Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حبر

الحبرة

الــحبرة: النعمة التي يظهر أثرها، ذكره أبو البقاء. وقال الراغب: الأثر المستحسن ومنه ما روي "يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره". أي جماله وبهاؤه. والــحبر العالم لما يبقى من أثر علومه في قلوب الناس ومن آثار أفعاله الحسنة المقتدى بها.

بحرت

بحرت: ابن الأَعرابي: كَذِبٌ حِبريتٌ وبِحْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ

مُجَرَّد، لا يستره شيءٌ.

بحرت
: (البِحْرِيتُ، بِالْكَسْرِ) : أَهمله الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: هُوَ (الخَالِصُ المُجرَّدُ الّذي لَا يَسْتُرُه شَيْءٌ) ، يُقَال: كَذِبٌ حِبْرِــيتٌ، وبِحْرِيتٌ، وحَنْبَرِيتٌ: كلّ ذالك بِمَعْنى واحدٍ.

متع

(متع)
الشَّيْء متوعا بلغ فِي الْجَوْدَة الْغَايَة فِي بَابه وَطَالَ فَهُوَ ماتع وَهِي ماتعة وَيُقَال متع النَّهَار وَالضُّحَى بلغ غَايَة ارتفاعه وَهُوَ مَا قبل الزَّوَال والسراب ارْتَفع فِي أول النَّهَار وَفُلَان جاد وظرف وكمل فِي خِصَال الْخَيْر وَالْحَبل اشْتَدَّ وَذَلِكَ إِذا جاد فتله والنبيذ اشتدت حمرته فَهُوَ ماتع وبالشيء متعا ومتعة ذهب بِهِ وَالله فلَانا بِكَذَا أَطَالَ لَهُ الِانْتِفَاع بِهِ وملأه بِهِ

(متع) الشَّيْء متاعة جاد
(متع) : امْتَعْتُ عن فُلان: اسْتَغْنَيْتُ عنه.
(متع) الشَّيْء طوله وَالله فلَانا عمره وَيُقَال متعهُ الله بِكَذَا أمتعه وَالرجل مطلقته أَعْطَاهَا الْمُتْعَة بعد الطَّلَاق
م ت ع: (الْمَتَاعُ) السِّلْعَةُ. وَهُوَ أَيْضًا الْمَنْفَعَةُ وَمَا تَمَتَّعْتَ بِهِ وَقَدْ (مَتَعَ) بِهِ أَيِ انْتَفَعَ مِنْ بَابِ قَطَعَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ} [الرعد: 17] وَ (تَمَتَّعَ) بِكَذَا وَ (اسْتَمْتَعَ) بِهِ بِمَعْنًى، وَالِاسْمُ (الْمُتْعَةُ) . وَمِنْهُ مُتْعَةُ الْحَجِّ لِأَنَّهَا انْتِفَاعٌ. وَ (أَمْتَعَهُ) اللَّهُ بِكَذَا وَ (مَتَّعَهُ تَمْتِيعًا) بِمَعْنًى. 

متع


مَتُعَ(n. ac. مَتَاْعَة)
a. Was long.
b. Was clmatuEaever.

مَتَّعَ
a. [acc. & Bi], Allowed to use, to enjoy.
b. Preserved; lengthened the life of.
c. Gave a dowry to ( divorced woman ).
d. see I (h)
أَمْتَعَa. see II (a) (b).
c. [Bi], Used, enjoyed.
d. ['An], Dispensed with.
e. see I (h)
تَمَتَّعَ
Vإِمْتَتَعَإِسْتَمْتَعَ
a. [Bi
or
Min]
see IV (c)
مِتْعَة
(pl.
مِتَع)
a. Use, profit, utility, advantage.
b. Little provision.

مُتْعَة
(pl.
مُتَع)
a. see 2t (a) (b).
c. Dowry ( of a divorced woman ).
مَاْتِعa. Ruddy, deep red (wine).
b. Excellent; firm, strong (rope).
c. Long, lengthy.
d. Abundant.

مَتَاْع
(pl.
أَمْتِعَة)
a. Possession, property; goods; furniture;
utensils.
b. Lead; copper; iron.
c. Profit.

N. Ac.
تَمَتَّعَإِسْتَمْتَعَa. Use, enjoyment; usufruct.
متع
مَتَعَ النَهَارُ مُتُوْعاً: ارْتَفَعَ، وذلك قَبْلَ الزَّوال. والمَتَاعُ: كُل ما اسْتَمْتَعْتَ به. وأمْتَعْتُ به: أي تَمَتَّعْتَ. وامْتَتَعْتُ منه بكذَا: اسْتَمْتَعْتَ. وهذه أمْتِعَتُه وأمَاتِعُه. ومَتًعَ الله فلاناً وأمْتَعَه بكذا.
ومُتْعَةُ المرأةِ: أنْ يُعطِيهَا زَوْجُها شيئاً إذا طَلًقَها، ومنه اشْتُقَّتْ متْعَةُ التزْويج. وقد تُجْعَل المُتْعَةُ اسْماً لِما يُتَمَتَعُ به. ومنهم مَنْ يَكسِر الميمَ في هذا خاصة فيقول: مِتْعَةٌ.
والمُتْعَةُ في الحَجَ: أن تَضُم إلى حَجة عُمْرَةً. وأمْتَعْتُ عنه: اسْتَغْنَيْتَ.
ومَتَعْتُ به: ذَهَبْتَ، ومنه قيل: لئن اشْتَرَيْتَ هذا الغُلامَ لَتَمْتَعَن منه بغُلام صالحً.
والمَاتِع من الأشْيَاء: البالِغُ في الجَوْدةِ الفاضِلُ. ومِيْزانٌ ماتِعٌ: راجحٌ. ورَجُلٌ ماتِعٌ: ظَريفٌ جَلْدٌ. ونَبِيْذٌ ماتِعٌ: شَديدُ الحُمْرَة.
والمَاتِعُ: الطَّويلُ من النًخْل وغيرِه. ومنه: مَتَعَ الماءُ الشَّجَرَ: إذا أنْشَأها.
وابنُ ماتِعٍ: كَعْبٌ الــحَبْرُ.
م ت ع

جبل ماتع: طويل مرتفع. ونخلة ماتعة.

ومن المجاز: متع النهار متوعاً: ارتفع غاية الارتفاع وهو ما قبل الزوال. ومتع الضحى وتلع، وجئته وقت الضحى الماتع وهو الأكبر. قال:

وأدركنا بها حكم بن عمرو ... وقد متع النهار بنا فزالا

ومتع النبات. والمطر يمتّع الكلأ والشجر. قال لبيد:

سحق يمتّعها الصّفا وسريّه ... عم نواعم بينهنّ كروم

الصفا: نهر، وسريّه: جدوله. وقال:

سود الذوائب مما متّعت هجر

والمرأة تمتّع صبيّها: تغذوه بالدّرّ. وهذا شيء ماتع: بالغ في الجودة. قال أبو الأسود العجلي:

خذه فقد أعطيته جيّداً ... قد أحكمت صنعته ماتعاً

ورجل ماتع: كامل في خصال الخير. قال عدي:

أنادم أكفائي وأحمي عشيرتي ... إذا ندب الأقوام أندب ماتعاً

ونبيذ وخلّ ماتع: بالغ. وأحمر ماتع: تبالغت حمرته. وإن اشتريت هذا الغلام لتمتّعنّ منه بغلام صالح أي لتذهبن به شيئاً ماتعاً بليغاً في الجودة. ومتعك الله بكذا ومتعك وأمتعك. أطال لك الانتفاع به وملاّكه، وتمتّعت به واستمتعت. ومتّع المطلّقة بمتعة. والدنيا متاع الغرور وهو كل ما يستمتع به. وهذه أمتعة فلان وأماتعه. وتمتعت بالعمرة. وأمتعني بفراقه أي جعل متاعي فراقه كقوله: فأعتبوا بالصيلم. قال الراعي:

خليطي من شعبين شتّى تجاورا ... قديماً وكانا بالتفرق أمتعا
[متع] مَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ، أي ارتفع وطال. والماتِعُ: الطويلُ من كل شئ. وقد متع الشئ. ومتعه غيره. قال لبيد يصف نخلاً: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسرِيُّهُ * عُمٌّ نَواعِمُ بينهنَّ كرومُ * وقول النابغة:

وميزانَهُ في سُورَةِ المجدِ ماتع * أي راجح زائد. وحبل ماتِعٌ، أي جيِّد الفتل. ونبيذٌ ماتِعٌ، أي شديد الحمرة. وكلُّ شئ جيد فهو ماتع. والمتاع: السِلعةُ. والمتاعُ أيضاً: المنفعةُ وما تَمَتَّعْتَ به. وقد مَتَعَ به يَمْتَعُ مَتْعاً. يقال: لئن اشتريت هذا الغلام لتمتعن منه بغلام صالح، أي لتذْهَبَنَّ به. قال المشعَّث: تمتَّع يا مشعَّث إنَّ شيئاً * سَبَقْتَ به المماتَ هو المَتاعُ * وبهذا البيت سمِّي مشعِّثاً. وقال تعالى: {ابتغاءَ حِلْيَةٍ أو مَتاعٍ} . وتَمَتَّعْتُ بكذا واسْتَمْتَعْتُ به، بمعنًى. والاسمُ المُتْعَةُ، ومنه مُتْعَةُ النكاح، ومُتْعَةُ الطلاق، ومُتْعَةُ الحجّ، لأنَّه انتِفاعٌ. وأَمْتَعَهُ الله بكذا ومَتَّعَهُ، بمعنًى. أبو زيد: أَمْتَعْتُ بالشئ، أي تمتعت به. وأنشد للراعي: خليطين من شعبين شتى تجاورا * قديما وكانا بالتفرق أمتعا * وأبو عمرو مثله. وأنشد للراعي ولكنما أجدى وأمتع جده * بفرق يخشيه بهجهج ناعقه * أي تمتع جده بفرق من الغنم. وخالفهما الاصمعي وروى البيت الاول: " وكانا للتفرق " باللام. يقول: ليس أحد يفارق صاحبه إلا أمتعه بشئ يذكره به، فكان ما أمتع به كل واحد من هذين صاحبه أن فارقه. وروى البيت الثاني " وأمتع جده " بالنصب، أي أمتع الله جده. ويقال: أَمْتَعْتُ عن فلانٍ، أي استغنيت عنه. حكاه أبو عمرو عن النميري .
م ت ع : الْمَتَاعُ فِي اللُّغَةِ كُلُّ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ كَالطَّعَامِ وَالْبَزِّ وَأَثَاثِ الْبَيْتِ وَأَصْلُ الْمَتَاعِ مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنْ الزَّادِ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ مَتَّعْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ إذَا أَعْطَيْتَهُ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَمْتِعَةٌ.

وَمُتْعَةُ الطَّلَاقِ مِنْ ذَلِكَ وَمَتَّعْتُ الْمُطَلَّقَةَ بِكَذَا إذَا أَعْطَيْتَهَا إيَّاهُ لِأَنَّهَا تَنْتَفِعُ بِهِ وَتَتَمَتَّعُ بِهِ وَالْمُتْعَةُ اسْمُ التَّمَتُّعِ وَمِنْهُ.

مُتْعَةُ الْحَجِّ.

وَمُتْعَةُ الطَّلَاقِ نِكَاحُ الْمُتْعَةِ هُوَ الْمُؤَقَّتُ فِي الْعَقْدِ وَقَالَ فِي الْعُبَابِ كَانَ الرَّجُلُ يُشَارِطُ الْمَرْأَةَ شَرْطًا عَلَى شَيْءٍ إلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ وَيُعْطِيهَا ذَلِكَ فَيَسْتَحِلُّ بِذَلِكَ فَرْجَهَا ثُمَّ يُخْلِي سَبِيلَهَا مِنْ غَيْرِ تَزْوِيجٍ وَلَا طَلَاقٍ وَقِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [النساء: 24] الْمُرَادُ نِكَاحُ الْمُتْعَةِ وَالْآيَةُ مُحْكَمَةٌ وَالْجُمْهُورُ عَلَى تَحْرِيمِ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَقَالُوا مَعْنَى قَوْلِهِ {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ} [النساء: 24] فَمَا نَكَحْتُمْ عَلَى الشَّرِيطَةِ الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [النساء: 24] أَيْ عَاقِدِينَ النِّكَاحَ.

وَاسْتَمْتَعْتُ بِكَذَا وَتَمَتَّعْتُ بِهِ انْتَفَعْتُ وَمِنْهُ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ إذَا أَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَبَعْدَ تَمَامِهَا يُحْرِمُ بِالْحَجِّ فَإِنَّهُ بِالْفَرَاغِ مِنْ أَعْمَالِهَا يَحِلُّ لَهُ مَا كَانَ حَرُمَ عَلَيْهِ فَمِنْ ثَمَّ يُسَمَّى مُتَمَتِّعًا. 
متع: متع (بالتشديد): لا يستعمل هذا الفعل في الحديث عن متأخر المهر الذي يدفع للمرأة المطلقة حسب بل لمن يمهر أخته في الرضاعة وغير ذلك من معان أوسع (الماوردي 2: 235).
تمتع: تمتع في: تمتع ب: تمتع بامرأة: بضعها وأتاها (البكري 158: 2 والمقري 155: 1). استمتع: استمتع: استمتع ب: استمتع بامرأة: بضعها وأتاها (معجم التنبيه، البكري 2: 158).
متعة: تمتع (هيلو).
متعة: عملية الجماع بامرأة. تجارة الجسد (معجم الادريسي، محمد بن الحارث 239): لا حاجة بك إلى صناعتها وإنما تبتاعها للمتعة.
متعة: حق الانتفاع، استغلال (بوشر، ويجرز 29: 6 و98، 128 وعند فوك باللاتينية posesio) .
متاع: وجمع الجموع أيضا أمتعات (معجم الجغرافيا وعند فوك باللاتينية أمتاع (متاجر وإمتاع commercium) . وهذا الجمع يفيد المعرفة مجازا (ابن الخطيب 26): فكان سابق الحلبة ومناخ الطية إمتاعا وتفننا وحسن اللقاء.
متاع: حق الاستغلال، حق الانتفاع (عباد 1: 242 وعند فوك باللاتينية فوك باللاتينية): posesio.
متاع: في محيط المحيط: وربما كنى عن المتاع بالذكر (برسل، ألف ليلة 3: 271).
متاع: نسيج كتان أو قطن أو قنب (فوك).
متاع أولاد: شاذ جنسيا (بوشر).
متاع: أنظر دي ساسي كرست 3: 353 وما يتلوها من الصحائف لمعرفة ما تقصده العامة في استعمال الضمائر المختلفة للتفرقة بين حيازة الشيء وملكيته (أي حق الاستمتاع به) وانظر (بوشر) في استعمالات متاعي، متاعك، متاعنا، متاعهم ومتاعيئهم أي ملكي، ملكك، ملكنا، ملكهم، املاكهم؛ وفي بعض الأحيان يستعمل مؤلفو العصر الوسيط التعبير الآتي (قرطاس 58: 10): فأصاب تلك العبرة متاع ابن عمه الحسن (المقدمة 3: 396): من ذلك عشرين أثوابا كذا المترجم- عشرة منها من أكسية الرجال وعشرة متاع النساء. أمتع: المقري 1: 798): كان أمتع الناس حديثا ومشاهدة (وقد استعمل حيان -بسام 1: 142 كلمة اقنع بدلها).
ممتع: مسر (عبد الواحد 8: 20) كان فكه المجلس ممتعا (المقري 2: 278): وكان ممتع المجالسة كثير النادرة.
مستمتع: المقدرة على الاستمتاع (بالحياة) (الخطيب 39): قد علقته إشراك الهرم وفيه بعد مستمتع بديع كبير وفي (الفخري 9: 222): ما بقي في مستمتع ولا بلاغ.

متع

1 مَتَعَ النَّهَارُ The day became advanced, the sun being high, (S, K,) before the declining of the sun from the meridian. (K.) . مَتَّعَهُ He (God) made him to live. (Bd in xi. 3.) b2: See مَلّا. b3: مَتَّعَهَا He gave her a gift after divorce. (K.) And مَتَّهَا بِكَذَا He gave her (a divorced wife) such a thing. (Msb.) 5 تَمَتَّعَ بِهِ and ↓ اِسْتَمْتَعَ and ↓ اِمْتَتَعَ are syn., signifying اِنْتَفَعَ بِهِ زَمَانًا طَوِيلًا; (Ham, p. 165 ;) [He benefited, or profited by it; had the benefit, use, or enjoyment, of it; he enjoyed it; accord. to the above authority, for a long time; but this restriction is not always meant.] You say.

اِسْتَمْتَعْتُ بِاصْطِبَاحِ خَمْرٍ [I enjoyed the drinking a morning-draught of wine]: and بِالإِصْغَآءِ إِلَى

أَغَانِى جَارِيَةٍ [the listening to the songs of a girl]. (Mo'allakát, p. 169.) b2: تَمَتَّعَ He became provided with مَتَاع, or utensils and furniture for the house, or tent. (TA, voce تَبَتَّتَ, q. v.) b3: تَمَتَّعَ i. q. عَاشَ. (Bd, Jel, xi. 68.) b4: تَمَتَّعَ بِهِ generally signifies He enjoyed it: (MA:) so in many cases in the Kur, &c.8 إِمْتَتَعَ see 5.10 اِسْتَمْتَعَ بِكَذَا , and ↓ تَمَتَّعَ, He benefited or profited by such a thing. (Msb.) b2: See 5. b3: مُسْتَمْتُعٌ: see مَلْبَسٌ.

مُتْعَةٌ Enjoyment; a subst. in the sense of تَمَتُّعٌ; (S, Msb, K;) syn. نَعْمَةٌ. (Jel, xlvi. 26.) See an ex., in a verse of Lebeed, voce فَرْطٌ. b2: مُتْعَةٌ A gift to a divorced wife. (Msb, K.) See مَتَاعٌ. b3: متعة الضُّحَى [i. e. مُتْعَة?] i. q. أَوَّلُهَا. (TA voce فِيقَة, in art. فوق.) مَتَاعٌ Anything useful or advantageous; as goods: such as the utensils and furniture of a house or tent, or household-goods: any utensils, or apparatus: chattels: a commodity, and commodities; (Mgh, &c.;) generally best rendered goods, chattels, household-goods or chattels, or utensils and furniture. b2: المَتَاعُ [signifies (tropical:) الفَرْجُ;] a woman's pudendum: (TA:) [see مُتَوَهِّجَةٌ, in art. وهج: and] the penis. (Mgh.) b3: مَتَاعٌ also applies to Food, the necessaries of life: see two exs. voce حَفَفٌ. b4: مَتَاعٌ for a divorced wife, A provision of necessaries, such as food and clothing and household-utensils or furniture: see عَرْفٌ, and Bd in ii. 242: i. q. تَمْتِيعٌ. (Bd in ii. 237.) b5: مَتَاعٌ i. q. مَا يُتَمَتَّعُ بِهِ, and الاِسْتِمْتَاعُ; (Jel in iv. 79;) generally best rendered Enjoyment, in the Kur iv. 79 and ix. 38 and similar cases. See مُتْعَةٌ.
متع
الْمُتُوعُ: الامتداد والارتفاع. يقال: مَتَعَ النهار ومَتَعَ النّبات: إذا ارتفع في أول النّبات، والْمَتَاعُ: انتفاعٌ ممتدُّ الوقت، يقال: مَتَّعَهُ اللهُ بكذا، وأَمْتَعَهُ، وتَمَتَّعَ به. قال تعالى:
وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ [يونس/ 98] ، نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا
[لقمان/ 24] ، فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا
[البقرة/ 126] ، سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ [هود/ 48] .
وكلّ موضع ذكر فيه «تمتّعوا» في الدّنيا فعلى طريق التّهديد، وذلك لما فيه من معنى التّوسّع، واسْتَمْتَعَ: طلب التّمتّع. رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ
[الأنعام/ 128] ، فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ
[التوبة/ 69] ، فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ [التوبة/ 69] وقوله: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ
[البقرة/ 36] تنبيها أنّ لكلّ إنسان في الدّنيا تَمَتُّعاً مدّة معلومة.
وقوله: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ [النساء/ 77] تنبيها أن ذلك في جنب الآخرة غير معتدّ به، وعلى ذلك: فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة/ 38] أي: في جنب الآخرة، وقال تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ [الرعد/ 26] ويقال لما ينتفع به في البيت: متاع. قال: ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ [الرعد/ 17] . وكلّ ما ينتفع به على وجه ما فهو مَتَاعٌ ومُتْعَةٌ، وعلى هذا قوله: وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ [يوسف/ 65] أي: طعامهم، فسمّاه مَتَاعاً، وقيل: وعاءهم، وكلاهما متاع، وهما متلازمان، فإنّ الطّعام كان في الوعاء.
وقوله تعالى: وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة/ 241] فَالْمَتَاعُ والمُتْعَةُ: ما يعطى المطلّقة لتنتفع به مدّة عدّتها. يقال: أَمْتَعْتُهَا ومَتَّعْتُهَا، والقرآن ورد بالثاني. نحو:
فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَ
[الأحزاب/ 49] ، وقال: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة/ 236] . ومُتْعَةُ النّكاح هي: أنّ الرجل كان يشارط المرأة بمال معلوم يعطيها إلى أجل معلوم، فإذا انقضى الأجل فارقها من غير طلاق، ومُتْعَةُ الْحَجِّ: ضمّ العمرة إليه. قال تعالى: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ
[البقرة/ 196] وشراب مَاتِعٌ. قيل: أحمر، وإنما هو الذي يمتع بجودته، وليست الحمرة بخاصّيّة للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته، وجمل مَاتِعٌ: قويّ قيل:
وميزانه في سورة البرّ مَاتِعٌ
أي: راجح زائد.
[متع] نه: فيه: نهى عن نكاح "المتعة"، هو النكاح إلى أجل معين، من التمتع بالشيء: الانتفاع به، كأنه ينتفع بها إلى أمد معلوم، وأبيح به في أول الإسلام ثم حرم، وهو جائز عند الشيعة. ن: لا يصلح "المتعتان" إلا لنا، أي متعة الحج ويريد فسخ الحج إلى العمرة، يريد لا يصلح لنا إلا في الوقت الذي فعلنا فيه، ثم صارتا حرامًا، ونكاح المتعة كانت حلالًا قبل خيبر فحرمت فيه ثم أبيحت يوم فتح مكة وهو يوم أوطاس، وسمي ذلك اليوم بالفتح لاتصالهما، ثم حرمت بعد ثلاثة بعد الفتح تحريمًا مؤبدًا، لا يخالف فيه إلا الروافض. وح: كان عثمان ينهي عن "المتعة"، أي التمتع بالحج. وفي ح الحلة: "لتستمتع" بها، أي تبيعها فتنتفع بثمنها. ط: إنما كانت المتعة أول الإسلام حتى نزلت "إلا على أزواجهن" يعني أن الممتعة ليست بزوجة لعدم جري الإرث بينهما ولا مملوكة، بل مستأجرة فحرمت بالآية، وح تمتع النبي صلى الله عليه وسلم محمول على التمتع اللغوي، وهو القرآن آخرًا، ومعناه أنه أحرم أولًا بالحج مفردًا ثم أحرم بالعمرة، فصار قارنًا في آخر أمره، ولابد من هذا التأويل للجمع بين الأحاديث. نه: كانوا لا يرون العمرة في أشهر الحج فأجازها الإسلام "أن يتمتعوا" بها في أيام الحج أي ينتفعوا بها. وفيه: إن عبد الرحمن طلق امرأة "فمتع" بوليدة، أي أعطاها أمة، وهي متعة الطلاق، ويستحب للمطلق أن يعطي امرأته عند طلاقها شيئًا يهبها إياه. وفي ح ابن الأكوع، قالوا: يا رسول الله! لولا "متعتنا" به! أي هلا تركتنا ننتفع به. ن: أي وددنا أنك أخرت الدعاء له لنتمتع بمصاحبته. ك: قاله عمر، أي وجبت له الجنة ببركة دعائك وليتك أشركتنا في دعائه! وقيل: كانوا قد عرفوا أنه صلى الله عليه وسلم ما استغفر لأحد قط إلا استشهد، فقالوا: وجبت له الشهادة بدعائك، وليتك تركته لنا. ط: الدنيا "متاع"، أي استمتاعات حقيرة لا يوبه بها. نه: وفيه: إنه حرم المدينة ورخص في "متاع" الناضح، أراد أداة البعير التي تؤخذ من الشجر، والمتاع: كل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها. وفي ح ابن عباس: إنه كان يفتي الناس حتى إذا "متع" الضحى وسنم، متع النهار: طال وامتد وتعالى. ومنه: بينا أنا جالس في أهلي حين "متع" النهار. وح الدجال: يسخر معه جبل "ماتع" خلاطه ثريد، أي طويل شاهق. ن: متع النهار، بفتح فوقية. غ: أمتع الرجل: طال مدته. و"فما "استمتعتم" به" أي انتفعتم به من وطيهن، "فمتعوهن": زودوهن يعني النفقة، والمتعة ما يتبلغ به منا لزاد. و""تمتعوا" في داركم": تزودوا أو عيشوا. "و"متاع" إلى حين" مدة أو قيام قيامة. و""فاستمتعوا" بخلاقهم" رضوا بنصيبهم من الدنيا عن الآخرة، و""استمتع" بعضنا ببعض" استمتاع الإنس بالجن: استعاذتهم بهم وكان الرجل إذا نزل بواد قال: أعوذ برب الوادي، واستمتاع الجن بالإنس: تعظيمهم إياه. و"ابتغاء حلية- ذهب وفضة- أو "متاع"" حديد ونحاس وصفر ورصاص.
(م ت ع)

مَتَعَ النَّبِيذ يَمْتَعُ مُتُوعا: اشتدت حمرته.

ومَتَعَ الْحَبل: اشْتَدَّ.

ومَتَعَ الرجل ومَتُعَ: جاد وظرف.

وَقيل: كل مَا جاد فقد مَتَعَ.

ومَتَعَ النَّهَار يَمْتَعُ مُتُوعا: ارْتَفع قبل الزَّوَال.

ومَتَعَتِ الضُّحَى مُتُوعا: ترجَّلت وَبَلغت الْغَايَة، وَذَلِكَ إِلَى أول الضحاء.

ومَتَع السراب مُتُوعا: ارْتَفع فِي أول النَّهَار. وَقَول جرير:

إِذا مَتَعَتْ بعدَ الأَكُفّ الأشاجِع

أَي ارْتَفَعت، من قَوْلك: مَتَع النَّهَار والآل، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: مُتِعَتْ. وَلم يفسره.

وَرجل ماتِع: طَوِيل. وأمْتَعَ بالشَّيْء وتَمَتَّع واسْتَمْتَع: دَامَ لَهُ مَا يستمده مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيل: (واسْتَمْتَعْتُمْ بهَا) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَنايا يُقَرّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ أهْلِها ... جِهاراً ويسْتَمْتِعْنَ بالأَنسِ الجِبْلِ

يُرِيد: أَن النَّاس كلهم مُتْعَةٌ للمنايا، والأَنسُ: كالأنْسِ. والجبل: الْكثير.

ومَتَّعه الله بِهِ وأمْتَعَه: أبقاه ليستَمْتع بِهِ.

وَقَوله عز وَجل: (مَتاعا إِلَى الحَوْلِ غَيرَ إخْرَاجٍ) ، أَرَادَ: ومَتِّعوهُنَّ تمتيعا، فَوضع مَتَاعا مَوضِع تمتيع وَلذَلِك عداهُ بإلى. وَقَوله تَعَالَى: (أفرأيْتَ إنْ مَتَّعْناهْم سِنِينَ. ثمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ) ، قَالَ ثَعْلَب:

أطَلْنا أعْمارَهم ثمَّ جاءَهم الموتُ

والماتع: الطَّوِيل من كل شَيْء.

ومتَّعَ الشَّيْء: طوله.

قَالَ لبيد يصف نخلا نبت فِي المَاء وَطَالَ طوالها فِي السَّمَاء:

سُحُقٌ تُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيَّةٌ ... عُمٌّ نَوَاعمُ بَينهُنَّ كُرُومُ

ومَتَّعَهُ بالشَّيْء وأمْتَعَه: مَلاَّه إيَّاه.

وَقَول الرَّاعِي:

خَلِيلَينِ مِنْ شَعْبَينِ شَتَّى تَجاوَرَا ... قَلِيلاً وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا

مَعْنَاهُ: كَانَ مَا أمْتَعَ بِهِ كل وَاحِد من هذَيْن صَاحبه أَن فَارقه، وَقيل: أمْتَعا هُنَا تَمَتَّعَا.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: المَتاع والمُتْعَةُ والمُتْعَةُ، والمِتْعَةُ والمَتْعَةُ أَيْضا: البُلغة.

ومُتْعَةُ الْمَرْأَة: مَا وُصلت بِهِ بعد الطَّلَاق، وَقد مَتَّعها. والمُتْعَة: التَّمتُّع بِالْمَرْأَةِ لَا تُرِيدُ إدامتها لنَفسك، ومُتْعَةُ التَّزْوِيج بِمَكَّة، مِنْهُ.

والمُتْعَة والمِتْعَة: الْعمرَة إِلَى الْحَج. وَقد تمَتَّع واستمْتَعَ.

ومَتَع بالشَّيْء يمْتَعُ: ذهب.

والمَتاع: المَال والأثاث، وَالْجمع أمْتعة، وأماتِع جمع الْجمع. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أماتِيعُ، فَهُوَ من بَاب أقاطيع.

ومَتاعُ الْمَرْأَة: هَنُها.

والمَتْعُ والمُتْعُ: الكيد، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَالْأول أَعلَى. قَالَ رؤبة:

منْ مَتْعِ أعْدَاءٍ وحَوْضٍ تَهْدِمُهْ

وماتِعٌ: اسْم
متع
متَعَ يَمتَع، مُتوعًا، فهو ماتِع، والمفعول ممتوع (للمتعدِّي)
• متَع الشَّيءُ: بلَغ الغايةَ في الجودة.
• متَعه اللهُ بكذا: أطال له الانتفاع به "متعَك اللهُ بكامل الصِّحّة والعافية". 

أمتعَ يُمتع، إمتاعًا، فهو مُمتِع، والمفعول مُمتَع
• أمتعه الشَّيءُ: أسعده وفرّحه، سرَّه، أعجبه وسلاّه "رأى منظرًا ممتِعًا- قرأت قصّة ممتعة".
• أمتعه اللهُ بكذا: أبقاه اللهُ لينتفع به "أمتعك اللهُ بكامل قوّتك- أمتعه اللهُ بالمال والولد" ° أمتعك اللهُ بطول العمر: أخَّره. 

استمتعَ بـ يستمتع، استمتاعًا، فهو مُستمتِع، والمفعول مُستمتَعٌ به
• استمتع بقراءة القرآن: انتفع وتلذّذ بها "استمتع بالنصر على العدوّ- مستمتعٌ بالنّظر إلى والديه- {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} ". 

تمتَّعَ بـ/ تمتَّعَ في يتمتّع، تمتُّعًا، فهو مُتمتِّع، والمفعول مُتمتَّع به
• تمتَّع بصحَّة جيِّدة: نعِم وتلذّذ بها "متمتِّع بكامل قواه العقليّة- يتمتّع بكامل صحّته".
• تمتَّع الحاجُّ بالعمرة إلى الحجّ: أقام معتمرًا في الحرم حتّى أدَّى الحجّ فضمّ العمرة إلى الحجّ " {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ".
• تمتَّع في حياته: استمتع بنعيم الدنيا " {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ} ". 

متَّعَ يمتِّع، تمتيعًا، فهو مُمتِّع، والمفعول مُمتَّع
• متَّع بصَرَه بالمناظر الخلاّبة: رفَّهه وجعله يتمتّع أو يتلذّذ بها "متّع نظرَهُ بمشهد جميل- متَّع عينيه بجمال الطبيعة".
• متَّعه اللهُ بالصّحّة: نعَّمه ومدَّ له في العمر، أطال عمره ليستمتع بها ويلتذ وينتفع، زاد في رغد العيش " {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} ".
• متَّع المطلّقةَ: أعطاها المتعةَ بعد الطلاق، وهى مال أو نحوه لتنتفع به " {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً} ". 

تمتُّع [مفرد]:
1 - مصدر تمتَّعَ بـ/ تمتَّعَ في.
2 - (قن) حيازة حقّ التصرُّف "تمتُّع بملكيّة الحديقة".
• التَّمتُّع: (فق) الجمع بين أفعال الحجّ والعمرة في أشهر الحجّ في سنة واحدة بإحرامين بتقديم أفعال العمرة من غير أن يُلمّ بأهله إلمامًا صحيحًا. 

مَتاع [مفرد]: ج أمْتِعة، جج أماتعُ وأماتيعُ:
1 - كلّ ما يُنتفع به من الحوائج كالطّعام والأثاث والسّلعة ونحوها "حمل معه أمتعتَه الشّخصية- {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا} " ° متاع الدُّنيا: حطامُها، أي: ما فيها من مال كثير أو قليل.
2 - تمتُّع، تلذُّذ "متاع العين بالمناظر الجميلة- {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} - {فَمَا
 مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلاَّ قَلِيلٌ} ".
3 - ما يعطى للمطلّقة أو من مات زوجُها من نفقة وكسوة مدّة عدّتها " {وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} - {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ} ".
4 - (نت) عضو التأنيث في الزهرة، ويشمل عادة المبيض والقلم والميسم.
• سَقَط المتاع: أشياء وأغراض متنوعة، يتمّ تخزينها معًا ° هو من سَقَط المتاع: دنيء حقير لا خير فيه. 

مُتْعة [مفرد]: ج مُتُعات ومُتْعات ومُتَع: ما يُتمتّع أو يُتلذّذ به من صيد أو طعام أو غيرهما "يجد متعة في القراءة- يشعر بمتعة كبيرة عندما يقود سيارته- متعة زائلة" ° أماكن المُتعة: أماكن الترفيه والتسلية- مُتَع الحياة: مباهجُها.
• مُتعةُ الحجّ: تمتُّع؛ أن يضمّ الحاجّ عُمرةً إلى حِجّته.
• مُتعةُ المرأة: ما يعطى إليها من مالٍ ونحوِه بعد الطلاق "دفع لمطلقته نفقةَ المتعة".
• زواج المُتعة: (فق) زواج مُؤقَّت، بحيث يتزوّج الرَّجلُ امرأة لغاية الاستمتاع بها لفترة زمنيّة "ينتشر زواجُ المُتعة عند الشِّيعة".
• متعة الطَّلاق: (فق) مال يجب على الزوج دفعُه لامرأته المفارقة في الحياة بطلاق، وما في معناه بشروط.
• مبدأ المُتْعة: (نف) ميل أو دفع لتحقيق المُتعة وتجنّب الألم كقوّة دافعة أساسيّة للسّلوك? شَخْصٌ مُتْعِيّ: معتقد بأنّ اللّذة أو السّعادة هما الخير الأوحد في الحياة. 

مُتوع [مفرد]: مصدر متَعَ. 

متع: مَتَعَ النبيذُ يَمْتَعُ مُتوعاً: اشتدَّت حمرته. ونبي ماتِعٌ أَي

شديدُ الحمْرةِ. ومَتَعَ الحبْلُ: اشتد. وحَبْل ماتِعٌ: جيِّدُ الفَتْلِ.

ويقال للجبل الطويل: ماتِعٌ؛ ومنه حديث كعب والدَّجّال: يُسَخَّرُ معه

جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طويل شاهِقٌ. ومَتَعَ الرجُلُ ومَتُعَ:

جادَ وظَرُفَ، وقيل: كا ما جادَ فقد مَتُعَ، وهو ماتِعٌ. والماتِعُ من كل

شيء: البالغُ في الجَوْدةِ الغاية في بابه؛ وأَنشد:

خُذْه فقد أُعْطِيتَه جَيِّداً،

قد أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه، ماتِعا

وقد ذكر الله تعالى المَتاعَ والتمتُّعَ والاسْتمتاعَ والتَّمْتِيعَ في

مواضعَ من كتابه، ومعانيها وإِن اختلفت راجعة إِلى أَصل واحد. قال الأَزهري:

فأَما المَتاعُ في الأَصل فكل شيء يُنْتَفَعُ به ويُتَبَلَّغُ به

ويُتَزَوَّدُ والفَناءُ يأْتي عليه في الدنيا.

والمُتْعةُ والمِتْعَةُ: العُمْرةُ إِلى الحج، وقد تَمَتَّعَ

واسْتَمْتَعَ. وقوله تعالى: فمن تمتَّع بالعُمرة إِلى الحج؛ صورة المُسْتَمْتِعِ

بالعمرة إِلى الحجِّ أَنْ يُحْرِمَ بالعمرة في أَشهر الحج فإِذا أَحرم بالعمرة

بعد إِهْلالِه شَوّالاً فقد صار متمتعاً بالعمرة إِلى الحج، وسمي متمتعاً

بالعمرة إِلى الحج لأَنه إِذا قدم مكة وطاف بالبيت وسعَى بين الصفا

والمَرْوَةِ حلّ من عمرته وحلق رأْسه وذبح نُسُكَه الواجب عليه لتمتعه، وحلّ له

كل شيء كان حَرُمَ عليه في إِحْرامه من النساء والطِّيبِ، ثم يُنْشِئ

بعد ذلك إِحراماً جديداً للحج وقت نهوضه إِلى مِنًى أَو قبل ذلك من غير أَن

يجب عليه الرجوع إِلى الميقات الذي أَنشأَ منه عمرته، فذلك تمتعه بالعمرة

إِلى الحج أَي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حِلاق وطيب وتَنَظُّفٍ

وقَضاء تَفَثٍ وإِلمام بأَهله، إِن كانت معه، وكل هذه الأَشياء كانت محرَّمة

عليه فأُبيح له أَن يحل وينتفع بإِحلال هذه الأَشياء كلها مع ما سقط عنه

من الرجوع إِلى الميقات والإِحرام منه بالحج، فيكون قد تمتع بالعمرة في

أَيام الحج أَي انتفع لأَنهم كانوا لا يرون العمرة في أَشهر الحج فأَجازها

الإِسلام، ومن ههنا قال الشافعي: إِنّ المتمتع أَخَفُّ حالاً من القارنِ

فافهمه؛ وروي عن ابن عمر قال: من اعتمر في أَشهر الحج في شوّال أَو ذي القعدة

أَو ذي الحِجّةِ قبل الحج فقد استمتع. والمُتْعةُ: التمتُّع بالمرأَة لا

تريد إِدامَتها لنفسك، ومتعة التزويج بمكة منه، وأَما قول الله عز وجل في

سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال: وأَحلّ لكم ما وراء ذلكم أَن

تبتغوا بأَموالكم مُحْصِنين غير مُسافِحينَ! أَي عاقدي النكاح الحلال غير

زناة! فما استمتعتم به منهن فآتوهن أُجورهن فريضة؛ فإِن الزجاج ذكر أَنّ

هذه آية غلط فيها قوم غلطاً عظيماً لجهلهم باللغة، وذلك أَنهم ذهبوا إِلى

قوله فما استمتعتم به منهن من المتعة التي قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام،

وإِنما معنى فما استمتعتم به منهن، فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى

في الآية أَنه الإِحصان أَن تبتغوا بأَموالكم محصنينَ أَي عاقِدينَ

التزويجَ أَي فما استمتعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره فآتوهنّ

أُجورهن فريضة أَي مهورهن، فإِن استمتع بالدخول بها آتى المهر تامّاً، وإِن

استمتع بعقد النكاح اتى نصف المهر؛ قال الأَزهري: المتاع في اللغة كل ما

انتفع به فهو متاع، وقوله: ومَتِّعُوهُنّ على المُوسِع قَدَرُه، ليس بمعنى

زوّدوهن المُتَعَ، إِنما معناه أَعطوهن ما يَسْتَمْتِعْنَ؛ وكذلك قوله:

وللمطلَّقات متاع بالمعروف، قال: ومن زعم أَن قوله فما استمتعتم به منهن

التي هي الشرط في التمتع الذي يفعله الرافضة، فقد أَخطأَ خطأً عظيماً لأَن

الآية واضحة بينة؛ قال: فإِن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس

أَنه كان يرها حلالاً وأَنه كان يقرؤها فما استمتعتم به منهن إِلى أَجل

مسمى، فالثابت عندنا أَن ابن عباس كان يراها حلالاً، ثم لما وقف على نهي

النبي، صلى الله عليه وسلم، رجع عن إِحلالها؛ قال عطاء: سمعت ابن عباس

يقول ما كانت المتعة إِلا رحمة رحم الله بها أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم،

فلولا نهيه عنها ما احتاج إِلى الزنا أَحد إِلا شَفًى والله، ولكأَني

أَسمع قوله: إِلا شفًى، عطاء القائل، قال عطاء: فهي التي في سورة النساء فما

استمتعتم به منهن إِلى كذا وكذا من الأَجل على كذا وكذا شيئاً مسمى، فإِن

بدا لهما أَن يتراضيا بعد الأَجل وإِن تفرقا فهم وليس بنكاح هكذا الأصل،

قال الأَزهري: وهذا حديث صحيح وهو الذي يبين أَن ابن عباس صح له نهي

النبي، صلى الله عليه وسلم ، عن المتعة الشرطية وأَنه رجع عن إِحلالها إِلى

تحريمها، وقوله إِلا شفًى أَي إِلا أَن يُشْفِيَ أَي يُشْرِفَ على الزنا

ولا يوافقه، أَقام الاسم وهو الشَّفَى مُقام المصدر الحقيقي، وهو

الإِشْفاءُ على الشيء، وحرف كل شيء شفاه؛ ومنه قوله تعالى: على شَفَى جُرُفٍ

هارٍ، وأَشْفَى على الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ عليه، وإِنما بينت هذا البيان

لئلا يَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا من المسلمين فيحل له ما حرّمه الله عز

وجل على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإِن النهي عن المتعة الشرطية صح

من جهات لو لم يكن فيه غير ما روي عن أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب،

رضي الله عنه، ونهيه ابن عباس عنها لكان كافياً، وهي المتعة كانت ينتفع

بها إِلى أَمد معلوم، وقد كان مباحاً في أَوّل الإِسلام ثم حرم، وهو الآن

جائز عند الشيعة.

وَمَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ مُتُوعاً: ارْتَفَعَ وبَلَغَ غايةَ ارْتفاعِه

قبل الزوال؛ ومنه قول الشاعر:

وأَدْرَكْنا بها حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو،

وقَدْ مَتَعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا

وقيل: ارتفع وطال؛ وأَنشد ابن بري قول سويد ابن أَبي كاهل:

يَسْبَحُ الآلُ على أَعْلامِها

وعلى البِيدِ، إِذا اليَوْمُ مَتَعْ

ومَتَعَت الضُّحَى مُتُوعاً تَرَجَّلَت وبلغت الغاية وذلك إِلى أَوّل

الضّحى. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يُفْتي الناس حتى إِذا مَتَعَ الضحى

وسَئِمَ؛ مَتَعَ النهارُ: طالَ وامتدَّ وتعالى؛ ومنه حديث مالك بن أَوس:

بينا أَناجالس في أَهلي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذا رسول عمَرَ، رضي الله عنه،

فانطلقت إِليه. ومَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً: ارتفع في أَوّل النهار؛ وقول

جرير:

ومِنّا، غَداةَ الرَّوْعِ، فِتْيانُ نَجْدةٍ،

إِذا مَتَعَتْ بعد الأَكُفِّ الأَشاجِعُ

أَي ارتفعت من وقولك مَتَعَ النهارُ والآلُ، ورواه ابن الأَعرابي

مُتِعَتْ ولم يفسره، وقيل قوله إِذا مَتَعَتْ أَي إِذا احمرّت الأَكُفُّ

والأَشاجِعُ من الدم.

ومُتْعةُ المرأَة: ما وُصِلَتْ به بعدَ الطلاقِ، وقد مَتَّعَها. قال

الأَزهريّ: وأَما قوله تعالى وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمَعْروفِ حَقّاً على

المتقين، وقال في موضع آخر: لا جُناح عليكم إِن طلقتم الناساء ما لم

تمسوهن أَو تفرضوا لهن فريضة ومَتّعُوهُنّ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره

متاعاً بالمعروف حقّاً على المحسنين؛ قال الأَزهريّ: وهذا التمتيع الذي

ذكره الله عز وجل للمطلقات على وجهين: أَحدهما واجب لا يسعه تركه، والآخر

غير واجب يستحب له فعله، فالواجب للمطلقة التي لم يكن زوجها حين تزوّجها

سمَّى لها صداقاً ولم يكن دخل بها حتى طلقها، فعليه أَن يمتعها بما عز

وهان من متاع ينفعها به من ثوب يُلبسها إِياه، أَو خادم يَخْدُمُها أَو

دراهم أَو طعام، وهو غير مؤقت لأَن الله عز وجل لم يحصره بوقت، وإِنما أَمر

بتمتيعها فقط، وقد قال: على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً

بالمعروف؛ وأَما المُتْعةُ التي ليست بواجبة وهي مستحبة من جهة الإِحسان

والمحافظة على العهد، فأَن يتزوّج الرجل امرأَة ويسمي لها صداقاً ثم يطلقها قبل

دخوله بها أَو بعده، فيستحب له أَن يمتعها بمتعة سوى نصف المهر الذي وجب

عليه لها، إِن لم يكن دخل بها، أَو المهر الواجب عليه كله، إِن كان دخل

بها، فيمتعها بمتعة ينفعها بها وهي غير واجبة عليه، ولكنه استحباب ليدخل في

جملة المحسنين أَو المتقين، والعرب تسمي ذلك كله مُتْعةً ومَتاعاً

وتَحْميماً وحَمّاً. وفي الحديث: أَنّ عبد الرحمن طلق امرأَة فَمَتَّعَ بِوَليدة

أَي أَعطاها أَمةً، هو من هذا الذي يستحب للمطلق أَن يُعْطِيَ امرأَته

عند طلاقها شيئاً يَهَبُها إِيّاه.

ورجلٌ ماتِعٌ: طويل.

وأَمْتَعَ بالشيء وتَمَتَّعَ به واسْتَمْتَع: دام له ما يسْتَمِدُّه

منه. وفي التنزيل: واسْتَمْتَعْتُمْ بها؛ قال أَبو ذؤَيب:

مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ هْلِها

جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجبْلِ

يريد أَن الناس كلهم مُتْعةٌ للمَنايا، والأَنسُ كالإِنْسِ والجبْلُ

الكثير. ومَتَّعه الله وأَمْتَعه بكذا: أَبْقاه لِيَسْتَمْتِع به. يقال:

أَمْتَعَ الله فُلاناً بفلانٍ إِمْتاعاً أَي أَبقاه لِيَسْتَمْتِع به فيما

يُحِبُّ من الانْتفاعِ به والسُّرور بمكانه، وأَمْتَعه الله بكذا

ومَتَّعَه بمعنًى. وفي التنزيل: وأَن استغفِروا ربكم ثم توبوا إِليه يُمَتّعكم

مَتاعاً حسَناً إِلى أَجلٍ مُسمًّى، فمعناه أَي يُبْقِكم بَقاء في عافِيةٍ إِلى

وقت وفاتكم ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعذاب كما استأْصل القُرى الذين

كفروا. ومَتَّعَ الله فلاناً وأمْتَعه إِذا أَبقاه وأَنْسَأَه إِلى أَن

يَنْتَهِيَ شَبابُه؛ ومنه قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء حتى طالَ

طِوالُه إِلى السماء فقال:

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصّفا وسَرِيُّه،

عُمٌّ نواعِمُ، بَيْنَهُنَّ كُرُومُ

والصَّفا والسَّرِيُّ: نهرانِ مُتَخَلِّجانِ من نهر مُحَلِّمٍ الذي

بالبحرين لسقي نخيل هَجَرَ كلّها. وقوله تعالى: مَتاعاً إِلى الحوْلِ غيرَ

إِخْراجٍ؛ أَرادَ مَتِّعُوهُنّ تمتيعاً فوضع متاعاً موضع تمتيع، ولذلك

عدَّاه بإِلى؛ قال الأَزهري: هذه الآية منسوخة بقوله: والذين يُتَوَفَّوْنَ

منكم ويَذَرُونَ أَزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفسهن أَربعة أَشهر وعشراً؛

فَمُقامُ الحولِ منسوج باعتداد أَربعة أَشهر وعشر، والوصية لهن منسوخة بما

بين الله من ميراثها في آية المواريث، وقرئ: وصيَّةٌ لأَزواجهم، ووصيةً،

بالرفع والنصب، فمن نصب فعلى المصدر الذي أُريد به الفعل كأَنه قال

لِيُوصُوا لهن وصية، ومن رفع فعلى إِضمار فعليهم وصية لأَزواجهم، ونصب قوله

متاعاً على المصدر أَيضاً أَراد متِّعوهن متاعاً، والمَتاعُ والمُتْعةُ

اسْمانِ يَقُومانِ مَقامَ المصدر الحقيقي وهو التمتيع أَي انفعوهن بما

تُوصُونَ به لهن من صِلةٍ تَقُوتُهن إِلى الحول. وقوله تعالى: أَفرأَيت إِنْ

مَتَّعْناهُم سِنينَ ثم جاءهم ما كانوا يُوعَدُونَ؛ قال ثعلب: معناه أَطلنا

أَعمارهم ثم جاءهم الموت.والماتِعُ: الطويل من كل شيء ومَتَّعَ الشيءَ:

طَوَّله؛ ومنه قول لبيد البيت المقدّم وقول النابغة الذبياني:

إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قد عَلِمْته،

ومِيزانُه في سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ

أَي راجِحٌ زائِدٌ. وأَمْتَعَه بالشيء ومَتَّعَه: مَلأَه إِياه.

وأَمْتَعْتُ بالشيء أَي تَمَتَّعْتُ به، وكذلك تَمَتَّعْتُ بأَهلي ومالي؛ ومنه

قول الراعي:

خَلِيلَيْنِ من شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجاوَرا

قليلاً، وكانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا

(* قوله «خليلين» الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين.)

أَمتَعا ههنا: تَمتَّعا، والاسم من كل ذلك المَتاعُ، وهو في تفسير

الأَصمعي مُتَعَدّ بمعن مَتَّعَ؛ وأَنشد أَبو عمرو للراعي:

ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه

بِفِرْقٍ يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه

أَي تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم، وخالف الأَصمعي أَبا زيد وأَبا

عمرو في البيت الأَوّل ورواه: وكانا للتفَرُّقِ أَمْتَعا، باللام؛ يقول:

ليس من أَحد يفارق صاحبه إِلا أَمْتَعَه بشيء يذكره به، فكان ما أَمتَعَ

كل واحد من هذين صاحبه أَن فارَقه أَي كانا مُتجاوِرَيْن في المُرْتَبَعِ

فلما انقضى الرَّبِيعُ تفرقا، وروي البيت الثاني: وأَمْتَعَ جَدَّه،

بالنصب، أَي أَمتعَ الله جَدَّه. وقال الكسائي: طالما أُمْتِعَ بالعافية في

معنى مُتِّعَ وتَمَتَّعَ. وقول الله تعالى: فاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكم؛

قال الفراء: اسْتَمْتَعُوا يقول رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أَنصبائهم في

الآخرة وفعلتم أَنتم كما فعلوا. ويقال: أَمْتَعْتُ عن فلان أَي

اسْتَغْنَيْتُ عنه. والمُتْعةُ والمِتْعةُ والمَتْعةُ أَيضاً: البُلْغةُ؛ ويقول

الرجل لصاحبه: ابْغِني مُتْعةً أَعِيشُ بها أَي ابْغِ لي شيئاً آكُلُه أَو

زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته؛ ومنه قول الأَعشى يصف صائداً:

مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَعا

أَي يَبْغِي لأَصحابه صيداً يعيشون به، والمُتَعُ جمع مُتْعةٍ. قال

الليث: ومنهم من يقول مِتْعةٌ، وجمعها مِتَعٌ، وقيل: المُتْعةُ الزاد القليل،

وجمعها مُتَعٌ. قال الأَزهري: وكذلك قوله تعالى: يا قوم إِنما هذه

الحياة الدنيا مَتاعٌ؛ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به لا بقاء له. ويقال: لا

يُمْتِعُني هذا الثوبُ أَي لا يَبْقى لي، ومنه يقال: أَمْتَعَ الله بك. أَبو

عبيدة في قوله فأُمَتِّعُه أي أُؤخره، ومنه يقال: أَمْتَعَك الله بطول

العمر؛ وأَما قول بعض العرب يهجو امرأَته:

لو جُمِعَ الثلاث والرُّباعُ

وحِنْطةُ الأَرضِ التي تُباعُ،

لم تَرَهُ إِلاّ هُوَ المَتاعُ

فإِنه هجا امرأَته. والثلاث والرباع: أَحدهما كيل معلوم، والآخر وزن

معلوم؛ يقول: لو جُمِعَ لها ما يكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا مُتْعةً

قليلة. قال الله عز وجل: ما هذه الحياة الدنيا إِلاّ متاع، وقول الله عز

وجلّ: ليس عليكم جُناح أَن تدخلا بيوتاً غير مسكونة فيها متاعٌ لكم؛ جاء

في التفسير: أَنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادِقَ التي تنزلها

السابِلةُ ولا يُقيمون فيها إِلا مُقامَ ظاعن، وقيل: إِنه عنى بها

الخَراباتِ التي يدخلها أَبناء السبيل للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء، ومعنى قوله

عز وجل: فيها متاعٌ لكم، أَي مَنْفَعةٌ لكم تَقْضُون فيها حوائجكم مسترين

عن الأَبْصارِ ورُؤية الناس، فذلك المَتاعُ، والله أَعلم بما أَراد. وقال

ابن المظفر: المَتاعُ من أَمْتِعةِ البيت ما يَسْتَمْتِعُ به الإِنسان في

حَوائِجه،وكذلك كل شيء، قال: والدنيا متاع الغرور، يقول: إنما العَيْشُ

متاع أَيام ثم يزول أَي بَقاء أَيام. والمَتاعُ: السَّلْعةُ. والمَتاعُ

أَيضاً: المنفعة وما تَمَتَّعْتَ به. وفي حديث ابن الأَكْوَعِ: قالوا يا

رسول الله لولا مَتَّعْتنا به أَي تركتنا ننتفع به. وفي الحديث: أَنه حرّم

المدينة ورخّص في متاعِ الناصح، أَراد أَداة البعير التي تؤخذ من الشجر

فسماها متاعاً. والمتاعُ: كل ما يُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنيا قليلِها

وكثيرِها.

ومَتَعَ بالشيء: ذهب به يَمْتَعُ مَتْعاً. يقال: لئن اشتريت هذا الغلام

لتَمْتَعَنّ منه بغلام صالح أَي لتَذْهَبَنَّ به؛ قال المُشَعَّثُ:

تَمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ، إِنَّ شيئاً،

سَبَقْتَ به المَماتَ، هو المَتاعُ

وبهذا البيت سمي مُشَعَّثاً. والمَتاعُ: المالُ والأَثاث، والجمع

أَمْتعةٌ، وأَماتِعُ جمع الجمع، وحكى ابن الأَعرابي أَماتِيعَ، فهو من باب

أَقاطِيعَ. ومتاعُ المرأَةِ: هَنُها.

والمَتْعُ والمُتْعُ: الكيْدُ؛ الأَخيرة عن كراع، والأُولى أَعلى؛ قال

رؤبة:

من مَتْعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه

وماتِعٌ: اسم.

متع
مَتَعَ النَّهَارُ، كمَنَعَ يَمْتَعُ مُتُوعاً، بالضَّمِّ: ارْتَفَعَ وطالَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: وامْتَدَّ وتَعَالَى، وهُوَ مجازٌ، كَمَا صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ:
(يَسْبَحُ الآلُ على أعْلامِهَا ... وعَلى البِيدِ إِذا اليَوْمث مَتَعْ)
وَهَكَذَا أنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ أيْضاً وأنْشَدَ اللَّيثُ:
(وأدْرَكْنَا بهَا حَكَمَ بنَ عَمْروٍ ... وقَدْ مَتَعَ النَّهَارُ بِنا فَزَالا)
وقيلَ: مَتَعَ النَّهارُ مُتَوُعاً: إِذا ارْتَفَعَ غايَةَ الارْتِفَاعِ، وَهُوَ مَا قَبْلَ الزَّوالِ، كَمَا فِي الأساسِ.
وَمن المَجَازِ مَتَعَ الضُّحَى وتَلَعَ: بَلَغ آخِرَ غايتهِ، وهوَ عِنْدَ الضُّحَى الأكْبَرِ، يُقَالُ جِئْتُه وقْتَ الضُّحَى الماتِعِ، وهوَ الأكْبَر، أَو مَتَعَ الضُّحَى مُتُوعاً: تَرَجَّلَ وبَلَغ الغايَةَ، وذلكَ عندَ أوّلِ الضُّحَى، وَمِنْه حَديثُ ابنِ عَبّاسٍ: أنّه كانَ يُفْتِي النّاسَ حَتّى إِذا مَتَعَ الضُّحَى وسئِمَ. . وَمن المَجَازِ مَتَعَ بفُلانٍ مَتْعاً بالفَتْحِ، ويُضَمُّ أَي: كاذَبَه.
وَمن المَجَازِ: مَتَع السّرابُ، مُتُوعاً: ارْتَفَعَ فِي أوّلِ النَّهارِز وَمن المَجَازِ: مَتَعَ الحَبْلُ مُتُوعاً، أَي: أشْتَدَّ وَذَلِكَ إِذا جادَ فَتْلُه.
وَمن المَجَازِ: مَتَعَ النَّبِيذُ مُتُوعاً: إِذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه، يُقَالُ: نَبِيذٌ: ماتِعٌ، وكذلكَ خَلٌّ ماتِعٌ، أَي: شَدِيدانِ فِي الحُمْرَةِ، وذلكَ إِذا بَلغَا.
وَمن المَجَازِ: مَتَعَ الرَّجُلُ مُتُوعاً: جادَ وظَرُفَ، وكَمُلَ فِي خِصالِ الخَيْرِ، كمَتُعَ، ككَرُمَ.
وَمن المَجَازِ: مَتَعَ بالشَّيءِ مَتْعاً، بالفتْحِ: وعَلَيْهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيُّ ومُتْعَةً بالضَّمِّ، أَي: ذَهَبَ بهِ، يُقَالُ: لَئِن اشتَرَيْتَ هَذَا الغُلامَ لتَمْتَعَنَّ منْهُ بغُلامٍ صالحٍ، أَي: لتَذْهَبَنَّ بهِ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشريُّ والصّاغَانِيُّ إلاّ أَن فِي نصّ الجَوْهَرِيُّ لتُمَتَّعَنَّ بالتَّشْدِيدِ، لأنّه أوْرَدَهُ بعدَ قَوْلهِ: والمَتَاعُ أيْضاً: المَنْفَعَةُ وَمَا تُمُتِّعَ بهِ، وَقد مَتَع بهِ يَمْتَعُ مَتْعاً، يُقَالُ: لَئِن اشْتَرَيْتَ إِلَى آخرِه، وأنْشَدَ للمُشَعَّثِ:
(تَمَتَّعْ يَا مثشَعَّثُ إنَّ شَيْئا ... سَبَقْتَ بهِ المَماتَ هُوَ المَتاعُ)
قالَ: وَبِهَذَا البَيْتِ سُمِّي مُشعَثاً.
والماتِعُ: الطَّويلُ منْ كُلِّ شَيءٍ، وَقد مَتَعَ الشَّيءُ مُتُوعاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ يُقال: جَبَلٌ ماتِعٌ، أَي: طَويلٌ مُرْتَفعٌ، ونَخْلَةٌ ماتِعَةٌ، وَفِي حَديثِ كَعبٍ والدَّجَّالِ: يُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتِعٌ، خِلاطُه ثَرِيدٌ أَي:)
شاهِقٌ.
وَمن المَجَازِ الماتِعُ: الجَيِّدُ البالِغُ فِي الجَوْدَةِ منْ كُلِّ شَيءٍ، قالَهُ أَبُو عَمْروٍ، وأنْشَد:
(خُذْهُ فَقَدْ أُعْطِيَتَهُ جَيّداً ... قَدْ أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتعَا)
والماتِعُ: الفاضِلُ المُرْتَفعُ منَ المَوَازِين، أَو الرّاجِحُ الزّائِدُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: والرّاجِحُ ومنْهُ قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ:
(إِلَى خَيْرِ دِينٍ نُسْكُه قدْ عَلِمْتُه ... ومِيزانُه فِي سُورَةِ البِرِّ ماتِعُ)
قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: راجِحٌ زائِدٌ. قُلْتُ: وبهِ يُفَسَّرُ أيْضاً قَوْلُ حَسّانٍ، رضيَ اللهُ عَنهُ:
(إنْ سابَقُوا الناسّ يوْماً فازَ سَبْقُهم ... أوْ وازَنُوا أهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَى مَتَعُوا)
أَي: فَضُلُوا، وارْتَفَعُوا، أوْ رَجَحُوا وزادُوا.
والماتِعُ: الجَيِّدُ الفَتْلِ منَ الحِبَالِ والماتِعُ: الشّديدُ الحُمَرَةِ منَ النَّبيذِ والخَلِّ، وقَدْ مَتَعَ مُتَوعاً فِي كُلِّ ذلكَ.
وماتِعٌ، بِلَا لامٍ: والِدُ كَعْبٍ الــحَبْرِ، وقدْ تَقَدَّمَ ذِكرهُ فِي حبر والمَتَاعُ: المَنْفَعَةُ وَمِنْه حَديثُ ابنِ الأكْوَعِ: قالُوا يَا رسولَ اللهِ، لوْلاَ مَتَّعْتَنَا بهِ أيْ تَرَكْتَنا نَنْتَفِعُ بِهِ، وبهِ فُسِّرَتِ الآيةُ ليسَ عليْكُمْ جُناح أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فيهَا متاعٌ لكُمْ جاءَ فِي التَفْسيرِ أنَّه عَنَى بهَا الخَرَاباتِ الّتِي يَدْخُلُها أبْناءُ السَّبيل للانْتِفَاصِ منْ بَوْلٍ أَو خَلاءٍ، ومَعْنَى قَوْلِه عزَّ وجَلَّ: فِيهَا متَاعٌ لكُمْ أَي مَنْفَعَةٌ لَكُمْ، تَقْضُونَ فِيهَا حَوائِجَكُمْ مُسْتَتِرينَ عَن الأبْصَارِ ورُؤْيَةِ النَّاسِ، فذلكَ المَتَاعُ، واللهُ أعْلَم بِمَا أرادَ. والمَتَاعُ: السِّلْعَةُ.
والمَتَاعُ: الأدَاةُ، وَمِنْه الحديثُ: أنَّهُ حَرَّمَ شَجَرَ المَدِينة ورَخَّصَ فِي الهَشِّ، ومَتاعِ النّاضِحِ أرادَ أداةَ البَعِير الّتِي تُؤْخَذُ منَ الشَجَرِ.
والمَتاعُ: كُلُّ مَا تَمَتَّعْتَ بهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه: منَ الحَوَائِجِ ونَصُّ اللَّيْثِ: المَتَاعُ: مَا يَسْتَمْتِعُ بهِ الإْنسَانُ فِي حَوَائِجِه، وقالَ الأزْهَرِيُّ: المَتَاعُ فِي الأصْلِ: كُلُّ شَيءٍ يُنْتَفَعُ بهِ، ويُتَبَلَّغُ بهِ ويُتَزَوَّدُ، قالَ اللَّيْثُ: والدُّنْيَا مَتاعُ الغُرُورِ، أرادَ: إنَّمَا العَيْشُ مَتاعُ أيّامٍ، ثُمَّ يَزُولُ، أَي: بَقَاءُ أيّامٍ ج: أمْتِعَةٌ، كَمَا فِي العَيْنِ.)
وقَوْلُهُ تعالَى: ابْتِغَاءِ حِلْيَةٍ أَي: ذهَبٍ وفِضَّةٍ أَو مَتَاعٍ أيْ: حَديدٍ وصُفْرٍ ونُحَاسٍ ورَصاصٍ كَذَا فِي العُبَابِ، وتَبِعَهُ المُصَنِّف فِي البَصائِرِ.
والمُتْعَةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الضّمِّ، والكَسْرِ نَقَله الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: اسْمٌ لتَّمْتِيعِ، كالمَتَاعِ، وَفِي العُبابِ: المُتْعَةُ، والمَتَاعُ: اسْمَانِ يَقُومَانِ مَقامَ المَصْدَرِ الحَقيقيِّ وهُوَ التَّمْتِيعُ، وَهُوَ فِي اللِّسانِ أيْضاً هَكَذَا قالَ، ومنْهُ قولُه تعالَى: مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إخْرَاجٍ أرادَ: مَتِّعُوهُنَّ تَمْتِيعاً، فوَضَعَ مَتاعاً مَوْضِعَ تَمْتِيعٍ، ولذلكَ عَدّاهُ بإلى، أَي: انْفَعُوهُنَّ بِمَا تُوصُونَ بهِ لَهُنَّ منْ صِلَةٍ تَقُوتُهُنَّ إِلَى الحَوْلِ.
وَمن المَجَازِ: المُتْعَةُ، بالضَّمِّ: أنْ تتَزَوَّجَ امْرَأةً تَتَمَتَّعُ بهَا أيّاماً، ثُمَّ تُخَلِّي سَبيلَها، وَكَانَ ذلكَ بمَكَّةَ حَرسها الله تَعَالَى ثلاثَةَ أيّامٍ، حِينَ حَجُّوا معَ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثُمَّ حَرَّمَهَا اللهُ تعَالى إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ، كانَ الرَّجُلُ يُشارِطُ المَرْأَةَ شَرْطاً على شَيءٍ بأجَلٍ مَعْلُومٍ، ويُعْطِيهَا شَيْئاً، فيَستَحِلُّ بذلكَ فَرْجَها، ثُمَّ يُخَلِّ سَبِيلَهَا منْ غَيْرِ تَزْويجٍ وَلَا طَلاقٍ، كَمَا فِي العُبابِ.
وقالَ الزَّجاجُ، فِي قَوْلِه تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّساءِ: فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً هَذِه الآيَةُ قَدْ غَلِطَ فِيهَا قَوْمٌ غَلطاً عَظِيماً، لجَهْلِهِم باللُّغَةِ، وَذَلِكَ أنَّهُم ذَهَبُوا إِلَى قَوْلهِ: فَمَا استَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ من المُتْعَةِ الّتِي أجْمَعَ أهْلُ العِلْمِ أنَّهَا حَرامٌ، وإنَّما مَعْنَى فمَا اسْتَمتَعْتُم بهِ منْهُنَّ: فَمَا نَكَحْتُم منْهُنَّ على الشَّرِيطَةِ الّتِي جَرَى فِي الآيَةِ آيَةِ الإحْصَانِ: أنْ تَبْتَغُوا بأمْوالكِمْ مُحْصِنينَ، أَي: عاقِدينَ التَّزْويجَ، أَي: فَمَا استمتعْتُم بهِ منهُنَّ على عَقْدِ التَّزْويجِ الّذِي جَرَى ذِكْره آنِفاً: فآتُوهُنَّ أجُورَهُنَّ، أَي: مُهُورَهُنَّ فَرِيضَةً، فَإِن استَمْعَ بالدُّخُولِ بهَا آتى المَهْرَ تَامّاً، وَإِن اسْتَمْتَعَ بعَقْدِ النِّكاحِ آتَى نِصْفَ المَهْرِ.
قالَ الأزْهَرِيُّ: فَإِن احتجَّ مُحْتَجٌ من الرَّوافِضِ بِمَا يُرْوَى عَن ابْنِ عباسٍ أنّه كانَ يَرَاها حَلالاً، وأنَّه كانَ يَقْرَؤُها: فَمَا اسْتَمْتَعتم بهِ منْهُنَّ إِلَى أجَلٍ مُسَمَّى فالثّابتُ عِنْدَنا أنَّ ابنَ عبّاسٍ كانَ يرَاها حَلَالا، ثُمَّ لمّا وقَفَ على نَهْي النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَجَع عنْ إحلالِها. ثُمَّ قالَ: وَقد صحَ النَّهْيُ عَن المُتْعَةِ الشَّرْطِيَّةِ من جِهَاتٍ لَو لَمْ يكُنْ فيهِ إلاّ مَا رُويَ عَن أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ ابي طالبٍ، رضيَ اللهُ عَنهُ، ونَهْيهِ ابنَ عبّاسٍ عَنْهَا لكانَ كَافِيا، وقَدْ كانَ مُباحاً فِي أوَّلِ الإسْلامِ، ثمَّ حُرِّمَ، وَهُوَ الآنَ جائِزٌ عنْدَ الشِّيعَةِ.
وَمن المَجَازِ أيْضاً: مُتْعَةُ الحَجِّ، وَهُوَ: أَن تَضُمّ عُمْرةً إِلَى حَجِّكَ، وَقد تمَتَّعْتَ وصُورَتُه: أنْ يُحْرِمَ)
بالعُمْرَةِ فِي أشْهُرِ الحَجِّ، فَإِذا أحْرَمَ بالعُمْرَةِ بَعْدَ إهْلالِهِ شَوّالاً فقَدْ صارَ مُتَمَتِّعاً بالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ، وسُمِّيَ بهِ لأنَّهُ إِذا قَدِمَ مَكَّةَ، وطافَ بالبيتِ، وسَعَى بينَ الصَّفَا والمَرْوةَ، حَلَّ منْ عُمْرَتهِ وحَلَقَ رأسَهُ، وذَبحَ نُسُكَه الواجِبَ عليهِ لتَمَتُّعِه، وحَلَّ لَهُ كلُّ شَيءٍ كانَ حَرُمَ عليهِ فِي إحْرامِهِ منَ النِّساءِ والطِّيبِ، ثمَّ يُنشئُ بعدَ ذلكَ إحْراماً جَديداً للحَجِّ وقْتَ نُهُوضِه إِلَى مِنىً، أَو قَبْلَ ذلكَ، منْ غَيْرِ أنْ يجبَ عليهِ الرُّجُوعُ إِلَى المِيقاتِ الّذِي أنْشَأَ مِنْهُ عُمْرَتَه، فَذَلِك تَمَتُّعهُ بالعُمْرة إِلَى الحجِّ، أَي: انتْفاعُه وتَبلُّغُه بِمَا انْتَفعَ بهِ منْ حلْقٍ، وطِيبٍ، وتنَظُّفٍ، وقضاءِ تَفثٍ، وإلمامٍ بأهلهِ إنْ كانتْ معَهُ، كَذَا فِي النِّهَايَةِ.
والمُتْعَةُ: مَا يُتَبَلَّغُ بهِ منَ الزّادِ ويُكْسَرُ فيهمَا أَي: فِي الزّادِ وعُمْرةِ الحَجِّ ج: مُتَعٌ، كصُرَدٍ، وعِنَبٍ، فيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ.
والمُتْعَةُ: بالضَّمِّ: الدَّلُو، والسّقاءُ والرِّشاءُ، لأنَّ كُلاً من ذَلِك يُتَمَتَّعُ بهِ.
وقيلَ: المُتْعَةُ الزّادُ القَليلُ، والبُلْغَةُ من العَيشِ، لَا يَخْفَى أنَّ هَذَا معَ قَوْلِه قَريباً: مَا يُتَبَلغُ بهِ تَكرارٌ، فتأمَّلْ، ويَقُولُ الرَّجُلُ لصاحِبه: ابْغِني مُتْعَةً أعِيشُ بهَا، أَي أبغِ لي شَيئاً آكُلُه، أَو زاداً أتزَوَّدُه، أَو قُوتاً اقْتاتُه.
وَمن ذلكَ: المُتْعَةُ: مَا يُتَمَتَّعُ بهِ من الصَّيْدِ والطَّعامِ، والجَمْعُ: مُتَعٌ، ومنْهُ قَوْلُ الأعْشى يَصِفُ مَهاةً:
(حَتَّى إِذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَها ... منْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَهُ المُتَعا)
أَي: صَيْداً يَعِيشُونَ بهِ، ويُكْسَرُ فِي الثَّلاثَةِ الأخِيرَةِ نَقَلَه اللَّيثُ عَن بَعْضٍ، والجَمْعُ: مِتَعٌ، كعِنَبٍ.
وَمن المَجَازِ: مُتْعَهُ المَرْأةِ: مَا وُصِلَتْ بهِ بَعْدَ الطَّلاقِ، منْ ثَوْبٍ أَو طَعَامٍ أوْ دَرَاهِمَ أَو خادِمٍ، منْ غَيْرَ أنْ يَكُونَ لهُ لازِماً، ولكنْ سُنَّةً، وقَدْمَتَّعَها تَمْتِيعاً، وقَوْلُه تعالَى: ومَتِّعُوهُنَّ على المُوسِعِ قَدَرُهُ وعَلى المُقْتِرِ قَدَرُه أَي: أعْطُوهُنَّ مَا يَسْتَمْتِعْنَ بهِ، ولَيسَ بمَعْنَى زَوِّدُوهُنَّ المُتَعَ، قالَه الأزْهَرِيُّ.
وأمْتَعَهُ اللهُ بِكَذَا: أبْقَاهُ ليَتَمَتَّعَ بهِ فِيمَا يُحِبُّ منَ الانْتِفَاعِ بهِ، والسُّرُورِ بمَكانِهِ، وقيلَ: مَتَّعَهُ اللهُ، وأمْتَعَهُ: أطالَ لَهُ الانْتِفَاعَ بهِ، وَهُوَ مجازٌ، وقَرَأ ابنُ عامِرٍ فأُمْتِعُهُ قَلِيلاً بالتَّخْفيفِ، أَي: أُوَّخِّرُهُ وقولهُ تَعَالَى: يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً، أَي: يُبْقِكُمْ بَقَاءً فِي عافِيَةٍ إِلَى وَقْتِ وَفَاتِكُمْ، وَلَا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعَذابِ، وأنْشأهُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بالسِّين المُهْمَلَةِ، وَهُوَ صَحيحٌ أيْضاً أَي: أخَّرَه إِلَى أنْ يَنْتَهِيَ شَبَابُه، كمَتَّعَهُ تَمْتِيعاً.
وأمْتَعَ عَنْهُ: اسْتَغْنَى، حَكاهُ أَبُو عَمْروٍ عَن النُّمَيْرِيِّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.)
وأمْتَعَ بمالِهِ: تَمَتَّعَ وهُوَ قَوْلُ أبي زَيْدٍ وَأبي عَمْروٍ، ونَصُّ الأوّلِ: أمْتَعْتُ بالشَّيءِ: تَمَتَّعْتُ بهِ، وأنْشَدَ الرّاعِي:
(خَلِيطَينِ فِي شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا ... قَدِيماً، وكانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا)
وأنْشَدَ الثانِي للرّاعِي أيْضاً:
(ولكِنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّهُ ... بفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ)
أَي: تَمَتَّعَ جَدُّه بفِرْقٍ منَ الغَنَمِ، وخالَفَهُمَا الأصْمَعِيُّ، وروَى البَيْتَ الأوَّلَ: وكانَا للتَّفَرُّقِ باللامِ يَقُول: لَيْسَ أحَدٌ يُفارِقُ صاحِبَه إلاّ أمْتَعَهُ بشَيءٍ يَذْكُرُه بهِ، فكانَ مَا أمْتَعَ كُلُّ واحِدٍ منْ هذيْنِ صاحِبَه أنْ فارَقَهُ، ورَوَى البَيْتَ الثانِي وأمْتَعَ جَدَّهُ بالنَّصْبِ، أَي: أمْتَعَ اللهُ جَدَّهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ كاسْتَمْتَعَ وقالَ الفَرّاءُ: اسْتَمْتَعُوا يَقُول: رَضُوا بنَصِيبِهمْ فِي الدُّنْيَا منْ أنْصِبائِهِمْ فِي الآخِرَةِ، قالَهُ فِي تَفْسَِيرِ قوْلِه تَعَالَى: فاسْتَمْتَعْتُمْ بخَلاقِكُمْ وقالَ الزَّجّاجُ: فِي قَوْلِه تَعَالَى: فمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ أَي انْتَفَعْتُمْ بهِ منْ وَطْئهِنَّ.
ويُقَالُ: أمْتَعَ بالشَّيءِ، وتَمَتَعَ بهِ، واسْتَمْتَعَ: دامَ لهُ مَا يَسْتَمِدُّ مِنْهُ: قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(مَنايَا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ منَ أهْلِها ... جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجَبْلِ)
وَقد تَقَدَّمَ شَرْحُه فِي أنس.
والتَّمْتِيعُ: التَّطْوِيلُ يُقَالُ: مَتُعَ الشَّيءِ: طالَ، ومَتَّعَهُ غَيْرُه: طَوَّلَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ للَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على الماءِ حَتَّى طالَ إِلَى السَّمَاءِ، فقالَ:
(سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسَرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ)
والصَّفَا والسَّرِيُّ: نَهْرَانِ بالبَحْرِينِ، يَسْقِيانِ نَخِيلَ هَجَرَ.
والتَّمْتِيعُ: التَّعْمِيرُ، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: أفَرَأيْتَ إنْ مَتَّعْنَاهُمْ سنِينَ، أَي: أطَلْنا أعْمَارَهُم، قالَهُ ثَعْلَبٌ، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً، أَي يُعَمِّرْكُمْ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: مَتاعُ المَرْأةِ: هَنُها.
ومتَعَ النَّبَاتُ: طالَ.
والمَطَرُ يُمَتِّعُ الكَلأ والشَّجَرَ.
والمَرْأَةُ تُمَتِّعُ صَبِيَّها، أَي: تَغْذُوهُ بالدَّرِّ.)
وخَلٌّ ماتِعٌ: بالِغٌ.
وهذهِ أمْتِعَةُ فُلانٍ، وأماتِعُه: جَمْعُ الجَمْعِ، وحَكَى ابنُ الأعْرَابِيّ أماتِيعُ، فَهُو منْ بابِ أقاطِيعَ.
والمُتْعُ، والمَتْعُ، بالضَّمِّ والفَتْحِ: الكَيْدُ، الأخِيرَةُ عنْ كُراع، والأُولَى أعْلَى، قالَ رُؤْبَةُ: مِنْ مُتْعِ أعْداءٍ وحَوْضٍ تَهْدِمُهْ.
وأمْتَعَنِي بفِرَاقِه: جَعَلَ مَتاعِي فِرَاقَه، وَهُوَ مجازٌ.
وقولُ الفَرَزْدَقِ فِيمَا أنْشَدَه المازِنِيُّ:
(ومِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتْيانُ نَجْدَةٍ ... إِذا مَتَعَتْ بَعْدَ الأكُفِّ الأشَاجِعُ)
فَسَّرَه فقالَ: أَي احْمَرَّتِ الأكُفُّ والأشَاجِعُ منَ الدَّمِ، وقالَ غَيْرُهُ: أَي: ارتَفَعَتْ.
(م ت ع) : (الْمَتَاعُ) فِي اللُّغَةِ كُلُّ مَا اُنْتُفِعَ بِهِ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى مَبِيعُ التُّجَّارِ مِمَّا يَصْلُحُ لِلِاسْتِمْتَاعِ بِهِ فَالطَّعَامُ مَتَاعٌ وَالْبَزُّ مَتَاعٌ وَأَثَاثُ الْبَيْتِ مَتَاعٌ قَالَ وَأَصْلُهُ النَّفْعُ الْحَاضِرُ (248 / أ) وَهُوَ مَصْدَرُ (أَمْتَعَهُ إمْتَاعًا) وَ (مَتَاعًا) قُلْت وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ اسْمٌ مِنْ (مَتَّعَ) كَالسَّلَامِ مِنْ سَلَّمَ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ} [يوسف: 65] أَوْعِيَةُ الطَّعَامِ وَقَدْ يُكَنَّى بِهِ عَنْ الذَّكَرِ وَمَا قَالَهُ مُحَمَّدٌ فِي تَفْسِيرِ الْمَتَاعِ مُثْبَتٌ فِي السِّيَرِ (وَمُتْعَةُ) الطَّلَاقِ وَمُتْعَةُ الْحَجِّ وَمُتْعَةُ النِّكَاحِ كُلُّهَا مِنْ ذَلِكَ لِمَا فِيهَا مِنْ النَّفْعِ أَوْ الِانْتِفَاعِ.

فرر

ف ر ر : فَرَّ مِنْ عَدُوِّهِ يَفِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فِرَارًا هَرَبَ وَفَرَّ الْفَارِسُ فَرًّا أَوْسَعَ الْجَوَلَانَ بِالِانْعِطَافِ وَفَرَّ إلَى الشَّيْءِ ذَهَبَ إلَيْهِ.

فَرَزْتُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَرْزًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَحَّيْتُهُ عَنْهُ فَهُوَ مَفْرُوزٌ وَأَفْرَزْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُفْرَزٌ وَالْفِرْزَةُ الْقِطْعَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَفَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ يُقَالُ هُوَ ابْنُ أُخْتِ النَّجَاشِيِّ. 
فرر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ لعدي بْن حَاتِم عِنْد إِسْلَامه: أما يَفُرّك إِلَّا أَن يُقَال: لَا إِلَه إِلَّا الله هَكَذَا يَقُولهَا بعض المحدّثين وَلَيْسَ إعرابها كَذَلِك إِنَّمَا هِيَ: أما يُفِرّك بِضَم الْيَاء وَكسر الْفَاء وَهُوَ من الْفِرَار يُقَال مِنْهُ: قد أفررت فلَانا إفرارا إِذا فعلت بِهِ فعلا يفر مِنْهُ.

شَبَح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ شَبْح الذراعين. قَالَ أَبُو عبيد: ال
(فرر) - في الحديث: "قال لِعَدِيِّ بنِ حَاتِم - رضي الله عنه -: " أَمَا يُفِرُّك إلَّا أن يُقَال: لا إله إلَّا الله، وهل من إله إلَّا الله؟ "
يقال: فَرَّ فِرارًا، وأَفرَرتُه : حَمَلْتُه على الفِرارِ.
وعَوامُّ الأَصْحاب يَقُولُونه: بفَتْح اليَاءِ وضَمِّ الفَاءِ، والصّحيح الأوَّل.
- وفي حديث الحَجَّاج: "لقد فُرِرْتُ عن ذَكاءٍ"
الفَرُّ: التَّفْتِيش، وفَرَّ الدّهرُ جَذَعًا؛ إذا عَاد في أَوَّلِ الأَمْر.
يُقال: فَررْتُ الدَّابَّة فَرًّا، وفرَرْتُ عن سنِّها؛ إذا فَتَحت فَاهَا؛ لِتَعْرِفَ سِنَّها. وفَررْتُ: بَحَثْتُ.
ف ر ر: (فَرَّ) يَفِرُّ بِالْكَسْرِ (فِرَارًا) هَرَبَ وَ (أَفَرَّهُ) غَيْرُهُ. وَرَجُلٌ (فَرٌّ) بِوَزْنِ بَرٍّ أَيْ (فَارٌّ) وَكَذَا الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَذَانِ فَرُّ قُرَيْشٍ أَفَلَا أَرُدُّ عَلَى قُرَيْشٍ فَرَّهَا» . وَقَدْ يَكُونُ (الْفَرُّ) جَمْعَ فَارٍّ كَرَاكِبٍ وَرَكْبٍ وَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ. وَ (افْتَرَّ) ضَاحِكًا أَيْ أَبْدَى أَسْنَانَهُ. وَفَرَسٌ (مِفَرٌّ) بِكَسْرِ الْمِيمِ يَصْلُحُ لِلْفِرَارِ عَلَيْهِ. وَ (الْمَفَرُّ) الْفِرَارُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَيْنَ الْمَفَرُّ} [القيامة: 10] . وَ (الْمَفِرُّ) بِكَسْرِ الْفَاءِ الْمَوْضِعُ. 

فرر


فَرَّ(n. ac. فَرّ
مَفْرَر
مَفْرِر
فِرَاْر)
a. Fled, ran away.
b. [Ila], Went, betook himself to.
c.(n. ac. فَرّ
فَرَاْر
فِرَاْر
فُرَاْر) ['An], Examined.
d. [ pass ], Returned to its first state (
thing ).
فَاْرَرَa. Investingated.

أَفْرَرَa. Caused to flee, put to flight, routed.
b. [acc. & Bi], Clave, split with ( the sword ).
c. Shed its teeth (camel).
تَفَرَّرَ
a. [Bi], Laughed at.
تَفَاْرَرَa. Fled from one another.

إِفْتَرَرَa. Smiled.
b. shone, glittered (lightning).
c. Snuffed.

فَرّa. Flight.
b. see 21
فِرَّةa. Manner of smiling.
b. [ coll. ], Quail (
bird ).
فُرّa. Best, choice of.

فُرَّةa. Confusion.
b. Heat.
c. see 3
فُرَرَةa. see 21
فُرُرa. see 24
أَفْرُرَةa. see 3t (a) (b).
c. Misfortune.

مَفْرَرa. Refuge, place of escape.

مَفْرِرa. see 17
مِفْرَرa. Fleet (horse).
b. see 17
فَاْرِرa. Fleeing; fugitiv.

فِرَاْرa. see 1 (a)
فُرَاْرa. Young of sheep, goats, camels.

فَرِيْرa. see 24b. Mouth.

فَرُوْرa. see 21 & 24
فَرُوْرَةa. see 21
فَرَّاْرa. see 21b. Mercury, quickslver.

N. P.
فَرڤرَa. Examined.

أُفُرَّة
a. see 3 (a) (b) &
أَفْرُرَة
(c).
ف ر ر

هو فرّار وفرور وفرورة. وأفررته: حملته على أن يفرّ. وفي الحديث " ما يفرّك إلاّ أن يقال لا إله إلا الله " " وهؤلاء فرّ قريش أفلا أردّ على قريش فرّها؟ ". ويقال: فرّ الجواد عينه أي علامات الجود فيه ظاهرة فلا يحتاج إلى أن تفرّه. وامرأة غرّاء فرّاء: حسنة الثغر. وإنها لحسنة الفرّة أي الابتسام. وافترت عن ثغر كالبرد. والذئب يفرفر الشاة إذا مزّقها، ومنه سمّي الأسد فرافراً. والفرس يفرفر اللجام ليخلعه عن رأسه.

ومن المجاز: فررت عن الأمر: بحثت عنه، وفرّ عن هذا الأمر، وفرّ فلان عمّا في نفسه، وفلان مفرور ومفرّرٌ: مجرّب. وفرّ الأمر جذعاً إذا عوود من الرأس. وفاررته مفارةً: فتشت عن حاله وفتّش عن حالي. وفرس ذابل الفرير وهي المجمّة من معرفته، استعير لها اسم الفم الذي هو موضع فرّ الأسنان لأنه يتعرّف بها حال سمنه كما يتعرف بالفم حال سنّه. وسئل رجل: متى يبلغ ضمر الفرس؟ فقال: إذا ذبل فريره، وتفلّقت غروره، وبدا حصيره، واسترخت شاكلته؛ الحصير: عرق في الجنب. وفلان يفرفؤ فلاناً إذا نال منه وخرّق عرضه. وعن عون: ما رأيت أحداً يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم.
[فرر]نه: فيه: إنه قال لعدي بن حاتم: ما "يفرك" إلا أن يقال: لا إله إلا الله، أفررته فعلت به ما يفر منه ويهرب، أي ما يحملك على الفرار إلا التوحيد، وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء، والصحيح الأول. ك: (("ففروا" إلى الله)) أي من معصية الله إلى طاعته. نه: ومنه:
"أفر" صياح القوم عزم قلوبهم .... فهن هواء والحلوم عوازب
أي حملها على الفرار وجعلها خاليةً بعيدة غائبة العقول. ومنه ح الهجرة: قال سراقة: هذا "فر" قريش، ألا أرد على قريش "فرها"، وفر يفر فرًا فهو فار - إذا هرب، والفر مصدر وضع موضع الفاعل يستوي فيه الواحد وغيره، أراد به النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر لما خرجا مهاجرين، يعني هذا الفران. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: و"يفتر" عن مثل حب الغمام، أي يتبسم حتى يبدو أسنانه من غير قهقهة، وهو من: فررت الدابة أفرها فرًا- إذا كشفت شفتها لتعرف سنها، وافتر افتعل منه، وأراد بحب الغمام البرد. ومنه ح: أراد أن يشتري بدنة فقال: "فرها". وح عمر قال لابن عباس: كان بلغني عنك أشياء كرهت أن "أفرك"عنها، أي أكشفك. وخطبة حجاج: لقد "فررت" عن ذكاء وتجربة.
فرر عثن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين خرج هُوَ وَأَبُو بكر مُهَاجِرين إِلَى الْمَدِينَة من مَكَّة فمرا بسراقة بْن مَالك بْن جعْشم فَقَالَ: هَذَانِ فرّ قُرَيْش أَلا أردّ على قُريش فَرّها قَوْله: فرّ قُرَيْش يُرِيد الفارّين من قُرَيْش يُقَال مِنْهُ: رجل فرَّ ورجلان فرَّ وَرِجَال فر لَا يثني وَلَا يجمع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف صائدًا أرسل كلابا على ثَوْر فَحمل عَلَيْهَا الثور ففرت مِنْهُ فَرَمَاهُ الصَّائِد ليشغله عَن الْكلاب فَقَالَ: [الْكَامِل]

فَرمى ليُنْقِذَ فرّها فهوى لَهُ ... سهٌم فأنفذ طرّتيه المنزعُ

يَعْنِي السهْم أنقذ طرتيه وهما جانباه. وَفِي حَدِيث سراقَة أَنه طلبهما فرسخت قَوَائِم دَابَّته فِي الأَرْض فَسَأَلَهُمَا أَن يخليا عَنهُ فَخرجت قَوَائِمهَا وَلها عُثان. قَوْله عثان أَصله الدُّخان وَجمع العثان عواثن وَجمع الدُّخان دواخن فَهَذَا جمع على غير قِيَاس وَلَا نعلم [فِي الْكَلَام شَيْئا يشبههما -] . وَإِنَّمَا أَرَادَ بقوله: وَلها عثان الْغُبَار شبه الْغُبَار غُبَارقَوَائِمهَا بالدخان.
[فرر] فَرَّ يَفِرُّ فِراراً: هرب. وأفَرَّهُ غيره. والفَرورُ من النساء: النَوَارُ. ورجلٌ فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث. وفى الحديث : " هذان فر قريش، أفلا أرد على قريش فرها ". وقد يكون الفر الجمع فار، مثل راكب وركب، وصاحب وصحب. وفررت الفرس أفره بالضم فَرًّا، إذا نظرت إلى أسنانه، قال الحجَّاج: " فُرِرْتُ عن ذكاء ". وفَرَرْتُ عن الأمر: بحثت عنه. وأفرت الابل للاثناء بالالف، إذا ذهبتْ رواضعُها وطلع غيرها. وتفارُّوا، أي تهاربوا. وافْتَرَّ فلانٌ ضاحكاً، أي أبدى أسنانه. وفُرَّهُ الحَرِّ بالضم: أوَّله، ويقال شِدَّته. وحكى الكسائي أُفُرَّةُ الحَرِّ وأَفُرَّةُ الحَرِّ بضم الهمزة وفتحها، والفاء مضمومة فيهما. وفرسٌ مِفَرٌّ بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه. والمَفَرُّ: الفِرارُ. ومنه قوله تعالى:

(أين المَفَرُّ) *. والمَفِرُّ بكسر الفاء: الموضع. وفرير: بطن من العرب. والفَريرُ: ولد البقرة الوحشية، وكذلك الفرار، مثل طويل وطوال، ويقال: إنه جمع فرير. قال أبو عبيدة: ولم يأت على فعال شئ من الجمع إلا أحرف هذا أحدها. وفى المثل: " نزو الفرار استجهل الفرار "، وذلك أنه إذا شب أخذ في النزوان، فمتى رآه غيره نزا لنزوه. ويقال أيضاً: " إن الجواد عينه فُرارُهُ، وقد يُفتح، أي يغنيك شخصه ومنظره عن أن تختبره وأن تفر أسنانه. وفرفرت الشئ: حركته، مثل هرهرته، يقال فَرْفَرَ الفرس، إذا ضربَ بفأس لجامه أسنانه وحرَّك رأسه. وناس يروونه في شعر أمرئ القيس بالقاف . والفرفرة: الخفة والطيش. والفرفور: طائر.
فرر
فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من فَرَرْتُ، يَفِرّ، افْرِرْ/ فِرَّ، فَرًّا وفِرارًا، فهو فارّ، والمفعول مفرور إليه
• فرّ اللِّصُّ/ فرّ اللِّصُّ من المكان: هرَب "فرَرْتُ من العدوّ/ العقاب/ المعركة- لاذ بالفرار- {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ} - {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} " ° فرّت فلانةُ من جمالها: كناية عن جمالها.
• فرّ إلى أبيه: لجأ إليه، ذهب إليه "فرَرْتُ إلى كتاب الله وسنَّة نبيِّه- فرّ إلى الجبال- {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} ". 

افترَّ يفترّ، افْتَرِرْ/ افْتَرَّ، افترارًا، فهو مفترّ
• افترَّ الشَّخصُ: ابتسم وبَدَت أسنانه "افترّ ثغره عن ابتسامة- ثغر مُفتر" ° افترّ عن أسنانه ضاحكًا: ابتسم.
• افترَّ البرقُ: تلأَلأْ. 

فارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من.
2 - من يتخلّى عن واجبه العسكريّ ويلوذ بالفرار تخاذُلاً وجُبنًا "فارٌّ من الخدمة العسكريّة- تمّ إعدام الفارِّين من المعركة". 

فِرار [مفرد]: مصدر فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من. 

فَرّ [مفرد]: مصدر فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من ° الكرّ والفرّ: الهجوم والتراجع. 

فَرّار [مفرد]: صيغة مبالغة من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: كثير الفِرار. 

فَرور [مفرد]: صيغة مبالغة من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: هارِب. 

مَفرّ [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: "لا مَفرٌّ من لقاء الأعداء".
2 - اسم مكان من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: مَلْجَأ، مَهْرَب "مفرُّ المؤمن ذِكْر الله- اللهو مَفَرُّ التلميذ الكسول- أين المفرُّ والإله طالب- {يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} " ° لا مفرّ منه: لا بُدَّ منه/ لا مهرب منه ولا مناص/ لا يمكن تجنبه. 
[ف ر ر] الفَرُّ والفِرارُ الرَّوَغانُ والهَرَبُ فَرَّ يَفِرُّ فِرارًا هَرَبَ ورَجُلٌ فَرُورٌ وفَرُورَةٌ وفَرّارٌ غيرُ كَرّارٍ وفَرٌّ وصْفٌ بالمَصْدَرِ فالواحِدُ والجمعُ فيه سواءٌ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ

(فَرَمَى ليُنْقِذَ فَرَّها فهَوَى له ... سَهْمٌ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ)

وقَدْ يَكُونُ الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ كشارِبٍ وشَرْبٍ وأرادَ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ السهمُ فلمّا لم يَسْتَقِمْ له قالَ المِنْزَعُ وأَفَرَّهُ فَعَلَ به فعلاً يَفِرُّ منه وفي الحَدِيثِ أَنّه قالَ لعَدِيِّ بنِ حاتِمٍ ما يُفِرُّكَ عن الإسلامِ إلا أَنْ يُقالَ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وهو المَفَرُّ والمَفِرُّ وقَوْلُه تَعالَى {أين المفر} القيامة 10 أي أَيْنَ الفِرارُ وقِرِئَ {أين المفر} أي أَيْنَ مَوْضِعُ الفِرارِ عن الزَّجَاجِ وقَدْ أَفْرَرْتُه وفَرَّ الدّابَّةَ يَفُرُّها فَرّا كَشَفَ عن أَسْنانِها ليَنْظُرَ ما سِنُّها ويُقالُ للَفَرسِ الجَوَادِ عَيْنُه فُرارُه يَقُولُ إِذا رَأيْتَه تَفَرِّسْتَ فيهِ الجَوْدَةَ ولم تَحْتَجْ أن تَفُرَّه عن عَدْوٍ ولا غَيْرِه كَذا حَكاهُ كُراع بالضَّمِّ وحكاهُ غَيْرُه بكسرِ الفاءِ وفَرَّ الأَمْرَ وفَرَّ عنه بَحَثَ وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعًا أي رَجَعَ عَوْدُه عَلَى بَدئِهِ قال (وما ارْتَقَيْتُ عَلَى أَرْجاءِ مَهْلَكَةٍ ... إلا مُنِيتُ بأَمْرٍ فُرَّ لي جَذَعَا)

وأَفَرَّت الخَيْلُ والإِبِلُ للإْثناءِ سَقَطَتْ رَواضِعُها وطَلَع غَيْرُها وافْتَرَّ الإنْسانُ ضَحِكَ ضَحِكًا حَسَنًا وافْتَرَّ البَرْقُ تَلأْلأ وهُوَ فوقَ الانْكِلالِ في الضَّحِكِ والبَرْقِ واسْتَعارُوا ذلك للزَّمَنِ فقالُوا إِنَّ الصَّرْفَةَ نابُ الدَّهْرِ الَّذِي يَفْتَرُّ عنه وذلكَ أَنَّ الصَّرْفَةَ إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ وافْتَرَّ الشَّيْءَ اسْتَنْشَقَه قال رُؤْبَةُ

(كأَنَّما افْتَرَّ نَشُوقًا مَنْشَقَا ... )

والفَرِيرُ والفُرارُ وَلَدُ النَّعْجَةِ والماعِزَةِ والبَقَرَةِ والأُنْثَى فُرارَةٌ وجَمْعُها فُرارٌ أيضًا وهُو من أَوْلاد المَعْزِ ما صَغُرَ جِسْمُه وعَمَّ ابنُ الأَعرابِيِّ بالفَرِيرِ وَلَدَ الوَحْشِيَّةِ من الظِّباءِ والبَقَرِ ونحوِهما وقالَ مرَّةً هي الخِرْفانُ والحُمْلانُ وقِيلَ الفَرِيرُ واحدٌ والفُرارُ جَمْعٌ وقِيلَ الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفُرافِرُ الحَمَلُ إذا فُطِمَ واسْتَجْفَرَ وأَخْصَبَ وسَمِن وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ فِي الفُرارِ الذي هُو واحِدٌ قَوْلَ الفَرَزْدَقِ

(لَعَمْرِي لَقَدْ هانَتْ عَلَيكَ ظَعِينَةٌ ... فَدَيْتَ برِجْلَيْها الفُرارِ المُرَبَّقَا)

والفَرِيرُ مَوْضِعُ المَجَسَّةِ من مَعْرِفَةِ الفَرَسِ ووقَعَ القومُ في فُرَّةٍ وأُفُرَّةٍ وأَفُرَّةٍ أي اخْتِلاطٍ وشِدَّةٍ وفُرَّةُ الحَرِّ وأُقُرَّتُه وأَفُرَّتُه شِدَّتُه وقِيلَ أَوَّلُه والفَرْفَرَةُ الصِّياحُ وفَرْفَرَه صاحَ بهِ قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراءَ السَّعْدِيُّ

(إِذا ما فَرْفَرُوه رَغَا وبالاَ ... )

والفَرْفَرَةُ الطَّيْشُ والخِفَّةُ ورَجُلٌ فَرْفارٌ وامْرَأَةٌ فَرْفارَةٌ والفَرْفَرَةُ الكَلامُ والفَرْفارُ الكَثِيرُ الكَلامِ كالثَّرْثارِ وفَرْفَرَ في كَلامِه خَلَّطَ وأكْثَرَ والفُرافِرُ الأَخْرَقُ وفَرْفَرَ الشَّيْءَ كَسَرَه والفُرافِرُ والفَرْفارُ الَّذِي يُفَرْفِرُ كُلِّ شَيْءٍ أي يَكْسِرُه وفَرْفَرَ الدَّابَّةُ اللِّجامَ حَرَّكَه وفَرَسٌ فُرافِرٌ يُفَرْفِرُ اللِّجامَ في فِيه وفَرْفَرَني فَرْفَارًا نَفَضَنِي وحَرَّكَنِي وفَرْفَرَ البَعِيرُ نَفَضَ جَسَدَه وفَرْفَرَ أَيْضًا أَسْرَعَ وقارَبَ الخَطْوَ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ

(مَشَى الهَيْدَبَى في دَقِّه ثُمَّ فَرْفَرَا ... )

وفَرْفَرَ الشَّيْءَ شَقَّه والفَرْفارُ ضَرْبٌ من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ منه العِساسُ والقِصاعُ قالَ

(والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ ... )

البَلْطُ المِخْرَطَةُ والــحُبَرُ العُقَدُ والفُرْفُورُ والفُرافِرُ سَوِيقٌ يُتَّخَذُ من اليَنْبُوتِ والفُرْفُرُ العُصْفُورُ وقِيلَ الفُرْفُرُ والفُرْفُورُ العُصْفُورُ الصَّغِيرُ قالَ

(حِجازِيَّةٌ لَم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرِ ... ولم تَأْتِ يَوْمًا أَهْلَها بتُبَشِّرِ) 

فرر: الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان والهِرب.

فَرَّ يَفِرُّ فراراً: هرب. ورجل فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار: غير

كَرَّارٍ، وفَرٌّ، وصف بالمصدرْ، فالواحد والجمع فيه سواء. وفي حديث الهجرة: قال

سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِلى أَبي

بكر، رضي الله عنه، مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ

قريشٍ، أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها؟ يريد الفارَّين من قريش؛ يقال منه

رجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ، لا يثنى ولا يجمع. قالالجوهري: رجل فَرٌّ، وكذلك

الاثنان والجمع والمؤنث، يعني هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً

أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم

فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه:

فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى له

سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ

وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ؛ وأَراد:

فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال: المِنْزَع.

والفُرَّى: الكَتيبةُ المنهزمة، وكذلك الفُلَّى. وأَفَرَّه غيرُه

وتَفارُّوا أَي تهاربوا. وفرس مِفَرٌّ، بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه؛ ومنه

قوله تعالى: أَين المِفَرُّ. والمَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع. وأَفَرَّ به:

فَعَل به فِعْلاً يَفِرُّ منه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، قال لعدي بن حاتم: ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله

إِلا الله. التهذيب: يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إِذا عملت به

عملاً يَفِرُّ منه ويهرب، أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد؛ وكثير من

المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال: والصحيح الأَول؛ وفي حديث

عاتكة:

أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم،

فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ

أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول. والفَرورُ من

النساء: النَّوارُ. وقوله تعالى: أَين المَفَرُّ؛ أَي أَين الفِرارُ،

وقرئ: أَين المَفِرّ، أَي أَين موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ وقد

أَفْرَرْته.وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَرًا: كشف عن أَسنانها لينظر ما

سِنُّها. يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت

عنها لتنظر إِليها. أَبو ربعي والكلابي: يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم

وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه؛ قال الكميت:

ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات،

إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ

ومن أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ. ويقال: الخبيثُ عينُه

فرُارُه؛ يقول: تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها،

وكذلك تعرف الخبث في عينه إِذا أَبصرته. الجوهري: إِن الجوادَ عينُه

فُراره، وقد يفتح، أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ

أَسنانه. وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه. وفي

خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله

عنهما، أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال: فُرَّها. وفي حديث عمر: قال لابن

عباس، رضي الله عنه: كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي

أَكشفك. ابن سيده: ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه؛ تقوله إِذا رأَيته،

بكسر الفاء، وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح.

وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه: بحث، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبله. ويقال

أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه؛ قال:

وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ،

إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعا

وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها وطلع

غيرُها.

وافْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى

أَسنانه. وافْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة

النبي، صلى الله عليه وسلم:

ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام

أَي يَكْشِرُ إِذا تبسم من غير قَهْقَهَة، وأَراد بحب الغمام البَرَدَ؛

شبَّه بياض أَسنانه به. وافْتَرَّ يَفْتَرُّ، افتعل، من فَرَرْتُ

أَفُرُّ. ويقال: فُرَّ فلاناً عما في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه.

وافْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، وهو فوق الانْكِلالِ في الضحك والبرق،

واستعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذي يَفْتَرُّ عنه،

وذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر واعْتَمَّ النبت. وافْتَرَّ

الشيءَ: استنشقه؛ قال رؤْبة:

كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا

ويقال: هو فُرَّةُ قومه أَي خيارهم، وهذا فُرَّةُ مالي أَي خِيرته.

اليزيدي: أَفْرَرْتُ رأْسه بالسيف إِذا فلقته.

والفَرِيرُ والفُرارُ: ولد النعجة والماعزة والبقرة. ابن الأَعرابي:

الفَريرُ ولد البقر؛ وأَنشد:

يَمْشِي بنو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم،

عليكم مثل فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور

قال: أَراد فُرَار فقال فُرْفُور، والأُنثى فُرارةٌ، وجمعها فُرارٌ

أَيضاً، وهو من أَولاد المعز ما صغر جسمه؛ وعَمَّ ابن الأَعرابي بالفَرِيرِ

ولد الوحشية من الظِّباء والبقر ونحوهما. وقال مرة: هي الخِرْفان

والحُمْلان؛ ومن أَمثالهم:

نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا

قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشية يقال له فُرارٌ وفَرِيرٌ، مثل طُوالٍ

وطَويلٍ، فإِذا شبَّ وقوي أَخذ في النَّزَوان، فمتى ما رآه غيرُه نَزا

لِنَزْوِه؛ يضرب مثلاً لمن تُتَّقى مصاحبته. يقول: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ

فعلَه. يقال: فُرارٌ جمع فُرارةٍ وهي الخِرْفان، وقيل: الفَرير واحد

والفُرارُ جمع. قال أَبو عبيدة: ولم يأْت على فُعالٍ شيء من الجمع إِلا

أَحرف هذا أَحدها، وقيل: الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر

والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إِذا فطم واستَجْفر وأَخصب وسَمِن؛

وأَنشد ابن الأَعرابي في الفُرارِ الذي هو واحد قول الفرزدق:

لَعَمْري لقد هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ،

فَرَيْتَ برجليها الفُرارَ المُرَنَّقا

والفُرارُ: يكون للجماعة والواحد. والفُرار: البهْم الكبار، واحدها

فُرْفُور. والفَرِيرُ: موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس، وقيل: هو أَصل

مَعْرفة الفرس.

وفَرْفَرَ الرجلُ إِذا استعجل بالحماقة. ووقع القوم في فُرَّةٍ

وأُفُرَّة أَي اختلاط وشدة. وفُرَّةُ الحرّ وأُفُرَّتهُ: شدته، وقيل: أَوله.

ويقال: أَتانا فلان في أُفُرَّةِ الحر أَي في أَوله، ويقال: بل في شدته، بضم

الهمزة وفتحها والفاء مضمومة فيهما؛ ومنهم من يقول: في فُرَّةِ الحر،

ومنهم من يقول: في أَفُرَّةِ الحر، بفتح الأَلف. وحكى الكسائي أَن منهم من

يجعل الأَلف عيناً فيقول: في عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الحر؛ قال أَبو

منصور: أُفُرَّةٌ عندي من باب أَفَرَ يأْفِر، والأَلف أَصلية على فُعُلَّةٍ

مثل الخُضُلَّةِ. الليث: ما زال فلان في أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان.

والفَرْفَرَةُ: الصياح. وفَرْفَرَه: صاح به؛ قال أَوس بن مغراء السعدي:

إِذا ما فَرْفَروه رَغَا وبالا

والفَرْفَرةُ: العجلة. ابن الأَعرابي: فَرَّ يَفِرُّ إِذا عقل بعد

استرخاء. والفَرْفَرةُ: الطيش والخفة؛ ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ.

والفَرْفَرةُ: الكلام. والفَرْفارُ: الكثير الكلام كالثَّرْثارِ. وفَرْفَر في

كلامه: خلَّط وأَكثر. والفُرافِرُ: الأَخْرَقُ. وفَرْفَر الشيءَ: كسره.

والفُرافِرُ والفَرْفار: الذي يُفَرْفِرُ كل شيء أَي يكسره. وفَرْفَرْت

الشيء: حركته مثل هَرْهَرْته؛ يقال: فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضرب بفأْس

لجامه أَسنانه وحرك رأْسه؛ وناس يَرْوُونه في شعر امرئ القيس بالقاف، قال

ابن بري هو قوله:

إِذا زُعْتُه من جانِبَيْهِ كِلَيْهما،

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

ويروى قَرْقَرا. والهَيْذَبى، بالذال المعجمة: سير سريع من أَهْذَبَ

الفرسُ في سيره إِذا أَسرع، ويروى الهَيْدَبى، بدال غير معجمة، وهي مِشْية

فيها تبختر، وأَصله من الثوب الذي له هدب لأَن الماشي فيه يتبختر؛ قال:

والرواية الصحيحة فَرْفَر، بالفاء، على ما فسره؛ ومن رواه قَرْقَر، بالقاف،

فبمعنى صَوَّت. قال: وليس بالجيد عندهم لأَن الخيل لا توصف بهذا.

وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حركه. وفرس فُرفِرٌ: يُفَرْفِرُ اللجام في فيه.

وفَرْفَرَني فَرْفاراً: نفضني وحركني. وفَرْفَر البعيرُ: نفض جسده. وفَرْفَرَ

أَيضاً: أَسرع وقارب الخَطْو؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

وفَرْفَر الشيءَ: شققه. وفَرْفَر إِذا شقق الزِّقاقَ وغيرها.

والفَرْفار: ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ والقِصاعُ؛ قال:

والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ

البَلط: المِخرطة. والــحُبَر: العُقَد. وفَرْفَرَ الرجل إِذا أَوقد

بالفَرْفار، وهي شجرة صَبُور على النار. وفَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار، وهو

مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة.

والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ، وفي مكان آخر:

سويقُ يَنْبوتِ عُمان.

والفُرْفُر: العصفور، وقيل: الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير.

الجوهري: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر:

حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ،

ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ

قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة. وفي حديث عون بن عبد الله: ما رأَيت أَحداً

يُفَرْفِرُ الدنيا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج؛ يعني أَبا حازم، أَي يذمها

ويمزِّقها بالذم والوقيعة فيها. ويقال الذئب يُفَرْفِرُ الشاة أَي

يمزقها.وفَرِير: بطن من العرب.

فرر
. {الفَرُّ، بالفتْح،} والفِرَارُ، بالكَسْرِ: الرَّوَغانُ والهَرَب من شَيْءٍ خافَه، {كالمَفَرِّ، بالفَتْح،} والمَفِرِّ، بكَسْر الفاءِ مَعَ فَتْح المِيم، وَالثَّانِي يُسْتَعْمَل لَمْوضِعِه، أَي {الفِرارِ، أَيضاً، وَقد} فَرَّ {يَفِرُّ فِرَاراً: هَربَ، فَهُوَ فَرُورٌ، كصَبُور،} وفَرُوَرٌة، بِزِيَادَة الهاءِ، {وفُرَرَةٌ، كهُمَزَة، وَهَذِه عَن الصاغانيّ،} وفَرّارٌ، كشدّادِ، {وفَرّ، كصَحْب، وَصْفٌ بالمَصْدَر، فالواحِدُ والجَمعُ فِيهِ سَواءٌ. وَفِي حَدِيثِ الهِجْرة: قَالَ سُرَاقَةُ بنُ مالِكٍ، حينَ نَظَرَ إِلى النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم وإِلى أَبِي بَكْر مُهَاجرَيْنِ إِلى الْمَدِينَة فَمَرَّا بِهِ، فَقَالَ: هذانِ} فَرُّ قُرَيْش، أَفَلا أَرُدُّ على قُرَيْش! فَرَّهَا يُرِيد {الفارَّيْن من قُرَيْش، يُقَال مِنْهُ: رَجُلٌ} فَرٌّ، ورَجُلان فَرٌّ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع. وَقَالَ الجوهريّ: رَجُلٌ فَرٌّ، وَكَذَلِكَ الاثْنَان والجَمِيعُ والمُؤنَّث، وَقد يَكُون الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ، كشارِبٍ وشَرْب، وصاحِب وصَحْبِ. وَقد {أَفْرَرْتُه} إِفْراراً، إِذا عَمِلْتَ بِهِ عَمَلاً {يَفِرُّ مِنْهُ ويَهْرُبُ. وَفِي حَدِيث عاتكَةَ:
(} أَفَرَّ صِيَاحُ القَوْمٍ عَزْمَ قُلُوبِهِم ... فَهُنَّ هَوَاءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ)
أَي حَمَلَهَا على الفرَارِ، وجَعلَها خالِيَةً بَعِيدَةً غائِبَةَ العُقُولِ. وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ لِعَدِيِّ بن حاتِم: مَا {يُفِرُّكَ عَن الإِسْلامِ إِلاَّ أَنْ يُقَال: لَا إِله إِلاَّ الله، أَي مَا يَحْمِلُك على الفِرَار إِلاّ التَّوْحِيدُ. وكَثِيرٌ من المُحَدَّثين يقولونَه بفَتْحِ الياءِ وضَمّ الفاءِ. قَالَ الأَزهريّ: وَالصَّحِيح الأَوّل.} وفَرَّ الدابَّةَ {يَفِرُّهَا، هَكَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ بالكَسْر على مُقْتَضَى اصْطِلاحهِ، وضَبَطَه الأَزهريّ بالضّمّ،} فَرّاً، بالفَتْح، {وفَرَاراً، مُثَلَّثَة الفاءِ: كَشَف عَن أَسْنَانِها ليَنْظُرَ مَا سِنُّهَا وَمِنْه حَديثُ ابْن عُمَرَ: أَرادَ أَنْ يَشْتَريَ بَدَنَةً فَقَالَ:} فُرَّهَا. ومنِ المَجَازِ: {فَرَّ الأَمْرَ} وفَرَّ عَن الأَمْرِ: بَحَثَ عَنهُ. وَفِي خُطْبَة الحَجَّاج: لقد {فُرِرْتُ عَن ذَكَاءٍ وتَجْرِبَةٍ. وَفِي حَديث عُمَرَ: قَالَ لابْنِ عَبّاس رَضِيَ الله عَنْهُم: كَانَ يَبْلُغُنِي عَنْكَ أَشْيَاءُ كَرِهْتُ أَنْ} أَفُرَّك عَنْهَا، أَي أَكْشِفُك.
وَيُقَال: {فُرَّ فُلاناً عَمَّا فِي نَفْسِهِ، أَي اسْتَنْطِقْه لِيَدُلَّ بنُطْقِهِ عَمَّا فِي نَفْسِه، وَهُوَ} مَفْرُورٌ {ومُفَرَّر.
وَمن المَجَاز: إِنَّ الجَوَادَ عَيْنُه} فرَارُه مُثَلَّثةً: وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَدُلُّ ظاهِرُة على باطِنِه، يَقُول: تَعرِفُ الجَوْدَةَ فِي عَينه كَمَا تَعْرِفُ سِنَّ الدّابَّةِ إِذا {فَرَرْتَهَا. ويُقَالُ أَيضاً: الخَبِيثُ عَيْنُه} فرارَهُ، أَي تَعْرِفُ الخُبْثَ فِي عَيْنِه إِذا أَبْصَرْتَه، ومَنْظَرُهُ يُغْنِي عَن أَنْ {تَفِرَّ أَسْنَانَه وتَخْبُرَه، وعِبارَة الصِّحَاح: إِنّ الجَوَادَ عَيْنُه} فُرَارُه، وَقد يُفْتَح: أَي يُغْنِيكَ شَخْصُه ومَنْظَرُه عَن أَنْ تَخْتَبِرَه وأَنْ {تَفُرَّ أَسنانَه. وَفِي الأَساس:} فَرُّ الجَوَادَ عَيْنُه، أَي علاماتُ الجُودِ فِيهِ ظاهِرَةٌ فَلَا يَحْتَاجُ إِلى) أَنْ تَفِرَّه. وامْرَأَةٌ {فَرّاءُ، أَي غَرّاءُ حَسَنَةُ الثَّغْرِ.} وأَفَرَّت الخَيْلُ والإِبلُ للإِثْناءِ، بالأَلف: سَقَطَتْ رَوَاضِعُهَا وطَلَعَ غَيْرُهَا. {وافْتَرَّ الإِنْسَانُ: ضَحِكَ ضَحِكاً حَسَناً، ويُقَال:} افْتَرَّ فُلانٌ ضاحِكاً، أَي أَبْدَى أَسْنَانَه. وافْتَرَّ عَن ثَغْرِه، إِذا كَشَرَ ضَاحِكا. وَمِنْه الحَدِيثُ فِي صِفة النّبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: (و) {يَفْتَرُّ عَن مِثْل حَبِّ الغَمَام، أَي يَكْشِرُ إِذا تَبَسَّم فِي غير قَهْقَهَة. وافْتَرَّ البَرْقُ: تَلأْلأَ، من ذَلِك. وافْتَرَّ الشَّيْءَ اسْتَنْشَقَه، قَالَ رُؤْبة: كأَنَّمَا افْتَرَّ نَشُوقاً مُنْشَقَاً.} والفَرِيرُ، كأَمير وغُرَابٍ وصَبُور وزُنْبُور وهُدْهُد وعُلاَبِط: وَلَدُ النَّعْجَة والمَاعِزَةِ والبَقَرَةِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: {الفَرِيرُ: وَلَدُ البَقَرِ، وأَنشد:
(يَمْشِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلَى وإِخْوَتُهُمْ ... عَلَيْكُمُ مِثْلُ فَحْلِ الضَّأْنِ} فُرْفُورُ)
قَالَ الأَزهريّ: أَراد: فُرَار، فَقَالَ: فُرْفُور. وَقَالَ بعضُهُم: الفَرِيرُ من أَوْلادِ المَعْز: مَا صَغُر جِسْمُه. وعَمَّ ابنُ الأَعْرَابيّ {بالفرَيِر وَلَدَ الوَحْشِيَّة من الظِّبَاءِ والبَقَرِ وغَيْرِهِمَا، أَوْ هِي الخِرْفَانُ والحُمْلانُ، وَهَذَا أَيضاً قولُه. وَقيل:} الفَرِيرُ،! والفُرَارُ، {والفُرَارَةُ} والفُرُرُ {والفُرْفُور،} والفَرُور، {والفُرَافِر: الحَمَلُ إِذا فُطِمَ واسْتَجْفَر وأَخْصَبَ وسَمِنَ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ فِي الفُرَارِ الَّذِي هُوَ واحدٌ قولَ الفَرَزْدق:
(لَعَمْرِي لَقَدْ هانتْ عَلَيْكَ ظَعينةٌ ... فدَيْتَ برِجْلَيْهَا الفُرَارَ المُرَبَّقَا)
ج} فُرارٌ، كغُرَاب أَيضاً، أَي يكونُ للجَمَاعَة والواحِد نادِرٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ولَمْ يَأْت على فُعَال شئٌ من الجَمْع إِلاّ أَحْرُفٌ هَذَا أَحدُها. {والفَرِيرُ، كأَمِير: الفَمُ، ذكرَه الصاغانيّ والزمخشريّ، ومُقْتَضَى كَلامِ الأَخِيرِ أَنَّه فَمُ الدّابَّة. وَمن المَجَازِ: فَرَسٌ ذابِلُ الفَرِيرِ: وَهُوَ مَوْضِعٌ المَجَسَّةِ من مَعْرَفَةِ الفَرَسِ، وَقيل: هُوَ أَصْلُ مَعْرَفتِهِ، وَهَذَا نَقَله الصاغانيّ.} والفَرَِيرُ: والدُ قَيْسٍ من بَنِي سَلِمَةَ بن سَعْدِ بنِ عليِّ بنِ أَسَدِ بن سارِدَةَ بنِ تَزِيدَ بن جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ، جاهليٌّ، وإِلَيْه نُسِب عبدُ اللهِ بنُ عمْرو بنِ حَرَامٍ الأنَصاريُّ، وَالدُ جابِرٍ، فإِنَّ أُمَّه بِنْتُ قَيْس هَذَا، فَيُقَال لَهُ: الفَرِيرِيّ، لذَلِك. (و) {فُرَيْرٌ، كزُبَيْر، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَهُوَ مُخَالِفٌ لما فِي التكملة والتَّبْصِير وغَيْرِهما من كُتبُ الأَنسابِ فإِنَّهُم ضَبَطُوا فِيهَا} فَرِيراً كأَمِير مثل الأَوّل، وقالُوا: هُوَ! فَرِيرُ بن عُنَيْنِ بنِ سَلامَانَ بنِ ثُعَلَ بن عَمْرِو بن الغَوْثِ الطّائيّ. قَالَ الصاغانيّ تَبَعاً لِابْنِ السَّمْعَانيّ وغَيْرِه: إِنَّهُ بَطْنٌ من بُحْتُر، وغَلَّطَه الحافِظُ ابنُ حَجَر فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بَطْناً من بُخْتُر، بل فَرِيرٌ هَذَا هُوَ عَمُّ بُحْتُر وذلِك بَيِّنٌ فِي الجَمْهَرَة. قلتُ: وَذَلِكَ أَنَّ بُحْتُراً ومَعْناً ابْنا عَتُودِ بنِ عُنَيْنِ بن سَلامانَ)
وبُحْتُرٌ بَطْنٌ. ثمَّ قَالَ الحافِظُ: وَذكر ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَسْبَاب الأَلقَاب أَنَّه لُقِّب بذلك لحُسْن عَيْنَيْه، وَكَانَ اسمُه عِنَان. قُلتُ: وَلَو قَالَ الصاغانيّ: بَطْنٌ من العَرَب لسَلمَ من هَذَا الوَهَمِ. وَمن رُؤَساءِ هَذِه القَبِيلَة عُثْمَانُ بن سُلَيْمَان {- الفَرِيرِي، ذَكَرَه الحافِظ.} والفرْفر، كهُدْهُدٍ، وزِبْرِجٍ، وعُصْفُورٍ: طائرٌ هَكَذَا قَالَه الجوهريّ. وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ العُصْفُور الصَّغِيرُ. قَالَ الشَّاعِر:
(حِجَازِيَّة لم تَدءرِ مَا طَعْمُ فُرْفُرٍ ... ولَمْ تَأْتِ يَوْماً أَهْلَها بِتُبَشِّرِ)
هَكَذَا أَنشده ابنُ السِّكِّيت. والتُّبَشِّر: الصَّعْوَةُ، وَقد تَقَدَّم. قلتُ: وَقد رَأَيْتُ {الفُرْفُورَ بمِصْرَ وَهُوَ أَصءغَر من الإِوَزّ.} وفُرَّةُ الحَرِّ، بالضّمّ، {وأُفُرَّتُه، بضَمَّتَيْن، وَقد تُفْتَحُ الهَمْزَةُ: أَي شِدَّتُه وقِيل: أَوَّلُه، يُقَال، أَتانَا، فُلانٌ فِي} أُفُرَّةِ الحَرِّ، أَي شدَّته، وقِيلَ: أَوَّله. وحَكَى الكسائيّ أَنَّ مِنْهُم مَنْ يَجْعَل الأَلِفَ عَيْناً فيقولُ: فِي عُفُرَّةِ الحَرِّ، وعَفُرِّة الحَرِّ. قَالَ أَبو مَنْصُور: {أُفُرَّة عِنْدِي من بَاب أَفَر يَأْفِرِ، والأَلِف أَصْلِيّة، على فُعُلَّة مِثَال الخُضُلَّة. وَقَالَ اللَّيْث: مَا زالَ فلانٌ فِي أُفُرَّةِ شَرٍّ مِن فُلان، أَي شِدَّته، وَهِي، أَي الأُفُرَّة: الاخْتلاطُ والشِّدَّةُ، أَيضاً، يُقَال: وَقَعَ القَوْمُ فِي فُرَّةٍ، وأُفُرَّةِ، أَي اخْتِلاط وشِدَّة. ويُقَال: هُوَ} فُرُّ القَوْمِ، {وفُرَّتُهم، بضَمِّهما، أَي من خِيارِهم، ووَجْهُهم الَّذِي يَفْتَرُّون عَنْه، قَالَه أَبو رِبْعِيٍّ والكِلابيُّ. قَالَ الكُمَيْتُ:
(} ويَفْتَرُّ مِنْكَ عَن الواضِحَاتِ ... إِذا غَيْرُكَ القَلِحَ الأَثْعَلُ)
وَيُقَال: هَذَا {فُرَّةُ مالِي، أَي خِيرَتُه. (و) } الفَرْفَرَةُ: الصِّيَاحُ. يُقَال: {فَرْفَرَه، إِذا صاحَ بِهِ. قَالَ أَوْسُ ابنث مَغْراءَ السَّعْديّ: إِذا مَا} فَرْفَرُوه رَغَا وبَالاَ. (و) {فَرْفرَ فِي كَلامِه: خَلَّطَ وأَكْثَرَ. وفَرْفَرَ الشَّيْءَ: كسَرَهُ وقَطَعَهُ وشَقَّهُ وحَرَّكهُ، كهَرْهَرَهُ. وفَرْفَرَه: نَفَضَه، يُقَال:} - فَرْفَرَنِي {فَرْفَاراً، أَي نَفَضَني وحَرَّكَنِي وفَرْفَرَ الرَّجُلَ} فَرْفَرَةً: نالَ من عِرْضِه وتَكَلَّم فِيهِ. وَقيل: فَرْفَرَهُ: مَزَّقَه، وَمِنْه حَدِيث عَوْنِ بنِ عبد اللهِ مَا رأَيتُ أَحَداً {يُفَرْفِرُ الدُّنْيَا} فَرْفَرَةَ هَذَا الأَعْرَجِ يَعْنِي أَبا حازِم، أَي يَذُمُّهَا ويُمَزِّقُها بالذَّمِّ والوَقِيعَة فِيهَا. ويُقَال: الذِّئبُ يُفَرْفِرُ الشاةَ، أَي يُمَزِّقها. وفَرْفَرَ البَعِيرُ: نَفَضَ جَسَدَه. وفَرْفَرَ: أَسْرَعَ وقارَبَ الخَطْوَ قَالَ امرُؤ القَيْس:
(إِذا زُعْتَهُ مِنْ جانِبَيْه كِلَيْهما ... مَشَى الهَيْذَبَى فِي دَفِّه ثُمَّ {فَرْفَرَا)
(و) } فَرْفَرَ {فَرْفَرَةً، إِذا طاشَ عَقْلُه وخَفَّ. وفَرْفرَ الفَرَسُ: ضَرَبَ بفَأْسِ لِجامِه أَسْنَانَه وحَرَّكَ رَأْسَه، وَبِه فَسَّر بعضُهم بَيْتَ امْرِئ القَيْس المتقدِّم ذِكْرُه.} والفَرْفارُ: العَجُولُ الطّيّاشُ الخفِيفُ، والأُنْثَى بهاءٍ. (و) {الفَرْفَارُ: المِكْثَارُ، أَي الكَثِيرُ الكَلامِ كالثَّرْثَارِ، وَهِي بِهَاءٍ. والفَرْفارُ: الَّذِي يَكْسِرُ كُلَّ) شَيْءٍ، يُفَرْفِرُه، أَي يَكسِرُه،} كالفُرَافِر، كالعُلابِط. والفَرْفَارُ: شَجَرٌ صُلْبُ صَبُورٌ على النّارِ تُنْحَتُ مِنْهُ القِصَاعُ والعِسَاسُ، قَالَ أَبو حنيفةَ: هُوَ يَسْمُو سُمُوَّ الدُّلْب، ووَرَقُه مثْلُ وَرَقِ اللَّوز، وَله نَوْرٌ مِثْلُ الوَرْد الأَحْمَر، وإِذا تقادَمَ شَجَرُه اسْوَدَّ خَشَبُه فَصَارَ كالآبِنُوس. والفَرْفَارُ أَيضاً: مَرْكَبٌ من مَراكِبِ النِّسَاءِ شِبْهُ الحَوِيَّةِ، {وفَرْفَرَ الرَّجُلُ: عَمِلَهُ.} وفَرْفَرَ أَيضاً، إِذا أَوْقَدَ بشَجرِ! الفَرْفارِ، وفَرْفَر،يُقَال أَيضاً {أَفَرَّه، إذِا حَمَلَه على} الفِرَار (و) {أَفَرَّ رَأْسَه بالسَّيْف، مثل أَفْرَاهُ، أَي شَقَّقَه وفَلَقه عَن اليَزِيديّ. والأَيّام} المُفِرّات: الَّتِي تُظْهِر الأَخْبَارَ، نَقله الصاغانيّ.
{وتَفارُّوا: تَهَارَبُوا. وفَرَسٌ} مِفَرٌّ، بالكَسْرِ: يَصْلُح {للفِرَارِ عَلَيْهِ، أَو جَيِّد} الفِرارِ، وَبِه فُسِّر بَيْتُ امْرِئ القَيْس:
(مِكَرٍّ {مِفَرٍّ مُقْبِل مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ من عَلش)
وقولُه تَعَالَى: أَيْنَ} المَفَرُّ. يحتملُ الفِرَارَ نَفْسَه، ووَقْتَه، وقُرِئ أَيْنَ المِفَرُّ، بِالْكَسْرِ، أَي مَوْضِع)
الفِرارِ، عَن الزِّجَّاج. وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل هَذَا الوَزْن فِي الآلاتِ وصِفاتِ الخَيْل، وَقد عُبِّر عَن المَوْضع بلَفْظِ الآلَةِ، وَهِي قِراءَةُ الحَسَن. وقَرَأَ ابنُ عَبّاسٍ بفَتْح المِيمِ وكَسْرِ الفاءِ، اسمٌ لِلمَوْضِع، والجُمْهُور بفَتْحِهمَا، وذَكَرَ الثَّلاثَةَ المُصَنّفُ فِي البَصَائر. وعَمْرُو بن {فُرْفُرٍ الجُذَامِيّ بالضمّ: سَيِّدُ بَنِي وَائِل بن قاسط بن هِنْب ابنِ أَفْصَى بن دُعْمِىّ بن جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بن رَبِيعَةِ الفَرَسِ.
وضَبَطَهُ الحافِظ بِالْفَتْح، وَقَالَ: هُوَ أَحَدُ الأَشْرَافِ، شَهِدَ فتْحَ مصر. وكَتِيبَةٌ} فُرَّى، كعُزّى: مُنهَزِمَةٌ، وَكَذَلِكَ الفُلَّى. {وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً، بالضَّمّ: اسْتَقْبَلَه. ويُقَال ذَلِك أَيضاً إِذا رَجَعَ عَوْداً لِبَدْئِهِ، قَالَه ابنُ دُرَيد، وأَنشد:
(وَمَا ارْتَقَيْتُ على أَكْتَادِ مَهْلَكَةٍ ... إِلاَّ مُنِيتُ بأَمْرٍ} فُرَّ لي جَذَعَا)
وَفِي المَثَل: نَزْوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ! الفُرَارَا. كِلاهُمَا كغُرَاب. قَالَ المُؤرِّج: هُوَ وَلدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ، يُقَالُ لَهُ: فُرَارٌ، وفَرِيرٌ، مثْل طُوَال وطَوِيلٍ، وَذَلِكَ أَنَّه إِذا شَبَّ وقَوِىَ أَخَذ فِي النَّزَوَانِ، فمَتَى مَا رَآهُ غَيْرُه نَزَا لنَزْوِه. يُضْرَبُ مَثَلاً لِمَنْ تُتَّقَى صُحْبَتُه، أَي إِنّك إِذَا صَحِبْتَه فَعَلْتَ فِعْلَه. {وتَفَرَّرَ بِي: ضَحِكَ، قَالَه الصاغانيّ.} وأَفْرَرْتُ رَأْسَه بالسَّيْفِ، مِثْل أَفْرَيْتُه وشَقَقْتُه، وَهَذَا بعَيْنِه قد تقدّم، فَهُوَ تَكْرَار مَحْضٌ، كَمَا لَا يَخْفَى. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الفَرُوَرُ من النّساءِ، كصَبُور: النَّوَارُ.
} وفُرَّةُ المالِ، بالضَّمّ: خِيَارُه. {والفُرَار، كغُرَاب: البَهْمُ الكِبَارُ، واحدُهَا فُرْفُور.} وفَرْفَرَ الرَّجُلُ، إِذا اسْتَعْجَل بالحَمَاقَة. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: {فَرَّ} يَفِرُّ، إِذا عَقَلَ بعد اسْتِرْخاءٍ. وإِنّهَا لَحَسَنَةُ {الفِرَّةِ، بالكَسْر: الابْتِسَام.} وفارَرْتُه {مُفَارَّةً: فتَّشْتُ عَن حالِهِ وفَتَّشَ عَن حالِي، وَهُوَ مَجَازٌ. واسْتُعِير} الافْتِرَارُ للزَّمَن، فقَالُوا: إِن الصَّرْفضةَ نابُ الدَّهْرِ الَّذِي {يَفْتَرُّ عَنهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الصَّرْفَة إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ كَمَا فِي اللِّسَان.} والفُرَيِّرَة، مصغَّرَةً مُشَدَّدَةً: مَا يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ.
وقوْلُ العَامَّة: {- الفُرْفُورِيّ، لهَذَا الخَزَفِ الَّذِي يُؤْتَى بِهِ من الصِّين غَلَطٌ، وإِنّمَا هُوَ الفُغْفُورِيّ نسبه إِلى فُغْفُور مَلِكِ الصِّين، يُرِيدُونَ جَوْدَتَه.} وفارَّهْ، بتَشْدِيد الراءِ وضَمِّها ثُمّ هاءُ ساكِنَة: جَدُّ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ الأَنْصَارِيّ الأَنْدَلُسِيّ، ويُقال: فِيرُّهْ، وكأَنْ الفاءَ مُمالَةٌ فتُكْتَب بالأَلِف واليَاءِ، سَمِعَ وحَدَّث، مَاتَ سنة.

الحَبَرْكَى

الــحَبَرْــكَى: القومُ الهَلْكَى، والقُرادُ، وهي: حَبَرْــكاةٌ، والسَّحابُ المُتَكاثِفُ، والرَّمْلُ المُتَراكِمُ، والغَليظُ الرَّقَبَةِ، والضَّعيفُ الرِجْلَيْن كأنه مُقْعَدٌ لضَعْفِهِما، والطَّويلُ الظَّهْرِ القَصيرُهُما، وألِفُهُ للتأنيثِ، ورُبَّما قِيلَ: حَبَرْــكَى، مُنَوَّناً.

جفف

(جفف) الشَّيْء تجفيفا وتجفافا يبسه وَالْإِنْسَان أَو الْفرس وضع عَلَيْهِ التجفاف
ج ف ف

جفف أهل الحرب: صنعوا التجافيف.

ومن المجاز: فلان لا يجف لبده إذا لم يفتر عن سعيه. والبس للفقر تجفافاً أي استعدّ له.

جفف


جَفَّ(n. ac. جَفَاْف
جُفُوْف)
a. Was, became dry; dried up.
b.(n. ac. جَفّ), Gathered up, took away.
جَفَّفَa. Dried; rendered dry.

تَجَفَّفَa. see I (a)
جَفّ
جَفَّةa. Company, band; cavalcade.

جُفّ
(pl.
جُفُوْف)
a. Spathe or envelope of the palm-tree.
b. Bucket.

جُفَّةa. see 1b. Large bucket. —
جَاْفِف جَفِيْف
Dry, dried; dried up, shrivelled.
ج ف ف: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «لَا نَفَلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقْسَمَ (جُفَّةً) » أَيْ كُلُّهَا وَ (جَفَّ) الثَّوْبُ وَغَيْرُهُ يَجِفُّ بِالْكَسْرِ (جَفَافًا) وَ (جُفُوفًا) أَيْضًا، وَيَجَفُّ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِيهِ حَكَاهَا أَبُو زَيْدٍ وَرَدَّهَا الْكِسَائِيُّ، وَ (جَفَّفَهُ) غَيْرُهُ تَجْفِيفًا. 
ج ف ف : جَفَّ الثَّوْبُ يَجِفُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي أَسَدٍ مِنْ بَابِ تَعِبَ جَفَافًا وَجُفُوفًا يَبِسَ وَجَفَّفْتُهُ تَجْفِيفًا وَجَفَّ الرَّجُلُ جُفُوفًا سَكَتَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَقَوْلُهُمْ جَفَّ النَّهْرُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وَالتَّقْدِيرُ جَفَّ مَاءُ النَّهْرِ وَالتِّجْفَافُ تِفْعَالُ بِالْكَسْرِ شَيْءٌ تُلْبَسُهُ الْفَرَسُ عِنْدَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ وَالْجَمْعُ تَجَافِيفُ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الصَّلَابَةِ وَالْيُبُوسَةِ وَقَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيُّ التِّجْفَافُ مُعَرَّبٌ وَمَعْنَاهُ ثَوْبُ الْبَدَنِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى فِي عَصْرِنَا بركصطوان. 
(جفف) - وفي حديثِ ابنِ عباس، رضي الله عنهما: "لا نَفَل حتَّى تُقْسَم جُفَّةً" ويروى: "جُفَّه" .
فَمَن قال: جُفَّه بالِإضافة: أي عَلَى جُفِّه، والجُفُّ والجُفَّةُ: الجَماعَة الكَثِيرة من النَّاسِ: أي لا نَفَل حتَّى يُقَسَّم على جَماعَةِ الجَيْش أولا.
- ومنه الحديث: "الجَفاءُ في هَذَين الجُفَّيْن: رَبيعَة ومُضَرَ".
: أي القَبِيلَتَين والجَماعَتَين. ومن رَوَاه جُفَّةً: أَى كُلَّها.
- في حَديثِ أبي العَالِيَة : "قُلتُ لأَبِي سَعِيدٍ، رضي الله عنه، النَّبِيذُ في الجُفِّ؟ قال: أَخبَثُ وأَخبَثُ".
الجُفُّ: وِعاءٌ من جُلُود لا تُوَكأُ. وقيل: هو نِصفُ قِربةٍ تُقطعَ من أَسفَلِها وتُتَّخذُ دَلْوًا، وقيل: هو ضَرْب من الدِّلاء، وقيل: شَيءٌ يُنْقَر من جُذوعِ النَّخْلِ.
- في حديث أبِي موسى، رضي الله عنه: "أَنَّه كان عَلَى تَجافِيفِه الدِّيبَاجُ".
هو: جَمْع تَجْفَاف؛ وهو سِلاحٌ يَلبَسه المُحارِب يَتَوقَّى به.
[جفف] ك فيه: في "جف" طلعة، بالإضافة بضم جيم وشدة فاء وعاء طلع النخل وهو الغشاء الذي عليه، ويطلق على الذكر والأنثى ولذا قيده بالذكر، وروى: جب، بموحدة بمعناه. وح: "جف" القلم بما أنت لاق، عبارة عن عدم تغير حكمه به، يريد ما كتب في اللوح من الكائنات والفراغ منها. وفيه: الجفاء في هذين "الجفين": ربيعة ومضر. الجف والجفة بالفتح العدد الكثير والجماعة من الناس. ومنه ح عمر: كيف يصلح أمر بلد جل أهله هذان "الجفان". وح عثمان: ما كنت لأدع المسلمين بين "جفين" يضرب بعضهم رقاب بعض. ومنه: "الجفان" لبكر وتميم. وح: لا نقل في غنيمة حتى تقسم جفة أي كلها، ويروى: حتى تقسم على جفته، أي على جماعة الجيش أولاً. وفيه: النبيذ في "الجف" هو وعاء من جلود لا يوكأ أي يشد، وقيل: نصف قربة يقطع من أسفلها ويتخذ دلواً. وفيه: فجاء على فرس "مجفف" أي عليه تجفاف وهو شيء من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى، وقد يلبسه الإنسان، وجمعه تجفايف. ومنه ح: فأعد للفقر "تجفافا" هو بكسر تاء وسكون جيم شيء يلبس الفرس في الحرب يقيه الأذى، قوله: انظر ماذا تقول، إشارة إلى تفخيم شأن دعوى المحبة، أي إن كنت صادقاً فيها فهيئ له تجفافاً. ن: مجفف بفتح جيم وفتح فاء أولى مشددة، والتجفاف بكسر تاء ثوب كالجل.
(ج ف ف) : (جَفَّ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ جُفُوفًا وَجَفَافًا إذَا يَبِسَ (وَمِنْهُ) مَنْ احْتَلَمَ ثُمَّ أَصْبَحَ عَلَى جَفَافٍ أَيْ أَصْبَحَ وَقَدْ جَفَّ مَا عَلَى ثَوْبِهِ مِنْ الْمَنِيِّ (وَالتِّجْفَافُ) شَيْءٌ يُلْبَسُ عَلَى الْخَيْلِ عِنْدَ الْحَرْبِ كَأَنَّهُ دِرْعٌ تِفْعَالٌ مِنْ جَفَّ لِمَا فِيهِ مِنْ الصَّلَابَةِ وَالْيُبُوسَةِ وَأَمَّا قَوْلُهُ مَنْ تَقَدَّمَ (مُتَجَفِّفًا) أَيْ ذَا تِجْفَافٍ عَلَى فَرَسِهِ فَقِيَاسٌ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا نَفْلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقْسَمَ» (جَفَّةً) أَيْ حَتَّى تُقْسَمَ كُلُّهَا وَجُمْلَتُهَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ جفل (فِي حَدِيثِ) عَدِيٍّ إنِّي آتِي الْبَحْرَ وَقَدْ (أَجْفَلَ) سَمَكًا كَثِيرًا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ الصَّوَابُ جَفَلَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى السَّاحِلِ عَنْ اللَّيْثِ وَكَذَا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَأَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ الرِّيحُ (تَجْفِلُ الْجَهَامَ) أَيْ تَذْهَبُ بِهِ وَطَعَنَهُ (فَجَفَلَهُ) أَيْ قَلَعَهُ مِنْ الْأَصْلِ وَصَرَعَهُ وَقَوْلُهُ مَا حُسِرَ عَنْهُ أَيْ مَا نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ وَانْكَشَفَ وَالْمَعْنَى أَنَّ مَا مَاتَ بِسَبَبِ نُضُوبِ الْمَاءِ فَهُوَ حَلَالٌ فَكُلْهُ وَمَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فَطَفَا فَوْق الْمَاءِ وَارْتَفَعَ فَلَا.
[جفف] الجَفَّةُ بالفتح : جماعة الناس. يقال دُعيتُ في جَفَّةِ الناس. وجاء القوم جَفَّةً واحدة. قال ابن عباس رضي الله عنه: " لا نَفَلَ في غنيمةٍ حتى تُقسَمَ جَفَّةً " أي كلُّها. وكذلك الجف بالضم. قال النابغة يخاطب عمرو بن هند الملك: من مبلغ عمرو بن هند آية ومن النصيحة كثرة الانذار لا أعرفنك عارضا لرماحنا في جف تغلب واردى الامرار يعنى جماعتهم. وكان أبو عبيد يرويه: " في جف ثعلب " قال: يريد ثعلبة بن عوف ابن سعد بن ذبيان. والجف أيضا: وعاء الطلع. والجف أيضا: الشن البالى تُقْطَعُ من نصفها فتُجْعَلُ كالدَلو. قال الراجز: رب عجوز رأسها كالكفة تحمل جفا معها هرشفه وربَّما كان الجُفُّ من أصل نخل ينقر. والجفان: بكر وتميم: قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي ما فتئت مراق أهل المصرين سقط عمان ولصوص الجفين وقال أبو ميمون العجلى: قدنا إلى الشأم جياد المصرين من قيس عيلان وخيل الجفين والجفافة: ما ينتثر من الحشيش والقت. وجفاف الطير: موضع. قال جرير: فما أبصر النار التى وضحت له وراء جفاف الطير إلا تماريا والجفيف: ما يبس من النبت. قال الاصمعي: يقال: الابل فيما شاءت من جفيف وقفيف. قال: والجفجف: الارض المرتفعة، وليست بالغليظة. وجف الثوب وغيره يجف بالكسر جفافا وجفوفا، ويجف بالفتح لغة فيه، حكاها أبو زيد، وردها الكسائي. وتجفجف الثوب، إذا ابتل ثم جَفَّ وفيه ندىً، فإن يبِس كلَّ اليبس قيل قد قف، وأصلها تجفف، فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل، كما قالوا تبشبش، أصلها تبنشش. وأنشد يعقوب : فقام على قوائم لينات فبيل تجفجف الوبر الرطيبوجففته أنا تَجْفِيفاً. وتَجْفيفُ الفرس أيضاً: أن تُلبسه التجْفافَ . والجمع التَجافيفُ. قال أبو على النحوي: التاء زائدة.
جفف هرشف رعف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين سحر أَنه جعل سحره فِي جف طلعة وَدفن تَحت راعوفة الْبِئْر. قَوْله: جف طلعة يَعْنِي طلع النّخل وجفه وعاؤه الَّذِي يكون فِيهِ [و -] الجف [أَيْضا -] فِي غير هَذَا يُقَال: هُوَ شَيْء من جُلُود [كالإناء -] يُؤْخَذ فِيهِ مَاء السَّمَاء إِذا جَاءَ الْمَطَر [يسع نصف قِربة أَو نَحوه -] وَمِنْه قَول الراجز: [الرجز]

كل عَجُوز رَأسهَا كالكُفَّةْ ... تحمل جُفَّا مَعهَا هرشَفَّه.

[فالجف هَهُنَا مَا أعلمتك و -] الهرشفة: خرقَة أَو غَيرهَا تحمل بهَا المَاء مَاء السَّمَاء إِذا كَانَ قَلِيلا ثمَّ تصب فِي الْإِنَاء وَقَالَ غَيره. الهِرشَفَةُ خرقَة أَو قِطْعَة كسَاء أَو نَحوه ينشفُ بهَا المَاء من الأَرْض ثمَّ تعصر فِي الجفة وَذَلِكَ فِي قلَّة المَاء وَبَعْضهمْ يَقُول: الهِرشفة من نعت الْعَجُوز وَهِي الْكَبِيرَة والجف أَيْضا فِي غير هذَيْن: جمَاعَة النَّاس وَمن ذَلِك قَول النَّابِغَة: [الْكَامِل]

فِي جُف تغلب واردي الأمرارِ ... يُرِيد [بجف تغلب -] جَمَاعَتهمْ وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يرويهِ: فِي جُف ثَعْلَب يُرِيد ثَعْلَبَة بْن سعد والجفة مثل الجف الْجَمَاعَة. وَمِنْه حَدِيث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا نَفَل فِي غنيمَة حَتَّى تُقسم جفة أَي كلهَا. صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأما [قَوْله -] : راعوفة الْبِئْر فَإِنَّهَا صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفَل الْبِئْر إِذا احتفرت تكون ثَابِتَة هُنَاكَ فَإِذا أَرَادوا تنقية الْبِئْر جلس المنقي عَلَيْهَا وَيُقَال: بل هُوَ حجر ناتئ فِي بعض الْبِئْر يكون صُلبا لَا يُمكنهُم حفره فَيتْرك على حَاله وَيُقَال: هُوَ حجر يكون على رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ المستقي. وَقد روى بعض الْمُحدثين هَذَا الحَدِيث أَنه جعل سحره فِي جُب طلعة وَلَا أعرف الْجب إِلَّا الْبِئْر الَّتِي لَيست بمطوية وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَهُوَ قَول الله [تبَارك و -] تَعَالَى [فِي كِتَابه -] {فِيْ غَيَابَةِ الْجُبِّ} وَلَا أرى الْمَحْفُوظ فِي الحَدِيث إِلَّا الجف بِالْفَاءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ [يُقَال -] : أرُعُوفة الْبِئْر وراعُوفه. 
جفف
جَفَّ جَفَفْتُ، يَجِفّ، اجْفِفْ/جِفَّ، جَفافًا وجُفوفًا، فهو جافّ
• جفَّ النَّبْعُ: يَبِس، نَشِف، زالت رطوبتُه "جفّت الأرضُ/ الملابسُ المبتلَّة- عندما تجفّ البئر نعرف قيمة الماء [مثل]- رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ [حديث]: انتهى الأمرُ" ° جفّت السَّماءُ: لم تمطر- جفَّ كلامُه: بدا خشنًا يفتقر إلى حرارة العاطفة- لا يَجِفُّ له ريقٌ: يتكلَّم كثيرًا، لا يكاد يتوقّف عن الكلام. 

تجفَّفَ يتجفَّف، تجفُّفًا، فهو مُتجفِّف
• تجفَّف الثَّوبُ وغيرُه: مُطاوع جفَّفَ: يَبِس، نَشِف "تجفَّف ريقُه من الخوف".
• تجفَّف الطَّائرُ: انتفش "عندما خرج البجعُ من الماء أخذ يتجفَّف متبخترًا". 

جفَّفَ يجفِّف، تجفيفًا، فهو مُجفِّف، والمفعول مُجفَّف
• جفَّف الملابسَ: أزال الرُّطوبةَ منها، يَبَّسها، نشَّفها "جفَّف دموعَه/ وجهَه- جفَّف اللَّحْمَ/ الفاكهةَ: حفظها". 

تجفيف [مفرد]:
1 - مصدر جفَّفَ.
2 - تسخين الشَّيء لإزالة الرطوبة منه طبيعيًّا بالشّمس أو صناعيًّا بالآلات الحراريَّة "تجفيف بالنَّار" ° آلة تجفيف: خاصّة بتجفيف الشَّعر ونحوه.
3 - (رع) صرف المياه الزَّائدة كمياه السِّباخ والبحيرات. 

جافّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جَفَّ ° بطَّاريّة جافّة: بطّارية كهربائيّة مصنوعة من خلايا جافّة متّصلة- قلم حبرٍ جافّ: نوع من الأقلام مزوَّد بــحبر يجفّ بمجرد الكتابة به- مُناخ جافّ: عديم الرطوبة، أو قليلها- مَوْضوع جافّ: خالٍ من المتعة والتشويق.
2 - فظّ، غليظ، قاسي القلب ° استقبال جافّ: خشِن، خالٍ من حرارة العاطفة- حديث جافّ: خَشِن.
3 - بليد، أحمق، ثقيل الظلّ والرّوح ° عقلٌ جافّ: مُفتقِر إلى الخيال، لايُنتج شيئًا.
 • شبه جافّ: (جغ) متميز بمعدّل سقوط مطر سنوي منخفض. 

جَفاف [مفرد]:
1 - مصدر جَفَّ ° عامله بجَفاف: بخشونة- كلّمه بجَفاف/ كلّمه في جَفاف: ببرودة أو بأسلوب يفتقر إلى الحرارة والعاطفة.
2 - معاناة منطقة من نفاد مياهها: إما بسبب قلَّة المطر، أو القصور في عمليَّة الرَّيّ، وإما بسبب تغيُّرات في الظروف المناخيّة "ألحق الجَفاف هذا العام أضرارًا بالزِّراعة" ° جَفاف الجوّ: خلوّه من الرطوبة- جَفاف المشاعر: افتقار في العاطفة، تبلُّد عاطفيّ- فصل الجَفاف. 

جُفوف [مفرد]: مصدر جَفَّ. 

مُجفِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جفَّفَ.
2 - آلة تجفيف "مُجفِّف الشَّعْر".
3 - (كم) مادّة كيميائيّة لها القدرة على امتصاص الرطوبة أو الماء. 

مُجفَّفات [جمع]: مف مُجفَّف ومجفَّفة
• المجفَّفات: أطعمة مجفَّفة بطريقة اصطناعيَّة. 
جفف
الجف والجفة - بالفتح فيهما -: جماعة الناس، وكذلك الجفة - بالضم -؛ وهي قليلة، والجف. يقال: دعيت في جفة الناس، وجاء القوم جفة واحدة، ومنه حديث أبن عباس - رضي الله عنهما -: لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها. أي جملة وجميعاً.
وجف القوم أموال بني فلان جفاً: أي جمعوها وذهبوا بها.
وقول النابغة الذبياني يخاطب عمرو بن هند الملك:
مَنْ مُبْلِغٌ عمرو بنَ هندٍ آيَةً ... ومن النَّصِيْحَةِ كثرةُ الإنْذارِ
لا أعْرفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدَ الأمْرارِ
ويروى: " مُعْرِضاً لِرِماحِنا "، ويروي: " وأردي "، وكان أبو عبيده يرويه: " في جُفِّ ثَعْلَبَ " قال: يريد ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
والجف: وعاء الطلع، ومنه الحديث: أن سحر النبي - صلى اله عليه وسلم - جعل في جف طلعة ذكر. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ط ب ب.
والجف - أيضاً -: الشن البالي يقتطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال:
رُبَّ عَجُوْزٍ رَأْسُها كالكِفَّهْ ... تَحْملُ جُفّاً مَعَها هِرْشَفَّهْ
وربما كان الجف من أصل نخلة ينقر.
وقال الليث: الجف: قيقاءة الطلع؛ وهو الغشاء الذي يكون مع الوليع، قال:
وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيْع ... شَقَّق عنه الرُّقاةُ الجُفوفا
وسال أبو العلانية مسلم أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبيذ في الجف قال: أخبث وأخبث.
والجفان: بكر وتميم. وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - لما حوصر أشار عليه طلحة - رضي الله عنه - أن يلحق بجنده من أهل الشام فيمنعوه فقال: ما كنت لأدع المسلمين بين جفين يضرب بعضهم رقاب بعض. قيل الجفان - هاهنا -: إجماعتان، وقيل: أراد بين مثل جفين بكر وتميم في كثرة العدد. قال حميد الأرقط:
ما فَتِئَتْ مُرّاقُ أهْلِ المِصْرَيْنْ ... سِقْطى عُمَانَ ولُصُوْصَ الجُفَّيْنْ
وقال أبو ميمون العجلي:
قُدْنا إلى الشَّأمِ جِيَادَ المصْرَيْنْ ... من قَيْسِ عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ
وقال أبن عباد: الجف: الشيخ الكبير، والسد الذي تراه بينك وبين القبلة، وكل شيء خاو ليس في جوفه شيء نحو الجوزة والمغدة.
ويقال: فلان جف مال: أي مصلحه.
والإخشيذ محمد بن طغج بن جف: أمير مصر.
والجفافة: ما ينتشر من الحشيش وألقت.
وجفاف الطير: موضع، وقال السكري: جفاف الطير أرض لأسد وحنظلة واسعة فيها أماكن يكون فيها الطير، قال جرير:
فلما أبْصَرَ النّارَ التي وَضَحَتْ له ... وَراء جُفَافِ الطَّيْرِ إلا تَمَارِيا
وكان عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقول: " وَرَاءَ حِفَافِ الطَّيْرِ " بكَسر الحاء المهملة، قال: هذه أماكن تسمى الأحفة؛ فاختار منها مكاناً فسماه حفافاً.
والجفاف: ما جف من الشيء الذي تجففه، تقول: اعزل جفافه عن رطبه.
والجفيف: مايس من النبت، قال الأصمعي: يقال: الإبل فيما شاءت من جفيف وقفيف.
وجففت يا ثوب تجف - مثال دببت تدب - جفافاً وجفوفاً، وتجف - مثال تعض أيضاً عن أبي زيد، وردها الكسائي -، وجففت تجف - مثال بششت تب -. والجفجف: الأرض المرتفعة وليست بالغليظة، والريح الشديدة، والقاع المستدير الواسع، والوهدة من الأرض. قال العجاج:
في مَهْمَهٍ يُنْبي مَطضاهُ العُسَّفا ... مَعْقِ المَطالي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا
وجَفَاجِفُ الرَّجل: هيئة ولباسه.
وقال أبن عباد: الجفيف: المهذار.
والتجفاف: من آلات الحرب. وجففت الفرس تجفيفاً: أي ألبسته التجفاف.
وجففت الشيء: يبسته.
وقال الليث: التجفاف: التجفيف.
وتجفجف الثوب: إذا ابتل ثم جف وفيه ندى، فإن يبس كل اليبس قيل: قد جف، والأصل تجفف فأبدلوا مكان الفاء الوسطى فاء الفعل كما قالوا تبشبش؛ وأصله تبشش، قال رجل من كلب بن وبرة ثم من بني عليم يقال له هردان بن عمرو:
فقامَ على قَوَائمَ لضيِّناتٍ ... قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبضرِ الرَّطيبِ
وتجفجف الطائر: انتفش.
وأما قول تميم بن أبي مقبل:
كَبَيْضَةِ أُدْحيٍ تَجَفْجَفَ فَوْقَها ... هِجَفُّ حَدَاهُ القَطْرُ واللَّيلُ كانِعُ
فقيل: معناه تحرك فوقها وألبسها جناحيه.
وقال أبن دريد: سمعت جفجفة الموكب: إذا سمعت حفيفهم في السير.
وجفجف القوم: حبسهم.
وجفجف: إذا رد بالعجلة مخافة الغارة.
وجفجفت الشيء: إذا جمعته إليك.
وقال أبن عبادٍ: اجتف ما في الإناء: أتى عليه.

جفف: جَفَّ الشيءُِ يَجِفُّ ويَجَفُّ، بالفتح، جُفوفاً وجَفافاً:

يَبِسَ، وتَجَفْجَفَ: جَفَّ وفيه بعضُ النَّداوةِ، وجَفَّفْتُه أَنا

تَجْفِيفاً؛ وأَنشد أَبو الوفاء الأَعرابي:

لـمَلَّ بُكَيْرَةً لَقِحَتْ عِراضاً،

لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ ناجٍ نَجِيبِ

فَكَبَّرَ راعِياها حين سَلَّى

طَوِيلَ السَّمْكِ، صَحَّ من العُيُوبِ

فقامَ على قَوائِمَ لَيِّناتٍ،

قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ

والجَفافُ: ما جَفَّ من الشيء الذي تُجَفِّفُه. تقول: اعْزِل جَفافَه عن

رَطْبِه.

التهذيب: جَفِفْتَ تجَفُّ وجَفَفْتَ تَجِفُّ وكلهم يختار تَجِفُّ على

تَجَفّ.

والجَفِيفُ: ما يَبِسَ من أَحرار البقول، وقيل: هو ما ضَمَّت منه الريح.

وقد جَفَّ الثوبُ وغيره يَجِفُّ، بالكسرِ، ويجَفُّ، بالفتح: لغة فيه

حكاها ابن دريد

(* قوله «ابن دريد» بهامش الأصل صوابه: أبو زيد.) وردَّها

الكسائي. وفي الحديث: جَفَّتِ الأَقلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُف؛ يريد ما كتب

في اللَّوْحِ المحفوظ من الـمَقادير والكائنات والفَراغِ منها، تشبيهاً

بفَراغ الكاتب من كتابته ويُبْسِ قَلَمِه.

وتَجَفْجَفَ الثوبُ إذا ابْتَلَّ ثم جَفَّ وفيه ندًى فإن يَبِسَ كلَّ

اليُبْسِ قيل قد قَفَّ، وأَصلها تجفَّفَ فأَبدلوا مكان الفاء الوُسْطى فاء

الفعل كما قالوا تَبَشْبَشَ. الجوهري: الجَفِيفُ ما يَبِس من النبت. قال

الأَصمعي: يقال الإبل فيما شاءت من جَفِيفٍ وقَفِيفٍ؛ وأنشد ابن بري

لراجز:

يُثْري به القَرْمَلَ والجَفِيفا،

وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفا

والجُفافةُ: ما يَنْتَثِر من القَتِّ والحَشِيشِ ونحوه.

والجُفّ: غشاء الطَّلْع إذا جَفَّ، وعمَّ به بعضهم فقال: هو وِعاء

الطَّلع، وقيل: الجُفُّ قِيقاءة الطّلع وهو الغِشاء الذي على الوَلِيعِ؛

وأَنشد الليث في صفة ثَغْر امرأَة:

وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيـ

ـعِ، شَقَّقَ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا

الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقاةُ: الذين يَرْقَوْنَ على النخل: أَبو

عمرو: جُفٌّ وجُبٌّ لوِعاء الطلع. وفي حديث سِحْر النبي، صلى اللّه عليه

وسلم: طُبَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فجعل سِحْره في جُفِّ طَلْعَةِ

ذكرٍ ودُفِنَ تحتَ راعُوفةِ البئر؛ رواه ابن دريد بإضافة طلعة إلى ذكر أَو

نحوه؛ قال أَبو عبيد: جُفُّ الطلعةِ وِعاؤها الذي تكون فيه، والجمع

الجُفوفُ، ويروى في جُّبّ، بالباء. قال ابن دريد: الجُفُّ نِصْفُ قِرْبة تُقطع

من أَسْفلِها فتجعل دَلْواً؛ قال:

رُّبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ،

تَحْمِلُ جُفّاً معها هِرْشَفّهْ

الهِرْشَفَّةُ: خِرْقةٌ ينشَّف بها الماء من الأَرض.

والجُفُّ: شيء من جُلود الإبل كالإناء أَو كالدَّلْو يؤخذ فيه ماء

السماء يسَعُ نِصْفَ قِرْبة أَو نحوه. الليث: الجُفَّةُ ضرب من الدِّلاء يقال

هو الذي يكون مع السَّقَّائِينَ يملؤون به المزايدَ. القُتَيْبي: الجُفُّ

قِرْبة تُقْطع عند يديها ويُنْبَذ فيها. والجُفُّ: الشنُّ البالي يقطع

من نصفه فيجعل كالدلو، قال: وربما كان الجُفّ من أَصل نخل يُنْقَر. قال

أَبو عبيد: الجفّ شيء ينقر من جذوع النخَل. وفي حديث أَبي سعيد: قيل له

النَّبيذُ في الجُفّ، فقال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ؛ الجُفّ: وعاء من جلود لا

يُوكأُ أَي لا يُشَدّ، وقيل: هو نصف قربة تقطع من أَسفلها وتتخذ دلواً.

والجُفُّ: الوطْبُ الخَلَقُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ،

يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ

إنما عنى بالـمُجفَّفِ الضَّرْعَ الذي كالجُفِّ وهو الوطْبُ الخَلَقُ.

والـمُوَقَّفُ: الذي به آثار الصِّرار.

والجُفُّ: الشيخ الكبير على التشبيه بها؛ عن الهجري. وجُفُّ الشيء:

شَخْصُه. والجُفُّ والجُفَّةُ والجَفَّة، بالفتح: جماعة الناس. وفي الحديث عن

ابن عباس: لا نَفَلَ في غنِيمةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً أَي كلّها، ويروى:

حتى تقسم على جُفَّتِه أَي على جماعة الجيش أَولاً. ويقال: دُعِيتُ في

جَفَّة الناس، وجاء القوم جَفّةً واحدة. الكسائي: الجَفَّةُ والضّفَّة

والقِمَّةُ جماعة القوم؛ وأَنشد الجوهري على الجُفّ، بالضم، الجماعة قول

النابغة يُخاطِبُ عَمْرو بن هندٍ الملك:

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آيةً،

ومِنَ النَّصيحةٍ كَثْرَةُ الإنْذارِ:

لا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا

في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمـْرارِ

يعني جَماعَتَهم. قال: وكان أَبو عبيدة يرويه في جُفِّ ثَعْلَبَ، قال:

يريد ثَعْلَبَةَ بنَ عَوف بن سعد ابن ذُبْيانَ. وقال ابن سيده: الجفّ

الجمع الكثير من الناس، واستشهد بقوله: في جفّ ثَعْلَب، قال: ورواه الكوفيون

في جوف تغلب، قال: وقال ابن دريد هذا خطأ. وفي الحديث: الجَفاء في هذين

الجُفَّيْن: رَبيعةَ ومُضَر؛ هو العدد الكثير والجماعة من الناس؛ ومنه قيل

لبكر وتميم الجُفّانِ؛ قال حميد بن ثور الهلالي:

ما فَتِئَتْ مُرَّاقُ أَهلِ المِصْرَيْنْ:

سَقْطَ عُمانَ، ولُصُوصَ الجُفَّيْنْ

وقال ابن بري: الرَّجز لحُميد الأَرْقط؛ وقال أَبو ميمون العجلي:

قُدْنا إلى الشامِ جِيادَ المِصْرَيْنْ:

مِنْ قَيْس عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كيف يَصْلُح أَمرُ بلد جُلُّ أَهلِه هذانِ

الجُفّان؟ وفي حديث عثمان، رضي اللّه عنه: ما كنتُ لأَدَعَ المسلمين بين

جُفَّيْن يضرب بعضُهم رِقابَ بعضٍ.

وجُفافُ الطير: موضع؛ قال جرير:

فما أَبصَرَ النارَ التي وضَحَتْ له،

وراءَ جُفافِ الطَّيْرِ، إلاّ تَمارِيا

وجَفّةُ الـمَوْكِبِ وجَفْجَفَتُه: هَزِيزُه.

والتِّجْفافُ والتَّجْفافُ: الذي يُوضَعُ على الخيل من حديدٍ أَو غيره

في الحرب، ذهَبُوا فيه إلى معنى الصلابة والجُفُوفِ؛ قال ابن سيده: ولولا

ذلك لوجب القضاء على تائها بأَنها أَصلُ لأَنها بإزاءِ قاف قِرطاس. قال

ابن جني: سأَلت أَبا عليّ عن تِجْفافِ أَتاؤُه للإلحاق بباب قرطاس؟ فقال:

نعم، واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الأَلف معها، وجمعه

التَّجافِيفُ. والتَّجفاف، بفتح التاء: مثل التَّجْفِيف جَفَّفْتُه تَجْفِيفاً.

وفي الحديث: أَعِدَّ للفَقْرِ تِجْفافاً؛ التِّجْفافُ: ما جُلِّلَ به

الفرس من سِلاحٍ وآلة تقيه الجِراحَ. وفرس مُجَفَّفٌ: عليه تجفاف، والتاء

زائدة. وتجفيف الفرس: أَن تُلبسه التجفاف. وفي حديث الحديبية: فجاء يقوده

إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فرس مُجَفَّفٍ أَي عليه تِجفافٌ،

قال: وقد يلبَسُه الإنسان أَيضاً. وفي حديث أَبي موسى: أَنه كان على

تجافِيفه الديباجُ؛ وقول الشاعر:

كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفَّفَ فَوقَها

هِجَفٌّ حَداه القَطْرُ، والليلُ كانِعُ

أَي تحرَّك فوقها وأَلبسها جناحيه.

والجَفْجَفَةُ: صوت الثوب الجديد وحركة القرطاس، وكذلك الخَفْخَفَةُ،

قال: ولا تكون الخفخفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ.

والجَفَفُ: الغَلِيظُ اليابِسُ من الأَرض. والجَفْجَفُ: الغَلِيظُ من

الأَرض، وقال ابن دريد: هو الغِلَظُ من الأَرض فجعله اسماً للعَرَضِ إلا

أَن يعني بالغِلَظِ الغلِيظَ، وهو أَيضاً القاعُ المستوي الواسِعُ.

والجَفْجَفُ: القاعُ المستدير؛ وأَنشد:

يَطْوِي الفِيافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا

الأَصمعي: الجُفُّ الأَرض المرتفعة وليست بالغَليظة ولا الليِّنة، وهو

في الصحاح الجَفْجَفُ؛ وأَنشد ابن بري لمُتَمِّمِ بن نُوَيْرَة:

وحَلّوا جَفْجَفاً غيرَ طائِل

التهذيب في ترجمة جعع: قال إسحق بن الفرج سمعت أَبا الربيع البكري يقول:

الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ من الأَرض الـمُتَطامِنُ، وذلك أَن الماء

يَتَجَفْجَفُ فيه فيقوم أَي يدوم، قال: وأَرَدْتُه على يَتَجَعْجَع فلم يقلها

في الماء. وجَعْجَعَ بالماشِيةِ وجَفْجَفَها إذا حبسها. ابن الأَعرابي:

الضَّفَفُ القِلَّةُ، والجَفَفُ الحاجةُ. الأَصمعي: أَصابهم من العيش

ضَفَفٌ وجَفَفٌ وشَظَفٌ، كل هذا من شِدَّةِ العيش. وما رُؤيَ عليه ضَفَفٌ ولا

جَفَفٌ أَي أَثر حاجة، ووُلِدَ للإنسان على جَفَفٍ أَي على حاجة إليه.

والجَفْجَفَةُ: جمع الأَباعِر بعضِها إلى بعض.

وجُفافٌ: اسم وادٍ معروفٍ.

جفف
) {الْجَفُّ} والْجَفَّةُ، بفَتْحِهِما، ويُضَمَّانِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى {الجَفَّةِ، بالفَتْحِ،} والجُفِّ بِالضَّمِّ، وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: {الجٌفَّة، بِالضَّمِّ: قليلةٌ: جَمَاعَةُ النَّاسِ، أَو العَدَدُ الْكَثِيرُ مِنْهُم، يُقَال: دُعِيتُ فِي} جَفَّةِ الناسِ، وجَاءُوا جَفَّةً واحِدَةً، أَي جٌمْلَةً وجَمِيعاً، قَالَ الكِسَائِيُّ: الجَفَّةُ، والضَّفَّةُ، والقَمَّةُ: جماعةُ القومِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ شَاهدا على {الجُفِّ، بِالضَّمِّ، قَوْلَ النَّابِغَةِ يُخَاطِب عمرَو بنَ هِنْدٍ المَلِكَ:
(مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيَةً ... ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ)

(لاَ أَعْرِفَنَّكَ عَارِضاً لِرِمَاحِنَا ... فِي} جُفِّ تَغْلِبَ وَارِدِي الأَمْرَارِ)
يَعْنِي: جَمَاعَتَهم: قَالَ: وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَرْوِيهِ) فِي جٌ فِّ ثَعْلَبَ (قَالَ: يُرِيدُ ثَعْلَبَةَ بنَ عَوْفِ بن سَعْدِ بن ذُبْيَانَ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَرَوَاهُ الكوفيُّون:) فِي جَوْفِ ثَعْلَبَ (، قَالَ: وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَذَا خَطَأٌ.
{وجَفُّوا أَمْوَالَهُمْ، أَي جَمَعُوهَا، وذَهَبُوا بهَا، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، والمرادُ بالأَمْوَالِ الأَبَاعِر.
} وجَفَّةُ الْمَوْكِبِ: هَزِيزُهُ، {كجَفْجَفَتِه كَمَا فِي اللِّسَانِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ} جَفْجَفَةَ المَوْكِبِ: إِذا سَمِعْتَ حَفِيفَهم فِي السَّيْرِ.
وبِالضَّمِّ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ) وَلَا نَفَلَ فِي غَنِيمَةٍ حَتَّى تُقَسَّمَ {جُفَّةً (: أَي كُلُّهَا، ويُرْوَي:) على} جُفَّتِهِ (أَي على جَماعةِ الجَيْشِ أَوَّلاً.
{والجُفُّ، بِالضَّمِّ: وَعَاءُ الطَّلْعِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وخَصَّ بعضُهم، فَقَالَ: هُوَ غِشَاءُ الطَّلْع إِذا} جَفَّ، أَو هُوَ قِيقاءَتُهُ، قَالَ اللِّيْثُ: وَهُوَ الْغِشَاءُ الَّذِي يكُونُ من الْوَلِيعِ، وأَنْشَدَ فِي صِفَةِ ثَغْرِ امّرَأَةٍ:
(وتَبْسِمُ عَنْ نَيِّرٍ كَالْوَلِي ... عِ شَقَّقَ عَنْه الرُّقَاةُ {الْجُفُوفَا)
الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقَاةُ: الَّذين يَرْقَوْنَ إِلَى النَّخْلِ.
وَقَالَ أَبو عمروٍ:} جُفٌّ وجُبٌّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ، وَفِي الحَدِيثِ:) جُعِلَ سِحْرُهُ فِي جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ، ودُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ الْبِئْرِ (رَوَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ بإِضَافَةٍ طَلْعَةِ إِلَى ذَكَرٍ ونَحْوِهِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: جُفُّ الطَّلْعَةِ: وِعَاؤُهَا الَّذِي تكون فِيهِ، والجَمْعُ {الجُفُوفُ، ويُرْوَي) فِي جُبِّ (بالبَاءِ، وَقد ذُكِر هُنَاكَ، وَفِي) طبب (.
(و) } الجُفُّ: الوِعاء مِن الْجُلُودِ لَا يُوكَي، أَي لَا يُشَدُّ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ أَبِي سِعِيدٍ، وَقد سُئِل عَن النَّبِيذِ)
فِي الْجُفِّ، فقَال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ. (و) ! جُفُّ: جَدُّ الإِخْشِيدِ مُحَمَّدِ بنِ طُلُغجَ الفَرْغَانِيِّ، أَمِيرِ مِصْرَ، أَوْرَدَه هُنَا تَبَعاً للصَّاغَانِيِّ، قَالَ شيخُنَا: ذكَر هَذَا اللَّفْظ، أَي طُغُجَ، هُنَا اسْتِطْرَاداً، وَلم يذْكُرْهُ فِي الجِيمِ، وضَبَطَه البُخَارِيُّ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة، بضَمَّ الغَيْنِ المُعْجَمَة وإسْكَانِهَا انْظُر تَمَامَهُ، انْتهى.
قلتُ: وَكَذَا فِي الإِخْشِيدُ، فإِنَّهُ لم يتَعَرَّض لَهُ أَيضاً، وَهُوَ لَقَبُ محمدٍ المذكورِ، وَقد ضُبِطَ بالكَسْرِ والذَّال مُعْجَمَةٌ، وغليه نُسِبَ كَافُورٌ الإِخْشِيدِيٌّ، مَمْدُوحُ المُتَنَبِيِّ، أَحَدُ أُمَرَاءِ مِصرَ، مشهُورٌ كسَيِّدهِ، رَوَىَ الإِخْشِيدُ عَن عَمَّه بَدْرِ بنِ جُفّ، وأَمَّا طُغُجُّ، فقد ضَبَطَه أَهلُ المَعْرِفَةِ بضَمِّ الغَيْنِ والطّاء وتَشْدِيدِ الجِيمِ، وَهِي كلمةٌ تُرْكِيَّةٌ.
الجُفُّ: الشَّنُّ الْبَالِي يُقْطَعُ مِن نِصْفِهِ، كذَا نَصُّ العَيْنِ، وَفِي الصِّحاح: مِن نِصْفِهَا فيٌ جْعَلُ كالدَّلْوِ، قَالَ اللَّيْثُ: وَرُبمَا كَانَ الجُفٌّ مِن أَصْل النَّخْلَةِ يُنْقَرُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجُفُّ شيءٌ يُنْقَرُ مِنْ جُذُوعِ النَّخْلِ، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الجُفُّ: الوَطْبُ الخَلَقُ، وَقَالَ القُتَيْبِيُّ: الجُفُّ: قِرْبَةٌ تُقْطَعُ عندَ يَدَيْها ويُنْبَذُ فِيهَا، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجُفُّ: نِصْفُ قِرْبَةٍ، تُقْطَعُ مِن أَسْفَلِعا فتُجْعَلُ دَلْواً، قَالَ الرَّاجِزُ: رُبَّ عَجُوزٍ رَأْسُهَا كَالقُفَّهْ تَحْمِلُ! جُفاً مَعَهَا هِرْشَفَّهْ الهِرشْفَّةُ: خرْقَةٌ يُنَشَّفُ بهَا الماءُ مِن الأَرْضِ. وَقَالَ غيرُه: الجُفُّ: شيءٌ من جُلودِ الإِبلِ، كالإِنَاءِ أَو كالدَّلوِ، يُؤْخَذُ فِيهِ ماءُ السًّماءِ، يَسَعُ نِصْفَ قِرْبَةٍ، أَو نحوَه، الجُفُّ أَيضاً: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، عَلى التَّشْبِيهِ بِالشَّنِّ البَالِي، عَن الهَجَرِيّ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، ونَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: الجُفُّ أَيضاً: السُّدُّ الَّذِي تَرَاهُ بَيْنَكَ وَبَين الْقِبْلَةِ قَالَ وكُلُّ شيءٍ خَاوٍ مَا فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ كالْجَوْزَةِ والْمَغْدَةِ: {جُفٌّ.
قَالَ: يُقَال: هُوَ جُفُّ مَالٍ: أَي مُصْلِحُهُ، أَي عَارِفٌ برَعْيَتِه، يَجْمَعُه فِي وَقْتِهِ علَى المَرْعَى.
فِي الصِّحاح:} الْجُفَّانِ: بَكْرٌ وتَمِيمٌ قَالَ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ الهْلالِيُّ: مَا فِتئَتْ مُرّاق أَهْلِ الْمِصْرَيْنْ سَقْطَ عُمَانَ ولُصُوصَ {الْجُفَّيْنْ)
وَقَالَ ابنُ بَرِّيٍّ والصَّاغَانِيُّ: الرَّجَزُ لحُمَيدٍ الأَرْقَطِ، والرِّوَايَةُ) سَقْطَى عُمَانَ (وَقَالَ أَبو مَيْمُونٍ العِجْلِيُّ: قُدْنَا إِلَى الشَّأْم جِيَادَ الْمِصْرَيْنْ مِنْ قَيْسِ عَيْلاَنَ وخَيْلِ الْجُفَّيْنْ وَفِي حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه:) كَيفَ يَصْلُحُ أَمْرُ بَلَدٍ جُلُّ أَهْلِهِ هذانِ الجُفَّانِ (وَفِي حديثِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنهُ:) مَا كُنْتُ لأَدَعَ المُسْلِمِينَ بَيْنَ} جُفَّيْنِ، يَضْرِبُ بعضُهُم رِقَابِ بَعْضٍ (وَفِي حديثٍ آخَرَ) الْجَفَاءُ فِي هذَيْنِ الْجُفَّيْنِ: رَبِيعَةَ، ومُضَرَ (وأَصْلُ معنَى الجُفِّ: العَدَدُ الكثيرُ، والجماعةُ مِن الناسِ، كَمَا سَبَقَ.
{وجُفَافُ الطَّيْرِ، كُغَرابٍ: ع لأسَدٍ، وحَنْظَلَةَ، وَاسِعَةٌ فِيهَا أَماكنُ كَثِيرَةُ الطَّيْرِ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه بعدَ قولهِ مَوْضِع: وأَرْضٌ لأسَدٍ، إِلَى آخِرِه، كَمَا فِي العُبَابِ وغَيْرِهِ، ونَصُّهُ:} جُفَافُ الطَّيْرِ: مَوْضِعٌ، وَقَالَ السُّكَّرِي: أَرْضٌ لأَسَدٍ وحَنْظَلَةَ، فِيهَا أَماكِنُ يكونُ فِيهَا الطَّيْرُ، وأَنشد السُّكَّرِي لجَرِيرٍ:
(فَمَا أَبْصَرَ النَّارَ الَّتِي وضَحَتَ لَهْ ... وَرَاءَ جُفَافِ الطَّيْرِ إِلاَّ تَمَارِيَا) ويُقَال بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ المَكْسُورَةِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وهكَذَا كَانَ يَرْويهِ عُمَارَةُ بنُ عَقِيل بنِ بِلالِ بنِ جَرِيرٍ، وَيَقُول: هَذِه أَمَاكِنُ تُسَمَّى {الأَجِفَّةَ، فاخْتارَ مِنْهَا مَكاناً، فسَمّاه} جُفَافاً.
قلتُ: وقرأْتُ فِي مُخْتَصَر المُعْجَمِ: جُفَافٌ بضَمِّ الجِيمِ: صُقْعٌ مِن بِلادِ بني أَسَدٍ، والثَّعْلَبِيَّةُ مِنْهُ، وماءٌ أَيضاً لبَنِي جَعْفَرِ ابْن كِلابٍ فِي ديَارِهِم.
{والْجُفَافُ أَيضاً: مَا} جَفَّ مِن الشَّيْءِ الذِي {تُجَفِّفُهُ، تَقُولُ: اعْزِلْ} جُفَافَهُ مِن رَطْبِهِ.
(و) {الجُفَافَةُ بِهَاءٍ: مَا ينْتَثِرُ مِن الْحَشِيشِ والْقَتِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، زَاد غيرُه: ونَحْوِه.
(و) } الجَفِيفُ، كأَمِيرٍ: مَا يَبِسَ مِن النَّبْتِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: الإِبِلُ فِيمَا شاءَتْ مِن {جَفِيفٍ وَقَفِيفٍ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ غيرُه: الجَفِيفُ مَا يَبِسَ مِن أَحْرَارِ البُقُولِ، وَقيل: هُوَ مَا ضَمَّتْ مِنْهُ الرَّيحُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِلرَّاجِزِ: يُثْرِي بِهِ الْقَرْمَلَ} والْجَفِيفَا وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفَا {وجَفَفْتَ ياثَوْبُ، كدَبَبْتَ،} تَجِفُّ كتَدِبُّ بالكَسْرَةِ، {تَجَفُّ، مثل تَعَضُّ أَي: بالفَتْحِ، لُغَةٌ فِي الكَسْرِ)
حكاهَا أَبو زيْدٍ، وَرَدَّهَا الكِسَائِيُ، كَمَا فِي الصحاحِ والعُبَابِ.
قلتُ: الَّذِي فِي نَوادِرِ أَبِي زَيْدٍ: جَفَفْتُ الشَّيءَ إِلَىَّ} أجُفُّهُ {جَفًّا: جَمَعْتُهُ انْتَهَى، فتَأَمَّلْ.
(و) } جَفِفْتَ! تَجَفُّ، كبَشِشْتَ تَبَشُّ، أَي: بِكَسْرِ العَيْنِ فِي الْمَاضِي وفَتْحِهَا فِي الْمُضَارع، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ {جُفُوفاً،} وجَفَافاً، كسَحَابٍ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَقد عكَسَ المُصَنَّفُ قَاعِدَتَه حيثُ ضَبَطَ مَا هُو مَضْبوطٌ حُكْماً وأَطْلَقَ مَا يحْتَاج إِليه فِي الضَبْطِ، فَلَو قَالَ: {جَفافاً} وجُفُوفاً بِالضَّمِّ، لأَصَابَ، ثمَّ إِنَّ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانيُّ، ذكَرا المَصْدَرَيْنِ المذكورَيْنِ {لِجَفَّ} يَجفٌّ، كدَبَّ يَدِبُّ، والمُصَنِّف جَعلهمَا لِلْبَابَيْنِ، وتَقَدَّم عَن نَصِّ النَّوَادِرِ لأَبِي زَيْدٍ، أَنْ مصدرَ جَفَّ يَجِفُّ عندَه: {الجَفُّ، لَا غير، فَفِي كلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى.
} والْجَفْجَفُ: الأَرْضُ المُرْتَفِعَةُ ليْسَتْ بالْغَلِيظَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمِعِّي هَكَذَا، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِمُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ: وحَلُّو {جَفْجَفاً غَيْرَ طَائِلِ وَالَّذِي رُوِىَ عَن الأَصْمَعِيِّ مَا نَصُّه:} الجُفُّ: الأَرْضُ المُرْتَفِعَةُ، وليسَتء بالْغَلِيظَةِ وَلَا اللَّيِّنَةِ، فتَأَمَّلْ ذلِك. {الجَفْجَفُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ تُيْبِسَ كل مَا مَرَّتْ عَلَيْهِ.
والجَفْجَفُ: الْقَاعُ المُسْتَدِيرُ الْوَاسِعُ، وأَنْشَدَ فِي اللِّسَانِ: يَطْوِي الْفَيَافِي جَفْجَفاً} فَجَفْجَفَا قلت: الرَّجَزُ للعَجَّاجِ، والرِّوايَةُ: فِي مَهْمَهٍ يُبْنِي نَطَاهُ العُسَّفَا مَعْقِ المَطَالِي جَفْجَفاً فجَفْجَفَا الجَفْجَفُ: الْوَهْدَةُ مِن الأَرْضِ، وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمةِ) ج ع ع (، قَالَ إِسحاقُ بنُ الفَرَجِ: سَمِعْتُ أَبا الرَّبِيعِ البَكْرِيَّ يَقُول: العَجْعَجُ، والجَفْجَفُ مِن الأَرْضِ: المُتْطَامِنُ، وذلِك أَنَّ الماءَ! يتَجَفْجَفُ فِيهِ فيقومُ، أَي: يدومُ، قَالَ: وأَرَدْتُه علَى يتَجْعْجَعُ، فَلم يقُلْها فِي الماءِ.
قلتُ: وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجَفْجَفُ هُوَ: الغِلَُ من الأَرْضِ، جَعَلَهُ اسْماً لِلْعَرضِ. إِلا أَنْ يَعْنِيَ بالغِلَظِ الغَلِيظَ، كَمَا فسره غيرُه، فَهُوَ ضِدٌّ.
قَالَ ابْن عَبّادٍ: الجَفْجَفُ: المِهْذَارُ.
قَالَ غيرهُ: {جَفَاجِفُكَ: هَيْئَتُكَ ولِبَاسُكَ.)
} والتِّجْفَافُ، بالكَسْرِ: آلَةٌ لِلْحَرْبِ مِن حَدِيد وغَيْرِه، يُلْبَسُهُ الْفَرَسُ وَعَلِيهِ اقْتصر الجَوْهَرِيُّ، قد يَلْبَسُهُ الإِنْسَانُ أَيضاً لِيَقِيَهُ فِي الْحَرْبِ، وَالْجمع {التجَافِيفُ، وَمِنْه حديثُ أَبِي مُوسَى:) كانَ علَى} تَجَافِيفِهِ الديِّبَاجُ (ذَهَبُوا فِيهِ إِلَى معنَى {الجُفُوفِ والصَّلابِة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا لَا ذَلِك لَوَجَبَ القضاءُ على تَائِهَا بأَنَّهَا أَصْلٌ، لأَنَّهَا بإِزاءِ قافِ قِرْطَاس، ِ قَالَ ابنُ جِنِّي: سأَلتُ أَبا عليٍّ عَن} تِجْفَافٍ، أَتاؤُهُ لْلإِلْحاقِ ببابِ قِرْطَاسٍ فَقَالَ نعم، واحٍ تَجَّ فِي ذَلِك بِمَا انْضَافَ إِليها مِن زِيادةِ الأَلِفِ مَعهَا انْتهى.
وَفِي الحديثِ:) أَعِدَّ لِلْفَقْرِ {تِجْفَافاً (قَالَ ابنُ الأَثِيرِ:} التَّجْفَافُ مَا جُلِّلَ بِهِ الفَرَسُ مِنْ سِلاَحٍ وآلَة تَقِيهِ الْجِرَاحَ.
{وجَفَّفَ الْفَرَسَ: أَلْبَسَهُ إِيّاهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه حديثُ الحُدَيْبِيَةِ: جاءَ يَقودَه إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم علَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ، أَي: عَلَيْهِ تِجْفَافٌ.
قَالَ اللَّيْثُ:} التَّجْفَافُ، بالفَتْحِ: التَّبْيِسُ، {كالتَّجْفِيفِ وَقد} جَفَّفْتُه {تَجْفِيفاً.
} وتَجَفْجَفَ الطَّائِرُ: انْتَفَشَ، أَو {تَجَفْجَفَ: تَحَرَّكَ فَوْقَ الْبَيْضَةِ، وأَلْبَسَهَا جَنَاحَيْهِ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفْجَفَ فَوْقَهَا ... هِجَفٌّ حَدَاهُ الْقَطْرُ واللَّيْلُ كَانِعُ)
كَذَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَان:) } تَجَفَّفَ فَوْقَهَا (و) {تَجَفْجَفَ الثَّوْبُ: إِذا ابْتَلَّ، ثُمَّ} جَفَّ وَفِيه نَدَّىً، فإِن يَبِسَ كُلِّ الْيُبْس، قيل: قد قَفَّ، قَالَ اللَّيْثُ: والأَصلُ {تَجَفَّفَ، فَأَبْدَلُوا مكانَ الْفَاءِ الوُسْطَي فاءَ الفِعْلِ كَمَا قَالُوا: تَبَشْبَشَ أَصلُهَا تَبَشَّشَ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ:
(فَقَامَ علَى قَوَائِمَ لَيِّنَاتٍ ... قُبَيْلَ} تَجَفْجُفِ الْوَبَرِ الرَّطِيبِ)
قلتُ: هُوَ لرجلٍ من كَلْبِ بن وَبَرَةَ، ثمَّ من بني عُلَيْم، يُقَال لَهُ: هُرْدانُ بن عمروٍ، وأَولُهى مَا أَنْشَدَه أَبو الوَفَاءِ الأَعْرَابِيِّ: لَمَلَّ بُكَيْرَةً لقِحَت عِرَاضاً لِقَرْعِ هَجَنَّع نَاجٍ نَجِيبٍ
(فَكَبَّرَ رَاعَيَاهَا حِينَ سَلَّى ... طَوِيلَ السَّمْكِ صَحَّ مِنَ الْعُيُوبِ)
فَقَامَ عَلَى قَوَائِمَ. . إِلَى آخِرِه.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ {جَفْجَفَة الْمَوكِبِ: إِذا سَمِعْتَ حَفِيفهُمْ فِي السَّيْرِ، وَهَذَا قد تقدَّم للمُصَنِّفِ فِي) أَوَّلِ المادَّةِ، وفَسَّرَه بالهَزِيزِ، وَهُوَ والحَفِيفُ، واحِدٌ، فَهُوَ تَكْرَارٌ.
} وجَفْجَفَ: حَبَسَ، فِي العُبَابِ: {جَفْجَفَ القومَ: حَبَسَهم، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ: جَعْجَعَ بالْمَاشِيَةِ،} وجَفْجَفَهَا: إِذا حَبَسَهَا. جَفْجَفَ الشَّيْءِ إِليه: جَمَعَ كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي اللِّسَانِ: {الجَفْجَفَةُ: جَمْعُ الأَباعِر بَعْضهَا إِلَى بَعْضِ. جَفْجَفَ: رَدَّ إِبِلَهُ بِالْعَجَلَةِ، مَخَافَةَ الْغَارَةِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: جَفْجَفَ النَّعَمَ: سَاقَهُ بعُنْفٍ حَتَّى رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَهُوَ بعَيْنِه الَّذِي قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، فإِنَّ المَآلَ واحدٌ فَفِيهِ إِطَالَةٌ مِن غيرِ فائِدَة، فتَأَمَّلْ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ:} اجْتَفَّ مَا فِي الإِناءِ: أَي أتَي عَلَيْهِ، أَي: شَرِبَهُ كُلَّه، وكذلِك اشْتَفَّ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {المُجَفَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الضَّرْعُ الَّذِي} كالْجُفِّ، أَنْشَدَ ابنِ الأعْرَابِيِّ: إِبْلُ أَبِي الْحَبْحَابِ إِبْل تُعْرَفُ يَزِينُهَا {مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ والمُوَقَّفُ: الَّذِي بِهِ آثارُ الصِّرارِ.} وجُفُّ الشَّيْءِ، بِالضَّمِّ: شَخْصُهُ.
{والجَفْجَفَةُ: صوتُ الثَّوْبِ الجَدِيدِ، وحَرَكةُ القِرْطَاسِ، وكذلِكَ الخفْخَفةُ، وَلَا تكون الخَفْخَفَةُ إلاَّ بعدَ الجَفْجَفَةِ.
} والْجَفَفُ، مُحَرَّكةً: الغَلِيظ اليابِسُ مِن الأَرْضِ.
{والْجُفُّ مِن الأَرْضِ: مثلُ القُفِّ. وَقَالَ ابنْ الأعْرَابِيِّ الضَّفَفُ: القِلَّةُ،} والْجَفَفُ: الحاجةُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَصابَهم من العَيْشِ ضَفَفٌ {وجَفَفٌ وشَظَفٌ، كلُّ هَذَا مِن شِدَّةِ العَيْشِ، وَمَا رُثِيَ عَلَيْهِ ضَفَفٌ، وَلَا} جَفَف: أَي أَثَرُ حاجَةٍ. ووُلِدَ لِلإِنْسَانِ عَلَى جَفَفٍ: أَي علَى حاجةِ إِليه.
ومِن المَجَازِ: فلانٌ لَا {يَجِفُّ لِبْدُه: إِذا لم يَفْتُرْ عَن سَعْيِهِ.
ويُقاَل: الْبَسْ لِلْفَقْرِ} تِجْفَافاً: أَي اسْتَعِدَّ لَهُ.

علم التفسير

علم التفسير
وهو: علم باحث عن معنى نظم القرآن، بحسب الطاقة البشرية، وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية، وأصول الكلام، وأصول الفقه، والجدل،... وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، على وجه الصحة.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن، واستنباط حكمه، ليفاز به إلى السعادة الدنيوية، والأخروية.
وشرف العلم وجلالته، باعتبار شرف موضوعه وغايته، فهو أشرف العلوم، وأعظمها.
هذا ما ذكره: أبو الخير، وابن صدر الدين.
وذكر العلامة الفناري، في تفسير الفاتحة، فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم، ولا بأس بإيراده، إذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال مولانا: قطب الدين الرازي، في: (شرحه للكشاف) : هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد، ويرد عليه: أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ، كمباحث: القراءات، وناسخية الألفاظ، ومنسوخيتها، وأسباب نزولها، وترتيب نزولها،... إلى غير ذلك.
فلا يجمعها حده، وأيضا يدخل في البحث في الفقه الأكبر، والأصغر، عما يثبت بالكتاب، فإنه بحث عن مراد الله - تعالى - من قرآنه، فلا يمنعه حده، فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك، إلى قوله:
هو: العلم الباحث عن: أحوال ألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى، من حيث: الدلالة على مراد الله - تعالى -.
ويرد على مختاره أيضا: وجوه.
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن، ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان، كمباحث علم القراءة، عن أمثال التفخيم، والإمالة، إلى ما لا يحصى، فإن علم القراءة: جزء من علم التفسير، أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب، والفرائض من الفقه، وقد خرج بقيد الحيثية، ولم يجمعه، فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة، قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير، عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى.
الثاني: أن المراد بالمراد، إن كان المراد بمطلق الكلام، فقد دخل العلوم الأدبية، وإن كان مراد الله - تعالى - بكلامه، فإن أريد مراده في نفس الأمر، فلا يفيده بحث التفسير، لأن طريقه غالبا: إما رواية الآحاد، أو الدراية بطريق العربية، وكلاهما ظني كما عرف، ولأن فهم كل واحد بقدر استعداده.
ولذلك أوصى المشايخ - رحمهم الله - في الإيمان: أن يقال: آمنت بالله، وبما جاء من عنده، على مراده، وآمنت برسول الله، وبما قاله على مراده، ولا يعين بما ذكره أهل التفسير.
ويكرر ذلك: علم الهدى، في تأويلاته، وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر، ففيه: حزازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر إلى كل أحد شيئا آخر، وهذا مثل ما اعترض، أي التفتازاني على حد الفقه، لصاحب (التنقيح)، وظن وروده، وإلا فإني أجيب عنه: بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية، بل في جزئياتها المختلفة، باختلاف القوابل.
وأيضا، ذكر الشيخ: صدر الدين القونوي، في تفسير: (مالك يوم الدين..) أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين، مراد الله - سبحانه وتعالى -، لكن بحسب المراتب والقوابل، لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ، إلى ما في نفس الأمر على ما عرف، فلا بد لصرفها عنه، من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف، ينصرف إلى الأصول، والقواعد، أو ملكتها، وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات، إلا في مواضع نادرة، فلا يتناول غير تلك المواضع، إلا بالعناية.
فالأَوْلَى أن يقال: علم التفسير: معرفة أحوال كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث: القرآنية، ومن حيث: دلالته على ما يعلم أو يظن أن مراد الله - سبحانه وتعالى - بقدر الطاقة الإنسانية، فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا: في تقسيم هذا الحد إلى: تفسير، وتأويل، وبيان الحاجة إليه، وجواز الخوض فيهما، ومعرفة وجوههما، المسماة: بطونا، أو ظهرا، وبطنا، وحدا، فمن أراد الاطلاع على حقائق علم التفسير، فعليه مطالعته، ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن المولى: أبا الخير، أطال في (طبقات المفسرين).
ونحن أشرنا: إلى من ليس لهم تصنيف فيه، من مفسري الصحابة، والتابعين، إشارة إجمالية، والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة، فمنهم:
الخلفاء الأربعة.
وابن مسعود.
وابن عباس.
وأبي بن كعب.
وزيد بن ثابت.
وأبو موسى الأشعري.
وعبد الله بن الزبير.
وأنس بن مالك.
وأبو هريرة.
وجابر.
وعبد الله بن عمرو بن العاص، - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -.
ثم اعلم: أن الخلفاء الأربعة، أكثر من روي عنه: علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة، في ندرة جدا.
والسبب فيه: تقدم وفاتهم، وأما علي - رضي الله عنه - فروي عنه الكثير.
عن ابن مسعود، أنه قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن عليا - رضي الله تعالى عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما بن مسعود - رضي الله تعالى عنهم -، فروي عنه أكثر مما روي عن علي - رضي الله تعالى عنه -.
مات: بالمدينة، سنة 32، اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -.
المتوفى: سنة 68، ثمان وستين، بالطائف.
فهو ترجمان القرآن، وحبر الأمة، ورئيس المفسرين، دعا له النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل).
وقد ورد عنه: في التفسير، ما لا يحصى كثرة، لكن أحسن الطرق عنه: طريقة: علي بن أبي طلحة الهاشمي.
المتوفى: سنة 143، ثلاث وأربعين ومائة.
واعتمد على هذه البخاري في (صحيحه).
ومن جيد الطرق عنه: طريق: قيس بن مسلم الكوفي.
المتوفى: سنة 120، عشرين ومائة.
عن عطاء بن السائب.
وطريق: ابن إسحاق صاحب (السير).
وأوهى طريقته: طريق الكلبي، عن أبي صالح.
والكلبي: هو: أبو النصر: محمد بن السائب.
المتوفى: بالكوفة، سنة 146، ست وأربعين ومائة.
فإن انضم إليه رواية: محمد بن مروان السدي الصغير.
المتوفى: سنة 186، ست وثمانين ومائة.
فهي سلسلة الكذب.
وكذلك: طريق: مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي.
المتوفى: سنة 150، خمسين ومائة.
إلا أن الكلبي: يفضل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الرديئة.
وطريق: الضحاك بن مزاحم الكوفي.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
عن: ابن عباس منقطعة، فإن الضحاك لم يلقه.
وإن انضم إلى ذلك: رواية: بشر بن عمارة، فضعيفة ضعف بشر.
وقد أخرج عنه:
ابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وإن كان من رواية: جرير عن الضحاك، فأشد ضعفا، لأن جريرا شديد الضعف، متروك.
وإنما أخرج منه:
ابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
دون: ابن جرير.
وأما: أبي بن كعب.
المتوفى: سنة 20، عشرين، على خلاف فيه.
فعنه نسخة كبيرة.
يرويها: أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عنه، وهذا إسناد صحيح.
وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن، على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -.
وكان أقرأ الصحابة، وسيد القراء.
ومن الصحابة: من ورد عنه اليسير من التفسير، غير هؤلاء، منهم:
أنس بن مالك بن النضر.
المتوفى: بالبصرة، سنة 91، إحدى وتسعين.
وأبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر، على خلاف.
المتوفى: بالمدينة، سنة 57، سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
المتوفى: بمكة المكرمة، سنة 73، ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري.
المتوفى: بالمدينة، سنة 74، أربع وسبعين.
وأبو موسى: عبد الله بن قيس الأشعري.
المتوفى: سنة 44، أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
المتوفى: سنة 63، ثلاث وستين.
وهو: أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم، في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري.
وأما المفسرون من التابعين، فمنهم:
أصحاب ابن عباس.
وهم علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى -.
ومنهم:
مجاهد بن حبر المكي.
المتوفى: سنة 103، ثلاث ومائة.
قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
واعتمد على تفسيره: الشافعي، والبخاري.
وسعيد بن جبير.
المتوفى: سنة 94، أربع وتسعين.
وعكرمة، مولى: ابن عباس.
المتوفى: بمكة، سنة 105، خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني.
المتوفى: بمكة، سنة 106، ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي.
المتوفى: سنة 114، أربع عشرة ومائة.
ومنهم:
أصحاب ابن مسعود.
وهم: علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
والأسود بن يزيد.
المتوفى: سنة 75، خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي.
المتوفى: سنة 95، خمس وتسعين.
والشعبي.
المتوفى: سنة 105، خمس ومائة.
ومنهم:
أصحاب: زيد بن أسلم.
كعبد الرحمن بن زيد.
ومالك بن أنس.
ومنهم:
الحسن البصري.
المتوفى: سنة 121، إحدى وعشرين ومائة.
وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني.
المتوفى: سنة...
ومحمد بن كعب القرظي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وأبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي.
المتوفى: سنة 90، تسعين.
والضحاك بن زاحم.
وعطية بن سعيد العوفي.
المتوفى: سنة 111، إحدى عشرة ومائة.
وقتادة بن دعامة السدوسي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وربيع بن أنس السدي.
ثم بعد هذه الطبقة:
الذين صنفوا كتب التفاسير، التي تجمع أقوال الصحابة، والتابعين:
كسفيان بن عيينة.
ووكيع بن الجراح.
وشعبة بن الحجاج.
ويزيد بن هارون.
وعبد الرزاق.
وآدم بن أبي إياس.
وإسحاق بن راهويه.
وروح بن عبادة.
وعبد الله بن حميد.
وأبي بكر بن أبي شيبة.
... وآخرين.
وسيأتي ذكر كتبهم.
ثم بعد هؤلاء: طبقة أخرى، منهم:
عبد الرزاق.
وعلي بن أبي طلحة.
وابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وابن ماجة.
والحاكم.
وابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
وابن المنذر ... في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم:
إلى تصنيف: تفاسير مشحونة بالفوائد، محذوفة الأسانيد، مثل:
أبي إسحاق الزجاج.
وأبي علي الفارسي.
وأما:
أبو بكر النقاش.
وأبو جعفر النحاس.
فكثيرا ما استدرك الناس عليهما.
ومثل: مكي بن أبي طالب.
وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين:
فاختصروا الأسانيد، ونقلوا الأقوال بتراء، فدخل من هنا الدخيل، والتبس الصحيح بالعليل، ثم صار كل من سنح له قول يورده، ومن خطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك خلف عن سلف، ظانا أن له أصلا، غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ومن هم القدوة في هذا الباب.
قال السيوطي: رأيت في تفسير قوله - سبحانه وتعالى -: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، نحو: عشرة أقول، مع أن الوارد عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجميع الصحابة، والتابعين: ليس غير اليهود والنصارى.
حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا اختلافا من المفسرين.
ثم صنف بعد ذلك: قوم برعوا في شيء من العلوم.
ومنهم: من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن، واقتصر فيه على: ما تمهر هو فيه، كأن القرآن انزل لأجل هذا العلم لا غير، مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي: تراه ليس له هم إلا الإعراب، وتكثير الأوجه المحتملة فيه، وإن كانت بعيدة، وينقل قواعد النحو، ومسائله، وفروعه، وخلفياته:
كالزجاج.
والواحدي في: (البسيط).
وأبي حيان في: (البحر والنهر).
والإخباري: ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها، والأخبار عمن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة.
ومنهم:
الثعلبي.
والفقيه: يكاد يسرد فيه الفقه جميعا، وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية، التي لا تعلق لها بالآية أصلا، والجواب عن أدلة المخالفين:
كالقرطبي.
وصاحب: (العلوم العقلية).
خصوصا:
الإمام: فخر الدين الرازي.
قد ملأ تفسيره: بأقوال الحكماء، والفلاسفة، وخرج من شيء إلى شيء، حتى يقضي الناظر العجب.
قال أبو حيان في (البحر) : جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير.
ولذلك قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير.
والمبتدع: ليس له قصد إلا تحريف الآيات، وتسويتها على مذهبه الفاسد، بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها، أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه.
كما نقل عن البلقيني، أنه قال: استخرجت من (الكشاف) اعتزالا بالمناقيش، منها:
أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: (فمن زحزح عن النار، وأدخل الجنة فقد فاز)، أي: فوز أعظم من دخول الجنة، أشار به إلى عدم الرؤية.
والملحد: فلا تسأل عن كفره، وإلحاده في آيات الله - تعالى -، وافترائه على الله - تعالى - ما لم يقله.
كقول بعضهم (إن هي إلا فتنتك) : ما على العباد أضر من ربهم.
وينسب هذا القول إلى صاحب: (قوت القلوب)، أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل: الذين يتكلمون في القرآن بلا سند، ولا نقل عن السلف، ولا رعاية للأصول الشرعية، والقواعد العربية.
كتفسير: محمود بن حمزة الكرماني.
في مجلدين.
سماه: (العجائب، والغرائب).
ضمنه: أقوالا، هي عجائب عند العوام، وغرائب عما عهد عن السلف، بل هي أقوال منكرة، لا يحل الاعتقاد عليها، ولا ذكرها، إلا للتحذير.
من ذلك قول من قال في (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا) : إنه الحب والعشق.
ومن ذلك قولهم في (ومن شر غاسق إذا وقب) : إنه الذكر إذا قام.
وقولهم في (من ذا الذي يشفع عنده) : معناه: (من ذل)، أي: من الذل، و(ذي) : إشارة إلى النفس، و(يشف) : من الشفاء، جواب: مَنْ، و(عِ) : أمر من الوعي.
وسئل البلقيني: عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه: ملحد.
وأما: كلام الصوفية في القرآن، فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في (فتاواه) : وجدت عند الإمام الواحدي، أنه قال: صنف السلمي (حقائق التفسير)، إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير، فقد كفر.
قال النسفي في (عقائده) : النصوص تحمل على ظواهرها، والعدول عنها، إلى معان يدعيها أهل الباطن، إلحاد.
وقال التفتازاني في (شرحه) : سميت الملاحدة: باطنية، لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها، بل لها معان باطنة.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين، من أن النصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية، إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، يمكن التطبيق بينها، وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال العرفان، ومحض الإيمان.
وقال تاج الدين، عطاء الله، في (لطائف المنن) : اعلم: أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى -، وكلام رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بالمعاني الغريبة، ليست إحالة الظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم، منه ما جلبت الآية له، ودلت عليه في عرف اللسان، وثَمَّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث، لمن فتح الله - تعالى - قلبه.
وقد جاء في الحديث: (لكل آية ظهر وباطن...).
فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم، أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة لكلام الله - تعالى -، وكلام رسول الله، فليس ذلك بإحالة؛ وإنما يكون إحالة، لو قال: لا معنى للآية إلا هذا.
وهم يقولون ذلك، بل يفسرون الظواهر على ظواهرها، مرادا بها موضوعاتها. انتهى.
قال صاحب (مفتاح السعادة) : الإيمان بالقرآن هو: التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى -، قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم -، بواسطة جبرائيل - عليه السلام -، وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى -، وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية، مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه، ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية، الموافقة للقواعد الشرعية، والأحاديث النبوية، مراد الله - سبحانه وتعالى -.
ومن جملة ما علم من الشرائع: أن مراد الله - سبحانه وتعالى - من القرآن، لا ينحصر في هذا القدر، لما قد ثبت في الأحاديث: (إن لكل آية ظهرا وبطنا..).
وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد، بل من أعصى فهما وعلما، من لدنه - تعالى - يكون الضابط في صحته: أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة، عن الألفاظ بالقوانين العربية، وأن لا يخالف القواعد الشرعية، ولا يباين إعجاز القرآن، ولا يناقض النصوص الواقعة فيها، فإن وجد هذه الشرائط، فلا يطعن فيه، وإلا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه، والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدي سليما من القادح، وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية، بالمشاهدات الكشفية، فهم القدوة في هذه المسالك، ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك.
ثم ذكر ما وجب على المفسر من الآداب، وقال:
ثم اعلم: أن العلماء - كما بينوا في التفسير شرائط - بينوا أيضا في المفسر شرائط، لا يحل التعاطي لمن عري عنها، أو هو فيها راجل، وهي: أن يعرف خمسة عشر علما، على وجه الإتقان، والكمال:
اللغة، والنحو، والتصريف، والاشتقاق، والمعاني، والبيان، والبديع، والقراآت، وأصول الدين، وأصول الفقه، وأسباب النزول، والقصص، والناسخ والمنسوخ، والفقه، والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، وعلم الموهبة، وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم، وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها، وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم لم يطلع الله - سبحانه وتعالى - عليه أحدا من خلقه، وهو: ما استأثر به من علوم أسرار كتابه، من معرفة: كنه ذاته، ومعرفة حقائق أسمائه، وصفاته، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب، واختص به، فلا يجوز الكلام فيه، إلا له - عليه الصلاة والسلام -، أو لمن أذن له.
قيل: وأوائل السور من هذا القسم، وقيل: من الأول.
والثالث: علوم علمها - الله تعالى - نبيه، مما أودع كتابه من المعاني الجلية، والخفية، وأمره بتعليمها.
وهذا ينقسم إلى قسمين:
منه: ما لا يجوز الكلام فيه، إلا بطريق السمع، كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراآت، واللغات، وقصص الأمم، وأخبار ما هو كائن.
ومنه: ما يؤخذ بطريق النظر، والاستنباط، من الألفاظ، وهو قسمان:
قسم: اختلفوا في جوازه ، وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم: اتفقوا عليه، وهو: استنباط الأحكام الأصلية، والفرعية، والإعرابية، لأن مبناها على الأقيسة.
وكذلك: فنون البلاغة، وضروب المواعظ، والحكم، والإشارات، لا يمتنع استنباطها منه، لمن له أهلية ذلك؛ وما عدا هذه الأمور هو: التفسير بالرأي، الذي نهي عنه.
وفيه خمسة أنواع:
الأول: في التفسير، من غير حصول العلوم، التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه، الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلا، والتفسير تابعا له، فيرد إليه بأي طريق أمكن، وإن كان ضعيفا.
الرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع، من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد، وإن أطنبنا فيها، لكونها رأس العلوم، ورئيسها.
فاعلم: أن كتب التفاسير كثيرة، ذكرنا منها هاهنا ما هو مسطور في هذا السفر على ترتيبه.
(الإبانة، في تفسير آية الأمانة).
(الإتقان، في علوم القرآن).
(أبين الحصص، في أحسن القصص).
(أحكام القرآن).
كثيرة.
(إرشاد العقل السليم).
لأبي مسعود.
(إرشاد ابن برجان).
(أسباب النزول).
سبق كتبه في فنه.
(إعراب القرآن).
مر ذكر كتبه في فنه.
(أسئلة القرآن).
(إعجاز القرآن).
(إغاثة اللهف، تفسير الكهف).
(أقاليم التعاليم).
(أقسام القرآن).
(الإقناع).
في تفسير: آية الانتصار.
للزمخشري، من أبي المنير.
(الانتصاف، شرح الكشاف).
(الإنصاف، في الجمع بين: الثعلبي والكشاف).
(أنوار التنزيل).
للبيضاوي.
ومتعلقاته.
(أنوار ابن مقسم).
(إيجاز البيان).
(الإيجاز في الناسخ والمنسوخ).
(الإيضاح).
فيه أيضا.
(بحار القرآن).
(بحر الحقائق).
(بحر الدرر).
(بحر العلوم).
(البرهان، في علوم القرآن).
(البرهان، في تفسير القرآن).
(بحر البحور).
(البرهان، في تناسب السور).
(البرهان، في إعجاز القرآن).
(بسيط الواحدي).
(بصائر ذوي التمييز).
(بصائر).
فارسي.
(البيان، في تأويلات القرآن).
(البيان، في مبهمات القرآن).
(البيان، في علوم القرآن).
(البيان، في شواهد القرآن).
(تاج المعاني).
(تاج التراجم).
(تأويلات القرآن).
(تأويلات الماتريدي).
(التبصرة في التفسير).
(تبصير الرحمن).
(التبيان، في إعراب القرآن).
(التبيان، في تفسير القرآن).
(التبيان، في أقسام القرآن).
(التبيان، في مسائل القرآن).
(التبيان، في متشابه القرآن).
(تبيين القرآن).
(تحف الأنام).
(تحقيق البيان).
(التحبير، في علوم التفسير).
(ترجمان القرآن).
(الترجمان في التفسير).
(تعداد الآي).
(التعظيم والمنة).
(تعلق الآي).
علم التفسير: أي تفسير القرآن
هو: علم باحث عن معنى نظم القرآن بحسب الطاقة البشرية وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية وأصول الكلام وأصول الفقه والجدل وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم بقدر الطاقة البشرية.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة والاتعاظ بما فيه من القصص والعبر والاتصاف بما تضمنه من مكارم الأخلاق إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يمكن تعدادها لأنه بحر لا تنقضي عجائبه وسبحانه من أنزله وأرشد به عباده.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن واستنباط حكمه ليفاز به إلى السعادة الدنيوية والأخروية وشرف العلم وجلالته باعتبار شرف موضوعه وغايته فهو أشرف العلوم وأعظمها هذا ما ذكره أبو الخير وابن صدر الدين والأرتيقي.
قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: علم التفسير: علم يعرف به نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وامتثالها وغيرها.
قال أبوحيان: التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي يحمل عليه حالة التركيب وتتمات ذلك.
وقال الزركشي: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات وأما وجه الحاجة إليه فقال بعضهم: اعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سيذكر بعد تقرير قاعدة وهي: أن كل من وضع من البشر كتاب فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
أحدها: كمال فضيلة المصنف فإنه بقوته العلمية بجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشروح ظهور تلك المعاني الدقيقة من ههنا كان شرح بعض الأئمة لتصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له"
وثانيها: إغفاله بعض متممات المسئلة أو شروطها اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المتروك ومراتبه.
وثالثها: احتمال اللفظ لمعان مختلفة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط أو تكرار الشيء أو حذف المهم أو غير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك وإذا تقرر هذا فنقول:
إن القرآن إنما نزل بلسان عربي في زمن فصحاء العرب وكانوا يعلمون ظاهره وأحكامه أما دقائق باطنه فإنما كانت تظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الأكثر كسؤالهم لما نزل: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} فقالوا:
وأينا لم يظلم نفسه ففسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشرك واستدل عليه {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وغير ذلك مما سألوا عنه - صلى الله عليه وسلم - ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه مع أحكام الظاهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد احتياجا إلى التفسير.
وأما شرفه: فلا يخفى قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} .
وقال الأصبهاني: شرفه من وجوه:
أحدها: من جهة الموضوع: فإن موضوعه كلام الله تعالى الذي ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وثانيها: من جهة الغرض: فإن الغرض منه الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي هي الغاية القصوى.
وثالثها: من جهة شدة الحاجة: فإن كل كمال ديني أو دنيوي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى.
واختلف الناس في تفسير القرآن: هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن وأن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع وعلم القراءات: لأنه يعرف به كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يرجح بعض الوجوه المحتملة على بعض وأصول الدين: أي الكلام وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه والناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المبهم والمجمل وعلم الموهبة وهو علم يورثه الله لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث: من عمل بما علم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم.
قال البغوي والكواشي وغيرهما: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتملها الآية غير مخالف للكتاب والسنة غير محظور على العلماء بالتفسير كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} .
وقيل: أغنياء وفقراء.
وقيل: نشاطا أو غير نشاط.
وقيل: أصحاء ومرضى وكل ذلك سائغ والآية تحتمله.
وأما التأويل المخالف للآية والشرخ فمحظور لأنه تأويل الجاهلين مثل تأويل الروافض قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} أنهما علي وفاطمة {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} يعني الحسن والحسين. انتهى.
وذكر العلامة الفناري في: تفسير الفاتحة فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم ولا بأس بإيراده اذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال قطب الدين الرازي في شرحه ل: الكشاف: هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد ويرد عليه أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ: كمباحث القراءات وناسخية الألفاظ ومنسوخيتها وأسباب نزولها وترتيب نزولها إلى غير ذلك فلا يجمعها أحده.
وأيضا يدخل فيه البحث في الفقه الأكبر والأصغر عما يثبت بالكتاب فإنه بحث عن مراد الله تعالى من قرآنه فلا يمنعه أحد فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك إلى قوله: هو العلم الباحث عن أحوال الألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث الدلالة على مراد الله وترد على مختاره أيضا وجوه:
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان: كمباحث علم القراءة عن أمثال التفخيم والإمالة إلى ما لا يحصى فإن علم القراءة جزء من علم التفسير أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب والفرائض من الفقه.
وقد خرج بقيد الحيثية ولم يجمعه فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة
قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى
الثاني: أن المراد بالمراد إن كان المراد بمطلق الكلام فقد دخل العلوم الأدبية وإن كان مراد الله تعالى بكلامه.
فإن أريد مراده في نفس الأمر فلا يفيده بحث التفسير لأن: طريقه غالبا إما رواية الآحاد أو الدراية بطريق العربية وكلاهما ظني كما عرف ولأن فهم كل أحد بقدر استعداده ولذلك أوصى المشائخ - رحمهم الله - في الإيمان أن يقال: آمنت بالله وبما جاء من عنده على مراده وآمنت برسول الله وبما قاله على مراده ولا يعين بما ذكره أهل التفسير ويكرر ذلك على الهدي في تأويلاته.
وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر ففيه خرازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر بل إلى كل أحد شيئا آخر وهذا مثل ما اعترض على حد الفقه لصاحب: التنقيح وظن وروده وإلا فإني أجيب عنه بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية بل في جزئياتها المختلفة باختلاف القوابل.
وأيضا ذكر الشيخ صدر الدين القونوي في تفسير: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} : أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين مراد الله - سبحانه وتعالى - لكن بحسب المراتب والقوابل لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ إلى ما في نفس الأمر على ما عرف فلا بد لصرفها عنه من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف ينصرف إلى الأصول والقواعد أو ملكتها وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات إلا في مواضع نادرة فلا يتناول غير تلك المواضع إلا بالعناية فالأولى: أن يقال علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه وتعالى من حيث القرآنية ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة الإنسانية فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا في تقسيم هذا الحد إلى تفسير وتأويل وبيان الحاجة إليه وجواز الخوض فيهما ومعرفة وجوههما المسماة بطونا أو ظهرا أو بطنا فمن أراد الإطلاع على حقائق علم التفسير فعليه بمطالعته ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن أبا الخير أطال في ذكر: طبقات المفسرين ونحن أشرنا إلى من ليس لهم تصنيف فيه من مفسري الصحابة والتابعين إشارة جمالية والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة فمنهم: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وأبو هريرة وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
ثم اعلم أن الخلفاء الأربعة أكثر من روي عنه علي بن أبي طالب والرواية عن الثلاثة في ندرة جدا والسبب فيه تقدم وفاتهم وأما علي رضي الله عنه فروي عنه الكثير وروي عن ابن مسعود أنه قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليا - رضي الله عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس المتوفى سنة ثمان وستين بالطائف فهو: ترجمان القرآن وحبر الأمة ورئيس المفسرين دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
وقد روي عنه في التفسير ما لا يحصى كثرة لكن أحسن الطرق عنه طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة واعتمد على هذه البخاري في صحيحه.
ومن جيد الطرق عنه طريق قيس بن مسلم الكوفي المتوفى سنة عشرين ومائة عن عطاء بن السائب.
وطريق ابن إسحاق صاحب: السير.
وأوهى طريقة طريق الكلبي عن أبي صالح والكلبي: هو أبو النصر محمد بن السائب المتوفى بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة فإن انضم إليه رواية محمد بن مروان السدي الصغير المتوفى سنة ست وثمانين ومائة فهي سلسلة الكذب وكذلك طريق مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي المتوفى سنة خمسين ومائة إلا أن الكلبي يفضل عليه لما في مقاتل من المذاهب الردية وطريق ضحاك بن مزاحم الكوفي المتوفى سنة اثنتين مائة عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه وإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة فضعيفة لضعف بشر وقد أخرج عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جرير عن الضحاك فأشد ضعفا لأن جريرا شديد الضعف متروك وإنما أخرج عنه ابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان دون ابن جرير وأما أبي ابن كعب المتوفى سنة عشرين على خلاف فيه فعن نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وهو أحد الأربعة الذي جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أقرأ الصحابة وسيد القراء.
ومن الصحابة من ورد عنه اليسير من التفسير غير هؤلاء منهم أنس بن مالك بن النضر المتوفى بالبصرة سنة إحدى وتسعين.
وأبو هريرة عبد الرحمن بن صخر على خلاف المتوفى بالمدينة سنة سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب المتوفى بمكة المكرمة سنة ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري المتوفى بالمدينة سنة أربع وسبعين.
وأبو موسى عبد الرحمن بن قيس الأشرعي المتوفى سنة أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي المتوفى سنة ثلاث وستين وهو أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - المتوفى سنة خمس وأربعين
وأما المفسرون من التابعين فمنهم أصحاب ابن عباس وهم: علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى.
ومنهم: مجاهد بن جبر المكي المتوفى سنة ثلاث ومائة قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة واعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري.
وسعيد بن جبير المتوفى سنة أربع وتسعين.
وعكرمة مولى ابن عباس المتوفى بمكة سنة خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني المتوفى بمكة سنة ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي المتوفى سنة أربع عشرة ومائة. ومنهم أصحاب ابن مسعود وهم علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس المتوفى سنة اثنتين ومائة والأسود بن يزيد المتوفى سنة خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي المتوفى سنة خمس وتسعين.
والشعبي المتوفى سنة خمس ومائة.
ومنهم: أصحاب زيد بن أسلم كعبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس.
ومنهم: الحسن البصري المتوفى سنة إحدى وعشرين ومائة وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني ومحمد بن كعب القرظي المتوفى سنة سبع عشرة ومائة وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المتوفى سنة تسعين والضحاك بن مزاحم وعطية بن سعيد العوفي المتوفى سنة إحدى عشرة ومائة وقتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة عشرة ومائة والربيع بن أنس والسدي
ثم بعد هذه الطبقة الذين صنفوا كتب التفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين كسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وإسحاق بن راهويه وروح بن عبادة وعبد لله بن حميد وأبي بكر بن أبي شيبة وآخرين.
ثم بعد هؤلاء طبقة أخرى منهم: عبد الرزاق علي بن أبي طلحة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن ماجة والحاكم وابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان وابن المنذر في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد محذوفة الأسانيد مثل: أبي أسحق الزجاج وأبي علي الفارسي.
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما ومثل مكي بن أبي طالب وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بترا فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من سنح له قول يورده ومن خطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك خلف عن سلف ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن هم القدوة في هذا الباب.
ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في شيء من العلوم ومنهم من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن واقتصر فيه على ما تمهر هو فيه وكان القرآن أنزل لأجل هذا العلم لا غير مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي تراه ليس له إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه وإن كانت بعيدة وينقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته ك: الزجاج و: الواحدي في البسيط وأبي حيان في: البحر والنهر.
والإخباري ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها والأخبار عن سلف سواء كانت صحيحة أو باطلة ومنهم الثعلبي.
والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه جميعا وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلو لها بالآية أصلا والجواب عن الأدلة للمخالفين كالقرطبي.
وصاحب العلوم العقلية خصوصا الإمام فخر الدين الرازي قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وخرج من شيء إلى شيء حتى يقضي الناظر العجب قال أبو حيان في البحر: جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير ولذلك قال بعض العلماء فيه: كل شيء إلا التفسير وللمبتدع ليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه الفاسد بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه كما نقل عن البلقيني أنه قال: استخرجت من: الكشاف اعتزالا بالمناقيش منها أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} أي فوز أعظم من دخول الجنة أشار به إلى عدم الرؤية والملحد لا تسأل عن كفره وإلحاده في آيات الله تعالى وافترائه على الله تعالى ما لم يقله كقول بعضهم: {ِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} وما علي العباد أضر من ربهم وينسب هذا القول إلى صاحب قوت القلوب أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ولا نقل عن السلف ولا رعاية للأصول الشرعية والقواعد العربية كتفسير محمود بن حمزة الكرماني في مجلدين سماه: العجائب والغرائب ضمنه أقوالا هي: عجائب عند العوام وغرائب عما عهد عن السلف بل هي أقوال منكرة لا يحل الاعتقاد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير من ذلك قول من قال في: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} إنه الحب والعشق ومن ذلك قولهم في: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} إنه الذكر إذا قام وقولهم: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} معناه من ذل أي من الذل وذي إشارة إلى النفس ويشف من الشفاء جواب من وع أمر من الوعي.
وسئل البلقيني عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه ملحد.
وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في فتاواه: وجدت عن الإمام الواحدي أنه قال: صنف السلمي حقائق التفسير إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
قال النسفي في: عقائده: النصوص تحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحادا وقال التفتازاني في: شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل لها معان باطنة لا يعلمها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان.
وقال تاج الدين عطاء الله في: لطائف المنن: اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالمعاني الغريبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله تعالى قلبه.
وقد جاء في الحديث: لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة كلام الله - تعالى - وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قال: لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يفسرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها. انتهى. قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: أما الظهر والبطن ففي معناهما أوجه ثم ذكرها قال: قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم فهذا يدل على أن في فهم المعاني من القرآن مجالا متسعا وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس ينتهي الإدراك فيه بالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير لتتقى به مواضع اللغط ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط ولا يجوز التهاون في حفظ التفسير الظاهر بل لا بد منه أولا إذ لا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر وإن شئت الزيادة فارجع إلى: الإتقان. انتهى.
قال صاحب مفتاح السعادة: الإيمان بالقرآن هو التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى - قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة جبريل - عليه السلام - وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى - وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية الموافقة للقواعد الشرعية والأحاديث النبوية مراد الله سبحانه وتعالى.
ومن جملة ما علم من الشرائع أن مراد الله - سبحانه - من القرآن لا ينحصر في هذا القدر لما قد ثبت في الأحاديث أن لكل آية ظهرا وبطنا وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد بل من أعطي فهما وعلما من لدنه تعالى يكون الضابط في صحته أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة عن الألفاظ بالقوانين العربية وأن لا يخالف القواعد الشرعية ولا يباين إعجاز القرآن ولا يناقض النصوص الواقعة فيها فإن وجد فيه هذه الشرائط فلا يطعن فيه وألا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها وما وقع به التحدي سليما من القادح وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية بالمشاهدات الكشفية فهم القدوة في هذه المسالك ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك ثم ذكر ما وجب على المفسر من آداب.
وقال: ثم اعلم أن العلماء كما بينوا في التفسير شرائط بينوا في المفسر أيضا شرائط لا يحل التعاطي لمن عري عنها وهو فيها راجل وهي: أن يعرف خمسة عشر علما على وجه الإتقان والكمال: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعنى والبيان والبديع والقراءات وأصول الدين وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص والناسخ والمنسوخ والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم وعلم الموهبة وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم ما لم يطلع الله تعالى عليه أحدا من خلقه وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته ومعرفة حقائق أسمائه وصفاته وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب واختص به فلا يجوز الكلام فيه إلا له عليه الصلاة والسلام أو لمن أذن له قيل: وأوائل السور من هذا القسم وقيل: من الأول.
والثالث علوم علمها الله تعالى نبيه مما أودع كتابه من المعاني الجلية والخفية وأمره بتعليمها وهذا ينقسم إلى قسمين: منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع: كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقرآن واللغات وقصص الأمم وأخبار ما هو كائن.
ومنه ما يؤخذ بطريق النظر والاستنباط من الألفاظ وهو قسمان:
قسم اختلفوا في جوازه وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم اتفقوا عليه وهو: استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية: لأن مبناها على الأقيسة وكذلك فنون البلاغة وضروب المواعظ والحكم والإشارات لا يمتنع استنباطها منه لمن له أهلية ذلك وما عدا هذه الأمور هو التفسالمسمى ب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى ب: فتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ير بالرأي الذي نهى عنه وفيه خمسة أنواع:
الأول: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها.
التفسير الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه ألا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعا له فيرد إليه بأي طريق أمكن وإن كان ضعيفا.
والرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد وإن أطنبنا فيها لكونه رأس العلوم ورئيسها فاعلم أن كتب التفاسير كثيرة ذكرنا منها في كتابنا: الإكسير في أصول التفسير ما هو مسطور في: كشف الظنون وزدنا عليه أشياء على ترتيب حروف الهجاء.
قال في: مدينة العلوم: والكتب المصنفة في التفسير ثلاثة أنواع: وجيز ووسيط وبسيط.
ومن الكتب الوجيزة فيه: زاد المسيرة لابن الجوزي و: الوجيز للواحدي و: تفسير الواضح للرازي و: تفسير الجلالين إذ عمل نصفه الآخر جلال الدين المحلى وكمله جلال الدين السيوطي والشهير لأبي حيان ومن الكتب المتوسطة: الوسيط للواحدي و: تفسير الماتريدي و: تفسير التيسير لنجم الدين النسفي و: تفسير الكشاف للزمخشري و: تفسير الطيبي و: تفسير البغوي و: تفسير الكواشي و: تفسير البيضاوي و: تفسير القرطبي و: تفسير سراج الدين الهندي و: تفسير مدارك التنزيل لأبي البركات النسفي.
ومن الكتب المبسوطة: البسيط للواحدي و: تفسير الراغب للأصفهاني وتفسير أبي حيان المسمى ب: البحر و: التفسير الكبير للرازي و: تفسير العلامي ورأيته في أربعين مجلدا و: تفسير ابن عطية الدمشقي و: تفسير الخرقي نسبة إلى بائع الخرق والثياب و: تفسير الحوفي و: تفسير القشيري1 و: تفسير ابن عقيل وتفسير السيوطي المسمى ب: الدر المنثور في التفسير المأثور و: تفسير الطبري ومن التفاسير: إعراب القرآن للسفاقسي. انتهى.
قلت: ومن الحسن التفاسير المؤلفة في هذا الزمان الأخير تفسير شيخنا الإمام المجتهد العلامة قاضي القضاة بصنعاء اليمن محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف الهجرية المسمى بفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى بفتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك إلا أنهم بعد صيتهم وعظمة أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملة فتلقيت بالقبول من يومئذ لما رجع الناس إلى التحقيق والتمحيض.
وجاء أبو محمد بن عطية من المتأخرين بالغرب فلخص تلك التفاسير كلها وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس حسن المنحى.
وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد في كتاب آخر مشهور بالمشرق.
والصنف الآخر من التفسير وهو: ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب والبلاغة في تأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب وهذا الصنف من التفسير قل أن ينفرد عن الأول إذ الأول هو المقصود بالذات وإنما جاء هذا بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة نعم قد يكون في بعض التفاسير غالبا ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير كتاب: الكشاف للزمخشري من أهل خوارزم العراق إلا أن مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائد فيأتي بالحجاج على مذاهبهم الفاسدة حيث تعرض له في أي في القرآن من طرق البلاغة فصار بذلك للمحققين من أهل السنة انحراف عنه وتحذير للجمهور من مكامنه مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان والبلاغة وإذا كان الناظر فيه واقفا مع ذلك على المذاهب السنية محسنا للحجاج عنها فلا جرم أنه مأمون من غوائله فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه في اللسان ولقد وصل إلينا في هذه العصور تأليف لبعض العراقيين وهو شرف الدين الطيبي من أهل توريز من عراق العجم شرح فيه كتاب الزمخشري هذا وتتبع ألفاظه وتعرض لمذاهبه في الاعتزال بأدلة تزيفها وتبين أن البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السنة لا على ما يراه المعتزلة فأحسن في ذلك ما شاء مع إمتاعه في سائر فنون البلاغة - وفوق كل ذي علم عليم -. انتهى كلامه
فصل
قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ستكون فتن", قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.
وقال أبو مسعود: من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال البيهقي: أراد به أصول العلم.
وقال بعض السلف: ما سمعت حديثا إلا التمست له آية من كتاب الله تعالى
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم.
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنزل في هذا القرآن كل علم وميز لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة" أخرجه أبو الشيخ في كتاب: العظمة.
وقال الشافعي: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن قلت: ويؤيد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه" رواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها لا يقال: إن من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة لأن ذلك مأخوذ من كتاب الله تعالى في الحقيقة لأن الله تعالى أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضع من القرآن وفرض علينا الأخذ بقوله دون من عداه ولهذا نهى عن التقليد وجميع السنة شرح للقرآن وتفسير للفرقان.
قال الشافعي مرة بمكة المكرمة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله.
فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور.
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ثم روى عن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنده أنه قال: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" ثم روى عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور ومثل ذلك حكاية ابن مسعود في لعن الواشمات وغيرهن واستدلاله بالآية الكريمة المذكورة وهي معروفة رواها البخاري.
ونحوه حكاية المرأة التي كانت لا تتكلم إلا بالقرآن وهي:
أنها قال عبد الله بن المبارك: خرجت قاصدا بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبينما أنا سائر في الطريق وإذا بسواد فمررت به وإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فقلت لها يرحمك الله تعالى ما تصنعين في هذا المكان؟
فقالت: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ} فقلت: أنها ضالة عن الطريق فقلت: أين تريدين؟
فقالت: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} فعلمت أنها قضت حجها وتريد بيت المقدس فقلت: أنت مذ كم في هذا المكان؟
فقالت: ثلاث ليال سويا فقلت أما أرفعك طعاما.
فقالت: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فقلت لها ليس هذا شهر رمضان.
فقالت: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} فقلت لها قد أبيح لنا الإفطار في السفر.
فقالت: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فقلت لها لم لا تكلميني مثل ما أكلمك به فقالت: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فقلت لها: من أي الناس أنت؟
فقالت: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} فقلت لها: قد أخطأت فاجعلني في حل. فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلت لها: هل لك أن أحملك على ناقتي وتلحقي القافلة؟
قالت: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} فأنخت مطيتي لها.
فقالت: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها فقلت: اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها.
فقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} فقلت لها: اصبري حتى أعقلها.
فقالت: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} فشددت لها الناقة وقلت لها: اركبي فلما ركبت قالت: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا.
فقالت لي: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} فجعلت أمشي وأترنم بالشعر.
فقالت: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} فقلت: ليس هو بحرام.
قالت: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فطرقت عنها ساعة فقلت لها: هل لك ربع؟
قالت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت: لها هذه القافلة فمن لك فيها؟
فقالت: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها: ما شأنهم في الحاج؟
قالت: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت: من لك فيها؟
فقالت: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} فناديت: يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ} فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت:
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} فقلت لهم: طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا: هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء -. انتهت الحكاية1 وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء.
قال بعض السلف: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} فإنها رأس ثلاث وستين وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
قال المرسي: جمع القرآن وعلوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتقال أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علمه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتزم قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعدد كلماته وآياته وسوره وأجزائه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهات والآيات المتماثلات من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا: القراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على أكثر فأجروا الأول على حكمه وأوضحوا معنى الخفي منه وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية مثل قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به وسموا هذا العلم ب: أصول الدين
وتأملت طائفة منهم معاني خطابه وإن منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك فاستنبطوا منه أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز وتكلموا في التخصيص والإضمار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء وسموا هذا الفن: أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فابتنوا أصوله وفروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسموه ب: علم الفروع وب: الفقه أيضاً.
وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا أول الأشياء حتى سموا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي ترقق قلوب الرجال وتكاد تدكدك شوامخ الجبال فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والنشر والحشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولا من المواعظ وأصولا من الزواجر فسموا بذلك: الخطباء والوعاظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه: تعبير الرؤيا
واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب فإن عسر فمن الحكم والأمثال.
ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطبتهم وعرف عادمهم الذي أشار إليه القرآن بقوله: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} .
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك: علم الفرائض واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول1 واستخرجوا منها أحكام الوصايا. ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجوم والبروج غير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جلالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.
ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها من الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك.
هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه وقد احتوى على علوم أخر مثل: الطب والجلد والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك.
أما الطب: فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة وغير ذلك وإنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} وعرفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاطه وحدوث الشفاء للبدن بعد إعلاله في قوله: {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} .
وأما الهيئة: ففي تضاعيف سور من الآيات التي ذكر فيها من ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.
وأما الهندسة: ففي قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} {لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} فإن فيه القاعدة الهندسية وهي: أن الشكل المثلث لا ظل له.
وأما الجدل: فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا ومناظرة إبراهيم أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر والمقابلة: فقد قيل: أن أوائل السور فيها ذكر مدد أعوام وأيام وتواريخ أمم سابقة وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ هذه الدنيا وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة: ففي قوله: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} فقد فسره ابن عباس بذلك وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها فمن الصنائع: الخياطة في قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} والحدادة في قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} وقوله: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} والبناء في آيات
والنجارة: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} .
والغزل: {َقَضَتْ غَزْلَهَا} .
والنسج: {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} .
والفلاحة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} وفي آيات أخر.
والصيد في آيات.
والغوص: {كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً} .
والصياغة: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً} . والزجاجة: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} و: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} .
والفخارة: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} .
والملاحة: {أَمَّا السَّفِينَةُ} الآية.
والكتابة: {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} وفي آيات أخر.
والخبز والعجن: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً} .
والطبخ: {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} .
والغسل والقصارة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} و {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم القصارون.
والجزارة: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} والبيع والشراء في آيات كثيرة.
والصبغ {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} و {بِيضٌ وَحُمْرٌ} .
والحجارة: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً} والكيالة والوزن في آيات كثيرة.
والرمي: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} .
وفيه من أسماء الآلات وضرب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: ما فرطنا في الكتاب من شيء. انتهى كلام المرسي ملخصا مع زيادات.
قال السيوطي في: الإكليل: وأنا أقول: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسئلة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها وفيه علم عجائب المخلوقات وملكوت السموات والأرض وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى وبدء الخلق وأسماء مشاهير الرسل والملائكة وعيون أخبار الأمم السابقة: كقصة آدم مع إبليس في إخراجه من الجنة.
وفي الولد الذي سماه عبد الحارث ورفع إدريس وغرق قوم نوح.
وقصة عاد الأولى والثانية وقوم تبع ويونس وأصحاب الرس وثمود والناقة وقوم لوط وقوم شعيب الأولين والآخرين فإنه أرسل مرتين وقصة موسى في ولادته وإلقائه في اليم وقتله القبطي ومسيره إلى مدين وتزوجه ابنة شعيب وكلامه تعالى بجانب الطور ومجيئه إلى فرعون وخروجه وإغراق عدوه وقصة العجل والقوم الذين خرج بهم وأخذتهم الصاعقة وقصة القتيل وذبح البقرة وقصته في قتل الجبارين وقصته مع الخضر والقوم ساروا في سرب من الأرض إلى الصين وقصة طالوت وداود مع جالوت وفتنته وقصة سليمان وخبره مع ملكة سبأ وفتنته وقصة القوم الذي خرجوا فرارا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم وقصة إبراهيم في مجادلة قومه ومناظرة نمرود وقصة وضعه ابنه إسماعيل مع أمه بمكة وبنائه البيت وقصة الذبيح وقصة يوسف وما أبسطها وأحسنها قصصا وقصة مريم وولادتها عيسى وإرساله ورفعه وقصة زكريا وابنه يحيى وقصة أيوب وذي الكفل وقصة ذي القرنين ومسيره إلى مطلع الشمس ومغربها وبناء السد وقصة أهل الكهف وقصة أصحاب الرقيم وقصة بخت نصر وقصة الرجلين اللذين لأحدهما الجنة وقصة أصحاب الجنة وقصة مؤمن آل يس وقصة أصحاب الفيل وقصة الجبار الذي أراد أن يصعد إلى السماء. انتهى.
وبقيت قصص لم يشر إليها السيوطي منها: قصة قتل قابيل أخاه هابيل وقصة دفن هابيل بدلالة الغراب وقصة وصية يعقوب بنيه إلى غير ذلك قال: وفيه من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة إبراهيم وبشارة عيسى وبعثه وهجرته.
ومن غزواته: غزوة بدر في سورة الأنفال وأحد في آل عمران وبدر الصغرى فيها والخندق في الأحزاب والنضير في الحشر والحديبية في الفتح وتبوك في براءة وحجة الوداع في المائدة.
ونكاحة زينب بنت جحش وتحريم سرية وتظاهر أزواجه عليه وقصة الإفك وقصة الإسراء وانشقاق القمر وسحر اليهود.
وفيه بدء خلق الإنسان إلى موته وكيفية الموت وقبض الروح وما يفعل بها بعد عودها إلى السماء وفتح الباب للمؤمنة وإلقاء الكافرة وعذاب القبر والسؤال فيه ومقر الأرواح وأشراط الساعة الكبرى العشرة وهي: نزول عيسى وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة والدخان ورفع القرآن وطلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة والخسف وأحوال البعث: من نفخ الصور للفزع وللصعق وللقيام والحشر والنشر وأهوال الموقف وشدة الشمس وظل العرش والصراط والميزان والحوض والحساب لقوم ونجاه آخرين.
ومنه: شهادة الأعضاء وإيتاء الكتب بالأيمان والشمائل وخلف الظهر والشفاعة أي بالإذن. والجنة1 وأبوابها وما فيها من الأنهار والأشجار والثمار والحلي والأواني والدرجات ورؤية الله تعالى.
والنار2 وما فيها من الأودية وأنواع العقاب وأصناف العذاب والزقوم والحميم إلى غير ذلك مما لو بسط لجاء في مجلدات
وفي القرآن جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد في الحديث وفيه من أسمائه مطلقا ألف اسم
وفيه: من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - جملة أي سبعون اسما ذكرها السيوطي في آخر: الإكليل.
وفيه: شعب الإيمان البضع والسبعون.
وفيه: شرائع الإسلام الثلاثمائة وخمسة عشر وفيه: أنواع الكبائر وكثير من الصغائر وفيه تصديق كل حديث روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الحسن البصري: أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوارة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان ثم أودع علوم الفرقان المفصل ثم أودع علوم الفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي.
قلت: ولذلك كانت قراءتها في كل ركعة من الصلاة وإن كان مأموما واجبة عند أهل المعرفة بالحق وكانت السبع المثاني والقرآن العظيم وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها ما خلا ما صرح بوضعها أهل النقد من علم الحديث وقد فسرها جماعة من أهل العلم مفردة بالتأليف وأبسطوا القول فيها وأجملوا واستنبط الفخر الرازي الإمام منها عشرة آلاف مسئلة كما صرح بذلك في أول: تفسيره الكبير وكل ذلك يدل على عظم مرتبة الكتاب العزيز ورفعة شأن الفرقان الكريم قال الشافعي - رحمه الله -: جميع ما تقول الأئمة شرح للسنة وجميع السنة شرح للقرآن.
قلت: ولذا كان الحديث والقرآن أصلي الشرع لا ثالث لهما وقول الأصوليين أن أدلة الشرع وأصوله أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس تسامح ظاهر كيف وهما كفيلان لحكم كل ما حدث في العالم ويحدث فيه إلى يوم القيامة دلت على ذلك آيات من الكتاب العزيز وآثار من السنة المطهرة وإلى ذلك ذهب أهل الظاهر وهم الذين قال فيهم رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" الحديث قال بعض السلف: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء إلا وهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهم من فهم وعمي منه من عمي وكذا كل ما حكم أو قضى به. انتهى.
فإذا كانت السنة شرحا للكتاب فماذا يقال من فضل الكتاب نفسه وكفى له شرفا أنه كلام ربنا الخلاق الرزاق المنعم بلا استحقاق أنزله حكما عدلا جامعا للعلوم والفضائل كلها والفنون بأسرها والفواضل والمحاسن والمكارم والمحامد والمناقب والمراتب بقلها وكثرها لا يساويه كتاب ولا يوازيه خطاب وهذه جملة القول فيه.
وقد أكثر الناس التصنيف في أنواع علوم القرآن وتفاسيرها وألف الشيخ الحافظ جلال الدين السيوطي - رحمه الله - في جملة من أنواعه: كأسباب النزول والمعرب والمبهمات ومواطن الورود وغير ذلك وما من كتاب منها إلا وقد فاق الكتب المؤلفة في نوعه ببديع اختصاره وحسن تحريره وكثرة جمعه.
وقد أفرد الناس في أحكامه كتبا: كالقاضي إسماعيل والبكر بن العلاء وأبي بكر الرزاي والكيا الهراسي وأبي بكر بن العربي وابن الفرس والموزعي وغيرهم وكل منهم أفاد وأجاد وجمع فأبدع وأوعى.
وللسيوطي في ذلك كتاب: الإكليل في استنباط التنزيل أورد فيه كل ما استنبط منه واستدل به عليه من مسئلة فقهية أو أصولية أو اعتقادية فاشدد بذلك الكتاب يديك وعض عليه بناجذيك.
وألفت أنا في الأحكام خاصة كتاب: نيل المرام من تفسير آيات الأحكام وبالجملة فعلوم الكتاب لا تحصى وتفاسيره لا تستقصى وفنونه لا تتناهى وبركاته لا تقف عند حد وأنواره لا ترسم برسم ولا تحد بحد.
وإذا تقرر ذلك عرفت أن العلوم التي ذكرناها في هذا الكتاب كلها موجودة في ذلك الكتاب دلالة وإشارة منطوقا أو مفهوما مفسرا أو مجملا ولا يعرفها إلا من رسخ قدمه في الكمال وسبح فهمه في بحار العلم بالتفصيل والإجمال والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

غدر

(غدر) دارٌ غادِرَةٌ: أي ضَيِّقَة.
غ د ر : غَدَرَ بِهِ غَدْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَقَضَ عَهْدَهُ وَالْغَدِيرُ النَّهْرُ وَالْجَمْعُ غُدْرَانٌ وَالْغَدِيرَةُ الذُّؤَابَةُ وَالْجَمْعُ غَدَائِرُ. 
غ د ر

يا غدر ويا لغدر ويا غدار. وتقول: استغزرت الذهاب، واستغدرت اللهاب؛ أي صارت غزراً وغدراً، والذهبة: مطرة شديدة سريعة الذهاب، واللهب: مهواة ما بين الجبلين.

ومن المجاز: سنة غدّارة إذا كثر مطرها وقلّ نباتها. وفلان ثابت الغدر إذا ثبت في القتال والخصام، وأصل الغدر: اللخاقيق كأنه يغدر بسالكه الواحدة: غدرة.
غدر غدر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث كَعْب الْأَحْبَار رَحمَه الله لَو أنّ امْرَأَة من الحُور العِينِ اطَّلعت إِلَى الأَرْض فِي لَيْلَة ظلماء مُغْدِرَةِ لَأَضَاءَتْ مَا على الأَرْض. [قَالَ أَبُو عَمْرو وَغَيره -] المُغْدِرَةُ الشَّدِيدَة الظلمَة [قَالَ أَبُو عبيد: لَا أَدْرِي من أَي شَيْء أخِذت -] وَيُقَال أَيْضا لَيْلَة غدرة بَيِّنَة الْغدر مثلهَا. 
(غدر)
الرجل غدرا شرب من مَاء الغدير وَفُلَانًا وَبِه غدرا وغدرانا نقض عَهده وَترك الْوَفَاء بِهِ فَهُوَ غادر (ج) غدرة وَهُوَ غدار وغدور وَيُقَال فِي أسلوب النداء فَحسب يَا غدر للْوَاحِد كَمَا يُقَال للْجمع يَا آل غدر وَهِي غادرة (ج) غوادر وَهِي غدور وغدارة وَالْمَرْأَة وَلَدهَا أساءت غذاءه

(غدر) الرجل غدرا شرب من مَاء الغدير وَالْمَكَان كثر بِهِ الْغدر فَهُوَ أغدر وَهِي غدراء (ج) غدر وَعَن أَصْحَابه تخلف وَفُلَان مَاتَ إخْوَته وَبَقِي هُوَ بعدهمْ فَهُوَ غدر
غ د ر: (الْغَدْرُ) تَرْكُ الْوَفَاءِ وَبَابُهُ ضَرَبَ فَهُوَ (غَادِرٌ) وَ (غُدَرٌ) أَيْضًا بِوَزْنِ عُمَرَ. وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ الثَّانِي فِي النِّدَاءِ بِالشَّتْمِ فَيُقَالُ: يَا غُدَرُ. وَ (غَادَرَهُ) تَرَكَهُ. وَ (الْغَدِيرُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الْمَاءِ يُغَادِرُهَا السَّيْلُ. وَهُوَ فَعِيلٌ فِي مَعْنَى مُفَاعَلٍ مِنْ غَادَرَهُ أَوْ مُفْعَلٍ مِنْ (أَغْدَرَهُ) بِمَعْنَى تَرَكَهُ. وَقِيلَ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لِأَنَّهُ يَغْدِرُ بِأَهْلِهِ أَيْ يَنْقَطِعُ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ وَالْجَمْعُ (غُدْرَانٌ) وَ (غُدُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ. وَ (الْغَدِيرَةُ) وَاحِدَةُ (الْغَدَائِرِ) وَهِيَ الذَّوَائِبُ. 
غدر غَدَرَ يَغْدِرُ غَدْراً: نَقَضَ العَهْدَ، ويا غُدَرُ ويا غُدَرَةُ، والمَرْأةُ: غَدَارِ، ويا ابنَ مِغدرٍ ويا مَغْدَرُ. وفي المَثَل: " هو قَفا غادِرٍ شَر ".
والغَدِيرُ: مُسْتَنْقَعُ الماءِ، واسْتَغْدَرَتْ هناك غُدُرٌ: أي صارتْ هناك غَدْرانٌ. وكلُّ عَقِيْصَةٍ: غَدِيرةٌ، والجميع الغَدائر.
والمُغَادرَةُ: تَرْكُ الشَّيْءِ مُسَلّماً. وغادَرْتُ فلاناً خَلْفي: أي خَلَّفْته.
وأصْلُ الغَدْر: المَوضِعُ الكثيرُ الحِجارة الصَّعْبُ المَسْلَكِ الذي لا تكادُ الدابَّةُ تَتَخلص منه. وغَدِرَتِ الشاةُ: تَخَلَّفَتْ عن الغَنَم.
ولَيْلَةٌ مُغْدِرَةٌ: شَديدةُ الظُّلْمَة، وغَدِرَةٌ. والغَدْراء: الظَّلماء.
وفلانٌ ثَبْتُ الغَدَرِ: وهو جِرَفَةُ الأرْض.
ووَجَدْتُ أرضاً غَدِرَتْ غَنَمُها: وذلك حين تَشْبعُ في المَرْتَع في أوَّلِ نَبْتِ الغَيْثِ.
غدر
الغَدْرُ: الإخلال بالشيء وتركه، والْغَدْرُ يقال لترك العهد، ومنه قيل: فلان غَادِرٌ، وجمعه:
غَدَرَةٌ، وغَدَّارٌ: كثير الْغَدْرِ، والْأَغْدَرُ والْغَدِيرُ:
الماء الذي يُغَادِرُهُ السّيل في مستنقع ينتهي إليه، وجمعه: غُدُرٌ وغُدْرَانٌ، واسْتَغْدَرَ الْغَدِيرُ: صار فيه الماء، والْغَدِيرَةُ: الشّعر الذي ترك حتى طال، وجمعها غَدَائِرُ، وغَادَرَهُ: تركه. قال تعالى: لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها
[الكهف/ 49] ، وقال: فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً
[الكهف/ 47] ، وغَدِرَتِ الشاة:
تخلّفت فهي غَدِرَةٌ، وقيل للجحرة واللّخافيق التي يُغَادِرُهَا البعير والفرس غائرا: غَدَرٌ ، ومنه قيل: ما أثبت غَدَرَ هذا الفرس، ثم جعل مثلا لمن له ثبات، فقيل: ما أثبت غَدَرَهُ .
(غدر) - في حدِيثِ الحُدَيْبِيَة وغَيْره: "يا غُدَرُ"
يريد المُبالغَةَ في وَصْفِه بالغَدْر.
وهو كما قال أبو سُفْيان لِحَمزَةَ - رضي الله عنه -: "ذُق عُقَق" يَصِفُه بالعُقُوق المُبالَغ ، وقَطِيعَةِ الرَّحِم، وفي المُؤَنَّث: يا غَدارِ مَبْنِيًّا على الكَسْرِ، وفي الجَمْع: يَالَغُدَر، هذا كُلُّه في النِّداءِ، وكذلك يا مَغْدَرُ.
- وفي الحديث: "أنه مرّ بأَرضٍ يقال لها: غَدِرَة"
كأنها لا تَسْمَح بالنَّبات، أو تُنْبِت ثم تُسرع إليه الآفَة. شُبِّهَت بالغَادِر، الذي يَخْتِل قَولاً ولا يَفِي فِعلاً.
- ومنه: "بَيْن يَدَيِ السَّاعَةِ سِنُونَ غَدَّارة يَكْثُر المَطَر وَيقِلُّ النَّباتُ"
وليلة غَدِرَة ومُغْدِرَةٌ: بَيِّنَة الغَدَر - بفتح الدال: أي مُظْلِمة. والغَدْرَاء: الظَّلْماء.

غدر


غَدِرَ(n. ac. غَدَر)
a. ['An], Lagged behind; forsook, deserted.
b. Was rocky, stony.
c. see IV (c)
غَدَّرَa. Betrayed &c.

غَاْدَرَa. Left, behind.

أَغْدَرَa. see II
& III.
c. Was dark, gloomy.

تَغَدَّرَa. see (غَدِرَ) (a).
إِسْتَغْدَرَa. Was full of ponds, pools (place).

غَدْرa. Treason; treachery, perfidy; desertion
betrayal.

غَدْرَة
(pl.
غَدَرَات)
a. see 1 & 4
(a), (b).
غِدْرَة
(pl.
غِدَر
7)
a. see 4 (a) (b).
غُدْرَة
( pl.
reg. )
a. see 4 (a) (b).
غَدَرa. Abandoned, deserted, forsaken; left behind.
b. Rest, remainder, remnant, residue.
c. (pl.
أَغْدَاْر), Stony ground; bank; burrow.
غَدَرَةa. see 4 (a) (b). —
غُدَر مَغْدَر
مَغْدِرsee 21
غَاْدِرa. Traitorous; treacherous, perfidious, faithless;
traitor; betrayer; deserter.

غِدَاْرَة
غُدَاْرَةa. see 4 (a) (b).
غَدِيْر
(pl.
غُدُر
أَغْدِرَة
غُدْرَاْن
35)
a. Pool; pond.
b. Stream.

غَدِيْرَة
(pl.
غَدَاْئِرُ)
a. Tress, plait, lock of hair.
b. Hollow, cavity.
c. Deserted, abandoned (camel).
غَدُوْر
غَدَّاْر
28a. see 21
غَدَّاْرَة
( pl.
reg. )
a. [ coll. ], Small pistol.

غِدِّيْرa. see 21
غَدْرًا
a. Treacherously, perfidiously; by treachery.

ثَبْتُ الْغَدَر
a. Firm under difficulties.
باب الغين والدال والراء معهما غ د ر، ر غ د، د غ ر، ر د غ، غ ر د مستعملات

غدر: غَدَرَ غَدْراً أي: نَقَضَ العَهْدَ ونحوَه. ويقال: غُدَرُ أي يا غَدَارُ، وللمرأة غَدارِ أي يا غَدَارةُ. ويا ابن مَغدِر ويا مَغْدِرُ. ولا يقال: رجل غُدَرُ، لأن غُدَر عندهم في حد المَعْرِفةِ، وإذا كان في حد النَّكرِةِ صرف فتقول: رأيت غُدَراً من الناسِ. ورجلٌ مَغْدِرانُ: كثيرُ الغدرِ. والغَديرُ: مستنقع ماء المطر صغيراً كان أو كبيراً ولا يبقى إلى القَيْظِ إلا ما يَّتخِذُه الناس من عد أو حائِرٍ أو وجذٍ أو وقطٍ أو صهريجٍ. وكل عَقيصةٍ غَديرةٌ، قال:

غَدائْرُهُ مُسْتَشْزِراتٌ إلى العلى

والمغادرة: الترك، وهو تَرْكُ شيءٍ مُسَلَّماً. وقوله تعالى: لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً

، أي لا يترك الكتاب شيئاً إلا أحصاه. وكل متروكٍ في مكان فقد غُودِرَ، وكذلك أغدَرْتُ الشيء أي تركتُه. ورجل ثبت الغَدَر أي ثابت في قتالٍ أو كلامٍ. وأصل الغَدَر الموضع الكثير الحجارة والصعب المسلك، لا تكاد الدابة تتخلص منه، فكأن قولك: غادَرَه أي تركه في الغَدَر، فاستعمل ذلك حتى يقال: غادَرْتُه أي خَلَّفْتُه، قال العجاج: وإن تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفا

وأَغْدَرَتِ الليلةُ فهي مُغْدِرةٌ أي مظلمةٌ .

دغر: الدَّغْرُ: الإقْتِحامُ من غير تثبتٍ. يقال: أدْغَروا عليهم في الحملة.

وفي الحديث: ليس في الدَّغْرةِ قطعٌ ،

وهو اسم ما دَغَرْتَ أي استَلَبْتَ. ولغة الأزد لصبيانهم: دغرى لا صفى أي احملوا ولا تُصافُّوا. وفي خُلُقِهِ دَغَرٌ، أي: تخلفُ . ودَغَرْتَ الغلامَ أي غَمَزْتُ حلقه من العُذْرةِ.

ردغ: الرَّدَغَةُ: وحلٌ كثيرٌ سواخي الطين. ومكانٌ رَدِغٌ. وارتدغ الرجل: وقع في الرداغ أي: الوحل. والمرادع: ما بين الترقوة إلى العنق، الواحدة مَرْدَغةٌ.

غرد: كل صائتٍ طربِ الصوت فهو غَرِدٌ. وقد غَرَّدَ تغريداً، قال:

إذا غَرَّدَ المكاء في غير روضة ... فويل لأهل الشاء والحمرات

والغَرادُ: الكمأةُ الرديئة، الواحدة: غردة . رغد: عَيْشٌ رَغيدٌ أي: رَغَدٌ، رَفيهٌ. والرَّغَدُ: سعة العيش وقومٌ رَغَدٌ ونساءٌ رَغَدٌ. وارغادَّ المريض إذا عرفت فيه ضَعْضَعةً من غير هزالِ . والمُرْغادُّ: المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ غَضَباً ونحوه
غدر: غدر: ثار. (معجم البلاذري).
غدر: باغت مدينة وأخذها على غِرَّة. (كرتاس ص183). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص10 ق) وصله الخبر بغدر الفسقة أصحاب ابن همشك مدينة قرمونة (ص25 ق، ص26) وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص2) غدر النصارى مدينة باجة واتفق غدرها من البرج المستقبل بباب قصبتها.
غدر: سلّم المدينة خيانة وغدراً (فوك). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص23 ق): عبد الله بن شراحيل الذي غدر مدينة قرمونة ومكن منها بدلسه لابن همشك.
الغادر بامرأة: الغاوي لامرأة متزوجة (البكري 187).
غَدَّر (بالتشديد): غدَّر الماء: تجمّع في غُدَير.
تجمّع في مغيض، تجمع في وهدة ومنخفض من الأرض (فوك، بوسييه).
غَدَّر الريش والــحِبْر: صار كالطحين. (فوك، بوسييه).
غادر: ترك، أهمل، أغفل. (أماري ص19، ابن بطوطة 3: 97).
غادر من: تأخر عن، تخلّف عن. ترك من (الاصطخري ص42، القزويني 1: 125) وفي ابن البيطار (1: 22) لا تغادر منه شيئاً. (1: 517).
أغدر: أرعب، أخاف، راع، أفزع. (ألكالا).
أغدر: جرّد من. (فوك).
تغدَّر: صار غديراً. (فوك).
انغدر: برز، امتد، تعرض، تقدم (فوك).
انغدر: تخلّف، بقي وحده. (فوك).
انغدر: ارتعب، ارتاع، فزع، خاف (الكالا).
غَدْرَة: غَدْر، خيانة، خداع. (ديوان الهذليين ص81 البيت السابع).
غُدْران: غَدْر، خيانة، خداع. (ديوان امرئ القيس ص20 البيت الثامن) وانظر (ص99).
غُدْران: فالج، شلل. (فوك).
غَدِير: يجمع على أغْدُر. (ألكالا) وجمع الجمع أغادير. (الفاكهي طبعة رايت).
غَدِير: في الصحراء منخفض في سهل يتجمع فيه ماء المطر، وتجد فيه الشجيرات وبعض الأشجار (بركهارت نوبية ص178، برتون 2: 59).
غَدِير: حوض عميق في مجرى الماء من النهر. (بوسييه. محيط المحيط).
غَدِير: مجرى ماء، مسيل ماء. (ألكالا).
الغدير: طرف البحر الأبيض المتوسط الذي يتصل بمضيق جبل طارق. (البكري ص90، 99، 105، 113).
غَدِير: يطلقه الشعراء على الدروع والزرد لأنها تلمع كما تلمع مياه الغدير تحت أشعة الشمس.
(المقري 1: 432 (= درع انظر ص433)، وانظر (إضافات، فليشر بريشت ص49).
غَدِيريّ: ما ينمو في الغدران. (باين سميث 1579).
غَدَّار: لصّ يستخدم السلالم للتسلق على المنازل. (ألكالا).
غَدَّارَة، وجمعها غدادير: لطخة، بقعة، رقشة، نكتة، درن، وسخ. (فوك)، يقال: غدّارة الــحبر ونحوه.
غَدَّارة، وجمعها غَدَّارات. (برجرن ص804). ويقال في الكلام عن الأمة الحرب: " حين يحمل الفارس دبوساً يمسك بيده الأخرى قضيباً من الحديد يسمى غَدَّارة. وفي محيط المحيط: والغَدَّارة عند المولدين قطعة من السلاح صغيرة يُغْدَر بها العدوُّ (ج) غدَّارات.
مَغْدَرَة: غَدئُر، خيانة، تمرّد، عصيان، ثورة. (معجم البلاذري).
مَغْدُور. ماء مغدور: ماء في السفينة يجتمع ويتأسن في فناطس السفينة. (ألكالا).
مُغْدُور: مفلوج، مشلول- (فوك).
مُغْدُور: به مَسّ من الشيطان، مجنون. (فوك).
مَغْدور: خائف، مذعور، مرتعب. (ألكالا).
[غدر] نه: فيه من صلى العشاء في جماعة في الليلة "المغدرة"، هي الشديدة الظلمة التي تغدر الناس في بيوتهم أي تتركهم، والغدراء: الظلمة. ومنه ح: لو أن امرأة من الحور طاطلعت إلى الأرض في ليلة ظلماء "مغدرة" لأضاءت. وفيه: يا ليتني "غودرت" مع أصحاب تحص الجبل، أي أصله وأراد بهم قتلى أحد، أي ليتني استشهدت معهم، والمغادرة: الترك. ومنه ح بدر: فخرج صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى بلغ قرقرة الكدر "فأغدروه"، أي تركوه وخلفوه، وهو موضح. ك: شفاء "لا يغادر" سقمًا، أي لا يتركه، وشفاء مصدر اشف. نه: وفي ح سياسة عمر: ولولا ذلك "لأغدرت" بعض ما أسوق، شبه نفسه بالراعي ورعيته بالسرح، وروي: لغدرت، أي لألقيت الناس في الغدر وهو مكان كثير الحجارة. وفيه: قدم صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع "غدائر"، هي الذوائب جمع غديرة. ومنه ح: ضمام كان رجلًا جلدًا أشعر ذا "غديرتين". وفيه: بين يدي الساعة سنون "غدارة" يكثر المطر ويقل النبات، هو فعالة من الغدر أي تطعمهم في الخصب بالمطر ثم تخلف. وفي ح الحديبية: قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا "غدر" - هو معدول عن غادر، والأنثى غدار كقطام- وهل غسلت "غدرتك" إلا بالأمس. ك: هو كعمر، أي يا غدر ألست أسعى في إطفاء ثائرة غدرتك ودفع شر جنايتك ببذل المال ونحوه وكان بينهما قرابة، قوله: أما الإسلام فأقبل- بصيغة التكلم- وأما المال فلست منه في شيء، أي ما عليَّ، قوله: سهل الأمر- بفتح فضم وبضم فكسر مشددة، ومن أمركم فاعل سهل ومن زائدة أو للتبعيض أي سهل بعض أمره. نه: ومنه ح: اجلس "غدر"، أي يا غدر. ن: وإنما سبته حيث غضب بنصيحة أم المؤمنين وعمته. نه: وح: يا "لغدر" يا لفجر. وفيه: مر بأرض يقال لها "غدرة" فسماها خضرة، كأنها كانت لا تسمح بالنبات أو تسرع إليه الآفة فكأنه غادر لا يفي، وقد تكرر فيه. ك: ومنه ح: وما أرادوا من "الغدر"، وهو أنه صلى الله عليه وسلم خرج إليهم مستعينًا بهم في دية القتيلين، قالوا: نعم أبا القاسم! اجلس حتى تطعم، وتشاوروا أن يصعد واحد على ظهر بيت ويلقى صخرة حتى تقتله، فأوحي إليه ينهض إلى المدينة وتهيأ للقتال حتى أجلاهم إلى خيبر. وح: "الغادر" له لواء، أي لناقض العهد علم يؤمئذٍ، وكانوا إذا غدر رجل في الجاهلية رفعوا له لواء أيام الموسم ليعرفوه فيجتذبوه- ويتم في ل. ط: هذه "غدرة" فلان، أي علامة غدرته، وهي لغة ترك الوفاء وهو شائع في أن يغتال بقتل من أمته وأخذ عهده، وإنما عظم غدر أمير العامة أي من قدمه العوام والسفلة من غير استحقاق بغير اتفاق من أهل العقد لأنه نقض عهد الله بتولي ما لا يستعده ومنعه عمن يستحقه وعهود المسلمين بالخروج على إمامهم، والمشهور أنه وارد في ذم الإمام الغادر لرعيته في ترك الشفقة والتربية وخيانته يحتمل غدر الرعية بالإمام بالخروج وابتغاء الفتنة. مف: وفي ح أهل الجنة: فيذكر ببعض "غدراته" - بفتحتين جمع غدرة بمعنى الغدر بترك وفائه بالعهد بترك المعاصي، فنأتي سوقًا- بصيغة تكلم، حفت به الملائكة، وروي: بها- لأن السوق يذكر ويؤنث، أي أحدقوا وأطافوا بجوانب السوق، قوله: ما لم ينظر العيون، ما موصولة مجرور بدل من ما أعددت، أو منصوب بأعددت مصدر أو من مفعول محذوف كأعددت، أو مرفوع خبر هو محذوف. ط: والوجه أن تكون موصوفة بدل من سوق أو إبهامية تريد الشيوع في سوق المفخم بالتنكير أو زائدة للتأكيد، وحفت ولم ينظروا صفتان لسوقًا، وضمير يباع لما في ما اشتهينا، ويروعه في ر. واسقوا من "غدركم"، هو جمع غدير، وهو حفرة ينتفع فيها الماء.
الْغَيْن وَالدَّال وَالرَّاء

الغَدْرُ: ضد الْوَفَاء بالعهد. غَدَره، وغَدر بِهِ، يَغْدِر غَدْراً.

وَرجل غادر، وغدّار، وغدِّير، وغَدُور، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء، وغُدَرُ.

وَقَالَ بَعضهم: يُقَال للرجل: يَا غُدَر، وَيَا مَغْدَر، وَيَا مَغْدِر، ويَا بْنَ مَغْدِر، ومَغْدَر، وَالْأُنْثَى: يَا غَدارِ، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النداء.

وغَدَر الرجل غَدْراً، وغَدْرَاناً، عَن اللحياني، ولستُ مِنْهُ على ثِقَة.

وَقَالُوا: الذِّئْب غادر، أَي: لَا عهد لَهُ، كَمَا قَالُوا: الذِّئْب فَاجر.

وأغْدر الشيءَ: تَركه وبقّاه.

وَحكى اللحياني: اعانني فلَان فأغدر لَهُ ذَلِك فِي قلبِي مَوَدَّة، أَي: أبْقاها.

والغُدْرة: مَا اغدر من شَيْء، وَهِي الغُدَارة، قَالَ الافوه:

فِي مُضَرَ الْحَمْرَاء لم يَتَّرِكْ غُدارةً غير النِّسَاء الجُلوس

وعَلى بني فلَان غَدَرةٌ من الصَّدقة: وغَدرٌ، أَي: بَقِيَّة.

والقت الناقَة غَدَرَها، أَي: مَا أغْدرته رَحمهَا من الدَّم والأذى.

وَبِه غادرٌ من مرض، أَي: بَقِيَّة.

وغادر الشَّيْء مغادرة. وغِدَارَا، وأغدره: تَركه.

والغدير: الْقطعَة من المَاء يغادرها السَّيْل، أَي: يَتْرُكهَا، هَذَا قَول أبي عُبيد، فَهُوَ إِذا " فعيل " فِي معنى " مفعول " على اطراح الزَّائِد.

وَقد قيل: إِنَّه من الغَدْر، لِأَنَّهُ يَخون وُرّاده فينَضب عَنْهُم، ويقوِّي ذَلِك قَول الكُميت:

وَمن غَدْرِه نَبَز الأوّلون بِأَن لَقَّبوه الغَدير الغديرا

أَرَادَ: وَمن غدره نبز الاولون الغدير بِأَن لقبوه الغدير، فالغدير الأول مفعول " نبز " وَالثَّانِي مفعول " لقبوه ".

وَقَالَ اللحياني: الغدير، اسْم، وَلَا يُقَال: هَذَا مَاء غَدِير.

وَالْجمع: غُدرُ، وغُدْرَان.

واسْتَغدرتْ ثَمَّ غُدُرٌ: صَارَت. والغَدير: السَّيْف، على التَّشْبِيه، كَمَا يُقَال لَهُ: اللُّخُّ.

والغدير: القطعةُ من النَّبَات، على التَّشْبِيه أَيْضا، وَالْجمع: غُدرانٌ، لَا غير.

وغَدِر فلانٌ بعد إخْوَته، أَي ماتُوا وَبَقِي هُوَ.

وغَدر عَن أَصْحَابه: تخلّف.

وغَدِرَت النَّاقة عَن الْإِبِل، وَالشَّاة عَن الْغنم، غَدْراً: تخلَّفت.

والغَدور، من الدَّوَابّ وَغَيرهَا: المتخلفُ الَّذِي لم يلْحق.

وأغدَر فلَان الْمِائَة: خلَّفها وجاوزها.

وليلةٌ غَدِرةٌ: بيِّنة الغَدْر.

ومُغْدرة: شَدِيدَة الظلمَة تحبس النَّاس فِي مَنَازِلهمْ فيَغْدرون، أَي: يتخلفون.

ورُوى عَنهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام انه قَالَ: " الْمَشْي فِي اللَّيْلَة المُظلمة المُغْدِرة إِلَى الْمَسْجِد يُوجب كَذَا وَكَذَا ".

وغَدِرت الغنمُ غَدَراً: شبعت فِي المَرج فِي أول نَبته، وَلم يُسل عَن احظها، لِأَن النبت قد ارْتَفع أَن يُذكر فِيهِ الْغنم.

والغَدرُ: الْحِجَارَة وَالشَّجر.

وكل مَا واراك وسَدّ بَصرك: غَدَرٌ.

والغَدَرُ: الأَرْض الرخوة ذَات الجحرة والجَرفة واللّخافيق المُتعادية.

وَقَالَ اللحياني: الغَدر: الجحرة والجرفة فِي الارض، وَالْجمع: أغدار.

وغَدِرت الأَرْض غَدَراً: كثر غُدَرُها.

وكل مَوضِع صَعب لَا يكَاد الدَّابَّة تَنفذ فِيهِ: غَدَرٌ.

وَرجل ثَبْتُ الغَدرَ: يثبت فِي مَوَاطِن الْقِتَال والجدل، وَهُوَ من ذَلِك.

وَيُقَال: إِنَّه لَثَبْتُ الغَدَر، إِذا كَانَ ثبتاً فِي جَمِيع مَا يَأْخُذ فِيهِ.

وَقَالَ اللحياني: مَعْنَاهُ: مَا اثْبتْ حجَّته وَأَقل ضَرَر الزلق والعثار عَلَيْهِ.

قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: مَا اثْبتْ غَدَر فلَان، أَي: مَا بَقِي من عقله، وَلَا يُعجبني.

وفرسٌ ثَبْتُ الغَدر: يثُبت فِي مَوضع الزلل.

والغديرتان: الذؤابتان اللَّتَان تَسقطان على الصَّدْر. وَقيل: الغدائر للنِّسَاء، وَهِي المضفورة، والضفائر للرِّجَال.

والغَيدرة: الشَّرّ، عَن كرَاع.

وَرجل غَيْدارٌ: سيئ الظَّن يظُن فيُصيب.

والغدير: اسْم جلّ.

وَآل غُدْران: بطن.

غدر: ابن سيده: الغَدْرُ ضدُّ الوفاء بالعهد. وقال غيره: الغَدْرُ ترك

الوفاء؛ غدَرَهُ وغَدَر به يَغْدِرُ غَدْراً. تقول: غَدَرَ إِذا نقض

العهد، ورجل غادِرٌ وغَدَّارٌ وغِدِّيرٌ وغَدُور، وكذلك الأُنثى بغير هاء،

وغُدَرُ وأَكثر ما يستعمل هذا في النداء في الشتم يقال: يا غُدَرُ وفي

الحديث: يا غُدَرُ أَلَسْتُ أَسْعَى في غَدْرَتكففقال في الجمع: يالَ غُدَر.

وفي حديث الحديبية: قال عروة بن مسعود للمُغِيرة: يا غُدَرُ، وهل

غَسَلْتَ غَدْرَتك إِلا بالأَمس؟ قال ابن الأًثير: غُدَر معدول عن غادِر

للمبالغة، ويقال للذكر غُدَر والأُنثى غَدارِ كقَطامِ، وهما مختصّان بالنداء في

الغالب؛ ومنه حديث عائشة: قالت للقاسم: اجْلِسْ غُدَرُ أَي يا غُدَرُ

فحذفت حرفَ النداء؛ ومنه حديث عاتكة: يا لَغُدَر يا لَفُجَر قال ابن سيده:

قال بعضهم يقال للرجل يا غُدَر ويا مَغْدَر ويا مَغْدِر ويا ابن مَغْدِر

ومَغْدَر، والأُنثى يا غَدارِ لا يستعمل إِلا في النداء؛ وامرأَة غَدّار

وغدّارة. قال: ولا تقول العرب هذا رجل غُدَر لأَن الغُدَر في حال

المعرفة عندهم. وقال شمر: رجل غُدَرٌ أَي غادِرٌ، ورجل نُصَرٌ أَي ناصرٌ، ورجل

لُكَعٌ أَي لَئيم؛ قال الأَزهري: نَوَّنها كلها خلاف ما قال الليث وهو

الصواب، إِنما يترك صَرْف باب فُعَل إِذا كان اسماً معرفة مثل عُمَر

وزُفَر. وفي الحديث: بين يَدَي الساعة سِنونَ غدّارةٌ يَكثُر المطرُ ويَقِلّ

النبات؛ هي فَعّالة من الغَدْر أَي تُطْمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم

تُخْلِف فجعل ذلك غَدْراً منها. وفي الحديث: أَنه مر بأَرض يقال لها غَدِرة

فسماها خَضِرة كأَنها كانت لا تسمح بالنبات، أَو تنبت ثم تُسْرِع إِليه

الآفةُ، فشبِّهَت بالغادر لأَنه لا يَفِي؛ وقد تكرر ذكر الغَدْرِ على اختلاف

تصرُّفه في الحديث. وغدرَ الرجلُ غَدْراً وغَدَراناً؛ عن اللحياني؛ قال

ابن سيده: ولست منه على ثقة. وقالوا: الئذب غادرٌ أَي لا عهد له، كما

قالوا: الذِّئب فاجر.

والمغادَرة: الترك. وأَغْدَرَ الشيءَ: تركه وبقّاه. حكى اللحياني:

أَعانني فُلانٌ فأَغْدَرَ له ذلك في قلبي مَوَدَّةً أَي أَبْقاها. والغُدرَة:

ما أُغْدِرَ من شيء، وهي الغُدَارة؛ قال الأَفْوه:

في مُضَرَ الحَمْراء لم يَتَّركْ

غُدَارةً، غير النِّساء الجُلوس

وعلى بني فلان غَدَرةٌ من الصدقَة وغَدَرٌ أَي بقيّة. وأَلْقَت الناقةُ

غَدَرَها أَي ما أَغْدَرَتْه رَحِمُها من الدم والأَذى. ابن السكيت:

وأَلقتِ الشاة غُدُورَها وهي بقايا وأَقذاءٌ تبقى في الرحم تلقيها بعد

الولادة. وقال أَبو منصور: واحدة الغِدَر غِدْرة ويجمع غِدَاراً وغِدَرات؛ وروى

بيت الأعشى:

لها غِدَرات واللواحِقُ تَلْحَق

وبه غادِرٌ من مرض وغابِرٌ أَي بقية. وغادَرَ الشيء مُغَادَرة وغِداراً

وأَغْدَرَه: تركه. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ليتني

غُودِرْت مع أَصحاب نُحْصِ الجبل؛ قال أَبو عبيد: معناه يا ليتني

اسْتُشْهدْتُ معهم، النُّحْص: أَصل الجبل وسَفْحُه، وأَراد بأَصحاب النُّحْصِ

قَتْلى أُحُد وغيرهم من الشهداء. وفي حديث بدر: فخرج رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، في أَصحابه حتى بلغ قَرْقَرةَ الكُدْر فأَغْدَرُوه؛ أَي تركوه

وخلَّفوه، وهو موضع. وفي حديث عمر وذكر حسن سياستِه فقال: ولولا ذلك

لأَغْدَرْتُ بعضَ ما أَسُوق أَي خَلَّفْت؛ شَبَّه نَفْسَه بالراعي ورَعِيَّتَه

بالسَّرْح، وروي: لغَدَّرْت أَي لأَلْقَيْتُ الناس في الغَدَر، وهو مكان

كثير الحجارة. وفي التنزيل العزيز: لا يُغادِرُ صغيرة ولا كَبيرة؛ أَي لا

يترك. وغادَرَ وأَغْدَرَ بمعنى واحدٍ. والغَدِير: القطعة من الماء

يُغادِرُها السيل أَي يتركها؛ قال ابن سيده: هذا قول أَبي عبيد فهو إِذاً

فَعِيل في معنى مفعول على اطِّراح الزائد، وقد قيل: إِنه من الغَدْر لأَنه

يَخُونُ وُرَّادَه فيَنْضُب عنهم ويَغْدر بأَهله فينقطع عند شدة الحاجة

إِليه؛ ويقوّي ذلك قول الكميت:

ومِنْ غَدْره نَبَزَ الأَوّلون،

بأَنْ لَقَّبوه، الغَدِير، الغدِيرا

أَراد: من غَدْرِهِ نَبَزَ الأَولون الغَدير بأَن لقَّبوه الغَدِير،

فالغدير الأَول مفعول نَبَزَ، والثاني مفعول لقَّبوه. وقال اللحياني:

الغَدِيرُ اسم ولا يقال هذا ماء غَدِير، والجمع غُدُرٌ وغُدرَانٌ.

واسْتَغْدَرَتْ ثَمَّ غُدْرٌ: صارت هناك غُدْرَانٌ. وفي الحديث: أَن قادماً قدم على

النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأَله عن خِصْب البلاد فحدّث أَن سحابة وقعت

فاخضرَّت لها الأَرض، وفيها غُدُرٌ تَنَاخَسُ والصيدُ قد ضَوَى إِليها؛

قال شمر: قوله غُدُرٌ تَناخَسُ أَي يَصُبّ بعضُها في إِثر بعض. الليث:

الغَدِيرُ مستنقع الماء ماءِ المطر، صغيراً كان أَو كبيراً، غير أَنه لا

يبقى إِلى القيظ إِلا ما يتخذه الناس من عِدّ أَو وَجْدٍ أَو وَقْطٍ أَو

صِهْريجٍ أَو حائر. قال أَبو منصور: العِدّ الماءُ الدائم الذي لا انقطاع

له، ولا يسمى الماء الذي يجمع في غَدِير أَو صهريج أَو صِنْعٍ عِدّاً، لأَن

العِدّ ما يدوم مثل ماء العين والرَّكِيَّةِ. المؤرج: غَدَر الرجلُ

يَغْدِرُ غَدْراً إِذا شرب من ماء الغَدِيرِ؛ قال الأَزهري: والقياس غَدِرَ

يَغْدَرُ بهذا المعنى لا غَدَرَ مثل كَرِعَ إِذا شرب الكَرَعَ.

والغَدِيرُ: السيف، على التشبيه، كما يقال له اللُّجّ. والغَدِيرُ: القطعة من

النبات، على التشبيه أَيضاً، والجمع غُدْران لا غير. وغَدِر فلانٌ بعد إِخْوته

أَي ماتوا وبقي هو. وغَدِر عن أَصحابه: تخلَّف. وغَدِرَت الناقةُ عن

الإِبل والشاةُ عن الغنم غَدْراً: تخلفت عنها، فإِن تركها الراعي، فهي

غَديرة، وقد أَغدَرها؛ قال الراجز:

فَقَلَّما طَارَدَ حتى أَغْدَرَا

وسْطَ الغُبَارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا

وقال اللحياني: ناقة غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرةٌ إِذا كانت تخلّف عن

الإِبل في السوق. والغَدُور من الدوابّ وغيرها: المتخلف الذي لم يلحق.

وأَغْدَرَ فلان المائة: خلّفها وجاوزها. وليلة غَدِرَةٌ بَيّنَةُ الغَدَرِ،

ومُغْدِرَةٌ: شديدة الظلمة تحبس الناس في منازلهم وكِنِّهِمْ فيَغْدَرون أَي

يتخلفون. وروي عنه، عليه الصلاة والسلام، أَنه قال: المشي في الليلة

المظلمة المُغْدِرَة إِلى المسجد يوجب كذا وكذا. وغَدِرَت الليلة، بالكسر،

تَغْدَر غَدَراً وأَغْدَرَتْ، وهي مُغْدِرَةٌ، كل ذلك: أَظلمت. وفي

الحديث: من صلى العشاء في جماعة في الليلة المُغْدِرَة فقد أَوجَبَ؛

المُغْدِرَةُ: الشديدة الظلمة التي تُغْدِرُ الناس في بيوتهم أَي تتركهم، وقيل:

إِنما سميت مُغْدِرَةً لطرحها من يخرج فيها في الغَدَر، وهي الجِرَفَةُ. وفي

حديث كعب: لو أَن امرأَة من الحُور العِينِ اطَّلعت إِلى الأَرض في ليلة

ظلماء مُغْدِرَةٍ لأَضاءت ما على الأَرض. وفي النهر غَدَرٌ، وهو أَن

يَنْضُبَ الماء ويبقى الوَحْل، فقالوا: الغدراءُ الظلمة. يقال: خرجنا في

الغدراءِ.

وغَدِرَت الغنم غَدَراً: شبعت في المَرْج في أَول بنته ولم يُسْل

(*

قوله« ولم يسل إلخ» هكذا هو في الأصل) . عن أَحظّها لأَن النبت قد ارتفع أَن

يذكر فيه الغنم.

أَبو زيد: الغَدَرُ والجَرَل والنَّقَل كلُّ هذه الحجارةُ مع الشجر.

والغَدَر: الموضع الظَّلِف الكثير الحجارة. والغَدَر: الحجارة والشجر. وكل

ما واراك وسدّ بصَرَك: غَدَرٌ. والغَدَرُ: الأَرض الرِّخْوَة ذات

الجِحَرَة والجِرَفةِ واللَّخَاقيقِ المُتَعادِية. وقال اللحياني: الغَدَر

الجِحَرَة والجِرَفَة في الأَرض والأَخَاقيق والجَراثِيم في الأَرض، والجمع

أَغْدار. وغَدِرَت الأَرض غَدَراً: كثر غَدَرُها. وكل موضع صعب لا تكاد

الدابة تنفُذ فيه: غَدَرٌ. ويقال: ما أَثبت غَدَرَهُ أَي ما أَثبته في

الغَدَر، ويقال ذلك للفرس والرجل إِذا كان لسانه يثبت في موضع الزَّلَل

والخصومة؛ قال العجاج:

سَبابِكُ الخيل يُصَدّعْنَ الأَيَرّْ،

من الصَّفا القاسي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ

ورجل ثَبْتُ الغَدَرِ: يثبت في مواضع القتال والجَدَل والكلام، وهو من

ذلك. يقال أَيضاً: إِنه لثَبْت الغَدَر إِذا كان ثَبْتاً في جميع ما يأْخذ

فيه. وقال اللحياني: معناه ما أَثبت حجته وأَقل ضرر الزَّلَق والعِثار

عليه. قال: وقال الكسائي: ما أَثْبَتَ غَدَرَ فلان أَي ما بقي من عقله،

قال ابن سيده: ولا يعجبني. قال الأَصمعي: الجِحَرَةُ والجِرَفَة والأَخاقيق

في الأَرض فتقول: ما أثبت حجته وأَقل زَلَقه وعِثاره. وقال ابن بزرج:

إِنه لثَبْتُ الغَدر إِذا كان ناطَقَ الرجالَ ونازَعَهم كان قويّاً. وفرس

ثَبْت الغَدَر: يثبت في موضع الزلل. والغَدائِرُ: الذوائب، واحدتها

غَدِيرة. قال الليث: كل عَقِيصة غَدِيرة، والغَدِيرتان: الذُّؤابتان اللتان

تسقطان على الصدر، وقيل: الغَدائِرُ للنساء وهي المضفورة والضفائر للرجال.

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: قَدِمَ مكّة وله أَربعُ غَدائِرَ؛ هي

الذوائب، واحدتها غَدِيرة. وفي حديث ضِمام: كان رجلاً جَلْداً أَشْعَرَ ذا

غَدِيرتن. الفراء: الغَدِيرة والرَّغيدة واحدة.

وقد اغْتَدَر القومُ إِذا جعلوا الدقيقَ في إِناء وصبُّوا عليه اللبن ثم

رَضَفُوه بالرِّضاف.

ابن الأَعرابي: المُغْدِرة البئر تُحْفَر في آخر الزرع لتسقي مَذانِبَه.

والغَيْدرة: الشر؛ عن كراع. ورجل غَيْدارٌ: سيء الظن يَظُنّ فيُصِيب.

والغَدِير: اسم رجل. وآل غُدْرانٍ: بطن.

غدر

1 غَدَرَهُ, (K,) and [more commonly] غَدَرَ بِهِ, aor. ـِ (S, M, IKtt, Msb, K) and غَدُرَ; (M, IKtt, K;) and غَدِرَ, aor. ـَ (Lh, K,) but ISd doubts the correctness of this last; (TA;) inf. n. غَدْرٌ, (S, Msb, K,) of غَدَرَ; (S, Msb, TA;) and غَدَرٌ (TA, and so in the CK in the place of غَدْر,) and غَدَرَانٌ, (K, TA,) which are both of غَدِرَ; (TA;) He acted perfidiously, unfaithfully, faithlessly, or treacherously, to him; (M, K;) he broke his compact, contract, covenant, or the like, with him; (Msb;) he neglected the performance, or fulfilment, of his compact, &c., with him: (S:) غَدْرٌ is the contr. of وَفَآءٌ, (K,) or of وَفَآءٌ بِعَهْدٍ: (M:) or it signifies the being remiss in a thing, and neglecting it. (B.) A2: غَدَرَ, aor. ـِ (T, O, K,) inf. n. غَدْرٌ, (T, O,) He drank the water of the غَدِير [q. v.]: (T, O, K:) and, accord. to the K, غَدِرَ, he drank the water of the sky; but this is a sheer mistake, occasioned by a misunderstanding of a saying in the T; here following: (TA:) Az says that غَدَرَ meaning as expl. above should accord. to analogy be غَدِرَ, like كَرِعَ meaning “ he drank the كَرَع,” i. e. the water of the sky: (O, TA:) moreover, a distinction is strangely made in the K between the water of the غَدِير and the water of the sky. (TA.) A3: غَدَرَتْ وَلَدَهَا, said of a woman, is like دَغَرَتْهُ [q. v.]. (TA.) A4: غَدِرَ, [aor. ـَ inf. n. غَدَرٌ,] He remained, or lagged, behind; as also ↓ تغدّر, accord. to As, who cites the following verse of Imra-el-Keys: عَشِيَّةَ جَاوَزْنَا حَمَاةَ وَسَيْرُنَا

أَخُو الجَهْدِ لَا نَلْوِى عَلَى مِنْ تَغْدَّرَا [In the evening when we passed beyond Hamáh, and our journeying was laborious, we not waiting for such as lagged behind]: but accord. to one relation it is تَعَذَّرَ, which means [the same, or]

“ held back, or withheld himself, for a cause rendering him excused. ” (TA.) You say غَدِرَ عَنْ

أَصْحَابِهِ He remained, or lagged, behind his companions. (TA.) And غَدِرَتِ النَّاقَةُ عَنِ الإِبِلِ, (S, K,) and الشَّاةُ عَنِ الغَنَمِ, (S,) The she-camel remained, or lagged, behind the other camels, (S, K,) not coming up to them, (TA,) and so the sheep, or goat, behind the other sheep, or goats. (S.) And غَدَرَ فُلَانٌ بَعْدَ إِخْوَتِهِ Such a one remained after the death of his brothers. (TA. [But غَدَرَ, here, is app. a mistake for غَدِرَ, unless both forms be allowable.]) A5: غَدِرَ اللَّيْلُ; (K;) or غَدِرَتِ اللَّيْلَةُ, aor. ـَ inf. n. غَدَرٌ; and ↓ أَغْدَرَت; (S;) The night became dark: (K:) or became intensely dark. (S.) A6: غَدِرَتِ الغَنَمُ, (K,) inf. n. غَدَرٌ, (TA,) The sheep, or goats, became satiated in the place of pasture in the first of the growth thereof. (K.) A7: غَدِرَتِ الأَرْضُ The land abounded with غَدَر [q. v.]. (K.) 2 غدّر He cast men, or made them to fall, into what is termed غَدَر [q. v.]; and ↓ اغدر may signify the same. (O.) 3 غادرهُ, inf. n. مُغَادَرَةٌ (S, K) and غِدَارٌ; (K;) and ↓ اغدرهُ; (S, K;) He left him, or it; (S, K;) he left him, or it, remaining. (K.) It is said in the Kur xviii. 47, لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً It will not leave, or omit, or it will not fall short of, (TA,) a small sin nor a great sin. (Jel.) And in a trad., يَا لَيْتَنِى غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نُحْصِ الجَبَلِ Would that I had [been left behind, and had] suffered martyrdom with the people of the foot of the mountain of Ohud, who were slain there, and the other martyrs: said by Mohammad. (A 'Obeyd.) [See also a verse of 'Antarah cited voce مُتَرَدَّمٌ; and another, of Kutheiyir, voce عَسْبٌ.] b2: اغدر also signifies He left behind. (TA.) You say النَّاقَةَ ↓ اغدر, and الشَّاةَ, He (the pastor) left the she-camel behind the other camels, and the sheep, or goat, behind the other sheep, or goats. (S.) And لَهُ ذٰلِكَ فِى قَلْبِى مَوَدَّةً

i. e. [Such a one aided me, and that] left remaining [in my heart a love for him]. (Lh, TA.) 4 أَغْدَرَ see 3, in four places: A2: and see also 1: A3: and 2.5 تَغَدَّرَ see غَدِرَ.10 استغدر It (a place) had in it pools of water left by a torrent or torrents. (K.) b2: and اِسْتَغْدَرَتْ هُنَاكَ غُدُرٌ Pools of water left by a torrent or torrents became formed there. (S.) غَدَرٌ; pl. غُدُورٌ: see غُدْرَةٌ, in three places. b2: [Hence,] one says, أَلْقَتِ النَّاقَةُ غَدَرَهَا The she-camel cast forth what her womb had left remaining in it of blood and foul matter [after her bringing forth]. (TA.) And أَلْقَتِ الشَّاةُ غُدُورَهَا The ewe, or she-goat, cast forth the water and blood and other remains in her womb after bringing forth. (TA.) b3: And فِى النَّهْرِ غَدَرٌ In the river, or rivulet, is slime remaining when the water has sunk into the earth. (TA.) A2: غَدَرٌ signifies also A place such as is termed ظَلِف [app. as meaning hard, and that does not show a footmark, or rugged and hard], abounding with stones: (S, O, TA:) or a place abounding with stones, difficult to traverse: (TA:) or any difficult place, through which the beast can hardly, or in nowise, pass: (K:) or soft ground, in which are [trenches, or channels, such as are termed] لَخَاقِيق: (TA:) or burrows, (Lh, S, K, TA,) and banks, or ridges, worn and undermined by water, (Lh, TA,) and uneven لَخَاقِيق in the ground: (Lh, S, K, TA: [and the like is also said in the TA on the authority of As:]) and stones (K, TA) with trees; thus accord. to Az and IKtt: (TA:) and anything that conceals one, and obstructs his sight: pl. أَغْدَارٌ. (TA.) b2: [Hence,] one says, مَا أَثْبَتَ غَدَرَهُ, meaning مَا أَثْبَتَهُ فِى الغَدَرِ [How firm is he in traversing the rugged and hard and stony place! &c.]: this is said of the horse: and also (assumed tropical:) of the man when his tongue is firm in the place of slipping and of contention or litigation: (S, TA:) or, accord. to Lh, it means (assumed tropical:) how firm, or valid, is his argument, or plea, and how seldom does harm in consequence of slipping and stumbling befall him! or, accord. to Ks, how firm is what remains of his intellect or understanding! but ISd says that this explanation did not please him. (TA.) And فَرَسٌ ثَبْتُ الغَدَرِ A horse firm, or steady, in the place of slipping. (Ibn-Buzurj, TA.) And رَجُلٌ ثَبْتُ الغَدَرِ (tropical:) A man firm, or steadfast, in fight, or conflict, (S, K, TA,) or in altercation or disputation, or in speech, (S accord. to different copies,) or and in altercation or disputation, (K, TA,) and in speech; (TA;) and also in everything that he commences. (K, TA.) And accord. to Ibn-Buzurj one says, إِنَّهُ لَثَبْتُ الغَدَرِ, meaning (assumed tropical:) Verily he is strong in talking or discoursing, with men, and in contending, or disputing, with them. (L.) [See also ثَبْتٌ.]

غَدِرٌ [part. n. of غَدِرَ]. b2: See غَادِرٌ, last sentence but one.

A2: And see also غَدُورٌ.

A3: You say also لَيْلَةٌ غَدِرَةٌ and ↓ مُغْدِرَةٌ (S, K) meaning A dark night; (K;) as also ↓ غَدْرَآءُ: (IKtt, TA:) or an intensely-dark night, (S,) in which the darkness confines men in their places of alighting or abode, and their shelter, so that they remain behind: or, as some say, such a night is termed ↓ مُغْدِرَةٌ because it casts him who goes forth therein into the غدر [i. e. غَدَر]. (L, TA.) غُدَرُ and غُدَرٌ: see غَادِرٌ, in six places: A2: and for غُدَرٌ, see also غَدِيرٌ.

غَدْرَةٌ [an inf. n. un., signifying An act of perfidy. unfaithfulness, faithlessness, or treachery]: see two exs. voce غَادِرٌ.

غُدْرَةٌ and ↓ غِدْرَةٌ, (K,) or ↓ غِدَرَةٌ, (ISk, Az, TA,) and ↓ غَدَرَةٌ and ↓ غَدَرٌ, (Lh, TA,) and ↓ غُدَارَةٌ, with damm, (K,) or ↓ غِدَارَةٌ, (as written in the L,) A portion that is left, or left remaining, of a thing; (K, * TA;) a remain, remainder, remnant, relic, or residue: (Lh, ISk, Az, L:) the pl. of غُدْارَةٌ is غُدْرَاتٌ (K) [and accord. to analogy غُدَرَاتٌ and غُدُرَاتٌ] and app. غُدَرٌ; (TA;) and that of ↓ غِدَرَةٌ [or ↓ غِدْرَةٌ] is غِدَرٌ and غِدَرَاتٌ; (ISk, Az;) and that of ↓ غَدَرٌ is غُدُورٌ. (TA.) You say, عَلَى

مِنَ الصَّدَقَةِ ↓ فُلَانٍ غِدَرٌ Such a one owes arrears of the poor-rate. (ISk.) And عَلَى بَنِى فُلَانٍ

مِنَ الصَّدَقَةِ ↓ غَدَرَةٌ and ↓ غَدَرٌ The sons of such a one owe an arrear of the poor-rate. (Lh, L.) And مِنْ مَرَضٍ ↓ بِهِ غَادِرٌ In him is a relic of disease; like غَابِرٌ. (TA.) غِدْرَةٌ, and the pl. غِدَرٌ: see غُدْرَةٌ, in three places.

غَدَرَةٌ: see غُدْرَةٌ, in two places.

غِدَرَةٌ, and the pl. غِدَرٌ: see غُدْرَةٌ, in three places.

غَدْرَآءُ Darkness. (K.) b2: See also غَدِرٌ.

A2: أَرْضٌ غَدْرَآءُ Land abounding with places of the kind termed غَدَر. (IKtt, TA.) غَدَارِ: see غَادِرٌ.

غَدُورٌ: see غَادِرٌ, in two places.

A2: Also A she-camel that remains, or lags, behind the other camels: (K, TA:) in some of the copies of the K غَدُورَةٌ, with ة; but the former is the right. (TA.) And غَبِرَةٌ غَمْرَةٌ ↓ نَاقَةٌ غَدِرَةٌ A she-camel that remains, or lags, behind the other camels, in being driven. (Lh.) غَدِيرٌ A pool of water left by a torrent: (A 'Obeyd, S, M, K:) of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفَاعِلٌ, from غَادَرهُ, or مُفْعَلٌ, from أَغْدَرَهُ; or, as some say, of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ; (S;) because it is unfaithful to those who come to it to water, failing when much wanted: (S, * TA:) but it is a subst.; [not an epithet; or an epithet in which the quality of a subst. predominates, and only used as a subst.:] you do not say هٰذَا مَآءٌ غَدِيرٌ: (Lh:) or a place in which rain-water stagnates, whether small or large, not remaining until the summer: (Lth:) or a river: (Msb:) [but this is extr.:] pl. [of pauc. أَغْدِرَةٌ, (occurring in a verse cited voce إِلَّا, &c.,) and of mult.] غُدْرَانٌ (S, Msb, K, TA) and غُدُرٌ (S, Nh, L, TA,) which last is sometimes contracted into غُدْرٌ: (TA:) in the K, the last pl. is said to be of the measure of صُرَدٌ; [i. e. ↓ غُدَرٌ;] but this is inconsistent with what is said in other lexicons, as shown above: and it is also said in the K that غُدَرٌ signifies the same as غَدِيرٌ, in the sense first given above; but it appears that this is a pl. of غُدْرَةٌ; and that, in the K, we should read, for وَالغَدِيرُ, كَالغَدِيرِ, and place this before, instead of after, its explanation. (TA.) b2: Hence, (tropical:) A piece of herbage; (TA;) as also ↓ غَدِيرَةٌ: pl. غُدْرَانٌ: (K, TA;) this is the only pl. (TA.) b3: Hence also, (TA,) (tropical:) A sword; (K, TA;) like as it is called لُجٌّ. (TA.) b4: and ↓ غَدِيرَةٌ also signifies A she-camel left by the pastor (S, K) behind the other camels; and in like manner, a sheep, or goat. (S.) غُدَارَةٌ or غِدَارَةٌ: see غُدْرَةٌ.

غَدِيرَةٌ: see غَدِيرٌ, last two sentences.

A2: Also A portion, or lock, or plaited lock, of hair, hanging from the head; syn. ذُؤَابَةٌ: (S, K:) accord. to Lth, every عَقِيصَة is a غَدِيرَة; and the غَدِيرَتَانِ are the two portions, or locks, or plaited locks, of hair (ذَؤَابَتَانِ) which fall upon the breast: (TA:) pl. غَدَائِرُ: (S, K:) or غدائر pertain to women, and are plaited; and ضَفَائِر, to men. (TA.) A3: غَدِيرَةُ الحَائِكِ means The hollow, in the ground, in which the weaver puts his legs, or feet: also called الوَهْدَةُ. (Mgh in art. وهد.) غَدَّارٌ: see غَادِرٌ; the first and third, in two places.

غَدِّيرٌ: see غَادِرٌ; the first and third, in two places.

غَدَّارَةٌ: see غَادِرٌ; the first and third, in two places.

غَادِرٌ and ↓ غُدَرٌ [respecting which see below] (S, K) and ↓ غَدُورٌ and ↓ غَدَّارٌ and ↓ غِدِّيرٌ (K) are epithets applied to a man [and signifying, the first, Perfidious, unfaithful, faithless, or treacherous; or acting perfidiously, &c.; and the rest, very perfidious, &c.]: (S, K:) and ↓ غَدُورٌ and ↓ غَدَّارٌ and ↓ غَدَّارَةٌ are epithets applied to a woman [and signifying as above]: (K:) but ↓ غُدَر is mostly used in calling to a man and reviling him: (S:) you say to a man, يَا غُذَرُ [O very perfidious man]; (S, K;) and in like manner, ↓ يَا مَغْدَرُ, and ↓ يا مَغْدِرُ, and ↓ يَا ابْنَ مَغْدَرٍ, and ↓ يا ابن مَغْدِرٍ, all determinate; (K, TA;) and to a woman, ↓ يا غَدَارِ, like قَطَامِ: (K:) [accord. to some, ↓ غُدَر is only used in this manner, and is therefore without tenween; for] it is said that رَجُلٌ غُدَرُ is not allowable, because غُدَرُ is determinate: but Sh says رَجُلٌ غُدَرٌ, writing it, says Az, with tenween, contr. to what Lth says; and this is correct; a word of the measure فُعَل being imperfectly decl. [only] when it is a determinate subst., like عُمَرُ and زُفَرُ: and IAth says that غُدَرُ is altered from its original form, which is غَادِرٌ, for the sake of intensiveness: (TA:) in the pl. [sense] you say يَالَ غُدَرَ, (S,) or يَا لَغُدَرَ, [for يَا آلَ غُدَرَ, (see the letter ل, and see آلٌ, in art. اول,)] like يَا لَفُجَرَ. (TA.) It is said in a trad., ↓ يَا غُدَرُ

↓ أَلَسْتُ أَسْعَى فِى غَدْرَتِكَ [app. meaning, O thou very perfidious: am I not striving, or labouring, in respect of thine act of perfidy, to rectify it?]. (S: but in one copy, غُدْرَتِكَ.) And in another trad., relating to El-Hodeybiyeh, وَهَلْ ↓ يَا غُدَرُ

إِلَّا بِالْأَمْسِ ↓ غَسَلْتَ غَدْرَتَكَ [O thou very perfidious: and didst thou wash away thine act of perfidy save yesterday?]: said by 'Orweh Ibn-Mes'ood to El-Mugheereh. (TA.) And in another trad., ↓ اِجْلِسْ غُدَرُ [Sit thou, O very perfidious]; for يَا غُدَرُ: said by 'Áïsheh to El-Kásim. (TA.) b2: [Hence,] ↓ سِنُونَ غَدَّارَةٌ (tropical:) Years in which is much rain and little herbage; from [the inf. n.] الغَدْرُ; i. e. that excite people's eager desire for abundance of herbage, by the rain, and then fail to fulfil their promise. (TA.) b3: [And ↓ غَدِرٌ is app. syn. with غَادِرٌ; for] غَدِرَةٌ occurs in a trad. applied to land (أَرْض), as though meaning (assumed tropical:) Not producing herbage bountifully; or giving growth to herbage, and then soon becoming blighted, or blasted; wherefore it is likened to the غَادِر, who acts unfaithfully. (TA.) A2: See also غُدْرَةٌ, last sentence.

مَغْدَر and مَغْدِر: see غَادِرٌ, each in two places.

لَيْلَةٌ مُغْدِرَةٌ: see غَدِرٌ, in two places.
غ د ر
الغَدْرُ: ضِدُّ الوَفاءِ بالعَهْدِ قالهُ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم. وَقَالَ غيرُه: الغَدْر: تَرْك الوَفَاءِ، وَقيل: هُوَ نَقْضُ العَهْدِ. وَفِي البصائر للمُصَنّف: الغَدْرُ: الإِخْلالُ بالشَّيْءِ وتَرْكُه. وَقَالَ ابنُ كَمال باشا: الوَفاءُ: مُرَاعَاةُ العَهْد، والغَْدُر: تَضْيِيعُه، كَمَا أَنَّ الإِنْجَازَ مراعَاةُ الوَعْد، والخُلْفُ تَضْيِيعُه، فالوَفَاءُ والإِنْجازُ فِي الفِعْل كالصِّدْقِ فِي القَوْل، والغَدْرُ والخُلْفُ كالكَذِب فِيهِ. غَدرَهُ، وغَدرَ بِهِ، أَي مُتَعَدِّيا بنَفْسِه وبالباءَ كنَصَر وضَرَبَ وسَمِعَ الأَوّلان ذَكَرَهُمَا ابنُ القَطّاع وابنُ سِيدَه، واقْتَصَر على الأَوّل أَكثرُ الأَئِمّة، والثالِثَة عَن اللّحْيَانِيّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَسْتُ مِنْهُ على ثِقَةٍ، يَغْدِرُ غَدْراً، بالفَتْح، مصدرُ البابَيْن الأَوَّلَيْن وغَدَراً وغَدَراناً مُحَرّكة فِيهما، وهُمَا مَصْدَرُ البابِ الثالِث على مَا نَقَلَه اللّحْيَانيّ، وأَنْكَرَه ابنُ سِيدَه. وَهِي غَدُورٌ، كصَبُورٍ وغَدّارٌ وغَدّارَةٌ، بالتَّشْدِيد فيهمَا، وَهُوَ غادِرٌ وغَدّارٌ، ككَتّانٍ، وغَدِّير وغَدُورٌ، كسِكّيتٍ وصَبُورٍ، وغُدَرٌ، كصُرَدٍ، وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل هَذَا الأَخيرُ فِي النِّداءِ فِي الشَّتْمِ، يُقَالُ: يَا غُدَرُ. وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَّة: قَالَ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُود للمُغِيرَة: يَا غُدَرُ، وهَلْ غَسَلْتُ غَدْرَتَكَ إِلاَّ بالأَمْسِ وَفِي حَدِيث عائِشَةَ: قَالَت للقَاسِم: اجْلِسْ غُدَرُ أَي يَا غُدَر، فحَذَفَت حَرْفَ النّداءِ. ويُقَالُ فِي الجَمْعِ: يالَ غُدَرَ، مثل يالَ فُجَرَ. وَفِي المُحْكَم: قَالَ بعضُهُم يُقَال للرَّجُلِ: يَا غُدَرُ وَيَا مَغْدِرُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِل، وَكَذَا يَا ابْنَ مَغْدَرٍ بالوَجْهَيْن، مَعارِفَ. قَالَ: وَلَا تقولُ العَرَب: هَذَا رَجُلٌ غُدَرُ، لأَنّ الغُدَرَ فِي حالِ المَعْرِفة عِنْدهم. وَقَالَ شَمِرٌ: رجل غُدَرٌ، أَي غادِرٌ، ورَجُلٌ نُصَرٌ، أَي ناصِرٌ، ورَجُلٌ لُكَعٌ، أَي لَئيمٌ. قَالَ الأَزهريّ: نَوَّنَها كلَّها خِلافَ مَا قالَ اللَّيْث، وَهُوَ الصَّواب، إِنَّمَا يُتْرَكُ صَرْفُ بَاب فُعَل إِذا كَانَ اسْما معرفَةً مثل عُمَرَ وزُفَرَ. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: غُدَر معدولٌ عَن غادِرٍ للمُبَالَغَة، ويُقَال للذَّكَرِ: يَا غُدَرُ، وَلها: يَا غَدَارِ، كقَطامِ، وهما مُخْتَصّان بالنّداءِ فِي الغالِب. وأَغْدَرَهُ: تَرَكَهُ وبَقّاهُ. حَكَى اللّحيانيّ: أَعانَنِي فُلانٌ فأَغْدَرَ لَه ذَلِك فِي قَلْبِي مَوَدَّةً، أَي أَبْقاهَا. وَفِي حَدِيث بَدْرٍ فخَرَجَ رَسُولُ الله صلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم فِي أَصْحَابِه فَبَلَغَ قَرْقَرَةَ الكُدْرِ فأَغْدَرُوه، أَي تَرَكُوه وخَلَّفوه.
وَفِي حَدِيث عُمَرَ، وذَكر حُسْنَ سِيَاسَتهِ فَقَالَ: ولوْلا ذَلِك لأَغْدَرْتُ بعضَ مَا أَسُوقُ، أَي خَلَّفْت، شَبَّه نَفْسَه بالرّاعِي، ورَعِيَّتَه بالسَّرْحِ. ورُوِىَ لَغَدَّرْتُ، أَي لأَلْقَيتُ الناسَ فِي الغَدَر، وَهُوَ مكانٌ كثيرُ الحِجَارَة. كغَادَرَة مُغَادَرَةً وغِدَاراً، ككِتَابٍ. وَفِي قَول الله عَزَّ وجلَّ: لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً. أَي لَا يَتْرُكُ. وَقَالَ المُصَنّف: أَي لَا يُخِلّ. وَفِي الحَدِيث أَنّه صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسَلّم)
قَالَ: لَيْتَنِي غُوْدِرْتُ مَعَ أَصْحَابِ نُحْصِ الجَبَل. قَالَ أَبو عُبَيْد: مَعْنَاه يَا لَيْتَنِي اسْتُشْهِدْت مَعَهم.
النُّحْصُ: أَصْلُ الجَبَلِ وسَفْحُه، وأَراد بأَصْحاب النُّحْصِ قَتْلَى أُحُدٍ أَو غَيْرَهُم من الشهداءِ.
والغُدْرَة، بالضّمّ والكَسْر: مَا أُغْدِرَ من شَئٍ، أَي تُرِكَ وبَقِيَ، كالغُدَارَةِ بالضمّ، قَالَ الأَفْوَهُ:
(فِي مُضَرَ الحَمراءِ لَمْ يَتَّرِكْ ... غُدَارَةً غَيْرَ النساءِ الجُلُوسْ)
وكذلِكَ الغَدَرَةُ والغَدَرُ، محرَّكَتَيْن، يُقَال: عَلَى بَنِي فُلانٍ غَدَرضةٌ من الصَّدَقَةِ وغَدَرٌ، أَي بَقِيَّةٌ.
وجَمْعُ الغَدَرِ غُدُورٌ، وَج الغُدْرَة، بالضّمّ غُدْرَاتٌ، بالضّمّ أَيضاً. وَنقل الصاغانيّ عَن ابنِ السِكّيت: يثقَال على فلَان غِدَرٌ من الصَّدَقَة، بالكَسْرِ مِثَالُ عِنَب، أَي بَقَايَا مِنْهَا، الواحِدَة غِدْرَة، وتُجْمَع غِدَرَات. قَالَ الأَعْشَى:
(وأَحْمَدْتَ أَنْ أَلْحَقْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً ... لَهَا غِدَرَاتٌ واللَّوَاحِقُ تَلْحَقُ)
انْتَهَى. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: واحِدَة الغِدَرِ غِدْرَةٌ، وتُجْمَع غِدَراً وغِدَرَاتٍ. ورَوَى بيتَ الأَعْشَى.
فَفِي كَلَام المُصَنّف نَظَرٌ مِن وُجُوهٍ. والغُدَرُ، كصُرَدٍ القِطْعَةُ من الماءِ يُغادِرُهَا السَّيْلُ، أَي يَتْرُكها ويُبْقِيهَا، كالغَدِير، هَكَذَا فِي سَائِر الأُصول المُصَحَّحة. وَلم أضجِدْ أَحَداً من الأَئمةِ ذَكَرَ الغُدَرَ بمعنَى الغَدِيرِ، مَعَ كَثْرَة مُرَاجَعَة الأُمّهاتِ اللُّغَوِيّة. وَلم أَزَلْ أُجِيلُ قِدَاحَ النَّظَر فِي عِبَارَة المصنِّف ومَأْخَذها حَتّى فَتَحَ الله وَجْهَ الصَّواب فِيهَا. وهُوَ أَنّا قَدَّمْنَا آنِفاً النَّقْلَ عَن ابنِ السِكّيتِ وَعَن أَبي مَنْصُورٍ، فجاءَ المُصَنّف أَخَذَ من عِبَارَتَيْهِما بطَرِيق المَزْجِ على عادَته، فأَخَلَّ بالمَقْصُود وَلم يَدُلّ على المُرَادِ عَلَى الوَجْه المَعْهُود. فالصَّوابُ فِي عِبَارَته أَن يَقُول: والغُدْرَة، بالضَّمّ وكَعِنَبٍ: مَا أُغْدِرَ من شئٍ، كالغُدَارَةِ بالضَّمّ، والغَدَرَةِ والغَدَرِ مُحَرَّكَتَيْن جمعُه غِدَرَات، كعِنَبَاتٍ، وبالضّمّ وكصُرَدٍ، فيكونُ الجَمْعَانِ الأَخِيرَانِ للغُدْرَة بالضّمّ، أَو الاقْتِصارُ على الجَمْع الأَوّل كَمَا اقْتَصَرَ غيرُهُ، ثمَّ يَقُول: والغَدِيرُ: القِطْعَة من الماءِ يُغَادِرُهَا السَّيْلُ. هَذَا هُوَ الصَّواب الَّذِي تَقْتَضِيه نُقُول الأَئمة فِي هَذَا المَقَامِ. ومَن راجَعَ التَّكْمِلَةَ واللّسَانَ زالَ عَنهُ الإِبْهام، وَالله أَعلم. ثمَّ قولُه ج كصُرَدٍ وتُمْرانٍ يَدُلّ على مَا صوّبْناهُ ويُبَيِّنُ مَا أَوْرَدْنَاه، فإِنَّ الغَدِيَر جَمْعُه غُدْرَانٌ وغُدَرٌ كَمَا ذَكَرَه على المَشهور صَحِيحٌ ثابِتٌ. فيُقَال: مَا جَمْعُ غُدَرٍ كصُرَدٍ الَّذِي أَوْرَدَه مُفْرَداً فَيحْتَاج أَن يقولَ غِدْرانٌ بِالْكَسْرِ كصِرْدانٍ، أَو يَقُولُ إِنّهُ يُسْتَعْمَل هَكَذَا مُفْرَداً وجَمْعاً. وكُلّ ذَلِك لم يَصِحّ ولَمْ يَثْبُت، فتأَمَّلْ. ثمَّ ثَبَتَ فِي الأُصول المُصَحَّحَةِ من النِّهَايَة واللّسَان أَنَّ جَمْعَ الغَدِير غُدُرٌ، بضمَّتَيْن، كطَريق وطُرُق، وسَبِيلٍ وسُبُل، ونَجِيب ونُجُب، وَهُوَ)
القِياسُ فِيهِ، وَقد يُخَفَّف أَيضاً بالتَّسْكِين. فَفِي قولِ المُصَنّف كصُرَدٍ نَظَرٌ أَيضاً فَتَأَمَّلْ. وقولُه فِي مَعْنَى الغَدير: القِطْعَةُ من الماءِ يُغَادِرها السَّيْلُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ، فهُوَ إِذاً فَعِيلٌ فِي معنَى مَفْعُولٍ على اطِّراح الزَّائِد. وَقد قِيلَ: إِنّه من الغَدْرِ، لأَنّه يَخُون وُرّادَه فيَنْضُب عَنْهُم، ويَغْدِرُ بأَهْلِه فَينْقَطِع عِنْد شِدَّة الحاجَة إِلَيْه. ويُقوِّي ذَلِك قولُ الكُميت:
(ومِنْ غَدْرِه نَبَزَ الأَوَّلُونَ ... بأَنْ لَقَّبُوه الغَدِيرَ الغَدِيرَا)
أَراد من غَدْرِهِ نَبَزَ الأَوّلُون الغَدِيرَ بِأَنْ لَقَّبُوه الغَدِيرَ، فالغَدِيرُ الأَوّل مَفْعول نَبَزَ، والثَّاني مفْعُولُ لَقَّبُوه. وَقَالَ اللّحْيَانِيّ: الغَدِيرُ اسمٌ، وَلَا يُقَال هَذَا ماءٌ غَدِير. وَقَالَ اللَّيْث: الغَدِيرُ: مُسْتَنْقَعُ الماءِ ماءِ المطرِ، صَغِيرا كانَ أَو كَبِيراً، غيرَ أَنّه لَا يَبْقَى إِلَى القَيْظ إِلاّ مَا يَتَّخِذه الناسُ من عِدٍّ أَو وَجْذٍ أَو وَقْطٍ أَو صِهْرِيج أَو حائِر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: العِدّ: المَاءُ الدَّائِم الَّذِي لَا انْقطاع لَهُ، وَلَا يُسمَّى المَاءُ الّذي يُجمَع فِي غَدِيرٍ أَو صِهْرِيج أَو صِنْع عِدّاً، لأَنّ العِدَّ مَا يَدُومُ مِثْل ماءِ العَيْنِ والرَّكِيَّة. واسْتَغْدَرَ المَكَانُ: صارَتْ فِيهِ غُدْرانٌ، فالسّين هُنَا للصَّيْرُورَة. وَمن سَجَعَات الأَسَاس: اسْتَغْزَرَت الذِّهَابُ واسْتَغْدَرَت اللِّهَابُ. قَالَ: الذِّهْبَة: مَطْرَةٌ شَدِيدَةٌ سَرِيعَةُ الذَّهَاب. واللَّهْبُ: مُهْواةُ مَا بَينَ الجَبَلَيْن. وَفِي الحَدِيث أَنّ قادِماً قَدم عَلَى النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم، فَسَأَلَه عَن خِصْبِ البِلاد. فحَدَّث أَنَّ سَحابَةً وَقَعَتْ فاخْضَرَّت لَهَا الأَرْضُ، فِيهَا غُدْرٌ تَنَاخَسُ، والصَّيْدُ قد ضَوَى إِلَيْهَا قَالَ شَمِرٌ: قولُه: غُدُرٌ تَناخَسُ، أَي يَصُبُّ بعضُهَا فِي إِثْرِ بَعْض. وَمن المَجَازِ الغَدِيرُ: السَّيْفُ، على التَّشْبِيه، كَمَا يُقَال لَهُ اللُّجّ. والغَدِيرُ: اسمُ رَجُل، هَكَذَا ذَكَرُوه. قلتُ: وَهُوَ اسْمُ والِدِ بَشامَةَ الشاعِر، من بَنِي غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفِ ابنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ، ووالدُ عَلِيٍّ الشَّاعِر مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ ابنِ كَعْبِ بنِ جِلاّنَ بن غَنْمِ ابنِ غَنِىٍّ. وغَدِيرٌ: وادٍ بديار مُضَرَ، نَقَلَه الصاغانيّ. والغَدِيرِ والغدِيرَة، بهاءٍ: القِطْعَة من النَّبَات، على التَّشْبيه أَيضاً، ج غُدْرانٌ، بالضمّ لَا غير. والغَدِيرَةُ: الذُّؤَابَةُ، قَالَ اللَّيْث: كلُّ عَقِيصَةٍ غَدِيرَةٌ. والغَديرَتانِ: الذُؤابَتانِ اللَّتَان تَسْقُطَان على الصَّدْرِ، ج غَدائِرُ، وقِيل: الغَدَائِرُ لِلنِّساءِ، وَهِي المَضْفُورَة، والضَّفَائِرُ للرِّجال. وَقَالَ امرُؤ القَيس:
(غَدائِرُه مُسْتَشْزَرَاتٌ إِلى العُلاَ ... تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنىً ومُرْسَلِ) والغَدِيرَةُ: الرَّغِيدَةُ، عَن الفَرّاءِ واغْتَدَر: اتَّخَذَ غَدِيرَةً، إِذا جَعَلَ الدَّقِيقَ فِي إِنَاءٍ وصَبَّ عَلَيْه اللَّبَن ثمّ رَضَفَه بالرِّضاف. وَقَالَ الصّاغانيّ: الغَدِيرَةُ: هِيَ اللَّبَن الحَلِيبُ يُغْلَى ثمَّ يُذَرّ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ) حَتَّى يَخْتَلِطَ فيَلْعَقَه الغُلامُ لَعْقاً. والغَدِيرَةُ: الناقَةُ تَرَكها الرّاعِي، وَقد أَغْدَرَها. قَالَ الراجِز:
(فَقَلَّمَا طارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا ... وَسْطَ الغُبَارِ خَرَباً مُجَوَّرَا)
وإِنْ تَخَلَّفَتْ عَن الإِبِلِ هِيَ بنَفْسها فلَمْ تَلْحَقْ فغَدُورٌ، كصَبُورِ، وَفِي بعض النُّسخ: فغَدُورَةٌ، بِزِيَادَة الهاءِ، والأُولى الصَّواب. وغَدَر، كضَرَبَ: شَرِبَ ماءَ الغَدِيرِ، وَهُوَ المُجْتَمِع من السَّيْلِ وَمن ماءِ السَّمَاءِ. وكفَرِحَ: شَرِبَ ماءَ السَّمَاءِ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ والأُصول المُصَحَّحَة، وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ المُؤَرّج: غَدَرَ الرَّجُلُ يَغْدِرُ غَدْراً، إِذا شَرِبَ من ماءِ الغَدِيرِ. قَالَ الأَزهريّ: والقِيَاسُ غَدِرَ يَغْدَرُ، بهَذا المَعْنَى، لَا غَدَر، مِثْل كَرِعَ، إِذا شَرِبَ الكَرَع وَهَكَذَا نَقله الصاغانيّ، ولكنّه زَاد بعد قَوْله الكَرَع: وَهُوَ ماءُ السَّمَاءِ. قلتُ: فقولُه: وَهُوَ ماءُ السماءِ، راجِعٌ إِلى الكَرَع، لَا أَنَّه معنى غَدِرَ كفَرِحَ. وظَنّ المصنّف أَنّه من جُمْلَة مَعانِي غَدِرَ، وَهُوَ وَهَمٌ صَرِيحٌ. ثمَّ إِنّه فَرَّقَ بَيْنَ ماءِ الغَدِير وماءِ السماءِ، مَعَ أَنَّ الغَدِيرَ هُوَ مُسْتَنْقَع ماءِ السماءِ، كَمَا تَقَدَّم عَن اللَّيث، وَهَذَا غَرِيبٌ مَعَ أَنّ الأَزهريّ أَزالَ الإِشْكَالَ بقوله: بِهَذَا المَعْنَى. فَتَأَمَّل، وَلَا تَغْتَرّ بقول المُصَنّف، فقد عَرَفْتَ مِنْ أَيْنَ أَخَذ وَكَيف أَخَذَ واللهُ يَعْفُو عَنّا وعَنْه. وغَدِرَ اللَّيْلُ، كفَرِحَ، يَغْدَرُ غَدَراً، وأَغْدَرَ ذَكَره ابنُ القَطّاع، ومثلْهُ فِي اللِّسَان. فالعَجَبُ من المُصَنّف كَيْفَ تَرَكَه: أَظْلَمَ أَو اشْتَدَّ ظَلامُه، كَمَا قَالَه ابنُ القَطّاع فهِيَ أَي اللَّيْلَة غَدِرَة، كفَرِحَةٍ يُقَال: لَيْلَةٌ غَدِرَة بَيِّنَةُ الغَدَر، ومُغْدِرَة، كمُحْسِنَةٍ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ تَحْبِسُ الناسَ فِي مَنَازِلِهم وكِنِّهم فيَغْدِرُون، أَي يَتَخَلَّفُون. وَفِي الحَدِيث: مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعةٍ فِي اللَّيْلَةِ المُغْدِرَة فقد أضوْجَبَ. وَقيل إِنَّمَا سُمِّيَتْ مُغْدِرَةً لِطَرْحها مَنْ يَخْرُج فِيهَا فِي الغَدَرِ، وَهِي الجِرَفَة. وَفِي حَدِيث كَعْبٍ: لَوْ أَنَّ امْرَأَةً من الحُورِ العِينِ اطَّلَعَتْ إِلى الأَرْضِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُغْدِرَةٍ لأَضاءَتْ مَا عَلَى الأَرْض. وغَدِرَتِ الناقَةُ عَن الإِبِلِ غَدَراً: تَخَلَّفَتْ عَن اللُّحُوق، وَكَذَا الشاةُ عَن الغَنَمِ. وَلَو ذكره عِنْد قَوْله: وإشنْ تَخَلَّفَتْ هِيَ فغَدُورٌ وَقَالَ: وَقد غَدِرَتْ، بالكَسْرِ، كَانَ أَخْصَرَ. وغَدِرَت الغَنَمُ غَدَراً: شَبِعَتْ فِي المَرْتَع. وَفِي الْمُحكم: فِي المَرْجِ فِي أَوَّلِ نَبْتِه. وغَدِرَتِ الأَرْضُ: كَثُر بهَا الغَدَرُ، فهِيَ غَدْرَاءُ قَالَه ابنُ القَطَّاع. والغَدَرُ مُحَرَّكةً: كُلُّ مَا وَارَاكَ وسَدَّ بَصَرَكَ. وقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَوْضِع صَعْبٍ لَا تَكَادُ الدَّابَّةُ تَنْفُذ فِيهِ. وقِيلَ: الغَدَرُ: الأَرْضُ الرَّخْوَةُ ذَات اللَّخاقِيقِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: الغَدَرُ الحِجَرَةُ، بكَسْرٍ ففَتْح، والجِرَفَةُ واللَّخاقِيقُ وَفِي بعض النُّسَخ: الأَخاقيقُ من الأَرْضِ. وقولُه: المُتَعَاديِةَ، ُ صِفَة اللَّخاقيقِ لَا الأّرْض، فَلِذَا لَو قَدّضمَه كَمَا هُوَ فِي نَصّ اللّحْيَانِيّ كانَ أَصْوَبَس،)
كَمَا لَا يَخْفَى، والجَمْعُ أَغْدَارٌ، كسَبَب وأَسْبَابٍ، وَقيل: الغَدَرُ: الحِجَارَةُ مَعَ الشَّجَرِ، وَكَذَلِكَ الجَرَلُ والنَّقَلُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وابنِ القَطّاع. وقِيلَ: الغَدَرُ: المَوْضِعُ الظَّلِفُ الكَثِيرُ الحِجَارَةِ.
وَقَالَ العَجّاج:
(سَنابِكُ الخَيْلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرْ ... من الصَّفَا القاسِي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ)
وَمن المَجَازِ: رَجثلٌ ثَبْتُ الغَدَِر، محرّكة، إِذا كانَ يَثْبُتُ فِيهُوَ مَأْخُوذٌ من الغَدَر، وَهُوَ المَوْضِع الكَثِيرُ الحِجَارَة الصَّعْبُ المَْسلك، ويُصَحَّف بعُذَر، كَذَا فِي مُعْجَم مَا اسْتَعجم. وممّا يُستدرك عَلَيْهِ: سِنُونَ غَدّارَةٌ، إِذا كثُرَ مَطَرُهَا وقَلَّ نَباتُهَا، فَعّالَة من الغَدْر، أَي تُطمِعُهُم فِي الخِصْب بالمَطَرِ ثمّ تُخْلِفُ، فجَعلَ ذَلِك غَدْراً مِنْهَا، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث أَنّه مَرَّ بأَرْضٍ يُقَال لَهَا: غَدِرَة فسَمَاهَا خَضِرَة كأَنّها كَانَت لَا تَسْمَحُ بالنَّبَات، أَو تُنْبِت ثمّ تُسْرِع إِليه الآفَة، فشُبِّهَتْ بالغادِرِ لأَنّه لَا يَفِي. وَقَالُوا: الذِّئْب غادِرٌ، أَي لَا عَهْدَ لَهُ، كَمَا قَالُوا: الذِّئب فاجِرٌ. وأَلقَتِ الناقَةُ غَدَرَهَا، محرَّكَةً، أَي مَا أَغْدَرَتْه رَحِمُهَا من الدَّمِ والأَذَى.)
وأَلْقَتِ الشاةُ غُدُورَها، وَهِي بَقَايَا وأَقْذَاءٌ تَبْقَى فِي الرَّحِم تُلْقِيهَا بَعْد الوِلادَة. وَبِه غادِرٌ من مَرَضٍ، وغابِرٌ، أَي بَقِيَّة. وأَغْدَرَهُ: أَلْقاهُ فِي الغَدَرِ. وغَدِرَ فُلانٌ بَعْدَ إِخْوَته، أَي ماتُوا وبَقِيَ هُوَ.
وغَدِرَ عَن أَصْحَابه، كفَرِحَ: تَخَلَّفَ. وَقَالَ اللّحيانيّ: ناقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ، إِذا كانَت تَخَلَّفُ عَن الإِبل فِي السَّوْق. وَفِي النَّهْرِ غَدَرٌ، محرّكةً، هُوَ أَن يَنْضَبَ الماءُ ويَبْقَى الوَحلُ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: المَغْدَرَة: البِئْر تُحْفَر فِي آخِرِ الزَّرْعِ لتَسْقِى مَذَانِبَه. وتَغدَّرَ: تَخَلَّفَ قَالَه الأَصمعيّ، وأَنشد قولَ امْرِئ القَيْس:
(عَشِيَّةَ جَاوَزْنا حَماةَ وسَيْرُنَا ... أَخُو الجَهْدِ لَا نَلْوِى عَلَى مَنْ تَغَدَّرَا) ويُرْوَى: تَعَذَّرا أَي احْتَبَسَ لِمَا يُعْذَر بِهِ. وغَدَرَتِ المَرْأَةُ وَلَدَها غَدْراً: مثل دَغَرَتْهُ دَغْراً.
وغُدْرٌ، بالضَّمّ: مَوْضِعٌ، وَله يَوْمٌ، وَفِيه يقولُ حارِثَةُ بنُ أَوْسِ بنِ عَبْدِ وَدٍّ، مِنْ بَنِي عُذْرَةَ بنِ زَيْد اللاّتِ، وهَزَمَتْهم يَوْمئِذٍ بَنُو يَرْبُوع:
(ولَوْلاَ جَرْىُ حَوْمَلَ يَومَ غُدْرٍ ... لمَزَّقَنِي وإِيّاهَا السِّلاحُ)
أَوْرَدَه ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَنْسَابِ الخَيْل. والغادِرِيَّةُ: طائفةٌ من الخَوَارِج قَالَه الحافِظُ. والغَدْرُ، بالفَتْح: مَحَلّة بمِصْر. وعَبْدُ الله بنُ رِفَاعَةَ بنِ غَدِيرٍ السَّعْدِيّ، صاحِبُ الخِلَعيّ، مُحَدِّث مَشْهُور.
وغَدِيرُ خُمّ: سيأْتي فِي المِيمِ.
[غدر] الغَدْرُ: ترك الوفاء، وقد غَدَرَ به فهو غادرٌ وغُدَرٌ أيضاً. وأكثر ما يستعمل هذا في النداء بالشتم، يقال: يا غدَرُ: وفي الحديث: " يا غدَرُ، ألست أسعى في عذرتك ". ويقال في الجمع: يالَ غُدَرَ. وغَدِرَتِ الليلة بالكسر تغدر غدرا، أي أظلمت، فهي غَدِرَةٌ. وأغْدَرَتْ فهي مُغْدِرَةٌ. وغَدَرَتِ الناقة أيضاً عن الإبل، والشاةُ عن الغنم، إذا تخلَّفت عنها. فإن تركها الراعي فهي غديرة، وقد أغدرها. قال الراجز: فقل ما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا - والغدر أيضا: الموضع الظلف، الكثير الحجارة. قال العجاج: سنابك الخيل يصدعن الاير * من الصفا القاسي ويدعسن الغدر - ورجل ثَبْتُ الغَدَرِ، أي ثابتٌ في قتالٍ أو كلام. ابن السكيت: يقال ما أثبت غَدَرَهُ، أي ما أثبته في الغَدَرِ. والغَدَرُ: الحجرة واللخاقيق من الارض المتعادية. قال: يقال ذلك للفرس، وللرجل إذا كان لسانه يثبت في موضع الزلَل والخصومة. والمُغادَرَةُ: التركُ. والغَديرُ: القطعة من الماء يغادرها السيل. وهو فَعيلٌ بمعنى مُفاعَل من غادره، أو مفعل. من أغْدَرَهُ. ويقال هو فَعيلٌ بمعنى فاعلٍ، لأنه يَغْدِرُ بأهله، أي ينقطع عند شدَّة الحاجة إليه. قال الكميت: ومن غَدْرِهِ نَبَزَ الأوَّلو * نَ إذ لقَّبوهُ الغَديرَ الغَديرا - والجمع غُدْرانٌ . والغَديرَةُ: واحدة الغدائر، وهى الذوائب. وغندر: اسم رجل.
غدر
غدَرَ/ غدَرَ بـ يَغدِر، غَدْرًا، فهو غادِر، والمفعول مَغْدور
• غدَر فلانًا/ غدَر بفلان: خانه، نقَض عهدَه وترَك الوفاء به "حليف غادر- غدر بصديقه" ° حيوان غادِر: يهاجم غدرًا على حين غفلة- غدر اللَّيلُ: أظلم- غدَرت المرأة ولدَها: أساءت غذاءَه. 

اغتدرَ يغتدر، اغْتِدَارًا، فهو مُغْتَدِر
• اغتدرتِ المرأةُ: اتّخذت لنفسها غديرة، وهي ذؤابة مضفورة من شعرها. 

غادرَ يغادر، مغادرةً، فهو مُغادِر، والمفعول مُغادَر
• غادر وطنَه/ غادر المكانَ: ترَكه "غادَر عملَه وبحث عن عملٍ آخر- {لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إلاَّ أَحْصَاهَا} ".
• غادر في الكأس بعضَ الماء: أبقاه. 

غدَّار [مفرد]: مؤ غَدَّار وغدَّارة: صيغة مبالغة من غدَرَ/ غدَرَ بـ: "لا تأمن الدهرَ فإنّه غدَّار". 

غَدَّارة [مفرد]:
1 - مؤنَّث غدَّار ° سنة غدَّارة: كثُرَ مطرُها وقلّ نباتُها.
2 - آلة لإطلاق القذائف أكبر من المسدس وأصغر من البندقيَّة، سُمِّيت بذلك لأنّ العدوّ يُغدر بها "غدَّارة سريعة الطَّلقات/ الطَّلق". 

غَدْر [مفرد]: مصدر غدَرَ/ غدَرَ بـ ° غدْر الزَّمان: تحوّل الدهرُ بالإنسان من حُسْن حال إلى سُوء حال. 

غَدير [مفرد]: ج غُدْر وغُدُر وغُدْران:
1 - مياه راكدة، قليلة العمق، يغادرها السَّيلُ، مستنقع الماء "تكوّنت الغدران بعد انتهاء السيل- تعيش الضَّفادعُ في الغُدْران".
2 - (جغ) نُهَيْر، نهر صغير "أعجبه منظر الطُّيور على ضفاف الغدير" ° غديرا الوجنتين: مجريا الدَّمع في الوجنتين- غدير من الضَّوء- لحيا الغدير: جانباه. 

غَديرة [مفرد]: ج غدائرُ: ذؤابة مضفورة من شعر المرأة.
• الغَديرتان: الذُّؤابتان من الشَّعْر اللَّتان تَسقُطان على الصَّدر. 

الحَبَرْكى

الــحَبَرْــكى: الطَّويلُ الظَّهْرِ القَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ الذي كادَ يكونُ مُقْعَداً من ضَعْفِهما. وقيل: هو الصَّغِيرُ الغَلِيْظُ الرَّقَبَةِ، ودُوَيْبَّةٌ، والأُنْثَى: حَبَرْــكاةٌ. والقُرَادُ، وجَمْعُه: حُبَرْــكِيَاتٌ، ويُقال له: الــحَبْرَــكُ - على جَعْفَرٍ -. والــحَبَرْــكى - أيضاً -: السَّحَابُ المُتَكَاثِفُ المُتَلاَئمُ. والرَّمْلُ المُتَرَاكِمُ.

رصع

ر ص ع: (التَّرْصِيعُ) التَّرْكِيبُ. وَتَاجٌ (مُرَصَّعٌ) بِالْجَوَاهِرِ وَسَيْفٌ مُرَصَّعٌ أَيْ مُحَلًّى (بِالرَّصَائِعِ) وَهِيَ حَلَقٌ يُحَلَّى بِهَا الْوَاحِدَةُ (رَصِيعَةٌ) . 
[رصع] نه فيه: إن جاءت به "أريصع" مصغر أرصع بمعنى الأرسح ومر. وفيه: "رصيع" أيهقان، الترصيع التركيب والتزيين، وسيف مرصع أي محلى بالرصائع وهي حلق من الحلي وهي جمع رصيعة، والأيهقان نبت، يعني أن هذا المكان يحسن هذا النبت كالشيء المحسن المزين باترصيع، ويروى: رضيع- بضاد.
(رصع)
بِالْمَكَانِ رصعا أَقَامَ بِهِ وَالرجل وَنَحْوه ضربه بِيَدِهِ وطعنه طَعنا شَدِيدا وَالْحب دقه بَين حجرين

(رصع) فلَان رصعا ورصوعا دقَّتْ أليته أَو قل لحم عَجزه وَفَخذه فَهُوَ أرصع وَهِي رصعاء (ج) رصع وَالشَّيْء بفمه لزق وبالطيب عبق بِهِ فَهُوَ راصع

رصع


رَصَعَ(n. ac. رَصْع)
a. [acc. & Bi], Pierced with.
b.(n. ac. رُصُوْع) [Bi], Stopped, stayed in.
رَصِعَ(n. ac. رَصَع)
a. [Bi], Stuck, adhered to.
رَصَّعَa. Inlaid.
b. Embroidered.
c. Built (nesi).
تَرَصَّعَa. Was inlaid, embroidered.

إِرْتَصَعَa. [Bi], Stuck to; was attached to.
b. Were close together (teeth).
رَصِيْعَة
(pl.
رَصَاْئِعُ)
a. Sword-knot, sword-ring.
b. Boss (ornament).
N. P.
رَصَّعَa. Begemmed, adorned, inlaid; gilded.
ر ص ع

رصع التاج: حلاه بكواكب الحلية. وما أملح حلية سيفك وسرجك ورصائعها وهي حلق الحلي المستديرة، الواحدة رصيعة. ورصيعة اللجام: العقدة التي عند المعذر كأنها فلس. ورصيعة المصحف: زرّه. ورصعت السير: عقدت فيه عقداً مثلثة. ورصع الطائر عشه بالقضبان والريش: قارب بعضه من بعض ونسجه. وأسنانه مرتصعة مرتصة. وتراصع العصفوران: تسافدا. وراصع الطائر أنثاه.
(رصع) - في حديثِ عبدِ الله بن عَمرو: "أنَّه بَكَى حتى رَصَعَت عَينُه".
: أي فسَدَت، وهو بالسِّين أَشهَر.
- وفي حَديثِ قُسٍّ: "رَصِيعُ أَيهُقَان".
يَعنِى أَنَّ هذا المَكانَ قد صار بحُسْن هذا النَّبتِ كالشىء المُحَسَّن المُزَيَّن بالتَّرصِيع. والأَيهُقان: نَبتٌ، ويروى: رَضِيعُ أَيهُقان، بالضاد المعجمة.
رصع: رَصَع: بمعنى جامع امرأة، والمصدر: رَصَع (ألف ليلة 1: 5).
رَصَع: قطع، حطم أو رقَّق، سطَّح (ألف ليلة برسل 2: 58).
رَصَع: ركَّب في، نزَّل في، أدمج (بوشر).
رَصَّع (بالتشديد): ركب التراصيع (ابن جبير ص41، 58، 85).
ومن كلمة ترصيع اشتقت الكلمات الإسبانية mosaique, marquetarie, taracea, atarace, ataracea والكلمة الإيطالية tarasia مع الفعل inlarsiare.
رَصَّع، يظهر أن هذا الفعل يعني أيضاً: زيَّن بالمسامير، ففي ألف ليلة (برسل 4: 345) وكان عنده مطرق مرصَّع فيه أربعين مسمار.
رصَّاع: العامل الذي يقوم بالترصيع، والتسوية (صفة مصر 16: 486 رقم 1).
[رصع] التَرْصيعُ: التركيبُ. يقال: تاجٌ مرصَّعٌ بالجواهر، وسيفٌ مرصَّعٌ، أي محلَّى بالرَصائِعِ، وهي حَلَقٌ يُحَلَّى بها، الواحدة رَصيعَةٌ. وقال ابن شميل: الرصائع: سيور مضفورة في أسافل الحمائل. وأنشد:

وعادَ الرَصيعُ نُهْيَةً للحَمائِلِ * يقول: انضمَّتْ سيوفهم فصار أسافلها أعاليها. ويقال: رَصِعَ به بالكسر يَرْصَعُ رَصَعاً، إذا لزق به. والأَرْصَعُ: لغةٌ في الأَرْسَحِ، والأنثى رَصْعاءُ مثل رَسْحاءَ بَيِّنَةُ الرَصَعِ. وربَّما سَمَّوا فراخ النخل رصعا، الواحدة رصعة. وقول رؤبة:

وخضا إلى النصف وطعنا أرصعا * وهو أن يغيب السنان كله في المطعون. يقال: رصعته بالرمح وأرصعته. والترصع: النشاط.
رصع
رصَّعَ يُرصِّع، ترصيعًا، فهو مُرصِّع، والمفعول مُرصَّع
• رصَّع الخاتمَ: حلاّه بالجواهر "رصَّع السيفَ/ القلادةَ- سماء مرصَّعة بالنجوم- تاجٌ مرصَّع بالجواهر".
• رصَّع الجملةَ: (بغ) جعلها مستوية الأوزان متفقة الأعجاز " {إنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} ". 

ترصيع [مفرد]:
1 - مصدر رصَّعَ.
2 - (بغ) توازن لألفاظ مع اتِّفاق الفواصل والأوزان. 

رصيعة [مفرد]: ج رَصائع ورصيعات: كُلُّ حليةٍ يُحلَّى بها "أهداه قلادة محلاَّة بمختلف الرَّصائع- تاجٌ مُحلّى بالرصائع". 
رصع
الرصْعَاءُ: الرَّسْحَاءُ، ومنه قيل: ألْيَةٌ رَصْعَاءُ: إذا كانتْ ضَيِّقَةَ الجِلْدِ قَليلةَ اللحم. وقيل: هي التي لا أسْكَتَيْن لها. وقيل: الرَّصَعُ: التَّقَارُبُ في الوَرِكَيْنِ والمَنْكِبَيْن. وقيل لبعضِهم: يَدَاك مُرْتَصَعَتان، فقال: كَلا بل فَلْجَاوَان.
ورَصَعَه بالرُّمْح وأرْصَعه: شَدَدَ طَعْنَه، رَصْعاً. والرًصِيْعَةُ: الحَبْس. وهي أيضاً: عُقْدةُ العِذَار. ورَصَائعُ القَوْس: سُيُوْرٌ تُحَسنُ بها، الواحدةُ رَصِيْعَةٌ.
والرَّصِيْعُ: كُلُّ عَقْدٍ مثلثٍ. والخَرَزُ أيضاً. وما يُرْصَعُ بين الجَفْنِ وحَمَائل السيف.
والترْصِيْعُ: النَّشَاط. وارتَصَعَتْ أسْنَانُه: تقارَبَتْ والْتَزَقَتْ.
وبكى حَتى رَصِعَتْ عَيْناه: أي الْتَزَقَتا. وكذلك: رَصِعَ به: لَزِقَ به. ورصعَ بالمَكان رُصُوْعاً. ورَصَعَ باسْتِه الأرْضَ رَصْعاً: ألْزَقَه. ورَصَعَ الطائرُ أنْثاه، رَصْعاً: سَافَدَها.
والترصِيْعُ: التقْدِيْرُ. والنسْجُ؟ كما يُرصعُ الطائرُ عُشه. والمِرْصَاعُ: دوامَةُ الصبْيان. وقيل: المَرَاصِيْعُ: المَدَاحي؛ وهي كُل خَشبَةٍ يُدْحى بها كُرَةٌ أو غيرُها.
والمَرَاصِيْعُ: النَحْلُ لها رَصع، الواحِدُ: مُرْصِعٌ. والرًصَعُ: صِغَارُ النَحْل قبل أنْ تَطير.
(ر ص ع)

والرَّصَعُ: دقة الألية. وَرجل أرْصَع، وَامْرَأَة رَصْعاء. وَقد رَصِعَ رَصَعا، وَرُبمَا وصف بِهِ الذِّئْب. وَقيل: الرَّصْعاءُ من النِّسَاء: الَّتِي لَا إسكتين لَهَا.والرَّصَع: تقَارب مَا بَين الرُّكْبَتَيْنِ. والرَّصَع: أَن يكثر على الزَّرْع المَاء وَهُوَ صَغِير، فيصفر ويحدد، وَلَا يفترش مِنْهُ شَيْء، ويصغر حبه.

ورَصَعَه يرْصَعُه رَصْعا، وأرْصَعَه: طعنه طَعنا شَدِيدا. قَالَ العجاج:

وخْضاً إِلَى النِّصْفِ وطَعْنا أرْصَعا

ورَصَع الشَّيْء: عقده عقدا مثلثا متداخلا، كعقد التميمة، وَنَحْوهَا.

والرَّصِيعة: عقدَة فِي اللجام، عِنْد المعذر، كَأَنَّهَا فلس. وَقد رَصَّعَه. والرَّصيعة: الْحلقَة المستديرة. والرَّصِيعة: سير يضفر بَين حمالَة السَّيْف وجفنه. وَالْجمع رَصَائع، ورَصِيع، كشعيرة وشعير، أجروا الْمَصْنُوع مجْرى الْمَخْلُوق. وَهُوَ فِي الْمَخْلُوق أَكثر. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

رَمَيْناهُم حَتَّى إِذا أرْبَثَّ جمْعُهُمُ ... وصارَ الرَّصِيعُ نُهْيًةً للحَمائلِ

أَي انقلبت سيوفهم، فَصَارَت أعاليها أسافلها، وَكَانَت الحمائل على أَعْنَاقهم، فنكست، فَصَارَ الرَّصِيع فِي مَوضِع الحمائل. والنهية: الْغَايَة.

والرَّصائع: مشك أعالي الضلوع فِي الصلب. وَاحِدهَا: رُصْع، وَهُوَ جمع نَادِر. قَالَ ابْن مقبل:

فأصْبَحَ بالمَوْماةِ رُصْعا سَرِيحُها ... فللإنْسِ باقِيةِ وللجِنّ نادِرُهْ

ورَصَّع العقد بالجوهر. نظمه فِيهِ، وَضم بعضه إِلَى بعض.

ورَصَع الْحبّ: دقه بَين حجرين.

والرَّصِيعة: طَعَام يتَّخذ مِنْهُ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الرَّصِيعة: البُر يدق بالفهر. ويبل ويطبخ بِشَيْء من سمن.

ورَصِعَ بِهِ الشَّيْء يرْصَعُ رُصُوعا: لزق.

ورَصَع الطَّائِر الْأُنْثَى يَرْصَعُها رَصْعا: سفدها، وَكَذَلِكَ الْكَبْش. واستعارته الخنساء فِي الْإِنْسَان، فَقَالَت حِين أَرَادَ أَخُوهَا مُعَاوِيَة أَن يُزَوّجهَا من دُرَيْد بن الصمَّة:

مَعاذَ اللهِ يَرْصَعُنِي حَبرْــكَي ... قَصِيرُ الشِّبر مِنْ جُشَمَ بن بَكْرِ

وَقد تراصت الطير وَالْغنم.

والرَّصَعُ: فراخ النَّحْل. الْوَاحِدَة: رصَعَة.

والرَّصْعُ: الضَّرْب بِالْيَدِ.

والمِرْصَعانُ: صلاءة عَظِيمَة من الْحِجَارَة، وفهر مُدَوَّرَة تملأ الْكَفّ، عَن أبي حنيفَة.

ورَصَعَتْ بهما: دقَّتْ.

والتَّرَصُّعُ: النشاط.

رصع

1 رَصِعَ بِهِ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. رَصَعٌ, (S,) or, as in the L, رُصُوعٌ, (TA,) It stuck, adhered, or clave, to it; (S, K;) as also ↓ ارتصع. (Ibn-'Abbád, K.) You say, أَسْنَانُهُ ↓ اِرْتَصَعَتْ His teeth were near together, (K, TA,) and stuck, adhered, or clave, together. (TA.) [See also the part. n. of the latter verb, below.] b2: رَصِعَ بِالطِّيبِ i. q. عَبِقَ بِهِ [app. meaning (assumed tropical:) He kept, or became addicted to, the use of perfume; syn. أُولِعَ بِهِ: but accord. to the TK, he rubbed, or anointed, himself with perfume]. (IF, K.) b3: رَصَعَ بِالمَكَانِ, aor. ـَ inf. n. رَصْعٌ, He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place. (K, * TA.) A2: رَصَعَ الشَّىةءَ He tied the thing in a complicated treble knot, such as the knots of the تَمِيمَة and the like: [or perhaps this is a mistranscription, for ↓ رَصَّعَ; for it is added,] when you take a thong, and tie in it treble knots, this [action] is [termed] تَرْصِيعٌ. (TA.) 2 تَرْصِيعٌ [inf. n. of رصّع] The act of setting, fixing, or putting together, [jewels, precious stones, gems, pearls, &c.;] syn. تَرْكِيبٌ. (S, K.) [See the pass. part. n., below.] b2: The act of making [a thing] according to a measure; syn. تَقْدِيرٌ. (Ibn-'Abbád, K.) b3: The act of weaving [a thing]; or forming [it] by the inserting of one part within another; like as a bird weaves its nest. (Ibn-'Abbád, K.) You say, رصّع الطَّائِرُ عُشَّهُ بِقُضْبَانٍ وَرِيشٍ The bird put twigs and feathers near together, and wove with them its nest. (A, TA.) b4: رصّع العِقْدَ بِالجَوْهَرِ, inf. n. as above, He furnished the necklace with jewels, precious stones, or gems, connected, or drawn, together, in a series. (TA.) b5: [Hence,] in rhetoric, التَّرْصِيعُ signifies (assumed tropical:) A kind of جِنَاس; (TA;) the making the words of a clause of rhyming prose, or at least two of them, conformable in their measures, and agreeing in their latter parts, with the corresponding words of the corresponding clause; as in the saying in the Kur [end of ch. lxxxviii.], إِنَّ إِلَيْنَا

إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ: and the like in verse; as in the saying of Aboo-Firás [El-Farezdak], وَأَمْوَالُهُ لِلطَّالِبِينَ نِهَابُ وَأَفْعَالُهُ لِلَّاغِبِينَ كَرِيمَةٌ (Har p. 9.) b6: See also 1; last sentence.8 إِرْتَصَعَ see 1, first and second sentences.

رَصِيعٌ The button of the loop of a copy of the Kurán. (AA, Z, Sgh, K.) b2: See also what next follows.

رَصِيعَةٌ The knot that is in the bridle (اللِّجَام), by the cheek (المُعَذَّر), resembling a [small piece of money such as is called] فَلْس. (K.) b2: A ring, of those with which a sword is ornamented: (S:) or the round ornament of a sword: (IDrd, K:) or any round ring in the ornamental part of a sword or saddle or other thing: (IDrd, K: *) or a plaited thong between the suspensory thong, or shoulder-belt, and the scabbard, of the sword; as also ↓ رَصِيعٌ: or [the pl. signifies] plaited thongs in the lower parts of the suspensory thongs of the sword; and a dial. var. is with س; (TA;) i. e. رَسَائِعُ, (K and TA in art. رسع,) on the authority of ISh. (TA in that art.) The pl. of رَصِيعَةٌ (S, K) in all the senses explained above (K, TA) is رَصَائِعُ. (S, K.) رَاصِعٌ Sticking, adhering, or cleaving. (Az, L.) مُرَصَّعٌ Adorned with jewels, precious stones, or gems; applied to a crown, and sword: (K:) or you say, تَاجٌ مُرَصَّعٌ بِالجَوَاهِرِ meaning a crown set with jewels, precious stones, or gems: and سَيْفٌ مُرَصَّعٌ a sword ornamented with the rings called رَصَائِع, pl. of رَصِيعَةٌ. (S.) b2: فَرَسٌ مُرَصَّعُ الثُّنَنِ A horse having the hairs of the fetlock بَعْضُهَا فِى بَعَضٍ [meaning compacted together, as though woven]: (AO, and so in some copies of the K:) in [some of the copies of] the K بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. (TA.) أَسْنَانُهُ مُرْتَصِعَةٌ His teeth are set close together. (A, TA.)

رصع: الرَّصَع: دِقَّة الأَلية. ورجل أَرْصَع: لغة في الأَرْسَح. وفي

حديث المُلاعَنة: إِن جاءت به أُرَبْصِع؛ هو تصغير الأَرْصع وهو الأَرْسَح.

والرَّصْعاء من النساء: الزَّلاَّء وهي مثل رَسْحاء بيّنةُ الرَّصَع

إِذا لم تكن عَجْزاء، وربما سموا فراخ النحل رَصَعاً، الواحدة رَصَعة؛ قال

الأَزهري: هذا خطأٌ والرَّضَع فراخ النحل، بالضاد، وهو بالصاد خطأ. وقد

رَصِع رَصَعاً، وربما وصف الذئب به. وقيل: الرَّصْعاء من النساء التي لا

إِسْكَتَيْنِ لها. والرَّصَع: تَقارُب ما بين الركبتين. والرَّصَع: أَن

يكثر على الزرع الماء وهو صغير فيصفَرّ ويحدّد ولا يفترش منه شيء ويصغر حبه.

وأَمّا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص: أَنه بكى حتى رَصِعَت عينُه،

فقال ابن الأَثير: أَي فَسَدت؛ قال: وهي بالسين أَشهر. والرَّصْع، بسكون

الصاد: شدة الطعْن. ورَصَعَه بالرُّمح يَرْصَعُه رَصْعاً وأَرْصَعَه: طعَنه

طعْناً شديداً غيّب السِّنان كله فيه؛ قال العجاج:

نَطْعُنُ مِنْهُنّ الخُصُورَ النُّبَّعا،

وخْضاً إِلى النِّصْف، وطَعْناً أَرْصَعا

أَي التي تَنْبُع بالدم ونسبه ابن بري إِلى رؤبة. ورَصَعَ الشيءَ:

عقَدَه عَقْداً مُثَلَّثاً مُتداخِلاً كعَقْد التميمة ونحوها. وإِذا أَخذت

سيراً فعقدت فيه عُقَداً مُثلَّثة، فذلك الترْصِيعُ، وهو عَقد التميمة وما

أَشبه ذلك؛ وقال الفرزدق:

وجِئْنَ بأَوْلادِ النَّصارَى إِليْكُمُ

حَبالى، وفي أَعْناقِهِنَّ المَراصِعُ

أَي الخُتُوم في أَعْناقِهنَّ. والرَّصِيعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف.

والرَّصِيعةُ: عُقْدة في اللِّجام عند المُعَذّر كأَنها فَلْس، وقد

رَصَّعه. والرَّصِيعة: الحَلْقة المُسْتَديرة. والرَّصِيعةُ: سَيْر يُضْفَر بين

حِمالة السيف وجَفْنِه، وقيل: سُيور مَضْفُورة في أَسافل حَمائل السيف،

الواحدة رصاعة، والجمع رصائعُ ورَصِيع كشعيرة وشعير، أَجْرَوْا المَصْنوع

مُجرى المَخْلوق وهو في المخلوق أَكثر؛ قال أَبو ذؤيب:

رَمَيْناهمُ حتَّى إِذا ارْبَثَّ جَمْعُهمْ،

وصارَ الرَّصِيعُ نُهيةً للحَمائل

أَي انقلبت سُيوفهم فصارت أَعالِيها أَسافِلَها وكانت الحمائل على

أَعناقهم فنكِّست فصار الرَّصيعُ في موضع الحمائل، وقد تقدّم ذلك في رسع؛

والنُّهيةُ: الغاية. والرَّصائعُ: مَشَكُّ أَعالي الضُّلوع في الصلب، واحدها

رُصْعٌ، وهو نادر؛ قال ابن مقبل:

فأَصْبَحَ بالمَوْماة رُصْعاً سَريحُها،

فَلِلإِنْسِ باقِيهِ، وللجنّ نادِرُه

وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: الرَّصائعُ واحدتها رَصِيعةٌ وهي مَشكُّ

مَحاني أَطراف الضُّلُوع من ظهر الفرس. وفَرس مُرَصَّع الثُّنَنِ إِذا

كانت ثُنَنُه بعضُها في بعض.

والترْصِيعُ: التركيب، يقال: تاجٌ مُرَصَّع بالجوهر وسيف مُرصَّع أَي

مُحَلًّى بالرصائعِ، وهي حَلَق يُحَلَّى بها، الواحدة رَصيعة. ورصَّع

العِقْدَ بالجوهر: نظمه فيه وضمّ بعضه إِلى بعض. وفي حديث قُس: رَصِيع

أَيْهُقانٍ، يعني أَنّ هذا المكان قد صار بحُسن هذا النَّبْت كالشيء المُحَسَّن

المزَيَّن بالترْصيع، والأَيْهُقانُ: نبت، ويروى: رضيع أَيْهُقان، بالضاد

المعجمة.

ورَصَعَ الحَبَّ: دَقَّه بين حجرين. والرَّصيعة: طعام يتخذ منه؛ وقال

ابن الأَعرابي: الرصيعة البُرُّ يدقّ بالفهر ويُبلّ ويطبخ بشيء من سمن.

ورَصِع به الشيءُ، بالكسر، يَرْصَع رَصَعاً ورُصوعاً: لزِق به، فهو راصِعٌ.

أَبو زيد في باب لزُوق الشيء: رَصِع، فهو راصِع، مثل عَسِقَ وعَبِقَ

وعَتِكَ. ورَصَع الطَّائرُ الأُنثى يَرْصَعُها رَصْعاً: سَفَدها، وكذلك

الكَبْش؛ واستعارته الخَنساء في الإِنسان فقالت حين أَراد أَخوها مُعاوية أَن

يزوجها من دُريد ابن الصِّمة:

مَعاذَ اللهِ يَرْصَعُني حَبَرْــكى،

قَصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمَ بن بَكْرِ

(* في رواية اخرى: يرضعني حبركى.)

وقد تَراصَعت الطير والغنم والعصافير. ابن الأَعرابي: الرَّصَّاعُ

الكثير الجِماع، وأَصله في العُصفور الكثير السِّفاد. والرَّصْع: الضرْب

باليد.والمِرْصَعانُ: صلاءة عظيمة من الحجارة وفِهْر مُدَوَّرة تملأُ الكف؛ عن

أَبي حنيفة. ورَصَعَت بهما: دَقَّت. والتَّرَصُّع: النَّشاط مثل

التَّعَرُّصِ.

رصع
الرَّصْعُ، كالمَنْعِ: الضَّرْبُ باليَدِ، قَالَه ابْن دُرَيْد. قَالَ الليثُ: الرَّصْعُ: شِدَّةُ الطَّعْنِ، كالإرْصاعِ، يُقالُ: رَصَعَه بالرَّمْحِ يَرْصَعُه رَصْعاً، وأَرْصَعَهُ: طعنَه طَعْناً شَدِيدا. الرَّصْعُ: الإقامَةُ، يُقال: رَصَعَ بالمَكانِ، أَي أَقامَ بِهِ. قَالَ ابنُ عبّاد: الرَّصْعُ: دَقُّ الحَبِّ بينَ حَجَرَيْنِ، كالارتصاعِ، عَن ابْن عبّادٍ أَيضاً. الرَّصْعُ: تَغْيِيبُ السِّنانِ كُلِّه فِي المَطْعونِ، نَقله الجَوْهَرِيّ. الرَّصْعُ، بالتَّحريكِ: فِراخُ النَّحْلِ، الواحِدَةُ بهاءٍ، هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحاحِ، ونَصُّه: ورُبَّما سَمَّوا فِراخَ النَّحْلِ رَصَعاً، وسبقَه إِلَى ذلكَ الليثُ فِي العَينِ، وتبعَه ابنُ دُرَيدٍ فِي الجَمْهَرَةِ. أَو الصَّوابُ بالضَّادِ المُعْجَمَةِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبو العَبّاسِ عَن ابنِ الأَعرابيِّ، وَقد صَحَّفَه اللَّيْثُ. والرَّصِيعَةُ: العُقْدَةُ الَّتِي فِي اللِّجامِ عِنْد المُعَذَّرِ، كأَنَّها فَلْسٌ. قَالَ ابنُ دُريدٍ: الرَّصِيعَةُ: حِلْيَةُ السَّيفِ المُستديرَةُ، أَو كلُّ حلْقَةٍ مُستديرَة فِي حِليَةِ سَيْفٍ، أَو سَرْجٍ، أَو غيرِه، فَهِيَ رَصِيعَةٌ، وَفِي نَسْخَةٍ: أَو غيرِهما. وَقيل: الرَّصيعَةُ: سَيْرٌ يُضْفَرُ بينَ حِمالَةِ السَّيْفِ وجَفْنِه. وقِيلَ: سُيُورٌ مضفورَةٌ فِي أَسافِلِ حَمائلِ السَّيْفِ، وَالسِّين لُغَةٌ فِيهِ، كَمَا تقدَّم. قَالَ أَبو عُبيدَةَ، فِي كتاب الخَيْلِ: الرَّصيعَةُ: مَشَكُّ مَحَانِي أَطرافِ الضُّلوعِ من ظَهْرِ الفَرَسِ، وَقَالَ غيرُه: الرَّصائعُ: مَشَكُّ أَعالي الضُّلوعِ فِي الصُّلْبِ، واحِدُها: رُصْعٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ نادِرٌ. قَالَ ابنُ مُقبِلٍ:
(فأَصْبَحَ بالمَوْماةِ رُصْعاً سَريحُها ... فللإنْسِ بَاقِيهِ، وللْجِنِّ نَادِرُه)
قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: الرَّصيعَةُ: البُرُّ يُدَقُّ بالفِهْرِ، ويُبَلُّ، ويُطْبَخُ بالسَّمْنِ. وَج، الكلِّ: رَصائعُ، وَقَالَ الشَّنْفَرَى يَصِفُ سَيْفاً:
(هَتُوفُ منَ المُلْسِ المُتُونِ يَزِينُها ... رَصائعُ قدْ نِيطَتْ إِلَيْهَا ومِحْمَلُ)
قَالَ أَبو عَمروٍ: الرَّصيعُ، كأَميرٍ: زِرُّ عُرْوَةِ المُصْحَفِ، نَقله الصَّاغانِيّ والزَّمخشريُّ. يُقالُ: رَصِعَ بِهِ، كفَرِحَ، يَرْصَعُ رَصْعاً: إِذا لَزِقَ بِهِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَفِي اللسانِ: رُصُوعاً، فَهُوَ رَاصِعٌ، وَقَالَ أَبو زَيدٍ، فِي بَاب لُزوقِ الشيءِ: رَصِعَ فَهُوَ راصِعٌ، مثلُ عَسِقَ، وعَبِقَ، وعَتِكَ.
قَالَ ابنُ فارِسٍ: رَصِعَ بالطِّيب، أَي عَبِقَ بِهِ. والأَرْصَعُ لُغةٌ فِي الأَرْسَحِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وَفِي حَدِيث المُلاعَنَةِ: إنْ جاءَتْ بِهِ أُرَيْصِعَ، هُوَ تَصْغِير الأَرْصع، وطَعْنٌ أَرْصَع،، أَي تامٌّ غابَ كُلُّه، أَي كلُّ القَرْنِ فِيهِ، أَي فِي المَطعونِ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لرُؤْبَةَ: وَخْضاً إِلَى النِّصْفِ وطَعْناً أَرْصَعا)
وبعدَه: وفَوْقَ أَغْيابِ الكُلَى وكَسَّعا وصَدْرُه: نَطْعُنُ منهُنَّ الخُصُورَ النُّبَّعا وَقيل: طَعْنٌ أَرْصَعُ: تَنْبُعُ بالدَّمِ. والرَّصْعاءُ: المَرأَةُ الزَّلاّءُ، وَهِي الَّتِي لَا إسْكِتانَ لَهَا، أَو قيل: هِيَ مثلُ الرَّسْحاءِ: الَّتِي لَا عَجيزَةَ لَهَا وَقد رَصِعَت، كفَرِحَ تَرْصَعُ رَصَعاً، وَهُوَ أَرْصَعُ، ذِكْرُ الأَرْصَعِ ثَانِيًا تَكرارٌ، وَكَذَا التَّمْيِيز بَين المُذَكَّر ومُؤنَّثه مَعِيبٌ، وَكَانَ حَقّ العِبارَةِ أَن يَقولَ: والأَرْصَع: الأَرْسَحُ: وَهِي رَصْعاءُ، وَقد رَصِعَتْ، كفَرِحَ. ثمَّ الرَّصَعُ، مُحَرَّكَةً: قيل: هُوَ دِقَّةُ الأَلْيَةِ، وَقد رَصِعَ رَصَعاً، ورُبَّما وُصِفَ الذِّئبُ بِهِ، وَقيل: تَقارُبُ مَا بينَ الرُّكْبَتَيْنِ. قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: الرَّصاعُ كسَحابٍ: الجِماعُ. قَالَ: وكَشَدَّادٍ: كثيرُه، وَهُوَ مَجازٌ، وأَصلُه فِي العُصْفُورِ الكَثيرِ السِّفادِ، يُقال: رَصَعَ الطَّائرُ الأُنْثى يَرْصَعُها رَصْعاً: سَفَدَها، وكذلكَ التَّيْسُ. واسْتَعارَتْهُ الخَنساءُ فِي الإنسانِ، فَقَالَت حينَ أَرادَ أَخوها مُعاوِيَةُ أَن يُزَوِّجَها من دُرَيْدِ بنِ الصُّمَّةِ:
(مَعاذَ اللهِ يَرْصَعُني حَبَرْــكَى ... قَصيرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَكْرِ)
قَالَ ابْن عَبّاد: المِرْصاعُ، كمِحْرابٍ: دُوَّامَةُ الصِّبْيانِ، وَقَالَ: المَراصِيعُ: المَداحِي، وَهِي كُلُّ خَشَبَةٍ يُدْحَى بهَا، كُرَةٌ أَو غيرُها. قَالَ: المُرْصِعُ، كمُحْسِنٍ: النَّحْلُ لَهَا رَصَعٌ، ج: مَراصِيعُ، وَقد تقدَّم الكلامُ عَلَيْهِ أَنَّ الصَّوابَ فِيهِ الضَّادُ المُعْجَمَة. والتَّرْصِيع: التَّرْكيبُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابنُ عبّاد: التَّرْصيعُ: التَّقديرُ، والنَّسْجُ، كَمَا يُرَصِّعُ الطَّائرُ عُشَّهُ، وَفِي الأَساس: رَصَّعَ الطَّائرُ عُشَّه بقضبانٍ وريشٍ: قارَبَ بعضَه من بَعْضٍ ونَسَجَه. التَّرصيعُ: النَّشاطُ، عَن ابنِ عَبّاد. وَالَّذِي ذَكَرَه الجوهريُّ: التَّرَصُّع: النَّشاطُ، زادَ فِي اللسانِ: مثل التَّعَرُّصِ، أَي هُوَ مَقلُوبَه. قَالَ أَبو عُبيدةَ، فِي كتاب الْخَيل: فَرَسٌ مُرَصَّعُ الثُّنَنِ، كمُعَظَّم، إِذا كَانَت ثُنَنُه بعضُها فوقَ بعضٍ، ونَصُّ أَبي عُبيدة: فِي بعضِ. وتاجٌ مُرَصَّعُ، وسَيْفٌ مُرَصَّعٌ بالجَواهِرِ، أَي مُحَلَّى بالرَّصائعِ، وَهِي حَلَقٌ يُحَلَّى بهَا. وارْتَصَعَ: الْتَزَقَ، عَن ابنِ عبّاد، وقيلَ لبعضِهِم: يَداكَ مُرْتَصِعَتانِ، قَالَ: كّلاّ، بل فَلْجاوانِ. ارْتَصَعَتْ أَسْنانُه: تَقارَبَتْ والْتَزَقَتْ. وَفِي الأَساسِ: أَسْنانُه مُرْتَصِعَةٌ، أَي مُرْتَصَّةٌ.
وتَراصَعَتِ الطَّيْرُ، والغَنَمُ، والعَصافِيرُ، إِذا تَسافَدَت. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: الرَّصَع، مُحرّكةً: أَن يَكْثُرَ على الزَّرْعِ الماءُ وَهُوَ صغيرٌ، فيَصْفَرَّ ويُحَدِّدَ، وَلَا يَفْتَرِش مِنْهُ شيءٌ، ويَصغُرَ حَبُّه.)
ورَصِعَتْ عَيْنُه، كفَرِح: فَسَدَتْ، والسينُ أَكثر. ورَصَعَ الشيءَ: عَقَدَه عَقْدَاً مُثَلَّثاً مُتداخِلاً، كعَقْدِ التَّميمةِ ونَحوِها، وَإِذا أَخَذْتَ سَيْرَاً فعَقدْتَ فِيهِ عُقَداً مُثَلَّثةً، فَذَلِك التَّرْصيع. والمَراصِع: الخُتوم، قَالَ الفرزْدَق:
(وجِئْنَ بأَوْلادِ النَّصارى إليكُمُ ... حَبالى وَفِي أَعْنَاقِهِنَّ المَراصِعُ)
ورَصيعَةٌ ورَصيعٌ، كشَعيرَة وشَعير: سَيْرٌ يُضْفَرُ بَين حِمَالةِ السيفِ وجَفْنِه، وَبِه فُسِّر بيتُ الهُذَلِيِّ السابقُ فِي رسع. ورَصَعَ العِقدَ بالجَوْهَرِ تَرْصِيعاً: نَظَمَه فِيهِ، وضَمَّ بَعْضَه إِلَى بعضٍ، وَفِي حديثِ قُسٍّ: رَصيع أَيْهُقان. يَعْنِي أنّ هَذَا المكانَ قد صارَ بحُسْنِ هَذَا النبتِ كالشيءِ المُحَسَّنِ المُزَيَّنِ بالتَّرْصيع. والأَيْهُقان: نَبْتٌ، ويُروى بالضادِ المُعجَمة، وَسَيَأْتِي. والمِرْصَعان، بالكَسْر: صَلاءَةٌ عظيمةٌ من الحِجارة، وفِهْرٌ مُدَوَّرَةٌ تملأُ الكَفَّ. عَن أبي حَنيفةَ. ورَصَعَتْ بهما: دَقَّتْ. وابنُ الرَّصَّاع، كشَدَّادٍ: مُحَدِّثُ تونُس، مَشْهُورٌ. وراصَعَ الطَّيرُ أُنْثاه: سافَدَها.
والتَّرْصيع: نوعٌ من أنواعِ الجِناسِ فِي البَديع

حدأ

باب الحاء والدال و (وا يء) معهما حدأ، حدو، حيد، دحو، دحي، دوح، وحد، مستعملات

حدأ: الحِدَأَة: طائر يَصيدُ الجِرْذَان، ويقال إنّها كانت تَصيدُ لسليمان بن داود وكانت أصيدَ الطير، فانقطع عنه الصيد لدعوة سليمان: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي . قال العجاج:

كأنَّهُنَّ الحِدأُ الأُوِيُّ

والحَدَأُ، مهموز مقصور [بفتح الحاء] شبه فأس تنقر به الحِجارة مُحَدَّد الطَّرَف. قال الشماخ:

يُباكِرْنَ العِضاهَ بمقنعات ... نواجذهن كالحدأ الوقيع

حدو: حَدا يحدو حَدْوا، وأعرفه حُداءً- ممدود- إذا رَجَز الحادي خلف الإبل، وحَدَا يَحْدُو حَدْواً، إذا َتِبع شيئاً. ويقال للحمار: حادي ثلاث وحادي ثمانٍ إذا قدّم أمامه عدّةً مِنْ أُتُنه. وتقول للسّهم إذا مَضَى: حدا الرِّيشَ. والحُدَيَّا من التحدّي. يقال: فلانْ يَتَحَدَّى فلاناً أي: يُباريه وينازعُهُ الغَلَبَةَ. يقول: أنا حُدَيّاك بهذا الأمر، أي: ابرز لي، وجارِني. قال:

حُدَيّا الناس كلّهم جميعا

حيد: الحَيْدُ: ما شخص من الرّأْسِ والجَبَلِ واعْوَجَّ. وكلّ ما اشتدَّ اعوجاجه من ضِلَعٍ أو عظم فهو: حَيْدٌ، وجمعه: حيود. والرَّجلُ يَحِيدُ عن الشيء حيدا وحيدانا وحيدودة [إذا صدّ عنه خوفاً وأنفه] ، وما لك عنه مَحِيدٌ، قال الشاعر:

يَحيدُ حذارَ الموتِ عن كلّ روعة ... فلا بدّ من موتٍ إذا كان أو قَتْلِ

دحو: دحي: المِدْحَاُة خَشَبَة يَدْحَى بها الصبيّ، فتَمُرُّ على وجْهِ الأرضِ، لا تأتي على شيء إلاّ آجْتَحَفَتْهُ. ومَطَرٌ داحٍ يَدْحَى الحَصَى عن وجه الأرض. والدَّحْوُ: البَسْطُ. والأدحي: سرب النعام، ومَوضِعُه الّذي يبيض فيه ويفرخ. والأُدْحِيُّ: منزل في السّماء بين النّعائم وسَعِدٍ الذَّابح، يُقالُ له: البَلْدَة.

دوح: الدَّوْحُ: الشَّجَرُ العِظام، الواحدة: دَوْحَة.

وحد: الوَحَدُ: المُنْفَرِدُ. رجلٌ وَحَدٌ، وثورٌ وَحَدٌ. وتفسير الرّجلِ الوَحِد: الذي لا يُعْرَفُ له أَصْلٌ. قال:

بذي الليل على مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ

والوَحْدُ- خفيفٌ-: حِدَةُ كل شيءٍ. والوَحْدُ: منصوب في كلّ شيء [لأنّه] يَجري مَجْرَى المصدر خارجاً من الوَصْف، ليس بنعتٍ فيتَبعُ الاسْمَ. وليس بخبرٍ فيُقْصَدَ إليه دون ما أضيف إليه، فكان النّصب أولى به، إلاّ أنّ العربَ قد أضافتْ إليه، فقالت: هو نَسِيجُ وَحْدِه، وهما نسيجا وَحْدِهما، وهم نُسَجاءُ وَحْدِهِمْ، وهي نسيجةُ وَحْدِها، وهنّ نَسائجُ وَحْدِهِنَّ: وهو الرّجل المصيب الرأي. وكذلك قريعُ وَحْدِهِ وكذلك صَرْفُه، وهو الذي لا يقارعه في الفضل أحد. ووَحَدَ الشَّيْءُ فهو يَحِدُ حِدَةً، وكل شيء على حدةٍ بائنٌ من آخر. يقال: ذلك على حِدَتِه وهما على حِدَتِهما، وهم على حِدَتهم، والرّجلُ الوحيد ذو الوَحْدَة، وهو المنفرد لا أنيس معه، وقد وَحُدَ يَوْحُدُ وحَادَةً وَوَحْدَةً ووَحَداً. والتَّوْحِيدُ: الإيمانُ بالله وحدَهُ لا شَريكَ له، واللهُ الواحدُ الأحَدُ ذو التَّوَحُّدِ والوَحْدانيّةِ. [والواحدُ: أوّلُ عَدَدٍ منَ الحِسابِ] . تقولُ في ابتداء العدد: واحد، اثنان، ثلاثة إلى عَشَرَة. وإن شئت قلت: أَحَد، اثنان، ثلاثة، وفي التّأنيث: واحدة وإحدى. ولا يقال غير أحد، [وإحدى] في أَحَدَ عَشَرَ، وإحدَى عَشْرَةَ. ويقال: واحدٌ وعشرون، وواحدة وعشرون، فإذا حملوا الأَحَدَ على الفاعل أجري مُجْرى الثّاني والثالث، وقالوا: هذا حاديَ عَشَرهم، وثاني عَشَرهم وهذه الليلةُ الحاديةَ عَشْرَةَ واليومُ الحادي عَشَرَ. وهذا مَقْلوبٌ كجَذَبَ وجَبَذَ. والوُحْدانُ: جماعةُ الواحِدِ. وتقول: هو أَحَدُهُم، وهي إحداهُنّ، فإذا كانت امرأةٌ مع رِجال لم يستقم أن تقولَ: إحداهم، ولا أحدهم، إلا أن تقولَ: هي كأَحَدِهم، أو هي واحدة منهم. وتقول: الجلوس والقعود واحد، وأصحابك وأصحابي واحد. والموحد كالمثنى والمثلث، وتقول: جاءوا مَثْنَى ومَثْلَثَ ومَوْحَد، وجاءوا ثُناءَ وثُلاثَ وأحادَ. والميحادُ كالمِعْشارِ، وهو جُزءٌ واحد، كما أنّ المِعْشارَ عُشْرٌ. والمَواحيدُ: جماعة الميحاد، ولو رأَيت أَكَماتٍ مُنْفَرداتٍ كلّ واحدةٍ بائنةٌ عن الأُخرَى كانت ميحاداً أو مواحيد. وتقول: ذاك أمرٌ لستُ فيه بأوحدَ، أي: لستُ على حِدَةٍ. والحدة أصلها الواو.
حدأ: استحدأ، في معجم المنصوري: الاستحداء. هو الاسترخاء والانكسار.
حِدَأة: انظر مادة حدي.
ح د أ: (الْحِدَأَةُ) الطَّائِرُ الْمَعْرُوفُ وَجَمْعُهَا (حِدَأٌ) كَعِنَبَةٍ وَعِنَبٍ. 
[حدأ] فيه: خمس يقتلن في الحل والحرم منها "الحدأ" وهو هذا الطائر المعروف جمع حدأة بوزن عنبة. ن: والحدأ بالكسر كعنب، وروى: الحديا، بضم وفتح وتشديد ياء مقصوراً.
حدأ
حَدَأَة/ حِدَأَة [مفرد]: ج حِدْآن وحَدَأ وحِدَأ وحِدَاء: (حن) طائر من الجوارح من فصيلة الصّقور ورتبة الصقريّات، جسمه متوسِّط رشيقٌ، وأجنحته طويلة له ذنبٌ طويل مشقوق ينقضّ على الدَّواجن والجرذان والأطعمة ونحوها، وكنيته (أبو الخُطّاف) "هو أخطف من الحِدأة [مثل]- عليك أن تصبر وتدبّر أمرَك ثم تنقضّ كالحِدَأة". 
(ح د أ) : (الْحِدَاءُ) بِالْكَسْرِ وَقَدْ يُفْتَحُ طَائِرٌ يَصِيدُ الْجُرْذَانَ (وَعَنْ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْحِدَوِّ وَالْإِفْعَوِّ لِلْمُحْرِمِ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ الْحُدَيَّا تَصْغِيرُ الْحِدَوِّ لُغَةٌ فِي الْحِدَاءِ وَعَنْ أَبِي حَاتِمٍ أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ لِهَذَا الطَّائِرِ الْحُدَيَّا وَيَجْمَعُونَهُ الْحَدَاوِي قَالَ وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ.
حدأ
الحِدَأةُ: طائرٌ يَصِيْدُ الجِرْذانَ، يُمَدُّ ألِفُها، وقد يُفْتَحُ حاؤها في لُغَةٍ. والحَدَأُ: شِبْهُ فاسٍ تُنْقَرُ به الحِجارَةُ، وقد يُكْسَرُ الحاءُ. وقولهم: حِدَأ حِدَأ وَرَاك بُنْدُقَةٌ هي تَرْخِيْمُ حِدَأةٍ. وقيل: هُما قَبِيْلَتانِ من اليَمَنِ.
وحَدِئتِ الشّاةُ تَحْدَأ حَدَءاً: وهو أنْ يَنْقَطِعَ سَلاها.
وحَدِئتِ المَرْأةُ على وَلَدِها: عَطَفَتْ عليه، حَدَءاً.
وحَدِئْتُ إليه: لَجَأْتُ إليه.
وحَدَأْت الشَّيْءَ: صَرَفْتُه؛ حَدْءاً.
وحَدَأْتُ عنهم: دَفَعْتُ عنهم.
ويُقال لِحَدِّ النّابِ ولِشَبَاةِ السَّهْمِ: حَدَأةٌ، وجَمْعُها: حَدَأٌ.
والحِدَةُ: حِدَةُ اللِّسانِ وهي جُدُّ مُقَدَّمِه كُلُّه.
والحدّاء: الحَدّادُ.
والحِدَأةُ من الفَرَسِ: سالِفَةُ عُنُقِه.
[حدأ] قال الأصمعي: الحَدأَة: الفأس ذات الرأسين، وجمعها: حدأ، مثل: قصبة وقصب، وأنشد للشماخ يصف إبلا حداد الاسنان: يباكرن العضاه بمقنعات * نواجذهن كالحدإ الوقيع والحدأة: الطائر المعروف، ولا يقال: حدأة وجمعها حدأ، مثال: حبرة وحبر، وعنبة وعنب، قال العجاج - يصف الاثافي -:

كما تدانى الحدأ الاوى * ومنه قولهم: حدأ حدأ، وراءك بندقة ، قال ابن السكيت: هو ترخيم حدأة، والعامة تقول: حدا حدا - بالفتح - غير مهموز. وزعم الشرقي أن حداء وبندقة قبيلتان وهما: حداء بن نمرة، وبندقة بن مظة من اليمن من سعد العشيرة. أبو عبيدة: وحدأت الشئ بالفتح حدءا: صرفته. أبو زيد: حَدِئْتَ بالمكان حَدأً بالتحريك، إذا لَزِقْتَ به. قال: وحَدِئْتُ إليه، أي لجأت إليه. قال: وحَدِئْتُ عليه وإليه، إذا حَدَبْتَ عليه، ونصرته، ومنعته من الظلم.
حدأ
الحَجَأَةُ: الفأسُ ذات الرأسين، وجمْعُها حَدَأ مثل قَصَبةٍ وقصب، عن الأصمعي، وأنْشَد للشَّمَّاخ يصف إبِلاً حداد الأنسان:
يُباكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ ... نَواجِذُهُنَّ كالحَدَأ الوَقِيعِ
والحِدَأَةُ: الطائر المعروف، ولا يُقال: حَدَأةٌ، وجمْعُها حِدَأٌ مثال حِبَرَــة وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعنبٍ، قال العجّاجُ يصفُ الأثافيَّ:
فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّوِيُّ ... كما تَدانى الحِدَأُ الأُوِيُّ
ومنه قولهم: حِدَأ حِدَأ وَرءكِ بُنْدُقَه، قال ابنُ السكِّيت: هي ترخيم حِجَأةَ، والعامة تقول حَدَا حَدَا بالفتح غير مهموز، وزعم الشَّرقيُّ أنَّ حِدَأُ بنُ نَمِرَةَ وبُنْدُقَةُ بن مَظَّةَ من اليمن من سعد العشيرة.
والحِدَأَةُ: سالِفَةُ الفَرَس وهي ما تَقَدَّمَ من عُنُقِه، عن الأصمعي، وأنشَدَ:
طويلُ الحِدَاءِ سَليم الشَّظَى ... كريم المِرَاحِ صَليب الخَرَبْ
الخَرَبُ: الشَّعَرُ المُقشعِرُّ في الخاصِرَة.
وقال الفَرّاء في كتاب المقصور والممدود: حَدِئتِ الشاةُ: إذا انقطع سَلاها في بطنها فاشتكت عنه.
أبو زيد: حَدِئْتُ بالمكان حَدءً - بالتحريك -: إذا لَزِقْتَ به. قال: وحَدِئْتُ إليه: أي لَجأْتُ إليه. قال: وحَدِئْتُ عليه وإليه: إذا حَدِبْتَ عليه ونَصَرْتَه ومَنَعْتَه من الظُّلْم.
أبو عُبَيْد: حَدَأْتُ الشيء حَدْءً: صرَفْتُه.
والتركيب يدلُّ على طائر أو مشَبَّهٍ به، ومما شَذَّ عن هذا التركيب: حَدِئ به: أي لَزِقَ به.

حد

أ

حَدَأٌ: see حَدَأَةٌ: A2: and see also حِدَأَةٌ, in two places.

حِدَأٌ: see حِدَأَةٌ, in three places: A2: and see also what next follows.

حَدَأَةٌ (As, S, K) and ↓ حِدَأَةٌ, but the former is the more chaste, (TA,) A double-headed فَأْس [i. e. hoe, or adz, or axe]: (As, S, K:) [a kind of فَأْس used in the present day is a hoe with two heads, one at each end of the handle:] or the head of a فَأْس: and the head of an arrow: (K:) pl. of the former ↓ حَدَأٌ (As, S, K) [or rather this is a coll. gen. n.] and حِدَآءٌ, (K, TA, [in the CK حَداءٌ,]) mentioned by AO and As and A 'Obeyd; (TA;) and the pl. of حِدَأَةٌ is ↓ حِدَأٌ (TA) [or rather this, like حَدَأٌ, is a coll. gen. n.].

A2: See also the next paragraph, in two places.

حِدَأَةٌ, (S, Msb, K,) or ↓ حِدَأٌ, [but see what follows,] sometimes pronounced ↓ حَدَأٌ, (Mgh,) [The kite; vulgarly called حِدَايَة;] a certain bird, (S, Mgh, K,) well known; (S, K;) a certain noxious bird; (Msb;) surnamed أَبُوالخَطَّافِ and ابو الصَّلْتِ; (TA;) that preys upon large field-rats (جِرْذَان): (Mgh, TA:) J and Sgh say that the word should not be pronounced ↓ حَدَأَةٌ; but AHei mentions this pronunciation on the authority of [some of] the Arabs; and accord. to IAar and IAmb, the فَأْس [see above] and this bird were sometimes called alike ↓ حَدَأَةٌ and ↓ حَدَأٌ: the more approved pronunciation of the name of the bird, however, is with kesr [i. e.

حِدَأَةٌ]: the pl. is ↓ حِدَأٌ (S, Msb, K) and حِدَآءٌ, (K,) both extr., (TA,) [or rather the former is a coll. gen. n.,] and حِدْآنٌ: (Msb, K:) and the following are variations of the name of this bird: حُدَّى, and حُدَيَّا, (TA,) the latter said by AHát to be an erroneous form of the word, used by the people of El-Hijáz, (Mgh, TA,) and ↓ حُدَيْئِيَةٌ, app. a dim., for ↓ حُدَيْئَةٌ, also pronounced حُدَيَّةٌ, (TS, TA,) and حُدُوٌّ, occurring in a trad. in conjunction with أُفْعُوٌّ [for أَفْعًى], (Mgh, TA,) of the dial. of the people of Mekkeh. (TA in art. حدو.) Hence the saying, وَرَآءَكِ بُنْدُقَة ↓ حِدَأَ حِدَأَ, (S, K, TA,) for which the vulgar say, حَدَا حَدَا, (S,) [accord. to some, meaning O kite, O kite, a bullet is behind thee: accord. to others, O Hidà, O Hidà, Bundukah is behind thee:] Esh-Sharkee (Ibn-El-Kutámee, TA) says, (S,) حِدَأٌ and بُنْدُقَةُ were two tribes, descendants of حِدَأُ بْنُ نَمِرَةَ and بُنْدُقَةُ بْنُ مَظَّةَ, (S, K, *) and both of سَعْدُ العَشِيرَةِ; (S, TA;) the former in El-Koofeh, and the latter in El-Yemen: the former attacked the latter, and obtained spoil from them; and then the latter attacked the former, and destroyed them: (TA:) and hence this saying: (S, K, TA:) or حِدَأَ is here an apocopated form of حِدَأَة: (S, K:) so says ISk: (S:) and AO says that by it is here meant the bird [i. e. the kite]; and by بندقة, the thing with which one shoots [from a cross-bow, namely, a bullet]; and the prov. is used to caution a person: accord. to Ibn-El-Kelbee, it is applied to him who esteems himself cunning in an affair, and is outwitted therein by another: accord. to the A, to him who is threatened with an evil near at hand. (TA.) A2: حِدَأَةٌ also signifies The سَالِفَة (meaning the fore part, TA, [or the fore part from beneath the ear to the middle of the collarbone,]) of the neck of a horse: (As, K:) pl. حِدَآء/ق. (As, TA.) A3: See also حَدَأَةٌ.

حُدَيْئَةٌ and حُدَيْئِيَةٌ: see the next preceding paragraph.

حدأ: الحِدَأَةُ: طائر يَطِير يَصِيدُ الجِرْذان، وقال بعضهم: انه كان يصيد على عَهد سُلَيْمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكان من أَصْيدِ الجَوارِح، فانْقَطَع عنه الصَّيْد لدَعْوة سليمان. الحِدَأَةُ: الطائر المعروف، ولا يقال حِداءةٌ؛ والجمع حِدَأ، مكسور الأَوّل مهموز، مثل حِبَرَــةٍ وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعِنَبٍ. قال العجاج يَصِفُ الأَثافِيَّ:

كما تَدَانَى الحِدأُ الأُوِيُّ

وحِداءُ، نادرة؛ قال كثير عَزة:

لَكَ الوَيْلُ مِنْ عَيْنَيْ خُبَيْبٍ وثابِتٍ * وحَمْزَةَ، أَشْباهِ الحِداءِ التَّوائم

وحِدْآنٌ أَيضاً. وفي الحديث: خَمْسٌ يُقْتَلْن في الحِلِّ والحَرَم،

وعَدّ الحِدَأَ منها، وهو هذا الطائر المعروف من الجَوارِحِ؛ التهذيب: وربما فتحوا الحاء فقالوا حَدَأَةٌ وحَدَأ، والكسر أَجود؛ وقال أَبو حاتم: أَهل الحَجاز يُخْطِئون، فيقولون لهذا الطائر: الحُدَيَّا، وهو خطأ، ويجمعونه الحَدادِيْ، وهو خطأ؛ وروي عن ابن عباس أَنه قال: لا بأْس بقتل الحِدَوْ والإِفعَوْ للمُحرِم، وكأَنها لغة في الحِدَإِ.

والحُدَيَّا: تصغير الحِدَوْ.

والحَدَا، مقصور: شبْهُ فأْس تُنْقَر به الحِجارةُ، وهو مُحَدَّد الطَّرَف.

والحَدَأَةُ: الفأْس ذاتُ الرأْسين، والجمع حَدَأ مثل قَصَبَةٍ وقَصَبٍ؛

وأَنشد الشماخ يصف إِبلاً حِدادَ الأَسْنانِ:

يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعاتٍ، * نَواجِذُهنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ

<ص:55>

شَبَّه أَسنانَها بفُؤُوس قد حُدِّدَتْ؛ وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي

وأَبي عبيدة أَنهما قالا: يقال لها الحِدَأَةُ بكسر الحاء على مثال عِنَبَة، وجمعها حِدَأ، وأَنشد بيت الشماخ بكسر الحاء؛ وروى ابن السكيت عن الفرَّاء وابن الأَعرابي أَنهما قالا: الحَدَأَةُ بفتح الحاء، والجمع الحَدَأُ، وأَنشد بيت الشماخ بفتح الحاء؛ قال: والبصريون على حِدَأَة بالكسر في الفأْس، والكوفيون: على حَدَأَةٍ؛ وقيل: الحِدَأَةُ: الفأْسُ العَظيمة؛ وقيل: الحِدَأُ: رُؤُوسُ الفُؤُوسِ، والحَدَأَةُ: نَصْل السهم.

وحَدِئَ بالمكان حَدَأً بالتحريك: إِذا لزِقَ به. وحَدِئَ اليه حَدَأً:

لجَأَ. وحَدِئَ عليه وإِليه حَدَأَ: حَدِبَ عليه وعطَفَ عليه ونَصَرَه

ومَنَعَه من الظُّلم. وحَدِئَ عليه: غَضِبَ.

وحَدَأَ الشيءَ حَدْءاً: صَرَفه.

وحَدِئَتِ الشاةُ: إِذا انْقَطعَ سلاها في بطنها فاشتَكَتْ عنه حَدَأً،

مقصور مهموز. وحَدِئَتِ المرأَةُ على ولدها حَدَأً. وروى أَبو عبيد عن أَبي زيد في كتاب الغنم: حَذِيَتِ الشاةُ بالذال: إِذا انقطع سلاها في بطنها؛ قال الأَزهري: هذا تصحيف والصواب بالدال والهمز، وهو قول الفرَّاء.

وقولهم في المثل: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة، قيل: هما قَبيلتانِ

مِن اليمَن، وقيل هما قبيلتانِ: حدأ بن نَمِرَةَ بن سَعْد العشيرة، وهم بالكوفة، وبُنْدُقةُ بن مَظَّةَ، وقيل: بُنْدُقة بن مِطِيَّةَ(1)

(1 قوله «مطية» هي عبارة التهذيب وفي المحكم مطنة.) وهو سُفْيان بن سَلْهَم بن الحكم بن سَعْدِ العشيرة، وهم باليمن، أَغارت حِدَأ على بُنْدُقة، فنالَتْ منهم، ثم أَغارَتْ بُندُقة على حِدَأَ، فأَبادَتْهُم؛ وقيل: هو ترخيم حِدأَة؛ قال الأَزهري: وهو القول، وأَنشد هنا للنابغة:

فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتمِ، شُعْثاً، * يَصُنَّ الـمَشْيَ، كالحِدإِ التُّؤَام

وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: كانت قبيلة تَتَعَمَّد القَبائلَ بالقِتال، يقال لها حِدَأَةُ، وكانت قد أَبَرَّتْ على الناس، فَتَحَدَّتْها قبيلة يقال لها بُندُقة، فَهَزَمَتْها، فانكسرت حِدأَة، فكانت العرب إِذا مر بها حِدَئِيٌّ تقول له: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة؛ والعامة تقول: حَدَا حَدَا، بالفتح غير مهموز.

حدأ
: (} الحِدَأَةُ كَعِنَبَةٍ:) قَالَ الْجَوْهَرِي والصاغاني: وَلَا تقل الحَدأَة بِالْفَتْح (طائرٌ م) أَي مَعْرُوف، وكُنيته أَبو الخُطَّاف وأَبو الصَّلْت، يصيد الجِرْذَانَ، وكَان من أَصْيَد الجوارِح، فَانْقَطع عَنهُ الصَّيْدُ لِدَعوة سيِّدنا سُليمانَ، عَلَيْهِ وعَلى نَبِيِّنا السَّلَام، وَنقل أَبو حَيَّان فِيهِ الفَتْح عَن الْعَرَب، وَنقل شُرَّاح الفَصيح عَن ابْن الأَعرابي أَنه يُقَال {حَدَأَة} وحَدَأ بافتح فيهمَا، للفأْس وللطائر جَمِيعًا، وَحَكَاهُ ابنُ الأَنبارِيّ أَيضاً، وَقَالَ: الْكسر فِي الطَّائِر أَجود (ج! حِدَأٌ) مِثَال حِبَرَــة وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعِنَبٍ، وَهُوَ بناءٌ نادرٌ، لأَن الأَغلب على هَذَا الْبناء لِجَمْعِ نَحْوِ قِرْدِ وقِرَدَة، إِلا أَنه قد جاءَ للْوَاحِد، وَهُوَ قَلِيل، حَقَّقَهُ الجوهريُّ، وأَنشد الصَّاغَانِي للعجَّاج يَصِف الأَثَافِي:
فخَفَّ والجَنَادِلُ الثُّوِيُّ
كَمَا تَدَانَي الحِدَأُ الأُوِيُّ
(و) يجمع على ( {حِدَاء) ككتابٍ، قَالَ ابْن سَيّده: وَهُوَ نَادِر، وأَنشد لِكُثَيِّر عَزَّةَ:
لَكَ الوَيْلُ مِنْ عَيْنَيْ خبَيْبٍ وثَابِتٍ
وحَمْزَةَ أَشْبَاهِ} الحِدَاءِ التَّوَائِمِ
(و) على ( {حِدْآن، بالكَسْرِ) أَورده ابنُ قُتَيْبَة،} والحُدَّى كالعُزَّي، وسيأْتي فِي حدد، {والحُدَيَّا كالثُّرَيَّا، وسيأْتي فِي المعتلّ، لُغَتَانِ فِي هَذَا الطَّائِر، قَالَ أَبو حَاتِم: أَهل الْحجاز يُخْطِئون فَيَقُولُونَ لهَذَا الطَّائِر الحُدَيَّا، وَهُوَ خطأٌ.
قلت: وَقد جاءَ فِي حَدِيث أَعرابِيَّة فِي قِصَّة الوِشاح، وَهَكَذَا قيَّده الأَصيلي. وجاءَ أَيضاً} الحُدَيَّاة، بِغَيْر همزٍ، وَفِي بعض الرِّوَايَات: {الحُدَيِّئَة بِالْهَمْز، كأَنه تَصغيرٌ، ذكره الصَّاغَانِي فِي التكملة، قَالَ: وصواب تصغيره} حُدَيْئَة، وإِن أَلقيت حَركة الْهمزَة على الْيَاء وشدَّدْتها قلتَ حُدَيَّة على مِثَال عُلَيَّة.
قَالَ الدَّمِيري: وَفِي الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاسٍ (لاَ بَأْسَ بِقَتْلِ الحِدَوْ والإِفْعَوْ) وَنقل عَن الأَزهريّ أَنه قَالَ: هِيَ لغةٌ فيهمَا، وَقَالَ ابْن السرّاج. بل هِيَ على مَذْهَب الوَقْف على هَذِه اللُّغَة قَلْب الأَلف واواً، على لُغَة من قَالَ {حِدَا وأَفْعَى.
(و) } الحِدَأَة بِالْكَسْرِ (سَالِفَةُ عُنُقِ الفَرَسِ) وَهِي مَا تَقدَّم مِن عُنُقه، عَن الأَصمعي وأَنشد:
طَوِيلُ {الحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَي
كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ
الخَرَب: الشَّعر المُقشعِرُّ فِي الخاصرة.
(و) } الحَدَأَة (بالتَّحْرِيك: الفَأْسُ ذاتُ الرَّأْسَيْنِ) وَهُوَ الأَفصح، كَمَا أَن الْكسر فِي الطَّائِر أَفصح، وَهَذَا على قَول من قَالَ إِن الْكسر فِيهِ لُغَة أَيضاً (أَو) هِيَ (رَأْسُ الفَأْسِ) على التَّشْبِيه (و) هِيَ أَيضاً (نَصْلُ السَّهْمِ) على التَّشْبِيه (ج {حَدَأٌ) مثل قَصَبة وقعصَب، عَن الْأَصْمَعِي، وأَنشد للشَّمَّاخ يَصف إِبلاً حِدَاد الأَسنانِ:
يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ
نَوَاجِذُهُنَّ} كَالحَدَإِ الوَقِيعِ
شبّه أَسنانها بِفُؤوس قد حُدِّدتْ، ( {وحِدَاءٌ) بِالْكَسْرِ ككتاب، وَرَوَاهُ أَبو عبيدٍ عَن الأَصمعيّ وأَبي عُبيدة، وأَنشد بَيت الشَّمّاخ بِالْكَسْرِ.
قلت: وَهَذَا على قَول من لم يُفَرِّق بَينهمَا، بل جَعلهمَا وَاحِدًا (و) زعم الشرقيُّ بنُ القُطاميّ أَن حِدَاء وبُنْدُقَة (قَبيلتَانِ) وهما (} حِدَاءُ بنُ نَمِرَةَ) بن سَعْدِ الْعَشِيرَة (وبُنْدُقَةُ بن مَظَّهَ) واسْمه سُفْيان بن سَلْهَم بن الحَكَم بن سَعْدِ العَشيرة، الأُولى بِالْكُوفَةِ وَالثَّانيَِة بِالْيمن، أَغارت حِدَاء على بُنْدقة فنالت مِنْهُم، ثمَّ أَغارتْ بُنحدقة عَلَيْهِم فأَبادَتْهم، فَكَانَت تُفَزّع بهَا (ومنْهُ) قَوْلهم ( {حِدَأَ حِدَأَ وَرَاءَكَ بُنْدُقَةُ) أَورده الميداني فِي مجمع الأَمثال والحَريري والزَّمخشري وَغَيرهم (أَو هِيَ تَرْخيمُ} حِدَأَةٍ) قَالَه ابْن السّكيت، والعامة تَقول: {حَدَا حَدَا، بِالْفَتْح غير مَهْمُوز، قَالَ ابْن الكلبيّ: يُضْرَب لمن يتباصر بالشيءِ فيقَع عَلَيْهِ مَن هُوَ أَبصرُ مِنْهُ. وَفِي الأَساس أَنه يضْرب لمن يُخَوَّف بشرَ قد أَظلَّه، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: يُرَاد بذلك هَذَا (} الحِدَأَ) الَّذِي يطير، والبُنْدُقَة مَا يُرْمَى بِهِ، يضْرب فِي التحذير.
( {وحَدِىءَ إِليه وَعَلِيهِ كَفَرحَ) إِذا حَدِبَ عَلَيْهِ و (نَصَرَه ومَنَعه من الظُّلْمِ) .
(و) فِي (الْعباب) : وَمِمَّا شَذَّ من هَذَا التَّرْكِيب} حَدِىء (بالمَكانِ: لَزِقَ) بِهِ عَن أَبي زيد، فإِن هَذَا التَّرْكِيب يَدُلُّ على طائرٍ أَو مُشَبَّهِ بِهِ.
(و) عَن أَبي زيدِ أَيضاً {حَدِىءَ (إِلَيْهِ) } حَدَأً (: لَجَأَ) .
(و) يُقَال:! حَدِىءَ (عَلَيْهِ) إِذا (غَضِبَ) . {وحَدِئَت المرأَةُ على وَلَدِها: عطَفَتْ عَلَيْهِ، فَهُوَ من الأَضداد.
مُستدرك على المُصَنّف.
(و) قَالَ الفراءُ فِي كتاب (الْمَقْصُور والممدود) :} حَدِئَت (الشَّاةُ) إِذا (انْقطَع سَلاَهَا فِي بَطْنِهَا فاشْتَكَتْ) عَنهُ.
وَرُوِيَ أَبو عبيد عَن أَبي زيد فِي كتاب (الْغنم) حَذِئت الشَّاة، بالذل الْمُعْجَمَة، إِذا انْقَطع سَلاَها فِي بَطنهَا. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا تَصْحِيف، وَالصَّوَاب بِالدَّال والهمز، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) عَن أَبي عبيد: {حَدَأَ الشيءَ (كَجَعَل: صَرَفَ) .
(} والحِنْدَأْوُ) هُوَ (الحِنتَأْوُ) وزنا وَمعنى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الحُدَيئَة كحُطَيْئة: اسْم جبلٍ بِالْيمن، وَقد تُقلب الْهمزَة يَاء وتشدَّد.

السُّعَافاتُ

السُّعَافاتُ:
بضم أوّله، وبعد الألف فاء، وآخره تاء مثناة من فوق: موضع في قول المرّار: ألا قاتل الله الأحاديث والمنى وطيرا جرت بين السّعافات والــحبر وباقيها في الــحبر.

طلحف

طلحف: وضربته ضرباً طِلْحيفاً وطِلَّحْفاً، أي: شديداً.

طلحف: ضرَبه ضَرْباً طَلَحْفاً وطِلَحْفاً وطِلَّحْفاً وطِلْحافاً

وطِلْحِيفاً أَي شديداً. شمر: جوع طِلَحْفٌ وطِلَّحْفٌ شديد.

طلحف
الليث: ضَرَبْتُه ضَرْباً طِلْحِفاً - مثال برطيل - وطِلَّحْفاً - مثال جردَحْلٍ -، وزاد غيره: وطِلَحْفَاً - مثال سِبَحْلٍ - وطَلَحْفىً - مثال حبركىً - وطِلْحَافاً، وهاتان عن أبن دريد: أي شديداً.
وقال شمر: جوع طِلَحْفٌ وطِلَّحْفٌ: أس شديد، وأنشد:
إذا أجتمع الجوع الطِّلَحْفُ وحبها ... على الرجل المَضْعُوْفِ كاد يموت
طلحف
ضَرَبْتُه ضَرْباً طِلْحِيفاً، كِبرْ طِيلٍ أَهمله الجوهريُّ، ونقَلهُ الَّيْثُ وزادَ غيرُه: طَلَحْفاً، مثل سَمَنْدٍ وطِلَّحْفاً مثل جِرْدَحْلٍ، وطِلَحْفاً مثل سِبَحْلٍ وطَلَحْفَيْ، مثل حَبْرَــكي وَهَذِه عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وطِلْحافاً مثل قِرْطاسٍِ: أَي ضرْباً شَدِيداً. وَقَالَ شَمْرٌ: جُوعٌ طِلَحْفٌ، كسِبَحْلٍ، وجِرْدَحْلٍ أَي: شدِيدٌ وأَنشَدَ:
(إِذا اجْتَمَعَ الجُوعُ الطِّلَحْفُ وحَبُّها ... على الرَّجُلِ المَضْعُوفِ كَاد يَمُوتُ)
واللامُ أَصْلِيَّةٌ، لذِكْرِهم الطَّلَحْفَى فِي بابِ فَعَلّى مَعَ حَبَرْــكَى مِنْهُم ابنُ دُرَيدٍ فِي الجمْهَرةِ وغيرُه، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ حيثُ جعَلَ اللامَ زَائِدَة، وأَورده فِي ط خَ ف، وَلَو كَانَت اللامُ زَائِدَة لكانَ وَزنه فَلَعْلا.

نمر

(نمر)
فِي الْجَبَل وَالشَّجر نمرا علا فيهمَا وَصعد

(نمر) نمرا ونمرة كَانَ على شبه النمر وَهُوَ أَن تكون فِيهِ بقْعَة بَيْضَاء وبقعة أُخْرَى على أَي لون كَانَ يُقَال نمر السَّحَاب فَهُوَ نمر وَهِي نمرة وَفِي الْمثل (أرنيها نمرة أركها مطرة) وَهُوَ أنمر وَهِي نمراء (ج) نمر وَفُلَان غضب وساء خلقه فَصَارَ كالنمر لِأَنَّهُ لَا يلفى إِلَّا غَضْبَان فَهُوَ نمر
(نمر) فلَان غضب وساء خلقه وَوَجهه غَيره وعبسه وَالشَّيْء لَونه بلون النمر يُقَال بردة منمرة وَأَقْبَلت نمير وَمَا نمروا أَي مَا جمعُوا من قَومهمْ قَالَ دُرَيْد
(فأبلغ سليما وألفافها ... وأبلغ نميرا وَمَا نمروا)
ن م ر: (النَّمِرُ) بِوَزْنِ الْكَتِفِ سَبُعٌ وَجَمْعُهُ (نُمُورٌ) بِالضَّمِّ. وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ (نُمُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ شَاذٌّ. وَالْأُنْثَى (نَمِرَةٌ) . وَالنَّمِرَةُ أَيْضًا بُرْدَةٌ مِنْ صُوفٍ تَلْبَسُهَا الْأَعْرَابُ وَهِيَ فِي حَدِيثِ سَعْدٍ. وَمَاءٌ (نَمِيرٌ) بِوَزْنِ سَمِيرٍ أَيْ نَاجِعٌ عَذْبًا كَانَ أَوْ غَيْرَ عَذْبٍ. 
(نمر) - في الحديث : "نَهى عن ركُوب النِّمارِ أو النُّمورِ"
يعنى جُلودَ النُّمور. قيل: لِمَا فيه منَ الزِّينَة والخُيَلاءِ، أو لأنّه غير مَدبُوغِ، لأَنه إنما يُرادُ لِشَعَرِه ، والشَّعَر لا يَقْبل الدِّباغ فأمَّا النَّمِرة فَكِسَاء مُخطَّطٌ تلبَسُهُ الإماءُ وَالسِّفْل، والنَّمِر: الذي في لَونِهِ سَوَاد، وأكثرُه بَيَاض. وقيل: النَّهى عن رُكوب النِّمَار؛ لأنّه زِىّ العَجم لا غير؛ لأنه يتشبَّه بهم.
- ورُوى : "أنَّ أبَا أيُّوب أُتِيَ بدَابَّةٍ سَرْجُها نُمُورٌ، فَنَزَعَ الصُّفَّة، فقيل: الجَدَياتُ نُموُر، فقال: إنما يُنْهَى عن الصُّفَّة".
(ن م ر) : (النَّمِرُ) سَبُعٌ أَخْبَثُ مِنْ الْأَسَدِ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بلنك وَبِهِ سُمِّيَ (النَّمِرُ) بْنُ جِدَارٍ وَقَدْ سَبَقَ فِي الْجِيمِ وَوَالِدُ تَوْبَةَ بْنِ (نَمِرٍ) الْحَضْرَمِيِّ قَاضِي مِصْرَ قَبْلَ ابْنِ لَهِيعَةَ وَتَمِيمُ بْنُ نَمِرٍ تَصْحِيفٌ وَالْجَمْعُ نُمُورٌ وَقَدْ يُقَالُ أَنْمَارٌ وَبِهِ سُمِّيَ أَبُو بَطْنٍ مِنْ الْعَرَبِ غَزَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ غَزْوَةِ بَنِي النَّضِيرِ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ وَفِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ (وَغَزْوَةُ أَنْمَارٍ) هِيَ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ (وَالنَّمِرَةُ) كِسَاءٌ فِيهِ خُطُوطٌ سُودٌ وَبِيضٌ (وَنِمْرَانُ) بْنُ جَارِيَةَ الْحَنَفِيُّ بِوَزْنِ عِمْرَانَ رَوَى عَنْهُ دَهْثَمُ بْنُ قَرَّانٍ فِي حَدِيثِ الدِّيَاتِ.
ن م ر

سبع نمر وأنمر: فيه سواد وبياض، وسباع نمر. وشاة نمراء. وسحابة نمرة. ويقال: أرونيهنّ نمرات، أركموهنّ مطرات. ولبس النّمرة وهي من أكسية الأرعاب. قال ابن مقبل:

ومجالس تمشى العطارف بينها ... كالجنّ ليس لبوسهم بنمار

وماء نمير: عذب ناجع، وتقول: أقبلت نمير وما نمّروا أي ما جمّعوا من قومهم، كما تقول: مضر مضّرها الله تعالى. قال دريد:

فأبلغ سليماً وألفافها ... وأبلغ نميراً وما نمّروا أي ما جمّعوا. وجلس على النّمرقة والنّمرق " ونمارق مصفوفة ": وسائد. وقال أوس:

إذا ناقة شدّت برحل ونمرق ... إلى حكم بعدي فضلّ ضلالها

ومن المجاز: " لبس له جلد النمر "، وتنمّر. وحسب نمير: زاك.

نمر


نَمَر(n. ac. نَمْر)
a. [Fī], Ascended (mountain). _ast;

نَمِرَ(n. ac. نَمَر)
a. Was spotted, streaked.
b. Was spiteful; became angry.

نَمَّرَa. see (نَمِرَ) (b).
b. [ coll. ], Counted, numbered.

أَنْمَرَa. Found fresh water.

تَنَمَّرَa. Resembled a panther.
b. see (نَمِرَ) (b).
c. [La], Wished evil to; plotted against.
d. [ coll. ], Was counted.

نِمْرa. see 5 (a)
نُمْرَة
(pl.
نُمَر)
a. Spot, speck.
b. [ coll. ], Number.
نَمَرِيّa. Tigrish.

نَمِر
(pl.
نُمْر
نُمُر
أَنْمُر نِمَاْر
نِمَاْرَة
نُمُوْر أَنْمَاْر)
a. Leopard; panther.
b. [ coll. ], Tiger.
c. see 25
نَمِرَةa. Leopardess; she-panther.
b. Trap, snare.
c. A striped garment.
d. (pl.
نَمِر), Small cloud.
e. [ coll. ], Tigress.
أَنْمَرُ
(pl.
نُمْر)
a. Spotted; mottled; dappled.

نَاْمِرَةa. see 5t (b)
نَمِيْرa. Sweet; abundant (water).
b. Spotless (honour).
c. Much.

أَنْمَاْرa. Stripes.

نَاْمُوْر
نَاْمُوْرَةa. see 5t (b)b. Blood.

N. P.
نَمَّرَa. see 14b. Numbered.
N. Ag.
تَنَمَّرَa. Tiger-like; tigrish; irritable.

نُمْرُود
a. Nimrod (name).
ن م ر : النَّمِرُ سَبُعٌ أَخْبَثُ وَأَجْرَأُ مِنْ الْأَسَدِ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ بِكَسْرِ النُّونِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَالْأُنْثَى نَمِرَةٌ بِالْهَاءِ وَالْجَمْعُ نُمُورٌ وَأَنْمَارٌ وَبِهَذَا سُمِّيَ أَبُو بَطْنٍ مِنْ الْعَرَبِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ أَنْمَارِيٌّ عَلَى لَفْظِهِ لِأَنَّهُ بِالتَّسْمِيَةِ صَارَ كَالْمُفْرَدِ.

وَغَزْوَةُ أَنْمَارٍ كَانَتْ بَعْدَ غَزْوَةِ
بَنِي النَّضِيرِ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا قِتَالٌ وَنَقَلَ الْمُطَرِّزِيُّ عَنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ أَنَّ غَزْوَةَ أَنْمَارٍ هِيَ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ.

وَالنَّمِرَةُ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْمِيمِ كِسَاءٌ فِيهِ خُطُوطٌ بِيضٌ وَسُودٌ تَلْبَسُهُ الْأَعْرَابُ قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ وَالْجَمْعُ نِمَارٌ.

وَنَمِرَةٌ أَيْضًا مَوْضِعٌ قِيلَ مِنْ عَرَفَاتٍ وَقِيلَ بِقُرْبِهَا خَارِجٌ عَنْهَا.

وَالنُّمْرُقَةُ بِضَمِّ النُّونِ وَالرَّاءِ الْوِسَادَةُ . 
[نمر] نه: نهى عن ركوب "النمار"، وروى: النمور، أي جلودها، وهي السباع المعروفة، جمع نمر، ونهى عنه لما فيها من الزينة والخيلاء، ولأنه زي العجم، أو لأن شعره لا يقبل الدباغ عند أحد إذا كان غير ذكي، ولعل أكثر جلودها تؤخذ إذا ماتت لأن اصطيادها عسر. ط: ومنه: ولا تلبسوا الخز، ولا "النمار"، وصوابه: النمور، وقيل: جمع نمرة وهي الكساء المخطط كراهة الزينة. ن: النمار- بكسر نون، جمع نمر- بفتحتها. نه: ومنه: أتى بدابة سرجها "نمور" فنزع الصفة- يعني الميثرة، فقيل: الجديات "نمور"، يعني البداد، فقال: إنما ينهى عن الصفة. وفيه: لبسوا لك جلود "النمور"، هو كناية عن شدة الحقد والغضب تشبيهًا بأخلاق النمر. وفيه: فجاءه قوم مجتابي "النمار"، كل شملة مخططة من مأزر الأعراب فهي نمرة وجمعها نمار، كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض وهي من الصفات الغالبة؛ أي جاءه قوم لابسي أزر مخططة من صوف. ومنه ح مصعب: أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه "نمرة". وح: لكن حمزة لم يكن له إلا "نمرة" ملحاء. ك: ومنه: فكفن أبي وعمي في "نمرة" واحدة، هو بفتح نون وكسر ميم بردة من صوف أو غيره مخطط، وقيل: الكساء. نه: وفيه: حتى أتى "نمرة"، هو جبل عليه أنصاب الحرم بعرفات. وح: الحمد لله الذي أطعمنا الخمير وسقانا "النمير"، أي الماء الناجع في الري. ومنه: خبز خمير وماء "نمير".
نمر: نمر: في (محيط المحيط): (النمر عند التجار أوجه الأعداد في دفاترهم وأعداد يرقمونها على البضائع لتعلم كيفياتها أو مقاديرها ويقولون نمر الدفاتر والبضاعة، أي رسم عليها النمر، وحساب النمرة عندهم حساب يستعملونه في استخراج الفائدة المعينة ثم يقطعون منزلتين من يمين الحاصل ويقسمون الباقي على عدد أيام السنة. فيكون الخارج هو الفائدة المطلوبة. وقد اخذوا ذلك من لفظة نومرو الإيطالية ومعناها عدد).
تنمر: انظرها في (فوك) في مادة lorica. نمر: ونمر ونمر والجمع نمورة أيضا (م. المحيط، بوشر، معجم الجغرافيا).
نمران: (معجم الجغرافيا). نمر: هو الفهد عند (جاكسون 35) (بوشر): leopard.
نمر: هو الببر عند (هويست 291) و (بوشر): tigre.
نمر: هو العبر الأرقط (بوشر): panthere خانق النمر: aconit ( بوشر). وهناك أيضا شجرة النمر وقاتل النمر (معجم المنصوري، انظر شجرة).
نمرة: (إيطالية) والجمع نمر: (بوشر) انظر حساب النمرة فيما تقدم في نمر من (محيط المحيط).
نمرة والجمع نمرات: في (الحماسة 82: 7) نمور ونمار في (رايت 6، 2، 13، عدد 12، فائق 1: 201، المقري 1: 423: 2).
نمرة: والجمع نمور: جلد العبر الأرقط (معجم الجغرافيا).
نمرة: نوع قماش وصفه (ابن السكيت 527).
تنمرات: بقع، علامات على الجلد أو الشعر (باين سميث 1729).
منمر: مرقم، مبقع (ابن البيطار 2: 64): وهو منمر الجلد (السنور) (باين سميث 1728).
متنمر: المعنى نفسه (باين سميث 1792).
نمر: النَّمِرُ: سَبْعٌ خَبِيْثٌ، وجَمْعُه نَمْرٌ. ويُقال للرَّجُلِ السَّيِّيءِ الخُلقِ: قد نَمِرَ وتَنَمَّرَ. ولَوْنُ النَّمِرِ: أنْمَرُ. وفيه نُمْرَةٌ حَمْرَاءُ وبَيْضَاءُ وسَوْدَاءُ. والجَمِيْعُ النُّمُوْرُ.
وسَحَابٌ نَمِرٌ. ويَقُوْلُوْنَ: " أَرِنِيْها نَمِرَه أُرِكَها مَطِرَه "، ويُثَنَّى ويُجْمَعُ. وما في السَّمَاءِ نِمْرَةٌ ونَمِرَةٌ: أي سَحَابٌ.
وشَاةٌ نَمْرَاءُ: فيها سَوَادٌ وبَيَاضٌ.
والتَّنَمُّرُ: التَّمَدُّدُ في الصَّوْتِ عِنْدَ الوَعِيْدِ. وهو التَّنَكُّرُ أيضاً.
والنَّمِيْرُ من الماءِ: عَذْبٌ يُسْمِنُ.
وهو حَسَبٌ نَمِرٌ ونَمِيْرٌ: أي زاكٍ.
وأنْمَرَ القَوْمُ: صادَفُوا ماءً نَمِيْراً.
والأَنْمَارُ: خُطُوْطٌ على قَوَائِمِ الثَّوْرِ ونَحْوِه.
وأنْمَارُ: حَيٌّ من خُزَاعَةَ.
ونَمِرُ: قَبِيْلَةٌ.
والنّامِرَةُ: مَصْيَدَةٌ تُرْبَطُ فيها شاةٌ للذِّئْبِ.
والنِّمَارُ: بُرُوْدٌ من صُوْفٍ يَلْبَسُها الإِمَاءُ والسِّفَلُ؛ والواحِدَةُ نَمِرَةٌ، وذاتُ النِّمَارِ: الإِمَاءُ. وهي أيضاً: أكْسِيَةُ الأعْرَابِ.
والنُّمَارُ: من أسْمَاءِ جِبَالِ بَنِي سُلَيْمٍ.
ونَمَرَ في الجَبَلِ: صَعِدَ؛ يَنْمُرُ نَمْراً، ونَمِرَ أيضاً.
ونُمَيْرٌ: اسْمُ قَبِيْلَةٍ، ويَقُوْلُوْنَ: " أَبْلِغْ نُمَيْراً وما نَمَّرُوا ": أي ما جَمَّعُوا.
[نمر] النَمِرُ سَبُعٌ، والجمع نَمورٌ. وقد جاء في الشعر نُمُرٌ، وهو شاذٌّ ولعلَّه مقصورٌ منه. وقال :

فيها تماثيل أسود ونمر * والانثى نمرة. ونمر: أبو قبيلة، وهو نمر بن قاسط بن هنت بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة. والنسبة إليهم نمري بفتح الميم، استيحاشا لتوالى الكسرات، لان فيه حرفا واحدا غير مكسور. ونمر بكسر النون: اسم رجل. وقال: تعبدنى نمر بن سعد وقد أرى * ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لى مطيع ومهطع - ونمير: أبو قبيلة من قيس، وهو نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وسحاب أنمر. وقد نَمِرَ السحابُ بالكسر يَنْمَرُ نَمَراً، أي صار على لون النَمِرِ، ترى في خَلَلِهِ نِقاطاً. وقولهم: " أرنيها أركها مطرة "، قال الاخفش: هذا كقوله تعالى:

(فأخرجنا منه خضرا) *، يريد الاخضر. والانمر من الخيل: الذي على شِيَةِ النمِرِ، وهو أن تكون فيه بقعةٌ بيضاء وبقعةٌ أخرى على أيِّ لونٍ كان. والنَعَمُ النُمْرُ: التي فيها سوادٌ وبياض، جمع أَنْمَرَ. الأصمعيّ: تَنَمَّرَ له، أي تنكَّرَ له وتغيَّر وأوعده، لأنَّ النَمِرَ لا تلقاه أبداً إلا متنكِّراً غضبان. وقول الشاعر : قومٌ إذا لبسوا الحدي‍ * - د تنمروا حلقا وقدا - أي تشبهوا بالنمر لا ختلاف ألوان القِدِّ والحديدِ. والنَمِرَةُ: بُرْدَةٌ من من الصوف تلبَسها الأعراب. وفي حديث سعد: " نَبَطِيٌّ في حُبْوَتِهِ، أعرابيٌّ في نَمِرَتِهِ، أسدٌ في تامورَتِهِ ". وماءٌ نَميرٌ، أي ناجعٌ، عذباً كان أو غير عذب. وحسب نمير، أي زاك. ونمارة بالضم: اسم رجل. 
[ن م ر] النُّمْرَةُ النُّكْتَةُ من أَيِّ لَوْنٍ كانَ والأَنْمَرُ الَّذِي فِيه نُمْرَةٌ بَيْضاءُ وأُخْرَى سَوْداءُ والأُنْثَى نَمْراءُ والنَّمِرُ والنَّمْرُ ضَرْبٌ من السِّباعِ أخْبَثُ من الأَسَدِ سُمِّيَ بذلِك لنُمْرٍ فيه وذلكَ أَنَّه من أَلْوانٍ مُخْتِلِفَةٍ والجَمْعُ أَنْمَرٌ وأَنْمارٌ ونُمُرٌ ونُمْرٌ ونِمارٌ وأكثرُ كلامِ العَرَبِ نُمْرٌ قالَ ثعلبٌ من قالَ نُمْرٌ رَدَّهُ إِلى أَنْمَرَ ونِمارٌ عندَه جَمْعُ نِمْرٍ كذِئْبٍ وذِئابٌ وكَذلك نُمُورٌ عنده جَمْعُ نِمْرٍ كسِتْرٍ وسُتُورٍ ولم يَحْكِ سِيبَوَيْهِ نُمُرًا في جَمْعِ نَمِرٍ فأَمّا ما أَنْشَدَه من قَوْلِه

(فِيها عَبايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ ... )

فإِنَّه أَرادَ عَلَى مَذْهَبِه ونُمْرٌ ثُمّ وَقَفَ على قَوْلِ من يَقُول البَكُرْ وهُوَ فَعْلٌ والنَّمِرُ من السَّحابِ الَّذِي فيهِ آثارٌ كآثارِ النَّمِرِ وقِيلَ هي قِطَعٌ صِغارٌ مُتَدانٍ بَعْضُها من بَعْضٍ واحِدَتُها نَمِرَةٌ ومنه قَوْلُ العَرَبِ أَرِنِيهَا نَمِرَة أُرِكْهَا مَطِرَهْ ونَمِرَ الرَّجُلُ ونَمَّرَ وتَنَمَّرَ غَضِب ومنه لَبِسَ له جِلْدَ النَّمِرِ وأَسَدٌ أَنْمَرٌ فِيه غُبْرَةٌ وسَوادٌ والنَّمِرَةُ شَمْلَةٌ فِيها خُطُوطٌ بِيضٌ وسُودٌ وطَيْرٌ مُنَمَّرٌ فيه نُقَطٌ سُودٌ وقد يُوصَفَ به البُرُوُدُ والنَّمِرُ والنَّمِيرُ كلاهُما الماءُ الزّاكِي في الماشِيَةِ النّامِي عَذْبًا كانَ أو غَيْرَ عَذْبٍ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ

(قَدْ جَعَلَتْ والحَمْدُ للهِ تَقِرّ ... )

(من ماءِ عِدٍّ في جُلُودِها نَمِرْ ... )

أَي شَرِبَتْ فَعَطَنَتْ وقِيلَ الماءُ النَّمِيرُ الكَثِيرُ حكاهُ ابنُ كَيْسانَ في تَفْسِير قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ

(غَذاهَا نَمِيرُ الماءِ غَيْرَ المُحَلَّلِ ... )

وحَسَبٌ نَمِرٌ ونَمِيرٌ زاكٍ والجَمْعُ أَنمارٌ ونَمَرَ في الجَبَلِ نَمْرًا صَعَّدَ والنّامِرَةُ مَصْيَدَةٌ تُرْبَطُ فِيها شاةٌ للذِّئْبِ والنامُورُ الدَّمُ كالتّامُور وأَنْمارُ حَيٌّ من خُزاعَةَ قالَ سِيبَوَيْهِ النَّسَبُ إليه أَنْمارِيٌّ لأَنَّه اسمٌ للواحِدِ ونَمِرٌ ونُمَيْرٌ قَبِيلَتانِ والإضافَة إِلى نُمَيْرٍ نُمَيْرِيٌّ قالَ سِيبَوَيْهِ وقالُوا في الجَمْعِ النُّمَيْرُونَ اسْتَخَفُّوا بحَذْفِ ياءِ الإضافة كما قالُوا الأعْجَمُونَ ونِمْرانُ ونُمارَةُ اسْمانِ والنُّمَيْرَةُ مَوْضِعٌ قالَ الرّاعِي

(لَهَا بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ ... تَرَى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومَتالِيَا)

ونُمارٌ جَبَلٌ قالَ صَخْرُ الغَيِّ

(سَمِعْتُ وقَدْ هَبَطْنَا من نُمارٍ ... دُعاءَ أَبِي المُثَلَّمِ يَسْتَغِيثُ)
نمر
نمِرَ يَنمَر، نَمَرًا ونُمْرَةً، فهو نَمِر وأنْمَرُ
• نمِرَ الشَّخصُ: غضِب وساءَ خلُقُه فصار كالنَّمِر الغاضِب "طفلٌ نَمِر- ما أصعبَ نَمَرَ الرِّجال".
• نمِرَ الثَّوبُ: كان على شكل النّمر، بقعة بيضاء وأخرى على أي لون كان "نُمْرةُ السَّحاب- قطٌّ نَمِر". 

تنمَّرَ/ تنمَّرَ لـ يتنمَّر، تنمُّرًا، فهو مُتنمِّر، والمفعول مُتنمَّر له
• تنمَّرَ الشَّخصُ:
1 - نمِر؛ غضِب وساء خلقُه، وصار كالنَّمِر الغاضب "دائما أنت متنمِّر".
2 - مُطاوع نمَّرَ: تشبَّه بالنَّمِر في لونه أو طبعه "تنمَّر بهلوان- تنمَّر مصوّرٌ في الغابة".
• تنمَّرَ لمنافسِه: تنكّر له وأوعده "تنمّر لمن سلبه حقّه". 

نمَّرَ ينمِّر، تنميرًا، فهو مُنمِّر، والمفعول مُنمَّر (للمتعدِّي)

• نمَّرَ الشَّخصُ: نمِر؛ غضب وساء خلقُه وصار كالنَّمر الغاضب "لم نجادله إذ رأيناه يُنَمِّر".
• نمَّرَ وجهَه: غيَّره وعبَّسه "نمَّر الضابِطُ- نمّر وجهَه حين وبّخ ابنَه المذنب".
• نمَّرَ ثوبَه: لوّنه بلون النَّمِر "عباءَة مُنمَّرة- هذه الطَّير مُنمّرة".
• نمَّرَ المقاعدَ ونحوَها: رقّمها، أعطى كلَّ واحدٍ منها نِمْرةً "دفتر منمَّر". 

أَنْمَرُ [مفرد]: ج نُمْر، مؤ نمراءُ، ج مؤ نمراوات ونُمْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نمِرَ. 

نَمَر [مفرد]: مصدر نمِرَ. 

نَمِر1 [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نمِرَ. 

نَمِر2/ نِمْر [مفرد]: ج أنْمُر ونمَار ونِمَارة ونُمْر ونُمور ونُمورة، مؤ نَمِرة، ج مؤ نَمِر: (حن) حيوانٌ مفترسٌ أرقطُ من الفصيلة السنِّوْريَّة ورتبة اللّواحم، أهيفُ القدّ، مستدير الرّأس، جميل الشَّكل، مزاجه كمزاج الأسد، إلاّ أنّه أقهر وأعنف ° لبِس له جِلْدَ النِّمر [مثل]: كشف له عن عداوته، عامله بوحشيَّة- مجموعة البلاد الملقَّبة بالنمور: بلاد جنوب آسيا التي حقَّقت نموًّا اقتصاديًّا مُعتمدةً على الصناعة التحويليّة وعلى التصدير، وهذه البلاد هي: ماليزيا، الفلبِّين، تايلاند، أندونسيا.
• القِطّ النَّمِر: (حن) قطٌّ برِّيّ (سنّور) ذو أرجل طويلة شعره أسمر مُصفرّ منقّط بالأسود، له أذنان كبيرتان منتصبتان دون شعر. 

نُمْرة [مفرد]: ج نُمُرات (لغير المصدر {ونُمْرات} لغير المصدر) ونُمَر (لغير المصدر):
1 - مصدر نمِرَ.
2 - نُكتة أو علامة من أي لونٍ كانت "هذه القطَّة ذات نُمرة في جبهتها تميّزها".
3 - رقم "نُمرة سيَّارة". 

نمير [مفرد]
• ماء نمير: طيّب، سَلِس، حلو المذاق ° له حَسَبٌ نمير: زاكٍ. 

نمر

1 نَمِرَ, aor. ـ, (S, K,) inf. n. نَمَرٌ, (S,) [It was, or became, spotted like a leopard or panther: see also 5:] it (a cloud, or collection of clouds,) became of the colour of the نَمِر [leopard or panther], (S, K,) spots being seen in their interstices. (S.) A2: See also 5, in three places.2 نمّر, inf. n. تَنْمِيرٌ, (assumed tropical:) He, or it, changed, or altered, and rendered morose, his face. (T.) A2: See also 5, in two places.5 تنمّر [He made himself like a leopard or panther, in diversity of colours: see also 1].

'Amr Ibn-Maadee-Kerib says, قَوْمٌ إِذَا لَبِسُوا الحَدِي دَ تَنَمَّرُوا حَلَقًا وَقِدَّا [A people who, when they put on armour of iron mail,] make themselves like the leopard or panther (نَمِر) in the diversity of colours of the iron [rings] and the thongs. (S.) b2: (assumed tropical:) He made himself like the leopard or panther (نَمِر, K, TA) in ill-nature: (TA:) (tropical:) he became angry; as also ↓ نَمِرَ, (M,) aor. ـَ inf. n. ↓ نَمَرٌ; (TA;) and ↓ نمّر: (M:) (tropical:) he became evil in disposition; as also ↓ نَمِرَ: (T:) (tropical:) he became angry and evil in disposition; as also ↓ نَمِرَ and ↓ نمّر; (IKtt, Sgh, K;) like the نَمِر: (TA:) (tropical:) he strained the voice in threatening: (Sgh, K:) and تنمّر لَهُ (assumed tropical:) he became ill-natured and altered to him, and threatened him; because the نَمِر is never met otherwise than angry and illnatured. (As, S, K.) نِمْرٌ: see نَمِرٌ.

نَمِرٌ: see أَنْمَرُ, throughout. b2: نَمِرٌ (S, A, Msb, K, &c.) and نِمْرٌ, (M, A, Msb, K,) which is a contraction of the former, (Msb,) or a dial. form, (TA,) [The leopard;] a certain wild beast, (S, A, Msb, K, &c.) well known, (A, K,) more malignant than the lion, (T, M, Mgh, Msb,) and bolder, (Msb,) so called because of his نُمَر [or spots], (M, K,) being of divers colours, (M,) called in Persian پَلَنْكْ: (Mgh:) fem. with ة: (S, Msb:) pl. [of pauc.] أَنْمُرٌ (M, K) and أَنْمَارٌ, (M, Msb, K,) and [of mult.] نُمُورٌ, (S, M, Msb, K,) held by Th to be pl. of نِمْرٌ, (M,) and نُمُورَةٌ (Msb, and so in some copies of the K) and نُمُرٌ, (S, M, K,) which occurs in poetry, and is anomalous, perhaps a contraction of نُمُورٌ, (S,) and not mentioned by Sb, (M,) and نُمْرٌ, (M, K,) which is the most common in occurrence, but, accord. to Th, he who uses it makes the sing. أَنْمَرُ, (M,) and نِمَارٌ, (M, K,) held by Th to be pl. of نِمْرٌ, (M,) and نِمَارَةٌ. (K.) As the نَمِر is one of the most abominable and malignant of wild beasts, one says, لَبِسَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ جِلْدَ النَّمِرِ, meaning, (tropical:) Such a one became changed, or altered, to such a one; or met him in a morose manner: (IB:) or became very rancourous, or malicious, towards him. (TA.) The kings of the Arabs, when they sat [in judgment] to slay a man, used to attire themselves in skins of the نَمِر, and then give orders for the slaying of him whom they desired to slay. (IB.) A2: See also نَمِيرٌ, throughout.

نُمْرَةٌ A spot, or speck, of any colour whatever: pl. نُمَرٌ. (M, K.) نَمِرَةٌ A garment of the kind called بُرْدَة, of wool, (S, K, TA,) striped, (TA,) worn by the Arabs of the desert: (S, K, TA:) or a garment of the kind called شَمْلَة, (M, K,) or كِسَآء, (A, Mgh, Msb,) having white and black stripes, or lines, (M, Mgh, Msb, K,) worn by the Arabs of the desert: (A, Msb:) and a garment of the kind called حِبَرَــة; (M, K;) so called because of the diversity of the colours of its stripes: (M:) or any مئْزَر, of those worn by the Arabs of the desert, that is a striped شَمْلَة: (IAth:) or a striped إِزَار of wool; (TA;) pl. نِمَارٌ: (IAth, Msb:) it is an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) It is said in a trad. of Saad, نَبَطِىٌّ فِى حُبْوَتِهِ أَعْرَابىٌّ فِى نَمِرَتِهِ أَسَدٌ فِى تَأْمُورَتِهِ [A Nabathean in his hubweh (a long piece of cloth, or the like, wound round the back and legs of a person sitting with his thighs against his belly); an Arab of the desert in his nemireh; a lion in his den]. (S.) b2: See also أَنْمَرُ.

مَآءٌ نَمِير (T, S, M, A, K) and ↓ نَمِرٌ, (M, K,) Wholesome water, whether sweet or not sweet: (S, K:) or sweet and wholesome water: (T, A:) or wholesome in satiety: (TA:) or copious: (Ibn-Keyrán, M, K:) or increasing in quantity, syn. نَامٍ, (As, T, TA,) or زَاكٍ, (K,) whether sweet or not sweet: (T, TA:) or increasing in quantity in the beasts [app. meaning while they drink], (زَاكٍ فِى المَاشِيَة نَامٍ, T, M,) whether sweet or not sweet. (M.) [As زَاكٍ is coupled with نَامٍ, app. as an explicative adjunct, in the T and M, I think that I have here rendered it correctly: otherwise I should have supposed it to mean, perhaps, pure.] b2: حَسَبٌ نَمِيرٌ, (S, M, A, K,) and ↓ نَمِرٌ, (M, K,) (tropical:) i. q. زَاكٍ [see above]: (S, M, A, K:) pl. أَنْمَارٌ. (M.) أَنْمَرُ Spotted white and black: (M, K:) or in which is black and white; applied to a wild beast; as also ↓ نَمِرٌ: (A:) fem. نَمْرَآءُ; (M, A, K;) applied to a ewe or she-goat: (A:) pl. نُمْرٌ: (A:) also أَنْمَرُ a horse, (S, K,) and an ostrich, (K,) variegated like the نَمِر, (S, K, TA,) having one spot white and another of any colour: (S, TA:) pl. as above: (TA:) or, applied to an ostrich, in which is blackness and whiteness: pl. as above: (S:) and a lion in which is dust-colour and blackness: and ↓ مُنَمَّرٌ a bird having black spots; also sometimes applied as an epithet to a horse such as is termed بِرْذَوْن. (TA.) Also, A collection of clouds of the colour of the نَمِر, spots being seen in their interstices: (S:) or having black and white spots: (TA:) and ↓ نَمِرٌ signifies a collection of clouds having marks like those of the نَمِر: or small portions near together: n. un. with ة: (M:) or ↓ نَمِرَةٌ signifies a small portion of a cloud: and its pl. [or rather the coll. gen. n.] is نَمِرٌ. (K.) It is said in a proverb, أَرِنِيهَا نَمِرَةً

أُرِكَهَا مَطِرَةً [Show thou it to me spotted like the leopard, I will show it to thee raining]: (S, K:) alluding to an event which one certainly knows will happen when the symptoms thereof appear: (Meyd, K, TA:) originally said by Aboo-Dhueyb El-Hudhalee: (TA:) نَمِرَة is here like خَضِرًا in the Kur, vi. 99, for أَخْضَرَ: (Akh, S:) by rule, it should be نَمْرَآءَ, (K, TA,) fem. of أَنْمَرُ. (TA.) b2: See also نَمِرٌ.

مُنَمَّرٌ: see أَنْمَرُ. [In the TA, voce حِبَرَــةٌ, it is applied as an epithet to a garment of the kind called بُرْد: and in the K, voce حَبِيرٌ, to a cloud, or collection of clouds: in the former case, it app. signifies striped, (see نَمِرَةٌ,) or, as in the latter case, spotted.]

نمر: النُّمْرَةُ: النُّكْتَةُ من أَيِّ لونٍ كان. والأَنْمَرُ: الذي

فيه نُمْرَةٌ بيضاء وأُخرى سوداء، والأُنثى نَمْراءُ. والنَّمِرُ

والنِّمْرُ: ضربٌ من السباع أَخْبَثُ من الأَسد، سمي بذلك لنُمَرٍ فيه، وذلك أَنه

من أَلوان مختلفة، والأُنثى نَمِرَةٌ والجمع أَنْمُرٌ وأَنْمارٌ ونُمُرٌ

ونُمْرٌ ونُمُورٌ ونِمارٌ، وأَكثر كلام العرب نُمْرٌ. وفي الحديث: نهى عن

ركوب النِّمارِ، وفي رواية: النُّمُورِ أَي جلودِ النُّمورِ، وهي السباع

المعروفة، واحدها نَمِرٌ، وإِنما نهى عن استعمالها لما فيها من الزينة

والخُيَلاء، ولأَنه زِيُّ العجم أَو لأَن شعره لا يقبل الدباغ عند أَحد

الأَئمة إِذا كان غير ذَكِيٍّ، ولعل أَكثر ما كانوا يأْخذون جُلودَ

النُّمور إِذا ماتت لأَن اصطيادها عسير. وفي حديث أَبي أَيوب: أَنه أُتِيَ بدابة

سَرْجُها نُمُورٌ فَنَزَع الصُّفَّةَ، يعني المِيْثَرَةَ، فقيل

الجَدَياتُ نُمُورٌ يعني البِدَادَ، فقال: إِنما ينهى عن الصُّفَّةِ. قال ثعلب:

من قال نُمْرٌ ردَّه إِلى أَنْمَر، ونِمارٌ عنده جمع نِمْرٍ كذئبٍ وذئابٍ،

وكذلك نُمُورٌ عنده جمع نِمْرٍ كَسِتْرٍ وسُتُورٍ، ولم يحك سيبويه

نُمُراً في جمع نَمِرٍ. الجوهري: وقد جاء في الشعر نُمُرٌ وهو شاذ، قال: ولعله

مقصور منه؛ قال:

فيها تَماثِيلُ أُسُودُ ونُمُرْ

قال ابن سيده: فأَما ما أَنشده من قوله:

فيها عَيايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ

فإِنه أَراد على مذهبه ونُمْرٌ، ثم وقف على قول من يقول البَكُرْ وهو

فَعْلٌ؛ قال ابن بري البيت الذي أَنشده الجوهري:

فيها تَماثِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ

هو لحُكَيْم بن مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ، وصواب إِنشاده:

(* قوله« وصواب

إنشاده إلخ» نقل شارح القاموس بعد ذلك ما نصه: وقال أبو محمد الاسود صحف

ابن السيرافي والصواب غياييل، بالمعجمة، جمع غيل على غير قياس كما نبه

عليه الصاغاني.)

فيها عَيايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ

قال: وكذلك أَنشده ابن سيده وغيره. قال ابن بري: وصف قناة تنبت في موضع

محفوف بالجبال والشجر؛ وقبله:

حُفَّتْ بأَطوادِ جبالٍ وسَمُرْ،

في أَشَبِ الغِيطانِ مُلْتَفِّ الحُظُرْ

يقول: حُفَّ موضع هذه القناة الذي تنبت فيه بأَطواد الجبال وبالسَّمُرِ،

وهو جمع سَمُرَةٍ، وهي شجرة عظيمة. والأَشَبُ: المكان المُلْتَفُّ

النَّبْتِ المتداخل. والغِيطانُ: جمع غائط، وهو المنخفض من الأَرض. والحُظُرُ:

جمع حظيرة. والعَيَّالُ: المُتَبَخْتِرُ في مشيه. وعَيايِيلُ: جمعه.

وأُسُودٌ بدل منه، ونُمُر معطوفة عليه.

ويقال للرجل السيء الخُلُقِ: قد نَمِرَ وتَنَمَّرَ. ونَمَّرَ وجهَه أَي

غَيَّره وعَبَّسَه. والنَّمِرُ لونه أَنْمَرُ وفيه نُمْرَةٌ مُحْمَرَّةٌ

أَو نُمْرَةٌ بيضاء وسوداء، ومن لونه اشتق السحابُ النَّمِرُ، والنَّمِرُ

من السحاب: الذي فيه آثار كآثار النَّمِر، وقيل: هي قِطَعٌ صغار متدان

بعضها من بعض، واحدتها نَمِرَةٌ؛ وقول أَبي ذؤيب: أَرِنِيها نَمِرَة

أُرِكْها مَطِرَة، وسحاب أَنْمَرُ وقد نَمِرَ السحابُ، بالكسر، يَنْمَرُ

نَمَراً أَي صار على لون النَّمِر ترى في خَلَلِه نِقاطاً. وقوله: أَرنيها

نَمِرَةً أُرِكْها مَطِرَةً، قال الأَخفش: هذا كقوله تعالى: فأَخرجنا منه

خَضِراً؛ يريد الأَخْضَرَ. والأَنْمَرُ من الخيل: الذي على شِبْهِ

النَّمِر، وهو أَن يكون فيه بُقْعَة بيضاء وبقعة أُخرى على أَيّ لون كان.

والنَّعَمُ النُّمْرُ: التي فيها سواد وبياض، جمع أَنْمَر.

الأَصمعي: تَنَمَّرَ له أَي تَنَكَّر وتَغَيَّرَ وأَوعَدَه لأَن

النَّمِرَ لا تلقاه أَبداً إِلا مُتَنَكِّراً غضْبانَ؛ وقول عمرو بن معد

يكرب:وعلِمْتُ أَنِّي، يومَ ذا

كَ، مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدا

قَوْمٌ، إِذا لبِسُوا لحَدِيـ

ـدِ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

أَي تشبهوا بالنَّمِرِ لاختلاف أَلوان القِدِّ والحديد، قال ابن بري:

أَراد بكعب بني الحرثِ بن كَعْبٍ وهم من مَذْحِج ونَهْدٌ من قُضاعة، وكانت

بينه وبينهم حروب، ومعنى تنمروا تنكروا لعدوّهم، وأَصله من النَّمِر

لأَنه من أَنكر السباع وأَخبثها. يقال: لبس فلان لفلان جلدَ النَّمِرِ إِذا

تنكر له، قال: وكانت ملوك العرب إِذا جلست لقتل إِنسان لبست جلود النمر ثم

أَمرت بقتل من تريد قتله، وأَراد بالحلق الدروع، وبالقدِّ جلداً كان

يلبس في الحرب، وانتصبا على التمييز، ونسب التنكر إِلى الحلق والقدِّ مجازاً

إِذ كان ذلك سَببَ تَنَكُّر لابِسِيهما، فكأَنه قال تَنَكَّر حَلَقُهم

وقِدُّهم، فلما جعل الفعل لهما انتصبا على التمييز، كما تقول: تَنَكَّرَتْ

أَخلاقُ القوم، ثم تقول: تَنَكَّرَ القومُ أَخْلاقاً. وفي حديث

الحُدَيْبِية: قد لبسوا لك جُلودَ النُّمورِ؛ هو كناية عن شدة الحقد والغضب

تشبيهاً بأَخْلاقِ النَّمِر وشَراسَتِه. ونَمِرَ الرجلُ ونَمَّر وتَنَمَّر:

غَضِب، ومنه لَبِسَ له جلدَ النَّمِرِ. وأَسدٌ أَنْمَرُ: فيه غُبْرَةٌ

وسواد. والنَّمِرَةُ: الــحِبَرَــةُ لاختلاف أَوان خطوطها. والنَّمِرَةُ: شَملة

فيها خطوط بيض وسود. وطيرٌ مُنَمَّرٌ: فيه نُقَط سود، وقد يوصف به

البُرودُ. ابن الأَعرابي: النُّمْرَةُ البَلَقُ، والنَّمِرَةُ العَصْبَةُ،

والنَّمِرَةُ بُرْدَةٌ مُخَطَّطَةٌ، والنَّمِرَةُ الأُنثى من النَّمِر؛

الجوهري: والنَّمِرَةُ بُرْدَةٌ من صوف يلبسها الأَعراب. وفي الحديث: فجاءه

قوم مُجْتابي النِّمار؛ كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطَةٍ من مآزِرِ الأَعراب، فهي

نَمِرَةٌ، وجمعها نِمارٌ كأَنها أُخذت من لون النَّمِر لما فيها من

السواد والبياض، وهي من الصفات الغالبة؛ أَراد أَنه جاءه قوم لابسي أُزُرٍ

مخططة من صوف. وفي حديث مُصْعَبِ بن عُمَيْرٍ، رضي الله عنه: أَقبل النبي،

صلى الله عليه وسلم، وعليه نَمِرَةٌ. وفي حديث خَبَّابٍ: لكنَّ حَمْزَةَ

لم يترك له إِلا نَمِرَة مَلْحاء. وفي حديث سعد: نَبَطِيٌّ في حُبْوَتِه،

أَعرابيٌّ في ثَمِرَتِه، أَسَدٌ في تامُورَتِه.

والنَّمِرُ والنَّمِيرُ، كلاهما: الماء الزَّاكي في الماشية، النامي،

عذباً كان أَو غير عذب. قال الأَصمعي: النَّمِير النامي، وقيل: ماء نَمِيرٌ

أَي ناجِعٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

قد جَعَلَتْ، والحمدُ للهِ، تَفرْ

من ماء عِدٍّ في جُلودها نَمِرْ

أَي شَرِبَتْ فَعَطَنَتْ، وقيل: الماء النَّمِير الكثير؛ حكاه ابن

كَيْسانَ في تفسير قول امرئ القيس:

غَذَاها نَمِيرُ الماءِ غير المُحَلَّلِ

وفي حديث أَبي ذر، رضي الله عنه: الحمد لله لذي أَطْعَمَنا الخَمِيرَ

وسقانا النَّمِيرَ؛ الماءُ النَّمِير الناجع في الرِّيِّ. وفي حديث معاوية،

رضي الله عنه: خُبْزٌ خَمِيرٌ وماء نَمِيرٌ. وحَسَبٌ نَمِرٌ ونَمِيرٌ:

زَاكٍ، والجمع أَنْمارٌ. ونَمَرَ في الجبل

(* قوله« ونمر في الجبل إلخ»

بابه نصر كما القاموس.) نَمْراً: صَعَّدَ.

وفي حديث الحج: حتى أَتى نَمِرَة؛ هو الجبل الذي عليه أَنصابُ الحَرَمِ

بعرفات. أَبو تراب: نَمَرَ في الجبل والشجرِ ونَمَلَ إِذا علا فيهما. قال

الفرّاء: إِذا كان الجمع قد سمي به نسبت إِليه فقلت في أَنْمارٍ

أَنْمارِيٌّ، وفي مَعافِرَ مَعافِرِيٌّ، فإِذا كان الجمع غير مسمى به نسبت إِلى

واحده فقلت: نَقِيبيٌّ وعَرِيفِيٌّ ومَنْكِبيٌّ.

والنَّامِرَةُ: مِصْيَدَةٌ تربط فيها شاة للذئب. والنَّامُورُ: الدمُ

كالتَّامورِ. وأَنْمارٌ: حَيٌّ من خُراعة، قال سيبويه: النسب إِليه

أَنْمارِيٌّ لأَنه اسم للواحد. الجوهري: ونُمَيْرٌ أَبو قبيلة من قَيْسٍ، وهو

نُمَيْرُ بن عامر بن صَعْصَعَةَ بن معاوية بن بكر ابن هَوازِن. ونَمِرٌ

ونُمَيْرٌ: قبيلتان، والإِضافة إِلى نُمَيْرٍ نُمَيْرِيٌّ. قال سيبويه:

وقولوا في الجمع النُّمَيْرُونَ، استخفوا بحذف ياء الإِضافة كما قالوا

الأَعْجَمُونَ. ونَمِرٌ: أَبو قبيلة، وهو نَمِرُ بن قاسط ابن هِنْبِ بن أَفْصى

بن دُعْمِيِّ بن جَدِيلَةَ بن أَسَدِ ابن ربيعة، والنسبة إِلى نَمِر بن

قاسط نَمَرِيٌّ، بفتح الميم، استيحاشاً لتوالي الكَسَراتِ لأَن فيه حرفاً

واحداً غير مكسور. ونُمارَةُ: اسم قبيلة. الجوهري: ونِمْرٌ، بكسر النون،

اسم رجل؛ قال:

تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ وقد أُرى،

وَنِمْرُ بنُ سَعْدٍ لي مُطِيعٌ ومُهْطِعُ

قال ابن سيده: ونِمْرانُ ونُمارَةُ اسمان. والنُّمَيْرَةُ: موضع؛ قال

الراعي:

لها بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ،

تَرى الوَحْشَ عُواذاتٍ به ومَتالِيا

ونُمارٌ: جبلٌ؛ قال صخر الغَيّ:

سَمِعْتُ، وقد هَبَطْنا من نُمارٍ،

دُعاءَ أَبي المُثَلَّمِ يَسْتَغِيثُ

نمر
النُّمْرَة، بالضمّ: النُّكْتَةُ من أيّ لَوْنٍ كَانَ. والأَنْمَرُ: مَا فِيهِ نُمْرَةٌ بيضاءُ وَأُخْرَى سَوْدَاء، وَهِي أَي الْأُنْثَى نَمْرَاء.
والنَّمِر، ككَتِف، والنَّمْرُ بِالْكَسْرِ، لُغَتَانِ: سَبْعٌ م مَعْرُوف أَخْبَثُ من الْأسد، سُمِّي بذلك للنُّمَرِ الَّتِي فِيهِ. وَذَلِكَ أنّه من ألوانٍ مُخْتَلفَة، وَلَو قَالَ: لِنُمَر فِيهِ، كَانَ أَخْصَر، وَالْأُنْثَى نَمِرَةٌ، ج أَنْمُرٌ، كَأَفْلُس، وأَنْمَارٌ ونُمُرٌ، بضمَّتَيْن، ونُمْرٌ، بضمّ فَسُكُون، ونِمارٌ ونِمارَةٌ، بكسرهما، ونُمور، بالضمّ، وَفِي بعض النّسخ: نُمورَةٌ. وأكثرُ مَا جَاءَ فِي كَلَام الْعَرَب نُمْرٌ بضمٍّ فَسُكُون، قَالَ ثَعْلَب: من قَالَ نُمْرٌ ردّه إِلَى أَنْمُر، ونِمارٌ عِنْده جمعُ نِمْر، كذِئب وذِئاب، وَكَذَلِكَ نُمورٌ عِنْده جمع نِمْر، كسِتْر وسُتور، وَلم يَحْكِ سِيبَوَيْهٍ نُمُراً فِي جمع نَمِر. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَقد جَاءَ فِي الشِّعر وَهُوَ شاذّ، قَالَ: ولعلّه مَقْصُور مِنْهُ، قَالَ حُكَيْم بن مُعَيَّةَ الرَّبَعِيّ يصف قَناةً نَبَتَت فِي مَوْضِع محفوفٍ بالجبال والشَّجر:
(حُفَّتْ بأَطْوادِ جبالِ وسَمُرْ ... فِي أشَبِ الغِيطانِ مُلتَفِّ الحُظُرْ)
فِيهَا عَيابيلُ أُسودٌ ونُمُرْ وأنشده الجَوْهَرِيّ: فِيهَا تَماثيلُ أُسودٌ ونُمُرْ وصوابُه، عَياييل. قَالَ ابنُ السّيرافيّ: عياييل جمع عَيَّال، وَهُوَ المُتَبَخْتِر. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأسود: صحّف ابنُ السّيرافيّ، وَالصَّوَاب غَياييل، مُعْجمَة، جمع غِيل، على غير قِيَاس، كَمَا نبّه عَلَيْهِ الصَّاغانِيّ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أَرَادَ الشاعرُ على مذْهبه ونُمْرٌ، ثمَّ وَقفَ، على قولِ من يَقُول البَكْرُ، وَهُوَ فَعْلٌ. والنَّمِرَةُ، كفَرِحة: القِطعةُ الصَّغِيرَة من السَّحاب المُتدانية بعضُها من بعض، ج نَمِرٌ، وَهُوَ مجَاز. النَّمِرَة: الــحِبَرَــةُ لاخْتِلَاف ألوان خطوطها، وَهُوَ مَجاز. النَّمِرَة: شَمْلَةٌ فِيهَا خطوطٌ بِيضٌ وسود، وَهُوَ مَجاز، أَو النَّمِرَة: بُرْدَةٌ مُخطَّطة. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَهِي من صوف تَلْبَسها الأعْرابُ. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: كلُّ شَمْلَةٍ مخطّطة من مآزر الْأَعْرَاب فَهِيَ نَمِرَةٌ، وَجَمعهَا نِمارٌ، كأنّها أُخذت من لونِ النَّمِر، لما فِيهَا من السّواد والبَياض، وَمِنْه الحَدِيث: فجاءَه قومٌ مُجْتابي النِّمار وَهِي من الصِّفَات الْغَالِبَة، أَرَادَ: لابِسي أُزُرٍ مُخطَّطةٍ من صوف. وَفِي حَدِيث مُصعَب بن عُمَيْر: أقبلَ إِلَى النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَعَلِيهِ نَمِرَةٌ وَفِي حَدِيث خَبّاب: لكنّ حمزةَ لم يتركْ لَهُ إلاّ نَمِرَةً مَلْحَاء. وَفِي حَدِيث سعد: نَبَطيٌّ فِي حُبْوَتِه، أعرابيٌّ فِي نَمِرَته، أسدٌ فِي تامورَته. والنَّمِر، كفَرِح وأَمير: الزّاكي من المَاء فِي الْمَاشِيَة، منَ المَجاز: النَّمِرُ والنَّمير من الحَسَبِ الزاكي مِنْهُ، يُقَال: حَسَبٌ نَمِرٌ، وَحَسَبٌ نَميرٌ، وَالْجمع أَنْمَارٌ. قيل: الماءُ النَّميرُ: الْكثير، حَكَاهُ ابْن كَيْسَان فِي)
تَفْسِير قَوْل امرئِ الْقَيْس: غَذَاَها نَميرُ الماءِ غَيْرَ المُحلَّلِ النَّميرُ من المَاء: النَّاجِعُ فِي الرِّيّ كالنَّمِر، وَأنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(قد جَعَلَتْ والحمدُ للهِ تَفِرّْ ... من ماءِ عِدٍّ فِي جُلودِها نَمِرْ)
أَي شَرِبَت فَعَطَنتْ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النَّمير: النامي. وَزَاد غَيره: عَذْبَاً كَانَ أَو غيرَ عَذْب، وَفِي حَدِيث أبي ذَرّ: الحمدُ لله الَّذِي أَطْعَمنا الخَمير، وسَقانا النَّمير وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة: خُبزٌ خَميرٌ وماءٌ نَميرٌ. والنَّمِرَةُ كفَرِحَة، وَرُبمَا سُمِّيت النَّامورة، هَكَذَا فِي النّسخ وَالَّذِي فِي اللِّسَان والتكملة وَرُبمَا سميت النّامِرَة: مَصْيَدةٌ تُربَط فِيهَا شاةٌ للذئب، كَذَا فِي اللِّسَان، أَو حديدةٌ لَهَا كَلاليبُ تُجعَل فِيهَا لَحْمَةٌ يُصاد بهَا الذِّئْب، كَذَا فِي التّكملة. قَالَ: وَهِي اللُّبْجَة، لغةٌ يمانيّة.
والنّامور: الدّمُ، كالتَّامور. منَ المَجاز: نَمِرَ، كفَرِحَ، نَمْرَاً، ونَمَّرَ وَتَنَمَّرَ: غَضِبَ، زَاد الصَّاغانِيّ: وساءَ خُلُقُه، ومثلُه لِابْنِ القَطّاع، وَهُوَ على التَّشْبِيه بأخلاق النَّمِر وشَراسته. وَيُقَال للرجلِ السَّيِّئُ الخُلُق: قد نَمِرَ وَتَنَمَّرَ. وَقَالَ أَبُو تُراب: نَمَرَ فِي الشّجر والجبل وَنَمَلَ، كَنَصَرَ، نَمْرَاً: إِذا صَعَّدَ فيهمَا وعَلا. فِي حَدِيث الحجِّ: حَتَّى أَتَى نَمِرَةَ. وَقَالَ عَبْد الله بن أَقْرَم: رأيتُه بالقاعِ من نَمِرَةَ، كفَرِحَة: ع بعَرَفات، نزل بِهِ رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، أَو الجبلُ الَّذِي عَلَيْهِ أَنْصَابُ الحَرَمِ على يمينكَ حالَ كونك خَارِجا من المأَْزِمَيْن وَأَنت تُرِيدُ الموقِفَ كَذَا فِي التكملة. وَقيل: الحَرَمُ من طَرِيق الطَّائِف على طَرَفِ عَرَفَةَ من نَمِرَةَ على أحدَ عشرَ مِيلاً، ومسجدُها، م، مَعْرُوف وَهُوَ الَّذِي تُقام فِيهِ الصَّلاةُ يومَ عَرَفَة. نَمِرَةُ: ع بقُدَيْد، نَقله الصَّاغانِيّ. قلت: وَنَقله ياقوت عَن القَاضِي عِياض وَقَالَ: إِن لم يكن الأوّل. وعَقيقُ نَمِرَةَ: ع بِأَرْض تَبَاَلَة، قلتُ: هَذَا تصحيفٌ، وَصَوَابه عَقيقُ تَمْرَة، بالمُثنّاة الفوقيّة الْمَفْتُوحَة وَسُكُون الْمِيم وَفتحهَا، وَهُوَ من نواحي الْيَمَامَة، لبني عَقَيْل، عَن يَمِين الفُرُط، وَمَا رأيتُ الصَّاغانِيّ تعَرَّض لَهُ وَلَا غَيْرَه. وَذُو نَمِرٍ، ككَتِف: وادٍ بنَجْد فِي ديار كلاب. نِمارٌ، ككِتاب: جبلٌ لسُلَيْم، قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَمْ يكُن النِّمارُ لنا مَحَلاًّ ... وَمَا كُنّا لنُعْمٍ شَيِّقينا)
نُمارٌ، كغُراب: وادٍ لجِشَمَ بن الْحَارِث، وَبِه عارضٌ يُقَال لَهُ المَكْرَعة، قَالَه الحَفْصيُّ، وَأنْشد: وَمَا مَلِكٌ بأَغْزَرَ مِنْك سَيْبَاً وَلَا وادٍ بأَنْزَهَ من نُمارِ
(حَلَلْتَ بِهِ فأَشرقَ جانِباهُ ... وعادَ اللَّيْلُ فِيهِ كالنَّهارِ)
أَو: ع بشِقِّ الْيَمَامَة، قَالَ الْأَعْشَى:
(قَالُوا نُمارٌ فَبَطْنُ الخالِ جادَهُما ... فالعَسْجَدِيّةُ فالأبْلاءُ فالرِّجَلُ)
وَقيل: جبلٌ بِبِلَاد هُذَيْل، قَالَ صخرُ الغَيِّ:)
(سَمِعْتُ وَقد هَبَطْنا من نُمارٍ ... دُعاءَ أبي المُثَلَّم يَسْتَغيثُ)
وَفِيه قُتل تأبَّطَ شرَّاً فَقَالَت أمُّه تَرْثِيه:
(فَتَى فَهْمٍ جَمِيعًا غادَروه ... مُقيماً بالحُرَيْضَةِ مِن نُمارِ)
والنُّمارَةُ، كعمارة: ع لَهُ يومٌ. وَفِي التّكملة: ويومُ النُّمارَة: يومٌ من أيّام الْعَرَب. وَفِي المعجم: قَالَ النّابغةُ:
(وَمَا رَأَيْتُكِ إلاّ نَظْرَةً عَرَضَتْ ... يومَ النُّمارَةِ والمَأْمورُ مَأْمُورُ)
نُمارةُ: اسْم قَبيلَة يَأْتِي ذِكرها فِي المسْتدركات. ونُمَيْرةُ بَيْدَانَ، كجُهَيْنة: جبلٌ للضِّباب، قَالَ جريرٌ:
(يَا نَظْرَةً لَك يومَ هاجَتْ عَبْرَةً ... من أمِّ حَزْرَةَ بالنُّمَيْرَةِ دارُ) أَو هَضْبَةٌ بَين نَجْد والبَصرة قَالَه أَبُو زِيَاد، وَقَالَ أَيْضا: النُّمَيْرَة: من مياه عمروِ بن كلاب. وَقَالَ الرَّاعِي:
(لَهَا بحَقيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ ... ترى الوَحشَ عُوذاتٍ بِهِ ومَتالِيا)
أَو هَضْبَتان قُربَ الحَوْأَب على فَرْسَخين مِنْهُ، وهما النُّمَيْرَتان. وأَنْمَارُ بن نزار بن معَدِّ بن عدنان، وَيُقَال لَهُ أَنْمَارُ الشاةِ، وَذكر فِي حمر. وَقَالَ ابْن الجَوّانيّ النَّسَّابة فِي المقدّمة الفاضليّة: وأمّا قولُهم: رَبيعةُ الفرَس، ومُضَر الْحَمْرَاء، فَزعم بعض النّسّابين أَن نزاراً لمّا تُوفِّي اقتسم بَنوهُ مِيراثَه واسْتَهَموا عَلَيْهِ، فَذكرهمْ إِلَى أَن قَالَ: وَكَانَ لنزار قَدَحٌ كبيرٌ يسْقِي فِيهِ الضُّيوفَ اللَّبَنَ فَأَصَابَهُ أَنْمَارٌ، ثمَّ قَالَ: وَقيل: إنّ نزاراً لمّا حَضَرَتهُ الوفاةُ قسّم ميراثَه على بَنيه المَذكورين وَقَالَ: إنْ أَشْكَلَ عليكُم الأمرُ فعليْكُم بالأفعى الجُرْهُميّ حَكَمِ الْعَرَب فلمّا مَاتَ نزارُ وَاخْتلفُوا مَضَوْا إِلَيْهِ، فذكرَ الْقِصَّة إِلَى أَن قَالَ: وقَضى لأنْمارٍ بالدَّراهِم وَالْأَرْض. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: النَّسَب إِلَى أَنْمَارٍ أَنْمَاريّ، لأنّه اسمٌ للْوَاحِد. والنُّمْرانِيّة، بالضمّ: ة بالغوطة من دمشق من نَاحيَة الْوَادي، كَانَ مُعَاوِيَة بن أبي سُفيان أقطعها نُمْرانَ بن يزِيد بن عُبَيْد المَذْحِجِيّ، حكى عَنهُ ابنُه عَبْد الله بن نُمْرانَ وابنُه يزِيد بن نُمْرانَ. خرج مَعَ مَرْوَان لقِتَال الضَّحّاك الفِهْرِيّ بمَرجِ راهِطٍ. والنَّمِرُ بنُ قاسِط بن هِنْب بن أَفْصَى بن دُعْميّ بن جَديلَةَ بن أَسد بن رَبيعة، ككَتِف: أَبُو قَبيلَة، أعقب من تَيْم اللاتِ وَأَوْس مَناةَ، وَمن تَيْمِ اللات بَنو الضَّحْيان، وَهُوَ عامرُ بن سعد بن الْخَزْرَج بن سعد بن تَيْمِ اللات، وَإِلَيْهِ كَانَت الرِّياسةُوالأَنْمَرُ من الْخَيل والنَّعَم: مَا على شِيَةِ النَّمِر. وَهُوَ أَن يكون فِيهِ بُقعَةٌ بيضاءُ وبقعةٌ أُخْرَى على أيّ لون كَانَ، وَالْجمع النُّمْر. وأَنْمَرَ الرجلُ: صادفَ مَاء نَميراً، أَي ناجِعاً. وَتَنَمَّرَ: تَمدَّدَ فِي الصَّوْت عِنْد الوَعيد، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ مجَاز. تَنَمَّر أَيْضا، إِذا تشَبَّه بالنَّمِر فِي شَراسةِ الْأَخْلَاق، وَمِنْه قولُ عَمْرُو بن مَعْدِ يَكْرِب:
(وعلِمتُ أنّي يَوْمَ ذَا ... كَ مُنازِلٌ كَعْبَاً ونَهْدا)

(قومٌ إِذا لَبِسوا الحدي ... دَ تَنَمَّروا حَلَقَاً وقِدَّا)
أَي تشبَّهوا بالنَّمِر لاخْتِلَاف ألوان القِدّ وَالْحَدِيد. قَالَ الأصمعيّ: تنَمَّرَ لَهُ: تَنَكَّرَ وتغيَّر وأَوْعَده، لأنّ النَّمرَ لَا يُلقى أبدا إلاّ مُتنَكِّراً غَضْبَان. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والنَّمِرُ من أَنْكَرِ السِّباعِ وأَخْبَثِها، يُقَال: لَبِسَ فلانٌ لفلانٍ جِلدَ النَّمِرِ، إِذا تنكَّرَ لَهُ، قَالَ: وَكَانَت ملوكُ الْعَرَب إِذا جَلَسَتْ لقَتْل إِنْسَان لَبِسَت جلودَ النَّمِر، ثمَّ أَمَرَتْ بقتلِ من تُرِيدُ قَتْلَه. وسَمَّوْا نِمْران، بِالْكَسْرِ، ونُمارَة، بالضمّ، قَالَه ابنُ سِيدَه. والأَنْمار: خُطوطٌ على قَوائمِ الثَّورِ، هَكَذَا نصُّ التّكملة، وَزَاد المصنِّف الوَحشيّ. ونِمْرَى، كذِكرى: ة من نواحي مصر، ذكرهَا تقليداً للصاغانيّ، وَهِي من أَعمال الغربيَّة، والنِّسبَةُ إِلَيْهَا نِمْراويّ. ونُمْرٌ، بالضمّ: ع بِبِلَاد هُذَيْل، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: مواضِع، ومثلُه فِي المُعجم، وَقد جَاءَ ذِكرها فِي شعر أُميَّةَ بن أبي عائذٍ الهُذَليّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَمَّرَ وَجْهُه تَنْمِيراً: غيَّره. وسَحابٌ أَنْمَرُ: فِيهِ نُقطٌ سُودٌ وبِيضٌ. ولبسوا لَك جلودَ النُّمور: كِنايةً عَن شدَّة الحِقد. وَقد جَاءَ ذَلِك فِي حَدِيث الحُدَيْبِيَة. وأسَدٌ أَنْمَرُ: فِيهِ غُبْرَةٌ وسَوادٌ، وطَيرٌ مُنَمَّر، كمُعظّم: فِيهِ نُقطٌ سُودٌ، وَقد يُوصف بِهِ البِرْذَوْن. والنَّمِرَة: العَصْبَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ونِمْرُ بِكَسْر النُّون اسمُ رجل، قَالَ:
(تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْد وَقد أُرى ... ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهطِعُ)
وَتقول: أقبلَتْ نُمَيْرٌ وَمَا نَمَّروا، أَي مَا جمَّعوا من قَوْمِهم، كَمَا تَقول مُضَر مَضَّرَها الله. وأَنْمَارٌ: حَيٌّ من خُزاعة، قَالَه الصَّاغانِيّ. قلتُ: وأَنْمَارُ بن عَمْرُوِ بن وديعةَ بن لُكَيْز بن أَفْصَى وأَنْمَارُ بن مازنِ بن مَالك بن عَمْرو بن) تَميم، وهم قَلِيلُونَ، بَطْنَان، وأَنْمَارٌ بطنٌ من الحَبِطات. ونَمِرَة: بطنٌ من سَعْدِ العَشيرة. والنَّمِرُ بن وَبَرَةَ: بطنٌ من قُضاعة. وَفِي الأَزْدِ نَمِرُ بن عَيْمَان بن نَصْر بن زَهْرَان بن كَعْب بن الْحَارِث بن عَبْد الله بن مَالك بن نَصْر بن الأَزْد، مِنْهُم أَبُو الرّوح سَلام بن مِسْكين وَغَيره.

قلب

(قلب)
الشَّيْء قلبا جعل أَعْلَاهُ أَسْفَله أَو يَمِينه شِمَاله أَو بَاطِنه ظَاهره وَيُقَال قلب الْأَمر ظهرا لبطن اختبره وقلب التَّاجِر السّلْعَة تبصرها وقلب عينه وحملاقه غضب وتهدد وَفُلَانًا عَمَّا يُرِيد صرفه عَنهُ وَالله فلَانا إِلَيْهِ توفاه وَلِلْقَوْمِ قليبا حفر والداء فلَانا أصَاب قلبه

(قلب) قلبا كَانَت شفته منقلبة وَيُقَال قلبت الشّفة فَهُوَ أقلب وَهِي قلباء (ج) قلب

(قلب) فلَان شكا قلبه فَهُوَ مقلوب وَالدَّابَّة أَصَابَهَا القلاب فَمَاتَتْ
قلب قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنَّهَا حفرت فِي الْإِسْلَام وَلَيْسَت بعادِيَّة وَذَلِكَ أَن يحتفر الرجل الْبِئْر فِي الأَرْض الْموَات الَّتِي لَا ربّ لَهَا يَقُول: فَلهُ خمس وَعِشْرُونَ ذِرَاعا حواليها حريما لَهَا لَيْسَ لأحد من النَّاس أَن يحتفر فِي تِلْكَ الْخمس وَالْعِشْرين الذِّرَاع بِئْرا وَإِنَّمَا شبهت هَذِه الْبِئْر بِالْأَرْضِ الَّتِي يُحْيِيها الرجل فَيكون مَالِكًا لَهَا بِحَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ. وَأما قَوْله: فِي القَلِيب خَمْسُونَ ذِرَاعا فَإِن القليب الْبِئْر العادية الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا ربٌّ وَلَا حافر تكون بالبَراري فَيَقُول: لَيْسَ لأحد أَن ينزل على خمسين ذِرَاعا مِنْهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهَا عَامَّة للنَّاس فَإِذا نزلها نَازل منع غَيره وَهَذَا كَحَدِيث رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ فضل الْكلأ. وَإِنَّمَا معنى النُّزُول أَن لَا يتخذها أحد دَارا وَيُقِيم بهَا. فَأَما أَن يكون عَابِر سَبِيل فَلَا.
ق ل ب: (الْقَلْبُ) الْفُؤَادُ. وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْعَقْلِ. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] أَيْ عَقْلٌ. وَ (الْمُنْقَلَبُ) يَكُونُ مَكَانًا وَمَصْدَرًا كَالْمُنْصَرَفِ. وَ (قَلَبَ) الْقَوْمَ صَرَفَهُمْ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَقَلَبْتُ النَّخْلَةَ نَزَعْتُ قَلْبَهَا. وَ (قَلْبُ) النَّخْلَةِ بِفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا لُبُّهَا. وَ (الْقَلْبُ) مِنَ السِّوَارِ مَا كَانَ قَلْبًا وَاحِدًا. قُلْتُ: وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَا كَانَ قَلْدًا وَاحِدًا يَعْنِي مَا كَانَ مَفْتُولًا مِنْ طَاقٍ وَاحِدٍ لَا مِنْ طَاقَيْنِ. وَفُلَانٌ حُوَّلٌ (قُلَّبٌ) بِوَزْنِ سُكَّرٍ فِيهِمَا أَيْ مُحْتَالٌ بَصِيرٌ بِتَقْلِيبِ الْأُمُورِ. وَ (الْقَالَبُ) بِالْفَتْحِ قَالَبُ الْخُفِّ وَغَيْرِهِ. وَ (الْقَلِيبُ) الْبِئْرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى. قُلْتُ: يَعْنِي قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بِالْحِجَارَةِ وَنَحْوِهَا. يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ الْبِئْرُ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ. 
ق ل ب : قَلَبْتُهُ قَلْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَوَّلْتُهُ عَنْ وَجْهِهِ وَكَلَامٌ مَقْلُوبٌ مَصْرُوفٌ عَنْ وَجْهِهِ وَقَلَبْتُ الرِّدَاءَ حَوَّلْتُهُ وَجَعَلْتُ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ وَقَلَبْتُ الشَّيْءَ لِلِابْتِيَاعِ قَلْبًا أَيْضًا تَصَفَّحْتُهُ فَرَأَيْتُ دَاخِلَهُ وَبَاطِنَهُ وَقَلَبْتُ الْأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ اخْتَبَرْتُهُ وَقَلَبْتُ الْأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ وَقَلَّبْتُ بِالتَّشْدِيدِ فِي الْكُلِّ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ} [التوبة: 48] .

وَالْقَلِيبُ الْبِئْرُ وَهُوَ مُذَكَّرٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْقَلِيبُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْبِئْرُ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ مَطْوِيَّةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَطْوِيَّةٍ وَالْجَمْعُ قُلُبٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ.

وَالْقَلْبُ مِنْ الْفُؤَادِ مَعْرُوفٌ وَيُطْلَقُ عَلَى الْعَقْلِ وَجَمْعُهُ قُلُوبٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَلْبُ النَّخْلَةِ بِفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّهَا هُوَ الْجُمَّارُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ النَّخْلَةِ وَجَمْعُهُ قُلُوبٌ وَأَقْلَابٌ وَقِلَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ وَقِيلَ قُلْبُ النَّخْلَةِ بِالضَّمِّ السَّعَفَةُ قُلْبُ الْفِضَّةِ بِالضَّمِّ سِوَارٌ غَيْرُ مَلْوِيٍّ مُسْتَعَارٌ مِنْ قُلْبِ النَّخْلَةِ لِبَيَاضِهِ وَالْقَالَبُ بِفَتْحِ اللَّامِ قَالَبُ الْخُفِّ وَغَيْرِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُهَا وَالْقَالِبُ بِكَسْرِهَا الْبُسْرُ الْأَحْمَرُ وَأَبُو قِلَابَةَ بِالْكَسْرِ مِنْ التَّابِعِينَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْجَرْمِيُّ. 
(قلب) - فِى الحديث : "أَعوذُ بكَ مِن كآبة المُنْقَلَب"
: أي الانْقلاَب من السَّفر، والانصَرافِ إلى ما يكْتَئِبُ منه، فتُصِيبُه الكآبةُ والحُزْن مِنْ أَجله .
وقَلَبْتُه - بالتخفيف -: كَبَبتُه، فإذا ثقَّلتَ اللاّم فهو للمُبَالَغةِ، أو للتّكثِير.
- وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أنّه كان يقول لمُعَلِّم الصِّبْيان: اقْلِبْهُم "
: أي اصْرِفْهم إلى مَنازِلهم.
في الحديث : "أنّه رَأَى في يَدِ عائشةَ - رضي الله عنها - قُلْبَيْن"
القُلْبُ: السِّوَارُ. وقيل: هو ما كانَ قَلْدًا وَاحدًا.
وقال صاحِبُ التَّتِمَّة: هو الخَلْخَال، والخَلْخَال لا يُلبَسُ في اليَدِ. وجَمعُه : قِلَبَة وأَقْلابٌ. - في الحديث: "أنّه وَقَفَ على قَلِيبِ بَدْرٍ"
وهو البِئْر التي لم تُطْوَ، يُذَكَر وُيؤَنَّث، وجمعه : قُلْب، فإذَا طُوِىَ فهو طَوِيٌّ.
وقال صاحبُ التَّتِمَّة: القَلِيب: حَفِيرَةٌ نُقِل تُرابُها.
- في الحديث: "فانطَلَق يَمشي ما به قَلبَة "
: أي أَلَمٌ تُقلَب له رِجْلٌ لمُعالَجتِه مِن رجل صَاحِبِه الذي يختلف من أَجلِه إلى المُعالِج، أو رِجْل المُعالَج الذي يَجِيءُ إليه يُعَالجه، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب.
* وقد بَرِئْت وما بالصَّدْرِ مِن قَلَبَهْ *
وقيل: هي مِن قُلابِ القَلْبِ؛ وهو دَاؤُه.
- في حديث ابنِ مسعودٍ - رضيَ الله عنه -: "كانت المرأةُ تَلْبَسُ القَالَبَيْن تَطاوَلُ بهما "
فقيل لعبد الرازق: مَا القَالَبَين قال: رَقيصَينْ مِن خَشَب، والرَّقِيصُ: النَّعْل، بلغَةِ أهل اليَمَنِ، وَبَنُو أسَدٍ يُسَمُّونَ النَّعْلَ: الغَرِيفَةَ . والقالَب - تُكْسَرُ لاَمُهُ، وتُفتَح - قيل: إنّه مُعَرَّبٌ.
قلب
القَلْبُ: مُضْغَة من الفُؤاد مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ. وفي الحَدِيث: " إنَّ لكلِّ شَيْءِ قَلْباً وإن قَلْبَ القُرْآنِ يس " وقَلَبْتُ الرَّجُلَ: أصبْت قَلْبَه. والقُلابُ: داءٌ يَأْخُذُ البَعِيرَ يَشْتَكي منه قَلْبَه فَيَمُوت، بَعِيرٌ مَقْلُوبٌ وناقَةٌ مَقْلُوبَةٌ. ومَوْتٌ قلاب: شدِيدٌ يُصِيْبُ القُلُوبَ.
وقَلْبُ النَّخْلةِ: شَطْبَةٌ بيضاءُ تَخرجُ في وَسَطِها، ويُقال: قُلْبٌ وقِلْبٌ، وجَمْعُه قِلَبَةٌ. وأقْلَبَتِ النَّخلةُ: أخْرَجَتْ قُلْبَها.
والقالب: البُسْرُ الأحْمَرً.
وجِئْتُكَ بهذا الأمْرِ قَلْباً: أي مَحْضاً لا يَشُوْبُه شَيْءٌ. وإنَّه لَمَهْرِيٌّ قُلُبٌ ومَهْريةٌ قَلْبٌ. وعَرَبيٌّ قَلْبٌ.
وتَحْوِيْلُكَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه: قَلْبٌ، تقول: كلامٌ مَقْلُوبٌ، قَلَبْتُه فانْقَلَبَ، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّبَ. وصَرفكَ إنساناً تَقْلِبُه عَمّا يُرِيْدُه.
ويُقال: أقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حَانَ لها أنْ تُقْلَبَ.
والمُنْقَلَبُ: مَصِيرُ العِبَادِ إلى الآخرة. والقُلَّبُ الحُوَّلُ: الذي يُقَلِّبُ الأمورَ.
ويقولون: أقْلَبَكُم مُقْلَبَ أوليائه، ومَقْلَبَ أيضاً.
وقَلَّبَ عَيْنَه عَلَيَّ: عند الغَضَبِ والوَعِيْدِ.
والقُلْبُ من الأسْوِرَةِ: ما كانَ قَلْداً واحِداً. ويقال للحَيَّة البيضاء: قُلْبٌ تَشْبِيهاً به. والقَلِيْبُ: البِئْرُ قَبْلَ الطي، يُذَكَّرُ وُيؤنَّثُ، والجميع القُلُب. ويُقال قَلَبْتُ للقَوْم قَلِيباً: أي حَفَرْت لهم بِئراً، أقْلِبُ قَلْباً.
والقُلُّوْبُ والقِلَّوْبُ: اسْمُ الذِّئْبِ، والقِلَّيْبُ أيضاً، وكذلك القِلابُ.
والقَلَبُ: انْقِلابُ الشَفَةِ، رَجُلٌ أقْلَبُ، وشَفَة قَلْبَاءُ.
و" ما به قَلَبَةٌ " أي داءٌ وغائلةٌ، وقيل: هو مَأخوذٌ من القُلاَب، وقيل: ما به حَوَلٌ وما به شَيْءٌ يُقْلِقُه.
والقالَبُ: دَخِيْلٌ، وتُكْسَرُ اللامُ. والقِلَّبُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ.
ويُقال: امْرَأةٌ قَيْلَبُوْنٌ: لِلّتي تُتَدَاوَلُ فَتَكون عند الزَّوْج بعد الزوْج.
والقُلاَبُ: اسْم أرْضٍِ لِبَني أسَدٍ. والقُلَّيْبُ: من خرَزَاتِ العَرَب كالقَبَلَةِ.
ق ل ب

قلب الشيء قلباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب، وكلام مقلوب. وقلب رداءه. وقلبه لوجهه: كبّه، وقلبه ظهراً لبطن. وقلب البيطار قوائم الدابّة: رفعها ينظر إليها. وتقلّب على فراشه. والحية تتقلّب على الرمضاء. وأقلبت الخبزة: حان لها أن تقلب. ورجلٌ أقلب: متقلب الشّفة. وشفة قلباء: بيّنة القلب، وقلبت شفته. وقلب حملاق عينيه عند الغضب. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجنّ

وحفل قليباً وقلباً وهي البئر قبل الطيّ فإذا طويت فهي الطويّ، وقلبت للقوم قليباً: حفرته لأنه بالحفر يقلب ترابه قلباً، والقليب في الأصل: التراب المقلوب. وقلبته: أصبت قلبه، وقلبه الداء: أخذ قلبه، وقلب فلان فهو مقلوب. وقلبت ناقته. قال ابن مولى المدنيّ:

يا ليت ناقتي التي أكريتها ... قلبت وأورثها النجاز سعالا

وبه قلابٌ، وما به قلبةٌ: داء يتقلّب منه على فراشه أو هي من القلاب ثم اتسع فيها. قال النمر:

أودى الشباب وحبّ الخالة الخلبه ... وقد برئت فما في الصدر من قلبه

ومن المجاز: قلب المعلّم الصبيان: صرفهم إلى بيوتهم، وقلب التاجر السّلعة وقلّبها: تبصّرها وفتّش عن أحوالها. وقلّب الدابة والغلام. ورجل قلّب حوّل: يقلب الأمور ويحتال الخيل. " وقلّبوا لك الأمور " وانقلب فلان سوء منقلب. وكلّ أحد يصير إلى منقلبه. وأنا أتقلّب في عمائه. وهو يتقلّب في أعمال السلطان " فانقلبوا بنعمةٍ من الله " " فأصبح يقلّب كفّيه ": يتندم. وهو قالب الخفّ وغيره لما يقلب به جعل الفعل له وهو لصاحبه. وقلب المجنون عينه إذا غضب فانقلبت حماليقه. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجن

ورجل قلبٌ: محضٌ واسطٌ في قومه وامرأة قلبٌ وقلبةٌ. قال أبو وجزة:

قلبٌ عقيلة أقوام ذوي حسبٍ ... ترمى المقانب عنها والأراجيل

أي تذبّ عنها لعزة قومها. وأعرابي قلب. وإنه لمن قلوب المهاري إذا كان من سرّها. وجئتك بهذا الأمر قلباً: محضاً. وفي الحديث " إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس ". وكان يحيى ابن زكرياء يأكل الجراد وقلوب الشجر. وقطع قلب النخلة وقلبها: شحمتها وهي الجمّار، وقطع قلبة النخل، وقلبت النخلة: نزعت قلبها. وفي يدها قلب فضّةٍ: سوار شبّه بقلب النخلة في بياضها. ويقال للحية البيضاء: قلب.
[قلب] القَلْب: الفؤاد، وقد يعبَّر به عن العقل قال الفراء في قوله تعالى: (إنَّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قلب) : أي عقل. وقلبت الشئ فانقلبَ، أي انكبَّ. والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ويكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف. وقلبته بيدى تقليبا. وتقلب الشئ ظَهراً لبطنٍ، كالحيَّة تتقلَّب على الرَمْضاء. وقَلَبْتُ القومَ كما تقول صَرَفْتُ الصِبيان، عن ثعلب، وقَلَبْتُهُ، أي أصبت قلبه. وقَلَبْت النخلةَ: نزعت قِلْبَها. وقَلَبَت البُسْرَةُ، إذا احمرت. والقلب بالتحريك: انقلاب الشفة، رجل أقلب، وشفة قلباء بينة القلب. وأقلبت الخبزة، إذا حان لها أن تُقْلَبَ. قال الأصمعيّ: القُلابُ: داءٌ يأخذ البعير فيشتكي منه قَلبه فيموت من يومه، يقال بعير مقلوب، وقد قُلِبَ قُلاباً، وناقة مقلوبة. وأقْلَبَ الرجُل، إذا أصاب إبله ذلك. وقولهم: ما به قَلَبَةٌ، أي ليست به عِلَّةٌ. قال الفراء هو مأخوذ من القلاب. قال النمر بن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالقلب من قلبه أي برئت من داء الحب. وقال ابن الاعرابي: معناه ليست به علة يقلب لها فينظر إليه. قال حميد الارقط وذكر فرسا: ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبليه بها حبار أي لم يقلب قوائمها من علة بها. وقلب العقرب: منزِلٌ من منازل القمر، وهو كوكبٌ نَيًّرٌ وبجانبه كوكبان. وقولهم: هو عربيٌّ قَلْبٌ، أي خالص، يستوى فيه المذكر والمؤنت والجمع، وإن شئت قلت امرأة قَلْبَةٌ وثنَّيتَ وجمعتَ. وقَلْبُ النخلة: لُبُّها، وفيه ثلاث لغات قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ، والجمع القِلَبَة. والقُلْبُ من السِوارِ: ما كان قلباً واحداً . والقُلْبُ أيضاً: حيَّة تشبَّه به. والمِقْلَبُ: الحديدة التي تُقلبُ بها الأرض للزراعة. وقولهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ، أي محتالٌ بصير بتقليب الامور. والقليب، مثال السكين: الذئب، وكذلك القلوب، مثل الخنوص. قال الشاعر: أيا أمة بكى على أم واهب * أكيلة قلوب بإحدى المذانب والقالَبُ، بالفتح: قالَبُ الخُفّ وغيره. والقالِبُ، بالكسر: البُسْرُ الأحمر. والقَليب: البئر قبل أن تُطْوى ، تذكَّر وتؤنث، وقال أبو عبيد: هي البئر العاديَّة القديمة، وجمع القلَّة أقلبة. قال عنترة يصف جُعَلاً: كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً * هَدوجاً بين أقلبة ملاح والكثير قلب. قال الشاعر : وما دام غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّب * بها قُلُب عاديَّةٌ وكِرارُ وقد شبَّه العجَّاج بها الجِراحات فقال:

عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي من سبر * وأبو قلابة: رجل من المحدثين.
[قلب] في ح أهل اليمن: أرق «قلوبًا» وألين أفئدة، القلب أخص من الفؤاد استعمالًا، وقيل: قريبان من السواء، وذكرهما تأكيدًا لاختلاف اللفظ، وقلب كل شيء: خالصه ولبه. ومنه ح: و «قلب» القرآن يس. ط: أي لبه، وذلك لاحتوائها على آيات ساطعة وبراهين قاطعة وعلوم مكنونة ومواعيد رغيبة وزواجر بليغة مع قصر نظمها. نه: وح: إنه يحيى عليه السلام كان يأكل الجراد و «قلوب» الشجر، اي الذي ينبت في وسطها غضًّا طريًّا قبل أن يقوى ويصلب، جمع قلب - بالضم للفرق، وكذا قلب النخلة. وفيه: كان عليٌّ قرشيًّا «قلبًا»، أي خالصًا من صميم قريش. وقيل: أي فهما فطنا نحو «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب». وفيه: أعوذ بك من كآبة «المنقلب»، أي الانقلاب من السفر والعودة إلى الوطن - يعني يعود إلى بيته فيري فيه ما يحزنه، والانقلاب الرجوع مطلقًا. ن: وسوء «المنقلب» - بفتح لام، أي المرجع. ط: بأن يرجع بخسران تجارة أو مرض أو غير مقضي الحوائج أو يجد مرضًا في أهله. نه: ومنه ح صفية: ثم قمت «لأنقلب» فقام معي «ليقلبني»، أي لأرجع إلى بيتي فقام معي يصحبني. ن: هو بفتح باء، اي ليردني إلى منزلي. وفيه: جواز مشي المعتكف ما لم يخرج من المسجد. وح: «أقلبوه»، أي ردوه وصرفوه، أنكره الجمهور وصوبوا: قلبوه. نه: وح المنذر: حين ولد «فأقلبوه» فقالوا: «أقلبناه» يا رسول الله، وصوابه: قلبناه، أي رددناه. وح: كان يقول لمعلم الصبيان: «أقلبهم»، أي اصرفهم إلى منازلهم. وفي ح عمر: بينا يكلم إنسانًا إذ اندفع جرير يطريه ويطنب فقال: ما تقول يا جرير! وعرف الغضب في وجهه، فقال: ذكرت أبا بكر وفضله، فقال عمر: «اقلب قلاب» - وسكت، هو مثل يضرب لمن تكون منه السقطة فيتداركها بأن يقلبها عن جهتها ويصرفها إلى غير معناها، يريد: اقلب يا قلاب.وح: مثل «القلب» كريش - يجيء في مث. و «مقلب القلوب»، أي مبدل الخواطر وناقض العزائم فإنها تحت قدرته يقلبها كيف يشاء. وفيه: و «قلوبهم قلب» واحد، ما متضائفان أو موصوف وصفة. ط: كقلب واحد - مر شرحه في إصبع. ج: حتى تصير على «قلبين»، أي تصير القلوب على قسمين. وفيه: «فقلبوه» فاستفاق صلى الله عليه وسلم، قلبت الصبي وغيره - إذا رددته من حيث جاء، فاستفاق - مر في ف. وح: ليكاد أن «ينقلب» البعض، لعل ذلك البعض المقلدون أو من لم يكن له رسوخ. ط: «يتقلب» في شجرة، أي يتبختر في الجنة ويمشي لأجل شجرة قطعها من الطريق. ش: يفرغ في «قالبه» - بفتح لام، وكسرها لغة. غ: «وقلبوا لك الأمور» بغوا لك الغوائل. و «تقلبهم ذات اليمين» أنث لإرادة الناحية. و ««يقلب» كفيه» تقليبها من فعل الأسف النادم.
الْقَاف وَاللَّام وَالْبَاء

الْقلب: تَحْويل الشَّيْء عَن وَجهه.

قلبه يقلبه قلبا، وأقلبه، الْأَخِيرَة عَن اللحياني وَهِي ضَعِيفَة، وَقد انْقَلب.

وقلب الشَّيْء، وَقَلبه: حوله ظهرا لبطن.

وقلب الْأُمُور: بحثها وَنظر فِي عواقبها، وَفِي التَّنْزِيل: (وقلبوا لَك الْأُمُور) كُله مثل بِمَا تقدم.

وتقلب فِي الْأُمُور، وَفِي الْبِلَاد: تصرف فِيهَا كَيفَ شَاءَ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَلَا يغررك تقلبهم فِي الْبِلَاد) مَعْنَاهُ: فَلَا يغررك سلامتهم فِي تصرفهم فِيهَا، فَإِن عَاقِبَة امرهم الْهَلَاك.

وَرجل قلب: يتقلب كَيفَ يَشَاء.

وتقلب ظهرا لبطن، وجنباً لجنب: تحول، وَقَوله تَعَالَى: (تتقلب فِيهِ الْقُلُوب والأبصار) . قَالَ الزّجاج: ترجف وتخف من الْجزع وَالْخَوْف، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: أَن من كَانَ قلبه مُؤمنا بِالْبَعْثِ والقامة ازْدَادَ بَصِيرَة وَرَأى مَا وعد بِهِ، وَمن كَانَ قلبه على غير ذَلِك رأى مَا يُوقن مَعَه أَمر الْقِيَامَة والبعث، فَعلم ذَلِك بِقَلْبِه، وَشَاهده ببصره، فَذَلِك تقلب الْقُلُوب والأبصار.

وقلب الْخبز وَنَحْوه يقلبه قلبا: إِذا نضج ظَاهره فحوله لينضج بَاطِنه، واقلبها: لُغَة، عَن اللحياني، وَهِي ضَعِيفَة. واقلبت الخبزة: حَان لَهَا أَن تقلب.

واقلب الْعِنَب: يبس ظَاهره فحول.

وَالْقلب: انقلاب فِي الشّفة الْعليا واسترخاء.

شفة قلباء.

وَرجل اقلب.

وَفِي الْمثل: " اقلبي قلاب ".

يضْرب للرجل يقلب لِسَانه فيضعه حَيْثُ شَاءَ.

وقلب الْمعلم الصّبيان يقلبهم: أرسلهم ورجعهم إِلَى مَنَازِلهمْ.

واقلبهم: لُغَة ضَعِيفَة، عَن اللحياني، على أَنه قد قَالَ: إِن كَلَام الْعَرَب فِي كل ذَلِك: إِنَّمَا هُوَ قلبته، بِغَيْر ألف.

والانقلاب إِلَى الله عز وَجل: الْمصير إِلَيْهِ والتحول.

وَقد قلبه الله إِلَيْهِ، هَذَا كَلَام الْعَرَب.

وَحكى اللحياني: اقلبه، قَالَ: وَقَالَ أَبُو ثروان: اقلبكم الله مُقَلِّب اوليائه، ومقلب أوليائه، فَقَالَهَا بِالْألف.

وَقَلبه عَن وَجهه: صرفه.

وَحكى اللحياني: أقلبه، قَالَ: وَهِي مَرْغُوب عَنْهَا.

وقلب الثَّوْب والْحَدِيث وكل شَيْء: حوله. وَحكى اللحياني فيهمَا: اقلبه. وَقد قدمت أَن الْمُخْتَار عِنْده فِي جَمِيع ذَلِك: قلبت.

وَمَا بالعليل قلبة: أَي مَا بِهِ شَيْء، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي.

وَمَا بالبعير قلبة: أَي لَيْسَ بِهِ دَاء يقلب لَهُ، فَينْظر اليه، قَالَ حميد الأرقط يصف فرسا:

وَلم يقلب أرْضهَا البيطار ... وَلَا لحبلية بهَا حبار

وَمَا بالمريض قلبة: أَي عِلّة يقلب مِنْهَا.

وَالْقلب: الْفُؤَاد، مُذَكّر، صرح بذلك اللحياني، وَالْجمع: اقلب، وَقُلُوب، الأولى عَن اللحياني، وَقَوله تَعَالَى: (نزل بِهِ الرّوح الْأمين على قَلْبك) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: نزل بِهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْك فوعاه قَلْبك وَثَبت، فَلَا تنساه أبدا.

وَقَلبه يقلبه، ويقلبه قلبا، الضَّم عَن اللحياني وَحده: أصَاب قلبه.

وقلب قلبا: شكا قلبه.

والقلاب: دَاء يَأْخُذ فِي الْقلب، عَن اللحياني.

والقلاب: دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فيشتكي قلبه فَيَمُوت من يَوْمه.

قَالَ كرَاع: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم دَاء اشتق من اسْم الْعُضْو إِلَّا " القلاب " من: " الْقلب " و" الكباد " من " الكبد "، و" النكاف " من: " النكفتين " وهما غدتان تكتنفان الْحُلْقُوم من اصل اللحي.

وَقد قلب قلابا.

وَقيل: قلب الْبَعِير قلابا: عاجلته الغدة فَمَاتَ.

واقلب الْقَوْم: أصَاب إبلهم القلاب.

وقلب النَّخْلَة، وقلبها، وقلبها: شحمتها، وَهِي هنة رخصَة بَيْضَاء تمتسخ فتؤكل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة مرّة: الْقلب: اجود خوص النَّخْلَة واشده بَيَاضًا، وَهُوَ الخوص الَّذِي يَلِي اعلاها. واحدته: قلبة، بِضَم الْقَاف وَسُكُون اللَّام، وَالْجمع: أقلاب، وَقُلُوب، وقلبة.

وقلب النَّخْلَة: نزع قَلبهَا.

وَقُلُوب الشّجر: مَا رخص من اجوافها وعروقها الَّتِي تقودها، وَفِي الحَدِيث: " إِن يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُل الْجَرَاد وَقُلُوب الشّجر ".

وقلب كل شَيْء: محضه، وَفِي الحَدِيث: " لكل شَيْء قلب، وقلب الْقُرْآن يس ".

وَرجل قلب، وقلب: مَحْض النّسَب، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُؤَنَّث، والمذكر، وَالْجمع، وَإِن شِئْت ثنيت وجمعت، وَإِن شِئْت تركته فِي حَال التَّثْنِيَة وَالْجمع بِلَفْظ وَاحِد، وَالْأُنْثَى: قلب وقلبة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيّ قلب وَقَلْبًا، على الصّفة والمصدر، وَالصّفة اكثر.

وَالْقلب من الاسورة: مَا كَانَ قلدا وَاحِدًا. وَقيل: سوار الْمَرْأَة.

وَالْقلب: الْحَيَّة الْبَيْضَاء، على التَّشْبِيه بِالْقَلْبِ من الأسورة.

والقليب، على لفظ تَصْغِير " فعل ": خرزة يُؤْخَذ بهَا، هَذِه عَن اللحياني.

والقليب، والقلوب، والقلوب، والقلوب، والقلاب: الذِّئْب، يَمَانِية، قَالَ شَاعِرهمْ:

أيا جحمتا بَكَى على أم واهب ... أكيلة قُلُوب بِبَعْض المذانب

والقليب: الْبِئْر مَا كَانَت.

والقليب: الْبِئْر قبل أَن تطوى.

وَقيل: هِيَ العادية الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا رب وَلَا حافر، تكون بالبراري، تذكر وتؤنث.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القليب: مَا كَانَ فِيهِ عين، وَإِلَّا فَلَا. وَالْجمع: أقلبة، وقلب.

وَقيل: الْجمع: قلب، وَفِي لُغَة من أنث، واقلبة، وقلب جَمِيعًا، فِي لُغَة من ذكر.

والقالب، فِي لُغَة بلحارث بن كَعْب: الْبُسْر الْأَحْمَر.

وَقد قلبت تقلب: إِذا احْمَرَّتْ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا تَغَيَّرت البسرة كلهَا فَهِيَ القالب.

وشَاة قالب لون: إِذا كَانَت على غير لون أمهَا، وَفِي الحَدِيث قَالَ شُعَيْب، لمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام: " لَك من غنمي مَا جَاءَت بِهِ قالب لون " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والقالب، والقالب: الشَّيْء الَّذِي تفرغ فِيهِ الْجَوَاهِر ليَكُون مِثَالا لما يصاغ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قالب الْخُف وَنَحْوه، دخيل.

وَبَنُو القليب: بطن من تَمِيم، وَهُوَ: القليب ابْن عَمْرو بن تَمِيم.
قلب
قلَبَ يَقلِب، قَلْبًا، فهو قالِب، والمفعول مَقْلوب
• قلَب القِدْرَ: أفرَغه، جعل أعلاه أسفله "قلَب عربة- قلَب الحقلَ: عزقه لإعداده للزِّراعة" ° قلَب اللهُ فلانًا إليه: توفَّاه- قلَبه رأسًا على عَقِب: جعل عاليه سافله.
• قلَب الصَّفحةَ: جعل باطنَها ظهرَها "قلب ثوبًا"? قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره.
• قلَبَ الحُكْمَ: أبدله، أطاح به "قلَب الجيْشُ نظامَ الحُكْمِ- {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَبُوا لَكَ الأُمُورَ} [ق] "? قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
• قلَب أصدقاءَه: صرَفهم.
• قلَبَ الشَّيءَ إليه: ردَّه، أرجعه " {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} ".
• قلَب عينيه: حوّل بصرَه وصرَفه من جهة إلى جهة " {وَتُقْلَبُ أَفْئِدَتُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ} [ق] ". 

انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على ينقلب، انقلابًا، فهو مُنْقَلِب، والمفعول مُنْقَلَب إليه
• انقلب الشَّيءُ: مُطاوع قلَبَ: انكبَّ، صار أعلاه أسفله أو يمينه شماله أو باطنه ظاهره "انقلب الوعاءُ- انقلبَت سيَّارةٌ- انقلب على ظهره من شدّة الضَّحك".
• انقلب الحُكْمُ: تغيَّر "انقلب وجهُ فلان- انقلبتِ الأدوارُ".
• انقلب الشَّخصُ إلى أهله: رجَع " {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ} - {يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ} - {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} ".
• انقلب على وجهه/ انقلب على عقبيه: رجع عن رأيه أو عقيدته، انصرف، ارتدَّ " {انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} ".
• انقلبَتِ التَّدابيرُ عليه: ارتدَّت، انعكست عليه.
• انقلب على فلان: ناصبه العداءَ، تغيَّر نحوَه أو خاصَمَه بعد مودّة. 

تقلَّبَ/ تقلَّبَ على/ تقلَّبَ في يتقلَّب، تقلُّبًا، فهو مُتقلِّب، والمفعول مُتقلَّب عليه
• تقلَّب الشَّخصُ/ تقلَّب الشَّيءُ: تحوّل من حالة إلى

أخرى، اضطرب وتغيَّر "تقلُّبات الرأي العامّ/ الجوّ/ الأسعار- {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} - {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} - {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} " ° تقلُّبات الحياة/ تقلُّبات الدَّهْر: الحوادث السَّعيدة أو المؤسفة التي تتتابع في الحياة- تقلَّب في النِّعمة: عاش منعّمًا سعيدًا، تمتَّع بها.
• تقلَّب الشَّخصُ على فراشِهِ: أرق، تحوَّل من جانب إلى جانبٍ آخر "مريض متقلِّب على فراشه"? تقلَّب على الجمر: قلِق، شُغِل- تقلَّب على رَمْضاء البُؤس: اكتوى بنار الفقر وعانى من مرارته وشقائه.
• تقلَّب الشَّخصُ في الأمور: تصرَّف فيها كيف شاء " {وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} ".
• تقلَّب في البلاد: تنقَّل فيها "تقلَّب في الوظائف: شغل بالتَّتابع عدّة وظائف".
قلَّبَ يقلِّب، تَقْلِيبًا، فهو مُقَلِّب، والمفعول مُقَلَّب
• قلَّب صفحاتِ الكتاب: بالغ في قَلْبِها، قلبها مرَّة بعد مرَّة "قلَّب الجَمْرَ: حرَّكه وأجّج لهيبَه- {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}: كناية عن النَّدم".
• قلَّب الأمورَ:
1 - درسها بعناية ونظر في عواقبها، اختبرها، تفحَّصها.
2 - دبَّر المكايد " {وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ} ".
• قلَّب الطَّبيبُ المريضَ: فحَصَه "قَلَّبَ التَّاجِرُ البضاعةَ: تبصَّرها، وفتَّش عن أحوالها".
• قلَّب عينيه: أدارهما باضطراب، حوَّل بصرَه من جهة إلى جهة، ونقله سريعًا " {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} ".
• قلَّب الفلاحُ الأرضَ: حرثَها.
• قلَّب اللهُ اللَّيلَ والنَّهارَ: بدَّل بينهما، غيَّر من حال إلى حال " {يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} - {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} ". 

انْقِلاب [مفرد]: ج انقلابات (لغير المصدر):
1 - مصدر انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على.
2 - تحوُّل الشّيء عن وجهه.
3 - (سة) تغيير في نظام الحُكْم واستيلاءٌ عليه بالقوَّة، ويقوم به في العادة بعضُ رجال الجيش "انقلابٌ عَسْكَرِيٌّ/ سياسيٌّ- حركة انقلابيَّة".
• الانقلاب الشِّتويّ: (جغ) الوقت الذي ترتدّ فيه الشّمسُ من أقصى انحرافها بالنِّسبة إلى الأرض، ويكون في أوّل يوم من أيّام فصل الشِّتاء.
• الانقلاب الصَّيفيّ: (جغ) الوقت الذي ترتدّ فيه الشَّمسُ من أقصى انحرافها بالنِّسبة إلى الأرض، ويكون في أوّل يوم من أيّام فصل الصَّيف. 

تقلُّبات [جمع]
• التَّقلُّبات السِّعريَّة: (قص) عمليات الصعود والهبوط في سِعْر الاستثمار بشكل عامّ، وكلّما كان حجم هذا الارتفاع والانخفاض كبيرًا كان الاستثمار عُرْضة للتقلُّب. 

قالَب/ قالِب [مفرد]: ج قَوالِبُ:
1 - ما تُفرَّغُ فيه المعادنُ وغيرُها ليكون مثالاً لما يصاغُ منها "قالب الحَدَّاد".
2 - ما يُجْعَل في الحذاء ليتَّسع أو لِيستقيم "ضاق حذاؤُه على قدمه فوضعه في القالب".
3 - قطعة من شيءٍ "قالب صابون/ جُبْن/ شوكولاتة/ سُكَّر".
4 - شكل "قالب جسم".
5 - صياغة، تركيب "قالب جملة". 

قُلاب [مفرد]: (طب) داءٌ يصيب القلب "أصابه قُلاب فاستشار الطَّبيبَ بشأنه". 

قَلْب [مفرد]: ج قُلُوب (لغير المصدر):
1 - مصدر قلَبَ.
2 - مركز، وسط ولُبّ كلّ شيء "قَلْب الثَّمَرة/ المدينة- قَلْب النَّخلة: جمّارها".
3 - (حد) أن يبدِّل الرَّاوي شخصًا أو اسمًا أو كلمة أخرى في سند الحديث أو في متنه تقديمًا أو تأخيرًا.
4 - (شر) عضوٌ عَضَليّ أجوف يستقبل الدّمَ من الأوردة ويدفق بالشرايين، قاعدته إلى أعلى معلقة بنياط في الجهة اليسرى من التجويف الصدريّ، وبه تجويفان: يساريّ به الدّمُ الأحمر، ويمينيّ به الدم الأزرق المحتاج إلى التنقية، وبكلّ تجويف تجويفان فرعيّان يفصل بينهما صمام، ويسمّى التجويف العلويّ الأذين، والتجويف السُّفلي البُطَيْن، وقد يعبَّر بالقلب عن العقل باعتباره مركزًا للإدراك والأحاسيس وموضعًا للهدى والتقوى والطَّهارة والسَّكينة وكذلك للإثم واللَّهو والزَّيغ والغيظ والحسرة ...

إلخ "أمراض القلب- فلان قاسي القلب- انقباض قلب: كآبة وحزن- تخصَّص الطَّبيب بجراحة القَلْب- تحيَّاتي القلبيَّة- {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} - {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا} - {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}: وهو مثل ضُرب لمن ظاهر زوجته، فكما لا يوجد للرجل قلبان في جوفه كذلك لا تكون امرأة المظاهر أُمَّه لأنّه لا توجد أمّان للشّخص الواحد" ° أبيض القلب: طاهر، لا ينوي سوءًا- أعمى القلب: لا يهتدي إلى الصَّواب- بسيط القلب: طبيعيّ، ساذج، على الفطرة- بلَغت القلوبُ الحناجرَ: اشتدَّت الأمورُ وعمَّ الضِّيقُ، تعبير عن شِدّة الخوف- جامد القلب: قاسٍ لا يتأثَّر بسهولة- حدَّثه قلبُه: أعلمه، أحسَّ مسبَّقًا بشيء، وخامره شعور به- حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير، طُبع في ذاكرته- ذو قلب دافئ: عطوف وكريم- رَجُل بلا قلب: بلا رحمة- سليم القلب: صالح الضَّمير، صافي النِّيَّة- ضعيف القلب: جَبان- فتَح قلبَه: باح بسرِّه، كشف عن خفايا قلبه- فلانٌ مخلص قلْبًا وقالبًا: باطنًا وظاهرًا- قَلْب الهجوم: لاعب الهجوم في لعبة كرة القدم- قلبًا وقالبًا: كلِّيًّا، بدون قيد، باطنًا وظاهرًا- قَلْبٌ من ذهب: قلب صادق مخلص، مُحبٌّ خالٍ من كلّ شائبة- كان قلبه على كفِّه: كان يخاطر بنفسه- مريض القلب: حاقد، موسوس، شكّاك- مِنْ القلب إلى القلب: مخلص، صادق- مِنْ صميم القلب: بكلِّ إخلاص وصِدْق- مِنْ كلِّ قلبه: بكُلِّ جوارحه.
• مرسام القلب الكهربائيّ: (طب) آلة تسجّل الاختلافات في التيّارات الكهربيّة الناشئة عن انقباضات مختلف عضلات القلب، وما تسجّله هذه الآلة يُسمّى: رسمًا قلبيًّا كهربيًّا.
• القلب المكانيّ: (نح {التّقديم والتّأخير في ترتيب حروف الكلمة بسبب الخطأ في الاستعمال أو اختلاف اللَّهجات، مثال ذلك في اللَّهجة المصريّة} أهبل) المحرَّفة عن (أبله) الفصيحة.
• أفعال القُلوب: (نح) أفعال الشّكّ أو الرّجحان أو اليقين، من أخوات ظنّ تدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ والخبر ولها أحكام خاصّة كالإلغاء والتعليق "حسبت قولَك صادقًا". 

قَلاَّب [مفرد]:
1 - اسم آلة من قلَبَ: آلة تستعمل للإسراع في تفريغ عربة أو شاحنة، وذلك بقلبها دُفعة واحدة "قلاّب خلاّط".
2 - ما يمكن رفعه أو خفضه "جسر/ كرسيّ قلاّب". 

قَلوب [مفرد]: صيغة مبالغة من قلَبَ: كثير التقلُّب والتغيُّر "رجل قَلوب". 

قَليب [مفرد]: ج أَقْلِبَة وقُلُب: بئر (يُذَكَّر ويُؤنَّث) "أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ [حديث] ". 

مَقْلَب [مفرد]: ج مَقالِبُ:
1 - مصدر ميميّ من قلَبَ.
2 - مكيدة وحِيلَة "إنّه كثير المقالب في أصدقائه".
• مقلب القمامة: اسم مكان من قلَبَ: مكان تُقْلب فيه القمامة وتكوَّم لنقلها إلى أماكن محدَّدة للتخلُّص منها "ترتبط مشكلات التلوُّث أحيانًا بمقالب القمامة". 

مِقْلَب [مفرد]: ج مَقالِبُ:
1 - اسم آلة من قلَبَ: فأسٌ من حديد تُقْلَب بها الأرضُ للزّراعة "لا يُستعمل المِقْلَب في المساحات الشَّاسعة".
2 - جُزء المحراث الذي يَقْلِب كُتْلَة التّراب بعد أن يقطعها المِقْطع. 

مُقلِّب [مفرد]: اسم فاعل من قلَّبَ.
• مُقلِّب القلوب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: باعث القلق والاضطراب والخوف في قلوب الكافرين يوم القيامة حين يواجهون أهوالَ هذا اليوم، فتتقلّب قلوبُهم من طمعٍ في النّجاة إلى طمعٍ، ومن حذر هلاكٍ إلى هلاك. 

مَقْلوب [مفرد]: اسم مفعول من قلَبَ.
• شخصٌ مقلوب: مصاب بالقُلاب.
• كلامٌ مقلوبٌ: مُغَيَّر عن أصْلِهِ. 

مُنْقََلَب [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على.
2 - اسم مكان من انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على: مرجع ومحلّ الانقلاب "كلّ امرئ يصير إلى منقلَبه- {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} ". 

قلب: القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.

قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً، وأَقْلَبه، الأَخيرةُ عن اللحياني، وهي ضعيفة. وقد انْقَلَب، وقَلَبَ الشيءَ، وقَلَّبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ.

وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالـحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ. وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِـيباً، وكلام مَقْلوبٌ، وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب.والقَلْبُ أَيضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِـبُه عن وَجْهه الذي يُريده.

وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر في عَواقبها.

وفي التنزيل العزيز: وقَلَّبُوا لك الأُمور؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم.

وتَقَلَّبَ في الأُمور وفي البلاد: تَصَرَّف فيها كيف شاءَ. وفي التنزيل العزيز: فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد. معناه: فلا يَغْرُرْكَ

سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ.

ورجل قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ كيف شاءَ.

وتَقَلَّبَ ظهراً لبطْنٍ، وجَنْباً لجَنْبٍ: تَحَوَّل.

وقولُهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَي مُحتالٌ، بصير بتَقْليبِ الأُمور.

والقُلَّبُ الـحُوَّلُ: الذي يُقَلِّبُ الأُمُورَ، ويحْتال لها. وروي عن

مُعاوية، لما احْتُضِرَ: أَنه كان يُقَلَّبُ على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه، فقال: إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لو وُقيَ هَوْلَ الـمُطَّلَعِ؛ وفي النهاية: إِن وُقيَ كُبَّةَ النار، أَي رجلاً عارفاً بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول، وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، وكان مُحْتالاً في أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّبِ.

وقوله تعالى: تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ والأَبصار؛ قال الزجاج: معناه

تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ. قال: ومعناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة، ازدادَ بصيرة، ورأَى ما وُعِدَ به، ومن كانَ قلبه على غير ذلك، رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث، فعَلِم ذلك بقلبه،

وشاهَدَه ببصره؛ فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار.

ويقال: قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه، عند الوَعيدِ والغَضَبِ؛ وأَنشد:

قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّ

وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِـبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه؛ وأَقْلَبها: لغة عن اللحياني، وهي ضعيفة.

وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حان لها أَن تُقْلَبَ. وأَقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ. والقَلَبُ، بالتحريك: انْقِلابٌ في الشفة العُلْيا، واسْتِرخاءٌ؛ وفي الصحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا. وشَفَة قَلْباءُ: بَيِّنَةُ القَلَب، ورجل أَقْلَبُ.

وفي المثل: اقْلِبـي قَلابِ؛ يُضْرَب للرجل يَقْلِبُ لسانَه، فيَضَعُه

حيث شاءَ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ

اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ، فأَقْبَلَ عليه، فقال: ما تقول ياجرير؟

وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه، فقال: ذكرتُ أَبا بكر وفضله، فقال عمر: اقْلِبْ قَلاَّبُ، وسكتَ؛ قال ابن الأَثير: هذا مثل يُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة، فيتداركها بأَن يَقْلِـبَها عن جِهتها، ويَصْرِفَها إِلى غير معناها؛ يريد: اقْلِبْ يا قَلاَّبُ! فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ، وهو غريب؛ لأَنه إِنما يحذف مع الأَعْلام.

وقَلَبْتُ القومَ، كما تقولُ: صَرَفْتُ الصبيانَ، عن ثعلب.

وقَلَبَ الـمُعَلِّم الصبيان يَقْلِـبُهم: أَرسَلَهم، ورَجَعَهُم إِلى منازلهم؛ وأَقْلَبَهم: لغةٌ ضعيفةٌ، عن اللحياني، على أَنه قد قال: إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو: قَلَبْتُه، بغير أَلف. وفي حديث أَبي

هريرة: أَنه كان يقالُ لـمُعَلِّم الصبيان: اقْلِبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى

منازلهم.

والانْقِلابُ إِلى اللّه، عز وجل: المصيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ، وقد قَلَبه اللّهُ إِليه؛ هذا كلامُ العرب. وحكى اللحياني: أَقْلَبه؛ قال وقال أَبو ثَرْوانَ: أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَوليائه، ومُقْلَبَ أَوليائه، فقالها بالأَلف.

والـمُنْقَلَبُ يكون مكاناً، ويكون مصدراً، مثل الـمُنْصَرَف.

والـمُنْقَلَبُ: مَصِـيرُ العِـبادِ إِلى الآخرة. وفي حديث دعاءِ السفر: أَعوذُ بِكَ من كآبة الـمُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ من السفر، والعَوْدِ إِلى

الوَطَن؛ يعني أَنه يعود إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه.

والانْقِلابُ: الرجوعُ مطلقاً؛ ومنه حديث المنذر ابن أَبي أَسِـيدٍ، حين وُلِدَ: فاقْلِـبُوه، فقالوا: أَقْلَبْناه يا رسول اللّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في صحيح مسلم، وصوابه قَلَبْناه أَي رَدَدْناه. وقَلَبه عن وجهه: صَرَفَه؛ وحكى اللحيانيُّ: أَقْلَبه، قال: وهي مَرْغُوبٌ عنها.

وقَلَبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ: حَوَّله؛ وحكى اللحياني فيهما أَقْلَبه. وقد تقدم أَن المختار عنده في جميع ذلك قَلَبْتُ.

وما بالعليل قَلَبةٌ أَي ما به شيء، لا يُسْتَعْمَل إِلا في النفي، قال

الفراءُ: هو مأْخوذ من القُلابِ: داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها،

فيَقْلِـبُها إِلى فوق؛ قال النمر:

أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِـبه، * وقد بَرِئْتُ، فما بالقلبِ من قَلَبَهْ

أَي بَرِئْتُ من داءِ الـحُبِّ؛ وقال ابن الأَعرابي:

معناه ليست به علة، يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه.

تقول: ما بالبعير قَلَبة أَي ليس به داءٌ يُقْلَبُ له، فيُنْظَرُ إِليه؛ وقال الطائي: معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه، فَيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه على فراشه. الليث: ما به قَلَبة أَي لا داءَ ولا غائلة. وفي الحديث: فانْطَلَق يَمشي، ما به قَلَبة أَي أَلمٌ وعلة؛ وقال الفراءُ: معناه ما بهِ علة

يُخْشى عليه منها، وهو مأْخوذ مِن قولهم: قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه

وَجَعٌ في قلبه، وليس يَكادُ يُفْلِتُ منه؛ وقال ابن الأَعرابي: أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُقْلَبُ منه حافرُه؛ قال حميدٌ الأَرْقَطُ

يصف فرساً:

ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ، * ولا لِـحَبْلَيْه بها حَبارُ

أَي لم يَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها.

وما بالمريضِ قَلَبَة أَي علة يُقَلَّبُ منها.

والقَلْبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابن سيده: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع: أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عن اللحياني. وقوله تعالى: نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِـينُ على قَلْبك؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً. وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ؟ وقال غيره: لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.

وَرُوي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، وأَلْـيَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة،

والأَفْئِدَةَ باللِّين. وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، وسُوَيْداءَ قلبه؛ وأَنشد بعضهم:

لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ * عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ

وقيل: القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما،

لاختلاف اللفظين تأْكيداً. وقال بعضهم: سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد:

ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه، * والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا

وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: سُبْحانَ مُقَلِّب

القُلُوب! وقال اللّه تعالى: ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم.

قال الأَزهري: ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها،

شَحْمَها وحِجابَها: قَلْباً وفُؤَاداً، قال: ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛

قال: ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه.

وقَلَبه يَقْلِـبُه ويَقْلُبه، الضم عن اللحياني وحدَه: أَصابَ قَلْبَه، فهو مَقْلُوب، وقُلِبَ قَلْباً: شَكا قَلْبه.

والقُلابُ: داءٌ يأْخذ في القَلْبِ، عن اللحياني. والقُلابُ: داءٌ يأْخُذُ البعير، فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه، يقال: بعير مَقْلُوبٌ،

وناقة مَقْلوبة. قال كراع: وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ

العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب، والكُباد من الكَبِدِ، والنُّكاف من

النَّكَفَتَيْن، وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الـحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي.

وقد قُلِبَ قِلاباً؛ وقيل: قُلِبَ البعير قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فمات. وأَقْلَبَ القومُ: أَصابَ إِبلَهم القُلابُ. الأَصمعي: إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ، فهو مَقْلُوب، وقد قُلِبَ قِلاباً.

وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها: لُبُّها، وشَحْمَتُها، وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، وفيه ثلاث لغات: قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ. وقال أَبو حنيفة مَرَّة: القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة، وأَشدُّه بياضاً، وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها، واحدته قُلْبة، بضم القاف، وسكون

اللام، والجمع أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ.

وقَلَبَ النخلة: نَزَع قُلْبَها. وقُلُوبُ الشجر: ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها. وفي الحديث: أَن يحيـى بن زكريا، صلوات اللّه على نبينا وعليه، كان يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشجر؛ يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قبل أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضم، للفَرْق. وقَلْبُ النخلة: جُمَّارُها، وهي شَطْبة بيضاءُ، رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها، كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ، سُمِّيَ قَلْباً لبياضه.

شمر: يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النخلة، ويُجْمَع قِلَبةً. التهذيب:

القُلْبُ، بالضم، السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ القَلْب. والقَلْبُ: هو

الجُمَّارُ، وقَلْبُ كلّ شيءٍ: لُبُّه، وخالِصُه، ومَحْضُه؛ تقول: جئْتُك

بهذا الأَمرِ قَلْباً أَي مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ. وفي الحديث: إِن لكلِّ

شيءٍ قَلْباً، وقلبُ القرآن يس.

وقَلْبُ العقْرب: منزل من منازل القَمَر، وهو كوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْه كوكبان.

وقولهم: هو عربيّ قَلْبٌ، وعربية قَلْبة وقَلْبٌ أَي خالص، تقول منه: رجل قَلْبٌ، وكذلك هو عربيٌّ مَحْضٌ؛ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة:

قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ، * يُرْمَى الـمَقانبُ عنها والأَراجِـيلُ

ورجل قَلْبٌ وقُلْبٌ: مَحْضُ النسَبِ، يستوي فيه المؤَنث، والمذكر، والجمع، وإِن شئت ثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ، وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد، والأُنثى قَلْبٌ وقَلْبةٌ؛ قال سيبويه: وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصفة والمصدر، والصفة أَكثرُ. وفي الحديث: كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم قريش. وقيل: أَراد فَهِماً فَطِناً، من قوله تعالى: لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ.

والقُلْبُ من الأَسْوِرَة: ما كان قَلْداً واحداً، ويقولون: سِوارٌ قُلْبٌ؛ وقيل: سِوارُ المرأَة. والقُلْبُ: الحيةُ البيضاءُ، على التشبيه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة. وفي حديث ثَوْبانَ: أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ

والحسين، عليهم السلام، بقُلْبَيْن من فضة؛ القُلْبُ: السوار. ومنه الحديث: أَنه رأَى في يد عائشة قُلْبَيْن. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، في قوله تعالى: ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها؛ قالت: القُلْبُ، والفَتَخَةُ.

والـمِقْلَبُ: الحديدةُ التي تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة. وقَلَبْتُ

الـمَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِـبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى عُيوبه.

والقُلَيْبُ، على لفظ تصغير فَعْلٍ: خَرَزة يُؤَخَّذُ بها، هذه عن

اللحياني.

والقِلِّيبُ، والقَلُّوبُ، والقِلَّوْبُ، والقَلُوبُ،

والقِلابُ: الذئبُ، يَمانية؛ قال شاعرهم:

أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ، * أَكِـيلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض الـمَذانبِ

والقَلِـيبُ: البئرُ ما كانت. والقليبُ: البئر، قبل أَن تُطْوَى، فإِذا

طُوِيَتْ، فهي الطَّوِيُّ، والجمع القُلُبُ. وقيل: هي البئر العاديَّةُ

القديمةُ، التي لا يُعْلم لها رَبٌّ، ولا حافِرٌ، تكونُ بالبَراري،

تُذكَّر وتؤَنث؛ وقيل: هي البئر القديمة، مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ.

ابن شميل: القَلِـيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِـيّ، مَطْويَّةٌ أَو غير

مَطْوية، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ. وقال شمر: القَلِـيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ. قال: وسميت قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها. وقال ابن

الأَعرابي: القَلِـيبُ ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا، والجمع أَقْلِـبةٌ؛ قال

عنترة يصف جُعَلاً:

كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً، * هَدُوجاً بينَ أَقْلِـبةٍ مِلاحِ

وفي الحديث: أَنه وقَفَ على قَلِـيبِ بَدْرٍ. القَلِـيبُ: البئر لم تُطْوَ، وجمع الكثير: قُلُبٌ؛ قال كثير:

وما دامَ غَيْثٌ، من تِهامةَ، طَيِّبٌ، * بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

والكِرارُ: جمعُ كَرٍّ للـحِسْيِ. والعاديَّة: القديمةُ، وقد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال:

عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ

وقيل: الجمع قُلُبٌ، في لغة مَنْ أَنـَّثَ، وأَقْلِـبةٌ وقُلُبٌ جميعاً،

في لغة مَن ذَكَّر؛ وقد قُلِـبَتْ تُقْلَبُ.

(يتبع...)

(تابع... 1): قلب: القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.... ...

وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ. قال ابن الأَعرابي: القُلْبةُ الـحُمْرَةُ. الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب: القالِبُ، بالكسر، البُسْرُ الأَحمر؛ يقال منه: قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ.

وقال أَبو حنيفة: إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فهي القالِبُ. وشاة

قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها. وفي الحديث: أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب، قال لموسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لَكَ من غَنَمِـي ما جاءَت به قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ، غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين. تفسيره في الحديث: أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب. وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهَه، في صفة الطيور: فمنها مغموس في قالِـَبِ لونٍ، لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه.

أَبو زيد: يقال للبليغ من الرجال: قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ، وقد طَبَّقَ

الـمَفْصِلَ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ. وفي الحديث: كان نساءُ

بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ؛ جمع قالَبٍ، وهو نَعْل من خَشَب

كالقَبْقابِ، وتُكسَر لامه وتفتح. وقيل: انه مُعَرَّب. وفي حديث ابن مسعود: كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ، تطاولُ بهما.

والقالِبُ والقالَبُ: الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ، ليكون مِثالاً لما يُصاغُ منها، وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوه، دَخِـيل.

وبنو القلَيْب: بطن من تميم، وهو القُلَيْبُ بنُ عمرو ابن تميم.

وأَبو قِلابةَ: رجلٌ من المحدّثين.

قلب: قلب: قلب الرداء الشيء حوله وجعل أعلاه أسفله وباطنه ظاهره (محيط المحيط).
قلب على العدو: كر على العدو (بوشر) ضحكوا حتى قلبوا على قفاهم: ضحكوا حتى وقعوا على قفاهم. (ألف ليلة 1: 63) وفي المطبوع منها قلبوا وهو خطأ، لأنهم يستعملون انقلب مطاوع قلب بهذا المعنى.
قلب: صب، سكب. ففي ألف ليلة (1: 68).
أقعدت على السفرة باطية صينية وقلب فيها ماء خلاف.
قلب الأرض للزراعة: حولها بالقلب، عزق الأرض، حرث بالمر. (محيط المحيط، بوشر، عبد الواحد ص 23، ابن العوام 1: 55، 61، 71). والمصدر منه ليس قلبا فقط بل قليب أيضا. (لبن العوام 1، 22، 43، 71، 522، 2: 1).
وفي معجم بوشر: قلب الأرض بالمر: حرثها بالمر.
قلب الشيء للابتياع: تصفحه فرأى داخله وباطنه. (محيط المحيط).
قلب الأمر ظهرا لبطن: اختبره. (محيط المحيط).
قلب القوم: صرفهم. (محيط المحيط).
قلب: بدل، غير، حول. يقال مثلا: قلب الماء خمرا. (بوشر) وفي المقري (1: 444): سكره قلب مجلس الأنس حربا وقتالا.
مقلوب (اسم المفعول): ممسوخ، مسيخ، مخول الصورة. ففي باسم (ص80) وحين رأي باسما يفرط في الشراب قال في سره: والله ما هذا إلا عفريت مقلوب.
قلب الأعيان: تستعمل هذه الكلمة في الكلام عن المشعبذين الذين يوهمون الناس أنهم يبدلون الأشياء ويغيرونها. وليس عكس العينين وجعل أعلاها أسفلها كما ترجمها دي سلان الذي أخطأ فظن أن الأعيان هنا معناها العيون، ويظهر إنه لم يلاحظ أن عكس العيون وجعل أعلاها أسفلها خال من كل معنى. ففي المقدمة (2: 308): من يخيل أشياء من العجائب بإيهام قلب الأعيان. وفي المقري (3: 23):
فلله من أعيان قوم تآلفوا ... على عقد سحر أو على قلب أعيان
قلب أحمر: صار أحمر، احمر وجهه من الخجل (بوشر).
قلب: نابذ. (فوك) ولا أدري ما يعنيه بهذا فكلمة ماكس التي ذكرها مرادفة لهذه الكلمة معناها استحط ثمن البضاعة.
قلب (بالتشديد): عزق الأرض وحرثها بالمر. (بوشر، ابن العوام 1: 65).
قلب: يبس الكلأ وجففنه بأن جعل أعلاه سافله وسافله أعلاه وكرر ذلك. (بوشر).
قلب الورق: تصفحه. (بوشر).
قلب الرأي في: تردد في، تحير في، حار. (بوشر) وفي بسام (3: 39و): يقلب الرأي في أمره ظهره لبطنه.
قلب أبوابا في الحرب: قام بعدد من الحركات الحربية. (ألف ليلة 3: 275).
قلب: فحص: بحث، نقب. (هلو، المعجم اللاتيني العربي، معجم مسلم، المقري 2: 660).
قلب: تفقد المكان وفحصه وفتشه. وفتش المواضع والأشخاص. (بوشر).
قلب الشيء لشرائه: تصفحه وفحصه ورأى داخله وباطنه، ففيه (أماري ديب ص128، 143، 157، 197). وفي العقد الصقلي: بمعرفة الدار المذكورة بالنظر والعيان والخبرة والمشاهدة والتقليب. وتقال في الكلام عن تجار الرقيق الذين يفحصون الفتيات من الجواري. ففي ألف ليلة (1: 419): فقال له التاجر عن أذنك اكشف عن وجهها واقلبها كما يقلب الناس الجواري لأجل الاشتراء.
وفيها (1: 421): فاعتقد إنها تمنعه من التقليب.
وكذلك يقال: قلب المعادن بمعنى فحصها واختبرها. (المقدمة 3: 412).
قلب: قارن، قابل (الكالا) والمصدر تقليب.
قلب الكلام: افسد الكلام. (بوشر).
التقليب في المعاش: السعي في كسب القوت والاجتهاد فيه. (المقدمة 3: 8).
اقلب: عزق الأرض وحرثها بالمر، مثل قلب وقلب. (ابن العوام 1: 62).
اقلب: غير صوته وبدله. (ألف ليلة برسل 3: 251).
اقلب: حول إلى. ففي السعدية (النشيد 66): اقلب البحر يبيسا.
اقلب ذيله على رأسه: غطى رأسه بذيل ثوبه. (ألف ليلة برسل 2: 34).
اقلب: رقد قضيب الكرم، وقد الدالية. (ابن العوام 1: 3 ب، 185).
اقلب الخد: خلع الفك، مزق الفك. (الكالا).
تقلب: تحول من جنب إلى جنب. ففي رايسكه (في معجم فريتاج) في الكلام عن المضطجع الذي لا يقدر على أن ينام: اضطرب وتحول من جنب إلى جنب في سريره. (دي ساسي طرائف 1: 36).
وفي معجم فوك: اضطرب في سريره حين لم يستطع النوم.
تقلب السمك خارج الماء: اختلج، ارتعص، اهتز. (كليلة ودمنة ص250).
تقلب في الهواء، في الكلام عن الرقاص: قفز في الهواء واستدار على نفسه. (ابن بطوطة 4: 412).
تقلب: فرفر، تلون، لم يثبت على حال. (فوك).
تقلب به: تصرف به. ففي كتاب عبد الواحد (ص165): واذكر لك هذا لتنظر كيف تقلب الأيام بأهلها.
تقلب: انتقل من مكان إلى آخر: ففي بسام (1: 85و): غلب عليه الفالج لكنه لم يعدمه حركة ولا تقلبا. وفي كتاب عبد الواحد (80): تقلب في بلاد الأندلس.
تقلب: تصرف كما يشاء. ففي قصة عنتر (ص14): وكانوا لا يخضعون لشريعة ولا قانون يتقلبوا تحت المشية والقدرة. أي يفعلون ما يشاءون وما يقدرون عليه.
تقلب في: مرادف تصرف في. ففي محيط المحيط والقاموس المحيط: تقلب في الأمور تصرف فيها كيف شاء. وفي الإدريسي (القسم الثاني، الفصل السادس ص6): تجارات يتقلبون فيها ويتغيشون منها.
وفي (أماري ديب ص46): التصرف في تجارتهم والتقلب في بضاعتهم. (انظر رحلة ابن جبير ص95).
تقلب: تحول، تغير. (بوشر). متقلب: متغير، قابل للتغير والتحول. (ويجرز ص28).
تقلب: تناوب، تعاقب، تتالى. ففي كوسج (طرائف ص96): يتقلب على ظهور الخبل، أي يركب مرة هذا الحصان ومرة حصانا آخر.
تقلب: حرث الأرض بالمر، وعزقها. مثل: قلب وقلب وأقلب. (ابن العوام 63:1).
انقلب: وردت في عبارة للماوردي (ص76) وقد أسيء تفسيرها في معجمه وهي: فلا ينقلب أحد منكم إلا بفداء أو ضربة عنق. ومعنى هذا الفعل هو المعنى المألوف وهو رجع وانصرف إلى أهله. غير أن ذكر الكلمتين ضربة عنق غير منطقي فما معنى يرجع بضربه عنق.
انقلب عليه: ضاده، خالفه، صار ضده.
ففي ويجرز (ص28) عليك أن تقرأ: وعلم أن الناس متقلبون، وعلى من انقلب عليهم الدهر منقلبون.
انقلب: سقط على قفاه (كليلة ودمنة ص174). وفي (ألف ليلة 1: 64، 65): ضحكوا حتى انقلبوا على قفاهم.
انقلبت المدينة: كانت المدينة في حركة. ففي ألف ليلة (1: 95): وانقلبت المدينة لأجلي وصاروا يتفرجون علي.
انقلب: انهار، وسقط. (بوشر). وفي ألف ليلة (1: 99): وصرخ علينا صرخة تخيل لنا أن القصر انقلب علينا.
انقلب: ترجح، ارتجح، اهتز في الأرجوحة (بوشر).
انقلب: تحول، تبدل. يقال مثلا: انقلب انقلب الجبل ذهبا. (بوشر، ألف ليلة 1: 98).
وفي ألف ليلة (1: 10): فانقلب العفريت في صورة أسد (3: 57).
انقلبت البهائم: ماتت. (فوك).
اقتلب: أصيب بداء النقطة، أصيب بالصرع. (فوك).
قلب: تستعمل بمعنى أبان وأوان في مثل قولهم قلب الشتاء (تقويم ص112).
ويقال أيضا: قلب الزريعة أي أوان البذر، موسم الزرع. (تقويم ص109).
قلبه حاضر: رابط الجاش، حاضر الفكر (بوشر).
على قلب واحد: بالإجماع، على رأي واحد. (فوك).
قلب: بهجة، جذل، بشاشة، سرور، انشراح، ابتهاج فرح. ففي رياض النفوس (ص79 و): سأل الولي أبو جعفر أحمد خادمه الفتى لماذا أنت حزين؟ فقال له قلبي ما وجدت منه ما أحب فقال له أبو جعفر عمك أحمد (يريد أنا) له تسعون سنة ماله قلب تحب أنت أن يكون لك قلب.
قلب: جهد، مجهود، كد. (الكالا).
أخذ بقلبه: انظرها في مادة أخذ.
ذو القلبين: جميل بن معمر الشاعر (محيط المحيط). لأنه كان من أحفظ العرب (تاج العروس).
قلب اللوز والفستق والبندق: لبه الذي نزع عنه قشره. ففي المقدسي (ص180): ومن مآب قلوب اللوز. وفيه (ص393): والروذة وبوسنة معادن اللوز من القلوب بأربعة دوانيق.
وقد أستعمل قلب لوز وقلب فستق وقلب بندق الخ اسما للجمع بدل قلوب لوز. وفي ألف ليلة (1: 56) إن امرأة اشترت من نقلى قلب فستق وقلب لوز.
وفي برسا (1: 149): قلب بندق، وفي طبعة كلكتا القديمة لسنة1814 (1: 155): لب الفستق، وهو يدل على نفس المعنى. وفي أماري (ديب ص202): زيت طيب وعسل نحل وصبون وبندق وقلب لوز.
وفي حكاية باسم الحداد (ص109): أكل قطعة لحم وقلب فستق، وفي معجم بوشر: قلب جوز: نصف جوزة خضراء أزيل عنها قشرها.
قلب، والجمع قلوبات، وقلوبات سكر: ملبس، وهو خليط من اللوز والفستق والبندق مغطى بالسكر.
ويقال: قلوبات فقط، ففي المقريزي (2: 230): أربع خوافق صيني مملوءة طعاما مفتخرا بالقلوبات ونحوها. وفي ألف ليلة (برسل 1: 149)، وكانت السيدة قد أخذت ما تحتاج إليه من جميع القلوبات والمكسرات. وفيها (برسل 2: 87) نقدم له زبدية حبرمان وخثره بقلوبات سكر. وفيها (برسل 2: 89): قد طبخ حبرمان هائل محلا مخثر بجلاب مختوم بالماء الورد والقلوبات. وفيها (برسل 12: 91): بأنواع الأطعمة بالقلوبات والسكر. والصواب بالقلوبات.
قلب، والجمع قلوب: رأس مدور من الملفوف والخش. ووسط الفاكهة البقول الذي لا يؤكل (بوشر). وقد نقل بوشار من هيروزيكون (1: 36).
الحديث: كان طعام يحيى عليه السلام الحردا (الجراد) وقلوب الشجر، وقال الشارح: هو الذي ينبت في وسطها غضا طريا قبل أن يقوى ويصلب. وفي ابن البيطار (1: 13): وقد يفعل ذلك ماء طبيخ قلوب أطراف الشجرة نفسها.
قلب: السعف في أعلى جذع النخلة. ففي ألف ليلة (1: 322): طلع فوق النخلة وتدارى (وتوارى) في قلبها.
قلب البيت: أرى أن يترجم قلب البيت عند البكري (ص20) بما معناه أعلى البيت، فهو يقول: في مدخل الميناء الضحل بناية عالية هي دليل الملاحين، فإذا رأى قلب البيت أصحاب السفن- اداروها إلى مواضع معلومة. وقد ترجم كل من كاترميرودي سلان كلمة قلب بما معناه: وسط، وأرى أن هذا لا يلائم المعنى.
قلب: جناس التصحيف، وهو عكس ترتيب حروف الكلمة لتكون كلمة لها معنى آخر. وهو إما قام وهو عكس حروف الكلمة مثل حلب فإذا قلبت صارت بلح. (وهو في معجم بوشر قلب وهو خطأ).
وقلب وداع: عادو. وفي المقري (1: 61) بيت للأحنف هو:
حشامك فيه للأحباب فتح ... ورمحك فيه للأعداء حتف
وأما ناقص، مثل قولهم: اللهم استر عوارتنا وآمن روعاتنا. (انظر: ميهرن بلاغة، ومحيط المحيط).
قلب: نقد قلب: نقد زائف (بوشر) ويذكر هذا المعنى في المعاجم الفارسية.
قلوب: لابد أنها مرادفة قوالب، لأنهم يقولون قلوب الجامات كما يقولون قوالب الجامات (انظرها في مادة جام).
قلب: بطارخ، نوع من الكافيار المضغوط المجفف. ففي ألف ليلة (برسل 10: 153): وبقي عنده جبن وزيتون وقلب بطارخ (وقد سقطت كلمة قلب من طبعة ماكن) وكذلك في (برسل 10: 454) وإني أجهل معناها.
على قلبك: تقال جوابا لبارك الله فيك، كما تقال لشارب الماء بمعنى هنيئا (بوشر).
في قلبك: في ألف ليلة (برسل 9: 312): وقالوا له أن مال أبينا في قلبك ومعناها في حوزتك وحيازتك لأن في طبعة ماكن: عندك.
وإني أميل إلى إبدال في قلبك بكلمة قبلك وهي مرادف عندك تماما.
في قلب بعضهم: بعضهم بعوض بعضا (بوشر).
قلب الأرض= سورنجان. (المستعيني في مادة سورنجان).
قلب الأسد: ثمانية كواكب في كوكبة الأسد. (ألف استرون 1: 69، دورن ص54).
قلب الثور: اسم يطلق على نوع من الزيتون الضخم الحجم والذي دق طرفه كالكمثري.
قلب: جزدان، كيس نقود. (شيرب).
قلب حجر: أسم ثوب وهو نوع من المنصورية. (انظر: منصورية). (المقري 3: 643).
قلب المحزون: ترنجان، بقلة الضب، (المستعيني مادة باذرنجويه).
قلب الطير: صنف من الأجاص الصغير. (بوشر). (انسورث في ريتر اركنده) (11: 501).
قلوب الطير: هيوفاريقون، داذي عند أهل المغرب. (معجم المنصوري في مادة هيوفارقيون).
قلب القرآن: سورة يس، وهي السورة السادسة والثلاثون. (رياض النفوس ص98 و، دسكرياك ص149).
أرباب القلوب: الصوفية (المقري 1: 568).
عمل قلبه: جخف، فخر، افتخر، عظم شأنه. (بوشر).
أفعال القلوب: هي حسب وظن ورأى ووجد وعلم وزعم وخال. وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن معانيها قائمة بالقلب مثل علم ورأى ووجد، (دي ساسي قواعد 2: 580).
وجع القلب: صداع. (جاكسون ص153). قلب. (ابن البيطار يذكر ضبط هذه الكلمة ونقطها وذلك مذكور في مخطوطتي المستعيني): فضة (ابن البيطار 2: 313).
قلب: كاسر الحجر، سكس افراغية، ليثو سفرمن. (ابن البيطار 2: 312). وقد أطلق هذا الاسم على هذا النبات لأن بزره أبيض صلب كالفضة. (المستعيني، معجم المنصوري).
قلب الماس: نوع من السمك. (ابن بطوطة 4: 112، 211).
قلبة: اسم الوحدة من قلب مصدر قلب.
فعند أبي الوليد (ص614): يقلبك قلبة ويديرك إدارة.
قلبة: قمح مسلوق عند بعض العامة (محيط المحيط).
قلوب: مقام، نغمة موسيقية، مقام الألحان (صفة مصر 14: 29). قليب: قبر (رايت 113).
قليب: مصدر قلب بمعنى عزق الأرض وحرثها بالمر (انظر قلب) ويجمع على قلب. ففي ابن العوام (2: 10، 17): وأفضل القليب ما عمل أربع قلب (والقلب هنا تدل على المعنى الذي يلي).
قليب: أرض محروثة. ففي ابن العوام (2: 518): وهذه الأرض إذا فعل بها هذا الفعل صلحت وهي تسمى القليب. (واقرأ فيه ويأتي كما جاء في مخطوطتنا بدل وما في) (17: 20).
وفي معجم فوك: قليب أرض محروثة والجمع قلائب. وفي العقد الطليطلي في الكلام عن حاصل الزراعة في العام التالي الجمع قلالب. ففيه: وثلث ما يضم من شراب وثلث جميع القلالب حيث ما عرف له قليب في الثلاثة قرى.
قليبات: قنبيط الشتاءن نوع من الملفوف الايطالي، أو شكير الملفوف. (بوشر).
قلاب: متقلب. 0فوك) ومتغير، متحرك، متنقل، متبدل. (بوشر).
قلاب اللون: متلون، متقلب اللون. (بوشر).
قلابات: نوع من الحمام تنقلب في طيرانها.
قلابة: حديدة تقلب بها سقاطة الباب (محيط المحيط).
قالب، وقالب، وفتح اللام اكثر (محيط المحيط) وكسر اللام في معجم فوك والكالا، والجمع قوالب وقواليب (ويقول صاحب محيط المحيط إنما أشبع الكسرة ليزاوج بينها وبين أساليب وقد ذكرها الحريري في مقامته العشرين. وقد وردت كلمة قواليب في لطائف الثعالبي (ص129).
وهذه الكلمة مأخوذة من الكلمة اليونانية كالأبوس التي معناها في الأصل شكل، هيئة، نموذج، مثال. وتدخل في الحذاء ليستقيم شكله.
(فليشر، معجم ص72، الكالا، محيط المحيط، ألف ليلة 4: 681).
قالب: قالب حذاء وهو أداة لتوسيع الأحذية (بوشر).
قالب: ما تفرغ فيه المعادن وغيرها ليكون مثالا لما يصاغ منها (الكالا، هلو، دي ساسي طرائف 1: 235). ويقال مجازا: صب على (أو قي) قالب فلان: قلد فلانا وسار سيرته. (عباد 3: 39، 56 رقم 4).
قالب: قبقاب من الخشب سميك النعل عالي الكعب كان النساء يحتذينه لتطول قامتهن.
وقد أنبأني بذلك السيد دي غويه، وأنا أعرف هذا المعنى وقد جاء في الحديث وقد نقل السيد دي غويه من الفائق (2: 366) هذه العبارة: كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون القالبين تطاول بهما لخليلها فألقي عليهن الحيض. فسر القالبان بالرقيصين من الخشب والرقيص النعل بلغة اليمن وإنما القي عليهن الحيض عقوبة لئلا يشهدن الجماعة مع الرجال.
ويرى صديقي العلامة أن هذه الكلمة تدل على هذا المعنى في عبارة ألف ليلة (برسل 2: 195) التي أربكتني وهي: والصبية قد أقبلت بقوج وقالب وعصبة وروائح طيبة.
قالب: صندوق من رصاص. ففي لطائف الثعالبي (ص129): وكانوا ينقلون الرقي (البطيخ الأحمر) في قواليب الرصاص معبأة بالثلج.
سكر قالب: رأس سكر. (هوست ص 271، مارتن ص30).
قالب سكر: رأس سكر (بوشر، ألف ليلة 1: 125). قالب جبن: راس جبن، قطعة جبن (همبرت ص12).
قالب طوب؛ أجرة. (بوشر، همبرت ص190).
قالب: ختم، طابع، خاتم، راسوم، مهر. (ابن بطوطة 2: 91، المقدمة 3: 130).
قالب: مطبعة، آلة الطبع (الكالا).
صاحب قالب: صاحب مطبعة (الكالا).
قالب: عيار، سعة أنبوب السلاح الناري (هلو) وأرى أن أهل الجزائر يستعملون اليوم كلمة قالب بهذا المعنى وأنهم أخذوها من الفرنسية Calibre ولا أزال أصر على أن كلمة Calibre من أصل لاتيني على الرغم من أن السيد دفيك (ص79) له رأي آخر. وكلمة Calibre التي ذكرت في القسم الثاني من معجم فيكتور القديم جديرة بالاعتبار فهو يترجم الكلمة الفرنسية Calibre بالكلمة الإيطالية calibre, peso ugual وبالكلمة الأسبانية equilibrio و peso ygual قالب: مشطرة، اداة لتخطيط الخطوط المستقيمة (همبرت ص83).
قالب: منهج، نظام، قاعدة. (هلو).
قالب: مظهر الرجل. ففي كتاب عبد الواحد (ص62): وجعلت أتحدث معه على طريق السخرية به والضحك على قالبه.
اخرج القالب: قلد مظهر الرجل وإشاراته، حاكاه. (فوك) = حكى انظرها).
قالب: جسم، نقيض قلب وروح. ففي روتجرز (ص145): قيامه معه في حروبه بقلبه وقالبه.
وفي ميرشند (سلجوق ص69 طبعة فلرز): أنت إذا غبت عنا بالقالب فأنت حاضر عندنا في القلب والفرس يقولون: قالب بي روح: جسم بلا روح.
اقلب: اكثر تغيرا. (المفصل ص186).
تقلب. والجمع تقلبات (هذا ما كان فريتاج أن يكتبه وليست تقلبة. ونفس هذه الملاحظة تنطبق على تقلبية): تغير، تلون، تبدل، تحول (بوشر، المقري 1: 134).
تقلب: تردد، تحير، (بوشر).
تقلب: ميخ، تحول وتغير في الصورة والمظهر (بوشر).
تقلب: ثورة. (بوشر).
تقلب: ترجل عن الفرس، وعن البغل. (الكالا).
تقلبة: قلبة، كبة، انقلاب، ويقال: ضرب تقلبة أي تشقلب.
تقليب: نموذج، عينة، (نمونة)، مسطرة، (الكالا).
وقد ذكر: استخبار، ثم ذكر بعد ذلك: muestra en otra manera تقليب. ولا أدري ماذا يعني.
تقليب النفس: عند الأطباء الجهد الذي تقوم به المعدة التقيؤ. وفي معجم المنصوري: هو حركة المعدة بالقيء وهو التهوع.
مقلب: مقلب، حاشدة، قطعة من البندقية يضرب عليها ديك البندقية. (بوشر).
شقلبا مقلبا: بلا نظام، خبط عشواء. (بوشر). مقلوب: التشبيه المقلوب: التشبيه المعكوس، كما في قول الشاعر:
وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح
(ميهرن بلاغة ص25).
رأس بالمقلوب: رأس مختصل التفكير. (بوشر).
مقلوب: قفا القماش، ضد وجه القماش (هلو).
مقلوب: مرقد، يقال دالية من الكرم مقلوبة أي دفنت في الأرض لتبت لها جذور. (ابن العوام 1: 187) وانظر: اقلب.
حديث مقلوب: حديث عرف بأنه قد رواه بعض الرواة غير أن إسناده قد نسب إلى راو آخر (دي سلان المقدمة 2: 585).
مقلوب: النغم السابع. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يدل على العودة إلى سلم الأنغام فبعد أن يترفعوا إلى النغم الثامن يعودوا إليه. (صفة مصر 14: 18).
مقلوب: جثة، جيفة حيوان، رمة (فوك).
انقلاب: منقلب، مدار انقلاب الشمس الصيفي أو الشتائي. (بوشر، ابن العوام 2: 378، 186).
دائرة الانقلاب: مدار، دائرة المدار، يقال مثلا: مدار السرطان (المنقلب الصيفي) ومدار الجدي (المنقلب الشتوي). (بوشر).

قلب

1 قَلَبَهُ, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K.) inf. n. قَلْبٌ, (Msb,) He altered, or changed, its, or his, mode, or manner, of being; (A, Mgh, Msb, * K;) and ↓ قلّبهُ signifies the same, (K,) or is like قَلَبَهُ in the sense expl. above and in other senses but denotes intensiveness and muchness; (Msb;) and ↓ اقلبهُ also signifies the same as قَلَبَهُ in the sense expl. above, (K,) on the authority of Lh, but is of weak authority. (TA.) Hence, (Mgh,) He inverted it; turned it upside-down; turned it so as to make its upper most part its undermost; (S, * A, * Mgh, Msb;) namely, a thing; (S;) for instance, a [garment of the kind called] رِدَآء: (A, * Mgh:) and ↓ قلّبهُ has a similar meaning, but [properly] denotes intensiveness and muchness. (Msb. See two exs. of the latter verb voce قَلَبَةٌ.) And, (A, K,) like ↓ قلّبهُ, [except that the latter properly denotes intensiveness and muchness,] (K,) it signifies حَوَّلَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (A, K) [He turned it over, or upsidedown as meaning so that the upper side became the under side; lit. back for belly; accord. to the TA, meaning back upon belly (ظَهْرًا عَلَى بَطْنٍ); but this is hardly conceivable; whereas the former explanation is obviously right in another case: (see 5:) and another meaning of قَلَبَهُ and ↓ قُلبهُ, i. e. he turned it inside-out, is indicated in the TA by its being added, so that he knew what was in it]. b2: See an ex. voce قَلَابِ. One says, قَلَبَ كَلَامًا [meaning He altered, or changed, the order of the words of a sentence or the like, by inversion, or by any transposition]. (TA.) [And in like manner, قَلَبَ كَلِمَةً He altered, or changed, the order of the letters of a word, by inversion, or by any transposition.] Es-Sakháwee says, in the Expos. of the Mufassal, that when they transpose [the letters of a word], they do not assign to the [transformed] derivative an inf. n., lest it should be confounded with the original, using only the inf. n. of the original that it may be an evidence of the originality [of the application of the latter to denote the signification common to both]: thus they say يَئِسَ, inf. n. يَأْسٌ; and أَيِسَ is مِنْهُ ↓ مَقْلُوبٌ [i. e. formed by transposition, or metathesis, from it], and has no inf. n.: when the two inf. ns. exist, the grammarians decide that each of the two verbs is [to be regarded as] an original, and that neither is مقلوب from the other, as in the case of جَذَبَ and جَبَذَ: but the lexicologists [in general] assert that all such are [of the class termed]

مقلوب. (Mz, close of the 33rd نوع.) [and قَلَبَ likewise signifies He changed, or converted, a letter into another letter; the verb in this sense being doubly trans.: for ex., one says, قَلَبَ الوَاوَ يَآءً He changed, or converted, the و into ى.] b3: And [hence] one says, قَلَبَهُ عَنْ وَجْهِهِ (assumed tropical:) He turned him [from his manner, way, or course, of acting, or proceeding, &c.]: and Lh has mentioned ↓ اقلبهُ [in the same sense], but as being disapproved. (TA.) And قَلَبَ الصِّبْيَانَ (tropical:) He (the teacher) turned away [or dismissed] the boys to their dwellings: (Th, A, TA:) or sent them [away], and returned them, to their abodes: and Lh has mentioned ↓ اقلبهم as a dial. var. of weak authority, saying that the former verb is that which is used by the Arabs in this and other [similar] cases. (TA.) And قَلَبْتُ القَوْمَ (assumed tropical:) I turned away [or dismissed] the people, or party; (Th, S, O;) like as you say صَرَفْتُ الصِّبْيَانَ. (Th, S.) And قَلَبَ اللّٰهُ فُلَانًا إِلَيْهِ (assumed tropical:) [God translated such a one unto Himself, by death: meaning God took his soul]; as also ↓ اقلبه; (K, TA;) whence the saying of Anooshirwán, اللّٰهُ مُقْلَبَ أَوْلِيَائِهِ ↓ أَقْلَبَكُمُ (assumed tropical:) [May God translate you with the translating of his favourites (مقلب being here an inf. n.), meaning, as He translates his favourites]. (TA.) b4: And قَلَبَ عَيْنَهُ, and حِمْلَاقَهُ, (TA,) or حِمْلَاقَ عَيْنِهِ, (A,) [He turned about, or rolled, his eye, and therefore the parts of his eye that are occasionally covered by the eyelids,] on the occasion of anger, (A, TA,) and of threatening. (TA.) b5: قَلَبَ, aor. ـِ inf. n. قَلْبٌ; and ↓ اقلب likewise, but this is of weak authority, mentioned by Lh; signify also He turned over bread, and the like, when the upper part thereof was thoroughly baked, in order that the under side might become so. (TA.) And you say, قَلَبْتُ الإِنَآءَ عَلَى رَأْسِهِ [I turned over the vessel upon its head]. (Msb, in explanation of كَبَبْتُ الإِنَآءَ.) And قَلَبْتُ الأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ [I turned over the earth for sowing]: and ↓ قَلَّبْتُهَا, also, I did so much.] (Msb.) And يُقْلَبُ التُّرَابُ بِالحَفْرِ [The earth is turned over in digging]: whence قَلَبْتُ قَلِيبًا means I dug a well. (A.) b6: And [hence also] one says, قَلَبْتُ الشَّىْءَ لِلْاِبْتِيَاعِ I turned over the thing, or (assumed tropical:) I examined the several parts, or portions, of the thing, (تَصَفَّحْتُهُ,) [or I turned over the thing for the purpose of examining it,] with a view to purchasing, and saw its outer part or side, and its inner part or side: and ↓ قَلَّبْتُهُ, also, I did so much. (Msb.) And قَلَبَ السِّلْعَةَ (tropical:) He (a trafficker) examined the commodity, and scrutinized its condition: and ↓ قَلَّبَهَا, also, he did so [much]. (A.) And قَلَبَ الدَّابَّةَ and الغُلَامَ (tropical:) [He examined, &c., the beast, or horse, or the like, and the youth, or young man, or male slave]: (A:) and قَلَبَ المَمْلُوكَ, aor. ـِ inf. n. قَلْبٌ, (tropical:) he uncovered and examined the male slave, to look at [or to see] his defects, on the occasion of purchasing. (O, TA.) And قَلَبْتُ الأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (assumed tropical:) I considered [or turned over in my mind] what might be the issues, or results, of the affair, or case: and ↓ قَلَّبْتُهُ, also, I did so much. (Msb.) A2: قَلَبٌ signifies اِنْقِلابٌ, (S, A, O, K, TA,) meaning A turning outward, (TK,) and being flabby, (TA,) of the lip, (S, A, O, K,) or of the upper lip, (TA,) of a man: (S, A, O, K, TA:) it is the inf. n. of قَلِبَت said of the lip (الشَّفَةُ); (TA;) [and also, accord. to the TK, of قَلِبَ said of a man as meaning His lip had what is termed قَلَبٌ:] and hence ↓ أَقْلَبُ as an epithet applied to a man; and [its fem.] ↓ قَلْبَآء as an epithet applied to a lip. (S, A, O, K, TA.) A3: قَلَبَهُ, (S, A, O, K,) aor. ـُ (Lh, K) and قَلِبَ, (K,) He (a man, S, O) hit his heart. (S, A, O, K.) And It (a disease) affected, or attacked, his heart. (A.) and قُلِبَ He (a man) was affected, or attacked, by a pain in his heart, (Fr, A, * TA,) from which one hardly, or nowise, becomes free. (Fr, TA.) and قُلِبَ said of a camel, (As, S, O, K, TA,) inf. n. قُلَابٌ, (As, S, TA,) He was attacked by the disease called قُلَاب expl. below: (As, S, O, K, TA:) or he was attacked suddenly by the [pestilence termed] غُدَّة, and died in consequence. (As, TA.) b2: [Hence,] قَلَبَ النَّخْلَةَ (tropical:) He plucked out the قَلْب, or قُلْب, meaning heart, of the palm-tree. (S, A, O, K.) b3: And قَلَبَتِ البُسْرَةُ (assumed tropical:) The unripe date became red. (S, O, K.) 2 قَلَّبَ see 1, first quarter, in four places. Yousay, قَلَّبْتُهُ بِيَدِى [I turned it over and over with my hand], inf. n. تَقْلِيبٌ. (S.) [And hence several other significations mentioned above.] See, again, 1, latter half, in four places. b2: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ, (A, O,) in the Kur [xviii. 40], (O,) means فاصبح يقلّب كفّيه ظَهْرًا لِبَطْنٍ [and he began to turn his hands upside-down, or to do so repeatedly,] in grief, or regret: (Bd:) or (tropical:) he became in the state, or condition, of repenting, or grieving: (Ksh, A, O:) for تَقْلِيبُ الكَفَّيْنِ is an action of him who is repenting, or grieving; (Ksh, O:) and therefore metonymically denotes repentance, or grief, like عَضُّ الكَفِّ and السُّقُوطُ فِى اليَدِ. (Ksh.) b3: [تَقْلِيبُ المَالِ لِغَرَضِ الرِّبْحِ occurs in the A, in art. تجر, as an explanation of التِّجَارَةُ, meaning (assumed tropical:) The employing of property, or turning it to use, in various ways, for the purpose of gain.] And you say, قَلَّبْتُهُ فِى الأَمْرِ, meaning صَرَّفْتُهُ [i. e. (assumed tropical:) I employed him to act in whatever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or I made him a free agent, in the affair: or I made him, or employed him, to practise versatility, or to use art or artifice or cunning, in the affair: and simply, I employed him in the managing of the affair]. (K in art. صرف.) [And قَلَّبَ الفِكَرَ فِى أمّرٍ (assumed tropical:) He turned over and over, or revolved repeatedly, in his mind, thoughts, considerations, or ideas, with a view to the attainment of some object, in relation to an affair.] And قلّب الأُمُورَ, (TA,) inf. n. تَقْلِيبٌ, (S, K, TA,) (tropical:) He investigated, scrutinized, or examined, affairs, [or turned them over and over in his mind, meditating what he should do,] and considered what would be their results. (TA.) وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ is a phrase occurring in the Kur-án [ix. 48,] (Msb,) and is tropical, (A,) meaning (tropical:) [And they turned over and over in their minds affairs, meditating what they should do to thee: or] they turned over [repeatedly in their minds] thoughts, or considerations, concerning the beguiling, or circumventing, thee, and the rendering thy religion ineffectual]: (Jel:) or they meditated, or devised, in relation to thee, wiles, artifices, plots, or stratagems; and [more agreeably with the primary import of the verb] they revolved ideas, or opinions, respecting the frustrating of thy affair. (Ksh, Bd.) 4 أَقْلَبَ see 1, in six places. [اقلبهُ, said of God, also signifies (assumed tropical:) He made him to return from a journey: see an ex. in the first paragraph of art. صحب. (In the phrase أَقْبِلْنَا بِذِمَّةٍ, expl. in the TA in art. دم as meaning Restore us to our family in safety, أَقْبِلْنَا is a mistranscription for أَقْلِبْنَا.)]

A2: اقلب as intrans., said of bread [and the like], It became fit to be turned over [in order that the other side might become thoroughly baked]. (S, O, K.) b2: And اقلب العِنَبُ The grapes became dry, or tough, externally, (K, TA,) and were therefore turned over, or shifted. (TA.) A3: Also He had his camels attacked by the disease called قُلَاب. (S, O, K.) 5 تقلّب الشَّىْءُ ظَهْرًا لبِطْنٍ [The thing turned over and over, or upside-down as meaning so that the upper side became the under side, (lit. back for belly,) doing so much, or repeatedly], like as does the serpent upon the ground vehemently heated by the sun. (S, O, TA.) تقلّب said of a man's face [&c.] signifies تصرّف [i. e. It turned about, properly meaning much, or in various ways or directions; or it was, or became, turned about, &c.]. (Jel in ii. 139.) And تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ, in the Kur [xxiv. 37], means In which the hearts and the eyes shall be in a state of commotion, or agitation, by reason of fear, (Zj, Jel, TA,) and impatience; (Zj, TA;) the hearts between safety and perdition, and the eyes between the right side and the left. (Jel.) And فِى تَقَلُّبِهِمْ, in the Kur xvi. 48, means (assumed tropical:) In their journeyings for traffic. (Jel. [See also the Kur iii. 196, and xl. 4.]) You say, تقلّب فِى البِلَادِ, (TA,) and فى الأُمُورِ, (K, TA,) meaning تَصَرَّفَ فِيهَا كَيْفَ شَآءَ [i. e. (assumed tropical:) He acted in whatsoever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or as a free agent, in journeying, for traffic or otherwise, in the country, and in the disposal, or management, of affairs: and simply, he employed himself in journeying, for traffic or otherwise, in the country, and in the disposal, or management, of affairs: or تقلّب فى الامور means he practised versatility, or used art or artifice or cunning, in the disposal, or management, of affairs]. (K, * TA.) and هُوَ يَتَقَلَّبُ فِى أَعْمَالِ السُّلْطَانِ (tropical:) He acts as he pleases, &c., or simply he employs himself, in the offices of administration, or in the provinces, of the Sultán]. (A.) 7 انقلب, of which مُنْقَلَبٌ is an inf. n., (S, O, K, TA,) syn. with اِنقِلَابٌ, (TA,) and also a n. of place, (S, O, K, TA,) like مُنْصَرَفٌ, (S, O, TA,) is quasi-pass. of قَلَبْتُهُ: (S, O:) it signifies It, or he, was, or became, altered, or changed, from its, or his, mode, or manner, of being: (TA:) [and hence,] it (a thing) became inverted, or turned upside-down [&c.: see 1]. (S.) b2: And [hence] الاِنْقِلَابُ إِلَى اللّٰهِ means (assumed tropical:) The transition, and the being translated, or removed, to God, by death: and [in like manner] المُنْقَلَبُ means the transition [&c.], of men, to the final abode. (TA. [See an ex. in p. 132, sec. col., from the Kur xxvi. last verse.]) b3: And الاِنْقِلَابُ means also (assumed tropical:) The returning, in an absolute sense: and, as also المُنْقَلَبُ, particularly, from a journey, and to one's home: thus, in a trad., in the prayer relating to journeying, أُعُوذُ بِكَ مِنْ كَآبَةِ المُنْقَلَبِ (assumed tropical:) [I seek protection by Thee from the being in an evil state in respect of the returning from my journeying to my home]; i. e., from my returning to my dwelling and seeing what may grieve me. (TA.) The saying in the Kur xxii. 11 وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ means (assumed tropical:) And if trial befall him, and [particularly such as] disease in himself and his cattle, he returns [to his former way, i. e., in this case,] to infidelity. (Jel. [See also other exs. in the Kur in ii. 138 and iii. 138.]) And one says, انقلب عَنِ العَهْدِ [meaning (assumed tropical:) He withdrew, or receded, from the covenant, compact, agreement, or engagement]. (S in art. حول.) [See also an ex. from the Kur-án (lxvii. 4) voce خَاسِئٌ.]

قَلْبٌ The heart; syn. فُؤَادٌ: (Lh, T, S, M, O, Msb, K, &c.:) or [accord. to some] it has a more special signification than the latter word: (O, K:) [for] some say that فؤاد signifies the “ appendages of the مَرِىْء [or œsophagus], consisting of the liver and lungs and قَلْب [or heart]: ” (K in art. فأد:) [and, agreeably with this assertion,] it is said that the قلب is a lump of flesh, pertaining to the فؤاد, suspended to the نِيَاط [q. v.]: Az says, I have observed that some of the Arabs call the whole flesh of the قلب, its fat, and its حِجَاب [or septum?], قَلْب and فُؤَاد; and I have not observed them to distinguish between the two [words]; but I do not deny that the [word]

قلب may be [applied by some to] the black clot of blood in its interior: MF mentions that فؤاد is said to signify the “ receptacle,” or “ covering,” of the heart, (وِعَآءُ القَلْبِ, or غِشَاؤُهُ, [i. e. the pericardium,]) or, accord. to some, its “ interior: ” the قَلْب is said to be so called from its تَقَلُّب: [see 5:] the word is of the masc. gender: and the pl. is قُلُوبٌ. (TA.) بَنَاتُ القَلْبِ means (assumed tropical:) The several parts, or portions, [or, perhaps, appertenances,] of the heart. (TA in art. بنى.) [And قَلْبٌ is also used as meaning The stomach, which is often thus termed in the present day: so, for ex., in an explanation of طَنِخ, q. v.] b2: قَلْبُ العَقْرَبِ (also called simply, القَلْبُ, Kzw) is (assumed tropical:) A certain bright star, [the star a in Scorpio,] between two other stars, which is one of the Mansions of the Moon, (S, O,) namely, the Eighteenth Mansion; so called because it is in the heart of Scorpio: (MF:) [it rose aurorally, about the commencement of the era of the Flight, in Central Arabia, together with النَّسْرُ الوَقِعُ (a of Libra) on the 25th of November, O. S.: (see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:)] the commencement of the period when the cattle breed in the desert is at the time of its [auroral] rising and the [auroral] rising of النسر الواقع; these two stars rising together, in the cold season: the Arabs say, القَلبْ جَآءَ الشِّتَآءُ كَالْكَلْبْ [When the heart of the Scorpion rises, the winter comes like the dog]: and they regard its نَوْء [q. v.] as unlucky; and dislike journeying when the moon is in Scorpio: at its نَوْء [meaning auroral rising], the cold becomes vehement, cold winds blow, and the sap becomes stagnant in the trees: its رَقِيب is الدَّبَرَانُ [q. v.] (Kzw.) There are also three similar appellations of other stars: these are قَلْبُ الأَسَدِ (assumed tropical:) [Cor Leonis, or Regulus, the star a of Leo]: قَلْبُ الثَّوْرِ, an [improper] appellation of الدَّبَرَانُ: and قَلْبُ الحُوتِ, a name of الرِّشَآءُ [q. v.]. (TA.) b3: And القَلْبُ is syn. with الضَّمِيرُ [signifying (assumed tropical:) The heart as meaning the mind or the secret thoughts]. (Msb in art. ضمر.) b4: And (assumed tropical:) The soul. (TA.) b5: And (assumed tropical:) The mind, meaning the intellect, or intelligence. (Fr, S, O, Msb, K.) So in the Kur l. 36: (Fr, S, O, TA:) or it means there endeavour to understand, and consideration. (TA.) Accord. to Fr, you may say, مَا لَكَ قَلْبٌ (assumed tropical:) Thou hast no intellect, or intelligence: (TA:) and مَا قَلْبُكَ مَعَكَ (assumed tropical:) Thine intellect is not present with thee: (O, TA:) and أَيْنَ ذَهَبَ قَلْبُكَ (assumed tropical:) Whither has thine intellect gone? (TA.) [And hence, أَفْعَالُ القُلُوبِ (assumed tropical:) The verbs significant of operations of the mind; as ظَنَّ, and the like.] b6: See also قُلْبٌ. b7: [قَلْبُ الجَيْشِ means (assumed tropical:) The main body of the army; as distinguished from the van and the rear and the two wings: mentioned in the S and K in art. خمس; &c.] b8: And قَلْبٌ signifies also (assumed tropical:) The pure, or choice, or best, part of anything. (L, K, * TA.) It is said in a trad. إِنَّ لِكُلِّ شَىْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ القُرْآنِ يٰس (tropical:) [as though meaning, Verily to everything there is a choice, or best, part; and the choice, or best, part of the Kur-án is Yá-Seen (the Thirty-sixth Chapter)]: (A, O, L, TA:) it is a saying of the Prophet; [and may (perhaps better) be rendered, verily to everything there is a pith; and the pith &c.; from قَلْبٌ, as meaning, like قُلْبٌ, the “ pith ” of the palm-tree; but,] accord. to Lth, it is from what here immediately follows. (O.) One says, جِئْتُكَ بِهٰذَا الأَمْرِ قَلْبًا, meaning (tropical:) I have come to thee with this affair unmixed with any other thing. (A, * O, L, TA.) b9: Also (tropical:) A man genuine, or pure, in respect of origin, or lineage; (S, A, O, K;) holding a middle place among his people; (A;) and ↓ قُلْبٌ signifies the same: (O, K:) the former is used alike as masc. and fem. and sing. and dual and pl.; but it is allowable to form the fem. and dual and pl. from it: (S, O:) one says عَرَبِىٌّ قَلْبٌ (S, A, * O) and ↓ قُلْبٌ (O) (tropical:) a genuine Arabian man, (S, A, * O,) and اِمْرَأَةٌ قَلْبٌ (S, * A, O *) and قَلْبَةٌ (S, A, O) and ↓ قُلْبَةٌ (K) a woman genuine, or pure, in respect of origin, or lineage: (S, A, * O, K:) Sb says, they said هٰذَا عَرَبِىٌّ قَلْبٌ and قَلْبًا (assumed tropical:) [This is an Arabian genuine, or pure, &c., and being genuine, or pure, &c.]; using the same word as an epithet and as an inf. n.: and it is said in a trad., كَانَ عَلىٌّ قُرَشِيًّا قَلْبًا, meaning (assumed tropical:) 'Alee was a Kurashee genuine, or pure, in respect of race: or, as some say, the meaning is, an intelligent manager of affairs; from قَلْبٌ as used in the Kur l. 36. (L, TA.) قُلْبٌ (S, A, Mgh, O, Msb, K) and ↓ قَلْبٌ (S, O, Msb, K) and ↓ قِلْبٌ (S, O, K) (tropical:) The لُبّ, (S, O,) or شَحْمَة, (A, K,) or جُمَّار, (Mgh, Msb,) [i. e. heart, or pith,] of the palm-tree; (S, A, Mgh, O, Msb, K;) which is a soft, white substance, that is eaten; it is in the midst of its uppermost part, and of a pleasant, or sweet, taste: (TA: [see also جُمَّارٌ:]) or the best of the leaves of the palm-tree, (AHn, K [in which this explanation relates to all the three forms of the word, but app. accord. to AHn it relates only to the first of them], and TA,) and the whitest; which are the leaves next to the uppermost part thereof; and one of these is termed ↓ قُلْبَةٌ, with damm and sukoon: (AHn, TA:) or قُلْبٌ, with damm, signifies the branches of the palm-tree (سَعَف [in my copy of the Msb سعفة]) that grow forth from the قلب [meaning heart]: (T, TA: [see العَوَاهِنُ and الخَوَافِى, pls. of عَاهِنٌ, or عَاهِنَةٌ, and خَافِيَةٌ:]) the pl. is قِلَبَةٌ, (S, O, Msb, K,) which is of the second, (Msb,) [or of all,] and قُلُوبٌ, (Msb, K,) a pl. of the second, (Msb,) and أَقْلَابٌ, (Msb, K,) a pl. [of pauc.] of the first. (Msb.) b2: And قُلْبٌ signifies also (tropical:) A bracelet (S, O, K, TA) that is worn by a woman, (K, TA,) such as is one قُلْب, (S, O, TA, but in the O, one قَلْب,) [as though meaning such as is single, not double,] or such as is one قِلْد, ('Eyn, T, MS, [and this is evidently the right reading, as will be shown by what follows,]) meaning such as is formed by twisting [or rather bending round] one طَاق [i. e. one wire (more or less thick), likened to a yarn, or strand], not of a double طَاق; (MS;) and they say سِوَارٌ قُلْبٌ; (TA;) and قُلْبُ فِضَّةٍ i. e. a [woman's] bracelet [of silver], (A, Mgh, Msb, TA,) such as is not twisted [like a cord, or rope, of two or more strands, as are many of the bracelets worn by Arab women]: (Mgh, Msb, TA:) so called as being likened to the قُلْب of the palm-tree because of its whiteness; (A, Mgh, Msb, TA;) or, as some say, the converse is the case. (Mgh.) b3: And (tropical:) A serpent: (S, O:) or a white serpent: (A, K:) likened to the bracelet so called. (S, O.) A2: قُلْبٌ as an epithet, and its fem. قُلْبَةٌ: see قَلْبٌ, last sentence, in three places.

قِلْبٌ: see the next preceding paragraph.

قُلْبَةٌ, as a subst.: see قُلْبٌ, former half.

A2: Also Redness. (IAar, O, K.) مَا بِهِ قَلَبَةٌ There is not in him any disease, (S, A, Mgh,) thus says IAar, adding, for which he should be turned over (↓ يُقَلَّب) and examined, (S,) and in this sense it is said of a camel [and the like], (TA,) or on account of which he should turn over upon his bed: (A:) or there is not in him anything to disquiet him, so that he should turn over upon his bed: (Et-Tá-ee, TA:) or thers is not in him any disease, and any fatigue, (K, TA,) and any pain: (TA:) or there is not in him anything; said of one who is sick; and the word is not used otherwise than in negative phrases: accord. to IAar, originally used in relation to a horse or the like, meaning there is not in him any disease for which his hoof should be turned upsidedown (↓ يُقَلَّب) [to be examined]: (TA:) or it is from القُلَابُ, (Fr, S, A, TA,) the disease, so termed, that attacks camels; (TA;) or from قُلِبَ [q. v.] as said of a man, and means there is not in him any disease on account of which one should fear for him. (Fr, TA.) أَوْدَى الشَّبَابُ وَحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهٌ وَقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بِالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهٌ [Youthfulness has perished, and the love of the proud and self-conceited, the very deceitful, woman, (thus the two epithets are expl. in art. خلب in the S,) and I have recovered so that there is not in the heart any disease, &c.]; meaning I have recovered from the disease of love. (S, TA.) قَلَابِ [as used in the following instance is an attributive proper name like فَجَارِ &c.]. اِقْلِبْ قَلَابِ [Alter, O alterer,] is a prov. applied to him who turns his speech, or tongue, and applies it as he pleases: accord. to IAth, to him who has made a slip of the tongue, and repairs it by turning it to another meaning: يَا, he says, is suppressed before قلاب. (TA. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 247.]) قُلَابٌ A certain disease of the heart. (Lh, K.) And (K) A disease that attacks the camel, (As, S, O, K,) occasioning complaint of the heart, (As, S, O,) and that kills him on the day of its befalling him: (As, S, O, K:) or a disease that attacks camels in the head, and turns it up. (Fr, TA.) [It is also mentioned as an inf. n. of قُلِبَ, q. v.] Accord. to Kr, it is the only known word, signifying a disease, derived from the name of the member affected, except كُبَادٌ and نُكَافٌ. (TA in art. كبد.) قِلَابٌ: see قِلِّيبٌ.

قَلُوبٌ, (O, K,) as an epithet applied to a man, (O, TA,) i. q. مُتَقَلِّبٌ كَثِيرُ التَّقَلُّبِ [app. meaning (assumed tropical:) Who employs himself much in journeying, for traffic or otherwise, or in the disposal, or management, of affairs: or who practises much versatility, &c.: see 5, last sentence but one]. (O, K.) b2: See also قِلِّيبٌ.

A2: قَلُوبُ الشَّجَرِ means What are soft, or tender, of succulent herbs: these, and locusts, [it is said,] were eaten by John the son of Zachariah. (O.) قَلِيبٌ Earth turned over (تُرَابٌ مَقْلُوبٌ): [app. an epithet in which the quality of a subst. is predominant:] this is the primary signification. (A.) b2: And hence, (A,) a masc. n., (A, * Msb,) or masc. and fem., (S, O, K,) A well, (Msb, K, TA,) of whatever kind it be: (TA:) or a well before its interior is cased [with stones or bricks]: (S, A, Mgh, O:) or an ancient well, (A 'Obeyd, S, O, K, TA,) of which neither the owner nor the digger is known, situate in a desert: (TA:) or an old well, whether cased within or not: (TA:) or a well, whether cased within or not, containing water or not, of the kind termed جَفْر [q. v.] or not: (ISh, TA:) or a well, whether of recent formation or ancient: (Sh, TA:) so called because its earth is turned over (Sh, A, TA) in the digging: (A:) or a well in which is a spring; otherwise a well is not thus called: (IAar, TA:) the pl. (of pauc., S, O) أَقْلِبَةٌ (S, O, K) and (of mult., S, O) قُلُبٌ (S, Mgh, O, K) and قُلْبٌ, (O, K,) the first and last of which are said to be pls. in the dial. of such as make the sing. to be masc., and the second the pl. in the dial. of such as make the sing. to be fem., but the last, as MF has pointed out, is a contraction of the second like as رُسْلٌ is of رُسُلٌ, (TA,) and قُلْبَانٌ also is mentioned as a pl. of قَلِيبٌ on the authority of AO. (TA voce بَدِىْءٌ.) b3: El-'Ajjáj has applied the pl. قُلُب to (tropical:) Wounds, by way of comparison. (S, O.) قُلَيْبٌ [dim. of قَلْبٌ: and hence, perhaps,] (assumed tropical:) A خَرَزَة [i. e. bead, or gem,] for captivating, fascinating, or restraining, by a kind of enchantment. (Lh, K.) رَجُلٌ قُلَّبٌ (assumed tropical:) A man who employs himself as he pleases in journeying, for traffic or otherwise, or in the disposal, or management, of affairs: or in practising versatility, or using art or artifice or cunning, in the disposal, or management, of affairs. (TA.) And حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ (S, O, K) and حُوَّلٌ قُلَّبٌ and حُوَّلِىٌّ قُلَّبِىٌّ (O, K) or قُلَّبٌ حُوَّلٌ (A) (tropical:) One who exercises art, artifice, cunning, ingenuity, or skill, and excellence of consideration or deliberation, and ability to manage according to his own free will, with subtilty; knowing, skilful, or intelligent, in investigating, scrutinizing, or examining, affairs, [or turning them over and over in his mind,] and considering what will be their results. (S, A, * O, K, TA. [See also art. حول.]) قِلَّابٌ: see قِلِّيبٌ.

قِلَّوْبٌ and قَلُّوبٌ: see what next follows.

قِلِّيبٌ and ↓ قِلَّوْبٌ The wolf; (S, O, K;) as also ↓ قَلُّوبٌ and ↓ قَلُوبٌ and ↓ قِلَابٌ, the last like كِتَابٌ, (K,) or ↓ قِلَّابٌ. (O: thus there written.) b2: And The lion. (O, in explanation of the first and second.) قَالَبٌ, with fet-h to the ل, (S, MA, O, Msb, K, KL,) and ↓ قَالِبٌ, (MA, O, Msb, K,) but the former is the more common, (Msb, K,) A model according to which the like thereof is made, or proportioned: (T in art. مثل, MA, KL, MF:) the model [or last] (KL,) of a boot, (S, O, Msb, KL,) and of a shoe, (KL,) &c.: (O, Msb, KL:) and a mould into which metals are poured: (K:) قَالَبٌ is an arabicized word, as is shown by its form, which is not that of an Arabic word; though Esh-Shiháb, in his Expos. of the Shifè, denies this: its original is [the Pers\. word]

كَالَبٌ: (MF:) the pl. is قَوَالِبُ, (MA,) and قَوَالِيب is used by El-Hareeree to assimilate it to أَسَالِيب. (Har p. 23.) [A fanciful and false derivation of قَالِبٌ used in relation to a boot &c., as though it were of Arabic origin, is given in the O, and in Har p. 23.] b2: الكَلَامِ ↓ قَدْ رَدَّ قَالَِبَ وَقَدْ طَبَّقَ المَفْصِلَ وَوَضَعَ الهِنَآءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ [app. meaning (assumed tropical:) He has returned in reply the model, or pattern, of speech; and has hit the joint so as to sever the limb; (that is to say, has hit aright, or hit upon, the argument, proof, or evidence, agreeably with an explanation in art. طبق;) and has put the tar upon the places of the scabs;] is mentioned by Az as said of an eloquent man. (O, TA. * [The TA, in this art. and in art. طبق, has ورد (to which I cannot assign in this case any apposite meaning) instead of رَدَّ, the reading in the O.]) b3: And ↓ قَالَِبٌ, (O, L, TA,) with fet-h and with kesr to the ل, (L, TA,) signifies also A [clog, or] wooden sandal, (O, L, TA,) like the قَبْقَاب [q. v.]: in this sense likewise said to be an arabicized word: and قَوَالِيبُ is its pl., [properly قَوَالِبُ,] occurring in a trad., in which it is said that the women of the Children of Israel used to wear the wooden sandals thus called: (L, TA:) it is related in a trad. of Ibn-Mes'ood that the woman used to wear a pair of the kind of sandals thus called in order thereby to elevate herself (O, L, TA) when the men and the women of that people used to pray together. (O.) قَالِبٌ Red unripe dates: (S, O, Msb, K:) so in the dial. of Belhárith Ibn-Kaab: (El-Umawee, TA:) [app. an epithet in which the quality of a subst. is predominant; for بُسْرٌ قَالِبٌ:] or an unripe date when it has become wholly altered [in colour] is termed قَالِبٌ. (AHn, TA.) b2: and شَاةٌ قَالِبُ لَوْنٍ A ewe, or she-goat, of a colour different from that of her mother: (O, * K, TA:) occurring in a trad. (O, TA.) A2: See also قَالَبٌ, in three places.

أَقْلَبُ as an epithet applied to a man: and قَلْبَآءُ as an epithet applied to a lip (شَفَةٌ): see 1, near the end.

إِقلابية [app. إِقْلابِيَّةٌ] A sort of wind, from which sailors on the sea suffer injury, and fear for their vessels. (TA.) تَقَلُّبَاتٌ (assumed tropical:) Vicissitudes of fortune or of time.]

مِقْلَبٌ The iron implement with which the earth is turned over for sowing. (S, O, K.) مُقَلِّبُ القُلُوبِ (assumed tropical:) [The Turner of hearts: an epithet applied to God]. (TA in art. حرك, from a trad.) مَقْلُوبٌ pass. part. n. of قَلَبَ الشَّىْءَ. (A, O.) You say حَجَرٌ مَقْلُوبٌ [generally meaning A stone turned upside-down]. (A.) And سَرِيرٌ مَقْلُوبٌ i. e. [A couch-frame] of which the legs are turned upwards. (Mgh.) And كَلَامٌ مَقْلُوبٌ [A sentence, or the like, altered, or changed, in the order of its words, by inversion, or by any transposition]. (A.) And in like manner مقلوب is applied to a word: see 1, former half.

A2: Also a man attacked by a disease of the heart. (A.) And A camel attacked by the disease termed قُلَاب [q. v.]: (S, O, K:) fem. with ة. (S.) المَقْلُوبَةُ [A subst., rendered such by the affix ة,] The ear. (O, K.) مُتَقَلَّبٌ i. q. مُتَصَرَّفٌ (assumed tropical:) [Place, or room, or scope, for free action, &c.: see سرب: and see an ex. voce سَبَحَ]. (Jel. in xlvii. 21.) b2: See also the following paragraph, in two places.

مُنْقَلَبٌ An inf. n. of 7 [q. v.]. (S, O, K, TA.) b2: And also a n. of place from the same [ for which Freytag seems to have found in a copy of the S مُقَلَّبٌ, a mistranscription], (S, O, K, TA,) like مُنْصَرَفٌ. (TA.) [As a n. of place it signifies A place in which a thing, or person, is, or becomes, altered, or changed, from its, or his, mode, or manner, of being: and hence, a place in which a thing becomes inverted, or turned upside-down, &c. b3: Hence, also, (assumed tropical:) The final place to which one is translated, or removed, by death; and so ↓ مُتَقَلَّبٌ.] One says, كُلُّ أَحَد يَصِيرُ إِلَى مُنْقَلَبِهِ and ↓ مُتَقَلَّبِهِ (tropical:) [Every one reaches, or will reach, his final place to which he is to be translated, or removed]. (A.) b4: [And A place to which one returns from a journey &c.]
قلب
: (قَلَبَه، يَقْلِبُهُ) ، قَلْباً، من بابِ ضَرَب: (حَوَّلَهُ عَن وَجهِهِ، كأَقْلَبَهُ) . وهاذا عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهِي ضعيفةٌ. وَقد انْقَلَبَ. (وقَلَّبهُ) مُضَعَّفاً.
(و) قَلَبَه: (أَصابَ) قَلْبَه، أَي (فُؤادَهُ) ، ومثلُهُ عبارةُ غيرِه (يَقْلُبُه، ويَقْلِبُهُ) ، الضَّمّ عَن اللِّحْيَانيّ، فَهُوَ مَقْلُوبٌ.
(و) قَلَبَ (الشيْءَ: حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ) اللامُ فِيهِ بِمَعْنى على، ونَصَبَ ظَهْراً على البَدَل، أَي: قَلَبَ ظَهْرَ الأَمْرِ عَلَى بَطنه، حَتَّى عَلِمَ مَا فِيه، (كقَلَّبَه) مُضَعَّفاً. وتَقَلَّب الشَّيْءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ، كالحَيَّة تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ.
وقَلَبَه عَن وَجْهِه: صَرفَه. وَحكى اللحيانيّ: أَقْلَبَهُ، قَالَ: وَهِي مرغوبٌ عَنْهَا.
وقَلَبَ الثَّوْبَ، والحَدِيثَ، وكُلَّ شَيْءٍ: حَوَّلَه؛ وَحكى اللِّحْيَانيُّ فيهمَا أَقْلَبَه، والمختارُ عندَه فِي جَمِيع ذالك: قَلَبْتُ.
(و) الانْقِلابُ إِلى اللَّهِ عَزّ وجلّ: المَصِيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ.
وَقد قَلَبَ (اللَّهُ فُلاناً إِليه: توَفَّاه) . هَذَا كَلَام العربِ، وقولُه: (كأَقْلَبَه) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ، وَقَالَ أَبُو ثَرْوَان: أَقْلَبَكُمُ اللَّهُ مَقْلَبَ أَوْلِيائِهِ، ومُقْلَبَ أَوْلِيَائِهِ، فَقَالَهَا بالأَلف. وقالَ الفَرَّاءُ: قد سَمِعْتُ أَقْلَبَكُم اللَّهُ مُقْلَبَ أَوْلِيائِهِ وأَهْلِ طاعتِهِ.
(و) قَلَبَ (النَّخْلَةَ: نَزَعَ قَلْبَها) ، وَهُوَ مَجازٌ، وسيأْتِي أَن فِيهِ لُغَاتٍ ثَلَاثَة.
(و) قَلَبَتِ (البُسْرَةُ) تَقْلِبُ: إِذَا (احْمَرَّت) .
(و) عَن ابْنِ سِيدَهْ: (القَلْبُ: الفُؤادُ) ، مذكَّرٌ، صرّح بِهِ اللِّحْيَانيُّ؛ أَو مُضْغَةٌ من الفُؤادِ مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ. ثُمَّ إِنَّ كلامَ المُصَنضً يُشيرُ إِلى تَرادُفِهِما، وَعَلِيهِ اقْتصر الفَيُّومِيّ والجوْهَرِيُّ وابْنُ فارِسٍ وغيرُهُمْ، (أَوْ) أَنَّ القَلْبَ (أَخصُّ مِنْهُ) ، أَي: من الفُؤَادِ فِي الاستعمالِ، لأَنّه معنى من الْمعَانِي يَتعلَّق بِهِ. ويَشهَدُ لَهُ حديثُ: (أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً) ، ووصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ، والأَفئدَةَ باللِّينِ، لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ، ولذالك قَالُوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ، وسُوَيْدَاءَ قَلْبِه. وَقيل: القُلُوبُ والأَفْئدةُ قريبانِ من السَّواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهُمَا، لاخْتِلَاف اللّفظينِ، تأْكيداً. وَقَالَ بعضُهُم: سُمّيَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه، وأَنشد:
مَا سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ
والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنسانِ أَطْوارَا
قَالَ الأَزهريُّ: ورأَيتُ بعضَ العربِ يُسمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلَّها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤاداً. قَالَ: وَلم أَرَهُم يَفْرِقُون بينَهمَا. قَالَ: وَلَا أُنْكِرُ أَنْ يكونَ القلبُ هِيَ العَلَقَةَ السَّوْداءَ فِي جَوْفه.
قَالَ شيخُنا: وقيلَ: الفُؤَادُ: وِعاءُ القَلْبِ، وقيلَ: داخِلُهُ، وقيلَ: غِشاؤُهُ. انْتهى.
(و) قد يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عَن (العَقْلِ) ، قَالَ الفَرّاءُ فِي قَوْله تَعالى: {إِنَّ فِى ذالِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} (قلله: 37) ، أَي: عَقْلٌ، قَالَ: وجائزٌ فِي الْعَرَبيَّة أَنْ يقولَ: مَا لكَ قَلْبٌ، وَمَا قَلْبُكَ مَعَكَ، يقولُ: مَا عَقْلُكَ مَعَك. وأَيْنَ ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي: عَقْلُك. وَقَالَ غيرُه: لمنْ كانَ لَهُ قَلْب، أَي: تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.
(و) عَدَّ ابْنُ هِشَامٍ فِي شرحِ الكَعْبِيَّةِ من مَعَاني القَلْبِ أَربعةً: الفُؤادَ، والعَقْلَ، و (مَحْض) ، أَي: خُلَاصَة (كُلِّ شيْءٍ) وخِيارُه. وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَلْبُ كُلِّ شَيْءٍ: لُبُّه، وخالِصُهُ، ومَحْضُه. تَقول: جئتُك بهاذا الأَمرِ قَلْباً: أَي مَحضاً، لَا يَشُوبُه شَيْءٌ. وَفِي الحَدِيث: وإِنّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً، وَقلْبُ القُرآنِ يللهس.
وَمن المَجاز: هُوَ عَرَبِيٌّ قَلْبٌ، وعَرَبِيَّةٌ قَلْبَةٌ وقَلْبٌ: أَي خالِصٌ. قَالَ أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ امْرَأَةً:
قَلُبٌ عَقِيلَةُ أَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ
يُرْمَى الْمَقَانِبُ عَنْهَا والأَرَاجِيلُ
قَالَ سِيبَوَيْه: وقالُوا: هاذا عَرَبِيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصِّفَة والمَصْدَر، والصِّفَةُ أَكْثَرُ؛ وَفِي الحَدِيث: (كانَ عَلِيّ قُرَشِيّاً قَلْباً) أَي: خَالِصا من صَمِيم قُرَيْشٍ. وَقيل: أَرادَ فَهِماً فَطِناً، من قَوْله تعالَى: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وسيأْتي.
(و) القَلْبُ: (مَاءٌ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ) عندَ حاذَةَ.
وأَيضاً: جَبَلٌ، وَفِي بعض النُّسَخ هُنَا زيادةُ (م) ، أَي مَعْرُوف.
(و) من المَجَاز: وَفِي يَدِها قُلْبُ فِضَّةٍ، وَهُوَ (بالضَّمِّ) ، من الأَسْوَرَةِ: مَا كَانَ قَلْداً واحِداً، وَيَقُولُونَ: سِوارٌ قُلْبٌ. وَقيل: (سِوارُ المَرْأَةِ) على التَّشْبِيه بقَلْبِ النَّخْلِ فِي بياضه. وَفِي الْكِفَايَة: هُوَ السِّوارُ يكونُ من عاجٍ أَو نحوِه. وَفِي المِصباحِ: قُلْبُ الفِضَّة: سِوَارٌ غيرُ مَلْوِيَ. وَفِي حديثِ ثَوْبانَ: (أَنّ فَاطِمَةَ، رَضِيَ الله عنهُما، بقُلْبَيْن مِن فِضَّة) ، وَفِي آخَرَ: (أَنَّه رأَى فِي يَدِ عائشةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قُلْبَيْنِ) ، وَفِي حديثِها أَيضاً فِي قَوْله تَعَالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) ، قالَتْ: القُلْبَ والفَتَخَةَ. (و) من الْمجَاز: القُلْبُ: (الحَيَّةُ البَيْضَاءُ) ، على التَّشبيهِ بالقُلْبِ من الأَسْوِرَةِ. (و) القُلْبُ: (شَحْمَةُ النَّخْلِ) ولُبُّهُ، وَهِي هَنَةٌ رَخْصَةٌ بَيْضَاءُ، تُؤْكَلُ، وَهِي الجُمّار، (أَوْ أَجْوَدُ خُوصِها) ، أَي: النَّخْلةِ، وأَشَدّه بَياضاً، وَهُوَ: الخُوصُ الّذي يَلِي أَعلاها، واحِدَتُه قُلْبَةٌ، بضمَ فَسُكُون؛ كُلُّ ذالك قولُ أَبي حنيفةَ. وَفِي التّهذيب: القُلْبُ بالضَّمّ: السَّعَفُ الَّذي يَطْلُعُ من القَلْب، (ويُثَلَّثُ) ، أَيْ: فِي المعنَيْنِ الأَخيرَيْنِ، أَي: وَفِيه ثلاثُ لُغاتٍ: قَلْبٌ، وقُلْبٌ، وقِلْبٌ، و (ج: أَقْلاَبٌ، وقُلُوبُ) .
وقُلُوبُ الشَّجَرِ: مَا رَخُصَ من أَجوافِها وعُرُوقها الّتي تقودُهَا. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، عليهِما السَّلَام، كانَ يأْكُلُ الجَرَادَ وقُلُوبَ الشَّجَرِ) ، يَعْنِي: الَّذِي يَنْبُتُ فِي وَسَطِها غَضّاً طَرِيّاً، فَكَانَ رَخْصاً من البُقُولِ الرَّطْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقوَى وتَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضَّمِّ لِلفَرْق. وقَلْبُ النَّخْلَةِ: جُمّارُها، وَهِي شَطْبَةٌ، بيضاءُ، رَخْصَةٌ فِي وَسَطِها عندَ أَعلاها، كأَنَّهَا قُلْبُ فِضَّةٍ، رَخْصٌ، طيّب، يُسَمَّى قَلْباً لِبَياضِه. وَعَن شَمِرٍ: يقالُ: قَلْبٌ، وقُلْبٌ، لقلب النَّخلة، (و) يجمع على (قِلَبَةٍ) أَي: كَعِنَبَةٍ.
(والقُلْبَةُ، بالضَّمّ: الحُمْرَةُ) قالَه ابْنُ الأَعْرَابيِّ.
(و) عَرَبِيَّةٌ قُلْبَةٌ، وَهِي (الخَالِصَةُ النَّسَبِ) ؛ وَعَرَبِيٌّ قُلْبٌ، بالضَّم: خالِصٌ، مثلُ قَلْبِ. عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، كَمَا تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه، وَهُوَ مجازٌ.
(والقَلِيبُ: البِئْرُ) مَا كَانَت. والقَلِيبُ: البِئرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى، فإِذا طُوِيَتْ فَهِيَ الطَّوِيُّ، (أَوِ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ مِنْهَا) الَّتي لَا يُعْلَمُ لَهَا رَبٌّ وَلَا حافِرٌ، يكون فِي البَرَارِيِّ يُذَكَّرُ (ويُؤَنَّثُ) ، وَقيل: هِيَ البِئرُ القَدِيمة، مَطْوِيَّةً كَانَت أَو غيرَ مَطْوِيَّةٍ. وَعَن ابنِ شُمَيْلٍ: القَلِيبُ: اسْمٌ من أَسماءِ الرَّكِيّ مَطْوِيَّةً أَو غير مَطْوِيّة، ذَات ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَوْ غَيْرُ جَفْرٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: القَلِيبُ اسْمٌ من أَسماءِ البئرِ البَدِيءِ والعادِيَّةِ، وَلَا تُخَصُّ بهَا العادِيَّةُ. قَالَ: وسُمِّيَتْ قَليباً؛ لأَنّه قُلِب تُرابُها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابيّ: القَلِيبُ: مَا كَانَ فِيهِ عينٌ، وإِلاَّ فَلَا، (ج أَقْلِبَةٌ) ، قَالَ عَنْتَرَةُ يصف جُعَلاً:
كَأَن مُؤشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً
هَدُوجاً بيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ
(و) جمع الكثيرِ (قُلُبٌ) ، بضمّ الأَوَّلِ والثّانِي، قَالَ كُثَيّرٌ:
وَمَا دامَ غَيْثٌ منْ تِهامَةَ طَيِّب
بهَا قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرَارُ
الكِرار: جمعُ كَرَ للحَسْيِ؛ والعادِيَّةُ: القَديمةُ، وَقد شَبَّه العَجّاجُ بهَا الجِراحاتِ فَقَالَ:
عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ وَقيل: الجمعُ قُلُبٌ، فِي لُغَة من أَنَّث، وأَقْلِبَةٌ، (وقُلْبٌ) ، أَي: بضمَ فسُكُونٍ جَمِيعًا، فِي لُغَة من ذَكَّرَ؛ وَقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ، هاكذا وَفِي غيرِ نُسَخٍ، وَفِي نسختِنا تقديمُ هاذا الأَخِيرِ على الثَّانِي، واقتصرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ، وهما من جُموعِ الكَثْرَة. وأَمّا بِسُكُون اللاَّمِ، فَلَيْسَ بوزْنٍ مُسْتَقِلَ، بل هُوَ مُخَفَّفٌ من المضموم، كَمَا قالُوا فِي: رُسُلٍ، بضمَّتَيْنِ، ورُسْلٍ، بسكونها أَشار لَهُ شيخُنا.
(و) قَالَ الأُمَوِيُّ: فِي لغةِ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ: (القالِبُ) ، بِالْكَسْرِ: (البُسْرُ الأَحْمَرُ) ، يُقَال مِنْهُ: قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقلِبُ إِذا احْمَرَّتْ. وَقد تقدَّم. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: إِذا تَغَيَّرتِ البُسْرَةُ كلُّهَا، فَهِيَ القالِبُ، (و) القالِبُ بالكَسُر: (كالْمِثالِ) ، وَهُوَ الشَّيْءُ (يُفْرَغُ فيهِ الجَواهِرُ) ، لِيَكُونَ مِثَالاً لِما يُصاغُ مِنْهَا.
وكذالك قالِبُ الخُفِّ ونحوِه، دَخِيلٌ، (وفَتْحُ لامِه) ، أَي فِي الأَخيرة (أَكْثَرُ) .
وأَمّا القالِبُ الّذي هُوَ البُسْرُ، فَلَيْسَ فِيهِ إِلاّ الكسرُ، وَلَا يجوز فِيهِ غيرُهُ.
قَالَ شيخُنا: والصَّوَابُ أَنَّهُ مُعَرَّبٌ، وأَصلُه كالَبٌ؛ لأَنَّ هاذَا الوَزْنَ لَيْسَ من أَوزان الْعَرَب، كالطَّابَق ونحْوِه، وإِنْ رَدَّهُ الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاءِ بأَنَّهُ غيرُ صَحِيح، فإِنَّها دعوَى خاليةٌ عَن الدَّليلِ، وصِيغَتُهُ أَقوَى دليلٍ على أَنَّهُ غيرُ عربِيَ، إِذْ فاعَلٌ، بِفَتْح الْعين، لَيْسَ من أَوزانِ العرَبِ، وَلَا من استعمالاتها. انْتهى.
(وشاةٌ قالِبُ لَوْنٍ) : إِذا كَانَت (على غَيْرِ لَوْنِ أُمِّها) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ مُوسَى لَمَّا آجَرَ نَفْسَهُ مِنْ شُعَيبٍ، قَالَ لِمُوسَى، عليهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ: لَكَ من غَنَمِي مَا جاءَت بِهِ قالِب لَوْنٍ. فجاءَت بِهِ كُلِّهِ قَالِبَ لَوْنٍ) تفسيرُهُ فِي الحَدِيث: أَنَّها جاءَت على غيرِ أَلْوانِ أُمَّهاتِها، كأَنَّ لَوْنَها قد انْقلب. وَفِي حديثِ عليَ، رضيَ اللَّهُ عَنهُ، فِي صفةِ الطُّيُورِ: (فمِنْهَا مَغْموسٌ فِي قالِب لَوْنٍ لَا يَشُوبُه غَيْرُ لَوْنِ مَا غُمِسَ فِيهِ) .
(والقِلِّيب: كسِكِّيتٍ، وتَنُّورٍ، وسِنَّوْرٍ، وقَبُولٍ، وكِتابٍ: الذِّئْبُ) ، يَمَانِيَةٌ. قَالَ شاعرُهم:
أَيا جَحْمَتَا بَكِّي على أُمِّ واهِب
أَكِيلَةِ قِلَّوْب ببَعْضِ المَذانِبِ
ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والصَّغانيّ فِي كتاب لَهُ فِي أَسماءِ الذِّئب، وأَغفله الدَّمِيرِيُّ فِي الْحَيَاة.
(و) من الأَمثال: (مَا بِهِ) ، أَي: العَليلِ (قَلَبَةٌ، مُحَرَّكَةً) ، أَي: مَا بِهِ شَيْءٌ، لَا يُسْتعملُ إِلاَّ فِي النَّفْي، قَالَ الفَرّاءُ: هُوَ مأْخوذٌ من القُلاَب: داءٍ يأْخُذُ الإِبلَ فِي رُؤُوسها، فيَقْلِبُها إِلى فَوق؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ:
أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ
وَقد بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
أَي: بَرِئْتُ من داءِ الحُبّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ. مَعْنَاهُ لَيست بِهِ عِلّة يُقَلَّبُ لَهَا، فيُنْظَرُ إِليه. تقولُ: مَا بالبَعِير قَلَبَةٌ، أَي: لَيْسَ بِهِ (داءٌ) يُقْلَب لَهُ، فيُنْظَرُ إِليه. وَقَالَ الطّائِيُّ: معناهُ: مَا بِهِ شَيْءٌ يُقْلِقُهُ، فيَتَقَلَّب من أَجْلِهِ على فِراشه. (و) قَالَ اللَّيْثُ: مَا بِهِ قَلَبَةٌ، أَي لَا داءَ، وَلَا غائلةَ، وَلَا (تَعَب) . وَفِي الحَدِيث: (فانْطَلَق يَمْشِي، مَا بِهِ قَلَبَةٌ) ، أَي: أَلَمٌ وعِلّةٌ: وَقَالَ الفَرّاءُ: مَعْنَاهُ مَا بِهِ عِلَّةٌ يُخْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا، وَهُوَ مأْخوذ من قَوْلِهم: قُلِبَ الرَّجُلُ، إِذا أَصابَهُ وَجَعٌ فِي قَلْبِه، وَلَيْسَ يكَاد يُفْلِتُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيِّ: أَصلُ ذَلِك فِي الدَّوابّ، أَي: مَا بِهِ داءٌ، يُقْلَبُ بِهِ حافِرُهُ. قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ يَصِفُ فَرَساً:
ولَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ
وَلَا لِحَبْلَيْهِ بهَا حَبارُ
أَي: لم يَقْلِبْ قوائمَها من عِلّة بهَا. وَمَا بالمَرِيض قَلَبَةٌ: أَي عِلَّةٌ يُقَلَّبُ مِنْهَا، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(وأَقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهِرُهُ) ، فَحُوِّلَ.
(و) قَلَبَ الخُبْزَ ونَحْوَهُ، يَقْلِبُه، قَلْباً: إِذا نَضِجَ ظاهِرُهُ، فَحَوَّلَه لِيَنْضَجَ باطنُه. وأَقْلَبَهَا، لُغَةٌ، عَن اللِّحْيانيّ، ضعيفةٌ.
وأَقْلَبَ (الخُبْزُ: حانَ لَهُ أَنْ يُقلَبَ) .
(و) قَلَبْتُ الشَّيْءَ، فانْقَلَبَ: أَي انْكَبَّ. وقَلَّبْتُهُ بيَدِي تَقْلِيباً. وَكَلَام مقلوبٌ، وَقد قَلَبْتُهُ فانْقَلَبَ، وقَلَّبْتُهُ فتَقَلَّبَ.
وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر فِي عَوَاقِبِها.
و (تَقَلَّبَ فِي الأُمورِ) ، وَفِي البِلادِ: (تَصَرَّفَ) فِيهَا (كَيْفَ شاءَ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى الْبِلاَدِ} (غَافِر: 4) ، مَعْنَاهُ: فَلَا يَغْرُرْكَ سَلامتُهم فِي تَصرُّفِهم فِيهَا، فإِنَّ عاقبةَ أَمرِهم الهلاكُ.
ورَجُلٌ قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ كيفَ يَشاءُ. (و) من الْمجَاز: رَجُلٌ (حُوَّلٌ قُلَّبٌ) ، كلاهُما على وزن سُكَّرٍ، (و) كذالك (حُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ) ، بِزِيَادَة الياءِ فيهمَا، (و) كذالك (حُوَّلِيٌّ قُلَّبٌ) ، بِحَذْف الياءِ فِي الأَخِيرِ، أَي: (مُحْتَالٌ، بَصِيرٌ بتَقْلِيبِ) ، وَفِي نُسْخَة: بتَقَلُّبِ (الأُمُورِ) . ورُوِيَ عَن مُعاوِيَةَ لمّا احْتُضِرَ أَنَّه كَانَ يُقَلَّبُ على فِراشِه فِي مَرضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: إِنَّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لَوْ وُقِيَ هَوْلَ المُطَّلَعِ. وَفِي النِّهاية: إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ، أَي: رَجُلاً عَارِفًا بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُولَ، وقَلَّبَهُما ظَهْراً لِبَطْنٍ، وَكَانَ مُحْتالاً فِي أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّب. وَقَوله تَعَالَى: {تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالاْبْصَارُ} (النُّور: 37) ، قَالَ الزَّجّاجُ: معناهُ: تَرْجُفُ، وتَخِفّ من الجَزْعِ والخَوفِ.
(و) المِقْلَبُ: (كمِنْبَرٍ: حَدِيدَةٌ تُقَلَّبُ بِها الأَرْضِ) لاِءَجْلِ (الزَّرَاعَةِ) .
(والمَقلوبة: الأُذُنُ) ، نَقله الصّاغانيّ. (والقَلَبُ، مُحَرَّكةً: انْقِلابٌ) فِي (الشَّفَةِ) العُلْيَا واسْتِرْخَاءٌ، وَفِي الصَّحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، وَلم يُقَيِّدْ بالعُلْيَا، كَمَا للمؤلِّف. (رَجُلٌ أَقْلَبُ وَشَفَةٌ قَلْباءُ بَيِّنَةُ القَلَبِ) .
(والقَلُوبُ) ، كصَبُورٍ: الرجل (المُتَقَلِّبُ) ؛ قالَ الأَعْشَى:
أَلَمْ تَرْوَا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ
أَنَّ بَنِي قِلاَبَةَ القَلُوبِ
أُنُوفُهُمْ مِلْفَخْرِ فِي أُسْلُوبِ
وشَعَرُ الأَسْتاهِ فِي الجَبُوبِ
(وقُلُبٌ، بضمَّتَيْن: مِياهٌ لِبَنِي عامِر) ابْنِ عُقَيْلٍ.
(و) قُلَيْبٌ، (كَزُبَيْرٍ) : ماءٌ بنَجْدٍ لربِيعةَ.
(وجَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ) ، وَفِي نسخةٍ: هُنا زيادةُ قولِه: (وقدْ يُفْتَح) ، وضَبطَهُ الصّاغانيّ، كَحُمَيْرٍ، فِي الأَول.
(وأَبو بَطْنٍ مِن تَمِيم) . وَفِي نُسْخَة: وبَنُو القُلَيْبِ: بَطْنٌ من تَمِيمٍ، وَهُوَ القُلَيْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ.
قلتُ: وَفِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ: القُلَيْبُ بن عَمْرِو بْنِ أَسَد، مِنْهُم: أَيْمَنُ بنُ خُرَيْمِ بْنِ الأَخْرَمِ بْنِ شَدّادِ بْنُ عَمْرو بْنِ الفَاتِكِ بنِ القُلَيْبِ، الشّاعرُ الفارسُ.
(و) القُلَيْبُ: (خَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ) ، يُؤَخَّذُ بِها، هاذِه عَن اللِّحْيَانِيِّ.
(وذُو القَلْبَيْنِ) : لَقَبُ أَبي مَعْمَرٍ (جمِيلِ بْنِ مَعْمَرِ) بْنِ حَبِيبٍ الجُمَحِيّ وَقيل: هُوَ جَميلُ بْنُ أَسَدٍ الفِهْرِيُّ. كَانَ من أَحفظِ العربِ، فقيلَ لَهُ: ذُو القَلْبَيْنِ، أَشار لَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. (و) يُقَالُ: إِنَّهُ (فِيهِ نَزَلَتْ) هاذه الْآيَة: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ} (الْأَحْزَاب: 4) ، وَله ذكرٌ فِي إِسلامِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ، كَانَت قُرَيْشٌ تُسَمِّيه هاكذا.
(ورَجُلٌ قَلْبٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وقُلْبٌ) بضَمّ فسُكون: (مَحْضُ النَّسَبِ) خالِصُه، يَسْتَوِي فِيهِ المُؤَنثُ والمُذَكَّرُ والجَمْعُ، وإِن شِئتَ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ، وإِن شِئتَ تَركتَه فِي حَال التَّثْنِيَةِ والجمعِ بلفظٍ واحدٍ، وَقد قدّمتُ الإِشارَةَ إِليه فِيمَا تقدَّمَ.
(وأَبُو قِلابَةَ، ككِتابَة) : عبدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الجَرْمِيُّ، (تابِعيٌّ) جليل، ومُحَدِّثٌ مشهورٌ.
(والمُنْقَلَبُ) : يستعملُ (لِلمَصْدَرِ ولِلْمَكانِ) كالمُنْصَرَف، وَهُوَ مَصِيرُ العِبَادِ إِلى الآخِرَة، وَفِي حديثِ دُعاءِ السَّفَرِ: (أَعُوذُ بك من كَآبَةِ المُنْقَلَبِ) أَي: الانقلابِ من السَّفَر والعَوْدِ إِلى الوَطَن، يَعْنِي: أَنّه يعودُ إِلى بَيته، فيَرى مَا يَحْزُنُه: والانقلاب: الرُّجُوعُ مُطْلَقاً.
(والقُلاَبُ، كغُرابٍ) : جَبَلٌ بدِيارِ أَسَدٍ؛ (ودَاءٌ للْقَلْبِ) .
وعِبارَةُ اللِّحْيَانيِّ: داءٌ يأْخُذُ فِي القَلْب.
(و) القُلاَبُ: (داءٌ لِلْبَعِيرِ) فيَشتكي مِنْهُ قلْبَه، و (يُمِيتُهُ مِنْ يَوْمِهِ) وَقيل: مِنْهُ أُخِذَ المَثَلُ الْمَاضِي ذكرُه: (مَا بِهِ قَلَبةٌ) يُقَالُ: بَعِيرٌ مَقلوبٌ، وناقةٌ مَقلوبةٌ. قَالَ كُرَاع: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسْم العُضْوِ، إِلا القُلابُ من القَلْبِ، والكُبادُ من الكَبِدِ، والنُّكَافُ من النَّكَفَتَيْنِ، وهما غُدَّتَانِ تَكْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ من أَصْلِ اللَّحْيِ.
(وقَدْ قُلِبَ) بالضَّمّ قُلاَباً، (فَهُوَ مقْلُوبٌ) ؛ وَقيل: قُلِبَ البَعِيرُ قُلاَباً: عاجَلَتْهُ الغُدَّةُ فَمَاتَ، عنِ الأَصْمَعيِّ.
(وأَقْلَبُوا: أَصابَ إِبِلَهُمُ القُلابُ) ، هاذا الدّاءُ بعَيْنِهِ.
(وقُلْبَيْنُ، بالضَّمّ) فَسُكُون فَفتح الْمُوَحَّدَة: (ة، بدِمَشْقَ، وَقد يُكْسَرُ ثالثُهُ) ، وَهِي المُوَحَّدَةُ.
وَمِمَّا بَقِي على المؤلِّف من ضروريّات الْمَادَّة:
قَلَب عَيْنَهُ وحِمْلاقَهُ عندَ الوَعِيدِ والغَضَب، وأَنشدَ:
قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنْ وَفِي المَثَل: (اقْلِبِي قَلاَبِ) يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْلِبُ لِسانَهُ، فيضَعُهُ حيثُ شَاءَ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ: (بَيْنَا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ انْدَفَعَ جَرِيرٌ يُطْرِيهِ ويُطْنِبُ، فأَقبلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تقولُ يَا جَرِيرُ؟ وعرَف الغضبَ فِي وجهِه، فَقَالَ: ذَكَرْتُ أَبا بكرٍ وفَضْلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: اقْلِبْ قَلاَّبُ) . وَسكت. قَالَ ابْن الأَثِيرِ: هَذَا مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ يكون مِنْهُ السَّقْطَةُ، فيتداركُها، بأَنْ يَقْلِبها، عَن جِهتها، ويَصْرِفَهَا إِلى غيرِ مَعْنَاهَا، يُرِيد: اقْلِبْ يَا قَلاَّب، فأَسْقَطَ حرفَ النِّداءِ، وَهُوَ غريبٌ؛ لأَنّه إِنّما يُحْذَفُ مَعَ الأَعْلاَمِ. ومثلُه فِي المُسْتَقْصَى، ومَجْمَعِ الأَمْثالِ لِلمَيْدَانِيِّ.
وَمن المَجاز: قَلَبَ المُعَلِّمُ الصِّبْيانَ: صَرَفَهم إِلَى بُيُوتِهم، عَن ثَعْلَب. وَقَالَ غَيره: أَرسلَهم ورَجَعَهُمْ إِلى منازِلِهم. وأَقْلَبَهم لغةٌ ضعيفةٌ، عَن اللِّحْيَانيّ. على أَنّه قد قَالَ: إِنَّ كلامَ العربِ فِي كلِّ ذالك إِنّما هُوَ: قَلَبْتُهُ، بغيرِ أَلِفٍ: وَقد تقدّمتِ الإِشارةُ إِليهِ. وَفِي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ: (أَنه كَانَ يُقَالُ لِمُعَلِّمِ الصِّبْيَانِ: اقْلِبْهُمْ، أَي: اصْرِفْهُمْ إِلى مَنَازِلهمْ. وَفِي حَدِيث المُنْذِرِ: (فاقْلِبُوهُ. فَقَالُوا: أَقْلَبْناهُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ) ، قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: هاكذا جاءَ فِي صَحِيح مُسلم، وَصَوَابه: قَلَبْنَاهُ.
ويَأْتِي القَلْبُ بِمَعْنى الرُّوحِ.
وقَلْبُ العَقْرَبِ: مَنْزِلٌ من منازلِ القمرِ، وَهُوَ كَوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْهِ كوكبانِ. قَالَ شيخُنا: سُمِّيَ بِهِ لاِءَنَّه فِي قلْب العقْرب. قَالُوا: والقُلُوبُ أَربعة: قَلْبُ العقْرب، وقلْبُ الأَسَدِ، وقلبُ الثَّوْرِ وَهُوَ الدَّبَرانُ، وقلبُ الحُوتِ وَهُوَ الرِّشاءُ، ذَكرَهُ الإِمامُ المَرْزُوقيُّ فِي كتابِ الأَمْكنة والأَزمنة وَنَقله الطِّيبِيُّ فِي حَوَاشِي الكَشّافِ أَثناءَ (يللهس) ، ونَبَّه عليهِ سَعْدِي جَلَبِي هُنَاك، وأَشارَ إِليه الجَوْهَرِيُّ مُخْتَصرا، انْتهى.
وَمن المَجَازِ: قَلَبَ التّاجِرُ السِّلْعَةَ، وقَلَّبَهَا: فَتَّشَ عَن حَالِهَا.
وقَلَبْتُ المملوكَ عندَ الشِّراءِ، أَقْلِبُه، قَلْباً: إِذا كشفْتَهُ، لتَنْظُرَ إِلى عُيُوبِه.
وَعَن أَبي زيدٍ: يُقَالُ للبلِيغ من الرِّجالِ: قد رَدَّ قَالَ 2 بَ الكلامِ، وَقد طَبَّقَ المَفْصِلَ، ووضَعَ الهِناءَ مَوَاضِعَ النُّقْب.
وَفِي حديثٍ: (كَانَ نِساءُ بني إِسرائيلَ يَلْبَسْن القَوالِبَ) جمعُ قالِبٍ، وَهُوَ نَعْلٌ من خَشَبٍ، كالقَبْقابِ وتُكْسَرُ لامهُ وتُفْتَح. وَقيل: إِنَّه مُعَرَّبٌ وَفِي حَدِيث ابْنِ مسعودٍ: (كَانَت المرأَةُ تَلْبَسُ القَالِبَيْنِ، تَطَاوَلُ بهما) كَذَا فِي لِسان الْعَرَب.
وقَلِيبٌ، كأَمير: قريةٌ بمِصْرَ، مِنْهَا الشّيخُ عبدُ السَّلامِ القَلِيبِيُّ أَحَدُ من أَخَذَ عَن أَبِي الفَتْحِ الوَاسِطِيّ، وحفِيدُهُ الشَّمْسُ محمّدُ بْنُ أَحمدَ بْنِ عبدِ الواحدِ بْنِ عبدِ السَّلامِ، كتب عَنهُ الحافِظُ رِضْوانُ العقبِيّ شَيْئا من شِعْرِه.
وقَلْيُوبُ، بِالْفَتْح: قريةٌ أُخرَى بمِصْرَ، تضافُ إِليها الكُورَةُ.
وهَضْبُ القَلِيبِ، كأَميرٍ: بِنجْدٍ.
وقُلَّبٌ، كسُكَّر: وادٍ آخَرُ نَجْدِيٌّ.
وَبَنُو قِلاَبَةَ، بِالْكَسْرِ: بطْنٌ.
والقِلَّوْبُ، والقِلِّيبُ كسِنَّوْرٍ، وسِكِّيت: الأَسَدُ، كَمَا يُقالُ لَهُ السِّرْحانُ. نَقله الصَّاغانيُّ.
ومَعَادِنُ القِلَبَةِ، كعِنَبة: موضعٌ قُرْبَ المدينةِ، نَقله ابْنُ الأَثيرِ عَن بَعضهم: وسيأْتي فِي قبل.
والإِقْلابِيَّةُ: ننوعٌ من الرِّيحِ، يَتضَرَّر مِنْهَا أَهلُ الْبَحْر خوفًا على المَرَاكِب.
قلب: {تقلبون}: ترجعون. {تقلبهم}: تصرفهم. {يقلب كفيه}: يصفق بالواحدة على الأخرى.
(قلب) الشَّيْء مُبَالغَة فِي قلب وَيُقَال قلب الْأُمُور نظر فِي عواقبها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقلبوا لَك الْأُمُور}
القلب: لطيفة ربانية لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر تعلق، وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان، ويسميها الحكيم: النفس الناطقة، والروح باطنه، والنفس الحيوانية مركبة، وهي المدرك، والعالم من الإنسان، والمخاطب، والمطالب، والمعاتب.

القلب: هو جعل المعلول علة، والعلة معلولًا، وفي الشريعة: عبارة عن عدم الحكم لعدم الدليل، ويراد به ثبوت الحكم بدون العلة.
(ق ل ب) : (قَلَبَ الشَّيْءَ) حَوَّلَهُ عَنْ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي الِاسْتِسْقَاءِ (قَلَبَ) رِدَاءَهُ فَجَعَلَ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ (وَسَرِيرٌ مَقْلُوبٌ) قَوَائِمُهُ إلَى فَوْقَ.

(وَالْقَلِيبُ) الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ وَالْجَمْع قُلُبٌ وَمَا بِهِ (قَلَبَةٌ) أَيْ دَاءٌ وَفِي يَدِهَا قُلْبُ فِضَّةٍ أَيْ سِوَارٌ غَيْرُ مَلْوِيٍّ مُسْتَعَارٌ مِنْ قُلْبِ النَّخْلَةِ وَهُوَ جُمَّارُهَا لِمَا فِيهِمَا مِنْ الْبَيَاضِ وَقِيلَ عَلَى الْعَكْسِ وَأَبُو قِلَابَةَ بِالْكَسْرِ مِنْ التَّابِعِينَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ.
قلب
قَلْبُ الشيء: تصريفه وصرفه عن وجه إلى وجه، كقلب الثّوب، وقلب الإنسان، أي: صرفه عن طريقته. قال تعالى: وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ
[العنكبوت/ 21] . والِانْقِلابُ: الانصراف، قال: انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ
[آل عمران/ 144] ، وقال: إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ
[الأعراف/ 125] ، وقال: أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
[الشعراء/ 227] ، وقال:
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ [المطففين/ 31] . وقَلْبُ الإِنْسان قيل: سمّي به لكثرة تَقَلُّبِهِ، ويعبّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الرّوح والعلم والشّجاعة وغير ذلك، وقوله: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ
[الأحزاب/ 10] أي: الأرواح. وقال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ
[ق/ 37] أي: علم وفهم، وكذلك: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ [الأنعام/ 25] ، وقوله: وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ [التوبة/ 87] ، وقوله: وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ
[الأنفال/ 10] أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم، وعلى عكسه: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [الحشر/ 2] ، وقوله: ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب/ 53] أي: أجلب للعفّة، وقوله:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 4] ، وقوله: وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر/ 14] أي: متفرّقة، وقوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج/ 46] قيل: العقل، وقيل: الرّوح. فأمّا العقل فلا يصحّ عليه ذلك، قال: ومجازه مجاز قوله: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [البقرة/ 25] . والأنهار لا تجري وإنما تجري المياه التي فيها. وتَقْلِيبُ الشيء: تغييره من حال إلى حال نحو: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ
[الأحزاب/ 66] وتَقْلِيبُ الأمور: تدبيرها والنّظر فيها، قال:
وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ
[التوبة/ 48] . وتَقْلِيبُ الله القلوب والبصائر: صرفها من رأي إلى رأي، قال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ [الأنعام/ 110] ، وتَقْلِيبُ اليد: عبارة عن النّدم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم. قال: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ
[الكهف/ 42] أي: يصفّق ندامة.
قال الشاعر:
كمغبون يعضّ على يديه تبيّن غبنه بعد البياع
والتَّقَلُّبُ: التّصرّف، قال تعالى: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء/ 219] ، وقال: أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ [النحل/ 46] . ورجل قُلَّبٌ حُوَّلٌ: كثير التّقلّب والحيلة ، والْقُلَابُ: داء يصيب القلب، وما به قَلَبَةٌ : علّة يُقَلِّبُ لأجلها، والْقَلِيبُ. البئر التي لم تطو، والقُلْبُ: الْمَقْلُوبُ من الأسورة.

قلب


قَلَبَ(n. ac. قَلْب)
a. Turned; turned over; turned upside-down, inverted;
transposed; changed, altered; varied, transformed, metamorphosed
metamorphized.
b. [acc. & 'An], Turned from.
c. Dismissed, sent away.
d. Called away, took to himself; translated (
God ).
e. Rolled ( his eyes ).
f. Examined; inspected, scrutinized.
g. Considered, pondered ( in his mind ).
h.
(n. ac.
قَلْب), Hit, injured, affected the heart of.
i. Took out the pith of (palm-tree).
j. Became red (date).
k. [pass.], Had heartdisease.
قَلِبَ(n. ac. قَلَب)
a. Was turned up (lip); had turned up lips.

قَلَّبَa. see I (a)b. Handled, manipulated.
c. Managed, transacted (business).
d. [acc. & Fī], Employed, empowered to act in (
matter ).
e. [acc.
amp; Fī ], Turned over, revolved (
his thoughts about ).
f. see I (f)
أَقْلَبَa. see I (d)b. Made to return.
c. [acc. & Bi], Brought back, restored to.
d. Was done on one side (bread); was dry
tough (grape).
e. Had his camels attacked by heartdisease.

تَقَلَّبَa. Was turned round, turned over, inverted; turned
shifted; changed, altered.
b. Tossed about; was restless.
c. Was fickle; was versatile.
d. [Fī], Managed, directed, acted as he pleased in.

إِنْقَلَبَa. Was inverted, turned over; was transposed; was changed
transformed.
b. [Ila], Returned to; turned, veered, shifted towards.
c. Was restless, uneasy; was disturbed, agitated.
d. ['An], Turned, withdrew, receded from.
قَلْب
(pl.
قُلُوْب)
a. Heart: viscra, stomach; mind, soul; intellect
intelligence; secret thought; interior, inside; centre, middle
midst; core, kernel; marrow; pith; essence, best, choice
of.
b. Turn; change, alteration; vicissitude.
c. Inversion, transposition; permutation.
d. Transformation, metamorphosis.
e. Reverse; inverse.
f. Main body ( of an army ).
g. Genuine; pure; of good lineage.

قَلْبَةa. see 1 (b) (g).
قَلْبِيّa. Hearty, cordial.
b. Internal, inward; inner, inside, interior; innermost
inmost; intimate.

قِلْبa. see 3 (a)
قُلْبa. Pith, heart ( of a palmtree ).
b. Bracelet.
c. Whitish serpent.
d. see 1 (g)e. [ coll. ]
see 1 (b) (c), (d), (e).

قُلْبَةa. Redness.
b. see 3 (a)
قَلَبَةa. Disease, unsoundness.
b. Fatigue; pain.

قُلَّبa. Versatile; cunning, subtle; ingenious; shifty, fickle
inconstant, changeable, variable.

قُلَّبِيّa. see 11
أَقْلَبُa. Turned up (lip).
مِقْلَب
(pl.
مَقَاْلِبُ)
a. Hoe; seed-drill.
b. [ coll. ], Hammer ( of a
gun ).
قَاْلِبa. Turning &c.
b. Red, unripe dates.
c. see قَالَب

قَلَاْبa. Quibbler.

قِلَاْبa. see 30
قُلَاْبa. Heart-disease.

قَلِيْب
(pl.
قُلْب
قُلُب
أَقْلِبَة
15t)
a. Well.
b. Earth freshly turned over.

قَلُوْبa. see 11 & 30
قِلِّيْبa. Wolf.
b. Lion.

قَلُّوْبa. see 30
N. P.
قَلڤبَa. Turned over; inverted; upside-down, topsy-turvy;
reversed; transposed.
b. Suffering from heart disease.

N. Ag.
تَقَلَّبَa. Changeable, versatile.

N. P.
تَقَلَّبَa. Free scope; liberty of action.
b. see N. P.
إِنْقَلَبَ
N. Ac.
تَقَلَّبَa. Inversion; transposition; alteration;
variation.
b. Versatility; changeableness;
variableness; fickleness, shiftiness, inconstancy.
N. P.
إِنْقَلَبَa. Place of return; destination; the hereafter.

N. Ac.
إِنْقَلَبَa. see N. Ac.
V (a)b. Revolution.

تَقَلُّبَات
a. Changes, vicissitudes.

قُلَيْب
a. Little heart.
b. Amulet, bead.

قَالَب (pl.
قَوَاْلِبُ قَوَاْلِيْبُ), P.
a. Model, form; last ( of a boot ).
b. Mould, cast.
c. Girder ( of an arch ).
d. Clog, sandal.

قِلَّاب قِلَّوْب
a. see 30
المَقْلُوْبَة
a. The ear.

بَالمَقْلُوْب
a. [ coll. ], The reverse way;
inside-out; hind part before; contrariwise.
قَلْبُ الْأَسَد
a. Cor Leonis.

قَلْبُ الْعَقْرَب
a. The star a in Scorpio.

حُوَّل قُلَّب
a. حُوَّلِيّ قُلَّبِيّ
see 11
مُقَلِّبُ القُلُوْبِ
a. The Turner of hearts: God.

إِنْقِلَاب الشَّمْس
a. Solstice.

قَالَب سُكَّر
a. [ coll. ], Sugar-loaf.

مِن صَمِيْم قَلْبِهِ
a. From the bottom of his heart: heartily.

ورق

ورق



وَرِقٌ Silver, whether coined or not: (AO, TA:) or coined dirhems; (S, K;) coined silver. (Mgh.) See عَيْنٌ.

أَوْرَاق

, pl. of وَرَقٌ, meaning أَحْدَاث: see قَعْبٌ.

وُرْقَةٌ Ash-colour. (Msb.) See سُمْرَةٌ.

وَرِقَةٌ and وَرِيقَةٌ: see وَارِقٌ.

شَجَرٌ وَارِقٌ Trees having leaves: (Msb:) [or leafy trees; trees having many leaves; for]

شَجَرَةٌ وَارِقَةٌ (TA) and ↓ وَرِقَةٌ and ↓ وَرِيقَةٌ (S, K, TA) signify a tree having many leaves. (S, K, TA.) And شَجَرَةٌ وَارِقَةُ الظِّلَالِ [A tree having leafy coverings or shades]. (K in art. غيل.) أَوْرَقُ

, applied to a camel, White inclining to black; i. e. of a dusky white hue: or rather, simply, duskish; or dusky; (S, K;) or of a colour like that of ashes. (T, Mgh, Msb.) See أَحْمَرُ and خُطَبَانِىٌّ. b2: أَوْرَقُ Ashes. (K.) See an ex. a verse cited voce عُنَّةٌ, last sentence.
(ورق) الشّجر أخرج ورقه وَفُلَان هيأ ورق الْكِتَابَة وَكتب فِيهِ (مو) وَكَانَ كَاتبا لغيره (مو)
(ورق)
الشّجر (يرق) وَرقا خرج ورقه وَظهر ورقه تَاما وَألقى ورقه وَفُلَان الشَّجَرَة أَخذ وَرقهَا
(ورق) - قوله تبارك وتعالى: {مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}
قال الخليل: الورَق: وَرَق الشَّجرِ والشَّوْكِ.
وقال أبُو حَنيفَةَ الدِّينَورى: الوَرَقُ في الشَّجَر والنَّباتِ لكُلّ مَا ينبسِطُ، وكَانَ له عَيْنٌ في وَسَطِهِ، ووَرَقُ الدُّنيا: نَعِيمُها.
- في حديث عَرْفَجَة: "أنّه اتَّخَذَ أنْفاً من وَرِق" .
ذَهب الأَصمعيُّ: إلى أنه الوَرَق - بفتح الراء - يعنى الرَّقّ الذي يُكتَب فيه، ويَردُّ عليه رُواةُ مَنْ رَواه مِن فِضَّةٍ.
- في الحديث : "رَجُلان مِن مُزَيْنَةَ يَنْزِلان جَبَلًا يقال له: وَرِقان، فَيُحْشَرُ النّاسُ ولَا يَعْلمانِ"
ذكر الزمخشرى أنه جبل على وزن قَطِران.
ورق
وَرَقُ الشّجرِ. جمعه: أَوْرَاقٌ، الواحدة:
وَرَقَةٌ. قال تعالى: وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها [الأنعام/ 59] ، ووَرَّقْتُ الشّجرةَ:
أخذت وَرَقَهَا، والوَارِقَةُ: الشّجرةُ الخضراءُ الوَرَقِ الحسنةُ، وعامٌ أَوْرَقُ: لا مطر له، وأَوْرَقَ فلانٌ:
إذا أخفق ولم ينل الحاجة، كأنه صار ذا وَرَقٍ بلا ثمر، ألا ترى أنه عبّر عن المال بالثّمر في قوله:
وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ [الكهف/ 34] قال ابن عباس رضي الله عنه: هو المال . وباعتبار لونه في حال نضارته قيل: بَعِيرٌ أَوْرَقُ: إذا صار على لونه، وبعيرٌ أَوْرَقُ: لونه لون الرّماد، وحمامةٌ وَرْقَاءُ. وعبّر به عن المال الكثير تشبيها في الكثرة بالوَرَقِ، كما عبّر عنه بالثّرى، وكما شبّه بالتّراب وبالسّيل كما يقال: له مال كالتّراب والسّيل والثرى، قال الشاعر:
واغفر خطاياي وثمّر وَرَقِي
والوَرِقُ بالكسر: الدّراهم. قال تعالى:
فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ
[الكهف/ 19] وقرئ: بِوَرِقِكُمْ و (بِوِرْقِكُمْ) ، ويقال: وَرْقٌ ووَرِقٌ ووِرْقٌ، نحو كَبْد وكَبِد، وكِبْد.
[ورق] نه: فيه: إن جاءت به "أورق"، أي أسمر، جمل أورق وناقة ورقاء. ن: هي ما يخالط بياضها سواد، وقيل: السوداء، والورق بضم واو وسكون راء جمعه. نه: وفيه: قال لعمار: أنت طيب "الورق"، أراد به نسله، شبه بورق الشجر، وورق القوم: أحداثهم. وفي ح عرفجة: لما قطع أنفه اتخذ أنفًا من "ورق" فأنتن فاتخذ أنفًا من ذهب، هو بكسر راء: الفضة، وقد تسكن؛ وعن الأصمعي اتخذه من ورق - بفتح الراء، أراد الذي يكتب فيه لأن الفضة لا تنتن، لكن أخبر بعض أهل الخبرة أن الذهب لا يبليه الثرى ولا يصدئه الندى ولا تنقصه الأرض ولا تأكله النار، فأما الفضة فإنها تبلى وتصدأ ويعلوها السواد. ك: كأنه "ورقة" مصحف، وهو بفتح راء وتثليث ميم. والورق - بكسر راء ويسكن وبكسر واو مع سكون، والرقة - بكسر راء وخفة قاف: الدرهم المضروب. ج: وعدلها من "الورق"، أراد به الفضة. ن: وكذا المراد من ح: خمس أوراق من "الورق". وح: فصنع الناس خواتيم من "ورق" فطرحه النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: هو سهو من ابن شهاب فإن المطروح خاتم الذهب، وقد يأول ذلك. نه: وفيه: ضرس الكافر في النار مثل "ورقان"، هو بوزن قطران: جبل.
و ر ق: الْوَرِقُ الدَّرَاهِمُ الْمَضْرُوبَةُ وَكَذَا (الرِّقَةُ) بِالتَّخْفِيفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «فِي الرِّقَةِ رُبْعُ الْعُشْرِ» وَفِي الْوَرِقِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: (وَرِقٌ) وَ (وِرْقٌ) وَ (وَرْقٌ) مِثْلُ كَبِدٍ وَكِبْدٍ وَكَبْدٍ. وَرَجُلٌ (وَرَّاقٌ) كَثِيرُ الدَّرَاهِمِ. وَهُوَ أَيْضًا الَّذِي يُورِقُ وَيَكْتُبُ. وَ (الْوَرَقُ) مِنْ (أَوْرَاقِ) الشَّجَرِ وَالْكِتَابِ الْوَاحِدَةُ (وَرَقَةٌ) . وَشَجَرَةٌ (وَرِقَةٌ) وَ (وَرِيقَةٌ) أَيْ كَثِيرَةُ الْأَوْرَاقِ. وَ (أَوْرَقَ) الشَّجَرُ أَخْرَجَ وَرَقَهُ، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ: (وَرَقَ) الشَّجَرُ وَ (أَوْرَقَ) وَالْأَلِفُ أَكْثَرُ وَ (وَرَّقَ) أَيْضًا (تَوْرِيقًا) . (وَالْوَارِقَةُ) الشَّجَرَةُ الْخَضْرَاءُ الْوَرَقِ الْحَسَنَةُ. وَالْوَرَقُ أَيْضًا بِفَتْحِ الرَّاءِ الْمَالُ مِنْ دَرَاهِمَ وَإِبِلٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَيُقَالُ لِلْحَمَامَةِ: (وَرْقَاءُ) لِأَنَّ فِي لَوْنِهَا بَيَاضًا إِلَى سَوَادٍ. 
و ر ق

أورقت الشجرة وورّقت، وشجرة مورقة: ذات ورق، وورقة ووريقة: كثيرة الورق، ووارقة: خضراء الورق حسنة، وورقت الشجرة: أخذت ورقها. وتورّق الظبي: أكل الورق. قال امرؤ القيس:

وقد ركدت وسط السماء نجومها ... ركود نوادي الربرب المتورّق

وأعطاه ألف درهم ورقاً ورقةً ورقين. قال ثمامة السدوسيّ:

ألا ربّ ملتاث يجرّ كساءه ... نفي عنه وجدان الرّقين العظائما

وأورق الرجل: صار ذا ورقٍ. وياقل: إن تتجر فإنه مورقة لمالك. وحمامة ورقاء. وجمل أورق. وذئب أورق. وهو من وُرقِ الذئاب.

ومن المجاز: رأيت في الأرض ورق الدم وهي القطع المستديرة منه. وثمّر الله تعالى ورقه: ماشيته. قال العجاج:

إغفر خطاياي وثمّر ورقي

وهم من ورق القوم: من أحداثهم. وإنه إنها لورقة إذا كانا ضعيفين حديثين. وما أحسن أوراق فلان! إذا كان حسن الهيئة واللّبسة. وكتب في الورق وهي جلود رقاق، وصنعته الوِراقة. وكأن وجهه ورقة مصحف. وعام أورق: لا مطر فيه. وأورق الصائد والغازي، وطالب الحاجة: أخفق.

ورق


وَرَقَ
a. [ يَرِقُ] (n. ac.
وَرْق), Put forth leaves.
b. Stripped (branch).
وَرِقَ(n. ac. وَرَق)
a. see I (a)
وَرَّقَa. see I (a) c. Made paper.
d. [ coll. ], Plastered.

أَوْرَقَa. see I (a)b. Became rich.
c. Returned empty-handed.

تَوَرَّقَa. Ate leaves.

وَرْق
(pl.
وِرَاْق
أَوْرَاْق a. ), Coin; money.
وَرْقَةa. Flaw, knot ( in a bow ).
وِرْق
وُرْقa. see 1
وُرْقَةa. Gray, ash-colour.

وَرَقa. see 1b. (pl.
أَوْرَاْق), Leaves; foliage.
c. Leaf, sheet; paper; stationery; plate, sheet ( of me- (?...?);disk.
d. Pool of blood. (?...?)beauty.
f. Band of (?...?).
g. Wealth; property.

وَرَقَةa. Leaf; sheet &c.
b. Note, letter.
c. Label, ticket.
d. Noble.
e. see 5 (b)f. [ coll. ], Layer, coating.

وَرِقa. Leafy, verdant.
b. Common, low; mean.
c. see 1
وَرِقَةa. fem. of
وَرِق
أَوْرَقُ
(pl.
وُرْق)
a. Gray, ash-coloured.
b. Ashes, cinders.
c. Year of drought.
d. Diluted milk.

وَاْرِقa. see 5 (a)
وَاْرِقَةa. Green tree.

وَرَاْقa. Verdure, vegetation.

وِرَاْقa. Time of verdure.

وِرَاْقَةa. Business of a stationer &c.

وَرِيْقa. see 5 (a)
وَرِيْقَةa. see 21t
وَرَّاْقa. Paper-maker.
b. Stationer.
c. Rich, man of money.

وَرْقَآءُa. fem. of
أَوْرَقُb. (pl.
وَرَاْقَى
وَرَاقٍ), Pigeon.
N. Ag.
وَرَّقَa. see 28 (a) (b).
c. [ coll. ], Plasterer.

N. Ag.
وَاْرَقَa. Near.

رِقَة (pl.
رِقُوْن)
a. see 1b. Verdant earth.

لَعِب الوَرَق
a. [ coll. ], Game of cards.

التِّجَارَة مَوْرَقَة الْمَال
a. commerce is a means of increasing fortune.
ورق
الوَرَقُ: وَرَقُ الشَّجَرِ والشَّوْكِ. وَرَّقَتِ الشَّجَرَةُ تَوْرِيقاً وأوْرَقَتْ إيراقاً. والوِرَاقُ: وَقْتُ خُرُوْج الوَرَق. وشَجَرَةٌ وَرِيْقَةٌ ووَرِقَةٌ كثيرةُ الوَرَق. وإذا كانَ في القَوْس أدْنى أُبْنَةٍ: فهو وَرْقَةٌ. ووَرَقْتُ الشَّجَرَةَ أرِقُها وَرْقاً: أخَذْتَ وَرَقَها. والرِّقَةُ: حُسَافُ الصَلَيَانِ والثُّمَام وغيرِهما. والرقَةُ: أَوَّلُ نَبْتِ الطَّرِيفَةِ، ويقولون: وَجَدْنَا رِقَةً تُهْرَاقُ كأنَّها الزَّيْتُ. والمُتَوَرَقُ: الذي يَأكُلُ الوَرَقَ. والوَرَقُ: الدَّمُ يَسْقُطُ من الجِرَاحَةِ عَلَقاً قطعاً. وأدَمٌ رقَاقُ منها وَرَقُ المُصْحَفِ. ووَرَقُ الدُّنْيا: نَعيمها وبهجَتُها. والضعيفُ من الفتيانِ. ويُقال للمَرْأةِ: إِنَّها لَوَرَقَةٌ والرَّجُلُ كذلك: إذا كانا خَسِيْسَيْن.
وقيل: وَرَقُ الفِتْيَانِ ذو الجَمَال والنَّشَاطِ.
والوَرَقُ: المالُ من الغَنَم والإِبل.
والوَرِقُ: اسْمُ للدَرْهَم، وكذلك الرقَةُ وجَمْعُها رِقِيْن، ومنه قَوْلُهم: وِجْدَانُ الرَقِيْنَ يُغَطّي أفْنَ الأَفِيْن وهو العَيْنُ من المال، والوِرْقُ والوَرْقُ، كذلك. ورَجُلٌ وَرّاقٌ ومُوْرِقٌ: كثيرُ الوَرِقَ والدَّراهم. وأوْرَقَ الرجُل: أصابَ مالاً. وكذلك إِذا خابَ وأخْفَقَ. ويقولون: إنْ تَتْجُرْ فإنَه مَوْرَقَةٌ لمالِكَ: أي مَكْثَرَةٌ له. وأوْرَقَ الرَّجُلُ: إذا طَلَبَ صَيْداً فَفَاتَه، يُوْرِقُ إيراقَاَ.
والوَرّاقُ: مَعْروفٌ، وصَنْعَتُه الوِرَاقَةُ. والوُرْقَةُ: لَوْنُ سَوَادٍ في غُبْرَةٍ كلَوْنِ الرَّماد، حَمَامَةٌ وَرْقاءُ، وأُثْفِيةٌ وَرْقاءُ، ونَصْلٌ أَوْرَقُ. وما زِلْتُ لكَ مُوارِقاً: أي قَرِيباً منكَ مُدَانِياً لَكَ. وجاءَ في الحديث: ضِرْسُ الكافِرِ مِثْلُ وَرِقانَ على وَزْنِ قَطِرَان: يعني في النار. ووَرِقَانُ: جَبَل مَعْرُوْفٌ.
و ر ق : الْوَرِقُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَالْإِسْكَانُ لِلتَّخْفِيفِ النُّقْرَةُ الْمَضْرُوبَةُ وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ النُّقْرَةُ مَضْرُوبَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَضْرُوبَةٍ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْوَرِقُ الْمَالُ مِنْ الدَّرَاهِمِ وَيُجْمَعُ عَلَى أَوْرَاقٍ وَالرِّقَة مِثْلُ عِدَةٍ مِثْلُ الْوَرِقِ.

وَالْوَرَقَ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الشَّجَرَةِ الْوَاحِدَةُ وَرَقَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ وَمِنْهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ وَأُمُّ وَرَقَةَ بِنْتُ نَوْفَلٍ وَقِيلَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ
الْأَنْصَارِيَّةُ وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَزُورُهَا وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الْوَرَقَةُ الْكَرِيمُ مِنْ الرِّجَالِ وَالْوَرَقَةُ الْخَسِيسُ مِنْهُمْ وَالْوَرَقَةُ الْمَالُ مِنْ إبِلٍ وَدَرَاهِمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَالْوَرَقُ الْكَاغَدُ قَالَ الْأَخْطَلُ
فَكَأَنَّمَا هِيَ مِنْ تَقَادُمِ عَهْدِهَا ... وَرَقٌ نُشِرْنَ مِنْ الْكِتَابِ بَوَالِي
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا الْوَرَقُ وَرَقُ الشَّجَرِ وَالْمُصْحَفِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْوَرَقُ الْكَاغَدُ لَمْ يُوجَدْ فِي الْكَلَامِ الْقَدِيمِ بَلْ الْوَرَقُ اسْمٌ لِجُلُودٍ رِقَاقٍ يُكْتَبُ فِيهَا وَهِيَ مُسْتَعَارَةٌ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرَةِ وَجَمَلٌ وَغَيْرُهُ أَوْرَقُ لَوْنُهُ كَلَوْنِ الرَّمَادِ وَحَمَامَةٌ وَرْقَاءُ وَالِاسْمُ الْوُرْقَةُ مِثْلُ حُمْرَةٍ وَأَوْرَقَ الشَّجَرُ بِالْأَلِفِ خَرَجَ وَرَقُهُ وَقَالُوا وَرَقَ الشَّجَرُ مِثَالُ وَعَدَ كَذَلِكَ وَشَجَرٌ وَارِقٌ أَيْ ذُو وَرَقٍ. 
[ورق] الورق : الدرهم المضروبة، وكذلك الرِقة، والهاء عوضٌ من الواو. وفي الحديث: " في الرِقَةِ رُبْعُ العُشْرِ ". ويجمع رِقينَ، مثل إرَةٍ وإرينَ. ومنه قولهم: " إن الرِقينَ تغطِّي أَفْنَ الأَفينَ ". وتقول في الرفع: هذه الرِقونَ. وفي الوَرْقِ ثلاث لغات حكاهنَّ الفراء. وَرِقٌ وورق وورق، مثل كبد وكبد وكبد، وكلمة وكلمة وكلمة، لان فيهم من ينقل كسرة الراء إلى الواو بعد التخفيف، منهم من يتركها على حالها. ورجل وراق، وهو الذي يُوَرِّقُ ويكتب. ووَرَّاقٌ أيضاً: كثير الدراهم. قال الراجز جارية من ساكِني العِراقِ تأكل من كِيسِ امرئٍ وَرَّاقِ قال ابن الأعرابي: أي كثير الورق والمال. والوَرَقُ من أوراق الشجر والكِتاب، الواحدة وَرَقَةٌ. وشجرةٌ وَرِقَةٌ ووَريقَةٌ، أي كثيرةُ الأوراقِ. وأمَّا الوَراقُ بالفتح فخُضرة الأرض من الحشيش، وليس من الوَرَقِ. قال أوس يصف جيشاً بالكثرة : كأنَّ جيادهنَّ برَعْنِ قُفٍّ جَرادٌ قد أطاعَ له الوراق ويروى: " برعن زم ". ويقال: ورقت الشجرة أرِقُها وَرْقاً، إذا أخذتَ وَرَقها. وأورق الشجر، أي خرج ورقه. قال الأصمعي: يقال وَرَقَ الشجرُ وأوْرَقَ، والألف أكثر. ووَرَّقَ تَوْريقاً مثله. والوارقة: الشجرة الخضراء الورق الحسنته. وأورق الرجل، أي كثر ماله. وأوْرَقَ الصائدُ، إذا لم يَصِدْ. وأوْرَقَ الغازي، إذا لم يغنَم. وأوْرَقَ الطالب، إذا لم يَنَل. والوَرَقُ: ما استدار من الدم على الأرض. قال أبو عبيدة: أوله ورق وهو مثل الرش، والبصيرة مثل فرسن البعير، والجدية أعظم من ذلك، والاسباءة في طول الرمح، والجمع الاسابى. قال أبو يوسف: وَرَقُ القومِ: أحداثُهم. قال الشاعر يصف قوم قطعوا مفازة: إذا وَرَقُ الفتيانِ صاروا كأنَّهم دراهمُ منها جائزاتٌ وزائفُ ويروى: " وَزُيَّفُ ". والوَرَقُ أيضاً: المالُ من دراهمَ وإبل وغير ذلك، ومنه قول العجاج إياك أدعو فتقبل مَلَقي واغْفِرْ خَطايايَ وثَمِّرْ وَرَقي ويقال في القوس وَرْقَةٌ بالتسكين، أي عيبٌ، وهو مخرج الغُصن إذا كان خفِيًّا. قال الأصمعي: الأوْرَقُ من الإبل: الذي في لونه بياضٌ إلى سواد، وهو أطيب الإبل: لحماً، وليس بمحمودٍ عندهم في عمله وسيره. ومنه قيل للرماد أوْرَقُ، وللحمامة والذِئبة وَرْقاءُ: قال رؤبة: فلا تكوني يا ابنةَ الأشَمِّ وَرْقاءَ دَمَّى ذئبها المدمى وقال أبو زيد: هو الذى يضرب لونه إلى الخضرة. وقولهم: " جاءنا بأم الربيق على أريق " قال الاصمعي: تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق، كأنه أراد وريقا تصغير أورق، فقلب الواو ألفا، مثل أقتت ووقتت. وعام أورق: لا مطر فيه، والجمع ورق. وورقاء: اسم رجل، والجمع وراق ووراقى، مثل صحار وصحارى. ونسبوا إليه ورقاوى، أبدلوا من همزة التأنيت واوا. وفلانُ بن مَوْرَقٍ بالفتح، وهو شاذ مثل موحد.
ورق:
ورّق: نسخ، نقل نصاً، فعل ما يفعله الورّاق (الأغاني 2:5، مونك CXXXVIII كوسجارتن الذي كان على حق حين كتب هذه الكلمة بالتشديد، أي ورّق وليس أورق كما فعل كاترمير). في (محيط المحيط): ( ... ورّاق الذي يورق ويكتب).
ورّق: في (محيط المحيط): (ورّق الحائط) طلاه بالكلس.
ورّق: ما عرَّق اللحم ولا ورّق اللحم أي علم بطبخ Coqure ( فوك).
تورّق: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة Folium.
ورْق: جنس من السمك يصاد في خليج عمان ويقدم طعاماً للحيوانات، في حضرموت. بعد أن يتم تجفيفه في الشمس (معجم الجغرافيا).
ويعتقد السيد (دي غويا) إن ورْق قد تحرفت، في المخطوطة من كلمة وزف المغربية (أنظر وزف التي تشيد أيضاً إلى نوع من السمك الصغير). وَرَق: الواحدة ورقة ورق عنب محشوة باللحم والرز (برمرت 259) وورق مجنبي
كذا وردت في الأصل. المترجم - (بيرتون 280).
ورقة على ساق: فسيلة عنب (معجم الجغرافيا).
الورق المنصوري: (المقري 649:1)؛ أنظر هذا النوع من الورق وغيره في (مونج 45 و46)؛ ورق الطير: أي الورق المرسل بالطير الزاجل (مملوك 116:2:2 و19).
ورقة: رسالة (بقطر).
ورقة: صفحة، لوحة لتذيبه العامة (بقطر).
ورقة: سفنجة، بوليصة: ورقة معاملة مصرفية أو مالية أو حكومية (بقطر).
ورقة: إيصال، إقرار باستلام مبلغ، وصل (مملوك 58:2:1).
ورقة: إقرار بالدين أو الوديعة (بقطر).
ورقة: محرر يصف طريقة تركيب بعض العلاجات (ألف ليلة 227:1).
ورق لعب: للمقامرة أو التسلية: شدة ورق للعب بالورق: ورقة الأرض الورقة التي تعود اللعب (بقطر) ورقة: شفرة معدنية غير سميكة من صفيح المعدن (الكالا): ورقة الحديد، على سبيل المثال (الكالا) (المقري 4:511:1): كان يضرب ورقة الذهب، ورقة القزدير inventaire: حرر البضاعة في المخزن (الكالا).
ورقة والجمع ورق: سكين بقاطعين (فوك).
ورقة الزجاج: زجاجة نافذة (دومب 91).
ورقة: في (محيط المحيط): (الورقة عند المكّلّسّين ما يطلي به فوق البطان).
وَرْق، ورِق، وَرَق: (لم يحصن - فريتاج - شرحها): عملة فضية لتفريقها عن العملة الذهبية (دي يونج، قرطاس، 5:88 و؛ الكلمة ذات أصل عبري Pehlvi ( فون كريمر ستريفوج، ص5).
ورقة: لفافة فضة (بقطر).
ألف ورق: أنظر الكلمة الأولى.
وراقة: تشير إلى الفن وإلى مهنة الورّاق بمعانيها كافةّ (أنظر ما تقدم)، وانظر (دي مونج)، وانظر إلى مهنة المجلَّد للكتب في (ابن خلكان 272:1 و2 - 6).
ورّاق: صانع وتاجر الورق (مونج CXXXIII، همبرت، ابن بطوطة 208:1). حيث نلاحظ أنه بائع الــحبر وقصبة الكتابة أيضاً.
ورّاق: نسّاخ (بقطر، م. المحيط) = كاتب (فهرست فلوجل، المقدمة 2:1، الثعالبي لطائف 5:78) كان ورّاقاً يكتب المصاحف (ابن البيطار 1: ص8: 4، المقدمة 192:2 و10:198:15).
ورّاق نسّاخ مكتبة (الأغاني 3:5، عباد 13:308:11، البربرية 502:1).
ورّاق: مجلّد (البربرية 10:392:2): (إن السلطان بعد أن كتب القرآن بخط يده جمع الوراقين لمعاناة تذهبيها وتنميقها والقراء لضبطها وتهذيبها (لأن هذا ما يجب أن نفهمه ونقرأه في طبعة بولاق بدلاً من كلمة الوراقين).
ورّاق: النسّاخ المجلّد (المقدمة 15:308:2) ومثل الوراقين الذين يعانون صناعة انتساخ الكتب وتجليدها وتصحيحها. وكذلك، في المعنى نفسه، في (349 وما أعقبها).
ورّاق: حافظ خزانة الكتب (حياّن - بسّام 174:1) حيث ترد هذه الكلمة أولاً في معنى النساخ أثرى كثير من الورّاقين والتجار معه فيها حتى جمع منها ما لم يكن عند ملك حكى وراقه حصّلنا قبل مقتله بسنةٍ فبلغت المجلدات في التحصيل أربعمائة ألف .. الخ.
ورّاق: مؤلف، كاتب (دي ساسي كرست 3:33:2، المقري 659:1): إنما هذا
كذب مختلق من الوراقين والمؤرخين.
ورّاق: قارئ القرآن الذي مهنته أن يقرأ كل يوم، أجزاء معينة من القرآن (هوبست 210).
ورّاقة الشبَّاك: عمل النجار المتخذ من تركيب الزجاج مع القماش والورق المزيت (بقطر): chassis.
توريق: نقوش موشاة بهيئة النبات والأوراق (الأرابسك) (معجم الأسبانية 214).
مورّق والجمع موارق: معلاق الخروف وكل ما يؤخذ من جوفه fressure ( فوك).
موّرِق: ذو الأوراق (الكالا).
مورِّق: فقير لا يملك شيئاً. ففي (محيط المحيط): (والمورِق صاحب الورق وصانعه. وبعض العامة يستعمله بمعنى المفلس الذي لاشيء عنده).
موَّرقَة: عجينة مرققة (الكالا).
شركة الموارقة: في (محيط المحيط): (شركة الموارقة خلاف شركة الشرش وذلك من اصطلاح أهل لبنان) ولم يعط إيضاحاً غيره.
(ور ق)

الْوَرق من الشّجر: مَعْرُوف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الْوَرق: كل مَا تبسط تبسطا وَكَانَ لَهُ عير فِي وَسطه، تَنْتَشِر عَنهُ حاشيتاه، واحدته: ورقة.

وَقد ورقت الشَّجَرَة، وأورقت.

وشجرة وارقة، ووريقة، وورقة: خضراء الْوَرق حَسَنَة، الْأَخِيرَة على النّسَب، لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ.

وورق الشَّجَرَة يرقها: اخذ وَرقهَا. وَقَالَ اللحياني: ورقت الشَّجَرَة، خَفِيفَة: القت وَرقهَا.

والوراق، بِالْكَسْرِ: الْوَقْت الَّذِي يورق فِيهِ الشّجر.

الْوراق: خضرَة الأَرْض من الْحَشِيش، وَلَيْسَ من الْوَرق، قَالَ أَبُو حنيفَة هُوَ أَن تطرد الخضرة لعينك، قَالَ أَوْس بن حجر:

كَأَن جيادهن برعن زم ... جَراد قد اطاع لَهُ الْوراق

وَعِنْدِي: أَن الْوراق من الْوَرق.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: ورقت الشَّجَرَة، وورقت، واورقت، كل ذَلِك: إِذا ظهر وَرقهَا تاماًّ.

وَمَا احسن وراقه، واوراقه: أَي لبسته وشارته، على التَّشْبِيه بالورق.

واختبط مِنْهُ وَرقا: أصَاب مِنْهُ خيرا.

والرقة: أول خُرُوج الصليان والنصي والطريفة رطبا، يُقَال: رعينا رقته.

وَالْوَرق: أَدَم رقاق، واحدتها: ورقة.

وورق الْمُصحف، واوراقه: صحفه، الْوَاحِد: كالواحد وَهُوَ مِنْهُ.

والوراق: مَعْرُوف، وحرفته: الوراقة.

وَالْوَرق: المَال من الْإِبِل وَالْغنم، قَالَ العجاج:

اغْفِر خطاياي وثمر ورقي

وَالْوَرق من الدَّم: مَا اسْتَدَارَ مِنْهُ.

وَقيل: هُوَ الَّذِي يسْقط من الْجراحَة علقا قطعا.

وَالْوَرق: الدُّنْيَا.

وورق الْقَوْم: أحداثهم.

وورق الشَّبَاب: نضرته وحداثته، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالْوَرق، وَالْوَرق، وَالْوَرق: الدَّرَاهِم، وَرُبمَا سميت الْفضة: وَرقا.

والرقة: الْفضة وَالْمَال، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَقيل الْفضة وَالذَّهَب، عَن ثَعْلَب.

وَجمع الْوَرق: أوراق، وَجمع الرقة: رقون. وَفِي الْمثل: " إِن الرقين تعفى على أفن الأفين " وَقَالَ ثَعْلَب: " وجدان الرقين يغطى أفن الأفين " وَرجل مُورق، ووراق: صَاحب ورق، قَالَ:

يَا رب بَيْضَاء من الْعرَاق ... تَأْكُل من كيس امْرِئ وراق

واورق الصَّائِد: أَخطَأ وخاب، وَقَوله انشده ثَعْلَب:

إِذا كحلن عيُونا غير مورقة ... ريشن نبْلًا لأَصْحَاب الصِّبَا صيدا

يَعْنِي: غير خائبة.

وأورق الْغَازِي: اخفق، وغنم، وَهُوَ من الاضداد، قَالَ:

ألم تَرَ أَن الْحَرْب تعوج أَهلهَا ... مرَارًا وَأَحْيَانا تفِيد وتورق

والورقة: سَواد فِي غبرة.

وَقيل: سَواد وَبَيَاض كدخان الرمث، يكون ذَلِك فِي أَنْوَاع الْبَهَائِم، واكثر ذَلِك فِي الْإِبِل.

قَالَ أَبُو عبيد: الأورق: أطيب الْإِبِل عشيا، واقلها شدَّة على الْعَمَل وَالسير، وَقد يكون فِي الْإِنْسَان، قَالَ:

أَيَّام ادعو بَابي زِيَاد ... اورق بوالاً على الْبسَاط

أَرَادَ: أَيَّام ادعو بدعائي أَبَا زِيَاد رجلا بوالا، وَهَذَا كَقَوْلِهِم: لَئِن لقِيت فلَانا لتلْقين بِهِ الْأسد، ولتلقين مِنْهُ الْأسد.

وَقد ايرق واورق، وَهُوَ اورق، وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " إِن جَاءَت بِهِ اورق جمالياًّ "، فَإِنَّمَا عَنى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: الأدمة، فاستعار لَهَا اسْم " الورقة "، وَكَذَلِكَ: اسْتعَار " جمالِيًّا "، وَإِنَّمَا الجمالية للناقة، وَرَوَاهُ أهل الحَدِيث: " جمالياًّ " من الْجمال وَلَيْسَ بِشَيْء.

والأورق: اللَّبن الَّذِي ثُلُثَاهُ مَاء، وَثلثه لبن، قَالَ:

يشربه مَحْضا ويسقى عِيَاله ... سجاجاً كأقراب الثعالب أورقا

وَلذَلِك شبهت الْعَرَب لون الذِّئْب بلون دُخان الرمث، لِأَن الذِّئْب أَوْرَق، قَالَ:

فَلَا تَكُونِي يَا ابْنة الاشم ... وَرْقَاء دمى ذئبها المدمى

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نصل أَوْرَق: برد أَو جلي ثمَّ لوح بعد ذَلِك على الْجَمْر حَتَّى اخضر، قَالَ العجاج:

عَلَيْهِ ورقان الْقرَان النصل

والورقة فِي الْقوس: مخرج غُصْن، وَهُوَ اقل من الِابْنَة، وَحَكَاهُ كرَاع بجزم الرَّاء، وَصرح فِيهِ بذلك.

وورقة الْوتر: جليدة تُوضَع على حزه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَرجل ورق، وَامْرَأَة ورقة: خسيسان، وَقَوله:

إِذا ورق الفتيان صَارُوا كَأَنَّهُمْ ... دَرَاهِم مِنْهَا جائرات وزيف

وَرَوَاهُ يَعْقُوب: " وزائف "، وَهُوَ خطأ. قيل: هم الخساس. وَقيل: هم الْأَحْدَاث.

والورقاء: شجيرة تسمو فَوق الْقَامَة، لَهَا ورق مدور، وَاسع دَقِيق ناعم، تَأْكُله الْمَاشِيَة كلهَا، وَهِي غبراء السَّاق، خضراء الْوَرق، لَهَا زمع شعر فِيهِ حب اغبر مثل الشهدانج، ترعاه الطير، وَهُوَ سهلي ينْبت فِي الاودية، وَفِي جنباتها، وَفِي القيعان وَهِي مرعى.

ومورق: اسْم رجل، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، شَذَّ عَن الْقيَاس على حسب مَا تَجِيء الْأَسْمَاء الاعلام فِي كثير من الْأَبْوَاب الْعَرَبيَّة، وَكَانَ الْقيَاس: مورقا، بِكَسْر الرَّاء.

والوريقة، ووراق: موضعان، قَالَ الزبْرِقَان:

وَعبد من ذَوي قيس أَتَانِي ... واهلي بالتهائم فالوراق

وورقان: جبل مَعْرُوف، وَفِي الحَدِيث: " سنّ الْكَافِر فِي النَّار كورقان " يَعْنِي: فِي النَّار.
ورق
ورَقَ يرِق، رِقْ، وَرْقًا، فهو وارق
• ورَق الشَّجَرُ: ظهر ورقُه. 

أورقَ يُورق، إيراقًا، فهو مُورِق ووارِق (على غير قياس)
• أورق الشَّجَرُ: خرج أو ظهر وَرَقُه "أصيب الشَّجرُ بمرضٍ فلم يُورق".
• أورق الشَّخْصُ: كثُر مالُه.
• أورق الصَّائدُ: أخفق في الصيد، لم يَصِدْ "أورق طالبُ الحاجة: أخفق" ° أخفق وأورق: إذا لم يُصب شيئًا، إذا طلب حاجة فلم يظفر بها. 

ورَّقَ يورِّق، توريقًا، فهو مُورِّق، والمفعول مُورَّق (للمتعدِّي)
• ورَّق الشَّجَرُ: أورق؛ أخرج وَرَقَه "جاء الرَّبيعُ فأخذت الأشجارُ تُورِّق".
• ورَّق فلانٌ: اشتغل بنسخ الكتب أو تجارتها.
• ورَّق الشَّجرةَ: أخذ وَرَقَها.
• ورَّق الكتابَ ونحوَه: قلَّب صفحاته الواحدة تِلْوَ الأخرى. 

أورقُ [مفرد]: ج وُرْق، مؤ وَرْقاءُ، ج مؤ ورقاوات ووَراق ووَرَاقَى ووُرْق: ما كان بلون الرَّماد "جَمَلٌ أورق".
• الأَوْرَقُ من النَّاس: الأسمر.
• الأَوْرَقُ من الإبل: ما في لونه بياض إلى سواد.
• زمانٌ أَوْرَقُ: جَدْب. 

وارق [مفرد]: اسم فاعل من أورقَ وورَقَ: على غير قياس. 

وارِق [مفرد]: اسم فاعل من أورقَ وورَقَ: على غير قياس. 

ورَّاق [مفرد]:
1 - صانع الوَرَق وبائعه.
2 - مَنْ يحترف نسخ الكتب أو تجارتها. 

ورَّاقة [مفرد]:
1 - وَرَقة صفيقة ونحوُها مبسوطة لها إطارٌ تكون على المكتب، يضع الكاتبُ عليها الصَّحيفة في أثناء الكتابة.
2 - صندوق من الخشب ونحوه، ذو أشكال مختلفة تُوضع فيه أوراق الكتابة. 

وَرْق [مفرد]: مصدر ورَقَ. 

وَرَق [جمع]: جج أوراق، مف وَرَقَة:
1 - رقائق يُكتب عليها وتُستعمل في حاجات أخرى كثيرة، وتُصْنَع من الأنسجة أو الأخشاب أو موادّ أخرى بعد أن تُحوَّل إلى عجينة ليّنة "وَرَق ترشيح/ شفّاف/ رسم/ مقوَّى- كُرّاس ذو 24 وَرَقَة-
 كشف أوراقه: أعلن عن نواياه، ووضّح غرضه" ° أعاد ترتيب أوراقه: أعاد النظر في خططه- الورقة الأخيرة: آخر ما عنده- حِبْر على وَرَق: أمرٌ غير قابل للتنفيذ، كلام لا يعقبه عمل- ورق الدَّمغة: الطوابع الأميريَّة أو البريديّة.
2 - مال، نقود "وَرَق بنكنوت- أوراق ماليّة" ° الورق النَّقديّ: العُملة من الورق.
3 - وثائق "أوراق التَّعيين/ اعتماد السَّفر".
4 - مذكِّرات للدَّرس والنِّقاش "قدَّم وَرَقة عمل للمشروع الجديد- وَرَقة تفاهم بين الجانبين".
• وَرَق اللَّعِب: رقاع مقوَّاة بقدر الكَفّ عليها علامات مختلفة الأشكال والألوان يُلعب بها قمارًا أو تسلية، وعددها 52 ورقة.
• ورق مُرَمَّل: صنفرة؛ ورق أحد وجهيه مجهَّز بحبيبات من الرَّمل أو الزجاج، يُستعمل لحكّ وتنعيم المصنوعات.
• ورق مقوَّى: ألواح الكرتون أو الورق المكوّن من طبقات متلاصقة أو كرتون تبنيّ يُستخدم في أغلفة الكتب ونحوها.
• وَرَق الكربون: ورق رقيق أسود أو أزرق أو نحوهما تكسوه مادة شمعيَّة ملوَّنة، يُستعمل في الكتابة لإنتاج أكثر من نسخة؛ فيوضع بين طبقتين من الورق لنقل ما هو مكتوب من الورقة العليا إلى الورقة السفلى.
• الأوراق التِّجاريَّة: (جر) الكمبيالة والسَّند الإذني والشِّيك.
• أوراق الاعتماد:
1 - (سة) أوراق رسميّة يقدّمها الممثل السياسيّ لإحدى الدول إلى رئيس الدولة التي يُعيَّن فيها إثباتًا لمهمته.
2 - (قص) عمليّة مصرفيّة، وهي عبارة عن مكاتبات تسلمها المصارف لزبائنها، تكون موجّهة لأحد أو بعض عملاء أو وكلاء هذه المصارف، وتدعوهم فيها لكي يضعوا تحت تصرُّف حامليها المبالغ التي يحتاجون إليها لغاية مبلغ معيَّن، وضمن مهمة معيَّنة.
• الأوراق المصرفيَّة: (قص) أوراق يصدرها بنك الإصدار مشتملة على التزام بدفع مبلغ معيَّن من النُّقود المعدنيّة لحاملها عند الطَّلب.
• الأوراق الماليَّة: (قص) مجموعة من الأدوات الاستثماريّة كالأسهم والسندات والصّناديق الاستثماريّة ونحوها. 

وَرِق1 [جمع]: جج أوراق ووِراق: دراهم من فِضَّة " {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} ". 

وَرِق2 [مفرد]: صيغة مبالغة من ورَقَ: كثير الوَرَق. 

وَرْقاءُ [مفرد]: ج وَرَاقٍ ووَرَاقَى ووُرْق، مذ أورق: حمامة، أو التي لونُها كالرَّماد فيه سَوادٌ. 

وَرَقة [مفرد]: ج وَرَقات وأوراق ووَرَق:
1 - إحدى الورقات التي يتألف منها الكتاب، وهي عبارة عن صفحتين متتاليتين وَجْه وظهر.
2 - (نت) طرَفٌ أخضر منبسط رقيق يخرج من ساق النبات محمولاً على عنق، وهي التي تصنع السكّر بواسطة البناء الضوئي وهي غالبًا خضراء " {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا} ".
• الوَرَقة الرَّسميَّة: ورقة يبيّن فيها موظف عامّ أو شخص مُكلَّف بخدمة عامَّة ما تمَّ على يديه أو بحضوره في حدود اختصاصه.
• عُنُق الورقة: (نت) السويقة التي تصل الورقة بالساق. 

وريق [جمع]:
1 - شجر ذو ورق.
2 - شجر كثير الورق حسنه "تلك الفنون المشتهاة هي التي ... غُصْنُ الحياة بها يكون وَرِيقَا". 

ورق: الوَرَقُ: وَرَقُ الشجرة والشوك. والوَرَقُ: من أَوْراق الشجر

والكِتاب، الواحدة وَرَقةٌ. ابن سيده: الوَرَقُ من الشجر معروف، وقال أَبو

حنيفة: الوَرَقُ كل ما تَبَسَّطَ تَبَسُّطاً وكان له عَيْرٌ في وسطه تنتشر

عنه حاشيتاه، واحدته وَرَقةٌ.

وقد وَرَّقَت الشجرة تَوْريقاً وأَوْرَقَت إيراقاً: أخرجت وَرَقَها.

وأَوْرَقَ الشجرُ، أي خرج وَرَقُه. وشجرة وارِقةٌ ووَرِيقة ووَرِقةٌ: خضراء

الوَرَق حسنة؛ الأخيرة على النسب لأنه لا فعل له. والوَارِقةُ: الشجرة

الخضراء الوَرَق الحسنة، وقيل: كثيرة الأوراق. وشجرة وَرِقةٌ ووَرِيقة:

كثيرة الوَرَقِ. ووَرَقَ الشجرةَ يَرِقُها وَرْقاً: أخذ وَرَقَها، وقال

اللحياني: وَرَقَت الشجرة، خفيفةً، ألقت وَرَقَها. ويقال: رِقْ لي هذا الشجرة

وَرْقاً أي خُذ وَرَقَها، وقد وَرَقتُها أَرِقُها وَرْقاً، فهي

مَوْروقة.النضر: يقال اوْرَاقَّ العنبُ يَوْراقٌّ ايرِيقاقاً إذا لَوَّنَ فهو

مُورَاقّ. الأَصمعي: يقال وَرَقَ الشجرُ وأَوْرَقَ، وبالألف أكثر، ووَرَّق

تَوْريقاً مثله. والوِراقُ، بالكسر: الوقت الذي يُورِقُ فيه الشجر،

والوَرَاقُ، بالفتح: خضرة الأرض من الحشيش وليس من الوَرَقِ؛ قال أبو حنيفة: هو

أَن تطَّرد الخضرة لعينك؛ قال أَوس بن حَجَر يصف جيشاً بالكثرة ونسبه

الأزهري لأَوس بن زهير:

كأَنّ جِيادهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ،

جَرَادٌ قد أَطاعَ له الوَرَاقُ

ويروى: برَعْنِ قُفٍّ. قال ابن سيده: وعندي أن الوَرَاق من الوَرَقِ؛

وأَنشد الأزهري:

قل لنُصَيْبٍ يَحْتَلِبْ نار جَعْفَرٍ،

إذا شَكِرَتْ عند الوَرَاقِ جِلامُها

وقال أَبو حنيفة: ورَقَت الشجرةُ ووَرَّقَتْ وأَوْرَقتْ، كلُّ ذلك، إذا

ظهر وَرَقُها تامّاً. وفي الحديث أَنه قال لعَمَّار: أنت طيّبُ الوَرَق؛

أَراد بالورق نَسْله تشبيهاً بوَرَق الشجر لخروجها منها. ووَرَقُ القوم:

أحداثهم. وما أَحسن وَرَاقُهُ وأَوْرَاقهُ أي لِبْسته وشارتهُ، على

التشبيه بالوَرَقِ. واخْتَبط منه وَرَقاً: أصاب منه خيراً.

والرِّقَةُ: أول خروج الصِّلِّيان والنَّصِيّ والطَّريفة رطباً، يقال:

رعينا رِقَتَهُ. ابن الأعرابي: يقال للنَّصِيّ والصِّلِّيان إذا نبتا

رِقَةٌ، خفيفةً، ما داما رطبين. والرِّقةُ أيضاً: رِقةُ الكَلإِ إذا خرج له

ورق. وتَوَرَّقَت الناقة إذا رعت الرِّقةَ. ابن سمعان وغيره: الرِّقةُ

الأرض التي يصيبها المطر في الصَّفَرِيَّة أو في القيظ فتنبت فتكون خضراء

فيقال: هي رِقة خضراء. والرِّقةُ: رِقةُ النَّصِي والصلّيان إذا اخضرَّا في

الربيع.

أبو عمرو: الوَرِيقةُ الشجرة الحسنة الوَرَقِ. وعام أَوْرَقُ: لا مطر

فيه، والجمع وُرْق. والوَرَقُ: أُدم رقاقٌ، واحدتها وَرَقة، ومنها وَرَقُ

المصحف، ووَرَقُ المصحف وأَوْراقُه: صحفه، الواحد كالواحد، وهو منه.

والوَرَّاقُ: معروف، وحرفته الوِراقةُ. ورجل وَرَّاق: وهو الذي يُوَرِّق

ويكتب. الجوهري: والوَرَقُ المال من دراهم وإبل وغير ذلك. وقال ابن سيده

الوَرَقُ المال من الإبل والغنم؛ قال العجاج:

إياكَ أَدعو، فَتَقَبَّلْ مَلَقِي

اغفِرْ خَطايايَ، وثَمِّرْ ورَقِي

والوَرَقُ من الدم: ما استدار منه على الأرض، وقيل هو الذي يسقط من

الجراحة عَلَقاً قِطعاً؛ قال أَبو عبيدة: أَوّله وَرَق وهو مثل الرَّشِّ،

والبصِيرةُ مثل فِرْسِنِ البعير، والجَدِيَّةُ أَعظم من ذلك، والإسْباءةُ في

طول الرمح، والجمع الأسابي. والوَرَقُ: الدتيا. ووَرَقُ القوم:

أَحداثُهم. ووَرَقُ الشَّباب: نَضْرته وحداثته؛ هذه عن ابن الأَعرابي.

والوَرِقُ والوِرْقُ والوَرْقُ والرِّقَةُ: الدراهم مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ

وكَبْدٍ، وكَلِمة وكِلْمة وكَلْمةٍ، لأن فيهم من ينقل كسرة الراء إلى

الواو بعد التخفيف، ومنهم من يتركها على حالها. وفي الصحاح: الوَرِقُ

الدراهم المضروبة وكذلك الرقةُ، والهاء عوض من الواو. وفي الحديث في الزكاة: في

الرِّقِة ربع العشر، وفي حديث آخر: عَفَوْتُ لكم عن صدقة الخيل والرقيق

فهاتوا صدقة الرِّقَةِ؛ يريد الفضة والدراهمَ المضروبة منها، وحكي في جمع

الرِّقة رِقَات؛ قال ابن بري: شاهد الرِّقة قول خالد بن الوليد في يوم

مسيلمة:

إن السِّهام بالرَّدَى مُفَوَّقَه،

والحَرْب وَرْهاء العِقال مُطْلَقة

وخالد من دينه على ثِقَهْ،.

لا ذَهَبٌ يُنْجِيكُمُ ولا رِقَه

والمُسْتَوْرِقُ: الذي يطلب الوَرِقَ؛ قال أَبو النجم:

أَقْبَلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَوْرِق

قال ابن سيده: وربما سميت الفضة وَرَقاً. يقال: أَعطاه أَلف درهم رِقَة

لا يخالطها شيءٌ من المال غيرها. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه

قال: في الرِّقِة ربع العشر. وقال أَبو الهيثم: الوَرِقُ والرِّقَةُ

الدراهم خاصة. والوَرَّاقُ: الرجل الكثير الوَرِق. والوَرَقُ: المال كله،

وأَنشد رجز العجاج: وثَمِّرْ وَرَقي، أي مالي. وقال أَبو عبيدة: الوَرَقُ

الفضة، كانت مضروبة كدراهم أو لا. شمر: الرِّقةُ العين، يقال: هي من الفضة

خاصةً. ابن سيده: والرِّقَةُ الفضة والمال؛ عن ابن الأعرابي، وقيل:

الذَّهَب والفضة؛ عن ثعلب. وفي حديث عَرْفجة: لما قطع أنفه اتخذ أَنفاً من

وَرِقٍ فأَنتن عليه فاتخذ أَنفاً من ذَهَب؛ الوَرِقُ، بكسر الراء: الفضة؛

وحكي عن الأَصمعي أنه إنما اتخذ أَنفاً من وَرَقٍ، بفتح الراء، أَراد

الرَّقَّ الذي يكتب فيه لأن الفضة لا تنتن؛ قال: وكنت أَحسب أَن قول الأصمعي

إن الفضة لا تنتن صحيحاً حتى أَخبرني بعض أَهل الخبرة أن الذهب لا

يُبْلِيه الثَّرَى ولا يُصْدئه النَّدَى ولا تَنقُصُه الأرض ولا تأْكله النار،

فأَما الفضة فإنها تَبْلى وتَصْدَأُ ويعلوها السواد وتُنْتِنُ، وجمع

الوَرِقِ والوَرْق والوِرْقِ أَوْراق، وجمْع الرِّقَة رِقُونَ.

وفي المثل: إن الرِّقِين تُعَفِّي على أَفْنِ الأَفِينِ. وقال ثعلب:

وِجْدانُ الرِّقِين يغطي أَفْن الأَفِينِ؛ قيل: معناه أَن المال يغطي

العيوب؛ وأَنشد ابن الأعرابي:

فلا تَلْحَيا الدنيا إليَّ، فإنني

أَرى ورق الدُّنْيا تَسُلُّ السَّخائما

ويا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه،

نَفَى عنه وِجْدان الرِّقين العَزائما

يقول: يَنْفِي عنه كثرةُ المال عزائمَ الناس فيه أَنه أَحمق مجنون. قال

الأَزهري: لا تَلْحَيا لا تذمَّا. والمُلْتاث: الأحمق. قال ابن بري:

والشعر لثمامة السَّدوسي. ورجل مُورقٌ ووَرَّاق: صاحب وَرَقٍ؛ قال:

يا رُبَّ بَيْضاءَ من العِرَاقِ،

تأْكل من كِيس امْرئٍ وَرَّاقِ

قال ابن الأَعرابي: أَي كثير الوَرَقِ والمالِ. الجوهري: رجل وَرَّاق

كثير الدراهم.

اللحياني: يقال إن تَتْجُرْ فإنه مَوْرَقةٌ لمالك أي مُكَثِّره. ويقال:

أَوْرَق الرجل كثر ماله. ويقال: أَوْرَقَ الحابلُ يُورِقُ إيراقاً، فهو

مورق إذا لم يقع في حِبالته صيد، وكذلك الغازي إذا لم يَغْنَم فهو مُورِقٌ

ومُخْفِقٌ، وأَوْرَق الصائد إذا لم يَصِدْ. وأَوْرَق الطالب إذا لم

يَنَلْ. ابن سيده: وأَوْرَقَ الصائد أَخطأَ وخاب؛ وقوله أَنشده ثعلب:

إذا كَحَلْنَ عيوناً غيرَ مُورِقةٍ،

رَيَّشْنَ نَبْلاً لأَصحاب الصِّبَا صُيُدا

يعني غير خائة. وأَورَقَ الغازِي: أَخْفَقَ وغَنِمَ، وهو من الأضداد؛

قال:

ألم تَرَ أَنَّ الحَرْب تُعْوِجُ أَهْلَها

مِراراً، وأحياناً تُفِيدُ وتورقُ؟

والأَوْرَقُ من الإبل: الذي في لونه بياض إلى سواد. والوُرْقَةُ: سواد

في غُبْرة، وقيل: سواد وبياض كدخان الرِّمْثِ يكون ذلك في أَنواع البهائم

وأَكثر ذلك في الإبل. قال أَبو عبيد: الأوْرَقُ أطيب الإبل لحماً وأَقلها

شدةً على العمل والسير، وليس بمحمود عندهم في عمله وسيره، قال. وقد يكون

في الإنسان؛ قال:

أَيّامَ أَدعو بأَبِي زِياد

أَوْرَقَ بَوَّالاً على البَِساط

أَراد أَيام أدعو بدعائي أبا زياد رجلاً بَوَّالاً، قال وهذا كقولهم لئن

لقيت فلاناً لتلقيّن منه الأسد، وقد ايرَقَّ

(* قوله «وقد ايرق» كذا هو

بالأصل بدون ألف لينة بين الهاء والقاف). واوْرَاقَّ وهو أَوْرَقُ.

الأصمعي: إذا كان البعير أَسود يخالط سواده بياض كدخان الرِّمْثِ فتلك

الوُرْقَةُ، فإن اشتدَّتُ وُرْقَتهُ حتى يذهب البياض الذي فيه فهو أَدْهَمُ. ابن

الأَعرابي: قال أَبو نصر النعامي: هَجِّرْ بحَمْراء وأَسْرِ بوَرْقاء

وصَبِّح القوم على صهباء؛ قيل له: ولِمَ ذلك؛ قال: لأن الحَمْراءَ أصبر على

الهواجر، والوَرْقاءَ أصبر على طول السُّرَى، والصَّهِباء أَشهر وأَحسن

حين يُنْظَرُ إليها، ومن ذلك قيل للرماد أوْرَقُ، وللحَمامة والذِّئْبة

وَرْقاءُ؛ وقوله، صلى الله عليه وسلم: إن جاءَت به أَوْرَقَ جُمَاليّاً؛

فإنما عنى، صلى الله عليه وسلم، الأُدمة فاستعار لها اسم الوُرْقة، وكذلك

استعار جُمَاليّاً وإنما الجُمالية للناقة، ورواه أَهل الحديث

جَمَاليّاً، من الجَمال، وليس بشيء.

والأَوْرَقُ من الناس: الأَسمر؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في

ولد الملاعنة: إن جاءَت به أُمُّه أَوْرَقَ أَي أَسمر. والسُّمْرة:

الوُرْقَة. والسَّمْرةُ: الأُحْدوثة بالليل. والأَوْرَقُ: الذي لونه بين

السواد والغُبْرَة؛ ومنه قيل للرماد أَوْرَقُ وللحمامة وَرْقاء، وإنما وصفه

بالأُدْمة. وروي في حديث الملاعنة: إن جاءت به أَورق جَعْداً؛ الأَوْرَقُ:

الأَسمر، والوُرْقة السمرة، يقال: جمل أَوْرَقُ وناقة وَرْقاء. وفي حديث

ابن الأكوع: خرجت أنا ورجل من قومي وهو على ناقعة ورقاءَ. وحديث قُسّ:

على جمل أَوْرَقَ. أَبوعبيد: من أَمثالهم: إنه لأَشْأَم من وَرْقاء، وهي

مشؤومة يعني الناقة، وربما نفرت فذهبت في الأَرض. ويقال للحمامة وَرْقاء

للونها.

الأَصمعي: جاء فلان بالرُّبَيْق

(* قوله «جاء فلان بالربيق إلخ» عبارة

القاموس في أرق: جاءنا بأم الربيق على أريق أي بالداهية العظيمة.) على

أُرَيْق إذا جاء بالداهية الكبيرة؛ قال أَبو منصور: أُرَيْقٌ تصغير أَوْرَق،

على الترخيم، كما صغروا أسود سوَيْداً، وأُرَيْق في الأَصل وُرَيق فقلبت

الواو ألفاً للضمة كما قال تعالى: وإذا الرسل أُقِّتَتْ، والأَصل

وقِّتَتْ. الأَصمعي: تزعم العرب أن قولهم «جاءنا بأُم الرُّبَيْق على أُوْرَقَ،

كأنه أَراد وُرَيْقاً تصغير أَرَيْقٍ» من قول رجلٍ رأَى القولَ على

جَملٍ أَوْرَقَ . والأَوْرَقُ من كل شيء: ما كان لونه لون الرماد، وزمان

أَورق أي جدب؛ قال جندل:

إن كان عَمِّي لكَرِيمَ المِصْدَقِ،

عَفّاً هَضُوماً في الزمان الأَوْرَقِ

والأَوْرَقُ: اللبن الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن؛ قال:

يشْربه مَحْضاً ويَسْقي عيالَهُ

سَجاجاً، كأقْرابِ الثعالب، أَوْرَقا

وكذلك شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرِّمْث لأن الذئب أَوْرَقُ؛ قال

رؤبة:

فلا تَكُوني، يا ابْنَةَ الأَشَمِّ،

وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي

وقال أَبو زيد: الذي يَضرب لونُه إلى الخضرة. قال: والذِّئابُ إذا رأَت

ذِئباً قد عُقِر دمه أَكَبَّت عليه فقطعته وأُنثاه معها، وقيل: الذئب إذا

دمي أكلته أُنثاه فيقول هذا الرجل لامرأَته: لا تكوني إذا رأَيت الناس

قد ظلموني معهم عليّ فتكوني كذئبة السوء. وقال أَبو حنيفة: نَصْل أَوْرَقُ

بُرِدَ أَو جُلِيَ ثم لُوّح بعد ذلك على الجمر حتى اخضرّ؛ قال العجاج:

عليه وُرْقانُ القِران النُّصَّلِ

والوَرَقة في القوس: مخرج غُصْن، وهو أَقل من الأُبْنة، وحكاه كراع بجزم

الراء وصرح فيه بذلك. ويقال: في القوس وَرْقة، بالتسكين، أَي عيب، وهو

مَخْرج الغُصن إذا كان خفيّاً. ابن الأَعرابي: الوَرْقة العيب في الغصن،

فإذا زادت فهي الأُبْنة، فإذا زادت فيه السحسه

(* قوله «السحسه» هي هكذا

في الأصل بدون نقط). ووَرَقة الوَتَر: جُليدة توضع على حَزِّه؛ عن ابن

الأَعرابي. ورجل وَرَق وامرأة وَرَقة: خسيسان. والوَرَقُ من القوم:

أَحداثهم؛ قال الشاعرهدبة بن الخَشْرم يصف قوماً قطعوا مفازة:

إذا وَرَقُ الفِتْيان صاروا كأنَّهُم

دراهِمُ، منها جائزاتٌ وزُيِّفُ

ورواه يعقوب: وزائف، وهو خطأٌ، وهم الخِساس، وقيل: هم الأَحداث، قال ابن

بري وقبله:

يَظَلُّ بها الهادي يُقَلِّبُ طَرْفه،

يَعَضُّ على إبهامه، وهو واقفُ

قال: وهذا يدل على أَن الرواية الصحيحة وزائف، لأن القصيدة مؤسسة

وأَولها:

أَتُنْكِرُ رَسْم الدار أم أَنتَ عارِفُ

والذي في شعره: منها راكبات وزائف. وقال أَبو سعيد: لنا وَرَقٌ أَي طريف

وفتيان وَرَق، وأَنشد البيت؛ وقال عمرو في ناقته وكان قدم المدينة:

طال الثَّواءُ عليه بالمدينة لا

ترعى، وبِيعَ له البَيْضاء والوَرَقُ

أَراد بالبيضاء الحَليِّ، وبالوَرَق الخَبَط، وبِيعَ اشْتُرِي. ابن

الأَعرابي: الوَرَقةُ الخسيس من الرجال، والوَرَقة الكريم من الرجال،

والوَرَقة مقدار الدرهم من الدم. والوَرَقُ: المال الناطق كله. والوَرَقُ:

الأَحداث من الغلمان. أَبو سعيد: يقال وَرَقاً أَي حيّاً، وكل حيّ وَرَق،

لأنهم يقولون يموت كما يموت الوَرَقُ وييبس كما ييبس الوَرَقُ؛ قال

الطائي:وهَزَّتْ رَأْسَها عَجَباً وقالت:

أَنا العُبْرِي، أَإِيَّانا تُرِيدُ؟

وما يَدْرِي الوَدُودُ، لعلَّ قلبي،

ولو خُبِّرْته وَرَقاً، جَلِيدُ

أَي ولو خُبِّرْته حَيّاً فإنه جَلِيد.

والوَرْقاء: شجيرة معروفة تسمو فوق القامة لها وَرَق مدوّر واسع دقيق

ناعم تأكله الماشية كلها، وهي غبراء الساق خضراء الورق لها زَمَع شُعْر فيه

حب أَغبر مثل الشَّهْدانِج، ترعاه الطير، وهو سُهْليّ ينبت في الأَودية

وفي جَنَباتها وفي القيعان، وهي مَرْعًى.

ومَوْرَقٌ: اسم رجل؛ حكاه سيبويه، شاذ عن القياس على حسب ما يجيء

للأسماء الأَعلام في كثير من أَبواب العربية، وكان القياس مَوْرِقاً،

بكسر الراء. والوَرِيقةُ ورِواقٌ: موضعان؛ قال الزبرقان:

وعَبْد من ذوي قَيْسٍ أتاني،

وأَهلي بالتَّهائم فالوِراق

ووَرِقانُ: جبلَ معروف. وفي الحديث: سِنُّ الكافر في النار كوَرِقان، هو

بوزن قَطِرانٍ، جبل أسود بين العَرْج والرُّوَيْثة على يَمين المار من

المدينة إلى مكة. وفي الحديث: رجلان من مُزَيْنة ينزلان جبلاً من جبال

العرب يقال له فيُحْشَرُ الناسُ ولا يَعْلَمان. ووَرْقاء: اسم رجل، والجمع

وَرَاقٍ ووَراقى مثل صَحارٍ وصَحارى، ونسبوا إليه وَرْقاوِيٌّ فأَبدلوا من

همزة التأنيث واواً. وفلان ابن مَوْرَقٍ، بالفتح، وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ.

ورق
{الوَرْقُ مُثلّثة، وكَكَتِف، وجبَل خمْسُ لُغاتٍ، حكَى الفَرّاءُ مِنْهَا ورْقاً بِالْفَتْح،} ووَرِقاً ككَتِف، {ووِرْقاً بِالْكَسْرِ، مثل: كبِد وكِبْد لأنّ فيهم من ينقُل كسْرَة الرّاءِ الى الْوَاو بعد التّخفيف، وَمِنْهُم منْ يترُكُها على حالِها، كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو، وَأَبُو بكْر، وحمزةُ، وخلَف} بوَرْقكم بالفَتْح. وَعَن أبي عمْرو أَيْضا، وَابْن مُحَيْصِن {بوِرْقكم بِكَسْر الْوَاو. وَقَرَأَ أَبُو عبيدَةَ بالتّحريك، وَقَرَأَ أَبُو بكر} بوُرْقِكم بالضمّ: الدّراهِم المضْروبَةُ كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ أَبُو عبيدَة: {الوَرَق: الفِضّة كَانَت مضْروبة كدَراهِم أَو لَا، وَبِه فُسِّر حَديثُ عرْفَجَة أنّه لمّا قُطِع أنفُه اتّخَذ أنْفاً من} ورِق، فأنْتَن عَلَيْهِ، فاتّخذَ أنْفاً من ذهَب. وحَكى عَن الأصمعيّ أنّه إِنَّمَا اتّخذ أنْفاً من ورَق بفَتْح الرّاءِ، أرادَ الرَّقَّ الَّذِي يفكتَبُ فِيهِ، لأنّ الفِضّةَ لَا تُنْتِنُ. قَالَ ابنُ سيدَه: وكُنتُ أحسِب أنّ قولَ الأصمعيّ إنّ الفِضّة لَا تُنْتِن صَحيحاً، حَتَّى أخبَرني بعضُ أهلِ الخِبْرة أنّ الذّهَب لَا يُبليه الثّرى، وَلَا يُصْدِئه النّدَى، وَلَا تنقُصُه الأرضُ، وَلَا تأكُله النّار. فأمّا الفِضّة فإنّها تبْلَى، وتصْدَأُ، ويعلُوها السوادُ، وتُنْتِنُ ج: {أوراقٌ يُحْتَمل أَن يكونَ جمع ورِق ككَتِف، وَجمع وِرْق، بالكسْر وبالضّم وبالتّحريك. ووِراق بالكسْر نَقله الصاغانيّ} كالرِّقّةِ كعِدَة، والهاءُ عِوَضٌ عَن الْوَاو.
وَمِنْه الحَدِيث: فِي الرِّقَة رُبعُ العُشْر. وَفِي حَدِيث آخر: عفوْتُ لكم عَن صدَقَةِ الخيْل والرّقيق، فهاتُوا صَدَقَة {الرِّقَةِ يُريد الفِضّة والدّراهِم المضْروبةَ مِنْهَا. وأنشَدَ ابنُ برّي قولَ خالدِ بنِ الوَليد رَضِي الله عَنهُ فِي يومِ مُسَيْلِمة: إنّ السِّهامَ بالرّدَى مُفَوَّقَهْ والحرْبَ ورْهاءُ العِقال مُطْلَقَهْ وخالدٌ من دينِه على ثِقَهْ لَا ذهَبٌ يُنجيكُمُ وَلَا} رِقَهْ قَالَ ابنُ سيدَه: وربّما سُمِّيت الفِضّة {ورَقاً، يُقَال: أعطَاهُ ألفَ دِرْهم رِقَةً لَا يُخالِطُها شيْءٌ من المالِ غَيرهَا. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم:} الوَرِق {والرِّقَة: الدّراهم خاصّة. وَقَالَ شَمِر:} الرِّقَة: العيْن.
ويُقال: هِيَ من الفِضّة خاصّة. وَيُقَال: الرِّقَةُ: الفِضّة والمالُ، عَن ابنِ الأعرابيّ، وَأنْشد:
(فَلَا تَلْحَيا الدُنْيا إليّ فإنّني ... أرى ورِقَ الدُنْيا تسُلُّ السّخائما)

(وَيَا رُبَّ مُلْتاثٍ يجُرُّ كِساءَه ... نَفَى عَنهُ وِجدانُ {الرِّقينَ العَزائما)

يَقُول: يَنْفِي عَنهُ كَثرةُ المالِ عَزائمَ النّاسِ فِيهِ أنّه أحمَقُ مجْنون. قَالَ الأزهريّ: لَا تَلْحَيا: لَا تَذُمّا. والمُلْتاث: الأحمَق. قَالَ ابنُ برّي: والشِّعْر لثُمامة السَّدوسيّ.} والوَرّاق: الكثيرُ الدّراهم كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ غيرُه: رجُل {وَرّاقٌ: صاحِبُ ورَق. وقرأَ عليٌّ رضِي الله عَنهُ فابْعَثوا} بوَرّاقِكُم، أَي بصاحِب {ورَقِكم. قَالَ الرّاجز: يَا رُبّ بيْضاءَ من العِراقِ كأنّها فِي القُمُص} الرِّقاقِ مُخّةُ ساقٍ بينَ كفَّيْ ناقِ أعْجَلَها النّاقِي عَن احْتِراقِ تأكلُ من كيسِ امْرئٍ {ورّاقِ قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَي كثيرُ} الوَرَقِ والمالِ. (و) {الوَرّاقُ أَيْضا:} مُوَرِّقُ الكُتُب كَمَا فِي العُباب. وَفِي الصِّحاح: رجل {وَرّاق، وَهُوَ الَّذِي} يوَرِّقُ ويكْتُب، وحِرْفَتُه {الوِراقَة بالكسْر. (و) } الوَرَاق كسَحاب: خُضْرَةُ الأرْضِ من الحَشيشِ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: وليْس من {الوَرَق أَي: من وَرَقِ الأرضِ فِي شيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَنيفَة: هُوَ أَن تطَّرِدَ الخُضرةُ لعيْنِك، قَالَ أوسُ بنُ حجَرٍ يصِفُ جيْشاً بالكَثْرةِ كَمَا فِي الصِّحاح، ونسَبَه الأزهريُّ لأوْس بنِ زُهَير:
(كأنّ جِيادَهُنّ برَعْنِ زُمٍّ ... جَرادٌ قد أطَاع لَهُ} الوَراقُ)
ويُروَى: برَعْن قُفٍّ. قَالَ ابنُ سيدَه: وعِندي أَن {الوَراق من} الوَرَق. وَأنْشد الأزهريّ:
(قُلْ لنُصَيْبٍ يحْتَلِبْ نارَ جعْفَرٍ ... إِذا شكِرَتْ عِنْد الوَراقِ جِلامُها)
ومحمّد بنُ عبدِ الله بنِ حَمْدَوَيْهِ بنِ الحَكَم بن! وَرْق، كوَعْد السّماحيّ: مُحدِّث، روى عَن أبي حَكيم الرّازيّ، وطبقَتِه، مَاتَ سنةَ تِسْع عشْرة وثَلثِمائة. والوَرَق مُحرّكة من الكِتاب والشّجَر: م مَعْرُوف، واحِدَتُه بهاءٍ. أما وَرَق الكِتاب فأُدُمٌ رِقاقٌ. وَمِنْه كأنّ وجهَه ورَقةُ مُصْحَفٍ، وَهُوَ مَجازٌ. وَأما ورَق الشّجَر فَقَالَ أَبُو حَنيفةَ: هُوَ كُلُّ مَا تبسّطَ تبَسُّطاً وَكَانَ لَهُ عَيْر فِي وسَطه تنْتَشِر عَنهُ حاشِيَتاه. وَمن الْمجَاز: الوَرَق: مَا اسْتَدارَ من الدّمِ على الأرضِ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: مِقْدارُ الدِّرْهَم من الدّمِ، أَو هُوَ مَا سَقَط من الجِراحَة علَقا قِطَعاً. قَالَ أَبُو عُبيدة: أوّله وَرَق، وَهُوَ مثْل الرَّشّ، والبَصيرة: مثل فِرْسِن البَعير، والجَديّةُ أعظَم من ذَلِك، والإسْباءَةُ فِي طولِ الرُمْح، وَالْجمع الأسابيّ. كَذَا فِي الصّحاح. وَقَالَ عمْروٌ فِي ناقَته، وَكَانَ قَدِمَ الْمَدِينَة:)
(طالَ الثّواءُ عَلَيْهِ بالمَدينةِ لَا ... تَرْعى وبيعَ لَهُ البَيْضاءُ {والوَرَقُ)
أرادَ بالبَيْضاءِ الحَليَّ،} وبالوَرَق: الخَبَط. وَبيع: اشْتُرِي. والوَرَق: الحَيُّ من كلّ حيَوان قَالَ أَبُو سعيد: رأيتُه {ورَقاً، أَي: حيّاً، وكلُّ حيٍّ} ورَق لأَنهم يَقُولُونَ: يموتُ كَمَا يَموت {الوَرَق، ويَيْبَس كَمَا ييْبَس الوَرَق، قَالَ الطّائيّ:
(وهزّت رأسَها عجَباً وَقَالَت ... أَنا العُبْري أإيّانا تُريدُ)

(وَمَا يَدْري الوَدودُ لعلّ قلْبي ... وَلَو خُبِّرتَه} ورَقاً جَليدُ)
أَي: وَلَو خُبّرته حيّاً فَإِنَّهُ جَليد. وَمن الْمجَاز: الوَرَق: المالُ من إبلٍ ودَراهِم وغيرِها، قَالَ العجّاج: إيّاكَ أَدْعُو فتقبّلْ مَلَقِي واغْفِر خطاياي وثمِّرْ! - ورَقي أَي: مَالِي، نقَله الجوهريّ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الوَرَق: المالُ الناطِقُ كُله.وَقَالَ الزّمخشريّ: ثمّر اللهُ {ورقَه، أَي: ماشِيَتَه. والوَرَق من الْقَوْم: أحْداثُهم عَن ابنِ السّكّيت، وَهُوَ مجازٌ، وأنشدَ لهُدْبَة بنِ الخَشْرَمِ يصِفُ قوما قطعُوا مَفازةً:
(إِذا ورَقُ الفِتْيان صارُوا كأنّهم ... دَراهِمُ مِنْهُ جائِزاتٌ وزائِفُ)
أَو الضِّعافُ من الفِتْيان عَن اللّيثِ. وَقَالَ ابنُ دُريد: الوَرَقُ: حُسْن القوْم وجَمالُهم ونصُّه فِي الجمْهرة:} ورَقُ الفِتْيان: جمالُهم وحُسْنُهم، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ اللّيْثُ: {الورَقُ: جَمالُ الدُنيا وبهْجَتُها. ونصُّ العيْن: ورَق الدُنْيا: نعيمُها وبهْجَتُها، وأنْشَد: فَمَا} ورَقُ الدّنيا بباقٍ لأهْلِها وَمن المَجاز: الوَرَقة بهاءٍ: الخَسيسُ من الرّجال. والوَرَقة: الكريمُ من الرِّجال عَن ابنِ الأعرابيّ ضدٌّ. ورجُلٌ ورَقَة، وَامْرَأَة وَرَقةٌ: خَسيسان. وَفِي الأساس: يُقَال: إنّه وإنّها ورَقة: إِذا كَانَا ضَعيفَين حديثَيْن. {ووَرَقة: د، باليمَن من نَواحي ذَمار. (و) } وَرَقة بنُ نوْفل بنِ أسَدِ بنِ عبْد العُزّى بنِ قُصيّ وَهُوَ ابنُ عمِّ أمِّ الْمُؤمنِينَ، وجدّةِ أهلِ البيتِ خَديجَة بنتِ خُوَيْلِد بنِ أسَدِ بنِ عبد العُزّى، رَضِي الله عَنْهُمَا. وَقَالَ ابنُ مَنْدَه: اختُلِف فِي إسْلامِه، والأظْهَر أنّه مَاتَ قبْل الرِّسالة، وبعْدَ النّبوّة. ووَرَقة بنُ حابِس التّميميّ: صَحابيٌّ رَضِي الله عَنهُ، قدِم نيْسابور، قَالَه الحاكِم، قدِم مَعَ الأحنَفِ بن قيْس، ورجُلان من الصّحابة يُعرَفان! بوَرَقة، أحدُهما: من بَني أسَد بنِ عبدِ)
العُزّى، وَقد رَوى عَن ابنِ عبّاس، والثّاني: لَهُ ذِكْرٌ فِي حديثٍ ذكَره أَبُو مُوسَى. وشجَرَةٌ {وارِقة و} وريقَة {ووَرِقَة الأخيرةُ على النّسَب لِأَنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ: كثيرةُ} الوَرَق، وَقد {وَرَق الشّجَرُ} يرِقُ كوَعَد يعِد، {وأورَق} إيراقاً {وورّق} توْريقاً. قَالَ الأصمعيّ: {وأوْرَقَ بالألِف: أكْثَر، أَي: خرَج ورَقُه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا ظهَر ورَقُه تامّاً. (و) } الوِراقُ ككِتاب: وقْتُ خُروجِ أَي: الوقْت الَّذِي {يورِقُ فِيهِ الشّجر.} والوَرَقَة: الشّجرةُ الخضْراءُ {الوَرَق الحسَنَتُه، وَقيل: الكَثيرةُ} الأوْراق. {والرِّقةُ كعِدَة: أولُ نَبات النّصيِّ والصِّلِّيان والطّريفة رطْباً. يُقال: رَعَيْنا} رِقَة الطّريفة. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: يُقال للنّصِيّ والصِّلِّيان إِذا نبَتا: رِقةٌ مَا داما رطْبَيْن، وَأَيْضًا رِقَةُ الْكلأ: إِذا خرَج لَهُ {وَرَق. وَقَالَ ابنُ سَمْعان:} الرِّقَة: الأرضُ الَّتِي يُصيبُها المطَر فِي الصّفَريّة أَو فِي القيْظ، فتَنْبُتُ، فَتكون خضْراءَ، فيُقال: هِيَ {رِقةٌ خضْراء.} ووَرْقان: ع. قَالَ جَميلٌ:
(يَا خَليليَّ إنّ بَثْنَةَ بانَتْ ... يَوْم {وَرْقانَ بالفُؤادِ سَبيّا)
(و) } وَرِقان بكسْر الرّاءِ: جبَل أسْود من أعظَم الجِبال بيْن العرْجِ والرُّوَيْثَة يدفَعُ سَيلَه فِي رِئْم، وَهُوَ أول جبَل بيَمينِ المُصْعِدِ من المَدينة الى مكّةَ حرسَهما الله تَعالى مُنْقاد من سَيالَةَ الى المُتَعَشّى، وأنشَدَ أَبُو عُبيْد للأحْوَص:
(وكيفَ تُرَجّي الوصْلَ مِنْهَا وأصبحَتْ ... ذُرا! وَرِقان دونَها وحَفيرُ) هَكَذَا قيّدَه أَبُو عُبيد البَكْريّ وجَماعةٌ. ويُقال: إنّ الَّذِي ذكَره جَميلٌ هُوَ هَذَا الجبَل، وإنّما خفّفه بسُكون الرّاءِ. قَالَ السُهَيْليُّ فِي الرّوض: ووقَع فِي نُسخةِ أبي بحْرٍ سُفْيانَ بنِ العَاصِي الأسَديّ بفَتْح الرّاءِ. {ومَوْرَقُ، كمَقْعَد: اسمُ ملِك الرّوم. قَالَ الأعْشى:
(فأصْبَحْتُ قد ودّعتُ مَا كَانَ قد مضَى ... وقبْليَ مَا ماتَ ابنُ ساسَا ومَوْرَقُ)
أَرَادَ كِسْرى بنَ ساسان. ومَوْرَق: والِدُ طَريفٍ المَدَنيّ، هَكَذَا فِي العُباب. وَفِي التّبْصير: المَدينيّ المُحدِّث عَن إِسْحَاق بنِ يحْيى بنِ طَلْحة وغيْره، رَوى الزُبيرُ بنُ بكّار عَن يَحْيى بنِ مُحمد عَنهُ. ومَوْرَقٌ شاذٌ فِي القِياس لأنّ مَا كَانَ فاؤُه حرفَ عِلّة فإنّ المِفْعَل مِنْهُ مكْسور الْعين، مثلُ موْعِد وموْرِد. وَلَا نظيرَ لَهَا سِوَى موْكَل وموْزَن وموْهَب ومَوْظَب ومَوْحَد كَمَا فِي العُباب.
وَفِي القوْس} ورْقَةٌ، بالفَتْح هَكَذَا ضبَطه كُراع، أَي: عيْب وَهُوَ مَخْرَج الغُصْنِ إِذا كَانَ خفيّاً. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: فَإِذا زادَت فَهِيَ الأُبْهَة، فَإِذا زادَت فَهِيَ السّحْتَنَة. وَقَالَ الأصمعيّ: {الأوْرَقُ من الإبِل: مَا فِي لوْنه بياضٌ الى سَوادٍ.} والوُرْقَة: سَوادٌ فِي غُبْرة، وَقيل: سَوادٌ وبَياض كدُخان)
الرِّمْثِ يكونُ ذَلِك فِي أنواعِ البَهائم، وأكثرُ ذلِك فِي الإبِل. قَالَ أَبُو عُبَيد: وَهُوَ من أطْيَب الإبِل لحْماً لَا سَيْراً وعَمَلاً أَي: ليْس بمحمودٍ عندَهم فِي عمَله وسيْره. وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا كَانَ البَعيرُ أسْوَدَ يُخالِطُ سوادَه بياضٌ كدُخان الرِّمْث فتِلك {الوُرْقَة، فَإِذا اشْتدّتْ وُرْقَتُه حَتَّى يذْهَب البَياض الَّذِي هُوَ فِيهِ فَهُوَ أدْهَم. ويُقال: جمَلٌ} أورَقُ، وناقةٌ! ورْقاءُ. وَفِي حَدِيث قيْس: على جمَل أوْرَق. وَفِي حَدِيث ابنِ الأكْوعِ: خرجتُ أَنا ورجُل من قوْمي وَهُوَ على ناقَة {ورْقاءَ وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: قَالَ أَبُو نصْر النُعاميّ: هجِّر بحَمْراءَ، وأسْرِ بوَرْقاءَ، وصبِّحِ القومَ على صهْباء قيلَ لَهُ: ولمَ ذلثك قَالَ: لِأَن الحمْراءَ أصبرُ على الهَواجِر، والوَرْقاءَ أصبَرُ على طولِ السُّرَى، والصّهْباءُ: أشهَرُ وأحسَنُ حِين يُنظَرُ إِلَيْهَا. وَمن ذلِك قيل: الرّمادُ أوْرَقُ، أَي: لَا مطَر فِيهِ. قَالَ جَنْدَلٌ: إنْ كَانَ عمِّي لكَريمَ المصْدَقِ عفّاً هَضوماً فِي الزّمانِ} الأوْرَقِ (و) {الأوْرَقُ: اللّبَنُ الَّذِي ثُلُثاه ماءٌ، وثُلُثه لبَنٌ. قَالَ:
(يشْربهُ محْضاً ويسْقي عيالَه ... سَجاجاً كأقْرابِ الثّعالِبِ} أوْرَقا)
ج الكُلِّ {وُرْقٌ بالضّم.} والوَرْقاء: الذّئْبَة، والذّكَر {أورَقُ. ويُقال: هُوَ من وُرْقِ الذّئاب، وَقد شبّهوا لونَ الذّئب بلون دُخان الرِّمْثِ لِأَن الذّئبَ أوْرَقُ. قَالَ رؤبة: فَلَا تكونِي يَا بنَةَ الأشَمِّ ورْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ الَّذِي يَضرِبُ لونُه الى الخُضْرةِ، قَالَ: والذّئاب إِذا رأتْ ذِئْباً قد عُقِرَ وظهَرَ دمُه أكبّتْ عَلَيْهِ فقطّعَتْه، وأُنثاه معَها. وَقيل: الذّئْبُ إِذا دُمِّيَ أكلَتْه أنثاه، فَيَقُول هَذَا الرّجل لامرأتِه: لَا تَكُونِي إِذا رأيتِ الناسَ قد ظلَموني معَهم عليّ، فتكوني كذِئْبَة السَّوْء. (و) } الورْقاءُ: الحَمامةُ. قَالَ عُبيد بنُ أيّوبٍ العَنْبَريّ:
(أإن غرّدَت! ورْقاءُ فِي روْنَقِ الضُحى ... على فَنَنٍ رِئْدٍ تحِنُّ وتطْرَبُ)
قَالَ الحسَنُ بنُ عبدِ الله بنِ محمّدِ بنِ يحْيى الكاتِب الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتاب الحَمام المَنسوب إِلَيْهِ الأوْرَق: الَّذِي لونُه لوْنُ الرّماد فِيهِ سَوادٌ. يُقال: {أورَق} وورْقاء، والجمْع {الوُرْقُ، قَالَ:
(وَمَا هاجَ هَذَا الشّوقَ غيرُ حَمامةٍ ... من} الوُرْقِ حمّاءِ الجَناح بَكورِ)

(غدَتْ حينَ ذَرَّ الشّرْقُ ثمَّ ترنّمت ... بِلَا سَحَلٍ جافٍ وَلَا بصَفيرِ)
وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
(وَمَا تَجافَى الغيثُ عَنهُ فَمَا بِه ... سَواءَ الصّدَى والخضّف الوُرْق حاضِرُ)

(وردتُ اعتِسافاً والثُريّا كأنّها ... وراءَ السِّماكَيْنِ المَها واليَعافِرُ)
ج: {وَراقَى،} ووِراق، كصَحارَى وصِحار، والنِّسبةُ وَرْقاوِيّ كَمَا فِي الصّحاح. وَمن أمثالِهم: جاءَنا بأمّ الرُّبَيْقِ على {أُرَيْق: إِذا جاءَ بالدّاهِية المُنْكَرة، تقدّم ذكْرُه فِي: أرق. وَهَذَا موضِع ذِكْره كَمَا فعَله الجوهريّ والأزهريّ، فإنّ} أُريْقاً مُصغَّرُ أوْرَق على التّرخيم، كَمَا صغّروا أسْودَ على سُوَيد، {وأُرَيْق فِي الأَصْل وُرَيْق. وبُدَيْل بنُ ورْقاءَ بنِ عبدِ العُزّى بنِ ربيعةَ الخُزاعيّ: صَحابيٌّ رَضِي الله عَنهُ، أسْلَم هُوَ وابْنُه عبدُ الله وحَكيمُ بنُ حِزام، وَكَانَ ابنُه عبدُ الله سيّدَ خُزاعةَ، قُتِل مَعَ أَخِيه بصِفّين، رَضِي الله عَنْهُم.} وأوْرَقَ الرجلُ: كثُر مالُه يعْني بِهِ الماشيَة ودراهِمُه. وَمن المَجاز: أورَقَ الصائِدُ أَي: لم يصِد. وَفِي المُحْكَم: أخْطأ وخابَ. ويُقال: أوْرَقَ الحابِلُ {إيراقاً، فَهُوَ} مورِقٌ: إِذا لم يقَع فِي حِبالَتِه صيْدٌ. وَكَذَا {أوْرَق الطّالِبُ للْحَاجة: إِذا لم ينَلْ وأخفَقَ بمعْناه. وأوْرَقَ الْغَازِي: إِذا لم يغْنَم فَهُوَ} مورِقٌ، ومُخْفِقٌ، وَهُوَ مجَاز. {ومورَق، بالضمِّ وفتْحِ الرّاءِ، مُخفّفة: ع بفارِس وَلَو قَالَ: كمُكْرَمٍ كَانَ أخْصَر. (و) } مورِّق كمُحدِّث ابْن مهَلِّب يَروي عَن أبي بكْر الصِّدّيق رَضِي الله عَنهُ، وَعنهُ بِشْرُ بنُ غالبٍ. وَأَبُو المُعْتَمِر مورِّق بن مُشَمْرِخِ العِجْليّ من أهلِ البَصرَة، يرْوي عَن أبي ذرٍّ، رَضِي الله عَنهُ، وعنهُ أهلُ العِراق، وَكَانَ من العُبّادِ الخُشْن، ماتَ فِي وِلاية ابنِ هُبَيْرة سنة خمْسٍ ومئة: تابِعيّانِ ذكرَ الأخيرَ ابنُ حِبّان فِي الثّقاتِ. أما الأوّل فأوْرَدَه الذّهبيّ فِي ذيْل الدّيوان، وَقَالَ فِيهِ: إنّه مجْهول. ومورِّق بن سُخَيْت: محدِّث ضَعيفٌ، رَوى عَن أبي هِلال، تفرّدَ بحديثٍ، وَفِيه جَهالَة، كَذَا ذكَره الذّهبيُّ فِي الدّيوان.
وَقَالَ النّضْرُ: {إيراقَّ العِنَبُ} يَوْراقُّ: إِذا لوّن فَهُوَ {مُوراقٌ، كَذَا نصّ الُباب. وَفِي اللّسان:} اوراقَّ الِنبُ يَوْراقّ ايرِيقاقاً: إِذا لوّن، قَالَه النّضْرُ. (و) {الوُرَيْقَة كجُهَينة: ع. قَالَ ابنُ دُرَيد: زعَموا.
وَالَّذِي فِي الجمهرة كسَفينة.} وتورّقَت النّاقة: إِذا أكلَت الوَرَقَ. ويُقال: إِذا رَعَت الرِّقةَ. ويُقال: مَا زِلتُ منْك ولَك {مُوارِقاً أَي: قَرِيبا لَك مُدانِياً مِنْك. ويُقال: اتّجِرْ فإنّ التّجارة} مَوْرقَةٌ للمالِ، كمَجْلَبَة أَي: مُكثِّرة ومَظِنّة للنّموِّ والبَرَكة. وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: قَالَ اللِّحيانيّ: {ورَقَت الشّجرةُ} ورْقاً: ألْقَتْ {ورقَها. ويُقال:} رِقْ هَذِه الشّجرة {ورْقاً، أَي: خُذْ ورَقَها، وَقد} ورقتُها {أرِقُها} وَرْقاً،)
فَهَوِيَ! موْروقَة. وَفِي الحَديث أنّه قَالَ لعمّار: أنتَ طيِّبُ {الوَرَق أرادَ بِهِ نسْلَه تشْبيهاً} بوَرَقِ الشّجر لخُروجِها مِنْهَا. وَمَا أحْسَنَ {وَراقَه} وأوراقَه، أَي: لِبْسَته وشارَتَه، على التّشْبيه بالوَرَقِ.
واخْتَبَطَ مِنْهُ {ورَقاً: أصابَ مِنْهُ خيْراً.} والوَريقَةُ: الشّجرةُ الحسَنةُ الوَرَقِ، عَن أبي عمْرو. وفرْعٌ {وَريقٌ: كثير} الوَرَق. قَالَ حُمَيدُ بنُ ثوْرٍ رَضِي الله عَنهُ يصِف سَرْحَةً:
(تنوَّطَ فِيهَا دُخَّلُ الصّيفِ بالضُحى ... ذُرَى هدَباتٍ فرْعُهُنّ {وَريقُ)
} والوَرَق: الدُنْيا. ووَرَق الشّباب: نُضْرَتُه وحَداثَتُه، عَن ابنِ الأعرابيّ. وحُكِيَ فِي جمْع {الرِّقة:} رِقاتٌ. {والمُستَورِقُ: الَّذِي يطْلب} الوَرِق قَالَ أَبُو النّجم: أقبلْت كالمُنْتَجِع {المُسْتَورِق وَأنْشد ثعْلَب:
(إِذا كحَلْنَ عُيوناً غيرَ} مورِقَةِ ... ريّشْن نبْلاً لأصْحابِ الصِّبا صُيُدا)
قَالَ: يعْني غيرَ خائِبة. {وأوْرَقَ الْغَازِي: إِذا غنِمَ، وَهُوَ من الأضْداد، قَالَ:
(ألم تَرَ أنّ الحرْبَ تُعْرِجُ أهلَها ... مِراراً وأحْياناً تُفيدُ} وتورِقُ)
{والأوْرَقُ: الأسمَرُ من النّاس. وَمِنْه حديثُ المُلاعَنَة: إِن جاءَتْ بِهِ} أوْرَقَ جَعْداً جُماليّاً، قَالَ أَبُو عُبيد: ومنْ أمثالِهم: إنّه لأشأَمُ من! وَرْقاء. وَهِي مشْؤومة يَعْنِي النّاقَة. وربّما نفَرَتْ فذهَبت فِي الأَرْض. وَقَالَ أَبُو حَنيفة: نصْلٌ {أوْرَقُ: بُرِدَ أَو جُلِيَ، ثمَّ لُوِّح بعدَ ذَلِك علَى الجمْر حتّى اخضَرّ، قَالَ العجّاج: عَلَيْهِ} وُرْقان القِرانِ النُّصَّلِ {ووَرَقة الوَتَر: جُلَيْدة توضَع على حزِّه، عَن ابنِ الأعرابيّ.} والوَرْقاءُ: شُجَيْرة تسْمو فَوق الْقَامَة، لَهَا {ورقٌ مُدوَّر واسعٌ دقيقٌ ناعِمٌ تأكُلُه الماشيةُ كلُّها، وَهِي غبْراءُ السّاقِ، خضْراءُ الوَرَقِ، لَهَا زَمَع شعْرٍ فِيهِ حبٌّ أغبَرُ مثلُ الشّهْدانَج، ترْعاه الطّيْرُ، وَهُوَ سُهْليّ ينْبتُ فِي الأودِية، وَفِي جنَباتِها، وَفِي القيعانِ، وَهِي مرْعىً.} والوِراقُ، بالكسْرِ: مَوضِع. قَالَ الزِّبْرِقان:
(وعيدٌ من ذَوي قيْسٍ أَتَانِي ... وَأَهلي بالتّهائِمِ {فالوِراقِ)
وثَنّاهُ ابنُ مُقبِل فَقَالَ:
(رَآهَا فُؤادي أمَّ خِشْف خَلالَها ... بقُورِ} الوِراقَيْنِ السّراءُ المُصنِّفُ)
قَالَ الْجَوْهَرِي: النّسبةُ الى {ورْقاء اسمِ رجُل:} - ورْقاوِيّ، أبدَلوا من همْزةِ التّأنيثِ واواً.)
{والوَرّاق، ككتّان: قَريَتان بالقُرب من مِصْر على شاطئ النّيل.} والوَرَق، مُحرّكة: قرْية من أعْمالِ الغربيّة.
(و ر ق) : (الْوَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ وَرَقَةٍ جُلُودٌ رِقَاقٌ يُكْتَبُ فِيهَا وَمِنْهَا (وَرَقُ الْمُصْحَفِ) وَهُوَ الْمُرَادُ فِي قَوْلِهِ لَا يَجُوزُ السَّلَمُ فِي (الْوَرَقِ) وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ (وَالْوَرِقُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ الْمَضْرُوبُ مِنْ الْفِضَّةِ وَكَذَا (الرِّقَةُ) وَجَمْعُهَا (رُقُوقٌ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ» وَعَرْفَجَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - اتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ (وَرِقٍ) (وَجَمَلٌ أَوْرَقُ) آدَمُ وَفِي التَّهْذِيبِ (الْأَوْرَقُ) مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يَكُونُ لَوْنُهُ لَوْنَ الرَّمَادِ.

لطخ

[لطخ] لَطَخَهُ بكذا لَطْخاً فتَلَطَّخَ به، أي لوَّثه به فتلوَّث. ولُطِخَ فلانٌ بشرٍّ: رُمِيَ به. وفي السماء لَطْخٌ من سحاب، أي قليل.
ل ط خ: (لَطَخَهُ) بِكَذَا مِنْ بَابِ قَطَعَ (فَتَلَطَّخَ) بِهِ أَيْ لَوَّثَهُ بِهِ فَتُلَوَّثَ. 
لطخ
اللَطْخُ: أعَم من الطلْخ. واللُطَاخَة: بقية اللَطْخ وأثَرُه. ورَجُلٌ لَطِخٌ: قَذِرُ الأكل. ولَطَخْتُ فلاناً بأمرٍ قَبيح.
وسَكْران مُلْطَخ: أي مُلْتَخ أي شَديد السكْر.
ل ط خ : لَطَخَ ثَوْبَهُ بِالْمِدَادِ وَغَيْرِهِ لَطْخًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَالتَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ وَتَلَطَّخَ تَلَوَّثَ وَلَطَخَهُ بِسُوءٍ رَمَاهُ بِهِ 
[لطخ] نه: فيه: تركتني حتى "تلطخت"، أي تقذرت وتنجست بالجماع، رجل لطخ أي قذر. ج: ومنه: إنا لسنا في "تلطيخ" ابن الزبير في شيء، أراد به اختلاف أفعاله وما اعتمده من هدم الكعبة. ن: يريد به سبه، من لطخته: رميته بأمر قبيح.

لطخ


لَطَخَ(n. ac. لَطْخ)
a. [acc. & Bi], Soiled, dirtied, sullied, befouled with;
bespattered with; dishonoured, disgraced.
b. [acc. & Bi], Charged, reproached with.
لَطَّخَa. see I (a)b. Defiled, befouled, polluted; besmeared, daubed;
splashed.
c. Anointed, perfumed.

تَلَطَّخَ
a. [Bi], Was soiled &c.; polluted himself with.
b. [Bi], Was reproached with.
لَطْخa. Small portion, a little, a dash, a sprinkling.
b. Soil, pollution; stain; taint.

لَطْخَةa. Stain; splash; smear.
b. see 1 (a)
. ‐
لَطِخ
Dirty; filthy.
لُطَخَةa. Stupid; fool.

لُطَاْخَةa. Stains.

لَطُوْخa. Dirt, filth.

لِطِّيْخa. see 9t

لطخ: لطخه بالشيء يَلْطَخه لطخاً ولطَّخه، ولطختُ فلاناً بأَمر قبيح:

رميته به.

وتلطَّخ فلان بأَمر قبيح: تدنس، وهو أَعم من الطَّلْخ.

واللُّطاخَة: بقية اللَّطْخ.

ورجل لَطِخٌ: قذر الأَكل. ولَطَخَه بشرٍّ يلطَخُه لطْخاً أَي لوَّثه به

فتلوَّث وتلطخ به فعله.

وفي حديث أَبي طلحة: تركتْني حتى تلطَّخْت أَي تنجست وتقذرت بالجماع.

يقال: رجل لَطِخ أَي قذر، ورجل لُطَخَة: أَحمق لا خير فيه، والجمع

لطَخات. واللَّطخ: كل شيءٍ لُطِّخ بغير لونه. وفي السماء لَطْخٌ من سحاب أَي

قليل. وسمعت لَطْخاً من خَبَرٍ أَي يسيراً.

ويقال: اغنُوا لَطْختكم.

لطخ: اسم المصدر من لطوخ (أبو الوليد 241 رقم 36).
لطخ بالذهب: ذهّب. بالفضة: فضّض (بوشر).
لُطِخ بذنب: نسبت إليه جريمة (حيّان 54).
لُطخ المصباح بالنار: (في محيط المحيط): ( ... والعامة تقول لطخ المصباح بالنار أي أدناه منها فاشتعل).
لطّخ: لوّث. دهن، طلى. مسح، مرخ. (الملابس 2: 313 فوك، محيط المحيط 291:4 باين سميث 1454، 1295، أبحاث 164:1 الطبعة الأولى).
ويَغْري ذوو النقص من أهلها ... بتلطيخ أغراض أهل الكمال
لطخ على: فاخر (فوك iactare) .
تلطخ: نمرخ، حك، مسح نفسه (فوك، ابن بطوطة 116:4، 149).
لطخة: شائبة (همبرت 199).
لطخة: مضب، غائم. نجمة ضعيفة الضوء (بوشر).
لِطاخ: في (محيط المحيط): طعام للمولدين وهو رغوة تتصاعد من الدبس إذا ضرب بعرق الحلاوة.
لطائخ وملطّخات: مراهم ودهانات (باتين سميث 1454).
لطخ
: (لَطَخَهُ، كمَنَعَهُ) ، يَلْطَخُه لَطْخاً: (لَوَّثَهُ فتَلَطَّخَ) : تَلَوَّثَ.
(ولُصِخَ) فلانٌ (بِشَرَ، كعُنِيَ: رُمِيَ بِه) ، مُقتضاه أَنّه لَا يُسْتعمل إِلاّ مَبّنِيًّا للْمَجْهُول، وقَد استُعمل على بناءِ الْمَعْلُوم أَيضاً، فَفِي (اللِّسَان) وَغَيره: لَطَخْت فُلاناً بِأَمرٍ قَبِيحٍ: رَمَيْته بِهِ. وتَلَطَّخَ فُلانٌ بأَمرٍ قَبيحٍ تَدَنَّسَ بِهِ، وَهُوَ أَعمُّ من الطَّلْخ. وتَلَطَّخ بِشَرَ: فَعَلَهُ وَفِي حَدِيث أَبي طَلْحَة (تَرَكَتْني حتّى تَلَطَّخْت) أَي تَنَجَّسْت وتَقذّرْت بالجِماع. [
(و) فِي السَّمَاءِ (لَطْخٌ من سَحَابٍ ونَحْوِهِ: قليلٌ مِنْه) ، وسمِعْتُ لَطْخاً من خبَر، أَي يَسيراً مِنْهُ.
(و) لُطَخَةٌ، (كهُمَزَةٍ. و) لِطِّيخ مثل (سِكِّين) ، وَهُوَ (الأَحْمَقُ) لَا خيرَ فِيهِ، (ج) أَي الجمْع (لُطَخَاتٌ. و) رجل لَطِخٌ، (كَكَتِفٍ: القَذِرُ الأَكْلِ) .
واللطَخُ: كلُّ شيْءٍ لُطِخَ بغَيْرِ لوْنِه (واللطُوخ) ، كَصُبور: (مَا يُلْطَخ بِهِ الشَّيْءُ) ويُغَيِّر لَونَه، وَقَوْلهمْ سكرانُ مُلْطَخّ، بتَشْديد الخاءِ، جَوَّزَه جماعَةٌ وأَنكره الجوهريّ، وسَبَقَه ابنُ قُتَيْبَةَ وابنُ السِّكِّيت فِي إِصلاحِهِ، وتبعهم شُرَّاحُ الفصيحِ.
لطخ
لطَخَ يَلطَخ، لَطْخًا، فهو لاطخ، والمفعول مَلْطوخ
• لطَخه بكذا: بقّعه، لوَّثه ووسَّخه به "لطَخ ثيابَه بالــحِبْر-
 لطخَه بالوَحْل" ° لطَخ فلانًا بسوء: رماه به/ عابه به. 

تلطَّخَ بـ يتلطَّخ، تلطُّخًا، فهو مُتلطِّخ، والمفعول مُتلطَّخُ به
• تلطَّخ الكتابُ بالــحِبْر: مُطاوع لطَّخَ: تلوَّث به "تلطَّختِ الحجرةُ بالأتربة".
• تلطَّخ الشَّخْصُ بالرَّذيلة: تدنَّس بها "تلطّخ بالعار/ بالشَّرِّ". 

لطَّخَ يلطِّخ، تلطيخًا، فهو مُلطِّخ، والمفعول مُلطَّخ
• لطّخ ثيابَه بالدّهن: لطَخها، لوَّثها ووسَّخها، غيّرها وأفسد لونَها "لطَّخ نفسَه بالتُّراب- لطَّخ قدميه بالوحل" ° لطَّخ يديه بالدَّم: ارتكب جريمة قتل.
• لطّخ سمعةَ جارِه: أساء إلى شرفه بتصرُّف شائن "لطَّخ شرف العائلة بسوء سلوكه". 

لَطْخ [مفرد]: ج لُطُوخ (لغير المصدر):
1 - مصدر لطَخَ.
2 - أحمق بليد لا يعي شيئًا "تلميذٌ لَطْخ". 

لطخ

1 لَطَخَهُ, (S, K, &c.,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. لَطْخٌ, (S,) He defiled, befouled, polluted, dirtied, soiled, sullied, smeared, besmeared, daubed, bedaubed, bespattered, [rubbed over, or overspread,] sprinkled or splashed, him, or it, (S, L, Msb, K,) as a garment, (Msb,) ?? with such a thing, (S,) as with ink. (Msb.) [See also 2.] b2: لَطَخَهُ بِشَرٍّ, (L,) or بِسُوْءٍ, (Msb,) aor. and inf. n. as above, He sullied, or bespattered, him with evil [by charging him therewith]: (L:) he [aspersed him; or] charged, reproached, or upbraided, him with evil. (Msb.) لَطَخَهُ بِأَمْرٍ قَبِيحٍ He charged, reproached, or upbraided, him with something bad, evil, abominable, or foul, either said or done. (L, arts. لطخ and طيخ.) b3: لُطِخَ بِشَرٍّ, (S, K,) a verb like عُنِىَ, [pass. in form but neut. in signification,] (K) He became [aspersed, or] charged, reproached, or upbraided, with evil. (S, K.) A2: See art. لطح.2 لطّخهُ He defiled, befouled, polluted, dirtied, soiled, smeared, besmeared, daubed, bedaubed, bespattered, [rubbed over, or overspread,] or splashed, him or it, much. (Msb.) [See also 1.] b2: He daubed him over with perfume &c. (S, K, art. ضمخ, &c.) 5 تلطّخ He, or it, (as a garment, Msb,) became defiled, befouled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, bedaubed, or bespattered; (S, L, Msb, K;) [or became so much; or he defiled, &c., himself; or did so much;] بِكَذَا with such a thing, (S,) as with ink. (Msb.) b2: تلطّخ بِقَبِيحٍ, (S, L, K, art. طيخ, &c.) and مِنْ قَبِيحٍ, (L,) i. e. [He became charged, reproached, or upbraided, with] something bad, evil, abominable, or foul, either said or done. (L, arts. لطخ and طيخ.) تلطّخ بِشَرٍّ He did evil [and thus defiled himself; he defiled himself by doing evil]. (L.) لَطْخٌ [and ↓ لَطْخَةٌ] A small portion or quantity; a particle; of clouds (S, L, K) and the like, (K,) and of news, or tidings, or information: (L:) and [a small quantity] of rain. (K in art. ذيل.) b2: لَطْخٌ [A soil, or pollution, or taint]. (See لَطْحٌ.) b3: [And ↓ لَطْخَةٌ A soil, a splash.]

لَطِخٌ A man (L) dirty (L, K) in eating. (K.) b2: Anything defiled, dirtied, or besmeared, with something of a different colour. (L.) لَطْخَةٌ see لَطْخٌ.

لُطَخَةٌ and ↓ لِطِّيخٌ A stupid man; one of little sense; (K;) in whom is no good: (TA:) pl. of the former لُطَخَاتٌ. (K.) لَطُوخٌ A thing with which another thing is defiled, polluted, dirtied, or besmeared, (K,) and with which its colour is changed. (TA.) لُطَاخَةٌ What remains of a soil, or pollution, or the like. (L.) لِطِّيخٌ: see لُطَخَةٌ.

ليق

ليق

1 مَا يَلِيقُ بِهِ It is not suitable to him, does not befit him, that he should do such a thing. (Msb.)
(ليق) الطَّعَام لينه وَيُقَال ليق الثَّرِيد بالسمن أَكثر أدمه
[ليق] ش: فيه: "ألق" الدواة، بفتح همزة وكسر لام أمر من ألاق يليق إلاقة وهي لغية، والفصيح: لقت الدواة كبعته فهي مليقة كمبيعة- إذا أصلحت مدادها.
ل ي ق : لَاقَ الشَّيْءُ بِغَيْرِهِ وَهُوَ يَلِيقُ بِهِ إذَا لَزِقَ وَمَا يَلِيقُ بِهِ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا أَيْ لَا يَزْكُو وَلَا يُنَاسِبُ وَنَحْوُهُ. 
ل ي ق: (لَاقَتِ) الدَّوَاةُ مِنْ بَابِ بَاعَ لَصِقَتْ. وَ (لَاقَهَا) صَاحِبُهَا يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ فَهِيَ (مَلِيقَةٌ) أَيْ أَصْلَحَ مِدَادَهَا، وَ (أَلَاقَهَا إِلَاقَةً) لُغَةٌ فِيهِ قَلِيلَةٌ، وَالِاسْمُ مِنْهُ (اللِّيقَةُ) . وَ (لَاقَ) بِهِ الثَّوْبُ لَبِقَ. وَهَذَا الْأَمْرُ لَا يَلِيقُ بِكَ أَيْ لَا يَعْلَقُ بِكَ وَبَابُهُ بَاعَ أَيْضًا. 
ليق: لاق: وافق، صلح ل (وكذلك لاق ل) (بوشر).
ألاق في كشّر في وجه فلان (انظر فيما تقدم لوّق ولولق) (بوشر).
استلاق: استحسن (بوشر).
ليقة: والجمع ليق: حبر سرّي (حبر يظل بلا لون حنى يخضع لتأثير مادة يتعاطف معها) (زيشر 508:20). ليقية: هو النبات الذي يحمل الاسم العلمي: Momordica Elaterium أو شبيه له (ابن البيطار 452:2، 2: وكذلك في AB بولاق وعند سونثيمر بالفاء).
ليّق: ممِسك، بخيل (تاريخ بني زيان 97): كان ليقاً بخيلاً مسيكاً.

ليق


لَاقَ (ي)(n. ac. لَيْق
لِيَاْقَة)
a. [Bi], Fitted, suited; beseemed, befitted.
b. [Bi], Clung, stuck to; fled to.
c. Put cotton into ( an inkbottle ). IV
see I (c)b. [acc. & Bi], Attached to. VIII [La], Was attached, devoted to. —
b. [Bi], Was honest, frank, outspoken with.
لِيْقَة
(pl.
لِيَق)
a. Wadding ( of an inkstand ). — (
لِيَق), Clouds.
أَلْيَقُa. Fitter, seemlier, more suitable.

لَاْيِقa. Fit, suitable; seemly, fitting, proper; decent.

لَيَاْقa. Firmness.

لِيَاْقa. Flame.

لِيَاْقَةa. Appropriateness, fitness; decency, propriety;
seemliness.
b. Elegance.
مَا يُلِيْق دِرْهَمًا
a. He does not economize.
[ليق] لاقتِ الدواةُ تَليقُ، أي لصقتْ. ولِقْتُها أنا، يتعدَّى ولا يتعدى، فهي مَليقة، إذا أصْلَحتَ مدادها. وألَقْتُها إلاقَةً لغةٌ فيه قليلةٌ، والاسمُ منه الليقَةُ. ويقال للمرأة إذا لم تَحْظَ عند زوجها: ما عاقت عند زوجها ولا لاقتْ، أي ما لصقت بقلبه. ولاقَ به فلان، أي لاذبه. ولاق به الثوب، أي لَبِقَ به. وهذا الأمر لا يَليقُ بك، أي لا يَعْلَقُ بك. وفلانٌ ما يليقُ درهما من جوده، أي ما يُمسكه ولا يَلصَق به. قال الشاعر: كَفَّاهُ كَفُّ ما تُليقُ دِرْهما جوداً وأخرى تُعْطِ بالسيفِ دما وما بالارض لياق، أي مرتع. وألا قوة بانفسهم، أي ألزقوه واستلاطوه. قال الشاعر : وهل كنتَ إلاَّ حَوْتَكِيًّا أَلاقَهُ بنو عَمِّهِ حتى بغى وتجبرا
ل ي ق

لقت الدواة، وألقتها فلاقت، وهذه ليقة الدّواة. ولاق به الشيء: لزق، وهذا لا يليق.

ومن المجاز: رأيت في السماء ليقةً: قزعة من السحاب. وهو أهون من ليقة وهي طينة تليّن باليد ثم يرمى بها الحائط فتليق به. وجعل في الكحل الليقة والليق وهو بعض أخلاطه. وفلان لا يليق بكفّه درهم، ولا تليق كفه درهماً: لسخائه. قال:

كفّاك كفّ لا تليق درهماً ... جوداً وأخرى تعط بالسيف دما

وهذا سيف لا يليق شيئاً أي لا يمرّ بشيء إلا قطعه. قال:

بأفلّ عضبٍ لا يليق ضريبة ... في متنه دخن وأثر أحلس

وهذا أمر لا يليق بك ولا يليقك أي لا يعلق بك ولا يحسن. وتقول: هذه خلائق، غيرها بك لائق.
ليق
اللِّيْق: شَيْءٌ يُجْعَلُ في دَوَاءِ الكُحْل، والقِطْعَةُ لِيْقَةٌ.
اللِّيْقةُ: لِيْقَةُ الدَّواةِ، ألَقْتُ الدَّوَاةَ أُلِيْقُها إلاَقَةً: إذا ألْزَقْتَ المِدَادَ بالصُّوْفِ، ولقْتُها لَيْقَة ولَيْقاً.
واللِّيَقُ: قَزَعُ السَّحَابِ، الواحِدَةُ لِيْقَةٌ.
واللِّيَاقُ. شُعْلَةُ النار. وفلان لا يُلِيْقُ شَيْئَاَ: أي لا يُمْسِكه.
وسَيْفٌ لا يُلِيْقُ الضَّرِيْبَةَ: إذا أبانَها.
وما تُلِيْقُ كَفّه دِرْهَماً: أي لا تُبْقِيه.
وهذا الأمْرُ لا يُلِيْقُ بكَ: أي لا يَزْكُو ولا يَعْلَقُ بك ولا يَليْقُ مِثْلُه. وما بالأرْضَ علاَقٌ ولا لَيَاقٌ: أي مَرْتَعٌ يُؤكَلُ.
وليس لفُلانٍ لَيَاقٌ: أي ثَبَاتٌ.
وما لاقَتِ المَرْأةُ عِنْدَ زَوْجها: أي لم تُلْصَقْ بقَلْبِه، ومنه قَوْلُهم: لا يَليْقُ بصَفَري.
والمُلْتَاقُ: المُسْتَغْني، أنا مُلْتَاقُ بكَذا.
ووَجْهٌ مُلْتَاقٌ: أي حَسَن نَضِيْرَ يَلْتَاقُ به كُلُّ مَنْ رَآه ويَأْلَفُه. والأصل مُلْتَاقٌ به. ويقولون: ضيْقٌ لَيْقٌ وضَيق لَيق: بمعنىً.
(ل ي ق)

لَاق الدواة ليقاً، وألاقها، فلاقت: لزق المداد بصوفها: وَهِي ليقة الدواة.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: دَوَاة ملوقة: أَي مليقة. وَهَذَا لَا يلْحقهَا بِالْوَاو، لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ على قَول بَعضهم: " لوقت " فِي " ليقت "، كَمَا يَقُول بَعضهم: " بوعت " فِي " بِيعَتْ ". ثمَّ يَقُولُونَ على هَذَا: " مبوعة " فِي " مبيعة ".

ولاق الشَّيْء ليقا، ولياقا، وليقانا، والتاق، كِلَاهُمَا: لزق. وَمَا لَاق ذَلِك بصفري: أَي لم يوافقني.

وَقَالَ ثَعْلَب: مَا يَلِيق ذَلِك بصفري: أَي مَا يثبت فِي جوفي.

وَمَا يَلِيق هَذَا الْأَمر بفلان: أَي لَيْسَ أَهلا أَن ينْسب إِلَيْهِ، وَهُوَ من ذَلِك.

وَمَا لاقت عِنْد زَوجهَا: أَي مَا حظيت.

والليق: شَيْء اسود يَجْعَل فِي دَوَاء الْكحل، واحدته: ليقة.

وَقد يكون الليق، والليقة: من بَاب الفوق والفوقة.

وَمَا يَلِيق بكفه دِرْهَم: أَي مَا يحتبس.

وَمَا يليقه هُوَ: أَي مَا يحْبسهُ، قَالَ:

تَقول إِذا استهلكت مَالا للذة ... فكيهة هَل شَيْء بكفيك لَائِق

وَقَالَ:

كَفاك كف مَا تلِيق درهما ... جوداً وَأُخْرَى تعط بِالسَّيْفِ الدما

وَفُلَان مَا يَلِيق بِبَلَد: أَي مَا يمتسك.

وَمَا يليقه بلد: أَي مَا يمسِكهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي للرشيد: مَا ألاقتني أَرض حَتَّى اتيتك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ.

وليق الطَّعَام: لينه.

وَمَا فِي الأَرْض لياق: أَي شَيْء من مرتع.

وَمَا وجدت عَنهُ شَيْئا أليقه، وَهُوَ مِنْهُ.
ليق
لاقَ بـ يليق، لِقْ، لِياقةً ولَيْقًا ولَياقًا ولَيَقانًا، فهو لائق، والمفعول مَليق به
• لاق به الثَّوبُ ونحوُه: ناسبه ولاءمه "لائق صحِّيًّا للعمل- سلوك أو كلام لائق- لا يليق بك أن تفعل هذا- من اللِّياقة أن تكرم ضيفَك" ° غير لائق: غير مطابق
 للمقاييس المقبولة للذوق الجيّد. 

لائق [مفرد]: اسم فاعل من لاقَ بـ. 

لَياق [مفرد]: مصدر لاقَ بـ. 

لِياقة [مفرد]:
1 - مصدر لاقَ بـ.
2 - سلوك الإنسان في حياته مع غيره سلوكًا متَّسمًا بالأدب وحُسْن التَّصرُّف والذَّوق "سلوكيّات بعض الشَّباب مُخِلَّة باللِّياقة- رجل ذو لياقة في مظهره وتصرُّفاته".
3 - (رض) تناسب جسمانيّ واستعداد "مُلاكِم ذو لياقة بدنيّة عالية".
• عدم اللياقة: عدم الصلاحية للالتحاق بخدمة قطاع حكوميّ أو خاصّ أو الاستمرار فيه لأسباب مختلفة، قد تتعلّق بسوء الحالة الصحيّة أو العقليّة أو انخفاض مستوى الكفاءة. 

لَيْق [مفرد]: مصدر لاقَ بـ. 

لَيَقان [مفرد]: مصدر لاقَ بـ. 

لِيقة [مفرد]: ج لِيقات ولِيَق:
1 - مزيج من أسمنت ورمل ونحوهما يُرْمَى على الحائط فيَلْصَق به.
2 - حشوة مركَّبة من نُشارة وغِراء يستعملها النَّجّارون لَسدّ شقوق الخشب. 

ليق: لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً، وهي أغرب، فلاقَتْ: لَزِق

المداد بِصُوفها، وهي لائق لغة قليلة، ولُقْتُها لَيْقاً أيضاً، والاسم

منه اللِّيقةُ، وهي لِيقةُ الدَّوَاة. التهذيب: اللِّيقة لِيقةُ الدواة وهي

ما اجتمع في وَقْبتَها من سوادها بمائها. وحكى ابن الأعرابي: دَواة

مَلُوقة أي مَلِيقة إذا أصلحت مِدَادها، وهذا لا يلحقها بالواو لأنه إنما هو

على قول بعضهم لُوقَتْ في لِيقَتْ، كما يقول بعضهم بُوعَتْ في بِيعَت، ثم

يقولون على هذا مَبُوعة في مَبِيعة.

ولاقَ الشيءُ بقلبي لَيْقاً ولَياقاٌ ولَيقاناً والْتاق، كلاهما: لَزِق.

وما لاقَ ذلك بصَفَري أي لم يوافقني. وقال ثعلب: ما يَليقُ ذلك بصَفري

أي ما ثبت في جوفي، وما يليق هذا الأمر بفلان أي ليس أهلاً أن ينسب إليه،

وهو من ذلك. والْتَاقَ قلبي بفلان أي لَصِق به وأحبه. ويقال: الْتاقَ به

استغنى به؛ قال ابن ميادة:

ولا أن تكونَ النَّفْسُ عنها نَجِيحةً

بشي، ولا مُلْتاقةً ببَدِيلِ

وما لاقَتْ عند زوجها ولا عاقَتْ أي ما حظيت ولم تَلْصَقْ بقلبه؛ ومنه:

لاقَت الدواةُ تَلِيقُ أَي لصقت، ولِقتُها، يتعدى ولا يتعدى. قال ابن

بري: وحكى الزجاجي لُقُتُ الدواة ألُوقُها. ويقال: هذا الأمر لا يَلْبَق بك

أي لا يَزْكو بك، فإذا كان معناه لا يعلق قيل لا يليق بك. الأزهري:

والعرب تقول هذا أمر لا يَلِيقُ بك، معناه لا يحسن بك حتى يَلْصقَ بك؛ وتقول

لا يَلْبَيق بك، معناه أَنه ليس يوفّق لك، ومنه تَلْبِقُ الثريد بالسمن

إذا أكثر أدمه؛ وقول أبي العيال:

خِضَمّ لم يُلِقْ شيئاً،

كأَن حُسامَهُ اللَّهَبُ

أَي لم يُلِقْ شيئاً إلا قطعه حُسَامه. يقال: ما أَلاقَني أي ما حبسني

أي لا يحبس شيئاً. ويقال: فلان ما يُلِيقُ شيئاً من سخائه أي ما يمسك.

وألاقُوه بأَنفسهم أي ألزقوه واستلاطوه؛ قال زُمَيْل بن أُبَيْرٍ:

وهل كُنْت إلا حَوْتكيّاً أَلاقَهُ

بنو عَمّه، حتى بَغَى وتجبّرا؟

ويقال: هذا البيت لخارجة بن ضِرارٍ المُرّي. واللَّيقُ: شيء أسود يجعل

في دواء الكحل، واحدته لِيقَةٌ، وقد يكون اللِّيقُ واللِّيقةُ من باب

الفُوق والفُوقةِ. وما يَلِيقُ بكفه درهم أي ما يحتبس، وما يُلِيقُه هو أَي

ما يحبسه ولا يَلْصَق به؛ قال:

تقول، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للذَّةٍ،

فُكَيْهةُ: هل شيء بكَفَّيْكَ لائقُ؟

وقال كَفَّاك كَفٌّ ما تُلِيقُ درهمَا

جوداً، وأُخرى تُعْط بالسيف الدَّمَا

(* قوله: تعْط: كذا في الأصل).

وفلان ما يَلِيقُ ببلد أَي ما يمتسك، وما يُلِيقُه بلد أَي ما يمسكه.

وقال الأصمعي للرشيد: ما أَلاقَتْني أَرض حتى أَتيتك يا أَمير المؤمنين

وفي التهذيب أَن الأَصمعي قال: ما أَلاقَتْني البَصْرةُ أَي ما ثَبَتّ

فيها. ويقال: ما لِقْتُ بَعْدك بأَرض أي ما ثَبَتّ. ابن الأَعرابي: يقال فلان

لا يَلِيق بيده مال ولا يُلِيقُ مالاً ولا يَليق ببلد ولا يَلِيقُ به

بلد. والالْتِياقُ: لزوم الشيء الشيءَ.ولَيَّق الطعامَ: ليّنة. وما في

الأرض ليَاق أَي شيء من مَرْتع. وما وجدت عنه شيئاً أُلِيقُه، وهو منه.

واللِّيقةُ: الطينة اللزِجةُ يُرمى بها الحائط فتَلزق به. أَبو زيد: هو

ضَيْق لَيْق وضَيِّق لَيِّق. وقد الْتاق فلانٌ بفلان إذا صافاهُ كأَنه

لَزِقَ به. ولاقَ به فلان أي لاذ به. ولاقَ به الثوب أَي لبق به.

ليق
{لاقَ الدّواةَ} يَليقُها {لَيْقَة،} ولَيْقاً، {وألاقَها} إلاقَةً، وَهِي أغْربُ: جعلَ لَهَا {لِيَقَةً، أَو أصْلَحَ مِدادَها،} فلاقَتِ الدّواةُ: لصِقَ المِدادُ بصوفِها فَهِيَ {مُليقَةٌ،} ولائِقٌ، لُغةٌ قَليلة، وكذلِك لُقْتُها لوْقاً، فَهِيَ مَلوقَة، وَقد تقدّم. {واللِّيقَةُ، بالكَسْر: الاسْمُ مِنْهُ وَهِي ذاتُ وجْهَين. قَالَ الْأَزْهَرِي:} لِيقةُ الدّواةِ: مَا اجْتَمَع فِي وقْبَتِها من سَوادِها بمائِها. وحَكى ابنُ الأعرابيّ: دَواةٌ مَلوقَة، أَي: {مَليقَةٌ: إِذا أصلَحْتَ مِدادَها، وَهَذَا لَا يُلحِقُها بِالْوَاو لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ على قولِ بعضِهم: لوقَت فِي ليقَت، كَمَا يَقُول بعضُهم: بوعَتْ، فِي بيعَت، ثمَّ يَقُولُونَ على هَذَا: مَبوعةٌ فِي مَبيعَة. قلت: وَقد تقدّم عَن الزّجاجيّ تصْحيحُ هَذَا القَوْل، كَمَا حَكَاهُ عَنهُ ابنُ برّيّ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ:} اللّيقَةُ الطينة اللّزِجَة تلينُ باليدِ، يم يُرْمى بهَا الحائِطُ فتَلْزَقُ بِهِ. {ولاقَ بِهِ فلانٌ: لَاذَ بِه. ولاقَ بهِ الثّوْبُ أَي: لَبِقَ بِهِ.
ويُقال: هَذَا الأمرُ لَا} يَليقُ بك أَي: لَا يعْلَقُ وَلَا يَلْبَق بِك، بالمُوَحَّدة أَي: لَا يزْكو. قَالَ الأزهريُّ: والعرَب تقولُ: هَذَا الأمرُ لَا يَليقُ بكَ، مَعْنَاهُ لَا يحْسُن بكَ حَتَّى يلْصَقَ بك، وَقيل: لَيْسَ يُوَفَّقُ لَك. {واللِّيق، بالكَسْر: شيْءٌ أسود يُجعَلُ فِي الكُحْلِ. قَالَ الزّمخْشريُّ: وَهُوَ بعضُ أخْلاطِه.
(و) } اللِّيَقُ كعِنَب: قَزَعُ السَّحابِ عَن ابنِ عبّادٍ. وَقَالَ الزّمخْشَريّ: الواحِدةُ {لِيقَة، يُقال: رأيتُ فِي السّماءِ} ليقَة. {وألاقَه بنفْسِه أَي: ألْزَقَه. ونصُّ الصِّحاح:} ألاقُوه بأنْفُسِهم، أَي: ألزَقوه. قَالَ زُمَيلُ بنُ أُبَيْر:
(وهلْ كُنتَ إلاّ حَوْتَكِيّاً {ألاقَهُ ... بَنو عمِّه حَتَّى بَغَى وتجبَّرا)
وفُلانٌ مَا} يَليقُ دِرْهَماً من جودِه كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي الأساس: لَا {تَليقُ كفُّه دِرْهَماً وَلَا تَليقُ بكفِّه دِرْهم، أَي: مَا يُمْسِكُه وَلَا يَلْصَق بِهِ، أَو مَا يحْتَبِسُ، قَالَ الشَّاعِر: تقولُإذا استَهْلَكْتُ مَالا للذّة فُكَيْهَةُ: هَل شيءٌ بكفّيْكَ} لائِقُ وَقَالَ آخر: كفّاك كَفٌّ لَا {تُليقُ دِرْهَما جُوداً وأخْرى تُعْطِ بالسّيفِ الدَّما} والْتاقَ بِهِ: إِذا صَافاه حتّى كأنّه لزِقَ بِهِ. (و) {التاقَ لَهُ: لزِمَه. وَقَالَ اللّيثُ:} الالتِياقُ: لُزومُ الشّيءِ للشّيءِ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: {الْتاقَ فُلانٌ أَي: اسْتغْنى. تَقول: أَنا} مُلْتاقٌ بكَذا، قَالَ ابنُ ميّادة:
(وَلَا أنْ تكونَ النّفْسُ عَنْهَا نَجيحةً ... لشيءٍ وَلَا {مُلْتاقةً ببَديل)

} واللِّياقُ بالكَسْر: شُعْلَة النّار، عَن ابنِ عبّاد. (و) {اللَّياقُ بالفَتْح: الثّباتُ فِي الأمْر. يُقال: لَيْسَ لفُلانٍ} لَياقٌ. واللَّياقُ أَيْضا: المَرْتَع. يُقال: مَا بالأرضِ عَلاقٌ وَلَا {لَياقٌ، أَي: مرْتَع يُؤْكلُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقال: للمَرْأَة إِذا لم تحْظَ عِنْد زوجِها: مَا عاقَت وَلَا} لاقَت، أَي: مَا لَصِقَتْ بقَلْبِه.
{واللَّياقُ،} واللَّيَقانُ: اللّزوق. وَمَا {لاقَ ذَلِك بصَفَري: لم يوافِقْني. وَقَالَ ثعْلبٌ: مَا} يَليقُ ذَلِك بصَفري، أَي: مَا يثْبُتُ فِي جوْفي. وَمَا يَليقُ هَذَا الأمرُ بفُلان، أَي: ليْس أهْلاً أَن يُنْسَبَ إِلَيْهِ، وَهُوَ من ذلِك. {والْتاقَ قلْبي بفُلانٍ، أَي: لَصِقَ بِهِ وأحبّه. ووجْه} مُلْتاقٌ، أَي: حسَنٌ نضيرٌ {يلْتاقُ بِهِ كُلُّ مَنْ رَآهُ، ويألَفُه، وأصلُه} مُلْتاقٌ بِهِ. {وليّقَ الطّعام: ليّنه.} وليَّق الثّريد بالسّمنِ: إِذا أكثرَ أُدمَه. وقولُ أبي العِيال: (خِضَمٌّ لمْ {يُلِقْ شَيْئاً ... كأنّ حُسامَه اللهبُ)
أَي: لم يمْسِك شَيْئا إِلَّا قطَعه حُسامُه، يُقال: ألاقَ، أَي: حبَسَ.} واسْتَلاقَه بِهِ: مثل {ألاقَه بِهِ. وَمَا يَليقُ ببَلَدٍ، أَي: مَا يَمْتَسِكُ، وَمَا} يُليقُه بلَدٌ، أَي: مَا يُمْسِكُه. وَقَالَ الأصمعيُّ للرّشيد: مَا {- ألاقَتْني أرْضٌ حَتَّى أتيتُك يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ. قَالَ الأزهريُّ أَي: مَا ثَبَتُّ فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ ضَيْقٌ} ليِّقٌ، وضيِّقٌ ليِّق: إتباع.

سَبَرَ 

(سَبَرَ) السِّينُ وَالْبَاءُ وَالرَّاءُ، فِيهِ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ مُتَبَايِنَةِ الْقِيَاسِ، لَا يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا.

فَالْأَوَّلُ السَّبْرُ، وَهُوَ رَوْزُ الْأَمْرِ وَتَعَرُّفُ قَدْرِهِ. يُقَالُ خَبَرْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ وَسَبَرْتُهُ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي يُعْرَفُ بِهَا قَدْرُ الْجِرَاحَةِ مِسْبَارٌ. وَالْكَلِمَةُ الثَّانِيَةُ: السِّبْرُ، وَهُوَ الْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ حِبْرُــهُ وَسِبْرُهُ» ، أَيْ ذَهَبَ جَمَالُهُ وَبَهَاؤُهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَتَيْتُ حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَلَمَّا تَكَلَّمْتُ قَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ: " أَمَّا اللِّسَانُ فَبَدَوِيٌّ، وَأَمَّا السِّبْرُ فَحَضَرِيٌّ ". وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

لَبِسْنَا حِبْرَــهُ حَتَّى اقْتُضِينَا ... لِأَعْمَالٍ وَآجَالٍ قُضِينَا

وَأَمَّا الْكَلِمَةُ الثَّالِثَةُ فَالسَّبْرَةُ، وَهِيَ الْغَدَاةُ الْبَارِدَةُ. وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَضْلَ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ. 

فسو

ف س و
تقول: أفحش من فاسيه، كلّ عارية كاسيه؛ وهي الخنفساء والفاسياء مثلها وجمعها فواسٍ، وتقول ما الخنفساء، إلا لخنٌ وفساء؛ وهو النتن.
فسو
فسَا يَفسُو، افْسُ، فَسْوًا وفُساءً، فهو فَاسٍ
• فسا الشخصُ: أخرج ريحًا بلا صوت يُسمع. 

فُساء [مفرد]: مصدر فسَا. 

فَسْو [مفرد]: مصدر فسَا. 

مَفْسًى [مفرد]: ج مفاسٍ: مَخْرَج الرِّيح من الجسم، بصوت أو بدون صوت. 
فسو: فساب: اخرج صوتا كما يخرج ريحا من مفساه بصوت لا يسمع. (الثعالب لطائف ص 126).
فسى: أكثر من الفساء، أخرج ريحا من مفساه بصوت لا يسمع (بوشر) (=فسا).
فسى: جعله يفسو أي يخرج ريحا من مفسه بصوت لا يسمع. (فوك).
فسوة، والجمع فساء: ريح تخرج من المفسى بصوت لا يسمع. (فوك، بوشر).
فسية: فسوة، ريح تخرج من المفسى بصوت لا يسمع. (فوك).
فساء الكلاب: هو في مصر نبات اسمه العلمي: orti pilulifere.
فساء الكلاب: رجل الإوز الأبيض، سرمق بري، قطف بري.
فساء الكلاب: قافاليا. ولعبه فاقاليا ذو أوراق تشبه أوراق السرمق البري أو القطف البري (سنج).
فساية: عصفور التين في أفريقية. (برجرن، هوست ص297).
فساي: فساء، كثير الفساء. (بوشر).
ف سوفَسَا فَسْواً وفُسَاءً ورَجُلٌ فَسَّاءٌ وفَسْوٌّ كثير الفَسْو قال ثعلب قيل لامرَأَةٍ أيُّ الرِّجَالِ أَبْغَضُ إليك قالت العَثِن النَّزَّاء القصير الفَسّاء الذي يَضْحَك في بيت جاره وإذا أَوَى بيتَه وجم العَثِنُ الشديد الحَمْل وقال بَعْضُ العَرَب أبغضُ الشُيوخ إليَّ الأَقْلَح الأمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ وفي المثل أَفْحَشُ من فاسِيَةٍ وهي الخُنْفُساء تَفْسُو فتُنْتِنُ القومَ بخُبْثِ رِيحِها وهي الفاسِياءُ أيضا وتَفَاسَى الرجلُ أَخْرج عَجِيزَتَه والفَسْوُ والفُسَاة حَيٌّ من عبد القَيْس وفَسَواتُ الضِّباع ضَرْبٌ من الكَمْأةِ قال أبو حنيفة هي القَعْبَلُ من الكمأة وقد تَقَدَّم ورَجُلٌ فَسَوِيٌّ مَنْسُوبٌ إلى فَسَا بَلَدٌ بفارس على غير قياس وثَوْبٌ فَسَاساوِيّ منسوبٌ إليه على غير قياس

فسو

1 فَسَا, (aor. ـْ Msb,) inf. n. فَسْوٌ (S, M, Msb, K) and فُسَآءٌ, (M, K,) or this latter is a simple subst., (S, Msb,) He emitted a noiseless wind [or a puff of wind] (Msb, K, TA) from his anus. (K, * TA.) [Hence the saying, فَسَابَيْنَنَا الظَّرِبَانُ, or بَيْنَهُم, expl. in art. ظرب.]6 تفاسى, said of a man, He protruded his posteriors: (M, TA:) and تَفَاسَتْ, said of the [beetle called] خُنْفَسَآء, It protruded its podex for the purpose of emitting a noiseless wind: (S, TA:) but As says that it is with hemz. (TA. See 6 in art. فسأ.) الفَسَا is a dial. var. of الفَسَأُ [i. e. فَسًا is a dial. var. of فَسَأٌ, expl. in art. فسأ]. (K.) الفُسَاةُ: see the paragraph here following.

فَسْوَةٌ [is the inf. n. of unity of فَسَا, as such signifying A single noiseless emission of wind from the anus: and] has for its pl. [فَسَوَاتٌ, agreeably with rule, and also] فُسًى, which is [anomalous,] like شُهًى pl. of شَهْوَةٌ, which see. (TA.) b2: لَيْسَ لَهُ إِلَّا فَسْوَةُ الضَّبُعِ [the lit. signification of which is sufficiently plain] occurs in a trad. as meaning (assumed tropical:) There is not any benefit, or profit, or utility, attributable to it; [or rather, it is worse than useless;] the ضبع [or hyena] being particularized because of its stupidity and its evil nature: or, some say, it [i. e.

فسوة الضبع, and app. ↓ الفُسَاةُ also (mentioned among the addenda to this art. in the TA),] is a plant (شَجَرَةٌ) like the خَشخَاش [or poppy], from the fruit of which no great utility is derived: so says IAth. (TA.) [See also خَمْطٌ, in two places.]

b3: فَسَوَاتُ الضِّبَاعِ is an appellation of Certain truffles (كَمْأَةٌ); (K;) a species of كَمْأَة; (M;) said by AHn to be the species thereof called القَعْبَلُ; (M, TA;) and the like is said in the Minháj; and further, that it is a plant of disagreeable odour, having a head which is cooked, and eaten with milk; and when it dries, there comes forth from it what resembles وَرْس [q. v.]. (TA.) فَسَآءٌ an inf. n. of 1; (M, K;) or a subst. therefrom [signifying A noiseless wind from the anus]. (S, Msb.) فَسُوٌّ A man who often emits a noiseless wind from the anus; (S, M, K;) as also ↓ فَسَّآءٌ. (M, K.) فُسَيَّةٌ [originally فُسَيْوَةٌ] dim. of فَسْوَةٌ. (TA.) فَسَّآءٌ: see فَسُوٌّ. b2: And الفَسَّآءَةُ: see what here follows.

الفَاسِيَةُ (S, M, K) and ↓ الفَاسِيَآءُ (M, K) and ↓ الفَسَّآءَةُ (TA) The [beetle called] خُنْفَسَآء; (S, M, K;) which emits a noiseless wind, and makes the party to stink by its foul odour: (M:) the pl. of the first is الفَوَاسِى. (TA.) Hence the prov., أَفْحَشُ مِنْ فَاسِيَةٍ i. e. [More foul than] a خنفساء. (S, M.) الفَاسِيَآءُ: see the next preceding paragraph. b2: [اِبْنُ الفَاسِيَآءِ is an appellation of The insect called قَرَنْبَى, resembling the beetle called خُنْفَسَآء, or somewhat larger than the latter, with long hind legs, and with a speckled back: for القَرَنْبَى, as the explanation of ا, the TA, in art. بنى, has القرينى; and the TT, in that art., as from the T,.

الفُرَنَى: what I have here substituted for these is evidently, in my opinion, right.]

أَفْسَى مِنَ الظَّرِبَانِ [More wont to emit noiseless wind from the anus than the ظربان, a small stinking beast, described in art. ظرب,] is a saying of the Arabs. (TA.) المَفْسَى The anus [as being the place of emission of the فُسَآء]. (TA.) مَا أَقْرَبَ مَحْسَاهُ مِنْ مَفْسَاهُ [How near is his mouth to his anus!] is a prov. [expressive of wonder at a man's shortness: see مَحْسًى, in art. حسو]. (S.)
ف سوفَسَّى بَلدٌ بفارس قال

(مِنْ أَهْلِ فَسَّى ودَرابَجِرْدِ ... )

النَّسبُ إليه في الرَّجُلِ فَسَوِيٌّ وفي الثَّوْبِ فَسَاساوِيٌّ والفُسَيْسَاء والفُسَيْفاء ألوانٌ تُؤَلَّفُ من الخَرَزِ فُتوضعُ في الحِيطانِ والفِسْفِسُ البَيْتُ المُصوَّرُ بالفُسَيْفِسَاء قال

(كصَوْتِ اليَراعَةِ في الفِسْفِسِ ... )

السين والباء س ب ب

سَبَّهُ سَبّا قطَعَه قال

(فما كان ذَنْبُ بَنِي مالِكٍ ... بِأَنْ سُبَّ مِنْهُمْ غُلامٌ فَسَبْ)

(باَبْيَضَ ذِي شُطْبٍ باتِرٍ ... يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرِي العَصَبْ)

يريدُ مُعاقَرَةَ غالبِ بنِ صَعْصَعَة أبِي الفَرَزْدَقِ لِسُحَيْمِ بن وَثِيلٍ الرِّياحيِّ لمَّا تَعاقَرا بِصَوْأرٍ فَعَقَر سُحَيْمٌ خمساً ثم بَدَا له وعَقَر غالِبٌ مائةً وسبَّهُ يَسُبُّه سَبّا شَتَمَه وأَصْلُه من ذلك وسَبَّبه أكْثَرَ سَبَّهُ قال

(إلاَّ كمُعْرِضٍ المُحَسَّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُنِي على الظُّلْمِ)

وأراد إلاَّ مُعْرِضاً فزاد الكافَ وهذا من الاستثناءِ المُنْقَطعِ عن الأوّلِ ومعناه لكنََّ مُعْرِضاً والسَّبَّابةُ الإِصْبَعُ التي بين الإِبهامِ والوُسْطَى صِفَةٌ غالبةٌ والسُّبَّةُ العارُ وبينهم أُسْبُوبَةٌ يَتَسَابُّون بها أي شيءٌ يَتشاتَمُون به وتسابُّوا تشَاتَمُوا وسَابَّهُ مُسَابَّةً وسِبَاباً شاتَمَهُ والسَّبِيبُ والسِّبُّ الذي يُسَابُّكَ به ورجُلٌ سِبٌّ كثيرُ السِّبَابِ والسِّبُّ السِّتْرُ والسِّبُّ الخِمَارُ والسِّبُّ العِمامةُ والسِّبُّ الثَّوْبُ الرقيقُ وجمعُه سُبوبٌ وقولُ المُخَبَّلِ

(وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلولاً كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزَّبْرَقَانِ المُزَعْفَرا)

قيل يعني عِمامَتَهُ وقيل يَعْنِي استَه وكان مَقْروفاً فيما زَعم قُطْرُبٌ أخْزاه الله المُزَعْفَرُ المُلوَّنُ بالزَّعْفَرانِ وكانت سادةُ العربِ تَصْبُغُ عمائِمَها بالزَّعفرانِ والسَّبَّةُ الاسْتُ وسأل النُّعمَانُ بنُ المُنْذرِ رَجُلاً طَعَنَ رَجُلاً فقال كيف صَنَعْتَ قال طعَنْتُهُ في الكَبَّة طَعْنَةً في السَّبَّةِ فأنْفَذْتُها من اللَّبَّةِ فقُلتُ لأبي حاتِمٍ كيف طَعَنَهُ في السَّبَّةِ وهو فارسٌ فضَحِك وقال انْهَزَمَ فاتَّبَعَه فلمَّا رَهِقَه أكَبَّ ليَأخُذَ بمَعْرِفَةِ فَرَسِه فَطَعَنَهُ في سّبَّتِه وسَبَّه سَبّا طَعَنَه في سَبَّتِه قالت بعضُ نِساءِ العربِ لأبيها وكان مجروحاً يا أَبت أقَتَلُوكَ قال نَعَمْ إي بُنَيَّةُ وسَبُّونِي أي طَعَنُوه في سَبَّتِه ومَضَتْ سَبَّةٌ وسَنْبَةٌ من الدَّهْرِ أي مُلاوَةٌ نُونُ سَنْبَة بَدَلٌ من باءِ سَبَّة كإجَّاصٍ وإنْجاصٍ لأنه ليس في الكلامِ س ن ب والسَّبِيبَةُ الثَّوبُ الرَّقيقُ والسِّبُّ والسَّبِيبَةُ الشُّقَّة وخَصَّ بعضُهم به الشُّقَّة البَيْضَاءَ وقولُ عَلْقَمَة بن عَبَدَة

(كأنَّ إبْرِيقَهُم ظَبْيٌ عَلَى شَرَفٍ ... مُقَدَّمٌ بِسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ)

إنما أراد بِسَبائِبَ فحذَفَ وليسَ مُقَدَّمٌ من نَعْتِ الظَّبْي لأن الظَّبْيَ لا يُقَدَّم إنما هو في موضعِ خَبَرِ المُبْتدأ كأنه قال هو مُقَدَّمٌ بِسَبَا الكَتَّان والسَّبَبُ ما تُوسِّل به إلى شيءٍ وقد تَسَّبب به إليه والجمعُ أسبابٌ وأسبابُ السماءِ مراقِيها وهو من ذلك قال زُهَيْرٌ

(ومَنْ هابَ أسبابَ المَنِيَّة يَلْقَها ... ولو رامَ أسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ)

والواحدُ سَبَبٌ وارْتَقَى في الأسباب إذا كان فاضِلُ الدِّينِ والسِّبُّ الحَبْلُ وقيل السِّبُّ الوَتِدُ وقولُ أبي ذُؤيبٍ

(تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بِجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها)

قيل السِّبُّ الحَبْلُ وقيل الوَتِدُ وقد تقدّم في الخَيْطَةِ مثل هذا الاختلاف وإنما يَصِفُ مُشْتارَ العَسَل والصوابُ أن السِّبَّ الحَبْلُ وأنّ الخَيْطَةَ الوَتِدُ وجمعُ السِّبِّ أسبابٌ والسَّبَبُ كالسِّبِّ والجمعُ كالجمعِ وقوله تعالَى {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} الحج 15 معناه مَنْ كان يَظُنُّ أن لن يَنْصُرَ اللهُ محمداً صلى الله عليه وسلم حتى يُظْهِرَه على الدِّين كلِّه فَلْيَمُتْ غَيْظاً وهو معنى قولِه تعالى {فليمدد بسبب إلى السماء} والسَّبَبُ الحَبْلُ والسَّماء السَّقْفُ أي فَلْيَمْدُدْ حَبْلاً في سَقْفِه ثم لِيَقْطَعْ أي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حتَّى يَنْقَطِعَ فيَمُوت مُخْتَنِقاً والسَّبَبُ من مُقَطَّعَاتِ الشِّعْرِ حَرْفٌ متحرّكٌ وحرفٌ ساكنٌ وهو على ضَرْبَين سَبَبَانِ مَقْرونانِ ومَفْروقانِ والمَقْرُونانِ ما توالت فيه ثلاثُ حركاتٍ بعدها حَرْفٌ ساكِنٌ نحو مُتَفَا مِنْ مُتَفاعِلُنْ وعَلَتُنْ من مُفَاعَلَتُنْ فحَرَكةُ التَّاء من مُتَفَا قدْ قَرَنَتِ السَّبَبَيْن وكذلك حركةُ اللاَّمِ من عَلَتُن قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ أيضاَ والمَفْروقانِ هما اللَّذانِ يقومُ كل واحدٍ منهما بِنَفْسِهِ أي يكون حَرْفٌ مُتحرّكٌ وحرفٌ ساكِنٌ ويَتْلُوه حرف متحركٌ نحو مُسْ تَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ ونحو عِيلُنْ من قولك مَفَاعِيلُنْ وهذه الأسبابُ هي التي يَقَعُ فيها الزّحافُ على ما قد أحْكَمَتْهُ صناعةُ العَرُوضِ وذلك لأن الجزءَ غيرُ مُعتِمِدٍ عليها وقولُه

(جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ ... )

يجوز أن يكونَ الحَبْلَ وأن يكونَ الخَيْطَ قال ابنُ دُرَيدِ هذه امرأةٌ قدَّرتْ عَحِيِزَتَها بِخَيْطٍ وهو السَّبَبُ ثُمَّ ألْقَتْه إلى النِّساءِ لِيَفْعَلْن كما فَعَلَتْ فَغَلَبَتْهُنَّ وقَطَعَ اللهُ به السَّبَبَ أي الحَياةَ والسَّبِيبُ من الفَرس شَعَرَ الذَّنَبِ والعُرْفِ والناصِيَةِ والسَّبيبُ والسَّبيبَةُ الخُصْلَة من الشَّعَرِ والسَّبِيبَةُ العِضَاهُ تَكْثُرُ في المكانِ وسَبْسَبَ بَوْلَه أرْسلَه والسَّبْسَبُ الأرضُ المُسْتَويَةُ البعيدةُ وحكَى اللِّحيانيُّ بَلَدٌ سباسِبُ كأنهم جَعَلُوا كل جُزْءٍ منه سَبْسَباً ثم جَمَعُوه على هذا والسَّباسِبُ أيام السَّعانِين أنْبأني بذلك أبو العَلاءِ
ف س و : فَسَا فَسْوًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ الْفُسَاءُ وَهُوَ رِيحٌ يَخْرُجُ بِغَيْرِ صَوْتٍ يُسْمَعُ. 

فسو


فَسَا(n. ac. فَسْوفُسَآء [] )
a. Broke wind.

فُسْوَة [] (pl.
فَسَوَاتفُسًى [ ])
a. see 24
مَفْسًى []
a. Anus.

فَاسِيْة []
a. Black beetle.

فُسَآء []
a. Fart, farting.

فَسُوّa. Farter.

فَاسِيَآء
a. see 21t
فَسِيْس
a. Noodle.
فسو
الفَسْوُ: مَعْرُوْف، وجَمْعُه فُسَاءٌ. وهو - أيضاً -: اسْم لَزِمَ حَياً من العَرَب يُقال لهم الفُسَاة.
والفاسِيَاءُ: الخُنْفَسَاءُ، وفي المَثَلِ: " ألَجُّ من الفاسِيَاءِ "، والفاسِيَةُ أيضاً.
فسو
: (و (} فَسَا {فَسْواً) ، بِالْفَتْح، (} وفُسَاءٌ) ، كغُرابٍ: (أَخْرَجَ رِيحاً من {مَفْساهُ) ؛) أَي دُبُرِه؛ (بِلا صَوْتٍ) .
(وقيلَ:} الفُساءُ: هُوَ الاسْمُ.
وَهَذَا الَّذِي عَبَّر بِهِ المصنِّفُ فِيهِ تَطْويلٌ، وَلَو قالَ: مَعْروفٌ لكَفَى عَنهُ.
(وَهُوَ! فَسَّاءٌ) ، ككتَّانٍ، وَمِنْه قيلَ لامْرأَةٍ: أَيُّ الرِّجالِ أَبْغَضُ إِلَيْك؟ قَالَت: العَثِنُ النَّوَّاءُ القَصِيرُ {الفَسَّاءُ الَّذِي يَضْحَك فِي بيتِ جارِهِ وَإِذا أَوَى بَيْته وَجَمَ.
(} وفَسُوٌّ) ، كَعدُوَ؛ وَمِنْه قولُ بعضِ العَرَبِ؛ أَبْغَضَ الشيوخِ إليَّ الأقْلَح الأمْلَح الحَسُوُّ {الفَسُوُّ؛ أَي (كثيرُهُ.
(} والفاسِياءُ {والفاسِيَةُ: الخُنْفُساءُ) ؛) وَمِنْه المَثَلُ: أَفْحَشُ من} فاسِيَةٍ.
( {وفَسَواتُ الضِّبَاعِ) ، بالتّحْريكِ: (كَمْأَةٌ) ؛) قالَ أَبو حنيفَةَ: هِيَ القَعْبَلُ من الكَمْأَةِ؛ ومِثْلُه فِي المِنْهاجِ، وقالَ: هُوَ نَباتٌ كَرِيهُ الرَّائِحَةِ لَهُ رأْسٌ يُطْبَخُ ويُؤْكَلُ باللبَنِ، فَإِذا يَبِسَ خَرَجَ مِنْهُ مِثْلُ الوَرْس.
وَفِي حديثِ شريحٍ: سُئِل عَن الرّجُلِ يُطَلِّقُ المَرْأَةَ ثمَّ يَرْتَجعها فيَكْتُمها رَجْعتها حَتَّى تَنْقَضِي عِدَّتُها فقالَ: (ليسَ لَهُ إلاَّ} فَسْوةُ الضَّبُع) ، أَي لَا طائِلَ لَهُ فِي ادِّعاءِ الرَّجْعَةِ بعْدَ انْقِضاءِ العدَّةِ، وإنَّما خصَّ الضَّبُعَ لحُمْقِها وخُبْثِها.
وقيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ مِثْل الخَشْخاشِ ليسَ فِي ثَمَرِها كبيرُ طائِل؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
( {والفَسْوُ: لَقَبُ) ؛) وَفِي الصِّحاح نبزُ؛ (حَيَ مِن) العَرَبِ؛ قالَ ابنُ سِيدَه: هم (عبدُ القَيْسِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: وعبْدُ القَيْسِ يقالُ لَهُم} الفُسَاةُ. يقالُ: (نادَى زَيْدُ بنُ سَلامَةَ مِنْهُم) ؛) وَفِي الصِّحاح جاءَ رجُلٌ مِنْهُم؛ (على عارِ هَذَا اللَّقَبِ فِي عُكاظٍ) ؛) وَهُوَ سُوقٌ مَعْروفٌ؛ (ببُرْدَيْ حِبَرَــةٍ فاشْتَرَاهُ عبدُ اللهِ بنُ بَيْدَرَة بنِ مَهْوٍ ولَبِسَ البُرْدَيْنِ) ؛){والفَسَا: لُغَة فِي الْهَمْز. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} تَفَاسَى الرجل: أخرج عجيزته {وتَفَاسَتِ الخنفساء: إِذا أخرجت استها} للفُسَاءِ، قَالَ الشَّاعِر: بكرا عواساء {تَفَاسَى مقربا، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ بالهَمْزِ، وَقد تقدَّمَ.
(} والفُساةُ: تِلْكَ القَبِيلَة المَذْكُورَةُ.
(وجَمْعُ {الفَسْوَةِ:} فُساً، فَهُوَ نَظِيرُ شَهْوَةٍ وشِهاً، فانْظُر هناكَ.
( {والفَسَّاءَةُ: الخُنْفُساءُ لَنَتَنِها.
(ويقولونَ:} أَفْسَى مِنَ الظَّرِبان، وَهِي دابَّةٌ تَجِيءُ إِلَى جُحْرِ الضبِّ فتَضَعُ قَبَّ اسْتِها عنْدَ فمِ الجُحْرِ فَلَا تزالُ {تَفْسُو حَتَّى تَسْتَخْرِجَه.
(وتَصْغِيرُ} الفَسْوَةِ: {فُسَيَّةٌ.
(وجَمْعُ} الفاسِيَةِ: فوَاسٍ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.