لأبي الــحسين: علي بن محمد الشابشتي الكاتب بن الــحسين الخليعي، الشاعر.
المتوفى: سنة 000
شتر: التهذيب: الشَّتَرُ انقلابٌ في جفن العين قلما يكون خلقة.
والشَّتْرُ، مخففةً: فِعْلك بها. ابن سيده: الشَّتَرُ انقلاب جَفْنِ العين من
أَعلى وأَسفل وتَشَنُّجُه، وقيل: هو أَن ينشَقَّ الجفن حتى ينفصل الحَتَارُ،
وقيل: هو استرخاء الجفن الأَسفل؛ شَتِرَتْ عينُه شَتَراً وشَتَرَها
يَشْتُرُها شَتْراً وأَشْتَرَها وشَتَّرَها. قال سيبويه: إِذا قلت شَتَرْتُهُ
فإِنك لم تَعْرِضْ لِشتِرَ ولو عَرَضْتَ لِشترَ لقلتَ أَشْتَرْتُه.
الجوهري: شَتَرْتُه أَنا مثل ثَرِم وثَرَمْتُه أَنا وأَشْتَرْتُه أَيضاً،
وانشَتَرتْ عينُه. ورجل أَشْتَرُ: بَيِّنُ الشَّتَرِ، والأُنثى شَتْراء. وقد
شَتِرَ يَشْتَرُ شَتَراً وشُتِرَ أَيضاً مثل أَفِنَ وأُفِنَ. وفي حديث
قتادة: في الشَّتَرِ ربع الدية، وهو قطع الجفن الأَسفل والأَصل انقلابُه
إِلى أَسفل.
والشَّتْرُ: من عَروض الهَزَجِ أَن يدخله الخَرْمُ والقَبْضُ فيصير فيه
مفاعيلن فاعل كقوله:
قلتُ: لا تَخَفْ شيّا،
فما يكونُ يأْتيكا
وكذلك هو في جزء المضارع الذي هو مفاعيلن، وهو مشتق من شَتَرِ العين،
فكأَن البيت قد وقع فيه من ذهاب الميم والياء ما صار به كالأَشْتَرِ
العيْن. والشَّتَرُ: انشقاق الشفة السفلى، شَفَة شَتْراء.
وشَتَّرَ بالرجل تَشْتِيراً: تَنَقَّصَه وعابه وسبَّه بنظم أَو نثر. وفي
حديث عمر: لو قَدَرْتُ عليهما لشَتَّرْتُ بهما أَي أَسمعتهما القبيح،
ويروى بالنون، من الشَّنَارِ، وهو العار والعيب. وشَتَرَه: جَرَحَهُ؛ ويروى
بيت الأَخطل:
رَكُوبٌ على السَّوْآتِ قد شَتَرَ اسْتَهُ
مُزَاحَمَةُ الأَعداءِ، والنَّخْسُ في الدُّبُرْ
وشَتَّرْت به تَشْتِيراً وسَمَّعْتُ به تسميعاً ونَدَّدْتُ به تنديداً،
كل هذا إِذا أَسمعتَه القبيح وشتمتَه. قال أَبو منصور: وكذلك قال ابن
الأَعرابي وأَبو عمرو: شَتَّرْت، بالتاء؛ وكان شمر أَنكر هذا الحرف وقال:
إِنما هو شَنَّرْتُ، بالنون؛ وأَنشد:
وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ، وهي حَرِيصَةٌ
عليه، ولكنْ تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرَا
قال الأَزهري: جعله من الشَّنَارِ وهو العيب، والتاء صحيح عندنا. وقال
ابن الأَعرابي: شَتِرَ انقطع، وشُتِرَ انقطع. وشَتَرَ ثوبه: مَزَّقَهُ.
والأَشْتَرَانِ: مالك وابنه. وشُتَيْرُ بن خالد: رجل من أَعْلام العرب كان
شريفاً؛ قال:
أَوَالِبَ لا فانْهَ شُتَيْرَ بنَ خالِدٍ
عن الجَهْلِ لا يَغْرُرْكُمُ بِأَثَامِ
وفي حديث علي، عليه السلام، يوم بدر: فقلتُ قريبٌ مَفَرُّ ابن
الشَّتْرَاءِ؛ قال ابن الأَثير: هو رجل كان يقطع الطريق يأْتي الرُّفقة فيدنو منهم
حتى إِذا هَمُّوا به نأَى قليلاً ثم عاوَدَهم حتى يصيب منهم غِرَّة،
المعنى: أَن مَفَرَّه قريب وسيعود، فصار مثلاً. وشُتَيْرٌ: موضع؛ أَنشد
ثعلب:وعلى شُتَيْر راحَ مِنَّا رائحٌ،
يأْتي قَبِيصَةَ كالفَنِيق المُقْرَمِ
شبل: الشِّبْلُ: وَلدُ الأَسَد إِذا أَدرك الصيدَ، والجمع أَشبالٌ
وأَشْبُلٌ وشُبول وشِبال؛ قال رجل من بني جَذِيمة:
شَثْنُ البَنان في غَداةٍ بَرْدَه،
جَهْم المُحَيّا ذو شِبالٍ وَرْده
ولَبُوءَةٌ مُشْبِلٌ: معها أَولادُها.
وشَبَلَ فيهم يَشْبُل شُبولاً: رَبا وشَبَّ ولا يكون إِلاَّ في نَعْمة.
وشَبَلَ الغلامُ أَحسنَ شُبول إِذا نَشَأَ. وأَشْبَل عليه أَي عَطَف. ابن
الأَعرابي: إِذا كان الغُلام ممتلئ البدن نَعْمة وشباباً فهو الشَّابِل
والشَّابِن والحِضَجْر. أَبو زيد فيما روى أَبو عبيد عنه: إِذا مشى
الحُوَار مع أُمه وقَوِي فهي مُشْبِلٌ، يعني الأُمَّ؛ قال أَبو منصور: قيل
لها مُشْبِلٌ لشَفَقتها على الوَلد. وأَشْبَلَتِ المرأَةُ على ولدها، فهي
مُشْبِلٌ: أَقامت بعد زوجها وصَبَرَت على أَولادها فلم تتزوَّج. وأَشْبَل
عليه: عَطَف عليه وأَعانه؛ قال الكمَيت:
ومِنَّا، إِذا حَزَبتْكَ الأُمور،
عَلَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِل
الكسائي: الإِشْبالُ التعَطُّف على الرجل ومَعُونَتُه؛ قال الكميت
أَيضاً:
هُم رَئِمُوها غير ظَأْرٍ، وأَشْبَلُوا
عليها بأَطْرافِ القَنَا، وتَحَدَّبُوا
وشُبْلان: اسم.
فنج: الفَنَجُ: إِعْرابُ الفَنَك، وهو دابَّة يُفْتَرى بجلده أَي
يُلْبَسُ منه فِراءٌ. ابن الأَعرابي: الفُنُجُ الثقلاء من الرجال.
ونن: الوَنُّ: الصَّنْجُ الذي يُضْرَب بالأَصابع، وهو الوَنَجُ، كلاهما
دَخيل مشتق من كلام العجم. والوَنُّ: الضعف، والله أَعلم.
تبن: التِّبْنُ: عَصيفة الزَّرْع من البُرِّ ونحوه معروف، واحدته
تِبْنة، والتَّبْنُ: لغة فيه. والتَّبْنُ، بالفتح: مصدر تَبَنَ الدابةَ
يَتْبِنُها تَبْناً عَلَفَها التِّبْنَ. ورجل تَبّانٌ: يَبيع التِّبْنَ، وإن
جعلتَه فَعْلانَ من التَّبّ لم تصْرِفْه. والتِّبْنُ، بكسر التاء وسكون
الباء: أَعظم الأَقْداعْ يكادُ يُرْوي العشرين، وقيل: هو الغليظ الذي لم
يُتَنَوَّق في صَنْعَتِه. قال ابن بري وغيره: ترتيبُ الأَقداحِ الغُمَر، ثم
القَعْب يُرْوي الرجل، ثم القَدَحُ يُرْوي الرَّجلين، ثم العُسُّ يُروي
الثلاثةَ والأَربعة، ثم الرَّفْد، ثم الصَّحْن مقارب التِّبْنِ. قال ابن
بري: وذكر حمزة الأَصفهاني بعد الصَّحْن ثم المعْلَق، ثم العُلْبة، ثم
الجَنْبَة، ثم الحَوْأَبةُ، قال: وهي أَنْكَرُها، قال: ونسب هذه الفروق إلى
الأَصمعي. وفي حديث عمرو بن معديكرب: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللَّبَن.
والتَّبَانةُ: الطَّبانةُ والفِطْنة والذَّكاءُ. وتَبِنَ له تَبَناً
وتَبانةً وتَبانِيَةً: طَبِنَ، وقيل: التَّبَانةُ في الشر، والطَّبَانةُ في
الخير. وفي حديث سالم بن عبد الله قال: كنا نقول في الحامل المتوفَّى عنها
زوجُها إنه يُنْفَقُ عليها من جميع المال حتى تَبَّنْتُم ما تَبَّنْتُم؛
قال عبد الله: أُراها خَلَّطْتُم، وقال أَبو عبيدة: هو من التَّبانة
والطَّبانةِ، ومعناهما شدَّةُ الفِطْنةِ ودِقَّةُ النظر، ومعنى قول سالم
تَبَّنْتُمْ أَي أَدْقَقْتُمْ النظر فقُلْتُم إنه يُنْفَقُ عليها من نصيبها.
وقال الليث: طَبِنَ له، بالطاء، في الشرِّ، وتَبِنَ له في الخير؛ فجعَل
الطَّبانة في الخَديعةِ والاغْتِيال، والتَّبانةَ في الخير؛ قال أَبو منصور:
هما عند الأَئمة واحدٌ، والعرب تُبْدِلُ الطاءَ تاءً لقُرْب مَخرَجِهما،
قالوا: مَتَّ ومَطَّ إذا مَدَّ، وطَرَّ وتَرَّ إذا سقط، ومثله كثير في
الكلام. وقال ابن شميل: التَّبَنُ إنما هو اللُّؤْمُ والدِّقَّة،
والطَّبَنُ العِلْمُ بالأُمور والدَّهاءُ والفِطنة؛ قال أَبو منصور: وهذا ضدُّ
الأَول. وروي عن الهوازني أَنه قال: اللهم اشْغَلْ عنا أَتبانَ الشعراء،
قال: وهو فِطْنَتهم لما لا يُفطَنُ له. الجوهري: وتَبِنَ الرجلُ، بالكسر،
يَتْبَنُ تَبَناً، بالتحريك، أَي صارَ فَطِناً؛ فهو تَبِنٌ أَي فَطِنٌ
دقيقُ النظر في الأُمور، وقد تَبَّنَ تَتْبيناً إذا أَدَقَّ النظرَ. قال
أَبو عبيد: وفي الحديث أَن الرجلَ لَيَتكلَّم بالكلمةِ يُتَبِّنُ فيها
يَهْوِي بها في النار؛ قال أَبو عبيد: هو عندي إِغْماضُ الكلام وتَدقيقُه في
الجدلِ والخصومات في الدِّين؛ ومنه حديث مُعاذٍ: إياكم ومُغَمَّضاتِ
(*
قوله «ومغمضات» هكذا ضبط في بعض نسخ النهاية، وفي بعض آخر كمؤمنات وعليه
القاموس وشرحه). الأُمور. ورجل تَبِنٌ بَطِنٌ: دقيقُ النظر في الأُمور
فَطِنٌ كالطَّبِن، وزعم يعقوب أَن التاء بدل. قال ابن بري: قال أَبو سعيد
السيرافي تَبِنَ الرجلُ انْتفخ بَطْنُه، ذكَره عند قول سيبويه. وبَطِنَ
بَطَناً، فهو بَطِنٌ، وتَبِنَ تَبَناً فهو تَبِنٌ، فقرَنَ تَبِنَ ببَطِنَ،
قال: وقد يجوز أَن يريد سيبويه بتَبِنَ
(* قوله «وقد يجوز أن يريد سيبويه
بتبن إلخ» هكذا فيما بأيدينا من النسخ. امتَلأَ بطنُه لأَنه ذكره بعده،
وبَطِنَ بَطَناً، وهذا لا يكون إلا الفطنة، قال: والتَّبِنُ الذي يَعْبَثُ
بيدِه في كل شيء. وقوله في حديث عمر ابن عبد العزيز: إنه كان يَلْبَسُ
رداءً مُتَبَّناً بالزَّعْفَرانِ أَي يُشْبه لونه لونَ التَِّبْنِ.
والتُّبَّان، بالضم والتشديد: سَراويلُ صغيرٌ مقدارُ شبْر يستر العورة المغلَّظة
فقط، يكون للملاَّحينَ. وفي حديث عمّار: أَنه صلى في تُبّانٍ فقال إني
مَمْثونٌ أَي يشتكي مَثانَتَه، وقيل: التُّبّانُ شِبْهُ السَّراويلِ
الصغير. وفي حديث عمر: صلى رجل في تُبّانٍ وقميص، تذكَِّره العرب، والجمع
التَّبابِين. وتُبْنَى: موضع؛ قال كثيِّر عزة:
عَفا رابغٌ من أََهلِه فالظَّواهِرُ،
فأَكنافُ تُبْنَى قد عَفَتْ، فالأَصافِرُ.
ترب: التُّرْبُ والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ، الأَخيرة عن كراع، كله واحد، وجَمْعُ التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ، عن اللحياني.
ولم يُسمع لسائر هذه اللغات بجمع، والطائفة من كل ذلك تُّرْبةٌ
وتُرابةٌ.وبفيهِ التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ. الليث: التُّرْبُ والتُّرابُ واحد،
إِلا أَنهم إِذا أَنَّثُوا قالوا التُّرْبة. يقال: أَرضٌ طَيِّبةُ التُّرْبةِ أَي خِلْقةُ تُرابها، فإِذا عَنَيْتَ طاقةً واحدةً من التُّراب قلت: تُرابة، وتلك لا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً، إِلا بالتَّوَهُّم. وفي الحديث: خَلَقَ اللّهُ التُّرْبةَ يوم السبت. يعني الأَرضَ. وخَلَق فيها الجِبالَ يوم الأَحَد وخلق الشجَر يوم الاثْنَيْنِ. الليث: التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب. يقال: لأَضْرِبَنَّه حتى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ. والتَّرْباءُ: الأَرضُ نَفْسُها. وفي الحديث: احْثُوا في وُجُوهِ الـمَدَّاحِينَ التُّرابَ. قيل أَراد به الرَّدَّ والخَيْبةَ، كما يقال للطالِبِ الـمَرْدُودِ الخائِبِ: لم يَحْصُل في كَفّه غيرُ التُّراب. وقَريبٌ منه قولُه، صلى اللّه عليه وسلم: وللعاهر الحَجَرُ. وقيل أَراد به التُّرابَ خاصّةً، واستعمله الـمِقدادُ على ظاهره،
وذلك أَنه كان عندَ عثمانَ، رضي اللّه عنهما، فجعل رجل يُثْني عليه، وجعل المِقْدادُ يَحْثُو في وجْهِه التُّرابَ، فقال له عثمانُ: ما تَفْعَلُ؟ فقال: سمعت رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلّم يقول: احْثُوا في وجُوه المدّاحِينَ التُّرابَ، وأَراد بالمدّاحين الذين اتَّخَذُوا مَدْحَ الناسِ عادةً وجعلوه بِضاعةً يَسْتَأْكِلُون به الـمَمْدُوحَ، فأَمـّا مَن مَدَح على الفِعل الحَسَنِ والأَمْرِ المحمود تَرغِيباً في أَمثالهِ وتَحْريضاً للناس على الاقْتداءِ به في أَشْباهِه، فليس بمَدّاح، وإِن كان قد صار مادحاً بما تكلم به من جَمِيلِ القَوْلِ. وقولُه في
الحديث الآ خر: إِذا جاءَ مَن يَطْلُبُ ثَمَنَ الكلب فامْلأْ كَفَّه تُراباً. قال ابن الأَثير: يجوز حَمْلُه على الوجهينِ.
وتُرْبةُ الإِنسان: رَمْسُه. وتُربةُ الأَرض: ظاهِرُها.
وأَتْرَبَ الشيءَ: وَضَعَ عليه الترابَ، فَتَتَرَّبَ أَي تَلَطَّخَ بالتراب.
وتَرَّبْتُه تَتْريباً، وتَرَّبْتُ الكتابَ تَتْريباً، وتَرَّبْتُ القِرْطاسَ فأَنا أُّتَرِّبهُ. وفي الحديث: أَتْرِبوا الكتابَ فإِنه أَنْجَحُ للحاجةِ. وتَتَرَّبَ: لَزِقَ به التراب. قال أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ، فَجَنْبُه * مُتَتَرِّبٌ، ولكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ
وتَتَرَّبَ فلان تَتْريباً إِذا تَلَوَّثَ بالترابِ. وتَرَبَتْ فلانةُ الإِهابَ لِتُصْلِحَه، وكذلك تَرَبْت السِّقاءَ. وقال ابن بُزُرْجَ: كلُّ ما يُصْلَحُ، فهو مَتْرُوبٌ، وكلُّ ما يُفْسَدُ، فهو مُتَرَّبٌ، مُشَدَّد.
وأَرضٌ تَرْباءُ: ذاتُ تُرابٍ، وتَرْبَى. ومكانٌ تَرِبٌ: كثير التُّراب،
وقد تَرِبَ تَرَباً. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ، على النَّسَب: تَسُوقُ التُّرابَ. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ: حَمَلت تُراباً. قال ذو الرمة:
مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ(1)
(1 قوله «مراً سحاب إلخ» صدره: لا بل هو الشوق من دار تخوّنها)
وقيل: تَرِبٌ: كثير التُّراب. وتَرِبَ الشيءُ. وريحٌ تَرِبةٌ: جاءَت
بالتُّراب.
وتَرِبَ الشيءُ، بالكسر: أَصابه التُّراب. وتَرِبَ الرَّجل: صارَ في يده التُّراب. وتَرِبَ تَرَباً: لَزِقَ بالتُّراب، وقيل: لَصِقَ بالتُّراب
من الفَقْر. وفي حديث فاطمةَ بنتِ قَيْس، رضي اللّه عنها: وأَمـّا معاوِيةُ فَرجُلٌ تَرِبٌ لا مالَ له ، أَي فقيرٌ. وتَرِبَ تَرَباً ومَتْرَبةً:
خَسِرَ وافْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب.
وأَتْرَبَ: استَغْنَى وكَثُر مالُه، فصار كالتُّراب، هذا الأَعْرَفُ.
وقيل: أَتْرَبَ قَلَّ مالُه. قال اللحياني قال بعضهم: التَّرِبُ الـمُحتاجُ
، وكلُّه من التُّراب. والـمُتْرِبُ: الغَنِيُّ إِما على السَّلْبِ، وإِما على أَن مالَه مِثْلُ التُّرابِ.
والتَّتْرِيبُ: كَثْرةُ المالِ. والتَّتْرِيبُ: قِلةُ المالِ أَيضاً.
ويقال: تَرِبَتْ يَداهُ، وهو على الدُعاءِ، أَي لا أَصابَ خيراً.
وفي الدعاءِ: تُرْباً له وجَنْدَلاً، وهو من الجَواهِر التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى الـمَصادِرِ المنصوبة على إِضمار الفِعْل غير المسْتَعْمَلِ
إِظهارُه في الدُّعاءِ، كأَنه بدل من قولهم تَرِبَتْ يَداه وجَنْدَلَتْ. ومِن العرب
مَن يرفعه، وفيه مع ذلك معنى النصب، كما أَنَّ في قولهم: رَحْمَةُ اللّهِ عليه، معنى رَحِمه اللّهُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: تُنْكَحُ المرأَةُ لمِيسَمِها ولمالِها ولِحَسَبِها فعليكَ بِذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَداكَ. قال أَبو عبيد: قوله تَرِبَتْ يداكَ، يقال للرجل، إِذا قلَّ مالُه: قد تَرِبَ أَي افْتَقَرَ، حتى لَصِقَ بالتُّرابِ.
وفي التنزيل العزيز: أَو مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ. قال: ويرَوْنَ، واللّه أَعلم أَنّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، لم يَتَعَمَّدِ الدُّعاءَ عليه بالفقرِ، ولكنها كلمة جارِيةٌ على أَلسُنِ العرب يقولونها، وهم لا
يُريدون بها الدعاءَ على الـمُخاطَب ولا وُقوعَ الأَمر بها. وقيل: معناها للّه دَرُّكَ؛ وقيل: أَراد به الـمَثَلَ لِيَرى الـمَأْمورُ بذلك الجِدَّ،
وأَنه إِن خالَفه فقد أَساءَ؛ وقيل: هو دُعاءٌ على الحقيقة، فإِنه قد قال لعائشة، رضي اللّه عنها: تَربَتْ يَمينُكِ، لأَنه رأَى الحاجة خيراً لها.
قال: والأوّل الوجه. ويعضده قوله في حديث خُزَيْمَة، رضي اللّه عنه: أَنـْعِم صباحاً تَرِبَتْ يداكَ، فإِنَّ هذا دُعاءٌ له وتَرْغيبٌ في
اسْتِعْماله ما تَقَدَّمَتِ الوَصِيَّةُ به. أَلا تراه قال: أَنْعِم صَباحاً، ثم
عَقَّبه بتَرِبَتْ يَداكَ. وكثيراً تَرِدُ للعرب أَلفاظ ظاهرها الذَّمُّ
وإِنما يُريدون بها الـمَدْحَ كقولهم: لا أَبَ لَكَ، ولا أُمَّ لَكَ، وهَوَتْ أُّمُّه، ولا أَرضَ لك، ونحوِ ذلك. وقال بعضُ الناس: إِنَّ قولهم
تَرِبَتْ يداكَ يريد به اسْتَغْنَتْ يداكَ. قال: وهذا خطأٌ لا يجوز في الكلام، ولو كان كما قال لقال: أَتْرَبَتْ يداكَ. يقال أَتْرَبَ الرجلُ، فهو مُتْرِبٌ، إِذا كثر مالهُ، فإِذا أَرادوا الفَقْرَ قالوا: تَرِبَ يَتْرَبُ.
ورجل تَرِبٌ: فقيرٌ. ورجل تَرِبٌ: لازِقٌ بالتُّراب من الحاجة ليس بينه وبين الأَرض شيءٌ.
وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: لم يكن رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، سَبَّاباً ولا فَحَّاشاً. كان يقولُ لأَحَدنا عند الـمُعاتَبةِ: تَرِبَ جَبِينُه. قيل: أَراد به دعاءً له بكثرة السجود. وأَما قوله لبعض أَصْحابه: تَرِبَ نَحْرُكَ، فقُتِل الرجُل شهيداً، فإِنه محمول على ظاهره.
وقالوا: الترابُ لكَ، فرَفَعُوه، وإِن كان فيه معنى الدعاء، لأَنه اسم وليس بمصدر، وليس في كلِّ شيءٍ من الجَواهِر قيل هذا. وإِذ امتنع هذا في بعض المصادر. فلم يقولوا: السَّقْيُ لكَ، ولا الرَّعْيُ لك، كانت الأَسماء أَوْلى بذلك. وهذا النوعُ من الأَسماء، وإِن ارْتَفَعَ، فإِنَّ فيه معنى المنصوب. وحكى اللحياني: التُّرابَ للأَبْعَدِ. قال: فنصب كأَنه دعاء. والـمَتْرَبةُ: الـمَسْكَنةُ والفاقةُ. ومِسْكِينٌ ذُو مَتْرَبةٍ أَي لاصِقٌ بالتراب.
وجمل تَرَبُوتٌ: ذَلُولٌ، فإِمَّا أَن يكون من التُّراب لذلَّتِه، وإِما أَن تكون التاء بدلاًمن الدال في دَرَبُوت من الدُّرْبةٍ ، وهو مذهب
سيبويه، وهو مذكور في موضعه. قال ابن بري: الصواب ما قاله أَبو علي تَرَبُوتٍ أَنّ أَصله دَرَبُوتٌ من الدربة، فأَبدل من الدال تاء، كما أَبدلوا من التاء دالاً في قولهم دَوْلَجٌ وأَصله تَوْلَجٌ، ووزنه تَفْعَلٌ من وَلَجَ، والتَّوْلَجُ: الكِناسُ الذي يَلِجُ فيه الظبي وغيره من الوَحْش. وقال اللحياني: بَكْرٌ تَرَبُوتٌ: مُذَلَّلٌ، فَخصَّ به البَكْر، وكذلك ناقة تَرَبُوت. قال: وهي التي إِذا أُخِذَتْ بِمِشْفَرِها أَو بُهدْب عينها تَبِعَتْكَ. قال وقال الأَصمعي: كلُّ ذَلُولٍ من الأَرض وغيرها تَرَبُوتٌ، وكلُّ هذا من التُّراب، الذكَرُ والأُنثى فيه سواءٌ.
«والتُّرْتُبُ: الأَمْرُ الثابتُ، بضم التاءين. والتُّرْتُبُ: العبدُ
السُّوء(1)»
(1 هذه العبارة من مادة «ترتب» ذكرت هنا خطأ في الطبعة الاولى.).
وأَتْرَبَ الرجلُ إِذا مَلَك عبداً مُلِكَ ثلاث مَرَّات.
والتَّرِباتُ: الأَنامِلُ، الواحدة تَرِبةٌ.
والتَّرائبُ: مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر، وقيل هو ما بين التَّرْقُوة إِلى الثَّنْدُوةِ؛ وقيل: التَّرائبُ عِظامُ الصدر؛ وقيل: ما وَلِيَ الّتَرْقُوَتَيْن منه؛ وقيل: ما بين الثديين والترقوتين. قال الأَغلب
العِجْليّ:
أَشْرَفَ ثَدْياها على التَّرِيبِ، * لَمْ يَعْدُوَا التَّفْلِيكَ في النُّتُوبِ
والتِّفْلِيكُ: مِن فَلَّك الثَّدْيُ. والنُّتُوبُ: النُّهُودُ، وهو ارْتِفاعُه. وقيل: التَّرائبُ أَربعُ أَضلاعٍ من يَمْنةِ الصدر وأَربعٌ من يَسْرَتِه. وقوله عز وجل: خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ يَخْرُج من بينِ الصُّلْب والتَّرائبِ. قيل: التَّرائبُ: ما تقدَّم. وقال الفرَّاء: يعني صُلْبَ الرجلِ وتَرائبَ المرأَةِ. وقيل: التَّرائبُ اليَدانِ والرِّجْلانِ والعَيْنانِ، وقال: واحدتها تَرِيبةٌ. وقال أَهل اللغة أَجمعون: التَّرائبُ موضع القِلادةِ من الصَّدْرِ، وأَنشدوا:
مُهَفْهَفةٌ بَيْضاءُ، غَيْرُ مُفاضةٍ، * تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ
وقيل: التَّرِيبَتانِ الضِّلَعانِ اللَّتانِ تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ، وأَنشد:
ومِنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ على تَرِيبٍ، * كَلَوْنِ العاجِ، ليس له غُضُونُ
أَبو عبيد: الصَّدْرُ فيه النَّحْرُ، وهو موضِعُ القِلادةِ، واللَّبَّةُ: موضع النَّحْرِ، والثُّغْرةُ: ثُغْرَةُ النَّحْرِ، وهي الهَزْمةُ بين التَّرْقُوَتَيْنِ. وقال:
والزَّعْفَرانُ، علَى تَرائِبِها، * شَرِقٌ به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ
قال: والتَّرْقُوَتانِ: العَظْمانِ الـمُشْرِفانِ في أَعْلَى الصَّدْرِ مِن صَدْرِ رَأْسَيِ الـمَنْكِبَيْنِ إِلى طَرَفِ ثُغْرة النَّحْر، وباطِنُ التَّرْقُوَتَيْنِ الهَواء الذي في الجَوْفِ لو خُرِقَ، يقال لهما القَلْتانِ، وهما الحاقِنَتانِ أَيضاً، والذَّاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقُوم. قال ابن الأَثير: وفي الحديث ذكر التَّرِيبةِ، وهي أَعْلَى صَدْرِ الإِنْسانِ تَحْتَ الذَّقَنِ، وجمعُها التَّرائبُ. وتَرِيبةُ البَعِير: مَنْخِرُه(2)
(2 قوله «وتربية البعير منخره» كذا في المحكم مضبوطاً وفي شرح القاموس الطبع بالحاء المهملة بدل الخاء.).
والتِّرابُ: أَصْلُ ذِراعِ الشاة، أُنثى، وبه فسر شمر قولَ عليّ، كرَّم اللّه وجهه: لَئِنْ وَلِيتُ بني أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ. قال: وعنى بالقَصّابِ هنا السَّبُعَ، والتِّرابُ: أَصْلُ ذِراعِ الشاةِ، والسَّبُعُ إِذا أَخَذَ شاةً قَبَضَ على ذلك الـمَكانِ فَنَفَضَ الشَّاةَ.
الأَزهريُّ: طَعامٌ تَرِبٌ إِذا تَلَوَّثَ بالتُّراب. قال: ومنه حديث
عليّ، رضي اللّه عنه: نَفْضَ القَصَّاب الوِذامَ التَّرِبةَ. الأَزهري:
التِّرابُ: التي سَقَطَتْ في التُّرابِ فَتَتَرَّبَتْ، فالقَصَّابُ يَنْفُضُها. ابن الأَثير: التِّرابُ جمع تَرْبٍ. تخفيفُ تَرِبٍ، يريد اللُّحُومَ التي تَعَفَّرَتْ بسُقُوطِها في التُّراب، والوَذِمةُ: الـمُنْقَطِعةُ الأَوْذامِ، وهي السُّيُورُ التي يُشَدُّ بها عُرى الدَّلْوِ. قال الأَصمعي: سأَلْتُ
شُعبةَ(1)
(1 قوله «قال الأصمعي سألت شعبة إلخ» ما هنا هو الذي في
النهاية هنا والصحاح والمختار في مادة وذم والذي فيها من اللسان قلبها فالسائل فيها مسؤول.) عن هذا الحَرْفِ، فقال: ليس هو هكذا انما هو نَفْضُ القَصَّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ، وهي التي قد سَقَطَتْ في التُّرابِ، وقيل الكُرُوشُ كُلُّها تُسَمَّى تَرِبةً لأَنها يَحْصُلُ فيها الترابُ مِنَ الـمَرْتَعِ؛ والوَذِمةُ: التي أُخْمِلَ باطِنُها، والكُرُوشُ وَذِمةٌ لأَنها مُخْمَلَةٌ، ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ. ومعنى الحديث: لئن وَلِيتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهُم بعد الخُبْثِ.
والتِّرْبُ: اللِّدةُ والسِّنُّ. يقال: هذه تِرْبُ هذه أَي لِدَتُها.
وقيل: تِرْبُ الرَّجُل الذي وُلِدَ معَه، وأَكثر ما يكون ذلك في الـمُؤَنَّثِ، يقال: هي تِرْبُها وهُما تِرْبان والجمع أَتْرابٌ. وتارَبَتْها: صارت تِرْبَها. قال كثير عزة:
تُتارِبُ بِيضاً، إِذا اسْتَلْعَبَتْ، * كأُدْم الظّباءِ تَرِفُّ الكَباثا
وقوله تعالى: عُرُباً أَتْرَاباً. فسَّره ثعلب، فقال: الأَتْرابُ هُنا
الأَمْثالُ، وهو حَسَنٌ إذْ ليست هُناك وِلادةٌ.
والتَّرَبَةُ والتَّرِبةُ والتَّرْباء: نَبْتٌ سُهْلِيٌّ مُفَرَّضُ الوَرَقِ، وقيل: هي شَجرة شاكةٌ، وثمرتها كأَنها بُسْرَة مُعَلَّقةٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ والحَزْنُ وتِهامةُ. وقال أَبو حنيفة: التَّرِبةُ خَضْراءُ تَسْلَحُ عنها الإِبلُ.
التهذيب في ترجمة رتب: الرَّتْباءُ الناقةُ الـمُنْتَصِبةُ في سَيْرِها،
والتَّرْباء الناقةُ الـمُنْدَفِنةُ. قال ابن الأَثير في حديث عمر، رضي
اللّه عنه، ذِكر تُرَبةَ، مثال هُمَزَة، وهو بضم التاء وفتح الراء، وادٍ قُرْبَ مكة على يَوْمين منها. وتُرَبةُ: وادٍ من أَوْدية اليمن. وتُربَةُ والتُّرَبَة والتُّرْباء وتُرْبانُ وأَتارِبُ: مواضع. ويَتْرَبُ، بفتح
الراء: مَوْضعٌ قَريبٌ من اليمامة. قال الأَشجعي:
وعَدْتَ، وكان الخُلْفُ منكَ سَجِيَّةً، * مواعِيدَ عُرقُوبٍ أخاهُ بِيَتْرَبِ
قال هكذا رواه أَبو عبيدة بَيَتْرَبِ وأَنكر بيَثْرِبِ، وقال: عُرقُوبٌ
من العَمالِيقِ، ويَتْرَبُ من بِلادِهم ولم تَسْكُن العمالِيقُ يَثْرِبَ.
وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كُنَّا بِتُرْبانَ. قال ابن الأَثير: هو موضع كثير المياه بينه وبين المدينة نحو خمسة فَراسِخَ.
وتُرْبةُ: موضع(2)
(2 قوله «وتربة موضع إلخ» هو فيما رأيناه من المحكم
مضبوط بضم فسكون كما ترى والذي في معجم ياقوت بضم ففتح ثم أورد المثل.) من بِلادِ بني عامرِ بن مالك، ومن أَمثالهم: عَرَفَ بَطْنِي بَطْنَ تُرْبةَ، يُضْرَب للرجل يصير إِلى الامرِ الجَليِّ بعد الأَمرِ الـمُلْتَبِس؛ والـمَثَلُ لعامر بن مالك أَبي البراء.
والتُّرْبِيَّة: حِنْطة حَمْراء، وسُنْبلها أَيضاً أَحمرُ ناصِعُ الحُمرة، وهي رَقِيقة تَنْتَشِر مع أَدْنَى بَرْد أَو ريح، حكاه أَبو حنيفة.
وثب: الوَثْبُ: الطَّفْرُ. وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً، ووثَباناً، ووُثوباً،
ووِثاباً، ووَثيباً: طَفَرَ؛ قال:
وَزَعْتُ بكالـهِراوة أَعْوَجِـيّاً، * إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا
ويروى وَثابا، على أَنه فَعَلَ، وقد تَقدَّم؛ وقال يصف كبره:
وما أُمِّي وأُمُّ الوحْش، لـمَّا * تَفَرَّعَ في مَفارِقِـيَ الـمَشِـيبُ؟
فَما أَرْمِي، فأَقْتُلَها بسَهْمِي، * ولا أَعْدُو، فأُدْرِكَ بالوَثِـيب
يقول: ما أَنا والوحشُ؟ يعني الجَواريَ، ونصب أَقْتُلَها وأَدْركَ، على جواب الجَحْد بالفاءِ.
وفي حديث علي، عليه السلام، يومَ صِفِّينَ: قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً،
وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلاً، أَي إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِليها،
وإِلاَّ رَجَعَ وتَرَك. وفي حديث هُذَيْل: أَيَتَوَثَّبُ أَبو بكر على
وَصِـيِّ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم؟ وَدَّ أَبو بكر أَنه وَجَدَ
عَهْداً من رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وأَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ أَي يَسْتَوْلي عليه ويظلِمه !معناه: لو كان عَليٌّ، عليه السلام، مَعْهوداً إِليه بالخلافة، لكان في أَبي بكر، رضي اللّه عنه، من الطاعة والانْقياد إِليه، ما يكون في الجَمَل الذليل، الـمُنْقاد بخِزامَتهِ.
ووَثَبَ وثْبةً واحدة، وأَوْثَبْتُه أَنا، وأَوْثَبَه الموضعَ: جَعله
يَثِـبُه. وواثبَه أَي ساوَرَه. ويقال: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضَيْعةٍ لي أَي
اسْتَوْلى عليها ظلماً. والوَثَبَـى: من الوَثْب. ومَرَةٌ وثَبـى: سريعةُ
الوَثْبِ. والوَثْبُ: القُعُود، بلغة حِمْير.
يقال: ثِبْ أَي اقْعُدْ. ودَخَلَ رَجُل من العَرب على مَلِكٍ من ملوك
حِمْيَر، فقال له الملِكُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فقال الملك: ليس عندنا عَرَبِـيَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالـحِمْيَرية؛ وقوله: عَرَبِـيَّت، يُريد العربيةَ، فوقف على الهاءِ بالتاءِ.
وكذلك لغتهم، ورواه بعضُهم: ليس عندنا عَرَبيَّة كعَرَبِـيَّتكُم. قال
ابن سيده: وهو الصواب عندي، لأَنَّ الملك لم يكن لِـيُخْرِجَ نَفْسَه من العرب، والفعل كالفعل. والوِثابُ: الفِراشُ، بلغتهم. ويقال وثَّبْتُه وِثاباً أَي فرَشْت له فِراشاً.
وتقول: وَثَّبَهُ تَوْثِـيباً أَي أَقْعَدَه على وِسادة، وربما قالوا وثَّبَه وسادةً إِذا طَرَحها له، ليَقْعُدَ عليها. وفي حديث فارعة، أَخت
أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْتِ، قالت: قَدِمَ أَخي من سَفَرٍ، فوَثَبَ على
سريري أَي قَعَدَ عليه واسْتَقَرَّ.
والوُثوبُ، في غير لغةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ والقيامُ. وقَدِمَ عامِرُ
بنُ الطُّفَيْلِ على سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فوَثَّبَ له وِسادةً أَي أَقعَدَه عليها؛ وفي رواية: فوَثَّبَه وِسادةً أَي أَلقاها
له. والـمِـيثَبُ: الأَرضُ السَّهْلة؛ ومنه قول الشاعر يصفُ نَعامة:
قَرِيرَةُ عَينٍ، حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها * خَراشِـيَّ قَيْضٍ، بين قَوْزٍ ومِـيثَبِ
ابن الأَعرابي: الـمِـيثَبُ: الجالسُ، والـمِـيثَبُ: القافِزُ. أَبو عمرو: الـمِـيثَبُ الجَدْوَلُ. وفي نوادر الأَعراب: الـمِـيثَبُ ما ارتفع من
الأَرض. والوِثابُ: السَّريرُ؛ وقيل: السرير الذي لا يَبْرَحُ الـمَلِكُ
عليه. واسم الـملِك: مُوثَبَان. والوِثابُ، بكسر الواو: الـمَقاعِدُ؛
قال أُمية:
بإِذنِ اللّه، فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ * على مَلْكين، وهْي لـهُمْ وِثابُ
يعني أَن السماءَ مقاعدُ للملائكة. والـمُوثَبانُ بلغتهم: الملِكُ الذي
يَقْعُد، ويَلْزَم السَّريرَ، ولا يَغْزو. والـمِـيثَبُ: اسم موضع؛ قال
النابغة الجَعْدِيُّ:
أَتاهُنَّ أَنَّ مِـياهَ الذُّهاب * فالأَوْرَقِ، فالـمِلْحِ، فالـمِيـثَبِ
هرر: هَرَّ الشيءَ يَهُرُّه ويَهِرُّه هَرّاً وهَريراً: كَرِهَهُ؛ قال
المفضل بن المهلب بن أَبي صُفْرَةَ:
ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى،
فليسَ لمَجْدٍ صالحٍ بِكَسُوبِ
وهَرَرْتُه أَي كَرِهْتُه أَهُرُّه وأَهِرُّه، بالضم والكسر. وقال ابن
الأَعرابي: أَجِد في وَجْهِهِ هِرَّةً وهَرِيرَةً أَي كراهية. الجوهري:
والهِرُّ الاسم من وقولك هَرَرْتُه هَرّاً أَي كرهته. وهَرَّ فلان الكأْسَ
والحرْبَ هَرِيراً أَي كرهها؛ قال عنترة:
حَلَفْنا لهم، والخَيْلُ تَرْدي بنا معاً:
نُزايِلُكُمْ حتى تَهِرُّوا العَوالِيا
الرَّدَيانُ: ضَرْبٌ من السَّيْرِ،وهو أَن يَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ
رَجْماً بحوافره من شدَّة العَدْوِ. وقوله نزايلكم هو جواب القسم أَي لا
نزايلكم، فحذف لا على حدِّ قولهم تالله أَبْرَحُ قاعداً أَي لا أَبرح،
ونزايلكم: نُبارِحُكُمْ، يقال: ما زايلته أَي ما بارحته. والعوالي: جمع
عاليةِ الرمح، وهي ما دون السِّنان بقدر ذراع. وفلان هَرَّهُ الناسُ إِذا
كرهوا ناحِيته؛ قال الأَعشى:
أَرَى الناسَ هَرُّونِي وشُهِّرَ مَدْخَلِي،
ففي كلِّ مَمْشًى أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا
وهَرَّ الكلبُ إِليه يَهِرُّ هَرِيراً وهِرَّةً، وهَرِيرُ الكلبِ: صوته
وهو دون النُّبَاحِ من قلة صبره على البرد؛ قال القَطَامِيُّ يصف شدَّة
البرد:
أَرى الحَقَّ لا يعْيا عَلَيَّ سبيلُه،
إِذا ضافَنِي ليلاً مع القُرِّ ضائِفُ
إِذا كَبَّدَ النجمُ السَماءَ بشَتْوَةٍ،
على حينَ هَرَّ الكلبُ، والثَّلْجُ خاشِفُ
ضائف: من الضيف. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ: يريد بالنجم الثريا،
وكَبَّدَ: صار في وسط السماء عند شدَّة البرد. وخاشف: تسمع له خَشْفَة عند المشي
وذلك من شدة البرد. ابن سيده: وبالهَرِيرِ شُبِّهَ نَظَرُ بعض الكُماةِ
إِلى بعض في الحرب. وفي الحديث: أَنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقال
رجل: يا رسول الله أَرأَيْتَكَ النَّجْدَةَ التي تكون في الرجل؟
فقال: ليستْ لها بِعِدْلٍ، إِن الكلب يَهِرُّ من وراءِ أَهله؛ معناه أَن
الشجاعة غَرِِيزة في الإِنسان فهو يَلقَى الحروبَ ويقاتل طبعاً
وحَمِيَّةً لا حِسبَةً، فضرب الكلب مثلاً إِذ كان من طبعه أَن يَهِرَّ دون أَهله
ويَذُبَّ عنهم، يريد أَنَّ الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءَة والصدقة.
يقال: هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً، فهو هارٌّ وهَرَّارٌ إِذا نَبَحَ
وكَشَرَ عن أَنيابه، وقيل: هو صوته دون نُباحه. وفي حديث شُرَيْحٍ: لا
أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّارَ أَي إِذا قتل الرجلُ كلبَ آخر لا أُوجب عليه
شيئاً إِذا كان نَبَّاحاً لأَنه يؤْذي بِنُباحِه. وفي حديث أَبي الأَسود:
المرأَة التي تُهارُّ زوجَها أَي تَهِرُّ في وجهه كما يَهِرُّ الكلب. وفي
حديث خزيمة: وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَهِرُّ بعضها في وجه بعض من
الجهد. وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب، ومنه الحديث: إِني سمعت
هَرِيراً كَهَرِيرِ الرَّحَى أَي صوت دورانها. ابن سيده: وكلب هَرَّارٌ كثير
الهَرِير، وكذلك الذئب إِذا كَشَرَ أَنيابه وقد أَهَرَّه ما أَحَسَّ به.
قال سيبويه: وفي المثل: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ، وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة
لأَنه في معنى ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ، أَعني أَنَّ الكلام عائد
إِلى معنى النفي وإِنما كان المعنى هذا لأَن الخبرية عليه أَقوى، أَلا
ترى أَنك لو قلت: أَهَرَّ ذا نابٍ شَرٌّ، لكنت على طرف من الإِخبار غير
مؤَكدف فإِذا قلت: ما أَهَرَّ ذا نابٍ إِلاَّ شَرٌّ، كان أَوْكَدَ، أَلا ترى
أَن قولك ما قام إِلاَّ زيد أَوْ كَدُ من قولك قام زيد؟ قال: وإِنما
احتيج في هذا الموضع إِلى التوكيد من حيث كان أَمراً مُهِماً، وذلك أَن قائل
هذا القول سمع هَرِيرَ كلب فأَضاف منه وأشفق لاستماعه أَن يكون لطارِقِ
شَرٍّ، فقال: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ أَي ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ
تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُستَمِعِه، وليس هذا في نفسه كأَن يطرقه
ضيف أَو مسترشد، فلما عناه وأَهمه أَكد الإِخبار عنه وأَخرجه مخرج الإِغاظ
به. وهارَّه أَي هَرَّ في وجهه. وهَرْهَرْتُ الشيءَ: لغة في مَرْمَرْتُه
إِذا حَرَّكْتَه؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب الاعْتِقابِ
لأَبي تُرابٍ من غير سماع. وهرَّت القوسُ هَرِيراً: صَوَّتَتْ؛ عن أَبي
حنيفة؛ وأَنشد:
مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لها في شِمالِه
هَرِيرٌ، إِذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ
والهِرُّ: السِّنَّوْرُ، والجمع هِرَرَةٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ،
والأُنثى هِرَّةٌ بالهاء، وجمعها هِرَرٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبِ. وفي الحديث: أَنه
نهى عن أَكل الهرِّ وثَمَنِه؛ قال ابن الأَثير: وإِنما نهى عنه لأَنه
كالوحشيِّ الذي لا يصح تسليمه وأَنه يَنْتابُ الدُّورَ ولا يقيم في مكان
واحد، فإِن حبس أَو ربط لم ينتفع به ولئلا يتنازع الناس فيه إِذا انتقل
عنهم، وقيل: إِنما نهى عن الوحشي منه دون الإِنسي. وهِرّ: اسم امرأَة، من
ذلك؛ قال الشاعر:
أَصَحَوْتَ اليومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ؟
وهَرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَى والشَّوْكُ هَرّاً: اشتدَّ يُبْسُه
وتَنَفَّشَ فصار كأَظفار الهِرِّ وأَنيابه؛ قال:
رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى
إِذا ما هَرَّ، وامْتَنَعَ المَذاقُ
وقولهم في المثل: ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ قيل: معناه ما يعرف من
يَهُرُّه أَي يكرهه ممن يَبَرُّه وهو أَحسن ما قيل فيه. وقال الفَزاريُّ:
البِرُّ اللُّطف، والهِرُّ العُقُوق، وهو من الهَرِيرِ؛ ابن الأَعرابي:
البِرُّ الإِكرام والهِرُّ الخُصُومَةُ، وقيل: الهِرُّ ههنَا السِّنَّوْرُ
والبِرُّ الفأْر. وقال ابن الأَعرابي: لا يعرف هاراً من باراً لو كُتِبَتْ
له، وقيل: أَرادوا هِرْهِرْ، وهو سَوْقُ الغنم، وبِرْبِرْ وهو دعاؤُها؛
وقيل: الهِرُّ دهاؤُها والبِرُّ سَوْقُها. وقال أَبو عبيد: ما يعرف
الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرَةِ؛ الهَرْهَرَةُ: صوت الضأْن، والبَرْبَرَةُ: صوتُ
المِعْزَى. وقال يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دعاءُ الغنم. وقال
ابن الأَعرابي: الهِرُّ دعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ، والبِرُّ دعاؤُها
إِلى الماء. وهَرْهَرْتُ بالغنم إِذا دعوتها.
والهُرارُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بين الجلد واللحم؛ قال
غَيْلانُ بن حُرَيْث:
فإِلاَّ يكن فيها هُرارٌ، فإِنَّني
بِسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائِفُ
أَي خائِفٌ سِلاَّ، والباء زائدة؛ تقول منه: هُرَّتِ الإِبِلُ تُهَرُّ
هَرّاً. وبعير مَهْرُورٌ أَصابه الهُرارُ، وناقة مَهْرُورَةٌ؛ قال الكميت
يمدح خالد بن عبد الله القَسْرِيَّ:
ولا يُصادفْنَ إِلاَّ آجِناً كَدِراً،
ولا يُهَرُّ به منهنَّ مُبْتَقِلُ
قوله به أَي بالماء يعني أَنه مَريءٌ ليس بالوَبِيءِ، وذكر الإِبِلَ وهو
يريد أَصحابها. قال ابن سيده: وإِنما هذا مثل يَضْرِبُه يخبر أَن
الممدوح هنيءُ العطية، وقيل: هو داء يأْخذها فَتَسْلَحُ عنه، وقيل: الهُرارُ
سَلْحُ الإِبل من أَيِّ داءٍ كان. الكسائيُّ والأُمَوِيُّ: من أَدواءِ
الإِبل الهُرَارُ، وهو استطلاق بطونها، وقد هَرَّتْ هَرّاً وهُراراً، وهَرَّ
سَلْحُه وأَرَّ: اسْتَطْلَقَ حتى مات. وهَرَّهُ هو وأَرَّهُ: أَطلقه من
بطنه، الهمزة في كل ذلك بدل من الهاء. ابن الأَعرابي: هَرَّ بِسَلْحِهِ
وهَكَّ به إِذا رمى به. وبه هُرارٌ إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حتى يموت.
والهَرَّارَانِ: نَجْمانِ؛ قال ابن سيده: الهَرَّارانِ النَّسْرُ
الواقِعُ وقلبُ العقرب؛ قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ:
وساق الفَجْرُ هَرَّارَيْهِ، حتى
بدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ
وقد يفرد في الشعر؛ قال أَبو النجم يصف امرأَة:
وَسْنَى سَخُونٌ مَطْلَعَ الهَرَّارِ
والهَرُّ: ضَرْبٌ من زجر الإِبل. وهِرٌّ: بلد وموضع؛ قال:
فَوَالله لا أَنْسَى بلاءً لقيتُه
بصَحْراءِ هِرٍّ، ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا
ورأْس هِرّ: موضع في ساحل فارسَ يرابَطُ فيه. والهُرُّ والهُرّهُورُ
والهَرْهارُ والهُراهِرُ: الكثير من الماءِ واللَّبَنِ وهو الذي إِذا جَرى
سمعت له هَرْهَرْ، وهو حكاية جَرْيِهِ. الأَزهري: والهُرْهُورُ الكثير من
الماءِ واللبن إِذا حلبته سمعت له هَرْهَرَةً؛ وقال:
سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا،
إِذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَرَا
وسمعت له هَرْهَرَةً أَي صوتاً عند الحَلْب. والهَرُورُ والهُرْهُورُ:
ما تناثر من حب العُنْقُود، زاد الأزهري: في أَصل الكَرْم. قال أَعرابي:
مررت على جَفنةٍ وقد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها
فأَكلتُ هُرْهُورَةً فما وقعت ولا طارت؛ قال الأَصمعي: الجفنة الكَرْمَة،
والسُّروغُ قضبان الكرم، واحدها سَرْغٌ، رواه بالغين، والقطوف العناقيد،
قال: ويقال لما لا ينفع ما وَقَعَ ولا طارَ. وهرّ يَهُرُّ إِذا أَكل
الهَرُور، وهو ما يتساقط من الكرم، وهَرْهَرَ إِذا تَعَدَّى. ابن السكيت: يقال
للناقة الهَرِمَة هِرْهِرٌ، وقال النضر: الهِرْهِرُ الناقة التي تَلْفِظُ
رَحِمُها الماءَ من الكِبَر فلا تَلْقَحُ؛ والجمع الهَراهِرُ؛ وقال
غيره: هي الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أَيضاً. ومن أَسماءِ الحيات: القَزَازُ
والهِرْهِيرُ. ابن الأَعرابي: هَرَّ يَهَرُّ إِذا ساءَ
خُلُقُه.والهُرْهُور: ضرب من السُّفُن. ويقال للكانُونَيْنِ: هما الهَرَّارانِ وهما
شَيْبان ومِلْحانُ. وهَرْهَرَ بالغنم: دعاها إِلى الماءِ فقال لها: هَرْهَرْ.
وقال يعقوب: هَرْهَرَ بالضأْن خصها دون المعز. والهَرْهَرَةُ: حكاية
أَصوات الهند في الحرب. غيره: والهَرْهَرَةُ والغَرْغَرَةُ يحكى به بعض
أَصوات الهند والسِّنْدِ عند الحرب. وهَرْهرَ: دعا الإِبل إِلى الماءِ.
وهَرْهَرةُ الأَسد: تَرْديدُ زئِيرِه، وهي الي تسمى الغرغرة. والهَرْهَرَةُ:
الضحك في الباطل. ورجل هَرْهارٌ: ضَحَّاك في الباطل. الأَزهري في ترجمة
عقر: التَّهَرْهُرُ صوت الريح، تَهَرْهَرَتْ وهَرْهَرَتْ واحدٌ؛ قال وأَنشد
المؤَرِّجُ:
وصِرْتَ مملوكاً بِقاعٍ قَرْقَرِ،
يَجْري عليك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ
يا لك من قُنْبُرَةٍ وقُنْبُرِ
كنتِ على الأَيَّام في تَعَقُّرِ
أَي في صر وجلادة، والله أَعلم.