Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حبر

الصِّينُ

الصِّينُ:
بالكسر، وآخره نون: بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك، قال ابن الكلبي عن الشرقي: سميت الصين بصين، وصين وبغرابنا بغبر بن كماد بن يافث، ومنه المثل: ما يدري شغر من بغر، وهما بالمشرق وأهلهما بين الترك والهند، قال أبو القاسم الزّجاجي: سميت بذلك لأن صين بن بغبر بن كماد أوّل من حلّها وسكنها، وسنذكر خبرهم ههنا، والصين في الإقليم الأوّل، طولها من المغرب مائة وأربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، قال الحازمي:
كان سعد الخير الأندلسي يكتب لنفسه الصيني لأنّه سافر إلى الصين، وقال العمراني: الصين موضع بالكوفة وموضع أيضا قريب من الإسكندرية، قال المفجّع في كتاب المنقذ، وهو كتاب وضعه على مثال الملاحن لابن دريد: الصين بالكسر موضعان الصين الأعلى والصين الأسفل، وتحت واسط بليدة مشهورة يقال لها الصينية ويقال لها أيضا صينية الحوانيت، ينسب إليها صينيّ، منها الحسن بن أحمد ابن ماهان أبو عليّ الصيني، حدث عن أحمد بن عبيد الواسطي، يروي عنه أبو بكر الخطيب وقال: كان قاضي بلدته وخطيبها، وأمّا إبراهيم بن إسحاق الصيني فهو كوفيّ كان يتّجر إلى الصين فنسب إليها، وقال أبو سعد: وممن نسب إلى الصين أبو الحسن سعد الخير ابن محمد بن سهل بن سعد الأنصاري الأندلسي، كان يكتب لنفسه الصيني لأنّه كان قد سافر من المغرب إلى الصين، وكان فقيها صالحا كثير المال، سمع الحديث من أبي الخطّاب بن بطر القاري وأبي عبد الله الحسين بن محمد بن طلحة النّعّال وغيرهما، وذكره أبو سعد في شيوخه، ومات سنة 541، ولهم صينيّ آخر لا يدرى إلى أيّ شيء هو منسوب، وهو حميد ابن محمد بن علي أبو عمرو الشيباني يعرف بحميد الصيني، سمع السريّ بن خزيمة وأقرانه، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان وغيره، وهذا شيء من أخبار الصين الأقصى ذكرته كما وجدته لا أضمن صحته فإن كان صحيحا فقد ظفرت بالغرض وإن كان كذبا فتعرف ما تقوّله الناس، فإن هذه بلاد شاسعة ما رأينا من مضى إليها فأوغل فيها وإنما يقصد التجار أطرافها، وهي بلاد تعرف بالجاوة على سواحل البحر شبيهة ببلاد الهند يجلب منها العود والكافور والسنبل والقرنفل والبسباسة والعقاقير والغضائر الصينيّة، فأمّا بلاد الملك فلم نر أحدا رآها، وقرأت في كتاب عتيق ما صورته: كتب إلينا أبو دلف مسعر بن مهلهل في ذكر ما شاهده
ورآه في بلاد الترك والصين والهند قال: إنّي لما رأيتكما يا سيّديّ، أطال الله بقاءكما، لهجين بالتصنيف مولعين بالتأليف أحببت أن لا أخلي دستوركما وقانون حكمتكما من فائدة وقعت إليّ مشاهدتها وأعجوبة رمت بي الأيّام إليها ليروق معنى ما تتعلّمانه السمع ويصبو إلى استيفاء قراءته القلب، وبدأت بعد حمد الله والثناء على أنبيائه بذكر المسالك المشرقية واختلاف السياسة فيها وتباين ملكها وافتراق أحوالها وبيوت عبادتها وكبرياء ملوكها وحكوم قوّامها ومراتب أولي الأمر والنهي لديها لأن معرفة ذلك زيادة في البصيرة واجبة في السيرة قد حضّ الله تعالى عليها أولي التيقظ والاعتبار وكلّفه أهل العقول والأبصار فقال، جلّ اسمه: أَفَلَمْ يَسِيرُوا في الْأَرْضِ 12: 109، فرأيت معاونتكما لما وشج بيننا من الإخاء وتوكّد من المودّة والصفاء، ولما نبا بي وطني ووصل بي السير إلى خراسان ضاربا في الأرض أبصرت ملكها والموسوم بإمارتها نصر بن أحمد الساماني، عظيم الشأن كبير السلطان يستصغر في جنبه أهل الطّول وتخفّ عنده موازين ذوي القدرة والحول، ووجدت عنده رسل قالين بن الشخير ملك الصين راغبين في مصاهرته طامعين في مخالطته يخطبون إليه ابنته فأبى ذلك واستنكره لحظر الشريعة له، فلمّا أبى ذلك راضوه على أن يزوّج بعض ولده ابنة ملك الصين فأجاب إلى ذلك فاغتنمت قصد الصين معهم فسلكنا بلد الأتراك فأوّل قبيلة وصلنا إليها بعد أن جاوزنا خراسان وما وراء النهر من مدن الإسلام قبيلة في بلد يعرف بالخركاه فقطعناها في شهر نتغذّى بالبرّ والشعير، ثمّ خرجنا إلى قبيلة تعرف بالطخطاخ تغذّينا فيها بالشعير والدخن وأصناف من اللحوم والبقول الصحراويّة فسبرنا فيها عشرين يوما في أمن ودعة يسمع أهلها لملك الصين ويطيعونه ويؤدّون الإتاوة إلى الخركاه لقربهم إلى الإسلام ودخولهم فيه وهم يتّفقون معهم في أكثر الأوقات على غزو من بعد عنهم من المشركين، ثمّ وصلنا إلى قبيلة تعرف بالبجا فتغذّينا فيهم بالدخن والحمص والعدس وسرنا بينهم شهرا في أمن ودعة، وهم مشركون ويؤدّون الإتاوة إلى الطخطاخ ويسجدون لملكهم ويعظمون البقر ولا تكون عندهم ولا يملكونها تعظيما لها، وهو بلد كثير التين والعنب والزعرور الأسود وفيه ضرب من الشجر لا تأكله النار، ولهم أصنام من ذلك الخشب، ثمّ خرجنا إلى قبيلة تعرف بالبجناك طوال اللحى أولو أسبلة همج يغير بعضهم على بعض ويفترش الواحد المرأة على ظهر الطريق، يأكلون الدخن فقط، فسرنا فيهم اثني عشر يوما وأخبرنا أن بلدهم عظيم مما يلي الشمال وبلد الصقالبة ولا يؤدّون الخراج إلى أحد، ثم سرنا إلى قبيلة تعرف بالجكل يأكلون الشعير والجلبان ولحوم الغنم فقط ولا يذبحون الإبل ولا يقتنون البقر ولا تكون في بلدهم، ولباسهم الصوف والفراء لا يلبسون غيرهما، وفيهم نصارى قليل، وهم صباح الوجوه يتزوّج الرجل منهم بابنته وأخته وسائر محارمه، وليسوا مجوسا ولكن هذا مذهبهم في النكاح، يعبدون سهيلا وزحل والجوزاء وبنات نعش والجدي ويسمون الشعرى اليمانية ربّ الأرباب، وفيهم دعة ولا يرون الشّرّ، وجميع من حولهم من قبائل الترك يتخطفهم ويطمع فيهم، وعندهم نبات يعرف بالكلكان طيب الطعام يطبخ مع اللحم، وعندهم معادن البازهر وحياة الحبق، وهي بقر هناك، ويعملون من الدم والذاذي البرّي نبيذا يسكر سكرا شديدا، وبيوتهم من الخشب والعظام، ولا ملك لهم، فقطعنا بلدهم في أربعين يوما في أمن وخفض ودعة، ثم خرجنا إلى قبيلة
تعرف بالبغراج لهم أسبلة بغير لحى يعملون بالسلاح عملا حسنا فرسانا ورجّالة، ولهم ملك عظيم الشأن يذكر أنّه علويّ وأنّه من ولد يحيى بن زيد وعنده مصحف مذهّب على ظهره أبيات شعر رثي بها زيد، وهم يعبدون ذلك المصحف، وزيد عندهم ملك العرب وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، عندهم إله العرب لا يملّكون عليهم أحدا إلّا من ولد ذلك العلوي، وإذا استقبلوا السماء فتحوا أفواههم وشخصوا أبصارهم إليها، يقولون: إن إله العرب ينزل منها ويصعد إليها، ومعجزة هؤلاء الذين يملّكونهم عليهم من ولد زيد أنّهم ذوو لحى وأنهم قيام الأنوف عيونهم واسعة وغذاؤهم الدخن ولحوم الذكران من الضأن، وليس في بلدهم بقر ولا معز، ولباسهم اللبود لا يلبسون غيرها، فسرنا بينهم شهرا على خوف ووجل، أدّينا إليهم العشر من كل شيء كان معنا، ثمّ سرنا إلى قبيلة تعرف بتبّت فسرنا فيهم أربعين يوما في أمن وسعة، يتغذّون بالبرّ والشعير والباقلّى وسائر اللحوم والسموك والبقول والأعناب والفواكه ويلبسون جميع اللباس، ولهم مدينة من القصب كبيرة فيها بيت عبادة من جلود البقر المدهونة، فيه أصنام من قرون غزلان المسك، وبها قوم من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والهند ويؤدون الإتاوة إلى العلوي البغراجي ولا يملكهم أحد إلّا بالقرعة، ولهم محبس جرائم وجنايات، وصلاتهم إلى قبلتنا، ثمّ سرنا إلى قبيلة تعرف بالكيماك، بيوتهم من جلود، يأكلون الحمص والباقلّى ولحوم ذكران الضأن والمعز ولا يرون ذبح الإناث منها، وعندهم عنب نصف الحبة أبيض ونصفها أسود، وعندهم حجارة هي مغناطيس المطر يستمطرون بها متى شاءوا، ولهم معادن ذهب في سهل من الأرض يجدونه قطعا، وعندهم ماس يكشف عنه السيل ونبات حلو الطعم ينوّم ويخدّر، ولهم قلم يكتبون به، وليس لهم ملك ولا بيت عبادة، ومن تجاوز منهم ثمانين سنة عبدوه إلّا أن يكون به عاهة أو عيب ظاهر، فكان مسيرنا فيهم خمسة وثلاثين يوما ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الغزّ، لهم مدينة من الحجارة والخشب والقصب ولهم بيت عبادة وليس فيه أصنام، ولهم ملك عظيم الشأن يستأدي منهم الخراج، ولهم تجارات إلى الهند وإلى الصين ويأكلون البرّ فقط وليس لهم بقول، ويأكلون لحوم الضأن والمعز الذكران والإناث ويلبسون الكتّان والفراء ولا يلبسون الصوف، وعندهم حجارة بيض تنفع من القولنج وحجارة خضر إذا مرّت على السيف لم يقطع شيئا، وكان مسيرنا بينهم شهرا في أمن وسلامة ودعة، ثمّ انتهينا إلى قبيلة يقال لهم التغزغز، يأكلون المذكّى وغير المذكّى ويلبسون القطن واللبود، وليس لهم بيت عبادة، وهم يعظمون الخيل ويحسنون القيام عليها، وعندهم حجارة تقطع الدم إذا علّقت على صاحب الرعاف أو النزف، ولهم عند ظهور قوس قزح عيد، وصلاتهم إلى مغرب الشمس، وأعلامهم سود، فسرنا فيهم عشرين يوما في خوف شديد ثمّ انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الخرخيز، يأكلون الدخن والأرز ولحوم البقر والضأن والمعز وسائر اللحوم إلّا الجمال، ولهم بيت عبادة وقلم يكتبون به، ولهم رأي ونظر، ولا يطفئون سرجهم حتى تطفأ موادّها، ولهم كلام موزون يتكلمون به في أوقات صلاتهم، وعندهم مسك، ولهم أعياد في السنة، وأعلامهم خضر، يصلّون إلى الجنوب ويعظمون زحل والزهرة ويتطيرون من المريخ، والسباع في بلدهم كثيرة، ولهم حجارة تسرج بالليل يستغنون بها عن المصباح ولا تعمل في غير بلادهم، ولهم ملك مطاع
لا يجلس بين يديه أحد منهم الّا إذا جاوز أربعين سنة، فسرنا فيهم شهرا في أمن ودعة ثمّ انتهينا الى قبيلة يقال لها الخرلخ، يأكلون الحمص والعدس ويعملون الشراب من الدخن ولا يأكلون اللحم إلّا مغموسا بالملح، ويلبسون الصوف، ولهم بيت عبادة في حيطانه صورة متقدّمي ملوكهم، والبيت من خشب لا تأكله النار، وهذا الخشب كثير في بلادهم، والبغي والجور بينهم ظاهر ويغير بعضهم على بعض، والزنا بينهم كثير غير محظور، وهم أصحاب قمار، يقامر أحدهم غيره بزوجته وابنه وابنته وأمه فما دام في مجلس القمار فللمقمور أن يفادى ويفكّ فإذا انصرف القامر فقد حصل له ما قمر به يبيعه من التجار كما يريد، والجمال والفساد في نسائهم ظاهر، وهم قليلو الغيرة، فتجيء ابنة الرئيس فمن دونه أو امرأته أو أخته الى القوافل إذا وافت البلد فتعرض للوجوه فإن أعجبها إنسان أخذته إلى منزلها وأنزلته عندها وأحسنت إليه وتصرّف زوجها وأخاها وولدها في حوائجه ولم يقربها زوجها ما دام من تريده عندها إلا لحاجة يقضيها ثم تتصرّف هي ومن تختاره في أكل وشرب وغير ذلك بعين زوجها لا يغيره ولا ينكره، ولهم عيد يلبسون الديباج ومن لا يمكنه رقّع ثوبه برقعة منه، ولهم معدن فضّة تستخرج بالزيبق، وعندهم شجر يقوم مقام الإهليلج قائم الساق وإذا طلي عصارته على الأورام الحارّة أبرأها لوقتها، ولهم حجر عظيم يعظمونه ويحتكمون عنده ويذبحون له الذبائح، والحجر أخضر سلقيّ، فسرنا بينهم خمسة وعشرين يوما في أمن ودعة ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الخطلخ، فسرنا بين أهلها عشرة أيّام، وهم يأكلون البرّ وحده ويأكلون سائر اللحوم غير مذكاة، ولم أر في جميع قبائل الترك أشدّ شوكة منهم، يتخطّفون من حولهم ويتزوّجون الأخوات، ولا تتزوّج المرأة أكثر من زوج واحد، فإذا مات لم تتزوّج بعده، ولهم رأي وتدبير، ومن زنى في بلدهم أحرق هو والتي يزني بها، وليس لهم طلاق، والمهر جميع ما ملك الرجل، وخدمة الولي سنة، وللقتل بينهم قصاص وللجراح غرم، فإن تلف المجروح بعد أن يأخذ الغرم بطل دمه، وملكهم ينكر الشرّ ولا يتزوّج فإن تزوّج قتل، ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لها الختيان، يأكلون الشعير والجلبان ولا يأكلون اللحم إلا مذكى، ويزوّجون تزويجا صحيحا وأحكامهم أحكام عقلية تقوم بها السياسة، وليس لهم ملك، وكلّ عشرة يرجعون إلى شيخ له عقل ورأي فيتحاكمون إليه، وليس لهم جور على من يجتاز بهم، ولا اغتيال، ولهم بيت عبادة يعتكفون فيه الشهر والأقلّ والأكثر، ولا يلبسون شيئا مصبوغا، وعندهم مسك جيّد ما دام في بلدهم فإذا حمل منه تغير واستحال، ولهم بقول كثيرة في أكثرها منافع، وعندهم حيّات تقتل من ينظر إليها إلّا أنّها في جبل لا تخرج عنه بوجه ولا سبب، ولهم حجارة تسكّن الحمّى ولا تعمل في غير بلدهم، وعندهم بازهر جيّد شمعيّ فيه عروق خضر، وكان مسيرنا فيهم عشرين يوما، ثمّ انتهينا إلى بلد بهيّ فيه نخل كثير وبقول كثيرة وأعناب ولهم مدينة وقرى وملك له سياسة يلقّب بهي، وفي مدينتهم قوم مسلمون ويهود ونصارى ومجوس وعبدة أصنام، ولهم أعياد، وعندهم حجارة خضر تنفع من الرمد وحجارة حمر تنفع من الطحال، وعندهم النيل الجيّد القانئ المرتفع الطافي الذي إذا طرح في الماء لم يرسب، فسرنا فيهم أربعين يوما في أمن وخوف ثمّ انتهينا إلى موضع يقال له القليب فيه بوادي عرب ممّن تخلف عن تبّع لما غزا بلاد الصين، لهم مصايف ومشات في مياه ورمال،
يتكلمون بالعربيّة القديمة لا يعرفون غيرها ويكتبون بالحميرية ولا يعرفون قلمنا، يعبدون الأصنام، وملكهم من أهل بيت منهم لا يخرجون الملك من أهل ذلك البيت، ولهم أحكام، وحظر الزنا والفسق، ولهم شراب جيّد من التمر، وملكهم يهادي ملك الصين، فسرنا فيهم شهرا في خوف وتغرير، ثم انتهينا إلى مقام الباب، وهو بلد في الرمل تكون فيه حجبة الملك، وهو ملك الصين، ومنه يستأذن لمن يريد دخول بلد الصين من قبائل الترك وغيرهم، فسرنا فيه ثلاثة أيام في ضيافة الملك يغيّر لنا عند رأس كل فرسخ مركوب، ثم انتهينا إلى وادي المقام فاستؤذن لنا منه وتقدّمنا الرّسل فأذن لنا بعد أن أقمنا بهذا الوادي، وهو أنزه بلاد الله وأحسنها، ثلاثة أيام في ضيافة الملك، ثمّ عبرنا الوادي وسرنا يوما تامّا فأشرفنا على مدينة سندابل، وهي قصبة الصين وبها دار المملكة، فبتنا على مرحلة منها، ثم سرنا من الغد طول نهارنا حتى وصلنا إليها عند المغرب، وهي مدينة عظيمة تكون مسيرة يوم ولها ستون شارعا ينفذ كل شارع منها إلى دار الملك، ثم سرنا إلى باب من أبوابها فوجدنا ارتفاع سورها تسعين ذراعا وعرضه تسعين ذراعا وعلى رأس السور نهر عظيم يتفرّق على ستّين جزءا كلّ جزء منها ينزل على باب من الأبواب تتلقاه رحى تصبّه إلى ما دونها ثم إلى غيرها حتى يصبّ في الأرض ثمّ يخرج نصفه تحت السور فيسقي البساتين ويرجع نصفه إلى المدينة فيسقي أهل ذلك الشارع إلى دار الملك ثمّ يخرج في الشارع الآخر إلى خارج البلد فكل شارع فيه نهران وكلّ خلاء فيه مجريان كل واحد يخالف صاحبه، فالداخل يسقيهم والخارج يخرج بفضلاتهم، ولهم بيت عبادة عظيم، ولهم سياسة عظيمة وأحكام متقنة، وبيت عبادتهم يقال إنّه أعظم من مسجد بيت المقدس وفيه تماثيل وتصاوير وأصنام وبدّ عظيم، وأهل البلد لا يذبحون ولا يأكلون اللحوم أصلا، ومن قتل منهم شيئا من الحيوان قتل، وهي دار مملكة الهند والترك معا، ودخلت على ملكهم فوجدته فائقا في فنه كاملا في رأيه فخاطبه الرسل بما جاءوا به من تزويجه ابنته من نوح بن نصر فأجابهم إلى ذلك وأحسن إليّ وإلى الرسل وأقمنا في ضيافته حتى نجزت أمور المرأة وتمّ ما جهّزها به ثمّ سلمها إلى مائتي خادم وثلاثمائة جارية من خواص خدمه وجواريه وحملت إلى خراسان إلى نوح بن نصر فتزوّج بها، قال: وبلغنا أن نصرا عمل قبره قبل وفاته بعشرين سنة، وذلك أنّه حدّ له في مولده مبلغ عمره ومدة انقضاء أجله وأن موته يكون بالسّلّ وعرّف اليوم الذي يموت فيه، فخرج يوم موته إلى خارج بخارى وقد أعلم الناس أنّه ميّت في يومه ذلك وأمرهم أن يتجهزوا له بجهاز التعزية والمصيبة ليتصوّرهم بعد موته بالحال التي يراهم بها، فسار بين يديه ألوف من الغلمان الأتراك المرد وقد ظاهروا اللباس بالسواد وشقوا عن صدورهم وجعلوا التراب على رؤوسهم ثمّ تبعهم نحو ألفي جارية من أصناف الرقيق مختلفي الأجناس واللغات على تلك الهيئة ثمّ جاء على آثارهم عامة الجيش والأولياء يجنبون دوابّهم ويقودون قودهم وقد خالفوا في نصب سروجها عليها وسوّدوا نواصيها وجباهها حاثين التراب على رؤوسهم واتصلت بهم الرعية والتجار في غمّ وحزن وبكاء شديد وضجيج يقدمهم أولادهم ونساؤهم ثم اتصلت بهم الشاكرية والمكارون والحمالون على فرق منهم قد غيّروا زيّهم، وشهر نفسه بضرب من اللباس، ثم جاء أولاده يمشون بين يديه حفاة حاسرين والتراب على رؤوسهم وبين أيديهم وجوه كتّابه وجلّة خدمه ورؤساؤه وقواده، ثمّ أقبل القضاة والمعدلون والعلماء
يسايرونه في غمّ وكآبة وحزن، وأحضر سجلّا كبيرا ملفوفا فأمر القضاة والفقهاء والكتّاب بختمه فأمر نوحا ابنه أن يعمل بما فيه واستدعى شيئا من حسا في زبدية من الصيني الأصفر فتناول منه شيئا يسيرا ثمّ تغرغرت عيناه بالدموع وحمد الله تعالى وتشهّد وقال:
هذا آخر زاد نصر من دنياكم، وسار إلى قبره ودخله وقرأ عشرا فيه واستقرّ به مجلسه ومات، رحمه الله، وتولى الأمر نوح ابنه، قلت: ونحن نشك في صحة هذا الخبر لأن محدثنا به ربما كان ذكر شيئا فسأل الله أن لا يؤاخذه بما قال، ونرجع إلى كلام رسول نصر، قال: وأقمت بسندابل مدينة الصين مدة ألقى ملكها في الأحايين فيفاوضني في أشياء ويسألني عن أمور من أمور بلاد الإسلام، ثم استأذنته في الانصراف فأذن لي بعد أن أحسن إليّ ولم يبق غاية في أمري، فخرجت إلى الساحل أريد كله، وهي أوّل الهند وآخر منتهى مسير المراكب لا يتهيأ لها أن تتجاوزها وإلّا غرقت، قال: فلمّا وصلت إلى كله رأيتها وهي عظيمة عالية السور كثيرة البساتين غزيرة الماء ووجدت بها معدنا للرصاص القلعي لا يكون إلّا في قلعتها في سائر الدنيا، وفي هذه القلعة تضرب السيوف القلعية وهي الهندية العتيقة، وأهل هذه القلعة يمتنعون على ملكهم إذا أرادوا ويطيعونه إن أحبوا، ورسمهم رسم الصين في ترك الذباحة، وليس في جميع الدنيا معدن للرصاص القلعي إلّا في هذه القلعة، وبينها وبين مدينة الصين ثلاثمائة فرسخ، وحولها مدن ورساتيق وقرى، ولهم أحكام حبوس جنايات، وأكلهم البرّ والتمور، وبقولهم كلّها تباع وزنا وأرغفة خبزهم تباع عددا، وليس عندهم حمامات بل عندهم عين جارية يغتسلون بها، ودرهمهم يزن ثلثي درهم ويعرف بالقاهري، ولهم فلوس يتعاملون بها، ويلبسون كأهل الصين الإفرند الصيني المثمن، وملكهم دون ملك الصين ويخطب لملك الصين، وقبلته إليه، وبيت عبادته له، وخرجت منها إلى بلد الفلفل فشاهدت نباته، وهو شجر عاديّ لا يزول الماء من تحته فإذا هبت الريح تساقط حمله فمن ذلك تشنجه وإنما يجتمع من فوق الماء، وعليه ضريبة للملك، وهو شجر حرّ لا مالك له وحمله أبدا فيه لا يزول شتاء ولا صيفا، وهو عناقيد فإذا حميت الشمس عليه انطبق على العنقود عدة من ورقه لئلّا يحترق بالشمس، فإذا زالت الشمس زالت تلك الأوراق، وانتهيت منه إلى لحف الكافور، وهو جبل عظيم فيه مدن تشرف على البحر منها قامرون التي ينسب إليها العود الرطب المعروف بالمندل القامروني، ومنها مدينة يقال لها قماريان، وإليها ينسب العود القماري، وفيه مدينة يقال لها الصنف، ينسب إليها العود الصنفي، وفي اللحف الآخر من ذلك الجبل مما يلي الشمال مدينة يقال لها الصّيمور، لأهلها حظّ من الجمال وذلك لأن أهلها متولدون من الترك والصين فجمالهم لذلك، وإليها تخرج تجارات الترك، وإليها ينسب العود الصيموري وليس هو منها إنّما هو يحمل إليها، ولهم بيت عبادة على رأس عقبة عظيمة وله سدنة وفيه أصنام من الفيروزج والبيجاذق، ولهم ملوك صغار، ولباسهم لباس أهل الصين، ولهم بيع وكنائس ومساجد وبيوت نار، لا يذبحون ولا يأكلون ما مات حتف أنفه، وخرجت إلى مدينة يقال لها جاجلّى على رأس جبل مشرف نصفها على البحر ونصفها على البرّ ولها ملك مثل ملك كله يأكلون البرّ والبيض ولا يأكلون السمك ولا يذبحون، ولهم بيت عبادة كبير معظّم، لم يمتنع على الإسكندر في بلدان الهند غيرها، وإليها يحمل الدارصيني ومنها يحمل إلى سائر الآفاق، وشجر
الدارصيني حرّ لا مالك له، ولباسهم لباس كله إلّا أنهم يتزيّنون في أعيادهم بالــحبر اليمانية، ويعظمون من النجوم قلب الأسد، ولهم بيت رصد وحساب محكم ومعرفة بالنجوم كاملة، وتعمل الأوهام في طباعهم، ومنها خرجت إلى مدينة يقال لها قشمير وهي كبيرة عظيمة لها سور وخندق محكمان تكون مثل نصف سندابل مدينة الصين وملكها أكبر من ملك مدينة كله وأتم طاعة، ولهم أعياد في رؤوس الأهلّة وفي نزول النيرين شرفهما، ولهم رصد كبير في بيت معمول من الحديد الصيني لا يعمل فيه الزمان، ويعظمون الثّريّا، وأكلهم البرّ ويأكلون المليح من السمك ولا يأكلون البيض ولا يذبحون، وسرت منها إلى كابل فسرت شهرا حتى وصلت إلى قصبتها المعروفة بطابان، وهي مدينة في جوف جبل قد استدار عليها كالحلقة دوره ثلاثون فرسخا لا يقدر أحد على دخوله إلّا بجواز لأن له مضيقا قد غلّق عليه باب ووكل به قوم يحفظونه فما يدخله أحد إلّا بإذن، والإهليلج بها كثير جدّا، وجميع مياه الرساتيق والقرى التي داخل المدينة تخرج من المدينة، وهم يخالفون ملّة الصين في الذباحة ويأكلون السمك والبيض ويقتل بعضهم بعضا، ولهم بيت عبادة، وخرجت من كابل إلى سواحل البحر الهندي متياسرا فسرت إلى بلد يعرف بمندورقين منابت غياض القنا وشجر الصندل ومنه يحمل الطباشير، وذلك أن القنا إذا جفّ وهبّت عليه الريح احتك بعضه ببعض واشتدت فيه الحرارة للحركة فانقدحت منه نار فربما أحرقت منها مسافة خمسين فرسخا أو أكثر من ذلك فالطباشير الذي يحمل إلى سائر الدنيا من ذلك القنا، فأما الطباشير الجيد الذي يساوي مثقاله مائة مثقال أو أكثر فهو شيء يخرج من جوف القنا إذا هزّ، وهو عزيز جدّا، وما يفجر من منابت الطباشير حمل إلى سائر البلاد وبيع على أنّه توتيا الهند، وليس كذلك لان التوتيا الهندي هو دخان الرصاص القلعي، ومقدار ما يرتفع منه كلّ سنة ثلاثة أمنان أو أربعة أمنان ولا يتجاوز الخمسة، ويباع المنّ منه بخمسة آلاف درهم إلى ألف دينار، وخرجت منها إلى مدينة يقال لها كولم لأهلها بيت عبادة وليس فيه صنم وفيها منابت الساج والبقّم، وهو صنفان وهذا دون والآمرون هو الغاية، وشجر الساج مفرط العظم والطول ربّما جاوز مائة ذراع وأكثر، والخيزران والقنا بها كثير جدّا، وبها شيء من السّندروس قليل غير جيّد والجيّد منه ما بالصين، وهو من عرعر ينبت على باب مدينتها الشرقي، والسندروس شبه الكهربائيّة وأحلّها وفيها مغناطيس يجذب كل شيء إذا أحمي بالدّلك، وعندهم الحجارة التي تعرف بالسندانية يعمل بها السقوف، وأساطين بيوتهم من خرز أصلاب السمك الميت ولا يأكلونه، ولا يذبحون، وأكثرهم يأكل الميتة، وأهلها يختارون للصين ملكا إذا مات ملكهم، وليس في الهند طبّ إلّا في هذه المدينة، وبها تعمل غضائر تباع في بلداننا على أنّه صينيّ وليس هو صينيّ لأن طين الصين أصلب منه وأصبر على النار وطين هذه المدينة الذي يعمل منه الغضائر المشبه بالصيني يخمر ثلاثة أيام لا يحتمل أكثر منها وطين الصين يخمر عشرة أيام ويحتمل أكثر منها، وخزف غضائرها أدكن اللون وما كان من الصين أبيض وغيره من الألوان شفّافا وغير شفاف فهو معمول في بلاد فارس من الحصى والكلس القلعيّ والزجاج يعجن على البوائن وينفخ ويعمل بالماسك كما ينفخ الزجاج مثل الجامات وغيرها من الأواني، ومن هذه المدينة يركب إلى عمان، وبها راوند ضعيف العمل والصيني أجود منه، والراوند
قرع يكون هناك وورقه السادج الهندي، وإليها تنسب أصناف العود والكافور واللبان والقتار، وأصل العود نبت في جزائر وراء خطّ الاستواء، وما وصل إلى منابته أحد ولم يعلم أحد كيف نباته وكيف شجره ولا يصف إنسان شكل ورق العود وإنما يأتي به الماء إلى جانب الشمال، فما انقلع وجاء إلى الساحل فأخذ رطبا بكله وبقامرون أو في بلد الفلفل أو بالصنف أو بقماريان أو بغيرها من السواحل بقي إذا أصابته الريح الشمال رطبا أبدا لا يتحرّك عن رطبه، وهو المعروف بالقامروني المندلي، وما جف في البحر ورمي يابسا فهو الهندي المصمت الثقيل ومحنته أن ينال منه بالمبرد ويلقى على الماء فإن لم ترسب برادته فليس بمختار وإن رسبت فهو الخالص الذي ما بعده غاية، وما جفّ منه في مواضعه ونخر في البحر فهو القماري، وما نخر في مواضعه وحمله البحر نخرا فهو الصنفي، وملوك هذه المرافئ يأخذون ممن يجمع العود من السواحل ومن البحر العشر، وأمّا الكافور فهو في لحف جبل بين هذه المدينة وبين مندورقين مطلّ على البحر وهو لبّ شجر يشقّ فيوجد الكافور كامنا فيه فربما وجد مائعا وربما كان جامدا لأنّه صمغ يكون في لبّ هذا الشجر، وبها شيء من الإهليلج قليل والكابلي أجود منه لأن كابل بعيدة من البحر، وجميع أصناف الإهليلج بها وكل شجر مما نثرته الريح فجّا غير نضيج فهو الأصفر، وهو حامض بارد، وما بلغ وقطف في أوان إدراكه فهو الكابلي، وهو حلو حارّ، وما ترك في شجره في أيام الشتاء حتى يسود فهو الأسود مرّ حارّ، وبها معدن كبريت أصفر ومعدن نحاس يخرج من دخانه توتيا جيد، وجميع أصناف التوتيا كلها من دخان النحاس إلّا الهندي فإنّه كما ذكرنا يخرج من دخان الرصاص القلعي، وماء هذه المدينة وماء مندورقين من الصهاريج المختزن فيها من مياه الأمطار، ولا زرع فيها إلّا القرع الذي فيه الراوند فإنّه يزرع بين الشوك، وكذلك أيضا بطيخهم عزيز جدّا، وبها قنبيل يقع من السماء ويجمع بأخثاء البقر، والعربي أجود منه، وسرت من مدن السواحل إلى الملتان، وهي آخر مدن الهند ممّا يلي الصين وأوّلها ممّا يلينا وتلي أرض السند، وهي مدينة عظيمة جليلة القدر عند أهل الهند والصين لأنّها بيت حجهم ودار عبادتهم مثل مكّة عند المسلمين وبيت المقدس عند اليهود والنصارى، وبها القبة العظمى والبدّ الأكبر، وهذه القبة سمكها في السماء ثلاثمائة ذراع وطول الصنم في جوفها مائة ذراع، وبين رأسه وبين القبة مائة ذراع، وبين رجليه وبين الأرض مائة ذراع، وهو معلّق من جوفها لا بقائمة من أسفله يدعم عليها ولا بعلاقة من أعلاه تمسكه، قلت:
هذا هو الكذب الصراح لأن هذا الصنم ذكره المدائني في فتوح الهند والسند وذكر أن طوله عشرون ذراعا، قال أبو دلف: البلد في يد يحيى بن محمد الأموي هو صاحب المنصورة أيضا والسند كلّه في يده، والدولة بالملتان للمسلمين وملّاك عقرها ولد عمر بن علي بن أبي طالب، والمسجد الجامع مصاقب لهذه القبة، والإسلام بها ظاهر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بها شامل، وخرجت منها إلى المنصورة، وهي قصبة السند، والخليفة الأموي مقيم بها يخطب لنفسه ويقيم الحدود ويملك السند كلّه بره وبحره، ومنها إلى البحر خمسون فرسخا، وبساحلها مدينة الدّيبل، وخرجت من المنصورة إلى بغانين، وهو بلد واسع يؤدي أهله الخراج إلى الأموي وإلى صاحب بيت الذهب، وهو بيت من ذهب في صحراء تكون أربعة فراسخ ولا يقع عليها الثلج ويثلج ما حولها،
وفي هذا البيت رصد الكواكب، وهو بيت تعظمه الهند والمجوس، وهذه الصحراء تعرف بصحراء زردشت صاحب المجوس، ويقول أهل هذه البلدان:
إن هذه الصحراء متى خرج منها إنسان يطلب دولة لم يغلب ولم يهزم له عسكر حيثما توجه، ومنها إلى شهر داور ومنها إلى بغنين ومنها إلى غزنين وبها تتفرّق الطرق فطريق يأخذ يمنة إلى باميان وختلان وخراسان، وطريق يأخذ تلقاء القبلة إلى بست ثمّ إلى سجستان، وكان صاحب سجستان في وقت موافاتي إياها أبا جعفر محمد بن أحمد بن الليث وأمه بانويه أخت يعقوب بن الليث، وهو رجل فيلسوف سمح كريم فاضل، له في بلده طراز تعمل فيه ثياب، ويخلع في كل يوم خلعة على واحد من زوّاره ويقوّم عليه من طرازها بخمسة آلاف درهم ومعها دابّة النوبة ووليّ الحمام والمسند والمطرح ومسورتان ومخدّتان، وبذلك يعمل ثبت ويسلّم إلى الزائر فيستوفيه من الخازن، هذا آخر الرسالة.

طَرَابُلُسُ

طَرَابُلُسُ:
بفتح أوله، وبعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام أيضا مضمومة، وسين مهملة، ويقال أطرابلس، وقال ابن بشير البكري، طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن، وسماها اليونانيون طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن، لأن طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة، وقد ذكر أن أشباروس قيصر أول من بناها، وتسمى أيضا مدينة إياس، وعلى مدينة طرابلس سور صخر جليل البنيان، وهي على شاطئ البحر، ومبنى جامعها أحسن مبنى، وبها أسواق حافلة جامعة وبها مسجد يعرف بمسجد الشعاب مقصود وحولها أنباط، وفي بربرها من كلامه بالنبطية، في قرارات في شرقيها وغربيها مسيرة ثلاثة أيام إلى موضع يعرف ببني السابري وفي القبلة مسيرة يومين إلى حدّ هوارة، وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها الصالحون أعمرها وأشهرها مسجد الشعاب، ومرساها مأمون من أكثر الرياح، وهي كثيرة الثمار والخيرات، ولها بساتين جليلة في شرقيها وتتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها الملح الكثير، وداخل مدينتها بئر تعرف ببئر أبي الكنود يعيّرون بها ويحمق من شرب منها فيقال للرجل منهم إذا أتى بما يلام: لا يعتب عليك لأنك شربت من بئر أبي الكنود، وأعذب آبارها بئر القبّة، نذكرها في طرابلس فانه لم تكتب الألف وقد ذكر في باب الألف ما فيه كفاية، وذكر الليث بن سعد قال: غزا عمرو بن العاص طرابلس سنة 23 حتى نزل القبة التي على الشرف من شرقيها فحاصرها شهرين لا يقدر منهم على شيء فخرج رجل من بني مدلج ذات يوم من عسكر عمرو بن العاص متصيّدا مع سبعة نفر فجمعوا غربي المدينة واشتدّ عليهم الحرّ فأخذوا راجعين على ضفة البحر وكان البحر لاصقا بالمدينة ولم يكن في ما بين المدينة والبحر سور وكانت سفن البحر شارعة في مرساها إلى بيوتهم ففطن المدلجي وأصحابه وإذا البحر قد غاض من ناحية المدينة فدخلوا منه حتى أتوا من ناحية الكنيسة وكبّروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم وأقبل عمرو بجيشه حتى دخل عليهم فلم تفلت الروم إلا بما خفّ في مراكبهم وغنم عمرو ما كان في المدينة، وإنما بنى سورها مما يلي البحر هرثمة بن أعين حين ولايته على القيروان، ومن طرابلس إلى نفوسة مسيرة ثلاثة أيام، وفي كتاب ابن عبد الحكم: أن عمرو ابن العاص نزل على مدينة طرابلس في سنة 23 من الهجرة فملكها عنوة واستولى على ما فيها، قال:
وكان من بسبرت متحصنين فلما بلغتهم محاصرة عمرو طرابلس واسمها نبارة، وسبرت السوق القديم وإنما نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن حبيب سنة 31 فهذا يدلّ على أن طرابلس اسم الكورة وأن نبارة قصبتها، وقد ذكرنا أن طرابلس معناه الثلاث مدن وهذا يدل على أنها ليست بمدينة بعينها وأنها كورة، وينسب إلى طرابلس الغرب عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي، لقيه السلفي وأثنى عليه، وهو القائل في كتب الغزّالي:
هذّب المذهب حبر ... أحسن الله خلاصة
ببسيط ووسيط ... ووجيز وخلاصه
وسافر إلى بغداد ومات بها في سنة 510، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مخلوف الطرابلسي، كان له اهتمام بالتواريخ وصنّف تاريخا لطرابلس، وكان فاضلا في فنون شتى، أخذ عنه السلفي وسافر إلى الحج فأدركته المنية بمكة في ذي الحجة سنة 522، وقال أبو الطيب يمدح عبيد الله بن خراسان الطرابلسي:
لو كان فيض يديه ماء غادية عزّ القطا في الفيافي موضع اليبس أكارم حسد الأرض السماء بهم، وقصّرت كلّ مصر عن طرابلس أيّ الملوك، وهم قصدي، أحاذره، وأيّ قرن وهم سيفي وهم ترسي وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة يعرف بابن خراسان الطرابلسي:
أحبابنا! غير زهد في محبتكم ... كوني بمصر وأنتم في طرابلس
إن زرتكم فالمنايا في زيارتكم، ... وإن هجرتكم فالهجر مفترسي
ولست أرجو نجاحا في زيارتكم ... إلا إذا خاض بحرا من دم فرسي
وأنثني ورماح الخط قد حطمت ... في كل أروع لا وان ولا نكس
حتى يظلّ عميد الجيش ينشدنا ... نظما يضيء كضوء الفجر في الغلس
يفدي بنيك عبيد الله حاسدكم، ... بجبهة العير يفدى حافر الفرس

عَدَنُ

عَدَنُ:
بالتحريك، وآخره نون، وهو من قولهم عدن بالمكان إذا أقام به، وبذلك سميت عدن، وقال الطبري: سمّيت عدن وأبين بعدن وأبين ابني عدنان، وهذا عجب لم أر أحدا ذكر أن عدنان كان له ولد اسمه عدن غير ما ورد في هذا الموضع: وهي مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ردئة لا ماء بها ولا مرعى وشربهم من عين بينها وبين عدن مسيرة نحو اليوم وهو مع ذلك رديء إلا أن هذا الموضع هو مرفأ مراكب الهند والتجار يجتمعون إليه لأجل ذلك فإنها بلدة تجارة، وتضاف إلى أبين وهو مخلاف عدن من جملته، وقال أبو محمد الحسن بن أحمد الهمذاني اليمني: عدن جنوبية تهاميّة وهو أقدم أسواق العرب، وهو ساحل يحيط به جبل لم يكن فيه طريق فقطع في الجبل باب بزبر الحديد فصار لها طريق إلى البرّ، وموردها ماء يقال له الحبق أحساء في رمل في جانب فلاة إرم، وبها في ذاتها بئار ملحة وشروب، وساكنها المربون والجماجميّون، والمربون يقولون إنهم من ولد هارون، وقال أهل السير: سميت بعدن بن سنان ابن إبراهيم، عليه السلام، وكان أول من نزلها، عن الزّجاجي، وقال ابن الكلبي: سميت عدن بعدن ابن سنان بن نفيشان بن إبراهيم، وروى عبد المنعم عن وهب أن الحبشة عبرت في سفنهم فخرجوا في عدن فقالوا: عدونا فسميت عدن بذلك، وتفسيره خرجنا، وبين عدن وصنعاء ثمانية وستون فرسخا، قال عمارة: لاعة مدينة في جبل صبر من أعمال صنعاء إلى جانبها قرية لطيفة يقال لها عدن لاعة وليست عدن أبين الساحلية، وأنا دخلت عدن لاعة، وهي أول موضع ظهرت فيه دعوة العلوية باليمن بعد المصريين، وقال أبو بكر أحمد بن محمد العيدي يذكر عدن أبين:
حيّاك يا عدن الحيا حيّاك، ... وجرى رضاب لماه فوق لماك
وافترّ ثغر الروض فيك مضاحكا ... بالنّشر رونق ثغرك الضحّاك
ووشت حدائقه عليك مطارفا ... يختال في حبراتها عطفاك
ولقد خصصت بسرّ فضل أصبحت ... فيه القلوب وهنّ من أسراك
يسري بها شغف المحبّ وإنما ... للشوق جشّمها الهوى مسراك
أصبو إلى أنفاس طيبك كلما ... أسرى بنفحتها نسيم صباك
وتقرّ عيني أن أراك أنيقة ... لا رمل عرجاء ودوح أراك
كم من غريب الحسن فيك كأنما ... مرآه في إشراقه مرآك
فتّانة اللّحظات تصطاد النّهى ... ألحاظها قبضا بلا أشراك
ومسارح للعين تقتطف المنى ... منها وتجنى في قطوف جناك
وعلام أستسقي الحيا من بعد ما ... ضمن المكرّم بالنّدى سقياك؟
وقال: أدخل أفنون عليها الألف واللام فقال:
سألت عنهم وقد سدّت أباعرهم ... ما بين رحبة ذات العيص فالعدن

قَبْرَةُ

قَبْرَةُ:
بلفظ تأنيث القبر، أظنها عجمية رومية: وهي كورة من أعمال الأندلس تتّصل بأعمال قرطبة من قبليّها، وهي أرض زكيّة تشتمل على نواح كثيرة ورساتيق ومدن تذكر في مواضعها متفرّقة من هذا الكتاب، وهي مخصوصة بكثرة الزيتون، وقصبتها بيّانة، ينسب إليها تمّام بن وهب القبري الأندلسي فقيه، لقي أبا محمد عبد الله بن أبي زيد بالقيروان وأبا الحسن القابسي وغيرهما، وعبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عبّاد بن زياد بن يزيد بن أبي يحيى المرادي القبري أصله من قبرة وسكن قرطبة، سمع من تقي بن مخلد كثيرا وصحبه وكان هو والحسن ابن سعد آخر من حدّث عنه، وسمع من محمد بن عبد السلام الخشني وأحمد بن ميسرة الطرطوشي
وسعيد بن عثمان الأغنامي، وسمع غيرهم، وسمع منه الناس كثيرا، قال ابن الفرضي: وحدثني غير جماعة أنه مات في شهر رمضان سنة 330 وهو ابن سبع وسبعين سنة، ومحمد بن يوسف بن سليمان الجهني من أهل قبرة، سكن قرطبة أيضا، وكان من أهل القرآن، واتخذه عبد الرحمن الناصر إماما في قصره ثم ولّاه الصلاة والخطبة بمدينة الزهراء وولّاه قضاء قبرة، ومات سنة 372، وقال أبو عمر أحمد بن محمد بن درّاج القسطلي من قصيدة يمدح حبران العامري صاحب المريّة:
وإني لفلّ القبط في مصر موئل، ... وقد غيل فرعون وأهلك هامان
فيا ذلّ أعلام الهدى بعد عزّهم، ... ويا عزّ أعلام الهدى بك إذ هانوا!
حفرت لهم في يوم قبرة بالقنا ... قبورا، هواء الجوّ منهنّ ملآن
يطير بهم نسر وهام وناعب، ... ويغدو بها ذيخ وذئب وسرحان

قَلَنَّة

قَلَنَّة:
بلد بالأندلس، قال ابن بشكوال، عبد الله ابن عيسى الشيباني أبو محمد من أهل قلنّة حبر سرقسطة محدّث حافظ متقن، كان يحفظ صحيح البخاري وسنن أبي داود عن ظهر قلب فيما بلغني عنه، وله اتّساع في علم اللسان وحفظ اللغة وأخذ نفسه باستظهار صحيح مسلم، وله عدة تآليف حسنة، وتوفي ببلنسية عام 530.

كَرْخُ سامَرَّا

كَرْخُ سامَرَّا:
وكان يقال له كرخ فيروز، منسوب إلى فيروز بن بلاش بن قباذ الملك، وهو أقدم من سامرّا، فلما بنيت سامرّا اتصل بها، وهو إلى الآن باق عامر وخربت سامرّا، وكان الأتراك الشّبليّة ينزلونه في أيام المعتصم وبه قصر أشناس التركي مولى المعتصم، وهو موضع مدينة قديمة على ارتفاع من الأرض، وزعم بعضهم أنه كرخ باجدّا، ومنه الشيخ معروف بن الفيرزان الكرخي الزاهد ويحتاج إلى كشف وبحث، وقد نسب ابن أبي حاتم أبا بدر عبّاد ابن الوليد بن خالد الغبري الكرخي إلى كرخ سامرّا، وقال الخطيب: أحمد بن هارون الكرخي من كرخ سامرّا روى عن عمرو بن محمد بن أبي رزين وأبي داود الطيالسي وحبان بن هلال وسعيد بن عامر وبدل بن المــحبّر، قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وسمع أبا بكر الزاغوني وأبا الكرم بن الشّهرزوري وأبا المعالي بن الحنان الخزيمي وغيرهم.

ماوَشَان

ماوَشَان:
بفتح الواو، والشين معجمة، وآخره نون:
ناحية وقرى في واد في سفح جبل أروند من همذان، وهو موضع نزه فرح ذكره القاضي عين القضاة في رسالته فقال: وكأني بالركب العراقي يوافون همذان، ويحطون رحالهم في محاني ماوشان، وقد اخضرّت منها التلاع والوهاد، وألبسها الربيع حبرة تحسدها عليها البلاد، وهي تفوح كالمسك أزهارها، وتجري بالماء الزّلال أنهارها، فنزلوا منها في رياض مونقة، واستظلوا بظلال أشجار مورقة، فجعلوا يكررون إنشاد هذا البيت وهم يتنغمون بنوح الحمام وتغريد الهزار:
حيّاك يا همذان الغيث من بلد، ... سقاك يا ماوشان القطر من وادي
وقد وصفه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن عليّ الميانجي في قطعة ذكرها في درب الزعفران، وقال أبو المظفر الأبيوردي:
سقى همذان حيا مزنة ... يفيد الطّلاقة منها الزمان
برعد كما جرجر الأرحبيّ، ... وبرق كما بصبص الأفعوان
فسفح المقطّم بئس البديل ... نبيها وأروند نعم المكان
هي الجنّة المشتهى طيبها، ... ولكنّ فردوسها ماوشان
فألواح أمواهها كالعبير، ... ترى أرضها وحصاها الجمان

مِخْلافُ جَيْشَانَ

مِخْلافُ جَيْشَانَ:
وجيشان: من مدن اليمن، وقد مرّ نسب جيشان في موضعه، لم يزل بها علماء وفقهاء، ومن شعرائهم ابن حبران وهو من شعراء الرافضة وصاحب الكلمة المحرضة على المسلمين، منها:
وليس حيّ من الأحياء نعلمه ... من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم ... كما تشارك أيسار على جزر
وهذا يروى لدعبل، ومن جيشان كان مخرج القرامطة باليمن ومن الجند، ويعدّ منه حجر وبدر وبلد بني حبيش، وجانب بلد العدويّين من حبّ وسحلان والعود ووراخ.

نَجْدٌ

نَجْدٌ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، قال النضر:
النجد قفاف الأرض وصلابها وما غلظ منها وأشرف، والجماعة النجاد، ولا يكون إلا قفّا أو صلابة من
الأرض في ارتفاع من الجبل معترضا بين يديك يردّ طرفك عما وراءه، يقال: اعل هاتيك النجاد وهذاك النجاد بوجه، وقال: ليس بالتشديد الارتفاع، وقال الأصمعي: هي نجود عدّة، منها: نجد برق واد باليمامة ونجد خال ونجد عفر ونجد كبكب ونجد مريع، ويقال: فلان من أهل نجد، وفي لغة هذيل والحجاز: من أهل النّجد، قال أبو ذؤيب:
في عانة بجنوب السّيّ مشربها ... غور ومصدرها عن مائها نجد
قال: وكل ما ارتفع عن تهامة فهو نجد، فهي ترعى بنجد وتشرب بتهامة، وقال الأصمعي: سمعت الأعراب تقول: إذا خلّفت عجلزا مصعدا فقد أنجدت، وعجلز فوق القريتين، قال: وما ارتفع عن بطن الرمّة، والرمة واد معلوم ذكر في موضعه، فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق، قال: وسمعت الباهلي يقول: كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسرى، وقد ذكر في موضعه، فهو نجد إلى أن تميل إلى الحرّة فإذا ملت إليها فأنت بالحجاز، وقيل: نجد إذا جاوزت عذيبا إلى أن تجاوز فيد وما يليها، وقيل: نجد هو اسم للأرض العريضة التي أعلاها تهامة واليمن وأسفلها العراق والشام، قال السكري:
حد نجد ذات عرق من ناحية الحجاز كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة، وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز كله، فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور، والغور وتهامة واحد، ويقال إن نجدا كلها من عمل اليمامة، وقال عمارة بن عقيل: ما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق، وحدّ نجد أسافل الحجاز وهودج وغيره، وما سال من ذات عرق موليا إلى المغرب فهو الحجاز إلى أن يقطعه تهامة، وحجاز يحجز أي يقطع بين تهامة وبين نجد، والذي قرأته في كتاب جزيرة العرب الذي رواه ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه: وما ارتفع عن بطن الرمّة يخفّف ويثقّل فهو نجد، والرمة فضاء يدفع فيه أودية كثيرة، وتقول العرب عن لسان الرمة:
كلّ بنيّ فإنه يحسيني ... إلا الجريب فإنه يرويني
والجريب: واد عظيم يصبّ في الرمة، قال: وكان موضع مملكة حجر الكندي بنجد ما بين طميّة وهي هضبة بنجد إلى حمى ضريّة إلى دارة جلجل من العقيق إلى بطن نخلة الشامية إلى حزنة إلى اللقط إلى أفيح إلى عماية إلى عمايتين إلى بطن الجريب إلى ملحوب إلى مليحيب، فما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق، وعرق هو الجبل المشرف على ذات عرق، وقال العتبي: حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال: العرب تقول إذا خلّفت عجلزا مصعدا حتى تنحدر إلى ثنايا ذات عرق فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر، وإذا عرضت لك الحرار وأنت تنجد فتلك الحجاز، تقول: احتجزنا الحجاز، فإذا تصوّبت من ثنايا العرج فقد استقبلت الأراك والمرج وشجر تهامة، فإذا تجاوزت بلاد فزارة فأنت بالجناب إلى أرض كلب، ولم يذكر الشعراء موضعا أكثر مما ذكروا نجدا وتشوّقوا إليها من الأعراب المتضمّرة، وسأورد منه ههنا بعض ما يحضرني، قال أعرابيّ:
أكرّر طرفي نحو نجد وإنني ... إليه، وإن لم يدرك الطرف، أنظر
حنينا إلى أرض كأنّ ترابها ... إذا مطرت عود ومسك وعنبر
بلاد كأنّ الأقحوان بروضة ... ونور الأقاحي وشي برد مــحبّر
أحنّ إلى أرض الحجاز وحاجتي ... خيام بنجد دونها الطرف يقصر
وما نظري من نحو نجد بنافعي، ... أجل لا، ولكني إلى ذاك أنظر
أفي كل يوم نظرة ثم عبرة ... لعينيك مجرى مائها يتحدّر
متى يستريح القلب إمّا مجاور ... بحرب وإمّا نازح يتذكّر
وقال أعرابيّ آخر:
فيا حبّذا نجد وطيب ترابه ... إذا هضبته بالعشيّ هواضبه
وريح صبا نجد إذا ما تنسّمت ... ضحى أو سرت جنح الظلام جنائبه
بأجرع ممراع كأنّ رياحه ... سحاب من الكافور، والمسك شائبه
وأشهد لا أنساه ما عشت ساعة، ... وما انجاب ليل عن نهار يعاقبه
ولا زال هذا القلب مسكن لوعة ... بذكراه حتى يترك الماء شاربه
وقال أعرابيّ آخر:
خليليّ هل بالشام عين حزينة ... تبكّي على نجد لعلّي أعينها
وهل بائع نفسا بنفس أو الأسى ... إليها فأجلاها بذاك حنينها
وأسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوّقة قد بان عنها قرينها
تجاوبها أخرى على خيزرانة ... يكاد يدنّيها من الأرض لينها
نظرت بعيني مؤنسين فلم أكد ... أرى من سهيل نظرة أستبينها
فكذّبت نفسي ثم راجعت نظرة، ... فهيّج لي شوقا لنجد يقينها
وقال أعرابيّ آخر:
سقى الله نجدا من ربيع وصيّف، ... وماذا ترجّي من ربيع سقى نجدا؟
بلى إنه قد كان للعيس مرّة ... وركنا، وللبيضاء منزلة حمدا
وقال اعرابيّ آخر:
ومن فرط إشفاقي عليك يسرّني ... سلوّك عني خوف أن تجدي وجدي
وأشفق من طيف الخيال، إذا سرى، ... مخافة أن يدري به ساكنو نجد
وأرضى بأن تفديك نفسي من الرّدى، ... ولكنني أخشى بكاءك من بعدي
مذاهب شتّى للمحبين في الهوى، ... ولي مذهب فيهم أقول به وحدي
وقال أعرابيّ آخر:
ألا حبّذا نجد وطيب ترابه، ... وغلظة دنيا أهل نجد ودينها!
نظرت بأعلى الجلهتين فلم أكد ... أرى من سهيل لمحة أستبينها
وقال أعرابيّ آخر:
رأيت بروقا داعيات إلى الهوى، ... فبشّرت نفسي أن نجدا أشيمها
إذا ذكر الأوطان عندي ذكرته، ... وبشّرت نفسي أن نجدا أقيمها
ألا حبّذا نجد ومجرى جنوبه ... إذا طاب من برد العشيّ نسيمها!
أجدّك لا ينسيك نجدا وأهله ... عياطل دنيا قد تولّى نعيمها
وقال اعرابيّ آخر:
ألا أيها البرق الذي بات يرتقي ... ويجلو ذرى الظلماء ذكّرتني نجدا
ألم تر أنّ الليل يقصر طوله ... بنجد وتزداد الرياح به بردا؟
وقال أعرابيّ من بني طهيّة:
سمعت رحيل القافلين فشاقني، ... فقلت اقرؤوا مني السلام على دعد
أحنّ إلى نجد وإني لآيس ... طوال الليالي من قفول إلى نجد
تعزّ فلا نجد ولا دعد فاعترف ... بهجر إلى يوم القيامة والوعد
وقال نوح بن جرير بن الخطفى:
ألا قد أرى أنّ المنايا تصيبني، ... فما لي عنهنّ انصراف ولا بدّ
أذا العرش لا تجعل ببغداد ميتتي، ... ولكن بنجد، حبّذا بلدا نجد!
بلاد نات عنها البراغيث، والتقى ... بها العين والآرام والعفر والرّبد
وقال اعرابيّ آخر:
ألا هل لمحزون ببغداد نازح ... إذا ما بكى جهد البكاء مجيب؟
كأني ببغداد، وإن كنت آمنا، ... طريد دم نائي المحلّ غريب
فيا لائمي في حبّ نجد وأهله، ... أصابك بالأمر المهمّ مصيب
وقال أعرابيّ آخر:
تبدّلت من نجد وممن يحلّه ... محلة جند، ما الأعاريب والجند؟
وأصبحت في أرض البنود وقد أرى ... زمانا بأرض لا يقال لها بند
البنود: بأرض الروم كالأجناد بأرض الشام والكور بالعراق والطساسيج لأهل الأهواز والرساتيق لأهل الجبال والمخاليف لأهل اليمن، وقال أعرابيّ آخر:
لعمريّ لمكّاء يغنّي بقفرة ... بعلياء من نجد علا ثم شرّقا
أحبّ إلينا من هديل حمامة، ... ومن صوت ديك هاجه الليل أبلقا
وقال عبد الرحمن بن دارة:
خليليّ إن حانت بحمص منيّتي ... فلا تدفناني وارفعاني إلى نجد
وأدخل على عبد الملك بن مروان عشرة من الخوارج فأمر بضرب رقابهم وكان يوم غيم ومطر ورعد وبرق، فضربت رقاب تسعة منهم وقدم العاشر ليضرب عنقه فبرقت برقة فأنشأ يقول:
تألّق البرق نجديّا فقلت له: ... يا ايها البرق إني عنك مشغول
بذلّة العقل حيران بمعتكف ... في كفه كحباب الماء مسلول
فقال له عبد الملك: ما أحسبك إلا وقد حننت إلى وطنك وأهلك وقد كنت عاشقا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: لو سبق شعرك قتل أصحابك لوهبناهم لك، خلّوا سبيله، فخلوه، وقدم بعض أهل هجر إلى بغداد فاستوبأها فقال:
أرى الريف يدنو كلّ يوم وليلة، ... وأزداد من نجد وصاحبه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ... إليّ، وإن كانت معيشتها رغدا
بلاد تهبّ الريح فيها مريضة، ... وتزداد خبثا حين تمطر أو تندى

نَيْسَابُور

نَيْسَابُور:
بفتح أوله، والعامة يسمونه نشاوور:
وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء ومنبع العلماء لم أر فيما طوّفت من البلاد مدينة ومنبع العلماء لم أر فيما طوّفت من البلاد مدينة كانت مثلها، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة نيسابور طولها خمس وثمانون درجة، وعرضها تسع وثلاثون درجة، خارجة من الإقليم الرابع في الإقليم الخامس، طالعها الميزان، ولها شركة في كف الجوزاء مع الشعرى العبور تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، ويقابلها مثلها من الجدي، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، بيت حياتها ... [1] ، ومن هناك طالت أعمار أهلها، بيت ملكها ثلاث عشرة درجة من الحمل، وقد ذكرنا في جمل ذكر الأقاليم أنها في الرابع، وفي زيج أبي عون إسحاق بن علي: إن طول نيسابور ثمانون درجة ونصف وربع، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وعدّها في الإقليم الرابع، واختلف في تسميتها بهذا الاسم فقال بعضهم: إنما سميت بذلك لأن سابور مرّ بها وفيها قصب كثير فقال: يصلح أن يكون ههنا مدينة، فقيل لها نيسابور، وقيل في تسمية نيسابور وسابور خواست وجنديسابور:
إن سابور لما فقدوه حين خرج من مملكته لقول المنجمين، كما ذكرناه في منارة الحوافر، خرج أصحابه يطلبونه فبلغوا نيسابور فلم يجدوه فقالوا نيست سابور أي ليس سابور، فرجعوا حتى وقعوا إلى سابور خواست فقيل لهم ما تريدون؟ فقالوا: سابور خواست، معناه سابور نطلب، ثم وقعوا إلى جنديسابور فقالوا وند سابور أي وجد سابور، ومن أسماء نيسابور أبرشهر وبعضهم يقول إيرانشهر، والصحيح أن إيرانشهر هي ما بين جيحون إلى القادسية، ومن الرّي إلى نيسابور مائة وستون فرسخا، ومنها إلى سرخس أربعون فرسخا، ومن سرخس إلى مرو الشاهجان ثلاثون فرسخا، وأكثر شرب أهل نيسابور من قنيّ تجري تحت الأرض ينزل إليها في سراديب مهيّأة لذلك فيوجد الماء تحت الأرض وليس بصادق الحلاوة، وعهدي بها كثيرة الفواكه والخيرات، وبها ريباس ليس في الدنيا مثله تكون الواحدة منه منّا وأكثر، وقد وزنوا واحدة فكانت خمسة أرطال بالعراقي وهي بيضاء صادقة البياض كأنها الطَّلع، وكان المسلمون فتحوها في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، والأمير عبد الله بن عامر بن كريز في سنة 31 صلحا وبنى بها جامعا، وقيل إنها فتحت في أيام عمر، رضي الله عنه، على يد الأحنف بن قيس وإنما انتقضت في [1] هكذا في الأصل.
أيام عثمان فأرسل إليها عبد الله بن عامر ففتحها ثانية وأصابها الغزّ في سنة 548 بمصيبة عظيمة حيث أسروا الملك سنجر وملكوا أكثر خراسان وقدموا نيسابور وقتلوا كل من وجدوا واستصفوا أموالهم حتى لم يبق فيها من يعرف وخرّبوها وأحرقوها ثم اختلفوا فهلكوا واستولى عليها المؤيد أحد مماليك سنجر فنقل الناس إلى محلة منها يقال لها شاذياخ وعمّرها وسوّرها وتقلّبت بها أحوال حتى عادت أعمر بلاد الله وأحسنها وأكثرها خيرا وأهلا وأموالا لأنها دهليز المشرق ولا بدّ للقفول من ورودها، وبقيت على ذلك إلى سنة 618، خرج من وراء النهر الكفار من الترك المسمون بالتتر واستولوا على بلاد خراسان وهرب منهم محمد ابن تكش بن ألب أرسلان خوارزم شاه وكان سلطان المشرق كله إلى باب همذان وتبعوه حتى أفضى به الأمر إلى أن مات طريدا بطبرستان في قصة طويلة، واجتمع أكثر أهل خراسان والغرباء بنيسابور وحصنوها بجهدهم فنزل عليها قوم من هؤلاء الكفار فامتنعت عليهم ثم خرج مقدّم الكفار يوما ودنا من السور فرشقه رجل من نيسابور بسهم فقتله فجرّى الأتراك خيولهم وانصرفوا إلى ملكهم الأعظم الذي يقال له جنكزخان فجاء بنفسه حتى نزل عليها وكان المقتول زوج ابنته فنازلها وجدّ في قتال من بها فزعم قوم أن علويّا كان متقدّما على أحد أبوابها راسل الكفار يستلزم منهم على تسليم البلد ويشرط عليهم أنهم إذا فتحوه جعلوه متقدّما فيه، فأجابوه إلى ذلك ففتح لهم الباب وأدخلهم فأول من قتلوا العلويّ ومن معه، وقيل:
بل نصبوا عليها المناجيق وغيرها حتى أخذوها عنوة ودخلوا إليها دخول حنق يطلب النفس والمال فقتلوا كل من كان فيها من كبير وصغير وامرأة وصبيّ ثم خرّبوها حتى ألحقوها بالأرض وجمعوا عليها جموع الرستاق حتى حفروها لاستخراج الدفائن، فبلغني أنه لم يبق بها حائط قائم، وتركوها ومضوا فجاء قوم من قبل خوارزم شاه فأقاموا بها يسبرون الدفائن فأذهبوها مرّة، فإنا لله وإنّا إليه راجعون، من مصيبة ما دهى الإسلام قط مثلها، وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: أنشدني القاضي أبو الحسن الاستراباذي لنفسه فقال:
لا قدّس الله نيسابور من بلد ... سوق النفاق بمغناها على ساق
يموت فيها الفتى جوعا وبرّهم ... والفضل ما شئت من خير وأرزاق
والــحبر في معدن الغرثى، وإن برقت ... أنواره في المعاني، غير برّاق
وقال المرادي يذمّ أهلها:
لا تنزلنّ بنيسابور مغتربا ... إلا وحبلك موصول بسلطان
أو لا فلا أدب يجدي ولا حسب ... يغني ولا حرمة ترعى لإنسان
وقال أبو العباس الزّوزني المعروف بالمأموني:
ليس في الأرض مثل نيسابور ... بلد طيب وربّ غفور
وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى، منهم:
الحافظ الإمام أبو علي الحسين بن علي بن زيد ابن داود بن يزيد النيسابوري الصائغ، رحل في طلب العلم والحديث وطاف وجمع فيه وصنف وسمع الكثير من أبي بكر بن خزيمة وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأحمد بن نصر الحافظ والحسن بن سفيان وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبي خليفة وزكرياء الساجي وغيرهم، وكتب عنه أبو الحسن
ابن جوصا وأبو العباس بن عقدة وأبو محمد صاعد وإبراهيم بن محمد بن حمزة وأبو محمد الغسّال وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ وهم من شيوخه، روى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو عبد الرحمن السّلمي وأبو عبد الله بن مندة وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصّبغي وهو من أقرانه، قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: مهذب إمام، وقال أبو عبد الله بن مندة: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي الحسين بن علي النيسابوري، قال أبو عبد الله في تاريخه: الحسين بن علي بن يزيد أبو علي النيسابوري الحافظ وحيد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة ذكره بالشرق كذكره بالغرب مقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف كان مع تقدمه في هذا العلم أحد المعدلين المقبولين في البلد، سمع بنيسابور وهراة ونسا وجرجان ومرو الروذ والرّيّ وبغداد والكوفة وواسط والأهواز وأصبهان ودخل الشام فكتب بها، وسمع بمصر، وكتب بمكة عن الفضل بن محمد الجندي، وقال في موضع آخر: انصرف أبو علي من مصر إلى بيت المقدس ثم حجّ حجة أخرى ثم انصرف إلى بيت المقدس وانصرف في طريق الشام إلى بغداد، وهو باقعة في الذكر والحفظ لا يطيق مذاكرته أحد، ثم انصرف إلى خراسان ووصل إلى وطنه، ولا يفي بمذاكرته أحد من حفّاظنا، ثم أقام بنيسابور يصنّف ويجمع الشيوخ والأتراب، قال: وسمعت أبا بكر محمد بن عمر الجعابي يقول:
أنّ أبا علي أستاذي في هذا العلم وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور سنة 337 وهو ابن ستين سنة، وإن مولده سنة 277، ولم يزل يحدث بالمصنّفات والشيوخ مدة عمره، وتوفي أبو علي عشية يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الأولى سنة 349 ودفن في مقبرة باب معمر عن اثنتين وسبعين سنة.

قب

(ق ب)

قب: حِكَايَة وَقع السَّيْف.
(قب)
النَّبَات أَو اللَّحْم أَو نَحْوهمَا قبا يبس وَيُقَال قب الْجرْح وَقب الظّهْر اندملت آثَار ضربه وجفت وَفُلَان بنى قبَّة وَالْقَوْم اشتدت أَصْوَاتهم واختلطت فِي الْخُصُومَة أَو التماري وَذُو الناب سمع صَوت أنيابه وَيُقَال قب نابه وَقب جَوف الْفرس والقبة قبا بناها وَالشَّيْء قطعه وَجمع أَطْرَافه وَجعلهَا كالقبة وبطنه ضمه أَو قَبضه قبضا شَدِيدا ليستدير

(قب) قببا دق خصره وضمر بَطْنه فَهُوَ أقب وَهِي قبَاء (ج) قب وَيُقَال قبب أَيْضا بِإِظْهَار التَّضْعِيف
باب القاف مع الباء ق ب، ب ق مستعملان

قب: القَبُّ: ضرب من اللجم، أصعبها وأعظمها. ويقال لشيخ القوم هو قبهم. وقَبُّ الدبر: ما بين الأليتين ويعني ذلك المفرج، تقول: الزق قبك بالأرض. وقَبَّ اللحم يَقِبُّ قبيباً أي ذهبت ندوته. وما أصابتنا قَابَّةُ العام أي شيء من المطروق، قال خالد بن صفوان لابنه: إنك لا تفلح العام ولا قابِلَ ولا قابَّ ولا قُباقِبَ ولا مُقَبْقِبَ كل كلمة من ذلك اسم للسنة بعد السنة. والقَبقَبَةُ: حكاية صوت أنياب الفحل، وقَبْقَبَ الفحل قَبْقاباً، وقَبَّ أيضاً. والقَبَبُ: دقة الخصر، والفعل: قَبَّه يَقُبُّه قَبَّاً، وهو شدة الدمج للاستدارة، والنعت أَقَبُّ، والجميع قُبٌّ. ويقال للبصرة قُبَّةُ الإسلام وخزانة العرب، وفعل القُبَّةِ قَبْبتُ قُبَّةً. والقَبْقَبُ: البطن.

بق: البَقُّ: عظام البعوض، الواحدة بَقَّةٌ. والبَقاقُ: أسقاط متاع البيت.

ووضع حبر في بني إسرائيل سبعين كتاباً من صنوف العلم فأوحى إلى نبي من أنبيائهم: أن قُلْ لفلان إنك قد ملأت الأرض بَقاقاً، وإن الله لا يقبل من بقاقِكم شيئاً.

ويقال لكثير الكلام: بَقْباقٌ. والبَقبقَةُ: حكاية الصوت كما يُبَقْبِقُ الكوز في الماء.
قب
القَبُّ: ضَرْبٌ من اللُّجُم أصْعَبُها وأعْظَمُها. وشَيْخُ القَوْم: قَبُّ القَوْم.
وقَبُّ الدُّبُرِ: ما بَيْنَ الألْيَتَيْنِ. والخرْقُ الذي في وَسَطِ البَكْرَةِ. والخَشَبَةُ التي فَوْقَها المَحَالَةُ، وكذلك المِقَبُّ.
وقَبَّ اللَّحْمُ أو الجرحُ يَقِبُّ قُبُوباً: إذا ذَهَبَتْ نُدُوَّتُه وطَراءتُه ويَبِس، فهو قابٌّ.
وما أصابَتْهُم العامَ قابَّةٌ: أي شَيْءٌ من المَطَر.
وقال خالدُ بن صَفْوانَ لابْنهِ: لا تُفْلِحُ العامَ ولا قابِلَ ولا قابَّ ولا قُبَاقِبَ ولا
مُقَبْقِبَ: كل ذلك اسْمٌ لسَنَةٍ.
والقَبْقَبَةُ: صَوْتُ أنيابِ الفَحْل، وكذلك القَبِيْبُ. وصوْتٌ من الفَرَس كذلك.
والقَبْقَابُ: فَرْجُ المَرْأةِ. والرجُلُ الكثيرُ الكلام.
والقَبَبُ: دِقَةُ الخَصْرِ والبَطْنِ، بَطْن مَقْبُوبٌ، والنَّعْتُ أقَبُّ وقَباءُ وقب.
واقْتَبَّ فلان يَدَ فلانٍ: أي قَطَعَها. وفي الخِصَاء كذلك. وقَبهُ يَقُبُّه: أي أكله.
وشَرِبَتِ الإِبلُ حتّىِ قَببَتْ: أي امْتَلأتْ رياً.
والقبةُ: معروفة، قَبَبْتُ قُبَّةً؟ وأنا أقببُها تَقْبيْباً. والقَبْقَبُ: البَطْنُ.
والقُبَابُ: سَمَكَةٌ سَوْداءُ ضَخمةٌ.
والقِبْقِبُ: سَمَكَة مُسْتَديرة. وصَدَفٌ من صَدَفِ البَحْرِ فيه لَحمٌ يُؤكَل، وقيل: السَّرَطانُ. والجِلْدُ الغَلِيظُ من البَيْض. والقُبَاقِبُ: الجافي.
والقُبَبُ: العِيدان التي تكونُ في الغَلَق تَرْفَعها أسنانُ المِفْتاح.
ووترٌ قوَاهُ قُب: أي طاقاتُه مُسْتَوِيةٌ.
وحِمَار قَبّانَ: دُوَيْبَّةٌ، يُقال: " أذَلُّ من حِمارِ قَبّانَ ".
قب: قب: انتفش، ازبار، قف. (بوشر، هلو).
قب: انتصب. (بوشر).
قب القوم: ارتحلوا، وهو من كلام العامة (محيط المحيط).
قب الشيء عن موضعه: ارتفع، وهو من كلام العامة. (محيط المحيط).
قب: سبح، عام. (بوشر).
قب: شظية خشب في الجانب الأيمن من القانون (صفة مصر 13: 308).
قب: انظر المعاني الأخرى لكلمة قب في الآلات الموسيقية في صفة مصر (14: 124).
قب المنجل: عند العامة مقبضها الأجوف (محيط المحيط).
قب الميزان: عند العامة القائمة التي تعلق بها فتاة. (محيط المحيط).
قب: في الأمثال (23: 34) حيث يحض المؤلف الرجل ويعظه بأن يحترس من السكر: ترى نفسك كمن ينام على (ما معناه بالعبرية) ذروة الصاري.
وقد فسر أبو الوليد (ص784) هاتين الكلمتين بقوله قب الصاري.
وكلمة قب العربية بمعنى رأس غربية في اللغة الدارجة ولذلك أفضل أن أرى في كلمة قب هذه الكلمة الأسبانية cabo بمعنى طرف: نهاية حد.
ففي معجم الملاحة لجال (ص838): (إن عددا من العمارات القديمة فيها على رأس صاري المركب سطح صغير في شكل زنبيل مستدير أجوف أو شكل كأس أو طاس، وهذا السطح في أعلى الصاري يجلس عليه المراقبون والمحاربون).
قب (بالعبرية قن): اسم مكيال للحبوب. (لب الألباب ص203).
قب، والجمع اقواب (كذا): دلو، قادوس، سطل. (فوك) وفيه: كوب أيضا.
قب: قادوس، سطل من خشب بعروتين من خشب يحيط بالدلو وجمعه أقباب.
قبة: (في الكالا قبة) (وباللاتينية وبالأسبانية والإيطالية والبروفنسالية: cappa, capa وبالفرنسية: ( chapa cape) وجمعها قباب، وفي معجم الكالا قباب: معطف قباء (الكالا). وفي تاريخ ابن الأثير (8: 407): أن أميرا أمر (الناس) أن يظهروا النياحة ويلبسوا قبابا عملوها بالمسوح في ذكرى مقتل الحسين.
ويقال: كبة أيضا قبة الثوب: طرفه الذي يحيط بالعنق. ياقة الثوب. (بوشر، محيط المحيط). قبة: عقد. (فوك، الكالا).
قبة: بناء مستدير مقوس يعقد بالآجر ونحوه. (بوشر).
قبة: بناء سقفه مستدير معقود بالحجارة أو الآجر على هيئة الخيمة. (عباد 1: 142 رقم 411، لين ألف ليلة 1: 133 رقم 48، محيط المحيط).
قبة: مسجد، معبد، مصلى. (الكالا).
قبة: اسم يطلق على مسجد في أعلاه قبة وفيه قبر رجل عظيم وبخاصة فبرولي أو قبر مربوط من المرابطين. (ريشاردسن مراكش 2: 231، جاكسون ص120، 147، جاكسون تمبكتو ص117، دوماس صحاري ص212، 424، دوماس قبيل ص53، 144، لين عادات 1: 324، 2: 232، نبيور رحلة 1: 344، ابن خلكان 1: 180، كرتاس ص130، ألف ليلة 1: 101).
قبة: خيمة كبيرة. وكان العرب القدماء يتخذونها من الجلد الأحمر وهي مخصصة للرؤساء وكبار رجال القبيلة. (الجريدة الآسيوية 1838، 1: 252).
قبة: سرادق، صيوان، فسطاط. نوع من الخيام (بوشر).
قبة: كوخ، خص، عشة، وخيمة، ومظلة. (فوك).
قبة: خيمة صغيرة أو سرير يوضع فوق سطح المنزل أيام العيد. (ليون ص317).
قبة: محفة على شكل قبة يحملها جمل ويركب فيها شخص واحد. (بوشر).
قبة: هودج. (برجون، مارسيل، هلو، معجم الطرائف، ابن جبير ص201، ابن خلكان 8: 94، 11: 73، دي ساسي طرائف 1: 7).
قبة: غرفة صغيرة. (معجم الأسبانية ص90 - 91).
قبة: ظلة، سرادق، مظلة كبيرة للوقاية من الشمس. (مملوك 1، 1: 134)، وفي الاكتفا (ص127 و) في الكلام عن لذريق: وهو على سرير تحمله ثلاث بغلات مقرونات عليه قبة مكللة بالدر والياقوت.
وحين تكون هذه الطلة أو المظلة الكبيرة تعلوها صورة طير من الذهب أو الفضة المموهة بالذهب فهي شعار السلطة في مصر (مملوك 1: 1) غير أنهم لم يكونوا يرفعونها بمصر إلا أيام الأعياد (ابن بطوطة 3: 205. دي ساسي طرائف 2: 268).
وفي رحلة ابن بطوطة (2: 187): وكانوا يحملون فوق رأس سلطان ماقديشو أربع مظلات من الحرير الملون ويعلو كل واحدة منها صورة طير من الذهب.
أما اليوم فقد نسوا في مصر معنى القبة والطير الأصلي ونسبوا إليه معنى آخر. (لين عادات 2: 369).
قبة: خيمة، سرادق لحماية القرع. (بوشر).
قبة: إسكيم، ثوب الراهب، معطف بغطاء للرأس. برنس. (المعجم اللاتيني -العربي).
قبة: في ألف ليلة (4: 7): أحضر عشر قبات من الحلوى؟ وفي طبعة برسل قعبان، ويرى لين أنها قعاب.
قبة الأرض وقبة أرين: لما كان الهنود يعتقدون أن شبه جزيرتهم هي وسط العالم فهم يرون أن خط الزوال أو دائرة نصف النهار يمر فوق رؤوسهم.
ويعتقدون إن دائرة نصف النهار بعد أن تجاوزت القطب الجنوبي قد اجتازت جزيرة لانكا مرت بالأماكن التي تعتبر من أهم الأماكن في تقاليد أهل الهند وهي مدينة اوجين عاصمة الملايو التي كانت مدة طويلة موطن الآداب في شبه الجزيرة وجدت فيها كثيرة من أبحاث علم الفلك.
ويطلق على دائرة نصف النهار أسماء مختلفة منها دائرة نصف نهار لانكان ودائرة نصف نهار اوجين.
وقد سماها العرب قبة الأرض لأن كلمة قبة تطلق أيضا على الموضع الذي يعتبر مركزا للمواضع الأخرى وتتفوق عليها بعض التوفق.
أو إنها قبة أزين، فالجيم عند أهل الهند ينطق جيما حينا وزايا حينا آخر.
ولما كانت المخطوطات تهمل في الغالب ضبط الكلمة فقد اعتاد عامة القراء على أن ينطقوها أزين، ثم أهملت المخطوطات نقطة الزاي فصارت الكلمة أرين. (انظر رينو، جغرافية أبي الفدا 1: 135).
قبة الإسلام: ليست لقب مدينة البصرة فقط بل لقب مدن أخرى أيضا. (تعليقات وخلاصات 13: 172).
قبة الرأس: قحف الرأس، قمة الرأس، جمجمة، (ألف ليلة 3: 30).
قبة الشهادة عند إليهود: خيمة من كتان كان يغطي بها تابوت العهد، حين إقامة اليهود في الصحراء إلى أن بني الهيكل (محيط المحيط) ويقال لها أيضا: قبة الزمان (محيط المحيط).
وقبة العهد. (بوشر).
قبة العين: الجفن. (بوشر).
قبة نجران: قبة عظيمة يضرب بها المثل، قيل إنها كانت تظلل ألف رجل، وكان إذا نزل بها مستجير أجير أو خائف حاجة قضيت وكانت هذه القبة لعبد المسيح بن دارس بن عدي مصنوعة من ثلاثمائة جلدن وكان عبد المسيح ينفق فيها كل سنة عشرة آلاف دينار. ونجران بلد في اليمن كانت هذه القبة بجانب نهر فيها. وكانت العرب تسميها كعبة نجران لأنهم كانوا يقصدون زيارتها كما يقصدون زيارة الكعبة (محيط المحيط).
قبة الهواء: منطاد، سفينة هوائية، وهو منطاد مملوء سائلا أخف من الهواء فيرتفع في الجو (بوشر).
قبة الميزان: قائمة تعلق بها كفتاه، وهي قطعة من حديد يرفع بها الميزان إذا أرادوا وزن شيء. (معجم الأسبانية ص91، فوك).
(معجم الأسبانية ص91، فوك).
وفي معجم بوشر ذراع الميزان وهو القضيب العرضاني في الميزان.
قبابة: تقبب، تحدب، (بوشر).
قباب: براميلي، صانع البراميل ومصلحها. (دومب ص104).
حمار قبان: عير قبان، دويبة من القشريات ذات أرجل مستديرة (بوشر).
مقبب: محدب (بوشر) وفي الملابس (ص238): بالغوا في تبطين كما يقول ديفريمري.

قب

1 قَبَّ, aor. ـِ (M, K,) inf. n. قَبِيبٌ, (M,) or قُبُوبٌ, (so in the K, [but see the next sentence,]) and قَبٌّ, (TA,) said of a number of men (قَوْمٌ), They raised a clamour, or confusion of cries or shouts or noises, in contention, or litigation, (M, K,) or in dispute. (M.) And قَبَّ, aor. ـِ inf. n. قَبِيبٌ (S, M, O, K,) and قَبٌّ, (M, K,) said of a lion, (S, M, O, K,) and of a stallion [camel], (M, K,) He made the gnashing (قَبْقَبَة [inf. n. of ↓ قَبْقَبَ], S, O, or قَعْقَعَة, M, K) of his canine teeth to be heard: (S, M, O, K:) and in like manner the verb (M, K) with the same inf. ns. (M) is said of the canine tooth of the stallion [camel] and of the lion, (M, K,) meaning it made a sounding, and a gnashing: (K:) and some expl. قَبِيبٌ in a general manner, saying that it signifies a sounding, or sound: (M:) قَبْقَبَةٌ also, and قَبْقَابٌ, [both inf. ns. of ↓ قَبْقَبَ,] (M,) or the former and قَبِيبٌ, (TA,) signify the sounding [or gnashing] of the canine teeth of the stallion [camel]: and his braying: or, as some say, the reiterating of the braying: (M, TA:) and ↓ قبقبة and قَبِيبٌ signify the sounding of the chest or belly of the horse. (S, M, O.) A2: And قَبَّ, aor. ـِ inf. n. قُبُوبٌ, said of flesh-meat, It lost its moisture, (S, M, O, K,) or fresh-ness: (M, K:) and in like manner said of dates (تَمْر), (S, M, O, Msb, [in my copy of the last of which the inf. n. is said to be قَبِيب,]) and of the skin, and of a wound: (S, O:) and hence said of the back of a man who had been beaten with the whip or some other thing, meaning the marks of the beating thereof became in a healing state, and dried. (As, O, TA.) And قَبَّتِ الرُّطَبَةُ, (M, TA,) thus correctly, but in copies of the K ↓ قَبَّبَت, (TA,) [and the CK has الرَّطْبَةُ for الرُّطَبَةُ,] is said to signify The fresh ripe date became somewhat dry after the ripening: (M, TA:) or became dry. (K.) b2: And قَبَّ النَّبْتُ, aor. ـِ and قَبُّ, [the latter anomalous,] inf. n. قَبٌّ, The plant dried up. (M, L, K.) A3: قَبَّ, (M, MA,) aor. ـَ (M,) inf. n. قَبَبٌ, (S, * M, MA, O, * K, *) He was, or became, slender in the waist, (S, * M, MA, O, * K, *) lank in the belly: (S, * M, O, * K: *) and قَبِبَتْ, uncontracted, as in some other instances, said of a woman [as meaning she was, or became, slender in the waist, lank in the belly], is mentioned by IAar: (M:) and some say, of the belly of the horse, قَبَّ, (M, TA,) meaning his flanks became lank; (M;) or his flanks adhered to his حَالِبَانِ [dual. of حَالِبٌ, q. v.]: (TA:) or one says, [app. of a horse,] قَبَّ بَطْنُهُ, (K, TA,) inf. n. قَبٌّ; (TA;) and قَبِبَ, (K, TA,) inf. n. قَبَبٌ, in the original uncontracted forms, anomalously, (TA,) meaning his belly became lank. (K, TA.) And one says also, قُبَّ بَطْنُهُ, i. e. His (a horse's) belly was, or became, firmly compacted, so as to have a round form: and قَبَّهُ means He caused it to be so: (O, TA:) the aor. of the latter is قَبُّ, and the inf. n. is قَبٌّ. (TA.) A4: قَبَّ الشَّىْءَ He collected, or gathered together, the extremities of the thing; as also ↓ قَبَّبَهُ. (M, TA.) A5: And قَبَّهُ, aor. ـُ (S, M, O,) inf. n. قَبٌّ, (M, K,) He cut it off; (S, M, O, K; *) and ↓ اقتبّهُ signifies the same: (M, K: *) or, [app. the latter,] as some say, peculiarly the hand, or arm: (M:) one says, اقتبّ فُلَانٌ يَدَ فُلَانٍ Such a one cut off the hand, or arm, of such a one: (As, S, O:) or اِقْتِبَابٌ signifies any cutting off that does not leave aught. (M.) A6: See also the next paragraph.2 قبّب He (a man) made a قُبَّة [q. v.]: (K:) or so ↓ قَبَّ: (TA:) and قبّب قُبَّةً, (M, TA,) inf. n. تَقْبِيبٌ, (TA,) he made, (M,) or constructed, (TA,) a قَبَّة. (M, TA.) [Hence,] الهَوَادِجُ تُقَبَّبُ [The women's camel vehicles of the kind called هوادج have dome-like, or tent-like, coverings made to them]. (S, O.) b2: [Hence also,] قبّب ظَهْرَهُ [He (a man) made his back round like a dome, lowering his head]. (S and K in art. دبخ.) A2: See also 1, in two places, near the middle and near the end.5 تقبّب قُبَّةً He entered a قُبَّة [q. v.]. (M, K.) 8 إِقْتَبَ3َ see 1, near the end. b2: IAar says, El-'Okeylee used not to discourse of anything but I wrote it down from him; wherefore he said, إِلَّا انْتَقَرَهَا إلَّا اقْتَبَّهَا وَلَا نُقَارَةً ↓ مَا تَرَكَ عِنْدِى قَابَّةً, meaning (assumed tropical:) He did not leave with me any approved and choice word but he cut it off for himself [or appropriated it to his own use], nor any such expression but he took it for himself. (M, TA.) R. Q. 1 قَبْقَبَ, and its inf. ns.: see 1, former half, in three places. Said of a stallion [camel], (O, TA,) it signifies [also] He brayed: (O, K, * TA:) and, said of a lion, (S, M, TA,) he roared; (S, K, * TA;) and he uttered a sound; (K, TA;) and (TA) he made a grating sound with his canine teeth: (M, TA:) and, said of the فَرْج of a woman by reason of the act of إِيلَاج, it made a sound. (IAar, O.) And, said of a sword, in a striking [therewith], It made a sound like قَبْ [q. v.]. (A.) A2: Also, (said of a man, O) He was, or became, foolish, stupid, or unsound in intellect or understanding. (O, K.) R. Q. 2 جَيْشٌ يَتَقَبْقَبُ An army of which one part presses upon another. (TA in art. جعب.) قَبْ, (M, A, K,) or قَبْ قَبْ, (TA,) an expression imitative of The sound of the fall of a sword [upon an object struck therewith] (M, A, * K, TA) in fight. (TA.) قَبٌّ The perforation in which runs [or rather through which passes] the pivot of the مَحَالَة [or great pulley]: (M, K:) or the hole which is in the middle of the بَكْرَة [or sheave] (M, A, K) and around which the latter revolves: (A:) or the [sheave or] perforated piece of wood which revolves around the pivot: and its pl., in these senses, is أَقُبٌّ, only: (M:) or the piece of wood above the teeth of the مَحَالَة: (K, TA:) or [this is app. a mistake, or mistranscription, and the right explanation is] the piece of wood [i. e. the sheave] (S, O, TA) in the middle of the بَكْرَة, (S, O,) above which are teeth (S, O, TA) of wood, (S, O,) the teeth of the محالة [between which teeth runs the well-rope]; thus says As. (TA.) [See an ex. in a verse of Zuheyr cited voce ثِنَايَةٌ.] b2: And The head [or truck] of the دَقَل [or mast] of a ship. (Az, TA in art. رنح.) b3: And [app. as being likened to the pivot-hole of the sheave of a pulley,] (tropical:) A head, chief, or ruler, (S, M, A, O, K,) of a people, or party: (M, A:) or the greatest head or chief or ruler; (M;) or such is called القَبُّ الأَكْبَرُ; (S, O;) and this appellation means the شَيْخ [or elder, &c.,] upon [the control of] whom the affairs of the people, or party, turn. (A.) And, (K,) some say, (M,) (assumed tropical:) A king: (M, K:) and, (K,) some say, (M,) a خَلِيفَة [q. v.]. (M, K.) [See also قِبٌّ.] b4: And [hence, perhaps,] (assumed tropical:) A فَحْل [i. e. stallion, or male,] of camels and of mankind. (O, K.) b5: Also (assumed tropical:) The back-part of a coat of mail: so called because that part is its main support; from the قَبّ of a pulley. (TA, from a trad.) b6: And (assumed tropical:) The piece, or pieces, inserted [i. e. sewed inside, next to the edge,] in the جَيْب [or opening at the neck and bosom] of a shirt. (A 'Obeyd, S, M, O, K.) [And in the present day it is likewise used to signify The collar of a shirt or similar garment; as also ↓ قَبَّةٌ.]

A2: Also The part between the two hips: (M, K:) or, between the two buttocks: (K:) or قَبُّ الدُّبُرِ meanswhat is between the two buttocks. (M.) See also قِبٌّ.

A3: And The hardest, or most severe, (M, O, K,) and largest, (M, K,) of لُجُم [i. e. bits, or bridles; pl. of لِجَامٌ, q. v.]. (M, O, K.) A4: and A certain measure for corn, or grain, or other kinds of the produce of land. (TA.) A5: وَتَرٌ قَبٌّ means [app. A bow-string] of which the several طَاقَات [or component fascicles of fibres or the like] are even. (A.) قِبٌّ, with kesr, The شَيْخ [or elder, &c.,] of a people, or party: (S, O, K:) but he is rather called قَبّ, with fet-h, as mentioned above. (TA.) A2: And The bone that projects from the back, between the two buttocks; (S, O, K;) i. q. عَجْبٌ: (TA:) one says, أَلْزِقْ قِبَّكَ بِالأَرْضِ, (S, O, TA,) but it is said that in a copy of the T, in the handwriting of its author, it is ↓ قَبَّكَ, with fet-h, (TA,) [as it is also in a copy of the A.] i. e. [Make thou] thy عَجْب [to cleave to the ground], (A, TA,) meaning (tropical:) sit thou. (A.) قَبَّةٌ: see قَبٌّ, last quarter.

قُبَّةٌ A certain kind of structure, (S, M, A, O, Msb, TA,) well known; (M, A, Msb, TA;) and applied to a round بَيْت [i. e. tent, or pavilion], well known among the Turkumán and the Akrád; (Msb;) it is what is called a خَرْقَاهَة [an Arabicized word from the Pers\. خَرْكَاه]; (Mgh, Msb;) and signifies any round structure: (Mgh:) it is said to be a structure of skins, or tanned hides, peculiarly; (M, TA;) derived from قَبَّ الشَّىْءَ and قَبَّبَهُ meaning “ he collected, or gathered together, the extremities of the thing: ” (M:) accord. to IAth, it is a small round tent of the kind called خِبَآء; of the tents of the Arabs: in the 'Ináyeh it is said to be what is raised for the purpose of the entering thereinto; and not to be peculiarly a structure: (TA:) [also a dome-like, or tent-like, covering of a woman's camel-vehicle of the kind called هَوْدَج: and a dome, or cupola, of stone or bricks: and a building covered with a dome or cupola:] the pl. is قِبَابٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and قُبَبٌ. (S, M, O, K.) b2: [Hence,] قُبَّةُ السَّنَامِ (assumed tropical:) [The round, protuberant, upper portion of the camel's hump]. (A, voce قَحَدَةٌ.) b3: قُبَّةُ الإِسْلَامِ is an appellation of El-Basrah. (M, K.) b4: And القُبَّةُ is the name by which some of the Arabs call (assumed tropical:) The thirteen stars that compose the constellation of Corona Australis; because of their round form. (Kzw.) قِبَّةُ الشَّاةِ, also pronounced without teshdeed [i. e. قِبَة], The حَفِث [q. v.] of the sheep or goat, (S, O, K,) which has أَطْبَاق, [see, again, حَفِثٌ,] (S, O,) and which is the receptacle whereto the feces of the stomach finally pass. (TA.) [See also art. وقب.]

قُبَابٌ Sharp; (O, K;) applied to a sword and the like: (K:) from قَبَّ “ he cut off. ” (TA.) A2: And A thick, large, nose. (M, K.) A3: And, (M, O,) or ↓ قِبَابٌ, (K,) A species of fish, (M, O, K,) which is eaten, resembling the كَنْعَد. (M, O.) قِبَابٌ: see what next precedes.

قَبِيبٌ an inf. n. of 1 [q. v.].

A2: Also Dry herbage: like قَفِيفٌ. (M.) b2: And [The preparation of curd called] أَقِط of which the dry has been mixed with the fresh. (M, K.) القَبَّابُ The lion; as also ↓ المُقَبْقِبُ. (O, K: in the CK the latter is written المُقَبْقَب.) حِمَارُ قَبَّانَ [The wood-louse; thus called in the present day;] a certain insect, or small creeping thing; (S, O, K;) mentioned in art. حمر [q. v.]; (Msb;) also called عَيْرُ قَبَّانَ; (K;) a small, smoothish, blackish thing, the head of which is like that of the [beetle termed] خُنْفَسَآء, and long, and its legs are like those of the خنفسآء, than which it is smaller; and it is said that what is called عير قبّان is party-coloured, black and white, with white legs, having a nose like that of the hedge-hog; when it is moved, it feigns itself dead, so that it appears like a [small] globular piece of dung; but when the voice is withheld, it goes away: (M, TA:) MF says that the appellation عير قبّان is used only in poetry, in a case of necessity, for the sake of the metre; and is not mentioned in the lexicons of celebrity [except the K]. but it is mentioned in the M and the L: he says also that what is called حِمَارُ قَبَّانَ is said to be a species of the [beetles termed] خَنَافِس [pl. of خُنْفَسَآء] found between Mekkeh and El-Medeeneh: (TA:) [accord. to Dmr, it is a kind of six-footed insect, round, smaller than the black beetle, with a shield-shaped back, bred in moist places: (Golius:)] it is related on the authority of Jáhidh that one species thereof is called أَبُو شَحْمٍ, which is the small [species] thereof; and that the people of El-Yemen apply the appellation حمار قبّان to a certain insect, or small creeping thing, above the size of a locust, of the same sort as the فَرَاش [generally meaning moth]: in the Mufradát of Ibn-El-Beytár, it is said that what is called حمار قبّان is also called حِمَارُ البَيْتِ: the reason for the appellation [حمار قبّان] seems to be because its back resembles a قُبَّة: (TA:) قَبَّان in this case is of the measure فَعْلَان, from قَبَّ, (S, O, K,) because the Arabs imperfectly decline it, and they use it determinately; if it were of the measure فَعَّال, they would decline it perfectly; the pl. is حُمُرُ قَبَّانَ. (S, O.) A2: قَبَّانٌ, syn. with قُسْطَاسٌ, see in art. قبن.

القُبِّيُّونَ, [in the CK القُبِيُّونَ,] occurring in a trad., in the saying خَيْرُ النَّاسِ القُبِّيُّونَ, means, (Th, O, K,) if the trad. be correct, (Th, O,) Those who continue uninterruptedly fasting [except in the night] until their bellies become lank: (Th, O, K:) or, accord. to one relation, it is ↓ المُقَبَّبُونَ, which means the same. (TA.) القَابُّ and قَابَّ: see قُبَاقِبٌ, in three places.

قَابَّةٌ A drop of rain: (Az, ISk, S, M, A, O, K:) so in the saying مَا رَأَيْنَا العَامَ قَابَّةً [We have not seen this year a drop of rain]: (Az, ISk, S, O:) and مَا أَصَابَتْنَا العَامَ قَابَّةٌ [Not a drop of rain has fallen upon us this year]. (ISk, S, M, * A, * O.) b2: And Thunder; (A, K;) or the sound of thunder: so in the saying مَا سَمِعْنَا العَامَ قَابَّةً [We have not heard this year the sound of thunder]; (ISk, S, M, A, * O;) accord. to As; but only he has related this. (ISk, S, O.) A2: See also 8.

قَبْقَبٌ The belly; (S, M, O, K;) as also ↓ قَبْقَابٌ: (Suh, TA:) from ↓ قَبْقَبَةٌ, [an inf. n. of R. Q. 1, q. v., and] a word imitative of the sounding [or rumbling] of the belly. (TA.) A2: And The wood of a horse's saddle: so in the saying, يُطَيِّرُ الفَارِسُ لَوْ لَا قَبْقَبُهُ [He would make the horseman to fly off, were it not for the wood of his saddle]. (M. [But in this sense it is app. a mistranscription for قَيْقَبٌ.]) b2: And A species of trees; as also ↓ قَبْقَبَانٌ. (M. [But in this sense both are app. mistranscriptions, for قَيْقَبٌ and قَيْقَبَانٌ.]) قِبْقِبٌ A certain marine shell (O, K) wherein is a flesh [i. e. mollusk] which is eaten. (O.) قَبْقَبَةٌ: see قَبْقَبٌ.

قَبْقَبَانٌ: see قَبْقَبٌ.

قَبْقَابٌ an inf. n. of R. Q. 1. [q. v.] b2: Also A camel that brays much. (S, O, K.) b3: And One who talks much; as also ↓ قُبَاقِبٌ: (M, * K, TA:) or one who talks much, whether wrongly or rightly: (M, * TA:) or one who talks much and confusedly. (M, K, * TA.) b4: And A liar. (O, K.) b5: See also قَبْقَبٌ. b6: Also The فَرْج [meaning external portion of the organs of generation] (M, O, K) of a woman: (O:) or [a vulva] such as is [described as being] وَاسِعٌ كَثِيرُ المَآءِ, (O, K,) [because]

إِذَا أَوْلَجَ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ فِيهِ قَبْقَبَ أَىْ صَوَّتَ. (IAar, O.) And they also used it as an epithet; [but in what sense is not expl.;] saying ذَكَرٌ قَبْقَابٌ. (M.) b7: And The [clog, or] wooden sandal: (O, K:) [app. because of the clattering sound produced by it:] of the dial. of El-Yemen: (O, TA:) [but now in common use; applied to a kind of clog, or wooden patten, generally from four to nine inches in height, and usually ornamented with mother-ofpearl, or silver, &c.; used in the bath by men and women; and by some ladies in the house:] in this sense the word is said to be post-classical. (TA.) A2: Also, (K,) accord. to Az, (O,) The خَرَزَة [app. a polished stone, or a shell,] with which cloths are glazed: (O, K:) but this is called قَيْقَاب. (O.) قُباقِبٌ: see قَبْقَابٌ. b2: Also, as an epithet applied to a man, (K,) i. q. جَافٍ [Coarse, rough, or rude, of make, or of nature or disposition; &c.]. (O, K.) A2: And القُبَاقِبُ signifies العَامُ المُقْبِلُ [i. e. The year that is the next coming]: (K:) or [this is a mistake occasioned by an omission, and] its meaning is العَامُ الَّذِى بَعْدَ العَامِ المُقْبِلِ [the year that is after that which is the next coming]; you say, لَا آتِيكَ العَامَ وَلَا قَابِلَ وَلَا قُبَاقِبَ [I will not come to thee this year, nor next year, nor the year after the next]; and AO cites as an ex.

العَامُ وَالمُقْبِلُ وَالقُبَاقِبُ [This year, and the next year, and the year after the next]: (S:) or قُبَاقِبٌ [without the art. ال and perfectly decl.] signifies [thus, i. e.] العامُ الَّذِى

يَلِى قَابِلَ عَامِكَ, and is a proper name of the year; whence the saying of Khálid Ibn-Safwán to his son, when he reproved him, إِنَّكَ لَنْ تُفْلِحَ العَامَ

↓ وَلَا قَابِلًا وَلَا قُبَاقِبًا وَلَا مُقَبْقِبًا [Verily thou wilt not prosper this year, nor next year, nor the year after the next, nor the year after that]; every one of these words being the name of the year after the year; thus related by As, who says that they know not what is after that: (M:) IB says that the statement of J is what is commonly known; i. e., that قُبَاقِب means the third year [counting the present year as the first], and that ↓ المُقَبْقِبُ means the fourth year: but some make ↓ القَابُّ the third year; and القُبَاقِبُ, the fourth year; and ↓ المُقَبْقِبُ, the fifth year: (TA:) [thus Sgh says,] ↓ القَابُّ is the third year: and Khálid Ibn-Safwán [is related to have] said, وَلَا قُبَاقِبَ ↓ يَا بُنَىَّ إِنَّكَ لَا تُفْلِحُ العَامَ وَلَا قَابِلَ وَلَا قَابَّ

↓ وَلَا مُقَبْقِبَ [O my child (lit. my little son), verily thou wilt not prosper this year, nor next year, nor the year after the next, nor the year after that, nor the year after that]; (O, K; *) every one of these words being the name of the year after the year. (O.) أَقَبُّ Lank in the belly: (S, O:) or slender in the waist, lank in the belly: (M:) fem. قَبَّآءُ, (S, M, A, O, K,) applied to a woman, (S, A, O,) meaning slender in the waist; (K;) or lank in the belly; (TA;) or lank in the belly, slender in the waist: (A:) and pl. قُبٌّ, (S, A, O, K,) applied to horses, (S, A, O,) meaning lean, or light of flesh: (S, O:) and some say that أَقَبُّ applied to a horse signifies lank in his flanks. (M.) مُقَبَّبٌ, applied to a house, or chamber, Having a قُبّة [q. v.] made above it. (S, O, K.) [and in like manner applied to a woman's camel-vehicle of the kind termed هَوْدَج: see 2. b2: And it is also an epithet applied to a solid hoof; meaning Round like a cupola: see مُفِجٌّ, and see the first sentence in art. قعب.]

A2: سُرَّةٌ مُقَبَّبَةٌ, (M, K, TA,) in a copy of the K erroneously written مُقَبْقَبَة, (TA,) A lean navel; as also ↓ مَقْبُوبَةٌ. (M, K, TA.) b2: See also القُبِّيُّونَ.

سُرَّةٌ مَقْبُوبَةٌ: see the next preceding paragraph.

مُقَبْقِبٌ: see القَبَّابُ: A2: and see also قُبَاقِبٌ, in four places.

دوِي

(دوِي)
فلَان دوِي أَصَابَهُ الدوي وَهلك بِمَرَض بَاطِن وحقد وصدره ضغن وحمق وَعمي فَهُوَ دو وَهِي دوية وَهُوَ وَهِي وهم دوِي (وصف بِالْمَصْدَرِ) وَالْأَرْض كثرت أدواؤها وآفاتها
دوِي
: (ى ( {الدَّواءُ، مُثَلَّثَةً) ، الفَتْحُ هُوَ المَشْهورُ فِيهِ.
وَقَالَ الجوهريُّ: الكَسْر لُغَةٌ فِيهِ، وَهَذَا البيتُ يُنْشَدُ على هَذِه اللغةِ:
يَقُولُونَ مَخْمورٌ وَهَذَا} دِواؤُه
عليَّ إِذن مَشْيٌ إِلَى البيتِ واجِبُأَي قَالُوا: إنَّ الجَلْد والتَّعْزِيرَ دواؤُه، قالَ: وعلَيَّ حجَّةٌ ماشِياً إِن كنتُ شَرِبْتُها.
ويقالُ: {الدِّواءُ، بالكسْرِ، إنَّما هُوَ مَصْدر} داوَيْته {مُداوَاةً} ودِواءً، انتَهَى.
{والدُّواءُ، بالضمِّ، عَن الهَجَرِيّ، وَهُوَ اسمُ (مَا} دَاويْتَ بِهِ.
(و) ! الدَّوَى، (بالقَصْرِ: المَرَضُ) والسِّلُّ.
يقالُ مِنْهُ: ( {دَوِيَ) ، بالكسْرِ، (} دَوًى) ، بالقَصْرِ،.
(فَهُوَ {دَوٍ) ، على فعل، أَي فاسِدُ الجَوْفِ مِن} دَاءٍ.
وامْرأَةٌ دَوِيَّةٌ، كفَرِحَةٍ.
(و) إِذا قُلْتَ: رجُلٌ ( {دَوًى) ، بالفتْحِ، اسْتَوَى فِيهِ المُذَكَّر والمُؤَنَّثُ والجَمْعُ لأنَّه فِي الأصْلِ مَصْدرٌ.
(و) } الدَّوى: الرَّجُلُ (الأحْمَقُ) ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
وقَدْ أَقُودُ {بالدَّوى المُزَمَّل
أَخْرسَ فِي السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِلِويقالُ: تَرَكْتُ فلَانا} دَوَىً مَا أَرى بِهِ حَيَاة، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَهُوَ فِي المُحْكم: المُرَمَّل بالرَّاءِ؛ قالَ: إنَّما عَنَى بِهِ المريضَ من شدَّةِ النّعاسِ.
وأَنْشَدَ شمِرٌ مثْلَ إنْشادِ الفرَّاء.
وَهَكَذَا هُوَ فِي التَّهذِيبِ.
(و) {الدَّوَى: الرَّجُلُ (الَّلازِمُ مَكانَه) لَا يَبْرَحُ.
وَفِي نسخةِ المُحْكَم: الَّلادِمُ مَكانَه، بالَّدالِ، وصحّح عَلَيْهِ بخطِّ الأَرْموي.
(وأَرضٌ دَوِيَّةٌ، ويُضَمُّ: غَيرُ مُوافقةٍ) .
(} والدَّواةُ: م) مَعْروفَةٌ للكتابِ. ورُوِي عَن مُجاهِد فِي تَفْسيرِ قَوْلِه تَعَالَى: {ن والقَلَمِ} ، أنَّ النُّونَ {الدَّواةُ.
قَالَ الشَّيخُ عبدُ القادِرِ البَغْداديُّ فِي رِسالَةٍ لَهُ: الدَّواةُ مِن} الدَّواءِ لأنَّها تصلحُ أَمْرَ الكاتِبِ؛ وقيلَ: مِن {دوى إِذا أَصابَهُ الدَّاءُ؛ قالَ:
أَمَّا الدَّواةُ} فأَدْوَى حملهَا جَسَدِي
وحَرَّفَ الخَطَّ تَحْرِيفٌ مِن القَلَمِثم قالَ: والدَّواةُ أَصْلُها دوية فأُعِلَّتِ الَّلامُ لأنَّ الطَّرَفَ محلُّ التَّغْيير، وَلم تُعَل الواوُ لوُقوعٍ أَلفٍ بَعْدَها، وَلَو أَعَلّوها حُذِفَ أَحَدُ السَّاكِنَيْن وَهُوَ مجحفٌ بالكلمَةِ، وكلّ واوٍ لَزِمَ إعْلالها إِذا وَقَعَ بَعْدها أَلِف لم يعلّوها كَنَزوان وكَرَوان لما مَرّ.
(ج {دَوًى) ، مِثْلُ نواةٍ ونَوىً، (} ودُوِيٌّ، بالضَّمِّ والكسْرِ) ، على فُعُولٍ جَمْع الجَمْع مثْلُ صَفاةٍ وصَفاً وصُفِيَ، قالَ أَبو ذُؤَيْب:
عَرَفْتُ الديارَ كرَقْمِ {الدُّوِيِّ
حَبَّره الكاتِبُ الحِمْيَرِيوثلاثُ} دَوَيات إِلَى العَشْر، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) الدَّواةُ) : (قِشْرُ الحَنْظَلةِ والعِنَبَةِ والبَطِّيخَةِ) ، وَهِي (لُغَةٌ فِي الَّذالِ) المُعْجمةِ، وسَيَأْتي.
( {والدُّوايَةُ، كثُمامَةٍ، ويُكْسَرُ) : الجُلَيْدَةُ الَّتِي تَعْلو اللِّبَنَ والمَرَقَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ (مَا يَعْلُو الهَرِيسَةَ واللَّبَنَ ونحوَهُ) كالمَرَقِ ويَغْلُظُ (إِذا ضَرَبَتْها الرِّيحُ كغِرْقِىءِ البَيْضِ، وَهُوَ لَبَنٌ} داوٍ) ، ذُو {دُوايَةٍ.
(وَقد} دَوَّى {تَدْوِيةً) ؛ إِذا رَكِبَتْه} الدّوايَةُ.
( {ودَوَّيْتُه) تَدْوِيةً: (أَعْطَيْتُه إِيَّاها} فادَّوَاها، كافْتَعَلَها، أَخَذَها فأَكَلَها) ؛ وَمِنْه قَوْلُ يَزِيد بنِ الحَكَمِ الثَّقَفيّ:
بَدا مِنْك غِشٌّ طالمَا قَدْ كَتَمْته
كَمَا كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ {مُدَّوِي وذلكَ أَن خاطبَةً مِن الأَعْرابِ خَطَبَتْ على ابْنِها جارِيَةً فجاءَتْ أُمُّها إِلَى أُمِّ الغلامِ لتَنْظرَ إِلَيْهِ فدَخَلَ الغُلامُ فقالَ:} أَأَدَّوِي يَا أُمِّي؟ فَقَالَت: اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمودِ البَيْتِ، أَرادَتْ بذلكَ كِتْمان زَلَّةِ الابنِ وسُوءِ عادَتِهِ.
(و) {دَوَّى (الماءُ) } تَدْوِيةً: (عَلاهُ مَا تَسْفِيه الرِّيحُ) فِيهِ مِثْل {الدُّوايَةِ.
(} والدُّوايَةُ فِي الأسْنانِ، كالطُّرامَةِ) ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه: أعْدَدْته لفِيكَ ذِي {الدُّوايَة (وطعامٌ} داوٍ {ومُدَوَ) : أَي (كَثيرٌ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(وَمَا بهَا} دَوِّيٌّ) ، بفتْحٍ فتَشْديدٍ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ؛ ( {ودُوِّيٌّ) ، بضمِّ الَّدالِ وتشْديدِ الواوِ المكْسُورَةِ، وَهَذِه عَن الصَّاغانيّ؛ (} ودَوَوِيٌّ) محرَّكةً كَمَا فِي النسخِ، وَالَّذِي رأَيْته فِي نسخةِ المُحْكَم دُوَوِي بضمَ فسكونٍ فكَسْر.
قالَ الجوهرِيُّ: أَي (أَحَدٌ) ممَّنْ يَسْكُنُ {الدَّوَّ؛ كَمَا يقالُ: مَا بهَا طُورِي ودُورِي.
(} ودَاوَيْتُه) مُداوَاةً؛ وَلَو قُلْت دَوَاء جازَ؛ (عالَجْتُه) .
{ودُووِيَ الشَّيءُ: أَي عُولِجَ، وَلَا يُدْغَمْ فَرْقاً بينَ فُوعِلَ وفُعِّل؛ قالَ العجَّاج:
بفاحِمٍ} دُووِيَ حَتَّى اعْلَنْكَسا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: إنَّما أَرادَ عُونِيَ بالأدْهانِ ونحوِها مِن {الأَدْوِيَةِ حَتَّى أَثَّ وكَثُرَ.
(و) } دَاوَيْتُ المَريضَ: (عانَيْتُه.
( {وأَدْوَيْتُه: أَمْرَضْتُه) . يقالُ: هُوَ} يُدْوِي {ويُدَاوِي.
(وأَمْرٌ} مُدَوَ) ، كمُحدِّثٍ؛ (مُغَطًّى) ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
وَلَا أَرْكَبُ الأَمْرَ {المُدَوِّيَ سادِراً
بعَمْياءَ حتَّى أَسْتَبِينَ وأُبْصِرايعْنِي الأمْرَ الَّذِي لَا يُدْرَى مَا وَراءَهُ كأَنَّه دُونَه} دُوايةٌ قد غَطَّته وسَتَرَتْه.
( {والمُدَوِّي أَيْضاً: السَّحابُ المُرْعِدُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: ذُو الرَّعْدِ المُرْتَجِس.
(} وأدْوَى: صَحِبَ مَرِيضاً.
(و) فِي الصِّحاحِ: ( {دَوِيُّ الرِّيحِ: حَفِيفُها؛ وَكَذَا مِن النَّحْلِ والطائِرِ.
(} ودَوَّى الفحْلُ! تَدْوِيةً: سُمِعَ لهَدِيرِه دَوِي) .
وَفِي التَّهْذِيب: سَمِعْتُ دَوِيَّ المَطَرِ والرَّعْدِ إِذا سَمِعْت صَوْتَهما من بَعِيدٍ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أرضٌ {دَوِيَّةٌ، كفَرِحَةٍ ويُشَدُّ: أَي غَيْر مُوافِقَةٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: وقالَ الأصْمعيُّ: أَرْضٌ دَوِيَةٌ، مُخفَّف، ذاتُ أَدْواءٍ.
ومَرَقَةٌ} دَوايةٌ {ومُدَوِّيَةٌ: كَثيرَةُ الإهالَةِ.
وطَعامٌ} داوٍ {ومُدَوَ: كثيرٌ.
} والدَّواءُ: الطَّعامُ.
{ودَاوَيْتُ الفَرَسَ: صَنَّعْتُه.
وَفِي التهْذِيبِ:} دَاوَى فَرَسَه {دِواءً، بالكسْرِ: سَمَّنَه وعَلَفَهُ عَلْفاً ناجِعاً.
وَفِي الصِّحاحِ عَن ابنِ السِّكِّيت:} الدَّواءُ مَا عُولِجَ بِهِ الفَرَسُ مِن تَضْمِيرٍ وحَنْذٍ.
وَمَا عُولِجَتْ بِهِ الجارِيَةُ حَتَّى تَسْمَنَ؛ وأَنْشَدَ لسَلامَة ابنِ جَنْدل:
يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ يعْنِي اللّبَنَ، وإنَّما جَعَلَهُ {دَواءً لأنَّهم كَانُوا يُضَمِّرونَ الخَيْلَ بشُرْبِ اللبَنِ والحَنْذِ ويُقْفُون بِهِ الجارِيَةَ، وَهِي القَفِيَّة لأنَّها تُؤْثَر بِهِ كَمَا يُؤْثَر الضَّيْفُ والصَّبِيُّ، انتَهَى.
} والدَّوِيُّ: الصَّوْتُ؛ وخَصَّ بِهِ بعضُهم صَوْتَ الرَّعْدِ.
{والدَّايَةُ: الظِّئْرُ؛ حَكَاهُ ابنُ جنِّي؛ قالَ: وكِلاهُما عَربيٌّ فصِيحٌ؛ وأَنْشَدَ للفَرَزْدق:
رَبِيبَة} دَاياتٍ ثلاثٍ رَبَبْنَها
يُلَقِّمْنَها من كلِّ سُخْن ومُبْرَدِقالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما أَثْبتها هُنَا لأنَّ بابَ لَوَيْت أَكْثرُ من بابِ قُوَّة وعَيَيْت.
{والمُدَوِّيَةُ، كمُحَدِّثة: الأَرضُ الَّتِي قد اخْتَلَفَ نَبْتُها} فدَوَّتْ كأَنَّها {دُوايَةُ اللَّبَنِ.
وقيلَ: الوافِرَةُ الكَلأَ الَّتِي لم يُؤْكَلْ مِنْهَا شيءٌ.
وماءٌ} مُدَوَ: وعَلَتْه قُشَيْرة.
{وأَدْواهُ: اتَّهَمَهُ؛ عَن أَبي زَيْدٍ، لُغَةٌ فِي الهَمْزِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: يقالُ خَلا بَطْنِي مِن الطَّعامِ حَتَّى سَمِعْتُ} دَوِيَّاً لمَسامِعِي. ودَوِيَ صَدْرُه، بالكسْرِ: أَي ضَغِنَ.
{ودَوَّى الكَلْبُ فِي الأرضِ. كَمَا يقالُ دَوَّمَ الطائِرُ فِي السَّماءِ.
قالَ الأصْمعيُّ: هُما لُغَتانِ، وأَنْكَرَها بعضٌ.
وَفِي المِصْباحِ:} دَوَّى الطائِرُ فِي السَّماءِ دَارَ فِي الهَواءِ وَلم يُحَرِّك جناحَيْه.
ويقالُ لحامِلِ {الدّواةِ:} داويٌّ؛ وللذي يَبِيعُها: {دَوَّاءٌ؛ وللذي يَعْملُها: مُدوي.

فَلَو

فَلَو
: (و ( {فَلاَ الصَّبيَّ والمُهْرَ) } يَفْلُوهُما ( {فَلْواً) ، بالفَتْح، (} وفَلاءً) ، كسَحابٍ، وضُبِطَ فِي المُحْكم بالكَسْر: (عَزَلَهُ عَن الرَّضاعِ، أَو فَطَمَهُ، {كأَفْلاهُ} وافْتلاَهُ) .) يقالُ: {فَلاهُ عَن أُمِّه وافْتَلاهُ: أَي فَطَمَهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأعْشى:
مُلْمِعٍ لاعَةِ الفُؤادِ إِلَى جَحْ
شٍ فَلاهُ عَنْهَا فبِئْس} الفالِي وقيلَ: فَلاهُ: فَطَمَهُ، وافْتَلاَهُ: اتَّخَذَهُ.
(و) فَلاهُ (بالسَّيْفِ) فَلْواً وفَلْياً: (ضَرَبَهُ) بِهِ؛ واوِيٌّ يائيٌّ.
وَفِي المُحْكم: ضَرَبَ رأْسَه. 
(و) فَلا (زَيْدٌ: سافَرَ؛ و) أَيْضاً: (عَقَلَ بعدَ جَهْلٍ) ؛) كِلاهُما عَن ابنِ الأعْرابي.
( {والفِلْوُ، بالكسْرِ، و) } الفَلُوُّ، (كعَدُوَ وسُمُوَ: الجَحْشُ والمُهْرُ) إِذا (فُطِمَا أَو بَلَغَا السَّنَةَ) .
(وقالَ الجَوْهرِي: الفَلُوُّ، بتَشْديدِ الواوِ: المُهْرُ لأنَّه {يُفْتَلَى، أَي يُفْطَم قالَ دُكَيْن:
كانَ لَنا وَهْوَ} فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ وَقد قَالُوا للأُنْثَى: {فَلُوَّةٌ، كَمَا قَالُوا عَدُوٌّ وعَدُوَّةٌ.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: فَلُوٌّ إِذا شَدَدْتَ الواوَ فَتَحْتَ الفاءَ، وَإِذا كَسَرْتَ خَفَّفْتَ فقُلْت فِلْو مثْلُ جِرْوٍ؛ وقالَ مجاشِعُ بنُ دَارِم:
جَرْوَلُ يَا} فِلْوَ بَني الهُمامِ فأَيْنَ عنْكَ القَهْرُ بالحُسامِ؟ (ج {أَفْلاءٌ) ، كعَدُوَ وأَعْداءٍ وحَبْرٍ وأَحْبارٍ؛ (} وفَلاَوَى) أَيْضاً مِثْل خَطَايَا، وأَصْلُه فَعائِل وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه فِي الهَمْزِ؛ كلُّ ذلكَ فِي الصِّحاح.
وقالَ سِيْبَوَيْه: لم يكسِّرُوه على فُعُلٍ كراهِيَة الإخْلالِ وَلَا كبروه على فِعْلان كراهِيَةَ الكَسْرةِ قبْلَ الواوِ، وَإِن كانَ بَيْنَهما حاجزٌ لأنَّ الساكِنَ ليسَ بحاجِزٍ حَصِينٍ.
( {والفَلاةُ: القَفْرُ) من الأرضِ لأنَّها} فُلِيَتْ عَن كلِّ خيْرٍ، أَي فُطِمَتْ وعُزِلَتْ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(أَو المَفازَةُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاح؛ زادَ غيرُهُ: الَّتِي (لَا ماءَ فِيهَا) وَلَا أَنِيسَ، وَإِن كانتْ مُكْلِئةً؛ قالَهُ النَّضْر.
(أَو) الَّتِي (أَقَلُّها للإِبِلِ رِبْعٌ، وللحَميرِ والغَنَمِ غِبٌّ) وأَكْثَرُها مَا بَلَغَتْ ممَّا لَا ماءَ فِيهِ؛ قالَهُ أَبو زيْدٍ.
(أَو) هِيَ (الصَّحراءُ الواسِعَةُ، ج {فَلاً) بحذْفِ الهاءِ كحَصَاةٍ وحَصًى؛ وَمِنْه قولُ حميدِ بنِ ثوْرٍ:
وتَأْوِي إِلَى زُغْبٍ مَراضِيعَ دُونَها
فَلاً لَا تَخَطَّاهُ الرِّقابُ مَهُوبُوقالَ أَبو عليَ القالِي:} الفَلا يُكْتَب بالألِفِ لأنَّه من الواوِ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
باتَتْ تنوشُ الحَوْضَ نَوشاً مِن علا
نوشاً بِهِ تقطع أَجْوارَ الفَلا ( {وفَلَواتٌ) ، بالتَّحريكِ فِي أَدْنَى العَدَدِ كحَصَاةٍ وحَصَواتٍ؛ وَمِنْه قولُهم: أَتْرَك الناسِ للصَّلَوات أَهْلُ} الفَلَوات.
( {وفُلِيٌّ) ، كعُتِيَ، على فُعولٍ، وجَعَلَه الجوْهرِي، جَمْعاً} لفَلا، ونَظرَه بعَصاً وعُصِيَ؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
مَوْصُولة وَصْلاً بهَا {الفُلِيُّ
أَلْقِيُّ ثمَّ القِيُّ ثمَّ القِيُّ (} وفِلِيٌّ) ، بكسْرِ الفاءِ والَّلامِ مَعَ تَشْديدِ الياءِ: (جج) أَي جَمْعُ الجَمْع، ( {أَفْلَاءٌ) ؛) قالَ ابنُ سِيدَه؛ وقولُ الحارِثِ بنِ حِلِّزة:
مِثْلُها يُخْرِجُ النَّصِيحةَ للقَوْ
مِ} فَلاةٌ مِن دونهَا أَفْلاء ُليسَ جَمْع فلاةٍ لأنَّ فَعَلة لَا تُكَسَّر على أَفْعالٍ، إنَّما أَفْلاءُ جَمْعُ فَلاً الَّذِي هُوَ جَمْع فَلاةٍ.
( {وأَفْلَى: صارَ إِلَيْهَا) ، كَمَا فِي الصِّحاح.
(أَو) } أَفْلَى: (دَخَلَها) ؛) عَن الزّمَخشري، وهُما مُتَقارِبانِ.
(و) {أَفْلَتِ (الفَرَسُ) والأَتانُ: (بَلَغَ وَلَدُها أَنْ) } يُفْلَى، أَي (يُفْطَمَ. ( {وافْتِلاءُ المَكانِ: رَعْيُهُ) وطَلَبُ مَا فيهِ مِن لُمَعِ الكَلأ؛ وَهُوَ مجازٌ.
قالَ الأزْهرِي: سَمِعْتُهم يقولونَ: نَزَلَ بَنُو فلانٍ على ماءِ كَذَا وهم} يَفْتَلُونَ الفَلاةَ من ناحِيَةِ كَذَا، أَي يَرْعَوْن كَلأَ البَلَدِ ويَرِدُون الماءَ من تلْكَ الجهَةِ. ثمَّ إنَّ الأَوْلى أَن يُذْكَرَ هَذَا فِي الَّتِي تلِيه لأنَّه مُشَبَّه بفَلْي الرأْسِ كَمَا لَا يَخْفَى.
( {وفَلاَ: ع بِطُوسَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حَكَى الفرَّاءُ فِي جَمْع} فُلُوٍ: {فُلْوٌ، بالضمِّ؛ وأَنْشَدَ:
فُلْو تَرَى فِيهِنَّ سِرَّ العِتْقِبَيْنَ كماتِيَ وحُوَ بُلْقِوقالَ أَبو عليَ القالِي: الفَلاء جَمْعُ فَلُوٍ للمُهْرِ؛ وأَنْشَدَ:
تَنازَعْنا الرِّيح أَرْواقهوكسريه يَرْمحْنَ رمحَ} الفلاءِ {والفَلاءُ أَيْضاً: العِظامُ؛ وأَنْشَدَ لأبي النَّجم:
بقارحٍ نوعم فِي} فلائه وفَرَسٌ {مُفْلٍ} ومُفْلِيه: ذاتُ {فَلْوٍ.
} وفَلَوْتُه: رَبَّيْته؛ قالَ الحُطَيْئة يصِفُ رجُلاً:
سَعِيدٌ وَمَا يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإنَّه نجِيبٌ {فَلاَهُ فِي الرِّباطِ نَجيبُ وكَذلكَ} افْتَلَيْتُه؛ وقالَ:
وليسَ يَهْلِك مِنّا سيِّد أَبَداً إلاَّ {افْتَلَيْنا غُلاماً سَيِّداً فِيناوقالَ الأزْهرِي:} افْتَلاهُ لنَفْسِه: اتَّخَذَهُ؛ وأَنْشَدَ:
نَقُودُ جِيادَهُنَّ! ونَفْتَلِيها وَلَا نَغْذُو التُّيُوسَ وَلَا القِهادا وفلانَةٌ بَدَوِيَّةٌ {فَلَويَّةٌ.
وابنُ} الفَلْو، بالفَتْح: هُوَ الحَسَنُ بنُ عُثْمان بنِ أَحمدَ بنِ الحُسَيْن بنِ سورَةَ {الفلويُّ الواعِظُ البَغْدادِيُّ سَمِعَ أَباهُ وأَبا بكْرٍ الْقطيعِي ماتَ سَنَة 436.
وبتَشْديدِ اللَّام المَضْمومَةِ: أَبو بكْرِ عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحُسَيْن الكتبي} الفلُّويُّ البَغْداديُّ سَمِعَ النجاد، وَعنهُ الخطيبُ.
قالَ الحافظُ: هَكَذَا ذَكَرَ السّمعاني هاتَيْن التَّرْجَمَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن؛ وعنْدِي فيهمَا نَظَرٌ.
{وفلا: مِن قُرَى خَابرَان قُرْبَ مِيهَنَة، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ محمدٍ الفلويُّ زاهِدٌ أَقامَ بخانقاه سرخس خَمْسِين سَنَة يَخْتمُ القُرْآن كلَّ يومٍ ماتَ سَنَة 465.
} وفَلَوْتُ القَوْمَ: تَخَلَّلْتهم؛ وكَذلكَ فَلَيْت.

بدّ

بدّ: بَدّ: فرق. والمصدر: بَدٌّ وبَدَد (معجم مسلم).
وبَدّه: أفرجه وأوسعه (محيط المحيط).
بدَّد: بذَّر وأسرف في الإنفاق (الكالا، بوشر). ويقال: بدّد في الأموال (ألف ليلة 4: 695). غير أن بدّد الأموال تعني أيضاً: ألقى بالدراهم إلى العامة (المقري 1: 675، دبرية 1: 694).
وفرّق ووزع (رولاند).
واستبد، استبداد برأيه: اعتداد برأيه، وزهو وعجب به. ويقال في الكلام عن وزير: استبد على السلطان أو على الدولة: غلبه على أمره، واحتكر لنفسه كل السلطة (المقدمة 1: 20، بربر 1: 361 وديرن 1: 100. وانظر تعبيرات مماثلة في مقدمتي للبيان 1: 98، 99) - واستبد بالشيء: اكتفى به.
بَدٌّ ويجمع على بُدُود: معصرة، وهي آلة كبيرة لعصر الزيتون والعنب، ففي المعجم اللاتيني: عصارة الزيت والشراب وهو البد praelum وفي معجم ألكالا ((حجر البَدّ: رحى عصارة الزيت)). ويقول باين سميث ص433 و450 إن هذه الكلمة ارامية، وهي بالسريانية: بَدا، وهي عند بكستورف ( Buxtorf) : بد.
وتوجد هذه الكلمة عند مؤلف تاريخ السامرية المعروف باسم ليبر جزو ( Liber josuae) الذي يقول بكلامه الملحون (ص53 طبعة جينبول): ودرسوا كثير من المسامرة تحت حجارة البدود. غير أن الناشر الذي لم يكن يعرف الكلمة قد حرفها تحريفاً سيئاً. وقد كان باستطاعة سكاليجر Scaliger الذي نقل هذه العبارة في معجمه العربي وأشار إلى أصل هذه الكلمة، أن يعصمه من هذا الخطأ (وهذا العالم الــحبر قد أحسن أيضاً تفسير العبارة الواردة في ص56، وقد أخطأ جينبول في مخالفته ص346). ولابد أن عرب الشام أصحاب بلج هم الذين نقلوا هذه الكلمة إلى الأندلس.
بُدٌّ قال العامة: لابده من، بدلاً من: لابد له من. ففي المقدمة 3: 382 (راجع الترجمة): وأما البدا لابدها من فياعل أي: أما النوازل فلابد لها من رجال فعال. ثم حذفت بعد ذلك لا النافية ومن الجارة قبل الأسماء كما حذفت أن قبل الأفعال. وتستعمل العامة اليوم هذه التعبيرات التي نجدها في معجم بوشر: بُدّه: لابد له، وبده يقول: لابد له أن يقول. وبدي أروح: لابد لي أن أروح. وبدك تروح لابد لك أن تروح. وأيش بدك تقول؟: أي شيء لابد لك أن تقول؟. وما بقي بدي شيء: لم يبق لدي ما لابد منه، أي لم يبق عندي شيء. وأيش بدنا نعمل: ما العمل؟ وبُدّه ضامن أو بُدّه كفيل: لابد له من ضامن، ولابد له من كفيل. ومن كل بدّ: لا محالة ولا مناص ولا محيد، وعلى أي وجه كان. وبُدّ بمعنى الصنم يظهر إنه ليس إلا بودا، ومنه أخذ معنى بيت الصنم أي المعبد.
بدد: اسم نبات (ابن البيطار 1: 125) وفي نسخة منه بده، وفي ترجمة سونثيمر: بذذ وبذة غير أن الترتيب الأبجدي يقتضي أن يكون الحرف الثاني دالاً.
بدّاد: صاحب البد وهي معصرة الزيتون (ألكالا) مثل بدد في الارامية (انظر بكستورف).

بط

(بط)
الدمل وَنَحْوه بطا شقَّه
بط
بَط الجُرْحَ بَطاً بالمِبَط. والبَطةُ: الدَّبةُ. والبَط: واحِدَتُه بَطةٌ، والبِطَاطُ - أيضاً - جَمْعُه. والبَطِيْطُ: العَجَبُ. والكَذِبُ الذي يَبُطُّهُ الرَّجُلُ أي يَشْتَفه. والمَرأةُ التي تَبُط عن الشيْءِ، وجَمْعُها بَطَائِطُ. والتبْطِيْطُ: الإعْيَاء.
وحِرٌ بُطَائطٌ: أي ضَخْمٌ. ونَهرُ بَطٍّ: مَوْضِع مَعْرُوفٌ. والبَطْبَطَةُ: صَوْتُ البَط والقَبَجِ. والمُبَطْبِطَة: الحَجَلَةُ. وأرْضٌ مُتَبَطْبِطَةٌ: أي بَعِيْدَةٌ.
بط: بطَّطَ: دك وبطح (همبرت 194، بوشر، وراجع ألف ليلة برسل 9: 385، وفي طبعة ماكن: هشم).
تبطّط: اندك، تبطح (بوشر).
بَطّ: من طير الماء، ويطلق مجازاً على الأحمق (الكالا).
بطة البحر: دمية، بط قطبي (طير مائي) (بوشر).
البط الصيني: ذكره ياقوت (1: 885) مع الطير.
بَطَّة: نطفة أو نقطة حبر على ورق (بوشر).
بطيط وجمعه بطيطات: بابوج، ضرب من الاحذية لا جوانب له تلي القدم (باين سميث 1521 (5 مرات)، بار على طبعة هوفمان رقم 4349).
بطاطا، واحدته بطاطاة: نبات، يسمى ثمره القلقاس الإفرنجي (محيط المحيط).
بُطِّيَّة = بُتِّيَّة: برميل (ماكن) - ومصطبة أو تخت في أعلى صاري السفينة (ألف ليلة 1: 103 = برسل 1: 261).
بَطّاط: بطّال، من لا عمل له (فوك) وفيه: يمشي زطّاط. بطّاط. وأرى أن الناشر قد أخطأ في وضع نقطة قبلها وأن الصواب: يمشي زطّاط بطّاط بمعنى تسكع، وتردد بلا عمل.
مُبَطَّط: منبسط، مسطح. ومبطط الأنف: أفطس الأنف، وأخنس الأنف (بوشر).

بط

1 بَطَّ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. بَطٌّ, (Mgh, Msb,) He slit a wound, (S, Mgh, Msb, K,) or an ulcer, (S,) and a purse, (K,) &c. (TA.) [See also R. Q. 1.]2 بِطّط, inf. n. تَبْطِيطٌ, He trafficked in the birds called بَطّ, q. v. (K.) 4 ابطّ, (IAar, K,) inf. n. إِبْطَاطٌ, (IAar,) He purchased [or became possessed of] a بَطَّة [q. v.] for oil, or of oil. (IAar, K.) R. Q. 1 ضَرَبَهُ فَبَطْبَطَهُ He struck him and clave his skin, or his head. (TA.) [See 1.]

A2: See also بَطْبَطَةٌ, below.

بَطٌّ A kind of water-fowl; (S, O, Msb;) [the duck, or ducks; and the goose, or geese; but generally the former of these birds; agreeably with a statement in the JM, that بَطٌّ is applied by the Arabs to the small, and إِوَزٌّ to the large;] i. q. إِوَزٌّ, (K, TA,) both the small thereof and the large: (TA:) a Persian word (عَجَمِىٌّ), arabicized; [originally بَتْ, or بَطْ, or بَطّ;] or, accord. to IJ, an imitation of its cries: n. un. بَطَّةٌ, (S, Msb, K,) which is applied to the male and to the female, (S, Msb,) like حَمَامَةٌ and دَجَاجَةٌ: (S:) pl. بِطَاطٌ. (TA.) بَطَّةٌ n. un. of بَطٌّ, q. v. b2: Also A kind of bottle, or pot, of glass; syn. دَبَّةٌ; (K, TA; [in the CK, erroneously, دُبَّة;]) in the dial. of the people of Mekkeh; so called because made in the form of a living بَطَّة: (Lth, TA:) or a vessel like the [flask, or bottle, called] قَارُورَة; (K;) [a kind of leathern pot, or bottle, of which the body is nearly globular, with a short and wide neck;] in which oil &c. are put: pl. بُطَطٌ. (TA.) بَطَّاطٌ A maker of بُطَط, pl. of بَطَّةٌ. (TA.) بَطْبَطَةٌ [app. an inf. n., of which the verb is ↓ بَطْبَطَ,] The crying, or cry, of the بَطّ; (K;) after which it [the bird] is named, accord. to IJ, as mentioned above: (TA:) or its diving in water. (K.) مِبَطَّةٌ The مِبْضَع [or scarifying instrument] (K, TA) with which a wound is slit. (TA.)

رش

رش: الرَّشُّ: رَشُّكَ البَيْتَ بالماء. ورَشَّتْنا السَّمَاءُ وأرَشَّتْنا. وأرَشَّتِ الطَّعْنَةُ تُرِشُّ. ورَشَاشُها: دَمُها. والمِرَشَّةُ: ما يَرُشُّ به الحائكُ البَتَّ في كِرْبَاسِه. وشِوَاءٌ رَشَاشٌ: يَتَرَشَّشُ عليه ماؤه ويَقْطُرُ، ورَشْرَاشٌ: سَمِيْنٌ، ومُرْشٌّ: كَثِيرُ الإِهَالَةِ. وعَيْنٌ مُرِشَّةٌ: تُوْمِضُ كثيراً. والرَّشْرَشَةُ: الرَّخَاوَةُ، عَظْمٌ رَشْرِشٌ. وخُبْزَةٌ رَشْرَشَةٌ ورَشْرَاشَةٌ: أي يابِسَةٌ، والإِنْسَانُ يُرِشْرِشُ لغَيْرِه: إذا خافَه فأطافَ به. وهي الرَّفْرَفَةُ أيضاً. وأرْشَشْتُ الفَصِيْلَ والسَّخْلَةَ: إذا حَكَكْتَ ذَنَبَه لِيَرْتَضِعَ. وأرَشَّ فَرَسَه أرْشاشاً: أي عَرَّقَه تَعْرِيقاً بالرَّكْضِ. ورَجُلٌ رَشُوْشٌ: كَثِيرُ شَعرِ الأُذُنِ.
رش: رَشَّ: ومصدره رُشَاش في معجم فوك.
رَشَّ على: ذَرَّ على، حثا على. يقال: رش بدقيق، ورش دقيقاً على: ذرّ دقيقاً على، ورش لبة خبز على: ذر فتات الخبز على اللحم، وغشاه به (بوشر).
وفي محيط المحيط: رش الملح ونحوه على الطعام، ورش الكحل في العين (=ذَرَّه). رَشّ: رمى قذيفة خفيفة (كاترمير الجريدة الآسيوية 1850، 1: 252 - 253).
تراشَّ: نضح كل واحد الآخر بالماء (الملابس ص271).
ارتش: ذكرت في معجم فوك في مادة aspergere.
رُشّ: خُرْدُق، رصاص صغير للصيد (دومب ص81، بوشر وفيه رش رصاص، كاترمير الجريدة الآسيوية 1859، 1: 253).
رَشَّة: دمعة، مقدار قليل، نقطة (من السوائل) زخة مطر. ويقال: رشة مطر مع برد: وابل، همرة، زخة مطر يصحبها برد (بوشر).
رَشَاش: مطر خفيف (أبو الوليد ص783).
رُشَاش: موسم الأمطار (عوادة ص285).
رشاشة: نقطة ماء، ومطر (دي يونج).
رشاشة: مِرَشَّة، مِسْقاة (بوشر).
رشاشي: ذراع رشاشي أو مكي يساوي ثلاثة أشبار (معجم الإدريسي).
رَشَاش: ذكرت في معجم فوك مادة aspergere.
مِرَشّ: رشّاشة، مسقاة (هلو، همبرت ص188 جزائرية)، وتجمع على مِرشّات (فوك). وفي ألف ليلة (برسل 1: 25): مرش ماء ورد، ممسك.
مِرَشّة: إناء من زجاج للرش (معجم الإسبانية ص158).
مِرَشّة: قمقم من الفضة طويل العنق ضيقه له سداد مثقب عدة ثقوب (بوشر).

رش

1 رَشَّ, (A, Msb,) aor. ـُ (MS,) inf. n. رَشٌّ (S, A, Msb, K) and تَرْشَاشٌ, (A, K,) He sprinkled, or scattered in drops, (A, K, TK,) water, (S, A, Msb, K,) and blood, (S, A, K,) and tears, (S, K,) &c. (A.) b2: رَشَّ المَكَانَ, (S, TA,) or المَوْضِعَ, (Msb,) and البَيْتَ, (A,) inf. n. رَشٌّ, (S, TA,) He sprinkled, or wetted by sprinkling, (TA,) the place, (S, Msb, TA,) and the house, or chamber, or tent, (A,) بِمَاء ٍ with water. (Msb, TA.) And رَشَّ الحَائِكُ النَّسِيجَ بِالْمِرَشَّةِ [The weaver sprinkled the web with the مرشّة]. (A, TA.) b3: [Hence,] رَشَّتِ السَّمَآءُ, and ↓ أَرَشَّت, (S, A, Msb, K,) The shy rained: (A, Msb:) or let fall a little rain, such as is termed رَشٌّ. (S. [After the former of these verbs, الأَرْضَ, or the like, seems to be understood.]) [And hence,] الطَّعْنَةُ ↓ أَرَشَّتِ [The spear-wound, or the like, sprinkled forth blood: a signification implied, but not expressed, in the S and A: or] became wide, so that its blood became scattered about: (K:) or passed through, and made the blood to flow, or to appear and flow, or to flow copiously, or with force. (Msb.) b4: [Hence also,] رَشَّهُ بِثَآء ٍ حَسَن ٍ (assumed tropical:) He eulogized him. (TA voce خَمَّ.) b5: And رَشَّهُ He washed him, or it. (MF, from the Expositions of the “ Muwatta. ”) 2 رَشَّّ [رشّش القَلَمُ الــحِبْرَ The pen spirtled the ink.]4 أَرْشَ3َ see 1, in two places.

A2: ارشّ الفَرَسَ, (A, K,) inf. n. إِرْشَاشٌ, (A,) He made the horse to sweat by urging him with his feet. (A, K.) 5 ترشّش عَلَيْهِ المَآءُ, (S,) and عليه ↓ تَرَشْرَشَ, (A,) [The water became sprinkled, or scattered in drops, upon him or it.] And ترشّشت نُقْطَةٌ مِنَ القَلَمِ [A drop of ink became spirtled from the pen]. (S and K in art. مج) R. Q. 2 تَرَشْرَشَ: see 5. b2: Also It (roasted meat) dripped with gravy; or was succulent, and dripping with juice; or was fat. (TA.) b3: and It flowed. (TA.) رَشٌّ, (S, K,) or رَشٌّ مِنْ مَطَر ٍ, (A, TA,) A little [sprinkling] rain: (S, K:) [and so ↓ رَشَّةٌ in the present day:] or the first [or lightest and weakest] of rain: (IAar: [see رَكٌّ:] pl. رِشَاشٌ. (S, K.) b2: Also the former, (assumed tropical:) A painful beating. (Sgh, K.) رَشَّةٌ: see the next preceding paragraph.

رَشَاشٌ What is sprinkled, (S, A, * K,) or scattered, (Msb,) of water, (A, Msb,) and the like, (Msb,) or of blood, (S, A, K,) and of tears, (S, K,) and the like, (K,) and of rain; (TA in art. طش;) what is scattered, or flies about, of blood. (Msb.) b2: [Hence the saying,] لَمْ يَدْخُلْ فِى الشَّرِّ وَأَصَابَهُ مِنْ رَشَاشِهِ (tropical:) [He did not enter into evil, or mischief, and yet somewhat thereof, or of its effects, befell him]. (A, TA.) And أَلَحَّ بِنَا العُطَاشُ وَمَا نَالَنَا مِنْكَ إِلَّا الرَّشَاشُ [app. meaning Insatiable thirst, or desire, to hear from thee, or the like, remained in us, and there did not reach us from thee aught save a mere sprinkling; or perhaps, what was scattered abroad, of rumours, or the like]. (A, TA. *) [See also an ex. voce رَذَاذٌ.]

رَشِيشٌ: see مَرْشُوشٌ.

رَشْرَاشٌ Roasted meat (Aboo-Sa'eed, A, K) dripping with its gravy; (Aboo-Sa'eed, A, TA;) or succulent, and dripping with its juice; (TA;) or fat: (K:) and ↓ مُرِشٌّ signifies the same. (TA.) مُرِشٌّ: see what next precedes.

مِرَشَّةٌ A thing with which one sprinkles: (Ibn-'Abbád:) a thing with which the weaver sprinkles the web: (A, TA:) [in the present day, applied to a long-necked bottle, with a stopper pierced with a hole or holes, for sprinkling scented water.]

مَرْشُوشٌ [Sprinkled, or scattered in drops; as also ↓ رَشِيشٌ, occurring in this sense in a verse in the TA in art. خفت]. b2: مَحَلٌّ مَرْشُوشٌ [A place of alighting sprinkled, or wetted by sprinkling]. (A.) b3: أَرْضٌ مَرْشُوشَةٌ Land upon which [rain such as is called] الرَّشّ has fallen. (TA.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.