Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: جنة

إحصاء الأسماء الإلهية

إحصاء الأسماء الإلهية:
[في الانكليزية] Counting the divine names
[ في الفرنسية] Denombrement des noms divins
هو التحقق بها في الحضرة الوحدية بالفناء عن الرسوم الخلقية والبقاء ببقاء الحضرة الأحدية. وأما إحصاؤها بالتخلّق بها فهو يوجب دخول جنّة الوراثة بصحّة المتابعة، وهي المشار إليها بقوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ. وأما إحصاؤها بتيقّن معانيها والعمل بفحاويها فإنه يستلزم دخول جنّة الأفعال بصحّة التوكّل في مقام المجازاة. هكذا في الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين.

حي

(حي) : تُجْمَع الحَيّةُ حَيَواتِّ.
حي: حيّ- مُثقَّلة-: يندب بها، ويُنْعَى بها. يقال: حِيّ على الفِداء، حيّ على الخَيْر، ولم يشتق منه فعل. 
الْحَاء وَالْيَاء

الحياةُ: نقيض الْمَوْت. كتبت بِالْوَاو ليعلم أَن الْوَاو بعد الْيَاء فِي حد الْجمع، وَقيل: على تفخيم الْألف، وَحكى ابْن جني عَن قطرب أَن أهل الْيمن يَقُولُونَ: الحَيَوْةُ، بواو قبلهَا فَتْحة، فَهَذِهِ الْوَاو بدل من ألف حَيَاة، وَلَيْسَت بلام الْفِعْل من حَيَوَةٍ، أَلا ترى أَن لَام الْفِعْل يَاء؟ وَكَذَلِكَ يفعل أهل الْيمن بِكُل ألف منقلبة عَن وَاو، كَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة.

حَيَّ حَياةً، وحَيَّ يحْيا ويَحَيُّ.

وَقَول أهل الْمَدِينَة: ويَحْيا من حَيِىَ عَن بَيِّنَة وَغَيرهم: من حَيّ على بَيِّنَة.

وَقَوله تَعَالَى: (فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طيِّبةً) قيل: نرزقه حَلَالا. وَقيل: الْحَيَاة الطّيبَة الْــجنَّة.

والحَيُّ من كل شَيْء: نقيض الْمَيِّت. وَالْجمع أَحيَاء. وَقَوله تَعَالَى: (ومَا يستَوِي الأحياءُ وَلَا الأمواتُ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: الْحَيّ هُوَ الْمُسلم وَالْمَيِّت هُوَ الْكَافِر، قَالَ الزّجاج: الْأَحْيَاء الْمُؤْمِنُونَ، والأموات الْكَافِرُونَ، قَالَ: وَدَلِيل ذَلِك قَوْله: (أمواتٌ غيرُ أحياءٍ وَمَا يَشعُرون) وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيَّا) أَي من كَانَ مُؤمنا وَكَانَ يعقل مَا يُخَاطب بِهِ، فَإِن الْكَافِر كالميت. وَقَوله عز وَجل: (ولَا تَقولُوا لمن يُقتَلُ فِي سبيلِ اللهِ أمواتٌ بل أحياءٌ) ، أموات، بإضمار مكنى، أَي لَا تَقولُوا: هم أموات، فنهاهم الله أَن يسموا من قتل فِي سَبِيل الله مَيتا، وَأمرهمْ بِأَن يسموهم شُهَدَاء فَقَالَ: (بل أَحيَاء) الْمَعْنى، بل هم أَحيَاء وَقَالَ عز وَجل: (ولَا تحْسَبَنَّ الذينَ قُتِلوا فِي سبيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بل أحياءٌ عِنْد ربِّهم يُرزَقونَ) فأعلمنا أَن من يقتل فِي سَبيله حَيّ. فَإِن قَالَ قَائِل: فَمَا بالنا نرى جثته غير متصرفة؟ فَإِن دَلِيل ذَلِك مَا يرَاهُ الْإِنْسَان فِي مَنَامه، وجثته غير متصرفة على قدر مَا يرى، وَالله جلّ ثَنَاؤُهُ قد توفى نَفسه فِي نَومه فَقَالَ: (اللهُ يتوَّفى الأنفُسَ حِين مَوْتِها، وَالَّتِي لم تَمُتْ فِي مَنامِها) وينتبه النَّائِم وَقد رأى مَا اغتم بِهِ فِي نَومه فيدركه الانتباه وَهُوَ فِي بَقِيَّة من ذَلِك. فَهَذَا دَلِيل على أَن أَرْوَاح الشُّهَدَاء جَائِز أَن تفارق أجسامهم وهم عِنْد الله أَحيَاء، فَالْأَمْر فِيمَن قتل فِي سَبِيل الله لَا يُوجب أَن يُقَال لَهُ ميت، وَلَكِن يُقَال: هُوَ شَهِيد وَهُوَ عِنْد الله حَيّ.

وَقد قيل فِي ذَلِك قَول غير هَذَا، قَالُوا: معنى أموات أَي لَا تَقولُوا: هم أموات فِي دينهم، بل قُولُوا أَنهم أَحيَاء فِي دينهم، قَالَ أَصْحَاب هَذَا القَوْل: دليلنا قَوْله: (أوَ مَنْ كانَ مَيْتا فأحَيَيْناه وجعَلْنا لَهُ نورا يَمشِي بِهِ فِي الناسِ، كَمَن مَثَلُه فِي الظلُماتِ لَيْسَ بِخارجٍ مِنْهَا) فَجعل الْمُهْتَدي حَيا، وَأَنه حِين كَانَ على الضَّلَالَة كَانَ مَيتا، وَالْقَوْل الأول أشبه بِالدّينِ والصق بالتفسير.

وَحكى الَّلحيانيّ: ضُرِبَ ضَرْبَة لَيْسَ بحايٍ مِنْهَا، أَي لَيْسَ يحيا مِنْهَا، قَالَ: وَلَا يُقَال لَيْسَ بحي مِنْهَا إِلَّا أَن يخبر انه لَيْسَ بحي، أَي هُوَ ميت، فَإِن أردْت انه لَا يحيا، قلت: لَيْسَ بحاي، وَكَذَلِكَ أَخَوَات هَذَا كَقَوْلِك: عد فلَانا فَإِنَّهُ مَرِيض، تُرِيدُ الْحَال، وَتقول: لَا تَأْكُل هَذَا الطَّعَام فَإنَّك مارض، أَي انك تمرض إِن أَكلته.

وأحياه، جعله حَيا، وَفِي التَّنْزِيل: (أليسَ ذَلِك بقادِرٍ على أَن يُحْيِ الْمَوْتَى) قَرَأَهُ بَعضهم: على أَن يُحي الْمَوْتَى أجْرى النصب مجْرى الرّفْع الَّذِي لَا تلْزم فِيهِ الْحَرَكَة، ومجرى الْجَزْم الَّذِي لَا يلْزم فِيهِ الْحَذف.

وَقَوله تَعَالَى: (ربَّنا أمَتَّنا اثنتينِ وأحييَتْنَا اثنتينِ) أَرَادَ خلقتنا أَمْوَاتًا ثمَّ أَحْيَيْتَنَا ثمَّ أمتنَا بعد ثمَّ بعثتنا بعد الْمَوْت. قَالَ الزّجاج: وَقد جَاءَ فِي بعض التَّفْسِير أَن إِحْدَى الحياتين وَإِحْدَى الْميتَتَيْنِ، أَن يحيا فِي الْقَبْر ثمَّ يَمُوت، قَالَ: فَذَلِك أدل على أَحْيَيْتَنَا وامتنا، وَالْأول أَكثر فِي التَّفْسِير.

واستَحياه: أبقاه حيًّا، وَقَالَ الَّلحيانيّ، أستَحياه استبقاه. وَلم يشتقه، وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى: (ويَسْتَحيون نِساءكم) أَي يستبقونهن.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: حَيَّت النَّار تَحْيَ حَيَاة فَهِيَ حَيَّةٌ، كَمَا تَقول: مَاتَت فَهِيَ ميتَة.

وَقَوله:

ونارٍ قُبيل الصُّبْحِ بادَرْتُ قَدْحَها ... حَيا النارِ قد أوقدتها للْمُسَافِر

أَرَادَ حَيَاة النارِ، فَحذف الْهَاء.

وحَيَ الْقَوْم فِي أنفسهم، وأحْيَوا فِي دوابهم وماشيتهم.

وَأَرْض حَيَّةٌ: مخصبة، كَمَا قَالُوا فِي الجدب ميتَة.

وأحيَيْنا الأَرْض: وجدناها حَيَّةَ النَّبَات غضَّة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: أُحْيِيَت الأَرْض إِذا استُخرجت.

وَطَرِيق حَيٌّ: بيِّن. وَالْجمع أحياءٌ، قَالَ الحطيئة: إِذا مَحارِمُ أحياءٍ عَرَضْنَ لَهُ

ويروى: " أَحْيَانًا عرضن لَهُ " وحَيَّ الطَّرِيق: استبان، يُقَال: إِذا حَيَ لَك الطَّرِيق فَخذ يمنة.

والحِيُّ: الْحَيَاة، زَعَمُوا، قَالَ العجاج:

كأنَّها إِذْ الحياةُ حِيُّ ... وَإِذ زمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ

وَكَذَلِكَ الْحَيَوَان، وَفِي التَّنْزِيل: (وإنَّ الدارَ الآخِرةَ لَهي الحيوانُ) أَي دَار الْحَيَاة الدائمة.

والحيَوانُ: مَاء فِي الْــجنَّة.

والحيَوانُ: جنس الْحَيّ، وَأَصله حييان، فقلبت الْيَاء الَّتِي هِيَ لَام واوا استكراها لتوالي الياءين ليختلف الحرفان، هَذَا مَذْهَب الْخَلِيل وسيبويه، وَذهب أَبُو عُثْمَان إِلَى أَن الْحَيَوَان غير مبدل الْوَاو، وَأَن الْوَاو فِيهِ أصل وَإِن لم يكن مِنْهُ فعل، وَشبه هَذَا بقَوْلهمْ: فاظ الْمَيِّت يفيظ فيظا وفوظا وَإِن لم يستعملوا من فوظ فعلا، كَذَلِك الْحَيَوَان عِنْده مصدر لم يشتق مِنْهُ فعل. قَالَ أَبُو عَليّ: هَذَا غير مرضِي من أبي عُثْمَان من قبل انه لَا يمْتَنع أَن يكون فِي الْكَلَام مصدر عينه وَاو وفاؤه ولامه صَحِيحَانِ. مثل فوظ وصوغ وَقَول وَمَوْت وَأَشْبَاه ذَلِك، فَأَما أَن يُوجد فِي الْكَلَام كلمة عينهَا يَاء ولامها وَاو فَلَا، فَحَمله الْحَيَوَان على فوظ خطأ لِأَنَّهُ شبه مَا لَا يُوجد فِي الْكَلَام بِمَا هُوَ مَوْجُود مطرد. قَالَ أَبُو عَليّ: وَكَأَنَّهُم إِنَّمَا استجازوا قلب الْيَاء واوا لغير عِلّة وَإِن كَانَت الْوَاو اثقل من الْيَاء ليَكُون ذَاك عوضا للواو من كسرة دُخُول الْيَاء وغلبتها عَلَيْهَا.

وحَيْوَةُ: اسْم رجل، قلبت الْيَاء واوا لضرب من التَّوَسُّع وَكَرَاهَة لتضعيف الْيَاء، وَإِذا كَانُوا قد كَرهُوا تَضْعِيف الْيَاء مَعَ الْفَصْل حَتَّى دعاهم ذَلِك إِلَى التَّغْيِير فِي حاحَيْتُ وهاهَيْتُ، كَانَ إِبْدَال اللَّام فِي حَيْوَةَ ليختلف الحرفان أَحْرَى، وانضاف إِلَى ذَلِك انه علم، والأعلام قد يعرض فِيهَا مَا لَا يُوجد فِي غَيرهَا، نَحْو مُورق وموهوب وموظب. وحَيَوانٌ: اسْم، وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِي حَيْوَةَ.

والمحاياةُ: الْغذَاء للصَّبِيّ لِأَن حَيَاته بِهِ.

والحَيُّ: الْبَطن من بطُون الْعَرَب.

وَقَوله:

وحَيَّ بكرٍ طَعَنَّا طعْنَةً فَجْرَى

فَلَيْسَ الحيّ هُنَا الْبَطن من بطُون الْعَرَب كَمَا ظَنّه قوم، وَإِنَّمَا أَرَادَ الشَّخْص الْحَيّ الْمُسَمّى بكرا، أَي: وبكرا طَعنا، فحي هُنَا مُذَكّر حَيَّة حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: وشخص بكر الْحَيّ طَعنا، فَهَذَا من بَاب إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه، وَمِنْه قَول ابْن أَحْمَر:

أدركْت حَيَّ أبي حَفْصٍ وشيمَتَه ... وَقبل ذاكَ وعَيْشاً بَعْده كَلِباَ

وَقَوْلهمْ: إِن حَيّ ليلى لشاعرة، هُوَ من ذَلِك، يُرِيدُونَ ليلى. وَالْجمع أَحيَاء.

وَقَوله:

فتُشبِع مجلسَ الحيَّينِ لَحْما ... وتُلْقِى للإماءِ من الوَزيمِ

يَعْنِي بالحيين، حَيّ الرجل وَحي الْمَرْأَة، والوزيم العضل.

والحيا، مَقْصُور: الخصب. وَالْجمع أحياءٌ. وَقَالَ الَّلحيانيّ: الحيا، مَقْصُور، الْمَطَر.

وَقَالَ مرّة: حَيَّاهم الله بِحَيا، مَقْصُور، أَي أعانهم. وَقد جَاءَ الحيا الَّذِي هُوَ الْمَطَر وَالْخصب ممدودا. وَجَاء فِي الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ انه قَالَ: " كَانَ عليٌّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يُشِبهُ الْقَمَر الباهر والأسد الخادر والفرات الزاخر وَالربيع الباكر، أشبه من الْقَمَر ضوءه وبهاءه، وَمن الْأسد شجاعته ومضاءه، وَمن الْفُرَات جوده وسخاءه، وَمن الرّبيع خصبه وحَياءه ".

وأحْيا الله الأَرْض، أخرج فِيهَا النَّبَات. وَقيل إِنَّمَا أَحْيَاهَا من الْحَيَاة، كَأَنَّهَا كَانَت ميتَة بِالْمحل فأحْياها بالغيث.

والتَّحيَّةُ: السَّلَام. وَقد حَيَّاه تحيَّة. وَحكى الَّلحيانيّ: حَيَّاك الله تحِيةَ الْمُؤمن.

والتَّحِيَّة: الْبَقَاء. والتحِيَّةُ: المُلك. وَقَول زُهَيْر بن جناب الْكَلْبِيّ:

ولكُلُّ مَا نَالَ الفَتىَ ... قَدْ نِلْتُه إِلَّا التَّحيَّةْ

قيل: أَرَادَ المُلك، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ الْبَقَاء، لِأَنَّهُ كَانَ ملكا فِي قومه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: تحيَّةٌ تفعلة، والمضاعف من الْيَاء قَلِيل لِأَن الْيَاء قد تثقل وَحدهَا لاما، فَإِذا كَانَ قبلهَا يَاء كَانَ أثقل لَهَا.

وَقَوله: حَيَّاكَ الله وبَيَّاكَ، قيل: حَيَّاكَ ملَّكك وَقيل: أبقاك، وبيَّاك اعتمدك بالمُلك، وَقيل أضْحكك.

وحَيَّا الْخمسين: دنا مِنْهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي والمُحَّيا: جمَاعَة الْوَجْه، وَقيل: حُرُّه وَهُوَ من، الْفرس حَيْثُ انفرق تَحت النَّاصية فِي أَعلَى الْجَبْهَة، وَهُنَاكَ دَائِرَة المُحَّيا.

وَالْحيَاء: التَّوْبَة والحشمة. وَقد حَيِيَ مِنْهُ حَيَاء واستحيا واستَحىَ، حذفوا الْيَاء الْأَخِيرَة كَرَاهِيَة التقاء الياءين، والأخيرتان تتعديان بِحرف وَبِغير حرف، يَقُولُونَ: استحيا مِنْك واستحياك، واستحى مِنْك واستحاك. وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ مِمَّا أدركَ الناسُ من كلامِ النُّبُوةِ: إِذا لم تَسْتَحِ فاصنَعْ مَا شِئْتَ) . أَي من لم يَستَحْيِ صنع مَا شَاءَ، على جِهَة الذَّم لترك الْحيَاء، وَلَيْسَ يَأْمُرهُ بذلك، وَلكنه أَمر بِمَعْنى الْخَبَر. وَمعنى الحَدِيث أنَّه يَأْمر بِالْحَيَاءِ ويحث عَلَيْهِ ويعيب تَركه.

وَرجل حَيِيٌّ: ذُو حَياءٍ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. وَقَوله:

وَإِنِّي

لأستَحِي

أخي أَن أرى لَهُ ... عَليَّ من الحقِّ الَّذِي لَا يَرَى لِيا

مَعْنَاهُ، آنَفُ من ذَلِك.

والحيَّةُ: الحنش الْمَعْرُوف. اشتقاقه من الْحَيَاة فِي قَول بَعضهم. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول الْعَرَب فِي الْإِضَافَة إِلَى حيَّةَ بن بَهْدَلَة: حَيوِىّ، فَلَو كَانَ من الْوَاو لَكَانَ: حَوَوِىّ، كَقَوْلِك فِي الْإِضَافَة إِلَى لَيَّةٍ: لَوَوِىّ. قَالَ بَعضهم: فَإِن قلت: فَهَلا كَانَت الحيَّةُ مِمَّا عينه وَاو اسْتِدْلَالا بقَوْلهمْ: رجل حَوَّاءٌ، لظُهُور الْوَاو عينا فِي حَوَّاء، فَالْجَوَاب أَن أَبَا عَليّ ذهب إِلَى أَن حيَّةَ وحَوَّاء، كسبط وسبطر ولؤلؤ ولآل ودمث ودمثر ودلاص فِي قَول أبي عُثْمَان، وَأَن هَذِه أَلْفَاظ اقْتَرَبت أُصُولهَا واتفقت مَعَانِيهَا، وكل وَاحِد لَفظه غير لفظ صَاحبه، فَكَذَلِك حَيَّةٌ مِمَّا عينه ولامه ياءان، وحوَّاءُ مِمَّا عينه وَاو ولامه يَاء كَمَا أَن لؤلؤا رباعي ولآل ثلاثي، لفظاهما مقتربان ومعنياهما متفقان، وَنَظِير ذَلِك قَوْلهم: جُبْتُ جَيْبَ الْقَمِيص. وَإِنَّمَا جعلُوا حوَّاء، مِمَّا عينه وَاو ولامه يَاء، وَإِن كَانَ يُمكن لَفظه أَن يكون مِمَّا عينه ولامه واوان، من قبل أَن هَذَا هُوَ الْأَكْثَر فِي كَلَامهم. وَلم تأت الْفَاء وَالْعين وَاللَّام ياءات إِلَّا فِي قَوْلهم: يَيَّيْتُ يَاء حَسَنَة، على أَن فِيهِ ضعفا من طَرِيق الرِّوَايَة. وَيجوز أَن يكون من التَحَوِّي لانطوائها. والمذكر والمؤنث فِي ذَلِك سَوَاء.

والحَيُّوتُ: ذكر الحيَّاتِ، وَقد أبنت تَعْلِيل هَذِه الْكَلِمَة بنهاية الشَّرْح فِي " الْكتاب الْمُخَصّص ".

وَأَرْض مَحْياةٌ: كَثِيرَة الحيَّاتِ.

والحَيَّةُ من سمات الْإِبِل، وَسْمٌ يكون فِي الْعُنُق ملتويا مثل الْحَيَّة، عَن ابْن حبيب من تذكرة أبي عَليّ.

والحَيا: الْفرج من إناث الْخُف والظلف وَالسِّبَاع، وَخص ابْن الْأَعرَابِي بِهِ الشَّاة وَالْبَقَرَة والظبية. وَالْجمع أحياءٌ، عَن أبي زيد وأحْيِيَةٌ وحِيٌّ وحَيٌّ، عَن سِيبَوَيْهٍ قَالَ: ظَهرت الْيَاء فِي أحْيِيَةٍ لظهورها فِي حَيِيَ، والإدغام أحسن، لِأَن الْحَرَكَة لَازِمَة، فَإِن أظهرت فاحسن ذَلِك أَن تخفى كَرَاهَة تلاقي المثلين، وَهِي مَعَ ذَلِك بزنتها متحركة. وَحمل ابْن جني أَحيَاء على انه جمع حَياءٍ ممدودا، قَالَ: كسوا فعالا على أَفعَال حَتَّى كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كسروا فعلا.

وحيَّةُ بن بَهْدَلَة: قَبيلَة، النّسَب إِلَيْهَا حَيَوِىّ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل عَن الْعَرَب، وَبِذَلِك اسْتدلَّ على أَن الْإِضَافَة إِلَى لَيَّةٍ لَوَوِىّ، قَالَ: وَأما أَبُو عَمْرو فَكَانَ يَقُول: لَيَيِيّ وحَيَيَيّ.

وَبَنُو حَيّ: بطين من الْعَرَب، وَكَذَلِكَ بَنو حَيّ ومُحَيَّاةٌ: اسْم مَوضِع.

أور

[أور] الاوار بالضم: حرارة النار والشمس، وحرارة العطش أيضا: قال الراجز:

والنار قد تشفى من الاوار * والنار ههنا: السمات. وأوارة: اسم ماء.
أور: الأوار: حُّر التَّنُّور من بعيدٍ. ويُقال: إرة في ورة، فالإرة: النّار بعينها، والورة: الحُفْرة. والمُسْتأْوِرُ: الفَزِع، قال:

كأنّه بزِوانٍ نام عن غنم ... مستأور في سواد اللّيل مَذْءُوبُ 
أور
أُوار [مفرد]: ج أُوَر:
1 - شدّة حرّ الشَّمس "لفحَه أُوار الشَّمس".
2 - لَفْح النَّار، لهبُها، وهجُها.
3 - عطش "شعر بأُوار بسبب حرارة الشمس". 
أ و ر

لحني أوار النار، وأوار الشمس ومررت بتنور فلفحني بأواره.

ومن المجاز: كاد يغشي عليه من الأوار وهو العطش، كما قيل له الحرة. قال:

ظللنا نخبط الظلماء ظهراً ... لديه والمطيُّ به أوار

جوعهم حتى أظلمت أبصارهم، فكأنهم ظهراً في ليل مظلم. ورجل أواري: شديد العطش.
(أور) - في حديث عَطاء أَنَّ في بَعضِ الكُتُب "أبشِرى أُورِى شَلِمَ براكِب الحِمار".
ويُريد بيتَ المَقْدِس، قال الأَعشى:
وقد طُفْت للمالِ آفَاقَه ... عُمانَ فَحِمْصَ فأُورِى شَلِمَ
وقال أبو نصر: فأورِى سَلِم، بالسين المهملة وكسر اللام، كأنّه عرَّبه، قال: وهذا بالعِبْرانية أُورِى شُولُومِ وقيل معناه: بَيتُ السَّلم، ويقال: بتَشْدِيد اللَّام.
ورُوِى عن كعب: أَنَّ الــجَنَّة في السمّاء السَّابِعَة بمِيزان بَيتِ المقدس والصخرة، ولو وَقَع حجرٌ منها وَقَع على الصَّخْرة، لذلك دعيت أورَسَلِم، ودُعِيت الــجنة دَارَ السلام. 
[أور] الأُوَارُ حَرُّ الشمس والنار والعطش وقيل الدخان واللهب قال أبو حنيفة الأُوَارُ أرقُّ من الدخان وألطف قال الكِسَائيُّ الأُوَارُ مقلوبٌ أصلُه الوُآرُ ثم خُفِّفت الهمزة فأُبدلت في اللفظ واوًا فصارت وُرَارٌ فلما التقت في أول الكلمة واوان وأُجري غير اللازم مُجْرى اللازم أُبدلت الأولى همزة فصارت أُوَارًا والجمع أُورٌ وأرض أَوِرَةٌ وَوَئِرةٌ مقلوبٌ شديدة الأُوارِ وريح إيرٌ وأَوْرٌ باردة والأُوارُ أيضًا الجَنُوبُ والْمستَأْوِرُ الفَزِعُ واسْتأْوَرَتِ الإبلُ نَفَرت في السَّهْلِ وكذلك الوحش وآرَةُ وأُوَارَةُ موضعانِ قال

(عُدَاويَّةٌ هيهاتَ منكَ مَحَلُّها ... إذا ما هيَ احتَلَّتْ بقُدْسَ وآرَتِ)

ويروى بقدسِ أُوَارَتِ عُداويَّةٌ منسوبة إلى عديٍّ على غير قياس وأُورِيَا رجل من بني إسرائيل وهو زوج المرأة التي فتن بها داود عليه السلام

أور: الأُوارُ، بالضم: شدَّةُ حر الشمس ولفح النار ووهجها والعطشُ،

وقيل: الدُّخان واللَّهَبُ. ومن كلام علي، رضي الله عنه: فإِن طاعة الله

حِرْزٌ من أُوار نيران مُوقَدةٍ؛ قال أَبو حنيفة: الأُوارُ أَرَقُّ من الدخان

وأَلطف؛ وقول الراجز:

والنَّارُ قد تَشْفي من الأُوارِ

النار ههنا السِّماتُ. وقال الكسائي: الأُوار مقلوبٌ أَصله الوُ آرُ ثم

خففت الهمزة فأُبدلت في اللفظ واواً فصارت وُواراً، فلما التقت في أَول

الكلمة واوان وأُجْريَ غيرُ اللازم مجرى اللازم أُبدلت الأُولى همزة فصارت

أُواراً، والجمع أُورٌ. وأَرض أَوِرَةٌ ووَيِرَةٌ، مقلوب: شديدة

الأُوار. ويوم ذو أُوارٍ أَي ذو سَمُوم وحر شديد. وريح إِيرٌ وأُورٌ. باردةٌ.

والأُوارُ أَيضاً: الجنوبُ. والمُسْتَأْوِرُ: الفَزِع؛ قال الشاعر:

كأَنَّه بزوانٍ نامَ عَنْ غَنَمٍ،

مُسْتَأْوِرٌ في سواد اللَّيل مَدْؤُوبُ

الفراءُ: يقال لريح الشَّمال الجِرْبياءُ بوزنَ رَجُلٌ نِفْرِجاءُ وهو

الجبانُ. ويقال للسَّماء إِيرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ وأَوُورٌ؛ قال: وأَنشدني

بعض بني عُقَيْل:

شَآمِيَّة جُنْحَ الظَّلام أَوُورُ

قال: والأَوُروُ على فَعُول.

قال: واسْتَأْوَرَتِ الإِبلُ نَفَرَتْ في السَّهْل، وكذلك الوحشُ. قال

الأَصمعي: اسْتَوْأَرَتِ الإِبِلُ إِذا تَرابَعتْ على نِفارٍ واحدٍ؛ وقال

أَبو زيد: ذاك إِذا نفرَتْ فصَعِدَت الجَبَلَ، فإِذا كان نِفارُها في

السَّهْلِ قيل: اسْتَأْوَرَتْ؛ قال: وهذا كلام بني عَقَيْلٍ. الشَّيْباني:

المُسْتَأْوِرُ الفارُّ. واستَأْوَرَ البعير إِذا تَهَيَّأَ للوُثوب وهو

بارك. غيره: ويقال للحُفْرَة التي يجتمع فيها الماءُ أُورة وأُوقَةٌ؛ قال

الفرزدق:

تَرَبَّعَ بَيْنَ الأُورَتَيْنِ أَميرُها

وأَما قول لبيد:

يَسْلُبُ الكانِسَ، لم يُورَ بها،

شُعْبَةَ السَّاقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَلْ

وروي: لم يُوأَرْ بها؛ ومن رواه كذلك فهو من أْوار الشمس، وهو شدّة

حرها، فقلبه، وهو من التنفير. ويقال: أَوْأَرْتُه فاسْتَوْأَر إِذا

نَفَّرْتَه. ابن السكيت: آرَ الرجلُ حليلته يَؤُورُها، وقال غيره: يَئِيرُها

أَيْراً إِذا جامَعَها.

وآرَةُ وأُوارَةُ: موضعان؛ قال:

عَداوِيَّةٌ هيهاتَ منك مَحَلُّها،

إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَتِ

ويروي: بقدس أُوارَةِ. عداوية: منسوبة إلى عدي على غير قياس. وأُوارَةُ:

اسم ماء. وأُورِياءُ: رجل من بني إِسرائيل، وهو زوج المرأَة التي فُتِنَ

بها داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وفي حديث عطاء: أَبْشِري

أُورى شَلَّمَ براكب الحمار؛ يريد بيت الله المقدَّس؛ قال الأَعشى:

وقَدْ طُفْتُ للمالِ آفاقَهُ:

عُمانَ فَحِمْصَ فَأُورَى شَلَمْ

والمشهور أُورى شَلَّم، بالتشديد، فخففه للضرورة، وهو اسم بيت المقدس؛

ورواه بعضهم بالسين المهملة وكسر اللام كأَنه عرّبه وقال: معناه

بالعبرانية بيت السلام. وروي عن كعب أَن الــجنة في السماء السابعة بميزان بيت

المقدس والصخرة ولو وقع حجر منها وقع على الصخرة؛ ولذلك دعيت أُورَشلَّم

ودُعيت الــجنةُ دارَ السلام.

الكوثر

ك ث ر [الكوثر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ .
قال: نهر في بطنان الــجنّة، حافتاه قباب الدر والياقوت.
قال: وبأي شيء ذكر ذلك؟
قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل باب المروة، وخرج من باب الصفا: فاستقبله العاص بن وائل السهمي ، فرجع العاص إلى قريش ، فقالت له قريش: من استقبلك يا أبا عمرو آنفا؟ قال: الأبتر، يريد النبي صلّى الله عليه وسلّم، فما برح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى أنزل هذه السورة: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 
، نهر في بطنان الــجنة حافتاه قباب الدّرّ والياقوت فيها أزواجه وخدمه، ثم قال: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ البدن إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ . يعني:
إن عدوّك هو العاص بن وائل السهمي الأبتر من الخير لا أذكر مكانا إلا ذكرت معي يا محمد، فمن ذكرني ولم يذكرك ليس له في الــجنة نصيب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
وحباه الإله بالكوثر ... الأكبر فيه النعيم والخيرات 
الكوثر
الكَوْثَر: مبالغة الكثير، فهو: ذو كثرة عظيمة وبركة وثروة. فإن الكُثرْ هو: الثروة. وقد سمّوا به الرجال، كما سَمّوهم بكَثِير وكُثَيِّر. وترى استعماله على طريق الصفة في قول لبيد:
وصاحِبُ مَلْحوبٍ فُجِعنا بموته ... وعند الرِّداعِ بيتُ آخرَ كوثَرِ
وفي قول أميّة بن أبي عائذ الهذلي :
يُحَامِي الحقيقَ إذا مَا احْتَدَمْـ ... ـنَ حَمْحَمَ في كوثَرٍ كَالجِلاَلِ فاستعمل الصفة بتقدير الموصوف: أي في غبار كوثَرٍ. وقد جعلوا منه فعلاً، كما قال حَسَّان بن نُشْبَةَ :
أبَوا أنْ يُبِيحُوا جارَهُم لِعَدُوِّهِم ... وقَد ثارَ نَقْعُ الْمَوتِ حتَّى تكوثَرَا
فالكوثر هاهنا من جهة اللسان محتمل لثلاثة وجوه من التأويل:
الأول أنه منقول إلى الاسمية، فصار مختصاً بشيء وسماه الله تعالى بالكوثر.
والثاني أنه صفة قدِّر موصوفها، فصار له بعض التخصيص، كقولهم: "مُرْدٌ على جُرْدٍ" أي رجالٌ مُرْدٌ على خيلٍ جُرْدٍ. وكقوله تعالى: {والذاريات} .
أي الرياح الذاريات.
{ذَاتِ ألواحٍ ودُسُرٍ} .
أي فُلْك ذات ألواح ودسر . وهذا كثير في القرآن وكلام العرب. ولكنه لا يوجد إلا إذا كانت الصفة خاصة بالموصوف، فيفهم من ذكر مجرد الصفة، أو دَلَّتْ على الموصوف قرينة أخرى.
والثالث أنه وصف باقٍ على عموم معناه كأسماء الصنف التي تقع على القليل والكثير، ولا تختص، وحينئذٍ يكون من جوامع الكلم. ويحتمل كلّ ما كان فيه خير كثير، ويُحمل -حسب القرائن- على بعض الأفراد .

رين

(ر ي ن) : (رِينَ) بِهِ فِي (س ف) .
(رين) بِهِ مَاتَ وَوَقع فِيمَا لَا طَاقَة لَهُ بِهِ وَلَا يَسْتَطِيع الْخُرُوج مِنْهُ
ر ي ن : رَانَ الشَّيْءُ عَلَى فُلَانٍ رَيْنًا مِنْ بَابِ بَاعَ غَلَبَهُ ثُمَّ أُطْلِقَ الْمَصْدَرُ عَلَى الْغِطَاءِ وَيُقَالُ رَانَ النُّعَاسُ فِي الْعَيْنِ إذَا خَامَرَهَا. 

رين


رَانَ (ي)(n. ac. رَيْن
رُيُوْن)
a. [acc.
or
'Ala
or
Bi], Overcame, overpowered, vanquished, conquered;
subdued.
b. Was vicious, depraved.

أَرْيَنَa. Perished.

رَيْن
(pl.
رِيَاْن)
a. Rust; dirt.

رَيْنَةa. Wine.

رَان
P.
a. Leggings, gaiters.
رين: ران: ضرب من الأحذية، ويجمع على رانات (الكامل ص627).
رانة: هذه الكلمة مستعملة عند أبي الوليد (ص80 رقم 71) لشرح الكلمة العبرية ((هاو)) التي وردت في سفر حزقيال (حسقيل) (ص23 نشيد 24) ووجوده هذه الكلمة فيه شك كبير (انظر شرح هيتزج) ومعناها ضرب من السلاح، وهذا لا يتفق مع عبارة حزقيال، وأنا لا أعرفها.
رين
الرَّيْنُ: صدأ يعلو الشيء الجليّ، قال: بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ
[المطففين/ 14] ، أي:
صار ذلك كصدإ على جلاء قلوبهم، فعمي عليهم معرفة الخير من الشرّ، قال الشاعر:
قد رَانَ النّعاس بهم
وقد رِينَ على قلبه.
ر ي ن

أعوذ بالله من الري والران وهو ما غطى على القلب وركبه من القسوة للذنب بعد الذنب " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " من قولهم: ران عليه الشراب والنعاس، وران به إذا غلب على عقله. ورين بفلان ونظيره الغين وقولك: إنه ليغان على قلبي. 
رين: الرَّيْنُ: الطَّبْعُ، رانَ على قَلْبِه يَرِيْنُ.
ورَانَ النُّعَاسُ والخَمْرُ في الرَّأْسِ: إذا رَسَخَ فيه؛ رُيُوْناً، ومنه قَوْلُه عَزَّ وَجَلَّ: " كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوْبِهم ".
وأصْبَحَ قد رِيْنَ به: أي ذَهَبَ به المَوْتُ، وإذا وَقَعَ فيما لا يَسْتَطِيْعُ الخُرُوْجَ منه. ورِيْنَ به: انْقُطِعَ به.
والرّانُ: مِثْلُ الرَّيْنِ.
وأرَانَ القَوْمُ فهم مُرِيْنُونَ: هَلَكَتْ مَوَاشِيهم أو هُزِلَتْ من شِدَّةٍ أصَابَتْهم.
(رين) - في الحَدِيث: "أنَّ الصُّوَّام يدخُلُون الــجَنَّة من بَابِ الرَّيَّان"
قال الحَربِىُّ: إن كانَ هذا اسْماً للبَابِ، وإلَّا فإنّما هو من الرَّواءِ، وهو المَاءُ الذي يُرْوِى، والرِّىّ مصدر رَوِى يَرْوَى فهو رَيَّان، وهي رَيَّا.
والرَّيَّا: رِيح طَيَّبَة، وجَمْع رَيّان رِواءٌ، لأنه من بَابِ رَوِى إلا أَنَّا أَوردْناه بظَاهرِ لَفظِه، كأنهم بتَعْطِيشِهم أنفسَهم أُدخِلوا من باب الرَّيَّان ليَأمنُوا من العَطَش قبل تَمَكُّنِهِم في الــجَنَّة. 
[رين] نه: فيه: أصبح وقد "رين" أي أحيط الرين بماله، رين به رينا إذا وقع فيما لا يستطيع منه الخروج، وأصله الطبع والتغطية. ومنه: "بل "ران" على قلوبهم" أي ثبتت الخطايا فغطت عليها، من الرين الحجاب الكثيف. ط: فذاكم "الران" أي ستر تلك النكتة نور القلب، هو الران المذكور في "بل ران" عرف باللام على الحكاية، من ران على قلبه غلب. نه: وفيه: إن الصيام يدخلون الــجنة من باب "الريان" إن كان هو اسما للباب وإلا فهو من الرواء وهو الماء الذي يروي من روِي يروَى فهو ريّان وامرأة ريّا، فالمعنى أن الصيام بتعطيشهم أنفسهم يدخلون من باب الريان ليأمنوا من العطش قبل تمكينهم في الــجنة.
ر ي ن: (الرَّيْنُ) الطَّبْعُ وَالدَّنَسُ، يُقَالُ: (رَانَ) ذَنْبُهُ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ بَابِ بَاعَ، وَ (رُيُونًا) أَيْضًا أَيْ غَلَبَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] أَيْ غَلَبَ. وَقَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هُوَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ حَتَّى يَسْوَادَّ الْقَلْبُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كُلُّ مَا غَلَبَكَ فَقَدَ (رَانَ) بِكَ وَ (رَانَكَ) وَ (رَانَ) عَلَيْكَ. وَ (رِينَ) بِالرَّجُلِ إِذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ، وَلَا قِبَلَ لَهُ بِهِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقِيلَ: رِينَ بِهِ انْقَطَعَ بِهِ.
[رين] الرَيْنُ: الطَبَعُ والدنس. يقال: رانَ على قلبه ذَنْبُهُ يَرينُ رَيْناً ورُيوناً، أي غَلَب. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: (كَلا بَلْ رانَ على قُلوبهم ما كانوا يَكْسِبون) . أي غَلَب. وقال الحسن: هو الذَنْب على الذنب حتّى يسوادَّ القلب. وقال أبو عبيد: كلُّ ما غلبك فقد رانَ بك، ورانَكَ، ورانَ عليك. وفي حديث عمر رضي الله عنه، أنه خطب فقال: " ألا إن الاسيفع، أسيفع جهينة، قد رضى من دينه وأمانته بأن يقال سبق الحاج فادان معرضا فأصبح قد رين به ". قال أبو زيد: يقال رين بالرجل، إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه، ولا قبل له به. وران النعاس في العين. ورانَتِ الخمر عليه: غلبته. وقال القَنانيُّ الأعرابيُّ: رينَ به، أي انقُطِع به. ورانَتْ نفسه تَرينُ رَيْناً، أي خَبُثَتْ وغَثَتْ. وأَرانَ القوم، أي هلكت ماشيتهم، وهم مرينون.
[ر ي ن] الرَّيْنُ الصَّدَأُ الَّذِي يَعْلُو السَّيْفَ والمِرْآةَ ورانَ الثَّوْبُ رَيْنًا تَطَبَّعَ ورانَ الذَّنْبُ عَلَى قَلْبِه رَيْنًا ورُيُونًا غَطّاهُ شَرْعِيَّة وفي التَّنْزِيلِ {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسٍ بُونَ} المطففين 14 ورِينَ عَلَى قَلْبِه غُطِّيَ وكُلُّ ما غَطَّى شَيْئًا فقَدْ رانَ عَلَيه ورانَتْ عَلَيْه الخَمْرُ غَلَبَتْه وغَشِيَتْه وكَذلك النُّعاسُ والهَمُّ وهو مَثَلٌ بذلِكَ وقِيلَ كُلُّ غَلَبَةٍ رَيْنٌ ورانَتْ نَفْسُه غَثَتْ ورِينَ بهِ ماتَ ورِينَ بهِ رَيْنًا وَقَعَ في غَمٍّ وقِيلَ رِينَ بهِ انْقَطَعَ وهو نَحْوُ ذلكَ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ

(ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ ورِينَ بِي ... )

(ورِينَ بالسّاقِي الَّذِي كانَ مَعِي ... )

ورانَ عَلَيْه الموتُ ورانَ بهِ ذَهَبَ وأَرانَ الْقَوْمُ هَلَكَتْ مَواشِيهم أو هُزِلَتْ
رين
رانَ/ رانَ على يَرين، رِنْ، رَيْنًا، فهو رائن، والمفعول

مَرين عليه
• رانَ الثَّوبُ: تدنَّس ° رانت النَّفسُ: خَبُثت.
• ران عليه الشَّيءُ: غَلَبه وغطَّاه "ران عليه الحُزْنُ/ الهوى- {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}: غلبها وغطَّى عليها ما كانوا يقترفونه من الذنوب"? ران النُّعاس في العين: خامرها- رانت اللَّيلة: اشتدّ هولُها أو غَمُّها. 

رائن [مفرد]: اسم فاعل من رانَ/ رانَ على. 

ران [مفرد]: حجاب حائل بين القلب وعالم القدس. 

رَيْن [مفرد]:
1 - مصدر رانَ/ رانَ على.
2 - صدأ يعلو على الشَّيء الجليّ. 
رين [قَالَ أَبُو عبيد -] : [ويروى: وَالنَّخْل معرضًا أَيْضا -] . و [قَالَ أَبُو عبيد -] : قَوْله: فَأصْبح قد رِينَ بِهِ قَالَ أَبُو زيد يُقَال: قد رِينَ بِالرجلِ رَينا إِذا وَقع فِيمَا لَا يَسْتَطِيع الْخُرُوج مِنْهُ وَلَا قِبَل لَهُ بِهِ وَقَالَ القناني الْأَعرَابِي: رِيْنَ بِهِ: انْقَطع بِهِ [قَالَ أَبُو عبيد -] : وَهَذَا الْمَعْنى شَبيه بِمَا قَالَ أَبُو زيد لِأَنَّهُ إِذا أَتَاهُ مَا لَا قبل لَهُ بِهِ فو مُنْقَطع بِهِ وَكَذَلِكَ كل مَا غلبك وعلاك فقد ران بك وران عَلَيْك وَمِنْه قَول الله [تبَارك و -] تَعَالَى {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوْبِهِمْ مَّا كانُوْا يَكْسِبُوْنَ} قَالَ الْحسن فِي هَذِه الْآيَة: هُوَ الذَّنب على الذَّنب حَتَّى 97 / الف يسودّ الْقلب قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا من الْغَلَبَة عَلَيْهِ أَيْضا. وَكَذَلِكَ / قَول أبي زبيد يصف رجلا شرب حَتَّى غَلبه الشَّرَاب سكرا فَقَالَ: [الْخَفِيف]

ثمَّ لما رَآهُ رانَتْ بِهِ الخمرُ ... وَأَن لَا ترينه باتقاءِ

قَوْله: رانت بِهِ الْخمر أَي غلبت على عقله وَقَلبه. قَالَ الْأمَوِي: وَيُقَال أَيْضا: قد أرانْ القومُ فهم مرينون إِذا هَلَكتْ مَوَاشِيهمْ أَو هُزِلت وَهَذَا من الْأَمر الَّذِي أَتَاهُم مِمَّا يَغْلِبهُمْ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ احْتِمَاله. وَفِي هَذَا [الحَدِيث -] من الْفِقْه أَنه بَاعَ عَلَيْهِ مَاله وقسمه بَين الْغُرَمَاء وَهَذَا مثل حَدِيث النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مُعاذ بن جبل أَنه كَانَ رجلا سخيا فَرَكبهُ الدَّين فخلعه رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم من مَاله للْغُرَمَاء وَبِهَذَا يقْضِي أهل الْحجاز وَبِه كَانَ يحكم أَبُو يُوسُف فَأَما أَبُو حنيفَة فَإِنَّهُ كَانَ لَا يرى أَن يَبِيع عَلَيْهِ مَاله وَلكنه قَالَ: يحبس أبدا حَتَّى يَمُوت أَو يقْضِي مَا عَلَيْهِ.

رين

1 رَانَ, [aor. ـِ inf. n. رَيْنٌ, [in its primary acceptation, app. signifies It was, or became, rusty, or covered with rust. And hence,] It (a garment, or piece of cloth,) was, or became, dirty, or filthy; syn. تَطَبَّعَ. (M, TA.) b2: [Hence also,] رانت نَفْسَهُ, (S, M, K, *) aor. ـِ inf. n. as above, (S,) His soul [or stomach] became heavy; or heaved, or became agitated by a tendency to vomit; syn. غَثَتْ, (S, M, K,) and خَبُثَتْ. (S, K.) b3: And ران عَلَيْهِ, (A'Obeyd, T, S, M, Mgh, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (Msb,) It (anything) covered it; namely, a thing: (M:) or it (anything) overcame him; (A'Obeyd, T, S, M, * Mgh, Msb, K;) as also ران بِهِ; (A'Obeyd, T, S, Mgh, K;) and رَانَهُ. (A'Obeyd, S, Mgh, K.) [And رَانَ with يَرُونُ for its aor. signifies the same; as will be seen from a verse cited below.] You say of a sin, misdeed, or transgression, (ذَنْب,) ران عَلَى قَلْبِهِ, (Zj, T, S, Mgh, K,) aor. as above, (Zj, T, S,) inf. n. رَيْنٌ (Zj, T, S, M, K) and رُيُونٌ, (S, M, K,) It covered his heart: (Zj, T, M:) or it overcame his heart. (S, Mgh, K.) رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبوُنَ, in the Kur [lxxxiii. 14], means [What they used to do] hath become like rust upon the clearness of their hearts, so as to make the knowledge of good from evil to be obscured to them: (Er-Rághib, TA:) or hath covered their hearts: (Zj, T:) or hath overcome their hearts: [or hath spread a blackness upon their hearts; for,] accord. to El-Hasan, it means that sin has followed upon sin so that the heart has become black: (S:) and accord. to Aboo-Mo'adh the Grammarian, and a saying of the Prophet, الرَّيْنُ means the heart's becoming black in consequence of sins. (T.) Yousay also, رِينَ عَلى قَلْبِهِ His heart became covered [&c.]. (M.) And رِينَ بِهِ He was overcome: (T, Mgh:) or his property was beset by debt: (T:) or he fell into grief, by reason of debt: (M:) or he fell into that from which he could not escape, (Az, T, S, Mgh, K,) and with which he had not power to cope: (Az, T, S:) or i. q. اُنْقُطِعَ بِهِ [i. e. he became disabled from prosecuting his journey, his means having failed him, or his beast breaking down with him or perishing]; (T, S, M;) so says El-Kanánee El-Aarábee: (T, S:) and he died. (M.) And رَانَتْ بِهِ الخَمْرُ, (T,) or رانت عَلَيْهِ الخَمْرُ, (S, M, [in one copy of the S الحُمَّى,]) The wine overcame him; (S, M;) and overwhelmed him: (M:) or overcame his heart and his reason: (T:) and in like manner one says of drowsiness, and of anxiety; by way of comparison. (M.) And ران النُّعَاسُ فِى العَيْنِ Drowsiness overcame the eye: (S, TA: *) or infected, or pervaded, the eye. (Msb.) Et-Tirimmáh says, مَخَافَةَ أَنْ يَرُونَ النَّوْمُ فِيهِمْ بِسُكْرِ سِنَاتِهِمْ كُلَّ الرُّيُونِ

[In fear that sleep might overcome them, by reason of the intoxication of their sensations of drowsiness, with every degree of overcoming]. (TA. [This, together with a signification assigned to مَرُونَ in art. رون in the K, shows that رَانَ signifying “ he, or it, overcame,” &c., has يَرُونَ as well as يَرِينُ for its aor. ]) And you say also, ران عَلَيْهِ المَوْتُ, and ران بِهِ, Death took him away. (M.) 4 ارانوا Their cattle perished, or died: (ElUmawee, T, S, M, K:) and (so in the T, but in the M “ or ”) their cattle became lean, or emaciated. (El-Umawee, T, M.) This also, says A'Obeyd, is from an event that has happened to them and overcome them, and which they have not been able to bear. (T.) رَانٌ: see the next paragraph.

A2: Also [A kind of legging;] a thing like a خُفّ [or boot], but longer, and without a foot: (K:) described by the author of the Msb, in his handwriting upon the margin, as a piece of cloth made like the خُفّ, stuffed with cotton, worn beneath it on account of the cold: not a genuine Arabic word: (MF:) it is a Persian word, arabicized. (TA.) رَيْنٌ, originally an inf. n.: (Msb:) Rust that overspreads the sword and the mirror; (M;) rust that overspreads a polished thing: (Er-Rághib, TA:) or much dirtiness from rust: or simply dirt, filth, soil, or pollution: syn. طَبَعٌ and ذَنَسٌ: (S, K: [in a copy of the S, and in the CK, الطَّبْعُ is erroneously put for الطَّبَعُ:]) or a cover, or covering. (Msb.) [And hence,] The like of rust, covering the heart: (Zj, T:) black-ness of the heart: pl. رِيَانٌ. (T.) And ↓ رَانٌ signifies the same as رَيْنٌ. (TA.) رَيْنَةٌ i. q. خَمْرَةٌ [i. e. Wine, or some wine, or a kind of wine]: pl. رَيْنَاتٌ: (IAar, Th, T, K:) so called because it overcomes the reason. (TA.) رَجُلٌ مَرِينٌ عَلَيْهِ A man beset, or encompassed. (TA.) مُرِينُونَ Persons whose cattle have perished, or died: (El-Umawee, T, S, K:) and whose cattle have become lean, or emaciated. (El-Umawee, T.)

رين: الرَّيْنُ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ. والرَّيْن: الصَّدأُ الذي يعلو

السيفَ والمِرآة. ورَانَ الثوبُ رَيْناً: تَطَبَّعَ. والرَّيْنُ:

كالصَّدَإ يَغْشى القلب. ورَانَ الذَّنْبُ على قلبه يَرِينُ رَيْناً ورُيُوناً:

غلب عليه وغطاه. وفي التنزيل العزيز: كلا بل رَانَ على قلوبهم ما كانوا

يكسبون؛ أَي غَلَبَ وطَبَعَ وخَتَم؛ وقال الحسن: هو الذَّنْب على الذنب حتى

يسوادَّ القلب؛ قال الطِّرِمَّاحُ:

مخافَةَ أَن يَرِينَ النَّوْمُ فيهم،

بسُكْرِ سِناتِهم، كلَّ الرُّيونِ.

ورِينَ على قلبه: غُطِّي. وكل ما غطى شيئاً فقد رانَ عليه. ورانَتْ عليه

الخمر: غلبته وغشيته، وكذلك النُّعاس والهم، وهو مَثَل بذلك، وقيل: كل

غلبة رَيْنٌ؛ وقال الفراء في الآية: كثرت المعاصي منهم والذنوب فأَحاطت

بقلوبهم فذلك الرَّيْن عليها. وجاء في الحديث: أَن عمر، رضي الله عنه، قال

في أُسَيْفِع جُهَينة لما ركبه الدَّيْن: قد رِينَ به؛ يقول قد أَحاط

بماله الدين وعلته الديون، وفي رواية: أَن عمر خطب فقال: أَلا إن

الأُسََيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَينة قد رضي من دينه وأَمانته بأَن يقال سَبَقَ الحاجّ

فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قد رِينَ به؛ قال أَبو زيد: يقال رِينَ

بالرجل رَيْناً إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قِبَل له به، وقيل:

رِينَ به انقُطِعَ به، وقوله فادَّان مُعْرِضاً أَي استدان مُعْرِضاً عن

الأَداء، وقيل: استدان مُعْتَرِضاً لكل من يُقْرِضه، وأَصل الرَّيْن

الطَّبْعُ والتغطية. وفي حديث علي، عليه السلام: لَتَعْلَمُ أَيُّنا

المَرِينُ على قلبه والمُغَطَّى على بصره؛ المَرِينُ: المفعول به الرَّيْنُ،

والرَّيْنُ سوادا لقلب، وجمعه رِيانٌ. وروى أَبو هريرة أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، سئل عن قوله تعالى: كلا بل رانَ على قلوبهم، قال: هو العبد

يذنب الذنب فَتُنْكَتُ في قلبه نُكَتْةٌ سوداءُ، فإن تاب منها صُقِلَ قلبه،

وإن عاد نُكِتت أُخرى حتى يسودّ القلب، فذلك الرَّيْنُ؛ وقال أَبو معاذ

النحوي: الرَّيْن أَن يسودّ القلب من الذنوب، والطَّبَع أَن يُطْبَع على

القلب، وهو أَشد من الرَّيْن، قال: وهو الختم، قال: والإِقْفال أَشد من

الطَّبْع، وهو أَن يُقْفَل على القلب؛ وقال الزجاج: رانَ بمعنى غَطَّى على

قلوبهم. يقال: رَانَ على قلبه الذنبُ إذا غُشِيَ على قلبه. وفي حديث

مجاهد في قوله تعالى: وأَحاطت به خطيئتُه؛ قال: هو الرَّانُ والرَّيْنُ سواء

كالذَّامِ والذَّيْمِ ولعابِ والعَيْبِ. قال أَبو عبيد: كل ما غلبك

وعَلاك فقد رانَ بك ورانك ورانَ عليك؛ وأَنشد لأَبي زُبَيْدٍ يصف سكرانَ غلبت

عليه الخمر:

ثم لما رآه رانَتْ به الخمـ

ـرُ، وأَن لا تَرِينَه باتِّقاءِ.

قال: رانت به الخمر أَي غلبت على قلبه وعقله. ورانتِ الخمرُ عليه:

غلبته. والرَّيْنَة: الخمرة، وجمعها رَيْناتٌ. ورانَ النُّعاسُ في العين.

ورانت نَفْسُه: غَثَتْ. ورِينَ به: ماتَ. ورِينَ به رَيْناً: وقع في غم،

وقيل: رِينَ به انْقُطِع به وهونحو ذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ ورِينَ بي،

ورِينَ بالسَّاقي الذي كان مَعِي

ورانَ عليه الموتُ ورانَ به: ذهب. وأَرانَ القومُ، فهم مُرِينُون: هلكت

مواشيهم وهُزِلَتْ، وفي المحكم: أَو هُزِلَتْ، وهم مُرِينُون؛ قال أَبو

عبيد: وهذا من الأَمر الذي أَتاهم مما يغلبهم فلا يستطيعون احتماله.

ورانَتْ نَفْسُه تَرِين رَيْناً أَي خَبُثَتْ وغَثَت. وفي الحديث: إن

الصُّيَّام يدخلون الــجنة من باب الرَّيَّان؛ قال الحَرْبي: إن كان هذا اسماً

للباب وإلا فهو من الرَّواء، وهو الماء الذي يُرْوِي، فهو رَيَّان، وامرأَة

رَيَّا، فالرَّيَّان فَعْلان من الرَّيّ، والأَلف والنون زائدتان مثلهما

في عطشان، فيكون من باب رَيّا لا رين، والمعنى أَن الصُّيَّام بتعطيشهم

أَنفسهم في الدنيا يدخلون من باب الريان ليأْمنوا من العطش قبل تمكنهم من

الــجنة.

رين
: ( {الرَّيْنُ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الرَّاغبُ: صَدَأَ يَعْلو الشَّيءَ الجَلِي؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {كلاَّ بَلْ} رَانَ على قُلُوبِهم} ، أَي صارَ ذلِكَ كصَدَإٍ على جَلاءِ قلُوبِهِم فعَمِي عَلَيْهِم مَعْرفِةُ الخَيْرِ مِنَ الشَّرِّ.
وقالَ أَبو معاذٍ النَّحَويُّ: الرَّيْنُ: أَنْ يَسودَّ القَلْبُ مِن الذّنوبِ، والطَّبَعُ أَنْ يُطْبَعَ على القلْبِ، وَهُوَ أَشَدّ مِن الرَّيْن، والإقْفالُ أَشَدّ مِن الطَّبعِ، وَهُوَ أَنْ يُقْفَل على القلْبِ.
وقالَ الحَسَنُ: هُوَ الذَّنْبُ على الذَّنْبِ حَتَّى يَسودَّ القلْبُ.
( {ورَانَ ذَنْبُهُ على قَلْبِهِ} رَيْناً! ورُيُوناً: غَلَبَ) عَلَيْهِ وغَطَّاهُ؛ وجاءَ فِي الحدِيثِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ فِي تفْسِيرِ الآيَةِ رَفَعَه: (هُوَ العَبْد يُذْنبُ الذّنْبَ فَتُنْكَتُ فِي قلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْداءُ، فَإِن تابَ مِنْهَا صُقِلَ قلْبُه، وَإِن عادَ نُكِتَ أُخْرى حَتَّى يَسودَّ القَلْب، فذلِكَ الرَّيْنُ) .
(و) قالَ أَبو عُبَيْدٍ: (كلُّ مَا غَلَبَكَ) : فقد ( {رَانَكَ، و) } رَانَ (بكَ و) {رَانَ (عَلَيْك) ؛ وَمِنْه: رَانَ النُّعاسُ، ورَانَ الشَّراب بنفْسِه: إِذا غَلَبَ على عقْلِه؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:
مخافَةَ أَن} يَرِينَ النَّوْمُ فيهم بسُكْرِ سِنانِهم كلَّ {الرُّيون ِوأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لأَبي زُبَيْدٍ يَصِفُ سكراناً:
ثمَّ لما رَآهُ} رانَتْ بِهِ الخمرُ وَأَن لَا تَرِينَه باتِّقاءِ (و) {رانَتِ (النَّفْسُ) } تَرِينُ {رَيْناً: (خَبُثَتْ وغَثَتْ.
(} وأَرانُوا: هَلَكَتْ ماشِيَتُهُم) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُهُ: وهُزِلَتْ وَفِي المُحْكَم: أَو هُزِلَتْ (وهُم {مُرينُونَ) .
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا فِي الأمْرِ الَّذِي أَتاهُم ممَّا يغْلبُهم فَلَا يَسْتَطِيعُون احْتِمَالَه.
(} ورِينَ بِهِ، بالكسْرِ) ، أَرادَ بِهِ البِناءَ للمَجْهولِ كَمَا يقُولُونَ تارَةً بالضمِّ كذلِكَ، (وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتطِيعُ الخُروجَ مِنْهُ) وَلَا قِبَلَ لَهُ بِهِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ. وَبِه فسّرَ حدِيثُ عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أَنَّه خَطَبَ فقالَ: (أَلا إنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَة قد رضِيَ مِن دِينِه وأَمانَتِه بأنْ يقالَ: سَبَقَ الحاجّ فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قد! رِينَ بِهِ) ؛ ونَصَّ الأَزْهرِيّ: بأنْ يقالَ: سَبَقَ الحاجَّ، وقالَ غيرُه رِينَ بِهِ: انْقُطِعَ بِهِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن القنانيِّ الأَعْرابيِّ وقيلَ: أَحاطَ بِمَا لَهُ الدّين.
( {ورايانُ: جَبَلٌ بالحِجازِ) ؛ عَن نَصْر.
(و) } رايانُ: (ة بهَمَدانَ.
(و) أَيْضاً: (ة بالأَعْلَمِ) ، اسمٌ لكُورَةِ بَني هَمَدانَ وزُنْجان، والظاهِرُ أنَّهما واحِدَةٌ.
( {والرَّيْنَةُ: الخَمْرَةُ) لأنَّها} تَرينُ على العَقْلِ أَي تغلبُ؛ (ج {رَيْناتٌ.
(} والرَّانُ، كالخُفِّ إلاَّ أنَّه لَا قَدَمَ لَهُ، وَهُوَ أَطْولُ مِن الخُفِّ) .
قالَ شيْخُنا ووجِدَ بخطِّ صاحِبِ المِصْباحِ على هامِشِه: خرْقَةٌ تُعْمَل كالخُفِّ مَحْشوَّة قطناً تلبَسُ تَحْته للبَرْدِ.

قالَ السَّبكيّ: لم أَرَه فِي كتُبِ الُّلغَةِ؛ قالَ: وصرَّحَ غيرُهُ مِن الأَثْباتِ بمثْلِهِ.
وكلامُ المصنِّفِ رَحِمَه اللهاُ تعالَى صَرِيحٌ فِي أنَّه عربيٌّ صَحِيحٌ وَهُوَ مِن الغَلَطِ المحْضِ اهـ.
قلْتُ: وَقد مَرَّ فِي رَبَنَ فِي قوْلِ رُؤْبة:
مُسَرْوَل فِي آلِهِ مُرَوْ بَنِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وأَحْسَبُه الَّذِي يُسَمَّى! الرَّانَ.
قلْتُ: فصَرَّحَ أنَّه فِي الأصْلِ فارِسِيٌّ قد عُرِّبَ.
(و) الرَّانُ: (كُورَةٌ مُتاخِمَةٌ لأَذْرَبِيجانَ) ؛ وقالَ ابنُ السّمعانيّ: مَدينَةٌ بإِرْمِينِيَة؛ (وَهِي غَيْرُ أَرَّانَ) الَّتِي ذُكِرَتْ، وَهِي مِن أَقالِيم أَذَرْبيجان؛ (مِنْهَا: أَبو الفَضْلِ أَحمدُ بنُ الحَسَنِ) ، الواعِظُ دمَشْقِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ وحدَّثَ عَن أَبي الحَسَنِ بنِ صَخْر الأزْدِيّ. (والوَليدُ بنُ كثيرٍ) أَبو سعيدٍ، عَن مالِكٍ والضَّحاك بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ سُلَيْمنُ بنُ أَبي شيْخٍ وولدُهُ سعيدُ بنُ الوَليدِ عَن ابنِ المُبارَكِ وَعنهُ أَبو كريبٍ، ( {الرَّانِيَّانِ.
(} ورُويانُ، بالضَّمِّ: د بطَبَرِسْتانَ، مِنْهُ: الإِمامُ أَبو المَحاسِنِ عبدُ الواحِدِ بنُ إسمعيلَ) بنِ أَحمدَ بنِ محمدٍ الطَّبَرِسْتانيُّ الرُّويانيُّ الكَبيرُ الصِّيتِ والمعْرُوفُ (صاحِبُ البَحْرِ) ، أَي بَحْر المذَاهِبِ، (وغيرِهِ) ، سَمِعَ مِن عبْدِ الغافِرِ الفارِسِيّ، وتفَقَّه بميافارقين على عبدِ الّلهِ مُحَمَّد بن بيانِ بنِ محمدٍ الكازَرْونيّ، وَعنهُ زاهرُ بنُ طاهِرٍ الشحاميُّ وإسمعِيلُ بنُ محمدِ بنِ الفَضْلِ الأصْبَهانيُّ، وُلِدَ سَنَة 415، وقُتِلَ شَهِيدا بآبل طَبَرِسْتان فِي الْمحرم سَنَة 502.
(و) {رُويانُ: (محلَّةٌ بالرَّيِّ.
(و) أَيْضاً: (ة بحَلَبَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} رَانَ الثَّوْبُ {رَيْناً: تَطَبَّعَ.
ورجُلٌ} مرينٌ عَلَيْهِ: أُحِيطَ بِهِ.
{والرّانُ} الرَّيْنُ كالذَّامِ والذَّيمِ.
{ورِينَ بِهِ: ماتَ.
ورِينَ بِهِ} رَيْناً: وَقَعَ فِي غمَ.
{ورِينَ بِهِ انْقُطِعَ بِهِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
ضَحَّيْتُ حَتَّى أظْهَرَتْ} ورِينَ بِي {ورِينَ بالسَّاقي الَّذِي كانَ مَعِي} ورانَ عَلَيْهِ الموتُ ورانَ بِهِ: ذَهَبَ.
! وريانُ، كسحابٍ: قَرْيةٌ بنَسَا، وتُعْرَفُ برذان، مِنْهَا: أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحْمدَ صاحِبُ حميد بنِ زِنْجَوَيْة، وأَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أَحْمدَ النوويُّ عَن عليِّ بنِ حَجَر، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ نُقْطَةَ والذَّهبيُّ، وأَمَّا الأَميرُ فإنَّه ضَبَطَه بالياءِ المشدَّدَةِ (فصل الزَّاي) مَعَ النُّون

رَيَنَ

(رَيَنَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ عَنْ أُسَيفِع جُهَينة: أصْبح قَدْ رِينَ بِهِ» أَيْ أَحَاطَ الدَّيْن بمالِه. يُقَالُ رِينَ بالرجُل رَيْناً إِذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيع الخُرُوجَ مِنْهُ. وَأَصْلُ الرَّيْنِ: الطَّبْعُ وَالتَّغْطِيَةُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ»
أَيْ طَبَع وخَتمَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لتَعْلم أَيُّنا الْمَرِينُ عَلَى قَلْبه، والمُغَطَّى عَلَى بَصَره» الْمَرِينُ:
المفْعُول بِهِ الرَّين.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قَالَ: هُوَ الرَّانُ» الرَّانُ والرَّيْنُ سَوَاءٌ، كالذَّامِ والذَّيْم، والعاَبِ والعَيبِ.
وَفِيهِ «إنَّ الصُّيَّام يَدخُلون الــجنةَ مِنْ بَابِ الرَّيّان» قَالَ الْحَرْبِيُّ: إِنْ كانَ هَذَا اسْمًا لِلْبَابِ، وَإِلَّا فهُو مِنَ الرَّواء، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يُرْوِى. يُقَالُ رَوِى يَرْوَى فَهُوَ رَيّان، وامرأةٌ ريَّا. فَالرَّيَّانُ فَعْلان مِنَ الرَّيّ، والألفُ والنونُ زائدتاَن، مثلْهُما فِي عَطْشان، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ رَيا لَا رَينَ.
وَالْمَعْنَى أَنَّ الصُّيَّام بتْعطِيشِهم أنْفُسَهم فِي الدُّنيا يدخُلون مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ليَأمَنوا مِنَ العَطَش قَبْلَ تَمكّنهم فِي الْــجَنَّةِ.

أجن

أج ن

نقول: يفسد الرجل المجون، كما يفسد الماء الأجون.
[أجن] يقال في صدره على إحنة، أي حقد، ولا تقل حنة. والجمع إجن. وقد أَحِنْتُ عليه بالكسر. قال الشاعر : إذا كان في صَدْرِ ابن عَمِّكَ إحْنَة فلا تَسْتَثِرْها سوف يبدو دَفينها والمؤاحَنَةُ: المُعاداةُ.
أجن: ماجن = ماجل: حوض كبير يجمع فيه الماء (معجم الإدريسي).
مِيجن: بالعامية مَيْجن بالفتح وجمعه مواجن: بيزر (مطرقة خشبية ذات رأسين) (الكالا).
ميــجنة: بيزر (مطرقة خشبية ذات رأسين) (زيشر 22: 116) والرجوع إلى لين يوضح لماذا أثبت هاتين الكلمتين.
(أجن)
المَاء أجنا وأجونا تغير طعمه ولونه ورائحته يُقَال يفْسد الرجل المجون كَمَا يفْسد المَاء الأجون والقصار الثَّوْب دقه

(أجن) المَاء أجنا أجن فَهُوَ أجن

(أجن) أجونة وأجانة أجن فَهُوَ أجين
[أجن] فيه ح: ارتوى من "أجن" هو الماء المتغير الطعم واللون من أجن ياجن وأجن ياجن أجنا وأجونا. وح: سألت امرأة ابن مسعود جلباباً فقال: أخشى أن تدعى جلباب الله يعني بيته، قالت: "أجنك" من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، تريد من أجل أنك فحذفت من واللام والهمزة وحركت الجيم بالفتح وبالكسر.
(أجن) جن الشَّيْء عَنهُ استتر وَالْمَرْأَة جَنِينا حَملته وَالشَّيْء ستره وَجعل لَهُ مَا يجنه وَالْمَيِّت جنَّة وَفِي الحَدِيث (ولي دفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإجنانه عَليّ وَالْعَبَّاس) وَالله فلَانا أذهب عقله وَالشَّيْء صَدره أكنه
أ ج ن: (الْآجِنُ) الْمَاءُ الْمُتَغَيِّرُ الطَّعْمِ وَاللَّوْنِ، وَقَدْ (أَجَنَ) الْمَاءُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَدَخَلَ وَحَكَى الْيَزِيدِيُّ (أَجِنَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (أَجِنٌ) عَلَى فَعِلٍ. وَ (الْإِجَّانَةُ) وَاحِدَةُ (الْأَجَاجِينِ) وَلَا تَقُلْ: إِنْجَانَةٌ. 
(أ ج ن) : (مَاءٌ آجِنٌ) وَأَجِنٌ وَقَدْ أَجَنَ أُجُونًا وَأَجِنَ أَجَنًا إذَا تَغَيَّرَ طَعْمُهُ وَلَوْنُهُ غَيْرَ أَنَّهُ مَشْرُوبٌ وَقِيلَ تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ مِنْ الْقِدَمِ وَقِيلَ غَشِيَهُ الطُّحْلُبُ وَالْوَرَقُ (وَالْإِجَّانَةُ) الْمِرْكَنُ وَهُوَ شِبْهُ لَقَنٍ تُغْسَلُ فِيهِ الثِّيَابُ وَالْجَمْعُ أَجَانِينُ وَالْإِنْجَانَةُ عَامِّيَّةٌ.
(أج ن)

أجَن المَاء يأجِن، ويأجُن أجْناً، وأجُونا، وأجِن أجَناً، وأجنُ، بِضَم الْجِيم، هَذِه عَن ثَعْلَب: تغير، غير أَنه شروب.

وخَصّ ثَعْلَب بِهِ تغير رَائِحَته.

وَمَاء أجِن، وآجِن، وأجين.

وَالْجمع: أُجُون، وَأَظنهُ جمع أَجِن أَو آجن.

والإِجَّانة، والإنجانة، والأجَّانة، الْأَخِيرَة طائية عَن اللحياني: المركن وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: إكانة.

والمِنْــجَنة: مدقة الْقصار وَترك الْهَمْز أَعلَى لقَولهم فِي جمعهَا: مَواجِن.
[أجن] الآجِنُ: الماء المتغيِّر الطعم واللون. وقال الشاعر علقمة: فأوردها ماءً كأنَّ جمامَهُ من الأجْنِ حِنَّاء معاً وَصَبيبُ وقد أَجَنَ الماء يَأَجِنُ ويَأجُنُ أَجْناً وأجوناً. قال الراجز : ومنهل فيه الغراب ميت كأنه من الاجون زيت وحكى اليزيدي: أَجِنَ الماءُ بالكسر يأجن أجنا، فهو أجن على فعل. والاجانة: واحدة الاجاجين. ولا تقل إنجانة. والاجنة بالضم: لغة في الوُــجنْةِ وهي واحدة الوُجُناتِ. وأَجَنَ القَصَّار الثوبَ، أي دَقّهُ.
أجن
أجَنَ يأجُن، أَجْنًا وأُجُونًا، فهو آجِن وأَجِن
• أجَن الماءُ: تغيَّر طعمُه ولونُه ورائحتُه "يُفْسد الرجلَ المُجون كما يُفسد الماءَ الأُجون". 

أجِنَ يأجَن، أَجَنًا، فهو أَجِن
• أجِن الماءُ: أجَن؛ تغيَّر طعمُه ولونُه ورائحتُه. 

أَجْن [مفرد]: مصدر أجَنَ. 

أَجَن [مفرد]: مصدر أجِنَ. 

أَجِن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أجَنَ وأجِنَ. 

أَــجَنَة [مفرد]: ج أَجَنات: أداة من الحديد الصلب تُستعمل في كسر الأجسام الصُّلبة. 

أُجون [مفرد]: مصدر أجَنَ. 
أجن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَن امْرَأَته سَأَلته أَن يَكْسُوهَا فَقَالَ: إِنِّي أخْشَى أَن تَدَعِي جِلبابَ اللهِ الَّذِي جَلَبَبَكِ قَالَت: وَمَا هُوَ قَالَ: بيتُك قَالَت: أجِنَّك من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَقول هَذَا. قَالَ الْكسَائي [وَغَيره -] : قَوْلهَا: أجِنَّك تُرِيدُ: أَمن أجل أَنَّك فتركتْ مِنْ وَالْعرب تفعل ذَلِك تدع مِنْ مَعَ أجَل تَقول: فعلت ذَلِك أَجلك بِمَعْنى من أَجلك قَالَ عدي بن زيد: [الرمل]

أجل إنّ الله قد فضّلكم ... فَوق مَا أحكي بصُلْب وإزارِ

[يُقَال -] أجل وإجل أَرَادَ: من أجل وأَرَادَ بالصُلب الْحسب وبالإزار العفّة ويروى أَيْضا: فَوق من أحكأ صُلبا بإزار. يُقَال: أحكأت الْعقْدَة إِذا أحكمتها عقدا. وَقَوْلها: أجنّك فحذفت الْألف وَاللَّام كَقَوْلِه: {لَكِن هَوَ اللهُ رَبّي} يُقَال: إِن مَعْنَاهُ لكني أَنا هُوَ الله رَبِّي وَالله أعلم فحذفت الْألف فالتقت النونان فجَاء التَّشْدِيد بذلك وأنشدنا الْكسَائي: [الطَّوِيل]

لَهِنَّك مِن عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمةٌ ... على هَنَوات كَاذِب من يَقُولهَا / أَرَادَ: لله إنكِ لَوَسِيةٌ فأسقط إِحْدَى اللامين من الله وَحذف الْألف 3 / ب من إِنَّك وَكَذَلِكَ اللَّام من أجل حذفت وكما قَالَ: [الْكَامِل]

لاهِ ابنُ عّمكَ والنَّوىَ يعدو

فَحذف اللَّام وَهُوَ من هَذَا أَيْضا.

أجن: الآجِنُ: الماءُ المتغيّرُ الطعمِ واللونِ، أَجَنَ الماءُ يأْجِنُ

ويأْجُن أَجْناً وأُجوناً؛ قال أَبو محمد الفقعسي:

ومَنْهل فيه العُرابُ مَيْتُ

(* قوله: العراب؛ هكذا في الأصل، ولم نجد هذه اللفظة فيما لدينا من

المعاجم، ولعلها الغراب).،

كأَنه من الأُجونِ زَيْتُ،

سَقَيْتُ منه القومَ واسْتَقَيْتُ

وأَجِنَ يأْجَنُ أَجَناً فهو أَجِنٌ، على فَعِلٍ، وأَجُنَ، بضم الجيم،

هذه عن ثعلب، إذا تغيَّر غير أَنه شَروبٌ، وخص ثعلب به تغيُّرَ رائحته،

وماءٌ أَجِنٌ وآجِنٌ وأَجِينٌ، والجمع أُجونٌ؛ قال ابن سيده: وأَظنه جمعَ

أَجْنٍ أَو أَجِنٍ. الليث: الأَجْنُ أُجونُ الماءِ، وهو أَن يَغْشاه

العِرْمِضُ والورقُ؛ قال العجاج:

عليه، من سافِي الرِّياحِ الخُطَّطِ،

أَجْنٌ كنِيِّ اللَّحْمِ لم يُشَيَّطِ. وقال علقمة بن عَبَدة:

فأَوْرَدَها ماءً كأَنَّ جِمامَه،

من الأَجْنِ، حِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ

وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: ارْتوَى من آجِنٍ؛ هو الماءُ المتغيِّرُ

الطعمِ واللونِ. وفي حديث الحسن، عليه السلام: أَنه كان لا يَرى بأْساً

بالوُضوء من الماء الآجنِ. والإجّانَةُ والإنْجانةُ والأَجّانةُ؛ الأَخيرة

طائية عن اللحياني: المِرْكَنُ، وأَفصحُها إجّانةٌ واحدة الأَجاجينِ،

وهو بالفارسية إِكَّانه؛ قال الجوهري: ولا تقل إنْجانة. والمِئْــجَنةُ:

مِدقَّةُ القَصّارِ، وترْكُ الهمز أَعلى لقولهم في جمعها مَواجن؛ قال ابن

بري: المِئْــجَنةُ الخشبةُ التي يَدُقُّ بها القصّارُ، والجمعُ مآجِنُ،

وأَجَنَ القصّار الثوبَ أَي دَقَّه. والأُــجْنةُ، بالضم: لغة في الوُــجْنةِ، وهي

واحدة الوُجَنات. وفي حديث ابن مسعود: أَن امرأَته سأَلته أَن

يَكْسُوَها جِلْباباً فقال: إني أَخشى أَن تَدَعي جِلْبابَ الله الذي جَلْبَبَكِ،

قالت: وما هو؟ قال: بيتُك، قالت: أَجَنَّك من أَصحابِ محمدٍ تقول هذا؟

تريد أَمِنْ أَجلِ أَنك، فحذفت مِنْ واللامَ والهمزة وحرَّكت الجيم بالفتح

والكسره والفتحُ أَكثر، وللعرب في الحذف بابٌ واسع كقوله تعالى: لكنا هو

الله ربي، تقديره لكني أَنا هو اللهُ ربي، والله أَعلم.

أجن:
أجن
(} الآجِنُ) ، بالمدِّ: (الماءُ المُتَغَيِّرُ الطَّعْمِ واللَّوْنِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ زادَ غيرُهُ: لنَحْو مكث.
وَفِي المصْباحِ: إلاَّ أنَّه يُشْرَبُ والآسِنُ الَّذِي يُشْرَبُ، كَمَا سَيَأْتِي إنْ شاءَ اللَّهِ تعالَى.
وَقد ( {أَجَنَ) الماءُ، (كضَرَبَ ونَصَرَ؛ و) حَكَى الزُّبَيْديُّ:} أَجِنَ مثْلُ (فَرِحَ) ، {يَأْجَنُ (} أَجْناً) ، بالفَتْحِ، مَصْدَر الأَوَّلَين، ( {وأَجَناً) ، محرَّكةً مَصْدَرُ الأَخِيرِ، (} وأُجوناً) ، كقُعودٍ مَصْدَر الثَّانِي، فَهُوَ {أَجِنٌ} وآجِنٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأَبي محمدٍ الفَقْعسيّ:
ومَنْهل فِيهِ الغُرابُ مَيْتُكأَنَّه من {الأُجونِ زَيْتُ سَقَيْتُ مِنْهُ القومَ واسْتَقَيْتُ وقالَ عَلْقمةُ بنُ عَبَدة:
فأَوْرَدَها مَاء كأَنَّ جِمامَه مِن} الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعًا وصَبِيبُ ( {والأَــجْنَةُ، مُثَلَّثَةً: الوَــجْنَةُ) ، واحِدَةُ} الوُجَنات، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الضمِّ.
( {وأَجَنَ) القصَّارُ (الثَّوْبَ: دَقَّهُ) ؛) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(} والإِجَّانَةُ، بالكَسْرِ مُشدَّدةً، {والإِيجانَةُ) ، بالياءِ، (} والإِنْجانَةُ) ، بالنُّونِ، (مكسورتينِ) ، الأَخيرَةُ طائِيَّة عَن اللّحْيانيّ، (م) مَعْروفٌ وَهُوَ المِرْكَنُ، (ج {أَجاجِينُ) .
(قالَ الجَوْهرِيُّ: وَلَا تَقُل} إِنْجانَة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أَجُنَ الماءُ، ككَرُمَ: تَغَيَّر، عَن ثَعْلَب.
ووَقَعَ فِي الاقْتِطافِ:} أَجنَ كمنعَ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ: وَهُوَ غيرُ مَعْروفٍ إلاَّ أَنْ يكونَ مِن بابِ التَّداخُل فِي اللّغَتَيْن.
وماءٌ {أَجِنٌ، ككَتِفٍ،} وأَجِينٌ، كأَميرٍ، والجَمْعُ {أَجونٌ.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: أَظنُّه جَمْعَ} أَجْنٍ أَو {آجِنٍ.
} والمِيْــجَنَةُ: مِدَقَّةُ القصَّارِ، وترْكُ الهَمْز أَعْلى لقوْلِهم فِي جَمْعِها {مَواجِن.
وقالَ ابنُ بَرِّي: جَمْعُها} مآجِنُ.
{وأَجينُ لقيبط مدينةٌ بالهِنْدِ.
} وإِجْنا، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ، كَذَا فِي فُتوحِ مِصْر.
{وأُجانُ، كغُرابٍ: بلَيْدَةٌ بأَذَرْبِيْجان بَيْنها وبينَ تَبْريز عَشر فَراسِخ فِي طريقِ الرَّيِّ، عَن ياقوت.
(أجن) - في حَديثِ عَلىِّ، رَضى الله عنه: "أنَّه ارتَّوَى من آجِنِ".
- وفي حَدِيث الحَسَن: "أَنَّه كان لا يَرَى بأْساً بالوُضُوءِ من الماءِ الآجِن".
الماءُ الآجِنُ والآسِنُ: المُتغَيِّر. والفِعل منه أَجَن يَأجِن ويَأْجُن، إذا تَغيَّر من انْعِقاد العِرمِض عليه أو غَيرِه أَجْناً وأُجونًا، ويقال: ماء أَجْن أَيضاً، ويُقال: أَجِنَ فهو أَجِن ولَيْسَا بِفَصيحَيْن.
- في حديث ثابت "أنَّ مَلِكا متَمرِّدا دخلت بَقَّةٌ في مَنْخِره، فصارت في دِماغِه، فإذا طنَّت، أي طَارَت حتى سُمِع لِطيَرانها صوتٌ، ضربوا رأسَه بمِيــجَنَة".
المِيــجَنَة: عَصاً يَضْرب بها القَصَّارُ الثَّوبَ ويقال لها: الكُذَين. وقال الكلبىُّ. المِيــجَنَة: الصَّخْرة، وقال الأَسلمىُّ: وجِّن جِلدَتَك: أي اضْرِبْها بالمِيــجَنة.
والمِيــجَنَة والمِيكَعَة: عود يُدقُّ به جِلدُ البَعِر إذا سُلِخ، يُمرَّنُ به؛ يقال: أصل الكلمة الواو، فلذلك قال: وَجِّن، فعلى هذا لا تُهمَز المِيــجَنة، وقيل: هو من أَجَن القَصَّار الثَّوبَ: أي دَقَّه، فإن كان من هذا جَازَ هَمْزُ المِيــجَنة، والجَمْعُ المَآجِن والمَوَاجِن.
- في حديث ابنِ مَسْعود، رضي الله عنه: " أجَنَّك من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تَقولُ هذا؟ ".
: أىْ مِنْ أجْلِ أَنَّك، والعَربُ تَفعَل هذا، تَدَعُ كلمةَ مِنْ مع أَجْل تَقُول: فَعلْت هذا أَجلَك، تُرِيد به من أَجلِك، قال الشّاعر:
* أَجْلَ أَنَّ الله قد فَضَّلكم *
ويقال: من أَجلِك وإجلاكَ، وفَتْح الجيم أكثرُ في أَجَنَّك، وربما تُكْسَر، وقد حُذِف من أَجنَّك اللَّام والألف، كما حُذِف من قَوله تعالَى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} : أي لكن أَنا هو الله رَبِّى، حُذِفَت همزةُ أنا فالتَقتَ نُونَان، فأُدغِمت إحداهُما في الأُخرى، وفي نَحوِ هذا أنشد الكِسَائِىُّ:
لهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيَمةٌ ... ملِيحةُ أطرافِ البنان كَعابُ  يريد: لله أنّك، فأسقَط إحدى اللَّامين من لله وحذف الهمزةَ من أَنَّك. وفي "أنا" في الوَصْل ثَلاثُ لُغات: إحدَاها "أَنَا" كما قال عَزَّ مِنْ قَائلٍ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ} الأَصل أَلفٌ ونُونٌ، لكنه يُكتَب في المصحف بأَلِف بعد النُّون، فعلى هذا قراءَةُ مَنْ قَرأ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} .
اللُّغَة الثَّانِيَة: أنَا مُشْبَعةً، كما قال الشاعر:
* أنَا أبو بَرْزَةَ إذْ جَدَّ الوَهَلْ *
وقال آخر:
أَنَا سَيفُ العَشِيرة فاعْرِفُونى ... حُمَيداً قد تَذَرَّيتُ السَّنامَا
فعَلَى هذا قِراءَةُ مَنْ قَرأ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ}.
اللُّغة الثّالِثة: أنْ بِسكُون النُّون، وهو أَضعفُ الوُجوهِ، وحَذفُ الأَلفِ أَقواها.
وقِيل: خُفِّفَت أَنْ ضرَبيْن من التَّخفيف: أحدهما حَذْف الهَمْزة، والثَّانى حذفُ إحدى النُّونَين، فَوَلِيت النُّونُ الباقِية اللَّامَ، وهما مُتفاوِتَا المَخْرجَينَ، فقُلِبت اللَّام نُوناً، وأُدغِمت في النون، وحَقُّ المُدْغَم أن يُسَكَّن، فالْتَقَى السَّاكنان هي والجِيم، فُحرِّكَت الجِيمُ بالكَسْر فصار: أَجِنّك.
 

دنو

دنو


دَنَا(n. ac. دَنَاوَة []
دُنُوّ [] )
a. [Min
or
Ila], Was near, drew near, approached.
(د ن و) : (دَنَا) مِنْهُ قَرُبَ وَأَدْنَاهُ غَيْرُهُ (وَمِنْهُ) أَدْنَتْ الْمَرْأَةُ ثَوْبَهَا عَلَيْهَا إذَا أَرْخَتْهُ وَتَسَتَّرَتْ بِهِ (وَفِي التَّنْزِيلِ) {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى} [الأحزاب: 59] أَيْ أَوْلَى مِنْ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُتَعَرَّضَ لَهُنَّ (وَرَجُلٌ دَنِيٌّ) خَسِيسٌ (وَالدَّنِيَّةُ) النَّقِيصَةُ (وَمِنْهَا) قَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّ اللَّهَ أَعَزَّ الْإِسْلَامَ فَلِمَ نُعْطِي (الدَّنِيَّةَ) فِي دِينِنَا.
د ن و : دَنَا مِنْهُ وَدَنَا إلَيْهِ يَدْنُو دُنُوًّا قَرُبَ فَهُوَ دَانٍ وَأَدْنَيْتُ السِّتْرَ أَرْخَيْتُهُ وَدَانَيْتُ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ قَارَبْتُ بَيْنَهُمَا وَدَنَأَ بِالْهَمْزِ يَدْنَأُ بِفَتْحَتَيْنِ وَدَنُؤَ يَدْنُؤُ مِثْلُ: قَرُبَ يَقْرُبُ دَنَاءَةً فَهُوَ دَنِيءٌ عَلَى فَعِيلٍ كُلُّهُ مَهْمُوزٌ وَفِي لُغَةٍ يُخَفَّفُ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ فَيُقَالُ دَنَا يَدْنُو دَنَاوَةً فَهُوَ دَنِيُّ قَالَ السَّرَقُسْطِيّ دَنَا إذَا لَؤُمَ فِعْلُهُ وَخَبُثَ وَمِنْهُمْ مِنْ يَفْرُقُ بَيْنَهُمَا بِجَعْلِ الْمَهْمُوزِ لِلَّئِيمِ وَالْمُخَفَّفِ لِلْخَسِيسِ. 
د ن و

دنا منه وإليه وله، ودنا دنوة، وأدناه. ودخلت على الأمير فحب بي وأدنى مجلسي. وأدنت المرأة ثوبها. ودنّته " يدنين عليهن من جلابيبهن " 
وقال عمر بن أبي ربيعة:

كأن ثوباً لما التقى الركب تد ... نيه عليها يشف عن قمر

واستدناه وداناه، وتدانوا، وبينهم تقارب وتدان، ودانيت بين الشيئين: قاربت بينهما، وهو يتدنّى: يدنو قليلاً قليلاً. وأدنت الفرس فهي مدن: دنا نتاجها. وهو ابن عمي دنياً ولحاً. وبعيد يدني خير من قريب يبتعد. وهم أدانيه، وعشيرته الأدنون. " وإذا أكلتم فدنّوا ".

ومن المجاز: دانى له القيد ساقيه. قال ذو الرمة يصف جملاً:

دانى له القيد في ديمومة قذف ... قينيه وانحسرت عنه الأناعيم

وفلان في دنيا دانية ناعمة: يأخذ ما يريد من قرب.
دنو
دَنَا يَدْنو؛ فهو دانٍ: قَرُبَ. وسُئَيَتِ الدُنْيَا لأنَها دَنَتْ، والنِّسْبَةُ إليها دُنْيَاوِي ودُنْيي ودُنْيَوِي. وهو ابْنُ عَمِّهِ دِنْياً ودُنْياً ودِنْيَةً: أي لَحّا، ودُنْيَا - غَيْرُ مُنَوَّنٍ -. وهو في دُنْياً دانِيَةٍ: أي في نِعْمَةٍ. وأدْنَيْتُ لِذَاكَ - بالألِف -: أي دَنَوْتُ. وأدْنَتِ الشمْسُ للغُرُوْبِ ودَنَتْ. والدَّنَاوَةُ: القَرَابَةُ. وأدْنَتِ النّاقَةُ - فهي مُدْنٍ، ونُوْقٌ مَدَانٍ -: دَنَا نِتَاجُها واسْتَرْخَى بَطْنُها.
ودانَيْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ: قارَبْت بينهما. والمُدَنِّي: الضِيْفُ الدَّنِيًّ. ودَنَّن فلانٌ في مَحَثه ومَبِيْتِه. وفي الحَدِيْثِ: " إذا أكَلْتُمْ فَدَنّوا " أي كُلُوا مِما يَلِيْكُم ومن أدْنى الطَّعَامِ إليكم. وبَنُو فلانٍ يَتَدَنَّوْنَ بَني فلانٍ: أي يَأخُذُوْنَ الأدْنى فالأدْنَى في ثارِهم.
ودَنى فلانٌ تَدْنِيَةً: طَلَبَ أمْراً دانِياً خَسِيْساً، وهو مُدَنّ. والدنِي: السّاقِط، دَنِيَ يَدْنى ودَنَا يَدْنُو، وقَوْمٌ أدْنيَاءُ، دَناً ودِنَايَةً. ونَفْسُه تَتَدَناه: أي تَحْمِلُه علن الدَنَاءَةِ. والدَنِيةُ: مِثْلُها. وفي المَثَلِ: " المَنِيةُ ولا الدنِيَّةُ ".
ودَنى يدَني: إذا قَصّرَ عَمّا أرادَ.
دنو: دَنَا ودَنَى أيضاً (فوك): قرب. ويتصرف أحياناً حتى عند أفضل المؤلفين باعتبار آخره ياء (كليلة ودمنة ص188).
دّنى (بالتشديد): أرذل، حقر، أزرى، أفسد (هلو) وهو يذكر دَنَا بهذا المعنى، ولا شك في أن هذا غلط.
ودَنّى: عدا، أحضر (هلو).
أدنى: أدنى فلاناً من نفسه: قرّبه إليه، وأسّر إليه (كوسج لطائف ص99).
وأدنى به: قربه، ففي كرتاس (ص188) فأدنى بهم ذلك إلى القصور.
أدّنى: دنا قليلاً قليلاً، تدّنى، وله مثال في شعر (أبحاث 1، ملاحق 57).
دُنْيا، الدُنيا غَصّة: كل العالم يبتسم كما ترجمها دي سلان في ابن خلكان (10: 44)، ودنيا: مسرات الدنيا ولذاتها أو مسرات ولذات. ففي ويجزر (ص23): دنياك: قد أنستك حبيبك الوفي. أي مسراتك وملذاتك. أو كما جاء في قوله: المداعبات التي ألهتك قد نفتها من خاطرتك.
ودنيا: أموال هذا العالم، ثراء، والأمثلة التي يذكرها فريتاج موجودة في المقري (1: 57، 792، 807).
رياسة الدنيا: انظر الكلمة الأولى.
وعلى الدنيا السلام: وداعاً، انتهى كل شيء قضي الأمر. ويقال: انكسرت القنينة وعلى الدنيا السلام، أي فوداعا أيتها القنينة فقد كسرت (بوشر).
ودنيا: جوّ، سماء. يقال: الدنيا صحو أي الجو صحو. ودنيا مغيمة أي جو غائم. والدنيا جليد أي الجو جليد (بوشر).
الدنيا موسخة: الأمور قذرة (دلايورت ص40).
ايش وقت الدنيا: كم الساعة؟ (بوشر).
الدنيا: بكثرة، بغزارة، وأيضاً: كل شئ (معجم الأسبانية ص50).
دنية: تصحيف دُنْيا. وفي دنية أخرى اساهٍ، مشتت البال، مشدوه، مبهوت (بوشر).
دُنياوي: ذكرت في المعجم اللاتيني العربي مقابل كلمة لاتينية معناها مصر السفلى، ولذلك لابد أن لها معنى آخر غير مصري وهو المعنى الوحيد الذي يذكره دوكانج.
دُنيائي: ثري، غني، وفي رياض النفوس (ص58): رجل من أهل الدنيا. وسماه بعد ذلك: الرجل الدنياني، غير أن الصواب الدنيائي، لأنا نجد بعد ذلك: يُقدَّم دنيايياً على فقير. وفي (ص98 و): الرجل الدنياني (كذا).
دَنِيّ: حقير، رديء (فوك، همبرت ص14).
ودَنِيّ: خسيس، نذل، ذليل، (بوشر).
ودَنِيّ: طمّاع، حريص، جَشِع (بوشر).
دَنِيّة: مرض يصيب الخيل في الحوشب وهو المفصل بين الجزء الأسفل من الوظيف والجزء الأعلى من الرسغ (شيرب).
دَناوَة: دناءة، مذلة، نذالة (بوشر، هلو) وسفالة، ضعة، صغار (بوشر).
مُدْنات: النسوة اللواتي يدعين صديقات العروس ليصطحبنها إلى الحمام ويحضرن الوليمة التي تولم بهذه المناسبة. (لين عادات 1: 245).
ده: هذا، ذاك، ذلك، الذي. يقال: النهارده أي هذا النهار، اليوم. وآخرده: أي خلاصة هذا، نتيجته، حاصله. وبعد كل ده: أي بعد كل هذا.
دَهْ: اسم صوت لزجر الفرس (محيط المحيط).
دنو
دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من يَدنُو، ادْنُ، دُنُوًّا ودناوةً، فهو دانٍ، والمفعول مَدنُوّ إليه
• دنا الشَّيءُ: قَرُب "دنا وقتُ الرحيل- {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} ".
• دنا إلى الشَّيء/ دنا للشَّيء/ دنا من الشَّيء: قرب "دنتِ الشَّمسُ إلى الغروب- دنت السَّفينةُ من الشاطئ". 

دنا2 يدنو، ادْنُ، دناوةً، فهو دنيّ
• دنا الرَّجلُ: دنأ، لؤُم فعلُه وخبُث. 

أدنى يُدني، أَدْنِ، إدناءً، فهو مُدْنٍ، والمفعول مُدْنًى
• أدنى الشَّيءَ: قرَّبه إليه "أدنى المصباحَ- يدني الكتاب من عينيه حين يقرأ لصغر الخطّ".
• أدنى الثَّوْبَ: أرخاه وأطاله "أدنى السِّترَ- {قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ} ".
• أدنى الحاكمُ مجلسَ فلانٍ: رحَّب به وكرَّمه.
• أدنى فلانًا من نفسه: قرَّبه وأسرَّ إليه. 

استدنى يستَدْني، اسْتَدْنِ، استدناءً، فهو مستدنٍ، والمفعول مستدنًى
• استدنى الشَّخصَ: طلب منه أن يقترب "استدنى طفلَه ولاطَفَه".
• استدنى فلانًا: قرَّبه إلى مجلسه "الحاكم العادل يستدني الصَّالحين والعلماء". 

تدانى يتدانَى، تَدانَ، تدانيًا، فهو متدانٍ
• تدانى القومُ: اقترب بعضُهم من بعضٍ "تدانت آراؤُهم ولم
 يعد هناك ما يفرّقهم". 

تدنَّى يتدَنَّى، تَدَنَّ، تَدَنّيًا، فهو مُتَدَنٍّ
• تدنَّى الشَّخصُ:
1 - اقترب قليلاً قليلاً "بعيدٌ يتدنَّى خيرٌ من قريب يتبعَّد".
2 - تدنَّأ وأسَفَّ "تدنَّى الخسيسُ- الذليل يتدنَّى حتى يحصل على ما يريد".
• تدنَّى الشَّيءُ: هبَط "تدنَّى مستواه- تدنِّي الأخلاق: انحطاطها- حدث تدنٍّ في الأسعار". 

دانى يُداني، دَانِ، مُداناةً، فهو مُدانٍ، والمفعول مُدَانًى (للمتعدِّي)
• دانَى بين العملَيْن: قارب بينهما "دانى بين الأمرين- دانى بين المتخاصمَيْن" ° شيءٌ لا يُدانَى: لا مثيل له.
• دانى الأمرَ: قاربه. 

دنَّى/ دنَّى في يدنِّي، دَنِّ، تَدنيةً، فهو مُدَنٍّ، والمفعول مُدَنًّى
• دنَّى الشَّيءَ: أدناه؛ قرَّبه "دنَّى القنديلَ".
• دنَّى نفسَه: أذلَّها وحقَّرها.
• دنَّى في الأمور: تتبَّع صغيرَها وكبيرَها. 

إدناء [مفرد]: مصدر أدنى. 

أدنى [مفرد]: ج أدنون وأدانٍ، مؤ دُنيا، ج مؤ دُنْييات ودُنًى:
1 - اسم تفضيل من دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من: أكثر قربًا، أو أقل قدرًا.
2 - أَقْرَبُ " {غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدَاني الأَرْضِ} [ق]- {وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا} - {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} " ° الجَدُّ الأدنى: أبو الأب- الموقِّعون أدناه: الذين تأتي توقيعاتهم عقب كلام مكتوب- وقَّع أدنى الورقة/ وقَّع في أدنى الورقة.
3 - أَقلّ "لأدنى شُبهة- أدنى الناس: أذلّهم- {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ} " ° الحدّ الأدنى: أقلّ حدّ- حدّ المعيشة الأدنى: أقل مقدار يكفي لسدّ حاجات العيش على مستوًى مقبول.
• حدّ الأجر الأدنى: (قص) أقلّ مستوى للأجور يحدِّده قانون أو عقد يدفعه صاحب عمل مقابل عمل معيّن. 

استدِناء [مفرد]: مصدر استدنى. 

تَدْنِية [مفرد]: مصدر دنَّى/ دنَّى في. 

دانٍ [مفرد]: ج دَانُون ودُنَاة ودَوَانٍ (لغير العاقل)، مؤ دانية، ج مؤ دانيات ودُنَاة ودَوَانٍ:
1 - اسم فاعل من دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من ° القاصي والدَّاني: كلُّ الناس.
2 - قريب " {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} ". 

دناوة [مفرد]:
1 - مصدر دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من ودنا2.
2 - مذلَّة، ضِعة، صَغار.
3 - قرابة "بينهما دناوة في الاهتمام العلميّ". 

دَنْوَة [مفرد]: مصدر دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من. 

دُنُوّ [مفرد]: مصدر دنا1/ دنا إلى/ دنا لـ/ دنا من. 

دُنْيا [مفرد]: ج دُنْييات ودُنًى: مؤنَّث أدنى: " {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} - {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} ".
• الدُّنيا:
1 - الحياة الحاضرة، عكسها الآخرة "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ [حديث] " ° أقام الدُّنيا وأقعَدها: أحدث ضجَّة كبيرة، أثار الاهتمامَ، شغل النّاسَ- اسودَّتِ الدُّنيا في عَيْنيه: اغتمّ، حزن- حَرْث الدُّنيا: متاع الحياة الدُّنيا من مالٍ وبنين وغيرهما- حُطام الدُّنيا: متاعُها، ما فيها من مالٍ كثير أو قليل لأنَّه يفنى ولا يبقى- ضاقت به الدُّنيا: سئم وضجر- على الدُّنيا السَّلام: وداعًا وداعًا، قضي الأمرُ، انتهى كل شيء- هو في دنيا دانية: هو في حياة ناعمة مترفة.
2 - كلّ فترة زمنيّة ممتدَّة "أنت تعيش في دنيا الأحلام".
3 - الكرة الأرضيّة من حيث توزيعها الجغرافيّ.
• الطَّبقة الدُّنيا: (مع) الطَّبقة التي يكون لديها أقلّ دخل أو ضمان ماليّ، وتزاول أدنى المهن وعلى درجة أدنى من التَّعليم ممَّا يؤثّر في آمالها المستقبليّة وتصبح في حالة من الضَّياع والدُّونيَّة. 

دُنْيَوِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى دُنْيا: "متاع/ نفع دنيويّ". 

دُنْيَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى دُنْيا: "علوم
 دنيويَّة".
2 - مصدر صناعيّ من دُنْيا: تشكيك في الدِّين، واللاّمبالاة بتعاليمه أو أصوله "نزعة الدّنيويَّة في عقيدته". 

دَنيّ [مفرد]: مؤ دَنِيَّة، ج مؤ دنيّات ودَنايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دنا2: دَنِيء، خسيس، نذل، ذليل. 

دَنِيَّة [مفرد]: ج دَنايا ودنيَّات:
1 - مؤنَّث دَنيّ.
2 - دَنيئة، نقيصة "فعل الاحتلال كلَّ دنيَّةٍ في المواطنين" ° المنيَّة ولا الدَّنيَّة: دعوة إلى عزّة النفس والتحذير من الخِسّة. 
[د ن و] دَنَا الشَّيْءُ من الشَّيْءِ دُنُوّا ودَناوَةً: قَرُبَ، وقولُ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ يصفُ جَبَلاً:

(إِذا سَبَلُ العَماءِ دَنا عليه ... يَزِلُّ برَيْدِهِ ماءٌ زَلُولُ)

أرادَ: دَنَا منه. وأَدْنَيْنتُه أَدْنَيتهُ ودَنَّيْتُه، وفي الحديث: ((سًمُّوا وسَمتُّوا، ودَنُّوا)) أي قارِبُوا بينَ الكَلِمَةِ والكَلِمِةِ في التَّسْبِيحِ. وقولُه في الحَدِيث: ((إِذا أَكَلْتُم فَسمُّوا اللهُ، ودَنُّوا)) . معناه: كُلُوا ما دَنَا مِنْكُم. واسْتَدنْاهُ: طَلَبَ منه الدُّنُوَّ. وقولُه تعالى: {ودانية عليهم ظلالها} [الإنسان: 14] إنّما هو على حَذْفِ المَوْصُُوفِ، كأَنّه قال: وجَزَاهُم جَنَّةً دانِيَةً عليهم، فحَذَفَ ((جَنَّةً)) وأقامِ دانِيَةً مُقامَها، ومثلُه ما أنشَدَهُ سِيبَوَيْهِ من قَوْلِ الشّاعِرِ:

(كَأَنَّك من جِمالِ بَنِى أُقَيشِ ... يُقَعْقُعُ خَلْفَ رِجِلَيْهْ بشَنِّ)

أَراد: جَمَلٌ من جِمالِ بني أُقَيْئشٍ. وقال ابنُ جِنِّى: {دانية عليهم ظلالها} مَنْصُوبَةٌ على الحالِ، معطوفَةُ على قِولِه: {متكئين فيها على الأرائك} [الإنسان: 13] ، وهذا هو القَوْلُ الذي لا ضرُورَةَ فيه قالَ: واما قَوْلُه: ((كأنَّكَ من جِمالَ بَنِى أُقَيْشٍ)) البيت فإِنّما جازَ ذلك في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، ولو جازَ لَنا أن نِجِدَ ((مِنْ)) قد جُعِلَتْ في بَعضِ المَواضِعِ اسمْاً لَجَعلْناهَا اسمًا، ولم نَحْمِل الكَلاَم على حَذِفِ المَوْصُوفَِ، وإقامَةِ الصِّفَةِ مُقامَة؛ لأَنَّه نوعٌ من الضَّرُورِة، وكتابُ اللهِ يَجِلُّ عن ذِلِكَ. فأَمّا قولُ الأَعْشِى:

(أَتنْتَهُونَ ولَنْ يَنْهَى ذَوِى شَطَطِ ... كالظَّعْنِ يَذْهَبُ فيهِ الزَّيْتُ والفُتُلُ)

فلو حَمَلْتُه على إِقامَة الصِّفَةِ مُقامَ المْوْصُوفِ لكانَ أَقْبَحَ من تَأَوُّلِ قولِه تَعالَى: {ودانية عليهم ظلالها} على حَذْفِ المَوْصُوفِ؛ لأَنَّ الكافَ في بَيْتِ الأَعْشَى هي الفاعِلَة في المعْنَى، ودِانِيَة في هذا القول إِنَّما هي مَفْعُولٌ بها، والمَفْعُول قد يكونُ غَيَرُ اسمٍ صَرِيحٍ، نحو: ظَنَنْتُ زيداً يقوم والفاعل لا يكونُ إلا اسماً صريحاً محضاً، فهم على إمحاضه اسماً أشدُّ مُحافَظَةً من جَمِيعِ الأَسْماءِ، أَلا تَرَى أَنَّ المُبْتَدأَ قد يقعُ غيرَ اسْمٍ مَحْضٍ، وهو قوله: ((تَسْمَعُ بالمُعَيْدِىِّ خيرٌ من أَنْ تَراهُ)) ، فتَسْمَعُ - كما تَرَى - فِعْلٌ، وتقديرُه: أَنْ تَسْمَعَ، فحَذفُهم أَنْ ورَفْعُهمُ تَسْمَع يدُلُّ على أَنَّ المُبتَدأَ قد يُمْكِنُ أَنْ يكونَ عندَهُم غيرَ اسْمٍ صَريحٍ، وإِذا جازَ هذا في المُبْتَداَ على قُوَّةِ شَبَهِه بالفاعِلِ، فهو في المَفْعُولِ الَّذِي يَبْعُدُ عنُهما أَجْوَزُ، فمن أَجْلِ ذِلكَ ارْتَفع الفِعْلُ في قوِلِ طَرَفَةَ:

(أَلاَ أَيُّهذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ الوَغَى ... )

عندَ كثيرٍ من النّاسٍ؛ لأَنَّه أرادَ أَنْ أَحْضُرَ. وأجازَ سِيبَوَيْه في قوِله: مُرْهُ يَحْفِرُها. أن يكونَ الرَّفْعُ على قوله: أًَنْ يَحْفِرِها. فلمّا حُذِفَتْ أَنْ ارتْفََعَ الفعْلُ بعدَها، وقد حَمَلَهُم كثرةُ حَذِْفِ أَنْ مع غيرِ الفاعِلِ على أن اسْتجَازُوا ذلك في غيرِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه وإِن كانَ ذلك جارِياً مَجْرَى الفاعِلِ، وقائماً مُقامَةُ، وذلك نَحْو قولِ جَمِيلٍ:

(جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا ... وحَقَّ لِمثْلِى يا بُثَيْنَةُ يَجْزَعُ)

أرادَ أَنْ يَجْزَعَ، على أنَّ هذا قِلِيلٌ شاذٌ، على أَنَّ حَذْفَ أًنْ قد كَثُر في الكَلامِ حَتّى صارَ كَلا حَذْفٍ. ألاَ تِرَىَ أَنَّ أَصْحابناً اسْتَقْبَحَوا نَصْبَ غيرَ من قوله: عَزَّ اسْمُه: {قل أفغير الله تأمروني أعبد} [الزمر: 64] بأَعْبُدُ، فلولا أَنَّهُم أَنسُوا بحَذْفِ أَنْ من الكَلاِم وإرادَتِها لما استَقبَحُوا انْتِصابِ غَيْر بأَعْبُدْ. والدَّناوَةُ: القَرابَةُ والقُرْبَى. ودَنَت الشَّمْسُ للغُروبِ، وأًَدْنَتْ. والدُّنْيا: نَقِيضُ الآخِرِةَ، انْقَلَبتِ الواوُ فيها ياءً؛ لأَنَّ فُعْلَى إذا كانَت اسمْاً من ذَواتِ الواوِ أُبْدِلَتْ واوُه ياءً، كما أُبْدِلِتِ الواوُ مكانَ الياءِ في فَعْلَى فأَدْخَلُوها عليها في فُعْلَى ليتَكافآ في التَّغْيِيرِ، هذا قولُ سِيبَوَيْهِ، وزِدْتُه اَنا بُيانًا. وحَكَى ابنُ الأَعْرابِىِّ: ما له دُنْياً ولا آخِرَةُ، فنَوَّنَ دنيا تَشْبِيهاً لها بفُعْلَلٍ، قال: والأَصْلُ أَلاَّ تُصْرَفَ، لأَنّها فُعْلَى. وقالُوا: هو ابنُ عَمِّى دِنْيَةً، ودِنْياً، ودِنْيا، ودُنْيا: إِذا كانَ ابنَ عَمِّه لَحّا. قال اللِّحْيانِيُّ: وتُقالُ هذه الحُرُوفُ أيضاً في ابنِ الخالِ والخاَلةِ، وتُقالُ في ابنِ العَمَّة أيضاً: قالَ: وقالَ أَبُو صَفْوانَ: هو ابنُ أَخِيه وابنُ أُخْتِه دنْياً، مثل ما قِيلَ في ابنِ العَمِّ وابنِ الخالِ، قال: ولم يَعْرَفْها الكِسائيُّ ولا الأَصْمَعِيُّ إلاَّ في العَمَّ والخالِ، وإنَّما انْقَلَبَتِ الواوُ في دِنْيَةٍ ودِنْياً لمجُاوَرَة الكَسْرَةِ وضَعْف الحاجِزِ، ونَظِيرُه فِتْيَةٌ وعِلْيَةٌ، وكانَ أَصْلُ ذلك كُلِّه دُنْيَا، أي رَحِماً أَدْنَى إِلىَّ من غَيْرِها، وإِنَّما قَلَبُوا ليَدُلَّ ذلك على أَنّه ياءُ تَأْنِيثِ الأَدْنَى، ودِنْياً داخِلَةٌ عليها. وقولُه تَعالَى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} [السجدة: 21] قالَ الزَّجّاجُ: كُلُّ ما يُعَذَّبُ به في الدُّنْيا فهو العَذابُ الأَدْنَى، والعَذابُ الأَكْبَرُ: عذابُ الآخِرَةِ. ودانَيْتُ الأَمْرَ: قارَبْتُه. ودانَيْتُ بَيْنَهُما: جَمَعْتُ. ودانَيْتُ القَيْدَ للبَعِيرِ: ضَيَّقْتُه عليهِ، وكذِلكِ دانَى القَيْدُ قَيْنَىِ البَعِيرِ. وقالَ ذُو الُّرمَّةِ: (دانَي له القَيْدُ في دَيْمُوَمةٍ قَذّفٍ ... قَيْنَيْةِ، وانْحَسَرَتْ عنه الأناعيِمُ)

وقولهُ:

(مالِي أَراهُ دالِفاً قَدْ دُنْيَ لَهْ ... )

إِنما أرادَ: قَدْ دُنِيَ لُهُ، وهو مِنَ الواوِ من دَنَوْتُ، ولكن الواوَ قُلِبْتْ ياءً من دُنِيَ لانْكِسارِ ما قِبْلَها، ثم أُسْكِنَت النُّونُ، فكانَ يَجِِبُ إِّ زالَتِ الكسرةُ أَنْ تَعُودَ الواوُ، إلاَّ أَنَّه لًّما كانَ إِسكانُ النُّونِ إنّما هو للتَّخْفِيفِ كانت الكسرةُ المُنْوِيَّةُ في حُكْمِ الَملَْفُوظِ به، وعلى هذا قاسَ التَّحْوِيُّونِ، فقالوا في شَقِيَ: قَدْ شَقْيَ فتركوا الواو التي هي لامٌ في الشقوة والِّقاوةِ مقلوبةً - وإن زالت كسرة القاف من شَقْى للتَّخْفِيفِ - لمَا كانَتِ الكَسْرَةُ مَنْوِيَّة مٌ قَدَّرَةً، وعلى هذا قالَوا: لَقَضْوَا الرَّجُلُ، واَصْلُه من الياءِ في قَضَيْتُ، ولكنّها قُلِبَتْ في لَقُضُو - لانْضِمام الضّادِ قَبْلَها - واواً، ثم أسْكَنُوا الضّاد تَخْفِيفًا، فَتَركُوا الواوَ بحالِها، ولم يَرْدُّوها إِلى الياءِ، كما تَرَكُوا الياءَ في ((دُنْيَ)) بحالِها ولم يَرُدُّوها إلى الواوِ، ومثلُه من كَلامِهِم رَضْيُوا، حكاها سِبيَوَيَهْ بإِسْكانِ الضّادِ وتَرْكِ الواوِ من الرِّضْوانِ ومَرْضُوٍّ بحالِها، ولا أَعْلَمُ دُنْيَ بالتخفِيفِ إِلاَّ الرَّجَزُ ليس بعتيقِ؛ كأنّه من رَجَزِ خَلَفٍ الأَحْمَرَِ، أو غيرهِ من المُوَلَّدِينَ. وناقَةٌ مُدْنِيَةٌ ومُدْنٍ: دَنَا نِتاجُها، وكذلِكَ المَرْأَةُ. والدَّنِىُّ من الرِّجالِ: الساقِطُ الضَّعِيفُ الذي إِذَا آواهُ اللًَّيْلُ لم يَبْرَحْ ضُعْفاً، والجَمْعُ: أَدْنِياءُ، وما كانَ دَنِْيّا، ولقد دَنِى دَنّا، ودِنايَةً، الياءُ فيه مُنْقَلِبَةٌ عن الواوِ، لقُرْبِ الكَسْرَةٍِ، كُلُّ ذلِكَ عن اللَّحْيانِيٍِّ. وتَدانَتْ إِبلُ الرَّجُلِ: قَلَّتْ وضَعُفَتْ، قالَ ذو الرُّمَّة:

(تَباعَدُ مِنِّى أَنْ رَأَيْتَ حُمُولِتَى ... تَدَانَتْ وأَنْ أَخْتَى عَلَيْكَ قَطِيعُ)

ودَنَّى فُلانٌ: طَلَبَ أَمْراً خَسِيساً، عنه أيضاً. والدَّنَا: أَرْضَ لكَلْبِ، قال سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ: (من أَخْدَرِيّاتِ الدِّنَا الْتَفَعَتْ لَهُ ... بُهْمَى الرّقاع وَلَجَّ في إِحْناقِ)
دنو
: (و ( {دَنا) إِلَيْهِ وَمِنْه وَله} يَدْنُو ( {دُنُواً) ، كعُلُوَ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجوهرِيُّ.
زادَ ابنُ سِيدَه: (} ودَناوَةً: قَرُبَ) .
وقالَ الحرالي: {الدُّنُوُّ القُرْبُ بالذاتِ أَو الحُكْم، ويُسْتَعْملُ فِي المَكانِ والزَّمانِ.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لساعِدَةَ يَصِفُ جَبَلاً:
إِذا سَبَلُ العَماءِ دَنا عَلَيْهِ
يَزِلُّ برَيْدِهِ ماءٌ زَلُولُأَرَادَ: دَنا مِنْهُ؛
(} كأَدْنَى) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
( {ودَنَّاهُ} تَدْنِيةً {وأَدْنَاهُ: قَرَّبَهُ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا أَكَلْتُم فسَمُّوا اللَّهَ} ودَنُّوا) ، أَي كُلُوا ممَّا يَلِيكُم.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (سَمُّوا وسَمِّتُوا ودَنُّوا) ، أَي قارِبُوا بينَ الكَلِمَةِ والكَلِمَةِ فِي التَّسْبيحِ.
( {واسْتَدْناهُ: طَلَبَ مِنْهُ} الدُّنوَّ) ، أَي القُرْب.
( {والدَّناوَةُ: القَرابَةُ والقُرْبَى) . يقالُ: بَيْنَهما} دَناوَةٌ، أَي قَرابَةٌ. ويقالُ: مَا تَزْدادُ منَّا إلاَّ قُرْباً {ودَناوَةً.
(} والدُّنْيا) ، بالضَّمِّ: (نَقِيضُ الآخِرَةِ) ، سُمِّيَت {لدُنُوِّها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: انْقَلَبَتِ الواوُ فِيهَا يَاء، لأنَّ فُعْلَى إِذا كانتِ اسْماً مِن ذواتِ الواوِ أُبْدلَتْ واوُه يَاء، كَمَا أُبْدِلَتِ الواوُ مَكان الياءِ فِي فَعْلى، فأَدْخلُوها عَلَيْهَا فِي فُعْلى ليَتكَافآ فِي التَّغْييرِ؛ قالَهُ سِيْبَوَيْه وزِدْتُه أَنا بَياناً.
وقالَ الليْثُ: إنَّما سُمِّيَت} الدُّنْيا لأنَّها {دَنَت وتأَخَّرَتِ الآخِرَةِ.
(وَقد تُنَوَّنُ) إِذا نُكِّرَتْ وزَالَ عَنْهَا الألِف واللاَّم؛ وحَكَى ابنُ الأعرابيِّ: مالَه دُنْياً وَلَا آخِرَةٌ، فنَوَّنَ} دُنْياً تَشْبِيهاً لَهَا بِفعل؛ قالَ: والأصْلُ أَن لَا تُصْرَفَ لأنَّها فُعْلى.
قَالَ شيْخُنا: وَقد وَرَدَ تَنْوينها فِي رِوايَة الْكشميهني كَمَا حَكَاه ابنُ دحْيَة وضَعَّفَه.
وقالَ ابنُ مالِكٍ: إنَّه مشكلٌ وأَطالَ فِي تَوْجِيهه.
(ج {دُنًى) ، ككُبْرَى وكُبَر وصُغْرَى وصُغَر، وأَصْلُه دُنَوٌ، حُذِفَتِ الواوُ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْن؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وقيلَ هُوَ جَمْعٌ نادِرٌ غريبٌ عابَهُ صاحِبُ اليَتِيمَةِ على المُتَنبيِّ فِي قوْلِه:
أَعَزُّ مكانٍ فِي الدُّنَى سرجُ سابحٍ
وخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمانِ كِتابُونَقَلَهُ الشَّهابُ فِي العنايةِ وأَقَرَّه فتأَمَّل.
قُلْتُ: إنَّما أَرادَ المُتَنبيِّ فِي الدُّنْيا فحذَفَ الياءَ لضَرُورَةِ الشِّعْر، فتأَمَّل.
(و) قَالُوا: (هُوَ ابْن عَمِّي) أَو ابنُ (خالِي، أَو) ابنُ (عَمَّتِي، أَو) ابنُ (خالتِي) ؛ هَذِه الثلاثَةُ عَن اللحْيانيّ؛ (أَو ابنُ أَخِي، أَو) ابنُ (أُخْتِي) ، هاتَانِ عَن أَبي صَفْوان.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم يعْرفْها الكِسائيّ وَلَا الأصْمعيّ إِلَّا فِي العَمِّ والخالِ.
(} دِنْيَةً {ودِنْياً) ، بكسْرِهما مُنَوَّنَتَيْن، (ودُنْياً) ، بالضَّمِّ غَيْر مُنَوَّنَة، (} ودِنْيَا) ، بالكسْرِ غَيْر منوَّنَة أَيْضاً؛
وقالَ الكِسائيُّ: هُوَ عَمه دُنْيَا، مَقْصورٌ، {ودِنْيَةً} ودِنْياً، منوَّنٌ وغَيْرُ مُنوَّنٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ ابنُ عمِّ {دِنْيٍ} ودِنْيا، {ودُنْيَا} ودِنْيَةً إِذا ضَمَمْتَ الدَّال لم تجرِ، وَإِذا كَسَرْتَ إنْ شِئْتَ أَجْرَيْت وإنْ شِئْتَ لم تجرِ، فأمَّا إِذا أَضَفْتَ العمَّ إِلَى مَعْرِفةٍ لم يَجُزِ الخَفْض فِي دِنْيٍ، كقَوْله: هُوَ ابنُ عَمِّه ( {دِنْيا) } ودِنْيةٌ، أَي (لَحّاً) ، لأنَّ دِنْياً نَكِرةٌ فَلَا يكونُ نَعْتاً لمعْرفَةٍ، انتَهَى. قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما انْقَلَبتِ الواوُ فِي {دِنْياً} ودِنْيةٍ ياٍءً لمجاوَرَةِ الكَسْرةِ وضعفِ الحاجِزِ، ونَظِيرُهُ قِنْيَةٌ وعِلْيَةٌ، وكأنَّ أَصْلَ الكُلِّ {دُنْيا، والمَعْنى رَحِماً} أَدْنى إليَّ مِن غيرِها، وإنَّما قَلَبُوا ليَدُلَّ ذلكَ على أنَّه ياءُ تأْنيثِ {الأَدْنَى،} ودِنْيَا داخِلَة عَلَيْهَا.
( {ودانَيْتُ القَيْدَ) للبَعيرِ: (ضَيَّقْتُه) عَلَيْهِ.
(وناقَةٌ} مُدْنِيَةٌ {ومُدْنٍ) ، كمُحْسِنَةٍ ومُحْسِنٍ: (} دَنا نِتاجُها) ؛ وَكَذَا المَرْأَةُ وَقد {أَدْنَتْ.
(} والدَّنِيُّ) مِن الرِّجالِ، (كغَنِيَ: السَّاقِطُ الضَّعِيفُ) الَّذِي إِذا آواه اللَّيْل لم يَبْرَحْ ضَعْفاً، والجَمْعُ {أَدْنِياءُ.
(وَمَا كانَ} دَنِيّاً، وَلَقَد {دَنِيَ) } يَدْنَى، كرَضِيَ يَرْضَى، ( {دَناً) بالفتْحِ مَقْصوراً، (} ودَنايَةً) ، كسَحابَةٍ، الياءُ فِيهِ مُنْقَلبَةٌ عَن الواوِ لقُرْبِ الكَسْرةِ، كُلُّه عَن اللحْيانيّ.
وَفِي التَهْذيبِ: {دَنا ودَنُؤَ، مَهْموزٌ وغَيْر مَهْموزٍ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت:} دَنَوْتُ مِن فلانٍ {أَدْنُو} دُنُوّاً.
وَمَا كنتُ {دَنِيّاً وَلَقَد} دَنَوْت {تَدْنُو، غيْر مَهْموزَةٍ، دَناءَةً مَصْدَره مَهْموز.
وَمَا تَزْدادُ منَّا إلاَّ قُرْباً} ودَناوَةً.
قالَ الأزهرِيُّ: فرقَ بينَ مَصْدرِ دَنا ودَنُؤَ، كَمَا تَرى فجَعَلَ مَصْدَر دَنا دَناوَةً ومَصْدر دَنُؤَ دَناءَةً، قالَ: ويقالُ لقَدْ دَنَأْت تَدْنَأ، مَهْموزاً، أَي سفلت فِي فِعْلِكَ ومَجنْت.
( {وَالَدَّنَا) ، بالفتْحِ مَقْصوراً: (ع) بالبادِيَةِ؛ قالَهُ الجوهرِيُّ.
وقالَ نَصْر: مِن دِيارِ تمِيمٍ بينَ البَصْرةِ واليَمامَة؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
فأَمْواهُ} الدَّنا فعُوَيْرِضاتٌ
دَوارِسُ بعدَ أَحْياءٍ حِلالٍ وَفِي المُحْكَم: أَنَّه أَرْضٌ لكَلْب؛ وأَنْشَدَ لسَلامَة بنِ جَنْدل: من أَخْدَرِيَّاتِ {الدَّنا التَفَعَتْ لَهُ
بُهْمَى الرِّقاعِ ولَجَّ فِي إِحْناقِ (} والأَدْنَيانِ: وادِيانِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(ولَقِيتُه {أَدْنَى} دَنِيٍَّ، كغَنِيَ، {وأَدْنَى} دَناً) ، بالفتْحِ مَقْصُور، أَي (أَوَّلَ شيءٍ) .
قَالَ الجَوْهرِي: {والدَّنيُّ القَرِيبُ وأَمَّا الَّذِي بمعْنَى الدُّونِ فمَهْموزٌ.
(وأَدْنَى) الرَّجُلُ (} إدْناءً: عاشَ عَيْشاً ضَيِّقاً) بعْدَ سَعَةٍ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ.
( {ودَنَّى فِي الأُمورِ} تَدْنِيَةً: تَتَّبَعَ صَغيرَها وكَبيرَها) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ وخَسِيسَها، كَمَا هُوَ نَصَّ الجَوهرِيُّ.
وَفِي المُحْكَم عَن اللّحْيانيّ: {دَنَّى طَلَبَ أَمْراً خَسِيساً.
وَفِي التَّهْذيبِ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا طَلَبَ أمْراً خَسِيساً: قد} دَنَّى {يُدَنِّي} تَدْنِيَةً.
( {وتَدَنَّى) فلانٌ: أَي (} دَنا قَلِيلاً) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
( {وتَدَانَوْا) : أَي (دَنا بعضُهم من بعضٍ) ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ أَيْضاً.
(} ودانِيَةُ: بالمَغْرِب) فِي شَرْقي الأَنْدَلُس ليسَ بساحِلِ البَحْر، (مِنْهُ جماعَةٌ عُلماءُ، مِنْهُم: أَبو عَمْرٍ و) عُثْمانُ بنُ سعيدِ بنِ عُثْمان الأُمَويُّ مَوْلاهم (المُقْرِىءُ) القُرْطبيُّ، سَكَنَ {دانِيَةَ، وُلِدَ سَنَة 372، وسَمِعَ الحدِيثَ بالأَنْدَلُس ورَحَلَ إِلَى المَشْرِق قبْلَ الأَرْبعمائَة وعادَ إِلَى الأَنْدَلُس فتَصَدَّرَ بالقِرَاآتِ وانْتَفَعَ النَّاسُ بكُتُبِه انْتِفاعاً جيِّداً، وتُوفي بدانِيَةَ سَنَة 444.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دنى! تَدْنِيَةً: إِذا قربَ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ. {ودَنَتِ الشمسُ للغُروبِ} وأَدْنَتْ.
والعَذابُ {الأدْنَى: كلُّ مَا يُعَذَّبُ بِهِ فِي الدُّنْيا؛ عَن الزجَّاج.
} ودانَيْتُ الأَمْرَ: قارَبْتَه.
{ودانَيْتُ بَيْنَ الأمْرَيْن: قارَبْت وجَمَعْت.
} ودَانَى القَيْدُ قَيْنَيِ البَعيرِ: ضَيَّقَ عَلَيْهِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
{دَانَى لَهُ القَيْدُ فِي دَيْمُومَةٍ قُذُفٍ
قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأناعِيمُوقولُ الراجز:
مَا لي أَراهُ والفاً قَدْ} - دُنْيَ لهْ إِنَّمَا أَرادَ قد {دُنِيَ لَهُ، وَهُوَ من الواوِ مِن} دَنَوْتُ، ولكنَّها قُلِبَتْ يَاء لانْكِسارِ مَا قَبْلها ثمَّ أُسْكِنَتْ النُّون.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَعْلَم {- دُنْيَ بالتَّخْفِيفِ إلاَّ فِي هَذَا البيتِ، وكانَ الأصْمعيُّ لَا يَعْتَمِدُ هَذَا الرَّجْز، ويقولُ هُوَ مِن رَجَز المولّدِين.
} وتَدانَتِ إبِلُ الرَّجُلِ: قَلَّتْ وضَعُفَتْ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
تباعَدَ منِّي أَنْ رأَيْتَ حَمُولِتي
تَدانَتْ وأنْ أَخْنَى عليكَ قَطِيع {والمُدَنِّي، كمُحَدِّثٍ: الضَّعيفُ الخَسِيسُ الَّذِي لَا غَناءَ عنْدَه، المُقَصِّرُ فِي كلِّ مَا أَخَذَ فِيهِ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ وأَنْشَدَ:
فَلَا وأَبِيكِ مَا خُلُقي بوَعْرٍ
وَلَا أَنا} بالدَّنيِّ وَلَا {المُدَنيّ ِ} والدَّنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الخَصْلَةُ المَذْمومةُ، والأصْلُ فِيهِ الهَمْز، ولكنَّه يُخَفَّف.
والجَمْرَةُ الدُّنْيا: هِيَ القَرِيبَةُ من مِنىً.
والسَّماءُ الدُّنْيا: هِيَ القرْبَى إِلَيْنَا. ويقالُ: سَماءُ الدُّنْيا بالإضَافَةِ.
{وادَّنَى} ادّناءً، افْتَعَل مِن {الدُّنُوِّ، أَقربَ.
ويُعَبَّرُ} بالأدْنى تارَةً عَن الأصْغَر فيقابَلُ بالأكْبَر، وتارَةً عَن الأرْذَل فيُقابَلُ بالخَيِّر، وتارَةً عَن الأَوَّل فيُقابَلُ بالآخرِ، وتارَةً عَن الأَقْرَبِ فيُقابَلُ بالأَقْصَى.
{وأَدْنَيْتُ السِّتْرَ: أَرْخَيْته.
وأَبو بكْرِ بنُ أَبي الدُّنْيا: محدِّثٌ مَشْهورٌ.
والنِّسْبَةُ إِلَى الدُّنْيا:} دُنْياوِيٌّ؛ وَكَذَا إِلَى كلِّ مَا مُؤَنَّثُه نَحْو حُبْلَى ودَهْناء.
قَالَ الجَوهرِيُّ: ويقالُ {دُنْيَوِي} ودُنَيِيٌّ. {والدُّنْياتَيْن، بالضمِّ: مُثَنَّى الدُّنْيا مَلاَوِي الْعود لُغَةٌ مُولَّدَة مُعَرَّبَة؛ نَقَلَهُ الشيخُ عبْدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ فِي بعضِ رَسائِلِه اللّغَويَّة، واسْتَدَلَّ بقولِ أَبي طالبٍ محمدِ بنِ حسَّان المُهذّب الدِّمَشْقيّ فِي بعضِ منشآته: خَبِير بشَدِّ} دُنْياتَيْن الأَلْحان، بَصِير بحلِّ عُرَى النَّغَمات الحِسَان.
قُلْتُ: الصَّحيحُ أنَّه تَصْحِيفُ الدّساتين، وَهَذِه قد ذَكَرَها الشهابُ الخفاجيّ فِي ديوانِ الأدَبِ، فتأَمَّل.

دنو

1 دَنَا, (T, M, Mgh, Msb, K, &c.,) first Pers\.

دَنَوْتُ, (T, S,) aor. ـْ (T, Msb,) inf. n. دُنُوٌّ (T, S, M, Msb, K) and دَنَاوَةٌ, (M, K,) He, or it, was, or became, near; drew near, or approached; (T, M, Mgh, Msb, K;) as also ↓ ادنى; (IAar, T, K;) and ↓ دنّى, inf. n. تَدْنِيَةٌ; (IAar, T;) and ↓ دانى, inf. n. مُدَانَاةٌ; (KL, but only the inf. n. is there mentioned;) and ↓ اِدَّنَى, inf. n. اِدِّنَآءٌ: (TA:) it is either in person, or substance, or in respect of predicament, and in place, and in time: (El-Harállee, TA:) you say, دَنَا مِنْهُ, (M, Mgh, Msb,) and دَنَوْتُ مِنْهُ, (T, S,) and إِلَيْهِ, (M, Msb,) and لَهُ, (TA,) and عَلَيْهِ occurs in a verse of Sá'ideh as meaning مِنْهُ, (M,) He, or it, and I, was, or became, near, &c., to him, or it: (T, M, Mgh, Msb:) [and in like manner you use the other verbs mentioned above, except ↓ دانى, which is immediately trans.: or دَنَا مِنْهُ with دَنَاوَةٌ for its inf. n. means, or means also, He was near to him in respect of kindred; was related to him: for] دَنَاوَةٌ is syn. with قَرَابَةٌ (S, M, K) and قُرْبَى: (M, K:) you say, بَيْنَهُمَا دَنَاوَةٌ meaning قَرَابَةٌ [i. e. Between them two is relationship]; (S;) and مَا تَزْدَادُ مِنَّا إِلَّا قُرْبًا وَدَنَاوَةٍ [Thou increasest not save in nearness and relationship to us]. (ISk, T, S.) A rájiz says, مَا لِى أَرَاهُ دَالِفًا قَدْدُنْىَ لَهُ meaning دُنِىَ لَهُ [i. e. What hath happened to me that I see him walking gently or with short steps, or rendered lowly by age, having been approached by death?]: it is from دَنَوْتُ, but the و is changed into ى because of the kesreh before it, and then the ن is made quiescent: and there are similar instances of contraction of verbs: but [ISd says,] I know not دُنْىَ except in this instance; and As used to say of the poem in which this occurs, This rejez is not ancient: it is app. of Khalaf ElAhmar or some other of the Muwelleds. (M.) One says also, دَنَتِ الشَّمْسُ لِلْمَغُرُوبِ and ↓ أَدْنَت [The sun was, or became, near to setting]. (M.) A2: دَنِىَ, (T, M, K, TA, [in the CK, ما كانَ دَنْيَا ولقد دَنا is erroneously put for مَا كَانَ دَنِيًا وَلَقَدْ دَنِىَ,]) like رَضِىَ, (TA,) aor. ـْ (T,) inf. n. دَنًا (T, M, K) and دَنَايَةٌ, (T, K, TA,) or دِنَايَةٌ; (M, accord. to the TT; and so in the CK; [app. a mistranscription occasioned by a misunderstanding of what here follows;]) the ى [in دَنِىَ] being substituted for و because of the nearness of the kesreh; all on the authority of Lh; (M;) and دَنُوَ, aor. ـْ without ء, inf. n. دَنَآءَةٌ, with ء, (ISk, T,) and دُنُوٌّ; (T;) or دَنَا, aor. ـْ inf. n. دَنَاوَةٌ; i. q. دَنَأَ and دَنُؤَ; (Msb;) [i. e.] He (a man, T, M) was, or became, such as is termed ↓ دَنِىٌّ; (T, M, Msb, K;) and دَنِىْءٌ; (Msb;) meaning weak; contemptible (خَسِيسٌ); not profitable to any one; who falls short in everything upon which he enters: (T: [like مُدَنٍّ:]) or low, ignoble, or mean; (سَاقِطٌ;) weak; (M, K;) such as, when night affords him covert, will not quit his place, by reason of weakness: (M:) or low, ignoble, or mean, (لَئِيمٌ,) in his actions, or conduct; bad, evil, or foul; accord. to the explanation of دَنَا by Es-Sarakustee: but some distinguish between دَنِىْءٌ and دَنِىٌّ; making the former to signify “ low, ignoble, or mean; ” (لَئِيمٌ;) and the latter, خَسِيسٌ [app. as meaning contemptible]. (Msb, and so the latter is explained in the Mgh.) 2 دَنَّوَ see 1: A2: and 4. b2: It is said in a trad., سَمُّوا وَ سَمِّتُواوَ دَنُّوا, i.e. [Pronounce ye the name of God, (i. e. say, In the name of God,) and invoke a blessing upon him at whose abode or table ye eat, (see art. سمت,) and] make your words to be near together in praising God. (M.) And in another trad., إِذَا أَكَلْتُمْ فَسَمُّوا اللّٰهَ وَدَنُّوا, i. e. [When ye eat, pronounce the name of God, and] eat of that which is near you: (M:) or إِذَا أَكَلْتُمْ فَدَنُّوا, i. e. [When ye eat,] eat of that which is next you. (S.) b3: دَنَّى, (T, M,) inf. n. تَدْنِيَةٌ, (T,) also signifies He (a man) sought after mean, paltry, or contemptible, things. (Lh, T, M.) And دنّى فِى الأُمُورِ, (inf. n. as above, S, K,) He pursued small matters, and mean, paltry, or contemptible: (T, S, TA:) in the K, erroneously, and great. (TA.) b4: Also He was, or became, weak; syn. ضَعُفَ. (S and TA in art. دون.) 3 دانى, inf. n. مُدَانَاةٌ: see 1, in two places. You say also, دَانَيْتُ الأَمْرَ I was, or became, near to [doing, or experiencing,] the affair, or event. (M.) b2: دَانَيْتُ القَيْدَ لِلْبَعِيرِ I made the shackles, or hobbles, strait, or contracted, to the camel. (M, K.) And دَانَى القَيْدُ قَيْنَىِ البَعِيرِ (M, TA) The shackles, or hobbles, straitened, or contracted, [the two parts of the camel that were the places thereof.] (TA.) Dhu-r-Rummeh says, دَانَى لَهُ القَيْدُ فِى دَيْمُومَةٍ قَذَفٍ

قَيْنَيْهِ وَانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأَنَاعِيمُ [The shackles, or hobbles, straitened to him, in a far-extending, wide desert, the two parts of him that were the places thereof, and enjoyments became removed from him]. (M.) And you say also, دَانَيْتُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ I made the two affairs, or events, to be nearly uninterrupted; syn. قَارَبْتُ: (T, S, Msb:) or I made the two affairs, or events, to be connected; syn. جَمَعْتُ. (M.) 4 ادناهُ He made him, or it, to be, or become, near; to draw near, or to approach; he drew near, or brought near, him, or it; (S, M, Mgh, K;) as also ↓ دنّاهُ, (M, K,) inf. n. تَدْنِيَةٌ. (K.) b2: [Hence,] أَدْنَتْ ثَوْبَهَا عَلَيْهَا She (a woman) let down her garment upon her, and covered, or veiled, herself with it. (Mgh.) And أَدْنَيْتُ السِّتْرَ I let down the veil, or curtain, [for the purpose of concealment.] (Msb.) It is said in the Kur [xxxiii. 59], يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ [They shall let down upon them a portion of their outer wrapping-garments]; (Mgh;) meaning they shall let down a portion of their outer wrapping-garments over their faces, when they go forth for their needful purposes, except one eye. (Jel.) A2: ادنى is also intrans.: see 1, in two places. b2: [Hence,] أَدْنَتْ, said of a she-camel, (S, TA,) and of a woman, (TA,) She was, or became, near to bringing forth. (S, TA.) And أَدْنَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ [a phrase similar to أَضْرَعَتْ عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ, q. v.]. (Occurring in a verse cited in the TA in art. فكه.) b3: And ادنى He lived a strait life, (IAar, T, K,) after easiness and plenty. (IAar, T.) 5 تدنّى He (a man, S) drew near, or approached, by little and little. (S, K.) 6 تَدَانَوْا They drew near, or approached, one to another. (S, K.) b2: [Hence,] تدانى It (a thing) drew together, or contracted; or became drawn together or contracted. (M* and L in art. قلص.) b3: And تَدَانَتْ إِبِلُ الرَّجُلَ The camels of the man became few and weak. (M.) 8 اِدَّنَى, inf. n. اِدِّنَآءٌ: see 1.10 استدناهُ He sought, desired, or demanded, of him, nearness, or approach; (M, K, TA;) he sought, or desired, to make him draw near, or approach: and he drew him near, or caused him to approach. (MA. [See also 4.]) دَنًا inf. n. of دَنِىَ, q. v. (T, M, K.) A2: أَدْنَى دَنًا: see ادنى.

هُوَ ابْنُ عَمّ دِنْىٍ and دِنْيًا and دِنْيَا and ↓ دُنْيَا mean [He is a son of a paternal uncle] closely related; syn. لَحًّا [q. v.]: when you pronounce the د with damm, you do not make the word perfectly decl.: when you pronounce it with kesr, you make it either perfectly or imperfectly decl.: but when you prefix عَمّ to a determinate noun, دِنْى may not be in the gen. case: for instance, you say, هُوَ ابْنُ عَمِّهِ دِنْيًا, i. e. [He is the son of his paternal uncle] closely related; as also ↓ دِنْيَةٌ; because دِنْى, being indeterminate, cannot be an epithet applied to that which is determinate: (S:) and [in like manner] you say, هُوَ ابْنُ عَمِّى, or ابن خَالِى, or ابن عَمَّتِى, or ابن خَالَتِى, or ابن أَخِى, or ابن أُخْتِى, (M, K,) all mentioned by Lh, the last two as on the authority of Aboo-Safwán, but all except the first and second as unknown to Ks and to As, (M,) followed by ↓ دِنْيَةٌ and دِنْيًا and دِنْيَا and ↓ دُنْيَا, (M, K, TA,) the last two without tenween, (TA; [and so written in the M; but in the CK and my MS. copy of the K, in the place of these two is put دُنْيًا, which is disallowed by J;]) meaning [He is the son of my paternal uncle, and the son of my maternal uncle, &c.,] closely related: (M, K:) and ↓ هُوَ عَمُّهُ دُنٌيَا and ↓ دِنْيَةً and دِنْيًا and دِنْيَا [He is his paternal uncle closely related]: (Ks, T:) Lh says that the و is changed into ى in ↓ دِنْيَةً and دِنٌيًا because of the nearness of the kesreh and the weakness of the intervening letter, as is the case in فِتْيَةٌ and عِلْيَةٌ: but it seems that these words are originally ↓ دُنْيَا, i. e., by a relationship, or uterine relationship, nearer to me than others; and that the change of the letter is made only to show that the ى is that of the fem. of أَدْنَى. (M.) You say also, ↓ هُمْ رَهْطُهُ دِنْيَةً

They are his people, and his tribe, closely related. (S and TA in art. رهط.) دِنْيَةٌ: see the next preceding paragraph, in five places.

دُنْيَا fem. of أَدْنَى [q. v.].

دُنْيِىٌّ: see what next follows.

دُنْيَوِىٌّ: see what next follows.

دُنْيَاوِىٌّ [Of, or relating to, the present world, or state of existence; worldly:] a rel. n. from الدُّنْيَا; (T, S;) as also ↓ دُنٌيَوِىٌّ and ↓ دُنْيِىٌّ. (S.) دَنِىٌّ i. q. قَرِيبٌ [as meaning Near, in person, or substance, or in respect of predicament, and in place, and in time: (see 1, first sentence: and see also دَانٍ:) and a relation]: (T, S:) and a friend; or a sincere, or secret, or particular, friend; syn. خُلْصَانٌ. (T.) It has these significations (of قريب and خلصان) in the prov. كُلُّ دَنِىٍّ دُوَنهُ دَنِىٌّ [app. meaning There is a relation, or a friend, nearer than every other relation, or friend; like another prov., namely, دُونَ كُلِّ قُرَيْبَى قُرْبَى, for the meaning and application of which see art. قرب: Freytag renders it, “Quod attinet ad quemlibet propinquum (amicum), præter eum est propinquus:” (Arab. Prov. ii. 357:) and he adds, “ Proverbii sensus esse videtur: Quilibet propinquus seu amicus unicus non est; sed præter eum est alius ”]: (T, Meyd:) so says Az. (Meyd.) b2: See also أَدْنَى.

A2: As an epithet applied to a man, signifying Weak; contemptible; &c.: see 1, near the end of the paragraph: [but J says that] as meaning دُونٌ, it is [دَنِىْءٌ,] with ء: (S:) the pl. is أَدْنِيَآءُ. (T, M.) [In the CK, by a mistranscription mentioned above (voce دَنِىَ), دَنْىٌ is made to signify the same.]

دَنِيَّهٌ A low, or base, quality, property, natural disposition, habit, practice, or action; syn. نَقِيصَةٌ; (Mgh;) or such as is blamed; originally دَنِيْئَةٌ: (TA:) pl. دَنَايَا. (Har p. 327.) Hence the saying of Ibn-Háritheh, المَنِيَّةَ لَا الدَّنِيَّةَ, meaning I choose death rather than, or not, disgrace. (Har ubi suprà.) دَانٍ [Being, or becoming, near; drawing near, or approaching: and hence, near; like دَنِىٌّ:] act. part. n. of دَنَا مِنْهُ. (Msb.) أَدْنَى Nearer, and nearest; opposed to أَقْصَى: (TA:) fem. دُنْيَا; (M, TA;) in which the [radical] و is changed into ى, as in عُلْيَا and قُصْيَا: (ISd, TA voce بُقْوَى:) [the pl. of the masc. is أَدَانٍ and أَدْنَوْنَ; the latter in the accus. and gen. أَدْنَيْنِ: and] the pl. of the fem., دُنًى, (S, K, TA,) like كُبَرٌ pl. of كُبْرَى, and صُغَرٌ pl. of صُغْرَى; (S, TA;) said by some to be extr. and strange [in respect of usage]; and El-Mutanebbee has been blamed for using it; (MF, TA;) but in the case referred to he has used الدُّنَى for الدُّنْيَا, [not as a pl.,] suppressing the ى by poetic license. (TA.) [Hence,] غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى

الأَرْضِ, in the Kur xxx. 1 and 2, The Greeks have been overcome in the nearer, or nearest, part of the land. (Bd, Jel.) And الجَمْرَةُ الدُّنْيَا [The nearest heap of pebbles;] the heap of pebbles nearest to Minè. (TA. [See art. جمر.]) and السَّمَآءُ الدُّنْيَا [The nearest heaven; i. e. the lowest;] the heaven that is the nearest to us: (T, TA:) also called سَمَآءُ الدُّنْيَا [which means the heaven of the present world; as will be seen from what follows]. (TA.) See also exs. of the fem. in the paragraph commencing with the words هُوَ ابْنُ عَمٍّ دِنْىٍ, in four places. b2: Also Former, and first; and fore, and foremost; opposed to آخِرٌ. (TA.) [Hence,] ↓ لَقِيتُهُ أَدْنَى دَنِىٍّ (S, K, TA) and ↓ أَدْنَى دَنًا, (K, TA, [in the CK, erroneously, ادنى دَنّىٰ and ادنى دَنِىٍّ,]) i. e. I met him the first thing. (S, K.) [And أَدْنَى الفَمِ The fore, or foremost, part of the mouth.] And الدُّنْيَا [ for الدَّارُ الدُّنْيَا, and الحَيَاةُ الدُّنْيَا, The former dwelling, or abode, and life; i. e. the present world, and life, or state of existence]; contr. of الآخِرَةُ: (M, K:) [or] it is so called because of its nearness: (T, S:) [and may be rendered the sublunary abode, &c.: and the inferior abode, &c. It also signifies The enjoyments, blessings, or good, of the present world, or life; worldly blessings or prosperity, &c.] And sometimes it is with tenween, (K, TA,) when used indeterminately: (TA:) [thus,] IAar mentions the saying مَا لَهُ دُنْيًا وَ لَا آخِرَةٌ [as meaning He has none of the enjoyments, or blessings, of the present world, nor in prospect any enjoyments, or blessings, of the world to come]; with tenween. (M, TA.) And you say, بَاعَ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ [He purchased his enjoyments of the present world at the expense of his enjoyments of the world to come]. (Z, TA in art. بيع.) And اَبْنُ الدُّنْيَا means The rich man. (Msb in art. بنى.) b3: Also More, and most, apt, fit, or proper: thus in the Kur [xxxiii. 59], in the phrase ذٰلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعَرَفْنَ [That will be more, or most, apt, fit, or proper, that they may be known]; (Ksh, Mgh;) i. e., that they may be known to be free women, as distinguished from female slaves, who did not cover their faces. (Jel.) b4: Also Less [in number or quantity &c.], and least [therein]; opposed to أَكْثَرُ. (TA.) وَلَا أَدْنَى مِنْ ذٰلِكَ وَلَاأَكْثَرَ, in the Kur [lviii. 8], means Nor less in number than that, nor more in number. (Bd.) and وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ, in the Kur [xxxii. 21, lit. And we will assuredly make them to taste of the smaller punishment besides the greater punishment], means, accord. to Zj, whatever punishment is inflicted in the present world and the punishment of the world to come. (M.) b5: Also Worse, [or inferior in quality,] and worst; or more, and most, low, ignoble, base, vile, mean, or weak; opposed to خَيْرٌ. (TA.) It is said in the Kur [ii. 58], أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ

أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ [Will ye take in exchange that which is worse, or inferior, for that which is better? or], accord. to Zj, meaning that which is less in value [for that which is better]? ادنى

being thus, without ء: Fr says that it is here from الدَّنَآءَةٌ: and Zuheyr El-Kurkubee [or (accord. to some) El-Furkubee] read أَدْنَأُ. (T.) مُدْنٍ and مُدْنِيَةٌ, applied to a she-camel, (M, K,) and to a woman, (M,) Near to bringing forth. (M, K.) مُدَنٍّ, applied to a man, Weak; (S, TA;) contemptible (خَسِيسٌ); not profitable to any one; who falls short in everything upon which he enters; [like دَنِىٌّ;] (TA;) or falling short of accomplishing that which it behooves him to do: (AHeyth, T:) also, for the sake of rhyme, [by poetic license,] written مُدَنْ. (T.)

سعف

(سعف) : السَّعْفاءُ: العَيْنُ الصَّحِيحةُ [الشُّفْرِ، لم يَذْهَبْ منه شيءٌ] .
(سعف)
بحاجة فلَان سَعَفًا قَضَاهَا لَهُ

(سعف) الصَّبِي أَصَابَته السعفة فَهُوَ مسعوف
س ع ف: (السَّعَفَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ غُصْنُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ (سَعَفٌ) . وَ (أَسْعَفَهُ) بِحَاجَتِهِ قَضَاهَا لَهُ. وَ (الْمُسَاعَفَةُ) الْمُؤَاتَاةُ وَالْمُسَاعَدَةُ. 
(س ع ف) : (السَّعَفُ) وَرَقُ جَرِيدِ النَّخْلِ الَّذِي يُسَوَّى مِنْهُ الزُّبُلُ وَالْمَرَاوِحُ وَعَنْ اللَّيْثِ أَكْثَرُ مَا يُقَالُ لَهُ السَّعَفُ إذَا يَبِسَ وَإِذَا كَانَتْ رَطْبَةً فَهِيَ الشَّطْبَةُ وَقَدْ يُقَالُ لِلْجَرِيدِ نَفْسِهِ سَعَفٌ الْوَاحِدَةُ سَعَفَةٌ.
س ع ف : السَّعَفُ أَغْصَانُ النَّخْلِ مَا دَامَتْ بِالْخُوصِ فَإِنْ زَالَ الْخُوصُ عَنْهَا قِيل جَرِيدٌ الْوَاحِدَةُ سَعَفَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَأَسْعَفْتُهُ بِحَاجَتِهِ إسْعَافًا قَضَيْتُهَا لَهُ وَأَسْعَفْتُهُ أَعَنْتُهُ عَلَى أَمْرِهِ. 

سعف


سَعَفَ(n. ac. سَعْف)
a. [acc. & Bi], Managed ( the affairs of ).
b. see III
سَعِفَ(n. ac. سَعَف)
a. Was cracked, chapped (finger).

سَعَّفَa. Mixed, compounded.

سَاْعَفَa. Helped, assisted.

أَسْعَفَ
a. [Bi], Drew near, approached.
b. [La], Was, came within the reach of.
c. [Bi], Alighted amongst; came to.
d. [acc. & Bi], Managed ( the affairs of ).
e. see III
سَعْفa. Commodity; utensil &c.
b. Vile man; good for nothing fellow; scamp.

سَعْفَةa. Ulcers, sores ( on a child's head ).

سَعَف
. (pl.
سُعُوْف)
a. Palm-branches; palmleaves.

أَسْعَفُa. Having a grizzly forclock (horse).

سُعُوْفa. Utensils, household-goods.
[سعف] السَعْفَةُ بالتسكين: قروحٌ تَخرج برأس الصبي، تقول منه: سُعِف الغلامُ، فهو مَسعوفٌ. والسَعَفَةُ بالتحريك: غصنُ النخلِ، والجمع سَعَفٌ. والسَعَفُ أيضا: التشعث حوله الاظفار. وقد سَعِفَتْ يَدُهُ بالكسر، مثل سَئِفَتْ. قال ابن السكييت: السعف داء يأخذ في أفواه الإبل كالجرَب يتمعّط منه خرطومها وشعر عينها. يقال ناقةٌ سعفاءُ وبعيرٌ أَسْعَفُ، وقد سُعِفَ. ومثله في الغنم الغرب. والاسعف من الخيل: الاشيب الناصيَة، فإذا ابيضّتْ كلها فهو الاصبغ. وأسعفت الرجال بحاجته، إذا قضَيتَها له. والمُساعَفةُ المواتاةُ والمساعدةُ. 
[سعف] نه: فيه: فاطمة بضعة منى "يسعفنى" ما "أسعفها" الإسعاف الإعانة وقضاء الحاجة والقرب، أي ينالنى ما نالها ويلم بى ما ألم بها. وفيه: رأي جارية بها "سعفة" هي بسكون عين قروح تخرج على رأس الصبى، ويقال: مرض يسمى داء الثعلب يسقط معه الشعر، والحفوظ: سفعة - بتقديم فاه، وسيذكر. وفيه: لو ضربونا حتى بلغوا بنا "سعفات" هجر، هي جمع سعفة بالحركة وهى أغصان النخيل، وقيل: إذا يبست سميت سعفة، والربطة شيطة، وخص هجر لبعد المسافة ولكثرة النخيل بها. ومنه ح صفة نخيل الــجنة: كربها ذهب و"سعفها" كسوة أهل الــجنة. ك: يتبع بها "سعف" الجبال أو سعف الجبال، الشك لحركة العين وسكونها، أو بإعجام الشين وإهمالها. زر: بشين معجمة وعين مهملة مفتوحتين أعالى الجبل، أو سعف بسين مهملة ولا معنى له هنا، الجوهرى: هو غصن النخل.
س ع ف

قطع أغصان النخلة شطبها وسعفها أي رطبها ويابسها، ومنه سعفت أصول أظفاره وتسعفت إذا تشققت وتشعثت. وفي رأسه سعفة وهي قروح تخرج برأس الصبيّ. وأسعفته بحاجته: قضيتها له. وأسعفت الحاجة: حانت وأسعفت الدار بفلان: أصقبت. قال الطرماح:

بان الخليط بسحرة فتبدّدوا ... والدار تسعف بالخليط وتبعد

وهو يساعدني على كذا ويساعفني به. قال:

إذ الناس ناس والزمان بغزة ... وإذ أم عمار خليل مساعف

ومن المجاز: قول امريء القيس:

كسا وجهها سعف منتشر

أراد الناصية. وفلان قد ساعفه جده وساعفته الدنيا، وتقول: الدنيا لك شاعفه، إلا أنها غير مساعفه.
سعف
السعَف: أغصانُ النخْلَة، الواحدَة: سعَفَة، وكْثَرُ ما يُقال ذلك إذا يَبِسَتْ. ويُقال: سَعِفَ سَعفً النخْل: أي يَبِس.
والسعَفةُ: قُروح تخْرُج على رأس الصبي ووَجْهه؛ وهو مَسْعًوْفٌ: في رأسه سَعفةٌ، ويُقال بغَيْر الهاء أيضاً.
والإسْعافُ: قَضاءُ الحاجة. ودنوها. وأسْعَفت الدارُ به: أي قَرُبَتْ.
وقد قيل: هو سْعُوْفٌ بحاجَتِه، قال الغَنَوِي:
ومَجْلُوة أمْهَرْتُ ألْفاً ونحْلَة
فلا أنا مَسْعُوْفٌ بما أنا طالِبُ والمُسَاعَفةُ: المُسَاعدَة. والمُداناة. وهو طَيبً السعُوْفِ: أي الطبائع، ولا واحِدَ لها.
والسعَفُ والسعُوف: أمْتِعَةُ البَيْت كالدلْو والتوْر والحَبْل والقَصْعَة.
ويُقال، بِئْسَ السَّعْفُ: أي السلعةُ والخَلِيْط. والسعَفُ: داءٌ كالجَرَب يأخُذ في أفْواه الإبِل، والأسْعَفُ.: الأجْرَب؛ مأخُوْذٌ من السَّعَفَة بِفَتْح العَيْن.
والسُّعَافُ: شُقَاقٌ في أسْفَل الظفُر، وقد تَسَعَّفَتْ أطْرافُ أصابِعِه، وسَعِفَتْ يَدُه.
والسَعَفُ في النُوْق خاصةً: داء يَتَمَعًط منه خُرْطُومُها، وناقَةٌ سَعْفَاء.
وناصِيَة سَعْفَاءُ: فيها بَيَاضٌ.
سعف: أسعف، فسر لين قولهم أسعفه بحاجته بمعنى قضاها له وهو المعنى الذي ينكره اللغويون. غير أن هذا لا يكفي. فقد ذكر فوك هذا الفعل في مادة (( Etium)) بمعنى نعم، فمعنى الفعل إذاً: قال له نعم أي سمح له بما طلبه ورغب فيه، فمثلاً جاء في حيان (ص54 ق): أسعفه بما التمسه. وفي المقري (2: 89): أسعفه بالبازي: أي رضي أن يعطيه البازي (الذي طلبه).
ويقال بدل أسعفه ب أسعفه في أيضا. ففي البيان (2: 129) أسعفه في ذلك. ويقال: أسعفه فقط ففي الخطيب (ص117 و) فذكر غرضه فيه فأظهر العجز عن الثمن وسأل منه تأخير بعضه فأسعفه. ويقال أسعف في ذلك بحذف بعضه فأسعفه، ويقال أسعف في ذلك بحذف الضمير (بيان 2: 100) والمصدر إسعاف معناه السماح بما طلب أو رغب فيه (عبد الواحد ص2، هو جفلايت ص55، عباد 1: 12).
ينسعف: يعان، يسعف، يساعد (بوشر).
استسعف مقصده: حاول بلوغ ما يريد (عباد 1: 418) سعف: سعف النخل: أحد الشعانين، يوم السباسب: همبرت ص153).
سَعْفَة. سعفة الوجه. تعني عند الرازي دمامل حمر كثيرة تستحيل أحياناً إلى قروح، وتسمى أيضاً: نبك وباذشنام (قل باذشفام بإبدال النون فاء) وقد تخرج أحيانا في الأطراف (معجم المنصوري) وانظرها في مادة رَّبة.
سعفة: مساعدة، معاونة (همبرت ص221، بوشر).
سعفّة: جباية، ضريبة (زيشر 22: 162).
تسعيف: مساعدة، معاونة (همبرت 221).
(سعف) - في حديث عَمَّار، رضي الله عنه: "لو ضَربُونا حتّى يَبلغُوا بنا سَعَفاتِ هَجَر".
هي موضِع يُباعَد، مِثْل حَوْضِ الثَّعلب ومَدَر الفُلفُل، وبَرْك الغِمَاد وذي بِلِّيانِ.
- في حديث سَعِيد بن جُبَير في صفة الــجنّة ونَخِيلِها: "كَرَبُها ذَهَب، وسَعَفُها كُسوة أَهلِ الــجَنَّة". السَّعَف: أَغصان النَّخْل إذا يَبِس فإذا كانت رَطْبةً فهى الشَّطْب، الواحدة: شَطْبة، وقد سَعِفَ: أي يَبِس.
- في الحديث: "فَاطِمةُ بَضْعَة منّي يُسْعِفُني ما أَسعَفها".
قال الأصمعي: الإسعافُ: القُربُ، وقَضاءُ الحاجةِ. وقال غيره: أسعَفْتُه: أي أَعنْته. يقال: انطلِقْ مَعِي حتى أُسعِفَ بأهلى: أي أُلِمَّ بهم، فكأنّ معناه يُلِمُّ بي ما أَلَمَّ بها ويُصيِبُني ما أَصابَها، كما في الروايات الأخر.
- في الحديث: "أنه رأى جارِيَةً في بيت أُمَّ سَلَمة, رضي الله عنها، بها سَعْفة".
ساكنة العين.
قال الحَرْبِىُّ: هي قروح تَخرجُ على رَأسِ الصَّبِىِّ، وهو دَاءٌ يقال له داءُ الثَّعلب يُورِث القَرَع ، فهو مسعوف، كذا رواه، والمحفوظ بتقديم الفاء، وحُكِى عن الأزهَرِيِّ أنه قال: سَعْفَةٌ: أي ضرْبَة.
سعف
أسعفَ يُسعف، إسْعافًا، فهو مُسْعِف، والمفعول مُسْعَف
• أسعف المريضَ: عاجَلَه بالدّواء "أسعَف الجريحَ: أغاثَه وأنجده- أجرى له إسعافات أوّليّة" ° أسعَفه بحاجَتِه: قضاها له.
• أسعف الرَّجُلَ: ساعده وأعانه على أمره، قضى له حاجتَه "أسعف شقيقَه في محنته". 

ساعفَ يُساعف، مُساعَفةً، فهو مُساعِف، والمفعول مُساعَف
• ساعف المصابَ: أسعَفَه؛ ساعَدَه وعاونَه "ساعفه جَدُّه". 

إسْعاف [مفرد]: ج إسعافات (لغير المصدر):
1 - مصدر أسعفَ ° إسعاف أوّليّ/ إسعافات أوّليّة: معالجة سريعة لحالة مرضيّة طارئة- الإسعاف العامّ: المؤسّسة الرسميّة التي تقوم بتوزيع الإعانات على المحتاجين والمصابين وإغاثتهم في الحالات الطارئة ونقلهم إلى المراكز الطبيّة بسيّاراتها الخاصّة- جَمْعيَّةُ الإسعاف: جمعيّة إنسانيّة تقوم بإسعاف المصابين في الحوادث الطارئة- سيَّارة إسعاف: سيَّارة معدّة طبِّيًّا لنقل المرضى إلى المستشفى.
2 - تقديم العون اللازم للأشخاص المحتاجين "إسعاف الجَرْحَى/ العَجَزة- إسعاف سريع". 

سَعَف [جمع]: جج سُعوف، مف سَعَفَة: جريدُ النّخل وورقُه، ورق النّخل اليابس. 

سَعْفَة [مفرد]: ج سَعَفات وسَعْفات: (طب) مرض جلديّ فطريّ يتميّز بلُطخ حَلقيّة خضابيّة مغطّاة بحراشيف وحويصلات، ويُشبه القَرَع. 
(س ع ف)

السَّعَفُ: أَغْصَان النَّخْلَة، وَأكْثر مَا يُقَال إِذا يَبِسَتْ. قَالَ:

إِنِّي على العَهْدِ لَسْتُ أنْقُضُهُ ... مَا أخْضَرَّ فِي رَأس نَخْلَةٍ سَعَفُ

واحدته: سَعَفة. وَقيل: السَّعَفَةُ: النَّخْلَة نَفسهَا. وَشبه امْرُؤ الْقَيْس نَاصِيَة الْفرس بسَعَفِ النخيل. فَقَالَ: وأرْكَبُ فِي الرَّوْع خَيْفانَةً ... كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

والسَّعْفَة والسَّعَفَة: قُرُوح فِي رَأس الصَّبِي. وَقيل: هِيَ قُرُوح تخرج بِالرَّأْسِ، وَلم يخص بِهِ رَأس صبي وَلَا غَيره. وَقَالَ كرَاع: هُوَ دَاء يخرج فِي الرَّأْس، وَلم يُعينهُ. وَقد سُعِف.

والسَّعَف: دَاء فِي أَفْوَاه الْإِبِل كالجرب، يتمعط مِنْهُ أنف الْبَعِير، وَشعر عَيْنَيْهِ. بعير أسْعَف، وناقة سَعْفاءُ. وَخص أَبُو عبيد بِهِ الْإِنَاث. وَقد سَعِف سَعَفا.

والسَّعَف والسُّعاف: شقَاق حول الظفر وتقشر. وَقد سَعِفَت يَده سَعَفا.

والإسعاف: قَضَاء الْحَاجة. وَقد أسْعَفَه بهَا والإسعاف والمُساعَفة: المساعدة والقرب، فِي حسن مصافاة ومعاونة. قَالَ:

وَإِن شِفاء النَّفسِ لوْ تُسْعِفُ النَّوَى ... أُولاتُ الثَّنايا الغُرّ والحَدَقِ النُّجْل

أَي لَو تقرب وتواتى. وَقَالَ:

إذِ النَّاسُ ناسٌ والزَّمانُ بغِرَّةٍ ... وإذْ أمُّ عَمَّارٍ صَدِيقٌ مُساعِفُ

وأسْعَفَهُ على الْأَمر: أَعَانَهُ. وأسْعَف بِالرجلِ: دنا مِنْهُ.

والسَّعْفاءُ: من نواصي الْخَيل: الَّتِي فِيهَا بَيَاض على أَيَّة حالاتها كَانَت، وَالِاسْم: السَّعَف وَبِه فر بَعضهم قَوْله:

كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

والسُّعُوف: الطبيعة، لَا وَاحِد لَهُ. وسُعُوف الْبَيْت: فرشه وأمتعته. الْوَاحِد: سَعْف. وَإنَّهُ لسَعْفُ سوء: أَي مَتَاع سوء، أَو عبد سوء. وَقيل: كل شَيْء جاد وَبلغ، من علق أَو دَار أَو مَمْلُوك ملكته، فَهُوَ سَعْف.

وسَعْفة الرجل: اسْم رجل.
سعف
السَّعَفُ: ورق جريد النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبُلُ والجِلاَلُ والمَرَاوح وما أشبهها. وقال الليث: أكثر ما يقال له السعف إذا يبس، وإذا كانت السَّعَفَةُ رطبة فهي شَطْبَةٌ، ويقال: سَعَفَةٌ وسَعَفٌ وسَعَفَاتٌ. وفي حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنهما -: لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَاتِ هَجَرَ علمت أنا على الحق، وقال سعيد بن جبير: نخل الــجنة كربها ذهب وسعفها كسوة أهل الــجنة. قال:
أني على العهد لستُ أنقُضُهُ ... ما اخضر في رأس نخلةٍ سَعَفُ
وقال الأزهري: يقال للجريد نفسه سَعَفٌ أيضاً، والصحيح: أن الجريد الأغصان؛ والورق السَّعَفُ؛ والشوك السُّلاّءُ. وبالورق شبه أمرؤ القيس ناصية الفرس فقال:
وأركب في الروع خَيْفانَةً ... كَسَا وَجهها سَعَفٌ منتشرْ
وهذا يدل على أن السعف الورق.
والسَّعَفُ - أيضاُ -: التشقُّقُ حول الأظفار والشُّقَاقُ، وقد سَعِفَتْ يده - بالكسر - وسَئفَتْ. قال ابن عباد: السُّعَافُ: شُقَاقٌ في أصل الظُّفُرِ.
والسَّعَفُ - أيضاً - داء يأخذ في أفواه الإبل كالجرب تتمعط منه خراطيمها وشَعَر عيونها. وقال ابن الأعرابي: لا يُقال السَّعَفُ في الجِمالِ وإنما تختص به النُّوْقُ، وكذلك قال أبو زيد، وجوز ذلك بعضهم في الجِمالِ وهو قليل. ومثل السَّعَفِ: في الغنم الغرب.
والأسْعَفُ من الخيل: الأبيضُ الناصية، فإذا ابيضت الناصية كلها فهو الأصْبَغُ.
وقال: ابن الأعرابي: السُّعُوْفُ: جهاز العروس، الواحد: سَعَفٌ - بالتحريك -.
قال: والسُّعُوْفُ: الأقداح الكبار.
قال: وكل شيء جاد وبلغ من مملوك أو عِلْقٍ أو دارٍ ملكتها: فهو سَعَفٌ.
وقال بعضهم: السُّعُوْفُ: أمتعة البيت كالتَّوْر والدَّلوِ والحبل ونحوها.
ويقال للغلام: هذا سَعْفُ سوءٍ.
وقال ابن عبّاد: السَّعْفُ: السلعةُ، يقال: بئس السَّعْفُ هذا أي بئست السلعة وبئس الخليط.
والسُّعُوْفُ: طبائع الناس من الكرم وغيره.
وقال أبو الهيثم: السَّعْفُ: الرجل النذل.
وقال أبو عمرو: يقال للضرائب سُعُوْفٌ، قال: ولم أسمع لها بواحدٍ. وقال الليث: السَّعْفَةُ: قروح تخرج على رأس الصبي وفي وجهه، يقال: صبي مَسْعُوْفٌ. قال أبو ليلى: يقال سُعِفَ الصبي: إذا ظهر ذلك به وأيوب بن سَعْفَةَ العجلي الشاعر.
وقال أبن عبّاد: سَعَفْتُ الرجل بحلجته وأسْعَفُته بها: إذا قضيتها له.
وأسْعَفَ الرجل بأهله: أي ألم بهم.
وأسْعَفَ لك الصيد: أمكنك.
وأسْعَفَتْ داره: دنت، وكل شيء دنا فقد أسعف، قال الراعي:
فكائنْ ترى من مُسْعِفٍ بِمَنِيَّةٍ ... يُجنَّبُها أو معصم ليس ناجيا
ويروى: " مُجْحِفٍ "، وهما بمعنى.
وقال ابن شُميل: التَّسْعِيْفُ في المسكِ: أن يروح بأفاويه الطِّيْبِ ويخلط بالأدهان الطيبة، يقال: سَعِّفْ لي دُهْني.
وقال الليث: المُسَاعَفَةُ: المساعدة والمُواتاة على الأمر في حُسْنِ مصافاةٍ ومعاونةٍ، وأنشد:
إذ الناس ُناسٌ والزمان بغرةٍ ... وإذ أُمُّ عمار صديق مُسَاعِفُ
وقال غيره: مكان مُسَاعِفٌ ومنزل مُسَاعِفٌ: أي قريب.
والتركيب يدل على يبس شيء وتَشَعُّثِه وعلى مواتاة شيء.

سعف: السَّعْفُ: أَغصانُ النخلة، وأَكثر ما يقال إذا يبست، وإذا كانت

رَطْبة، فهي الشَّطْبةُ؛ قال:

إني على العَهْدِ، لستُ أَنْقُضُه،

ما اخْضَرَّ في رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ

واحدته سَعَفَةٌ، وقيل: السَّعَفةُ النخلةُ نفسُها؛ وشبه امرؤالقيس

ناصِيةَ الفرس بِسَعَفِ النخل فقال:

وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانَةً،

كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن السعفَ الورَقُ. قال: والسعَفُ ورَقُ

جَرِيدِ النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبْلانُ والجلالُ والمَرَاوِحُ وما

أَشبهها، ويجوز السعفُ

(* قوله ويجوز السعف إلخ» ظاهره جواز التسكين فيهما

لكن الذي في القاموس والصحاح والنهاية الاقتصار على التحريك.) والواحدة

سَعفةٌ، ويقال للجريد نَفسِه سَعَفٌ أَيضاً. وقال الأَزهري: الأَغصانُ هي

الجَرِيدُ، وورقها السعَفُ، وشوْكُه السُّلاء، والجمع سَعَفٌ وسعَفاتٌ؛

ومنه حديث عمار: لو ضَربُونا حتى يَبْلُغُوا بنا سَعَفاتِ هَجَرَ، وإنما

خَصَّ هجر للمُباعَدة في المسافة ولأَنها موصوفة بكثرة الخيل. وفي حديث ابن

جبير في صفة الــجنة: ونخِيلُها كَرَبُها ذَهَبٌ وسَعَفُها كُسْوةُ أَهْلِ

الــجنةِ.

والسَّعْفةُ والسَّعَفةُ: قُرُوحٌ في رأْس الصبي، وقيل: هي قُروح تخرج

بالرأْس ولم يَخُصّ به رأْس صبي ولا غيره؛ وقال كراع: هو داء يخرج بالرأْس

ولم يعَيِّنه، وقد سُعِفَ، فهو مسْعُوفٌ. وقال أَبو حاتم: السعفة يقال

لها داء الثَّعْلَب تُورِثُ القَرَع. والثَّعالِبُ يُصِيبها هذا الداء

فلذلك نسب إليها. وفي الحديث: أَنه رأَى جارية في بيت أُمّ سَلَمَةَ بها

سَعْفة، بسكون العين؛ قيل: هي القُروح التي تخرج في رأْس الصبي؛ قال ابن

الأَثير: هكذا رواه الحربي بتقديم العين على الفاء والمحفوظ بالعكس.

والسَّعَف: داء في أفواه الإبل كالجَرَب يتَمَعَّطُ منه أَنف البعير

وخُرْطومُه وشعر عينيه؛ بعير أَسْعَفُ وناقة سَعْفاء، وخَصَّ أَبو عبيد به

الإناثَ، وقد سَعِفَ سَعَفاً، ومثله في الغنم الغَرَبُ.

وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: من شياتِ النَّواصي فرس أَسْعَفُ؛

والأَسْعَفُ من الخيل: الأَشْيَبُ الناصيةِ، وناصِيةٌ سَعْفاء، وذلك ما دام

فيها لون مُخالِف للبياض، فإذا ابيضَّتْ كلُّها، فهو الأَصْبَغُ، وهي

صَبْغاء. والسَّعْفاء من نواصِي الخيل: التي فيها بياض، على أَيّةِ حالاتِها

كانت، والاسم السَّعَفُ؛ وبه فسّر بعضهم البيت المُقَدَّم:

كسا وجْهها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

والسَّعَفُ والسُّعافُ: شُقاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ وتَشَعُّثٌ،

وقد سَعِفَتْ يدُه سَعَفاً وسَئِفَتْ.

والإسْعافُ: قضاء الحاجة وقد أَسعَفَه بها. ومكان مُساعِفٌ ومنزل

مُساعِفٌ أَي قريب. وفي الحديث: فاطمةُ بَضْعةٌ مني يُسْعِفُني ما أَسْعَفَها،

من الإسْعافِ الذي هو القُرْبُ والإعانةُ وقضاء الحاجة، أَي يَنالُني ما

نالها ويُلِمُّ بي ما أَلمَّ بها. والإسْعافُ والمُساعَفةُ: المُساعَدةُ

والمُواتاةُ والقُرْبُ في حُسْنِ مُصافاةٍ ومُعاونةٍ؛ قال:

وإنَّ شِفاءَ النَّفْسِ، لو تُسْعِفُ النَّوَى،

أُولاتُ الثنايا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجْلِ

أَي لو تُقَرِّبُ وتُواتي؛ قال أَوس بن حجر:

ظَعائِنُ لهْوٍ ودُّهُنَّ مُساعِفُ

وقال:

إذِ الناس ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ،

وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ

وأَسْعَفَه على الأَمْرِ: أَعانَه. وأَسْعَفَ بالرجل: دَنا منه.

وأَسْعَفَتْ دارُه إسْعافاً إذا دَنَتْ. وكل شيء دَنا، فقد أَسْعَفَ؛ ومنه قول

الراعي:

وكائنْ تَرى منْ مُسْعِفٍ بمَنِيّةٍ

والسُّعُوفُ: الطبِيعةُ، ولا واحد له. قال ابن الأعرابي: السُّعُوفُ

طبائعُ الناسِ من الكَرَمِ وغيره، ويقال للضَّرائب سُعوفٌ، قال: ولم

يُسْمَعْ لها بواحد من لفظها. وسُعُوفُ البيتِ: فُرُشُه وأَمْتِعَتُه، الواحد

سَعَفٌ، بالتحريك. والسُّعوف: جِهازُ العَرُوسِ.

وإنه لَسَعَفُ سَوْء أَي مَتاعُ سَوْء أو عبد سوء، وقيل: كلُّ شيء جادَ

وبَلَغَ من عِلْقٍ أَو دارٍ أَو مملُوك ملكته، فهو سَعَفٌ.

وسَعْفةُ: اسم رجل.

والتَّسْعِيفُ بالمِسْكِ: أَن يُرَوَّحَ بأَفاويه الطِّيبِ ويُخْلَطَ

بالأَدْهانِ الطَّيِّبةِ. يقال: سَعِّفْ لي دُهْني.

قال ابن بري: والسَّعَفُ ضرب من الذُّبابِ؛ قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ:

حتى أَتَيْت مُرِيّاً، وهو مُنْكَرِسٌ

كاللَّيْثِ، يَضْرِبُه في الغابةِ السَّعَفُ

سعف

1 سَعَفَهُ بِحَاجَتِهِ: see 4.

A2: سَعِفَتْ يَدُهُ, (S, TA,) inf. n. سَعَفٌ, (S, K,) His hand became cracked around the nails; (S, K, * TA;) as also سَئِفَتْ. (S, TA.) b2: سَعِفَتِ النَّاقَةُ, in the K, erroneously, سُعِفَت, with damm, (TA,) or سَعِفَ البَعِيرُ, (ISk, S,) The she-camel, (K, TA,) or he-camel, (ISk, S,) became affected with what is termed ↓ سَعَفٌ, meaning a disease in the mouth, like mange, or scab, in consequence of which the hair of the خُرْطُوم [i. e. nose, or fore part of the nose,] falls off, (ISk, S, K,) and the hair of the eyes: (ISk, S:) the like thereof in sheep or goats is termed غَرَبٌ: (S:) accord. to IAar, it is not used in relation to he-camels; and A'Obeyd says the like: accord. to some, as Az says, it is allowable to use it in relation to he-camels; (TA;) but it is rarely thus used. (K, TA.) b3: سُعِفَ, (S, K,) like عُنِىَ, (K,) said of a boy, He became affected with the pustules termed سَعْفَةٌ [q. v.]. (S, K.) 2 تَسْعِيفٌ The mixing of musk and the like with aromatic perfumes (K, TA) and sweetscented oils. (TA.) One says, سَعِّفْ لِى دُهْنِى

[Mix thou for me my oil with aromatic perfumes]. (ISh, TA.) 3 ساعفهُ, (K, TA,) inf. n. مُسَاعَفَةٌ, (S, TA,) He aided, assisted, or helped, him; [like أَسْعَفَهُ;] or [so accord. to the K, but accord. to the S “ and,”] agreed, or complied, with him, (S, * K, TA,) to perform an affair, (TA,) acting towards him with reciprocal purity, or sincerity, of love, or affection, and aiding, assisting, or helping, with him, (K, TA,) well. (TA.) b2: [Hence,] ساعفهُ جَدُّهُ (tropical:) His fortune aided him: and in like manner, ساعفتهُ الدُّنْيَا (tropical:) [Worldly prosperity aided him]. (A, TA.) 4 اسعف, (K,) inf. n. إِسْعَافٌ, (TA,) It (a thing, TA) drew near, or approached: (K, TA:) and اسعف بِهِ it drew near, or approached, to him, or it. (TA.) b2: اسعف لَهُ It (an object of the chase) became within his power, or reach. (K.) b3: اسعف إِلَيْهِ He tended, repaired, or betook himself, to, or towards, him, or it. (TA.) b4: اسعف بِأَهْلِهِ He came to his family; syn. أَلَمَّ. (K.) [And in a similar sense the verb is trans. without a particle, as will be shown by the last sentence of this paragraph.]

A2: أَسْعَفْتُهُ I aided, assisted, or helped, him to perform his affair. (Msb. [See also 3.]) b2: And اسعفهُ بِحَاجَتِهِ, (S, Msb, K, *) inf. n. إِسْعَافٌ, (Msb,) He performed, or accomplished, for him the object of his want; (S, Msb, K;) as also بِهَا ↓ سَعَفَهُ, (Ibn-'Abbád, K, * TA,) aor. ـَ (K,) inf. n. سَعْفٌ. (TA.) b3: It is said in a trad., thus related, فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّى

يُسْعِفُنِى مَا يُسْعِفُهَا, meaning [Fátimeh is a part of me:] that betides, or happens to, [or affects,] me which betides, or happens to, [or affects,] her. (TA. [See another reading in art. بضع.]) سَعْفٌ A commodity; an article of merchandise. (O, K, TA.) One says, إِنَّهُ سَعْفُ سَوْءٍ Verily it is a bad commodity. (O, TA.) b2: And A man vile, or mean, and despised in all his circumstances. (AHeyth, O, K.) سَعَفٌ Palm-branches, (Az, * S, Msb, K,) as long as they have the leaves upon them: when these are removed from them, called جَرِيدٌ: (Msb:) or the part [or parts] of palm-branches upon which leaves have grown: (S voce عَسِيبٌ:) or the leaves of palm-branches, (Mgh, K, TA,) of which are woven [baskets of the kind called] زُبُل (Mgh) or زُبْلَان (TA) [pls. of زَبِيلٌ], and [the similar receptacles called] جِلَال [pl. of جُلَّةٌ], (TA,) and fans [which are made in the form of small flags], (Mgh, TA,) and the like: (TA:) and sometimes palm-branches themselves are thus called: (Mgh:) accord. to Lth, (Mgh, TA,) such as have become dry [of palm-branches] are mostly thus called; the fresh [palm-branch] being called شَطْبَةٌ: (Mgh, K, TA:) sing., (S,) or [rather] n. un., (Mgh, Msb,) with ة: (S, Mgh, Msb:) which also signifies a palm-tree itself; and its pl. is سَعَفَاتٌ. (TA.) b2: [Hence, as being likened to palm-leaves,] The forelock of a horse: so in the saying of Imrael-Keys, وَأَرْكَبُ فِى الرَّوْعِ خَيْفَانَةً

كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ [And I ride, in war, or battle, a brisk, or an agile, leaving mare, whose face a spreading forelock has clad]: which shows that سَعَفٌ [properly] signifies the leaves [of a palm-branch]. (Az, TA.) [Jac. Schultens, as mentioned by Freytag, explains it as meaning A whiteness upon the forehead of a horse: but this explanation is perhaps conjectural, from the verse cited above.]

A2: The paraphernalia (جَهَاز) of a bride: pl. سُعُوفٌ. (IAar, K.) b2: Anything good, goodly, or excel-lent, and consummate, such as a slave, or any precious thing, or a house that one possesses. (IAar, K.) A3: A species of fly: mentioned by a poet as smiting a lion. (IB, TA.) A4: See also 1.

سَعْفَةٌ A certain disease, (Kr, TA,) or pustules, (S, K, TA,) coming forth upon the head (Kr, S, K, TA) of a child, (S, K, TA,) and upon his face: (K, TA:) said by AHát to be دَآءُ الثَّعْلَبِ [i. e. alopecia], which occasions baldness; and ↓ سَعَفَةٌ is a dial. var. thereof in this last sense. (TA.) سَعَفَةٌ n. un. of سَعَفٌ [q. v.]. (S, * Mgh, Msb.) A2: See also the next preceding paragraph.

سُعَافٌ A cracking, and scaling off, around the nail: (TA:) or a cracking at the root of the nail. (Ibn-'Abbád, O.) [See 1.]

سُعُوفٌ Large [drinking-cups or bowls such as are called] أَقْدَاح. (IAar, K.) b2: And The goods, or furniture and utensils, of a tent or house, (S, TA,) and its carpets or the like: or, as some say, particularly such as are held in little estimation, as the [drinking-vessel called] تَوْر, and the bucket, and the rope, and the like. (TA.) b3: [See also سَعَفٌ, of which it is pl.]

A2: Also The natural dispositions, (AA, IAar, K, TA,) generous and other, of men: (IAar, K, TA:) AA says, I have not heard any sing. thereof. (TA.) أَسْعَفُ A camel having the disease termed سَعَفٌ (see 1): fem. سَعْفَآءُ, applied to a she-camel: (ISk, S, K:) A'Obeyd mentions only the fem. epithet. (TA.) b2: Also A horse white, (S, * K,) or hoary, (S,) in the forelock, (S, K,) when there is some other colour in it, different from the white: (TA:) when the whole of it is white, he is termed أَصْبَغُ: (S, TA:) so in the “ Book of Horses ” by AO. (TA.) مَسْعُوفٌ A boy affected with the pustules termed سَعْفَةٌ [q. v.]. (S, K.) مُسَاعِفٌ A place, (K,) and a place of alighting, (TA,) near. (K, TA.)
سعف
السَّعَفُ، مُحَرَّكَةً: جَرِيدُ النَّخْلِ، هَكَذَا نَقَلَهُ الأزْهَرِيُّ عَن بَعْضِهم. أَو الصَّوَابُ أنَّ سَعَفَ الجَرِيدِ: وَرَقُهُ الذِي يُسَفُّ مِنْهُ الزُّبْلانُ والجِلاَلُ، والمَرَاوِحُ، وَمَا أشْبَهَهَا، ومنهُ حديثُ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، فِي صِفَةِ نَخْلِ الــجَنَّةِ:) كَرَبُهَا ذَهَبٌ، وسَعَفُهَا كُسْوَةُ أَهْلِ الــجَنَّةِ (وَقَالَ الشاعِرُ:
(إنِّي علَى الْعَهْدِ لستُ أَنْقُضُهُ ... مَا اخْضَرَّ فِي رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ)
وَقَالَ اللَّيْثُ: أكْثَرُ مَا: يُقَالُ لَهُ السَّعَف: إِذا يَبِسَتْ، وَإِذا كَانَتِ السَّعَفَةُ: رَطْبَةً، فَشَطْبَةٌ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: ومِمَّا يدُلُّ علَى أنَّ السَّعَفَ الوَرَقُ، قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:
(وأرْكَبُ فِي الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ... كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ)
وَهُوَ مَجازٌ، شَبَّه بهَا نَاصِيةَ الْفَرَسِ.
والسَّعَفُ: التَّعَشُّثُ حَوْلَ الأَظْفَارِ، وَقد سَعِفَتْ يَدُه، بالكَسْرِ، مِثْل سَئِفَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: السَّعَفُ جِهَازُ الْعَرُوسِ، ج: سُعُوفٌ، بالضَّمِّ، وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: السَّعَفُ: دَاءٌ يكونُ فِي أفْوَاهِ الإِبِلِ كَالْجَرَبِ، يَتَمَعَّطُ مِنْهُ خُرْطُومُهَا، وشَعَرُ عَيْنِهَا، يُقَال: نَاقَةٌ سَعْفَاءُ، وبَعِيرٌ أَسْعَفُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَنهُ، وخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بِهِ الإنَاثَ، وَقد سُعِفَتْ، بِالضَّمِّ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ: وَقد سَعِفَتْ، كَفَرِحَ، ونَّصُّ الصِّحاحِ: وَقد سُعِفَ، ومِثْلُه فِي الغَنَمِ الغَرَبُ.
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: لَا يُقَال السَّعَفُ فِي الْجِمَالِ، قَالَ أَبو زيدٍ: وجَوَّزَ ذَلِك بعضُهُمْ، وَهِي لُغَةٌ قَلِيلَةُ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: إنَّمَا هِيَ فِي النُّوقِ، ومِثْلُه عَن أبي عُبَيْدٍٍ.
والأَسْعَفُ مِن الْخَيْلِ: الأَبْيَضُ ونَصُّ الصِّحاحِ: الأشْيَبُ النَّاصِيَةِ، وَذَلِكَ مَا دَامَ فِيهَا لَوْنٌ مُخَالِفٌ لِلْبَيَاضِ، فَإِذا ابْيَضَّتْ كلُّهَا فَهُوَ الأصْبَغُ، كَذَا فِي كتابِ الخَيْلِ لأَبِي عبَيْدَةَ.
والسُّعُوفُ، بِالضَّمِّ: الأَقْدَاحُ الْكِبَارُ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
قالَ بعضُهُم: السُّعُوفُ: أَمْتِعَةُ الْبَيْتِ، وفُرُشُهُ، وخَصَّها بعضُهم بالمُحَقَّراتِ، كالتَّوْرِ، والدَّلْوِ، والحَبْلِ، ونحوِهَا. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: السُّعُوفُ: طَبَائِعُ النَّاسِ من الْكَرَمِ، وغَيْرِهِ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: يُقَال للضَّرائِبِ سُعُوفٌ، قَالَ: وَلم أسْمَعْ لَهَا بوَاحِدٍ.
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: كُلُّ شَيءٍ جَادَ وَبَلَغَ، مِنْ مَمْلُوكٍ، أَو عِلْقٍ، أَو دَارٍ مَلَكْتَهَا، فَهُوَ سَعَفٌ،) مُحَرَّكَةً.
السَّعْفُ، بِالتَّسْكِينِ السِّلْعَةُ، يُقَال: إنَّه سَعْفُ سُوءٍ، أَي: مَتاعُ سُوءٍ.
قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: السَّعْفُ: الرَّجُلُ النَّذْلُ.
قَالَ اللَّيْثُ: السَّعْفَةُ بِهَاءٍ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ بِرَأْسِ الصَّبِيِّ ووَجْهِهِ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَلم يذكُر الوَجْهَ، وَقَالَ بعضُهُم: هِيَ قُرُوحٌ تَخْرُج بالرَّأْسِ، وَلم يَخُصَّ بِهِ رَأْسَ صَبِيٍّ وَلَا غيْرِه، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ دَاءٌ يخرُج بالرَّأْسِ، وَلم يُعَيِّنْهُ، وَقد سُعِفَ، كَعُنِىَ، وَهُوَ مَسْعُوفٌ، وَقَالَ أَبُو ليَلى: يُقَال: سُعِفَ الصَّبِيُّ: إِذا ظَهَرَ ذَلِك بِهِ، وَقَالَ أَبو حاتمٍ: السَّعْفَةُ: يُقال لَهَا: دَاءُ الثَّعْلَبِ، يُورِثُ القَرَعَ، والثَّعَالِبُ يُصِيبُهَا هَذَا الدَّاءُ، فَلذَلِك نُسِبَ إِلَيْهَا.
وسَعْفَةُ، بِلاَ لاَمٍ: وَالِدُ أَيُّوبَ الْعِجْلِيِّ الشَّاعِرِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
وسَعَفَ الرَّجُلَ بِحَاجَتِهِ، كَمَنَعَ سَعْفاً، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وأسْعَفَ، إسْعافاً: قَضَاها لَهُ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وأسْعَفَ الشَّيءُ: دَنَا، وَكَذَا أسْعَفَ بِهِ، إِذا دَنَا مِنْهُ، قَالَ الرَّاعِي:
(وكَائِنْ تَرَى مِنْ مُسْعِفٍ بِمَنِيَّةٍ ... يُجَنَّبُهَا أَو مُعْصِمٍ لَيْسَ نَاجِيَا)
ويُرْوَي:) مُجْحِفٍ (، وهما بِمَعْنى.
وأسْعَفَ لَهُ الصَّيْدُ: أمْكَنَهُ.
أسْعَفَ بِأَهْلِهِ: أَلَمَّ بهم.
وَمن الإسْعَافِ بمَعْنَى القُرْبِ والإعَانَةِ وقَضاءِ الْحَاجةِ، مَا رُوِيَ فِي الحَدِيثِ:) فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّى، يُسْعِفُنِى مَا يُسْعِفُهَا (أَي: يَنَالُنِي مَا يَنالُهَا، ويُلِمُّ بِي مَا يُلِمُّ بهَا.
والتَّسْعِيفُ: تَخْلِيطُ الْمِسْكِ ونَحْوِهِ بِأَفَاويهِ الطِّيبِ، والأدْهَانِ الطَّيِّبَةِ، يُقَال: سَعِّفْ لي دُهْنِي، قَالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ.
قَالَ اللَّيْثُ: سَاعَفَهُ: مُسَاعَفَةً: إِذا سَاعَدَهُ، أَو وَاتَاهُ علَى الأَمْرِ، أَي: وَافَقَهُ فِي حُسْنِ مُصَافَاةٍ، ومُعَاوَنَةٍ، وأنْشَدَ:
(إذِ النَّاسُ نَاسٌ والزَّمَانُ بِغِرَّةٍ ... وإذْ أُمُّ عَمَّارٍ صَدِيقٌ مُسَاعِفُ)
وأنْشَدَ غيرُه:
(وإنَّ شِفَاءَ النَّفْسِ لَوْ تُسْعِفُ النَّوَى ... أُولاَتُ الثَّنَايَا الْغُرِّ والْحَدَقِ النُّجْلِ)

أَي: لَو تَقْرُبُ وتُوَاتِى، قَالَ أوْسُ ابنُ حَجَرٍ: ظَعَائِنُ لَهْوٍ وُدُّهُنَّ مُسَاعِفُ ومَكَانٌ مُسَاعِفٌ: أَي قَرِيبٌ دَانٍ، وَكَذَا مَنْزِلٌ مُسَاعِفٌ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: السَّعَفَةُ، مُحَرَّكةً: النَّخْلَةُ نَفْسُهَا، كَمَا فِي اللِّسَان، وجَمْعُ السَّعَفَةِ: سَعَفَاتٌ، وَمِنْه قَوْلُ عَمَّارٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَو ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ.
والسُّعَفَةُ: لُغَةٌ فِي السَّعْفَةِ، بالفَتْحِ، بمَعْنَى داءِ الثَّعْلَبِ.
والسُّعَافُ، كُغَرابٍ: شُقَاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ، كَذَا فِي المُحِيطِ واللِّسَانِ.
وأسْعَفَ إِليه: تَوَجَّهَ، وقَصَدَ.
السَّعَفُ: ضَرْبٌ مِن الذُّبابِ، نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ: (حَتَّى أَتَيْتُ مُرِيَّاً وهْوَ مُنْكَرِسٌ ... كَاللَّيْثِ يَضْرِبُهُ فِي الْغَابَةِ السَّعَفُ)
وسَاعَفَهُ جَدُّهُ: سَاعَدَهُ، وَهُوَ مَجازٌ، وَكَذَا: سَاعَفَتْهُ الدُّنْيَا، كَمَا فِي الأساسِ.

نَدَا

نَدَا
صيغة كتابية من ندى.
نَدَا:
بلفظ النّدا، وهو على وجوه: ندا الماء وندا الخير وندا الشر وندا الصّوت وندا الحضر وندا الدّــجنّة، فندا الماء معروف، وندا الخير: هو المعروف وضده في الشر، وندا الحضر: لقاؤه، وفلان أندى صوتا من فلان أي أبعد، وندا:
موضع في بلاد خزاعة.
نَدَا القَوْمُ نَدْواً: اجْتَمَعُوا،
كانْتَدَوْا وتَنَادَوْا،
وـ الشيءُ: تَفَرَّقَ،
وـ القَوْمُ: حَضَرُوا النَّدِيِّ،
وـ الإِبِلُ: خَرَجَتْ من الحَمْضِ إلى الخُلَّةِ،
ونَدَّيْتُها أنا.
والتَّندِيَةُ: أن تُوْرِدَها فَتَشْرَبَ قليلاً، ثم تَرْعاها قليلاً، ثم تَرُدَّها إلى الماءِ.
وهذا مُنَدَّى خَيْلِنا.
وإبِلٌ نَوادٍ: شارِدَةٌ.
ونَوادِي النُّوَى: ما تَطَايَرَ منها عندَ رَضْخِها.
والنَّدْوَةُ: الجَمَاعَةُ.
ودارُ النَّدْوَة بمكةَ: م، وبالضم: مَوْضِعُ شُرْبِ الخَيْلِ.
وناداهُ: جالَسَهُ، أو فاخَرَهُ،
وـ بِسِرِّهِ: أظْهَرَه،
وـ له الطريقُ: ظَهَرَ،
وـ الشيءَ: رَآه، وعَلمَهُ.
والنَّديُّ، كغَنِيٍّ،
والنادِي والنَّدْوَةُ والمُنْتَدَى: مَجْلِسُ القَوْمِ نَهاراً، أو المَجْلِسُ ما دامُوا مُجْتَمِعِينَ فيه.
وما يَنْدُوهُم النادِي: ما يَسْمَعُهُمْ.
وتَنَدَّى: تَسَخَّى، وأفْضَلَ،
كَأَنْدَى، فهو نَدِيُّ الكَفِّ.
والنَّدَى: الثَّرَى، والشَّحْمُ، والمَطَرُ، والبَلَلُ، والكَلأُ، وشيءٌ يُتَطَيَّبُ به كالبَخورِ والمَدَى
ج: أنْدِيَةٌ وأْنْداءٌ.
والمُنْدِيَةُ، كمُحْسِنَةٍ: الكَلِمَةُ يَنْدَى لها الجَبينُ.
والنُّداءُ، بالضم والكسر: الصَّوْتُ.
ونادَيْتُه، وـ به.
والنَّدَى: بُعْدُه.
وهو نَدِيُّ الصَّوتِ، كَغَنِيٍّ: بَعيدُهُ.
ونَخْلٌ نادِيَةٌ: بَعيدَةٌ عن الماءِ.
والنَّداتانِ من الفَرَسِ: ما يَلي باطِنَ الفائِلِ، الواحِدَةُ: نَداةٌ.
وتَنَادَوْا: نادَى بعضُهم بعضاً، وتَجَالَسُوا في النادِي.
وناقةٌ تَنْدُو إلَى نُوقٍ كِرامٍ: تَنْزِعُ في النَّسَبِ.
والمُنْدِياتُ: المُخْزِياتُ.
ونَدِيَ، كَرَضِيَ، فهو نَدٍ: ابْتَلَّ،
وأنْدَيْتُه، ونَدَّيْتُه.
وأنْدَى: كثُرَ عَطَاياهُ، أو حَسُنَ صَوْتُه.
والنَّوادِي: الحَوادِثُ.
ونادِياتُ الشيءِ: أوائِلُه.
(نَدَا)
[هـ] فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «قَرِيبُ البيتِ مِنَ النَّادِى» النَّادِى: مُجْتَمَع القومِ وَأَهْلِ المجلِس، فَيَقَعُ عَلَى المجلِس وأهلِه. تَقُولُ: إِنَّ بيتَه وسَطَ الحِلَّة، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ؛ لِيَغْشَاهُ الأضيافُ والطُّرّاق.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «فإنَّ جارَ النَّادِى يَتَحوَّل » أي جارَ المجلس. وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الموحَّدة، مِنَ البَدْو، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيّ الأعلَى» النَّدِىُّ، بِالتَّشْدِيدِ: النادِي. أَيِ اجْعَلْنِي مَعَ الْمَلَأِ الْأَعْلَى مِنَ الملائكةِ.
وَفِي رِوَايَةٍ «وَاجْعَلْنِي فِي النِّدَاءِ الأعلَى» . أَرَادَ نِداءَ أهلِ الْــجَنَّةِ أهلَ النَّارِ «أَنْ قَدْ وَجَدْنا مَا وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَريَّة بَنِي سُلَيم «مَا كَانُوا ليَقْتُلوا عَامِرًا وَبَنِي سُلَيم وَهُمُ النَّدِىُّ» أَيِ القومُ الْمُجْتَمِعُونَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ «كُنّا أَنْدَاءً فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الْأَنْدَاءُ:
جَمْعُ النَّادِي: وَهُمُ الْقَوْمُ المجتمِعون.
وَقِيلَ: أَرَادَ كُنّا أهلَ أَنْدَاءٍ. فَحَذَفَ الْمُضَافَ.
(س) وَفِيهِ «لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَدَا الناسَ إِلَى مَرْماتيْن أَوْ عَرْقٍ أَجَابُوهُ» أَيْ دَعَاهُمْ إِلَى النَّادِي. يُقَالُ: نَدَوْتُ القومَ أَنْدُوهُمْ، إِذَا جمعتَهم فِي النَّادِي. وَبِهِ سمِّيت دَارُ النَّدْوَةِ بِمَكَّةَ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فِيهَا وَيَتَشَاوَرُونَ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «ثِنْتان لَا تُرَدّان، عِنْدَ النِّدَاءِ وَعِنْدَ الْبَأْسِ» أَيْ عِنْدَ الْأَذَانِ بِالصَّلَاةِ، وَعِنْدَ الْقِتَالِ.
وَفِي حَدِيثِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ «فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا نَادِيَةً: أَتى أَمْرُ اللَّهِ» يُرِيدُ بِالنَّادِيَةِ دَعْوَةً وَاحِدَةً ونِداءً وَاحِدًا، فَقَلَبَ نِداءةً إِلَى نَادِيَةٍ، وَجَعَلَ اسْمَ الْفَاعِلِ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ «وأوْدَى سمعُه إِلَّا نِدَايَا» أَرَادَ: إِلَّا نِداءً، فَأَبْدَلَ الْهَمْزَةَ يَاءً، تَخْفِيفًا، وَهِيَ لُغَةُ بَعْضِ الْعَرَبِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا» أَيْ أرفعُ وَأَعْلَى. وَقِيلَ: أحسنُ وَأَعْذَبُ.
وَقِيلَ: أَبْعَدُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «خرجتُ بفَرسٍ لِي أُنَدِّيهِ » التَّنْدِيَةُ: أَنْ يُورِدَ الرجُل الإبِلَ والخيلَ فتشربَ قَلِيلًا، ثُمَّ يرُدّها إِلَى المرعَى سَاعَةً، ثُمَّ تُعاد إِلَى الْمَاءِ.
والتَّنْدِيَةُ أَيْضًا: تَضْمِيرُ الْفَرَسِ، وَإِجْرَاؤُهُ حَتَّى يسيلَ عَرَقُه. وَيُقَالُ لِذَلِكَ العَرَق: النَّدَى.
وَيُقَالُ: نَدَّيْتُ الفَرَسَ وَالْبَعِيرَ تَنْدِيَةً. ونَدِىَ هُوَ نَدْواً.
وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الصَّوَابُ: «أُبَدِّيهِ»
» بِالْبَاءِ، أَيْ أُخْرِجَهُ إِلَى الْبَدْوِ، وَلَا تَكُونُ التَّنْدِيَةُ إِلَّا لِلْإِبِلِ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَخْطَأَ الْقُتَيْبِيُّ. وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَحَدِ الحَيَّيْن اللَّذين تَنَازَعَا فِي مَوْضِعٍ «فَقَالَ أحدُهما: مَسْرَح بَهْمِنا، ومَخْرَج نِسائنا، ومُنَدَّى خيلِنا» أَيْ مَوْضِعُ تَنْدِيَتها.
(هـ) وَفِيهِ: «مَنْ لَقَى اللَّه وَلَمْ يَتَنَدَّ مِنَ الدَّمِ الْحَرَامِ بشيءٍ دَخَلَ الــجنَّةَ» أَيْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَمْ يَنَلْه مِنْهُ شيءٌ. كَأَنَّهُ نالَتْه نَدَاوَةُ الدَّم وَبَلَلُهُ. يُقَالُ: مَا نَدِيَنِي مِنْ فُلَانٍ شيءٌ أَكْرَهَهُ، وَلَا نَدِيَتْ كفِّي لَهُ بِشَيْءٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ وجريَدَتَي النَّخْلِ «لَنْ يَزَالَ يُخَفَّف عَنْهُمَا مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ» يُرِيدُ نَداوة. كَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ، وَهُوَ غَرِيبٌ . إِنَّمَا يُقَالُ: نَدِيَ الشيءُ فَهُوَ نَدٍ، وأرضٌ نَدَيَةٌ، وَفِيهَا نَداوةٌ.
(س) وَفِيهِ «بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ نَدٍ» أَيْ سَخِيٌّ. يُقَالُ: هُوَ يَتَنَدَّى عَلَى أَصْحَابِهِ:
أَيْ يَتَسَخَّى.

طوبى

طوبى:
[في الانكليزية] Tuba (Egyptian month)
[ في الفرنسية] Touba (mois egyptien)
اسم شهر في تقويم القبط القديم.
(طوبى) : قال ابن جرير: (حدثنا أبو كريب حدثنا يحيى بن يمان عن أشعب من جعفر عن سعيد بن جرير عن ابن عباس قال: طوبى اسم الــجنة بلسان الحبشة) وقال: حدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب القمى عن جعفر عن سعيد بن سحوج قال: طوبى اسم الــجنة بالهندية.

تُبَوِّئُ

(تُبَوِّئُ) :
وقال نافع عن قوله تعالى: (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ) .
فقال: توطن المؤمنين. واستشهد بقول الأعشى:
وما بوّأ الرحمن بيتك منزلاً. . . بأجياد غربي الفنا والمحرم
= الكلمة من آية آل عمران 121، والخطاب فيها للرسول عليه الصلاة
والسلام: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) .
ومعها آيات:
(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) .
ومعها آية العنكبوت 58 الزمر 74 (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْــجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ)
ويونس 93: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ) . والحج والأعراف 74.
ويوسف 56: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ) .
يونس 87: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتً) .
الحشر 9: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)
ومن الثلاثى (باء) جاء الفعل ماضيا خمس مرات، ومضارعْا (تبوء) تسعًا
وعشرين. مرة، كلها فى المعنوى من البوء برضوان الله، أو بسخطه وغضبه، والبوء بالإثم.
تأويله في المسألة: توطن. وليس فى القرآن منه سوى آية براءة (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) .
وفي اللغة: تبوأ المكانَ حلَّه وأقام، والمباءة المنزل كالبيئة، وبيت النحل فى
الجبل، ومتبوأ الولد من الرحم. وهم بواء أي سواء أكفاء. وباء بالذنب وبالدم أقر به والتزمه (ص، ل، ق) وبوأك الله مبَوأ صدق.
وتبوأ فلان منزلا طيبا، وأباء الله عليك نَعَما لا يسعها المراح. وبوأت الرمح سددته (س) .
وفى تأويل (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ)
قال أبو عبيدة فى المجاز: متخذا لهم مضاف، ونحوه فى تفسير القرطبى وأبى حيان.
وفي تفسير البخارى باب (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ) أخرج عن عمر رضى
الله عنه، قال: " وأوصِى الخليفة بالمهاجرين الأولين أن يقر لهم حقهم. وأوصى الخليفة بالأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبى - صلى الله عليه وسلم -، أن يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم ". وفى الغريبين للهروى (باب الباء مع الواو) والمبوأ المنزل الملزوم، وأرض مبَاءة
منزولة مألوفة. .
وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ) أي أقروها مسكنا
وقوله: (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْــجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ) أي نتخذ منها منازل. .
وقوله: (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ) أي تنزلهم مراكزهم ومصافهم للحرب: الميمنة والميسرة
والقلب والطلائع والكمين (1 / 215) .
يبدو أن التمكن من المنزل الملائم والموقع المنيع، ملحوظ فى الدلالة من حيث
ينزل النبى - صلى الله عليه وسلم - أصحابه المؤمنين رضى الله عنهم، فى منازلهم التى يراها آمن لهم وأمنع، ويراهم كفئا لها بواء، والله اعلم.

فهرس كتب التاريخ (حرف الجيم)

فهرس كتب التاريخ (حرف الجيم)
جامع التواريخ
فارسي.
جامع التواريخ
تركي.
الجامع الكبير
....
الجامع المختصر
وذيله.
الجامع المستقصى
....
جذوة المقتبس
....
جمع المثناة، في النحاة
....
الجمع، والبيان
....
جمل: تاريخ الإسلام
....
الجنان
مختصر: (الوفيات).
جنى الجنان
....
جنة الناظرين
....
جنة الأخبار
....
جوامع أخبار الأمم
....
جنك نامه
....
الجواهر المضية
في الحنفية.
الدواهر والدرر
في السير.
الجوهر الثمين
....
جهار مقالة
....
جهان آرا
....
جهان كشا
....
جهينة الأخبار
....

الدَّجْنُ

الدَّجْنُ: إلْبَاسُ الغَيْمِ الأرضَ وأقْطارَ السماء، والمَطَرُ الكثيرُ
ج: أدْجانٌ ودُجُونٌ ودُجْنٌ ودِجَانٌ.
وأدْجَنُوا: دَخَلُوا فيه،
وـ المَطَرُ والحُمَّى: دَاما،
وـ السماءُ: دَاَمَ مَطَرُها،
وـ اليوْمُ: صارَ ذَا دَجْنٍ،
كادْجَوْجَنَ.
ويَوْمُ دَجْنٍ، على الإِضافَةِ، وعلى النَّعْتِ،
وَيوْمُ دُــجُنَّةٍ، كحُزُقَّةٍ، وكذلك الليلةُ تُضافُ وتُنْعَتُ.
والدُّجُنُّ، كَعُتُلٍّ،
والدُّــجُنَّةُ، كحُزُقَّةٍ وبكسرتين: الظُّلْمَةُ، والغيمُ المُطْبِقُ الرَّيَّانُ المُظْلِمُ لا مَطَرَ فيه
ج: دُجُنٌّ،
(أو الدُّــجُنَّةُ: الظُّلْمَةُ) ،
والدُّجُنُّ: الدَّجْنُ.
أو الدُــجُنَّةُ: الظَّلْماء، وتُخَفَّفُ، وإلْبَاسُ الغَيْمِ وتَكاثُفُه.
وليلَةٌ مِدْجانٌ: مُظْلِمَةٌ.
ودَجَنَ بالمكانِ دُجُوناً: أقامَ،
وـ الحَمامُ والشاةُ وغيرُهُما: ألِفَتِ البُيُوتَ. وهي داجِنٌ
ج: دَوَاجِنُ.
وَجَمَلٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: سانٍ.
والمَدْجُونَةُ: الناقَةُ عُوِّدَتِ السِناوَةَ.
والدَّجَّانَةُ، كَجَبَّانَةٍ: الإِبِلُ التي تَحْمِلُ المَتَاعَ،
كالدَّيْدَجانِ.
والدُّــجْنَةُ، بالضم: أقبحُ السَّوادِ، وهو أدْجَنُ، وهي دَجْناءُ.
وداجَنَهُ: داهَنَهُ.
والدَّاجِنَةُ: المَطْرَةُ المُطْبِقَةُ كالدِّيمَةِ.
وداجُونُ: ة بالرَّمْلَةِ، منها أبو بكرٍ المُقْرِئُ. وأبو دُجانَةَ، كَثُمامَة: سِماكُ بنُ خَرْشَةَ، صحابِيٌّ.
ودُجْنَى، بالضم أو بالكسر وقد يُمَدُّ: أرضٌ خُلِقَ منها آدَمُ، عليه السلامُ، أو هي بالحاء المهملة.
ودُجَيْنُ بنُ ثابِتٍ، كزُبيرٍ: أبو الغُصْنِ جُحَى، أو جُحَى غيرُه.

نوب

نوب: {أناب}: تاب. والإنابة: الرجوع عن منكر.
(نوب) - في الحديث: "احتَاطُوا لأَهل الأموَالِ في النَّائبَةِ والواطِئَة"
: أي الأَضياف الذين يَنُوُبونَهُم.
نوب
النَّوْب: رجوع الشيء مرّة بعد أخرى. يقال:
نَابَ نَوْباً ونَوْبَة، وسمّي النّحل نَوْباً لرجوعها إلى مقارّها، ونَابَتْهُ نائبة. أي: حادثة من شأنها أن تنوب دائبا، والإنابة إلى الله تعالى: الرّجوع إليه بالتّوبة وإخلاص العمل. قال تعالى: وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ
[ص/ 24] ، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا
[الممتحنة/ 4] ، وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ
[الزمر/ 54] ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ
[الروم/ 31] وفلان ينتاب فلانا. أي: يقصده مرّة بعد أخرى.
ن و ب: (نَابَ) عَنْهُ يَنُوبُ (مَنَابًا) قَامَ مَقَامَهُ. وَ (أَنَابَ) إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَقْبَلَ وَتَابَ. وَ (النَّوْبَةُ) وَ (النِّيَابَةُ) بِمَعْنًى. تَقُولُ: جَاءَتْ نَوْبَتُكَ وَنِيَابَتُكَ وَهُمْ (يَتَنَاوَبُونَ) النَّوْبَةَ فِي الْمَاءِ وَغَيْرِهِ. وَ (النَّائِبَةُ) الْمُصِيبَةُ وَاحِدَةُ (نَوَائِبِ) الدَّهْرِ. وَالْحُمَّى (النَّائِبَةُ) هِيَ الَّتِي تَأْتِي كُلَّ يَوْمٍ. 
(ن و ب) : (نَابَهُ) أَمْرٌ أَصَابَهُ نَوْبَةٌ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) «إذَا نَابَكُمْ فِي صَلَاتِكُمْ شَيْءٌ فَلْيُسَبِّحْ الرِّجَالُ وَلْتُصَفِّقْ النِّسَاءُ» «وَسُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْحِيَاضِ فِي الْفَلَوَاتِ تَنُوبُهَا السِّبَاعُ أَيْ تَنْتَابُهَا أَيْ تَرْجِعُ إلَيْهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ» (وَالنَّائِبَةُ) النَّازِلَةُ (وَنَوَائِبُ) الْمُسْلِمِينَ مَا يَنُوبُهُمْ مِنْ الْحَوَائِجِ كَإِصْلَاحِ الْقَنَاطِرِ وَسَدِّ الْبُثُوقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ (وَقَوْلُهُ) كَانَتْ بَنُو النَّضِيرِ حَبْسًا لِنَوَائِبَ أَيْ لِمَنْ يَنْتَابُهُ مِنْ الرُّسُلِ وَالْوُفُودِ وَالضُّيُوفِ.
ن و ب

نابه أمرٌ نوبةً. وأصابته نوائب ونوبٌ ونائبةٌ ونوبةٌ، والخطوب تنوبه وتتناوبه. قال:

أجدّك أيّما رجل ترامت ... به الغارات يشحط أو يؤوب

تناوبه المنية كل يوم ... وتطرقه الحوادث لا يشيب

وناب إليه نوبة ومنابا: رجع مرة بعد أخرى. والنّحل تنوب إلى الخلايا ولذلك سمّيت النّوب. قال أبو ذؤيب:

إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوبٍ عوامل

" وإليه مناب ": مرجعي. وخير نائب: كثيرٌ عوّادٌ. وهو ينتابنا، وهو منتاب: مغادٍ مراوح. وأناب إلى الله. وعبد منيب. وأتاني فلان فما أنبت إليه إذا لم تحفل به. وناوبه مناوبة. وتناوب القوم في الماء وغيره. ونوّب فلان: جعلت له النّوبة. وناب عنه نوبةً، وهو ينوب منابه. وأنبته منابي، واستنبته.
[نوب] نه: في ح خيبر: قسمها نصفين: نصفا "لنوائبه" وحاجاته، هي جمع نائبة وهي ما ينوب الإنسان أي ينزل به من المهمات والحوادث، نابه ينوبه نوبًا وانتابه- إذا قصده مرة بعد مرة. ومنه ح: يا أرحم من "انتابه" المسترحمون. وح: كان الناس "ينتابون" الجمعة من منازلهم. ك: هو بفتح تحتية أي يحضرونها نوبًا، وفيه أنه لا يجب الجمعة على من هو خارج المصر وإلا يخرجون جميعًا، لو تطهرتم- للتمني أو للشرط حذف جوابه. نه: وح: احتاطوا لأهل الأموال في "النائبة" والواطئة، أي أضياف ينوبونهم. ك: وتعين على "نوائب" الحق، أي حوادثه، وقيد به لأنها تكون في الحق والباطل. ش: وفيه أن خصال الخير سبب سلامة من مصارع السوء. ط: عن الماء في الفلاة وما "ينوبه"، هو عطف على الماء. ج: من ناب المكان- إذا تردد إليه مرة بعد أخرى، وما ينوبه- من السباع والدواب. وح: كنا "نتناوب" النزول، التناوب أن تفعل الشيء مرة ويفعل الآخر مرة أخرى. نه: وإليك "أنبت"، الإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة، من أناب- إذا أقبل ورجع. ن: "فنابت" أجسامنا، أي رجعت إلى القوة.
نوب: النّائِبَةُ: النّازِلَةُ، ونابَ الأمْرُ يَنُوْبُ نَوْبَةً ونَوْباً، وهي النَّوَائِبُ.
والنَّوْبُ من الوِرْدِ: ما كانَ منكَ مَسِيْرَةَ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ. وهو القُرْبُ أيضاً.
وأصْبَحْتُ ولا نَوْبَ لي: أي ولا قُوَّةَ لي.
وهو مِنّي مَنَابٌ: أي قَرِيْبٌ لَيْسَ كُلَّ القُرْبِ.
والمَنَابُ: الطَّرِيْقُ إلى المَاءِ. ونُوِّبَ فلانٌ: جُعِلَ له نَوْبَةٌ من الماءِ.
وأَنَابَ إبِلَه إنَابَةً: ساقَها.
والإِنَابَةُ: الطّاعَةُ والرُّجُوْعُ، أَنَابُوا إلى اللهِ.
وما أَنَبْتُ إليه: أي لم أحْفِلْ به.
والمُنِيْبُ: المُتَقَدِّمُ. وقيل: الرّاجِعُ.
وانْتَابَ الرَّجُلُ القَوْمَ: أَتَاهم مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وتَنَاوَبَهم: كذلك، ونابَه الشَّيْءُ يَنُوْبُه نَوَاباً ونَوْبَةً.
وناوَبَه مُنَاوَبَةً: أي كافَأَه.
وعِنْدَه خَيْرٌ نائبٌ: أي كَثِيْرٌ.
والنُّوْبُ: النَّحْلُ التي تَرْعى ثُمَّ تَنُوْبُ إلى مَوْضِعِها.
والنُّوْبَةُ والنُّوْبُ: ضَرْبٌ من السُّوْدَانِ.
[نوب] ناب عنّي فلانٌ ينوب مَناباً، أي قام مقامي. وانتاب فلانٌ القوم انتياباً، أي أتاهم مرة بعد أخرى، وهو افتعال من النوبة. ومنه قول الهذلى : أقَبَّ طريدٍ بنَزْهِ الفلا * ةِ لا يَرِدُ الماَء إلا انْتيابا وريوى " ائتيابا " وهو افعتال من آب يؤوب، إذا أتى ليلا. وأناب إلى الله، أي أقبل وتاب. والنَوبة: واحدة النُوَبِ، تقول: جاءت نَوْبتُك ونِيابتك. وهم يتناوبون النوبةَ فيما بينهم، في الماء وغيره. والنُوبَةُ بالضم: الاسم من قولك نابَهُ أمرٌ وانتابه، أي أصابه. والنائبة، المصيبة، واحدة نوائبِ الدهر. والنوبُ والنوبة أيضا: جيل من السودان، الواحد نوبى. والنوب أيضا: النحل، وهو جمع نائب، مثل غائط وعوط، وفاره وفره، لانها ترعى وتنوب إلى مكانها. قال الاصمعي: هو من النوبة التى تنوب الناس لوقت معروف. وقال أبو عبيد: سميت نوبا لانها تضرب إلى السواد. قال أبو ذؤيب: إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها * وحالفها في بيت نوب عوامل  ابن السكيت: النَوْبُ بالفتح: القُرْبُ، خلاف البُعد. قال أبو ذؤيب : أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْبٍ * كما يهتاجُ مَوشِيّ قشيبُ ويقال: النَوْبُ ما كان منك مسيرة يومٍ وليلة، والقَرَبُ ما كان منك مسيرة ليلة، وأصله في الوِرْدِ. قال لبيد: إحدى بَني جعفرٍ كَلِفْتُ بها * لم تمْسِ مِني نَوْباً ولا قَرَبا والحُمَّى النائبة: التى تأتى كل يوم.

نوب


نَابَ (و)(n. ac. نَوْب)
a. [Ila], Came to by turns; did repeatedly.
b. [Ila], Returned to (God); repented.
c.(n. ac. نَوْب
مَنَاب
نِيَابَة [] ) ['An & Fī], Replaced, represented, acted in the stead of.
d.(n. ac. نَوْب
نَوْبَة), Happened to, befell, betided.
e.(n. ac. نَوْب), Was near.
f. [Ila], Consented to.
نَاْوَبَa. Acted in concert with; went shares with.
b. Followed.

أَنْوَبَa. see I (b)b. [acc. & 'An], Put in the place of, substituted, surrogated for.
c. see I (f)
تَنَاْوَبَ
a. [acc.
or
'Ala], Did by turns.
b. Relieved each other.
c. Went, came to in turn.

إِنْتَوَبَa. see I (d)b. [Fī]
see VI (a)c. Came to repeatedly.

إِسْتَنْوَبَa. Made, appointed his representative, substitute
&c.

نَوْبa. Place distant a day's journey.
b. Nearness, proximity.
c. Strength, vigour.
d. see 3t (b)
نَوْبَة [] (pl.
نُوَب)
a. Turn; time.
b. Opportunity, occasion.
c. Revolution; returning period.
d. Troop, company.
e. [ coll. ], Music: concert;
orchestra; musical-box.
f. see 3t (b)
نُوْبa. Nubians.
b. Bees.

نُوْبَة []
a. see 3 (a)b. (pl.
نُوَب), Misfortune, calamity, accident; event.
c. Nubia.

نُوْبِيّ []
a. Nubian.

مَنَاب []
a. see 23t (b)b. Road to water.
c. Recourse.

مَنُوْب []
a. Replaced.

نَائِب [] (pl.
نَوْب
نُوَّاْب
29)
a. Substitute, representative, deputy; lieutenant;
vicegerent; vicar.
b. Abundant (good).
نَائِبَة [] ( pl.
reg. &
نَوَاْوِبُ)
a. fem. of
نَاْوِبb. Quotidian (fever).
c. see 3t (b)
نَيَابَة []
a. see 1t (a)b. Deputyship; lieutenancy; vicegerency;
vicarship.
c. Succession.

مُنِيْب [ N. Ag.
a. IV], Penitent, contrite.
b. Copious (rain).
مُنَاب [ N. P.
a. IV], Substituted.

مُنْتَاب [ N. P.
a. VIII], Coming by turns; doing by turns.
b. Visiting.

اٍنْتِيَاب [ N.
Ac.
a. VIII]
see 3t (b)
نَوْيًا بِالنَّوْبَة
a. By turns, alternately.

بِنَوْب
a. [ coll. ], Altogether.

نِيَابَةً عَن
a. In place of, instead of.

أَمْر مُنَاب فِيْهِ
a. An affair in which one person acts for another.

مَنُوْب عَنْهُ
a. One acting by proxy.

نَوْبَاتِيّ نَوْبَتْجِيّ
a. [ coll. ], Musician.

نَوْبَاتِيَّة
a. [ coll. ], Orchestra.
[ن وب] نَابَ الأَمْرُ نَوْبًا ونَوْبَةً نزل والنَّائِبَةُ النازلة وَهيَ النَّوَائِبُ والنُّوَبُ الأخَيْرَةُ نَادِرةُ قال ابن جنيٍّ مَجِيءُ فَعْلَةٍ عَلَى فُعَلٍ يُرِيكَ أَنَّها كَأَنَّها إنّما جاءَتْ عندهم مِنْ فُعْلَةٍ فكأنّ نَوْبَةً نُوْبَةٌ وإنّما ذلك لأنّ الواوَ مِمَّا سبيلُهُ أن يأتي تابعًا للضمة قال وهذا يُؤَكدُ عندك ضَعفَ حُرُوف اللينِ الثَّلاثَة وكذلكَ القولُ في دَولةٍ وجَوْبَةٍ وقد تقدم والنَّوْبُ اسمٌ لِجمَعِ نائِبٍ مثلُ زائرٍ وزَوْرٍ وقيل هُوَ جَمْعٌ والنَّوْبَةُ الجَماعَةُ منَ الناس وقولُهُ أنشده ثَعلَبٌ

(انقطَعَ الرشاءُ وانحلّ النَّوْبُ ... )

(وجَاءَ مِن بَنَاتِ وَطَّاءٍ نَوْبُ ... )

يجوز أن يكون النوبُ فيه من الجمع الذي لا يفارق واحدَهُ إلا بالهَاءِ وأن يكون جَمْعَ نائبٍ كَزَائرٍ وَزَوْرٍ على ما تقدّمَ والنَّوْبُ ما كان منك مسيرةَ يَومٍ ولَيْلَةٍ قال لَبيدٌ

(إحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بِهَا ... لَم تُمْسِ نَوْبًا مِني ولا قَرَبَا)

وقيل ما كان على ثَلاثَة أَيّامٍ وقيل ما كان على فَرْسَخينِ أو ثَلاثَةٍ وقيل النَّوْبُ القُرْبُ قال أبو ذُؤَيبٍ

(أَرِقْتُ لذكرِه من غَيْرِ نَوْبِ ... كما يَهْتَاجُ مَوْشيٌّ نَقِيْبُ)

ونُبْتُهُ نَوْبًا وانتَبْتُهُ أَتيتُهُ على نَوْبٍ والنَّوَبَةُ الفُرصَةُ والدّولَةُ والجمع نُوَبٌ نادِرٌ وتَنَاوَبَ القومُ الماءَ تقاسمُوُه على المَقلَة وهي حَصَاةُ القَسْمِ ونابَ الشيءُ عن الشيءِ يَنُوبُ قامَ مَقَامَهُ وأَنَبْتُهُ أَنا عَنهُ ونَاوَبَهُ عَاقَبَهُ ونابَ إلى الله وأنابَ إليه تابَ ورَجَعَ وفي التنزيل {منيبين إليه} الروم 31 أَي رَاجِعينَ إلى كُلِّ ما أمَرَ به غَيرَ خارجينَ عن شيءٍ من أَمرِه وقَولُهُ تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} الزمر 54 أي توبوا إليه وارجعوا وقيلَ إنها نزلَتْ في قَومٍ فُتِنوا في دينهم وعُذِّبُوا بمكَّةَ فرجعوا عن الإسلامِ فقيل إِنّ هؤلاءِ لا يُغْفَرُ لهم بعدَ رجوعِهم عن الإسلامِ فأَعلَمَ اللهُ أنّهم إن تابوا وأسلموا غُفِرَ لهم والنُّوْبُ جيل من السودانِ والنُّوْبُ النَّحْلُ قال أبُو ذُؤَيبٍ

(إذَا لَسَعَتْهُ النّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَهَا ... وحالفها في بيت نُوبٍ عوابلِ)

قال أبُو عُبَيدَةَ سُمِّيَتْ نُوْبًا لأنها تَضْرِب إلى السَّوَاد وقال أبو عُبَيدٍ سُمِّيتْ به لأنها ترعى ثم تنُوبُ إلى موضِعها فَمَنْ جَعَلَها مُشبّهةً بالنوبِ لأنّها تَضربُ إلى السوادِ فَلا واحِدَ لَهَا ومَنْ سَمَّاها بذلك لأنّها تَرْعَى ثمّ تنُوبُ فواحِدُها نائبٌ والمَنابُ الطريقُ إلى الماءِ ونائبٌ اسمُ رجلٍ
نوب: نوب: اسم المصدر نيابة (محيط المحيط). (فوك)، (دي ساسي كرست 1: 91).
نوب: ترد الكلمة، ايضا، بمعنى حل محله. (أماري 544: 8): وبقي ولده أبو العباس أحمد بأفريقية ينوب أباه إبراهيم.
ناب ومضارعها ينوب: بدل، أبدل، أقام في مقام. أصاب (الكالا).
ناب: آل واستحق، جاء في حادث عرضي، أي حصل عرضا، كان من نصيب (بوشر) (ألف ليلة 1: 122: 2): والإرث الذي نابني معكم جعل الله فيه البركة (3: 218: 2): وأخذ هو ما نابه من الميراث.
ناب: حرس، إنه مطف بالحراسة etre de grade - رجال الحرب .. (معجم الطرائف).
ناب: كلف، اشتري بمبلغ معين. (الكالا)؛ وقد قدم لنا (فوك) تعبير نابه في الشيء كذا في مادة constare، وورد في معجم (الجغرافيا): وناب عليه الأموال العظيمة، أي تطلب مبالغ كبيرة وناب عليه ألف درهم، أي أبقى عليه دفع ألف درهم في مقابل هذا العمل، وفي (دستور طليطلة): ويعطى الاجدياقن ثلث ما ينوب في إقامة الناعورة.
نوب: وكل، فوض. (بوشر).
نوبه: أعداه بالحمى. (فوك).
نوب: تصحيف أنب (باين سميث 1777): لام، عاتب، أن أنب كانت بالأصل ونب (التونيب تصحيقا للتأنيب -المصدر نفسه 1779)، ثم نوب بالإبدال، أي تغير حرف من كلمة بالتقديم أو التأخير.
مناوبة: كل بدوره، بالترتيب. (ابن بطوطة 3: 196، ألف ليلة، عدد 1: 387: 8): فنادى مناد من الإفرنج لا يكون قتالنا في هذا اليوم إلا مناوبة بأن يبرز بطل منكم إلى بطل منا.
كان يناوبني القراءة: كان يعقبني في القراءة، من وقت لآخر، أي التلاوة (انظر: مسك في امسك).
ناوب فلانا: نازعه. (المقري 2: 243: 14، انظر إضافات).
ناوب: نافس، كان خصما لفلان. (البربرية 1: 574: 10).
أناب لله، ل: فوض. (فوك).
تنوب: أصابته الحمى. (فوك).
تناوب: في (محيط المحيط: (تناوبوا على الماء تناوبا تقاسموه وعلى حصاة القسم وعلى الامر تداولوه بينهم يفعله هذا مرة وهذا مرة).
انتاب: انتابوا رباطا من جميع الأمصار، أي أن سكان المدن المجاورة كافة تناوبوا، بانتظام، حراسة هذه الحامية، في ذلك الموضع. (البكري 112: 9).
انتاب: اقصد، أفضى الى، توجه إلى (معجم الجغرافيا).
انتاب: هيأ سكناه، أو بنى بيته في موضع ما (معجم الجغرافيا).
استناب: ندب فلانا لينوب عنه، أو يقوم مقامه، أو يكون ملازما عسكريا له. (شولتنز الماسين 257: 10 و291: 12). وقد وردت الكلمة في تقويم أبي الفداء في عبارة وردت في طبعة الجزء الرابع 34: 13 وأضف لهذا [حيان 71] و [ابن جبير 69: 7] و [الحلل 14]).
استناب إلى الله: فوض امره له (حياة صلاح الدين 8): الاخلاد إلى الله تعالى والاستنابة إليه والاعتماد في كشف هذه الغمة عليه.
نوب: حمى متقطعة. (الكالا): ireermittente fierre. حمى الغب، حمى مثلثة. (الكالا) tierce ou doible- tierce ( الكالا). نوب، نوبا، نوبة: (كلمة سريانية) =لوف (نبات) .. الخ. (باين سميث 1914).
نوبا: انظر: نوب.
نوبة: على النوب، بالنوب: بالترتيب. (معجم الجغرافيا).
نوبة: استعراض القطعات، التي تستعرض بحسب الدور، أمام القائد أو في ساحة القتال؛ وكذلك نوبة الحامية العسكرية، لأنها تتبدل وفق توقيت منظم. (انظر البكري 11) (الذي عليه نوبة الاحتراس) (مملوك 2: 1: 12، معجم الطرائف) الذي نجد فيه عبارة وردت، ضمن عبارات مماثلة: كملت النوبات في النهار والليل وهي خمس نوبات في الظهر والعصر والعشاء ونصف الليل وعند الصباح. يقال: واقفون بالنوبة في الحديث عن الجنود الذين هم في واجب الحراسة. (ألف ليلة، برسل، 3: 110). وهؤلاء يطلق عليهم: أهل النوبة. (ابن بطوطة 3: 34 و 196، 197، 218). وكذلك أرباب النوبة (معجم الطرائف) وأصحاب النوبة (ألف ليلة، عدد 4: 503: 2). جاء في حكاية (باسم) أن هارون الرشيد كان عنده ثلاثون بلدراية عشر منها كانت في الخدمة الفعلية لثلاثة أيام وكان قائد فصيل الانقضاض، هذا يسمى رأس النوبة أو ريس؛ انظر: رأس نوبة الجمدارية. في (مملوك 2: 1: 14). وهي (الحامية) عند (بوشر، معجم باربيه، هلو، سفرات عديدة إلى بارباري 76، 95) (كانوا يغيرونهم سنويا) (أنظر: دان 108، تاريخ بارباري وقراصته): (جنود الحاميات، الذين كانوا منعزلين في الثغور للملكة والذين كانوا يبدلونهم كل ستة اشهر، يدعون Pubes [ في المخطوطة التي تحمل رقم 1: nubes] .
نوبة: هي اليوم، أو المدة التي يعفى بعدها الجندي من خدمته. (معجم الطرائف).
خيل النوبة: هي الخيول التي تقف، بالترتيب، وراء قصر السلطان لكي يمتطي إحداها حين تكون لديه الرغبة في ذلك؛ ويطلق عليها، أيضا، اسم فرس النوبة، دابة النوبة، أو النوبة وحدها أو نوبة هجن، أي (الجمال وحيدة السنام). (مملوك 1: 1: 165 و 2: 1: 12، ابن بطوطة 4: 237، ياقوت 3: 458، الفخري 7: 188، أماري 325: 7 و3).
نوبة: موسيقى آلات عديدة متوافقة فيما بينها، حفلة موسيقية، صفة موسيقى تفرض تبادلا وتوافقا بين طبقات نغمية مختلفة من أصوات أو آلات، هذه الكلمة تتعلق، بالأصل، بالأدوار الموسيقية التي تعزف نوبة بنوبة وراء القداس. وفي (محيط المحيط): (والنوبة عند المغنين اسم لطائفة آلات الطرب إذا أخذت معا، وربما أطلقت على المطربين بها إذا اجتمعوا ويقال لهم النوبتجية على طريق النسبة عند الأتراك، سميت بذلك لما فيها من المناوبة في الأصوات والألحان).
نوبة: أغنية الصباح أو الفجر (تغنى تحت نافذة نائم)، aubade، حفلة موسيقى الأبواق، لحن أبواق، نغم إخراج الأيل، جوقة موسيقية، موسيقى fanfare دقوا له موسيقى وعملوا له نوبة.
نوبة: عند (همبرت 97): حفلة موسيقية concert، موسيقى بآلة هوائية.
نوبة: عند (هلو) (أورسكترا)، صوت الطبل.
نوبة: انظر (فليشر- المعجم 99 و100).
نوبة: انظر (مونج 418) وما بعده (فرقة موسيقية مكونة من الطنابير والأبواق وآلات أخرى، تسمع يوميا، في مرات كثيرة، تحت باب قصر الأمير وتعد من المعالم الرئيسة للتعبير عن مظاهر السلطنة والجاه). انظر: نوبة خاتون الميرة في (مملوك 1: 1: 139). يقال: ضربت النوبة، أي حانت ساعة منع التجول في الشارع التي هي في ل=الثلث الأول من الليل، أو بعد ساعتين منه، وفي (ابن بطوطة) (3: 404 في الهند): وذلك في ثلث الليل وقد ضربت النوبة والعادة عندهم إذا ضربت لا يخرج أحد.
نوبة: فرقة موسيقية، ففي (محيط المحيط): (وربما أطلقت النوبة على المطربين بها إذا اجتمعوا) (بوشر النوبة [الأوركسترا]) (بيرتون 2: 217) (عشر سنوات 28): (النوبة أو الفرقة الملكية تقوم بالعزف، في المدخل، في احتفال عظيم بعد ظهر كل يوم أمام باب المصلى) (130، 144 nubar 234 nuba 246، ألف ليلة 1: 95: هاتوه بالنوبة (لين): أي قودوه للحضور أمامي قبل فرقته الموسيقية.
نوبة: قطعة موسيقية كاملة (سالفادور 23، ابن بطوطة 2: 126، المقري 2: 84، ألف ليلة 12: 45، 10، 87: 2) عمل نوبة سماع (300: 14): فغنيت نوبة مطربة (173: 4) غنت على العود نوبة كاملة.

نوب: نابَ الأَمْرُ نَوْباً ونَوبةً: نزَلَ.

ونابَتْهم نَوائبُ الدَّهْر. وفي حديث خَيْبَر: قسَمها نِصْفَينِ:

نِصْفاً لنَوائِـبِه وحاجاتِه، ونِصفاً بين المسلمين. النَّوائِبُ: جمع

نائبةٍ، وهي ما يَنُوبُ الإِنسانَ أَي يَنْزِلُ به من الـمُهمَّات

والـحَوادِثِ. والنَّائِـبَةُ: الـمُصيبةُ، واحدةُ نوائبِ الدَّهْر. والنائبة:

النازلةُ، وهي النَّوائِبُ والنُّوَبُ، الأَخيرةُ نادرة. قال ابن جني: مَجِـيءُ فَعْلةٍ على فُعَلٍ، يُرِيكَ كأَنها إِنما جاءَتْ عندهم من فُعْلَة،

فكأَنَّ نَوْبَةً نُوبَةٌ، وإِنما ذلك لأَن الواو مما سبيله أَن يأْتي

تابعاً للضمة؛ قال: وهذا يؤَكد عندك ضعف حروف اللين الثلاثة، وكذلك القولُ في دَوْلَةٍ وجَوبةٍ، وكلٌّ منهما مذكور في موضعه. ويقال: أَصبَحْتَ لا نَوْبةَ لك أَي لا قُوَّة لك؛ وكذلك: ترَكْتُه لا نَوْبَ له أَي لا قُوَّةَ له.

النضر: يقال للـمَطَرِ الجَوْد: مُنِـيبٌ، وأَصابنا رَبيعٌ صِدْقٌ مُنِـيبٌ، حَسَنٌ، وهو دون الجَوْدِ. ونِعْمَ الـمَطَرُ هذا إِن كان له تابعةٌ

أَي مَطْرةٌ تَتْبَعه.

ونابَ عني فلانٌ يَنُوبُ نَوْباً ومَناباً أَي قام مقامي؛ ونابَ عَني في

هذا الأَمْرِ نيابةً إِذا قام مقامَك. والنَّوْب: اسم لجمع نائبٍ، مثلُ زائرٍ وزَوْرٍ؛ وقيل هو جمع. والنَّوْبةُ: الجماعةُ من الناس؛ وقوله أَنشده ثعلب:

انْقَطَع الرِّشاءُ، وانحَلَّ الثَّوْبْ، * وجاءَ من بَناتِ وَطَّاءِ النَّوْبْ،

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون النَّوْبُ فيه من الجمع الذي لا يُفارق واحدَه إِلاَّ بالهاءِ، وأَن يكون جمعَ نائبٍ، كزائرٍ وزَوْرٍ، على ما تَقَدَّم.

ابن شميل: يقال للقوم في السَّفَر: يَتَناوبونَ،

ويَتَنازَلُونَ، ويَتَطاعَمُون أَي يأْكلون عند هذا نُزْلةً وعند هذا نُزْلةً؛ والنُّزْلةُ: الطعامُ يَصْنَعه لهم حتى يشبعوا؛ يقال: كان اليومَ على فلان نُزْلَتُنا، وأَكلْنا عنده نُزْلَتَنا؛ وكذلك النَّوْبة؛ والتَّناوُبُ على كل واحدٍ منهم نَوْبةٌ يَنُوبُها أَي طعامُ يومٍ، وجمعُ النَّوْبةِ نُوَبٌ. والنَّوْبُ: ما كان منك مَسيرةَ يومٍ وليلةٍ، وأَصله في الوِرْدِ؛ قال لبيد:

إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بها، * لم تُمْسِ نَوْباً مِني، ولا قَرَبا

وقيل: ما كان على ثلاثة أَيام؛ وقيل: ما كان على فَرسخين، أَو ثلاثة؛ وقيل: النَّوْبُ، بالفتح، القُرْب، خِلافُ البُعْد؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَرِقْتُ لذكْرِهِ من غَير نَوْبٍ، * كما يَهْتاجُ مَوْشِـيٌّ نَقِـيبُ

أَراد بالـمَوْشِـيِّ الزَّمَّارةَ مِن القَصَبِ الـمُثَقَّبِ.

ابن الأَعرابي: النَّوْبُ القَرَبُ (1)

(1 قوله «ابن الأعرابي النوب القرب إلخ» هكذا بالأصل وهي عبارة التهذيب وليس معنا من هذه المادة شيء منه فانظره فإنه يظهر أن فيه سقطاً من شعر أو غيره.) . يَنُوبُها: يعهَدُ إِليها،

ينالها؛ قال: والقَرَبُ والنَّوْبُ واحدٌ. وقال أَبو عمرو: القَرَبُ أَن

يأْتيَها في ثلاثة أَيام مرَّة. ابن الأَعرابي: والنَّوْبُ أَن يَطرُدَ

الإِبلَ باكِراً إِلى الماءِ، فيُمْسي على الماءِ يَنْتابُه. والـحُمَّى

النائبةُ: التي تأْتي كلَّ يوم. ونُبْتُه نَوْباً وانْتَبْتُه: أَتيتُه على نَوْب.

وانْتابَ الرجلُ القومَ انْتياباً إِذا قصَدَهم، وأَتاهم مَرَّةً بعد مَرَّة، وهو يَنتابُهم، وهو افْتِعال من النَّوبة. وفي حديث الدعاءِ: يا

أَرْحَمَ مَن انْتابه الـمُسْتَرحِمُون. وفي حديث صلاة الجمعة: كان الناسُ يَنْتابونَ الجمعة من مَنازِلهم؛ ومنه الحديث: احْتاطُوا لأَهْلِ

الأَمْوالِ في النَّائبة والواطِئَةِ أَي الأَضْيافِ الذين يَنُوبونهم،

ويَنْزلون بهم؛ ومنه قول أُسامةَ الـهُذَليّ:

أَقَبُّ طَريدٌ، بِنُزْهِ الفَلا * ةِ، لا يَرِدُ الماءَ إِلاَّ انْتِـيابا

ويروى: ائتيابا؛ وهو افْتِعال من آبَ يَـؤُوبُ إِذا أَتى ليلاً. قال ابن

بري: هو يصف حمارَ وَحْشٍ. والأَقَبُّ: الضَّامِرُ البَطْنِ. ونُزْهُ

الفَلاةِ: ما تَباعَدَ منها عن الماءِ والأَرْياف. والنُّوبةُ، بالضم:

الاسم من قولك نابه أَمْرٌ، وانْتابه أَي أَصابه.

ويقال: الـمَنايا تَتَناوبُنا أَي تأْتي كُلاًّ مِنَّا لنَوْبَتِه.

والنَّوبة: الفُرْصة والدَّوْلة، والجمع نُوَبٌ، نادر. وتَناوَبَ القومُ

الماءَ: تَقاسَمُوه على الـمَقْلةِ، وهي حَصاة القَسْم. التهذيب: وتَناوَبْنا الخَطْبَ والأَمرَ، نَتَناوَبه إِذا قُمنا به نَوبةً بعد نَوبة.

الجوهري: النَّوبةُ واحدةُ النُّوَبِ، تقول: جاءتْ نَوْبَتُكَ ونِـيابَتُك، وهم يَتَناوبون النَّوبة فيما بينهم في الماءِ وغيره. ونابَ الشيءُ عن الشيءِ، يَنُوبُ: قام مَقامه؛ وأَنَبْتُه أَنا عنه. وناوَبه: عاقَبه. ونابَ فلانٌ إِلى اللّه تعالى، وأَنابَ إِليه إِنابةً، فهو مُنِـيبٌ: أَقْبَلَ

وتابَ، ورجَع إِلى الطاعة؛ وقيل: نابَ لَزِمَ الطاعة، وأَنابَ: تابَ ورجَعَ.

وفي حديث الدعاءِ: وإِليك أَنَبْتُ. الإِنابةُ: الرجوعُ إِلى اللّه بالتَّوبة. وفي التنزيل العزيز: مُنِـيبين إِليه؛ أَي راجعين إِلى ما أَمَرَ به، غير خارجين عن شيءٍ من أَمرِه. وقوله عز وجل: وأَنِـيبُوا إِلى ربكم وأَسْلِمُوا له؛ أَي تُوبوا إِليه وارْجِعُوا، وقيل إِنها نزلتْ في قوم فُتِنُوا في دِينِهم، وعُذِّبُوا بمكة، فرجَعُوا عن الإِسلام، فقيل: إِنَّ هؤُلاء لا يُغْفَرُ لهم بعد رُجوعهم عن الإِسلام، فأَعْلم اللّهُ، عز وجل،

أَنهم إِن تابوا وأَسلموا، غَفَرَ لهم.

والنُّوبُ والنُّوبةُ أَيضاً: جِـيلٌ من السُّودانِ، الواحد نُوبيّ. والنُّوبُ: النَّحْلُ، وهو جمعُ نائبٍ، مثل عائطٍ وعُوطٍ، وفارهٍ وفُرْه، لأَنها تَرْعى وتَنُوبُ إِلى مكانها؛ قال الأَصمعي: هو من النُّوبةِ التي تَنُوبُ الناسَ لوقت معروفٍ، وقال أَبو ذؤيب:

إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ، لم يَرْجُ لَسْعَها، * وحالفَها في بَيْت نُوبٍ عَواسِلِ

قال أَبو عبيدة: سميتْ نوباً، لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد؛ وقال أَبو

عبيد: سميت به لأَنها تَرْعَى ثم تَنُوبُ إِلى موضِعها؛ فمَن جعلها

مُشَبَّهةً بالنُّوبِ، لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد، فلا واحد لها؛ ومَن

سماها بذلك لأَنها تَرْعى ثم تَنُوبُ، فواحدُها نائبٌ؛ شَبَّه ذلك بنَوبةِ الناسِ، والرجوعِ لوَقتٍ، مَرَّةً بعد مرَّة. والنُّوبُ: جمع نائبٍ من النحل، لأَنها تعود إِلى خَلِـيَّتها؛ وقيل: الدَّبْرُ تسمى نُوباً، لسوادِها، شُبِّهَتْ بالنُّوبةِ، وهم جِنْس من السُّودانِ. والـمَنابُ: الطريقُ إِلى الماءِ. ونائِبٌ: اسمُ رجل.

نوب
نابَ1/ نابَ إلى يَنُوب، نُبْ، نَوْبًا، فهو نَائِب، والمفعول مَنُوب إليه
• نابَ الشّيءُ: قَرُبَ "ناب فصلُ الرَّبيع".
• ناب النَّحلُ إلى الخلايا: رجع إليها واعتادها.
• ناب إلى الله: تاب ولزم طاعتَه. 

نابَ2 يَنُوب، نُبْ، نَوْبًا ونَوْبَةً، فهو نَائِب، والمفعول مَنُوب
• نابَه أمرٌ: أصابه، نزل به "نابه مكروهٌ- نَوْبة قلبيّة/
 عصبيَّة- وإن ناب خَطْبٌ، أو ألمّت مصيبةٌ ... جعلتُ لهم نفسي وما ملكت فدًى". 

نابَ عن يَنُوب، نُبْ، نِيابَةً، فهو نَائِب، والمفعول منوبٌ عنه
• ناب الوكيلُ عن المدير: قام مقامه "ناب المرشّحُ عن منطقته- تسلّم جائزةً بالنِّيابة عن صاحبها: بالوكالة عنه- ناب عنه رسميًّا/ قانونيًّا". 

أنابَ/ أنابَ إلى/ أنابَ عن يُنيب، أَنِبْ، إنابةً، فهو مُنِيب، والمفعول مُنَاب
• أناب رجلاً/ أناب عنه رجلاً في المصنع: أقامه مقامه وجعله نائبًا عنه "أناب المديرُ العامُّ وكيلَه في المؤتمر- إنابات قضائيَّة".
• أناب الشَّخصُ إلى النَّادي: رجع إليه مرّة بعد مرّة "أناب المهاجِرُ إلى وطنه".
• أناب الشَّخصُ إلى الله: ناب إليه، تاب ورجع " {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}: راجع إلى ربِّه". 

استنابَ يستنيب، اسْتَنِبْ، استِنابَةً، فهو مُستنيب، والمفعول مُستناب
• استنابَ الرَّجلَ: أنابه؛ أقامه مقامه "استناب المديرُ أحدَ موظَّفيه لحضور الاجتماع مكانه". 

انتابَ يَنتاب، انْتَبْ، انتيابًا، فهو مُنتاب، والمفعول مُنتاب
• انتابه أمرٌ: أصابه وألمّ به "انتابه الفزعُ/ الاكتئابُ/ الضَّحكُ/ المرضُ".
• انتاب صديقَه: قصده مرَّةً بعد مَرَّة "فلانٌ ينتابُنا- تنتاب السِّباعُ المنهلَ". 

تناوبَ/ تناوبَ على يتناوب، تَناوُبًا، فهو مُتناوِب، والمفعول مُتناوَب
• تناوب الأمرَ: قام به مرَّةً بعد مرَّة "تناوب زيارةَ صديقه- بشكل متناوب" ° بالتَّناوب: بالتبادل- سِباق التَّناوب: سباق بين فريقين أو أكثر حيث يركض كلُّ فرد من الفريق إلى مسافة معيّنة ثمّ يكمل فرد آخر السِّباق- طاقم التَّناوب: طاقم من العمال يُريحون طاقما آخر.
• تناوب الجندُ حراسةَ الثُّكنة/ تناوب الجندُ على حراسة الثُّكنة: تداولوه بينهم وتقاسموه "تناوبوا الأمنَ في المنطقة البتروليّة".
• تناوبته الهمومُ: أصابته، تعاقبت عليه "تناوبته المصائبُ". 

ناوبَ يناوب، مناوبةً، فهو مُناوِب، والمفعول مُناوَب
• ناوبه في الشّيء أو الأمر: قاسمه فيه وتداوله معه بالنَّوْبة "ناوبتِ المرأةُ زوجَها في مرافقة أطفالها إلى المدرسة". 

نوَّبَ ينوِّب، تَنوِيبًا، فهو مُنوِّب، والمفعول مُنَوَّب
• نوَّبه في الاجتماع: جعله نائبًا عنه "نوّبه في حراسة المصنع". 

إنابَة [مفرد]:
1 - مصدر أنابَ/ أنابَ إلى/ أنابَ عن.
2 - (قن) قيام شخص بتنفيذ التزامٍ إزاءَ شخصٍ آخر بتفويضٍ من ثالث. 

استنابة [مفرد]:
1 - مصدر استنابَ.
2 - (قن) تكليف سلطة قضائيّة مختصّة سلطةً إداريّة أو قضائيّة أخرى القيامَ ببعض الأعمال كالتّحقيق أو الاستماع إلى الشُّهود أو اليمين. 

مَنَاب [مفرد]: مقامٌ "قام منابَ القاضي". 

مُناوَبَة [مفرد]:
1 - مصدر ناوبَ.
2 - تتابع "مناوبة الرَّأي" ° بالمناوبة: بالدَّوْر، بالتَّتابع الواحد بعد الآخر- فرقة إطفاء النَّار بالمناوبة: صفّ من الأشخاص المشكَّلين لمحاربة النِّيران بتمرير دلاء الماء من مصدر ما إلى النِّيران لإطفائها.
3 - فترة زمنيَّة تقسَّم خلالها مهامّ أفراد طاقم السَّفينة في الخدمة كلّ في فترته المحدّدة. 

نائب [مفرد]: ج نائبون ونُوَّاب، مؤ نائبة، ج مؤ نائبات ونوائبُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من نابَ عن ونابَ1/ نابَ إلى ونابَ2 ° النَّائب العامّ: مُمثِّل النِّيابة العامّة.
2 - مَن يمثِّل الشّعبَ في السُّلطة التَّشريعيّة أو البرلمان
 "نائب في البرلمان- فلانة نائب/ نائبة في مجلس الشّعب" ° مجلس النُّوَّاب: مجلس الشّعب، البرلمان- مَجْلِس النوّاب الأدنى: واقع ما دون الآخرين.
• نائب الفاعل: (نح) اسم صريح أو مُؤوَّل تقدَّمه فعل مبنيٌّ للمجهول وناب عن الفاعل بعد حذفه. 

نائِبَة [مفرد]: ج نائبات ونوائبُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نابَ عن ونابَ1/ نابَ إلى ونابَ2: "نائبة في البرلمان".
2 - مصيبة شديدة، ما ينزل بالمرء من الكوارث والحوادث المؤلمة "أخوك سيفُك إن نابتك نائِبَة [مثل]: للحثّ على المحافظة على الأخوّة والصَّداقة- لا تجزعنّ إذا نابتك نائبة ... واصبر ففي الصَّبر عند الضِّيق مُتَّسعُ" ° نوائب الدَّهر: ما ينزل بالناس من مصائب ومضرّات.
• الحمّى النَّائبة: الحمّى التي تنوب الإنسانَ كلّ يوم. 

نَوْب [مفرد]: مصدر نابَ1/ نابَ إلى ونابَ2. 

نَوْبَة [مفرد]: ج نَوَبات (لغير المصدر {ونَوْبات} لغير المصدر) ونُوَب (لغير المصدر):
1 - مصدر نابَ2.
2 - اسم مرَّة من نابَ عن ونابَ1/ نابَ إلى ونابَ2 ° على نَوْبات: على دَفْعات.
3 - وقتُ المناوبة "نوبةُ الحارس/ المطر" ° نوبة نهاريّة: مجموعة الموظفين أو العمّال الذين يقومون بالعمل في الفترة الصباحيّة.
4 - نازلة، نوبة مفاجئة مثل شلل الأطفال أو ضربة الشّمس "اعترته نوبةٌ عصبيّة- نوبات الغضب: انفجاراته- نوبة جنون".
5 - (طب) زمانُ أخذ الحُمّى "جاءته نوبتُه" ° أصبح لا نوبةَ له/ خسِر نوبتَه: فاتَتْه الفرصةُ.
• نَوْبة قلبيَّة: (طب) الإصابة بالجلطة التي تسدُّ مجرى الشّرايين التي تغذِّي القلب بالدّم فتعجز عضلاتُ القلب عن العمل، وأعراضها آلامٌ في الصَّدر، وكثرة العرق، والقيء. 

نُوبَة [مفرد]: ج نُوبات ونُوَب: نائبة، نازلة أو مصيبة "نُوَب الدهر". 

نيابة [مفرد]:
1 - مصدر نابَ عن ° بالنِّيابة عن فلان: باسم فلان.
2 - مهنة النَّائب الذي يُنتخَب ممثِّلاً للشَّعب في السُّلطة التَّشريعيّة "دامت نيابتُه خمس سنوات في البرلمان".
3 - (قن) هيئة تنوب عن المجتمع فتنطق بلسانه وتقيم الدَّعوى على متّهم ونحوه نيابةً عنه، ويمثّلها النّائب العام ووُكلاؤه "مرشّح للنِّيابة" ° رئيس النِّيابة.
4 - اسم من المناوبة.
5 - سلطة أو تفويض يمنحه النَّاخبون السِّياسيُّون إلى ممثِّليهم.
• وكيل النِّيابة: (قن) المدَّعي العام؛ المحامي الذي يرافع بالقضايا نيابة عن الحكومة. 

نِيابيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نيابة.
• المجلس النِّيابيّ: (سة) مجلس الأمَّة أو البرلمان ° حكومة نيابيَّة: حكومة ديمقراطيّة.
• الحصانة النِّيابيَّة: (قن) حالة تمنع مقاضاةَ النَّائب إلاّ بعد رفع الحصانة عنه بقرار من المجلس النِّيابيّ.
• الدَّورة النِّيابيَّة: (قن) مدَّة انعقاد المجلس النِّيابيّ في موسم أو سنة، وتكون عاديّة أو استثنائيّة.
• لــجنة الطُّعون النِّيابيّة: (قن) لــجنة تنظر في اعتراضات المرشّحين الخاسرين على العمليَّات الانتخابيَّة. 
نوب
: ( {النَّوْبُ: نُزُولُ الأَمْرِ،} كالنَّوْبَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ. نابَ الأَمْرُ {نَوْباً} ونَوْبَةً.
(و) {النَّوْبُ: اسْمٌ ل (جَمْعِ} نائِب) ، مثل: زائِرٍ وزَوْرٍ، وَبِه صرّحَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض، وَقيل: هُوَ جَمعٌ.
(و) {النَّوْبُ: (مَا كَانَ مِنْكَ مَسيرَةَ يَوْمٍ ولَيْلَة) ، والقَرَبُ: مَا كانَ مَسيرَةَ لَيْلَة، وأَصلُهُ فِي الوِرْد. قَالَ لَبِيدٌ:
إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بهَا
لَمْ تُمْسِ مِنّي} نَوْباً وَلَا قَرَبَا
وقيلَ: مَا كَانَ على ثلاثةِ أَيّام، وقيلَ: مَا كانَ على فَرْسَخَيْنِ، أَو ثَلَاثَة.
(و) {النَّوْبُ: (القُوَّةُ) ، يُقَالُ: أَصبحْتَ لَا} نَوْبَةَ لَك، أَي: لَا قُوَّةَ لَك، وكذالك: ترَكْتُهُ لَا! نَوْبَ لَهُ: أَي لَا قُوَّةَ لَهُ.
(و) النَّوْبُ: (القُرْبُ) خلافُ البُعْد، نقلَه الجوهريّ عَن ابْن السِّكِّيت وأَنشد لاِءَبي ذُؤَيْب:
أَرِقْتُ لِذكْرِهِ من غَيْرِ نَوْبٍ
كَمَا يَهْتَاجُ مَوْشِيٌّ قَشِيبُ
أَراد بالمَوْشِيِّ: الزَّمّارَةَ من القَصَبِ المُثَقَّب. وَعَن ابْن الأَعْرَابيِّ: النَّوْبُ: القَرَبُ، {يَنُوبُها: يَعْهَدُ إِليها، يَنالُها. قَالَ: والقَربُ} والنَّوْبُ واحدٌ. قَالَ أَبو عَمْرو: القَرَبُ أَنْ يأْتِيهَا فِي ثلاثةِ أَيّام مَرَّةً.
(و) {النُّوبُ، والنُّوبَةُ (بالضَّمِّ: جِيلٌ من السُّودانِ) ، الواحِدُ نُوبِيٌّ.
(و) النُّوبُ: (النَّحْلُ) أَي: ذُبابُ العَسل. قَالَ الأَصمعيُّ: هُوَ من النُّوبَةِ الّتي تَنُوب النّاسَ لِوَقْت مَعْرُوف؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
إِذا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لم يَرْجُ لَسْعَها
وخالَفَها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَوَامِلِ
وَقَالَ أَبو عُبَيْد وَفِي نُسخ من الصَّحاح: أَبو عُبَيْدة: سُمِّيت} نُوباً، لاِءَنّهَا تَضْربُ إِلى السَّوَاد، فمَنْ جعلَها مُشَبَّهَةً {بالنُّوبَةِ، لاِءَنَّهَا تَضْرِبُ إِلى السَّواد، فَلَا واحِدَ لَهَا. ومَنْ سَمّاها بذالك لاِءَنَّها تَرْعَى ثُمّ} تَنُوبُ، فيكونُ (واحدُهُ {نائِبٌ) ، مثل غَائِط وغُوطٍ، وفارِهٍ وفُرْهٍ، شَبَّهَ ذالك} بنَوْبَةِ النّاسِ، والرُّجُوعِ لِوَقْتٍ، مرَّةً بعدَ مَرَّة. وَقَالَ ابْنُ مَنْظُور: النُّوبُ: جمعُ نائِبٍ من النَّحْل، لأَنّها تَعودُ إِلى خَلِيَّتِها. وَقيل: الدَّبْرُ تُسَمَّى {نُوباً، لسَوادِهَا، شُبِّهَتْ} بالنُّوبَة، وهم جِنْسٌ من السُّودان.
(و) {نُوبُ: (ة بصَنْعاءِ اليَمَن) من قُرَى مِخْلافه صُدَاءَ، كَذَا فِي المُعْجَم.
(} والنَّوْبَةُ) ، بِالْفَتْح: (الفُرْصَةُ، والدَّوْلَةُ) ، وَالْجمع: {نُوَبٌ، نادِرٌ.
(و) النَّوْبَةُ: (الجَمَاعَةُ من النّاسِ) .
(و) فِي الصَّحاح: النَّوْبَةُ (واحدَةُ} النُّوَبِ) ، بضمّ ففتْحٍ، (تَقول: جَاءَت {ْ نَوْبَتُكَ،} ونِيَابَتُكَ) ، بِكَسْر النّون فِي الأَخير. وهم! يَتَناوَبُونَ النَّوْبَةَ فِيمَا بَينهم، فِي الماءِ وغيرِه. انْتهى. فالمُراد {بالنَّوْبَة} والنِّيَابَة هُنَا: الوُرودُ على الماءِ وغيرِه، المرَّةَ بعدَ الأَولى، لَا كَمَا فسَّره شيخُنا بالدَّوْلَة والمَرَّةِ المتَداوِلَةِ.
(و) النُّوبَةُ، على مَا قالَه الذَّهَبيُّ، (بالضَّمِّ: بلادٌ واسِعَةٌ للسُّودانِ، بجَنُوبِ الصَّعِيد) . وتقدَّم عَن الجَوْهَرِيّ: أَنّ النّوبَ والنُّوبَةَ جِيلٌ من السُّودانِ، والمصنِّف هُنَا فَرَقَ بينَهما، فَجعل! النُّوبَ جِيلاً، والنُّوبَةَ بِلاداً، لسِرَ خَفِيّ، يَظهَرُ بالتَّامُّل. ولَمَّا غَفَل عَن ذالك شيخُنا، نسبه إِلَى القُصور، وَالله حَلِيم غَفُور. وَفِي المُعْجَم: وَقد مَدَحهم النَّبِيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وسلمبقوله: (من لَمْ يَكُنْ لَهُ أَخٌ، فَلْيَتَّخِذْ لَهُ أَخاً من النُّوبَةِ) ، وَقَالَ: (خَيْرُ سَبْيِكُمُ النُّوبَةُ) وهم نَصارَى يَعاقِبَةٌ، لَا يَطَؤُونَ النِّسَاءَ فِي المَحيض، ويَغتسِلونَ من الجَنَابة، ويَخْتَتِنُون.
ومَدينة النُّوبة اسْمُها: دُنْقُلَةُ، وَهِي منزلُ الملكِ على ساحلِ النّيلِ، وبلدُهم أَشبَهُ شيْءٍ باليَمنِ.
(مِنْها) ، على مَا يُقالُ، سيِّدُنا (بِلالُ) بْنُ رَبَاحٍ (الحَبَشِيُّ) القُرَشِيّ التَّيْمِيُّ أَبو عبدِ الله، ويقالُ: أَبو عبدِ الرّحْمان، وَيُقَال: أَبو عبْد الكَريم، وَيُقَال: أَبو عَمْرو المُؤذِّن، مولَى أَبِي بَكْرٍ، رَضِي الله عَنْهُمَا. وأُمُّه حَمَامةُ: كَانَت مَوْلاةً لبَعض بني جُمَح، قَدِيمُ الإِسلام والهِجْرَةِ، شَهِدَ المَشَاهِدَ كُلَّها. وَكَانَ شديدَ الأُدْمَةِ، نَحيفاً، طُوالاً، أَشْعَر. قَالَ ابْنُ إِسْحاقَ: لَا عَقِبَ لَهُ. وَقَالَ البُخارِيُّ: هُوَ أَخو خالدٍ وعَفْرَةَ، مَاتَ فِي طاعُونِ عَمْواسَ، سنة سَبْعَ عَشْرَةَ، أَو ثَمَانَ عَشْرَةَ. وَقَالَ أَبو زُرْعَة: قَبْرُهُ بدِمَشْقَ. وَيُقَال: بدَارَيّا وَقيل: إِنّه مَاتَ بحَلَب. وَقيل: إِنّ الّذِي مَاتَ بحلَبَ هُوَ أَخوه خالدٌ.
(ونُوبَةُ) ، بِلَا لَام: (صَحابِيَّةٌ) (خرجَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرَضِه بينَ بَرِيرَةَ {ونُوبَةَ) قَالَ الحافظُ تقيُّ الدِّين: وإِسْنَادُهُ جَلِيٌّ.
(و) أَبو نَصْرٍ (عبدُ الصَّمدِ بْنُ أَحمد) بنِ محمّدِ بنِ (} النُّوبِيِّ) ، عَن ابْن كُلَيْبٍ، مَاتَ كَهْلاً سنة 625، (وهِبَةُ الله بْنُ أَحمدَ) ، وَفِي نُسْخَة: محمّد (بْنِ {نُوبَا النُّوبِيُّ: محدِّثانِ) .
وَمِنْهُم أَبو رَجَاءٍ يَزيدُ بْنُ أَبي حَبِيبٍ المِصْريُّ، عَن الْحَارِث بْن جزْءٍ الزّبِيدِيّ، وأَبِي الخَيْر النُّوبِيّ، وَعنهُ اللَّيْثُ وحَيْوةُ بْنُ شُريْح. وَقَالَ الرّشاطيّ: أَبو حبيب اسْمُه سُوَيْدٌ، وَهُوَ مولى شَرِيكِ بْنِ الطُّفَيْل العَامِريّ نُوبِيٌّ من سَبْيِ دُنْقُلَةَ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير وَمِنْه أَبو مَمطورٍ سَلاّمٌ النُّوبِيُّ، ويُقَالُ: أَبو سَلاّم مَمطور، وأَبو الفيْض ذُو النُّونِ المِصْريُّ النُّوبيُّ.
(وناب) الشَّيْءُ (عَنْهُ) ، أَي: عَن الشَّيْءِ، (} نَوْباً، {ومَنَاباً) ، وَفِي الصَّحاح: اقْتصر على الأَخير: (قَامَ مَقَامَهُ) . وَفِي المِصْباح: نابَ الوَكِيلُ عَنهُ فِي كَذَا ينُوبُ، نِيَابَةً، فَهُوَ نائبُ، وزيدٌ مَنُوبٌ عَنهُ. وجمعُ النّائب،} نُوَّابٌ، ككافِر وكُفّار. قَالَ شيخُنا: والّذي صرَّحَ بِهِ الأَقدمُونَ أَنّ نِيابَةً مصدرُ نابَ، لم يَرِدْ فِي كَلَام الْعَرَب. قَالَ ثَعْلَب فِي أَمالِيه: نابَ نَوْباً، وَلَا يُقَال نِيَابَةً ونَقلَه ابْنُ هِشام فِي تَذْكِرته واستَغربَه، وَهُوَ حَقيقٌ بالاستغراب. قلتُ: وَفِي لِسَان الْعَرَب، وغيرِه: ونَابَ عنِّي فِي هاذا الأَمْر نِيَابَةً: إِذا قامَ مَقامَكَ.
( {وأَنَبْتُهُ) أَنا (عَنْهُ) ،} واسْتَنَبْتُهُ.
(ونابَ) زيدٌ (إِلى اللَّهِ) تَعالى: أَقبَلَ، و (تابَ) ، ورجَعَ إِلى الطّاعَة، ( {كأَنَابَ) إِليهِ} إِنابَةً، فَهُوَ {مُنِيبٌ، وَاقْتصر الجوهريُّ على الرُّباعيّ. وقيلَ: نابَ: لَزِمَ الطّاعَةَ، وأَنابَ: تابَ ورجعَ، وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ: (وإِليكَ} أُنِيبُ) الإِنابَةُ: الرُّجُوعُ إِلى الله بالتَّوْبة، وَفِي التَّنْزِيل العَزيز: { {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} (الرّوم: 31، 33) ، أَي: راجعينَ إِلى مَا أَمرَ بِهِ، غيرَ خارِجينَ عَن شَيْءٍ من أَمره. وَفِي الكَشّاف: حقيقةُ} أَنَابَ: دخَلَ فِي نَوْبَةِ الخَيْلِ، ومثلُهُ فِي بحرِ أَبِي حَيّان. وَقَالَ غَيْره: أَنابَ: رجَعَ مَرَّةً بعدَ أُخْرَى، وَمِنْه النَّوْبَةُ، لِتَكْرَارِهَا.
( {ونَاوَبَهُ) ،} مُنَاوَبَةً: (عَاقَبَه) معاقَبَةً.
( {والمَنَابُ: الطَّرِيقُ إِلى المَاءِ) ؛ لاِءَنَّ النّاسَ} يَنتابون الماءَ عَلَيْهَا.
وَفِي الأَساس: (إِليه مَنابِ) : أَي مَرْجِعي.
(والمُنِيبُ) ، بالضَّمّ: (المَطَرُ الجَوْدُ، والحَسَنُ من الرَّبِيعِ) . والّذي نُقلَ عَن النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ مَا نصُّه: يُقَالُ للمَطَرِ الجَوْدِ: {مُنِيبٌ؛ وأَصابَنَا رَبِيعٌ صِدْقٌ: مُنِيبٌ حَسَنٌ، وَهُوَ دُون الجَوْدِ. ونِعْمَ المَطَرُ هاذا إِنْ كَانَ لَهُ تابِعَةٌ، أَي: مَطْرةٌ تَتبَعُهُ. فَفِي كَلَام المصنِّف محلٌّ تَأَمُّل.
(و) مُنِيبٌ: (اسمٌ، وماءٌ لِضَبَّةَ) بنَجْدٍ فِي شرقيّ الحَزيز لِغَنِيَ، كَذَا فِي المعجم ومختصره، وأَنشد أَبو سَهْم الهُذَليّ:
كَوِرْدِ قَطاً إِلى نَمَلَى مُنِيبِ
(} وَتناوَبُوا على الماءِ) هاكذا فِي النُّسَخ بإِثباتِ: على، وتخصيصه بالماءِ، وَفِي الصَّحاح: وهم {يتناوبُون النَّوْبَةَ، فِيمَا بينَهُم، فِي الماءِ وَغَيره. وعبارَة اللُّسَان:} تَنَاوَبَ القَوْمُ الماءَ: (تَقَاسَمُوهُ عَلَى) المَقْلَةِ، وَهِي (حَصَاة القَسْم) .
وَفِي التَّهْذِيب: {وتَنَاوَبْنَا الخَطْبَ والأَمْر} نَتناوَبُهُ: إِذا قُمْنَا بِهِ نَوْبَةٌ بعدَ نَوْبَةٍ. وَعَن ابْنِ شُمَيْل: يُقالُ للقَوْم فِي السَّفَر:! يَتناوَبُون ويَتنَازَلُون ويَتَطاعمون، أَي: يأْكُلُونَ عندَ هاذا نُزْلَةً، وعندَ هاذا نُزْلَةً. وَكَذَلِكَ النَّوْبَةُ {والتَّنَاوُبُ، على كُلّ واحِدٍ مِنْهُم نَوْبَةٌ} يَنُوبُهَا: أَي طعامُ يَوْم.
(وبَيْتُ نُوبَى، كطُوبَى: د، من فَلَسْطِينَ) ، نَقله الصّاغَانيُّ.
(وخَيْرٌ نائبٌ: كَثِيرٌ) عَوّادٌ. من الأَساس.
(ونَابَ: لَزِمَ الطّاعَةَ) .
وأَنَاب: تابَ ورَجَعَ، وَقد تقدَّمَ.
{ونُبْتُه} نَوْباً، {وانْتَبْتُهُ: أَتيتُهُ على نَوْبٍ.
(} وانْتابَهُم {انْتِياباً) : إِذا قصدَهم، و (أَتَاهُم مَرَّةً بعدَ أُخْرَى) ، وَهُوَ افتعالٌ من النَّوْبَةِ؛ وَمِنْه قولُ أَبي سَهْمٍ أُسامَةَ الهُذَليِّ:
أَقَبَّ طَرِيدٍ بِنُزْهِ الفَلاَ
ةِ لَا يَرِدُ الماءَ إِلاّ} انْتِيَابَا
وَفِي الصَّحاح: ويُرْوَى: ائْتِيابا، وَهُوَ افتعالٌ، من: آبَ يَؤُوبُ: إِذا أَتى لَيْلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: هُوَ يَصفُ حِمارَ وَحْشٍ. والأَقَبُّ: الضّامِرُ البطْنِ، ونُزْهُ الفَلاةِ: مَا تباعَدَ مِنْهَا عنِ الماءِ والأَرياف.
(وسَمَّوْا) {نَائِبا، و (} مُنْتاباً) بالضَّمّ، وَهُوَ المنعاد المُراوِح.
وَفِي الرّوْض: {المُنْتَابُ: الزّائرُ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
لفظُ} النّوائِب، جمعُ نائِبةٍ، وَهِي مَا يَنوبُ الإِنسانَ، أَي: يَنْزِلُ بِه من المُهِمّات والحوادث: {ونابَتْهُمْ} نَوَائِبُ الدَّهْر. وَفِي حَدِيث خَيْبَرَ: (قَسَمها نِصْفَيْنِ: نِصْفاً لنَوائِبه وحاجاتِه، ونِصْفاً بينَ المُسْلمينَ) . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: (وتُعِينُ على نَوَائِبِ الحَقِّ) . {والنّائبةُ: النّازِلة، وَهِي} النَّوائب،! والنُّوَبُ: الأَخِيرَةُ نادرة. قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَجيءُ فَعْلَة عَلى فُعَلٍ، يُرِيكَ كأَنّهَا إِنّما جاءَت عندَهم من فُعْلَة، فكأَنَّ نَوْبَةً نُوبَةٌ، لاِءَنَّ الواوَ ممّا سبيلُه أَن يأْتِيَ تابِعاً للضَّمَّة. قَالَ:وهاذا يؤكِّدُ عندَكَ ضَعْفَ حُروفِ اللِّين الثّلاثَة. وكذالك القَوْلُ فِي دَوْلة وجَوْبَةٍ، وكلّ مِنْهَا مذكورٌ فِي مَوْضِعه. كَذَا فِي اللِّسَان.
وَفِي الصَّحاح: النُّوبةُ، بالضَّمّ: الاسمُ، من قَوْلك: {نَابَهُ أَمْرٌ،} وانْتَابَهُ، أَي: أَصابَهُ. ويُقَالُ المَنَايا {تَتَناوَبُنَا: أَي تَأْتِي كُلاًّ مِنَّا} لِنَوْبَتِهِ.
وَقَالَ بعضُ أَهلِ الغَرِيب: النَّوائِب: الحَوَادِثُ، خَيْراً كانتْ أَو شرّاً. وَقَالَ لبِيدُ:
{نوَائِبُ من خَيْرٍ وشَرَ كِلاَهما
فَلَا الخَيرُ ممدُودٌ وَلَا الشَّرُّ لازِبُ
وخَصصَّها، فِي المِصْبَاح، بالشرّ؛ وَهُوَ المُنَاسبُ للقَلَق الحادثِ عَنْهَا. وأَقرَّهُ فِي العِناية.
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيّ:} النَّوْبُ: أَن يَطْرُدَ الإِبِل باكِراً إِلى الماءِ، فيُمْسِيَ على الماءِ {ينتابُهُ.
وَفِي الصَّحاح: الحُمَّى النّائِبةُ: الّتي تأْتِي كُلَّ يومٍ، وَفِي الحَدِيث: (احْتاطُوا لاِءَهْلِ الأَمْوَالِ فِي} النائِبة والواطِئَة) ، أَي: الأَضياف الّذين {ينوبونهم.
وَفِي الأَساس: وأَتانِي فلانٌ، فَمَا أَنَبْتُ لَهُ. أَي: لم أَحْفِلْ بِهِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ:
} النَّوَابَةُ من قُرَى مِخْلافِ سَنْحانَ باليَمن.
! ومُنْتَابٌ: حِصنٌ باليَمَن من حُصُون صَنْعاءَ.
وأَبو الغَنَائِم محمَّدُ بْن عليِّ بْنِ الحَسَن بْنِ يَحْيَى بْنِ محمّد بن عمْرو بْن محمّد بن عُثْمَانَ بن محمّد بن المُنْتَاب الدَّقّاق. أَخو أَبي محمّد وأَبي تَمّامٍ، وَهُوَ أَصغَرُهم، من سَاكِني نَهْرِ القَلاّئِين، سمعَ الكَثيرَ، وحَدَّثَ، تُوُفِّيَ سنة 483 بِبَغْدَاد. كَذَا فِي ذيل البنداريّ.
ن و ب : نَابَهُ أَمْرٌ يَنُوبُهُ نَوْبَةً أَصَابَهُ وَانْتَابَتْ السِّبَاعُ الْمَنْهَلَ رَجَعَتْ إلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى.

وَالنَّائِبَةُ النَّازِلَةُ وَالْجَمْعُ نَوَائِبُ.

وَأَنَابَ زَيْدٌ إلَى اللَّهِ إنَابَةً رَجَعَ وَأَنَابَ وَكِيلًا عَنْهُ فِي كَذَا فَزَيْدٌ مُنِيبٌ وَالْوَكِيلُ مُنَابٌ وَالْأَمْرُ مُنَابٌ فِيهِ وَنَابَ الْوَكِيلُ عَنْهُ فِي كَذَا يَنُوبُ نِيَابَةً فَهُوَ نَائِبٌ وَالْأَمْرُ مَنُوبٌ فِيهِ وَزَيْدٌ مَنُوبٌ عَنْهُ وَجَمْعُ النَّائِبِ نُوَّابٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَنَاوَبْتُهُ مُنَاوَبَةً بِمَعْنَى سَاهَمْتُهُ مُسَاهَمَةً وَالنَّوْبَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَالْجَمْعُ نُوَبٌ مِثْلُ قَرْيَةٍ وَقُرًى.

وَتَنَاوَبُوا عَلَيْهِ تَدَاوَلُوهُ بَيْنَهُمْ يَفْعَلُهُ هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرَّةً. 

نوب

1 نُبْتُهُ, aor. ـُ inf. n. نَوْبٌ; and ↓ اِنْتَبْتُهُ; I came to him by turns, (TA,) b2: * اِنْنَابَهُمْ, inf. n. اِنْتِيَابٌ, He came to them time after time, (S, K.) The Hudhalee (Aboo-Sahm Usámeh, TA,) says, ??

?? (S) Slender in the belly, an object of the chase, in a part of the desert far from roster and pasture; he will not come to the water otherwise than time after time. The port is describing a wild ass. (IB.) Accord to one relation, the last word is اِئْتِيَابَا. meaning “ coming by night. ” (S,) b3: [Also, ↓ انتاب, app., He did a thing time after time; did a thing by turns. (See مُنْتَابٌ.] b4: نَابَ, aor. ـْ inf. n. نَوْبٌ, He drove camels early in the morning to the water, and was [again] at the water in the evening, going to it thus] time after time (IAar) b5: نَابَ إِلَى اللّٰه; (K;) and ↓ اناب إِلَيْهِ, (S, K,) inf. n. إِنَابَةٌ; (TA:) obedience He returned from disobedience to obedience to God, he returned unto God [repenting]: he repented; (S, K:) or the latter, he returned unto God; syn. رَجَعَ (Msb:) or ناب signifies he kept to obedience unto God: [this is given in the K as another and distinct signification of ناب ?? and اناب signifies as before explained or he returned to the performance of God, command; not departing from anything thereof: or be returned time after time: the In. signification, accord. to the Kesh-sháf and AHei, is he entered upon the good turn. (TA, where for الخيل read الخير.) b6: نَابَ عَنِّى, aor. ـُ inf. n. نَوْبٌ and مَنَابٌ (S, K: but the former inf. n. which is mentioned by Th, is omitted in some copies of the S) and نِيَابَةٌ (Msb: [the only inf. n. there mentioned:] but this last, though also mentioned in the L, is rejected by Th and the other early authorities as not belonging to the classical language of the Arabs: TA) He supplied my place; served for me; acted in my place or stead, or as my substitute, lieutenant, deputy, factor, or agent; (S, K, &c.: فِى كَذَا in such an affair. (Msb.) b7: نَابَ عَنْهُ [and نَابَ مَنَابَهَ] It (a thing) supplied its (another thing's) place. (TA.) b8: نَابَهُ أَمْرٌ, aor. ـُ (S.) inf. n. نَوْبٌ and نَوْبَةٌ; (K, TA;) and ↓ إِنْتَابَهُ; (S;) a thing, or an event, [generally a misfortune, or an evil accident,] befell him; betided him; happened to him. (S, K.) 3 ناوبهُ, (inf. n. مُنَاوَبَةٌ, TA,) He did [or tock] a thing with him, each taking his turn ??

عاقبه. (K.) b2: نَاوَبْتُهُ, inf. n. مَنَاوَبَةٌ i. q. ??

[q. v., here signifying I shared with him. ?? (Msb.) 4 أَنَبْتُهُ عَنْهُ. (K,) and ↓ اسْتَنَبْتُهُ, (TA.) I made him to supply his [another's] place to act in him place or stead, or as his substitute, lieutenant, deputy, factor, or agent; (K, Msb;) فِى كَذَا in such an affair. (Msb.) b2: See 1. b3: أَتَانِى

فُلَانٌ فَمَا أَنَبْتُ لَهُ Such a one came to me, and I cared not for him, or paid any regard to him. (A.) 6 تَنَاوَبْنَا الخَطْبَ, and الأَمْرَ, We performed the affair, or business, by turns; or turn after turn. (T.) هُمْ يَتَنَاوبُونَ النَّوْبَةَ فِيمَا بَيْنَهُمْ فِى المَاءِ وَغَيْرِهِ [They took turns in the case of a thing that was between them; in the case of water &c.] (S.) b2: تَنَاوَبُوا عَلَيْهِ They did it by turns; this person doing it one time: and that, another. (Msb.) b3: تَنَاوَبُوا, as also تنازلوا and تطاعموا, They (a people on a journey ate with or of the tent of, [meaning, of the food of.] this man on one occasion of alighting, and another man on another occasion of alighting; each one of them having his tarn to supply the food of one day. (ISh.) b4: تَنَاوَبَوا عَلَى المَاءِ, (K,) or تناوبوا الماءَ, (L,) They shared the water among themselves [by turns] by means of the حَصَاة القَسْمِ, (K,) or المَقْلةُ: (L;) which is a pebble that is put into a vessel: then as much water as will come the pebble is poured into the vessel: this is done by persons on a journey when they have little water; and thus they divide it into shares. (K, arts. قسم and مقل.) b5: المَنَايَا تَتَنَاوَبُنَا Deaths come to us by turns; to each of us in his turn. (TA.) 8 إِنْتَوَبَ see 1.10 إِسْتَنْوَبَ see 4.

النَّوْبٌ What is a day's and a night's journey distant from one: (S, K:) what is a night's journey distant is called القَرَبُ: originally in the case of going to water: (S:) or what is three days' journey distant: or what is two leagues (فَرْسَخَانِ) distant; or three. (TA.) Lebeed says, إِحْدَى بَنِى جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بِهَا لَمْ تُمْسِ مِنِّى نَوْبًا وَلَا قَرَبَا [I have become enamoured of one of the descendants of Jaafar: she has not become a day's and a night's journey (or three days' journey or two eagues,) distant from me, nor a night's journey distant]. (S.) Or نوب signifies [in these words of the poet] near, so that he might visit her repeatedly; and قرب and نوب are synonymous: (IAar:) or قرب [is used by him to signify that at such a distance] he might come to her once in three days. (AA.) A2: نَوْبٌ Strength: (K:) as also ↓ نَوْبةٌ: ex. أَصْبَحْتَ لَا نَوْبَةٌ لَكَ Thou hast become without strength: and تَرَكْتُهُ لَا نَوْبٌ لَهُ I left him without strength. (TA.) b2: نَوْبٌ Nearness. (ISk, S, K.) A3: نَوْبٌ a pl. (or rather a quasi. pl. n., TA) of نَائِبٌ: (RA, K:) [but in what sense I do not find: app., as the act. part. n. of نَابَ “ it befell, &c. ”]

نُبٌ Bees: pl. of نَائِبٌ: (S, K:) from نَوْبَةٌ “ a turn that falls to a man at a certain time,” accord. to As: or so called because they feed and return to their place: (S:) and if so, the sing. is نائب: (TA:) or so called because they are of a colour inclining to black; (S, from A'Obeyd; or, as in some copies of the S, A'Obeydeh;) or as likened to the nation of negroes called النُّوبَةُ: and if so, the word has no sing. (TA.) See also لُوبٌ.

A2: النُّوبُ (S, K) and ↓ النُّوبَةُ (S) [The Nubians;] a nation of the Negroes [or rather Ethiopians]: (S, K:) or the latter is the name of their country; an extensive country south of Upper Egypt. (K, TA.) b2: ↓ نوبِىٌّ [A Nubian;] an individual of the nation above mentioned. (S.) See لُوبَةٌ. b3: ↓ أَسْوَدُ نُوبِىٌّ: see لُوبِىٌّ.

نَوْبَةٌ A turn which comes to one, or which one takes; the time at which, or during which, anything is, or is to be, done, or had, in succession; an opportunity: (S, * K, MF:) pl. نُوَبٌ, (S,) which is extr. [with respect to analogy.] (TA.) See نَوْبٌ. b2: نَوْبَةٌ and ↓ نِيَابَةٌ A coming to water, &c., one time, or turn, after a former time, or turn. This is the meaning of the words in the following phrases, mentioned [but not explained] in the S and K: جَاءَتْ نَوْبَتُكَ and جاءت نِيَابَتُكَ, Thy time, or turn, to came to water, &c., in succession, has arrived: (TA:) pl. of the former word نُوَبٌ. (S, K.) b3: نَوْبَةٌ An assembly, a company, troop, or congregated body, of men. (K.) نُوبَةٌ: see نُوبٌ and نَائِبَةٌ.

نِيَابَةٌ: see نَوْبَهٌ.

خَيْرٌ نَائِبٌ Abundant good, (K,) that comes again and again [by turns]. (A.) b2: حُمَّى نَائِبَةٌ A quotidian fever. (S.) b3: نَائِبَةٌ Guests coming time after time. (TA, from a trad.) b4: See نُوبٌ. b5: نَائِبٌ One who supplies the place of another; who acts in his place or stead, or as his substitute, lieutenant, deputy, factor, or agent: pl. نُوَّابٌ. (Msb.) b6: نَائِبَةٌ What befalls, betides, or happens, that is afflictive, distressing, difficult, or unfortunate: pl. نَوَائِبُ and نُوَبٌ; the latter of which is extr.: (TA:) or rather this latter is pl. of نُوبَةٌ, which is syn. with نائبة, (MF,) a subst. from نَابَهُ أَمْرٌ, (S,) [and therefore signifying an accident, or a casualty, &c.; and as such this pl. is not extr., but analogous:] an evil accident; a misfortune; a disaster; a calamity; an affliction: pl. نَوَائِبُ: (S:) only signifying what is evil: (Msb:) or, accord. to some, an accident, whether good or evil: ex. Lebeed says, نَوَائِبُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ كِلَاهُمَا فَلَا الخَيْرُ مَمْدُودٌ وَلَا الشَّرُّ لَازِبُ

[Accidents of a good nature, and of an evil, both of them; and neither is the good prolonged, nor the evil constant]: or what befalls, betides, or happens, to a man, of difficult, arduous, distressing, or afflictive, events, or affairs, and accidents: [a difficulty, or difficult affair] in a trad. respecting Kheyber it is said, قَسَمَهَا نُصْفَيْنِ نُصْفًا لِنَوَائِبِهِ وَحَاجَاتِهِ وَنُصْفًا بَيْنَ المُسْلِمِينَ [He divided it into two halves; half for his own difficulties, or difficult affairs, and wants, and half among the Muslims]. (TA.) مَنَابٌ A road to water. (K.) b2: مَنَابٌ (tropical:) i. q. مَرْجِعٌ: ex. إِلَيْهِ مَنَابِى (tropical:) [To him is my recourse]. (A.) مُنَابٌ pass. part. n. of 4, A person made to supply another's place; &c. (Msb.) b2: أَمْرُ مُنَابٌ فِيهِ An affair in which a person is made to supply another's place; in which a person is made to act in the place or stead of another person; or as another's substitute. (Msb.) See the verb.

مَنُوبٌ عَنْهُ A person whose place is supplied by another; in whose place or stead, or as whose substitute, another person acts. (Msb.) b2: أَمْرٌ مَنُوبٌ فِيهِ An affair in which a person supplies the place of another; in which a person acts in the place or stead of another, or as another's substitute. (Msb.) See the verb.

مُنِيبٌ, from اناب الى اللّٰه, Repenting, &c. (TA.) b2: مُنِيبٌ act. part. n. of 4, A person making another to supply his or another's place; &c. (Msb.) b3: See the verb. b4: مُنِيبٌ Copious rain: and good rain, of the [rain termed] رَبِيعٌ: (K:) or, accord. to En-Nadr Ibn-Shumeyl, copious rain (مَطَرٌ جَوْدٌ) is termed منيب: and you say, أَصَابَنَا رَبِيعُ صِدْقٍ منيبٌ [There fell upon us an excellent, copious rain, of such as is termed ربيع; meaning] good rain, but inferior to what is termed جود; but this is an excellent rain if followed by other rain. (TA.) مُنْتَابٌ act. part. n. of 8. b2: [Coming by turns: &c.] b3: Visiting. (RA.) b4: Doing a thing time after time: doing a thing by turns. (TA.)

ألا

ألا
ألاَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف غير عامل يفيد التنبيه " {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} " ° ألاَ وهو: تشير إلى تقديم شخص أو شيء يكون مجيئه مَثارًا للدهشة والاهتمام.
2 - حرف غير عامل يفيد العَرْض، أو الطلب برفق " {أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ} ".
3 - حرف غير عامل يفيد التحضيض، أو الطلب بشدّة وعنف "ألاَ تجتهد وقد قرب الامتحان- ألاَ تتوب إلى الله- {أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} ".
4 - حرف تمنٍّ مركّب من همزة الاستفهام ولا النافية للجنس "*ألاَ عُمْرَ ولّى مستطاع رجوعه*".
5 - حرف للتوبيخ والإنكار مركّب من همزة الاستفهام ولا النافية للجنس "ألا حياءَ وقد كبرت".
6 - حرف غير عامل يفيد اللوم والعتاب والتنديم مع الفعل الماضي "ألاَ زرتَ المريض". 
ألا: هلا! هيا! (بوشر).
ألا: أَلا، معناها في حالٍ: هلاّ، وفي حال: تنبيهٌ، كقولك: ألا أَكْرٍمْ زيداً، وتكون (ألا) صلة بابتداء الكلام، كأنها تنبيه للمُخاطَب، وقد تردف (ألا) بلا أخرى فيقال: ألا لا، كما قال:

فقام يَذُودُ النّاسَ عنها بسَيْفه ... وقال: ألا لا من سبيل إلى هندِ 

ويقال للرّجل: هل كان كذا وكذا فيقول: ألا لا. جعل (ألا) تنبيها و (لا) نفياً.
أ ل ا: (أَلَا) حَرْفٌ يُفْتَتَحُ بِهِ الْكَلَامُ لِلتَّنْبِيهِ تَقُولُ: أَلَا إِنَّ زَيْدًا خَارِجٌ، كَمَا تَقُولُ: أَعْلَمُ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ. وَ (إِلَّا) حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ يُسْتَثْنَى بِهِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: بَعْدَ الْإِيجَابِ وَبَعْدَ النَّفْيِ وَالْمُفَرَّغِ وَالْمُقَدَّمِ وَالْمُنْقَطِعِ. وَيَكُونُ فِي اسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ بِمَعْنَى لَكِنْ لِأَنَّ الْمُسْتَثْنَى مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ. وَقَدْ يُوصَفُ بِإِلَّا، فَإِنْ وَصَفْتَ بِهَا جَعَلْتَهَا وَمَا بَعْدَهَا فِي مَوْضِعِ غَيْرٍ وَأَتْبَعْتَ الِاسْمَ بَعْدَهَا مَا قَبْلَهَا فِي الْإِعْرَابِ فَقُلْتَ جَاءَنِي الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدٌ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] وَقَوْلِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ:

وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ ... لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلَّا الْفَرْقَدَانِ
كَأَنَّهُ قَالَ: غَيْرُ الْفَرْقَدَيْنِ وَأَصْلُ إِلَّا الِاسْتِثْنَاءُ، وَالصِّفَةُ عَارِضَةٌ، وَأَصْلُ غَيْرٍ الصِّفَةُ وَالِاسْتِثْنَاءُ عَارِضٌ. وَقَدْ تَكُونُ (إِلَّا) عَاطِفَةً كَالْوَاوِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

وَأَرَى لَهَا دَارًا بِأَغْدِرَةِ السِّيـ ... ـدَانِ لَمْ يُدْرَسْ لَهَا رَسْمُ
إِلَّا رَمَادًا هَامِدًا دَفَعَتْ ... عَنْهُ الرِّيَاحَ خَوَالِدٌ سُحْمُ
يُرِيدُ أَرَى لَهَا دَارًا وَرَمَادًا. 
[ألا] (إلى) : حرف خافض، وهو مُنْتَهَى لابتداء الغاية، تقول: خرجت من الكوفة إلى مكة، وجائزٌ أن تكون دخْلتَها وجائزٌ أن تكون بَلغْتَها ولم تدخلْها ; للنهاية تشتمل أوّلَ الحدّ وآخره، وإنما تمتنع مجاوزته. وربَّما استعمل بمعنى عِنْدَ ; قال الراعي:

فقد سادت إلى الغوانيا * وقد تجئ بمعنى مَعَ، كقولهم: الذَودُ إلى الذَوْدِ إبِلٌ. قال الله تعالى: (ولا تأكُلوا أموالَهُمْ إلى أموالكم) ، وقال: (مَنْ أنصاري إلى الله) أي مع الله، وقال: (وإذا خلوا إلى شياطينهم) . قال سيبويه: ألف إلى وعلى منقلبتان من واوين، لان الالفات لا تكون فيها الامالة، ولو سمى به رجل قيل في تثنيته إلوان وعلوان. فإذا اتصل به المضمر قلبته ياء فقلت: إليك وعليك. وبعض العرب يتركه على حاله فيقول: إلاك وعلاك. وأما (ألا) فحرف يفتتح به الكلام للتنبيه، تقول: ألا إنّ زيداً خارجٌ، كما تقول: اعلمْ أنّ زيداً خارجٌ. وأمَّا (أولو) فجمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده ذو. وأولات للإناث واحدتها ذات، تقول: جاءني أوُلو الألباب، وأولات الأحمال. وأمَّا (أُولي) فهو أيضاَ جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحدُه ذا للمذكر، وذِهِ للمؤنث، يمدّ ويقصر، فإنْ قصرته كتبته بالياء، وإن مددتَه بنيته على الكسر. ويستوي فيه المذكَّر والمؤنث. وتصغيره أُلَيَّا بضم الهمزة وتشديد الياء، يمدّ ويقصر ; لأنَّ تصغير المبهم لا يغيِّر أوَلُه بل يترك على ما هو عليه من فتحٍ أو ضمٍّ. وتدخل ياء التصغير ثانيةً إذا كان على حرفين، وثالثةً إذا كان على ثلاثة أحرف. وتدخل عليه ها لِلتنبيه، تقول: هؤلاء. قال أبو زيد: ومن العرب من يقول هَؤُلاء قومُك، فينوِّن ويكسر الهمزة. وتدخل عليه الكاف للخطاب، تقول: أُولَئِكَ وأُولاكَ. قال الكسائي: مَن قال أولئك فواحده ذَلِكَ، ومن قال أُولاكَ فواحده ذاكَ. وأُولالِكَ مثل أُولَئِكَ. وأنشد ابن السكيت: أولالك قومي لم يكونوا أَشابَةً * وهل يَعِظُ الضِلِّيَل إلاَّ أولالكا وإنّما قالوا: أولَئِكَ في غير العقلاء. قال الشاعر: ذُمّ المَنازِلُ بعد مَنْزِلَةِ اللِوى * والعَيْشُ بعد أُولَئِكَ الأَيَّامِ وقال تعالى: (إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلّ أولئكَ كانَ عنه مَسئُولاً) . وأما (الأولى) بوزن العُلى، فهو أيضاَ جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، واحده الَّذي. وأمّا قولهم: ذهبت العرب الألى، فهو مقلوب من الأوَلِ، لأنّه جمع أُولى، مثل أُخرى وأَخَر. وأما (إلا) فهو حرف استثناء يستثنى به على خمسة أوجهٍ: بعد الايجاب، وبعد النفى، المفرغ، والمقدم، والمُنْقَطِعِ فيكون في الاستثناء المنقطع بمعنى لكنْ لأنّ المستثنَى من غير جنس المستثنَى منه. وقد يوصف بإلاَّ، فإن وصفْتَ بها جعلتها وما بعدها في موضِع غير وأتْبَعْتَ الاسم بعدَها ما قبله في الإعراب فقلت: جاءني القومُ إلاَّ زيد، كقوله تعالى: (لو كافيهما آلهة إلا اللهُ لَفَسَدَتا) . وقال عمرو بن معد يكرب : وكل أخ مفارقه أخوه * لَعَمْرُ أبيكَ إلاَّ الفَرقدانِ كأنّه قال غير الفرقدين. وأصل إلاّ الاستثناء والصفَة عارضةٌ. وأصل غير صفةٌ والاستثناء عارضٌ. وقد يكون إلا بمنزلة الواو في العطف، كقول الشاعر : وأرى لها داراً بِأَغْدِرَةِ ال‍ * سِيدانِ لم يَدْرُسْ لها رَسْمُ إلاَّ رَماداً هامِداً دَفَعَتْ * عنه الرياحَ خَوالِدٌ سحم

ألا: أَلا يَأْلو أَلْواً وأُلُوّاً وأُلِيّاً وإلِيّاً وأَلَّى

يُؤَِلِّي تََأْلِيَةً وأْتَلى: قَصَّر وأَبطأَ؛ قال:

وإنَّ كَنائِني لَنِساءُ صِدْقٍ،

فَما أَلَّى بَنِيَّ ولا أَساؤوا

وقال الجعدي:

وأَشْمَطَ عُرْيانٍ يُشَدُّ كِتافُه،

يُلامُ على جَهْدِ القِتالِ وما ائْتَلى

أَبو عمرو: يقال هُو مُؤَلٍّ أي مُقَصِّر؛ قال:

مُؤلٍّ في زِيارَتها مُلِيم

ويقال للكلب إذا قَصَّر عن صيده: أَلَّى، وكذلك البازِي؛ وقال الراجز:

جاءت به مُرَمَّداً ما مُلاَّ،

ما نِيَّ آلٍ خَمَّ حِينَ أَلاَّ

قال ابن بري: قال ثعلب فميا حكاه عنه الزجاجي في أَماليه سأَلني بعض

أَصحابنا عن هذا لبيت فلم أَدْرِ ما أَقول، فصِرْت إلى ابن الأَعرابي

ففَسَّره لي فقال: هذا يصف قُرْصاً خَبَزته امرأَته فلم تُنْضِجه، فقال جاءت به

مُرَمَّداً أَي مُلَوَّثاً بالرماد، ما مُلَّ أَي لم يُمَلَّ في الجَمْر

والرماد الحارّ، وقوله: ما نِيَّ، قال: ما زائدة كأَنه قال نِيَّ الآلِ،

والآلُ: وَجْهُه، يعني وجه القُرْصِ، وقوله: خَمَّ أَي تَغَيَّر، حين

أَلَّى أَي أَبطأَ في النُّضْج؛ وقول طُفَيل:

فَنَحْنُ مَنعَنْا يَوْمَ حَرْسٍ نِساءَكم،

غَدَاةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَلي

قال ابن سيده: إنما أَراد غَيْرَ مُؤْتَلي، فأَبدل العين من الهمزة؛

وقول أَبي سَهْو الهُذلي:

القَوْمُ أَعْلَمُ لَو ثَقِفْنا مالِكاً

لاصْطافَ نِسْوَتُه، وهنَّ أَوالي

أَراد: لأَقَمْنَ صَيْفَهُنَّ مُقَصِّرات لا يَجْهَدْنَ كلَّ الجَهْدِ

في الحزن عليه لِيَأْسِهِنَّ عنه. وحكى اللحياني عن الكسائي: أقْبَل يضربه

لا يَأْلُ، مضمومة اللام دون واو، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم: لا

أَدْرِ، والاسم الأَلِيَّة؛ ومنه المثل: إلاَّ حَظِيِّه فلا أَلِيَّه؛ أَي

إن لم أَحْظَ فلا أَزالُ أَطلب ذلك وأَتَعَمَّلُ له وأُجْهِد نَفْسي

فيه، وأَصله في المرأَة تَصْلَف عند زوجها، تقول: إن أَخْطَأَتْك الحُظْوة

فيما تطلب فلا تَأْلُ أَن تَتَودَّدَ إلى الناس لعلك تدرك بعض ما تريد.

وما أَلَوْتُ ذلك أَي ما استطعته.

وما أَلَوْتُ أَن أَفعله أَلْواً وأُلْواً وأُلُوّاً أَي ما تركْت.

والعرب تقول: أَتاني فلان في حاجة فما أَلَوْتُ رَدَّه أَي ما استطعت،

وأَتاني في حاجة فأَلَوْت فيها أَي اجتهدت. قال أَبو حاتم: قال الأَصمعي يقال

ما أَلَوْت جَهْداً أَي لم أَدَع جَهْداً، قال: والعامة تقول ما آلُوكَ

جَهْداً، وهو خطأ. ويقال أَيضاً: ما أَلَوْته أَي لم أَسْتَطِعْه ولم

أُطِقْه. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: لا يَأَلُونَكم خَبالاً؛ أَي لا

يُقَصِّرون في فسادكم. وفي الحديث: ما من وَالٍ إلاَّ وله بِطانَتانِ:

بِطانةٌ تأْمره بالمعروف وتَنْهاه عن المُنْكَر، وبِطانةٌ لا تَأْلُوه خَبالاً،

أَي لا تُقَصِّر في إفساد حاله. وفي حديث زواج علي، عليه السلام: قال

النبي، صلى الله عليه وسلم، لفاطمة، عليها السلام: ما يُبْكِيكِ فما

أَلَوْتُكِ ونَفْسِي وقد أَصَبْتُ لكِ خَيرَ أَهْلي أَي ما قَصَّرْت في أَمرك

وأَمري حيث اخترتُ لكِ عَلِيّاً زوجاً. وفلان لا يأْلُو خيراً أَي لا

يَدَعُه ولا يزال يفعله. وفي حديث الحسن: أُغَيْلِمَةٌ حَيَارَى تَفاقَدُوا

ما يَأْلَ لهم

(* قوله «ما يأل لهم إلى قوله وأيال له إيالة» كذا في الأصل

وفي ترجمة يأل من النهاية). أَن يَفْقَهوا. يقال: يالَ له أَن يفعل كذا

يولاً وأَيالَ له إيالةً أَي آنَ له وانْبَغَى. ومثله قولهم: نَوْلُك أَن

تفعل كذا ونَوالُكَ أَن تَفْعَله أَي انْبَغَى لك. أَبو الهيثم:

الأَلْوُ من الأَضداد، يقال أَلا يَأْلُو إذا فَتَرَ وضَعُف، وكذلك أَلَّى

وأْتَلى. قال: وأَلا وأَلَّى وتَأَلَّى إذا اجتهد؛ وأَنشد:

ونحْنُ جِياعٌ أَيَّ أَلْوٍ تَأَلَّتِ

معناه أَيَّ جَهْدٍ جَهَدَتْ. أَبو عبيد عن أَبي عمرو: أَلَّيْتُ أَي

أَبْطأْت؛ قال: وسأَلني القاسم بن مَعْن عن بيت الربيع بن ضَبُع

الفَزارِي:وما أَلَّى بَنِيّ وما أَساؤوا

فقلت: أَبطؤوا، فقال: ما تَدَعُ شيئاً، وهو فَعَّلْت من أَلَوْت أَي

أَبْطأْت؛ قال أَبو منصور: هو من الأُلُوِّ وهو التقصير؛ وأَنشد ابن جني في

أَلَوْت بمعنى استطعت لأَبي العِيال الهُذَلي:

جَهْراء لا تَأْلُو، إذا هي أَظْهَرَتْ

بَصَراً، ولا مِنْ عَيْلةٍ تُغْنِيني

أَي لا تُطِيق. يقال: هو يَأْلُو هذا الأَمر أَي يُطِيقه ويَقْوَى عليه.

ويقال: إنى لا آلُوكَ نُصْحاً أَي لا أَفْتُر ولا أُقَصِّر. الجوهري:

فلان لا يَأْلُوك نصْحاً فهو آلٍ، والمرأَة آلِيَةٌ، وجمعها أَوالٍ.

والأُلْوة والأَلْوة والإلْوة والأَلِيَّة على فعِيلة والأَلِيَّا، كلُّه:

اليمين، والجمع أَلايَا؛ قال الشاعر:

قَلِيلُ الأَلايَا حافظٌ لِيَمينِه،

وإنْ سَبَقَتْ منه الأَلِيَّةُ بَرَّتِ

ورواه ابن خالويه: قليل الإلاء، يريد الإيلاءَ فحذف الياء، والفعل آلَى

يُؤْلي إيلاءً: حَلَفَ، وتأَلَّى يَتأَلَّى تأَلِّياً وأْتَلى يَأْتَلي

ائتِلاءً. وفي التنزيل العزيز: ولا يَأْتَلِ أُولو الفَضْل منكم (الآية)؛

وقال أَبو عبيد: لا يَأْتَل هو من أَلَوْتُ أَي قَصَّرْت؛ وقال الفراء:

الائتِلاءُ الحَلِفُ، وقرأَ بعض أَهل المدينة: ولا يَتَأَلَّ، وهي مخالفة

للكتاب من تَأَلَّيْت، وذلك أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، حَلَف أَن لا

يُنْفِقَ على مِسْطَح بن أُثَاثَةَ وقرابته الذين ذكروا عائشة، رضوان الله

عليها، فأَنزل الله عز وجل هذه الآية، وعاد أَبو بكر، رضي الله عنه، إلى

الإنفاق عليهم. وقد تَأَلَّيْتُ وأْتَلَيْت وآلَيْتُ على الشيء

وآلَيْتُه، على حذف الحرف: أَقْسَمْت. وفي الحديث: مَنْ يَتَأَلَّ على الله

يُكْذِبْه؛ أَي مَن حَكَم عليه وخَلَف كقولك: والله لَيُدْخِلَنَّ الله فلاناً

النارَ، ويُنْجِحَنَّ اللهُ سَعْيَ فلان. وفي الحديث: وَيْلٌ

للمُتَأَلِّينَ من أُمَّتي؛ يعني الذين يَحْكُمون على الله ويقولون فلان في الــجنة

وفلان في النار؛ وكذلك قوله في الحديث الآخر: مَنِ المُتأَلِّي على الله.

وفي حديث أَنس بن مالك: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، آلى من نسائه

شهراً أَي حلف لا يدْخُل عليهن، وإنما عَدَّاهُ بِمِن حملاً على المعنى، وهو

الامتناع من الدخول، وهو يتعدى بمن، وللإيلاء في الفقه أَحكام تخصه لا

يسمى إيلاءً دونها. وفي حديث علي، عليه السلام: ليس في الإصلاح إيلاءٌ أَي

أَن الإيلاء إنما يكون في الضِّرار والغضب لا في النفع والرضا. وفي حديث

منكر ونكير: لا دَرَيْتَ ولا ائْتَلَيْتَ، والمحدّثون يروونه: لا

دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، والصواب الأَول. ابن سيده: وقالوا لا دَرَيْتَ ولا

ائْتَلَىتَ، على افْتعَلْتَ، من قولك ما أَلَوْتُ هذا أَي ما استطعته أَي ولا

اسْتَطَعْتَ. ويقال: أَلَْوته وأْتَلَيْتُه وأَلَّيْتُه بمعنى استطعته؛

ومنه الحديث: مَنْ صامَ الدهر لا صام ولا أَلَّى أَي ولا استطاع الصيام،

وهو فَعَّلَ منه كأَنه دَعا عليه، ويجوز أَن يكون إخباراً أَي لم يَصُمْ

ولم يُقَصِّر، من أَلَوْت إذا قَصَّرت. قال الخطابي: رواه إبراهيم بن فراس

ولا آلَ بوزن عالَ، وفسر بمعنى ولا رجَع، قال: والصوابُ أَلَّى مشدداً

ومخففاً. يقال: أَلا الرجلُ وأَلَّى إذا قَصَّر وترك الجُهْد. وحكي عن ابن

الأَعرابي: الأَلْوُ الاستطاعة والتقصير والجُهْدُ، وعلى هذا يحمل قوله

تعالى: ولا يَأْتَلِ أُولو الفضل منكم؛ أَي لا يُقَصِّر في إثناء أُولي

القربى، وقيل: ولا يحلف لأَن الآية نزلت في حلف أَبي بكر أَن لا يُنْفِقَ

على مِسْطَح، وقيل في قوله لا دَرَيْت ولا ائْتَلَيْت: كأَنه قال لا

دَرَيْت ولا استطعت أَن تَدْري؛ وأَنشد:

فَمَنْ يَبتَغي مَسْعاةَ قَوْمِي فَلْيَرُمْ

صُعوداً إلى الجَوْزاء، هل هو مُؤتَلي

قال الفراء: ائْتَلَيْت افتعلت من أَلَوْت أي قَصَّرت. ويقول: لا

دَرَيْت ولا قَصَّرت في الطلب ليكون أَشقى لك؛ وأَنشد

(* امرؤ القيس):

وما المرْءُ، ما دامت حُشاشَةُ نفسه،

بمُدْرِك أَطرافِ الخُطُوب ولا آلي

وبعضهم يقول: ولا أَلَيْت، إتباع لَدَرَيْت، وبعضهم يقول: ولا أَتْلَيْت

أَي لا أَتْلَتْ إبلُك. ابن الأَعرابي: الأَلْوُ التقصير، والأَلْوُ

المنع، والأَلْوُ الاجتهاد، والأَلْوُ الاستطاعة، والأَلْو العَطِيَّة؛

وأَنشد:

أَخالِدُ، لا آلُوكَ إلاَّ مُهَنَّداً،

وجِلْدَ أَبي عِجْلٍ وَثيقَ القَبائل

أَي لا أُعطيك إلا سيفاً وتُرْساً من جِلْدِ ثور، وقيل لأَعرابي ومعه

بعير: أَنِخْه، فقال: لا آلُوه. وأَلاه يَأْلُوه أَلْواً: استطاعه؛ قال

العَرْجي:

خُطُوطاً إلى اللَّذَّات أَجْرَرْتُ مِقْوَدي،

كإجْرارِك الحَبْلَ الجَوادَ المُحَلِّلا

إذا قادَهُ السُّوَّاسُ لا يَمْلِكُونه،

وكانَ الذي يَأْلُونَ قَوْلاً له: هَلا

أَي يستطيعون. وقد ذكر في الأَفعال أَلَوْتُ أَلْواً. والأَلُوَّةُ:

الغَلْوَة والسَّبْقة. والأَلُوَّة والأُلُوَّة، بفتح الهمزة وضمها

والتشديد، لغتان: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به، فارسي معرَّبٌ، والجمع أَلاوِيَة،

دخلت الهاء للإشعار بالعجمة؛ أُنشد اللحياني:

بِساقَيْنِ ساقَيْ ذي قِضِين تَحُشُّها

بأَعْوادِ رَنْدٍ أَو أَلاوِيَةً شُقْرا

(* قوله «أو ألاوية شقرا» كذا في الأصل مضبوطاً بالنصب ورسم ألف بعد شقر

وضم شينها، وكذا في ترجمة قضى من التهذيب وفي شرح القاموس).

ذو قِضين: موضع. وساقاها جَبَلاها. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلَّم، في صفة أَهل الــجنة: ومَجامِرُهم الأَلُوَّة غير مُطَرَّاة؛ قال

الأَصمعي: هو العُود الذي يُتَبَخَّر به، قال وأُراها كلمة فارسية عُرِّبت. وفي

حديث ابن عمر: أَنه كان يَسْتَجمر بالأَلُوَّة غيرَ مُطَرَّاة. قال أَبو

منصور: الأَلُوَّة العود، وليست بعربية ولا فارسية، قال: وأُراها هندية.

وحكي في موضع آخر عن اللحياني قال: يقال لضرب من العُود أَلُوَّة

وأُلُوَّةٌ ولِيَّة ولُوَّة، ويجمع أَلُوَّةٌ أَلاوِيَةً؛ قال حسان:

أَلا دَفَنْتُم رسولَ اللهِ في سَفَطٍ،

من الأَلُوَّة والكافُورِ، مَنْضُودِ

وأَنشد ابن الأَعرابي:

فجاءتْ بِكافورٍ وعُود أَلُوَّةٍ

شَآمِيَة، تُذْكى عليها المَجامِرُ

ومَرَّ أَعرابي بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وهو يُدْفَن فقال:

أَلا جَعَلْتُم رسولَ اللهِ في سَفَطٍ،

من الأَلُوَّةِ، أَحْوى مُلْبَساً ذَهَبا

وشاهد لِيَّة في قول الراجز:

لا يَصْطَلي لَيْلَةَ رِيح صَرْصَرٍ

إلاَّ بِعُود لِيَّةٍ، أَو مِجْمَر

ولا آتيك أَلْوَة أَبي هُبَيْرة؛ أَبو هُبَيْرَة هذا: هو سعد بن زيد

مَناة بن تميم، وقال ثعلب: لا آتيك أَلْوَةَ بنَ هُبيرة؛ نَصبَ أَلْوَة

نَصْبَ الظروف، وهذا من اتساعهم لأَنهم أَقاموا اسم الرجل مُقام

الدَّهر.والأَلْىة، بالفتح: العَجِيزة للناس وغيرهم، أَلْيَة الشاة وأَلْية

الإنسان وهي أَلْية النعجة، مفتوحة الأَلف، في حديث: كانوا يَجْتَبُّون

أَلَياتِ الغَنَم أَحياءً؛ جمع أَلْية وهي طَرَف الشاة، والجَبُّ القطع، وقيل:

هو ما رَكِبَ العَجُزَ من اللحم والشحم، والجمع أَلَيات وأَلايا؛

الأَخيرة على غير قياس. وحكى اللحياني: إنَّه لذُو أَلَياتٍ، كأَنه جعل كل جزء

أَلْيةً ثم جمع على هذا، ولا تقل لِيَّة ولا إلْية فإنهما خطأٌ. وفي

الحديث: لا تقومُ الساعةُ حتى تَضْطرِبَ أَلَياتُ نِساء دَوْسٍ على ذي

الخَلَصة؛ ذو الخَلَصَة: بيتٌ كان فيه صَنَمٌ لدَوْسٍ يسمى الخَلَصة، أَراد: لا

تقوم الساعة حتى ترجع دَوْسٌ عن الإسلام فَتَطُوفَ نساؤهم بذي الخَلَصة

وتَضْطَرِبَ أَعجازُهُنَّ في طوافهن كما كُنَّ يفعلن في الجاهلية.

وكَبْشٌ أَلَيان، بالتحريك، وأَلْيان وأَلىً وآلٍ وكباشٌ ونِعاجٌ أُلْيٌ مثل

عُمْي، قال ابن سيده: وكِباش أَلْيانات، وقالوا في جمع آلٍ أُلْيٌ، فإما

أَن يكون جُمِع على أَصله الغالب عليه لأَن هذا الضرب يأْتي على أَفْعَل

كأَعْجَز وأَسْته فجمعوا فاعلاً على فُعْلٍ ليعلم أَن المراد به أَفْعَل،

وإمّا أَن يكون جُمِع نفس آلٍ لا يُذْهَب به إلى الدلالة على آلَى، ولكنه

يكون كبازِلٍ وبُزْلٍ وعائذٍ وعُوذٍ. ونعجة أَلْيانةٌ وأَلْيا، وكذلك

الرجل والمرأَة مِنْ رِجالٍ أُلْيٍ ونساء أُلْيٍ وأَلْيانات وأَلاءٍ؛ قال

أَبو إسحق: رجل آلٍ وامرأَة عَجزاء ولا يقال أَلْياءُ، قال الجوهري: وبعضهم

يقوله؛ قال ابن سيده: وقد غلط أَبو عبيد في ذلك. قال ابن بري: الذي يقول

المرأَة أَليْاء هو اليزيدي؛ حكاه عنه أَبو عبيد في نعوت خَلْق

الإِنسان. الجوهري: ورجل آلَى أَي عظيم الأَليْة. وقد أَلِيَ الرجلُ، بالكسر،

يَأْلَى أَلىً. قال أَبو زيد: هما أَليْانِ للأَلْيَتَيْن فإِذا أَفردت

الواحدة قلت أَليْة؛ وأَنشد:

كأَنَّما عَطِيَّةُ بنُ كَعْبِ

ظَعِينةٌ واقِفَةٌ في رَكْبِ،

تَرْتَجُّ أَليْاهُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ

وكذلك هما خُصْيانِ، الواحدة خُصْيَة. وبائعه أَلاَّء، على فَعَّال. قال

ابن بري: وقد جاء أَلْيَتان؛ قال عنترة:

مَتَى ما تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ

رَوانِفُ أَلْيَتَيْك وتُسْتَطارا

واللِّيَّة، بغير همز، لها مَعنيان؛ قال ابن الأَعرابي: اللِّيَّة قرابة

الرجل وخاصته؛ وأَنشد:

فَمَنْ يَعْصِبْ بِلِيَّتهِ اغْتِراراً،

فإِنَّك قد مَلأْتَ يَداً وشامَا

يَعْصِبْ: يَلْوِي مِنْ عصب الشيء، وأَراد باليد اليَمَن؛ يقول: مَنْ

أَعْطى أَهل قرابته أَحياناً خصوصاً فإِنك تعطي أَهل اليَمَن والشام.

واللِّيَّة أَيضاً: العود الذي يُسْتَجْمَر به وهي الأَلُوَّة.

ويقال: لأَى إِذا أَبطأَ، وأَلاَ إِذا تَكَبَّر؛ قال الأَزهري: أَلاَ

إِذا تَكبَّر حرف غريب لم أَسمعه لغير ابن الأَعرابي، وقال أَيضاً:

الأَليُّ الرجل الكثير الأَيْمان.

وأَليْة الحافر: مُؤخَّره. وأَليْة القَدَم: ما وقَع عليه الوَطءُ من

البَخَصَة التي تحت الخِنْصَر. وأَلْيَةُ الإبهام: ضَرَّتُها وهي اللَّحْمة

التي في أَصلها، والضرَّة التي تقابلها. وفي الحديث: فَتَفَلَ في عين

عليٍّ ومسَحَها بأَليْة إِبْهامه؛ أَليْة الإِبهام: أَصلُها، وأَصلُ

الخِنْصَر الضَّرَّة. وفي حديث البَراء: السُّجود على أَلْيَتَي الكَفِّ؛ أَراد

أَلْية الإِبهام وضَرَّة الخِنْصر، فَغَلَّب كالعُمَرَيْن

والقَمَرَيْن. وأَلْيةُ الساقِ: حَماتُها؛ قال ابن سيده: هذا قول الفارسي. الليث:

أَلْية الخِنْصَر اللَّحْمة التي تحتها، وهي أَلْية اليد، وأَلْية الكَفِّ

هي اللَّحْمة التي في أَصل الإِبهام، وفيها الضَّرَّة وهي اللَّحْمة التي

في الخِنْصَر إِلى الكُرْسُوع، والجمع الضَّرائر. والأَلْية: الشحمة.

ورجل أَلاَّءٌ: يبيع الأَلْية، يعني الشَّحْم. والأَلْية: المَجاعة؛ عن

كراع. التهذيب: في البَقَرة الوحشية لآةٌ وأَلاةٌ بوزن لَعاة وعَلاة. ابن

الأَعرابي: الإِلْية، بكسر الهمزة، القِبَلُ. وجاء في الحديث: لا يُقام

الرجلُ من مَجْلِسه حتى يقوم من إِلْية نفسه أَي من قِبَل نفسه من غير أَن

يُزْعَج أَو يُقام، وهمزتها مكسورة. قال أَبو منصور: وقال غيره قام فلان

مِنْ ذِي إِلْيةٍ أَي من تِلْقاء نفسه. وروي عن ابن عمر: أَنه كان يقوم له

الرجلُ مِنْ لِيةِ نفسه، بلا أَلف؛ قال أَبو منصور: كأَنه اسم من وَلِيَ

يَلي مثل الشِّية من وَشَى يَشِي، ومن قال إِلْية فأَصلها وِلْية، فقلبت

الواو همزة؛ وجاء في رواية: كان يقوم له الرجل من إِلْيته فما يَجْلِس في

مجلسه.

والآلاء: النِّعَمُ واحدها أَلىً، بالفتح، وإِلْيٌ وإِلىً؛ وقال

الجوهري: قد تكسر وتكتب بالياء مثال مِعىً وأَمْعاء؛ وقول الأَعشى:

أَبْيض لا يَرْهَبُ الهُزالَ، ولا

يَقْطَع رِحْماً، ولا يَخُونُ إِلا

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون إِلا هنا واحد آلاء اللهِ، ويخُون:

يَكْفُر، مُخفَّفاً من الإِلِّ

(* قوله «مخففاً من الال» هكذا في الأصل، ولعله

سقط من الناسخ صدر العبارة وهو: ويجوز أن يكون إلخ أو نحو ذلك). الذي هو

العَهْد. وفي الحديث: تَفَكَّروا في آلاء الله ولا تَتَفَّكروا في الله.

وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: حتى أَوْرَى قَبَساً لقابِسِ آلاء الله؛ قال

النابغة:

هُمُ الملوكُ وأَنْباءُ المُلُوكِ، لَهُمْ

فَضْلٌ على الناس في الآلاء والنِّعَم

قال ابن الأَنباري: إِلا كان في الأَصل وِلاَ، وأَلا كان في الأَصل

وَلاَ.

والأَلاء، بالفتح: شَجَر حَسَنُ المَنْظَر مُرُّ

الطَّعْم؛ قال بشر بن أَبي خازم:

فإِنَّكُمُ ومَدْحَكُمُ بُجيَراً

أَبا لَجَأٍ كما امْتُدِح الأَلاءُ

وأرْضٌ مأْلأَةٌ كثيرة الأَلاء. والأَلاء: شجر من شجر الرمل دائم الخضرة

أَبداً يؤكل ما دام رَطْباً فإِذا عَسا امْتَنَع ودُبغ به، واحدته

أَلاءة؛ حكى ذلك أَبو حنيفة، قال: ويجمع أَيضاً أَلاءَات، وربما قُصِر

الأَلاَ؛ قال رؤبة:

يَخْضَرُّ ما اخضَرَّ الأَلا والآسُ

قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما قصر ضرورة. وقد تكون الأَلاءَات جمعاً،

حكاه أَبو حنيفة، وقد تقدم في الهمز. وسِقاءٌ مَأْلِيٌّ ومَأْلُوٌّ:

دُبِغ بالأَلاء؛ عنه أَيضاً.

وإِلْياءُ: مدينة بين المقدس. وإِلِيَّا: اسم رجل. والمِئلاة، بالهمز،

على وزن المِعْلاة

(* قوله «المعلاة» كذا في الأصل ونسختين من الصحاح بكسر

الميم بعدها مهملة والذي في مادة علا: المعلاة بفتح الميم، فلعلها محرفة

عن المقلاة بالقاف): خِرْقَة تُمْسِكها المرأَة عند النَّوح، والجمع

المآلِي. وفي حديث عمرو بن العاص: إِني والله ما تَأَبَّطَتْني الإِماء ولا

حَمَلَتني البَغايا في غُبَّرات المآلي؛ المَآلِي: جمع مِئلاة بوزن

سِعْلاة، وهي ههنا خرقة الحائض أَيضاً

(* قوله «وهي ههنا خرقة الحائض أيضاً»

عبارة النهاية: وهي ههنا خرقة الحائض وهي خرقة النائحة أيضاً). يقال:

آلَتِ

المرأَة إِيلاءً إِذا اتَّخَذَتْ مِئْلاةً، وميمها زائدة، نَفَى عن نفسه

الجَمْع بين سُبَّتَيْن: أَن يكون لِزَنْيةً، وأَن يكون محمولاً في

بَقِية حَيْضَةٍ؛ وقال لبيد يصف سحاباً:

كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراه،

وأَنْواحاً عَلَيْهِنَّ المَآلي

المُصَفَّحاتُ: السيوفُ، وتَصْفِيحُها: تَعْريضُها، ومن رواه

مُصَفِّحات، بكسر الفاء، فهي النِّساء؛ شَبَّه لَمْعَ البَرْق بتَصْفِيح النساء

إِذا صَفَّقْنَ بأَيديهن.

أ ل ا: (أَلَا) مِنْ بَابِ عَدَا أَيْ قَصَّرَ وَفُلَانٌ لَا (يَأْلُوكَ) نُصْحًا فَهُوَ (آلٍ) وَ (الْآلَاءُ) النِّعَمُ وَاحِدُهَا (أَلًى) بِالْفَتْحِ وَقَدْ يُكْسَرُ وَيُكْتَبُ بِالْيَاءِ مِثْلُ مِعًى وَأَمْعَاءٍ. وَ (آلَى) يُؤْلِي (إِيلَاءً) حَلَفَ وَ (تَأَلَّى) وَ (أْتَلَى) مِثْلُهُ.
قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} [النور: 22] وَ (الْأَلِيَّةُ) الْيَمِينُ وَجَمْعُهَا (أَلَايَا) وَ (الْأَلْيَةُ) بِالْفَتْحِ أَلْيَةُ الشَّاةِ وَلَا تَقُلْ: إِلْيَةٌ بِالْكَسْرِ وَلَا لِيَّةٌ وَتَثْنِيَتُهَا أَلْيَانِ بِغَيْرِ تَاءٍ. 
ألاّ
َ: ( {أَلاَّ، بِالْفَتْح) والتَّشْديدِ: (حَرْفُ تَحْضيضٍ مُخْتَصٌّ بالجُمَلِ (العفِعْلِيَّةِ) الخَبَرِيَّةِ) ؛ ومَرَّ لَهُ فِي هَلَلَ أنَّ هَلاَّ تَخْتَصُّ بالجُمَلِ الفِعْليَّة الخَبَرِيَّةِ؛ ولَها مَعْنيانِ: تكونُ بمعْنَى هَلاَّ يقالُ: أَلاَّ فَعَلْتَ ذَا، مَعْناه: لمَ لمْ تَفْعَل كَذَا؛ وتكونُ بمعْنَى أنْ لَا فأُدْغمت النونُ فِي اللامِ وشُدِّدَتِ اللامُ تقولُ: أَمَرْته أَلاَّ يَفْعلَ ذَلِك، بالإدْغامِ، ويجوزُ إظْهارُ النونِ كَقَوْلِك: أَمْرَتُك أَنْ لَا تَفْعلَ ذَلِك، وَقد جاءَ فِي المصاحِفِ القديمةِ مُدْغماً فِي موْضِع، ومُظْهراً فِي مَوْضِع، وكلُّ ذلكَ جائِز.
وَقَالَ الكِسائي: أنْ لَا إِذا كانتْ إخْباراً نَصَبَتْ وَرَفَعتْ، وَإِذا كانتْ نَهْياً جَزَمَتْ.
وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ فِي ال لوأَعادَه هُنَا ثانِياً.

ألا: حرف يفتتح به الكلام ، تقول ألا إنَّ زيداً خارج كما تقول اعلم أن

زيداً خارج. ثعلب عن سلمة عن الفراء عن الكسائي قال: أَلا تكون تنبيهاً

ويكون بعدها أَمرٌ أَو نهي أَو إخبار ، تقول من ذلك: أَلا قُمْ، أَلا لا

تقم ، أَلا إنَّ زَيْداً قد قام ، وتكون عرضاً أَيضاً، وقد يكون الفعل

بعدها جزْماً ورفعاً، كل ذلك جاء عن العرب، تقول من ذلك: أَلا تَنْزِلُ

تأْكل، وتكون أَيضاً تَقْريعاً وتوبيخاً ويكون الفعل بعدها مرفوعاً لا غير،

تقول من ذلك: أَلا تَنْدَمُ على فِعالك، أَلا تسْتَحي من جِيرانِك، أَلا

تخافُ رَبَّكَ؛ قال الليث: وقد تُرْدَفُ أَلا بلا أُخرى فيقال: أَلا لا

؛ وأَنشد:

فقامَ يذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه

وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إلى هِنْدِ

ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا ؟ فيقال: أَلا لا ، جعل أَلا تنبيهاً

ولا نفياً. غيره: وألا حرف استفتاح واستفهام وتنبيه نحو قول الله عز وجل:

أَلا إنَّهم من إفْكِهم ليَقولون ، وقوله تعالى: أَلا إِنَّهم هُمُ

المُفْسِدون؛ قال الفارِسي: فإذا دخلت على حرف تنبيه خَلَصَتْ للاستفتاح

كقوله:

أَلا يا اسْلَمي يا دارَ مَيَّ على البِلى

فخَلَصَتْ ههنا للاستفتاح وخُصّ التنبيهُ بيا. وأَما أَلا التي للعَرْضِ

فمُرَكَّبة من لا وأَلف الاستفهام.

ألا: مفتوحة الهمزة مُثَقَّلة لها معنيان: تكون بمعنى هَلاَّ فَعَلْتَ

وأَلاَّ فعلتَ كذا، كأَنَّ معناه لِمَ لَمْ تَفْعَلْ كذا، وتكون أَلاَّ

بمعنى أَنْ لا فأُدغمت النون في اللام وشُدِّدت اللامُ، تقول: أَمرته

أَلاَّ يفعل ذلك ، بالإدغام، ويجوز إظهار النون كقولك: أَمرتك أَن لا تفعل

ذلك، وقد جاء في المصاحف القديمة مدغماً في موضع ومظهراً في موضع ، وكل ذلك

جائز. وروى ثابت عن مطرف قال: لأَنْ يَسْأَلني ربِّي: أَلاَّ فعلتَ،

أَحبُّ إلي من أَن يقول لي: لِمَ فعَلْتَ؟ فمعنى أَلاَّ فعَلْتَ هَلاَّ

فعلتَ، ومعناه لِم لم تفعل. وقال الكسائي أَنْ لا إذا كانت إخباراً نَصَبَتْ

ورَفَعَتْ، وإذا كانت نهياً جَزَمَت.

[ألا] أَلا الرجل يَأْلو، أي قَصَّرَ. وفلانٌ لا يَأْلوكَ نصْحاً، فهو آلٍ، والمرأةُ آلِيَةٌ وجمعها أوال. وفى المثل: " إلا حظيه فلا إليه " وقد فسرناه في حظية. وحكى الكسائي عن العرب: أقبل يضربه لا يأل، يريد لا يألو فحذف، كما قالوا: لا أدر. ويقال أيضا: ألى يؤلى تألية، إذا قصر وأبطأ. (*) قال أبو عمرو: وسألني القاسم بن معن عن بيت الربيع بن ضبع الفزارى: وإن كنائنى لنساء صدق * وما ألى بنى وما أساءوا فقلت: أنطئوا. فقال: ما تدع شيئا. وهو فعلت من ألوت. وتقول: آلاهُ يَأْلوهُ أَلْواً: استطاعه. قال العرجيّ: إذا قادَهُ السُوَّاسُ لا يَملكونه * وكان الذي يَأْلونَ قَولاً له هَلا أي يستطيعون. قال ابن السكيت: قولهم: لا دريت ولا ائْتَلَيْتُ، هو افتعلتُ من قولك: ما أَلَوْتُ هذا، أي ما استطعتُه. أي ولا استطعتُ. قال: وبعضهم يقول: لا دريت ولا أتليت. وقد ذكرناه في تلا. والآلاء: النِعَمُ، واحدها أَلاً بالفتح، وقد يُكْسَرُ ويُكْتَبُ بالياء، مثاله معى وأمعاء. وآلى يؤلى إبلاء: حَلَفَ. وتَأَلَّى وائْتَلى مثلُه فيه. ويقال أيضاً: ائْتَلى في الأمر، إذا قصر. والالية: اليمين، على فعيلة، والجمع أِلايا. قال الشاعر: قليلُ الألايا حافظٌ ليمينه * وإنْ سَبَقَتْ منه الألِيَّةُ بَرَّتِ وكذلك الأُلْوَةُ والألْوَةُ والإلْوَةُ. وأما الأُلوَّةُ بالتشديد، فهو العود الذي يُتَبَخَّرُ به. وفيه لغتان ألوة وألوة، بضم الهمزة وفتحها. قال الاصمعي: هو فارسي معرب. المئلاة بالهمز، على وزن المعلاة: الخِرْقَةٌ التي تُمسكها المرأةُ عند النَوح وتشير بها ; والجمع المآلي. قال الشاعر يصف سحابا : كأن مصفحات في ذُراهُ * وأنْواحاً عليهنَّ المآلي والالاء بالفتح: شجر حسن المنظر مر الطعم. قال الشاعر : فإنكم ومدحكم بجيرا * أبا لجإ كما امتدح الالاء والأَلْيَةُ بالفتح: ألْيَة الشاة، ولا تقل إلْيَة ولا لِيَّةً. فإذا ثَنّيْتَ قلتَ أَلْيان فلا تلحقه التاء. وقال الراجز (*) * ترتج ألياه ارتجاج الوطب * وبائعه ألاء على فعال. وكبش آلى على نعجة أليا، والجمع ألى على فعلٍ. ويقال أيضاً: كبْشٌ أَلَيانٌ بالتحريك، ونعجة أليانة وكباش أليت. ورجل آلى، أي عظيم الالية. وامرأةٌ عَجْزاء، ولا تقل ألْياء، وبعضهم يقوله. وقد أَليَ الرجلُ بالكسر يألى ألى. وألية الحافر: مؤخره. والالية: اللحمة التى في أصل الابهام. والضرة: التى تقابلها.

القصر

القصر: لغة: الحبس. واصطلاحا: تخصيص شيء بشيء، وحصره فيه. ويسمى الأول مقصورا والثاني مقصورا عليه، كقولنا في القصر بين المبتدأ والخبر: إنما زيد قائم، وبين الفعل والفاعل: ما ضربت إلا زيدا.
القصر:
* ترك الزيادة من المد ". * عند المتقدمين: تحريك هاء الكناية من غير صلة.
* قراءة الكلمة بدون مد، نحو (ملك).
القصر:
[في الانكليزية] Shortening ،laundering ،arrest ،confinement ،castle ،palace
[ في الفرنسية] Ecourtement ،blanchissement d'habit ،arret ،emprisonnement ،chateau ،palais
بالفتح وسكون الصاد المهملة في اللغة الفارسية له عدد من المعاني: التوقيف، والإعادة، والسّجن، والتوقّف لشيء، والتقليل، ودقّ الثياب (لتبييضها) ومنه (القصار). وغسل الثياب، وأداء الصلاة الرباعية ركعتين (في السفر)، وحلول الظلام، وهبوط الليل، ونزول الستائر، وغير ذلك. وإغماض العين، والقصر (البناء العالي). كما في كنز اللغات.
وعند القراء هو ضدّ المدّ كما سيجيء.
وعند أهل العروض إسقاط الحرف الآخر الساكن وإسكان ما قبله إذا كان آخر الجزء سببا خفيفا وهو يختص بالأسباب، والجزء الذي فيه القصر يسمى مقصورا. فمقصور فاعلاتن فاعلات بسكون التاء، ومقصور فعولن فعول بسكون اللام، هكذا في رسائل العروض العربية والفارسية. وعند أهل المعاني ويسمّى بالحصر والتخصيص أيضا جعل بعض أجزاء الكلام مخصوصا بالبعض بحيث لا يتجاوزه ولا يكون انتسابه إلّا إليه، ولا يرد عليه اختصّ زيد بالقيام. فإنّه لا تخصيص لجزء من أجزاء الكلام بالآخر لأنّه لم تخص الفاعلية بزيد بالقيام ولا مفعولية القيام بزيد، وإن لزم اختصاص القيام بزيد لكنه ليس اختصاص جزء بجزء بل صفة بموصوف لا من حيث الجزئية للكلام. فتقييد البعض التعريف بقوله بطريق معهود نحو العطف والاستثناء ونحوهما للاحتراز عن مثل ذلك محلّ تأمّل. وهو قسمان حقيقي وغير حقيقي. ولما كان الحقيقي قد يطلق على ما يقابل المجازي وقد يطلق على ما يقابل الإضافي كما يقال الصفة إمّا حقيقية أو إضافية وقع الاختلاف فيما بينهم فاختار البعض أنّ المراد من غير الحقيقي وهو المجازي لأنّ تخصيص الشيء بالشيء على معنى أنّه لا يتجاوزه إلى غيره أصلا إنّما يسمّى قصرا وتخصيصا حقيقيا لأنّه حقيقة التخصيص المنافية للاشتراك، ولذلك يتبادر هذا المعنى عند إطلاق التخصيص وما في معناه. وأمّا تخصيص الشيء بآخر على معنى أنّه لا يتجاوزه إلى بعض ما عداه فهو معنى مجازي للتخصيص غير مناف للاشتراك، ولذلك يحتاج في فهمه إلى قرينة فسمّي تخصيصا غير حقيقي، وفيه أنّ القصر الادّعائي يجب أن يدخل في غير الحقيقي مع أنّ الإثبات لشيء والسلب عن جميع ما عداه ادّعاء داخل في القصر الحقيقي، ولذا اختار البعض أنّ المراد من غير الحقيقي هو الإضافي وفيه أنّ القصر مطلقا إضافي. فالحقيقي بالإضافة إلى جميع ما عدا الشيء وغير الحقيقي بالإضافة إلى بعضه، فالحقيقي بأي معنى يعبّر لا يخلو عن شوب إلّا أن يدعى أنّه اصطلاح من القوم. فإن قلت تقسيم القصر إلى الحقيقي والمجازي يستلزم استعمال القصر في المعنى الحقيقي والمجازي معا. قلت المراد بالحقيقي ما يكون حقيقة بالنسبة إلى اللغة وكذا بالمجازي، وإلّا فالقصر المقسم له معنى اصطلاحي يندرج فيه كلا القسمين حقيقة. ثم إنّ كلّا من الحقيقي وغير الحقيقي نوعان: قصر الموصوف على الصفة المعنوية وقصر الصفة المعنوية على الموصوف، والفرق بينهما أنّ معنى الأول أنّ الموصوف ليس له غير تلك الصفة، لكن تلك الصفة يجوز أن تكون حاصلة لموصوف آخر ويجوز أن لا تكون حاصلة له، ومعنى الثاني أنّ تلك الصفة ليست إلّا لذلك الموصوف، لكن يجوز أن يكون لذلك الموصوف صفات ويجوز أن لا يكون له صفة سواها، والأوّل من الحقيقي نحو ما زيد إلّا كاتب إذا أريد أنّه لا يتّصف بغيرها، وهو لا يكاد يوجد لتعذّر الإحاطة بصفات الشيء.
والثاني كثير نحو ما في الدار إلّا زيد على معنى أنّ الكون في الدار مقصور على زيد، ونحو لا إله إلّا الله، وقد يقصد به أي بالثاني المبالغة لعدم الاعتداد بغير المذكور كما يقصد بالمثال المذكور أنّ جميع من في الدار ممن عدا زيد في حكم المعدوم، ويكون هذا قصرا حقيقيا ادّعائيا لا قصرا غير حقيقي. فالحقيقي نوعان:
حقيقي تحقيقا وحقيقي مبالغة وادّعاء، ويمكن أن يعتبر هذا في قصر الموصوف على الصفة أيضا بناء على عدم الاعتداد بباقي الصفات.
والفرق بين الحقيقي الادّعائي والإضافي في موارد الاستعمال دقيق كثيرا ما يلتبس أحدهما بالآخر، فليتأمّل السامع الذكي لئلّا يخبط، لا أنّ بين مفهوميهما دقّة وخفاء كما وهم البعض.

والأول من غير الحقيقي نحو: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ أي أنّه مقصور على الرسالة لا يتعدّاها إلى التبرّؤ من الموت استعظموه الذي هو من شأن الإله. والثاني منه نحو: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً الآية، فإنّه ليس الغرض الحصر الحقيقي بل الرّدّ على الكفّار الذين كانوا يحلّون الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به وكانوا يحرّمون كثيرا من المباحات. ثم اعلم أنّ كلّا من قصر الموصوف على الصفة وقصر الصفة على الموصوف ضربان لأنّه إمّا تخصيص أمر بصفة دون أخرى أو مكان أخرى، وإمّا تخصيص صفة بأمر دون أمر آخر أو مكان أمر آخر. والمخاطب بالضرب الأول من كلّ منهما من يعتقد الشركة أي شركة صفتين أو أكثر في موصوف واحد في قصر الموصوف على الصفة، وشركة موصوفين أو أكثر في صفة واحدة في العكس ويسمّى هذا القصر قصر أفراد لقطع الشركة، نحو إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ خوطب به من يعتقد اشتراك الله والأصنام في الألوهية. والمخاطب بالضرب الثاني من كلّ منهما من يعتقد العكس ويسمّى قصر قلب لقلب حكم المخاطب نحو: رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ خوطب به نمرود الذي اعتقد أنّه المحيي والمميت دون الله، أو تساويا عنده ويسمّى قصر تعيين لتعيينه ما هو غير معيّن عند المخاطب كقولك ما زيد إلّا قائم لمن يعتقد أنّه إمّا قائم أو قاعد ولا يعرفه على التعيين، وما شاعر إلّا زيد لمن يعتقد أنّ الشاعر إمّا زيد أو عمرو من غير أن يعلمه على التعيين. قال المحقّق التفتازاني هذا التقسيم لا يجري في القصر الحقيقي إذ العاقل لا يعتقد اتصاف أمر بجميع الصفات ولا اتّصافه بجميع الصفات غير صفة واحدة ولا يردّده أيضا بين ذلك، وكذلك لا يعتقد اشتراك صفة بين جميع الأمور لا ثبوتها للجميع غير واحد ولا يردّدها أيضا بين الجميع. قال صاحب الأطول وفيه نظر لأنّ القصر الحقيقي يصحّ أن يكون لردّ اعتقاد أنّ في الدار زيدا مع إنسان ما، فيقال في ردّه ما في الدار إلّا زيد لأنّه لا بد لنفي إنسان ما من عموم النفي كما لا يخفى لصحّة قولنا ما في البلد من غلمانه إلّا زيد لمن اعتقد أنّ جميع غلمانه في البلد، أو يردّد المسند بين غلمانه أو يجعل المسند لما سوى زيد من غلمانه؛ على أنّه لا مانع من ردّ اعتقاد الشركة بالقصر فيكون قصر أفراد وقلب اعتقاده به فيكون قصر قلب والتعيين به. كذلك نعم لا يجب أن يكون المخاطب به واحدا من هؤلاء بل يحتمل أن يكون خالي الذهن. ومن بدائع قصر القلب ما تريد به الشركة فكان كالجامع للقصر ونقيضه إذ القصر قد يكون لقطع الشركة ولا يكون للشركة فيكون الكلام معه كالجامع بين المتنافيين، وفيه السحر الواضح الذي يوجب الحسن والتزيين كقوله تعالى: وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا فإنّه قدّم للناس للتخصيص وقصر القلب وذلك إنّما يتحقّق بجعل الناس للاستغراق أي لجميع الناس لا لبعضهم، ردّا لاعتقاد من ادّعى أنّه نبيّ العرب فقط، فصار بذلك القصر رسالته مشتركة بين الناس منتقلا من الخصوص إلى العموم، وهذا من دقائق القصر انتهى.
فائدة:
في الإتقان قد يفهم كثير من الناس من الاختصاص الحصر وليس كذلك وإنّما الاختصاص شيء والحصر شيء آخر، والفرق بينهما أنّ الحصر نفي غير المذكور وإثبات المذكور والاختصاص قصد الخاص من جهة خصوصه. بيان ذلك أنّ الاختصاص افتعال من الخصوص والخصوص مركّب من شيئين أحدهما عام مشترك بين شيئين أو أشياء والثاني معنى منضمّ إليه يفصله عن غيره كضرب زيد فإنّه أخصّ من مطلق الضرب. فإذا قلت ضربت زيدا أخبرت بضرب عام وقع منك على شخص خاص فصار ذلك الضرب المخبر به خاصا لما انضم إليه منك وعلى زيد، وهذه المعاني الثلاثة أعني مطلق الضرب، وكونه وقعا منك وكونه واقعا على زيد قد يكون قصد المتكلّم لها ثلاثتها على السواء، وقد يترجّح قصده لبعضها على بعض ويعرف ذلك بما ابتدأ به كلامه، فإنّ الابتداء بالشيء يدلّ على الاهتمام به وأنّه هو الأرجح في غرض المتكلّم، فإذا قلت زيدا ضربت علم أنّ خصوص الضرب على زيد هو المقصود، ولا شكّ أنّ كلّ مركّب من خاصّ وعام له جهتان، فقد يقصد من جهة عمومه وقد يقصد من جهة خصوصه، والثاني هو الاختصاص وأنّه هو الأهم عند المتكلّم وهو الذي قصد إفادته السامع من غير تعرّض ولا قصد لغيره بإثبات ولا نفي، ففي الحصر معنى زائد عليه وهو نفي ما عدا المذكور.
القصر
يستخدم القرآن ألوانا من القصر، عند ما يراد إثبات الحكم لمذكور ونفيه عما عداه، فقد يقصر صفة على موصوف قصرا حقيقيّا، بحيث لا يتصف بهذه الصفة إلا ذلك الموصوف وحده، كما تجده في قوله سبحانه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (محمد 19)، وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة 4، 5). وقد لا يريد هذا الحصر الحقيقى بل يبغى إثبات الحكم لموصوفات يعتقد اتصافها بغير هذه الصفة، كما في قوله تعالى:
قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 145)، فليس الطعام المحرم هو ما ذكر في تلك الآية فحسب بدليل آية المائدة وإنما ذكرت تلك المحرمات هنا في معرض الرد على من كان يعتقد حلها.
وقد يقصر موصوفا على صفة، ولم يرد في القرآن هذا القصر حقيقيا، ومما ورد منه إضافيّا قوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ (آل عمران 144)، فليس المراد هنا قصر محمد على الرسالة فحسب، بحيث لا يتعداها إلى غيرها، بل المراد أن محمدا مقصور على الرسالة، لا يتعداها إلى الخلوص من الموت الذى استعظموا أن يلم به.
وقد تتجسم صفة من صفات الشيء، حتى تطغى على ما سواها، وحتى كأن الموصوف قد خلص لها فلم يعد متصفا بغيرها، فيصح قصره عليها، كما في قوله تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (الأنعام 32).
ويخاطب القرآن بأسلوب القصر من يعتقد الشركة، فيثبت القرآن بهذا الأسلوب الحكم لواحد وينفيه عن غيره، كما في قوله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (المائدة 73).
وقد يقلب به ما يعتقده المخاطب، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13)، فقد كان المنافقون، كما ترى، يعتقدون أن المؤمنين سفهاء دونهم.
واستخدم القرآن من طرق القصر (ما وإلا)، وهى أقوى أدواته لما فيها من وضوح معنى القصر، ولذا تستخدم في الأمور التى هى مجال الشك والإنكار، نجد ذلك في قوله سبحانه: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً (النمل 47)، ألا ترى أن الظالمين يخاطبون بذلك قوما آمنوا، وينكرون دعوى سحر الرسول.
وقوله سبحانه: وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً (النمل 6)، فالتخويف يبعث فى النفس الشك في أنهم ينصرفون عن كفرهم، فكان ثمة مدعاة لتأكيد زيادة طغيانهم.
وقوله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً (الإسراء 82)، فهذا القرآن الذى هو شفاء ورحمة، مجال لشك النفس في أنه خسار للظالمين، فكان المجال مجال تأكيد ذلك بما وإلا.
فإذا جاء أمر من الأمور المسلم بها بالنفى والإثبات، فذلك لتقدير أمر صار به فى حكم المشكوك فيه، كقوله سبحانه: وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (فاطر 22، 23)، فالمجيء هنا بالنفى والإثبات لأن النبى قد خوطب خطاب من يظن أنه يستطيع أن يحول قلوب المشركين عما هى عليه من الإباء والعناد، ولا يعلم علم اليقين أن ليس في وسعه شىء أكثر من التحذير والإنذار، فجرى الأسلوب كما يجرى في خطاب الشاك، فقيل: «إن أنت إلا نذير».
وكقوله تعالى: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 188)، فهو يخاطب قوما يرون في الرسول مخلوقا قد يملك لنفسه الضر والنفع، ويعلم الغيب، فكان من المناسب، وتلك حالهم، أن يأتى من أدوات القصر بالنفى والاستثناء، يزيل بها بذور الشك من نفوس سامعيه.
وكقوله تعالى: قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (إبراهيم 10، 11).
فإن هؤلاء المشركين «جعلوا الرسل كأنهم بادعائهم النبوة قد أخرجوا أنفسهم عن أن يكونوا بشرا مثلهم، وادعوا أمرا لا يجوز أن يكون لمن هو بشر، ولما كان الأمر كذلك أخرج اللفظ مخرجه حيث يراد إثبات أمر يدفعه المخاطب ويدعى خلافه، ثم جاء الجواب من الرسل الذى هو قوله تعالى: قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ (إبراهيم 11). كذلك بإن وإلا دون إنما، لأن من حكم من ادعى عليه خصمه الخلاف في أمر هو لا يخالف فيه، أن يعيد كلام الخصم على وجهه، ويجيء به على هيئته، ويحكيه كما هو» .
ويجيء النفى والاستثناء أيضا لبيان تأكيد الأمر في نفس قائله، كما في قوله سبحانه: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء 52). فهذا تعبير صادق لشعور المبعوثين يوم القيامة، بأنه ما انقضى عليهم منذ وفاتهم سوى أمد يسير.
كما يجيء للإجابة عن سؤال محقق أو مقدر لتأكيد لهذا الجواب، كما في قوله سبحانه: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (المائدة 116، 117).
واستخدم إنما، والأصل فيها أن تأتى في الأمور التى يدعى أنها من الوضوح بمكان، قال تعالى: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (التوبة 91 - 93). ألا ترى أنه من الوضوح بمكان مؤاخذة هؤلاء الأغنياء القادرين على المساهمة في الجهاد، ثم يستأذنون راضين بأن يكونوا مع الخوالف. واقرأ قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (الأنفال 2). فواضح بين أن المؤمنين ليسوا سوى هؤلاء الذين تخاف قلوبهم إذا ذكروا الله، ويزدادون إيمانا إذا تليت عليهم آياته ويتوكلون على ربهم.
ولأنها تستخدم في الأمور الواضحة جاء قوله تعالى حكاية عن اليهود: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (البقرة 11). فقد ادعوا أن إصلاحهم أمر واضح لا يحتاج إلى دليل، ولذا احتوى الرد عليهم فنونا من التوكيد، إذ قال سبحانه: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (البقرة 12). وكذلك حكى القرآن عنهم في موضع آخر فقال: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 14)، فهم يدعون لشياطينهم أن استهزاءهم بالمؤمنين من الأمور التى لا مجال للريب فيها، ولا تكون مبعثا لسوء ظن شياطينهم فيهم.
وقد تجىء إنما في موضع هو مجال للشك أو الإنكار كما في قوله تعالى:
قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (الشعراء 153)، فهم يخاطبون الرسول الذى ينكر ولا ريب هذا الحكم، ولكنهم أتوا بتلك الصيغة، كأنهم يدعون وضوح أنه مسحور لا ينطق عن عقل واع مفكر.
قال عبد القاهر : «ثم اعلم أنك إذا استقريت وجدتها أقوى ما تكون وأعلق ما ترى بالقلب، إذا كان لا يراد بالكلام بعدها نفس معناه، ولكن التعريض بأمر هو مقتضاه، نحو أنا نعلم أن ليس الغرض من قوله تعالى: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (الزمر 9)، أن يعلم السامعون ظاهر معناه، ولكن أن يذم الكفار، وأن يقال إنهم من فرط العناد ومن غلبة الهوى عليهم، فى حكم من ليس بذى عقل وإنكم إذا طمعتم منهم في أن ينظروا ويتذكروا، كنتم كمن طمع في ذلك من غير أولى الألباب، وكذلك قوله: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (النازعات 45)، وقوله عز اسمه: إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ (فاطر 18)، المعنى على أن من لم تكن له هذه الخشية فهو كأنه ليس له أذن تسمع، وقلب يعقل، فالإنذار معه كلا إنذار».
وإنما في مقام التعريض وسيلة مؤدبة مؤثرة معا فضلا عن إيجازها. أما إنها مؤدبة فلأنها تصل إلى الغرض من غير أن تذكر الطرف المقابل، ومؤثرة من ناحية أنك توحى بأن ترك التصريح بما يخالف ما أثبته هو من الوضوح بمكان، كما أن الاكتفاء بالمثبت يوحى أحيانا بأنه لا يليق أن يوازن بين ما أثبت وما نفى.
ويغلب على إنما في القرآن أن تكون بمثابة الجواب عن سؤال يقتضيه السياق قبلها صريحا أو ضمنا ، يكثر في الصريح سبقها بمادة القول، كما في قوله سبحانه: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (الأعراف 187). ومن السؤال الضمنى قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة 58 - 60).
وقل أن تستخدم أنما مفتوحة الهمزة وسيلة للقصر في القرآن، كقوله تعالى:
قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الأنبياء 108). فالآية الكريمة تقصر الوحى على وحدانية الله، والقصر هنا إضافى لا حقيقى.
ويفيد التقديم الحصر في مواضع كثيرة، كما سبق أن ذكرنا، ومن أظهر ما يبدو فيه الحصر للتقديم مواضع الاستفهام، وخذ لذلك مثلا قوله تعالى:
أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الزخرف 40)، فمعنى الآية أأنت بخاصة قد أوتيت قدرة إسماع الصم وهداية العمى، وقوله تعالى: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 14). وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (الأنعام 40، 41). ففي الآية الأولى اتجه الإنكار إلى اتخاذ غير الله وليا، وفي الآية الثانية لا يسألون عن مطلق الدعاء، ولكن عن دعاء غير الله، بإفراده بالدعاء أو بإشراكه مع الله، فقد حصل بالتقديم معنى قولك أيكون غير الله بمثابة أن يتخذ وليا؟! ومعنى قولك أيكون غير الله بمثابة أن يكون موضعا لدعائكم. وكذلك الحكم في قوله تعالى: فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ (القمر 24).
ومن وسائل القصر في القرآن الكريم ضمير الفصل ، وقد سبق بيان ذلك في باب التوكيد.
وتعريف طرفى الجملة وسيلة للقصر أيضا، وكثيرا ما يذكر بين الطرفين ضمير الفصل كما في قوله تعالى: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْــجَنَّةِ أَصْحابُ الْــجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (الحشر 20)، وقوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (البقرة 5). وضمير الفصل في هذا ومثله يجعل ما بعده خالصا لأن يكون خبرا. 

القَرْنُ

القَرْنُ: الرَّوْقُ من الحَيَوانِ، وموضِعُهُ من رَأسِنا، أو الجانِبُ الأَعْلَى من الرأسِ
ج: قُرونٌ، والذُّؤَابَةُ، أو ذُؤَابَةُ المرأةِ، والخُصْلَةُ من الشَّعَرِ، وأعْلَى الجَبَلِ
ج: قِرانٌ،
وـ من الجَرادِ: شَعْرَتانِ في رأسه، وغِطاء للهَوْدَجِ، وأوَّلُ الفَلاةِ،
وـ من الشَّمْسِ: ناحِيَتُها، أو أعْلاَها، أو أوَّلُ شُعاعِها،
وـ من القومِ: سَيِّدُهُمْ،
وـ من الكَلأَِ: خَيْرُهُ، أو آخِرُهُ، أو أنفُهُ الذي لم يُوطأْ، والطَّلَقُ من الجَرْيِ، والدُّفْعَةُ من المَطَرِ، ولِدَةُ الرَّجُلِ،
وهو على قَرْني: على سِنِّيْ وعُمْرِي،
كالقَرِينِ، وأربعُونَ سَنَةً، أَو عَشَرَةٌ، أو عِشْرُونَ، أَو ثَلاثُونَ، أَو خَمْسُونَ، أَو سِتُّونَ، أَو سَبْعُونَ، أو ثمانونَ، أَو مِئةٌ، أَو مِئَةٌ وعشْرُونَ، والأوَّلُ أصَحُّ، لِقَوْلِهِ، صلى الله عليه وسلم، لِغُلامٍ:
"عشْ قَرْناً"، فَعاشَ مِئَةَ سَنَةٍ، وكُلُّ أُمَّةٍ هَلَكَتْ، فلمْ يَبْقَ منها أحَدٌ، والوَقْتُ من الزَّمانِ، والحَبْلُ المَفْتُولُ من لِحَاءِ الشَّجَرِ، والخُصْلَةُ المَفْتُولَةُ من العِهْنِ، وأسْفَلُ الرَّمْلِ، والعَفَلَةُ الصَّغيرَةُ، والجَبَلُ الصَّغيرُ، أَو قِطْعَةٌ تَنْفَرِدُ من الجَبَلِ
ج: قُرونٌ وقِرانٌ، وحَدُّ السَّيْفِ والنَّصْلِ،
كقُرْنَتِهما، بالضم، وحَلْبَةٌ من عَرَق، وأهْلُ زَمانٍ واحِدٍ، وأُمَّةٌ بعدَ أُمَّةٍ، والمِيلُ على فَمِ البِئْرِ للبَكْرَةِ إذا كانَ من حِجَارَةٍ والخَشَبِيُّ دِعامَةٌ، ومِيلٌ واحِدٌ من الكُحْلِ، والمَرَّةُ الواحِدَةُ، وجَبَلٌ مُطِلٌّ على عَرفاتٍ، والحَجَرُ الأَمْلَسُ النَّقِيُّ، ومِيقاتُ أهلِ نَجْدٍ،
وهي ة عندَ الطائِفِ، أَو اسمُ الوادي كُلِّهِ، وغَلِطَ الجَوهَرِيُّ في تَحْرِيكِه، وفي نِسْبَةِ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ إليه، لأنه مَنْسُوبٌ إلى قَرَنِ بنِ رَدْمَانَ بنِ ناجِيَةَ بنِ مُرادٍ، أحَدِ أجْدَادِه، وكَوْكَبانِ حِيالَ الجَدْي، وشَدُّ الشيء إلى الشيء، وَوَصْلُه إليه، وجَمْعُ البعيرَيْنِ في حَبْلٍ،
وة بأرضِ النَّحَامةِ،
وة بين قُطْرُبُلَّ والمَزْرَقَةِ، منها خالِدُ بنُ زَيْدٍ،
وة بمِصِرَ، وجَبَلٌ بإفْرِيقِيَّةَ،
وقَرْنُ باعِرٍ وعِشارٍ والناعي وبَقْلٍ: حُصونٌ باليَمَنِ.
وقَرْنُ البَوْباتِ: وادٍ يَجيء من السَّراةِ،
وقَرْنُ غَزالٍ: ثَنِيَّةٌ م.
وقَرْنُ الذَّهَابِ: ع.
وقَرْنُ الشَّيْطَانِ،
وقَرْناهُ: أُمَّتُهُ، والمُتَّبِعونَ لرأيِهِ، أو قُوَّتُهُ وانْتِشَارُهُ أَو تَسَلُّطُه.
وذو القَرْنَيْنِ: إسْكَنْدَرُ الرُّومِيُّ، لأنه لَمَّا دَعَاهُمْ إلى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ضَرَبُوهُ على قَرْنِهِ، فأحْياهُ اللهُ تعالى، ثم دَعاهُم، فضربوهُ على قَرْنِهِ الآخَرِ، فماتَ، ثم أحياهُ اللهُ تعالى، أَو لأنه بَلَغَ قُطْرَي الأرضِ، أَو لضَفيرَتَيْنِ له، والمُنْذِرُ بنُ ماء السَّماء، لضَفيرَتَيْنِ كانَتَا في قَرْنَيْ رأسِهِ،
وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، كَرَّمَ اللُّه وجهَهُ، لقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لَكَ في الــجَنَّةِ بَيْتاً ـ ويُرْوَى: كَنْزاً ـ وإنَّكَ لَذو قَرْنَيْهَا ـ أَي: ذُو طَرَفَي الــجَنَّةِ ـ ومَلِكُهَا الأَعْظَمُ، تَسْلُكُ مُلْكَ جميعَ الــجنةِ، كما سَلَكَ ذُو القَرْنَيْنِ جَميعَ الأرضِ"، أو ذُو قَرْنَيِ الأُمَّةِ، فأُضْمِرَتْ، وإن لم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهَا، أُو ذو جَبَلَيْهَا، للحَسَنِ والحُسَيْنِ، أَو ذُو شَجَّتَيْنِ في قَرْنَيْ رأسِه، إحداهُما من عَمْرِو بنِ وُدٍّ، والثانِيَةُ من ابنِ مُلْجَمٍ، لعنَهُ اللهُ، وهذا أصحُّ.
وَقَرْنُ الثُّمامِ: شَبيهٌ بالباقِلاء.
وذاتُ القرْنَيْنِ: ع قُرْبَ المدينةِ بين جَبَلَيْنِ.
والقِرْنُ، بالكسرِ: كُفْؤُكَ في الشَّجاعَةِ، أو عامٌّ، وبالتحريكِ: الجَعْبَةُ، والسَّيْفُ، والنَّبْلُ، وحَبْلٌ يُجْمَعُ به البَعيرانِ، والبعيرُ المَقْرونُ بآخرَ،
كالقَرِينِ، وخَيْطٌ من سَلَبٍ يُشَدُّ في عُنُقِ الفَدَّانِ،
كالقِرانِ، ككتابٍ، وجَدُّ أُوَيْسٍ المُتَقَدِّمِ،
ومَصْدَرُ الأَقْرَنِ، للمَقْرُونِ الحاجِبَيْنِ، وقد قَرِنَ، كفَرِحَ.
والقُرْنَةُ، بالضم: الطَّرَفُ الشاخِصُ من كلِّ شيء، ورأسُ الرَّحِمِ، أو زَاوِيَتُه، أَو شُعْبَتُهُ، أَو ما نَتَأَ منه.
وقَرَنَ بين الحَجِّ والعُمْرَةِ قراناً: جَمَعَ،
كأَقْرَنَ في لُغَيَّةٍ،
وـ البُسْرُ: جَمَعَ بين الإِرْطَابِ والإِبْسارِ.
والقَرِينُ: المُقَارِنُ،
كالقُرانى، كحُبارى
ج: قُرَناء، والمُصاحِبُ، والشَّيْطانُ المَقْرُونُ بالإِنْسانِ لا يُفَارِقُهُ، وسَيْفُ زَيْدِ الخَيْلِ.
وقَرينُ بنُ سُهَيْلِ بنِ قَرِينٍ، وأَبوه: مُحدِّثانِ.
وعلِيُّ بنُ قَرِينٍ: ضعيفٌ، وبهاءٍ: رَوْضَةٌ بالصَّمَّانِ، والنَّفْسُ،
كالقَرونَةِ والقَرُونِ والقَرينِ.
والقَرينانِ: أبو بكرٍ وطَلْحَةُ، رضي الله تعالى عنهُما، لأن عثمَانَ أخا طَلْحَةَ، قَرَنَهُمَا بحَبْلٍ.
والقِرانُ، ككِتابٍ: الجمعُ بين التَّمْرَتَيْنِ في الأَكْلِ، والنَّبْلُ المُسْتَوِيَةُ من عَمَلِ رجُلٍ واحدٍ، والمُصاحَبَةُ،
كالمُقارَنةِ.
والقَرْنانُ: الدَّيُّوثُ المُشارَكُ في قَرِينَتِه لزَوْجَتِهِ. وكصبورٍ: دابَّةٌ يَعْرَقُ سَرِيعاً، أو تَقَعُ حوافِرُ رِجْلَيْهِ مواقعَ يديهِ. وناقةٌ تَقْرُِنُ رُكْبَتَيْها إذا بَرَكَتْ، والتي يَجْتَمِعُ خِلفاها القادِمانِ والآخِرانِ، والجامِعُ بين تَمْرَتَيْنِ أو لُقْمَتَيْن في الأكْلِ.
وأقْرَنَ: رَمَى بسَهْمَيْنِ، ورَكِبَ ناقَةً حَسَنَةَ المَشْيِ، وحَلَبَ الناقَةَ القَرونَ، وضَحَّى بكَبْشٍ أقْرَنَ،
وـ للأمرِ: أطاقَهُ، وقَوِيَ عليه،
كاسْتَقْرَنَ،
وـ عن الأمرِ: ضَعُفَ، ضِدٌّ،
وـ عن الطَّريقِ: عَدَلَ، وعَجَزَ عن أمرِ ضَيْعَتِهِ، وأطاقَ أمْرَها، ضِدٌّ، وجَمَعَ بين رُطَبَتَيْنِ،
وـ الدَّمُ في العِرْقِ: كَثُرَ،
كاسْتَقْرَنَ،
وـ الدُّمَّلُ: حانَ تَفَقُّؤُهُ،
وـ فلانٌ: رَفَعَ رأسَ رُمْحِهِ لئَلاَّ يُصيبَ مَن أمَامَهُ، وباعَ الجَعْبَةَ، وباعَ الحَبْلَ، وجاء بأَسِيرَيْنِ في حَبْلٍ، واكْتَحَلَ كلَّ ليلةٍ مِيلاً،
وـ السماءُ: دامَتْ فلم تُقْلِعْ،
وـ الثُّرَيَّا: ارْتَفَعَتْ.
والقارُونُ: الوَجُّ، وبِلا لامٍ: عَتِيٌّ من العُتَاةِ، يُضْرَبُ به المَثَلُ.
والقَرِينَيْنِ: جَبَلاَنِ بِنَواحِي اليمامَةِ،
وع بِبَادِيَةِ الشامِ،
وة بِمَرْوِ الشاهِجَانِ، منها أبو المُظَفَّرِ محمدُ بنُ الحسنِ القَرِينَيْنِيُّ.
وذو القَرينَتَيْنِ: عَصَبَةُ باطِنِ الفَخِذِ
ج: ذَواتُ القَرائِنِ.
والقُرْنَتانِ: جَبَلٌ بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ في جهَةِ اليَمَنِ.
والقَرِينَةُ: ع.
وكزُبيرٍ: ة بالطائِفِ، وابنُ عُمَرَ، أو ابنُ إبراهيمَ، أو ابنُ عامِرِ بنِ سعد بنِ أبي وقَّاصٍ،
وموسى بنُ جَعْفَرٍ بنِ قُرَيْنٍ: مُحَدِّثونَ.
وقُرُونُ البَقَرِ: ع بِدِيارِ بني عامرٍ. وكشدَّادٍ: القارُورَةُ.
وكرُمَّانِ: ة باليَمامَةِ، واسْمٌ، وكمُعَظَّمَةٍ: الجِبالُ الصِغَارُ يَدْنُو بعضُها من بَعْضٍ. وعبدُ اللهِ، وعبدُ الرحمنِ، وعَقيلٌ، ومَعْقِلٌ، والنُّعْمَانُ، وسُوَيْدٌ، وسِنانٌ أولادُ مُقَرِّنٍ، كمُحَدِّثٍ: صَحابِيُّونَ.
ودُورٌ قَرائِنُ: يَسْتَقْبِلُ بعضُها بعضاً.
والقَرْنُوَةُ: الهَرْنُوَةُ، أو عُشْبَةٌ أخْرَى، ولا نَظِيرَ لَهما سِوَى عَرْقُوَةٍ وعَنْصُوَةٍ وتَرْقُوَةٍ وثَنْدُوَةٍ.
وسِقَاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنًى: مَدْبُوغٌ بها.
وحَيَّةٌ قَرْناء: لها كَلَحْمَتَيْنِ في رأسِها، وأكْثَرُ ما يَكُونُ في الأَفاعِي.
والقَيْرَوانُ: الجَماعَةُ من الخَيْلِ، والقُفْلُ، ومُعْظَمُ الكَتِيبَةِ،
ود بالمَغْرِبِ.
وأقْرُنُ، بضمِّ الراء: ع بالرُّومِ.
والقُرَيْناء، كَحُمَيْراء: اللُّوبِيَاء،
والمَقْرُونُ من أسْبابِ الشِعْرِ: ما اقْتَرَنَتْ فيه ثَلاَثُ حركاتٍ بَعْدَها ساكِنٌ، كمُتَفا، مِنْ مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتن، من مُفَاعَلَتُنْ، فَمُتَفا: قَدْ قَرنَتِ السَّبَبَيْنِ بالحركةِ.
والقُرَناء من السُّوَرِ: ما يُقْرَأُ بِهِنَّ في كُلِّ ركعةٍ.
والقَرانِيا: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ ثَمَرُهُ كالزَّيْتُون، قابِضٌ مُجَفِّفٌ، مُدْمِلٌ للجِراحَاتِ الكِبارِ، مُضَادَّةٌ للجِراحاتِ الصِغَارِ.
والمِقْرَنُ: الخَشَبَةُ تُشَدُّ على رأسِ الثَّوْرَيْنِ.

الجناس

الجناس: التشابه والجناس بَين اللَّفْظَيْنِ عِنْد عُلَمَاء البديع تشابههما فِي التَّلَفُّظ مَعَ اخْتِلَافهمَا فِي الْمَعْنى وَهُوَ من المحسنات اللفظية. وَله أَقسَام كَثِيرَة فِي كتب فن البديع وَقد ذكرنَا نبذا مِنْهَا فِي التَّام.
الجناس:
[في الانكليزية] Paronomasia ،paronymy ،pun
[ في الفرنسية] Paronomase ،paronymie ،calembour
عند أهل البديع هو من المحسّنات اللفظية هو تشابه اللفظين في اللفظ، أي في التلفّظ ويسمّى بالتجنيس أيضا. والمراد بالتلفّظ أعم من الصريح وغير الصريح، فدخل تجنيس الإشارة وهو أن لا يظهر التجنيس باللفظ بل بالإشارة كقولنا حلقت لحية موسى باسمه. وخرج التشابه في المعنى نحو أسد وسبع أو مجرّد عدد الحروف أو الوزن نحو ضرب وعلم وقتل.
وفائدة الجناس الميل إلى الإصغاء إليه فإنّ مناسبة الألفاظ تحدث ميلا وإصغاء إليها، ولأنّ اللفظ المشترك إذا حمل على معنى ثم جاء والمراد به معنى آخر كان النفس تشوق إليه.
التقسيم
الجناس ضربان. أحدهما التّام وهو أن يتفق اللفظان في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها. فبقولنا أنواع الحروف خرج نحو يفرح ويمزج فإنّ كلا من الفاء والميم وكذا بواقي الحروف أنواع مختلفة. وبقولنا وأعدادها خرج نحو الساق والمساق. وبقولنا هيئاتها نحو البور والبور بفتح الموحدة في أحدهما وضمها في الآخر، فإنّ هيئة الكلمة كيفية تحصل لها باعتبار حركات الحروف وسكناتها. وبقولنا وترتيبها أي تقديم بعض الحروف على بعض وتأخيره عنه خرج نحو الفتح والحتف. ثم إن كان اللفظان المتفقان فيما ذكر من نوع واحد من أنواع الكلمة كالاسم مثلا يسمّى مماثلا، لأنّ التماثل هو الاتحاد في النوع نحو وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ أي من ساعات الأيام والساعة الأولى بمعنى القيامة. وقيل الساعة في الموضعين بمعنى واحد. والتجنيس أن يتفق اللفظان ويختلف المعنى ولا يكون أحدهما حقيقة والآخر مجازا، بل يكونان حقيقتين، وزمان القيامة وإن طال لكنه عند الله في حكم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة على القيامة مجاز، وبذلك يخرج الكلام عن التجنيس، كما لو قلت ركبت حمارا ولقيت حمارا أي بليدا. وإن كان اللفظان من نوعين يسمّى مستوفى كقول ابي تمام:
ما مات من كرم الزمان فإنه يحيى لدى يحيى بن عبد الله فإن يحيى الأول فعل مضارع والثاني علم.
وأيضا التام إن كان أحد لفظيه مركبا والآخر مفردا يسمّى جناس التركيب والجناس المركّب. والمركّب إن كان مركّبا من كلمة وبعض كلمة يسمّى مرفوّا نحو عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ وإن كان مركّبا من كلمتين، فإن اتفق اللفظان في الخط يسمّى متشابها نحو: إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة أي غير باقية وذاهبة الأولى مركّب من ذا وهبة بمعنى صاحب هبة. وإن لم يتفقا في الخط يسمّى مفروقا نحو:
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا ما الذي ضر مدير الجام لو جاملنا أي عاملنا بالجميل.- والجام هو الكأس بالفارسية-.
وثانيهما غير التام وهو أربعة أقسام، لأنه إن اختلف اللفظان في هيئة الحروف فقط يسمّى محرّفا، والحرف المشدّد هاهنا في حكم المخفف.
والاختلاف إمّا في الحركة أو في الحركة والسكون كقولهم جبّة البرد جنّة البرد. فلفظ البرد الأول بالضم والثاني بالفتح. وأما لفظ الجبة والــجنة فمن التجنيس اللاحق. وقولهم الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط بتشديد الراء والأول بتخفيفها. وقولهم البدعة شرك الشرك بكسر الشين وسكون الراء والشرك الأول بفتحتين، وإن اختلفا في أعدادها فقط يسمّى ناقصا والاختلاف في عدد الحروف إمّا بحرف في الأول نحو وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ، أو في الوسط نحو جدي جهدي، أو في الآخر نحو عواص وعواصم. وربّما يسمّى هذا القسم الأخير بالمطرف أيضا. وإمّا بأكثر من حرف وربّما يسمّى مذيلا وذلك بأن يزيد في أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول. وسمّى بعضهم الثاني بالمتوّج كقوله تعالى وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ. وإن اختلفا في أنواعها فقط فيشترط أن لا يقع الاختلاف بأكثر من حرف إذ حينئذ. يخرج عن التجانس كلفظي نصر ونكل. ثم الحرفان إن كانا متقاربين يسمّى مضارعا وهو ثلاثة أضرب: لأنّ الحرف الأجنبي إمّا في الأول كدامس وطامس، أو في الوسط نحو ينهون وينأون، أو في الآخر نحو الخيل والخير.
وإلّا أي إن لم يكونا متقاربين يسمّى لاحقا إمّا في الأول كهمزة ولمزة، أو في الوسط نحو تفرحون وتمرحون، أو في الآخر كالأمر والأمن. وفي الإتقان الحرفان المختلفان نوعا إن كان بينهما مناسبة لفظية كالضاد والظاء يسمّى تجنيسا لفظيا كقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وإن اختلفا في ترتيبها فقط يسمّى تجنيس القلب وهو ضربان، لأنه إن وقع الحرف من الكلمة الأولى أوّلا من الثانية والذي قبله ثانيا وهكذا على الترتيب سمّي قلب الكلّ نحو فتح حتف، وإلّا يسمّى قلب البعض نحو فرقت بين بني إسرائيل. وإذا وقع أحد المتجانسين في أول البيت والآخر [مجنحا] في آخره يسمّى تجنيس القلب حينئذ مقلوبا صحيحا لأن اللفظين كأنهما جناحان للبيت كقول الشاعر لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال وإذا ولي أحد المتجانسين الآخر سواء كان جناس القلب أو غيره يسمّى مزدوجا ومكررا ومرددا كقولهم من طلب وجدّ وجد ومن قرع ولجّ ولج، وقولهم النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم.
تنبيه
إذا اختلف لفظا المتجانسين في اثنين أو أكثر مثلا أو اختلفا في أنواع [الحروف] وأعدادها أو فيهما مع ثالث كالهيئة والترتيب لا يعد ذلك من باب التجنيس لبعد المشابهة. قال الخطيب في التلخيص: ويلحق بالجناس شيئان:
أحدهما أن يجتمع اللفظين الاشتقاق نحو فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ، وسماه صاحب الإتقان بتجنيس الاشتقاق وبالمقتضب. ثم قال: والثاني أن يجمعهما أي اللفظين المشابهة نحو قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ، وسماه صاحب الإتقان بجنس الإطلاق. وقال المحقق التفتازاني في شرحه المطول: ليس المراد بما يشبه الاشتقاق الاشتقاق الكبير لأنه هو الاتفاق في حروف الأصول من غير رعاية الترتيب مثل القمر والرقم. ولا شك أن قال في المثال المذكور في القول والقالين من القلى، بل المراد به ما يشبه الاشتقاق وليس باشتقاق وذلك بأن يوجد في كل من اللفظين [جميع] ما يوجد في الآخر من الحروف أو أكثر، لكن لا يرجعان إلى أصل واحد في الاشتقاق. قال المحقق التفتازاني في المطول: وقد يقال التجنيس على توافق اللفظين في الكتابة ويسمّى تجنيسا خطيا كقوله عليه السلام «عليكم بالأبكار فإنهن أشد حبّا وأقل خبّا. وقد يعد في هذا النوع ما لم ينظر فيه إلى اتصال الحروف وانفصالها كقولهم في مسعود متى يعود وفي المستنصر به جنة المسيء يضربه حية انتهى.
ففهم من كلام التلخيص والمطول أنّ إطلاق التجنيس على تجنيس الاشتقاق وتجنيس الإطلاق على سبيل التشابه وإطلاقه على التجنيس الخطي على سبيل الاشتراك اللفظي، وأنّ المعدود في المحسنات اللفظية هو التجنيس بمعنى تشابه اللفظين في اللفظ. وقد صرّح به المحقق التفتازاني في آخر فن البديع، وقال: إنّ كون الكلمتين متماثلتين في الخط كما ذكرنا ليس داخلا في علم البديع، وإن ذكره بعض المصنفين فيه.
فائدة: لكون الجناس من المحسّنات اللفظية لا المعنوية ترك عند فوت المعنى كقوله تعالى وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ. قيل لم يقل وما أنت بمصدق لنا مع أنه يؤدي معناه مع رعاية التجنيس لأن في مؤمن من المعنى ما ليس في مصدق، إذ معناه مع التصديق إعطاء الأمن، ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب الأمن، فلذلك عبّر به وكقوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ لم يقل وتدعون أحسن الخالقين مع أنّ فيه رعاية الجناس لأنّ تدع أخصّ من تذر لأنه بمعنى ترك الشيء مع الاعتناء به بشهادة الاشتقاق، نحو الإيداع فإنه ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها، ولذا يختار لها من هو مؤتمن عليها. ومن ذلك الدّعة بمعنى الراحة.
وأما يذر فمعناه الترك مطلقا أو الترك مع الإعراض والرفض الكلي. قال الراغب: يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به.
ومنه الوذر قطعة من اللحم لقلّة الاعتداد به.
ولا شكّ أنّ السياق إنّما يناسب هذا لا الأول.
فأريد هاهنا تشنيع حالهم في الإعراض عن ربّهم وأنهم بلغوا الغاية في الإعراض، كذا ذكر الخولي. وقال الزملكاني إنّ التجنيس تحسين، إنما يستعمل في مقام الوعد والإحسان لا في مقام التهويل. هذا كله خلاصة ما في المطوّل والإتقان.
وأما التجنيس عند أهل الفرس فقال في جامع الصنائع: إنّنا نبيّن هذه الصّناعة حسب اصطلاح رجال الأدب الفارسي: إذن نقول:
التجنيس عند الفرس هو الإتيان بلفظين متشابهين في الصورة ولكنهما متخالفان في المعنى. وهو أكثر من نوع.

النوع الأوّل البسيط: وذلك بإيراد لفظين متجانسين وهو أيضا قسمان: أحدهما البسيط المتّفق: وذلك بأن يكون اللفظان متفقين في عدد الحروف والإملاء والتّلفّظ، مثل كلمة خطا التي لها معنيان.

وثانيهما: البسيط المختلف: وذلك بأن يتّفق اللفظان في الأركان ما عدا التركيب.

ومثاله لفظ تارها في هذا المصراع: «تارها كردى از آن زلفين مشكين تارها».
والمعنى (لقد صنعت خيوط السّدى من تلك السّوالف السّوداء المضمخة بالمسك) والثاني عبارة عن لفظين أو ثلاثة قليلة الحروف بحيث تتساوى مع اللّفظ الأوّل، وهذا النوع ينقسم أيضا إلى قسمين:
1 - مركّب تام متّفق في جميع الأركان ومثاله في البيت التالي:
همچون لب أو چوديده ام مرجان را خواهم كه فداى أو كنم مر جان را ومعنى البيت:
حينما رأيت شفته الياقوتيّة أودّ لو فديته بروحي فلفظة مرجان في المصراع الثاني مؤلّف من كلمتين مر وجان بينما هي في المصراع الأول كلمة واحدة مفردة.
2 - 
مركّب تام مختلف: وهذا أيضا على قسمين: 1 - وهو متّفق في جميع الأركان ما عدا الحركة، ومثاله في البيت التالي:
از فراق رخ چوگلزارت عاشق خسته زير گل زارت.

ومعناه: بسبب فراق وجهك الأزهر صار العاشق مريضا تحت الطين. فلفظ گلزار مركّب من كل وزار.
2 - أن يختلف في الحركة والكتابة ويتّفق في الأركان ومثاله:
رخ تو آفتاب ديدن آن آفت آب اندرون چشم است.

والمعنى:
وجهك هو رؤية الشمس والماء يكون آفة في العين والمراد ظاهر في تركيب كلمتي آفت وآب في المصراع الثاني بينما هي كلمة واحدة في المصراع الأول.

النوع الثالث: التجنيس المزدوج. وهو الإتيان بألفاظ تكون متّصلة أو منفصلة، وعدد حروفها أقلّ من ألفاظ أخرى مشابهة لها. فمثال المتّصل آباد وباد. ومثال المنفصل گلزار وزار.

النوع الرابع: التجنيس المحرّف: هو الإتيان بلفظ من جنس اللفظ الأوّل يزيد عنه أو ينقص جزءا في آخره فإن كانت أكثر قيل له زائدا، وإن كانت أقلّ قيل له ناقصا، مثل كلمة چشم (عين باصرة) ناقص وچشمه (عين الماء) زائد.

النوع الخامس: التجنيس المركّب:

ومعناه: أن نبسط لفظا فيصير لفظا مركبا. وذلك نوعان: أحدهما خطّي ولفظي، والثاني خطّي مجرّد. وكلّ واحد منهما ينقسم إلى قسمين متّصل ومنفصل. ومثال اللفظي والخطّي المتّصل في البيت التالي:
تا جان دهمت بگوى اى مر جان را يك بوسه بده بهاش بشمر جان را ومعناه:
لكي أعطيك الروح قل يا ياقوت الروح هات قبله واحدة واعتبر الروح ثمنها ومثال الخطّي واللّفظي المنفصل في البيت الآتي:
هر بار نديده ام كسي گهربار إلا تو بتكرار سؤال سائل ومعناه:
لم أر شخصا في كلّ مرة ينثر الجوهر إلّا أنت بتكرار سؤال السّائل ومثال الخطي المجرّد المتّصل:
هر بار اگر يار نه گوهر بار است از دست نه بل ز چشم دانش اغيار است والمعنى:
في كل مرة إذا لم يكن الحبيب ناثرا للجوهر فليس من يده بل من عين الرّقباء الأغيار النوع السادس: التجنيس المستحيل:
ومعناه أن يعرف التجنيس فقط بطريق الحيلة وهو على ثلاثة أنواع: 1 - المضارع: وهو أن يكون التجانس في جميع الحروف ما عدا الحرف الأخير مثل آزار (الأذى) وأزاد (الحر).
2 - 
التبديل: أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما خلا الحرف الأول مثل: إشارت وبشارت 3 - مطرّف: أي أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما عدا الحرف الوسيط: مثل قادري وقاهري.

النوع السابع: التجنيس اللفظي: يعني أن يتشابه التّلفّظ بالكلمتين حتى تبدوان متجانستين ولكنهما في الكتابة مختلفتان مثل سفر وصفر.

النوع الثامن: تجنيس الخطّ: أن يكون التجانس في الخط ويختلف في اللفظ. انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: يلحق بتجنيس الخطّ الكلام الذي له ذيل والذي يقابل بعضه بعضا.

مثاله:
ما إنّ روح العالم سحبت ذيلها من المرج خارجة حتى انطلقت أرواح الطير في المروج من أجسادها وإذا ذكرت كلمة دامن (ذيل) في أثناء هذا القسم فإنّه يكون مقبولا. وكلّما في ذلك الجنس يحافظ على اللفظ فإنّه يقال له متجانس.
(الجناس) (فِي اصْطِلَاح البديعيين) اتِّفَاق الْكَلِمَتَيْنِ فِي كل الْحُرُوف أَو أَكْثَرهَا مَعَ اخْتِلَاف الْمَعْنى

أَن

(أَن)
الْمَرِيض أَنا وأنينا وأنانا وأنة وتأنانا تأوه والقوس وَنَحْوهَا رن وترها فِي امتداد
(أَن) حرف للتَّأْكِيد وَنفي الْإِنْكَار وَالشَّكّ تنصب الِاسْم وترفع الْخَبَر وَلَا تقع فِي أول الْكَلَام وتؤول مَعَ مَا بعْدهَا بمصدر مثل {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ}
(أَن)
تكون مَصْدَرِيَّة تدخل على الْمُضَارع فتنصبه نَحْو {وَأَن تَصُومُوا خير لكم} وعَلى الْمَاضِي فَلَا تُؤثر فِيهِ نَحْو مَا عابني أَن سبقني الْجُهَّال وَتَكون مُخَفّفَة من أَن نَحْو {علم أَن سَيكون مِنْكُم مرضى} ومفسرة كأي نَحْو {فأوحينا إِلَيْهِ أَن اصْنَع الْفلك} وزائدة للتوكيد نَحْو {فَلَمَّا أَن جَاءَ البشير أَلْقَاهُ على وَجهه فَارْتَد بَصيرًا}
أَن
: ( {أَنْ، المَفْتُوحَةُ) الخَفْيفَةُ مِن نواصِبِ الفِعْلِ المستقبلِ مَبْني على السكونِ (تكونُ اسْماً وحَرْفاً، والاسمُ نَوْعانِ: ضَميرُ مُتَكَلِّمٍ فِي قَوْلِ بَعْضِهم) إِذا مَضَى عَلَيْهَا وَلم يقفْ (أَنْ فَعَلْتُ) ذلكَ (بسكونِ النُّونِ والأكْثَرونَ) مِن العَرَبِ (على فَتْحِها وَصْلاً) يقُولُون:} أَنَ فَعَلْتُ ذلكَ، (و) أَجْودُ اللّغاتِ، (الإِتْيان بالألِفِ وَقْفاً) ، وَمِنْهُم مَن يُثْبِتُ الأَلفَ فِي الوَصْلِ أَيْضاً يقُولُ:! أَنَا فَعَلْتُ ذلكَ، وَهِي لُغَةٌ رَدِيئَةٌ.
وَفِي المُحْكَم: وأَنَ اسمُ المُتَكلِّم فَإِذا وَقَفْت أَلْحَقْتَ أَلِفاً للسكوتِ، وَقد تُحْذَف وإثْباتُها أَحْسَنُ.
وَفِي الصِّحاحِ: وأَمَّا قَوْلُهم أَنَا فَهُوَ اسمٌ مكنِيٌّ، وَهُوَ اسمٌ للمُتَكلِّمِ وحْدَه، وإنَّما بُنِي على الفتْحِ فرْقاً بَيْنه وبينَ أَن الَّتِي هِيَ حَرْفٌ ناصِبٌ للفِعْلِ، والألِفُ الأخيرَةُ إنَّما هِيَ لبَيانِ الحَرَكَةِ فِي الوَقْفِ، فَإِن وُسِّطت سَقَطَتْ إلاَّ فِي لُغَةٍ رديئةٍ، كَمَا قالَ حُمَيْد بنُ مجدلٍ:
أَنَا سَيْفُ العَشِيرَةِ فاعْرِفوني جَميعاً قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا قُلْتُ: وَمِنْه أَيْضاً قَوْل العُدَيْل:
أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لمَنْ يعانى أَنا العَدْلُ المُبَيِّنُ فاعْرِفوني وَقد ذَكَرَ المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، ثلاثَ لُغاتٍ، وفاتَهُ {آنَ فَعَلْتَ، بمدِّ الأَلِفِ الأُولى، وَهِي لُغَةُ قُضاعَةَ، وَمِنْه قَوْلُ عدِيَ:
يَا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟ وأَنَهْ فَعَلْت، حكَى الخَمْسَة قُطْرب، ونَقَل عَن ابنِ جنِّي، وَفِي الأخيرَةِ ضَعْفٌ كَمَا تَرَى. قالَ ابنُ جنِّي: يَجوزُ الْهَاء فِي أَنَهْ بَدَلا مِن الأَلفِ فِي أَنا لأنَّ أَكْثَرَ الاسْتِعمالِ إنَّما هُوَ أَنا بالأَلفِ، ويَجوزُ أَنْ تكونَ الهاءُ أُلْحِقَتْ لبَيانِ الحَركَةِ كَمَا أُلْحِقَتِ الألفُ، وَلَا تكونُ بَدَلا مِنْهَا بل قائِمَة بنفْسِها كَالَّتِي فِي كتابِيَه وحسابِيَه.
قالَ الأَزْهرِيُّ:} وَأَنا لَا تَثْنِيَةَ لَهُ مِن لفْظِه إلاَّ بنَحْن، ويصلحُ نحنُ فِي التَّثْنيةِ والجَمْعِ.
(و) النوعُ الثَّانِي: (ضَميرُ مُخاطَبٍ فِي قَوْلِكَ أَنْتَ) يُوصَلُ {بأَنْ تاءُ الخطابِ فيَصِيران كالشيءِ الواحِدِ من غَيْر أَن تكونَ مُضافَةً إِلَيْهِ.
و (} أَنْتِ) للمُؤَنَّثةِ بكسْرِ التاءِ وتقولُ فِي التَّثْنِيةِ ( {أَنْتُما) ، فَإِن قيلَ: لِمَ ثَنَّوا} أَنْت فَقَالُوا أَنْتُما، وَلم يُثَنُّوا أَنا، فقيلَ: لمَّا لم يجزْ أَنا وأَنا لرَجلٍ آخَرَ لم يُثَنَّوا، وأَمَّا أَنْت فثَنَّوْه بأَنْتُما لأنَّك تجيزُ أنْ تقولَ لرجلٍ أَنتَ وأَنْتَ لآخَرَ مَعَه، وكذلِكَ الأُنْثى.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: ليسَ أَنْتُما تَثْنِيَة أَنْتَ إِذْ لَو كانَ تَثْنِيَته لوَجَبَ أَنْ تقولَ فِي أَنْتَ أَنْتانِ، إنَّما هُوَ اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ على التَّثْنِيَةِ كَمَا صبغَ هذانِ وهاتانِ.
وتقولُ: ( {أَنْتُمْ) و (} أَنْتُنَّ) جَمْع المُذَكَّر والمُؤَنَّث، (الجُمْهورُ) مِن أَئمَّةِ اللُّغَةِ والنَّحْو على (أنَّ الضَّميرَ هُوَ أَنْ، والتَّاءُ حَرْفُ خِطابٍ) وُصِلَتْ بِهِ؛ كَمَا تقدَّمَ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَقد تدخُلُ عَلَيْهِ كافُ التَّشْبيه تقولُ: أَنْتَ {كأَنا} وأَنا {كأَنْتَ؛ حُكِيَ ذلِكَ عَن العَرَبِ، وكافُ التَّشْبيهِ لَا تتَّصِل بالمُضْمَرِ، وإنَّما تتَّصِل بالمُظْهَرِ، تقولُ: أَنْتَ كزَيدٍ، وَلَا تقولُ: أَنْتَ كِي، إلاَّ أنَّ الضَّميرَ المُنْفصلَ عنْدَهُم كانَ بمنْزِلَةِ المُظْهَر، فلذلِكَ حَسُنَ وفارَقَ المُتَّصِل.
وقرَأْتُ فِي كتابِ ليسَ لابنِ خَالَوَيْه قالَ: ليسَ فِي كلامِ العَرَبِ أَنْتَ كِي وَلَا أَنا كك إلاَّ فِي تَبْيين ضَمِيرَيْن مُنْفَصِلَيْن، فلذلِكَ قالَ سِيْبَوَيْه: اسْتَغْنَتِ العَرَبُ بأَنْتَ مِثْلي وأَنا مِثْلُك عَن أنْ يقُولُوا: أَنْتَ كِي وأَنا كك، والبيتان:
فلولا الحَياءُ لكنَّا كهمولولا البَلاء لكانُوا كناوالبيت الآخر:
إِن تكن كي فإنّني كك فيهاإنّنا فِي الملام مُصْطَحبان (والحَرْفُ أَرْبَعَةُ أَنْواعٍ: يكونُ حَرْفاً مَصْدَريًّا ناصِباً للمُضارِعِ) ، أَي يكونُ مَعَ الفِعْلِ المُسْتقبلِ فِي معْنَى مَصْدَر فتَنْصِبه (ويَقَعُ فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي الابْتِداءِ فيكونُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ نَحْو) قوْلِه تَعَالَى: { (} وأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لكُم) } ،) أَي صِيامُكم، (ويَقَعُ بَعْدَ لَفْظٍ دالَ على مَعْنًى غيرِ اليَقِينِ فيكونُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ) نَحْو: { (أَلَمْ يَأْنِ للَّذينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُم) لذِكْرِ اللَّهِ} .
(و) يَقَعُ فِي مَوْضِعِ (نَصْبٍ) نَحْو قوْلِهِ تَعَالَى: { (وَمَا كانَ هَذَا القُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى} .
(و) يكونُ فِي مَوْضِعِ (خَفْضٍ) نَحْو قَوْلِه تَعَالَى: { (من قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ) } .
(قالَ الجوْهرِيُّ: فإنْ دَخَلَتْ على فِعْلٍ ماضٍ كانتْ مَعَه بمعْنَى مَصْدَر قد وَقَعَ إلاَّ أنَّها لَا تَعْمَلُ، تقولُ: أَعْجَبَني أَنْ قُمْتَ، والمعْنَى: أَعْجَبَني قِيامُك الَّذِي مَضَى، اه.
فعُلِمَ مِن هَذَا أَنَّ أَنْ لَا تَقَعُ إِذا وصلت حَالا أَبداً إنَّما هِيَ للمُضِيِّ أَو للاسْتِقْبالِ، فَلَا يقالُ: سَرَّني أَنْ تَقُومَ، وَهُوَ فِي حالِ قِيامٍ.
(وَقد يُجْزَمُ بهَا كقَوْلِه:
(إِذا مَا غَدَوْنا قَالَ وِلْدانُ أَهْلِنا (تعالَوْا إِلَى أَنْ يأْتِنا الصَّيْدُ نَحْطِب (بوقد يُرْفَعُ الفِعْلُ بَعْدَها كقِراءَةِ ابنِ مُحَيْصِنٍ: {لمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) } ) برفْعِ الميمِ وَهِي من الشَّواذ.
قُلْتُ: وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
أَنْ تَقْرآنِ على أَسماءَ وَيحَكُمامِنِّي السلامَ وأَنْ لَا تُعْلِما أَحَدا (وتكونُ مُخَفَّفَةً من الثَّقيلةِ) فَلَا تَعْمَلُ، فتقُولُ: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛ قالَ اللَّهُ تعالَى: { (عَلِمَ أَنْ سَيكونُ) مِنْكم مَرْضَى} ؛ وقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُوا الــجنَّةُ أُورِثْتُموها} .
قالَ ابنُ بَرِّي: قَوْلُ الجوْهرِيّ فَلَا تَعْمَل يُريدُ فِي اللَّفْظِ، وأَمَّا فِي التَّقْديرِ فَهِيَ عامِلَةٌ، واسْمُها مقدَّرٌ فِي النِّيَّةِ تَقْديرُه: أَنه تِلْكُم الــجنَّة.
قُلْتُ: وقالَ المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، فِي البَصائِرِ فِي مثالِ المُخَفَّفة من المُشدَّدَةِ عَلِمْتُ أَنْ زيدا لمُنْطَلِق، مُقْترِناً بلامٍ فِي الإعْمالِ، وعَلِمْت أَنْ زيدٌ مُنْطَلِقٌ بِلا لامٍ فِي الإلْغاءِ.
قالَ ابنُ جنِّي: وسأَلْتُ أَبا عليَ عَن قَوْلِ الشاعِرِ:
أَنْ تَقْرآنِ على أَسماءَ وَيحَكُما لِمَ رَفَعَ تَقْرآنِ؟ فقالَ: أَرادَ النّونَ الثَّقيلَةَ أَي أَنَّكما تَقْرآنِ.
(و) تكونُ (مُفْسِرةً بمعْنَى أَي) نَحْو قَوْله تَعَالَى: { (فأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الفُلْكَ) } ،) أَي أَي اصْنَع؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وانْطَلَقَ المَلأُ مِنْهُم أَنِ امْشوا واصْبِرُوا} ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ بعضُهم: لَا يَجوزُ الوَقْف عَلَيْهَا لأنَّها تَأتي ليُعَبَّر بهَا وَبِمَا بَعْدَها عَن معْنَى الفعْلِ الَّذِي قَبْل، فالكَلامُ شَديدُ الحاجَةِ إِلَى مَا بَعْدَها ليُفَسّرَ بِهِ مَا قَبْلها فبحسبِ ذلكَ امْتَنَعَ الوُقوفُ عَلَيْهَا.
(وتكونُ زائِدَةً للتَّوكيدِ) نَحْو قَوْلِه تعالَى: {ولمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا} ؛) وَفِي مَوْضِع {ولمَّا جاءَتْ رُسُلُنا} .) ونَصُّ الجوْهرِيّ: وَقد تكونُ صِلَةً للِمَّا كقَوْله تَعَالَى: {فلمَّا أَنْ جاءَ البَشيرُ} ، وَقد تكونُ زائِدَةً كقوْلِه تَعَالَى: {وَمَا لَهُم أَنْ لَا يُعَذِّبَهم اللَّهُ} يُريدُ وَمَا لَهُم لَا يعذِّبُهُم اللَّهُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: هَذَا كلامٌ مكرَّرٌ لأنَّ الصِّلَةَ هِيَ الزائِدَةُ، فَلَو كانتْ زائِدَةً فِي الآيةِ لم تَنْصِب الفعْلَ.
(وتكونُ شَرْطيَّةً كالمَكْسورَةِ.
(وتكونُ) أَيْضاً (للنَّفْيِ كالمَكْسورَةِ.
(و) تكونُ (بمعْنَى إِذْ قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: { (بَلْ عَجبُوا أَنْ جاءَهُم مُنْذِرٌ مِنْهُم) } ،) أَي إِذْ جاءَهُم؛ وكذلِكَ قَوْلُه تعالَى: {لَا تتَّخِذُوا آباءَكُم وإخْوانَكُم أَوْلياءَ إِن اسْتَحَبُّوا} ؛ مَنْ خَفَضَها جعلَها فِي موْضِعِ إِذا، كَمَا تقدَّمَ، ومَنْ فَتَحَها جعلَها فِي موْضِعٍ إِذْ على الواجِبِ. وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {وامْرأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيِّ} ، مَنْ خَفَضَها جعلَها فِي موْضِعِ إِذا، ومَنْ نَصَبَها فَفِي موضِعِ إِذْ.
(و) تكونُ (بمعْنَى لئَلاّ، قيلَ: وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: { (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا) } ؛) هَكَذَا ذَكَرَه بعضُ النُّحَّاةِ، (والصَّوابُ أَنَّها هُنَا مَصْدرِيَّةٌ، والأَصْلُ كَراهَةَ أَنْ تَضِلُّوا) .
(قُلْتُ: وَقد تكونُ مُضْمرةً فتَعْمَل وَإِن لم تكنْ فِي اللَّفْظِ كقَوْلِك: لأَلْزمنَّك أَو تَقْضِيَ لي حقِّي، أَي إِلَى أَنْ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: وكذلِكَ إِذا حَذَفْتها إنْ شِئْت نَصَبْتَ وإنْ شِئْتَ رَفَعْتَ؛ قالَ طَرفَةُ:
أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَل أَنْتَ مُخْلدِي؟ يُرْوَى بالنَّصْبِ على الإِعْمالِ، والرَّفْعُ أَجْودُ. قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّه تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهِلُونَ} ، اه.
وتكونُ أَنْ بمعْنَى أَجَلْ وبمعْنَى لعلَّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الأَنَّةُ:} الأَنِينُ.
ورَجُلٌ {أُنَنَةٌ فُنَنَةٌ، كهُمَزَةٍ فيهمَا، أَي بلِيغٌ.
} وأَنَّتِ القَوْسُ {تَئِنُّ} أَنِيناً: أَلانَتْ صوتَها ومَدَّته؛ عَن أَبي حنيفَةَ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:
تَئِنُّ حِينَ تَجْذِبُ المَخُطوما {أَنِين عَبْرَى أسْلَمتْ حَمِيما وأَتَاهُ على} مَئِنَّةِ ذاكَ: أَي حينهِ ورُبَّانِه.
وقالَ أَبو عَمْرٍو: {الأَنَّةُ} والمَئِنَّةُ والعَدْقَةُ والشَّوْزَبُ واحِدٌ.
ويقالُ: وَمَا أَنَّ فِي الفُراتِ قَطْرةٌ، أَي مَا كانَ، وَقد يُنْصَب وَلَا أَفْعَلَه مَا أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً. قالَ اللَّحْيانيُّ: أَي مَا كانَ وإِنَّما فَسَّرَه على المعْنَى.
وكأَنَّ: حَرْفُ تَشْبيهٍ إنَّما هُوَ أَنَّ دَخَلَتْ عَلَيْهَا الكافُ، والعَرَبُ تَنْصبُ بِهِ الاسْمَ وتَرْفَعُ بِهِ الخَبَرَ.
وقالَ الكِسائيُّ: قد يكونُ بمعْنَى الجَحْدِ كقَوْلِكَ: {كأَنَّكَ أَميرُنا فتأْمُرُنا، معْناه لسْتَ أَمِيرنا.
ويأْتي بمعْنَى التَّمنِّي كقَوْلِكَ:} كأَنَّني قد قُلْتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معْنَاه لَيْتَني قد قُلْتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه.
وبمعْنَى العِلْم والظَّنِّ كقَوْلِكَ: {كأَنَّ اللَّهَ يَفْعَل مَا يَشاءُ؛} وكأَنَّك خارِجُ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: سَمِعْتُ العَرَبَ تُنْشِدُ هَذَا البَيْت:
ويَوْمَ تُوافِينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ {كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إِلَى ناضِرِ السَّلَم} ْوكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فمَنْ نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً فخفَّفَ وأَعْمَل، ومَنْ خَفَضَ أَرادَ كظَبْيَةٍ، ومَنْ رَفَعَ أَرادَ {كأَنَّها ظَبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مَعَ إضْمارِ الكِنايَةِ. ورَوَى الجرارُ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه أَنْشَدَ:
} كأَمَّا يَحْتَطِبْنَ على قَتادٍ ويَسْتَضْحِكْنَ عَن حَبِّ الغَمامِفقالَ: يُريدُ {كأَنَّما فقالَ كأَمَّا.
وإنَّني وإنِّي بمعْنًى، وكذلِكَ} كأَنِّي! وكأَنَّني لأنَّه كَثُر اسْتِعْمالُهم لهَذِهِ الحُرُوفِ، وهم قد يَسْتَثْقلون التَّضْعيفَ فحذَفُوا النونَ الَّتِي تلِي الياءَ. وتبدل هَمْزَةَ أَن مَفْتوحة عينا فتقولُ: عَلِمْت عَنْك مُنْطَلِق.
وحَكَى ابنُ جنِّي عَن قطْرب أَنَّ طيِّئاً تقولُ: هِنْ فَعَلْتَ فعلْتُ، يُريدُونَ إنْ، فيُبْدِلون.
قالَ سِيْبَوَيْه: وقوْلُهم: {أَمَّا أَنْتَ مُنْطلِقاً انْطَلَقْتُ مَعَك} إنَّما هِيَ أَنْ ضُمَّت إِلَيْهَا مَا، وَهِي مَا التَّوْكِيد، ولَزِمَت كَراهِيَة أَن يِجْحِفوا بهَا لتكونَ عِوضاً من ذَهابِ الفعْلِ كَمَا كانتِ الهاءُ والألفُ عِوضاً فِي الزَّنادِقةِ واليَماني مِن الياءِ وبنُو تميمٍ يقولُونَ: عَنْ، تُريدُ عَنْعَنَتهم.
وَإِذا أَضَفْت أَن إِلَى جَمْعٍ أَو عَظيمٍ قلْتَ: إنّا وإنّنا؛ قالَ الشاعرُ:
{إنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْننا فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلتُ فَجارِكانَ أَصْلَه} إنَّنا فكَثرتِ النّونات فحُذِفَتْ إحْدَاها.
{وأَنَّى، كحَتَّى: قرْيَةٌ بواسط، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ موسَى بنِ بَابا، ذَكَرَه المَالِينيُّ، رحِمَه اللَّه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.