولهم

يذف عَنَدَهُ أَي تطير عَنَدَهُ أَي تعارضه بالطيران، ولا طيران له لضعف

خوافيه وقوائمه. وقال ابن الأَثير: خص الحبارى بالذكر في قوله حتى

الحبارى لأَنها يضرب بها المثل في الحُمْق، فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه

وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان. وقال الأَصمعي: فلان يعاند فلاناً أَي

يفعل فعله ويباريه؛ ومن أَمثالهم في الحبارى: فلانٌ ميت كَمَدَ الحُبارَى،

وذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطير أَيام التَّحْسير، وذلك أَن تلقي الريش ثم

يبطئ نبات ريشها، فإِذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمداً؛

ومنه قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي:

يَزِيدٌ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى،

إِذا طُعِنَتْ أُمَيَّةُ أَوْ يُلِمُّ

أَي يموت أَو يقرب من الموت. قال الأَزهري: والحبارى لا يشرب الماء

ويبيض في الرمال النائية؛ قال: وكنا إِذا ظعنا نسير في جبال الدهناء فربما

التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأَربع إِلى الثماني، وهي تبيض أَربع

بيضات، ويضرب لونها إِلى الزرقة، وطعمها أَلذ من طعم بيض الدجاج وبيض

النعام، قال: والنعام أَيضاً لا ترد الماء ولا تشربه إِذا وجدته. وفي حديث

أَنس: إِن الحبارى لتموت هُزالاً بذنب بني آدم؛ يعني أَن الله تعالى يحبس

عنها القطر بشؤم ذنوبهم، وإِنما خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطير

نُجْعَةً، فربما تذبح بالبصرة فتوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة وبين

منابتها مسيرة أَيام كثيرة. واليَحبُورُ: طائر.

ويُحابِرُ: أَبو مُرَاد ثم سميت القبيلة يحابر؛ قال:

وقد أَمَّنَتْني، بَعْدَ ذاك، يُحابِرٌ

بما كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا

وحِبِرٌّ، بتشديد الراء: اسم بلد، وكذلك حِبْرٌ. وحِبْرِيرٌ: جبل معروف.

وما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي؛ التمثيل

لسيبويه والتفسير للسيرافي. وما أَغنى فلانٌ عني حَبَرْبَراً أَي شيئاً؛

وقال ابن أَحمر الباهلي:

أَمانِيُّ لا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا

وما على رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي ما على رأْسه شعرة. وحكى سيبويه: ما

أَصاب منه حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً ولا حَوَرْوَراً أَي ما أَصاب منه

شيئاً. ويقال: ما في الذي تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَي شيء. أَبو سعيد: يقال

ما له حَبَرْبَرٌ ولا حَوَرْوَرٌ. وقال الأَصمعي: ما أَصبت منه

حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت منه شيئاً. وقال أَبو عمرو: ما فيه

حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ، وهو أَن يخبرك بشيء فتقول: ما فيه

حَبَنْبَرٌ.ويقال للآنية التي يجعل فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان أَو من قَوارِير:

مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كما يقال مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة

ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ. الجوهري: موضع الحِبْرِ الذي يكتب به

المِحْبَرَة، بالكسر.

وحِبِرٌّ: موضع معروف في البادية. وأَنشد شمر عجز بيت: فَقَفا حِبِرّ.

الأَزهري: في الخماسي الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ، وقال:

هذه ثلاثية الأَصل أُلحقت بالخماسي لتكرير بعض حروفها.

والمُحَبَّرُ: فرس ضرار بن الأَزوَرِ الأَسَدِيِّ. أَبو عمرو:

الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير.

حرد

(حرد) : المَحْردَ، أَي مَوضِعِ الرَّحْلِ.
حرد: {حَرْد}: غضب وحقد، وقيل: قصد، وقيل: منع.
(حرد) : الحِرْدُ: الثَّقْبُ، (حبر) : نارُ إِحْبير: نار الحَباحِب.
(حرد) فلَان أَوَى إِلَى كوخ وَالشَّيْء عوجه والكوخ سنمه وَالشَّيْء طلاه كُله
(حرد) عَلَيْهِ حردا غضب واغتاظ فتحرش بِالَّذِي غاظه وهم بِهِ فَهُوَ حرد وحارد وحردان وَالدَّابَّة يبس عصبها خلقَة أَو من دَاء فَصَارَت تخبط إِذا مشت فَهِيَ حرداء وَفُلَان ثقل الْحمل عَلَيْهِ فَلم يسْتَطع الْمَشْي
[حرد] فيه: فرفع لي بيت "حريد" أي منتبذ متنح عن الناس، من تحرد الجمل إذا تنحى عن الإبل فلم يبرك، فهو حريد فريد، وحرد الرجل حروداً إذا تحول عن قومه. وفيه: وقطعت "محردها" المحرد المقطع، حردت من سنام البعير إذا قطعت منه قطعة. غ و"غدوا على حرد قدرين" أي حد في المنع، حاردت السنة منعت قطرها، والإبل ألبانها، أو على غضب.
حرد
الحَرْد: المنع من حدّة وغضب، قال عزّ وجلّ: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ [القلم/ 25] ، أي: على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزل فلان حريدا، أي ممتنعا من مخالطة القوم، وهو حريد المحل. وحَارَدَت السّنة: منعت قطرها، والناقة: منعت درّها، وحَرِدَ: غضب، وحَرَّدَهُ كذا، وبعير أحرد: في إحدى يديه حَرَدٌ ، والحُرْدِيَّة: حظيرة من قصب.

حرد


حَرَدَ(n. ac. حَرْد)
a. Intended, purposed.
b. Prevented, withheld.
c.(n. ac. حُرُوْد) ['An], Withdrew, separated from.
حَرِدَ(n. ac. حَرَد)
a. ['Ala], Was angry with.
b. Was rancorous, spiteful; sulked; pouted.

حَرَّدَa. Prevented, withheld.
b. Plaited.

حَاْرَدَa. Yielded a scanty supply.

إِنْحَرَدَa. Isolated himself, kept aloof.

حَرْدa. see 4
حِرْد
(pl.
حُرُوْد)
a. Intestine, gut (camel).
حُرْدِيّ
(pl.
حَرَاْدِيّ)
a. Bundle of reeds, rushes.

حَرَدa. Anger, rancour, spite, malice.

حَرِد
حَرِيْد
(pl.
حِرَاْد)
a. Isolated, solitary.

حَرْدَاْنُa. Sulky.

حَرْدَبَة
a. Lightness, agility.
b. [ coll. ], Crookedness
humpbackedness.
حِرْذُوْن (pl.
حَرَاْدِيْ4ُ)
a. Land-crocodile, Lybian lizard.
ح ر د: (حَرَدَ) قَصَدَ وَبَابُهُ ضَرَبَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم: 25] أَيْ عَلَى قَصْدٍ وَقِيلَ عَلَى مَنْعٍ. وَ (الْحَرَدُ) بِالتَّحْرِيكِ الْغَضَبُ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ صَاحِبُ الْأَصْمَعِيِّ: هُوَ مُخَفَّفٌ. فَعَلَى هَذَا بَابُهُ فَهِمَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَقَدْ يُحَرَّكُ. فَعَلَى هَذَا بَابُهُ طَرِبَ وَهُوَ (حَارِدٌ) وَ (حَرْدَانُ) . وَ (الْحُرْدِيُّ) مِنَ الْقَصَبِ بِوَزْنِ الْكُرْدِيِّ نَبَطِيٌّ مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ (حَرَادِيُّ) بِالْفَتْحِ وَلَا يُقَالُ: الْهُرْدِيُّ. 
(ح ر د) : (الْحَرَدُ) أَنْ يَيْبَسَ عَصَبُ يَدِ الْبَعِيرِ مِنْ عِقَالٍ أَوْ يَكُونَ خِلْقَةً فَتَخْبِطَ إذَا مَشَى وَبَعِيرٌ أَحْرَدُ وَالْمَذْكُورُ فِي الرِّوَايَةِ هَذَا وَالْجِيمُ وَالذَّالُ فِي الشَّرْحِ (وَالْحَرَادِيُّ) مَا يُلْقَى عَلَى خَشَبِ السَّقْفِ مِنْ أَطْنَانِ الْقَصَبِ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْوَاحِدُ حُرْدِيٌّ وَهُوَ نَبَطِيٌّ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا تَقُلْ هُرْدِيٌّ وَفِي الْعَيْنِ الْهُرْدِيَّةِ قَصَبَاتٌ تُضَمُّ مَلْوِيَّةً بِطَاقَاتِ الْكَرْمِ تُرْسَلُ عَلَيْهَا قُضْبَانُ الْكَرْمِ وَالْحُرْدِيَّةُ حِيَاصَةُ الْحَظِيرَةِ الَّتِي تُشَدُّ عَلَى حَائِطٍ مِنْ قَصَبٍ عَرْضًا.
ح ر د

حرد عليه: غضب، وهو حرد عليه وحارد. وأسد حارد، وأسود حوارد. قال الفرزدق:

لعلك يوماً أن تريني كأنّما ... بني حوالي الأسود الحوارد

وفلان فريد حريد، وحل حريداً: متنحياً عن القوم، وكوكب حريد. ولأحردن حردك أي قصدك. وبيت محرد: مسنم كالكوخ. وحاردت الناقة: قل لبنها وناقة محارد وحرود. قال قيس ابن عيزارة:

فحبسن في هزم الضريع فكلها ... حدباء دامية اليدين حرود

ومن المجاز: حاردت السنة: قل مطرها. وحاردت حالي: تنكدت. وحارد فلان: كان يعطي ثم أمسك. قال:

وأنت إذ يبس كل جامد ... جارد أقوام ولم تحارد

والبخل في أيديهم الأجاعد
ح ر د : حَرِدَ حَرَدًا مِثْلُ: غَضِبَ غَضَبًا وَزْنًا وَمَعْنًى وَقَدْ يُسَكَّنُ الْمَصْدَرُ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَالسُّكُونُ أَكْثَرُ وَحَرَدَ حَرْدًا بِالسُّكُونِ قَصَدَ.

وَحَرِدَ الْبَعِيرُ حَرَدًا بِالتَّحْرِيكِ إذَا يَبِسَ عَصَبُهُ خِلْقَةً أَوْ مِنْ عِقَالٍ وَنَحْوِهِ فَيَخْبِطُ إذَا مَشَى فَهُوَ أَحْرَدُ.

وَالْحُرْدِيُّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ حُزْمَةٌ مِنْ قَصَبٍ تُلْقَى عَلَى خَشَبِ السَّقْفِ كِلْمَةٌ نَبَطِيَّةٌ وَالْجَمْعُ الْحَرَادِيُّ وَعَنْ اللَّيْثِ أَنَّهُ يُقَالُ هَرْدِيَّةٌ قَالَ وَهِيَ قَصَبَاتٌ تُضَمُّ مَلْوِيَّةً بِطَاقَاتِ الْكَرْمِ يُرْسَلُ عَلَيْهَا قُضْبَانُ الْكَرْمِ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ الْهُرْدِيَّةُ عَرَبِيَّةً وَقَدْ مَنَعَهَا ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَ لَا يُقَالُ هَرْدِيَّةٌ. 
حرد: حَرْد (بالتشديد): زعق وأرغى وأزبد (المعجم اللاتيني- العربي) وفيه ( Baccare) أي ( Bacchari) ( تحريد وتشديد).
أحرده وأحرد علية: يظهر إنه الفعل المتعدي من حرد على فلان أي غضب عليه فيكون معناه: أغرى أستحث أثار، حرض شخصا على آخر. فعند أماري (ص175): وأحردوا السلطان على طبرمين. وفي البيان (2: 183): وقد ارتكبوا جرائم أحردته عليهم. وهذا يفيد في تصحيح ما قلته في معجم البيان. وتوجد في العبارة الأولى التي ذكرتها فيه (1: 86) غلطة فبدل أجرد عليك أن تقرأ أَجْرَك كما جاء في تاريخ ابن الأثير (4: 409).
تحارَد. متحارد: ذو حدة (باين سميث 1300).
حردة: جاء في معجمهمبرت (ص83) ( fripier) وقد ترجمت ب ((بائع حردة)) و ((عتقي)). ولا أدري كيف يدل بائع حردة على هذا المعنى. غير أن ( Fripier) تدل تماما على ذلك إذ أن حِرْدَة (انظر لين) تعني ( Tripe) .
حريد: غضوب (المعجم اللاتيني - العربي).
حريد النفس: سريع الغضب. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص309): كان قويا جَلْداً حَريد النفس مع كبرة السن.
وحريد = أحرد: رخيص، بخس الثمن، قليل القيمة (معجم مسلم).
تَحْريد = حَرَد: داء يصيب قوائم الإبل فيضطرب مشيها (معجم مسلم).
مُحْرِد: في المعجم اللاتيني العربي ( Sevus) : شرير ومُحْرِد.
حرد
حرَدَ يَحرِد، حَرْدًا، فهو حارد، والمفعول مَحْرود
• حرَده: قصده " {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} ". 

حرِدَ على يَحرَد، حَرَدًا، فهو حَرِد، والمفعول محرود عليه
• حرِد عليه: غضِب واغتاظ فتحرَّش بالذي غاظه وهمَّ به "الحكيمُ مَنْ لا يَحرَد- {وَغَدَوْا عَلَى حَرَدٍ قَادِرِينَ} [ق] ". 

حَرْد [مفرد]:
1 - مصدر حرَدَ.
2 - غضب وحقد وإصرار على الباطل " {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}: تمثّل غضبهم وحقدهم في عزمهم على منع الثمار عن الفقراء". 

حَرَد [مفرد]:
1 - مصدر حرِدَ على.
2 - داءٌ يصيب عَصَب الإبل فيضطرب مشيُها. 
1360 - 
حَرِد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِدَ على. 
حرد الحَرَدُ مَصْدَرُ الأحْرَدِ من الدَّوابِّ؛ وهو الذي إذا مَشى رَفَعَ قَوائِمَه رَفْعاً شَدِيداً ويَضَعُها مكانَها من شِدَّةِ قَطَافَتِه، وكذلك الرَّجُلُ إذا ثَقُلَتْ عليه الدِّرْعُ فلم يَسْتَطِع الانْبِساطَ في المَشْي قيل حَرِدَ، وهو أَحْرَدُ. وقَطاً حُرْدٌ سِرَاعٌ. والحَرَدُ - أيضاُ - داءٌ يأخُذُ الإِبِلَ من العِقَالِ في اليَدَيْنِ دوُنْ الرِّجْلَيْنِ. والحَرْدُ القَصْدُ. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ " وغَدَوْا على حَرْدٍ قَادِرِين " أي على جِدٍّ من أمْرِهم. والحَيُّ الحَرِيْدُ الذي يَنْزِلُ مُعْتَزِلاً عن القَبِيْلَةِ. وحَرِدَتْ دارُه بَعُدَتْ. ورَجُلٌ حَرِدٌ وفَرِدٌ، وحَرْدٌ فَرْدٌ وحَرِيْدٌ فَرِيدٌ، وحارِدٌ فَارِدٌ؛ من قَوْمٍ حُرَدَاءَ، ومُنْحَرِدٌ مُنْفَرِدٌ، واحْتَرَدَه أفْرَدَه. والحُرْدِيَّةُ حِيَاصَةُ الحَظِيرةِ بقَصَبٍ وغيرِه، يُقال حَرَّدْناها تَحْيِريْداً، والجَمْعُ الحُرَادِيُّ. والحُرُوْدُ مَبَاعِرُ الإِبِلِ، واحِدُها حِرْدٌ. وفي العُوْدِ حُرُوْدٌ وحُيُوْدٌ أي عُجَزٌ. والحَرْدُ الحَزُّ في الشَّيْءِ، وجَمْعُه حُرُوْدٌ. وحَرَدْتُ اللَّحْمَ قَطَعْتُه. والمَحْرَدُ أصْلُ العُنُقِ، والحَرْدُ العُنُقُ. والمَحَارِدُ المَشَافِرُ. ووَتَرٌ حَرِدٌ، وحَبْلٌ أحْرَدُ، وذلك إذا شَدَدْتَ إحدى القُوَّتَيْنِ وأَرْخَيْتَ الأُخْرَى. والحُرُوْدُ حَرْفُ الحَبْلِ، وحَرَادِيْدُه، حُيُوْدُه. ونَاقَةٌ مُحَارِدٌ وهي التي يَنْقَطِعُ لَبَنُها سَرِيْعاً. وحارَدَ الرَّجُلُ إذا أعْطَى ثمَّ أمْسَكَ. والحَرُوْدُ التي لا تكادُ تَدُرُّ مُحَارَدَةً، وإبِلٌ حِرادٌ كذلك. والمُحْرِدُ المُغِذُّ في السَّيْرِ، يُقال أَحْرَدَ في سَيْرِه. والمُحْرَدُ المُغْضَبُ. والحَرَدُ الاسْمُ. والبَيْتُ المُحَرَّدُ المُسَنَّمُ.
[حرد] حَرَدَ يَحْرِدُ بالكسر حَرْداً: قَصَدَ. تقول: حَرَدْتُ حَرْدَكَ، أي قصدت قصدك. قال الراجز: أقبل سيل جاء من أمر الله * يحرد حرد الجنة المغله - وقوله تعالى:

(وغدوا على حَرْدٍ قادِرين) *، أي على قَصْدٍ. وقيل: على منعٍ. من قولهم حارَدَتِ الإبلُ حِراداً، أي قَلَّت ألبانها. والحَرود من النوق: القَليلة الدَّرِّ. وحارَدَتِ السَنَة: قَلَّ مَطَرُها. وحَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً، أي تَنَحَّي عن قومه، ونزل منفرداً ولم يخالطهم. قال الشاعر : إذا نزل الحى حل الجحيش * حريد المحل غويا غيورا - وقال أبو زيد: رجل حَريدٌ من قوم حُرَداء. وقد حَرَدَ يَحْرُدُ حُروداً: إذا تَرَك قَوْمَهُ وتحوّل عنهم. قال: وقالوا كلُّ قليل في كثير حريد. وأنشد لجرير: نبنى على سَنَنِ العَدُوّ بُيوتَنا * لا نَستَجيرُ ولا نحل حريدا - وكوكب حريد، أي مُعْتَزِلٌ عن الكَواكِبِ. قال ذو الرمة: يعتسفان الليل ذا السدود * أما بكل كوكب حريد - قال الأصمعي: رجل حَريدٌ: أي فَريدٌ وحيدٌ. قال: والمُنْحَرِدُ: المُنْفَرِدُ، في لغة هُذَيل. وأنشد لأبي ذؤيب: مِنْ وَحْشِ حَوضي يُراعي الصَيْدَ مُنْتَقِلاً * كأنّه كَوكَبٌ في الجوّ منحرد - ورواه أبو عمرو بالجيم، وفسره منفرد. قال: وهو سهيل. والحرد بالتحريك: الغضب. قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الاصمعي: هو مخفف. وأنشد : إذا جياد الخيل جاءت تردى * مملوءة من غضب وحرد - وقال الآخر:

يلوك من حرد على الارما * وقال ابن السكيت: وقد يحرك. تقول منه: حرد بالكسر فهو حارد وحردان. ومنه قيل: أسد حارد، وليوث حوارد. وحرد البعير حردا بالتحريك لا غير، فهو أحرد وناقة حرداء، وذلك أتن يسترخى عصب إحدى يديه من عقال، أو يكون خلقه حتى كأنه ينفضها إذا مشى. قال الاعشى. وأذرت برجليها النفى وراجعت * يداها خنافا لينا غير أحردا - وتحريد الشئ: تعويجه كهيئة الطاق. ومنه قيل: بَيْتٌ مُحَرَّدٌ، أي مُسَنّم. وحبل مُحَرَّدٌ إذا ضُفِر فصارت له حروف لا عوجاجه. والحردى من القصب نبطى معرب. ولا يقال الهردى. وغرفة محردة، أي فيها حَرادِيُّ القَصَب. قال الأصمعي: البيت المُحَرَّدُ، هو المُسَنَّمُ الذي يقال له كوخٌ. قال: والمحرد من كل شئ: المعوج. والحِرْدُ بالكسر: واحد الحُرود، وهي مباعر الابل.
(حرد) - في حَدِيث صَعْصَعَة بنِ نَاجِيَة : "فرُفع لِي بَيْتٌ حَرِيد".
: أي مُنتَبِذٌ مُتنَحًّ عن النّاس، من قَولهم: تَحرَّد الجَملُ إذا تَنَحَّى عن الِإبِل فلم يَبرُك معها، قاله صاحِبُ التَّتِمَّة. وقال غَيرُه: يقال: حَرِيدٌ فَرِيدٌ، وحَرِدٌ فَرِدٌ بكَسْر الرَّاءَين وبفَتْحِهِما، وبسُكُونِهِما، وحَارِدٌ بَارِدٌ، ومُنْحَرِد مُنْفرِد، وقد حَرَد حُرودًا: أي تَحوَّل عن قَومِه، وأَحْردَه أي: أَفردَه وفي شِعْر مُدِح به الزُّهْرِي:
وقَطَعْتَ مَحرِدَها بحُكْمٍ فاصل.
يقال: حَرِدْتُ من السَّنام حَرَدًا أي: قَطَعْت.
(حرر) في حديث عُيَيْنَة، رَضِي الله عنه: " ... لا، حَتَّى أُذِيقَ نِساءَه من الحَرِّ" .
الحَرّ: بَمعْنى الحَرَارة، وهو حُرقَةٌ في القَلْب من الغَيْظ والتَّوجُّع.
- ومنه حديثُ أُمِّ المُهاجِر: "أَنَّها لما نُعِي عُمَر، قالت: واحَرَّاه، فقال الغُلامُ: حَرٌّ انتَشرَ فملأ البَشَر.
وفي المثل "سَلَّطَ الله عليه الحِرَّةَ بعد القِرَّة" : أي العَطَش بعد البَرْد، وحَرَّ يَحَرُّ: سَخُن.
- وفي حَدِيثِ أسمَاءَ ، رضي الله عنها في الشُّبرُم: "إنه حَارٌّ جَارٌّ"، وفي رواية: "حَارٌّ يَارٌّ"، وهو الأَكثرَ في كَلَامِهم. قال الكِسائِي: حارٌّ، من الحَرَارة، ويَارٌّ: إتباع.
- في الحديث: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْر" .
الحَرُّ والحَرَر: يُبْس في الكَبِد من العَطَش ، أو الحُزْن.
ويقال: حَرَّت كَبِده تَحِرُّ حِرَّةً، والحَرَّانُ: العَطْشَان، والحَرَّى: العَطْشَى وأنشد:
* فالشُّرب يُمنَع والقُلُوبُ حِرَار *
وفي بعض الروايات: "في كُلِّ كَبدٍ حَارَّةٍ أَجرٌ". قال بَعضُهم : معناه إذا ظَمِئَت الكَبِد في سَبِيل اللهِ عَزَّ وجَلَّ حتَّى تَحْمَى، فلصاحِبِها فيه أَجْر.
وهذا المعنى لا يُلائِمِ سياقَةَ الحَدِيث، لأَنَّه - صلى الله عليه وسلم - "سُئِل عن سَقْى الِإبِل الغَرِيبَة"؟ وفي رواية: "الظَّمِيئَة" ، وفي أُخرى: "الكَلْب" فأَجابَ بِذَلك، فعَلَى هذا يَكُون في الجَوابِ إضمار: أي في سَقْى كل ذِي كَبِدٍ حَرَّى أجر.
- وفي حَديثٍ آخر: "ما دَخَل جَوْفِي ما يَدخُل جَوْفَ حَرَّان كَبِد".
فكَأَنَّ حَرارَةَ الكَبِد كِنايةٌ عن الحَيَاة.
وفي حديث ابنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه: "أَنَّه نَهَى مُضارِبَه أن يَشْتَرِيَ بمَالِه ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ".
ويَروُونه في كِتاب الشِّهاب الذي جَمَعه القُضَاعِيُّ: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى رَطْبَةٍ أَجْر".
وقد نَظرتُ في أَصلِ كِتاب القُضَاعيُّ المسند، فليس فيه ذِكر "حَرَّى" إنما أَخرجَه من رواية أبي هُرَيرة، رضي الله عنه، ولَفْظُ رِوايَتِه: "في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر" . ورِوَاية سُراقَة ومُخَوَّل، رضي الله عنهما: "حَرَّى أو حَارَّة" بدل: "رَطْبة"، ولا أَعرِف مَنْ جَمَع بينهما في الرِّوَاية.
فأَمَّا مَعنَى رَطْبَة فقِيلَ: إنَّ الكَبِد إذا ظَمِئت: تَرطَّبَت، وكذا إذا أُلقِيَت على النار.
وقيل: وَصفَها بما تُؤَول إليه، كقَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ} .
: أيْ تَصِير مَيِّتاً.
فمَعْناه: في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى لمَنْ سَقَاها حتَّى تَصِير رَطْبَةً أَجْرٌ والأَولُ أَصحُّ؛ لأَنَّ الرَّطْبة قد وَرَدَت في الحَدِيث بدل الحَارَّة فَيَجِب أن تكون بمعناها، والله عز وجل أعلم.
- في حَدِيثِ سُوَيْد، رضي الله عنه: "أنَّ رَجلًا لطَمَ وَجْهَ جارِية فقال سُوَيد: أَعجَزَ عليك إلَّا حُرُّ وَجْهِها".
قال أبو نَصْر: صَاحِبُ الأَصْمَعِي: هو أَعتَق موضِعٍ من الوَجْه. وقيل: هو ما أَقبَل عليكَ منه، وقِيلَ: ما بَدَا من الوَجْه، وحُرُّ كُلِّ أرضِ ودارٍ: وَسَطُها وأَطَيَبُها، وكَذا من الفَاكِهَة والبَقْل والطِّين.
في حَدِيثِ ابنْ عُمَر: قال لمُعاوِيةُ: "حاجتِي عَطاءُ المُحَرَّرين فإني رَأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حين جاءَه شَيءٌ، لم يَبْدَأ بَأَوَّل منهم".
قال الطَّحاوِي: مَعْناه أنَّهم كانوا كُفَّارا، فأَردْنا منهم الِإيمَان الذي هو سَبَبٌ لهم إلى الفَوْزِ.
كما قال: عَجِبْت من أَقوامٍ يُقادُون إلى الجَنَّة في السَّلَاسِل، ثم يُؤمَر مَوالِيهم بالِإحْسان إليهم، ونَدَبَهم الشَّرعُ إلى إعتَاقِهم. فكذا أَمَر بتَقْدِيمِهم في العَطَاء حتَّى لا يفارق إحسانهم إليهم أَبداً.
- في حَديِثِ الحَجَّاج: "أَنَّه باع مُعتَقاً في حَرارِه" .
يقال: حَرَّ المَمْلوك، يَحَرّ، حَرَارًا قال الشَّاعِر: * وما رُدُّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ *
(ح ر د)

الحَرْدُ، الجِدُّ وَالْقَصْد. حَرَدَ يحْرِدُ حَرْدا وَفِي التَّنْزِيل: (وغَدَوا على حَرْدٍ قادرِيَن) والحرْدُ: الْمَنْع، وَقد فسرت الْآيَة على هَذَا. وحَرَّدَ الشَّيْء: مَنعه، قَالَ:

كأنّ فِدَاءَها إِذْ حَرَّدُوهُ ... أطافُوا حوُله سُلَكٌ يَتِيمُ

ويروى: جَرَّدوه، أَي نقوه من التِّبْن.

وَرجل حَرْدانُ: متنح معتزل. وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ، وحريد من قوم حُرداءَ، وَامْرَأَة حَريدةٌ، وَلم يَقُولُوا: حَرْدى. وَحي حرِيدٌ، متفرد منعزل، إِمَّا من عزتهم، وَإِمَّا من ذلتهم وقلتهم، قَالَ جرير:

نَبْنِي على سَننِ العَدُوّ بُيوتَنا ... لَا نَسْتَجيرُ وَلَا نَحُلُّ حَرِيدَا

يَعْنِي إننا لَا ننزل فِي قوم من ضعف وذلة، لما نَحن عَلَيْهِ من الْقُوَّة وَالْكَثْرَة. حَرِدَ يحْرَدُ حُرُوداً.

وكوكب حَرِيدٌ: طلع مُنْفَردا، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر، قَالَ ذُو الرمة:

يَعْتَسِفانِ اللَّيلِ ذَا الكؤود

أمًّا بكلّ كوكبٍ حَرِيدِ وَمِنْه التَّحريد فِي الشّعْر، وَلذَلِك عد عَيْبا لِأَنَّهُ بعد وَخلاف للنظير.

وحَرِدَ عَلَيْهِ حَرَداً، وحَرَدَ يحْرِدُ حَرْدا، كِلَاهُمَا غضب، فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: حَرِدَ حَرْداً. وَرجل حَرْدٌ وحارِدٌ: غَضْبَان.

وحارَدَت الْإِبِل: انْقَطَعت أَلْبَانهَا أَو قلت. أنْشد ثَعْلَب:

سَيُروِي عَقِيلا رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ ... تمَطَّتْ بِهِ مَصْلُوبةٌ لم تُحارِدِ

مصلوبة: موسومة.

وناقة مَحارِد ومُحَارِدةٌ: بَيِّنَة الحِرَادِ، واستعاره بَعضهم للنِّسَاء فَقَالَ:

وبِتْنَ على الأعْضَادِ مُرْتَفِقاتِها ... وحارَدْنَ إِلَّا مَا شَرِبْنَ الحَمائما

يَقُول انْقَطَعت ألبانهن إِلَّا أَن يشربن الْحَمِيم وَهُوَ المَاء يسخنه فيشربنه، وَإِنَّمَا يسخنه لِأَنَّهُنَّ إِن شربنه بَارِدًا على غير مَأْكُول عقر أجوافهن.

وحارَدت السّنة: قل مَاؤُهَا، وَقد استعير فِي الْآنِية إِذا نفذ شرابها، قَالَ:

وَلنَا باطِيةٌ مملوءَةٌ ... جَوْنَةٌ يَتْبَعُها بِرْزِينُها

فإذَا مَا حارَدَتْ أَو بكأتْ ... فُكَّ عَن حاجِبِ أُخْرَى طينُها

البرزين: إِنَاء يتَّخذ من قشر طلع الفحال يشرب بِهِ.

والحَرَدُ: دَاء فِي القوائم إِذا مَشى الْبَعِير نفض قوائمه فَضرب بِهن الأَرْض كثيرا، وَقيل: هُوَ دَاء يَأْخُذ الْإِبِل من العقال فِي الْيَدَيْنِ دون الرجلَيْن. بعير أحَرَدُ، وَقد حَرِدَ حَرَداً.

وبعير أحْرَدُ: يخبط بيدَيْهِ إِذا مَشى، خلقَة. وَقيل: الحَرَدُ، أَن ييبس عصب إِحْدَى الْيَدَيْنِ من العقال وَهُوَ فصيل، فَإِذا مَشى ضرب بهَا صَدره. وَقيل الأحرد الَّذِي إِذا مَشى رفع قوائمه رفعا شَدِيدا ووضعها مَكَانهَا من شدَّة قطافته، يكون فِي الدَّوَابّ وَغَيرهَا.

وَرجل أحْرَدُ، إِذا ثقلت عَلَيْهِ درعه فَلم يسْتَطع الانبساط فِي الْمَشْي، وَقد حَرِدَ حَرَداً.

وحَرَّد حبله: أدرج فتله فجَاء مستديرا، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَقَالَ مرّة: حَبل حَرِدٌ بَين الحَرَدِ غير مستوي القوى.

والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ: حياصة الحظيرة الَّتِي تشد على حَائِط الْقصب عرضا، قَالَ ابْن دُرَيْد: هِيَ نبطية. وَقد حَرَّدَه. وغرفة مُحَرَّدَةٌ: فِيهَا حَرَادِيُّ الْقصب.

وَبَيت مُحَرَّدٌ: مسنم.

والمُحَرَّدُ من كل شَيْء: المعوج.

وحَرِد الْوتر حَرْداً فَهُوَ حَرِدٌ، إِذا كَانَ بعض قواه أطول من بعض.

والحِرْدُ: قِطْعَة من السنام.

والحِرْدُ: مبعر الْبَعِير والناقة، وَالْجمع حُرُودٌ.

وأحْرَادُ الْإِبِل: امعاؤها، وخليق أَن يكون وَاحِدهَا حِرْداً، كواحد الحرُودِ الَّتِي هِيَ مباعرها، لِأَن المباعر والامعاء مُتَقَارِبَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ثمَّ غَدَتْ تَنْبِضُ أحْرَادُها ... إنْ مُتَغَنَّاةً وَإِن حادِيَه

تنبض: تضطرب، ومتغناة: متغنية، وَهَذَا كَقَوْلِهِم: الناصاة فِي الناصية، والقاراة فِي القارية.

وتحَرَّدَ الأديمُ: ألْقى مَا عَلَيْهِ من الشّعْر.

وقطا حُرْدٌ: سراع.

والحريدُ: السّمك المقدد، عَن كرَاع.

حرد

1 حَرَدَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, K,) inf. n. حَرْدٌ, (S, Msb,) He tended, repaired, betook himself, or directed himself or his course or aim, to or towards; made for or towards; aimed at; sought, pursued, desired, or intended; (him, or it; IAar, K;) syn. قَصَدَ. (IAar, S, A, Msb, K.) Agreeably with this explanation, some render the words of the Kur [lxviii. 25], وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ

قَادِرِينَ. (S.) You say to a man, ↓ قَدْ حَرَدْتُ حَرْدَكَ I have tended, repaired, &c., to, or towards, thee; like قَصَدْتُ قَصْدَكَ (Fr, S, * L) and أَقْبَلْتُ قِبَلَكَ. (Fr, L.) A rájiz says, (S,) namely, Hassán, (so in a copy of the S,) أَقْبَلَ سَيْلٌ جَآءَ مِنْ أَمْرِ اللّٰهَ يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ

[A torrent advanced, that came by the command of God, tending to the fruitful garden]. (S.) A2: Also, aor. ـِ (K,) inf. n. حَرْدٌ, (S, L,) He prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, debarred, inhibited, forbade, prohibited, or interdicted; (IAar, S, K;) and so ↓ حرّد, (L, K,) inf. n. تَحْرِيدٌ. (TA.) Agreeably with this explanation, also, some render the words of the Kur cited above: from حَارَدَتْ said of she-camels, meaning “ they became scanty in their supplies of milk. ” (S.) A3: Also, aor. ـِ (S, L, K,) or ـُ (Az, S, L,) inf. n. حُرُودٌ; (S, K;) [and app. ↓ تحرّد and ↓ انحرد; (see حَرِيدٌ;)] He (a man) separated himself from others; (K;) he left, or abandoned, or forsook, his people, and removed from them; (Az, S;) he retired from his people, and alighted, or took up his abode, in a place by himself. (S.) A4: حَرِدَ, (Sb, S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) and حَرَدَ, aor. ـِ (L, K,) inf. n. حَرْدٌ, (Sb, As, T, IDrd, S, Msb, &c.,) so says Aboo-Nasr Ahmad Ibn-Hátim, companion of As, (S,) and حَرَدٌ, (T, S, Msb,) this latter form of the inf. n. sometimes used, accord. to ISk, (S,) and this is the form heard by Az and AO and As from the Arabs of chaste speech, (TA,) but both forms are chaste, (IAar, TA,) though the former is the more common, (IAar, Msb,) He was, or became, angry: (S, Msb, K, &c.:) he was, or became, exasperated (تحرّش) by one who angered him, and desired to kill him. (T, L.) And حَرَدَ عَلَيْهِ (A, L) and حَرِدَ (L) He was angry with him. (A, L.) A5: حَرِدَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (S, K,) inf. n. حَرَدٌ, (S, Mgh, Msb,) He (a camel) had the disease termed حَرَدٌ [q. v.]: (K:) he had the tendons, or sinews, of one of his fore legs relaxed by the cord whereby the fore shank is sometimes bound up to the arm, or had them in that state naturally, (S, Mgh, Msb, *) so that he shook his fore legs, (S,) or so that he beat the ground [with the fore leg], (Mgh, Msb,) in walking, or going: (S, Mgh, Msb:) or he (a camel) had the tendon, or sinew, of his arm broken, so that his fore leg became lax, and he never ceased to shake it: the tendon, or sinew, breaks only in the outer side of the arm, and it [the arm] seems, when the camel walks or is in motion, as though it stretched, by reason of his raising it so high from the ground, and by reason of its laxness: (ISh, TA:) or he (a beast) raised his legs very high, in walking, or going, and put them down in their place, by reason of his being very short in his step. (L.) b2: Also, aor. and inf. n. as above, He (a man) was oppressed by the weight of his coat of mail, so that he was unable to stretch himself out in walking. (K.) b3: And, with the same aor. and inf. n., It (a bowstring) had one or more of the several portions of which (by their being twisted together) it was composed longer than others. (K.) 2 حرّد: see 1.

A2: Also, (T, L, K,) inf. n. تَحْرِيدٌ, (K,) He twisted a rope so tightly that the strands formed knots, and overlay one another: (T, L:) and he rolled a rope in twisting it (أَدْرَجَ فَتْلَهُ) so that it became round. (AHn, L, K.) [See also the pass. part. n., below.] b2: And, (K,) inf. n. as above, (S, K,) He crooked, curved, or bent, a thing, (S, K,) in the form of an arch. (S.) b3: See also حُرْدِىٌ. [It seems to be implied in the L, that one says حرّد حَائِطَ القَصَبِ, meaning He bound a حُرْدِىّ (q. v.) upon the fence of reeds, or canes, of a fold for sheep &c.]

A3: Also, (K,) inf. n. as above, (T, K,) He (a man) betook himself, or repaired, for covert, or lodging, to a [house, or hut, such as is called] كُوخ, (T, K,) with a gibbous roof. (K.) 3 حَارَدَتْ, (S, A, K,) inf. n. حِرَادٌ, (S,) She (a camel) was, or became, scanty in her supply of milk: (S, A, K:) or ceased to yield milk, or to have milk in her udder. (K.) b2: [Hence,] (tropical:) She (a woman) ceased to have milk in her breasts. (L.) b3: And (tropical:) It (a بَاطِيَة or other vessel) ceased to have wine, or beverage, in it. (L.) b4: And (tropical:) It (a year, سَنَةٌ,) was one of little rain. (S, A, K.) b5: And حارد (tropical:) He (a man) was about to give, and then refrained. (A.) b6: And حَارَدَتْ حَالِى (tropical:) My state, or condition, became changed, so as not to be known, or so as to be displeasing. (A.) 4 احردهُ He separated, or set apart, (K,) and removed, (TA,) him, or it. (K, TA.) 5 تَحَرَّدَ see 1.7 إِنْحَرَدَ see 1. b2: [Also,] It (a star) darted down. (K.) حَرْدٌ i. q. قَصْدٌ: whence the phrase, قَدْ حَرَدْتُ حَرْدَكَ: see 1.

A2: Anger; [as also ↓ حَرَدٌ: see 1:] so in the prov., تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حَتَّى تُدْرِكَ حَقَّكَ Retain, or persist in, thine anger until thou obtain thy right. (TA.) Rancour, or enmity which one retains in the heart, watching for an opportunity to indulge it. (El-Kálee, MF.) A3: See also حَرِيدٌ.

حِرْدٌ The مَبْعَر [i. e. the intestine, or gut, containing the بَعْر, or dung,] of a camel, (As, S, K,) male or female; (K;) as also ↓ حِرْدَةٌ: (As, K:) pl. حُرُودٌ. (As, S.) b2: An intestine, or a gut: (T:) pl. as above: (IAar:) [or] أَحْرَادٌ signifies the intestines, or guts, of camels; and is probably a pl. of حِرْدٌ, like حُرُودٌ, as the مَبَاعِر and the أَمْعَآء are nearly alike. (L.) Accord. to Lth [and the K], حِرْدٌ signifies A piece of a camel's hump: but this is a mistake: it means (as explained above) an intestine, or a gut. (T.) حَرَدٌ: see حَرْدٌ.

A2: Also A certain disease in the legs of camels, (K, TA,) occasioning them, in walking, or going, to shake their legs, and to beat the ground with them much: (TA:) or a certain disease in their fore legs; (K, TA;) not in the hind legs; caused by the cord whereby the fore shank is sometimes bound up to the arm: (TA:) or an aridity in the tendons, or sinews, of one of the fore legs, occasioned by that cord, (K, TA,) when the animal is young and recently weaned, (TA,) in consequence of which he beats the ground with his fore legs, (K, TA,) or [strikes] his breast [therewith], in walking, or going: (TA:) the disease thus called is casual; [or generally so; (see حُرَيْدَآءُ;)] not natural. (T.) [See حَرِدَ.]

حَرِدٌ: see حَرِيدٌ: A2: and حَارِدٌ: A3: and أَحْرَدُ, in two places.

A4: Also A rope uneven in its strands. (AHn, TA.) A bow-string having one or more of the several portions of which (by their being twisted together) it is composed longer than others. (K.) [See also مُحَرَّدٌ.]

A5: A man in want, or needy. (Yoo, on the authority of an Arab of the desert.) حِرْدَةٌ: see حِرْدٌ.

حُرْدِىٌّ A bundle of reeds, or canes, which is laid upon the rafters, or pieces of wood; (called رَوَافِدُ, IAar, L,) of a roof: (IAar, Mgh, Msb:) [the reeds, or canes, which are thus used in the construction of a roof are tied together in small bundles, each of which I have generally found to consist of about five or six: over them is added a coat of plaster:] pl. حَرَادِىُّ: a Nabathæan word: (S, Mgh, Msb, K:) arabicized: (S:) you should not say هُرْدِىٌّ. (ISk, S, Mgh.) b2: Also, (L, K,) and ↓ حُرْدِيَّةٌ, (Mgh, L, K,) The girdle (حِيَاصَة, Mgh, L, K, TA, in the CK حِياضَة) of a fold for sheep, &c. (حَظِيرَة), which is bound upon the fence (حَائِط) of reeds, or canes, (Mgh, L, K,) crosswise: (Mgh, L:) accord. to IDrd, Nabathæan. (L.) You say, ↓ حَرَّدَهُ, inf. n. تَحْرِيدٌ. (L.) b3: Also ↓ حُرْدِيَّةٌ, (Lth, Msb,) in the 'Eyn هُرْدِيَّةٌ, (Mgh,) but this latter is disallowed by ISk, (Msb,) Reeds, or canes, which are connected, in a bent form, with the arched branches (طَاقَات) of a grape-vine, (Lth, Mgh, Msb,) and upon which the shoots of the vine are let fall. (Mgh.) b4: Also حُرْدِىٌّ, with damm, [irregularly formed from حِرْدٌ, unless it be a mistake for حِرْدِىٌّ,] A man having wide, or capacious, intestines [like those of the camel]. (L, TA.) حُرْدِيَّةٌ: see what next precedes, in two places.

حَرْدَانُ: see حَرِيدُ: A2: and حَارِدُ.

حَرُودٌ (S, A, K) and ↓ مُحَارِدٌ (A, K) and ↓ مُحَارَدَةٌ (K, TA, but omitted in some copies of the K) A she-camel yielding little milk: (S, A, K:) or ceasing to yield milk, or to have milk in her udder. (K.) حُرُودٌ and ↓ حَرَائِدُ, (K, TA,) or ↓ حَرَادِيدُ, (so in a MS. copy of the K and in the CK,) The prominent edges of a rope: (K: [in a MS. copy of the K and in the CK, for حَبْل is erroneously put جَبَل:]) or the former, knots, and parts overlying one another, in a rope, in consequence of the strands' being twisted very tightly. (Az, on the authority of Arabs of his time.) b2: Also the former, pl. of حِرْدٌ [q. v.]. (As, S.) حَرِيدٌ A man who separates himself from others; as also ↓ حَرِدٌ and ↓ حَرْدٌ and ↓ حَارِدٌ and ↓ مُتَحَرِّدٌ (K) and ↓ حَرْدَانُ: (L:) fem. حَرِيدَةُ, not حَرْدَى: (L:) or a man who has left, or abandoned, or forsaken, his people, and removed from them: (Az, S:) or a sole, or single, man: (As, S:) and ↓ مُنْحَرِدٌ signifies solitary, in the dial. of Hudheyl: (As, S:) pl. (of the first, S) حُرْدَآءُ (S, K) and (of the second, TA) حِرَادٌ. (K.) You say, حَلَّ حَرِيدًا He alighted and abode aside, or apart, from the people. (A.) And حَىٌّ حَرِيدٌ A tribe that separates itself from others, (K, TA,) not mixing with them when departing and alighting, (TA,) either on account of its might or on account of its smallness of number (K, TA) and its meanness of condition. (TA.) And كَوْكَبٌ حَرِيدٌ (S, A) and ↓ مُنْحَرِدٌ (S) A solitary star. (S.) Aboo-Dhu-eyb says, ↓ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ فِى الجَوِّ مُنْحَرِدُ [As though it were a solitary star in the region between the heaven and the earth]: but AA reads [منجرد,] with ج, explaining it in the same sense; and saying that the poet means سُهَيْلٌ [or Canopus]. (S.) [See also 7.] And they say, كُلُّ قَلِيلِ فِى

كَثِيرٍ حَرِيدٌ [Everything little among much, or small in number among great in number, is solitary]. (Az, S.) حُرَيْدَآءُ A tendon, or sinew, that is in the place of the cord whereby the fore shank is sometimes bound up to the arm, occasioning a beast to be what is termed أَحْرَد, (K,) i. e., to shake one of his fore legs in walking, or going: sometimes this is natural. (TA.) [See حَرَدٌ.]

حَرَائِدُ: see حُرُودٌ.

حَرَادِيدُ: see حُرُودٌ.

حَارِدٌ: see حَرِيدٌ.

A2: Also, (S, A, K,) and ↓ حَرِدٌ (A, K) and ↓ حَرْدَانُ, Angry: (S, A, K:) exasperated (مُتَحَرِّشٌ) by him who has angered him, and desirous of killing him: (T, L:) or the first, compact in make, strong, feared, or dreaded; whom, by reason of [his] disdainfulness (عزة [i. e.

عِزَّة]) one thinks to be angry. (Ham p. 300.) أَسَدٌ حَارِدٌ An angry lion: pl. حَوَارِدُ. (S, A.) أَحْرَدُ A camel (or a beast, L) having the disease, or fault, termed حَرَدٌ; (S, Mgh, L, Msb, K;) as also ↓ حَرِدٌ: (K:) fem. of the former حَرْدَآءُ. (S.) b2: A man oppressed by the weight of his coat of mail, and unable to stretch himself out in walking; (T, TA;) [and] so ↓ حَرِدٌ. (K.) b3: (tropical:) Niggardly; mean; sordid. (K, TA.) and أَحْرَدُ اليَدَيْنِ (assumed tropical:) Close-fisted, or niggardly. (T.) مُحَرَّدٌ A rope plaited so that it has prominent edges, by reason of its distortion. (S, L. [See also 2; and see حَرِدٌ.]) And A bow-string strongly twisted, having one or more of its strands, or the several portions of which (by their being twisted together) it is composed, appearing over, or above, others; as also مُعَجَّرٌ. (L.) b2: Crooked, curved, or bent, (S, K,) [in the form of an arch: see 2:] applied to anything. (S.) b3: A room in which are [bundles such as are called] حَرَادِىّ of reeds, or canes, (S, L,) laid across [over the rafters of the roof]; (L;) as also مُحَرَّدَةٌ applied as an epithet to a room of the kind called غُرْفَة: (S, L:) and the former word, (K,) used as a subst., (TA,) signifies as above. (K, TA.) b4: Also, (K,) or بَيْتٌ مُحَرَّدٌ, (As, S, A,) A house [or hut] with a gibbous roof, such as is termed كوخ. (As, S, A, * K. *) مُحَارِدٌ and مُحَارِدَةٌ: see حَرُودٌ.

مُتَحَرِّدٌ: see حَرِيدٌ.

مُنْحَرِدٌ: see حَرِيدٌ, in three places.

حرد: الحَرْدُ: الجِد والقصد. حَرَدَ يَحْرِد، بالكسر، حَرْداً: قصد.

وفي التنزيل: وغدوا على حرد قادرين؛ والحَرْدُ: المنع، وقد فسرت الآية على

هذا، وحَرَّد الشيءَ: منعه؛ قال:

كأَن فِداءها، إِذا حَرَّدوُه

أَطافوا حولَه. سلَكٌ يتيم

ويروى: جَرَّدوه أَي نقوه من التبن. ابن الأَعرابي: الحَرْدُ: القصد،

والحَرْدُ: المنع، والحَرْدُ الغيظ والغضب، قال: ويجوز أَن يكون هذا كله

معنى قوله: وغدوا على حرد قادرين؛ قال: وروي في بعض التفسير أَن قريتهم كان

اسمها حَرْدَ؛ وقال الفراء: وغدوا على حرد، يريد على حَدٍّ وقُدْرة في

أَنفسهم. وتقول للرجل: قد أَقبلتُ قِبَلَكَ وقصدت قصدك وحَرَدْتُ

حَرْدَكَ؛ قال وأَنشدت:

وجاء سيْل كان من أَمر آللهْ،

يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ

يريد: يقصد قصدها. قال وقال غيره: وغدوا على حرد قادرين، قال: منعوا وهم

قادرون أَي واجدون، نصب قادرين على الحال. وقال الأَزهري في كتاب الليث:

وغدوا على حرد، قال: على جدّ من أَمرهم، قال: وهكذا وجدته مقيداً

والصواب على حَدٍّ أَي على منع؛ قال: هكذا قاله الفراء.

ورجل حَرْدانُ: متنحٍّ معتزل، وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ وحَريدٌ من قوم

حُرَداءَ. وامرأَة حَريدَةٌ، ولم يقولوا حَرْدَى. وحيّ حَريد: منفرد معتزل

من جماعة القبيلة ولا يخالطهم في ارتحاله وحلوله، إِما من عزتهم وإِما من

ذلتهم وقلتهم. وقالوا: كل قليل في كثير: حَريدٌ؛ قال جرير:

نَبني على سَنَنِ العَدُوِّ بيوتنا،

لا نستجير، ولا نَحُلُّ حَريدٍا

يعني إِنَّا لا ننزل في قوم من ضعف وذلة لما نحن عليه من القوة والكثرة.

وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً، الصحاح: حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً أَي تنحى

وتحوّل عن قومه ونزل منفرداً لم يخالطهم؛ قال الأَعشى يصف رجلاً شديد

الغيرة على امرأَته، فهو يبعد بها إِذا تزل الحيُّ قريباً من ناحيته:

إِذا نزل الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ

حَرِيدَ المَحَلِّ، غَويّاً غَيُورا

والجَحِيش: المتنحي عن الناس أَيضاً. وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً إِذا

ترك قومه وتحوّل عنهم.

وفي حديث صعصعة: فرفع لي بيت حَريدٌ أَي منتبذ متنح عن الناس، من قولهم:

تحرّد الجمل إِذا تنحى عن الإِبل فلم يبرك، وهو حريد فريد. وكَوْكَبٌ

حريدٌ: طلع منفرداً، وفي الصحاح: معتزل عن الكواكب، والفعل كالفعل والمصدر

كالمصدر؛ قال ذو الرمة:

يعتسفان الليلَ ذا السُّدودِ،

أَمّاً بكل كوكب حَرِيدِ

ورجل حَريد: فَريد وحيدٌ.

والمُنحَرِد: المنفرد، في لغة هذيل؛ قال أَبو ذؤيب:

كأَنه كوكب في الجوّ منحرد

ورواه أَبو عمرو بالجيم وفسره منفرد، وقال: هو سهيل؛ ومنه التحريد في

الشعر ولذلك عُدَّ عيباً لأَنه بُعْدٌ وخلاف للنظير، وحَمرِدَ عليه

حَرْداً: كلاهما غضب؛ قال ابن سيده: فأَما سيبويه فقال حَرِدَ حَرْداً.

ورجل حَرِدٌ وحارد: غضبان. الأَزهري: الحِرْدُ جَزْمٌ، والحَرَدُ لغتان.

يقال: حَرِدَ الرجل، فهو حَرِدٌ إِذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهَمَّ به،

فهو حارد؛ وأَنشد:

أُسودُ شَرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ،

تَساقَيْن سُمّاً، كلُّهُنَّ حَوارِدُ

قال أَبو العباس، وقال أَبو زيد والأَصمعي وأَبو عبيدة: الذي سمعنا من

العرب الفصحاء في الغضب حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً، بتحريك الراء؛ قال أَبو

العباس: وسأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال: صحيحة، إِلا أَن المفضَّل أَخبر

أَن من العرب من يقول حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً، والتسكين أَكثر والأُخرى

فصيحة؛ قال: وقلما يلحن الناس في اللغة. الجوهري: الحَرَدُ الغضب؛ وقال

أَبو نصر أَحمد بن حاتم صاحب الأَصمعي: هو مخفف؛ وأَنشد للأَعرج المغني:

إِذا جياد الخيل جاءت تَرْدِي،

مملوءةً من غَضَبٍ وحَرْدِ

وقال الآخر:

يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا

قال ابن السكيت: وقد يحرك فيقال منه حَرِدَ، بالكسر، فهو حارد

وحَرْدَانُ؛ ومنه قيل: أَسد حارد وليوث حوارد؛ قال ابن بري: الذي ذكره سيبويه

حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً، بسكون الراء، إِذا غضب. قال: وكذلك ذكره الأَصمعي

وابن دريد وعلي بن حمزة؛ قال: وشاهده قول الأَشهب بن رميلة:

أُسُودُ شرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ،

تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ

وحارَدَتِ الإِبل حِراداً أَي انقطعت أَلبانها أَو قلَّت؛ أَنشد ثعلب:

سَيَرْوِي عقيلاً رجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ،

تَمَطَّتْ به، مَصْلُوبَةٌ لم تُحارِدِ

مصلوبة: موسومة. وناقة مُحارِدٌ ومُحارِدَة:

بَيِّنَةُ الحِرادِ؛ واستعاره بعضهم للنساء فقال:

وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها؛

وحارَدْنَ إِلاَّ مَا شَرِبْنَ الحَمائما

يقول: انقطعت أَلبانهنّ إِلا أَن يشربن الحميم وهو الماء يُسَخِّنَّه

فيشربنه، وإِنما يُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شربنه بارداً على غير مأْكول

عَقَر أَجوافهن. وناقة مُحارِدٌ، بغير هاء: شديدة الحِراد؛ وقال الكميت:

وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكن،

لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعيرينَ، مُعْقِبُ

النكد: التي ماتت أَولادها. والجلاد: الغلاظ الجلود، القصار الشعور،

الشداد الفصوص، وهي أَقوى وأَصبر وأَقل لبناً من الخُورِ، والخُورُ أَغزر

وأَضعف. والحارد: القليلة اللَّبن من النُّوق. والحَرُودُ من النوق:

القليلة الدرِّ. وحاردت السنة: قلّ ماؤها ومطرها، وقد استعير في الآنية إِذا

نَفِدَ شرابها؛ قال:

ولنا باطيةٌ مملوءةٌ،

جَونَةٌ يتعها بِرْزِينُها

فإِذا ما حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ،

فُتّ عن حاجِبِ أُخرى طهينُها

البرزي: إِناء يتخذ من قشر طَلْعِ الفُحَّالِ يشرب به. والحَرَدُ: داء

في القوائم إِذا مشى البعيرُ نفَض قوائمه فضرب بهن الأَرض كثيراً؛ وقيل:

هو داء يأْخذ الإِبل من العِقالِ في اليدين دون الرجلين. بعير أَحْرَدُ

وقد حَرِدَ حَرَداً، بالتحريك لا غير؛ وبعير أَحْرَدُ: يخبط بيديه إِذا

مِشى خلفه؛ وقيل: الحَرَدُ أَن ييبس عَصَبُ احدى اليدين من العِقال وهو

فصيل، فإِذا مَشى ضرب بهما صدرَه؛ وقيل: الأَحْرَدُ الذي إِذا مشى رفع قوائمه

رفعاً شديداً ووضعها مكانها من شدة قَطافَتِه، يكون في الدواب وغيرها،

والحَرَدُ مصدره. الأَزهري: الحَرَدُ في البعير حادث ليس بخلقة. وقال ابن

شميل: الحَرَدُ أَن تنقطع عَصَبَةُ ذراع البعير فَتَسترخي يده فلا يزال

يخفق بها أَبداً، وإِنما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع فتراها إِذا مشى

البعير كأَنها تَمُدُّ مَدّاً من شدة ارتفاعها من الأَرض ورخاوتها،

والحَرَدُ ابنما يكون في اليد، والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ؛ قال: وتلقيقه شدّة رفعه

يده كأَنما يَمُدّ مدّاً كما يَمُدُّ دَقَّاقُ الأَرز خشبته التي يدُق بها،

فذلك التلقيف. يقال: جمل أَحْرَدُ وناقة حَرْداءُ؛ وأَنشد:

إِذا ما دُعيتمْ لِلطِّعانِ أَجَبْتُمُ،

كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيَةٌ حُرْدُ

الجوهري: بعير أَحرد وناقة حرداء، وذلك أَن يسترخي عصب إِحدى يديه من

عِقال أَو يكون خلقة حتى كأَنه ينفضها إِذا مشى؛ قال الأَعشى:

وأَذْرَتْ برجليها النَّفيَّ، وراجَعَتْ

يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْردِ

ورجل أَحرد إِذا ثقلت عليه الدرع فلم يستطع الانبساطَ في المشي، وقد

حَرِدَ حَرَداً؛ وأَنشد الأَزهري:

إِذا ما مشى في درعه غيرَ أَحْرَدِ

والمُحَرَّدُ من كل شيء: المُعَوَّجُ. وتَحْرِيد الشيء: تعويجه كهيئة

الطاق. وحَبْلٌ مُحَرَّد إِذا ضُفِرَ فصارت له حروف لاعوجاجه. وحَرَّدَ

حبله: أَدرج فَتْلَه فجاء مستديراً، حكاه أَبو حنيفة. وقال مرة: حبل حَرِدٌ

من الحَرَدِ غير مُستوي القُوَى. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للحبل

إِذا اشتدت غارةُ قُواه حتى تتعقد وتتراكب: جاء بحبل فيه حُرُودٌ، وقد حرّد

حبله.

والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ: حياصة الحظيرة التي تُشَدُّ على حائط

القصب عَرْضاً؛ قال ابن دريد: هي نبطية وقد حَرَّده تحريداً، والجمع

الحَراديُّ. الأَزهري: حَرَّدَ الرجُلُ إِذا أَوى إِلى كوخ. ابن الأَعرابي: يقال

لخشب السقف الرَّوافِدُ، ويقال لما يلقى عليها من أَطيان القصب

حَرادِيُّ. وغُرْفَةٌ مُحَرَّدَةٌ: فيها حراديّ القصب عَرْضاً. وبيت مُحَزّد:

مسنَّم، وهو الذي يقال له بالفارسية كُوخ، والحُرْدِيُّ من القصب، نَبَطِيٌّ

معرَّب، ولا يقال الهُرْدِيُّ. وحَرِدَ الوَتَرُ حَرَداً، فهو حَرِدٌ

إِذا كان بعضُ قُواه أَطولَ من بعض.

والمُحَرَّدُ من الأَوتار: الحَصَدُ الذي يظهر بعض قواه على بعض وهو

المُعَجَّرُ.

والحِرْدُ: قطعة من السَّنام؛ قال الأَزهري: لم أَسمع بهذا لغير الليث

وهو خطأٌ إِنما الحِرْدُ المعى.

حكى الزهري: أَن بَريداً من بعض الملوك جاء يسأَله عن رجل معه ما مع

المرأَة كيف يُوَرَّثُ؟ قال: من حيث يخرج الماء الدافق؛ فقال في ذلك

قائلهم:ومُهِمَّةٍ أَعيا القضاةَ قضاؤها،

تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ مِثلَ الجاهل

عَجَّلْتَ قبل حنيذها بِشِوائها،

وقطعتَ مُحْرَدَها بِحُكْمٍ فاصل

المحرَدُ: المُقَطَّعُ. يقال: حردت من سَنام البعير حَرْداً إِذا قطعت

منه قطعة؛ أَراد أَنك عجلت الفتوى فيها ولم تستأْن في الجواب، فشبهه برجل

نزل به ضيف فعجل قراه بما قطع له من كَبِد الذبيحة ولحمها، ولم يحبسه على

الحنيذ والشواء؛ وتعجيل القرى عندهم محمود وصاحبه ممدوح.

والحِرْدُ، بالكسر: مَبْعَرُ البعير والناقة، والجمع حُرود. وأَحرادُ

الإِبل: أَمعاؤها، وخليق أَن يكون واحدها حِرْداً لواحد الحُرود التي هي

مباعرها لأَن المباعر والأَمعاء متقاربة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ثم غَدَتْ تَنْبِضُ أَحرادُها،

إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حادِيَهْ

تنبض: تضطرب. متغناة: متغنية وهذا كقولهم الناصاة في الناصية، والقاراة

في القارية. الأَصمعي: الحُرود مباعر الإِبل، واحدها حِرْدٌ وحِرْدَة،

بكسر الحاء. قال شمر وقال ابن الأَعرابي: الحُرود الأَمعاء؛ قال وأَقرأَنا

لابن الرِّقَاع:

بُنِيَتْ على كَرِشٍ، كأَنَّ حُرودَها

مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ، أُمِرَّ قُواها

ورجل حُرْدِيٌّ: واسع الأَمعاء. وقال يونس: سمعت أَعرابيّاً يسأَل يقول:

مَن يتصدّق على المسكين الحَرِد؟ أَي المحتاج.

وتحرّد الأَديمُ: أَلقى ما عليه من الشعر.

وقَطاً حُرْدٌ: سِراعٌ؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ والقطا الحُرْدُ القصارُ

الأَرجل وهي موصوفة بذلك؛ قال: ومن هذا قيل للبخيل أَحْرَدُ اليدين أَي

فيهما انقباض عن العطاء؛ قال: ومن هذا قول من قال في قوله تعالى: وغدوا

على حَرْدٍ قادرين، أَي على منع وبخل. والحَريد: السمك المُقَدَّد؛ عن

كراع.

وأَحراد، بفتح الهمزة وسكون الحاء ودال مهملة: بئر قديمة بمكة لها ذكر

في الحديث. أَبو عبيدة: حرداء، على فعلاء ممدودة، بنو نهشل بن الحرث لقب

لقبوا به: ومنه قول الفرزدق:

لَعَمْرُ أَبيك الخيْرِ، ما زَعْمُ نَهْشَل

وأَحْرادها، أَن قد مُنُوا بِعَسِير

(* قوله «لعمر أبيك إلخ» كذا بالأصل

والذي في شرح القاموس:

لعمر أبيك الخير ما زعم نهشل * عليّ ولا حردانها بكبير

وقد علمت يوم القبيبات نهشل * وأحرادها أن قد منوا

بعسير)

فجمعهم على الأَحراد كما ترى.

حرد
: (حَرَدهُ يَحْرِدُهُ) ، بِالْكَسْرِ، حَرْداً: (قَصدَهُ ومنَعَهُ) ، كِلَاهُمَا عَن ابْن الأَعرابيّ، وَقد فُسِّرَ بهما قَوْله تَعَالَى: {وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (الْقَلَم: 25) : (كَحرَّدَهُ) تَحريداً، قَالَ:
كأَنَّ فَداءَهَا إِذ حَرَّدُوهُ
أَطافُوا حوْلَهُ سُلَكٌ يَتِيمُ
وَقَالَ الفرّاءُ: تَقول للرَّجل: قد أَقبلْتُ قِبَلَكَ، وقَصَدتُ قَصْدَك، وحرَدْتُ حَرْدَك.
(و) حرَدَه: (ثَقَبَهُ، ورجُلٌ حَرْدٌ) ، كعَدْ، (وحارِدٌ، وحَرِدٌ) ، ككَتِفٍ، (وحَرِيٌ، ومُتَحَرِّدٌ) ، وحَرْدانُ، (من قَوْمٍ حِرَادٍ (بِالْكَسْرِ، جمع حَرِدٍ ككَتِفٍ، (وحُرَدَاءَ) ، جمع حَرِيدٍ: (مَعْتَزِلٌ مُتَنَحَ) ، وامرأَة حَرِيدةٌ، وَلم يَقُولُوا: حَرْدَى، (وحَيٌّ حَرِيٌ: مُنْفَرِدٌ) مُعْتَزلٌ من جمَاعَة القَبِيلةِ، وَلَا يُخالِطهم فِي ارْتحاله وحُلُوله؛ (إِمَّا لِعِزَّتِهِ، أَو لِقِلَّتِهِ (وذِلَّته. وَقَالُوا: كلُّ قليلٍ فِي كثير حَرِيدٌ، قَالَ جَرِير:
نَبْنِي عَلَى سنَنِ العَدُوِّ بُيُوتَنا لَا نَسْتجِيرُ وَلَا نَحُلُّ حَرِيدَا يَعْنِي أَننا لَا نَنْزِل فِي قَوْمٍ من ضَعْف وذِلّة، لما نَحن عَلَيْهِ من القُوَّةِ والكَثْرة.
وَقد (حَرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً) إِذا تَنَحَّى واعْتزلَ عَن قَوْمه ونَزلَ مُنْفرِداً لم يُخَالِطْهم، قَالَ الأَعشَى يَصِف رَجُلاً شَديد الغَيْرةِ على امرأَته، فَهُوَ يَبْعُد بهَا إِذا نَزَل الحيُّ قَرِيبا من ناحِيَتهِ:
إِذا نَزَل الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش
حرِيدَ المَحَلِّ غَوِيًّا غَيُورَا
والجَحِيشُ: المتنَحِّي عَن الناسِ أَيضاً.
وَفِي حديثِ صَعْصَعَةَ: (فرُفعَ لي بَيْتٌ حَرِيدٌ) أَي مُنْتبِذٌ مُتْنَحَ عَن النّاسِ.
(و) حَرَدَ عَلَيه (كضَرَبَ وسَمِعَ) ، حَرَداً، محرّكةً، وحَرْداً، كِلَاهُمَا: (غَضِبَ) ، وَفِي التَّهْذِيب: الحَرْد، جَزْمٌ، والحَرَدُ، لغتانِ، يقالَ: حَرِدَ الرجلُ إِذا اغتاظَ فتحرَّشَ بالّذِي غاظَه وهَمَّ بِهِ، (فَهُوَ حارِدٌ وَحرِدٌ) ، وأَنشد:
أُسُودُ شَرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّة
تَسَاقَيْنَ سُمًّا كُلُّهُنَّ حَواردُ
قَالَ ابْن سِيدَه: فأَمّا سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: حَرِدَ حَرْداً وَرجل حَرِدٌ وحاردٌ (غضْبانُ) قَالَ أَبو الْعَبَّاس، وَقَالَ أَبو زيد، والأَصمعيّ، وأَبو عُبَيْدَةَ: الَّذِي سمِعْنَا من الْعَرَب الفُصحاءِ، فِي الْغَضَب: حَرِدَ يَحْرَد حَرَداً، بتحريك الرّاءِ، قَالَ أَبو العَبّاس: وسأَلْت ابنَ الأَعرابيّ عَنْهَا فَقَالَ: صَحِيحَةٌ، إِلّا أَن المُفَضَّل رَوَى أَنّ من العَرب من يَقُول: حَدَ حَرَداً وحَرْداً، والتسكين أَكثر، والأُخْرَى فَصيحةٌ قَالَ: وقَلَّمَا يَلْحَن النّاسُ فِي اللُّغَة.
وَفِي الصّحاح: الحَرَدُ: الغَضَبُ، وَقَالَ أَبو نعصْرٍ أَحمَدُ بنُ حاتمٍ، صاحبُ الأَصمعيّ: هُوَ مُخَفَّف، وأَنشد للأَعْرَج المَعْنِيّ:
إِذا جِيادُ الخَيْلِ جاءَت تَرْي
مَمْلوءَةً من غَضَبٍ وحَرْدِ
وَقَالَ الآخَر:
يَلُوكُ من حرْد عَلَيَّ الأُرَّما
وَقَالَ ابْن السّكّيت: وَقد يُحَرَّك فَيُقَال مِنْهُ: حَرِدَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ حارِدٌ (وحَرْدانُ) ، وَمِنْه قيل: أَسَدٌ حارِدٌ، ولُيوثٌ حَوارِدُ. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: الَّذِي ذَكَرَه سِيبَوَيْهٍ: حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً، بسكونِ الراءِ، إِذا غَضبَ، قَالَ: وهاكذا ذَكَرَه الأَصمعيّ وَابْن دُرَيْد وعليُّ بن حَمْزَة، قَالَ: وَشَاهده قولُ الأَشهَبِ بن رُمَيْلةَ:
أُسودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِمَاءَ الأَساوِدِ
(والحِرْدُ، بِالْكَسْرِ: قِطْعَةٌ من السَّنَامِ) ، قَالَ الأَزهَرِيّ: وَلم أَسمعْ بهاذا لغير اللّيْث، وَهُوَ خطأٌ، إِنما الحِرْدُ: المِعَى.
(و) الحِرْد. بِالْكَسْرِ: (مَبْعَرُ البَعِيرِ والنّاقَةِ، كالحِرْدَة، بِالْكَسْرِ) أَيضاً. وهاذه نقلهَا الصاغانيّ، وَالْجمع حُرُودٌ.
وأَحرادُ الإِبل: أَمعاؤُهَا، وخَلِيقٌ أَن يكون واحدُها حِرْداً كوَاحِدِ الحُرودِ الّتي هِيَ مَبَاعِرُهَا، لأَن المَبَاعِرَ والأَمعاءَ متقارِبَةٌ.
وَقَالَ الأَصمعيّ: الحُرُودُ مَباعِرُ الإِبلِ، واحِدُهَا حِرْدٌ وحِرْدَةٌ، قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الحُرُود: الأَمعاءُ، قَالَ: وأَقرَأَنَا لابنِ الرِّقاع:
بُنِيتْ على كَرِش كأَنَّ حُرُودَها
مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ أُمِرَّ قُوَاها
(وزيادُ) بنُ الحرِد، كَكَتِف، مَولَى عمْرِو بن العاصِ) ، روى عَن سَيِّده المذكورِ.
(وحاردَتِ الإِبِلُ) حِرَاداً: (انقَطعَتْ أَلبانُها أَو قلَّتْ) ، أَنشد ثَعْلَب:
سَيَرْوِي عقيلاً رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبَةٌ
تَمطَّتْ بِهِ مَصلوبةٌ لم تُحارِدِ
واستعاره بَعضهم للنساءِ فَقَالَ:
وبِتْنَ علَى الأَعضادِ مُرْتفِقاتِها
وحارَدْنَ إِلَّا مَا شَرِبْن الحَمائِمَا
يَقُول: انقَطعَتْ أَلبانُهنّ إِلّا أَن يَشرَبْن الحَمِيمَ، وَهُوَ الماءُ يُسَخِّنَّه فيشْرَبْنَهُ، وإِنَّمَا يُسَخِّنَّهُ لأَنهنّ إِذا شَرِبْنَه بارِداً على غيرِ مأْكُول عَقَرَ أَجوافَهُنّ. (و) وَمن الْمجَاز: حارَدَت (السَّنَةُ: قَلَّ ماؤُها) ومَطَرُهَا، وَقد استُعِير فِي الآنِيَة إِذَا نَفِدَ شَرَابُهَ قَالَ:
وَلنَا باطِيَةٌ مَمْلوءَةٌ
جَوْنَةٌ يَتْبَعُهَا بِرْزِينُهَا
فإِذا مَا حاردَتْ أَو بَكَأَتْ
فُتَّ عَن حاجِبِ أُخْرَى طِينُهَا
البِرْزِينُ: إِنَاءٌ يُتَّخَذُ مِن قِشْرِ طَلْعِ الفُحَّالِ، يُشْرَب بِهِ.
(و) يُقَال: (ناقةٌ حَرُودٌ) ، كصَبُور، (ومُحَارِدٌ، ومحَارِدَةٌ، بيْنَةُ الحِرَاد) شَدِيدَته، وَهِي القليلةُ الدَّرِّ.
(والحَرَدُ، محرّكةً داءٌ فِي قَوائم الإِبِلِ) إِذا مَشَى نَفَضَ قَوَائِمَه فضَرَب بهنَّ الأَرضَ كثيرا.
(أَو) هُوَ داءٌ يأْخُذ الإِبلَ من العِقَالِ (فِي اليَدَيْنِ) دُون الرِّجْلَيْن، بعيرٌ أَحرَدُ، وَقد حَردَ حَرَداً، بِالتَّحْرِيكِ لَا غيرُ.
(أَو) الحَرَدُ (يُبْسُ عَصَبِ إِحداهُما) أَي إِحدى الْيَدَيْنِ (من العِقال) ، وَهُوَ فَصيلٌ (فيَخْبِطُ بِيَدَيْه) الأَرضَ أَو الصَّدْرَ (إِذا مَشَى) ، وَقيل: الأَحْرَد: الَّذِي إِذا مَشَى رَفَعَ قَوائمَه رَفْعاً شَديداً ووضَعَهَا مكانَها من شِدِّة قَطَافَت، يكون فِي الدَّوَابِّ وغيرهَا، والحَرَدُ مَصْدَره.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَرَد فِي الْبَعِير حَادِثٌ لَيْسَ بِخِلّقه. وَقَالَ ابْن شُميلٍ: الحَرَد أَن تَنْقَطِعَ عَصَبَةُ ذِراعِ البَعِيرِ فتَسترْخِيَ يدُه، فَلَا يَزال يَخْفِق بهَا أَبَداً، وإِنما تَنقطِع العَصَبةُ من ظاهِرِ الذِّراع فترَاهَا إِذا مَشَى البَعيرُ كأَنَّها تَمُدُّ مدًّا من شِدَّة ارتفاعها من الأَرض ورِخَاوَتِهَا.
(و) الحَرَدُ: (أَن تَثْقُلَ الدِّرْعُ على الرَّجُلِ فلَم) يستَطع وَلم (يَقْدِرْ على الانْتِشَاطِ) وَفِي بعض النُّسخ: الانْبِسَاط. وَهُوَ الصَّوَاب (فِي المشْي) وَقد حَرِدَ حَرَداً، ورَجلٌ أَحْرَدُ، وأَنشد الأَزهَريّ:
إِذَا مَا مَشَى فِي دِرْعِهِ غَيْرَ أَحْرَدِ
(و) الحَرَدُ: (أَن يكون بَعْضُ قُوَى الوَتَرِ أَطْوَلَ من بَعضٍ) وَقد حَرِدَ الوَتَرُ.
(وفِعْلُ الكُلّ) حَرِدَ (كفَرِحَ، فَهُوَ حَرِدٌ) ككَتِف.
(والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ، بضمّهما، حِيَاصَةُ الحَظِيرَةِ) الَّتِي (تُشَدّ على حائِط القَصَبِ) عَرْضاً، قَالَ ابنُ دُرَيْد: هِيَ نَبَطيَّة. وَقد حَرَّده تَحريداً، وَالْجمع الحَرَادِيُّ.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: يُقَال لخَشَبِ السَّقْف: الرَّوَافِدُ، ولِما يُلقَى عَلَيْهَا من أطيان القَصبِ: حَرادِيُّ. وغُرْفَةٌ مُحَرَّدةٌ: فِيهَا حَرَادِيُّ القَصبِ عَرْضاً. وَلَا يُقَال الهُرْديّ.
(والمُحَرَّد، كمُعَظَّم: الكُوخُ المُسنَّم) وبَيْت مُحَرَّد. مُسَنَّم. والكُوخ فارسيّته لأَنه ذُكِر فِي الخاءِ الْمُعْجَمَة: الكُوخ والكَاخ: بَيتٌ مُسَنَّم من قَصَبٍ بِلَا كُوَّةٍ، فذِكْرُ المُسَنَّمِ بعد الكُوخ كالتكرار.
(و) المُحَرَّد من كلِّ شيْءٍ: (المُعْوَجُّ) وتَحْرِيدُ الشيْءِ: تَعويجه كهَيئة الطَّاق.
(و) المُحَرَّد اسْم (البَيْتِ فِيهِ حَرادِيُّ القَصَبِ) عَرْضاً. وغُرْفَة مُحَرَّدة كَذَلِك، وَقد تقدّم.
(و) حَبْلٌ مُحَرَّدٌ، إِذا ضُفِرَ فصارَتْ لَهُ حُروفٌ لاعْوِجاجِه.
و (حَرَّدَ الحَبْلَ تَحريداً: أَدْرَج فَتْلَه فجاءَ مُستديراً) ، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ. وَقَالَ مَرَّةً: حَبْلٌ حَرِدٌ مِن الحَرَدِ: غيرُ مُسْتَوِي القُوَى.
وَقَالَ الأَزهريُّ: سَمِعْتُ العَرَبَ تَقول لِلْحَبْلِ إِذا اشتدَّتْ إِغارة قُوَاهُ حَتَّى تَتَعَقَّد وتَتراكَب: جاءَ بِحَبْلٍ فِيهِ حُرُودٌ.
(و) حَرَّدَ (الشَّيْءَ: عَوَّجه) كهيئةِ الطَّاق.
(و) فِي التَّهْذِيب: وحَرَّدَ (زَيْدٌ) تَحْرِيداً، إِذا (أَوَى إِلى كُوخٍ) ، هاكذا نَصُّ عبارتِهِ.
كتاب م كتاب وأَمّا قَول المصنّف: (مُسَنَّم) ، فليسَ فِي التَّهْذِيب، وَلَا فِي غَيْره. ومَرَّ الكلامُ عَلَيْهِ آنِفاً.
(وتَحَرَدَ الأَدِيمُ: أُلْقِيَ مَا عَلَيْهِ من الشَّعَر) .
(و) قولُهُم: (قَطاً حُرْدٌ) ، أَي (سِرَاعٌ) ، فقد قَالَ الأَزهريُّ: هاذا خَطأٌ. والقَطَا الحُرْد: القِصَارُ الأَرْجلِ. وَهِي مَوْصُوفةٌ بذالك.
(والحَرِيد: السَّمَك المُقَدَّد) ، عَن كُراع.
(وأَحْرَدَهُ: أَفْرَدَهُ) ونَحَّاه، عَن الزَّجَّاج.
(و) أَحَرَدَ (فِي السَّيْرِ: أَغَذَّ) ، أَي أَسْرَعَ.
(و) من الْمجَاز:) الأَحْرَدُ: البَخِيلُ) من الرِّجَال، (اللَّئيمُ) .
قَالَ رؤبة:
وكُلّ مِخلافٍ ومُكْلَئِزِّ
أَحْرَدَ أَو جَعْدِ اليَدَينِ جِبْزِ
وَيُقَال لَهُ: أَحْردُ اليَدَيْنِ أَيضاً، أَي فيهمَا انقِبَاضٌ عَن العَطَاءِ. كَذَا فِي التَّهْذِيب.
وَفِي الأَساس: حردَ زيدٌ: كَانَ يُعطِي ثمَّ أَمسَكَ.
(والحُريْدَاءُ: رَمْلَةٌ بِبِلَاد بني أَبي بَكْرِ بنِ كِلابِ) بن ربيعةَ، نَقله الصاغانيّ، و) الحُرَيْدَاءُ (عَصَبَةٌ تكون فِي مَوْضِع العِقَال تَجعَل الدّابَّةَ حَرْدَاءَ) تَنْفُض إِحدَى يَدَيْهَا إِذا مَشَتْ وَقد يكون ذالك خِلْقَةً.
(و) يُقَال جاءَ بِحَبْل فِيهِ حُرُودٌ، (الحُرُود) ، بالضَّمّ: (حُرُوفُ الحَبْلِ، كالحَرادِيدِ) ، وَقد حَرَّدَ حَبْلَه.
(والمَحَرِدُ: المَشَافِر) ، نَقله الصاغانيّ.
(وانْحَرَدَ النَّجْمُ: انْقَضَّ) ، والمُحَرِدُ: المُنْفَرِد، فِي لُغَة هُذَيل، قَالَ أَبو ذُؤَيب:
كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ بالجَوِّ مُنحَرِدُ وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرٍ وبالجيم، وفسَّره بمنفرد، وَقَالَ: هُوَ سُهَيْل.
وَفِي الصّحاح: كَوْكَب حَرِيدٌ: مُعْتَزِلٌ عَن الكَوَاكِب.
(و) حُرْدَانُ (كعُثْمَانَ: ة بدِمَشْقَ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) روى أَن بَرِيداً من بعضِ المُلوكِ جاءَ يسأَلُ الزُّهْرِيَّ، عَن رَجلٍ، مَعَه مَا مَعَ المرأَةِ: كَيفَ يُوَرَّث. قَالَ: مِن حيْثُ يخرجُ الماءُ الدّافقُ، فَقَالَ فِي ذالك قائلُهم:
ومُهِمَّة أَعْيَا القُضَاةَ قَضاؤُهَا تَذَرُ الفَقِيهَ يَشُكُّ مثلَ الجاهِلِ
عَجَّلتَ قبلَ حَنيذِها بشِوائها
وقَطعْتَ مَحْرِدَهَا بحُكْمٍ فاصِلِ
المَحْرِد (كمَجْلِس مَفْصِلُ العُنُقِ أَو مَوضِع الرَّحْل) . يُقَال: حَرَدْتُ من سَنامِ البَعيرِ حَرْداً، إِذا قَطَعْت مِنْهُ قِطْعةً، أَرادَ أَنَّك عَجَّلْتَ الفَتْوَى فِيهَا وَلم تَسْتَأْنِ فِي الجَوابِ، فشبَّهه برَجُلٍ نَزلَ بِهِ ضَيْفً فعجَّلَ قِراهُ مِمَّا قَطَعَ لَهُ مِن كَبِدِ الذَّبِيحة ولَحْمِها، وَلم يَحْبِسْه على الحَنِيذِ والشِّواءِ، وتَعجِيلُ القِرَى عندهُم مَحمودٌ، وصاحبُه مَمْدُوحٌ.
(و) الحَرْدَاءُ، (كصَحْرَاءَ: لَقَبُ بني نَهْشَلِ بن الحَارِثِ) ، قَالَه أَبو عُبَيْد، وأَنشد للفرزْدَقِ:
لَعَمْرُ أَبيكَ الخَيْرِ مَا رَغْمُ نَهْشَلٍ
عَلَيَّ وَلَا رْدَاؤُها بِكَبِيرِ
وَقد عَلِمَتْ يومَ القُبَيْبَاتِ نَهْشَلٌ
وأَحْرَادُها أَن قد مُنُوا بِعَسيرِ
(والحِرْدَة، بِالْكَسْرِ: د، بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ) ، أَهله ممَّن سارَعَ إِلى مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ. وَقيل بِفَنْح الحاءِ.
وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَرْدُ: الحِدُّ، وهاكذا فَسَّرَ اللبثُ فِي كتابِه الْآيَة {عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (الْقَلَم: 25) قَالَ: على جِدَ من أَمْرِهم. قَالَ الأَزهريُّ وهاكذا وَجدْتُه مُقَيَّداً. والصَّوابُ على حَدَ، أَي مَنْعٍ، قَالَ: هاكذا قَالَه الفَرَّاءُ. ورُوِيَ فِي بعض التفاسير أَن قَرْيَتهم كَانَ اسمُها: حَرْداً. وَمثله فِي المراصد.
وتَحْريد الشِّر: طلوعه مُنْفَردا، وَهُوَ عيب، لأَنه بُعْدٌ وخِلافٌ للنَّظِير.
والمُحَرَّد، كمُعَظَّم، من الأَوتارِ: الحَصَدُ الّذي يظْهَرُ بَعْضُ قُوَاه على بَعْض، وَهُوَ المُعَجَّر.
وَرجل حُرْدِيٌّ، بالضّمّ: واسِعُ الأَمعاءِ.
وَقَالَ يونُسُ: سَمِعْت أَعرابيًّا يَسْأَل ويَقُول: مَنْ يَتَصَدَّق على المسكِينِ الحَرِدِ، أَي المُحْتَاجِ.
وككِتَاب، حِرَادُ بن نَداوةَ بن ذُهْلٍ، فِي مُحَارِبِ خَصَفَةَ. وحِرَاد بن شَلخَت الأَكبر فِي حَضْرَمَوْتَ.
وكغُراب. حُرَادُ بنُ مالِكِ بن كِنانة بن خُزَيــمة.
وحُرَاد بن نَصْر بن سَعْد بن نَبْهَانَ فِي طَيِّىء.
وحُرَادُ بن مَعْن بن مالِك فِي الأَزْد. وحُرَادُ بنُ ظالِم بن ذُهلٍ فِي عبد القَيْس، قَالَه الحافظُ.
وأَححَاد وأُمُّ أَحْراد: بِئرٌ قَدِيمةٌ بمكةَ، احتَفَرها بَنو عبْدِ الدَّارِ، لَهَا ذِكْرٌ فِي الحَدِيثِ.
وَذكر القاليُّ فِي أَماليه من معانِي الحقْد: القِلّة والحقْد. وَزَاد غَيره: السُّرْعَة.
قَالَ شيخُنَا: وَمن غَرِيب إِطلاقاته مَا رَوَاه بَعْضُ الأَئِمْةِ عَن الشّيْبَانِيّ، أَنَّه قَالَ: الحَرْدُ: الثَّوْبُ، وأَنشد لتأَبَّطَ شَرًّا:
أَترَكْتَ سَعْداً للرِّمَاحِ دَرِيئةً
هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ حَرْدٍ تَرْقَعُ. وَقَالَ الفَسَويُّ: الحَرْدُ فِي هَذَا البيتِ: الثَّوبُ الخَلَقُ. واستَبْعَده غيرُهما وَقَالَ: إِنه فِي الْبَيْت بالجِيم، قَالَ البكريُّ فِي شرح الأَماليّ؟ وَهُوَ المعروفُ فِي الثَّوْبِ الخَلَقِ.
قَالَ شيخُنَا: هُوَ كَذَلِك، إِلّا أَنَّ الرِّوَايَة مُقدَّمَةٌ، والحافظُ حُجَّةٌ.
وَمن الأَمثال قَوْلهم: (تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حَتَّى تُدْرِكَ حَقَّك) أَي دُمْ على غَيْظِكَ.
وَمن الْمجَاز: حارَدَتْ حالِي، إِذا تَنَكَّدَتْ. كَذَا فِي الأَساس.

حدد

حدد


حَدَّ(n. ac. حَدّ)
a. Marked out the limits or boundaries of;
defined.
b. Prevented, restrained.
c. [acc. & 'Ala), Forbade ( a thing ) to.
d. [acc. & 'An], Distinguished from.
e. Sharpened, ground.
f.(n. ac. حَدّ
حِدَّة), Was sharp, pointed; was keen, penetrating.
g. ['Ala], Was enraged, exasperated against; stormed at.
h.
(n. ac.
حَدّ
حِدَاْد), Wore or put on mourning; laid aside her ornaments (
woman ).
حَدَّدَa. Limited, bounded; confined; defined.
b. Sharpened, ground.
c. Forged, wrought (iron).
حَاْدَدَa. Bordered upon, was contiguous to.
b. Opposed
c. Was enraged with.

أَحْدَدَa. see I (h)
تَحَدَّدَa. Was limited, bounded; was defined.

إِحْتَدَدَ
a. ['Ala]
see I (g)
حَدّ
(pl.
حُدُوْد)
a. Limit, boundary; frontier, border, confine.
b. Term; goal; end, extremity; edge.
c. Definition.
d. Manner, fashion.
e. Place, region.
f. Hindrance, obstacle.

حِدَّةa. Sharpness.
b. Irascibility, passionateness, hastiness; impulsiveness
impetuosity.
c. Promptitude.
d. Pungency, piquancy.

حِدِّيَّةa. see 2t
حَدَدa. Anything forbidden, prohibited.

حَاْدِدa. Sharp, cutting; keen.
b. Pungent; piquant.
c. In mourning.

حِدَاْدa. Mourning, mourning garments.

حَدِيْدa. see 21 (a)b. Violent; hasty.
c. Contiguous, adjacent, neighbouring.
d. Iron.

حَدِيْدَة
(pl.
حَدَاْئِدُ)
a. Piece of iron; iron-work, iron-instrument
&c.
b. Share ( of a plough ).
حَدَّاْدa. Smith, blacksmith.
b. Cutler.
c. Jailer.

مَحَاْدِدَةa. Contiguity, proximity, nearness.

N. Ag.
أَحْدَدَa. In mourning.
حدد: {حاد الله}: عادى وحارب. {حدود الله}: ما حده. محدود: ممنوع.
(حدد) - في حَديثِ عُمَر: "كنت أُدَارِي من أَبِي بَكْر بَعضَ الحَدِّ"
كذا ذَكرَه الزَّمخْشَرِي ولم يُفَسِّره .
وفي رِواية: "كان يُصادِي منه غَرْب": أي حِدَّة.
ويَروِيه بَعضُهم "بعض الجِدِّ ".
(حدد) على الشَّيْء أَقَامَ لَهُ حدا وعَلى فلَان مَنعه من حريَّة التَّصَرُّف وَإِلَيْهِ وَله قصد وَالسيف وَنَحْوه حَده وَالشَّيْء من غَيره حَده وَالشَّيْء عينه يُقَال حدد ثمن السّلْعَة وحدد زمن الْمُقَابلَة ومكانها وَيُقَال حدد السُّلْطَان إِقَامَة فلَان ألزمهُ الْإِقَامَة فِي مَكَان معِين وَيُقَال حدد معنى اللَّفْظ أَو الْعبارَة وضحه وَبَينه
حدد وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي السّنة فِي الرَّأْس والجسد قَالَ: قصّ الشَّارِب والسواك وَالِاسْتِنْشَاق والمضمضة وتقليم الْأَظْفَار ونتف الْإِبِط والختان والاستنجاء بالأحجار والاستحداد [و -] فِي بعض الحَدِيث: وانتقاص المَاء. فَأَما الاستحداد فَإِنَّهُ حلق الْعَانَة وَمن ذَلِك قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قدم من سفر فَأَرَادَ النَّاس أَن يطرقوا النِّسَاء لَيْلًا فَقَالَ: أمهلوا حَتَّى تمتشط الشَعِثَة وتَسْتَحِدَّ المُغِيْبَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي [آخر -] هَذَا الحَدِيث حرف لَا أحفظه زَاد فِيهِ: فَإِذا قدمتم فالكيس الْكيس.
ح د د

حده: منعه، واللهم احدده. وإذا طلع عليهم من كرهوه قالوا: حداد حديه. ولفلان حداد كالح وهو البواب، ودون ذلك حدد. قال:

لا تعبدن إلهاً دون خالقكم ... وإن دعيتم فقولوا دونه حدد

وحدداً أن يكون كذا، كما تقول معاذ الله. قال الكميت:

حدداً أن يكون سيبك فينا ... زرماً أو يجيئنا ممصورا

ومالي عنه حدد أي بد. وامرأة محد، وقد أحدت، ولبست الحداد. وحاده محادة، وداري محادة لداره، وفلان حديدي في الدار أي محادي.

ومن المجاز: احتدّ عليه: غضب، وفيه حدة، وهو حديد، وهو من أحداء الرجال. ولفلان جد وحد أي بأس. وأقام به حد الربيع أي فصل الربيع. قال الراعي:

أقامت به حد الربيع وجارها ... أخو سلوة مسى به الليل أملح

يريد الندى. وأتيته حد الظهيرة. قال الشماخ:

ولقد قطعت الخرق تحمل نمرقي ... حد الظهيرة عيهل في سبسب
ح د د : حَدَّتْ الْمَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا تَحِدُّ وَتَحُدُّ حِدَادًا بِالْكَسْرِ فَهِيَ حَادٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَحَدَّتْ إحْدَادًا فَهِيَ مُحِدٌّ وَمُحِدَّةٌ إذَا تَرَكَتْ الزِّينَةَ لِمَوْتِهِ وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ الثُّلَاثِيَّ وَاقْتَصَرَ عَلَى الرُّبَاعِيِّ وَحَدَدْتُ الدَّارَ حَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَيَّزْتُهَا عَنْ مُجَاوِرَاتِهَا بِذِكْرِ نِهَايَاتِهَا وَحَدَدْتُهُ حَدًّا جَلَدْتُهُ.

وَالْحَدُّ فِي اللُّغَةِ الْفَصْلُ وَالْمَنْعُ فَمِنْ الْأَوَّلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
وَجَاعِلِ الشَّمْسِ حَدًّا لَا خَفَاءَ بِهِ
وَمِنْ الثَّانِي حَدَدْتُهُ عَنْ أَمْرِهِ إذَا مَنَعْتُهُ فَهُوَ
مَحْدُودٌ وَمِنْهُ الْحُدُودُ الْمُقَدَّرَةُ فِي الشَّرْعِ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ الْإِقْدَامِ وَيُسَمَّى الْحَاجِبُ حَدَّادًا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ الدُّخُولِ وَالْحَدِيدُ مَعْدِنٌ مَعْرُوفٌ وَصَانِعُهُ حَدَّادٌ وَاسْمُ الصِّنَاعَةِ الْحِدَادَةُ بِالْكَسْرِ.

وَحَدَّ السَّيْفُ وَغَيْرُهُ يَحِدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ حِدَّةً فَهُوَ حَدِيدٌ وَحَادٌّ أَيْ قَاطِعٌ مَاضٍ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَحْدَدْتُهُ وَحَدَّدْتُهُ وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ حَدَدْتُهُ أَحُدُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَسِكِّينٌ حَدِيدٌ وَحَادٌّ.

وَأَحْدَدْتُ إلَيْهِ النَّظَرَ بِالْأَلِفِ نَظَرْتُ مُتَأَمِّلًا. 
ح د د: (الْحَدُّ) الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَحَدُّ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ، وَقَدْ (حَدَّ) الدَّارَ مِنْ بَابِ رَدَّ، وَ (حَدَّدَهَا) أَيْضًا تَحْدِيدًا. وَ (الْحَدُّ) الْمَنْعُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَوَّابِ: (حَدَّادٌ) وَلِلسَّجَّانِ أَيْضًا إِمَّا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ عَنِ الْخُرُوجِ أَوْ لِأَنَّهُ يُعَالِجُ الْحَدِيدَ مِنَ الْقُيُودِ. وَ (الْمَحْدُودُ) الْمَمْنُوعُ مِنَ الْبَخْتِ وَغَيْرِهِ وَ (حَدَّهُ) أَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْضًا، وَإِنَّمَا سُمِّيَ حَدًّا لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنَ الْمُعَاوَدَةِ. وَ (أَحَدَّتِ) الْمَرْأَةُ امْتَنَعَتْ عَنِ الزِّينَةِ وَالْخِضَابِ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا فَهِيَ (مُحِدٌّ) وَكَذَا (حَدَّتْ) تَحُدُّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا (حِدَادًا) بِالْكَسْرِ فَهِيَ (حَادٌّ) وَلَمْ يَعْرِفِ الْأَصْمَعِيُّ إِلَّا الرُّبَاعِيَّ أَيْ أَحَدَّتْ. وَ (الْمُحَادَّةُ) الْمُخَالَفَةُ وَمَنْعُ مَا يَجِبُ عَلَيْكَ وَكَذَا (التَّحَادُّ) . وَ (الْحَدِيدُ) مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ مَنِيعٌ وَ (حَدُّ) كُلِّ شَيْءٍ نِهَايَتُهُ، وَحَدُّ الرَّجُلِ بَأْسُهُ. وَ (حَدَّ) السَّيْفُ يَحِدُّ بِالْكَسْرِ (حِدَّةً) أَيْ صَارَ (حَادًّا) وَ (حَدِيدًا) وَسُيُوفٌ (حِدَادٌ) وَأَلْسِنَةٌ حِدَادٌ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَالْحِدَادُ أَيْضًا ثِيَابُ الْمَأْتَمِ السُّودُ. وَ (الْحِدَّةُ) مَا يَعْتَرِي الْإِنْسَانَ مِنَ النَّزَقِ وَالْغَضَبِ تَقُولُ: (حَدَدْتُ) عَلَى الرَّجُلِ أَحِدُّ بِالْكَسْرِ (حِدَّةً) وَ (حَدًّا) أَيْضًا عَنِ الْكِسَائِيِّ. وَ (تَحْدِيدُ) الشَّفْرَةِ وَ (إِحْدَادُهَا) وَ (اسْتِحْدَادُهَا) بِمَعْنًى. وَ (أَحَدَّ) النَّظَرَ إِلَيْهِ وَ (احْتَدَّ) مِنَ الْغَضَبِ فَهُوَ (مُحْتَدٌّ) . 
(ح د د) : (الْحَدُّ) فِي الْأَصْلِ الْمَنْعُ وَفِعْلُهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْحَدُّ الْحَاجِزُ بَيْنَ الْمَوْضِعَيْنِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ (وَمِنْهُ) حُدُودُ الْحَرَمِ وَقَوْلُهُ مُسْلِمَةٌ مَوْقُوفَةٌ عَلَى حَدِّ الْحَرَامِ أَيْ عَلَى شَرَفِ أَنْ يَطَأَهَا كَافِرٌ وَكَذَا مُسْلِمٌ مَوْقُوفٌ عَلَى حَدِّ كُفْرٍ أَيْ يُلْجَأُ بِالضَّرْبِ أَوْ بِالْقَتْلِ كَيْ يَكْفُرَ بِاَللَّهِ وَقَوْلُ الْعُلَمَاءِ لِحَقِيقَةِ الشَّيْءِ حَدٌّ لِأَنَّهُ جَامِعٌ مَانِعٌ (وَالْحَدَّادُ) الْبَوَّابُ لِمَنْعِهِ مِنْ الدُّخُولِ وَسُمِّيَتْ عُقُوبَةُ الْجَانِي حَدًّا لِأَنَّهَا تَمْنَعُ عَنْ الْمُعَاوَدَةِ أَوْ لِأَنَّهَا مُقَدَّرَةٌ أَلَا تَرَى أَنَّ التَّعْزِيرَ وَإِنْ كَانَ عُقُوبَةً لَا يُسَمَّى حَدًّا لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَقْدُورٍ قَوْلُ عُمَرَ لِابْنِ عَوْفٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لَوْ رَأَيْتَهُ عَلَى حَدٍّ أَيْ عَلَى أَمْرٍ مُوجِبٍ لِلْحَدِّ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ إلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ أَرَادَ حَدَّ الْقَذْفِ (وَالْحَدَّادُ) الَّذِي يُقِيمُ الْحَدَّ فَعَّالٌ مِنْهُ كَالْجَلَّادِ مِنْ الْجَلْدِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ أُجْرَةُ الْحَدَّادِ عَلَى السَّارِقِ وَقِيلَ هُوَ السَّجَّانُ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِبِ يَتَوَلَّى الْقَطْعَ وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ وَأَظْهَرُ (وَحُدُودُ اللَّهِ) أَحْكَامُهُ الشَّرْعِيَّةُ لِأَنَّهَا مَانِعَةٌ عَنْ التَّخَطِّي إلَى مَا وَرَاءَهَا (وَمِنْهُ) {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] وَيُقَالُ لِمَحَارِمِهِ وَمَنَاهِيهِ حُدُودٌ لِأَنَّهَا مَمْنُوعٌ عَنْهَا (وَمِنْهُ) {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] (وَالْمَحْدُودُ) خِلَافُ الْمَجْدُودِ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ عَنْ الرِّزْقِ (وَحِدَادُ الْمَرْأَةِ) تَرْكُ زِينَتِهَا وَخِضَابِهَا وَهُوَ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا لِأَنَّهَا مُنِعَتْ عَنْ ذَلِكَ أَوْ مَنَعَتْ نَفْسَهَا عَنْهُ وَقَدْ أَحَدَّتْ إحْدَادًا فَهِيَ مُحِدٌّ وَحَدَّتْ تَحُدُّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا حِدَادًا وَالْحِدَادُ أَيْضًا ثِيَابُ الْمَأْتَمِ السُّودُ (وَأَمَّا الِاسْتِحْدَادُ) لِحَلْقِ الْعَانَةِ فَمُشْتَقٌّ مِنْ الْحَدِيدِ لِأَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ فِي ذَلِكَ وَكَأَنَّهُ سُمِّيَ حَدِيدًا لِأَنَّهُ مَنَعَ نَفْسَهُ لِصَلَابَتِهِ (وَمِنْهُ) وَحَوَافِرُهَا حَدِيدًا أَيْ صُلْبَةٌ كَأَنَّهَا حَدِيدٌ (وَبِهِ سُمِّيَ) وَالِدُ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ الْبَجَلِيِّ فِي بَابِ السَّرَايَا (وَالْحِدَادَةُ) بِالْكَسْرِ صِنَاعَةُ الْحَدَّادِ وَهُوَ الصَّانِعُ فِي الْحَدِيدِ (وَقَوْلُهُ) لَهُ أَنْ يَعْمَلَ فِيمَا بَدَا لَهُ مِنْ الْأَعْمَالِ مَا خَلَا الرَّحَى وَالْحَدَّادَ وَالْقَصَّارَ الصَّوَابُ مَا خَلَا وَضْعَ الرَّحَى وَالْحِدَادَةَ وَالْقِصَارَةَ لِأَنَّ تِلْكَ الْأَعْيَانَ لَيْسَتْ مِنْ أَعْمَالِهِ (وَحُدَّانُ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مُرْتَجَلٌ مِنْ حُرُوفِ الْحَدِيدِ (وَمِنْهُ) سَعِيدُ بْنُ ذِي حُدَّانِ فِي السِّيَرِ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
[حدد] نه فيه: "الحدود" محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب، واصل الحد المنع والفصل بين الشيئين، فكأن حدود الشرع فصلت بين الحلال والحرام، فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة. ومنه: "تلك حدود الله فلا تقربوها"، ومنها ما لا يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأربع، ومنه "تلك حدود الله فلا تعتدوها". ومنه: أن اللمم ما بين "الحدين" حد الدنيا وحد الآخرة، حد الدنيا ما فيه الحدود كالسرقة والزنا والقذف، وحد الآخرة ما فيه العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأكل الربا، فأراد أن اللمم ما لم يوجب عليه حداً ولا عذاباً. ك: "حد" المريض أن يشهد الجماعة أي ما يحد للمريض أن يشهد الجماعة حتى إذا جاوز ذلك الحد لم يشرع له شهودها، وقيل بمعنى الحدة أراد الحض على شهودها، وروى: جد، بجيم أي اجتهاده لشهودها. ج ومنه: أصبت "حداً" أي ذنباً يوجب حداً. ط: إقامة "حد" خير من مطر أربعين ليلة، لأن إقامتها زجر عن المعاصي، وسبب لفتح أبواب السماء، والتهاون بها انهماك لهم في المعاصي الموجبة لأخذهم بالجدب، وخص الليلة تتميماً لمعنى الخصب. وفيه: من أصاب "حداً" فستره الله وعفا عنه فالله أكرم.الابتداء، وعلى فخذه خبره، والجملة حالية، وكونه منصوباً عطفاً على مفعول وضع، أي وضع يده اليسرى ووضع حد مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى. مف: وحد- أي جعله منفرداً عن فخذه أي رفعه عنها، فجعله من التوحيد، وروى: مد، ورفع إصبعه أي مسبحته يدعو بها أي يشير، ولا يجاوز بصره إشارته، يعني بإشارته إصبعه، يعني لا ينظر إلى السماء حين أشار بإصبعه إلى توحيد الله بل ينظر إلى إصبعه لئلا يشعر بالجهة.

حدد: الحَدُّ: الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أَحدهما بالآخر أَو لئلا

يتعدى أَحدهما على الآخر، وجمعه حُدود. وفصل ما بين كل شيئين: حَدٌّ

بينهما. ومنتهى كل شيء: حَدُّه؛ ومنه: أَحد حُدود الأَرضين وحُدود الحرم؛ وفي

الحديث في صفة القرآن: لكل حرف حَدّ ولكل حَدّ مطلع؛ قيل: أَراد لكل منتهى

نهاية. ومنتهى كل شيءٍ: حَدّه.

وفلان حديدُ فلان إِذا كان داره إِلى جانب داره أَو أَرضه إِلى جنب

أَرضه. وداري حَديدَةُ دارك ومُحادَّتُها إِذا كان حدُّها كحدها. وحَدَدْت

الدار أَحُدُّها حدّاً والتحديد مثله؛ وحدَّ الشيءَ من غيره يَحُدُّه حدّاً

وحدَّدَه: ميزه. وحَدُّ كل شيءٍ: منتهاه لأَنه يردّه ويمنعه عن التمادي،

والجمع كالجمع. وحَدُّ السارق وغيره: ما يمنعه عن المعاودة ويمنع أَيضاً

غيره عن إِتيان الجنايات، وجمعه حُدُود. وحَدَدْت الرجل: أَقمت عليه

الحدّ.

والمُحادَّة: المخالفة ومنعُ ما يجب عليك، وكذلك التَّحادُّ؛ وفي حديث

عبدالله بن سلام: إِن قوماً حادّونا لما صدقنا الله ورسوله؛ المُحادَّة:

المعاداة والمخالفة والمنازعة، وهو مُفاعلة من الحدّ كأَنّ كل واحد منهما

يجاوز حدّه إِلى الآخر.

وحُدُود الله تعالى: الأَشياء التي بيَّن تحريمها وتحليلها، وأَمر أَن

لا يُتعدى شيء منها فيتجاوز إِلى غير ما أَمر فيها أَو نهى عنه منها، ومنع

من مخالفتها، واحِدُها حَدّ؛ وحَدَّ القاذفَ ونحوَه يَحُدُّه حدّاً:

أَقام عليه ذلك. الأَزهري: والحدّ حدّ الزاني وحدّ القاذف ونحوه مما يقام

على من أَتى الزنا أَو القذف أَو تعاطى السرقة. قال الأَزهري: فَحُدود

الله، عز وجل، ضربان: ضرب منها حُدود حَدَّها للناس في مطاعمهم ومشاربهم

ومناكحهم وغيرها مما أَحل وحرم وأَمر بالانتهاء عما نهى عنه منها ونهى عن

تعدّيها، والضرب الثاني عقوبات جعلت لمن ركب ما نهى عنه كحد السارق وهو قطع

يمينه في ربع ديناءِ فصاعداً، وكحد الزاني البكر وهو جلد مائة وتغريب

عام، وكحدّ المحصن إِذا زنى وهو الرجم، وكحد القاذف وهو ثمانون جلدة، سميت

حدوداً لأَنها تَحُدّ أَي تمنع من إِتيان ما جعلت عقوبات فيها، وسميت

الأُولى حدوداً لأَنها نهايات نهى الله عن تعدّيها؛ قال ابن الأَثير: وفي

الحديث ذكر الحَدِّ والحدُود في غير موضع وهي محارم الله وعقوباته التي

قرنها بالذنوب، وأَصل الحَدِّ المنع والفصل بين الشيئين، فكأَنَّ حُدودَ

الشرع فَصَلَت بين الحلال والحرام فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة، ومنه

قوله تعالى: تلك حدود الله فلا تقربوها؛ ومنه ما لا يتعدى كالمواريث

المعينة وتزويج الأَربع، ومنه قوله تعالى: تلك حدود الله فلا تعتدوها؛ ومنها

الحديث: إِني أَصبحت حدّاً فأَقمه عليّ أَي أَصبت ذنباً أَوجب عليّ حدّاً

أَي عقوبة. وفي حديث أَبي العالية: إِن اللَّمَمَ ما بين الحَدَّيْن

حَدِّ الدنيا وحَدِّ الآخرة؛ يريد بِحِدِّ الدنيا ما تجب فيه الحُدود

المكتوبة كالسرقة والزنا والقذف، ويريد بِحَدِّ الآخرة ما أَوعد الله تعالى عليه

العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأَكل الربا، فأَراد أَن اللمم من الذنوب

ما كان بين هذين مما لم يُوجِبْ عليه حدّاً في الدنيا ولا تعذيباً في

الآخرة.

وما لي عن هذا الأَمر حَدَدٌ أَي بُدٌّ.

والحديد: هذا الجوهر المعروف لأَنه منيع، القطعة منه حديدة، والجمع

حدائد، وحَدائدات جمع الجمع؛ قال الأَحمر في نعت الخيل:

وهن يَعْلُكْن حَدائِداتها

ويقال: ضربه بحديدة في يده.

والحدّاد: معالج الحديد؛ وقوله:

إِنِّي وإِيَّاكمُ، حتى نُبِيءَ بهِ

مِنْكُمُ ثمانَيةً، في ثَوْبِ حَدَّادِ

أَي نغزوكم في ثياب الحَديد أَي في الدروع؛ فإِما أَن يكون جعل الحدّاد

هنا صانع الحديد لأَن الزرّاد حَدّادٌ، وإِما أَن يكون كَنَى بالحَدَّادِ

عن الجوهر الذي هو الحديد من حيث كان صانعاً له.

والاسِتحْداد: الاحتلاق بالحديد.

وحَدُّ السكين وغيرها: معروف، وجمعه حُدودٌ. وحَدَّ السيفَ والسِّكِّينَ

وكلَّ كليلٍ يَحُدُّها حدّاً وأَحَدَّها إِحْداداً وحَدَّدها: شَحَذَها

ومَسَحها بحجر أَو مِبْرَدٍ، وحَدَّده فهو مُحدَّد، مثله؛ قال اللحياني:

الكلام أَحدَّها، بالأَلف، وقد حَدَّثْ تَحِدُّ حِدَّةً واحتَدَّتْ.

وسكين حديدة وحُدادٌ وحَديدٌ، بغير هاء، من سكاكين حَديداتٍ وحَدائدَ

وحِدادٍ؛ وقوله:

يا لَكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءِ،

يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ،

أَنْشَبَ من مآشِرٍ حِداءِ

فإِنه أَراد حِداد فأَبدل الحرف الثاني وبينهما الأَلف حاجزة، ولم يكن

ذلك واجباً، وإِنما غير استحساناً فساغ ذلك فيه؛ وإِنها لَبَيِّنَةُ

الحَدِّ.

وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدَّة ونابٌ حديدٌ وحديدةٌ كما تقدّم في السكين

ولم يسمع فيها حُدادٌ. وحَدّ السيفُ يَحِدُّ حِدَّة واحتدّ، فهو حادّ

حديدٌ، وأَحددته، وسيوفٌ حِدادٌ وأَلْسِنَةٌ حِدادٌ، وحكى أَبو عمرو: سيفٌ

حُدّادٌ، بالضم والتشديد، مثل أَمر كُبَّار.

وتحديدُ الشَّفْرة وإِحْدادُها واسِتحْدادُها بمعنى.

ورجل حَديدٌ وحُدادٌ من قوم أَحِدَّاءَ وَأَحِدَّةٍ وحِدادٍ: يكون في

اللَّسَنِ والفَهم والغضب، والفعل من ذلك كله حَدَّ يَحِدُّ حِدّةً، وإِنه

لَبَيِّنُ الحَدِّ أَيضاً كالسكين. وحَدَّ عليه يَحدُّ حَدَداً،

واحْتَدَّ فهو مُحْتَدٌّ واستَحَدَّ: غَضِبَ. وحاددته أَي عاصيته. وحادَّه: غاصبه

مثل شاقَّه، وكأَن اشتقاقه من الحدِّ الذي هو الحَيّزُ والناحية كأَنه

صار في الحدّ الذي فيه عدوّه، كما أَن قولهم شاقَّه صار في الشّق الذي فيه

عدوّه. وفي التهذيب: استحَدَّ الرجلُ واحْتَدَّ حِدَّةً، فهو حديد؛ قال

الأَزهري: والمسموع في حِدَّةِ الرَّجلِ وطَيْشِهِ احْتَدَّ؛ قال: ولم

أَسمع فيه استَحَدَّ إِنما يقال استحدّ واستعان إِذا حلق عانته. قال

الجوهري: والحِدَّةُ ما يعتري الإِنسان من النَّزقِ والغضب؛ تقول: حَدَدْتُ على

الرجل أَحِدُّ حِدَّةً وحَدّاً؛ عن الكسائي: يقال في فلان حِدَّةٌ؛ وفي

الحديث: الحِدَّةُ تعتري خيار أُمتي؛ الحِدَّةُ كالنشاط والسُّرعة في

الأُمور والمَضاءة فيها مأْخوذ من حَدِّ السيف، والمراد بالحِدَّةِ ههنا

المَضاءُ في الدين والصَّلابة والمَقْصِدُ إِلى الخير؛ ومنه حديث عمر: كنت

أُداري من أَبي بكر بعضَ الحَدِّ؛ الحَدُّ والحِدَّةُ سواء من الغضب ،

وبعضهم يرويه بالجيم، من الجِدِّ ضِدِّ الهزل، ويجوز أَن يكون بالفتح من

الحظ. والاستحدادُ: حلقُ شعر العانة. وفي حديث خُبيبٍ: أَنه استعار موسى

استحدّ بها لأَنه كان أَسيراً عندهم وأَرادوا قتله فاستَحَدَّ لئلا يظهر شعر

عانته عند قتله. وفي الحديث الذي جاء في عَشْرٍ من السُّنَّةِ:

الاستحدادُ من العشر، وهو حلق العانة بالحديد؛ ومنه الحديث حين قدم من سفر فأَراد

الناس أَن يطرقوا النساء ليلاً فقال: أَمْهِلوا كي تَمْتَشِذَ

الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ أَي تحلق عانتها؛ قال أَبو عبيد: وهو

استفعال من الحديدة يعني الاستحلاف بها، استعمله على طريق الكناية والتورية.

الأَصمعي: استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بحديدة وغيرها.

ورائحة حادَّةٌ: ذَكِيَّةً، على المثل. وناقة حديدةُ الجِرَّةِ: توجد

لِجِرَّتها ريح حادّة، وذلك مما يُحْمَدُ. وَحَدُّ كل شيء: طَرَفُ

شَبَاتِهِ كَحَدِّ السكين والسيف والسّنان والسهم؛ وقيل: الحَدُّ من كل ذلك ما رق

من شَفْرَتِهِ، والجمع حُدُودٌ. وحَدُّ الخمر والشراب: صَلابَتُها؛ قال

الأَعشى:

وكأْسٍ كعين الديك باكَرْت حَدَّها

بِفتْيانِ صِدْقٍ، والنواقيسُ تُضْرَبُ

وحَدُّ الرجُل: بأْسُه ونفاذُهُ في نَجْدَتِهِ؛ يقال: إِنه لذو حَدٍّ؛

وقال العجاج:

أَم كيف حدّ مطر الفطيم

وحَدَّ بَصَرَه إِليه يَحُدُّه وأَحَدَّه؛ الأُولى عن اللحياني: كلاهما

حَدَّقَهُ إِليه ورماه به.

ورجل حديد الناظر، على المثل: لا يهتم بريبة فيكون عليه غَضاضَةٌ فيها،

فيكون كما قال تعالى: ينظرون من طرف خفيّ؛ وكما قال جرير:

فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنك من نُمَيْرٍ

قال ابن سيده: هذا قول الفارسي.

وحَدَّدَ الزرعُ: تأَخر خروجه لتأَخر المطر ثم خرج ولم يَشْعَبْ.

والحَدُّ: المَنْعُ. وحدَّ الرجلَ عن الأَمر يَحُدُّه حَدّاً: منعه

وحبسه؛ تقول: حَدَدْتُ فلاناً عن الشر أَي منعته؛ ومنه قول النابغة:

إِلاَّ سُلَيْمانَ إِذْ قال الإِلهُ لَهُ:

قُمْ في البرية فاحْدُدْها عن الفَنَدِ

والْحَدَّادُ: البَوَّابُ والسَّجَّانُ لأَنهما يمنعان من فيه أَن يخرج؛

قال الشاعر:

يقول ليَ الحَدَّادُ، وهو يقودني

إِلى السجن: لا تَفْزَعْ، فما بك من باس

قال ابن سيده: كذا الرواية بغير همز باس على أَن بعده:

ويترك عُذْري وهو أَضحى من الشمس

وكان الحكم على هذا أَن يهمز بأْساً لكنه خفف تخفيفاً في قوّة فما بك من

بأْس، ولو قلبه قلباً حتى يكون كرجل ماش لم يجز مع قوله وهو أَضحى من

الشمس، لأَنه كان يكون أَحد البيتين بردف، وهو أَلف باس، والثاني بغير ردف،

وهذا غير معروف؛ ويقال للسجان: حَدَّادٌ لأَنه يمنع من الخروج أَو لأَنه

يعالج الحديد من القيود. وفي حديث أَبي جهل لما قال في خزَنة النار وهم

تسعة عشر ما قال، قال له الصحابة: تقيس الملايكة بالْحَدَّادين؛ يعني

السجانين لأَنهم يمنعون المُحْبَسينَ من الخروج، ويجوز أَن يكون أَراد به

صُنَّاع الحديد لأَنهم من أَوسخ الصُّنَّاع ثوباً وبدناً؛ وأَما قول

الأَعشى يصف الخمر والخَمَّار:

فَقُمْنَا، ولمَّا يَصِحْ ديكُنا،

إِلى جُونَةٍ عند حَدَّادِها

فإِنه سمى الخَمَّار حَدَّاداً، وذلك لمنعه إِياها وحفظه لها وإِمساكه

لها حتى يُبْدَلَ له ثمنها الذي يرضيه. والجونة: الخابية.

وهذا أَمر حَدَدٌ أَي منيع حرام لا يحل ارتكابه. وحُدَّ الإِنسانُ:

مُنِعَ من الظفَر. وكلُّ محروم. محدودٌ. ودون ما سأَلت عنه حَدَدٌ أَي

مَنْعٌ. ولا حَدَدَ عنه أَي لا مَنْعَ ولا دَفْعَ؛ قال زيد بن عمرو بن

نفيل:لا تَعْبُدُنّ إِلهاً غيرَ خالقكم،

وإِن دُعِيتُمْ فقولوا: دونَهُ حَدَدُ

أَي مَنْعٌ. وأَما قوله تعالى: فبصرك اليوم حديد؛ قال: أَي لسان

الميزان. ويقال: فبصرك اليوم حديد أَي فرأْيك اليوم نافذ. وقال شمر: يقال

للمرأَة الحَدَّادَةُ. وحَدَّ الله عنا شر فلان حَدّاً: كفه وصرفه؛ قال:

حِدَادِ دون شرها حِدادِ

حداد في معنى حَدَّه؛ وقول معقل

بن خويلد الهذلي:

عُصَيْمٌ وعبدُ الله والمرءُ جابرٌ،

وحُدِّي حَدادِ شَرَّ أَجنحةِ الرَّخَم

أَراد: اصرفي عنا شر أَجنحة الرخم، يصفه بالضعف، واستدفاع شر أَجنحة

الرخم على ما هي عليه من الضعف؛ وقيل: معناه أَبطئي شيئاً، يهزأُ منه وسماه

بالجملة. والحَدُّ: الصرف عن الشيء من الخير والشر. والمحدود: الممنوع من

الخير وغيره. وكل مصروف عن خير أَو شر: محدود. وما لك عن ذلك حَدَدٌ

ومَحْتَدٌ أَي مَصْرَفٌ ومَعْدَلٌ. أَبو زيد: يقال ما لي منه بُدُّ ولا محتد

ولا مُلْتَدٌّ أَي ما لي منه بُدٌّ. وما أَجد منه مَحتداً ولا

مُلْتَدّاً أَي بُدٌّاً.

الليث: والحُدُّ الرجلُ المحدودُ عن الخير. ورجل محدود عن الخير: مصروف؛

قال الأَزهري: المحدود المحروم؛ قال: لم أَسمع فيه رجل حُدٌّ لغير الليث

وهو مثل قولهم رجل جُدٌّ إِذا كان مجدوداً. ويدعى على الرجل فيقال:

اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه لإِصابة. وفي الأَزهري: تقول للرامي اللهم

احْدُدْهُ أَي لا توقفه للإِصابة. وأَمر حَدَدٌ: ممتنع باطل، وكذلك دعوة

حَدَدٌ. وأَمر حَدَدٌ: لا يحل أَن يُرْتَكَبَ. أَبو عمرو: الحُدَّةُ

العُصبةُ.وقال أَبو زيد: تَحَدَّدَ بهم أَي تَحَرَّشَ ،. ودعوةٌ حَدَدٌ أَي

باطلة.والحِدادُ: ثياب المآتم السُّود. والحادُّ والمُحِدُّ من النساء: التي

تترك الزينة والطيب؛ وقال ابن دريد: هي المرأَة التي تترك الزينة والطيب

بعد زوجها للعدة. حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حدّاً وحِداداً، وهو

تَسَلُّبُها على زوجها، وأَحَدَّتْ، وأَبى الأَصمعي إِلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ، وهي

مُحِدٌّ، ولم يَعْرِفْ حَدَّتْ؛ والحِدادُ: تركُها ذلك. وفي الحديث: لا

تُحِدُّ المرأَةُ فوق ثلاث ولا تُحِدُّ إِلاَّ على زوج. وفي الحديث: لا يحل

لأَحد أَن يُحِدَّ على ميت أَكثر من ثلاثة أَيام إِلا المرأَة على زوجها

فإِنها تُحِدُّ أَربعة أَشهر وعشراً. قال أَبو عبيد: وإِحدادُ المرأَة

على زوجها ترك الزينة؛ وقيل: هو إِذا حزنت عليه ولبست ثياب الحزن وتركت

الزينة والخضاب؛ قال أَبو عبيد: ونرى أَنه مأْخوذ من المنع لأَنها قد منعت

من ذلك، ومنه قيل للبوّاب: حدّادٌ لأَنه يمنع الناس من الدخول. قال

الأَصمعي: حَدَّ الرجلُ يَحُدُّه إِذا صرفه عن أَمر أَراده. ومعنى حَدَّ

يَحدُّ: أَنه أَخذته عجلة وطَيْشٌ. وروي عنه، عليه السلام، أَنه قال: خيار

أُمتي أَحِدّاؤها؛ هو جمع حديد كشديد وأَشداء.

ويقال: حَدَّد فلان بلداً أَي قصد حُدودَه؛ قال القطامي:

مُحدِّدينَ لِبَرْقٍ صابَ مِن خَلَلٍ،

وبالقُرَيَّةِ رَادُوه بِرَدَّادِ

أَي قاصدين. ويقال: حدداً أَن يكون كذا كقوله معاذ الله؛ قال الكميت:

حَدَداً أَن يكون سَيْبُك فينا

وتَحاً، أَو مُجَبَّناً مَمْصُورَا

أَي حراماً كما تقول: معاذ اللهُ قد حَدَّدَ اللهَ ذلك عنا.

والحَدَّادُ: البحر، وقيل: نهر بعينه، قال إِياس بن الأَرَتِّ:

ولم يكونُ على الحَدَّادِ يملكه،

لو يَسْقِ ذا غُلَّةٍ من مائه الجاري

وأَبو الحَديدِ: رجل من الحرورية قتل امرأَة من الإِجْماعِيين كانت

الخوارج قد سبتها فغالوا بها لحسنها، فلما رأَى أَبو الحَديد مغالاتهم بها

خاف أَن يتفاقم الأَمر بينهم فوثب عليها فقتلها؛ ففي ذلك يقول بعض الحرورية

يذكرها:

أَهابَ المسلمون بها وقالوا،

على فَرْطِ الهوى: هل من مزيد؟

فزاد أَبو الحَدِيدِ بِنَصْل سيف

صقيل الحَدّ، فِعْلَ فَتىً رشيد

وأُم الحَديدِ: امرأَةُ كَهْدَلٍ الراجز؛ وإِياها عنى بقوله:

قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَديدِ كَهْدَلا،

وابتدر البابَ فكان الأَوّلا،

شَلَّ السَّعالي الأَبلقَ المُحَجَّلا،

يا رب لا ترجع إِليها طِفْيَلا،

وابعث له يا رب عنا شُغَّلا،

وَسْوَاسَ جِنٍّ أَو سُلالاً مَدْخَلا،

وجَرَباً قشراً وجوعاً أَطْحَلا

طِفْيَلٌ: صغير، صغره وجعله كالطفل في صورته وضعفه، وأَراد طُفَيْلاً،

فلم يستقم له الشعر فعدل إِلى بناء حِثْيَلٍ، وهو يريد ما ذكرنا من

التصغير. والأَطْحَلُ: الذي يأْخذه منه الطحل، وهو وجع الطحال.

وحُدٌّ: موضع، حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فلو أَنها كانت لِقَاحِي كَثِيرةً،

لقد نَهِلَتْ من ماء حُدٍّ وَعَلَّت

وَحُدَّانُ: حَيٌّ من الأَزد؛ وقال ابن دريد: الحُدَّانُ حي من الأَزد

فَأُدْخِلَ عليه اللامُ؛ الأَزهري: حُدَّانُ قبيلة في اليمن.

وبنو حُدَّان، بالضم

(* قوله «وبنو حدان بالضم إلخ» كذا بالأصل والذي في

القاموس ككتان. وقوله وبنو حداد بطن إلخ كذا به أيضاً والذي في الصحاح

وبنو احداد بطن إلخ): من بني سعد. وينو حُدَّاد: بطن من طيّ. والحُدَّاء:

قبيلة؛ قال الحرث بن حِلِّزة:

ليس منا المُضَرّبُون، ولا قَيـ

ـس، ولا جَنْدَلٌ، ولا الحُدَّاءُ

وقيل: الحُدَّاء هنا اسم رجل، ويحتمل الحُدَّاء أَن يكون فُعَّالاً من

حَدَأَ، فإِذا كان ذلك فبابه غير هذا. ورجل حَدْحَدٌ: قصير غليظ.

حدد
حدَّ1/ حدَّ من حَدَدْتُ، يَحُدّ، احْدُدْ/ حُدَّ، حَدًّا، فهو حادّ، والمفعول مَحْدود
• حدَّ السَّيفَ ونحوَه: شحَذه وسنَّه "حَدَدْتُ السّكّينَ لأذبح به".
• حدَّ الأرضَ:
1 - وضع فاصلاً بينها وبين ما يجاورها.
2 - جعل لها حُدودًا "الدَّخل اللاّمحدود/ غير المحدود".
• حدَّ الجانيَ: أقام عليه الحدَّ "حُدَّ الزَّاني".
• حَدَّ بصرَه/ حَدَّ بصرَه إليه: حدَّق وركَّز بصرَه إليه، نظر إليه نظرة انتباه.
• حدَّ الشَّيءَ عن غيره/ حدَّ الشَّيءَ من غيره: ميَّزه منه.
• حدَّ الشَّخصَ عن الأمر: كفّه، صرفه عنه "حدّ اللهُ الشرَّ".
• حدَّ من الشَّيء: ضيَّق مجالَه ووضعه ضمن حدود "حدَّ من حُرِّيّة الفتاة" ° شركة محدودة: ذات صلاحيّات أو امتيازات مرسومة- لا محدود: ما لا يمكن أن ترسم له حدود- محدود التَّفكير: ضيِّقُ الأفق، سطحيّ- محدود المدى: ضيِّق- مَوْرِد محدود: قليل نسبيًّا. 

حدَّ2/ حدَّ على1 حَدَدْتُ، يَحِدّ، احْدِدْ/ حِدَّ، حِدَّةً، فهو حادّ، والمفعول محدود عليه
• حدَّ السَّيفُ ونحوُه: صار قاطِعًا.
• حدَّت الرَّائحةُ: ذكت واشتدَّت "رائحة حادَّة".
• حَدَّ على غيره: غضب عليه وأغلظ له القول "حدَّ على تلميذه". 

حدَّ على2 حَدَدْتُ، يَحُدّ ويَحِدّ، احْدُد/ حُدّ واحْدِد/ حِدّ، حِدادًا، فهو حادّ، والمفعول محدود عليه
• حدَّتِ المرأةُ على زوجها: تركت الزِّينةَ ولبِست الحِداد "أعلنت الدَّولةُ الحِدادَ على شهدائها في المعركة". 

أحدَّ يُحِدّ، أحْدِدْ/ أحِدَّ، إحدادًا، فهو مُحِدّ، والمفعول مُحَدّ (للمتعدِّي)
• أحدَّ الشَّخصُ: لبِس الحدادَ "أحدَّتِ المرأةُ على زوجها".
• أحدَّ السَّيفَ ونحوَه: حَدّه، شحَذه.
• أحدَّ بصرَه إليه: نظر إليه نظرة انتباه، حدَّق فيه. 

احتدَّ يحتدّ، احْتَدِدْ/ احْتَدَّ، احْتِدادًا، فهو مُحتَدّ
• احتدَّ الشَّخصُ: أغلظ القولَ في غضب وحِدَّة ° احتدَّ في محاورته: غضِب.
• احتدَّ الكلامُ بينهما: نشِط واشتدَّ وصار حادًّا "تحتدّ المعركةُ بين أنصار الحقّ وأنصار الباطل- تحتدّ المناقشةُ بين أنصار القديم وأنصار الحديث". 

استحدَّ يستحدّ، اسْتَحْدِدْ/ اسْتَحِدَّ، استِحْدادًا، فهو مُستحِدّ، والمفعول مُستحَدّ (للمتعدِّي)
• استحدَّ فلانٌ: حلَق بآلةٍ حادَّة.
• استحدَّ فلانٌ السِّكِّينَ: وجدها حادّة أو طلب حَدَّها وشحذها. 

تحادَّ يتَحادّ، تحادَدْ/ تحادَّ، تحادًّا، فهو مُتحادّ
• تحادَّ فلانٌ مع الآخرين:
1 - حادّهم، تنازعَ معهم "ليس من شيمة الكريم أن يتحادَّ مع الآخرين".
2 - جاوَرهم. 

تحدَّدَ يتحدَّد، تَحدُّدًا، فهو مُتحدِّد
• تحدَّد الشَّيءُ:
1 - مُطاوع حدَّدَ: تعيَّن وتخصَّص "تحدّد موعدُ اجتماع الرُّؤساء".
2 - توضَّح وتبيَّن "تحدَّد مصطلحٌ علميّ بعد إقراره من المجامع اللُّغويّة".
3 - رُسِم وأُقيمت له حُدود "تحدَّد حَقْل". 

حادَّ يحادّ، حادِدْ/ حادَّ، مُحادّةً، فهو مُحادّ، والمفعول مُحادّ
• حادَّه:
1 - جاوَره، شاركه في حدّ "حادّت مزرعتهُ الأرضَ التي ننوي البناء عليها: شاركتها في حدودها".
2 - غاضَبه وعصاه، عاداه وخالفه " {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا} ". 

حدَّدَ يحدِّد، تَحْديدًا، فهو محدِّد، والمفعول محدَّد
• حدَّد السَّيْفَ ونحوَه: حدَّه، شحذه.
• حدَّد الشَّيءَ: حدَّه، عرَّفه وأقام له حدودًا "حدّد خطَة العمل- حدّد موقفَه من الأمر" ° حدَّدتِ السُّلطاتُ إقامتَه: ألزمته الإقامةَ في مكانٍ معيَّنٍ.
• حدَّد السِّعْرَ: عيَّنه وثبَّته "حدَّد ثمنَ السِّلْعَةِ: سعَّرها- حدَّد موعدَ المقابلة ومكانَها"? محدَّد المعالم: واضح. 

تحديد [مفرد]: ج تحديدات (لغير المصدر):
1 - مصدر حدَّدَ ° بلا تحديد: بلا قيد ولا شرط.
2 - تعريف الشّيء بما يدلّ على حقيقته "تحديد المصطلح بجنسه وفصله" ° على التَّحديد/ على وجه التَّحديد/ بالتَّحديد: بصورة محدّدة ودقيقة، بالضبط.
3 - تقييد أو وضع حدٍّ "يعارض بعضُ النَّاس فكرة تحديد النَّسل".
4 - (قن) نصٌّ على شيء أو تقريره بصورة إلزاميَّة "تحديد مُهلة/ يوم أو مكان". 

حادّ [مفرد]: ج حادُّون وحِداد:
1 - اسم فاعل من حدَّ على2 وحدَّ1/ حدَّ من وحدَّ2/ حدَّ على1 ° ألم حادّ: شديد لا يمكن تحمُّله- تصفيق حادّ: عالٍ- رائحة حادّة: زكيّة شديدة.
2 - قاطع "حادّ النَّظر/ الذّكاء- سيوفٌ حِداد- {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} " ° لهجة حادّة: بغضب وشدة.
3 - شديد الطَّبع، سريع الانفعال، قاس "شبَّ صريحًا لا يجيد المجاملة، حادًّا لا يكظم في نفسه" ° حادّ الطَّبع/ حادّ المِزاج: سريع الانفعال والغضب.
4 - (سق) عالي النَّغَمَة.
5 - (كم) حرّيف، وصف لما له طعم لاذع أو رائحة
حادّة.
• زاوية حادّة: (هس) ما كان انفراجُها أصغرَ من الزَّاوية القائمة، أقل من 90 درجة. 

حِداد [مفرد]:
1 - مصدر حدَّ على2.
2 - ثياب المأتم "ارتدت النِّساءُ الحِداد لوفاة قريب لهن".
3 - اتِّخاذ موقف للإشعار بالحزن على ميت "وقف دقيقة حدادًا على أبيه". 

حُدادَة [مفرد]: بقيّة الحديد ونُفايته "استفاد الحدَّادُ من الحُدادة". 

حِدادة [مفرد]:
1 - صناعة الحدَّاد وحرفته "الحِدادة مظهر من مظاهر قوّة الإنسان في السَّيطرة على الطَّبيعة".
2 - صناعة الأدوات الحديديّة "تتّجه الدَّولةُ إلى تخصيص مكان لوَرْشات الحِدادة". 

حَدّ [مفرد]: ج حُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر حدَّ1/ حدَّ من.
2 - حاجز بين شيئين لئلاّ يختلط أحدُهما بالآخر "وضع الاستعمارُ حُدودًا بين أبناء الأمّة العربيّة" ° حدّ البلوغ: سن الرُّشْد- حدود دوليَّة: خطوط فاصلة بين دولتين- وضَع حدًّا للأمر: أنهاه، أوقفه.
3 - طرف الشّيء الحادّ القاطع "دافع عن نفسه بحدِّ السِّلاح- السَّيف أصدق أنباءً من الكتب ... في حَدِّه الحدّ بين الجَدِّ واللعِبِ" ° بِحدِّ السَّيف: بالقوَّة- سلاح ذو حدَّين: له فوائد ومضارّ، له أثران متناقضان.
4 - مُستوى، منتهى الشّيء "وضع حدًّا للأمر- فوق الحَدّ" ° إلى أَبْعَد حدٍّ: إلى أبعد مدى، للغاية- إلى حدٍّ بعيد: إلى حدٍّ كبير، بعيدًا- إلى حدٍّ ما: إلى درجة معيَّنة أو مدًى محدود- أوقفه عند حدِّه: قيّده بما هو مرسوم له، وضعه في مكانه المناسب أو عامله بحزم وشدَّة- الحدّ الأدنى: أقلّ حدّ- الحدّ الأعلى/ الحدّ الأقصى: أعلى أو أبعد حدّ- بحدّ ذاته/ في حدّ ذاته: بنفسه أو وحده- جاوز حدّه: خرج عن حدوده، خرج على المألوف وبالغ بما لا يليق- حدّ الكفاف: أقلّ مبلغ من المال أو الموارد التي يحتاج إليها الفرد ليعيش- على حدّ قوله/ على حدّ تعبيره: وفقًا لما يقول، حسب أقواله- على حدّ سواءَ: على نفس الطّريقة- في حدود المُتاح: على قدر الموجود- لا حدّ له/ بلا حدّ: بلا انتهاء- لحدّ ذاته: لذاته.
5 - (جب) عدد أو مقدار جبريّ تشمله متعدّدة الحدود، ويكون بَسْطًا أو مقامًا في العدد الكسريّ.
6 - (سف) قول دال على ماهيّة الشّيء كتعريف الإنسان بالحيوان النَّاطق "حدّ أصغر/ أوسط/ أكبر".
7 - (فق) عقوبة معيَّنة وجبت على الجاني تمنعه من المعاودة وتمنع غيره من إتيان الذنب ويطلقها الفقهاءُ على عقوبات قدّرها الشَّرع كحدّ السَّرقة والزِّنا "إِنَّ اللهَ تَعَالَى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعوُهَا وَحَدَّ حُدُودًا فَلاَ تَعْتَدُوهَا [حديث]- {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا} " ° حدود الآداب: قواعدها- حدود الله: ما حدّه بأوامره ونواهيه.
• الحدّ الأصغر: (سف) الحدّ في قياس منطقيّ يذكر في المقدِّمة الصُّغرى ويكوِّن موضوع الاستنتاج.
• حدَّ الشَّيء: تعريفه الجامع لكلّ أفراده، المانع لكلّ ما ليس منه.
• حدٌّ تقريبيّ: (جب) ما تقرَّب إليه كميّة أو مقدار.
• ذات الحدَّين: (جب) مقدار جبري مكوَّن من مجموع حدَّين، مثل: (أ ب) أو من الفرق بينهما، مثل: (أ- ب).
• ثلاثيّ الحدود: (جب) متعدِّد الحدود بثلاثة حدود جبريَّة. 

حَدَّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حَدّ.
2 - بائع الحديد.
3 - صانع يُحمي الحديد ويطرقه لتشكيله بحسب الشَّكل المطلوب "طرَق الحدَّادُ الحديدَ" ° بينهما ما صنَع الحَدَّادُ: خلاف حادّ. 

حِدَّة [مفرد]:
1 - مصدر حدَّ2/ حدَّ على1.
2 - شدَّة ونفاذ وقوَّة "أبدى اعتراضَه بحِدَّة: بغضب- حِدَّة التّفكير/ المِزاج/ التَّوتُّر- تصاعدت حِدَّة القلق في العالم بعد أحداث سبتمبر" ° بحِدَّة/ في حِدَّة: بشدَّة ولهجة حادّة غاضبة- حِدَّة الخُلُق: نزعة الغضب والانفعال بسرعة- كسَر حِدَّته/ كسَر من حِدَّته أو ثورته: خفَّف منها. 

حَدِّيَّة [مفرد]: (قص) نظريّة اقتصاديّة تقول إنّ قيمة تبادُل غلَّة ما تحدَّد بفائدة آخر وحدة حاضرة، قابلة للتّصرّف، في هذه الغلَّة. 

حُدوديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حُدود: على غير قياس "قرية حُدوديّة- نقطة تفتيش حُدوديَّة".
2 - مصدر
 صناعيّ من حُدود: مَا له حدود يتعذّر تجاوزها "حُدوديَّة المُمكن البشري". 

حَديد1 [جمع]: جج حدائِدُ: (فز) معدنٌ قابل للطَّرق والسَّحب والتشكيل، يجذبه المغنطيس ويصدأ بسرعة، ويندر أن يُوجد في حالة نقاء، يُستعمل في البناء وصنع الآلات، له ثلاث صور هي: الحديد الزَّهْر، والحديد المطاوع، والحديد الصُّلْب، القطعة منه حديدة "اطرق الحديد وهو ساخن [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: اضرب حديدًا حاميًا لا ينفع منه إن برد- ولكلِّ شيء آفة من جنسه ... حتى الحِديدُ سِطا عليه المِبْردُ- {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} " ° بالحديد والنار: بقوَّة السِّلاح، بالقوَّة والشِّدَّة- بيد من حديد: بحزم وشِدَّة، بالقهر والبطش- خَبَثُ الحديد: ما ينفيه الكيرُ عند إحمائه وصناعته- ضرَب في حديد بارد: بذل جهدًا ضائعًا، قام بما لا يُجْدِي.
• الحديد: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 57 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها تسع وعشرون آية.
• حديد مُطاوِع: حديد سهل الطّرق أو التشكيل.
• حديد الزَّهْر: (كم) نوع من الحديد الغنيّ بالكربون والسيليكون والمنجنيز، يُشكَّل بالصّبّ في قوالب، يتحمَّل الضغطَ، ذو صلابة عالية، وتصنع منه أجسام الماكينات.
• خام الحديد: صخور تحتوي حديدًا بدرجة كافية لاستخراجه تجاريًّا.
• سِكَّة الحديد: طريق معبَّد عليه قضيبان من الحديد متوازيان، تسير عليهما القُطُر الآليّة. 

حَديد2 [مفرد]: ج أحِدّاءُ وأحِدَّة وحِداد: حادّ قاطع، في الكلام والفهم والغضب "سيفٌ حديد- حديد اللّسان: طليقه، فصيح المنطق- هو حديدُ البصر: نافذ الرأي- {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}: نافذ" ° أصلب من الحَديد: عنيد- قَلْبه حَديد: قاس. 

حَديديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَديد1: "قضيب حديديّ- قبضة حديديّة- خشب حديديّ: خشب شديد القساوة" ° إرادة حديديّة: صُلْبة قويّة- ستار حديديّ: حواجز فكريّة تمنع الاتِّصال بين دولتين- سكَّة حديديّة/ سكك حديديّة: طريق عليه قضيبان من الحديد متوازيان تسير عليهما القُطر- قوّة حديديّة: سيطرة محكمة.
• زُحار حديديّ: (طب) مرض يسبِّب التهابَ الرِّئة بسبب استنشاق الغبار المحتوي على الحديد.
• الرِّئة الحديديَّة: (طب) حجيرة للجسم يتمّ من خلالها التَّحكُّم بالضَّغط؛ لتوفير تنفُّس صناعيّ.
خزيــنة حديديَّة: غُرْفَة أو حجيرة تُبنى من الفولاذ؛ لحفظ الأشياء القيِّمة. 

مُحَدِّد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حدَّدَ.
2 - (لغ) كلمة تحدِّد عمل الاسم في الجملة كأدوات التَّعريف.
• مُحدِّد العين: قلم تجميليّ لتحديد العينين. 

مُحَدِّدة [مفرد]: ج محدِّدات: صيغة المؤنَّث لفاعل حدَّدَ.
• المحدِّدة: (جب) تشكيلة عدديّة من كميّات لها قيمة محدَّدة جبريًّا ومستعملة في حلّ فئة مُعيّنة من المعادلات الآنيّة. 

محدوديَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من محدود: ذات طابع محدّد "تعرف هذه الدولة محدوديّة دورها في الحرب- أدّت محدوديّة العلاقة بين الدولتين إلى تعثُّر مفاوضات التكامل الاقتصاديّ بينهما".
• اللاَّمحدوديَّة: سعة الإدراك وبُعد النظر "اتَّسمت نظرته للأمور باللاّمحدوديّة- الإسلام دين شموليّ يتسم باللامحدوديّة في أحكامه". 
حدد
: ( {الحَدُّ) : الفَصْلُ (الحِاجِزُ بَيْنَ) الشَّيْئَيْنِ لئلّا يَختلِط أَحدُهما بالآخَرِ، أَو لئلّا يَتعدَّى أَحدُهما على الآخَرِ، وجمعُه حُدُودٌ. وفَصْلُ مَا بَيْنَ كُلِّ (شَيْئَيْنِ) } حَدٌّ بَينهمَا. (و) الحَدُّ: (مُنْتَهَى الشَّيْءِ) ، وَمِنْه أحدُ {حُدودِ الأَرضين} وحُدُود الحَرَم، وَفِي الحدِيثَ فِي صِفَة القُرآنِ (لكُلّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولكُلِّ حَدَ مَطْلَعٌ) قيل: أَراد 2 لكُلِّ مُنْتَهًى لَه نهَايَةٌ.
(و) الحَدُّ (مِنكُلّ شَيْءٍ: حِدَّتُه) ، وَمِنْه حديثُ عُمَر (كُنْتُ أُدَارِي من أَبي بَكْرٍ بَعْضَ الحَدِّ) وَبَعْضهمْ يَرويه بِالْجِيم من الجِدِّ ضِدّ الهَزْلِ. {وحَدُّ كلِّ شيْءٍ: طَرَفُ شَبَاتِه، كحَدِّ السِّكّينِ السَّيْفِ والسِّنَانِ والسَّهْمِ، وَقيل: الحَدُّ مِن كُلِّ ذلكَ: مَارَقّ منْ شَفْرَتِه، والجمْع حُدودٌ.
(و) الحَدُّ (منْكَ: بَأْسُكَ) ونَفَاذُكَ فِي نَجْدَتِك، يُقَال: إِنه لَذُو} حَدّ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) الحَدُّ (من) الخَمْرِ و (الشَّرَابِ: سَوْرَتُه) وصَلابَتُه. قَالَ الأَعشى:
وكأْسٍ كعَيْنِ الدِّيكِ بَاكَرْتُ! حَدَّهَا
بِفْتِيَانِ صِدْقٍ والنَّواقِيسُ تُضْرَبُ
(و) الحَدُّ: (الدَّفْعُ والمَنْعُ) ، وحَدَّ الرَّجُلَ عَن الأَمْر {يَحُدُّه} حَدًّا: مَنَعَهُ وحَبَهُ، تَقول: {حَدَدْتُ فُلاناً عَن الشّرِّ أَي مَنَعْتُ، وَمِنْه قولُ النَّابِغَة:
إِلَّا سُلَيْمَانَ إِذْ قَالَ الإِلاهُ لَهُ
قُمْ فِي البَرِيَّةِ} فاحْدُدْهَا عَنِ لفَنَدِ
( {كالحَدَدِ) ، محرَّكَةً، يُقَال: دُونَ مَا سَأَلْتَ عَنهُ حَدَدٌ، أَي مَنَعٌ. وَلَا} حَدَدَ عنِه، أَي لَا مَنْ وَلَا دَفْعَ، قَالَ زيدُ بنُ عَمْرو بن نُفَيْلٍ:
لَا تَعْبُدُونَّ إِلاهاً غَيْرَ خَالِقِكمْ
وإِنْ دُعِيتُم فقُولُوا دُونَه {حَدَدُ
وَهَذَا أَمْرٌ حَدَدٌ أَي مَنِيعٌ حرامٌ لَا يَحِلُّ ارْتكابُه.
(و) الحَدُّ: (تَأْدِيبُ المذْنِبِ) ، كالسارِق والزَّانِي وغيرِهما (بِمَا يَمْنَعُه) عَن المُعَاوَدَةِ (و) يَمنَعُ أَيضاً (غَيْرَه عَن) إِتْيَانِ (الذَّنبِ) ، وجَمْعُه حُدُودٌ. وحَدَدْتُ الرَّجُلَ: أَقَمْتُ عَلَيْهِ الحَدَّ. وَفِي التَّهْذِيب: فَحُدُودُ اللهِ عزّ وجلّ ضَرْبَانِ: ضَرْبٌ مِنْهَا حُدودٌ} حدَّها للنّاسِ فِي مَطَاعِمِهم ومَشارِبِهم ومَنَاكِحِهِم وَغَيرهَا ممّا أَحَلّ وحَرَّم، وأَمَرَ بالانتِهَاءِ عمّا نَهَى عَنهُ مِنْهَا ونَهَى عَن تَعَدِّيهَا، والضَّرْب الثانِي عُقوباتٌ جُعِلَتْ لمنْ رَكِبَ مَا نَهَى عنْه، كحَدّ السّارِق وَهُوَ قَطْعُ يَمِينِه فِي رُبْع دِينارٍ فَصَاعِدا، وكحَدِّ الزَّانِي البِكْر، وَهُوَ جَلْدُ مائةِ وتَغْرِيبُ عامٍ، وكحَدِّ المُحْصَنِ إِذَا زَنَى وَهُوَ الرَّجْمُ، وكحَدِّ القاذِف وَهُوَ ثَمَانُونَ جَلْدَةً. سُمِّيَتْ حُدوداً لأَنَّهَا تَحُدُّ أَيّ تَمْنَع مِن إِتيانِ مَا جُعِلَتْ عُقوباتٍ فِيهَا، وسُمِّيَت الأُولى {حُدوداً، لأَنها نهاياتٌ نَهَى اللهُ عَن تَعدِّيها.
(و) الحَدُّ: (مَا يَعْتَرِي الإِنْسانَ من الغَضَبِ والنَّزَقِ، كالحِدَّةِ) بالكَسر، (وَقد حَدَدْتُ عَلَيْهِ أَحِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، حِدَّةً وحَدًّا، عَن الكسائيّ. وَفِي الحَدِيث (الحِدَّةُ تَعتَرِي خِيارَ أُمَّتي) ، الحِدَّةُ، كالنشاطِ والسُّرْعَةِ فِي الأُمورِ والمضَاءِ فِيهَا، مأْخوذٌ من حدِّ السَّيْفِ، والمُرَاد} بالحِدَّة هُنَا المَضَاءُ فِي الدِّين والصَّلابةُ والمَقْصِد إِلى الخَيْرِ، وَيُقَال: هُوَ من أَحدِّ الرِّجَال، وَله {حَدٌّ} وحِدَّةٌ، {واحْتَدَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) الحَدُّ: (تمْيِيزُ الشَّيْءِ عَن الشَّيْءِ) وَقد} حَدَدتُ الدَّارَ {أَحُدُّهَا حَدًّا،} والتَّحْدِيدُ مثلُه، وحَدِّ الشيءَ من غَيْرِه {يَحُدُّه} حَدًّا {وحَدَّدَه: مَيَّزَه، وحَدُّ كُلِّ شيْءٍ مُنتهاه، لأَنّه يَرُدُّه ويَمنَعه عَن التّمادِي، والجَمْع} الحُدُودُ، وَفِي حاشيةِ لبَدْرِ القَرَاقِيّ: لَو قَالَ: تَمْيِيزُ شيْءٍ عَن شيْءٍ كانَ أَوْلَى، لأَن المعرفةَ إِذا أُعِيدتْ كانتْ عَيْناً فكأَنّه قَالَ تمييزُ الشيْءِ عَن نَفْسِه، بِخِلَاف النَّكِرةِ، فإِنها تكون غيْراً. انْتهى.
(و) يُقَال: فلانٌ {حَدِيدُ فُلانٍ، إِذا كانَ دَارُه إِلى جانبِ دَارِه أَو أَرْضُه إِلى جانبِ أَرْضِه.
و (دَارِي} حَدِيدَةُ دَارِه ومُحَادَّتُهَا) ، إِذا كَانَ ( {حَدُّهَا} كحَدِّهَا) .
( {والحَدِيدُ، م) ، أَي معروفٌ وَهُوَ هَذَا الجَوهرُ المعروفُ، لأَنه مَنِيعٌ، القِطْعَةُ مِنْهُ حَديدةٌ: (ج} حَدائدُ {وحَدِيدَاتٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب} حَدَائِداتٌ، وَهُوَ جمعُ الجمعِ، قَالَ الأَحْمَرُ فِي نَعْتِ الخَيْلِ:
وهُنَّ يَعْلُكْن! حَدَائِدَاتِهَا
(والحَدَّادُ) ، ككَتَّان: (مُعَالِجُ) ، أَي الحدِيدِ، أَي يُعالج مَا يَصْطَنِعُه مِن الحِرَفِ. (و) من المَجاز. الحَدَّادُ: (السَّجَّانُ) لانّه يَمنع من الخُرُوج، أَو لأَنّه يعَالِج الحَديدَ مِن القُيُودِ، قَالَ:
يَقُولُ ليَ الحَدَّادُ وهْوَ يَقُودُني
إِلى السِّجْنِ لَا تَفْزَعْ فَما بِكَ مِنْ بَاسِ
(و) الحَدَّادُ: (البَوَّابُ) ، لأَنّه يَمنَع مِن الخُروج، وَهُوَ مَجاز أَيضاً.
(و) الحَدَّادُ: (البَحْرُ. و) قيل (نَهْرٌ) بعَيْن، قَالَ إِياسُ بنُ الأَرَتِّ:
وَلَو يكونُ عَلَى الحَدَّادِ يَمْلِكُه
لمْ يَسْقِ ذَا غُلَّةٍ مِن مَائِه الجَارِي
(و) فِي الحَدِيث (حينَ قَدِمَ منْ سَفَرٍ فأَرادَ النَّاسُ أَنْ يَطْرُقُوا النِّساءَ لَيْلاً فَقَالَ: أَمْهِلُوا كي تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ {وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ) قَالَ أَبو عُبَيْدٍ:
(} الاسْتِحدادُ) استفعالٌ من {الحَدِيدَةِ، يَعْنِي (الاحْتِلَاق} بالحَديدِ) اسْتَعْملهُ على طريقِ الكِناية والتَّوْرِيَة.
( {وحَدَّ السِّكِّينَ) والسَّيْفَ وكُلَّ كَلِيلٍ} يَحُدُّهَا حَدًّا ( {وأَحَدَّهَا) } إِحدَاداً ( {وحَدَّدَهَا) ، شَحَذَها و (مَسَحَهَا بحَجَرٍ أَو مِبْرَد) ، وحَدَّدَه فَهُوَ} مُحَدَّدٌ مثْلُه، قَالَ اللِّحْيَانيّ: الْكَلَام: أَحَدَّها بالأَلف، وَاقْتصر القَزَّازُ على الثُّلاثيّ والرُّباعي بالأَلف، وأَغْفَلَ الجوهَرِيُّ الثلاثيّ، واقتصَر ابنُ دُريد على الثُّلاثيّ فَقَط، (فَحَدَّتْ تَحِدُّ حِدَّةً) ، المُتَعدِّي مِنْهُمَا كنَصَر، وَاللَّازِم كضَرَبَ، ( {واحْتَدَّتْ فَهِيَ حَدِيدٌ) بِغَيْر هاءٍ، وبهاءٍ كَمَا فِي اللِّسَان.
(وحُدَادٌ، كغُرَاب) ، نقلَه الْجَوْهَرِي عَن الأَصمعيّ. وزعمَ ابنُ هِشَامٍ أَنَّ} الحِدَادَ جَمْعٌ {لحَدِيدٍ كظَرِيف وظِرَاف وكَبِيرٍ وكِبَار. قَالَ: وَمَا أَتى على فَعِيلٍ فَهَذَا مَعْنَاهُ، وضَبطَه ابنُ هِشامٍ اللَّخْمِيُّ فِي شَرْح الفَصِيح بالكَسْرِ ككِتَابٍ ولِبَاس، (و) حكى أَبو عَمْرٍ و: سَيْفٌ} حُدَّادٌ، مثل (رُمّانٍ) ، وَقد حكاهماابنُ سيدَهْ فِي المُحْكَم وابنُ خَالَوَيْه فِي الاُفق واللّبْلّى فِي شرح الفصيح، قَالَ ابنُ خالوَيْه: وَلَا يُقال سِكِّينٌ {حَادٌّ، وَهُوَ قولُ الأَكثَر، قَالَ شيخُنَا وجَوَّزه بعض قِيَاسا.
(ج حَدِيدَاتٌ وحدائدُ وحِدَادٌ) .
} وحَدَّ نَابُه {يَحِدُّ} حِدة (ونَابٌ حَدِيد {وحَدِيدَةٌ) ، كَمَا تقدَّم فِي السِّكّين، وَلم يُسْمَع فِيهَا} حُدادٌ. وَحدّ السيفُ {يَحِدّ} حِدَّة {واحتَدَّ فَهُوَ} حادٌّ حديدٌ، {وأَحدَدْته وسُيوف} حِدَادٌ وأَلسِنة! حِدادٌ (ورَجُلٌ حَدِيدٌ {وحُدَادٌ) كغُرَابٍ، (مِن) قَوْمٍ (} أَحِدَّاءَ {وأَحِدَّة} وحِدَاد) ، بِالْكَسْرِ، (يكون فِي اللَّسَنِ) ، محرَّكَةً، (والفَهْمِ والغَضَبِ) . والفِعْل من ذَلِك كُلِّه حَد {يَحِدّ} حِدَّة، (وحَدَّ عَلَيْه يَحِدُّ) ، من حَدِّ ضَرَبَ ( {حَدَداً) محرّكَةً، (} وحَدَّدَ) مشدّداً، وَقد سقط هَذَا من بعض النّسخ ( {واحْتَدَّ) فَهُوَ مُحْتَدٌّ، (} واسْتَحَدَّ) إِذا (غَضِبَ) .
( {وحادَّه) } مُحَادَّةً: (غاضَبَه وعَادَاه) مثل شاقَّه (وخالَفَه) ونازَعَ ومَنعَ مَا يَجِبُ عَلَيْه {كتحادَّه، وكأَنّ اشتقاقَه من الحَدّ الّذي هُوَ الحَيِّزُ والنّاحِيَةُ، كأَنه صارَ فِي الحَدّ الّذي فِيهِ عَدُوّه، كَمَا أَن قولَهُم: شاقَّه: صارَ فِي الشِّقِّ الّذي فِيهِ عَدُوّه. وَفِي التَّهْذِيب} اسْتَحدَّ الرَّجلُ {واحْتَدّ} حِدَّةً، فَهُوَ {حَدِيدٌ، قَالَ الأَزهريّ: والمسموع فِي} حِدَّةِ الرّجلِ وطَيْشِه {احْتَدَّ، قَالَ: وَلم أَسمعْ فِيهِ} اسْتَحَدَّ، إِنما يُقَال {اسْتَحدَّ واستَعَان، إِذا حلَق عَانَتَ.
(ونَاقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ) ، بِكَسْر الْجِيم، إِذا كَانَ (يُوجَد مِنْهَا) ، أَي الجرَّةِ (رائحةٌ} حادَّةٌ) ، وَذَلِكَ ممّا يُحمَد. وَقَوْلهمْ: رائحةٌ حادَّةٌ، (أَي ذَكِيَّةٌ) ، على المَثل.
(وحَدَّدَ الزَّرْعُ تَحدِيداً) إِذا (تَأَخَّرَ خُروجُه لِتَأَخُّرِ المَطَرِ) ، ثمَّ خَرجَ وَلم يُشَعِّبْ، (و) حَدَّدَ (إِليه وَله: قَصَدَ) ويُقال حَدَّدَ فُلانٌ بَلداً، أَي قَصَدَ حُدُودَه، قَالَ القُطَامِيّ:
محَدِّدِينَ لِبَرْق صابَ مِنْ خَلَلٍ
وبالقُرَيَّةِ رَادُوهُ بِرَدَّادِ
أَي قاصِدينَ.
( {وحَدَادِ} حُدَيَّة) مبنيًّا على الكسْرِ (كَقَطَامِ، كلمةٌ تُقَالُ لمَنْ تُكْرَه طَلْعَتُه) ، عَن شَمِرٍ، وَقَوْلهمْ:
حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ
وَقَالَ مَعقِل بنُ خُوَيلدٍ الهُذليّ:
عُصَيْمٌ وعَبْدُ اللهِ والمَرْءُ جَابِرٌ
! - وحُدِّي حَدَادِ أَجْنحَةِ الرُّخْمِ أَراد: اصْرِفِي عَنَّا شَرَّ أَجْنحة الرَّخَم، يَصفه بالضَّعْفِ واستِدْفاعِ شَرِّ أَجْنحة الرَّخمِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ من الضَّعّفِ.
(و) الحَدُّ الصَّرْفُ عَن الشَّيْءِ مِن الخيرِ والشَّرِّ.
و ( {الْمَحْدُود (المحروم و) المَمْنُوع من الخَيْرِ) وغيرِه، وكُلُّ مصْرُوفٍ عَن خيرٍ أَو شَرَ مَحدودً (} كالحُدِّ، بالضّمّ، وَعَن الشَّرِّ) ، وَقَالَ الأَزهريّ: المَحْدُودُ: المَحْرُومُ، قَالَ: وَلم أَسمعْ فِيهِ: رَجُلٌ حُدٌّ، لغير اللّيْث، وَهُوَ مثل قَوْلهم رَجُلٌ جُدٌّ إِذا كَانَ مَجدوداً. وَقَالَ الصّاغَانيّ: هُوَ ازْدِوَاجٌ لقولِهِم رَجلٌ جُدٌّ.
( {والحَادُّ) ، من حَدَّتّ ثُلاثيًّا، (} والمُحِدُّ) ، مِنْ أَحَدَّتْ رُبَاعِيًّا، وعَلى الأَخِيرِ اقتصرَ الأَصمعيُّ، وتَجْرِيدُ الوَصفينِ عَن هَاءِ التأْنيثِ هُوَ الأَفصحُ الّذي اقتصرَ عَلَيْهِ فِي الفَصِيح وأَقرّه شُرَّاحُه. وَفِي الْمِصْبَاح: وَيُقَال {مُحِدَّةٌ، بالهاءِ أَيضاً: (تَارِكَةُ الزِّينَةِ) والطِّيب، وَقَالَ ابْن دُريد: هِيَ المرأَةُ الَّتِي تَتركُ الزِّينةَ والطِّيبَ بعد زَوْجِها (لِلْعِدَّةِ) ، يُقَال (} حَدَّتْ {تَحِدُّ) ، بِالْكَسْرِ، (} وتَحُدُّ (بالضَّمّ، ( {حَدًّا) ، بالفَتح، (} وحِدَاداً) ، بِالْكَسْرِ، وَفِي كتاب اقتطاف الأَزَاهِرِ للشِّهاب أَحمدَ بنِ يُوسفَ بن مالكٍ عَن بعض شُيُوخ الأَندلُس أَنْ حَدَّت المرأَةُ على زَوْجها بالحاءِ الْمُهْملَة وَالْجِيم، قَالَ: والحاءُ أَشهرُهما، وأَما بِالْجِيم فمأْخُوذٌ من جَدَدْتُ الشَّيءَ، إِذا قَطَعْتُه، فكأَنها أَيضاً قد انقطعتْ عَن الزِّينةِ وَمَا كَانَتْ عَلِيه قبل ذَلِك. ( {وأَحَدَّتْ) } إِحداداً، وأَبَى الأَصمعِيُّ إِلّا {أَحَدَّتْ} تُحِدُّ فهِي {مُحِدٌّ، وَلم يَعْرِف حَدَّتْ. وَفِي الحَدِيث (لَا} تُحِدُّ المرْأَةُ فوقَ ثلاثٍ وَلَا تُحِدُّ إِلّا على زَوْج) قَالَ أَبو عُبيد: وإِحدادُ المرأَةِ على زَوْجها: تَرْكُ الزِّينةِ. وَقيل: هُوَ إِذَا حَزِنَتْ عَلَيْهِ ولَبِسَتْ ثِيَابَ الحُزْنِ وتَركَتِ الزّينةَ والخِضَابَ، قَالَ أَبو عُبيدِ: ونُرَى أَنّه مأْخُوذٌ من المَنْعِ، لأَنْهَا قد مُنِعَتْ من ذَلِك، وَمِنْه قيل للبوّابِ حَدَّادٌ لأَنّه يَمْنَع النَّاسَ من الدُّخولِ وَقَالَ اللِّحيانيّ فِي نوادره: وَمن أَحدّ بالأَلف، جاءَ الحديثُ، قَالَ وحكَى الكسائيُّ عَن عُقَيْلٍ: أَحَدَّتِ المرأَةُ على زَوْجها بالأَلف. قَالَ أَبو جعفرٍ: وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي المصادر، وَكَانَ الأَوَّلون منَ النَّحْوِيّين يؤثِرون أَحَدَّت فَهِيَ مُحِدٌّ، قَالَ: والأُخْرَى أَكثَرُ فِي كلامِ العَربِ.
(وأَبو {الحَدِيدِ رَجلٌ من الحَرُورِيَّةِ) قَتَل امرَأَةً مِن الإِجماعِيّينَ كَانَت الخَوَارِجُ قد سبَتْهَا فغَالَوْا بهَا لحُسْنِهَا، فَلَمَّا رأَى أَبو الحَدِيد مُغَالاتَهم بهَا خَافَ أَن يَتفاقَم الأَمْرُ بَينهم، فوَثب عَلَيْهَا فقَتَلَهَا. فَفِي ذَلِك يقولُ بعضُ الحَرورِيَّةِ يَذكُرها:
أَهَابَ المُسلمونَ بهَا وقالُوا
عَلَى فَرْط الهَوَى هَلْ مِن مَزِيدِ
فزَادَ أَبو الحَدِيدِ بنَصْلِ سَيْفٍ
صَقيلِ الحَدِّ فِعْلَ فَتًى رَشِيدِ
(وأُمُّ الحَدِيدِ امرأَةُ كَهْدَلٍ) الراجزِ كجعْفَرٍ، وإِيّاهَا عَنَى بقوله:
قَدْ طَرَدتْ أُمُّ الحَدِيد كَهْدَلَا
وابْتَدَرَ البَابَ فكَانَ الأَوَّلَا
(وحُدٌّ بالضّمّ: ع) بِتِهامَةَ، حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيّ، وأَنشدَ:
فلَوْ أَنّهَا كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً
لَقَدْ نَهِلَتْ مِن ماءٍ حُدَ وعَلَّتِ
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحُدَّةُ) ، بالضّمَ؛ (الكُثْبَةُ والصُّبَّةُ) .
(و) يُقَال (دَعْوَةٌ} حَدَدٌ، محرَّكَةٌ) ، أَي (باطِلَةٌ) . وأَمْرٌ حَدَدٌ: مُمتَنِعٌ باطلٌ، وأَمْرٌ حَدَدٌ. لَا يَحِلّ أَن يُرْتَكَبَ.
( {وحَدَادَتُك) ، بِالْفَتْح، (امْرأَتُك) ، حَكاه شَمِرٌ.
(} وحُدادُكَ) ، بالضّمّ، (أَنْ تَفْعَل كَذَا) ، أَي (قُصَارَكَ) ومُنْتَهَى أَمْرِك.
(ومالِيَ عَنْ {مَحَدٌّ) ، بِالْفَتْح، كَمَا هُوَ بخطّ الصاغانيّ، وَيُوجد فِي بعض النُّسخ بالضّمّ، (} ومُحْتَدٌّ) ، وَكَذَا حَدَدٌ ومُلْتَدٌّ، (أَي بُدٌّ ومَحِدٌ) ومَصْرِفٌ ومَعْدِلٌ، كَذَا عَن أَبي زيد وغيرِه.
(وبَنُو {حَدَّانَ بنِ قُرَيْعِ) بن عَوْفِ بن كَعْبٍ، جاهلِيٌّ (ككتّانٍ: بَطْنٌ مِن تَمِيمٍ) من بني سَعْدٍ (مِنْهُم أَوْسُ) بْنُ مَغْرَاءٍ (} - الحَدَّانِيُّ الشَّاعِر) ، قَالَه الدّارقُطْنِيّ والحافظُ. (وبالضَّمِّ الحَسَنُ بنُ {حُدَّانَ المُحَدِّث) الرّاوِي عَن جَسْرِ بن فَرْقَدٍ، وَعنهُ ابْن الضَّرِيسِ.
(وذُو حُدّانَ بنُ شَرَاحِيلَ) فِي نَسب هَمْدَانَ (و) فِي الأَزْدِ حُدَّان (بن شَمْس) بِضَم الشّين المُعجمة، ابْن عَمْرِو بن غالِبِ بن عَيْمَانَ بن نَصْر بن زَهرانَ، هَكَذَا فِي النُّسخ وقيَّدَه الحافظُ وغيرُه.
(وسَعِيدُ بنُ ذِي حُدَّانَ التّابِعِيّ) يَرْوِي عَن عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(} وحُدَّانُ بنُ عَبْدِ شَمْس) حَيٌّ بن الأَزد، وأَدخَل عَلَيْهِ ابنُ دُرَيدٍ اللَّام قلْتُ هُوَ بعَينِه حُدَّان بن شمْسٍ الّذي تقدّم ذِكْرُه (وذُو حُدَّان أَيضاً فِي) أَنْسَابه (هَمْدَان) ، وَهُوَ بِعَيْنِه الّذي تقدَّم ذِكْرُه آنِفاً، قَالَ ابنُ حبيب: وإِليه يُنْسَب {الحُدَّانِيُّون.
(} وَحَدَّةُ، بِالْفَتْح: ع بَين مَكَّة) المشَرَّفةِ (وجُدَّةَ، وكانَتْ) قَبْلُ (تُسَمَّى {حَدَّاءَ) وَهُوَ وَادٍ فِيهِ حِصْنٌ ونَخْلٌ. قَالَ أَبو جُنْدَب الهُذَلِيّ:
بَغَيْتُهُمُ مَا بَيْنَ حَدَّاءَ والحَشَى
وأَوْرَدْتُهُمْ مَاءَ الأُثَيْل فَعَاصِمَا
(و) حَدَّة: (ة قُرْبَ صَنْعَاء) اليمنِ نقلَه الصاغانيّ، ووَادٍ بتِهَامَةَ.
(} والحَدَادَةُ: ة بَين بَسْطَامَ ودَامِغَانَ) ، وَقيل بَين قومِسَ والرّيّ مِن منازِل حاجِّ خُرَاسَانَ، مِنْهَا عليُّ بنُ محمَّد بنِ حاتمِ بن دِينَارٍ القُومِسيّ! - الحَدَادِيُّ، عَن جَعفَرِ بنِ محمّدٍ الحَدَادِيّ، وَعنهُ ابنُ عَدِيَ والإِسماعيليّ، وأَبو عبدِ الله طاهرُ بنُ محمْدِ بنِ أَحمدَ بنِ نصرٍ الحَدَادِيّ صَاحب كتابِ عُيون الْمجَالِس، رَوَى عَن الْفَقِيه أَبي اللَّيثِ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعنهُ كَثِيرُونَ، والحسنُ بن يُوسف الحَدَادِيّ، عَن يُونس بنِ عبدِ الأَعْلَى وَغير هاؤلاءِ، وَقد استوفاهم الحافظُ فِي التَّبْصِير.
( {- والحَدَّادِيَّةُ: لَا بِوَاسِط) العراقِ، وأُخْرى من أَعمالِ مِصر.
(} وحَدَدٌ، محرّكةً: جَبَلٌ بتَيْمَاءَ) مُشْرِفٌ عَلَيْهَا يبتدِىءُ بِهِ المُسَافر، (وأَرْضٌ لكلْبٍ) ، نَقله الصاغانيّ.
( {وحَدَوْدَاءُ) ، بِفَتْح الحاءِ والدّالِ وتُضمّ الدّال أَيضاً: (ع ببلادِ عُذْرَة) ، وَضَبطه البَكريّ بدالين مفتوحتين. وَفِي التكملة:} حَدَوْدَى {وحَدْوَدَاء، أَي بِالْقصرِ والمَدّ، والدالاتُ مَفْتُوحَة فيهمَا، فتأَمَّلْ.
(} والحَدْحَدُ، كفَرْقَد: القَصيرُ) من الرِّجالِ أَو الغَلِيظُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الحَدَّادُ: الزّرّادُ، عَن الأَصمعيّ استَحَدّ الرَّجلُ، إِذا أَحَدَّ شَفْرَتَه} بحَديدةٍ وغيرِهَا، {وحَدَّ بَصرَه إِليه} يَحُدُّه {وأَحَدَّه، الأُولَى عَن اللِّحْيَانيّ، كِلَاهُمَا حَدَّقَه إِليه ورَمَاه بِهِ، ورجلٌ حَدِيدُ الناظِر، على المثَل، لَا يُتَّهَمْ برِيبَة فَيكون عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ فِيهَا فَيكون كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىّ} (الشورى: 45) } والحَدّادُ الخَمّارُ، قَالَ الأَعشى يصف الخمْر والخَمّارَ:
فقُمْنَا ولمَّا يَصِحْ دِيكُنَا
إِلى حوْنَةٍ عنْد {حَدَّادِهَا
فإِنّه سمَّى الخَمَّارَ حدَّاداً، وَذَلِكَ لمَنعِه إِيّاهَا وحِفْظِه لَهَا وإِمْسَاكِهِ لَهَا حتّى يُبْذل لَهُ ثَمَنُها الَّذِي يُرْضِيه.
} وحُدَّ الإِنسانُ: مُنِعَ من الظَّفَرِ.
وَقَوله تَعَالَى: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} (قلله: 22) أَي رأْيُك اليومَ نافِذٌ.
( {وحَدَّ اللهُ عنَّا شَرَّ فُلانٍ} حَدًّا: كَفّا وصَرَفَه، ويُدْعَى علَى الرّجُلِ فيُقَال: اللهُمْ {احْدُدْهُ، أَي لَا تُوَفِّقْه لإِصابَةٍ. وَفِي التَّهْذِيب: تَقول للرّامِي: اللهمّ احْدُدْه، أَي لَا تُوفِّقْه للْإِصابةِ.
وَقَالَ أَبو زيدٍ: تَحَدَّدَ بهم، أَي تَحَرَّش.
} والحِدَادُ: ثِيابُ المأْتم السُّودُ.
وَيُقَال: {حَدَداً أَنْ يكون كَذَا، كقولِك: معاذَ اللهِ، وَقد حدَّد اللهُ ذَلِك عَنَّا.
وَفِي الأَمثال (الحديدُ} بالحديدِ يُفْلَح) .
وَبَنُو حديدةَ قبيلَةٌ من الأَنصار.
{والحُديدةُ، مصغَّراً: قريةٌ على ساحلِ بحْرِ الْيمن، سمعْتُ بهَا الحَدِيث.
وأَقام حدَّ الرَّبِيع: فَصلَه، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي عبد الْقَيْس حَدَّادُ بنُ ظَالِم بن ذُهْلٍ، وعبدُ المَلكِ بن شَدّادٍ} - الحَدِيدِيّ شيخٌ لعَفّانَ بنِ مُسلِم، وأَبو بكرِ بنُ أَحمد بنِ عثمانَ بن أَبي الحَدِيد وآلُ بيتِه بدِمشْق. وأَبو عليَ الحَدَّادُ الأَصبهانيّ وآلُ بيتِه مَشهورُون.

حرث

حرث: {الحرث}: إصلاح الأرض لإلقاء البذر فيها.
حرث بن قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي هَزَلْناها يُقَال: حرثت الدَّابَّة وأَحْرَثْتُها لُغَتَانِ.

حَدِيث عبد الله عَامر رَحمَه الله
(حرث)
الأَرْض حرثا شقها بالمحراث ليزرعها وَالنَّار حركها وأثارها بالمحراث وَالدَّابَّة وَنَفسه أتعبها وأنهك قواها وَالشَّيْء بحث فِيهِ وعني بِهِ والقوس هيأ لَهَا حراثا وَالْمَال جمعه
(حرث) : الحِراثُ: سِنْخ النَّصْلِ (حرك) : تَقولُ - إذا قَلَّ صَيْدُ البَحْرِ -: قد حَرَكَ يَحْرِكُ وهي أَيّامُ الحَراكِ، وذلِك في الصَّيْفر.
(حرث) - في حَديثِ مُعاوِية "ما فَعَلت نَواضِحُكم؟ قالوا: حَرثْناها يومَ بَدْر".
يقال: حَرثتُ الدَّابةَ وأَحرثْتُها: هَزلْتُها.

حرث


حَرَثَ(n. ac.
حَرْث)
a. Tilled, cultivated (ground).
b. Acquired, gained (wealth).
c. Studied.
d. Stirred, poked (fire).
حَرَّثَa. Tilled, ploughed (ground).
b. Stranded, ran aground (ship).

إِحْتَرَثَa. see 1 (b)
حَرْث
(pl.
حُرُوْث)
a. Agriculture, husbandry; tillage.
b. Ploughed field, arable land.

مِحْرَث
(pl.
مَحَاْرِثُ)
a. Plough.

حَاْرِثa. see 28
حِرَاْثَةa. see 1 (a)
حَرِيْثَة
(pl.
حَرَاْئِثُ)
a. Gain, profit.

حَرَّاْث
(pl.
حُرَّاْث)
a. Husbandman; farmer.

مِحْرَاْث
(pl.
مَحَاْرِيْثُ)
a. see 20
باب الحاء والثاء والراء معهما ح ر ث يستعمل فقط

حرث: الاحتِراث من الزَّرْع، ومن كَسْب المال، قال:

ومن يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَك يُهْزَلِ

والإِحْراثُ: هَزُلْ الخَيْل، يقال: أَحْرَثْنا الخيل، وحرثناها لغة. والمِحراث من الحديد كهَيْئة المِسْحاة تُحَرَّكُ بها النّارُ، ومِحراثُ الحربِ: ما يُهيِّجها، قال رؤبة:

وَلَّوا ومِحْراث الوَغَى عنيفُ

والحَرْث: قَذْفُك الحَبَّ في الأرض.
ح ر ث

حرث الأرض: أثارها للزراعة وذللها لها، وبلد محروث، ولفلان ألف جريب محروث.

ومن المجاز: حرثت الخيل الأرض: داستها حتى صارت كالمحروثة. كما قال:

وبلد تحسبه محروثاً ... لا يجد الداعي به مغيثاً

يعني وطئته الخيل حتى صار كذلك. وحرث والناقة وأحرثها: هزلها بالسير. وحرث النار بالمحراث: حرّكها. وحرث عنقه بالسكين: قطعها. واحرث لآخرتك: اعمل لها. وحرثت القرآن: أطلت دراسته وتدبره. وكيف حرثك أي امرأتك. قال:

إذا أكل الجراد حروث قوم ... فحرثي همّه أكل الجراد
الحاء والثاء والراء
حرث الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في الأرْضِ للأزْدِراعِ. والاحْتِرَاثُ من الزَّرْع ومن كَسْبِ المالِ. والمَرْأةُ حَرْثُ الرَّجُلِ. وحَرْثُ الدُّنْيا مَتَاعُها. والحَرْثُ في قَوْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ " مَنْ كانَ يُرِيْدُ حَرْثَ الآخِرَةِ " الثَّوَابُ والنَّصِيْبُ. والإِحْرَاثُ هَزْلُ الخَيْلِ، تقول أحْرَثْناها أي هَزَلْناها. وحَرَّثْناها لُغَةٌ. والمِحْرَاثُ من الحَدِيْدِ ما تُحَرَّكُ به النّارُ. ومِحْراثُ الحَرْبِ، ما يُهَيِّجُها. والحِرَاثُ السَّهْمُ الذي لم يَتِمَّ بَرْيُه، والجَميعُ الأحْرِثَةُ. وحَرَثَ عُنُقَه بالسِّكِّيْنِ حَرْثاً قَطَعَها. والإِحْرَاثُ التَّأْثِيْرُ كما يُؤثِّرُ الحَرْثُ في الأرْضِ. وحَرَثْتُ القُرْآنَ أحْرُثُه حَرْثاً أَطَلْتَ قِراءتَه ودَرْسَه.
ح ر ث : حَرَثَ الرَّجُلُ الْمَالَ حَرْثًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعَهُ فَهُوَ حَارِثٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَحَرَثَ الْأَرْضَ حَرْثًا أَثَارَهَا لِلزِّرَاعَةِ فَهُوَ حَرَّاثٌ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ الْمَصْدَرُ اسْمًا وَجُمِعَ عَلَى حُرُوثٍ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَاسْمُ الْمَوْضِعِ مَحْرَثٌ وِزَانُ جَعْفَرٍ وَالْجَمْعُ الْمَحَارِثُ وقَوْله تَعَالَى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] مَجَازٌ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْمَحَارِثِ فَشُبِّهَتْ النُّطْفَةُ الَّتِي تُلْقَى فِي أَرْحَامِهِنَّ لِلِاسْتِيلَادِ بِالْبُذُورِ الَّتِي تُلْقَى فِي الْمَحَارِثِ لِلِاسْتِنْبَاتِ وَقَوْلُهُ {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أَيْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْمَأْتَى وَاحِدًا وَلِهَذَا قِيلَ الْحَرْثُ مَوْضِعُ النَّبْتِ. 
ح ر ث: (الْحَرْثُ) كَسْبُ الْمَالِ، وَجَمْعُهُ (أَحْرَاثٌ) وَبَابُهُ نَصَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «احْرُثْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا» . قُلْتُ: تَمَامُ الْحَدِيثِ: «وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا» كَذَا نَقَلَهُ الْفَارَابِيُّ فِي الدِّيوَانِ. وَ (الْحَرْثُ) أَيْضًا الزَّرْعُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَكَتَبَ. وَ (الْحَرَّاثُ) الزَّرَّاعُ وَقَدْ (حَرَثَ) وَ (احْتَرَثَ) مِثْلُ زَرَعَ وَازْدَرَعَ. وَيُقَالُ: احْرُثِ الْقُرْآنَ أَيِ ادْرُسْهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ: (حَرَثْتُ) الْقُرْآنَ إِذَا أَطَلْتُ دِرَاسَتَهُ وَتَدَبُّرَهُ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَ (الْحَرْثُ) تَفْتِيشُ الْكِتَابِ وَتَدَبُّرُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: احْرُثُوا هَذَا الْقُرْآنَ: أَيْ فَتِّشُوهُ. 
حرث: حرث: مصدره حِرَاث (أبو الوليد ص 45، باين سميث 1388).
وحرثت (السفينة): اصطدمت بالصخر ومسَّت قاع البحر واندفعت على الشاطئ (بوشر، همبرت ص ص130 رولاند وبال ص588).
حَرَّث (بالتشديد): حرث (بوشر، رولاند).
وحِّث (السفينة): جعلها تمس قاع البحر ودفعها نحو الشاطئ طرحها على جنبها (همبرت ص130).
انحرث: ذكرها فوك في مادة حرث ( Arare) .
حَرِث: قابل الحِراثة ارض سهلة الحراثة (بوشر).
حَرْثَة: حرثة نهار: ما يستطيع أن يحرثه توران في النهار (الكالا).
حَرَثَة: حراثة، زراعة (ألكالا).
حَرَّاث: تطلق في دمشق على لمتسكع والمتبطل والبطَّال والمتردد بلا عمل دعابة وهزلا، وأصل المعنى الذي يحرث الطرق والمحلات العامة وغيرها (ابن جبير ص267).
تَحْرِيث: غرق سفينة (دي ساسي، طرائف 3: 341رقم 42، همبرت ص131).
مِحْرث: ويجمع على محارث: محراث (البلاذري ص8 وفي معجم البلاذري تعتبر محارث جمعا لمحراث وهو خطأ لأن محراث تجمع على محاريث (هلو).
مَحْرَثَة: مزرعة محروثة (ألكالا). مِحْراث: يجمع على محاريث بمعنى آله الحرث (لين، ابن عباد 2: 151، ابن العوام 1: 66: 308، 521، المقدمة 1: 258، ألف ليلة 4: 703 وكذلك في معجم فوك ومعجم ألكالا) وقد أشار أبو الوليد (ص419) إلى أنها من كلام العامة.
حرث
الحَرْث: إلقاء البذر في الأرض وتهيّؤها للزرع، ويسمّى المحروث حرثا، قال الله تعالى:
أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ [القلم/ 22] ، وتصوّر منه معنى العمارة التي تحصل عنه في قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ، وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ [الشورى/ 20] ، وقد ذكرت في (مكارم الشريعة) كون الدنيا مَحْرَثا للناس، وكونهم حُرَّاثاً فيها وكيفية حرثهم .
وروي: «أصدق الأسماء الحارث» وذلك لتصوّر معنى الكسب منه، وروي: «احرث في دنياك لآخرتك» ، وتصوّر معنى التهيّج من حرث الأرض، فقيل: حَرَثْت النّار، ولما تهيّج به النار محرث، ويقال: احرث القرآن، أي: أكثر تلاوته، وحَرَثَ ناقته: إذا استعملها، وقال معاوية للأنصار: ما فعلت نواضحكم؟ قالوا: حرثناها يوم بدر. وقال عزّ وجلّ: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة/ 223] ، وذلك على سبيل التشبيه، فبالنساء زرع ما فيه بقاء نوع الإنسان، كما أنّ بالأرض زرع ما به بقاء أشخاصهم، وقوله عزّ وجل: وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ [البقرة/ 205] ، يتناول الحرثين.
[حرث] الحَرْثُ: كسب المال وجمعُه. وفي الحديث: " احْرُثُ لدُنياك كأنّك تعيش أبداً ". وأبو الحارث: كنية الاسد. والحارث: قلة من قلل الجولان، وهو جبل بالشام في قول النابغة. بكى حارث الجولان من فقد ربه * وحوران منه خائف متضائل  والحارثان: الحارث بن ظالم بن حذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة، والحارث بن عوف بن أبى حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة صاحب الحمالة. والحارثان في باهلة: الحارث بن قتيبة، والحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم ابن قتيبة. والحرث: الزرع. والحراث: الزراع. وقد حرث واحترث، مثل زرع وازدرع. ويقال احرث القرآنَ، أي ادْرُسْهُ. وحَرَثْتُ الناقة وأحرثتها، أي سِرْتُ عليها حتَّى هُزِلَتْ. وحَرَثْتُ النار: حَرَّكْتُها. والمِحْراثُ: ما تُحَرِّكُ به نارَ التَنُّور. وقولهم بلحارث، لبنى الحارث بن كعب، من شواذ التخفيف، لان النون واللام قريبا المخرج، فلما لم يمكنهم الادغام لسكون اللام حذفوا النون، كما قالوا مست وظلت. وكذلك يفعلون بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة مثل بلعنبر وبلهجيم. فأما إذا لم تظهر اللام فلا يكون ذلك. 
[حرث] نه فيه: "احرث" لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، أي اعمل لدنياك، فخالف بين اللفظين، وظاهره حث على عمارةعمله للدنيا. واحتراث المال كسبه. ط: يقال له: "الحارث حراث" الحارث اسم ذلك الرجل والحراث صفته، ويقال له: منصور، إما اسم له أو صفة، قوله: يمكن له، أي يجعل له في الأرض مكاناً وبسطة في الأموال ونصرة على الأعداء، كما مكنت قريش، أي في آخر أمرهم، فإنهم وإن أخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم أولاً لكن أولاهم وبقاياهم أسلموا ومكنوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في حياته وبعد موته إلى اليوم، وأو بمعنى الواو أو للشك من الراوي، ودخل في التمكين أبو طالب وإن لم يؤمن عند أهل السنة.
(ح ر ث)

الحَرْثُ والحِرَاثَةُ: الْعَمَل فِي الأَرْض زرعا كَانَ أَو غرسا، وَقد يكون الحَرْثُ نفس الزَّرْع، وَبِه فسر الزّجاج قَوْله عز وَجل: (أصابَتْ حَرْثَ قومٍ ظَلَموا أنفُسَهم فأهْلَكَتْهُ) . حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثا.

والحَرْثُ: الْكسْب، وَالْفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر. وَهُوَ أَيْضا الاحِترَاثُ.

وَالْمَرْأَة حَرْثٌ للرجل، أَي يكون وَلَده مِنْهَا كَأَنَّهُ يَحرُثُ ليزرع. وَفِي التَّنْزِيل: (نساؤكمْ حَرْثٌ لكم فأْتوا حَرْثَكم أنَّى شِئتمْ) والحَرْثُ: مَتَاع الدُّنْيَا، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَنْ كانَ يُرْيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا) .

والحَرْثُ: الثَّوَاب والنصيب، وَفِي التَّنْزِيل: (مَنْ كانَ يُريدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِه) .

والمِحَراثُ: خَشَبَة تحرّك بهَا النَّار. ومِحْراثُ الْحَرْب: مهيجها.

وحَرَثَ الْأَمر، تذكره واهتاج لَهُ، قَالَ رؤبة: والقولُ مَنْسِيٌّ إِذا لم يُحْرَثِ

والحَرَّاثُ: الْكثير الْأكل، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وحَرَثَ الْإِبِل وَالْخَيْل وأحْرَثها: أهزلها. وحَرَثَ نَاقَته حَرْثا وأحْرَثها: إِذا سَار عَلَيْهَا حَتَّى تهزل.

والحَرَاثُ: مجْرى الْوتر فِي الْقوس، وَجمعه أحْرِثَةٌ.

والحُرْثَةُ: مَا بَين مُنْتَهى الكمرة ومجرى الْخِتَان.

والحُرْثَةُ أَيْضا، المنبت، عَن ثَعْلَب.

والحِرَاثُ: السهْم قبل أَن يراش، وَالْجمع أحْرِثَةٌ.

والحارثُ اسْم. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالَ الْخَلِيل: إِن الَّذين قَالُوا الحارِثَ إِنَّمَا أَرَادوا أَن يجْعَلُوا الرجل هُوَ الشَّيْء بِعَيْنِه، وَلم يَجْعَلُوهُ سمي بِهِ، وَلَكنهُمْ جَعَلُوهُ كَأَنَّهُ وصف لَهُ غلب عَلَيْهِ. قَالَ: وَمن قَالَ حارِثٌ بِغَيْر ألف وَلَام فَهُوَ يجريه مجْرى زيد، وَقد تقدم مثل هَذَا فِي الْحسن، اسْم رجل. قَالَ ابْن جني: إِنَّمَا تعرف الحارِثُ وَنَحْوه من الْأَوْصَاف الْغَالِبَة بِالْوَضْعِ دون اللَّام، وَإِنَّمَا أقرَّت اللَّام فِيهَا بعد النَّقْل وَكَونهَا أعلاما، مُرَاعَاة لمَذْهَب الْوَصْف فِيهَا قبل النَّقْل. وَجمع الأول الحُرَّثُ والحُرَّاثُ. وَجمع حارِثٍ حُرَّثٌ وحَوَارِثُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمن قَالَ حارِثٌ قَالَ فِي جمعه حَوارِثُ حَيْثُ كَانَ اسْما خَاصّا كزيد فَافْهَم. وحُوَيْرِثٌ، وحُرَيْثٌ، وحُرثانُ، وحارِثةُ، وحَرَّاثٌ، ومُحَرَّثٌ: أَسمَاء، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ اسْم جد صَفْوَان بن أُميَّة بن مُحَرَّثٍ وَصَفوَان هَذَا أحد حكام كنَانَة.

حرث

1 حَرَثَ, aor. ـُ (S, Msb, K) and حَرِبَ, (K,) inf. n. حَرْثٌ, (S, A, Msb, K,) He gained, acquired, or earned, (S, A, K,) wealth; (S;) as also ↓ احترث: (Az, TA:) he collected wealth. (S, A, Msb, K.) b2: He sought, sought after, or sought to gain, sustenance; and laboured diligently; لِعِيَالِهِ for his family; as also ↓ احترث: (TA:) he worked, or laboured, for the goods of the present world, (Az, TA,) and (tropical:) for those of the world to come. (Az, A, TA.) You say, اُحْرُثْ لِآخِرَتِكَ (tropical:) Labour for thy good in the world to come. (A, TA.) And it is said in a trad., اُحْرُثْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا (S, TA) Labour for thy good in the present world as though thou wert to live for ever: and, in continuation, وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا (tropical:) and work for thy good in the world to come as though thou wert to die to-morrow. (TA.) b3: Also حَرَثَ, (T, S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ and حَرَبَ, (K,) inf. n. حَرْثٌ (T, Mgh, Msb, K) and حِرَاثَةٌ; (TA;) and ↓ احترث; (T, S;) He sowed; (T, S, K;) he cast seed upon the ground: (T, TA:) [accord. to Bd (xlii. 19), this is the primary signification: see حَرْثٌ, below:] and the former verb, he tilled, or cultivated, land, either by sowing or by planting: (TA:) or he ploughed up land for sowing: (Mgh, Msb:) or he ploughed land; because the doing so is a means of gain. (Ham p. 70.) And the former verb, He ploughed up the ground by much walking upon it; as also ↓ احرث. (TA.) b4: Also, the former verb, (L, K,) aor. ـُ and حَرِبَ, (K,) inf. n. حَرْثٌ, (A, L, K,) He took, or had, four wives together. (A, L, K.) b5: Immoderatè inivit: (A, K:) multùm inivit. (IAar, L.) And حَرَثَ امْرَأَتَهُ Multùm inivit mulierem suam. (IAar, L.) b6: (tropical:) He emaciated, or rendered lean, (IAar, S, A, K,) a beast, (K,) or a camel, (IAar, TA,) or a she-camel, (IAar, S, A,) and a horse, (IAar, TA,) by journeying (IAar, S, A, K) thereon; (IAar, S, K;) as also ↓ احرث, (so in the A and L and TA, and in some copies of the S, in this art., and so in the S and L and K in art. لهد,) or ↓ احترث. (So in some copies of the S in the present art.) b7: (tropical:) He stirred a fire, (S, A, K,) and made it to burn up, (TA,) with the مِحْرَاث. (A, TA.) b8: (tropical:) He examined, looked into, scrutinized, or investigated: (K, TA:) app. in an absolute sense: but accord. to some of the leading lexicologists, he examined, looked into, scrutinized, or investigated, and studied, the book, or the Kur-án: (TA:) he studied the Kur-án: (S:) or he studied the Kur-án long, and meditated upon it. (A, TA.) b9: (assumed tropical:) He called to mind a thing, or an affair, and became excited thereby: [for ex.,] Ru-beh says, وَالقَوْلُ مَنْسِىٌّ إِذَا لَمْ يُحْرَثِ [And the saying is forgotten if it be not called to mind so as to produce excitement]. (TA.) b10: (assumed tropical:) He applied himself to the study of الفِقْه [i. e. the law]; or he learned the science so called. (K.) 4 أَحْرَبَ see 1, in two places.8 إِحْتَرَبَ see 1, in four places.

حَرْثٌ Gain, acquisition, or earning; (Jel in xlii. 19;) as also ↓ حَرِيثَةٌ; of which the pl. is حَرَائِثُ: (K:) and recompense, or reward. (Bd and Jel in xlii. 19, and TA. [Accord. to Bd, in the place here referred to, this is from the same word as meaning “ seed-produce: but the reverse seems to be the case accord. to the generality of the lexicologists.]) مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ, in the Kur xlii. 19, means (assumed tropical:) Whoso desireth the reward, or recompense, (Bd,) or the gain, i. e. reward, or recompense, (Jel,) [of the world to come.] b2: A lot, share, or portion. (TA.) b3: Worldly goods. (TA.) b4: (assumed tropical:) Seed-produce: (S, * K, * TA:) (tropical:) what is grown, or raised, by means of seed, and by means of date-stones, and by means of planting: (Mgh:) an inf. n. used as a proper subst.: (Mgh, Msb:) pl. حُرُوثٌ. (Msb.) b5: (assumed tropical:) A place ploughed for sowing; (Mgh, Msb;) as also ↓ مَحْرَثٌ, (Msb,) pl. مَحَارِثُ: (Mgh, Msb:) or land prepared for sowing: (Jel in ii. 66:) and it is said to signify also a plain, or soft, place; perhaps because one ploughs in it. (Ham p. 70.) [Being originally an inf. n., it is also used in a pl. sense.] It is said in the Kur ii. 223, نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ (Mgh, Msb) (tropical:) Your wives, or women, are unto you things wherein ye sow your offspring: (Bd, Jel:) they are thus likened to places that are ploughed for sowing. (Mgh, Msb.) b6: [And hence,] (tropical:) A wife; as in the saying, كَيْفَ حَرْثُكَ (tropical:) [How is thy wife?]. (A, TA.) b7: A road, or beaten track, or the middle of a road, that is much trodden [as though ploughed] by the hoofs of horses or the like. (K, * TA.) b8: [A ploughshare: so in Richardson's Pers\. Ar. and Engl. Dict., ed. by Johnson; and so, app., in the Munjid of Kr, voce عُقَابٌ.]

حَرِيثَةٌ: see حَرْثٌ.

A2: The pl., حَرَائِثُ, also signifies (assumed tropical:) Camels emaciated by travel: (El-Khattá- bee, K:) originally applied to horses: of camels you [generally] say, أَحْرَفْنَاهَا [“ we rendered them lean ”], with ف; and نَاقَةٌ حَرْفٌ means “ a lean she-camel. ” (El-Khattábee, TA.) حَرَّاثٌ A sower, plougher, tiller, or cultivator, of land; (S, TA;) as also ↓ حَارِثٌ [pl. حُرَّاثٌ]: (KL:) a plougher of land for sowing. (Msb.) b2: One who eats much; a great eater. (IAar, TA.) حَارِثٌ A collector of property. (Msb.) b2: الحَارِثُ, (K, [also written الحٰرِثُ, in the CK, erroneously, الحَرَثُ,]) as a generic proper name, (MF,) and أَبُو الحَارِثِ, (S, K,) the latter the better known, (TA,) The lion: (S, K:) because he is the prince of beasts of prey, and the strongest to acquire. (Har p. 662.) b3: See also حَرَّاثٌ.

مَحْرَثٌ: see حَرْثٌ.

أَرْضُ مُحْرَثَةٌ: see مَحْرُوثَةٌ.

مِحْرَثٌ: see what next follows.

مِحْرَاثٌ The thing (i. e. the piece of wood, or the wooden thing, TA) with which the fire is stirred (S, A, K) in the [kind of oven called]

تَنُّور; (S;) as also ↓ مِحْرَثٌ: (K:) and مِحْرَاثُ النَّارِ the shovel (مِسْحَاة) with which the fire is stirred. (TA.) [Hence,] مِحْرَاثُ الحَرْبِ (assumed tropical:) That which [or he who] stirs up, or excites, war. (TA.) b2: [In the present day, it signifies A plough: and (like حَرْثٌ) a ploughshare.]

أَرْضٌ مَحْرُوثَةٌ and ↓ مُحْرَثَةٌ Ground ploughed up by people's treading much upon it. (T, TA.)

حرث: الحَرْثُ والحِراثَةُ: العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً،

وقد يكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع، وبه فَسَّر الزجاجُ قوله تعالى: أَصابت

حَرْثَ قوم ظَلَمُوا أَنْفُسَهم فأَهْلَكَتْه. حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً.

الأَزهري: الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في الأَرض لازْدِراعٍ، والحَرْثُ:

الزَّرْع. والحَرَّاثُ: الزَّرَّاعُ. وقد حَرَث واحـْتَرثَ، مثل زَرَعَ

وازْدَرَع. والحَرْثُ: الكَسْبُ، والفعلُ كالفعل، والمصدر كالمصدر، وهو

أَيضاً الاحْتِراثُ.

وفي الحديث: أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ؛ لأَن الحارِثَ هو الكاسِبُ.

واحْتَرَثَ المالَ: كَسَبه؛ والإِنسانُ لا يخلو من الكَسْب طبعاً

واخْتياراً. الأَزهري: والاحْتِراثُ كَسْبُ المال؛ قال الشاعر يخاطب

ذئباً:ومن يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ

والحَرْثُ: العَمَلُ للدنيا والآخرة. وفي الحديث: احْرُثْ لدُنْياك

كأَنك تَعيش أَبداً، واعْمل لآخرتك كأَنك تَموتُ غَداً؛ أَي اعْمَلْ

لدُنْياك، فخالَفَ بين اللفظين؛ قال ابن الأَثير: والظاهر من لفظ هذا الحديث:

أَمّا في الدنيا فالحَثُّ على عمارتها، وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُنَ فيها،

ويَنْتَفِع بها من يجيءُ بعدك كما انْتَفَعْتَ أَنتَ بعمل مَن ان قبلك

وسَكَنْتَ فيما عَمَر، فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَطُول عُمْرُه

أَحْكَم ما يَعْمله، وحَرَصَ على ما يَكْتَسبه؛ وأَما في جانب الآخرة، فإِنه

حَثَّ على الإِخلاص في العمل، وحضور النيَّة والقلب في العبادات

والطاعات، والإِكثار منها، فإِن من يعلم أَنه يموت غداً، يُكثر من عبادته،

ويُخْلِصُ في طاعته، كقوله في الحديث الآخر: صَلِّ صلاةً مُودِّع؛ وقال بعضُ

أَهل العلم: المراد من هذا إِلى الحديث غيرُ السابق إِلى الفهم من ظاهره،

لأَنه، عليه السلام، إِنما نَدَبَ إِلى الزُّهْد في الدنيا، والتقليل

منها، ومِن الانهماك فيها، والاستمتاع بلذاتها، وهو الغالب على أَوامره

ونواهيه، صلى الله عليه وسلم، فيما يتعلق بالدنيا، فكيف يَحُثُّ على عِمارتها

والاستكثار منها؟ وإِنما أَراد، والله أَعلم، أَن الإِنسان إِذا علم

أَنه يعيش أَبداً، قَلَّ حِرْصُه، وعلم أَن ما يريده لا يَفُوته تَحْصِيلُه

بترك الحِرْص عليه والمُبادرةِ إِليه، فإِنه يقول: إِن فاتني اليومَ

أَدركته غَداً، فإِني أَعيش أَبداً، فقال عليه السلام: اعْمَلْ عَمَلَ من

يَظُنُّ أَنه يُخَلَّد، فلا تَحْرِصْ في العمل؛ فيكون حَثّاً على الترك،

والتقليل بطريق أَنيقةٍ من الإِشارة والتنبيه، ويكون أَمره لعمل الآخرة على

ظاهره، فيَجْمَع بالأَمرين حالةً واحدةً، وهو الزهدُ والتقليل، لكن

بلفظين مختلفين؛ قال: وقد اختصر الأَزهري هذا المعنى فقال: معنى هذا الحديث

تقديمُ أَمر الآخرة وأَعمالها، حِذارَ الموت بالفَوْت، على عَمل الدنيا،

وتأْخيرُ أَمر الدنيا، كراهيةَ الاشْتغال بها عن عمل الآخرة.

والحَرْثُ: كَسْبُ المال وجَمْعُه. والمرأَةُ حَرْثُ الرجل أَي يكون

وَلَدُه منها، كأَنه يَحْرُثُ ليَزْرَعَ وفي التنزيل العزيز: نساؤُكم حَرْثٌ

لكم، فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتم. قال الزجاج: زعم أَبو عبيدة أَنه

كناية؛ قال: والقول عندي فيه أَن معنى حَرْثٌ لكم: فيهنَّ تَحْرُثُون

الوَلَد واللِّدَة، فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم أَي ائْتُوا مواضعَ

حَرْثِكم، كيف شِئْتُم، مُقْبِلةً ومُدْبرةً.

الأَزهري: حَرَثَ الرجلُ إِذا جَمَع بين أَربع نسوة. وحَرَثَ أَيضاً

إِذا تَفَقَّه وفَتَّشَ. وحَرَثَ إِذا اكْتَسَبَ لعياله واجْتَهَدَ لهم،

يقال: هو يَحْرُث لعياله ويَحْتَرثُ أَي يَكْتَسِب. ابن الأَعرابي: الحَرْثُ

الجماع الكثير. وحَرْثُ الرجل: امرأَتُه؛ وأَنشد المُبَرّد:

إِذا أَكلَ الجَرادُ حُروثَ قَوْمٍ،

فَحَرْثي هَمُّه أَكلُ الجَرادِ

والحَرْثُ: مَتاعُ الدنيا. وفي التنزيل العزيز: من كانَ يُريد حَرْثَ

الدنيا؛ أَي من كان يريد كَسْبَ الدنيا. والحَرْثُ: الثَّوابُ والنَّصِيبُ.

وفي التنزيل العزيز: من كان يُريدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ له في حَرْثه.

وحَرَثْتُ النار: حَرَّكْتها.

والمِحْراثُ: خَشبة تُحَرَّك بها النارُ في التَّنُّور. والحَرْثُ:

إِشْعالُ النار، ومِحْراثُ النار: مِسْحَاتُها التي تُحَرَّك بها النار.

ومِحْراثُ الحَرْب: ما يُهَيِّجها. وحَرَثَ الأَمْرَ: تَذَكَّره واهْتاجَ له؛

قال رؤْبة:

والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذا لم يُحْرَثِ

والحَرَّاثُ: الكثير الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي. وحَرَثَ الإِبلَ

والخَيْلَ، وأَحرَثَها: أَهْزَلها. وحَرَثَ ناقتَه حَرْثاً وأَحْرَثَها إِذا سار

عليها حتى تُهْزَلَ.

وفي حديث بَدْرٍ: اخْرُجُوا إِلى مَعايشكم وحَرائِثكم، واحدُها حَريثةٌ؛

قال الخطابي: الحَرائِثُ أَنْضاءُ الإِبل؛ قال: وأَصله في الخيل إِذا

هُزِلَتْ، فاستعير للإِبل؛ قال: وإِنما يقال في الإِبل أَحْرَفْناها،

بالفاء؛ يقال: ناقة حَرْفٌ أَي هَزيلةٌ؛ قال: وقد يراد بالحرائثِ المَكاسِبُ،

من الاحْتراثِ الاكتساب؛ ويروى حَرَائبكم، بالحاء والباء الموحدة، جمعُ

حَريبةٍ، وهو مالُ الرجل الذي يقوم بأَمره، وقد تقدَّم، والمعروف

بالثاء.وفي حديث معاوية أَنه قال للأَنصار: ما فَعَلَتْ نواضِحُكم؟ قالوا:

حَرَثْناها يوم بَدْرٍ؛ أَي أَهْزَلناها؛ يقال: حَرَثْتُ الدابةَ

وأَحْرَثْتُها أَي أَهْزَلْتها، قال ابن الأَثير: وهذا يخالف قول الخطابي، وأَراد

معاوية بذكر النَّواضِح تَقْريعاً لهم وتعريضاً، لأَنهم كانوا أَهل زَرْع

وسَقْيٍ، فأَجابوه بما أَسْكتَه، تعريضاً بقتل أَشياخه يوم بَدْر.

الأَزهري: أَرض مَحْروثة ومُحْرَثة: وَطِئَها الناسُ حتى أَحْرَثُوها

وحَرَثُوها، ووُطِئَتْ حتى أَثاروها، وهو فسادٌ إِذا وُطِئَتْ، فهي

مُحْرَثة ومَحْروثة تُقْلَبُ للزَرْع، وكلاهما يقال بَعْدُ.

والحَرْثُ: المَحَجَّةُ المَكْدُودة بالحوافر.

والحُرْثةُ: الفُرضةُ التي في طَرَف القَوْس للوَتر.

ويقال: هو حَرْثُ القَوْسِ والكُظْرة، وهو فُرْضٌ، وهي من القوس حَرْثٌ.

وقد حَرَثْتُ القَوسَ أَحْرُثُها إِذا هيَّأْتَ مَوْضِعاً لعُرْوة

الوَتَر؛ قال: والزَّنْدة تُحْرَثُ ثم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ، فهو حَرْثٌ ما

لم يُنْفَذ، فإِذا أُنْفِذَ، فهو كُظْر.

ابن سيده: والحَرَاثُ مَجْرى الوَتَر في القوس، وجمعه أَحْرِثة.

ويقال: احْرُثِ القرآن أَي ادْرُسْه وحَرَثْتُ القرآن أَحْرُثُه إِذا

أَطَلْتَ دِراستَه وتَدَبَّرْتَه.

والحَرْثُ: تَفْتِيشُ الكتاب وتَدبُّره؛ ومنه حديث عبد الله: احْرُثُوا

هذا القرآن أَي فَتِّشُوه وثَوِّروه.

والحَرْثُ: التَّفْتِيش.

والحُرْثَةُ: ما بين مُنْتَهى الكَمَرة ومَجْرَى الخِتان.

والحُرْثَة أَيضاً: المَنْبِتُ، عن ثعلب؛ الأَزهري: الحَرْثُ أَصلُ

جُرْدانِ الحمار؛ والحِرَاثُ: السَّهم قبل أَن يُراش، والجمع أَحْرِثة؛

الأَزهري الحُرْثة: عِرقٌ في أَصل أُدافِ الرَّجل.

والحارِثُ: اسم؛ قال سيبويه: قال الخليل إِن الذين قالوا الحَرث، إِنما

أَرادوا أَن يجعلوا الرجل هو الشيء بعينه، ولم يجعلوه سمي به، ولكنهم

جعلوه كأَنه وَصفٌ له غَلَب عليه؛ قال: ومن قال حارِثٌ، بغير أَلف ولام، فهو

يُجْريه مُجْرى زيدٍ، وقد ذكرنا مثل ذلك في الحسن اسم رجل؛ قال ابن جني:

إِنما تَعَرَّفَ الحَرثُ ونحوُه من الأَوْصاف الغالبة بالوَضْع دون

اللام، وإِنما أُقِرَّتِ اللامُ فيها بعد النَّقْل وكونها أَعلاماً، مراعاة

لمذهب الوصف فيها قبل النقل، وجمع الأَول: الحُرَّثُ والحُرَّاثُ، وجمع

حارِث حُرَّثٌ وحَوارِثُ؛ قال سيبويه: ومن قال حارث، قال في جمعه: حَوارِث،

حيث كان اسماً خاصًّا، كزَيْد، فافهم.

وحُوَيْرِثٌ، وحُرَيثٌ وحُرْثانُ، وحارِثةُ، وحَرَّاثٌ، ومُحَرَّثٌ:

أَسماءٌ؛ قال ابن الأَعرابي: هو اسم جَدِّ صَفْوانَ بن أُمية بن مُحَرَّثٍ،

وصَفوانُ هذا أَحدُ حُكَّامِ كِنانَة، وأَبو الحارث: كنيةُ الأَسَد.

والحارثُ: قُلَّة من قُلَلِ الجَوْلانِ، وهو جبل بالشأْم في قول النابغة

الذبْياني يَرْثِي النُّعمان ابن المنذر:

بكَى حارِثُ الجَوْلانِ من فَقْدِ رَبِّه،

وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتضَائِلُ

قوله: من فَقْد رَبِّه، يعني النعمان؛ قال ابن بري وقوله:

وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتَضائل

كقول جرير:

لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَوَاضَعَتْ

سُورُ المدينة، والجِبالُ الخُشَّعُ

والحارثان: الحارثُ بن ظالم بن حَذيمةَ بن يَرْبُوع بن غَيْظِ بنِ

مُرَّة، والحارثُ بن عوفِ بن أَبي حارثة ابن مُرَّة بن نُشْبَة بن غَيْظِ بنِ

مرَّة، صاحب الحَمَالة. قال ابن بري: ذكر الجوهري في الحارثين الحارِثَ

بن ظالم بن حَذيمة بالحاء غير المعجمة. ابن يَرْبُوع قال: والمعروف عند

أَهل اللغة جَذيمة، بالجيم. والحارِثان في باهلة: الحارِثُ بن قُتَيْبة،

والحارثُ بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتَيْبة.

وقولهم: بَلْحَرث، لبَني الحرث بن كَعْب، مِن شواذِّ الإِدغام، لأَن

النون واللام قريبا المَخْرَج، فلما لم يمكنهم الإِدغامُ بسكون اللام، حذفوا

النون كما قالوا: مَسْتُ وظَلْتُ، وكذلك يفعلون بكل قبيلة تَظْهَر فيها

لام المعرفة، مثل بَلْعنبر وبَلْهُجَيم، فأَما إِذا لم تَظْهَر اللامُ،

فلا يكون ذلك.

وفي الحديث: وعليه خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّة؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ

في بعض طُرُق البخاري ومسلم؛ قيل: هي منسوبة إلى حُرَيْثٍ، رجلٍ من

قُضاعة؛ قال: والمعروف جُونِيَّةٌ، وهو مذكور في موضعه.

حرث
: (الحَرْثُ: الكَسْبُ) ، كالاحْتِرَاثِ، وَفِي الحَدِيثِ (أَصْدَقُ الأَسماءِ الحَارِثُ) ؛ لأَنَّ الحارِثَ هُوَ الكاسِبُ، واحْتِراثُ المالِ كَسْبُه، والإِنْسانُ لَا يَخْلُو من الكَسْبِ طَبْعاً واخْتِيَاراً.
قَالَ الأَزهريّ: والاحتِراثُ: كَسْبُ المَال، والحَرْثُ العَمَلُ للدُّنْيا والآخِرَةِ، وَفِي الحَدِيثِ (احْرُثْ لدُنْياكَ كأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً، واعْمَلْ لآخرَتكَ كَأَنَّكَ تموتُ غَداً) . وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: احْرُثْ لآخِرَتِكَ، أَي اعْمَلْ لَهَا.
وَقد أَطال فِيهِ الهَرَوهيُّ فِي الغَرِيبَيْن، والأَزهريُّ فِي التَّهْذيب، وَنَقله على طُولِهِ ابنُ مَنْظُورٍ فِي لِسَانه.
(و) الحَرْثُ (: جَمْعُ المالِ) وكَسْبُه.
وَحَرَثَ، إِذا اكْتَسَب لِعِياله واجْتَهَدَ لَهُم، يُقَال: هُوَ يَحْرُثُ لعيالِهِ، ويَحْتَرِثُ، أَي يَكْتَسِبُ، وَفِي التّنزيلِ العَزِيزِ {وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا} (سُورَة الشورى، الْآيَة: 20) أَي كَسبَهَا.
(و) الحَرْثُ (: الجَمْعُ بَيْنع أَرْبَعِ نِسْوَةٍ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و، وقَدْ حَرِثَ كسَمِعَ.
(و) الحَرْثُ (: النِّكاحُ بالمُبَالَغَةِ) ونَصُّ ابْن الأَعرابيّ: الجِمَاعُ الكَثِيرُ، وَقد حَرَثَها إِذا جَامَعَها جاهِداً مُبَالِغاً، وأَنشد المُبَرِّد.
إِذَا أَكَلَ الجَرَادُ حُرُوثَ قَوْمٍ
فحَرْثِي هَمُّه أَكْلُ الجَرادِ
(و) الحَرْثُ (: المَحَجَّةُ المَكْدُودَةُ بالحَوَافِرِ) ، لكَثْرَةِ السَّيْرِ عَلَيْهَا.
(و) الحَرْثُ (: أَصلُ جُرْدَانِ الحِمَارِ) ، وَهُوَ نَصُّ عبارةِ الأَزْهَرِيَّ فِي التّهْذِيب، وغيرِ واحدٍ من الأَئِمَّة، والجُرْدَانُ، بِالضَّمِّ: قَضِيبُ كلِّ ذِي حافِر، فَلَا يُلْتَفَتُ إِلى قولِ شَيخنَا: هُوَ من إِغْرَابِه على النّاس.

(و) من الْمجَاز: الحَرْثُ (: السَّيْرُ على الظَّهْرِ حَتّى يُهْزَلَ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: حَرَثَ الإِبِلَ والخَيْلَ وأَحْرَثَهَا: إِذا سَارَ عَلَيْهَا حَتّى تُهْزَلَ، وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ (أَنَّهُ قالَ للأَنْصَارِ: مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمُ؟ قالُوا: أَحْرَثْنَاهَا يَوْمَ بَدْر) أَي أَهْزَلْنَاها، يُقَال: حَرَثْتُ الدَّابَّةُ وأَحْرَثْتُهَا، أَي أَهْزَلْتُهَا. (و) الحَرْثُ، والحِرَاثَةُ: العَمَلُ فِي الأَرْضِ زَرْعاً كانَ أَو غَرْساً.
وقَدْ يكُونُ الحَرْثُ نَفْسَ (الزَّرْع) وَبِه فَسّرَ الزّجّاجُ قولَه تَعَالَى: {5. 017 أَصَابَت حرث قوم ظلمُوا أنفسهم فاءَهلكته} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 117) .
حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً، وَفِي التَّهْذِيب: لحَرْثُ: قَذْفُكَ الحَبَّ فِي الأَرْضِ للازْدِراعِ، والحَرَّاثُ: الزَّرّاعُ، وَقد حَرَثَ، واحْتَرَثَ، مثل: زَرَعَ، وَازْدَرَعَ.
(و) من الْمجَاز: الحَرْثُ (: تَحْرِيكُ النَّارِ) وإِشْعالُهَا بالمِحْراثِ.
(و) من المَجَاز: الحَرْثُ (: التَّفْتيشُ) . ظاهرُ كلامِه الإِطْلاقُ، يُقَال: حَرَثَ إِذا فَتَّشَ، وَفِي كلامِ بعضِ الأَئِمَّةِ: الحَرْثُ: تَفْتِيشُ الكتَابِ وتَدَبُّرُه.
(و) الحَرْثُ (: التَّفَقُّهُ) ، يُقَال: حَرَثَ، إِذا تَفَقَّهَ، ويقالُ: احْرُثِ القُرْآنَ، أَي ادْرُسْه، وَهُوَ مَجاز، وحَرَثْتُ القُرْآنَ أَحْرُثُهُ، إِذا أَطَلْتَ دِرَاسَتَه وتَدَبَّرْتَه، وَفِي حديثِ عبدِ الله (احْرُثُوا هاذا القرْآنَ) أَي فَتِّشُوه وثَوِّرُوه، وَفِي بعضِ النُّسَخِ، النَّفَقَةُ، بالنُّون، وَهُوَ خَطَأٌ.
(و) الحَرْثُ: (تَهْيِئَةُ الحَرَاثِ، كسَحَاب) : اسمٌ (لِفُرْضَةِ) ، بالضمّ تكون (فِي طَرَفِ القَوْسِ يَقَعُ فِيهَا الوَتَرُ، وَهِي الحُرْثَةُ، بالضّمّ، أَيضاً) والجَمْع حُرَثٌ.
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والزَّنْدَةُ تُحْرَثُ ثُمَّ تُكْظَرُ بعدَ الحَرْثِ، فَهُوَ حَرْثٌ مَا لم يُنْفَذْ، فإِذا أُنْفِذَ فَهُوَ كُظْرٌ.
(فِعْلُ الكُلّ) مِمَّا تقدّمَ (يَحْرِثُ) بِالْكَسْرِ (ويَحْرُثُ) بالضّمّ، إِلاَّ حَرَثَ، بمعنَى جَمَعَ بَين أَربَعِ نِسْوَةٍ، فقد ضَبَطَه أَبو عَمْرٍ وكسَمِعَ، وَكَذَا حَرِثَ إِذا تَفَقَّه وفَتَّشَ، فقد ضبطَ الصاغانيّ إِيّاهما كسَمِعَ، فَتَأَمَّلْ.
(وبَنُو حَارِثَةَ: قَبِيلَةٌ) من الأَوْس.
(والحَارِثِيُّونَ مِنْهُم) جمَاعَة (كَثِيرُونَ) من الصَّحابَةِ، وغيرِهم. (وذُو حُرَثَ، كزُفَرَ: ابنُ حُجْرٍ) ، بالضَّمِّ فسْكونٍ (أَو) هُوَ (ابنُ الحارِثِ الرُّعَيْنِيّ) الحِمْيَرَىّ (جَاهِلِيُّ) من أَهْلِ بَيْتِ المُلْكِ، نَقله الصاغَانِيّ.
(وكزُبَيْرٍ: اسْمٌ) .
(وكأَمِيرٍ: مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرِيثٍ البُخَارِيُّ المُحَدِّثُ) أَبُو عبدِ الله، حَدَّث عَنهُ مُحَمَّدُ بنُ عِيسى الطَّرَسُوسِيّ.
(وحُرْثَانُ بالضمّ: اسْمٌ) وَهُوَ حُرْثَانُ ابنُ قَيْسِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ دُودَانَ بنِ أَسَدِ بنِ خُزَيْــمَةَ، مِنْهُم عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنِ بنِ حُرْثَانَ.
(والحَارِثُ: الأَسَدُ) قَالَ شيخُنَا: هُوَ عَلَمُ جِنْسٍ عَلَيْهِ، وَهَذَا غريبٌ، (كَأَبِي الحَارِثِ) كُنْيَتُه، وَهُوَ الأَشْهَرُ، وَعَلِيهِ اقْتصر الجَوْهَرِيّ، وابنُ مَنْظُورٍ، وسيأْتي لذالك المزيدُ فِي حَفْص.
(و) الحَارِثُ (: قُلَّةُ جَبَلٍ بِحَوْرَانَ) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيْدِينا، وَالصَّوَاب على مَا فِي الصِّحَاح وَغَيره قُلَّةٌ من قُلَلِ الجَوْلانِ وَهُوَ جَبَلٌ بالشامِ فِي قَول النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ، يَرْثِي النّعْمانَ بنَ المُنْذِر:
بَكَى حَارِثُ الجَوْلانِ مِنْ فَقْدِ رَبِّهِ
وحَوْرَانُ مِنْهُ خائِفٌ مُتَضَائِلُ
قَالَ ابنُ مَنْظُورٍ: قَوْله: من فَقْدِ رَبِّه، يَعْنِي بِهِ النّعْمَانَ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقَوله: وحَوْرَانُ مِنْهُ خَائِفٌ، كَقَوْل جَرِير:
لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ
سُورُ المَدِينَةِ والجِبَالُ الخُشَّعُ
(و) الحَارِثُ: اسمٌ، قَالَ سيبَوَيْه: قَالَ الخَلِيلُ: إِنّ الَّذين قالُوا الْحَارِث إِنَّمَا أَرادُوا أَن يَجّعَلُوا الرَّجُلَ هُوَ الشَّيْءَ بعَيْنِه، وَلم يَجعَلُوه سُمِّيَ بِهِ، ولاكنَّهُم جعَلُوه كأَنَّهُ وصْفٌ لَهُ غَلَبَ عليهِ، قَالَ: وَمن قَالَ: حَارِثٌ بِغَيْر أَلف ولامٍ فَهُوَ يُجْرِيه مُجْرَى زَيْدٍ، قَالَ ابنُ جِنِّي: (إِنَّمَا تَعَرَّفَ الحارثُ ونحوُه من الأَوْصاف الغَالِبَةِ بالوَضْع دون اللاّم، وإِنَّمَا أُقِرَّت اللاّمُ فِيهَا بعد النّقْلِ وكَونِها أَعلاماً، مُراعَاةً لمذْهَب الوصْفِ فِيهَا قبل النقْل) وجَمْعُ الأَوّل: الحُرَّثُ والحُرَّاثُ، وَجمع حَارِثٍ: حُرَّثٌ وحَوارِثُ، قَالَ سيبويهِ: وَمن قَالَ حارِثٌ، قَالَ فِي جَمعِه: حَوَارِث، حَيْثُ كَانَ اسْماً خاصًّا كزَيْدٍ.
(والحَارِثَانِ) : الحارِثُ (بنُ ظَالِمِ ابنِ جَذِيمَةَ) ، بِالْجِيم، هَكَذَا المَعْرُوفُ عندَ أَهله اللُّغَةِ، وَوَقع فِي بعض نُسَخ الصّحَاحِ مضبوطاً بالحاءِ الْمُهْملَة، وَذكره أَيضاً فِي فصل حذم، فَقَالَ حَذِيمَة بن يَرْبُوع، والمعروفُ عندَ أَهل النَّسَبِ جَذِيمَةُ بِالْجِيم، وَهُوَ ابنُ يَرْبُوع بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ (و) الحَارثُ (بنُ عَوْفِ بنِ أَبِي حَارِثَةَ) ابْن مُرَّةَ بنِ نُشْبَةَ بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ، صاحِبُ الحَمَالَةِ.
(والحَارِثَانِ) فِي بَاهِلَةَ: الحَارِثُ (بنُ قُتَيْبَةَ، و) الحارِثُ (بنُ سَهْم) ابنِ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ قُتَيْبَةَ.
(وسَمَّوْا حَارِثَةَ، وحُوَيْرِثاً، وحُرَيْثاً) كَزُبَيْرٍ، وحَرِيثاً، كأَمِير (وحُرْثَانَ بالضّمّ) ، وَقد تقدم، فَهُوَ تَكْرَارٌ (وحَرَّاثاً، ككَتَّانٍ) ومُحَرِّثاً، كمُحَدِّث ومُحَارِثاً، كمُقَاتِل.
(و) مُحَرَّثاً (كمُحَمَّدٍ) ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ اسْمُ جَدِّ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ مُحَرَّثٍ، وصَفْوانُ هَذَا أَحَدُ حُكّامٍ كِنَانَةَ.
(والحُرْثَةُ بالضّمّ: مَا بَيْنَ مُنْتَهَى الكَمَرَةِ ومَجْرَى الخِتَانِ) .
والحُرْثَةُ أَيضاً: المَنْبِتُ، عَن ثَعْلَب.
وَعَن الأَزْهَرِيّ: الحُرْثَةُ عِرْقٌ فِي أَصْلِ أُدَافِ الرَّجُلِ.
(والحِرَاثُ، ككِتَابٍ: سَهْمٌ لم يَتِمَّ بَرْيُه) ، وذالك قَبْل أَن يُرَاشَ. (و) الحِرَاثُ (: سِنْخُ) بِالْكَسْرِ (النَّصْلِ) . وعبارةُ ابنِ سَيّده: الحِراثُ مَجْرَى (الوَتَرِ) فِي القَوْسِ، و (ج أَحْرِثَةٌ) كغِطَاءٍ وأَغْطِيةٍ.
(و) فِي حَدِيثِ بَدْرٍ (اخْرُجُوا إِلى معَايِشِكُمْ وحَرَائثكُمْ) . (الحَرَائِثُ: المكَاسِبُ) ، من الاحْتِرَاثِ والاكْتِسَابِ و (الْوَاحِد حَرِيثَةٌ) .
(و) قَالَ الخَطّابِيّ: الحَرَائِثُ هِيَ: (الإِبِلُ المُنْضَاةُ) ، قَالَ: وأَصْلُه فِي الخَيْلِ إِذا هُزِلَت، فاستُعِيرَ للإِبِلِ، قَالَ: وإِنّمَا يُقَالُ فِي الإِبِل: أَحْرَفْنَاهَا، بالفاءِ، يُقَال: ناقَةٌ حَرْفٌ، أَي هَزِيلَةٌ، ويُروَى (حرَائِبِكخم) بالحاءِ والباءِ الموحودة جمْع حَرِيبَةٍ وَهُوَ مالُ الرَّجُلِ الذِي يقومُ بأَمْرِه، وَقد تقدصم، والمَفْروفُ بالثاءِ.
(و) حُرَثُ (كصُرَدٍ: أَرْضٌ) (ياليَمَن) .
(وذُو حُرَثَ أَيضاً: حِمْيَرِيٌّ) : وَقد تقدم قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَار.
(و) من الْمجَاز: حَرَثَ النَّارَ بالمِحْرَاثِ: حَرَّكَها، (المِهْرَثُ) كمِنْبَرٍ (والمِحْرَاثُ) كمِحْرابٍ (: مَا) أَي خَشَبَةٌ (تُحَرَّكُ بِهِ النّارُ) فِي التَّنُّورِ، والحَرْثُ: إِشْعالُ النَّارِ، على مَا تقدَّمَ.
ومِحْرَاثُ النَّارِ: مِسْحَاتُهَا الّتي تُحرَّكُ بِهَا النارُ.
(والحَارِثِيَّةُ: ع، م) أَي موضعٌ مَعْرُوف ببَغْدَادَ (بالجَانِبِ الغَرْبِيِّ) مِنْهَا. (مِنْهَا) الإِمامُ المُحَدِّثُ (قاضِي القُضَاةِ سَعْدُ الدِّينِ) أَبو مُحَمَّد (مَسْعُودُ) بنُ أَحْمَدَ بنِ مَسْعُودِ بنِ زَيْدِ بنِ عَبَّاسٍ (الحَارِثِيُّ) الحَنْبَلِيّ البَغْدَادِيّ قَاضِي القُضَاةِ بمِصْر، سمع من الأَخَوَيْن: أَبي الفَرَجِ عبدِ اللّطِيف وعبدِ العَزِيز، ابْنَيْ عبدِ المُنْعِم الحَرَّانِيّ، وابنِ عَلاَّقِ، وَابْنه عَزُّونَ، وأَبي الطَّاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ مُرْتَضَى الحَارِثِيّ، وغيرِهم، حَدَّثَ عَنهُ السُّبْكِيُّ، وذكَرَه فِي مُعْجَمِ شُيُوخه، توفّي سنة 711 بِمصْر (وَهُوَ ابنُ الحَارِثِ بنِ مالِكِ بن عَبْدَانَ) ، بِالْعينِ الْمُهْملَة والموحّدة، وَفِي بعض النّسخ غَيْدَان، بالغَيْن الْمُعْجَمَة والتَّحتيّة.
(وَقَوْلهمْ: بَلْحَارِث، لبني الحَارِثِ ابنِ كَعْبٍ، من شَوَاذِّ التَّخْفِيفِ) ؛ لأَنّ النُّونَ والّلامَ قَرِيبَا المَخْرَجِ، فلمّا لم يُمْكِنْهُم الإِدْغَامُ، لسكون اللاّم، حَذَفُوا النُّونَ، كَمَا قَالُوا: مَسْتُ وظَلْتُ (وكذالك يَفْعَلُونَ فِي كُلِّ) وَفِي نسخَة: بكلّ (قَبِيلَةٍ تَظْهَرُ فِيهَا لامُ المَعْرِفَةِ) مثل: بَلْعَنْبَرِ وبَلْهُجَيْمِ، فأَمْا إِذا لم تَظْهَرِ الّلام، فَلَا يكونُ ذالك.
(وأَبُو الحُوَيْرِثِ) وَهُوَ المَعْرُوف (وَيُقَال: أَبو الحُوَيْرِثَةِ) وَهُوَ قولُ شُعْبَةَ (: عبدُ الرَّحْمانِ بنُ مُعَاوِيَةَ) ابنِ الحُوَيْرِث الأَنْصَارِيّ الزَّرْقيّ المَدَنيّ (مُحَدِّث) مشهورٌ بكُنْيته، صَدُوقٌ سَيِّىءُ الحِفْظُ، رُمِيَ بالإِرجاءِ، مَاتَ سنةَ ثَلَاثِينَ، وَقيل: بعْدَهَا، أَخرجَ لَهُ أَبو دَاوودَ والنَّسَائيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
كَيفَ حَرْثُك، أَي المَرْأَةُ، وَهُوَ مَجازٌ، والمَرْأَةُ حَرْثُ الرَّجُلِ، أَي يكون ولَدُه مِنْهَا، كأَنّه يَحْرُث ليَزْرَعع، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 223) قَالَ الزّجّاج: زَعَمَ أَبُو عُبَيْدٍ أَنّه كِنَايَةٌ.
والحَرْثُ: مَتَاعُ الدُّنْيَا.
والحَرْثُ: الثَّوَابُ والنَّصِيبُ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الاْخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ} (سُورَة الشورى، الْآيَة: 20) .
وحَرَثَ الأَمْرَ: تَذَكَّرَهُ واهْتَاجَ لَهُ، قَالَ رُؤبَة:
والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذَا لَمْ يُحْرَثِ
والحَرِثَةُ بفتحٍ فكسرٍ: بَطْنٌ من غَافِقٍ، مِنْهُم أَبو مُحَمَّدٍ لَبِيبُ ابنُ عبدِ المُؤْمِن ابنِ لَبِيبٍ الفَرَضِيّ، كَانَ من الخَوَارِج.
ومِحْرَاثُ الحَرْبِ: مَا يُهَيِّجُهَا.
وأَبو عَلِيَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَارِثٍ المُحَارِثِيّ، شيخٌ لأَبِي سَعْدٍ المَالِينيّ، هاكذا ضَبَطَه الْحَافِظ.
والحَارِثُ الحَرَّابُ، فِي حَرْب.
والحَرَّاثُ: الكَثِيرُ الأَكْلِ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ.
وَفِي التَّهْذِيب: أَرضٌ مَحْرُوثَةٌ ومُحْرَثَةٌ: وَطِئَها النّاسُ حَتَّى أَحْرَثُوهَا وحَرَثُوهَا، ووُطِئتْ حَتَّى أَثارُوهَا.
وَفِي الحَدِيث: (وعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ) قَالَ ابنُ الأَثِير: هاكذا جَاءَ فِي بعضِ طُرُقِ البُخَارِيّ ومُسْلِم، قيل: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى حُرَيْثٍ، رجُلٍ من قُضَاعَةَ، قَالَ: والمَعْرُوفُ جَوْنِيّة، وَهُوَ مذكُورٌ فِي موضِعِهِ، وَالله أَعلم.
وحَرَثَ عَنْفَقَتعه بالسِّكِّينِ: قَطَعَهَا، وَهُوَ مجَاز، وَفِي بعض نُسخ الأَساس: عُنُقَهُ.
وعُمَرُ بنُ حَبِيبِ بنِ حَمَاسَةَ بنِ حُوَيْرِثَةَ الخَطْمِيّ: جَدُّ أَبي جَعْفَر.
وبَنِي حُرَيْث، كزُبَيْر، قريةٌ بمصْرَ.
حرث
حرَثَ يَحرُث ويَحرِث، حَرْثًا، فهو حارِث، والمفعول مَحْروث
• حرَث الأرضَ: شقّها بالمحراث؛ ليزرعها أو ليبذر فيها الحبّ " {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} " ° يحرث في البحر: يأتي عملاً دون فائدة.
• حرَث النَّارَ: حرّكها بالمحراث.
• حرَث المالَ: كسبه وجمعه.
• حرَث الشَّيءَ: بحث فيه وعُنِيَ به، قتَله بحثًا.
• حرَثتِ الخيلُ الأرضَ: داستها حتى صارت كالمحروثة. 

احترثَ يحترث، احتِراثًا، فهو مُحترِث، والمفعول مُحترَث
• احترث الأرضَ: حرَثها، شقّها بالمحراث ليزرعها.
• احترث المالَ: حرَثه، كسبه وجمعه. 

انحرثَ ينحرث، انحراثًا، فهو مُنْحَرِث
• انحرثتِ الأرضُ: مُطاوع حرَثَ: قبِلت الحَرْث. 

حارِث [مفرد]: ج حارثون وحُرّاث: اسم فاعل من حرَثَ.
• أبو الحارِث: كنية الأسد. 

حِرَاثة [مفرد]: حِرْفة الحرّاث، وهي شقّ الأرض بالآلات المصنوعة لذلك من محراث وغيره ° حِرَاثة آليّة: حراثة بمحاريث تجرّها محرِّكات آليّة كالجرَّارات. 

حَرْث [مفرد]:
1 - مصدر حرَثَ ° حَرْث الآخرة: العمل الصَّالح الباقي- حَرْث الدُّنيا: متاع الحياة الدُّنيا من مالٍ وبنين وغيرهما.
2 - زرع ونبات " {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} ".
3 - أرضٌ محروثة، أو مهيَّأة للزراعة، تُستنبَت بالبذور والنَّوى والغرس " {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}: شبهت النُّطفة التي تلقى في أرحامهن للاستيلاد بالبذور التي تلقى في المحارث للاستنبات، استُخدم اللّفظ مجازًا بمعنى: مكان زرع الولد".
4 - أجر وجزاء " {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} ". 

حَرَّاثَة [مفرد]: اسم آلة من حرَثَ: مِحْراث تجرّه ميكنة بدلاً من الحيوانات.
• حرَّاثة آليَّة: (رع) جرّار آلي صغير يُستعمل للحرث السَّطحي. 

مِحْراث [مفرد]: ج محاريثُ: اسم آلة من حرَثَ: (رع) آلة الحَرْث مكوَّنة من حديدة معقوفة لرفع التُّربة وقلبها وملحق بها أداة لزرع البذور وعادة ما يُجَرُّ المحراث بحيوانات الجرِّ أو آلةٍ جرّارة "مِحْراث آليّ" ° فلانٌ مِحراث حَرْب: مولع بإثارتها- هو مِحْراثٌ في العمل: يُقبل على العمل دون كلل. 

علا

(علا)
الشَّيْء علوا ارْتَفع فَهُوَ عَال وَعلي وَيُقَال علا النَّهَار وَيُقَال علا فلَان فِي الأَرْض تكبر وتجبر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن فِرْعَوْن علا فِي الأَرْض} وَفُلَان بِالْأَمر اضطلع بِهِ واستقل وبالشيء جعله عليا وَالشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه رقِيه وصعده وَالرجل قهره وغلبه وبالسيف ضربه وَفُلَان حَاجته ظهر عَلَيْهَا
ع ل ا: عَلَا فِي الْمَكَانِ مِنْ بَابِ سَمَا. وَ (عَلِيَ) فِي الشَّرَفِ بِالْكَسْرِ (عَلَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَ (عَلَا) يَعْلَى لُغَةٌ فِيهِ. وَفُلَانٌ مِنْ (عِلْيَةِ) النَّاسِ وَهُوَ جَمْعُ (عَلِيٍّ) أَيْ شَرِيفٌ رَفِيعٌ مِثْلُ صَبِيٍّ وَصِبْيَةٍ. وَ (عَلَاهُ) غَلَبَهُ. وَعَلَاهُ بِالسَّيْفِ ضَرَبَهُ. وَ (عَلَا) فِي الْأَرْضِ تَكَبَّرَ وَبَابُ الثَّلَاثَةِ سَمَا. وَ (عُلْوُ) الدَّارِ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا ضِدُّ سُفْلِهَا بِضَمِّ السِّينِ وَكَسْرِهَا. وَ (الْعَلْيَاءُ) كُلُّ مَكَانٍ مُشْرِفٍ. وَ (الْعَلَاءُ) وَ (الْعُلَا) الرِّفْعَةُ وَالشَّرَفُ وَكَذَا (الْمَعْلَاةُ) وَالْجَمْعُ (الْمَعَالِي) . وَ (الْعَالِيَةُ) مَا فَوْقَ نَجْدٍ إِلَى أَرْضِ تِهَامَةَ وَإِلَى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ وَهِيَ الْحِجَازُ وَمَا وَالَاهَا. وَ (الْعُلِّيَّةُ) بِضَمِّ الْعَيْنِ الْغُرْفَةُ وَالْجَمْعُ (الْعَلَالِيُّ) . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ (الْعِلِّيَّةُ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْمُعَلَّى) بِفَتْحِ اللَّامِ السَّابِعُ مِنْ سِهَامِ الْمَيْسِرِ. وَ (اسْتَعْلَى) الرَّجُلُ عَلَا. وَ (اسْتَعْلَاهُ) عَلَاهُ، وَ (اعْتَلَاهُ) مِثْلُهُ. وَ (تَعَلَّى) أَيْ عَلَا فِي مُهْلَةٍ. وَ (تَعَلَّتِ) الْمَرْأَةُ مِنْ نِفَاسِهَا أَيْ سَلِمَتْ. وَ (تَعَلَّى) الرَّجُلُ مِنْ عِلَّتِهِ. وَ (الْعَلِيُّ) الرَّفِيعُ. وَ (أَعْلَاهُ) اللَّهُ رَفَعَهُ. وَ (عَالَاهُ) مِثْلُهُ. وَ (التَّعَالِي) الِارْتِفَاعُ تَقُولُ مِنْهُ إِذَا أَمَرْتَ: (تَعَالَ) يَا رَجُلُ بِفَتْحِ اللَّامِ وَلِلْمَرْأَةِ تَعَالَيْ وَلِلْمَرْأَتَيْنِ تَعَالَيَا وَلِلنِّسْوَةِ تَعَالَيْنَ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ مِنْهُ: تَعَالَيْتُ وَلَا يُنْهَى عَنْهُ. وَيُقَالُ: قَدْ تَعَالَيْتُ وَإِلَى أَيِّ شَيْءٍ أَتَعَالَى. وَقَوْلُهُمْ: (عَلَيْكَ) زَيْدًا أَيْ خُذْهُ. وَ (عَلَى) حَرْفٌ خَافِضٌ يَكُونُ اسْمًا وَفِعْلًا وَحَرْفًا. تَقُولُ: عَلَى زَيْدٍ ثَوْبٌ. وَ (عَلَا) زَيْدًا ثَوْبٌ. وَأَلِفُهُ تُقْلَبُ مَعَ الْمُضْمَرِ يَاءً تَقُولُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِ. وَبَعْضُ
الْعَرَبِ يَتْرُكُهَا عَلَى حَالِهَا فَيَقُولُ: عَلَاكَ وَعَلَاهُ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ تَنْفُضُ الطَّلَّ بَعْدَمَا
أَيْ غَدَتْ مِنْ فَوْقِهِ فَهُوَ هَا هُنَا اسْمٌ لِأَنَّ حَرْفَ الْجَرِّ لَا يَدْخُلُ عَلَى حَرْفِ الْجَرِّ. وَقَوْلُهُمْ كَانَ كَذَا عَلَى عَهْدِ فُلَانٍ أَيْ فِي عَهْدِهِ. وَقَدْ تُوضَعُ مَوْضِعَ مِنْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} [المطففين: 2] أَيْ مِنَ النَّاسِ. قُلْتُ: وَقَدْ تُوضَعُ مَوْضِعَ الْبَاءِ ذَكَرَهُ مَعَ شَاهِدِهِ فِي الْبَاءِ مِنَ الْبَابِ الْأَخِيرِ. وَتَقُولُ: (عَلَيَّ) زَيْدًا وَعَلَيَّ بِزَيْدٍ مَعْنَاهُ أَعْطِنِي زَيْدًا. وَ (عُلْوَانُ) الْكِتَابِ عُنْوَانُهُ وَقَدْ (عَلْوَنَ) الْكِتَابَ عَنْوَنَهُ. وَ (الْعِلَاوَةُ) بِالْكَسْرِ مَا عَلَّيْتَ بِهِ عَلَى الْبَعِيرِ بَعْدَ تَمَامِ الْوِقْرِ أَوْ عَلَّقْتَهُ عَلَيْهِ كَالسِّقَاءِ وَالسَّفُّودِ وَالْجَمْعُ (الْعَلَاوَى) بِفَتْحِ الْوَاوِ مِثْلُ إِدَاوَةٍ وَأَدَاوَى. 
علا
العُلْوُ: ضدّ السُّفْل، والعُلْوِيُّ والسُّفْليُّ المنسوب إليهما، والعُلُوُّ: الارتفاعُ، وقد عَلَا يَعْلُو عُلُوّاً وهو عَالٍ ، وعَلِيَ يَعْلَى عَلَاءً فهو عَلِيٌّ ، فَعَلَا بالفتح في الأمكنة والأجسام أكثر. قال تعالى:
عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ
[الإنسان/ 21] .
وقيل: إنّ (عَلَا) يقال في المحمود والمذموم، و (عَلِيَ) لا يقال إلّا في المحمود، قال: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ [القصص/ 4] ، لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ [يونس/ 83] ، وقال تعالى: فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ [المؤمنون/ 46] ، وقال لإبليس:
أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ [ص/ 75] ، لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ [القصص/ 83] ، وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ [المؤمنون/ 91] ، وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً [الإسراء/ 4] ، وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا [النمل/ 14] . والعَليُّ: هو الرّفيع القدر من: عَلِيَ، وإذا وصف الله تعالى به في قوله:
أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج/ 62] ، إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً [النساء/ 34] ، فمعناه:
يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين. وعلى ذلك يقال: تَعَالَى، نحو:
تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل/ 63] ، [وتخصيص لفظ التّفاعل لمبالغة ذلك منه لا على سبيل التّكلّف كما يكون من البشر] ، وقال عزّ وجلّ: تَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً [الإسراء/ 43] ، فقوله: (علوّا) ليس بمصدر تعالى. كما أنّ قوله (نباتا) في قوله:
أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً [نوح/ 17] ، و (تبتيلا) في قوله: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [المزمل/ 8] ، كذلك . والأَعْلى: الأشرف.
قال تعالى: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى [النازعات/ 24] ، والاسْتِعْلاءُ: قد يكون طلب العلوّ المذموم، وقد يكون طلب العلاء، أي: الرّفعة، وقوله: وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى
[طه/ 64] ، يحتمل الأمرين جميعا. وأما قوله:
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
[الأعلى/ 1] ، فمعناه: أعلى من أن يقاس به، أو يعتبر بغيره، وقوله: وَالسَّماواتِ الْعُلى
[طه/ 4] ، فجمع تأنيث الأعلى، والمعنى: هي الأشرف والأفضل بالإضافة إلى هذا العالم، كما قال: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها [النازعات/ 27] ، وقوله: لَفِي عِلِّيِّينَ
[المطففين/ 18] ، فقد قيل هو اسم أشرف الجنان ، كما أنّ سجّينا اسم شرّ النّيران، وقيل: بل ذلك في الحقيقة اسم سكّانها، وهذا أقرب في العربيّة، إذ كان هذا الجمع يختصّ بالناطقين، قال: والواحد عِلِّيٌ نحو بطّيخ. ومعناه: إن الأبرار في جملة هؤلاء فيكون ذلك كقوله: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ [النساء/ 69] ، الآية.
وباعتبار العلوّ قيل للمكان المشرف وللشّرف:
العَلْيَاءُ، والعُلِّيَّة: تصغير عَالِيَةٍ فصار في التّعارف اسما للغرفة، وتَعَالَى النهار: ارتفع، وعَالِيَةُ الرّمحِ: ما دون السّنان، جمعها عَوَالٍ، وعَالِيَةُ المدينةِ، ومنه قيل: بعث إلى أهل العَوَالِي ، ونسب إلى العَالِيَة فقيل: عُلْوِيٌّ . والعَلَاةُ:
السّندان حديدا كان أو حجرا. ويقال: العُلِّيَّةُ للغرفة، وجمعها عَلَالِي، وهي فعاليل، والعِلْيَانُ: البعير الضّخم، وعِلَاوَةُ الشيءِ:
أعلاه. ولذلك قيل للرّأس والعنق: عِلَاوَةٌ، ولما يحمل فوق الأحمال: عِلَاوَةٌ. وقيل: عِلَاوَةُ الرّيح وسفالته، والمُعَلَّى: أشرف القداح، وهو السابع، واعْلُ عنّي، أي: ارتفع . و (تَعالَ) قيل: أصله أن يدعى الإنسان إلى مكان مرتفع، ثم جعل للدّعاء إلى كلّ مكان، قال بعضهم: أصله من العلوّ، وهو ارتفاع المنزلة، فكأنه دعا إلى ما فيه رفعة، كقولك:
افعل كذا غير صاغر تشريفا للمقول له. وعلى ذلك قال: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
[آل عمران/ 61] ، تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ [آل عمران/ 64] ، تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ [النساء/ 61] ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ [النمل/ 31] ، تَعالَوْا أَتْلُ [الأنعام/ 151] . وتَعَلَّى: ذهب صعدا. يقال:
عَلَيْتُهُ فتَعَلَّى، و (عَلَى) : حَرْفُ جرٍّ، وقد يوضع موضع الاسم في قولهم:
غدت من عليه
(علا) - في الحَديثِ: "اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلَى"
قال ابنُ قُتَيْبَة: العُليَا: المُعطِيَة، والسُّفلَى: السَّائِلة.
قال : وفيه وَجْهٌ آخرٌ، وهو أَشبَه بمَعنَى الحَديثِ - وهو أن العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة ، والسُّفلَى: السَّائِلة.
وجاء ذلك عن ابنِ عُمَر - رضي الله عنه - مَرفُوعًا.
ووَجهٌ ثالِثٌ عن الحَسَن أنه قال: العُلْيا. المُعْطية، والسُّفْلَى: المَانِعَة. وبَيْن الرُّواةِ في المُتَعَفِّفة والمنْفِقَة خِلافٌ، فقال عبد الوارث: العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة.
وقال أكثرهم عن حَمّاد بن زيد، عن أيّوبَ: المُنفِقَة.
وقال وَاحدٌ: المُتَعَفِّفَة، وهو أَشبَهُ وأَصَحُّ في المعنى؛ لأنَّ ابنَ عُمَر - رضي الله عنهما - ذَكَر أنَّ رَسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قاله وهو يَذكُر التَّعَفُّفَ.
وذهب جَماعةٌ إلى أن يَدَ المُعطِي مُسْتَعْلِيَة، وليس بشيء.
- أخبرنا الإمام أبو القَاسِم - رَحِمَه الله - أَنبأَ أبو بكر بنُ خَلَف، ثنا الحاكِمُ أبو عَبدِ الله، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي عَمْرٍو المُسْتَمْلي، سألت أَبَا بكر بنَ خُزَيْــمة عن مَعنَى قولِ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "مَنْ صَامَ الدهرَ ضُيِّقَت عليه جَهَنَّم"
فقال: ينبغي أن يكون ها هنا معنى عَلَيْه عَنْه، فلا يدخل جَهنَّم؛ لأَنَّ من ازدَادَ لِلَّهِ تعالى عَملًا وطَاعةً، ازداد به عند الله رِفْعَةً، وعليه كَرَامَة، وإليه قُربَةً.
وقال الأَثْرم: قلت لأَبي عبدِ الله: فسَّر مُسَدّد قَولَ أَبي مُوسىَ "مَنْ صَامَ الدَّهرَ ضُيِّقَت عَليه جَهَنِّم"، قال تَضِيقُ فلا يَدْخُلُها، فَتَبَسَّم، وقال: مَنْ قَالَ هذا؟ وأينَ حَدِيثُ عبدِ الله بِن عَمْرو أَنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلم - كَرِه ذَلِك له، وما فيه من الأَحادِيث. - وفي حديث أَبِي سُفْيَان: "لولا الحَياءُ من أن يَأْثِروا علىّ كذِبًا لكَذَبت عَنْه "
عَليَّ بمعنى عَنِّى - أيضًا - قال الشاعر:
إذا رَضِيَت عَلَىَّ بنو قُشَيْر لعَمرُ الله أعجَبَني رِضَاهَا
وقَولُه عليه بمعنى عَنْه، كما يجعلون عليَّ بمعنى عَنِّي، قال الشَّاعِرُ:
لَاهِ ابنُ عَمِّكِ لا أَفْضلْتَ في حَسَبٍ
عَنَّى ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزُوني .
: أي ما أَفْضَلْت علىَّ.
والعُلْيَا من عَلاَء المَجْد، والفِعْل منه عَلىَ في المكارم - بكسْر اللام - يَعْلَى، ومن ذلك يُسَمَّى يَعْلَىَ وأَبُو يَعْلَى.
- في الحديث: "تَعلُو عنه العَيْنُ"
: أَى تَنبُو، وإذا نَبَا الشيءُ عن الشيءِ ولم يَلْصَق به فَقَدْ علاَ عنه. - وفي حَديثِ ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "فإذا هُوَ يتعَلَّى عَنِّي"
: أي يَتَرفَّع عَلَيَّ.
- وفي حَديثِ سُبَيْعَة - رَضي الله عنها -: "فلما تَعلَّت، أو تَعالَت من نِفاسِها".
: أي ارْتَفَعت وطَهُرت.
وتَعَلَّى الرَّجلُ من عِلَّته؛ إذا ارتَفَع وبَرَأَ. ويَجوزُ أن يكونَ مُطاوعَ عَلَّلها اللَّهُ
: أي أَزالَها. فَفَعل به ما فَعَل بِتَقَضُّضِ البَازي وتَطَبَّبَت
- في حديث قَيْلةَ: "والله لا يِزَال كَعْبُك عاليًا"
: أي لا تَزَالِين شَريفَةً مُرتَفِعةً على من يعاديك ظاهِرةً مَنصُورَةً على مَنْ يَقْصِدُك بِسُوء.
- في حديث زَكاةِ الفِطْر: "على كلِّ حُرٍّ وعَبدٍ صَاعٌ"
قيل: مَعنَى على - ها هنا -: عَنْ ؛ لأن العَبدَ لا تَجب عليه، وإنما تَجب على سَيِّده عنه. كما قَالَ اللَّهُ تَعالَى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ} : أي من النَّاسِ.
ومِثلُه قَولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "مَنْ صَامَ الدَّهرَ ضُيِّقَت عليه جَهَنَّمُ" قيل: معناه ضُيِّقَت عنه حتى لا يَدْخُلَها.
- في حَديثِ ابنِ عُمَرَ - رَضي الله عنهما -: "أَخذْت بعَالِيَة رُمْح"
وهي ما يَلِى السِّنانَ مِن القَناةِ. والجَمعُ العَواليِ.
- وفي حديث : "بَعَثَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - إلى أَهلِ العَالِيَة"
وهي أَعلَى المدِينةِ، والمَنْسوب إليه عُلْوِىٌّ.
وقِيلَ: عَالِيَةُ الحِجاز وغيرها: أَعْلَاها، وما ارْتَفَع منها، ويَتَبَيَّن ذَلِك بمَجِيء المَاءِ من ناحِيَتِه.
وعالِيَةُ كلِّ شيء: عِلْوه وعُلْوه، وقد أَعلَى وعَالَى: أَتَى العَالِيةَ.
- ومنه حَدِيثُ عَبدِ الله بن عَمْرو - رضي الله عنه: "جَاءَ أَعرابيٌّ عُلْوِيٌّ جَافٍ"
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "فارتَقَى عُلِّيَّة"
على وزن حُرِّيّة، وهي الغُرفَة، وجَمْعُها عَلاَلِيّ. قيل: وهي في التَّصريف فُعُّوْلَة.
وقال الأَزهَرِي : عِلِّيَّةٌ أكثر: يعني بكَسْر العين - وجَمعُها: عِلَّىٌّ. - في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "ما بَالُ العِلاَوةُ بين الفَوْدَيْن"
العِلاوةُ: ما زِيدَ على الحِمْل ووُضِع فَوقَه وعُولِى عليه، وضَربَ عِلاوَتَه: أي رَأْسَه.
- وفي حديث عطاء: "في ذكر مَهْبِطِ آدمَ عليه الصلاة والسَّلامِ، فقال: هَبَطَ بالعَلاةِ"
وهي السِّنْدَان .
- وفي حديث أُحُدٍ: "عَالِ عَنْها"
: أي تَجافَ عن ذِكرِها، يَعنِي هُبَل.
- وفي الحديث: "عَليكُم بكَذَا".
جُعِل اسماً للفِعْل الذي هو خُذْ. قيل: عَلَيْكَ بزَيدٍ، وعليك زيدًا: أي خُذْه. - في شِعْر عَبَّاس:
.. مِنْ * خِنْدِفَ عَلْياءَ تَحتَها النُّطُق *
عَلْيَاء: اسم للمكان المرتَفِعِ، كالنَّجْد واليَفَاع، وليست بتَأْنِيث الأَعْلَى، ولو كانت صِفَةً قيل: عَلْوَاء كالعَشْواء والقَنواء، والخَذْواء؛ ولأَنَّها استُعمِلت مُنكَّرة، وأفعل للتَّفْضِيل، ومُؤَنَّثُه بخِلافه.
[علا] عَلا في المكان يَعْلو عُلوًّا. وعَلِيَ في الشرف بالكسر يَعْلى عَلاءً. ويقال أيضاً: عَلا بالفتح يعلى. قال رؤبة * لما علا كعبك بن عليت * فجمع بين اللغتين. وفلانٌ من عِليةِ الناس، وهو جمع رجل على، أي شريف رفيع، مثل صبى وصبية. وعلوت الرجل: غلبته. وعَلَوْتُهُ بالسيف ضربته. وعلا في الأرض: تكبَّر، عُلوًّا في هذا كلِّه. وعُلْوُ الدارِ وعِلْوُها: نقيض سِفلها. ويقال: أتيته من عل الدار بكسر اللام، أي من عال. قال امرؤ القيس:

كجلمود صخرٌ حطَّه السيلُ من عَلِ * وأتيته من عَلا. قال أبو النجم: باتتْ تنوشُ الحَوْضَ نَوْشاً من عَلا * نَوْشاً به تقطع أجواز الفَلا وأتيته من عَلُ بضم اللام. وأنشد يعقوب لعدي بن زيد: في كِناسٍ ظاهرٍ تَسْتُرُهُ * مِنْ عَلُ الشَفَّانِ هُدَّابُ الفَنَنْ  (*) وأما قول أوس: فملك بالليط الذى تحت قشره كغرقئ بيض كنه القيض من علو فإن الواو زائدة، وهى لاطلاق القافية، ولا يجوز مثله في الكلام. وأتيته من عال. وأنشد يعقوب لدكين ابن رجاء:

ظمأى النسا من تحت ريا من عال * يعنى فرسا. وأتيته من معال بضم الميم. قال ذو الرمة. * ونغضان الرحل من معال * وأما قول أعشى باهِلَةَ: إنّي أَتَتْني لِسانٌ لاأسر بها * من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سخر فيروى بضم الواو وفتحها وكسرها، أي أتانى خبر من أعلى نجد. ويقال: عال عنى، وأعل عنِّي، أي تنحّ عنّي. وأعْلِ عن الوسادة . وعَالِ عليَّ، أي أحمل. وقول أمية بن أبى الصلت: سلع ما ومثله عشر ما * عائل ما وعالت البيقورا أي إن السنة الجدبة أثقلت البقر بما حملت من السلع والعشر. ويقال كن [في ] علاوة الريح وسُفالَتِها. فعَلاوتها: أن تكون فوق الصيد. وسُفالَتِها: أن تكون تحت الصيد لئلا يجد الوحشُ رائحتك. والعَلياءُ: كلُّ مكانٍ مشرفٍ. والعَلاءُ والعلاءُ: الرفعة والشرف، وكذلك المَعْلاةُ، والجمع المعالي. والعَلاةُ: حجرٌ يجعل عليه الاقط. وقال (*) الراجز : لا تنفع الشاوى فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته والعلاة: السندان ; والجمع العلا. ويقال للناقة عَلاةٌ، تشبَّه بها في صلابتها. يقال: ناقة علاة الخلق قال الشاعر:

جاوزتها بعلاة الخلق عليان * أي طويلة جسيمة. ويقال رجل عليان مثال عطشان، وكذلك المرأة، يستوى فيه المذكر والمؤنث. وأنشد أبو عليّ: ومَتْلَفٍ بين موْماةٍ ومَهْلَكَةٍ * جاوزْتُهُ بعلاة الخلق عليان والعالية: ما فوق نجد إلى أرض تهامة وإلى ما وراء مكة، وهى الحجاز وما والاها، والنسبة إليها عالى، ويقال أيضا علوى على غير قياس. ويقال: عالى الرجل وأعْلى، إذا أتى عالِيَةَ نجد. والعلية: الغرفة، والجمع العلالى، وهو فعيلة مثل مريقة، وأصله عليوة، فأبدلت الواو ياء وأدغمت، لان هذه الواو إذا سكن ما قبلها صحت، كما ينسب إلى الدلو دلوى ; وهو من علوت. وقال بعضهم: هي العلية بالكسر على فعيلة. وبعضهم يجعلها من المضاعف، ووزنها فعلية. وبعضهم يجعلها من المضاعف، ووزنها فعلية. قال: وليس في الكلام فعيلة. وعَالِيَة الرمح: ما دخل في السنان إلى ثُلثه. والمعَلَّى بفتح اللام: السابع من سهام الميسر، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي. والمعلِّي بكسر اللام: الذي يأتي الحلوبة من قبل يمينها. والمعلى أيضا: اسم فرس الاسعر الشاعر. وعلوى: اسم فرس سليك. ويميلى مصغر: اسم رجل. وقول الراجز: قد عجبت منى ومن يعيليا * لما رأتنى خلقا مقلوليا أراد يعيلى فحرك الياء ضرورة، لانه رده إلى أصله، وأصل الياءات الحركة، وإنما لم تنون لانه لا ينصرف. واستعلى الرجل، أي عَلا. واسْتَعْلاهُ، أي علاه. واعتلاه مثله. (*) وتعلى، أي عَلا في مُهلة. وتَعَلَّتِ المرأة من نِفاسها، أي سلمت. وتَعَلَّى الرجل من عِلَّتِهِ. والعَلِيُّ: الرفيع. وأعلاهُ الله: رفعه. وعالاه مثله. قال: عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور وقال روبة: وإن هوى العاثر قلنا دعدعا * له وعالينا بتنعيش لعا وعليت الحبل تعلية: رفعته إلى موضعه من البَكرةِ والرِشاء. والتَعالي: الارتفاع. تقول منه إذا أمرتَ: تَعالَ يا رجل بفتح اللام، وللمرأة: تعالَيْ، وللمرأتين: تعالَيا، وللنسوة: تعالَيْنَ. ولا يجوز أن يقال منه تعالَيْتُ، ولا ينهى عنه. ويقال قد تعالَيْتُ. وإلى أي شئ أتعالى. وقولهم: عَلَيْكَ زيداً، أي خُذه، لما كثُر استعماله صار بمنزلة هلمّ وإن كان أصله من الارتفاع. وعَلا بالأمر: اضطلعَ به واستقلّ. قال الشاعر  اعمد لما تعلو فما لك بالذي * لا تستطيع من الامور يدان وعلى لها ثلاثة مواضع. قال أبو العباس المبرد هي لفظة مشتركة للاسم والفعل والحرف، لا أن الاسم هو الحرف أو الفعل، ولكن يتفق الاسم والحرف في اللفظ. ألا ترى أنك تقول: على زيد ثوب، فعلى هذه حرف. وتقول: علا زيدا ثوب، فعلا هذه فعل لانه من علا يعلو. قال طرفة:

وعلا الخيل دماء كالشقر * ويروى: " وعلى الخيل ". قال سيبويه: ألفها منقلبة من واو، إلا أنها تقلب مع المضمر تقول عليك. وبعض العرب يتركها على حالها. قال الراجز: أي قلوص راكب تراها * واشدد بمثنى حقب حقواها نادية وناديا أباها * طاروا علاهن فطر علاها ويقال: هي لغة بلحارث بن كعب. وعلى: حرف خافض، وقد يكون اسماً يدخل عليه حرف جر. قال مزاحم (*) غدت من عليه بعد ماتم ظمؤها * تَصِلُّ وعن قَيْضِ بزيزاَء مَجْهَلِ وقال آخر : غَدَتْ مِن عَلَيْهِ تنفض الطل بعدما * رأت حاجب الشمس استوى فَتَرَفَّعا أي غدت من فوقه ; لأنَّ حرف الجر لا يدخل على حرف الجر. وقولهم: كان كذا على عهد فلان، أي في عهده. وقد توضع في موضع عن وكذلك عامّة حروف الخفض. وقد توضع موضعَ مِنْ، كقوله تعالى: (إذا اكتالوا على الناس يَسْتَوفون) أي من الناس. وتكون بمعنى الباء، قال أبو ذؤيب:

يَسَرٌ يفيض على القِداحِ ويَصْدَعُ * أي بالقداح. وتقول: عَلَيَّ زيداً وعَليَّ بزيد، معناه أعطني زيدا. وعلوان الكتاب: عنوانه، يقولونه باللام والنون. وقد علونته وعنونته. والعلاوة: ما علَّيتَ به على البعير بعد تمام الوِقْر، أو علَّقته عليه، نحو السِقاءِ والسفُّودِ والسُفْرَةِ ; والجمع العلاوى مثل إداوة وأداوى. والعلاوة أيضا: رأس الانسان ما دام في عنقه. يقال: ضرب علاوته، أي رأسه.
[علا] فيه: "العلي" تعالى من ليس فوقه شيء في المرتبة و"المتعالي" تعالى من جل عن إفك المفترين وعلا شأنه، وقيل: جل عن كل وصف وثناء. وفيه: فإذا هو "يتعلى" عني، أي يترفع علي. وفيه: فلما "تعلت" من نفاسها، ويروي، تعالت: ارتفعت وطهرت، أو هو من تعلى من علته إذا برأ، أي خرجت من نفاسها وسلمت. ج: تعلت وتعالت، بمعنى، وتشوفت أي مالت إليه. نه: اليد "العليا" خير من اليد السفلى، هي المتعففة والسفلى السائلة، وروى أنها المنفقة والسفلى الآخذة، وقيل: المانعة. ك: المنفقة فاعل من أنفق، وعند أبي داود: المتعففة، لأن الحديث مسوق لذكر العفة عن السؤال. نه: إن أهل الجنة ليتراءون أهل "عليين" كما تراءون الكوكب، هو اسم للسماء السابعة، وقيل: اسم لديوان الملائكة الحفظة يرفع إليه أعمال الصالحين من العباد، وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله في الآخرة، ويعرب بالحروف والحركات كنحو قنسرين على أنه جمع أو واحد. ط: ومنه: صلاة في إثر صلاة كتاب في "عليين"، أي صلاة عقب صلاة عمل مكتوب في عليين أي متابعة الصلاة من غير شوب بما ينافيها لا مزيد عليها ولا شيء من الأعمال أعلى منها فكني عنه بكتاب في عليين وهو ديوان الحفظة. نه: وفي ح ابن مسعود: فلماعليه. ومنه: ضرب علاوته، أي رأسه، والفودان العدلان، وح: نعم العدلان و"العلاوة"- مر في عدل. وفيه: هبط "بالعلاة"، وهي السندان يريد آدم. وفي مدحه صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف "علياء" تحتها النطق
علياء اسم للمكان المرتفع. و"العلي"- بالضم والقصر موضع من ناحية وادي القرى نزله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك. وفيه: "تعلو" عنه العين، أي تنبو عنه ولا تلصق به. ومنه ح النجاشي: وكانوا بهم "أعلى" عينا، أي أبصر بهم وأعلم بحالهم. ك: "تعال" و"تعالى" بفتح لام. ج: "تعاله" أي أدنه، والهاء للسكت. ن: "تعالى" النهار: ارتفع. وح: قد "علا" رجلًا من المسلمين، أي ظهر عليه وأشرف على قتله أو صرعه وجلس عليه ليقتله. بي: وح: فمن أيهما "علا" أو سبق، يجوز كون المراد بالعلو السبق أو الكثرة والقوةبحسب كثرة الشهوة، قوله: فمن- بكسر ميم وسكون نون، قيل: إن سبق ماؤه وعلا أذكر وأشبه الأعمام، وإن سبق ماؤها وعلا أنث وأشبه الأخوال، وإن سبق ماؤه وعلا ماؤها أذكر وأشبه الأخوال، وبالعكس انعكس. ن: وقيل: إنما الولد من مائها وماؤه للعقد كالمنفاح للبن، وقيل بالعكس، وقيل: من الحيض لا منهما؛ والصحيح ما دل عليه الحديث أنه منهما. وح: نزل في "علو" المدينة، بكسر عين وضمها، وكذاح: وأبو أيوب في "العلو". وح: فيذهب الذاهب إلى "العوالي"، يريد به أنه كان يعجل العصر حين صار الظل مثله، إذ لا يمكن الذهاب قدر ميلين وثلاثة والشمس بعد لم يتغير إلا في مثله مع ايام طويلة، وإنما كان صلاة بني عمرو بعد الوصول لأنهم كانوا أهل عمل في حرثهم فيصلون في وسط الوقت. ش: الملأ "الأعلى" الملائكة، وقيل: نوع منهم أعظم قدرًا. غ: و"لتعلن علوا"، أي تعظمن. و"هذا صراط "علي" مستقيم" أي طريق الخلق علي لا يفوتني منهم أحد. نه: وفيه: من صام الدهر ضيقت "عليه" جهنم، حمله بعضهم على ظاهره عقوبة له كأنه كره صوم الدهر، ويشهد له منع عبد الله بن عمروحلق عند إحلال الحج ولم يقصر، فتقصيره الذي دل عليه الحديث إنما يكون عند إحلال العمرة فيكون متمتعًا.

علا: عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه:

أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْتُ

عُلْوه وفي عُلْوِه. قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُها

وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بعض

الرُّجَّاز:

وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاَّ

مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ،

تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّى

وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ.

وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّهُ

وعالاه وعالَى به؛ قال:

كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّي

ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلان

فلاناً إذا قَهَرَه. والعَليُّ: الرَّفيعُ. وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أبي

ذؤيب:

عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَتْ

نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِلِ

تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم. وأَخذَه

من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالوا

ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قال

أَعْشى باهِلَة:

إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها،

مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَرُ

ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقوب

لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ:

يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ،

وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ،

ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عالْ

يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال:

فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلالِ

جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ،

ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعالِ

أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ،

سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي:

أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِي

إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ ،

أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَن

تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَي

أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه. والعا والسافلُ: بمنزلة

الأَعْلى والأَسْفل؛ قال:

ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيهْ

مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ،

لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِيه

وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا. قال ابن السكيت: يقال أَتَيْته

مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو،

وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، ومن

عَلْوَ ومن عَلْوِ. قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكسر

اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً،

كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَلِ

وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم:

باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا،

نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا

وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد:

في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه،

من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ

وأَما قول أَوس:

فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها،

كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُو

فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام. وقال

الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُم

بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم،

قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ،

فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلَّ

الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء،

ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قوله

تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوِّ

الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذا

بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس،

قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما لا

تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُم

ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم.

والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصاد

والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَن

تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَما

الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها.

والعَلاءُ: الرِّفْعَة. والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوضع

دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذهب

الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَبو

عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابناً

مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كان

العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّف

باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَب

عَلاءً وعَلْواً.

وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ. والعُلُوُّ: العَظَمة

والتَّجَبُّر. وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْكَ

الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً؛

قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقال

مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا في

الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض. يقال: عَلا فلانٌ في

الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى. وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً؛

معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ. ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَلا

وتَعَظَّمَ . واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُلا

والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، هو

الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فهو

أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قال

الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيُّ

الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوقه

شيء. ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته. وأَما المُتعا: فهو

الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وقد

يكون المُتعا بمعنى العا . والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عالٍ

واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا:

صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلمة

العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَنْ

لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك

له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين،

وهو العَليُّ العظيم. وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلِّ

شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا في

مُهْلة. وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَى

عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بين

اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ،

دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيتُ

(* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل.)

قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عندي

عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحكى

اللحياني عَلا في هذا المعنى.

ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَبا

الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه. وفي الحديث: تَعْلو عنهُ

العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِمْ

أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم. وفي حديث قيلة: لا

يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ. وفي

حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وهي

عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ. واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُد

عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة من

العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها:

فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّني

بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي

أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ. وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي:

تَنَحَّ. وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن لا

نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا. وفي حديث

ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْلِ

عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء في

الوَقْف جيماً.وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت:

سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّا

عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُورا

أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ من

السَّلَع والعُشَر. ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر. وفي

حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم:

اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر:

أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْرٍ

عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ثم

يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم،

وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِلى

أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر،

رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْها

بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم. وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ

السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رضي

الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَة

والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة.

والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَبُ

الشَّرَف، وجمعها المَعالي. قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة.

ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ. يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَي

من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضعف

حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَريف

رَفيعٍ. وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِه

(* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل.)

وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة. قال ابن بري: ويقال رَجلٌ

عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر:

وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه،

فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْرِ

ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ.

والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وهي

في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثلُ

مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنَّ

هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْوِ

دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضهم

يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة. وقال الأَصمعي:

العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج:

وبِيعَة لِسُورها عِلِيٌّ

وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووزن

عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة. قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر من

عُلِّيَّة. وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بضم

العين وكسرها.

وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً.

والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي،

وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ،

وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب:

أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما،

كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِدِ

أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه. وفي حديث ابن عمر:

أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ. وعَوالي

الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حين

خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنهم

عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّماح

لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْحِ

ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِلى

أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذكر

العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراضي

المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جهة

نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر على

غير قياس؛ وأَنشد ثعلب:

أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً،

بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامعُ

وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ. وعالوا:

أَتَوُا العالِيَة. قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلداً

وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنثى

عُلْوِيَّة. ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجاز

ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم:

مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ،

وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها

وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز،

وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً،

(* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحكم

بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه:

والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ. يعني

بكسر العين واللام وتشديد الياء). وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه:

ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني.

وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجبل

وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماءُ

عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل.

وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كما

يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام،

ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه من

لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبويه

ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَبو

كبير الهُذَلي:

ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَمٍ

جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّل

أَي في الظلام. ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً،

ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاحم

العُقَيْلي:

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها،

تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَل

وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ. وقوله في

الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها،

وقيل منْ عندها. وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقال

رَمَيْتُ بها؛ قال:

أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَع

وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال ابن

الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ،

كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو عن

صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْلة

قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فما

يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هنا

بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حديث

أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي.

وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدون

ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاَّ

من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاقة

المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْتُ

القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَتْ

علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله،

وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَصل

للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِضُ

الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لما

يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذا

عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقالت

الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ،

فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَها

وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه،

وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ،

وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: لم

يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قلت

عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به. وفي

الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْك

زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه. قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيداً

منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حيث

كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ. قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كلهم

يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة. قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رجل

منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجهك

ومع وجهك. وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: على

بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده. قال ابن

كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك:

عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْرى

الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَي

الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخباراً

ولا يغْري بها. ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يريد

النُّهُوض. وتَجِيء على

بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛

معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم. قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قال

المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَو

الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيدٍ

ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَلا

يَعْلُو؛ قال طرَفة:

وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً،

وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ

ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو،

إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها على

حالها؛ قال الراجز:

أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها،

فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواها

نادِيَةً ونادِياً أَباها،

طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاها

ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد:

ناجِيةً وناجِياً أَباها

قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا. وقال أَبو حاتم: سأَلت أَبا

عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل. وعلى: حرف

خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة:

غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَما

رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَا

أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كانَ

كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذا

اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس. وتقول: عَليَّ زيداً وعَليَّ

بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قال

أَبو ذؤيب:

وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَنه

يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَعُ

أَي بالقِداحِ. وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْت

على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم:

الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنَّ

الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخر

المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازمة

لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة؟

ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُما

ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لما

كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة.

والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق. يقال: ضربت

عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه. والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ في

عُنُقهِ. والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بين

العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه. يقال: أَعطاه أَلفاً

وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَى

مثل هِراوَة وهَرَاوَى. وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك؟

فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ؟

العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ.

ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها. والعِلاوَةُ: كلُّ ما

عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاءِ

والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى.

والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ،

وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير:

تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ

تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم؟

والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَنه

شَذَّ. والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْيا

والثَّنايا السُّفْلى. يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومنه

قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وهو

بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى.

والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله عليه

وسلم:

حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِنْ

خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُقُ

قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَى

لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف. والعلْيا: اسمٌ

للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياءً

لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كما

أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها في

فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه.

ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِرُ

الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه. وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها:

ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك. ورجل عَلُوٌّ للرجال على

مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء التي

حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلاه

واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَهم

وقَهَرَهُم وعَلاهُم. قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى؛

قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَى

على الغاية. وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته.

والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ. وقالوا في النداءِ:

تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر.

والتَّعالي: الارْتِفاعُ. قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرجل

تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَة

تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْلى

من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْهى

عنه. وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى. وعَلا بالأَمْرِ:

اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ بن

كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير:

(* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل.)

اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِي

لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدانِ

هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله:

وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَه

شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيان

يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِك

،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلُّ

به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك.

وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه. وأَعْلَى عنه: نَزَلَ. وعَلَّى المَتاعَ عن

الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاَّ

مُسْتَكْرَهاً. وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقال

أَعْلَوْه ولا عَلَّوه. ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قوم

بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ. ويقال: عالَيْتُه على الحمار

وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت:

عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُورِ

عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُورِ

وقال:

فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها،

وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه؟

أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة:

وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا

لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَعا

أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها. ويقال:

لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ.

ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فوق

الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْش

رائِحَتَك.

ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَل

إِنْسِيِّها.

والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وهو

أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبعة

فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِن

لم يَفُزْ.

والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثاء

ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَبو

عبيد:

وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به،

رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصمُ

وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّها

جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِمُ

يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَى

لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلاة

للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها. قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَل

عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي:

لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه،

وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُه

والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ. والعلاة:

السَّنْدان. وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وهي

السَّنْدانُ، والجمع العَلا. ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها في

صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر:

ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَةٍ

جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيان

أَي طَوِيلَة جَسِيمة. وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان،

بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصلُ

الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح:

تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيان

ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي فيه

المذكَّر والمؤنّث. وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل في

تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ.

وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقالُ

للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذا

مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى. وقال أَبو عمرو: التَّعْلِية

أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّي

الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ:

كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَلْ

أَراد المُعَلِّي وقال:

لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي

تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّى

وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعين

المُسْتَقيَ بذلك.

وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس.

ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً.

قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد:

وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها،

جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوانا

أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْواناً

لما أَرَدْتُ. قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثيرة

مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوان

الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره.

ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء. وناقة عِلْيان:

طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان،

مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيان

وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير لا

تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب. والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل:

الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذكر

الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره.

وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم. وصوت

عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقرب

الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون.

والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فاردٌ

تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصارها

قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف في

الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَنه

غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيير

والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظير

العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ.

وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِيةِ

وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِلى

تَبُوكَ وبه مَسْجِد.

واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال:

إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْتُ

بِعادَها

أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي

لبعض ولد بلال بن جرير:

لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَلٍ

بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْر

فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ. والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديدُ

القَويُّ.

وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَيم

والعَنْبَر ومازنٍ. وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس.

والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة على

حِمْلِها. وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجانب

الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّى

المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري:

المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم على

يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقال

الكميت في المُسْتَعْلي والبائن:

يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ،

من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرارا

والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن من

الأَيمن. قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَل

يَمِينها. والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْي

،يُحْلَب بها. وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال:

حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَج

ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة.

والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة.

وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة؛

عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة:

لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما،

كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّدِ

وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ

(* قوله« هني إلخ»

هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ.) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّثُ

للنساء. وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون من

عَلا يَعْلُو. وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إليه

يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين. وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَفي

عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة. يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّون

بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون فيه

إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: من

ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه. قال:

وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذا

طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد:

قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِينا

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينا

فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قول

الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِينا

أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بعد

ارتفاعٍ. قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعلى

الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْع

لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ،

وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الله

عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْنَ

الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّون

اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إليه

أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشرف

المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركات

كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلمة

معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِنى

أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون.

والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلون

أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون.

ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري عليه

كثيراً.

وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع.

وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها. وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لما

تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَتْ

لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون من

قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر:

ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّتِ

وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها.

ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله:

قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا،

لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِيا

فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة،

وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف. قال الجوهري:

ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِبَ

الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إلى

بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن ابن

الأَعرابي في قوله:

بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سواء

قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كان

وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل

(* قوله«حادل»

هكذا في الأصل.) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر. وعَلْوان

ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ. وتِعْلى: اسم امْرَأَة

(* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى،

بكسر الياء.)

وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي.وحكى

أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده:

وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي:

ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُمْ

غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَلِ

إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً. يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ في

الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر. والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ.

والمُعَلِّي أَيضاً:

(* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأصل

والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذي

يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشعر

المعلى بفتح اللام.) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر. وعَلْوَى: اسم فَرَس

سُلَيكٍ . وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها:

وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي،

لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِكا

وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر. قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فرس

كانت من سَوابق خَيْل العَرَب.

حصب

حصب: حمى حصبية: حُمَّى قرمزية (بوشر).
(حصب) الطِّفْل حَصْبًا أَصَابَته الحصبة فَهُوَ محصوب
(حصب) الْحَاج نَام بالمحصب سَاعَة من اللَّيْل وَالْمَكَان حصبه

(حصب) الطِّفْل حصب
حصب: {حصب}: ما ألقي في النار. وقيل: الحطب بالحبشية. وقرئ: حضب، وهو ما هُيجت به النار. {حاصبا}: ريحا عاصفة ترمي بالحصباء وهي الحصى الصغار.
(حصب) : قال ابن أبي حاتم حدثني أبي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي حدثنا عبد الله بن موسى عن المنهال بن خليفة الطائي عن سلمة عن تمام الشعري عن ابن عباس في قوله تعالى حصب قال: (حطب جهنم بالزنجية) .

حصب


حَصَبَ(n. ac.
حَصْب)
a. Threw pebbles at, pelted.
b. see II
حَصِبَ(n. ac. حَصَب)
a. Had the measles.

حَصَّبَa. Strewed, paved with pebbles.

أَحْصَبَa. Kicked up the pebbles (horse).

حَصْبَةa. see 4t
حَصَبa. Pebbles, stones.
b. Fuel, firewood.

حَصَبَةa. Measles.

حَاْصِب
(pl.
حَوَاْصِبُ)
a. Violent wind.

حَصْبَآءُa. Pebbles.
ح ص ب: (الْحَصْبَاءُ) بِالْمَدِّ الْحَصَى وَمِنْهُ (الْمُحَصَّبُ) وَهُوَ مَوْضِعُ الْجِمَارِ بِمِنًى. وَ (الْحَاصِبُ) الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ تُثِيرُ الْحَصْبَاءَ. وَ (الْحَصَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا تَحْصِبُ بِهِ النَّارَ أَيْ تَرْمِي وَكُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ فِي النَّارِ فَقَدْ حَصَبْتَهَا بِهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. 
(ح ص ب) : (الْمُحَصَّبُ) مَوْضِعُ الْجِمَارِ بِمِنًى وَأَمَّا التَّحْصِيبُ فَهُوَ النَّوْمُ بِالشِّعْبِ سَاعَةً مِنْ اللَّيْلِ ثُمَّ يَخْرُجُ إلَى مَكَّةَ (وَمِنْهُ) قَوْلُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَيْسَ التَّحْصِيبُ بِشَيْءٍ وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَذَلِكَ وَعَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَانَ يَرَى التَّحْصِيبَ سُنَّةً وَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ يَوْمَ النَّفْرِ بِالْحَصْبَةِ وَهِيَ مَوْضِعٌ ثَمَّةَ.
بَاب الحصب

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحصب والحضب والحطب وَاحِد قَالَ ابْن خالويه وَقد قرىء هَذَا الْحَرْف على ثَلَاثَة أوجه حصب جَهَنَّم وحضب جَهَنَّم وحطب جَهَنَّم قَرَأَ بالضاد ابْن عَبَّاس وبالطاء عَائِشَة وَسَائِر النَّاس بالصَّاد والزنب السّمن وَالْجنب الشوق والوكب الْوَسخ والوشب مثله والأنب الباذنجان وَالْحَرب الطّلع والخرب وجع فِي حَيَاء النَّاقة والخرب ذكر الْحُبَارَى وَجمعه خربَان وَالْعرب فَسَاد الْمعدة والغرب قدح الْفضة

ح ص ب

حصبت الريح بالحصباء، وريح حاصب، وحصبوه. وفي الحديث " هل أحصبه لكم " وتحاصبوا، وفي فتنة عثمان رضي الله عنه: " تحاصبوا حتى ما أبصروا أديم السماء ". وحصبوا المسجد: بسطوا فيه الحصباء. وأرض محصبة: ذات حصى. وتقول: هذا حاصب، وليس بصاحب. " وهم حصب جهنم ". وحصبت النار: طرحته فيها. وبتنا بالمحصب وهو موضع الجمار. وأحصب الفرس في عدوه: أثار الحصى، وفرس ملهب محصب. وحصب: ثارت به الحصبة، ورجل محصوب. وأرض محصبة ومجدرة: من الحصبة والجدري.

ومن المجاز: حصبوا عنه: أسرعوا في الهرب، كأنهم ريح حاصب.
(حصب) - في حَدِيثِ مَسْروق : "أَتينَا عَبدَ اللهِ - رَضِى الله عنه - في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين".
: أي الّذيِن بِهِم الجُدَرِىّ والحَصْبَة - بسُكونِ الصَّادِ وفَتْحِها وكَسْرِها - وهما جِنْسَان من بَثْر يَخرُجَان بالصَّبْيان غالبا. يقال: منه حُصِب فهو مَحْصُوبٌ، والمُحَصَّب للتَّكْثِير.
في حديِث عُمَر: "يا آل خُزَيْــمَة حَصِّبِوا" .
: أي أقيِمُوا بالمُحَصَّب أَحصبُوا بالأَبْطَح: موضع التَّحْصِيب قَبْل دُخولِ مَكَّة، ورُوِى: "أصْبِحُوا": أي بَيِّتُوا به لَيلةً.
ح ص ب : الْحَصْبَاءُ بِالْمَدِّ صِغَارُ الْحَصَى وَحَصَبْتُهُ حَصْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَرَمَيْتُهُ بِالْحَصْبَاءِ وَحَصَبْتُ الْمَسْجِدَ وَغَيْرَهُ بَسَطْتُهُ بِالْحَصْبَاءِ وَحَصَّبْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ فَهُوَ مُحَصَّبٌ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَمِنْهُ الْمُحَصَّبُ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ مِنًى وَيُسَمَّى الْبَطْحَاءَ وَالْمُحَصَّبُ أَيْضًا مَرْمَى الْجِمَارِ بِمِنًى وَالْحَصَبُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا هُيِّئَ لِلْوَقُودِ مِنْ الْحَطَبِ وَالْحَصِبَةُ وِزَانُ كَلِمَةٍ وَإِسْكَانُ الصَّادِ لُغَةٌ بَثْرٌ يَخْرُجُ بِالْجَسَدِ وَيُقَالُ هِيَ الْجُدَرِيُّ. 
[حصب] الحصباء: الحصى. وأرض حَصِبَةٌ ومَحْصَبَةٌ بالفتح: ذاتُ حصباء. وحَصَّبْتُ المسجد تحصيباً، إذا فرشتَه بها. والمحصب: موضع الجمار بمنى. وحصبت الرجل أَحْصِبُهُ بالكسر، أي رميته بالحصباء. وحَصَبَ في الأرض: ذهبَ فيها. والحاصب: الريح الشديدة التي تُثير الحصباء. وكذلك الحَصِبَةُ. قال لبيد: جَرَّتْ عليها أَنْ خَوَتْ من أَهْلِها * أذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَهْ وأحصب الفرسُ: أثار الحصباءَ في عَدْوِهِ، والحَصْبَةُ: بَثْرٌ يخرج بالجسد، وقد يحرك . تقول منه: حَصِبَ جِلْدُهُ بالكسر يَحْصَبُ. والحَصَبُ: ما يُحْصَبُ به في النار، أي يُرْمى. قال أبو عبيدة في قوله تبارك وتعالى: (حَصَبُ جَهَنَّمَ) : كُلُّ ما ألقيته في النار فقد حصبتها به. ويحصب بالكسر: حى من اليمن، وإذا نسبت قلت: يحصبى فتفتح الصاد مثل تغلب وتغلبي.
حصب
الحَصَبُ: الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّوْرٍ أو وَقُوْدٍ، فأمّا ما دامَ غيرَ مُسْتَعْمَلٍ للسَّجُوْرِ فلا يُسَمّى حَصَباً. وحَصَبْتُ النّارَ حَصَباً: طَرَحْتُ فيها حَطَباً. والحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباءِ صِغَارِ الحَصى وكِبارِها. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ: " إِنّا أرْسَلْنا عليهم حاصِباً ": يَعْني حِجَارَةً قُذِفُوا بها. والمُحَصَّبُ: مَوْضِعُ الجِمَارِ. والتَّحْصِيْبُ: النَّوْمُ بالشِّعْبِ الذي مَخْرَجُه إلى الأبْطَح. والحاصِبُ: رِيْحٌ تَحْمِلُ التُّرابَ. وما تَنَاثَرَ من دُقَاقِ البَرَدِ والثَّلْج. والحَصْبَةُ: مَعْروفَةٌ، ما يَخْرُجُ بالجَسَدِ، حُصِبَ الرَّجُلُ فهو مَحْصُوْبٌ. وحَصَبَ القَوْمُ أشَدَّ الحَصْبِ، وأحْصَبُوا عنه إِحْصَاباً: وَلَّوْا عنه. وأحْصَبَ الفَرَسُ: مَرَّ مَرّاً سَرِيعاً، مِثْلُ أحْصَفَ. وحَصَبَ في الأرْضِ: ذَهَبَ فيها. وتَحَصَّبَ الحَمَامُ: خَرَجَ إِلى الصَّحَاري لِطَلَبِ الحَبِّ. والحَصَبِصُ: حَصىً صِغَارٌ.
[حصب] نه: أمر "بتحصيب" المسجد، وهو أن يلقى فيه الحصباء، وهو الحصى الصغار. ومنه ح عمر: إنه "حصب" المسجد وقال: هو أغفر للنخامة، أي أستر للبزاقة إذا سقطت فيه. وح: نهى عن مس "الحصباء" في الصلاة، كانوا يصلون على الحصباء بلا حائل فإذا سجدوا سووها فنهوا عنه، لأنه عبث وتبطل الصلاة إن تكرر. وفي ح الكوثر: فأخرج من "حصبائه" فإذا ياقوت أحمر، أي حصاه الذي في قعره. و"حصبوا" أي أقيموا بالمحصب، وهو الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة ومنى. ومنه ح عائشة: "التحصيب" ليس بشيء، أي النوم بالمحصب عند الخروج من مكة ساعة والنزول به، وكان صلى الله عليه وسلم نزله من غير أن يسنه للناس. ك ن: إنما كان منزل، أي أن المنزل الذي كان المحصب إياه منزل نزل النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه ليس التحصيب أي النزول في المحصب بشيء من أمر المناسك. والمحصب أيضاً موضع الجمار بمنى، سميا به للحصى الذي فيهما، ويقال لموضع الجمار أيضاً: حصاب، بكسر حاء. وفي ح مقتل عثمان: إنهم "تحاصبوا" في المسجد حتى ما أبصر أديم السماء، أي تراموا بالحصباء. ومنه: رأى رجلين يتحدثان والإمام يخطب "فحصبهما" أي رجمهما بالحصباء. وفيه: أصابكم "حاصب" أي عذاب من الله، وأصله ورميتم بالحصباء. وفيه: أتينا عبد الله في مجدرين و"محصبين" هم الذين أصابهم الجدري والحصبة، وهما بثرة يظهر في الجلد. ك: وتكون حمراً متفرقة كحب الجاورس، وهو بفتح حاء وسكون صاد وفتحها وكسرها. وح: حتى إذا كان ليلة "الحصبة" بسكون مهملة ليلة نزولهم بالمحصب حتى نفروا من منى، وكان تامة أو ناقصة، اسمها ضمير الوقت. وح: "فحصبوا" الباب، أي رموا بها الباب لينتبه، ظنوا أنه نسي، وتتبعوا أي طلبوا موضعه واجتمعوا إليه، وصنيعكم أي صلاتكم. ن: مغضباً، بفتح ضاد، فحصبوا بتشديد صاد. وح: فأهوى إلى "الحصباء يحصبهم" بكسر صاد أي يرميهم بها، ظن أنه لا يليق بالمسجد وأنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم به. ش ومنه: "أحصب" وجوهها، من أحصبته وحصبته رميته بالحصى. ط: ولم نزد على أن مسحنا أيدينا "بالحصباء" أي لم نتوضأ ولم نغسل أيدينا بعد أكل اللحم والخبز. غ: "حصب جهنم" حطبها وما ألقي فيها. وحاصب ريح.
الْحَاء وَالصَّاد وَالْبَاء

الحَصْبَة والحَصَبَة والحَصِبَة: الَّذِي يخرج بِالْبدنِ. وَقد حُصِبَ.

والحَصَب والحَصْبَة، الْحِجَارَة. واحدته حَصَبَةٌ، وَهُوَ نَادِر.

والحَصْباءُ، الْحَصَا. واحدته حَصَبَةٌ، كقصبة وقصباء. وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم للْجمع.

وَمَكَان حَصِبٌ، ذُو حَصْباءَ، على النّسَب لأَنا لم نسْمع لَهَا فعلا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فكَر عْنَ فِي حَجَرَاتِ عَذْبٍ بارِدٍ ... حَصِبِ البطاحِ تغيب فِيهِ الأكرُعُ

وَأَرْض مَحْصَبَةٌ، كَثِيرَة الحصْباءِ.

وحَصَبَه يَحْصِبُه حَصْبا، رَمَاه بالحصْباء. وتحاصَبوا، تراموا بالحَصْباء.

والإحْصَابُ، أَن يثير الْحَصَا فِي عدوه، قَالَ الَّلحيانيّ يكون ذَلِك فِي الْفرس وَغَيره مِمَّا يعدو.

وحَصَّبَ الْموضع، ألْقى فِيهِ الْحَصَا الصغار.

والمُحَصَّب، مَوضِع رمي الْجمار بمنى، وَقيل: هُوَ الشّعب الَّذِي مخرجه إِلَى الأبْطَحِ ينَام فِيهِ سَاعَة من اللَّيْل ثمَّ يخرج إِلَى مَكَّة.

والحاصِبُ، ريح تحمل التُّرَاب. وَقيل: هُوَ مَا تناثر من دقاق الْبرد والثلج.

وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّا أرسَلْنا عَلَيْهِم حاصِبا) .

والحَصَبُ كل مَا أَلقيته فِي النَّار من حطب وَغَيره. وَفِي التَّنْزِيل: (حَصَبُ جَهَنَّمَ) . وَلَا يكون الْحَطب حَصَبا حَتَّى يسجر بِهِ. وَقيل: الحَصَب، الْحَطب عَامَّة.

وحَصَب النَّار بالحصَبِ يَحْصُبُها حَصْبا، أضرمها.

وحَصَبَ فِي الأَرْض: ذهب.

وحصَبَةُ: اسْم رجل، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

ألَسْتَ عَبْدَ عامِرِ بن حَصَبَهْ

ويَحْصَبُ قَبيلَة، وَقيل: إِنَّمَا هِيَ يَحْصُبُ نقلت من قَوْلك: حصَبَه بالحصا يحصُبُه، وَلَيْسَ بِقَوي. 
حصب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر بن الْخطاب [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ: يَا آل خُزَيْــمَة أَصْبحُوا - وَفِي بعض الحَدِيث: حصبوا. 7 / ب قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي بذلك التحصيب قَالَ: والتحصيب إِذا نفر الرجل من منى إِلَى مَكَّة للتوديع أَن يُقيم بِالشعبِ الَّذِي مخرجه إِلَى الأبطح / حَتَّى يهجع بهَا من اللَّيْل سَاعَة ثمَّ يدْخل مَكَّة وَكَانَ هَذَا شَيْئا يُفعل ثمَّ تُرِك وَهُوَ الَّذِي قَالَت فِيهِ عَائِشَة: لَيْسَ التحصيب بِشَيْء إِنَّمَا كَانَ منزلا نزله رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ كَانَ أسمح لِلْخُرُوجِ. قَالَ ابْن مهْدي: فَكَأَن عمر إِنَّمَا خص بني خُزَيْــمَة أَن يقيموا بِالْأَبْطح حَتَّى يُصبحوا قَالَ: من شَاءَ فلينفُر فِي النَّفر الأول إِلَّا بني أَسد بن خُزَيْــمَة. قَالَ أَبُو عبيد: فَوجه هَذَا عندنَا أَنه [إِنَّمَا -] أَرَادَ بني خُزَيْــمَة وهم قُرَيْش وكنانة وَلَيْسَ فيهم أَسد وَذَلِكَ أَن منَازِل قُرَيْش وكنانة الْحرم وَمَا حوله فكره لَهُم أَن يعجلوا النَّفر لقرب دَارهم وَرخّص لمن بَعُدَتْ دارُه وَلَيْسَت لبني أَسد هُنَاكَ دَار إِنَّمَا هم بِنَجْد فَكيف خصهم بِالْكَرَاهَةِ لَا أعرف لهَذَا وَجها إِلَّا مَا ذكرنَا [قَالَ أَبُو عبيد -] وَالْمَحْفُوظ عندنَا هُوَ الأول الَّذِي لَا ذكر لبني أَسد فِيهِ. قَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه كَانَ يسْتَحبّ قَضَاء رَمَضَان فِي عشر ذِي الْحجَّة وَقَالَ: وَمَا من أَيَّام أَقْْضِي فِيهِنَّ رَمَضَان أحب إليّ مِنْهَا. قَالَ أَبُو عبيد: نرى أَنه كَانَ يستحبه لِأَنَّهُ كَانَ لَا يحب أَن يفوت الرجل صِيَام الْعشْر ويستحبه نَافِلَة فَإِذا كَانَ عَلَيْهِ شَيْء من رَمَضَان كره أَن يتَنَفَّل وَعَلِيهِ من الْفَرِيضَة شَيْء فَيَقُول: فيقضيها فِي الْعشْر فَلَا يكون أفطرها وَلَا يكون بَدَأَ بِغَيْر الْفَرِيضَة فيجتمع لَهُ الْأَمْرَانِ وَلَيْسَ وَجهه عِنْدِي أَنه كَانَ يسْتَحبّ تَأْخِيرهَا عمدا إِلَى الْعشْر وَلَكِن هَذَا لمن فرط حَتَّى يدْخل الْعشْر وَكَانَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ يكره قَضَاء رَمَضَان فِي الْعشْر وَذَلِكَ لِأَن رَأْي عَليّ [رَحْمَة الله عَلَيْهِ -] كَانَ [على -] أَن لَا يقْضى رَمَضَان مُتَفَرقًا فَيَقُول: إِن صَامَ الْعشْر ثمَّ جَاءَ الْعِيد وَقد بقيت عَلَيْهِ أَيَّام لم يستقم لَهُ أَن يَصُوم يَوْم النَّحْر لما فِيهِ من النَّهْي وَلم يستقم لَهُ أَن يفْطر فَيكون قد فرق قَضَاء رَمَضَان وَذَلِكَ عِنْده مَكْرُوه فَلهَذَا كره قَضَاء رَمَضَان فِي الْعشْر إِن شَاءَ اللَّه. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَنه قَالَ: لما توفّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ أَبُو بكر فَتلا هَذِه الْآيَة فِي خطبَته {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَّإِنَّهُمْ مَّيِّتُوْنَ} قَالَ عمر: ف
حصب
حصَبَ يَحصُب ويَحصِب، حَصْبًا، فهو حَاصِب، والمفعول مَحْصوب
• حصَب فلانًا: رماه بالحصباء، وهي الحصى أو كسور الحجارة وصغيرها "راح الأشقياءُ يحصبون المارَّة".
• حصَب المكانَ: فرشه بالحَصْباء "حَصَب طريقًا- حصَبت المسجدَ". 

حصِبَ يَحصَب، حَصَبًا، فهو حاصِب، والمفعول مَحْصوب
• حصِب الطِّفلُ: أصابته الحَصْبَةُ "عندما يَحصَب الطِّفلُ يُعْزل عن الأطفال الآخرين". 

حُصِبَ يُحْصَب، حَصَبًا، والمفعول مَحْصوب
• حُصِبَ الطِّفلُ: حَصِب، أصابته الحَصْبَةُ. 

حصَّبَ يحصِّب، تحصيبًا، فهو محصِّب، والمفعول مُحصَّب (للمتعدِّي)
• حصَّبَ الطِّفلُ: حصِب، أُصيب بالحَصْبَةُ.
• حصَّب الحاجُّ: نام في المُحصَّب من مِنىً ساعة من اللَّيل، ثمَّ خرج إلى مكّة.
• حصَّب المكانَ: فرشه بالحصباء "حصَّب طريقًا". 

حُصِّبَ يُحصَّب، تحصيبًا، والمفعول مُحَصَّب
• حُصِّبَ الطِّفلُ: حصِب، أصابته الحَصْبَةُ. 

حاصِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حصَبَ وحصِبَ.
2 - ريحٌ شديدةٌ تحمل التُّرابَ والحصباء " {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إلاَّ ءَالَ لُوطٍ} ".
3 - سحاب حامل للبَرَد والثَّلج.
• مكان حاصب: ذو حصباء. 

حِصاب [مفرد]: موضع رمي الجِمَار في أثناء مناسك الحجّ "توافد الحجيجُ على الحِصاب". 

حَصْب [مفرد]: مصدر حصَبَ. 

حَصَب1 [مفرد]: مصدر حُصِبَ وحصِبَ. 

حَصَب2 [جمع]: مف حَصَبَة:
1 - حَصًى، صِغار الحجارة "جرَف العُمَّال الحصبَ من الطَّريق".
2 - كلُّ ما يُلقى في النّار من وقود ليزيد لهيبَها، ويُقال له: الذُّكيَة " {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} ". 

حَصباءُ [جمع]: مف حَصَبَة:
1 - صخر رمليٌّ حبيباته صغيرة "تَرَقْرَق الماء على بياض الحصباء- فرش العمّالُ الممرَّ بالحَصْباء".
2 - حصًى، حجارة صغيرة "أثارَ الفرسُ في عَدْوه الحَصْباءَ". 

حَصْبَة [مفرد]: ج حَصَبات وحَصْبات: (طب) حُمّى حَادَّةٌ طفحيَّةٌ مُعدية، يَصْحَبُها زُكامٌ وسُعالٌ وبثور تخرج على الجلد وغير ذلك من علامات النَّزْلة "أُصيب الطِّفلُ بالحَصْبة".
• الحَصْبَة الخبيثة: (طب) نوع خطير من الحُمّى مُتَّسم بطفح جلديّ داكن ونازف.
• الحَصْبَة الألمانيَّة: (طب) مرض بسيط طفحيّ مُعْدٍ ناتج عن فيروس، قد يُسبِّب عيوبًا خلقيّة في الأطفال الذين وُلِدوا من أمّهاتٍ أُصبن بالمرض في الأشهر الثَّلاثة الأولى من الحمل. 

مُحَصَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حصَّبَ.
2 - حِصاب، موضع رمي الجِمار بمنًى "نزل الحجيجُ إلى المُحصَّب". 

حصب

1 حَصَبَهُ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, A, Msb) and حَصُبَ, (Msb,) inf. n. حَصْبٌ, (Msb, TA,) He threw at him, or pelted him with, pebbles, (S, A,* K,) or small pebbles. (Msb.) And hence, in a general sense, He pelted him. (Har p. 234.) And حَصَبَتِ الرِّيحُ بِالحَصْبَآءِ [The wind cast, or drove along, or tore up, the pebbles, or small pebbles]. (A.)b2: Also, (A,) or ↓ حصّبهُ, inf. n. تَحْصِيبٌ, (S,) or both, (Msb, K,) but the latter has an intensive signification, (Msb,) He spread pebbles in it, (A, K,) namely, a mosque, (A,) or a place; (K;) he strewed it, namely, a mosque, (S, Msb,) &c., (Msb,) with pebbles, (S,) or with small pebbles. (Msb.) b3: حَصَبَ بِهِ النَّارَ He threw it (anything) into the fire. (AO, S.) b4: حَصَبَ النَّارَ He threw حَصَب [or firewood, &c.,] into the fire. (A.) [Also,] inf. n. as above, He kindled the fire, or made it to blaze or flame, with حَصَب. (TA.) A2: حَصَبُوا عَنْهُ (tropical:) They hastened from him, or it, in flight. (A, TA.) b2: حَصَبَ عَنْ صَاحِبِهِ (assumed tropical:) He turned away from his companion; as also ↓ احصب. (K.) b3: حَصَبَ فِى

الأَرْضِ (assumed tropical:) i. q. ذَهَبَ فِيهَا [which has two meanings: he went away in, or into, the country, or land: and he discharged his excrement: the former seems to be here meant]. (S.) A3: حُصِبَ; (K; [in a copy of the A حَصُبَ, but this is probably a mistranscription, as appears to be indicated by its being there added that the part. n. is مَحْصُوبٌ;]) and حَصِبَ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَصَبٌ, (KL,) or حَصَبٌ; (TK, and indicated in the K;) [and app. ↓ حُصِّبَ also; (see مَحْصُوبٌ;)] He broke forth with حَصْبَة [i. e. measles, or spotted fever]. (K, KL.) The second of these verbs signifies as above, said of a person's skin. (S.) 2 حصّبهُ: see 1.

A2: Also حصّب, (T, TA,) inf. n. تَحْصِيبٌ, (T, Mgh, K,) He (a pilgrim) slept [or stopped to sleep] in El-Mohassab (↓ المُحَصَّب), (T, Mgh, * K,) which is the name of the way between the mountains opening upon the part called الأَبْطَحُ, (T, K,) between Mekkeh and Minè, (T, Msb,) so called from the pebbles in it, (T, TA,) and also called ↓ الحَصْبَآءُ, (Msb,) for an hour, or a short time, (سَاعَة,) of the night, (T, Mgh, K,) in returning from Minè to Mekkeh: (T, Mgh, * TA:) this was formerly done in imitation of Mohammad; but it is said to be voluntary; not obligatory. (T, TA.) Also He slept at that place after going forth from Mekkeh. (TA.) ↓ المُحَصَّبُ is also the name of the place where the pebbles are cast in Minè; (As, S, A, Mgh, Msb, K;) also called ↓ حِصَابٌ. (TA.) A3: حُصِّبَ: see 1.4 احصب, (S, A, K,) inf. n. إِحْصَابٌ, (TA,) He (a horse, S, A, or other beast &c., TA) struck up the pebbles in his running. (S, A, K.) b2: See also 1.6 تحاصبوا They pelted one another with pebbles. (A, K.) حَصَبٌ Stones; as also ↓ حَصْبَةٌ, n. un. ↓ حَصَبَةٌ, which is extr. [as n. un. of حَصْبَةٌ, but not of حَصَبٌ]. (K.) b2: A stone that is thrown; like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ. (TA.) b3: Firewood, (K,) in a general sense; (TA;) in the dial. of El-Yemen: (Fr, TA:) or what is thrown into a fire, (A 'Obeyd, S, K,) of firewood and of other things; (TA;) in the dial. of Nejd: (Fr, TA:) or firewood prepared for fuel: (Msb:) or firewood with which a fire is lighted; firewood not being so called until it is thus used. (K.) حَصَبُ جَهَنَّمَ, in the Kur [xxi. 98], signifies, in the Abyssinian language, accord. to 'Ikrimeh, The firewood [or fuel] of Hell. (TA.) حَصِبٌ [Pebbly]. You say أَرْضٌ حَصِبَةٌ and ↓ مَحْصَبَةٌ (T, S, A, K) A land containing, (T, S,) or abounding with, (A, K,) pebbles. (T, S, A, K.) And ↓ مَكَانٌ حَاصِبٌ A place containing pebbles. (TA.) b2: See also حَاصِبٌ.

حَصْبَةٌ [A single throwing of pebbles]. b2: [Hence, app., because immediately following the day of the last throwing of pebbles in the Valley of Minè,] لَيْلَةُ الحَصْبَةِ The night [next] after the days called أَيَّامُ التَّشْرِيقِ [which are the 11th and 12th and 13th of Dhu-l-Hijjeh]. (K.) b3: See also حَصَبٌ.

A2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ حَصِبَةٌ, (S, Msb, K,) and (sometimes, S) ↓ حَصَبَةٌ, (S, K,) [Measles, or spotted fever;] a certain cutaneous eruption: (S, A, Msb, K:) by some, [contr. to general authority,] said to be small-pox. (Msb.) حَصَبَةٌ: see حَصَبٌ, and حَصْبَآءُ: A2: and see also حَصْبَةٌ حَصِبَةٌ: see حَصْبَةٌ.

حَصْبَآءُ Pebbles: (S, A, K:) or small pebbles: (Msb:) accord. to Sb, a quasi-pl. n.: (TA:) sing. ↓ حَصَبَةٌ. (K.) b2: See also 2.

حِصَابٌ: see 2.

حَاصِبٌ [A thrower, or pelter, of stones]. Yousay, هُوَ حَاصِبٌ لَيْسَ بِصَاحِبٍ [He is a pelter of stones (app. meaning a calumniator): he is not a friend]. (A, TA.) [Hence also,] حَاصِبٌ, (S, K,) or رِيحٌ حَاصِبٌ, (A,) A violent wind that raises the pebbles; (S, A; *) as also ↓ حَصِبَةٌ: (S:) or a wind that bears along the dust (K, TA) and pebbles: (TA:) and a wind casting down pebbles from the sky: or a wind that tears up the pebbles. (TA. [See the Kur liv. 34, &c.]) b2: And hence, (assumed tropical:) A punishment from God. (TA.) b3: Dust containing pebbles. (IAar, TA.) See also حَصِبٌ. b4: Clouds (سَحَابٌ) casting down snow and hail: (K:) or clouds (سحاب), because of their casting down snow and hail. (TA.) b5: Pebbles [borne] in the wind. (ISh, TA.) Yousay, كَانَ يَوْمُنَا ذَا حَاصِبٍ [Our day was one in which pebbles were blown about by the wind]. (TA.) b6: Small particles of snow and hail scattered about. (K.) b7: A large number of men on foot. (Az, TA.) مَحْصَبَةٌ: see حَصِبٌ.

مُحَصَّبٌ: see مَحْصُوبٌ: A2: and see also 2, in two places.

مَحْصُوبٌ Affected with the cutaneous eruption termed حَصْبَة [i. e. measles, or spotted fever]; (A, K;) as also ↓ مُحَصَّبٌ (TA.)
باب الحاء والصاد والباء معهما ح ص ب، ص ح ب، ص ب ح، مستعملات

حصب: الحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباء أي صِغار الحَصَى أو كِبارها.

وفي فِتنةِ عُثمان: تَحاصَبُوا حتّى ما أُبصِرَ أديمُ السَماء.

والحَصْبَةُ معروفة تخرُجُ بالجَنْب، حُصِبَ فهو مَحصُوب. والحَصَبُ: الحَطَب للتَنُّور أو في وقود [أما]  ما دام غيرَ مُسَتْعمل للسُجُور فلا يُسَمَّى حصباً. والحاصِب: الريحُ تَحمِلُ التُرابَ وكذلك ما تَناثَر من دِقاق البَرَد والثّلج، قال الأعشى:

لنا حاصِبٌ مثلُ رِجْلِ الدَّبَى ... وجأواءُ تُبرِق عنها الهُيُوبا

يصف جَيشاً جَعَلَه بمنزلةِ الريح الحاصب يُثير الأرض. والمُحَصَّب: موضع الجِمار. والتَحصيبُ: النَّومَ بالشِعْب الذي مَخرَجُه إلى الأبْطَح ساعةً من اللَّيل ثم يُخرَجُ إلى مَكّة.

صحب: الصّاحِبُ: يجمعُ بالصَّحْب، والصُّحبان والصُحْبة والصِحاب. والأَصحابُ: جماعة الصَّحْبِ. والصِّحابة مصدرُ قولِك صاحَبَكَ اللهُ وأَحْسَنَ صِحابتَكَ. ويُقالُ عندَ الوَداع: مُصاحَباً مُعافىً. ويقال: صَحِبَكَ اللهُ [أي: حفظك] ، ولا يُقال: مصحوب. والصّاحبُ يكونُ في حالٍ نعتاً، ولكنَّه عَمَّ في الكلام فجرى مَجرى الاسمِ، كقولك: صاحبُ مال، أي: ذو مالٍ، وصاحبُ زيدٍ، أي: أخو زيدٍ ألا تَرى أنّ الألفَ والّلام لا تدخلانِ، على قياس الضّارب زيداً، لأنّه لم يُشْتَقّ من قولك: صَحِبَ زَيْداً، فإذا أَرَدْتَ ذلك المعنى قُلتَ: هو الصاحب زيداً. وأَصْحَبَ الرجُلُ: إذا كان ذا صاحبٍ. وتقول: إنَّك لَمِصْحابٌ لنا بما تُحِبُّ، قال:

فقد أراك لنا بالوُدِّ مِصْحابا

وكلُّ شَيءٍ لاءَمَ شَيئاً فقد استَصْحَبَه، قال:

إنَّ لك الفضل على صاحبي  ... والمسك قد يستصحب الرامكا ويقال: جِلدٌ مُصْحِب: إذا كان عليه شَعْرُه وصُوفه.

صبح: [تقول] : صَبَحنَي فلانٌ: إذا أتاك صبَاحاً. وناوَلكَ الصَبُّوح صباحاً، قال طرفة بن العبد:

متى تَأْتِني أصبحك كأسا روية ... وإن كنتَ عنها ذا غِنىً فاغْنَ وازْدَدِ

وتقول في الحرب: صَبَحناهم. أي غادَيناهم بالخَيْل ونادَوا: يا صَباحاه، إذا استَغاثُوا. ويومُ الصبَّاح: يومُ الغارة، قال الأعشى:

ويمنَعُه يَومَ الصَّباح مَصُونةٌ ... سِراعاً إلى الداعي تَثُوبُ وتُركَبُ

(يَعني أنَّ الخَيْل تَمنَع هذا المصطَبح يَوْمَ الصبَّاح، المصونة: الخيْل، تثوب: ترجع) . وكان ينبغي أن يقول: تُركَبُ وتَثُوب، فاضطُرَّ إلى ما قاله. وهذا مثل قوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ إنَّما معناه: انشَقَّ القَمَرُ واقَتَرَبتِ الساعةُ. وكما قال ابن أحمر:

فاستَعرِفا ثم قُولا في مَقامِكُما ... هذا بَعيرٌ لنا قد قامَ فانعَقَرا

مَعناهُ: قد انعَقَرَ فقامَ. والصَّبْحُ: سَقْيُكَ من أتاكَ صبَوحاً من لَبَنٍ وغيره. والصَّبُوح: ما يُشرَب بالغَداة فما دونَ القائلة، وفِعلك الاصطِباح. والصبَّوَح: الخمرَ، قال الأعشى:

ولقد غَدوتُ على الصَّبُوحِ معي ... شَرْبٌ كِرامٌ من بَني رُهْمِ  واستصبح القوم بالغدوات. والمُصْبَحُ: الموضع الذي يُصبَحُ فيه، قال:

بعيدةُ المُصْبَح من مُمساها

والمِصباحُ: السِراج بالمِسرَجة، والمِصباحُ: نفْسُ السراج وهو قُرْطُه الذي تَراهُ في القِنديل وغيره، والقِراطة لغة. والمِصباح من الإبِل: ما يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا ينهضُ وإنْ أُثيرَ حتى يُصبحَ، قال:

أَعْيَس في مَبْرَكهِ مِصباحا

والمَصابيحُ من النُجُوم: أعلامُ الكَواِكب، الواحدُ مِصباح، وقَوْلُ الله- عزَّ وجَلَّ-: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ أي بعدَ طُلُوع الفجر وقبلَ طُلُوع الشمس. وصَبَحْتُ القومَ ماءَ كذا، وصبحتهم أيضا: أتيتهم مع الصَباح، قال:

وصَبَّحْتُهم ماءً بفيفاء قفرة ... وقد حلق النَّجْمُ اليَمانيُّ فاستَوَى

والصُّبْح والصباح: هما أوَّل النَهار. والصَّبَحُ: شِدَّةُ حُمْرةٍ في الشَّعْر، وهو أصْبَحُ. والأَصْبَحيَّةُ والأَصْبَحيُّ: غِلاظ السياط وجيادها، وتقول: أصبَحَ الصبح صَباحاً وصَباحَةً. وصَبُحَ الرجلُ صَباحةً وصُبْحةً، قال ذو الرمة:

وتَجلو بفَرْعٍ من أَراكٍ كأنَّه ... من العَنْبَر الهِنْديِّ والمِسْكُ أصْبَحُ

أراد به أذَكى ريحاً. ونَزَل رجلٌ بقَومٍ فَعَشَّوه فجَعَل يقولُ: إذا كانَ غدٌ وأصَبْتُ من الصَّبُوح مَضَيْتُ في حاجَة كذا (أراد أن يُوجبَ) الصبوح عليهم ففَطٍنُوا له فقالوا: أَعَنْ صبَوحٍ تُرَقِّقُ. أي: تُحسِن كلامَكَ فذَهَبَتْ مَثَلاً.

حصب: الحَصْبةُ والحَصَبةُ والحَصِبةُ، بسكون الصاد وفتحها وكسرها: البَثْر الذي يَخْرُج بالبَدَن ويظهر في الجِلْد، تقول منه: حَصِبَ جِلدُه، بالكسر، يَحْصَبُ، وحُصِبَ فهو مَحْصُوبٌ. وفي حديث مَسْرُوقٍ: أَتَيْنا عبدَاللّهِ في مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ، هم الذين أَصابَهم الجُدَرِيُّ والحَصْبةُ.

والحَصَبُ والحَصْبةُ: الحجارةُ والحصى، واحدته حَصَبةٌ، وهو نادر.

والحَصْباء: الحَصى، واحدته حَصَبة، كقَصَبةٍ وقَصَباءَ؛ وهو عند سيبويه اسم للجمع. وفي حديث الكَوْثَرِ: فأَخرج من حَصْبائه، فإِذا ياقُوتٌ أَحمرُ، أَي حَصاه الذي في قَعْره.

وأَرضٌ حَصِبةٌ ومَحْصَبةٌ، بالفتح: كثيرة الحَصباءِ. قال الأَزهري: أَرض مَحْصَبةُ: ذاتُ حَصْباء، ومَحْصاةٌ: ذاتُ حَصى. قال أَبو عبيد: وأَرضٌ مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْبةٍ، ومَجْدَرةٌ: ذاتُ جُدَرِيٍّ، ومكانٌ حاصِبٌ: ذُو حَصْباء. وفي الحديث: أَنه نَهى عن مَسِّ الحَصْباءِ في الصلاةِ،

كانوا يُصَلُون على حَصْباءِ المسجد، ولا حائلَ بين وجوههم وبَيْنَها، فكانوا إِذا سجدوا، سَوَّوْها بأَيديهم، فنُهُوا عن ذلك، لأَنه فِعْلٌ من غير أَفعالِ الصلاة، والعَبَثُ فيها لا يجوز، وتَبْطُلُ به إِذا تكرَّر؛ومنه الحديث: إِن كان لا بدّ من مَسِّ الحَصْباءِ فواحدةً، أَي مَرَّةً واحدة، رُخِّصَ له فيها، لأَنها غير مكرّرة.

ومكانٌ حَصِبٌ: ذُو حَصْباء على النَّسَب، لأَنا لم نَسْمع له فِعْلاً؛

قال أَبو ذُؤَيْب:

فكَرَعْنَ في حَجَراتِ عَذْبٍ بارِدٍ، * حَصِبِ البِطاحِ، تَغِيبُ فيه الأَكْرُعُ

والحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباءِ.

حَصَبَهُ يَحْصِبُه حَصْباً(1)

(1 قوله «حصبه يحصبه» هو من باب ضرب وفي لغة

من باب قتل ا هـ مصباح.): رماه بالحَصْباءِ وتحاصَبُوا: تَرامَوْا بالحَصْباءِ، والحَصْباءُ: صِغارُها وكِبارُها.

وفي الحديث الذي جاءَ في مَقْتَل عثمان، رضي اللّه عنه، قال: إِنهم تَحاصَبُوا في المسجد، حتى ما أُبْصِرَ أَدِيمُ السماءِ، أَي تَرامَوْا بالحَصْباءِ. وفي حديث ابن عمر: أَنه رأَى رَجلين يَتَحدّثان، والإِمامُ يَخْطُب، فَحَصَبَهما أَي رَجَمَهُما بالحَصْباءِ ليُسَكّتَهُما.

والإِحْصابُ: أَن يُثِيرَ الحَصى في عَدْوِه. وقال اللحياني: يكون ذلك في الفَرَس وغيره مـما يَعْدُو؛ تقول منه: أَحْصَبَ الفرسُ وغيره.

وحَصَّبَ الموضعَ: أَلقَى فيه الحَصى الصِّغار، وفَرَشَه بالحَصْباءِ.

وفي الحديث: أَن عُمر، رضي اللّه عنه، أَمَرَ بتَحْصِيبِ المسجد، وذلك أَن يُلقَى فيه الحَصى الصغارُ، ليكون أَوْثرَ للـمُصَلِّي، وأَغْفَرَ لِما يُلْقى فيه من الأَقْشابِ والخَراشِيِّ والأَقْذارِ. والحَصْباءُ: هو الحَصى الصغار؛ ومنه الحديث الآخَرُ: أَنه حَصَّبَ المسجدَ وقال هو أَغْفَرُ للنُّخَامةِ، أَي أَسْتَرُ للبُزاقة، إِذا سقَطَت فيه؛ والأَقْشابُ: ما يَسْقُط من خُيوطِ خِرَقٍ، وأَشياء تُسْتَقْذَر.

والـمُحصَّب: موضع رَمْيِ الجِمار بِمِنىً، وقيل: هو الشِّعْبُ الذي

مَخْرَجُه إِلى الأَبْطَحِ، بين مكة ومِنى، يُنامُ فيه ساعةً من الليل، ثم يُخرج إِلى مكة، سُمّيا بذلك للحَصى الذي فيهما. ويقال لموضع الجمار أَيضاً: حِصاب، بكسر الحاءِ. قال الأَزهري: التَّحْصِيبُ النَّوْمُ بالشِّعْبِ، الذي مَخْرَجُه إِلى الأَبْطَحِ ساعةً مِن الليلِ، ثم يُخْرَجُ إِلى مكةَ، وكان موضعاً نَزَلَ به رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، مِن غير أَن سَنَّه للناسِ، فَمَن شاءَ حَصَّبَ، ومن شاءَ لم يُحَصِّبْ؛ ومنه حديث عائشةَ، رضي اللّه عنها: ليس التَّحْصِيبُ بشيءٍ، أَرادت به النومَ بالـمُحَصَّبِ، عند الخُروجِ من مَكةَ، ساعةً والنُّزُولَ به. ورُوِي عن عمر، رضي

اللّه عنه، أَنه قال: يَنْفِرُ الناسُ كُلُّهم إِلاَّ بَنِي خُزَيْــمَةَ، يعني قريشاً لا يَنْفِرُون في النَّفْرِ الأَوّل. قال وقال: يا آلَ خُزَيْــمَةَ حَصِّبُوا أَي أَقِيموُا بالـمُحَصَّبِ. قال أَبو عبيد: التَّحْصِيبُ إذا نَفَر الرَّجلُ مِن مِنى إِلى مكة، للتَّوْدِيعِ، أَقامَ بالأَبْطَحِ حتى يَهْجَعَ بها ساعةً مِنَ الليل، ثم يَدْخُل مكة. قال: وهذا شيءٌ كان يُفْعَل، ثم تُرِكَ؛ وخُزَيْــمَةُ هم قُرَيْش وكِنانةُ، وليس فيهم أَسَدٌ. وقال القعنبي: التَّحْصِيبُ: نُزولُ الـمُحَصَّب بمكة. وأَنشد:

فَلِلّهَ عَيْنا مَن رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ * أَشَتَّ، وأَنْأَى مِنْ فِراقِ الـمُحَصَّبِ

وقال الأَصمعي: الـمُحَصَّبُ: حيث يُرْمَى الجمارُ؛ وأَنشد:

أَقامَ ثَلاثاً بالـمُحَصَّبِ مِن مِنًى، * ولَـمَّا يَبِنْ، للنَّاعِجاتِ، طَرِيقُ

وقال الراعي:

أَلم تَعْلَمي، يا أَلأَمَ النَّاسِ، أَنَّني * بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ، وعِندَ الـمُحَصَّبِ

يريد موضع الجِمار.

والحاصِبُ: رِيحٌ شَدِيدة تَحْمِل التُّرابَ والحَصْباءَ؛ وقيل: هو ما

تَناثَر من دُقاقِ البَرَد والثَّلْجِ. وفي التنزيل: إِنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً؛ وكذلك الحَصِبةُ؛ قال لبيد:

جَرَّتْ عَلَيها، أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِها، * أَذْيالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ(1)

(1 قوله «جرت عليها» كذا هو في بعض نسخ الصحاح أيضاً والذي في التكملة جرت عليه.)

وقوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً؛ أَي عَذاباً يَحْصِبُهم

أَي يَرْمِيهم بحجارة مِن سِجِّيل؛ وقيل: حاصِباً أَي ريحاً تَقْلَعُ

الحَصْباء لقوّتها، وهي صغارها وكبارها. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه، قال للخَوارج: أَصابَكم حاصِبٌ أَي عَذابٌ من اللّه، وأَصله رُميتم بالحَصْباءِ من السماءِ. ويقال للرِّيحِ التي تَحْمِل الترابَ والحَصى: حاصِبٌ، وللسَّحابِ يَرْمِي بالبَرَد والثَّلْج: حاصِبٌ، لأَنه يَرْمِي بهما رَمْياً؛ قال الأَعشى:

لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى، * وجَأْواءُ تُبْرقُ عنها الهَيُوبا

أَراد بالحاصِب: الرُّماةَ. وقال الأَزهري: الحاصِبُ: العَدَدُ

الكَثِيرُ من الرَّجَّالةِ، وهو معنى قوله:

لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى

ابن الأَعرابي: الحاصِبُ مِن التّراب ما كان فيه الحَصْباء. وقال ابن شميل: الحاصِبُ: الحَصْباء في الرِّيح، كان يَوْمُنا ذا حاصِبٍ. ورِيحٌ حاصِبٌ، وقد حصَبَتْنا تَحْصِبُنا. وريحٌ حَصِبةٌ: فيها حَصباء. قال ذو الرمة:

حَفِيفُ نافِجةٍ، عُثْنُونُها حَصِب

والحَصَبُ: كُلُّ ما أَلقَيْتَه في النَّار من حَطَب وغيره. وفي

التنزيل: إِنَّكم وما تَعْبُدُون مِن دُونِ اللّه حَصَبُ جَهَنَّم. قال

الفرَّاءُ: ذكر أَن الحَصَبَ في لغة أَهل اليمن الحَطَبُ. ورُوِي عن علي، كرّم اللّه وجهه: أَنه قرأَ حَطَبُ جَهَنَّمَ. وكلُّ ما أَلْقَيْتَه في النار، فقد حَصَبْتَها به، ولا يكون الحَصَبُ حَصَباً، حتى يُسْجَر به. وقيل: الحَصَبُ: الحَطَبُ عامّةً.

وحَصَبَ النارَ بالحَصَبِ يَحْصُبها حَصْباً: أَضْرَمَها.

الأَزهري: الحَصَبُ: الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّور، أَو في وَقُودٍ،

فأَمـّا ما دام غير مستعمل للسُّجُورِ، فلا يسمى حَصَباً.

وحَصَبْتُه أَحْصِبُه: رمَيْته بالحَصْباءِ. والحَجرُ الـمَرْمِيُّ به:

حَصَبٌ، كما يقال: نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً، والمنفوضُ نَفَضٌ، فمعنى قوله حَصَبُ جهنم أَي يُلْقَوْن فيها، كما يُلْقَى الحَطَبُ في النارِ. وقال الفرَّاءُ: الحَصَبُ في لغة أَهل نجد: ما رَمَيْتَ به في النار. وقال عكرمة: حَصَبُ جهنم: هو

حَطَبُ جهنم بالحَبَشية. وقال ابن عرفة: إِن كان أَراد أَن العرب تكملت به فصار عَرَبيةً، وإِلا فليس في القرآن غيرُ العربيةِ. وحَصَبَ في الأَرض: ذَهَبَ فيها. وحَصَبةُ: اسم رجل، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلَسْتَ عَبْدَعامِرِ بنِ حَصَبَهْ

ويَحْصَبُ: قبيلةٌ، وقيل: هي يَحْصُبُ، نقلت من قولك حَصَبَه بالحصى، يَحْصُبُه، وليس بقويّ. وفي الصحاح: ويَحْصِبُ، بالكسر: حَيٌّ من اليمن، وإِذا نسبت إِليه قلت: يَحْصَبِيٌّ، بالفتح، مثل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيٍّ.

حصب
: (الحَصْبَةُ ويُحَرَّكُ، و) الحَصِبَةُ (كَفَرِحَةٍ) وَهَذِه عَن الفَرَّاءِ (: بَثْرق يَخْرُجُ بالجَسَدِ، و) مِنْهُ تَقول: (قد حُصِبَ، بالضَّمِّ) ، كَمَا تَقول: قد جُدِرَ، (فَهُوَ مَحْصُوبٌ) ومَجْدُورٌ (وحَصِب كَسَمعَ) يَحْصَبُ فَهُوَ مَحْصُوبٌ أَيضاً، والمُحَصَّبُ كَالمُجَدَّرِ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ (أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ فِي مُجدَّرِينَ ومُحَصَّبينَ) هم الَّذِينَ أَصَابَهُمْ الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ.
(والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً، والحَصْبَةُ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ (: الحِجَارَةُ، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ، مُحَرَّكَةً) كَقَصَبَةٍ وَهُوَ (نَادِرٌ) وحَصَبْتُه: رَمَيْتُهُ بهَا، والحَجَرُ المَرْمِيُّ بِهِ حَصَبٌ، كَمَا يُقَال نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ، (و) الحَصَبُ (: الخَطَبُ) عَامَّةً وقَال الفَرَّاءُ: هِيَ لُغَةُ اليَمَنِ (و) كُلُّ (مَا يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ) من حَطَبٍ وغَيْرِه فَهُوَ (حَصَبٌ) وَهُوَ لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ، كَمَا رُوِيَ عَن الفَرَّاءِ أَيضاً، (أَوْ لاَ يَكُونُ الحَطَبُ حَصَباً حَتَّى يُسْجَرَ بِهِ) ، وَفِي التَّنْزِيل {2. 020 انكم وَمَا تَعْبدُونَ. . جَهَنَّم} (الأَنبياء: 98) ورُوِيَ عنْ عَليَ كعرَّمَّ الله وجهَه أَنه قرأَه (حَطَبُ جَهَنَّمَ) . وحَصَبَ النَّارَ بالحَسَبِ يَحْسُبُهَا حَصْباً: أَضْرَمَهَا، وَقَالَ الأَزهَرِيُّ الحَصَبُ: الحَطَبُ الَّذِي يُلْقَى فِي تَنُّورٍ أَوْ فِي وَقُودٍ فأَمَّا مَا دَامَ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ للسَّجُورِ فَلَا يُسَمَّى حَصَباً، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَصَبُ جَهَنَّمَ هُوَ حَطَبُ جَهَنَّمَ بالحَبَشِيَّةِ، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: إِنْ كَانَ أَرَادَ أَنَّ العَرَب تَكَلَّمَتْ بِهِ فَصَارَ عَرَبِيَّةً وإِلاَّ فَلَيْسَ فِي القُرْآنِ غَيْرُ العَرَبِيّةِ.
(والحَصْبَاءُ: الحَصَى، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ) مُحَرَّكَةً (كَقَصَبَة) ، وحَصْبَاءُ كقَصْبَاءَ، وَهُوَ عندَ سيبويهِ اسمٌ للجَمْعِ، وَفِي حَدِيثِ الكَوْثَرِ (فَأَخْرَجَ من حَصْبَائِهِ فَإِذَا يَاقُوتٌ أَحْمَرُ) أَي حَصَاهُ الَّذِي فِي قَعْرِه، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ نَهَى عَن مَسِّ الحَصْبَاءِ فِي الصَّلاَةِ) كَانُوا يُصَلّونَ على حَصْبَاءِ المَسْجِدِ وَلَا حَائِلَ بَين وُجُوهِهِمْ وَبَينهَا، فَكَانُوا إِذَا سَجعدُوا سَوَّوْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَنُهُوا عَن ذَلِك لأَنَّهُ فِعْلٌ مِنْ (غير) أَفعالِ الصَّلاَةِ، والعَبَثُ فِيهَا لَا يَجُوزُ وتَبْطُلُ بِهِ إِذَا تَكَرَّرَ، وَمِنْه الحَدِيثُ (إِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنْ مَسِّ الحَصْبَاءِ فَوَاحدَةً) أَي معرَّةً وَاحهدٍ ةً رُخِّصَ لَهُ فِهَا لاِءَنَّهَا غَيْرُ مُكَرَّرَةٍ.
(وأَرْضٌ حَصِيبَةٌ، كَفَرِحَةٍ ومَحْصَبَةٌ) بالفعتْحِ (: كَثِيرَتُهَا) ، أَي الحَصْبَاءِ وقَال الأَزهريُّ: مَحْصَبَةٌ: ذَاتُ حَصْبَةٍ ومَجْدَرَةٌ: ذَاتُ جُدَرِيَ، وَمَكَانٌ حَاصِبٌ ذُو حَصْبَاءَ، كَحَصِبٍ، على النَّسَبِ، لأَنَّا لم نَسْمَعْ لَهُ فِعْلاً، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
فَكَرَعْنَ فِي حَجَرَاتِ عَذْب بارِدٍ
حَسِبَ البِطَاحِ تَغِيبُ فِيهِ الأَكْرُعُ
(و) الحَصْبُ: رَمْيُكَ بِالْحَصْبَاءِ، (حَصَبَهُ) يَحْصُبُهُ حَصْباً (: رَمَاهُ بهَا) وَفِي حَدِيثِ ابْن عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ والإِمَامُ يَخْطُبُ فَحَصَبَهُمَا) أَي رَجَمَهَا بِالحَصْبَاءِ (و) حَصَبَ (المَكَانَ) بَسَطَهَا فِيهِ) أَيْ أَلْقَى فِيهِ الحَصْبَاءَ الصِّغَارَ وفَرَشَهُ بالحَصْبَاءِ وَفِي الحديثِ (أَنَّهُ حَصَبَ المَسْجِدَ وقَالَ: هُوَ أَغْفَرُ للنُّخَامَةِ) أَيْ أَسْتَرُ لِلْبُزَاقَةِ إِذَا سَقَطَتْ فِيهِ (كَحَصَّبَهُ) ، فِي الحَدِيثِ (أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُ أَمَرَ بِتَحْصِيبِ المَسْجِدِ) .
والحَصْبَاءُ هُوَ الحَصَى الصِّغَارُ
(و) حَصَبَ (عَن صَاحِبِهِ: تَوَلَّى) عَنهُ مُسْرِعاً، كَحَاصِبِ الرِّيحِ (كَأَحْصَبَ) ، وَفِي الأَرْضِ: ذَهَبَ فِيهَا.
(و) فِي الحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قَالَ: (إِنَّهُمْ (تَحَاصَبُوا) فِي المَسْجِدِ حَتَّى مَا أُبْصِرَ أَدِيمُ السَّمَاءِ) أَي (تَرَامَوْا بهَا) والحَصْبَاءُ: صِغَارُهَا وكِبَارُهَا.
(و) الإِحْصَابُ: أَن يُثِيرَ الحَصَى فِي عَدْوِهِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يكون ذَلِك فِي الفَرَسِ وغيرِه مِمَّا يَعْدُو، تَقُولِ مِنْهُ: (أَحْصَبَ) الفَرَسُ وغَيْرُه إِذَا (أَثَارَ الحَصْبَاءَ فِي جَرْيِهِ) ، وفَرَسٌ مُلْهِبٌ مُحْصِب.
(وَلَيْلَةُ الحَصْبَةِ بِالفَتْحِ) فالسُّكُونِ هِيَ اللَّيْلَةُ (الَّتي بعد أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، و) قَالَ الأَزهريُّ: (التَّحْصِيبُ: النَّوْمُ بِالمُحَصِّبِ) اسْمِ (الشِّعْبِ الَّذِي مَخْرَجُهُ إِلى الأَبْطَحِ) بينَ مَكَّةَ ومِنًى يُقَامُ فِيهِ (سَاعَةً مِن اللَّيْلِ) ثمَّ يُخرَج إِلى مَكَّةَ، سُمِّيَ بِهِ لِلْحَصْبَاءِ الَّذِي فِيهِ، وَكَانَ مَوْضِعاً نَزَلَ بِهِ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلممِن غَيْرِ أَنْ سَنَّهُ لِلنَّاسِ، فَمَنْ شَاءَ حَصَّب ومَمنْ شَاءَ لم يُحَصِّبْ. وَمِنْه حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا (لَيْسَ التَّحْصِيبُ بشَيْءٍ) أَرَادَتْ بِهِ النَّوْمَ بالمُحَصَّبِ عِنْد الخُرُوج مِن مَكَّةَ سَاعَةً والنُّزُولَ بِهِ، ورُوِيَ عَن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: (يَنْفِرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلاَّ بَنِي خُزَيْــمَةَ حَصِّبُّوا) أَي أَقِيمُوا بالمُحَصَّبِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّحْصِيبُ إِذَا نَفَرَ الرَّجُلُ مِن مِنًى إِلى مَكَّةَ لِلتَّوْدِيعِ أَقَامَ بالأَبْطَحِ حَتَّى يَهْجَعَ بهَا سَاعَةً مِن اللَّيْلِ، ثُمَّ يَدْخُل مَكَّةَ، قَالَ: وهذَا شيءٌ كَانَ يُفعَلُ ثُمَّ تُرِكَ، وخُزَيْــمَةُ هم قُرَيْشٌ وكِنَانَةُ، وَلَيْسَ فيهم أَسَدٌ، وَقَالَ القَعْنَبِيّ: التَّحْصِيبُ: نُزُولُ المُحَصَّبِ، بِمَكَّةَ، وأَنشد:
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ
أَشَتَّ وأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ المُحَصَّبِ
(أَو) هُوَ، أَي (المُحَصَّبُ: مَوْضِعُ رَمْيِ الجِمَارِ بِمِنًى) قَالَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنشد:
أَقَامَ ثَلاَثاً بالمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى
ولَمَّا يَبِنْ لِلنَّاعِجَاتِ طَرِيقُ
قَالَ الرَّاعي:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَلأَمَ النَّاسِ أَنَّنِي
بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ وعِنْدَ المُحَصَّبِ
يُرِيدُ مَوْضِع الجِمَارِ، وَيُقَال لَهُ أَيضاً: حِصَابٌ بِكَسْرِ الحَاءِ.
(والحَاصِبُ رِيحٌ) شَدِيدَةٌ (تَحْمِلُ التُّرَابَ) والحَصْبَاءَ (أَو هُوَ مَا تَنَاثَرَ مِن دُقَاقِ الثَّلْجِ والبَرَدِ) ، وَفِي التَّنْزِيلِ {2. 020 انا اءَرسلنا عَلَيْهِم حاصبا} (الْقَمَر: 34) وَكَذَلِكَ الحَصِبَةُ قَالَ لَبِيدٌ:
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا
أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ
وَقَوله: {2. 020 انا اءَرسلنا عَلَيْهِم حاصبا} (الْقَمَر: 34) أَي عَذَاباً يَحْصِبُهُمْ، أَي يَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ، وَقيل: حَاصِباً، أَي رِيحاً تَقْلَعُ الحَصْبَاءَ لِقُوَّتِهَا، وَهِي صِغَارُهَا وكِبَارُهَا، وَفِي حدِيثِ عليَ رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ لِلْخَوَارِجِ (أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ) أَي عَذَابٌ مِن اللَّهِ، وأَصْلُهُ رُمِيتُمْ بالحصْبَاءِ مِن السماءِ، وَيُقَال لِلرِّيح الَّتِي تَحْمِلُ التُّرَابَ والحَصى: حَاصِبٌ (و) الحَاصِبُ (: السَّحَابُ) لأَنَّهُ (يَرْمِي بِهِما) أَي الثَّلْجِ والبَرَدِ رَمْياً، وَقَالَ الأَزهريُّ: الحَاصِبُ: العدَدُ الكَثِيرُ مِن الرَّجَّالةِ، وَهُوَ مَعْنَى قولَ الأَعشى: لَنَا حَاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى
وقِيل المُرَادُ بِهِ الرُّمَاةُ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الحَاصِبُ مِنَ التُّرَابِ مَا كَانَ فِيهِ الحَصْبَاءُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الحَاصِبُ: الحَصْبَاءُ فِي الرِّيحِ، كَانَ يَوْمُنَا ذَا حَاصِبٍ، وَرَيحٌ حَاصِبٌ وحَصِبَةٌ: فِيهَا حَصْبَاءُ، قَالَ لبيد:
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا
أَذْيالَهَا كْلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ
وَتقول: هُوَ حَاصِب، ليسَ بِصَاحِب.
(والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً) ، وضَبَطَهُ الصاغانيُّ بالفَتْحِ (: انْقِلاَبُ الوَتَرِ عَن القَوْسِ) قَالَ:
لاَ كَزَّةِ السَّيْرِ وَلاَ حَصُوبِ
ويقَال: هُوَ وَهَمٌ إِنَّمَا هُوَ الخَضْبُ، بالضَّادِ المُعْجَمَةِ لَا غيرُ، كَمَا سَيَأْتِي.
(و) حَصَبَةُ (بِهَاءٍ) مِنْ غَيْرِ لاَم (اسْمُ رَجُلٍ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
أَلَسْتَ عَبْدَ عَامِرِ بنِ حَصَبَهْ
وحَصَبَةُ مِنْ بَنِي أَزْنَمَ، جَدُّ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ اليَرْبُوعِيُّ، لَهُ ذِكرٌ فِي السِّيَرِ.
(و) الحَصِبُ (كَكَتِفٍ) هُوَ (اللَّبَنُ) لَا يَخْرُجُ زُبْدُهُ، مِنْ بَرُدِهِ) .
(و) حُصَيْبٌ (كَزُبَيْرٍ: ع باليَمَنِ) وَهُوَ وَادِي زَبِيدَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى وسَائِرَ بِلاَد المُسْلِمِينَ، حَسَنُ الهَوَاءِ (فَاقَتْ نِسَائْهُ حُسْناً) وجَمَالاً وظَرَافَةً ورِقَّةً، (وَمِنْه) قَوْلُهُمُ المَشْهُورُ (إِذَا دَخَلْتَ أَرْضَ الحُصَيْبِ فَهَرْوِلْ) أَي أَسْرِعْ فِي المَشْيِ لِئَلاَّ تُفْتَنَنَ بِهِنَّ.
(ويَحْصَبُ) بنُ مَالِكٍ (مُثَلَّثَةَ الصَّادِ: حَيٌّ بِهَا) أَيْ باليَمَنِ، وَهُوَ من حِمْيَرَ، ذَكَرَ الحَافِظُ ابنُ حَزْمٍ فِي جَمْهَرَةِ الأَنْسَاب أَنَّ يَحْصِبَ أَخُوذِي أَصْبَحَ جَدِّ الإِمَامِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنهُ وَقيل هِيَ يَحْصُبُ، نُقِلَتْ مِن قَوْلكَ: حَصَبَهُ بالحَصَى يَحْصُبُه، وَلَيْسَ بِقَوِيَ (والنِّسْبَةُ) إِليها (مُثَلَّثَةٍ) أَيْضاً لَا بالفَتْحِ فَقَط، كَمَا زَعَمَ الجَوْهَرِيُّ وعِبَارَتُهُ فِي (الصّحَاح) : ويَحْصِبُ، بالكَسْرِ: حَيٌّ من اليَمَنِ، وإِذَا نَسَبْتَ إِليه قلت: يَحْصَبِيٌّ، والفَتْحِ مِثْل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيَ، وَهَكَذَا قالَهُ أَبُو عُبَيْد.
قُلْت: ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن ابنِ مَالِك فِي شَرْحِ الكَافِيَةِ مَا نَصُّهُ: الجَيِّدُ فِي النَّسَبِ إِلى تَغْلِبَ ونَحْوِه من الرُّبَاعِيِّ السَّاكِنِ الثَّانِي المَكْسُورِ الثَّالثِ إِبْقَاءُ الكَسْرَةِ، والفَتْح عنْدَ أَبي العَبَّاسِ، وَهُوَ مَطَّرِدٌ، وعِنْدَ سيبويهِ مَقْصُورٌ على السَّمَاعِ، وَمن المَنْقولِ بالفَتْحِ والكَسْرِ تَغْلَبِيٌّ ويَحْصِبَيُّ ويَثْرِبِيٌّ، انْتَهَى، ونَقَلَ عنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ أَنَّ فَتحَ العَيْنِ المَكْسُورَةِ من الرُّبَاعِيِّ شَاذُّ يُحْفَظْ مَا وَرَدَ منهُ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، صَحَّحَهُ بَعْضٌ، وقَالُوا: هُوَ مَذْهَبُ سِيْبَوَيْهِ والخَلِيلِ، وَقَالَ بَعْضٌ: إِنَّهُ يُقَاسُ، وعُزِيَ لِلْمُبَرّدِ وابنِ السَّرَّاجِ والرُّمّانِيِّ والفَارِسِيِّ، وتَوَسَّطَ أَبو مُوسَى الحَامِضُ فَقَالَ: المُخْتَارُ أَنْ لَا يُفْتَحَ، ونَقَلَ أَبُو القَاسِمِ البَطَلْيَوسِيُّ أَنَّ جَوَازَ الوَجْهَيْنِ فِيهِ مَذْهَبُ الجُمْهُورِ، وإِنَّمَا خَالَفَ فِيهِ أَبُو عَمْرٍ و، فالجَوْهَرِيُّ إِنَّمَا ذَكَرَ مَا صَحَّ عِنْدَهُ كَمَا هُوَ مِن عادَتِهِ، وَهُوَ رأْي المُبَرِّدِ ومَن وَافَقَهُ، ويَعْضُدُهُ النَّظَرُ، وَهُوَ أَنَّ العَرَبَ دائِماً تَمِيلُ إِلى التَّخْفِيفِ مَا أَمكنَ، فَحَسْبُ المَجْدِ أَنْ يُقَلِّدَهُ لأَنَّهُ فِي مَقَامِ الاجْتِهَادِ وَالنَظَّرِ، وَهُوَ كَلامٌ لَيْسَ عَلَيْهِ غُبَارٌ.
(و) يَحْصِبٌ (كَيَضْرِب: قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ) . سُمِّيَتْ بِمَن نَزَلَ بهَا مِن اليَحْصَبِيِّينَ مِن حِمْيَرَ، فَكَانَ الظَّاهِر فِيهِ التَّثْلِيث أَيضاً كَمَا جَرَى عَلَيْهِ مُؤرِّخُو الأَنْدَلُسِ، (مِنْهَا سَعِيدُ بن مَقُرُونِ) بنِ عَفَّانَ، لَهُ رِحْلَةٌ وَسَمَاعٌ، (والنَّابِغَةُ بنُ إِبْرَاهِيمَ) بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، (المُحَدِّثَانِ) رَوَى الأَخِيرُ عَن مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ، ومَاتَ سنة 313 والقَاضِي عِيَاضُ بنْ مُوسَى اليَحْصَبِيُّ صَاحِبُ الشِّفَاءِ والمطالع فِي اللُّغَةِ، وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ اليَحْصِبَيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، كَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ، وكذَا أَخُوهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ، مُحَدِّثُون، ذَكَرَهُمَا الصَّابُونِيُّ.
(وبُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ كَزُبَيْرٍ) بنِ الحَارِثِ بنِ الأَعْرَجِ الأَسْلَمِيُّ أَبو الحُصَيْبِ (صَحَابِيٌّ) ، دُفِنَ بِمَرْوَ (ومُحَمَّدُ بنُ الحُصَيْبِ) بنِ أَوْسِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ (حَفَيدُهُ) ، وجَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ دُفِنَ بِجَاوَرْسَةَ إِحْدَى قُرَى مَرْوَ.
(وتَحَصَّبَ الحَمَامُ: خَرَجَ إِلى الصَّحْرَاءِ لطَلَبِ الحَبِّ) .
وَمن الْمجَاز: حَصَبُوا عَنهُ: أَسْرَعُوا فِي الهَرَبِ، كَمَا فِي الأَساس.
والأَحْصَبَانِ: تَثْنِيَةُ الأَحْصَبِ، قَالَ أَبو سَعِيدٍ: اسْمُ مَوْضعٍ باليَمَنِ، يُنْسَبُ إِليه أَبو الفَتْحِ أَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن بن الحُسَين الأَحْصَبِيُّ الوَرَّاقُ، كَذَا فِي (المعجم) .
ويَحْصِبُ أَيضاً: مِخْلاَفٌ فِيهِ قَصْرُ زَيْدَانَ، يَزْعُمُون أَنه لم يُبْنَ قَطُّ مِثْلُه، وبينَهُ وبينَ ذَمَارِ ثمانيةُ فراسخَ.
وَيُقَال لَهُ: عِلْوُ يَحْصِبَ، وَبَينه وَبَين (قَصْرِ) السَّمَوْأَل ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ، وسِفْلُ يَحْصِب: مِخْلاَفٌ آخَرُ كَذَا فِي (المعجم) .

حبب

حبب


حَبُبَ
a. U see supra (a).
حَبَّبَ
a. [acc. & Ila], Endeared to.
b. Seeded, ran to seed (plant).
حَاْبَبَa. Loved, liked; was friendly to.

أَحْبَبَa. Loved, liked.
b. [Ila
or
Bi], Was dear to.
c. see II (b)
تَحَبَّبَ
a. [Ila], Showed love, affection, to.
تَحَاْبَبَa. Loved, liked one another.

إِسْتَحْبَبَa. Loved, liked, took pleasure in; found agreeable
pleasant.
b. ['Ala], Preferred, liked better.
حَبّ
(pl.
حِبَاْب
حُبُوْب حُبَّاْن)
a. Grain, seed; pip, kernel, stone; berry; bead.
b. Pill.
c. Pimple, spot. ( See
حَبّ
below. )
حَبَّةa. see 1 (a) (c).
c. Trifle, mere nothing.

حِبّ
(pl.
حِبَّاْن
أَحْبَاْب
38)
a. Loved, beloved.
b. Love, affection, liking.

حُبّa. see 2 (b)b. Jar.

حُبَّةa. Loved, beloved.

حَبَبa. Beautiful teeth.
b. Bubble.
c. Dew-drop.

أَحْبَبُa. Dearer; liked best, preferred.
b. Preferable.

مَحْبَبَة
(pl.
مَحَاْبِبُ)
a. Love, affection, liking.

حَبَاْبa. Aim, object, endeavour.
b. Utmost endeavour.

حُبَاْبa. see 25 (a)
حَبِيْب
(pl.
أَحْبَاْب
أَحْبِبَآءُ
68)
a. Beloved, loved, liked.
b. Loving; lover; friend.

N. P.
حَبڤبَa. Loved, beloved; liked.

N. Ag.
أَحْبَبَa. Liked, esteemed; friend; lover; loving.

حَبّ الأَفْرَنْجِيّ
a. Syphilis.

حَبّ السَّلَاطِيْن
a. Seed of the castor-oil plant.

حَبّ المُلُوْك
a. Cherry.

حُبّ الوَطَن
a. Patriotism.

حَبَّة الحَلْوَى
a. Aniseed.

حَبَّة السَّوْدَآء
a. Coriander-seed

حَبَّة القَلْب
a. Liver.
b. Heart, core.

حَبَّة النَّوْم
a. Clove of garlic.
(ح ب ب) : (الْحُبُّ) خِلَافُ الْبُغْضِ وَبِفَعِيلٍ مِنْهُ سُمِّيَ حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ فِي الْكَفَالَةِ وَكَانَ عَبْدَ شُرَيْحٍ الْقَاضِي وَبِمُؤَنَّثِهِ كُنِّيَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ وَهِيَ الَّتِي سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الِاسْتِحَاضَةِ (وَأُمُّ حَبِيبَةَ) بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ فِي حَدِيثِ الْحِدَادِ (وَحَبَّانُ) بْنُ مُنْقِذٍ الَّذِي قَالَ لَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قُلْ لَا خِلَابَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ (حَبَّانَ) فِي السِّيَرِ كِلَاهُمَا بِالْفَتْحِ (وَحِبَّانُ) بْنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ بِالْكَسْرِ وَزَيْدُ بْنُ (حَيَّانَ) تَحْرِيفٌ مَعَ تَصْحِيفٍ وَأَمَّا جَعْفَرُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ الْحَسَنِ فَمُخْتَلَفٌ فِيهِ بِالْبَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ أَوْ بِالْفَتْحِ وَالْيَاءِ بِنُقْطَتَيْنِ وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ زَيْدُ بْنُ (الْحُبَابِ) بِالضَّمِّ وَهُوَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ يَرْوِي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَمَةُ الْحُبَابِ فِي (سل) .
(حبب) : يُجْمَع الحَبُّ على حُبّانٍ، كسَمْنٍ وسُمْنانٍ، وتَمْرٍ وتُمْرانٍ ولَحْمٍ ولُحْمان.
(حبب) - في حديث صِفَةِ أَهلِ الجَنَّة: "يَصِيرُ طَعامُها إلى رَشْحٍ مِثلِ حَبابِ المِسكِ" .
الحَباب، بفَتْح الحَاءِ، الطَّلُّ الذي يُصبِح على الشَّجَر، شَبَّه رَشْحَ المِسْك به.
ويجوز أن يكون مُشبَّها بحَباب المَاءِ، وهو فَقاقِيعُه وتَكاسِيرُه وطَرَائقُه. وقيل: ما تَطايَر منه. والحَباب أَيضا: مُعظَم الماء.
- ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ، رَضِي الله عنه، قال لأبِي بَكْر رضي الله عنهما: طِرتَ بِعُبَابِها، وفزْتَ بَحَبابِها".
: أي مُعْظَمِها.
- في الحَدِيث: "الحُباب شَيْطَان" .
قال الأصمَعّي: الحُبَاب، يَعنِي بالضَّمِّ، الحَيَّةُ، لأنه اسمُ الشَّيطان، والحَيَّة يقال لها: شَيْطَان، قال الشاعر: كأَنَّه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وقال المُبَرِّد: الحُبابُ، حَيَّة بعَيْنِها، وكذلك اشْتَركا في اسم الجَانّ وابن قِتْرة .
- وفي صِفَتِه عليه الصّلاة والسَّلام: "ويَفْتَرّ عن مِثْل حَبِّ الغَمَام".
حَبُّ الغَمام: البَرَد، شَبَّه تَغرَه به في بَياضِه وصَفائِه وبُرودَتِه.
ح ب ب: (حَبَّةُ) الْقَلْبِ سُوَيْدَاؤُهُ وَقِيلَ ثَمَرَتُهُ. وَ (الْحِبَّةُ) بِالْكَسْرِ بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» . وَ (الْحُبَّةُ) بِالضَّمِّ الْحُبُّ يُقَالُ: حُبَّةً وَكَرَامَةً. وَ (الْحُبُّ) بِالضَّمِّ الْخَابِيَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَالْحُبُّ أَيْضًا الْمَحَبَّةُ وَكَذَا (الْحِبُّ) بِالْكَسْرِ. وَالْحِبُّ أَيْضًا الْحَبِيبُ وَيُقَالُ: (أَحَبَّهُ) فَهُوَ (مُحَبٌّ) وَ (حَبَّهُ) يُحِبُّهُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ (مَحْبُوبٌ) . وَ (تَحَبَّبَ) إِلَيْهِ تَوَدَّدَ وَامْرَأَةٌ (مُحِبَّةٌ) لِزَوْجِهَا وَ (مُحِبٌّ) أَيْضًا وَ (الِاسْتِحْبَابُ) كَالِاسْتِحْسَانِ. قُلْتُ: (اسْتَحَبَّهُ) عَلَيْهِ أَيْ آثَرَهُ عَلَيْهِ وَاخْتَارَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17] وَاسْتَحَبَّهُ أَحَبَّهُ وَمِنْهُ (الْمُسْتَحَبُّ) وَ (تَحَابُّوا) أَحَبَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ. وَ (الْحِبَابُ) بِالْكَسْرِ (الْمُحَابَّةُ) وَالْمُوَادَّةُ. وَ (الْحُبَابُ) بِالضَّمِّ الْحُبُّ. وَالْحُبَابُ أَيْضًا الْحَيَّةُ. وَحَبَابُ الْمَاءِ بِالْفَتْحِ مُعْظَمُهُ وَقِيلَ نُفَّاخَاتُهُ الَّتِي تَعْلُوهُ وَهِيَ الْيَعَالِيلُ. وَ (الْحَبَبُ) بِالْفَتْحِ تَنَضُّدُ الْأَسْنَانِ. 
ح ب ب

أحببته، وهو حبيب إليّ، وأحبب إليّ بفلان. وحبب الله إليه الإيمان، وحببه إليّ إحسانه. وهو يتحبب إلى الناس، وهو محبب إليهم: متحبب. وفلان يحاب فلاناً ويصادقه، وهما يتحابان، وفرق بين معد تحاب. وأوتي فلان محاب القلوب. واستحبوا الكفر على الإيمان: آثروه. وحب إليّ بسكنى مكة، وحبذا جوار الله، حب بمعنى حبب. قال:

وحب إلينا أن تكون المقدما

وحب إليّ بأن تزورني. قال:

وحب بها مقتولة حين تقتل

واجعله في حبة قلبك وهي سويداؤه، وأصابت فلانة حبة قلبه. قال الأعشى:

فرميت غفلة عينه عن شاته ... فأصبت حبة قلبها وطحالها

وطفا الحباب على الشراب، والحبب وهي ففاقيعه كأنها القوارير. وشرب حتى تحبب أي انتفخ كالحب، ونظيره: حتى أوّن أي صار كالأون وهو الجوالق. قال ربيعة بن مقروم:

وفتيان صدق قد صبحت سلافة ... إذا الديك في جوش من الليل طربا

ومسحوطة بالماء ينزو حبابها ... إذا المسمع الغريد منها تحببا

ومن المجاز: قوله:

تخال الحباب المرتقي فوق نورها ... إلى سوق أعلاها جماناً مبذرا

أراد قطرات الطل، سماها حباباً استعارة، ثم شبهها بالجمان. وفلان بغيض إلى كل صاحب، لا يوقد إلا نار الحباحب؛ وهي مثل في النكد وعدم النفع.
ح ب ب :
أَحْبَبْتُ الشَّيْءَ بِالْأَلِفِ فَهُوَ مُحَبٌّ وَاسْتَحْبَبْتُهُ مِثْلُهُ وَيَكُونُ الِاسْتِحْبَابُ بِمَعْنَى الِاسْتِحْسَانِ وَحَبَبْتُهُ أَحِبُّهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالْقِيَاسُ أَحُبُّهُ بِالضَّمِّ لَكِنَّهُ غَيْرُ مُسْتَعْمَلِ وَحَبِبْتُهُ أَحَبُّهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَفِيهِ لُغَةٌ لِهُذَيْلٍ حَابَبْتُهُ حَبَابًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالْحُبُّ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ وَحَبِيبٌ وَحِبٌّ بِالْكَسْرِ وَالْأُنْثَى حَبِيبَةٌ وَجَمْعُهَا حَبَائِبُ وَجَمْعُ الْمُذَكَّرِ أَحِبَّاءٌ وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يُجْمَعَ جَمْعَ شُرَفَاءَ وَلَكِنْ اُسْتُكْرِهَ لِاجْتِمَاعِ الْمِثْلَيْنِ قَالُوا كُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعِيلٍ مِنْ الصِّفَاتِ فَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُضَاعَفٍ فَبَابُهُ فُعَلَاءُ مِثْلُ: شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ وَإِنْ كَانَ مُضَاعَفًا فَبَابُهُ أَفَعِلَاءُ مِثْلُ: حَبِيبٍ وَطَبِيبٍ وَخَلِيلٍ.

وَالْحَبُّ اسْمُ جِنْسٍ لِلْحِنْطَةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَكُونُ فِي السُّنْبُلِ وَالْأَكْمَامِ وَالْجَمْعُ حُبُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ الْوَاحِدَةُ حَبَّةٌ وَتُجْمَعُ حَبَّاتٍ عَلَى لَفْظِهَا وَعَلَى حِبَابٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَالْحِبُّ بِالْكَسْرِ بِزْرُ مَا لَا يُقْتَاتُ مِثْلُ: بُزُورِ الرَّيَاحِينِ الْوَاحِدَةُ حِبَّةٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ» هُوَ بِالْكَسْرِ.

وَالْحُبُّ بِالضَّمِّ الْخَابِيَةُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ حِبَابٌ وَحِبَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ.

وَحِبَّانُ بْنُ مُنْقِذٍ بِالْفَتْحِ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «قُلْ لَا خِلَابَةَ» .

وَحِبَّانُ بِالْكَسْرِ اسْمُ رَجُلٍ أَيْضًا.

وَحَبَابُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ غَايَتُكَ. 
[حبب] الحبة: واحدة حَبَّ الحنطة ونحوِها من الحبوب. وحَبَّة القلب: سُويداؤه، ويقال ثمرته وهو ذاك. والحبة السَوداء والحبة الخضراء. والحبة من الشئ: القطعة منه. ويقال للبرد: حب الغمام، وحب المزن، وحب قر. ابن السكيت: وهذا جابرُ بن حَبَّةَ: اسم للخبز، وهو معرفةٌ. والحِبَّةُ بالكسر: بزور الصحراء مما ليس بقوتٍ. وفي الحديث: " فينبُتونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ السَيْلِ "، والجمع حِبَبٌ. والحُبَّةُ بالضم: الحُبُّ، يقال: نَعمْ وحُبَّةً وكرامةً. والحُبُّ: الخابيةُ، فارسيٌّ معربٌ، والجمع حِبابٌ وحببة. = الوليد رثى بهذا الشعر عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقاتله كنانه بن بشر التجيبى. وأما قاتل على رضى الله عنه فهو التجوبى. ورأيت في حاشية ما مثاله: أنشد أبو عبيد البكري رحمه الله في كتابه فصل المقال، في شرح كتاب الامثال: هذا البيت الذى هو ألا إن الخ. لنائلة بنت الفرافصة بن الاحوص الكلبية، زوج عثمان رضى الله عنه، ترثيه، وبعده: ومالى لا أبكى وتبكى قرابتي * وقد حجبت عنا فضول أبى عمرو والرواية في البيت: " قتيل التجيبى ". والثلاثة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر رضى الله عنهما. والحب: المحبة، وكذلك الحب بالكسر. والحِبُّ أيضاً: الحبيب، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ. يقال أحبّه فهو مُحَبٌّ. وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو محبوب. قال الشاعر : أحب أبا مروان من أجل تمره * وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق * ووالله لولا تمره ما حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق وهذا شاذ لانه لا يأتي في المضاعف يفعل بالكسر إلا ويشركه يفعل بالضم إذا كان متعديا، ما خلا هذا الحرف. وتقول: ما كنت حبيبا، ولقد حَبِبْتَ بالكسر، أي صرت حَبيباً. الأصمعي: قولهم حُبَّ بفلان، معناه ما أحبه إلى. وقال الفراء: معناه حبب بضم الباء، ثم أسكنت وأدغمت في الثانية. قال ابن السكيت في قول ساعدة: هجرت غضوب وحب من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وليك تشغب أراد حبب فأدغم ونقل الضمة إلى الياء، لانه مدح. ومنه قولهم: حبَّذا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، وأصله حَبُب على ما قال الفراء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الاشارة جعلا شيئا واحد فصار بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء وزيد خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لانك تقول: حبذا امرأة ولو كان بدلا لقلت حبذه المرأة. قال الشاعر جرير: وحبذا نَفَحاتٌ من يمانِيَةٍ * تأتيكَ من قِبَل الريَّانِ أحيانا وتحبَّب إليه: تودّد. وتحبَّب الحمار، إذا امتلأ من الماء. وشربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أي تَمَلَّأتْ ريَّاً. وامرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها ومُحِبٌّ لزوجها أيضاً، عن الفراء. والاستحباب كالاستحسان . وتحابُّوا، أي أحبَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحبه. والحِباب بالكسر: المُحابَّةُ والمَوادَّةُ. والحُبابُ بالضم: الحب. قال الشاعر : فوالله ما أَدري وإني لصادقٌ * أَداءٌ عَراني من حُبابِكِ أمْ سِحْرُ والحُبابَ أيضاً: الحَيَّةُ. وإنما قيل الحُبابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، ومنه سُمِّيَ الرجل. وحَبابُ الماء بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة: يشق حباب الماء حيزومها بها * كما قَسَمَ التُرْبَ المُغايِلُ باليَدِ ويقال أيضاً حَبابُ الماء: نفاخاته التى تعلوه، وهى اليعاليل. وتقول أيضاً: حَبابُكَ أن تفعلَ كذا، أي غايتك. والإحبابُ: البُروكُ. والإِحْبابُ في الإبل كالحِرانِ في الخيل. قال الشاعر :

ضرب بعير السوء إذ أحبا * أبو زيد: يقال بعير مُحِبٌّ، وقد أحبَّ إحباباً وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأ أو يموت. وقال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌّ. وأنشد : جبت نساء العالمين بالسبب * فهن بعد كلهن كالمحب وأَحَبَّ الزرعُ وأَلبَّ، إذا دخل فيه الأكل وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُبُّ. والحَبَبُ، بالتحريك: تَنَضُّدُ الأسنان وقال:

وإذا تَضْحَكُ تُبْدي حَبَباً * والحباحب: اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا ناراً ضعيفةً مخافَة الضيفان، فضربوا بها المثلَ حتّى قالوا: نارُ الحُباحِبِ لِمَا تَقْدَحُهُ الخيلُ بحوافرها. قال النابغة يذكر السُيوف: تَقُدُّ السَلوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُهُ * ويوقِدْنَ بالصُفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ وربما قالوا: نارُ أبي حُباحِبٍ، وهو ذبابٌ يطير بالليل كأنه نار. قال الكميت: يَرى الراءون بالشفرات منها * كنار أبى حُباحِبَ والظُبينا وربما جعلوا الحُباحِبَ اسماً لتلك النار. قال الكُسَعيُّ: ما بالُ سَهْمي يوقِدُ الحُباحِبا * قد كنتُ أرجو أن يكون صائبا وحبان بالفتح: اسم رجل موضوع من الحب. والحباحب بالفتح: الصغار، الواحد حبحاب. قال الهُذَليّ : دَلَجي إذا ما الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْ يعني بالمُقَرَّنَةِ الجبال التي يدنو بعضها من بعض. وحبى على فعلى: اسم امرأة. قال هدبة ابن خشرم: فما وجدت وجدى بها أم واحد * ولا وجد حبى بابن أم كلاب -
[حبب] نه في صفته صلى الله عليه وسلم: ويفتر عن مثل "حب" الغمام يعني البرد، شبه به ثغره. وح: يلقى إليهم "الحبوب" أي المدر. وفي صفة أهل الجنة يصير طعامهم إلى رشح مثل "حباب" المسك، هو بالفتح الطل الذي يصبح على النبات، شبه به رشحهم مجازاً، وأضيف إلى المسك ليثبت له طيب الرائحة، أو شبه بحباب الماء وهي نفاخاته التي تطفو عليه، ويقال لمعظم الماء: حباب، أيضاً. ومنه ح علي للصديق: طرت بعبابها، وفزت "بحبابها" أي معظمها. وفيه: "الحباب" شيطان، هو بالضم اسم له، ويقع على الحية أيضاً كما يقال لها شيطان، ولذا غير اسم الحباب كراهية للشيطان. وفيه: كما تنبت "الحبة" في حميل السيل، هي بالكسر بزور البقول وحب الرياحين، وقيل: نبت صغير ينبت في الحشيش، وهي بالفتح الحنطة والشعير ونحوهما. ك: والمراد الحبة الحمقاء لأنها تنبت سريعاً وهو يزيد الرياحين حسناً. ط: وجه الشبه سرعة النبات وحسنه وطراوته، ويتم بياناً في حميل. وح: ثار عن وطائه من بين "حبه" بالكسر المحبوب، أي قام عن فراشه. نه وفي ح عائشة: أنها "حبة" أبيك، هو بالكسر المحبوب، والذكر حب. ومنه من يجترئ عليه إلا أسامة "حبه" وكان صلى الله عليه وسلم يحبه كثيراً. ن: أي يتجاسر عليه بطريق الإدلال. ومنه: نهائي "حبي". ش ومنه: فأثرت "حب" النبي صلى الله عليه وسلم على "حبه" بكسر حائهما بمعنى المحبوب. شم: بضم الحاء وكسرهما فيهما. ن: "الحبة" السوداء الشونيز على المشهور الصواب، وقيل: الخردل، وقيل: الحبة الخضراء وهي البطم. نه وفي ح أحد: هو جبل "يحبنا ونحبه" أي يحبنا أهله ونحبهم، أو إنا نحبه لأنه في أرض من نحبه. ط: والأولى أنه على ظاهره، ولا ينكر حب الجمادات للأنبياء والأولياء كما حنت الأسطوانة على مفارقته ويسلم الحجر عليه، وقيل: أراد به أرض المدينة وخص الجبل لأنه أول ما يبدو كما قال:
وهل يبدون لي شامة وطفيل
ولعله حبب إليه صلى الله عليه وسلم بدعائه: اللهم حبب إلينا المدينة. نه: انظروا "حب" الأنصار، بضم حاء، وفي بعضها بحذف انظروا للعلم به، أو هو مبتدأ والتمر خبره كزيد عدل للمبالغة، أو بكسر الحاء بمعنى المحبوب والتمر على الأول منصوب وهو المشهور رواية، وعلى الأخيرين مرفوع. ك: كلمتان "حبيبتان" عند الرحمن، أي كلامان محبوبان أي محبوب قائلهما، والحبيب يجوز فيه التسوية ولا تجب، أو تجب
حبب
حبَّ1 حَبَبْتُ، يَحِبّ، احْبِبْ/ حِبّ، حُبًّا، فهو حَابّ، والمفعول مَحْبوب وحَبِيب
• حبَّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ:
1 - ودّه ومال إليه "حَبَبْتُك لصدقك- لا يكن حبُّك كلَفًا ولا بغضُك تلفًا- حُبُّكَ الشَّيءَ يُعمِي ويُصمّ [مثل]- {فَاتَّبِعُونِي يَحِبَّكُمُ اللهُ} [ق]: ينعم عليكم بالغفران- {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} - {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}: ألقيت عليك رحمتي" ° رباط المحبَّة: عامل عاطفيّ يجمع بين شيئين أو أكثر- كما تحبّ: حَسْب ما تريد أو ترغب- محبَّة الذَّات: الأنانية، الفرديّة.
2 - عظَّمه وخضع له " {يَحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} [ق] ". 

حبَّ2 حَبُبْتُ، يَحُبّ، احْبُبْ/ حُبَّ، حُبًّا، فهو حبيب
• حبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: اتَّصف بما يستجلب الودَّ، صار محبوبًا "لقد حَبُبْتَ بعد عفوك عن خَصْمِك". 

حبَّ3/ حبَّ إلى حَبِبْتُ، يَحَبّ، احْبَبْ/ حَبّ، حُبًّا، فهو حَبِيب، والمفعول مَحْبوبٌ إليه
• حبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: اتَّصف بما يستجلب الود، وصار محبوبًا "لقد حَببْت بعد عفوك عن خصمك".
• حبَّ إليَّ أن تفعلَ: صِرْتُ أُحِبُّ ذلك. 

حَبَّ4 حبِبْتُ، يَحَبّ، احْبَبْ/ حَبّ، حُبًّا، فهو حابّ، والمفعول مَحْبوب وحبيب
• حبَّ الشَّخصَ: ودَّه "يجب أن نَحَبّ الآخرين لا من أجلنا بل من أجلهم". 

حُبَّ يُحَبّ، حُبًّا، والمفعول مَحْبوب
• حُبَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: صار محبوبًا ° حُبَّ به: ما أحبَّه إليَّ (للمدح أو التعجّب). 

أحبَّ يُحِبّ، أَحْبِبْ/ أَحِبَّ، إحبابًا، فهو مُحِبّ، والمفعول مُحَبٌّ (للمتعدِّي)
• أحبَّ الزَّرعُ: بَدا حَبُّه "أحَبَّ الزَّرعُ وألبَّ: صار ذا حَبٍّ ولُبٍّ".
• أحبَّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ: أحبَّه، ودّه ومال إليه، عكس كرهه "جئتك بقوم يحبُّون الموتَ كما تحبُّون الحياةَ: يرغبون فيه ولا يخافونه- من أحبّ شيئًا أكثر من ذِكْره- سجِّل نصيحة من يحبّك وإن كنت لا تتقبّلها في حينها [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: صديقك من صَدَقَك لا من صدّقَك- إنّ المُحِبَّ إذا أحبَّ حبيبَه ... صدَق الصَّفاءَ وأنجز الموعودا: أخلص وصدق في مودّته- لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ [حديث]: يتمنّى- {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} " ° المحبّ المخلص: الصّادق المحبَّة- كما تحبّ: حَسْب ما تريد أو ترغب.
• أحبّ الشَّيءَ أو الشَّخصَ على غيره: آثره وفضَّله عليه " {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ". 

استحبَّ يَستحِبّ، اسْتَحْبِبْ/ اسْتَحِبَّ، استحبابًا، فهو مُسْتَحِبّ، والمفعول مُسْتَحَبّ
• استحبَّ الشَّيءَ: قبِله، فضَّله واستحسنه وآثره "استحبّ المطالعةَ- شراب مستحبّ الطَّعم".
• استحبَّ الشِّعْرَ على القصَّة: اختاره، أحبَّه أكثرَ منها وفضّله عليها "استحب الصَّمت على الكلام حين احتدم الجدل- {إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ} ". 

تحابَّ يَتحابّ، تَحابَبْ/ تَحابَّ، تَحَابًّا، فهو مُتحابّ
• تحابَّ القومُ: أحَبَّ بعضُهم بعضًا، تبادلوا الحُبَّ والودّ "التحابب بين أفراد الأمّة ضروري لبقائها- لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا [حديث] ". 

تحبَّبَ/ تحبَّبَ إلى/ تحبَّبَ لـ يَتحبَّب، تحبُّبًا، فهو مُتحبِّب، والمفعول متحبَّب إليه
• تحبَّب الشَّيءُ: مُطاوع حبَّبَ: تحوّل إلى حُبَيْبات "تحبَّب المِلْحُ/ السُّكّر".
• تحبَّب الجِلْدُ: خرجت فيه حُبَيْبات وبثور.
• تحبَّب الماءُ ونحوُه: ظهرت عليه الفقَّاعات.
• تحبَّب إليه/ تحبَّب له: تودَّد وأظهر الحُبَّ له "تحبَّبتِ المرأةُ إلى زوجها- كان الأطفال يتحبّبون إليه لأنّه كان يلاطفهم". 

حابَّ يحابّ، حابِبْ/ حابَّ، مُحابَّةً، فهو مُحابّ، والمفعول مُحابّ
• حابَّ جارَه: وادّه وصادقه وأظهر له المحبَّة وحسن المعاملة "حاولَ أن يُحابَّه فلم يُفلح". 

حبَّبَ يحبِّب، تَحْبِيبًا، فهو مُحَبِّب، والمفعول مُحَبَّبٌ (للمتعدِّي)
• حبَّب الزَّرعُ: أحبّ، ظهر حبُّه.
• حبَّب الدَّواءَ ونحوَه: جعله في صورة الحَبّ "نسيج محبَّب: مغطّى بحبوب صغيرة- سنبلة محبَّبة: ملآنة حَبًّا".
• حبَّب الشَّيءَ إليه: جعله يوَدّه ويميل إليه، جعله يحبّه "حبَّبه إليّ إحسانُه- {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ} ".
• حبَّبَه في الشَّيء: جعله يحبّه. 

حَبابُ [جمع]:
1 - فقاقيعُ تعلو الماء أو الخمر من جرّاء الرِّيح أو حركة ما "طفا الحَبابُ على الشَّراب" ° حبابُك أن تفعل كذا، وأن يكون كذا: غاية ما تريد.
2 - ندًى يغطِّي النَّباتَ في الصَّباح الباكر. 

حَبّ [جمع]: جج حُبوب، مف حَبَّة:
1 - ما يكون في السُّنبل كالقمح والشّعير وفي الكيزان كالذرة وكل بذر
 يؤكل "يسقط الطَّير حيث يلتقط الحَبَّ- {إِنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} " ° حَبّ العزيز.
2 - ما يشبه الحبَّ في شكله "حبّات الرِّمال/ مِسْبَحة- حبّة العين" ° حَبُّ الغمام.
• حَبُّ الشَّباب: (طب) بثور تظهر في الوجه عند المراهقة.
• حبُّ المِسْكِ: (نت) نبات من فصيلة الخُبَّازيّات، تُستعمل بذوره في صناعة العطور.
• حبوب اللِّقاح: (نت) حبوب تُنتج خلايا التَّناسل الذكريّة، تتكوَّن في متك الزهرة أو في المخروط الذكريّ للنباتات الصنوبريَّة. 

حَبَب [جمع]:
1 - حَباب، فقاقيع على وجه الماء.
2 - ندًى يغطِّي النَّبات في الصَّباح الباكر.
3 - أسنان منضَّدة (على التشبيه) "*وإذا تضحك تبدي حَبَبًا*". 

حُبّ [مفرد]:
1 - مصدر حُبَّ وحبَّ1 وحبَّ2 وحبَّ3/ حبَّ إلى وحَبَّ4 ° الحُبُّ الإلهيّ: بهجة وليدة كمال معرفة الله، يَشعر بها العارفون من المتصوّفة- حُبُّ الاستطلاع: الميل إلى الاطِّلاع والمعرفة- حُبُّ التَّسلّط: الرّغبة في التسلُّط- حُبُّ الذَّات: حبّ النفس، الأنانيّة- حُبُّ الظُّهور: التباهي، رغبة الإنسان في الكشف عن صفاته ومزاياه وفي عرض ما يلفت الأنظار إليه- حُبًّا وكرامة: بكلّ سرور وطيب خاطر- حُبٌّ عذريّ/ حُبٌّ أفلاطونيّ: عفيف طاهر، ما يتسامى من الحبّ عن الرّغبة الجسديَّة إلى الألفة الرُّوحيَّة، ويُعرف عند العرب بالحبّ العُذريّ.
2 - (سف) ميل قَلْبيّ إلى الأشخاص أو الأشياء العزيزة الجذّابة أو النَّافعة "حُبّ بلا إخلاص بناء بلا أساس- ليس الزّواج مقبرةَ الحبّ فكم من حُبّ جاء ثمرةً للزَّواج- الحبّ أعمى [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: حبُّك الشَّيء يُعمي ويُصِمّ- لو كان حُبُّكَ صادقًا لأطعته ... إنّ المحبّ لمن يحبُّ مطيع- {شَغَفَهَا حُبًّا} " ° عُقدة الحُبّ الصَّادق: الرِّباط الذي يدلُّ على استمراريّة العهد بين المحبِّين- يَوْمُ الحُبّ: يوم 14 شباط (فبراير) الذي يُحتفل به في أمريكا الشَّماليّة وأوربَّا ويتبادل فيه المحبُّون تذكارات الحبّ. 

حِبّ [مفرد]: ج أحباب وحِبّان وحِبَبَة: محبوب "كان زيد بن حارثة يُدعى: حِبَّ رسولِ الله- وألذُّ موسيقى تسرّ مسامعي ... صوت البشير بعودة الأحبابِ". 

حَبَّابَة [مفرد]: أنبوب صغيرٌ من زجاج مُعَدّ لحفظ كميَّة من دواء سائل يخرج منه على هيئة قطرات. 

حَبَّة [مفرد]: ج حَبَّات وحَبّ:
1 - جزءٌ من الشّيء، واحدةٌ منه "حبّات العنب الناضجة- جعل من الحَبَّة قُبَّة [مثل]: جَسَّم الأمر وبالغ في تجسيمه- {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}: شيء ضئيل جدًّا" ° حبَّة العين: سوادها، إنسانها- حبَّة القلب: مهجته وسويداؤه- حبَّة مِسْبحة: كرةٌ صغيرة مثقوبة من زجاج أو معدن ونحوه تنظم في سلك مسبحة أو قلادة.
2 - قُبلة ولثمة.
3 - جزء صغير من كلِّ شيء.
4 - دُمَّل.
5 - من الأوزان: مقدار شعيرتين متوسطَتَيْن.
6 - (كم) مستحضر طبيّ على شكل كرويّ أو بيضيّ صغير للبلع "حبَّةٌ منوِّمة: مُسَكِّن للمساعدة على النّوم والتخلّص من الأرق".
7 - (نت) بذرة النجيليّات كالحنطة والشَّعير والذُّرة وبذرة البقوليّات كالفول والبسلّة والعدس، وهي أيضًا ثمرة نباتات الحبوب غير المنشقَّة أحاديّة المسكن ذات البذرة الواحدة التي تتَّحد فيها القصرة بغلاف الثمرة اتِّحادًا تامًّا.
• حَبَّة البَرَكة: (نت) عشب حوليّ أسود من الفصيلة الشقيقيّة، أوراقه دقيقة التجزُّؤ، وأزهاره زُرْق، وثماره جرابيّة بداخلها بذور صغيرة سوداء، تستعمل علاجًا، وتضاف أحيانًا إلى بعض أصناف الخبز والفطائر؛ لطيب طعمها ورائحتها، ويُعتصر منها زيتُ حبَّة البركة، ومن أسمائها: الحبّة السوداء والحبَّة المباركة، ومنبتها مصر والهند وبلاد حوض البحر المتوسط. 

حَبِيب [مفرد]: ج أحباب وأحبّاءُ وأحِبَّة، مؤ حبيب وحبيبة، ج مؤ حبيبات وحبائبُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبَّ2 وحبَّ3/ حبَّ إلى.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حبَّ1 وحَبَّ4: محبوب "تزوّج من فتاةٍ حبيبٍ/ حبيبةٍ إلى قلبه- {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ".
• الحبيبان: الذَّهب والفضَّة. 

حُبَيْبة [مفرد]: ج حُبَيْبات:
1 - تصغير حَبَّة.
2 - بَثْرَة صغيرة تتكوّن على الجلد "حُبَيْبات صديديّة". 

حُبَيبيّ [مفرد]: ج حبيبيّات:
1 - اسم منسوب إلى حُبَيْبة: "خشب حُبَيبيّ".
2 - مُغطًّى بحبوب صغيرة "جلد حُبَيبيّ" ° صخر حبيبيّ: محبَّب- ورم حُبَيبيّ: مكوّن من حبيبات.
• رمد حبيبيّ: (طب) مرض معدٍ لقرنيّة العين، يُسبِّبه نوع من البكتريا، يتميَّز بالالتهاب والتّضخُّم وتشكيل حبيبات في الأنسجة الغُدِّيّة. 

مُحِبّ [مفرد]: اسم فاعل من أحبَّ.
• المُحِبّ: اسم من أسماء الله الحسنى. 

مَحبَّة [مفرد]: مصدر ميميّ من حبَّ1 ° أُشرب محبَّته: آثره بها. 

مُستحَبّ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استحبَّ.
2 - (فق) ما رغَّب فيه الشَّارع ولم يوجبه، عكس مكروه "أمر مستحبّ". 
حبب
: (} الحُبُّ:) نَقِيضُ البُغْضِ، {والحُبّ: (الوِدَادُ) } والمَحَبَّةُ، (! كالحِبَابِ) بِمَعْنَى {المُحَابَّةِ والمُوَادَّةِ والحُبِّ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ للْمَوْتِ الجَدِيدِ} حِبَابُهَا
وَقَالَ صَخْرُ الغَيّ:
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ
عَاوَدَنِي مِنْ حِبَابِهَا الزُّؤُدُ
(والحِبّ، بكَسْرِهِمَا) حُكِيَ عَن خَالِدِ بنِ نَضْلَةَ: مَا هَذَا {الحِبُّ الطَّارِقِ. (والمَحَبَّةِ،} والحُبَابِ بالضَّمِّ) ، قَالَ أَبُو عَطَاءٍ السِّنْدِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ:
فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَصَادِقٌ
أَدَاءٌ عَرَانِي مِنْ {حُبَابِكِ أَمْ سِحْرُ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: المَشْهُورُ عِنْد الرُّوَاةِ مِنْ حِبَابِكِ، بِكَسْر الحاءِ، وَفِيه وَجْهَانِ، أَحدُهما أَن يكون مصدرَ} حَابَبْتُه {مُحَابَّةً} وحِبَاباً، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ جَمْعَ {حُبٍّ، مثل عُشّ وعِشَاش، ورواهُ بعضُهُم: من جَنَابِكَ، بِالْجِيم وَالنُّون، أَي من نَاحِيَتِك وَقَالَ أَبو زيد: (} أَحَبَّه) اللَّهُ، (وَهُوَ) {مُحِبٌّ بالكَسْرِ، و (} مَحْبُوبٌ على غير قياسٍ) هذَا الأَكثرُ قَالَ: ومِثْلُهُ مَزْكُومٌ ومَحْزُونٌ ومَجْنُونٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ. وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ: قَد فُعِلَ. بِغَيْر أَلِفٍ فِي هَذَا كُله، ثمَّ بُنِيَ مفْعِولٌ على فُعِلَ وإِلاّ فَلَا وَجْهَ لَهُ، فإِذَا قالُوا أَفْعَلَه اللَّهُ فَهُوَ كُله بالأَلف، وَحكى اللِّحْيَانِيُّ عَن بني سُلَيمَ: مَا {أَحَبْتُ ذلكَ أَي مَا} أَحْبَبْتُ، كَمَا قَالُوا: ظَنْتُ ذَلِك، أَي طَنَنْتُ، ومثلُه مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ظَلْتُ، وَقَالَ:
فِي سَاعَةٍ {يُحَبُّهَا الطَّعَامُ
أَي} يُحَبُّ فِيهَا (و) قد قِيلَ ( {مُحَبٌّ) بالفَتْح على القياسِ وَهُوَ (قليلٌ) قالَ الأَزهريُّ: وَقد جاءَ} المُحَبُّ شاذًّا فِي قولِ عنترةَ:
ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ
مِنِّي بِمَنْزِلَةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
(و) حكى الأَزهريُّ عَن الْفراء قَالَ: و ( {حَبَبْتُه} أَحِبُّه بالكَسْرِ) لُغَةٌ ( {حُبًّا بالضِّمَّ والكَسْرِ) فَهُوَ مَحْبُوبٌ، قَالَ الجوهريّ: وَهُوَ (شَاذٌّ) لاِءَنَّهُ لَا يَأْتِي فِي المضاعف يَفْعِلُ بالكَسْرِ إِلاّ ويَشْرَكُه يَفْعُلُ بالضَّمِّ إِذا كَانَ مُتَعَدِّياً، مَا خَلا هذَا الحَرْفَ، وكَرِهَ بعضُهُمْ حَبَبْتُه وأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيح، وَهُوَ قولُ غَيْلاَنَ بنِ شُجَاعٍ النَّهْشَلِيِّ:
أَحِبُّ أَبَا مَرْوَانَ مِنْ أَجْلِ تَمْرِهِ
وأَعْلَمُ أَنَّ الجَارَ بالجَارِ أَرْفَقُ
فَأُقْسِمُ لَوْلاَ تَمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ
وَلاَ كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ
وَكَانَ أَبو الْعَبَّاس المبرِّدُ يَرْوِي هَذَا الشْعَرَ:
وَكَانَ عِيَاضٌ مِنْهُ أَدْنَى ومُشْرِقِ
وعَلَى هَذِه الرِّوَاية لَا يكون فِيهِ إِقْوَاءٌ. (و) حكى سِيبَوَيْهٍ: حَبَبْتُهُ و (} أَحْبَبْتُهُ) بِمَعْنًى ( {واسْتَحْبَبْتُهُ} كَأَحْبَبْتُهُ، {والاسْتحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ.
(} والحَبِيبُ {والحُبَابُ بالضِّمِّ، و) كَذَا (} الحِبّ بالكَسْرِ، {والحُبَّةُ بالضَّمِّ) مَعَ الْهَاء، كُلُّ ذَلِك بِمَعْنى (} المَحْبُوبِ وَهِي) أَي {المَحْبُوبَةُ (بهاء) ،} وتَحَبَّب إِليه: تَوَدَّدَ، وامرأَةٌ {مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا،} ومُحِبٌّ أَيضاً، عَن الْفراء، وَعَن الأَزهريّ: {حُبَّ الشَّيْءُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ ثمَّ لَا تَقُلْ: حَبَبْتَهُ، كَمَا قَالُوا جُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ، ثمَّ يَقُولُونَ: أَجَنَّه اللَّهُ،} والحِبُّ بالكَسْرِ: {الحَبِيبُ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، وَكَانَ زيدُ بنُ حارِثَةَ يُدْعَى} حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَفِي الحَدِيث (ومَنْ يَجْتِرِىءُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي {مَحْبُوبُهُ، وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} يُحِبُّه كَثِيراً، وَفِي حَدِيث فاطمةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالَ لَهَا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَن عَائِشَة) (إِنَّهَا {حِبَّةُ أَبِيكِ) الحِبُّ بِالْكَسْرِ: المَحْبُوبُ والأُنْثَى: حِبَّةٌ (وجَمْعُ} الحِبِّ) بِالْكَسْرِ ( {أَحْبَابٌ} وحِبَّانٌ) بِالْكَسْرِ ( {وحُبُوبٌ} وحِبَبَةٌ) بِالْكَسْرِ (مُحَرَّكَةً، وحُبٌّ بِالضَّمِّ) وَهَذِه الأَخيرةُ إِما أَنها جَمْعٌ (عَزِيزٌ أَو) أَنها (اسمُ جَمْعٍ) ، وَقَالَ الأَزهريّ: يُقَالُ للحَبِيبِ: {حُبَابٌ، مُخَفَّفٌ، وَقَالَ اللَّيْث: الحِبَّةُ والحِبُّ بِمَنْزِلَة الحَبِيبَةِ والحَبِيبِ، وَحكى ابْن الأَعرابيُّ: أَنَا حَبِيبُكُمْ أَي مُحبُّكُم، وأَنشد:
وَرُبَّ حَبِيبٍ (ناصحٍ) غَيْرِ مَحْبُوبِ
وَفِي حَدِيث أُحُدٍ (هُوَ جَبَلٌ} يُحِبُّنَا {ونُحِبّهُ) قَالَ ابْن الأَثير: وَهَذَا محمولٌ على المجازِ، أَراد أَنه جَبَلٌ يُحِبُّنَا أَهْلُهُ} ونُحِبُّ أَهْلَهُ، وهُم الأَنْصَارُ، ويجوزُ أَن يكونَ من بَاب المَجَاز الصَّريحِ، أَي أَنَّنَا نُحِبُّ الجَبَلَ بِعَيْنِه، لأَنَّه فِي أَرْضِ مَنْ نُحِبُّ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ (انْظُرُوا حُبَّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ) وَفِي روايةٍ بإِسْقَاطِ انْظُرُوا، فيجوزُ أَن تكونَ الحَاءُ مَكْسُورَة بمعنَى المَحْبُوبِ أَي مَحْبُوبُهُمُ التَّمْرُ، فعلَى الأَوّلِ يكون التمرُ مَنْصُوبًا، وعَلى الثَّانِي مَرْفُوعا.
( {وحُبَّتُكَ، بالضَّمِ: مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تُعْطَاهُ أَو يكونَ لَكَ) واخْتَرْ} حُبَّتَكَ {ومَحَبَّتَكَ أَي الَّذِي تُحِبُّه (و) قَالَ ابْن بَرِّيّ: (الحَبِيبُ) يجىءُ تَارَةً بِمَعْنى (المُحِبِّ) كَقَوْل المُخَبَّلِ:
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ} حَبِيبَها
ومَا كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي {مُحِبَّهَا، ويجىءُ تَارَة بِمَعْنى المَحْبُوبِ كَقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةَ:
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى
إِلَىَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ} لَحَبِيبُ
أَي لمَحْبُوبٌ:
(و) حَبِيبٌ (بِلَا لامٍ خَمْسَةٌ وثَلاَثُون صَحَابِيًّا) وهم حَبيبُ بنُ أَسْلَمَ مَوْلَى آلِ جُشَمَ، بَدْرِيٌّ، رُوِيَ عَنهُ، وحَبِيبُ بنُ الأَسْوَدِ، أَوْرَدَه أَبُو مُوسَى، وحَبِيبُ بنُ أَسِيد بنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ اليَمَامَةِ، وَحبِيبُ بنُ بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ، وحَبِيبُ بنُ تَيْمٍ، وحَبِيبُ بنُ حَبيبِ بنِ مَرْوَانَ، لَهُ وِفَادَةٌ، وحبيبُ بنُ الحَارِث، لَهُ وِفَادَةٌ، وحَبِيبُ بنُ حُبَاشَةَ، وحَبِيبُ بنُ حِمَارٍ، وحَبِيبُ بن خِرَاشٍ العصريّ، وحَبِيبُ بنُ حَمَامَةَ، ذَكَره أَبُو مُوسَى، وحَبِيبُ بنُ خِرَاش التَّمِيمِيُّ، وحبيبُ بن خماسة الأَوْسِيّ الخطميّ وحبيبُ بنُ رَبِيعَةَ بن عَمْرو، وحبيبُ بن رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ، قَالَه المزّيّ، وحَبِيبُ بن زيدِ بنِ تَيْمِ البَيَاضِيّ، اسْتُشْهَدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وحَبِيبُ بن زَيْدِ بن عاصمٍ المَازِنِيُّ الأَنْصَاريُّ، وحَبِيبُ بنُ زَيْدٍ الكمِنْدِيُّ، وحبيبُ بنُ سَبْعٍ أَبو جُمُعَةً الأَنْصَارِيُّ، وحَبيبُ بنُ سبيعة؛ أَوْرَدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وحَبِيبُ بُنُ سَعْدٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، وحَبِيبٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، وحَبِيبُ بنُ سَنْدَر وحَبِيبُ بنُ الضَّحَّاكِ، رَضِي الله عَنْهُم.
(و) حَبِيبٌ أَيضاً (جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ) وأَبُو حَبيبٍ: خَمْسَةٌ من الصَّحَابَةِ.
(ومُصَغَّراً) هُوَ (حُبَيِّبُ بنُ حَبِيب أَخُو حمْزَةَ الزَّيَّاتِ) المُقرِىء (و) حُبَيِّبُ (بنُ حَجْرٍ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ بَصِرِيُّ (و) حُبَيِّبُ (بُن عَلِيَ، مُحَدِّثُونَ) ، عَن الزّهْرِيِّ.
وفاتَهُ مُحَمَّدُ بنُ حُبَيِّب ابنُ أَخي حَمْزَةَ الزَّيَاتِ، رَوَتْ عَنهُ بِنْته فَاطِمَةُ، وَعنهُ جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وحَبِيب بن فَهْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيز، الثَّانِي شَيْخٌ لِلإِسْمَاعِيلِيِّ وحَبِيب بنُ تَمِيمٍ المُجَاشِعِيُّ، شَاعِرٌ، وحَبِيب بنُ كَعْبٍ بنِ يَشْكُرَ، قَدِيم، وحَبِيب بنُ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ جَدّ سُوَيْدِ بنِ الصَّامِتَ وحُبَيِّب بن الْحَارِث فِي ثَقِيفٍ، وذَكَرَ الأَصْمَعيُّ أَنَّ كُلَّ اسمٍ فِي العَرَب فَهُوَ حَبِيبٌ بالفَتْحِ إِلاّ الَّذِي فِي ثَقِيفٍ وَفِي تَغْلِب وَفِي مُرَادٍ، ذَكَره الهَمْدَانيُّ.
(و) ! حُبَيْبٌ (كزُبَيْرٍ ابنُ النُّعْمَانِ، تَابِعِيّ) عَن أَنَس، لَهُ مَنَاكِيرُ (وهُوَ غَيْرُ) حُبَيْب بنِ النّعْمَانِ الأَسَدِيِّ) الَّذِي رَوَى (عَن خُرَيْمِ بن فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ، فإِنَّ ذَاكَ بالفَتْحِ وَهُوَ ثِقَةٌ.
(و) قَالُوا (حَبَّ بِفُلاَنٍ أَي مَا أَحَبَّهُ) إِلَيَّ، قَالَهُ الأَصمعيُّ، وَقَالَ أَبو عبيدٍ: مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلاَنٍ بضَمِّ البَاءِ ثمَّ سُكِّنَ وأُدْغِمَ فِي الثانيةِ، ومثلُه قَالَ الفراءُ، وأَنشد: وزَادَهُ كَلَفا فِي الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ
{وَحَبَّ شَيْئاً إِلى الإِنْسَانِ مَا مُنِعَا
قَالَ: ومَوْضِعُ (مَا) رَفْعٌ، أَرَادَ} حَبُبَ، فأَدْغَمَ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
{ولَحَبَّ بِالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيَالاَ
أَي مَا} أَحَبَّه إِلَيَّ، أَيْ {أَحْبِب بِهِ.
(} وحَبُبْتُ إِلَيْهِ كَكَرُمَ: صِرْتُ {حَبِيباً لَهُ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلاَّ شَرُرْتُ) ، مِنَ الشَّرِّ (و) مَا حَكَاه سِيبَوَيْهٍ عَن يُونُسَ من قَوْلهم (لَبُبْتُ) مِنَ اللُّبِّ وَتقول: مَا كُنْتَ حَبِيباً ولَقَدْ حَبِبْتَ، بالكَسْرِ، أَي صِرْتَ حَبِيباً.
(} وحَبَّذَا الأَمْرُ، أَيْ هُوَ حَبِيبٌ) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جُعِلَ حَبَّ وَذَا) أَي مَعَ ذَا (كَشَيْءٍ وَاحِدٍ) أَي بِمَنْزِلَتِهِ (وهُوَ) عِنْدَه (اسْمٌ وَمَا بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ بِه ولَزِمَ ذَا حَبَّ وجَرَى كالمَثَلِ، بِدَليلِ قَوْلِهِمْ فِي المُؤَنَّثِ حَبَّذَا) و (لَا) يقولونَ (حَبَّذِهْ) بِكَسْر الذالِ الْمُعْجَمَة، وَمِنْه قولُهم: حَبَّذَا زَيْدٌ، {فَحَبَّ فِعْلٌ مَاضٍ لاَ يَتَصَرَّفُ، وأَصْلُهُ} حَبُبَ، عَلَى مَا قَالَهُ الفرّاءُ، وذَا فَاعِلُهُ، وَهُوَ اسْمٌ مُبْهَمٌ من أَسْمَاءِ الإِشَارَةِ، جُعِلاَ شَيئاً وَاحِدًا فصارَا بمَنْزِلَةِ اسمٍ يَرْفَعُ مَا بَعْدَه، وموضِعُه رَفْعٌ بالابْتِدَاءِ وزيدٌ خَبَرُه وَلَا يجوز أَن يكونَ بَدَلاً مِنْ ذَا، لأَنَّكَ تقولُ: حَبَّذَا امْرَأَةٌ، وَلَو كَانَ بَدَلاً لقلتَ حَبَّذِهِ المَرْأَةُ، قَالَ جرير:
يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ بَلَدٍ
وَحَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانا
وحَبَّذَا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِيَةٍ
تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحْيَانَا
وَقَالَ الأَزهريّ: وأَمّا قولُهم: حَبَّذَا كَذَا وكَذَا فَهُوَ حَرْفُ مَعْنًى أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا، يُقَالُ: حَبَّذَا الإِمَارَةُ، والأَصْلُ: حَبُبَ ذَا، فأُدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَيْنِ فِي الأُخْرَى وشُدِّدَتَا، وذَا إِشَارةٌ إِلى مَا يَقْرُبُ مِنْك، وأَنشد:
حَبَّذَا رَجْعُهَا يَدَيْهَا إِلَيْهَا
فِي يَدَيْ دِرْعِهَا تَحُلُّ الإِزَارَا كأَنَّه قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عَن ذَا فَقَالَ: هُوَ رَجْعُهَا يَدَيْها إِلَى حَلِّ تِكَّتِهَا، أَي مَا أَحَبَّه، وَقَالَ ابنُ كَيْسَانَ: حَبَّذَا كَلِمَتَانِ جُمِعَتَا شَيْئا وَاحِدًا وَلم تُغَيَّرَا فِي تَثْنِيَةٍ وَلا جَمعٍ وَلَا تَأْنِيثٍ، ورُفعَ بهَا الِاسْم، تَقُولُ: حَبَّذَا زَيْدٌ وحَبَّذَا الزَّيْدَانِ، وحَبَّذَا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذَا هنْدٌ وحَبَّذَا أَنْتَ وأَنْتُمَا وأَنْتُم، يُبْتعدَأُ بهَا، وإِن قُلْتَ: زَيْدٌ حَبَّذَا فهِيَ جَائِزَةٌ وَهِي قَبِيحَةٌ، وإِنَّمَا لَمْ تِثَنَّ ولَمْ تُجْمَع ولَمْ تُؤَنَّثْ، لأَنَّك إِنَّمَا أَجْرَيْتَهَا على ذِكْرِ شَيءٍ سَمِعْتَ فكأَنَّكَ قُلْتَ حَبَّذَا الذَّكْرُ ذِكْرُ زَيْدٍ، فصارَ زَيْدٌ مَوْضِعَ ذِكْره (وَصَارَ ذَا) مُشَاراً إِلى الذِّكْرِ بِهِ، كَذَا فِي كتب النَّحْو (وحَبَّ إِليَّ هَذَا الشَّيْءُ) يَحَبُّ (حُبًّا) قَالَ ساعِدَةُ:
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ
وَعَدَتْ عَوَاد دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ
وأَنشد الأَزهريّ:
دَعَانَا فَسمَّانَا الشِّعَارَ مُقَدِّماً
{وحَبَّ إِلينا أَن يكونَ المُقَدَّما
وَيُقَال:} أَحْبِبْ إِلَيَّ بِه، وروى الجوهريّ فِي قَول ساعِدةَ: {وحُبَّ، بالضمِّ، قَالَ: أَراد} حَبُب فأَدْغَمَ وَنَقَلَ الضمةَ إِلى الحاءِ لأَنه مَدْحٌ، ونَسبَ هَذَا القولَ لِابْنِ السكّيت.
( {وحَبَّبهُ إِلَيَّ: جَعلَنِي} أُحِبُّهُ) وحَبَّبَ اللَّهُ إِليه الإِيمانَ، وحَبَّبه إِليَّ إِحسانُه، وحَبَّ إِلَيَّ بِسُكْنَى مكَّةَ، وحَبَّ إِليَّ بأَن تَزورني.
(و) قولُهُم: ( {حَبَابُكَ كَذَا) بالفَتْح، وحَبَابُكَ أَنْ يكُونَ ذلكَ، أَو حَبَابُكَ أَن تَفْعلَ ذلكَ (أَي غَايَةُ} مَحبَّتِكَ أَو) مَعْنَاهُ (مبْلَغُ جُهْدِكَ) الأَخِيرُ عَن للِّحْيَانيّ، وَلم يذْكُرِ: الحُبَّ، ومثلُه: حُمَادَاك، أَي جُهْدُكَ وغَايَتُكَ.
(و) يُقَال (! تَحَابُّوا: أَحبَّ بعْضُهُمْ بعْضاً) وهما يَتَحابَّانِ، وَفِي الحَدِيث (تَهَادَوْا تَحابُّوا) أَي يُحِبّ بَعْضُكُمْ بعْضاً.
(و) {التَّحبُّبُ: إِظْهَارُ الحُبِّ، يُقَال (} تَحَبَّبَ) فلانٌ، إِذا (أَظْهرَهُ) أَي الحُبَّ، وَهُوَ {يَتَحَبَّبُ إِلى الناسِ،} ومُحَبَّبٌ إِليهم أَي {مُتَحَبِّبٌ (} وَحَبَّانُ {وحُبَّانُ} وحِبَّانُ) بالتثليث ( {وحُبيِّبٌ مُصغَّراً) قد سبق ذكرُه، فَسردُه ثَانِيًا كالتكرارِ (و) } حُبَيْبٌ (كَكُمَيْت) كَذَلِك تقدَّمَ ذِكرُه (و) {حَبِيبةُ (كَسَفِينَةٍ، و) } حُبَيْبة ك (جُهَيْنَةَ و) {حَبَابةُ مثلُ (سَحابةٍ و) } حَبَابٌ مثلُ (سَحَابٍ و) ! حُبَابٌ مِثْلُ (عُقَابٍ وحَبَّةُ بِالْفَتْح وحُبَاحِبُ بِالضَّمِّ) وَقد يأَتي ذكره فِي الرباعيّ (أَسْمَاءٌ) مَوْضوعةٌ من الحُبِّ.
(وحَبَّانُ بالفَتْحِ: وَادٍ باليَمَنِ) قريبٌ من وَادِي حَبْقٍ (و) حَبَّانُ (بنُ مُنْقِذِ) بنِ عمرٍ والخَزْرَجِيُّ المازنيُّ شَهد أُحُداً، وتُوُفِّي فِي زَمنِ عثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (صَحابِيٌّ) وابْنُه سعيدٌ لَهُ ذِكْرٌ (و) حَبَّانُ (بنُ هِلاَلٍ و) حَبَّانُ (بنُ وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ) الحارِثِيُّ الأَنْصارِيُّ من أَهْلِ المدِينَةِ، يَرْوِي عَن أَبِيه، وَعنهُ ابنُ لَهِيعةَ (وسَلَمةُ بنُ حَبَّانَ) شيخٌ لأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ (مُحَدِّثُونَ) .
(و) سِكَّةُ حِبَّانَ (بالكَسْرِ: مَحَلَّةٌ بنَيْسابُور) مِنْهَا محمدُ بن جعفرِ بنِ أَحمد الحِبَّانِيّ، (و) حِبَّانُ (بنُ الحكمَ السُّلَمِيّ) من بَنِي سُلَيْمٍ، قِيلَ كَانَت مَعَه رايةُ قَوْمِهِ يومَ الفَتْحِ (و) حِبَّانُ (بنُ بُجَ الصُّدَائِيُّ) لَهُ وِفَادةٌ، وشَهِد فَتْحع مِصْرَ (أَوْ هُوَ) حَبَّانُ (بالفَتْحِ) قَالَه ابْن يُونُس، والكَسْرُ أَصحّ (و) كَذَا حِبَّانُ (بنُ قَيْسٍ أَو هُوَ) أَي الأَخِيرُ (بالياءِ) المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ، وَكَذَا حِبَّانُ أَبُو عقيلٍ الأَنْصارِيُّ، وحِبَّانُ بن وَبرَة المرّيّ (صحابِيُّونَ و) حِبَّانُ (بنُ مُوسى) المَرْوَزِيُّ شيخُ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ (و) حِبَّانُ (بنُ عَطِيَّةَ) السُّلَمِيُّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي الصَّحِيحِ، فِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ فِي قِصَّةِ حاطِبٍ، ووَقَع فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرَ الهَرَوِيّ حَبَّانُ بالفَتْحِ. (و) حِبَّنُ (بنُ عَلِيَ العَنَزهيُّ) من أَهلِ الكوفَة، روى عَن الأَعْمَشِ والكُوفيْينَ مَاتَ سنة 173 وَكَانَ يَتَشَيَّع، كَذَا فِي (الثِّقَاتِ) .
قلتُ: هُوَ أَخُو مَنْدَل، وابْنَاهُ: إِبراهيمُ وعبدُ الله حَدَّثَا (و) حِبَّانُ (بنُ يَسَارٍ) أَبُو رَوْحٍ الكِلاَبِيُّ يَرْوِي عَن العِقَارقِيِّينَ، (مُحَدِّثُونَ) .
(وحُبَّانُ) بالضمِّ ابنُ مَحْمُودِ بن محموية (البَغْدادِيّ) قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: حَدَّثْتُ عَنْهُ ومُحَمَّدُ بنِ بَكْرِ) بن عَمْرٍ وبَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ، رَوَى عَن سَلَمَةَ بنِ الفَضْلِ وَعنهُ الطَّبَرَانِيُّ، والجِعَابِيّ وَلَهُم آخر: مُحَمَّدُ بنُ {حُبَّانَ اخْتُلفَ فِيهِ، قيلَ بالفَتْح، وَاسم جَدِّه أَزْهَرُ، وَهُوَ باهِلِيٌّ، رْوِي عَن أَبِي الطَّاهِرِ الذّهْلِيِّ، وَقيل: هُمَا واحِدٌ، رَاجِع (التَبْصِير) لِلْحَافِظِ (رَوَيَا) وحَدَّثَا.
(} والمُحَبَّةُ {والمَحْبُوبَةُ) حَكَاهُمَا كُرَاع (و) كَذَا (} المُحَبَّبَةُ {والحَبِيبَةُ) جَمِيعًا من أَسماءِ (مَدِينَةِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَنْهَيْتُهَا إِلى اثْنَيْنِ وتِسْعِينَ اسْماً، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلك} لحُبِّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلموأَصحابه إِياها.
( {ومَحْبَبٌ كمَقْعَدٍ اسْمٌ) عَلَمٌ جَاءَ على الأَصْلِ لمَكَان العَلَمِيَّةِ، كَمَا جاءَ مَزْيَدٌ، وإِنَّمَا حَمَلَهُمْ على أَن يَزِنُوا} مَحْبَباً بمَفْعَلٍ دُونَ فَعْلَلٍ لأَنهم وَجَدُوا مَا تركَّب من حبب وَلم يَجِدُوا محب ولَوْلاَ هَذَا لَكَانَ حَمْلُهُم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَوْلَى، لأَنَّ ظُهُورَ التضعيفِ فِي فَعْلَل هُوَ الق 2 اسِ والعُرْفُ كَقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ.
(وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ فلَمْ يَثُرْ) وقيلَ:! الإِحْبَابُ فِي البَعِيرِ كالحِرَانِ فِي الخَيْلِ، وَهُوَ أَن يَبْرُكَ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيُّ:
حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبَا
ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا
القَفِيلُ: السَّوْطُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 016 اني اءَحببت حب الْخَيْر عَن رَبِّي} (ص: 32) أَي لَصِقْتُ بالأَرْضِ لِحُبِّ الخَيْلِ حَتَّى فاتَتْنِي الصَّلاةُ (أَوْ) أَحَبَّ البَعِيرُ {إِحْبَابا (: أَصَابَهُ كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فَلَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَمُوتَ) قَالَ ثعلبٌ: وَيُقَال لِلْبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبُّ، وأَنْشَدَ يَصِفُ امْرَأَةً قَاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا.
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلّهُنَّ كالمُحِبّ
وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: الإِحْبَابُ: أَنْ يُشْرِفَ البَعيرُ عَلَى المَوْتِ من شِدَّةِ المَرَضِ فَيَبْرُكَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يَنْبَعِثَ، قَالَ الراجز:
مَا كَانَ ذَنْبِي مِنْ مُحِبَ بَارِك
أَتَاهُ أَمْرُ اللَّهِ وَهْوَ هَالِكْ
(و) الإِحْبَابُ: البُرْءُ من كُلِّ مَرَضٍ، يُقَال: أَحَبَّ (فُلاَنٌ) إِذا بَرَأَ مِنْ مَرَضِهِ، و) أَحَبَّ (الزَّرْعُ) وَأَلَبَّ (صَارَ ذَا حَبَ، و) وذَلِكَ إِذا (دَخَلَ فِيهِ الأُكْلُ) وتَنَشَّأَ الحَبُّ واللُّبُّ فِيهِ.
(} واسْتَحَبَّتْ كَرِشُ المَالِ) إِذَا (أَمْسَكَتِ المَاءَ وطَالَ ظِمْؤُهَا، وإِنما يكون ذَلِك إِذَا لتَقَتِ الصَّرْفَةُ والجَبْهَة وطلعَ مَعهما سُهيل.
(والحَبَّةُ: وَاحِدَةُ الحَبِّ) ، والحَبُّ: الزَّرْعُ صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا، والحَبُّ: معروفٌ مستعملٌ فِي أَشياءَ (جَمَّة) حَبَّةٌ مِنْ بُرَ، وحَبَّةٌ مِنْ شَعِيرٍ، حَتَّى يَقُولُوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ، والحَبَّةُ منَ الشَّعِيرِ والبُرِّ ونحوهِمَا (ج {حَبَّاتٌ) } وحَبٌّ ( {وحُبُوبٌ} وحُبَّانٌ كتُمْرَانٍ) فِي تَمْرٍ وَهَذِه الأَخيرةُ نادرةٌ، لأَنَّ فَعْلَة لَا يُجْمَعُ على فُعْلاَنٍ إِلا بَعْدَ (طَرْح) الزَّائِدِ.
(و) {الحَبَّةُ (: الحَاجَةُ) .
(و) } الحُبَّةُ (بالضَّمِّ: المُحَبَّةُ) وَقد تقَدَّمَ، (: وعَجَمُ العِنَبِ، و) قد يُخَفَّفُ) فَيُقَال! الحُبَةُ كثُبَةٍ. (و) {الحِبَّةُ (بالكَسْرِ بُزُورُ البُقُولِ و) رَوَى الأَزهريّ عَن الكِسَائيِّ: الحِبَّة: حَبُّ (الرَّيَاحِينِ) ووَاحِدَةُ الحِبَّةِ حَبَّةٌ (أَو) هِيَ (نَبْتٌ) يَنْبُتُ (فِي الحَشِيشِ صَغِيرٌ أَو) هِيَ (الحُبُوبُ المُخْتَلِفَةُ من كلِّ شيءٍ) وبِهِ فُسِّرَ حديثُ أَهلِ النارِ (فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ} الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) والحَمِيلُ: مَا يَحْمِلُ السَّيْلُ من طِينٍ أَو غُثَاءٍ، والجَمْعُ! حِبَبٌ، وقِيلَ: مَا كَانَ لَهُ حَبٌّ منَ النَّبَاتِ فاسمُ ذَلِك الحَبِّ الحِبَّةُ (أَو) هِيَ مَا كانَ من (بَزْرِ العُشْبِ) قَالَه ابْن دُرَيْد (أَو) هِيَ (جَمِيعُ بُزُورِ النَّبَاتِ) قَالَه أَبو حنيفَةَ، وَقيل: الحبَّةُ بِالْكَسْرِ: بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ (وَوَاحِدُهَا حِبَّةٌ: بالكَسْرِ، وحَبَّةٌ (بالفَتْحِ) عَن الكسائيِّ، قَالَ: فَأَمَّا الحَبُّ فليْسَ إِلاَّ الحِنْطَةَ والشَّعِيرَ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بالفَتْحِ، وإِنَّمَا افْتَرَقَا فِي الجَمْع، وَقَالَ الجوهريّ: الحَبَّةُ: وَاحِدَةُ حَبّ الحِنْطَةِ ونحوِهَا من الحُبُوبِ، (أَو) الحِبَّةُ بالكسرِ (بَزْرُ) كلِّ (مَا نَبَتَ) وَحْدَه (بِلاَ بَذْرٍ، و) كُلُّ (مَا بُذِرَ فَبالفَتْحِ و) قَالَ أَبُو زِيَادٍ: الحِبَّةُ بالكسرِ (اليَبِيسُ المُتَكَسِّرُ المُتَرَاكِمُ) بعضُه على بعضٍ، رَوَاهُ عَنهُ أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ أَبِي النَّجْمِ:
تَبَقَّلَتْ مِنْ أَوَّلِ التَّبَقُّلِ
فِي حِبَّةٍ حَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال لِحَبِّ الرَّيَاحِين حِبَّةٌ، أَي بِالْكَسْرِ، والوَاحِدَةُ مِنْهَا حَبَّةٌ أَي بِالْفَتْح (أَو) الحِبَّة (: يابسُ البَقْل) والحِبَّة حَبُّ البَقْلِ الَّذِي يَنْتَثِرُ، قَالَ الأَزهَرِيّ، وسمعتُ العرَبَ يقولونَ رَعَيْنَا الحِبَّةَ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الصَّيْفِ إِذَا هَاجَتِ الأَرْضُ وَيَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَنَاثَرَتْ بُزُورُهَا وَوَرَقُهَا، فإِذَا رَعَتْهَا النَعَمُ سَمِنَتْ عَلَيْهَا قَالَ: ورأَيتُهُمْ يُسَمُّونَ الحِبَّةَ بعدَ الانْتِثَارِ القَمِيمَ والقَفَّ، وتَمَامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعدَ التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيمِ، قَالَ: وَلاَ يَقَعُ اسْمُ الحِبَّةِ إِلاَّ على بُزُورِ العُشْبِ، وَقد تقَدَّم، والبُقُولِ البَرِّيَةِ ومَا تَنَاثَرَ من وَرَقِهَا فاخْتَلَطَ بهَا، مثل القُلْقُلاَنِ، والبَسْبَاسِ، والذُّرَقِ، والنَّفَلِ، والمُلاَّحِ وأَصْنَافِ أَحْرَارِ البُقُولِ كُلِّهَا وذُكُورِهَا.
(و) يُقَالُ: جَعَلَه فِي حَبَّةِ قَلْبِهِ وأَصَابَتْ فُلاَنَةُ حَبَّة قَلْبِهِ (حَبَّةُ القَلْبِ: سُوَيْدَاؤُهُ، أَو) هِيَ (مُهْجَتُه، أَو ثَمَرَتَهُ أَو) هِيَ (هَنَةٌ سَوْدَاءُ فيهِ) وَقيل: هِيَ زَنَمَةٌ فِي جَوْفِهِ قَالَ الأَعشى:
فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وطِحَالَهَا
وَعَن الأَزهريّ: حَبَّةُ القَلْبِ: هِي العَلَقَةُ السَّوْدَاءُ الَّتِي تكونُ دَاخِلَ القَلْبِ وَهِي حَمَاطَةُ القَلْبِ أَيضاً، يقالُ: أَصَابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلاَنٍ، إِذا شَغَفَ قَلْبَهُ حُبُّهَا، وَقَالَ أَبو عمرٍ و: الحَبَّةُ: وَسَطُ القَلْبِ.
(وحَبَّةُ) بِنْتُ عبدِ المُطَلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ تَابِعِيَّةٌ:
وحَبَّةُ اسمُ (امْرَأَةٍ عَلِقَهَا) : عَشِقَهَا (مَنْظُورٌ الجِنِّيُّ فكَانَتْ) حَبَّةُ (تَتَطَّبَّبُ بِمَا يُعَلِّمُهَا مَنْظُورٌ) قالَه ابنُ جِنِّي، وأَنشد:
أَعَيْنَيَّ سَاءَ اللَّهُ مَنْ كَانَ سَرَّه
بُكَاؤُكُمَا أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذَاكُمَا
ولَوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِمَا
لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لِي قَذَاكُمَا
وحَبَّةُ بنُ الحَارِثِ بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىءٍ هُوَ الَّذِي سَارَ مَعَ أُسَامَة بنِ لُؤَيّ بنِ الغَوْثِ خَلْفَ البَعِيرِ إِلى أَنْ دَخَلاَ جَبَلَيْ أَجَإِ وسَلْمَى.
(! وحَبَابُ المَاءِ والرَّمْلِ) وكَذَا النَّبِيذِ كسَحَابٍ (: مُعْظَمُه، كَحَبَبِهِ) مُحَرَّكَة (وحِبَبِهِ) بالكسرِ، واختص بالثالث أَولهما قَالَ طرفَة:
بَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
كَمَا قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ
فَدَلَّ على أَنه المُعْظَمُ، قلتُ: ومنهُ حديثُ عليَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لأَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (طِرْتَ بِعُبَابِهَا وفُزْتُ بِحَبَابِهَا) أَي مُعْظَمِهَا، (أَو) حَبَابُ المَاءِ (طَرَائِقُه) كأَنَّهَا الوَشْيُ، قَالَه الأَصمعيّ وأَنشد لجريرٍ.
كَنَسْجِ الرِّيحِ تَطَّرِدُ الحَبَابَا
(أَوْ) حَبَابُ المَاءِ نُفَّاخَاتُه و (فَقَاقِعُه الَّتِي تَطْفُو كَأَنَّهَا القَوَارِيرُ) وَهِي اليَعَالِيلُ، يقالُ: طَفَا الحَبَابُ عَلَى الشَّرَابِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: حَبَبُ المَاءِ: تَكَسَّرُهُ، وَهُوَ الحَبَابُ وأَنشد الليثُ:
كَأَنَّ صَلاَ جَهِيزَةَ حِينَ قَامَتْ
حَبَابُ المَاءِ يَتَّبِعُ {الحَبَابَا
ويُرْوَى: حِينَ تَمْشِي، لَمْ يُشَبِّهَ صَلاَهَا ومَآكِمَهَا بالفَقَاقِيع وإِنَّما شَبَّهَ مَآكمَهَا} بالحَبَابِ الذِي عَلَيْهِ، كأَنَّهُ دَرَجٌ فِي حَدَبَةٍ، والصَّلاَ: العَجِيزَةُ، وقيلَ: حَبَابُ المَاءِ: مَوْجُهُ الَّذِي يتبعُ بعضُه بَعْضاً، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد شَمِرٌ:
سُمُوّ حَبَابِ المَاءِ حَالا عَلَى حَالِ
( {والحُبُّ) بالضَّمِّ (: الجَرَّةُ) صَغِيرَة كَانَت أَو كَبِيرَة (أَو) هِيَ (الضَّخْمَة مِنْهَا) أَو الحُبُّ: الخَابِيَةُ، وَقَالَ ابْن دُريد: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الماءُ، فَلم يُنَوِّعْهُ، وَهُوَ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبو حَاتِم: أَصْلُهُ حُنْبُ، فعُرِّب، والحُبَّةُ بالضَّمِّ: الحُبُّ، يُقَالُ: نَعَم وحُبَّةٍ وكَرَامَةً أَوْ يُقَالُ فِي تَفْسِيرِ الحبِّ والكَرَامَةِ: إِن الحبَّ: (الخَشَبَاتُ الأَرْبَعُ) الَّتِي (تُوضَعُ عَلَيْهَا الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، و) إِن (الكَرَامَةَ غِطَاءُ الجَرَّةِ) من خَشَبٍ كانَ أَو من خَزَفِ (وَمِنْه) قولُهُم (حُبَّا وكَرَامَةً) نَقله الليثُ (ج} أَحْبَابٌ {وحِبَبَةٌ} وحِبَابٌ) بِالْكَسْرِ.
(و) الحِبُّ (بالكَسْرِ:) الحَبِيبُ مثل خِدْن وخَدِينٍ، قَالَ ابْن برّيّ: والحَبِيبُ يجيءُ تَارَة بِمَعْنى (المُحِبِّ) كقولُ المُخَبَّلِ. أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ حَبِيبَها
وَما كَانَ نَفْساً بالفِرَاقِ تَطِيبُ
أَي مُحِبَّهَا، ويجيءُ تَارَة بِمَعْنى المَحْبُوبِ كقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةِ.
وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى.
إِلَيَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ لحَبِيبُ
وَقد تَقَدَّم.
(و) الحِبُّ (القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ) قَالَ ابْن دُرَيْد: أَخْبَرَنَا أَبو حاتمٍ عَن الأَصمعيِّ أَنَّهُ سَأَلَ جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عَن معْنَى قولِ أَبِيهِ الرَّاعِي:
تَبِيتُ الحَيَّةُ النَضْنَاضُ مِنه
مَكَانَ الحِبِّ تَسْتَمِعُ السِّرَارَا
مَا الحِبُّ: فَقَالَ: القُرْطُ، فَقَالَ خُذُوا عنِ الشَّيْخِ فإِنَّه عالِمٌ، قَالَ الأَزهريُّ وفَسَّر غيرُه الحِبَّ فِي هَذَا البيتِ الحَبِيبَ، قَالَ: وأُرَاهُ قَوْلَ ابنِ الأَعْرَابيّ، وَقَوله (كالحِبَابِ بالكسْر) صَرِيحُه أَنه لغةٌ فِي الحِبِّ بمَعْنَى القُرْط وَلم أَرَه فِي كُتُبِ اللُّغةِ، أَو أَنه لُغَةٌ فِي الحِبِّ بِمَعْنى المُحِبِّ وَهُوَ كَثِيرٌ، وَقد تقدم فِي كلامِه، ثمَّ إِنّي رأَيتُ فِي (لِسَان الْعَرَب) بعد هَذِه الْعبارَة مَا نَضُّه: والحُبَابُ كالحِبِّ، وَلَا يخْفَى أَنَّه مُحْتَمِل المَعْنَيَيْنِ، فتأَمَّلْ.
(و) الحُبَابُ (كغُرَابٍ: الحَيَّة) بِعَيْنِهَا وَقيل: هِيَ حَيَّةٌ ليْسَتْ مِن العَوَارِم. (و) الحُبَابُ (: حَيٌّ من بَنِي سُلَيْمٍ، و) حُبَابٌ (اسْمُ) رَجلٍ منَ الأَنْصَارِ، غُيِّرَ لِلْكَرَاهَةِ (و) حُبَابٌ (جَمْعُ! حُبَابَةٍ) اسْم (لِدُوَيْبَةٍ سَوْدَاءَ مَائِبَّةٍ، و) حُبَابٌ (اسْمُ شَيْطَانٍ) ، وَفِي الحَدِيث (الحُبَابُ شَيْطَانٌ) قَالَ ابْن الأَثير هُوَ بالضَّمِّ اسمٌ لَهُ، ويَقَعُ عَلَى الحَيَّةِ أَيضاً، كَمَا يقالُ لَهَا: شَيْطَانٌ، فهما مُشْتَرِكَانِ، وَلذَلِك غُيِّرَ اسمُ حُبَابٍ كَرَاهِيَةً للشَّيْطَانِ، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: وإِنما قيلَ الحُبَابُ اسمُ شَيْطَانٍ لأَن الحَيَّةَ يُقَال لَهَا شَيْطَانٌ، قَالَ الشَّاعِر:
تُلاَعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيَ كَأَنَّهُ
تَمَعُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وَبِه سُمِّي الرَّجُلُ، انْتهى.
(وأُمُّ حُبَابٍ) مِن كُنَى (الدُّنْيَا) .
(و) حَبَابٌ (كَسَحَاب اسمٌ) .
وقَاعُ الحَبَابِ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ من أَعمال سخنان.
وأَبُو طَاهِرٍ محمدُ بنُ محمودِ بنِ الحَسَنِ بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ الحَبَابِ الأَصْبَهَانِيُّ، مُحَدِّثٌ، وَهُوَ شَيْخُ وَالِدِ أَبِي حامِدٍ الصَّابُونِيّ، ذَكَره فِي الذَّيْلِ.
(و) الحَبَابُ بالفَتْحِ (: لطَّلُّ) على الشَّجَرِ يُصْبِحُ عَلَيْهِ، قالَه أَبو عمرٍ و، وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ (يَصِيرُ طعَامُهُمْ إِلَى رَشْحٍ مِثْلِ حَبَاب المِسْكِ) قَالَ ابنُ الأَثيرِ: الحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ علَى النَّبَاتِ، شَبَّهَ بِهِ رَشْحَهُم مَجَازاً، وأَضافَهُ إِلى المِسْكِ، لِيُثْبِتَ لَهُ طِيبَ الرَّائِحَةِ، قَالَ: ويَجُوزُ أَن يكونَ شَبَّهَه بحَبَابِ المَاءِ وَهِي نُفَّاخَاتُه الَّتِي تَطْفُو عَلَيْهِ، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ قولُه:
تَخَالُ الحَبَابَ المُرْتَقِي فَوْقَ نَوْرِهَا
إِلى سُوقِ أَعْلاَهَا جُمَاناً مُبَدَّدَا
أَرَادَ قَطَرَاتِ الطَّلِّ، سَمَّاهَا حَبَاباً اسْتِعَارَة، ثمَّ شَبَّهَهَا بالجُمَان.
(و) الحِبَابُ (كَكِتَابٍ: المُحَابَبَةُ) والمُوَادَّةُ، والحُبُّ، قَالَ أَبو ذؤيبٍ:
فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا
يُدَلِّيكَ لِلْمَوْتِ الجَدِيدِ حِبَابُهَا
وَقَالَ صخْرُ الغَيِّ:
إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ
عَاوَدَتِي مِنْ حِبَابِهَا الزُؤُدُ وزَيْدٌ يُحَابُّ عَمْراً: يُصَادِقُهُ.
وشَرِبَ فلانٌ حتَّى تَحَبَّبَ: انْتَفَخَ كالحُبِّ، ونَظِيرُه: حَتَّى أَوَّنَ أَي صَارَ كالأَوْنِ وَهُوَ الجُوَالِقُ، كَمَا فِي الأَساس.
(والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ) وتَحَبَّبَ الحِمَارُ وغيرُه: امْتَلأَ منَ الماءِ، قَالَ ابْن سَيّده: وأُرَى حَبَّبَ معقُولَةً فِي هَذَا المَعْنَى، وَلاَ أَحُقُّهَا، وشَرِبَتِ الإِبِلُ حَتَّى حَبَّبَتْ أَي تَمَلأَتْ رِيًّا، وَعَن أَبي عمرٍو: {حَبَّبْتُه} فَتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه، للسِّقَاءِ وغيرِه.
( {وحُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، بالضمِّ: شَاعِر لِصٌّ) هَكَذَا ضَبَطَه الذَّهْبِيُّ، وضبطَه الْحَافِظ بالجِيمِ.
(وبالفَتْحِ حَبَابَةُ الوَالِبِيَّةُ) ، عَنْ عَلِيَ (و) كَذَا (أُمُّ حَبَابَة) بِنْتُ حَيَّانَ، عَن عائشَةَ، وعنها أَخُوهَا مُقَاتِلُ بن حَيَّانَ (تَابِعِيَّتَانِ، وحَبَابَةُ: شَيْخَةٌ لاِءَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ) رَوَى عَنْهَا، (و) أَبُو القَاسِمِ (عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ حَبَابَةَ) مُحَدِّثٌ (سَمعَ) أَبَا القَاسِمِ (البَغَوِيَّ) وغَيْرَه.
(ومِنْ أَسْمَائِهِنَّ: حَبَّابَةُ مُشَدَّدَةً) وَهُوَ كثيرٌ.
(} والحَبْحَبَةُ: جَرْيُ المَاءِ قَلِيلاً) قَلِيلاً ( {كالحَبْحَبِ) عَن ابْن دُريد (و) الحَبْحَبَةُ (: الضَّعْفُ، وسَوْقُ الإِبلِ، و) الحَبْحَبَةُ (مِنَ النارِ اتِّقَادُهَا، و) الحَبْحَبَةُ (: البَطِّيخُ الشَّامِيُّ الَّذِي تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ الرَّقِّيَّ، والفُرْسُ) تُسَمِّيهِ (الهِنْدِيَّ) لِمَا أَنّ أَهلَ العرَاق يأْتيهم من جِهةِ الهِنْدِ، أَو أَن أَصلَ مَنْشَئه من هناكَ، قَالَ الصاغانيّ: وبعضُهم يُسَمِّيهِ الجَوْحَ. قلتُ: ويُسمِّيه المَغَارِبَةُ الدُّلاَّعَ، كرُمَّانٍ (ج حَبْحَبٌ) .
(} والحَبْحَابُ) ويروى بمثلَّثتينِ (صَحَابِيٌّ، و) الحَبْحَابُ: الصَّغِيرُ الجِسْمِ المُتَدَاخِلُ العِظَام، وبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ! حَبْحَاباً، والحَبْحَابُ (: القَصِير) قِيل: وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ (و: الدَّمِيمُ و) قِيلَ: الصَّغِيرُ فِي قَدْرٍ، و (: السِّيِّىءُ الخُلُقِ) والخَلْقِ (و) : الحَبْحَابُ (: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ) (: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ) وبِهِ قَتَلَ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ (و) الحَبْحَابُ (: الرَّجُلُ أَو الجَمَلُ الضَّئِيلُ) الجِسْمِ، وقِيلَ: الصَّغِير، (كالحَبْحَب {- والحَبْحَبِيِّ) بزِيَادَةِ الياءِ.
(و) الحَبْحَابُ (وَالِدُ شُعَيْبٍ البَصْرِيِّ التَّابِعِيِّ) المِعْوَلِيّ البَصْرِيِّ الرَّاوِي عَن أَنْسٍ وأَبِي العَالِيَةِ، وَعنهُ: يُونُسُ بنُ عُبيد والحَمَّادَانِ.
(والحُبَابُ بنُ المُنْذِرِ) هُوَ ابنُ الجَمُوحِ بن زيدِ بنِ حَرَامِ بن كَعْبٍ الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ أَبُو عمر (بالضَّمِّ) شَهِدَ بَدْراً وكَانَ يُقَال لَهُ ذُو الرَّأْيِ، وَهُوَ القَائل:
(أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ) ماتَ كَهْلاً فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، رَضِي الله عَنْهُمَا (و) الحُبَابُ (بنُ قَيْظِيّ) ابنُ الصَّعْبَةِ أُخْتِ أَبِي الهَيْثَمِ ابنِ التَّيِّهَانِ، قِتُلَ يَوْمَ أُحُدٍ (و) الحُبَابُ (ابنُ زَيْدِ) بنِ تَيْمٍ البَيَاضِيُّ، شَهِدَ أُحُداً وقُتِلَ باليَمَامَةِ (و) الحُبَابُ (بنُ جَزْءِ) بنِ عَمرٍ والأَنْصَارِيُّ، أُحُدِيٌّ (و) الحُبَابُ (بنُ جُبَيْرٍ: حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّة، ذكره أَبو عُمر، (و) الحُبَابُ (بنُ عَبْدِ اللَّهِ) بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، سَمَّاهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعَبْدَ اللَّهِ (صَحَابِيّونَ) والحُبَابُ بنُ عَمْرٍ وأَهُو أَبِي اليُسْرِ، صَحَابِيٌّ، قِيلَ اسْمُه: الحُتَاتُ، وَلذَا لم يذكرْه المؤلفُ.
(} والمُحَبْحِبُ بالكَسْرِ: السَّيِّىءُ الغِذَاءِ) .
{والحَبْحَبَةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَمَاعَةِ، وَفِي المَثَلِ، قَالَ بَعْضُ العَرَبِ (أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمَانِياً (وجِئْتَ بِهَا) وَفِي (التَّكْمِلَةِ) بِسَائِرِهَا (حَبْحَبَةً)) . والحَبْحَبَةُ: الضَّعُف (أَي مَهَازِيلَ) يُقَالُ ذَلِك عندَ المَزْرِيَةِ على المِتْلاَفِ لِمَالِهِ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: إِبلٌ} حَبْحَبَةٌ: مَهَازِيلُ.
(! والحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةُ الخَفِيفَةُ، والصِّغَارُ، جَمْعُ الحَبْحَاب) قَالَ حُبَيْبٌ الأَعْلَمُ: وبِجَانِبَيْ نَعْمَانَ قُلْ
تُ أَلَنْ تُبَلِّغَنِي مَآرِبْ
دَلَجِي إِذا مَا اللَّيْلُ جَ
نَّ عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَبَاحِبْ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: المُقَرَّنَةُ: آكَامٌ صِغَارٌ مُقْتَرِنَةٌ، ودَلَجِي فاعِل تُبَلِّغُنِي، وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: الحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةِ الخَفِيفَةِ، قَالَ يَصِفُ جِبَالاً كأَنَّهَا قُرِّنَتْ لِتَقَارُبِهَا.
(و) الحَبَاحِبُ (: د) أَو موضعٌ.
وَمن الْمجَاز: فخلانٌ بَغَيضٌ إِلى كُلِّ صَاحِب، لاَ يُوقِدُ إِلاَّ نَارَ الحُبَاحِب. (و) الحُبَاحِبُ (بالضَّمِّ: ذُبَابٌ يَطِيرُ باللَّيْلِ) كأَنَّهُ نَارٌ (لَهُ شُعَاعٌ كالسِّرَاجِ) . وَهُوَ مَثَلٌ فِي النَّكَدِ وقِلَّةِ النَّفْعُ، كَمَا فِي الأَساس، قَالَ النابغةُ يَصِفُ السُّيُوفَ:
تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ
وتُوقِدُ بالصُّفَّاحِ نَارَ الحُبَاحِبِ
وَفِي (الصِّحَاح) : (ويُوقِدْنَ والصُّفَّاحُ: حَجَرٌ عِرِيضٌ (ومِنْهُ نَارُ الحُبَاحِبِ) وَعَن الفرّاء: يُقَال للخيل إِذا أَوْرَتِ النَّارَ بحَوَافِرِهَا: هِيَ نَارُ الحُبَاحِبِ (أَو هِيَ) أَي نارُ الحُبَاحِبِ (: مَا اقْتَدَحَ مِنْ شَرَرِ النَّارِ فِي الهَوَاءِ من تَصَادُمِ الحِجَارَةِ، أَو) كَانَ الحُبَاحِبُ رَجُلاً مِنْ أَحْيَاءِ العَرَب، وكانَ من أَبْخَلِ النَّاسِ فَبَخِلَ حتَّى بَلَغَ بِهِ البُخْلُ أَنَّه كَانَ لاَ يُوقِدُ نَاراً بَلَيْل، فإِذَا انْتَبَه مُنْتَبِهٌ لِيَقْتَبِسَ منهَا أَطْفَأَهَا، فَكَذَلِك مَا أَوْرَتِ الخَيْلُ لاَ يُنْتَفَعُ بهِ، كَمَا لَا يُنْتَفعُ بنارِ الحُبَاحِبِ، قَالَه الكَلْبِيُّ، أَو (كَانَ أَبُو حُبَاحِبٍ) رَجُلاً (مِنْ مُحَارِب) خَصَفَةَ (وكَانَ) بَخِيلاً (لاَ يُوقِدِ نَارَهُ إِلاَّ بالحَطَبِ الشَّخْتِ لِئَلاَّ تُرَى) وقِيلَ: اسمُه حُبَاحِبٌ فضُرِبَ بِنَارِهِ المَثَلُ، لأَنَّه كَانَ لَا يُوقِدُ إِلاَّ نَارا ضَعِيفةً مَخَافَةَ الضِّيفَانِ، فَقَالُوا: نَارُ الحُبَاحِبِ لِمَا تَقْدَحُه الخَيلُ بحوافِرِهَا، قَالَ الجوهريُّ: ورُبَّما قَالُوا: نَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ: وَهُوَ ذُبَابٌ يَطِيرُ بالليلِ كأَنَّه نارٌ، قَالَ الكُمَيْتُ وَوَصَفَ السُّيُوفَ:
يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَرَاتِ مِنْهَا
كَنَارِ أَبِي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا
وإِنَّمَا تَرَكَ الكُمَيْتُ صَرْفَه لأَنَّه جَعَلَ حُبَاحِبَ اسْماً لِمُؤَنَّثٍ، (أَو هِيَ) مُشْتَقَّةٌ (من! الحَبْحَبَةِ) الَّتِي هِيَ (الضَّعْفُ) ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ، (أَوْ هِيَ) : أَي نَارِ حُبَاحِب ونَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ (: الشَّرَرَةُ) الَّتِي (تَسْقُطُ مِنَ الزِّنَادِ) : قَالَ النَّابِغَة.
أَلاَ إِنَّمَا نِيَرَانُ قَيْسٍ إِذَا شَتَوْا
لِطَارِقِ لَيْلٍ مِثْلُ نَارِ الحُبَاحِبِ
قَالَ أَبو حنيفةَ: لاَ يُعْرَفُ حُبَاحِبٌ وَلاَ أَبُو حُبَاحِبٍ، وَقَالَ: وَلم، نَسْمَعْ فِيهِ عَن العربِ شَيْئا، قَالَ: ويَزْعُمُ قَوْقٌ أَنَّه اليَرَاعُ، واليَرَاعُ: فَرَاشَةٌ إِذا طَارَتْ فِي اللَّيْل لمْ يَشُكَّ مَنْ لمْ يَعْرِفْهَا أَنَّها شَرَرَةٌ طارتْ عَن نارٍ، وقالَ أَبُو طَالِبٍ يَحْكى عَن الأَعْرَابِ: إِنَّ الحُبَاحِبَ: طَائِرٌ أَطْوَلُ منَ الذُّبَابِ فِي دِقَّةٍ، يَطِيرُ فِيمَا بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ، كأَنَّه شَرَارَةٌ، وَقَالَ الأَزهريُّ: وَهَذَا معروفٌ، وقولُه:
يُذْرِينَ جَنْدَلَ حَائِرٍ لِجُنُوبِهَا
فكَأَنَّمَا تُذْكِي سَنَابِكُهَا الحُبَا
إِنَّمَا أَرَادَ الحُبَاحِبَ، أَي نَارَ الحُبَاحِب، يَقُولُ تُصِيبُ بالحَصَى فِي جَرْيِهَا جُنُوبَهَا، ورُبَّمَا جَعَلُوا الحُبَاحِبَ اسْماً لِتِلْكَ النَّارِ قَالَ الكُسَعِيُّ:
مَا بَالُ سَهْمِي تُوقِدُ الحُبَاحِبَا
قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَائِبَا
وأُمُّ حُبَاحِبٍ: دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَب تَطِيرُ، صَفْرَاءُ خَشْرَاءُ رَقْطَاءُ، بِرَقَطِ صُفْرَةٍ، وخُضْرَةٍ، ويقولونَ إِذَا رَأَوْهَا: (أَخْرِجِي) بُرْدَيْ أَبِي حُبَاحِبٍ فَتَنْشُر جَنَاحَيْهَا وهُمَا مُزَيَّنَانِ بِأَحْمَرَ وأَصْفَرَ.
{وحَبْحَبٌ: اسْمٌ مَوْضِعٍ قَالَ النابِغَة:
فَسَاقَانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فَجَنْبَا حِمًى فالخَانِقَانِ} فَحَبْحَبُ
وحُبَاحِبٌ: اسْمُ رَجُل قَالَ:
لَقَدْ أَهْدَتْ حُبَابَةُ بِنْتُ جَلَ
لاِءَهْلِ حُبَاحِبٍ حَبْلاً طَوِيلاَ
(وذَرَّى حَبًّا: لَقَبُ) رَجُلٍ قَالَ:
إِنَّ لَهَا لَرَكَباً إِرْزَبَّا
كَأَنَّهُ جَبْهَةُ ذَرَّى حَبَّا
(والحَبَّةُ الخَضْرَاءُ: البُطْمُ) وَهُوَ الكِبَارُ مِنْهَا، وَقد يُسمى الكِبَارُ مِنْهَا أَيضاً الضَّرْوَ، وصَمْغُهُ أَجْوَدُ الصُّمُوغِ بَعْد المَصْطَكَى (و) الحَبَّةُ (السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ) وَهِي الحَبَّةُ المُباركَةُ مشهورةٌ وسيأَتي فِي شنز (والحَبَّةُ: القِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ) .
وَيُقَال لِلْبَرَدِ: حَبُّ الغَمَامِ، وحَبُّ المُزْنِ، وحَبُّ قُرَ، وَفِي صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ويَفْتَرُّ عنْ مِثْلِ حَبِّ الغَمَامِ) يعْنِي البَرَدَ، شَبِّهَ بِهِ ثَغْرهُ فِي بَياضِهِ وصَفَائِهِ وبرْدِهِ.
وجابِرُ بنُ حَبَّةَ: اسْمٌ لِلْخُبْزِ: قَالَه ابنُ السَّكّيت، وَقَالَ الأَزهريّ: الحَبَّةُ: حَبَّةُ الطَّعَامِ، حَبَّةٌ مِنْ بُرَ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ ورُزَ، وكلّ مَا يَأْكُلُهُ النَّاسُ، (و) الحَبَّةُ (من الوَزْنِ م) سيأَتي (فِي مكك) .
(و) حَبَّةُ (بِلاَ لاَمَ) اسْمُ (أَبِي السَّنَابِلِ (بنُ بَعْكَكِ) بنِ الحَجَّاجِ. وقيلَ اسمُه: عَمْرٌ و، مِنَ المُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. (و) حَبَّةُ (بنُ حَابِسٍ) كَذَا قَالَ ابْن أَبي عَاصِم، تابعيٌّ، عَن أَبِي، وَله صُحْبة (أَو هُوَ بالياءِ) التَّحْتِيَّة وَهُوَ الصَّوَاب (صَحَابِيَّانِ) وحَبَّةُ بنُ خالدِ الخُزَاعيُّ أَخُو سَوَاءٍ صحابِيٌّ نَزَلَ الكوفةَ (وحَبَّةُ بنُ أَبِي حَبَّةَ) عَن عاصمِ بن حَمْزَةَ (و) حَبَّةُ (بنُ مُسْلِم) فِي الشِّطْرَنْجِ تَابعيٌّ (و) أَبُو قُدامةَ حَبَّةُ (بنُ جُوَيْنٍ) البَجَلِيُّ ثمَّ (العُرَنِيُّ) نَزَلَ الكوفَةَ، تابعيٌّ (و) حَبَّةُ (بنُ سَلَمَة) أَخُو شَقِيقٍ (التابعيُّ) روى عَن ابْن مَسْعُود (وعبُد السَّلامِ بنُ أَحمد بن حَبَّةَ) التَّغْلِبَيّ، روى النَّرْسِيُّ عَن رَجل عَنهُ. (و) أَبُو ياسِرٍ (عبْدُ الوهَّابِ بنُ هِبَةِ اللَّهِ) بنِ عبدِ الْوَهَّاب (بن أَبِي حَبَّةَ) العَطَّار، وَقد نُسِبَ إِلى جَدِّه، روى عَن أَبِي القاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ المُسْنَدَ والزُّهْد، وكانَ يَسْكُنُ مَرَّانَ على رأْسِ السِّتِّمَائَةِ وَقد يَلْتَبِسُ بعبدِ الوهابِ بن أَبي حَيصةَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ، وَهُوَ غيرُه، وسيأْتي فِي موْضعه إِن شاءَ الله تَعَالَى (مُحَدِّثُونَ) وفَاتَه حَمْزَةُ بنُ سَعِيدِ بنِ (أَبِي حَبَّةَ، مُحدِّثٌ.
(وبالكَسْرِ يَعْقُوبُ بنُ حِبَّةَ، روى عنِ) الإِمامِ (أَحْمد) بنِ حنْبلٍ الشَّيْبانِيّ، قَيَّدهُ الصُّورِيُّ هَكَذَا.
(وحَبّ قَلْعَةٌ بِسبإِ) مأْرِب (و) حَبّ أَيضاً (جَبلٌ بحَضْرَمَوْتَ) يُعْرفُ الأَوَّلُ بحِصْنِ حَبّ، وَقد نُسِب إِليه جماعةٌ من الْفُقَهَاء والمُحَدِّثينَ.
(و) يُقَال (سَهْمٌ {حَابٌّ) إِذا (وَقَعَ حَوْلَ القِرْطَاسِ) الَّذِي يُرْمَى عَلَيْهِ (ج} حوَابُّ، و) عَن ابْن الأَعرابيّ (حَبَّ: وَقَفَ، و) حُبَّ (بالضَّمِّ) إِذا (أُتْعِب) هَكَذَا نَقله ثَعْلَب عَنهُ.
( {والحَبَبُ، مُحَرَّكَةً و) } الحِبَبُ (كعِنَبٍ) الأَخِيرُ لغةٌ عَن الفرّاء (: تَنَضُّدُ الأَسْنَانِ) ، قَالَ طَرَفَةُ:
وإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً
كرُضَابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَقَالَ غيرُ الجوهريّ: الحَبَبُ: طَرائِقُ مِنْ رِيقِها، لأَنَّ قِلَّةَ الرِّيقِ تَكُونُ عِنْد تَغَيُّرِ الفَم، ورُضَابُ المِسْكِ: (قِطَعُهُ (و) الحِبَبُ بالكَسْرِ (: مَا جرى علَيْها) أَيِ الأَسْنَانِ (مِنَ الماءِ كقِطَعِ القَوارِيرِ) وكذل هُوَ مِنَ الخَمْرِ، حَكَاهُ أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ ابنِ الأَحْمرِ: لَهَا حِبَبٌ يرَى الرَّاؤُونَ مِنْهَا
كَما أَدْمَيْتَ فِي القَرْوِ الغَزَالاَ
وَقَالَ الأَزهريّ: حَبَبُ الفَمِ: مَا يَتَحبَّبُ مِنْ بياضِ الرِّيقِ علَى الأَسْنَان.
( {وحُبَّى كَرُبَّى) اسمُ (امرأَةٍ) قَالَ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ:
فَمَا وَجَدَتْ وَجْدِي بِهَا أُمُّ وَاحِدٍ
وَلاَ وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمِّ كِلاَبِ
قلتُ: وَهِي حُبَّى ابْنَةُ الأَسْوَدِ من بَنِي بُحْتُرِ بن عُتُودٍ، كَانَ حُرَيْثُ بنُ عَتَّابٍ الطَّائِيُّ الشاعرُ يَهُوَاهَا فَخَطَبهَا، ولَمْ تَرْضَهْ وتَزَوَّجَتْ غِيْرَه من بَنِي ثُعَلَ، فطَفِقَ يَهْجُو بَنِي ثُعَل. أَوْهِيَ غَيْرُهَا.
(و) حُبَّى (: ع) تِهَامِيٌّ، كَانَ دَاراً لأَسَدٍ وكِنَانَةَ.
(وأُمُّ مَحْبُوبٍ) مِنْ كُنَى (الحَيَّةِ) نقلَه الصاغانيّ.
(} والحُبَيِّبَةُ، مُصَغَّرَةً: ة باليَمَامَةِ) نقلة الصاغانيُّ، (وإِبْرَاهِيمُ بنُ {حُبَيِّبَةَ) الأَنْطَاكِيُّ (و) إِبْرَاهِيمُ (بنُ مُحَمَّدِ بنُ يُوسُفَ بنِ حُبَيِّبَةَ مُحَدِّثَانِ) هَكَذَا هُوَ فِي سَائِر النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصوابُ أَنهما واحدٌ كَمَا حَقَّقَه الحافظُ، وَقد روى عَن عُثْمَانَ بنِ خُرَّزَاذَ، وَعنهُ ابْن جَمِيع، فَتَارَة نَسَبَه هَكَذَا، وَتارَة أَسْقَطَ اسمَ أَبيه وجَدِّه، وَقد سَمِعَ عبدَ الغنيّ عَن واحدٍ عَنهُ، فتأَمل، قَالَ الْحَافِظ: ومِثْلُه: حُبَيِّبةُ بِنْتُ عَتِيق، وَكَانَ أَبوها شاعِراً فِي زمن عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(و) } حُبَيْبَةُ (كجُهَيْنَةَ: ع) بالعِرَاقِ (من نَوَاحِي البَطِيحَةِ متَّصلٌ بالبَادِيَةِ قَريبٌ من البَصرة.
(و) يقالُ (امْرَأَةٌ مُحِبٌّ) بصِيغَةِ التَّذْكِيرِ أَي (منُحِبَّةٌ) وعِبَارَةُ الفرّاء: وامرأَة مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا ومُحِبٌّ أَيضاً، قَالَ ثَعْلَب: (و) يُقَالُ (بَعِيرٌ مُحِبٌّ) أَي (حَسِيرٌ) وأَنشدَ يَصِفُ امرأَةً قاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا.
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ {والتَّحَبُّبُ: التَّوَدُّدُ،} وحَبَّ إِذَا تَوَدَّدَ، وَهُوَ {يَتَحَبَّبُ إِلى النَّاسِ، وَهُوَ} مُتَحَبِّبٌ إِليهم، وأُوتِيَ فُلاَنٌ {مَحَابَّ القُلُوب، (} والتَّحَابُّ: التَّوَادُّ وَمِنْه الحديثُ (تَهَادَوْا تَحَابُّوا) .
( {واسْتَحَبَّهُ عَلَيْهِ: آثْرَهُ) } والاستِحْبَابُ كالاسْتِحْسَانِ و {2. 017 {اسْتَحَبُّوا الْكفْر على الايمان} (التَّوْبَة: 23) آثَرُوهُ، وَهُوَ فِي الإِساس.
(} وأَحْبَابُ) جَمْعُ حَبِيبٍ (: ع) وَفِي (المعجم) أَنَّه بَلَدٌ فِي جَنْب السُّوَارِقِيَّة من نَوَاحِي المَدِينَةِ (بدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ) لَهُ ذُكْرٌ فِي الشِّعْرِ.
( {والحُبَّابِيَّةُ بالضَّمِّ: قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ) .
(وبُطْنَانُ حَبِيبٍ: د بالشَّأْمِ) .
(والحُبَّةُ بالضَّمّ: الحَبِيبَةُ) أَيضاً (ج) حُبَبٌ (كَصُرَدٍ) .
(ومَحْبُوبٌ) جَدُّ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التاجِر، رَاوِيَةُ سُننِ التِّرْمِذِيّ.
(} وحَبُّوبَةُ: لَقَبُ إِسماعيلَ بنِ إِسحاق الرَّازِيّ) كَذَا فِي النّسخ، وَفِي كتاب (الذَّهَبِيّ) : لَقَبُ إِسحاق بنِ إِسماعيلَ الرَّازيِّ، (و) {حَبُّوبَةُ (جَدُّ) أَبا بِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيّ، وجَدٌّ (لِلْحَافِظِ) الشَّهِيرِ المُكْثِرِ أَبِي نَصْرٍ (الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ) بنِ إِبراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيَ (اليُونَارِتِيِّ) الأَصْبَهَانِيِّ نَسَبَهُ مِنْ خَطِّهِ، وَقد ضَبَطَه.
(و) حَبَابٌ (كَسَحَابٍ ابنُ صَالِحٍ الوَاسِطِيّ) شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ.
(و) أَبُو بَكْرٍ (أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حَبَابٍ) الخُوَارَزْمِيُّ (} - الحَبَابِيُّ) نِسْبَةٌ لِجَدِّهِ (مُحَدِّثُونَ) الأَخِيرُ شَيْخٌ للبِرْقَانِيّ.
ومِمَّا يِسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
حَبَّانُ بنُ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ، شِيعِيّ، وحَبَّانُ بنُ أَبِي مُعَاوهيَةَ شِيعِيٌّ أَيْضاً، وحَبَّانُ الأَسَدِيُّ عَن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ، وَعنهُ: حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وإِبرَاهِيمُ بنُ حَبَّانَ الأَزْدِيّ عَن أَنَسٍ، وَعنهُ: عِيسَى بن حَبَّانَ الأَزْدِيّ عَن أَنَسٍ، وَعنهُ: عِيسَى بنُ عُبَيْدٍ، ومحمّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَبَّانَ، سمع بَقِيَّة، مَشْهُور، وحَبَّانُ بنُ عبد الله شامِيٌّ، عَن عبدِ الله بن عمرٍ و، رَوَى عَنهُ العَلاَءُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ رَافِعٍ، هؤلاءِ كُلُّهُمْ بالفَتْحِ، وذُكر فِي الْفَتْح حَبَّانُ بن وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ.
قلتُ: وابنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن حَبَّانَ من شيوخِ مالِكٍ. وأَبُوه عَن ابنُ عُمَرَ وابنِ عباسٍ، وَعنهُ ابنُه محمدٌ وابنُ أَخِيهِ وَاسِعٌ، وسَلَمَةُ بنُ حَبَّانَ شيخٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، ويُوسُفَ القَاضِي، وَهُوَ غيرُ الَّذِي ذَكَره المصنّفُ، فَرَّقَ بَينهمَا عبدُ الغَنِيّ، وجَوَّزَ الأَمِيرُ أَنْ يَكُونَا واحِداً، وحَبَّانُ بنُ الْمَحْشَر رَوى عَنهُ حَفِيدُه قَبِيصَة بنُ عَبّاد بنِ حَبَّانَ، وحَبَّانُ بنُ مُعَاوِيَةَ صاحبُ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ، وحُمَيْدُ بنُ حَبَّانَ بنِ أَرْبَدَ الجَعْفَرِيّ كوفيّ، رَوَى عَنهُ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ الأَمير: وصحف فِيهِ غيرُ واحدٍ.
وَمِمَّا فاتَه فِي الكَسْرِ حِبَّانُ الصائِغُ، عَن أَبي بكرٍ الصدِّيقِ، وَعنهُ الرَّبيع بن صُبَيْح، وحِبَّانُ بنُ يوسفَ الصَّدَفيّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، ذكرهُ ابْن يُونُسَ، وابنُه عبدُ اللَّهِ، جَالَس عبدَ اللَّهِ بن عَمْرو، وحِبَّانُ بنُ الْحَارِث أَبو عقيل كُوفِيٌّ، عَن عليَ، وَعنهُ شَبِيب بن غَرْقَدة، وحِبَّانُ صَاحب الدُّثَيْنة، رَوَى عَن ابْن عمر، وَعنهُ رَزِين بن حَكيم، وحِبَّانُ بنُ عاصِمٍ العَنْبَرِيُّ، بَصْرِيٌّ عَن جَدِّه حَرْمَلَةَ بنِ إِيَاسٍ، وَله صُحْبَةٌ، وَعنهُ ابنُ عَمِّه عبدُ اللَّهِ بنُ حَسَّانَ بنت حَرْمَلَةَ، وحِبَّانُ بن جَزْءٍ أَبو خُزَيْــمة عَن أَبيه وأَخيه، ولَهُمَا صُحْبَةٌ، وَهُوَ الَّذِي روى عَن أَبي هريرَةَ رَضِي الله عَنْهُمَا وَعنهُ زَيْنَبُ بنت أَبي طليق، قَالَه الأَميرُ، وتَرَدَّدَ الدارقطنيّ فِي كَونهمَا اثنَيْنِ، وحِبَّانُ بنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبيّ تَابِعِيٌّ. وحِبَّانُ بنُ أَبِي جَبَلَة تابعيٌّ أَيضاً عَن عَمْرِو بنِ العاصِ وَغَيره، وحِبَّان بن مهير العبديّ، سَمعَ عطاءٌ قَوْله، وحِبَّانُ بنُ النَّجَّارِ عَن أَبيه النجّار، عَن جدِ أَنَسِ بنِ مالكٍ، وَعنهُ ابْنه إِبراهيم بن حِبَّانَ، وحِبَّانُ أَبُو مَعْمَرٍ، بَصْرِيٌّ شَيْخٌ لاِءَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسِيّ، وحِبَّانُ صَاحِبُ العَاجِ، رَوَى عَنهُ الأَصمعيُّ، وحِبَّانُ بن حِبَّانَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عَنهُ حَفِيدُهوَعنهُ الإِسْمَاعِيلِيُّ، وبُنْدَارُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حِبَّانَ الجُرْجَانِيُّ الفَقِيهُ، عنِ البَغَوِيِّ، وابنِ صَاعِدٍ.
فَهؤُلاءِ كُلُّهُمْ بالكَسْرِ.
وَقَالَ الكسائيّ: لَكَ عِنْدِي مَا أَحَبْتَ، أَيْ أَحْبَبْتَ.
ويقالُ: سِرْنَا قَرَباً {حَبْحَاباً، أَي جَادًّا، مثلَ حَثْحَاثٍ.
} وحَبْحَبٌ كجَعْفَرٍ: مَوْضِعٌ.
ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ بالفَتْحِ: أَبو مِسْعَرٍ، رَاجِزٌ.
! والحَبَّانِيَّةُ، بالفَتْحِ: مَحَلَّةٌ بمِصْرَ.
والحِبَّةُ، بالكَسْرِ: الحَبِيبَةُ.
وحَبَّبْتُ القِرْبَةَ إِذا مَلأْتَهَا.
والحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ على الشَّجَرِ.
وأُلاتُ الحُبِّ، بالضَّمِّ: عَيْنٌ بِإِضَمٍ من ناحيَةِ المَدِينَةِ.
والحَبْحَابُ، بالفَتْحِ: السَّيِّىء الغِذَاءِ.
وحَبِيبٌ، كَأَمِيرٍ: جَبَلٌ حِجَازِيُّ، وحَبِيبٌ أَيضاً: قَبِيلَةٌ، قَالَ أَبُو خِرَاشٍ:
عَدَوْنَا عَدْوَةً لاَ شَكَّ فِيها
فَخُلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبِيبَا
وذُؤيْبَةُ: قَبِيلَةٌ أَيضاً.
وحُبيبُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيُّ اسْمُ الأَعْلَمِ الشَّاعِرِ.
وأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّد بن حَبِيبٍ الرَّافِقِيُّ مُحَدِّثٌ، وابنْ حَبِيب، نَسَّابَةٌ وحبِيب هَذِه أُمُّهُ أَوْ جَدَّتُه.
وبَنُو المُحِبِّب: حُفَّاظُ الشَّأْمِ، وأَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عبدِ الله بنِ محمدِ بن المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيُّ مُحَدِّثٌ وأَبُو الفُتُوح محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُمْرُوسٍ البَكْرِيُّ عُرِفَ بابنِ المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيِّ، مَشْهُورٌ، تُوُفِّي سنة 615 ذَكَره الصَّابونيُّ فِي (الذَّيْلِ) .
والمُحَبُّ بفَتْحِ الْحَاء: ابنُ حَذْلَمٍ المِصْرِيُّ الزَّهِدُ، عَن سَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ، وَقَالَ عبدُ الغَنِيّ: عَن مُوسَى بنِ وَرْدَانَ، وأَوْبَرُ بنُ عَلِيِّ بن مُحَبِّ بنِ حازمِ بن كُلْثُومٍ التُّجِيبِيُّ، ذَكَرَهُ ابنُ يُونُسَ. {ومُحَبَّةُ بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الحَاءِ أَيضاً: تَابِعِيَّةٌ، عَنْ عائِشَةَ، وعنها، أَبُو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ، وأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَبَّبٍ الدَّلاَل كَمُحَمَّدٍ: مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ، ومثلُه مُحَبَّبُ بنُ إِبراهيمَ العَبْدِيُّ، عَن ابنِ راهَوَيْهِ، وابنْهُ إِبراهيمُ بنُ مُحَبَّبٍ النَّيْسَابُورِيّ عَن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهِيمَ البُوشَنْجِيّ.
} والحَبَّابُ كَكَتَّانٍ: مَنْ يَبِيعُ الحِنْطَةَ، وَقَدْ نُسِبَ كذلكَ جَمَاعَةٌ.
وَيُقَال فِي الحُبَّى المَذْكُورِ فِي المَتْنِ أَيضاً: {الحُبَيَّا بِالتَّصْغِيرِ لِمَوُضِعٍ بالحِجَازِ، وأَبو الحُبَاب: سَعِيدُ بنُ سَيَّارٍ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ سعيد المَقْبُرِيّ، وأَبو حَبِيب بن يَعْلَى بن مُنْيَة التميميّ، عَن ابْن عَبَّاس، ومحمّد بن} حُبَيْبات شَاعِر فِي الدولة العبّاسية، {وحُبَيْبَات بن نُهَيْل بن عبد مَناف بن هِلال بن عَامر بن صَعْصَة جاهليّ، من وَلَده مِسْعَر بن كِدَامٍ وَغَيره.
وحَبٌّ بالفَتْحِ: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ أَسَدٍ المُتَوَكِّلِيّ البَلْخِيّ، كَانَ فِي حُدُودِ الثلاثمائة، هَكَذَا قَيَّدَه الحافظُ.
وَعَن اللِّحْيَانيّ:} حَبْحَبْتُ بالجَمَلِ! حِبْحَاباً وحَوَّبْتُ بِهِ تَحْوِيباً إِذا قُلْتَ لَهُ حَوْبِ حَوْبِ، وَهُوَ زَجْرٌ.
(حبب) الزَّرْع بدا حبه وَالشَّيْء إِلَيْهِ جعله يُحِبهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَكِن الله حبب إِلَيْكُم الْإِيمَان} والسقاء وَنَحْوه ملأَهُ حَتَّى صَار كالحب والدواء وَنَحْوه جعله كالحب 

حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والـمَحَبَّةُ،

وكذلك الحِبُّ بالكسر. وحُكِي عن خالد ابن نَضْلَة: ما هذا الحِبُّ

الطارِقُ؟وأَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ، وهو مَحْبُوبٌ، على غير قياس هذا الأَكثر، وقد قيل مُحَبٌّ، على القِياس. قال الأَزهري: وقد جاء الـمُحَبُّ شاذاً في الشعر؛ قال عنترة:

ولقد نَزَلْتِ، فلا تَظُنِّي غيرَه، * مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ الـمُكْرَمِ

وحكى الأَزهري عن الفرَّاءِ قال: وحَبَبْتُه، لغة. قال غيره: وكَرِهَ

بعضُهم حَبَبْتُه، وأَنكر أَن يكون هذا البيتُ لِفَصِيحٍ، وهو قول عَيْلانَ بن شُجاع النَّهْشَلِي:

أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه، * وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ

فَأُقْسِمُ، لَوْلا تَمْرُه ما حَبَبْتُه، * ولا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ

وكان أَبو العباس المبرد يروي هذا الشعر:

وكان عِياضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقُ وعلى هذه الروايةِ لا كون فيه إِقواء.

وحَبَّه يَحِبُّه، بالكسر، فهو مَحْبُوبٌ. قال الجوهري: وهذا شاذ لأَنه لا يأْتي في المضاعف يَفْعِلُ بالكسر، إِلاّ ويَشرَكُه يَفْعُل بالضم، إِذا كان مُتَعَدِّياً، ما خَلا هذا الحرفَ. وحكى سيبويه: حَبَبْتُه وأَحْبَبْتُه بمعنى. أَبو زيد: أَحَبَّه اللّه فهو مَحْبُوبٌ. قال: ومثله مَحْزُونٌ، ومَجْنُونٌ، ومَزْكُومٌ، ومَكْزُوزٌ، ومَقْرُورٌ، وذلك أَنهم يقولون: قد فُعِلَ بغير أَلف في هذا كله، ثم يُبْنَى مَفْعُول على فُعِلَ، وإِلاّ فلا وَجْهَ له، فإِذا قالوا: أَفْعَلَه اللّه، فهو كلُّه بالأَلف؛ وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم: ما أَحَبْتُ ذلك، أَي ما أَحْبَبْتُ، كما قالوا: ظَنْتُ ذلك، أَي ظَنَنْتُ، ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم ظَلْتُ. وقال:

في ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ

أَي يُحَبُّ فيها. واسْتَحَبَّه كأَحَبَّه.

والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ.

وإِنه لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي مِمَّنْ أُحِبُّ. وحُبَّتُك: ما أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ، أَو يكون لك. واخْتَرْ

حُبَّتَك ومَحَبَّتَك من الناس وغَيْرِهِم أَي الذي تُحِبُّه.

والـمَحَبَّةُ أَيضاً: اسم للحُبِّ.

والحِبابُ، بالكسر: الـمُحابَّةُ والـمُوادَّةُ والحُبُّ . قال أَبو ذؤيب:

فَقُلْتُ لقَلْبي: يا لَكَ الخَيْرُ، إِنَّما * يُدَلِّيكَ، للخَيْرِ الجَدِيدِ، حِبابُها

وقال صخر الغي:

إِنّي بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ * عاوَدَنِي، مِنْ حِبابِها، الزُّؤُدُ

وتَحَبَّبَ إِليه: تَودَّدَ. وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضاً، عن الفرَّاءِ.

الأَزهري: يقال: حُبَّ الشيءُ فهو مَحْبُوبٌ، ثم لا يقولون: حَبَبْتُه،

كما قالوا: جُنَّ فهو مَجْنُون، ثم يقولون: أَجَنَّه اللّهُ.

والحِبُّ: الحَبِيبُ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، قال ابن بري، رحمه اللّه:

الحَبِيبُ يجيءُ تارة بمعنى الـمُحِبِّ، كقول الـمُخَبَّلِ:

أَتَهْجُرُ لَيْلَى، بالفِراقِ، حَبِيبَها، * وما كان نَفْساً، بالفِراقِ، تَطِيبُ

أَي مُحِبَّها، ويجيءُ تارة بمعنى الـمحْبُوب كقول ابن الدُّمَيْنةِ:

وانّ الكَثِيبَ الفَرْدَ، مِن جانِبِ الحِمَى، * إِلَيَّ، وإِنْ لم آتهِ، لحَبِيبُ

أَي لـمَحْبُوبٌ.

والحِبُّ: الـمَحْبُوبُ، وكان زَيْدُ بن حارِثةَ، رضي اللّه عنه،

يُدْعَى: حِبَّ رَسولِ اللّه، صلة اللّه عليه وسلم؛ والأَنثى بالهاءِ. وفي الحديث: ومن يَجْتَرئُ على ذلك إِلا أُسامةُ، حِبُّ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي مَحْبُوبُه، وكان رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُحِبُّه كثيراً. وفي حديث فاطِمَة، رضوان اللّه عليها، قال لها رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، عن عائشة: إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ. الحِبُّ بالكسر: الـمَحْبُوبُ، والأُنثى: حِبَّةٌ، وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، وحِبَبةٌ، وحُبٌّ؛ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون من الجَمْع العزيز، وإِما أَن تكون اسماً للجَمْعِ.

والحَبِيبُ والحُبابُ بالضم: الحِبُّ، والأُنثى بالهاءِ. الأَزهري: يقال للحَبِيب: حُبابٌ، مُخَفَّفٌ.

وقال الليث: الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبةِ والحَبِيب. وحكى ابن

الأَعرابي: أَنا حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم؛ وأَنشد:

ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ

والحُبابُ، بالضم: الحُبُّ. قال أَبو عَطاء السِّنْدِي، مَوْلى بني

أَسَد:

فوَاللّهِ ما أَدْرِي، وإِنِّي لصَادِقٌ، * أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ

قال ابن بري: المشهور عند الرُّواة: مِن حِبابِكِ، بكسر الحاءِ، وفيه وَجْهان: أَحدهما أَن يكون مصدر حابَبْتُه مُحابَّةً وحِباباً، والثاني أَن يكون جمع حُبٍّ مثل عُشٍّ وعِشاشٍ، ورواه بعضهم: من جَنابِكِ، بالجيم والنون، أَي ناحِيَتكِ.

وفي حديث أُحُد: هو جَبَلُّ يُحِبُّنا ونُحِبُّه. قال ابن الأَثير: هذا

محمول على المجاز، أَراد أَنه جبل يُحِبُّنا

أَهْلُه، ونُحِبُّ أَهْلَه، وهم الأَنصار؛ ويجوز أَن يكون من باب الـمَجاز الصَّريح، أَي إِنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه في أَرْضِ مَن نُحِبُّ.

وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ، يُروى بضم الحاءِ، وهو الاسم من الـمَحَبَّةِ، وقد جاءَ في بعض الرِّوايات، باسقاط انظُروا، وقال: حُبّ الانصار التمرُ، فيجوز أَن يكون بالضم كالأَوّل، وحذف الفعل وهو مراد للعلم به، أَو على جعل التمر نفس الحُبِّ مبالغة في حُبِّهم إِياه، ويجوز أَن تكون الحاءُ مكسورة، بمعنى المحبوب، أَي مَحْبُوبُهم التمرُ، وحينئذ يكون التمر على الأَوّل، وهو المشهور في الرواية

منصوباً بالحُب، وعلى الثاني والثالث مَرْفُوعاً على خبر المبتدإِ.

وقالوا: حَبَّ بِفُلان، أَي ما أَحَبَّه إِلَيَّ؛ قال أَبو عبيد: معناه(1)

(1 قوله «قال أبو عبيد معناه إلخ» الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ.)

حَبُبَ بِفُلان، بضم الباءِ، ثم سُكِّن وأُدغم في الثانية.

وحَبُبْتُ إِليه: صِرْتُ حَبِيباً، ولا نَظِير له إِلا شَرُرْتُ، مِن الشَّرِّ، وما حكاه سيبويه عن يونس قولهم: لَبُبْتُ من اللُّبِّ. وتقول: ما

كنتَ حَبيباً، ولقد حَبِبْتَ، بالكسر، أَي صِرْتَ حَبِيباً. وحَبَّذَا الأَمْرُ أَي هو حَبِيبٌ. قال سيبويه: جعلوا حَبّ مع ذا، بمنزلة الشيءِ

الواحد، وهو عنده اسم، وما بعده مرفوع به، ولَزِمَ ذا حَبَّ، وجَرَى كالمثل؛ والدَّلِيلُ على ذلك أَنهم يقولون في المؤَنث: حَبَّذا، ولا يقولون: حَبَّذِه. ومنهُ قولهم: حَبَّذا زَيْدٌ، فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لا يَتصرَّف، وأَصله حَبُبَ، على ما قاله الفرّاءُ، وذا فاعله، وهو اسم مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإشارة، جُعِلا شيئاً واحداً، فصارا بمنزلة اسم يُرْفَع ما بعده، وموضعه رفع بالابْتداءِ، وزيد خبره، ولا يجوز أَن يكون بدلاً مِن ذا، لأَنّك تقول حَبَّذا امرأَةٌ، ولو كان بدلاً لقلت: حَبَّذِهِ المرأَةُ. قال جرير:

يا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ، * وحَبَّذا ساكِنُ الرَّيّانِ مَنْ كانا

وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ يَمانِيةٍ، * تَأْتِيكَ، مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ، أَحيانا

الأَزهري: وأَما قولهم: حبّذا كذا وكذا، بتشديد الباء، فهو حَرْفُ

مَعْنىً، أُلِّفَ من حَبَّ وذا. يقال: حَبَّذا الإِمارةُ، والأَصل حَبُبَ ذا،

فأَدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَين في الأُخْرى وشُدّدتْ، وذا إِشارةٌ إِلى ما

يَقْرُب منك. وأَنشد بعضهم:

حَبَّذا رَجْعُها إِلَيها يَدَيْها، * في يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا(2)

(2 قوله «إليها يديها» هذا ما وقع في التهذيب أيضاً ووقع في الجزء العشرين إليك.)

كأَنه قال: حَبُبَ ذا، ثم ترجم عن ذا، فقالَ هو رَجْعُها يديها إِلى

حَلِّ تِكَّتِها أَي ما أَحَبَّه، ويَدَا دِرْعِها كُمَّاها. وقال أَبو الحسن

بن كيسان: حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شيئاً واحداً، ولم تُغَيَّرا في تثنية، ولا جمع، ولا تَأْنِيث، ورُفِع بها الاسم، تقول: حَبَّذا زَيْدٌ، وحَبَّذا الزَّيْدانِ، وحَبَّذا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذا هِنْد، وحَبَّذا أَنـْتَ. وأَنـْتُما، وأَنتُم. وحَبَّذا يُبتدأُ بها، وإِن قلت: زَيْد حَبَّذا، فهي جائزة، وهي قَبِيحة، لأَن حَبَّذا كلمة مَدْح يُبْتَدأُ بها لأَنها جَوابٌ، وإِنما لم تُثَنَّ، ولم تُجمع، ولم

تُؤَنَّثْ، لأَنك إِنما أَجْرَيْتَها على ذِكر شيءٍ سَمِعْته، فكأَنك قلت: حَبَّذا الذِّكْرُ، ذُكْرُ زَيْدٍ، فصار زيدٌ موضعَ ذكره، وصارَ ذا مشاراً إِلى الذِّكْرِيّةِ، والذِّكرُ مُذَكَّرٌ. وحَبَّذا في الحَقِيقةِ:

فِعْلٌ واسْم، حَبَّ بمنزلة نِعْم، وذا فاعل، بمنزلة الرَّجل. الأَزهري قال: وأَمـَّا حَبَّذا، فإِنه حَبَّ ذا، فإِذا وَصَلْتَ رَفَعْتَ به فقلت: حَبَّذا زَيْدٌ.

وحَبَّبَ إِليه الأَمـْرَ: جعله يُحِبُّه.

وهم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إِلَيَّ هذا الشيءُ

يَحَبُّ حُبّاً. قال ساعدة:

هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، * وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْعَبُ

وأَنشد الأَزهري:

دَعانا، فسَمَّانَا الشِّعارَ، مُقَدِّماً، * وحَبَّ إِلَيْنا أَن نَكُونَ الـمُقدَّما

وقولُ ساعدة: وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بها إِليّ مُتَجَنِّبةً.

وفي الصحاح في هذا البيت: وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، وقال: أَراد حَبُبَ، فأَدْغَمَ، ونَقَل الضَّمَّةَ إِلى الحاءِ، لأَنه مَدْحٌ، ونَسَبَ هذا

القَوْلَ إِلى ابن السكيت.

وحَبابُكَ أَن يكون ذلِكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذلك أَي غايةُ مَحَبَّتِك؛ وقال اللحياني: معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ، ولم يذكر الحُبَّ؛ ومثله: حماداكَ. أَي جُهْدُك وغايَتُكَ.

الأَصمعي: حَبَّ بِفُلانٍ، أَي ما أَحَبَّه إِليَّ ! وقال الفرَّاءُ: معناه

حَبُبَ بفلان، بضم الباء، ثم أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ في الثانية. وأَنشد

الفرَّاءُ:

وزَادَه كَلَفاً في الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ، * وحَبَّ شيْئاً إِلى الإِنْسانِ ما مُنِعَا

قال: وموضِعُ ما، رفْع، أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ. وأَنشد شمر:

ولَحَبَّ بالطَّيْفِ الـمُلِمِّ خَيالا

أَي ما أَحَبَّه إِليَّ، أَي أَحْبِبْ بِه! والتَّحَبُّبُ: إِظْهارُ الحُبِّ.

وحِبَّانُ وحَبَّانُ: اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ.

والـمُحَبَّةُ والـمَحْبُوبةُ جميعاً: من أَسْماءِ مَدِينةِ النبيّ، صلى

اللّه عليه وسلم، حكاهما كُراع، لِحُبّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، وأَصحابِه إِيَّاها.

ومَحْبَبٌ: اسْمٌ عَلَمٌ، جاءَ على الأَصل، لمكان العلمية، كما جاءَ

مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ؛ وإِنما حملهم على أَن يَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ، دون فَعْلَلٍ، لأَنهم وجدوا ما تركب من ح ب ب، ولم يجدوا م ح ب، ولولا هذا، لكان حَمْلُهم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَولى، لأَنّ ظهور التضعيف في فَعْلَل، هو القِياسُ والعُرْفُ، كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ. وقوله أَنشده ثعلب:

يَشُجُّ به الـمَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى، * لَهُ، مِنْ أَخِلاَّءِ الصَّفاءِ، حَبِيبُ

فسره فقال: حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ.

والإِحْبابُ: البُروكُ. وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ. وقيل: الإِحْبابُ في

الإِبلِ، كالحِرانِ في الخيل، وهو أَن يَبْرُك فلا يَثُور. قال أَبو محمد الفقعسي:

حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبا، * ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا

القَفِيلُ: السَّوْطُ. وبعير مُحِبٌّ. وقال أَبو عبيدة في

<ص:293> قوله تعالى: إِنّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْر عن ذِكْرِ رَبِّي؛ أَي لَصِقْتُ بالأَرض، لِحُبّ الخَيْلِ، حتى فاتَتني الصلاةُ. وهذا غير معروف في الإِنسان، وإِنما هو معروف في الإِبل.

وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إِحْباباً: أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ، فلم يَبْرَحْ مكانَه حتى يَبْرأَ أَو يموتَ. قال ثعلب: ويقال للبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبٌّ. وأَنشد يصف امرأَةً، قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ، وأَرْسَلَتْ

به إِلى أَقْرانِها:

جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ، * فَهُنَّ بَعْدُ، كُلُّهُنَّ كالمُحِبّْ

أَبو الهيثم: الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ على الموت مِن شدّة

الـمَرض فَيَبْرُكَ، ولا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ. قال الراجز:

ما كان ذَنْبِي في مُحِبٍّ بارِك، أَتاهُ أَمْرُ اللّهِ، وهو هالِك

والإِحْبابُ: البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن الأَعرابي: حُبَّ: إِذا أُتْعِبَ، وحَبَّ: إِذا وقَفَ، وحَبَّ: إِذا تَوَدَّدَ، واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: إِذا أَمْسَكَتِ الماء وطال ظِمْؤُها؛ وإِنما يكون ذلك، إِذا التقت الطَّرْفُ والجَبْهةُ، وطَلَعَ معهما سُهَيْلٌ.

والحَبُّ: الزرعُ، صغيراً كان أَو كبيراً، واحدته حَبَّةٌ؛ والحَبُّ

معروف مُستعمَل في أَشياءَ جَمة: حَبَّةٌ مِن بُرّ، وحَبَّة مِن شَعير، حتى يقولوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ؛ والحَبَّةُ، من الشَّعِير والبُرِّ ونحوهما،

والجمع حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ، الأَخيرة نادرة، لأَنَّ

فَعلة لا تجمع على فُعْلانٍ، إِلاّ بعد طَرْحِ الزائد.

وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ: إِذا دخَل فيه الأُكْلُ، وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُّبُّ. والحَبَّةُ السَّوْداءُ، والحَبَّة الخَضْراء، والحَبَّةُ من الشيءِ: القِطْعةُ منه. ويقال للبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، وحَبُّ الـمُزْنِ، وحَبُّ قُرٍّ. وفي صفتِه، صلى اللّه عليه وسلم: ويَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ، يعني البَرَدَ، شَبَّه به ثَغْرَه في بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه.

(يتبع...)

(تابع... 1): حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والـمَحَبَّةُ،... ...

قال ابن السكيت: وهذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ، وهو معرفة.

وحَبَّةُ: اسم امرأَةٍ؛ قال:

أَعَيْنَيَّ! ساءَ اللّهُ مَنْ كانَ سَرَّه * بُكاؤُكما، أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما

ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما * لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئَا لي قَذاكُما

قال ابن جني: حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ، يقال له

مَنْظُور، فكانت حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمها مَنْظُور.

والحِبَّةُ: بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ، واحدها حَبٌّ(1)

(1 قوله «واحدها حب» كذا في المحكم أيضاً.). الأَزهري عن الكسائي: الحِبَّةُ: حَبُّ الرَّياحِينِ، وواحده حَبَّةٌ؛ وقيل: إِذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شيءٍ شيءٌ، فهي حِبَّةٌ؛ وقيل: الحِبَّةُ، بالكسر: بُزورُ الصَّحْراءِ، مـما ليس بقوت؛ وقيل: الحِبَّةُ: نبت يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صِغارٌ. وفي حديثِ أَهلِ النارِ: فَيَنْبُتون كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ؛ قالوا: الحِبَّةُ إِذا كانت حُبوب مختلفة من كلّ شيءٍ، والحَمِيلُ: مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فيه السَّيْلُ،والجمع حِبَبٌ؛ وقيل: ما كان له

حَبٌّ من النَّباتِ، فاسْمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة. وقال أَبو حنيفة: الحِبَّة،

بالكسر: جميعُ بُزورِ النَّباتِ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، عن الكسائي.

قال: فأَما الحَبُّ فليس إِلا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ، واحدتها حَبَّةٌ، بالفتح، وإِنما افْتَرَقا في الجَمْع. الجوهري: الحَبَّةُ: واحدة حَبِّ الحِنْطةِ، ونحوها من الحُبُوبِ؛ والحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه من غير أَن يُبْذَرَ، وكلُّ ما بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة، بالفتح.

وقال ابن دريد: الحِبَّةُ، بالكسر، ما كان مِن بَزْرِ العُشْبِ. قال أَبو

زياد: إِذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ، فذلك الحِبَّة، رواه عنه أَبو

حنيفة. قال: وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ، وَوَصَفَ إِبِلَه:

تَبَقَّلَتْ، مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ، * في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ

قال الأَزهري: ويقال لِحَبّ الرَّياحِين: حِبَّةٌ، وللواحدة منها

حَبّةٌ؛ والحِبَّةُ: حَبُّ البَقْل الذي ينْتَثِر، والحَبَّة: حَبَّةُ الطَّعام،

حَبَّةٌ من بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ، وكل ما يأْكُله الناسُ.

قال الأَزهري: وسمعت العربَ تقول: رَعَيْنا الحِبَّةَ، وذلك في آخر الصَّيْف، إِذا هاجتِ الأَرضُ، ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ، وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها، فإِذا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عليها. قال: ورأَيتهم يسمون الحِبَّةَ، بعد الانْتثارِ، القَمِيمَ والقَفَّ؛ وتَمامُ سِمَنِ

النَّعَمِ بعد التَّبَقُّلِ، ورَعْيِ العُشْبِ، يكون بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم. قال: ولا يقع اسم الحِبَّةِ، إِلاّ على بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ، وما تَناثر من ورَقِها، فاخْتَلَطَ بها، مثل القُلْقُلانِ، والبَسْباسِ، والذُّرَق، والنَّفَل، والـمُلاَّحِ، وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها.

وحَبَّةُ القَلْبِ: ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه، وهي هَنةٌ سَوْداءُ فيه؛ وقيل: هي زَنَمةٌ في جَوْفِه. قال الأَعشى:

فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها

الأَزهري: حَبَّةُ القَلْب: هي العَلَقةُ السَّوْداء، التي تكون داخِلَ

القَلْبِ، وهي حَماطةُ القلب أَيضاً. يقال: أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ

قَلْبِ فُلان إِذا شَغَفَ قَلْبَه حُبُّها. وقال أَبو عمرو: الحَبَّةُ وَسَطُ

القَلْبِ.

وحَبَبُ الأَسْنانِ: تَنَضُّدُها. قال طرفة:

وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً * كَرُضابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ

قال ابن بري، وقال غير الجوهري: الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها، لأَنّ قَلَّةَ الرِّيقِ تكون عند تغير الفم. ورُضابُ المِسْكِ: قِطَعُه.

والحِبَبُ: ما جَرَى على الأَسْنانِ من الماءِ، كقِطَعِ القَوارِير،

وكذلك هو من الخَمْرِ، حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد قول ابن أَحمر:

لَها حِبَبٌ يَرَى الرَّاؤُون منها، * كما أَدْمَيْتَ، في القَرْوِ، الغَزالا

أَراد: يَرى الرَّاؤُون منها في القَرْوِ كما أَدْمَيْتَ الغَزالا.

الأَزهري: حَبَبُ الفَمِ: ما يَتَحَبَّبُ من بَياضِ الرِّيقِ على الأَسْنانِ.

وحِبَبُ الماء وحَبَبُه، وحَبابه، بالفتح: طَرائقُه؛ وقيل: حَبابُه

نُفّاخاته وفَقاقِيعُه، التي تَطْفُو، كأَنـَّها القَوارِيرُ، وهي اليَعالِيلُ؛ وقيل: حَبابُ الماءِ مُعْظَمُه. قال

طَرفةُ:

يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزُومُها بِها، * كما قَسَمَ التُّرْبَ الـمُفايِلُ باليَدِ

فَدَلَّ على انه الـمُعْظَمُ. وقال ابن دريد: الحَبَبُ: حَبَبُ الماءِ،

وهو تَكَسُّره ، وهو الحَبابُ. وأَنشد الليث:

كأَنَّ صلاَ جَهِيزةَ، حِينَ قامَتْ، * حَبابُ الماءِ يَتَّبِعُ الحَبابا

ويُروى: حين تَمْشِي. لم يُشَبِّهْ صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقِيع،

وإِنما شَبَّهَ مَآكِمَها بالحَبابِ، الذي عليه،(1)

(1 عليه أي على الماء.)

كأَنـَّه دَرَجٌ في حَدَبةٍ؛ والصَّلا: العَجِيزةُ، وقيل: حَبابُ الماءِ

مَوْجُه، الذي يَتْبَعُ بعضُه بعضاً. قال ابن الأَعرابي، وأَنشد شمر:

سُمُوّ حَبابِ الماءِ حالاً على حالِ

قال، وقال الأَصمعي: حَبابُ الماءِ الطَّرائقُ التي في الماءِ، كأَنـَّها الوَشْيُ؛ وقال جرير:

كنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الحَبابا

وحَبَبُ الأَسْنان: تَنَضُّدها. وأَنشد:

وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً، * كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً، ذا أُشُرْ

أَبو عمرو: الحَبابُ: الطَّلُّ على الشجَر يُصْبِحُ عليه. وفي حديث

صِفةِ أَهل الجَنّةِ: يَصِيرُ طَعامُهم إِلى رَشْحٍ، مثْلِ حَباب المِسْكِ.

قال ابن الأَثير: الحَبابُ، بالفتح: الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ على النَّباتِ،

شَبّه به رَشْحَهم مَجازاً، وأَضافَه إلى المِسْكِ ليُثْبِتَ له طِيبَ

الرَّائحةِ. قال: ويجوز أَن يكون شبَّهه بحَباب الماءِ، وهي نُفَّاخاتهُ

التي تَطْفُو عليه؛ ويقال لِمُعْظَم الماءِ حَبابٌ أَيضاً، ومنه حديث عليّ، رضي اللّه عنه، قال لأَبي بكر، رضي اللّه عنه: طِرْتَ بعُبابِها، وفُزْتَ بحَبابِها، أَي مُعْظَمِها.

وحَبابُ الرَّمْلِ وحِبَبهُ: طَرائقُه، وكذلك هما في النَّبِيذ.

والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَّخْمةُ. والحُبُّ: الخابِيةُ؛ وقال ابن دريد: هو

الذي يُجْعَلُ فيه الماءُ، فلم يُنَوِّعْه؛ قال: وهو فارِسيّ مُعَرّب.

قال، وقال أَبو حاتم: أَصلُه حُنْبٌ، فَعُرِّبَ، والجَمْعُ أَحْبابٌ

وحِبَبةٌ(2)

(2 قوله «وحببة» ضبط في المحكم بالكسر وقال في المصباح وزان عنبة.)

وحِبابٌ. والحُبَّةُ، بالضم: الحُبُّ؛ يقال: نَعَمْ وحُبَّةً وكَرامةً؛ وقيل في تفسير الحُبِّ والكَرامةِ: إِنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ التي

تُوضَعُ عليها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، وإِنّ الكَرامةَ الغِطاءُ الذي

يَوضَعُ فوقَ تِلك الجَرّة، مِن خَشَبٍ كان أَو من خَزَفٍ.

والحُبابُ: الحَيَّةُ؛ وقيل: هي حَيَّةٌ ليست من العَوارِمِ. قال أَبو

عبيد: وإِنما قيل الحُبابُ اسم شَيْطانٍ، لأَنَّ الحَيَّةَ يُقال لها

شَيْطانٌ. قال:

تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنـَّه * تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِيِ خِرْوَعٍ، قَفْرِ

وبه سُمِّي الرَّجل. وفي حديثٍ: الحُبابُ شيطانٌ؛ قال ابن الأَثير: هو بالضم اسم له، ويَقَع على الحَيَّة أَيضاً، كما يقال لها شَيْطان، فهما مشتركان فيهما. وقيل: الحُبابُ حيَّة بعينها، ولذلك غُيِّرَ اسم

حُبابٍ، كراهية للشيطان.

والحِبُّ: القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ واحدة؛ قال ابن دُرَيْد: أَخبرنا أَبو

حاتم عن الأَصمعي أَنه سأَل جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معنى قول أَبيه الرَّاعِي(1)

(1 قوله «الراعي» أي يصف صائداً في بيت من حجارة منضودة تبيت الحيات قريبة منه قرب قرطه لو كان له قرط تبيت الحية إلخ وقبله:

وفي بيت الصفيح أبو عيال * قليل الوفر يغتبق السمارا

يقلب بالانامـــل مرهفات * كساهنّ المناكب والظهارا

أفاده في التكملة.) :

تَبِيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ * مَكانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا

ما الحِبُّ؟ فقال: القُرْطُ؛ فقال: خُذُوا عن الشيخ، فإِنه عالِمٌ. قال

الأَزهريّ: وفسر غيره الحِبَّ في هذا البيت، الحَبِيبَ؛ قال: وأُراه

قَوْلَ ابن الأَعرابي.

والحُبابُ، كالحِبِّ. والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ.

وتَحَبَّبَ الحِمارُ وغَيْرُه: امْتَلأَ من الماءِ. قال ابن سيده: وأُرَى حَبَّبَ مَقُولةً في هذا الـمَعنى، ولا أَحُقُّها. وشَرِبَتِ الإِبلُ حتى حَبَّبَتْ: أَي تَمَلأَتْ رِيّاً. أَبو عمرو: حَبَّبْتُه فتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه للسِّقاءِ وغَيْرِه.

وحَبِيبٌ: قبيلةٌ. قال أَبو خِراش:

عَدَوْنا عَدْوةً لا شَكَّ فِيها، * وخِلْناهُمْ ذُؤَيْبةَ، أَو حَبِيبا

وذُؤَيْبة أَيضاً: قَبِيلة. وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ من شُعَرائهم.

وذَرَّى حَبّاً: اسم رجل. قال:

إِنَّ لها مُرَكَّناً إِرْزَبَّا، * كأَنه جَبْهةُ ذَرَّى حَبَّا

وحَبَّانُ، بافتح: اسم رَجل، مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ.

وحُبَّى، على وزن فُعْلى: اسم امرأَة. قال هُدْبةُ بن خَشْرمٍ:

فَما وَجَدَتْ وَجْدِي بها أُمُّ واحِدٍ، * ولا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمّ كِلابِ

طغي

ط غ ي

فلان طاغ باغ، وتمادى به الطغيان والطغوى. وهو طاغية: جبار عنيد. وأطغاه ماله.

ومن المجاز: طغى البحر والسيل. وتطاغى الموج. وطغى به الدم.
ط غ ي : طَغَا طَغْوًا مِنْ بَابِ قَالَ وَطَغِيَ طَغًى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ أَيْضًا فَيُقَالُ طَغَيْتُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ مَا يُوَافِقُهُ قَالَ الطَّاغُوتُ تَاؤُهَا زَائِدَةٌ وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ طَغَا وَالطَّاغُوتُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ
وَالِاسْمُ الطُّغْيَانُ وَهُوَ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ وَكُلُّ شَيْءٍ جَاوَزَ الْمِقْدَارَ وَالْحَدَّ فِي الْعِصْيَانِ فَهُوَ طَاغٍ وَأَطْغَيْتُهُ جَعَلْتُهُ طَاغِيًا وَطَغَا السَّيْلُ ارْتَفَعَ حَتَّى جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الْكَثْرَةِ.

وَالطَّاغُوتُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي تَقْدِيرِ فَعَلُوتٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ لَكِنْ قُدِّمَتْ اللَّامُ مَوْضِعَ الْعَيْنِ وَاللَّامُ وَاوٌ مُحَرَّكَةٌ مَفْتُوحٌ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا فَبَقِيَ فِي تَقْدِيرِ فَلَعُوتٍ وَهُوَ مِنْ الطُّغْيَانِ قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. 
(طغي)
(س) فِيهِ «لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بالطَّوَاغِي» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «وَلَا بالطَّوَاغِيت» فالطَّوَاغِي جَمْعُ طَاغِيَة، وَهِيَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونه مِنَ الأصْنام وَغَيْرِهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «هَذِهِ طَاغِيَة دَوْس وخَثْعَم» أَيْ صنَمْهم ومَعْبُوُدهم، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بالطَّوَاغِي مَن طَغَى فِي الكُفْر وجاوَزَ القَدْر فِي الشَّرِّ، وَهُمْ عُظَمَاؤُهُمْ ورُؤسَاؤهم. وَأَمَّا الطَّوَاغِيت فَجَمْعُ طَاغُوت وَهُوَ الشَّيْطَانُ أَوْ مَا يُزَيِّن لَهُمْ أَنْ يَعْبُدوه مِنَ الْأَصْنَامِ. وَيُقَالُ للصَّنم طَاغُوت. والطَّاغُوت يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا.
(س) وَفِي حَدِيثِ وَهْب «إنَّ للْعِلم طُغْيَاناً كطُغْيَان الْمَالِ» أَيْ يَحْمِل صاحبَه عَلَى التَّرَخُّصِ بِمَا اشْتَبه مِنْهُ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَهُ، وَيَتَرفَّع بِهِ عَلَى مَنْ دُونه، وَلَا يُعْطى حقَّه بِالْعَمَلِ بِهِ كَمَا يَفْعَل ربُّ الْمَالِ. يُقَالُ: طَغَوْتُ وطَغَيْتُ أَطْغَى طُغْيَاناً وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(ط غ ي)

طَغى يطغي طغيا، وطغيانا: جَاوز الْقدر وارتفع وغلا فِي الْكفْر. وَفِي التَّنْزِيل: (ونذرهم فِي طغيانهم يعمهون) . وَقَوله تَعَالَى: (فَأَما ثَمُود فاهلكوا بالطاغية) قَالَ الزّجاج: الطاغية: طغيانهم، اسْم كالعاقبة والعافية.

وطغى المَاء: ارْتَفع وَعلا، وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة) .

وطغت الْبَقَرَة تطغى: صاحت.

وطغيا: اسْم لبقرة الْوَحْش، من ذَلِك جَاءَ شاذا، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ الْهُذلِيّ:

وَإِلَّا النعام وحفانه ... وطغيا مَعَ اللهق الناشط

والطغية: المستصعب من الْجَبَل. قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:

صب اللهيف لَهَا السبوب بطغية ... تنبي الْعقَاب كَمَا يلط المجنب وَقَول ابْن الْأَعرَابِي: قيل لابنَة الخس: " مَا مائَة من الْخَيل؟ " قَالَت: " طَغى عِنْد من كَانَت وَلَا تُوجد " فإمَّا أَن تكون أَرَادَت الطغيان: أَي إِنَّهَا تطغى صَاحبهَا، وَإِمَّا أَن تكون عنت الْكَثْرَة. وَلم يفسره ابْن الْأَعرَابِي.

والطاغوت: مَا عبد من دون الله عز وَجل، يَقع على الْوَاحِد والجميع. والمذكر والمؤنث. وَزنه: " فعولت " إِنَّمَا هُوَ " طغيوت ". قدمت الْيَاء قبل الْغَيْن، وَهِي مَفْتُوحَة وَقبلهَا فَتْحة فقلبت الْفَا.
طغي
طغَى يَطغَى، اطْغَ، طُغيانًا وطَغْيًا، فهو طاغٍ
• طغَى الشَّخصُ:
1 - جاوز الحدَّ المقبول، تجبَّر واستبدّ وأسرف في الظُّلم "طغى الكافرُ في ارتكابه الجرائم- طغت عليه الحماسة: غلبت وسيطرت عليه- {إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى. أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ".
2 - غلا في الكفر، جاوز الحدَّ في العصيان " {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} ".
• طغَى الماءُ: ارتفع، فاض " {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} " ° طغى البحرُ: هاجت أمواجُه- طغى السَّيْلُ: جاء بماء كثير. 

أطغى يُطغِي، أَطْغِ، إطغاءً، فهو مُطغٍ، والمفعول مُطغًى
• أطغاه المالُ: حمله على الطُّغيان، جعله يتجاوز الحدَّ والقَدْر "أطغاه السُّلطان/ الجاهُ/ أصحابُ السُّوء- {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ} ". 

تطاغى يتطاغى، تطاغَ، تَطَاغيًا، فهو مُتَطَاغٍ
• تطاغى الموجُ: هاج وتدافع. 

إطْغاء [مفرد]: مصدر أطغى. 

طاغوت [مفرد]: ج طَوَاغٍ وطَواغيتُ:
1 - شيطان، أو كل من عُبد من دون الله تعالى من الجن والإنس والأصنام، وكلُّ رئيس لعقيدة ضلال، يستوي فيه الواحد وغيره والمذكَّر والمؤنَّث "جُعلت النارُ لمن عبد الطاغوت- {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ".
2 - طاغية ظالم ومعتدٍ غاشم (للمذكّر والمؤنّث) "إنه حاكم طاغوت- كان فرعون طاغوتًا يُقتّل الأبناء، ويستحيي النساء- المستبدُّون هم طواغيت هذا العصر: ". 

طاغِيَة [مفرد]: ج طُغَاة وطَوَاغٍ:
1 - شديد الظُّلم، متكبِّر عاتٍ، جبَّار، عنيد، يأكل حقوق الناس ويقهرهم "تولَّى الحكمَ رئيس طاغية".
2 - صاعِقَة، صيحة العذاب " {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} ". 

طَغْوى [مفرد]: طُغْيان؛ مجاوزة الحدّ والغُلُوّ في الكفر " {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} ". 

طَغْي [مفرد]: مصدر طغَى. 

طُغيان [مفرد]:
1 - مصدر طغَى.
2 - (جو) انغمار الأرض بماء البحر لمسافات شاسعة، تتراكب عليها رواسب البحر. 
طغي
: (ى (} طَغِيَ، كرَضِيَ) ، {يَطْغَى (} طَغْياً) ، بالفَتْحِ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ {طَغىً بالقَصْرِ كَمَا هُوَ نَصُّ المِصْباح؛
أَو سَقَطَ مِنْهُ بَعْدَ قَوْله كرضِيَ: وسَعَى، فإنَّ طَغْياً إنَّما هُوَ مِن مصادِرِه فتأَمَّل.
(} وطُغْياناً، بالضَّمِّ والكَسْرِ) ؛ الأخيرُ عَن الكِسائي نقلَهُ عَن بعضِ بَني كَلب: (جاوَزَ) القَدْرَ) أَو الحَدَّ فِي العِصْيانِ.
وقالَ الحرالي: {الطّغْيانُ: الاعْتداءُ فِي حُدُودِ الأَشْياءِ ومَقادِيرِها.
(و) } طَغَى: (ارْتَفَعَ وغَلا فِي الكُفْرِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وتَذَرُهُمْ فِي {طُغيانِهم يَعْمَهُونَ} ، أَي} بطُغْيانِهم؛ وقوْلُه تَعَالَى: {فَخَشِينَا أَنْ يرهقَهُما طُغْياناً وكفْراً} ؛ وقوْلُه تَعَالَى: { {للطَّاغِينَ مآباً} .
(و) طَغى: (أسْرَفَ فِي المعاصِي والظُّلْمِ.
(و) طَغَى (الماءُ: ارْتَفَعَ) وعَلاَ حَتَّى جاوَزَ الحَدَّ فِي الكثْرَةِ.
ثمَّ إنَّ هَذِه الْمعَانِي الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ إنَّما هِيَ تَفاسِيرُ لقوْلِهم: طَغَى كسَعَى لَا كرَضِيَ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم، وكأَنَّه سَقَطَ مِنْهُ ذلكَ، أَو هُوَ مِن النسَّاخِ، وإلاَّ فَهُوَ واجبُ الذِّكْرِ؛ ودَليلُ ذلكَ قوْلُه تَعَالَى: {إنَّما لمَّا طَغَى الماءُ} ، أَي عَلاَ وارْتَفَعَ وهاجَ، وَهُوَ فِي الماءِ مَجازٌ.
(و) طَغَى بِهِ (الدَّمُ تَبَيَّغَ) ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) } طَغَتِ (البَقَرَةُ) {تَطْغَى: (صاحَتْ.
(} وطَغْيَا) ، بالفتْحِ: (عَلَمٌ لبَقَرَةِ الوَحْشِ) مِن ذلكَ جاءَ شاذّاً؛ وَمِنْه قولُ أُمَيَّة بنِ أَبي عائذٍ الهُذَلي: وإلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ
{وطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ الناشِطِ قالَ الأصْمعي:} طُغْيَا بالضمِّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ للبَقَرَةِ الخائِرَةِ {الطُّغْيَا.
وضمَّه المُفَضَّل.
وَقَالَ ثَعْلبٌ:} طَغْيَا، بالفتْح: الصَّغيرُ من بَقَرِ الوَحْشِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
( {والطَّغَا: الصَّوْتُ) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ:} والطَّغْيُ الصَّوْتُ؛ وَهِي هُذَليَّةٌ؛ يقالُ: سَمِعْتُ {طَغْيَ فلانٍ، أَي صَوْتَه.
وَفِي النوادِرِ: سَمِعْتُ} طَغْيَ القوْمِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم، أَي صَوْتَهم.
( {والطَّغْيَةُ: نُبْذَةٌ من كلِّ شيءٍ) ؛ الأَوْلى:} الطَّغْيَةُ مِن كلِّ شيءٍ نُبْذَةٌ مِنْهُ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ الجوهريِّ عَن أَبي زيْدٍ.
(و) أَيْضاً: (المُسْتَصْعَبُ من الجَبَلِ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: من الخَيْلِ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
قيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: مَا مائةٌ مِن الخَيْل؟ قالتْ: {طَغْيٌ عنْدَ مَنْ كانتْ وَلَا تُوجدُ.
قَالَ ابنُ سَيدَه: فإمَّا أنَّها أَرادَتْ} الطُّغْيانَ، أَي تُطْغي صاحبَها، وإمَّا عَنَتِ الكَثيرَةَ.
(و) أَيْضاً: (الصَّفاةُ المَلْساءُ) ؛ وَمِنْه قولُ الهُذَلي يَصِفُ مشتارَ العَسَلِ:
صَبَّ اللَّهيفُ لَهَا السُّبُوبَ {بطَغْيةٍ
تُنْبي العُقابَ كَمَا يُلَطُّ المِجْنَب ُقولُه: تُنْبي أَي تَدْفَع لأنَّها لَا تثبُتُ عَلَيْهَا مَخالِبُها لمَلاسَتِها.
(} والطَّاغِيَةُ: الجبَّارُ) العنيدُ.
(و) أَيْضاً: (الأَحْمَقُ المُتَكَبِّرُ) الظالِمُ.
(و) أَيْضاً: (الصَّاعِقَةُ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
وقولُه تَعَالَى: {فأُهْلِكُوا! بالطاغِيَةِ} . قالَ قتادَةُ: بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِم صَيْحةً.
وَقَالَ الجَوْهرِي: هِيَ صَيْحةُ العَذابِ.
وقالَ الزجَّاجُ: {الطاغِيَةُ} طُغْيانُهُم اسْمٌ كالعافِيَةِ والعاقِبَةِ.
(و) أَيْضاً: (مَلِكُ الرُّومِ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وَهُوَ صارَ لَقَباً عَلَيْهِ لكثْرَةِ طُغْيانِه وفَسادِهِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{طَغى} يَطْغَى، كسَعَى يَسْعَى، لُغَةٌ صحيحةٌ ذكَرَها الجوهرِيُّ والأزْهريُّ وابنُ سِيدَه، وَلَا مَعْنى لتَرْكِها إنْ لم يكنْ سَقْطاً من النسَّاخِ فتَنَبَّه.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {إنَّه {طَغَى} ، وقولُه تَعَالَى: {إنَّا لمَّا} طَغَى الماءُ} ؛ وأَمَّا مُضارِعُ هَذَا البابِ فيحتملُ أنْ يكونَ مِن بابِ رَضِيَ وَمن بابِ سَعَى؛ مِنْهُ قولُه تَعَالَى: {كلاَّ إنَّ الإنْسانَ {ليَطْغَى} ؛ وقولُه تَعَالَى: {أَن يفرطَ علينا أَو أَنْ يَطْغَى} ؛ وقولُه تَعَالَى: {وَلَا} تَطْغوا فِيهِ} .
{وطَغَى البَحْرُ: هاجَتْ أَمْواجُه.
} وطَغَى السَّيْلُ: إِذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ.
{والطَّغْيَةُ: أَعْلَى الجَبَلِ: وكلُّ مَكانَ مُرْتَفِعٍ} طَغْيَةٌ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
{والطاغِيَةُ: الَّذِي لَا يُبالِي مَا أَتى يأْكُلُ الناسَ ويَقْهَرُهم، لَا يَثْنِيهِ تَحَرُّجٌ وَلَا فَرَقٌ؛ عَن شَمِرٍ.
وأَيْضاً: الطَّوفانُ المُعبَّرُ عَنهُ بقولِهِ: {إِنَّا لمَّا} طَغَى الماءُ} ؛ وَبِه فُسِّرتِ الآيَةُ؛ قالَهُ الرَّاغبُ.
{وتَطَاغَى المَوْجُ؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري.

طغي: الأَزهري: الليث الطُّغْيانُ والطُّغْوانُ لغةٌ فيه، والطَّغْوَى

بالفتح مثلُه، والفِعْل طَغَوْت وطَغَيْت، والاسم الطَّغْوَى. ابن سيده:

طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في

الكُفْرِ. وفي حديث وَهْبٍ: إِنَّ لِلْعِلْم طُغْياناً كطُغْيانِ

المَالِ أَي يَحْمِل صاحِبَه على التَّرَخُّص بما اشْتَبَه منه إِلى ما لا

يَحِلُّ له، ويَتَرَفَّع به على مَنْ دُونَه، ولا يُعْطي حَقَّه بالعَمَلِ به

كما يَفْعَلُ رَبُّ المالِ. وكلُّ مجاوز حدَّه في العِصْيانِ طَاغٍ.

ابنَ سيده: طَغَوْتُ أَطْغُو وأَطْغَى طُغُوّاً كَطَغَيْت، وطَغْوَى فَعْلى

منهما. وقال الفراء منهما في قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمودُ بطَغْواها،

قال: أَراد بطُغْيانِها، وهما مصدَران إِلاَّ أَنَّ الطَّغْوَى أَشكل

برُؤُوس الآيات فاخْتير لذلك أَلا تراه قال: وآخِرُ دَعْواهُم أَنِ الحَمْدُ

للهِف معناهُ وآخِرُ دُعائِهِمْ. وقال الزَّجَّاج: أَصل طَغْواها

طَغْياهَا، وفَعْلى إِذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسم واواً

ليُفْصَل بين الاسم والصِّفَةِ، تقول هي التَّقْوَى، وإِنما هي من تَقَيْتُ، وهي

البَقْوَى من بَقيت. وقالوا: امرأَةٌ خَزْيــا لأَنه صِفَة. وفي التنزيل

العزيز: ونَذَرُهُمْ في طُغْيانِهِم يَعْمَهُون.وطَغِيَ يَطْغَى مِثْلُه.

وأَطّغاهُ المالُ أَي جَعَلَه طاغِياً. وقوله عز وجل: فأَمَّا ثَمُودُ

فأُهْلِكُوا بالطَّغيةِ؛ قال الزجاجُ: الطَّاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسم

كالعاقِبَةِ والعافِيَة. وقال قَتادة: بَعَثَ اللهُ عليهم صيحةً، وقيل:

أُهْلِكُوا بالطاغيةِ أَي بصيحة العذابِ، وقيل أُهْلِكوا بالطاغية أَي

بطُغْيانهم. وقال أَبو بكر: الطغْيا البغي والكُفْرُ؛ وأَنشد:

وإِنْ رَكِبوا طَغْياهُمُ وضلالَهُم،

فليس عذابُ اللهِ عنهم بِلابِثِ

وقال تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهِم يَعْمَهُونَ.

وطَغَى الماءُ والبحر: ارتَفَع وعلا على كلِّ شيءٍ فاخْتَرَقَه. وفي

التنزيل العزيز: إِنَّا لَمَّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكم في الجاريةِ. وطَغَى

البحرُ: هاجَتْ أمواجُه. وطَغَى الدم: تَبَيَّغَ. وطَغَى السَّيْلُ إِذا

جاءَ بماءٍ كثيرٍ. وكلُّ شيءٍ جاوز القَدْرَ فقد طَغَى كما طَغَى الماءُ

على قومِ نوحٍ، وكما طَغَتِ الصيحةُ على ثمودَ.

وتقول: سمعتُ طَغْيَ فلانٍ أَي صَوْتَه، هُذَلِيَّة، وفي النوادِرِ:

سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم أَي صَوْتَهم. وطَغَتِ البقرةُ

تَطْغَى: صاحَتْ. ابن الأَعرابي: يقالُ للبقرة الخائرَةُ والطَّغْيَا، وقال

المُفَضَّل: طُغْيَا، وفتَحَ الأَصْمَعِيُّ طاء طَغْيَا. وقال ابن

الأَنْبارِي: قال أَبو العباس طَغْيَا، مقصورٌ غير مصروفة، وهي بقرةُ الوَحْشِ

الصغيرةُ. ويحكى عن الأَصْمعي أَنه قال: طُغْيَا، فَضَمَّ. وطَغْيَا:

اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ، وقيل للصَّغيرِ من بقرِ الوحشِ من ذلك جاء شاذّاً؛

قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلي:

وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ،

وطَغْيَا مع اللَّهَقِ الناشِطِ

قال الأَصمعي: طُغْيا بالضم، وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغيرُ من

بقر الوحشِ؛ قال ابن بري: قول الأَصمعي هو الصحيح، وقول ثعلب غلط لأَن

فَعْلى إِذا كانت اسماً يجبُ قلب يائها واواً نحو شَرْوَى وتَقْوَى، وهما

من شَرَيْتُ وتَقَيْت، فكذلك يجب في طَغْيا أَن يكون طَغْوَى، قال: ولا

يلزم ذلك في قول الأَصمعي لأَن فُعْلى إِذا كانت من الواو وَجَب قلب الواو

فيها ياءً نحو الدنيا والعُلْيا، وهُما من دَنَوْتُ وعَلَوْت.

والطاغِية: الصاعِقةُ.

والطَّغْيةُ: المُسْتَصْعَبُ العالي من الجبل، وقيل: أَعْلى الجبل، قال

ساعِدة بن جُؤيَّة:

صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ

تُنبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

قوله: تُنْبي أَي تَدْفَع لأَنه لا يَثْبُت عليها مَخالِبُها

لمَلاسَتِها، وكلُّ مكانٍ مُرتَفع طَغْوةٌ، وقيل: الطَّغْيَةُ الصَّفاةُ

المَلْساءُ؛ وقال أَبو زيد: الطَّغْيةُ من كلِّ شيء نُبْذَةٌ منه،

وأَنشد بيتَ سَاعدةَ أَيضًا يصف مُشْتارَ العسل؛ قال ابن بري: واللَّهِيفُ

المكروبُ، والسُّبُوبُ جمع سِبٍّ الحَبْل، والطَّغْيةُ الناحية من الجبلِ،

ويُلَطُّ يُكَبُّ، والمِجْنَبُ التُّرْس أَي هذه الطَّغْية كأَنها تُرْسٌ

مَكْبُوبٌ. وقال ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ ما مائةٌ من

الخَيْل؟ قالت: طَغْيٌ عند مَنْ كانت ولا توجدُ؛ فإِما أَن تكون أَرادت

الطُّغْيانَ أَي أَنها تُطْغي صاحبَها، وإِما أَن تكون عَنَتِ الكَثْرَةَ، ولم

يُفَسِّره ابنُ الأَعْرابي.

والطاغوتُ، يقعُ على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث: وزْنُه فَعَلُوتٌ

إنما هو طَغَيُوتٌ، قُدِّمتِ الياءُ قبل الغَيْن، وهي مفتوحة وقبلها

فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً. وطاغُوتٌ، وإِن جاء على وزن لاهُوتٍ فهو

مَقْلُوبٌ لأَنه من طَغَى، ولاهُوت غير مَقْلوبٍ لأَنه من لاه بمَنْزِلة

الرَّغَبُوت والرَّهَبُوتِ، وأَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَيُوت على فَعَلُوتٍ، ثم

قُدِّمَتِ الياءُ قبل الغينِ مُحافَظَة على بَقائِها فَصار طَيَغُوت،

ووَزْنُه فَلَعُوت، ثم قُلِبت الياء أَلفاً لتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها فصار

طاغُوت. وقوله تعالى: يُؤْمنُون بالجِبْتِ والطَّاغُوت؛ قال الليث:

الطاغُوت تاؤها زائدةٌ وهي مُشْتَقَّةٌ من طَغَى، وقال أَبو إِسحق: كلُّ

معبودٍ من دون الله عز وجلّ جِبْتٌ وطاغُوتٌ، وقيل: الجِبْتُ والطَّاغُوتُ

الكَهَنَةُ والشَّياطينُ، وقيل في بعض التفسير: الجِبْتُ والطَّاغُوت

حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكعبُ بنُ الأَشْرفِ اليَهودِيّانِ؛ قال الأَزهري: وهذا

غيرُ خارج عَمَّا قال أَهل اللغة لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فقد

أَطاعُوهما من دون الله. وقال الشَّعبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحرُ،

والطاغوتُ: الشيطان: والكاهِنُ وكلُّ رأْسٍ في الضَّلال، قد يكون

واحداً؛ قال تعالى: يُريدون أَن يَتحاكَمُوا إِلى الطاغوت وقد أُمِرُوا أَن

يَكْفُروا به؛ وقد يكون جَمْعاً؛ قال تعالى: والذين كفَروا أَوْ لِياؤهم

الطاغوتُ يُخْرِجُونهم؛ فَجَمَع؛ قال الليث: إِنما أَخبر عن الطاغُوت

بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ على حدّ قوله تعالى: أَو الطِّفْلِ الذينَ لم يَظْهَرُوا

على عَوْراتِ النساء؛ وقال الكسائي: الطاغوتُ واحدٌ وجِماعٌ؛ وقال ابن

السكيت: هو مثل الفُلْكِ يُذَكَّرُ ويؤنَّث؛ قال تعالى: والذين اجْتَنَبُوا

الطاغوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وقال الأَخفش: الطاغوتُ يكونُ للأَصْنامِ،

والطاغوتُ يكون من الجِنِّ والإِنس، وقال شمر: الطاغوت يكون من الأَصنام ويكون

من الشياطين؛ ابن الأَعرابي: الجِبْتُ رَئيس اليَهود والطاغوتُ رئيس

النصارَى؛ وقال ابن عباس: الطاغوتُ كعبُ ابنُ الأَشْرفِ، والجِبْتُ حُيَيُّ

بن أَخْطَبَ، وجمعُ الطاغوتِ طَواغِيتُ. وفي الحديث: لا تَحْلِفُوا

بآبائكُمْ ولا بالطَّواغِي، وفي الآخر: ولا بالطَّواغِيتِ، فالطَّوَاغِي جمع

طاغيَةٍ، وهي ما كانوا يَعْبُدونه من الأَصْنامِ وغَيْرِها؛ ومنه: هذه

طَاغِيَةُ دَوْسٍ وخَثْعَمَ أَي صَنَمُهم ومَعْبودُهم، قال: ويجوز أَن يكون

أَراد بالطَّواغِي من طَغَى في الكُفرِ وجاوَزَ الحَدَّ، وهم عُظَماؤهم

وكُبَراؤهم، قال: وأَما الطَّواغِيتُ فجمع طاغوت وهو الشيطانُ أَو ما

يُزَيّن لهم أَن يَعْبُدوا من الأَصْنامِ. ويقال: للصَّنَم: طاغوتٌ.

والطاغِيةُ: مَلِكُ الرُّومِ. الليث: الطاغِيةُ الجَبَّارُ العَنيدُ. ابن شميل:

الطاغِيةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ. وقال شمر: الطَّاغِيَة الذي

لا يُبالي ما أَتى يأْكلُ الناسَ ويَقْهَرُهم، لا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ

ولا فَرَقٌ.

طمل

(طمل)
فلَان طملا وطمولا لم يبال مَا صنع والجمل وَغَيره سَار سيرا عنيفا وَالْإِبِل وَغَيرهَا طملا سَاقهَا سوقا عنيفا وَالشَّيْء شده وربطه والحصير وَنَحْوه نسجه وَجعل فِيهِ الخيوط وَالشَّيْء بِكَذَا لطخه يُقَال طمل الدَّم السهْم والصباغ الثَّوْب وَنَحْوه أشْبع صبغه والخباز الْخبز وَسعه بالمطملة

(طمل) بِكَذَا طملا تلطخ
[طمل] الطَمْلَةُ والطَمَلَةُ بالتحريك: الحَمأة والطِين يبقى في أسفل الحوض. يقال، صار الماء طَمَلَةً واحدة، كما يقال دَكَلَةً. واطَّمِلَ ما في الحوض فلم يُترك فيه قطرة، وهو افتعل منه. والطمل بالكسر، اللص. قال لبيد: وأسْرَعَ في الفَواحِشِ كلُّ طِمْلٍ يَجُرُّ المُــخْزِيــاتِ ولا يُبالي والمِطْمَلَةُ: ما تُوَسَّعُ به الخُبْزَةُ. وطَمَلْتُ الخبزة: وسّعتها. وطَمَلْتُ الناقة طملا: سرتها سيرا فسيخا.

طمل


طَمَلَ(n. ac. طَمْل)
a. Drove on (animal).
b. Rolled out (dough).
c. Wove (mat).
d. Impregnated, soaked; stained.

طَمِلَ(n. ac. طَمَل)
a. Was impregnated, soaked.

أَطْمَلَa. Effaced, obliterated, blotted out ( writing).
إِنْطَمَلَa. Became a robber.

إِطْتَمَلَ
(ط)
a. Absorbed, sucked up.

طَمْل
a. [art.], The creatures, the creation.
طَمْلَةa. Mud, mire.

طِمْل
(pl.
طُمُوْل)
a. Shameless.
b. see 1t
طُمْلَة
طَمَلَةa. see 1t
مِطْمَلَةa. Rolling-pin.

طَاْمِلa. see 2 (a)
طَمِيْلa. Blood-stained (arrow).
b. Kid.
c. Mat.
d. Necklace.

طَمُوْلa. see 2 (a)
طِمْلَاْ4a. Poor, wretched.
b. III-tempered.
c. Wolf.
طمل
الطَمْلُ: الرجُلُ الفاحِشُ الذي لا يُبَالِي ما أتى، وجَمْعُه طُمُوْد، وهو بَينُ الطُّمُوْلةِ.
والطِّمْلاَلُ: الفَقِيرُ السيء الحالِ. والخَفِيْفُ، والطًّمْلُوْلُ مِثْلُه. وقيل: هو الخَبِيْثُ الصَّغِيْرُ الجِسْمِ. والطُّمْلُوْلُ: الخَلَقُ من الثيَابِ، وجَمْعُه طَمَالِيْلُ. والطمْلُ: الخَلْقُ؛ كالطَبْلِ. والطمِيْلُ: المَطْلِيُّ، طَمَلَه بالدمِ. وسَهْمٌ طَمِيْلٌ: كذلك. وقِلادَةٌ طَمِيْلٌ: مَطْلِيَّةٌ بالطيْبِ. وطَمَلْتُ العَجِيْنَ أطْمُلُه طَمْلاً: أي عَجَنْته.
وصارَ الماءُ طَمَلَةً: أي مِثْلَ الطَيْنِ الرَّقِيْقِ. وماءٌ طَمِلٌ: أشَد خَثْراً من الكَدَرِ. ووَقَعَ في طَمَلةٍ: أي تَلَطخَ بأمْرٍ قَبِيْحٍ. والطَمْلُ: السيْرُ العَنِيْفُ. وأطْمَلْتُ الدفْتَرَ والدَيْوَانَ: مَحَوْته؛ فهو مُطْمَلٌ. والطَمِلُّ: الذَئْبُ الخَفِيْفُ الأغْبَرُ. والرَّثُّ الهَيْئَةِ.
[ط م ل] الطَّمْلُ: السَّيْرُ العَنِيفُ، طَمَلَ الإبلَ يَطْمُلُها طَمْلاً. والطِّمْلُ من الرِّجالِ: الفاحِشُ الذي لا يُبالِي ما صَنَعَ، والجَمع: طُمولٌ، والاسْمُ الطُمولَةُ. ورَجُلٌ طَمِيلٌ: خَفِيُّ الشّأْنِ. والطِّمْلُ، والطِّمْلِيلُ: اللِّصُّ الفاَسِقُ، وعَمَّ بَعضُهم به كُلَّ لِصٍّ. والطِّمْلُ، والطِّمِلُّ، والطِّمْلالُ: الذِّئبُ الأَطْلَس الخَفِيُّ الشَّخْصِ. والطَّمْلُ، والطِّمْلالُ، والطِّمْلِيلُ، والطُمْلُولُ: الفَقِيرُ السَّيءَ الحَالِ القَشِفُ القَبيحُ الهَيْئِةَ الأَغبرُ، وقِيلَ: هو العَارِي من الثِّيابِ، وأكثُر ما يُوصَفُ به القَانِصُ. والطَمَلَةُ: الحَمْأَةُ. والطَّمَلَةُ والطَّمْلَةُ: ما بَقِي في أَسْفلِ الحَوْضِ من المَاء الكَدِرِ. وطَمَلَ الدَّمُ السَّهْمَ وغَيرَه طَمْلاً، فهو مَطمولٌ، وطَمِيلٌ: لَطَخَه، وقد طَمِلَ هو، وقِيلَ: كُلُّ ما لُطِخَ، فقد طُمِلَ. ووَقَعَ في طَمْلَةٍ: إذا وَقَعَ في أَمْرِ قَبيحِ فَالتَطَخَ به. ورَجُلٌ مَطْمُولٌ ومُطَمَّلٌ: مَلْطُوحٌ بدَمٍ، أو بقَبيجٍ، أو غَيرِه. وطَمَلَ الحَصِيرَ، فهو مَطْمُولٌ وطَمِيلٌ: رَمَله وجَعَلَ فيه الخُيُوطَ. والطَّمِيلُ: والطَّمِيلَةُ: الجَدْيُ والعَنَاقُ؛ لأَنَّهما بُطْمَلانِ، أَي: يُشَدَّانِ.

طمل: الطَّمْلُ: السَّير العنيف. طَمَلَ الإِبلَ يَطمُلها طَمْلاً

وطَمَلْت الناقةَ طَمْلاً: سيَّرْتها سيراً فسيحاً. والطِّمْلُ من الرجال:

الفاحشُ البَذيُّ الذي لا يُبالي ما صنَع وما أَتى وما قيل له، وإِنه

لَمِلْطٌ طِمْلٌ، والجمع طُمولٌ؛ وقال لبيد:

أَطاعوا في الغَوايةِ كُلَّ طِمْلٍ،

يَجُرُّ المُــخْزِيــات ولا يُبالي

والاسم الطُّمولة. ورجُلٌ طَمِيلٌ: خَفِيُّ الشأْن. والطِّمْل

والطِّمْلِيل: اللصُّ، وقيل: اللص الفاسق، وعَمَّ بعضهم به كلَّ لِصٍّ. وانطَمَلَ

فلان إِذا شارك اللُّصوص. والطِّمْلالُ: اللصُّ. والطِّملال: الذئب.

والطِّمْلُ والطِّمِلُّ والطِّمْلالُ: الذئب الأَطلَسُ الخفِيُّ الشخص.

والطِّمْلُ والطِّمْلال والطِّمْلِيل والطُّمْلول: الفقير السيْءُ الحال

القَشِف القبيح الهيئة الأَغبر، وقيل: هو العاري من الثياب وأَكثر ما يوصف به

القانص. والطَّمْلة والطَّمَلة: الحمْأَة والطينُ، وقيل: ما بقي في أَسفل

الحوض من الماء الكَدِر. والطِّمْلُ: الماء الكَدِر. الفراء: يقال صار

الماء دَكَلة وطَمَلة وثُرْمُطةً، كله الطين الرقيق. واطُّمِلَ ما في

الحوض. أُخرِج فلم يُترك فيه قَطْرة، وهو افْتُعِل منه. والطِّمْل: الثوب

الذي أُشبِع صَبْغُه. والطِّمْل: النَّصِيب. والسَّهم الطَّمِيل

والمَطْمُول: المُلَطَّخ بالدم؛ قال أَبو خِراش يصف سهماً:

كأَنَّ النَّضِيَّ، بعدما طاش مارِقاً

وراء يَديه بالخَلاءِ، طَمِيلُ

وطَمَلَ الدَّمُ السهمَ وغيرَه طَمْلاً، فهو مَطمولٌ وطَمِيلٌ: لطَّخَه،

وقد طَمِلَ هو. وقيل: كلُّ ما لُطِّخ، فقد طُمِل. ووَقع في طَمْلة إِذا

وقع في أَمر قبيح والتَطَخ به. ورجلٌ مَطمول وطَمِيل: مَلْطوخ بدم أَو

بقبيح أَو بغيره؛ وقول الشاعر:

فكَيفَ أَبِيتُ الليلَ، وابنَهُ مالكٍ

بِزينتها، لَمَّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها؟

يقول: أَبوها مالِكٌ ثَأْري أَي قَتَل حَمِيماً فأَنا أَطلبه بدمه،

فيقول: كيف يأْخذني النومُ ولم تُسْبَ هي ولم يؤخذ أَبوها ولم تُقَطَّع

قِلادَتُها وهي طَميلها؟ وإِنما سُمِّيت القِلادة طَمِيلاً لأَنها تُطْمَل

بالطِّيب أَي تُلَطَّخ.

والمطمل: مكتب تباب

(* قوله «والمطمل مكتب تباب إلخ» هكذا رسم في الأصل

من غير ضبط) العرائس بالذهب.

والمِطْمَلة: ما تُوَسَّع به الخُبزة. وطمَلْت الخبزة: وَسَّعْتها. وقد

طَمَلَ الحصِيرَ، فهو مَطْمولٌ وطَمِيلٌ: رَمَله وجعَلَ فيه الخُيوط.

والطَّمِيل والطَّمِيلة: الجدْيُ والعَناق لأَنهما يُطْمَلان أَي

يُشَدَّان.

طمل
الطَّمْلُ: الْخَلْقُ كُلُّهُمْ. والطِّمْلُ، بِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ الْفاحِشُ، الَّذِي لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ، كَذا فِي المُحْكَمِ، ونَصُّ العَيْنِ بعدَ الفاحِشِ: البَذِيءُ، الَّذِي لَا يُبَالِي مَا أَتَى، وَمَا قِيلَ لَهُ. وإِنَّهُ لَمِلْطٌ طِمْلٌ، كالطَّامِل، والطَّمُولِ، كصَبُورٍ، ج: طُمُولٌ، بالضَّمِّ، والاِسْمُ: الطُّمُولَةُ بِالضَّمِّ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الطِّمْلُ: الْمَاءُ الْكَدِرُ. وأَيضاً: الثَّوْبُ الْمُشْبَعُ صِبْغاً. وأَيضاً: الْكِساءُ الأَسْوَدُ، نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ، أَو الأَسْوَدُ مُطْلَقاً. وأَيضاً: الْقِلاَدَةُ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وأَيضاً: اللَّئيمُ، لَا يُبالِي مَا صَنَعَ. وَأَيْضًا: الأَحْمَقُ. وَأَيْضًا: اللِّصُّ، عَن أبي عَمْروٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(وأَسْرَع فِي الْفَواحِشِ كُلُّ طِمْلٍ ... يَجُرُّ المُــخْزِيــاتِ وَلَا يُبَالِي)
وخَصَّ بهِ غيرُهُ الْفَاسِق، وَفِي الأَمْثالِ لِلْمِيدَانِيِّ: الخَبِيث، كالطِّمْلِيلِ، بالكسرِ. وَأَيْضًا: الثَّوْبُ الْخَلَقُ. وَأَيْضًا: الذِّئْبُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وخَصَّ بهِ غيرُهُ الأَطْلَس الْخَفِيّ الشَّخْصِ، كَما فِي المُحْكَمِ، كالطِّمِلِّ، كطِمِرٍّ، والطِّمْلاَلِ، كسِرْبَالٍ، نَقَلَهُما ابنُ سِيدَه. وَأَيْضًا: الْفَقِيرُ السَّيِّءُ الْخُلُقِ، وَفِي المُحْكَمِ: السَّيِّءُ الْحَالِ، الْقَبِيحُ الْهَيْئَةِ، الأَغْبَرُ التَّقّشُّفِ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: الْقَشِف، كَما هُوَ نَصُّ المُحْكَمِ، كالطِّمْلاَلِ، والطِّمْلِيلِ، بِكسرِهِما، والطُّمْلُولِ، بالضَّمِّ، أَو هُوَ: الْعَارِي مِنَ الثِّيَابِ، وأَكُثَرُ مَا يُوصَفُ بهِ الْقَانِصُ، نَقَلَهُنَّ ابنُ دُرَيْدٍ، مَا عَدَا الطِّمْلاَل، وأَنْشَدَ: أَطْلَسُ طُمْلُولٌ عليْهِ طِمْرُ والطَّمِيلُ، كَأَمِيرٍ: الْخَفِيُّ الشَّأْنِ. وَأَيْضًا: الْجَدْيُ، والْعَنَاقُ، كالطَّمِيلَةِ، لأَنَّهما يُطْمَلاَنِ، أَي: يُشَدَّانِ، والطَّمِيلُ: الْحَصِيرُ، وَقد طَمَلَهُ، طَمْلاً فَهُوَ مَطْمُولٌ، وطَمِيلٌ: إِذا رَمَلَهُ، وجَعَلَ فيهِ الْخُيُوطَ، وَأَيْضًا: ماءُ الْحَمْأَةِ. وَأَيْضًا: السُّلاَّءَةُ. وأَيضاً: النَّصْلُ الْعَرِيضُ. وأَيضاً: الْقِلادَةُ، قَالَ:
(فَكَيْفَ أَبِيتُ اللَّيْلَ وابْنَةُ مَالِكٍ ... بِزِينَتِها لَمَّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها)
سُمِّيَتْ لأنَّها تَطْمَلُ، أَي تَلْطَخُ بِالطِّيبِ. وطِمْلاَلٌ، كسِرْبَالٍ: فَرَسٌ كانَ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُوْدانَ بنِ أَسَدِ بنِ خُزَيْــمَةَ، ومنهُ قَوْلُ الكاهِنِ: ارْكَبُوا شَنْخُوباً وطِمْلاَلاً، فاقْتَاسُوا الأَرْضَ أَمْيَالاً.
والطُّمْلُولُ، كَزُنْبُورٍ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: كزُبَيْرٍ، غَلَطٌ: الرَّجُلُ الْعَارِي مِنَ الثِّيابِ، وَهَذَا قد تقدَّمَ عَن ابنِ دُرَيْدٍ قَرِيبا، ومَرَّ أَنَّ أَكْثَرَ مَا يُوصَفُ بهِ الْقَانِصُ، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والطُّمْلَةُ، بِالضَّمِّ، والْفَتْحِ، وبالتَّحْرِيكِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علىوبالكَسْرِ: النَّصِيبُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والطِّمْلاَلُ، بالكَسْرِ: الذِّئْبُ، عَن الفَرَّاءِ. ورَجُلٌ مَطْمُولٌ، مُطَمَّلٌ: مَلْطُوخٌ بِدَمٍ أَو بِقَبِيحٍ، أَو غيرِ ذلكَ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، والأزْهَرِيُّ. وطَمَلِيَّةُ، مُحَرَّكَةً: قَرْيَةٌ بِمِصْرَ، فِي جَزِيرَةِ بَنِي نَصْرٍ، وتُعْرَفُ بِطَمْلاَهَه.

طوق

ط و ق : الطَّوْقُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَطْوَاقٌ مِثْلُ ثَوْبٍ وَأَثْوَابٍ وَطَوَّقْتُهُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ طَوْقَهُ وَيُعَبَّرُ بِهِ عَنْ التَّكْلِيفِ وَطَوْقُ كُلِّ شَيْءٍ مَا اسْتَدَارَ بِهِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَمَامَةِ ذَاتُ طَوْقٍ.

وَأَطَقْتُ الشَّيْءَ إطَاقَةً قَدَرْتُ عَلَيْهِ فَأَنَا مُطِيقٌ وَالِاسْمُ الطَّاقَةُ مِثْلُ الطَّاعَةِ مِنْ أَطَاعَ. 
ط و ق

لست بمطيق لهذا الأمر، ومالي به طوق وطاقة، وعجز عنه طوقي. وطوقه الأمر: كلفه إياه " وجلّ عمرو عن الطوق " وله طوق من ذهب وأطواق. وبنوا طاقاً مرتفعاً وأطواقاً وطيقاناً. وفتل الحبل طاقتين وطاقات وهي القوى. وأعطاني طاقة من الريحان: شعبة منه.

ومن المجاز: طوقني نعمة، وطوقت منه أيادي، وتقلدتها طوق الحمامة، وتقول: في عنقي من نعمته طوق، مالي بأداء شكره طوق. وتطوقت الحية: صارت كالطوق. ورحاك واسعة الطوق وهو ما يديره القطب.
ط و ق: (الطَّوْقُ) وَاحِدُ (الْأَطْوَاقِ) وَ (طَوَّقَهُ فَتَطَوَّقَ) أَيْ أَلْبَسَهُ الطَّوْقَ فَلَبِسَهُ. وَ (الْمُطَوَّقَةُ) الْحَمَامَةُ الَّتِي فِي عُنُقِهَا طَوْقٌ. وَ (الطَّوْقُ) أَيْضًا (الطَّاقَةُ) وَ (أَطَاقَ) الشَّيْءَ (إِطَاقَةً) وَهُوَ فِي (طَوْقِهِ) أَيْ فِي وُسْعِهِ. وَ (طَوَّقَهُ) الشَّيْءَ كَلَّفَهُ إِيَّاهُ. وَ (الطَّاقُ) مَا عُقِدَ مِنَ الْأَبْنِيَةِ وَالْجَمْعُ (الطَّاقَاتُ) وَ (الطِّيقَانُ) فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَيُقَالُ: (طَاقُ) نَعْلٍ وَ (طَاقَةُ) رَيْحَانٍ. 
[طوق] الطَوْقُ: واحد الأطْواقِ. وقد طَوَّقْتُهُ فَتَطَوَّقَ، أي ألبسته الطَوْقَ فلبِسه. والمُطَوَّقَةُ: الحمامةُ التي في عنقها طَوْقٌ. والطَوْقُ: الطاقَةُ. وقد أطلقت الشئ إطاقة، وهو في طوقى، أي وسعى. وطوقتك الشئ، أي كَلَّفْتُكَهُ. وطَوَّقَني الُله أداءَ حقِّك،، أي قوّاني. وطوَّقَتْ له نفسه: لغةٌ، في طَوَّعَتْ، أي رخصت وسهلت. وحكاها الاخفش والطاق: ما عطف من الأبنية، والجمع الطاقاتُ والطيقانُ، فارسيٌّ معرب. والطاقُ: ضربٌ من الثياب. قال الراجز: يكفيك من طاق كثير الاثمان جمازة شمر منها الكمان ويقال: طاق نعل وطاقة ريحانٍ والطائِقُ: ناشزٌ ينشز من الجبَل ويندر، وكذلك في البئر، وفيما بين كلِّ خشبتَين من السفينة.
طوق
الطَّوْق: حَلْيٌ يُجْعَلُ في العُنُق. وكلُّ شَيْءٍ اسْتَدَار فهو طَوْقٌ.
والطّاقَةُ والطَّوْقُ: واحِدٌ، يقال: كلُّ امْرِىءٍ مُكَلَّفٌ ما أطاقَ.
والطّاقَةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحَانٍ أو شَعرٍ.
والطّاقُ: عَقْدُ البِنَاءِ حَيْثُ ما كَانَ، والجميع الأطْوَاقُ والطِّيْقَانُ.
والأطْوَاقُ: الإفْرِيْزُ. والطَّيْلَسَانُ. وجنْسٌ من الناس بالسِّنْدِ. والكِسَاءُ.
وقامَ فلانٌ على طاقَةِ: أي على أقْصى ما يُمْكِنُه من الهَيْئة.
والطائقُ: ما بَيْنَ كلًّ خَشَبَتَيْنِ من السَّفِينة.
وطائقُ الجَبَل: مُسْتَقَرُّه في أعْلاه.
والطَوْقَةُ: أرْضٌ مُسْتَدِيرة سَهْلَةٌ في غلظٍ يُحِيْطُ بها.
ونَبِيْذُ الأطْوَاقِ: نَبِيْذٌ من الأنَارْجِيْل.
(طوق) - في حديث عَامر بن فُهَيْرة - رضي الله عنه -:
* كُلُّ امرىءٍ مُجاهِدٌ بِطَوْقِهِ *
الطَّوْق: أَقصىَ الطَّاقة وهي اسمٌ لمقدار ما يُمكن أن يفعلَه بمَشَقَّة منه.
- ومنه قَولُه تَعالَى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}
: أي ما يَصعُب علينا مُزاوَلَتُه، وهي اسمٌ من أَطاقَة إطاقةً.
- وقَولُه تَعالَى: {وعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيةٌ}
قَرأه جَماعة: "يُطَوَّقُونه": أي يُكَلَّفُونَه ويحْمِلوُنهَ
وروى عن مُجاهِد: "يَطَّوَّقُونَه" بفَتْح اليَاءِ، وتَشدِيد الطَّاءِ: أي يتكلَّفُونَه وروى عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "يَطَّيَّقونه" مثل ما قبله إلا أنه بالياءِ بَدلَ الواوِ بمعنى يُطِيقُونه. يقال: طَاقَ وأَطاقَ واطَّيَّق بمعنًى.
[طوق] غ: فيه: ""سيطوقون" ما بخلوا"، أي يلزمونه في أعناقهم. نه: من ظلم شبرًا من أرض "طوقه" الله من سبع أرضين، أي يخسف به الأرض فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطوق، وقيل: هو أن يطوق حملها أي يكلف، فهو من طوق التكليف لا من طوق التقليد- ومر في سبع من س. ك: طوقه بلفظ مجهول أي يكلف نقل ما ظلم منها إلى المحشر. ن: يجعل له كالطوق في عنقه بأن يعنقه. نه: ومن الأول "يطوق" ماله شجاعًا أقرع، أي يجعل له كالطوق. ك: يطوقه بفتح واو مشددة ومستترة راجع إلى الشجاع وبارزه لمن أتاه وهو مفعوله الثاني. نه: ومنه: والنخل "مطوقة" بثمرها، أي صارت أعذاقها لها كالأق في الأعناق. ومن الثاني ح: وددت أني "طوقت" ذلك، أي ليته جعل داخلًا في قدرتي! وكان قادرًا ولكن خاف فوات حقوق نسائه فإن إدامة الصوم تخل بحظوظهن منه. ط: كان يطيق أكثر منه فإنه كان يواصل. نه: ومنه: كل امرئ مجاهد بطوقه، أي أقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أن يفعله بمشقته. ك: وعلى الذين "يطوقونه"، من طوقك الشيء: كلفك، أو التفعيل بمعنى السلب. مد: "يطيقونه"، أي من يطيق الصوم إن أفطر بلا عذر أفدى نصف صاع وكان في بدء الإسلام، وقيل: هو بحذف لا. نه: وفيه: أمرهم من الأعمال بما "يطيقونه"، أي يطيقون الدوام عليه وأمر الثاني جواب إذا. ن: أي تطيقون الدوام عليه بلا مشقة وضرر، وهو عام في جميع الطاعات.
طوق
أصل الطَّوْقِ: ما يجعل في العنق، خلقة كَطَوْقِ الحمامِ، أو صنعة كطَوْقِ الذّهب والفضّة، ويتوسّع فيه فيقال: طَوَّقْتُهُ كذا، كقولك: قلّدته.
قال تعالى: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ
[آل عمران/ 180] ، وذلك على التشبيه، كما روي في الخبر «يأتي أحدكم يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان فَيَتَطَوَّقُ به فيقول أنا الزّكاة التي منعتني» ، وَالطَّاقَةُ: اسمٌ لمقدار ما يمكن للإنسان أن يفعله بمشقّة، وذلك تشبيه بالطَّوْقِ المحيطِ بالشيء، فقوله: وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ
[البقرة/ 286] ، أي: ما يصعب علينا مزاولته، وليس معناه: لا تحمّلنا ما لا قدرة لنا به، وذلك لأنه تعالى قد يحمّل الإنسان ما يصعب عليه كما قال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ [الأعراف/ 157] ، وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ [الشرح/ 2] ، أي: خفّفنا عنك العبادات الصّعبة التي في تركها الوزر، وعلى هذا الوجه: قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ
[البقرة/ 249] ، وقد يعبّر بنفي الطَّاقَةِ عن نفي القدرة.
وقوله: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ
[البقرة/ 184] ، ظاهره يقتضي أنّ المُطِيقَ له يلزمه فدية أفطر أو لم يفطر، لكن أجمعوا أنه لا يلزمه إلّا مع شرط آخر . وروي:
(وعلى الّذين يُطَوَّقُونَهُ) أي: يُحَمَّلُونَ أن يَتَطَوَّقُوا.
باب القاف والطاء و (وا يء) معهما ط وق، ق ط و، ق وط، وق ط، أق ط مستعملات

قطو، قطي: القَطَا: طير، والواحدة قطاة، ومشيها القَطْوُ والاقطيطاء. يقال: اقطَوْطتِ القطاةُ تقطَوْطي، وأما قطت تقطُو فبعض يقول: من مَشيها، وبعض يقول: من صوتها، وبعض يقول: صوتها القَطقَطَةُ. والرجل يَقْطَوْطي إذا استدار وتجمع، قال:

يمشي معاً مُقْطَوْطِياً إذا مشى

والقَطاةُ من الدابة: موضع الردف، وهي لكل خلق، قال:

وكست المرط قَطاةً رجرجا

وثلاث قَطَواتٍ. ويقال في المَثَل: ليس قطاً مثل قُطيِّ، أي ليس النبيل كالدنيء. (وقال ابن الأسلت:

ليس قطاً مثل قطي ولا المرعي ... في الأقوام كالراعي)

طوق: الطَّوْق: حبل يجعل في العنق، وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ كطَوقِ الرحى الذي يدير القطب ونحو ذلك. وطائقُ كل شيء ما استدار به من جبل وأكمة، ويجمع على أطواقٍ. والطَّوْقُ مصدر من الطّاقةِ، والطّاقةُ الاسم، قال:

وقد وجدت الموت قبل ذوقه ... والمرء يأتي حتفه من فوقه

كل امرىء مجاهد بطَوْقِه ... كالثور يحمي جلده بروقه  وفي الحديث: من غصب جاره حداً طَوَّقَه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين، ثم يهوي به في النار

أي جعل ذلك الحد طَوقاً في عنقه. وتطَوَّقَتِ الحية على عنقه: صارت كالطَّوقِ فيه. والطّاقُ: عقد البناء حيث ما كان، والجماعة أطواق. والطاقَةُ: شعبة من ريحان ونحوه.

قوط: القَوْط: قطيع من الغنم، يسير، والجمع أقواطٌ. وقُوطَةُ: موضع.

أقط: واحدةُ الأقِطِ أقِطةٌ، وهو يتخذ من اللبن المخيض، يطبخ ثم يترك حتى يمصل: والأقِطةُ هنة دون القبة مما يلي الكرش. والمَأْقِط: المضيق في الحرب.

وقط: الوقط: موضع يستنقع فيه الماء يتخذ فيه حياض تحبس الماء إذا مر بها. واسم ذلك الموضع أجمع وَقْطٌ، وهو مثل الوجذ، إلا أن الوَقْط أوسع، وجمعه الوِقطان والوجذان، قال:

واخلف الوِقطانَ والماجِلا

ويجمع أيضاً وقاطا ووجاذاً، ولغة تميم إقاط، وهم يصيرون كل واو يجيء في مثل هذا ألفا. والوَقيط على حذو فعيل يراد به المفعول وصرف إلى فعيل، وهو الوقيط الموقوط
(ط وق)

الطوق: مَا اسْتَدَارَ بالشَّيْء، وَالْجمع: اطواق.

والمطوق من الْحمام: مَا كَانَ لَهُ طوق.

وطوقه بِالسَّيْفِ وَغَيره، وطوقه إِيَّاه: جعله لَهُ طوقا، وَفِي التَّنْزِيل: (سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة) .

وتطوقت الْحَيَّة على عُنُقه: صَارَت عَلَيْهِ كالطوق.

والطوق: أَرض سهلة مستديرة فِي غلظ.

وطائق كل شَيْء: مثل طوقه، وَمن الشاذ قِرَاءَة ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَعِكْرِمَة: (وعلى الَّذين يطوقونه) و" يطوقونه " و" يطيقُونَهُ " و" يطيقُونَهُ ".

فيطوقونه: يَجْعَل كالطوق فِي اعناقهم.

ويطوقونه: أَصله: يتطوقونه فقلبت التَّاء طاء، وأدغمت فِي الطَّاء.

ويطيقونه: أَصله: يطيقُونَهُ، فقلبت الْوَاو يَاء كَمَا قلبتها فِي سيد وميت، وَقد يجوز: أَن يكون الْقلب على المعاقبة كتهور وتهير، على أَن أَبَا الْحسن قد حكى: هار يهير، فَهَذَا يؤنس أَن يَاء تهير وضع، وَلَيْسَت على المعاقبة، وَلَا تحملن: هار يهير على الْوَاو، قِيَاسا على مَا ذهب إِلَيْهِ الْخَلِيل فِي: تاه يتيه، وطاح يطيح، فَإِن ذَلِك قَلِيل.

وَمن قَرَأَ: " يطيقُونَهُ "، جَازَ أَن يكون: " يتفيعلونه " أَصله: يتطيوقونه، فقلبت الْوَاو يَاء، كَمَا تقدم فِي: ميت، وَتجوز فِيهِ المعاقبة أَيْضا على تهير.

وَيجوز أَن يكون: يطوقونه، بِالْوَاو، وَصِيغَة مَا لم يسم فَاعله: " يفوعلونه " إِلَّا أَن بِنَاء " فعلت " اكثر من بِنَاء: " فوعلت ".

والطائق: نشز ينشز فِي الْجَبَل، نَادِر مِنْهُ، وَفِي الْبِئْر مثل ذَلِك.

والطائق: مَا بَين كل خشبتين من السَّفِينَة.

والطوق، والإطاقة: الْقُدْرَة على الشَّيْء. وَقد طاقه طوقا، وأطاقه، وأطاق عَلَيْهِ.

وَالِاسْم: الطَّاقَة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: طلبته طاقتك، أضافوا الْمصدر، وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الْحَال، كَمَا ادخُلُوا فِيهِ الْألف وَاللَّام حِين قَالُوا: أرسلها العراك.

وَأما طلبته طاقتي. فَلَا يكون إِلَّا معرفَة، كَمَا أَن: " سُبْحَانَ الله " لَا يكون إِلَّا كَذَلِك.

والطاقة: شُعْبَة من ريحَان أَو شعر أَو نَحْو ذَلِك.

والطاق: عقد الْبناء، وَالْجمع: أطواق، وطيقان.

والطاق: ضرب من الملابس، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الطيلسان، وَقيل: هُوَ الطيلسان الاخضر، عَن كرَاع، قَالَ رؤبة:

وَلَو ترى إِذْ جبتي من طاق

وَرَأَيْت أَرضًا كَأَنَّهَا الطيقان: إِذا كثر نباتها.

وشراب الاطواق: حلب النارجيل، وَهُوَ أَخبث من كل شراب يشرب، وَأَشد فَسَادًا لِلْعَقْلِ.

وَذَات الطوق: أَرض مَعْرُوفَة، قَالَ رؤبة:

ترمي ذِرَاعَيْهِ بجثجاث السُّوق

ضرحا وَقد أنجدن من ذَات الطوق
طوق
طاقَ يَطوق، طُقْ، طَوْقًا وطاقةً، فهو طائِق، والمفعول مَطُوق
• طاق الأمرَ: قدر عليه، احتمله بمشقَّة "هذا أمر لا أطوقه- طاق عملاً شاقًّا- طاق حملَ المسئوليَّة". 

أطاقَ يُطيق، أَطِقْ، إطاقةً، فهو مُطيق، والمفعول مُطاق
• أطاق العملَ الصَّعب: طاقَه، قدر عليه، احتمله بمشقّة "كان لا يُطيق الظلم- أطاق العذاب في الأَسْر- {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} " ° أمرٌ لا يُطاق: لا يُحتمل- لم يُطِق صبرًا: لم يستطع أن يصبر. 

تطوَّقَ/ تطوَّقَ بـ يَتطوَّق، تطوُّقًا، فهو مُتطوِّق، والمفعول مُتطوَّق به
• تطوَّق الشَّخصُ: مُطاوع طوَّقَ: لبس الطّوقَ.
• تطوَّقتِ الحيَّةُ: صارت كالطّوقِ في شكلها.
• تطوَّق بالشَّيء: لبسه "تطوّق بطوقِ النّجاة" ° تطوّق عنقي بفضائله: غمرتني فضائله. 

طوَّقَ يطوِّق، تطويقًا، فهو مُطوِّق، والمفعول مُطوَّق
• طوَّق المكانَ: أحاط به "طوّقته نعمةُ الله- طوّقت الشرطة المنطقة" ° طوَّق الجيشُ العدوّ: التفّ حوله- طوَّق عُنُقَه: غمره بفضله وإحسانه- طوّق مشكلة أو خطرًا: منعها من الاستفحال- طوَّقه بذراعيه: عانقه.
• طوَّق الكلبَ: ألبسه الطَّوْق.
• طوَّقه الشيءَ: جعله له كالطَّوق حول الرَّقبة "مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ [حديث]: يُجْعل له طَوْقًا في عنقه- {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ". 

إطاقة [مفرد]: مصدر أطاقَ. 

طائق [مفرد]: اسم فاعل من طاقَ. 

طاق [مفرد]: ج طاقات وأطواق وطيقان:
1 - ما عُطف وجُعل كالقوس من الأبنية "ينشر الطاووسُ ذيلَه كالطاق".
2 - ما يُجدل مع غيره لصنع غزل أو حبل أو خيط "نسج حبلا من ثلاث طاقات". 

طاقة [مفرد]: ج طاقات (لغير المصدر):
1 - مصدر طاقَ.
2 - نشاط أو قدرة على إحداث فعل جسميّ أو ذهنيّ "أعطى
 القضيَّة كل طاقاته الفكريَّة- لديه طاقة مدّخرة- {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} " ° طاقة إنتاجيَّة: قدرة على الإنتاج- لا طاقة له بهذا/ لا طاقة له على هذا: لا يقدر عليه- ليس في طاقته: ليس في قدرته، لا يستطيع.
3 - قوّة (حرارية، كهربائيّة، ذريَّة .. إلخ) "طاقة كامنة- تستخدم الطاقة الكهربائية في الإنارة والصناعة".
4 - حزمة من الشَّعْر أو الزَّهْر أو العيدان أو غيرها "قدَّم التِّلميذُ لمُعَلِّمه طاقة زهر".
5 - نافذة، شبَّاك، فتحة في جدار يدخل منها الهواء والضوء "نظرت من طاقة الحجرة- أخذ ينظر إليه عبر طاقة في الجدار".
• الطَّاقة الذَّرِّيَّة/ الطَّاقة النَّوويَّة: (فز) الطَّاقة النَّاتجة عن تفتيت نوى الذَّرَّات في الانشطار النَّوويّ أو النَّاتجة عن تجميعها في الاندماج النَّوويّ.
• طاقة الحركة: (فز) القدرة التي يكتسبها الجسم من جرَّاء حركته وكذلك مقدرة الجسم على أداء شغل بسبب حركته.
• محوِّل الطَّاقة: (فز) مادّة أو جهاز يحوِّل الطاقة الداخلة من شكل إلى شكل آخر من الطاقة الخارجة.
• الطَّاقة الشَّمسيَّة: (فك) الطَّاقة التي تُشعّ من الشَّمس.
• طاقة دافعة: (كم) مادة أو مجموعة مواد يُولِّد تفاعلها الكيميائي طاقة تُستعمل في الدفع الذاتي للصواريخ أو يوَلِّد الغازات الساخنة التي تغذّي حركة صاروخ ذاتي الدفع.
• علم الطاقة: علم يُعالج مختلف مظاهر الطاقة أو هو فرع من علم الميكانيكا يبحث في الطاقة وتحوُّلاتها. 

طاقيَّة [مفرد]: ج طاقيات وطواقٍ: غطاء للرأس من القطن أو الصُّوف ونحوهما "لبس الطاقيّة ولف عليها العمامة- طاقيّة صوف". 

طَوْق [مفرد]: ج أطواق (لغير المصدر):
1 - مصدر طاقَ ° ليس في طوْقه: ليس في قدرته، لا يستطيع.
2 - كل ما يحيط بشيء كطوْق الحديد والذهب "في عُنُق هذا الكلب طوْق- طوْق القميص" ° شبَّ عن الطَّوْق: كبُرَ واعتمد على نفسه، بلغ مبلغ الرجال- طوْق النَّجاة: عجلة من الفلين أو المطّاط أو نحوهما توضع حول الجسم خشية الغرق- كَسَر الطَّوق: تحرّر، تمرَّد.
• طَوْق الحمامة: ما يحيط رقبتها من ريش يخالف سائر لونها.
• دول الطَّوْق: (سة) مجموعة الدول التي تحيط بإسرائيل، وهي مصر وسورية ولبنان والأردن وفلسطين. 

مُطوَّق [مفرد]: اسم مفعول من طوَّقَ.
• حمامة مُطوَّقة: حمامة يوجد حول رقبتها طوق، أو ريش يخالف سائر لونها. 

طوق: الطَّوْقُ: حَلْيٌ يجعل في العنق. وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ

كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير القُطْب ونحو ذلك. والطَّوْقُ: واحدُ الأَطْواق،

وقد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ

أَي أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه، وقيل: الطَّوْقُ ما استدار بالشيء،

والجمع أَطْواقٌ.

والمُطَوَّقةُ: الحمامةُ

التي في عنقها طَوْقٌ. والمُطَوَّقُ من الحمام: ما كان له طَوْقٌ.

وطَوَّقَه بالسيف وغيره وطَوَّقه إِيّاه: جعله له طَوْقاً. وفي التنزيل:

سَيُطَوَّقُون ما بَخِلوا به يوم القيامة؛ يعني مانع الزكاة يُطَوَّقُ ما بخل

به من حق الفقراء من النار يوم القيامة، نعوذ بالله من سخط الله. ويروى

في حديث: مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِين؛

يقول: جُعِل له طَوْقاً في عنقه أَي يخسف الله به الأَرض فتصير البقعة

المغصوبة منها في عنقه كالطَّوْق، وقيل: هو أَن يُطَوَّقَ حملَها يوم

القيامة أَي يُكلَّف فيكون من طَوْق التكليف لا من طَوْق التقليد؛ ومن الأَول

حديث الزكاة: يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يجعل له كالطَّوْق في

عنقه؛ ومنه الحديث: والنخلُ مُطَوقة بثمرها أَي صارت أَعذاقُها كالأَطْواق

في الأعناق؛ ومن الثاني حديث أَبي قتادة ومُراجعةِ

النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصوم فقال، صلى الله عليه وسلم: ودِدْت

أَنِّي طُوِّقْتُ ذلك أي ليته جُعِل داخلاً في طاقَتي وقدرتي، ولم يكن،

صلى الله عليه وسلم، عاجزاً عن ذلك غيرَ قادر عليه لضعف منه ولكن يحتمل

أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التي تلتزمه لنسائه، فإِن إِدامةَ

الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه. وتَطَوَّقَت الحيّةُ على عنقه: صارت عليه

كالطَّوْق.

والطَّوْقة: أَرض سهلة مستديرة في غِلَظ. وطائقُ كلّ شيء مثل طوقه، وفي

التهذيب: طائق كل شيءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة، والجمع

الأَطْواق. ابن سيده: ومن الشاذ قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة: وعلى الذين

يُطَوَّقُونه، ويُطَيَّقُونه ويَطَّيَّقُونَهُ، فيُطَوَّقُونه يجعل كالطَّوْق

في أَعناقهم، ويَطَّوَّقونه أَصله يتطوَّقونه فقلَبْت التاء طاء وأُدغمتْ

في الطاء، ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما قلبتَها

في سيّد وميّت، وقد يجوز أَن يكون القلب على المعاقبة كتَهوّر وتهيّر،

على أَن أَبا الحسن قد حكى هارَ يَهير، فهذا يُؤنِس أَن ياء تهيّر وضْعٌ

وليست على المعاقبة، قال: ولا تحملن هارَ يَهِير على الواو قياساً على ما

ذهب إِليه الخليل في تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذلك قليل، ومن قرأَ

يَطَّيَّقونه جاز أَن يكون يَتَفَيْعلونه، أَصله يَتَطَيْوَقونه فقلبت

الواو ياء كما تقدم في ميّت وسيّد، وتجوز فيه المعاقبة أيضاً على تهيّر،

ويجوز أَن يكون يُطَوَّقُونه بالواو، وصيغة ما لم يسم فاعله يُفَوْعَلونه

إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء فَوْعَلْت. وطَوَّقْتُك الشيء أَي

كلَّفْتكَه. وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي قَوّاني. وطوَّقتْ له

نفسُه: لغة في طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت؛ حكاها الأَخفش.

والطَّائِقُ: حجر أَو نَشَزٌ يَنْشُز في الجبل نادر، منه، وفي البئر ذلك

ما نَشَزَ من حال البئر من صخرة ناتئة؛ وقال عمارة بن طارق في صفة

الغرب:مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّ ساتِق،

ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطَّائِق،

أَخْضَر لم يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق

أَي ذو قوة على مُكاوَحةِ تلك الصخرة؛ وقال في جمعه:

على مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق

والطائِقُ: ما بين كل خشبتين من السفينة. أَبو عبيد: الطَّائِقُ ما بين

كل خشبتين. ويقال: الطائِق إِحدى خشبات بطن الزَّوْرَق. أَبو عمرو

الشيباني: الطائِقُ وسط السفينة؛ وأَنشد للبيد:

فالْتامَ طائِقُها القديمُ، فأَصْبَحَتْ

ما إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ

الأصمعي: الطائِقُ ما شَخَصَ من السفينة كالحَيْدِ الذي ينحدر من الجبل؛

قال ذو الرمة:

قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ

قال: وهو حرف نادر في القُنّة. الليث: طائِقُ كل شيء ما استدار به من

حَبْل أَو أَكمة، وجمعه أَطْواقٌ، والطَّاقاتُ جمع طاقةٍ. ويقال للكَرِّ

الذي يُصْعَد به إِلى النخلة الطَّوْق، وهو البَرْوَنْد بالفارسية؛ قال

الشاعر يصف نخلة:

ومَيّالة في رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى،

وسائرُها خالٍ من الخير يابِسُ

تَهَيَّبها الفِتْيانُ حتى انْبَرَى لها

قَصِيرُ الخُطى، في طَوْقِه، مُتَقاعِسُ

يعني البروند؛ التهذيب: أَنشد عمر بن بكر:

بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاًّ،

يُغَنِّي، في طَوائِقه، الحَمامُ

قال: طَوائِقه عُقوده؛ قال الأَزهري: وصف قَصْراً. والطَّوائِقُ: جمع

الطَّاقِ الذي يُعْقَد بالآجُرّ، وأَصله طائِقٌ وجمعه طَوائِقُ على الأَصل

مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة؛ وأَنشد لعمرو بن حسان:

أَجِدَّكَ هل رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ،

أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟

بنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً،

يُغَنِّي في طوائقه الحَمامُ

قال: ويجمع أَيضاً أَطْواقاً. والطَّوْقُ والإِطاقةُ: القدرة على الشيء.

والطَّوْقُ: الطَّاقةُ. وقد طاقَه طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ

عليه، والاسم الطَّاقةُ. وهو في طَوْقي أَي في وَسْعي؛ قال ابن بري: وقول

عمرو بن أُمامة:

لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه،

إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه

كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه،

كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَه بِرَوْقِه

أَراد بالطَّوْق العُنق، ورواه الليث:

كل امرئ مجاهد بطوقه

قال: والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أَن

يفعله بمشقَّة منه. ابن الأَعرابي: يقال طُقْ طُقْ من طاقَ يَطُوق إِذا

أَطاق. الليث: الطَّوْقُ مصدر من الطَّاقِة؛ وأَنشد:

كل امرئ مُجاهِد بطوقه،

والثور يحمي أَنفه بروقه

يقول: كل امرئ مُكلّف ما أَطاق؛ قال أَبو منصور: يقال طاقَ يَطُوق

طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً وطاقةً، كما يقال طاعَ يَطُوع طَوْعاً

وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وطاعةً. والطَّاقةُ والطاعةُ: اسمان يوضَعان موضع

المصدر؛ قال سيبويه: وقالوا طَلَبْتَه طاقَتَك، أَضافوا المصدر وإِن كان في

موضع الحال، كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا أَرسلَها العِراكَ،

وأَما طَلَبْتُه طاقَتي فلا يكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا يكون

إِلا كذلك. والطاقةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ من الخيط أَو

نحو ذلك. ويقال: طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ، والطاقُ: ما عطف من

الأَبنية، والجمع الطَّاقات. والطَّيقان: فارسي معرب. والطاق: عَقْدُ البناء حيث

كان، والجمع أَطواق وطِيقانٌ. والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الملابس. قال ابن

الأَعرابي: هو الطَّيْلَسان، وقيل هو الطيلسان الأَخضر؛ عن كراع؛ قال

رؤبة:ولو تَرَى، إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ،

ولِمَّتي مِثْلُ جَناحِ غاقِ

وقال الشاعر:

لقد تَرَكتْ خُزَيْــبَةُ كلَّ وغْدٍ

تَمَشَّى بينَ خاتامٍ وطاقِ

والطَّيقانُ جمع طاق: الطَّيْلَسان مثل ساج وسِيجان؛ قال مليح الهذلي:

من الرَّيْطِ والطَّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم،

كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ

والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الثياب؛ قال الراجز:

يَكْفِيك، من طاقٍ كثير الأَثْمان،

جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان

قال ابن بري: الطَّاقُ الكساء، والطَّاقُ الخِمارُ؛ وأَنشد ابن

الأََعرابي:

سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها،

كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها

وفسره فقال أَي خمارها يطير وأَصداغها تتطاير من مخاصمتها. ورأَيت

أَرضاً كأَنَّها الطيقانُ إِذا كثر نباتها.

وشراب الأَطْواق: حَلَبُ النارَجِيل، وهو أَخبث من كل شراب يُشْرَب

وأَشدُّ إِفساداً للعقل.

وذات الطُِّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:

تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ

ضَرْحاً، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ

والطَّوْقُ: أَرض سهلة مستديرة. وطاقُ القوس: سِيَتُها، وقال ابن حمزة:

طائِقُها لا غير، ولا يقال طاقُها.

طوق: طاق ومضارعه يطيق غالباً: احتمل.
يقال: ما أطيقه أي لا احتمله ولا اقدر عليه.
ولا يطيق: نافذ الصبر، ومن لا يخضع لاحد (بوشر).
طَوَّق (بالتشديد): زين الثوب بطوق أي ياقة.
(فوك).
طوَّق: كف الثوب (الكالا) وفيه تطويق.
طَوَّق: خطط محيط صورة، رسم (الكالا).
طوَّق: عزا إليه ما يلام عليه، اتهم، ففي تاريخ البربر (1: 499): طوقهما ذنب القصور والعجز وعزلهما.
وفي كتاب الخطيب (ص60 و) طوقهم دم عمه.
طَوَّقه نعمة: (انظر لين) أي انعم عليه.
وفي تاريخ البربر (1: 458): وفاء بحق ابائه فيما طوقوه أي فيما اسبغوا عليه من النعم. وفاء هي الصحيحة وفقاً لمخطوطتنا (رقم 1351).
أطاق: فعل متعد. وقد يسبقه نفي فيكون المعنى: لم يقدر على إخضاعه والسيطرة عليه (أخبار ص4، تاريخ البربر 2: 218، بدرون ص68).
لم يطق عنهما صبراً: لم يستطيع الاستغناء عنهما (الخطيب ص114 و).
تطَوَّق: تقلب، تبدّل (فوك).
تطَوَّق دَمَ فلان: اتهم بقتله وأصبح دمه كالطوق في عنقه. ففي حيان (ص31 و): واطا عليه حَجامه بان سمَّ له المبضع الذي فصده به فكانت منه منَيته وتطوَّق دمه.
اطيَّق: تكلف، أرغم نفسه، (الكالا).
انطاق: لا ينطاق: لا يحتمل (بوشر).
طاق. طاق القربوس: عجرة القربوس: مرتفع في وسط مقدمة قربوس السرج وهو كروي الشكل (ابن العوام 2: 689).
طاق: مشكاة كوة في الحائط غير نافذة (رازونة) يوضع فيها بعض الأشياء (انظر لين) وفي حيان (ص30 ق): وقال له قُمْ إلى تلك الكوة (لطاق في مجلسه) فخذ تلك الدجاجة بما معها من الرقاق فانَّها هُيئت لفطري وقد آثرتُك بها مباركا لك فيها. وأرى إنها الطاق.
طاق: فتحة في الحائط، نافذة (فوك، ابن جبير ص295، ابن بطوطة 3: 148، 4: 126، 127، 403، كرتاس ص133) وجمعها طواق (باين سميث 1687) وقد تكررت فيه مرتين.
طاق: كُوَّة في سفينة (هلو).
طاق: طبقة وتطلق على الأشياء التي وضعت طبقة فوق أخرى (بوشر) وانظر لين.
طاق: اسم لكل واحد من شريطي حمائل السيف المدروزين بعضهما على بعض. ففي كوسج (طرائف ص111): فقطعت الضربة طاقا من حمائل السيف. ويطلق اسم الطاق أيضاً على كل خيط يضفر منه حيل غليظ .. ففي ألف ليلة (برسل 4: 330): سوط نوتي مضفور على مائة وستين طاق.
ويطلق الطاق على كل صفيحة أو فلس من النبات البصلي. ففي المستعيني مادة بصل الزير: قيل إنه بصل لا طاقات له وهو بلبوس (ابن البيطار 1: 162).
ويطلق الطاق على كل حرشفة من حراشف السمك يقول أبو الوليد (ص 609): الطاقات التي تكون في رأس الحوت.
وحين تحدث القزويني (في طرائف دي ساسي 3: 187) عن حصان قال: فجُعل طاقات ذنبه. طويلة ليطرد بها الهوامَّ عن بدنه لم يفكر بالمفاصل أو بالأجزاء ذات المفاصل التي يتألف مثل ذيل هذا الحيوان كما يرى ساسي، (3: 490 رقم 5) بل بمختلف طبقات الهَّلب (أي شعر الذئب) التي في ذيله.
طوى طاقَينْ: طوى طيَّتين (همبرت ص86) عمل الشيء طاقَينْ: جعله ضعفين (بوشر).
الطاق طاقْين: مزدوج مضاعف. (بوشر).
الطاق ثلاثة: ثلاثة أضعاف (بوشر).
طاق: أحد أجزاء الكسوة ففي زيشر (22: 138): (الكسوة مجموع الثياب التي تلبس وتسمى طاقات والقميص وحده طاق).
طاق: اسم ضرب من الثياب. واللغويون العرب يصفونه وصفاً غامضاً مبهماً وكل ما أستطيع أن أضيفه إلى المعلومات القليلة التي ذكروها إنه ثوب يلبس في الاحتفالات والأعياد فيما يقول ابن الابار (تعليقات ص162) فالأمير الأموي سليمان أنشد قصيدة أمام الخليفة المهدي الذي كان جالساً على عرشه. وكان سليمان يمسك سيفاً بيده وقد لبس ثوب خزّ وعليه طاق خُزملون واخروف.
وفي المقدمة (3: 394):
ما العيد في حُلَّة وطاقِ ... وشم طيب
وانَّما العيد من التلاقي ... مع الحبيب
طاق: قطعة من القماش (مثل طاقة، انظر الكلمة) وقد وردت الكلمة في عبارة رياض النفوس التي ذكرتها في مادة ساج.
طاق: بساط يستعمل حاجزاً في الخيمة (دوماس عادات ص270) طاق نوع من الزرابي ذات الوبر والصوف (بوسييه).
طَوْق: المؤلفون الأندلسيون يستعملون غالباً المثل: شَبَّ عِمْرٌو عن الطوق في كتاباتهم.
(انظر لين مثلاً في البيان (11، 272) = المقري (2: 317) حيث اضطر الوزن الشاعر إلى استعمال الفعل أطاق، أو يشيرون إلى هذا المثل، فالمقري (2: 437) مثلاً يقول: فجدَّدت من شوقه، ما كان قد شبَّ عن طوقه.
وفيه (2: 457): وحين شاب قال: وداعاً ايها الشوق وشب عن ذلك الطوق.
وفي القلائد (ص57) وقضى ابن عمار زماناً عند المعتصم حتى أقلقته دواعي شوقه. وشب صبره عن طوقه، وفي ملر (ص 16).
" وربمَّا غلبته لواعج اشواقه، وشَّب زفراته عن اطواقه".
وفيه (ص 39): (فلمّا تبسَّم زنجي الليل عن ثغر الفجر، وشب وليد الصباح عن عقد الحج).
طَوْق: تلبيب ما يحيط بالعنق من الثوب. المعجم اللاتيني- العربي فوك، (انظر دوكانج).
(الكالا. بوشر. عباد ص111، المقري 2: 704، 709، ملر ص28).
مسك احداً من اطواقه: امسكه من تلابيبه (بوشر) ويقال أيضاً: ضرب بيده في اطواقه.
ففي رياض النفوس (ص 91ق): فأقبلت المرأة إلى أبي ميسرة وضربتْ بيدها في أطواقه وصاحت بأعلى صوتها مَعاشر المسلمين هذا الرجل راودني على نفسي.
غير أن أخذ بأطواقه هي أيضاً علامة من علامات الاحترام والتبجيل، ففي رياض النفوس (ص88 و): ودخلت بيته فرحب بي وقال مرحباً بكم ثم قام فأخذ بأطواقي فجمعها علي ثم جلس في وسط البيت الخ.
طوق: كفاف الثوب، حاشية الثوب. طرف الثوب (الكالا) وحاشية الخوذة (المقري 2: 709) وحافة البئر، ففي رياض النفوس (ص61 ق): وقد ركب طوق البئر وإحدى رجليه خارج البئر والأخرى يلعب فيها في مائه.
طَوْق: منحدر الجبل (الكالا) نفض طوقه: انظرها في مادة نفض.
طاقة. بالطاقة: قسراً، قهراً (فوك الكالا) ويقال مثلاً اخذ بالطاقة (فوك).
طاقة الكبريت: حزمة الكبريت (الحريري ص478) وقد نقل جان جاك شولتنز عبارة الحريري وقد فسر هذه الكلمة بالمعنى نفسه وقد ترجمها إلى اللاتينية بقوله: Linea Sulfurata ومن هذا أخذ فريتاج كلمته المزعجة. Linea طاقة: خصلة شعر (أنظر لين) وقد نقل جان جاك شولتز العبارتين التاليتين من كتاب الفرج بعد الشدة، ففي (ص167) منه: حبست وما في لحيتي طاقة بيضاء. وفي (ص169 منه): فرأيت لما خرجت من الحمام وجهي في المرأة فإذا طاقة شعر قد ابيضّت في مقدم لحيتي.
طاقة= طاق: عقد، ما جعل كالقوس من الأبنية. (كرتاس ص39) وأقرأ فيه طاقة، وفقاً للمخطوطات الأخرى بدل طبقت. وترجمة فورنبرج لها بنافذة ترجمة غير صحيحة.
طاقة: مشكاة، كوة في الحائط غير نافذة (رازونة) يوضع فيها تمثال وغير ذلك (بوشر).
طُوَق: (بوشر) (وفي معجم ألكالا طيقان) وهو جمع طاق: نافذة، فتحة في الحائط. منور، كرة صغيرة، روزنة (الكالا، بوشر، م المحيط) والطاقة عند المولدين نافذة في حائط المنزل ذات غلق يفتح لدخول الضوء والهواء عند الحاجة اليها، سميت به لاستدارتها وانعطافها).
(برايتنباخ ص114 ق، عواده ص675).
طاقة قطعة قماش (انظر طاق) وفي ألف ليلة (1: 251) أرسلت جاريتها إليه بقشة فيها طاقة مشجر أحمر. وفي (1: 252) منها طاقة أطلس أصفر.
طاقة: طبقة من تراب، ومن سماد (ابن العوام 2: 441).
طاقة: نوع من النسيج القصبي (باتستة) الأزرق الغليظ تتخذه النسوة البدويات، خاصة، بطانة لأحسن أرديتهن (بركهارت نويبة ص268).
طاقة: عرعر، وهو نبات اسمه العلمي iuniperus oxycedrus L ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 281، كولومب ص12، جاكسون ص86، دوماس صحارى ص211، كاريت، قبيل 1: 45).
طاقّي: قدير، قادر، قوي (فوك).
زهر طاقي: زهر بسيط غير مضعَّف (بوشر).
طاقية وجمعها طواقي نوع من القلانس أو التيجان أو القلنسوة عالية في شكل قالب السكر (انظر ديفريمري مذكرات ص151) وهذا هو المعنى الأصلي للكلمة فهي نسبة إلى طاق بمعنى عقد مقوس.
غير أنها عند العرب تدل على نوع آخر من عمرة الرأس، ففي أيام المماليك كانت تدل على نوع من قلانس الصوف (بيريه) مدورة ومسطحة يبلغ ارتفاعها سدس الذراع (الذراع = 50 سنتمتراً) وكانت خضراء وحمراء وزرقاء أو من لون آخر، وكانت تلبس بلا عمامة. وبعد ذلك في أيام الملك الناصر فرج (1398) ابتكروا الطاقية الجركسية التي يبلغ ارتفاعها نحو ثلثي ذراع أعلاها مدور مقبب. وكانت مبطنة بقطع من الورق ومزينة بإطار من فرو فراغ. وكانت هذه عمرة الأمراء والمماليك والجنود وغيرهم، وقد لبستها النساء أيضاً.
(ويذكر فوك هذه الكلمة في مادة capetus وهي في أيامنا هذه القلنسوة التي تسمى الطربوش في بعض البلاد، أو هي بالأحرى قلنسوة من الكتان تلبس تحت الطربوش كما في مصر (انظر الملابس ص254 وما يليها).
طاقية: محقة. ففي ألف ليلة (مرسل 6: 254): ثم إنه احضر طاقية وحملها فيها إلى منزله.
طاقية في الجرح: فتحة في الجرح (مارتن ص150).
طَوَّاق: عامل يقوم بكف حواشي الثياب (الكالا).
تَطْويقَة: حاشية الثوب وكفافه (الكالا).
تَطْوِيقة: طوق تلبيب (بوشر).
مُطَوَّق: ما كان له طوق في عنقه أي دائرة من الشعر تخالف سائر لونه من الطيور وليس من الحمام فقط. (معجم الاسكوريال ص893) وقد ترجمها كازيري (1: 319) إلى اللاتينية بما معناه دجاجة مطوقة غير إنه اخطأ ففصل هذه المادة عن التي سبقتها. وفي المخطوطة الجملة هي: السماني والقنبر. والدلواني والمطوق.

طوق

1 طَاقَهُ, inf. n. طَوْقٌ: see 4.2 طوّقه, (S, TA,) or طوّقهُ طَوْقًا, (O, K, TA,) inf. n. تَطْوِيقٌ, (TA,) He attired him with a طَوْق [or neck-ring]. (S, TA.) b2: [Hence,] طَوَّقْتُهُ الشَّىْءَ means (assumed tropical:) I made the thing to be [as though it were] his طَوْق [or neck-ring]: and thereby is expressed the imposing [upon one] a thing that is difficult, troublesome, or inconvenient: (Msb:) [i. e.] طَوَّقْتُكَ الشَّىْءَ means (assumed tropical:) I imposed, or have imposed, upon thee the thing as one that is difficult, troublesome, or inconvenient. (S, O, K. *) سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ, in the Kur [iii. 176], means (assumed tropical:) They shall have that whereof they were niggardly made to cleave to their necks [like the neck-ring]: (O, TA:) as is said in a trad., it shall be made a biting snake upon the neck. (Jel.) And [in the Kur ii. 180] some read, وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ, [in the CK, erroneously, يُطَوِّقُونَهُ,] meaning, (assumed tropical:) And upon those who shall have it put [upon them] like the طَوْق upon their necks [shall be incumbent &c.]: (K, TA:) which is like the saying يُجَشَّمُونَهُ and يُكَلَّفُونَهُ [i. e. shall have it imposed upon them as a thing that is difficult, troublesome, or inconvenient]: (TA:) another reading is ↓ يَطَّوَّقُونَهُ, [in the CK, erroneously, يُطَّوَّقُونَهُ,] originally يَتَطَوَّقُونَهُ [meaning the same as the former reading]: and another, ↓ يُطَيَّقُونَهُ, originally يُطَيْوَقُونَهُ [also meaning the same; in the CK, erroneously, يُطَيْقُونَهُ]: and another, ↓ يَطَّيَّقُونَهُ, [in the CK, erroneously, with damm to the first letter, and so in what follows,] originally يَتَطَيْوَقُونَهُ [also meaning the same]. (K, TA.) One says also, طوّقهُ بِهِ and طوّقهُ إِيَّاهُ, meaning (assumed tropical:) He made it, namely, a sword, &c., to be to him a طَوْق [or thing encircling, or going round, his neck]. (TA.) And طَوَّقَنِى نِعْمَةً (tropical:) [He conferred upon me a permanent badge of favour]: and طُوِّقْتُ مِنْهُ أَيَادِىَ (tropical:) [I had permanent badges of favours from him conferred upon me]: and the verb is also used [in like manner] to denote dispraise, to which it has been erroneously said by some to be restricted. (TA. [See also 2 in art. قلد: and see طَوْقٌ.]) b3: طوّقت الحَيَّةُ: see 5.

A2: طَوَّقَنِىَ اللّٰهُ أَدَآءَ حَقّكَ, (S, O,) or حَقِّهِ, (K,) means God strengthened me, or empowered me, sufficiently for the giving, or paying, of thy due, or of his due: syn. قَوَّانِى (S, O, K) عَلَيْهِ. (K.) And طُوِّقَهُ He was enabled to do it. (TA.) b2: طَوَّقَتْ لَهُ نَفْسُهُ (Akh, S, O, K) is syn. with طَوَّعَتْ, (Akh, S, O,) meaning His soul, or mind, facilitated to him [the doing of a thing]. (Akh, S, O, K.) 4 اطاق الشَّىْءَ, (S, O, Msb, K,) and اطاق عَلَيْهِ, (K,) inf. n. إِطَاقَةٌ, (S, O, Msb, K,) and طَاقَةٌ is the subst. (Az, Msb, K) used in the place of the inf. n. like طَاعَةٌ in the place of إِطَاعَةٌ, (Az, TA,) He was, or became, able to do, or accomplish, or to bear, the thing; (S, Msb, K;) as also ↓ طَاقَهُ, (Az, * K,) aor. ـُ (Az, TA,) inf. n. طَوْقٌ. (Az, K.) It is not used exclusively of a human being, as some assert it to be; but is used in a general manner. (TA.) [One says لَا يُطَلقُ meaning He will not be, or is not to be, coped with: and also as meaning it is not to be done, or to be borne, endured, or tolerated: and so مَا يُطَاقُ: see an ex. voce حَمْضَ.]5 تطوّق He put on, or attired himself with, a طَوْق [or neck-ring]. (S, O, K.) b2: [Hence, تطوّقهُ, and تطوّق بِهِ, (assumed tropical:) He had it put upon him, and he bore it, and he took it upon himself, like the طَوْق upon the neck: and he had it imposed upon him, and he imposed it upon himself, as a thing that was difficult, troublesome, or inconvenient]. See 2. [See also Har p. 310. and see 5 in art. قلد.] b3: And تطوّقت الحَيَّةُ عَلَى عُنُقِهِ (tropical:) The serpent became like the طَوْق upon his neck; as also ↓ طوّقت. (TA.) Q. Q. 1 يُطَيَّقُونَهُ, originally يُطَيْوَقُونَهُ: see 2.

Q. Q. 2 يَطَّيَّقُونَهُ, originally يَتَطَيْوَقُونَهُ: see 2.

طَاقٌ A curved construction or structure; (S, O, K;) [said to be] a Pers\. word arabicized; (S, O;) and its pl. is طَاقَاتٌ and طِيقَانٌ: (S, O, K:) or an arch of a building, wherever it is; and the pl. is أَطْوَاقٌ and طِيقَانٌ: (JK, TA:) and as signifying [thus, or] an arch constructed with bricks, it is [said to be] originally ↓ طَائِقٌ; and therefore to have for its pl. طَوَائِقُ: so says Az. (TA.) [It is often applied to An arched gateway or doorway: and to a vault. And] i. q. كُوَّةٌ [i. e. A mural aperture; a hole, or an aperture, in a wall; a meaning also assigned to إِفْرِيزٌ, by which طَاقٌ will be found to be expl. in what follows: or a niche in a wall; which, as also a window, is now often called ↓ طَاقَةٌ]. (So in the Munjid of Kr.) [And app. A kind of arched construction with a flat top which forms a shelf, against a wall. (See رَفٌّ and سَهْوَةٌ.)] And i. q. إِفْرِيزٌ [which is expl. as meaning a projecting roof or covering of a wall: and a projecting coping, or ledge, or cornice, surrounding the upper part of a wall: and in the KL as meaning a hole, or an aperture, of a wall; (as mentioned above;) but its author adds “ so we have heard ”]: (MA voce إِفْرِيزٌ:) or so أَطْوَاقٌ. (JK, and O on the authority of Ibn-'Abbád. [But this I think doubtful, and the more so as it will be seen in what follows that another meaning assigned in these same lexicons to أَطْوَاقٌ is said by IB to be a meaning of طَاقٌ.]) b2: See also طَائِقٌ, in two places. b3: [Also A layer, stratum, lamina, or the like; or any flat piece, or portion, of a thing, such as is in some cases placed over, or under, a similar piece or portion: and anything such as is in some cases lined, or faced, or otherwise combined, with another similar thing: pl. طَاقَاتٌ.] You say طَاقُ نَعْلٍ

[A single piece of leather of a sole that consists of two or more of such pieces]; (S, O, K;) and نعْلٍ ↓ طَاقَةُ [which means the same]. (K.) and نَعْلٌ طَاقٌ وَاحِدٌ A single sole; i. e. a sole of a single piece; not made of two pieces sewed together, one upon the other. (TA in art. نعل.) And [in like manner] a garment is said to be طَاقٌ وَاحِدٌ [i. e. Single, not double, not lined nor faced nor stuffed]. (Az, in TA in art. سمط, [where this meaning is clearly indicated,] and Th, in M, same art.) Thus one says سَرَاوِيلُ طَاقٌ وَاحِدٌ [Trousers, or drawers, of single cloth]. (Th, M and K in art. سمط.) [See also what is said of the phrase السَّرَاوِيلُ الطَّاقُ voce رِجْلٌ.] One says also غَزْلٌ طَاقٌ وَاحِدٌ [Spun thread that is a single yarn]: and غَزْلٌ مَفْتُولٌ طَاقَيْنِ [Spun thread twisted of two yarns]. (S and TA in art. سحل.) See also طَاقَةٌ, which has a similar meaning. [and see an ex. of the pl. طَاقَات voce رَبْعَةٌ.]

A2: Also A certain sort of garment, (S, O, K,) having sleeves. (S, O.) [And] accord. to Esh-Shereeshee, A garment worn by a new-born child, or young infant, without an opening at the bosom. (Har p. 502.) b2: And (O, K) accord. to IAar, (O,) A [garment of the kind called] طَيْلَسَان [q. v.]: (O, K:) or such as is أَخْضَر [properly meaning green; but when applied to a garment commonly meaning, as used by the Arabs, of a dark, or an ashy, dust-colour; or a dingy ashcolour]: (Kr, K:) pl. طِيقَانٌ, like سِيجَانٌ pl. of سَاجٌ. (TA.) b3: And A [garment of the kind called] كِسَآءِ: (IB, TA:) and (TA) so أَطْوَاقٌ. (JK, and O and TA on the authority of Ibn-'Abbád. [But this, as I have shown above, I think doubtful.]) b4: And A [woman's muffler, or head-covering, such as is called] خِمَار. (IAar, TA.) b5: And one says, رَأَيْتُ أَرْضًا كَأَنَّهَا الطِّيقَانُ (tropical:) [I saw a land as though it were spread with the garments called طيقان]; meaning, whereof the herbage was abundant. (TA.) طَوْقٌ [A neck-ring;] a certain ornament for the neck; (K;) a thing well known: (Msb:) [its most usual from is figured in my work on the Modern Egyptians, Appendix A:] pl. أَطْوَاقٌ. (S, O, Msb, K.) It is said in a prov., كَبِرَ عَمْرٌو عَنِ الطَّوْقِ ['Amr has become too much advanced in age for the neck-ring]: (A 'Obeyd, O, K, TA: in some copies of the K [erroneously] كَبُرَ:) or شَبَّ عَمْرٌو عَنِ الطَّوْقِ, [which has the like meaning,] as in most of the books of proverbs: (TA:) applied to him who occupies himself with a thing that is beneath his ability. (K. [For the story of the origin of this prov., see Freytag's Arab. Prov. ii. 319-21, or Har pp. 502-3; as it is too long to be quoted here.]) b2: And Anything that surrounds another thing (Msb, K) is called its طَوْق. (Msb.) b3: Hence ذَاتُ الطَّوْقِ as an appel-lation of The [ringed] pigeon [or ring-dove]. (Msb.) b4: [And hence] one says, تَقَلَّدْتُ النِّعْمَةَ طَوْقَ الحَمَامَةِ (tropical:) [I bore the favour as the ring of the pigeon; meaning, as a permanent badge or decoration]: and فِى عُنُقِى طَوْقٌ مَا لِى بِأَدَآءِ شُكْرِهِ طَوْقٌ (tropical:) [Upon my neck is a permanent badge or decoration, for which I have not ability to render due acknowledgment]: so in the A: hence also the saying of El-Mutanebbee, أَقَامَتْ فِى الرِّقَابِ لَهُ أَيَادٍ

هِىَ الأَطْوَاقُ وَالنَّاسُ الحَمَامُ [Favours of his have remained upon the necks: they are the neck-rings, and the men are the pigeons]. (TA. [See, for this verse, p. 164 of Dieterici's ed. of the Deewán of El-Mutanebbee.]) b5: الطَّوْقُ signifies also The neck [itself]. (TA.) b6: And The كَرّ, (O,) or حَابُول, (K,) [i. e. the rope in the form of a loop] by means of which one ascends the palm-tree. (O, K. *) A2: See also the next paragraph, first and second sentences.

طَاقَةٌ is the subst. from أَطَاقَ, (Az, Msb, K,) and is used in the place of the inf. n., (Az, TA,) and [when used as a simple subst.] signifies Ability, or power; (S, O, * Msb, K;) and so ↓ طَوْقٌ, (S, O, K,) which is [originally] an inf. n., (Az, K,) and is also expl. as meaning the utmost that one can do, with difficulty, trouble, or inconvenience. (TA.) One says, [لَا طَاقَةَ لِى بِهِ I have not ability, or power, to do it, or to bear or endure or tolerate it: and, to cope with him: (see Kur ii. last verse: and verse 250:) and]

↓ هُوَ فِى طَوْقِى It is within my ability, or power. (S.) In the phrase طَلَبْتَهُ طَاقَتَكَ, [as meaning Thou soughtest him, or it, in thy state of ability, or power,] Sb says, the [quasi-] inf. n. is prefixed [to the pronoun, and thus rendered determinate], though occupying the place of a denotative of state; in like manner as the article ال is prefixed [to عراك] in the phrase أَرْسَلَهَا. (TA.) A2: [Also A slender and small bundle or fascicle of fibres or filaments or the like, one of those whereof two or more, twisted together, compose a rope; a strand, a yarn, a single twist, or single thread, of a rope or cord or fringe &c.] You say طَاقَةٌ مِنْ حَبْلٍ A strand, yarn, or single twist, of a rope; syn. قُوَّةٌ; (S voce قُوَّةٌ;) and so مِنْ حَبْلٍ ↓ طَاقٌ, pl. أَطْوَاقٌ: (JK voce قُوَّةٌ:) [the pl. of طَاقَةٌ in this sense is طَاقَاتٌ:] طَاقَاتُ الحَبْلِ means قُوَاهُ, as is said in the A. (TA.) b2: And A شُعْبَة [i. e. spring, spray, bunch, or branchlet,] of sweet basil, or of sweet-smelling plants: and likewise [a lock, or flock,] of hair: (JK, TA:) [and so of wool, and the like;] you say طَاقَةُ رَيْحَانٍ, (S, O, K, TA,) [or مِنْ رَيْحَانٍ, &c.,] meaning شُعْبَةٌ مِنْهُ, as in the A. (TA.) b3: طَاقَةُ نَعْلٍ: see طَاقٌ, latter half. b4: See also another meaning of طَاقَةٌ voce طَاقٌ, first quarter.

طَوْقَةٌ A round, and plain, or soft, piece of ground, amid rugged tracts of ground: (O, K:) mentioned by IDrd as occurring in some poem of the Time of Ignorance but not heard by him from his companions. (O.) طَائِقٌ (S, O, K) and ↓ طَاقٌ (O, K) A prominence [app. meaning a ledge or ridge] projecting from a mountain: (S, O, K:) and the former, (S,) or the latter, (K,) or each, (O,) also the like thereof in a well; (S, O, K; [in the CK, النِّيرِ is erroneously put for البِئْرِ;]) i. e., in the wall that surrounds the interior of a well; and its pl. is طَوَائِقُ: (TA:) and between any two pieces of wood [or planks] of a ship, or boat: (S, O, K:) or طَائِقٌ signifies one of the pieces of wood [or planks] of the interior of a زَوْرَق [or skiff]: accord. to Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, it is the middle. or in the middle, of a ship or boat: and accord. to As, a prominence projecting from a ship, or boat, like a ledge swelling out from a mountain: and also, he says, a ridge, or ledge, in a [mountain, or portion of a mountain, such as is termed] قُنَّة: accord. to Lth, طَائِقُ كُلِّ شَىْءٍ signifies any mountain, or [hill such as is termed]

أَكَمَة, that surrounds anything: and its pl. is أَطْوَاقٌ [like أَصْحَابٌ pl. of صَاحِبٌ]. (TA.) b2: طَائِقٌ also signifies, accord. to Ibn-Hamzeh, The curved extremity of a bow; which is said to be called its ↓ طَاق; but this he disallows. (TA.) b3: See also طَاقٌ, first sentence.

أَطْوَاقٌ [a pl. of طَاقٌ: and of طَوْقٌ: and of طَائِقٌ.

A2: Also] The milk of the cocoa-nut: (O, K, TA:) AHn says, (O, TA,) it is very intoxicating; (O, K, TA;) moderately as long as its drinker does not go forth to the wind; but if he does so, his intoxication becomes excessive; (K, TA;) and when he who is not accustomed to it, (O, K, TA,) and is not suited to it, (O, TA,) continues constantly the drinking of it, it vitiates his intellect, (O, K, TA,) and confuses his understanding: (O, TA:) when it remains until the morrow, it becomes most acid vinegar. (K, TA.) حَمَامٌ مُطَوَّقٌ, (O,) and حَمَامَةٌ مُطَوَّقَةٌ, (S, O, K,) [Pigeons, and a pigeon,] having [i. e. marked with] a ring upon the neck. (S, O, K.) b2: and مُطَوَّقَةٌ signifies A large قَارُورَة [i. e. flask, or bottle,] having a ringed neck: (O, K:) thus called by the people of El-'Irák. (O.)
طوق
{الطَّوْق: حَلْيٌ يُجعَلُ للعُنُق. وكُلّ مَا اسْتَدارَ بشيءٍ فَهُوَ} طَوْق، {كطَوْق الرَّحَى الَّذِي يُدير القُطْب، وَنَحْو ذلِك. ج: أطْواقٌ.} وتطوَّق: لبِسَه هُوَ مُطاوِع {طوّقَه} تطْويقاً: إِذا ألْبَسَه {الطّوْقَ. والطّوْقُ: الوُسْعُ} والطّاقَةُ، وأنشَدَ اللّيْثُ: كُلُّ امْرئٍ مُجاهِدٍ {بطَوْقِه والثّورُ يحمِي أنفَه برَوْقِهِ يَقُول: كُلّ امرئٍ مكلّف مَا} أطَاق. وَقَالَ غيرُه: الطَّوْق:! الطّاقةُ، أَي: أقصَى غايَتِه، وَهُوَ اسمٌ لمِقْدار مَا يُمكِن أَن يفْعَلَه بمَشقّةٍ مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ دُريد: الطَّوقُ: حابول النّخْل، وَهُوَ الكَرُّ الَّذِي يُصعَدُ بِهِ الى النّخْلَة، وَيُقَال لَهُ: البَرْوَنْد بالفارسيّة، قَالَ الشاعِر يصفُ نخْلَة: (ومَيّالةٍ فِي رأسِها الشّحْمُ والنّدى ... وسائِرُها خالٍ من الخَيْرِ يابِسُ)

(تهيّبَها الفِتيانُ حتّى انْبَرى لَهَا ... قَصيرُ الخُطا فِي {طوْقِه مُتَقاعِسُ)
ومالِكُ بن} طَوْق بنِ عَتّاب بنِ زافِر بنِ مُرّةَ بنِ شُرَيحِ بنِ عبْدِ الله بنِ عَمرو بنِ كُلْثوم بنِ مالِك بن عتّاب بن سعْد بنِ زُهير بن جُشَم بن بَكْر بن حَبيب بنِ عَمْرو بن غَنْم بنِ تغْلِب: كَانَ فِي زَمَن الخليفةِ هَارُون الرّشيد رحِمه الله تَعَالَى، وَهُوَ صاحِبُ رَحَبَة مالِك المُضافَةِ إِلَيْهِ على الفُرات. قلت: وَمن ولَدِه مُحَمَّد بنُ هَارُون بنِ إِبْرَاهِيم بنِ الْغنم بن مَالك الَّذِي قدِم اليَمَن قاضِياً، صُحْبة مُحَمَّد بنِ زِياد الَّذِي اختطّ مدينَة زَبيد حرَسَها الله تَعَالَى وَله ذُرّيّةٌ بهَا طيِّبة يأتى ذِكرُهم فِي ع م ق إِن شاءَ الله تَعَالَى. وَفِي المثَل: كبِر عَمْرو عَن الطَّوْق هَكَذَا فِي العُباب، والأمْثال لأبي عُبيد. والمَشهور: شَبّ عَمْرٌ وَعَن الطّوق كَمَا فِي أَكثر كُتُب الْأَمْثَال يُضرَب)
لمُلابِس مَا هُوَ دونَ قَدْرِه. قَالَ المُفضَّل: أولُ من قَالَ ذَلِك جَذيمة الأبرَشُ. وعَمْرو هَذَا هُوَ عَمرو بنُ عَديّ بنِ نصْرِ ابنُ أختِه. وَكَانَ خالُه جَذيمة ملِكُ الْحيرَة قد جمَع غِلْماناً من أبناءِ المُلوكِ يخدِمونَه، مِنْهُم عَديُّ بنُ نَصْر وَكَانَ جَميلاً وسيماً فعشقَتْهُ رَقاشِ أختُ جَذيمةَ، فَقَالَت لَهُ: إِذا سَقَيْت الملِكَ، فسَكِرَ، فاخطُبْني إِلَيْهِ، فسَقى عَديٌّ جَذيمة لَيْلَة وألْطَفَ لَهُ فِي الخِدمة، فأسرعَت الخمرُ فِيهِ فَلَمَّا سكِر قَالَ لَهُ: سَلْني مَا أحبَبْت، فَقَالَ: زوّجْني رَقاش أُختَ، قَالَ: مَا بِها عنْكَ رغْبة قد فعَلْتُ، فعلِمَتْ رَقاش أَنه سيُنكِر ذَلِك إِذا أفاقَ، فقالَت للغُلام ادْخُل على أهلِك الليلةَ ففَعلَ أَي: دخَل بهَا وأصبحَ فِي ثِيابٍ قد لبِسَها جُدُدٍ، وتطيّب من طِيب، فَلَمَّا رآهُ جَذيمةُ قَالَ: يَا عَديُّ مَا هَذَا الَّذِي أرَى قَالَ: أنكَحْتَني أختَك رَقاش البارِحَةَ، فَقَالَ: مَا فعَلْتُ، ثمَّ وضَع يدَه فِي التُراب وجعلَ يضرِبُ وجهَه ورأسَه، وأقْبَلَ على رَقاش، وَقَالَ:
(حدِّثيني وأنتِ غيْرُ كَذوبِ ... أبِحُرٍّ زَنَيْتِ أم بهَجينِ)

(أم بعَبْدٍ، وأنتِ أهلٌ لعَبْدٍ ... أم بدونٍ وأنتِ أهلٌ لدونِ)
وَفِي نُسْخَة: فَأَنت أهل. قَالَت بل زوّجْتَني كُفُؤاً كَرِيمًا من أَبنَاء المُلوك، فأطْرَق جَذيمَةُ ساكِتاً، فَلَمَّا أخبِرَ عَديٌّ بذلك خافَ على نفسِه فهرَب مِنْهُ ولحِق بقوْمِه وبلادِه وَمَات هُنالِك، وعلِقَت مِنْهُ رَقاش، فَأَتَت بابْنٍ سمّاهُ جَذيمَةُ عَمْرواً، وتبنّاه أَي: اتّخَذَه ابْناً لَهُ، وأحبّه حُبّاً شَدِيدا، وَكَانَ جَذيمةُ لَا يولَدُ لَهُ، فلمّا ترعْرَعَ وَبلغ ثَمَانِي سِنين كَانَ يخرُج مَعَ عدّة من الخدَم يجْتَنون للملِك الكَمْأةَ، فَكَانُوا إِذا وجَدوا كمْأةً خِياراً أكَلوها، وأتَوا بِالْبَاقِي الى الملِك، وَكَانَ عَمْرو لَا يأكُلُ مِنْهُ أَي مِمَّا يجْتَني، وَيَأْتِي بِهِ جَذيمةَ كَمَا هُوَ فيضَعُه بَين يدَيْه، وَيَقُول:
(هَذَا جَنايَ وخِيارُهُ فِيهِ ... إِذْ كُلُّ جانٍ يدُه الى فِيهِ)
فذهبَت كلمتُه مثلا. ثمَّ إنّه خرج يوْماً وعلَيْه حَليٌ وثِيابٌ، فاستُطير ففُقِد زَماناً، فضُربَ فِي الآفاقِ فَلم يوجَدْ، وأتى علَى ذَلِك مَا شاءَ الله، ثمَّ وجدَه مالِكٌ وعَقيلٌ ابْنا فارجٍ كَذَا فِي العُباب، ويُقال: ابْنا فالِج أَيْضا باللاّم، كَمَا فِي شرْح الدُرَيْديّة لِابْنِ هِشام اللّخْمي: رجُلان من بَلْقَيْن أَي بَني القَيْن كَانَا متوجّهين الى جَذيمَة بهَدايا وتُحَف، فبَيْنَما هُما نازِلان بوادٍ من الأودِية فِي السّماوةِ انْتهى إليْهِما عمْرو بنُ عَديّ وَقد عفَتْ أظفارُه وشَعْرُه فَسَأَلَاهُ: من أنتَ فَقَالَ: ابنُ التّنوخِيّة فلَهيا عَنهُ، فَقَالَا لجاريةٍ معَهُما: أطْعِمينا، فأطْعَمَتْهُما، فَأَشَارَ عمْرو إِلَيْهَا أنْ أطْعِميني، فأطْعَمَته، ثمَّ سقتْهُما فَقَالَ عَمْرو: اسقِيني، فَقَالَت الجاريَة: لَا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فيطمَعَ فِي)
الذِّراعِ فأرسَلَتْها مثَلاً، ثمَّ إنّهُما حَملاه الى جَذيمة، فعرَفَه ونظَر الى فَتى مَا شاءَ من فَتى وضمّه وقبّلَه، وَقَالَ لهُما: حُكْمَكُما، فَسَأَلَاهُ مُنادَمَته فَلم يَزالا نَديمَيه حَتَّى فرّق الموتُ بَينهم، وصارَتْ تُضرَب باجتماعِهم ومُنادِمتِهم الأمثالُ الى الْآن. وبعثَ عَمْراً الى أمّه، فأدْخلَتْه الحمّامَ، وألبَستْه ثيابَه {وطوّقَتْه} طوْقاً كَانَ لَهُ من ذهَبٍ، فَلَمَّا رَآهُ جَذيمَةُ قَالَ: كبِر عمْروٌ عَن الطّوْق فأرسَلَها مثَلاً. {والأطْواق: لبَنُ النّارَجِيل. قَالَ أَبُو حَنيفة: وَهُوَ مُسكِرٌ جدا سُكْراً معتَدِلاً، مَا لم يبْرُز شارِبُه للرّيح، فَإِن برزَ أفرَطَ سُكرُه، وَإِذا أدامَه مَنْ ليسَ من أهلِه، لم يعتَدْهُ، أفسدَ عقلَه ولبّس فهمَه فإنْ بقِيَ الى الغدِ كَانَ أثْقَفَ خَلٍّ. وَفِي اللِّسان: شرابُ} الأطواقِ: حلَبُ النّارَجيل، وَهُوَ أخبثُ من كُلّ شراب يُشرَب، وأشدّ إفساداً للعَقْل. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: {الطّوْقَةُ: أرضٌ تستَديرُ سهْلَةٌ بَين أرَضِينَ غِلاظ فِي بعضِ شعرِ الجاهليّة قَالَ: وَلم أسمَعْه من أصحابِنا.
} والطّاقُ: مَا عُطِفَ من الأبنِية، ج: {طاقاتٌ} وطِيقانٌ فارسيٌّ معرَّب، كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ غيرُه: هُوَ عَقْدُ البِناء حيْث كَانَ. والجَمْع: {أطواقٌ، وطِيقان. (و) } الطّاقُ: ضَربٌ من الثِّياب. قَالَ الرّاجز: يكْفيكَ من! طاقٍ كَثيرِ الأثْمان جُمّازةٌ شُمِّرَ مِنْهَا الكُمّانْ كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الطّاقُ: الطّيْلَسان، أَو هُوَ الطّيلَسانُ الأخْضَر عَن كُراع.
قَالَ رؤبَة: وَلَو تَرَى إِذا جُبّتي من {طاقِ ولِمّتي مثلُ جَناحِ غاقِ وأنشدَ ابنُ الْأَعرَابِي:
(لقد ترَكَتْ خُزَيْــبَةُ كلَّ وغْدٍ ... تمشّى بينَ خاتامٍ} وطاقِ)
والجمْع: {الطِّيقان، كساجٍ وسيجان. قَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليّ:
(من الرَّيْطِ} والطِّيقانِ تُنشَرُ فوقَهم ... كأجْنِحَةِ العِقْبانِ تدْنو وتخْطِفُ)
(و) {الطّاقُ: د، بسِجِسْتان من نواحِيها. والطّاقُ: حِصْنٌ بطَرِسْتان. وَبِه سكَن محمّد بنُ النُّعمان، شيطانُ الطّاقِ، وَإِلَيْهِ نُسِبت الطّائِفَة الشّيطانيّة: من غُلاة الشّيعة. والطّاقُ: ناشِزٌ ينشِزُ، أَي: يندُرُ من الجبَل} كالطّائِقِ. وَقَالَ اللّيثُ: {طائِقُ كلِّ شيءٍ: مَا استدَار بِهِ من جبَلٍ، أَو أكمَةٍ، وجمْعُه)
} أطْواقٌ. وكذلِك مَا نشَزَ فِي جالِ البِئْر قَالَ عُمارَةُ بنُ أرْطاةَ يصِف غرْباً: موقَّرٍ من بقَر الرّساتِقِ ذِي كِدْنةٍ على جِحافِ {الطّائِقِ أخْضَرَ لم يُنْهَكْ بموسَى الحالِقِ أَي ذُو قوّة على مُكاوَحَة تِلْك الصّخرة، وَقَالَ فِي جمْعِهِ: على مُتونِ صخَرٍ} طوائِقِ قَالَ أَبُو عُبَيد: وَفِيمَا بَين كُلِّ خشَبَتيْن زادَ غيرُه من السّفينة، وَقيل: {الطّائِقُ: إِحْدَى خشَباتِ بطْنِ الزّوْرَق. وَقَالَ أَبُو عمْرو الشّيْبانيّ: الطّائقُ: وسَط السّفينة، وأنشَد للَبيد:
(فالْتامَ} طائِقُها القَديمُ فأصْبَحَتْ ... مَا إنْ يقوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ)
وَقَالَ الأصمعيّ: الطائِقُ: مَا شخَصَ من السّفينةِ، كالحَيْدِ الَّذِي ينحدِرُ من الجبَل. قَالَ ذُو الرُمّة: قَرْواءَ {طائِقُها بالآلِ محْزومُ قَالَ: وَهُوَ حرْفٌ نادِرٌ فِي القُنّة.} والطّاقَةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحانٍ أَو شعَر، وقوّةٌ من الخَيْطِ، أَو نحْو ذَلِك. ويُقال: {طاقُ نعْلٍ،} وطاقَةُ رَيْحانٍ أَي: شُعْبَة مِنْهُ، كَمَا فِي الأساسِ. {وطائِقانُ: ة ببَلْخ.
} وطوّقْتُكَهُ أَي: كلّفْتُكه. وقولُه تَعَالَى:) {سيطوَّقونَ مَا بخِلوا بِهِ (أَي: يُلْزِمونَه فِي أعْناقِهم. وَفِي الحَدِيث: من ظلَم قِيدَ شِبْرٍ من الأرضِ} طوّقَه اللهُ من سَبْعِ أرَضِين هَذَا يُفسَّر على وجْهَين: أحدُهما: أَن يخسِفَ اللهُ بِهِ الأرضَ، فتَصيرُ البُقعَةُ المَغصوبةُ مِنْهَا فِي عُنُقه {كالطّوقِ. وَالْآخر: أنْ يكونَ من} طَوْقِ التّكْليفِ لَا مِنْ طوْقِ التّقْليدِ، وَهُوَ أَن {يُطَوَّق حمْلَها يومَ القِيامةِ. ويُقال:} طوَّقَني اللهُ أداءَ حقِّه أَي قوّاني علَيه كَمَا فِي الصِّحاح. {وطوّقَتْ لَهُ نفْسُه: لغةٌ فِي طوّعَتْ أَي: رخّصَت وسهّلَتْ، حَكاها الأخفَشُ، كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ ابنُ سيدَه: وقُرِئَ شاذّاً) وعلَى الّذينَ} يُطوّقونَه (. قَالَ ابنُ جِنّي فِي كِتابِ الشّواذّ: هِيَ قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلافٍ، وعائِشَةَ، وسعيدِ بنِ المُسَيّبِ، وطاوُس بخِلافٍ، وسَعيد بنِ جُبَيْر، ومُجاهِد بخِلاف، وعِكرِمةَ، وأيّوبَ السِّخْتِياني، وعَطاء أَي يُجْعَلُ {كالطّوْقِ فِي أعْناقِهم. ووزنه يفَعِّلونَه، وَهُوَ كَقَوْلِك: يُجشَّمونَه ويُكلَّفونَه.} يَطَّوَّقونَه، وَهِي قِراءَةُ مُجاهِدٍ، ورُويت عَن ابنِ عبّاس وَعَن عِكرِمة. أصلُه! يتطوَّقونَه، قُلِبت التّاءُ طاءً، وأُدْغِمَت فِي الطّاءِ بعْدهَا، كَقَوْلِهِم: اطَّيَر يَطّيَّر، أَي: تطيَّر يتطيَّر. قَالَ ابنُ جِنّي: وتُجيز الصّنعةُ أَن يكونَ يتَفَوْعَلونه ويتفعْوَلونه، إلاّ أنّ يتفعَّلونَه الوَجْه لأنّه أظْهَرُ وأكثرُ.) {يُطَيَّقونه وَهِي قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلاف. أصلُه يُطَيْوَقونَه قُلِبت الواوُ يَاء كَمَا قُلِبت فِي سَيّد ومَيّت، وَقد يجوزُ أَن يكونَ القَلْب على الُعاقَبة، كتهوّر وتهَيَّر، على أنّ أَبَا الحسَن قد حَكَى: هار يَهِير، فَهَذَا يؤنِّسُ أنّ ياءَ تهيّرَ وضْعٌ، وَلَيْسَت على المُعاقَبة، قَالَ: وَلَا تحْمِلَنّ هارَ يَهِير على الواوِ، قِياساً على مَا ذهَبَ إِلَيْهِ الخَليل فِي تاهَ يَتيه، وطاحَ يَطيح، فإنّ ذَلِك قَليل} يَطّيَّقونَه جَازَ أَن يكون يتَفَيْعَلونه كَمَا هُوَ ظاهِرٌ لفْظاً أصْلُه يتطَيْوقونَه قُلِبَت الواوُ يَاء كَمَا تقدّم فِي سَيّد ومَيِّت، ويجوزُ أَن يكون {يُطَوَّقونَه بالواوِ وصِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه يُفضوْعَلونه، إِلَّا أنّ بِنَاء فعّلْتُ أكثَر من بناءِ فَوْعَلْت. وَقَالَ ابنُ جِنّي: وَقد يُمْكِنُ أنْ يكونَ} يتطَيَّقونَه يتفعّلونه لَا يتفَيْعَلونه، وَلَا يتفَعْوَلونه، وَإِن كَانَ اللّفْظُ بهما كاللّفْظ بيتَفَعّل لقلَّتِهما وكثْرته. ويؤنِّسُ كوْن {يتطيَّقونَه يتفعّلونه قِراءَةُ مَنْ قرأَ} يتطَوَّقونه، وَكَذَلِكَ يؤنِّس كوْن يُطَيَّقونه يتفعّلُونه لَا يتفَيْعَلونَه قِراءَة من قَرَأَ: يُطوَّقونَه وَالظَّاهِر من بعد أَن يكون يتَفَيْعَلونه. هَذَا آخر نَص الشّواذّ لابْنِ جِني.
{والمُطَوَّقة: الحَمامة ذاتُ} الطّوق فِي عُنقها. قَالَ ذُو الرُمّة:
(أَلا ظعَنَتْ مَيٌّ فاتِيكَ دارُها ... بهَا السُّحْمُ تَرْدي والحَمامُ {المُطَوَّقُ)
قَالَ الصاغانيّ: وأهلُ العِراق يُسَمّون القَارورَة الكَبيرة الَّتِي لَهَا عُنُقٌ} مُطوَّقة كَمَا فِي العُباب.
{والإطاقَةُ: القُدرَةُ على الشّيءِ، وَقد} طاقَه {طوْقاً،} وأطاقَه! إطاقة. (و) {أطاقَ عَلَيْهِ، والاسْم} الطّاقَة.
قَالَ الأزهَريّ: {طاقَ} يَطوق {طَوْقاً،} وأطاقَ {يُطِيق} إطاقَةً {وطاقَةً، كَمَا يُقال: طاعَ يَطوعُ طَوْعاً، وأطاع يُطيعُ إطاعةً وطاعَةً والطّاعةُ} والطّاقةُ: اسمان يوضَعانِ موضِعَ المصْدَر. قَالَ سيبَويْه: وَقَالُوا: طلَبْتَه {طاقَتَك، أضافوا المصْدَر وَإِن كَانَ فِي موضِع الحالِ، كَمَا أدْخَلوا فِيهِ الألِف واللاّم حِين قَالُوا: أرسلَها العِراكَ. وَأما طلَبتُه} - طاقَتي فَلَا يكونُ إِلَّا معرِفَةً، كَمَا أَن سُبحانَ الله لَا يكونُ إِلَّا كذلِك. وَقَالَ شيخُنا: {الطاقَةُ} والإطاقَة لَا يخْتَصُّ بالإنسان كَمَا زعَم قوم، بل هِيَ عامّةٌ بخِلاف الطّاعَةِ والاسْتِطاعة، فلَها خُصوص. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: {طوَّقه بالسّيْف وغيْره،} وطوّقَه إطّاه: جعَله لَهُ {طَوْقاً.} وطوّقَني نِعْمَةً. {وتطوَّقْت مِنْهُ أيادي، وَهُوَ مجَاز. وَكَذَلِكَ قولُهم: تقلّدتُها طوْقَ الحَمامَة. وَتقول: فِي عُنُقي من نِعمَتِه} طوْق، مَا لِي بأداءِ شُكْرِه طوْق. كَمَا فِي الأساس. وَقَالَ بعضٌ: {طوّقه} تطْويقاً، خاصٌّ بالذّم، والصّوابُ العُموم. وَمِنْه قولُ المتنبّي:
(أقامَت فِي الرِّقاب لَهُ أيادٍ ... هِيَ {الأطواقُ والنّاسُ الحَمامُ)
} وطُوِّقَه، بالضّمّ: جُعِل داخِلاً فِي {طاقَتِه، وَلم يعْجِزْ عَنهُ.} وتطوّقَتِ الحيّةُ على عُنُقِه: صارَتْ)
عَلَيْهِ {كالطّوْقِ، وكَذا} طوّقَتْ، وَهُوَ مَجازٌ. {والطّوائقُ: جمع} الطّاق الّذي يُعْقَد بالآجُرِّ، وأصلُه طائِق، وجَمْعُه: طَوائِقُ على الأَصْل، كحاجَة وحَوائج لأنّ أصلَها حائِجَةٌ، قَالَه الأزهَريّ وأنشَدَ لعَمْرو بن حسّان يصِفُ قصْراً:
(أجِدَّك هلْ رأيْتَ أَبَا قُبَيْسٍ ... أطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ) (بَنَى بالغَمْرِ أرْعَنَ مُشْمَخِرّاً ... يُغنّي فِي {طوائِقِه الحَمامُ)
وأرادَ بِأبي قُبَيْس أَبَا قابُوس أحدَ المُلوك دونَ الجبَل، كَمَا فِي أوّلِ إصْلاحِ المنْطِق، وَقد مرّ تحْقِيقُه فِي حرْفِ السّين. قَالَ ابنُ بَرّي:} والطَّوقُ: العُنُق، وَمِنْه قولُ عَمْرو بنِ أُمامة: لقد عرَفْتُ الموتَ قبْلَ ذوْقِهِ إنّ الجَبانَ حتفُه من فوقِهِ كلُّ امرئٍ مُقاتلٌ عَن {طوْقِهِ كالثّورِ يحْمي أنفَه برَوْقِهِ قلت: وعَزاه الصّاغانيّ الى عامِرِ بنِ فُهَيْرةَ رَضِي اللهُ عَنهُ، وأنشَدَه اللّيثُ خِلافَ مَا ذكرنَا، وَقد تقدّم. وَقَالَ ابنُ بَرّي:} الطّاق: الكِساءُ. {والطّاقُ: الخِمار. أنشدَ ابنُ الْأَعرَابِي: سائِلَة الأصْداغ يهْفو} وطاقُها كأنّما ساقُ غُرابٍ ساقُها وفسّرَه وَقَالَ: أَي خِمارُها يَطير، وأصداغُها تتطاير من مُخاصَمَتها. ويُقال: رأيتُ أرْضاً كأنّها {الطِيقانُ إِذا كثُرَ نباتُها، وَهُوَ مَجازٌ.} وطاقُ القَوْسِ: سيَتُها. وَقَالَ ابنُ حمْزة: {طائِقُها لَا غَيْر، وَلَا يُقالُ} طاقُها. وذاتُ {الطُّوَق، كصُرَد: أرضٌ معْروفَةٌ. قَالَ رؤبَةُ: تَرمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ ضَرْحاً وَقد أنْجَدْنَ من ذاتِ} الطُّوَقْ {وطاقاتُ الحَبْلِ: قُواه، كَمَا فِي الأساس.} والأطواقُ: الإفْريزُ. وجِنْسٌ من النّاسِ بالسِّند. والكِساءُ، كَذَا فِي المُحيط. قَالَ الصّاغانيّ: أقمتُ بالسِّنْدِ سِنينَ وَلَيْسَ يعْرِف ثَمَّ هَذَا الجِنْس أحدٌ من النّاسِ.
قلتُ: ومؤلِّفُ المُحيط كَانَ أَبوهُ ممّن تولّى بتِلْك النّواحي فَلَا بِدْع أنّه أدرَك مَا لم يُدْرِكْه الصّاغاني، وَمن حفِظَ حُجّةً على مَنْ لم يحْفَظ.
طوق
عن التركية بمعنى دجاجة أو بمعنى شبعان وممتلئ أو بمعنى ما يتدلى من أعناق بعض الخرفان والماعز كالحلق.

طوق


طَاقَ (و)(n. ac. طَوْق)
a. [acc.
or
'Ala], Was able to do, capable of, equal to.
طَوَّقَa. Put a necklace round the neck of.
b. [acc.
or
La], Enabled, helped, empowered to do; rendered easy
to, facilitated to.
c. [La], Believed (himself) capable of.

أَطْوَقَa. see I
تَطَوَّقَa. Put on a necklace.

إِطْتَوَقَ
(ط)
a. see V
طَوْق (pl.
أَطْوَاْق)
a. Necklace, collar; circlet.
b. Hoop; circle; ring; yoke.
c. see 1tA (a)
طَاق (pl.
طَاقَات
&
طِيْقَان [] )
a. Arch; archway; vault; arcade; recess; any arched
construction.
b. Layer; fold; sole ( of a boot ).

طَاقَة []
a. Power, ability; capability; capacity; faculty.
b. [ coll. ], Hole, aperture
opening; window.
c. Bunch; handful.

مُطَوَّق [ N. P.
a. II], Ring-dove.

إِطَاقَة
a. see 1tA (a)

طرف

[ط ر ف] طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقِيلَ: حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ. وطَرَفَ البَصَرُ نَفْسُه يَطْرِفُ. وطَرَفَه يَطْرِفُه، وطَرَّفَه كِلاهُما: أَصابَ طَرْفَه، والاسْمُ الطُّرْفَةُ. وعَينٌ طَرِيفٌ: مَطْرُوفَةٌ. وجَاءًَ من المالِ بطارِفَةٍ عَيْنٍ، كَمَا يُقالُ: بِعائِرةِ عَيْنٍ. والطِّرفُ من الخَيُلِ: الكَرِيمُ العَتيقُ، وقِيلَ: هُو الطَّويلُ القَوائِمِ والعُنُقِ، وقِيلَ: الذي لَيْسَ من نِتَاجِكَ، والجَمعُ: أطرافٌ، وطُرُوفٌ، والأُنثَى بالهاءِ. والطِّرْفُ والطَّرْفُ: الخَرْقُ الكَريِمُ من الرِّجالِ، وجَمْعُهما: أَطرافٌ، وأنشَدَ ابنُ الأَعرابِيّ:

(عَلَيْهِنَّ أَطرافٌ من القَوْمِ لم يكُنْ ... طَعَامُهُم حَبّا بِزُغْمةَ أَسْمراَ)

يَعْنِي العَدَسَ؛ لأنَّ لَوْنَه السُّمْرةُ، وزُعْمَةُ: مَوضِعٌ، وقَدْ تَقَدَّمَ. وأَطْرفَ الرَّجُلَ: أَعطَاه ما لم يَعطِه أَحَداً قَبْلَه، والاسمُ الطُّرفَةُ، قَالَ بَعْضُ اللُّصُوصِ - بعَدَ أن تَابَ _:

(قُلْ للُِّصُوصِ بَنِي اللَّخْناءِ يَحْتَسِبُوا ... بَزَّ العِراقِ ويَنْسَواْ طُرْفَةَ اليَمَنِ)

وشَيءٌ طَرِيفٌ: طَيِّبٌ غَرِيبٌ، يكونُ في الثَّمَرِ وغَيرِه. وطَرُفَ الشَّيءُ: صارَ طَريِفاً، عن ابنِ الأَعرابِيٍّ، قَالَ: وقَالَ خَالِدُ بنُ صَفُوانَ: ((خيرُ الكَلامِ ما طَرْفَتْ مَعَانِيه، وشَرْفَتْ مَبَانِيه، والتَذَّه آذانُ سَامِعيه. واسْتَطْرفَ الشَّيءَ، وتَطَرَّفَه، وأَطْرَفَه: اسْتفَادَه. والطِّرَفُ والطَّرِيفُ والطَّارِفُ: المالُ المُسْتفادُ. وقَوْلُ الطِّرِمَّاح:

(فِدًي لفَوارٍ س الحَيَّيْنِ غَوثٍ ... وزِمَّانَ التِّلادُ مَعَ الطِّرافِ)

يَجُوزُ أن يكونَ جَمْعَ طَريفٍ، كَظَريفٍ وظِرافٍ، أو جِمْعَ طَارِفٍ، كَصَاحبٍ وصِحابٍ، ويَجوزُ أن يكونَ لَغَةً في الطَّرِيف، وهُو أَقيسُ لاقْتَرانِه بالتِّلادِ. وقد طَرُفَ طَرافَةً وأَطْرَفَه: أَفادَه ذَلِكَ، أنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ:

(تَئِطُّ وتَأدُوها الإفالُ مُرِبَّةً ... بأَوطانِها من مُطْرَفَاتِ الحَمائِلِ)

مُطْرَفَاتٌ: أُطْرِفُوها غَنِيمةً من غَيرِهم. ورَجُلٌ طَرِفٌ، ومُتَطَرِّفٌ، ومُسْتَطْرِفٌ: لا يَثْبُتُ عَلَى أَمرٍ. وامْرأةٌ مَطْرُوفَةٌ: تَطْرِفُ الرِّجالَ، أي: لا تَثْبُتُ على واحِدٍ، وَضِعَ المَفْعولُ فيه مَوْضِعَ الفَاعِلِ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:

(وما كُنْتُ مِثلَ الكَاهِلِي وعِرْسِه ... بَغَي الوُدَّ من مَِطْرُوفَةِ الوّدِّ طَامحِ)

ورَجُلٌ مَطروفٌ: لا يَثْبُتُ عَلَى وَاحِدَةٍ، كالمَطْرُوفِه من النِّساءِ، حَكاهُ ابنُ الأَعرابِيِّ، وأَنْشَدَ:

(وفي الخَيلِ مَطْرُوفٌ يُلاحِظُ ظَلَّه ... خَبوطٌ لأيِدِي اللاّمِساتِ رَكوضُ)

والطِّرفُ من الرِّجالِ: الرَّغِيبُ العَينِ الذي لا يَرَى شَيْئاً إلاّ أَحبَّ أَن يكونَ له. واسْتَطْرفَتِ الإبلُ المرتَعَ: اخْتَارَتْه، وقِيلَ: اسْتَأنَفَتْه. ونَاقَةٌ طَرِفَةٌ ومِطرافٌ: لا تَكادُ تَرعَي حَتَّي تَسْتَطْرَِفَِ. وسِباعٌ طَوارِفُ: سَوالِبُ. ورَجُلٌ طَرِفُ وطِرِيفٌ: كَثيرُ الآباءِ إِلى الجَدَّ الأَكبرِ لَيسَ بِذي قُعْدُدٍ، وهو الكَثِيرُ الآباءِ في الشَّرَفِ، والجَمعُ: طُرُفٌ، وطُرَّفٌ، وطُرَّافٌ، الأَخيرانِ شَاذَّانِ، وأنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ في الكثَيرِ الآباءِ في الشَّرَفِ:

(أَمِرونَ وَلاّدونَ كُلَّ مُبارَكٍ ... طَرِفَونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القَعْدُدٍ)

وقَد طَرُفَ طَرَافَةً. والإطْرافُ: كَثرةُ الآباءِ، وقَالَ اللِّحيانُّي: هو أَطْرافُهم، أي: أَبْعَدُهم من الجَدِّ الأكْبِر. والطَّرَفُ: النَّاحَيةُ، والجَمعُ أَطْرافٌ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: {ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} [طه: 13] أَرادَ وسَبِّحْ أَطرافَ النَّهارِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: أَطْرافُ النَّهارِ: الظُّهْرُ والعَصْرُ. وطَرَّفَ حَوْلَ القَوْمِ: قَاتَلَ على قَصَاهُم ونَاحِيتَهِم. وتَطَرَّفَ عَلِيهم: أَغارَ. وطَرَفُ كُلِّ شَيءٍ: مُنْتَهاهُ، والجَمعُ كَالجَمعِ. والطَّائِفَةُ منه طَرَفٌ أيضاً. وتَطَرَّفَ الشيءُ: صَارَ طَرَفاً. وشَأةٌ مُطَرَّفَةٌ: بَيضاءُ أطْرافِ الأُذُنَيْنِ وسائرِهُا أَسْوَدُ، أَو سَوْدَاؤُها وسائِرُها أَبْيضُ. وفَرَسٌ مُطَرَّفٌ: خالَفَ لَوْنُ رَأْسِه وذَنَبِه سائِرَ لَوْنِه. والطَّرَفُ: الشَّوَاةُ، والجَمْعُ أَطْرافٌ. والأَطْرافُ: الأَصابِعُ، وكِلاهُما من ذَلكَ. وأَطْرافُ العَذارَي: عِنَبٌ أَسودُ طُوالٌ، كأنَّه البلَُّوطُ، يُِشَبَّه بأَصابِعِ العَذَارَي المُخَضَّبَةِ؛ لطُولِه، وعُنْقُودُه نَحوُ الذِّراعِ، وقِيلَ: هو ضَربٌ من عِنَبِ الطَّائِفِ، أبيضُ طُوال دُقاقٌ. وطَرَّفَ الشًَّيءَ وتَطَرَّفَه: اخْتارَه، قَالَ سُوَيدُ بنُ كُراعَ العُكْلِيُّ:

(أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وجُوهُها ... وجُوهُ عَذَارَي حُسِّرَتْ أن تُقَنَّعا)

وطَرَفُ ألقَوْمِ: رَئِيسُهم وعَالِمُهم، والجَمْعُ كالجَمْعِ. وقَولُه عَزَّ وجَلَّ: {أَوَ لَمْ يَرَواْ أَنَّا نَأْتي الأَرْضَ نَقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] ، مَعناهُ مَوْتُ عَلمائِها، وقِيلَ: مَوتُ أَهْلِها، ونَقْصُ ثِمارِها، وقِيلَ: معناه: أو لَمَ يَرَواْ أنَّا فَتَحْنا على المُسْلِمينَ من الأَرْضِ مَا قَدْ تَبَّينَ لهم، كَما قَالَ: {أَفَلاَ يَرَوْنَِ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَتقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُم الْغَلِبُونَ} [الأنبياء: 44] . وكُلُّ مُختارٍ: طَرَفٌ، والجَمعُ أطرافٌ، قَالَ:

(ولَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًي كُلَّ حاجَةٍ ... ومَسَّحَ بالأَرْكانِ مَنْ هو مَاسِحُ)

(أَخَذْنَا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَيْنَنَا ... وسَالَتْ بأعْناقِ المَطِيِّ الأَباطِحُ)

عَنَى بأَطرافِ الأَحاديِثِ مُخْتَارَِها، وهو ما يَتَعاطاهُ المُحِبُّونَ، ويَتَقَارَضُه ذَوُو الصَّبَابَةِ المُتَيَّمُونَ من التَّعِريضِ والتَّلْويحِ، والإيماءِ دُونَ التَّصريحِ، وذَلِكَ أَحْلَي وأَدْمَتُ، وأَغْزَلُ وأَنْسَبُ مِن أَنْ يكون مُشَافَهةً وكَشْفاً، ومُصَارَحةً وجَهراً. وطَرِائِفُ الحَدِيثِ: مُخْتَارُه أيضاً، كأَطرافِه، قال: (أَذكْرُ من جَارَتي ومَجْلِسِها ... طرائِفاً من حَدِيثها الحَسَنِ)

(ومِن حَديثٍ يَزِيدُنِي مَقَةً ... ما لَحِديِث المَوْمُوقِ من ثَمنِ)

أَرادَ يَزِيدُني مِقَةً لَها. وأَطرافُ الرَّجُلِ: أَخوالُه وأَعْمامُه، وكُلُّ قَرِيبٍ له مَحْرَم. وما يَدْرِي أيُّ طَرَفَيْه أَطْولُ؟ يَعْنِي بذلك نَسَبَه مِنْ قِبلَ أَبِيه وأُمَّه، وقِيلَ: طَرَفَاه: لِسانُه وفَرْجُه، وقِيلَ: لِسانُه وفَمُه، ويِقَوِّيه قَوْلُ الرَّاجِزِ:

(لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاه لنجَمْ ... )

(في صَدْرِه مِثْلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّ ... )

يقُولُ: لَوْلا أَنَّه سَلَحَ وقَاءَ، لَقَامَ في صَدْرِه من الطَّعامِ الذي أَكلَ ما هو أَغْلَظُ وأَضْخَمُ من قَفَا الكَبْشِ الأَجَمِّ. والطَّرَفانِ في المَدِيدِ: حَذْفُ أَلِف فَاعِلاتُنْ ونُوبِها، هَذَا قَوْلُ الخَليلِ، وإنَّما حُكْمُه أَنْ يَقُولَ: التِّطْرِيفُ: حَذْفُ أَلِفِ فَاعِلاتُنْ ونُونِها، أَوْ يَقُولُ: الطَّرفانِ: الأَلِفُ والنُّونُ المَحذُوفَتان من فَاعِلاتُنْ. وتَطَرَّفَتْ الشَّمْسُ: دَنَتْ للِغُيُوبِ، قَالَ:

(دَنَا وَقْرْنُ الشَّمْسِ قد تَطَرَّفَا ... )

وطَرَفَه عَنَّا شُغْلٌ: حَبَسهَ وصَرَفَه، قَالَ:

(إنَّكَ واللهِ لَذُو مَلَّةٍ ... يَطْرِفُكَ الأَدْنَي عَنِ الأَبْعدِ)

والطِّرافُ: بُيْتٌ من أَدَمِ لَيْسَ له كَفاءٌ، وهو من بُيُوتِ الأَعرابِ. والطَّوارِفُ من الخِباء: ما رَفَعْتَ من نَوَواحِيه لتَنْطُرَ إلى خَارجٍ. وقيلَ: هي حَلَقٌ مُرَكَّبةٌ في الرُّفوفِ، وفِيها حِبالٌ تُشَدُّ بها إلى الأَوتادِ. والمِطْرَفُ، والمُطْرَفُ: ثَوبٌ مُرَبَّعٌ من خَزِّ، له أَعْلامٌ. والطَّرِيفَةُ: ضَرْبٌ من الكلاءِ، وقِيلَ: هو النَّصِيُّ إذا يَبِسَ وابْيَضَّ، وقِيلَ: الطَّرِيفَةُ: النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ، وجِميعُ أَنْواعِهما إذا اعْتَمَّا وتَمَّا، وقِيلَِ: الطَّرِيفَةُ من النَّبات: أَوَّلُ شَيءِ يَسْتَطْرِفُه المَالُ فَيْرْعاهُ كائِناً ما كَانَ. وأَطْرَفَتِ الأَرضُ: كَثُرَتْ طَرِيفَتُها. وإِبلٌ طَرِفَةٌ: تَحَاتَّتْ مَقَادِمُ أَفْواهِها من الكِبَرِ. ورَجُلٌ طَرِيفٌ بَيِّنُ الطَّرافَةِ: ماضٍ هَشٌّ. والطَّرَفَةُ: شَجرةٌ، وهي الطَّرَفُ. والطَّرَفَاءُ: جَماعَةُ الطَّرَفَةِ، وقِيلَ: هي اسْمٌ للجِمْعِ، وقِيلَ: وَاحِدَتُها طَرْفَاءةٌ. وقَالَ ابنُ جِنِّي: مَنْ قَالَ: طَرْفاءُ فَالهَمزةُ عِنَدَه للتأنيث، ومَنْ قَالَ طَرْفَاءةٌ، فالتَّاء عِندَه للتأثيثِ، وأمَّا الهَمزةُ عَلَى قَوْلِه فَزِائِدةٌ لغَيرِ التَّأْنِيث، قَالَ وأَقَوَى القَولَينِ فِيها عِنْدِي أَن تكونَ هَمزةً مُرْتَجَلَةً غَيرَ مُنْقَلِبَةٍ؛ لأَنَّها إذا كانَتْ مُنْقَلِبَةً في هذا المِثالِ فإنَّما تَنقِلبُ عن أَلِفِ التأْنيثِ لا غَير، نَحوَ: صَحراءَ، وصلْفاءَ، وخَبراءَ، والخِرشاءِ، وقَد يَجوزُ أَن تكونَ مُنْقَلِبَةً عن حَرْفِ عِلَّة لغِيرِ الإلْحاقِ، فتكونَ في الانقلاب - لا في الإلحاق - كأَلفِ عِلْباءَ وحِرباءَ، وهَذا مِمَّا يُؤَكِّدُ عِندَك حالَ الهاءِ، أَلاَ تَرى أَنَّها إذا لَحِقَتْ اعْتَقَدْتَ فِيما قَبْلَها حُكْماً ما، فإذا لم تَلحَقْ جَازَ الحُكْمُ إلى غَيرِه. والطَّرفاءُ أيضاً: مَنْبِتُها. وقَالَ أبو حَنيفَةً: الطَّرفاءُ: من العِضاهِ، وهُدْبُه مِثلُ هُدْبِ الأَثْلِ، ولَيْسَ له خَشَبٌ، وإنَّما يَخُرجُ عِصياّ سَمْحةً في السَّماءِ، وقد تَتَحَمَّضُ بها الإبلُ إذا لم تِجِدْ حَمْضاً غَيرَه، قَالَ: وقَالَ أبو عَمْرٍ و: الطَّرفْاءُ من الحَمْضِ. والطَّرْفُ: من مَنَازِلِ القَمَرِ. وبنُو طَرْفٍ: قَوْمٌ من اليَمنِ. وطَارفٌ وطَرِيفٌ وطُرَيْفٌ، وطَرَفَةُ، ومُطَرِّفٌ: أسماءٌ. وطَرِيفٌ: مَوْضِعٌ، وكَذلِكَ الطُرَيْفاتُ، قَالَ

(تَرْعَي سَميراءَ إلى أَعْلاَمِها ... )

(إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أهضامِها ... ) 
طرف: {طرفك}: بصرك. {طرفي النهار}: أوله وآخره.
(طرف) الجندي قَاتل فِي الْأَطْرَاف وَالشَّيْء جعله طرفا وَجعل لَهُ طرفا وحدد طرفه ورققه وَالْمَرْأَة أناملها وأظفارها خضبتها أَو زينتها وَالشَّيْء عده طريفا واقتناه حَدِيثا
(ط ر ف) : (فِي حَدِيثِ) سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لَا عُذْرَ لَكُمْ إنْ وُصِلَ إلَى (تَطْرُفُ) وَرُوِيَ شُفْرٌ أَيْ ذُو عَيْنٍ وَشُفْرٍ وَالطَّرْفُ) تَحْرِيكُ الْجَفْنِ بِالنَّظَرِ وَالْمَعْنَى وُجُودُ الْحَيِّ وَكَوْنُهُ بَيْنَهُمْ.
(طرف)
الْبَصَر طرفا تحرّك جفناه قَالُوا مَا بقيت مِنْهُم عين تطرف بادوا وَقَالُوا شخص بَصَره فَمَا يطرف وَإِلَيْهِ نظر وَعَيْنَيْهِ وَبِهِمَا حرك جفنيه وَالشَّيْء نظره وعينه أَصَابَهَا يُقَال طرف عينه الْحزن وطرف عينه المَال أعماه عَن الْحق وَفُلَانًا عَن الشَّيْء صرفه عَنهُ

(طرف) طرافة صَار طريفا
(طرف) - في حديث عَذَابِ القَبْر: "كان لا يَتَطَرَّف من البَوْلِ" .
: أي لا يَتباعَد.
قال الأصمَعِىّ: طَرَّف الرَّجلُ حَولَ العَسْكَر: إذا قاتل في ناحيتهم، وبه سُمِّى الرجلُ مُطَرِّفًا. وِطَرَّفَ البَعِيرُ: ذَهبَت سِنُّه وكذلك الشَّاة، وطَرَفْتُه وطَرَّفتُه: مَنعتُه وصرفْتُه فتَطَرَّف.
- في حديث طَاوُس: "أن رَجُلاً واقَعَ الشَّرابَ الشَّديدَ، فَسُقِى فَضَرى، فلقد رَأيتُه في النِّطَع ، وما أَدرِى أَىُّ طَرفَيْهِ أَسرَع"
أَراد بالطَّرَفَين: حلْقَه ودُبُرَه، أي أَصابَه القَىءُ والإسهالُ، فلم أَدرِ أَيُّهما أَسرَعُ خُروجًا من كَثْرته.
- في حديث فُضَيْل: "كأن مُحمدُ بنُ عَبدِ الرحمن أَصْلَعَ، فطُرِف له طَرْفَة"
أَصل الطَّرْف: الضَّربُ على الطَّرْف، وهو العَينْ، ثم جُعِل الضَّرْب على الرَّأس كذلك.
- في الحديث: "رَأَيتُ على أبى هُرَيْرة مِطْرَفَ خَزٍّ".
بفَتْح المِيمِ وكَسْرها، وهو الذي في طَرَفيه عَلَمان.
- في الحديث: "كان عَمْرٌو لمُعاوِيَة كالطِّرافِ المُمَدَّدِ"
هو بَيْت من أَدَم. 
طرف
طَرَفُ الشيءِ: جانبُهُ، ويستعمل في الأجسام والأوقات وغيرهما. قال تعالى: فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ
[طه/ 130] ، أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ
[هود/ 114] ، ومنه استعير: هو كريمُ الطَّرَفَيْنِ ، أي: الأب والأمّ. وقيل:
الذَّكَرُ واللِّسَانُ، إشارة إلى العفّة، وطَرْفُ العينِ:
جَفْنُهُ، والطَّرْفُ: تحريك الجفن، وعبّر به عن النّظر إذ كان تحريك الجفن لازمه النّظر، وقوله:
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
[النمل/ 40] ، فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ
[الرحمن/ 56] ، عبارة عن إغضائهنّ لعفّتهنّ، وطُرِفَ فلانٌ:
أصيب طَرْفُهُ، وقوله: لِيَقْطَعَ طَرَفاً
[آل عمران/ 127] ، فتخصيصُ قطعِ الطَّرَفِ من حيث إنّ تنقيصَ طَرَفِ الشّيءِ يُتَوَصَّلُ به إلى توهينه وإزالته، ولذلك قال: نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها
[الرعد/ 41] ، والطِّرَافُ: بيتُ أَدَمٍ يؤخذ طَرَفُهُ، ومِطْرَفُ الخزِّ ومُطْرَفٌ: ما يجعل له طَرَفٌ، وقد أَطْرَفْتُ مالًا، وناقة طَرِفَةٌ ومُسْتَطْرِفَةٌ: ترعى أطرافَ المرعى كالبعير، والطَّرِيفُ: ما يتناوله، ومنه قيل: مالٌ طَرِيفٌ، ورَجُلٌ طَرِيفٌ: لا يثبت على امرأة، والطِّرْفُ: الفرسُ الكريمُ، وهو الذي يُطْرَفُ من حسنه، فالطِّرْفُ في الأصل هو المَطْرُوفُ، أي: المنظور إليه، كالنّقض في معنى المنقوض، وبهذا النّظر قيل: هو قيد النّواظر ، فيما يحسن حتى يثبت عليه النّظر.
ط ر ف: (الطَّرْفُ) الْعَيْنُ وَلَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ فَيَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 43] . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ (الطِّرْفُ) بِالْكَسْرِ الْكَرِيمُ مِنَ الْخَيْلِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: هُوَ نَعْتٌ لِلذُّكُورِ خَاصَّةً. وَ (الطَّرَفُ) النَّاحِيَةُ وَالطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَفُلَانٌ كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ يُرَادُ بِهِ نَسَبُ أَبِيهِ وَأُمِّهِ. وَ (الطَّرْفَاءُ) شَجَرٌ الْوَاحِدَةُ (طَرَفَةٌ) وَبِهَا سُمِّيَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفَاءُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَ (الْمُطْرَفُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا وَاحِدُ (الْمَطَارِفِ) وَهِيَ أَرْدِيَةٌ مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ وَأَصْلُهُ الضَّمُّ. وَ (اسْتَطْرَفَهُ) عَدَّهُ طَرِيفًا. وَ (اسْتَطْرَفَهُ) اسْتَحْدَثَهُ. وَ (الطَّارِفُ) وَ (الطَّرِيفُ) مِنَ الْمَالِ الْمُسْتَحْدَثُ وَهُوَ ضِدُّ التَّالِدِ وَالتَّلِيدِ وَالِاسْمُ الطُّرْفَةُ. وَ (أَطْرَفَ) الرَّجُلُ جَاءَ بِطُرْفَةٍ. وَ (طَرَفَ) بَصَرَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ عَلَى الْآخَرِ، وَالْمَرَّةُ مِنْهُ (طَرْفَةٌ) ، يُقَالُ: أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ. وَ (طَرَفَ) عَيْنَهُ أَصَابَهَا بِشَيْءٍ فَدَمَعَتْ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَقَدْ (طُرِفَتْ) عَيْنُهُ فَهِيَ (مَطْرُوفَةٌ) وَ (الطَّرْفَةُ) أَيْضًا نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ مِنَ الدَّمِ تَحْدُثُ فِي الْعَيْنِ مِنْ ضَرْبَةٍ وَغَيْرِهَا. 

طرف


طَرَفَ
(n. ac.
طَرْف)
a. Winked, blinked, twinkled (eye).
b. Hit, struck, slapped, smacked; made to water (
eye ).
c. [acc.
or
Bi], Twinkled, winked ( his eye ).
d. Repelled, pushed back.
e. [pass.], Watered (eye).
طَرُفَ(n. ac. طَرَاْفَة)
a. Was fresh, new, recently acquired (
property ).
b. Was of ancient descent.

طَرَّفَa. Skirted, walked along the edge, the border of.
b. Attacked on the flank.
c. ['Ala], Drove back (camels).
d. Dyed ( the finger-tips ).
e. Chose.

أَطْرَفَa. Brought or gave something new to.
b. Closed his eyelids.

تَطَرَّفَa. see II (a)b. Went to extremes.

إِطْتَرَفَ
(ط)
a. Purchased a novelty.

إِسْتَطْرَفَa. Found new; regarded as a novelty .
طَرْف طَرْفَة
Eye; look, glance; wink; twinkling of an eye.

طِرْف
(pl.
طُرُوْف
أَطْرَاْف
38)
a. Noble.
b. Blood horse, thorough-bred.
c. New, recently acquired (property).
d. (pl.
أَطْرَاْف), Noblyborn both on his father's & his mother's
side.
e. see 5
طُرْفَة
(pl.
طُرَف)
a. Injury to the eye.
b. Novelty, curiosity, rarity.

طَرَف
(pl.
أَطْرَاْف أَطَاْرِيْفُ)
a. Edge, extremity, border; side; point, tip.

طَرَفَةa. Tamarisk-tree.

طَرِفa. Changeable, fickle, inconstant, fond of
novelty.
b. Parvenu, upstart. —
مَطْرَف مِطْرَف
(pl.
مَطَاْرِفُ), Silk-garment.
طَاْرِفa. see 25
طَاْرِفَة
(pl.
طَوَاْرِفُ)
a. New.

طِرَاْفa. Altercation, dispute.
b. Illustrious descent, noble birth.
c. (pl.
طُرُف), Tent of skins.
طَرِيْف
(pl.
طُرْف
طُرُف)
a. New, fresh, recent, recently acquired.
b. Novel; rare, curious.

طَرِيْفَة
(pl.
طَرَاْئِفُ)
a. Novelty, curiosity, rarity.

أَطْرَاْف
a. [art.], The extremities : the hands, feet & head.

طَوَاْرِفُ
a. [art.], The eyes.
b. The sides of a tent.

طَرْفَآءُa. Tamarisk.

مِطْرَاْفa. see 5 (a)
N. P.
طَرڤفَa. Hurt, smitten; one with an injured eye.
b. (pl.
مَطَاْرِيْفُ) [ coll. ], Olive-press.

N. P.
طَرَّفَa. see N. Ag.
أَطْرَفَ
N. Ag.
أَطْرَفَa. Newly acquired.

N. P.
أَطْرَفَa. see 17
أُطْرُوْفَة (pl.
أَطَاْرِيْفُ)
a. see 25t
أَطْرَاف القَوْم
a. The lower orders, the populace.
ط ر ف

تفرقوا في الأطراف: في النواحي. وتطرفه نحو تحيفه إذا أخذ من أطرافه. وطرف عن العسكر إذا قاتل عن أطرافه. ولبس مطرفاً ومطارف. وطرف إيه طرفاً وهو تحريك الجفون. وما يفارقني طرفة عين. وشخص بصره فما يطرف، عين طارفة، وعيون طوارف. قال ذو الرمة:

تنفي الطوارف عنه دعصتا بقر ... ويافع من فرندادين ملموم

وغض طرفه. وطرفت عينه: أصبتها بثوب أو غيره، وطرفت عينه فهي مطروفة. ومال طريف وطرف ومطرف ومستطرف. واطرفت شيأ واستطرفته: أخذته طريفاً ولم يكن لي. وهذا من طرائف مالي. وهذه طرفة من الطرف: للمستحدث المعجب. وقد طرف طرافة. وأطرفته كذا: أتحفته به. وناقة طرفة: تستطرف المراعي ولا تثبت على مرعًى واحد. وامرأة طرفة: لا تثبت على زوج تستطرف الرجال. وإنه لذو ملة طرف إذا لم يثبت على إخاء واحد. وبني عليها طرافاً: بيتاً من أدم. قال ذو الرمة:

رفعت مجد تميم يا هلال لها ... رفع الطراف على العلياء بالعمد

ومن المجاز: هو كريم الطرفين والأطراف.

قال:

وكيف بأطرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صلوح

وهم الآباء والأجداد من الجانبين. " وما يدري أي طرفيه أطول ". وقيل: الطرفان: اللسان والفجر، وفلان خبيث الطرفين. وهو لا يملك طرفيه إذا سكر أي فمه واسته. قال حميد بن ثور في صفة الذئب:

ترى طرفيه يعسلان كليهما ... كما اهتز عود الساسم المتتابع

يعني مقدّمه ومؤخّره. ويقال: لأغمزنك غمزاً يجمع بين طرفيك. وجارية حسنة الأطراف وهي أصابعها، وهي مخضبة الأطراف. وجاء بأطراف العذارى وهو عنب أبيض بالطائف، يقال: هذا عنقود من الأطراف. وهو من أطراف العرب: من أشرافها وأهل بيوتاتها. ورجل طرف: كريم كثير الآباء إلى الجدّ الأكبر. قال أبو وجزة:

أمرون ولادون كل سميدع ... طرفون لا يرثون سهم القعدد

ومنه: الطرف: للفرس الكريم. وجاء بطارفة عين وبعائرة عين: بمال كثير: وامرأة مطروفة بالرجال إذا كانت عينها طامحة إليهم، ومنه: قول زياد في خطبته: طرفت أعينكم الدنيا أي طمحتم بأبصاركم إليها وأحببتموها، وامرأة مطروفة: فاترة العين. وما الذي طرفك عني: ردك. قال:

إنك والله لذو ملّة ... يطرفك الأدنى عن الأبعد

وقال رجل لابن ملجم: لمن تستبقي سيفك، فقال: لمن لا يبلغه طرفك.
[طرف] فيه: فمال "طرف" من المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم، أي قطعة عظيمة منهم وجانب، ومنه: "ليقطع "طرفا" من الذين كفروا". ش: هو بفتح راء. غ: شبه من قتل منهم بطرف يقطع من البدن. نه: وفيه: كان إذا اشتكى أحدهم لم تنزل البرمة حتى يأتي على أحد "طرفيه"، أي حتى يفيق من علته أو يموت لأنهما منتهى أمر العقليل فهما طرفاه أي جانباه. ومنه ح أسماء قالت لابنها عبد الله: ما بي عجلة إلى الموت حتى أخذ على أحد "طرفيك" إما أن تستخلف فتقر عيني وإما أن تقتل فأحتسبك. وفيه ح: إن إبراهيم عليه السلام جعل في سرب وهو طفل وجعل رزقه في "أطرافه"، أي كان يمص أصابعه فيجد فيها ما يغذيه. وح: ما رأيت أقطع "طرفا" من عمرو بن العاص، أي أمضى لسانًا منه، وطرفا الإنسانغ: "ناتي الأرض ننقصها من "أفها""، أي نواحيها، جمع طرف، يعني فتوح الأرض أو موت علمائها من أطراف الأرض: أشرافها، جمع طرف. ط: وح: يرفع "طرفه" إلى السماء- مر في الراء. وح: ويتوضأون على "أطرافهم"، أي يصبون الماء في التوضي ويسبغون أماكن الوضوء منها. ش: سائل "الأطراف"، أي طويل الأصابع.
طرف
الطَرْفُ: تَحْرِيْكُ الجُفُوْنِ في النَّظَرِ، شَخَصَ بَصَرُه فما يَطْرِفُ. وأطْرَفَ الرَّجُلُ إطْرَافاً: طَابَقَ بَيْنَ جَفْنَيْه. وطَرَفَتْ عَيْنُه تَطْرِفُ: دَمَعَتْ. والطَرْفُ: اسْمٌ جامِعٌ للبَصَرِ، لا يُثَنّى ولا يُجْمَعُ، وقيل: أطْرافٌ. وإصابَتُكَ عَيْناً بِثَوْبٍ أوشَيْء، والاسْمُ: الطَرْفَةُ. وطَرَفَتْ عَيْنُه. وطَرَفَها الحُزْنُ.
وجاءَ فلانٌ بطارِفَةِ عَيْني: إذا جاء بالمالِ الكَثِيرِ، من قَوْلهم طَرَفَهُ: أي أصابَ طَرْفَه. والرجُلُ المَطْرُوْفُ بالنساء: هو الطَّويلُ الذَكْرِ لَهُنَ والنَظَرِ إليهنَ. والمَرْأةُ المَطْرُوْفَةُ بالرجَالِ: هي التي تَطْمَحُ إليهم. وهي - أيضاً -: الفاتِرَةُ الطَرْفِ الساجِيَةُ.
وذو الطَرَفَيْنِ: حَيةٌ له إبْرَة في الأنْفِ وإبْرَةٌ في الذَنَبِ. وطَرَفَا الرَّجُلَ: لِسَانُه وفَرْجُه. ومُنْتَهى كُل شَيْءٍ: طَرَفُه.
والأطْرَافُ: اسْم للأصَابع.
وأطْرَافُ الأرْضِ: نَوَاحِيها، الواحِدُ طَرَفٌ.
والطرَفُ: الطائفَةُ من الشَّيْءِ. واسْمٌ يَجْمَعُ الطَّرْفَاءَ، الواحِدَة طَرَفَةٌ. وطَرفْ عَلَي الإبِلَ: أي رُدَّ عَلَي أطْرَافَها. والمُطَرفَةُ من الضأنِ: التي اسْوَدَّ طَرَفُ أذُنَيْها. وفَرَس أبْلَقُ مُطَرفٌ: إذا كانَ رَأسُه وذَنَبُه أبْيَضَيْنِ. وطَرَفْتُه عن كذا: صَرَفْته عنه ومَنَعْته. وطَرَّفَ الرجُلُ حَوْلَ العَسْكَرِ: إذا قاتَلَ عن أقْصَاهُم. وبه سُقَيَ الرجُلُ مُطَرِّفاً.
والطَرْفُ: الفَرَسُ المُسْتَطْرَفُ ليس من نِتَاجِ صَاحِبِه، والأنْثَى طِرْفَةٌ. والطَرْفُ: الرُّجُلُ الكَرِيْمُ الطَّرَفَيْنِ. والأطْرَافُ: الأشْرَافُ. والطَّرِفُ في النسَبِ: أشْرَفُ من القُعْددِ، وقَوْمٌ طَرِفُوْنَ. وجَمْعُ الطرِيْفِ: طُرفٌ.
وقَوْلُهم: " لا يَدْري أي طَرَفَيْه أطْوَلُ " أي نَسَبُ أبيه وأمه. وتَوَارَثُوا المَجْدَ طِرَافاً: أي عن شَرَفٍ. وأطْرَافُ الرجُلَ: آباؤه وأجْدَادُه. والطرْفُ: المالُ؛ والطارِفُ؛ وهو المُسْتَطْرَفُ، والطرِيْفُ مِثْلُه. وقد طَرُفَ. والاسْمُ الطرْفَةُ.
وأطْرَفْتُ فلاناً: أعْطَيْته شَيْئاً لم يُعْطِ أحَدٌ مِثْلَه.
وبَعِيْر مُطرَفٌ: أصَبْتَه من إبِلِ قَوم آخَرِيْنَ.
والمُطَّرَفُ: الحَزِيْنُ، وبه سُمَي طَرَفَة.
والإبِلُ الطَّوَارِفُ: التي تَطْرِفُ مَرْعى، وناقَة طَرِفَة.
ورَجُل طَرِف: لا يَثْبُت على أمْرٍ واحِدٍ. والسبَاعُ الطَّوَارِفُ: التي تَسْتَلِبُ الصَيْدَ. وطَرَّفَ البَعِيْرُ: ذَهَبَ سِنُه. وطَرفَتِ الشاةُ فهي مُطَرِّفَةٌ. والطَرَافُ: بَيْتٌ سَمَاؤه من أدَمٍ، وجَمْعُه أطْرِفَة. والسِّبَابُ والفُحْشُ. وأتَاهُم خاطِباً فَطَرَفُوه: أي رَدُّوه. والطّارِفَةُ: شُقَّةُ مُقَدَمِ البَيْتِ، وجَمْعُها طَوَارِفُ. والمُطْرَفُ: ثَوْبٌ كانتِ النَسَاءُ والرجَالُ تَلْبَسُه، والجَمِيعُ المَطارِف، وُيقال له المِطْرَف. والطَّرِيْفَةُ: مِثْلُ النَصِيِّ والصَلِّيَانِ، وجَمْعُها طَرَائِفُ. وأطْرَفَ البَلَدُ: صارَ ذا طَرائِفَ. وكُلُ شَيْءٍ من نَبَاتِ الأرْضِ في أكْمَامِه فهو طِرْف - وشَجَرَةٌ طَرِفَةٌ -: أي له لِيْنٌ في أطْرَافِه، وله طَرَفَةٌ وطِرْفَةٌ. والطَّرْفَةُ: سِمَةٌ لا أطْرَافَ لها إنَّما هي خَط. وهو من الكَوَاكِبِ: كَوْكَبَانِ صَغِيرانِ قَرِيْبَانِ من الجَبْهَة، وقال ساجِعُهم: إذا طَلَعتِ الطرْفَه؛ بَكَرَتِ الخُرْفَه؛ وكَثُرَتِ الطُّرْفَه. وضَرْبٌ من العِنَبِ يُقال له: أطْرَافُ العَذَارى.
[طرف] الطَرْفُ: العينُ، ولا يجمع لأنّه في الأصل مصدر، فيكون واحداً ويكون جماعةً. وقال تعالى: {لا يَرْتَدُّ إليهم طَرْفُهُمْ} . والطَرْفُ أيضاً: كوكبان يَقْدُمانِ الجبهةَ، وهما عينا الأسد ينزلهما القمر. قال الأصمعي: الطِرْفُ بالكسر: الكريمُ من الخيل. يقال: فرسٌ طِرْفٌ من خيلٍ طُروفٍ. وقال أبو زيد: هو نعتٌ للذكور خاصّةً. والطِرْفُ أيضاً: الكريمُ من الفتيان. والطَرَفُ، بالتحريك: الناحية من النواحي، والطائِفةُ من الشئ. وفلان كريم الطرفين، يراد به نسب أبيه ونسب أمه. وأطْرافُهُ: أبواه وإخوته وأعمامه وكلُّ قريب له مَحْرَمٍ. وأنشد أبو زيد : وكيفَ بأطْرافي إذا ما شَتَمْتَني وما بعد شَتْمِ الوالدين صلوح وقال ابن الاعرابي: قولهم لا يُدرى أيُّ طرفيه أطولُ. طَرَفاهُ: ذَكَرُهُ ولسانُه. وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة: يقال لا يملك طَرَفَيْهِ - يعني فمه واستَه - إذا شرب الدواء أو سَكِر. والطَرَفُ أيضاً: مصدر قولك طَرِفَتِ الناقةُ بالكسر، إذا تَطَرَّفَتْ، أي رَعَتْ أطْرافَ المراعى ولم تختلط بالنوق. يقال: ناقةٌ طرفة لا تثبت على مرعى واحدٍ. ورجل طرف: لا يثبُت على امرأةٍ ولا على صاحبٍ. والطَرِفُ أيضاً: نقيضُ القُعْدُدِ. قال الأصمعي: المِطْرافُ الناقةُ التي لا ترعى مرعًى حتَّى تَسْتَطْرِفَ غيره. والطرفاء: شجر، الواحدة طرفة، وبها سمى طرفة بن العبد. وقال سيبويه: الطرفاء واحد وجميع. وامرأة مطروفة بالرجال، إذا طمحت عينُها إليهم وصرفتْ بصرها عن بعلها إلى سواه. ومنه قول الحطيئة: وما كنت مثل الهالكى وعِرْسِهِ بَغَى الوُدّ من مَطْروفَةِ الود طامح وقال أبو عمرو: فلانٌ مطروفُ العين بفلان، إذا كانَ لا ينظر إلا إليه. والمُطْرَفُ والمِطْرَفُ: واحدُ المطارِفِ، وهي أرديةٌ من خزٍّ مربعةٍ لها أعلام. قال الفراء: وأصله الضم: لانه في المعنى مأخوذ من أطرف، أي جعل في طرفيه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه. واطرفت الشئ، أي اشتريته حديثاً. وهو افْتَعَلْتُ. يقال بعيرٌ مطرف. قال ذوالرمة: كأنَّني من هَوى خَرْقاَء مُطَّرَفٌ دامي الأظَلَّ بعيدُ السَأْوِ مَهْيومُ واستطرفه، أي عده طريفا. واستطرفت الشئ: استحدثته. وقولهم: فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام ومُطَّرَفِ الأيام، أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام. والطارِفُ والطريفُ من المال: المستحدَث، وهو خلاف التالد والتليد. والاسم الطُرْفَةُ، وقد طَرُفَ بالضم. وأطْرَفَ فلانٌ، إذا جاءَ بطَرْفَةٍ. والطَريفُ في النسب: الكثير الآباء إلى الجَدّ الأكبر، وهو خلاف القُعْدُدُ. وقد طَرُفَ بالضم طَرافَةً، وقد يُمدح به. قال ثعلبٌ: الأطرافُ: الأشرافُ. والطَريفَةُ: النصى إذا ابيض. وقد أطرف البلد، أي كثرتْ طَريفَتُهُ. وأرضٌ مَطْروفَةٌ: كثيرةُ الطَريفَةِ. قال أبو يوسف: والطَريفَةُ من النَصِيِّ والصِلِّيانِ إذا أعْتَمَّا وتمَّا. والطِرافُ: بيتٌ من أدَم. وقولهم: جاء فلان بطارِفةِ عينٍ، إذا جاء بمالٍ كثير. والطوارِفُ من الخِباء: ما رُفعتْ من جوانبه للنظر إلى خارج. وطرفه عنه، أي صرفه ورده. ومنه قول الشاعر : إنك والله لَذو مَلّةٍ يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبْعَدِ يقول: تصرف بصرك عنه، أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم. وطَرَفَ بصرَه يَطْرِفُ طَرْفاً، إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر. الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ. يقال: " أسرعُ من طَرْفَةِ عينٍ ". وطَرَفْتُ عينَه، إذا أصبتها بشئ فدمعت. وقد طرفت عينُه، فهي مطروفةٌ. والطَرْفَةُ أيضاً: نقطةٌ حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربةٍ وغيرها. وقولهم: لا تراه الطوارف، أي العيون. ويقال: طَرَّفَ فلان، إذا قاتلَ حول العسكر، لأنَّه يحمل على طَرَفٍ منهم فيردُّهم إلى الجمهور، ومنه سمِّي المُطَّرِفُ. والمُطَرَّفُ من الخيل، بفتح الراء، هو الأبيضُ الرأسِ والذَنَبِ، وسائرُ جسده يخالف ذلك. وكذلك إذا كانَ أسود الرأس والذَنَبْ. ويقال للشاة التي اسودَّ طَرَفُ ذَنَبِها وسائرُها أبيض: مطرفة.
طرف: طرف: أغار على حدود بلد (معجم البلاذري).
طَرَّف: وضع في أعلى الجبل (ألكالا) وقد ذكر اسم المفعول والمصدر منها أطرْف: غمض جفنيه. ومنه قيل: ما اطرف الشمس حين ترسل الشمس أشعة ضعيفة واهنة. (دي سلان على البكري ص 67).
أطرف: وجد الشيء طريفاً أي جديداً نادراً.
ففي زيشر (12: 71) ويقال قد أطرفت الشيء إطرافاً إذا استطرفته.
تطّرف: أغار على حدود بلد، وعلى أطراف المعسكر وعلى أجنحة القوافل والركب. فعند أبي الوليد (ص641) وإنَّما يتطرّفون الركب ويطالعونه من كل مرقب، ويقال: تطرّف له (عباد 2: 188) تطرّف: وقف في طرف المكان ونهايته (فصل الخطاب ص127 طبعة رايت) اكَل بالتطرُّف: لعل معناها أكل برؤوس أصابعه ففي رياض النفوس (ص93 ق): إذا كنت مع الأغنياء فكُلْ بالتطرف لِئلاً يقولوا الفقير ليس له هِمَّة فيمقتوا الفقراء من أجلك.
تطرّف: تظاهر بأنه طِرْف أي شريف (فليشر لغة علي ص67 رقم 31، وص102) استطرف الشيء: رآه طريفاً جميلاً، والطعام وجده لذيذاً إلى غير ذلك (معجم مسلم، كليلة ودمنة ص 240).
طرف: لامة، عين شريرة (عباد 1: 45، 103 رقم 160).
طَرف: حْرف، حدّ، رأس (الكالا) ويقال مثلاً: طرف الرمح وطرف القناة.
طَرْف: سهم، نبلة (المعجم اللاتيني - العربي).
طَرْف: رأس الجبل، رأس الصخرة (فوك).
طَرْف: رَعْن، شِناخ، أنف الجبل الخارج منه والداخل في البحر (معجم الادريسي) وكذلك معناه في طرف الاغر، وأيضاً جبل الآغر (المقري 1: 83) ويسمى اليوم trafalgar.
طَرْف: قطعة، فلذة، كسرة (ألكالا).
طَرْف الخِتان: قلفة، عزلة، جلدة عضو التناسل (فوك).
طَرَف. طرفا التشبيه: المشبّه والمشّبه به (ميهرن بلاغة ص20).
طَرَفَ: معناها الحقيقي نهاية. يقال مثلا طرف الحبل، وأطلقت مجازاً على الحبل. وفي معجم بوشر:
طرف: مطول، رسن من حبل أو من هُلب أي شعر الذنب وفي ألف ليلة (1: 296) ويقول رُبّان السفينة حين يريد إقلاعها يأمر قائلا: حلّوا الأطراف واقلعوا الأوتاد. وفي طبعة بولاق. حلوا الطرف أي الحبل أو الحبال وهي حبال المركب. والمعنى: لتقلع السفينة.
أطراف: أشراف المقاتلين، فرسان. ففي أساس البلاغة: هو من أطراف العرب: من أشرافها وأهل بيوتاتها، وفي ياقوت (2: 933): عليهن أطراف من القوم (البيت).
عليهن أي على الخيل أطراف جمع طرف وهو الكريم من الفتيان، وفي كليلة ودمنة (ص4) حين اقترب الاسكندر من الهند ضَمَّ إليه أطرافه. وفيها (ص181): وتلقى أطرافُنا أطراف العدوّ.
أطراف: وتستعمل الأطراف وحدها بمعنى أطراف الناس، أي أراذلهم وسفلتهم ونجد هذا عند أبي الفداء، وفي فاكهة الخلفاء لابن عربشاه تحقيق فريتاج وانظر (مملوك 1، 1: 54).
أطراف البلاد (مملوك 1:1) وهذه من ألفاظ الأضداد، ومعناها الحقيقي نهاية البلاد، غير أنها تستعمل بمعنى الأشراف وبمعنى السفلة.
أطراف: فهرس الكتاب (ابن خلكان 7: 213 حاجي خليفة 1: 343 - 344) أطراف: تستعمل وحدها لتدل على ضرب من العنب المعروف باسم أطراف العذارى (معجم الادريسي في الآخر).
طرف: سيد نجيب الطرف: هو ابن السيد أو ابن المسلم، وسيد نجيب الطرفِيْن: هو الذي أبواه (أبوه وأمه سيدان (بروتون 2:3).
الطرفان: عند فقهاء الحنفَّية هما أبو حنيفة ومحمد لأن أحدهما في طرف الأستاذ والآخر في طرف التلميذ (محيط المحيط).
بطرفنا: عندنا، وبطرفكم: عندكم (زيشر 18: 325) من طرف: من قِبَل، باسم (بوشر) وفي ألف ليلة (2: 90) من طرف القاضي. وفيها (2: 99) الوالي الذي من طرف الخليفة.
نفض طرفه؟ أنظرها في مادة نفض.
طرفة عين: لحظة، برهة (فوك).
طُرْفَة: هي فيما يقول ابن العوام (2: 574): التهاب شديد في العين من أثر ضربة عليها أو قطع وريد فتصبح العين بعد ذلك دامعة.
طُرْفَة: شيء مستحدث، عجيب، نادرة، والمتميز النافع من العلم والأدب (زيشر 15: 109، دي يونج) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص313): قالوا إنه كان رجلاً نقياً فاضلاً غير أن أحمد بن خالد كان يذكر عنه طُرْفَة ذكر إنه أتاه يسأله أن يُسْمِعَه سماع اصبغ بن الفرج وأن يجعل له فيه دولة فلما أتى إلى السماع أخرج إليه الشيخ كتب أصول العلم من تأليف اصبغ فظّ أن الأصول والسماع شيء واحد.
طَرْفّي: غريب، عجيب، ونهاية، منتهى (فوك). وهذه عامية طَرَفّي (ياقوت 1: 384).
طَرَفَاني (وليس طَرْفاني كما في معجم فريتاج).
ذكرها أيضاً أبو الوليد (ص232 رقم 37).
طَريف: غريب، أجنبي، ويجمع على أطراف (فوك).
طَرَّاف: إسكاف، خصَّاف، مصلح الأحذية القديمة (دومب ص103).
اطريف: تصحيف الكلمة العبرية طاريف بمعنى لحم الحيوان الذي ذبحه جزار يهودي (مباحث 1: الملحق ص61).
تَطْرِيفة وجمعها تَطارِيف: خرطوشة، فشكة، افيفة بارود (برتون 2: 115).
مَطْرُوف، وجمعها مطاريف: عند المولدين مِعصرة للزيت يديرها الماء (محيط المحيط).
مستطرف: متاخم، مجاور (هلو).
باب الطاء والراء والفاء معهما ط ر ف، ط ف ر، ف ط ر، ف ر ط مستعملات

طرف: الطَّرْفُ: تَحريكُ الجفون في النّظر. [يقال] : شَخَصَ بَصَرُهُ فما يطرف. والطَّرْفُ: اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يجمع. والطَّرْفُ: إصابتُك عيناً بثوبٍ او غيره، والأسم: الطُّرفة. [تقول] : طُرِفَتْ عَيْنُه، واصابتها طُرفة. وطَرَفَها الحزنُ بالبُكاء. قال :

والعَيْنُ مطروفةٌ إنسانُها غرِقُ

وقال :

فلا يَغُرُّك من فتاةٍ ضِحكُها ... واعْمَدْ لأُخْرَى صامتٍ ما تَطْرِف

طرح الهاء من صامتٍ على لزوم الصّموت كالطّبيعة فيها، كما يقال:

تصلّي صلاةَ الصُّبْح والشَّمْس طالعٌ ... وتَسْجُدُ للرَّحْمن والقلبُ كاره

طرح الهاء من (طالع) لِلُزُوم الطّلوع لها طوعاً أو كرهاً. ومُنْتَهى كلِّ شيء طَرَفُه. والأطراف: اسم الأصابع، لا يُفْرد إلا بالإضافة إلى الإصْبَع، يقال: أشار بطرف إصْبَعه، قال :

يبدين أطرافا لطافا عنمه

وأطراف الأرض: نواحيها، الواحدُ: طَرَف. والطَّرَفُ: الطّائفة من الشَّيء، [تقول] : أصبت طَرَفاً من الشّيء. والطَّرَفُ: اسم يجمع الطَّرْفاء، قلّما يستعمل إلا في الشعر، الواحدة: طَرَفة، وجمع ذلك: الطَّرْفاء، ممدودٌ، وقياسُه: قَصَبةٌ وقَصَبٌ وقَصْباء، وشَجَرةٌ وشَجَرٌ وشجراء. والطِّرْفُ: الفَرَس، تقول: هو كريمُ الأطراف، يعني: الآباء والأُمّهات. ويقال: هو المُسْتطرِف، ليس من نِتاج صاحبه، الأنثى: طِرْفة، قال:

وطِرْفةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجاً

وقد يُوصفُ بالطِّرْفة النَّجيب والنَّجيبة، قال حسّان:

نحثُّ الخَيْلَ والنُّجُبَ الطُّرُوفا

والطِّرْفُ من مال الرّجل، هو: الطّارف والمستطرف الذي قد استفاده، ولم يكن أَصْليّا من مِيراثٍ ولا اعتقار قبل ذلك، والطّارف في الكلام أحسن. وفي الشِّعر الطّرف والطارف والطّريف سواء، قال:

بَذَلت له من كلّ طِرْفٍ وتالدِ

والشّيء الطّريف: المُستحدث المُسْتطرف، وهو الطّريف وما كان طريفاً، ولقد طَرُف يَطْرُفُ، والأسم: الطُّرْفة. وأطرفته شيئاً لم يملكْ مِثلَه فأعجبه. وإِبِلٌ طَوارف: تَطْرَف مَرْعى بَعْد مَرْعى، إذا أَكْثَرتْ من ذا ثمّ تتناول من غيره، قال: إذا طَرِفتْ في مَرْبع بَكَراتها ... أوِ استأخرتْ عنها الثِّقال القناعِسُ

وناقةٌ طَرِفة: لا تَثْبُتُ في مَرْعى واحدٍ، إنّما تتطرّف من النّواحي. ورَجُلٌ طَرِف: لا يَثْبُتُ على امرأةٍ ولا على صاحبٍ. وسباعٌ طَوارِفُ: تشلُّ الصَّيْد، قال:

تنفي الطوارف عنه دعصّا بَقَرٍ

والطِّراف: بَيْتٌ سماؤه من أدم، وله كسرانِ، وليس له كِفاء، وهو ضربٌ من الأبنية للأعراب، قال طرفة:

رأيتُ بني غَبْراءَ لا يُنكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدد

والمِطْرَفُ: ثوبٌ كانت الرّجالُ والنِّساءُ يَلبَسونه، والجميعُ: مَطارِف، قال:

فلو أنّ طرفاً صاد طرفا بطَرْفه ... لصدّت بطرفي طرف ذاتِ المطارفِ

وأَطرَفْتُ شيئاً، أي: أَصبَتْه، ولم يكنْ لي. وبَعيرٌ مُطَّرَفٌ، أي: أُصِيبَ من قوم آخرين، قال : كأنني من هوى خرقاء مطرف ...دامي الأظل بعيد الشأو مهيوم

طفر: الطفر: وُثُوبٌ في ارتفاع، كما يطفر الإنسان حائطا، أي: يثبه إلى ما وراءه. وطَيْفور: طُوَيْئِرٌ صغير.

فطر: الفُطرُ: ضربٌ من الكَمْأَة، وهو المروزي ونحوه، الواحدة بالهاء والفُطْرُ: شيءٌ قليل من اللّبن يُحْلَبُ ساعتئذٍ، تقول: ما احتلبناها إلاّ فُطْراً، قال المرّار:

عاقِرٌ لم يُحْتَلَبْ منها فُطُرْ

وفَطَرْتُ النّاقةَ أَفطِرُها فَطْراً، أي: حلبتُها بأَطْرافِ الأَصابِع، قال [الفرزدق:] :

[شغارة تقذ الفَصِيلَ برِجْلها] ... فَطّارةٍ لقَوادِمِ الأَبكارِ

وفطر ناب البعير: طَلَع. وفَطَرْتُ العَجينَ والطِّينَ، أي: عَجَنْته واختبزته من ساعتِهِ، وإذا تركتَه ليَختمِرَ قلت: خَمَّرْته، وهو الفَطِير والخمير. وفَطَر اللهُ الخَلْق، أي: خَلَقَهم، وابتدأَ صَنْعة الأشياء، وهو فاطرُ السّماواتِ والأرض. والفِطرة: التي طُبِعَتْ عليها الخليقة من الدّين. فَطَرَهُمُ الله على معرفته برُبُوبيّته. ومنه:

حديث: النبيّ صلّى الله عليه وكل مولودٍ يولد على الفِطْرة حتّى يكون أبواه يُهَوِّدانهِ وينصرانه ويمجسانه .

وانفطر الثَّوْب وتفطَّر، أي: انشقّ. وتَفَطَّرتِ الجبالُ والأرض: انصدعت. وتفطرت يده، أي: تَشَقَّقَت. وفَطَرْتُ إصبَعَهُ، أي: ضربتها وغمزتها فانفطرتْ دماً، قال خلف:

وأرنبةٍ لك مُحْمَرةٍ ... نكاد نفطِّرُها باليد

وفَطَرْت وأَفْطرتُ الرّجلَ وفطّرته. كلٌّ يُقال من الفطر بمعنى تَرْك الصَّوْم.

وفي الحديث أَفطَر الحاجمُ والمَحْجُومُ .

فرط: الفَرْطُ: الحِينُ من الزَّمانِ . والفَرَطُ: ما سبق من عمل وأجر. وفُرِطَ له ولدٌ: [مات صغيراً] .

وفي الدّعاء: اللهمّ اجعله لنا فَرَطاً

[أي: أجراً يتقدّمُنا حتى نرد عليه] . والفارِطُ: الذي يسبِق القوم إلى الماء. والفارطانِ: كوكبانِ مُتباينانِ أمامَ سرير بناتِ نَعْش، شُبِّها بالفارط الذي يبعثه القوم لحَفْر القَبر، قال أبو ذؤيب:

وقد بعثوا فُرّاطَهُم فتأثّلوا ... قليباً سفاها كالإماء القواعد

وأفراط الصّباح: أَوائلُ تَباشِيره، الواحدُ: فُرطٌ، قال :

باكَرْتُهُ قبل الغَطاط اللُّغَّطِ ... وقَبلَ جَوْنِيِّ القَطا المُخَطَّط

وقَبْلَ أَفْراطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ

وفَرَطَ إلينا من فُلانٍ خيرٌ أو شرٌّ، أي: عَجِلَ، ومنه قوله [جل وعز] : إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا، أَوْ أَنْ يَطْغى

، أي: يَسْبق ويَعجَل. وفرّط علينا، أي: عَجَّل علينا بمكروه. والإفراطُ: إعجالُ الشّيء في الأَمْر قبل التَّثبُّت. وأَفْرَط [فُلانٌ] في أمرِهِ، أي: عَجِل فيه وجاوز القَدْر. والسَّحابةُ تُفرِطُ الماءَ في أوّل الوسمّي، إذا عجّلتْ فيه. قال كَعْب بن زُهَير:

تجلو الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَةُ ... من صَوْبِ سارية بيض يعاليل والفَرَطُ: الأَمْر الذّي يُفَرِّط فيه صاحبُه، وتقول: كلّ أمرٍ من فلانٍ فَرَط. وفرّط فلانٌ في جَنب الله، أي: ضَيَّع حظّه من عندِ الله في اتّباع دينه ورضوانه. وفرّط اللهُ عنه ما يكرهُ، أي: نجّاه، يستعمل في الشِّعْر. وكلّ شيءٍ جاوز قدره فهو مُفْرِطٌ. طُولٌ مُفْرطِ، وقِصَرٌ مُفرِط. وتفارطته الهُمومُ، أي: لا تُصيِبهُ الهمومُ إلاّ في الفَرْط. وفَرَسٌ فُرُطٌ: [السّريع] الذي يتقدّم الخيلَ ويَسبِقُها، قال لبيد:

[ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تَحْمِلُ شِكَّتي] ... فُرُطٌ، وِشاحي، إذ غدوتُ، لجامُها
طرف
طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ يَطرِف، طَرْفًا، فهو طارِف، والمفعول مطروف (للمتعدِّي)
• طَرَفت العينُ: تحرَّك جفناها ° ما بقيت منهم عينٌ تَطرِف: هلكوا جميعًا أو قُتلوا، بادوا، وماتوا- مطروف العين بفلان: لا ينظر إلاّ له- مطروفة العين: تصرف بصرها إلى غير زوجها.
• طرَف فلانٌ/ طرَف بعينه: حرَّك جَفْنيه، أطبق أحد جَفْنَيه على الآخر بصورة متكررة.
• طرَف عينَه بأصبعه: أصابها بشيءٍ فدمعت "طرَف الحزنُ عينَه"? طرَفت الدُّنيا عينَه: مال إليها وتطلَّع لمباهجها.
• طرَف البصرَ عنه: صرفه عنه.
• طرَف إلى فلان: نظر إليه بجانب عينه. 

طرُفَ يَطرُف، طرافةً، فهو طريف
• طرُف الحديثُ: صار مستحسنًا مقبولاً "طرُفت جلسة الأحباب- طرُف أسلوبُ الكاتب- طرُف منظرُ النيل- طرافة الحديث- منظر طبيعيّ طريف".
• طرُفَ الحادثُ: جدّ، أثار الانتباه "قصة طريفة". 

أطرفَ يُطرِف، إطرافًا، فهو مُطرِف، والمفعول مُطرَف
• أطرفَه بحكاية مُسلّيَة: أتحفه، أتاه بما هو مستحسن وعجيب من الأحاديث "أطرفنا بحديث عذب/ بقصص عجيبة". 

استطرفَ يَستطرِف، استطرافًا، فهو مُستطرِف، والمفعول مُستطرَف
• استطرف مشهدَ الطَّبيعة: رآه مستحسنًا وعجيبًا، عدَّه طريفًا "استطرف الحوارَ بين الطرفين- استطرف رؤيةَ القمر- استطرف قصَّةً خياليّة".
• استطرف الشَّيءَ: استحدثه. 

تطرَّفَ/ تطرَّفَ في يَتطرّف، تطرُّفًا، فهو مُتطرِّف، والمفعول مُتطرَّف (للمتعدِّي)
• تطرَّف الشَّيءُ: مُطاوع طرَّفَ: أتى الطّرْفَ، أي منتهى الشيء، صار طرْفًا "غُصن متطرِّف".
• تطرَّفت الشَّمسُ: أوشكت أن تغرب.
• تطرَّف الشَّيءَ: أخذه من أطرافه "تطرّف رغيفًا".
• تطرَّف في إصدار أحكامه: جاوز حدّ الاعتدال ولم يتوسّط "حزب سياسيّ متطرّف- تسعى الدّولة جاهدةً في محاربة التطرّف". 

طرَّفَ يُطرِّف، تطريفًا، فهو مُطرِّف، والمفعول مُطرَّف
• طرَّف الشَّيءَ: جعَله في الطّرَف أو في النهاية "طرّف البضائعَ الفاسدة- طرّف أشياء ووسّط أخرى". 

أُطْروفة [مفرد]: ج أُطروفات وأطاريف: حديث مستحسن ناعم، مُلْحة أو حديث نادر "روى لنا أطروفة أثارت استحساننا". 

تطرُّف [مفرد]: مصدر تطرَّفَ/ تطرَّفَ في.
• التطرُّف: المغالاة السياسية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية، وهو أسلوب خطِر مدمِّر للفرد أو الجماعة "تبذل بعض الدول جهودًا مضنية للقضاء على التطرُّف الإرهابي". 

تطرُّفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تطرُّف: مَنْ أو ما هو بالغ حدّ التطرُّف في آرائه "شخص تطرُّفيّ في سلوكه". 

تطرُّفيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تطرُّف: "دَعْك من الأحكام التطرّفيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من تطرُّف.
3 - (سة) مذهب سياسي متطرِّف قد يلجأ إلى القوّة لبلوغ مآربه "التطرفيَّة المعاصِرة- من أنصار التطرفيَّة الاجتماعيَّة". 

طارف [مفرد]: مؤ طارفة، ج مؤ طارفات وطوارف:
1 - اسم فاعل من طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ.
2 - حديث، جديد ° الطَّارف والتَّليد: المحدث والقديم. 

طارِفة [مفرد]: ج طارفات وطوارف (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ.
2 - عين "لا تراه الطَّوارف لصغره" ° جاء بطارفة عيْن: أي بمال كثير يطرِف عين الحاسد. 

طَرَافة [مفرد]: مصدر طرُفَ. 

طَرْف [مفرد]: ج أطراف (لغير المصدر):
1 - مصدر طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ.
2 - عَيْن "غضَّت المرأةُ طرْفها- رُبَّ طَرْفٍ أفصحُ من لسان" ° غضَّ الطَّرْف عنه: لم يؤاخذْه، تغافل عنه، تجاهله- مِنْ طَرْفٍ خفيّ: بسِرِّيَّة- نظَر بطرْفٍ خفيّ: غضّ معظمَ عيْنَيْه ونظر بباقيها من الخوف أو الاستحياء أو غيرهما.
3 - نَظر، بَصر "عاد إليه طرْفُه- {أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} - {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ}: صفة حور الجنّة" ° قبل أن يرتدّ إليك طرْفك: بسرعةٍ فائقة.
• طرْفُ الشَّيء: طَرَفه، منتهاه "رفع طرْفَ ثوبه"? بطرْفِ شفتيه: باحتقار- على طرْفِ الثُّمام/ على طرْفِ العَصَا: قريب، حاضر، سهْل التناول- فلانٌ طرْف: كثير الآباء إلى الجدّ الأكبر- وصل إلى طرْف الخيط: بداية الأثر والدّليل.
• قاصِرَةُ الطَّرْف: المرأةُ الخجولة الحَييَّة التي لا تمدّ عينها لغير زوجها. 

طَرَف [مفرد]: ج أطراف:
1 - قِبَل، عنْد "وصل خطاب من طرَف الوزير" ° مِنْ طَرَف كذا: عبارة تستخدم في المراسلة لتدلَّ على مُرسِل الخطاب.
2 - مُنتهَى كلِّ شيء "أطراف الأصابع- أمسَك بطرف حبْل- {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}: أوله وآخره، في الصباح والمساء" ° أطراف المدينة: ضواحيها- أطراف المعمورة: أنحاء الأرض- جمَعَ المجدَ من أطرافِه: من كلِّ جوانبه- مُترامِي الأطراف: واسعٌ، شاسع، غير محدود.
3 - قسْم، جزء، جانب، ناحية "قصّ عليه طرفًا من حياته- طَرَفا النزاع" ° جاذبه أطرافَ الحديث: شاركه في الحوار- على طَرَفَيْ نقيض: متناقضان، متباعدان.
4 - طائفة، جماعة من النَّاس "استقبل طرَفًا من وفود السائحين- {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ} ".
5 - (جب) أحد جزأي معادلة رياضيّة تفصل بينهما علامة تساوٍ، ويُقال للجزأين: طرف أيمن وطرف أيسر.
6 - (شر) جزء من جسم الإنسان أو الحيوان ذو مفاصل كالرِّجل أو الذِّراع أو الجناح ونحوها "مُصارع قويّ الأطراف" ° دخَل على أطراف أصابعه: تسلل بهدوء- على طرْفِ لسانه: أوشك أن ينطق به- فلانٌ كريم الطَّرفين: كريم النسب أبًا وأمًّا.
7 - (نت) فرع، ما يخرج من ساق الشجرة أو الشجيرة أو الزهرة.
• غشاء الطَّرَف: (حن) غشاء رقيق تحت جفن العين للطيور والزواحف يُغلق لترطيب العين وحمايتها.
• طرف سالب: (فز) طرف بطاريّة أو مصدر كهربائيّ تنتقل الإلكترونات منه إلى طرف آخر (موجب) في دائرة خارجيّة.
• الطَّرَفان: الفرج واللِّسان. 

طَرْفَة [مفرد]: ج طَرَفات وطَرْفات:
1 - اسم مرَّة من طرَفَ/ طرَفَ إلى/ طرَفَ بـ ° في طرْفة عين: بسرعة فائقة- ما يفارقني طرْفة عين.
2 - (طب) نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة أو غيرها "حدثت طرْفة في عينه". 

طُرْفَة [مفرد]: ج طُرُفات وطُرْفات وطُرَف:
1 - ما هو مستحدث عجيب، ابتكار، مخترع "محلٌّ مليءٌ بالطُّرَف".
2 - أطروفة، مُلْحة، حديث جديد مستحسن "حدّثنا بالطُّرَف- هو من هُوَاة الطُّرَف". 

طريف1 [مفرد]: ج طُرفاء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طرُفَ.
2 - عجيب، غريب، نادر. 

طريف2 [مفرد]: ما حُصِّل حديثًا من المال، عكسُه التّالِد أو التَّليد "حصَّل مالاً طريفًا" ° ما لَه طريفٌ ولا تليد. 

طريفة [مفرد]: ج طرائفُ:
1 - مؤنَّث طريف.
2 - طُرفة، ما يُستحسَن ويُستملح "مواقف وطرائف نادرة- حكايات طريفة". 

مُتطرِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تطرَّفَ/ تطرَّفَ في.
2 - صاحب نزعة سياسيَّة أو دينيَّة تدعو إلى العنف. 
طرف
الطَّرْفُ: العين، ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة، قال الله تعالى:) لا يرتد إليهم طَرْفُهم (. وقال ابن عبّاد: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يجمع، وقيل: أطرافٌ، ويرد ذلك قوله تعالى:) فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ (ولم يقل الأطْرَاف. وروى القتبي في حديث أم سلمة - رضي الله عنها -: وغَضُّ الأطرافِ. ورد عليه ذلك، والصواب: غضُّ الإطراقِ أي السكوت.
وقوله تعالى:) أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طَرْفُكَ (قال الفرّاء: معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل: بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك.
والطَّرْفُ؟ أيضاً -: كوكبان يقدمان الجبهة؛ وهما عينا الأسد، ينزلهما القمر.
والطَّرْفَةُ؟ أيضاً -: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها.
وقال ابن عبّاد: الطَّرْفَةُ سمة لا أطْرَافَ لها إنما هي خطٌّ.
والطَّرْفاءُ: شجر، الواحدة: طَرَفَةٌ - بالتحريك -، وبها سُمي طَرَفَةُ بن العبد. وقال سيبويه: الطَّرْفاءُ واحد وجمع. قال الدينوري: واحدة الطَّرْفاءِ طَرَفَةٌ وطَرْفاءةٌ، قال: وذكر بعض الرواة أن جمع الطَّرْفاءِ طَرَافٍ وفي الحلفاء حَلاَفِ، قال أبو النجم يصف سَيْلا:
يُلقي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائه ... في سَبَخِ العِرقِ وفي طَرْفائه
ويروى: " يَنْفي "، الحِقَاءُ: جمع حَقْوٍ وهو المرتفع من النَّجَفَةِ.
وطَرَفَةُ: من الشعراء. أشهرهم طَرَفَةُ بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة - وهو الحصن - بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعْمي بن جَدِيَلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وطَرَفَةُ لقبه، واسمه عمرو، ولُقِّبَ طَرَفَةَ بقوله:
لا تعجلا بالبكاء اليوم مُطَّرِفا ... ولا أميريكما بالدار إذ وقفا
وطَرَفَةُ بن الآءة بن نَضْلَةَ الفَلَتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نَهْشَل بن دارم.
وطَرَفَةُ الخُزَميُّ: أحد بني خزيــمة بن رواحة بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض.
وطَرَفَةُ: أحد بني عامر بن ربيعة.
ويقال: امرأة مَطْروفَةٌ بالرجال: إذا طمحت عينها إليهم، قال الحُطَيْئة:
وما كنت مثل الكاهلي وعِرسِه ... بغى الود من مَطْروفَةِ العين طامحِ
وقال طَرَفَةُ بن العبد:
إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا ... على رِسْلِها مَطْروفَةً لو تشدد
وقيل: المعنى كأن عينها طُرِفَتْ فهي ساكنة.
وقال أبو عمرو: فلان مَطْروفُ العين بفلانٍ: إذا كان لا ينظر إلا إليه.
وأرض مَطْروفَةٌ: كثيرة الطَّرِيْفَةِ أي النَّصِيّ، وسيجيء ذكرها.
ومَطْرُوْفٌ: من الأعلام. وجاء فلان بطارِفَةِ عينٍ: إذا جاء بمالٍ كثير.
والطَّوَارِفُ من الخِباء: ما رفعت من جوانبه للنظر إلى خارج.
وطَرَفَه عنه: أي صَرَفَه، قالت جارية من جواري الأنصار:
أنك والله لذو مَلةٍ ... يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبعد
تقول: يَصْرِفُ بصرك عنه؛ أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم.
وطَرَفَ بصره يَطْرِفُ طَرْفاً: إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ، يقال: أسرع من طَرْفَةِ عينٍ، ويقال: ما بقي منهم عين تَطْرِفُ؛ إذا ماتوا أو قتلوا.
وطَرَفْتُ عينه: إذا أصبتها بشيءٍ فدمعت، وقد طُرِفَتْ عينه فهي مَطْروفَةٌ. وخطب زياد في خطبته: قد طَرَفَتْ أعينكم الدنيا وسدت مسامعكم الشَّهَوات؛ ألم تكن منكم نُهَاةٌ تمنع الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليل وغارةِ النهار، وهذه البَرَازِقُ فلم يزل بهم ما ترون من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب. البَرَازِقُ: الجماعات.
وقولهم: لا تراه الطَّوارِفُ: أي العيون.
والسباع الطَّوارِفُ: التي تستلب الصيد، قال ذو الرمة يصف غزالاً:
تنفي الطَّوارفَ عنه دعتصا بقرٍ ... ويافع من فرندادين مَلْمُوْمُ
والطّارِفُ والطَّرِيْفُ من المال: المُسْتَحْدَثُ منه؛ وهما خلاف التالد والتليد، والاسم الطُّرْفَةُ - بالضم -، وقد طَرُفَ - بالضم - طَرَافَةً.
وطَرِيْفُ بن تميم العنبري: شاعر.
وأبو تميمة طَرِيْفُ بن مجالد الهجيمي - رضي الله عنه -: معدود في الصحابة - رضي الله عنهم -.
والطَّرِيْفَةُ: من النصِيِّ إذا أبيض. وقال ابن السكيت: الطَّرِيْفَةُ من النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ إذا اعتما ونمّا. وقال أبو زياد: الطَّرِيْفَةُ خير الكلأ إلا ما كان من العشب، قال: ومن الطَّريفةِ النَّصِيُّ والصِّليّانُ والعنكث والهَلْتى والسَّحَمُ والثَّغَامُ؛ فهذه الطَّرِيْفَةُ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع في فاضل المرعى يصف ناقة:
تأبدت حائلا في الشَّوْلِ وطَّرَدَتْ ... من الطَّرائف في أوطانها لمعا
وجعل إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة نسبة البهمى طَريْفَةً فقال:
بكل مَسِيْلَةٍ منه بساط ... مع البُهْمى الطَّرِيفةِ والجميم
وطُرَيْفَةُ - مصغرة -: ماءةٌ بأسفل أرمام لبني جذيمة، قال المرار بن سعيد الفقعسي:
وكنت حَسِبْتُ طيب تراب نجد ... وعيشا بالطُّرَيْفَةِ لن يزولا
وطُرَيْفٌ - بغير هاءٍ -: موضع بالبحرين.
وطِرْيَفٌ - مثال حذيم -: موضع باليمن.
والطَّرائفُ: بلاد قريبة من أعلام صُبح وهي جبال متناوحة.
والطِّرْفُ - بالكسر -: الكريم من النخيل، يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوْفٍ وأطْرَافٍ. وقال أبو زيد: هو نعت للذكور خاصة، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي:
وقد أغدو بِطِرْفٍ هي ... كلٍ ذي ميعةٍ سَكْبِ
وقال عبيد بن الأبرص:
ولقد أذعر السَّرَابَ بِطِرْفٍ ... مثل شاة الإران غير مُذال
أي أسير في القفر الذي ليس به غير السَّرابِ وكلما دنوت منه تباعد عني. وقيل: هو الكريم الأطرف من الآباء والأمهات. وقيل: بل هو المُسْتَطْرَفُ إلي ليس من نتاج صاحبه. والأنثى: طِرْفَةٌ، قال العجاج:
وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دخالا مُدرجا ... جرداء مسحاج تباري مسحجا
وقال الليث: وقد يصفون بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النجيب والنَّجِيْبَةَ على غير استعمال في الكلام، قال كعب بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه -:
نُخَبِّرهم بأنا قد جنبنا ... عتاق الخيل والنُّجُبَ الطُّرُوْفا
والطِّرْفُ - أيضاً -: الكريم من الرجال، وجمعه أطْرَافٌ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
هو الطِّرْفُ لم يُحْشَشْ مطي بمثله ... ولا أنس مُسْتَوْبِدُ الدار خائف
ويروى: " لم تُوْحِشْ مَطِيٌّ ".
وقال ابن عبّاد: كل شيء من نبات الأرض في أكمامه فهو طِرْفٌ.
والطَّرَفُ - بالتحريك -: الناحية من النواحي والطّائفة من الشيء، والجمع: أطْرافٌ.
وقوله تعالى:) ليَقْطَعَ طَرَفاً من الذين كَفَروا (أي قطعة من جملة الكفرة، شبه من قتل منهم بَطَرفٍ يقطع من بدن الإنسان. وأطْرافُ الجسد: الرأس والبدن والرجلان.
وقوله تعالى:) طَرَفَيِ النهار (أي الفجر والعصر. وقوله تعالى:) أو لم يَروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطْرافِها (أي نواحيها ناحية ناحية، هذا على تفسير من جعل نقصها من أطرافها فتوح الأرضين. ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا.
وأطْرافُ الأرض: أشْرَافُها وعلماؤها، الواحد: طَرَفٌ؛ ويقال: طِرْفٌ.
وقال ابن عرفة: " من أطرافِها (أي نفتح ما حول مكة على النبي؟ صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم وضوح ما وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفلان كريم الطَّرَفَيْنِ: يراد بذلك نسب أبيه ونسب أمه، وأطْرافُه: أبواه وأخوته وأعمامه وكل قريب له محرم، قال عون بن عبد الله بن عتبة:
وكيف بأطْرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صُلُوْحُ
وقال ابن الأعرابي: قولهم لا يدري أي طَرَفَيْه أطول: طَرَفاه ذكره ولسانه، وقيل: طَرَفُ أبيه أو طَرَفُ أمه في الكرم.
وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة: يقال لا يملك طَرَفَيْهِ: يعني فمه واسته؛ إذا شرب الدواء أو سكر.
وأطْرافُ العذارى: ضرب من العنب.
والطَّرَفُ: الكريم من الرجال؛ كالطِّرْفِ.
والأسود ذو الطَّرَفَيْنِ: حية لها إبرتان إحداهما في أنفها والأخرى في ذنبها، يقال إنها تضرب بهما فلا تُطْني.
ويقال لبني عدي بن حاتم: الطَّرَفاتُ، قتلوا بصفين، أسماؤهم: طَريْفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ.
والطَّرَفُ - أيضاً -: مصدر قولك طَرِفَتِ النّاقة - بالكسر -: إذا تَطَرَّفَتْ أي رعت أطراف المراعي ولم تختلط بالنوق. يقال: ناقة طَرِفَةٌ أي لا تثبت على مرعى واحد. ورجل طَرِفٌ: لا يثبت على امرأة ولا صاحبٍ.
وقال قبيصة بن جابر الأسدي وذكر عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: ما رأيت أقطع طَرَفاً منه. أي لساناً، يريد أنه كان ذرب اللسان.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كان إذا اشتكى أحد من أهله لو تزل البُرمة على النار حتى يأتي على أحد طَرَفَيْه. أراد بالطَّرَفَيْنِ البرء أو الموت لأنهما غايتا أمر العليل.
وقال الواقدي: الطَّرَفُ موضع على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على ساكنيها السلام.
والطَّرِفُ - أيضاً -: نقيض القُعْدُدِ، قال الأعشى:
أمرون ولا دون كل مُبارك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ
وقال أبو وجزة السعدي:
زهر تكنفهم ذوائبُ مالك ... طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ
أمرون ولادُوْنَ كل مباركٍ ... كالبدر ليلته بسعد الأسعد
وقال ابن الأعرابي: الطَّرِفَةُ من الإبل: التي تَحَات مقدم فيها من الهرم.
والطِّرَافُ: بيت من أدمٍ: قال طَرَفَةُ بن العبد:
رأيت بني غبراءَ لا يُنْكروني ... ولا أهل ها ذاك الطِّرَافِ الممدد
وقال ابن عبّاد: يقال توارثوا المجد طِرَافاً: أي عن شرفٍ.
والطِّرَافُ - أيضاً -: ما يؤخذ من أطرافِ الزرع.
وقال الأصمعي: المِطْرافُ: الناقة التي لا ترعى مرعى حتى تَسْتَطْرِفَ غيره.
والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ - بكسر الميم وضمها -: واحد المَطارِفِ؛ وهي أردية من خزٍّ مربعة لها أعلام. وقال الفرّاء: أصله الضم؛ لأنه في المعنى مأخوذ من أُطْرِفَ أي جعل في طَرَفَيْه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروا الميم.
وطَرّافٌ - بالفتح والتشديد -: من الأعلام.
وأطْرَفَ البلد: أي كثرت طَرِيْفَتُه، وقد مرَّ ذكرها.
وقال ابن عبّاد: أطْرَفَ: أي طابق بين جفنيه.
وفعلت ذلك في مُطَرَّفِ الأيام - بفتح الراء المشددة -: أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام.
وطَرَّفَ فلان: إذا قاتل حول العسكر، لأنه يحمل على طَرَفٍ منه فيردهم إلى الجمهور، ومنه سمي الرجل مُطَرِّفاً.
والمًطَرَّفُ من الخيل - بفتح الراء -: هو الأبيض الرأس والذنب وسائر جسده يخالف ذلك، وكذلك إذا كان أسود الرأس والذنب. ويقال للشاة التي أسود طرف ذنبها وسائرها أبيض: مُطَرَّفَةٌ.
وطَرَّفَ البعير: ذهبت سِنُّه.
وطَرَّفَ علي الإبل: رد على أطْرافَها.
وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف فرساً.
مُطَرّفٍ وسط أولى الخيل معتكر ... كالفحل قَرْقَرَ وسط الهجمة القَطِمِ يروى بكسر الراء وبفتحها. ومعنى الكسر: الذي يرد أطراف الخيل والقوم، وإذا رددت أوائل الخيل قلت: طَرَّفْتُها. وروى الجمحي بفتحها: أي مردد في الكرم.
وقال المفضل: التَّطْرِيْفُ أن يرد الرجل الرجل عن أخريات صاحبه، يقال: طَرِّفْ عنا هذا الفارس، قال متمم بن نويرة رضي الله عنه:
وقد علمت أولى العشيرة أننا ... نُطَرِّفُ خلف المُوْفِضَاتِ السَّوَابِقا
واختضبت المرأة تَطَارِيْفَ: أي أطْرافَ أصابعها، وقد طَرَّفَتْ بنانها.
واطَّرَفْتُ الشيء - على افتعلت -: إذا اشتريته حديثاً، قال ذو الرمة:
كأنني من هوى خَقاء مُطَّرَفٌ ... دامي الأظل بعيد السأو مهيوم
واستطرفه: أي عدة طَرِيفاً.
واسْتَطْرَفْتُ الشيء: أي اسْتَحْدَثْتُه.
وقولهم فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام: أي في مُسْتَأْنَفِها.
وتَطَرَّفَتِ الناقة: أي رعت أطْرافَ المراعي ولم تختلط بالنوقِ.
والتركيب يدل على حد الشيء وحرفه؛ وعلى حركة في بعض الأعضاء.

طرف: الطَّرْفُ: طرْفُ العين. والطرْفُ: إطْباقُ الجَفْنِ على الجفْن.

ابن سيده: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقيل: حَرَّكَ شُفْره

ونَظَرَ. والطرْفُ: تحريك الجُفُون في النظر. يقال: شَخَصَ بصرُه فما يَطْرِفُ.

وطرفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفه كلاهما إذا

أَصاب طرْفَه، والاسم الطُّرْفةُ. وعين طَريفٌ: مَطْروفة. التهذيب وغيره:

الطَّرْفُ اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يُجمع لأَنه في الأَصل مصدر فيكون

واحداً ويكون جماعة. وقال تعالى: لا يَرْتدّ إليهم طَرْفُهُم. والطرْفُ:

إصابَتُك عَيناً بثوب أَو غيره. يقال: طُرِفَتْ عينُه وأَصابَتْها طُرْفةٌ

وطَرَفَها الحزنُ بالبكاء. وقال الأَصمعي: طُرِفَتْ عينُه فهي تُطْرَفُ

طَرْفاً إذا حُرِّكَتْ جُفونُها بالنظر. ويقال: هو بمكان لا تراه

الطَّوارِفُ، يعني العيون. وطَرَف بصَره يَطْرِفُ طرْفاً إذا أطْبَقَ أَحدَ

جَفْنيهِ على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ. يقال: أَسْرَعُ من طرْفةِ عين.

وفي حديث أُم سَلَمة: قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: حُمادَياتُ النساء

غَضُّ الأَطْرافِ؛ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرافِ قَبْضَ اليدِ والرِّجْلِ عن

الحَركةِ والسيْر، تعني تسكين الأَطْرافِ وهي الأَعْضاء؛ وقال القُتيبي:

هي جمع طرْف العين، أَرادت غضّ البصر. وقال الزمخشري: الطرف لا يثنى ولا

يجمع لأَنه مصدر، ولو جمع لم يسمع في جمعه أَطْرافٌ، قال: ولا أَكاد

أَشُكُّ في أَنه تصحيف، والصواب غَضُّ الإطْراق أَي يَغْضُضْن من أَبْصارِهن

مُطْرِقاتٍ رامِياتٍ بأَبصارهن إلى الأَرض.

وجاء من المال بطارِفةِ عين كما يقال بعائرةِ عين. الجوهري: وقولهم جاء

فلان بطارفة عين أَي جاء بمال كثير.

والطِّرْف، بالكسر، من الخيل: الكريمُ العَتِيقُ، وقيل: هو الطويل

القوائم والعُنُق المُطَرَّفُ الأُذنينِ، وقيل: هو الذي ليس من نِتاجكو والجمع

أَطرافٌ وطُرُوفٌ، والأَُنثى بالهاء. يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوفٍ،

قال أَبو زيد: وهو نعت للذكور خاصّة. وقال الكسائي: فرس طِرْفةٌ، بالهاء

للأُنثى، وصارمةٌ وهي الشديدة. وقال الليث: الطِّرْفُ الفَرَسُ الكريمُ

الأَطرافِ يعني الآباء والأُمّهات. ويقال: هو المُسْتَطْرِفُ ليس من نتاج

صاحِبه، والأَنثى طِرْفةٌ؛ وأَنشد:

وطِرفة شَدَّتْ دِخالاً مُدْمَجا

والطِّرْفُ والطَّرْفُ: الخِرْقُ الكريم من الفِتْيان والرّجال، وجمعهما

أَطْراف؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر:

عليهنَّ أَطرافٌ من القوْمِ لم يكن

طَعامُهُمُ حَبّاً، بِزُغْمَةَ، أَسْمَرا

يعني العَدَس لأَن لونه السُّمْرَةُ. وزُغْمَةُ: موضع وهو مذكور في

موضعه؛ وقال الشاعر:

أَبْيَض من غَسّانَ في الأَطْرافِ

الأَزهري: جعل أَبو ذؤيب الطِّرْفَ الكريم من الناس فقال:

وإنَّ غلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ

لَطِرْفٌ، كنَصْلِ السَّمهَرِيِّ صريحُ

(* قوله «صريح» هو بالصاد المهملة هنا، وأَنشده في مادة قرح بالقاف،

وفسره هناك، والقريح والصريح واحد.)

وأَطْرَفَ الرجلَ: أَعْطاه ما لم يُعْطِه أَحداً قبله. وأَطْرفت فلاناً

شيئاً أَي أَعطيته شيئاً لم يَمْلِك مثله فأَعجبه، والاسم الطُّرفةُ؛ قال

بعض اللُّصوص بعد أَن تابَ:

قُلْ للُّصُوص بَني اللَّخْناء يَحْتَسِبُوا

بُرَّ العِراق، ويَنْسَوْا طُرْفةَ اليَمنِ

وشيء طَريفٌ: طَيِّب غريب يكون؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال خالد بن

صفوان خيرُ الكلامِ ما طَرُفَتْ معانيه، وشَرُفَت مَبانِيه، والتَذّه آذانُ

سامعِيه. وأَطْرَفَ فلان إذا جاء بطُرْفةٍ.

واسْتَطرَف الشيءَ أَي عَدَّه طَريفاً. واسْتَطْرَفْت الشيءَ: استحدثته.

وقولهم: فعلت ذلك في مُسْتطرَفِ الأَيام أَي في مُسْتَأْنَف الأَيام.

واسْتَطْرَفَ الشيءَ وتَطَرَّفه واطَّرَفَه: اسْتفادَه.

والطَّرِيفُ والطارِفُ من المال: المُسْتَحْدثُ، وهو خِلافُ التَّالِد

والتَّلِيدِ، والاسم الطُّرْفةُ، وقد طَرُفَ، بالضم، وفي المحكم:

والطِّرْفُ والطَّرِيفُ والطارفُ المال المُسْتَفاد؛ وقول الطرماح:

فِدًى لِفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ

وزِمَّانَ التِّلادُ مع الطِّرافِ

يجوز أَن يكون جمع طَريف كظَريفٍ وظِرافٍ، أَو جمع طارِفٍ كصاحِبٍ

وصِحابٍ، ويجوز أَن يكون لغة في الطَّريف، وهو أَقيس لاقترانه بالتلاد، والعرب

تقول: ما له طارِفٌ ولا تالدٌ ولا طرِيفٌ ولا تليدٌ؛ فالطارفُ والطريفُ:

ما اسْتَحْدَثْت من المالِ واسْتَطْرفته، والتِّلادُ والتلِيدُ ما

ورِئْتَه عن الآباء قديماً. وقد طَرُفَ طَرافةً وأَطْرَفَه: أَفاده ذلك؛ أَنشد

ابن الأعرابي:

تَئِطُّ وتَأْدُوها الإفال مُرِبَّةً

بأَوْطانِها من مُطرَفاتِ الحَمائِل

(* قوله «تئط» هو في الأصل هنا بهمز ثانيه مضارع أط، وسيأتي تفسيره في

أدي.)

مُطْرَفاتٌ: أَطْرِفُوها غنيمةً من غيرهم.

ورجل طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لا يثبت على أَمْرٍ. وامرأَة

مَطْرُوفةٌ بالرجال إذا كانت لا خير فيها، تَطْمَحُ عَيْنُها إلى الرجال

وتَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلى سواه. وفي حديث زياد في خُطبته: إنَّ

الدنيا قد طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إليها وإلى زُخْرُفِها

وزينتها. وامرأَة مَطْروفَةٌ: تَطْرِفُ الرجالَ أَي لا تَثْبُت على واحد،

وُضِع المفعول فيه موضع الفاعل؛ قال الحُطيئة:

وما كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه،

بَغَى الودَّ من مَطْرُوفةِ العينِ طامِح

وفي الصحاح: من مطروفة الودّ طامح؛ قال أَبو منصور: وهذا التفسير مخالف

لأَصل الكلمة. والمطروفة من النساء: التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال أَي

أَصاب طَرْفَها، فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها ولا تَغُضُّ

طَرْفَها، كأَنما أَصابَ طرْفَها طُرفةٌ أَو عُود، ولذلك سميت مطروفة؛

الجوهري: ورجل طَرْفٌ

(* قوله «ورجل طرف» أورده في القاموس فيما هو بالكسر،

وفي الأصل ونسخ الصحاح ككتف، قال في شرح القاموس: وهو القياس.) لا

يَثبتُ على امرأَة ولا صاحب؛ وأَنشد الأَصمعي:

ومَطْروفةِ العَيْنَينِ خَفَّاقةِ الحَشَى،

مُنَعَّمةٍ كالرِّيمِ طابتْ فَطُلَّتِ

وقال طَرَفة يذكر جارية مُغَنِّية:

إذا نحنُ قلنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لنا

على رِسْلِها مَطْروفةً لم تَشَدَّدِ

(* قوله «مطروفة» تقدم انشاده في مادة شدد: مطروقة بالقاف تبعاً للاصل.)

قال ابن الأَعرابي: المَطروفةُ التي أَصابتها طُرفة، فهي مطروفة، فأَراد

كأَنَّ في عينيها قَذًى من اسْتِرْخائها. وقال ابن الأعرابي: مَطْروفة

منكسرة العين كأَنها طُرِفَتْ عن كل شيء تنظر إليه.

وطَرَفْتُ عينه إذا أَصَبْتها بشيء فَدَمِعَتْ، وقد طُرِفَتْ عينه، فهي

مطروفة. والطَّرْفةُ أَيضاً: نقطة حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربة

وغيرها. وفي حديث فُضَيْلٍ: كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له

طرْفة؛ أَصل الطَّرْفِ: الضرب على طرَف العين ثم نقل إلى الضرب على

الرأْس. ابن السكيت: يقال طَرَفْتُ فلاناً أَطرِفه إذا صَرَفْتَه عن شيء،

وطَرفه عنه أَي صَرفه وردّه؛ وأَنشد لعمر ابن أَبي ربيعة:

إنك، واللّهِ، لَذُو مَلَّةٍ،

يَطْرِفُك الأَدنى عن الأَبْعَدِ

أَي يَصْرِفك؛ الجوهري: يقول يَصْرِفُ بصرَك عنه أَي تَسْتَطرِفُ

الجَديد وتَنْسى القديم؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده:

يَطْرِفك الأَدنى عن الأَقْدَمِ

قال: وبعده:

قلتُ لها: بل أَنت مُعْتَلّةٌ

في الوَصْلِ، يا هِند، لكي تَصْرِمي

وفي حديث نظر الفجأَة: وقال اطْرِفْ بصرك أَي اصْرِفْه عما وقع عليه

وامْتَدَّ إليه، ويروى بالقاف، وسيأْتي ذكره. ورجل طَرِفٌ وامرأَة طَرِفةٌ

إذا كانا لا يثبتان على عهد، وكلُّ واحد منهما يُحِبُّ أَن يَسْتَطْرِفَ

آخر غير صاحبه ويَطَّرِفَ غير ما في يده أَي يَسْتَحْدِثَ.

واطَّرَفْت الشيء أَي اشتريته حديثاً، وهو افْتَعَلْت. وبعير مُطَّرَفٌ:

قد اشترى حديثاً؛ قال ذو الرّمّة:

كأَنَّني من هَوى خَرْقاء مُطَّرَفٌ،

دامي الأَظلِّ بعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ

أَراد أَنه من هَواها كالبعير الذي اشتُري حديثاً فلا يزال يَحِنُّ إلى

أُلاَّفِه. قال ابن بري: المُطَّرف الذي اشتري من بلد آخر فهو يَنْزِعُ

إلى وطنه، والسَّأْوُ: الهِمّة، ومَهْيُومٌ: به هُيامٌ. ويقال: هائم

القلب. وطَرَفه عنا شُغل: حبسه وصَرَفه. ورجل مَطْروف: لا يثبت على واحدة

كالمَطْروفةِ من النساء؛ حكاه ابن الأعرابي:

وفي الحَيِّ مَطْروفٌ يُلاحظُ ظِلّه،

خَبُوطٌ لأَيْدي اللاَّمِساتِ، رَكُوضُ

والطِّرْفُ من الرجال: الرَّغِيبُ العين الذي لا يرى شيئاً إلا أَحَبَّ

أَن يكون له. أَبو عمرو: فلان مَطْروف العين بفلان إذا كان لا ينظر إلا

إليه. واسْتَطْرَفَتِ الإبلُ المَرْتَع: اختارتْه، وقيل: اسْتأْنَفَتْه.

وناقة طَرِفةٌ ومِطْرافٌ: لا تَكاد تَرْعى حتى تَسْتَطْرِفَ. الأَصمعي:

المِطْرافُ التي لا تَرْعى مَرْعًى حتى تَسْتَطْرِفَ غيرَه. الأَصمعي:

ناقة طَرِفةٌ إذا كانت تُطْرِفُ الرِّياضَ رَوْضةً بعد رَوْضةٍ؛ وأَنشد:

إذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها،

أَو اسْتَأْخَرَتْ عنها الثِّقالُ القَناعِسُ

ويروى: إذا أَطْرَفَتْ. والطرَفُ: مصدر قولك طَرِفَتِ الناقة، بالكسر،

إذا تَطَرَّفت أَي رَعَتْ أَطرافَ المرعى ولم تَخْتَلِطْ بالنوق. وناقة

طَرِفة: لا تثبت على مرعى واحد. وسِباعٌ طوارِفُ: سوالِبُ. والطريفُ في

النسب: الكثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر. ابن سيده: رجل طَرِفٌ وطَريف كثير

الآباء إلى الجدّ الأَكبر ليس بذي قُعْدُدٍ، وفي الصحاح: نَقِيضُ

القُعدد، وقيل: هو الكثير الآباء في الشرف، والجمع طُرُفٌ وطُرَفٌ وطُرّافٌ؛

الأَخيران شاذان؛ وأَنشد ابن الأعرابي في الكثير الآباء في الشرَف

للأَعشى:أَمِرُونَ ولاَّدُونَ كلَّ مُبارَكٍ،

طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ

وقد طَرُفَ، بالضم، طَرافةً. قال الجوهري: وقد يُمْدَحُ به. والإطْرافُ:

كثرة الآباء. وقال اللحياني: هو أَطْرَفُهم أَي أَبْعَدُهم من الجد

الأَكبر. قال ابن بري: والطُّرْفى في النسب مأْخوذ من الطرف، وهو البُعْدُ،

والقُعْدى أَقرب نسباً إلى الجد من الطُّرفى، قال: وصحَّفه ابن ولاَّد

فقال: الطُّرْقى، بالقاف. والطرَفُ، بالتحريك: الناحية من النواحي والطائفة

من الشي، والجمع أَطراف. وفي حديث عذاب القبر: كان لا يَتَطَرَّفُ من

البَوْلِ أَي لا يَتباعَدُ؛ من الطرَف: الناحية. وقوله عز وجل: أَقِمِ

الصلاةَ طَرَفي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛ يعني الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفي

النهار صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فيه صلاتا العَشِيِّ، وهما الظهر

والعصر، وقوله وزُلَفاً من الليل يعني صلاة المغرب والعشاء. وقوله عز وجل: ومن

الليل فسَبِّحْ وأَطْراف النهارِ؛ أَراد وسبح أَطراف النهار؛ قال

الزجاج: أَطْرافُ النهار الظهر والعصر، وقال ابن الكلبي: أَطراف النهار ساعاته.

وقال أَبو العباس: أَراد طرفيه فجمع.

ويقال: طَرَّفَ الرجل حول العسكر وحول القوم، يقال: طرَّف فلان إذا قاتل

حول العسكر لأنه يحمل على طَرَف منهم فيردُّهم إلى الجُمْهور. ابن سيده:

وطرَّف حول القوم قاتَل على أَقصاهم وناحيتهم، وبه سمي الرجل

مُطَرِّفاً. وتطرَّفَ عليهم: أَغار، وقيل: المُطَرِّف الذي يأْتي أَوائل الخيل

فيردُّها على آخرها، ويقال: هو الذي يُقاتِل أَطراف الناس؛ وقال ساعِدةُ

الهذلي:

مُطَرِّف وَسْطَ أُولى الخَيْلِ مُعْتَكِر،

كالفَحْلِ قَرْقَرَ وَسْطَ الهَجْمةِ القَطِم

وقال المفضَّل: التطريفُ أَن يردّ الرجل عن أُخْريات أَصحابه. ويقال:

طرَّفَ عنا هذا الفارسُ؛ وقال متمم:

وقد عَلِمَتْ أُولى المغِيرة أَنَّنا

نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقصاتِ السَّوابقا

وقال شمر: أَعْرِفُ طَرَفَه إذا طَرَدَه. ابن سيده: وطَرَفُ كل شي

مُنتهاه، والجمع كالجمع، والطائفة منه طَرَفٌ أَيضاً. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، قال: عليكم بالتَّلْبِينةِ، وكان إذا اشْتكى

أَحدُهم لم تُنْزَلِ البُرمة حتى يأْتي على أَحد طَرَفَيْه أَي حتى يُفِيق من

عِلَّتِه أَو يموت، وإنما جَعَل هذين طرفيه لأَنهما منتهى أَمر العليل في

علته فهما طرَفاه أَي جانباه. وفي حديث أَسماء بنت أَبي بكر: قالت لابنها

عبداللّه: ما بي عَجَلة إلى الموت حتى آخُذَ على أحد طَرَفَيْكَ: إما

أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عيني، وإمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك.

وتَطَرَّف الشيءُ: صار طرَفاً.

وشاةٌ مُطرَّفةٌ: بيضاء أَطرافِ الأُذنين وسائرها أَسود، أَو سَوْداؤها

وسائرها أَبيض. وفرس مُطرَّف: خالَفَ لونُ رأْسِه وذنبه سائر لَونه. وقال

أَبو عبيدة: من الخيل أَبْلَقُ مُطرَّف، وهو الذي رأْسه أَبيض، وكذلك إن

كان ذنبه ورأْسه أَبيضين، فهو أَبلق مطرَّف، وقيل: تَطْريفُ الأُذنين

تأْلِيلُهما، وهي دِقّة أَطْرافهما. الجوهري: المُطَرَّف من الخيل، بفتح

الراء، هو الأَبيض الرأْس والذنب وسائره يخالف ذلك، قال: وكذلك إذا كان

أَسود الرأْس والذنب، قال ويقال للشاة إذا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها وسائرها

أَبيض مُطرَّفة. والطَّرَفُ: الشَّواةُ، والجمع أَطْراف. والأَطْرافُ:

الأَصابع، وفي التهذيب: اسم الأَصابع، وكلاهما من ذلك، قال: ولا تفرد

الأَطْرافُ إلا بالإضافة كقولك أَشارت بَطرَفِ إصبَعِها ؛ وأَنشد

الفراء:يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ

قال الأزهري: جعل الأَطراف بمعنى الطرَف الواحد ولذلك قال عَنَمَه.

ويقال: طَرَّفَت الجارية بَنانَها إذا خضَبت أَطْراف أَصابعها بالحِنَّاء،

وهي مُطَرَّفة، وفي الحديث: أَنَّ إبراهيم الخليل، عليه السلام، جُعل في

سَرَبٍ وهو طِفْل وجُعِل رِزْقه في أَطْرافه أَي كان يَمَصُّ أَصابعه فيجد

فيها ما يُغَذِّيه. وأَطرافُ العَذارَى: عِنب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط

يشبَّه بأَصابع العذارى المُخَضَّبة لطوله، وعُنقودُه نحو الذراع، وقيل:

هو ضرب من عنب الطائف أَبيض طوال دقاق. وطَرَّفَ الشيءَ وتَطَرَّفه:

اخْتاره؛ قال سويد بن كراع العُكلِيُّ:

أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وُجوهَها

وجُوهُ عَذارى، حُسِّرَتْ أَن تُقَنَّعا

وطرَفُ القومِ: رئيسهم، والجمعُ كالجمع. وقوله عز وجل: أَوَلم يَرَوْا

أَنَّا نأْتي الأَرضَ نَنْقُصها من أَطرافها؛ قال: معناه موتُ علمائها،

وقيل: موت أَهلها ونقصُ ثمارها، وقيل: معناه أَوَلم يروا أَنَّا فتحنا على

المسلمين من الأَرض ما قد تبيَّن لهم، كما قال: أَوَلم يروا أَنَّا نأْتي

الأَرض ننقصها من أَطرافها أَفَهُم الغالبون؛ الأَزهري: أَطرافُ الأَرض

نواحِيها، الواحد طَرَف وننقصها من أَطرافها أَي من نواحِيها ناحيةً

ناحيةً، وعلى هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضين، وأَما من جعل

نقصها من أَطرافها موت علمائها، فهو من غير هذا، قال: والتفسير على القول

الأَوَّل. وأَطراف الرجال: أَشرافُهم، وإلى هذا ذهب بالتفسير الآخر؛ قال

ابن أَحمر:

عليهنَّ أَطرافٌ من القومِ لم يكنْ

طَعامهُمُ حَبّاً، بِزغْبةَ أَغْبَرَا

وقال الفرزدق:

واسْأَلْ بنا وبكم، إذا ورَدَتْ مِنًى،

أَطرافَ كلِّ قَبِيلةٍ مَنْ يُمْنَعُ

يريد أَشْراف كل قبيلة. قال الأَزهري: الأَطراف بمعنى الأَشراف جمع

الطرَفِ أَيضاً؛ ومنه قول الأَعشى:

هم الطُّرُفُ البادُو العدوِّ، وأَنتُمُ

بقُصْوَى ثلاثٍ تأْكلون الرَّقائِصا

قال ابن الأَعرابي: الطُّرُفُ في هذا البيت بيت الأَعشى جمع طَرِيفٍ،

وهو المُنْحَدِر في النسب، قال: وهو عندهم أَشرف من القُعْدُد. وقال

الأَصمعي: يقال فلان طَريفُ النسب والطَّرافة فيه بَيِّنة وذلك إذا كان كثير

الآباء إلى الجدّ الأَكبر، وفي الحديث: فمال طَرَفٌ من المشركين على رسول

اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي قِطعة منهم وجانب؛ ومنه قوله تعالى:

ليقطع طَرَفاً من الذين كفروا. وكلُّ مختار طَرَف، والجمع أَطراف؛ قال:

ولمَّا قَضَيْنا مِنْ مِنًى كلَّ حاجةٍ،

ومَسَّحَ بالأَرْكانِ منْ هو ماسِحُ

أَخَذْنا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَينَنا،

وسالتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأباطِحُ

قال ابن سيده: عنَى بأَطراف الأَحاديث مُختارها، وهو ما يتعاطاه المحبون

ويتَفاوَضُه ذوو الصبابة المُتَيَّمون من التعريض والتَّلْوِيحِ

والإيماء دون التصريح، وذلك أَحْلى وأَخفُّ وأَغْزَل وأَنسبُ من أَن يكونَ

مشافَهة وكشْفاً ومُصارَحة وجهراً. وطَرائفُ الحديث: مُختاره أَيضاً كأَطرافه؛

قال:

أَذْكُرُ مِن جارَتي ومَجْلِسِها

طَرائفاً من حديثها الحَسَنِ

ومن حديثٍ يَزِيدُني مِقَةً،

ما لِحَدِيثِ المَوْموقِ من ثَمَنِ

أَراد يَزِيدُني مِقة لها. والطَّرَفُ: اللحمُ. والطرَفُ: الطائفةُ من

الناس. تقول: أَصَبْتُ طَرَفاً من الشيء؛ ومنه قوله تعالى: ليَقْطَعَ

طرَفاً من الذين كفروا؛ أي طائفة. وأَطرافُ الرجلِ: أَخوالُه وأَعمامه وكلُّ

قَرِيبٍ له مَحْرَمٍ. والعرب تقول: لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ،

ومعناه لا يُدْرى أَيُّ والدَيْه أَشرف؛ قال: هكذا قاله الفراء. ويقال: لا

يُدرى أَنَسَبُ أَبيه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه. وقال أَبو الهيثم: يقال

للرجل ما يَدرِي فلان أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ أَي أَيُّ نصفَيه أَطول،

أَلطَّرَفُ الأَسفل من الطَّرَف الأَعلى، فالنصف الأَسفلُ طَرَف، والأَعْلى

طرَف، والخَصْرُ ما بين مُنْقَطع الضُّلُوع إلى أَطراف الوَرِكَيْنِ وذلك

نصف البدن، والسّوْءةُ بينهما، كأَنه جاهل لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْ

نفسِه أَطولُ. ابن سيده: ما يَدْرِي أَي طرفيه أَطول يعني بذلك نسَبه من

قِبَل أَبيه وأُمه، وقيل: طرَفاه لِسانُه وفَرجُه، وقيل: اسْتُه وفمُه لا

يَدرِي أَيُّهما أَعفُّ؛ ويُقَوِّيه قول الراجز:

لو لم يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ،

في صَدْرِه، مَثْلُ قَفا الكَبْشُ الأَجَمّ

يقول: لولا أَنه سَلَحَ وقاء لقامَ في صَدْرِه من الطعام الذي أَكل ما

هو أَغْلظُ وأَضْخَمُ من قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ . وفي حديث طاووسٍ:

أَنَّ رجلاً واقَعَ الشرابَ الشدِيد فَسُقِي فَضَريَ فلقد رأْيتُه في

النِّطَع وما أَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَسْرَعُ؛ أَراد حَلْقَه ودُبرَه أَي

أَصابه القَيْء والإسْهال فلم أَدرِ أَيهما أَسرع خروجاً من كثرته. وفي حديث

قَبِيصةَ ابن جابر: ما رأَيتُ أَقْطَعَ طرَفاً من عمرو بن العاص؛ يريد

أَمْضَى لساناً منه. وطرَفا الإنسان: لسانه وذَكرُه؛ ومنه قولهم: لا يُدرى

أَيُّ طرفيه أَطول. وفلان كريم الطرَفين إذا كان كريم الأَبوَيْن، يراد

به نسَبُ أَبيه ونسب أُّمه؛ وأَنشد أَبو زيد لعَوْن ابن عبداللّه بن

عُتْبة بن مسعود:

فكيفَ بأَطرافي، إذا ما شَتَمْتَني،

وما بعدَ شَتْمِ الوالِدِينَ صُلُوحُ

(* قوله «فكيف بأطرافي إلخ» تقدم في صلح كتابته باطراقي بالقاف والصواب

ما هنا.)

جمعهما أَطرافاً لأَنه أَراد أَبويه ومن اتصل بهما من ذويهما، وقال أَبو

زيد في قوله بأَطرافي قال: أَطْرافُه أَبواه وإخوته وأَعمامه وكل قريب

له محرم؛ الأَزهري: ويقال في غير هذا فلان فاسد الطرَفين إذا كان خَبيثَ

اللسان والفرج، وقد يكون طرَفا الدابة مُقدّمَها ومؤخّرها؛ قال حُمَيد بن

ثور يصف ذئباً وسُرعته:

تَرى طَرَفَيْه يَعْسِلانِ كِلاهُما،

كما اهْتَزَّ عُودُ الساسَمِ المتتايِعُ

أَبو عبيد: ويقال فلان لا يَملِك طرَفيه، يعنون اسْته وفمه، إذا شَرِب

دواءً أَو خمراً فقاء وسَكِر وسَلَحَ. والأَسودُ ذو الطَّرَفين: حَيّة له

إبرتان إحداهما في أَنفه والأُخرى في ذنبه، يقال إنه يضرب بهما فلا

يُطْني الأَرض.

ابن سيده: والطرَفانِ في المَديد حذف أَلف فاعلاتن ونونِها؛ هذا قول

الخليل وإنما حكمه أَن يقول: التَّطْريفُ حذف أَلف فاعلاتن ونونها، أَو يقول

الطرَفانِ الأَلف والنون المحذوفتان من فاعلاتن.

وتَطَرَّفَتِ الشمسُ: دَنَت للغروب؛ قال:

دَنا وقَرْنُ الشمس قد تَطَرَّفا

والطِّرافُ: بَيْت من أَدَم ليس له كِفاء وهو من بيوت الأَعراب؛ ومنه

الحديث: كان عَمرو لمعاوية كالطِّراف المَمدود.

والطوارفُ من الخِباء: ما رَفَعْت من نواحيه لتنظر إلى خارج، وقيل: هي

حِلَقٌ مركبة في الرُّفوف وفيها حِبال تُشدُّ بها إلى الأَوتاد.

والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ: واحد المَطارِفِ وهي أَرْدِية من خز مُرَبَّعة

لها أَعْلام، وقيل: ثوب مربع من خزّ له أَعلام. الفراء: المِطْرَفُ من

الثياب ما جعل في طَرَفَيْه عَلمانِ، والأَصل مُطرَف، بالضم، فكسروا الميم

ليكون أَخف كما قالوا مِغْزَل وأَصله مُغْزَل من أُغْزِلَ أَي أُدير،

وكذلك المِصْحَفُ والمِجْسَد؛ وقال الفراء: أَصله الضم لأَنه في المعنى

مأْخوذ من أُطرِفَ أَي جُعل في طرَفه العَلَمان، ولكنهم اسْتَثْقَلوا الضمة

فكسروه. وفي الحديث: رأَيت على أبي هريرة، رضي اللّه عنه، مِطْرَفَ خزٍّ؛

هو بكسر الميم وفتحها وضمها، الثوب الذي في طرفيه علمان، والميم زائدة.

الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر قَدِمَ من سفَر: هل وراءك طَريفةُ

خَبَرٍ تُطْرِفُناه؟ يعني خبراً جديداً، ومُغَرِبَّةُ خبَرٍ مثله.

والطُّرْفةُ: كل شيء استحدَثْته فأَعجبك وهو الطريفُ وما كان طَريفاً، ولقد

طَرُفَ يَطْرُفُ. والطَّريفةُ: ضَرب من الكلإِ، وقيل: هو النَّصِيُّ إذا

يَبِسَ وابْيَضَّ، وقيل: الطَّريفةُ الصِّلِّيانُ وجميع أَنواعهما إذا

اعْتَمَّا وتَمَّا، وقيل: الطريفة من النبات أَوَّل شيء يَسْتَطرِفه المالُ

فيرعاه، كائناً ما كان، وسميت طريفة لأَن المالَ يَطَّرِفُه إذا لم يجد

بقلاً. وقيل: سميت بذلك لكرمها وطَرافَتِها واسْتطراف المال إياها.

وأُطْرِفَتِ الأَرضُ: كثرت طريفتها. وأَرض مطروفة: كثيرة الطريفة. وإبل طَرِفَةٌ:

تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر، ورجل طريفٌ بَيِّنُ

الطَّرافة: ماضٍ هَشٌّ. والطَّرَفُ: اسم يُجْمع الطَّرْفاء وقلما يستعمل في الكلام

إلا في الشعر، والواحدة طَرَفةٌ، وقياسه قَصَبة وقصَب وقَصْباء وشجرة

وشجر وشَجْراء.

ابن سيده: والطرَفةُ شجرة وهي الطَّرَفُ، والطرفاء جماعةُ الطرَفةِ

شجرٌ، وبها سمي طَرَفَةُ بن العَبْد، وقال سيبويه: الطرْفاء واحد وجمع،

والطرفاء اسم للجمع، وقيل: واحدتها طرفاءة. وقال ابن جني: من قال طرفاء

فالهمزة عنده للتأنيث، ومن قال طرفاءة فالتاء عنده للتأْنيث، وأَما الهمزة على

قوله فزائدة لغير التأْنيث قال: وأَقوى القولين فيها أَن تكون همزة

مُرْتَجَلَةً غير منقلبة، لأنها إذا كانت منقلبة في هذا المثال فإنها تنقلب عن

أَلف التأْنيث لا غير نحو صَحْراء وصَلْفاء وخَبْراء والخِرْشاء، وقد

يجوز أَن تكون عن حرف علة لغير الإلحاق فتكون في الألف لا في الإلحاق كأَلف

عِلباء وحِرْباء، قال: وهذا مما يؤكِّد عندك حالَ الهاء، أَلا ترى أَنها

إذا أَلحَقت اعتَقَدت فيما قبلها حُكماً ما فإذا لم تُلْحِقْ جاز الحكم

إلى غيره؟ والطَّرْفاء أَيضاً: مَنْبِتُها، وقال أَبو حنيفة: الطرْفاء من

العضاه وهُدْبُه مثل هدب الأَثْلِ، وليس له خشب وإنما يُخرج عِصِيّاً

سَمْحة في السماء، وقد تتحمض بها الإبل إذا لم تجد حَمْضاً غيره؛ قال: وقال

أَبو عمرو الطرفاء من الحَمْض، قال وبها سمي الرجل طَرَفة.

والطَّرْفُ من مَنازِل القمر: كوكبان يَقْدُمانِ الجَبهةَ وهما عَينا

الأَسد ينزلهما القمر.

وبنو طَرَفٍ: قوم من اليمن. وطارِفٌ وطَريفٌ وطُرَيْفٌ وطَرَفةُ

ومُطَرِّفٌ: أَسماء. وطُرَيْف: موضع، وكذلك الطُّرَيْفاتُ؛ قال:

رَعَتْ سُميراء إلى إرْمامِها،

إلى الطُّرَيْفات، إلى أَهْضامِها

وكان يقال لبني عَدِيّ بن حاتم الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّينَ،

أَسماؤهم: طَريفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ.

طرف

1 طَرَفَ, aor. ـِ inf. n. طَرْفٌ, He looked from the outer angle of the eye: or [he twinkled with his eye, i. e.] he put the edge of his eyelid in motion, or in a state of commotion, and looked: (M, TA:) or الطَّرْفُ signifies the putting the eyelids in motion, or in a state of commotion, in looking: (Mgh, * TA:) one says, شَخَصَ بَصَرُهُ فَمَا يَطْرِفُ [His eye, or eyes, has, or have, become fixedly open, or raised, and he does not put his eyelids in motion, or does not twinkle with his eye, or eyes, in looking]: (TA:) [or] one says, طَرَفَ البَصَرُ, aor. and inf. n. as above, meaning the eye, or eyes, [twinkled, or] became in a state of commotion: (Msb:) [or] طَرَفَ بَصَرَهُ, (O, K, TA, and so in a copy of the S,) or بَصَرُهُ, (so in one of my copies of the S,) aor. and inf. n. as above, [he winked, i. e.] he closed one of his eyelids upon the other: (S, O, K: [see also 4:]) or طَرَفَ بِعَيْنِهِ [in the CK بعَيْنَيْهِ] he put his eyelids in motion, or in a state of commotion: (K, TA:) and طُرِفَتْ عَيْنُهُ, aor. ـْ inf. n. as above, his eyelids were put in motion or in a state of commotion, by looking. (As, TA.) [Another meaning of طَرَفَ بَصَرَهُ, and another of طُرِفَتْ said of the eye, will be found below.] عَيْنٌ تَطْرِفُ, signifying An eye that [twinkles, or] puts the eyelid in motion, or in a state of commotion, with looking, is used for ذُو عَيْنٍ تَطْرِفُ, meaning (assumed tropical:) a living being. (Mgh.) مَا بَقِيَتْ مِنْهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ [There remained not of them one having an eye twinkling] means (tropical:) they died, (O, K, TA,) or (O, in the K erroneously “ and,” TA) they were slain. (O, K, TA.) b2: [Also He looked: for]

الطَّرْفُ is used as meaning the act of looking (Er-Rághib, Msb, TA) because the putting in motion of the eyelid constantly attends that act: (Er-Rághib, TA:) and طَرَفْتُهُ, inf. n. as above, signifies I saw, or I looked at or towards, him, or it; syn. أَبْصَرْتُهُ. (Ham p. 111.) It is said in the Kur [xiv. 44] لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ [Their look shall not revert to them; i. e., shall not be withdrawn by them from that upon which they shall look]. (S, O.) And in the same [xxvii. 40], أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدٌ إِلَيْكَ طَرْفُكَ, [meaning, in like manner, I will bring it to thee before thy look at a thing shall revert to thee, or be withdrawn by thee therefrom: or,] accord. to Fr, meaning before a thing shall be brought to thee from the extent of thy vision: or, as some say, in the space in which thou shalt open thine eye and then close it: or in the space in which one shall reach the extent of thy vision. (O.) and one says, نَظَرَ فُلَانٌ بِطَرْفٍ خَفِىٍّ [Such a one looked with a furtive glance], meaning, contracted his eyelids over the main portion of his eye and looked with the rest of it, by reason of shyness or fear. (Har p. 565.) And تَطْرِفُ الرِّجَالَ [app. meaning She looks at the men] is said of a woman who does not keep constantly to one. (TA. [See مَطْرُوفَةٌ.]) And تَطْرِفُ الرِّيَاضَ رَوْضَةً بَعْدَ رَوْضَةٍ

[app. meaning She looks at the meadows, meadow after meadow, to pasture upon them in succession,] is said of a she-camel such as is termed طَرِفَةٌ [q. v.]. (As, TA.) b3: طَرَفْتُ عَيْنَهُ, (S, O, Msb, in the K طَرَفَ عَيْنَهُ,) aor. and inf. n. as above, (Msb, TA,) I (S, O, Msb) hit, struck, smote, or hurt, his eye with a thing, (S, O, Msb, K, [in the CK شَىْءٌ is put for بِشَىْءٍ,]) such as a garment or some other thing, (TA,) so that it shed tears: and one says of the eye, طُرِفَتْ. (S, O, K. [See another explanation of the latter in the first sentence.]) Ziyád, in reciting a خُطْبَة, said, قَدْ طَرَفَتْ أَعْيُنَكُمُ الدُّنْيَا وَسَدَّتْ مَسَامِعَكُمُ الشَّهَوَاتُ [The good of the present world hath smitten your eyes, and appetences have stopped your ears]. (O.) And one says طَرَفَهُ and ↓ طرّفهُ meaning He, or it, struck, smote, or hurt, his eye. (TA.) And طَرَفَهَا الحُزْنُ وَالبُكَآءُ Grief and weeping hurt it (the eye), so that it shed tears. (TA.) And طَرَفَهَا حُبُّ الرِّجَالِ The love of the men smote her eye, so that she raised her eyes and looked at every one that looked at her; as though a طَرْفَة [or red spot of blood], or a stick or the like, hurt her eye. (Az, TA.) b4: الطَّرْفُ signifies also The slapping with the hand (K, TA) upon the extremity of the eye. (TA.) b5: Then it became applied to signify The striking upon the head. (TA.) b6: طَرَفَهُ عَنْهُ signifies He turned him, or it, away, or back, from him, or it. (S, O, K.) Hence the saying of a poet, (S, O, TA,) 'Amr Ibn-Abee-Rabee'ah, (TA,) or a young woman of the Ansár, (O,) إِنَّكَ وَاللّٰهِ لَذُو مَلَّةٍ

يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عَنِ الأَبْعَدِ so in the S; but the right reading is عَنِ الأَقْدَمِ, for the next verse ends with تَصْرِمِى: (IB, TA:) [i. e. Verily thou, by Alláh, art one having a weariness: the nearer turns thee away, or back, from the older:] meaning, he turns away, or back, thy sight from the latter: i. e. thou takest the new (الجَدِيدَ ↓ تَسْتَطْرِفُ), and forgettest the old. (S, TA.) You say, طَرَفْتُ البَصَرَ عَنْهُ (S * Msb) I turned away, or back, the sight from him, or it. (Msb.) And اِطْرِفٌ بَصَرَكَ Turn away, or back, thy sight from that upon which it has fallen and to which it has been extended. (TA.) b7: And طَرَفَهُ عَنَّا شُغْلٌ Business, or occupation, withheld him from us. (TA.) b8: And طَرَفَهُ He drove him away. (Sh, TA.) A2: طَرِفَتْ, (S, O, K,) [aor. ـَ inf. n. طَرَفٌ; (TA;) and ↓ تطرّفت; She (a camel) depastured the sides, or lateral parts, (أَطْرَاف,) of the pasturage, not mixing with the other she-camels, (S, O, K,) tasting, and not keeping constantly to one pasturage. (Har p. 569.) A3: طَرُفَ, (S, O, Msb, K,) inf. n. طَرَافَةٌ, (O, TA,) It (property) was recently, or newly, acquired: (S, O, K: *) or it (a thing) was good [and recent or new or fresh]. (Msb.) b2: And the same verb, (S, K,) inf. n. as above, (S, TA,) He was such as is termed طَرِيفٌ [and طَرِفٌ q. v.] as meaning the contr. of قُعْدُد. (S, K.) 2 طرّفهُ [from the subst. الطَّرْفُ meaning “ the eye ”]: see 1, latter half.

A2: طرّف [from الطَّرَفُ], (S, O, K,) inf. n. تَطْرِيفٌ, (K,) He (a man, S, O) fought around the army; because he charges upon, or assaults, those who form the side, or flank, or extreme portion, of it, (S, O, K,) and drives them back upon the main body: (S, O:) or, as in the M, he fought the most remote thereof, and those that formed the side, or flank, thereof. (TA.) b2: And طرّف عَلَىَّ الإِبِلَ He drove, or sent, back to me those that formed the sides, or extreme portions, of the camels. (O, K.) and طرّف الخَيْلَ He drove back the foremost of the horsemen (O, K, TA) to, or upon, the hindmost of them. (TA.) Accord. to El-Mufaddal, تَطْرِيفٌ, signifies a man's repelling another man from the hindmost of his companions: (O, TA: *) one says, طَرِّفْ عَنَّا هٰذَا الفَارِسَ [Repel thou from our rear this horseman]. (O, TA.) b3: For another signification [from الطَّرَفُ] see 4. b4: [Hence also,] طرّفت بَنَانَهَا She (a woman) tinged, or dyed, the ends (أَطْرَاف, O, Msb, TA) of her fingers with حِنَّآء. (O, Msb, K, * TA.) b5: And تَطْرِيفْ الأُذُنِ The making the ear of a horse to be pointed, tapering, or slender at the extremity. (TA.) [Hence,] Khálid Ibn-Safwán said, خَيْرُ الكَلَامِ مَا طُرِّفَتْ مَعَانِيهِ وَشُرِّفَتْ مَبَانِيهِ (assumed tropical:) [The best of language is that of which the meanings are pointed, and of which the constructions are crowned with embellishments as though they were adorned with شُرَف, pl. of شُرْفَةٌ, q. v.]. (TA: there mentioned immediately after what here next precedes it.) b6: And طرّف الشَّىْءَ [from طَرَفٌ signifying

“ anything chosen or choice ”] means He chose, or made choice of, the thing; as also ↓ تطرّفهُ. (TA. [See also 10.]) b7: طرّف said of a camel means He lost his tooth [or teeth] (O, K, TA) by reason of extreme age. (TA.) 4 اطرف He (a man, K) closed his eyelids. (Ibn-'Abbád, O, K. [See also 1, first sentence.]) A2: اطرف الثَّوْبَ, inf. n. إِطْرَافٌ, He made two ornamental or coloured or figured borders (عَلَمَيْنِ) in the ends, or sides, of the garment (فِى طَرَفَيْهِ); as also ↓ طرّفهُ, inf. n. تَطْرِيفٌ. (Msb: and in like manner the pass. of the former verb is expl. in the S and O, as said of a رِدَآء of خَزّ.) A3: اطرف فُلَانًا He gave to such a one what he had not given to any one before him: (L, K, * TA:) or he gave him a thing of which he did not possess the like, and which pleased him: (TA:) [and he gave him property newly, or recently, acquired.] You say, أَطْرَفَهُ كَذَا and بِكَذَا, meaning أَتْحَفَهُ [He gave him such a thing as a تُحْفَة, i. e. طُرْفَة, q. v.]. (Har p. 54.) b2: [Hence,] اطرف فُلَانٌ signifies جَآءَ بِطُرْفَةٍ, (S, and Har p. 54,) as meaning Such a one brought something newly found, or gained, or acquired: (Har p. 54:) and as meaning he brought a thing that was strange, or extraordinary, and approved, or deemed good: (Id. p. 615:) and as meaning he brought new information or tidings. (Id. p. 32.) And one says, اطرفهُ خَبَرًا [and بِخَبَرٍ (see Har p. 529)] meaning He told him new information or tidings. (Az, TA.) b3: أَطْرَفَ بِهِ مَنْ حَوَالَيْهِ [a phrase used by El-Hareeree] means They who were around him became possessors, thereby, of a new and strange piece of information, (صَارُوا بِسَبَبِهِ ذَوِى طُرْفَةٍ,) and said, مَا أَطْرَفَهُ [How novel and strange is it!], by reason of their wonder at it; so that the verb is intrans., and من is its agent: or it may mean he made to wonder by reason of it those who were around him. (Har p. 474.) A4: الإِطْرَافُ signifies also كَثْرَةُ الآبَآءِ [i. e., app., The being numerous, as said of ancestors, meaning ancestors of note]. (TA.) A5: اطرف البَلَدُ, (S, O, K, TA,) and اطرفت الأَرْضُ, (TA,) The country, and the land, abounded with [the kinds of pasture called]

طَرِيفَة [q. v.]. (S, O, K, TA.) 5 تطرّف [as quasi-pass. of 2 signifies It became pointed, tapering, or slender at the extremity: see ذُبَابُ السَّيْفِ in art. ذب]. b2: [And] i. q. صَارَ طَرَفًا [It became an extremity, or a side; or at, or in, an extremity or a side]. (TA.) b3: كَانَ لَا يَتَطَرَّفُ مِنَ البَوْلِ, in a trad. respecting the punishment of the grave, means He used. not to go far aside from urine. (L, TA. *) b4: تطرّفت said of a she-camel: see 1, near the end. b5: Said of the sun, It became near to setting. (TA.) b6: تطرّف عَلَى القَوْمِ He made a sudden, or an unexpected, attack upon the territory, or dwellings, of the people. (TA.) A2: تطرّف الشَّىْءَ He took from the side of the thing: [and] he took the side of it. (MA.) b2: See also 2, last signification but one.8 اِطَّرَفْتُ الشَّىْءَ, of the measure اِفْتَعَلْتُ, I purchased the thing new. (S, O, K. [See also 10.]10 استطرفهُ He counted, accounted, reckoned, or esteemed, it new; (PS;) or طَرِيف [as meaning newly, or recently, acquired]. (S, O, K.) One says of good discourse, يَسْتَطْرِفُهُ مَنْ سَمِعَهُ [He who has heard it esteems it new]. (K.) b2: and استطرف الشَّىْءَ He found, gained, or acquired, the thing newly. (S, O, K. [See also 8.]) b3: Yousay of a woman who does not keep constantly to a husband, تَسْتَطْرِفُ الرِّجَالَ (assumed tropical:) [She takes, or chooses, new ones of the men]: she who does thus being likened to the she-camel termed طَرِفَةٌ, that depastures the extremities, or sides, of the pasturage, and tastes, and does not keep constantly to one pasturage. (Har p. 569.) See also 1, last quarter. b4: And one says of camels, استطرنت المَرْتَعَ They chose, or selected, the pasturage: or they took the first thereof. (TA. [See also 2, last signification but one.]) طَرْفٌ The eye; a word having no pl. in this sense because it is originally an inf. n., (S, O, K,) therefore it may denote a sing. and may also denote a pl. number [i. e. may signify also eyes]: (S, O, Msb:) or, (K,) as Ibn-'Abbád says, (O,) it is a coll. n. signifying the بَصَر [which has the sing. and the pl. meanings mentioned above, as well as the meaning of the sense of sight], and is not dualized nor pluralized: or, as some say, it has for pl. أَطْرَافٌ: (O, K:) but this is refuted by the occurrence of طَرْف in a pl. sense in the Kur xxxvii. 47 and xxxviii. 52 and lv. 56: (O:) and though الأَطْرَاف is said to occur as its pl. in a trad. of Umm-Selemeh, this is a mistake for الإِطْرَاق: (Z, O:) it is said, however, that its being originally an inf. n. is not a reason for its not being allowable to pluralize it when it has become a subst., and especially when it is not meant to convey the signification of an epithet: (MF:) [but it may be regarded as an epithet; meaning seer, and, being originally an inf. n., seers also; and this is the more probable because]

↓ الطَّوَارِفُ [is an epithet used as a subst., and thus] signifies the eyes, (S, O, K,) as in the saying هُوَ بِمَكَانٍ لَا تَرَاهُ الطَّوَارِفُ [He is in a place in which the eyes will not see him]; (S, * O, * TA;) pl. of ↓ طَارِفَةٌ. (TA.) b2: [Hence,] الطَّرْفُ is the name of (assumed tropical:) Two stars, which precede الجَبْهَةُ, (S, O, K,) so called because (K) they are [regarded as] the two eyes of Leo; one of the Mansions of the Moon: (S, O, K:) [often called الطَّرْفَةُ, q. v.:] the طَرْف of Leo, consisting of two small stars in front of الجَبْهَة, like the فَرْقَدَانِ, but inferior to them in light, and having somewhat of obliquity; the Ninth Mansion of the Moon: (Kzw in his descr. of that Mansion:) or the star [app. lambda] in the face of Leo, together with that which is outside [app. alpha] on the figure of Cancer: (Kzw in his descr. of Leo:) or the bright star [alpha] on the hinder, southern, leg, or foot, [i. e. claw,] of Cancer. (Kzw in his descr. of Cancer.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] b3: And طَرْفُ العَيْنِ signifies The eyelid. (TA.) A2: Also طَرْفٌ, A man generous, or noble, (K, TA, [see also طِرْفٌ,]) in respect of ancestry, up to the greatest [i. e. most remote] forefather. (TA.) A3: See also طَرَفٌ, first sentence.

طُرْفٌ: see طَرِيفٌ, with which it is syn., and of which it is also a pl. طِرْفٌ A generous horse: (As, S, O, K:) or, accord. to Er-Rághib, one that is looked at (يُطْرَفُ) because of his beauty; so that it is originally مَطْرُوفٌ, i. e. مَنْظُورٌ; like نِقْضٌ in the sense of مَنْقُوضٌ: (TA:) pl. طُرُوفٌ (As, S, O, K) and أَطْرَافٌ: (O, K:) accord. to Az, an epithet applied peculiarly to the males: (S, O, K: *) or generous in respect of the sires and the dams: (Lth, O, K:) or recently acquired; not of his owner's breeding; fem. with ة, (O, K,) occurring in a verse of El-'Ajjáj: Lth says that they sometimes apply the epithets طِرْفٌ and طِرْفَةٌ as syn. with نَجِيبٌ and نَجِيبَةٌ, in a manner unusual in the language: (O:) accord. to Ks, طِرْفَةٌ is applied as an epithet to a mare: (TA:) and طِرْفٌ signifies also a horse long in the legs or the neck, having the ears pointed, tapering, or slender at the extremities. (TA in the supplement to this art.) b2: And (tropical:) Generous (S, O, TA) as an epithet applied to a young man (S, TA) or to a man; (O, TA;) as also ↓ طَرَفٌ: (O, K:) or a man generous in respect of his male and his female ancestors: (K, * TA:) pl. أَطْرَافٌ: (O, K:) when applied to other than man, its pl. [or rather one of its pls.] is طُرُوفٌ. (K.) b3: See also طَرَفٌ, latter half. b4: And رَجُلٌ طِرْفٌ فِى نَسَبِهِ, (K, TA,) with kesr, (TA,) [in the CK, erroneously, طَرْفٌ,] (assumed tropical:) A man whose nobility is recent: as though a contraction of ↓ طَرِفٌ. (K, TA.) b5: And اِمْرَأَةٌ طِرْفُ الحَدِيثِ, (K, TA,) with kesr, (TA,) [in the CK طَرْف,] A woman whose discourse is good; every one who has heard it esteeming it new (يَسْتَطْرِفُهُ). (K, * TA.) A2: And One desirous of possessing everything that he sees. (K.) b2: See also طَرِفٌ, in two places. b3: And see طَرِيفٌ.

A3: Also Anything of the produce of the earth still in the calyxes thereof. (Ibn-'Abbád, O, K, *) طَرَفٌ The extremity, or end, of anything; [as of a sword, and of a spear, and of a rope, and of the tongue, &c.;] thus accord. to ISd; but in the K this meaning is assigned to ↓ طَرْفٌ: (TA: [several evidences of the correctness of the former word in this sense will be found in the present art.; and countless instances of it occur in other arts. &c.: it seems to have been generally regarded by the lexicographers as too notorious to need its being mentioned:]) and a side; a lateral, or an outward, or adjacent, part or portion; a region, district, quarter, or tract; syn. نَاحِيَةٌ: (S, O, Msb, K:) and a part, portion, piece, or bit, (syn. طَائِفَةٌ,) of a thing: (S, O, K:) it is used in relation to bodies, or material things, and to times &c.; (Er-Rághib, TA;) and is thus used in the sense of طَائِفَة of a people, in the Kur iii. 122; (Ksh;) [and may often be rendered somewhat of a thing, whether material (as land &c.) or not material (as in the T and S voce ذَرْوٌ, where it is used of a saying, and as in the S and A and K in art. هوس &c., where it is used of madness, or insanity, or diabolical possession):] the pl. is أَطْرَافٌ. (O, Msb, K.) b2: [Hence,] الأَطْرَافُ signifies The fingers: and [when relating to the fingers] has no sing. unless this is used as a prefixed noun, as in the saying أَشَارَتْ بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا [She made a sign with the end of her finger]: but the pl. is said by Az to be used in the sense of the sing. in the following ex. cited by Fr, يُبْدِينَ أَطْرَافًا لِطَافًا عَنَيَهٌ [so that the meaning is, They show an elegant finger like a fruit of the species of tree called عَنَم]; therefore the poet says عَمَنَه [which is a n. un.: but I think that it is much more reasonable, and especially as the verb is pl., to regard the ه in this case as the ه of pausation, of which see an ex. voce حِينٌ; and accordingly to render the saying, they show elegant fingers like fruits of the عَنَم]. (TA.) It is said in a trad. of Abraham, when he was a little child, جُعِلَ رِزْقُهُ فِى أَطْرَافِهِ [His sustenance was made to be in his fingers]; meaning that he used to suck his fingers and find in them that which nourished him. (TA.) b3: And [hence] أَطْرَافُ العَذَارَى (tropical:) A species of grapes, (A, K, TA,) white and slender, found at Et-Táïf: (A, TA:) or, as in the L, black and long, resembling acorns, likened to the fingers of virgins, that are dyed [with حِنَّآء], because of their length; and the bunch of which is about a cubit long. (TA.) b4: ذُو الطَّرَفَيْنِ is an appellation of A sort of serpent, (K,) a sort of black serpent, (TA,) or the [serpent called] أَسْوَد, (O,) having two stings, one in its nose and the other in its tail, with both of which, (O, K, TA,) so it is said, (O, TA,) it smites, and it suffers not him whom it smites to linger, killing at once. (O, K, TA.) b5: طَرَفَا الدَّابَّةِ sometimes means The fore part and the hinder part of the beast. (TA.) b6: and أَطْرَافُ الجَسَدِ (O) or البَدَنِ (K) means [The extremities of the body; i. e.] the arms or hands, and the legs or feet, and the head: (O, K:) or, as in the L, أَطْرَافٌ is pl. of طَرَفٌ as syn. with شَوَاةٌ [n. un. of شَوًى, q. v.]. (TA.) b7: [And the dual has various other meanings assigned to it, derived from the first of the significations mentioned in this paragraph.] It is said in a trad. (O, K) of the Prophet, (O,) كَانَ إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ تَزَلِ البُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَأْتِىَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْهِ [It was the case that when any one of his family had a complaint, the cooking-pot did not cease to be on the fire but he arrived at one of his two limits]; meaning (assumed tropical:) convalescence or death; because these are the two terminations of the case of the diseased. (O, K.) b8: And one says, لَا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ (assumed tropical:) He will not have control over his mouth and his anus: referring to him who has drunk medicine or become intoxicated. (AO, ISk, S, O, K.) b9: And فُلَانٌ فَاسِدُ الطَّرَفِيْنِ (assumed tropical:) Such a one is corrupt in respect of the tongue and the فَرْج. (TA.) b10: And لَا يَدْرِى أَىُّ طَرَفَيْهِ أَطْوَلُ, (in the CK يُدْرَى,) [He will not, or does not, know which of his two extremities is the longer,] meaning (tropical:) his ذَكَر and his tongue; (S, O, K, TA;) whence طَرَفٌ is used as signifying (assumed tropical:) the tongue: (TA:) or the meaning is, as some say, (assumed tropical:) which of his two halves is the longer; the lower or the upper: (TA:) or (assumed tropical:) the lineage of his father or that of his mother (O, K, TA) in respect of generosity, or nobility: (O, TA:) i. e., which of his two parents is the more generous, or noble: so says Fr. (TA.) b11: كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ means (tropical:) Generous, or noble, [on both sides, i. e.] in respect of male and female ancestors. (S, O, TA.) b12: And أَطْرَافٌ means also (assumed tropical:) A man's father and mother and brothers and paternal uncles and any relations whom it is unlawful for him to marry. (Az, S, O, K.) b13: And (assumed tropical:) Noble, or exalted, men: (Th, S:) or أَطْرَافُ الأَرْضِ means (tropical:) the noble, or exalted, men, and the learned men, of the earth, or land: (O, K, TA:) one of whom is termed طَرَفٌ, or ↓ طِرْفٌ. (O, See the latter of these words.) And hence, as some explain it, the saying in the Kur [xiii. 41, like one in xxi. 45], أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِى الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا (assumed tropical:) [Have they not seen that we visit, or bring destruction upon, the land, curtailing it of its learned men?]; the meaning being, the death of its learned men: (O, TA:) or, as some say, [curtailing it of its inhabitants and its fruits; for they say that] the meaning is, the death of its inhabitants and the diminution of its fruits: (TA:) or it means, curtailing it of its sides, or districts, one by one: (Az, O, L:) Ibn-'Arafeh says that the meaning is, we lay open by conquest, to the Prophet, (نَفْتَحُ عَلَى النَّبِىِّ,) the country around Mekkeh. (O, TA.) [b14: أَطْرَافُ النَّاسِ also means (assumed tropical:) The lower orders of the people: but this I believe to be post-classical.] b15: طَرَفَىِ النَّهَارِ, in the Kur 11:114, means غُدْوَةً وَعَشِيَّةً [i. e. Morning and afternoon]; by the former being meant daybreak; and by the latter, noon and the عَصْر [q. v.], (Ksh, Bd,) or the عَصْر [only]. (Bd.) And أَطْرَافَ النَّهَارِ, in the Kur 20:130, means At daybreak and at sunset: (Ksh, Bd:) or at noon and at the عَصْر; so says Zj: or, accord. to IAar, in the hours (سَاعَات) of the day: Abu-l-'Abbás says that it means طَرَفَىِ النَّهَارِ. (TA.) b16: [عَلَى طَرَفٍ often occurs as meaning Beside, aside, or apart; like على جَانِبٍ, and على نَاحِيَةٍ: and in like manner the Persians say بَرْ طَرَفْ. b17: and مِنْ طَرَفِ فُلَانٍ is often used as meaning On the part of such a one; but is perhaps post-classical.] b18: And you say, لِلْأَمْرِ طَرَفَانِ [meaning (assumed tropical:) There are two ways of performing the affair, either of which may be chosen; as though it had two ends, or two sides]. (TA voce صَرْعٌ.) And جَعَلَهُ مُطْلَقَ الطَّرَفَيْنِ (assumed tropical:) [He made it allowable, or free, in respect of both the alternatives, either way one might choose to take]. (Msb in art. بوح.) b19: [And hence, perhaps,] طَرَفٌ signifies also (assumed tropical:) Anything chosen or choice: pl. أَطْرَافٌ: [whence]

أَطْرَافُ الحَدِيثِ means (assumed tropical:) Chosen, or choice, subjects of discourse; as also الحَدِيثِ ↓ طَرَائِفُ: and أَطْرَافُ الأَحَادِيثِ means [the same, or] colloquies of friends, consisting of mutual communications, and oblique expressions, and allusions: so says ISd: and this is likewise a meaning of ↓ الطِّرَافُ and السِّبَابُ, which latter [properly signifying “ mutual reviling ”] is given in the K as an explanation of the former. (TA.) b20: Also Flesh, or flesh-meat; syn. لَحْمٌ. (TA.) طَرِفٌ, in the K ↓ طِرْف, but the former is the right, (TA,) A male camel that removes from one pasturage to another; (K, TA;) not keeping constantly to one pasturage. (TA.) And طَرِفَةٌ A she-camel that does not keep constantly to one pasturage; (S, O, K;) that depastures the extremities, or sides, of the pasturage, and tastes, and does not keep constantly to one pasturage: (Har p. 569:) or, accord. to As, that looks at the meadows (تَطْرِفُ الرِّيَاضَ), meadow after meadow [app. to pasture upon them in succession]: (TA:) and ↓ مُسْتَطْرِفَةٌ, so applied, signifies the same as طَرِفَةٌ: (TA, but not as on the authority of As:) and ↓ مِطْرَافٌ, so applied, that will not feed upon a pasturage unless she choose anew, or take the first of, (حَتَّى تَسْتَطْرِفَ,) another. (As, S, O, K.) b2: And [hence (see 10)] طَرِفٌ applied to a man signifies (assumed tropical:) That does not keep constantly to a wife, or woman, nor to a companion: (S, O, K:) and ↓ طِرْف, thus accord. to the K, (TA, [in which it is said that by rule it should be طَرِفٌ, as above,]) a man who does not keep constantly to the companionship of one person, by reason of his weariness. (K.) And ↓ مُتَطَرِّفَةٌ applied to a woman (assumed tropical:) That chooses new ones of the men (تَسْتَطْرِفُ الرِّجَالَ), not keeping constantly to a husband; as being likened to the she-camel termed طَرِفَةٌ. (Har p. 569.) A2: And طَرِفٌ, applied to a she-camel, (O, K, [but in some of the copies of the latter, where it follows next after another explanation of the epithet thus applied, mentioned above, “or,”]) accord. to IAar, Whose fore part of the head has gradually shed its hair (الَّتِى تَحَاتَّ مُقَدَّمُ الرَّأْسِ فِيهَا, O) or whose fore part of her mouth has shed its teeth one after another (التى تَحَاتَّ مُقَدَّمُ فِيهَا, K) by reason of extreme age. (O, K. [See 2, last sentence.]) A3: Also, and ↓ طَريفٌ (assumed tropical:) Contr. of قُعْدُدٌ; (S, M, K, TA;) i. e., as the latter is further expl. in the S, and each in the M, having many ancestors, up to the greatest [i. e. most remote] forefather; and J adds that sometimes it is used in praise: thus also As explains النَّسَبِ ↓ طَرِيفُ: accord. to IAar, طَرِيفٌ signifies منحدر فى النَّسَبِ [app. مُنْحَدِرٌ, as though meaning of long descent]; and he says that it is with the Arabs more noble than قُعْدُدٌ: the pl. of طَرِفٌ as meaning the contr. of قُعْدُدٌ is طَرِفُونَ; and the pl. of ↓ طَرِيفٌ in the same sense is طُرُفٌ and طُرَفٌ and طُرَّافٌ, the second and third of which pls. are anomalous. (TA.) b2: [طَرِفٌ seems also to have the contr. meaning; or (assumed tropical:) One whose nobility is recent: and the like is said of قُعْدُدٌ; that it has two contr. meanings:] see طِرْفٌ.

طَرْفَةٌ [A wink, i. e.] a closing of one of the eyelids upon the other: (S, O, K:) or [a twinkling of the eye, i. e.] a putting the eyelids in motion or in a state of commotion. (K.) One says أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ [Quicker than a wink, or a twinkling of an eye]. (S, O.) And مَا يُفَارِقُنِى طَرْفَةَ عَيْنٍ [He does not separate himself from me during a wink, or a twinkling of an eye]. (TA.) b2: Also A red spot of blood, in the eye, occasioned by a blow or some other cause. (S, O, K.) b3: And A brand, or mark made with a hot iron, having to it no أَطْرَاف [or sides, or lateral portions], being only a line. (Ibn-'Abbád, O, K.) A2: And الطَّرْفَةُ A certain star or asterism (نَجْمٌ). (K. [There thus mentioned as though different from the asterism commonly called الطَّرْفُ, which I do not believe to be the case: see the latter appellation.]) طُرْفَةٌ A hurt of the eye, occasioning its shedding tears. (K.) A2: And Newly-acquired property; (S, O, K;) anything that one has newly acquired, and that pleases him; as also ↓ أُطْرُوفَةٌ; (TA;) a thing newly acquired; (Har p. 54;) and a thing that is strange and deemed good; (Id. p.

615;) [a pleasing rarity;] a welcome, or pleasing, thing; (KL;) and a gift not given to any one before; (K, * TA;) and a gift of which the recipient did not possess the like, and which pleases him; (TA;) [generally, a novel, or rare, and pleasing, present; like تُرْفَةٌ and تُحْفَةٌ:] pl. طُرَفٌ. (Har p. 32.) [See also طَرِيفٌ and طَرِيفَةٌ.]

طَرَفَةٌ A single tree of the species called طَرْفَآء, q. v. (AHn, S, O, K.) طُرْفَى Remoteness in lineage from the [chief, or oldest,] ancestor: قُعْدَى is nearer therein. (IB, TA.) [See طَرِفٌ.]

طَرْفَآء [accord. to some طَرْفَآءٌ and accord. to others طَرْفَآءُ, as will be seen from what follows,] A kind of trees, (S, O, K,) of which there are four species, one of these being the أَثْل [q. v.]: (K:) [or it is different from the أَثْل: the name is now generally applied to the common, or French, tamarisk; tamarix gallica of Linn.: (Forskål's Flora Aegypt. Arab. p. lxiv. no. 181; and Delile's Floræ Aegypt. Illustr. no. 349:)] AHn says, it is of the kind called عِضَاه; its هَدَب [q. v.] are like those of the أَثْل; it has no wood fit for carpentry, coming forth only as even and smooth rods towards the sky; and sometimes the camels eat it as حَمْض [q. v.] when they find no other حَمْض: AA, he adds, says that it is a sort of حَمْض: (TA:) the n. un. is ↓ طَرَفَةٌ, (AHn, S, O, K,) [which is irreg.,] and طَرْفَآءَةٌ, (AHn, O, K, [in the CK, erroneously, طَرْفَاةٌ,]) [and this requires طَرْفَآء to be with tenween, as a coll. gen. n.,] or, accord. to Sb, طَرْفَآء is sing. and pl.: (S, O:) or it is a pl. [or quasi-pl. n.] of طَرَفَةٌ, like as شَجْرَآءُ is of شَجَرَةٌ: (S in art. شجر: [see شَجَرٌ:]) or it is coll. gen. n.: accord. to IJ, the ء in طَرْفَآء is a denotative of the fem. gender; but in طَرْفَآءَةٌ, the ة is a denotative of the fem. gender, and the ء is augmentative. (M, TA.) b2: Also A place of growth of the طَرَفَة. (TA.) طِرَافٌ The portion that is taken [app. meaning cut] from the extremities (أَطْرَاف) of corn, or seed-produce. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: تَوَارَثُوا المَجْدَ طِرَفًا means عَنْ شَرَفٍ [i. e. They inherited, one after another, glory from nobility of ancestry]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b3: See also طَرِيفٌ. b4: and see طَرَفٌ, last sentence but one.

A2: Also A tent of skin, or leather, (S, K, TA,) without a كِفَآء

[q. v., for it is variously explained]; of the tents of the Arabs of the desert. (TA.) طَرِيفٌ: see مَطْرُوفٌ.

A2: Also, (S, O, Msb, K,) and ↓ طَارِفٌ, (S, O, K,) and ↓ طِرَافٌ, (K,) [of which last it seems to be said in the supplement to this art. in the TA, that it may be either a pl. or a syn. of طَرِيفٌ,] Property newly acquired; (S, O, Msb, K;) as also ↓ طِرْفٌ and ↓ طُرْفٌ and ↓ مُطْرِفٌ (K) and ↓ مُسْتَطْرَفٌ; (TA;) [and it is said in one place in the TA that ↓ مِطْرَفٌ and ↓ مَطْرَفٌ are dial. vars. of مُطْرِفٌ; but I think that this last word is probably a mistake for ↓ مُطْرَفٌ;] contr. of تَلِيدٌ (S, O, Msb) and تَالِدٌ (S, O) [and تِلَادٌ]: pl. of the first and third طُرْفٌ. (K.) b2: Also, the first, A thing that is good [and recent or new or fresh]: (Msb:) what is strange, (IAar, K, TA,) [or rare,] and coloured, or of various colours, (IAar, TA,) [or pleasing to the eye,] of fruits and other things, (IAar, K, TA,) مِمَّا يستطرف بِهِ [in which يستطرف is evidently a mistranscription for يُطْرَفُ, i. e., of such things as are given as طُرَف (pl. of طُرْفَة) meaning rare and pleasing gifts]. (TA, from IAar.) b3: See also طَرِفٌ, latter part, in three places.

طَرِيفَةٌ The plant called نَصِىّ when it has become white (S, O, K, TA) and dry: (TA:) or when it has attained its full perfection; (ISk, S, O, K, TA;) and the plant called صِلِّيَان in this same state: (ISk, S, O, TA:) or the first of any herbage that the cattle choose and depasture: (TA:) or the best of pasturage, except such as is termed عُشْب; including the sorts termed نَصِىّ and صِلِّيَان and عَنْكَث and هَلْتَى and سَحَم and ثَغَام. (O, TA.) b2: [As a subst. from طَرِيفٌ, rendered such by the affix ة, it signifies Anything new, recent, or fresh: and anything choice: pl. طَرَائِفُ. (See also طُرْفَةٌ.) Hence, طَرَائِفُ البَيْتِ The choice articles, such as vessels &c., of the house: see رَفٌّ. And hence also,] طَرَائِفُ الحَدِيثِ: see طَرَفٌ, last sentence but one.

طَارِفٌ: see طَرِيفٌ.

طَارِفَةٌ [a subst. from طَارِفٌ, rendered such by the affix ة]: pl. طَوَارِفٌ: see طَرْفٌ, in two places. b2: [Also, app., A thing that causes a twinkling, or winking, of the eye. Whence, app.,] one says, جَآءَ بِطَارِفَةِ عَيْنٍ, meaning (tropical:) He (a man, S, O) brought much property, or many cattle. (S, O, K, TA.) b3: The phrase مَا أَبْرَزَتْهُ طَوَارِفُ القَرَائِحِ, in which طَوَارِفُ is pl. of طَارِفَةٌ, from طَارِفٌ signifying property “ newly acquired,” means مَا

أَحْدَثَتْهُ القَرَائِحُ المُتَأَخِّرَةُ [i. e. What the modern excogitative faculties have originated]. (Har p.

63.) A2: طَوَارِفُ الخِبَآءِ means The portions of the sides of the tent that are raised for the purpose of one's looking out: (S, O, K:) or, as some say, rings attached to the skirts (رُفُوف) of the tent, having ropes by which they are tied to the tentpegs. (TA.) A3: And سِبَاعٌ طَوَارِفُ means Beasts of prey that seize, or carry off by force, the animals that are the objects of the chase. (O, K.) هُوَ أَطْرَفُهُمْ He is the most remote of them from the greatest [or earliest] ancestor. (Lh, TA.) أُطْرُوفَةٌ: see طُرْفَةٌ.

اِخْتَضَبَتْ تَطَارِيفَ She (a woman) dyed [with حنَّآء] the ends of her fingers. (O, K.) مَطْرَفٌ: see مِطْرَفٌ: b2: and see also طَرِيفٌ.

مُطْرَفٌ: see مِطْرَفٌ: and مُطْرِفٌ: and see also طَرِيفٌ.

مُطْرِفٌ [act. part. n. of 4, q. v.]. b2: أَنْشِدِ البَيْتَيْنِ المُطْرِفَيْنِ, a phrase used by El-Hareeree, means Recite thou the two verses that adduce what is strange, or extraordinary, and approved, or deemed good: or, as some relate it, ↓ المُطْرَفَيْنِ, expl. by Mtr as meaning that are ornamented at their two extremities; like the رِدَآء called مُطْرَف: or ↓ المُطَرَّفَيْنِ, meaning, if correctly related, that are beautified, and excite admiration, in the first and last foot; as being likened to the horse termed مُطَرَّفٌ, that is white in the head and the tail: and المطرّفين [i. e. المُطَرَّفَيْنِ] may mean المستطرفين [i. e. المُسْتَطْرَفَيْنِ]. (Har p. 615: in the next p. of which, an ex. is given.) b3: See also طَرِيفٌ.

مِطْرَفٌ (S, O, L, Msb, TA) and ↓ مُطْرَفٌ, (S, O, L, Msb, K, TA,) the latter, only, mentioned in the K, (TA,) and this is the original form, because it is from أَطْرِفَ, but the dammeh was deemed difficult of pronunciation, and therefore kesreh was substituted for it, (Fr, S, O, TA,) like as is the case in مِصْحَفٌ [q. v.], (Fr, TA,) and IAth mentions also ↓ مَطْرَفٌ, (TA,) A garment, (Msb,) or [such as is termed] رِدَآء, (S, O, K,) of [the kind of cloth called] خَزّ, (S, O, Msb, K,) square, or four-sided, (S, O, K,) having ornamental or coloured or figured, borders (أَعْلَام): (S, O, Msb, K:) or a garment having, in its two ends, or sides, (فِى طَرَفَيْهِ,) two such borders (عَلَمَانِ): (Fr, TA:) or a square, or four-sided, garment of خَزّ: (Msb:) pl. مَطَارِفُ. (S, O, Msb, K.) b2: مَطَارِفُ is also applied to (assumed tropical:) Clouds [as being likened to the garments thus called]. (TA in art. دكن.) b3: See also طَرِيفٌ.

مُطَرَّفٌ A horse white in the head and the tail, the rest of him being of a different colour: and in like manner black in the head and the tail. (S, O, K.) And, accord. to AO, أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ A horse white in the head: and likewise white in the tail and the head. (TA.) And شَاةٌ مُطَرَّفَةٌ A sheep or goat black in the end of the tail, in other parts white: (S, O, K:) or white in the ends of the ears, and for the rest part black: or black in the ends of the ears, and for the rest part white. (TA.) b2: See also مُطْرِفٌ. And see سَجْعٌ. b3: In a verse of Sá'ideh the Hudhalee, as some relate it, but accord. to others it is مُطَرِّف [q. v.], (O, TA,) describing a horse, (O,) it signifies مُرَدَّدٌ فِى الكَرَمِ [app. meaning Repeatedly improved in generosity by descent from a number of generous sires and dams]. (O, TA.) b4: See also مُسْتَطُرَفٌ.

مُطَرِّفٌ A man who fights around the army: (O, K, TA: [see 2, second sentence:]) or, as some say, who fights the أَطْرَاف [app. meaning noble, or exalted, pl. of طَرَفٌ q. v., or of طِرْفٌ,] of men. (TA.) b2: In a verse of Sá'ideh the Hudhalee, (O, TA,) describing a horse, (O,) that repels those that form the side, or flank, of the horses and of the [hostile] company of men: but as some relate it, the word is مُطَرَّف [q. v.]. (O, TA.) مِطْرَافٌ: see طَرِفٌ, former half.

مَطْرُوفٌ [pass. part. n. of طَرَفَ, q. v.]. Yousay, فُلَانٌ مَطْرُوفُ العَيْنِ بِفُلَانٍ, meaning Such a one is, exclusively of others, looked at by such a one. (S, O.) b2: And عَيْنٌ مَطْرُوفَةٌ An eye of which the lids are put in motion or in a state of commotion, by looking. (As, TA.) [And] An eye, hit, struck, smitten, or hurt, with a thing, so that it sheds tears. (S, O, K.) And ↓ طَرِيفٌ applied to an eye signifies the same as مَطْرُوفَةٌ [in one of these senses, but in which of them is not said]. (TA.) b3: مَطْرُوفَةٌ applied to a woman means As though her eye were hit, struck, smitten, or hurt, with something, (O, and EM p. 83,) so that it shed tears, (O,) by reason of the languish of her look; (EM ibid;) and this is said to be its meaning in the saying of Tarafeh, إِذَا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِينَا انْبَرَتْ لَنَا عَلَى رِسْلِهَا مَطْرُوفَةً لَمْ تَشَدَّد (O, EM,) i. e. When we say, “Sing thou to us,”

she betakes herself to us in her gentle way, as though her eye were hurt by something, by reason of the languish of her look, not straining herself in her singing; but as some relate the verse, the word is مَطْرُوقَةً, meaning “ weakly: ” (EM:) or it means whose eye the love of men has smitten, so that she raises her eyes and looks at every one that looks at her; as though a طَرْفَة [or red spot of blood], or a stick or the like, hurt her eye: (Az, TA:) or having a languishing eye; as though it were turned away, or back, (طُرِفَتٌ,) from everything at which it looked: (IAar, TA:) or as though her eye were turned away, or back so that it, or she, is still: (TA:) or (assumed tropical:) who looks at the men (تَطْرِفُ الرِّجَالَ); i. e. (assumed tropical:) who does not keep constantly to one; the pass. part. n. being put in the place of the act.; but Az says that this explanation is at variance with the original purport of the word: (TA:) or مَطْرُوفَةٌ بِالرِّجَال means (tropical:) a woman who raises, or stretches and raises, her eye at men, (S, O, K, TA,) and turns away her look from her husband, to others, (S, TA, *) and in whom is no good: (TA:) or (assumed tropical:) who looks not at any but the men; (K;) or مَطْرُوفَةُ العَيْنِ بِالرِّجَالِ has this meaning. (AA, TA.) A2: أَرْضٌ مَطْرُوفَةٌ Land abounding with the herbage called طَرِيفَة. (S, O, K.) مُطَّرَفٌ A camel newly purchased: (S:) or purchased from another part of the country, and therefore yearning for his accustomed place. (IB, TA.) مُتَطَرِّفٌ A man who does not, or will not, keep constantly to an affair; [but I think that امر (which I have rendered “ an affair ”) in my original is evidently a mistranscription for امْرَأَة, i. e. a woman, or wife;] as also ↓ مُسْتَطْرِفٌ. (TA.) See also طَرِفٌ.

مُسْتَطْرَفٌ: see طَرِيفٌ. b2: فَعَلْتُهُ فِى مُسْتَطْرَفِ الأَيَّامِ I did it in the first, or first part, of the days; (فى مُسْتَأْنَفِهَا;) as also الايّام ↓ فى مُطَرَّفِ. (S, O, K.) مُسْتَطْرِفٌ: see مُتَطَرِّفٌ. See also طَرِفٌ.
طرف
الطَّرْفُ: العَيْنُ، لَا يُجْمَعُ لأَنَّه فِي الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً، ويكونُ الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً، ويكونُ جمَاعَة، قَالَ الله تَعَالَى: لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهمُ طَرْفُهُم كَمَا فِي الصِّحاح. أَو هُوَ: اسمٌ جامِعٌ للبَصَرِ قَالَه ابنُ عَبَّادٍ، وَزَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لأَنَّه مصدَرٌ، وَلَو جُمِعَ لم يُسْمَعْ فِي جَمْعِهِ أَطْراف، وقالَ شيخُنا عندَ قولِه: لَا يُجْمَع: قلتُ: ظاهِرُه، بلْ صَرِيحُه أَنَّهُ لَا يَجُوزُ جَمْعُه، ولَيْسَ كَذَلِك، بل مُرادُهمُ أَنَّه لَا يُجْمَعُ وُجوباً، كَمَا فِي حاشيةِ البَغْدادِيِّ على شرح بانَتْ سُعاد وَبعد خُرُوجه عَن المَصْدَرِيَّةِ، وصَيْرُورَتِه اسْما من الأَسْماءِ، لَا يُعْتَبَرُ حُكْمُ المَصْدَرِيَّةِ، ولاسِيَّما وَلم يَقْصِدْ بِهِ الوَصْفَ، بل جَعَله اسْماً، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ وَقيل: أَطْرافٌ ويَرُدُّ ذَلِك قولُه تَعالى: فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ وَلم يَقُل: الأَطْراف وَروَى القُتَيْبِيُّ فِي حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَت لعائِشَةَ رَضِي الله عنهُما: حُمادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ قَالَ: هُوَ جمع طَرْفِ العَيْن، أَرادَتْ غَضَّ البَصَرِ، وَقد رُدَّ ذَلِك أَيضاً، قَالَ الزَّمخْشَرِيُّ: وَلَا أَكادُ أَشُكُّ فِي أَنَّه تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ: غَضُّ الإِطْراقِ أَي: يَغْضُضْنَ من أَبصارِهِنَّ مُطْرِقاتٍ رامياتٍ بأَبْصارِهِنَّ إِلى الأَرْضِ. وَقَالَ الرّاغِبُ: الطَّرْفُ: تَحْرِيكُ الجَفْنِ، وعُبِّرَ بِهِ عَن النَّظَر إِذْ كانَ تحريكُ الجَفْنِ يُلازمُه النَّظَرُ، وَفِي العُبابِ: قولُه تَعَالَى: قَبْلَ أَنْ يرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قالَ الفَرّاءُ: معناهُ قبلَ أَنْ يَأْتِيكَ الشيءُ من مَدِّ بَصَرِكَ، وقيلَ: بمِقْدارِ مَا تَفْتَحُ عينَكَ ثمَّ تَطْرِفُ، وَقيل: بمِقْدارِ مَا يَبْلُغُ البالِغُ إِلى نهايَةِ نَظَرِكَ. والطَّرْفُ أَيْضاً: كَوْكَبانِ يُقْدُمانِ الجَبْهَةَ، سُمِّيا بذلك لأَنَّهُما عَيْنا الأَسدِ، يَنْزِلُهُما القَمَرُ نَقله الجوهريُّ. والطَّرْفُ: اللَّطْمُ باليَدِ على طَرفِ العَيْنِ، ثمَّ نُقِلَ إِلَى الضَّرْبِ عَلَى الرَّأْسِ. والطَّرْفُ: الرَّجُلُ الكَرِيمُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ. والطَّرْفُ: مُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ ومُقْتَضَى سِياقِ ابنِ سِيدَه أَنَّه الطَّرَفُ، مُحَرَّكَةً، فليُنْظَرْ. وبَنُو طَرْفٍ: قومٌ باليَمَنِ لَهُم بَقِيَّةٌ الْآن.
والطَّرْفُ بالكَسْرِ: الخِرْقُ الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ مِنّا يريدُ الآباءَ والأُمَّهاتِ، وَهُوَ مجازٌ. وَقَوله: مِنّا، أَي من بَنِي آدَمَ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الكَرِيمِ، وَلم يُقَيِّد بالطَّرَفَيْنِ، وقالَ: من الفِتْيانِ، زادَ فِي اللِّسانِ: وَمن الرِّجالِ ج: أَطْرافٌ وأَنْشدَ ابنُ الأَعْرابيّ لابنِ أَحْمَرَ: (عَلَيْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْمِ لم يَكُنْ ... طَعامُهُمْ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرَا)
يَعْنِي العَدَسَ، وزُغْمَةُ: اسمُ مَوْضِع. والطِّرْفُ أَيضاً: الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ من غَيْرِنا وحِينَئِذٍ ج: طُرُوفٌ لَا غيرُ. والطِّرْفُ أَيضاً: الكَرِيمُ من الخَيْلِ العَتِيقُ، قَالَ الرّاغِبُ: وَهُوَ الَّذي يُطْرِفُ من) حُسْنِه، فالطِّرْفُ فِي الأَصْلِ هُوَ المَطْرُوفُ، أَي: المَنْظُورُ، كالنِّقْضِ بِمَعْنى المَنْقُوضِ، وَبِهَذَا النَّظَرِ قِيلَ لَهُ: هُوَ قَيْدُ النَّواظِر، فِيمَا يَحْسُنُ حَتَّى يَثْبُتَ عَلَيْهِ النَّظَرُ، وَهُوَ مَجازٌ. أَو الطِّرْفُ: هُوَ الكَرِيمُ الأَطْرافِ من الآباءِ والأُمَّهاتِ وَهَذَا قولُ اللَّيْثِ. أَو هُوَ نَعْتٌ للذُّكورِ خاصَّةً قَالَه أَبو زَيْدٍ ج: طُرُوفٌ وأَطْرافٌ قَالَ كعبُ بن مالِكٍ الأَنْصارِيُّ:
(نُخَبِّرُهُمْ بأَنّا قَدْ جَنَبْنَا ... عِتاقَ الخَيْلِ والبُخْتَ الطُّرُوفَا)
أَو هُوَ المُسْتَطْرَفُ الَّذِي ليسَ من نِتاجِ صاحِبِه نَقَلَه اللَّيْثُ وَهِي بهاءٍ قالَ العَجّاجُ: وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجَا جَرْداءَ مِسْحاجٍ تُبارِي مِسْحَجَا وقالَ اللَّيْثُ: وَقد يَصِفُونَ بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النَّجِيبَ والنَّجِيبَةَ، على غير استعمالٍ فِي الكَلامِ، وقالَ الكِسائِيُّ: فَرَسٌ طِرْفَةٌ بالهاءِ للأُنْثَى: صارِمَةٌ، وَهِي الشَّدِيدَةُ. والطِّرْفُ أَيضاً: مَا كانَ فِي أَكْمامِهِ من النَّباتِ قالَه ابنُ عَبّادٍ. والطِّرْفُ أَيضاً: الحَدِيثُ المُسْتفادُ من المالِ، ويُضَمُّ، كالطّارِفِ والطَّرِيفِ والمُطرِفِ الأَخيرُ كمُحْسِنٍ، وَهُوَ خلافُ التّالِدِ والتَّلِيدِ. ويَقُولونَ: مالَه طارِفٌ وَلَا تالِدٌ، وَلَا طَرِيفٌ وَلَا تَلِيدٌ، فالطّارِفُ والطَّرِيفُ: مَا استَحْدَثْتَ من المالِ واسْتَطْرَقْتَه، والتّالِدُ والتَّلِيدُ: مَا وَرِثْتَه من الآباءِ قَدِيماً. والطِّرْفُ أَيْضاً: الرَّجُلُ لَا يَثْبُتُ على صُحْبَةِ أَحَدٍ لمَلَلهِ. وَفِي الصِّحاحِ: رَجلٌ طِرْفٌ: لَا يَثْبُتُ على امْرَأَةٍ وَلَا صاحبٍ، غير أَنَّه ضَبَطَه ككَتِفٍ، وَهُوَ القِياسُ، ومثلُه فِي العُبابِ. والطِّرْفُ أَيضاً: الجَمَلُ يَنْتَقِلُ مِنْ مَرْعىً إِلى مَرْعىً لَا يَثْبُت على رِعْيٍ واحدٍ، وَهَذَا أَيضاً الصَّوابُ فِيهِ الطَّرِفُ، ككَتِفٍ. ورَجُلٌ طِرْفٌ فِي نَسَبِه بالكَسْرِ: أَي حَدِيثُ الشَّرَفِ لَا قَدِيمُه كأَنَّه مُخَفَّفٌ من طرِفٍ، كَكَتِفٍ. والطِّرْفُ أَيضاً: الرَّغِيبُ العَيءنِ الذِي لَا يَرَى شَيْئاً إِلا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَه. ويُقالُ: امْرَأَةٌ طِرْفُ الحَدِيثِ بالكسرِ. أَي: حَسَنَتْه يَسْتَطْرِفُه كلُّ مَنْ سَمِعَه. والطُّرْفُ بالضمِّ: جَمْعُ طِرافٍ وطَرِيفٍ ككِتابٍ وأَمِيرٍ، وهما بمعنَى المالِ المُسْتَحْدَثِ، وذَكَر طِرافاً هُنا وَلم يذْكُرُه مَعَ نظائِرِه الَّتِي تَقَدَّمَتْ، وَهُوَ قُصُورٌ لَا يَخْفَى، وسَنُورِدُهُ فِي المُسْتَدْرَكاتِ. والطَّرْفَةُ، بالفتحِ: نَجْمٌ. وَفِي الصِّحاحِ: الطَّرْفَةُ: نُقْطَةٌ حَمْراءُ من الدَّمِ تَحْدُثُ فِي العَيْنِ مِنْ ضَرْبَةٍ وغَيْرِها وَقد ذَكَرَ لَهَا الأَطِبَّاءُ أَسْباباً وأَدْويَةً. وسِمَةٌ لَا أَطْرَافَ لَهَا، إِنّما هِي هِيَ خَطٌّ. والطَّرْفاءُ: شَجَرٌ، وَهِي أَرْبَعَةُ أَصنافٍ، مِنْهَا: الأَثلُ وقالَ أَبو حَنيفَةَ: الطَّرْفاءُ من العِضاهِ، وهُدْبه مثلُ هُدْبِ الأَثْلِ، وليسَ لَهُ خَشَبٌ، وإِنّما يُخْرِجُ عِصِيّاً سَمْحَةً فِي)
السَّماءِ، وَقد تَتَحَمَّضُ بِهِ الإِبلُ إِذا لم تضجِدْ حَمْضاً غَيْرَه، قَالَ: وقالَ أَبو عَمْروٍ: الطَّرْفاءُ: من الحَمْضِ، الواحِدَةُ طَرْفاءَةٌ، وَطَرَفَةُ مُحَرَّكَةً قَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاءُ واحِدٌ وجَمِيعٌ، والطَّرْفاءُ: اسمٌ للجَمْعِ، وقِيلَ: واحِدَتُها طَرْفاءَةٌ، وَفِي المُحْكَم: الطَّرَفَةُ: شَجَرَةٌ، وَهِي الطَّرَفُ، والطَّرْفاءُ: جَماعَةُ الطَّرَفَةِ، وقالَ ابنُ جِنِّي: من قالَ: طَرْفاءُ فالهَمْزةُ عندَه للتّأْنِيثِ، وَمن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنِيثِ، وَمن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنيثِ، وأَما الهَمْزَةُ على قولِه فزائِدَةٌ لغيرِ التَّأْنيثِ.
قالَ أَبو عمْروٍ: وبِها لُقِّبَ طَرَفَةُ ابنُ العَبْدِ بنِ سُفْيانَ بنِ سَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَة الحَصْنِ واسْمُه عَمْروٌ وهكَذا صَرَّح بِهِ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، أَو لُقِّبَ بقَوْلِه:
(لَا تُعْجِلاَ بالبُكاءِ اليَوْمَ مُطَّرِفاً ... وَلَا أَمِيرَيْكُما بالدّارِ إِذْ وَقَفَا)
كَمَا فِي العُبابِ. وَفِي الشُّعراءِ طَرَفَةُ الــخُزَيْــمِي هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي العُبابِ الخُزَمِيّ مِن بَنِي خُزَيْــمَةَ بنِ رَوَاحَةَ بنِ قُطَيْعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ بَغِيضٍ. وطَرَفَةُ العامِرِيُّ، من بَنِي عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ.
وطَرَفَةُ بنُ أَلاءَةَ بنِ نَضْلَةَ الفَلَتانِ بنِ المُنْذِرِ بنِ سَلْمَى بنِ جَنْدَلِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ الدَّارِمِيُّ.
وطَرَفَةُ بنُ عَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدَ بنِ كَرِب التَّيْمِيُّ الصَّحابِيُّ رضِيَ الله عَنهُ، وَهُوَ الَّذي أُصِيبَ أَنْفُهُ يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذَها من وَرِقٍ، فأَنْتَنَ فرُخِّصَ لَهُ فِي الذَّهَبِ. وقِيلَ: الّذي أُصِيب أَنْفُه هُوَ والِدُه عَرْفَجَةُ، وَفِيه خِلافٌ، تَفَرَّدَ عَنهُ حَفِيدُه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ طَرَفَة بنِ عَرْفَجَةَ. ومَسْجِدُ طَرَفَةَ بقُرْطُبَةَ: م معروفٌ، وإِليه نُسِبَ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن مُطَرِّفٍ الطَّرَفِيُّ الكِنانِيُّ، إِمامُ هَذَا المَسْجِدِ، أَخَذَ عَن مَكِّيٍّ، واختَصَر تفسيرَ ابنِ جَرِيرٍ، قالَهُ الحافِظُ. وتَمِيمُ بنُ طَرَفَةَك مُحَدِّثٌ. وامْرأَةٌ مَطْرُوفَةٌ بالرِّجالِ: إِذا طَمَحَتْ عَيْنُها إِليهِمْ وتَصْرِفُ بَصَرَها عَن بَعْلِها إِلى سِواه فَلَا خَيْرَ فِيهَا، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ الحُطَيْئَةُ:
(وَمَا كُنْتُ مثلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه ... بَغَى الوُدَّ من مَطْرُوفَةِ العَيْنِ طامِحِ)
وَقَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
(إِذا نَحْنُ قُلْنَا: أَسْمِعِينَا، انْبَرَتْ لَنا ... عَلَى رِسْلِها مَطْرُوفَةً لَمْ تَشَدَّدِ)
وقيلَ: امرأَةٌ مَطْرُوقَةٌ: تَطْرِفُ الرِّجالَ، أَي: لَا تَثْبُتُ على واحدٍ، وُضِع المفعولُ فِيهِ موضِعَ الفاعِلِ، وَقَالَ الأَزْهَريُّ: هَذَا التَّفْسِيرُ مخالِفٌ لأَصْلِ الكَلِمَةِ، والمَطْرُوفَةِ من النِّساءِ: الَّتِي قد طَرَفَها حُبُّ الرِّجالِ، أَي: أَصابَ طَرْفَها، فَهِيَ تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكلِّ من أَشْرَفَ لَهَا، وَلَا تَغُصُّ طَرْفَها، كأَنَّما أَصابَ طَرْفَها طُرْفَةٌ أَو عُودٌ، وَلذَلِك سُمِّيَتْ مطْرُوقَةً أَو المَعْنَى: كأَنَّ عَيْنَها) طُرِفَتْ، فَهِيَ ساكِنَةٌ، وقالَ أَبو عَمْروٍ: يُقال: هِيَ مَطْرُوفَةُ العَيْنِ بهم: إِذا كانَتْ لَا تَنْظُرُ إِلاّ إِلَيْهِم وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: مَطرُوفَةٌ: مُنْكَسِرَةُ العينِ، كأَنَّها طُرِفَتْ عَن كُلِّ شيءٍ تَنْظُرُ إِليه، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:
(ومَطْرُوفَةِ العَيْنَيْنِ خَفّاقَةِ الحَشَى ... مُنَعَّمَةٍ كالرِّيمِ طابَتْ فطُلَّتِ)
ومَطْرُوفٌ: عَلَمٌ من أَعلامِ الأَناسِيِّ. ويُقال: جاءَ بطارِفَةِ عَيْن إِذا جاءَ بمالٍ كَثِيرٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وَكَذَلِكَ جاءَ بعائِرَةٍ، وَهُوَ مجازٌ. وقولُهم: هُوَ بمكانٍ لَا تَراهُ الطّوارِفُ: أَي العُيُونُ جمع طارِفَةٍ.
والطَّوارِفُ من السِّباعِ: الَّتِي يَسْتَلِبُ الصَّيْدَ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصِفُ غَزالاً: (تَنْفِي الطَّوارِفَ عَنْه دِعْصَتَا بَقَرٍ ... أَو يافعٌ من فِرِنْدادَيْنِ مَلْمومُ)
والطَّوارِفُ من الخِباءِ: مَا رَفَعْت من جَوانِبِه ونَواحِيهِ للنَّظَرِ إِلى خارِجٍ وقيلَ: هِيَ حَلَقٌ مركَّبَةٌ فِي الرُّفُوفِ، وفيهَا حِبالٌ تُشَدُّ بهَا إِلى الأَوْتادِ. وَطَرَفَه عَنهُ يَطْرِفُه: إِذا صَرَفه ورَدَّه وَمِنْه قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبي رَبيعَةَ:
(إِنَّكَ واللهِ لذُو مَلَّةٍ ... يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عَن الأَبْعَدِ)
يقولُ: يَصْرِفُ بَصَرَكَ عَنهُ، أَي تَسْتَطْرِفُ الجديدَ، وتَنْسَى القَدِيمَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ برِّيٍّ: والصوابُ فِي إِنشادِه: يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عَن الأَقْدَمِ قالَ: وبَعْدَه:
(قلتُ لَها: بَلْ أَنْتَ مُعْتَلَّةٌ ... فِي الوَصْلِ يَا هِنْدُ لكَيْ تَصْرِمِي)
وَفِي حَديثِ نَظَر الفَجْأَةِ: وَقَالَ: اطرِفْ بَصَرَكَ أَي اصْرِفْه عَمّا وَقَعَ عَلَيْهِ، وامتَدَّ إِليه، ويُرْوَى بِالْقَافِ. وطَرَفَ بَصَرَهُ يَطْرِفُه طَرْفاً: إِذا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ على الآخَرِ كَمَا فِي الصِّحاح. أَو طَرَفَ بعَيْنِه: حَرَّكَ جَفْنَيْها وَفِي المُحْكمِ: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقِيلَ: حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ.
والطَّرْفُ: تَحْرِيكُ الجُفُونِ فِي النَّظَرِ، يُقَال: شَخَصَ بَصَرُه فَمَا يَطْرِفُ، المَرَّةُ الواحِدَةُ مِنْهُ طَرْفَةٌ يُقال: أَسْرَعُ من طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَمَا يُفارِقُنِي طَرْفَةَ عِيْن. وطَرَفَ عَيْنَه يَطْرِفُها طَرْفاً: أصابَها بشَيْءٍ كثَوْبٍ أَو غَيْرِه فَدمَعَتْ وَقد طُرِفَتْ، كعُنِيَ أَصابَتْها طَرْفَةٌ، وطَرَفَها الحُزْنُ والبكاءُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: طُرِفَتْ عينُه فَهِيَ مَطْرثوفَةٌ تُطْرَفُ طَرْفاً: إِذا حرَّكَتْ جُفُونَها بالنَّظَرِ والاسْمُ الطُّرْقَةُ، بالضمِّ. ويُقال: مَا بَقِيَتْ منهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ: أَي ماتُوا وقُتِلُوا، كَمَا فِي العُبابِ،)
وَهُوَ مجازٌ. والطُّرْفَةُ، بالضمِّ: الاسمُ من الطَّرِيفِ والمُطْرِفِ والطّارِفِ، للمالِ المُسْتَحْدَثِ وَقد تَقَدَّمَ ذكرُه، فإِعادَتُه ثَانِيًا تَكْرارٌ لَا يَخْفَى. والطَّرِيفُ كأَمِيرٍ: ضِدُّ القُعْدُدِ وَفِي الصِّحاح: الطَّرِيفُ فِي النَسبِ: الكَثِيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبرِ، وَهُوَ نَقِيضٌ القُعْدُد، وَفِي المُحْكَمِ: رجُلٌ طَرِفٌ وطَرِيفٌ: كثيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ، لَيْسَ بذِي قُعْدُدٍ وَقد طَرُفَ، كَكَرُمَ فيهِما طَرَافَةً، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَقد يُمْدَحُ بِهِ، وقالَ ابنُ الأَعرابِي: وَهُوَ عِنْدَهُم أَشْرَفُ من القُعْدُدِ، وَقَالَ الأَصمعِيُّ: فلانٌ طَرِيفُ النَّسَبِ، والطَّرافَةُ فِيهِ بَيِّنَةٌ، وَذَلِكَ إِذا كانَ كَثِيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ. والطَّرِيفُ: الغَرِيبُ المُلَوَّنُ من الثَّمَرِ، وغيرِه مِمَّا يُسْتَطْرَفُ بِهِ، عَن ابنِ الأَعرابِيِّ. وأَبُو تَمِيمَةَ. طَرِيفٌ كأَمِير ابنُ مُجالِدٍ الهُجَيْمِيُّ، وقولُه: كأَمِيرٍ مُسْتَدْرَكٌ تابِعِيٌّ عَن أَهْلِ البَصْرةِ، يَرْوِي عَن أَبي مُوسَى وأَبي هُرَيْرَةَ، رَوَى عَنهُ حَكِيمٌ الأَثْرَمُ، مَاتَ سنة وقيلَ: سنة وُثِّقَ أَوْرَدَه ابنُ حِبّانَ هَكَذَا فِي كِتابِ الثِّقاتِ أَو صَحابِيٍ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ فِي العُبابِ، واقْتَصَر عَلَيْهِ، وَلم أَجِدْ مَن ذَكَرَه فِي مَعاجِمِ الصَّحابَةِ غيرَه، فانْظُرْه. وطَرِيفُ بنُ تَمِيمٍ العَنْبَرِيُّ: شاعِرٌ نقَلَه الصاغانِيُّ.
وطَريفُ بنُ سُلَيْمانَ، وَيُقَال: ابنُ سَعْد، وَيُقَال: طَرِيفٌ الأَشَلُّ، أَبو سُفْيانَ السَّعْدِيُّ يختَلِفُون فِي صِفاتِه، قالَ الدارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ وَقَالَ أَحْمَدُ ويَحْيَى: لَيْسَ بشَيْءٍ، وَقَالَ النَّسائِيُّ: مَتْروكُ الحَديثِ، وَقَالَ ابنُ حِبّان: مُتَّهَمٌ فِي الأَخْبارِ، يَرْوِي عَن الثِّقاتِ مَا لَا يُشْبِهُ حَديثَ الأَثْباتِ، وَقد رَوَى عَن الحَسَنِ وأَبي نَضْرَةَ، هكَذا ذكره الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوانِ، وابنُ الجَوْزِيّ فِي الضُّعَفاءِ، ونبَّه عَلَيْهِ أَبو الخَطّابِ بنُ دِحْيَةَ فِي كتابِه العَلَم المَشْهُور. وَقد بَقِيَ على المُصَنَّفِ أَمْرانِ: أوّلاً: فإِنه اقْتَصَر على طَرِيفِ بنِ مُجالِدٍ فِي التابِعِينَ، وتَرَكَ غيرَه مَعَ أَنَّ فِي المُوَثَّقِينَ مِنْهُم جَماعة ذَكَرَهم ابنُ حِبّان وغيرُه، مِنْهُم: طَرِيفُ بنُ يَزيدَ الحَنَفِيُّ عَن أَبي مُوسَى، وطَرِيفٌ العَكِّيُّ، عَن عليٍّ، وطَرِيفٌ البزّارُ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وطَرِيفٌ يَرْوِي عَن ابنِ عَباتٍ، وَمن أَتْباع التابِعِينَ: محمَّدُ بنُ طَرِيف وأَخُوه مُوسَى، رَوَيَا عَن أَبيهِما، عَن عَلِيٍّ. وثانِياً: فإِنه اقْتَصَر فِي ذِكْرِ الضُّعَفَاءِ على واحِدٍ، وَفِي الضُّعَفاءِ والمَجاهِيلِ مَن اسمُه طَرِيفٌ عِدَّةٌ، مِنْهُم: طَريفُ بنُ سُلَيْمانَ، أَبو عاتِكَةَ، عَن أَنَسٍ، وطَريفُ بن زَيْدٍ الحَرّانِيّ، عَن ابنِ جُرَيْحٍ، وطَرِيْفُ بنُ عبدِ الله المَوصِلي، وطَريفُ بنُ عِيسَى الجَزَرِي، وطَرِيفُ بنُ يَزيدَ، وطَرِيفٌ الكُوفِيُّ، وغيرُهم ممَّنْ ذَكَرَهم الذَّهَبِي وابنُ الجَوْزِيّ، فَتَأَمَّلْ. والطَّرِيفَةُ من النَّصِيِّ كسَفِينَةٍ: إِذا ابْيَضَّ ويَبِسَ، أَو هُوَ مِنْهُ إِذا اعْتَمَّ وتَمَّ وكذلِك من الصِّلِّيَانِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن ابْنِ السِّكِّيتِ. وَقَالَ غيرُه: الطَّريفَةُ)
من النَّباتِ: أَوّلُ الشيءِ يَسْتَطْرِفُهُ المالُ فيَرْعاهُ كائِناً مَا كانَ، وسُمِّيَتْ طَريفَةً لأَنَّ المالَ يَطَّرِفُه إِذا لم يَجِدْ بَقْلاً، وقِيلَ: لكَرَمِها وطَرافَتِها، واسْتِطْرافِ المالِ إِيّاها. وأُطْرِفَت الأَرْضُ: كَثُرَتْ طَريفَتُها. وأَرْضٌ مَطْرُوفَةٌ: كَثِيرَتُها وقالَ أَبو زِيادٍ: الطَّرِيفَةُ: خيرُ الكَلإِ إِلاّ مَا كانَ من العُشْبِ، قَالَ: وَمن الطَّرِيفَةِ: النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والعَنْكَثُ والهَلْتَى والسَّحَم والثَّغَامُ، فَهَذِهِ الطَّرِيفَةُ، قَالَ عَدِيُّ بن الرِّقاعِ فِي فاضِلِ المَرْعَى يَصِفُ ناقَةً:
(تأَبَّدَتْ حائِلاً فِي الشَّوْلِ واطَّرَدَتْ ... من الطَّرائفِ فِي أَوْطانِها لُمَعَا)
وطُرَيْفَةُ، كجُهَيْنَةَ: ماءَةٌ بأَسْفَلِ أَرْمامٍ لبنِي جَذِيمَةَ، كَذَا فِي العُبابِ. قلتُ: وَهِي نُقَرٌ يُسْتَعْذَبُ لَهَا الماءُ ليَوْمَيْنِ أَو ثَلاثَةِ من أَرْمامٍ، وقيلَ: هِيَ لبَنِي خالِد بنِ نَضْلَةَ بنِ جَحْوانَ بن فَقْعَسٍ، قالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(وكُنتُ حَسِبْتُ طِيبَ تُرابِ نَجْدٍ ... وَعَيْشاً بالطُّرَيْفَةِ لَنْ يَزُولا)
وطُرَيْفَةُ بنُ حاجزٍ قيل: إِنَّه صَحابيٌّ كتَبَ إِليه أَبو بكر فِي قتْلِ الفُجاءَةِ السُّلَمِيِّ، وَقد غَلِطَ فِيهِ بعضُ المُحَدِّثِين فجَعَلَه طريفَةَ بنتَ حاجزٍ، وَقَالَ: إِنها تابعيَّةٌ لم تَرْوِ، ورَدَّ عَلَيْهِ الْحَافِظ، فَقَالَ: إِنَّما هُوَ رَجُلٌ مُخَضْرَمٌ من هَوازنَ، ذكره سَيْفٌ فِي الْفتُوح. وطُرَيْفٌ كزُبَيْرٍ: ع، بالبَحْرَيْنِ كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ. وطُرَيْفٌ: اسْم رجُل، وإِليه نُسِبَت الطُّرَيْفِيّات من الخَيْلِ المَنْسُوبَةِ. وطِرْيَف كحِذْيَمٍ: ع، باليَمَنِ كَمَا فِي المُعْجَم. والطَّرائِفُ: بلادٌ قَرِيبَةٌ من أَعْلامِ صُبْحٍ، وَهِي جِبالٌ مُتَناوِحَةٌ كَمَا فِي العُبابِ، وَهِي لبَنِي فَزارَةَ. والطَّرَفُ، مُحَرَّكَةً: الناحِيةُ من النَّواحِي، ويُسْتَعْمَلُ فِي الأَجْسامِ والأَوْقاتِ وغيرِها، قَالَه الراغِبُ. وأَيضاً: طائِفَةٌ من الشَّيءِ نقَله الجَوْهَرِيُّ.
وأَيضاً: الرَّجُلُ الكَرِيمُ الرَّئِيسُ والأَطْرافُ الجَمْعُ من ذلِك، فَمن الأَوَّلِ قولُه عزَّ وجَلَّ: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِن الذِينَ كَفَرُوا أَي: قِطْعَةً، وَفِي الحديثِ: أَطْرافُ النَّهارِ: ساعاتُه وقالَ أَبُو العَباسِ: أَرادَ: طَرَفَيْهِ فجَمَع، وَمن الثَّانِي قَوْلُ الفَرَزْدَقُ:
(واسْأَلْ بِنا وبِكُم إِذا وَرَدَتْ مِنىً ... أَطْرافُ كُلِّ قبِيلَةِ مَنْ يَمْنَعُ)
والأَطْرافُ مِنَ البَدَنِ: اليَدانِ والرِّجْلانِ والرَّأْسُ وَفِي اللِّسانِ: الطَّرَفُ: الشَّواةُ، والجَمْعُ أَطْرافٌ. وَمن المجازِ: أَطْرافُ الأَرْضِ: أَشْرافُها، وعُلَماؤُها وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعالَى: أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُها من أَطْرافِهَا مَعْناه موتُ عُلَمائِها، وقِيلَ: موتُ أَهْلِها، ونَقْصُ ثِمارِها، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: من أَطْرافِها: أَي نَفْتَحُ مَا حولَ مكَّةَ عَلَى النَّبِيِّ صلَى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقالَ)
الأَزْهَرِيّ: أَطْرافُ الأَرْضِ: نَواحِيها، ونَقْصُها من أَطْرافِها: مَوْتُ عُلَمائِها، فَهُوَ من غَيْرِ هَذَا، قَالَ: والتفْسِيرُ على القَوْلِ الأَوَّلِ. والأَطْرافُ مِنْكَ: أَبَواكَ وإِخْوَتُكَ وأَعْمامُكَ، وكُلُّ قَريبٍ لَك مَحْرَمٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وأَنْشَدَ أِبو زَيْدٍ لعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ: (وكَيْفَ بأَطْرافِي إِذا مَا شَتَمْتَنِي ... وَمَا بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَيْنِ صُلُوحُ)
هَكَذَا فَسَّر أَبو زَيْدٍ الأَطْرافَ، وَقَالَ غيرُه: جَمَعَهُما أَطرافاً لأَنه أَرادَ أَبويه ومَن اتَّصَل بهما من ذَوِيهِما.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: قولُهم: لَا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَطْوَلُ: أَي ذَكَرِه ولِسانِه وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه حديثُ قَبِيصَةُ بنِ جابِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَقْطَعَ طَرَفَاً مِنْ عَمْرِو بنِ العاصِ يريدُ أَمْضَى لِساناً مِنْهُ أَو نَسَبِ أَبِيه وأُمِّه فِي الكَرمِ، والمَعْنَى لَا يُدْرَى أَيُّ والِدَيْه أَشرَفُ، هَكَذَا قَالَه الفَرّاءُ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَدْرِي أَيُّ نَصْفَيْهِ أَطْوَلُ آلطَّرَفُ الأَسْفَلُ أَم الطَّرَفُ الأَعْلَى، فالنِّصْفُ الأَسْفَلُ طَرَفٌ، والنصفُ الأَعلَى طَرَفٌ، والخَصْرُ: مَا بَيْنَ مُنْقَطَعِ الضُّلُوعِ إِلى أَطْرافِ الوَرِكَيْنِ، وَذَلِكَ نِصْفُ البَدَنِ، والسَوْأَةُ بينهُما، كأَنه جاهِلٌ لَا يَدْري أَيُّ طَرَفَيْ نَفْسِهِ أَطْوَلُ، وقيلَ: الطَّرَفان: الفمُ، والاسْتُ، أَي: لَا يَدْري أَيُّهُما أَعَفُّ. وحَكَى ابنُ السِّكِّيتُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ قولَهُم: لَا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ: أَي فَمَهُ واسْتَهُ إِذا شَرِبَ الدَّواءَ، أَو الخَمْرَ فقاءَهُما وسَكِرَ كَمَا فِي الصِّحاح، وَمِنْه قولُ الرّاجِزُ: لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ فِي صَدْرِه مثلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّْ يَقولُ: إِنَّه لَوْلَا أَنّه سَلَحَ وقاءَ لقام فِي صَدْرِه من الطَّعامِ الَّذي أَكَلَ مَا هُو أَغْلَظُ وأَضْخَمُ من قَفَا الكَبْشِ الأَجَمِّ، وَفِي حديثِ طَاوُسَ أَنَّ رَجُلاً واقَعَ الشّرابَ الشَّدِيد، فسُقي، فضَرِيَ، فَلَقَد رأَيْتُه فِي النِّطَع وَمَا أَدْري أَيُّ طَرَفَيْهِ أَسْرَعُ أَرادَ حَلْقَه ودُبُرَه، أَي أَصابَه القَيْءُ والإِسْهالُ، فَلم أَدْرِ أَيُّهُما أَسْرَعُ خُروجاً من كَثْرَتِهِ. وَمن المَجازِ: جاءَ بأَطْرافِ العَذارَى: أَطْرافُ العَذارَى: ضَرْبٌ من العِنَبِ أَبْيَضُ رِقاقٌ يكون بالطّائِفِ، يُقال: هَذَا عُنْقُودٌ من الأَطْرافِ، كَذَا فِي الأَساس، وفِي اللِّسان: أَسْوَدُ طُوالٌ كأَنّه البَلُّوطُ، يُشبَّه بأَصابِع العَذارى المُخَضَّبَةِ لطُولِه، وعُنْقُودُه نَحْو الذِّراع. وذُو الطَّرَفَيْنِ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ السُّودِ لَهَا إِبْرَتانِ، إِحْداهُما فِي أَنْفِها، والأُخرَى فِي ذَنَبِها يُقال: إِنّها تَضْرِبُ بهما فَلَا تُطْنِي الأَرْضَ. والطَّرَفاتُ، مُحَرَّكَةً: بَنُو عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ الطّائِيِّ قُتلوا بصِفِّينَ مَعَ عَليٍّ كَرّم اللهُ وَجْهَه وهم: طَرِيفٌ كأَمِير، وَطَرَفَةُ مُحَرَّكةً ومُطَرِّفٌ)
كمُحدِّث. قلتُ: وَفِي بني طَيِّئٍ طريفُ بنُ مالِك بن جثدْعانَ، الَّذِي مَدَحه امرُؤُ القَيْسِ: بَطْنٌ.
وابنُ أَخيهِ: طَرِيفُ بنُ عَمْرِو بن ثُمامَةَ بنِ مالِكٍ. وطَرِيفُ بنُ حُيَيٍّ بنِ عَمْرِو بنِ، سِلسِلة، وَغَيرهم. وطَرِفَت، كَفرِحَ طَرَفاً: إِذا رَعَتْ أَطْرافَ المَرْعَى، وَلم تَخْتَلِطْ بالنُّوقِ، كتَطَرَّفَتْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:
(إِذا طَرِفَتْ فِي مَرْتَعٍ بَكَراتُها ... أَو اسْتَأْخَرَتْ عنْها الثِّقالُ القَناعسُ)
والطَّرِفُ، ككَتفٍ: ضدُّ القُعْدُدِ وَفِي الصِّحاحِ: نَقيضُ القُعْدُدِ، وَفِي المُحْكَم: رَجُلٌ طَرِفٌ: كثيرُ الآباءِ إِلى الجدِّ الأَكْبَرِ، لَيْسَ بذِي قُعْدُد، وَقد طَرُفَ طَرافَةً، والجمعُ: طَرِفُونَ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ فِي كَثيرِ الآباءِ فِي الشَّرَفِ للأَعْشَى:
(أَمِرُونَ وَلاّدُونَ كُلَّ مُبارَكٍ ... طَرِفُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعدُدِ) والطَّرِفُ أَيضاً: مَنْ لَا يَثْبُتُ على امْرأَةٍ وَلَا صاحبٍ نَقله الجوهريُّ. والطَّرِفُ أَيْضا: ع، على ستَّةٍ وثَراثِينَ مِيلاً من المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصلاةِ وَالسَّلَام، قَالَه الواقِدِيُّ. وناقَةٌ طَرِفَةٌ، كفَرِحةٍ: لَا تَثْبُتُ على مَرْعىً واحِدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ناقَةٌ طَرِفَةٌ: إِذا كَانَت تُطْرِفُ الرياضَ رَوْضَةً بعدَ رَوْضَةٍ. وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الطَّرِفَةُ من الإِبِلِ: الَّتِي تَحاتَّ مُقَدَّمُ فِها هَرَماً كَمَا فِي العُباب. وَفِي الحَديثِ: كانَ إِذا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْل بَيْتِه لم تَزَلِ البُرْمَةُ على النارِ ونصُّ اللِّسانِ: لم تُنْزَلِ البُرْمَةُ حتَّى يَأْتِيَ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ: أَي البُرْءِ أَو المَوْتِ أَي، حَتى يُفِيقَ من عِلَّتِه أَو يَمُوتَ، وإِنَّما جَعَل هذينِ طَرَفَيهِ لأَنَّهُما غايَتَا أَمْرِ العَلِيلِ فِي عِلَّتِه، فالمُرادُ بالطَّرَفِ هُنَا: غايَةُ الشيءِ ومُنْتَهاه وجانِبُه. والطِّرافُ ككِتابٍ: بيْتٌ من أَدَمٍ ليسَ لَهُ كِفاءٌ، وَهُوَ من بُيوتِ الأَعرابِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: كانَ عَمْرٌ ولمُعاوِيَةَ كالطِّرافِ المُمَدَّك، وقالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
(رَأَيْتُ بنِي غَبْراءَ لَا يُنْكِرُونَنِي ... وَلَا أَهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ)
والطِّرافُ أَيضاً: مَا يُؤْخَذُ من أَطْرافِ الزَّرْعِ نَقله ابنُ عبّادٍ. والطِّرافُ أَيضاً: السِّبابُ وَهُوَ مَا يَتَعاطاه المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيضِ والتَّلْوِيحِ والإِيماءِ دونَ التَّصْرِيحِ، وَذَلِكَ أَحْلَى وأَخَفُّ وأَغْزَلُ، وأَنْسبُ من أَنْ يَكونَ مشافَهةً وكشْفاً، ومُصارحةً وجَهْراً. ويُقالُ: تَوارَثُوا المَجْدَ طِرافاً: أَي عَن شَرَفٍ عَن ابنِ عبّادٍ، وَهُوَ نقيضُ التِّلادِ. وَقد أَغْفَلَهُ عِنْد نَظائِرِه. والمِطْرافُ: النّاقَةُ الَّتِي لَا تَرْعَى مَرْعىً حَتَّى تَسْتَطْرِفَ غيرَه عَن الأَصْمَعِيِّ. والمُطْرَفُ كمُكْرَمٍ هَكَذَا فِي)
سائِر النُّسَخِ، والصوابُ: كمِنْبَرٍ ومُكْرَمٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبابِ واللِّسانِ، فالاقْتِصارُ على الضَّمّ قُصورٌ ظاهِرٌ، وَهُوَ: رِداءٌ مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعٌ ذُو أَعْلامٍ ج: مَطارِفُ وقالَ الفَرّاء: المِطْرَفُ من الثِّيابِ: الَّذِي جُعلَ فِي طَرَفَيْه عَلَمانِ، والأَصْلُ مُطْرَفٌ بِالضَّمِّ، فكَسَرُوا الميمَ ليكونَ أَخَفَّ، كَمَا قالُوا: مِغْزَلٌ، وأَصْله مُغْزَل، من أُغْزِلَ: أَي أُدِيرَ، وَكَذَلِكَ المِصْحَفُ والمِجْسَدُ، ونَقَل الجوهريُّ عَن الفَرّاءِ مَا نَصُّه: أَصْلُه الضمُّ لأَنَّه فِي المَعْنَى مَأْخُوذٌ من أُطْرِفَ، أَي، جُعِلَ فِي طَرَفَيْهِ العَلَمانِ، ولكِنَّهم استَثْقَلوا الضَّمّةَ فَكَسَرُوهُ. قُلتُ: وَقد رُوِيَ أَيضاً بفَتْح المِيمِ، نَقله ابنُ الأَثِيرِ فِي تفسيرِ حَديثِ: رأَيْتُ على أَبي هُرَيْرَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ فَهُوَ إِذاً مُثَلَّثٌ، فافْهَمْ ذَلِك.
وطَرّافٌ كشَدّادٍ: عَلَمٌ. ويُقالُ: أَطْرَفَ البَلَدُ: إِذا كثُرَت طَرِيفَتُه وَقد مَرَّ ذكرُها. وأَطْرَفَ الرَّجُلُ: طابَقَ بينَ جَفْنَيْهِ عَن ابنِ عَبّادٍ. وأَطْرَفَ فُلاناً: أَعْطاهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدٌ قَبْلَكَ هَكَذَا فِي سَائِر النسخِ، والصوابُ مَا لم يُعْطِهِ أَحَداً قبْلَه، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسان. ويُقال: أَطْرَفْتُ فُلاناً: أَي أَعْطَيْتُه شَيْئاً لم يَمْلِكْ مِثْلَه، فأَعْجَبَه. والاسْمُ الطُّرْفَةُ، بالضَّمِّ قالَ بعضُ اللُّصُوص بعدَ أَن تَابَ:
(قُلْ للُّصُوصِ بَني اللَّخْناءِ يَحْتَسِبُوا ... بُرَّ العِراقِ، ويَنْسَوْا طُرْفَةَ اليَمَنِ)
ومُطْرَفٌ، كُمُكْرَمٍ: لَقَبُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِمْرِو بنِ عُثْمانَ بنِ عَفّان، لُقِّبَ بِهِ لحُسْنِه: وكُنْيَتُه أَبو محمَّدٍ، ويُلَقَّبُ أَيضاً بالدِّيابجِ لجَمالِه، رَوَى عَن أَبيه. ويُقال: فَعَلْتُه فِي مُطَرَّفِ الأَيّامِ، كُعَظَّمٍ، وَفِي مُسْتَطْرَفِها أَي: فِي مُسْتَأْنَفِها نَقله الجَوْهريُّ والصاغانيُّ.
والمُطَرَّفُ، كمُعَظَّمٍ، من الخَيْلِ: الأَبْيَضُ الرَّأْسِ والذَّنَبِ وسائِرُ جَسَدِه يُخالِفُ ذَلِك أَو أَسْوَدُهُما وسائِرُه مُخالِفٌ ذلِك كِلاَ القَولَيْنِ نقلَهما الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: من الخَيْلِ أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ، وَهُوَ الَّذِي رَأْسُه أَبيَضُ، وكذلِكَ إِذا كانَ ذَنَبُه وَرأْسُه أَبْيَضَيْنِ، فَهُوَ أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ. والمُطَرَّفَةُ بهاءٍ: الشّاةُ اسْودَّ طَرَفُ ذَنَبِها وسائِرُها أَبْيَضُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَو هِيَ البَيْضَاءُ أَطْرافِ الأُذُنَيْنِ وسائِرُها أَسْوَدُ، أَو سَوْداؤُهُما وسائِرُها أَبيضُ. وطَرَّفَ فُلانٌ تَطْريفاً: إِذا قاتَلَ حَوْلَ العسْكَرِ لأَنَّه يَحْمِلُ على طَرَفٍ منهُمْ فَيَرَدُّهُم إِلَى الجُمْهُور، كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي المُحْكَم: قاتَلَ على أَقْصاهُم وناحِيَتهم وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ مُطَرِّفاً وقِيلَ: المُطَرِّفُ: هُوَ الَّذِي يُقاتِلُ أَطْرافَ النّاسِ.
وطَرَّفَ البَعِيرُ، ذَهَبَتْ سِنُّه هَرَماً. وطَرَّفَ على الإِبِلِ: رَدَّ على أَطْرافِها. وطَرَّفَ الخَيْلَ تَطْرِيفاً: رَدَّ أَوائِلَها على أَواخِرِها، وقَوْلُ ساعِدَةَ الهُذَلِيِّ:
(مُطَرّفٍ وَسْطَ أُولَى الخَيْل مُعْتَكِرٍ ... كالفَحُل قرْقَر وَسْطَ الهَجْمَةِ القَطِيمِ)
) يُرْوَى بكسْرِ الرّاءِ وبفَتْحِها، ومَعْنَى الكَسْرِ: الَّذِي يَرُدُّ أَطْرافَ الخَيْل والقَوْمِ، وَروى الجُمحيُّ بفَتْحها، أَي مُرَدَّدٌ فِي الكَرَمِ. وَقَالَ المُفَضَّل: التَطْرِيفُ: أَنْ يردَّ الرّجُلُ على أُخْرَيَاتِ أَصْحابِهِ، يُقال: طَرَّفَ عَنّا هَذَا الفارِسُ، قَالَ مُتَمِّمٌ رَضِي الله عَنهُ: (وقَدْ عَلِمَتْ أُولَى المُغِيرَة أَنَّنا ... نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقَصاتِ السَّوابِقا)
وطَرَّفَت المَرْأَةُ أَصابِعِها بالحِنّاءِ. ومُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مُطَرِّفٍ كمُحَدِّثٍ ابْن سُلَيْمانَ بنِ يَسارٍ، مولى مَيْمُونَةً الهِلالِيَّة، أَبُو مُصْعَبٍ الهِلالِيُّ، ثمَّ اليَسارِيُّ المَدَنِيُّ الفَقِيهُ شَيْخُ البُخارِيّ ماتَ سنَةَ عشرينَ ومائتينِ، قيلَ: مولدُه سنة سَبْعٍ وثَلاثِينَ وَمِائَة. ومُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ الله بنِ الشِّخِّيرِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبٍ العامِرِيُّ الحَرَشِيُّ، أَبو عبدِ الله البَصْرِيُّ، تابِعِيٌّ ثِقَةٌ عابدٌ فَاضل، يُقالُ: وُلِدَ فِي حياةِ رسولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلّم، يَرْوِي عَن أَبيهِ وأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَات عُمَرُ وَهُوَ ابنُ عِشْرِينَ سَنَةً، رَوَى عَنهُ قَتادَةُ وأَبُو التيّاحِ، ماتَ بعد طاعونِ الجارِفِ سنة تسعٍ وسِتِّينَ، وقِيلَ سبْعٍ وثَمانينَ، وكانَ أَكبَر من الحَسَنِ بِعِشْرِينَ سنة، كَذَا فِي الثِّقاتِ لابْنِ حبّانَ، وَفِي أَسماءِ رِجالِ الصَّحِيحِ ماتَ سنة خمسٍ وتسْعينَ، فانظُره. ومُطرِّفٌ بنُ طَرِيف الكُوفي، أَبو بكْرٍ الحارِثِيُّ مَاتَ سنَةَ ثلاثٍ، وَقيل: إِحْدَى، وَقيل: اثْنَتَيْنِ وأَربَعينَ ومِائة. ومثطَرِّفُ بنُ مَعْقِل يَرْوِي عَن ثابِتٍ. ومُطَرِّفُ بنُ مازِنٍ أَبو أَيّوُبَ الصَّنْعانيّ الكِنانِي، قَاضِي اليَمَن، يروي عَن مَعْمَرٍ وابنِ جُرَيْجٍ: مُحَدِّثُون وَقد ضُعِّفَ الأَخِيران. وفاتَه من ثِقات التّابِعِين: مُطرِّفُ بنُ عَوْفٍ الَّذي يَرْوِي عَن أَبي ذَرّ. ومُطَرِّفُ بنُ مَالك الَّذِي رَوَى عَنهُ مُحمّدُ بنُ سيرِينَ. ومُطَرِّفٌ العامِرِيُّ الَّذِي رَوَى عَنهُ سَعيدُ بنُ هِنْد، ذكَرَهم ابنُ حِبَّان فِي الثِّقاتِ. واطَّرَفْتُ الشَّيْءَ، كافْتَعَلْتُ: اشْتَرَيْتُه حَدِيثاً يُقال: بَعِيرٌ مُطَّرِفٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشَدَ لذِي الرُّمَّة:
(كأَنَّني مِنْ هَوَى خَرْفاءَ مُطَّرَفٌ ... دامِي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْو مَهْيُومُ)
أَرادَ أَنَّه مِنْ هَواها كالبَعِيرِ الذِي اشْتُرِيَ حَدِيثاً، فَلَا يزالُ يَحِنُّ إِلى أُلاّفِهِ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: المُطَّرَفُ: الَّذِي اشْتُرِي من بَلَدٍ آخَر، فَهُوَ يَنْزِعُ إِلى وَطَنِه. واخْتَضَبَت المَرْأَةُ تَطاريفَ: أَي أَطْرافَ أَصابِعها نَقَله الصّاغانيُّ. واسْتَطْرَفَه: عَدَّهُ طَرِيفاً نَقَله الجوهريُّ. واسْتَطْرَفَ الشَّيْءَ: اسْتَحْدَثَه نَقَلَهُ الجوهريُّ أَيضاً: وَمِنْه المالُ المُسْتَطْرَفُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الطَّرْفُ من العَيْنِ: الجَفْنُ. والطَّرْفُ: إِطْباقُ الجَفْنِ على الجَفْنِ. وطَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقِيل: حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَر. وطَرَفَه يَطْرِفُه، وطَرَّفَه، كِلاهُما: إِذا أَصابَ طَرْفَه، والاسمُ الطُّرْفَةُ. وعَيْنٌ طَرِيفٌ:) مَطْرُوفَةٌ. والطِّرْفُ، بالكسرِ من الخَيْلِ: الطَّوِيْلُ القَوائِمِ والعُنُقِ، المُطَرَّفُ الأُذُنَيْنِ. وتَطْرِيفُ الأُذُنَيْنِ: تَأْلِيلُهُما، وَهُوَ دِقَّةُ أَطْرافِهِما. وقالَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ: خيرُ الكَلامِ مَا طَرُفَتْ مَعانِيه، وشَرُفَت مَبانِيه، والتَذَّهُ آذانُ سامِعِيه. وطِرَافٌ: جمعُ طَرِيفٍ، كظَرِيفٍ وظِرافٍ، أَو طارِفٍ، كصاحِبٍ وصِحابٍ، أَو لُغَةٌ فِي الطَّرِيفِ، وبكُلٍّ مِنْهَا فُسِّرَ قولُ الطِّرِمَّاح:
(فِدىً لفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ ... وزِمّانَ التِّلادُ معَ الطِّرافِ) والوَجْهُ الأَخيرُ أَقيسُ لاقْتِرانِه بالتِّلادِ. وأَطْرَفَه: أَفادَه المالَ الطّارِفَ، وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابِيُّ:
(تَئِطُّ وتَأْدُوها الإِفالُ مُرِبَّةً ... بأَوْطانِها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائِلِ)
قالَ: مُطْرَفاتٌ: أُطْرِفُوها غَنِيمةً من غَيرهم. ورَجُلٌ مُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لَا يَثْبُت على أَمْرٍ.
وطَرَفَه عَنّا شُغُلٌ: حَبَسَه. وطَرَفَه: إِذا طَرَدَه، عَن شَمِرٍ. واسْتَطْرَفَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ: اخْتَارَتْه، وَقيل: اسْتَأْنَفَتْه. والطَّرِيفُ الَّذِي هُوَ نَقيضُ القُعْدُدِ يُجْمَعُ على طُرُفٍ، بضمَّتَيْنِ، وطُرَفٍ بضمٍّ فَفَتْحٍ، وطُرّافٍ كرُمَانٍ، الأَخيرانِ شاذّانِ، وَمن الأَوًّلِ قولُ الأَعْشَى:
(هُمُ الطُّرُفُ البادُو العَدُوِّ، وأَنْتُمُ ... بقُصْوَى ثَلاثٍ تَأْكُلُون الوقائِصَا)
هَكَذَا فسَّرَهُ ابنُ الأَعرابِيُّ. والإِطْراف: كثرةُ الآباءِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: هُوَ أَطْرَفُهم: أَي أَبْعَدُهُم من الجَدِّ الأَكْبَرِ. قَالَ ابنُ بَرِّي: والطُّرْفَى فِي النَّسَب: مَأْخُوذٌ من الطَّرَفِ، وَهُوَ البُعْدُ، والقُعْدَى أَقْرَبُ نَسَباً إِلى الجَدِّ من الطُّرْفَى، قالَ: وصَحَّفَه بانُ وَلاّدٍ، فقالَ: الطَّرْقَى بِالْقَافِ. وَفِي حَديث عَذابِ القَبْرِ: كَانَ لَا يتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لَا يتَباعدُ، من الطَّرَف: الناحيَة. وتَطَرَّفَ عَلَى القَوْمِ: أَغارَ. وَتَطَّرفَ الشيءُ: صارَ طَرَفاً. والأَطْرافُ: الأَصابعُ، وَلَا تُفْرَدُ الأَطْرافُ إِلاّ بالإِضافَة، كقولِك: أَشارَتْ بطَرَفِ إِصْبعِها، وأَنشد الفَرّاءُ: يُبْدينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ قَالَ الأَزْهَرِيُّ: جعل الأَطْرافَ بمَعْنَى الطَّرَف الواحدِ، وَلذَلِك قالَ: عَنَمَه، وَفِي الحَدِيثِ: إِنَّ إِبْراهيمَ عَلَيْهِ السّلام جُعِلَ فِي سَرَبٍ وَهُوَ طِفْلٌ، وجُعِلَ رِزْقُه فِي أَطْرافه أَي: كَانَ يَمَصُّ أَصابعَه، فيَجِدُ فِيهَا مَا يُغَذِّيه. وطَرَّفَ الشَّيْءَ، وتَطَرَّفَه: اخْتارَهُ، قَالَ سُويْدٌ العُكْلِيُّ:
(أُطرِّفُ أَبْكاراً كأَنَّ وُجُوهَها ... وُجُوهُ عَذارَى حُسِّرَتْ أَنْ تُقَنَّعَا)
وكلُّ مُختارٍ: طَرَفٌ، محركةً، والجمعُ أَطْرافٌ، قَالَ:
(أَخَذْنا بأَطْراف الأَحاديثِ بَيْنَنا ... وسالَتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأَباطحُ)

وَقَالَ ابنُ سيدَه: عَنَى بأَطْرافِ الأَحاديثِ مَا يَتَعاطاهُ المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيض والتَّلْوِيحِ. وطَرائِفُ الحَدِيثِ: مُختارُهُ أَيضاً كأَطْرافِهِ، قَالَ:
(أَذْكُرُ من جارِتي ومَجْلِسِها ... طَرائِفاً من حدِيثِها الحَسَنِ)

(ومِنْ حَديثٍ يَزِيدُنِي مِقَةً ... مَا لِحَدِيثِ المَوْمُوقِ من ثَمَنِ)
والطَّرَفُ، مُحَرَّكةً: اللَّحْمُ. ويُقال: فُلانٌ فاسدُ الطَّرَفَيْنِ: إِذا كَانَ خَبِيثَ اللِّسانِ والفَرْجِ. وَقد يكونُ طَرَفا الدّابَّةِ: مُقَدَّمَها ومُؤُخَّرَها، قَالَ حُمَيدُ بنُ ثورٍ يصفُ ذِئْباً وسُرعَتَه:
(تَرضى طَرَفَيْهِ يَعْسِلانِ كِلاهُما ... كَمَا اهْتَزَّ عُودُالسّاسَمِ المُتَتابِعُ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: والطَّرَفانِ: والطَّرَفانِ فِي المَدِيدِ: حَذْفُ أَلفِ فاعلاتُنْ ونونِها، هَذَا قولُ الخَلِيلِ، وإِنّما حُكْمُه أَن يَقُولَ: التَّطْرِيفُ: حذفُ أَلِفِ فاعلاتُنْ ونونِها،عبدُ الرّحمنِ وعَبْدُ اللهِ، رَوى عَن الخشوعي، ورَوى أَحمَدُ عَن الخَضْرِ بن طاوُسَ. وَقد سَمَّوْا مِطْرَفاً، كمِنْبَرٍ، مِنْهُم: مِطْرَفُ بنُ سَعْدِ بنِ مِطْرَف، وأَخوه عبدُ الوَهّابِ، سَمِعا من يُونُسَ بنِ يَحْيَى الهاشِمِيِّ بِمَكَّة،)
ذكرهمَا ابنُ سُلَيمٍ فِي تاريخِه. وأَبو جَعْفَرٍ محمَّدُ بنُ هارُونَ بنِ مُطَرَّفٍ كمُعَظَّمٍ المُطَرَّفِيّ عَن أَبي الأَزْهَرِ العَبْدِيّ. وأَبو أَحمدَ محمَّدُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ مُطَرَّفٍ المُطَرَّفِيّ الأَسْتَراباذِيّ، عَن أَبي سَعِيدٍ الأَشَجِّ.
ط ر ف : طَرَفَ الْبَصَرُ طَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَحَرَّكَ وَطَرْفُ الْعَيْنِ نَظَرُهَا وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وَطَرَفْتُ عَيْنَهُ طَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا أَصَبْتُهَا بِشَيْءٍ فَهِيَ مَطْرُوفَةٌ وَطَرَفْتُ الْبَصَر عَنْهُ صَرَفْتُهُ وَالطَّرَفُ النَّاحِيَةُ وَالْجَمْعُ أَطْرَافٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَطَرَّفَتْ الْمَرْأَةُ بَنَانَهَا تَطْرِيفًا خَضَّبَتْ أَطْرَافَ أَصَابِعِهَا وَالطَّرِيفُ الْمَالُ الْمُسْتَحْدَثُ وَهُوَ خِلَافُ التَّلِيدِ.

وَالْمُطْرَفُ ثَوْبٌ مِنْ خَزٍّ لَهُ أَعْلَامٌ وَيُقَالُ ثَوْبٌ مُرَبَّعٌ مِنْ خَزٍّ وَأَطْرَفْتُهُ إطْرَافًا جَعَلْتُ فِي طَرَفَيْهِ عَلَمَيْنِ فَهُوَ مُطْرَفٌ وَرُبَّمَا جُعِلَ اسْمًا بِرَأْسِهِ غَيْرَ جَارٍ عَلَى فِعْلِهِ وَكُسِرَتْ الْمِيمُ تَشْبِيهًا بِالْآلَةِ وَالْجَمْعُ مَطَارِفُ وَطَرَّفْتُهُ تَطْرِيفًا مِثْلُ أَطَرَفْتُهُ وَالطُّرْفَةُ مَا يُسْتَطْرَفُ أَيْ يُسْتَمْلَحُ وَالْجَمْعُ طُرَفٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَطْرَفَ إطْرَافًا جَاءَ بِطُرْفَةٍ وَطَرُفَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ فَهُوَ طَرِيفٌ. 

طلع

(طلع) - في حديث الحَسَن: "أَنَّ هَذِه الأَنفُسَ طُلَعَةٌ" : أي مُسارِعَة إلى الأُمُور يَروِيه بَعضُهم بفَتْح الطَّاءِ وكَسْرِ الَّلام .
قال الأصمَعِىّ: هو بِضَمِّ الطاءِ وفَتحْ الَّلام: أي كَثِيرةُ التَّطُّلع إلى هَوَاهَا وما تَشْتَهيه حتى تُرْدِى صاحِبَها، وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ: تُبرِزُ رَأْسَها للنَّظَرِ وتؤَخِّره مَرَّةً بعد أُخرَى.
- في حديث سَيف بن ذى يَزَن: "أَطلعتُك طِلْعَه"
: أي أَعْلمتُكَه، والطِّلْع - بالكَسْر - الاسمُ، من قَولِهم: اطَّلَع على الشىّءِ، إذا أشرَف عليه أو عَلِمَه. وهو بِطِلَع الوَادِى: أي بحذائِه. والطَّلْع: وِعاءُ مَبْدأ البُسْر والتَّمرِ.
- في الحديث: "كان كِسْرَى يَسْجُد للطَّالِع"
الطَّالِع ها هُنَا من السِّهامِ؛ الذي يُجاوِز الهَدَف ويعَلوه، وقد أَطلعَه الرَّامِى وكانوا يَعُدُّونه كالمُقَرطِس، وسُجُودُه له أن يَتَطامَن له إذا رَمَى: أي يُسلِم لِرامِيه ويَسْتَسْلم.
- في صِفَة القرآن: "لكل حدٍّ مُطَّلَع"
قال ابن خُزَيْــمة: أي مُنْتَهَك يَنْتَهكه مُرْتكِبه. ومعَنَى الحديث: أَنَّ الله تَعالَى لم يُحرِّم حُرمَةً إلاَّ عَلِم أن سَيَطَّلِعُها مُسْتَطلِع.
وقال أبو عبيد: أي لكل حَدٍّ مَصْعَد: أي يُصْعَد منه في مَعِرفَة عِلمِه. والمُطَّلع : المَصْعَد من أَسفَل إلى المكانِ المُشْرِف، وهذا من الأَضْدَادِ.
وقال الحسن: أي جَماعَة يَطَّلعُون يعملون به.
(طلع) النّخل خرج طلعه والكيل وَنَحْوه ملأَهُ
(طلع)
الشَّمْس أَو الْكَوْكَب طلوعا بدا وَظهر من علو. وَيُقَال: طلع مِنْهُ أَو فِيهِ على كَذَا عرفه فِيهِ وَالنَّخْل خرج طلعها وَعَلِيهِ أقبل وهجم وأتى فَجْأَة وَعنهُ غَابَ حَتَّى لَا يرَاهُ والسهم وَنَحْوه عَن الهدف جاوزه وَالشَّيْء وَفِيه علاهُ وَصعد فِيهِ وَالْمَكَان بلغه وقصده
[طلع] نه: فإنه لا يربع على "ظلعك" من ليس يحزنه أمرك، هو بالسكون العرج، من ظلع فهو ظالع، أي لا يقيم عليك حال ضعفك وعرجك إلا من يهتم لأمرك ويحزنه أمرك، وربع في المكان إذا أقام به. ومنه: ولا العرجاء البين "ظلعها". وح على يصف الصديق: علوت إذا "ظلعوا"، أي انقطعوا وتأخروا لتقصيرهم. وح: ليستأن بذات النقب و"الظالع"، أي بذات الجرب والعرجاء. وفيه: أعطى قومًا أخاف "ظلعهم"، هو بفتح لام أي ميلهم عن الحق وضعف إيمانهم، وقيل: ذنبهم، وأصله داء في قوائم الدابة تغمز منها، ورجل ظالع أي مائل مذنب. ك: أخاف "طلعهم"- بفتحتين. غ: ومنه: أربع على "ظلعك"، أي ارفق بنفسك أي أنك ضعيف فانته عما لا تطيقه.
طلع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحسن لِأَن أعلم أَنِّي بريءٌ من النِّفاق أحَبُّ إليّ من طِلاع الأَرْض ذَهَبا. قَالَ الْأَصْمَعِي: طِلاع الأَرْض مِلْؤُها يُقَال: قَوس طِلاع الكفَّ إِذا كَانَ عَجْسها يمْلَأ الْكَفّ قَالَ أَوْس بن حجر يصف قوسا: (الطَّوِيل)

كَتُومٌ طِلاعُ الكفّ لَا دون مِلئها ... وَلَا عَجْسها عَن مَوضِع الكفِّ أفْضَلا

قَالَ أَبُو عبيد: وأحسب الطَّلاع إِنَّمَا هُوَ أَن يُطالع الشَّيْء بالشَّيْء حَتَّى يُساويه فَجعل مِلأ الأَرْض يُسَاوِي أَعْلَاهَا وَكَذَلِكَ مَا أشبهه. 
طلع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين قَالَ عِنْد مَوته: لَو أنّ لي مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا لافتديت بِهِ من هول المُطَّلع. قَالَ الْأَصْمَعِي: المطلع هُوَ مَوضِع الِاطِّلَاع من إشراف إِلَى انحدار. قَالَ أَبُو عبيد: فشبّه مَا أشرف عَلَيْهِ من أَمر الْآخِرَة بذلك وَقد يكون المطلع المصعد من أَسْفَل إِلَى الْمَكَان المشرف وَهَذَا من الأضداد. وَمِنْه حَدِيث عبد الله فِي ذكر الْقُرْآن: لكلّ حرف مِنْهُ حدّ ولكلّ حدّ مُطَّلَع. قيل: مَعْنَاهُ لكل حدّ مَصْعَد يصعد إِلَيْهِ يَعْنِي فِي معرفَة علمه وَمِنْه قَول جرير ابْن الخطفي: [الْكَامِل]

إِنِّي إِذا مُضَرٌ عليّ تّحَدَّبَتْ ... لاقيتُ مُطَّلَع الجِبالِ وُعُورا

يَعْنِي مَصْعدها. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: قَوْله: لكل حدّ مُطَّلَع يَقُول: مأتيً يُؤْتى مِنْهُ وَهُوَ شَبيه الْمَعْنى بالْقَوْل الأول يُقَال: مُطَّلع هَذَا الْجَبَل من مَكَان كذاوكذا أَي مصعده ومأتاه.
طلع
طَلَعَ الشمسُ طُلُوعاً ومَطْلَعاً. قال تعالى:
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
[طه/ 130] ، حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
[القدر/ 5] ، والمَطْلِعُ: موضعُ الطُّلُوعِ، حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ
[الكهف/ 90] ، وعنه استعير: طَلَعَ علينا فلانٌ، واطَّلَعَ. قال تعالى: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ
[الصافات/ 54] ، فَاطَّلَعَ
[الصافات/ 55] ، قال: فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى
[غافر/ 37] ، وقال: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ [مريم/ 78] ، لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى
[القصص/ 38] ، واسْتَطْلَعْتُ رأيَهُ، وأَطْلَعْتُكَ على كذا، وطَلَعْتُ عنه: غبت، والطِّلاعُ: ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ والإنسان، وطَلِيعَةُ الجيشِ: أوّل من يَطْلُعُ، وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ : تُظْهِرُ رأسَها مرّةً وتستر أخرى، وتشبيها بالطُّلُوعِ قيل: طَلْعُ النَّخْلِ.
لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ
[ق/ 10] ، طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ
[الصافات/ 65] ، أي: ما طَلَعَ منها، وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ
[الشعراء/ 148] ، وقد أَطْلَعَتِ النّخلُ، وقوسٌ طِلَاعُ الكفِّ: ملءُ الكفِّ.
(ط ل ع) : (طُلُوعُ) الشَّمْسِ مَعْرُوفٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ كُلُّ مَا بَدَا لَكَ مِنْ عُلُوٍّ فَقَدْ طَلَعَ (وَقَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) حَتَّى تَطْلُعَ الدَّرْبَ قَافِلًا أَيْ تَخْرُجَ مِنْهُ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الْجَارِّ أَوْ مِنْ (طَلَعَ) الْجَبَلَ إذَا عَلَاهُ (وَأَطْلَعَ) مِنْ بَابِ أَكْرَمَ لُغَةٌ فِي اطَّلَعَ بِمَعْنَى أَشْرَفَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الَّتِي اطَّلَعَتْ فَهِيَ طَالِقٌ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ (وَالطَّلِيعَةُ) وَاحِدَةُ الطَّلَائِعِ فِي الْحَرْبِ وَهُمْ الَّذِينَ يُبْعَثُونَ لِيَطَّلِعُوا عَلَى أَخْبَارِ الْعَدُوِّ وَيَتَعَرَّفُوهَا قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ وَقَدْ يُسَمَّى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فِي ذَلِكَ طَلِيعَةً وَالْجَمِيعُ أَيْضًا إذَا كَانُوا مَعًا (وَفِي كَلَامِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -) الطَّلِيعَةُ الثَّلَاثَةُ وَالْأَرْبَعَةُ وَهِيَ دُونَ السَّرِيَّةِ (وَالطَّلْعُ) مَا يَطْلُعُ مِنْ النَّخْلَةِ وَهُوَ الْكِمُّ قَبْلَ أَنْ يَنْشَقَّ وَيُقَالُ لِمَا يَبْدُو مِنْ الْكِمِّ طَلْعٌ أَيْضًا وَهُوَ شَيْءٌ أَبْيَضُ يُشْبِهُ بِلَوْنِهِ الْأَسْنَانَ وَبِرَائِحَتِهِ الْمَنِيَّ وَقَوْلُهُ) طَلْعُ الْكُفُرَّى إضَافَةُ بَيَانٍ وَأَطْلَعَ النَّخْلُ خَرَجَ طَلْعُهُ (وَأَطْلَعَ) نَبْتُ الْأَرْضِ خَرَجَ (وَطِلَاعُ الْإِنَاءِ) مِلْؤُهُ لِأَنَّهُ يَطْلُعُ مِنْ نَوَاحِيهِ عِنْدَ الِامْتِلَاءِ.
ط ل ع : طَلَعَتْ الشَّمْسُ طُلُوعًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَمَطْلِعًا بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا وَكُلُّ مَا بَدَا لَك مِنْ عُلُوٍّ فَقَدْ طَلَعَ عَلَيْكَ وَطَلَعْتُ الْجَبَلَ طُلُوعًا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْ عَلَوْتُهُ وَطَلَعْتُ فِيهِ رَقَيْتُهُ وَأَطْلَعْتُ زَيْدًا عَلَى كَذَا مِثْلُ أَعْلَمْتُهُ وَزْنًا وَمَعْنًى فَاطَّلَعَ عَلَى افْتَعَلَ أَيْ أَشْرَفَ عَلَيْهِ وَعَلِمَ بِهِ وَالْمُطَّلَعُ مُفْتَعَلٌ اسْمُ مَفْعُولٍ مَوْضِعُ الِاطِّلَاعِ مِنْ الْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ إلَى الْمُنْخَفِضِ وَهَوْلُ الْمُطَّلَعِ مِنْ ذَلِكَ شَبَّهَ مَا يُشْرِفُ عَلَيْهِ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ بِذَلِكَ وَالطَّلِيعَةُ الْقَوْمُ يُبْعَثُونَ أَمَامَ الْجَيْشِ يَتَعَرَّفُونَ طِلْعَ الْعَدُوِّ بِالْكَسْرِ أَيْ خَبَرَهُ وَالْجَمْعُ طَلَائِعُ.

وَالطَّلْعُ بِالْفَتْحِ مَا يَطْلُعُ مِنْ النَّخْلَةِ ثُمَّ يَصِيرُ ثَمَرًا إنْ كَانَتْ أُنْثَى وَإِنْ كَانَتْ النَّخْلَةُ ذَكَرًا لَمْ يَصِرْ ثَمَرًا بَلْ يُؤْكَلُ طَرِيًّا وَيُتْرَكُ عَلَى النَّخْلَةِ أَيَّامًا مَعْلُومَةً حَتَّى يَصِيرَ فِيهِ شَيْءٌ أَبْيَضُ مِثْلُ الدَّقِيقِ
وَلَهُ رَائِحَةٌ ذَكِيَّةٌ فَيُلْقَحُ بِهِ الْأُنْثَى وَأَطْلَعَتْ النَّخْلَةُ بِالْأَلِفِ أَخْرَجَتْ طَلْعَهَا فَهِيَ مُطْلِعٌ وَرُبَّمَا قِيلَ مُطْلِعَةٌ وَأَطْلَعَتْ أَيْضًا طَالَتْ. 

طلع


طَلَعَ(n. ac. طُلُوْع)
a. Rose, appeared (sun); sprouted, shot up (
vegetation ); came through (tooth).
b. Ascended (mountain).
c.
(n. ac.
طُلُوْع) ['Ala], Came to; came upon; fell upon.
d. Reached, arrived at.
e. ['An], Absented himself from.
f. [Min], Went out from; arose, originated from.
g. ['Ala], Knew, understood, mastered.
h. [ coll. ], Became; turned out
ended ill or well.
i. ['Ala] [ coll. ], Occurred to, came
into ( the mind of ).
طَلَّعَa. Sprouted, budded (palm-tree).
b. Filled (measure).
c. Raised; made to go up higher.
d. [Ala] [ coll. ], Looked at, saw
caught sight of.
طَاْلَعَa. Inspected, examined, surveyed; contemplated;
studied.
b. [acc. & Bi], Explained, expounded to.
أَطْلَعَa. Appeared, rose (star).
b. Sprouted, budded (plant).
c. [acc. & 'Ala], Acquainted with, informed of, communicated to
taught, imparted to.
d. [Ila], Conferred upon (benefit).
e. Vomited.
f. ['Ala], Came to; came upon.
تَطَلَّعَa. Was full (measure).
b. [Ila], Looked at; looked forward to, expected.
c. [Fī], Considered, contemplated, scrutinized, gazed upon.
d. ['Ala], Looked for, sought.
e. see VIII (a)
إِطْتَلَعَ
(ط)
a. Knew, was acquainted with; learned.
b. ['Ala], Saw, perceived; looked at, gazed upon; studied;
scrutinized; inspected, examined.
c. see I (c) (d).
إِسْتَطْلَعَa. Made inquiries about; sought to know, to find
out.

طَلْعa. Spadix; spathe ( of the palmtree ).
b. Number; quantity, measure.
c. see 2 (a)
طَلْعَةa. Aspect, look; face, countenance.
b. Ascent, acclivity; slope, incline.

طِلْعa. Height, acclivity.
b. Tract, region.

مَطْلَع
مَطْلِع
(pl.
مَطَاْلِعُ)
a. Place of rising ( of the stars & c. ).
b. Height; watch-tower.
c. Introduction ( of a poem ).
d. Ladder.

طَاْلِع
(pl.
طَوَاْلِعُ)
a. Rising; appearing.
b. New moon.
c. Early dawn.
d. Horoscope.
e. Arrow that overshoots the mark.
f. A kind of noria.

طِلَاْع
(pl.
طُلْع)
a. Measure; fulness.

طَلِيْعَة
(pl.
طَلَاْئِعُ)
a. Scout.
b. Advanced guard.

طُلُوْع
(pl.
طُلُوْعَات)
a. Rising, ascent.
b. [ coll. ], Pustule, gathering.

طُلَعَآءُa. Vomit.

N. Ag.
طَاْلَعَa. Student.

N. Ag.
إِطْتَلَعَa. Powerful; high, eminent.

طَوْلَع
a. see 43
[طلع] طَلَعَتِ الشمسُ والكوكبُ طُلوعاً ومَطْلِعاً ومطلعاً. والمَطْلَعُ والمَطْلِعُ أيضاً: موضعُ طلوعها. قال ابن السكيت: طَلَعْتُ على القوم، إذا أتيتهم. وقد طَلَعتُ عنهم، إذا غبتَ عنهم. وطَلِعْتُ الجبل بالكسر، أي علوته. وفى الحديث: " لا يهيدنكم الطالِعُ "، يعني الفجر الكاذب . واطَّلعتُ على باطن أمره، وهو افْتَعَلْتُ. وطالعه بكتبه. وطالعت الشئ، أي اطلعت عليه. وتطلعت إلى ورود كتابك. والطَلْعَةُ: الرؤية . والطَلْعُ: طَلْعُ النخلة. واطلعَ النخلُ، إذا خرج طلعُهُ. وأطْلَعْتُكَ على سِرِّي. ونخلةٌ مُطْلِعَةٌ أيضاً، إذا طالَتِ النخيلَ، أي كانت أطولَ من سائرها. وأَطلَعَ الرامي، أي جاز سهمُه من فوق الغَرَض. وأَطْلَعَ، أي قاء. والطلعاء، مثال الغلواء: القئ. واستطلعت رأى فلان. والطِلْعُ بالكسر: الاسم من الإطِّلاع. تقول منه: اطَّلِعْ طِلْعَ العدوِّ. ويقال أيضاً: كُنْ بطِلْعِ الوادي وطلع الوادي، بالفتح والكسر، كلاهما صواب. والمطلع: المأتى. يقال: أين مُطَّلَعُ هذا الأمر، أي مأتاه، وهو موضع الإطِّلاعِ من إشرافٍ إلى انحدارٍ. وفي الحديث: " مِنْ هَوْلِ المُطَّلع " شبَّه ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك. وطَليعَةُ الجيش: من يُبْعَثُ ليَطَّلِعَ طِلْعَ العدوِّ. وطِلاعُ الشئ: ملؤه. قال الشاعر يصف قوسا كتوم طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مِلْئِها * ولا عَجْسُها عن موضع الكَفِّ أفضلا * وقال الحسن: لان أعلم أنى برئ من النفاق أحبُّ إليَّ من طِلاعِ الأرض ذهبا. قال الاصمعي: طلاع الارض: ملؤها. ونفس طلعة، مثال همزة، أي تكثر التطلع للشئ. وكذلك امرأة طلعة. قال الزبرقان بن بدر: " إنَّ أَبْغَضَ كنائني إلى الطلعة الخبأة ". وطويلع: ماء لبنى تميم بالشاجنة ناحية الصمان. وقال : وأى فتى ودعت يوم طويلع * عشية سلمنا عليه وسلما
طلع
طَلَعَتِ الشَمْسُ طُلُوْعاً وطَلْعاً ومَطْلَعاً.
والمَطْلِعُ: المَكانُ. والوَقْت، وكذلك الطِّلاَع: ما طَلَعَت عليه الشَمْسُ من الأرْض.
وطَلَعَ علينا: هَجَمَ. وأقْبَلَ، طُلُوْعاً. وطَلْعَتُه: رُؤيتُه.
وطَلَعَ عَنّا طُلُوْعاً: أدْبَرَ. وأطْلَعَ رَأسَه واطلَعَ: أشْرَفَ على الشًيْء. والطَلاعُ: الاطَلاَع نَفْسُه. وأطْلَعْتُه على ما لم يَعْلَمْه، والاسْمُ: الطلْعُ؛ تقول: أطْلِعْني طِلْعَ هذا الأمْرِ.
وطالَعْتُه: أتَيْتَه فَعَرَفْتَ ما عِنده. والطلِيْعَةُ: الدَيدَبَانُ، يُقال لِوَاحد وجَمَاعَةٍ، والجَمع الطَلائع.
ونَفْسُه طُلَعَةٌ إلى هذا الأمْر وانَها لَتطًلع إليه: أي تُنَازعُ.
وامْرأةٌ طُلَعَة: تَنْظُر تارةً وتَنْتَحي أخْرى. وأطْلَعَتِ النًخْلَةُ: أخْرَجَت طَلْعَها، الواحدة: طَلْعَة، وهي شَحْمُها، ويُجْمَع الطلْعُ على الطلُوْع. وكذلك يُقال: أطْلَعَ نَبْتُ الأرض: أي خَرَجَ.
ونَخْلَة مُطْلِعَةٌ: التي إِذا طالَتِ النًخْلُ كانتْ أطْوَلَ منها.
والطلَعَاءُ: القَيء، وقد أطْلَعَ: أي قاءَ، وهو من: طَلَعْتُ كَيْلَه فَتَطَلًعَ: أي مَلأته ففاض.
وقَدَحٌ طِلاعٌ: أي مُمْتَلىء. وكذلك عَيْنٌ طِلاعٌ، ومنه: قَوْسٌ طِلاعٌ: أي يَمْلأ مقبضُها الكَف.
والطالِعُ من السهَام: الذي تَجَاوَزَ الغَرَضَ من أعْلاه شيئاً.
وفُلان بِطِلْع الوادي: أي بحِذَائه. والمَطْلَعُ: الطَريقُ في الجَبَل، يُقال: طَلَعْتُ الجَبَلَ وأطلَعْتُه: أي صَعِدْته. وأطْلَعْتُ من الجانب الآخَر: أي انْحدَرْت.
وفي مَثَل: " هو على مَطْلَع الثنِية ": أي ظاهِرٌ بارِز، ومِثْلُه: " الشَر يُلْقى مَطالِعَ الأكَم ".
وهو مُطلِعٌ لذلك الأمْر: أي عالٍ وقاهِر. ويُقال: عافَاكَ اللَهُ من رَجُل لم يَتَطَلَعْ في فِيّ: أي لم يَتَعَقًبْ كَلامي. والمُطلِعُ: الذي يَبْطِش ويُخَاصِم فوقَ قدْرِه. وهو يَتَطَلع: أي يَزِيْفُ في مِشْيته. وأخَذْتُ مالَه واسْتَطْلَعْتُه: ذَهَبْت به.
واسْتَطْلَعْتُ رَأْيَه: نَظَرْت ما عندَه. وطُويلِعُ: ماءٌ لِتميم.
[طلع] فيه: لكل حرف حد ولكل حد "مطلع"، أي لكل حد مصعد يصعد إليه من معرفة علمه، والمطلع مكان إطلاع من موضع عال، مطلع هذا الجبل من مكان كذا أي مأتاه ومصعده، وقيل: معناه أن لكل حد منتهكًا ينتهكه مرتكبه.حتى "تطلع" الثريا، أي مع الفجر الكاذب صباحًا ويقع في أول فصل الصيف عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز. ك: ثم "طلع" المنبر- بفتح لام، أي أتاه، وبكسرها أي علاه. وح: حيث "يطلع" قرنا الشيطان، أي من أهل المشرق، فإن الشيطان ينتصب في محاذاة المطلع ليطلع جانبي رأسه فيقع السجدة من عبدة الشمس له. والمطلع الطلوع، هو بفتح لام مصدر وبكسرها اسم مكان. ن: "طلعة" ذكر- بالإضافة، وهو غشاء عليه. بي: حتى "تطلع" الشمس من مغربها، طلوعها منه إما بانعكاس حركة الفلك أو بحركة نفسها. ز: أي بسرعة حركة نفسها من المغرب عكس حركتها الحسية بواسطة حركة الفلك الأعظم. بي: والأول أظهر، وهل يستمر طلوعها بقية عمر العالم أو يومًا فقط لم يرد فيه شيء ومر في تاب. ك: أين تذهب هذه أي الشمس "فتطلع" من مغربها، أي عند قيام الساعة، والحديث مختصر وهو أنها تذهب حتى تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن، يقال لها: ارجعي من حيث تطلع، فتطلع من مغربها، فظهر أن الاستئذان إنما هو بالطلوع عن المشرق. ط: إذا لقد كان يقوم حين "يطلع" الفجر، أي إذا كان كذا أي يطول في القراءة لقد كان يقوم في الصلاة أول الوقت في الغلس.
ط ل ع

طلعت الشمس ومطلعها، وللشمس مطالع ومغارب. وأطلعها الله تعالى.

ومن المجاز: طلع علينا فلان: هجم. وطلع عنا: غاب. وطلع فلان من بعيد. وما هذا الإنسانفي طالعة إبلكم: في أولها. وحيّا الله تعالى طلعتك. وطلعت المرأة من خبائها. وامرأة طلعة قبعة. وعن الزبرقان: أبغض كنائني إلى الطلعة الخبأة. وإن نفسك لطلعة إلى هذا الأمر. وإنها لتطلع إليه أي تنازع. وتطلعت إلى ورود كتابك. وطلع النخل وأطلع: أخرج طلعه. وطلع النبات واطلع: خرج. وطلع السهم عن الهدف: جاوزه، وسهم طالع: واقع فوق العلامة وهو يعدل بالمقرطس. قال المرار:

لها أسهم لا قاصرات عن الحشا ... ولا شاخصات عن فؤادي طوالع

ورمى فأطلع وأشخص إذا مر سهمه على رأس الغرض. وملأت له القدح حتى كاد يطلع من نواحيه، ومه: قدح طلاع: ملآن. وقوس طلاع الكف: عجسها يملأ الكف. قال أوس:

كتوم طلاع الكف لا دون ملئها ... ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا

وتطلع الماء من الإناء. وطلع كيله: ملأه جداً حتى تطلع. وعافى الله رجلاً لم يتطلع في فيك أي لم يتعقب كلامك. وعين طلاع: ملأى من الدمع. قال:

أمروا أمرهم لنوًى شطون ... فنفسي من ورائهم شعاع

وعيني يوم بانوا فاستمروا ... لنيّتهم وما ربعوا طلاع

ولو أن لي طلاع الأرض ذهباً. واستطلعت رأي فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:

ألمّا بذات الخال فاستطلعا لنا ... على العهد باق ودها أم تصرما

وأطلع فلان إذا قاء وهو الطلعاء. وأطلعني على الأمر. وأطلعتك طلعه. واطلعت عليه. وفلان يطلع الوادي وبلبب الوادي: بحذائه. وطلعت الجبل واطلعته: علوته. قال القطامي:

يخفون طوراً وأحياناً إذا طلعوا ... طوداً بدا لي من أجمالهم بادي

وقال الطرماح:

وأثنى ثنايا المجد لم نطلع لهاعلى رغم من لم يطلع منقب المجد ومطلع هذا الجبل من مكان كذا: مصعده. قال جرير:

إني إذا مضر عليّ تحدبت ... لاقيت مطلع الجبال وعورا

ومن أين مطلع هذا الأمر: من أين مأتاه. ولكل أمر مطلع إما وعر وإما سهل. وهو طلاع أنجد. وأعوذ بالله من هول المطلع: من هول ما يأتيه ويطلع عليه من أمر الآخرة. وهذا لك مطلع الأكمة أي حاضر بين ومعناه أنه قريب منك في مقدار ما تطلع الأكمة. ويقال: الشر يلقى مطالع الأكم أي بارزا مكشوفاً. واطلعته عيني: اقتحمته وازدرته. واطلعت الفجر: نظرت إليه حين طلع. قال:

إذا قلت هذا حين أسلو يهيجنينسيم الصبا من حيث يطلع الفجر وروي: يطلع أي يطلع. وفلان مطلع لهذا الأمر: عال له قادر عليه. وأتيت قومي فطالعتهم: نظرت ما عندهم. واطلعت عليه. وطالعت ضيعتي. وأنا أطالعك بحقيقة الأمر: أطلعك عليه. وطالعني كل وقت بكتبك.
(ط ل ع)

طَلَعَتِ الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم، تطْلُعُ طُلُوعا ومَطْلِعا، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من مصَادر " فَعَل يفْعُل " على مَفعِل، وَالْفَتْح فِيهِ لُغَة، وَهُوَ الْقيَاس، وَالْكَسْر أشهر. وآتيك كل يَوْم طَلَعَتْه الشَّمْس: أَي طَلعت فِيهِ. وَفِي الدُّعَاء: طَلَعَت الشَّمْس وَلَا تَطْلُع بِنَفس أحد منا. عَن الَّلحيانيّ أَي لَا مَاتَ وَاحِد منا مَعَ طُلوعها. أَرَادَ: وَلَا طَلَعَتْ، فَوضع الْآتِي مَوضِع الْمَاضِي. وأطلع: لُغَة فِي ذَلِك كُله. قَالَ رؤبة:

كأنَّهُ كَوكبُ غَيْمٍ أطْلَعا

وطِلاع الأَرْض: مَا طَلَعَت عَلَيْهِ الشَّمْس مِنْهَا. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: " لَو أَن لي طِلاعَ الأَرْض ذَهَبا لافتديت بِهِ من هول المطلع ". وَقيل: طلاع الأَرْض: ملؤُهَا حَتَّى يُطالِعَ أَعْلَاهُ أَعْلَاهَا، فيساويه. وَمِنْه قَول أَوْس بن حجر، يصف قوسا وَغلظ معجسها:

كَتُومٌ طِلاعُ الكَفّ لَا دُونَ مِلْئِها ... وَلَا عَجْسُها عَن مَوضِع الكَفّ أفْضَلا

وطَلَع الرجل على الْقَوْم يَطْلَعُ ويطلُع طُلوعا، وأطْلَع: هجم. الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ. وطَلَع عَلَيْهِم: غَابَ. وَهُوَ من الأضداد.

وطَلْعة الرجل: شخصه وَمَا طَلَع مِنْهُ.

وتطَلَّعه: نظر إِلَى طَلْعَته نظر حب أَو بغضة أَو غَيرهمَا. وَفِي الْخَبَر عَن بَعضهم: انه كَانَت تَطَلَّعُه الْعين صُورَة.

وطَلِعَ الْجَبَل، وطَلَعَه يطْلَعُه طُلُوعا: رقِيه. وطَلَعَت سنّ الصَّبِي: بَدَت شباتها. وكل باد من علو: طالع. وَفِي الحَدِيث: هَذَا بسر قد طَلَع الْيمن، أَي قَصدهَا من نجد.

وأطلَعَ رَأسه: إِذا أشرف على شَيْء. وَكَذَلِكَ اطَّلَع، وأطلعَ غَيره، واطَّلَعَه. وَالِاسْم: الطَّلاعُ.

وأطْلَعَه على الْأَمر: أعلَمه بِهِ. وَالِاسْم: الطِّلْعُ.

وطَلَعَ على الْأَمر يَطْلُع طُلوعا، واطَّلَعَه، وتَطَلَّعَه: علمه.

وطالَعَهُ: أَتَاهُ فَنظر مَا عِنْده. قَالَ قيس ابْن ذريح:

كأنَّكَ بِدْعٌ لم تَرَ النَّاسَ قَبلَهمْ ... وَلم يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَن يُطالِعُ

واسْتَطْلَعَ رَأْيه: نظر مَا هُوَ.

والطَّلِيعة: الْقَوْم يبعثون لمطالعة خبر الْعَدو. الْوَاحِد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء. وطَليعة الْقَوْم: الَّذِي يَطْلُع من الْجَيْش.

وَامْرَأَة طُلَعَة: تكْثر التَّطَلُّع. وَنَفس طُلَعَة: شهمة متطلعة. على الْمثل. وَكَذَلِكَ الْجَمِيع. وَفِي كَلَام حسن: إِن هَذِه النُّفُوس طُلَعة، فاقدعوها بالمواعظ، وَإِلَّا نرعت بكم إِلَى شَرّ غَايَة.

وَرجل طِلاَّع أنجد: غَالب للأمور. قَالَ:

وَقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دُونَ هَمَّهِ ... وَقد كَانَ لَوْلَا القُلُّ طَلاع أنْجُدِ

وتَطَلَّع الرجل: غَلبه وأدركه، أنْشد ثَعْلَب:

وأحْفَظُ جارِي أنْ أُخالِطَ عِرْسَهُ ... ومَوْلايَ بالنَّكْرَاءِ لَا أتَطَلَّعُ

والطِّلْع من الْأَرْضين: كل مطمئن فِي كل ربو، إِذا طَلَعْتَ رَأَيْت مَا فِيهِ. وطِلْع الأكمة: مَا إِذا علوته مِنْهَا، رَأَيْت مَا حولهَا.

ونخلة مُطْلِعَة: مشرفة على مَا حولهَا.

والطَّلْع: نور النَّخْلَة، مَا دَامَ فِي الكافور. الْوَاحِدَة: طَلْعة. وطَلَع النّخل طُلُوعا، وأطْلَعَ وطَلَّع: أخرج طَلْعَه.

وأطْلَعَ الشّجر: أوْرَق. وأطْلَعَ الزَّرْع: بدا.

والطُّلَعاء: الْقَيْء.

وأطْلَع الرجل: قاء.

وقوس طِلاعُ الْكَفّ: يمْلَأ عجسها الْكَفّ، وَهَذَا طِلاع هَذَا: أَي قدره. وَمَا يسرني بِهِ طِلاع الأَرْض ذَهَبا: أَي ملؤُهَا.

وَهُوَ بِطَلْعِ الْوَادي، وطِلْعِ الْوَادي: أَي ناحيته. أجْرى مجْرى وزن الْجَبَل.

والاطِّلاعُ: النجَاة عَن كرَاع.

وأطْلَعَتِ السَّمَاء: بِمَعْنى أقلعت.

وطُوَيْلِع: مَاء لبني تَمِيم.
طلع
طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من يَطلُع، طُلُوعًا، فهو طالِع، والمفعول مطلوع (للمتعدِّي)
• طلَع القمرُ أو الشمسُ أو النورُ: بدا وظهر وانكشف "طلَع البدرُ- طلَعت النجومُ- {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ} ".
• طلَع النباتُ: نبَت "طلَع الزرعُ- طلَعت الخُضرةُ" ° طلَعت سِنُّه: برزت.
• طلَعت النخلةُ: خرج طلعها.
• طلَع الجبلَ/ طلَع في الجبل: صَعِدَه وعلاه "طلَع السُّلّم- طلَع في الطائرة".
• طلَعَ بالشَّيء: أظهره، أتى به جديدًا "طلع بفكرة رائعة".
• طلَع على القوم:
1 - أقبل عليهم، أتاهم "طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ [حديث] ".
2 - هجَم عليهم "طلَع عليهم اللِّصُّ لَيْلاً".
• طلَع من بيته: خرَج منه "طلَع من البلاد". 

أطلعَ يُطلع، إطلاعًا، فهو مُطِلع، والمفعول مُطلَع (للمتعدِّي)
• أطلع النَّخلُ: خرج طَلْعُه.
• أطلع الشَّجرُ أو النَّباتُ: أورق.
• أطلع الزَّرعَ بالماء: جعله يبدو ويظهر.
• أطلعه السِّرَّ/ أطلعه على السِّرِّ: أعلمه به، أظهره له "أطلعه على ما حدث في غيابه- أطلعه على مكنون نفسه- {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} ". 

استطلعَ يستطلع، استطلاعًا، فهو مُستطلِع، والمفعول مُستطلَع
• استطلع الرَّأيَ ونحوَه: طلَب الاطّلاعَ عليه وأراد معرفته واستكشافه "استطلع رأيَ صديقه في مسألة- استطلع مواقعَ/ أخبار العدوّ- استطلع هلالَ رمضان".
• استطلع الشَّخصَ:
1 - طلَب طلوعَه.
2 - سأله عن حقيقة أمره. 

اطَّلعَ/ اطَّلعَ إلى/ اطَّلعَ على يَطَّلِع، اطِّلاعًا، فهو مُطَّلِع، والمفعول مُطَّلَع
• اطَّلع الأمرَ/ اطَّلع على الأمر: تعرّف عليه، علم به "اطّلع المحامي على ملف القضيَّة- اطّلع الخبر- {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا} ".
• اطَّلع إلى المستقبل: نظر إليه "اطّلع إلى التطور التكنولوجي- {لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} ".
• اطَّلع على المكان: أشرف عليه. 

تطلَّعَ إلى/ تطلَّعَ في يتَطلَّع، تطلُّعًا، فهو مُتطلِّع، والمفعول مُتطلَّع إليه
• تطلَّع إلى عينيه/ تطلَّع في عينيه: نظر إليهما "تطلَّع في وجوه النَّاس".
• تطلَّع إلى لقاء صديقه: ترقَّب حدوثه بشوق، طمح إليه، تمنَّاه ورغب فيه "تطلَّع إلى ما وراء المستقبل- تطلَّع إلى حياة أفضل" ° فلانٌ كثير التَّطلُّعات: طموح- فلانٌ يتطلَّع في فم فلان: يتعقَّب كلامه. 

طالعَ/ طالعَ في يُطالِع، مطالعةً، فهو مُطالِع، والمفعول مُطالَع
• طالَع البحثَ/ طالع في البحث: قرأه، أدام النَّظرَ فيه "طالع كتابًا في الشِّعر- طالع روايةً قصيرة" ° قاعة المطالعة: حجرة في مكتبة عامّة تُخصَّص للقراءة والاطِّلاع.
• طالعه بالأمر: عرضه عليه. 

استطلاع [مفرد]:
1 - مصدر استطلعَ.
2 - بحث حول موضوع معين يشمل وصفًا لمختلف جوانبه من خلال مجموعة أسئلة توجَّه إلى مجموعة أشخاص للحصول على معلومات حول موضوع البحث ° استطلاع رأي: طريقة فنِّيَّة لجمع المعلومات التي تُستخدم في استطلاع رأي مجموعة من الناس في مكان مُعيَّن ووقت مُعيَّن عن موضوع مُعيَّن، ويتمّ ذلك بمقابلة أفراد هذه المجموعة وسؤالهم أو توزيع الأسئلة عليهم للإجابة عنها- استطلاعٌ صَحَفِيّ: بحث يقوم
 به كاتب أو أكثر، ويشتمل على تحقيق مكان أو حادث بالوصف والتصوير، أو عملية إعداد الأخبار أو المعلومات في تقارير- حُبُّ الاستطلاع: الميل إلى الاطلاع والمعرفة- رحلة استطلاعيَّة: رحلة للتعرف على الأشياء وجمع المعلومات.
3 - محاولة لاكتشاف مواقع العدوّ وضبط تحرّكاته وجمع معلومات عن وسائل دفاعه لتقدير قوّته الحقيقيّة "تقوم الأقمار الصناعيّة بالدور الأكبر في عمليات الاستطلاع" ° طائرة استكشاف أو استطلاع: طائرة تجمع معلومات عن مكان معين، وتقوم بالتقاط الصور لمعرفة حالة العدو. 

تطلُّع [مفرد]:
1 - مصدر تطلَّعَ إلى/ تطلَّعَ في.
2 - رغبة مُلحّة تدفع الفرد إلى تحقيق مستوى أفضل مما هو فيه. 

طالِع [مفرد]: ج طالعون (للعاقل) وطُلّع وطَوَالع:
1 - اسم فاعل من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من.
2 - (فك) ما يتنبّأ به المنجِّم من الحوادث بطلوع كوكب معين "قرأ/ كشف طالعه" ° حسن الطَّالع: محظوظ- سَيِّئ الطالع: سيِّئ الحظ. 

طَلْع [جمع]: جج أَطْلُع وطُلُوع: (نت) غلاف يشبه الكوز ينفتح عن حبٍّ منضود فيه مادّة إخصاب النخلة " {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} ". 

طَلْعة [مفرد]: ج طَلَعات وطَلْعات:
1 - اسم مرَّة من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من.
2 - ما طلع من كلّ شيء "طلعة نخل/ نبات".
3 - وجه، رؤية "أنا مشتاق إلى طلعتك" ° بهيُّ الطَّلعة: جميل الخلق، ذو حُسن وجمال- مَهيب الطلعة: موضع الاحترام.
4 - ارتفاع ممتدّ ينحدر قليلاً من سطح الأرض أو غيره.
5 - (سك) قيام طائرة أو تشكيلة طائرات بالتحليق فوق مناطق العدو إما للاستكشاف وإما لضرب أهداف العدو "قام الطّيار بعدة طلعات- فشِلت أول طلعة للعدوّ". 

طُلَعَة [مفرد]: صيغة مبالغة من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: كثير التطلُّع أو الطلوع (يستوي فيها المذكر والمؤنث). 

طَلاَّع [مفرد]: صيغة مبالغة من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: كثير الطلوع "طلاّع إلى المعالي" ° طلاّع الثّنايا: مجرّب للأمور يُحسن تدبيرها بمعرفته وجودة رأيه، جَلْد يتحمل المشاقّ أو ساعٍ لمعالي الأمور. 

طُلوع [مفرد]: مصدر طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من. 

طَليعة [مفرد]: ج طَلائِعُ
• طليعة الجيش ونحوه:
1 - مقدّمته، تقال للواحد والجمع "طلائع المحاربين- كان في طليعة الشعراء المجدّدين" ° في الطليعة: متقدِّم، من الأوائل.
2 - من يُبعث قُدَّام الجيش ليطَّلع على أحوال الأعداء. 

طَليعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى طَليعة: من يتقدَّم أهل زمانه بجرأته وطموحه وبراعته ° الرُّوّاد الطَّليعيّون: جماعة نشطة في الاختراعات وتطبيق تقنيات جديدة في حقل معيَّن، خاصّة في الفنون.
• الأدب الطَّليعيّ: (دب) الأدب الذي يقوم بدور السّلف وبدور مُمهِّد السّبيل لأمر ما. 

مُطَّلِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اطَّلعَ/ اطَّلعَ إلى/ اطَّلعَ على.
2 - مثقف، قارئ، يعرف الكثير من فروع المعرفة "ناقد مطَّلع". 

مَطْلَع1 [مفرد]: مصدر ميميّ من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: " {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ". 

مَطْلَع2/ مَطْلِع [مفرد]: ج مطالِعُ:
1 - اسم زمان من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: وقت الطُّلوع "مطلع الشمس السادسة صباحًا".
2 - اسم مكان من طلَعَ/ طلَعَ بـ/ طلَعَ على/ طلَعَ في/ طلَعَ من: " {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ} [ق]- {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} ".
3 - أوَّل الشيء "مَطْلَع الشَّباب- مَطْلَع القصيدة: أوّل بيت فيها".
4 - سُلّم، ومِصْعَد.
5 - (سق) مُقدّمة المعزوفة الموسيقيّة "مَطلع أغنية". 

طلع: طَلَعَتِ الشمس والقمر والفجر والنجوم تَطْلُعُ طُلُوعاً

ومَطْلَعاً ومَطْلِعاً، فهي طالِعةٌ، وهو أَحَد ما جاء من مَصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ

على مَفْعِلٍ، ومَطْلَعاً، بالفتح، لغة، وهو القياس، والكسر الأَشهر.

والمَطْلِعُ: الموضع الذي تَطْلُعُ عليه الشمس، وهو قوله: حتى إِذا بلغ

مَطْلِعَ الشمس وجدها تَطْلُع على قوم، وأَما قوله عز وجل: هي حتى مَطْلِعِ

الفجر، فإِن الكسائي قرأَها بكسر اللام، وكذلك روى عبيد عن أَبي عمرو

بكسر اللام، وعبيد أَحد الرواة عن أَبي عمرو، وقال ابن كثير ونافع وابن عامر

واليزيدي عن أَبي عمرو وعاصم وحمزة: هي حتى مَطْلَع الفجر، بفتح اللام،

قال الفراء: وأَكثر القراء على مطلَع، قال: وهو أَقوى في قياس العربية

لأَن المطلَع، بالفتح، هو الطلوع والمطلِع، بالكسر، هو الموضع الذي تطلع

منه، إِلا أَن العرب تقول طلعت الشمس مطلِعاً، فيكسرون وهم يريدون المصدر،

وقال: إِذا كان الحرف من باب فعَل يفعُل مثل دخل يدخل وخرج يخرج وما

أَشبهها آثرت العرب في الاسم منه والمصدر فتح العين،إِلا أَحرفاً من الأَسماء

أَلزموها كسر العين في مفعل، من ذلك: المسجِدُ والمَطْلِعُ والمَغْرِبُ

والمَشْرِقُ والمَسْقِطُ والمَرْفِقُ والمَفْرِقُ والمَجْزِرُ والمسْكِنُ

والمَنْسِكُ والمَنْبِتُ، فجعلوا الكسر علامة للاسم والفتح علامة للمصدر،

قال الأَزهري: والعرب تضع الأَسماء مواضع المصادر، ولذلك قرأَ من قرأَ: هي

حتى مطلِع الفجر، لأَنه ذَهَب بالمطلِع، وإِن كان اسماً، إِلى الطلوع مثل

المَطْلَعِ، وهذا قول الكسائي والفراء، وقال بعض البصريين: من قرأَ

مطلِع الفجر، بكسر اللام، فهو اسم لوقت الطلوع، قال ذلك الزجاج؛ قال

الأَزهري: وأَحسبه قول سيبويه. والمَطْلِعُ والمَطْلَعُ أَيضاً: موضع طلوعها.

ويقال: اطَّلَعْتُ الفجر اطِّلاعاً أَي نظرت إِليه حين طلَع؛ وقال:

نَسِيمُ الصَّبا من حيثُ يُطَّلَعُ الفَجْرُ

(* قوله« نسيم الصبا إلخ» صدره كما في الاساس:

إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني)

وآتِيكَ كل يوم طَلَعَتْه الشمسُ أَي طلَعت فيه. وفي الدعاء: طلعت الشمس

ولا تَطْلُع بِنَفْسِ أَحد منا؛ عن اللحياني، أَي لا مات واحد منا مع

طُلُوعها، أَراد: ولا طَلَعَتْ فوضع الآتي منها موضع الماضي، وأَطْلَعَ لغة

في ذلك؛ قال رؤبة:

كأَنه كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعا

وطِلاعُ الأَرضِ: ما طَلعت عليه الشمسُ. وطِلاعُ الشيء: مِلْؤُه؛ ومنه

حديث عمر، رحمه الله: أَنه قال عند موته: لو أَنَّ لي طِلاعَ الأَرضِ ذهباً؛

قيل: طِلاعُ الأَرض مِلْؤُها حتى يُطالِعَ أَعلاه أَعْلاها فَيُساوِيَه.

وفي الحديث: جاءه رجل به بَذاذةٌ تعلو عنه العين، فقال: هذا خير من

طِلاعِ الأَرض ذهباً أَي ما يَمْلَؤُها حتى يَطْلُع عنها ويسيل؛ ومنه قول

أَوْسِ بن حَجَرٍ يصف قوساً وغَلَظَ مَعْجِسها وأَنه يملأُ الكف:

كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها،

ولا عَجْسُها عن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا

الكَتُوم: القَوْسُ التي لا صَدْعَ فيها ولا عَيْبَ. وقال الليث: طِلاعُ

الأَرضِ في قول عمر ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ من الأَرض، والقول الأَوَّل،

وهو قول أَبي عبيد:

وطَلَعَ فلان علينا من بعيد، وطَلْعَتُه: رُؤْيَتُه. يقال: حَيَّا الله

طَلْعتك. وطلَع الرجلُ على القوم يَطْلُع وتَطَلَع طُلُوعاً وأَطْلَع: هجم؛

الأَخيرة عن سيبويه. وطلَع عليهم: أَتاهم. وطلَع عليهم: غاب، وهو من

الأَضْداد. وطَلعَ عنهم: غاب أَيضاً عنهم. وطَلْعةُ الرجلِ: شخْصُه وما طلَع

منه. وتَطَلَّعه: نظر إِلى طَلْعَتِه نظر حُبٍّ أَو بِغْضةٍ أَو غيرهما.

وفي الخبر عن بعضهم: أَنه كانت تَطَلَّعُه العين صورةً. وطَلِعَ الجبلَ،

بالكسر، وطلَعَه يَطْلَعُه طُلُوعاً: رَقِيَه وعَلاه. وفي حديث السُّحور:

لا يَهِيدَنَّكُمُ الطالِعُ، يعني الفجر الكاذِب. وطَلَعَتْ سِنُّ الصبي:

بَدَتْ شَباتُها. وكلُّ بادٍ من عُلْوٍ طالِعٌ. وفي الحديث: هذا بُسْرٌ قد

طَلَعَ اليَمَن أَي قَصَدَها من نجْد. وأطْلَعَ رأْسه إِذا أَشرَف على

شيء، وكذلك اطَّلَعَ وأَطْلَعَ غيرَه واطَّلَعَه، والاسم الطَّلاعُ.

واطَّلَعْتُ على باطِنِ أَمره، وهو افْتَعَلْتُ، وأَطْلَعَه على الأَمر:

أَعْلَمَه به، والاسم الطِّلْعُ. وفي حديث ابن ذي بزَن: قال لعبد المطلب:

أَطْلَعْتُك طِلْعَه أَي أَعْلَمْتُكَه؛ الطِّلع، بالكسر: اسم من اطَّلَعَ على

الشيء إِذا عَلِمَه. وطَلعَ على الأَمر يَطْلُع طُلُوعاً واطَّلَعَ

عليهم اطِّلاعاً واطَّلَعَه وتَطَلَّعَه: عَلِمَه، وطالَعَه إِياه فنظر ما

عنده؛ قال قيس بم ذريح:

كأَنَّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ الناسَ قَبْلَهُمْ،

ولَمْ يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَنْ يُطالِعُ

وقوله تعالى: هل أَنتم مُطَّلِعُون فاطَّلَع؛ القرَّاء كلهم على هذه

القراءة إِلا ما رواه حسين الجُعْفِيّ عن أَبي عمرو أَنه قرأَ: هل أَنتم

مُطْلِعونِ، ساكنة الطاء مكسورة النون، فأُطْلِعَ، بضم الأَلف وكسر اللام،

على فأُفْعِلَ؛ قال الأَزهري: وكسر النون في مُطْلِعونِ شاذّ عند النحويين

أَجمعين ووجهه ضعيف، ووجه الكلام على هذا المعنى هل أَنتم مُطْلِعِيّ وهل

أَنتم مُطْلِعوه، بلا نون، كقولك هل أَنتم آمِرُوهُ وآمِرِيَّ؛ وأَما

قول الشاعر:

هُمُ القائِلونَ الخَيْرَ والآمِرُونَه،

إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما

فوجه الكلام والآمرون به، وهذا من شواذ اللغات، والقراء الجيدة الفصيحة:

هل أَنتم مُطَّلِعون فاطَّلَعَ، ومعناها هل تحبون أَن تطّلعوا فتعلموا

أَين منزلتكم من منزلة أَهل النار، فاطَّلَعَ المُسْلِمُ فرأَى قَرِينَه في

سواء الجحيم أَي في وسط الجحيم، وقرأَ قارئ: هل أَنتم مُطْلِعُونَ، بفتح

النون، فأُطْلِعَ فهي جائزة في العربية، وهي بمعنى هل أَنتم طالِعُونَ

ومُطْلِعُونَ؛ يقال: طَلَعْتُ عليهم واطَّلَعْتُ وأَطْلَعْتُ بمعنًى

واحد.واسْتَطْلَعَ رأْيَه: نظر ما هو. وطالَعْتُ الشيء أَي اطَّلَعْتُ عليه،

وطالَعه بِكُتُبه، وتَطَلَّعْتُ إِلى وُرُودِ كتابِكَ. والطَّلْعةُ:

الرؤيةُ. وأَطْلَعْتُك على سِرِّي، وقد أَطْلَعْتُ من فوق الجبل واطَّلَعْتُ

بمعنى واحد، وطَلَعْتُ في الجبل أَطْلُعُ طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ فيه حتى

لا يراك صاحبُكَ. وطَلَعْتُ عن صاحبي طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ عنه.

وطَلَعْتُ عن صاحبي إِذا أَقْبَلْتَ عليه؛ قال الأَزهري: هذا كلام العرب.

وقال أَبو زيد في باب الأَضداد: طَلَعْتُ على القوم أَطلُع طُلُوعاً إِذا

غِبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْكَ، وطلَعت عليهم إِذا أَقبلت عليهم حتى يروك.

قال ابن السكيت: طلعت على القوم إِذا غبت عنهم صحيح، جعل على فيه بمعنى عن،

كما قال الله عز وجل: ويل لمطففين الذين إِذا اكتالوا على الناس؛ معناه عن

الناس ومن الناس، قال وكذلك قال أَهل اللغة أَجمعون. وأَطْلَعَ الرامي

أي جازَ سَهْمُه من فوق الغَرَض. وفي حديث كسرى: أَنه كان يسجُد للطالِعِ؛

هو من السِّهام الذي يُجاوِزُ الهَدَفَ ويَعْلُوه؛ قال الأَزهري: الطالِع

من السهام الذي يقَعُ وراءَ الهَدَفِ ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِسِ؛ قال

المَرَّارُ:

لَها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَى،

ولا شاخِصاتٌ، عن فُؤادي، طَوالِعُ

أَخبر أَنَّ سِهامَها تُصِيبُ فُؤادَه وليست بالتي تقصُر دونه أَو

تجاوزه فتُخْطِئُه، ومعنى قوله أَنه كان يسجد للطالع أَي أَنه كان يخفض رأْسه

إِذا شخَص سهمُه فارتفع عن الرَّمِيّةِ وكان يطأْطئ رأْسه ليقوم السهم

فيصيب الهدف.

والطَّلِيعةُ: القوم يُبعثون لمُطالَعةِ خبر العدوّ، والواحد والجمع فيه

سواء. وطَلِيعةُ الجيش: الذي يَطْلُع من الجيش يُبعث لِيَطَّلِعَ طِلْعَ

العدوّ، فهو الطِّلْعُ، بالكسر، الاسم من الاطّلاعِ. تقول منه: اطَّلِعْ

طِلْعَ العدوّ. وفي الحديث: أَنه كان إِذا غَزا بعث بين يديه طَلائِعَ؛

هم القوم الذين يبعثون ليَطَّلِعُوا طِلْع العدوّ كالجَواسِيسِ، واحدهم

طَلِيعةٌ، وقد تطلق على الجماعة، والطلائِعُ: الجماعات؛ قال الأَزهري:

وكذلك الرَّبِيئةُ والشَّيِّفةُ والبَغِيَّةُ بمعنى الطَّلِيعةِ، كل لفظة

منها تصلح للواحد والجماعة.

وامرأَة طُلَعةٌ: تكثر التَّطَلُّعَ.ويقال: امرأَة طُلَعةٌ قُبَعةٌ،

تَطْلُع تنظر ساعة ثم تَخْتَبئُ. وقول الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ: إِن

أَبْغَضَ كنائِني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ أَي التي تَطْلُعُ كثيراً ثم

تَخْتَبِئُ. ونفس طُلَعةٌ: شَهِيّةٌ مُتَطَلِّعةٌ، على المثل، وكذلك

الجمع؛ وحكى المبرد أَن الأَصمعي أَنشد في الإِفراد:

وما تَمَنَّيْتُ من مالٍ ولا عُمُرٍ

إِلاَّ بما سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ

وفي كلام الحسن: إِنَّ هذه النفوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعوها بالمواعِظِ وإِلا

نَزَعَتْ بكم إِلى شَرِّ غايةٍ؛ الطُّلَعةُ، بضم الطاء وفتح اللام:

الكثيرة التطلّع إِلى الشيء أَي أَنها كثيرة الميْل إِلى هواها تشتهيه حتى تهلك

صاحبها، وبعضهم يرويه بفتح الطاء وكسر اللام، وهو بمعناه،والمعروف

الأَوَّل.

ورجل طَلاَّعُ أَنْجُدٍ: غالِبٌ للأُمور؛ قال:

وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دونَ هَمِّه،

وقد كانَ، لولا القُلُّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ

وفلان طَلاَّعُ الثَّنايا وطَلاَّعُ أَنْجُدٍ إِذا كان يَعْلُو الأُمور

فيَقْهَرُها بمعرفته وتَجارِبِه وجَوْدةِ رأْيِه، والأَنْجُد: جمع

النَّجْدِ، وهو الطريق في الجبل، وكذلك الثَّنِيَّةُ. ومن أَمثال العرب: هذه

يَمِينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ، وهي اليمين التي تَجْعل لصاحبها

مَخْرَجاً؛ ومنه قول جرير:

ولا خَيْرَ في مالٍ عليه أَلِيّةٌ،

ولا في يَمِينٍ غَيْرِ ذاتِ مَخارِمِ

والمَخارِمُ: الطُّرُقُ في الجبال، واحدها مَخْرِمٌ. وتَطَلَّعَ الرجلَ:

غَلَبَه وأَدْرَكَه؛ أَنشد ثعلب:

وأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرسَه،

ومَوْلايَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ

قال ابن بري: ويقال تَطالَعْتَه إِذا طَرَقْتَه ووافَيْتَه؛ وقال:

تَطالَعُني خَيالاتٌ لِسَلْمَى،

كما يَتَطالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ

وقال: كذا أنشده أَبو علي. وقال غيره: إِنما هو يَتَطَلَّعُ لأَن

تَفاعَلَ لا يتعدّى في الأكثر، فعلى قول أَبي عليّ يكون مثل تَخاطأَتِ النَّبْلُ

أَحشاءَه، ومِثْلَ تَفاوَضْنا الحديث وتَعاطَيْنا الكأْسَ وتَباثَثْنا

الأَسْرارَ وتَناسَيْنا الأَمر وتَناشَدْنا الأَشْعار، قال: ويقال

أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا بمعنى طَلَعَتْ؛ قال الكميت:

كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ، في عِشائِها،

بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ

والطِّلْعُ من الأَرَضِينَ: كلُّ مطمئِنٍّ في كلِّ رَبْوٍ إِذا طَلَعْتَ

رأَيتَ ما فيه، ومن ثم يقال: أَطْلِعْني طِلْعَ أَمْرِكَ. وطِلْعُ

الأَكَمَةِ: ما إِذا عَلَوْتَه منها رأَيت ما حولها. ونخلة مُطَّلِعةٌ:

مُشْرِفةٌ على ما حولها طالتِ النخيلَ وكانت أَطول من سائرها. والطَّلْعُ:

نَوْرُ النخلة ما دامِ في الكافُور، الواحدة طَلْعةٌ. وطَلَعَ النخلُ طُلوعاً

وأَطْلَعَ وطَلَّعَ: أَخرَج طَلْعَه. وأَطْلَعَ النخلُ الطَّلْعَ

إِطْلاعاً وطَلَعَ الطَّلْعُ يَطْلُعُ طُلُوعاً، وطَلْعُه: كُفُرّاه قبل أَن

ينشقّ عن الغَرِيضِ، والغَرِيضُ يسمى طَلْعاً أَيضاً. وحكى ابن الأَعرابي عن

المفضل الضبّيّ أَنه قال: ثلاثة تُؤْكَلُ فلا تُسْمِنُ: وذلك الجُمَّارُ

والطَّلْعُ والكَمْأَةُ؛ أَراد بالطَّلْع الغَرِيض الذي ينشقّ عنه

الكافور، وهو أَوَّلُ ما يُرَى من عِذْقِ النخلة. وأَطْلَعَ الشجرُ: أَوْرَقَ.

وأَطْلَعَ الزرعُ: بدا، وفي التهذيب: طَلَعَ الزرعُ إِذا بدأَ يَطْلُع

وظهَر نباتُه.

والطُّلَعاءُ مِثالُ الغُلَواء: القَيْءُ، وقال ابن الأَعرابي:

الطَّوْلَعُ الطُّلَعاءُ وهو القيْءُ. وأَطْلَعَ الرجلُ إِطْلاعاً:

قاءَ.وقَوْسٌ طِلاعُ الكَفِّ: يملأُ عَجْسُها الكفّ، وقد تقدم بيت أَوس بن

حجر: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ وهذا طِلاعُ هذا أَي قَدْرُه. وما يَسُرُّني

به طِلاعُ الأَرض ذهباً، ومنه قول الحسن: لأَنْ أَعْلم أَنِّي بَرِيءٌ من

النِّفاقِ أَحَبُّ إِليَّ من طِلاعِ الأَرض ذهباً.

وهو بِطَلْعِ الوادِي وطِلْعِ الوادي، بالفتح والكسر، أَي ناحيته، أُجري

مجرى وزْنِ الجبل. قال الأَزهري: نَظَرْتُ طَلْعَ الوادي وطِلْعَ

الوادي، بغير الباء، وكذا الاطِّلاعُ النَّجاةُ، عن كراع. وأَطْلَعَتِ السماءُ

بمعنى أَقْلَعَتْ.

والمُطَّلَعُ: المَأْتى. ويقال: ما لهذا الأَمر مُطَّلَعٌ ولا مُطْلَعٌ

أَي ما له وجه ولا مَأْتًى يُؤْتى إِليه. ويقال: أَين مُطَّلَعُ هذا

الأَمر أَي مَأْتاه، وهو موضع الاطِّلاعِ من إِشْرافٍ إِلى انْحِدارٍ. وفي حديث

عمر أَنه قال عند موته: لو أَنَّ لي ما في الأَرض جميعاً لافْتَدَيْتُ به

من هَوْلِ المُطَّلَعِ؛ يريد به الموقف يوم القيامة أَو ما يُشْرِفُ

عليه من أَمر الآخرة عَقِيبَ الموت، فشبه بالمُطَّلَعِ الذي يُشْرَفُ عليه

من موضع عالٍ. قال الأَصمعي: وقد يكون المُطَّلَعُ المَصْعَدَ من أَسفل

إِلى المكان المشرف، قال: وهو من الأَضداد. وفي الحديث في ذكر القرآن: لكل

حرْف حَدٌّ ولكل حدٍّ مُطَّلَعٌ أَي لكل حدٍّ مَصْعَدٌ يصعد إِليه من معرفة

علمه. والمُطَّلَعُ: مكان الاطِّلاعِ من موضع عال. يقال: مُطَّلَعُ هذا

الجبل من مكان كذا أَي مأْتاه ومَصْعَدُه؛ وأَنشد أَبو زيد

(* قوله« وأنشد

أبو زيد إلخ» لعل الأنسب جعل هذا الشاهد موضع الذي بعده وهو ما أنشده

ابن بري وجعل ما أنشده ابن بري موضعه) :

ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَت ثَنِيَّتُه،

إِلاَّ وَجَدْت سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا

وقيل: معناه أَنَّ لكل حدٍّ مُنْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرْتَكِبُه أَي

أَنَّ الله لم يحرِّم حُرْمةً إِلاَّ علم أَنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ،

قال: ويجوز أَن يكون لكل حدٍّ مَطْلَعٌ بوزن مَصْعَدٍ ومعناه؛ وأَنشد ابن

بري لجرير:

إني، إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ،

لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعُورا

قال الليث: والطِّلاعُ هو الاطِّلاعُ نفسُه في قول حميد بن ثور:

فكانَ طِلاعاً مِنْ خَصاصٍ ورُقْبةً،

بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وطَرْفاً مُقَسَّما

قال الأَزهري: وكان طِلاعاً أَي مُطالَعةً. يقال: طالَعْتُه طِلاعاً

ومُطالَعةً، قال: وهو أَحسن من أَن تجعله اطِّلاعاً لأَنه القياس في العربية.

وقول الله عز وجل: نارُ اللهِ المُوقَدةُ التي تَطَّلِع على الأَفْئِدةِ؛

قال الفراءُ: يَبْلُغُ أَلَمُها الأَفئدة، قال: والاطِّلاعُ والبُلوغُ قد

يكونان بمعنى واحد، والعرب تقول: متى طَلَعْتَ أَرْضنا أَي متى بَلَغْت

أَرضنا، وقوله تطَّلع على الأَفئدة، تُوفي عليها فَتُحْرِقُها من اطَّلعت

إِذا أَشرفت؛ قال الأَزهري: وقول الفراء أَحب إِليَّ، قال: وإِليه ذهب

الزجاج. ويقال: عافى الله رجلاً لم يَتَطَلَّعْ في فِيكَ أَي لم يتعقَّب

كلامك.أَبو عمرو: من أَسماء الحية الطِّلْعُ والطِّلُّ.

وأَطْلَعْتُ إِليه مَعْروفاً: مثل أَزْلَلْتُ. ويقال: أَطْلَعَني فُلان

وأَرْهَقَني وأَذْلَقَني وأَقْحَمَني أَي أَعْجَلَني.

وطُوَيْلِعٌ: ماء لبني تميم بالشَّاجِنةِ ناحِيةَ الصَّمَّانِ؛ قال

الأَزهري: طُوَيْلِعٌ رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بناحية الشَّواجِنِ عَذْبةُ الماءِ

قريبة الرِّشاءِ؛ قال ضمرة ابن ضمرة:

وأَيَّ فَتًى وَدَّعْتُ يومَ طُوَيْلِعٍ،

عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عليه وسَلَّما

(* قوله« وأي فتى إلخ» أنشد ياقوت في معجمه بين هذين البيتين بيتاً وهو:

رمى بصدور العيس منحرف الفلا

فلم يدر خلق بعدها أين يمما)

فَيا جازيَ الفِتْيانِ بالنِّعَمِ اجْزِه

بِنُعْماه نُعْمَى ، واعْفُ إن كان مُجْرِما

طلع

1 طَلَعَتِ الشَّمْسُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ [notwithstanding the faucial letter], (Msb, JM, TA,) inf. n. طُلُوعٌ and مَطْلَعٌ and مَطْلِعٌ, (S, O, Msb, K,) the second and third both used as inf. ns., and also as ns. of place [and of time], (S, O, K,) but the former of them is preferable on the ground of analogy as an inf. n., and the latter as a n. of place (Fr, O) or of time, (Zj, O,) The sun rose, (MA,) or appeared; (K;) and in like manner طَلَعَ is said of the moon, (TA,) and of a star, or an asterism; (S, O, K;) and so ↓ اِطَّلَعَ; (K;) [and ↓ أَطْلَعَ, for] أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا means طَلَعَت [i. e. The Pleiades rose], as in a verse of El-Kumeyt [in which, however, the verb may, consistently with the metre, be a mistranscription for اطَّلَعَت]; (IB, TA); and أَطْلَعَ is syn. with طَلَعَ in the saying of Ru-beh, كَأَنَّهُ كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعَا [As though it, or he, were a star in the midst of clouds, that had risen]. (TA.) One says also, آتِيكَ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْهُ الشَّمْسُ, meaning طَلَعَتْ فِيهِ [i. e. I will come to thee every day in which the sun rises]: and it is said in a prayer, طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا تَطْلُعُ بِنَفْسِ أَحَدٍ مِنَّا [meaning The sun has risen, and may it not have risen with the soul of any one of us]; i. e., may not any one of us have died with its rising: the future being put in the place of the preterite. (TA.) b2: And طَلَعَ is said of anything that appears to one from the upper part [of a thing, or that comes up out of a thing and appears]. (Mgh, Msb.) It is said in the Ksh that الطُّلُوعُ signifies The appearing by rising, or by becoming elevated. (TA.) One says, طَلَعَتْ سِنُّ الصَّبِىِّ (tropical:) The tooth of the child showed its point. (K, TA.) And طَلَعَ الزَّرْعُ, [aor. ـُ inf. n. طُلُوعٌ, (tropical:) The seed-produce began to come up, and showed its sprouting forth: (T, TA:) and الزَّرْعُ ↓ أَطْلَعَ (tropical:) The seed-produce appeared: (TA:) and نَبْتُ الأَرْضِ ↓ أَطْلَعَ (assumed tropical:) The plants, or herbage, of the earth, or land, came forth: (Mgh:) and الشَّجَرُ ↓ أَطْلَعَ (tropical:) The trees put forth their leaves. (TA.) And طَلَعَ النَّخْلُ, (O, K,) aor. ـُ inf. n. طُلُوعٌ; (TA;) and (O, K) ↓ أَطْلَعَ; (Zj, S, Mgh, O, K;) or أَطْلَعَتِ النَّخْلَةُ; (Msb;) (assumed tropical:) The palm-trees, or -tree, put forth the طَلْع [q. v.]; (Zj, S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ طلّع, (L, K, TA,) inf. n. تَطْلِيعٌ. (L, TA. [These verbs, in this sense, are app. derived from the subst. طَلْعٌ; but this is obviously from طَلَعَ.]) b3: One says also, مَلَأْتُ لَهُ القَدَحَ حَتَّى يَكَادَ يَطْلُعُ مِنْ نَوَاحِيهِ [I filled for him the drinking-vessel until it nearly overflowed from its sides]. (TA.) And المَآءُ فِى الإِنَآءِ ↓ تَطَلَّعَ (assumed tropical:) The water in the vessel poured forth [or overflowed] from its sides. (TA.) b4: And طَلَعَ الجَبَلَ, (Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. طُلُوعٌ, (Msb, TA,) (tropical:) He ascended upon the mountain; (Mgh, Msb, K, TA;) the prep. [عَلَى] being suppressed; (Mgh;) as also طَلِعَ, with kesr; (K;) and الجَبَلَ ↓ اِطَّلَعَ signifies the same as طَلَعَهُ: (TA: [see also مُضْطَلِعٌ, in art. ضلع:]) accord. to ISk, one says, طَلِعْتُ الجَبَلَ, with kesr, meaning (assumed tropical:) I ascended upon the mountain; (S, O;) but others say, طَلَعْتُ, with fet-h. (O.) And (tropical:) He ascended the mountain: (TA:) [or] طَلَعْتُ فِى

الجَبَلِ means (assumed tropical:) I ascended the mountain. (Msb. [See also another explanation of this latter phrase in what follows.]) b5: And طَلَعَ عَلَيْنَا, aor. ـَ and طَلُعَ; and ↓ اِطَّلَعَ; (assumed tropical:) He (a man) came to us; (K;) and came upon us suddenly, or at unawares: (TA:) and طَلَعَ عَنْهُمْ he became absent, or absented himself, or departed, from them: (K:) or طَلَعَ عَلَى القَوْمِ he came forth upon the people, or party: and he looked upon them: (MA:) accord. to ISk, طَلَعْتُ عَلَى القَوْمِ means I came to the people, or party: and طَلَعْتُ عَنْهُمْ I became absent, or absented myself, or departed, from them: (S, O:) and عَلَيْهِمْ ↓ أَطْلَعْتُ signifies the same as طَلَعْتُ: (O:) and طَلَعْتُ عَنْهُمْ has the same meaning [also] as طَلَعْتُ عَنْهُمْ expl. above, accord. to ISk; عَلَى being put in the place of عن: accord. to Az [likewise], طَلَعْتُ عَلَى القَوْمِ, inf. n. طُلُوعٌ, means I became absent from the people, or party, so that they did not see me: and also I advanced, or approached, towards them, so that they saw me: thus having two contr. meanings: and accord. to Az, the Arabs said, طَلَعْتُ فِى الجَبَلِ, inf. n. طُلُوعٌ, as meaning I retired, or went back, into the mountain, so that my companion did not see me: [see another explanation of this phrase in what precedes:] and طَلَعْتُ عَنْ صَاحِبِى, inf. n. طُلُوعٌ, I retired, or went back, from my companion: and طَلَعْتُ عَنْ صَاحِبِى [in which عَنْ seems to be evidently a mistranscription for عَلَى] I advanced, or approached, towards my companion. (TA.) [In all of these phrases, طَلَعَ and طَلَعْتُ may be correctly rendered He, and I, came forth, or went forth. And hence,] it is said in a prov., هٰذِهِ يَمِينٌ قَدْ طَلَعَتْ فِى المَخَارِمِ [expl. in art. خرم, voce مَخْرِمٌ]. (Az, TA.) b6: For another meaning of طَلَعَ followed by عَلَى, see اِطَّلَعَ [which is more common as having that meaning]. b7: طَلَعَ is also syn. with قَصَدَ: so in the phrase طَلَعَ بِلَادَهُ (tropical:) [He tended, repaired, betook himself, or went, to, or towards, his country]: (K, TA:) and so in the saying, in a trad., هٰذَا بُسْرٌ قَدْ طَلَعَ اليَمَنَ, (so in the O,) or هذا بُرٌّ, (so in the TA,) (tropical:) [These are ripening dates, or this is wheat, that have, or has, gone to, or towards, El-Yemen,] meaning from Nejd. (TA.) b8: And syn. with بَلَغَ; as also ↓ اِطَّلَعَ: (O, K:) so the former in the saying, طَلَعَ أَرْضَهُمْ (tropical:) [He reached, or arrived at, their land]; (K, TA;) and مَتَى طَلَعْتَ أَرْضَنَا (tropical:) [When didst thou reach, or arrive at, our land?]: (O, TA:) and so the latter verb in the saying, هٰذِهِ الأَرْضَ ↓ اطّلع [He reached, or arrived at, this land]: (O, K:) and hence, (TA,) عَلَى الأَفْئِدَةِ ↓ الَّتِى تَطَّلِعُ, in the Kur [civ. 7], means (assumed tropical:) Whereof the pain shall reach the hearts: (Fr, O, TA:) or which shall rise above the hearts, (O, TA,) [or overwhelm them,] and burn them. (TA.) 2 طلّع said of the palm-tree: see 1, former half. b2: طلّعهُ, inf. n. تَطْلِيعٌ, meaning He put it forth, or produced it, is a vulgar word. (TA.) b3: طلّع كَيْلَهُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He filled his measure. (O, K.) 3 طالعهُ, (S, O, K,) inf. n. مُطَالَعَةٌ and طِلَاعٌ, (K,) i. q. اِطَّلَعَ عَلَيْهِ; (S, O, K;) i. e., a thing: (S, O:) Lth says that طِلَاعٌ is syn. with اِطِّلَاعٌ; but Az disapproves this: (O:) [the verb is correctly explained in what here follows:] one says, طَالَعْتُ ضَيْعَتِى, meaning نَظَرْتُهَا وَاطَّلَعْتُ عَلَيْهَا (tropical:) [I inspected, or considered with my eye, my estate, and obtained a knowledge of it, or acquainted myself with its condition]: (TA:) or مُطَالَعَةٌ signifies the inspecting a thing well, in order to obtain a knowledge of it. (KL.) [Hence, مُطَالَعَةُ الكُتُبِ (assumed tropical:) The studying, and perusing, of books.]

A2: See also the next paragraph, latter half, in three places.4 أَطْلَعَ see 1, former half, in five places. b2: اطلعت النَّخْلَةُ signifies also (assumed tropical:) The palm-tree became tall. (Msb.) b3: And اطلع, also, (tropical:) He made his arrow to pass above the butt. (S, O, K, TA.) b4: and (tropical:) He vomited. (S, O, K, TA.) b5: And اطلعت السَّمَآءُ i. q. أَقْلَعَت [i. e. (assumed tropical:) The rain cleared away]. (TA.) b6: اطلع followed by عَلَى: see 1, latter half: b7: and see also 8. b8: And اطلع as syn. with أَشْرَفَ: see 8, in two places.

A2: اطلع رَأْسَهُ (assumed tropical:) [He raised his head, looking at a thing; or] he looked at a thing from above; syn. أَشْرَفَ عَلَى

شَىْءٍ. (TA.) b2: اطلعهُ عَلَى كَذَا (assumed tropical:) He made him acquainted with such a thing; acquainted him with it, or made him to know it. (Msb.) إِطْلَاعٌ signifies (assumed tropical:) The making to know, and to see. (KL.) For an ex. [of the latter meaning], in the pass. form of the verb, see 8. You say, اطلعهُ عَلَى سِرِّهِ, (S, O, K, TA,) (tropical:) He made him to know, (TA,) or revealed, or showed, to him, (O, K, TA,) his secret. (O, K, TA.) [See also 8, last sentence.] And بِحَقِيقَةِ الأَمْرِ ↓ أَنَا أُطَالِعُكَ meansأُطْلِعُكَ عَلَيْهِ (tropical:) [I will acquaint thee with the truth of the case]. (TA.) And similar to this is the saying, بِكُتُبِكَ ↓ طَالِعْنِى (TA [and a similar phrase is mentioned without explanation in the S]) [meaning (assumed tropical:) Acquaint thou me with thy letters: and also, by means of thy letters; for] one of the meanings of مُطَالَعَةٌ is The making one to know a thing by writing. (KL.) [And in like manner,] one says also, بِالحَالِ ↓ طالع, (O, K,) inf. n. مُطَالَعَةٌ and طِلَاعٌ, (TA,) (assumed tropical:) He showed, exhibited, or manifested, the case. (O, K.) b3: You say also, اطلع إِلَيْهِ مَعْرُوفًا (assumed tropical:) He did to him, or conferred upon him, a benefit, benefaction, or favour. (O, K.) b4: And اطلع فُلَانًا (assumed tropical:) He made such a one to hasten, or be quick. (O, K, TA.) 5 تطلّع (tropical:) It became full [to the top, or so as to overflow]; said of a measure for corn or the like. (O, K, TA.) b2: See also 1, former half. b3: and (assumed tropical:) He was proud, or self-conceited, [or lofty,] or was quick, with an affected inclining of his body from side to side, (زَافَ,) in his gait: (O:) or so تطلّع فِى مِشْيَتِهِ: (K:) app. syn. with تَتَلَّعَ, meaning he advanced his neck, and raised his head. (TA.) b4: And (tropical:) He raised his eyes, looking [for a thing, or towards a thing]. (K, TA.) You say, تطلّع إِلَى وُرُودِهِ (tropical:) He raised his eyes, looking for its, or his arrival. (K, TA.) And تَطَلَّعْتُ إِلَى

وُرُودِ كِتَابِكَ (S, O, TA) (tropical:) I raised my eyes, looking, (TA,) or I looked continually, (PS,) for the arrival of thy letter: (TA, PS:) or i. q. اِنْتَظَرْتُ [agreeably with what here follows, and with an explanation of the inf. n. in the KL]. (PS.) And تطلّع إِلَى لِقَائِهِ (assumed tropical:) He looked for the meeting him. (MA.) And [hence] one says, عَافَى اللّٰهُ رَجُلًا لَمْ يَتَطَلَّعْ فِى فَمِكَ, meaning (tropical:) [May God preserve from disease, or harm, a man] who has not sought to find some slip, or fault, in thy speech: (O, K, TA:) mentioned by Az, (O, TA,) and by Z. (TA.) [Hence likewise,] التَّطَلُّعُ signifies also الإِشْرَافُ [as meaning (tropical:) The being eager, or vehemently eager, agreeably with what here follows]. (TA.) And التَّطَلُّعُ إِلَى الشَّىْءِ (tropical:) The inclining of the soul to the love of the thing, and the desiring it so that the man perishes. (TA.) and تَطَلُّعُ النَّفْسِ (assumed tropical:) The desiring, or yearning, or longing, of the soul. (TA.) [See an ex. in a verse cited in the first paragraph of art. صبر.]

A2: تطلّعهُ (tropical:) He looked at him with a look of love or of hatred. (TA.) b2: And (tropical:) He overcame him, and overtook him; namely, a man. (TA.) b3: See also 6. b4: And see 8.6 تَطَالَعَتْهُ i. q. طَرَقَتْهُ [i. e. (assumed tropical:) She, or it, or they (referring to irrational things), came to him in the night]: Aboo-'Alee cites [as an ex.], تَطَالَعُنِى خَيَالَاتٌ لِسَلْمَى

كَمَا يَتَطَالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ [Apparitions of Selmà come to me in the night, like as the creditor comes in the night to exact the debt]: but accord. to another, or others, it is only ↓ يَتَطَلَّعُ, because تَفَاعَلَ is generally intrans.: so that accord. to Aboo-'Alee, it is like تَفَاوَضْنَا الحَدِيثَ and تَعَاطَيْنَا الكَأْسَ and تَنَاشَدْنَا الأَشْعَارَ. (IB, TA.) 8 اِطَّلَعَ: see 1, first sentence: b2: and near the middle of the paragraph, in two places: b3: and last sentence, in three places. b4: Also (assumed tropical:) i. q. أَشْرَفَ [meaning as expl. in the next sentence]; as also ↓ أَطَلَعَ, of the class of أَكْرَمَ. (Mgh.) One says, اِطَّلَعْتُ مِنْ فَوْقِ الجَبَلِ and ↓ أَطْلَعْتُ (assumed tropical:) [I looked, or looked down, from above the mountain]. (TA.) And اِطَّلَعْتُ الفَجْرَ (tropical:) I looked at the dawn when it rose. (O, TA. *) And اِطَّلَعْتُ عَلَيْهِ (tropical:) I looked down, or from above, upon him, or it; syn. أَشْرَفْتُ. (TA.) [Hence,] هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ, in the Kur [xxxvii. 52 and 53], means (assumed tropical:) Would ye [be of those who] look to see (تُحِبُّونَ

أَنْ تَطَّلِعُوا) where is your place of abode among the people of Hell? and he (i. e. the Muslim) shall look (فَاطَّلَعَ المُسْلِمُ) and see his [former] associate in the midst of Hell-fire: but some read ↓ هل انتم مُطْلِعُونَ فَأَطْلِعَ [in the CK فاطَّلَعَ, but it is expressly said in the O that the hemzeh is with damm and the ط quiescent and the ل with kesr; the meaning being (assumed tropical:) Are ye of those who will make me to see? and he shall be made to see; as is indicated in the O and TA]. (K, O.) b5: and (assumed tropical:) He saw. (KL.) You say, اطّلع عَلَيْهِ meaning (assumed tropical:) He saw it. (MA.) [Hence,] it is said in a prov., بَعْدَ اطِّلَاعٍ إِينَاسٌ (O, TA) i. e. (assumed tropical:) After appearance [or rather sight, is knowledge, or certain knowledge]. (Fr, TA in art. انس. [See Freytag's Arab. Prov. i. 181.]) b6: And اطّلع عَلَيْهِ, (Msb, TA,) and اطّلعهُ, and ↓ تطلّعهُ, and عليه ↓ طَلَعَ, inf. n. طُلُوعٌ, (K, TA,) and ↓ أَطْلَعَ عليه, (TA,) (tropical:) He got, or obtained, sight and knowledge of it: (Msb, TA: *) or [simply] he knew it; namely, an affair, or a case, or an event. (K, TA.) One says, اطّلع عَلَى بَاطِنِهِ, (K,) or اضّلع عَلَى بَاطِنِ أَمْرِهِ, (S, O,) (tropical:) He became acquainted with, or obtained knowledge of, or knew, his inward, or intrinsic, state or circumstances, or the inward, or intrinsic, state or circumstances of his affair or case. (K, * TA.) And-accord. to some, اِطِّلَاعُ الحِجَابِ means (assumed tropical:) The stretching out the head [and looking over the veil of Paradise or of Hell]; for he who examines into a thing stretches out his head to see what is behind the veil, or covering. (TA voce حِجَابٌ, q. v.) [And one says also, اطّلع فِيهِ, meaning (assumed tropical:) He looked into it: see an ex. voce هَدَرَ.] b7: اِطَّلَعَتْهُ عَيْنِى means (tropical:) My eye regarded him with contempt. (TA.) A2: [اِطَّلَعَ is used sometimes for اِضْطَلَعَ, as is shown in art. ضلع: see مُضْطَلِعٌ: and see an instance in the first paragraph of art. علو.]

A3: And accord. to Kr, اِلِا طّلَاعُ signifies also النَّجَاةُ. (TA. [But I think that both words are mistranscribed, and that Kr explained الإِطْلَاعُ as meaning النِّجَآءُ, i. e. The acquainting with a secret.]) 10 استطلعهُ signifies طَلَبَ طُلُوعَهُ (assumed tropical:) [He sought, or desired, its, or his, coming forth, or appearance]. (Har p. 47.) [And hence, (assumed tropical:) He sought, or desired, to elicit, or to discover, it: he sought, or desired, information respecting it, مِنْهُ of him: and he asked him to tell him a thing. (See Har pp. 134 and 82.)] You say, استطلع رَأْىَ فُلَانٍ (S, O, K, TA) (tropical:) He looked to see what was the opinion, or advice, of such a one, (O, K, TA,) and what would be shown to him [thereof] respecting his affair, or case. (O, K.) It is doubly trans. [as shown above]: you say, اِسْتَطْلَعْتُ زَيْدًا رَأْيَهُ; as well as استطلعت رَأْىَ زَيْدٍ. (Har p. 322.) b2: And (assumed tropical:) He took it away, or went away with it. (Ibn-'Abbád, O, K.) Yousay, استطلع مَالَهُ (assumed tropical:) He took away, or went away with, his property. (TA.) طَلْعٌ (assumed tropical:) The طَلْع [i. e. spadix, or spadix in its spathe, and sometimes, the spathe alone,] of the palm-tree: (S, O:) the إِغْرِيض [or spadix] of the palm-tree, from over which the كَافُور [or spathe] bursts open longitudinally; or the flowers of the palm-tree, while in the كافور; (TA;) a thing that comes forth from the palm-tree, as though it were two soles, or sandals, closed together, with the حِمْل [meaning flowers] compactly disposed between them, and having the extremity pointed; or the ثَمَرَة [or produce] of the palm-tree, in the first stage of its appearance, the covering [or spathe] of which is called the كُفُرَّى (K, TA) and the كَافُور, (TA,) and what is within this the إِغْرِيض, because of its whiteness; (K, TA;) or the طَلْع is what comes forth from the palm-tree and becomes dates if the tree is female; and if the tree is male it does not become dates, but is eaten in its fresh state, or is left upon the palm-tree a certain number of days until there becomes produced in it a white substance like flour, [i. e. the pollen,] having a strong odour, and with this the female is fecundated; (Msb;) or a certain white thing that appears from the كِمّ [or spathe] of the palm-tree, to the colour of which [that of] the teeth are likened, and to the odour thereof [that of] the sperma: and also, [sometimes,] the كِمّ [or spathe] that comes forth from the palm-tree, before it bursts open longitudinally: [and this is also called the كُفُرَّى, for] the phrase طَلْعُ الكُفُزَّى is an instance of the prefixing of a noun to an explicative thereof: (Mgh:) [or this phrase may mean the spadix of the spathe of a palm-tree: طَلْعٌ, it should be added, is sometimes used as a coll. gen. n.: and its n. un. is with ة: thus in explanations of إِغْرِيضٌ &c.] In the Kur xxxvii. 63, it is applied to (tropical:) The fruit, or produce, of the tree called الزَّقُّوم, in the bottom of Hell, metaphorically, because partaking of the form of the طلع of dates, or because coming forth from the tree. (Bd.) A2: Also (assumed tropical:) i. q. مِقْدَارٌ [as meaning Number, or quantity]: (K, TA:) so in the phrase الجَيْشُ طَلْعُ أَلْفٍ [The army consists of the number of a thousand]. (K, * TA).

A3: See also the next paragraph, in three places.

طِلْعٌ (tropical:) a subst. from الاِطِّلَاعُ: [meaning Knowledge:] whence the saying, اِطَّلَعَ طِلْعَ العَدُوِّ (tropical:) [He learned the knowledge of the enemy; meaning he obtained knowledge of the state, or case, or tidings, or of the secret, or of the inward, or intrinsic, or secret, state or circumstances, of the enemy]; (S, O, K, TA;) [for] طِلْعَ العَدُوِّ means خَبَرَهُ, (Msb,) or سِرَّهُ, (PS,) or بَاطِنَ أَمْرِهِمْ: (Har p. 82:) and [hence also] one says, أَطْلَعْتُهُ طِلْعَ أَمْرِى, meaning (tropical:) I revealed, or showed, to him my secret. (O, K, TA.) A2: Also (assumed tropical:) An elevated place, above what is around it, from which one looks down (يُطَّلَعُ [in the CK erroneously يُطْلَعُ]); as also ↓ طَلْعٌ. (K, TA.) You say, عَلَوْتُ طِلْعَ الأَكَمَةِ, meaning (assumed tropical:) I ascended upon a part of the hill from which I overlooked what was around it. (IDrd, O, TA.) b2: And (assumed tropical:) i. q. نَاحِيَةٌ [A side, or an adjacent tract, or a region, &c.]; as also ↓ طَلْعٌ. (K.) One says, كُنْ بِطِلْعِ الوَادِى and ↓ طَلْعِ الوادى [i. e. بِطَلْعِ الوادى also, meaning, as is indicated in the TA, (assumed tropical:) Be thou in the side, &c., of the valley]: (S, O:) and one says also, فُلَانٌ طِلْع الوَادِى, without ب [(assumed tropical:) Such a one is in the side, &c., of the valley]. (O.) b3: And (assumed tropical:) Any depressed piece of ground: or such as has in it a hill: (K:) [i. e.,] as expl. by As, any depressed piece of ground having in it a hill from which, when you ascend upon it, you see what is in it. (O.) A3: Also the serpent: (AA, O, K:) like طِلٌّ. (TA.) طَلِعٌ (tropical:) [Desirous, eager, or vehemently eager].

نَفْسٌ طَلِعَةٌ and نُفُوسٌ طَلِعَةٌ, like فَرِحَةٌ [in form], mean (tropical:) A soul, and souls, desirous, eager, or vehemently eager. (TA.) [See also طُلَعَةٌ.]

طَلْعَةٌ (tropical:) The aspect; or countenance; syn. رُؤْيَةٌ: (S, O, K, TA:) or person and aspect: (L, TA:) or face: (K:) so in the saying, حَيَّا اللّٰهُ طَلْعَتَهُ (tropical:) [May God preserve his aspect, &c.]. (O, K.) نَفْسٌ طُلَعَةٌ, means نَفْسٌ تُكْثِرُ التَّطَلُّعَ لِلشَّىْءِ, (S, O,) or إِلَى الشَّىْءِ, (K, TA,) i. e. (tropical:) A soul that inclines much to the love of the thing [that it would obtain], and desires it so that the man perishes: and طُلَعَةٌ is used also as applied to a pl., so that one says also نُفُوسٌ طُلَعَةٌ, (TA,) or أَنْفُسٌ طُلَعَةٌ, meaning souls eager, or vehemently eager, for the objects of their love and appetence. (O.) [See also طَلِعٌ.] And in like manner one says اِمْرَأَهٌ طُلَعَةٌ, (S,) or اِمْرَأَةٌ طُلَعَةٌ خُبَأَةٌ: (TA:) or this latter means (tropical:) A woman that comes forth (تَطْلُعُ [in the CK erroneously تَطَّلِعُ]) at one time (مَرَّةً

[omitted in the CK]) and conceals herself at another: (O, K, TA:) and in like manner one says امرأة طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ. (TA.) طُلَعَآءُ, (S, O, K,) like غُلَوَآءُ [in form], (S, O,) (tropical:) Vomit: (S, O, K, TA;) as also ↓ طَوْلَعٌ: (IAar, O, K:) or the former signifies a little vomit. (K voce قَنَسٌ.) طَلَاعٌ, like سَحَابٌ [in form], the subst. from الاطلاع [app. الإِطْلَاعُ, i. e. a subst. syn. with

إِطْلَاعٌ; like as صَلَاح is with إِصْلَاحٌ, and فَسَادٌ with إِفْسَادٌ]. (TA.) طِلَاعٌ (tropical:) A thing sufficient in quantity, or dimensions, for the filling of another thing, (S, O, K, TA,) accord. to A 'Obeyd, so as to overflow [an addition not always agreeable with usage]: (TA:) pl. طُلْعٌ. (K.) طِلَاعُ الأَرْضِ ذَهَبًا means (tropical:) What would suffice for the filling of the earth, of gold: (As, S, O, TA:) or, accord. to Lth, what the sun has risen, or appeared, upon, to which Er-Rághib adds and man. (TA.) and you say قَوْسٌ طِلَاعُ الكَفِّ (tropical:) A bow of which the part that is grasped is sufficient in. size for the filling of the hand. (S, * O, * TA.) And هٰذَا طِلَاعُ هٰذَا (assumed tropical:) This is of the quantity, or measure, or size, of this. (TA.) طَلُوعٌ (assumed tropical:) Aspiring to, or seeking the means of attaining, lofty things, or eminence. (Ham p. 655.) طَلِيعَةٌ, of an army, (assumed tropical:) [A scout; and a party of scouts;] a man, (S, O, K, TA,) and a party of men, (O, K, TA,) that is sent, (S, O, K, TA,) and goes forth, (TA,) to obtain knowledge of the state, or case, or tidings, or of the secret, or of the inward, or intrinsic, or secret, state or circumstances, of the enemy, (لِيَطَّلِعَ طِلْعَ العَدُوِّ, S, O, K, TA,) like the جَاسُوس; (TA;) a man, (Mgh,) or a party of men, (Mgh, Msb,) sent (Mgh, Msb) before another party (Msb) to acquaint himself, or themselves, with the tidings, or state, or case, of the enemy; (Mgh, Msb;) accord. to the 'Eyn, applied to a single man, and to a number of men when they are together; and as used by [the Hanafee Imám] Mohammad, three, and four; more than these being termed سَرِيَّةٌ: (Mgh:) pl. طَلَائِعُ. (Mgh, O, Msb, O, Msb, K.) طَلَّاعُ الثَّنَايَا and طَلَّاعُ الأَنْجُدِ (tropical:) [lit. A man wont to ascend mountain-roads; meaning] a man experienced in affairs; wont to surmount them by his knowledge and his experience and his good judgment: or who aspires to lofty things, or the means of attaining eminence: (O, K, TA: [see also ثَنِيَّةٌ:]) أَنْجُدٌ being pl. of نَجْدٌ; which means “ a road in a mountain,” like ثَنِيَّةٌ [of which ثَنَايَا is the pl.]. (TA.) An ex. of the former phrase is presented by a verse of Soheym Ibn-Wetheel cited in art. جلو: and an ex. of the latter by the saying of Mohammad Ibn-AbeeShihádh Ed-Dabbee, said by ISk to be of Ráshid Ibn-Dirwás, وَقَدْ يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دُونَ هَمِّهِ وَقَدْ كَانَ لَوْلَا القُلُّ طَلَّاعَ أَنْجُدِ [Certainly, or sometimes, or often, poverty withholds the young man from attaining his purpose; and certainly, or sometimes, or often, but for poverty, he would be a surmounter of affairs by his knowledge &c.]. (O, TA.) A2: قَدَحٌ طَلَّاعٌ (tropical:) A full drinking-vessel. (TA.) And عَيْنٌ طَلَّاعٌ [or طَلَّاعَةٌ?] (tropical:) An eye filled with tears. (TA.) طَالِعٌ [Rising, or appearing, as a star &c.:] anything appearing from the upper part [of a thing, or that comes up out of a thing and appears]: (TA:) [or appearing by rising, or by becoming elevated. (See 1.)] b2: [Hence,] one says, طَالِعُهُ سَعِيدٌ, meaning His star [is fortunate]. (TA.) b3: [Hence also,] الطَّالِعُ means The false dawn: (S:) or so الطَّالِعُ المُصْعِدُ. (O.) b4: And The هِلَال [or moon when near the sun, showing a narrow rim of light; probably the new moon, from the sight of which the commencement of the month was reckoned; as appears from what follows]. (O, K.) مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ طَالِعَيْنِ is mentioned as heard from some of the Arabs of the desert, meaning مُنْذُ شَهْرَيْنِ [i. e. I have not seen thee for two months, or during the period since two new moons]. (O.) b5: Also The arrow that falls behind the butt: (Az, O, K:) or that passes beyond the butt, going over it: (TA:) and KT says that they used to reckon that falling above the mark as that which hit the butt: pl. طَوَالِعُ. (O, TA.) It is said of one of the kings, accord. to Sgh, [in the O,] كَانَ يَسْجُدُ لِلطَّالِعِ, (TA,) meaning as expl. in art. سجد: (O, TA: *) or it may mean that he used to lower himself, or bend himself down, to the rising هِلَال, by way of magnifying God. (O, TA.) b6: طَالِعَةُ الإِبِلِ means (assumed tropical:) The first, or foremost, of the camels. (TA.) طَوْلَعٌ: see طُلَعَآءُ.

مَطْلَعٌ and مَطْلِعٌ are inf. ns.: and signify also The place [and the time] of rising of the sun [&c.]: (S, O, K: [see 1, first sentence:]) but by Fr the former is explained as meaning the rising, and the latter as meaning the place of rising: and some of the Basrees say that when one reads حَتَّى مَطْلِعِ الفَجْرِ [in the last verse of ch. xcvii. of the Kur], with kesr to the ل, the meaning is, [until] the time of rising [of the dawn]: (O, TA:) [the pl.] مَطَالِعُ signifies the places [and the times] of rising of the sun [&c.]. (TA.) b2: مَطْلَعُ الجَبَلِ means (assumed tropical:) The place of ascent of the mountain. (TA.) And you say, هٰذَا لَكَ مَطْلَعَ الأَكَمَةِ, meaning (assumed tropical:) This is present before thee; i. e. as near to thee as if thou hadst to ascend for it the hill. (TA.) b3: مَطْلَعُ القَصِيدَةِ means (tropical:) The beginning of the قصيدة [or ode]. (TA.) b4: See also مُطَّلَعٌ.

مُطْلِعٌ (assumed tropical:) A palm-tree (نَخْلَةٌ) putting forth its طَلْع [q. v.]; and sometimes they said مُطْلِعَةٌ. (Msb.) b2: And the latter, (assumed tropical:) A palm-tree taller than the other palm-trees [around it or adjacent to it]. (S, O, K.) مُطَّلَعٌ (assumed tropical:) [A place to which one ascends: or] a place of ascent from a low spot to a place that overlooks. (As, TA.) Hence, (TA,) it is said in a trad. (O, K) of the Prophet, (O,) مَانَزَلَ مِنَ القُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ وَلِكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ وَلِكُلِّ حَدٍّ مُطَّلَعٌ i. e. (O, K) (assumed tropical:) Not a verse of the Kur-án has come down but it has an apparent and known [or exoteric] interpretation and an intrinsic [or esoteric] interpretation, (TA voce ظَهْرٌ, where see more,) [and every word has a scope, and every scope has] a place [meaning point] to which the knowledge thereof may ascend, (O, K, TA,) or, as some say, something that may be violated, God not having forbidden a thing that should be held sacred without his knowing that some one would seek to elicit it. (TA.) b2: And i. q. مَأْتًى; (S, O, K, TA;) مُطَّلَعُ الأَمْرِ meaning مَأْتَاهُ; (S, O, TA;) as also الأَمْرِ ↓ مَطْلَعُ; (TA;) i. e. (assumed tropical:) The way, or manner, of attaining to the doing, or performing, of the affair. (TA.) One says, مَالِهٰذَا الأَمْرِ مُطَّلَعٌ (assumed tropical:) There is no way, or manner, of attaining to the doing, or performing, of this affair. (TA.) And أَيْنَ مُطَّلَعُ هٰذَا الأَمْرِ i. e. مَأْتَاهُ (assumed tropical:) [Where is the way of attaining to the doing, or performing, of this affair?]. (S, O, TA.) b3: And (tropical:) An elevated place from which one looks towards a low place. (S, O, Msb, K, TA.) To this is likened the scene of the events of the world to come, (S, O, Msb, K, TA,) after death, i. e. the station of the day of resurrection, (TA,) in the saying of 'Omar, لَوْ أَنَّ مَا فِى

الأَرْضِ جَمِيعًا لَأَفْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ المُطَّلَعِ (tropical:) [If all that is in the world belonged to me, assuredly I would ransom myself therewith from the terror of the place whence one will look down on the day of resurrection]: (S, * O, Msb, * K, * TA:) or المُطَّلَع means that which is looked upon of such hardships as the interrogation of [the angels] Munkar and Nekeer, and the pressure of the grave, and its solitude, and the like; and is [ for المُطَّلَعِ عَلَيْهِ, or] originally an inf. n. in the sense of الاِطِّلَاع: or it may be a noun of time, and thus applied to the day of resurrection. (Har p.

344-5.) مُطَّلِعٌ Strong, or powerful; high, or eminent; one who subdues, or overcomes: (K:) or strong, or powerful; as also مُضْطَلِعٌ: or the latter has this meaning, from الضَّلَاعَةُ; and the former signifies high, or eminent; one who subdues, or overcomes: (O:) accord. to ISk, one says, هُوَ مُضْطَلِعٌ بِحَمْلِهِ [“ he is one who has strength to bear it ”]; but not مُطَّلِعٌ بحمله. (TA.) [See, however, مُضْطَلِعٌ, in art. ضلع.]

مُطَالَعٌ [pass. part. n. of 3, q. v.]. One says, الشر تلقى مُطَالَعَ الاِسْمِ, [thus in my original, app. الشَّرَّ تَلْقَى الخ,] meaning بَارِزًا مَكْشُوفًا [i. e., if I rightly read it, (assumed tropical:) Evil thou wilt find to be that whereof the name is manifest, or overt; so that, when it is mentioned, it is well known]. (TA.)
طلع
طَلَعَ الكَوْكَبُ والشمسُ والقمَرُ طُلوعاً، ومَطْلَعاً، بفتحِ اللامِ على القياسِ، ومَطْلِعاً بكسرِها، وَهُوَ الْأَشْهر، وَهُوَ أحد مَا جاءَ من مصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ على مَفْعِلٍ. وأمّا قَوْله تَعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ فإنّ الكِسائيَّ وَخَلَفاً قرآه بِكَسْر اللَّام، وَهِي إِحْدَى الرِّوايتَيْن عَن أبي عمروٍ. قلتُ: وَهِي روايةُ عُبَيْدٍ عَن أبي عمروٍ. وَقَالَ ابنُ كَثيرٍ ونافِعٌ وابنُ عامِرٍ واليَزيديُّ عَن أبي عمروٍ، وعاصِم وحَمْزَة بفتحِ اللَّام، قَالَ الفرّاء: وَهُوَ أقوى فِي الْقيَاس، لأنّ المَطْلَع، بالفَتْح: الطُّلُوع، وبالكَسْر: الموضعُ الَّذِي تَطْلُعُ مِنْهُ، إلاّ أَن العربَ تَقول: طَلَعَتْ الشمسُ مَطْلِعا، فيَكسِرونَ وهم يُرِيدُونَ المصدرَ، وَكَذَلِكَ: المَسجِد، والمَشرِق، والمَغرِب، والمَسقِط، والمَرفِق، والمَنسِك، والمَنبِت، وَقَالَ بعضُ البَصْريِّين: مَن قرأَ مَطْلِعَ الفَجرِ بكسرِ اللامِ فَهُوَ اسمٌ لوَقتِ الطُّلوع، قَالَ ذَلِك الزَّجَّاج، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأحسَبَه قولَ سِيبَوَيْهٍ: ظَهَرَ، كَأَطْلَع. وهما، أَي المَطْلَع والمَطْلِع: اسمانِ للمَوضِع أَيْضا، وَمِنْه قَوْله تَعالى: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلعَ الشمسِ. طَلَعَ على الأمرِ طُلوعاً: عَلِمَه، كاطَّلَعَه، على افْتَعلَه، وَتَطَلَّعَه اطِّلاعاً وَتَطَلُّعاً، وَكَذَلِكَ اطَّلَع عَلَيْهِ، والاسمُ الطِّلْع، بالكَسْر، وَهُوَ مَجاز. وطَلَعَ فلانٌ علينا، كَمَنَع ونَصَرَ: أَتَانَا وهَجَمَ علينا، وَيُقَال: طَلَعْتُ فِي الجبَلِ طُلوعاً، إِذا أَدْبَرْتَ فِيهِ حَتَّى لَا يراكَ صاحِبُك، وطَلَعْتُ عَن صَاحِبي، إِذا أَقْبَلتَ عَلَيْهِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا كلامُ العربِ، وَقَالَ أَبُو زيدٍ فِي الأضْداد: طَلَعْتُ على القومِ طُلوعاً، إِذا غِبْتَ عَنْهُم حَتَّى لَا يَرَوْكَ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: طَلَعْتُ على القومِ، إِذا غِبتَ عَنْهُم، صحيحٌ، جُعِلَ على فِيهِ بِمَعْنى عَن كقَولِه تَعَالَى: وَإِذا اكْتالوا على الناسِ مَعْنَاهُ عَن الناسِ، وَمن النَّاس، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أهلُ اللُّغَة أَجْمَعون. قلتُ: وَمن الاطِّلاعِ بِمَعْنى الهُجومِ قَوْله تَعالى: لَو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِم أَي لَو هَجَمْتَ عَلَيْهِم، وأَوْفَيْتَ عَلَيْهِم. طَلَعَت سِنُّ الصبِيِّ: بَدَتْ شَبَاتُها، وَهُوَ مَجاز،)
وكلُّ بادٍ من عُلْوٍ: طالِعٌ. طَلَعَ أَرْضَهم: بَلَغَها، يُقَال: مَتى طَلَعْت أَرْضَنا أَي مَتى بَلَغْتها، وَهُوَ مَجاز، وطَلَعْتُ أَرْضِي، أَي بَلَغْتُها. طَلَعَ النخْلُ يَطْلُعُ طُلوعاً: خَرَجَ طَلْعُه، وَسَيَأْتِي مَعْنَاهُ قَرِيبا، نَقله الصَّاغانِيّ كَأَطْلَعَ، كَأَكْرَم، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قولُ الزّجّاج. وطَلَّعَ تَطْلِيعاً، نَقله صاحبُ اللِّسان. طَلَعَ بلادَه: قَصَدَها، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه الحديثُ: هَذَا بُسْرٌ قد طَلَعَ اليمنَ أَي قَصَدَها من نَجْدٍ. طَلَعَ الجبَلَ يَطْلَعه طُلوعاً: عَلاه ورَقِيَه، كطَلِعَ، بالكَسْر، وَهُوَ مَجاز، الأخيرُ نَقله الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت. يُقَال: حَيَّا اللهُ طَلْعَتَه، أَي رُؤيَتَه وشَخْصَه وَمَا تطَلَّع مِنْهُ، كَمَا فِي اللِّسان، أَو وَجْهَه، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الصِّحَاح. والطالِع: السهْمُ الَّذِي يقَعُ وراءَ الهدَفِ، قَالَه الأَزْهَرِيّ، وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يُجاوِزُ الهدفَ ويَعلوه، وَقَالَ القُتَيْبيُّ: هُوَ السهمُ الساقِطُ فوقَ العَلامَةِ، ويُعْدَلُ بالمُقْرطِسِ، قَالَ المَرّارُ بنُ سعيدٍ الفَقْعَسيُّ:
(لَهَا أَسْهُمٌ لَا قاصِراتٌ عَن الحَشا ... وَلَا شاخِصاتٌ عَن فُؤَادِي طَوالِعُ)
أخبرَ أنّ سِهامَها تُصيبُ فؤادَه، وَلَيْسَت بِالَّتِي تَقْصُرُ دُونَه، أَو تُجاوِزُه فتُخطِئُه. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: رُوِيَ عَن بعضِ الْمُلُوك قَالَ الصَّاغانِيّ: هُوَ كِسْرى كَانَ يسجدُ للطالِع. قيل: مَعْنَاهُ أنّه كَانَ يَخْفِضُ رَأْسَه إِذا شَخَصَ سَهْمُه، فارتفعَ عَن الرَّمِيَّةِ، فَكَانَ يُطَأْطِئُ رَأْسَه، ليَتقَوَّمَ السهمُ، فيُصيبَ الدَّارَة. قَالَ الصَّاغانِيّ: وَلَو قيل: الطالِع: الهلالُ، لم يَبْعُدْ عَن الصَّوَاب، فقد جاءَ عَن بعضِ الْأَعْرَاب: مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ طالِعَيْن، أَي مُنْذُ شَهْرَيْن، وأنَّ كِسْرى كَانَ يَتطامَنُ لَهُ إِذا طَلَعَ إعْظاماً لله عزَّ وجلَّ. منَ المَجاز: رجلٌ طَلاّعُ الثَّنايا، وطَلاّعُ الأَنْجُدِ، كشَدّادٍ، أَي مُجَرِّبٌ للأمور، ورَكّابٌ لَهَا أَي غالِبٌ يَعْلُوها، ويقهرُها بمَعرِفَتِه وتَجاربِه وجَوْدَةِ رَأْيِه، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَؤُمُّ مَعالي الْأُمُور. والأنْجُد: جَمْعُ نَجْدٍ، وَهُوَ الطريقُ فِي الْجَبَل، وَكَذَلِكَ الثَّنِيَّة، فَمن الأوّل: قولُ سُحَيْم بن وَثيلٍ:
(أَنا ابنُ جَلا وطَلاّعِ الثَّنايا ... مَتى أَضَعُ العِمامَةَ تَعْرِفوني)
وَمن الثَّانِي: قولُ مُحَمَّد بن أبي شِحَاذٍ الضَّبِّيِّ وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: هُوَ لراشِدِ بنِ دِرْواسٍ:
(وَقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّه ... وَقد كَانَ، لَوْلَا القُلُّ، طَلاّعَ أَنْجُدِ)
والطَّلْع: المِقْدار، تَقول: الجَيشُ طَلْعُ ألفٍ، أَي مِقدارُه. الطَّلْع من النخْلِ: شيءٌ يَخْرُجُ كأنّه نَعْلانِ مُطبِقانِ، والحَمْلُ بَينهمَا مَنْضُودٌ، والطَّرَفُ مُحَدَّدٌ، أَو هُوَ مَا يَبْدُو من ثَمَرَتِه فِي أوّلِ ظُهورِها، وقِشْرُه يُسَمَّى الكُفُرَّى والكافور، وَمَا فِي داخلِه الإغْريضُ، لبَياضِه، وَقد ذُكِرَ كلٌّ)
مِنْهُمَا فِي مَوْضِعه، وَفِيه تَطْوِيلٌ مُخِلٌّ بمُرادِه، وَلَو قَالَ: ومنَ النخلِ: الإغْريضُ يَنْشَقُّ مِنْهُ الكافور، أَو: وَمن النَّخْل: نَوْرُه مَا دامَ فِي الكافورِ، كَانَ أَخْصَرَ. الطِّلْع، بالكَسْر: الاسمُ من الاطِّلاع، وَقد اطَّلَعَه، واطَّلَع عَلَيْهِ، إِذا عَلِمَه، وَقد تقدّم، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَمِنْه اطَّلِعْ طِلْعَ العدُوِّ أَي عِلْمَه، وَمِنْه أَيْضا حَدِيث سَيْفِ بنِ ذِي يَزَنَ قَالَ لعبدِ المُطَّلِبِ: أَطْلَعْتُكَ طِلْعَهُ، وَسَيَأْتِي قَرِيبا. الطِّلْع: المكانُ المُشرِفُ الَّذِي يُطَّلَعُ مِنْهُ، يُقَال: عَلَوْتُ مِنْهَا مَكَانا تُشرِفُ مِنْهُ على مَا حَوْلَها، قَالَه ابْن دُرَيْدٍ. قَالَ: الطِّلْع: الناحيةُ، يُقَال: كن بطِلْعِ الْوَادي، وَيُقَال أَيْضا: فلانٌ طِلْعَ الْوَادي، بغيرِ الباءِ، أُجرِيَ مُجرى وَزْنِ الجبَل، قَالَه الأَزْهَرِيّ، ويُفتَح فيهمَا قَالَ الجَوْهَرِيّ: الكسرُ والفتحُ كِلَاهُمَا صوابٌ، وَفِي العُباب: كِلَاهُمَا يُقَال. قَالَ الأَصْمَعِيّ: الطِّلْعُ كلُّ مُطمَئِنٍّ من الأرضِ أَو ذاتِ رَبْوَةٍ إِذا طَلَعْتَه رَأَيْتَ مَا فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. قَالَ أَبُو عمروٍ: من أسماءِ الحَيّةِ: الطِّلْعُ والطِّلُّ. منَ المَجاز: أَطْلَعْتُه طِلْعَ أَمْرِي، بالكَسْر، أَي أَبْثَثْتُه سِرِّي، وَمِنْه حديثُ ابنِ ذِي يَزَنَ المُتَقدِّم. منَ المَجاز: لَو أنّ لي طِلاعَ الأرضِ ذَهَبَاً لافْتَدَيْتُ مِنْهُ. قَالَه عُمرُ رَضِيَ الله عَنهُ عِنْد مَوْتِه، طِلاعُ الشيءِ، ككِتابٍ: مِلْؤُه حَتَّى يَطْلُعَ ويَسيل، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، وَقَالَ الليثُ: طِلاعُ الأرضِ: مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمسُ، زادَ الراغبُ: والإنسانُ، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يصفُ قَوْسَاً:
(كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لَا دونَ مِلْئِها ... وَلَا عَجْسُها عَن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا)
ج: طُلْعٌ، بالضَّمّ، ككِتابٍ وكُتْبٍ. منَ المَجاز: نَفْسٌ طُلَعَةٌ، كهُمَزَةٍ: تُكثِرُ التَّطَلُّعَ إِلَى الشيءِ، أَي كثيرةُ المَيلِ إِلَى هَواها، تَشْتَهيه حَتَّى تُهلِكَ صاحبَها، المُفرَدُ والجمعُ سَواءٌ، وَمِنْه حَدِيث الحسَن: إنّ هَذِه النفوسَ طُلَعَةٌ، فاقْدَعوها بالمَواعِظ، وإلاّ نَزَعَتْ بكم إِلَى شَرِّ غايةٍ. وَحكى المُبَرِّدُ أنّ الأَصْمَعِيّ أنشدَ فِي الْإِفْرَاد:
(وَمَا تمَنَّيْتُ من مالٍ ومِن عُمُرٍ ... إلاّ بِمَا سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ)
منَ المَجاز: امرأةٌ طُلَعَةٌ خُبَأَةٌ، كهُمَزةٍ فيهمَا، أَي تَطْلُعُ مرّةً وتَخْتَبِئُ أُخرى، وَيُقَال: هِيَ الكثيرةُ التَّطلُّعِ والإشرافِ، وَكَذَلِكَ امرأةٌ طُلَعةٌ قُبَعةٌ. وَفِي قولِ الزَّبْرَقانِ بنِ بدرٍ: إنّ أَبْغَضَ كَنائني إليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة. وَقد مرَّ فِي حرفِ الْهمزَة. وطُوَيْلِعٌ، كقُنَيْفِذٍ: عَلَمٌ، وَهُوَ تصغيرُ طالِعٍ. طُوَيْلِعٌ: ماءٌ لبَني تَميم، بناحيةِ الصَّمَّان، بالشاجِنَة، نَقله الجَوْهَرِيّ، قلتُ: وَهُوَ فِي وادٍ فِي طريقِ البَصْرةِ إِلَى اليَمامةِ بَين الدَّوِّ والصَّمَّانِ أَو: رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بناحيةِ الشواجِن، عَذْبَةُ الماءِ، قريبةُ)
الرِّشاء. قَالَه الأَزْهَرِيّ. وهما قولٌ واحدٌ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ:
(وأيُّ فَتى وَدَّعْتُ يَوْمَ طُوَيْلِعٍ ... عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عليهِ وسَلَّما)
وأنشدَ الصَّاغانِيّ لضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَة النَّهْشَليّ:
(فَلَوْ كنتَ حَرْبَاً مَا وَرَدْتُ طُوَيْلِعاً ... وَلَا حَرْفَه إلاّ خَميساً عَرَمْرَما)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الطَّوْلَع، كَجَوْهَرٍ، وَقَالَ غيرُه: الطُّلَعاءُ، كالفُقهاءِ: القَيءُ، وَهُوَ مَجاز، وَلَو مَثَّلَ الأخيرَ بالغَلْواءِ كَانَ أَحْسَن. وطَليعَةُ الجَيش: من يَطْلُعُ من الْجَيْش، ويُبعَثُ ليَطَّلِعَ طِلْعَ العدوِّ، كالجاسوس، للواحدِ والجميع، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَكَذَلِكَ الرَّبيئةُ، والشِّيفَة، والبَغِيَّةُ بِمَعْنى الطَّليعة، كلُّ لفظةٍ مِنْهَا تصلُحُ للواحدِ والجَماعةِ ج: طَلائِع، وَمِنْه الحَدِيث: كَانَ إِذا غَزا بَعَثَ بينَ يَدَيْهِ طَلائِعَ. وأَطْلَعَ إطْلاعاً: قاءَ، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفاً: أَسْدَى مثل أزَلَّ إِلَيْهِ مَعْرُوفا، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعَ الرَّامِي: جازَ سَهْمُه من فوقِ الغرَضِ، يُقَال: رمى فَأَطْلَعَ، وأَشْخَصَ، قَالَه الأسْلَميُّ، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعَ فلَانا: أَعْجَلَه، وَكَذَلِكَ أَرْهَقه، وأَزْلَقه، وأَقْحَمه، وَهُوَ مَجاز. أَطْلَعه على سِرِّه: أَظْهَره وأَعْلَمه، وأبَثَّه لَهُ، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه أَطْلَعتُكَ طِلْعَ أَمْرِي.
ونَخلةٌ مُطْلِعَةٌ، كمُحْسِنَةٍ: مُشرِفَةٌ على مَا حَوْلَها، طالتْ النَّخيلَ وَكَانَت أَطْوَلَ من سائرِها. وطَلَّعَ كَيْلَه تَطْلِيعاً: ملأَه جِدّاً حَتَّى تطَلَّعَ، وَهُوَ مَجاز. واطَّلَعَ على باطنِه، كافْتَعَلَ: ظَهَرَ، قَالَ السَّمينُ فِي قَوْله تَعالى: أَطَّلَعَ الغَيبَ: إنّه يَتَعَدَّى بنَفسِه، وَلَا يَتَعَدَّى بعلى، كَمَا توَهَّمه بعضٌ، حَتَّى يكونَ من الحذفِ والإيصال، نَقله شيخُنا، ثمّ قَالَ: وَلَكِن استدلَّ الشِّهابُ فِي العنايةِ بِمَا للمُصنِّف، فَقَالَ: لَكِن فِي القاموسِ: اطَّلَعَ عَلَيْهِ. فكأنّه يَتَعَدَّى وَلَا يتعدَّى، والاستِدلالُ بغيرِ شاهدٍ غيرُ مفيدٍ. انْتهى. قلتُ: الَّذِي صرَّحَ بِهِ أئمّة اللُّغَة أنّ طَلَعَ عَلَيْهِ، واطَّلَع عَلَيْهِ، وأَطْلَعَ عَلَيْهِ بِمَعْنى واحدٍ، واطَّلَع على باطنِ أمرِه، واطَّلَعه: ظَهَرَ لَهُ وعَلِمَه، فَهُوَ يتعدَّى بنَفسِه وبعلى، كَمَا فِي اللِّسان والعُباب والصحاح، وَكفى بهؤلاءِ قُدوَةً، لَا سِيَّما الجَوْهَرِيّ إِذا قالتْ حَذامِ، فَلَا عِبرَةَ بقولِه: والاستِدلالُ بِهِ إِلَى آخِرِه، وَكَذَا كلامُ السَّمينِ يُتأَمَّلُ فِيهِ، فإنّ إنكارَه قُصورٌ. اطَّلَعَ على هَذِه الأَرْض: بَلَغَها، وَمِنْه قَوْله تَعالى: الَّتِي تَطَّلِعُ على الأفئِدَة، قَالَ الفَرّاءُ: أَي يَبْلُغُ ألَمُها الأفئدة، قَالَ: والاطِّلاعُ والبُلوغُ قد يكون بِمَعْنى واحدٍ، وَقَالَ غيرُه: أَي تُوفِي عَلَيْهَا فتُحرِقُها، من اطَّلَعتُ عَلَيْهِ، إِذا أَشْرَفْتُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقولُ الفَرّاءِ أحَبُّ إليَّ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزَّجّاج.
والمُطَّلِعُ للمَفْعول: المَأْتِي، يُقَال: مَا لهَذَا الأمرِ مُطَّلَعٌ، أَي وَجْهٌ، وَلَا مَأْتَىً يُؤْتى إِلَيْهِ. وَيُقَال:)
أينَ مُطَّلَعُ هَذَا الأمرِ، أَي مَأْتَاه، هُوَ مَوْضِعُ الاطِّلاعِ من إشْرافٍ إِلَى انحِدارٍ، وَهُوَ مَجاز.
وقولُ عمرَ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ: لَو أنّ لي مَا فِي الأرضِ جَمِيعًا لافْتَديْتُ بِهِ من هَوْلِ المُطَّلَع. يريدُ بِهِ المَوقِفَ يومَ القيامةِ، تشبيهٌ لما يُشرِفُ عَلَيْهِ من أمرِ الآخِرَةِ عَقيبَ الموتِ بذلك، أَي: بالمُطَّلَع الَّذِي يُشرِفُ عَلَيْهِ من مَوْضِعٍ عالٍ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: وَقد يكون المُطَّلَع: المَصعَدُ من أسفلَ إِلَى المكانِ المُشرِف، قَالَ: وَهُوَ من الأضداد، وَقد أَغْفَله المُصَنِّف، وَمن ذَلِك فِي الحَدِيث: مَا نَزَلَ من القُرآنِ آيةٌ إلاّ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ، ولكلِّ حرفٍ حَدٌّ، ولكلِّ حَدٍّ مُطَّلَعٌ أَي مَصْعَدٌ يُصعَدُ إِلَيْهِ، يَعْنِي من معرفةِ عِلمِه، وَمِنْه قولُ جَريرٍ يهجو الأخْطلَ:
(إنّي إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ ... لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعورا)
هَكَذَا أنشدَه ابنُ بَرّيّ والصَّاغانِيّ وَمن الأولِ قولُ سُوَيْدِ بن أبي كاهِلٍ:
(مُقْعِياً يَرْمِي صَفاةً لم تُرَمْ ... فِي ذُرا أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ)
وَقيل: معنى الحَدِيث: أنّ لكلِّ حدٍّ منْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرتَكِبُه، أَي أنّ الله لم يُحرِّم حُرمةً إلاّ عَلِمَ أنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ. منَ المَجاز: المُطَّلِعُ، بكسرِ اللامِ: القويُّ العالي القاهِر، من قولِهم: اطَّلَعتُ على الثَّنِيَّةِ، أَي عَلَوْتُها، نَقله الجَوْهَرِيّ فِي ضلع وروى أَبُو الهيثَمِ قَوْلَ أبي زُبَيْدٍ:
(أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنَى أُنُفٌ ... للنّائِباتِ وَلَوْ أُضْلِعْنَ مُطَّلِعُ)
أُضْلِعْنَ: أُقِلْنَ. ومُطَّلِعٌ وَهُوَ القويُّ على الأمرِ المُحتَمِل، أرادَ مُضْطَلِعٌ فَأَدْغَم، هَكَذَا رَوَاهُ بخطِّه، قَالَ: ويُروى: مُضْطَلِعٌ وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال: هُوَ مُضْطَلِعٌ بحِملِه، كَمَا تقدّم، ويُروى قولُ ابنِ مُقبِلٍ:
(إنّا نقومُ بجُلاّنا فَيَحْمِلُها ... مِنّا طَويلُ نِجادِ السيفِ مُطَّلِعُ)
ويُروى مُضْطَلِعٌ وهما بِمَعْنى. وطالَعَه طِلاعاً، بالكَسْر، ومُطالَعةً: اطَّلَع عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز، يُقَال: طالَعْتُ ضَيْعَتي، أَي نَظَرْتُها، واطَّلَعْتُ عَلَيْهَا، وَقَالَ الليثُ: هُوَ الاطِّلاعُ، وأنشدَ لحُمَيدِ بنِ ثَوْرٍ:
(فكانَ طِلاعاً من خَصاصٍ ورِقْبَةٍ ... بأَعيُنِ أَعْدَاءٍ وَطَرْفاً مُقَسَّما)
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قولُه: طِلاعاً، أَي: مُطالَعةً، يُقَال: طالَعْتُه طِلاعاً ومُطالَعةً، قَالَ: وَهُوَ أحسنُ من أنْ تَجْعَله اطِّلاعاً لأنّه القياسُ فِي العربيَّة. طالَعَ بِالْحَال: عَرَضَها، طِلاعاً، ومُطالَعةً. منَ المَجاز: تطَلَّعَ إِلَى وُرودِه أَو ورودِ كِتابِه: اسْتَشرفَ لَهُ، قَالَ مُتَمِّم بن نُوَيْرةَ، رَضِيَ الله عَنهُ:)
(لَاقَى على جَنْبِ الشَّريعةِ لاطِئاً ... صَفْوَانَ فِي ناموسِه يَتَطَلَّعُ)
تطَلَّعَ فِي مَشْيِه: زافَ نَقَلَه الصَّاغانِيّ، كأنّه لغةٌ فِي تتَلَّعَ، إِذا قدَّمَ عُنُقَه وَرَفَعَ رَأْسَه. تطَلَّعَ المِكيالُ: امْتَلأَ، مُطاوِعُ طلَّعَه تَطْلِيعاً. منَ المَجاز: قولُهم: عافى اللهُ رجُلاً لم يَتَطَلَّعْ فِي فَمِكَ، أَي لم يَتَعَقَّبْ كَلامَك، حَكَاهُ أَبُو زيدٍ، وَنَقله الزَّمَخْشَرِيّ والصَّاغانِيّ. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: اسْتَطْلَعَه: ذَهَبَ بِهِ، وَكَذَا اسْتَطلعَ مالَه. منَ المَجاز: اسْتَطلعَ رَأْيَ فلَان، إِذا نَظَرَ مَا عِنْده، وَمَا الَّذِي يَبْرُزُ إِلَيْهِ من أمرِه، وَلَو قَالَ: وَرَأْيه: نَظَرَ مَا هُوَ، كَانَ أَخْصَر. وقَوْله تَعالى: هَل أنتُم مُطَّلِعون، فاطَّلَعَ بتشديدِ الطاءِ وفتحِ النونِ، وَهِي القراءةُ الجيِّدةُ الفَصيحةُ أَي هَل أنتُم تُحِبُّون أَن تَطَّلِعوا فتعلموا أَيْن مَنْزِلة الجَهَنَّمِيِّين، فاطَّلَع المُسلِم، فَرَأى قَرينَه فِي سَواءِ الجَحيم، أَي فِي وسَطِ الجَحيم وَقَرَأَ جماعاتٌ وهم ابنُ عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا وسعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو البَرَهْسَم، وعمّارُ مولى بَني هاشمٍ: هَل أنتُم مُطْلِعون كمُحسِنون فأُطْلِعَ بضمِّ الهمزةِ وسكونِ الطاءِ وكسرِ اللَّام، وَهِي جائزةٌ فِي العربيّةِ على معنى: هَل أَنْتُم فاعِلون بِي ذَلِك. وَقَرَأَ أَبُو عمروٍ وعمار المذكورُ، وَأَبُو سِراجٍ، وابنُ أبي عَبْلَة، بكسرِ النُّون، فأُطلِع، كَمَا مرَّ. قلتُ: وَهِي روايةُ حُسَيْنٍ الجُعْفِيِّ عَن أبي عمروٍ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهِي شاذَّةٌ عِنْد النَّحْوِيِّين أَجْمَعين، ووَجْهُه ضعيفٌ، وَوَجْهُ الكلامِ على هَذَا الْمَعْنى: هَل أَنْتُم مُطْلِعِيَّ، وَهل أَنْتُم مُطْلِعوه، بِلَا نونٍ، كقولِك: هَل أَنْتُم آمِروه، وآمِريَّ. وأمّا قولُ الشَّاعِر:
(همُ القائِلونَ الخَيرَ والآمِرونَه ... إِذا مَا خَشُوا من مُحْدَثِ الأمرِ مُعْظَما) فَوَجْهُ الكلامِ: والآمِرونَ بِهِ، وَهَذَا من شَواذِّ اللُّغَات. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الطالِع: الفَجرُ الكاذِب، نَقله الجَوْهَرِيّ. اطَّلَع عَلَيْهِ: نَظَرَ إِلَيْهِ حِين طَلَعَ، وَهُوَ مَجاز، نَقله الصَّاغانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ، وصاحبُ اللِّسان، وَمِنْه قولُ أبي صَخْرٍ الهُذَليِّ:
(إِذا قلتُ هَذَا حينَ أَسْلُو يَهيجُني ... نَسيمُ الصَّبا من حيثُ يُطَّلعُ الفَجْرُ)
وَيُقَال: آتيكَ كُلَّ يَومٍ طَلَعَتْه الشَّمسُ، أَي طلَعَتْ فِيهِ. وَفِي الدُّعاءِ: طلعَت الشَّمسُ وَلَا تَطلُعُ بنفسِ أَحَدٍ مِنّا، عَن اللِّحيانِيِّ، أَي لَا ماتَ واحِدٌ مِنّا مَعَ طُلوعِها. أَرادَ: وَلَا طَلَعَتْ، فوضَعَ الآتيَ مِنْهَا مَوضِعَ الْمَاضِي. وأَطْلَعَ: لُغَةٌ فِي طَلَعَ، قالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّهُ كَوكَبُ غُيْمٍ أَطْلَعا ومطالِعُ الشَّمسِ: مَشارِقُها، ويُقال: شَمسُ مَطالِع، أَو مَغارِب. وتَطَلَّعَه: نظَرَ إِلَيْهِ نَظَرَ حُبٍّ أَو) بُغْضٍ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَطْلَعَ الجَبَلَ، كطَلَعَه، نَقله الزَّمخْشَرِيُّ. وأَطْلَعَ رأْسَهُ، إِذا أَشرَف على شيءٍ. والاسمُ من الاطِّلاع: طَلاعٌ، كسَحابٍ. والطُّلوعُ: ظُهورٌ على وَجْهِ العُلُوِّ والتَّمَلُّكِ، كَمَا فِي الكَشَّافِ. ويُقال: أَنا أُطالِعُكَ بِحَقِيقَة الأَمر، أَي أُطْلِعُكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ، وَكَذَا قولُهُم: طالِعني بكٌ تُبِكَ. واطَّلَعْتُ من فوقِ الجَبَلِ، وأَطْلَعْتُ بمَعنى واحِد. ونَفْسٌ طَلِعَةٌ، كفَرِحَة: شَهِيَّةٌ مُتَطَلِّعَةٌ، على المَثَلِ، وَبِه رُويَ قولُ الحَسَنِ: إنَّ هَذِه النُّفوسَ طَلِعَةٌ، وطَلَّعَه تَطليعاً، أَخرجَه، عامِّيَّةُ. وَمن أَمثال الْعَرَب: هَذِه يَمينٌ قد طلعَت فِي المَخارِمِ، وَهِي الْيَمين الَّتِي تجعلُ لِصاحبِها مَخرَجاً، وَمِنْه قولُ جَريرٍ:
(وَلَا خَيْرَ فِي مالٍ عَلَيْهِ أَلِيَّةٌ ... وَلَا فِي يَمينٍ غيرِ ذاتِ مَخارِمِ)
والمَخارِمُ: الطُّرُقُ فِي الجِبال. وتطَلَّعَ الرَّجُلَ: غلبَه وأَدركَه، وأَنشدَ ثعلَبٌ:
(وأَحفَظُ جاري أَن أُخالِطَ عِرْسَه ... ومَولايَ بالنَّكراءِ لَا أَتَطَلَّعُ)
وَقَالَ ابْن برّيّ: ويُقال: تطالَعْتُهُ: إِذا طرَقْتُهُ، وأَنشدَ أَبو عليٍّ: تَطالَعُني خَيالاتٌ لسَلمى كَمَا يَتطالَعُ الدَّيْنُ الغَريمُ قَالَ: كَذَا أَنشدَهُ، وَقَالَ غيرُه: إنَّما هُوَ يَتَطَلَّع، لأَنَّ تَفاعَلَ لَا يَتعَدَّى فِي الأَكثَرِ، فعلى قولِ أَبي عليٍّ يكونُ مثلَ تَفاوَضْنا الحَديثَ، وتعاطَيْنا الكأْسَ، وتناشَدْنا الأَشعارَ. قالَ: ويُقال: أَطْلَعَتِ الثُّرَيّا، بمَعنى طَلَعَتْ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ فِي عِشائها ... بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ)
وأَطْلَعَ الشَّجَرُ: أَورَقَ. وأَطْلَعَ الزَّرْعُ: ظَهَرَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي التَّهْذِيب: طلعَ الزَّرْعُ طُلوعاً، إِذا بدأَ يَطْلُعُ وظَهَرَ نباتُه. وقَوسٌ طِلاعُ الكَفِّ: يَملأُ عَجْسُها الكَفَّ، وَقد تقدَّمَ شاهِدُه. وَهَذَا طِلاعُ هَذَا، ككِتابٍ، أَي قَدْرُه. والاطِّلاعُ: النَّجاةُ، عَن كُراع. وأَطْلَعَتْ السماءُ، بِمَعْنى أَقْلَعَتْ. ومَطْلَعُ الأمرِ، كَمَقْعَدٍ: مَأْتَاه ووَجْهُه الَّذِي يُؤتى إِلَيْهِ، ومَطْلَعُ الجبلِ: مَصْعَدُه، وأنشدَ أَبُو زيدٍ:
(مَا سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَتْ ثَنِيَّتُه ... إلاّ وَجَدْتُ سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا)
وطالِعَةُ الإبلِ: أوَّلُها. وَكَذَا مَطْلَعُ القَصيدةِ: أوَّلُها، وَهُوَ مَجاز. وتطَلُّعُ النَّفْسِ: تشَوُّفُها ومُنازَعَتُها. وَيَقُولُونَ: هُوَ طالِعُه سعيدٌ: يَعْنُونَ الكَوكبَ. وملأْتُ لَهُ القدَحَ حَتَّى كادَ يَطْلَعُ من نواحيه، وَمِنْه قدَحٌ طِلاعٌ، أَي مَلآن، وَهُوَ مَجاز، وعَينٌ طِلاَعٌ: مَلأى من الدمع، وَهُوَ مَجاز.
وتطَلَّعَ الماءُ من الإناءِ: تدَفَّقَ من نواحيه. وَيُقَال: هَذَا لَك مَطْلَعُ الأكَمَةِ، أَي حاضِرٌ بَيِّنٌ، وَمَعْنَاهُ)
أنّه قريبٌ منكَ فِي مِقدارِ مَا تَطْلُعُ لَهُ الأكَمَةُ، وَيُقَال: الشرُّ يُلقى مَطالِعَ الأكمِ. أَي بارِزاً مكشوفاً. واطَّلَعَتْه عَيْني: اقْتحمَتْه وازْدَرتْه، وكلُّ ذَلِك مَجازٌ. وَفِي المثَل: بعدَ اطِّلاعٍ إيناسٌ.
قَالَه قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ فِي سِباقِه حُذَيْفة بنَ بدرٍ لمّا اطَّلَعتْ فرسُه الغَبْراءُ، فَقَالَ قيسٌ ذَلِك فذهبتْ مَثَلاً، والإيناس: النظَرُ والتثَبُّت، وَذَلِكَ لأنّ الغَبْراءَ سَبَقَت فِي المكانِ الصُّلبِ، فلمّا صِرْنَ فِي الوعَثِ سَبَقَ داحِسٌ بقُوَّتِه، فَلِذَا قَالَ: رُوَيْدَ يَعْلُون الجَدَدْ وإيّاه عَنى الشَّمَّاخُ بقولِه:
(ليسَ بِمَا ليسَ بِهِ باسٌ باسْ ... وَلَا يَضُرُّ البَرَّ مَا قالَ الناسْ)
وإنّه بعدَ اطِّلاع إيناسْ ويُروى: قبلَ اطِّلاعٍ. أَي قبلَ أنْ تطَّلِعَ تُؤْنِسُ بالشيءِ. والمَلِكُ الصالحُ طَلائِعُ بنُ رُزَّيْك، وزيرُ مِصر، الَّذِي وَقَفَ بِرْكَةَ الحَبَشِ على الطالِبِيِّين، وَسَيَأْتِي ذِكرُه فِي رزك.
طلع وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: مَا نزل من الْقُرْآن آيَة إِلَّا لَهَا 
ط ل ع: (طَلَعَتِ) الشَّمْسُ وَالْكَوْكَبُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (مَطْلِعًا) أَيْضًا بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِهَا. وَ (الْمَطْلَعُ) أَيْضًا بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا مَوْضِعُ طُلُوعِهَا. وَ (طَلِعَ) الْجَبَلَ بِالْكَسْرِ (طُلُوعًا) عَلَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَهِيدَنَّكُمُ (الطَّالِعُ) » يَعْنِي الْفَجْرَ الْكَاذِبَ. قُلْتُ: أَيْ لَا تَكْتَرِثُوا لَهُ فَتَمْتَنِعُوا عَنِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ. وَ (اطَّلَعَ) عَلَى بَاطِنِ أَمْرِهِ وَهُوَ افْتَعَلَ. وَطَالَعَهُ بِكُتُبِهِ. وَ (طَالَعَ) الشَّيْءَ أَيِ اطَّلَعَ عَلَيْهِ. وَ (تَطَلَّعَ) إِلَى وُرُودِ كِتَابِهِ. وَ (الطَّلْعَةُ) الرُّؤْيَةُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنَا مُشْتَاقٌ إِلَى طَلْعَتِكَ. وَ (الطَّلْعُ) طَلْعُ النَّخْلَةِ، وَ (أَطْلَعَ) النَّخْلُ أَخْرَجَ (طَلْعَهُ) . وَ (أَطْلَعَهُ) عَلَى سِرِّهِ.
وَ (اسْتَطْلَعَ) رَأْيَهُ. وَ (الْمُطَّلَعُ) الْمَأْتَى، يُقَالُ: أَيْنَ مُطَّلَعُ هَذَا الْأَمْرِ أَيْ مَأْتَاهُ. وَهُوَ أَيْضًا مَوْضِعُ (الِاطِّلَاعِ) مِنْ إِشْرَافٍ إِلَى انْحِدَارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلِعِ» شَبَّهَ مَا أَشْرَفَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ بِذَلِكَ. وَ (طُوَيْلَعٌ) مُصَغَّرًا مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ. 

طهر

(طهر)
طهرا وطهارة نقي من النَّجَاسَة والدنس وَبرئ من كل مَا يشين وَالْحَائِض أَو النُّفَسَاء انْقَطع دَمهَا أَو اغْتَسَلت من الْحيض وَغَيره

(طهر) الشَّيْء بِالْمَاءِ وَغَيره جعله طَاهِرا وبرأه ونزهه من الْعُيُوب وَغَيرهَا والمولود ختنه والقناة أَو الترعة أخرج مَا رسب بهَا من الغرين (محدثة) والجسم وَنَحْوه (فِي الطِّبّ) أخلاه من الجراثيم بالعقاقير المبيدة (مج)
ط هـ ر

طهر وطهر واطّهر وتطهّر، وقد طهرت طهوراً وطهوراً، وما عندي طهور أتطهر به أي وضوء أتوضّأ به، واطلب لي ماءً طهوراً: بليغاً في الطهارة لا شبهة فيه، وامرأة طاهر ونساء طواهر، وطهرت من الحيض، وهي ذات طهر وهن ذوات أطهار. وتطهر بالماء: استنجى به. وعنده مطهرة من الماء ومطاهر. قال الكميت:

يحملن قدام الجآجيء في أساق كالمطاهر

ومن المجاز: تطهر من الإثم: تنزه منه، وطهره الله، وهو طاهر الثياب: نزه من مدانس الأخلاق، والتوبة طهور للمذنب.

طهر


طَهَُرَ(n. ac. طُهْر
طَهَاْرَة
طُهُوْر)
a. Was clean, pure.
b.(n. ac. طَهْر), Removed, sent away.
طَهَّرَa. Cleaned, cleansed, purified.
b. Circumcised.

تَطَهَّرَإِطْتَهَرَ
(ط)
a. Was cleansed, purified; purified himself.

طُهْرa. Cleanness, cleanliness.
b. Purity, chastity.

طَهِرa. see 21
مَطْهَر
a. [ coll. ], Purgatory.

مَطْهَرَة
مِطْهَرَة
(pl.
مَطَاْهِرُ)
a. Vessel used in ablutions.
b. Lavatory; watercloset.

طَاْهِر
(pl.
أَطْهَاْر)
a. Clean, pure; unsullied.
b. Holy; pure; chaste.

طَهَاْرَةa. see 3
طَهِيْر
(pl.
طَهَاْرَى)
a. see 21
طَهُوْرa. Purifying, cleansing.

N. Ac.
طَهَّرَa. Purification, lustration.
طهر
الطُّهْرُ: نَقِيضُ الحَيْضِ، وجَمْعُه أطْهارٌ، وطَهَرَتِ المرأةُ وطَهُرَتْ، فإذا اغَتَسَلَتْ قيل: تَطَهَّرَتْ. والإطِّهَارُ: الاغْتِسَالُ. والطَّهُوْرُ: اسْمُ الماء، كالوَضُوْء، وكلُّ ماءٍ نَظِيفٍ: طَهُورٌ. والطُّهَارَةُ: فَضْلُ ما تَطَهَّرْتَ به. والمِطْهَرَةُ: تُتَّخَذُ من أدَمٍ للماء.
والتَّطَهُّرُ: التَّنَزُّهُ والكَفُّ عن الإثْمِ. فلانٌ طاهِرُ الثَّوبِ: أي ليس بصاحِبِ دَنَسٍ. وقوله عزَّ وجلَّ: " وثِيابَكَ فَطَهِّرْ " أي قَلْبَكَ. والمُطَهَّرونَ: المَلائكةُ. ويقولونَ: ما أحْوَجَني إلي بَيْتِ اللَّهِ فأطَّهَّرَ به. وطَهَرَه وطَحَرَه - واحِدٌ -: أبْعَدَه.
[طهر] طهر الشئ وطهر أيضا بالضم، طَهارَةً فيهما. والاسم الطُهْرُ. وطَهَّرْتُهُ أنا تَطْهيراً. وتَطَّهَّرْتُ بالماء، وهم قوم يَتَطَهَّرونَ، أي يتنزَّهون من الادناس. ورجل طاهر الثياب، أي متنزِّه. وثيابٌ طَهارى، على غير قياسٍ، كأنَّهم جمعوا طَهْرانَ. قال الشاعر : ثيابُ بني عَوفٍ طَهارى نَقيَّةٌ * وأوجُهُم بيضُ المسافر غُرَّانُ - والطُهْرُ: نقيض الحَيض. والمرأة طاهِرٌ من الحَيض، وطاهِرَةٌ من النَجاسة ومن العيوب. والطَهورُ: ما يتطهر به، كالفطور والسحور والوقود. قال الله تعالى:

(وأنزلنا من السماءِ ماءً طهوراً) *. والمطهرة والمطهرة: الاداوة، والفتح أعلى، والجمع المَطاهِرُ. ويقال: السواك مَطْهَرَةٌ للفم.
ط هـ ر : (طَهَرَ) الشَّيْءُ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّهَا يَطْهُرُ بِالضَّمِّ (طَهَارَةً) فِيهِمَا. وَالِاسْمُ (الطُّهْرُ) بِالضَّمِّ. وَ (طَهَّرَهُ تَطْهِيرًا) وَ (تَطَهَّرَ) بِالْمَاءِ. وَهُمْ قَوْمٌ يَتَطَهَّرُونَ أَيْ يَتَنَزَّهُونَ مِنَ الْأَدْنَاسِ. وَرَجُلٌ (طَاهِرُ) الثِّيَابِ أَيْ مُنَزَّهٌ. وَثِيَابٌ (طَهَارَى) بِوَزْنِ حَيَارَى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ جَمْعُ طَهْرَانَ. وَ (الطُّهْرُ) بِالضَّمِّ ضِدُّ الْحَيْضِ وَالْمَرْأَةُ (طَاهِرٌ) مِنَ الْحَيْضِ وَ (طَاهِرَةٌ) مِنَ النَّجَاسَةِ وَمِنَ الْعُيُوبِ. وَ (الطَّهُورُ) بِفَتْحِ الطَّاءِ مَا يُتَطَهَّرُ بِهِ كَالْفَطُورِ وَالسَّحُورِ وَالْوَقُودِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48] . قُلْتُ: وَنَقَلَ الْمُطَرِّزِيُّ فِي الْمُغْرِبِ أَنَّ الطَّهُورَ بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّطَهُّرِ وَاسْمٌ لِمَا يُتَطَهَّرُ بِهِ وَصِفَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48] وَ (الْمَطْهَرَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا الْإِدَاوَةُ وَالْفَتْحُ أَعْلَى وَالْجَمْعُ (الْمَطَاهِرُ) وَيُقَالُ: السِّوَاكُ (مَطْهَرَةٌ) لِلْفَمِ بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ. 
(ط هـ ر) : (الطَّهَارَةُ) مَصْدَرُ طَهُرَ الشَّيْءُ وَطَهُرَ خِلَافُ نَجِسَ (وَالطُّهْرُ) خِلَافُ الْحَيْضِ (وَالتَّطَهُّرُ) الِاغْتِسَالُ يُقَالُ طَهُرَتْ إذَا انْقَطَعَ عَنْهَا الدَّمُ وَتَطَهَّرَتْ وَاطَّهَّرَتْ اغْتَسَلَتْ (وَقَوْلُهُ) «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرِي بِهَا» أَيْ امْسَحِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ مِنْ تَطَهَّرَ إذَا تَنَزَّهَ عَنْ الْأَقْذَارِ وَبَالَغَ فِي تَطْهِيرِ النَّفْسِ وَفِي التَّنْزِيلِ {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] قِيلَ أُرِيدَ الِاسْتِنْجَاءُ (وَالطَّهُورُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى التَّطَهُّرِ يُقَالُ تَطَهَّرْت طَهُورًا حَسَنًا وَ (مِنْهُ) «مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطَّهُورُ» (وَطَهُورُ) إنَاءِ أَحَدِكُمْ وَحَتَّى يَضَعَ الطَّهُورَ مَوْضِعَهُ وَاسْمٌ لِمَا يُتَطَهَّرُ بِهِ كَالسَّحُورِ وَالْفَطُورِ وَصِفَةٌ فِي قَوْله تَعَالَى {مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48] وَمَا حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ إنَّ الطَّهُورَ مَا كَانَ طَاهِرًا فِي نَفْسِهِ مُطَهِّرًا لِغَيْرِهِ إنْ كَانَ هَذَا زِيَادَةَ بَيَانٍ لِنِهَايَتِهِ فِي الطَّهَارَةِ فَصَوَابٌ حَسَنٌ وَإِلَّا فَلَيْسَ فَعُولٌ مِنْ التَّفْعِيلِ فِي شَيْءٍ وَقِيَاسُ هَذَا عَلَى مَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ الْأَفْعَالِ الْمُتَعَدِّيَةِ كَقَطُوعٍ وَمَنُوعٍ غَيْرُ سَدِيدٍ (وَالطُّهْرَةُ) اسْمٌ مِنْ التَّطْهِيرِ وَ (الْمِطْهَرَةُ) الْإِدَاوَةُ وَكَذَا كُلُّ إنَاءٍ يُتَطَهَّرُ بِهِ وَفَتْحُ الْمِيمِ لُغَةٌ.
طهر: طهر: كان عفيفاً طاهراً (هلو).
طَهَّر (بالتشديد): نظَّف، عقّم، (بوشر).
طَهَّر: برَّر، قدَّس. (بوشر)
طهَّر: بمعنى ختن (لين العروس) معنى كثير الاستعمال وقديم بعض القدم. فقد ذكر في معجم فوك وألكالا ومحيط المحيط ومعجم بوشر. ومنذ القرن العاشر استعمله بهذا المعنى كثير من المؤلفين مثل عريب (انظر معجم البيان) ومؤلف رياض النفوس (ص51 ق، 99و) والعمراني (في الثعالبي طبعة دي يونج ص74 وقد صححه السيد ديفريمري) وأبو الفدا (تاريخ 2: 446 ويحتاج إلى تصحيح وفق ما يقول أماري ص408) والصفدي (الجريدة الآسيوية 1857، 1: 401) وغيرهم. وقد جمع فليشر أمثلة على استعمال هذا الفعل أخرجها من ألف ليلة (فليشر معجم رقم 20). ومن هذا الفعل أخذت الكلمة tachariare الصقلية التي وجدتها عند ابيلا (لغة مالطة ص258) وهو يترجمها إلى اللاتينية بما معناه ختن.
طاهَر: ختن (بوشر، هلو، أماري ص532، فليشر معجم رقم 20، ألف ليلة 1: 288، 303، 2: 68، 111).
تَطهَّر: خُتِن (فوك، معجم أبي الفداء) مُطَّهّر: الولد الذي يجب ختانه (لين عادات 2: 310).
طُهْر: تطهّر، تنقية (البكري ص178) وبخاصة التطهر من الجنابة (البكري ص100).
قارن هذا مع ما جاء عند كرتاس (ص62) الذي يتحدث عن نفس الشيء ويستعمل قولهم الطهر من الجنابة، وعند ابن القوطية (ص25 و): وحُكِيَ لنا أن عبد الرحمن احتلم بمدينة وادي الحجارة وهو غاز إلى الثغر فقام إلى الطُهْر فلما تقضّى طهره الخ.
طُهْر: ختان (زيشر 22: 32).
طُهُر: عماد، تعميد، اعماد، تنصير. ففي المعجم اللاتيني - العربي: tenctio اعماد وطُهْر) (كرتاس ص105) طُهْرَة. بيت الطهرة: بيت الخلاء، كنيف، مرحاض (ألف ليلة 2: 553).
طَهَار: ختان- وعيد الختان والاحتفال به (فليشر معجم ص20).
طَهور: عيد الختان والاحتفال به (فليشر 1: 1، المقري 3: 23).
طَهُور: قلفة، عزلة. جلد عضو التناسل (الكالا).
طَهور: عماد، تعميد، تنصير (المعجم اللاتيني العربي).
طَهُور: شيء مقَّدس، شيء محرم (الكالا).
طَهَارة: قداسة، قدس، براءة النفس (بوشر). وفي كتاب الخطيب (ص23 و): من أهل الخير والعفاف والطهارة (ابن حزم ص99 ق) وطهارة استقامة: نقاوة، براءة، عفة: نزاهة (بوشر).
طَهارة: عفّة، عفاف (هلو) وهي بهذا المعنى عند النصارى، أي صيانة الفرج وحفظ البكارة وتجنب الآثام كلها (محيط المحيط).
طَهَارة: دماثة، الخلق، (المعجم اللاتيني - العربي، فوك) طَهَارة: ختان، برتون 2:110، دوماس حياة العرب ص125) بيت الطهارة: بيت الخلاء، مرحاض كنيف (ابن بطوطة 1: 73) ويذكر جان جاك شولتنز: حياة صلاح الدين ص208، وأبو الفرج (ص334) وعند هذا الأخير الطهارة وحدها تدل على هذا المعنى. وكذلك عند الدمشفي (ص194) طبعة ميهرن.
طاهر. الطاهر تعني رئيس العلويين، الذي يسمى في مصر والشام والعراق: النقيب، ويسمى بالهند والسند وتركستان: السيد الأجل (ابن بطوطة 3: 78).
وفي مخطوطة السيد جايانجوس: الظاهر، وهذه الكلمة تستحق النظر.
طاهر النَّفس: عفيف، (بوشر).
طاهِر: ساذج، أبيض، القلب، بريء الخلق، سليم النّية (هلو) طاهِر: قديس ولي، الرسل الأطهار: الحواريون (بوشر).
طاهر: وديع رضي الخلق، ورود أنيس، حليم، رؤوف لين جانب (المعجم اللاتيني العربي وفيه طاهرة فوك).
طُهاَّر وطواهر (اسم جمع): حيوان اليف، دواجن، انيس (فوك).
حَبّ الطاهر: حب البنجنكشت أو حب النبات المسمى Agnus- castus ( بوشر).
طاهرّة: سكين البيطار، مبضع البيطار (شيرب) طاهِريَّة وتجمع على طاهرّيات وطَواهر: إناء (فوك) وهو إناء كبير من النحاس أو الصُفر انيق الشكل مزخرف زخرفة عربية (أرابسك) وعليه خطوط جميلة من عهد الملك الطاهر بيبرس.
وهذا السلطان الذي تولى الحكم من سنة 1260 إلى سنة 1277 كان يستعمل هذه الآنية على مائدته وقد سميت باسمه (زيشر 11: 486).
تطهير: احتفالات وطقوس كان الأقدمون يطهرون فيها شخصاً أو حقلاً أو مدينة (بوشر).
عيد دخول سيدنا عيسى إلى الهيكل وتطهير العذرا: عيد التقدمة، عيد تقدمة المسيح في الهيكل ويكون في الثاني من شباط (بوشر).
مَطْهَر: أعراف، وهو عند بعض فرق النصارى مكان تطهر فيه النفس بعد الموت بعذاب كعذاب جهنم إلا إنه متناه بخلاف عذاب جهنم فإنه أبدي لا نهاية له (همبرت ص 149. بوشر، محيط المحيط).
مُطَهّر: مُبرر، مُسوّغ (بوشر).
مَطْهَرَة: شبه قارورة من الجلد للماء. (بركهارت نويبة ص281).
مُطاهَر: بيت الخلاء، مرحاض كنيف (دومب ص95).
[طهر] نه: لا يقبل الله صلاة بغير "طهور"، هو بالضم التطهر وبالفتح الماء يتطهر به؛ سيبويه: هو بالفتح لهما، وعليه فالحديث يجوز بالفتح والضم والمراد التطهر، والماء الطهور ما يرفع الحدث والنجس لأنه بناء مبالغة، والطاهر غير الطهور ما لا يرفع شيئًا منهما كالمستعمل. ومنه ح البحر: هو "الطهور" ماؤه، أي المطهر. تو: الجمهور على أن الضم للفعل والفتح للماء، وعن بعض عكسه، والظاهر في حديث: كان يده اليمنى لطعامه وطهوره، هو الفعل. وفي ح: قوم يعتدون في "الطهور" والدعاء، ضبطه ن بالضم ونحن بالفتح. ن: اجمعوا على أن النهي عن الإسراف في الماء ولو في شاطئ البحر، والأظهر أنه كراهة تنزيه، وقيل: حرام، ويتناول الحديث الغسل والوضوء وإزالة النجس. ك: أليس فيكم صاحب النعلين و"الطهور"- بالفتح، يخاطب أبو الدرداء وهو بالشام من سأله من العراقيين: لم لا تسألون ابن مسعود وهو بالعراق بينكم؟ وكيف تحتاجون معه إلى مثلى؟ وح: من حمل معه الماء "لطهوره"- بالضم، وحمل مجهول. وح: جعلت لي الأرض مسجدًا و"طهورًا"- بالفتح على المشهور. ن: "الطهور""مطهرة"" "لا يمسه إلا "المطهرون"" أي لما كان الصحف تتصف بالتطهر حقيقة وصف حاملوه به وهم الملائكة بملابسة الحمل. ط: لا يمس القرآن إلا طاهر، هو بيان لقوله: "لا يمسه إلا المطهرون"، فإن ضميره يحتمل الرجوع إلى القرآن ولا ناهية والمطهرون الناس، وإلى الكتاب أي اللوح ولا نافية والمطهرون الملائكة؛ والحديث أيد الأول. وفيه: البسوا الثياب الأبيض فإنها "أطهر" وأطيب، وهذا لأن البيض أكثر تأثرًا من الملونة فتكون أكثر غسلًا منها، ولأنه لم يصل إليها يد الصباغ ولا أثر صبغه لأنه قد يكون نجسة؛ وأطيب أي أحسن لأنه بقي بلون خلق عليه. وفيه: "رجال يحبون "أن يتطهروا"" أي في مسجد القباء، وقيل: مسجد المدينة، والتطهر بناء المبالغة يحتمل التطهر التام ويحتمل التثليث ولذا أجابوا بقوله: نتوضأ- إلخ، ومحبتهم للتطهير أنهم يؤثرونه على أنفسهم، قوله: فهو ذلك، أي ثناء الله تطهيركم البالغ فالزموا التطهير. تو: أي يستنجوا بالماء "والله يحب "المطهرين"" يحتمل العموم ويدخل تحته الطهارة المعنوية من الذنوب والأقذار والأنجاس والنفاق والخصوص، والأول أظهر. ن: طهر بفتح الهاء أفصح من ضمها. غ: و"أزواج "مطهرة"" أي من الحيض والبول. و"يطهرن" يغتسلن ويطهرن ينقطع دمهن. و"هن "أطهر" لكم" أي أحل. و"أناس "يتطهرون"" أي عن أدبار النساء والرجال. و"طهرا" بيتي" من المعاصي.
طهر
يقال: طَهُرَتِ المرأةُ طُهْراً وطَهَارَةً، وطَهَرَتْ ، والفتح أقيس، لأنها خلاف طمثت، ولأنه يقال: طَاهِرَةٌ، وطَاهِرٌ، مثل: قائمة وقائم، وقاعدة وقاعد. والطَّهَارَةُ ضربان: طَهَارَةُ جسمٍ، وطَهَارَةُ نفسٍ، وحمل عليهما عامّة الآيات. يقال: طَهَّرْتُهُ فَطَهُرَ، وتَطَهَّرَ، وَاطَّهَّرَ فهو طَاهِرٌ ومُتَطَهِّرٌ. قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
[المائدة/ 6] ، أي: استعملوا الماء، أو ما يقوم مقامه، قال: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ
[البقرة/ 222] ، فدلّ باللّفظين على أنه لا يجوز وطؤهنّ إلّا بعد الطَّهَارَةِ والتَّطْهِيرِ ، ويؤكّد قراءة من قرأ:
حَتَّى يَطْهُرْنَ
أي: يفعلن الطَّهَارَةَ التي هي الغسل. قال تعالى: وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
[البقرة/ 222] ، أي: التاركين للذنب والعاملين للصّلاح، وقال: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا
[التوبة/ 108] ، أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ
[الأعراف/ 82] ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
[التوبة/ 108] ، فإنه يعني تَطْهِيرَ النّفسِ، وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
[آل عمران/ 55] ، أي: مخرجك من جملتهم ومنزّهك أن تفعل فعلهم وعلى هذا:
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[الأحزاب/ 33] ، وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ
[آل عمران/ 42] ، ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ
[البقرة/ 232] ، أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
[الأحزاب/ 53] ، لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ
[الواقعة/ 79] ، أي: إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلّا من طَهَّرَ نفسه وتنقّى من درن الفساد . وقوله: إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ
[الأعراف/ 82] ، فإنهم قالوا ذلك على سبيل التّهكّم حيث قال لهم: هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ [هود/ 78] ، وقوله تعالى: لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ
[النساء/ 57، البقرة/ 25] ، أي:
مُطَهَّرَاتٌ من درن الدّنيا وأنجاسها ، وقيل: من الأخلاق السّيّئة بدلالة قوله: عُرُباً أَتْراباً [الواقعة/ 37] ، وقوله في صفة القرآن:
مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ
[عبس/ 14] ، وقوله: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ
[المدثر/ 4] ، قيل: معناه نفسك فنقّها من المعايب، وقوله: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ
[الحج/ 26] ، وقوله: وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ
[البقرة/ 125] ، فحثّ على تَطْهِيرِ الكعبة من نجاسة الأوثان. وقال بعضهم: في ذلك حثّ على تَطْهِيرِ القلبِ لدخول السّكينة فيه المذكورة في قوله:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 4] ، والطَّهُورُ قد يكون مصدرا فيما حكى سيبويه في قولهم: تَطَهَّرْتُ طَهُوراً، وتَوَضَّأْتُ وَضُوءاً، فهذا مصدر على فَعُولٍ، ومثله وَقَدْتُ وَقُوداً، ويكون اسما غير مصدر كالفَطُورِ في كونه اسما لما يفطر به، ونحو ذلك: الوَجُور والسَّعُوط والذَّرُور ، ويكون صفة كالرّسول ونحو ذلك من الصّفات، وعلى هذا وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً
[الإنسان/ 21] ، تنبيها أنه بخلاف ما ذكره في قوله: وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ [إبراهيم/ 16] ، وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً [الفرقان/ 48] . قال أصحاب الشّافعيّ رضي الله عنه: الطَّهُورُ بمعنى المُطَهِّرِ، وذلك لا يصحّ من حيث اللّفظ لأنّ فَعُولا لا يُبْنَى من أَفْعَلَ وفَعَّلَ، وإنما يبنى ذلك من فَعُلَ .
وقيل: إنّ ذلك اقتضى التَّطْهِيرَ من حيث المعنى، وذلك أنّ الطَّاهِرَ ضربان: ضربٌ لا يتعدّاه الطَّهَارَةُ كطَهَارَةِ الثّوبِ، فإنه طَاهِرٌ غيرُ مُطَهَّرٍ به، وضرب يتعدّاه، فيجعل غيره طَاهِراً به، فوصف الله تعالى الماء بأنّه طهور تنبيها على هذا المعنى. 
(ط هـ ر)

الطُّهْرُ: نقيض النَّجَاسَة، وَالْجمع أطهار، وَقد طَهَرَ يَطْهُرُ، وطَهُرَ، طَهْراً وطَهارَةً، والمصدران عَن سِيبَوَيْهٍ.

وَرجل طاهِرٌ، وطَهِرٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

أضَعتُ المالَ للأَحْسابِ حَتَّى ... خَرَجتُ مُبرَّأً طَهِرَ الثيابِ

قَالَ ابْن جني: جَاءَ طاهِرٌ على طَهُرَ، كَمَا جَاءَ شَاعِر على شعر ثمَّ استغنوا بفاعل عَن فعيل، وَهُوَ فِي أنفسهم وعَلى بَال من تصورهم، يدلك على ذَلِك تكسيرهم شَاعِرًا على شعراء، لما كَانَ فَاعل هُنَا وَاقعا موقع فعيل كسر تكسيره، ليَكُون ذَلِك أَمارَة ودليلا على إِرَادَته، وَأَنه مغن عَنهُ، وَبدل مِنْهُ. قَالَ أَبُو الْحسن: لَيْسَ كَمَا ذكر، لِأَن طَهِيرا قد جَاءَ فِي شعر أبي ذُؤَيْب، قَالَ:

فَإنَّ بِني لِحْيانَ مَا إنْ ذكَرتُهم ... نَثاهُمْ إِذا أخْنَى اللِّئامُ طَهِيرُ

كَذَا رَوَاهُ الْأَصْمَعِي بِالطَّاءِ، ويروى " ظهير " بالظاء، وَسَيَأْتِي.

وَجمع الطاهِر أطْهَارٌ وطَهَاَرَى، الْأَخِيرَة نادرة. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

ثِيابُ بَني عَوْفِ طَهارَى نَقِيَّةٌ ... وأوجُههُمْ عندَ المشاهِدِ غُرَّانُ

وَجمع الطَّهِرِ طَهِرونَ، وَلَا يُكسَّر.

وطَهُرََت الْمَرْأَة وطَهَرَت وطَهِرَتْ: اغْتَسَلت من الْحيض وَغَيره، وَالْفَتْح أَكثر عِنْد ثَعْلَب، وَاسم أَيَّام طُهْرِها الأطهارُ.

وطَهُرَت الْمَرْأَة وَهِي طاهِرٌ: انْقَطع عَنْهَا الدَّم. وَقَوله عز وَجل: (ولَهُم فِيهَا ازواج مُطَهَّرَةٌ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق مَعْنَاهُ: إنَّهُنَّ لَا يحتجن إِلَى مَا تحْتَاج إِلَيْهِ نسَاء أهل الدُّنْيَا بعد الْأكل وَالشرب، وَلَا يحضن وَلَا يحتجن إِلَى مَا يُتَطهَّرُ مِنْهُ، وَهن مَعَ ذَلِك طاهِرات طَهارة الْأَخْلَاق والعفة، فَمُطَهَّرَةٌ تجمع الطَّهَارَة كلهَا، لِأَن مطهرة أبلغ فِي الْكَلَام من طَاهِرَة، وَقَوله عز وَجل: (أنْ طَهِّرا بَيْتِيَ للطَّائِفينَ والعاكِفينَ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق مَعْنَاهُ: طهروه من تَعْلِيق الْأَصْنَام عَلَيْهِ وَقَوله تَعَالَى: (يَتلو صُحُفا مُطَهَّرَةً) أَي مكرمَة مطهَّرة من الأدناس وَالْبَاطِل، وَاسْتعْمل اللحياني الطُّهر فِي الشَّاة فَقَالَ: إِن الشَّاة تقذى عشرا ثمَّ تطهر، وَهَذَا طريف جدا لَا أَدْرِي أعن الْعَرَب حَكَاهُ أم هُوَ أقدم عَلَيْهِ.

وتَطهَّرَت الْمَرْأَة: اغْتَسَلت.

وطَهَّرَه بِالْمَاءِ: غسله، وَاسم المَاء الطَّهور، وكل مَاء نظيف طَهورٌ.

والمِطْهَرَةُ: الْإِنَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ ويُتطهَّرُ.

والمِطْهَرَةُ: الْإِدَاوَة: على التَّشْبِيه بذلك، قَالَ الْكُمَيْت يصف القطا:

يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ ... جِيءِ فِي أَساقٍ كالمَطاهِرْ

والمِطْهَرة: الْبَيْت الَّذِي يُتَطَهَّرُ فِيهِ.

والطُّهارَةُ: فضل مَا تَطهَّرْتَ بِهِ.

والتَّطَهُّر: التَّنَزُّه والكف عَن الْإِثْم وَمَا لَا يجمل.

وَرجل طَهِرُ الْخلق وطاهِرُه، وَالْأُنْثَى طاهِرَةٌ.

وانه لطاهِرُ الثِّيَاب، أَي لَيْسَ بِذِي دنس فِي الْأَخْلَاق، وَقَوله تَعَالَى: (وثيابَكَ فطَهِّرْ) مَعْنَاهُ قَلْبك فطهر، وَعَلِيهِ قَول عنترة:

فشَكَكْتُ بالرُّمحِ الأصَمِّ ثِيابَهُ ... ليسَ الكريمُ على القَنا بِمُحَّرمِ

أَي قلبه. وَقيل: معنى (وثِيابَكَ فطَهِّرْ) أَي نَفسك، وَقيل: مَعْنَاهُ لَا تكن غادرا، وَيُقَال للغادر: دنس الثِّيَاب، وَقيل: مَعْنَاهُ: ثِيَابك فقصر، لِأَن الثَّوْب إِذا انجر على الأَرْض لم يُؤمن أَن يُصِيبهُ مَا يُنجسهُ، وقصره يبعده من النَّجَاسَة.

وَالتَّوْبَة الَّتِي تكون بِإِقَامَة الْحَد، كالرجم وَغَيره طهُور للمذنب، وَقد طهره الْحَد.

وَقَوله تَعَالَى: (لَا يَمَسُّه إِلَّا المُطَهَّرونَ) يَعْنِي الْمَلَائِكَة، وَكله على الْمثل، وَقَوله عز وَجل: (أولئكَ الَّذين لمْ يُرِدِ اللهُ أنْ يُطَهِّرَ قُلوَبهم) أَي أَن يهْدِيهم. فَأَما قَوْلهم: طَهَرَه، إِذا أبعده، فالهاء فِيهِ بدل من الْحَاء فِي طحره، كَمَا قَالُوا: مَدَهَه فِي مدَحَه.
طهـر
طهَرَ يَطهَر ويَطهُر، طُهْرًا، فهو طاهِر
• طهَر الشّخصُ: كان نقيًّا منزهًا عن الأدناس، ضِدّ نجُس " {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطْهَرُوا} [ق] ". 

طهُرَ يَطهُر، طَهَارةً وطُهْرًا، فهو طاهِر وطَهُور
• طَهُرَ الثوبُ ونحوُه: طهَر، أصبح خاليًا من النجاسة والدنس، ضدّ نجُس "طَهُرَت ثيابه بعد غَسْلِها".
• طهُرتِ الحائضُ أو النفساءُ: انقطع دمُها، أو اغتسلت من الحيض وغيره " {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} ".
• طهُر العالِمُ: بَرِئ من كلِّ ما يشين "طهُر لسانه من فاحش القول". 

أطهرَ يُطهر، إطهارًا، فهو مُطْهِر، والمفعول مُطْهَر
• أطهر الشَّخصَ:
1 - نظَّفه، نقّاه من النجاسة " {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَأَطْهِرُوا} [ق] ".
2 - نزّهه عن النقائص وحماه من الدَّنس والكفر " {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطْهِرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [ق] ". 

اطَّهَّرَ يطَّهَّر، فهو مُطَّهِّر
• اطَّهَّر الرَّجلُ: تطهّر، اغتسل " {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} ". 

تطهَّرَ يتطهَّر، تطهُّرًا، فهو مُتَطهِّر
• تطهَّرَ الفَتَى:
1 - طهُر، تنزَّه عن الأدناس وكفَّ عن الإثم "تطهّر بالأعمال الصالحة/ بالندم- {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ".
2 - اغتسل، غسَل جميعَ أجزاء البدن " {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ} ".
• تطهَّر الثَّوبُ: طهُر، خلا من النجاسة والدنس. 

طاهرَ يطاهر، مطاهرةً، فهو مُطاهِر، والمفعول مُطاهَر
• طاهر المولودَ: ختَنه، قطَع الجلدة الزائدة في عضو التذكير. 

طهَّرَ يطهِّر، تطهيرًا، فهو مُطهِّر، والمفعول مُطهَّر
• طهَّر الشيءَ أو الشَّخْصَ:
1 - نظَّفه، نقّاه من النجاسة أو العيب أو نحوهما "طهَّر مياه الشّرب- طهَّر جسمَه من القاذورات- {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ".
2 - حماه من الدَّنَس والأوساخ والكفر " {إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ} ".

• طهَّر الجُرْحَ: نظّفه من الجراثيم بعقاقير مبيدة "طَهَّر جسمًا مصابًا".
• طَهَّر المولودَ: طاهره، ختنه "طهَّر ابنَه بعد أسبوع من ولادته".
• طهَّر القناةَ أو الترعةَ: أخرج ما رسبَ بها من الغِرْيَن والشوائب. 

تَطهِير [مفرد]:
1 - مصدر طهَّرَ.
2 - إزالة الفساد بإزالة أسبابه ورجاله "عمليات التطهير جارية في كافَّة مؤسَّسات الدولة- تطهير آخر جيوب الفساد".
3 - (طب) تدمير الكائنات الحية العضوية المجهرية المسبّبة للمرض لمنع الالتهاب بالعقاقير المبيدة. 

طاهر [مفرد]: ج طاهرون وأَطْهار وطهَارَى (على غير قياس)، مؤ طاهرة، ج مؤ طاهرات وطَواهرُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طهَرَ وطهُرَ ° طاهر الذَّيْل/ طاهر العرض/ طاهر الثِّياب: مستقيم السلوك، حَسَن الخُلُق، نزيه شريف- طاهر اليدين: شريف.
2 - (طب) خالٍ من الجراثيم المعدية والوبائيّة. 

طَهَارة [مفرد]:
1 - مصدر طهُرَ.
2 - تطهُّر بالماء ونحوه، وهي جسمية ونفسيَّة "طَهَارة النفس/ القلب/ العواطف/ الجسد" ° بَيْتُ الطَّهارة: المِرْحاض- طهارة الذّيل: نزاهة واستقامة.
3 - (فق) نظافة مخصوصة أو غسل أعضاء مخصوصة بصفة مخصوصة وتتنوَّع إلى وضوء وغُسل وتيمُّم ونحوها. 

طِهَارة [مفرد]: حرفة من يختِن الأولاد. 

طُهْر [مفرد]: ج أَطْهار (لغير المصدر):
1 - مصدر طهَرَ وطهُرَ.
2 - خلوّ من النجاسة والحيض وغيره. 

طَهور [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طهُرَ.
2 - ما يُتطهّر به كالماء " {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} " ° التَّوبة طَهُور للمذنب. 
3247 - 
مَطْهَرة [مفرد]: ج مَطْهَرات ومَطَاهرُ:
1 - اسم مكان من طهَرَ وطهُرَ: مرحاض؛ مكان يُتَطَهَّر فيه.
2 - طهارة ونظافة "الماء مطهرة للأبدان- السِّواك مطهرة للفم". 

مِطْهَرة [مفرد]: ج مِطْهَرات ومَطَاهرُ: كُلّ إناء يُتطهَّر منه. 

مُطهِّر [مفرد]: ج مُطهِّرون (للعاقل) ومُطهِّرات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من طهَّرَ.
2 - (طب) مادّة كيميائيّة تقتل البكتيريا أو الفيروسات المُسبِّبة للأمراض أو تُوقف نموَّها أو تُنقص عددها فيقف التعفُّن أو التخمُّر أو التقيُّح "نظّفَ الطبيبُ الجُرْحَ بمطهِّر- مُطهِّر من الروائح الكريهة". 

طهر

1 طَهَرَ and طَهُرَ, (S, A, Msb, K,) aor. of each ـُ (Msb, K,) inf. n. طَهَارَةٌ, (S, Msb, K,) which is of each verb, (S, Msb,) and طُهْرٌ, (Sb, K,) or the latter is a simple subst., (S, Msb,) It was, or became, clean, free from dirt or filth, or pure. (A, * Msb, K. *) طهارة is of two kinds; [properly] corporeal and [tropically] spiritual. (TA.) b2: And طَهَرَتْ, (M, Mgh, K,) or طَهَرَتْ مِنَ الحَيْضِ, aor. ـُ (Msb;) and طَهُرَتْ, (M, Msb, K,) which is allowable, (IAar,) but of rare occurrence, (Msb,) and طَهِرَتْ, [which is of more rare occurrence;] (M, El-Isnawee;) inf. n. طُهْرٌ and طَهَارَةٌ and طُهُورٌ and طَهُورٌ; (TA;) She was, or became, pure from the menstrual discharge; (Mgh;) her discharge of blood stopped. (Mgh, K.) See also 5. The saying, إِنَّ الشَّاةَ تَقْذِى عَشْرًا ثُمَّ تَطْهُرُ [Verily the ewe, or she-goat, emits a white fluid from her womb during ten nights, and then becomes pure,] is mentioned on the authority of Lh: but ISd says, whether he mentioned this as heard from the Arabs, or did so presumptuously, I know not. (TA.) A2: طَهَرَهُ, aor. ـَ (K,) inf. n. طَهْرٌ,) (TK,) signifies He made it, or caused it, to be, or become, distant, or remote; syn. أَبْعَدَهُ: (O, K:) and so طَحَرَهُ; (O, TA;) the ح being substituted for ه. (TA.) 2 طهّرهُ, inf. n. تَطْهِيرٌ, [He cleansed, or purified, him, or it:] (S:) and طهّرهُ بِالمَآءِ he washed him, or it, with water: (K:) and ↓ أَطْهَرَهُ signifies the same as طهّرهُ. (Bd in lvi. 78.) b2: طَهِّرَا بَيْتِى, in the Kur [ii. 119], Cleanse ye my house [the Kaabeh] of the idols (Aboo-Is-hák, Bd, Jel) and impurities; and what does not become it: (Bd:) or clear ye it: (Bd:) or cleanse ye my house from [pollution by] disobediences and forbidden actions: (Az:) or, accord. to some, it means an incitement to purify the heart. (TA.) b3: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ, in the Kur [lxxiv. 4], means And cleanse thy clothes from dirt: (Jel:) or shorten thy clothes, to prevent their being rendered dirty by trailing along the ground: (Jel, TA:) or (assumed tropical:) purify thy heart: or (assumed tropical:) thy soul: or (assumed tropical:) make thy conduct right: (TA:) and see other explanations voce ثَوْبٌ. b4: طهّر وَلَدَهُ (assumed tropical:) He performed the rite of circumcision upon his son [and so purified him]. (TA.) b5: طهّرهُ اللّٰهُ (tropical:) [God purified him from sin]. (A.) b6: طهّرهُ الحَدُّ (assumed tropical:) The prescribed punishment, such as stoning &c., cleansed him from his sin. (TA.) b7: لَمْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ, in the Kur [v. 45], means (assumed tropical:) God hath not pleased to cleanse their hearts from infidelity: (Bd, Jel:) or to direct. (TA.) 4 أَطْهَرَ see 2, first sentence.5 تطهّر, inf. n. تَطَهُّرٌ, is sometimes changed into اِطَّهَّرَ, inf. n. اِطَّهُّرٌ, the ت being incorporated into the ط, and this requiring a conjunctive ا, (Sgh, K,) in order that the word may not begin with a quiescent letter: (Sgh:) and طَهُورٌ is also an inf. n. [or rather a quasi-inf. n.] (Sb, K) of تَطَهَّرَ, (Mgh, TA,) like as وَضُوْءٌ is [said to be] of تَوَضَّأَ. (TA.) The meaning is, [He became cleansed, or purified: or he cleansed, or purified, himself: and] he washed himself. (Mgh.) Yousay, تطهّر بِالمَآءِ [He cleansed, or purified, or washed, himself with water]: (S:) he performed the ablution termed الوُضُوْء: and that termed الاِسْتِنْجَآء; (A;) as also تطهّر alone, as used in the Kur ix. 109: (Mgh, TA:) and the same verb, alone, is expl. as signifying he made use of water, or what supplied its place; thus used in the Kur v. 9. (TA.) In the Kur vii. 80 and xxvii. 57, the verb is used derisively. (TA.) You say also, تطهّرت, (Mgh, Msb, K,) and اِطَّهَّرَتْ, (Mgh,) meaning, She cleansed, or purified, herself by washing, from [the pollution of] the menstrual discharge, (Mgh, Msb, K,) &c.; (K;) as also ↓ طَهَرَتْ and طَهُرَتْ; (Msb, * K;) agreeably with what is said in the B, that طَهَرَ and طَهُرَ and اطّهّر and تطهّر have the same signification: (TA:) or تطهّرت and اطّهّرت have this signification; but the unaugmented verb has the signification first assigned to it, or “ her discharge of blood stopped: ” (Abu-l-'Abbás, IAar:) in the Kur ii. 222, some read حَتَّى يَطْهُرْنَ; and others, حَتَّى يَطَّهَّرْنَ: but the latter reading is the preferable, on account of the difference between the two forms of the verb, just mentioned: (Abu-l-'Abbás:) or the law which allows not the touching a woman until she has performed the ablution mentioned above shows the two forms of the verb to be the same in signification. (TA.) b2: Also (tropical:) He removed himself far from unclean things, or impurities. (S, Mgh, K. *) b3: (tropical:) He refrained from sin, (K, TA,) and from what was not good: (TA:) he removed himself far from low, or ignoble, habits: and in this sense, accord. to some, it is used in the Kur vii.80 and xxvii. 57. (TA.) And تطهّر مِنَ الإِثْمِ (tropical:) He removed himself far from sin. (A.) طُهْرٌ [see 1: b2: ] Cleanness; freedom from dirt or filth; or pureness. (S, * Msb.) b3: The state of pureness from the menstrual discharge: (S, A, Mgh, Msb:) pl. أَطْهَارٌ. (A, Msb.) And the pl. signifies The days of a woman's state of pureness from the menstrual discharge. (K.) طَهِرٌ: see طَاهِرٌ, in three places.

طُهْرَةٌ a subst. from التَّطْهِيرُ [and signifying A cleansing, or purification: and in this sense it was applied by the Christians to baptism]: (Mgh:) or from طَهَّرَهُ بِالمَآءِ [and signifying a cleansing, or purification, by water]: (K:) or cleanness, or pureness. (TK.) طَهُورٌ inf. n. of 1; as also طُهُورٌ: (TA:) and inf. n. [or rather quasi-inf. n.] of 5. (Sb, Mgh, TA.) b2: A thing [such as water] with which one cleanses or purifies: (T, S, Mgh, Msb, K:) a word similar to فَطُورٌ and سَحُورٌ and وَقُودٌ: (S:) and the author of the “ Matáli' el-Anwár ” mentions طُهُورٌ also in this sense; but this is strange and anomalous: (En-Nawawee:) the former occurs in the Kur xxv. 50: (S:) or it signifies water with which the ablution termed وُضُوْء is performed: (A, IAth:) or it has the signification next following. (K.) It is said, التَّوْبَةُ طَهُورٌ لِلْمُذْنِبِ (tropical:) [Repentance is a means of purifying the sinner, or criminal]. (A.) Lth says that it is that which is [accompanied] by the execution of the prescribed punishment, such as stoning &c. (TA.) [See also مَطْهَرَةٌ.]

A2: It is also an epithet, (Mgh, TA,) and signifies Clean and cleansing, or pure and purifying: (Th, T, Mgh, Msb:) whatever God has created descending from the sky, or welling forth from the earth as a spring or river or sea, in which a human being does nothing but drawing water, and of which the colour is not changed by anything mixing with it, nor the taste thereby, is طَهُور: and what is otherwise, as the water of roses and of the leaves of trees, and what flows from the grape-vine, though it be طَاهِر, is not طَهُور: (Esh-Sháfi'ee:) the former removes impurities: the latter, if not at the same time طَهُور, does not: (TA:) or very clean or pure: (A, Msb:) the explanation by Th, if meant to show that the word signifies of the utmost cleanness or pureness, is correct and good: otherwise, it is not so; for فَعُولٌ is not formed from تَفْعِيلٌ: (Mgh, O:) it is also explained as signifying, simply, cleansing, or purifying: (B, TA:) also as syn. with طَاهِرٌ, as in the phrase رِيقُهُنَّ طَهُورٌ [their saliva is pure]: but here it is either an intensive epithet or used for طَاهِرٌ for the sake of the measure. (Msb.) طَهِيرٌ: see طَاهِرٌ, in two places.

طَهَارَةٌ [see 1. b2: ] The act of performing the ablution termed الغُسْل, and that termed الوُضُوْء, and that termed الاِسْتِنْجَآء. (Msb, TA.) طُهَارَةٌ What remains of that with which one has performed the ablution termed طَهَارَة. (TA.) طَهُورِيَّةٌ The quality of being طَهُور. (Msb.) طَاهِرٌ Clean; free from dirt or filth; or pure; (Msb, K;) as also ↓ طَهِرٌ (IAar, K) and ↓ طَهِيرٌ: (M, K:) fem. طَاهِرَةٌ: (S, A, Msb:) pl. (of طَاهِرٌ, TA) أَطْهَارٌ (K) and طَهَارَى, (S, K,) which latter is anomalous, as though its sing. were طَهْرَانُ, (S,) and, applied to men, طَاهِرُونَ: (TA:) and (of ↓ طَهِرٌ, TA) طَهِرُونَ; (K;) the only form; there being no broken pl.: (TA:) and of طَاهِرَةٌ, طَاهِرَاتٌ (TA) and طَوَاهِرُ. (A.) You say, رَجُلٌ طَاهِرٌ and ↓ طَهِيرٌ [A clean, or pure, man]. (O.) And اِمْرَأَةٌ طَاهِرَةٌ مِنَ النَّجَاسَةِ [A woman pure from dirt or filth]. (S.) And مَآءٌ طَاهِرٌ Clean, or pure, water: and also, fit to cleanse or purify with. (Msb.) And ثِيَابٌ طَهَارَى [Clean clothes]. (S.) [See also طَهُورٌ.] b2: Pure from the menstrual discharge; in this sense without ة: (IAar:) as also طَاهِرٌ مِنَ الحَيْضِ. (S, Msb.) b3: هُوَ طَاهِرُ العِرْضِ (assumed tropical:) He is clear from vice, or fault. (Msb.) اِمْرَأَةٌ طَاهِرَةٌ مِنَ العُيُوبِ (assumed tropical:) [A woman pure from vices, or the like]. (S.) and رَجُلٌ طَاهِرُ الثِّيَابِ, (S, A, TA,) and طَاهِرُ الأَثْوَابِ, (TA,) (tropical:) A man free, or far-removed, from low, or ignoble, habits: (S, * A, TA:) and in like manner, طَاهِرُ الخُلُقِ, and الخُلُقِ ↓ طَهِرُ: fem. طَاهِرَة. (TA.) أَطْهَرُ [More, and most, clean or pure]. b2: [Hence,] هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ [Kur xi. 80] (assumed tropical:) They are more lawful to you. (O, TA.) مَطْهَرَةٌ and مِطْهَرَةٌ, (S, A, K, &c.,) the former of which is the more approved, (S,) A vessel, (A, K,) or any vessel, (Mgh, Msb,) [for purification, i. e.,] with which one washes himself, (A, Mgh, Msb, K,) and performs the ablution termed وُضُوْء, such as a سَطْل, or رَكْوَة: (TA:) and (A, Mgh, Msb, K) i. q. إِدَاوَةٌ [a kind of leathern vessel for water]: (S, A, Mgh, Msb, K:) pl. مَطَاهِرُ. (S, Msb.) Hence, [or from مَطْهَرَةٌ as signifying, agreeably with analogy, A means of cleansing or purifying,] the saying, (Msb,) السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ [The tooth-stick is a means of purifying to the mouth]. (S, Msb.) b2: Also A house, or chamber, in which one washes himself, (K, TA,) and performs the ablutions termed وُضُوْء and غُسْل and اِسْتِنْجَآء. (TA.) صُحُفًا مُطَهَّرَةً, in the Kur [xcviii. 2], signifies Writings cleansed from impurities and falsehood. (TA.) b2: And أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ, in the same [ii. 23], Wives purified from the pollution of the menstrual discharge and the other natural evacuations. (O, TA.) b3: And لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ, in the same [lvi. 78], is said by some to mean, (assumed tropical:) None shall attain to the knowledge of its true meanings except those who have purified themselves from the filth of corrupt conduct, and ignorances, and acts of disobedience. (TA.) وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا, in the Kur [iii. 48], signifies And will take thee forth from those who have disbelieved, and make thee to be far from doing as they do. (TA.) وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ, in the Kur [ii. 222], signifies And He loveth those who purify their spirits. (TA.) طهو and طهى 1 طَهَا, aor. ـْ and يَطْهَى, inf. n. طَهْوٌ (S, K) and طُهُوٌّ (K) and طَهْىٌ, (S, [so in both of my copies,]) or طُهِىٌّ, (K,) and طَهَايَةٌ, thus app. accord. to the K, [and thus in my MS. copy and in the CK,) but in the M with kesr [i. e. طِهَايَةٌ], (TA,) He cooked flesh-meat in the manner termed طَبْخ [meaning by boiling or stewing or the like], (S, K,) or by roasting or broiling or frying: (K:) and [he made, or kneaded and baked, bread; for] الطَّهْوُ signifies also الخَبْرُ. (TA.) b2: [And hence, (assumed tropical:) He performed, or executed, an affair firmly, soundly, or thoroughly; and matured it: see the pass. part. n., below; and see also طَهْوٌ.]

A2: And طَهَا, (S, K,) inf. n. طَهْوٌ, (TA,) said of a man, (S,) He went away into the country, or in the land: (S, K:) like طَحَا: (S:) [or] you say, طَهَا فِى الأَرْضِ, inf. n. طَهْوٌ; and طَهَى فِى الأَرْضِ, inf. n. طَهْىٌ: both signify the same. (TA.) And in like manner, طَهَتِ الإِبِلُ, (S, TA,) aor. ـْ inf. n. طَهْوٌ and طُهُوٌّ, (TA,) The camels went away into the country, or in the land, (S, TA,) having become scattered, or dispersed: (TA:) or went away at random into the country, or in the land. (Ham p. 12.) b2: and طَهَا, inf. n. طَهْوٌ, He leaped. (IAar, TA.) A3: And طَهَى, inf. n. طَهْىٌ, He committed a sin, crime, fault, or misdemeanour. (TA. [See also طُهًى.]) 4 اطهى He was, or became, skilled in his work, art, or craft. (Az, K.) طَهَا is used by Abu-n-Nejm for طٰهٰ meaning the Chapter of the Kur-án [thus called, because commencing with these two letters, namely, the 20th,] in his saying, مَدَّ لَنَا فِى عُمْرِهِ رَبُّ طَهَا [May the Lord of طٰهٰ lengthen for us his life]. (TA.) [See art. طه.]

طَهْوٌ [The cooking of flesh-meat: see 1, first sentence. b2: And hence,] (assumed tropical:) A deed, or a performance. (S, K, TA.) Thus in a trad., (S, TA,) in which it is related that it was said to Aboo-Hureyreh, “Didst thou hear this from the Apostle of God? ” and he replied وَمَا كَانَ طَهْوِى

i. e. (assumed tropical:) And what was my deed, or performance? or, accord. to A 'Obeyd, أَنَا مَا طَهْوِى [I, what is my deed, or performance?] (TA) or فَمَا طَهْوِى

What then is my deed, or performance, (S,) if I have not made that relation to be soundly, or well, performed, (S, * TA,) like as the cook does the cooking of food? (TA.) See also طُهًى.

طَهْىٌ: see طُهًى.

A2: Also Thin clouds. (TA.) [See also طَهَآءٌ.]

A3: And it is said in the “ Nawádir ” that سَمِعْتُ طَهْيَهُمٌ, as also دَغْيَهُمْ and طَغْيَهُمْ, means I heard their sound, or voice: [or their sounds, or voices:] and one says, فلان فى طهى ونهى [app. فى طَهْىٍ وَنَهْىِ, as though meaning Such a one is engaged in clamour and prohibition]. (TA.) طَهًى Broken bits of straw. (K, TA.) طُهًى Cooked flesh-meat. (IAar, K.) [It is said in one place in the TA that الطُهى, with damm, (as though it were الطُّهْىُ, but I suppose الطُّهَى to be meant,) is the subst. from طَهَا اللَّحْمَ.]

A2: Also A sin, crime, fault, misdemeanour, or misdeed; syn. ذَنْبٌ; (K, TA; [in some copies of the K, الذَّنَبُ is put (erroneously, as is said in the TA,) in the place of الذَّنْبُ; and in the CK, الذِّئْبُ;]) as also ↓ طَهْىٌ: and ↓ مَا طَهْوِى

in the trad. of Aboo-Hureyreh [mentioned above] is expl. by some as meaning مَا ذَنْبِى [What is my fault?]. (TA.) طَهَآءٌ, (S, K, TA,) with the lengthened ا, (S, TA,) is like طَخَآءٌ; (K, TA; [in some copies of the K, each of these is erroneously written with the shortened ا, without ء;]) i. e. it is a dial. var. of the latter word, signifying High, or elevated, clouds: (S, TA:) or thin clouds: (Ham p. 12: [see also طَهْىٌ:]) [and طَهَآءَةٌ is the n. un.:] one says, مَا فِى السَّمَآءِ طَهَآءَةٌ, meaning There is not in the sky a portion of cloud. (S.) طُهَاوَةٌ The thin skin that is upon milk or blood. (ISd, K.) مَا أَدْرِى أَىُّ الطَّهْيَآءِ هُوَ means I know not what one of mankind, or of the people, he is: (K, TA:) like اىّ الضَّحْيَآءِ: mentioned by Az. (TA.) طَهَيَانٌ The top of a mountain. (K.) b2: and A بَرَّادَة [meaning a stand, or shelf, upon which vessels of porous earth, containing water, are placed, in order that the water may become cool]. (K, TA. [In the CK, erroneously, بُرادَة: as is said in the TA, and shown by what here follows, it is with teshdeed; and it is written in my MS. copy of the K بَرَّادَة.]) b3: In the saying of ElAhwal El-Kindee, فَلَيْتَ لَنَا مِنْ مَآءِ زَمْزَمَ شَرْبَةً

مُبَرَّدَةً بَاتَتْ عَلَى الطَّهَيَانِ [And would that there were for us, of the water of Zemzem, a cooled draught that had passed the night upon the طَهَيَان], it has been expl. as having the former of these meaning, and as having the second thereof, and as meaning a certain mountain in El-Yemen. (TA.) طَاهٍ A cook; (S, K;) a roaster, broiler, or fryer: and a maker, or kneader and baker, of bread: (K:) and, (K, TA,) as some say, (TA,) any dresser, or preparer, of food, (K, TA,) &c., who qualifies it well, rightly, or properly: (TA:) pl. طُهَاةٌ and طُهِىٌّ: (K, TA: [in the CK the latter is written طُهًى, which is evidently wrong; whereas طُهِىٌّ is agreeable with analogy, being originally طُهُوْىٌ:]) the fem. is طَاهِيَةٌ, and its pl. is طَوَاهٍ. (TA.) A2: لَيْلٌ طَاهٍ A dark night. (TA.) أَمْرٌ مَطْهُوٌّ (tropical:) An affair performed, or executed, firmly, soundly, or thoroughly; and matured. (TA.)
طهر
: (الطُّهْرُ، بالضّمِّ: نَقِيضُ النَّجَاسَةِ، كالطَّهَارَةِ) ، بالفَتْح.
(طَهَرَ، كنَصَرَ وكَرُمَ) طُهْراً وطَهَارَةً، المصدَرَانِ عَن سِيبَوَيْه.
وَفِي الصّحاح: طَهَرَ وطَهُرَ، بالضمّ، طَهَارةً فيهمَا (فهُوَ طَاهِرٌ وطَهِرٌ) ، ككَتِفٍ، الأَخيرُ عَن ابنِ الأَعرَابِيّ، وأَنشد:
أَضَعْتُ المالَ للأَحْسَابِ حَتَّى
خَرَجْتُ مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيَابِ
قَالَ ابنُ جِنِّي: جاءَ طاهِرٌ على طَهُرَ، كَمَا جاءَ شاعِرٌ على شَعُرَ، ثمَّ استَغْنَوْا بفاعِلٍ عَن فَعيلٍ، وَهُوَ فِي أَنْفُسِهم وعَلى بالٍ من تَصَوُّرِهِم، يَدُلُّكَ على ذالك تكسيرُهم شاعِراً على شُعَرَاءَ، لَمَّا كَانَ فاعِلٌ هُنَا واقِعاً موقع فَعِيلٍ كُسِّرَ تَكْسِيرَه؛ ليَكُون ذالك أَمارةً ودَليلاً على إِرادتِه وأَنّه مُغْنٍ عَنهُ، وبَدَلٌ مِنْهُ.
(و) قالَ ابنُ سِيدَه: قَالَ أَبو الحَسَن: لَيْسَ كَمَا ذكرَ؛ لأَنّ طَهِيراً قد جاءَ فِي شِعْر أَبي ذُؤَيْب قَالَ:
فإِنّ بَنِي لِحْيَانَ إِمّا ذَكَرْتَهُم
نَثَاهُمْ إِذا أَخْنَى الزَّمَان (طَهِيرُ)
قَالَ: كَذَا رَوَاهُ الأَصمعِيّ بالطّاءِ، ويُرْوَى ظَهِير، بالظَّاءِ الْمُعْجَمَة.
(ج) الطَّاهِرِ (أَطْهَارٌ وطَهَارَى) الأَخيرَةُ نادِرَةٌ، وثِيَابٌ طَهَارَى على غَيْرِ قيَاس، كأَنَّهُم جَمعوا طَهْرَانَ، قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ
وأَوجُهُهُم عندَ المَشاهد غُرَّانُ
(و) جمْعُ الطَّهِرِ (طَهِرُونَ) ، وَلَا يُكسَّرُ.
(والأَطْهَارُ: أَيّامُ طُهْرِ المَرْأَةِ) ، والطُّهْرُ: نَقِيضُ الحَيْضِ.
والمَرْأَةُ طاهِرٌ من الحَيْضِ، وطاهِرَةٌ من النَّجَاسَةِ وَمن العُيُوبِ، وَفِي الثَّاني مَجَاز، ورجلٌ طاهِرٌ ورِجَالٌ طاهِرُونَ، ونساءٌ طاهِراتٌ.
وَفِي الْمُحكم: (طَهَرَتْ) وطَهِرَتْ (وطَهُرَتْ) ، وَهِي طاهِرٌ قلْت: ونقلَ البَدْرُ القَرَافِيُّ أَيضاً تَثلِيثَ الهاءِ عَن الأَسْنَوِيّ: (انْقَطَعَ دَمُها) ورأَت الطُّهْرَ (واغْتَسَلَتْ من الحَيْضِ وغَيْرِه) ، وَالْفَتْح أَكثرُ عِنْد ثَعْلَب.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: طَهَرت المرأَةُ هُوَ الْكَلَام، وَيجوز طَهُرَتْ، (كتَطَهَّرَتْ) ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: وتَطَهَّرَتْ واطَّهَّرَت: اغتَسَلَتْ، فإِذا انْقَطَع عَنْهَا الدَّمُ قيل: طَهُرَت، فَهِيَ طاهِرٌ بِلَا هاءٍ، وذالك إِذا طَهُرَت من المَحِيضِ.
وروى الأَزهريّ عَن أَبي العَبّاس أَنه قَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} (الْبَقَرَة: 222) ، وقُرِىءَ: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) . قَالَ أَبو العَبّاس: والقراءَة حَتَّى يَطَّهَّرْنَ؛ لأنّ من قَرَأَ: (يَطْهُرْنَ) أَرادَ انقِطَاعَ الدَّمِ، فإِذا تَطَهَّرْنَ: اغْتَسَلْنَ، فصيَّر مَعْنَاهُمَا مُخْتَلفا، والوَجْهُ أَنْ تكونَ الكَلِمَتَانِ بِمَعْنى واحدٍ، يريدُ بهما جَمِيعًا الغُسْلَ، وَلَا يَحلّ المَسِيسُ إِلاّ بالاغْتِسَالِ، ويُصَدِّق ذالك قراءَةُ ابنِ مَسْعُود: (حَتَّى يَتَطَهَّرْنَ) .
وَقَالَ المصنّف فِي البَصَائِر: طَهَرَ، وطَهُرَ، واطَّهَّرَ، وتَطَهَّرَ بِمَعْنى، وطَهَرَت المَرْأَةُ طُهْراً وطَهَارَةً وطُهُوراً وطَهُوراً وطَهُرَت، والفَتْح أَقْيَسُ. والطَّهَارَةُ ضَرْبان: جُسْمَانِيَّةٌ ونَفْسَانِيَّة، وحُمِلَ عليهمَا أَكثَرُ الْآيَات.
وَقَوله تَعَالَى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ} (الْمَائِدَة: 6) ، أَي استعمِلُوا الماءَ أَو مَا يَقُوم مَقَامَه.
وَقَالَ تَعَالَى: {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} (الْبَقَرَة: 222) ، فدلَّ باللَّفْظَيْنِ على عَدَمِ جَوازِ وَطْئهنّ إِلاّ بعدَ الطّهَارَةِ والتَّطْهِيرِ، ويُؤكّد ذالك قِرَاءَةُ من قَرَأَ: (حتَّى يَطَّهَّرْنَ) ، أَي يَفْعَلْنَ الطَّهَارَةَ الَّتِي هِيَ الغُسْلُ. انْتهى.
وَفِي اللِّسَان: وأَما قَوْله تَعَالَى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} (التَّوْبَة: 108) ، فإِن مَعْنَاهُ: الاسْتِنْجَاءُ بالماءِ، نَزَلَتْ فِي الأَنْصارِ، وَكَانُوا إِذا أَحْدَثُوا أَتْبَعُوا الحِجَارَةَ بالماءِ، فأَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِم بذالك.
وَقَوله تَعَالَى: {وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْواجٌ مُّطَهَّرَةٌ} (الْبَقَرَة: 25) ، يَعْنِي من الحَيْضِ والبَوْلِ والغَائِطِ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهُنَّ لَا يَحْتَجْنَ إِلى مَا تَحْتَاج إِليه نِسَاءُ أَهْلِ الدُّنْيَا بعدَ الأَكلِ والشُّربِ وَلَا يَحِضْنَ وَلَا يَحتَجْنَ إِلى مَا يُتَطَهَّر بِهِ، وهنَّ مَعَ ذالك طاهِرَاتٌ طَهَارةَ الأَخْلاقِ والعِفّةِ، فمُطَهَّرَةٌ تَجْمَع الطَّهَارَةَ كلَّهَا؛ لأَنّ مُطَهَّرَةً أَبلغُ فِي الكلامِ من طاهِرَةٍ.
وَقَوله عزَّ وجلَّ: {أَن طَهّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ} (الْبَقَرَة: 125) ، قَالَ أَبو إِسحاق مَعْنَاهُ: طَهِّروه من تَعْلِيقِ الأَصنام عَلَيْهِ.
قلْت: وَقيل: المرادُ بِهِ الحَثُّ على تَطْهِيرِ القَلْبِ لدُخولِ السّكينةِ فِيهِ المَذكورة فِي قَوْله: {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} (الْفَتْح: 4) ، وَقَالَ الأَزهريّ: مَعْنَاهُ: أَي (طَهِّرا بَيْتِيَ) يعنِي من المَعَاصِي والأَفْعَالِ المُحَرَّمةِ.
وَقَوله تَعَالَى: {يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً} (الْبَيِّنَة: 3) ، من الأَدْنَاسِ وَالْبَاطِل. وَقَوله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوبِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهّرِينَ} (الْبَقَرَة: 222) ، يَعْنِي بِهِ تَطْهيرَ النَّفْس.
وَقَوله تَعَالَى: {وَمُطَهّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (آل عمرَان: 55) ، أَي يُخْرِجُك من جُمْلَتهم، ويُنَزِّهُك أَن تَفعَلَ بفِعْلهم.
وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ لله} (الْوَاقِعَة: 79) ، يعنِي بِهِ تَطْهِيرَ النَّفْسِ، أَي أَنَّه لَا يَبْلُغُ حَقَائِقَ مَعرِفَتِه إِلاّ مَن يُطَهِّرُ نَفْسَه من دَرَنِ الفَسَاد والجَهالاتِ والمُخَالفاتِ.
وَقَوله تَعَالَى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُمْ} (الْمَائِدَة: 41) ، أَي أَن يَهْدِيَهم.
وَقَوله تَعَالَى: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (الْأَعْرَاف: 82) ، قَالُوا ذالك تَهَكُّماً حيثُ قَالَ: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} (هود: 78) ، وَمعنى أَطْهَرُ لكم: أَحَلُّ لَكُم.
(وطَهَّرَهُ بالماءِ) تَطْهِيراً: (غَسَلَه بهِ) ، فَهُوَ مُطَهّر (والاسمُ الطُّهْرَةُ بالضَّمِّ) .
(والم 2 طْهَرَةُ، بالكسرِ والفَتْحِ: إِنَاءٌ يُتَطَهَّرُ بهِ) ويُتَوضَّأُ، مثل سَطْل أَو رَكْوَة.
(و) الم 2 طْهَرَةُ: (الإِدَاوَةُ) ، على التَّشْبِيه بذالك، والجَمْع المَطَاهِرُ، قَالَ الكُمَيْتُ يَصف القَطا:
يَحْمِلْنَ قُدّامَ الْجَآ
جِي فِي أَسَاقٍ كالمَطَاهِرْ
قلْت: وقَبْلَه:
علق المُوَضَّعَة القَوَا
ئِمِ بينَ ذِي زَغَبٍ وباثِرْ
كَذَا قَرأْتُ فِي كِتَاب الحَمَام الهديَّ تأْليف الحَسَنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ محمّدِ بنِ يحيَى الكاتِبِ الأَصْبَهَانِيّ.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المِطْهَرَةُ والمَطْهَرَةُ: الإِداوَةُ، والفَتْحُ أَعلَى.
(و) المَطْهَرَة: (بَيْتٌ يُتَطَهَّر فيهِ) يَشْمَل الوُضُوءَ والغُسْلَ والاسْتِنْجاءَ. (والطَّهُورُ) ، بالفَتْح (المَصْدَرُ) ، فِيمَا حكى سِيبَوَيْهِ من قَوْلهم: تَطَهَّرْتُ طَهُوراً، وتَوَضَّأْتُ وَضُوءاً، ومثْله: وقَدْتُ وَقُوداً.
(و) قد يكونُ الطَّهُورُ: (اسْم مَا يُتَطَهَّرُ بهِ) ، كالفَطُورِ والسَّحُورِ والوَجُورِ، والسَّعُوطِ.
وَقد يكون صِفَةً، كالرَّسُولِ، وعَلى ذالك قَوْله تَعَالَى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} (الْإِنْسَان: 21) ، تَنْبِيها أَنَّه بخِلافِ مَا ذُكِرَ فِي قَوْله: {وَيُسْقَى مِن مَّآء صَدِيدٍ} (إِبْرَاهِيم: 16) ، قَالَه المصنّفُ فِي البَصَائر.
(أَو) الطَّهُورُ: هُوَ (الطَّاهِرُ) فِي نفْسِه (المُطَهِّرُ) لِغَيْرِه.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وكلّ مَا قِيلَ فِي قَوْله عزَّ وجلَّ: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآء مَآء طَهُوراً} (الْفرْقَان: 48) ، فإِنّ الطَّهُورَ فِي اللّغَةِ هُوَ الطّاهِرُ المُطَهِّرُ؛ لأَنّه لَا يكونُ طَهُوراً إِلاّ وَهُوَ يُتَطَهَّرُ بهِ، كالوَضُوءِ: هُوَ الماءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ، والنَّشُوقِ: مَا يُسْتَنْشَقُ بِهِ، والفَطُور: مَا يُفْطَر عَلَيْهِ من شَرَاب أَو طَعَام. وسُئِلَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمعن مَاء الْبَحْر فَقَالَ: (هُوَ الطَّهُورُ ماؤُه الحِلُّ مَيْتَتُه) أَي المُطَهِّر، أَراد أَنّه طاهِرٌ يُتَطَهَّرُ بِهِ.
وَقَالَ الشّافِعيّ، رَضِي الله عَنهُ: كلُّ ماءٍ خلَقَه الله تَعَالَى نازِلاً من السّماءِ أَو نابِعاً من الأَرْضِ من عينٍ فِي الأَرضِ أَو بَحْرٍ، لَا صَنْعَةَ فِيهِ لآدَمِيّ غير الاستِقَاءِ، وَلم يُغَيِّرْ لَونَه شيْءٌ يُخَالِطُه، وَلم يَتَغَيَّرْ طَعْمُه مِنْهُ، فَهُوَ طَهُورٌ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى. وَمَا عدا ذالك من ماءٍ وَرْدٍ، أَو وَرَقِ شَجَرٍ، أَو ماءٍ يَسِيلُ من كَرْمٍ فإِنّه وإِن كَانَ طاهِراً فَلَيْسَ بطَهورٍ.
وَفِي التَّهْذِيب للنَّوَوِيِّ: الطَّهُورُ بالفَتْح: مَا يُتَطَهَّرُ بهِ، وبالضَّمّ اسمُ الفِعْل، هاذه اللغةُ المشهورةُ، وَفِي أُخرَى: بالفَتْح فيهمَا، وَاقْتصر عَلَيْهِ جماعاتٌ من كِبَارِ أَئمّةِ اللُّغَةِ، وحكَى صاحِبُ مَطَالِعِ الأَنوارِ الضّمَّ فيهمَا، وَهُوَ غَرِيبٌ شاذٌّ، انْتهى. قلْت: وَفِي الحَدِيث: (لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاة بغَيرِ طهُورٍ) . قا ابنُ الأَثير: الطُّهُورُ، بالضَّمّ: التَّطَهُّرُ، وبالفَتْح: الماءُ الَّذِي يُتَطَهَّرُ بِهِ كالوُضُوءِ والوَضُوءِ، والسُّحُورِ والسَّحُورِ. وَقَالَ سيبويهِ: والطَّهُورُ، بالفَتْح يَقَعُ على الماءِ والمَصْدَرِ مَعاً. قَالَ: فَعَلَى هاذا يجوزُ أَن يَكُونَ الحديثُ بِفَتْح الطَّاءِ وضَمّها، وَالْمرَاد بهما التَّطَهُّرُ.
والماءُ الطَّهُورُ، بالفَتْح، هُوَ الَّذِي يَرْفعُ الحَدَثَ ويُزِيل النَّجَس؛ لأَنّ فَعُولاً من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ، فكأَنّه تَنَاهَى فِي الطَّهارةِ.
والماءُ الطَّاِهرُ غيرُ الطَّهُورِ: هُوَ الَّذِي لَا يَرْفَعُ الحَدَث وَلَا يَزِيلُ النَّجَسَ، كالمُسْتَعْمَلِ فِي الوُضوءِ والغُسْلِ.
وَفِي التَّكْمِلَة: وَمَا حُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ أَنَّ الطَّهُورَ: مَا كانَ طاهِراً فِي نفسِه مُطَهِّراً لغيرِه، إِنْ كانَ هذَا زيادَة بَيَانً لِنِهَايَتِه فِي الطَّهَارَةِ، فصَوَابٌ حَسَنٌ، وإِلاَّ فليسَ فَعُول من التَّفْعِيلِ فِي شَيْءٍ، وقِياسُ هاذا على مَا هُوَ مُشْتَقٌّ من الأَفْعَالِ المُتعدِّيةِ كقَطُوعٍ ومَنُوعٍ غيرُ سَدِيدٍ، انْتهى.
وَقَالَ المصنِّف فِي البَصَائِرِ: قَالَ أَصحابُ الشافعيّ: الطَّهُورُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآء مَآء طَهُوراً} (الْفرْقَان: 48) ، بمعنَى المُطَهِّر، قَالَ بعضَهُم: هاذا لَا يَصحُّ من حيثُ اللَّفْظُ، لأَنّ فَعُولاً لَا يُبْنَى من أَفْعَلَ وفَعَّلَ، أَجابَ بَعْضُهُم أَنّ ذالك اقتَضَى التَّطْهِيرَ من حيثُ المَعْنَى، وذالِك أَن الطَّاهِرَ ضَرْبَانِ: ضَرْبٌ لَا تَتَعدّاه الطَّهَارَةُ، كطَهَارةِ الثَّوْبِ؛ فإِنّه طاهِرٌ غيرُ مُطهَّرٍ بهِ، وضَرْبٌ تَتعدّاه فيَجْعَلُ غيرَه طَاهِرا بِهِ، فوَصَفَ اللَّهُ الماءَ بأَنَّه طَهُورٌ تَنبِيهاً على هاذا المَعْنَى، انْتهى.
(و) قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: يَقُولُونَ: (طَهَرَه، كمَنَعَه) وطَحَرَه، إِذا (أَبْعَدَه) ، كَمَا يَقُولون: مَدَحَه ومَدَهَه، أَي فالحَاءُ فِيهِ بَدَلٌ من الهَاءِ.
(وطِهْرَانُ، بِالْكَسْرِ: ة، بأَصْبَهَانَ) ، (و: ة) أُخرَى (بالرَّيِّ) ، على فرسخين مِنْهَا، وإِلى إِحداهُمَا نُسِب محمّدُ بنِ حَمّاد الطِّهْرانِي، وابنُه عبدُ الرَّحمانِ، وغيرُهما، وَقد حَدَّثَا.
(و) من المَجَاز: (التَّطَهُّر: التَّنَزُّهُ) . تطَهَّرَ من الإِثمِ، إِذَا تَنَزَّهَ.
(و) التَّطَهُّرُ: (الكَفُّ عَن الإِثْمِ) وَمَا لَا يَجْمُلُ.
وَهُوَ طاهِرُ الأَثوابِ، والثِّيَابِ: نَزِهٌ مِنْ مَدَانِي الأَخْلاَقِ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى فِي مُؤمِنِي قَوْمِ لُوطٍ حِكَايَةً عَن قَوْلهم: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (الْأَعْرَاف: 82) ، أَي يَتَنَزَّهُون عَن إِتيانِ الذّكُور، وَقيل: يَتَنَزّهُون عَن أَدْبَارِ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ.
ورَجلٌ طَهِرُ الخُلُقِ، وطَاهِرُه، والأُنثَى طاهِرَةٌ.
وإِنّه لطَاهِرُ الثِّيَابِ، أَي لَيْسَ بذِي دَنَسٍ فِي الأَخْلاقِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ} (المدثر: 4) ، قيل: قلْبَك، وَقيل: نَفْسَك، وَقيل: مَعْنَاهُ: لَا تَكُنْ غادِراً فتُدَنّسَ ثِيابَك، قَالَ ابنُ سِيدَه ويُقَال للغادِر: دَنِسُ الثِّيابِ، وَقيل: مَعْنَاهُ: فَقَصِّرْ؛ فإِنّ تَقْصِيرَ الثِّيَابِ طُهْرٌ؛ لأَن الثَّوْبَ إِذا انْجَرّ علَى الأَرْضِ لم يُؤْمَنْ أَن تُصِيبَه نَجَاسةٌ، وقِصَرُه يُبْعِدُه من النَّجَاسَةِ، وَقيل: مَعْنَاه عَمَلَك فأَصْلِحْ. ورَوَى عِكْرِمَةُ عَن ابنِ عبّاس فِي قَوْله: {وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ} : يَقُول: لَا تَلْبَسْ ثيَابَكَ على مَعصِيَة وَلَا علَى فُجُورٍ وكُفْرٍ، وأَنشدَ قَول غَيلانَ:
إِنّي بحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ غادرٍ
لَبِسْتُ وَلَا منْ خِزْيَــةٍ أَتَقَنَّعُ
(واطَّهَّرَ اطَّهُّراً، أَصْلُه تَطَهَّرَ تَطَهُّراً، أُدْغِمَت التّاءُ فِي الطّاءِ، واجْتُلِبَت أَلِفُ الوَصْلِ) ، لئِلاّ يُبْتَدَأَ بالساكن، فيَمْتَنعَ، قَالَه الصّاغانيّ.
(وكزُبَيْرٍ: أَحْمَدُ بنُ حَسَنِ) بنِ إِسماعِيلَ (بن طُهَيْر المَوْصِلِيُّ المُحَدِّثُ) ، سمِعَ يَحْيَى الثَّقَفيّ وغيرَه. 0 وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
عَن اللِّحْيَانِيّ أَنّ الشاةَ تَقْذَى عَشْراً ثمَّ تَطْهُر، قَالَ ابنُ سِيدَه. هاكذا استعمَلَ اللِّحْيَانِيُّ الطُّهْرَ فِي الشَّاة، وَهُوَ طَرِيفٌ جِدّاً، لَا أَدْرِي عَن العَرَبِ حَكَاهُ أَم هُوَ أَقْدَمَ عَلَيْهِ.
والطَّهَارَةُ بالفَتْحِ اسمٌ يَقُوم مَقَامَ التَّطَهُّرِ بالماءِ: الاسْتِنْجاءُ والوُضُوءُ، وبالضَّمّ: فَضْلُ مَا تَطَهَّرْتَ بِهِ.
والسِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ.
وَمن المَجَاز: التَّوْبَةُ طَهُورٌ للمُذْنِبِ، قَالَ اللَّيْثُ: هِيَ الَّتِي تَكُونُ بإِقامَة الحُدُودِ نَحْو الرَّجْمِ وغيرِه، وَقد طَهَّرَه الحَدُّ.
وَقد طَهَّرَ فُلانٌ وَلَدَه، إِذا أَقامَ سُنَّةَ خِتَانِه، والخِتَانُ هُوَ التَّطْهِيرُ، لَا مَا أَحدَثَه النَّصَارَى من صِبْغَةِ الأَولادِ.
ووَادِي طُهْرٍ، بالضَّمّ: من أَعظَم مَخالِيفِ صَنْعَاءَ، قَالَ أَحمدُ بن مُوسَى حِين رُفِع إِلى صَنْعَاءَ وصارَ إِلى نَقِيلِ السَّود:
إِذا طَلَعْنَا نَقِيلَ السّوْدِ لاحَ لَنَا
مِن أُفْقِ صَنْعَاءَ مُصْطافٌ ومُرْتَبَعُ
يَا حَبَّذَا أَنْتِ من صَنْعَاءَ من بَلَدٍ
وحبّذَا وَادِياك الطُّهْرُ والضِّلَعُ
وَسَمَّوْا طاهِراً ومُطَهَّراً وطُهَيْراً، مصغّراً.
وأَحمدُ بنُ عبدِ الرحمانِ بن مُطَاهِرٍ، بالضّمّ صاحِبُ تارِيخِ طُلَيْطِلَةَ، روى عَنهُ عليّ بنُ عبدِ الرحمان بن بقيّ.
والحَرِيمُ الطّاهِرِيّ: نُسِب إِلى بعضِ أَولادِ الأَميرِ طاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ، وَقد نُسِب إِليه جماعةٌ من المُحَدِّثين، أَوردَهم الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ، فراجعْه.
وأَطْهَار: موضعٌ من حائِل بَين رَمْلَتَيْن بالقُرْبِ من جُرَاد.
وأَبو الحَسَن عليّ بنُ مُقَلّد بن عبدِ الله الأَطْهَرِيّ، نِسْبَة لِبَابِ الأَطْهَرِ: أَحَد العَلَوِيّةِ، كَانَ حاجِباً لَهُ، حَدَّثَ.
طهر: {طهورا}: ماء نظيفا. {يطهرن}: ينقطع عنهن الدم. {تطهرن}: يغتسلن بالماء.
ط هـ ر : طَهُرَ الشَّيْءُ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَقَرُبَ طَهَارَةً وَالِاسْمُ الطُّهْرُ وَهُوَ النَّقَاءُ مِنْ الدَّنَسِ وَالنَّجَسِ وَهُوَ طَاهِرُ الْعِرْضِ أَيْ بَرِئَ مِنْ الْعَيْبِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَالَةِ الْمُنَاقِضَةِ لِلْحَيْضِ طُهْرٌ وَالْجَمْعُ أَطْهَارٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَامْرَأَةٌ طَاهِرَةٌ مِنْ الْأَدْنَاسِ وَطَاهِرٌ مِنْ الْحَيْضِ بِغَيْرِ هَاءٍ وَقَدْ طَهُرَتْ مِنْ الْحَيْضِ مِنْ بَابِ قَتَلَ.
وَفِي لُغَةٍ قَلِيلَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ وَتَطَهَّرَتْ اغْتَسَلَتْ وَتَكُونُ الطَّهَارَةُ بِمَعْنَى التَّطَهُّرِ وَمَاءٌ طَاهِرٌ خِلَافُ نَجِسٍ وَطَاهِرٌ صَالِحٌ لِلتَّطَهُّرِ بِهِ وَطَهُورٌ قِيلَ مُبَالَغَةٌ وَإِنَّهُ بِمَعْنَى طَاهِرٍ وَالْأَكْثَرُ أَنَّهُ لِوَصْفٍ زَائِدٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ قَالَ ثَعْلَبٌ الطَّهُورُ هُوَ الطَّاهِرُ فِي نَفْسِهِ الْمُطَهِّرُ لِغَيْرِهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا الطَّهُورُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الطَّاهِرُ الْمُطَهِّرُ قَالَ وَفَعُولٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لِمَعَانٍ مِنْهَا فَعُولٌ لِمَا يُفْعَلُ بِهِ مِثْلُ الطَّهُورِ لِمَا يَتَطَهَّرُ بِهِ وَالْوَضُوءُ لِمَا يُتَوَضَّأُ بِهِ وَالْفَطُورُ لِمَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ وَالْغَسُولُ لِمَا يُغْتَسَلُ بِهِ وَيُغْسَلُ بِهِ الشَّيْءُ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ» أَيْ هُوَ الطَّاهِرُ الْمُطَهِّرَ قَالَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ قَالَ وَمَا لَمْ يَكُنْ مُطَهِّرًا فَلَيْسَ بِطَهُورٍ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الطَّهُورُ الْبَلِيغُ فِي الطَّهَارَة قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَيُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48] أَنَّهُ طَاهِرٌ فِي نَفْسِهِ مُطَهِّرٌ لِغَيْرِهِ لِأَنَّ قَوْلَهُ مَاءً يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّهُ طَاهِرٌ لِأَنَّهُ ذُكِرَ فِي مَعْرِضِ الِامْتِنَانِ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إلَّا بِمَا يُنْتَفَعُ بِهِ فَيَكُونُ طَاهِرًا فِي نَفْسِهِ وَقَوْلُهُ طَهُورًا يُفْهَمُ مِنْهُ صِفَةٌ زَائِدَةٌ عَلَى الطَّهَارَةِ وَهِيَ الطَّهُورِيَّةُ فَإِنْ قِيلَ فَقَدْ وَرَدَ طَهُورٌ بِمَعْنَى طَاهِرٍ كَمَا فِي قَوْلِهِ رِيقُهُنَّ طَهُورٌ فَالْجَوَابُ أَنَّ وُرُودَهُ كَذَلِكَ غَيْرُ مُطَّرِدٌ بَلْ هُوَ سَمَاعِيٌّ وَهُوَ فِي الْبَيْتِ مُبَالَغَةٌ فِي الْوَصْفِ أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ طَاهِرٍ لِإِقَامَةِ الْوَزْنِ وَلَوْ كَانَ طَهُورٌ بِمَعْنَى
طَاهِرٍ مُطْلَقًا لَقِيلَ ثَوْبٌ طَهُورٌ وَخَشَبٌ طَهُورٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَذَلِكَ مُمْتَنِعٌ وَطَهُورُ إنَاءِ أَحَدِكُمْ أَيْ مُطَهِّرُهُ وَالْمِطْهَرَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْإِدَاوَةُ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَمِنْهُ السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ بِالْفَتْحِ وَكُلُّ إنَاءٍ يُتَطَهَّرُ بِهِ مَطْهَرَةٌ وَالْجَمْعُ الْمَطَاهِرُ. 

طهر: الطُّهْرُ: نقيض الحَيْض. والطُّهْر: نقيض النجاسة، والجمع

أَطْهار. وقد طَهَر يَطْهُر وطَهُرَ طُهْراً وطَهارةً؛ المصدرانِ عن سيبويه، وفي

الصحاح: طَهَر وطَهُر، بالضم، طَهارةً فيهما، وطَهَّرْته أَنا تطهيراً

وتطَهَّرْت بالماء، ورجل طاهِر وطَهِرٌ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد:

أَضَعْتُ المالَ للأَحْساب، حتى

خَرجْت مُبَرّأً طَهِر الثِّيَابِ

قال ابن جني: جاء طاهِرٌ على طَهُر كما جاء شاعرٌ على شَعُر، ثم

استغنَوْا بفاعل عن فَعِيل، وهو في أَنفسهم وعلى بال من تصورهم، يَدُلُّك على

ذلك تسكيرُهم شاعراً على شُعَراء، لَمّا كان فاعلٌ هنا واقعاً موقع فَعِيل

كُسِّر تكسِيرَه ليكون ذلك أَمارةً ودليلاً على إِرادته وأَنه مُغْنٍ عنه

وبَدَلٌ منه؛ قال ابن سيده: قال أَبو الحسن: ليس كما ذكر لأَن طَهِيراً

قد جاء في شعر أَبي ذؤيب؛ قال:

فإِن بني، لِحْيان إِمَّا ذكرتهم،

نَثاهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، طَهِيرُ

قال: كذا رواه الأَصمعي بالطاء ويروى ظهير بالظاء المعجمة، وسيُذكر في

موضعه، وجمع الطاهرِ أَطْهار وطَهَارَى؛ الأَخيرة نادرة، وثيابٌ طَهارَى

على غير قياس، كأَنهم جمعوا طَهْرانَ؛ قال امرؤ القيس:

ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيَّةٌ،

وأَوْجهُهم، عند المَشَاهِد، غُرّانُ

وجمع الطَّهِر طهِرُونَ ولا يُكسّر. والطُّهْر: نقيض الحيض، والمرأَة

طاهِرٌ من الحيض وطاهِرةٌ من النجاسة ومن العُيوبِ، ورجلٌ طاهِرٌ ورجال

طاهِرُون ونساءٌ طاهِراتٌ. ابن سيده: طَهَرت المرأَة وطهُرت وطَهِرت اغتسلت

من الحيض وغيرِه، والفتح أَكثر عند ثعلب، واسمُ أَيام طُهْرها

(* هنا

بياض في الأصل وبإزائه بالهامش لعله الأَطهار) . . . وطَهُرت المرأَة، وهي

طاهرٌ: انقطع عنها الدمُ ورأَت الطُّهْر، فإِذا اغتسلت قيل: تَطَهَّرَت

واطَّهَّرت؛ قال الله عز وجل: وإِن كنتم جُنُباً فاطَّهَّروا. وروى

الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال في قوله عز وجل: ولا تَقْرَبُوهنّ حتى

يَطْهُرن فإِذا تَطَهَّرْن فأْتُوهنّ من حيث أَمَرَكم الله؛ وقرئ: حتى

يَطَّهَّرْن؛ قال أَبو العباس: والقراءة يطَّهَّرن لأَن من قرأَ يَطْهُرن أَراد

انقطاع الدم، فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلن، فصَيَّر معناهما مختلفاً، والوجه

أَن تكون الكلمتان بمعنى واحد، يُريد بهما جميعاً الغسل ولا يَحِلُّ

المَسِيسُ إِلا بالاغتسال، ويُصَدِّق ذلك قراءةُ ابن مسعود: حتى يَتَطَهَّرْن؛

وقال ابن الأَعرابي: طَهَرت المرأَةُ، هو الكلام، قال: ويجوز طَهُرت،

فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلْنَ، وقد تَطَهَّرت المرأَةُ واطّهّرت، فإِذا انقطع

عنها الدم قيل: طَهُرت تَطْهُر، فهي طاهرٌ، بلا هاء، وذلك إِذا طَهُرَت

من المَحِيض. وأَما قوله تعالى: فيه رجال يُحِبُّون أَن يَتَطَهَّرُوا؛

فإِن معناه الاستنجاء بالماء، نزلت في الأَنصار وكانوا إِذا أَحْدَثوا

أَتْبَعُوا الحجارة بالماء فأَثْنَى الله تعالى عليهم بذلك، وقوله عز وجل:

هُنَّ أَطْهَرُ لكم؛ أَي أَحَلُّ لكم. وقوله تعالى: ولهم فيها أَزواجٌ

مُطَهَّرَة؛ يعني من الحيض والبول والغائط؛ قال أَبو إِسحق: معناه أَنهنّ لا

يَحْتَجْنَ إِلى ما يَحْتاجُ إِليه نِساءُ أَهل الدنيا بعد الأَكل

والشرب، ولا يَحِضْن ولا يَحْتَجْنَ إِلى ما يُتَطَهَّرُ به، وهُنَّ مع ذلك

طاهراتٌ طَهارَةَ الأَخْلاقِ والعِفَّة، فمُطَهَّرة تَجْمع الطهارةَ كلها

لأَن مُطَهَّرة أَبلغ في الكلام من طاهرة. وقوله عز وجل: أَنْ طَهِّرَا

بَيْتِيَ للطَّائِفينَ والعاكِفِين؛ قال أَبو إِسحق: معناه طَهِّراهُ من

تعليق الأَصْنام عليه؛ الأَزهري في قوله تعالى: أَن طَهِّرَا بيتي، يعني من

المعاصي والأَفعال المُحَرَّمة. وقوله تعالى: يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرة؛

من الأَدْناس والباطل. واستعمل اللحياني الطُّهْرَ في الشاة فقال: إِن

الشاة تَقْذَى عَشْراً ثم تَطْهُر؛ قال ابن سيده: وهذا طَريفٌ جِدّاً، لا

أَدْرِي عن العرب حكاه أَمْ هو أَقْدَمَ عليه. وتَطَهَّرت المرأَة:

اغتسلت. وطَهَّره بالماء: غَسَلَه، واسمُ الماء الطَّهُور. وكلُّ ماء نظيف:

طَهُورٌ، وماء طَهُور أَي يُتَطَهَّرُ به، وكلُّ طَهورٍ طاهرٌ، وليس كلُّ

طاهرٍ طَهوراً. قال الأَزهري: وكل ما قيل في قوله عز وجل: وأَنْزَلْنا من

السماء ماءً طهوراً؛ فإِن الطَّهُورَ في اللغة هو الطاهرُ المُطَهِّرُ،

لأَنه لا يكون طَهوراً إِلا وهو يُتَطهّر به، كالوَضُوء هو الماء الذي

يُتَوضَّأُ به، والنَّشُوق ما يُسْتَنْشق به، والفَطُور ما يُفْطَر عليه منْ

شراب أَو طعام. وسُئِل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن ماء البحر

فقال: هو الطَّهُور ماؤه الحِلُّ مَيْتَتُه؛ أَي المُطَهِّر، أَراد أَنه

طاهر يُطَهِّر. وقال الشافعي، رضي الله عنه: كلُّ ماء خَلَقَه الله نازلاً

من السماء أو نابعاً من عين في الأَرض أَو بحْرٍ لا صَنْعة فيه لآدَميٍّ

غير الاسْتِقاء، ولم يُغَيِّر لَوْنَه شيءٌ يخالِطُه ولم يتغيّر طعمُه

منه، فهو طَهُور، كما قال الله عز وجل وما عدا ذلك من ماء وَرْدٍ أَو وَرَقٍ

شجرٍ أَو ماءٍ يَسيل من كَرْم فإِنه، وإِن كان طاهراً، فليس بطَهُور.

وفي الحديث: لا يَقْبَلُ اللهُ صلاةً بغير طُهُورٍ، قال ابن الأَثير:

الطُّهور، بالضم، التطهُّرُ، وبالفتح: الماءُ الذي يُتَطَهَّرُ به كالوَضُوء.

والوُضوء والسَّحُور والسُّحُور؛ وقال سيبويه: الطَّهور، بالفتح، يقع على

الماء والمَصْدر معاً، قال: فعلى هذا يجوز أَن يكون الحديث بفتح الطاء

وضمها، والمراد بهما التطهر. والماء الطَّهُور، بالفتح: هو الذي يَرْفَعُ

الحدَث ويُزِيل النَجَسَ لأَن فَعُولاً من أَبنية المُبالَغة فكأَنه

تَنَاهى في الطهارة. والماءُ الطاهر غير الطَّهُور، وهو الذي لا يرفع الحدث

ولا يزيل النجس كالمُسْتَعْمَل في الوُضوء والغُسْل.

والمِطْهَرةُ: الإِناءُ الذي يُتَوَضَّأُ به ويُتَطَهَّر به.

والمِطْهَرةُ: الإِداوةُ، على التشبيه بذلك، والجمع المَطَاهِرُ؛ قال الكميت يصف

القطا:

يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ

جِي في أَساقٍ كالمَطاهِرْ

وكلُّ إِناء يُتَطَهَّر منه مثل سَطْل أَو رَكْوة، فهو مِطْهَرةٌ.

الجوهري: والمَطْهَرَةُ والمِطْهَرة الإِداوةُ، والفتح أَعلى. والمِطْهَرَةُ:

البيت الذي يُتَطَهّر فيه.

والطَّهارةُ، اسمٌ يقوم مقام التطهّر بالماء: الاستنجاءُ والوُضوءُ.

والطُّهارةُ: فَضْلُ ما تَطَهَّرت به. والتَّطَهُّرُ: التنزُّه والكَفُّ عن

الإِثم وما لا يَجْمُل. ورجل طاهرُ الثياب أَي مُنَزَّه؛ ومنه قول الله

عز وجل في ذكر قوم لوط وقَوْلِهم في مُؤمِني قومِ لُوطٍ: إِنَّهم أُناسٌ

يَتَطَهَّرُون؛ أَي يتنزَّهُون عن إِتْيان الذكور، وقيل: يتنزّهون عن

أَدْبار الرجال والنساء؛ قالهُ قوم لوط تهكُّماً.

والتطَهُّر: التنزُّه عما لا يَحِلُّ؛ وهم قوم يَتَطَهَّرون أَي

يتنزَّهُون من الأَدناسِ. وفي الحديث: السِّواكُ مَطْهرةٌ للفم.

ورجل طَهِرُ الخُلُقِ وطاهرُه، والأُنثى طاهرة، وإِنه لَطاهرُ الثيابِ

أَي ليس بذي دَنَسٍ في الأَخْلاق. ويقال: فلان طاهر الثِّياب إِذا لم يكن

دَنِسَ الأَخْلاق؛ قال امرؤ القيس:

ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيّةٌ

وقوله تعالى: وثِيابَكَ فَطَهِّرْ؛ معناه وقَلْبَك فَطهِّر؛ وعليه قول

عنترة:

فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه،

ليس الكَريمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ

أَي قَلْبَه، وقيل: معنى وثيابك فطهر، أَي نَفْسَك؛ وقيل: معناه لا

تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثيابَك فإِن الغادر دَنِسُ الثِّياب. قال ابن

سيده: ويقال للغادر دَنِسُ الثياب، وقيل: معناه وثيابك فقَصِّر فإِن تقصير

الثياب طُهْرٌ لأَن الثوب إِذا انْجرَّ على الأَرض لم يُؤْمَنْ أَن تصيبَه

نجاسةٌ، وقِصَرُه يُبْعِدُه من النجاسة؛ والتَّوْبةُ التي تكون بإِقامة

الحدّ كالرَّجْمِ وغيره: طَهُورٌ للمُذْنِب؛ وقيل معنى قوله: وثيابك

فطهِّرْ، يقول: عَملَك فأَصْلِح؛ وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله: وثيابك

فطهّر، يقول: لا تَلْبَسْ ثِيابَك على معصية ولا على فجُورٍ وكُفْرٍ؛ وأَنشد

قول غيلان:

إِني بِحَمْد الله، لا ثوبَ غادِرٍ

لَبِستُ، ولا مِنْ خِزْيــةٍ أَتَقَنَّع

الليث: والتوبةُ التي تكون بإِقامة الحُدُود نحو الرَّجْم وغيره طَهُورٌ

للمُذنب تُطَهِّرُه تَطْهيراً، وقد طَهّرَه الحدُّ وقوله تعالى: لا

يَمسُّه إِلا المطَهَّرون؛ يعني به الكِتَابَ لا يمسّه إِلا المطهرون عنى به

الملائكة، وكلُّه على المَثَل، وقيل: لا يمسُّه في اللوح المحفوظ إِلا

الملائكة. وقوله عز وجل: أُولئك الذين لم يُرِد اللهُ أَن يُطَهِّرَ

قُلوبَهم؛ أَي أَن يَهدِيَهم. وأَما قوله: طَهَرَه إِذا أَبْعَدَه، فالهاء فيه

بدل من الحاء في طَحَره؛ كما قالوا مدَهَه في معنى مَدَحَه.

وطهَّر فلانٌ ولَدَه إِذا أَقام سُنَّةَ خِتانه، وإِنما سمّاه المسلمون

تطهيراً لأَن النصارى لما تركوا سُنَّةَ الخِتانِ غَمَسُوا أَوْلادَهم في

ماء صُبِغَ بِصُفْرةٍ يُصَفّرُ لونَ المولود وقالوا: هذه طُهْرَةُ

أَوْلادِنا التي أُمِرْنا بها، فأَنْزل الله تعالى: صِبْغةَ الله ومَنْ

أَحْسَنُ مِن اللهِ صِبْغةً؛ أَي اتَّبِعُوا دِينَ اللهِ وفِطْرَتَه وأَمْرَه

لا صِبْغَةَ النصارى، فالخِتانُ هو التطهِيرُ لا ما أَحْدَثَه النصارى من

صِبْغَةِ الأَوْلادِ. وفي حديث أُم سلمة: إِني أُطِيلُ ذَيْلي وأَمْشِي

في المكان القَذِر، فقال لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يُطَهِّرُه

ما بعده؛ قال ابن الأَثير: هو خاص فيما كان يابساً لا يَعْلَقُ بالثوب منه

شيء، فأَما إِذا كان رَطْباً فلا يَطْهُر إِلا بالغَسْل؛ وقال مالك: هو

أَن يَطَأَ الأَرضَ القَذِرَة ثم يَطأَ الأَرضَ اليابسةَ النَّظِيفةَ

فإِنَّ بعضها يُطَهِّرُ بَعْضاً، فأَما النجاسةُ مثل البول ونحوه تُصِيب

الثوب أَو بعضَ الجسد، فإِن ذلك لا يُطَهَّرُه إِلا الماءُ إِجماعاً؛ قال

ابن الأَثير: وفي إِسناد هذا الحديث مَقالٌ.

جلل

(جلل) : المَجَلَّةُ: الفِقْهُ والعِلْمُ.
(جلل) الشَّيْء عَم وَالشَّيْء عَمه وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء (وابلا مجللا) وغطاه وَالدَّابَّة ألبسها الجل
(ج ل ل) : (الْجِلَالُ) جَمْعُ جُلِّ الدَّابَّةِ وَجُلَّةُ التَّمْرِ أَيْضًا وَهِيَ وِعَاؤُهُ وَأَمَّا جِلَالُ السَّفِينَةِ وَهُوَ كَالسَّقْفِ لَهَا فَهُوَ مُفْرَدٌ وَالْجِلُّ بِالْكَسْرِ قَصَبُ الزَّرْعِ إذَا حُصِدَ وَقُطِعَ قَالَ الدِّينَوَرِيُّ فَإِذَا نُقِلَ إلَى الْبَيْدَرِ وَدِيسَ سُمِّيَ التِّبْنَ وَأَمَّا مَا فِي سِيَرِ شَرْحِ مُخْتَصَرِ الْقُدُورِيِّ أَنَّ ابْنَ سِمَاعَةَ قَالَ وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا زَرَعَ فِي أَرْضِهِ ثُمَّ حَصَدَهُ وَبَقِيَ مِنْ حَصَادِهِ وَجِلِّهِ مَرْعًى فَلَهُ أَنْ يَمْنَعَهُ وَأَنْ يَبِيعَهُ فَفِيهِ تَوَسُّعٌ كَمَا فِي الْحَصَادِ.

(وَالْجَلَّةُ) بِالْفَتْحِ الْبَعْرَةُ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ كَانُوا يَتَرَامَوْنَ بِالْجَلَّةِ وَقَدْ كَنَّى بِهَا عَنْ الْعَذِرَةِ فَقِيلَ لِآكِلَتِهَا جَالَّةٌ وَجَلَّالَةٌ (وَمِنْهَا) إنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ (جَوَالِّ الْقَرْيَةِ) بِتَشْدِيدِ اللَّامِ كَدَوَابَّ جَمْعُ دَابَّةٍ وَمَنْ رَوَى جَوَّالَاتٍ بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ فَقَدْ غَلِطَ (وَفِي حَدِيثٍ) آخَرَ «نَهَى عَنْ لُحُومِ الْجَلَّالَةِ وَلَا تَصْحَبْنِي عَلَى جَلَّالَةٍ» .

جلل


جَلَّ(n. ac. جَلَاْل
جَلَاْلَة)
a. Was great, exalted, illustrious.
b. Was mature, of a ripe age; was aged, old.
c.(n. ac. جَلّ), Took the main part of.
d. Picked up dung.
f. ['Ala], Brought upon.
g.
( n. ac.
جَلّ), Covered over (horse).
h.(n. ac. جُلُوْل) ['An], Moved, emigrated from.
جَلَّلَa. Honoured, respected.
b. Included; was inclusive; was general, common.
c. see I (g)d. Mounted; surmounted.

أَجْلَلَa. Magnified, honoured, exalted.
b. Was strong, robust.
c. Was feeble.

تَجَلَّلَa. see I (a) (c).
c. Mounted.
d. Was covered, clad.

تَجَاْلَلَ
a. ['An], Was above, disdained, scorned to.
إِجْتَلَلَa. see I (c)
جَلّa. see 25 (b)b. (pl.
جِلَاْل
أَجْلَاْل
38), Covering; cover; horse-cloth; pack-saddle.

جَلَّةa. Dung, manure.

جِلّa. see 25 (a)
جِلَّةa. see 1t & 25
(a).
جُلّa. The greater or main part of.
b. see I (b)c. Cover, binding (book).
d. Sake of.

جُلَّة
(pl.
جُلَل
جِلَاْل)
a. Basket made of palm-leaves.

جَلَل
(pl.
أَجْلَاْل)
a. Great, momentous matter or event.

أَجْلَلُa. Most respected, venerated.

مَجْلَلَةa. Book; code.

جَاْلِلَةa. Poll-tax.

جَلَاْلa. Greatness, majesty.
b. Pack-saddle.

جَلَاْلَةa. see 22 (a)
جِلَاْلa. Deck (ship).
جُلَاْلa. see 3 (a)
جَلِيْل
(pl.
جِلَّة
أَجْلِلَة
أَجْلِلَآءُ
68)
a. Great, exalted, illustrious, venerable.
b. Great, large; thick, coarse.

جُلَّاْلa. see 25 (a)
جَلّ
P.
a. White rose; jasmine.

جِلَالاتِي
a. Pack-saddle maker, saddler
ج ل ل: (الْجُلُّ) وَاحِدُ (جِلَالِ) الدَّوَابِّ وَجَمْعُ الْجِلَالِ (أَجِلَّةٌ) . وَ (جُلُّ) الشَّيْءِ مُعْظَمُهُ وَيُقَالُ مَا لَهُ دِقٌّ وَلَا جِلٌّ أَيْ مَا لَهُ دَقِيقٌ وَلَا جَلِيلٌ. وَ (جَلَالُ) اللَّهِ
عَظَمَتُهُ وَقَوْلُهُمْ فَعَلْتُهُ مِنْ (جَلَالِكَ) أَيْ مِنْ أَجْلِكَ. وَ (الْجَلَّالَةُ) الْبَقَرَةُ الَّتِي تَتْبَعُ النَّجَاسَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَهَى عَنْ لَحْمِ الْجَلَّالَةِ» . وَ (الْجَلِيلُ) الْعَظِيمُ. وَ (الْجُلْجُلُ) وَاحِدُ (الْجَلَاجِلِ) وَصَوْتُهُ (الْجَلْجَلَةُ) . وَ (تَجَلْجَلَ) فِي الْأَرْضِ سَاخَ فِيهَا وَدَخَلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ قَارُونَ خَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . وَ (جَلَّ) الْبَعْرَ الْتَقَطَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الدَّابَّةُ الَّتِي تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ (الْجَلَّالَةَ) . وَ (جَلَّ) فُلَانٌ يَجِلُّ بِالْكَسْرِ (جَلَالَةً) أَيْ عَظُمَ قَدْرُهُ فَهُوَ (جَلِيلٌ) وَ (أَجَلَّهُ) فِي الْمَرْتَبَةِ. وَ (تَجْلِيلُ) الْفَرَسِ إِلْبَاسُهُ الْجُلَّ. 
ج ل ل: جَلَّ الشَّيْءُ يَجِلُّ بِالْكَسْرِ عَظُمَ فَهُوَ جَلِيلٌ وَجَلَالُ اللَّهِ عَظَمَتُهُ وَجَلَّ يَجِلُّ أَيْضًا خَرَجَ مِنْ بَلَدٍ إلَى آخَرَ فَهُوَ جَالٌّ وَالْجَمْعُ جَالَّةٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ الْحِجَازِ جَالَّةٌ وَهِيَ جَالِيَةٌ أَيْضًا ثُمَّ نُقِلَ الِاسْمُ إلَى الْجِزْيَةِ وَقِيلَ اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالَّةِ كَمَا يُقَالُ عَلَى الْجَالِيَةِ وَجُلَّةُ التَّمْرِ الْوِعَاءُ وَجَمْعُهَا جِلَالٌ مِثْلُ: بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ وَجَلَّ الشَّيْءِ بِالضَّمِّ أَيْضًا مُعْظَمُهُ وَجُلُّ الدَّابَّةِ
كَثَوْبِ الْإِنْسَانِ يَلْبَسُهُ يَقِيهِ الْبَرْدَ وَالْجَمْعُ جِلَالٌ وَأَجْلَالٌ،

وَالْجَلَّةُ بِالْفَتْحِ الْبَعْرَةُ وَتُطْلَقُ عَلَى الْعَذِرَةِ وَجَلَّ فُلَانٌ الْبَعْرَ جَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ الْتَقَطَهُ فَهُوَ جَالٌّ وَجَلَّالٌ مُبَالَغَةٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَهِيمَةِ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ جَلَّالَةٌ وَجَالَّةٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ جَلَّالَاتٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ وَجَوَالُّ مِثْلُ: دَابَّةٍ وَدَوَابَّ.

وَجَلَّلَ الْمَطَرُ الْأَرْضَ بِالتَّثْقِيلِ عَمَّهَا وَطَبَّقَهَا فَلَمْ يَدَعْ شَيْبًا إلَّا غَطَّى عَلَيْهِ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ فِي مُتَخَيَّرِ الْأَلْفَاظِ وَمِنْهُ يُقَالُ جَلَّلْتُ الشَّيْءَ إذَا غَطَّيْتُهُ وَالْجُلَّى فُعْلَى الْأَمْرُ الشَّدِيدُ وَالْخَطْبُ الْعَظِيمُ وَالْجُلْجُلُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ جَلَاجِلُ وَجَلُولَاءُ فَعُولَاءُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالْمَدِّ بُلَيْدَةٌ مِنْ سَوَادِ بَغْدَادَ بِطَرِيقِ خُرَاسَانَ وَبِهَا الْوَقْعَةُ الْمَشْهُورَةُ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَكَانَتْ تُسَمَّى فَتْحَ الْفُتُوحِ لِعِظَمِ غَنَائِمِهَا. 
ج ل ل

جل في عيني، وجلّ عن كذا. وهذه ناقة تجل عن الإعياء. قال:

بناجية تجل عن الكلال

وأجللت فلاناً: وجدته جليلاً. وأنا أجلك عن هذا. وماله دق ولا جل، ولا دقيقة ولا جليلة. وأتيته فما أدقني ولا أجلني. وما أجلني ولا أحشاني أي ما أعطاني من الجلة ولا الحاشية. وأخذ جله، وكبره، وعظمه بمعنى. وهذا شيء جلل أي هين. قال:

ألا كل شيء سواه جلل

وقوم أجلة. وإبل جلة. قال امرؤ القيس:

ألا إن لم تكن إبل فمعزى ... كأن قرون جلتها العصيّ

وجلت هذه الناقة: أسنت. وفلان يتجال علينا: يتعاظم. وهو من إخواني وصدقاني وجلاني. وأنا أتجاله أي أعظمه. وركب فلان الجلّى، وركبوا الجلل، كالكبرى والكبر. وقرأ مجلة لقمان أي صحيفته. وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إذا أنشد شعر أمية قال: مجلة ابن أبي الصلت. وعن ابن الأعرابي: قلت لأعرابي: ما المجلة وكانت في يده كراسة فقال: التي في يدك، وأنشد لرجل من بني يربوع:

هل تعرف الدار عفت بالعرفة ... فبطن قوَّ فأعالي الجلّة

مثل الكتاب لاح في المجلة

وجلله: غطاه، وتجلل بثوبه: تغطى به. وحصان مجلل. وسحاب مجلجل مجلل أي راعد مطبق بالمطر. وجلجل الياسر القداح: حركها. واستعمل فلان على الجالية والجالة وهم الذين ينهضون من أرض إلى أرض، يقال: جلّ عن البلد جلولاً بمعنى جلا عنه.

ومن المجاز: تجلله الهم والمرض. قال النمر:

وثارت إلينا بالصعيد كأنما ... تجللها من نافض الورد أفكل

واستقر ذلك في جلجلان قلبه أي في سويدائه. وهذا كلام خرج من جلجلان القلب إلى قمع الأذن وهو في الأصل السمسم. وفلان يعلق الجلجل في عنقه إذا خاطر بنفسه وأعلمها للأمر.
[جلل] فيه: ذو "الجلال" أي العظمة. ك: أي صفات التنزيه نحو لا جوهر ولا عرض، ولا شريك له، ولا جهة له، والإكرام صفات وجودية مثل العلم والقدرة. ن: أين المتحابون "بجلالي" أي بعظمتي وطاعتي لا لدنيا. نه ومنه ح: "أجلوا" الله يغفر لكم، أي قولوا: يا ذا الجلال والإكرام، وقيل: أي عظموه، وفسر في بعضها أي أسلموا، ويروي بحاء مهملة وهو من كلام أبي الدرداء في الأكثر. و"الجليل" تعالى الموصوف بنعوت الجلال، فالحاوي جميعها هو الجليل المطلق وهو راجع إلى كمال الصفات، كما أن الكبير راجع إلى كمال الذات، والعظيم راجع إلى كمال الذات ولاصفات. وفيه: اللهم اغفر لي ذنبي دقه و"جله" أي صغيره وكبيره.وح على: اللهم "جلل" قتلة عثمان خزيــاً، أي غطهم به وألبسهم إياه. وح الاستسقاء: وابلاً "مجللاً" أي يجلل الأرض بمائه وبنباته، ويروى بفتح لام. وفي ح عباس قال يوم بدر: القتل "جلل" ما عدا محمداً صلى الله عليه وسلم، أي هين يسير، والجلل من الأضداد يكون للحقير والعظيم. ش ومنه: كل مصيبة بعدك "جلل" بفتح جيم ولام أولى أي هين. نه وفيه: يستر المصلى مثل مؤخرة الرحل في مثل "جلة" السوط، أي غلظه. وفي ح أبي بن خلف: إن عندي فرساً "أجلها" كل يوم فرقاً من ذرة أقتلك عليها، فقال عليه السلام: بل أنا أقتلك عليها إن شاء الله، أي أعلفها. وفيه: وحولي اذخر و"جليل" هو الثمام جمع جليلة. ك: هو بفتح الجيم. وح: فقسمتلها" بكسر جيم جمع جل وهو كساء يطرح على ظهر البعير. وح: فتجللوه بالسيوف، يجيء في حاء مهملة. وعامة "مجللة" من جلل الشيء تجليلاً أي غمر. غ: أجله أعطاه جليلاً، وجل أسن.
(جلل) - في حدِيثِ أَنَس: "ألقَى إلينَا مَجالَّ".
المَجَالُّ: الصُّحُف، جَمْع مَجَلَّة.
- وفي حَدِيثٍ آخر قال : "ما مَعَك؟ قال: مَجَلَّة لُقْمان".
يَعنِي: كِتاباً فيه حِكْمة لُقْمان، قال النابغة:
مُجَلَّتُهمُ ذَاتُ الِإلَهِ ودِينُهم ... قَوِيمٌ فما يرجون غَيْرَ العَواقِبِ
: أي كِتابُهم وَحْيُ اللهِ تَعالَى.
قال الجَبَّان: يقال: إنَّها مُعَرَّبة، أَصلها بالعِبْرانِيّة مُغْلَى.
وقيلَ: هو من جَلّ، لجلال الحِكْمَة. وهي مصدر كالمَذَلَّةِ ، فَسُمِّيَ بها كما سُمِّي بالكِتابِ، أو بِمَعْنَى الجَلال.
وفي الحَدِيثِ: "أَنَّه جَلَّل فَرسًا له سَبَق بُردًا عَدَنِيًّا".
جَلَّله: أَيْ أَلبسَه إيَّاه، وجَعَلَه جُلًّا لَه. - في الحَدِيثِ أَنَّه قال للضَّحَّاك بنِ سُفْيان: "أخذْتَ جِلَّةَ أَموالِهِم".
الجِلَّة: العِظامُ من الِإبِل، وجُلُّ كُلِّ شىءٍ وجِلُّه: مُعظَمه.
يقال: مَا لَه دِقٌّ ولا جِلٌّ ويقال: هَلَك دِقُّ مَالِه وجِلُّه.
وقيل: الجِّلةُ: المَسَانُّ من الِإبِل، وقيل: هي ما بَيْن الثَّنِىّ إلى البَازِل .
والحَاشِيَة: ما بَيْنَ الفَصِيل إلى الجَذَع.
- ومنه حَدِيثُ جَابِر: "تَزوَّجتُ امرأةً قد تَجالَّت".
: أَى أَسنَّت وكَبرت، ومَشْيَخَة جِلَّة: مَسَانُّ، واحِدُهم جَلِيل. وجَلَّت النَّاقَةُ: أَسنَّت.
- وفي الحَدِيث: "نِسْوة قد تَجَالَلْن" .
: أي كَبِرْن وطَعَنَّ في السِّنِّ. يقال: تَجَالَّت المَرأةُ فهي مُتَجَالَّة، وجَلَّت فهي جَلِيلَة، إذا كَبِرت وعَجَزَتْ.
- في حَدِيث العَبَّاس: "أَنَّه قال يَومَ بَدْر: القَتْلُ جَللٌ ما عَدَا مُحمَّدا - صلى الله عليه وسلم - ". : أي هَيِّن يَسِيرٌ، والجَلَل: من الأَضْدادِ، يَكُون اليَسِيرَ، ويَكُونُ العَظِيمَ، وأَجلَّ فُلانٌ إذا ضَعُف وإذا قَوِي، وفي المَثَل: "جَلَّت الهَاجِنُ عن الوَلَدِ" : أي صَغُرَت العَنَاق عن أَنْ تَلِدَ، وقيل: هُوَ من جَلَّ.
- وفي حَدِيثِ عَليٍّ، رضي الله عنه: "الَّلهُمَّ جَلِّل قَتَلةَ عُثمانَ خِزْيــاً".
: أي غَطِّهم به، وألبِسْهم إيّاه، كما يتَجَلَّل الرّجلُ بالثَّوبِ.
ومَطَرٌ مُجَلِّلٌ: لا يَدَع مَوضِعًا.
- ومنه حَدِيثُ الاستِسْقاء: "وابِلًا مُجَلِّلًا" .
: أي يُجَلِّل الأرضَ بمَائِه، أو بنَباتِه، كأنه يَكْسُوها إيّاه.
- في الحَدِيث: "يَستُر المُصَلِّيَ مِثلُ مُؤَخِّرَة: الرَّحْل في مِثْل جُلَّة السَّوط".
: أي في مِثْل غِلَظِه.
- في الحَدِيثِ : "لا تَصْحَب المَلائِكَةُ رُفقةً فيها جُلْجُل". الجُلْجُل: كُلُّ شَىءٍ عُلِّقَ في عُنُق دَابَّةٍ، أو رِجْلِ صَبِيٍّ يُصوِّت.
- في حَديثِ ابنِ عُمَر: "أَنَّه كان يَدَّهِنُ عند إحرامِه بدُهْنِ جُلْجُلان"
الجُلْجُلانُ: السِّمْسِم.
- في حَدِيث عَطَاءٍ: "في الجُلْجُلان صَدَقَة". ذَكَر بَعضُهم أنَّ الجُلجلانَ الكُزبرةُ، ولا أُحِقُّه.
وقال الجَبَّان: الجُلجُلانُ: السِّمْسِم، وما في وَسَط التِّين من الحَبِّ، والخُلَّر: قيل: هو الجُلُبَّانُ، وقيل: شَىءٌ يُشبِهُه، والله أعلم.
وفي شِعْر بِلالٍ، رَضِى اللهُ عنه:
ألا لَيتَ شِعْرِى هل أَبيتنَّ ليلةً ... بوادٍ وحَولِي إذْخِرٌ وجَلِيلُ
الجَليلُ: الثُّمام عند أَهلِ الحِجاز، وَاحِدَتُها جَليلة، وثُمامَة، وقيل: هو الثُّمامُ إذا عَظُم وجَلّ.
- وفي حَدِيث عُمَر، رَضى الله عنه: "قال له رَجُلٌ: التَقَطْتُ شَبَكَةً على ظَهْرِ جَلَّال".
: هو اسْمٌ لَطرَيق نَجْد إلى مَكَّة.
[جلل] الجَلُّ، بالفتح: الشِراعُ، والجمع جلول. قال القطامى في ذى جُلولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحِبُهُ إذا الصَرارِيُّ من أَهْوالِهِ ارْتَسَما والجِلَّةُ: البَعَرُ. يقال: إنّ بني فلان وقودهم الجِلَّةُ، ووقودهم الوَألَةُ. وهم يَجْتَلُّونَ الجِلَّةَ، أي يلقطون البعر. والجُلُّ بالضم: واحد جِلالِ الدوابّ. وجمع الجلال أجلة. والجل الذى في قول الاعشى: وشاهدنا الجل واليا سمين  .... هو الورد، فارسي معرب. وجل الشئ: معظمه. والجُلَّى: الأمر العظيم، وجمعها جُلَلٌ، مثل كُبْرى وكُبَرٍ. ومنه قول طرفة:

متى أُدْعَ في الجُلَّى أَكُنْ من حُماتِها * وقال آخر : وإنْ دَعَوْتِ إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ يوماً كِراماً من الأقوام فادعينا والجلة: وعاء التمر. والجل بالكسر: قصب الزرع إذا حصد. ويقال أيضا: ما له دق ولاجل، أي دقيق ولا جليل. والجلة من الإبل: المِسانُّ، وهو جمع جليل، مثل صبى وصبية وقال النمر: أزمان لم تأخذْ إليَّ سِلاحَها إبلي بِجِلّتها ولا أَبْكارِها ومِشْيَخَةٌ جِلَّةٌ، أي مَسانُّ. والمَجَلّةُ: الصحيفةُ فيها الحكمةُ. قال أبو عبيد: كلُّ كتابٍ عند العرب مَجَلَّةٌ. وقول النابغة: مَجَلَّتُهُمْ ذاتُ الإلَهِ ودينُهُمْ قَوِيمٌ فما يرجون غير العواقب فمن رواه بالجيم فهو من هذا، ومن رواه بالحاء فمعناه أنهم يحجون فيحلون مواضع مقدسة. وجلال اللهِ: عظمته. وقولهم: فَعَلْتُهُ من جَلالِكَ، أي من أجلك. وأنشد الكسائي:

وإكْرامِيَ القومَ العِدا من جلالها * والجَلاَّلَةُ: البقرةُ التي تتبع النجاسات. وفى الحديث: " نهى عن لبن الجلالة ". والجلال بالضم: العظيم. والجلالة: الناقةُ العظيمةُ. والجَلَلُ: الأمرُ العظيمُ. قال وعلة ابن الحارث: قومي هُمُ قتلوا أُمَيْمَ أخي فإذا رميت يصيبى سهمي فلئن عفوت لاعفون جللا ولئن سطوت لاوهنن عَظْمي والجَلَلُ أيضاً: الهيِّنُ، وهو من الأضداد. قال امرؤُ القيس لما قُتِلَ أبوه:

ألاَ كلُّ شئ سواه جلل * أي هين يسير. وفعلت ذاك من جلك أي من أجلك. قال جميل: رسم دار وقفت في طلله كدت أقضى الغداة من جلله أي من أجله، ويقال من عظمه في عينى. والجليل: العظيم. والجليل: الثمام، وهونبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت. وقال : ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذخر وجليل الواحد ة جليلة، والجمع جلائل. قال الشاعر:

يلوذ بجنبى مرخة وجلائل * والجلجل: واحد الجلاجل، وصوته الجَلْجَلَةُ، وصوت الرعد أيضاً. والمُجَلْجِلُ: السَحابُ الذي فيه صوتُ الرعد. وجلجلت الشئ، إذا حركته بيدك. وتَجَلْجَلَ في الأرض، أي ساخ فيها ودخل. يقال: تَجَلْجَلَتْ قواعدُ البيت، أي تضعضعت. وفى الحديث " إن قارون خرج على قومه يتبختر في حلة له، فأمر الله الارض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ". وحمار جلاجل بالضم، أي صافى النهيق. وجلاجل بالفتح: موضع. قال ذو الرمة: أيا ظبية الو عساء بين جلاجل وبين النقاآ أنت أم أم سالم ويروى بالحاء مضمومة. والجلجلان: ثمرة الكزبرة. قال أبو الغَوث: هو السمسم في قشره قبل أن يُحْصَد. والجُلْجُلانُ. حَبَّةُ القلب. يقال أصبت جلجلان قلبه. وجل القوم من البلد يَجُلُّونَ بالضم جُلولاً، أي جَلَوْا وخرجوا إلى آخر، فهم جالة. يقال: استعمل فلان على الجالة، كما يقال على الجالية، وهما بمعنى. وأنشد ابن الاعرابي :

عفر وصيران الصريم جلت * ويقال أيضا: جل البعر يجله جلا، أي التقله، ومنه سميت الدابة التى تأكل الغدرة الجلالة. وكذلك اجتللت البعر. وجل فلان يَجِلُّ بالكسر جَلالَةً، أي عَظُمَ قَدْرُهُ، فهو جَليلٌ. وقول لبيد:

واخْزُها بالبِرِّ لله الأَجَلّْ * يعني الاعظم. وقول الراجز . * الحمد لله العليِّ الأجْلَلِ * يريد الأَجَلَّ، فأظهر التضعيف ضرورةً. وقول ابن أحمر: ياجل ما بَعُدَتْ عليك بِلادُنا وطِلابُنا فابرق بأرضك وارعد يعني ما أَجلَّ ما بَعْدَتْ. وجَلَّ الرجل أيضاً، أي أَسَنَّ. يقال جلت الناقة، إذا أسنت. عن أبى نصر. وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد أي صغُرتْ. وأجْلَلْتُهُ في المرتبة. وأتيت فلاناً فما أَجَلَّني وما أَحْشاني، أي ما أعطاني جَليلَةً ولا حاشِيَةً. فالجلِيلةُ: التي نُتِجَتْ بطناً واحداً. والحواشي: صغار الإبل. ويقال: ما أَجَلَّني وما أَدَقَّني، أي ما أعطاني كثيراً ولا قليلاً. ويقال: ما له جليلة ولا دقيقة، أي ما له ناقة ولا شاة. وقول الشاعر:

بَكَتْ فأَدَقَّتْ في البُكا وأَجَلَّتِ * أي أتت بقليل البكاء وكثيره. وجلل الشئ تجليلا، أي عم. والمجلل: السحاب الذى يُجَلِّلُ الأرضَ بالمطر، أي يَعُمُّ. وتَجليلُ الفرسِ، أن تُلبسهُ الجُلَّ. وتَجَلَّلَهُ، أي علاه. وتَجَلَّلَهُ، أي أخذ جُلالَهُ. والتَجالُّ: التعاظُم. يقال: فلان يَتَجالُّ عن ذلك، أي يترفع عنه. وجلو لاء بالمد: قرية بناحية فارس، والنسبة إليها جلولى على غير قياس، مثل حرورى في النسبة إلى حروراء.
جلل
جلَّ/ جلَّ على/ جلَّ عن جلَلْتُ، يَجِلّ، اجلِلْ/جِلَّ، جَلالاً وجَلالةً، فهو جَليل وجَلّ، والمفعول مجلولٌ عليه
• جلَّ الأمرُ: عظُم، ضد حَقُرَ "جلَّ الذَّنْبُ- لقد جل في عيني- جلّ شأنُه- {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ} " ° جلَّ جلالُه: عظُم قدرُه، تعبير يستعمل مع لفظ الجلالة- جلَّ قدرُه: كان عظيم الشَّأن.
• جلَّ على الصَّغائر/ جلَّ عن الصَّغائر: تنزَّه وترفَّع عنها "جلّ عن الدَّناءات- جلَّ اللهُ تعالى عن أن يكون له صاحبة أو ولد"? جلَّ عن الوصف: لا يمكن حصرُه. 

أجلَّ يُجِلّ، أجْلِلْ/أجِلَّ، إجلالاً، فهو مُجِلّ، والمفعول مُجَلّ
• أجلَّ معلِّمَه: عامله باحترام شديد، عظَّمه ورفع شأنه، بجَّله ° إجلالاً له: تعظيمًا وإكرامًا واحترامًا له.
• أجلَّ سؤالَ رئيسه عنه: رآه جليلاً أي عظيمًا "نُجِلّ الكبيرَ عن القيام بأعمال تمسّ كرامتَه".
• أجلَّه عن العيب: نزَّهه عنه "أجلَّه عن الفواحش".
• أجلّه عن المكان: أبعده عنه. 

تجالَّ عن يَتجالّ، تَجالَلْ/ تَجالَّ، تَجالاًّ، فهو مُتجالّ، والمفعول مُتجالٌّ عنه
• تجالَّ فلانٌ عن السَّفاسف: ترفَّع عنها. 

تجلَّلَ بـ يتجلَّل، تجلُّلاً، فهو مُتجلِّل، والمفعول مُتجلَّلٌ به
• تجلَّلت بمُلاءةٍ: تغطَّت بها، التحفت بها "تجلَّل بالمجد/ بالعظمة- تجلَّلت بالسَّواد حزنًا على فقد زوجها". 

جلَّلَ يجلِّل، تَجِلَّةً وتجليلاً، فهو مُجلِّل، والمفعول مُجلَّل
• جلَّلَ شخصًا: عظَّمه، أكبره "لابد أن تجلِّل الدولةُ العلماءَ".
• جلَّل الأثاثَ: غطَّاه، كساه بغطاء "جلّل الحياءُ وجهَها- جلَّل فرسًا/ بقرةً: ألبسها جُلاًّ". 

تجِلَّة [مفرد]: مصدر جلَّلَ. 

جَلال [مفرد]: مصدر جلَّ/ جلَّ على/ جلَّ عن ° جلالُ الله: عظمته.
• ذو الجلال: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُتّصِف بصفات الجلال والعظمة والمُسْتحِقّ أن يُعرف بجلاله وكبريائه.
• الجلال: (سف) احتجاب الحق بحجاب العزّة عن معرفة حقيقة ذاته المقدَّسة، فلا يرى ذاته ولا يعلمها إلاّ هو. 

جَلالة [مفرد]: مصدر جلَّ/ جلَّ على/ جلَّ عن ° اسم الجلالة: اسم الله تعالى- صاحب الجَلالة/ جَلالة الملك: لقب احترام يُستعمل للملوك. 

جَلّ [مفرد]: ج أَجِلَّة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلَّ/ جلَّ على/ جلَّ عن. 

جَلَل [مفرد]: شيء كبير عظيم خطير ° خَطْبٌ جَلَلٌ: مصابٌ عظيمٌ. 

جُلّ [مفرد]: مُعظَم، أغلبُ، أكثرُ "حضر جُلُّ المدعوين- باع الفلاحُ جُلَّ نتاجه" ° جُلُّ ما في الأمر: أهمُّ مافيه- ما لا يُدْرك كُلُّه لا يُترك جُلُّه: الحثّ على تحصيل ما يمكن تحصيله حتى ولو كان قليلاً. 

جِلّ [مفرد]: كبير، خلاف دقّ "اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ [حديث] ". 

جَلاَّلة [مفرد]: (حن) حشرة من مُغْمَدات الأجنحة تعيش على الرَّوْث.
• الجَلاَّلة من الماشية: التي تأكل الجِلَّة والعَذِرة "نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنْ أَكْلِ الجَلاَّلَةِ [حديث] ". 

جَلَّة/ جِلَّة1 [مفرد]: ج جِلال: بَعْرٌ ورَوْث. 

جُلّة [مفرد]: (رض) كرة حديديّة ترمى في مسابقة رَمْي الجُلّة. 

جِلَّة2 [جمع]: مف جَليل: جماعةٌ ذات قدرٍ جليل ومكانةٍ رفيعة "حضر الحفلَ جِلَّةٌ من العلماء والفقهاء والأدباء"
 ° قومٌ جِلَّة: سادَةٌ عِظام. 

جُلَّى [مفرد]: ج جُلَل: مؤنَّث أجلّ: ما عظُم من الخِدْمات والمصالِح والقضايا ونحوها "بحث قضيَّةً جُلَّى- قدّم إليَّ خِدمةً جُلَّى" ° لا يُدْعى للجُلَّى إلاّ أخوها [مثل]: أي لا يُنْدَب للأمر العظيم إلاَّ مَنْ يقوم به وَيصْلُح له، ويُضْرب أيضًا للعاجز، أي ليس مثلُك يُدْعَى إلى الأمر العظيم. 

جَليل [مفرد]: ج أجِلاّء وجِلَّة، مؤ جليلة، ج مؤ جليلات وجلائل:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلَّ/ جلَّ على/ جلَّ عن.
2 - (سف) ما جاوز الحدَّ من نواحي الفنّ والأخلاق والفكر، رائع يأخذ بمجامع القلوب.
• الجَليل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المتََّصف بصفات الجلال والعظمة، المستحِقّ أن يُعرف بجلاله وكبريائه.
• جلائل الأعمال: الأعمال العظيمة الشأن أو القدر. 

مَجَلَّة [مفرد]: ج مجلاَّت ومجالّ: صحيفة مُصوَّرة عامَّة أو متخصِّصة في فنّ من الفنون، دوريّة، لكنّها غير يوميّة "مَجَلَّة علميّة/ أسبوعيّة/ شهريّة- المَجَلَّة المصوّرة" ° مَجَلَّة حائطيّة: مَجَلَّة تُعلّق على الحائط- مَجَلَّة فصليّة: تصدر كلّ 3 شهور. 

جلل: اللهُ الجَليلُ سبحانه ذو الجَلال والإِكرام، جَلَّ جَلال الله،

وجَلالُ الله: عظمتُه، ولا يقال الجَلال إِلا لله. والجَلِيل: من صفات الله

تقدس وتعالى، وقد يوصف به الأَمر العظيم، والرجل ذو القدر الخَطِير. وفي

الحديث: أَلِظُّوا بيا ذا الجَلال والإِكرام؛ قيل: أَراد عَظِّمُوه،

وجاء تفسيره في بعض اللغات: أَسْلِمُو؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالحاء

المهملة وهو من كلام أَبي الدرداء في الأَكثر؛ وهو سبحانه وتعالى الجَلِيلُ

الموصوف بنعوت الجَلال، والحاوي جميعَها، هو الجَلِيلُ المُطْلَق وهو راجع

إِلى كمال الصفات، كما أَن الكبير راجع إِلى كمال الذات، والعظيم راجع

إِلى كمال الذات والصفات. وجَلَّ الشيءُ يَجِلُّ جَلالاً وجَلالةً وهو

جَلٌّ وجَلِيلٌ وجُلال: عَظُم، والأُنثى جَلِيلة وجُلالة. وأَجَلَّه:

عَظَّمه، يقال جَلَّ فلان في عَيني أَي عَظُم، وأَجْلَلته رأَيته جَلِيلاً

نَبيلاً، وأَجْلَلته في المرتبة، وأَجْللته أَي عَظَّمته. وجَلَّ فلان

يَجِلُّ، بالكسرِ، جَلالة أَي عَظُم قَدْرُه فهو جَلِيل؛ وقول لبيد:

غَيْرَ أَن لا تَكْذِبَنْها في التقَى،

واجْزِها بالبِرِّ لله الأَجَلّ

يعني الأَعظم؛ وقول أَبي النجم:

الحمدُ الله العَلِيِّ الأَجْلل،

أَعْطى فلم يَبْخَل ولم يُبَخَّل

يريد الأَجَلَّ فأَظهر التضعيف ضرورة. والتَّجِلَّة: الجَلالة، اسم

كالتَّدْوِرَة والتَّنِهيَة؛ قال بعض الأَغْفال:

ومَعْشَرٍ غِيدٍ ذَوي تَجِلَّه،

تَرى عليهم للندى أَدِلَّه

وأَنشد ابن بري لليلى الأَخْيَلية:

يُشَبَّهون مُلوكاً في تَجِلَّتِهم،

وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَم

وجُلُّ الشيءِ وجُلاله: معظمه. وتَجَلَّل الشيءَ: أَخَذ جُلَّه وجُلاله.

ويقال: تَجَلَّلِ الدراهمَ أَي خُذْ جُلالها. وتَجَالَلْت الشيء

تَجَالاً وتَجَلَّلت إِذا أَخذت جُلاله وتداققته إِذا أَخذت دُقاقه؛ وقول ابن

أَحمر:

يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليك بِلادُنا

وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرضك وارْعُدِ

يعني ما أَجَلَّ ما بَعُدت. والتَّجالُّ: التعاظم. يقال: فلان يَتَجالُّ

عن ذلك أَي يترفع عنه. وفي حديث جابر: تزوّجت امرأَة قد تَجالَّتْ؛

تجالَّت أَي أَسَنَّت وكَبِرَتْ. وفي حديث أُم صِبْيَة: كنا نكون في المسجد

نِسْوةً قد تَجالَلن أَي كَبِرْنَ. يقال: جَلَّتْ فهي جَلِيلة، وتَجالَّتْ

فهي مُتَجالَّة، وتَجالَّ عن ذلك تَعاظم. والجُلَّى: الأَمر العظيم؛ قال

طَرَفة:

وإِنْ أُدْعَ للجُلَّى أَكُنْ من حُماتِها،

وإِن تَأْتِك الأَعداء بالجَهْد أَجْهَد

ومنه قول بَشامة بن حَزْن النَّهْشَلي:

وإِنْ دَعَوْتُ إِلى جُلَّى ومَكْرُمَة،

يوماً، كِراماً من الأَقْوامِ، فادْعِينا

قال ابن الأَنباري: من ضَمَّ الجُلَّى قَصَرَه، ومن فتح الجيم مدّه،

فقال الجَلاَّء الخصلة العظيمة؛ وأَنشد:

كَمِيش الإِزارِ خارج نِصْفُ ساقِه،

صَبُور على الجَلاّءِ طَلاَّع أَنْجُد،

وقوم جِلَّة: ذوو أَخطار؛ عن ابن دريد. ومِشْيَخة جِلَّة أَي مَسانٌّ،

والواحد منهم جَلِيل. وجَلَّ الرجل جَلالاً، فهو جَلِيل: أَسَنَّ

واحْتُنِك؛ وأنشد ابن بري:

يا مَنْ لِقَلْبٍ عند جُمْلٍ مُخْتَبَلْ

عُلِّق جُمْلاً، بعدما جَلَّت وجَلٌّ

وفي الحديث: فجاء إِبليس في صورة شيخ جَلِيل أَي مُسنٍّ، والجمع جِلَّة،

والأُنثى جَلِيلة. وجِلَّة الإِبل: مَسَانُّها، وهو جمع جَلِيل مثل

صَبيٍّ وصِبْية؛ قال النمر:

أَزْمانَ لم تأْخذ إِليَّ سِلاحَها

إِبِلي بجِلَّتِها، ولا أَبْكارِها

وجَلَّت الناقةُ إِذا أَسَنَّت. وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد أَي صغرت.

وفي حديث الضحاك بن سفيان: أَخذت جِلَّة أَموالهم أَي العِظام الكِبار من

الإِبل، وقيل المَسانُّ منها، وقيل هو ما بين الثَّنِيِّ إِلى البازل؛

وجُلُّ كل شيء، بالضم: مُعْظَمه، فيجوز أَن يكون أَراد أَخذت معظم

أَموالهم. قال ابن الأَعرابي: الجِلَّة المَسانُّ من الإِبل، يكون واحداً وجمعاً

ويقع على الذكر والأُنثى؛ بعيرٌ جِلَّةٌ وناقة جِلَّة، وقيل الجِلَّة

الناقة الثَّنِيَّة إِلى أَن تَبْزُل، وقيل الجِلَّة الجَمل إِذا أَثْنى.

وهذه ناقة قد جَلَّت أَي أَسَنَّت. وناقة جُلالة: ضَخْمة. وبَعِير جُلال:

مخرج من جليل. وما له دقيقة ولا جَلِيلة أَي ما له شاة ولا ناقة. وجُلُّ

كل شيء: عُظْمه. ويقال: ما له دِقٌّ ولا جِلٌّ أَي لا دقيق ولا جَلِيل.

وأَتيته فما أَجَلَّني ولا أَحْشاني أَي لم يعطني جَلِيلة ولا حاشية وهي

الصغيرة من الإِبل. وفي المثل: غَلَبَتْ جِلَّتَها حواشيها؛ قال الجوهري:

الجَلِيلة التي نُتِجَتْ بطناً واحداً، والحَواشي صغار الإِبل. ويقال: ما

أَجَلَّني ولا أَدَقَّني أَي ما أَعطاني كثيراً ولا قليلاً؛ وقول

الشاعر:بَكَتْ فأَدَقَّتْ في البُكا وأَجَلَّت

أي أَتت بقليل البكاء وكثيره. وفي حديث الدعاء: اللهم اغفر لي ذنبي

كُلَّه دِقَّه وجِلَّه أَي صغيره وكبيره.

والجَلَل: الشيء العظيم والصغير الهَيِّن، وهو من الأَضداد في كلام

العرب، ويقال للكبير والصغير جَلَل؛ وقال امرؤ القيس لما قُتل أَبوه:

بِقَتْلِ بَنِي أَسَدٍ رَبَّهُم،

أَلا كُلُّ شيء سواه جَلَل

أَي يسيرٌ هين؛ ومثله للبيد:

كُلُّ شيءٍ، ما خلا افيفي َ، جَلَل

والفتى يَسْعى ويُلْهِيه الأَمَل

وقال المثقب العبدي:

كُلُّ يومٍ كان عَنَّا جَلَلاً،

غيرَ يومِ الحِنْو من يقطع قَطَر

وأَنشد ابن دريد:

إِن يُسْرِ عَنْكَ افيفي رُونَتَها،

فعَظِيمُ كلِّ مُصِيبةٍ جَلَلُ

والرُّونة: الشدّة؛ قال: وقال زويهر بن الحرث الضبي:

وكان عَمِيَدنا وبَيْضَةَ بَيتِنا،

فكلُّ الذي لاقَيْت من بعدِه جَلَل

وفي حديث العباس: قال يوم بدر القَتْلى جَلَلٌ ما عدا محمداً أَي

هَيِّنٌ يسير. والجَلَل: من الأَضداد يكون للحقير وللعظيم؛ وأَنشد أَبو زيد

لأَبي الأَخوض الرياحي:

لو أَدْرَكَتْه الخَيْلُ، والخَيْلُ تَدَّعي

بِذِي نَجَبٍ، وما أَقْرَبَتْ وأَجَلَّتِ

أَي دَخَلت في الجَلَل وهو الأَمر الصغير. قال الأَصمعي: يقال هذا

الأَمر جَلَل في جَنْب هذا الأَمر أَي صغير يسير. والجَلَل: الأَمر العظيم؛

قال الحرث ابن وعلة

(* قوله «قال الحرث بن وعلة» هكذا في الأصل، والذي في

الصحاح: وعلة بن الحرث) بن المجالد بن يثربي بن الرباب بن الحرث بن مالك

بن سنان بن ذهل بن ثعلبة:

قَوْمي هُمُ قَتَلوا أُمَيْمَ أَخِي،

فإِذا رَمَيْتُ يُصِيبُني سَهْمي

فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً، ولئن سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمي

وأَما الجَليل فلا يكون إِلا للعظيم. والجُلَّى: الأَمر العظيم، وجمعها

جُلَل مثل كُبْرى وكُبَر. وفي الحديث: يَسْتُر المصلّيَ مِثْلُ مُؤَخِرة

الرَّحْل في مِثْلِ جُلَّة السَّوْط أَي في مثل غِلْظِه. وفي حديث أُبيّ

بن خَلَف: إِن عندي فرساً أُجِلُّها كل يوم فَرَقاً من ذرة أَقْتُلك

عليها، فقال: عليه السلام: بل أَنا أَقْتُلك عليها، إِن شاء افيفي ؛ قال ابن

الأَثير: أَي أَعلفها إِياه فوضع الإِجْلال موضع الإِعطاء وأَصله من الشيء

الجَلِيل؛ وقول أَوس يَرْثي فضالة:

وعَزَّ الجَلُّ والغالي

فسره ابن الأَعرابي بأَن الجلَّ الأَمر الجَلِيل، وقوله والغالي أَي أَن

موته غالٍ علينا من قولك غَلا الأَمر زاد وعَظُم؛ قال ابن سيده: ولم

نسمع الجَلَّ في معنى الجَلِيل إِلاَّ في هذا البيت.

والجُلْجُل: الأَمر العظيم كالجَلَل. والجِلُّ: نقيض الدِّقِّ.

والجُلال: نقيض الدُّقاق. والجُلال، بالضم: العظيم. والجُلالة: الناقة العظيمة.

وكل شيء يَدِقُّ فجُلاله خلاف دُقاقه. ويقال: جِلَّة جَريمة للعِظام

الأَجْرام.

وجَلَّل الشيءُ تجليلاً أَي عَمَّ. والمُجَلِّل: السحاب الذي يُجَلِّل

الأَرض بالمطر أَي يعم. وفي حديث الاستسقاء: وابِلاً مُجَلِّلاً أَي

يُجَلِّل الأَرض بمائه أَو بنباته، ويروى بفتح اللام على المفعول.

والجِلُّ من المتاع: القُطُف والأَكسية والبُسُط ونحوه؛ عن أَبي علي.

والجَلُّ والجِلُّ، بالكسر: قَصَب الزرع وسُوقه إِذا حُصِد عنه السُّنبل.

والجُلَّة: وعاء يتخذ من الخوص يوضع فيه التمر يكنز فيها، عربية معروفة؛

قال الراجز:

إِذا ضَرَبْتَ مُوقَراً فابطُنْ له،

فوق قُصَيراه وتَحْتَ الجُلَّه

يعني جَمَلاً عليه جُلَّة فهو بها مُوقَر، والجمع جِلال وجُلَل؛ قال:

باتوا يُعَشُّون القُطَيْعاء جارهم،

وعندهُمُ البَرْنيُّ في جُلَل دُسْم

وقال:

يَنْضَح بالبول، والغُبار على

فَخْذَيه، نَضْحَ العِيديَّة الجُلَلا

وجُلُّ الدابة وجَلُّها: الذي تُلْبَسه لتُصان به؛ الفتح عن ابن دريد،

قال: وهي لغة تميمية معروفة، والجمع جِلال وأَجلال؛ قال كثيِّر:

وترى البرق عارضاً مُسْتَطِيراً،

مَرَحَ البُلْق جُلْنَ في الأَجْلال

وجمع الجِلال أَجِلَّة. وجِلال كل شيء: غِطاؤه نحو الحَجَلة وما

أَشبهها. وتجليل الفرس: أَن تُلْبِسه الجُلَّ، وتَجَلَّله أَي عَلاه. وفي

الحديث: أَنه جَلَّل فرساً له سَبَق بُرْداً عَدَنِيّاً أَي جعل البُرْد له

جُلاًّ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يُجَلِّل بُدْنه القَباطِيَّ. وفي حديث

علي: اللهم جَلِّل قَتلة عثمان خِزْيــاً أَي غَطِّهم به وأَلْبِسْهم إِياه

كما يتجلل الرجل بالثوب. وتجَلَّل الفحل الناقة والفرس الحِجْر: علاها.

وتجَلَّل فلان بعيره إِذا علا ظهره.

والجَلَّة والجِلَّة: البَعَر، وقيل: هو البعر الذي لم ينكسر، وقال ابن

دريد: الجِلَّة البَعَرة فأَوقع الجِلة على الواحدة.

وإِبِل جلاَّلة: تأْكل العَذِرة، وقد نهي عن لحومها وأَلبانها.

والجَلاَّلة: البقرة التي تتبع النجاسات، ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن

أَكل الجلاَّلة وركوبها؛ وفي حديث آخر: نهي عن لبن الجلاَّلة؛ والجلاَّلة من

الحيوان: التي تأْكل الجِلَّة والعَذِرة. والجِلَّة: البعر فاستعير ووضع

موضع العَذِرة، يقال: إِن بني فلان وَقودهم الجِلَّة ووقودهم الوَأْلة

وهم يَجْتَلُّون الجِلَّة أَي يلقطون البعر. ويقال: جَلَّت الدابة

الجِلَّة واجْتَلَّتها فهي جالَّة وجَلاَّلة إِذا التقطتها. وفي الحديث: فإِنما

قَذِرَتْ عليكم جالَّة القُرى. وفي الحديث الآخر: فإِنما حَرَّمتها من

أَجل جَوَالِّ القَرْية؛ الجَوَالُّ، بتشديد اللام: جمع جالَّة كسامَّة

وسَوامّ. وفي حديث ابن عمر: قال له رجل إِني أُريد أَن أَصحبك، قال: لا

تصحبني على جَلاَّل، وقد تكرر ذكرها في الحديث، فأَما أَكل الجلاَّلة فحلال

إِن لم يظهر النتن في لحمها، وأَما ركوبها فلعله لما يكثر من أَكلها

العَذِرة والبعر، وتكثر النجاسة على أَجسامها وأَفواهها وتلمس راكبها بفمها

وثوبه بِعَرَقها وفيه أَثر العَذِرة أَو البعر فيتنجس.

وجَلَّ البَعَر يَجُلُّه جَلاًّ: جَمعه والتقطعه بيده. واجتلَّ

اجتلالاً: التقط الجِلَّة للوقود، ومنه سميت الدابة التي تأْكل العذرة

الجَلاَّلة، واجتللت البعر. الأَصمعي: جَلَّ يَجُلُّ جَلاًّ إِذا التقط البعر

واجْتَلَّه مثله؛ قال ابن لجَإٍ يصف إِبلاً يَكْفي بعرُها من وَقود يُسْتَوقد

به من أَغصان الضَّمْران:

يحسب مُجْتَلّ الإِماءِ الحرم،

من هَدَب الضَّمْران، لم يُحَطَّم

(* قوله «يحسب إلخ» كذا في الأصل هنا، وتقدم في ضمر: بحسب بموحدة وفتح

الحاء وسكون السين والخرم بضم المعجمة وتشديد الراء، وقوله لم يحطم سبق

ايضاً في المادة المذكورة لم يحزم.)

ويقال: خرجت الإِماء يَجْتَلِلْن أي يلتقطن البعر. ويقال: جَلَّ الرجلُ

عن وطنه يَجُلُّ ويجِلُّ جُلُولاً

(* قوله «يجل جلولاً» قال شارح

القاموس: من حد ضرب، واقتصر الصاغاني على يجل من حد نصر، وجمع بينهما ابن مالك

وغيره وهو الصواب) وجلا يَجْلو جَلاء وأَجْلى يُجْلي إِجلاء إِذا أَخْلى

موطنِه. وجَلَّ القومُ من البلد يَجُلُّون، بالضم، جُلولاً أَي جَلَوا

وخرجوا إِلى بلد آخر، فهم جالَّة. ابن سيده: وجَلَّ القومُ عن منازلهم

يَجُلُّون جُلولاً جَلَوا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للعجاج:

كأَنَّما نجومها، إِذ وَلَّتِ،

عُفْرٌ، وصِيرانُ الصَّريم جَلَّتِ

ومنه يقال: اسْتُعْمِل فلان على الجالِيَة والجالَّة، وهم أَهل الذمة،

وإِنما لزمهم هذا الاسم لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَجْلى بعض

اليهود من المدينة وأَمر بإِجلاء من بقي منهم بجزيرة العرب، فأَجْلاهم عمر بن

الخطاب فسُمُّوا جالِية للزوم الاسم لهم، وإِن كانوا مقيمين بالبلاد التي

أَوْطَنوها. وهذه ناقة تَجِلُّ عن الكلال: معناه هي أَجَلُّ من أَن

تَكِلّ لصلابتها. وفعلت ذلك من جَرَّاك ومن جُلِّك؛ ابن سيده: فعله من جُلّك

وجَلَلك وجلالك وتَجِلَّتك وإِجلالك ومن أَجْل إِجْلالك أَي من أَجلك؛

قال جميل:

رَسمِ دارٍ وَقَفْتُ في طَلَله،

كِدْتُ أَقْضي الغَداة من جَلَله

أَي من أَجله؛ ويقال: من عِظَمه في عيني؛ قال ابن بري وأَنشده ابن

السكيت:

كدت أَقضي الحياة من جَلَله

قال ابن سيده: أَراد ربَّ رسم دار فأَضمر رب وأَعملها فيما بعدها مضمرة،

وقيل: من جَلَلك أَي من عَظَمتك. التهذيب: يقال فعلت ذلك من جَلل كذا

وكذا أَي من عِظَمه في صدري؛ وأَنشد الكسائي على قولهم فعلته من جَلالك أَي

من أَجلك قول الشاعر:

حَيائيَ من أَسْماءَ، والخَرْقُ بيننا،

وإِكْرامِيَ القومَ العِدى من جَلالها

وأَنت جَلَلْت هذا على نفسك تجُلُّه أَي جَرَرْته يعني جَنَيته؛ هذه عن

اللحياني.

والمَجَلَّة: صحيفة يكتب فيها. ابن سيده: والمَجَلَّة. الصحيفة فيها

الحكمة؛ كذلك روي بيت النابغة بالجيم:

مَجَلَّتُهم ذاتُ الإِله، ودِيُنهم

قَوِيم فما يَرْجُون غير العواقب

يريد الصحيفة لأَنهم كانوا نصارى فَعَنى الإِنْجيل، ومن روى مَحَلَّتهم

أَراد الأَرض المقدّسة وناحية الشام والبيت المقدَّس، وهناك كان بنو

جَفْنة؛ وقال الجوهري: معناه أَنهم يحُجُّون فَيَحِلُّون مواضع مقدسة؛ قال

أَبو عبيد: كل كتاب عند العرب مَجَلَّة. وفي حديث سويد بن

الصامت: قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: لعل الذي معك مثل الذي

معي، فقال: وما الذي معك؟ قال: مَجَلَّة لقمان؛ كل كتاب عند العرب مَجَلَّة،

يريد كتاباً فيه حكمة لقمان. ومنه حديث أَنس: أُلقي إِلينا مَجالٌ؛ هي

جمع مَجَلَّة يعني صُحُفاً قيل إِنها معرَّبة من العبرانية، وقيل: هي

عربية، وقيل: مَفْعَلة من الجلال كالمذلة من الذل.

والجَلِيل: الثُّمام، حِجازيَّة، وهو نبت ضعيف يحشى به خَصاص البيوت،

واحدته جَلِيلة؛ أَنشد أَبو حنيفة لبلال:

أَلا ليت شعري هل أَبيتَنَّ ليلة

بفَجٍّ، وحَوْلي إِذْخِر وجَلِيل؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياه مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامَةٌ وطَفِيل؟

وقيل: هو الثُّمام إِذا عظم وجَلَّ، والجمع جَلائل؛ قال الشاعر:

يلوذ بجَنْبَيْ مَرْخَة وجَلائل

وذو الجَلِيل: واد لبني تميم يُنبت الجَلِيل وهو الثمام. والجَلُّ،

بالفتح: شراع السفينة، وجمعه جُلول، قال القطامي:

في ذي جُلول يُقَضِّي الموتَ صاحبُه،

إِذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارتَسما

قال ابن بري: وقد جمع على أَجْلال؛ قال جرير:

رَفَعَ المَطِيّ بها وشِمْت مجاشعاً

والزَّنْبَرِيّ يَعُوم ذو الأَجْلال

(* قوله «والزنبري إلخ» هكذا في الأصل هنا، وتقدم مثل هذا الشطر في

ترجمة زنبر بلفظ كالزنبري يقاد بالاجلال).

وقال شمر في قول العجاج:

ومَدَّه، إِذ عَدَل الجَليُّ،

جَلٌّ وأَشْطانٌ وصَرَّاريُّ

يعني مَدَّ هذا القُرْقورَ أَي زاد في جَرْيه جَلٌّ، وهو الشِّراع،

يقول: مَدَّ في جريه، والصُّرَّاء: جمع صارٍ وهو مَلاَّح مثل غازٍ وغُزَّاء.

وقال شمر: رواه أَبو عدنان الملاح جُلُّ وهو الكساء يُلْبَس السفينة،

قال: ورواه الأَصمعي جَلُّ، وهو لغة بني سعد بفتح الجيم. والجُلُّ:

الياسمين، وقيل: هو الورد أَبيضه وأَحمره وأَصفره، فمنه جَبَليّ ومنه قَرَويّ،

واحدته جُلَّة؛ حكاه أَبو حنيفة قال: وهو كلام فارسي، وقد دخل في العربية؛

والجُلُّ الذي في شعر الأَعشى في قوله:

وشاهِدُنا الجُلُّ والياسميـ

ن والمُسْمِعاتُ بقُصَّابها

هو الورد، فارسي معرّب؛ وقُصَّابها: جمع قاصب وهو الزامر، ويروى

بأَقصابها جمع قُصْب. وجَلُولاء، بالمد: قرية بناحية فارس والنسبة إِليها

جَلُوليٌّ، على غير قياس مثل حَرُورِي في السنة إِلى حَرُوراء.

وجَلٌّ وجَلاَّن: حَيَّان من العرب؛ وأَنشد ابن بري:

إِنا وجدنا بني جَلاَّن كُلَّهمُ،

كساعد الضب لا طُول ولا قِصَر

أَي لا كذي طول ولا قِصَر، على البدل من ساعد؛ قال: كذلك أَنشده أَبو

علي بالخفض. وجَلٌّ: اسم؛ قال:

لقد أَهْدَت حُبابَة بنتُ جَلٍّ،

لأَهل حُباحبٍ، حَبْلاً طويلا

وجَلُّ بن عَدِيّ: رجل من العرب رَهْط ذي الرمة العَدَوي. وقوله في

الحديث: قال له رجل التقطت شبكة على ظَهْر جَلاَّل؛ قال: هو اسم لطريق نجد

إِلى مكة، شرفها الله تعالى.

والتَّجَلْجُل: السُّؤُوخ في الأَرض أَو الحركة والجوَلان. وتَجَلْجَل

في الأَرض أَي ساخ فيها ودخل. يقال: تَجَلْجَلَت قواعدُ البيت أَي تضعضعت.

وفي الحديث: أَن قارون خرج على قومه يتبختر في حُلَّة له فأَمر الله

الأَرض فأَخذته فهو يتجلجل فيها إِلى يوم القيامة. وفي حديث آخر: بينا رجل

يَجُرُّ إزاره من الخُيَلاء خُسِفَ به فهو يتَجَلْجل إلى يوم القيامة؛ قال

ابن شميل: يتجلجل يتحرك فيها أَي يغوص في الأَرض حين يُخسف به.

والجَلْجَلة: الحركة مع الصوت أَي يَسُوخ فيها حين يُخْسف به. وقد

تَجَلْجَل الريحُ تَجَلْجُلاً، والجَلجلة: شدة الصوت وحِدَّته، وقد جَلْجَله؛

قال:

يَجُرُّ ويَسْتأْبي نَشَاصاً كأَنه،

بغَيْفَة لَمّا جَلْجَل الصوتَ، جالب

والجَلْجَلة: صوت الرعد وما أَشبهه. والمُجَلْجِل من السحاب: الذي فيه

صوت الرعد. وسحابٌ مُجَلْجِل: لرعده صوت. وغيث جِلْجال: شديد الصوت، وقد

جَلْجَلَ وجَلْجَلَه: حرّكه. ابن شميل: جَلْجَلْت الشيء جَلْجَلَة إِذا

حركته بيدك حتى يكون لحركته صوت، وكل شيء تحرَّك فقد تَجَلْجَلَ. وسمعنا

جَلْجَلة السَّبُع: وهي حركته. وتَجَلْجَل القومُ للسفر إِذا تحرَّكوا له.

وخَمِيسٌ جَلْجال: شديد. شمر: المُجَلْجَل المنخول المغربل؛ قال أَبو

النجم:

حتى أَجالته حَصىً مُجَلْجَلا

أَي لم تترك فيه إِلا الحصى المُجَلْجَل. وجَلْجَل الفرسُ: صفا صَهِيله

ولم يَرِقَّ وهو أَحسن ما يكون، وقيل: صفا صوته ورَقَّ، وهو أَحسن له.

وحمار جُلاجِل، بالضم: صافي النَّهيق. ورجل مُجَلْجَل: لا يَعْدِله أَحد في

الظَّرْف. التهذيب: المُجَلْجِل السيد القوي وإِن لم يكن له حسب ولا شرف

وهو الجريء الشديد الدافع

(* ترك هنا بياض بأصله، وعبارة القاموس:

والجريء الدفاع المنطيق) . . . واللسان، وقال شمز: هو السيد البعيد الصوت؛

وأَنشد ابن شميل:

جلجل سِنَّك خير الأَسنان،

لا ضَرَع السنّ ولا قَحْمٌ فان

قال أَبو الهيثم: ومن أَمثالهم في الرجل الجريء إِنه ليُعَلِّق

الجُلْجُل؛ قال أَبو النجم:

إِلا امْرأً يَعْقِد خَيْط الجُلْجُل

يريد الجريء يخاطر بنفسه؛ التهذيب: وقوله:

يُرْعد إِن يُرْعد فؤادُ الأَعزل،

إِلاَّ امرأً يَعْقِدُ خيط الجُلْجُل

يعني راعيه الذي قام عليه ورباه وهو صغير يعرفه فلا يؤذيه؛ قال

الأَصمعي: هذا مثل، يقول: فلا يتقدم عليه إِلاَّ شجاع لا يباليه، وهو صعب مشهور،

كما يقال من يُعَلِّق الجُلْجُل في عنقه. ابن الأَعرابي: جَلْجَل الرجلُ

إِذا ذهب وجاء. وغلام جُلْجُل وجُلاجِل: خفيف الروح نَشِيط في عمله.

والمُجَلجَل: الخالص النسب. والجُلْجُل: الجَرَس الصغير، وصوته الجَلْجَلة.

وفي حديث السفر: لا تصحب الملائكةُ رفقة فيها جُلْجُل؛ هو الجرس الصغير

الذي يعلق في أَعناق الدواب وغيرها. والجَلْجَلة: تحريك الجُلْجُل. وإِبل

مُجَلْجَلة: تعلق عليها الأَجراس؛ قال خالد بن قيس التميمي:

أَيا ضَيَاع المائة المُجَلْجَله

والجُلْجُل: الأَمر الصغير والعظيم مثل الجَلَل؛ قال:

وكنت، إِذا ما جُلْجُل القوم لم يَقُم

به أَحد، أَسْمو له وأَسُور

والجُلْجُلان: ثمرة الكُزْبُرة، وقيل حَبُّ السِّمسم. وقال أَبو الغوث:

الجُلْجُلان هو السمسم في قشره قبل أَن يحصد. وفي حديث ابن جريج: وذكر

الصدقة في الجُلْجُلان هو السمسم، وقيل: حب كالكُزْبُرة، وفي حديث ابن عمر:

أَنه كان يَدَّهِن عند إِحرامه بدُهْن جُلْجُلان. ابن الأَعرابي: يقال

لما في جوف التين من الحب الجُلْجُلان؛ وأَنشد غيره لوَضّاح:

ضحِك الناس وقالوا:

شِعْر وضّاح الكباني،

إِنما شِعْرِيَ مِلْح

قد خُلِطْ بجُلْجُلانِ

وجُلْجُلان القلب: حَبَّته ومُنَّته. وعَلِمَ ذلك جُلْجُلان قلبه أَي

عِلْمَ ذلك قلبه. ويقال: أَصبت حبَّة قلبه وجُلْجُلان قلبه وحَمَاطة قلبه.

وجَلْجَل الشيءَ: خلطه.

وجَلاجِل وجُلاجِل ودارة جُلْجُل، كلها: مواضع، وجَلاجل، بالفتح: موضع،

وقيل جبل من جبال الدَّهناء؛ ومنه قول ذي الرمة:

أَيا ظبية الوَعْساء، بين جَلاجِل

وبين النَّقَا، آأَنتِ أَمْ أُمُّ سالم؟

ويروى بالحاء المضمومة؛ قال ابن بري: روت الرواة هذا البيت في كتاب

سيبويه جُلاجل، بضم الجيم لا غير، والله أَعلم.

جلل
{جَلَّ الرجُلُ} يَجِلُّ {جَلالَةً} وجَلالاً: أَسَنَّ واحْتَنَكَ، فَهُوَ جَلِيلٌ وَمِنْه الحَدِيث: فاعْتَرَضَ لَهُم إبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيخٍ {جَلِيلٍ مِن قَوْمٍ} جِلَّةٍ بِالْكَسْرِ. جَلَّ {جَلالاً} وجَلالَةً: عَظُمَ قَدْرُه فَهُوَ {جَلِيلٌ قَالَ الراغِبُ:} الجَلالَةُ: عِظَمُ القَدْرِ، {والجَلالُ: التَّناهِي فِي ذَلِك، وخُصَّ بوَصْفِ اللهِ تَعَالَى، فقِيل: ذُو} الجَلالِ وَالْإِكْرَام، وَلم يُستَعْمَل فِي غيرِه، {والجَلِيلُ: العَظِيمُ القَدْرِ، وَلَيْسَ خاصّاً بِهِ، ووَصْفُه تَعَالَى بذلِكَ إمّا لخَلْقِه الأَشْياءَ العَظِيمَةَ المُسْتَدَلَّ بهَا عَلَيْهِ، أَو لِأَنَّهُ} يَجِلُّ عَن الإحاطَةِ بِهِ، أَو لِأَنَّهُ {يَجِل أَن يُدْرَكَ بالحَواسّ.} وجَلٌّ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح، و {جُلالٌ كغُرابٍ ورُمّانٍ، وَهِي} جَلِيلَةٌ {وجُلالَةٌ بالضمّ.} وأَجَلَّهُ {إجْلالاً: عَظَّمَهُ ورَفَع مِن شأنِه.} والتَّجِلَّةُ: اسمٌ كالتَّكْرِمة. {وجُلُّ الشَّيْء} وجُلالُه، بضَمِّهما: مُعْظَمُه يُقَال: أَخَذ جُلَّه وكُبْرَه وعُظْمَه، بِمَعْنى واحدٍ. {وتَجلّلَهُ: إِذا عَلاهُ، أَيْضا أخذَ} جُلَّهُ: أَي مُعْظَمَه. وَقَالَ الراغِبُ: {تجَلَّلْتُ البَعِيرَ: تَناوَلْتُ جُلالَه.} وتَجالَّ عَنهُ: تعاظَمَ وَكَذَا تَجالَّ عَلَيْهِ، ويُقال: هُوَ من أصدقائي وَأَنا {أتَجالُّه: أَي أُعَظِّمُه.} والجُلَّى، كرُبَّى: الأَمْرُ العَظِيمُ، ج: {جُلَلٌ مِثال كُبرَى وكُبَرٍ، قَالَ طَرَفَةُ:
(مَتَى أُدْعَ فِي} الجُلَّى أَكُنْ مِن حُماتِها ... وإنْ تَأتِكَ الأعداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ) وَقَالَ بَشامَةُ بن حَزْنٍ النَّهْشَليُّ:
(وَإِن دَعَوْتِ إِلَى {جُلَّى ومَكْرُمَةٍ ... يَوْمًا سَراةَ كِرامِ الناسِ فادْعِينا)
وقومٌ} جِلَّةٌ، بِالْكَسْرِ: عُظَماءُ سادَةٌ خِيارٌ ذَوُو أَخْطارٍ. وَهِي أَي: {الجِلَّةُ أَيْضا: المَسانُّ مِنّا وَهَذَا قد تقدَّم بعَينه، فَهُوَ تَكرارٌ ومِن الإبِلِ للواحِدِ والجَمْع والذَّكَر والأنْثى يُقال:} جَلَّت النَّاقَةُ: إِذا أَسَنَّتْ، عَن أبي نَصْر. وَقَالَ الراغِبُ: وخُصَّ {الجُلالَةُ بالنّاقَةِ الجَسِيمَةِ،} والجِلَّةُ بالمَسانِّ مِنْهَا. وَقَالَ الصاغانيُّ: {الجَلَّةُ مِن الإبِلِ: المَسانُّ، وَهُوَ جَمْعُ} جَلِيلٍ، مِثل صَبِيٍّ وصَبِيَّةٍ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ، رَضِي الله عَنهُ:
(أَزْمانَ لم تأخُذْ إليَّ سِلاحَها ... إبلِي {بِجِلَّتِها وَلَا أَبْكارِها)
أَو هِيَ الثَّنِيَّةُ إِلَى أَن تَبْزُلَ أَي تَصيرَ بازِلاً. أَو الجَمَلُ إِذا أَثْنَى أَي دَخل فِي الثَّانِيَة. أَو يُقال: بَعِيرٌ} جِلٌّ وناقَةٌ {جِلّةٌ بكسرِهما. (و) } الجُلَّةُ بالضّم: قُفَّةٌ كبيرةٌ للتَّمْرِ والجَمْعُ: {جُلَلٌ.} والجَلَلُ، مُحرَّكةً: الأَمْرُ العَظِيمُ والصَّغِيرُ، ضِدٌّ فمِن العَظيم قولُ الْحَارِث بنِ وَعْلَةَ الجَرْمِي:
(فلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ {جَلَلاً ... ولَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمِي)

وبمَعْنى الهَيِّن اليَسِير قولُ امرِئ القَيس، حِين قُتِل أَبوهُ:
(بِقَتْلِ بني أَسَدٍ رَبَّهُم ... أَلا كُل شَيْء سِواهُ} جَلَلْ) وَقَالَ حَضْرَمِيُّ بن عامِرٍ، فِي جَزْءِ بن سِنانِ بن مَوْءَلَةَ:
(يَقولُ جَزْءٌ وَلم يَقُلْ جَلَلَا ... إِنِّي تَرَوَّحْتُ ناعِماً جَذِلَا)
وَقَالَ الرَّاغِب: الجَلَلُ: المُتَناوَلُ مِن البَعَر، وعُبِّر بِهِ عَن الشَّيْء الحَقِير، وعَلى ذَلِك قولُه: فكُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَه جَلَلٌ. {والجِلُّ، بِالْكَسْرِ: ضِدُّ الدِّقِّ. وَقَالَ الراغِبُ: أَصْلُ الجَلِيلِ: مَوضوعٌ للجِسم الغَلِيظ، ولِمُراعاةِ مَعْنى الغِلَظِ فِيهِ قُوبلَ بالدَّقِيق، وقُوبل العَظِيمُ بالصَّغير، فقِيل: جَلِيلٌ ودَقِيقٌ، وعَظِيمٌ وصَغِير. (و) } الجِلُّ مِن المَتاعِ: البُسُطُ والأَكْسِيَةُ ونحوُها وَهُوَ ضِدُّ الدِّقِّ مِنْهُ، كالحِلْسِ والحَصِير، ونحوِهما الجِلُّ: قَصَبُ الزَّرْع إِذا حُصِد كَمَا فِي العُباب ويُضَمُّ ويُفْتَح. الجُلُّ بالضّمّ وبالفَتح: مَا تُلْبَسُه الدابَّةُ لِتُصانَ بِهِ، وَقد جَلَّلْتُها تَجْلِيلاً {وجَلَلْتُها بِالتَّخْفِيفِ: ألْبَسْتُها إيّاه، يُقَال: فَرَسٌ} مُجَلَّلٌ {ومَجْلُولٌ، قَالَ أَبُو النَّجْم: مَيَّاسَة كالفالِجِ} المُجَلَّلِ ج: {جِلالٌ بِالْكَسْرِ} وأَجْلالٌ وجَمْعُ {الجِلالِ:} أَجِلَّةٌ. (و) {الجَلُّ بالفَتح: الشِّراعُ، ويُضَم، ج:} جُلُولٌ قَالَ القُطامِيُّ:
(فِي ذِي {جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحِبُه ... إِذا الصَّرارِيُّ مِن أَهوالِه ارْتَسَما)
أَي كَبَّرَ ودَعا. (و) } جَلٌّ: اسمُ أبي حَيٍّ مِن العَرَب مِن مُضَرَ، وَهُوَ {جَلُّ بنُ عَدِيٍّ، والِد الدُّول، الْآتِي ذِكره فِي دوَل.} والجَلِيلُ والحَقِيرُ. (و) ! الجُل بالضمّ ويُفْتَح: الياسَمِينُ والوَردُ بأنواعِه أبْيَضُه وأحمَرُه وأصْفَرُه قَالَه أَبُو حنيفَة الواحِدةُ بِهاءٍ قَالَ: وَهُوَ كلامٌ فارِسِيٌّ، وَقد دخل فِي كلامِ العَرب، وَذكر بعضٌ: أَنه يُقَال لَهُ: الوَتِيرُ، الواحِدَةُ: وَتِيرَةٌ. قَالَ: والوَرْدُ ببِلادِ العَرَب كثيرٌ رِيفِيٌّ وبَرِّيٌّ. وَقَالَ الصَّاغَانِي هُوَ مُعَرَّب: كُلْ، قَالَ الأعشَى:
(وشاهِدُنا {الجُلُّ والياسَمِي ... نُ والمُنسْمِعاتُ بقُصّابِها)
ويُروى: الوَرْدُ والياسَمُون. (و) } الجُلُّ: ماءٌ قُربَ واقِصَةَ وسَلْمان، كَمَا فِي العُباب، وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ على سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً مِنْ القَرْعاء، بينَها وبينَ الرُّمَّانَتَينِ، على جادَّةِ طَرِيقٍ يَسلُك مِن القادِسِيَّةِ إِلَى زُبالَةَ. {وجُلُّ بنُ حِقِّ بنِ رَبِيعةَ. بالضّمّ فِي طَيِّئٍ وحِقٌّ، بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة، ويُروَى بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة أَيْضا، وَإِلَيْهِ يُنْسَب المَرَّارُ بن مُنْقِذ} - الجُلِّيُّ الطائِيُّ الشاعِر، كَانَ فِي زَمَن)
الحَجّاج، وَلم يذكرهُ المصنِّفُ فِي المَرّارِين مِن الشُّعراء، وَقد تقدَّم. {وجُلُّ بَيْتِكَ: حَيْثُ ضُرِبَ وبُنِيَ. وكسَحابٍ: أَبُو} الجَلالِ الزُّبَيرُ بن عُمَر الكِرْمِينيُّ، أَو هُوَ بِالْحَاء: مُحدِّثان هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَالَّذِي فِي كُتب الْأَنْسَاب: أَبُو الجَلالِ الزُّبَيرُ بن عُمر، عَن يوسُفَ بن عَبدَةَ، وَعنهُ أحمدُ بنُ عُروَةَ، من أهل مَا وَرَاء النَّهر. وَأَبُو الجَلالِ الكِرمِينيُّ، عَن العَبّاس بنِ شَبِيب، وجَعله الخَطِيبُ بحاءٍ مُهْملَة. قلتُ: فحينئذٍ يَستَقِيم قولُه: محدِّثان لَكِن سَقط واوُ العَطْف قبل الكِرمِينيّ وَلَكِن قالَ الحافِظُ: هُوَ وَالَّذِي قبلَه واحِدٌ، وذلِكَ واضحٌ فِي كتاب الْأَمِير. قلت: فَإِذن الصَّوابُ مُحَدِّثٌ بِالْإِفْرَادِ. وأُمُّ الجَلالِ بِنتُ عبدِ الله بنِ كُلَيب العُقَيلِيَّةُ أوردَها الحافِظُ. ومحمدُ بن أبي بَكْرٍ {- الجَلالِيُّ، مُحدِّثٌ رَوى عَن ابنِ الحُصَين، مَاتَ سنةَ، عَن مائةِ سنة، قَالَه الحافِظُ. وَقَالَ الداوُدِيّ: نِسبة إِلَى قَبِيلةٍ مِن الأكراد. وذاتُ} الجِلالِ، بِالْكَسْرِ: فَرَسُ هِلالِ بن قَيسٍ الأَسَدِيّ وَكَانَ يُقال لَهُ عَرقَلٌ. (و) {الجُلالُ بالضّمّ: الضَّخْمُ العَظِيمُ. (و) } جُلالٌ: جَبَلٌ الجُلالُ: مُعْظَمُ الشَّيْء {كالجُلِّ، وَقد ذُكِر، فَهُوَ تَكرارٌ.} وجَلّالٌ، كشَدَّادٍ: اسمٌ لِطريقِ نَجْدٍ إِلَى مَكَّةَ سُمِّيَ بِهِ كَمَا سُمِّي بمِثْقَب والقَعْقاع. وَفِي حديثِ الهِرماسِ بن حَبِيبٍ، عَن أَبِيه عَن جَدِّه، قَالَ: التَقْطتُ شَبَكةً علَى ظَهْرِ {جَلَّالٍ بقُلَّةِ الحَزْن ذَكره ابنُ شُمَيْل، قَالَ الراعِي:
(يُهِيبُ بأُخْراها بُرَيْمَةُ بَعْدَما ... بَدا رَمْلُ جَلَّالٍ لَهَا وعَواتِقُهْ)
فِي الحَدِيث: نَهَى رسولُ اللَّهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم عَن لُحُومِ} الجَلَّالَةِ وَهِي البَقَرةُ الَّتِي تتَبَّعُ النَّجاساتِ كُنِيَ عَن العَذِرَةِ بالجِلَّة، فقِيل لآكِلَتِها: جَلَّالَةٌ (و) {الجُلالَةُ ككُناسَةٍ: الناقَةُ العَظِيمَةُ الجَسِيمةُ، قَالَ طَرَفَةُ:
(فمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ ... عَقِيلَةُ شَيخٍ كالوَييلِ يَلَنْدَدِ)
} والجُلَّةُ، بالضّمّ: وِعاءٌ مِن خُوصٍ، يُتَّخَذُ للتَّمْر ج: {جِلالٌ بِالْكَسْرِ} وجُلَلٌ بضَمٍّ ففَتْح، وَقد تقدَّم هَذَا.! والجُلَّة، مُثلَّثةً والمشهورُ الكَسر ثمَّ الفَتح: البَعَرُ أَو البَعَرَةُ، أَو الَّذِي لم يَنْكَسِر يُقَال: إنّ بني فُلانٍ وقودُهم {الجِلَّةُ.} وجَلَّ البَعَرَ {يَجُلُّهُ} جَلّاً {وجَلَّةً: جَمَعَهُ بيَدِه ولَقَطَهُ.} واجْتَلَّهُ {اجْتِلالاً: التَقَطَه للوَقُودِ. يُقال: فَعَلَهُ مِن} جُلِّكَ، بِالضَّمِّ، {وجَلالِكَ،} وجَلَلِكَ، محرَّكةً، {وتَجِلَّتِك،} وِإجلالِك، بِالْكَسْرِ أَي: من أجلِك، قالَ جَمِيلٌ:
(رَسْمِ دارٍ وَقَفْتُ فِي طَلَلِهْ ... كِدتُ أَبْكِي الغَدَاةَ مِن {جَلَلِهْ)
كَذَا مِن أَجْلِ} إجْلالِك، ومِن أجْلِكَ: بمَعْنًى واحِدٍ. يُقال: جَلَلْتَ هَذا على نَفْسِك: أَي جَنَيتَه. {وجَلُّوا عَن مَنازِلِهم} يَجِلُّونَ مِن حَدِّ ضَرَب، واقْتَصَرَ الصَّاغَانِي على يَجُلُّون، مِن حَدِّ نَصَر، وجَمَع بينَهما ابنُ مَالك وَغَيره، وَهُوَ الصَّوابُ، والاقتصارُ على أَحَدِهما قُصُور {جُلُولاً بالضّمِّ} وجَلّاً أَي جَلَوْا عَنْهَا، وخَرجوا إِلَى بلدٍ آخَرَ وهم {الجالَّةُ ويُقال: اسْتُعْمِل فُلانٌ علَى} الجالَّة، كَمَا يُقال: على الجالِيةِ، وهما بمَعْنًى، قَالَ العَجّاجُ: كأنَّما نُجومُها إذْ وَلَّتِ زُوراً تُبارِى الغَوْرَ إذْ تَدَلَّتِ عُفْرٌ وصِيرانُ الصَّرِيمِ {جَلَّتِ (و) } جَلُّوا الأَقِطَ {جَلّاً: أَخَذُوا} جُلالَه بِالضَّمِّ. {وجَلٌّ} وجَلَّانُ: حَيَّانِ مِن العَرَب. أمّا {جَلٌّ فقد تقدَّم أَنه فِي مُضَرَ. وأمّا} جَلّانُ: فَهُوَ ابنُ العَتِيكِ بنِ أسْلَمَ بن يَذْكر بن عَنَزَةَ بن أَسَد، قَالَ ذُو الرُّمة:
(وبالشَّمائِلِ مِن جَلَّانَ مُقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْزَرِبُ)
وَهُوَ جَلّانُ بنُ عَتيك بن أسْلَمَ بن يَذْكر، وَكَانَت أُمُّ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ مِنْهُم {والتَّجَلْجُلُ: السُّؤُوخُ فِي الأرضِ وَمِنْه الحَدِيث: خَرَجَ رجُلٌ فِي الجاهِليّةِ يَتَبخْتَرُ فَأمر اللهُ الأرضَ أَن تَخْسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يومِ القِيامةِ. (و) } التَّجَلْجُلُ: التَّحَرُّكُ وَهُوَ مُطاوِعُ {الجَلْجَلَةِ. أَيْضا: التَّضَعْضُعُ يُقال:} تَجَلْجَلَتْ قَواعدُ البُنيانِ: أَي تَضَعْضَعَتْ. {والجَلْجَلَةُ: التَّحْرِيكُ يُقال:} جَلْجَلْتُه: إِذا حَرَّكتَه بيدِك، {فتَجَلْجَلَ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَرٍ:
(} فجَلْجَلَها طَوْرَيْنِ ثُمّ أمَرَّها ... كَمَا أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُخَرَّمِ)
وَمِنْه: {جَلْجَلَ الياسِرُ القِدَاحَ: إِذا حَرَّكها. (و) } الجَلْجَلَةُ: شِدَّةُ الصَّوْتِ، أَيْضا: صَوتُ الرَّعْد، أَيْضا: الوَعِيدُ مِن وَراءَ وَراءَ. قَالَ الراغِبُ: أمّا الجَلْجَلَةُ: فحِكايةُ الصَّوتِ، وَلَيْسَ مِن ذَلِك الأصلِ فِي شَيْء، وَمِنْه سَحابٌ {مُجَلْجِلٌ: أَي مُصَوِّتٌ. وغَيثٌ} جَلْجالٌ كَذَلِك. ورَجُلٌ مُجَلْجَلٌ، بِالْفَتْح: أَي على صِيغةِ اسْم المَفْعُول: ظَرِيفٌ جِدّاً لَا عيب فِيهِ. المُجَلْجَلُ مِن الْإِبِل: مَا تَمَّتْ شِدَّتُه وقُوَّتهُ.
{والمُجَلْجِلُ، بِالْكَسْرِ: السَّيِّدُ القَوِيُّ، أَو البَعِيدُ الصَّوتِ، قِيل: هُوَ الجَرِيءُ الدَّفّاعُ المِنْطِيقُ الَّذِي يُخاطِرُ بنَفْسه. أَيْضا: الكَثِيرُ مِن الأعْداد عَن ابنِ عَبّاد.} والجُلْجُلُ، بالضمّ: الجَرَسُ الصَّغِيرُ، مِنْهُ: إِبِلٌ {مُجَلْجَلَةٌ: عُلِّقَ عَلَيْهَا} الجُلْجُلُ. ودارَةُ {جُلْجُلٍ فِي قَول امْرِئ الْقَيْس: وَلَا سِيَّما يَوماً بِدارَةِ} جُلْجُلِ ع بنَجْدٍ فِي دَار الضِّباب، ممّا يُواجِهُ دِيارَ فَزارَةَ، قَالَه نَصْرٌ. {والجَلَلُ، مُحرَّكةً: الأَمرُ العَظِيمُ،)
والهَيِّنُ الحَقِيرُ، ضِدٌّ وَهَذَا قد تقدَّم، وَهُوَ مُكرَّر.} والجُلْجُلانُ، بِالضَّمِّ: ثَمَرُ الكُزْبَرَةِ. فِي لُغةِ اليَمن: حَبُّ السِّمسِمِ، مِن المَجاز: {الجُلْجُلانُ: حَبَّةُ القَلْبِ يُقال: استَقرَّ ذَلِك فِي جُلْجُلانِ قَلبِه: أَي فِي سُوَيدائِه، وكَلامٌ خَرج مِن} جُلْجُلانِ القَلْب إِلَى قِمَعِ الأذُنِ، وَهُوَ فِي الأَصْل: السِّمْسِمُ، قَالَه الزَّمخشريّ. {وجَلْجَلَهُ: خَلَطَهُ. (و) } جَلْجَلَ الفَرَسُ: صَفا صَهِيلُه. قَالَ ابنُ عَبّاد: جَلْجَلَ الوَتَرَ: أَي شَدَّ فَتْلَهُ. {وجَلاجِلُ بِالْفَتْح ويُضَمّ: ع وَهُوَ جَبَلٌ مِن جِبال الدَّهْناء، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أيا ظَبْيَةَ الوَعْساءِ بَين} جَلاجِلٍ ... وبَين النَّقا آأنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ)
ورَوى أَبُو عَمْرو: هَا أنْتِ. وَقع فِي بعض كُتُب اللُّغة: {جَلاجِلُ بالفَتْح وَهُوَ موضِعٌ آخَرُ وَفِي بعضِها: حُلاحِل، بضمّ الْحَاء الْمُهْملَة، قَالَ الصَّاغَانِي: وكِلاهُما خُلْفٌ.} والمَجَلَّةُ بفَتْحِ الْجِيم: الصَّحِيفَةُ فِيهَا الحِكْمَةُ، قَالَ أَبُو عُبَيد: كُل كِتابٍ عندَ العَربِ مَجَلَّةٌ. وقَدِم سُوَيدُ بنُ الصَّامِت، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فتَصدَّى لَهُ رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، فدَعاه، فَقَالَ لَهُ سُوَيدٌ: لعلّ الَّذِي مَعَك مِثْلُ الَّذِي مَعِي، قَالَ: وَمَا الَّذِي مَعَك قالَ: مَجَلَّةُ لُقْمانَ. قَالَ النابِغةُ الذُّبيانيُّ:
(! مَجَلَّتُهُم ذاتُ الْإِلَه ودِينُهُمْ ... قَوِيمٌ فَمَا يَرجُونَ غَيرَ العَواقِبِ)
ويُروَى: محلّتهم بِالْحَاء: أَي إِنَّهُم يَحُجُّون فيَحُلُّون مَواضِعَ مُقَدّسة. وَفِي الأساس: وَكَانَ ابنُ عبّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا إِذا أنْشد شِعْر أمَيَّةَ، قَالَ: {مَجَلَّةُ ابنِ أبي الصَّلْت. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: قلتُ لأعرابِيٍّ: مَا} المَجَلَّةُ وَفِي يَدي كُرّاسة، فَقَالَ: الَّتِي فِي يدِك. وَقَالَ الراغِبُ: {والجُلُّ: مَا يُغَطَّى بِهِ المُصْحَفُ، ثمَّ سُمِّيَ المُصْحَفُ مَجَلَّةً. الجَلِيلُ كأَمِيرٍ: العَظِيمُ وَهَذَا قد تقَدّم، فَهُوَ تَكرارٌ، جَمْعُه:} أَجِلَّةٌ {وجِلَّةٌ} وأَجِلَاءُ. (و) {الجَلِيلُ: الثُّمامُ وَهُوَ نَبتٌ ضَعِيفٌ يُحْشَى بِهِ خَصاصُ البُيُوت، قَالَ بِلالٌ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(أَلا لَيتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتنَّ لَيلَةً ... بِمكَّةَ حَوْلِي إِذْخِرٌ} وجَلِيلُ)
الواحِدةُ: {جَلِيلَةٌ ج:} جَلائِلُ قَالَ: يَلُوذُ بجَنْبَي مَرْخَةٍ {وجَلائِلِ (و) } جَلِيلٌ: اسمُ جَماعةٍ، مِنْهُم والدُ عائشةَ الَّتِي رَوتْ عَن عائشةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا. وَمِنْهُم {الجَلِيلُ بنُ خالِد بنِ حُرَيْثٍ العَبدِ البخاريُّ، جَدُّ أبي الخَير أحمدَ بن مُحَمَّد الَّذِي رَوى عَن البُخارِيّ كتابَ الأَدَب. بَنُو الجَلِيلِ: قَومٌ باليَمَن، مِنْهُم أَبُو مُسلِم} - الجَلِيلِيُّ التابِعيُّ، أَو مِن ذِي الجَلِيلِ، وادٍ بهَا فِيهِ الثُّمامُ، وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ قُربَ مكَّةَ، قَالَ النابِغةُ الذُّبْيانيُّ:)
(كأنَّ رَحْلِي وقَدْ زالَ النَّهارُ بِنا ... بِذِي الجَلِيلِ علَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ) وجَبَلُ الجَلِيلِ: بالشَّأمِ فِي ساحِلِه، مُمْتَدٌّ إِلَى قُرب مِصْرَ، كَانَ مُعاويةُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حَبَس فِيهِ مَن ظَفِر بِهِ ممَّن كَانَ يُتَّهُم بقَتل عُثمانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، مِنْهُم محمّدُ بن أبي حُذَيفَة، وابنُ عُدَيْس، وكُرَيْب بن أَبْرَهَة، وَذَلِكَ سنةَ سبعٍ وَثَلَاثِينَ، قَالَه نَصْرٌ. {والجَلِيلَةُ مِن الإبلِ: الَّتِي نُتِجَتْ بَطْناً واحِداً كَمَا فِي العُباب. يُقال: مَا} - أَجَلَّنِي: أَي مَا أعطانِيها. (و) {الجَلِيلَةُ: النَّخْلَةُ العَظِيمةُ الكثيرةُ الحَمْل، ج:} جَلِيلٌ وَفِي بعض النسَخ: {جِلالٌ، بِالْكَسْرِ.} وجَلُولاءُ بالمَدِّ: ة ببَغدادَ قُربَ خانِقِينَ بمَرحَلَةٍ هِيَ على سبعةِ فَراسِخَ مِنْهَا. وَهُوَ {- جَلُولِيٌّ على غير قِياس، كحَرُورِيٍّ: إِلَى حَرُوراءَ. وَلها وَقْعةٌ مشهورةٌ كَانَت للْمُسلمين على الفُرس. وأُمّ جَمِيلٍ: فاطمةُ بنتُ} المُجَلِّلِ، كمُحَدِّثٍ ابنِ عبد الله، القُرَشِيَّةُ العامِرِيَّةُ صَحابِيَّةٌ هاجَرتْ مَعَ زوجِها حاطِبِ بن الْحَارِث بن المُغِيرة، إِلَى الحَبشة، فتُوفِّيَ هُنَالك، وولدْت لَهُ محمّداً والْحَارث، قَالَه ابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمه.
{وأَجَلَّ: قَوِيَ وضَعُفَ، ضِدٌّ عَن ابْن عَبّاد.} واجْتَلَلْتُه {وتَجالَلْتُه وَهَذِه عَن ابنِ عَبّاد: أخذتُ} جُلالَهُ نقلَه الصاغانيُّ. {وجَلُلْتا، بِفَتْح الجِيم وضَمِّ اللَّام الأولى وسُكون الثَّانِيَة: ة بنَواحِي النَّهْرَوان هُنَا ذكرهَا الصاغانِيّ، فتَبِعه المصنِّفُ، وَقد مَرَّ لَهُ ذَلِك فِي التَّاء الفَوقيّة أَيْضا.} وجَلُولَتَيْنِ تَثْنية! جَلُول: ة قُربَ النَّهْرَوان، مِن قُرى بَغْدادَ، سَمِع بهَا السَّمْعانِيُّ من أبي البَقاء كَرَمِ بن البَقاء بن مُلاعِب {- الجَلولَتَينيّ. وَأَبُو} جُلَّةَ، بِالضَّمِّ: كُنْيَةُ رَجُلٍ. {وجُلالَةُ، بالضّمّ: عَلَمُ امرأةٍ. مِن المَجاز: أَبْثَثْتُه} جُلاجِلَ نَفْسِي، بالضّمّ: أَي أظْهرتُ لَهُ مَا كَانَ {يَتَجَلْجَلُ أَي يَخْتَلِجُ فِيهَا عَن ابنِ عَبّاد.
وحِمارٌ جُلاجِلٌ وجُلالٌ بضَمِّهما: صافي النَّهِيقِ ونَصُّ المُحِيط: ناقَةٌ} جُلالٌ وحِمارٌ جُلالٌ: صافي النَّهِيق. وغُلامٌ جُلاجِلٌ أَيْضا، {جُلْجُلٌ كهُدْهُدٍ وَهَذِه عَن ابنِ عَبّاد: أَي خَفِيفُ الرُّوحِ نَشِيطٌ فِي عمَلِه. قَالَ الصاغانِيُّ: التَّركيبُ يدُلُّ على مُعْظَمِ الشَّيْء وعَلى شَيْء يشْمَلُ شَيئاً، وعَلى الصَّوت، وَقد شَذَّ عَن هَذَا التَّركيب:} الجِلَّةُ: البَعْرُ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {جَل، بِالْفَتْح: اسمُ رَجُلٍ، قَالَ عَجْرَدُ النَّهْمِي: عُوجِي عَلَينا وارْبَعِي يَا بْنَةَ جَلّ} والجالَّةُ: هِيَ {الجَلَّالَةُ مِن الدَّوابِّ، والجَمْع:} جَوالُّ، وَمِنْه: فَإِنِّي إِنَّمَا كَرِهْتُ لكَ جَوالَّ القَريَةِ.
وماءٌ {مَجْلُولٌ: وقَعَتْ فِيهِ} الجِلَّةُ. {والأَجَل: الأعْظَم، قَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:)
(غَيرَ أنْ لَا تَكْذِبَنْها فِي التُّقَى ... واخْزُها بالبِرِّ لِلّهِ} الأَجَل)
وَقَالَ آخر: الحَمْدُ لِلّهِ العَلِيُّ! الأَجْلَلِ يريدُ الأَجَلّ، وأظْهَر التَّضْعِيف ضَرورةً. {وجَلَّت الهاجِنُ علَى الوَلَدِ، أَي: صَغُرَتْ، وَهُوَ مَثلٌ.
والهاجِنُ: الصَّبِيَّة تُزَوَّجُ قبلَ بُلوغِها، وَكَذَلِكَ الصَّغيرةُ مِن البَهائم.} وجَلُولاءُ: قَريةٌ بِنَاحِيَة فارِس. {وجَلُول، كصَبُورٍ: فَخِذٌ مِن هَوَّارَةَ، أَو قريةٌ بِتُونُسَ، وإليها نُسِب سُلَيمان بن عبد الله الهَوّارِيّ الجَلُولِيُّ، كَذَا بِخَط الْحَافِظ المُنْذِرِيّ. ويُقال: فُلانٌ يُعَلِّقُ} الجُلْجُلَ فِي عُنُقِه: إِذا خاطَرَ بنَفْسِه، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ أَبُو النَّجْم: إلاَّ امْرأً يَعْقِدُ خَيطَ الجُلْجُلِ كبر يَعْنِي الجريءَ الَّذِي يخاطِرُ بنَفْسِه. وَقَالَ أَبُو عَمرٍ و: هُوَ مَثَلٌ: أَي يُشَهِّرُ نفسَه، فَلَا يتقدَّمُ عَلَيْهِ إِلَّا شُجاع لَا يُبالِيه، وَهُوَ صَعْبٌ مَشْهُور. {وجُلْجُلانُ الشَّيْء:} جَلِيلُه، عَن ابنِ عَبّاد. قَالَ: وبَعِيرٌ {مَجْلولٌ مِن} الجُلّ. وَقَالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:
(وَرَّثْتَني وُدَّ أقوامٍ وخُلَّتَهُم ... وذَكْرةٌ مِنكَ تَغْشانِي {بأَجْلالِ)
أَي بأُمورٍ عِظام.} والجُلّاءُ، بالصمّ وتشّديد اللَّام، ممدوداً: الأمرُ الْعَظِيم، عَن أبي عَمرٍ و. قالَ: {والمَجَلَّهّ: العِلْمُ والفِقْه. وَيُقَال: مالَهُ دِقٌّ وَلَا} جِلٌّ: أَي لَا دَقِيقٌ وَلَا {جَلِيلٌ، وَلَا} جَلِيلَةٌ وَلَا دَقِيقَةٌ: أَي ناقَةٌ وَلَا شَاة. وَقَالَ الراغبُ: قِيل للبَعِير: جَلِيلٌ وللشاة: دَقِيقٌ، لاعتبارِ أحدِهما بِالْآخرِ، فَقيل: مَا لَهُ دَقِيقٌ وَلَا {جَلِيل، وَمَا} أَجَلَّني وَلَا أَدَقَّني: أَي مَا أَعْطَانِي بَعِيراً وَلَا شَاة، ثمَّ جُعِل مَثَلاً فِي كُلِّ كبيرٍ وصغيرٍ. وَفِي العُباب: لَقِيتُ فُلاناً فَمَا! - أَجَلَّني وَلَا أحْشاني، أَي: مَا أَعْطاني جَلِيلَة وَلَا حاشِيَةً. وقولُ المَرّار الفَقْعَسِيّ، يَصِفُ عَينَه:
(لَجُوجٍ إِذا سَحَّتْ سَحُوحٍ إِذا بَكَتْ ... بَكَتْ فأَدَقَّتْ فِي البُكا وأَجَلَّتِ)
أَي أَتَتْ بقَلِيل البكاءِ وكثيرِه. وَفِي الحَدِيث: {أَجِلّوا اللهَ يغْفر لَكُم: أَي قُولُوا: يَا ذَا الجَلالِ وَالْإِكْرَام، وآمِنُوا بعَظَمته وجَلاله، ويُروَى بِالْحَاء أَيْضا، ويؤيِّد الروايةَ الأولى الحَدِيثُ الآخَرُ: أَلِظوا بِيا ذَا} الجَلالِ والإكْرام. {وأَجَلَّ فَرَسَهُ فَرْقاً مِن ذُرَةٍ: أَي عَلَفَها عَلْفاً} جَلِيلاً. {وجَلَّلَ الشَّيْء} تَجْلِيلاً: عَمَّ. وسَحابٌ {مُجَلِّلٌ:} يُجَلِّل الأرضَ بالمَطَر: أَي يَعُمُّ. وَفِي الأساس: راعِدٌ مُطَبِّقٌ بالمَطَر، وَفِي المُفْرَدات: كَأَنَّهُ {يُجَلِّلُ الأرضَ بالماءِ والنَّبات.} والجَلْجَلَةُ: صَوْتُ الجَرَسِ. {وتَجالَّتِ المرأةُ: أَسَنَّتْ. وذُو} الجَلِيلِ، كأَمِيرٍ: وادٍ قُرْبَ أَجَأ، قَالَه نَصْرٌ، وضبَطه بعضٌ بالتَّصغير مَعَ التَّشْدِيد، وَلَا يَثْبُت. وَأَيْضًا: وادٍ قُربَ مَكّةَ. {- والجِلِّيُّ، بِالْكَسْرِ: نِسبَةُ جَماعةٍ من المُحَدِّثين، مِنْهُم: أَبُو إِسْحَاق إبراهيمُ بنُ مُحَمَّد بنِ الْفَتْح المِصِّيصيُّ، عَن محمّد بن سُفْيانَ الصَّفّار، مَاتَ سنةَ. وعُمرُ بن مُحَمَّد بنِ أبي زَيد الحَرَّانيّ} - الجِلِّيّ، عَن أحمدَ بن سُليمان الرهاوِيّ، وَعنهُ ابْن المُقْري. وَأَبُو الْفَتْح أَحْمد بن الجِلِّيّ،، حدَّث عَنهُ نِظامُ المُلْك، وَأَبُو الْفَتْح عبدُ الله بن إِسْمَاعِيل الجِلِّيّ، روى عَنهُ أَبُو الْحسن عليّ بن عبد الله بن أبي جَرادَةَ العُقَيلِيّ:! الجِلِّيُّون. وأحمدُ بن إِسْمَاعِيل {- الجُلِّيُّ، بِالضَّمِّ: نِسبة إِلَى} الجُلِّ، كَانَ يَبَيعُ {جِلالَ الدَّوابّ، وَهُوَ أحَدُ عُلماء الشِّيعة، كَانَ فِي زَمن سَيفِ الدَّولةِ بن حَمْدان، وَله تَصانِيفُ. وعبدُ الرَّحِيم بنُ مُحَمَّد اللَّواتِيّ} - الجَلَّالِيّ، بِالتَّشْدِيدِ، حَكَى عَنهُ السلَفِيُّ. وعبدُ الْعَزِيز بنُ عبد الرَّحْمَن بن مُهَذَّب، يُعْوَفُ بِابْن أبي الجَلِيلِ، كأمِيرٍ، اللُّغَوِيُّ، كَانَ على رَأس الأربعمائة بمِصْر، صنَّف كتابَ السَبَب لِحَصْرِ كلامِ العَرَب، فِي سِتِّين سِفْراً، ضبَطه محمدُ بنُ الزَّكِيّ المُنْذِرِيُّ، وَنَقله الحافِظُ من خَطِّه. {والجَلالُ، كسَحابٍ: لَقَبُ قَيسِ بن عاصِمٍ النَّهْدِيّ، جاهِلِيٍّ، وَفِيه يَقُول الشَّاعِر:
(وِإنِّي لَداعِيكَ الجَلالَ وعاصِماً ... أَباكَ وعِندَ اللهِ عِلْمُ المُغَيَّبِ)
} وجَلْجُولِيا: قريةٌ بفِلَسطِينَ. وَأَبُو بكر محمّد بن زَكريّا الرازِيُّ الطَّبِيب، المعروفُ بابنِ! جِلْجِل، كزِبْرِج، تُوفي سنةَ.
(جلل) : الجُلاّءُ: الجُلَّى.

جرثم

(ج ر ث م) : (الْجَرَاثِيمُ) فِي (ق ح) .
ج ر ث م

هو من جرثومة صدق. وفلان من جرثومة العرب.
[جرثم] الجرثومة: الاصل. وجرثومة النمل: قريته. وتجرثم الشئ واجرنثم. إذا اجتمع.
جرثم: الجُرثومُ: أصل كلِّ شجرةٍ يجتمع إليها التُّراب. وجرثومة كل شيء: أصله ومُجتمعُه، وجُرثُومة العرب: أصلهم ومجتمعهم في أصطمتهم. والاجرنثام: لُزومُ موضعٍ ومجتمع. تقول: اجرنثموا، [أي: اجتمعوا ولزموا موضعاً] 
جرثم: جُرْثُومَة: لما كانت هذه الكلمة تعني (أصل) فقد أطلق على عمر بن حفصون رئيس العصاة اسم (جرثومة الضلال) (حيان 107و) وكذلك يقال: جراثيم الفتنة من البربر (تاريخ البربر 1: 137) بمعنى رؤوس النفاق من العرب.
وجرثومة: أصل شريف (فوك).
ويقال: ركب الجراثيم الصعبة (عباد 1: 221، وأنظر 3: 77) ويظهر أن معناها الحقيقي: قطع على مطيته الطرق الوعرة، ومعناها المجازي: جابه أنواع المخاطر.
[جرثم] فيه: الأسد "جرثومة" العرب فمن أضل نسبه فليأتهم. الأسد بسكون سين الأزد، والجرثومة الأصل. وفيه: تميم برثمتها وجرثمتها، الجرثمة هي الجرثومة وجمعها جراثيم. ومنه ح على: من سره أن يقتحم "جراثيم" جهنم فليقض في الجد. وفيه: لما أراد ابن الزبير بناء الكعبة كانت في المسجد "جراثيم" أي أماكن مرتفعة مجتمعة من تراب أو طين أي لم تكن أرض المسجد مستوية. وفيه: وعاد لها النقاد "مجرنثما" أي مجتمعا منقبضاً، والنقاد: صغار الغنم، وإنما تجمعت من الجدب لأنها لم تجد مرعى تنتشر فيه، وذكر لتذكير النقاد لأنه لفظ الواحد، ويروى: متجرثما.
(ج ر ث م) وجُرْثومة كل شَيْء: أَصله.

وَقيل: الجُرْثومة: مَا اجْتمع من التُّرَاب فِي أصُول الشّجر، عَن اللحياني.

والجُرْثُومة: التُّرَاب الَّذِي تسفيه الرّيح.

وَهِي أَيْضا: مَا يجمع النَّمْل من التُّرَاب.

والاجرنثام: الِاجْتِمَاع واللزوم للموضع.

وَقد اجرنثم، وتجرثم، قَالَ نصيب:

يَعُلُّ بنيه المحضَ من بَكَراتها ... وَلم يُحْتَلب زِمْزِيمُها المتجرثم

واجرنْثَم الرجل، وتَجرثم: سقط من علو إِلَى سفل.

وتجرثم الشَّيْء: أَخذ معظمه، عَن نصير.

وجُرْثُم: مَوضِع.
جرثم
جرثمَ يجرثم، جرثمةً، فهو مُجرثِم، والمفعول مُجرثَم
• جرثم الشَّيءَ: غيّر تركيبه بفعل جرثوميّ أو بكتيريّ. 

جُرْثوم [مفرد]: ج جراثيمُ:
1 - أصل الشّيء.
2 - (حن) أحد الكائنات الدقيقة وحيدة الخليّة، متعدّد الأنواع والأشكال قد يعيش بشكل مستقل وقد يتغذّى على الموادّ العضوية الميِّتة أو العفنة، لا يُرى بالعين المجرّدة، يسبب الإصابة بالأمراض مثل البكتريات والحيوانات أحاديّة الخليّة والفطريّات.
3 - (حي) كتلة صغيرة من البروتوبلازما أو الخلايا التي ينشأ عنها كائن حيّ جديد. 

جُرْثومة [مفرد]: ج جُرْثومات وجراثيمُ:
1 - أصل الشيء، ومصدره، ومجتمعُه "جُرْثومة حقد- قلوبٌ عشّشت فيها جراثيمُ الفِتن".
2 - (حي) ميكروب، بكتريا؛ كائن مجهريّ ذو خليّة واحدة شكله مستطيل أو مُكوّر أو لولبيّ، يُسبِّب الأمراض "سموم تفرزها الجراثيم" ° حَرْبُ الجراثيم: حرب تُستخدم فيها الجراثيم المؤذية كالبكتيريا والفيروسات.
3 - (حي) جزء من حيوان أو نبات صالح لأن ينتج حيوانًا أو نباتًا آخر كالحبّة في النبات والبيضة المخصَّبة في الحيوان.
• علمُ الجراثيم: (حي، طب) علم يدرس الجراثيم أو البكتريا كفرع من فروع الطبِّ، وله أهميَّةٌ في الزِّراعة وصناعة الأغذية ونحوها. 

جُرْثوميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جُرْثومة: "مبيد/ مرض/ فطر جُرْثوميّ- سموم/ دراسة جُرْثوميّة" ° حَرْبٌ جُرْثوميّة: حرب تُستخدم فيها الجراثيم المؤذية كالبكتيريا والفيروسات. 
جرثم

(جُرْثُومَةُ الشَّيْءِ بالضَّمّ: أَصْلُه) ومجتمعه، ورُوِيَ عَن بَعْضِهِمْ " الأَسْدُ جُرْثُومَةُ العَرَب، فَمن أَضَلَّ نَسَبَه فَلْيَأْتِهِم "، أَرَادَ الأَزْدَ، (أَوْ هِيَ التُّرابُ المُجْتَمِعُ فِي أُصُولِ الشَّجَرِ) ، عَن اللّحيانِيّ. وَقَالَ اللَّيْث: الجُرْثُومَةُ: أصل شَجَرَةٍ يجْتَمع إِلَيْهَا التُّرابُ. (و) الجُرْثُومَة: التُّرابُ (الَّذِي تَسْفِيهِ الرَّيحُ) ، وَهِي أَيضاً: مَا يَجْمَعُ النَّملُ من التُّرابِ. (و) الجُرْثُومَة: (قَرْيَةُ النَّمْلِ) .
(و) الجُرْثُومَةُ: (الغَلْصَمَةُ) .
(وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ) اخْتُلِفَ فِي اسْمِه فَقيل (جُرْثُومُ بنُ ناشِرٍ أَو ناشِمٍ) بالمِيم، أوْ لاشِر، (صَحابِيٌّ) رَضِيَ الله تعالَى عَنهُ، مِمَّن بايَعَ تَحْتَ الشَّجَرة، (أَو هُوَ جُرْهُم) بن ناشِبٍ، وَقيل غير ذَلِك، مَاتَ سنة خَمْسٍ وسَبْعِينَ، رَوَى عَنهُ ابنُ المُسَيّب وَأَبُو إِدْرِيسَ وعِدَّة؟
(واجْرَنْثَمَ) الرجلُ (وَتَجَرْثَمَ) : إِذا (سَقَطَ من عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ. و) اجْرَنْثَم وَتَجَرْثَم: إِذا (اجْتَمَعَ ولَزِمَ المَوْضِعَ) وانْقَبَضَ، وَمِنْه حَدِيثُ خُزَيْــمَةَ: " وعادَ لَهَا النِّقادُ مُجْرَنْثِماً " أَي: مُجْتَمِعاً مُتَقَبِّضاً من شِدَّة الجَدْبِ، والنِّقادُ: صِغارُ الغَنَم. وَقَالَ نُصَيْب:
(يَعُلُّ بَنِيهِ المَحْضَ مِنْ بَكَراتِها ... وَلم يُحتَلَبْ زِمْزِيمُها المُتَجَرْثِمُ)

(وَتَجَرْثَمَ الشَّيْءَ: أَخَذَ مُعْظَمَهُ) ، عَن نصير.
(و) جُرْثُم (كَقُنْفُذٍ: ع، أَو ماءٌ لِبَنِي أَسَدٍ) بَين القَنانِ وَتَرْمُسْ، قَالَه نصر.
(وشَدِيدُ بنُ قَيْسِ بن هانِئِ بن جُرْثُمَةَ) البِرْتِيُّ، (بالضَّمِّ: مُحَدِّثٌ) ، نُسِبَ إِلَى جَدَّه، عَن قَيْسِ بن الحارِث المُرادِيّ، وَعنهُ يَزِيدُ بن أبي حَبِيب.
(وَرَكَبٌ مُجْرَنِثْمٌ) أَي: (مُسْتَهْدفٌ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الجَراثِيمُ: أَماكِنُ مُرْتَفِعَةٌ عَن الأرضِ مُجْتَمِعة من طِينٍ وتُرابٍ.
والاجْرِنْثامُ: الانْقِباضُ. والجُرْثُمَةُ، بالضَّمِّ: الأَصْلُ.

جرثم

Q. 2 تَجَرْثَمَ: see 3, in two places.

A2: تجرثم الشَّىْءَ He took the greater, main, or chief, part of the thing. (K.) Q. 3 اِجْرَنْثَمَ He, or it, drew himself, or itself, together; contracted; or shrank: (TA, Har p. 297:) from جُرْثُومَةٌ signifying the “earth collected around a tree.” (Har ib.) Also, and ↓ تجرثم, It (a thing, S) collected itself together, or became collected, (S, K,) and kept to a place. (K.) Hence, in a trad., ↓ وَعَادَ لَهَا النِّقادُ مُجْرَنْثِمًا And the lambs, by reason of it, namely, the vehement drought, became collected, or drawn, together [in one place, and kept to it]. (TA.) b2: He (a man, TA) fell from a high, or higher, to a low, or lower, place; as also ↓ تجرثم. (K, TA.) جُرْثُمَةٌ: see what next follows.

جُرْثُومَةٌ [and accord. to Golius, as on the authority of the S, جُرْثُومٌ, but this I have. not found in any Lexicon but his and that of Freytag,] The root, lowest part, base, stock, or source, syn. أَصْلٌ, of a thing; (S, Mgh, K;) whatever the thing be; (Mgh;) as also ↓ جُرْثُمَةٌ: (TA:) and the place of collection thereof: (Mgh, TA:) or the earth that is collected at the roots, or lower parts, of trees: (K:) or the earth collected around a tree: (Har p. 297:) or the root of a tree to which the earth is collected: (Lth, TA:) pl. جَرَاثِيمُ. (Mgh.) One is related to have said, الأَسْدُ جُرْثُومَةُ العَرَبِ فَمَنْ أَضَلَّ نَسَبَهُ فَلِيَأْتِهِمْ [ElAsd are those, of the Arabs, to whom most others congregate: therefore whoever loses his genealogy, let him come to them]: meaning الأَزْدُ. (TA.) And جَرَاثِيمُ جَهَنَّمَ means The greater, main, or chief, degrees of the punishment of Hell. (Mgh.) b2: The base (أَصْل) of a sandhill overlooking what surrounds it. (Har p. 99.) and the pl. (جراثيم), Places elevated above the ground, composed of clay and earth collected together. (TA.) b3: The earth collected by ants; (TA;) an ant-hill: (K:) or جُرْثُومَةُ النَّمْلِ signifies the ant-hill. (S.) b4: The earth, or dust, that the wind raises, or sweeps up and scatters. (K.) b5: The غَلْصَمَة [or epiglottis]. (K.) مُجْرَنْثِمٌ: see 3. b2: رَكَبٌ مُجْرَنْثَمٌ [in the CK, erroneously, رَكْبٌ مُجْرَنْثَمٌ,] i. q. مُسْتَهْدِفٌ, (K, TA, [in the CK, erroneously, مُسْتَهْدَفٌ,]) i. e., A wide, elevated pubes. (TA in art. هدف.)

جرثم: الجُرْثُومة: الأصل؛ وجُرْثُومة كل شيء أَصلُه ومُجْتَمَعُه،

وقيل: الجُرْثُومة ما اجتمع من التراب في أُصول الشجر؛ عن اللحياني. وجُرثومة

النمل: قَرْيته. الليث: الجُرْثومة أصل شجرة يجتمع إليها التراب.

والجُرْثُومة: التراب الذي تَسْفيه الريحُ، وهي أيضاً ما يَجْمَعُ النَّمْلُ من

التراب. وفي حديث ابن الزبير: لما أَراد أن يهدم الكعبة ويبنيها كانت في

المسجد جَراثيمُ أي كان فيها أماكن مرتفعة عن الأرض مجتمعة من تراب أو

طين؛ أَراد أَن أَرض المسجد لم تكن مستوية.

والاجْرِنْثامُ: الاجتماعُ واللزومُ للموضع. واجْرَنْثَمَ القومُ إذا

اجتمعوا ولزموا موضعاً. وفي حديث خزيــمة: وعادَ لها النِّقادُ مُجْرَنْثِماً

أي مجتمعاً مُتَقَبضاً، والنِّقادُ صغار الغنم، وإنما اجتمعت من الجَدْب

لأنها لم تجد مَرْعىً تنتشر فيه، وإنما لم يقل مُجْرَنْثِمةً لأن لفظ

النِّقادِ لفظ الاسم الواحد كالحِذَارِ والخِمارِ، ويروى مُتَجَرْثِماً،

وهو مُتَفَعْلِلٌ منه، والنون والتاء فيهما زائدتان، وقد اجْرَنْثَمَ

وتَجَرْثَم؛ قال نُصَيْبٌ:

يَعلُّ بَنِيهِ المَحْض من بَكَراتِها،

ولم يُحْتلَبْ زِمْزيرُها المُتَجَرْثِمُ

وتَجَرْثَم الرجلُ: اجتمع. وروي عن بعضهم: الأَسْدُ جُرْثُومةُ العربِ

فمن أَضَلَّ نَسَبه فليأْتهم؛ هُمْ، بسكون السين، الأَزْدُ فأَبدلوا الزاي

سيناً، وتَجَرْثَمَ الشيءُ واجْرَنْثَم إذا اجتمع؛ قال خُلَيْدٌ

اليَشْكُريُّ:

وكَعْثَباً مُرَكَّناً مُجْرَنْثِما

وفي الحديث: تَمِيم بُرْثُمَتُها وجُرْثُمَتُها؛ الجُرثُمة هي

الجُرْثُومة، وجمعها جَرَاثِيمُ. وفي حديث عليّ: مَن سَرَّه أن يَتَقَحَّمَ

جَراثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الجَدِّ. والجُرْثُومة: الغَلْصَمَةُ. واجْرَنْثَم

الرجلُ وتَجَرْثَمَ إذا سقط من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ. وتَجَرْثمَ الشيءَ:

أخَذ مُعْظَمَه؛ عن نُصَيْرٍ. وجُرْثُمُ: موضع.

فسط

فسط
فُسْطاط [مفرد]: خَيْمة، بيت من الشَّعْر. 

فسط


فَسَطَ
فُسَّاْط
(pl.
فَسَاْسِيْطُ)
a. Cloth-tent.

فُسْطَاْن
(pl.
فَسَاطِيْن), P.
a. Petticoat; gown.

فِسْطَاْ4
فُسْطَاْ4a. see 29
[فسط] الفُسْطاطُ: بيتٌ من شَعَرٍ، وفيه ثلاث لغات: فُسْطاطٌ وفُسْتاطٌ وفُسَّاطٌ، وكسر الفاء لغةٌ فيهنّ. وفسطاط: مدينة مصر. والفَسيطُ: ثُفْروقُ التمرةِ، وقلامةُ الظُفرِ. قال الشاعر يصف الهلال: كأن ابن مزنتها جانحا * فسيط لدى الافق من خنصر
ف س ط: (الْفُسْطَاطُ) بَيْتٌ مِنْ شَعْرٍ. وَفِيهِ لُغَاتٌ: (فُسْطَاطٌ) وَ (فُسْتَاطٌ) وَ (فُسَّاطٌ) بِتَشْدِيدِ السِّينِ. وَكَسْرِ الْفَاءِ لُغَةٌ فِيهِنَّ فَصَارَتْ سِتَّ لُغَاتٍ. وَ (فُسْطَاطٌ) مَدِينَةُ مِصْرَ. 
ف س ط

ما لفلان مقدار فسيط وهو القلامة. وأنشد يعقوب:

كأن ابن مزنتها جانحاً ... فسيط لدى الأفق من خنصر

وتقول: ما أرى لفلان باعاً بسيطاً، وما أراه يعطى أحداً فسيطاً. وأمر الأمير بفساطيطه فضربت. ويد الله على الفسطاط وهو الجماعة.
فسط الفِسْطَاطُ والفُسْطَاطُ: ضَرْبٌ من الأبنِيَةِ، وكذلك الفُسّاطُ والفَسَاسِيْطُ. ومُجْتَمَعُ أهْلِ الكُوْرَةِ.
والفَسِيْطُ: عِلاقَةُ ما بَيْنَ القِمَعِ إلى النَوَاةِ، والواحِدَةُ فَسِيْطَةٌ. ويُقال لقُلَامَةِ الظُّفرِ: فَسِيْط.
ف س ط : الْفُسْطَاطُ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِهَا بَيْتٌ مِنْ الشَّعَرِ وَالْجَمْعُ فَسَاطِيطُ وَالْفُسْطَاطُ
بِالْوَجْهَيْنِ أَيْضًا مَدِينَةُ مِصْرَ قَدِيمًا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ كُلُّ مَدِينَةٍ جَامِعَةٍ فُسْطَاطٌ وَوَزْنُهُ فُعْلَالٌ وَبَابُهُ الْكَسْرُ وَشَذَّ مِنْ ذَلِكَ أَلْفَاظٌ جَاءَتْ بِوَجْهَيْنِ الْفِسْطَاطُ وَالْقِسْطَاسُ وَالْقِرْطَاسُ 
(ف س ط) : (الْفُسْطَاطُ) الْخَيْمَةُ الْعَظِيمَةُ وَعَنْ اللَّيْثِ هُوَ ضَرْبٌ مِنْ الْأَبْنِيَةِ (وَالْفُسْطَاطُ) أَيْضًا مُجْتَمَعُ أَهْلِ الْكُورَة حَوَالَيْ مَسْجِد جَمَاعَتِهِمْ (وَفِي الْحَدِيث) «يَدُ اللَّهِ عَلَى الْفُسْطَاطِ» يُرِيد الْمَدِينَةَ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ وَكُلُّ مَدِينَةٍ فُسْطَاطٌ (وَمِنْهُ) مَا رُوِيَ عَنْ الشَّعْبِيِّ فِي الْعَبْدِ الْآبِقِ إذَا أَخَذَ الْفُسْطَاطَ فَفِيهِ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَبِهِ سُمِّيَ مَدِينَةُ مِصْرَ الَّتِي بَنَاهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَسْرُ الْفَاءِ فِيهِ لُغَةٌ.
[فسط] نه: فيه: عليكم بالجماعة فإن يد الله على "الفسطاط"، هو بالضم والكسر: المدينة التي فيها مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط، وقيل: هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق وبه سميت المدينة، ويقال لمصر والبصرة: الفسطاط، ومعناه أن جماعة أهل الإسلام في كنف الله فأقيموا بينهم ولا تفارقوهم- ويجيء في يد. ومن الثاني ح: إنه أتى على من قطعت يده في سرقة وهو في "فسطاط" فقال: من آوى هذا المصاب؟ فقالوا: ابن فاتك، فقال: اللهم! بارك على آل فاتك. ومن الأول ح العبد الآبق: إذا أخذ في "الفسطاط" ففيه عشرة دراهم، وإذا أخذ خارج "الفسطاط" ففيه أربعون. ك: ضرب "فسطاط" على قبر عبد الحرمن، هو مثلثة الفاء وسكون مهملة وبطاءين مهملتين وبإبدالهما بمثناة فوق، وبإبدال أولاهما وبإدغامها في السين، فذا اثنتا عشرة لغة: خباء من شعر أو غيره. ن: جرو كلب تحت "فسطاط"، فيه ست لغات: فسطاس وفسطاط وفساط بتشديد سين ويضم فاؤهن ويكسر، وهو نحو الخباء وأراد به بعض حجال البيت. ط: ومنه: أفضل الصدقة ظل "فسطاط" ومنحة خادم، أي إعطاء ظله أي منحة فسطاط فأقيم الظل مقام الإعطاء لأن غاية نفعها الاستظلال بها، ومنحة خادم لخدمة مجاهد. وح: حتى يصير إلى "فسطاطين"- مر شرحه في أحلاس.

فسط



فُسْطَاطٌ and فِسْطَاطٌ (S, M, Msb, K) and فُسَّاطٌ and فِسَّاطٌ and فُسْتَاطٌ and فِسْتَاطٌ, (S, M, K,) the ت in the last two, as it is not found in the pl., being a substitute for the [former] ط in فسطاط, or rather for the [latter] س in فسّاط, because it is more regular to change the latter of two identical letters than to change the former, and because the two identical letters in فسّاط are together, whereas the two identical letters in فسطاط are separated, (M,) and فُسْتَاتٌ and فِسْتَاتٌ, (K,) altogether eight different forms, but MF observes that Esh-Shiháb El-Kastalánee gives twelve, [which, however, he does not transcribe, the remaining four being probably with fet-h to the ف,] (TA,) A tent of hair [-cloth]: (S, Msb:) or a great tent: (Mgh:) or a kind of structure (M, Z) used in travelling, less than the سُرَادِق: (Z:) or the kind of structure called سُرَادِق: (K:) pl. فَسَاطِيطُ; (M, Msb, TA;) for which they did not say فَسَاتِيطُ. (M, TA:) b2: Hence فُسْطَاطٌ is applied to A city: (Z, TA:) any city: and particularly a city in which is the general place of assemblage of people: (TA:) a populous, or comprehensive, city; accord. to some: (Msb:) the place of assemblage of the people of a كُورَة [which means a city, and a district, or region], (Lth, Az, K,) around their general mosque: (Az, TA:) or you say, فُسْطَاطُ المِصْرِ, meaning the place of assemblage of the people of the مصر [or city], around their congregational mosque. (M.) فُسْطَاطُ [so in two copies of the S] is [a name of] The city of مِصْر [the metropolis of Egypt]: (S:) or الفُسْطَاطُ is also the proper name of مِصْرُالعَتِيقَةُ, (K, TA,) the city so called, (TA,) which was built by 'Amr Ibn-El- 'Ás; (K, TA;) the city of مصر in old times; as also الفِسْطَاطُ: (Msb:) and البَصْرَةُ. (TA.)
ف س ط

الفَسِيطُ قُلامةُ الظُّفُرِ واحدتُه فَسِيطةٌ وقيل الفَسِيطُ واحدٌ عن ابن الأعرابيِّ قال

(كأَنَّ ابنَ لَيْلَتِها جَانِحاً ... فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ)

يعني هلالاً شبَّهَهُ بقُلامةِ الظُّفُر والفَسِيطُ الثُّفْروقُ قال أبو حنيفةَ الواحدة فَسيطَةٌ وهذا يَدُلُّ على أنَّ الفَسِيطَ جمعٌ ورجلٌ فَسِيطُ النَّفْس بيِّنُ الفَساطَةِ طَيِّبُها كسَفِيطِها والفُسَّاطُ والفِسَّاط والفُسْطاط والفُسْتَاط والفِسْطَاط من الأَبْنِيةِ والفِسْتاطُ لغةٌ فيه التَّاء بَدَلٌ من الطّاءِ لَقَوْلِهم في الجمعِ فَساطِيط ولم يقولوا فَساتيطُ فالطاء إذاً أَعَمُّ تصرفاً وهذا يريك أن التاءَ في فُستاطٍ إنما هي بَدَلٌ من طاءِ فُسْطاطٍ أو من سين فُسَّاطٍ فإن قلت فهلا اعتزمْتَ أن تكون التاءُ في فُسْتاطٍ بَدَلاً من طاء فُسْطَاطٍ لأن التاء أشبهُ بالظاءِ منها بالسين قيل بإزاء ذلك أيضاً أنك إذا حكمت بأنها بَدَلٌ من سين فُسَّاطٍ ففيه شيئان جيدان أحدهما تَغْييرُ الثاني من المِثْلَيْنِ وهو أَقْيسُ من تغيير الأوّلِ من المِثْلَيْن لأن الاسِتْكراهَ في الثاني يكونُ لا في الأول والآخر أن السِّينَيْنِ في فُسّاط مُلتَقيانِ والطَّاءان في فُسْطاطٍ مُنْفَصلتانِ بألف بينهما واسِتْثقال المِثْلَيْنِ مُلْتِقَيْنِ أَحْرَى من اسْتِثقالهما منفصِلَيْن وفُسْطاط المِصْرِ مجتمَعُ أهْلِه حول جامِعِه
فسط
الليثُ: الفَسِيْطُ: علاقةُ ما بين القمعِ إلى النواة، وهو الثفروقُ، الواحدةَ: فَشِيْطةٌ.
والفَسِيْطُ - أيضاً -: قُلامةُ الظفر، قال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العُكليُ:
ووذح ضنء من رُطتْ شِغاراً ... وما شُكِدتْ عليه من فَسيطِ
وقال خيرُ بنُ رِباطٍ الأسديُ يصفُ الهلالَ:
كأن ابن مُزنتها جانحاً ... فسيطٌ لدى الأفقِ من خنصِرِ
وروى ابنُ دريدٍ: " كأن ابنَ ليلتها " وقال: يعني بذلك هِلالاً بدا في الجدبِ والسماءُ مُغبرةٌ فكأنه من وراء الغُبار قُلامَةُ ظُفُرِ خِنصِرٍ. قال: والفَسْطُ: فِعْلٌ مماتٌ، ومنه اشتقاقُ الفَسِيْطِ.
والفُسطاطُ: من الأبنيةِ؛ وهو السرادقُ، وفيه سِتُ لُغاتٍ: فُسْطَاطٌ وفُسْطتَاطٌ وفُساطٌ وكسرُ الفاءِ فيهن، قال العجاجُ يصفُ ثوراً:
حتى جلا أعجازَ ليلٍ غاطِ ... عنه لَياحُ اللونِ كالفُسطاطِ
من البياض مُد بالمِقاطِ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أتى على رجلٍ قد قُطعتْ يدهُ في سرقةٍ وهو في فُسْطاطٍ فقال: من آوى هذا المُصابَ؟ فقالوا: فاتكٌ أو خُريمُ بن فاتكٍ: فقال: اللهم بارك على آلِ فاتكٍ كما آوى هذا المُصابَ.
وقال الليثُ: الفُسطاطُ: مُجتمعُ أهلِ الكورةِ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: عليكم بالجماعةِ فإن يد الله على الفُسطاطِ. يريدُ المدينةَ التي فيها مجتمعُ الناس، وكل مدينةٍ فُسطاطٌ، والمعنى: أن الجماعةَ من أهلِ الإسلام في كنفِ الله، وواقيتهُ فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم ولا تُفارقوهم. وهذا كحديثه الآخرِ: إن الله لم يرض بالوحدانية وما كان الله ليجمعَ أمتي على ضلالةٍ؛ بل يدُ الله عليهم، فمن تخلفّ عن صلاتناِ وطعنَ على أئمتناِ فقد خلعَ ربْقةَ الإسلام من عنقهِ، شرارُ أمتيَ بحجتّهِ.
وسمى عمرو بن العاص - رضي الله عنه - المدينةَ التي بّناها: الفسطاط.
وعن بعض ِ بني تميمِ: قال: قرأتُ في كتابِ رجلِ من قريشِ: هذا ما اشترَى فلانُ بن فلانِ من عجلانَ موْلى زيادِ: اشترىَ منه خمسمائةِ جريبٍْ حيالَ الفسْطاطِ، يريدُ البصرةَ.
ومنه حديثُ الشعْبي: في العبدْ الآبقِ إذا أخذَ في الفسطُاط ففيه عشرةُ دارهمَ وإذا أخذَ خارجاً من الفسطاط ففيه أربعون.
وقال رؤبة:
لو أحْلبتْ حلائبُ الفسْطاطِ ... عليه ألْقاهنّ بالبلاطِ
أي: حلائبُ المصْر.

فسط: الفَسِيط: قُلامة الظُّفُر، وفي التهذيب: ما يُقلم من الظُّفُر

إِذا طال، واحدته فَسيطة، وقيل: الفسيط واحد؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال عمرو بن

قَمِيئة يصف الهلال:

كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً

فَسِيطٌ، لَدَى الأُفْقِ، من خِنْصِرِ

يعني هلالاً شبَّهه بقُلامة الظُّفُر وفسره في التهذيب فقال: أَراد بابن

مُزْنَتها هلالاً أَهلَّ بين السحاب في الأُفُق الغربيّ؛ ويروى: كأَنَّ

ابن ليلتها، يصِف هلالاً طلَع في سنة جدْب والسماء مغبَرَّة فكأَنه من

وراء الغُبار قُلامة ظفر، ويروى: قَصيص موضع فَسيط، وهو ما قُصَّ من

الظفُر. ويقال لقُلامة الظُّفر أَيضاً: الزِّنْقير والحَذْرَفوت. والفَسيطُ

عِلاقُ ما بين القِمَع والنواة، وهو ثُفْرُوق التمرة. قال أَبو حنيفة:

الواحدة فَسِيطة، قال: وهذا يدل على أَن الفسيط جمع. ورجل فَسِيط النفْس بيِّن

الفَساطة: طيِّبها كسفيطها.

والفُسطاط: بيت من شعَر، وفيه لغات: فُسْطاط وفُسْتاط وفُسّاط، وكسر

التاء لغة فيهنَّ. وفُسطاط: مدينة مِصر، حماها اللّه تعالى. والفُسّاط

والفِسّاط والفُسْطاط والفِسْطاط: ضرْب من الأَبنية. والفُسْتاط والفِسْتاط:

لغة فيه التاء بدل من الطاء لقولهم في الجمع فَساطيط، ولم يقولوا في الجمع

فَساتيط، فالطاء إِذاً أَعمّ تصرُّفاً، وهذا يؤيد أَن التاء في فُسْتاط

إِنما هي بدل من طاء فُسْطاط أَو من سين فُسّاط، هذا قول ابن سيده، قال:

فإِن قلت فهلاَّ اعْتَزَمْت أَن تكون التاء في فُسْتاط بدلاً من طاء

فُسْطاط لأَن التاء أَشْبه بالطاء منها بالسين؟ قيل: بإِزاء ذلك أَيضاً أَنك

إِذا حكمت بأَنها بدل من سين فُسّاط ففيه شيئان جيّدان: أَحدهما تغيير

الثاني من المثلين وهو أَقيس من تغيير الأَول من المثلين لأَن الاستكراه في

الثاني يكون لا في الأَول، والآخر أَن السينين في فُسّاط ملتقيان

والطاءان في فُسْطاط مُفْترقتان منفصلتان بالأَلف بينهما، واستثقال المثلين

ملتقيين أَحْرَى من استثقالهما منفصلين، وفُسْطاط المِصر: مجتَمَع أَهله

حوْل جامِعه. التهذيب: والفُسْطاط مجتَمع أَهل الكُورة حَوالَيْ مسجد

جماعتهم. يقال: هؤلاء أَهل الفُسْطاط. وفي الحديث: عليكم بالجماعة فإِنّ يَدَ

اللّه على الفُسْطاطِ، هو بالضم والكسر، يريد المدينة التي فيها مجتمَع

الناس، وكلُّ مدينة فُسْطاط؛ ومنه قيل لمدينة مِصر التي بناها عمرو بن

العاص: الفُسْطاط. وقال الشعبي في العبد الآبق: إِذا أُخِذ في الفُسْطاط ففيه

عشرة دراهِم، وإِذا أُخذ خارج الفُسْطاط ففيه أَربعون. قال الزمخشري:

الفُسْطاط ضرْب من الأَبنية في السفَر دون السُّرادق وبه سُميت المدينة.

ويقال لمِصر والبصرة: الفُسْطاط. ومعنى قوله، صلّى اللّه عليه وسلّم:

فإِنَّ يَدَ اللّه على الفُسْطاط، أَن جماعة الإِسلام في كَنَف اللّه ووِقايته

فأَقيموا بينهم ولا تفارقوهم. قال: وفي الحديث أَنه أَتى على رجل قُطعت

يده في سرِقة وهو في فُسْطاطٍ، فقال: مَنْ آوى هذا المُصاب؟ فقالوا:

خُزَيْــمُ بن فاتِك، فقال: اللهم بارك على آل فاتِك كما آوى هذا المُصاب.

فسط
الفَسِيطُ، كأَميرٍ: عِلاقَةُ مَا بَيْنَ القِمَعِ إِلى النَّواةِ، وَهُوَ الثُّفْرُوقُ، قَالَه اللَّيْثُ. الواحِدَةُ فَسِيطَةٌ، نَقَلَهُ أَبُو حَنيفَةَ. وَهَذَا يدُلُّ على أَنَّ الفَسِيطَ جَمْعٌ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصاغاني هَكَذَا. والفَسِيطُ: قُلامَةُ الظُّفُرِ، كَمَا فِي العَيْنِ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي التَّهْذيبِ: مَا يُقَلَّمُ من الظُّفُرِ إِذا طالَ، واحِدَتُه فَسِيطَةٌ. وقيلَ: الفَسِيطُ واحِدٌ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للشَّاعرِ يَصِفُ الهِلالَ:
(كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً ... فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ)
وروَى ابنُ دُرَيْدٍ: كأَنَّ ابنَ لَيْلَتِها. وَقَالَ: يَعْني بذلِك هِلالاً بَدَا فِي الجَدْبِ، والسَّماءُ مُغْبَرَّةٌ، فكأَنَّه من وَراءِ الغُبارِ قُلامَةُ ظُفُرِ خِنْصِرٍ. وفسَّرَهُ فِي التَّهذيبِ، فَقَالَ: أرادَ بابنِ مُزْنَتِها هِلالاً أَهلَّ بَيْنَ السَّحابِ فِي الأُفقِ الغَرْبِيِّ. قلت: ويُروى قَصِيصَ بدل فَسِيط، وَهُوَ مَا قُصَّ من الظُّفُرِ وَهُوَ فِي اللِّسَان لعَمْرِو بنِ قَمِيئَةَ. وَفِي العُبَاب: لخَيْرِ بنِ رِباطٍ الأَسَدِيِّ. قلت: وَهَكَذَا أَوْرَدَهُ ابنُ المُفَجّع فِي كتاب التَّرْجُمَان عَن أَبي العبَّاسِ، لخَيْرِ بنِ رِباطٍ الْمَذْكُور. وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيّ لأَبي حِزامٍ العُكْلِيِّ:
(ووَذِّحْ ضِئْنَ مَنْ رُطِئَتْ شِغَاراً ... وَمَا شُكِدَت عَلَيْهِ من فَسِيطِ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: والفَسْطُ: فِعْلٌ مُماتٌ، وَمِنْه اشْتِقاقُ الفَسِيطِ. والفُسْطاطُ بالضَّمِّ: مُجْتَمَعُ أَهْلِ الكُورَةِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، زادَ الأَزْهَرِيّ حوالَيْ مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِم، يُقال: هؤُلاءِ أَهلُ الفُسْطَاطِ. وَفِي الحَديثِ: عليكُمْ بالجَماعَةِ فإِنَّ يدَ الله على الفُسْطَاطِ يريدُ المَدينَةَ الَّتِي فِيهَا مُجْتَمَعُ النَّاسِ. وكلُّ مَدينَةٍ فُسْطاطٌ، وَقَالَ رُؤْبَة: لوْ أَحْلَبَتْ حَلائِبُ الفُسْطَاطِ عَلَيْه أَلْقاهُنَّ بالبَلاطِ أَي حلائبُ المِصْرِ. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَالْمعْنَى أَنَّ الجَماعَةَ من أَهلِ الإِسْلامِ فِي كَنَفِ الله، وواقِيَتُه فَوْقَهم، فأَقيموا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِم وَلَا تُفارِقوهُمْ. وَهَذَا كحَديثِه الآخَرِ: إِنَّ الله لم يَرْضَ)
بالوَحْدَانِيَّةِ، وَمَا كانَ ليَجْمَعَ أُمَّتي على ضَلالَةٍ، بل يَدُ الله عَلَيْهم، فَمن تَخَلَّفَ عَن صَلاتِنَا، وطَعَنَ على أَئِمَّتِنا فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ من عُنُقِه، شِرارُ أُمَّتي الوَحْدانِيُّ المُعْجَبُ بدِينِه، المُرائي بعَمَلِه، المُخَاصِمُ بحُجَّتِه. والفُسْطاطُ: عَلَمُ مَدينَةِ مِصْرَ العَتيقَةِ الَّتِي بَنَاها سيِّدُنافُسْطاطٍ مُفْتَرِقَتانِ مُنْفَصِلَتانِ بالأَلِفِ بينَهُما، واسْتِثْقالُ المِثْلَيْنِ مُلْتَقِيَيْن أَحْرى من اسْتِثْقالِهما مُنْفَصِلَيْن. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الفُسْطَاطُ: البَصْرَةُ، ونقَلَ الصَّاغَانِيّ عَن بعضِ بَني تَميمٍ قالَ: قَرَأْتُ فِي كِتابِ رَجُلٍ من قُرَيْشٍ: هَذَا مَا اشْتَرَى فُلانٌ بنُ فلانٍ من عَجْلانَ مَوْلَى زِيادٍ، اشْتَرَى مِنْهُ خَمْسَمائَةِ جَرِيبٍ حِيَالَ الفُسْطَاطِ، يُريدُ البَصْرَةَ.
ورَجُلٌ فَسِيطُ النَّفْسِ، بَيِّنُ الفَسَاطَةِ: طَيِّبُها، كسَفِيطِها، كَمَا فِي اللِّسَان. وَفِي الأَسَاسِ: مَا أَرَى لَهُ بَاعاً فَسِيطاً. وفَسَطْتُ الشَّيءَ: إِذا أَلْقَيْتَه وأَلْغَيْتَه، كَمَا فِي التَّرْجُمان لابنِ المُفَجّع.)

شبر

(شبر)
الثَّوْب وَغَيره شبْرًا قاسه بشبره

(شبر) شبْرًا بطر

(شبر) الثَّوْب وَغَيره شبره
(ش ب ر) : (الشَّبَرُ) بِتَحْرِيكِ الْبَاءِ وَسُكُونِهَا الْعَطَاءُ (وَبِهِ سُمِّيَ) شَبْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ يَرْوِي عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَنْهُ الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ (وَالشَّبُّورُ) شَيْءٌ يُنْفَخُ فِيهِ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ.
ش ب ر: (الشِّبْرُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدُ (الْأَشْبَارِ) . وَ (الشَّبْرُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ شَبَرَ الثَّوْبَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ وَهُوَ مِنَ الشِّبْرِ كَمَا تَقُولُ: بُعْتُهُ مِنَ الْبَاعِ. 
(شبر) - وفي الدّعاء لعَلىّ - رضي الله عنه -: "بارَكَ الله في شَبْرِكما"
الشَّبْر: العَطَاء، فكَنَى به عن النِّكاح.
- ومنه: "نَهيُه عن شَبْرِ الجَمَل" ويُراد به: ما يُعطَاه من أُجْرةِ الضِّراب، أو الضِّراب نَفْسه، ويُقَدَّر فيه مُضَافٌ محذوف: أي عن كِراءِ شَبْر الجمل.

شبر


شَبَرَ(n. ac.
شَبْر)
a. Measured by the span.

شَبَّرَa. see Ib. Gesticulated.

تَشَبَّرَa. Was magnified, honoured.

تَشَاْبَرَa. Drew near to each other.

شَبْرa. Measure.
b. Stature.
c. Wedlock; dowry.
d. Life.

شِبْر
(pl.
أَشْبَاْر)
a. Span.
b. see 1 (d) & 4
(a).
شَبَرa. Gift.
b. Gospel.
c. Eucharist.

شَبُّوْر
H. (pl.
شَبُّورَات
&
شَبَاْبِيْرُ)
a. Flute.
b. Trumpet.

N. Ac.
شَبَّرَ
(pl.
تَشَاْبِيْر)
a. Gesticulation; gesture.
[شبر] نه: فيه: جمع الله شملكما وبارك في "شبركما" من شبره شبرا إذا أعطاه، كني به عن النكاح لأن فيه عطاء. ومنه ح: نهى عن "شبر" الجمل، أي أجرة الضراب، ويجوز أن يسمى به الضراب نفسه بحذف مضاف أي عن كراء شبر الجمل كحديث نهى عن عسب الفحل أي ثمن عسبه. وح يحيى قال لمن خاصم امرأته في مهرها: إن سألتك ثمن شكرها و"شبرك" أنشأت تطلها. أراد بالشبر النكاح. و"الشبور" فسر في ح الأذان بالبوق، وفسروه أيضا بالقبع وهو عبراني.
ش ب ر

شبره يشبره: قدّره بشبره، وهو أشبر من صاحبه: أوسع شبراً.

ومن المجاز: هو قصير الشبر مقارب الخلق. قالت الخنساء:

معاذ الله ينكحني حبركي ... قصير الشبر من جشم بن بكر

وشبره مالاً وأشبره: أعطاه، والشبر العطاء وهو من الشبر كما قيل: الباع واليد: للكرم والنعمة. ومن لك بان تشبر البسيطة: لمن يتكلّف ما لا يطيق.
ش ب ر : الشِّبْرُ بِالْكَسْرِ مَا بَيْنَ طَرَفَيْ الْخِنْصِرِ
وَالْإِبْهَامِ بِالتَّفْرِيجِ الْمُعْتَادِ وَالْجَمْعُ أَشْبَارٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْبُصْمُ بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ مَا بَيْنَ الْخِنْصِرِ وَالْبِنْصِرِ وَالْعَتَبُ بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ وَتَاءٍ مُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقُ ثُمَّ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ وِزَانُ سَبَبٍ مَا بَيْنَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ وَيُقَالُ هُوَ جَعْلُكَ الْأَصَابِعَ الْأَرْبَعَ مَضْمُومَةً وَالْفِتْرُ مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ وَالْفَوْتُ مَا بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ طُولًا وَشَبَرْتُ الشَّيْءَ شَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قِسْتُهُ بِالشِّبْرِ وَكَمْ شَبْرُ ثَوْبِكَ بِالْفَتْحِ إذَا سَأَلْتَ عَنْ الصَّدْرِ

وَالشَّبْرُ وِزَانُ فَلْسٍ أَيْضًا كِرَاءُ الْفَحْلِ وَنُهِيَ عَنْهُ. 
[شبر] الشِبْرُ: واحد الأشبارِ. ورجلٌ قصير الشِبْرِ، أي متقارب الخَلْقِ. والشبر بالفتح: مصدر شبرت الثوب أَشْبِرُهُ وأَشْبُرُهُ، وهو من الشِبْرِ. كما تقول: بُعْتُهُ من الباع. وأعطيت المرأة شَبْرَها، أي حَقَّ النكاح. وجاء النهى عن شبر الفحل، وهو كراء الضراب. ابن السكيت: شبرت فلانا مالاً أو سيفاً، إذا أعطيته. ومصدره الشبر، إلا أن العجاج حركه فقال:

الحمد الله الذى أعطى الشبر * كأنه قال: الذى أعطى العطية. ويروى: " الحبر ". وقال عدى بن زيد:

لم أخنه والذى أعطى الشبر * وأشبرته لغة في شَبَرْتُهُ، إذا أعطيته. قال أوسٌ يصف سيفا : وأشبرنيه الهالكى كأنه * غدير جرت في متنه ا 0 لريح سلسل - ويروى: " أشبرنيها " فتكون الهاء للدرع. وتشابر الفريقان، إذا تقاربا في الحرب، كأنه صار بينهما شِبْرٌ، أو مَدَّ كلُّ واحد منهما إلى صاحبه الشبر. والشَبُّورُ على وزن التنور: البوق. ويقال هو معرب.
شبر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهي عَن شبر الْجمل. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: شبر الْجمل يَعْنِي أَخذ الْأجر على ضرابه وَمثل ذَلِك أَنه نهى عَن عَسَب الْفَحْل والعسب هُوَ الْكِرَاء للضراب. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يبين ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن أبي معَاذ قَالَ: كنت تَيّاساً فَقَالَ لي الْبَراء بْن عَازِب: لَا يَحلّ لَك عسب الْفَحْل. وعَن قَتَادَة أَنه كره عسب الْفَحْل لمن أَخذه وَلم ير بِهِ بَأْسا لمن أعطَاهُ. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه ندب النَّاس إِلَى الصَّدَقَة فَقيل لَهُ: قد منع أَبُو جهم وخَالِد بْن الْوَلِيد وَالْعَبَّاس عَم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أما أَبُو جهم فَلم ينقم منا إِلَّا أَن أغناه اللَّه وَرَسُوله من فَضله وَأما خَالِد فَإِن النَّاس يظْلمُونَ خَالِدا إِن خَالِدا قد جعل رقيقَة ودوابه حبسا فِي سَبِيل اللَّه وَأما الْعَبَّاس عَم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهَا عَلَيْهِ وَ
شبر
شبَرَ يَشبُر ويَشبِر، شَبْرًا، فهو شابر، والمفعول مَشْبور
• شبَر طُولاً: قاسه بشِبْره "شبَر ثوبًا". 

شبَّرَ يشبِّر، تشبيرًا، فهو مُشَبِّر، والمفعول مُشَبَّر
• شبَّر الثوبَ وغيرَه: شَبَرَه, قاسه بشِبره. 

شابرات [جمع]
• شابرات الماء: (حن) فصيلة حشرات من نصفيّات الأجنحة، فيها بقّ طوال الأرجل، تعدو على سطح الماء بخفَّة. 

شابُورة [مفرد]: ضباب خفيف في الصّباح "أعاقت الشّابورة المائيَّة حركةَ المرور". 

شَبُّورة [مفرد]: شابورة. 

شَبْر [مفرد]: مصدر شبَرَ. 

شِبْر [مفرد]: ج أَشْبار: ما بين طرفي الخِنْصر والإبهام منفرجَيْن "دافع المصريّون عن كلِّ شبر من أرضهم: عن كلِّ قطعةٍ وإن صغُرت" ° تبعه شِبْرا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ: حاكاه في كلّ تصرّفاته وأعماله- دافعوا عن أرضهم شبرًا شبرًا: أي قطعة قطعة- غرِق في شِبر ماء: فشل في مواجهة أيسر المشاكل. 
ش ب ر

الشِّبْرُ ما بين أعْلَى الإِبهامِ وأعلَى الخِنْصَرَ مُذَكَّرٌ والجمعُ أَشْبَارٌ قال سيبَوَيهِ لم يجاوزُوا به هذا البِناءَ وشَبَرَ الثَّوْبَ وغَيْرَهُ يَشْبِرُهُ شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه وهذا أَشْبَرُ من ذلك أيْ أَوْسَعُ شِبْراً وأَشْبَرَ الرَّجُلَ أعطاه وفَضَّلَهُ وَشَبَرَه سَيْفاً ومالاً يَشْبُرُه شَبْراً وأَشْبَرَهُ أعطاه إياهُ قال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ سَيْفاً (وأشْبَرَنِيه الهَالِكِيُّ كَأَنَّهُ ... غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ)

والشَّبَرُ الْعَطِيَّةُ قال عديّ

(لمْ أَخُنْهُ والَّذِي أعْطَى الشَّبَرْ ... )

وقيل الشَّبْر والشَّبَرُ لُغَتَان كالْقَدْرِ والْقَدَر والشَّبَرُ شَيْءٌ يَتَعاطاهُ النَّصارَى كالقُربانِ وقيل هو الْقُرْبانُ بِعَيْنِه وأَعْطَاها شَبْرَها أي حَقَّ النِّكاحِ وشَبْرُ الْجَمَلِ طَرْقُه وهو ضِرَابُه وفي الحديثِ أنه نَهَى عن شَبْرِ الْجَمَلِ وفسَّره ابنُ الأعرابيِّ بأنه مثل عَسْبِ الفَحْلِ فكأنه فَسَّر الشَّيءَ بنَفْسِه وذلك ليس بتَفْسيرِ ورجُلٌ قَصِيرُ الشِّبْرِ أي مُتَقَارِبُ الخَطْوِ قالت الخَنْساءُ

(معاذَ اللهِ يُرْضِعُنِي حَبَرْكَى ... قَصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمَ بْنِ بَكْرِ)

وشُبِّرَ فَتَشَبَّرَ عَظُمَ فَتَعَظَّمَ والمَشْبَرُ والمشْبَرَةُ نَهْرٌ يَنْخَفِضُ فَيَتَأَدَّى إليه ما يَفِيضُ عن الأَرَضِينَ
شبر: الشِّبْرُ: مَعْرُوْفٌ؛ اسْمٌ. وهو القامَةُ أيضاً، هو قَصِيرُ الشِّبْرِ. والشَّبْرُ: الفِعْلُ، وقد شَبَرْتُه أشْبُرُه. وهو أشْبَرُ من ذاكَ: أي أوْسَعُ شِبْراً. وأعْطاها شَبْرَها في حَقِّ النِّكاح: أي بُضْعَها. والشَّبْرُ: شَيْءٌ] ُعْطِيه النَّصارى بَعْضُهم بَعْضاً كأنَّهم يَتَقَرَّبُونَ. والإِشْبَارُ: الصِّلَةُ والبَذْلُ. وأشْبَرْتُه مالاً وشَبَرْتُه: أعْطَيْته. وشَبَرَني هذا الأمْرُ: أي سَرَّني. والشَّبَرُ: الفَرَجُ والخَيْرُ. وفي مَثَلٍ: " شُبِّرَ فَتَشَبَّرَ " أي كُرِّمَ فَتَفَتَّحَ وعُظِّمَ فَتَعَظَّمَ. ورَجُلٌ شابِرُ المِيزانِ: أي سارِقٌ. والأُشْبُوْرُ: جِنْسٌ من السَّمَكِ. بشر: البَشَرُ: الإِنْسا، ُ رَجُلاً كانَ أو امْرَأةً، لايُثْنّى ولا يُجْمَعُ. والبَشَرَةُ: أعْلى جِلْدَةُ الوَجْهِ والجَسَدِ، وجَمْعُها بَشَرٌ.،إذا عَنَيْتَ اللَّوْنَ فَجَمْعُه أبْشَارٌ. ومنه مُبَاشَرَةُ الرَّجُلِ المَرْأةَ لِتَضَامِّ أبْشَارِهما. ومُبَاشَرَةُ الأمْرِ: أنْ تَحْضُرَه بِنَفْسِكَ. وامْرَأَةٌ بَشِرَةٌ: لَيِّنَةُ البَشَرَةِ. والبَشْرُ مَجْزُوْمٌ: قَشْرُكَ البَشَرَةَ عن الجِلْدِ، بَشَرْتُ الأدِيْمَ بَشْراً. والبُشَارَةُ: بِوَزْنِ البُرَايَةِ. وبُشَارُ الطَّراثِيْثِ: ما يُؤْخَذُ منها فَيُلْقَى في بُرْمَةٍ ويُطْبَخُ. وعِنَانٌ مُبْشِرٌ: إذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه، ومَبْشُوْرٌ: قُشِرَتْ بَشَرَتُه. والبِشَارَةُ: ما بُشِّرْتَ به. وهو تَبَاشِيْرُ القَوْمِ. والبَشِيْرُ: الذي يُبَشِّرُ القَوْمَ بِخَيْرِهم وشَرَّهم. والبُشْرى: الاسْمُ. بَشَّرْتُه فأبْشَرَ وبَشَرَ وتَبَشَّرَ، وبَشَرْتُه أبْشُرُه، وقُرِىءَ: " يَبْشُرُهم رَبُّهم ". وهي البِشَارَةُ وتُضَمُّ الباءُ وتُفْتَحُ. وبَشِرَ يَبْشَرُ: بمعنى أبْشَرَ. والبِشْرُ في الوَجْهِ: الطَّلاَقةُ والفَرَحُ. واسْتَبْشَرَ القَوْمُ: تَبَاشَرُوا. والبَشَارَةُ: الجَمَالُ، امْرَأَةٌ بَشِيْرَةٌ. وأبْشَرَ الرَّجُلُ وبَشَّرَ واسْتَبْشَرَ: فَرِحَ، وبَشِرَ: مِثْلُه. والمُبَشِّرَاتُ: الرِّيَاحُ التي تَهُبُّ بالسَّحَاب والغَيْث. وتَبَاشِيْرُ الصُّبْحِ وكُلِّ شَيْءٍ: أوَايِلُه. وكذلك أثَرُ الرُّكُوْبِ في ظَهْرِ البَعِير، ولا واحِدَ له. والتُّبَشِّرُ: الصَّعْوَةُ. وأبْشَرَتِ الأرْضُ: خَرَجَ نَبَاتُها. وما أحْسَنَ بَشَرَتَها. وأرْضٌ ذاتُ بَشَرَةٍ: أي نَبَتَ فيها بَقْلٌ كثيرٌ وعشْبٌ. والنّاقَةُ البَشِيْرَةُ: التي بَيْنَ الكَرِيْمَةِ والخَسِيْسَةِ؛ وبَينْ، َ المَهْزُوْلَةِ والسَّمِيْنَةِ. وإذا هَمَّتِ الفَرَسُ بالفَحْلِ وأرادَتْ أنْ تَسْتَوْدِقَ فهي مُبَاشِرَةٌ. وتَبَاشِيْرُ النَّخْلِ: البَوَاكِيْرُ منه. وأبْشَرْتُ بِكَ 239 أ: سُرِرْتُ. وبَشَّرْتُه فَبَشِرَ: أي خَبَّرْتُه فَخَبِرَ.
شبر: شبَّر (بالتشديد): كثر حركاته وافرط فيها (بوشر) شِبْر. ضرب الأرض بشبره: قاس البيت بشبره، (والشبر ما بين طرفي الخِنصر والأبهام بالتفريج المعتاد).
ففي المقري (1: 560): قسَّم الأرض على الكافّة شبراً شبرا أي أقساماً متساوية (دي ساسي طرائف 2: 72).
شِبْر: قبضة، ما يمكن إمساكه بقبضة اليد.
انظر: رايت (مقدمة ص9).
شَبَر: عند العقّادين صفائح صغيرة مربعة فيها ثقوب تدخل فيها الخيوط وتحاك شريطاً عريضاً (محيط المحيط).
شُبْر (باللاتينية Suber) : بهش، ضرب من السنديان (شجر) (ألكالا).
شِبُريَّة: جمعها في معجم بوشر زنابيل توضع على الإبل. يجلس في كل واحد منها شخص. انظر: بركهارت (بلاد العرب 2: 35: علي بك 1: 47، برتون 1: 122، 555، 2: 51، 65، دسكرياك ص586، 602، 623، لين عادات 2: 199، ليون ص59، 60، 86، 179 وقد كتبت فيه هذه الكلمة باللام بدل الراء).
شبار. شبار صغير: سمك النيل الصغير. وشبار كبير: سمك البحر (ميهرن ص30) وعند ليون (ص575 صفاقس): سمك بحري كبير يسمى Spares باللاتينية وسماه العرب والبربر شبار (عوادة ص579، 580، 716) (صفاقس) وسماه سميكة وهو ما يلهمه الصائد من صغار السمك (= صير). Sparus باللاتينية، وانظر اشبارس فيما تقدم واشبور بعد ذلك.
شَبُور الباشا: طرطور الباشا، أبو خِنجر (زهر). (شيرب).
شَبِير وشابير: هو المهماز في المغرب (بوشر جزائرية، همبرت ص59 جزائرية، هلو، دوماس قبيل ص156، عادات ص43) وضع هذه الكلمة عند ابن العوام (2: 554) محل سابير في المطبوع منه: وقد يحدث ذلك من كثرة ضرب السابير له، وكذلك في (2: 555) منه، فالصواب: كثرة ضرب الشابير.
شَبَّارة: كانت تطلق على نوع من الزوارق تستعمل في نهر دجلة، وتسمى في مصر حَرَّاقة، وهي كلمة كانت تستعمل كذلك في العراق. وعبارة اليافعي التي أشار إليها السيد دي سلان في ترجمته لوفيات الأعيان لابن خلكان (1: 175 رقم5) والتي تفضل فكتبها لي (مخطوطة 644 من نص قديم رقم 743 تاريخه سنة 607): وتوفى (ارسلان شاه) في شبارة بالشط ظاهر الموصل. والشبارة بالشين المعجمة مفتوحة والموحدة مشدَّدة وبين الألف والهاء راء وهي عندهم الحراقة عند أهل مصر. ونجدها كذلك عند ابن خلكان (1: 91) وعند ابن بطوطة (2: 116) ويقارن عبد اللطيف (ترجمة سلفستردي ساسي ص299، 309، رقم 37) الشبارة التي كانت تستعمل في دجلة مع الزورق الذي كانوا يسمونه عشيري في مصر، غير إنه يشير إلى الفروق بين هذين النوعين من الزوارق.
وهذه الكلمة موجودة عند ياقوت الحموي (1: 189، 685) (حيث نجدها في مختارات من تاريخ العرب (ص338) وهي فيهما حرافة) كما نجدها في تاريخ ابن الأثير (12: 193) وتاريخ أبي الفداء (5: 242) (حيث يجب إبدال السين بالشين) وأبو الفرج (ص482). وينقل ج. ج شلتنز لهذه العبارات من كتاب العمراني (مخطوطة 595، ص 78): فكانت السفن التي تخص المأمون سوى العسكر أربعة ألف شبارة كباراً وصغاراً. وفيه (ص144): وحمل معه شبارة و (ص148).
شابر (ويكتبها ألكالا Xipar) وجمعها شوابر: سور، حائط مبني باللبن.
شابر: ميدان القتال، ساحة الوغى، معترك. (ألكالا). وهذه الكلمة تذكرنا بالكلمة الإيطالية sbarra, sbarro ( بالالمانية القديمة Sparro مع الفعل Sperran) . ومن الغريب أن نجدها عند عرب الأندلس لأن بالأسبانية نجد الكلمات التي تقابلها من غير S، ففيها: barra, barrio, barsera الخ. شابير: انظر: شبير.
شابورة: في جغرافية أبي الفداء (ص19): يمتد كالقوَّارة وكالشابورة وكالطليسان ونحو ذلك. ويقول رينو عند مقارنته الصورة في ترجمته إن هذه الكلمة فيها يظهر مرادف الخليج الذي ينتهي بزاوية منحرفة، وهذا من غير شك ما قصده المؤلف. ومع ذلك فان معنى الكلمة يحتاج إلى بحث. وأظن أنها صورة أخرى من كلمة اشْبور وشَبُور أي كحلاء، سمك الجربيدي، وهو الذي أراده المؤلف كما تشير إليه الصورة لأن شكل الفم يشبه فم السمك.
شابورة: ضباب (همبرت ص166 جزائرية) أشْبُور (بفتح الهمزة) وباللاتينية Sparus ( سيمونيه ص262) ووحداتها أشبورة: رخوية بحرية تعيش في الرمال وصدفتها مقوسة كالناب (ألكالا) تشبير: إشارة باليد (بوشر، همبرت ص94، محيط المحيط).
تشَبُّر: إشارة باليد (همبرت ص94)

شبر

1 شَبَرَ, aor. ـُ (S, A, Msb) and شَبِرَ, (S,) inf. n. شَبْرٌ; (IAar, S, Msb, K;) and ↓ شبّر, inf. n. تَشْبِيرٌ; (IAar, K;) He measured by the شِبْر [or span] (IAar, S, A, Msb, K) a garment, or piece of cloth, (S, K,) or a thing: (A, Msb:) from الشِّبْرُ; like as one says بُعْتُهُ from البَاعُ. (S.) مَنْ لَكَ أَنْ تَشْبُرَ البَسِيطَةَ (tropical:) [Who will be guarantee for thee that thou wilt measure the earth with thy span?] is a prov. applied to him who imposes upon himself that which he is unable to accomplish. (A, TA.) b2: شَبَرَ المَرْأَةَ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He compressed the woman. (TA.) b3: شَبَرَهُ, (ISk, S, A,) aor. ـُ and شَبِرَ, (TA,) inf. n. as above; (S, K;) and ↓ اشبرهُ, (S, A,) inf. n. إِشْبَارٌ; (K;) and ↓ شبّرهُ, inf. n. تَشْبِيرٌ; (TS, TA;) He gave him (ISk, S, A, TS, K *) wealth, or property, (ISk, S, A,) or a sword, (ISk, S,) or a coat of mail. (S, IB.) A2: شَبِرَ, aor. ـَ He exulted; or exulted greatly, or excessively; and behaved insolently and unthankfully, or ungratefully. (TS, K, TA.) 2 شَبَّرَ see 1, in two places. b2: Also شبّرهُ, (AHeyth, K,) inf. n. تَشْبِيرٌ, (AHeyth, TA,) He magnified him, or honoured him; namely, a man: (AHeyth, K, TA:) and made him a near companion, a familiar, or a favourite. (AHeyth, TA.) 4 اشبر He (a man) begat children tall in the أَشْبَار, i. e. statures: and he begat children short therein. (IAar, TA.) A2: اشبرهُ: see 1.5 تشبّر He was, or became, magnified, or honoured: and made a near companion, a familiar, or a favourite. (AHeyth, TA.) 6 تشابرا They (two bodies of men, S) drew near, each to the other: (S, K:) as though they became a span (شِبْر) distant, one from the other; or as though each extended the span to the other. (S.) شَبْرٌ The measure [of the width (see ذِرَاعٌ)], by the span, of a garment, or piece of cloth: so in the saying, كَمْ شَبْرُ ثَوْبِكَ [How much is the measure of the width, by the span, of thy garment, or piece of cloth?]. (Msb.) b2: Stature; (Fr, K;) and so ↓ شِبْرَةٌ; whether short or tall: (TA:) pl. [app. of the latter] أَشْبَارٌ. (IAar, TA.) You say, مَا أَطْوَلَ شَبْرَهُ How tall is his stature! (TA.) b3: Life, or age; as also ↓ شِبْرٌ. (TS, K.) Thus in the saying, قَصَّرَ اللّٰهُ شَبْرَهُ and ↓ شِبْرَهُ [May God shorten, or God shortened, his life]. (TS, TA.) b4: (tropical:) The act of giving: (A, IAth:) like as بَاعٌ and يَدٌ are said for “generosity.” (A.) b5: See also شَبَرٌ, in two places. b6: (assumed tropical:) The due for marriage, and for concubitus; (Sh, S, * K; *) such as what are termed مَهْرٌ and عُقْرٌ. (Sh, TA.) You say, أَعْطَيْتُ الَرْأَةَ شَبْرَهَا I gave the woman her due for marriage, or for concubitus. (S.) b7: (assumed tropical:) The hire that is given for the stallion-camel's covering of the female. (IAar, T, S, Msb, K. *) The taking of this is forbidden. (T, S, Msb.) b8: (tropical:) Marriage: (IAth, K:) because it is accompanied by a gift. (IAth, TA.) بَارَكَ اللّٰهُ فِى شَبْرِكُمَا May God bless your marriage is a saying mentioned in a trad. (IAth, TA.) شِبْرٌ A span; the space between the extremity of the thumb and that of the little finger (Msb, K) when extended apart in the usual manner: (Msb:) of the masc. gender: (K:) pl. أَشْبَارٌ, (S, Msb, K,) the only pl. form. (Sb.) [See also بُصْمٌ, and ذِرَاعٌ.] [Hence,] قَصِيرُ الشِّبْرِ (applied to a man, S) (tropical:) Contracted, or short, in make: (S, A, K:) or, accord. to some of the lexicons, in step. (TA.) b2: [As a measure in astronomy, it is said in several of the law-books to be The twelfth part of the رُمْح; and therefore twentytwo minutes and a half, accord. to modern usage: but there is reason to believe that ancient usage differed from the modern with respect to both of these measures, and was not precise nor uniform. See رُمْحٌ.] b3: قِبَالُ الشِّبْرِ (assumed tropical:) The serpent: (IAar, K:) and so قِبَالُ الشِّسْعِ. (IAar, TA.) b4: See also شَبْرٌ, in two places.

شَبَرٌ (tropical:) A gift; (S Mgh, K, TA;) as also ↓ شَبْرٌ (Mgh, TA) and ↓ شِبْرَةٌ: (IAar, TA:) and wealth, or the like; syn. خَيْرٌ: (K:) the first is a word similar to خَبَطٌ and نَفَضٌ; and he who says that it is used by poetic license for شَبْرٌ [as it is said to be in the S] is in error: ↓ شَبْرٌ and شَبَرٌ are said to be two dial. vars., like قَدْرٌ and قَدَرٌ. (TA.) b2: Also A certain thing which the Christians give, one to another, (يَتَعَاطَاهُ النَّصَارَى, K, TA, َبعْضُهُمْ لِبَعْض ٍ, TA,) like the قُرْبَان [or Eucharist], (K, TA,) seeking to ingratiate themselves thereby: (TA:) or the Eucharist (قُرْبَان) itself: (K:) or a thing which the Christians give (تُعْطِيهِ), one to another, as though seeking to ingratiate themselves thereby: (Kh, Sgh, TA:) or (TA, in the K “and”) bodies: and powers, or faculties: (K, TA:) or (TA, in the K “and”) the Gospel. (K, TA.) شِبْرَةٌ: see شَبْرٌ: b2: and see also شَبَرٌ.

شَبُّورٌ A trumpet; syn. بُوقٌ; (S, K;) a certain thing in which one blows: (Mgh:) said to be an arabicized word; (S;) not genuine Arabic: (Mgh, TA:) accord. to IAth, it is Hebrew: (TA:) [app. from the Hebr.

שׁוֹפָּר, as observed by Golius.] b2: See also أُشْبُورٌ.

رَجُلٌ شَابِرُ المِيزَانِ (assumed tropical:) A man that is a thief. (Sgh, K.) أَشْبَرُ Wider in span; syn. أَوْسَعُ شِبْرًا. (A, TA.) So in the saying, هُوَ أَشْبَرُ مِنْ صَاحِبِهِ [He is wider in span than his companion]. (A.) أُشْبُورٌ A certain fish; (K;) called by the vulgar ↓ شَبُّور. (TA.) مَشْبَرٌ sing. of مَشَابِرُ, (TA,) which signifies Certain notches (حُزُوزٌ [pl. of حَزٌّ, in the CK erroneously written خُوُوْزٌ,]) in the cubit, by means of which buying and selling are transacted: (K, TA:) of them is the notch (حَزّ) of the span, and the notch of the half of the span, and of the quarter thereof: every notch of these, small or great, is termed مَشْبَرٌ: mentioned by Sgh, from Aboo-Sa'eed. (TA.) A2: مَشَابِرُ also signifies Rivers, or rivulets, (أَنْهَار,) that are depressed, so that the water comes to them from several places, (K, TA,) of such as overflows from the lands: (TA:) pl. of مَشْبَرٌ and ↓ مَشْبَرَةٌ. (K, TA.) مَشْبَرَةٌ: see what next precedes.

مَشْبُورَةٌ A liberal, bountiful, or generous, woman. (IAar, K.)

شبر: الشِّبْرُ: ما بين أَعلى الإِبهام وأَعلى الخِنْصَر مذكر، والجمع

أَشْبارٌ؛ قال سيبويه: لم يُجاوزُوا به هذا البناء. والشَّبْرُ، بالفتح:

المصدر، مصدر شَبَرَ الثوبَ وغيرَهُ يَشْبُرُه ويَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ

بِشِبْرِه، وهو من الشِّبْرِ كما يقال بُعْتُه من الباع. وهذا أَشْبَرُ

من ذاك أَي أَوسَعُ شِبْراً. الليث: الشِّبْرُ الاسم والشَّبْرُ

الفِعْل.وأَشْبَرَ الرجلَ: أَعطاه وفضَّله، وشَبَرَه سيفاً ومالاً يَشْبُرُه

شَبْراً وأَشْبَرَه: أَعطاه إِياه؛ قال أَوس بن حَجَرٍ يصف سيفاً:

وأَشْبَرَنِيهِ الهالِكيُّ، كأَنَّه

غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ

ويروى: وأَشْبَرَنِيها فتكون الهاء للدرع؛ قال ابن بري: هو الصواب لأَنه

يصف دِرْعاً لا سيفاً؛ وقبله:

وبَيْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِيَّةٍ،

لها رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ

الزَّغْفُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ. وسُلَمِيَّة: من صنعة سليمان بن

داود، عليهما السلام والهالِكيُّ: الحداد، وأَراد به ههنا الصَّيْقَلَ،

ومصدره الشَّبْرُ إِلا أَن العجاج حركه للضرورة فقال:

الحمد لله الذي أَعطى الشَّبَرْ

كأَنه قال: أَعطى العَطِيَّة، ويروى: الحَبَرْ؛ قال ابن بري: صواب

إِنشاده:

فالحمد لله الذي أَعطى الحَبَرْ

قال: وكذا رَوَتْه الرُّواة في شعره. والحَبَرُ: السرور؛ وقوله: إِن

الأَصل فيه الشَّبْرُ وإِنما حركه للضرورة وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ، بسكون

الباء، مصدر شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطيتَه، والشَّبَرُ، بفتح الباء، اسمُ

العطية؛ ومثله الخَبْطُ والخَبَطُ، والمصدر خَبَطَتْ الشجرة خَبْطاً،

والخَبَطُ: اسمُ ما سقَط من الورَق من الخَبْطِ؛ ومثله النَّفْضُ

والنَّفَضُ، النَّفَضُ هو المصدر، والنَّفْضُ اسمُ ما نفضته؛ وكذلك جاء الشَّبْرُ

في شعر عديّ في قوله:

لم أَخُنْه والذي أَعطى الشَّبَرْ

قال: ولم يقل أَحد من أَهل اللغة إِنه حرك الباء للضرورة لأَنه ليس يريد

به الفعل وإِنما يريد به اسمَ الشيء المُعطَى؛ وبعد بيت العجاج:

مَوَاليَ الحَقِّ أَنِ المَوْلى شَكَرْ

عَهْدَ نَبِيٍّ، ما عَفَا وما دَثَرْ

وعهدَ صِدِّيقٍ رأَى برّاً فَبَرْ،

وعهدَ عُثْمَانَ وعهداً منْ عُمَرْ

وعهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ،

وعُصبَةَ النبِيِّ إِذ خافوا الحَصَرْ

شَدّوا له سُلْطانَه حتى اقْتَسَرْ،

بالقَتْلِ، أَقْوَاماً، وأَقواماً أَسَرْ

تَحْتَ التي اخْتَار له اللهُ الشَّجَرْ

محمداً، واختارَهُ اللهُ الخِيَرْ

فَمَا وَنى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ

له الإِلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ

أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ به حتى ظَهَرْ

والشَّبَرُ: العطية والخير؛ قال عدي بن زيد:

إِذ أَتاني نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ

لم أَخُنْه، والذي أَعْطَى الشَّبَرْ

(* قوله: «من منعمر» كذا بالنون، وهذا الضبط بالأصل).

وقيل: الشَّبْرُ والشَّبَرُ لغتان كالقَدْرِ والقَدَرِ ابن الأَعرابي:

الشِّبْرَة العطية. شَبَرْتُه وأَشْبَرْتُه وشَبَّرْتُه: أَعطيته، وهو

الشَّبْرُ، وقد حُرِّك في الشعر. ابن الأَعرابي: شَبَرَ وشَبَّرَ إِذا

قَدَّرَ. وشَبَّرَ أَيضاً إِذا بَطِرَ. ويقال: قصر الله شَبْرَك وشِبْرَك أَي

قصر الله عُمْرَك وطُولَك. الفراء: الشَّبْرُ القَدّ، يقال: ما أَطول

شَبْرَه أَي قَدَّه. وفلانٌ قصيرُ الشَّبْرِ. والشَّبْرَة: القامة تكون

قصيرة وطويلة. أَبو الهيثم: يقال شُبِّرَ فلان فَتَشَبَّرَ أَي عُظِّمَ

فتعظَّمَ وقُرِّب فتقرّب. ابن الأَعرابي: أَشْبَرَ الرجلُ جاء ببنين طوال،

وأَشْبَرَ: جاء بنين قِصارِ الأَشبارِ. وتَشَابَرَ الفريقان إِذا تقاربا في

الحرب كأَنه صار بينهما شِبْرٌ ومَدَّ كل واحد منهما إِلى صاحبه

الشِّبْرَ. والشَّبَرُ: شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقُرْبانِ يتقرّبون به،

وقيل: هو القُرْبانُ بعينِهِ. وأَعطاها شَبْرَها أَي حق النكاح. وفي

دعائه لعلي وفاطمة، رضوان الله عليهما: جمع الله شَمْلَكُما وبارك في

شَبْرِكُما؛ قال ابن الأَثير: الشَّبْرُ في الأَصل العطاء ثم كُني به عن النكاح

لأَن فيه عطاء. وشَبْرُ الجمل: طَرْقُه، وهو ضِرَابه. وفي الحديث: أَنه

نهى عن شَبْرِ الجَمَلِ أَي أُجرة الضِّرَابِ. قال: ويجوز أَن يسمى به

الضراب نفسه على حذف المضاف أَي عن كراء شَبْرِ الجَمَلِ؛ قال الأَزهري:

معناه النهي عن أَخذ الكراء عن ضراب الفحل، وهو مثلُ النهي عن عَسْبِ

الفحل، وأَصل العَسْب والشَّبْرِ الضِّرابُ؛ ومنه قول يحيى بن يَعْمَرَ لرجل

خاصمته امرأَته إِليه تطلب مهرها: أَإِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك

أَنشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها؟ أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ، فشَكْرُها:

بضْعُها؛ وشَبْرُه: وَطْؤه إِياها؛ وقال شمر: الشَّبْرُ ثواب البضع من مهر

وعُقْرٍ. وشَبْرُ الجمل: ثواب ضِرَابه. وروي عن ابن المبارك أَنه قال:

الشَّكْرُ القُوتُ، والشَّبْرُ الجماع. قال شمر: القُبُل يقال له

الشَّكْرُ؛ وأَنشد يصف امرأَة بالشرَف وبالعِفَّة والحِرْفة:

صَنَاعٌ بإِشْفاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها،

جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ

ابن الأَعرابي: المَشْبُورَة المرأَة السَّخِيَّة الكريمة.

قال ابن سيده: فسر ابن الأَعرابي شَبْرَ الجمل بأَنه مثل عَسْب الفحل

فكأَنه فسر الشيء بنفسه؛ قال: وذلك ليس بتفسير، وفي طريق آخر نهى عن شَبْرِ

الفحل. ورجل قصير الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ؛ قالت الخنساء:

معاذَ الله يَرْضَعُنِي حَبَرْكَى،

قصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ

والمَشْبَرُ والمَشْبَرَةُ: نَهْرٌ ينخفض فيتأَدى إِليه ما يفيض عن

الأَرضِين. ابن الأَعرابي: قِبالُ الشِّبْرِ الحَيَّةُ وقِبَالُ الشَّسْعِ

الحيَّة. وقال أَبو سعيدْ:

المَشَابِرُ حُزُوزٌ في الذِّراعِ التي يُتَبايَعُ بها، منها حز

الشِّبْر وحز نصف الشِّبْرِ ورْبُعِه، كلُّ جُزْءٍ منها صَغُر أَو كبر

مَشْبَرٌ.والشَّبُورُ: شيء ينفخ فيه، وليس بعربي صحيح. والشَّبُّور، على وزن

التَّنُّور: البُوقُ، ويقال هو معرّب. وفي حديث الأَذان ذُكِرَ له

الشَّبُّور؛ قال ابن الأَثير: جاء في تفسيره أَنه البُوقُ وفسروه أَيضاً بالقُبْعِ،

واللفظة عِبرانية. قال ابن بري: ولم يذكر الجوهري شَبَّر وشَبيراً في

اسم الحسن والحُسين، عليهما السلام؛ قال: ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما

فقال: شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبَّرٌ هم أَولاد هرون، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام، ومعناها بالعربية حسن وحسين ومُحَسِّن، قال: وبها سَمَّى علي،

عليه السلام، أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يعني حسناً وحسيناً

ومُحَسِّناً، رضوان الله عليهم أَجمعين.

شبر
: (الشِّبْرُ، بِالْكَسْرِ: مَا بَيْنَ أَعْلَى الإِبْهامِ وأَعْلَى الخِنْصَرِ، مُذَكَّرٌ. ج: أَشْبَارٌ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يُجَاوِزوا بِهِ هاذا البناءَ.
(و) من المَجَاز: هُوَ (قَصِيرُ الشِّبْرِ) ، إِذا كَانَ (مُتَقَارِب الخَلْقِ) ، هاكذا فِي الأَساس، وَوَقع فِي بعض الأُمَّهاتِ مُتَقارِب الخَطْوِ، قَالَت الخَنْسَاءُ:
مَعَاذَ اللَّهِ يَنْكِحُنِي حَبَرْكَى
قَصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمَ بنِ بَكْرِ
(وقِبَالُ الشِّبْرِ) وقِبَالُ الشِّسْعِ: (الحَيَّة) ، كِلَاهُمَا عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الشَّبْرُ، (بالفَتْحِ: كَيْلُ الثَّوبِ بالشِّبْرِ) ، يَشْبِرُه ويَشْبُرُه، وَهُوَ من الشِّبْرِ، كَمَا يُقَال: بُعْتُه من البَاع، وَقَالَ اللَّيْث: الشِّبْرُ: الاسْمُ، والشَّبْرُ الفِعْلُ.
(و) من المَجَاز: الشَّبْرُ: (الإِعْطَاءُ) ، كَمَا قيل: البَاعُ واليَدُ للكَرَمِ والنِّعْمَة، يُقَال: شَبَره مَالا وسَيْفاً يَشْبُرُه: أَعْطَاهُ إِيّاه، (كالإِشْبَارِ) ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَر، يصفُ سَيْفاً:
وأَشْبَرَنِيهِ الهَالِكِيُّ كأَنَّهُ
غَدِيرٌ جَرَتْ فِي مَتْنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ
كَذَا فِي الصّحاح، ويروَى: (وأَشْبَرَنِيهَا) ، وَالضَّمِير للدِّرْعِ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهُوَ الصّوابُ؛ لأَنَّه يَصفُ دِرْعاً لَا سَيْفاً، والهالِكِيُّ: الحَدّاد، وأُريدَ بِهِ هُنَا الصَّيْقَل.
(و) من المَجَاز: أَعطاها شَبْرَها، وَهُوَ (حَقُّ النِّكَاحِ) ، وثَوَابُ البُضْعِ من مَهْر وعُقْرٍ، قَالَه شَمِر. (و) فِي الحَدِيث: (نَهَى عَن الشَّبْرِ) وَهُوَ (طَرْقُ الجَمَلِ وضِرَابُه) ، قَالَ الأَزهريّ: مَعْنَاهُ: النَّهْيُ عَن أَخذِ الكِراءِ على ضِرَابِ الفَحْلِ، وَهُوَ مثلُ النَّهْيِ عَن عَسْبِ الفَحْلِ، وهاكذا نَقله ابْن سِيدَه عَن ابْن الأَعْرَابِيّ.
(و) فِي حديثِ دُعائِه صلى الله عَلَيْهِ وسلملعَلِيَ وفاطِمَةَ رَضِي الله عَنْهُمَا: (جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَكُمَا وبَارَكَ فِي شَبْرِكُما) . قَالَ ابنُ الأَثِير: الشَّبْرُ فِي الأَصل: العَطاءُ، ثمَّ كُنِيَ بِهِ عَن (النِّكَاح) لأَنّ فِيهِ عَطاء.
(و) الشَّبْرُ: (العُمْرُ، ويُكْسَرُ) ، يُقَال: قَصَرَ الله شَبْرَه وشِبْرَه، أَي طُولَه وعُمْرَه، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
(و) قَالَ الفَرّاءُ: الشَّبْرُ: (القَدُّ) يُقَال: مَا أَطولَ شَبْرَه، أَي قَدَّه.
(وشَبْرُ بنُ صَعْفُوق) بنِ عَمْرِو بنِ زُرَارَةَ الدَّارِمِيّ التَّمِيمِيّ، (ويُحَرَّكُ) قَالَ الْحَافِظ: ذكر أَبو أَحمد الْحَاكِم، فِي تَرجمةِ حفيدِه أَبي عُبَيْدَةَ السَّرِيِّ بنِ يَحْيَى أَنّ جَدّه شَبْراً (صحابِيّ) لَهُ وِفَادَة، ذكرَه الذَّهَبِيّ.
(وبِشْرُ بنُ شَبْرٍ) ، هاكذا فِي نسختنا، وَالصَّوَاب شَبْرُ بنُ شَبْرٍ: (تابِعِيٌّ من أَصحابِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) ، وَعنهُ حُميد بنُ مُرّة.
(وشَبْرُ بنُ عَلْقَمَةَ: تابِعِيّ) ، عَنْ سَعْد، وَعنهُ الأَسْوَدُ بن قَيْس، ويُقَال فِيهِ بالتَّحْرِيك أَيضاً.
(وشَبْرٌ الدَّارِمِيّ: جَدٌّ لهَنّادِ بنِ السَّرِيّ) بن يَحْيَى.
قلْت: وَهُوَ بعَيْنه شَبْرُ بنُ صَعْفُوقِ بنِ زُرَارَةَ الَّذِي تقدّم، كَذَا ذَكَره الحاكمُ فِي تَرْجَمَة حَفِيدِه السَّرِيِّ بن يَحْيَى بن شَبْرٍ، كَذَا حقَّقَه الحَافِظُ فِي التَّبْصِير، وَهُوَ واجِب التَّنْبِيهِ عَلَيْهِ.
(وبالكَسْرِ) شِبْرُ (بنُ مُنْقِذٍ الأَعْوَرُ) الشَّنِّيُّ: (شاعِرٌ تابِعِيٌّ) ، شَهِدَ الجَمَل مَعَ عليَ رَضِي الله عَنهُ، وَيُقَال فِيهِ بِشْرٌ بِتَقْدِيم الموحَّدة. (و) الشَّبَرُ، (بالتَّحْرِيك: العَطِيَّةُ والخَيْرُ) ، مثل الخَبْطِ والخَبَطِ والنَّفْضِ والنَّفضِ، فبالسكون مصدر، وبالتَّحْرِيك اسمٌ، قَالَ العَجّاج:
الحَمْدُ لِلَّهِ الذِي أَعْطَى الشَّبَرْ
وكذالك جاءَ فِي شعرِ عَدِيّ:
لم أَخُنْهُ وَالَّذِي أَعْطَى الشَّبَرْ
فَمن قَالَ: إِنّ العَجّاج حَرَّكَه للضّرورة فقد وَهِمَ؛ لأَنّه لَيْسَ يريدُ بِهِ الفِعْل، وإِنما يُرِيد بِهِ اسمَ الشيْءِ المُعْطَى، وَقيل: الشَّبْرُ والشَّبَرُ لغَتَان، كالقَدْرِ والقَدَر.
(و) الشَّبَرُ: (شيْءٌ يَتَعَاطَاهُ النّصَارَى) بعضُهم لبَعض (كالقُرْبانِ) يَتَقَرَّبُون بِهِ، (أَو القُرْبانُ بعينِه) ، وَنقل الصّاغانِيّ عَن الخَلِيل: الشَّبَرُ: الشيْءُ تُعْطِيه النَّصَارَى بعضُهم بَعْضًا، كأَنَّهُم كانُوا يَتَقَرَّبُون بِهِ.
(و) قيل: الشَّبَرُ: (الأَجْسامُ) والقُوَى، (و) قيل (الإِنْجِيلُ) .
(و) عَن ابْن الأَعرابِيّ: (المَشْبُورَةُ) : المرأَةُ (السَّخِيَّةُ) الكَريمةُ.
(و) فِي حَدِيث الأَذان: (ذُكِر لَهُ الشَّبُّورُ) (كتَنُّورٍ: البُوقُ) يُنْفَخُ فِيهِ، وَلَيْسَ بعربيَ صَحِيح، وَقَالَ ابنُ الأَثير: عِبْرانِيّة.
(والمَشَابِرُ) بالفَتْح: (حُزُوزٌ فِي ذِراعٍ يُتَابَعُ بِهَا) ، مِنْهَا حَزّ الشِّبْرِ، وحزّ نِصْفِ الشِّبْرِ، ورُبْعِه؛ كلّ حَزَ مِنْهَا صَغُر أَو كَبُر مَشْبَرٌ، نَقله الصاغانيّ عَن أَبي سعيد.
(و) المَشَابِرُ: (أَنْهَارٌ تَنْخَفِضُ فيتَأَدَّى إِليها الماءُ من مَواضِعَ) ممّا يَفِيضُ عَن الأَرَضِينَ، (جمع مَشْبَرٍ ومَشْبَرَة) ، كِلَاهُمَا بِالْفَتْح.
(والأُشْبُورُ: بالضَّمِّ: سَمَكٌ) ، والعامة تَقول: شَبُّور، كتَنُّورٍ.
(وشَبِرَ، كفَرِحَ: بَطِرَ) وأَشِرَ، أَوردَه الصّاغانيّ فِي التَّكْمِلَة. (وشَبَّرُ كبَقَّمٍ وشَبِّير كقَمِّيرٍ) أَي مُصَغّراً، وَفِي التكملة مثل أَمِيرٍ، كَذَا وُجِد مضبوطاً فِي نُسخة صَحِيحَة (ومُشَبِّرٌ، كمُحَدِّثٍ) أَسماءُ (أَبْنَاء هارُونَ) النّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وقيلَ: وبأَسْمَائِهِمْ سَمَّى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَولادَه (الحَسَنَ والحُسَيْنَ والمُحَسِّن) الأَخِير بالتَّشْدِيد كَذَا جاءَ فِي بعض الرِّوَايَات.
وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: ووَجدتُ ابنَ خَالَوَيْه قد ذكر شرحَ هاذه الأَسْماءِ فَقَالَ: شَبَّرٌ، وشَبِيرُ، ومُشَبِّرٌ: هم أَولادُ هارُونَ عَلَيْهِ السّلام، وَمَعْنَاهَا بِالْعَرَبِيَّةِ: حَسَنٌ وحُسَيْنٌ ومُحَسِّنٌ، قَالَ: وَبهَا سَمّى عليٌّ رَضِي الله عَنهُ أَولادَه شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً، يَعْنِي حَسَناً وحُسَيْناً ومُحَسِّناً، رَضِي الله عَنْهُم، قلت: وَفِي مُسْند أَحمد مَرْفُوعا: إِنِّي سَمِّيْتُ ابْنَيّ باسمِ ابنَيْ هارُون: شَبَّرَ وشَبِير.
(وشَبَّرَ تَشْبِيراً: قَدَّرَ) ، وكذالك شَبَرَ شَبْراً، كِلَاهُمَا عَن ابْن الأَعرابِيّ.
(و) رُوِيَ عَن أَبِي الهَيْثَم، يُقَال: شَبَّرَ (فُلاناً) تَشْبِيراً (فتَشَبَّر) ، أَي (عَظَّمَه فتَعَظَّمَ) ، وقرَّبَه فتَقرَّبَ.
(وتَشابَرَا: تَقَارَبَا فِي الحَرْبِ) ، كأَنّه صَار بَينهمَا شِبْرٌ، ومدّ كُلُّ واحِد مِنْهُمَا إِلى صَاحبِه الشِّبْرَ.
(وشابُورُ: اسْم) جماعةٍ، مِنْهُم شابُورُ: شيخٌ لخالِدِ بنِ قَعْنَب، وَكَذَا حَجّاجُ بنُ شابُورَ.
وعُثْمَانُ بنُ شابُورَ، عَن أَبي وائِلٍ.
وداوُودُ بن شابُورَ، عَن عَطاءٍ.
ومحمّدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ شابُورَ، وَيُقَال لَهُ: الشّابُورِيّ نِسْبَة إِلى جدّه عَن الأَوْزاعِيّ.
وأَحمدُ بنُ عُبَيْدِ الله بن مَحْمُود بن شابُور المُقْرِي، قَالَ أَبو نُعَيْم: مَاتَ بعد سنة 360.
(ورَجُلٌ شابِرُ المِيزانِ) أَي (سارِقٌ) ، نَقله الصاغانيّ. (وشَبْرَى كسَكْرَى: ثَلاثَةٌ وخَمْسُونَ مَوْضِعاً، كُلّهَا بِمِصْرَ) وَقد تَتَبَّعْتُ أَنا فوجَدْتُه اثنَيْن وسَبْعِينَ موضِعاً من كتاب القَوانِين للأَسْعَدِ بنِ مَمّاتِي، ومختصرِه لِابْنِ الجَيْعَان، على مَا سيأْتي بيانُه على التَّرْتِيب.
(مِنْهَا عَشرَةٌ بالشَّرْقِيَّة) وَهِي شَبْرَا أُمّ قمص، وشَبْرا مَقس، وَبْرا من الضَّواحِي، قلت: وَهِي شَبْرا الخَيْمَة، وتعرف الْآن بالمَكّاسَة، وشَبْرَا سهواج، وشَبْرَا الخَمّارة، وشَبْرَا النَّخْلَة، وشبرا هارس، وتُعْرَفُ بمُنْيَةِ القَزّازِين، وشَبْرَا سَخا، وشَبْرَا صوره، وشَبْرَا بَلُّوط، وَهِي حِصَّة المُغْنِي.
وفَاتَتْه اثْنَتانِ: شَبْرا سِنْدِي، وشَبْرا البَيْلُوق.
(وخَمْسَةٌ بالمُرْتَاحِيَّةِ) وَهِي شَبْرَا وسيم، وشَبْرَا هُور، وشَب 2 بِدِّين، وشَبْرَا مكراوة، وشَبْرَا بلولة.
وفاتته اثْنَتان: شَبْرَا قِبَالَة، وشَبْرَا بلق.
(وسِتَّةٌ بجَزِيرَةِ قُوَيْسِنَا) وَهِي شَبْرَا قِبالة، وشَبْرَا قَلُّوح، وشَبْرَا بخُوم، وشَبْرَا قطّارة، وهاذه الأَربعة الَّتِي ذكروها فِي الدِّيوان، وكأَنَّه أَلْحَقَ اثْنَتَيْنِ من إِقْلِيمٍ سِوَاه مُجَاورٍ لجَزِيرَةِ قُوَيْسِنا.
(وإِحْدَى عَشَرَةَ بالغَرْبِيَّةِ) ، وَهِي: شَبْرَا هربون، وشَبْرَا بَار، وشَبْرا بَنِي تَكَرَّرت، وشَبْرَا كلسا، وشَبْرَا زيْتُون، وشَبْرَا سرينة، وشَبْرَا بلولة، وشبرا نَباص، وشَبْرَا لُوق، وشَبْرَا مرّيق، وشبرا نبا.
وفاتته ثَمَانِيَة: شَبْرَا نَخْلَة، وشَبْرَا بقيس، وشَبْرَا بَسْيُون، وشَبْرَا بَار، من كُفُور سَخَا، وشَبْرَا بَار أَيضاً، وشَبْرا نَبَات، وشَبْرا ذُبابة، وشَبْرَا فروض من كفور دُخْمس.
(وسَبْعَةٌ بالسَّمَنُّودِيَّة) وَهِي: شَبْرَا بابِن، وشَبْرَا أَنقاس، وشَبْرَا بِئر العَطَش، وشَبْرَا دَمْسِيس، وشَبْرَا نين، وشَبْرَا ملكان، من الطّاوِيَة، وشبرا قة.
وفاتته أَربعة: شَبْرَا طليمة، وشَبْرَا قَاص، وشَبْراسِيس، وشَبْرَا بلولة.
(وَثَلَاثَة بالمنوفية) وَهِي: شَبَرَا مقمص، وشَبْرَا بلولة، وشَبْرَا قُوص، من كفور بهواش.
وَفَاته ثَلَاثَة: شَبْرَا قاص، وشَبْرَا نخْلَة، وشَبْرَا دقس.
قلت: وَمن إِحْدَاهُنّ وتعرف بشَبْرا الشُّرُوخ، وَقد دَخَلتهَا ثَلَاث مَرَّات شَيْخُنا خاتِمَةُ المُسْنِدِين عَبْدُ اللَّهِ بنُ محمّدِ بنِ عَامر بنِ شَرَفِ الدِّينِ الشَّبْرَاوِيّ الشافِعِيّ الأَزْهَرِيّ، سمع جَدُّه الكتبَ الستَّة تَمامًا على أَبِي النّجَاءِ سالمِ بنِ محمّد بن محمّد السَّنْهُورِي، ورَوَى هُوَ عَن مُحمَّدِ بنِ عبدِ الله الخِرْشِيّ، ومحمّد بن عبد الْبَاقِي الزُّرْقَانيّ، وعبدِ الله بن سَالِم البَصْرِيّ، والشّهَاب الخَلِيفِيّ، وأَبي الإِمدادِ خليلِ بن إِبراهِيم اللّقانِيّ، ودَرس وأَفادَ، وتَوَلَّى مشيخَةَ الجامِع الأَزْهَرِ، وباشَرَ بعِفّة وصِيانَةَ، وَكَانَ وَافِرَ الحِشْمَةِ والجاهِ، وُلد سنة نيّف وَتِسْعين وأَلف، وتوفِّي سنة 1170.
(وثلاثةٌ بجَزِيرَةِ بني نَصْرٍ) وَهي: شَبْرَا سُوس، وشَبْرَا لون، وشَبْرا لَمْنَة.
(وأَرْبَعَةٌ بالبُحَيْرَةِ) وَهِي: شَبْرَا وِيش، وشَبْرَاخِيت، وشَبْرَا بارَة، وشَبْرَا النَّخْلَةِ.
(واثْنَانِ بِرَمْسِيسَ) وهما: شَبْرَا وسيم، وشَبْرَا نُونه. وَفَاته موضعان من الكُفور الشاسعة بإقليمٍ آخَرَ تَابع لحَوْفِ رَمْسِيسَ فِي الدّيوان، وهما، شَبْرَانات، وشَبْرَا بُوق.
(واثْنَانِ بالجِيزِيَّة) : شَبْرَا مَنْت، وَقد دَخَلْتخهَا، وشَبْرَا بارَةَ، فهاذِهِ الجملةُ اثْنَانِ وسَبْعُونَ مَوْضِعاً، مِنْهَا ثلاثةٌ وخَمْسُونَ ذكرهم المُصَنّف، وَمَا بَقِي فممّا استفدناه من الدَّوَاوِين السُّلْطَانِيَّة، وَالله أَعلم.
(وشَبَّرَةُ كبَقَّمَة: جَدُّ أَحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ) الشَّيْخ (العَابِدِ النَّيْسَابُورِيّ) ، سمع ابنَ خُزَيْــمَةَ، وعُمَرَ النُّجَيْرِيّ قَالَه الْحَافِظ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال: هَذَا أَشْبَرُ من ذَاك، أَي أَوسَعُ شِبْراً.
والشِّبْرَةُ، بِالْكَسْرِ: العَطِيَّة، عَن ابْن الأَعْرَابيّ.
والشَّبْرَةُ: القَامَةُ تكون قَصِيرَةً وطَويلةً. وَعَن ابْن الأَعرابِيّ، يُقَال: أَشْبَرَ الرجلُ: جاءَ بِبَنِينَ طِوَالِ الأَشْبَارِ، أَي القُدُودِ، وأَشْبَرَ: جاءَ ببنِينَ قِصارِ الأَشْبَارِ.
وشَبَرَ المرأَةَ يَشْبُرُها شَبْراً: جامَعَها.
وشَبَّرْتُه تَشْبِيراً: أَعْطَيْتُه، كَذَا فِي التكملة.
وشَبَرَه يَشْبُرُه: قَدَّرَه بشِبْرٍ.
و (مَنْ لكَ بأَن تَشْبُرَ البَسِيطَة؟) يضْرب لمن يَتَكَلَّفُ مَا لَا يُطِيق، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ.
وشَبَّرُ، كبَقَّم: لقَبُ عِصَام بن يَزِيدَ الأَصْبهانيّ، وَيُقَال: جَبّر، بِالْجِيم، وَهُوَ الأَشهر، والحقُّ أَنه حَرْفٌ بَين حَرْفَيْنِ، قَالَه الْحَافِظ.
وشَابُورُ: قَرْيَةٌ بِمصْر من أَعمال حَوْفِ رَمْسِيسَ.
ومُشَبِّرٌ، كمُحَدِّثٍ: لقبُ مَيْمُونِ بن أَفْلَحَ، ذكره الْحَافِظ.

ثرر

(ثرر) الْمَكَان نداه
(ثرر) : الثُّرّة: الحُفَرَةُ تُحْفَر لغَرْسِ الكَرْم، يُقال: ثَرَرْتُ أَثُرُّ.

ثرر


ثَرّ(n. ac.
ثَرّ
ثَرَاْرَة
ثُرُوْر
ثُرُوْرَة)
a. Yielded abundantly.
b. Scattered, dispersed.

ثَرّ
(pl.
ثِرَاْر
ثُرُوْر)
a. Abounding in, full of.

ثَرَّةa. Gossip (woman).
[ثرر] فيه وذكر السنة: غاضت لها الدرة ونقصت لها "الثرة" هو بالفتح كثرة اللبن. سحاب ثر كثير الماء، وناقة ثرة واسعة الإحليل وهو مخرج اللبن من الضرع وقد تكسر الثاء.
[ثرر] سحاب ثَرٌّ، أي كثير الماء وعين ثَرَّةٌ وهي سَحابة تأتي من قِبَلِ قِبْلة أهل العراق. قال عَنترة: جادت عليه كلُّ عين ثَرَّةٍ * فتركْنَ كلَّ قرارةٍ كالدرهمِ - وناقة ثَرَّةٌ وعَنْز ثَرَّة، أي واسعة الإحْليلِ. وربَّما قالوا: طعنة ثَرّة، أي غزيرة. وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً. والثرثرة: كثرة الكلام وترديده. يقال: ثرثر الرجل، فهو ثَرْثارٌ مهذار. والثرثار: اسم نهر. وثَرَّرْتُ المكان، مثل ثَرَّيْتُهُ، إذا نديته
ث ر ر

سحابة ثرة، وعين ثرة: غزيرة، وقد ثرت تثر بالكسير، وثرت السحابة ماءها تثره بالضم. قال عنترة:

جادت عليها كل عين ثرة ... فتركن كل قرارة كالدرهم

أراد بالعين السحابة الناشئة من عين القبلة. ورجل ثرثار: مهذار.

ومن المجاز: ناقة ثرة وثرور: واسعة الأحاليل، كثيرة الدر. وطعنة ثرة وثرور. وفرس ثر: مسح. قال:

وقد أغدو على الفتيا ... ن بالمنجرد الثر

وفي كفي كالملح ... وفي متنيه كالذر

به أختلس الضرب ... ة تثني أول الشر
ثرر
ثَرَّ1 ثَرَرتُ، يَثُرّ، اثْرُرْ/ ثُرَّ، ثَرًّا وثُرُورًا، فهو ثارّ وثَرّ
• ثرَّت السَّحابةُ: غزر ماؤها "ينبوعٌ ثَرّ: واسع العطاء، لاينضب- شاةٌ ثَرَّة: غزيرة اللبن".
• ثرَّ الشَّخصُ: كثُر كلامُه. 

ثَرَّ2 ثَرَرْتُ، يَثُرّ، اثْرُر/ ثُرَّ، ثَرًّا، فهو ثارّ وثَرّ، والمفعول مَثْرور
• ثرَّت السَّحابةُ ماءَها: صبَّته. 

ثَرّ [مفرد]:
1 - مصدر ثَرَّ1 وثَرَّ2.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثَرَّ1 وثرَّ2 ° حصان ثَرّ: بعيد الخطو، متسع الرَّكْض. 

ثُرور [مفرد]: مصدر ثَرَّ1. 
[ث ر ر] عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرّارَةٌ وثَرْثارَةٌ غَزِيرَةٌ وكَذلِك السَّحابَةُ وعَيْنٌ ثَرَّةٌ كثيرةُ الدًّمُوعِ ولم نَسْمَع فيها ثَرْثارَة أَنْشَدَ ابن دُرَيْد

(يا مَنْ لعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ ... )

(يَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ ... )

يَحْفِشُها يَسْتَخْرِجُ كلَّ ما فِيها وطَعْنَةٌ ثَرَّةٌ كَثيرةُ الدَّمِ على التَّشْبِيه بالعَيْنِ والمَصْدَرُ الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ ومَطَرٌ ثَرٌّ واسِعُ القَطْرِ مُتَدارِكُه وشاةٌ ثَرَّةٌ وثَرُورٌ بَيِّنَةُ الثَّرارَة واسِعَةُ الإحْلِيلِ غَرِيزَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَت وكذلكَ النّاقَةُ والجَمْعُ ثُرُرٌ وثِرارٌ وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرٌّ ثَرّا وثُرُورًا وثُرُورَةً وثَرارَةً وإِحْلِيلٌ ثَرٌّ واسِعٌ ورَجُلٌ ثَرٌّ وثَرْثارٌ مُتَشَدِّقٌ كثيرُ الكَلامِ والأُنْثَى ثَرَّةٌ وثارَّةٌ وثَرْثارَةٌ والثَّرْثارُ أَيْضًا الصَّيَّاحُ عن اللِّحْيانِيُّ والثَّرْثارُ نَهْرٌ بعَيْنِه قالَ الأَخْطَلُ

(لعَمْرِي لَقَدْ لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ ... عَلَى جانِبِ الثَّرْثارِ راغِيَةَ البَكْرِ) وثَرَاثِرُ واد معروف قالَ الشَّمّاخُ

(وأَحْمَى عَلَيْها ابْنا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ ... مُشَاشَ المَراضِ اعْتادَهَا من ثَراثِرِ)

والثَّرْثَرَةُ كَثرةُ الكَلامِ والكَلامُ في تَخْلِيطِ وثَرَّ الشيءَ من يَدِه يَثُرُّه ثَرًا وثَرْثَرَة بَدَّدَه وحَكَى ابنُ دُرَيْدٍ ثَرْثَره بَدَّدَه ولم يَخُصَّ اليَدَ والإثْرارَةُ نَبْتٌ يُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّرِيكَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وجَمْعُها إِثْرارٌ

ثرر: عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ: غَزيرَة الماء، وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً، وكذلك السحابة. وسحابٌ ثَرٌّ أَي كثير

الماء. وعين ثَرَّةٌ: كثيرة الدموع؛ قال ابن سيده: ولم يسمع فيها ثَرْثارةٌ؛ أَنشد ابن دريد:

يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ

يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ

يحفشها: يستخرج كل ما فيها. الجوهري: وعين ثَرَّةٌ، قال: وهي سحابة تأْتي من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق؛ قال عنترة:

جادتْ عليها كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ،

فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ

وطعنة ثَرَّةٌ أَي واسعة، وقيل: ثَرَّةٌ كثيرة الدم، على التشبيه بالعين، وكذلك عين السحاب. قال: وكل نعت في حدّ المدغم إِذا كان على تقدير فَعَلَ فأَكثره على تقدير يَفْعِل، نحو طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ، وقد يختلف في نحو خَبَّ يَخُِبُّ (* وقوله: «وقد يختلف في نحو خب يخب» يقتضي أَنه لم يتخلف فيما قبله وليس كذلك). فهو خَِبُّ، قال: وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفَعل مفتوح فهو، في فعيل، مكسور في كل شيء، نحو شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ، فهو شحيح وضنين، ومن العرب من يقول: شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ؛ وما كان من أَفعل وفعلاء من ذوات التضعيف، فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العين ويفعل مفتوح، نحو أَصم وصماء وأَشم وشماء؛ تقول: صَمِمْتَ يا رجل تَصَمُّ، وجَمِمتَ يا كَبْشُ تَجَمُّ، وما كان على فَعلْت من ذوات التضعيف غير واقع، فإِن يفعل منه مكسور العين، نحو عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وما كان منه واقعاً نحو رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ، فإِن يفعل منه مضموم إِلاَّ أَحرفاً جاءت نادرة وهي: شَدَّة يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمهُّ وهَرَّ الشيءَ إِذا كرهه يَهُرُّه ويَهِرُّه؛ قال: هذا كله قول الفرّاء وغيره من النحويين؛ ابن سيده: والمصدر الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ. وسحابة ثَرَّةٌ: كثيرة الماء. ومطر ثَرُّ: واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه. ومطر ثَرُّ: بَيِّنُ الثَّرارَةِ. وشاة ثَرَّةٌ وثَرُورٌ: واسعة الإِحليل غزيرة اللبن إِذا حلبت، وكذلك الناقة، والجمع ثُرُرٌ وثِرارٌ، وقد ثَرَّتْ تثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً وثُروراً وثُرورَةً وثَرارَةً. وإِحْليل ثَرُّ: واسع. وفي حديث خزيــمة وذكر السنة: غاضتْ لها الدَّرَّةُ ونقصت لها الثَّرَّةُ؛ الثرة، بالفتح: كثرة اللبن. يقال: ناقة ثَرَّة واسعة الإِحليل، وهو مخرج اللبن من الضرع، قال: وقد تكسر الثاء. وبول ثَرُّ: غَزِيرٌ. وثَرَّ يَثِرُّ ويَثُرُّ إِذا اتسع، وثَرَّ يَثُرُّ إِذا بَلَّ سَويقاً أَو غيره. ورجل ثَرُّ وثَرثارٌ: مُتَشَدِّق كثير الكلام، والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ. والثَّرْثارُ أَيضاً: الصَّيَّاحُ؛ عن اللحياني. والثَّرْثَرَةُ في الكلام: الكَثْرةُ والترديد، وفي الأَكل: الإِكثار في تخليط. تقول: رجل ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وقوم ثَرْثارُونَ؛ وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ؛ هم الذين يكثرون الكلام تَكَلُّفاً وخروجاً عن الحق. وبناحية الجزيرة عَيْنٌ غزيرة الماء يقال لها: الثَّرْثارُ. والثَّرْثارُ: نهر بعينه؛ قال

الأَخطل:

لَعَمْري لقد لاقتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ،

على جانب الثَّرْثارِ، رَاغِيَةَ البَكْرِ

وثَرْثارٌ: واد معروف. وثَراثِرُ: موضع: قال الشماخ:

وأَحْمَى عليها ابنا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ

مُشَاشَ المَراضِ، اعْتادها من ثَراثِر

والثَّرّثَرةْ: كثرة الأَكل والكلام في تخليط وترديد، وقد ثَرْثَر الرجُل، فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ. وثَرَّ الشيءَ من يده يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً: بَدَّدَهُ. وحكى ابنُ دريد: ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه، ولم يَخُصَّ اليدَ.

والإِثْرارَةُ: نبت يسمى الفارسية الزريك؛ عن أَبي حنيفة، وجمعها

إِثْرارٌ. وثَرَّرْت المكانَ مثل ثَرَّيْتُه أَي نَدَّيْتُه.

وثُرَيْرٌ، بضم الثاء وفتح الراء وسكون الياء: موضع من الحجاز كان به مال لابن الزبير له ذكر في حديثه.

ثرر
: ( {الثَّرَّةُ مِن العُيُون: الغَزِيرَةُ) الماءِ، (} كالثَّرّارةِ {والثَّرْثَارَةِ} والثُّرْثُورَةِ) ، بالضمّ فِي الأَخِير. وَقد {ثَرَّتْ} تَثُرُّ {ثَرَارَةً، وكذالك السَّحَابُ. وَفِي الصّحَاح: عَيْنٌ} ثَرَّةٌ، قَالَ: وَهِي سَحابَةٌ تأْتِي مِن قِبَلِ قِبْلَةِ أَهلِ العِرَاقِ، قَالَ عنتَرةُ:
جَادَتْ عَلَيْهَا كلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ
فَترَكْنَ كلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
(و) مِنَ المَجَازِ: {الثَّرَّةُ: (النّاقَةُ، أَو الشّاةُ الواسعةُ الإِحْلِيلِ، والغَزِيرَةُ مِنْهُمَا،} كالثَّرُورِ (كصَبُورٍ. وَفِي حَدِيث خُزَيْــمَةَ: وذَكَرَ السَّنَةَ: (غضاَتْ لَهَا الدَّرَّةُ، ونَقَصَتْ لَهَا {الثَّرَّة) . قَالَ ابْن} الأَثِير: {الثَّرَّةُ، بِالْفَتْح كثرةُ اللَّبَنِ، (يُقَال) : ناقةٌ} ثَرَّةٌ: واسِعَةُ الإِحلِيلِ، وَهُوَ مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِن الضِّرْع، قَالَ: وَقد تُكْسَرُ الثّاءُ. وشاةٌ ثَرَّةٌ {وثَرُورٌ: واسعةُ الإِحْلِيلِ، غَزِيرَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَتْ. (ج} ثُرُورٌ {وثِرَارٌ) ، بالضمِّ والكسرِ، هاكذا فِي النسَخ. وَالَّذِي فِي الأُصُول المعتَمدة: ثُرُرٌ} وثِرَارٌ، وإِحْليلٌ {ثَرٌّ: واسِعٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ:} الثَّرَّةُ: (الطَّعْنَةُ الكَثِيرَةُ الدَّمِ) ، وَقيل: الواسِعَةُ وَفِي بعض النُّسَخ هُنَا زِيَادَة {كالثّارَةِ وَفِي الأَساس:} كالثَّرُورِ، على التَّشْبِيه بالعَيْن.
( {وثَرَّ} يِثِرُّ، مُثَلَّثَ الآتِي) ، أَي المُضَارِع ( {ثَرًّا) بِالْفَتْح (} وثُرُورَةً) بالضمّ، ( {وثَرَارَةً) بِالْفَتْح (} وثُرُوراً) بالضَّمّ، (فِي الكلّ) ، أَي ممّا ذَكَرَ من الْمعَانِي السَّابِقَة. قَالَ شَيخنَا: الضَّمُّ والكسرُ لغتانِ وَارِدَتانِ، الأُولَى شاذَّة، والثانيةُ على الْقيَاس، وَقد عَدَّه ابنُ مالكٍ وغيرُه ممّا جَاءَ فِيهِ الوَجْهان وذَكَرَهما الجوهريُّ وأَربابُ الأَفعالِ والتَّصْرِيف، وأَما الفتحُ فَلَا وَجْهَ لذِكْرِه لَا سَماعاً وَلَا قِيَاساً؛ لأَنّ الفتحَ إِنما يكونُ فِي الماضِي المفتوحِ الحَلْقِيِّ العَيْنِ أَو اللَّامِ، وذالك هُنَا مُنْتَفٍ كَمَا لَا يَخْفَى. قلتُ: وَمَا أَنْكَرَه شيخُنَا فقد ذكرَه صاحبِ اللِّسَان عَن بعضِ الْعَرَب، والمصنِّفُ مِن عادَتِه أَنه لم يزلْ يَتَتَبَّعُ النَّوادِرَ والغَرَائِبَ؛ لأَنه البحرُ المُحِيطُ الجامعُ للعجائب.
(و) {الثَّرَّةُ أَيضاً: (المرأَةُ الكثيرةُ الكلامِ،} كالثّارَّةِ {والثَّرْثَارَةِ) ، يُقَال: رجلٌ} ثَرْثَارٌ إِذا كَانَ مُتَشَدِّقاً كثيرَ الكلامِ.
( {والثَّرُّ: التَّفْرِيقُ والتَّبْدِيدُ) ، يُقَال: ثَرَّ الشَّيْءِ مِن يَدِه} يَثُرُّه {ثَرًّا؛ بَدَّدَه، (.
} كالثَّرْثَرَةِ) ، حَكَاه ابنُ دُرَيْدٍ وَلم يَخُصَّ اليَدَ ونَصُّ ابنُ دُرَيْد: {ثَرَرْتُ الشَّيْءَ} أَثُرُّه {ثَرًّا، إِذا بَدَدْتَه. قَالَ الصغانيُّ: وأَحْجِ بِهِ أَن يكونَ تصْحِيفَ نَدَّيْتَه، وأَما} ثَرْثَرْتُه بَدَّدْتُه فصَحِيحٌ.
(و) {الثَّرُّ: (الواسِعُ) . يُقَال؛ عَيْنٌ} ثَرّةٌ، أَي واسِعةٌ وكذالك إِحْيلٌ ثَرٌّ.
(و) الثَّرُّ: (المِكْثارُ) المُتَشَدِّقُ، يُقال: رجلٌ ثَرٌّ، أَي كثيرُ الكلامِ.
(و) الثَّرُّ (مِن السّحابِ: الكَثِيرُ الماءِ) ، يُقَال: سحابٌ ثَرٌّ. وثَرَّتِ السَّحَابَةُ مَاءَها {تَثُرّه} ثَرًّا.
(و) مِنَ المَجَازِ: ( {الثَّرْثَارُ) بِالْفَتْح (المِهْذَارُ) المُتَشَدِّقُ. ورُوِيَ عَن النّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلّم أَنه قَالَ: (أَبْغَضُكُم إِليَّ} الثَرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون) وهم الَّذين يُكثِرُون الكلامَ تكلُّفاً خُرُوجاً عَن الحقّ.
(و) الثَّرْثارُ أَيضاً: (الصَّيّاحُ) ، عَن اللِّحْيَانيّ.
(و) الثَّرْثَارُ: (نَهْرٌ) بعَيْنِه، وَقَالَ المبرّد فِي أَوّل الْكَامِل: سُمِّيَ بِهِ لكثرةِ مائِه، قَالَ الأَخطل مِن قصيدةٍ أَوّلُها:
لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
على جانبِ الثَّرثْارِ راغِيَةَ البَكْرِ
(و) الثَّرْثَارُ: (وادٍ كبيرٌ) بالجزيرة يَمدُّ إِذا كثرت الأَمطارُ، وأَمّا فِي الصَّيف فَلَيْسَ فِيهِ إلّا مناقِعُ، ومياهٌ جامدة، وعيونٌ قليلٌ مِلحةٌ، وَهُوَ فِي البَرِّيَّة ينحدرُ (بَين سِنْجارَ وتَكْرِيتَ) ، وَكَانَت عَلَيْهِ قُرىً كثيرةٌ عامرةً قد خَرِبت الْآن، وإِيّاه عَنَى الأَخطلُ فِي قَوْله وَقد جَمَعَه:
وأَحْمَى علينا ابْنَا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ
مُشَاشَ المَراضِ اعْتَادَهَا مِن ثَرَاثِرِ
وَفِي أَنساب البلاذريِّ: الثَّرْثارُ: نهرٌ يَنْزِعُ من هِرْماس نَصِيبِينَ، ويُفَرّغُ فِي دِجْلَةَ بَين الكُحَيْلِ ورَأْسه الإِيَّلِ، وَله يومٌ معروفٌ، قَالَ الأَخطل:
لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
إِلى جَانب الثَّرْثارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ
( {والأَثْرَارَةُ، بِالْكَسْرِ: الأَنْبِرْبَارِيسُ) ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّريكَ، عَن أَبي حَنِيفَةَ، نقلا عَن بعض الأَعراب.
(} والثُّرْثُورُ الكبيرُ والصّغيرُ: نَهْرانِ بإِرْمِينِيَةَ) ، نقلَه الصّغانيُّ.
( {وثَرَّرَ بِالْمَكَانِ تَثْرِيراً نَدَّاه) . وَالَّذِي فِي الأُصول المعتَمَدة: ثَرَّرْتُ المكانَ مثل ثَرَّيْتُه، أَي نَدَّيْتُه.
(} والثَّرْثَرَةُ: كثْرةُ الكلامِ وتَرْدِيدُه) فِي تَخْلِيطٍ، وَقد ثَرْثَرَ الرجلُ، فَهُوَ {ثَرْثَارٌ، مِهْذارٌ.
(و) } الثَّرْثَرَةُ: (الإِكثارُ من الأَكلِ وتَخْلِيطُه) . رجلٌ {ثَرْثَار، وامرأَةٌ} ثَرْثَارَةٌ، وقومٌ {ثَرْثَارُون، وَقد تقدَّم ذِكْرُ الحديثِ الَّذِي وردتْ فِيهِ هاذه اللَّفظة.
(و) من المَجاز: (فَرَسٌ} ثَرٌّ {ومُنْثَرٌّ) ، أَي (سَرِيعُ الرَّكْضِ) ؛ تَشْبِيهاً بالعَيْن} الثَّرَّةِ، كَمَا فِي الأَساس.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
عَيْنٌ {ثَرَّةٌ: ثكيرةُ الدُّموعِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم يُسْمَع فِيهَا} ثَرْثَارةٌ، وأَنشدَ ابْن دُرَيد:
يَا مَنْ لِعَيْنٍ {ثَرَّةِ المَدامِعِ
يَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ
ومَطَرٌ ثَرٌّ: واسِعُ القَطْرِ مُتَداركُه، بَيِّنُ} الثَّرارَةِ.
وبَوْلٌ {ثَرٌّ: غَزِيرٌ.
} وثَرَّ {يَثِرُّ، إِذا اتَّسَعَ.
} وثَرَّ {يَثُرُّ، إِذا بَل سَوِيقاً أَو غيرَه.
} وثُرَيْر، كزُبَيْرٍ: موضعٌ عِنْد أَنْصَابِ الحَرَمِ بمكةَ، ممّا يَلِي المُسْتَوْفِزَةَ، وَقيل: صُقْعٌ مِن أَصْقَاعِ الحِجازِ، كَانَ بِهِ مالٌ لابنِ الزُّبَيْرِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي الحدِيثِ، وَهُوَ أَنه كَانَ يَقُول: (لن تَأْكُلُوا ثَمَرَ! ثُرَيْرٍ بَاطِلا) .

ثرد

(ث ر د) : (غَيْرُ مُثَرِّدٍ) فِي (فَرَّ) .

ثرد


ثَرَدَ(n. ac.
ثَرْد)
a. Crumbled into the broth (bread).
b. Dipped, dyed.

ثَرْدa. Fine rain.

ثَرَدa. Chapped (lips).
ثَرِيْد
ثَرِيْدَة
(pl.
ثُرُد
ثَرَاْئِدُ)
a. Sop ( bread crumbled and soaked ).
b. Effervescence ( in wine ).
ث ر د: (ثَرَدَ) الْخُبْزَ كَسَرَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (ثَرِيدٌ) وَ (مَثْرُودٌ) وَالِاسْمُ (الثُّرْدَةُ) بِوَزْنِ الْبُرْدَةِ. 
ث ر د : الثَّرِيدُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَيُقَالُ أَيْضًا مَثْرُودٌ يُقَالُ ثَرَدْتُ الْخُبْزَ ثَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَهُوَ أَنْ تَفُتَّهُ ثُمَّ تَبُلّهُ بِمَرَقٍ وَالِاسْمُ الثُّرْدَةُ. 
(ثرد)
الْخبز ثردا فته ثمَّ بله فَهُوَ ثارد وَالْخبْز ثريد ومثرود والذبيحة ذَبحهَا بِحجر أَو عظم أَو حَدِيدَة غير حادة فَقَتلهَا من غير أَن يقطع أوداجها وَالثَّوْب غمسه فِي الصَّبْغ وَفِي حَدِيث عَائِشَة (فَأخذت خمارا لَهَا قد ثردته بزعفران) والمطر الأَرْض أَصَابَهَا مِنْهُ قَلِيل فَهِيَ مثرودة
ثرد وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سُئِلَ عَن بعير شرد فَرَمَاهُ بَعضهم بِسَهْم حَبسه اللَّه بِهِ عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن هَذِه الْبَهَائِم لَهَا أوابد كأوابد الْوَحْش فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا.
ثرد
الثَّرِيْدُ: مَعْرُوْفٌ. والثرْدُ: الفَتُّ. وهو يَأكُلُ النَّعْجَةَ بثِرَادِها. وأثْرُدَانٌ: اسْمٌ للثَرِيْدِ.
وأرْضٌ مُثَردَةٌ: أصَابَها تَثْرِيْدٌ من مَطَرٍ أي لَطْخٌ، ومَثْرُوْدَةٌ: مِثْلُه. وأصَابَها ثُرُوْدٌ من مَطَرٍ ضَعِيْفٍ.
والثرْدُ في الخِصَاءِ: أنْ يُدْلَكَ الخُصْيَتَانِ مَكَانَهُما والثوْبُ المَثْرُوْدُ: المَغْمُوْسُ في الصِّبْغِ.
ثرد: ثَرَّد: ذكرت في فوك بمعنى ثَرَد، أنظر مثالا له في مادة مُلَّبق انثرد: ذكرت في فوك في مادة ثرد.
ثُرّدَة وجمعها ثُرد، سويقية (جزمة) للنساء (الكالا) وفيه: botin de la muger ثَرّاد: ذكرت في فوك في مادة ثرد.
مثَرد: مُثردة، قصعة الثريد، وعند دوماس (5: 317): مترد قصعة كبيرة من الخزف، وعند ميهرن 30: مترد. وفي رياض النفوس (58و): وحين صنع كنافة أفرغ عليها الزبد والعسل الكثير في مترد (كذا) كبير.
مَثَارد: مناضد صغيرة من الخشب (كاريت قبيل 1: 481، 484 وفيه mtâred)
ث ر د

ثردت الخبز أثرده وهو أن تفته ثم تبله بمرق وتشرفه في وسط الصحفة وتجعل له وقبة، وهو الثريد، والثريدة، والثردة. يقال: جاء بثريدة كربضة الأرنب، وهن الثرد، والثرد، والثرائد. وقال:

ألا يا خبز يا ابنة أثردان ... أبي الحلقوم دونك أن يناما

ومن المجاز: في شفتيك تثريد أي تشقيق.

وثردت ذبيحتك إذا كانت مديته كالة ففت ولم يفر.
[ثرد] ثردت الخبر ثردا: كسرته، فهو ثَريدٌ ومَثْرودٌ. والاسم الثُرْدَةُ بالضم. وكذلك اتردت الخبر، وأصله اثتردت على افتعلت، فلما اجتمع حرفان مخرجهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الادغام، إلا أن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة لم يصح ذلك، فأبدلوا من الاول تاء وأدغموه في مثله. وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء ويدغمون، فيقولون: اثرد، فيكون الحرف الاصلى هو الظاهر. والتثريد في الذَبح هو الكسر قبل أن يَبْرُدَ، وهو منهيٌّ عنه. والثَرَدُ، بالتحريك: تشقق في الشفتين.
(ثرد) - في الحَدِيث: "فَضْلُ عائِشةَ على النِّساء كفَضْل الثَّرِيِد على سَائِر الطَّعام"
نُرَى، والله أعلم، أَنَّه لم يُرِد عَينَ الثَّرِيد، لأَنَّ الثَّرِيدَ غالباً لا يكون إلَّا من لَحْم، والعرب قَلَّما تَجِد طَبِيخاً لا سِيَّما بلحم، فكأَنَّه أَرادَ كفَضْل اللّحمِ على سَائِر الطَّعام.
وقد وَرَد في حَدِيثٍ آخَر: "سَيِّد الِإدامَ اللَّحْمُ". فكما أَنَّ سَيِّدَ الِإدَامِ وهو الَّلحم والثَّرِيدُ من الَّلحمِ يَفضُلان سائِرَ الأَطْعِمة، فعَائِشَةُ تَفضُل النِّساءَ.
وقد وَرَد في طَرِيق: عن ابنِ عُمَر: "فَضلُ عَائِشةَ على النِّساء كفَضْل الَّلحم على سَائِرِ الِإدام".
ويقال: الثَّرِيدُ أَحدُ الَّلحْمَيْن، بل القُوَّةُ والَّلذَّة إذا كَانَ اللَّحمُ في غَايَةِ النُّضْج في المَرَق أَكْثرَ مِمَّا في نَفْسِ الَّلحْم، لا سِيَّما إذا عاضَدَهُما الخُبزُ الذي لا عِوضَ له في الغِذَاءِ.
ثرد
ثرَدَ يَثرُد، ثَرْدًا، فهو ثارِد، والمفعول مَثْرود وثَريد
• ثرَد الخبزَ: هشَّمه وفتَّه وغمره في المرق أو اللبن. 

أثردَ يثرد، إثْرَادًا، فهو مُثْرِد، والمفعول مُثْرَد
• أثردت الأمُّ الخبزَ لأولادها: فَتَّتْهُ ثم غمرته في المرق. 

أَثْرَد [مفرد]: ج ثُرْد، مؤ ثَرْدَاء، ج مؤ ثُرْد
• الأَثْرَدُ: المشقوق الشَّفتين. 

ثَرْد [مفرد]: مصدر ثرَدَ. 

ثَرِيد [مفرد]: ج ثرائد وثُرْد:
1 - صفة ثابتة للمفعول من ثرَدَ.
2 - طعام من خبزٍ مفتوت ولَحْم ومَرَق "أكلنا ثريدًا دَسِمًا". 
ثرد فرا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الذَّبِيحَة بالعُود قَالَ: كلّ مَا أفرى الْأَوْدَاج غير مثرد. قَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي التثريد أَن يذبح الذَّبِيحَة بِشَيْء لَا حدّ لَهُ فَلَا يُنْهِرُ الدَّمَ وَلَا يُسِيْلُه فَهَذَا المُثَرِّد وَلَيْسَ بذكيٍّ إِنَّمَا هُوَ قَاتل. وإفراء الْأَوْدَاج تقطيعها وتشقيقها وكل شَيْء شققته فقد أفريته وَمَا كَانَ على وَجه التَّقْدِير والتسوية فإنّه يُقَال [مِنْهُ -] : فريت بِغَيْر ألف [وَهُوَ من غير الأول -] [قَالَ زُهَيْر: (الْكَامِل)

ولأنت تَفْري مَا خلقت وبَعْ ... ضُ الْقَوْم يخلق ثمَّ لَا يَفرِي

فالخَلْق: التَّقْدِير والفَرْي: الْقطع على وَجه الْإِصْلَاح] [وَقد تأوّل بعض النَّاس هَذَا الحَدِيث أنّ قَوْله: كُلْ من الْأكل وَهَذَا خطأ لَا يكون وَلَو أَرَادَ من الْأكل لوقع الْمَعْنى على الشَّفْرة إِذا قَالَ كل مَا أفرى الأوداجَ لِأَن الشَّفْرَة هِيَ الَّتِي تفري] . [قَالَ أَبُو عبيد -] وإنّما 132 / الف معنى / الحَدِيث أنّ كلَّ شَيْء أفرى الْأَوْدَاج من عُود أَو لِيُطةٍ أَو حجر بعد أَن يفريها فَهُوَ ذكٌي غَيْرُ مُثَرَّدٍ.
[ثرد] فيه: فضل عائشة كفضل "الثريد" لم يعطف عائشة على أسية بل أبرز في صورة جملة مستقلة تنبيها على اختصاصها بما امتازت به عن سائرهن، ومثل بالثريد لأنه أفضل طعام العرب لأنه مع اللحم جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ فيفيد بأنها أعطيت مع حسن الخلق وحلاوة النطق وفصاحة اللهجة رزانة الرأي فهي تصلح للتبعل والتحدث وحسبك أنها عقلت ما لم يعقل غيرها من النساء وروت ما لم يرو مثلها من الرجال. ك: "الثريد" من كل طعام أفضل من المرق فثريد اللحم أفضل من المرق بلا ثريد نفعاً والتذاذا وتيسر تناوله وسرعته. نه وفيه: فضل عائشة على النساء كفضل "الثريد" على سائر الطعام، قيل: لم يرد عين الثريد وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معاً لأن الثريد غالباً لا يكون إلا من لحم والعرب قلما تجد طبيخاً ولاسيما بلحم، ويقال: الثريد أحد اللحمين بل اللذة والقوة إذا كان اللحم نضيجاً في المرق أكثر مما يكون في نفس اللحم. وفيه: فأخذت خماراً لها قد "ثردته" بزعفران أي صبغته. ثوب مثرود إذا غمس في الصبغ. وفيه: كل ما أفرى الأوداج غير "مثرد". المثرد الذي يقتل بغير ذكاة، وقيل: التثريد أن يذبح بما لا يسيل الدم ويروى مثرد بفتح راء، والرواية: كل- أمر بالأكل، وقيل: إنما هو كل ما أي كل شيء أفرى، والفرى القطع. ومنه ح سعيد: وسئل عن بعير نحروه بعود فقال: إن كان مار موراً فكلوه وإن "ثرد" فلا.
[ث ر د] الثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ يَثْرُدُه ثَِرْداً، فهو ثَرِيدٌ. والثَّرِيدَةُ، والثَّرودَةُ، والثُّرْدَةُ: ما ثُرِدَ من الخُبْزِ. واثَّرَدَ ثَرِيداً، واتَّرَدَهُ: اتَّخَذَه، وهو مُثَّرِدٌ ومُتَّرِدٌ، قُلِبَت الثّاءُ تاءً؛ لأَنّ الثاءَ أختُ التاء في الهَمْسِ، فلماّ تَجاوَرَتا في المَخْرَجِ أَرادُوا أن يَكُونَ العَمَلُ من وجْهِ واحِدٍ، فَقَلبُوها تاءً، وأَدْغَمُوها في التّاء بِعَدها؛ ليَكُونَ الصَوْتُ نَوْعاً واحِداً، كما أَنَّهُم لّما أَسْكَنُوا تاءَ وتِدٍ تَخْفِيفاً أَبْدَلُوها إِلى لَفْظِ الدّالِ بَعْدَها، فقالُوا: وَدٌّ. وقَوْلُه - أنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيٍّ -:

(أََلاَ يا خُبْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ ... أَبَي الحُلْقُومُ بعدَكِ أن يَنَامَا)

(وبَرْقٍ للعَصِيدَةِ لاحَ وَهْناً ... كما شَقَّقْتَ في القَدْرِ السَّناماَ ... )

قال: يَثْرُدانِ: غُلامانِ كانَا يَثْرُودانِ، فنَسَبَ الخُبْزَةَ إليهما، ولكنَّهُ نَوَّنَ وصَرَفَ للضَّرُورِةِ، والوَجْهُ في مِِثْلِ هذا أَنْ يُحْكَىَ؛ لأَنَّ قولَه: ((يَثْرُدان)) جُمْلَةٌ، والجُمَلُ إذا سُمَى بها فَحُكْمُها أَنْ تُحْكَى. ورواه الفرّاءُ ((أُثْرُدانٍ)) ، فعَلَى هذا لَيْسَ بفِعْلٍ سُمِّى به، إنّما هو اسمٌ، كأُسْحُلان وأُلْعبُان، فحُكْمُه أَنْ يَنْصَرِفَ في النَّكِرَةِ، ولا يَنْصَرِفَ في المَعْرِفَةً، وأَظُنُّ أُثْرُدانَ اسْماً للثَّرِيدِ، أو المُثَرَّدِ مَعْرِفَةً، فإِذا كان ذِلكَ فحُكْمُه أَنْ لا يَنْصَرِفَ، لكن صَرَفَه للضَّرُورَةِ. وأرادَ: ((أَبَي صاحِبُ الحُلْقُومِ بعدَكِ أَنْ يَنامَا)) لأَنَّ الحُلْقُومً ليَس هو وَحدَه هو النّائِمَ، وقد يَجُوزُ أن يَكُونَ خَصَّ الحُلْقُومَ ها هُنا، لأَنَّ مَمَرَّ الطَّعِامِ إِنَّما هو عليه، فكأَنَّه لّما فَقَدَه حَنَّ إِليهِ، فلا يَكُونُ فيه على هَذا القَوْلِ حَذْفٌ. وقولُه:

(وبَرْقٍ للعَصٍ يدةَ لاحَ وَهْناً ... )

إِنّما عَنَى بذِلكَ شِدَّةَ ابْيضاضِ العَصِيدَةِ، فكَأَنَّما هي بَرْقٌ، وإِن شئْتَ قُلْتَ: إنّه كانَ جَوْعانَ مُتَطَلِّعاً إِلى العَصِيدةَ كتَطَلُّع المُجْدبِ إِلى البَرْقِ، أو كتَطَلُّعِ العاشِقِ إِليه إِذا أَتاهُ من ناحِيَةِ مَحْبُوبِه وقوله:

(كما شَقَّقْتَ في القِدْرِ السَّناما ... )

يُريدُ أَنَّ تلكَ العَصِيدَة بَيْضاءُ تَلُوحُ كما يَلُوحُ السَّنامِ إِذا شُقِّقَ، يعِني بالسَّنامِ الشَّحْمَ؛ إذْ هو كُلُّه شَحْمٌ. وثَرَّدَ الذَّبِيحَةَ: قَتَلَها من غَيْرِ أَنْ يَفْرِىَ أَوْدَاجَها. وأُرَى ثَرَدَها لُغَةً. وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: المُثَرِّدُ: الّذِي لا تَكُونُ حَدِيدَتُه حادَّةً، فهو يَفْسَخُ اللِّحْمَ. وفي الحَديِثِ: ((ما أَفْرَى الأَوداجَ غيرَ مُثَرِّدٍ فكُلْ)) . وقيلَ: المُثَرِّدُ: الذي يَذْبَحُ ذَبِيَحتَه بحجَرٍ، أو عَظْمٍ، أو ما أَشْبَهَ ذلٍِ كَ، وقد نُهِى عنهُ. والمِثْرادُ: اسمُ ذِلكَ الحَجَر، قال:

(فلا تُدَمُوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ ... )

والثَّرْدُ: المَطَرُ الضَّعِيفُ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، قال: وقِيلَ لأَعْرابِيِ: ما مَطَرُ أَرْضِكَ؟ قالَ: ((مُرَكِّكَةٌ فيها ضُرُوسُ، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه، ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه)) . الضُّروُسُ: سَحائِبُ مُتَفَرِّقَةٌ، وغُيُوثٌ تُفَرِّقُ بينَها رِكاكٌ. وقالَ مَرَّةًَ: ((هي الجَوْدُ)) . ويَذُرُّ: يَطْلُعُ ويَظْهَرُ، وذلك أنّه يَذُرُّ من أَدْنَى مَطَرِ، وإِنَّما يَذُرُّ من مَطِر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ، ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ مِنْ قَدْرِ الذِّراعِ من المَطَرِ فما زادَ، وتَقْرِيحُه: نَباتُ أُصْلِه، وهو ظُهُورُ عُودِه. والثَّرِيدُ: القُمُّحانُ، عن أَبِي حَنيفَةَِ، يَعْنى الَّذي يَعْلُو الخَمْرَ كأَنَّه ذَرِيرَةٌ. واثْرَنْدَى الرَّجُلُ: كَثُرَ لَحْمُ صَدْرِه.

ثرد

1 ثَرَدَ, aor. ـُ (M, L,) or ـِ (so in one place in the TT,) inf. n. ثَرْدٌ, (T, M, Mgh, L,) He broke a dry or hollow thing: (T, Mgh, L:) he crumbled a thing, or broke it into small pieces, with his fingers. (M, L.) [Hence,] ثَرَدَ خُبْزًا, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. as above, (S, Msb,) He crumbled bread, or broke it into small pieces, with his fingers, (M, A, Msb, K,) then moistened it with broth, (A, Msb,) and then piled it up in the middle of a bowl: (A:) or he broke bread: (S:) and in like manner ↓ اِتَّرَدَهُ, originally اِثْتَرَدَهُ; and ↓ اِثَّرَدَهُ: (S, K:) and ثَرِيدًا ↓ اثّرد, and ↓ اتّردهُ, he made, or prepared, ثريد [i. e. bread crumbled &c. as above described]. (M.) b2: He rubbed and pressed a testicle with the hand, in lieu of castrating; (K;) inf. n. as above. (Mgh.) b3: See also 2. b4: He dipped a garment, or piece of cloth, in dye: (K:) he dyed it with saffron [&c.]. (TA from a trad.) b5: ثُرِدَ مِنَ المَعْرَكَةِ, (so in a copy of the T, and in some copies of the K, and in the CK,) or ↓ ثُرِّدَ, (so in some copies of the K, and in the TA,) He (a man, IAar, T) was carried away from the place of fight wounded much but having life remaining in him. (IAar, T, K.) 2 ثرّد, (T, M, K,) inf. n. تَثْرِيدٌ; (T, S, Mgh;) and ↓ ثَرَدَ; (K;) [ISd says,] I think that the latter is a dial. var. of the former; (M;) He killed an animal that should be slaughtered without cutting the أَوْدَاج [or external jugular veins] so as to make the blood flow; (M, K;) i. e., (TA,) he killed it with a blunt knife, so that he broke, [or tore, the flesh &c.,] and did not cut so as to make the blood flow: (A, TA:) or he killed it by squeezing and pressing the اوداج, without cutting, and making the blood to flow: (Mgh:) or he killed it with a thing that did not make the blood to flow freely: or he killed it without practising the method prescribed by the law: (T:) or تثريد in slaughtering is the breaking [the bones or joints &c. of the animal] before it is cold; and this is forbidden. (S.) [See also مُثَرِّدٌ.] b2: See also 1, last sentence. b3: And see ثَرَدٌ, below.4 أَثْرَدَ [It seems that Golius found أَثْرَدَ erroneously written in a copy of the S and in a copy of the K for اِثَّرَدَ.]8 اِثَّرَدَ and اِتَّرَدَ: see 1, in four places.

ثَرْدٌ Weak rain. (IAar, M, K.) ثَرَدٌ (S, K) and ↓ تَثْرِيدٌ (A) (tropical:) A chapping in the lips. (S, A, K.) ثُرْدَةٌ: see what next follows.

ثَرِيدٌ and ↓ مَثْرُودٌ Bread crumbled, or broken into small pieces, with the fingers, and then moistened with broth: (Msb:) or [simply] broken bread. (S.) b2: Also, the former, (T, A,) and ↓ ثَرِيدَةٌ (T, M, A, K) and ↓ ثُرْدَةٌ (S, M, A, Msb) and ↓ ثَرُودَةٌ (M, K) and ↓ مَثْرُودَةٌ (K accord. to the TA) and ↓ أُثْرُدَانٌ, (Fr, M, * K,) Bread, itself, crumbled, or broken into small pieces, with the fingers, (T, * S, * M, A, Msb, K, *) then moistened with broth (T, A, Msb) &c., (T,) and then piled up in the middle of a bowl; (A;) generally having some flesh-meat with it: (L:) or ↓ ثَرِيدَةٌ signifies a mess, or portion, of ثَرِيد [or bread crumbled or broken &c.]; (T;) [and so ↓ ثَرُودَةٌ, and ↓ مَثْرُودَةٌ:] that of Ghassán is said by common consent to have been prepared with marrow, and with eggs, or the yolks of eggs; and there was no kind more delicious than these two kinds. (TA.) The pl. of ثريدة is ثَرَائِدُ and ثُرُدٌ and ثُرْدٌ; (A, and Ham p. 524;) the last of which is a contraction of that next preceding it. (Ham ubi suprà.) A poet, as cited by IAar, says, ↓ أَلَا يَا خُبْزُ يَا ابْنَةَ يَثْرُدَانٍ

أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لَا يَنَامُ [Now surely, O bread, O daughter of two preparers of ثَرِيد, the throat refuses, after swallowing thee, to rest, by reason of desire for more]: he says that the poet calls the bread after two young men, or slaves, who were preparing ثريد, and gives tenween to يثردان by a poetic license, instead of saying يَثْرُدَانِ, which, as it is [originally] a verbal phrase, he should have said by rule: but the word, as Fr relates it, is ↓ أُثْرُدَانٍ; and [ISd says,] I think that this is a determinate subst., for الثَّرِيد or المَثْرُود, and therefore properly imperfectly decl., but here made perfectly decl. by a poetic license. (M.) It is said in a trad. that the excellence of 'Áïsheh above other women is as the excellence of ثريد above other kinds of food; but it is said that what is here meant is food prepared with flesh-meat, together with ثريد, because this is generally prepared with flesh-meat, and it is said to be one of the two things called لَحْم. (TA.) ثَرُودَةٌ: see ثَرِيدٌ; for each, in two places.

ثَرِيدَةٌ: see ثَرِيدٌ; for each, in two places.

أُثْرُدَانٌ: see ثَرِيدٌ; for each, in two places.

مِثْرَدَةٌ A [bowl such as is called] قَصْعَة [app. for ثَرِيد]. (TA.) مُثَرِّدٌ One who slaughters (an animal intended to be slaughtered, M) with a stone or a bone, (M, K,) or the like thereof; to do which is forbidden: (M:) or one whose iron instrument is not sharp, (IAar, M, K,) so that he mangles the flesh. (IAar, M.) مِثْرَادٌ A stone, or bone, or blunt iron instrument, with which an animal is slaughtered [in a bungling manner: see مُثَرِّدٌ]. (M, K.) مَثْرُودٌ: see ثَرِيدٌ. b2: Also A garment, or piece of cloth, dipped in dye. (ISh, T.) مَثْرُودَةٌ: see ثَرِيدٌ, in two places.

يَثْرُدَان: see ثَرِيدٌ.

ثرد: الثَّرِيدُ معروف. والثَّرْدُ: الهَشْمُ؛ ومنه قيل لما يُهشم من

الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره: ثَريدة.

والثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ يَثْرُدُهُ ثَرْداً، فهو ثريد. وثَرَدْتُ

الخبز ثَرْداً: كسرته، فهو ثَريدٌ ومَثْرُود، والاسم الثُّردة، بالضم.

والثَّريدُ والثَّرودَةُ: ما ثُرِدَ من الخبز.

واثَّرَدَ ثريداً واتَّرَدَه: اتخذه. وهو مُتَّرِد، قلبت الثاء تاء لأَن

الثاء أُخت التاء في الهمس، فلما تجاورتا في المخرج أَرادوا أَن يكون

العمل من وجه فقلبوها تاء وأَدغموها في التاء بعدها، ليكون الصوت نوعاً

واحداً، كأَنهم لما أَسكنوا تاء وَتِدٍ تخفيفاً أَبدلوها إِلى لفظ الدال

بعدها فقالوا وَدٌّ. غيره: اثَّرَدْتُ الخبز أَصله اثْتَرَدْتُ على افتعلت،

فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الإِدغام، إِلاَّ

أَن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة

(* قوله «التاء مجهورة» المشهور

أن التاء مهموسة.) لم يصح ذلك، فأَبدلوا من الأَول تاء فأَدغموه في

مثله، وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء فيقولون: اثَّرَدْتُ، فيكون الحرف

الأَصلي هو الظاهر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أَلا يا خُبْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ،

أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ

وبَرْقٍ لِلعَصيدَةِ لاحَ وَهْناً،

كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما

(* في هذا البيت إقواء).

قال: يَثْرُدانٍ غلامان كانا يثردان فَنَسَب الخُبزة إِليهما ولكنه نوّن

وصرف للضرورة، والوجه في مثل هذا أَن يحكى، ورواه الفراء أُثْرُدانٍ

فعلى هذا ليس بفعل سمي به إِنما هو اسم كأُسْحُلان وأُلْعُبانٍ؛ فحكمه أَن

ينصرف في النكرة ولا ينصرف في المعرفة؛ قال ابن سيده: وأَظن أُثْرُدانَ

اسماً للثريد أَو المثرود معرفةً، فإِذا كان كذلك فحكمه أَن لا ينصرف لكن

صرفه للضرورة، وأَراد أَبى صاحب الحلقوم بعدك لا ينام لأَن الحلقوم ليس هو

وحده النائم، وقد يجوز أَن يكون خص الحلقوم ههنا لأَن ممرّ الطعام إِنما

هو عليه، فكأَنه لما فقده حنَّ إِليه فلا يكون فيه على هذا القول حذف.

وقوله: وبرقٍ للعصيدة لاح وهناً، إِنما عنى بذلك شدّة ابيضاض العصيدة

فكأَنما هي برق، وإِن شئت قلت إِنه كان جَوْعانَ متطلعاً إِلى العصيدة كتطلع

المجدب إِلى البرق أَو كتطلع العاشق إِليه إِذا أَتاه من ناحية محبوبه.

وقوله: كما شققت في القِدر السناما، يريد أَن تلك العصيدة بيضاء تلوح كما

يلوح السنام إِذا شقق، يعني بالسنام الشحم إِذ هو كله شحم. ويقال: أَكلنا

ثَريدة دَسِمَةً، بالهاء، على معنى الاسم أَو القطعة من الثريد. وفي

الحديث: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام؛ قيل: لم يرد عين

الثريد وإِنما أَراد الطعام المتخذ من اللحم والثَّريِد معاً لأَن

الثريد غالباً لا يكون إِلاَّ من لحم، والعرب قلما تتخذ طبيخاً ولا سيما بلحم.

ويقال: الثريد أَحد اللحمين بل اللذة والقوَّة إِذا كان اللحم نضيجاً في

المرق أَكثر ما يكون في نفس اللحم.

والتَّثْريدُ في الذبح: هو الكسر قبل أَن يَبْرُدَ، وهو منهيٌّ عنه.

وثَرَدَ الذَّبِيحَة: قَتَلها من غير أَن يَفْرِيَ أَوْداجَها؛ قال ابن

سيده: وأُرى ثَرَّدَه لغة. وقال ابن الأَعرابي: المُثَرِّدُ الذي لا تكون

حديدته حادَّة فهو يفسخ اللحم؛ وفي الحديث؛ سئل ابن عباس عن الذبيحة

بالعُودِ فقال: ما أَفْرَى الأَوْداجَ غيرُ المُثَرِّدِ، فكُلْ. المُثَرِّدُ:

الذي يقتُلُ بغير ذكاة. يقال: ثَرَّدْتَ ذَبيحَتَك. وقيل: التَّثْريدُ أَن

يَذْبَحَ الذبيحةَ بشيء لا يُنْهِرُ الدَّمَ ولا يُسيلُهُ فهذا

المُثَرِّدُ. وما أَفْرَى الأَوداجَ من حديد أَو لِيطَةٍ أَو طَرِيرٍ أَو عود له

حد، فهو ذكيٌّ غيرُ مُثَرِّدٍ، ويروى غيرُ مُثَرَّدٍ، بفتح الراء، على

المفعول، والرواية كُلْ: أَمْرٌ بالأَكلِ، وقد ردَّها أَبو عبيد وغيره.

وقالوا: إِنما هي كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ أَي كلُّ شيءٍ أَفْرَى،

والفَرْيُ القطع. وفي حديث سعيد وسئل عن بعير نحروه بعود فقال: إِن كانَ مارَ

مَوْراً فكلوه، وإِن ثَرَدَ فلا. وقيل: المُثَرِّدُ الذي يذبح ذبيحته بحجر

أَو عظم أَو ما أَشبه ذلك، وقد نُهِيَ عنه، والمِثْرادُ: اسم ذلك الحجر؛

قال:

فلا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ

ابن الأَعرابي: ثَرِدَ الرجلُ إِذا حُمِلَ من المعركة مُرْتَثّاً.

وثوبٌ مَثْرُودٌ أَي مغموس في الصِّبْغ؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:

فأَخذتْ خِماراً لها قد ثرَدَتْه بزعفران أَي صبغته؛ وثوب مَثْرُود.

والثَّرَدُ، بالتحريك: تشقق في الشفتين.

والثَّرْدُ: المطر الضعيف؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال: وقيل لأَعرابي ما

مَطَرُ أَرضك؟ قال: مُرَكَّكَةٌ فيها ضُروس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بقلُه ولا

يُقَرِّحُ أَصْلُه؛ الضروس: سحائب متفرقة وغيوث يفرق بينها رَكاكٌ، وقال مرة:

هي الجَوْدُ. ويَذُرُّ: يطلعُ ويظهر، وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر،

وإِنما يَذُرُّ من مطر قدر وضَحِ الكف. ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ

مِنْ قَدْرِ الذراع من المطر فما زاد، وتقريحه نبات أَصله، وهو ظهور

عوده.والثَّرِيدُ القُمُّحانُ؛ عن أَبي حنيفة، يعني الذي يعلو الخمر كأَنه

ذريرة.

واثْرَنْدَى الرجل: كثر لحم صدره.

ثرد
: (ثرَدَ الخُبْزَ: فَتَّه) ثمَّ بَلَّه بمَرَقٍ ثمّ شَرَّفَه وَسْطَ القَصعةِ. وَهُوَ الثَّريدُ والثَّريدةُ والثُّرْدَةُ، كَمَا فِي (الأَساس) ، (كاتَّرَدَه واثَّردَه، بالتاءِ) المثنّاة الفوقيّة (والثاءِ) المثلّثَة (على افْتَعَله) ، أَي بتَشْديد التاءِ والثَّاءِ، أَي اتّخذَه. كَانَ فِي أَصْله اثْتَرده على افتَعَل، فَلَمَّا اجتمَعَ حَرفانِ مَخْرجاهما مُتقارِبانِ فِي كلمةٍ واحدةٍ وَجَبَ الإِدغام، إِلاّ أَن الثّاءَ لما كَانَت مهموسةً، وَالتَّاء مجهورة لم يَصِحَّ ذالك، فأَبدَلُوا من الأَول تَاء فأَدغموه فِي مثله. وناسٌ من الْعَرَب يُبدِلُون من التاءِ ثاءً فيُدغمون فَيَقُولُونَ اثَّرَدت، فَيكون الْحَرْف الأَصليّ هُوَ الظَّاهِر، كَمَا فِي (الصّحاح).
(و) ثَرَدَ (الثَّوْبَ: غَمَسَه فِي الصِّبْغ) . وثَوبٌ مَثرُودٌ: مَغموسٌ فِيهِ، عَن ابْن شُمَيل. وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (فأَخَدَتْ خِمَاراً لَهَا قد ثَرَدَته بزَعْفرانٍ) ، أَي صَبَغَتْه.
(و) ثَرَدَ (الخُصْيَة: دلَكَهَا مَكَانَ الخِصاءِ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) من المَجاز: ثَرَدَ (الذَّبيحةَ) ، إِذا (قَتَلَهَا من غير أَنْ يَفرِيَ أَوْدَاجَها) ، وذالك إِذا كَانَت مُدْيَتُه كالَّةً فَفَتَّ وَلم يَفْرِ. وَفِي بعض النُّسخ (يفْدي) بِالدَّال الْمُهْملَة وَفِي أُخرَى (يبري) بالمُوحدة والدَّاءِ، وَكِلَاهُمَا تَحْرِيف، (كثَرّدَهَا) تَثريداً. وَفِي الحَدِيث سُئِلَ ابْن عبّاسٍ عَن الذَّبيحةِ بالعُود فَقَالَ: (مَا أَفْرَى الأَودَاجَ غير المثَرَّد فَكُلْ) وَقيل: التّثريد: أَن يَذبَحَ الذَّبِيحَةَ بشيْءٍ لاَ يَنْهَرُ الدّمَ وَلَا يُسِيله. فهاذا المُثرَّدُ. وَمَا أَفْرَى الأَودَاجَ من حديدٍ أَو لِيطَة أَو عُودٍ لَهُ حَدٌّ فَهُوَ ذَكيٌّ غيرُ مُثرَّد.
(و) الثَّرْد: الهَشْم والكَسْر. ثرَدَ الخُبْزَ يَثْرُده ثَرْداً.
و (المَثْرُودَة والثَّرُودَة) ، بالفتْح، وهاذه عَن الصّاغانيّ، (والأُثْرُدَانُ كعُنْفُوانٍ) ، قَالَ الفرّاءُ: هُوَ على لفْظ الايمر ثمّ زِيدت عَلَيْهِ أَلفٌ وَنون، فأَشبهَ الأَسماءَ وخَرَجَ من حَدِّ لفظِ الأَمر، كلُّ ذَلِك اسمُ (الثَّرِيدَة) ، وَالِاسْم الثُّرْدة، بالضّم. وأَنشد الفرّاءُ:
أَلاَ يَا خُبْزَ يَا ابْنَةَ أُثْرُدَانٍ
أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لَا يَنَامُ
قَالَ أُثْرُدَانٌ: اسمٌ كأُسحُلانٍ، وأُلْعُبَانٍ، فَحكمه أَن يَنْصَرفَ فِي النَّكرة وَلَا ينْصَرف فِي الْمعرفَة. قَالَ ابْن سَيّده: وأَظنّ أُثْرُدانَ اسْما للثَّريد أَو المثرود معْرفة، فإِذا كَانَ كذالك فحُكْمه أَن لَا ينْصَرف، لكنْ صَرَفه للضّرورة. وَرِوَايَة ابْن الأَعرابيّ (يَا ابنةَ يَثْرُدانٍ. قَالَ يَثْرُدان: غُلامانِ كَانَا يَثرُدانِ، فنَسَبَ الخُبزةَ إِليهما، ولاكنه نَوَّنَ فصرَفَ للضَّرُورَة، والوجْه فِي مثْل هشذا أَن يُحْكَى.
وَيُقَال: أَكلنا ثَرِيدَةً دَسِمةً، بالهاءِ على معنَى الِاسْم أَو القِطْعَة من الثَّريد. وَفِي الحَدِيث: (فَضْلُ عائشةَ على النِّسَاءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سَائِر الطَّعام) قيل لم يُرِدْ عَيْنَ الثَّرِيد وإِنما أَرادَ الطّعَام المتّخذَ من اللَّهْم والثَّريد مَعًا، لأَنَّ الثَّرِيد غَالِبا لَا يكون إِلاّ من لَحْم. وَيُقَال: الثَّرِيد أَحدُ اللَّحْمَيْن.
(والثَّرْد: المَطَرُ الضَّعيفُ) ، عَن بن الأَعرابيّ. قَالَ: وَقيل لأَعرابيّ: مَا مَطَرُ أَرضِك؟ قَالَ: مُرَكِّكَة فِيهَا ضُرُوس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه وَلَا يُقرِّحُ أَصلُه.
(و) الثَّرْد: (نَبْتٌ) ضعيفٌ. (و) من الْمجَاز الثَّرَد، (بِالتَّحْرِيكِ: تَشقُّقٌ فِي الشَّفَتين) .
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ (ثَرَّدَ) الرجلُ بالتَّسْدِيد، وَفِي بعض الأُمَّهات بِالتَّخْفِيفِ، كعَلِمَ، وَهُوَ الصَّوَاب (مِنَ المَعْرَكَةِ: حُمِلَ) مِنْهَا (مُرْتَثًّا) ، نقلَه الصاغانِيّ.
(ومَثْرُودٌ جَدّ) أَبي موسَى (عيسَى ابْن إِبراهيمَ الغَافِقيّ) ، روَى عَن ابنِ عُيينة وابنِ وَهْبٍ وعدّة، وَعنهُ أَبو دَاوُود، والنَّسائيّ، وَابْن خُزَيــمة. وثَّقُوه، مَاتَ سنة 261، كَذَا فِي (الكاشف) للذهبيّ.
(وأَرْضٌ مَثْرودةٌ ومُثَرَّدة: أَصابَهَا تَثْرِيدٌ مِنْ مَطَرٍ، أَي لَطْخٌ) من الثَّرْد.
(والمثَرِّدُ: مَنْ يَذْبَح) ذَبيحتَه (بحَجَرٍ أَو عَظْم) أَو مَا أَشبَه ذالك، وَقد نُهِيَ عَنْه. (أَو مَنْ حَديدَتُه غَيرُ حادَّة) ، فَهُوَ يَفسَخُ اللحمَ. وهاذا عَن ابْن الأَعرابيّ، وَقد سبق ذالك، (وَاسم ذالك) الحَجرِ أَو العظْمِ (المِثْرادُ) ، بِالْكَسْرِ. قَالَ:
فَلَا تُدَمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرَادِ
(والثَّرِيدُ: كالذَّرِيرَةِ تَعْلُو الخَمْرَ) ، وَهُوَ القُمُّحَانُ، عَن أَبي حنيفةَ.
(واثْرَنْدَى) الرَّجلُ: (كَثُرَ لحْمُ صَدْرِه) ، عَن اللِّحْيَانيّ. ورجلٌ مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ: مُخصِبٌ. وابْلَنْدَى، إِذا كَثُرَ لحْمُ جَنْبَيْه وعَظُمَا. وادْلَنْظَى، إِذا سَمِنَ وغَلُظَ.
(وأَبُو ثَرَادٍ) ، كسَحَابٍ: (عَوْذُ بن غالبٍ المِصْريّ) الحجريّ، (مِن الصّالحين) ، روَى عَنهُ حَيْوَةُ بن شُرَيْح وَغَيره.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المِثْرَدَة: القَصْعَةُ. وثَرِيدَةُ غَسّانَ أَجمَعوا على أَنّهَا كَانَت من المُخِّ، والمُحِّ وَلَا أَطيبَ مِنْهُمَا.
وعليّ بن ثَرْدَةَ الواعظُ الواسطيّ وَعَظَ بدمشقَ، وسمعَ من الذَّهبيّ.
والثُّرْدُودُ بالضّمّ: المطَرُ الضَّعيفُ، عَن الصّاغانيّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.