Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ثان

الفصل والوصل

الفصل والوصل
عنى البلاغيون بالحديث عن الواو، التى تذكر فتصل الجملة بأختها، أو تترك فتدع الجملتين منفصلتين، وغالوا في تقدير معرفة الموضع الذى تصلح فيه الواو، والموضع الذى لا تصلح فيه، حتى قصر بعض العلماء البلاغة على معرفة الفصل والوصل، وقد قصروا حديثهم في ذلك الموضع على الجمل التى لا محل لها من الإعراب، وهذا لأن الجمل التى لها موقع من الإعراب، ويكون موضع الواو فيها من الوضوح بمكان؛ لأنها تشرك الجملة الــثانــية في حكم الأولى، فتكون مثلها خبرا، أو صفة، أو حالا، أو مفعولا، أو غير ذلك، والأمر فيه سهل بيّن. أما الذى يشكل، فأن تعطف على الجملة التى لا موضع لها من الإعراب جملة أخرى، فهنا نقف لنرى لم لم يستو الحال بين أن تعطف، وبين أن تدع العطف، وخصت الواو بالحديث؛ لأن غيرها من حروف العطف تفيد مع الإشراك معانى، كأن تدل الفاء على الترتيب من غير تراخ، وثمّ على الترتيب مع التراخى، وأو للتردد بين شيئين، فإذا عطفت جملة على جملة بواحد منها، ظهرت فائدة هذا الحرف واضحة جلية. أما الواو فإنها لما كانت لمطلق الجمع، لا تصل جملة بأخرى، إلا إذا كان المعنى في إحدى الجملتين متصلا بمعنى الجملة الأخرى، ومرتبطا به، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (التوبة 45 - 50). فالواو في هذه الآيات قد وصلت الجمل بعضها ببعض لمكان الصلة بينها والتناسب، فعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر يناسبه ارتياب قلوبهم ارتيابا ينغمسون فيه، وخذ الآية الــثانــية تر التناسب واضحا بين تقاعسهم عن الخروج، وعدم الإعداد له، وبين كره الله لانبعاثهم، وهكذا تجد الصلة جامعة بين الجملة وأختها جمعا يهيئ للواو مكانها بينهما.
وتأمّل جمال الوصل في قوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية 17 - 20). فالمطلوب في الآية التأمل فيما خلق الله، ليصلوا بهذا التأمل إلى الإيمان بالبعث الذى ينبنى عليه أساس الدين، والتناسب هنا بين الجمل واضح، فقد بدأ حديثه بالإبل التى هى عنصر أساسى في حياة البدوى في صحرائه، وانتقل من الإبل إلى ما يرونه أمامهم في كل حين من سماء رفعت بلا عمد، وللسماء عند البدوى مكانة خاصة، يتجه إليها ببصره، يستنزل منها الغيث ويهتدى بنجومها في سراه بالليل، فإذا هبط ببصره قليلا رأى هذه الجبال الشامخة، منصوبة تناطح السماء بقممها، وترسو في ثبات واطمئنان على أرض مهدت له، وسطحت أمامه، أو لا ترى أن تنقل البصر بين هذه المخلوقات تنقّل هادئ طبيعى لا قفز فيه، وأن ارتباط بعضها ببعض في طبيعة البدوى مهد للربط بينها، وعطف بعضها على بعض.
واتصلت الجمل في قوله سبحانه: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (الانفطار 1 - 4). لما كانت تلك المظاهر من أمارات القيامة، وما أقوى الصلة بين السماء تنشق، والكواكب تنتثر، لا نظام يجمعها، ولا جاذبية تحفظها في مكانها، وما أقوى الصلة أيضا بين تفجر البحار فتطغى مياهها، وبعثرة القبور تخرج ما دفن فيها من الموتى، فكأنها تتفجر كذلك. ومثل هذا قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (الانشقاق 1 - 5).
واقرأ قوله تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الأنفال 26). إن في هذه النعم لرابطا يصل بعضها ببعض، ويسمح للواو أن تجمع بينها، فهؤلاء قوم كانوا قليلين مستضعفين، يخشون أن يغير عليهم مغير، يسلبهم الحريّة، فلا جرم كانت نعمة الأمن، لها المكان الأول بين نعم الله عليهم، ولم يقف الأمر عند حدّ الأمن، بل زاد عليه أن أيدهم بنصره، ولم تنته نعمه عند حد الطمأنينة والغلب، بل رزقهم خفض العيش، وطيبات الحياة.
وتأمّل الواو الواصلة في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (الحج 3). فالمجادلة في الله واتباع الشيطان ينشئان من عدم الاحتكام إلى العقل. وقوله سبحانه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان 17 - 19). فإنه إذا كانت الصلاة تنهى عن
الفحشاء والمنكر، فالمقيم لها جدير أن يأخذ على عاتقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإن من يعرّض نفسه لذلك، جدير أن يلم به بعض الأذى، فوصى من ينهض بهذا العبء أن يحتمل ويصبر، وإذا كان قد أمره بالصلاة، وهى خضوع للرّب، فجدير به ألا يمتلئ بالتيه ولا الخيلاء، وأن يسير على الأرض في تؤدة، ويتحدّث إن تحدث في وداعة وهدوء، ومن ذلك ترى هذه الصلات القوية التى تربط بين هذه الجمل ربطا محكما. وخذ قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (فاطر 15). لترى الرباط القوى بين فقر الناس وغنى الله.
وتأمل جمال الوصل في قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ (آل عمران 54). وقوله:
يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ (النساء 142). وقوله: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (يونس 31)، وقوله: يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 142). وقوله:
كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا (الأعراف 31).
وقد يحتاج الأمر إلى فضل تدبر لمعرفة الصلة التى تربط بين جملتين، تلك الصلة التى تسمح بمجيء الواو بينهما، كما في قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها (الحج 189). ففي النظرة العاجلة يبدو كأنه لا ارتباط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت من ظهورها، ولكن الربط نشأ من أن ناسا من العرب كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحدهم بيتا ولا خيمة ولا خباء من باب، بل إن كان من أهل المدر نقب نقبا من ظاهر البيت ليدخل منه، وخرج من خلف الخيمة أو الخباء إن كان من أهل الوبر . فلما تحدث القرآن عن الأهلة وأنها مواقيت للحج، ناسب ذلك أن يتحدث عن عادتهم هذه في الحج، ذاكرا أنها ليس من البر في شىء.
وتفصل الجملتان إذا كان بينهما امتزاج معنوى، كأن ترفع الجملة الــثانــية ما قد يتوهم في الجملة الأولى من تجاوز أو سهو ونسيان، كما تجد ذلك في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). فتعريف جزءي الجملة الأولى، والمجيء باسم الإشارة للبعيد، مؤذن بوصف هذا الكتاب بأنه قد بلغ أسمى درجات الكمال، ولما كان ذلك قد يوهم أن ثمة مبالغة في هذا الوصف، نفى هذا الوهم، وأتبع ذلك بقوله: لا رَيْبَ فِيهِ أى في بلوغه تلك الغاية من الكمال، تأكيدا لما فهم من الجملة الأولى، وأتبعه كذلك بقوله: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ تأكيدا ثانــيا؛ لأن معنى بلوغ القرآن للكمال إنما هو كماله في الهداية والإرشاد.
ومن هذا الباب قوله تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً (لقمان 7). لم يقل: (وكأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقرا)؛ لأن المقصود من التشبيه بمن في أذنيه وقر، هو بعينه المقصود من التشبيه بمن لم يسمع، ولكن الــثانــى أبلغ وآكد فيما سيق له، فالمراد من التشبيهين جميعا بيان أنه ليس لتلاوة الآيات عليه من فائدة، وأن يجعل حاله إذا تليت عليه كحاله إذا لم تتل، ولا ريب فى أن تشبيهه بمن في أذنيه وقر، أبلغ في دلالته على هذا المعنى.
وعلى هذا النسق مما كانت الجملة الــثانــية فيه مؤكدة للجملة الأولى قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 6، 7). فقوله: لا يُؤْمِنُونَ تأكيد لقوله: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ وقوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ... تأكيد ثان أبلغ من الأول. وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ (البقرة 8، 9). فليست المخادعة شيئا سوى قولهم آمنا، من غير أن يكونوا مؤمنين وكذلك قوله سبحانه: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 14). وقوله تعالى: ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف 31). وقوله سبحانه: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وقوله: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 3، 4).
وقد يكون الامتزاج المعنوى بين الجملتين منشؤه أن الجملة الــثانــية شارحة وموضحة للجملة الأولى، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (المؤمنون 81، 82)، فالقول الــثانــى ورد شارحا ومبيّنا للقول الأول، وقوله تعالى: وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الشعراء 132 - 134). فجاء الإمداد الــثانــى موضحا للأول. وقوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (يس 20، 21). فلما كان المراد حث المخاطبين على اتباع الرسل، جاء الاتباع الــثانــى موضحا ذلك، إذ معناه اتبعوا من لا تخسرون شيئا من دنياكم فى اتباعهم، وهم مهتدون، تنالون باتباعهم سلامة دينكم، وإذا أنت تأملت هذه الآيات وجدت الجملة الــثانــية في الآية الأولى تقع من جملتها السابقة كما يقع بدل الكل من الكل، ووجدتها في الآية الــثانــية واقعة موقع بدل البعض من الكل، وفي الآية الثالثة واقعة موقع بدل الاشتمال. وقد تقع موقع عطف البيان، كما تجد ذلك في قوله
تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (طه 120). فجاء قوله: قالَ يا آدَمُ بدون الواو؛ لأنه يوضح الوسوسة ويبين عنها، ولو أنه جاء بالواو لأوهم المخالفة والتغاير.
وقد يكون منشأ هذا الامتزاج أن الجملة الــثانــية واقعة في موضع جواب لسؤال صريح في الجملة الأولى، أو يفهم منها، كما في قوله تعالى: قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (الشعراء 23 - 31). ومنه قوله سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (البقرة 11، 12). وقوله: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (البقرة 14، 15). وتتجلى دقة القرآن كذلك في وصل الجمل بباقى حروف العطف غير الواو، وتأمل قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (الشعراء 75 - 81). فهو قد عطف السقى على الإطعام بالواو إرادة للجمع بينهما بلا ترتيب، ثم عطف الإحياء على الإماتة بثم؛ لأنه إنما يكون بمهلة وتراخ، وترى هذه الدقة في قوله تعالى: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (عبس 17 - 22). فجاء قوله من نطفة خلقه بلا واو؛ لأنها مفسرة لقوله من أى شىء خلقه، «وعطف قوله: فقدره بالفاء، تنبيها على أن التقدير مرتب على الخلق وعلى عدم التراخى بينهما، وعطف السبيل بثم، لما بين الخلق والهداية من التراخى والمهلة الكثيرة، ثم عطف الإماتة بثم، إشارة إلى التراخى بينهما بأزمنة طويلة، ثم عطف الإقبار بالفاء، إذ لا مهلة هناك، ثم عطف الإنشار بثم، لما يكون هناك من التراخى باللبث في الأرض أزمنة متطاولة».
وقد يبدو في بادئ الرأى أن الموضع لحرف غير ما ذكر، ولكن التأمل الدقيق يجعل الموضع للحرف المذكور، كما تجد ذلك في قوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (الكهف 28). فقد يبدو بادئ الرأى أن الموضع للفاء هنا، فيقال: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فاتبع هواه؛ لأن فعل المطاوعة لا يعطف إلا بالفاء، تقول أعطيته فأخذ، وكسرته فانكسر، ولكن التأمل يدل على أن الآية تعدد صفات الشخص الذى نهى الرسول عن طاعته، ومن أغفل الله قلبه عن ذكره فقد غفل قلبه، فكأنه قال: ولا تطع من غفل قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه، ومن هنا كانت الواو في مكانها.
ويجمع القرآن بالواو أيضا بين المفردات المتناسبة، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (الأنعام 162). وقوله:
قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (الأعراف 33).
وجرى الاستعمال القرآنى على ألا يعطف بعض الصفات على بعض إلا إذا كان بينها تضاد، تجد ذلك في قوله تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (التحريم 5). فقد مضت الصفات بعضها بجوار بعض من غير عاطف، إلا بين ثيبات وأبكار، للتنويع ورفع التناقض، وفي قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (الحشر 23، 24). فلما تضادت الصفات عطفت كما في قوله سبحانه: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ (الحديد 3). وجاءت الواو في قوله سبحانه: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (غافر 2، 3). لأن الصفتين وهما غفران الذنوب وقبول التوبة تواردا على معنى واحد، هو التجاوز عن الذنب، فجاءت الواو بينهما مؤذنة بالتغاير، ومشيرة إليه، فالله يغفر الذنب حينا من تلقاء نفسه بفضله، وحينا يعفو عنه بسبب ندم التائب واعتذاره، فدلت الواو على هذا المعنى، وأشارت إليه.

غفق

غفق: غَفْق السافور= تقز العبرانية: صوت الصور، صوت البرق، صوت الناقور، (السعدية ص150، البيت الثالث).
غ ف ق

خفقة بالدّرّة خفقات، وغفقه بالسوط غفقات. وتقول: رأيته يتغفّق الصبوح، كما يتفوّق الفصيل اللقوح؛ أي يشربه ساعةً بعد ساعةً.
باب الغين والقاف والفاء معهما غ ف ق يستعمل فقط

غفق: الغَفْقُ: الهجوم على الشيء والإياب من الغَيْب فَجْأَةً.

غفق


غَفَقَ(n. ac. غَفْق)
a. Returned suddenly.
b. ['Ala], Fell upon.
c. [acc. & Bi], Beat, thrashed, flogged, belaboured with.
d.(n. ac. غَفْقَة), Slumbered, dozed.
غَفَّقَa. see I (d)
إِغْتَفَقَ
a. [Bi], Surrounded, encompassed, hemmed in; beset.

غَفْقَةa. Slumber, doze, nap.

تَغَفَّقَ الشَّرَاب
a. He drank all day long.
[غفق] نه: في ح سلمة: مر بي عمر وأنا قاعد في السوق فقال: هكذا يا سلمة عن الطريق! و"غفقني" بالدرة ثم لقيني في العام المقبل فأدخلني بيته فأعطاني ستمائة درهم وقال: هو من "غفقة" العام الأول. الغفق الضرب بالسوط والدرة والعصا، وجاء بعين مهملة.
(غفق)
فلَان غفقا هجم على الشَّيْء فَجْأَة وَفُلَان رَجَعَ من الْغَيْبَة فَجْأَة وَالرجل كثر شربه مرّة بعد أُخْرَى وَفُلَان غفقة نَام وَهُوَ يسمع حَدِيث الْقَوْم

(غفق) نَام وَهُوَ يسمع حَدِيث الْقَوْم
[غفق] قال ابن الأعرابي: يقال: ظلَّ يَتَغَفَّقُ الشرابَ، إذا شربه يومه أجمع. قال: والغَفْقُ: أن ترد الابل كل ساعة. قال الراجز: يرعى الغضى من جانبى مشفق غبا ومن يرع الحموض يغفق والمغفق: المرجعُ. وأنشد لرؤبة:

من بُعْدِ مغزاى وبعد المغفق * قال: والمنعفق: المُنصَرَفُ. وقال الأصمعيّ: المنعَطَفُ. وأنشد لرؤبة:

حتَّى تردَّى أرْبَعٌ في المنغفق * 
غفق
الغَفْقُ: الهُجُوم على الشَّيءِ. والإيابُ من الغَيْبَة فجأةً.
وظَلَّ يَتَغَفَقُ الشَّرابَ: إذا جَعَلَ يَشْرَب ساعةً بعد ساعةٍ.
والغَفَق: صِفَةٌ للوَرْد. وغافِقُ: حَيٌّ من العَرَب.
وغَفَّقَ الرجُلُ: إذا نامَ وهو يَسْمَعُ حَدِيثَ الناس ولا يُحَقَقُه، وهو التَغْفِيق.
وهو يَغْفِقُ الكلامَ: أي يَخْلِطُه.
والغَيْفَقَةُ: الهَرَاقَةُ.
وغَفَقْتُه بالسَّوط أغفِقُه غَفْقاً: أي ضَرَبْتَه.
وكلُّ شَيْءٍ أحَاطَ بشَيْءٍ فقد اغتَفَقَ به.
وكل مَعْطُوفٍ: مَغْفُوقٌ.
وغَفقَ بها: ضَرَطَ.

غفق: الغَفْقُ: الضرب بالسوط والعصا والدِّرَّةِ، غَفَقَهُ يغْفِقُهُ

غَفْقاً: ضربه، والغفقة: المَرَّة منه، وقد جاء: عَفَقَهُ، بالعين المهملة؛

وروي عن إياس بن سلمة عن أَبيه قال: مَرَّ بي عمر بن الخطاب، رضي الله

عنه، وأنا قاعد في السوق وهو مارّ لحاجة له معه الدِّرَّةُ، فقال: هكذا يا

سَلَمةُ، عن الطريق فغَفَقَني بها غَفْقَةً فما أَصاب إلا طَرَفها

ثوبي، قال فأَمَطْتُ عن الطريق فسكت عني حتى إذا كان العامُ المُقْبل لقيني

في السوق فقال: يا سلمة أَردتَ الحجّ العام؟ فقلت: نعم، فأَخذ يدي فما

فارق يَدُه يَدي حتى أَدخلني بيته فأَخرج كيساً فيه ستمائة درهم فقال: يا

سلمة خذها واسْتَعِنْ بها على حَجِّك واعلم أنها من الغَفْقَةِ التي

غَفَقْتُك بها عامَ أَوَّل قلت: يا أَمير المؤمنين، والله ما ذَكَرْتُها حتى

ذَكَّرْتنيها، فقال عمر: أنا والله ما نسيتُها قال الأصمعي: غَفَقْتُه

بالسوط أَغْفِقُه ومَتَنْتُه بالسوط أَمْتُنه وهو أَشد من الغَفْق، وقوله

أَمَطْتُ عن الطريق أي تَنَحَّيت عنه. والغَفْقُ: الهجوم على الشيءِ

والأَوْب من الغَيْبة فجأَةً. والمَغْفِقُ: المَرْجِعُ؛ وأَنشد لرؤبة:

من بُعْد مَغْزايَ وبُعد المَغْفِقِ

والغَفْقُ: كثرة الشرب، غَفَقَ يَغْفِقُ غَفْقاً. وتَغَفَّقََ الشرابَ:

شربة ساعة بعد أُخرى، وقيل شربه يومه أَجْمَعَ. ابن الأعرابي: إذا

تَحَسَّى ما في إنائه فقد تَمَزَّزَه، وساعةً بعد ساعة فقد تَفَوَّقَهُ، فإذا

أَكثر الشراب فقد تَغَفَّق. وتَغَفَّقْت الشراب تَغَفُّقاً إذا شربته.

وظَلَّ يتَغَفَّقُ الشرابَ إذا شربه يومَه أَجمع، والغَفْقُ من صِفة

الوِرْدِ؛ قال رؤبة:

صاحب غاراتٍ من الوِرْدِ الغَفَقْ

وقيل: الغَفْقُ أَن تَرِدَ الإبلُ كل ساعة؛ قال الشاعر:

ترعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفَّقِ

غِبّاً، ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْقِقِ

وقال الفراء: شربت الإبل غَفْقاً وهي تَغْفِقُ إذا شربت مرةً بعد أُخرى

وهو الشرب الواسع.

والتَّغْفِيقُ: النوم وأنت تَسمْع حديث القوم.

ويقال: غَفَّقوا السَّلِيمَ تََغْفِيقاً إذا عالجوه وسَهَّدُوه؛ وقال

مليح:

وداوِيَّة مَلْساء تُمْسي سباعُها،

بها، مثلَ عُوَّادِ السَّلِيم المُغَفَّقِ

وجملة التَّغْفِيق نومٌ في أَرَق.

أبو عمرو: الغَيْفَقَةُ الإهراقُ، وكذلك الدَّغْرَقة.

أَبو عمرو: غَفَقَ وعَفَقَ إذا خرجت منه ريح. والمُنْغَفَقُ:

المُنْصَرَفُ، قال الأصعمي: المُنْعَطَفُ؛ وأنشد لرؤبة:

حتى تَرَدَّى أَربعٌ، في المُنْغَفَقْ،

بأَربعٍ يَنْزِعْنَ أَنفاسَ الرَّمَقْ

وغافِق: قبيلة.

غفق
غفَق يغْفِق غَفْقاً: خرَجَت مِنْهُ ريحٌ عَن أبي عَمْرو. قَالَ: والعَيْنُ المُهْمَلَةُ لغةٌ فِيهِ، وَقد تقدّم.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: غَفَق فُلاناً بالسّوْطِ غَفْقاً: ضرَبَه كثيرا قَالَ: وَهُوَ أشدُّ من العَفْقِ بالعَيْن الْمُهْملَة، وَكَذَلِكَ بالعَصا والدِّرّة. وغَفَقت الإبِلُ غَفْقاً: وردَتْ كُلَّ ساعَة نَقله الجوهَريُّ عَن ابنِ الأعرابيّ، وأنشدَ للرّاجز: تَرْعَى الغَضَى من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً وَمن يرْعَ الحُموضَ يغْفِقِ قَالَ الفرّاءُ: شرِبت الإبلُ غَفْقاً، وَهِي تغْفِقُ: إِذا شرِبَتْ مرّةً بعدَ أخْرى، وَهُوَ الشُرْبُ الواسعُ.
وغَفَق الحِمارُ الأتانَ: أَتَاهَا مرّة بعْدَ مرّةٍ مثل عَفَقها بالعَيْن المُهمَلة. وغَفَق القومُ غَفْقَةً من اللّيل، أَي: نَامُوا نوْمةً. والغَفْقُ بالفتْحِ: المطَرُ لَيْسَ بالشّديد. وَأَيْضًا: الهُجومُ على الشيءِ.
وَأَيْضًا الإيابُ من الغَيْبَةِ فجْأة. قَالَ الصاغانيّ: وكأنّه نَقيضُ العَفْق، بالعينِ المُهْملة. وَقَالَ الأصمعيُّ: التّغْفيقُ: النّومُ وأنتَ تسمَعُ حديثَ القوْم. والتّغْفيقُ: أَن تُعالِجَ السّليمَ وتُسهِّدَه. قَالَ مُلَيحٌ الهُذَليّ:
(وداوِيّةٍ مَلْساءَ تُمْسي سِباعُها ... بهَا مثلَ عُوّادِ السّليمِ المُغَفَّقِ)
أَو جملَة التّغْفيق: نوْمٌ فِي أرَق. والمَغْفِقُ، كمَنْزِل: المَرْجِع. قَالَ رؤبة: من بُعْدِ مَغْزايَ وبُعْدِ المَغْفِقِ كَمَا فِي الصِّحاح. وتغفَّق الشّرابَ: إِذا شرِبَه يومَه أجْمع نقَله الجوهَريّ عَن ابنِ الأعرابيّ، وَقيل: شرِبَه سَاعَة بعْد أخْرى. وَتقول: رأيتُه يتغفّقُ الصَّبوح، كَمَا يتفوّق الفَصيلُ اللَّقوح. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: إِذا تحسّى مَا فِي إنائِه فقد تمزّزَه، وَسَاعَة بعدَ ساعَة فقد تفوّقه، فَإِذا أكثَر الشُّربَ)
فقد تغفّقَ. والمُنْعَفَقُ: للمُنْصَرَفِ، بالعَيْن المُهْمَلَةِ. وغلِط الجوهَري فِي اللُغَة وَفِي الرّجَزِ. نَص الجوهريّ فِي الصّحاح: قَالَ ابنُ الأعرابيّ: والمُنْغَفَق: المُنْصَرَف. وَقَالَ الأصمعيُّ: المنعَطَفُ، وأنشَد لرؤبَة: حتّى تردّى أربَعٌ فِي المُنْغَفَقْ بأرْبَعٍ ينْزِعْنَ أنْفاسَ الرَّمَقْ انْتَهى. وَقد مرّ أَيْضا فِي ع ف ق مثل هَذَا، فأورَدَه أَولا هُنَاكَ مُستَوفىً، وأنشَدَ الرجَزَ هُناك.
وَلم ينْقُل عَن أحَد لاتّفاق أئِمّة اللُغة عَلَيْهِ. ثمَّ أعادَه هُنا نقْلاً عَن ابنِ الأعْرابيّ والأصمعيّ وهُما هُما، وأنشَد الرّجزَ، وزِيادَةُ الثّقةِ مقبولَة اتّفاقاً، فَلَا غلَط وَلَا وَهم، وإنّما هُوَ بمنزِلة لفْظة فِيهَا لُغتان، فتأمّلْ ذَلِك. وغافِقٌ، كصاحِبٍ: حِصْن بالأنْدَلُس من أعْمال فحْصِ البَلّوط، قَالَ الشِّهابُ المَقَّريُّ: إنّ بَينه وَبَين قُرطُبَة مرحلتَيْن، ومرّ فِي س ق ف أنّه قصَبةٌ من رُسْتاقِ أُسْقُفّةَ بالأندَلُس. واغْتَفَق بِهِ: أحاطَ. وكُلُّ شيءٍ أحاطَ بشَيْءٍ فقد اغْتفَقَ بِهِ. وَمِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ: الغَيْفَقَة: الإهْراقُ، عَن أبي عَمْرو. وَكَذَلِكَ الدّغْرَقَة. وغافِق: قَبيلة من الأزْدِ. وَهُوَ ابنُ الشّاهِد بنِ عَكِّ بنِ عُدْــثانَ بنِ عبدِ الله بنِ الأزْدِ. وإليهم نُسِب الحِصْنُ، وَلَهُم خِطّة بمِصْر أَيْضا. ويُقال: بل هُوَ غافِقُ بنُ الحارِثِ بن عَكِّ بنِ الْحَارِث بن عُدْــثان. وغافِق أَيْضا: قصرٌ قُربَ طرابُلُس الغَرْب، ذكَره البَجّانيُّ فِي رِحْلَتِه.

علم التفسير

علم التفسير
وهو: علم باحث عن معنى نظم القرآن، بحسب الطاقة البشرية، وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية، وأصول الكلام، وأصول الفقه، والجدل،... وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، على وجه الصحة.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن، واستنباط حكمه، ليفاز به إلى السعادة الدنيوية، والأخروية.
وشرف العلم وجلالته، باعتبار شرف موضوعه وغايته، فهو أشرف العلوم، وأعظمها.
هذا ما ذكره: أبو الخير، وابن صدر الدين.
وذكر العلامة الفناري، في تفسير الفاتحة، فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم، ولا بأس بإيراده، إذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال مولانا: قطب الدين الرازي، في: (شرحه للكشاف) : هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد، ويرد عليه: أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ، كمباحث: القراءات، وناسخية الألفاظ، ومنسوخيتها، وأسباب نزولها، وترتيب نزولها،... إلى غير ذلك.
فلا يجمعها حده، وأيضا يدخل في البحث في الفقه الأكبر، والأصغر، عما يثبت بالكتاب، فإنه بحث عن مراد الله - تعالى - من قرآنه، فلا يمنعه حده، فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك، إلى قوله:
هو: العلم الباحث عن: أحوال ألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى، من حيث: الدلالة على مراد الله - تعالى -.
ويرد على مختاره أيضا: وجوه.
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن، ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان، كمباحث علم القراءة، عن أمثال التفخيم، والإمالة، إلى ما لا يحصى، فإن علم القراءة: جزء من علم التفسير، أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب، والفرائض من الفقه، وقد خرج بقيد الحيثية، ولم يجمعه، فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة، قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير، عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى.
الــثانــي: أن المراد بالمراد، إن كان المراد بمطلق الكلام، فقد دخل العلوم الأدبية، وإن كان مراد الله - تعالى - بكلامه، فإن أريد مراده في نفس الأمر، فلا يفيده بحث التفسير، لأن طريقه غالبا: إما رواية الآحاد، أو الدراية بطريق العربية، وكلاهما ظني كما عرف، ولأن فهم كل واحد بقدر استعداده.
ولذلك أوصى المشايخ - رحمهم الله - في الإيمان: أن يقال: آمنت بالله، وبما جاء من عنده، على مراده، وآمنت برسول الله، وبما قاله على مراده، ولا يعين بما ذكره أهل التفسير.
ويكرر ذلك: علم الهدى، في تأويلاته، وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر، ففيه: حزازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر إلى كل أحد شيئا آخر، وهذا مثل ما اعترض، أي التفتازاني على حد الفقه، لصاحب (التنقيح)، وظن وروده، وإلا فإني أجيب عنه: بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية، بل في جزئياتها المختلفة، باختلاف القوابل.
وأيضا، ذكر الشيخ: صدر الدين القونوي، في تفسير: (مالك يوم الدين..) أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين، مراد الله - سبحانه وتعالى -، لكن بحسب المراتب والقوابل، لا في حق كل أحد.
الــثانــي: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ، إلى ما في نفس الأمر على ما عرف، فلا بد لصرفها عنه، من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف، ينصرف إلى الأصول، والقواعد، أو ملكتها، وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات، إلا في مواضع نادرة، فلا يتناول غير تلك المواضع، إلا بالعناية.
فالأَوْلَى أن يقال: علم التفسير: معرفة أحوال كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث: القرآنية، ومن حيث: دلالته على ما يعلم أو يظن أن مراد الله - سبحانه وتعالى - بقدر الطاقة الإنسانية، فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا: في تقسيم هذا الحد إلى: تفسير، وتأويل، وبيان الحاجة إليه، وجواز الخوض فيهما، ومعرفة وجوههما، المسماة: بطونا، أو ظهرا، وبطنا، وحدا، فمن أراد الاطلاع على حقائق علم التفسير، فعليه مطالعته، ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن المولى: أبا الخير، أطال في (طبقات المفسرين).
ونحن أشرنا: إلى من ليس لهم تصنيف فيه، من مفسري الصحابة، والتابعين، إشارة إجمالية، والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة، فمنهم:
الخلفاء الأربعة.
وابن مسعود.
وابن عباس.
وأبي بن كعب.
وزيد بن ثابت.
وأبو موسى الأشعري.
وعبد الله بن الزبير.
وأنس بن مالك.
وأبو هريرة.
وجابر.
وعبد الله بن عمرو بن العاص، - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -.
ثم اعلم: أن الخلفاء الأربعة، أكثر من روي عنه: علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة، في ندرة جدا.
والسبب فيه: تقدم وفاتهم، وأما علي - رضي الله عنه - فروي عنه الكثير.
عن ابن مسعود، أنه قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن عليا - رضي الله تعالى عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما بن مسعود - رضي الله تعالى عنهم -، فروي عنه أكثر مما روي عن علي - رضي الله تعالى عنه -.
مات: بالمدينة، سنة 32، اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -.
المتوفى: سنة 68، ثمان وستين، بالطائف.
فهو ترجمان القرآن، وحبر الأمة، ورئيس المفسرين، دعا له النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل).
وقد ورد عنه: في التفسير، ما لا يحصى كثرة، لكن أحسن الطرق عنه: طريقة: علي بن أبي طلحة الهاشمي.
المتوفى: سنة 143، ثلاث وأربعين ومائة.
واعتمد على هذه البخاري في (صحيحه).
ومن جيد الطرق عنه: طريق: قيس بن مسلم الكوفي.
المتوفى: سنة 120، عشرين ومائة.
عن عطاء بن السائب.
وطريق: ابن إسحاق صاحب (السير).
وأوهى طريقته: طريق الكلبي، عن أبي صالح.
والكلبي: هو: أبو النصر: محمد بن السائب.
المتوفى: بالكوفة، سنة 146، ست وأربعين ومائة.
فإن انضم إليه رواية: محمد بن مروان السدي الصغير.
المتوفى: سنة 186، ست وثمانين ومائة.
فهي سلسلة الكذب.
وكذلك: طريق: مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي.
المتوفى: سنة 150، خمسين ومائة.
إلا أن الكلبي: يفضل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الرديئة.
وطريق: الضحاك بن مزاحم الكوفي.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
عن: ابن عباس منقطعة، فإن الضحاك لم يلقه.
وإن انضم إلى ذلك: رواية: بشر بن عمارة، فضعيفة ضعف بشر.
وقد أخرج عنه:
ابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وإن كان من رواية: جرير عن الضحاك، فأشد ضعفا، لأن جريرا شديد الضعف، متروك.
وإنما أخرج منه:
ابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
دون: ابن جرير.
وأما: أبي بن كعب.
المتوفى: سنة 20، عشرين، على خلاف فيه.
فعنه نسخة كبيرة.
يرويها: أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عنه، وهذا إسناد صحيح.
وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن، على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -.
وكان أقرأ الصحابة، وسيد القراء.
ومن الصحابة: من ورد عنه اليسير من التفسير، غير هؤلاء، منهم:
أنس بن مالك بن النضر.
المتوفى: بالبصرة، سنة 91، إحدى وتسعين.
وأبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر، على خلاف.
المتوفى: بالمدينة، سنة 57، سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
المتوفى: بمكة المكرمة، سنة 73، ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري.
المتوفى: بالمدينة، سنة 74، أربع وسبعين.
وأبو موسى: عبد الله بن قيس الأشعري.
المتوفى: سنة 44، أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
المتوفى: سنة 63، ثلاث وستين.
وهو: أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم، في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري.
وأما المفسرون من التابعين، فمنهم:
أصحاب ابن عباس.
وهم علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى -.
ومنهم:
مجاهد بن حبر المكي.
المتوفى: سنة 103، ثلاث ومائة.
قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
واعتمد على تفسيره: الشافعي، والبخاري.
وسعيد بن جبير.
المتوفى: سنة 94، أربع وتسعين.
وعكرمة، مولى: ابن عباس.
المتوفى: بمكة، سنة 105، خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني.
المتوفى: بمكة، سنة 106، ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي.
المتوفى: سنة 114، أربع عشرة ومائة.
ومنهم:
أصحاب ابن مسعود.
وهم: علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
والأسود بن يزيد.
المتوفى: سنة 75، خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي.
المتوفى: سنة 95، خمس وتسعين.
والشعبي.
المتوفى: سنة 105، خمس ومائة.
ومنهم:
أصحاب: زيد بن أسلم.
كعبد الرحمن بن زيد.
ومالك بن أنس.
ومنهم:
الحسن البصري.
المتوفى: سنة 121، إحدى وعشرين ومائة.
وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني.
المتوفى: سنة...
ومحمد بن كعب القرظي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وأبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي.
المتوفى: سنة 90، تسعين.
والضحاك بن زاحم.
وعطية بن سعيد العوفي.
المتوفى: سنة 111، إحدى عشرة ومائة.
وقتادة بن دعامة السدوسي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وربيع بن أنس السدي.
ثم بعد هذه الطبقة:
الذين صنفوا كتب التفاسير، التي تجمع أقوال الصحابة، والتابعين:
كسفيان بن عيينة.
ووكيع بن الجراح.
وشعبة بن الحجاج.
ويزيد بن هارون.
وعبد الرزاق.
وآدم بن أبي إياس.
وإسحاق بن راهويه.
وروح بن عبادة.
وعبد الله بن حميد.
وأبي بكر بن أبي شيبة.
... وآخرين.
وسيأتي ذكر كتبهم.
ثم بعد هؤلاء: طبقة أخرى، منهم:
عبد الرزاق.
وعلي بن أبي طلحة.
وابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وابن ماجة.
والحاكم.
وابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
وابن المنذر ... في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم:
إلى تصنيف: تفاسير مشحونة بالفوائد، محذوفة الأسانيد، مثل:
أبي إسحاق الزجاج.
وأبي علي الفارسي.
وأما:
أبو بكر النقاش.
وأبو جعفر النحاس.
فكثيرا ما استدرك الناس عليهما.
ومثل: مكي بن أبي طالب.
وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين:
فاختصروا الأسانيد، ونقلوا الأقوال بتراء، فدخل من هنا الدخيل، والتبس الصحيح بالعليل، ثم صار كل من سنح له قول يورده، ومن خطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك خلف عن سلف، ظانا أن له أصلا، غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ومن هم القدوة في هذا الباب.
قال السيوطي: رأيت في تفسير قوله - سبحانه وتعالى -: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، نحو: عشرة أقول، مع أن الوارد عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجميع الصحابة، والتابعين: ليس غير اليهود والنصارى.
حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا اختلافا من المفسرين.
ثم صنف بعد ذلك: قوم برعوا في شيء من العلوم.
ومنهم: من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن، واقتصر فيه على: ما تمهر هو فيه، كأن القرآن انزل لأجل هذا العلم لا غير، مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي: تراه ليس له هم إلا الإعراب، وتكثير الأوجه المحتملة فيه، وإن كانت بعيدة، وينقل قواعد النحو، ومسائله، وفروعه، وخلفياته:
كالزجاج.
والواحدي في: (البسيط).
وأبي حيان في: (البحر والنهر).
والإخباري: ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها، والأخبار عمن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة.
ومنهم:
الثعلبي.
والفقيه: يكاد يسرد فيه الفقه جميعا، وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية، التي لا تعلق لها بالآية أصلا، والجواب عن أدلة المخالفين:
كالقرطبي.
وصاحب: (العلوم العقلية).
خصوصا:
الإمام: فخر الدين الرازي.
قد ملأ تفسيره: بأقوال الحكماء، والفلاسفة، وخرج من شيء إلى شيء، حتى يقضي الناظر العجب.
قال أبو حيان في (البحر) : جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير.
ولذلك قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير.
والمبتدع: ليس له قصد إلا تحريف الآيات، وتسويتها على مذهبه الفاسد، بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها، أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه.
كما نقل عن البلقيني، أنه قال: استخرجت من (الكشاف) اعتزالا بالمناقيش، منها:
أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: (فمن زحزح عن النار، وأدخل الجنة فقد فاز)، أي: فوز أعظم من دخول الجنة، أشار به إلى عدم الرؤية.
والملحد: فلا تسأل عن كفره، وإلحاده في آيات الله - تعالى -، وافترائه على الله - تعالى - ما لم يقله.
كقول بعضهم (إن هي إلا فتنتك) : ما على العباد أضر من ربهم.
وينسب هذا القول إلى صاحب: (قوت القلوب)، أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل: الذين يتكلمون في القرآن بلا سند، ولا نقل عن السلف، ولا رعاية للأصول الشرعية، والقواعد العربية.
كتفسير: محمود بن حمزة الكرماني.
في مجلدين.
سماه: (العجائب، والغرائب).
ضمنه: أقوالا، هي عجائب عند العوام، وغرائب عما عهد عن السلف، بل هي أقوال منكرة، لا يحل الاعتقاد عليها، ولا ذكرها، إلا للتحذير.
من ذلك قول من قال في (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا) : إنه الحب والعشق.
ومن ذلك قولهم في (ومن شر غاسق إذا وقب) : إنه الذكر إذا قام.
وقولهم في (من ذا الذي يشفع عنده) : معناه: (من ذل)، أي: من الذل، و(ذي) : إشارة إلى النفس، و(يشف) : من الشفاء، جواب: مَنْ، و(عِ) : أمر من الوعي.
وسئل البلقيني: عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه: ملحد.
وأما: كلام الصوفية في القرآن، فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في (فتاواه) : وجدت عند الإمام الواحدي، أنه قال: صنف السلمي (حقائق التفسير)، إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير، فقد كفر.
قال النسفي في (عقائده) : النصوص تحمل على ظواهرها، والعدول عنها، إلى معان يدعيها أهل الباطن، إلحاد.
وقال التفتازاني في (شرحه) : سميت الملاحدة: باطنية، لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها، بل لها معان باطنة.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين، من أن النصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية، إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، يمكن التطبيق بينها، وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال العرفان، ومحض الإيمان.
وقال تاج الدين، عطاء الله، في (لطائف المنن) : اعلم: أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى -، وكلام رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بالمعاني الغريبة، ليست إحالة الظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم، منه ما جلبت الآية له، ودلت عليه في عرف اللسان، وثَمَّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث، لمن فتح الله - تعالى - قلبه.
وقد جاء في الحديث: (لكل آية ظهر وباطن...).
فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم، أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة لكلام الله - تعالى -، وكلام رسول الله، فليس ذلك بإحالة؛ وإنما يكون إحالة، لو قال: لا معنى للآية إلا هذا.
وهم يقولون ذلك، بل يفسرون الظواهر على ظواهرها، مرادا بها موضوعاتها. انتهى.
قال صاحب (مفتاح السعادة) : الإيمان بالقرآن هو: التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى -، قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم -، بواسطة جبرائيل - عليه السلام -، وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى -، وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية، مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه، ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية، الموافقة للقواعد الشرعية، والأحاديث النبوية، مراد الله - سبحانه وتعالى -.
ومن جملة ما علم من الشرائع: أن مراد الله - سبحانه وتعالى - من القرآن، لا ينحصر في هذا القدر، لما قد ثبت في الأحاديث: (إن لكل آية ظهرا وبطنا..).
وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد، بل من أعصى فهما وعلما، من لدنه - تعالى - يكون الضابط في صحته: أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة، عن الألفاظ بالقوانين العربية، وأن لا يخالف القواعد الشرعية، ولا يباين إعجاز القرآن، ولا يناقض النصوص الواقعة فيها، فإن وجد هذه الشرائط، فلا يطعن فيه، وإلا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه، والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدي سليما من القادح، وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية، بالمشاهدات الكشفية، فهم القدوة في هذه المسالك، ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك.
ثم ذكر ما وجب على المفسر من الآداب، وقال:
ثم اعلم: أن العلماء - كما بينوا في التفسير شرائط - بينوا أيضا في المفسر شرائط، لا يحل التعاطي لمن عري عنها، أو هو فيها راجل، وهي: أن يعرف خمسة عشر علما، على وجه الإتقان، والكمال:
اللغة، والنحو، والتصريف، والاشتقاق، والمعاني، والبيان، والبديع، والقراآت، وأصول الدين، وأصول الفقه، وأسباب النزول، والقصص، والناسخ والمنسوخ، والفقه، والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، وعلم الموهبة، وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم، وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها، وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم لم يطلع الله - سبحانه وتعالى - عليه أحدا من خلقه، وهو: ما استأثر به من علوم أسرار كتابه، من معرفة: كنه ذاته، ومعرفة حقائق أسمائه، وصفاته، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والــثانــي: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب، واختص به، فلا يجوز الكلام فيه، إلا له - عليه الصلاة والسلام -، أو لمن أذن له.
قيل: وأوائل السور من هذا القسم، وقيل: من الأول.
والثالث: علوم علمها - الله تعالى - نبيه، مما أودع كتابه من المعاني الجلية، والخفية، وأمره بتعليمها.
وهذا ينقسم إلى قسمين:
منه: ما لا يجوز الكلام فيه، إلا بطريق السمع، كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراآت، واللغات، وقصص الأمم، وأخبار ما هو كائن.
ومنه: ما يؤخذ بطريق النظر، والاستنباط، من الألفاظ، وهو قسمان:
قسم: اختلفوا في جوازه ، وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم: اتفقوا عليه، وهو: استنباط الأحكام الأصلية، والفرعية، والإعرابية، لأن مبناها على الأقيسة.
وكذلك: فنون البلاغة، وضروب المواعظ، والحكم، والإشارات، لا يمتنع استنباطها منه، لمن له أهلية ذلك؛ وما عدا هذه الأمور هو: التفسير بالرأي، الذي نهي عنه.
وفيه خمسة أنواع:
الأول: في التفسير، من غير حصول العلوم، التي يجوز معها التفسير.
الــثانــي: تفسير المتشابه، الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلا، والتفسير تابعا له، فيرد إليه بأي طريق أمكن، وإن كان ضعيفا.
الرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع، من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد، وإن أطنبنا فيها، لكونها رأس العلوم، ورئيسها.
فاعلم: أن كتب التفاسير كثيرة، ذكرنا منها هاهنا ما هو مسطور في هذا السفر على ترتيبه.
(الإبانة، في تفسير آية الأمانة).
(الإتقان، في علوم القرآن).
(أبين الحصص، في أحسن القصص).
(أحكام القرآن).
كثيرة.
(إرشاد العقل السليم).
لأبي مسعود.
(إرشاد ابن برجان).
(أسباب النزول).
سبق كتبه في فنه.
(إعراب القرآن).
مر ذكر كتبه في فنه.
(أسئلة القرآن).
(إعجاز القرآن).
(إغاثة اللهف، تفسير الكهف).
(أقاليم التعاليم).
(أقسام القرآن).
(الإقناع).
في تفسير: آية الانتصار.
للزمخشري، من أبي المنير.
(الانتصاف، شرح الكشاف).
(الإنصاف، في الجمع بين: الثعلبي والكشاف).
(أنوار التنزيل).
للبيضاوي.
ومتعلقاته.
(أنوار ابن مقسم).
(إيجاز البيان).
(الإيجاز في الناسخ والمنسوخ).
(الإيضاح).
فيه أيضا.
(بحار القرآن).
(بحر الحقائق).
(بحر الدرر).
(بحر العلوم).
(البرهان، في علوم القرآن).
(البرهان، في تفسير القرآن).
(بحر البحور).
(البرهان، في تناسب السور).
(البرهان، في إعجاز القرآن).
(بسيط الواحدي).
(بصائر ذوي التمييز).
(بصائر).
فارسي.
(البيان، في تأويلات القرآن).
(البيان، في مبهمات القرآن).
(البيان، في علوم القرآن).
(البيان، في شواهد القرآن).
(تاج المعاني).
(تاج التراجم).
(تأويلات القرآن).
(تأويلات الماتريدي).
(التبصرة في التفسير).
(تبصير الرحمن).
(التبيان، في إعراب القرآن).
(التبيان، في تفسير القرآن).
(التبيان، في أقسام القرآن).
(التبيان، في مسائل القرآن).
(التبيان، في متشابه القرآن).
(تبيين القرآن).
(تحف الأنام).
(تحقيق البيان).
(التحبير، في علوم التفسير).
(ترجمان القرآن).
(الترجمان في التفسير).
(تعداد الآي).
(التعظيم والمنة).
(تعلق الآي).
علم التفسير: أي تفسير القرآن
هو: علم باحث عن معنى نظم القرآن بحسب الطاقة البشرية وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية وأصول الكلام وأصول الفقه والجدل وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم بقدر الطاقة البشرية.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة والاتعاظ بما فيه من القصص والعبر والاتصاف بما تضمنه من مكارم الأخلاق إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يمكن تعدادها لأنه بحر لا تنقضي عجائبه وسبحانه من أنزله وأرشد به عباده.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن واستنباط حكمه ليفاز به إلى السعادة الدنيوية والأخروية وشرف العلم وجلالته باعتبار شرف موضوعه وغايته فهو أشرف العلوم وأعظمها هذا ما ذكره أبو الخير وابن صدر الدين والأرتيقي.
قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: علم التفسير: علم يعرف به نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وامتثالها وغيرها.
قال أبوحيان: التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي يحمل عليه حالة التركيب وتتمات ذلك.
وقال الزركشي: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات وأما وجه الحاجة إليه فقال بعضهم: اعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سيذكر بعد تقرير قاعدة وهي: أن كل من وضع من البشر كتاب فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
أحدها: كمال فضيلة المصنف فإنه بقوته العلمية بجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشروح ظهور تلك المعاني الدقيقة من ههنا كان شرح بعض الأئمة لتصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له"
وثانــيها: إغفاله بعض متممات المسئلة أو شروطها اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المتروك ومراتبه.
وثالثها: احتمال اللفظ لمعان مختلفة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط أو تكرار الشيء أو حذف المهم أو غير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك وإذا تقرر هذا فنقول:
إن القرآن إنما نزل بلسان عربي في زمن فصحاء العرب وكانوا يعلمون ظاهره وأحكامه أما دقائق باطنه فإنما كانت تظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الأكثر كسؤالهم لما نزل: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} فقالوا:
وأينا لم يظلم نفسه ففسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشرك واستدل عليه {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وغير ذلك مما سألوا عنه - صلى الله عليه وسلم - ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه مع أحكام الظاهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد احتياجا إلى التفسير.
وأما شرفه: فلا يخفى قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} .
وقال الأصبهاني: شرفه من وجوه:
أحدها: من جهة الموضوع: فإن موضوعه كلام الله تعالى الذي ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وثانــيها: من جهة الغرض: فإن الغرض منه الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي هي الغاية القصوى.
وثالثها: من جهة شدة الحاجة: فإن كل كمال ديني أو دنيوي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى.
واختلف الناس في تفسير القرآن: هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن وأن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع وعلم القراءات: لأنه يعرف به كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يرجح بعض الوجوه المحتملة على بعض وأصول الدين: أي الكلام وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه والناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المبهم والمجمل وعلم الموهبة وهو علم يورثه الله لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث: من عمل بما علم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم.
قال البغوي والكواشي وغيرهما: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتملها الآية غير مخالف للكتاب والسنة غير محظور على العلماء بالتفسير كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} .
وقيل: أغنياء وفقراء.
وقيل: نشاطا أو غير نشاط.
وقيل: أصحاء ومرضى وكل ذلك سائغ والآية تحتمله.
وأما التأويل المخالف للآية والشرخ فمحظور لأنه تأويل الجاهلين مثل تأويل الروافض قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} أنهما علي وفاطمة {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} يعني الحسن والحسين. انتهى.
وذكر العلامة الفناري في: تفسير الفاتحة فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم ولا بأس بإيراده اذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال قطب الدين الرازي في شرحه ل: الكشاف: هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد ويرد عليه أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ: كمباحث القراءات وناسخية الألفاظ ومنسوخيتها وأسباب نزولها وترتيب نزولها إلى غير ذلك فلا يجمعها أحده.
وأيضا يدخل فيه البحث في الفقه الأكبر والأصغر عما يثبت بالكتاب فإنه بحث عن مراد الله تعالى من قرآنه فلا يمنعه أحد فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك إلى قوله: هو العلم الباحث عن أحوال الألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث الدلالة على مراد الله وترد على مختاره أيضا وجوه:
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان: كمباحث علم القراءة عن أمثال التفخيم والإمالة إلى ما لا يحصى فإن علم القراءة جزء من علم التفسير أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب والفرائض من الفقه.
وقد خرج بقيد الحيثية ولم يجمعه فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة
قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى
الــثانــي: أن المراد بالمراد إن كان المراد بمطلق الكلام فقد دخل العلوم الأدبية وإن كان مراد الله تعالى بكلامه.
فإن أريد مراده في نفس الأمر فلا يفيده بحث التفسير لأن: طريقه غالبا إما رواية الآحاد أو الدراية بطريق العربية وكلاهما ظني كما عرف ولأن فهم كل أحد بقدر استعداده ولذلك أوصى المشائخ - رحمهم الله - في الإيمان أن يقال: آمنت بالله وبما جاء من عنده على مراده وآمنت برسول الله وبما قاله على مراده ولا يعين بما ذكره أهل التفسير ويكرر ذلك على الهدي في تأويلاته.
وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر ففيه خرازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر بل إلى كل أحد شيئا آخر وهذا مثل ما اعترض على حد الفقه لصاحب: التنقيح وظن وروده وإلا فإني أجيب عنه بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية بل في جزئياتها المختلفة باختلاف القوابل.
وأيضا ذكر الشيخ صدر الدين القونوي في تفسير: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} : أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين مراد الله - سبحانه وتعالى - لكن بحسب المراتب والقوابل لا في حق كل أحد.
الــثانــي: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ إلى ما في نفس الأمر على ما عرف فلا بد لصرفها عنه من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف ينصرف إلى الأصول والقواعد أو ملكتها وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات إلا في مواضع نادرة فلا يتناول غير تلك المواضع إلا بالعناية فالأولى: أن يقال علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه وتعالى من حيث القرآنية ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة الإنسانية فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا في تقسيم هذا الحد إلى تفسير وتأويل وبيان الحاجة إليه وجواز الخوض فيهما ومعرفة وجوههما المسماة بطونا أو ظهرا أو بطنا فمن أراد الإطلاع على حقائق علم التفسير فعليه بمطالعته ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن أبا الخير أطال في ذكر: طبقات المفسرين ونحن أشرنا إلى من ليس لهم تصنيف فيه من مفسري الصحابة والتابعين إشارة جمالية والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة فمنهم: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وأبو هريرة وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
ثم اعلم أن الخلفاء الأربعة أكثر من روي عنه علي بن أبي طالب والرواية عن الثلاثة في ندرة جدا والسبب فيه تقدم وفاتهم وأما علي رضي الله عنه فروي عنه الكثير وروي عن ابن مسعود أنه قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليا - رضي الله عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس المتوفى سنة ثمان وستين بالطائف فهو: ترجمان القرآن وحبر الأمة ورئيس المفسرين دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
وقد روي عنه في التفسير ما لا يحصى كثرة لكن أحسن الطرق عنه طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة واعتمد على هذه البخاري في صحيحه.
ومن جيد الطرق عنه طريق قيس بن مسلم الكوفي المتوفى سنة عشرين ومائة عن عطاء بن السائب.
وطريق ابن إسحاق صاحب: السير.
وأوهى طريقة طريق الكلبي عن أبي صالح والكلبي: هو أبو النصر محمد بن السائب المتوفى بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة فإن انضم إليه رواية محمد بن مروان السدي الصغير المتوفى سنة ست وثمانين ومائة فهي سلسلة الكذب وكذلك طريق مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي المتوفى سنة خمسين ومائة إلا أن الكلبي يفضل عليه لما في مقاتل من المذاهب الردية وطريق ضحاك بن مزاحم الكوفي المتوفى سنة اثنتين مائة عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه وإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة فضعيفة لضعف بشر وقد أخرج عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جرير عن الضحاك فأشد ضعفا لأن جريرا شديد الضعف متروك وإنما أخرج عنه ابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان دون ابن جرير وأما أبي ابن كعب المتوفى سنة عشرين على خلاف فيه فعن نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وهو أحد الأربعة الذي جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أقرأ الصحابة وسيد القراء.
ومن الصحابة من ورد عنه اليسير من التفسير غير هؤلاء منهم أنس بن مالك بن النضر المتوفى بالبصرة سنة إحدى وتسعين.
وأبو هريرة عبد الرحمن بن صخر على خلاف المتوفى بالمدينة سنة سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب المتوفى بمكة المكرمة سنة ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري المتوفى بالمدينة سنة أربع وسبعين.
وأبو موسى عبد الرحمن بن قيس الأشرعي المتوفى سنة أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي المتوفى سنة ثلاث وستين وهو أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - المتوفى سنة خمس وأربعين
وأما المفسرون من التابعين فمنهم أصحاب ابن عباس وهم: علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى.
ومنهم: مجاهد بن جبر المكي المتوفى سنة ثلاث ومائة قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة واعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري.
وسعيد بن جبير المتوفى سنة أربع وتسعين.
وعكرمة مولى ابن عباس المتوفى بمكة سنة خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني المتوفى بمكة سنة ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي المتوفى سنة أربع عشرة ومائة. ومنهم أصحاب ابن مسعود وهم علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس المتوفى سنة اثنتين ومائة والأسود بن يزيد المتوفى سنة خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي المتوفى سنة خمس وتسعين.
والشعبي المتوفى سنة خمس ومائة.
ومنهم: أصحاب زيد بن أسلم كعبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس.
ومنهم: الحسن البصري المتوفى سنة إحدى وعشرين ومائة وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني ومحمد بن كعب القرظي المتوفى سنة سبع عشرة ومائة وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المتوفى سنة تسعين والضحاك بن مزاحم وعطية بن سعيد العوفي المتوفى سنة إحدى عشرة ومائة وقتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة عشرة ومائة والربيع بن أنس والسدي
ثم بعد هذه الطبقة الذين صنفوا كتب التفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين كسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وإسحاق بن راهويه وروح بن عبادة وعبد لله بن حميد وأبي بكر بن أبي شيبة وآخرين.
ثم بعد هؤلاء طبقة أخرى منهم: عبد الرزاق علي بن أبي طلحة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن ماجة والحاكم وابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان وابن المنذر في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد محذوفة الأسانيد مثل: أبي أسحق الزجاج وأبي علي الفارسي.
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما ومثل مكي بن أبي طالب وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بترا فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من سنح له قول يورده ومن خطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك خلف عن سلف ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن هم القدوة في هذا الباب.
ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في شيء من العلوم ومنهم من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن واقتصر فيه على ما تمهر هو فيه وكان القرآن أنزل لأجل هذا العلم لا غير مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي تراه ليس له إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه وإن كانت بعيدة وينقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته ك: الزجاج و: الواحدي في البسيط وأبي حيان في: البحر والنهر.
والإخباري ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها والأخبار عن سلف سواء كانت صحيحة أو باطلة ومنهم الثعلبي.
والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه جميعا وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلو لها بالآية أصلا والجواب عن الأدلة للمخالفين كالقرطبي.
وصاحب العلوم العقلية خصوصا الإمام فخر الدين الرازي قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وخرج من شيء إلى شيء حتى يقضي الناظر العجب قال أبو حيان في البحر: جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير ولذلك قال بعض العلماء فيه: كل شيء إلا التفسير وللمبتدع ليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه الفاسد بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه كما نقل عن البلقيني أنه قال: استخرجت من: الكشاف اعتزالا بالمناقيش منها أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} أي فوز أعظم من دخول الجنة أشار به إلى عدم الرؤية والملحد لا تسأل عن كفره وإلحاده في آيات الله تعالى وافترائه على الله تعالى ما لم يقله كقول بعضهم: {ِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} وما علي العباد أضر من ربهم وينسب هذا القول إلى صاحب قوت القلوب أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ولا نقل عن السلف ولا رعاية للأصول الشرعية والقواعد العربية كتفسير محمود بن حمزة الكرماني في مجلدين سماه: العجائب والغرائب ضمنه أقوالا هي: عجائب عند العوام وغرائب عما عهد عن السلف بل هي أقوال منكرة لا يحل الاعتقاد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير من ذلك قول من قال في: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} إنه الحب والعشق ومن ذلك قولهم في: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} إنه الذكر إذا قام وقولهم: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} معناه من ذل أي من الذل وذي إشارة إلى النفس ويشف من الشفاء جواب من وع أمر من الوعي.
وسئل البلقيني عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه ملحد.
وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في فتاواه: وجدت عن الإمام الواحدي أنه قال: صنف السلمي حقائق التفسير إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
قال النسفي في: عقائده: النصوص تحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحادا وقال التفتازاني في: شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل لها معان باطنة لا يعلمها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان.
وقال تاج الدين عطاء الله في: لطائف المنن: اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالمعاني الغريبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله تعالى قلبه.
وقد جاء في الحديث: لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة كلام الله - تعالى - وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قال: لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يفسرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها. انتهى. قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: أما الظهر والبطن ففي معناهما أوجه ثم ذكرها قال: قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم فهذا يدل على أن في فهم المعاني من القرآن مجالا متسعا وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس ينتهي الإدراك فيه بالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير لتتقى به مواضع اللغط ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط ولا يجوز التهاون في حفظ التفسير الظاهر بل لا بد منه أولا إذ لا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر وإن شئت الزيادة فارجع إلى: الإتقان. انتهى.
قال صاحب مفتاح السعادة: الإيمان بالقرآن هو التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى - قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة جبريل - عليه السلام - وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى - وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية الموافقة للقواعد الشرعية والأحاديث النبوية مراد الله سبحانه وتعالى.
ومن جملة ما علم من الشرائع أن مراد الله - سبحانه - من القرآن لا ينحصر في هذا القدر لما قد ثبت في الأحاديث أن لكل آية ظهرا وبطنا وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد بل من أعطي فهما وعلما من لدنه تعالى يكون الضابط في صحته أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة عن الألفاظ بالقوانين العربية وأن لا يخالف القواعد الشرعية ولا يباين إعجاز القرآن ولا يناقض النصوص الواقعة فيها فإن وجد فيه هذه الشرائط فلا يطعن فيه وألا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها وما وقع به التحدي سليما من القادح وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية بالمشاهدات الكشفية فهم القدوة في هذه المسالك ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك ثم ذكر ما وجب على المفسر من آداب.
وقال: ثم اعلم أن العلماء كما بينوا في التفسير شرائط بينوا في المفسر أيضا شرائط لا يحل التعاطي لمن عري عنها وهو فيها راجل وهي: أن يعرف خمسة عشر علما على وجه الإتقان والكمال: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعنى والبيان والبديع والقراءات وأصول الدين وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص والناسخ والمنسوخ والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم وعلم الموهبة وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم ما لم يطلع الله تعالى عليه أحدا من خلقه وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته ومعرفة حقائق أسمائه وصفاته وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والــثانــي: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب واختص به فلا يجوز الكلام فيه إلا له عليه الصلاة والسلام أو لمن أذن له قيل: وأوائل السور من هذا القسم وقيل: من الأول.
والثالث علوم علمها الله تعالى نبيه مما أودع كتابه من المعاني الجلية والخفية وأمره بتعليمها وهذا ينقسم إلى قسمين: منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع: كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقرآن واللغات وقصص الأمم وأخبار ما هو كائن.
ومنه ما يؤخذ بطريق النظر والاستنباط من الألفاظ وهو قسمان:
قسم اختلفوا في جوازه وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم اتفقوا عليه وهو: استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية: لأن مبناها على الأقيسة وكذلك فنون البلاغة وضروب المواعظ والحكم والإشارات لا يمتنع استنباطها منه لمن له أهلية ذلك وما عدا هذه الأمور هو التفسالمسمى ب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى ب: فتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ير بالرأي الذي نهى عنه وفيه خمسة أنواع:
الأول: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها.
التفسير الــثانــي: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه ألا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعا له فيرد إليه بأي طريق أمكن وإن كان ضعيفا.
والرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد وإن أطنبنا فيها لكونه رأس العلوم ورئيسها فاعلم أن كتب التفاسير كثيرة ذكرنا منها في كتابنا: الإكسير في أصول التفسير ما هو مسطور في: كشف الظنون وزدنا عليه أشياء على ترتيب حروف الهجاء.
قال في: مدينة العلوم: والكتب المصنفة في التفسير ثلاثة أنواع: وجيز ووسيط وبسيط.
ومن الكتب الوجيزة فيه: زاد المسيرة لابن الجوزي و: الوجيز للواحدي و: تفسير الواضح للرازي و: تفسير الجلالين إذ عمل نصفه الآخر جلال الدين المحلى وكمله جلال الدين السيوطي والشهير لأبي حيان ومن الكتب المتوسطة: الوسيط للواحدي و: تفسير الماتريدي و: تفسير التيسير لنجم الدين النسفي و: تفسير الكشاف للزمخشري و: تفسير الطيبي و: تفسير البغوي و: تفسير الكواشي و: تفسير البيضاوي و: تفسير القرطبي و: تفسير سراج الدين الهندي و: تفسير مدارك التنزيل لأبي البركات النسفي.
ومن الكتب المبسوطة: البسيط للواحدي و: تفسير الراغب للأصفهاني وتفسير أبي حيان المسمى ب: البحر و: التفسير الكبير للرازي و: تفسير العلامي ورأيته في أربعين مجلدا و: تفسير ابن عطية الدمشقي و: تفسير الخرقي نسبة إلى بائع الخرق والثياب و: تفسير الحوفي و: تفسير القشيري1 و: تفسير ابن عقيل وتفسير السيوطي المسمى ب: الدر المنثور في التفسير المأثور و: تفسير الطبري ومن التفاسير: إعراب القرآن للسفاقسي. انتهى.
قلت: ومن الحسن التفاسير المؤلفة في هذا الزمان الأخير تفسير شيخنا الإمام المجتهد العلامة قاضي القضاة بصنعاء اليمن محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف الهجرية المسمى بفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى بفتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك إلا أنهم بعد صيتهم وعظمة أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملة فتلقيت بالقبول من يومئذ لما رجع الناس إلى التحقيق والتمحيض.
وجاء أبو محمد بن عطية من المتأخرين بالغرب فلخص تلك التفاسير كلها وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس حسن المنحى.
وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد في كتاب آخر مشهور بالمشرق.
والصنف الآخر من التفسير وهو: ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب والبلاغة في تأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب وهذا الصنف من التفسير قل أن ينفرد عن الأول إذ الأول هو المقصود بالذات وإنما جاء هذا بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة نعم قد يكون في بعض التفاسير غالبا ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير كتاب: الكشاف للزمخشري من أهل خوارزم العراق إلا أن مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائد فيأتي بالحجاج على مذاهبهم الفاسدة حيث تعرض له في أي في القرآن من طرق البلاغة فصار بذلك للمحققين من أهل السنة انحراف عنه وتحذير للجمهور من مكامنه مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان والبلاغة وإذا كان الناظر فيه واقفا مع ذلك على المذاهب السنية محسنا للحجاج عنها فلا جرم أنه مأمون من غوائله فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه في اللسان ولقد وصل إلينا في هذه العصور تأليف لبعض العراقيين وهو شرف الدين الطيبي من أهل توريز من عراق العجم شرح فيه كتاب الزمخشري هذا وتتبع ألفاظه وتعرض لمذاهبه في الاعتزال بأدلة تزيفها وتبين أن البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السنة لا على ما يراه المعتزلة فأحسن في ذلك ما شاء مع إمتاعه في سائر فنون البلاغة - وفوق كل ذي علم عليم -. انتهى كلامه
فصل
قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ستكون فتن", قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.
وقال أبو مسعود: من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال البيهقي: أراد به أصول العلم.
وقال بعض السلف: ما سمعت حديثا إلا التمست له آية من كتاب الله تعالى
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم.
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنزل في هذا القرآن كل علم وميز لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة" أخرجه أبو الشيخ في كتاب: العظمة.
وقال الشافعي: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن قلت: ويؤيد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه" رواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها لا يقال: إن من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة لأن ذلك مأخوذ من كتاب الله تعالى في الحقيقة لأن الله تعالى أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضع من القرآن وفرض علينا الأخذ بقوله دون من عداه ولهذا نهى عن التقليد وجميع السنة شرح للقرآن وتفسير للفرقان.
قال الشافعي مرة بمكة المكرمة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله.
فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور.
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ثم روى عن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنده أنه قال: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" ثم روى عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور ومثل ذلك حكاية ابن مسعود في لعن الواشمات وغيرهن واستدلاله بالآية الكريمة المذكورة وهي معروفة رواها البخاري.
ونحوه حكاية المرأة التي كانت لا تتكلم إلا بالقرآن وهي:
أنها قال عبد الله بن المبارك: خرجت قاصدا بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبينما أنا سائر في الطريق وإذا بسواد فمررت به وإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فقلت لها يرحمك الله تعالى ما تصنعين في هذا المكان؟
فقالت: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ} فقلت: أنها ضالة عن الطريق فقلت: أين تريدين؟
فقالت: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} فعلمت أنها قضت حجها وتريد بيت المقدس فقلت: أنت مذ كم في هذا المكان؟
فقالت: ثلاث ليال سويا فقلت أما أرفعك طعاما.
فقالت: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فقلت لها ليس هذا شهر رمضان.
فقالت: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} فقلت لها قد أبيح لنا الإفطار في السفر.
فقالت: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فقلت لها لم لا تكلميني مثل ما أكلمك به فقالت: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فقلت لها: من أي الناس أنت؟
فقالت: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} فقلت لها: قد أخطأت فاجعلني في حل. فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلت لها: هل لك أن أحملك على ناقتي وتلحقي القافلة؟
قالت: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} فأنخت مطيتي لها.
فقالت: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها فقلت: اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها.
فقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} فقلت لها: اصبري حتى أعقلها.
فقالت: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} فشددت لها الناقة وقلت لها: اركبي فلما ركبت قالت: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا.
فقالت لي: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} فجعلت أمشي وأترنم بالشعر.
فقالت: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} فقلت: ليس هو بحرام.
قالت: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فطرقت عنها ساعة فقلت لها: هل لك ربع؟
قالت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت: لها هذه القافلة فمن لك فيها؟
فقالت: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها: ما شأنهم في الحاج؟
قالت: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت: من لك فيها؟
فقالت: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} فناديت: يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ} فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت:
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} فقلت لهم: طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا: هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء -. انتهت الحكاية1 وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء.
قال بعض السلف: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} فإنها رأس ثلاث وستين وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
قال المرسي: جمع القرآن وعلوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتقال أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علمه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتزم قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعدد كلماته وآياته وسوره وأجزائه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهات والآيات المتماثلات من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا: القراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على أكثر فأجروا الأول على حكمه وأوضحوا معنى الخفي منه وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية مثل قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به وسموا هذا العلم ب: أصول الدين
وتأملت طائفة منهم معاني خطابه وإن منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك فاستنبطوا منه أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز وتكلموا في التخصيص والإضمار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء وسموا هذا الفن: أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فابتنوا أصوله وفروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسموه ب: علم الفروع وب: الفقه أيضاً.
وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا أول الأشياء حتى سموا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي ترقق قلوب الرجال وتكاد تدكدك شوامخ الجبال فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والنشر والحشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولا من المواعظ وأصولا من الزواجر فسموا بذلك: الخطباء والوعاظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه: تعبير الرؤيا
واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب فإن عسر فمن الحكم والأمثال.
ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطبتهم وعرف عادمهم الذي أشار إليه القرآن بقوله: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} .
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك: علم الفرائض واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول1 واستخرجوا منها أحكام الوصايا. ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجوم والبروج غير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جلالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.
ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها من الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك.
هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه وقد احتوى على علوم أخر مثل: الطب والجلد والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك.
أما الطب: فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة وغير ذلك وإنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} وعرفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاطه وحدوث الشفاء للبدن بعد إعلاله في قوله: {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} .
وأما الهيئة: ففي تضاعيف سور من الآيات التي ذكر فيها من ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.
وأما الهندسة: ففي قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} {لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} فإن فيه القاعدة الهندسية وهي: أن الشكل المثلث لا ظل له.
وأما الجدل: فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا ومناظرة إبراهيم أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر والمقابلة: فقد قيل: أن أوائل السور فيها ذكر مدد أعوام وأيام وتواريخ أمم سابقة وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ هذه الدنيا وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة: ففي قوله: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} فقد فسره ابن عباس بذلك وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها فمن الصنائع: الخياطة في قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} والحدادة في قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} وقوله: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} والبناء في آيات
والنجارة: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} .
والغزل: {َقَضَتْ غَزْلَهَا} .
والنسج: {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} .
والفلاحة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} وفي آيات أخر.
والصيد في آيات.
والغوص: {كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً} .
والصياغة: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً} . والزجاجة: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} و: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} .
والفخارة: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} .
والملاحة: {أَمَّا السَّفِينَةُ} الآية.
والكتابة: {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} وفي آيات أخر.
والخبز والعجن: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً} .
والطبخ: {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} .
والغسل والقصارة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} و {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم القصارون.
والجزارة: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} والبيع والشراء في آيات كثيرة.
والصبغ {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} و {بِيضٌ وَحُمْرٌ} .
والحجارة: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً} والكيالة والوزن في آيات كثيرة.
والرمي: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} .
وفيه من أسماء الآلات وضرب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: ما فرطنا في الكتاب من شيء. انتهى كلام المرسي ملخصا مع زيادات.
قال السيوطي في: الإكليل: وأنا أقول: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسئلة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها وفيه علم عجائب المخلوقات وملكوت السموات والأرض وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى وبدء الخلق وأسماء مشاهير الرسل والملائكة وعيون أخبار الأمم السابقة: كقصة آدم مع إبليس في إخراجه من الجنة.
وفي الولد الذي سماه عبد الحارث ورفع إدريس وغرق قوم نوح.
وقصة عاد الأولى والــثانــية وقوم تبع ويونس وأصحاب الرس وثمود والناقة وقوم لوط وقوم شعيب الأولين والآخرين فإنه أرسل مرتين وقصة موسى في ولادته وإلقائه في اليم وقتله القبطي ومسيره إلى مدين وتزوجه ابنة شعيب وكلامه تعالى بجانب الطور ومجيئه إلى فرعون وخروجه وإغراق عدوه وقصة العجل والقوم الذين خرج بهم وأخذتهم الصاعقة وقصة القتيل وذبح البقرة وقصته في قتل الجبارين وقصته مع الخضر والقوم ساروا في سرب من الأرض إلى الصين وقصة طالوت وداود مع جالوت وفتنته وقصة سليمان وخبره مع ملكة سبأ وفتنته وقصة القوم الذي خرجوا فرارا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم وقصة إبراهيم في مجادلة قومه ومناظرة نمرود وقصة وضعه ابنه إسماعيل مع أمه بمكة وبنائه البيت وقصة الذبيح وقصة يوسف وما أبسطها وأحسنها قصصا وقصة مريم وولادتها عيسى وإرساله ورفعه وقصة زكريا وابنه يحيى وقصة أيوب وذي الكفل وقصة ذي القرنين ومسيره إلى مطلع الشمس ومغربها وبناء السد وقصة أهل الكهف وقصة أصحاب الرقيم وقصة بخت نصر وقصة الرجلين اللذين لأحدهما الجنة وقصة أصحاب الجنة وقصة مؤمن آل يس وقصة أصحاب الفيل وقصة الجبار الذي أراد أن يصعد إلى السماء. انتهى.
وبقيت قصص لم يشر إليها السيوطي منها: قصة قتل قابيل أخاه هابيل وقصة دفن هابيل بدلالة الغراب وقصة وصية يعقوب بنيه إلى غير ذلك قال: وفيه من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة إبراهيم وبشارة عيسى وبعثه وهجرته.
ومن غزواته: غزوة بدر في سورة الأنفال وأحد في آل عمران وبدر الصغرى فيها والخندق في الأحزاب والنضير في الحشر والحديبية في الفتح وتبوك في براءة وحجة الوداع في المائدة.
ونكاحة زينب بنت جحش وتحريم سرية وتظاهر أزواجه عليه وقصة الإفك وقصة الإسراء وانشقاق القمر وسحر اليهود.
وفيه بدء خلق الإنسان إلى موته وكيفية الموت وقبض الروح وما يفعل بها بعد عودها إلى السماء وفتح الباب للمؤمنة وإلقاء الكافرة وعذاب القبر والسؤال فيه ومقر الأرواح وأشراط الساعة الكبرى العشرة وهي: نزول عيسى وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة والدخان ورفع القرآن وطلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة والخسف وأحوال البعث: من نفخ الصور للفزع وللصعق وللقيام والحشر والنشر وأهوال الموقف وشدة الشمس وظل العرش والصراط والميزان والحوض والحساب لقوم ونجاه آخرين.
ومنه: شهادة الأعضاء وإيتاء الكتب بالأيمان والشمائل وخلف الظهر والشفاعة أي بالإذن. والجنة1 وأبوابها وما فيها من الأنهار والأشجار والثمار والحلي والأواني والدرجات ورؤية الله تعالى.
والنار2 وما فيها من الأودية وأنواع العقاب وأصناف العذاب والزقوم والحميم إلى غير ذلك مما لو بسط لجاء في مجلدات
وفي القرآن جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد في الحديث وفيه من أسمائه مطلقا ألف اسم
وفيه: من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - جملة أي سبعون اسما ذكرها السيوطي في آخر: الإكليل.
وفيه: شعب الإيمان البضع والسبعون.
وفيه: شرائع الإسلام الثلاثمائة وخمسة عشر وفيه: أنواع الكبائر وكثير من الصغائر وفيه تصديق كل حديث روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الحسن البصري: أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوارة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان ثم أودع علوم الفرقان المفصل ثم أودع علوم الفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي.
قلت: ولذلك كانت قراءتها في كل ركعة من الصلاة وإن كان مأموما واجبة عند أهل المعرفة بالحق وكانت السبع المــثانــي والقرآن العظيم وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها ما خلا ما صرح بوضعها أهل النقد من علم الحديث وقد فسرها جماعة من أهل العلم مفردة بالتأليف وأبسطوا القول فيها وأجملوا واستنبط الفخر الرازي الإمام منها عشرة آلاف مسئلة كما صرح بذلك في أول: تفسيره الكبير وكل ذلك يدل على عظم مرتبة الكتاب العزيز ورفعة شأن الفرقان الكريم قال الشافعي - رحمه الله -: جميع ما تقول الأئمة شرح للسنة وجميع السنة شرح للقرآن.
قلت: ولذا كان الحديث والقرآن أصلي الشرع لا ثالث لهما وقول الأصوليين أن أدلة الشرع وأصوله أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس تسامح ظاهر كيف وهما كفيلان لحكم كل ما حدث في العالم ويحدث فيه إلى يوم القيامة دلت على ذلك آيات من الكتاب العزيز وآثار من السنة المطهرة وإلى ذلك ذهب أهل الظاهر وهم الذين قال فيهم رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" الحديث قال بعض السلف: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء إلا وهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهم من فهم وعمي منه من عمي وكذا كل ما حكم أو قضى به. انتهى.
فإذا كانت السنة شرحا للكتاب فماذا يقال من فضل الكتاب نفسه وكفى له شرفا أنه كلام ربنا الخلاق الرزاق المنعم بلا استحقاق أنزله حكما عدلا جامعا للعلوم والفضائل كلها والفنون بأسرها والفواضل والمحاسن والمكارم والمحامد والمناقب والمراتب بقلها وكثرها لا يساويه كتاب ولا يوازيه خطاب وهذه جملة القول فيه.
وقد أكثر الناس التصنيف في أنواع علوم القرآن وتفاسيرها وألف الشيخ الحافظ جلال الدين السيوطي - رحمه الله - في جملة من أنواعه: كأسباب النزول والمعرب والمبهمات ومواطن الورود وغير ذلك وما من كتاب منها إلا وقد فاق الكتب المؤلفة في نوعه ببديع اختصاره وحسن تحريره وكثرة جمعه.
وقد أفرد الناس في أحكامه كتبا: كالقاضي إسماعيل والبكر بن العلاء وأبي بكر الرزاي والكيا الهراسي وأبي بكر بن العربي وابن الفرس والموزعي وغيرهم وكل منهم أفاد وأجاد وجمع فأبدع وأوعى.
وللسيوطي في ذلك كتاب: الإكليل في استنباط التنزيل أورد فيه كل ما استنبط منه واستدل به عليه من مسئلة فقهية أو أصولية أو اعتقادية فاشدد بذلك الكتاب يديك وعض عليه بناجذيك.
وألفت أنا في الأحكام خاصة كتاب: نيل المرام من تفسير آيات الأحكام وبالجملة فعلوم الكتاب لا تحصى وتفاسيره لا تستقصى وفنونه لا تتناهى وبركاته لا تقف عند حد وأنواره لا ترسم برسم ولا تحد بحد.
وإذا تقرر ذلك عرفت أن العلوم التي ذكرناها في هذا الكتاب كلها موجودة في ذلك الكتاب دلالة وإشارة منطوقا أو مفهوما مفسرا أو مجملا ولا يعرفها إلا من رسخ قدمه في الكمال وسبح فهمه في بحار العلم بالتفصيل والإجمال والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

عل

(عل) بِمَعْنى فَوق يُقَال أَتَيْته من عل وَمن عل
(عل)
علا وعللا شرب ثَانِــيَة أَو تباعا وَفُلَان علا مرض فَهُوَ عليل (ج) أعلاء وَفُلَانًا علا سقَاهُ السقية ثَانِــيَة أَو تباعا وَفُلَانًا ضربا تَابع عَلَيْهِ الضَّرْب وَسُئِلَ تَابِعِيّ عَمَّن ضرب رجلا فَقتله فَقَالَ إِذا عله ضربا فَفِيهِ الْقود وَالله فلَانا أمرضه

(عل) الْإِنْسَان عِلّة مرض فَهُوَ مَعْلُول
الْعين وَاللَّام

العُنْبُلُ: البَظْرُ وامرأةٌ عُنْبُلَةٌ: طَوِيلَةُ العُنْبُلِ.

والعُنْبُلَةُ: الْخَشَبَة الَّتِي يُدَقُّ عَلَيْهَا بالمهراس.

والعُنابِلُ: الوتَرُ الغليظُ.

ورجُلٌ عُنابِلٌ: عَبْلٌ عَن كُراع.

والبُلْعُمُ والبُلْعُومُ: مَجْرَى الطَّعامِ فِي الحَلْق.

وبَلْعَمَ اللُّقْمَةَ: أكَلها.

والبُلْعُومُ: البياضُ الَّذِي فِي جَحْفَلَةِ الحِمار.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: البُلْعُومُ: مَسِيلٌ يكُونُ فِي القُفِّ داخلٌ فِي الأَرْض.

وبَلْعَمٌ: اسمٌ حَكَاهُ ابْن دُرَيْد. قَالَ: وَلَا أحسبُه عَرَبيا.
العين واللام
عل
العَلُّ والعَلَل: الشرْبة الــثانــية، عَل إبِلَه يَعُل ويَعِلُّ، وعَلَّتْ هي. والعُلالَة: بقيَّة اللبن وغيرِه.
والعَلُّ: الذي يزور النساء. والقُراد الضخم. والمسِن الصغير الجسم من الرجال. والضعيف من مرض. والعَلْعَل: الذكَر. ورأس الرهابة مما يلي الخاصرة. والذكَرُ من القَنابر.
وعَل زيداً: في معنى لعل. وبنو العلات: بنو نساء شَتى لرجل واحد.
وإنه لفي عُلْعُول: أي في شر وقتال. وعَلْعَ وعَلْعَلْ: زَجْرٌ للغنم والإبل. واليعلول: الأفِيل من الابل. وغدير مطرِد. وسحابة مطردة. والنفاخة التي تعلو الماء.
وصِبْغٌ يَعْلُول: عل مرةً بعد مرة. والتعَلْعُل: الاضطراب في المشي. والاسترخاء في الكلام. والمعللِ: يومٌ من أيام العَجوز كأنه يُعلل الناسَ بشيء من تخفيف البرد.
وعَرَض عليه سَوْمَ عالةٍ: بمعنى قول العامة: عَرْضٌ سابِرِي. واعْتله عن كذا: أعاقه. واعْتَلَلْتُ فلاناً: تَجَنيْتَ عليه.
باب العين واللام (ع ل، ل ع مستعملان)

عل: العَلَلُ: الشَّرْبَة الــثانــية، والفِعْلُ: علَّ القومُ إبِلَهُم يَعُلُّونها عَلاًّ وعَلَلاً. والإبلُ تَعُلُّ نفسها عَلَلاً، قال:

إذا ما نَديمي عَلَّي ثُمَّ علَّي ... ثلاث زُجاجات لهُنَّ هديرُ

والأمُّ تُعَلِّلُ الصَّبيَّ بالمرق والخُبْزِ ليجْتزيء به عن الَّلبن، قال لبيد:

إنّما يُعْطنُ من يرْجُو العَلَلُ

والعُلالُة بقيَّةُ اللَّبنِ، وبِقَّيُة كُلِّ شَيءٍ، حتى بَقْيَّة جرْي الفرس. قال الراجز:

أحْملُ أُمّي وهي الحمّالهْ ... تُرضِعُني الدِرَّه والعُلالهْ

أي بَقٍيَّةُ اللبن: والعِلَّة: المرض. وصاحبُها مُعْتَلٌ. والعِلَّةْ: حدثٌ يَشْغَلُ صاحبه عن وجهه. والعَلِيل: المريضُ. والعلُّ القُرادُ الضَّخْمُ، قال:

عَلٌّ طويل الطَّوى كبالية السَّفْع ... متى يلْق العُلُوَّ يَصْطعِدُهُ

. أي متى يلْق مُرْتقىً يرْقه (والعَلُّ: الرَّجُلُ الذي يزورُ النِّساء. والعَلُّ: التَّيْسُ الضَّخْمُ العظيمُ، قال:

وعلْهبا من التُّيُوس عَلاّ

وبَنو العَلاَّت: بنو أُمَّهَاتٍ شتّى لرجل واحد) قال القطامي:

كأنّ النّاس كُلُّهُمو لأمٍ ... ونحْنُ لِعَلَّةٍ عَلَتِ ارتفاعا والعُلْعُلُ: اسمُ الذَّكر، وهو رأْسُ الرَّهابة أيضاً، والعَلْعَالُ: الذَّكرُ من القنابر. ويقال: عَلَّ أخاك: أي لعلَّ أخاك، وهو حرْفٌ يُقِّربُ من قضاء الحاجة ويُطْمِعُ، وقال العجاج:

عَلَّ الاله الباعِثَ الأثقالا ... يُعْقِبني مِن جَنَّةٍ ظِلاَلا

ويقالُ: لعلَّني في معنى لعلِّي قال:

وأُشْرِف من فَوْقِ البطاح لعلَّني ... أرى نار ليْلي أو يراني بصيرها

لع: قال زائدةُ: جاءت الإبلُ تُلَعْلِعُ في كلأٍ خفيفٍ أي تَتْبعُ قليلةً. وتُلَعْلَعُ وتُلَهْلِهُ واحدٌ. واللُّعْلَعُ: السَّاب نفسه. واللَّعْلَعَةُ: بصيصه. والتَّلَعْلُعُ: التَّلأْلُؤُ. والتَّلَعْلُعُ: التَّكَسُّرُ، قال العجاج: .

ومن هَمَزْنا رأسَهُ تَلَعْلَعَا

واللُّعَاعُ: ثمرُ الحشيش الذي يُؤْكَلُ والكلب يَتَلَعْلَعُ إذا دَلَعَ لسانُه من العطش ورجُل لَعَّاعَة: يَتَكَّلفُ الألحان من غير صواب وامْرأةٌ لَعَّةٌ: عفيفةٌ مليحه. ولَعْلَعٌ: مَوضِع قال:

فَصَدّهُم عن لَعْلَعِ وبارِقِ ... ضَرْبٌ يشظيهم على الخنادق 
عل: علل المريض: ألهاه، سلاه، صرفه عن الشعور بالألم وجعله ينساه. ففي حيان (ص13 ق): وتابع في تعليل الخصيّ والطافه حتى أفاق من علته.
علل: خدع، استغوى. (بوشر).
علل نفسه ب: شغل نفسه وألهاها بالأماني (بوشر).
علل نفسه بالمحال: خادع نفسه ومناها الأماني الباطلة. (بوشر). وفي تاريخ البربر (1: 605): عللهم بالمواعيد الكاذبة أي خادعهم بالمواعيد الكاذبة.
وفيه (2: 217): علله بالقعُود عن نصره، أي خادع ابن الأحمر بأنه لا يساعد أبو تاشفين وفي المقري (1: 841).
علل بالمسك قلبي رشا أحور.
وقد ترجمه السيد فليشر إلى الألمانية بما معناه ظبي أحور يطيب قلبي بالمسك.
علل الحديث: قال إنه غير صحيح، ضد صحَّح. (المقري 1: 711).
علل: صفى، روَّق. (زيشر 11، 515).
علل: انظر عن المعنى الأخير في معجم لين (الماوردي ص44، 311، 312، أبو الوليد ص618).
أعله: أمرضه، ففي لطائف الثعالبي (ص24): عاده في علة اعلته.
نعلل. تعلل بالباطل: تلهى بالباطل (بوشر).
تعلل بعسى ولعل: خادع نفسه وتمنى الأماني الكاذبة. (بوشر).
تعلل: اعتذر، قدم المعاذير. (لين، عبد الواحد ص174).
تعلل: قدم المعاذير أو الحجج. (البيضاوي 2: 48). وفي تاريخ البربر 2: 217): تعلل بالمعاذير، أي اعتذر بعدة حجج منعته من. وفي حياة ابن خلدون (ص206 ق): تعلل عليه بالاستزادة من العطاء أي أبدى كثيراً من الحجج والمعاذير ليزيد في عطائه. تعلل على فلان: بحث عن حجج ضده. (بيان 1: 170).
تعلل على: تذرع بحجج. (بيان 1: 184).
انعل: اعتل، أصيب بعلة، مرض. (فوك). اعتل: مرض، أصيب بعلة. ويستعمل هذا الفعل مجازاً في الكلام عن قنطرة أو بناية أصبحت في حالة سيئة تنذر بخرابها. (معجم البلاذري، كرتاس ص46).
اعتل: أخطأ، أذنب، (المقري 2: 520).
اعتل له ب: احتج له بحجة ودافع عنه. (معجم مسلم).
علّ ولعلّ: أن كان، إذا كان، وهي تدل على الشك. (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
علة: عيب، شائبة. نقص. (المقدمة 2: 396 رقم 1، 405).
ازاح علتّه: يظهر أن معناه أزاح حجته ومعاذيره وليس أزاح مرضه، لأن كلمة علة في هذه العبارة تعني الحجة والعذر ولا تعني المرض (لين في مادة زيح، ويظهر إنه متردد في هذا المعنى) كما يؤيد هذا الفعل اعتذر في عبارة المقريزي (1: 334): وإذا أزاح الله العلل ما اعتذر غاز ولا شكا، أي: إذا أزال الله الأعذار والحجج (ورفع الموانع) فلا يمكن أن يعتذر محارب ولا أن يشكو. فكلمة علة تعني الحجة والعذر لئلا يسير إلى الغزاة، وهذه الحجة أو العذر سببها عدم توفر ما يحتاج إليه الغازي من أسباب.
وجملة أزاح عللهم تستعمل. خاصة بمعنى: جهز الجنزد وزودهم بما يحتاجون إليه حين يرفضون السير إلى الحرب بحجة نقص ما يحتاجون إليه في الحرب. ففي أساس البلاغة (مادة زيح): أزحت علته فيما احتاج إليه. وفي الفخري (ص63): فتقدم نور الدين إلى صلاح الدين بالتوجه صحبه عمه صحبة عمه أسد الدين شيركوه فاستعفاه صلاح الدين من التوجه وقال ليس لي استعداد فتقدم نور الدين بإزاحة علكه (علله) وجزم عليه في التوجه. وفي منتخبات من تاريخ العرب (ص550 وص558): مركاتبك إليه حتى تزيح علته فهذه العبارة تعني إذا في الغالب زوده بما يحتاج اليه، كما أشار إلى ذلك السيد جويارد في مجلة النقد لسنة 1874 (10 أكتوبر ص228).
وينقل (ص4): ما يجب على الرجال من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة عللهن (وقد أسيء ترجمتها إلى اللاتينية بما معناه: إزالة ما يعرض لهن من الأمراض). (المقدمة 1: 303، تاريخ البربر 1: 459، 502، 511، 524، 557) وكثيراً ما يتردد هذا في تاريخ البربر، ابن خلدون طبعة نور تبرج ص20 (وتعليقة الناشر في ص132 ليست صحيحة كل الصحة) (قصة عنتر ص46) ويقال أيضاً هذا للأشياء فيقال مثلاً: أزاح علل الثغور أي جهز الثغور بما تحتاج إليه.
علة. علل العلم أو الفن قواعده وقوانينه، كما يقول كوزجارتن، وهو مصيب، قي تعليقاته على الأغاني (ص217)، وانظر الأغاني (ص2).
وفي كتاب عبد الواحد (ص104): وكان مع سهولة الشعر عليه وإكثاره منه قليل المعرفة بعلله لم يجد الخوض في علومه (ص221 منه) وفي المقري (1: 603): علل الوثائق وهي القواعد التي نلتزم في كتابتها. وفيه (1: 507): برع في الحديث وعلله ورجاله، وعلل الحديث: القواعد التي نلتزم في دراسته. وكذلك في (1: 521، 534، 595 منه). وكثير من الكتب تحمل هذا العنوان، فيقال مثلاً: علل النحو، وعلل القراءات وغير ذلك. انظرها حاجي خليفة (4: 245 - 246) حيث أخطأ فلوجل بترجمتها دائماً إلى اللاتينية بما معناه عيوب وإن كان هذا من معانيها أيضاً.
العلة: عند الفلاسفة، الدافع والسبب الــثانــي، أما العلة الأولى فهي السبب (المقدمة 2: 365، 366).
علة الخلق أو علة العلل: سبب الخلق، أو الخالق المبدع أو خلق المبدع أو خلق الكون وإبداعه. أو بالأحرى سبب الأسباب. وهو عند الدروز الهمزة. (دي ساسي طرائف 2: 91، 261، 274).
عليل: عذب، لطيف، يقال: نسيم عليل إذا كان معتدل البرد لطيفاً. (هو جفلايت ص96، 98 رقم، 137).
عُلالة: قليل جداً، غير كافٍ (فوك).
علالة: هي في الأندلس نبات اسمه العلمي Polypodium Dryopteris وفي ابن البيطار (1: 420): وهو العلالة أيضاً عند بعض شجاربنا بالأندلس.
علاَّلة: قنينة، قارورة، زجاجة. (فوك، الكالا) وفي معجم الكالا ذكرت أولاً بلام واحدة من غير تشديد وجمعها بالألف والتاء، ثم ذكرت بلام مشددة وجمعها علائل.
مُعِّل. عند الدروز: معل علة العلل بمعنى السبب المؤثر في سبب الأسباب (يعني همزة) وهو الحاكم والإله الأسمى. (دي ساسي طرائف 2: 91،97، 263، 274).
مُعَّلل: يقال عن إسناد أو نص حديث فيه خطأ خفي سببه خطأ الراوي (دي سلان المقدمة 2: 483).
مِعلال: كثير العلل والأمراض (فوك).
معلول: معمول، مفعول. والجمع معلولات (بدرون ص20).
الْعين وَاللَّام

العَلُّ والعَلَل: الشَّربة الــثَّانِــيَة. وَقيل: الشّرْب بعد الشّرْب تباعا، عَلَّ يَعُلُّ ويَعِلُّ عَلاّ وعَلَلاً. وَاسْتعْمل بعض الأغفال العَلَّ والنَّهَل فِي الدُّعَاء وَالصَّلَاة، فَقَالَ: ثمَّ انْثَنى من بعد ذَا فصَلَّى ... على النبيّ نَهَلاً وعَلاَّ

وعلَّت الْإِبِل، والآتي كآلاتي، والمصدر كالمصدر، وإبل عَلىَّ: عَوالُّ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لعاهان بن كَعْب:

تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً ... وخَلْف ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ

مُنيم: تسكن إِلَيْهِ فينيمها. وَرَوَاهُ ابْن جنى: " عَلاَّها ونَهْلَى " أَرَادَ: نهلاها، فَحذف، وَاكْتفى بِإِضَافَة عَلاَّها، عَن إِضَافَة نَهْلاها. وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاّ وعَلَلاً، وأعَلَّها. وَقَوله:

قفى تُخبِّرينا أوْ تَعُلِّى تَحيةً ... لَنا أَو تُثيبي قبل إِحْدَى الصَّوافق

إِنَّمَا عَنى: أَو تَرُدي تَحِيَّة، كَأَن التحيَّة لما كَانَت مَرْدُودَة، أَو مرَادا بهَا أَن رد، صَارَت بِمَنْزِلَة المَعْلُولة من الْإِبِل.

واعتلَّه بالشَّيْء كعَلَّه، قَالَ طفيل:

وَرْدٌ أُمِرَّ على عُوجٍ مُلَمْلَمَةٍ ... كأنَّ خَيْشومَهُ يُعتلُّ بالذَّهَب

أَي يُطلى بِهِ مرّة بعد مرّة، تَشْبِيها بالعَلَل من الشَّرَاب. وَعرض على سوم عالَّة: بِمَعْنى قَول العامَّة: عرض سابري.

وأعلَّ الْقَوْم: عَلَّت إبلُهم. وَاسْتعْمل بعض الشُّعَرَاء العَلَّ فِي الْإِطْعَام، وعدَّاه إِلَى مفعولين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

فباتُوا ناعِمينَ بعَيْشِ صِدْقٍ ... يَعُلُّهُمُ السَّديفُ مَعَ المَحال

وَأرى أَنه إِنَّمَا سَوَّغه تعديته إِلَى مفعولين، أَن عَلَلت هُنَا فِي معنى أطعمت، فَكَمَا أَن أطعمت متعدية إِلَى مفعولين، كَذَلِك عَلَلْت هُنَا متعدية إِلَى مفعولين. وَقَوله:

وأنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ

جعل الرغم بِمَنْزِلَة الشَّرَاب، وَإِن أَن الرَّغْم عَرَضا كَمَا قَالُوا: جَرَّعته الذلّ، عداهُ إِلَى مفعولين، وَقد يكون هَذَا بِحَذْف الْوَسِيط، كَأَنَّهُ قَالَ يعلهم بالسَّديف، وأُعَلّ بالرّغْم، فَلَمَّا حذف الْبَاء أوصلَ الْفِعْل.

والعَلَل من الطَّعَام: مَا أُكل مِنْهُ، عَن كرَاع. وَطَعَام قد عُلَّ مِنْهُ: أَي أُكل. وَقَوله، انشده أَبُو حنيفَة:

خليلَيّ هُبَّا عَلِّلانِيَ وانْظُرَا ... إِلَى البرْق مَا يَفْرِى السَّنا كيفََ يصنْعُ

فسره فَقَالَ: عَلِّلاني: حَدِّــثانــي، وَأَرَادَ: انظرا إِلَى الْبَرْق، وانظرا إِلَى مَا يفرى السَّنا، وفريه: عمله. وَكَذَلِكَ قَوْله:

خَليليّ هُبَّا عَلِّلانِيَ وانْظُرَا ... إِلَى البرْقِ مَا يَفرِى سَناً وتَبَسمُّا

وتعَلَّل بِالْأَمر، واعتلّ: تشاغل، قَالَ:

فاسْتَقْبَلتْ ليْلَة خِمْسٍ حَنَّانْ ... تعتلّ فِيهِ برَجيعِ العِيدَانْ

أَي إِنَّهَا تشاغل بالرجيع، الَّذِي هُوَ الجِرَّة، تُخرجها وتمضغها.

وعلَّله بِطَعَام وَحَدِيث وَنَحْوهمَا: شغله بهما، وعَلَّلتِ الْمَرْأَة صبيها بِشَيْء من المرق وَنَحْوه، ليجزأ بِهِ عَن البن، قَالَ جرير:

تُعَلِّل وهْيَ ساغبةٌ بَنِيها ... بأنفاسٍ من الشَّبِمِ القَرَاحِ

ويروي أَن جَرِيرًا لما أنْشد عبد الْملك بن مَرْوَان هَذَا الْبَيْت، قَالَ لَهُ: لَا أرْوَى الله عَيْمَتها.

والتَّعِلَّة، والعُلالة: مَا يُتعَلَّل بِهِ.

والعُلالة: مَا حلبت قبل الفِيقة الأولى، وَقبل أَن تَجْتَمِع الفِيقةُ الــثَّانِــيَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعُلالة: بَقِيَّة اللَّبن وَغَيره، حَتَّى انهم ليقولون لبَقيَّة جرى الْفرس عُلالة، ولبقية السّير عُلالة. وَقيل: العُلالة: اللَّبن بعد حلب الدرة، تنزله النَّاقة، قَالَ:

أَحْمِلُ أُمِّي وهيَ الحَمَّالَهْ تُرْضِعُنِي الدِّرَّةَ والعُلالهْ

وَلَا يُجازَى والدٌ فِعالَهْ

وَقيل العُلالة: أَن تُحلب النَّاقة أول النَّهَار وَآخره ووسطه، فَتلك الْوُسْطَى هِيَ العُلالة، وَقد تدعى كُلهنَّ عُلالة، وَقد عالَّت النَّاقة، وَالِاسْم العِلالُ.

وتعَلَّلتُ بِالْمَرْأَةِ: لهوت بهَا.

والعَلُّ: الَّذِي يزور النِّسَاء، والعَلُّ: التيس الضخم الْعَظِيم، قَالَ:

وعَلْهَباً مِنَ التُّيُوسِ عَلاَّ

والعَلّ: القُراد الضخم. وَقيل هُوَ الصَّغِير الْجِسْم. وَرجل عَلّ: مسن نحيف، شبه بالقُراد، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

ليسَ بعَلٍّ كبيرٍ لَا شَبابَ بِهِ ... لَكِن أُثَيْلةُ صافي الْوَجْه مُقْتَبَلُ

أَي مستأنَف الشَّبَاب. وَقيل: العَلُّ: المسن الدَّقِيق الجرم من كل شَيْء. والعَلَّة: الضَّرَّة، وَبَنُو العَلاَّت: بَنو الأُمَّهات الشَّتَّى، قَالَ:

علَيها ابنُ عَلاَّتٍ إِذا اجتَسَّ منزلا ... طوَتْهُ نجومُ اللَّيل وهْيَ بلاقِعُ

إِنَّمَا عَنى بِابْن عَلاَّت: أَن أمهاته لسن بقرائب. وَجمع العَلَّة: علائل، قَالَ رؤبة:

دَوَّى بهَا لَا يَغْدِرُ العَلائِلا

والعِلَّة: الْمَرَض. عَلَّ يَعِلُّ واعْتَلّ، وأعلَّه الله، وَرجل عليل.

وحروف العِلَّة والاعتلال: الْألف، وَالْيَاء، وَالْوَاو، سميت بذلك لينها وموتها. وَاسْتعْمل أَبُو إِسْحَاق لَفْظَة المَعْلُول فِي المتقارب من العَروض، فَقَالَ: وَإِذا كَانَ بِنَاء المتقارب على " فَعُولُنْ " فَلَا بُد من أَن يبْقى فِيهِ سَبَب غير مَعْلُول. وَكَذَلِكَ اسْتَعْملهُ فِي الْمُضَارع، فَقَالَ: أخِّر الْمُضَارع فِي الدائرة الرَّابِعَة، لِأَنَّهُ وَإِن كَانَ فِي أَوله وتد، فَهُوَ مَعْلول الأول، وَلَيْسَ فِي أول الدائرة بَيت مَعْلول الأول. وَأرى هَذَا إِنَّمَا هُوَ على طرح الزَّائِد، كَأَنَّهُ جَاءَ على عُلَّ، وَإِن لم يُلفظ بِهِ، وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ. والمتكلمون يستعملون لَفْظَة المَعْلول فِي هَذَا كثيرا.

وَبِالْجُمْلَةِ فلست مِنْهَا على ثِقَة وَلَا ثَلَج، لِأَن الْمَعْرُوف إِنَّمَا هُوَ أعَله الله، فَهُوَ مُعَلّ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، من قَوْلهم مَجْنُون ومسلول، من انه جَاءَ على جَنَنتُه وسَللْته، وَإِن لم يستعملا فِي الْكَلَام، اسْتغنى عَنْهُمَا بأفْعلْت، قَالَ: " وَذَا قَالُوا: جُنَّ وسُلَّ، فَإِنَّمَا يَقُولُونَ: جُعل فِيهِ الْجُنُون والسِّلّ، كَمَا قَالُوا: حُزِنَ وفُسِل ".

والعِلَّة أَيْضا: الْحَدث يشغل صَاحبه عَن وَجهه، وَفِي الْمثل: " لَا تعدم خرقاء عِلَّة "، يُقَال هَذَا لكل مُتَعَذر وَهُوَ يقدر، وَقد اعتلَّ الرجل، وَهَذَا عِلَّة لهَذَا، أَي سَبَب. ومُعَلِّل: يَوْم من أَيَّام الْعَجُوز السَّبْعَة، الَّتِي تكون فِي آخر الشتَاء، وَهِي: صنٌّ، وصنبر، ووبر، ومُعَلِّلٌ، ومطفيء الْجَمْر، وآمرٌ، ومؤتمر. وَقيل: إِنَّمَا هُوَ مُحَلِّل. وَقد قَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء، فَقدم وَأخر لإِقَامَة لوزن:

كُسِع الشِّتاءُ بسَبعْةٍ غُبْرِ ... أيَّامِ شَهْلَتنا مِنَ الشَّهْرِ

فَإِذا مَضَتْ أيامُ شَهْلَتنا ... صِنّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ

وبآمِرٍ وأخيه مُؤْتَمرٍ ... ومَعَلِّلٍ وبمُطفِيء الجَمْرِ

ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّيا هَرَبا ... وأتتكَ واقدةٌ مِنَ النَّجْرِ

النَّجْر: الحرُّ وعَلَّ: كلمة مَعْنَاهَا الطمع والإشفاق، قَالَ الشَّاعِر:

يَا أبتا عَلَّك أَو عَساكا

ولَعلَّ: كعَلَّ، لامها زَائِدَة عِنْد بعض النَّحْوِيين. واليَعْلُول: الغدير الْأَبْيَض المطرد. واليَعْلُول: الحبابة من المَاء. وَهُوَ أَيْضا السَّحَاب المطرد. وَقيل: الْقطعَة الْبَيْضَاء من السَّحَاب. واليعلول: الْمَطَر بعد الْمَطَر. وصبغ يَعْلُول: عُلّ مرّة بعد أُخْرَى. وتعَلَّلَت الْمَرْأَة من نفَاسهَا، وتعالَّت: خرجت مِنْهُ وطهرت، وَحل وَطْؤُهَا.

والعُلْعُل، والْعَلْعَل، الْفَتْح عَن كرَاع: اسْم الذّكر جَمِيعًا، وَهُوَ الَّذِي إِذا أنعط لم يشْتَد. والعُلْعُل: راس الرَّهابة من الْفرس، وَهُوَ الْعظم الدَّقِيق الَّذِي كَأَنَّهُ طرف لِسَان الْكَلْب. والعُلْعُل، والعَلْعال: الذّكر من القنابر. والعُلْعُول: الشَّرّ.

وتَعلَّة: اسْم رجل. قَالَ:

ألبانُ إبْلِ تَعِلةَ بنِ مُسافِرٍ ... مَا دَامَ يملكُها عليَّ حَرَامُ

عل

1 عَلَّهُ, aor. ـُ (S, O, Msb, K) and عَلِّ, (S, O, K,) inf. n. عَلَلٌ (Msb, K) and عَلٌّ, (K,) He gave him to drink the second time; (S, O, Msb, K;) and so ↓ اعلّهُ, (K, TA,) inf. n. إِعْلَالٌ. (TA.) [See also 2 and 4.] b2: [Hence, (assumed tropical:) He dyed it a second time; namely, a hide: see a verse cited voce مُحْلِفٌ.] b3: Hence [also], (TA,) عَلَّ الضَّارِبُ المَضْرُوبَ (tropical:) The beater plied the beaten with a continued beating; (S, O, K, TA;) and so عَلَّهُ ضَرْبًا. (TA.) b4: And عَطَآءُ اللّٰهِ مُضَاعَفٌ يَعُلُّ بِهِ عِبَادَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى (assumed tropical:) [The gift of God is redoubled; He bestows it upon his servants one time after another]. (TA.) A2: And عَلَّ, (Msb, K,) or عَلَّ بِنَفْسِهِ, the verb being also intrans., (S, O,) aor. ـِ (IAar, Msb, K) and عَلُّ, (IAar, K,) inf. ns. as above, (TK,) He drank (IAar, * S, O, Msb, K) the second draught: (IAar, * S, O, K:) or drank after drinking, uninterruptedly: (K:) and عَلَّتِ الإِبِلُ, aor. ـِ and عَلُّ, The camels drank the second draught. (TA.) A3: And هٰذَا طَعَامٌ قَدٌ عُلَّ مِنْهُ This is food of which some has been eaten. (Kr, K. *) A4: عَلَّ, aor. ـِ (IAar, Msb, K,) inf. n. عَلٌّ, (TA,) He (a man, IAar, Msb) was, or became, diseased, sick, or ill; (IAar, Msb, K;) and (Msb, K) so ↓ اعتلّ, (S, O, Msb, K,) inf. n. اِعْتِلَالٌ; (K;) and so عُلَّ, in the pass. form: A5: and the trans. verb is عَلَّهُ, [syn. with اعلّهُ,] aor. in this case عَلُ3َ. (Msb. See 4.) A6: [عُلَّ الشَّىْءُ is mentioned in the S, with the addition ↓ فَهُوَ مَعْلُولٌ, but without any explanation; perhaps as meaning The thing was caused; from عِلَّةٌ “ a cause,” of which مَعْلُولٌ (q. v.) is the correlative: but the context seems to indicate that it means the thing was used for the purpose of diverting from some want: Golius appears to have read عَلَّ, and to have been led by what next precedes it in the S to render it loco alterius rei fuit lactavitve res.]2 تَعْلِيلٌ signifies The giving to drink after giving to drink. (S.) See 4. [And see also 1, first sentence.] b2: And The plucking fruit one time after another. (S.) b3: And عللّٰهُ بِهِ, (S, O, K,) inf. n. as above (K) [and تَعِلَّةٌ, q. v.], He diverted, or occupied, him [so as to render him contented] with it; (S, O, K;) namely, a thing, (S, O,) or food, &c., (K, TA,) as, for instance, discourse, and the like; (TA;) like as the child is diverted, or occupied, with somewhat of food, by which he is rendered contented to be restrained from milk. (S, O, TA. *) One says, فُلَانٌ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ بِتَعِلَّةٍ

[Such a one diverts, or occupies, himself, so as to render himself contented, with something diverting]. (S, O.) [See also مُعَلِّلٌ. And see 5.]

A2: Also The assigning a cause: and the asserting a cause. (KL.) [One says, عللّٰهُ بِكَذَا He accounted for it by assigning as the cause such a thing: and he asserted it to be caused by such a thing.]3 عَالَلْتُ النَّاقَةَ I milked the she-camel in the morning and the evening and the middle of the day: (Lh, O, TA:) in the K, erroneously, عَالَّتِ النَّاقَةُ [as meaning the she-camel was milked at those times]: (TA:) and the subst. is ↓ عِلَالٌ: (K: [but there is no reason why this should not be regarded as a reg. inf. n.:]) Lh cites this verse, (O,) of an Arab of the desert, (TA,) اَلْعَنْزُ تَعْلَمُ أَنِّى لَا أُكَرِّمُهَا عَنِ العِلَالِ وَلَا عَنْ قِدْرِ أَضْيَافِى

[The she-goat knows that I will not preserve her from the milking in the morning and the evening and the middle of the day nor from the cookingpot of my guests]: (O:) or, accord. to Az, عِلَالٌ signifies the milking after milking, before the udder requires it by the abundance of the milk. (TA.) [See also 6.]4 أَعْلَلْتُ الإِبِلَ I brought, or sent, back the camels from the water (S, O, K) after they had satisfied their thirst, (O,) or before they had satisfied their thirst: (S, K:) or, (S, O, K,) [if the latter is meant,] accord. to some of the etymologists, (S, O,) it is with غ; (S, O, K; [see 4 in art. غل;]) as though it were from the meaning of “ thirsting; ” but the former is what has been heard; (S, O;) and it means I gave the camels to drink the second draught, or watered them the second time, and then brought them, or sent them, back from the water, having their thirst satisfied; and thus, too, means الإِبِلَ ↓ عَلَّلَتُ; the contr. of أَغْلَلْنُهَا. (TA.) See also 1, first sentence. b2: And اعلّ القَوْمُ The people, or party, were, or became, persons whose camels had drunk the second time. (S, O, K. *) A2: اعلّهُ اللّٰهُ God caused him to be diseased, sick, or ill; (Msb, K;) as also ↓ عَلَّهُ, aor. ـُ (Msb.) One says, لَا أَعَلَّكَ اللّٰهُ, meaning May God not smite thee with a disease, a sickness, or an illness. (S, O.) b2: And اعلّهُ signifies also He made him, or pronounced him, to have an excuse (جَعَلَهُ ذَا عِلَّةٍ): whence إِعْلَالَاتُ الفُقَهَآءِ [The excusings of the lawyers]. (Msb.) 5 تعلّل بِهِ He diverted himself, (S,) or occupied himself so as to divert himself, (K,) and (S, in the K “ or ”) contented, or satisfied, himself, or he was, or became diverted, &c., with it; (S, K;) as also ↓ اعتلّ: (K:) as, for instance, with a portion of food, [so that the craving of his stomach became allayed,] before the [morning-meal called]

غَدَآء; (M voce سُلْفَةٌ, and K voce لُمْجَةٌ, &c.;) and as a beast does with the cud: (TA:) he occupied himself so as to divert himself, and fed [or sustained] himself, with it: (Har p. 23:) and he whiled away his time with it. (W p. 55.) and تعلّل بالْمَرْأَةِ He diverted himself with the woman. (K.) b2: And تعلّل signifies also He occupied himself vainly. (S and TA in art. جدب: see a verse cited voce جَادِبٌ.) b3: And He made an excuse. (KL. [See also 8.]) b4: And تَعَلَّلَتْ مِنْ نِفَاسِهَا, and ↓ تَعَالَّتْ, (K, TA,) as also تَعَالَتْ, without teshdeed, (TA, [see 5 in art. علو,]) She passed forth from her state of impurity consequent upon childbirth, (K, * TA,) and became lawful to her husband. (TA.) 6 هُوَ يَتَعَالُّ نَاقَتَهُ means He milks the عُلَالَة [q. v.] of his she-camel. (TA. [See also 3.]) And الصَّبِىُّ يَتَعَالُّ بِثَدْىِ أُمِّهِ [perhaps correctly ثَدْىَ أُمِّهِ, and app. meaning The child exhausts the عُلَالَة, or remains of milk, in the breast of his mother]. (TA.) b2: And تَعَالَلْتُ النَّاقَةَ (assumed tropical:) I elicited from the she-camel what power she had [remaining] of going on. (S, O.) b3: And تَعَالَلْتُ نَفْسِى signifies the same as تَلَوَّمْتُهَا [app. meaning I waited for myself to accomplish a want, or an object of desire, so that I might avoid blame: for تَلَوَّمَ as signifying اِنْتَظَرَ and تَنَظَّرَ is trans. as well as intrans.; and seems to be originally similar to تَأَثَّمَ and تَحَنَّثَ &c.]. (TA.) b4: See also 5, last sentence.8 اعتلّ: see 1, latter half. b2: [Hence, اعتلّت الرِّيحُ (assumed tropical:) The wind became faint, or feeble.]

A2: See also 5, first sentence. b2: Also He excused himself; or adduced, or urged, an excuse, or a plea; (MA, K, * TA; *) or he laid hold upon a plea, or an allegation. (El-Fárábee, Msb.) You say, اعتلّ عَلَيْهِ بِعِلَّةٍ (S, MA, O) He adduced, or urged, an excuse, or a plea, or pretext, for it. (MA.) And hence, اِعْتِلَالَاتُ الفُقَهَآءِ [The pleas, or allegations, of the lawyers, which they adduce, or upon which they lay hold]. (Msb.) A3: اعتلّهُ He hindered, prevented, impeded, or withheld, him; turned him back or away; retarded him; or diverted him by occupying him otherwise; from an affair. (S, O.) b2: And (S, O, in the K “ or ”) He accused him of a crime, an offence, or an injurious action, that he had not committed. (S, O, K.) R. Q. 2 تَعَلْعَلَ He, or it, was, or became, unsteady, or shaky, and lax, or uncompact. (K.) عَلْ and لَعَلْ and عَلْكَ and لَعَلْكَ: see عَلَّ, below.

A2: عَلْ عَلْ (K, TA, in the O written as one word,) A cry by which one chides sheep or goats (Yaakoob, O, K) and camels. (O.) عَلُ: see art. علو.

عَلَّ and لَعَلَّ (S, O, Mughnee, K) are dial. vars.; or the former is the original, the ل being augmentative, (S, O, Mughnee,) prefixed for the purpose of corroboration: the meaning is expectation of a thing hoped for or feared; (S, O;) importing hope, or eager desire, and fear, or caution: (S, O, K:) each is a particle, like إِنَّ and لَيْتَ and كَأَنَّ and لٰكِنَّ: (S, O:) and like عَسَى [q. v.] in meaning; but like إِنَّ in government; (Mughnee;) governing the subject in the accus. case, and the predicate in the nom.: one says, عَلَّكَ تَفْعَلُ [Maybe, or perhaps, thou wilt do such a thing], and عَلِّى أَفْعَلُ [May-be I shall do], and لَعَلِّى أَفْعَلُ; and sometimes they said, عَلَّنِى and لَعَلَّنِى; (S, O;) and one says also ↓ عَلْ and ↓ لَعَلْ, with the ل quiescent, and ↓ عَلْكَ and ↓ لَعَلْكَ: (O:) [and accord. to general usage, one says, لَعَلَّ زَيْدًا قَائِمٌ May-be Zeyd is standing:] and the tribe of 'Okeyl made each to govern the subject in the gen. case, (S, O, Mughnee,) saying, لَعَلَّ زَيْدٍ قَائِمٌ; (S, O;) and allowed the pronouncing عَلِّ and لَعَلِّ: (Mughnee:) sometimes its subject is suppressed, as in عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّمَ, meaning لَعَلَّنِى أَنْ

أَتَقَدَّمَ [May-be I shall precede]: (Ham p. 517:) the Koofees allow the mansoob aor. [immediately] after, on the authority of the reading of Hafs, [in the Kur xl. 38,] لَعَلِّى أَبْلُغَ الأَسْبَابَ [May-be I may reach the places of ascent, or the regions, or tracts, of the heavens]. (Mughnee.) Other dial. vars. of عَلّ are mentioned in art. لعل [q. v.]. (K.) عَلٌّ: see عَلَلٌ, in two places.

A2: Also [in the CK erroneously with damm to the ع in all the senses here following that are expl. in the K] An emaciated tick: (S, O:) or a big-bodied tick: or a small-bodied one: (K, TA:) pl. عِلَالٌ. (TA.) b2: And A man advanced in age, (S, O, K,) small in body, (S, O,) or slender, or spare; (K;) as being likened to the tick. (S, O.) And anything slender (دَقِيق, for رَقِيق in the K is a mistranscription, TA) in body, advanced in age. (M, K, * TA.) And A man whose skin is contracted by disease. (IDrd, O, K.) b3: Also One in whom is no good: Esh-Shenfarà says, وَلَسْتُ بِعَلٍّ [And I am not one in whom is no good: but the context seems rather to require one of the other meanings mentioned above: and another reading (بِفِلٍّ) is mentioned by De Sacy, in his Chrest. Ar., 2nd ed., ii. 359]. (O, TA.) b4: Also A man who visits women much, or often, (K, TA,) and diverts himself with them. (TA.) b5: And A big-bodied, large he-goat. (K.) عُلٌّ and عِلٌّ: see عُلْعُلٌ.

عَلَّةٌ A [single] second draught. (Mgh.) b2: and hence, (Mgh,) A woman's fellow-wife; her husband's wife: (Mgh, Msb, * K:) or, as some say, a step-mother: but the former is the more correct meaning: (Mgh:) pl. عَلَّاتٌ. (Msb.) Whence, بَنُو العَلَّاتِ The sons of one father by different mothers: as though, when he added by marriage a second wife to the first, he took a second draught. (S, * Mgh, O, * Msb, * K. *) أَوْلَادُ الأَخْيَافِ means the contr. of this: and أَوْلَادُ الأَعْيَانِ, the sons of the same father and mother. (Msb.) Accord. to IB, one says, هُمَا أَخَوَانِ مِنْ ضَرَّتَيْنِ [They two are brothers from two fellow-wives]; but they did not say, مِنْ ضَرَّةٍ: and accord. to ISh, one says, هُمْ بَنُو عَلَّةٍ and أَوْلَادُ عَلَّةٍ. (TA.) And it is said in a trad., الأَنْبِيَآءُ بَنُو عَلَّاتِ, (Mgh,) or أَوْلَادُ عَلَّاتٍ, (TA,) meaning The prophets are of different mothers, but of one religion: (T, Mgh, TA:) or of one faith, but of different religious laws or ordinances. (Nh, TA.) A2: See also عُلَالَةٌ.

عِلَّةٌ An accident that befalls an object and causes its state, or condition, to become altered. (TA.) b2: And hence, (TA,) A disease, sickness, or malady; (S, O, K, TA;) because, by its befalling, the state becomes altered from strength to weakness; so says El-Munáwee in the “ Tow-keef: ” (TA:) or a disease that diverts [from the ordinary occupations; app. regarded as being from what next follows]: pl. عِلَلٌ (Msb) [and عِلَّاتٌ]. b3: Also An accident, or event, that diverts the person to whom it occurs from his course, (S, O, K,) or from the object of his want: (M:) as though it became a second occupation hindering him from his former occupation. (S, O.) b4: and [hence,] an excuse; an apology; a plea whereby one excuses himself. (TA.) Hence, (K, * TA,) لَاتَعْدَمُ خَرْقَآءُ عِلَّةً [expl. in art. خرق]. (K, TA.) [See also another ex. in art. سأل, conj. 3.] b5: And A cause: [and particularly an efficient cause:] (M, K:) one says, هٰذَا عِلَّةٌ لِهٰذَا This is a cause of this: (M:) and هٰذِهِ عِلَّتُهُ This is its cause: (K:) [and ↓ عِلَّةٌ وَمَعْلُولٌ Cause and effect; a phrase of frequent occurrence in theological and other works:] and [sometimes عِلَّةٌ signifies a pretext, or pretence:] it is said in a trad. of 'Áïsheh, فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمٰنِ يَضْرِبُ رِجْلِى

بِعِلَّةِ الرَّاحِلَةِ, meaning And 'Abd-Er-Rahmán was beating my leg with the pretence, or pretext, of his beating the side of the camel with his leg. (TA.) b6: The phrase عَلَى عِلَّاتِهِ means In every case. (S, O, K.) Zubeyr says, إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حَيْثُ كَانَ وَاٰ كِنَّ الجَوَادَ عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِمُ [Verily the niggard is blamed wherever he be; but the liberal in all his circumstances is Herim]: (S, O:) meaning his companion Herim Ibn-Sinán El-Murree. (S in art. هرم.) عَلَلٌ and ↓ عَلٌّ [both mentioned in the first paragraph as inf. ns.] The second draught: or a drinking after drinking, uninterruptedly: (K:) or the former signifies a second drinking; one says عَلَلٌ بَعْدَ نَهَلٍ [a second drinking after a first drinking]: (S, O:) or a drinking after drinking: (Msb:) and the second watering of camels; the first being termed the نَهَل: (As, TA:) these two terms are also similarly used in relation to suckling: and one of the unknown poets says, ثُمَّ انْثَنَى مِنْ بَعْدِ ذَا فَصَلَّى

↓ عَلَى النَّبِىِّ نَهَلًا وَعَلَّا [Then he turned, or turned away or back, after that, and blessed the Prophet a first time and a second time]. (TA.) b2: Also, the former, Food that has been eaten. (Kr, TA.) [See also نَهَلٌ.]

عُلُلٌ: see عُلْعُلٌ.

عِلَالٌ: see 3; of which it is said in the K to be the subst., though app. the inf. n. عَلُولٌ Some light food with which the sick person is diverted or occupied [so as to be rendered contented]: pl. عُلُلٌ. (TA.) عَلِيلٌ Diseased, sick, or ill; (S, Msb;) and so with ة applied to a woman: (Mgh:) or, the former, rendered diseased &c. by God; [being used as the pass. part. n. of أَعَلَّهُ in the phrase اعلّهُ اللّٰهُ;] (K;) as also ↓ مُعَلٌّ, (Msb, K,) agreeably with rule, but this is seldom used; (Msb;) and ↓ مَعْلُولٌ, from عَلَّهُ اللّٰهُ; (Msb;) or this last should not be said, for, though the theologians say it, it is not of established authority. (K, * TA.) A2: عَلِيلَةٌ also signifies A woman perfumed repeatedly: (AA, O, K, TA:) and accord. to AA, ↓ مُعَلَّلٌ, as used in a verse of Imra-el-Keys, signifies perfumed time after time. (O.) [See also مُعَلِّلٌ.]

عُلَالَةٌ (S, K) and ↓ تَعِلَّةٌ (S, * K) and ↓ عَلَّةٌ, (K, TA,) with fet-h, (TA, [in the CK العِلَّةُ is put for العَلَّةُ,]) A thing with which a person, (S, K,) or a child, (TA,) is diverted, or occupied so as to be diverted, and contented, or satisfied, (S, K, TA,) such as talk, and singing, and food, &c., (Har p. 308,) [or such as a small quantity of food by which the craving of his stomach is allayed,] in order that he may be quiet. (TA.) It is said in a trad., accord. to different relations thereof, that dates are the ↓ تَعِلَّة of the child or of the guest. (TA.) b2: Also, the first, accord. to the copies of the K, What is drawn from the udder after the first فِيقَة: but accord. to IAar, what is drawn from the udder before the first فِيقَة [or milk that collects in the udder between two milkings], and before the second فيقة collects: also termed عُرَاكَةٌ and دُلَاكَةٌ: (TA:) [or] the milking that is between two milkings: (S, O:) [or] it signifies also the middle milking of the camel that is milked in the first part and the middle and the last part of the day: (K:) or, as some say, the milk that she excerns [into her udder] after the milking of the copious flow thereof. (TA.) b3: And A remaining portion of milk (S, O, K, TA) in the udder: (TA:) and (assumed tropical:) of other things: [ for instance,] (tropical:) of the course [of a beast]: (K:) (tropical:) of the running of a horse; (S, O, TA;) the former portion whereof is termed بُدَاهَةٌ: (TA:) and (assumed tropical:) of anything: (S, K:) as (tropical:) of the flesh of a sheep or goat: and (tropical:) of the strength of an old man. (TA.) عُِلِّىٌّ: see the next paragraph, in three places.

عِلِّيَّةٌ (S, O, K) and عُلِّيَّةٌ (O, K) An upper chamber; syn. غُرْفَةٌ: pl. عَلَالِىُّ. (S, O, K.) [It is mentioned also in art. علو, q. v.] b2: هُوَ مِنْ عِلِّيَّةِ قَوْمِهِ and عُلِّيَّتِهِمْ, [both mistranscribed in the CK,] and عِلْيَتِهِمْ, without teshdeed, [which belongs to art. علو,] and ↓ عِلِّيِّهِمْ and ↓ عُلِّيِّهِمْ, [which are also mistranscribed in the CK,] mean (assumed tropical:) He is of the exalted, or elevated, of his people. (K, TA.) b3: ↓ عِلِّيُّونَ mentioned in the Kur [lxxxiii. 18 and 19] is [said to be] a pl. of which the sing. is ↓ عِلِّىٌّ, or عِلِّيَّةٌ or عُلِّيَّةٌ, or a pl. having no sing., (K, TA,) [or rather it is from the Hebr.

עֶלְיוֹן

signifying “ high,” or “ higher,”] and is said to be A place in the Seventh Heaven, to which ascend the souls of the believers: or the most elevated of the Paradises; like as سِجِّين is the most elevated of the places of the fires [of Hell]: or rather it is properly a name of the inhabitants thereof; for this [sort of] pl. is peculiar to rational beings: (TA:) it is mentioned again in art. علو [in which see other explanations]. (K, TA.) عَلَّانٌ Ignorant: (O, K:) so in the saying, أَنَا عَلَّانٌ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا [I am ignorant of such and such a land]: (O:) and so, with ة, applied to a woman: (O, K:) mentioned by Aboo-Sa'eed, as being well known: but said by Az to be unknown to him. (O.) هُوَ فُلَانُ بْنُ عِلَّانٍ means He is a person unknown. (TA.) عِلِّيُّونَ: see عِلِّيَّةٌ.

عُلْعُلٌ (S, O, K) and عَلْعَلٌ (Kr, IF, O, K) The رَهَابَة [or ensiform cartilage, or lower extremity of the sternum], which is the portion of the bone that impends over the belly, resembling a tongue: (S, O, K:) or the head of the رَهَابَة of the horse: or the extremity of the rib that impends over the رَهَابَة, which is the extremity of the stomach: pl. علل [so in my original, perhaps ↓ عُلُلٌ,] and ↓ عُلٌّ and ↓ عِلٌّ [all of which are anomalous]. (TA.) b2: And The male of the قَنَابِر, (S, O,) the male قُنْبُر [or lark]; as also ↓ عَلْعَالٌ. (K.) In some one or more of the copies of the S, الذَّكَرُ مِنَ القَنَافِذِ is erroneously put for الذكر من القَنَابِرِ. (TA.) b3: And The membrum virile, (S, O,) or the penis, (K,) or the جُرْدَان, (IKh, TA,) when in a state of distention: (IKh, TA, and so in a copy of the S:) or such as, when in a state of distention, does not become hard, or strong. (K.) عَلْعَلَانٌ A species of large trees, (O, K,) the leaves of which are like those of the قُرْم. (O.) عَلْعَالٌ: see عُلْعُلٌ, second sentence.

عُلْعُولٌ Continual evil or mischief; and commotion, or tumult; and fight, or conflict. (K.) One says, إِنَّهُ لَفِى عُلْعُولِ شَرٍّ and زُلْزُولِ شَرٍّ, meaning Verily he is in a state of fighting, or conflict, and commotion, or tumult. (Fr, O.) [See also زُلْزُولٌ.]

عَالَّةٌ and [its pls.] عَوَالُّ and عَلَّى epithets applied to camels [as meaning Taking, or having taken, a second draught; and so the first applied to a single she-camel]. (TA.) It is said in a prov., عَرَضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ [He offered to me in the manner of offering water to those (camels) taking, or having taken, a second draught]; (S, O, K, TA; in the CK, عُرِضَ and سَوْمُ;) applied to one who offers food to him who does not need it; like the saying of the vulgar, عَرْضَ سَابِرِىٍّ; (TA;) i. e., without energy; for one does not offer drink to the عالّة with energy, as one does to the نَاهِلَة [or those taking, or having taken, the first draught]. (S, O, K, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 84.]) تَعِلَّةٌ an inf. n. of 2 [q. v.]. (Ham p. 91.) b2: See also عُلَالَةٌ, in two places.

مُعَلٌّ: see عَلِيلٌ.

مُعَلَّلٌّ: see عَلِيلٌ. [And see also the paragraph here following.]

مُعَلِّلٌ Giving to drink time after time. (K.) b2: And [hence,] That diverts with the saliva him who sucks it in [when kissing]; thus in a verse of Imra-el-Keys, accord. to one relation thereof; (O, and Har p. 566;) as expl. by Az; and thus, with ة, applied to a female: (Har:) but accord. to IAar, that aids with kindness after kindness (بِالْبِرِّ بَعْدَ البِرِّ [in Har على البرء بعد البرء]): another reading of the word in that verse, المُعَلَّل, has been expl. above, voce عَلِيلٌ, on the authority of AA. (O.) b3: Also Plucking fruit time after time. (K.) b4: And One who repels the collector of the [tax called] خَرَاج with excuses. (IAar, M, O, K.) b5: Also, (TA,) or المُعَلِّلُ, (S, O, K,) One of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ; [respecting which see art. عجز;] (S, O, K, TA;) because it diverts men by somewhat of an alleviation of the cold: (S, O, TA:) or, accord. to some, it is called مُحَلِّلْ. (TA.) مَعْلُولٌ: see عَلِيلٌ: A2: and see عِلَّةٌ: and also 1, last sentence.

يَعْلُولٌ A pool of water left by a torrent, white, and flowing in a regular, or continuous, course, one portion following another: (As, O, K, TA:) or, accord. to Suh, in the R, [simply] a pool of water left by a torrent; so called because it waters the ground a second time (يَعُلُّ الأَرْضَ بِمَائِهِ [after its having been watered by the rain]): pl. يَعَالِيلُ. (TA.) b2: And A dye (صِبْغ) that is imbided (عُلَّ) one time after another: (O, K:) or, accord. to 'Abd-El-Lateef El-Baghdádee, a garment, or piece of cloth, dyed, and dyed again. (TA.) b3: Accord. to AA, [app. as applied to camels,] يَعَالِيلُ signifies That have drunk one time after another; and has no sing.: but it is said on other authority to signify that go away at random to pasture (اَلَّتِى تَهْمِى) one time after another; and to have for its sing. يَعْلُولٌ: and some say that it signifies such as are excessive in respect of whiteness. (TA.) b4: Also, the sing., Rain after rain: (AO, O, K:) pl. as above. (TA.) b5: And the pl., (S, M, O, TA,) [accord. to the context in the K the sing., which is clearly wrong,] Bubbles (حَبَاب, M, K, TA, [in the CK حُباب,] and نُفَّاخَات, S, O, K, [both, I think, evidently meaning thus,]) upon water; (S, M, O, K;) said to be from the falling of rain; and to be used in a verse of Kaab Ibn-Zuheyr for ذَاتُ يَعَالِيلَ as meaning having bubbles: (TA:) sing. as above. (O.) b6: And Clouds disposed one above another; (S, O;) sing. as above: (S:) or [simply] clouds; so in the R; to which ISd adds containing rain: (TA:) or white clouds; (K, TA; a meaning assigned in the K to the sing.;) but this is said by Niftaweyh in explanation of the phrase بِيضٌ يَعَالِيلُ in a verse of Kaab Ibn-Zuheyr to which reference has been made above: (TA:) or [the sing. signifies] a white portion of clouds. (M, K.) b7: The pl. is also said to signify Lofty mountains; and Suh adds, from the upper parts of which water descends. (TA.) A2: Also, the sing., A camel having two humps. (IAar, O, K.) b2: And A camel such as is termed أَفِيل [q. v.]. (O.)

عبل

عبل: عَابَل: لامس ففي ألف ليلة (2: 75):
وشيخ في جهات الأرض يمشي ... ولحيته تعابل ركبتيه
وكذلك في طبعة بولاق.
مِعْبَلة: عبارة ديوان الهذليين موجودة في (ص76 البيت 2).
ع ب ل

فيه عبالة، وفرس عبل الشّوى. قال:

خبطناهم بكلّ أرح نهد ... كمرضاخ النوى عبل وقاح
(عبل) بِهِ عبلا ذهب وَالشَّجر حت ورقه وَالشَّيْء رده وحبسه يُقَال مَا عبلك عَنَّا وقطعه وَيُقَال عبلته عبول أَصَابَته الْمنية

(عبل) عبلا غلظ وضخم وابيض فَهُوَ عبل

(عبل) عبالة عبل فَهُوَ عبل
(عبل) - في صفة سَعْد بن مُعَاذ، - رضي الله عنه -: "كان عَبْلًا من الرِّجالِ"
: أي ضَخْمًا. يقال: عَبُل يَعبُل عَبالةً.
قال ابنُ الأَعرابي: غُلامٌ عَبْلٌ: سَمِين، والجمع عُبُل ، وهو ذو عَبالَة: أي مَؤُونَةٍ وثِقَل.
ع ب ل : عَبُلَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ عَبَالَةً فَهُوَ عَبْلٌ مِثْلُ ضَخُمَ ضَخَامَةً فَهُوَ ضَخْمٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَرَجُلٌ عَبْلُ الذِّرَاعِ ضَخْمُ الذِّرَاعِ وَامْرَأَةٌ عَبْلَةٌ تَامَّةُ الْخَلْقِ.

وَالْعَبَالُ وِزَانُ سَلَامٍ
الْوَرْدُ الْجَبَلِيُّ. 

عبل


عَبَلَ(n. ac. عَبْل)
a. Stripped off the leaves of (free).
b. Repelled; impeded, withheld.
c. [Bi], Carried off.
عَبِلَ(n. ac. عَبَل)
عَبُلَ(n. ac. عَبَاْلَة)
a. Was big, thick, bulky.

عَبَّلَa. see I (a)
أَعْبَلَa. Became big, thick.
b. Became white.
عَبْل
(pl.
عِبَاْل)
a. Big, thick, stout, bulky.

عَبْلَةa. Abla, A proper name
( fem.).
b. fem. of
عَبْل
عَبَل
(pl.
أَعْبَاْل)
a. Falling leaf; opening leaf.

عَبِلa. see 1
أَعْبَلُa. White rock or mountain.
b. Granite.

مِعْبَلَة
(pl.
مَعَاْبِلُ)
a. Broad-headed arrow.

عَاْبِلa. see 26 (a)
عَبَاْلa. Mountain-rose.

عَبُوْلa. Stout, fat.
b. Death.
ع ب ل: رَجُلٌ (عَبْلُ) الذِّرَاعَيْنِ أَيْ ضَخْمُهُمَا وَفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى أَيْ غَلِيظُ الْقَوَائِمِ وَقَدْ (عَبُلَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَامْرَأَةٌ (عَبْلَةٌ) أَيْ تَامَّةُ الْخَلْقِ وَالْجَمْعُ (عَبْلَاتٌ) وَ (عِبَالٌ) مِثْلُ ضَخْمَاتٍ وَضِخَامٍ. وَ (عَبَلَ) الشَّجَرَةَ حَتَّ وَرَقَهَا وَبَابُهُ ضَرَبَ وَفِي الْحَدِيثِ: «فِي شَجَرَةٍ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا فَهِيَ لَا تُسْرَفُ وَلَا تُعْبَلُ وَلَا تُجْرَدُ» أَيْ لَا تَقَعُ فِيهَا سُرْفَةٌ وَلَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَأْكُلُهَا الْجَرَادُ. 
عبل
العَبْلُ: الضَّخْم: يُقال: عَبُلَ عَبَالَةً وعَبِلَ عَبَلاً؛ فهو أعْبَل: أي أبْيَض غَليظٌ. وجَبَلٌ أعْبَل. وصَخْرةٌ عَبْلاء. وعَبَلْتُه عَبْلاً: قَطَعْتَه. وعابَلَني عَبُوْلُ: أي المَنِيَّةُ. ويُقال للدّاهِيَة أيضاً.
وعَبَلَ به: ذَهَبَ به. وعُبِلَ عَبْلاً: حَبَسَه أمْرٌ، وكأنَّه من عَبَلْتُه: أي رَمَيْتُه بِمَعْبَلَةٍ. والمِعْبَلُ: ما يُعْبَلُ به الشَّجَرُ أي يُقْطَعُ. وعَبَلْتُه: خَبَطْتَ عَبَلَهُ وهو كُلُّ وَرَقٍ مَفْتُولٍ كَوَرَقِ الأرْطى والأثْل. وأعْبَلَ: نَبَتَ عَبَلُه، وأْلقَى عَبَلَه أيضاً. والمُعَبِّلُ: الذي معه مَعَابِلُ من السَّهَام.
وامْرَأةٌ عَبِيْلَةٌ: ضَخْمةٌ. وعَبْلاَءُ: طَويلةٌ حَسَنَة. وألْقى عليه عَبَالَّتَه: أي ثِقْلَه.
[عبل] في ح العبلة الخندق: فوجدوا "أعبلة"، الهروي: الأعبل والعبلاء حجارة بيض، والأعبلة جمع على غير هذا الواحد. وفي صفة سعد: كان "عبلا" من الرجال، أي ضخمًا. ش: ومنه: "عبل" العضدين والذراعين والأسافل، وهو بفتح مهملة وسكون موحدة، والأسافل الفخذان والساقان. نه: وفيه: فإن هناك سرحة "لم تعبل"، أي لم يسقط ورقها، عبلت الشجرة عبلًا إذا أخذت ورقها، وأعبلت إذا طلع ورقها وإذا رمت به أيضًا، والعبل الورق. وفيه: وجاء عامر برجل من "العبلات"، هو بالحركة اسم أمية الصغرى من قريش، والنسب إليهم عبلى بالسكون. ن: هو بفتح عين وموحدة أمية وأخواه نوفل وعبد الله بنو عبد شمس، نسبوا إلى أمهم عبلة. نه: تكنفتكم غوائله وأفصدتكم "معابله"، هي نصال عراض طوال، جمع معبلة. ومنه: تزل عن صفحتي "المعابل".
[عبل] رجلٌ عَبْلُ الذراعين، أي ضخمهما. وفرسٌ عَبْلُ الشَوى، أي غليظ القوائم. وقد عَبُلَ بالضم عَبالَةً. وامرأةٌ عَبْلَةٌ: تامّة الخلقِ، والجمع عبلات وعبال، مثل ضخمات وضخام. وعبلة: اسم جارية، وأمية الصغرى وهم من قريش، ويقال لهم العبلات بالتحريك، والنسبة إليهم عبلى ترده إلى الواحد، لان أمهم اسمها عبلة. وعبلت الحبل عَبْلاً: فَتَلته. والعَبَلُ بالتحريك: الهَدَبُ، وهو كل ورقٍ مفتولٍ، مثل ورق الأَرْطَى والأثْل والطَرْفاء ونحو ذلك. قال ابن السكيت: يقال أَعْبَلَ الأرطى، إذا غلُظ هَدَبُهُ في القَيظ واحمرّ، وصلح أن يُدْبَغَ به. قال ذو الرمّة: إذا ذابَتِ الشمسُ اتَّقَى صَقَراتِها بأفنانِ مربوعِ الصَريمةِ مُعْبِلِ وعَبَلْتُ الشجرة أعْبِلُها عَبْلاً، إذا حَتَّتَ ورقَها. الأصمعي: أعْبَلَتِ الشجرةُ: سقطَ ورقها. وفي الحديث في شجرة: " سر تحتها سبعون نبيا، فهى لا تسرف ولا تعبل ولا تجرد " أي لا تقع فيها سرفة، ولا يسقط ورقها، ولا يأكلها الجراد. والاعبل: حجارة بيض. وصخرة عَبْلاء أي بيضاء، والجمع عِبالٌ مثل بطحاء وبطاح. والمِعْبَلَةُ: نَصْلٌ عريضٌ طويلٌ. قال الكسائي: عَبَلْتُ السهمَ: جعلت فيه مِعْبَلَةً. والعَبالُ مُخَفَّفٌ: الوردُ الجَبَليُّ. ويقال ألقى عليه عبالته، بتشديد اللام ، أي ثقله. والعنبل والعنبلة: البظر. والعنابل: الغليظُ. وقال : والقوسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ تَزِلُّ عن صفحته المعَابِلُ
(ع ب ل)

العَبْلُ: الضخم من كل شَيْء، وَالْأُنْثَى عَبْلَةٌ وَجَمعهَا عِبالٌ.

وَقد عَبُلَ عَبالَةً فَهُوَ أعْبَلُ: غلظ وأبيض.

وجبل أعْبَلُ، وصخرة عَبْلاءُ: بَيْضَاء صلبة وَقيل العَبْلاءُ: الصَّخْرَة من غير أَن تخص بِصفة، فَأَما ثَعْلَب فَقَالَ: لَا يكون الأعْبَلُ والعَبْلاءُ إِلَّا أبيضين، وَقَول أبي كَبِير الْهُذلِيّ:

صَدْيانَ أجْرَى الطَّرْفَ فِي مَلْمُومَةٍ ... لَوْنُ السَّحابِ بهَا كَلَوْنِ الأعْبَلِ

عَنى بالأَعْبَلِ الْمَكَان ذَا الْحِجَارَة الْبيض.

والعَبَنْبَلُ: الشَّديد الْعَظِيم مُشْتَقّ من ذَلِك، قَالَت امْرَأَة:

كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئا عَبَنْبَلاَ ... يَهْوَى النَساءَ ويُحِبُّ الغَزَلاَ

والعَبَلُ: كل ورق مفتول غير منبسط كورق الأرطى والأثل والطرفاء وَأَشْبَاه ذَلِك، وَقيل: هُوَ ثَمَر الأرطى، وَقيل: هُوَ هدبة إِذا غلظ فِي القيظ واحمرَّ وَصلح أَن يدبغ بِهِ. وَقيل: العَبَلُ: الْوَرق الدَّقِيق. وَقيل: هُوَ شبه الْوَرق، وَلَيْسَ بِهِ.

والعَبَلُ: الْوَرق السَّاقِط والطَّالع، ضد. وَقد أعْبَلَ الشّجر، فيهمَا، قَالَ ذُو الرمة:

إِذا ذَابتِ الشمْسُ اتَّقى صَقَرِاتها ... بأفْنانِ مرْبُوع الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: أعْبَلَ الشّجر: إِذا خرج ثمره، قَالَ: وَلم أجد ذَلِك مَعْرُوفا.

وعَبَلَ الشّجر عَبْلاً: حث عَنهُ الْوَرق.

وَألقى عَلَيْهِ عَبالَّتَهُ: أَي ثقله. وَالتَّخْفِيف فِيهَا لُغَة، عَن اللحياني.

والمِعْبَلَةُ: نصل طَوِيل عريض. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ حَدِيدَة مصفحة لَا عير لَهَا.

وعَبَلَ السهْم: جعل فِيهِ مِعْبَلةً.

والعَبُولُ: الْمنية. وعَبَلتْه عَبُولٌ، كَقَوْلِهِم: غالته غول، قَالَ المرار الفقعسي:

وإنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ وإنّي ... بِبَعْضِ الأَرْض عابِلَتي عَبُولُ

وَمَا عَبَلَك: أَي مَا شغلك وحبسك.

والعَبَالُ: الجبلى من الْورْد وَهُوَ يغلظ ويعظم حَتَّى تقطع مِنْهُ العصي، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة. قَالَ: ويزعمون أَن عَصا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَانَت مِنْهُ.

وَبَنُو عَبِيلٍ قَبيلَة قد انقرضوا.

وعَبْلَةُ اسْم. والعَبَلاتُ بطن من بني أُميَّة الصُّغْرَى من قُرَيْش نسبوا إِلَى أمّهم عَبْلَةَ إِحْدَى نسَاء تَمِيم حركوا ثَانِــيَة على من قَالَ فِي التَّسْمِيَة حَارِث، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: النّسَب إِلَيْهِ عَبْلِىٌّ على مَا يجب فِي الْجمع الَّذِي لَهُ وَاحِد من لَفظه.

والعَبْلاءُ مَوضِع.

وعَوْبَلٌ: اسْم.

عبل

1 عَبُلَ, [aor. ـُ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَبَالَةٌ, (S, O, Msb,) He, or it, was, or became, large, big, bulky, or thick; (S, O, Msb, K;) as also عَبَلَ, aor. ـُ (K,) inf. n. عُبُولٌ; (TK;) and عَبِلَ, aor. ـَ (K,) inf. n. عَبَلٌ. (TA.) A2: عَبَلَهُ, (Az, O, * K,) [aor., app., عَبِلَ, as in other senses of the trans. verb,] inf. n. عَبْلٌ, (Az, TA,) He cut it, or cut it off, (Az, O, * K,) so as to extirpate it: this is the primary signification [of the trans. verb]. (Az, TA.) ↓ عَبَلَتْهُ عَبُولُ, (O, K, [but in the copies of the K erroneously written عَبُولٌ,]) said of a man when he has died, (O,) means, (K,) or is like, (O,) شَعَبَتْهُ شَعُوبُ [Death separated him from his companions; or, accord. to the primary signification of the verb, death cut him off, or extirpated him]; (O;) or اِشْتَعَبَتْهُ شَعُوبٌ. (K. [But correctly as in the O.]) b2: عَبَلَ الشَّجَرَةَ, aor. ـِ (S, O, K,) inf. n. عَبْلٌ, (S, O,) He removed the leaves from the tree; (S, O, K;) as also ↓ عَبَّلَهَا. (CK: but not in my MS. copy of the K, nor in the TA.) b3: And عَبَلَهُ, (IAar, O, K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He repelled it; (IAar, O, K;) namely, a thing. (K.) [See also the pass. part. n., below.] b4: And He, or it, hindered, prevented, impeded, or withheld, him; (O, K, TA;) and diverted him by occupying him otherwise. (TA.) One says, مَا عَبَلَكَ i. e. What diverted thee by occupying thee otherwise? and hindered thee, &c.? (TA.) b5: And عَبَلْتُ الحَبْلَ, inf. n. عَبْلٌ, I twisted the rope. (S, O.) A3: عَبَلْتُ السَّهْمَ, (Ks, S, O, K,) aor. ـِ (Ks, O, TA,) inf. n. عَبْلٌ, (TA,) I put, or made, to the arrow a مِعْبَلَة. (Ks, S, O, K.) b2: And عَبَلْتُهُ I shot him, or shot at him, with a مِعْبَلَة. (O.) A4: عَبَلَ بِهِ He went away with, or took away, him, or it. (O, K.) A5: عبل الشَّجَرُ [app. عَبَلَ, but perhaps a mistranscription for أَعْبَلَ, q. v.,] The trees put forth their leaves: on the authority of Az. (TA.) 2 عَبَّلَ see the preceding paragraph.4 اعبل He, or it, was, or became, thick and white: (K:) originally used in relation to the fore arms. (TA.) A2: اعبل الشَّجَرُ The trees put forth their [leaves termed] عَبَل: and the trees dropped their leaves: thus having two contr. significations: (O, K: *) or اعبل الأَرْطَى the [trees called]

ارطى became in the state in which their هَدَب [or عَبَل (q. v.)] were thick, in the hot season, and red, and fit to be used for tanning therewith: and, accord. to As, اعبلت الشَّجَرَةُ signifies the tree dropped its leaves: (S:) accord. to En-Nadr, اعبلت الأَرْطَاةُ signifies the ارطاة put forth its leaves: and also, dropped its leaves: (Az, TA:) and ISd mentions, on the authority of AHn, اعبل الشَّجَرُ as meaning the trees put forth their fruit; but he says, “I have not found this to be known. ” (TA.) [See also 1, last sentence.]

عَبْلٌ Large, big, bulky, or thick; (S, O, Msb, K;) as also ↓ عَبِلٌ: (K:) fem. of the former with ة: and pl. [masc.] عِبَالٌ, (S, O, K, TA,) like ضِخَامٌ [pl. of the syn. ضَخْمٌ]: and the pl. of عَبْلَةٌ is عَبْلَاتٌ, (S, O, TA,) [with the ب quiescent,] because it is an epithet. (TA.) It is applied in this sense to anything. (K.) Thus, in a trad., it is applied to a man. (TA.) And one says رَجُلٌ عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ A man large, &c., in the fore arms. (S, O, Msb. *) And فَرَسٌ عَبْلٌ الشَّوَى A horse thick in the legs. (S, O.) And اِمْرَأَةٌ عَبْلَةٌ A woman complete, or perfect, in make or formation. (S, O, Msb.) And ↓ اِمْرَأَةٌ عَبِيلَةٌ A large, big, bulky, (Ibn-'Abbád, O,) or thick, woman. (Ibn-'Abbád, O, K. *) And ↓ عَابِلٌ applied to a boy, or young man, signifies Fat: and [so] ↓ عَبُولٌ applied to a woman: pl. of both عُبُلٌ. (TA.) عَبَلٌ i. q. هَدَبٌ i. e. (S, O) Any leaves that are [as though they were] twisted, (S, O, K,) not expanded, (K,) [generally meaning slender sprigs, like strings, garnished with minute, amplexicaul, appressed, acute leaves, overlying one another like the scales of a fish,] such as those of the طَرْفَآء (S, O, K) and of the أَرْطَى and of the أَثْل and the like of these: (S, O:) and, (K,) as some say, (TA,) the fruit of the ارطى: (K, TA:) and, (K,) as some say, (TA,) the هَدَب thereof, when they have become thick, (K, TA,) in the hot season, and red, (TA,) and fit to be used for tanning therewith: or slender leaves: (K, TA:) or the like of leaves, but not [what are commonly called] leaves: (TA:) or such as are falling thereof; (K, TA;) i. e., of leaves: (TA:) and [in the CK “ or ”] such as are coming forth (K, TA) thereof: (TA:) thus having two contr. significations. (K, TA.) عَبِلٌ: see عَبْلٌ, first sentence.

عَبَالٌ The mountain-rose (وَرْد جَبَلِىّ [one of the appellations now applied to the eglantine, or sweet brier, more commonly called the نِسْرِين]): (S, Msb, K:) AHn says, and Arab of the desert informed me that the عَبَال is the rose of the mountain (وَرْدُ الجَبَلِ), of which is the white, and the red, and the yellow; (O, TA;) having a goodly hip (دَلِيك [thus correctly written in the O, but afterwards altered to دِلِّيك,]) in size and redness like the full-grown, unripe date, which, when it becomes ripe, is sweet, and delicious, like the fresh ripe date, and is sent from one to another as a present: (O:) [n. un. with ة:] the عَبَالَة, he says, has short, curved thorns, its rose is sweet-scented, and it grows so as to compose thickets, (O, TA,) and is depastured, (O,) and it becomes thick, (K,) and staves (O, K) thick and good, (O,) or thick and strong, (TA,) are cut from it: (O, K, TA:) the staff of Moses is said to have been from it: (K, TA:) or, as AHn says, the people assert that the staff of Moses was an عَبَالَة. (O.) عَبُولٌ: see عَبْلٌ, last sentence.

A2: عَبُولُ [said in the K to be like صَبُور, but it is imperfectly decl., as a fem. proper name,] Death; or the decree of death; syn. المَنِيَّةُ. (K.) See 1, third sentence: and see also عَابِلٌ.

عَبَالَة: see عَبَالَّتَهُ.

اِمْرَأَةٌ عَبِيلَةٌ: see عَبْلٌ.

أَلْقَى عَلَيْهِ عَبَالَّتَهُ, with teshdeed to the ل, (S, O, K,) [of a rare form, like حَمَارَّةٌ, q. v.,] and ↓ عَبَالَتَهُ, without teshdeed, (Lh, K,) He threw upon him his weight. (S, O, K.) عَابِلٌ: see عَبْلٌ, last sentence.

A2: ↓ عَابِلَتِى عَبُولُ is a saying of the Arabs like their saying شَاجِنَتِى

شَجُونُ [i. e., app., meaning My separater from my companions is death, or shall be death alone]. (L in art. شجن: see شَجُونُ.) عَبَنْبَلٌ Great, (AA, O, K, TA,) big, or bulky, (TA,) and strong. (K, TA.) أَعْبَلُ A mountain of which the stones are white: (K:) or rough, rugged, or thick, stone, which may be red, and may be white, and may be black, (ISh, O, K, *) and may be a rugged, high mountain: (ISh, O:) expl. in the S as meaning white stones; but correctly, as IB says, white stone: and أَعْبِلَةٌ is an irreg. pl. thereof. (TA.) b2: And [the fem.] عَبْلَآءُ signifies A rock: (K, TA: [in the CK, أَو should be inserted after الصَّخْرَةُ:]) or a white rock: (Th, S, K, TA:) or a white, hard rock: (TA:) pl. عِبَالٌ, like بِطَاحٌ pl. of بَطْحَآءُ. (S, TA.) And A white [hill, or eminence such as is termed] أَكَمَة. (TA.) and A narrow strip (طَرِيدَةٌ) in the midst of a land, the stones of which are white, resembling the stones from which fire is struck, and sometimes people do strike fire with some of them: they are not what are called مَرْو; [but] resembling بِلَّوْر [i. e. crystal]. (TA.) مِعْبَلٌ An implement with which trees are cut [down]. (TA.) مِعْبَلَةٌ A broad and long arrow-head: (As, S, O, K:) or an iron [arrow-head] made broad, and having no عَيْر [or central ridge]: (AHn, TA:) pl. مَعَابِلُ. (O, K.) [See also سِرْوَةٌ. b2: Also An arrow having a broad head. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

مُعَبِّلٌ One having with him مَعَابِل [pl. of مِعْبَلَة] of arrows. (Ibn-'Abbád, O, K.) مَعْبُولٌ [pass. part. n. of عَبَلَهُ; as such, Cut, &c.: b2: and] Repelled: thus in the following verse, cited by IAar: هَا إِنَّ رَمْيِى عَنْهُمُ لَمَعْبُولْ فَلَا صَرِيخَ الْيَوْمَ إِلَّا الْمَصْقُولْ [Now verily my shooting in defence of them is repelled; so there is no aider to-day but the polished sword]: the speaker was shooting at his enemy, and the shooting availed not at all; so he fought with the sword. (O.)

عبل: العَبْلُ: الضَّخْم من كل شيء. وفي صفة سعد بن معاذ: كان عَبْلاً

من الرِّجال أَي ضَخْماً، والأُنثى عَبْلة، وجمعها عِبالٌ. وقد عَبُلَ،

بالضم، عَبالةً، فهو أَعْبَلُ: غَلُظ وابْيَضَّ، وأَصله في الذراعين،

وجارية عَبْلة، والجمع عَبْلاتٌ لأَنها نَعْتٌ. ورَجُل عَبْلُ الذِّراعين أَي

ضَخْمُهما. وفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى أَي غليظ القوائم. وامرأَة عَبْلة

أَي تامَّة الخَلْق، والجمع عَبْلاتٌ وعِبالٌ مثل ضَخْماتٍ وضِخام.

الأَصمعي: الأَعْبَل والعَبْلاء حجارة بِيضٌ؛ وأَنشد في صفة ناب الذئب:

يَبْرُق نابُه كالأَعْبَل

أَي كحَجر أَبيض من حجارة المَرْو؛ قال ابن بري: قال الجوهري الأَعبَل

حجارة بِيضٌ، وصوابه الأَعبل حَجر أَبيض لأَن أَفْعَل من صفة الواحد

المذَكَّر؛ قال أَبو كبير:

لَوْنُ السَّحابِ بها كلَوْن الأَعبَل

قال: ويجوز أَن يريد بالأَعبَل الجنس كما قال:

والضَّرْبُ في أَقْبالِ مَلْمُومةٍ،

كأَنَّما لأْمَتُها الأَعْبَل

وأَقبال: جمع قَبَلٍ لما قابَلك من جَبَل ونحوه، وجمع الأَعْبَل

أَعْبِلةٌ على غير الواحد. وفي الحديث: أَن المسلمين وَجَدوا أَعْبِلةً في

الخَنْدَق. والعَبْلاء: الطَّريدة في سَواء الأَرض حِجارتها بِيضٌ كأَنها

حجارة القدَّاح، وربما قدَحوا ببعضها وليس بالمَرْوِ كأَنها البِلَّوْر.

والأَعْبَلُ: حَجرٌ أَخشن غليظ يكون أَحمر، ويكون أَبيض، ويكون أَسود، كلٌّ

يكون جَبلٌ غليظ

(* قوله «جبل غليظ» هكذا في الأصل والتهذيب والتكملة،

وعبارة القاموس: والاعبل الجبل الأبيض الحجارة أو حجر اخش غليظ يكون أحمر

وأبيض وأسود) في السماء. وجبَلٌ أَعْبَل، وصخرة عَبْلاء: بيضاء صُلْبة،

وقيل: العَبْلاء الصخرة من غير أَن تُخَصّ بصفة، فأَما ثعلب فقال: لا يكون

الأَعْبَل والعَبْلاء إِلاّ أَبيَضين؛ وقول أَبي كبير الهُذَلي:

صَدْيانَ أُجْري الطِّرْفَ في مَلمومةٍ،

لَوْنُ السَّحابِ بها كَلوْن الأَعْبَل

عَنى بالأَعْبل المكان ذا الحجارة البيض.

والعَبَنْبَل: الضَّخْم الشديد، مشتقٌّ من ذلك؛ قالت امرأَة:

كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئاً عَبَنْبَلا،

يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلا

وغُلامٌ عابِلٌ: سَمين، وجمعه عُبَّل. وامرأَة عَبُول: ثَكُولٌ، وجمعها

عُبُل.

والعَبَل، بالتحريك: الهَدَبُ وهو كل ورق مفتول غير مُنْبَسط كوَرق

الأَرْطى والأَثْل والطَّرْفاء وأَشباه ذلك؛ ومنه قول الراجز:

أَوْدَى بلَيْلى كُلُّ نَيَّافٍ شَوِل،

صاحبِ عَلْقى ومُضاضٍ وعَبَل

وقيل: هو ثمر الأَرْطى، وقيل: هو هَدَبه إِذا غَلُظ في القَيْظ

واحْمَرَّ وصَلَحَ أَن يُدْبغ به؛ قال ابن السكيت: أَعْبَلَ الأَرْطى إِذا غَلُظ

هَدَبُه في القيظ، وقيل: العَبَل الوَرق الدقيق، وقيل: العَبَل مثل

الوَرَق وليس بوَرق، والعَبَل: الوَرق الساقط والطالعُ، ضِدٌّ، وقد أَعْبَل

فيهما. قال الأَزهري: سمعت غير واحد من العرب يقول غَضاً مُعْبِلٌ وأَرْطى

مُعْبِلٌ إِذا طَلَع ورَقُه، قال: وهذا هو الصحيح؛ ومنه قول ذي الرمة:

إِذا ذابَتِ الشَّمْس اتَّقى صقَراتِها

بأَفنانِ مَرْبوعِ الصَّرِيمة مُعْبِل

وإِنما يَتَّقي الوَحْشيُّ حَرَّ الشمس فأَفنان الأَرطاة التي طَلَع

وَرقُها، وذلك حين يَكْنِس في حَمْراء القَيْظ، وإِنما يسقُط ورقها إِذا

بَرَد الزمانُ ولا يَكْنِس الوحشُ حينئذ ولا يتَّقي حرَّ الشمس؛ وقال النضر:

أَعبَلَت الأَرْطاةُ إِذا نبَت ورَقُها، وأَعبلت إِذا سقط ورقُها، فهي

مُعْبِلٌ. قال الأَزهري: جعَل ابنُ شُميل أَعْبَلَت الشجرة من الأَضداد،

ولو لم يحفظه عن العرب ما قاله لأَنه ثقة مأْمون. وحكى ابن سيده عن أَبي

حنيفة: أَعْبَل الشجرُ إِذا خرج ثمره، قال: وقال لم أَجد ذلك معروفاً.

وقال الأَزهري: عَبَلَ الشجرُ إِذا طَلَع ورَقُه. وعَبل الشجرَ يَعْبِله

عَبْلاً: حَتَّ عنه ورقَه. وأَلقى عليه عَبالَّته، بالتشديد، أَي ثِقْله،

والتخفيف فيها لغة؛ عن اللحياني. وفي الحديث: أَن ابن عمر، رضي الله عنه،

قال لرجل: إِذا أَتيت مِنىً فانتهيت إِلى موضع كذا وكذا فإِنَّ هناك

سَرْحةً لم تُعْبَل ولم تُجْرَد ولم تُسْرَف سُرَّ تحتها سبعون نبيًّا فانزِلْ

تحتها؛ قال أَبو عبيد: لم تُعْبَل لم يَسْقُط ورقُها؛ والسَّرْو

والنَّخْل لا يُعْبَلان، وكل شجر نبت ورقه شتاء وصيفاً فهو لا يُعْبَل؛ وقوله لم

تُجْرَد أَي لم يأْكلها الجراد. والمِعْبَلة: نَصْلٌ طويل عريض، والجمع

مَعابل؛ وقال عنترة:

وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وَقِيعُ

وقال الأَصمعي: من النِّصال المِعْبَلة وهو أَن يُعَرَّض النَّصْل

ويُطَوَّل؛ وقال أَبو حنيفة: هي حديدة مُصَفَّحة لا عَيَر لها. وعَبَلَ

السَّهْمَ: جعل فيه مِعْبَلةً؛ ومنه حديث عليّ، رضوان الله عليه: تَكَنَّفَتْكم

غَوائلُه وأَقْصَدَتْكم مَعابِلُه. وفي حديث عاصم بن ثابت: تَزِلُّ عن

صَفْحَتَي المَعابِل.

والعَبُولُ: المَنِيَّة. وعَبَلَتْه عَبول: كقولهم غالَتْه غُولٌ؛ قال

المَرَّار الفَقْعسِيُّ:

وإِنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ، وإِنِّي

ببَعْضِ الأَرْضِ عابِلَتي عَبُول

ويقال للرجل إِذا مات: عَبَلَتْه عَبُول، مثل اشْتَعَبَتْه شَعُوب؛ قال

الأَزهري: وأَصل العَبْل القطعُ المستأْصِل؛ وأَنشد: عابلتي عَبُول. وما

عَبَلَكَ أَي ما شَغَلَك وحَبَسَك.

والعَبالُ: الجَبَليُّ من الوَرْدِ وهو يَغْلُظ ويَعْظُم حتى تُقْطَع

منه العِصيُّ؛ حكاه أَبو حنيفة، قال: ويزعمون أَن عصا موسى، عليه السلام،

كانت منه.

وبَنو عَبِيل: قبيلةٌ قد انقرضوا. وعَبْلةُ: اسم، وقال الجوهري: اسم

جارية. والعَبَلاتُ، بالتحريك: بطن من بني أُمية الصُّغْرى من قريش نَسِبوا

إِلى أُمهم عَبْلة، إِحدى نساء بني تميم، حرَّكوا ثانــيه

(* قوله «حركوا

ثانــيه إلخ» لا يخفى ان عبلة الوصف يجمع على عبلات بتسكين الــثانــي كما تقدم

فلما نقل من الوصفية الى الاسمية وجب في جمعه اتباع عينه لغائه لقوله في

الخلاصة: والساكن العين الثلاثي اسماً إلخ وبهذا النقل اشبه حارثاً) على

من قال في التسمية حارث؛ قال سيبويه: النَّسَب إِليه عَبْليٌّ، بالسكون،

على ما يجب في الجمع الذي له واحد من لفظه؛ قال الجوهري: تردُّه إِلى

الواحد لأَن أُمَّهم اسمها عَبْلة. وفي حديث الحديبية: وجاء عامر برَجُلٍ من

العَبَلات. أَبو عمرو: العَبْلاء مَعْدِن الصُّفر في بلاد قيس.

والعَبْلاء: موضع. وعَوْبَل: اسم. ويقال: عَبَلْتُه إِذا رَدَدْته؛

وأَنشد:ها إِنَّ رَمْيِ عَنْهُمُ لمَعْبُول،

فلا صَرِيخَ اليومَ إِلاَّ المَصْقول

كان يَرْمي عَدُوَّه فلا يُغْني الرَّمْيُ شيئاً فقاتل بالسيف وقال هذا

الرجز، والمَعْبول: المردود.

عبل
الْعَبَلُ: الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، ومنهُ الحَدِيثُ فِي صِفَةِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ: كانَ عَبْلاً مِنَ الرِّجالِ، ورَجُلٌ عَبْلُ الذِّراعَيْنِ: أَي ضَخْمُهُما، وفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى: أَي غَلِيظُ الْقَوائِمِ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(سَلِيمُ الشَّظَى عَبْلُ الشَّوَى شَنِجُ النَّسَا ... لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلى الْفَالِ)
وهِيَ بِهَاءٍ، ج عِبَالٌ، كَجِبَالٍ، وضِخَامٍ، وجَمْعُ عَبْلَةَ عَبْلاَتٌ، لأَنَّهُ نَعْتٌ. وَقد عَبُلَ، كَكَرُمَ، عَبالَةً، وكَذا عَبَلَ، مِثْلُ نَصَرَ: أَي ضَخُمَ، فَهُوَ أَعْبَلُ، وعَبِلَ، كفَرِحَ، عَبَلاً، فَهُوَ عَبِلٌ، كَكَتِفٍ، وأَعْبَلُ: أَي غَلُظَ وابْيَضَّ، وأَصْلُهُ فِي الذِّراعَيْنِ. والْعَبْلاَءُ: الصَّخْرَةُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخَصَّ بِصِفِةٍ، أَو الْبَيْضَاءُ مِنْهَا، كَما فِي الصِّحاحِ، وكَذا قَيَّدَهُ ثَعْلَب، زادَ غيرُه: الصُّلْبَةُ، وجَمْعُها عِبَالٌ، كبَطْحَاءَ وبِطَاحٍ. والعَبَنْبَلُ، كسَمَنْدَلٍ: الضَّخْمُ، الشَّدِيدُ، الْعَظِيمُ، عَن أبي عَمْروٍ، وأَنْشَدَ: سَمَّيْتُ عَوْدِي الخَيْطَفَ الهَمَرْجَلاَ الهَوْزَبَ الدِّلْهَاثَة العَبَنْبَلاَ وَقَالَت امْرَأَةٌ: كنتُ أُحِبُّ نَاشِئاً عَبَنْبَلاَ) يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلاَ والعَبَلُ، مُحَرِّكَةً، الهَدَبُ، وَهُوَ كُلُّ وَرَقٍ مَفْتُولٍ، وَفِي العُبابِ: مُنْفَتِلٍ، غَيْرِ مُنْبَسِطٍ، كوَرَقِ الطَّرْفَاءِ والأَرْطَى، والأَثْلِ، ونحوِ ذلكَ، كَما فِي الصَّحاحِ، ومنهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَوْدَى بِلَيْلَى كُلُّ نَيَّافٍ شَوِلْ صاحِبِ عَلْقَى ومُصَاصٍ وعَبَلْ وَقيل: هُوَ ثَمَرٌ الأَرْطَى، وَقيل: هُدْبُهُ إِذا غَلُظَ فِي الْقَيْظِ، واحْمَرَّ، وصَلُحَ أَنْ يَدْبَغَ بِهِ، أَو هُوَ الْوَرَقُ الدَّقِيقُ، أَو مِثْلُ الوَرَقِ وليسَ بِوَرَقٍ، أَو هُوَ السَّاقِطُ مِنْهُ، أَي مِنَ الوَرَقِ، وَأَيْضًا: الطَّالِعُ مِنْهُ، فَهُوَ ضِدٌّ، وَقد أَعْبَلَ الشَّجَرُ فِيهِما، أَي فِي السَّاقِطِ والطَّالِعِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ مِنَ العَرَبِ، يقولُ: غَضَىً مُعْبِلٌ، وَأَرْطىً مُعْبِلٌ، إِذا طَلَعَ وَرَقُهُ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، ومنهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(إِذا ذَابَتِ الشَّمْسُ اتَّقَى صَقَراتِها ... بِأَفْنانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ)
وإِنَّما يَتَّقِي الوَحْشِيُّ حَرَّ الشَّمْسِ بِأَفْنانِ الأَرْطَاةِ الَّتِي طَلَعَ وَرَقُها، وذلكَ حينَ يَكْنِسُ فِي حَمْرَاءِ القَيْظِ، وإِنَّما يَسْقُطُ وَرَقُها إِذا بَرَدَ الزَّمانُ، وَلَا يَكْنِسُ الوَحْشُ حِينَئِذٍ، وَلَا يَتَّقِي حَرَّ الشَّمْسِ.
وقالَ النَّضْرُ: أَعْبَلَتِ الأَرْطَاةُ إَذا نَبَتَ وَرَقُها، وأَعْبَلَتْ إَذا سَقَطَ وَرَقُها، فهيَ مُعْبِلٌ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: جَعَلَ ابنُ شُمَيْلٍ أَعْبَلَتِ الشَجَرَةُ مِنَ الأَضْدَادِ، وَلَو لم يَحْفَظْهُ مِنَ العَرَبِ مَا قالَهُ، لأَنَّهُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وحَكَى ابنُ سِيدَه عَن أبي حَنِيفَةَ: أَعْبَلَ الشَّجَرُ، إِذا خَرَجَ ثَمَرُهُ، قالَ: وقالَ: لَمْ أَجِدْ ذلكَ مَعْرُوفاً، وَفِي الصِّحاحِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: أَعْبَلَتِ الشَّجَرَةُ: سَقَطَ وَرَقُها، ومِنْهُ الحَديثُ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ لِرَجُلٍ: إِذا أَتَيْتَ مِنىً، فانْتَهَيْتَ إِلَى مَوْضِعِ كَذا وَكَذَا، فَإِنَّ هناكَ سَرْحَةً لَمْ تُعْبَلْ، وَلم تَجْرَدْ، وَلم تُسْرَفْ، سُرَّ تَحْتَها سَبْعُونَ نَبِيّاً، فانْزِلْ تَحْتَها، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَي لَمْ يَسْقُطْ وَرِقُها، ولَمْ يَأْكُلْها الجَرَادُ وَلَا السُّرْفَةُ، قالَ: والسَّرْوُ والنَّخْلُ لَا يُعْبَلاَنِ، وكُلُّ شَجَرٍ نَبَتَ وَرَقُهُ صَيْفاً وشِتاءً فَهُوَ لَا يُعْبَلُ، ورَوَاهُ الحَرْبِيُّ: لَمْ تَعْبِل، بِكَسْرِ الباءِ، أَي لم يَسقطْ ورَقُها.
وعَبَلَ الشَّجَرَةَ، يَعْبِلُها، عَبْلاً: حَتَّ وَرَقَها عَنْهَا، ومنهُ الحديثُ المَذْكُورُ: لَمْ تَعْبِلْ، أَي لَمْ يُحَتَّ وَرَقُها، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي الصَّحاحِ. وعَبَلَ السَّهْمَ، يَعْبِلُهُ، عَبْلاً: جَعَلَ فيهِ مِعْبَلَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن الكِسَائِيِّ، وهوَ كَمِكْنَسَةٍ، أَي نَصْلاً عَرِيضاً طَوِيلاً، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: مِنَ النِّصَالِ المِعْبَلَةِ، وَهُوَ أَن يُعَرَّضَ النَّصْلُ ويُطَوَّلَ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ حَدِيدَةٌ مُصَفَّحَةٌ، لَا عَيْرَ)
لَهَا، قالَ عَنْتَرَةُ: وَفِي الْبَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ والجَمْعُ المَعَابِلُ، ومنهُ حَديثُ عَليٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَن: تَكَنَّفَتْكُمْ غَوائِلُهُ، وأَقْصَدَتْكُمْ مَعَابِلُهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِعَاصِمِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ: والْقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ عُنابِلُ تَزِلُّ عَن صَفْحَتِهِ الْمَعَابِلُ وعَبَلَ الشَّيْءَ، يَعْبِلُهُ، عَبْلاً: رَدَّهُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ: هَا إِنَّ رَمْيِي عَنْهُمُ لَمَعْبُولْ فَلَا صَريخَ الْيَوْمَ إِلاَّ المَصْقُولْ كانَ يَرْمِي عَدُوَّهُ فَلا يُغْنِي الرَّمْيُ شَيْئاً، فقاتَلَ بالسَّيْفِ، والمَعْبُولُ: الْمَرْدُودُ. وعَبَلَهُ: حَبَسَهُ، يُقالُ: مَا عَبَلَكَ، أَي مَا شَغَلَكَ وحَبَسَكَ. وعَبَلَهُ، عَبْلاً: قَطَعَهُ قَطْعاً مُسْتَأْصِلاً، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ.
وعَبَلَ بِهِ: ذَهَبَ بِهِ، نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ. وأَلْقَى عليهِ عَبَالَّتَهُ، مُشَدَّدَةَ اللاَّم، وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وتُخَفَّفُ، حَكاهُ اللِّحْيانِيُّ لُغَةً: أَي ثِقْلَهُ. وقالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: ذُو الْعَابِلِ بْنُ رَحِيبِ بنِ يَنْحَضَ بنِ تَزايدَ بنِ العَبَلِ ابنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ رُعَيْنٍ الرُّعَيْنِيُّ: قَيْلٌ، مِنَ الأَقْيالِ، مِنْ وَلَدِهِ حُمَيْدُ بنُ هِشَامِ بنِ حُمَيْدِ بنِ خَليفَةَ بنِ زُرْعَةَ بنِ مُرَّةَ أَبُو خَليفَةَ، مِصْرِيٌّ، شَهِدَ أخوهُ نَمرانُ وجَدُّهُ زُرْعَةُ فَتْحَ مِصْرَ، عَن لَيْثٍ وابنِ لَهِيعَةَ، وعُمِّرَ طَوِيلاً. قَالَ: وبَنُو عَبِيلِ بنِ عَوْصِ بنِ إِرَمَ ابْنِ سَام بنِ نُوح عليهِ السَّلامُ، كأَمِيرٍ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ، قد انْقَرَضُوا، وهوَ أَخُو عادِ بنِ عَوْصٍ، وَالَّذِي فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيِّ: عَبِيلٌ بنُ مهلائيلَ بنِ عَوْصِ بنِ عَمْلاقِ بنِ لاَوِذَ ابنِ إِرَمَ. وَفِي بعضِ هذهِ الأَسْماءِ اخْتِلافٌ، قالَ: وَبَنُو عَبِيلٍ هم الذينَ سَكَنُوا الجُحْفَةَ، فَأَجْحَفَتْ بهم السُّيُولُ، فسُمِّيَتِ الجُحَفَةُ. وعَبُولُ، كَصَبُورٍ: الْمَنِيَّةُ، ويُقالُ: عَبَلَتْهُ عَبُولُ، أَي اشْتِعَبَتْهُ شعُوبُ، يُقالُ ذلكَ للرَّجُلِ إِذا ماتَ، وكذلكَ قولُهم: غالَتْهُ غُولٌ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَصْلُ العَبْلِ القَطْعُ المْسْتَأْصِلُ، وأَنْشَدَ لِلْمَرَّارِ:
(وإِنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ وإِنَّي ... بِبَعْضِ الأَرْضِ عابِلَتِي عَبُولُ)
والعَبَالُ، كَسَحَابٍ: الْوَرْدُ الْجَبَلِيُّ، كَما فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ عنْ أبي حَنِيفةَ، قالَ: وأَخْبَرَنِي أَعْرابِيُّ أَنَّ منهُ الأَبْيَضَ، ومنهُ الأَحْمَرَ، ومنهُ الأَصْفَرَ، ولهُ شَوْكٌ قِصارٌ حُجْنٌ، ووَرْدُهُ طَيِّبُ)
الرِّيحِ، قالَ: وَهُوَ يَنْبُتُ غِياضاً، ويَغْلُظُ حَتَّى تُقْتَطَّ، أَي تُقْطَعَ مِنْهُ الْعِصِيُّ الغِلاظُ الْجِيادُ، قالَ: قيلَ: ومِنْهُ كانَ عَصَا مُوسَى علَيْهِ السَّلامُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ، ومنهُ كانَتْ، قالَ شَيخُنا: وبهِ جَزَمَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ، وقيلَ: بَلْ كانَتْ مِنْ آسِ الجَنَّةِ، وقيلَ: مِنَ العُنَّابِ، وقيلَ: مِنَ العَوْسَجِ، وقيلَ غيرُ ذَلِك. وعَوْبَلٌ، كجَوْهَرٍ: اسْمٌ. والْعَبْلاَءُ: ثَلاثَةُ مَوَاضِعَ، وَفِي العُبابِ: مَوْضِعٌ، ومِثلُهُ فِي اللِّسانِ، وقالَ أَبُو عَمْروٍ: العَبْلاَءُ مَعْدِنُ الصُّفْرِ بِبِلادِ قَيْسٍ. والأَعْبَلُ: الْجَبَلُ الأَبْيَضُ الْحِجَارَةِ، ومنهُ قَوْلُ أبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ:
(صَدْيانَ أُجْرِي الطَّرْفَ فِي مَلْمُومَةٍ ... لَوْنُ السَّحابِ بهَا كَلَوْنِ الأَعْبَلِ)وعَبِيلَةُ بْنُ قِسْمِيلٍ، لَهُ ذِكْرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ فِي كِتابِ الأَنْسابِ.
والْعَنْبُلُ، والْعُنْبُلَةُ، بِضَمِّهِما: الْبَظْرُ، كَما فِي الصِّحاحِ. والعُنابِلُ كَعُلاَبِطٍ: الْغَلِيظُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعاصِمِ بنِ ثابِتٍ الأَنْصارِيِّ:)
والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ عُنَابِلُ والْعُنْبُلِيُّ، بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ الْيَاءِ: الزَّنْجِيُّ، لِغِلَظِهِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وسَيَأْتِي لَهُ فِي ع ن ب ل.
والْمَعَابِلُ: ع، نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ. والمُعَبِّلُ كَمُحَدِّثٍ: مَنْ مَعَهُ مَعابِلُ مِنَ السِّهامِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ. العَبْلاَءُ: الطَّرِيدَةُ فِي سَوَاءِ الأَرْضِ، حِجَارَتُها بِيضٌ، كَأَنَّها حِجَارَةُ الْقِدَاحِ، ورُبَّما قَدَحُوا بِبَعْضِها، وليسَ بالمَرْوِ كأَنَّها البِلَّوْر. والأَعْبِلَةُ: جَمْعُ الأَعْبَلِ، على غيرِ الوَاحِدِ، ومنهُ الحديثُ: إِنَّ المُسْلِمِينَ وَجَدُوا أَعْبِلَةً فِي الخَنْدَقِ. وأَكَمَةٌ عَبْلاَءُ: بَيْضَاءُ. وامْرَأَةٌ عَبْلَةٌ: تَامَّةُ الخَلْقِ، وعَبْلَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ، ومنهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
(يَا دَارَ عَبْلَةَ بالْجِواءِ تَكَلَّمِي ... وعِمِي صَباحاً دَارَ عَبْلَةَ واسْلَمِي)
وعَبَلْتُ الحَبْلَ، عَبْلاً: فَتَلْتُهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وغُلامٌ عابِلٌ: سَمِينٌ، والجَمْعُ عُبَّلٌ. وامْرأَةٌ عَبُولٌ، والجمعُ عُبُلٌ. وعَبَلَ الشَّجَرُ، إِذا طَلَعَ وَرَقُهُ، عَن الأَزْهَرِيُّ. والعَبَلُ بنُ عَمْرِو بنِ مالكِ بنِ زَيْدِ بنِ رُعَيْنٍ، بالتَّحْرِيكِ: قَبيلَةٌ، وَهُوَ جَدُّ ذِي العابِلِ المَذْكُورِ، مِنْهُم: عبدُ اللهِ ابنُ عَمْروٍ العَبَلِيُّ، رَوَى عنهُ إسْحاقُ، وحَجَّاجُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حَمْزََ الرُّعَيْنِيُّ العَبَلِيُّ، أَميرُ زُوَيَلَةَ، عَن بُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ، وَعنهُ ابنُ وَهْبٍ. والمِعْبَلُ، بالكسرِ: مَا يُعْبَلُ بِهِ الشَّجَرُ، أَي يُقْطَعُ. وَبَنُو العُبالِيِّ، بالضَّمِّ: بَطْنٌ منَ العَلَويِّينَ، باليَمَنِ، جَدُّهُم إِسْماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ القاسِمُ الرَّسِّيُّ الحَسَنِيُّ، مِنْهُم السَّيِّدُ عِزُّ الدينِ بنُ عَليٍّ العُبَالِيُّ، من المُبَرِّزِينَ، وابنُ أخيهِ السَّيِّدُ إِبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ عَلِيٍّ العُبالِيُّ، لَهُ حاشِيَةٌ على المُغْنِي لابنِ هِشَامٍ، تُوُفِّيَ سنة. وعِبِلِّينُ، بِكَسْرَتَيْنِ مَعَ تَشْدِيدِ الَّلامِ، قَرْيَةٌ مِنْ أَعْمالِ صَفَدَ.

ضرب المثل

ضرب المثل:
[في الانكليزية] Parable ،giving as example -
[ في الفرنسية] Parabole ،donner un exemple
وهو ذكر شيء ليظهر أثره في غيره. ولا بدّ في ضرب المثل من المماثلة. وإنّما سمّي مثلا لأنه جعل مضربه وهو ما يضرب به ثانــيا مثلا لمورده وهو ما ورد فيه أولا، ثم استعير لكلّ حالة أو قصة أو صفة لها شأن وفيها غرابة. وقد ضرب الله الأمثال في القرآن تذكيرا ووعظا ممّا اشتمل منها على تفاوت في ثواب أو على إحباط عمل أو على مدح أو ذمّ أو ثواب أو عذاب أو نحو ذلك، وفيه تقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس وتبكيت لخصم شديد الخصومة وقمع لصورة الجامح الآبي، ولذلك أكثرها الله تعالى في كتابه وفي سائر كتبه قال الله تعالى: وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. والأمثال لا تتغيّر بل تجري كما جاءت. ألا ترى إلى قولهم أعط القوس باريها بتسكين الياء وإن كان الأصل التحريك وقولهم ضيّعت اللّبن في الصيف بكسر التاء، وإن ضرب ثانــيا للمذكر. هكذا في كليات أبي البقاء.

منى

(منى) بَلْدَة قرب مَكَّة ينزلها الْحجَّاج أَيَّام التَّشْرِيق (تصرف وَلَا تصرف)
(منى) الرجل الشَّيْء وبالشيء جعله يتمناه
(منى) : التَّمانِي: أَنْ يُخْرِجَ هذا من أَصابِعِه ما شاءَ، والآخرُ مثلَ ذلك، وهو المُخارَجَةُ.
(منى)
الله الْأَمر منيا قدره وَيُقَال منى الله لَك الْخَيْر وَمَا تَدْرِي مَا يمنى لَك وَالله فلَانا بِكَذَا ابتلاه بِهِ
منى: بِالْكَسْرِ وَالْقصر قَرْيَة بَينهَا وَبَين مَكَّة فَرسَخ سميت بِهِ لِأَن جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لآدَم هُنَاكَ مَاذَا تتمنى فَقَالَ آدم الْجنَّة. وَقيل لِأَنَّهُ يمنى فِيهَا الدِّمَاء أَي تراق أَي فِي الْحَج يَوْم النَّحْر. قَالَ الْجَوْهَرِي منى مُذَكّر منصرف فَاعْتبر كَونه علم الْمَكَان لَا الْبقْعَة. وَقَالَ الإِمَام النَّوَوِيّ فِيهِ لُغَتَانِ الصّرْف وَالْمَنْع وَيكْتب بِالْألف وَالْيَاء والأجود حذفهَا وكتبها بِالْألف. وَفِي شرح مُخْتَصر الْوِقَايَة لأبي المكارم وَهِي قَرْيَة لَهَا ثَلَاث سِكَك فِيهَا يذبح الْهَدَايَا والضحايا على أَرْبَعَة أَمْيَال من مَكَّة تميل إِلَى الْجنُوب.

من

ى1 مَنَاهُ He tried him; proved him. (S, K.) You say, مَنَاهُ اللّٰهُ بِحُبِّهَا God tried him by love of her. (T.) And مُنِىَ بِكَذَا He was tried by such a thing. (T.) b2: مَنَى He meditated [a thing in his mind]; syn. قَدَّرَ. (Bd, ii. 73.) See أَمِنْيَّةٌ.5 تَمَنَّاهُ He wished, or desired, it. (K, TA.) b2: التَّمَنِّى relates to that which is possible and to that which is impossible: whereas التَّرَجِّى relates only to what is possible. (I'Ak, p. 90.) 10 تُسْمَنْنَى

, said of a she-camel: see 8 in art. سمو.

مَنًى

see مَنِيَّةٌ.

مُنْيَةٌ A thing wished for by a man: pl. مُنًى. (T.) This word and ↓ أُمْنِيَّةٌ signify the same. (M, Mgh, Msb, K.) See an ex. in a verse cited voce أَوْ b2: المُنْيَةُ in the case of a covered she-camel, The period by the end of which one knows whether she be pregnant or not. (M.) b3: مُنْيَةٌ of a mare, Twenty days. (M, voce سَفُودٌ.) مَنِيَّةٌ [A decreed event. Fate; destiny:] The decree of death: (IB:) or the decreed term [of life, or] of a living being: (Er-Rághib:) death; (S, M, K;) because it is decreed; (S, M;) as also ↓ مَنًى: (M, K:) [properly a thing decreed: and hence the pl.] المَنَايَا signifies the fates or decrees [of God]. (T.) b2: مَنِيَّةٌ also means (assumed tropical:) A man of courage upon his saddle: (TA in art. حوى:) pl. مَنَايَا: see an ex. voce حَوِيَّةٌ.

أُمْنِيَّةٌ An object of wish, or desire: originally, a thing that a man meditates (يُقَدِّرُهُ) in his mind; from مَنَى signifying قَدَّرَ: and hence applied to a lie; and to what is wished, or desired, and what is read, or desired [pl. أَمَانِىُّ and أَمَانٍ]. (Bd in ii. 73.) See مُنْبَةٌ and حَجْوَى.
منى وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا تمنى أحدكُم فليكثر فَإِنَّمَا يسْأَل ربه. قَالَ أَبُو عُبَيْد: فقد جَاءَت فِي هَذَا الحَدِيث الرُّخْصَة فِي التَّمَنِّي عَن النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام وَهِي فِي التَّنْزِيل نهى قَالَ اللَّه تعالي {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِه بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ} وَلكُل وَجه غير وَجه صَاحبه فَأَما التَّمَنِّي الْمنْهِي عَنْهُ فَأن يتَمَنَّى الرجل مَال غَيره أَن يكون ذَلِك لَهُ وَيكون صَاحبه خَارِجا مِنْهُ على وَجه الْحَسَد من هَذَا وَالْبَغي عَلَيْهِ وَقد روى فِي بعض الحَدِيث مَا يبين ذَلِك حَدَّثَنِي كثير بْن هِشَام عَن جَعْفَر بْن برْقَان عَن مَيْمُون بْن مهْرَان قَالَ: مَكْتُوب فِي الْحِكْمَة أَو فِي مَا أنزل على مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تتمن مَال جَارك وَلَا امْرَأَة جَارك. فَهَذَا الْمَكْرُوه الَّذِي فسرنا وَأما الْمُبَاح فَأن يسْأَل الرجل ربه فَهَذَا أمْنِيته من أَمر دُنْيَاهُ وآخرته. قَالَ أَبُو عُبَيْد: فَجعل التَّمَنِّي هَهُنَا الْمَسْأَلَة وَهِي الأمنية الَّتِي أذن فِيهَا لِأَن الْقَائِل إِذا قَالَ: لَيْت اللَّه يَرْزُقنِي كَذَا وَكَذَا فَهُوَ تمني ذَلِك الشَّيْء أَن يكون لَهُ أَلا ترَاهُ يَقُول {وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِه} . وَهَذَا تَأْوِيل الحَدِيث الَّذِي فِيهِ الرُّخْصَة.
منى ومنو: المَنى: المَوْتُ، وكذلكَ المَنِيَّةُ. والقَدَرُ، مَنَى لكَ الماني، ومُنِيَ بكذا: أي بُلِيَ به. ومَنَاه اللهُ بحُبِّهَا يَمْنُوْهُ ويَمْنِيْه.
والمَنَا: الذي يُوْزَنُ به، والجَمِيْعُ أمْنَاءٌ.
والمُنْوَةُ: لُغَةٌ في المُنْيَةِ.
وداري بمَنَى داِرِكَ: أي بحِذَائِها.
وهو بمَنىً منه: أي حَرىً.
والمَنَا: المَنَازِلُ.
والمُنَى: جَمْعُ مُنْيَةٍ وهي ما يَتَمَنَّاها الرَّجُلُ، والأُمْنِيَّةُ أُفْعُوْلَةٌ، وهي الأَمَانِيُّ.
ومُنْيَةُ النّاقَةِ: أَيَّامُها بَعْدَ ضِرَابِ الفَحْلِ إيّاها إلى عَشَرَةِ أيّامٍ؛ وهي الأيّامُ التي يُمْتَنَى فيها لَقَاحُها؛ وتُسْتَبْرى. وأَمْنَتْ ناقَتُكَ، وامْتَنَاهَا الفَحْلُ. والمَنِيُّ: الماءُ الذي يكونُ منه الوَلَدُ، والفِعْلُ أَمْنَيْتُ ومَنَيْتُ.
والمُنْيَةُ: المَنِيُّ، وماءُ الوَلَدِ في المَشِيْمَةِ. والمَنْيُ: المَنِيُّ.
وتَمَنّى كِتَابَ اللهِ: إذا تَلاَه.
واسْتَمْنَيْتُ النّاقَةَ: أي نَظَرْت أَلَقِحَتْ أمْ حالَتْ. وأَمْنَتْ ناقَتُكَ: دَخَلَتْ في هذه الأيّام.
ومَنَوْتُ الرَّجُلَ ومَنَيْتُه: اخْتَبَرْتُه.
ومانَيْتُه: جازَيْتُه، وهي المُمَانَاةُ، والمِنَاوَةُ مِثْلُه؛ يُقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِنَاوَتَكَ، وقيل: مَعْنَاه لأصْنَعَنَّ بكَ ما تَسْتَوْجِبُ.
والمُمَانَاةُ: المُطَاوَلَةُ والانْتِظَارُ. وقِلَّةُ الغَيْرَةِ على الحُرَم. وقيل: المُمَانَاةُ: المُعَاجَلَةُ. وقيل: المُدَاجَاةُ. وهي في القُرْعَةِ: أنْ تَقولَ: مِنّي أو منكَ.
ومَنَاني حَقّي: ماطَلَني.
وتَمَنّى الحَدِيْثَ: اخْتَلَقَه، وهو ذُوْ أمَانِيَّ يَفْتَعِلُها.
ومَنَاةُ: اسْمُ صَنَمٍ كانَ لقُرَيْشٍ.
ومِنى مَكَّةَ: سُمِّيَتْ لأنَّها تَتَّسِعُ للناسِ، وقيل: لأنَّها يُمْنى فيها للأضاحي الذَّبْحُ: أي يُقَدَّرُ.
والمَمْنَاةُ من الأرْضِ: السَّوْدَاءُ.
وامْتَنَى الرَّجُلُ: نَزَلَ مِنىً.
منى: منى: decretus fuit التي وردت عند (فريتاج) ليست منى بل مني (المقري 2، إضافات ص12).
مني (بالتشديد): التي تتعدى إلى مفعول ثان بحرف الجر ب معناها وعد (معجم الجغرافيا) (فوك) وفي (كارتاس 164): وعدهم ومناهم. وفي (البكري 122): منتك نفسك أن تكون خليفة.
-مني: تتعدى منى إلى مفعول ثان بحرف الجر ب ففي (محيط المحيط) (مناه إياه وبه جعل له أمنيته).
-منى: ترد منى في الحديث عن امرأة فيقال أنها منته بأكبر آيات الحب أي أقصى علامات حب تهبها امرأة لرجل (ابن الأثير 2: 189).
منى (بالتشديد) = منى (من غير تشديد): تملق، مالق، داهن، خادع، غر، جذب، أغرى، اطمع، فتن، شهى (هلو).
منى (انظر تمنى).
أمنى على: اختار بين ... (حيان بسام 1: 9): في الحديث عن اختيار خليفة فأمنوا عليه وعلى سليمان بن المراضي وعلى محمد بن العراقي.
تمنى على: يقولها الإنسان الذي يرغب في الحصول على شيء (اساس، الفائق 2: 510): تمنى على الله خيرا في دينه ودنياه (فريتاج كرست 118: 6): فقال صلاح الدين أتمنى على الله مصر وفي (118، 6): فقال العفريت تمن علي أي موتة تموت بها (تكررت في هذه الحكاية في 289، 7، وما بعدها).
تمنى: رغب، اشتهى، طمع في ... (الكالا). يتمنى: لا يريد أحسن من ... سيكون سعيدا بذلك، أتمنى: أود لو ... أحسب نفسي سعيدا لو حدث هذا.
فسلم عليه وتمنى بين يديه: (ألف ليلة 3: 231 حيث ترجمها دي سلان كما يأتي: he raised his hand to his head أي رفع يديه إلى رأسه. (وفي برسل 9، 390): فسلم وعمل تمنية بين أيادي جودر: ضرب له تمنى حياه بإجلال وفي (محيط المحيط) (والعامة تستعمل التمني لضرب من السلام يحنى فيه الرأس وتمد اليد ثم ترد إليه أو إلى الفم احتراما للمسلم عليه وتعظيما لشأنه ج تمنيات.
منا تصحيف منايا ومنازل (الكامل 236، 14، 15). منا عند الهذليين منا= منايا (ديوان الهذليين 8: 4) منى الحوت: مادة بيضاء زيتية توجد في رأس الحوت (بوشر).
منية والجمع منى: الحديقة الواسعة (أبحاث 2، الملحق ص65 وما بعدها) (فوك ortus) ( الثعالبي لطائف 131، 7 و8، محمد بن الحارث 336 البكري 128، 8 أخبار 63، 4 ولم يرد هذا المعنى عند المقدسي) انظر (معجم الجغرافيا).
أمنية: رغبة (فوك، بوشر، معجم الطرائف).
أمنية: أمل واهي (معجم مسلم).
منى
المَنَى: التّقدير. يقال: مَنَى لك الماني، أي: قدّر لك المقدّر، ومنه: المَنَا الذي يوزن به فيما قيل، والمَنِيُّ للذي قدّر به الحيوانات. قال تعالى: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى
[القيامة/ 37] ، مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى
[النجم/ 46] أي: تقدّر بالعزّة الإلهية ما لم يكن منه، ومنه: المَنِيَّة، وهو الأجل المقدّر للحيوان، وجمعه: مَنَايا، والتَّمَنِّي: تقدير شيء في النّفس وتصويره فيها، وذلك قد يكون عن تخمين وظنّ، ويكون عن رويّة وبناء على أصل، لكن لمّا كان أكثره عن تخمين صار الكذب له أملك، فأكثر التّمنّي تصوّر ما لا حقيقة له. قال تعالى: أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى [النجم/ 24] ، فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ
[البقرة/ 94] ، وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً
[الجمعة/ 7] والأُمْنِيَّةُ: الصّورة الحاصلة في النّفس من تمنّي الشيء، ولمّا كان الكذب تصوّر ما لا حقيقة له وإيراده باللفظ صار التّمنّي كالمبدإ للكذب، فصحّ أن يعبّر عن الكذب بالتّمنّي، وعلى ذلك ما روي عن عثمان رضي الله عنه:
(ما تغنّيت ولا تَمَنَّيْتُ منذ أسلمت) ، وقوله تعالى: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ [البقرة/ 78] قال مجاهد: معناه: إلّا كذبا ، وقال غيره إلّا تلاوة مجرّدة عن المعرفة. من حيث إنّ التّلاوة بلا معرفة المعنى تجري عند صاحبها مجرى أمنيّة تمنيتها على التّخمين، وقوله: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ
[الحج/ 52] أي: في تلاوته، فقد تقدم أنّ التّمنّي كما يكون عن تخمين وظنّ فقد يكون عن رويّة وبناء على أصل، ولمّا كان النبيّ صلّى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يبادر إلى ما نزل به الرّوح الأمين على قلبه حتى قيل له: لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ [طه/ 114] ، ولا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
[القيامة/ 16] سمّى تلاوته على ذلك تمنّيا، ونبّه أنّ للشيطان تسلّطا على مثله في أمنيّته، وذلك من حيث بيّن أنّ «العجلة من الشّيطان» . وَمَنَّيْتَني كذا: جعلت لي أُمْنِيَّةً بما شبّهت لي، قال تعالى مخبرا عنه: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ
[النساء/ 119] .
[منى] نه: فيه: إذا "تمنى" أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه، التمني: تشهى حصول الأمر المرغوب فيه، وحديث النفس بما يكون وبما لا يكون، يريد إذا سأل الله حوانجه وفضله فليكثر فإن فضله كثير وخزائنه واسعة. ومنه ح الحسن: ليس الإيمان بالتحلي ولا "بالتمني" ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال، أي ليس هو بالقول الذي تظهره بلسانك فقط ولكن يجب أن تتبعه معرفة القلب، وقيل: هو من التمني: القراءة والتلاوة، من تمني- إذا قرأ. ومنه مرثية عثمان:
"تمنى" كتاب الله أول ليلة ... وآخرها لاقى حمام المقادر
وفي كتاب عبد الملك إلى الحجاج: يا ابن "المتمنية"! أراد أمه القائلة:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
وكان نصر جلًا جميلًا يفتتن به النساء، فحلق عمر رأسه ونفاه إلى البصرة، فتمنته أمه. ومنه قول عروة بن الزبير للحجاج: إن شئت أخبرتك من لا أم له يا ابن "المتمنية". وفي ح عثمان: ما تعنيت و"لا تمنيت" ولا شربت خمرًا في جاهلية ولا إسلام، وفي رواية: ما تمنيت منذ أسلمت، أي ما كذبت، التمني: التكذب، تفعل من منى يمنى- إذا قدر، لأن الكاذب يقدر الحديث في نفسه ثم يقوله، وقيل لمحدث: هذا شيء رويته أم تمنيته؟ أي اختلقته ولا أصل له، ويقال لأحاديث تتمنى: أماني، جمع أمنية. ومنه شعر كعب:
فلا يغرنك ما "منت" وما وعدت ... إن "الأماني" والأحلام تضليل
ك: وفي ح أسامة: "تمنيت" أني لم أكن أسلمت قبل، فإن قلت: كيف تمنى عدم سبق الإسلام؟ قلت: تمنى إسلامًا لا ذنب فيه، قوله: يكررها، أي كلمة:تمنوا أنه لم يحصل لهم رئاسة وعزة على الناس بل كانوا أذلاء ورؤسهم معلقة بنواصيهم في أعال تتحرك وتتجلجل ينظر إليهم الناس ويشهدون مذلتهم بدل تلك العزة، فإن التعليق بالناصية مثل للذلة فإن العرب إذا أرادوا إطلاق أسير جزوا ناصيته. ن: وفيه: "لا تتمنوا" لقاء العدو، لما فيه من صورة الإعجاب والاتكال على النفوس، وقيل: النهي إذا شك في المصلحة فيه وحصول ضرر وإلا فالقتال كله فضيلية. غ: ""إذا تمنى" ألقى الشيطان" أي إذا تلا ألقى في تلاوته. و""إلا أماني"" تلاوة من غير كتاب، والقراءة: أمنية، لأن القارئ عند آية الرحمة تمناها وعند آية العذاب تمنى الوقاية، أو الأماني: أكاذيب. نه: وفيه: إن منشدًا أنشد النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تأمنن" وإن أمسيت في حرم ... حتى تلاقي ما "يمنى" لك "الماني"
فالخير والشر مقرونان في قرن ... بكل ذلك يأتيك الجديدان
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لو أدرك هذا الإسلام! يعني حتى تلاقي ما يقدر لك المقدر وهو الله تعالى، من منى الله عليك خيرًا يمني منيًا، وبه سميت المنية وهي الموت وجمعها المنايا، لأنها مقدرة بوقت مخصوص. ط: ومنه: مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون "منية"، مثل أي صور، والمراد بالعدد التكثير أو التحديد، والمنية: الموت، أي البلايا المفضية إليه، يعني أن خلقة الإنسان أن لا يفارقه المصائب، فإن أخطأ به تلك أي جاوزته على الندرة أدركته منها داء لا دواء له وهو الهرم، وجملةك وإلى جنبه، حالية. وفيه: من شر "منيتي"، أي من شر غلبة منيتي حتى لا أقع في الزنا والنظر إلى المحارم. نه: و"المني"- بالتشديد: ماء الرجل، وأمنى واستمنى- إذا استدعى خروج المني. ك: إذا جامع ولم "يمن"- بضم ياء وسكون ميم، وقد تفتح الميم مع شدة النون، أي لم ينزل المنيز ن: والأول هو الأفصح والمروي، ومني الإنسان طاهر عند الشافعي والمحدثين وروى عن علي وابن عمر وعائشة وأحمد لرواية الفرك، وحملوا غسله على الندب، والأظهر أن أكله لا يحل لقذارته، ومني حيوان مأكول طاهر وغيره نجس، واحتج بفركه عن ثوب النبي صلى الله عليه وسلم على طهارة رطوبة فرجها، فإن الاحتلام مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم، لأنه من تلعب الشيطان، وأجيب بمنعه بل هو فيض يخرج في وقت فلا يمتنع في حقه، وبجواز كون ذلك المني بمقدمات الجماع، وفيه ما فيه. نه: وفيه: البيت المعمور "مني" مكة، أي بحذائها في السماء، دارى مني دار فلان أي مقابلتها. ومنه: إن الحرم "مناه" من في السماوات السبع والأرضين السبع، أي حذاءه وقصده. و"مناة": صنم بين مكة والمدينة لهذيل وخزاعة، وهاؤه للتأنيث.

لهث

لهث: {يلهث}: أخرج لسانه من حر أو عطش. ويقال للطائر والإنسان.
لهث
اللَّهَثُ: لَهَثُ الكَلْبِ عند الإِعياء وشِدَّةِ الحَرِّ. واللُّهَاثُ: حَرُّ العَطَشِ في الجَوْف، تقول: لَهِثْتُ ولَهَثْتُ. ولُهَاثُ المَوْتِ: شِدَّتُه.
[لهث] نه: فيه: إن امرأة بغيًا رأت كلبًا "بلهث"، أي يخرج لسانه من شدة العطش والحر، ورجل لهــثان وامرأة لهثى، يلهث- بفتح هاء. نه: ومنه ح المرأة "اللهثى" أنها تفطر. وفيه: في سكرة "ملهثة"، أي موقعة في اللهث.
لهث: لهث: في محيط المحيط (العامة تقول لهت بالتاء المثناة): بهر، ضاق نفسه (بوشر، رياض النفوس 97): وهو في جهد حتى عرق عرقاً عظيماً ثم دخل المسجد فجلس وجلسنا حوله وهو يلهث (كذا) ويقول. في (98 منه) وهو يجري ويلهث (كذا) حتى سال عرقه. لهّث (بالنشديد): انظرها في معجم (فوك) في مادة latrare.
ل هـ ث

لهث الكلب، ولهث الرجل من العطش والإعياء، وأصابه لهاث وهو حر العطش. قال:

ثم استقوا بسفارهم للهاثها ... كالزيت فيه قروصة وسواد

ومن المجاز: هو يقاسي لهاث الموت: شدّته.
(لهث)
الْكَلْب لهثا ولهاثا أخرج لِسَانه من حر أَو عَطش وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمثله كَمثل الْكَلْب إِن تحمل عَلَيْهِ يَلْهَث أَو تتركه يَلْهَث} وَالرجل أعيا

(لهث) الْكَلْب وَغَيره لهثا ولهاثا ولهــثانــا لهث وَيُقَال لهث الرجل أعيا فه لهــثان وَهِي لهثى

لهث


لَهَثَ(n. ac. لَهْث
لُهَاْث)
a. Panted.

لَهِثَ(n. ac. لَهَث
لَهَاْث
لَهَــثَاْن)
a. Was thirsty.

إِلْتَهَثَa. see I
لَهْثَىa. fem. of
لَهْــثَاْنُ
لُهْثَةa. Thirst.
b. Fatigue, exhaustion.
c. (pl.
لُهَاْث), A red speck.
مَلْهَثَةa. A cause of thirst.

لُهَاْثa. Burning thirst.

لُهَاْثِيّa. Blotchy, pimply.

لُهَّاْثa. Basket-makers.

لَهْــثَاْنُa. Thirsty, parched.
(ل هـ ث)

اللَّهَثُ واللُّهاثُ: حر الْعَطش فِي الْجوف.

ولَهَثَ الْكَلْب، ولَهِثَ، يَلْهَثُ فيهمَا، لَهَثا: دلع لِسَانه من شدَّة الْعَطش وَالْحر، وَكَذَلِكَ الطَّائِر إِذا أخرج لِسَانه من حر أَو عَطش.

ولَهَثَ الرجل، ولَهِثَ يَلْهَثُ، فِي اللغتين جَمِيعًا، لَهَثاً، فَهُوَ لَهْــثانُ: أعيا.
ل هـ ث :(اللَّهَــثَانُ) بِفَتْحِ الْهَاءِ الْعَطَشُ وَبِسُكُونِهَا الْعَطْشَانُ، وَالْمَرْأَةُ (لَهْثَى) وَبَابُهُ طَرِبَ، وَ (لَهَاثًا) أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَ (اللُّهَاثُ) أَيْضًا بِالضَّمِّ حَرُّ الْعَطَشِ. وَ (لَهَثَ) الْكَلْبُ أَخْرَجَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ أَوِ التَّعَبِ وَكَذَا الرَّجُلُ إِذَا أَعْيَا وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (لُهَاثًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ. 
[لهث] اللَهَــثانُ بالتحريك: العطش. واللَهْــثانُ بالتسكين: العطشان. والمرأة لَهْثى. وقد لهث لهثا ولهاثا مثل سمع سماعا. واللهاث، بالضم: حر العطش. وقال الشاعر : حتى إذا بَرَدَ السِجالُ لُهاثها * وجَعَلْنَ خَلْفَ عُروضِهِنَّ ثَميلا ولَهَثَ الكلبُ بالفتح يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً بالضم، إذا أخرج لسانه من التعب أو العطش، وكذلك الرجل إذا أعيا. وقوله عزّ وجلّ: (إنْ تَحْمِلْ عليه يَلْهَثْ أو تتركْهُ يَلْهَثْ) ، لأنَّك إذا حملت على الكلب نَبَح وولَّى هارباً، وإنْ تركته شدَّ عليك ونبح، فيُتْعِبْ نفسه مُقبِلاً عليك ومدبراً عنك، فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إخراج اللسان.
لهث الشّعبِيّ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث سعيد [بن جُبَير -] فِي الشَّيْخ الْكَبِير وَالْمَرْأَة اللَّهْثى وَصَاحب العطاش أَنهم يُفطرون فِي شهر رَمَضَان ويطعمون. قَوْله: اللَّهْثى يَعْنِي الْمَرْأَة الَّتِي لَا تصبر على الْعَطش وَالرجل مِنْهُ لَهْــثان وَالِاسْم من ذَلِك اللَّهَثُ واللُّهاث [قَالَ الرَّاعِي: (الْكَامِل)

حَتَّى إِذا بَرَد السِّجالُ لُهاثَها ... وجَعَلْنَ خَلْفَ غُروضِهِنَّ ثَمِيلا

يصف الْإِبِل وَيُقَال مِنْهُ لَهِث الرجلُ يَلْهَثُ (يَلْهَثُ) لَهْثاً إِذا عَطش. وَإِنَّمَا أجزأهم الْإِطْعَام لأَنهم لَا يزدادون إِلَّا شدّة حَال وَأما الْمَرِيض الَّذِي يبرأ فَلَا يجْزِيه إِلَّا الْقَضَاء] .

أَحَادِيث عَامر رَحمَه الله

لهث

1 لَهِثَ, aor. ـَ inf. n. لَهَثٌ and لَهَاثٌ and لَهَــثَانٌ, He thirsted; was thirsty: (S, K:) or thirst heated his belly, or inside. (L.) b2: لَهَثَ, aor. ـَ inf. n. لَهْثٌ and لُهَاثٌ; (S, K;) and لَهِثَ, aor. ـَ (TA;) and ↓ التهث; (K;) He (a dog, S, and a man, and, in the case of the second verb, a bird also, TA) put forth his tongue, by reason of thirst, or fatigue, or weariness: (S, K:) or لَهَثَ signifies his breath (نفس) rose, by reason of fatigue, or weariness: or he (a dog) put forth his tongue, by reason of thirst: and he (a man) was fatigued, or weary. (TA.) 8 إِلْتَهَثَ see 1.

لُهْثَةٌ Thirst. (K.) b2: Fatigue. (AA, K.) b3: The red speck in a palm-leaf, (K,) which you see when you split it. (TA.) b4: لُهَاثٌ [for لِهَاثٌ, pl. of لُهْثَةٌ,] The specks in palmleaves: (Fr, K:) the red specks in palm-leaves, when they are split: (Fr, TA:) accord. to rule, it should be لِهَاثٌ, like نِقَاطٌ. (K.) لَهْــثَانُ Thirsty: (S, K:) fem. لَهْثَى. (S.) لُهَاثٌ The heat, or burning, of thirst; (S, K;) vehemence of thirst. (TA.) b2: (tropical:) The severity, or vehemence, of death. (K, TA.) A2: See لُهْثَةٌ.

لُهَاثِىٌّ (assumed tropical:) A man (TA) having many red moles (خِيلَان) on his face: (Fr, K:) from لُهَاثٌ, signifying the “ specks in palm-leaves. ” (Fr.) لُهَّاثٌ [pl. of لَاهِثٌ?] Manufacturers, with palm-leaves, of the kind of baskets called دَوَاخِلُّ, (K,) pl. of دَوْخَلَّهٌ, in which dates are put. (AA.) فِى سَكْرَةٍ مَلْهَثَةٌ In intoxication is a cause, or an occasion, of لهث [i. e., thirst; or putting forth the tongue by reason of thirst]. (TA, from a trad.)
لهـث
لهَثَ يَلهَث، لَهْثًا ولُهاثًا، فهو لاهث
• لهَث الكلبُ: أخرج لسانه من حَرٍّ أو عطَشٍ أو تعَبٍ " {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} ".
• لهَث الشَّخْصُ: أصابه تعبٌ أو إعياء "لهَث الرَّجُلُ باحثًا عن لقمة العيش: سعى بجهد حتَّى تعب- يلهَث المريضُ لأقلِّ مجهود". 

لهِثَ يَلهَث، لَهَثًا ولُهاثًا ولَهَــثانًــا، فهو لَهْــثانُ/ لَهْــثانٌ
• لهِث الكلبُ وغيرُه: لهَث؛ أخرج لسانَه من حرٍّ أو عطَشٍ أو تعَبٍ.
• لهِث الشَّخْصُ: لهَث؛ أصابه تعبٌ أو إعياءٌ ° يَلْهَث وراء الثَّروة: يسعى بجُهْدٍ لتحصيلها. 

لاهث [مفرد]:
1 - اسم فاعل من لهَثَ.
2 - مَنْ يتنفَّس بسرعة من أثر الجري أو العطش "لاهثُ الأنفاس" ° لاهثٌ وراء المال: يسعى له باستمرار. 

لُهاث [مفرد]:
1 - مصدر لهَثَ ولهِثَ.
2 - حَرُّ العطش في الجوف.
3 - شدَّة الموت والاحتضار "يُقاسي لُهاثَ الموت: سكراته وغَمراته". 

لَهْث [مفرد]: مصدر لهَثَ. 

لَهَث [مفرد]:
1 - مصدر لهِثَ.
2 - (طب) زيادة غير طبيعيّة في سرعة التّنفّس. 

لَهْــثانُ/ لَهْــثانٌ [مفرد]: ج لَهاثى/ لَهْــثانــون، مؤ لَهْثَى/ لهــثانــة، ج مؤ لَهاثى/ لهــثانــات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لهِثَ: مُتْعَب أو مُجْهَد، ضيِّق النَّفَس، منقطع النَّفَس من الإعياء.
2 - عطشان "كَلْبٌ لَهْــثانُ". 

لَهَــثان [مفرد]: مصدر لهِثَ. 

لهث: اللَّهَثُ واللُّهاثُ: حر العطش في الجوف.

الجوهري: اللَّهَــثان، بالتحريك: العطش، وبالتسكين: العطشان؛ والمرأَة

لَهْئى.

وقد لَهِث لَهاثاً مثل سمع سماعاً. ابن سيده: لَهَث الكلب، بالفتح،

ولَهِثَ يَلْهَث فيهما لهْثاً: دَلَع لسانه من شدة العطش والحر؛ وكذلك الطائر

إِذا أَخرج لسانه من حر أَو عطش. ولَهَثَ الرجل ولهِث يلهَثُ في اللغتين

جميعاً لَهَثاً، فهو لَهْــثانُ: أَعيا. الجوهري: لَهَث الكلب، بالفتح،

يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً، بالضم، إِذا أَخرج لسانه من التعب أَو العطش؛

وكذلك الرجل إِذا أَعيا. وفي التنزيل العزيز: كَمَثَل الكلب إِن تحمِلْ

عليه يلهث أَو تتركه يلهث؛ لأَنك إِذا حملتَ على الكلب نبح وولَّى هارباً،

وإِن تركته شدَّ عليك ونبح، فيتعب نفسه مقبلاً عليك ومدبراً عنك، فيعتريه

عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إِخراج اللسان. قال أَبو إِسحق: ضرب

الله، عز وجل، للتارك لآياته والعادل عنها أَخَسَّ شيءٍ في أَخَسِّ أَحواله

مثلاً، فقال: فمثَله كمثل الكلب إِن كان الكلب لَهْــثان، وذلك أَنَّ الكلب

إِذا كان يلهث، فهو لا يقدر لنفسه على ضرٍّ ولا نفع، لأَن التمثيل به

على أَنه يلهث على كل حال، حملْتَ عليه أَو تركتَهُ، فالمعنى فمثَله كمثل

الكلب لاهثاً.

وقال الليث: اللَّهثُ لَهْثُ الكلب عند الإِعياءِ، وعند شدة الحرِّ، هو

إِدْلاعُ اللسان من العطش. وفي الحديث: أَنَّ امرأَةً بَغيّاً رأَت كلباً

يَلْهَثُ فسقته فغُفِر لها.

وفي حديث علي: في سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ أَي مُوقعةٍ في اللهث. وقال سعيد

بن جبير في المرأَة اللهْثى والشيخ الكبير إِنهما يُفْطِران في رمضان

ويُطْعِمان. ويقال: به لُهاث شديد، وهو شدة العطش؛ قال الراعي يصف

إِبلاً:حتى إِذا بَردَ السِّجالُ لُهاثَها،

وجَعلْنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثميلا

السجال: جمع سَجْل، وهي الدلو المملوءَة. والثميلة: البقية من الماءِ

تبقى في جوف البعير. والغُرُوض: جمع غَرْض وهو حزام الرّحل.

وقال أَبو عمرو: اللُّهْثة التَعبُ. واللُّهْثة أَيضاً: العطَش.

واللُّهثة أَيضاً: الحمْراءُ التي تراها في الخوص إِذا شققته.

الفراءُ: اللُّهاثيُّ من الرجال الكثير الخِيلان الحُمْر في الوجه،

مأْخوذ من اللُّهاث، وهي النقَط الحمر التي في الخوص إِذا شققته. أَبو عمرو:

اللُّهَّاث عاملو الخُوص مُقْعَدات، وهي الدَّواخِلُ، واحدتها مُقْعَدة،

وهي الوشِيخةُ

(* قوله «الوشيخة» كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل والذي في

القاموس الوشخ.) والوشَخَةُ والشَّوْغَرةُ والمُكَعَّبةُ، والله أَعلم.

لهث
: (اللَّهْــثانُ: العَطْشانُ) ، وَهِي لَهْثَى.
وَقَالَ سَعيدُ بن جُبَيْر فِي المرأَة الَّهْثَى والشّيخِ الْكَبِير (إِنهما يُفْطِرَانِ فِي رَمضانَ ويُطْعِمانِ) .
(وبالتَّحْرِيكِ: العطَشُ) ، من المصادر القِيَاسِيَّة، (كاللَّهَثِ، محرَّكةً، واللَّهَاثِ، بِالْفَتْح) قَالَ شَيخنَا: وذِكرُ الْفَتْح مستدركٌ.
وَفِي اللّسَان: اللَّهَثُ واللُّهَثاثُ: حَرُّ العَطَشِ فِي الجَوْف (وَقد لَهِثَ) لَهَاثاً (كَسَمعَ) سَمَاعاً.
(و) يُقَال: بِهِ لُهَاثٌ شديدٌ، (كغُرَابٍ) ، وَهُوَ (حَرُّ العَطَشِ) فِي الجَوْفِ وشِدَّتُه.
(و) من الْمجَاز: اللُّهاثُ. (شِدَّةُ المَوْتِ) ، يُقَال: هُوَ يُقَاسِي لُهَاثَ المَوْتِ، أَي شِدَّتَه.
(و) اللُّهَاثُ: (النُّقَطُ) الحُمْرُ الَّتِي (فِي الخُوصِ) إِذا شَقَقْتَه، (عَن الفَرّاءِ) وَهُوَ تَتمَّةٌ مِن قَوْله، وسيأْتي، (والقِيَاسُ) فِيهِ (الكسرُ، كنِقَاطٍ) ، فَيكون حِينَئِذٍ جمعياً لِلُّهْثَةِ.
(ولَهَثَ) الرَّجلُ والكَلْبُ (كَمَنَعَ) ولَهِثَ يَلْهَثُ فيهمَا بِالْكَسْرِ، وَكَذَلِكَ الطَّائر (لَهْثاً) بِالْفَتْح (ولُهَاثاً بالضمّ) إِذا دَلَعَ، أَي (أَخْرَجَ لسانَه عَطَشاً أَو تَعَباً أَو إِعياءً) ، وَفِي الحَدِيث (أَن امرأَةً بَغِيًّا رأَتْ كلْباً يَلْهَثُ فسَقَتْهُ فغُفِرَ لَهَا) .
وَفِي مُفْرداتِ الرّاغِب: اللَّهَثُ: ارتِفَاعُ النَّفَسِ من الإِعْيَاءِ وَقيل: لَهثَ الكلْبُ: أَخرَجَ لسانَه من العَطَشِ، ولَهِثَ الرّجلُ أَعْيَا، وَمثله فِي التَوشيح، (كالْتَهَثَ) ، وأَنشد الأَصمعيّ:
وإِنْ رَأَى طالِبَ دُنْيَا يلْتَهِثْ
يَمْلُجُ خِلْفَيْهَا ارْتِغاثَ المُرْتَغِثْ
(واللُّهْثَةُ بالضَّمّ: التَّعَبُ) ، عَن أَبي عَمرٍ و.
(و) اللُّهْثَةُ أَيضاً: (العَطَشُ) . (و) اللُّهْثَة أَيضاً: (النُّقْطَة الحَمْرَاءُ) الَّتِي تَراها (فِي الخُوصِ) إِذا شَقَقْتَه، وَالْجمع اللِّهَاثُ بِالْكَسْرِ.
(واللُّهَاثِيُّ، كغُرَابِيَ) ، من الرِّجَال: (الكَثيرُ الخِيلاَنِ الحُمْرِ فِي الوَجْهِ) ، مأْخُوذ من اللُّهَاث، كغُرَابٍ، وَهِي النُّقَطُ فِي الخَوصِ، وَهَذَا تمامُ قولِ الفَرّاءِ.
(واللُّهَّاثُ، كعُمّالٍ: صانِعُو الخُوصِ) ، أَي عامِلُوه مُقْعَداتٍ، وَهِي (دَواخِلَّ) ، بتَشْديد اللاّم، واحدتها دَوْخَلَّة، وَهِي من الأَوانِي الَّتِي تُصْنَع من خُوصِ النَّخِيل ليوضَعَ فِيهِ التَّمْرُ، وَهِي الشَّوغَرَةُ، وَهَذَا قَول أَبي عَمْرٍ و.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَا جاءَ فِي الحَدِيث: (فِي سَكْرَةٍ مُلْهِثَة) أَي مُوقِعَة فِي اللَّهَثِ.

زين

زين: {يوم الزينة}: يوم العيد.
[زين] نه: فيه: "زينوا" القرآن بأصواتكم، قيل: هو قلب، أي زينوا أصواتكم بالقرآن بمعنى الهجوا بقراءته وتزينوا به، وليس ذا على تطريب القول والتحزين، كح: ليس منا من لم يتغن بالقرآن، أي يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطرب، وقيل: لا قلب بل معناه الحث على ترتيل أمر به، فكان الزينة للمرتل لا للقرآن كما يقال: ويل للشعر من رواته السوء! فهو راجع إلى الراوي لا الشعر، فكأنه تنبيه للمقصر في الرواية على اللحن والتصحيف وسوء الأداء وحث لغيره على التوقي منه، فكذا هذا يدل على ما يزين من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب، وقيل: أراد بالقرآن القراءة، أي زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم، ويشهد له وأن لا قلب فيه. ح: لكل شيء حلية وحلية القرآن حسن الصوت. ط: وأما الأوزان الموسيقى فأشبه بدع - ويتم في التغني. ك: خذوا "زينتكم" عند كل مسجد، أي ثيابكم لمواراة عورتكم عند كل صلاة كطواف أو صلاة. غ: أمرهم بالاستتار عند الطواف وكانت المرأة تطوف عريانة. ويوم "الزينة" أي العيد. نه: وفي صلاة الاستسقاء: أنزل علينا في أرضنا "زينتها" أي نباتها الذي يزينها. وفيه: ما منعني أن لا أكون "مزدانا" بإعلانك، أي متزينًا بإعلان أمرك، وهو مفتعل من الزينة أبدل تاؤه دالًا. وفي ح شريح: كان يجيز من "الزينة" ويرد من الكذب، يريد تزيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أو صفتها.

زين: الزَّيْنُ: خلافُ الشَّيْن، وجمعه أَزْيانٌ؛ قال حميد بن ثور:

تَصِيدُ الجَلِيسَ

بأَزْيَانِها ودَلٍّ أَجابتْ عليه الرُّقَى

زانه زَيْناً وأَزَانه وأَزْيَنَه، على الأَصل، وتَزَيَّنَ هو وازْدانَ

بمعنًى، وهو افتعل من الزِّينةِ إلاَّ أَن التاء لمَّا لانَ مخرجها ولم

توافق الزاي لشدتها، أَبدلوا منها دالاً، فهو مُزْدانٌ، وإن أَدغمت قلت

مُزّان، وتصغير مُزْدان مُزَيَّنٌ، مثل مُخَيَّر تصغير مُختار، ومُزَيِّين

إن عَوَّضْتَ كما تقول في الجمع مَزَاينُ ومَزَايِين، وفي حديث خُزَيمة:

ما منعني أَن لا أَكون مُزْداناً بإعلانك أَي مُتَزَيِّناً بإعلان أَمرك،

وهو مُفْتَعَلٌ من الزينة، فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي. قال

الأَزهري: سمعت صبيّاً من بني عُقَيلٍ يقول لآخر: وجهي زَيْنٌ ووجهك شَيْنٌ؛

أَراد أَنه صبيح الوجه وأَن الآخر قبيحه، قال: والتقدير وجهي ذو زَيْنٍ

ووجهك ذو شَيْنٍ، فنعتهما بالمصدر كما يقال رجل صَوْمٌ وعَدْل أَي ذو عدل.

ويقال: زانه الحُسْنُ يَزِينه زَيْناً. قال محمد بن حبيب: قالت أَعرابية

لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال في غير سمان، قال:

تَزُونُنا وتَزِينُنا واحدٌ، وزانَه وزَيَّنَه بمعنى؛ وقال المجنون:

فيا رَبِّ، إذ صَيَّرْتَ ليلَى لِيَ الهَوَى،

فزِنِّي لِعَيْنَيْها كما زِنْتَها لِيَا

وفي حديث شُرَيح: أَنه كان يُجِيزُ من الزِّينة ويَرُدُّ من الكذب؛ يريد

تَزْيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أَو في صفتها.

ورجل مُزَيَّن أَي مُقَذَّذُ الشعر، والحَجَّامُ مُزَيِّن؛ وقول ابن

عَبْدَلٍ الشاعر:

أَجِئْتَ على بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ،

كأَنك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ؟

يعني عُرْفه. وتَزَيَّنَتِ الأَرضُ بالنبات وازَّيَّنَتْ وازْدانتِ

ازْدِياناً وتَزَيَّنت وازْيَنَّتْ وازْيَأَنَّتْ وأَزْيَنَتْ أَي حَسُنَتْ

وبَهُجَتْ، وقد قرأَ الأَعرج بهذه الأَخيرة. وقالوا: إذا طلعت الجَبْهة

تزينت النخلة. التهذيب: الزِّينة اسم جامع لكل شيء يُتَزَيَّن به.

والزِّينَةُ: ما يتزين به. ويومُ الزِّينةِ: العيدُ. وتقول: أَزْيَنَتِ الأَرضُ

بعُشبها وازَّيَّنَتْ مثله، وأَصله تَزَيَّنَت، فسكنت التاء وأُدغمت في

الزاي واجتلبت الأَلف ليصح الابتداء. وفي حديث الاستسقاء قال: اللهم أَنزل

علينا في أَرضنا زِينتَها أَي نباتَها الذي يُزَيّنها. وفي الحديث:

زَيِّنُوا القرآن بأَصواتكم؛ ابن الأَثير: قيل هو مقلوب أَي زينوا أَصواتكم

بالقرآن، والمعنى الهَجُوا بقراءته وتزَيَّنُوا به، وليس ذلك على تطريب

القول والتحزين كقوله: ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن أَي يَلْهَجْ

بتلاوته كما يَلْهَج سائر الناس بالغِناء والطَّرب، قال هكذا قال الهَرَوِيّ

والخَطَّابي ومن تَقَدَّمهما، وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه

الحث على الترتيل الذي أَمر به في قوله تعالى: ورَتِّلِ القرآنَ ترتيلاً؛

فكأَنَّ الزِّينَة للمُرَتِّل لا للقرآن، كما يقال: ويل للشعر من رواية

السَّوْءِ، فهو راجع إلى الراوي لا للشعر، فكأَنه تنبيه للمقصر في

الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأَداء وحث لغيره على التوقي

من ذلك، فكذلك قوله: زينوا القرآن بأَصواتكم، يدل على ما يُزَيّنُ من

الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب، وقيل: أَراد بالقرآن القراءة، وهو مصدر

قرأَ يقرأُ قراءة وقُرْآناً أَي زينوا قراءتكم القرآن بأَصواتكم، قال:

ويشهد لصحة هذا وأَن القلب لا وجه له حديث أَبي موسى: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، اسْتَمع إلى قراءته فقال: لقد أُوتِيت مِزْماراً من مزامير آل

داود، فقال: لو علمتُ أَنك تسمع لحَبَّرْتُه لك تحبيراً أَي حسَّنت

قراءته وزينتها، ويؤيد ذلك تأْييداً لا شبهة فيه حديث ابن عباس: أَن رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لكل شيء حِلْيَةٌ وحِلْيَةُ القرآن حُسْنُ

الصوت. والزِّيْنَةُ والزُّونَة: اسم جامع لما تُزُيِّنَ به، قلبت الكسرة

ضمة فانقلبت الياء واواً. وقوله عز وجل: ولا يُبْدِينَ زِينَتَهن إلا ما

ظهر منها؛ معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالمِخْنقة والخَلْخال

والدُّمْلُج والسِّوار والذي يظهر هو الثياب والوجه. وقوله عز وجل: فخرج على قومه

في زينته؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه خرج هو وأَصحابه وعليهم وعلى

الخيل الأُرْجُوَانُ، وقيل: كان عليهم وعلى خيلهم الدِّيباجُ الأَحمر.

وامرأَة زَائنٌ: مُتَزَيِّنَة. والزُّونُ: موضع تجمع فيه الأَصنام

وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ. والزُّونُ: كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله عز وجل

لأَنه يُزَيَّنُ، والله أَعلم.

زين
عن الفارسية زين بمعنى سرج.
(زين)
الْبر نبت بِهِ الزوان فَهُوَ مزون
ز ي ن : زَانَ الشَّيْءُ صَاحِبَهُ زَيْنًا مِنْ بَابِ سَارَ وَأَزَانَهُ إزَانَةً مِثْلُهُ وَالِاسْمُ الزِّينَةُ وَزَيَّنْتُهُ تَزْيِينًا مِثْلُهُ وَالزَّيْنُ نَقِيضُ الشَّيْنِ. 
(زين) - في حديث شريح: "أنه كان يُجِيزُ من الزِّينةِ ويرُدُّ من الكَذِب"
قيل: هذا في تدليس البائع إذا باع الثوب على أنّه هروىِ أو مَرَوي، فإن لم يكن كذلك فللمشترى الرّدّ، فأَمَّا إنْ زَيَّنَه بالصَّبغ حتى ظنّ أنه هَرَوِيّ، فليس له الرَّدُّ، لأنه فَرَّط حيث لم يُقلِّب ولم يَنظُر.
زين
الزَيْنُ: نَقِيْضُ الشيْنِ، زانَهُ الحُسْنُ يَزِيْنُه زَيْناً. وازْدَانَتِ الأرْضُ بعُشْبِها وازينت وتزينت. والزًيْنَةُ: اسْمٌ جامِعٌ لكُلِّ ما يُتَزَيَّنُ به، والزَيَنُ: جَمْعُه. والزُيَانُ: نعْتٌ من الزَيْنَةِ، فَمٌ زُيَانٌ: حَسَن. والزَيَانُ: ما يُتَزَنُ به. والعَنْزُ تُسَمّى زِيْنَةَ، وتُدْعَن للحَلَبِ فيُقال: زِينَ زِيْنَهْ.
ز ي ن: (الزِّينَةُ) مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ، وَيَوْمُ الزِّينَةِ يَوْمُ الْعِيدِ. وَ (الزَّيْنُ) ضِدُّ الشَّيْنِ وَ (زَانَهُ) مِنْ بَابِ بَاعَ، وَ (زَيَّنَهُ تَزْيِينًا) مِثْلُهُ. وَالْحَجَّامُ (مُزَيِّنٌ) . وَ (تَزَيَّنَ) وَ (ازْدَانَ) بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: (أَزْيَنَتِ) الْأَرْضُ بِعُشْبِهَا وَ (ازَّيَّنَتْ) مِثْلُهُ، وَأَصْلُهُ تَزَيَّنَتْ فَأُدْغِمَ.

زين


زَانَ (ي)(n. ac. زَيْن)
a. Adorned, decorated, ornamented, garnished.
b. Weighed.

زَيَّنَأَزْيَنَa. see I (a)
تَزَيَّنَإِزْتَيَنَ
(a. د
or
ز ), Was adorned &c.; adorned
himself.
زَيْن
(pl.
أَزْيَاْن)
a. Adornment, decoration, ornament.

زِيْنَةa. see 1b. Festival, feast, fête.

زَاْيِنa. Adorned, decorated; decked out.

زَيَاْنa. Handsome, beautiful, fine.

زِيَاْنa. Adornment; splendour, pomp.

N. Ag.
زَيَّنَa. Decorator, ornamenter; hair-dresser, barber.
b. Cupper.
زين: زان: وزن (محيط المحيط).
زَيَّن (بالتشديد): زان، جمّل، حسَّن. يقال: زين المدينة بالطنافس وأنواع الزينة وكل ما يسر الجمهور ويبهجهم (مملوك 1، 1: 29)، وفي معجم بوشر زيّن البَلَد: أناره بالأنوار للزينة. زيَّن المركب: زان السفينة وجملها بالأعلام والبيارق (بوشر).
زيَّن: حلق (بوشر، همبرت ص77).
زين لنفسه المحال: تعامى، تضلل، ضل (بوشر).
تزين: حلق لحيته أو حسنها (بوش جزائرية، همبرت ص77).
زَيْن: حسن، جميل (انظر لين) (مارسيل عشر سنوات ص366، ريشاردسن سحارى 1: 134، 2: 184، جاكسون ص189، المقدمة 3: 430 واقرأ فيها زين خالية من أداة التعريف كما في طبعة بولاق وكما في مخطوطتنا رقم 1350، ألف ليلة 3: 436، برسل 12: 137 حيث أراد فليشر ص9 أن يغيرها خطأ منه، زيشر 23: 74).
زين: حسن (ريشاردسن صحارى 1: 134، 2: 136، 285، ليون ص316).
زين الخواتم: البنصر (ألكالا) والإصبع الأوسط (ألكالا).
زين قُدَح: قوس قزح (شيرب) في قسطنطينية وتونس.
زين الله: أهو قوس قزح؟ انظر ما نشرته من كتاب العقود في مادة بَرَّح.
زينة: يوم العيد، وتزيين المدينة في المناسبات السارة (مملوك 1، 1: 29).
زينة السلاح: ملابس الجند الرسمية (دي سلان تاريخ البربر 2: 267).
أمراض الزينة عند الأطباء: ما يتعلق بالشعر والأظفار والجلد كالكلف والنمش ونحو ذلك (محيط المحيط).
زَيْنِي: نوع من العنب (زيشر 11: 478، 524).
زَينونة الكرموس: زيز، جدجد، صرار الليل (همبرت ص71، جزائرية).
زيان: عُوار، عيب (هلو).
أزين: أجمل، أحسن. وهذا صواب الكلمة (ابن العوام 1: 221).
تزيين: في معجم ألكالا تقابل Cbre de bestias، وقد ترجمها فكتور بإسطبل البقر والخيل وغير ذلك من الحيوانات. وعند نونيز Cobre وحدها تعني الحبل الذي تربط به الخيل والبغال وغيرها الواحدة بعد الأخر.
مُزَيَّن: فرس مسرج ومغطى بجل (ألكالا)، وفيه: ramentato cauallo أي فرس مسرج مجلل (انظر فكتور).
مُزَيّن: حلاق، والكلمة مستعملة في المشرق وليست من لغة البربر (براكس مجلة الشرق والجزائر 9: 175) وكانت تستعمل في الأندلس بهذا المعنى (فوك، المقري 2: 328) ونجدها كذلك في معجم هلو.
مَزيان ومِزيان وهي مَزيانة ومِزيانة: جميل وجميلة (بوشر بربرية، همبرت ص7 جزائرية، دومب ص107، جاكسون ص185). حرف السين:
زين
الزِّينَةُ الحقيقيّة: ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله لا في الدنيا، ولا في الآخرة، فأمّا ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين، والزِّينَةُ بالقول المجمل ثلاث: زينة نفسيّة كالعلم، والاعتقادات الحسنة، وزينة بدنيّة، كالقوّة وطول القامة، وزينة خارجيّة كالمال والجاه. فقوله:
حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ [الحجرات/ 7] ، فهو من الزّينة النّفسيّة، وقوله:
مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ [الأعراف/ 32] ، فقد حمل على الزّينة الخارجيّة، وذلك أنه قد روي: (أنّ قوما كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهوا عن ذلك بهذه الآية) ، وقال بعضهم: بل الزّينة المذكورة في هذه الآية هي الكرم المذكور في قوله: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ [الحجرات/ 13] ، وعلى هذا قال الشاعر:
وزِينَةُ العاقل حسن الأدب
وقوله: فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ
[القصص/ 79] ، فهي الزّينة الدّنيويّة من المال والأثاث والجاه، يقال: زَانَهُ كذا، وزَيَّنَهُ: إذا أظهر حسنه، إمّا بالفعل، أو بالقول، وقد نسب الله تعالى التّزيين في مواضع إلى نفسه، وفي مواضع إلى الشيطان، وفي مواضع ذكره غير مسمّى فاعله، فممّا نسبه إلى نفسه قوله في الإيمان: وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ [الحجرات/ 7] ، وفي الكفر قوله: زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ [النمل/ 4] ، زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ [الأنعام/ 108] ، وممّا نسبه إلى الشيطان قوله: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ [الأنفال/ 48] ، وقوله تعالى:
لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ [الحجر/ 39] ، ولم يذكر المفعول لأنّ المعنى مفهوم. وممّا لم يسمّ فاعله قوله عزّ وجلّ: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ [آل عمران/ 14] ، زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ [التوبة/ 37] ، وقال: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا [البقرة/ 212] ، وقوله:
زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ ، تقديره: زيّنه شركاؤهم ، وقوله: زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ [فصلت/ 12] ، وقوله: إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ [الصافات/ 6] ، وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ [الحجر/ 16] ، فإشارة إلى الزّينة التي تدرك بالبصر التي يعرفها الخاصّة والعامّة، وإلى الزّينة المعقولة التي يختصّ بمعرفتها الخاصّة، وذلك أحكامها وسيرها. وتَزْيِينُ الله للأشياء قد يكون بإبداعها مزيّنة، وإيجادها كذلك، وتَزْيِينُ الناس للشيء: بتزويقهم، أو بقولهم، وهو أن يمدحوه ويذكروه بما يرفع منه.
زين
زانَ يَزين، زِنْ، زَيْنًا، فهو زائن، والمفعول مَزِين
• زان كلامَه: حسَّنه وجمَّله، نقيض شان "زان الصورة- فيارَبِّ إذ صّيرْتَ لَيْلى لِي الهوى ... فِزِنِّي لعينيها كما زِنتها ليَا". 

ازدانَ بـ يَزدان، ازْدَنْ، ازْدِيانًا، فهو مُزدان، والمفعول مزدان به
• ازدانتِ الحديقةُ بالأزهار: حسُنت وجمُلت "ازدانت العاصمةُ بالأعلام في عيد النصر- ازدانت الأرضُ بعشبها" ° ازدان فراشُه بمولودٍ: رُزق بمولود جديد. 

ازَّيَّنَ يَزَّيَّن، فهو مُزَّيِّن
• ازَّيَّن الشَّيءُ: تزيَّن، ازدان، حسُن وجمُل "ازيَّنتِ الأرضُ بعُشبها- {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ}: تجمَّلت بالحبوب والثمار والأزهار". 

تزيَّنَ يَتزيَّن، تزيُّنًا، فهو متزيِّن
• تزيَّنت المدينةُ: ازدانت، حسُنت وجمُلت "تزينت المرأةُ لزوجها- {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَتَزَيَّنَتْ} [ق] ". 

زيَّنَ/ زيَّنَ لـ يزيِّن، تزيينًا، فهو مُزيِّن، والمفعول مُزيَّن
• زيَّن الصُّورةَ: زخرَفها.
• زيَّنت المرأةُ وجهَها: جمَّلته وحسَّنته "ليس الجمال بأثواب تُزيِّننا ... إن الجمال جمالُ العلم والأدبِ- {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} ".
 • زيَّن عقلَه: أغناه "كثرة الاطِّلاع تزيِّن العقول".
• زيَّن الشَّيطانُ لفلان: وسوس له وأغواه " {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: خدعهم؛ فجعل أعمالهم حسنة في أعينهم". 

ازديان [مفرد]: مصدر ازدانَ بـ. 

زائن [مفرد]: اسم فاعل من زانَ. 

زِيانة [مفرد]: حرفة المُزيِّن.
• زيانَة العريس: ما يقوم به المُزيِّن لتجميله "التفّ حوله الأصدقاء في ليلة عُرْسه وشاهدوا زيانته وحنّاءه". 

زَيْن [مفرد]: ج أزيان (لغير المصدر):
1 - مصدر زانَ.
2 - كلّ ما يُزيَّن به ° زَيْن الديك: عُرْفه. 

زِينة [مفرد]: ج زِينات وزِيَن:
1 - مايُتزيَّن به "زينة الوجه- شجر الزِّينة- {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} - {يَابَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}: أطهر الثياب وأحسنها" ° أمراض الزِّينة: مايكون منها بالشَّعر والجلد والأظفار كالكلف والنَّمش وغير ذلك- يَوْمُ الزِّينة: يوم العيد.
2 - كل ما يفاخر به في الدنيا من مال وأثاث وجاه " {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} ". 

زَيْنُون/ زِينُون [مفرد]: (كم) عنصر خامل يُوجد في الهواء الجويّ بكميّات ضئيلة تملأ به المصابيح الكهربيّة. 

مُزْدان [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ازدانَ بـ.
2 - اسم مفعول من ازدانَ بـ. 

مُزَيِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من زيَّنَ/ زيَّنَ لـ.
2 - حَلاّق "مُزَيِّن عصريّ". 

زين

1 زَانَهُ, (S, MA, Msb, K,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. زَيْنٌ; (MA, Msb, KL, TA;) and ↓ زيّنهُ, (S, MA, Msb, K,) inf. n. تَزْيِينٌ; (Msb, KL, TA;) and ↓ أَزَانَهُ, (Msb, K,) and ↓ أَزْيَنَهُ, (K,) which is its original form, (TA,) inf. n. إِزَانَةٌ; (Msb;) signify the same; (S, MA, Msb, K;) He, or it, adorned, ornamented, decorated, decked, bedecked, garnished, embellished, beautified, or graced, him, or it. (MA, KL, PS: [and the like is indicated in the S and Msb and K.]) [زَانَهُ said of a quality, and of an action, and of a saying, is best rendered It adorned him, or graced him, or was an honour to him; contr. of شَانَهُ; as is indicated in the S and K: and sometimes means it was his pride: and ↓ زيّنهُ means as expl. above: and he embellished it, dressed it up, or trimmed it; said in this sense as relating to language: and he embellished it, or dressed it up, namely, an action &c. to another (لِغَيْرِهِ); often said in this sense of the Devil; (as in the Kur vi. 43, &c.;) i. e. he commended it to him:] زَانَهُ كَذَا and ↓ زيّنهُ [Such a thing adorned him, &c.,] are expl. as said when one's excellence [فَضْلُهُ, as I read for فعله, an evident mistranscription,] appears either by speech or by action: and اللّٰهِ لِلْأَشْيَآءِ ↓ تَزْيِينُ [God's adorning, &c., of things] is sometimes by means of his creating them مُزَيَّنَة [i. e. adorned, &c.]; and النَّاسِ ↓ تَزْيِينُ [The adorning, &c., of men], by their abundance of property, and by their speech, i. e. by their extolling Him. (Er-Rághib, TA.) One says, زَانَهُ الحُسْنُ [Beauty adorned, or graced, him, or it]. And Mejnoon says, فَيَا رَبِّ إِذْ صَيَّرْتَ لَيْلَى لِىَ الهَوَى

فَزِنِّى لِعَيْنَيْهَا كَمَا زِنْتَهَا لِيَا [And, O my Lord, since Thou hast made Leylà to be to me the object of love, then grace Thou me to her eyes like as Thou hast graced her to me]. (S, TA: but in the former, مِنَ الهَوى in the place of لِىَ الهَوَى. [The reading in the S means of the objects of love: for هَوًى, being originally an inf. n., may be used alike as sing. and pl.]) السِّلْعَةِ فِى البَيْعِ ↓ تَزْيِينُ [means The setting off, or commending, of a commodity in selling; and] is allowed, if without concealment of a fault, or defect, from the purchaser, and without lying in the attribution and description of the article. (TA.) 2 زَيَّنَ see above, in six places.4 أَزَانَهُ and أَزْيَنَهُ: see 1, first sentence.

A2: See also the paragraph here following.5 تزيّن and ↓ اِزْدَانَ, (S, K,) the latter of the measure اِفْتَعَلَ, [originally اِزْتَيَنَ, and then اِزْتَانَ,] (S,) quasi-pass. verbs, [the former of زَيَّنَهُ and the latter of زَانَهُ,] (K,) signify the same; (S;) [He, or it, was, or became, adorned, ornamented, decorated, decked, bedecked, garnished, embel-lished, beautified, or graced;] as also اِزَّيَّنَ, (S, * K,) [a variation of the first, being] originally تَزَيَّنَ, the ت being made quiescent, and incorporated into the ز, and the ا being prefixed in order that the inception may be perfect; (S, TA;) and ↓ ازيانّ; and ↓ ازينّ. (K.) One says, أَزْيَنَتِ ↓ الأَرْضُ بِعُشْبِهَا [perhaps a mistranscription for ↓ اِزْيَنَّتِ The earth, or land, became adorned, &c., with, or by, its herbage]; as also اِزَّيَّنَت, originally تَزَيَّنَت [as expl. above]; (S;) and some, in the Kur x. 25, read تَزَيَّنَت; and some, ↓ ازيانّت. (Bd.) And they said, إِذَا طَلَعَتِ الجَبْهَةُ تَزَيَّنَتِ النَّخْلَةُ [When الجبهة (the Tenth Mansion of the Moon) rises aurorally, the palm-tree becomes garnished with ripening dates: that Mansion thus rose in central Arabia, about the commencement of the era of the Flight, on the 12th of August, O. S; and in that region, at, or soon after, that period, the dates begin to ripen]. (TA.) [تزيّن is said of language, as meaning It was embellished, dressed up, or trimmed: and of an action &c., as meaning it was embellished, or dressed up, i. e. commended, to a person, by another man, and, more commonly, by the Devil.] b2: And تزيّن also signifies He adorned, ornamented, decorated, decked, &c., himself. (MA, KL.) [Hence,] تزيّن بِالبَاطِلِ [He invested himself with that which did not belong to him]. (S and TA in art. شبع.) 8 اِزْدَانَ, originally اِزْتَيَنَ: see the next preceding paragraph, first sentence.9 إِزْيَنَّ see 5, each in two places.11 إِزْيَاْنَّ see 5, each in two places.

زَانٌ: see art. زون.

زَيْنٌ [as an inf. n., and also as a simple subst.,] is the contr. of شَيْنٌ: (S, Msb, K:) [as a simple subst.,] i. q. زِينَةٌ, q. v.: (Har p. 139:) [and commonly signifying A grace; a beauty; a comely quality; a physical, and also an intel-lectual, adornment; an honour, or a credit; and anything that is the pride, or glory, of a person or thing: in these senses contr. of شَيْنٌ:] pl. أَزْيَانٌ. (K.) b2: Az says, I heard a boy of [the tribe called] Benoo- 'Okeyl say to another, وَجْهِى زَيْنٌ وَوَجْهُكَ شَيْنٌ, meaning My face is comely and thy face is ugly; for وَجْهِى ذُو زَيْنٍ وَوَجْهُكَ ذُو شَيْنٍ

[my face is possessed of comeliness and thy face is possessed of ugliness]; using the inf. ns. as epithets; like as one says رَجُلٌ صَوْمٌ and عَدْلٌ. (TA.) b3: Also The comb of the cock. (S.) زَانَةٌ [mentioned in this art. in the K]: see art. زون.

زِينَةٌ, the subst. from زَانَهُ, (Msb,) signifies مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ [i. e. A thing with which, or by which, one is adorned, ornamented, decorated, decked, bedecked, garnished, embellished, beautified, or graced; or with which, or by which, one adorns, &c., himself]; (T, S, K;) any such thing; (T, TA;) [any ornament, ornature, decoration, garnish, embellishment, or grace;] and so ↓ زِيانٌ; (K;) and ↓ زَيْنٌ, also, [which see above,] signifies the same as زِينَةٌ: (Har p. 139:) accord. to El-Harállee, زِينَةٌ denotes the [means of] beautifying, or embellishing, a thing by another thing; consisting of apparel, or an ornament of gold or silver or of jewels or gems, or aspect: or, as some say, it is the beauty [seen] of the eye that does not reach to the interior of that which is adorned [thereby]: accord. to Er-Rághib, its proper mean-ing is a thing that does not disgrace, or render unseemly, a man, in any of his states or conditions, either in the present world or in that which is to come: but that which adorns him in one state or condition, exclusively of another, is in one point of view شَيْنٌ: summarily speaking, it is of three kinds; namely, mental, such as knowledge or science, and good tenets; and bodily, such as strength, and tallness of stature, and beauty of aspect; and extrinsic, such as wealth, and rank or station or dignity; and all these are mentioned in the Kur: (TA:) the pl. is زِيَنٌ. (Bd in x. 25.) زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا [or simply زِينَةُ الدُّنْيَا generally means The ornature, finery, show, pomp, or gaiety, of the present life or world; and] particularly includes wealth and children. (Kur xviii. 44.) زِينَةُ الأَرْضِ [The ornature of the earth] means the plants, or herbage, of the earth. (TA.) يَوْمُ الزِّينَةِ [The day of ornature] is the festival (العِيدُ); (S, K;) when men used [and still use] to adorn themselves with goodly articles of apparel. (TA.) And also The day of the breaking [of the dam a little within the entrance] of the canal of Misr [here meaning the present capital of Egypt, El-Káhireh, which we call “ Cairo ”], (K, TA,) i. e. the canal which runs through the midst of Misr, and [the dam of] which is broken when the Nile has attained the height of sixteen cubits or more: this day is said to be meant in the Kur xx. 61: it is one of the days observed in Egypt with the greatest gladness and rejoicing from ancient times; and its observance in the days of the Fátimees was such as is inconceivable, as it is described in the “ Khitat ” of El-Makreezee. (TA. [The modern observances of this day, and of other days in relation to the rise of the Nile, are described in my work on the Modern Egyptians.]) قَمَرٌ زَيَانٌ A beautiful moon. (K.) زِيَانٌ: see زِينَةٌ.

زِيَانَةٌ The art, or occupation, of the مُزَيِّن: so in the present day.]

زَائِنٌ: see the last paragraph in this art. مُزَيَّنٌ: see مُتَزَيِّنٌ. b2: [Also,] applied to a man, Having his hair trimmed, or clipped, [or shaven, by the مُزَيِّن.] (S, TA.) مُزَيِّنٌ i. q. حَجَّامٌ [i. e. A cupper; who is generally a barber; and to the latter this epithet (مُزَيِّنٌ) is now commonly applied; as it is also in the MA]. (S, TA.) A2: See also مُتَزَيِّنٌ.

مُزَيِّينٌ: see مُتَزَيِّنٌ.

مُزَّانٌ: see each in two places in what follows.

مُزْدَانٌ: see each in two places in what follows.

مُتَزَيِّنٌ and ↓ مُزْدَانٌ and ↓ مُزَّانٌ signify the same [i. e. Adorned, ornamented, decorated, decked, bedecked, garnished, embellished, or graced; as also ↓ مُزَيَّنٌ: and the first signifies also selfadorned &c.]: (TA:) the second and third are part. ns. of اِزْدَانَ; the third being formed from the second by incorporation [of the د into the ز]: and the dim. of مُزْدَانٌ is ↓ مُزَيِّنٌ, like مُخَيِّرٌ the dim. of مُخْتَارٌ; and if you substitute [for the د], ↓ مُزَيِّينٌ: and in like manner in forming the pl. you say مَزَايِنُ and مَزَايِينُ. (S.) You say, أَنَا بِإِعْلَامِكَ ↓ مُزَّانٌ and ↓ مُزْدَانٌ, meaning مُتَزَيِّنٌ بِإِعْلَامِ أَمْرِكَ [i. e. I am graced by the making known of thy command, or affair]. (TA.) and ↓ اِمْرَأَةٌ زَائِنٌ means مُتَزَيِّنَةٌ [i. e. A woman adorned, &c.; or self-adorned &c.]: (K, TA:) in [some of] the copies of the K, erroneously, مُتَزَيِّنٌ. (TA.)
زين
: ( {الزِّينَةُ، بالكسْرِ: مَا} يُتَزَيَّنُ بِهِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: اسمٌ جامِعٌ لكلِّ شيءِ {يُتَزَيَّنُ بِهِ.
وقالَ الحراليُّ:} الزّينة: تَحْسينُ الشيءِ بغيرِهِ من لبْسَةٍ أَو حلْيَةٍ أَو هَيْئةٍ؛ وقيلَ: بهْجَةُ العَيْنِ الَّتِي لَا تخلصُ إِلَى باطِنِ {المُزَيّنِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الزِّينَةُ: الحَقيقيَةُ مَا لَا يُشِينُ الإِنْسانَ فِي شيءٍ مِن أَحْوالِه لَا فِي الدُّنْيا وَلَا فِي الآخِرَةِ، أَمَّا مَا يُزينُه فِي حالِةٍ دُونَ حالَةٍ فَهُوَ مِن وجْهِ شينٍ،} والزِّينَةُ بالقوْلِ المُجْملِ ثلاثٌ: {زِينَةٌ نَفْسيَّةٌ كالعِلْمِ والاعْتِقادَاتِ الحَسَنَة،} وزِينَةٌ بَدَنيَّةٌ كالقوَّةِ وطولِ القامَةِ وحُسْنِ الوَسَامَةِ، وزِينَةٌ خارِجيَّةٌ كالمالِ والجاهِ، وأَمْثلَةٌ لكلِّ مذْكُورَةٌ فِي القُرآنِ؛ ( {كالزّيانِ، ككِتابِ.
(و) } الزِّينَةُ: اسمُ (وادٍ.
(و) ! زِينَةُ، (بِلا لامٍ: جَدُّ) أَبي عليَ (الحَسَنُ بنُ مُحمدٍ) عَن هِلالٍ (الحَفَّارِ) هَذَا هُوَ الصَّوابُ وسِياقُ المُصنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى يَقْتَضِي أَن يكونَ الحَفَّار صفَةً لَهُ وليسَ كَذَلِك.
(و) أَيْضاً (جَدُّ) أَبي غانمٍ (محمدِ بنِ الحُسَيْن الأَصْفهانيِّ) الحَنَفيّ (المُحَدِّثَيْنِ) ، الأَخِيرُ سَمِعَ مَعَ أَخيهِ أَبي عاصِمٍ أَحْمد أَبا مُطِيع، وابنْه أَبو ثابِتٍ الحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ الحُسَيْن بنِ عبْدِ المَلِكِ كَتَبَ عَنهُ أَبو موسَى الأَصْبهانيُّ، ماتَ سَنَة 580، وحَفِيدُه أَبو غانِمٍ المهذبُ بنُ الحُسَيْن بنِ محمدٍ، كانَ حافِظاً، وفاطِمَةُ بنتُ أَبي عاصِمٍ أَحْمدَ بنِ الحُسَيْن سَمِعَت مَنْصور بنِ محمدِ بنِ سُلَيْم.
(ويومُ {الزِّينَةِ: العيدُ) لأنَّ الناسَ} يَتَزَيَّنُونَ فِيهِ بالملابِسِ الفاخِرَةِ.
(و) أَيْضاً: (يَوْم كَسْر الخَليجِ بمِصْرَ) ، وَبِه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {مَوْعدكم يَوْم الزِّينَة} ، وَهَذَا اليَوْم مِن أَكْبر أَيَّام مِصْرَ وأَعْظَمها بهْجَةً وسُروراً مِن قدِيمِ الزَّمانِ، وَلَقَد كانَ مِن ذلِكَ فِي أَيَّام الفاطِمِيّين مَا تَسْتَحيله العُقُولُ على مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي الخططِ للمَقْريزِي؛ والمُرادُ بالخَليجِ الجارِي فِي وَسطِ مِصْر يكسر إِذا بَلَغَ النِّيل سَتَّة عَشَر ذِراعاً فَمَا فَوْقها.
(ودارُ الزِينَةِ: ع قُرْبَ عَدَنَ.
( {وزِينَةُ بنْتُ النُّعمانِ حدَّثَتْ) ، الصَّوابُ فِيهِ فتْحُ الزَّاي.
(} والزَّيْنُ: ضِدُّ الشَّيْنِ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ صَبيًّا مِن بَني عُقَيْلٍ يقولُ لآخَر: وجْهِي {زَيْنٌ ووَجْهُك شَيْنٌ، أَرادَ أَنَّه صَبِيحُ الوجْهِ، وأَنَّ الآخَرَ قَبِيحُه، والتَّقديرُ: وَجْهِي ذُو زَيْنٍ ووَجْهُك ذُو شَيْنٍ، فنَعَتَهما بالمَصْدرِ كَمَا يقالُ: رَجُلٌ صَوْمٌ وعَدْلٌ؛ (ج} أَزْيانٌ) ؛ قالَ حميدُ بنُ ثوْرٍ:
تَصِيدُ الجَلِيسَ! بأَزْيانِها ودَلَ أَجَابَتْ عَلَيْهِ الرُّقَى ( {وزَانَه) الحسنُ} زَيْناً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للمَجْنونِ:
فيا رَبِّ إِذْ صَيَّرْتَ ليلَى ليَ الهَوَى {فزِنِّي لِعَيْنَيْها كَمَا} زِنْتَها لِيَا ( {وأَزَانَه} وزَيَّنَه) {تَزْييناً (} وأَزْيَنَه) ، على الأَصْلِ، ( {فَتَزَيَّنَ هُوَ} وازْدانَ) .
قالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ افْتَعَلَ مِن {الزِّينَةِ إلاَّ أنَّ التاءَ لمَّا لانَ مَخْرجُها وَلم تُوافقِ الزَّاي لشدَّتِها، أَبْدَلُوا مِنْهَا دَالا، فَهُوَ} مُزْدانٌ، اهـ.
وَقَالُوا: إِذا طَلَعْتِ الجَبْهةُ {تَزَيَّنَتِ النَّخْلةُ.
(} وازَّيَّنَ) : أَصْلَهُ {تَزَيَّن، سُكِّنَتِ التاءُ وأُدْغمت فِي الزَّاي واجْتُلِبَتِ الأَلفُ ليصحَّ الابْتِدَاء.
(} وازْيانَّ) ، كاحْمارَّ، ( {وازْيَنَّ) ، كاحْمَّر، وَقد قَرَأَ الأَعْرَج بِهَذِهِ؛ كلّ ذلِكَ حَسُنَ وبَهُجَ.
وقيلَ} زَانَه كَذَا {وزَيَّنه إِذا ظَهَرَ فعْلُه إمَّا بالقَوْلِ أَو بالفعْلِ.
} وتَزْيينُ الّلهِ للأشْياءِ قد يكونُ بإبْداعِها {مُزَيَّنَة وإيجادِها كذلِكَ} وتَزْيينُ الناسِ للشَّيْء بتَزْويقِهم أَو بقَوْلِهم، وَهُوَ أنْ يَمْدَحُوه ويَذْكُروه بِمَا يرفع مِنْهُ، قالَهُ الرَّاغبُ.
وَفِي حدِيثِ شُرَيح: أَنَّه كانَ يُجِيزُ مِن {الزِّينَةِ ويَرُدُّ مِن الكَذِبِ؛ يُريدُ} تَزْيين السِّلْعةِ للبَيْعِ مِن غيرِ تَدْليسٍ وَلَا كذبٍ فِي نسْبَتِها أَو صفَتِها.
( {وزَيْنُ بنُ شُعَيْبٍ المُعافِرِيُّ) الفَقِيهُ، ماتَ سَنَة 184، رَحِمَه اللهاِ تَعَالَى؛ (و) القاضِي ناصِرُ الدِّيْن (مَنْصورُ بنُ نَجْمِ بنِ} زَيَّان) العَجْلونيُّ، (كشَدَّادٍ) ، قاضِي الشافِعِيَّة بعَجْلُون، (مُحدِّــثانِ) ، الأَخيرُ حدَّثَ بعْدَ الثَّلاثِين وسَبْعمائةٍ.
(والحافِظُ أَبو عبدِ اللهاِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: أَبو محمدٍ عُبَيْدِ اللهاِ، (بنُ واصِلِ بنِ عبْدِ الشكُورِ بنِ زَيْنٍ {الزَّينِيُّ) البُخارِيُّ، (هُوَ وأَبُوه مُحدِّــثانِ) ، حدَّثَ هُوَ عَن ابنِ أَبي الوَليدِ وطَبَقَتِه، وأَبوه يَرْوِي عَن ابنِ وهبٍ وابنِ عُيَيْنَة، يُكْنَى أَبا أَحْمدَ؛ (وسُنْقُر} الزَّينِيُّ) ويُعْرفُ أَيْضاً بالقضائيِّ وكُنْيته أَبو سعيدٍ، وَهُوَ مَوْلَى ابنِ الأسْتاذ، ماتَ سَنَة 606، (رَوَيْنا عَن أَصْحابِهِ) .
قالَ الحافِظُ الذَّهبيُّ: أَكْثَرْتُ عَنهُ بحَلَبَ وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه للمصنِّفِ فِي حرْفِ الرَّاءِ هَكَذَا.
( {والزَّانَةُ: التُّخَمَةُ) ، عَن الفرَّاءِ.
وقيلَ: البشمةُ، وَقد ذُكِرَ شاهِدُهُ فِي الَّتِي قبْلَها.
(وقَمَرٌ} زَيَانٌ، كسَحابٍ: حَسَنٌ.
(وامْرَأَةٌ {زَائِنٌ:} مُتَزَيِّنٌ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: {مُتَزَيِّنَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المُزَّانُ {المُزْدانُ، بالإدْغامِ، وأَنا} مُزَّانٌ بإعْلانِك {ومُزْدانٌ، أَي مُتَزَيِّنٌ بإعْلانِ أَمْرِك، وتَصْغيرُ مُزْدانٌ} مُزَيَّنٌ، كمُخَيِّرٍ تَصْغيرُ مُخْتَارٍ، {ومُزَيِّين إِن عَوَّضْت كَمَا تقولُ فِي الجمْعِ} مَزَاينُ {ومَزَايِين.
ورجُلٌ} مُزَيَّنٌ، كمُعَظَّمٍ: مُقَذَّذٌ الشَّعَرِ.
والحجَّامُ مُزَيِّنٌ، كمُحَدِّثٍ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
{والزَّيْنُ: عُرْفُ الدِّيكِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشرِيُّ؛ وَهُوَ مجازٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لابنِ عَبْدَلٍ الشاعِر:
أَجِئْتَ على بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ كأَنَّك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ؟} وزِينَةُ الأَرضِ: نَباتُها.
وأَبو! زَيان: حرزهم بنُ زَيان بنِ يوسُفَ بنِ سويدٍ العُثْمانيُّ أَحَدُ الأَوْلياءِ بالمَغْربِ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وَولده أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إسْمعيلَ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ اللهاِ بنِ حرزهم، ويُعْرَفُ بِأبي زَيان، أَحَد شيوخِ أَبي مَدِين الغوْثِ، رضِيَ اللهاِ تَعَالَى عَنهُ، وَابْن العَرَبيّ وأَبي عبْدِ اللهاِ التاوديِّ.
وبَنُو! الزينَةِ: بَطْنٌ بطَرَابُلُس الشَّامِ.
وأَبو الزينَةِ، بالفتْحِ: مِن كناهم
(فصل السِّين) الْمُهْملَة مَعَ النُّون
ز ي ن

شيء مزين ومزين ومتزين. وازيّنت الأرض بعشبها وازدانت. وزنته وزينته. والكواكب للسماء زينة وزين. وهم يفخرون بالزين والزخارف. وامرأة زينة، ونساء زينات. وسمع صبيّ من العرب يقول لآخر: وجهي زين، ووجهك شين.


ومن المجاز: انظر إلى زين الدين وهو عرفه.

الرَّخَمُ

الرَّخَمُ، محرَّكةً: اللَّبَنُ الغليظُ، والعَطْفُ، والمَحَبَّةُ، واللِّينُ،
يقالُ: ألْقَى عليه رخْمَتَهُ ورَخَمَهُ،
وع بين الشامِ ونَجْدٍ، وشِعْبٌ بمكةَ،
وطائِرٌ م، الواحِدَةُ: بهاءٍ، يُطْلَى بمَرارَتِهِ لسَمِّ الحَيَّةِ وغيرِهَا، والتَّبْخِيرُ بِجَفيف لَحْمِهِ مَخْلُوطاً بِخَرْدَلٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ يَحُلُّ المَعْقُودَ عن النِّساءِ، وَوَضْعُ رِيشَةٍ من أيْمَنِهَا بين رِجْلَي المرأةِ يُسَهِّلُ وِلادَها، ويُبَخَّرُ بِزِبْلِهِ لِطَرْدِ الهَوامِّ، ويُدافُ بِخَلِّ خَمْرٍ، ويُطْلَى به البَرَصُ فَيُغَيِّرُهُ، وكَبِدُهُ تُشْوَى وتُسْحَقُ وتُدافُ بِخَمْرٍ، وتُسْقَى المَجْنُونَ ثلاثةَ أيامٍ كُلَّ يومٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَيُبْرِئُهُ.
والرُّخُمُ، بضمّتَيْنِ: كُتَلُ اللِّبَأ.
وأرْخَمَتِ الدَّجَاجَةُ على بَيْضِها،
ورَخَمَتْهُ،
وـ عليه رَخْماً وَرَخَماً وَرَخَمَةً، محرَّكتَيْنِ،
وهي مُرْخِمٌ وراخِمٌ: حَضَنَتْهَا.
ورَخَّمَها أهْلُهَا تَرْخِيماً: ألْزَمُوهَا إياها.
ورَخَمَتِ المرأةُ وَلَدَها، كَنَصَرَ ومَنَعَ: لاعَبَتْهُ،
وـ الشيءَ: رَحِمْتُهُ.
ورَخُمَ الكلامُ، ككَرُمَ،
فهو رخيمٌ: لانَ، وَسَهُلَ،
كرَخَمَ، كَنَصَرَ،
وـ الجارِيَةُ: صارَتْ سَهْلَةَ المَنْطِقِ، فهي رَخِيمَةٌ ورَخِيمٌ.
ومنه: التَّرْخِيمُ في الأَسْماء، لأَنَّهُ تَسْهِيلٌ للنُّطْقِ بها.
والرُّخَامَى والرُّخامَةُ، بضمهما: نَبْتَانِ. وكغُرابٍ: حَجَرٌ أبيضُ رِخْوٌ، وما كانَ منه خَمْرِيَّاً أو أصْفَرَ أو زُرْزُورِيّاً، فمِنْ أصْنَافِ الحِجَارَةِ، وذَرُّ سَحيقِ مَحْروقِهِ على الجِراحَةِ يَقْطَعُ دَمَها وَحِيّاً، وشُرْبُ مِثْقَالٍ من سَحيقِهِ بِعَسَلٍ ثلاثةَ أيامٍ يُبْرِئُ من الدَّماميلِ، وما كان منه لَوْحاً على قَبْرٍ فَشُرْبُ سَحِيقه على اسْمِ المَعْشُوقِ يُسَلِّي العاشِقَ،
ورَخْمانُ: ع قُتِلَ فيه تَأَبَّطَ شَرّاً.
وأرْخُمانُ، بضم الخاء: د بفارِسَ، وكأَميرٍ: وادٍ. وكزُبَيْرٍ: اسمٌ، وكجُهَيْنَةَ: ماء. وكَسَفِينَةٍ: ماء باليمامَةِ لِبَنِي وعْلَةَ،
وكَحَمْزَةَ: ع ببلادِ هُذَيْلٍ.
واليَرْخُمُ واليَرْخُومُ والتَّرْخُومُ، بالمُثَنَّاةِ من فَوْقُ ومن تَحْتُ: الذَّكَرُ من الرَّخَمِ.
وما أدْري أيُّ تُرْخُمٍ هو وتُرْخُمَ وتُرْخَمٍ وتُرْخُمَةٍ وتُرْخَمَةٍ، أي: أيُّ الناسِ هو،
والرُّخامَى، بالضم: الريحُ اللَّيِّنَةُ.
وكأَميرٍ أو زُبَيْرٍ: خالِدُ بنُ رُخَيْمٍ البَصْرِيُّ، والحَسَنُ بنُ رُخَيْمٍ: مُحَدِّــثانِ.
وشاةٌ رَخْماء: ابْيَضَّ رأسُها واسْوَدَّ سائِرُهَا.
وفَرَسٌ أرْخَمُ.
وتُرْخُمٌ، بالضم: حَيٌّ.
وذو تُرْخُمٍ: ابنُ وائِلِ بنِ الغَوْثِ، ومحمدُ بنُ سعيدٍ، وعَمْرُو بنُ أزْهَرَ التُّرْخُمِيَّانِ: محدِّــثانِ.

البَخْرُ

البَخْرُ: فِعْلُ البُخارِ، بَخَرَتِ القِدْرُ، كمَنَعَ، وبالتحريكِ: النَّتْنُ في الفَمِ وغيرِهِ،
بَخِرَ، كفَرِحَ،
فهو أبْخَرُ، وأبْخَرَهُ الشيءُ،
وكُلُّ رائِحَةٍ ساطِعَةٍ: بَخَرٌ.
وكُلُّ دُخانٍ من حارٍّ: بُخارٌ.
والمَبْخورُ: المَخْمورُ.
والباخِرُ: ساقِي الزَّرْعِ.
وبَناتُ بَخْر: كبَحْرٍ.
والبَخُورُ، كصَبورٍ: ما يُتَبَخَّرُ به.
وبَخُورُ مَرْيَمَ: نَباتٌ جَلاَّءٌ، مُفَتِّحٌ، مُدِرٌّ نَفَّاعٌ.
والبَخْراءُ: أرضٌ، وماءَةٌ مُنْتِنَةٌ قُرْبَ القُلَيْعَةِ بالحِجازِ، ونَباتٌ،
كالبَخْرَةِ.
وبُخاراءُ: د، ويُقْصَرُ.
والبُخارِيَّةُ: سِكَّةٌ بالبَصْرَةِ،
أسْكَنَها زِيادٌ ألْفَ عبدٍ من بُخاراءَ، وعليُّ بنُ بُخارٍ، كغُرابٍ، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ البخارِيُّ، المَنْسوبُ إلى بُخارِ العُودِ، لأِنَّه كان يُبَخِّرُ به في الخاناتِ. محدِّــثانَ. (وأحمدُ بنُ بُخارٍ، وعليٌّ البُخارِيُّ) : محدِّــثانِ.

الحَنِينُ

الحَنِينُ: الشَّوْقُ، وشِدَّةُ البُكاءِ، والطَّرَبُ، أو صَوْتُ الطَّرَبِ عن حُزْنٍ أو فَرَحٍ.
حَنَّ يَحِنُّ حَنيناً: اسْتَطْرَبَ، فهو حانٌّ،
كاسْتَحَنَّ وتَحانَّ.
والحانَّةُ: الناقَةُ،
كالمُسْتَحِنِّ.
والحَنَّانَةُ: القَوْسُ، أو المُصَوّتَةُ منها، وقد حَنَّتْ، وأحَنَّها صاحبُها، والتي كان لها زَوْجٌ قَبْلُ فَتَذْكُرُه بالحَنِينِ والتَّحَزُّنِ.
والحَنانُ، كسحابٍ: الرَّحْمَةُ، والرِّزْقُ، والبَرَكَةُ، والهَيْبَةُ، والوَقارُ، ورِقَّةُ القَلْبِ، والشَّرُّ الطويلُ.
وحَنانَ اللهِ، أي: مَعاذَ اللهِ. وكشَدَّادٍ: من يَحِنُّ إلى الشيءِ، واسمُ اللهِ تعالى، ومَعْناهُ: الرَّحِيمُ، أو الذي يُقْبِلُ على مَن أعْرَضَ عنه، والسَّهْم يُصَوِّتُ إذا نَقَرْتَهُ بين إِصْبَعَيْكَ، والواضِحُ من الطُّرُقِ، وشاعرٌ من جُهَيْنَةَ،
وفرسٌ للعَرَبِ م، ولَقَبُ أسَدِ بنِ نَوَّاسٍ.
وخِمْسٌ حَنَّانٌ، أي: بائِصٌ له حَنينٌ من سُرْعَتِه.
وأبْرَقُ الحَنَّانِ: ع.
ومحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَهْلٍ الحَنَّانِيُّ: محدِّثٌ.
والحِنَّانُ، بالكسر مُشددة: الحِنَّاءُ.
والحِنُّ، بالكسر: حَيٌّ من الجِنِّ، منهم الكلابُ السُّودُ البُهْمُ، أو سَفِلَةُ الجِنِّ وضُعفاؤُهُم، أو كلابُهُم، أو خَلْقٌ بين الجِنِّ والإِنْس، وبالفتح: الإِشْفاقُ، أو الجُنونُ،
ومَصْدَرُ حُنَّ عَنِّي شَرَّكَ: كُفَّهُ واصْرِفْهُ،
وبالضم: بنو حُنٍّ، حَيٌّ من عُذْرَةَ.
والحِنَّةُ، ويفتحُ: الجِنَّةُ.
والمَحْنُونُ: المَصْروعُ، أو المَجْنونُ.
وتَحَنَّنَ: تَرَحَّمَ.
وحَنانَيْكَ، أي: تَحَنَّنْ عَلَيَّ مَرَّةً بعد مَرَّة، وحَناناً بعد حَنانٍ.
وحَنَّةُ: أُمُّ مَرْيَمَ، عليها السلامُ،
وـ من الرَّجلِ: زَوْجَتُهُ،
وـ من البعير: رُغاؤُهُ، ووالدُ عَمْرٍو الصحابِيِّ، وجَدُّ حَمْدِ بنِ عبدِ الله المُعَبِّرِ، وجَدُّ والدِ محمدِ بنِ أبي القاسِم بنِ علِيٍّ، وهِبَةِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ هبَةِ اللهِ.
وحَنَّهُ: صَدَّهُ، وصَرَفَهُ.
والحَنونُ: الريحُ لها حَنِينٌ كالإِبِلِ، والمُتَزَوِّجَةُ رِقَّةً على ولَدِها لِيَقُومَ الزَّوْجُ بهم. وكتَنُّورٍ: الفاغِيَةُ، أو نَوْرُ كُلِّ شجرٍ.
وحَنَّنَتِ الشجرةُ تَحْنيناً: نَوَّرَتْ.
وحَنُّونَةُ، بهاءٍ: لقبُ يوسُفَ بنِ يَعْقُوبَ الراوي عن زُغْبَةَ،
وأما علِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ علِيِّ بنِ حَنَّوَيْهِ، فبالياءِ، كعَمْرَوَيْهِ.
وأحَنَّ: أخْطأ.
وحُنَيْننٌ، كزُبيرٍ: ع بينَ الطائِفِ ومَكَّةَ، واسْمٌ ويُمْنَعُ، وإِسْكافٌ ساوَمَهُ أعْرابِيٌّ بخُفَّيْنِ، فلم يَشْتَرِهِ، فَغاظَهُ، وعَلَّقَ أحَدَ الخُفَّيْنِ في طَريقِهِ، وتَقَدَّمَ، وطَرَحَ الآخَرَ، وكَمَنَ له. فَرَأى الأوَّلَ، فقالَ: ما أشْبَهَهُ بخُفِّ حُنَيْنٍ، ولو كان معه آخَرُ، لأَخَذْتُهُ. فَتَقَدَّمَ، ورأى الــثانِــي مَطْروحاً، فَعَقَلَ بَعيرَهُ، ورَجَعَ إلى الأوَّل، فَذَهَبَ حُنَيْنٌ ببَعيرِهِ. وجاءَ الأعْرابِيُّ إلى الحيِّ بخُفَّي حُنَيْنٍ، فَذَهَبَ مَثَلاً.
ومحمدُ ابنُ الحُسَيْنِ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحُنَيْنِيَّانِ: محدِّــثانِ.
وحَنينٌ، كأَميرٍ وسِكِّيتٍ وباللام فيهما: اسْمانِ لجُمادَى الأولَى والآخِرَةِ
ج: أحِنَّةٌ وحُنونٌ وحَنائِنُ.
ويُحَنَّةُ، بضم أوَّلِهِ وفتح الباقي: ابنُ رَذْبَةَ مَلِكُ أيْلَةَ، صالحَهُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، على أهْلِ جَرْباءَ وأذْرُحَ.
وحَمَلَ فَحَنَّنَ، أي: هَلَّلَ وكَذَّبَ.
وحَنْحَنَ: أشْفَقَ.
والحَنَنُ، محركةً: الجُعَلُ.
وحُننٌّ، بالضم: أبو حَيٍّ من عُذْرَةَ.
وحَنانَةُ: اسمُ رَاعٍ.
وحَنِيناءُ: ع بالشام.
وعليُّ بنُ أحمدَ ابنِ حِنِّي، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ حِنِّي، بكسر النونِ المُشَدَّدَةِ: محدِّــثانِ.
وبنُو حِنَّا، بالكسر والقَصْر: من كُتَّابِ مِصْرَ.

قفل

(ق ف ل) : (قُفُولًا) فِي (ف ص) .
[قفل] القواقل: قوم من الخزرج. وكان يقال في الجاهلية للرجل إذا استجار بيثرب: قوقل ثم قد أمنت.
(قفل) : حكى الجواليقي عن بعضهم أنه فارسي معرب.
(قفل)
الْفرس قفولا ضمر وَالْجَلد أَو الشّجر يبس وَمن السّفر وَنَحْوه رَجَعَ وَفِي الْجَبَل صعد وَالطَّعَام قفلا جمعه واحتكره وَالشَّيْء حزره وخمنه وَالْقَوْم بِعَيْنِه أتبعهم بَصَره

قفل

4 أَقْفَلَ البَابَ He locked the door. (TK.) See also أَغْلَقَ.

قَفْلٌ

: see فَرَاشٌ.

قَافِلٌ A slender horse. (TA, art. خشب.) قَافِلَةٌ A company, or an assemblage of persons, travelling together: (El-Fárábee, Msb:) or a company returning from a journey: (S, K:) and commencing a journey; as auguring their return: (El-Fárábee, Msb, K:) he who restricts it to those returning from a journey errs: (ElFárábee, Msb, in which see more:) a caravan.
ق ف ل: (الْقُفْلُ) مَعْرُوفٌ. وَ (الْقُفُولُ) الرُّجُوعُ مِنَ السَّفَرِ وَبَابُهُ دَخَلَ وَمِنْهُ (الْقَافِلَةُ) وَهِيَ الرُّفْقَةُ الرَّاجِعَةُ مِنَ السَّفَرِ. وَ (أَقْفَلَ) الْبَابَ وَ (قَفَّلَ) الْأَبْوَابَ (تَقْفِيلًا) مِثْلُ أَغْلَقَ وَغَلَّقَ. وَ (الْقِيفَالُ) عِرْقٌ فِي الْيَدِ يُفْصَدُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
قفل
الْقُفْلُ جمعه: أَقْفَالٌ. يقال: أَقْفَلْتُ الباب، وقد جعل ذلك مثلا لكلّ مانع للإنسان من تعاطي فعل، فيقال: فلان مُقْفَلٌ عن كذا. قال تعالى: أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها
[محمد/ 24] وقيل للبخيل: مُقْفَلُ اليدين، كما يقال: مغلول اليدين، والقُفُولُ: الرّجوع من السّفر، والْقَافِلَةُ:

الرّاجعة من السّفر، والْقَفِيلُ: اليابس من الشيء، إمّا لكون بعضه راجعا إلى بعض في اليبوسة، وإمّا لكونه كالمقفل لصلابته، يقال: قَفَلَ النّباتُ وقَفَلَ الفحل ، وذلك إذا اشتدّ هياجه فيبس من ذلك وهزل.
[قفل] القُفْلُ معروف. والقَفْلُ، بالفتح: ما يَبِسَ من الشجر. والقَفيلُ مثله. والقَفيلُ أيضاً: نبتٌ. والقفيلُ: السوط. قال الراجز : لما أتاك يابسا قرشبا قمت إليه بالقفيل ضربا  ودرهم قفلة: وازن. والقفول: الرجوع من السفر. وقد قَفَلَ يقفُلُ بالضم . والقافِلَةُ: الرُفقةُ الراجعةُ من السفر. والقُفولُ: اليُبوسُ. وقد قفل يقفل بالكسر. قال لبيد:

غضفا دواجن قافلا أعصامها * وخيل قوافل: ضوامرُ. وأقْفَلَهُ، أي أيبسه. وأقفلْتُ الجندَ من مبعثِهم. وأقْفَلَ الباب وقفَّلَ الأبواب، مثل أغْلَقَ وغَلَّقَ. ويقال للبخيل: هو مُقْفَلُ اليدين. والقِفالُ: عرقٌ في اليدِ يُفْصَدُ، وهو معرب.
ق ف ل

قفل الجند من الغزو إلى أوطانهم قفلاً وقفولاً. وهذا وقت القفل. ورأيت القفل أي القفّال، كما يقال: القعد: للقاعدين عن الغزو. وأقفلهم الأمير. وأقفلت الباب وقفلته، واستقفل الباب. وأقفل له المال: أعطاه جملةً بمرّة. وأعطيته ألفاً قفلةً: ضربة. وفلان يشتري القفلات: الجلب الكثير جملة واحدة. وأقفله العطش والصوم: أقحله. وسقاء قافل. وشيخ قافل. وقفل جلده يقفل قفولاً. وقال معقّر بن حمارٍ البارقيّ لابنته: وائلي بي إلى قفلة فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل وهي شجرة منبتها المعاطش.

ومن المجاز: فلان مقفل ومستقفل: ممسك. وقد استقفلت يداه. وإنه لقفل: عسر. وإنها لقفلة: للمرأة البخيلة. والخيل تعلك الأقفال: حدائد اللجام. قال مزاحم:

حتى إذا لبسوا وهن صوافن ... ميل اللجام تلجلج الأقفالا

وحيلٌ قوافل: ضوامر.
ق ف ل : قَفَلَ مِنْ سَفَرِهِ قُفُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ رَجَعَ وَالِاسْمُ قَفَلٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَقْفَلْتُهُ وَالْفَاعِلُ مِنْ الثُّلَاثِيِّ قَافِلٌ وَالْجَمْعُ قَافِلَةٌ وَجَمْعُ الْقَافِلَةِ قَوَافِلُ وَتُطْلَقُ الْقَافِلَةُ عَلَى الرُّفْقَةِ وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ الْفَارَابِيُّ قَالَ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ وَمَنْ قَالَ الْقَافِلَةُ الرَّاجِعَةُ مِنْ السَّفَرِ فَقَطْ فَقَدْ غَلِطَ بَلْ يُقَالُ لِلْمُبْتَدِئَةِ بِالسَّفَرِ أَيْضًا تَفَاؤُلًا لَهَا بِالرُّجُوعِ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مِثْلُهُ قَالَ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّاهِضِينَ لِلْغَزْوِ قَافِلَةً تَفَاؤُلًا بِقُفُولِهَا وَهُوَ شَائِعٌ وَالْقُفْلُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَقْفَالٌ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى أَقْفُلٍ وَأَقْفَلْتُ الْبَابَ إقْفَالًا مِنْ الْقُفْلِ فَهُوَ مُقْفَلٌ.

وَالْقِيفَالُ بِالْكَسْرِ عِرْقٌ فِي الذِّرَاعِ يُفْصَدُ عَرَبِيٌّ. 

قفل


قَفَلَ(n. ac.
قُفُوْل)
a. Returned home.
b.(n. ac. قُفُوْل), Kept, preserved, stored up; locked up.
c.(n. ac. قُفُوْل)
see infra.

قَفِلَ(n. ac. قَفَل)
a. Was dry, shrivelled (skin).
قَفَّلَa. Locked; bolted; padlocked (
door ).
b. [ coll. ], Topped (
tree ).
أَقْفَلَ
a. [acc.
or
'Ala], Locked; put a padlock to (door).
b. [acc. & 'An], Brought back from.
c. [acc. & 'Ala], Brought together for.
d. Followed with the look, eyed, gazed at.
e. Dried, shrivelled.

تَقَفَّلَإِنْقَفَلَإِقْتَفَلَa. Was locked, bolted, padlocked (door).

إِسْتَقْفَلَa. Was miserly, niggardly.

قَفْلa. Dry tree.

قَفْلَةa. see 1b. Occiput.

قُفْل
(pl.
أَقْفُل
قُفُوْل
أَقْفَاْل
38)
a. Lock; bolt; padlock.
b. Line of baggage-mules.
c. A certain tree.
d. [ coll. ], Skein, hank of
thread.
قَفَلa. see 21 (a)
قَفَلَةa. see 1
قَاْفِل
(pl.
قَفَل
قَاْفِلَة
قُفَّاْل
29)
a. One returning from a journey; traveller.
b. Dry.

قَاْفِلَة
(pl.
قَوَاْفِلُ)
a. fem. of
قَاْفِلb. Caravan.

قَفِيْلa. Dry, withered.
b. Whip, scourge.
c. Defile, pass.
d. A certain drink.

قَفَّاْلa. Locksmith.

N. P.
أَقْفَلَa. Locked.

قِيْفَال
G.
a. Vein in the arm.

مُقَفَّل اليَدَيْن
مُقْفَل اليَدَيْن
مُنْقَفِل اليَدَيْن
مُقْتَفِل اليَدَيْن
a. Close-fisted, stingy; miser, screw.

خَيْل قَوَافِل
a. Slender horses.
قفل
القفْلُ: معروفٌ، وفِعْلُه الإقْفَالُ.
والمُقْتَفِلُ من الناس: الذي لا يَخْرُجُ من يَدَيْه خَيْرٌ.
وقَفَلَ السِّقَاءُ قُفُولاً فهو قافِلٌ: أي يابِسٌ.
وشَيْخٌ قافِلٌ، وفَرَسٌ كذلك: إذا ضَمُرَ.
والقَفِيْلُ: يَبِيْسُ الشَّجَرِ، وكذلك القَفْلُ من النَّبات.
والقَفِيْلُ: الشِّعْبُ الضَّيِّقُ كأنَّه دَرْبٌ مُقْفَلٌ لا يُمْكِنُ فيه العَدْوُ. ومكان غَلِيظ.
والقَفْلَةُ: إعْطاؤكَ إنساناً الشَّيْءَ بمَرَّةٍ،أعْطَيْتُه ألْفاً قَفْلَةً، وأقْفَلْتُه له. ودِرْهَمٌ قَفْلَةٌ: إذا كانَ وازِناً. والقُفُوْلُ: رُجُوْعُ الجُنْدِ بَعْدَ الغَزْوِ، وهم القَفَلُ. واشْتُقَّ اسْمُ القافلةِ منه؛ لأنَّهم يَقْفُلُونَ فَيَرْجِعُونَ. والقَفَلُ: القُفُول أيضاً. والقَفْلَةُ: القَفا، ضَرَبَ قَفْلَتَه.
والاقْتِفالُ: الاكْتِفَالُ. واقْتَفَلَ ما في البَيْتِ: ذَهَبَ به. والقَفْلُ: احْتِكارُ القَوْم الحُبُوبَ في البُيُوتِ.
والقَفْلُ: الحَزْرُ، كَمْ تَقْفُلُ هذا. ورَجُلٌ قُفَلَة: أي يَظُنُّ الظَّنَّ فلا يُخْطِىءُ.
والقِفِّيْلُ: الجَلاّبُ الذي يَشْتَري القَفَلاتَ من الإبل الكثيرةِ والغَنَم العَظِيمةِ ضَرْبَةً واحِدَةً. وإذا اهْتَاجَ الفَحْلُ للضِّرَاب قيل: قَفَلَ يَقْفُلُ قُفولاً وقَفَلَ في الجَبَل: مِثْلُ وَقَلَ. وتَقَفَّلَ في الجَبَل: صَعِدَ. والقَفَلُ: كَفَلُ المرأةِ.
[قفل] فيه: بينا هو يسير معه صلى الله عليه وسلم «مقفله» من حنين، أي عند رجوعه منها، وهو مصدر قفل - إذا عاد من سفره، وقد يقال للسفر: قفول - في الذهاب والمجيء، وأكثر ما يستعمل في الرجوع، وروي: أقفل الجيش، والمعروف: قفل، وقفلنا وأقفلنا غيرنا وأقفلنا - مجهولًا. ك: «مقفلة» عن عسفان، بضم ميم وفتحها وسكون قاف. نه: ومنه ح: «قفلة» كغزوة، هو للمرة من القفول عند رجوعه، يريد أن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله كأجره في إقباله إلى الجهاد، لأن في قفوله إراحة للنفس واستعدادًا بالقوة للعود وحفظًا لأهله برجوعه إليهم، وقيل: أراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه ثانــيًا في الوجه الذي جاء منه منصرفًا وإن لم يلق عدوًّا ولم يشهد قتالًا، وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاهم لأمرين؛ لأن العدو إذا رآهم قد انصرفوا عنهم أمنوهم وخرجوا من أمكنتهم فإذا قفل الجيش إليهم نالوا الفرصة فأغاروا عليهم، ولأنهم إذا انصرفوا ظاهرين لم يأمنوا أن يقفوا لعدو أثرهم فيوقعوا بهم وهم غارون فربما استظهر الجيش أو بعضهم بالرجوع على أدراجهم فإن كان من العدو طلب كانوا مستعدين وإلا سلموا وأحرزوا غنائمهم، وقيل: لعله سئل عن قوم قفلوا لخوفهم أن يدهمهم من عدوهم من هو أكثر عددًا منهم فقفلوا ليستضيفوا إليهم عددًا أخر من أصحابه ثم يكروا على عدوهم. وفيه: أربع «مقفلات»: النذر والطلاق والعتاق والنكاح، أي لا مخرج منهن لقائلهن كأن عليهن أقفالًا. فمتى جرى بها اللسان وجب بها الحكم، من أقفلت الباب. ك: حتى «أقفل» عن غزوتي أن أسأل عنها، هو بضم فاء أي أرجع، وحمله على الرجوع إلى عتبان لسماع الحديث ثانــيًا أن أبا أيوب لما انكر عليه اتهم نفسه بأن يكون ضابطًا لما أنكر عليه. فلما أردنا «الإقفال»، أي أن يؤذن لنا في الرجوع، من أقفلهم الأمير: أذن لهم في الرجوع.
(قفل) - في حديث شُفَيٍّ ، عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما -: "قَفْلَةٌ كغَزْوَة"
قال الخَطَّابيُّ: يحتَمِل وَجْهَين: أحدهما؛ أنه أرَادَ به: القُفُول عن الغَزْوِ والرُّجُوع إلى الوَطَنِ.
: أي إنَّ أجْرَ المجاهدِ في انصِرافِه إلى أَهلِه بعد غَزْوة كأجْرِه في إِقباله إلى الجهادِ؛ وذلك لأنَّ تَجهيزَ الغازِي يَضرّ بأَهله، وفي قُفُولِه إليهم إزالةُ الضَّررِ عنهم، واسْتجمَامٌ للنَّفس، واسْتِعدَادٌ بالقُوَّةِ للعَوْدِ.
والوَجْه الآخر: أن يَكُونَ أراد بذلك التَّعقِيبَ؛ وهو رُجُوعه ثانــيًا في الوَجْه الذي جَاء مِنه مُنصَرِفًا، وإن لم يَلْقَ عَدُوًّا، ولم يَشهَدْ قِتَالاً، وقد يَفْعل ذلك الجيشُ إذَا انصَرَفُوا مِن مَغْزَاهم، وذلك لأَحدِ أَمْرَيِن: أحدهما، أنّ العَدُوّ إذا رأَوهم قد انْصَرفوا عن سَاحتهم خرجُوا مِن مكانهم وأَمِنُوهم، فإذَا قَفَل الجيشُ إلى دارِ العَدوِّ نَالُوا الفُرصَة منهم فأَغارُوا عليهم.
والوَجْه الآخر: أنّهم إذَا انْصَرفُوا مِن مغْزاتهم ضاهرين لم يَأمَنُوا أن يَقْفُو العَدُوُّ أثَرَهم فَيُوقِعوا بهم وهم غَارُّون، فربما اسْتَظْهر الجَيشُ أو بَعضُهم بالرُّجوع على أدْراجِهم يَقُصُّون الطَّريقَ، فإن كان مِن العَدُوّ طَلَبٌ كانوا مُستَعِدِّين لِلقائِهم، وإلّا فقد سَلِمُوا وأحْرَزُوا ما معهم من الغَنِيمة.
والقَفْل والقُفُولُ: الرُّجُوع، والقَافِلةُ من ذلك، ولا يُقال لهم في الذّهَاب: قَافِلَة إلَّا في الرُّجُوعَ.
قال الطحاوِيُّ: يُحْتَمل أن يكون سُئِل عن قَوم قَفَلُوا لخَوْفهم أن يَكُرَّ عليهم مِن عَدُوِّهم أَكثَرُ عَددًا منهم فَقَفلُوا إلى نَبِيّهم - صَلَّى الله عليه وسلّم - لِيزيدَ في عَددِهم ثم يكرُّون على عَدُوِّهم.
- في الحديث : "أَربَعٌ مُقْفَلاتٌ: النَّذْرُ، والطَّلاق، والعِتاقُ، والنِّكاحِ"
مُقْفَلات: أي لا مَخْرجَ منهنّ كأنَّ عليهنّ أَقْفَالًا إذا جَرى القَولُ بهنَّ وَجَبْنَ، نحو قولِه: " ثَلاثٌ جِدُّهُنّ جِدٌّ، وهَزْلُهُنَ جِدّ" 
(ق ف ل)

القفول: الرُّجُوع.

القفل الْقَوْم يقفلون قفولا.

وَرجل قافل: من قوم قفال.

والقفل: اسْم للْجمع.

والقافلة: الْقفال، إِمَّا أَن يَكُونُوا أَرَادوا القافل: أَي الْفَرِيق القافل، فأدخلوا الْهَاء للْمُبَالَغَة، وَإِمَّا أَن يُرِيدُوا: الرّفْقَة الْقَافِلَة، فحذفوا الْمَوْصُوف، وغلبت الصّفة على الِاسْم، وَهُوَ اجود.

وَقد اقفلهم هُوَ، وقفلهم. وقفل الْجلد يقفل قفولا، وقفل، فَهُوَ قافل، وقفيل: يبس.

وَشَيخ قافل: يَابِس.

وَرجل قافل: يَابِس الْجلد.

وَقيل: هُوَ الْيَابِس الْيَد.

والقفل: مَا يبس من الشّجر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ومفرهة عنس قدرت لساقها ... فخرت كَمَا تتايع الرّيح بالقفل

واحدته: قفلة، وقفلة، الْأَخِيرَة بِالْفَتْح عَن ابْن الْأَعرَابِي وأسكنها سَائِر أهل اللُّغَة وَمِنْه قَول معقربن حمَار لابنته: " أَي بنية وائلي بِي إِلَى جَانب قفلة، لِأَنَّهَا لَا تنْبت إِلَّا بمنجاة من السَّيْل " فَإِن كَانَ ذَلِك صَحِيحا " فقفل " اسْم للْجمع.

والقفيل: كالقفل.

وَقد قفل يقفل، وقفل.

والقفيل: السَّوْط: أرَاهُ لِأَنَّهُ يصنع من الْجلد الْيَابِس. قَالَ:

قُمْت إِلَيْهِ بالقفيل ضربا ... ضرب بعير السوء إِذْ أحبا

أحبّ، هُنَا: برك. وَقيل: حرن.

والقفل، والقفل: مَا يغلق بِهِ الْبَاب مِمَّا لَيْسَ بكثيف وَنَحْوه.

وَالْجمع: اقفال، وأقفل: وَقَرَأَ بَعضهم: (أم على قُلُوب أقفالها) ، حكى ذَلِك ابْن جني، وقفول، عَن الهجري، قَالَ: وأنشدت أم القرمد:

ترى عَيْنَيْهِ مَا فِي الْكتاب وَقَلبه ... عَن الدَّين أعمى موثق بقفول

وَقد اقفل الْبَاب، وأقفل عَلَيْهِ فانقفل، واقتفل، وَالنُّون أَعلَى.

وَرجل مقفل الْيَدَيْنِ، ومقتفل: لئيم، كِلَاهُمَا على الْمثل.

وقفل الْفَحْل يقفل قفولا: اهتاج للضراب. والقفلة: إعطاؤك إنْسَانا شَيْئا بِمرَّة. يُقَال: أعطَاهُ ألفا قفلة.

وَدِرْهَم قفلة: وازن.

وَرجل قفلة: حَافظ لكل مَا يسمع.

والقفل: شجر بالحجاز يضخم، ويتخذ النِّسَاء من ورقه غمراً، يَجِيء أَحْمَر. واحدته: قفلة، وَحَكَاهُ كرَاع بِالْفَتْح.

وقفيل، والقفال: موضعان، قَالَ لبيد:

ألم تلمم على الدمن الخوالي ... لسلمى بالمذانب فالقفال
قفل
قفَلَ يَقفُل ويَقفِل، قَفْلاً، فهو قافِل، والمفعول مَقْفول

• قفَل البابَ ونحوَه: أغلقه بالقُفْل "قفَل الصُّنبورَ".
• قفَل سُتْرَتَهُ: أدخل الأَزرارَ في عُراها.
• قفَل حسابًا: أوقفه. 

قفَلَ من يقفُل ويَقفِل، قُفُولاً، فهو قافِل، والمفعول مقفولٌ منه
• قفَل من السَّفَرِ: رجَع، عاد. 

أقفلَ يُقفِل، إقْفالاً، فهو مُقْفِل، والمفعول مُقْفَل (للمتعدِّي)
• أقفل الجيشُ: رَجَع.
• أقفل البابَ: أغلقه بالقُفْل، جعل عليه قُفْلاً "أقفل مخزنًا- أقفل عقلَه في وجه العلم الحديث- {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ إِقْفَالُهَا} [ق]: المراد: ضلالها" ° سعر الإقفال: السعر الذي بيع به السهم الماليّ في آخر صفقة عقدت في اليوم- شركة مُقْفَلَة: شركة يمتلك أسهمها عدد قليل من الأشخاص ولا تباع علنًا للجمهور- مُقْفَل اليدين: بخيل.
• أقفل الكهرباءَ: أطفأها. 

انقفلَ ينقفل، انقفالاً، فهو مُنْقَفِل
• انقفل البابُ: مُطاوع قفَلَ: انغلق "ضربتِ الرِّيحُ البابَ فانْقَفَل". 

قفَّلَ يُقفِّل، تقْفِيلاً، فهو مُقفِّل، والمفعول مُقفَّل (للمتعدِّي)
• قفَّل الجلدُ: يبِس وتقبّض.
• قفَّل الأبوابَ: غلَّقها. 

إقفال [مفرد]: مصدر أقفلَ.
• سِعْر الإقفال: (قص) السِّعر الذي يُباع به السَّهم الماليّ أو العملة في آخر صفقة عُقدت قُبيل إقفال البورصة، ويقابله سعر الافتتاح. 

تقفيلة [مفرد]: اسم مرَّة من قفَّلَ.
• التَّقفيلة: (سق) المقطع الختاميّ من اللَّحْن. 

قافِلة [جمع]: جج قَوافِلُ:
1 - رفقة السَّفَر ومعها دوابُّها وأمتعَتُها وزادُها "قافِلة تِجاريّة/ علاجيَّة- ودّعنا قافلةَ الحجّاج".
2 - مجموعة "قافِلة السُّفن/ جُنْد- قافِلة بحريّة". 

قَفّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قفَلَ.
2 - مَنْ يصنع الأقفالَ أو يبيعها أو يُصْلِحها. 

قَفْل [مفرد]: مصدر قفَلَ ° القَفْل التَّوافقيّ: قَفْل سرّيّ بواسطة أرقام أو حروف متحرِّكة لا يُفتح إلاّ إذا تألّفت تلك الأرقامُ أو الحروفُ. 

قُفْل [مفرد]: ج أقْفال وأَقْفُل وقُفُول:
1 - جهاز من حديد يُغْلق به البابُ، ويُفتح بالمفتاح " {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفُلُهَا} [ق]- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}: والمراد به: الكفر والعناد وكلّ ما يمنع الإنسان من تقبُّل الحقّ" ° قُفْل أمان: جهاز مُعَدّ لمنع سرقة السّيّارات.
2 - أداة من معدن تستعمل للتثبِيت "قُفْل عِقْد أو سوار".
• لِسان القُفْل: قطعة متحرِّكة في قُفْل الباب وغيره، تدخُل في تجويف، وتُبقي الباب مغلقًا. 

قُفول [مفرد]: مصدر قفَلَ من. 

مُقْفَل [مفرد]: اسم مفعول من أقفلَ.
• ملفّ مُقفَل: (حس) ملفّ لا يمكن أن ينفَّذ عليه واحد أو أكثر من الأنواع المألوفة من عمليّات المعالجة ولا يمكن تغييره بالإضافة أو الحذف. 

قفل: القُفُول: الرُّجوع من السفر، وقيل: القُفُول رجوع الجُنْد بعد

الغَزْوِ، قَفَل القوم يَقْفُلون، بالضم، قُفولاً وقَفْلاً؛ ورجل قافِل من

قوم قُفَّال، والقَفَل اسم للجمع. التهذيب: وهُمُ القَفَل بمنزلة القَعَد

اسم يلزمهم. والقَفَل أَيضاً: القُفول. تقول: جاءهم القَفَل والقُفول،

واشتقَّ اسمُ القافِلة من ذلك لأَنهم يَقْفُلون، وقد جاء القَفَل بمعنى

القُفُول؛ قال الراجز:

عِلْباء، أَبْشِرْ بأَبيكَ والقَفَلْ

أَتاكَ، إِنْ لم يَنْقَطِعْ باقي الأَجَلْ،

هَوَلْوَل، إِذا وَنى القومُ نَزَلْ

قال أَبو منصور: سميت القافِلة قافِلة تَفاؤلاً بقُفُولها عن سَفرها

الذي ابتدأَته، قال: وظن ابنُ قتيبة أَن عوامَّ الناس يغلَطون في تسميتهم

الناهِضين في سفر أَنشؤوه قافِلة، وأَنها لا تسمَّى قافِلة إِلا منصرِفة

إِلى وَطنِها، وهذا غلَط،ما زالت العرب تسمي الناهضين في ابتداء الأَسفار

قافِلة تفاؤلاً بأَن يُيَسِّر الله لها القُفول، وهو شائع في كلام

فُصحائهم إِلى اليوم. والقافِلة: الرُّفْقة الراجعة من السفر. ابن سيده:

القافِلة القُفَّال، إِمَّا أَن يكونوا أَرادو القافِل أَي الفَريق القافِل

فأَدخلوا الهاء للمبالغة، وإِما أَن يريدوا الرُّفْقة القافِلة فحذفوا

الموصوف وغلبت الصفة على الاسم، وهو أَجود، وقد أَقفَلَهم هو وقَفَلَهم،

وأَقفَلْتُ الجُنْدَ من مَبْعَثهم. وفي حديث جبير بن مُطْعِم: بَيْنا هو يَسِير

مع النبي، صلى الله عليه وسلم، مَقْفَلَه من حُنَينٍ أَي عند رُجوعه

منها.

والمَقْفَل: مصدر قَفَل يَقْفُل إِذا عاد من سفره؛ قال: وقد يقال

للسَّفْر قُفُول في الذهاب والمجيء، وأَكثر ما يستعمل في الرُّجوع، وتكرر في

الحديث وجاء في بعض رواياته: أَقْفَل الجيشُ وقَلَّما أَقْفَلْنا، والمعروف

قَفَل وقَفَلْنا وأَقفلَنا غيرُنا وأُقْفِلْنا، على ما لم يسم فاعله.

وفي حديث ابن عمر: قَفْلَةٌ كغَزْوة؛ القَفْلة: المرَّة من القُفول أَي

أَنَّ أَجْرَ المُجاهد في انصرافه إِلى أَهله بعد غزوه كأَجْرِه في إِقباله

إِلى الجهاد، لأَن في قفوله إِراحةً للنفس، واستعداداً بالقوَّة للعَوْد،

وحفظاً لأَهله برجوعه إِليهم، وقيل: أَراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه

ثانــياً في الوجه الذي جاء منه منصرِفاً، وإِن لم يلق عدوّاً ولم يشهد قتالاً،

وقد يفعل ذلك الجيش إِذا انصرفوا من مَغْزاهم لأَحد أَمرين: أَحدهما أَن

العدوّ إِذا رآهم قد انصرفوا عنه أَمنوهم وخرجوا من أَمكنتهم فإِذا

قَفَل الجيشُ إِلى دار العدوّ نالوا الفُرْصة منهم فأَغاروا عليهم، والآخر

أَنهم إِذا انصرفوا ظاهرين لم يأْمنوا أَن يَقْفُوَ العدوُّ أَثرهم

فيُوقِعُوا بهم وهم غارُّون، فربما استظهر الجيشُ أَو بعضهُم بالرجوع على

أَدْراجهم، فإِن كان من العدوّ طلَب كانوا مستعدِّين للقائهم، وإِلا فقد سلموا

وأَحرزوا ما معهم من الغنيمة، وقيل: يحتمل أَن يكون سُئل عن قوم قَفَلوا

لخوفهم أَن يَدْهَمَهم من عدوّهم مَن هو أَكثر عدداً منهم فقَفّلوا

ليَستَضيفوا لهم عدداً آخر من أَصحابهم، ثم يَكُرُّوا على عدوّهم.

والقُفول: اليُبوس، وقد قَفَل يَقْفِل، بالكسر؛ قال لبيد:

حتى إِذا يَئِسَ الرُّماة، وأَرْسَلُوا

غُضْفاً دَواجنَ قافِلاً أَعْصامُها

والأَعْصام: القَلائد، واحدتها عِصْمة ثم جمعت على عِصَم، ثم جمع عِصَم

على أَعْصام مثل شِيعة وشِيَع وأَشْياع. وقَفَل الجلد يَقْفُل قُفُولاً

وقَفِل، فهو قافِل وقفِيل: يَبِس. وشيخٌ قافِل: يابس. ورجل قافِل: يابس

الجلد، وقيل: هو اليابس اليد. وأَقْفَله الصومُ إِذا أَيبسه. وأَقْفَلْتُ

الجلد إِذا أَيبسته. والقَفْل، بالفتح: ما يَبِس من الشجر؛ قال أَبو

ذؤيب:ومُفْرِهة عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها،

فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل

واحدتها قَفْلة وقَفَلة؛ الأَخيرة، بالفتح، عن ابن الأَعرابي، حكاه بفتح

الفاء وأَسكنها سائر أَهل اللغة؛ ومنه قول مُعَقِّر بن حِمَار

(* قوله

«ومنه قول معقر بن حمار» هذا هو الصواب في اسمه وقد تقدم في مادة عقر أنه

ابن حباب خطأ) لابنته بعدما كُفَّ بصرُه وقد سمع صوت راعدة: أَي

بُنَيَّةُ وائِلي بي إِلى جانب قَفْلة فإِنها لا تنبُت إِلا بمَنْجاة من

السَّيْل؛ فإِن كان ذلك صحيحاً فقَفْل اسم الجمع.

والقَفِيل: كالقَفْل، وقد قَفَل يَقْفِل وقَفِلَ. والقَفِيل أَيضاً:

نبت. والقَفِيل: السَّوْط؛ قال ابن سيده: أَراه لأَنه يصنع من الجلد اليابس؛

قال أَبو محمد الفقعسي:

لمَّا أَتاك يابِساً قِرْشَبَّا،

قمت إِليه بالقَفِيل ضَرْبا،

ضَرْب بَعِير السوء إِذْ أَحَبَّا

أَحَبّ هنا برَك، وقيل: حَرَن. وخيل قَوافِل أَي ضَوامر؛ وأَنشد ابن بري

لامرئ القيس:

نحن جَلَبْنا القُرَّح القَوافِلا

وقال خفاف بن ندبة:

سَلِيل نَجِيبةٍ لنَجِيب صِدْق

تَصَنْدَلَ قافِلاً، والمُخُّ رَارُ

ويقال للفرس إِذا ضَمَر: قَفَل يَقْفِل قُفُولاً، وهو القافِل والشازِب

والشاسِبُ؛ وأَنشد ابن بري في ترجمة خشب:

قافِل جُرْشع تَراه كتَيْس الـ

رمْلِ، لا مُقْرِف ولا مَخْشُوب

قافل: ضامر. ابن شميل: قَفَل القومُ الطعام وهم يَقْفِلون ومَكَرَ

القومُ

(* قوله «ومكر القوم إلخ» هكذا في الأصل مضبوطاً ولم يذكره في مادة

مكر، والذي في القاموس فيها: والتمكير احتكار الحبوب في البيوت) إِذا

احْتَكَرُوا يَمْكُرُون؛ رواه المصاحفي عنه. وفي نوادر الأَعراب: أَقْفَلْت

القومَ في الطريق، قال: وقَفَلْتهم بعيني قَفْلاً أَتْبعتهم بَصَري، وكذلك

قَذَذْتهم. وقالوا في موضع: أَقْفَلْتهم على كذا أَي جمعتهم.

والقُفْل والقُفُلُّ: ما يُغلَق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه، والجمع

أَقْفال وأَقْفُل، وقرأَ بعضهم: أَم على قلوب أَقْفُلُها؛ حكى ذلك ابن

سيده عن ابن جني، وقُفُول عن الهجري؛ قال: وأَنشدت أُم القرمد:

تَرَى عَيْنُه ما في الكتاب، وقلبُه،

عن الدِّين، أَعْمَى واثِق بقُفُول

وفِعْلُه الإِقْفال. وقد أَقْفَل الباب وأَقْفَل عليه فانْقَفَل

واقْتَفَل، والنون أَعلى، والباب مُقْفَل ولا يقال مَقْفول. الجوهري: أَقْفَلْت

الباب وقَفَّل الأَبواب مثل أَغْلَق وغَلَّق. وفي حديث عمر أَنه قال:

أَربع مُقْفَلات: النذرُ والطلاق والعِتاق والنكاحُ، أَي لا مَخْرج منهنّ

لقائلهنّ كأَن عليهنّ أَقْفالاً، فمتى جرى بهنّ اللسان وجب بهنّ الحُكْم.

ويقال للبخيل: هو مُقْفَل اليدين. ورجل مُقْفَل اليدين ومُقْتَفِل: لئيم،

كلاهما على المثل. والمُقْتَفِل من الناس: الذي لا يُخرِج من يديه خيراً،

وامرأَة مُقْتَفِلة.

وقَفَل الفَحْل يَقْفِل قُفولاً: اهتاج للضِّراب.

والقَفْلة: إِعطاؤك إِنساناً شيئاً بمرّة، يقال: أَعطاه أَلفاً قَفْلة.

ابن دريد: ودرهم قَفْلة أَي وازِنٌ، والهاء أَصلية؛ قال الأَزهري: هذا من

كلام أَهل اليمن، قال: ولا أَدري ما أَراد بقوله الهاء أَصلية ورجل

قُفَلة: حافظ لكل ما يسمع.

والقُفْل: شجر بالحجاز يضخُم ويتخذ النساء من ورَقه غُمْراً يجيء أَحمر،

واحدته قُفْلة، وحكاه كراع بالفتح، ووصفها الأَزهري فقال: تنبت في

نُجُود لأَرض وتَيْبَس في أَوَّل الهَيْج. وقال أَبو عبيد: القَفْل ما يَبِس

من الشجر؛ وأَنشد قول أَبي ذؤيب:

فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل

قال أَبو منصور: القَفْل جمع قَفْلة وهي شجرة بعينها تَهِيج في وَغْرة

الصيف، فإِذا هبَّت البوارِح بها قلعتْها وطيَّرتها في الجوِّ.

والمِقْفَل من النخل: التي يَتَحاتُّ ما عليها من الحمل؛ حكاه أَبو

حنيفة عن ابن الأَعرابي.

والقِيفال: عِرْق في اليَدِ يُفْصَد، وهو معرَّب.

وقَفِيل والقُفَال: موضعان؛ قال لبيد:

أَلَمْ تُلْمِم على الدِّمَنِ الخَوالي

لِسَلْمى بالمَذانِب فالقُفالِ؟

قفل
قَفَلَ، كَنَصَر وضَرَبَ، قُفولاً، كقُعودٍ: رَجَعَ من السفَرِ فَهُوَ قافِلٌ، ج: قُفّالٌ، كرُمّانٍ، وَقيل: القُفول: رجوعُ الجُندِ بعد الغَزوِ. والقَفَل، مُحَرَّكَةً: اسمُ الجَمعِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وهم القَفَلُ بمَنزلِةِ القَعَدِ، للقاعدينَ عَن الْغَزْو، اسمٌ يَلْزَمُهم، قَالَ: وَقد جاءَ القَفَلُ بِمَعْنى القُفول. والقافِلَة: الرُّفْقَةُ القُفّال أَي الراجعةُ من السفَر. أَيْضا: المُبتَدِئَةُ فِي السفَرِ سُمِّي بِهِ تفاؤلاً بالرجوعِ من السفرِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وظنَّ ابنُ قُتَيْبةَ أنّ عَوامَّ الناسِ يَغْلَطونَ فِي تسميتهم الناهِضينَ فِي سفَرٍ أَنْشَؤُوه قافِلَةً وأنّها لَا تُسمّى قافِلَةً إلاّ مُنصَرِفَةً إِلَى وطَنِها، وَهَذَا غلَطٌ، مَا زَالَت العربُ تُسمِّي الناهضينَ فِي ابتداءِ الأسفارِ قافِلَةً تفاؤلاً بِأَن يُيَسِّرَ الله تَعالى لَهَا القُفول، وَهُوَ شائعٌ فِي كلامِ فُصحائهمِ إِلَى اليومِ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الْقَافِلَة: القُفّال، إمّا أَن يَكُونُوا أَرَادوا القافِلَ، أَي الفريقَ القافِلَ، فأدخَلوا الهاءَ للمُبالَغةِ، وإمّا أَن يُرِيدُوا الرُّفقةَ القافِلَةَ، فحذفوا المَوصوفَ وَغَلَبت الصّفة على الِاسْم، وَهُوَ أَجْوَدُ. وأَقْفَلْتُهم أَنا من مَبْعَثِهم. وقَفَلَ الفحلُ يَقْفِلُ قُفولاً: اهْتاجَ للضِّرابِ، كَمَا فِي العُباب والتهذيب. قَفَلَ الطعامَ: احْتَكرَه وحَبَسَه، عَن ابنِ شُمَيْلٍ، رَوَاهُ المَصاحِفيُّ عَنهُ. قَفَلَ الجِلدُ، كَنَصَرَ وعَلِمَ قُفولاً: يَبِسَ، فَهُوَ قافِلٌ وقَفيلٌ بَيِّنُ القَفِل، مُحَرَّكَةً، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: اليُبوسُ، وَقد قَفَلَ يَقْفِلُ، بالكَسْر، قَالَ لَبيدٌ:
(حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأرْسَلوا ... غُضْفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعْصَامُها)
) قَفَلَ الشيءَ قُفولاً: حَزَرَه، يُقَال: كم تَقْفُلُ هَذَا نَقله الصَّاغانِيّ. قَفَلَ القومُ الطعامَ يَقْفِلونَه: إِذا جمَعوه للحَبسِ، وَهُوَ مفهومُ نصِّ ابنِ شُمَيْلٍ المُتَقَدِّم. والقافِل: اليابسُ الجِلدِ، وَهُوَ الشازِبُ والشاسِبُ، أَو هُوَ اليابسُ اليدِ، نَقله ابنُ سِيدَه. قافِلٌ: ع. أَيْضا: اسمُ رجلٍ. والقَفْلُ، بالفَتْح، وكأميرٍ: مَا يَبِسَ من الشجرِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: (ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لساقِها ... فخَرَّتْ كَمَا تَتّايَعُ الريحُ بالقَفْلِ)
وَقد قَفِلَ، كَضَرَب وعَلِمَ، كَمَا فِي المُحْكَم. القَفيل، كأميرٍ: السَّوطِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ لأنّه يُصنَعُ من الجِلدِ اليابسِ، قَالَ أَبُو مُحَمَّد الفَقْعَسيُّ: لمّا أتاكَ يابِساً قِرْشَبَّا قُمتَ إِلَيْهِ بالقَفيلِ ضَرْبَا ضَرْبَ بَعيرِ السَّوْءِ إذْ أحَبَّا أحَبَّ هُنَا: بَرَكَ، وَقيل: حَرَنَ. القَفيل: الجَلاّب، هَكَذَا هُوَ فِي سائرِ النّسخ، وَالصَّوَاب: القِفِّيلُ كسِكِّيتٍ: الجَلاّبُ الَّذِي يَشْتَرِي القَفَلاتِ من الإبلِ الكثيرةِ والغنَمِ العظيمةِ ضَرْبَةً وَاحِدَة، كَمَا هُوَ نصُّ العُباب، فتأمَّلْ ذَلِك. القَفيل: الشِّعْبُ الضيِّقُ كَأَنَّهُ دَرْبٌ مُقْفَلٌ لَا يُمكنُ فِيهِ العَدْوُ، كَمَا فِي العُباب. قَفيلٌ: ع عَن ابْن دُرَيْدٍ، وَقَالَ نَصْر: جبَلٌ فِي ديارِ طَيِّئٍ. القَفيل: نبتٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
والقُفْلُ، بالضَّمّ: شجرٌ حِجازِيٌّ يَضْخُم، ويتَّخِذُ النساءُ من ورَقِه غُمْراً، يجيءُ أَحْمَرَ، واحدتُه قُفْلَةٌ، وَحَكَاهُ كُراع بالفَتْح، وَوَصَفها الأَزْهَرِيّ فَقَالَ: تنبتُ فِي نُجودِ الأَرْض، وتَيْبَسُ فِي أوّلِ الهَيْج. قُفْلٌ: عَلَمٌ. أَيْضا: الحديدُ الَّذِي يُغلَقُ بِهِ البابُ ممّا ليسَ بكَثيفٍ ونحوِه، ج: أَقْفَالٌ وأَقْفُلٌ، بضمِّ الْفَاء، وَبِه قرأَ بعضُهم: أمْ على قُلوبٍ أَقْفُلُها حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ابنِ جِنِّي، وقُفولٌ، عَن الهَجَريِّ، قَالَ: وأنشدَتْ أمُّ القَرْمَد:
(ترى عَيْنُه مَا فِي الكتابِ وقَلبُهُ ... عَن الدِّينِ أَعْمَى واثِقٌ بقُفولِ)
فِعلُه الإقْفالُ، وَقد أَقْفَلَ البابَ، وأَقْفَلَ عَلَيْهِ، فانْقَفَلَ، واقْتَفَلَ والنونُ أَعلَى، والبابُ مُقْفَلٌ، وَلَا يُقَال مَقْفُولٌ، وَفِي حديثِ ابنِ عمرَ: أَرْبَعٌ مُقْفَلاتٌ: النَّذْرُ والطَّلاقُ والعِتاقُ والنِّكاح. أَي لَا مَخْرَجَ منهنَّ لقائلِهِنَّ، كأنَّ عليهنَّ أَقْفالاً، فَمَتَى جرى بهنَّ اللِّسان وَجَبَ بهنَّ الحُكمُ. منَ المَجاز: رجلٌ مُتَقَفِّلُ اليَدَيْن، ومُقْتَفِلُهما: مَبْنِيَّيْن للْفَاعِل: أَي لئيمٌ، وَالَّذِي فِي الأساسِ والمُحْكَم والعُباب: رجلٌ مُقْفَلُ اليدَيْن، كمُكرَمٍ: بخيلٌ، وَكَذَلِكَ فِي الصِّحاح. أَو المُقْتَفِلُ من النَّاس: مَن لَا يكادُ يخرجُ من)
يدِه خيرٌ، وامرأةٌ مُقْتَفِلَةٌ. والقَفْلَةُ: القَفا، يُقَال: ضَرَبَ قَفْلَتَه، كَمَا فِي العُباب. القَفْلَة: إعطاؤُكَ إنْسَانا شَيْئا بمَرّةٍ، يُقَال: أَعْطَيتُه أَلْفَاً قَفْلَةً، عَن ابنِ عَبَّادٍ، ومثلُه فِي المُحْكَم، وفسَّرَه الزَّمَخْشَرِيّ فَقَالَ: أَي ضَرَبْتُه أَلْفَاً جُملَةً. القَفْلَة: الوازِنُ من الدراهمِ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: درهمٌ قَفْلَةٌ: وازِنٌ، والهاءُ أصليّةٌ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا من كلامِ أهلِ اليمنِ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أرادَ بقولِه: الهاءُ أصليّةٌ. القَفْلَةُ: الشجرةُ اليابسَةُ، وَهِي واحدةُ القَفْلِ الَّذِي تقدّمَ ذِكرُه، هَكَذَا ضَبَطَه سائرُ أهلِ اللُّغَة، ويُحرّكُ عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَحْدَه، وَمِنْه قولُ مُعَقِّرِ بن حِمارٍ البارِقِيِّ لابنتِه بعد مَا كُفَّ بصَرُه وَقد سَمِعَ صوتَ راعِدَةٍ: أَي بُنَيَّةُ، وائِلي بِي إِلَى جانبِ قَفْلَةٍ، فإنّها لَا تَنْبُتُ إلاّ بمَنْجاةٍ من السَّيْل، فَإِن كَانَ ذَلِك صَحِيحا فَقَفْلٌ: اسمٌ للجمعِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: القَفْلَةُ شَجَرَةٌ بعَينِها تَهيجُ فِي وَغْرَةِ الصَّيفِ، فَإِذا هَبَّت البَوارِحُ بهَا قَلَعَتْها وطَيَّرَتْها فِي الجَوِّ. القُفَلَة، كهُمَزَةٍ: الحافظُ لكلِّ مَا يَسْمَعُ، كَمَا فِي التَّهْذِيب. وأَقْفَلَهم فِي الطَّرِيق: اَتْبَعهم بَصَرَه، كَذَا فِي نوادرِ الْأَعْرَاب. أَقْفَلَهم على الأمرِ: جَمَعَهم من نوادرِ الأعرابِ أَيْضا. والقيفال، بالكَسْر: عِرقٌ فِي اليدِ يُفْصَدُ، مُعَرَّبٌ، كَمَا فِي الصِّحاح، وكأنّها سُرْيانِيَةٌ. منَ المَجاز: اسْتَقْفَلَ الرجلُ: بَخِلَ، وَكَذَا اسْتَقْفَلَتْ يَدَاهُ، كَمَا فِي الأساس. وَقَفْلٌ، بالفَتْح: ثَنِيَّةٌ قربَ قَرْنِ المَنازِل. قُفْلٌ، بالضَّمّ: حِصنٌ بِالْيمن. وقافِلاء بالمَدّ: ع. وقُوفِيل، بالضَّمّ: ة بنابُلُسَ بَينهمَا ثَمانِ ساعاتٍ، والعامّةُ تَقول: قُفِين.
والقُوفَلُ، بالضَّمّ: لغةٌ فِي الفُوفَل بفاءَيْن، وَهُوَ أَي بفاءَيْنِ أَشْهَرُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القَفْلُ، بالفَتْح: الرُّجوع، ويُستعمَلُ أَيْضا فِي الذَّهاب. وَهُوَ أَيْضا القافِلَةُ لغةٌ مِصريّةٌ. وقَفَلَ الجُندَ عَن الغَزوِ قَفْلاً: صَرَفَهم. وأَقْفَلَ الجيشُ، مثل قَفَلَ: رَجَعَ. والمَقْفَلُ، بالفَتْح: مصدرُ قَفَلَ يَقْفُلُ، وَمِنْه الحَدِيث: بَينا هُوَ يسيرُ مَقْفَلَهُ من حُنَيْنٍ أَي عِنْد رجوعِه مِنْهَا. والقَفْلَة: المرّةُ من القَفْل، وَمِنْه الحَدِيث: قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ. وأَقْفَلَه الصومُ: أَيْبَسَه وأَقْحَلَه. وَخَيْلٌ قَوافِلُ: ضوامِر، وأنشدَ ابنُ برّي لامرئِ الْقَيْس: نَحْنُ جَلَبْنا القُرَّحَ القَوافِلا وَفِي نوادرِ الْأَعْرَاب: قَفَلْتُ القومَ فِي الطريقِ بعَيْنِي قَفْلاً: أَتْبَعْتُهم بصَري، وَكَذَلِكَ قَذَذْتُهم.
والقُفُل، بضمّتَيْن: لغةٌ فِي القُفْلِ بالضَّمّ، لما يُغلَقُ بِهِ البابُ. وقَفَّلَ الأبوابَ تَقْفِيلاً: مثل غَلَّق، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَيُقَال للبَخيل: هُوَ مُقْفَلُ اليَدَيْن، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَيُقَال: إنّه لقُفْلٌ: عَسِرٌ، وإنّها قُفْلَةٌ، للبَخيلَة. والمِقْفَلُ من النَّخل، كمِنبَرٍ: الَّتِي تَحاتَّ مَا عَلَيْهَا من الحَمْلِ، حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ عَن ابْن)
الأَعْرابِيّ. ورجلٌ قُفَلَةٌ، كهُمَزَةٍ: يظنُّ الظَّنَّ فَلَا يُخطئُ، نَقله الصَّاغانِيّ. وقفَّلَ فِي الجبَل، وَتَقَفَّلَ: صَعَّدَ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والقُفال، كغُرابٍ: مَوْضِعٌ، وَقَالَ نصرٌ: وادٍ نَجْدِيٌّ فِي ديارِ كِلابٍ، قَالَ لَبيدٌ:
(أَلَمْ تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالي ... لسَلمى بالمَذانِبِ فالقُفالِ)
واسْتَقفلَ البابَ: مثلُ أَقْفَلَ. وأَقْفَلَ لَهُ المالَ: أعطَاهُ جُملَةً. وفلانٌ يَشْتَرِي القَفَلات: الجَلَبَ الكثيرَ جُملَةً وَاحِدَة. وسِقاءٌ قافِلٌ: يابسٌ. ومنَ المَجاز: الخَيلُ تَعْلُكُ الأَقْفالَ، وَهِي حَدائدُ اللِّجام.
والمُؤَمَّلُ بنُ إهابِ بن عبدِ العزيزِ بن قَفَلٍ، مُحَرَّكَةً: مُحدِّثٌ كُوفيٌّ، نَزَلَ الرَّمْلةَ، عَن ضَمْرَةَ بن رَبيعةَ ويَزيدَ بنِ هَارُون، وَعنهُ أَبُو دوادَ والنَّسائيُّ وابنُ جَوْصَى، صَدُوقٌ، مَاتَ سنة 254.
وعليُّ بنُ أبي القاسمِ الدّمْياطيُّ، عُرِفَ بابنِ قُفْلٍ بالضَّمّ، حدَّثَ عَنهُ المُنْذِريُّ فِي مُعجَمِه والدِّمْياطيُّ، وَقَالَ: مَاتَ سنة. وعبدُ الملِكِ بن قُفْل: أحدُ الصالحينَ بمِصر. والقافِلانِيُّ: مَن يُكثِرُ الأسفارَ وَيَتَتبَّعُ التِّجارات، مِنْهُم أَبُو الربيعِ سُلَيْمانُ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمان القافِلانيُّ، عَن عَطاءٍ والحسنِ وابنِ سِيرينَ، ضعيفٌ، ووجدتُه فِي ديوانِ الذهَبيّ: القافِلاي، هَكَذَا من غيرِ نون. والقَفّال: من يعملُ الأقْفالَ، وَهَكَذَا نُسِبَ الإِمَام أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عليِّ بن إسماعيلَ الشاشِيُّ، روى عَنهُ الحاكِمُ وابنُ مَنْدَه وَأَبُو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ، مَاتَ سنة. وقِفْوَلٌ، كدِرهَمٍ: مَوْضِعٌ بِالْيمن بالقُربِ من مَوْسَنةَ، وَقد وردْتُه.

سُرِتّةُ

سُرِتّةُ:
بضم أوّله، وكسر ثانــيه، وتاء مثناة من فوق مشددة، وهاء، اسم أعجميّ ليس من أوزان العرب مثله: وهي مدينة بالأندلس متصلة الأعمال بأعمال شنت بريّة، وهي شرقي قرطبة منحرفة نحو الجوف، بينها وبين طليطلة عشرون فرسخا، وأما المحدثون فإنّهم يقولون سرتة، بضم أوّله، وسكون ثانــيه، وتخفيف التاء، ونسبوا إليها، وحكوا عن أبي الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي في كتاب مشتبه الأسماء قال: هو بلد في جوف الأندلس، ونسبوا إليه قاسم بن أبي شجاع السرتي، روى عن أبي بكر الآجرّي، ذكره ابن ميمون وابن شنظير في شيوخهما، وأمّا أبو القاسم عبد الله بن فتح بن أبي حامد السّرتي حدث عنه أبو إسحاق شنظير، وأنا لا أدري أهما منسوبان إلى التي بالأندلس أو بإفريقية، وهي بإفريقية أشبه.

بَغْدَادُ

بَغْدَادُ:
أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري:
أصل بغداد للأعاجم، والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ بستان وداد اسم رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم للصنم، فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصيّ من المشرق فأقطعه إياها، وكان الخصيّ من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني، وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى، وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرّب عن باغ داذويه، لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطّها فاعتل فقالوا:
ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة؟ فقال:
هلدوه وروز أي خلّوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات:
بغداد وبغدان، ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ في آخره الذال المعجمة، وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في قولهم خرداد؟ فقال: هو فارسي ليس من كلام العرب، قلت أنا: وهذا حجة من قال بغداد فإنه ليس من كلام العرب، وأجاز الكسائي بغداد على الأصل، وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان، وحكى الخارزنجي: بغداد بدالين مهملتين، وهي في اللغات كلها تذكّر وتؤنث، وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء: فمدينة المنصور خاصة، وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي:
كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي روّاد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت؟ فقال له: من بغداد، فقال:
لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل مدينة السلام، فإن الله هو السلام والمدن كلها له، وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الرّبح الواسع، وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا:
بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية
الملك، وقيل إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطلميوس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الإقليم الثالث، قال: طالعها السماك الأعزل، بيت حياتها القوس، لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرّة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت أنا: ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظنّ أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق، وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة وثلث، وظلّ الظهر بها درجتان، وظل العصر أربع عشرة درجة، وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف، وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة، في الوجود ثلاثمائة درجة، هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد ابن حنبل: بغداد من الصّراة إلى باب التبن، وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرّم وقطربّل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد، يقال لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على البرّ حتى أتى الأنبار، فتحصّن فيها أهلها منه، فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلّمه بما يريد وجعل له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال له: أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلّاء فيدلّوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء، فسار حتى وافى السوق صحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكره غانما موفورا، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر بغداد قبل أن يمصّرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.

فصل
في بدء عمارة بغداد، كان أول من مصّرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثانــي الخلفاء، وانتقل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطّها أخوه أبو العباس السّفّاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم، فانتقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عيّاش: بعث المنصور روّادا وهو بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة والجند، فنعت له موضع قريب من
بارمّا، وذكر له غذاؤه وطيب هوائه، فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه، فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة، منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب: ما رأيكم في هذا الموضع؟ قالوا: طيب موافق، فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية، وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والامتعة في البرّ والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه، فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر، وذلك في صيف وحرّ شديد، وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء، فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار، ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله، فخطّ البناء وقدّر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم قال: ابنوا على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد، وكانت قرية في المربّعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي، وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء، فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد، فإنك تصير بين أربعة طساسيج: طسّوجان في الجانب الغربي وطسّوجان في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى، فإن تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا، وأنت يا أمير المؤمنين على الصّراة ودجلة، تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك البلدان، وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة، وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرّا، وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك، وأنت قريب من البرّ والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء، ووجه المنصور في حشر الصّنّاع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا، وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة، فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء، وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام، وكان أول العمل في سنة 145، وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا، وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب، فلما بلغ السور مقدار قامة اتّصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن.
وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر، قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: لم يذهب الملك ويجيء؟ قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه؟ قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من؟ قلت: أبو جعفر، قال:
هل يلقب بشيء؟ قلت: المنصور، قال: ليس هذا الذي يبنيها، قلت: ولم؟ قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
هذا المكان رجل يقال له مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء، فقال: قل، قلت:
أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم، وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا، فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به، فقلت في نفسي: لحقه اللجاج، ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد، فقلت له: أظنّك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه، فقال: لا والله ولكني كنت ملقّبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري، وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم، فكنت أنا ومن كان في مقدار سنّي من عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر، فبلغت النوبة إليّ يوما من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم، فسرقته ثم وجّهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه، وجئت إلى الداية وقلت لها:
افعلي كذا واصنعي كذا، قالت: من أين لك ما أرى؟ قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت ما أمرتها به، فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه، وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة، فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت، فلما ألحّت وأنا لا أخرج قالت: اخرج يا مقلاص، الناس يتحذّرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت، فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم وضع أساس المدينة مدوّرا وجعل قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها، فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة.
قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم، وذاك أن الأستاذ من الصّنّاع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبّات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات، وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن دكين: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم، والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل، وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن الشّروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحوّل قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة:
وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فوزناها فوجدناها كذلك.
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدوّرة وجعل داره وجامعها في وسطها، وبنى القبة الخضراء فوق إيوان، وكان علوّها ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح، وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومدّ
الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة، فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيّا قد هجم من تلك الناحية، قلت أنا:
هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش، وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدّمين ما كانوا بني آدم، فأما الملة الإسلامية فإنها تجلّ عن مثل هذه الخرافات، فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيّا مرسلا، وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجيّ لوجب أن لا يزال خارجيّ يخرج في كل وقت لأنها لا بدّ أن تتوجه إلى وجه من الوجوه، والله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة سنة 329، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل، وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني العباس، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة، ونقل المنصور أبوابها من واسط، وهي أبواب الحجّاج، وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد، يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام، وهو أضعفها، وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب إلّا راجلا إلا داود بن عليّ عمه، فإنه كان متفرّسا وكان يحمل في محفّة، وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج، فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الرّوايا التي تصل إلى الرّحاب، فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قنيّ بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري، ففعل ومدّ المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرّهما إلى مدينته في عقود وثيقة، من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات، ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمّروها وسميت بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف، وقد صنّف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه.

فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد
ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال:
أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع، ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس، فخبّرته بما تدلّ النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت: وأخبرك خلّة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين، قال: وما هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه، قال: فتبسم وقال الحمد لله على ذلك، هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفى:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض، ... كبغداد من دار بها مسكن الخفض
صفا العيش في بغداد واخضرّ عوده، ... وعيش سواها غير خفض ولا غضّ
تطول بها الأعمار، إنّ غذاءها ... مريء، وبعض الأرض أمرأ من بعض
قضى ربّها أن لا يموت خليفة ... بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب، ولا ترى ... غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها، ... فما أسلفت إلّا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى، ... فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاجّ، والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بما سبذان بموضع يقال له الرّذّ، والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلّة بالجانب الشرقي من بغداد، والرشيد مات بطوس، والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي، والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصّيصة بالشام، والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامرّا، ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج، وتعطّلت مدينة المنصور منهم.
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء: بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرّة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات في كل فنّ، وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزّجّاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو الفرج الببغا يقول: هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام، فإنّ الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عشّشتا وفرّختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما، وإنّ هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء، وإنّ نسيمها أرقّ من كل نسيم، وهي من الإقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصّها وتنبّه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدّمة فضله وعنوان عقله، ثم سأله عن الجاحظ، فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرّة شادخة في أهل العلم والآداب، وإن وجده ذامّا لبغداد غفلا عما يحب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها، فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد، فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريق الكاتب الكوفي:
سافرت أبغي لبغداد وساكنها ... مثلا، قد اخترت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد، والدنيا بأجمعها ... عندي، وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر:
بغداد يا دار الملوك ومجتنى ... صوف المنى، يا مستقرّ المنابر
ويا جنّة الدنيا ويا مجتنى الغنى، ... ومنبسط الآمال عند المتاجر
وقال أبو يعلى محمد بن الهبّارية: سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآباذي يقول: من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير:
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين، ... على تقلّبها في كلّ ما حين
ما بين قطربّل فالكرخ نرجسة ... تندى، ومنبت خيريّ ونسرين
تحيا النفوس بريّاها، إذا نفحت، ... وخرّشت بين أوراق الرّياحين
سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ... تخفي من البقر الإنسيّة العين
تستنّ دجلة فيما بينها، فترى ... دهم السّفين تعالى كالبراذين
مناظر ذات أبواب مفتّحة، ... أنيقة بزخاريف وتزيين
فيها القصور التي تهوي، بأجنحة، ... بالزائرين إلى القوم المزورين
من كلّ حرّاقة تعلو فقارتها، ... قصر من الساج عال ذو أساطين
وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلّا ظننت أن الناس قد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا:
أيا بغداد يا أسفي عليك! ... متى يقضى الرجوع لنا إليك؟
قنعنا سالمين بكلّ خير، ... وينعم عيشنا في جانبيك
ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:
فهل نحو بغداد مزار، فيلتقي ... مشوق ويحظى بالزيارة زائر
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، إنه ... على كشف ما ألقى من الهمّ قادر
وكان القاضي أبو محمد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر، فخرج البغداديون يودّعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه، فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدّا من الباقلّى ما فارقتكم، ثم قال:
سلام على بغداد من كلّ منزل، ... وحقّ لها منّي السلام المضاعف
فو الله ما فارقتها عن قلى لها، ... وإني بشطّي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت عليّ برحبها، ... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف
وكانت كخلّ كنت أهوى دنوّه، ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال:
أقول وقد جزنا زرود عشيّة، ... وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
على أهل بغداد السلام، فإنني ... أزيد بسيري عن ديارهم بعدا
وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: دعني مما فعل الله بي، من أقام ببغداد على السّنّة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة، وعن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد؟ فقلت: لا، فقال: أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال طاهر بن المظفّر بن طاهر الخازن:
سقى الله صوب الغاديات محلّة ... ببغداد، بين الخلد والكرخ والجسر
هي البلدة الحسناء، خصّت لأهلها ... بأشياء لم يجمعن مذ كنّ في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحّة، ... وماء له طعم ألذّ من الخمر
ودجلتها شطّان قد نظما لنا ... بتاج إلى تاج، وقصر إلى قصر
ثراها كمسك، والمياه كفضّة، ... وحصباؤها مثل اليواقيت والدّر
قال أبو بكر الخطيب: أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر:
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت:
على بغداد معدن كلّ طيب، ... ومغنى نزهة المتنزّهينا:
سلام كلما جرحت بلحظ ... عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها، فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حبّ الديار بنا، ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا
قال محمد بن عليّ بن حبيب الماوردي: كتب إليّ أخي من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوّقني ... قدما إليها، وإن عاقت معاذير
وكيف صبري عنها، بعد ما جمعت ... طيب الهواءين ممدود ومقصور؟
وقلّد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن، فلما أراد الخروج قال:
أيرحل آلف ويقيم إلف، ... وتحيا لوعة ويموت قصف؟
على بغداد دار اللهو منّي ... سلام ما سجا للعين طرف
وما فارقتها لقلى، ولكن ... تناولني من الحدثان صرف
ألا روح ألا فرج قريب، ... ألا جار من الحدثان كهف
لعلّ زماننا سيعود يوما، ... فيرجع آلف ويسر إلف
فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق بغداد:
ولما تجاوزت المدائن سائرا، ... وأيقنت يا بغداد أني على بعد
علمت بأنّ الله بالغ أمره، وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت، وقلبي فيه ما فيه من جوى، ودمعي جار كالجمان على خدّي: ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلّفت فيك على العهد؟
وقال محمد بن عليّ بن خلف النيرماني:
فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض، حتى خطّتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها، ... وسيّرت خيلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا، ... ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرقّ شمائلا، ... وأعذب ألفاظا، وأحلى معانيا
وقائلة: لو كان ودّك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فقلت جوابيا:
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم، ... وترمي النوى بالمقترين المراميا

في ذمّ بغداد
قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهّاد والعبّاد، ووردت فيها أحاديث خبيثة، وعلّتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف، وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحشّ وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل:
قل لمن أظهر التنسّك في النا ... س وأمسى يعدّ في الزّهّاد:
الزم الثغر والتواضع فيه، ... ليس بغداد منزل العبّاد
إن بغداد للملوك محلّ، ... ومناخ للقارئ الصياد
ومن شائع الشعر في ذلك:
بغداد أرض لأهل المال طيّبة، ... وللمفاليس دار الضّنك والضيق
أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم، ... كأنني مصحف في بيت زنديق
ويروى للطاهر بن الحسين قال:
زعم الناس أن ليلك يا بغ ... داد ليل يطيب فيه النسيم
ولعمري ما ذاك إلّا لأن خا ... لفها، بالنهار، منك السّموم
وقليل الرّخاء يتّبع الش ... دة، عند الأنام، خطب عظيم
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرّ من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حقّ جوار، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها وإن جفيت معشوقة السّكنى، وحبيبة المثوى،
كوكبها يقظان، وجوّها عريان، وحصباؤها جوهر، ونسيمها معطّر، وترابها أذفر، ويومها غداة، وليلها سحر، وطعامها هنيء، وشرابها مريء، لا كبلدتكم الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار، وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من محترق، وفي ظلّها من عرق، صيقة الديار، وسيئة الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، وما لهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:
كيف نومي وقد حللت ببغ ... داد، مقيما في أرضها، لا أريم
ببلاد فيها الركايا، علي ... هن أكاليل من بعوض تحوم
جوها في الشتاء والصيف دخّا ... ن كثيف، وماؤها محموم
ويح دار الملك التي تنفح المس ... ك، إذا ما جرى عليه النسيم
كيف قد أقفرت وحاربها الدّه ... ر، وعين الحياة فيها البوم
نحن كنا سكانها، فانقضى ذا ... لك عنا، وأي شيء يدوم
وقال أيضا:
أطال الهمّ في بغداد ليلي، ... وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها، على رغمي، مقيما ... كعنّين تعانقه عجوز
وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها:
ودّ أهل الزوراء زور، فلا ... تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب، فلا يط ... مع منها، إلّا بما قيل فيها
وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيّء الرأي فيها، فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل:
ما أنت يا بغداد إلّا سلح، ... إذا اعتراك مطر أو نفح،
وإن جففت فتراب برح
وكما قال آخر:
هل الله من بغداد، يا صاح، مخرجي، ... فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وميدانها المذري علينا ترابها ... إذا شحجت أبغالها وحميرها
وقال آخر:
أذمّ بغداد والمقام بها، ... من بعد ما خبرة وتجريب
ما عند سكّانها لمختبط ... خير، ولا فرجة لمكروب
يحتاج باغي المقام بينهم ... إلى ثلاث من بعد تثريب:
كنوز قارون أن تكون له، ... وعمر نوح وصبر أيوب
قوم مواعيدهم مزخرفة ... بزخرف القول والأكاذيب
خلّوا سبيل العلى لغيرهم، ... ونافسوا في الفسوق والحوب
وقال بعض الأعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت ... ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولّى النهار، تنافرت ... براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون، كأنها ... بغال بريد أرسلت في مذاود
وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد بن جخجخ قال أبو العالية:
ترحّل فما بغداد دار إقامة، ... ولا عند من يرجى ببغداد طائل
محلّ ملوك سمتهم في أديمهم، ... فكلهم من حلية المجد عاطل
سوى معشر جلّوا، وجلّ قليلهم ... يضاف إلى بذل النّدى، وهو باخل
ولا غروان شلّت يد الجود والندى ... وقلّ سماح من رجال ونائل
إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه ... فليس عجيبا أن تفيض الجداول
وقال آخر:
كفى حزنا، والحمد لله أنّني ... ببغداد قد أعيت عليّ مذاهبي
أصاحب قوما لا ألذّ صحابهم، ... وآلف قوما لست فيهم براغب
ولم أثو في بغداد حبّا لأهلها، ... ولا أنّ فيها مستفادا لطالب
سأرحل عنها قاليا لسراتها، ... وأتركها ترك الملول المجانب
فإن ألجأتني الحادثات إليهم ... فأير حمار في حرامّ النوائب
وقال بعضهم يمدح بغداد ويذمّ أهلها:
سقيا لبغداد ورعيا لها، ... ولا سقى صوب الحيا أهلها
يا عجبا من سفل مثلهم، ... كيف أبيحوا جنّة مثلها
وقال آخر:
اخلع ببغداد العذارا، ... ودع التنسّك والوقارا
فلقد بليت بعصبة ... ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهو ... د ولا مجوس ولا نصارى
وقدم بعض الهجريّين بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة، ... وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ... إليّ، وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة، ... وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
وقال أعرابيّ مثل ذلك:
ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ... ببغداد لا تمضي، وأنت صحيح؟
ألا إنما بغداد دار بليّة، ... هل الله من سجن البلاد مريح؟
وقال أبو يعلى بن الهبّارية أنشدني جدّي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية، ... فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحرّ معدوم، كأنّ لها ... قد قيل في مثل: لا حرّ بالوادي
بل كلّ ما شئت من علق وزانية ... ومستحدّ وصفعان وقوّاد
وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية: أنشدني معدان التغلبي لنفسه:
بغداد دار، طيبها آخذ ... نسيمه مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرئ ... يبيت في فقر وإفلاس
لو حلّها قارون ربّ الغنى، ... أصبح ذا همّ ووسواس
هي التي توعد، لكنها ... عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كلّ ما ... تطلبه فيها، سوى الناس

أُرَمُ خَاسْت

أُرَمُ خَاسْت:
بضم أوله، وفتح ثانــيه، ورواه بعضهم بسكون ثانــيه، وخاست بالخاء المعجمة، وسين مهملة ساكنة، يلتقي معها ساكنان، والتاء فوقها نقطتان:
أرم خاست الأعلى، وأرم خاست الأسفل: كورتان بطبرستان، وقال أبو سعد أبو الفتح خسرو بن حمزة ابن وندرين بن أبي جعفر الأرمي القزويني سكن أرم: بلدة عند سارية مازندران له معرفة بالأدب.

زفر

زفر: {وزفيرا}: أول نهيق الحمار.
(زفر)
زفرا وزفيرا أخرج نَفسه بعد مُدَّة إِيَّاه وَيُقَال زفرت النَّار سمع لاتقادها صَوت وَالشَّيْء زفرا حمله وَالْمَاء استقاه
(زفر) - فيه: "وكان النساء يَزْفِرْنَ القِرَب يَسْقِين النّاس في الغَزْو".
: أي يحمِلنَها مملوءةً ماء - زَفر وازْدَفَر؛ إذا حَمَل. والزِّفْرُ: الِقربةُ.
زفر
قال: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ
[الأنبياء/ 100] ، فَالزَّفِيرُ: تردّد النّفس حتى تنتفخ الضّلوع منه، وازْدَفَرَ فلان كذا: إذا تحمّله بمشقّة، فتردّد فيه نفسه، وقيل للإماء الحاملات للماء: زَوَافِرُ.
[زفر] نه: فيه: كان النساء "يزفرن" القرب يسقين الناس في الغزو، أي يحملنها مملوءة ماء، زفر وازدفر إذا حمل، والزفر القربة. ومنه: كانت أم سليط "تزفر" لنا القرب يوم أحد. وفي ح على: كان إذا خلا مع صاغيته و"زافرته"انبسط، زافرته أنصاره وخاصته.
ز ف ر: (الزَّفِيرُ) أَوَّلُ صَوْتِ الْحِمَارِ وَالشَّهِيقُ آخِرُهُ، لِأَنَّ الزَّفِيرَ إِدْخَالُ النَّفَسِ وَالشَّهِيقَ إِخْرَاجُهُ. وَقَدْ (زَفَرَ) يَزْفِرُ بِالْكَسْرِ (زَفِيرًا) وَالِاسْمُ (الزَّفْرَةُ) وَالْجَمْعُ زَفَرَاتٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لَا نَعْتٌ. وَرُبَّمَا سَكَّنَهَا الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ. 

زفر


زَفَرَ(n. ac. زَفْر
زَفِيْر)
a. Heaved a deep sigh; drew a breath; began to bray (
ass ).
b. Crackled; sputtered; puffed (fire).
c.(n. ac. زَفْر), Carried off; drew (water).
زَفَّرَa. Broke his fast.
b. Talked obscenely.

تَزَفَّرَa. see II (a)
إِزْتَفَرَ
(د)
a. Carried.

زَفْرَة
(pl.
زَفَرَات)
a. Deep sigh; moan; groan.
b. Middle.

زِفْر
(pl.
أَزْفَاْر)
a. Load, burden; baggage; luggage.
b. Waterskin.
c. Troop, band, company.

زُفْرَةa. see 1t
زَفَرa. Fleshmeat; greasy food; any food forbidden during a
fast.
b. Propm, support.

زَفِرa. Foul, filthy, dirty; obscene.

زُفَرa. Lion; courageous man.
b. Sea; great river.
c. Large (gift).
d. One who carries burdens.

زَاْفِرَة
(pl.
زَوَاْفِرُ)
a. Stay, support; one's kinsfolk & friends.
b. Troop, band.

زَفِيْرa. Misfortune.
b. Deep sigh; beginning of the bray of an ass.

زَوَاْفِرُa. Female slaves that carry water-skins.
زفر
زفَرَ يَزفِر، زَفْرًا وزَفِيرًا، فهو زافِر
• زفَر الشَّخصُ: أخرج نفَسه من رئتيه بعد مدِّه إيّاه "زفَر من التّعب- {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} ".
• زفَرتِ النَّارُ: سُمِع صوتُ اتِّقادها. 

زَفْر [مفرد]: مصدر زفَرَ. 

زَفِير [مفرد]:
1 - مصدر زفَرَ.
2 - صوت شديد " {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}: صوتَ اتّقادها".
3 - (حي) إخراج هواء الرئتين من الأنف أو الفم، يقابله الشهيق. 
زفر الزَفْرُ والزَفِيْرُ أنْ يَمْلأ الرجُلُ صَدْرَه غَمّاً ثُمَّ يَزْفِرُ به. والإزْفِيْرُ نَعْتٌ من الزَّفِير.
والمَزْفُوْرُ: الشدِيدُ تَلاحُمِ المَفَاصِلِ. وما أشَدَّ زَفْرَةَ هذا البَعِيرِ: أي هو مَزْفُوْرُ الخَلْقِ. والزفَرُ: السيدُ. والنهرُ الكثيرُ الماءِ. والبَحْرُ. والرجُلُ الكَثِيرُ العَطِيةِ.
والذي يَحْمِلُ الحَمَالاتِ. والجَمَلُ الضَخْمُ. والكَتِيْبَةُ الزّافِرَةُ. والزَفْرُ: القِرْبَةُ. والزّافِرُ: الذي يُعِيْنُ على حَمْلِ القِرْبَةِ. وازْدَفَرَ القِرْبَةَ: حَمَلَها. والمُزْدَفَرُ من صَدْرِ الفَرَسِ: المَوْضِعُ الذي يَزْفِر منه. والزُفْرَةُ: الوَسَطُ، وُيقال: زَفْرَةٌ - بالفَتْحِ - والزَوَافِرُ: الضُلُوْعُ. والعَشِيْرَةُ أيضاً، يُقال: جاءَ فلانٌ في زافِرَتِهِ: أي أعْوَانِه وبَني عَمه. وزافِرَةُ الرُمْحِ والسهْمِ: نَحْوُ الثلُثِ منه. والزَفْرُ: الحِمْلُ. والزوَافِرُ: الإمَاءُ، الواحِدَةُ زافِرَة. والزَّوَافِرُ: القِسِيُّ؛ لأنها تَزْفِرُ في أصْوَاتِها. وزَوَافِرُ المَجْدِ: أعْمِدَتُه وأسْبَابُه التي تُقَويه، وأصْلُه الخَشَبَةُ التي تُلْقى خَلْفَ الباب. والزفِيْرُ: الداهِيَةُ.
ز ف ر

رأيته يزفر زفرة الثكلى، وله زفير. وعلى ظهره زفر من الأزفار: حمل ثقيل يزفر منه، وقد زفره يزفره: حمله. ولهم زوافر: إماء يحملن القرب.

ومن المجاز: هم زافرته وزوافره: لعشيرته لأنهم يزفرون عنه الأثقال، وهو زافر قومه وزافرتهم عند السلطان: سيدهم وحامل أعبائهم. ولمجدهم زوافر: أعمدة وأسباب تقويه. قال الحطيئة:

فإن تك ذا عز حديث فإنهم ... ذوو إرث مجد لم تخنه زوافره

وفرس شديد الزوافر وهي الضلوع. قال يصف حمار الوحش:

وولّى يطنّ المرو عن صفحاته ... من الحقب همهيم شديد زوافره

وبأيديهم الزوافر أي القسيّ لزفيرها. قال الكميت:

وكنا إذا ما الجمع لم يك بيننا ... وبينهم إلا الزوافر تنحب

من النحيب. ودابة غليظ الجفره، عظيم الزفره؛ وهي من قول الراعي:

حوزية طويت على زفراتها ... طيّ القناطر قد بزلن بزولاً

وقول الجعديّ:

خيط على زفرة فتم ولم ... يرجع إلى دقة ولا هضم

كأنه زفر زفرة فطبع على ذلك منتفخ الجنبين. وفلان نوفل زف: للجواد شبه بالبحر الذي يزفر بتموجه.
[زفر] الزَفْرُ: مصدر قولك: زَفَرَ الحِمْلَ يَزْفِرُهُ زَفْراً، أي حَمَله. وأَزْدَفَرَهُ أيضاً. والزَفْرُ بالكسر: الحِمْلُ، والجَمْعُ أَزْفارٌ. والزِفْرُ أيضاً: القِرْبَةُ، ومنه قيل للإماءِ اللَواتي يَحْمِلْنَ القِرَبَ: زَوافِرُ. وزافِرةُ الرجل: أنصارُهُ وعَشيرته. ويقال: هم زافِرَتُهُمْ عند السلطان، أي الذين يقومون بأمرهم. وزافِرةُ السَهْم: ما دون الريش منه . وقال عيسى بن عمر: زافِرة السَهْم: ما دون ثُلُثَيْهِ مما يلي النَصْلَ. والزَفيرُ: اغتراقُ النَفَس للشِدّة. والزفيرُ: أوّلُ صوت الحمار، والشهيق: آخرهُ، لأنَّ الزفير إدخال النَفَس، والشهيق: إخراجُه. وقد زفر يزفر. والاسم الزفرة. قال الجعدى: خيط على زفرة فتم ولم * يرجع إلى دقة ولا هضم - يقول: كأنه زفر فخيط على ذلك، فهو كأنه زافر أبدا من عظم جوفه. والجمع زَفرات بالتحريك، لأنّه اسم وليس بِنَعْتٍ. وربَّما سكّنها الشاعر للضرورة، كما قال:

فَتَسْتَريحَ النَفْسُ من زفراتها * والزفير: الداهية. وأنشد أبو زيد:

والدلو والديلم والزفيرا * والزفرة بالضم: وسط الفرس. يقال: إنه لعظيم الزفرة. والزفر: السيد. قال أعشى باهلة: أَخُو رَغَائِبَ يُعْطِيهَا ويُسألُها * يأبى الظلامة منه النوفل الزفر -
[ز ف ر] زَفَرَ يَزْفِرُ زَفْراً وزَفِيراً: أَخرجَ نَفَسَه بَعدَ مَدِّه إيّاه. وإزْفيرٌ: إفْعِيلٌ منه. والزُّفْرَةُ، والزَّفْرَةُ المُتَنفَّسُ. وزَفْرَةُ كُلِّ شَيء، وزُفْرَتُه: وَسَطُه. والزَّوافِرُ: أَضلاعُ الجَنْبَيْنِ. وبَعيرٌ مَزْفُورٌ: شَدِيدُ تَلاحُمِ المَفاصِلِ، وما أَشَدَّ زُفْرَتَه. والزِّفْرُ: الحِمْلُ، والجمعُ أَزْفارٌ، قال:

(طِوالُ أَنْضِيَةِ الأَعناقِ لم يَجِدُوا ... رِيحَ الإماءِ إذا راحَتْ بأزْفارِ)

والزِّفْرُ: الحَمَلُ. وَازْدَفَرَه: حَمَلَه. والزِّفْرُ: السِّقاءُ الذي يَحمِلُ فيه الراعِي ماءهُ، والجمعُ: أَزْفارٌ. والزَّوافِرُ: الإماءُ اللَّواتِي يَحْمِلْنَ الأَزْفارَ. والزّافِرُ: المُعِينُ على حَمْلِها. والزُّفْرُ: القَوِيُّ على احْتمالِها. والزُّفَرُ السَّيِّدُ، وبه سُمِّيّ الرجُلُ زُفَرَ. والزِّفْرُ والزَّافِرةُ: الجماعَةُ من الناسِ. والزَّافِرَةُ: الأَنْصارُ والعَشِيرَةُ. وزَافِرَةُ الرُّمْحِ والسَّهْمِ: نحوُ الثُلُثِ، وهو أيضاً: ما دُونَ الرِّيشِ من السَّهْمِ. وزَفَرَتِ الأَرضُ: ظَهَرَ نَباتُها. والزَّفَرُ: الّذي يَدْعَمُ بها الشَّجرُ. والزَّوافِرُ: خَشَبٌ تُقامُ وتُعَرَّضُ عليها الدِّعَمُ، لِتَجْرِي عَلَيها نَوامِى الكَرْمِ. وزُفَرُ، وزَافِرٌ، وزَوْفَرٌ: أسماءٌ.

زفر: الزَّفْرُ والزَّفِيرُ: أَن يملأَ الرجل صدره غمّاً ثم هو يَزْفِرُ به، والشهيق (* قوله: «والشهيق إِلخ» كذا بالأَصل ولعل هنا سقطاً). النفس ثم يرمي به. ابن سيده: زَفَرَ يَزْفِرُ زَفْراً وزَفِيراً أَخرج نَفَسَه بعد مَدَّه، وإِزْفِيرٌ إِفْعَيلٌ منه. والزَّفْرَةُ والزُّفْرَةُ: التَّنَفُّسُ. الليث: وفي التنزيل العزيز: لهم فيها زَفِيرٌ وشَهِيقٌ؛ الزفير: أَول نَهيق الحمار وشِبْهِهِ، والشَّهِيقُ: آخِرُه، لأَن الزفير إِدخال النفس والشهيق إِخراجه، والاسم الزَّفْرَةُ، والجمع زَفَرَاتٌ، بالتحريك، لأَنه اسم وليس بنعت؛ وربما سكنها الشاعر للضرورة، كما قال:

فَتَسْتَرِيح النَّفْسُ من زَفْراتِها

وقال الزجاج: الزَّفْرُ من شِدّةِ الأَنِينِ وقبيحه، والشهيق الأَنين الشديد المرتفع جدّاً، والزَّفِير اغْتِراقُ النَّفَسِ للشِّدَّةِ.

والزُّفْرَةُ، بالضم: وَسَطُ الفرس؛ يقال: إِنه لعظيم الزُّفْرَةِ.

وزُفْرَةُ كل شيء وزَفْرَتُه: وَسَطُه. والزَّوافِرُ: أَضلاعُ الجنبين. وبعير مَزْفُورٌ: شديد تلاحم المفاصل. وما أَشَدَّ زُفْرَتَهُ أَي هو

مَزْفُورُ الخَلْقِ. ويقال للفرس: إِنه لعظيم الزُّفْرَةِ أَي عظيم الجوف؛ قال الجعدي:

خِيطَ على زَفْرَةٍ فَتَمَّ، ولم

يَرْجِعْ إِلى دِقَّةٍ، ولا هَضَمِ

يقول: كأَنه زافر أَبداً من عظم جوفه فكأَنه زَفَرَ فَخِيطَ على ذلك؛ وقال ابن السكيت في قول الراعي:

حُوزِيَّةٌ طُوِيَتْ على زَفَراتِها،

طَيَّ القَنَاطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا

قال فيه قولان: أَحدهما كأَنها زَفَرَتْ ثم خَلِفَتْ على ذلك، والقول الآخر: الزَّفْرَةُ الوَسَطُ. والقناطر: الأَزَجُ.

والزِّفْرُ، بالكسر: الحِمْل، والجمع أَزْفارٌ؛ قال:

طِوالُ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ لم يَجِدوا

رِيحَ الإِماء، إِذا رَاحَت بأَزْفارِ

والزَّفْرُ: الحَمْلُ. وازْدَفَرَهُ: حمله. الجوهري: الزَّفْرُ مصدر قولك زَفَرَ الحِمْلَ يَزْفِرُهُ زَفْراً أَي حَمَلَهُ وازْدَفَرَهُ أَيضاً.

ويقال للجمل الضخم: زُفَرُ، والأَسد زُفَرُ، والرجل الشجاع زُفَر، والرجل الجوادِ زُفَر. والزِّفْرُ: القِرْبَةُ. والزِّفْرُ: السِّقاء الذي يحمل فيه الراعي ماءه، والجمع أَزْفارٌ، ومنه الزِّوافِرُ الإِماءُ اللواتي يحملن الأَزفار، والزَّافِرُ: المُعِينُ على حَمْلِها؛ وأَنشد:

يا ابْنَ التي كانتْ زَماناً في النَّعَمْ

تَحْمِلُ زَفْراً وتَؤُولُ بالغَنَمْ

وقال آخر:

إِذا عَزَبُوا في الشتَّاء عَنَّا رَأَيْتَهُمْ

مَدالِيجَ بالأَزْفارِ، مثلَ العَوَاتِق

وزَفَرَ يَزْفِرُ إِذا اسْتَقَى فحمل. والزُّفَرُ: السَّيِّدُ، وبه سمي الرجل زُفَرَ. شمر: الزُّفَرُ من الرجال القوي على الحمالاتِ. يقال:

زَفَرَ وازْدَفَرَ إِذا حَمَلَ؛ قال الكميت:

رِئاب الصُّدْوعِ، غِيَاث المَضُو

ع، لأْمَتُك الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

وفي الحديث: أَن امرأَة كانت تَزْفِرُ القِرَبَ يوم خَيْبَرَ تسقي الناسَ؛ أَي تحمل القرب المملوءة ماء. وفي الحديث: كان النساء يَزْفِرْنَ القِرَبَ يَسْقِينَ الناسَ في الغَزْوِ؛ أَي يحملنها مملوءةً ماءً؛ ومنه الحديث: كانت أُمُّ سُلَيْطٍ تَزْفِرُ لنا القِرَبَ يومَ أَحُدٍ. والزُّفَرُ:

السَّيِّدُ؛ قال أَعشى باهلة:

أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها،

يَأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

لأَنه يَزْدَفِرُ بالأَموال في الحَمَالات مطيقاً له، وقوله منه مؤكدة للكلام، كما قال تعالى: يغفر لكم من ذنوبكم؛ والمعنى: يأْبى الظلامة لأَنه النوفل الزفر. والزَّفِيرُ: الداهية، وأَنشد أَبو زيد:

والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا

وفي التهذيب: الزَّفِير الداهية، وقد تقدم. والزَّفْرُ والزَّافِرَةُ: الجماعة من الناس. والزَّافِرَةُ: الأَنصار والعشيرة. وزَافِرَةُ القوم:

أَنصارهم. الفراء: جاءنا ومعه زَافِرَتُه يعني رهطه وقومه. ويقال: هم زافِرَتُهم عند السلطان أَي الذين يقومون بأَمرهم. وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: كان إِذا خلا مع صاغِيَتِهِ وزَافِرَتِهِ انْبَسَطَ؛ زافرة الرجل: أَنصاره وخاصتَّه. وزَافِرَةُ الرُّمْحِ والسهم: نحو الثُّلُثِ، وهو أَيضاً ما دون الريش من السهم. الأَصمعي: ما دون الريش من السهم فهو الزافرة، وما دون ذلك إِلى وسطه هو المَتْنُ. ابن شميل: زَافِرَةُ السهم أَسفل من النَّصْلِ بقليل إِلى النصل. الجوهري: زافرة السهم ما دون الريش منه. وقال عيسى بن عمر: زافرة السهم ما دون تلثيه مما يلي النصل. أَبو الهيثم: الزافرة الكاهل وما يليه: وقال أَبو عبيدة: في جُؤْجُؤِ الفَرَسِ المُزْدَفَرُ، وهو الموضع الذي يَزْفِرْ منه؛ وأَنشد:

ولَوْحا ذِرَاعَتْينِ في بِرْكَةٍ،

إِلى جُؤْجُؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ

وزَفَرَتِ الأَرضُ: ظهر نباتها. والزَّفَرُ: التي يدعم بها الشجر.

والزَّوافِرُ: خشبٌ تقام وتُعَرَّضُ عليها الدِّعَمُ لتجري عليها نَوامِي

الكَرْمِ.

وزُفَرُ وزَافِرٌ وزَوْفَرٌ: أَسماء.

زفر

1 زَفَرَ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. زَفِيرٌ (S, A, K) and رَفْرٌ (K) and إِزْفِيرٌ, (M, [like إِرْزِيزٌ, app. an inf. n., or perhaps a simple subst.,]) He drew in his breath to the utmost, by reason of distress: (S:) it originally signifies he drew back his breath vehemently, so that his ribs became swollen out: (Er-Rághib:) زَفِيرٌ is the beginning of the cry of the ass, (Lth, S, A, Er-Rághib,) and of the like, (Lth,) and is generally used in this sense; (Er-Rághib;) and شَهِيقٌ is the ending thereof; (Lth, S, A, Er-Rághib;) for the former is the drawing in of the breath, and the latter is the sending it forth: (Lth, S:) or the verb signifies he sent forth his breath, after prolonging it: (M, K:) or he sent forth his breath with a prolonged sound: [i. e., he sighed, or uttered a long sigh, or sighed vehemently; or he groaned:] or he filled his chest, by reason of grief, and then sent forth his breath: (TA:) or he breathed, raising his voice, like one moaning, or in grief. (Har p. 20.) b2: [Hence,] زَفَرَتِ النَّارُ (assumed tropical:) The fire made a sound to be heard from its burning, or its fierce burning: (K:) and this [sounding] is termed زَفِيرٌ. (TA.) [See also حَدْمٌ; where زَفْرٌ, its inf. n., is expl., on the authority of Az, as signifying The flaming, or blazing, of fire.] And البَحْرُ يَزْفِرُ بِتَمَوُّجِهِ (tropical:) [The sea makes a roaring by its tumultuousness]. (A, TA.) b3: زَفَرَتِ الأَرْضُ (assumed tropical:) The land put forth its plants, or herbage. (TA.) A2: زَفَرَ, aor. ـِ (S, A, K,) inf. n. زَفْرٌ; (S, K;) and ↓ ازدفر; (S, K;) He carried, (S, A, K,) a thing, (K,) or a load, or burden, (S, A,) as, for ex., a filled water-skin. (TA.) You say, يَزْفِرُونَ عَنْهُ الأَثْقَالَ [They bear, or carry, or take off from him, and carry, his burdens]. (A.) b2: He drew, (K, TA,) and carried, (TA,) water. (K, TA.) 2 زَفَّرَ see the next paragraph.5 تزفّر occurs in the Saheeh of El-Bukháree as meaning تَخَبَّطَ [q. v.]: but El-Jelál says, in the Towsheeh, that this is not known in the language of the Arabs. (MF.) A2: [Freytag explains it as meaning He ate fat food, breaking the fast; like ↓ زفّر; (which latter generally means, in the present day, he rendered greasy;) but this I believe to be post-classical. See De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., i. 270.]8 إِزْتَفَرَ see 1, near the end of the paragraph.

زِفْرٌ A load, or burden, syn. حِمْلٌ, (S, A, K,) on the back, (K,) or on the head, that is heavy, and in consequence of which the bearer breathes vehemently, or groans (يَزْفِرُ): (A:) pl. أَزْفَارٌ. (S, A.) b2: A [water-skin of the kind called] قِرْبَة: (S, K:) a skin in which a pastor carries his water: pl. as above. (TA.) b3: The apparatus of a traveller, (K,) comprising the water-skin &c. (TA.) b4: A lamb; syn. حَمَلٌ: so in the Bári'. (K.) This signification and that of حِمْلٌ are both correct. (TA.) زَفَرٌ A prop of a tree. (K, TA.) A2: [In modern Arabic, it means Grease, greasy food, or flesh-meat: app. from the Pers\. زَفَرْ or زَفْر, signifying “ filth: ” and hence, obscenity. Hence also the vulgar epithet زِفِر (app. for زَفِرٌ), meaning Greasy: and foul, or filthy: and obscene. See 5.]

زُفَرٌ (tropical:) A sea, (K,) that makes a roaring, (يَزْفِرُ,) by reason of its tumultuousness. (TA.) b2: (tropical:) A river containing much water, (K,) so that it resembles a sea. (TA.) b3: (tropical:) A large gift, (K,) as likened to a sea. (TA.) b4: (tropical:) A liberal man; likened to a sea that makes a roaring, (يَزْفِرُ,) by reason of its tumultuousness; (A;) as also ↓ زَافِرَةٌ. (TA.) b5: One who carries loads, or burdens; meaning, who has strength to carry water-skins. (K.) [See also زَافِرَةٌ.] b6: (assumed tropical:) One who has power to bear responsibilities. (Sh, S. *) b7: Hence, (assumed tropical:) A lord, master, chief, or the like: (S:) or, for the same reason, a great lord, or the like; (TA;) as also ↓ زَافِرَةٌ. (K, TA.) b8: (assumed tropical:) A courageous man. (K, * TA.) b9: (assumed tropical:) A lion. (K.) b10: See also زَافِرَةٌ, in three places: b11: and زَفِيرٌ.

زَفْرَةٌ A drawing-in of the breath to the utmost, by reason of distress: (S:) [or a drawing-back of the breath vehemently, so that the ribs become swollen out: (see 1:)] or an emission of the breath after prolonging it; as also ↓ زُفْرَةٌ and ↓ مُزْدَفَرٌ and ↓ مُزَفَّرٌ, (K, TA,) or ↓ مُزْفَرٌ, (as in a copy of the K,) and ↓ مُزَفَّرَةٌ: (CK, but omitted in the TA and in my MS. copy of the K:) [or an emission of the breath with a prolonged sound; i. e., a sigh, or a long or vehement sigh; or a groan: or an emission of the breath after filling the chest with it by reason of grief: (see, again, 1:)] pl. زَفَرَاتٌ, because it is a subst., not an epithet; but sometimes, by poetic license, زَفْرَاتٌ. (S.) El-Jaadee says, يَرْجِعْ عَلَى دِقَّةٍ وَلَاهَضَمِ خِيطَ عَلَىزَفْرَةٍ فَتَمَّ وَلَمْ meaning As though he were sewed up after a drawing-in of the breath to the utmost, by reason of distress, so that he seemed to be constantly so drawing in his breath, on account of the largeness of his belly, [and did not become restored to slenderness nor lankness of the belly.] (S.) And another says, فَتَسْتَرِيحُ النَّفْسُ مِنْ زَفْرَاتِهَا [And the soul finds rest from its drawing-in of the breath to the utmost, by reason of distress; or from its sighs, &c.]. (S.) b2: Also, ↓ all the words above mentioned, [A man] breathing [in the manner above described]; syn. مُتَنَفِّسٌ; [unless this be a mistranscription for مُتَنَفِّسٌ meaning the place of (such) breathing; as seems probable from the forms of more than one of these words, and from what follows, and also from an explanation of مُزْدَفَرٌ, below.] (K, TA.) b3: Also زَفْرَةٌ (K, TA) and ↓ زُفْرَةٌ (S, K, * TA [but not the other words mentioned above, as is implied in the CK,]) The middle (S, K) of a thing, (K,) or of a horse: (S:) or the chest, or belly: pl. of the former, زَفَرَاتٌ. (TA.) One says, ↓ إِنَّهُ لَعَظِيمُ الزُّفْرَةِ Verily he is great in the middle: (S, TA:) or in the chest, or belly. (TA.) b4: One says also, of a camel, or other beast, مَا أَشَدَّ زَفْرَتَهُ, meaning How strong is the knitting together of his joints! (TA.) زُفْرَةٌ: see زَفْرَةٌ, in four places.

زَفِيرٌ A calamity; a misfortune; (S, K;) as also ↓ زُفَرٌ. (TA.) زَافِرٌ One who [carries or] helps to carry loads, or burdens: (TA:) and زَوَافِرُ [pl. of ↓ زَافِرَةٌ] female slaves that carry water-skins (S) or [other] loads, or burdens. (TA.) b2: See also the next paragraph.

زَافِرَةٌ: see what next precedes. b2: Also (assumed tropical:) A bulky camel; (K;) and so ↓ زُفَرٌ: (Sgh, K:) because he carries loads, or burdens. (TA.) b3: (assumed tropical:) The كَاهِل [or withers, or upper portion of the back, next the neck,] with what is next to it. (TA.) [Because loads are borne upon it.] b4: (assumed tropical:) The side, or angle, (رُكْن,) of a building, (K,) upon which it [mainly] rests, or is supported: pl. زَوَافِرُ. (TA.) [Hence the expression] لِمَجْدِهِمْ زَوَافِرُ (tropical:) Their glory has props that strengthen it. (A, K. *) b5: (tropical:) A man's aiders, or assistants, (S, TA,) and his kinsfolk, or tribe, syn. عَشِيرَة, (S, A, K,) as also زَوَافِرُ; because they bear his burdens: (A:) his aiders, or assistants, and particular friends. (TA.) You say, هُمْ زَافِرَتُهُمْ عِنْدَ السُّلْطَانِ (tropical:) They are the persons who undertake and perform their business with the Sultán. (S.) and قَوْمِهِ ↓ هُوَ زَافِرُ, and زَافِرَتُهُمْ, also, عِنْدَ السُّلْطَانِ, (tropical:) He is the chief of his people, and the bearer of their burdens, with the Sultán. (A.) See also زُفَرٌ, in two places. b6: (assumed tropical:) A company, or congregated body, (K,) of men; (TA;) as also ↓ زُفَرٌ. (K, * TA.) b7: (assumed tropical:) An army; or a collected portion thereof; or a troop of horse; syn. كَتِيبَةٌ, as also ↓ زُفَرٌ. (K.) b8: (tropical:) [A rib: pl. زَوَافِرُ.] You say فَرَسٌ شَدِيدُ الزَّوَافِرُ (tropical:) A horse having strong ribs. (A.) b9: (tropical:) A bow: (K:) pl. زَوَافِرُ: (A:) so called as being likened to a rib: (TA:) [or perhaps from its sound.] b10: (assumed tropical:) The part of an arrow exclusive of the feathers: (S, K:) or the part exclusive of two thirds, next the head: ('Eesà Ibn-'Omar, S, K:) or the part from a little below the head to the head: (ISh:) or about a third part of an arrow, and of a spear. (TA.) [Perhaps so called from its sound.]

A2: أُمُّ زَافِرَةٍَ The بَبْرَة [or female of the بَبْر]. (T in art. ام.) أَزْفَرُ A horse large in the sides: (K:) or in the ribs of the sides: or in the chest, or belly: or in the middle: (TA:) pl. زُفْرٌ. (K.) b2: الزَّفْرَآءُ, used as a subst., The pudendum; like المَعْطَآءُ; syn. السَّوْءَةُ. (IAar, TA in art. معط.) مُزَفَّرٌ, or مُزْفَرٌ, and مُزَفَّرَةٌ: see زَفْرَةٌ, in two places.

مَزْفُورٌ A beast, (K,) or camel, (TA,) having his joints strongly knit together. (K, TA.) You say also, هُوَ مَزْفُورُ الخَلْقِ [He is strongly compacted in make]. (TA.) مُزْدَفَرٌ The part of the breast (جُؤْجُؤ) of a horse from which the breathing termed زَفِير [see 1] proceeds. (AO, O, K.) b2: See also زَفْرَةٌ, in two places.
زفر
: (زَفَرَ يَزْفِر) ، من حَدّ ضَرَبَ، (زَفْراً) ، بالفَتْح، (وَزَفِيراً) ، كأَمِيرٍ: (أَخرَجَ نَفَسَه) مُحَرَّكةً (بعدَ مَدِّه إِياه) ، كَذَا فِي المُحْكَم. قَالَ: وإِزْفِيرٌ، إِفْعِيلٌ مِنْهُ.
(و) زَفَرَ (الشْيءَ) يَزْفِرُه (زَفْراً) ، بالفَتْح: (حَمَلِ، كازْدَفَرَه) ، كَذَا فِي الصّحاح.
(و) زَفَرَ (الماءَ) يَزْفِر: (اسْتَقَى) فحَمَل. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ امرأَةً كَانَت تَزْفِرُ القِرَبَ يَوْمَ خَيْبَرَ تَسقِي النَّاسَ) أَي تَحمِل القِرَبَ المملوءَةَ مَاء.
(و) زَفَرَت (النَّارُ: سُمِعَ لتَوَقُّدِها صَوْتٌ) ، وَهُوَ زَفِيرُها.
(والمُزْدَفَرُ والمُزْفَرُ، والزَّفْرَةُ) ، بِالْفَتْح (ويُضَمُّ: التَّنَفُّس كَذالِكَ) ، أَي بعْدَ المَدِّ. وجمْعُ الزَّفْرَة الزَّفَرَات مُحرَّكَةً، لأَنه اسمٌ وَلَيْسَ بنَعْت. ورُبَّمَا سَكَّنها الشاعِرُ للضَّرُورَة كَمَا قَالَ:
فتَسْرِيحَ النَّفْسُ من زَفْرَاتِهَا
(و) المُزْدَفَر والمُزْفَرُ ولزَّفْرَةُ والزُّفْرَة: (المُتَنَفَّس) أَيضا 8
(وزَفْرَةُ الشْيءِ) ، بالفَتْح ويُضَمُّ: (وَسَطُهُ) . وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: والزَّفْرَةُ من الشَّيْءِ: وَسَطُه. وَمِنْه قَوْلُهم للفَرَس: إِنه لعَظِيم الزَّفْرَة، أَي الوَسَطِ. وَقيل: عَظِيمُ الجَوْف. والجمْع الزَّفَرات. قَالَ الرَّاعي:
حُوزِيَّة طُوِيَتْ على زَفَرَاتُهَا
طَيَّ القَنَاطِر قد نَزَلْن نُزُولاَ
قَالَه ابْن السِّكّيت:
(والزِّفْرُ، بالكَسْر: الحِمْلُ على الظَّهْرِ) ، والجمْع أَزفَارٌ. قَالَ:
طِوَالُ أَنْضِيَة الأَعْنَاقِ لم يَجِدُوا
رِيحَ الإِماءِ إِذَا رَاحَتْ بأَزْفَارِ
وَيُقَال: على رَأْسه زِفْرٌ من الأَزْفار، أَي حِمْلٌ ثَقِيلٌ يَزْفِر مِنْهُ.
(وَفِي البَارِعِ) لأَبي عَلِيَ: الزِّفرْ: (الحَمَلُ، محَرَّكةً) ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحانِ.
(و) الزِّفْر: (القِرْبَةُ) والسِّقَاءُ الَّذِي يَحْمِل فِيهِ الرَّاعِي ماءَه. والجمْع أَزْفارٌ.
(و) الزِّفرْ: (جِهَازُ المُسَافِرِ) ، يَعُمُّ السِّقاءِ وغيرَه: (و) الزِّفْر: (الجَمَاعَةُ) من النّاس (كالزّافِرَة) .
(و) الزَّفَر، (بالتَّحريك: الَّذِي يُدْعَم بِهِ الشَّجَرُ) ويُسْنَد.
(و) الزُّفَر، (كالصُّرَدِ: الأَسَدُ. و) الرَّجلُ (الشُّجاعُ، و) هُوَ اءَيضاً: (البَحْرُ) يَزْفِر بتَمَوُّجِه.
(و) الزُّفَر: اسْم (النَّهْر الكَثِير الماءِ) فأَشْبَه البَحْر.
(و) الزُّفَر (من العَطِيَّة: الكَثِيرةُ) ، على التَّشْبِيه بالبَحْر.
(و) الزُّفَر: (الَّذِي يَحْمِلُ الأَثقالَ، أَي القَوِيُّ على حَمْلِ القِرَبِ) .
وَقَالَ شَمِرٌ: الزُّفَر من الرِّجال: القَوِيُّ على الحَمَالاتِ. قَالَ الكُمَيْت:
رِئَابُ الصُّدُوعِ غِيَاثُ المَضُو
ع لَأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ
وَقيل الزُّفَر: السَّيِّد: قَالَ أَعشَى باهِلَةَ:
أَخو رَغَائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها
يَأْبَى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ
لأَنه يَزْدَفِر بالأَموالِ فِي الحَمَالاَت مُطِيقاً لَهُ.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجَاز: هُوَ نَوْفَلٌ زُفَرٌ: للجَوادِ، شُبِّه بالبَحْر الَّذِي يَزْفِر بِتَمَوُّجِه.
قلْت فَلَو اقتصرَ المُصَنِّف على قَوْله: الَّذِي يَحمِلُ الأَثْقَالَ، كَانَ الأَثْقَالَ، كَانَ أَوْلَى.
(و) الزُّفَر: (الجَمَلُ الضَّخُمُ) ، لتَحَمُّلِه الأَثقالَ، نَقله الصَّاغَانِي.
(و) الزُّفَر: (الكَتِيبَةُ، كالزّافِرَةِ) ، وَهِي الجَمَاعَة من النَّاس، وق، تقدّم.
(و) زُفَر، (بِلَا لامٍ: اسمُ جَماعَةٍ) ، مِنْهُم زُفَرُ بنُ الهُذَيْلِ الفَقِيهُ، تِلْمِيذُ إِمامنا الأَعظمِ أَبي حَنِيفَةَ رَحِمَه الله تَعَالَى. وزُفَرُ بنُ الْحَارِث العامِريّ أَبو مُزَاحِم، وزُفَرُ بنُ عَقِيل، وزُفَرُ بن صَعْصَعَة بن مَالك، وزُفَر بن يَزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَرْدَك، وزُفَر بنُ أَبِي كَثِير، وزُفَر العِجْلِيّ، وزُفَر بن عَاصِم. وسُهَيْل بن أَبِي زُفَر، وهاؤلاءِ فِي تَارِيخ البُخَارِيّ. وزُفَر بنُ وَثِيمَة ابنِ مَالِك بن أَوْس بن الحَدَــثان البَصْرِيّ، من كتاب الثِّقَات لِابْنِ حِبّان: محدِّثون.
وَفِي الصّحابة، وزُفَر بن الحَدَــثان ابْن الْحَارِث النَّصْريّ، وزُفَر بن حُذَيفة سَيِّد بني أَسد، وزُفَر بن يَزيد ابنِ هاشِم، قَالَه ابْن مَنْده.
(والزافِرَةُ من البِنَاءِ: رُكْنِ) الَّذِي يَعتَمِد عَلَيْهِ، والجَمْع الزَّوَافِر. (و) الزَّافِرة (من الرَّجلِ) : أَنْصارُه و (عَشِيرتُه) . قَالَ الفَرَّاءُ: جاءَنا وَمَعَهُ زَافِرَتُه، يَعنِي رَهْطَه وقَوْمَه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: لأَنهم يَزْفِرُون عَنهُ الأَثْقَالَ.
وَهُوَ زَافِرُ قَوْمِهِ وزَافِرتُهم عِنْد السُّلْطَان: سَنَدُهم وحامِلُ أَعبائِهم، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ رَضِي الله عَنهُ (كَانَ إِذا خَلاَ مَعَ صاغِيَتِه وزَافِرَتِه انْبَسَط) أَي أَنْصَاره وخَاصَّته.
(و) الزَّافِرَةُ: (الضَّخْمُ) ، لأَنَّهُ حامِلُ الأَثقالِ.
(و) زافِرَةُ الرُّمْحِ والسَّهْمِ: نَحوُ الثُّلثِ، وَهُوَ أَيضاً مَا دُونَ الرِّيش من السَّهْم. وَقَالَ الأَصمَعِيُّ: (مَا دُونَ الرِّيشِ من السَّهْمِ) فَهُوَ الزَّافِرَة، وَمَا دُونَ ذالك إِلى وَسَطه هُوَ المَتْن، ومثْله قَولُ الجوهريّ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: زَافِرَةُ السَّهْمِ: أَسفل من النَّصْل بِقَليل إِلى النصْل. (أَو مَا دُون ثُلُثَيْه ممّا يَلِي النَّصْلَ) ، قَالَه عِيسَى بنُ عَمر.
(و) الزَّافِرَة: (السَّيِّدُ الكَبِيرُ) ، لأَنه يَحمِل الحَمَالاتِ، وَهُوَ الجَوَادُ، كزُفَر.
(و) من المَجَاز: وبأَيْدِيهِم الزَّوافِر، جمع زَافِرَة، وَهِي (القَوْسُ) ، على التَّشْبِيه بالضُّلُوع.
(و) المَجَاز قَوْلهم: لِمَجْدِهم زَوَافِرُ. (زَوَافِرُ المَجْدِ: أَعْمِدَتُه وأَسْبَابُه المُقَوِّيَةُ لَهُ) ، تَشبيهاً بزَوَافِر الكَرْمِ، وَهِي خُشُبٌ تُقَام ويُعرَّض عَلَيْهَا الدِّعَمُ لتَجْرِيَ عَلَيْهَا نَوامِي الكَرْم.
(والزَّفِير) كأَمير: (الدَّاهِية) كالزَّبِير، بِالْبَاء: وأَنشد أَبو زيد:
والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا
(و) الزَّفِير والَّزفْر: أَن يَملأَ الرَّجلُ صَدْرَه غَمًّا ثمّ هُوَ يَزْفِرُ بِهِ. وقيلَ: هُوَ إِخراجُ النَّفَسِ مَعَ صوتٍ مَمْدُود.
وَقَالَ الرَّاغِب: أَصْلُ الزَّفِير تَردِيدُ النَّفَسِ حتَّى تَنْتَفِخ مِنْهُ الضُّلوعُ. ويُستعمَلُ غالِباً فِي (أَوَّل صَوْتِ الحِمَار) ، وَهُوَ النَّهِيق، (والشَّهِيقُ آخِرُهُ) ، أَي رَدّ الصَّوْت فِي آخرِهِ، أَي غَالِبا.
وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِير قولِه تَعَالَى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} (الْأَنْبِيَاء: 1) الزَّفِير: أَوَّل نَهِيقِ الحِمَار وشِبْهِه، والشَّهِيقُ آخِرُه، لأَن الزَّفيرَ إِدخَالُ النَّفَس والشَّهِيقَ إِخراجُه، والاسمُ الزَّفْرَةُ، والجَمْع الزَّفَرَاتُ.
(والمَزْفُورُ من الدَّوَابِّ: الشَّدِيدُ تَلاَحُمِ المَفَاصِلِ) . يُقَال: بَعِيرٌ مَزْفُورٌ. وَمَا أَشَدَّ زُفْرَتَه، أَي هُوَ مَزْفُورُ الخَلْقِ.
(و) قَالَ أَبو عُبَيْدَة: (المُزْدَفَرُفي جُؤْجُؤِ الفَرَسِ) هُوَ (المَوضِعُ الَّذِي يَزْفِرِ مِنْهُ) ، وأَنشد:
ولَوْحَا ذِرَاعَيْن فِي بِرْكَةٍ
إِلى جّؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ
(والأَزْفَرُ: الفَرَسُ العَظِيمُ) أَضلاعِ (الَنْبَيْن) ، أَو العَظِيمُ الجَوْفِ أَو الوَسَطِ، (ج زُفْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
الزَّوَافِرُ: الإِمَاءُ اللَّوَاتِي يَحْمِلْنَ الأَزْفَارَ. والزَّافِر: المُعِينُ على حَمْلها.
وفَرَسٌ شدِيدٌ الزَّوَافِر، وَهِي أَضْلاعُ الجَنْبَيْن. وعَظِيمُ الزُّفْرَةِ: الجَوْفِ.
والزَّفِيرُ الدَّاهِيَةُ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: الزَّافِرَةُ: الكَاهِلُ وَمَا يَلِيه.
وزَفَرَت الأَرْضُ: ظَهَرَ نَبَاتُها.
وزَوْفَرٌ، كجَوْهَر: اسْم. قَالَ ابْن دُرَيد: هُوَ من الازْدِفَار.
وإِزفير كإِزمِيل من الزًير.
وأَبُو سُلَيْمَانَ زَافِرُ بنُ سُليمانَ القُوهِسْتَانِيّ الكُوفِيّ الإِياديّ، نَزَلَ بَغْدَادَ وورَدَ الرّيّ حدَث بمراسيلَ تَرجمه البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ.
ووَقَعَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ. تَزَفَّر: تَخَبَّط. قَالَ الجلاَلُ فِي التَّوشِيح: لَا يُعْرَف هاذا فِي اللُّغة. هاكذا نَقله شيخُنا وسَكَت عَنهُ. قُلتُ: ويَصِحّ أَن يَكُون بضَرْب من المَجَاز، فتأَمَّل.
وزُفَرُ: اسمُ خازِنِ الجَنَّةِ، ولقبه رِضْوانُ، وَقيل بالعَكْس.

ربط

ربط: {وربطنا} ثبتنا، {ورابطوا}: اثبتوا وداوموا.
(ربط)
جأشه رباطة اشْتَدَّ قلبه فَلم يفر عِنْد الْفَزع وَالشَّيْء ربطا شده فَهُوَ مربوط وربيط وَيُقَال ربط نَفسه عَن كَذَا منعهَا وربط الله على قلبه بِالصبرِ ألهمه إِيَّاه وَقواهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز فِي قصَّة مُوسَى {إِن كَادَت لتبدي بِهِ لَوْلَا أَن ربطنا على قَلبهَا لتَكون من الْمُؤمنِينَ}
ر ب ط : رَبَطْتُهُ رَبْطًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ شَدَدْتُهُ وَالرِّبَاطُ مَا يُرْبَطُ بِهِ الْقِرْبَةُ وَغَيْرُهَا وَالْجَمْعُ رُبُطٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَيُقَالُ لِلْمُصَابِ رَبَطَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ بِالصَّبْرِ كَمَا يُقَالُ أَفْرَغَ اللَّهُ عَلَيْهِ الصَّبْرَ أَيْ أَلْهَمَهُ.

وَالرِّبَاطُ اسْمٌ مِنْ رَابَطَ مُرَابَطَةً مِنْ بَابِ قَاتَلَ إذَا لَازَمَ ثَغْرَ الْعَدُوِّ وَالرِّبَاطُ الَّذِي
يُبْنَى لِلْفُقَرَاءِ مُوَلَّدٌ وَيُجْمَعُ فِي الْقِيَاسِ رُبُطٌ بِضَمَّتَيْنِ وَرِبَاطَاتٍ. 

ربط


رَبَطَ(n. ac.
رَبْط)
a. Tied, bound, made fast.
b. Suspended (priest).
c.(n. ac. رِبَاْطَة), Encouraged.
d. ['Ala], Strengthened ( the heart: God ).

رَاْبَطَa. Applied himself to; persevered with.
b. Defended the frontiers (army).

تَرَاْبَطَa. Allied, leagued himself, conspired ( with).
إِرْتَبَطَa. Was tied, bound, made fast.
b. Attached himself to.
c. Kept in reserve (horse).
رَبْطَةa. Cord, rope; band; bandage; tether.
b. Parcel, bundle; bale, package.

مَرْبَط
مَرْبِط
(pl.
مَرَاْبِطُ)
a. Stable; cattleshed, &c.

مِرْبَط
مِرْبَطَةa. see 23 (a)
رَاْبِطa. Impregnable.
b. see 25 (b)
رَاْبِطَةa. Tie, connection; bond, link; copula ( of a
proposition ).
رِبَاْط
(pl.
رُبُط)
a. Bond; rope, cord; shackles, fetters.
b. Bondstone.
c. Heart; spirit.
d. Suspension ( of a priest ).
e. Hostelry; hospice.
f. Spare horse.

رَبِيْطa. Tied, bound.
b. Monk, ascetic.
ربط
الرِّبَاطُ: الشيْءُ الذي يُرْبَطُ به، والجَميعُ الرُّبُطُ، رَبَطَ يَرْبطُ ويَرْبطُ رَبْطاً. والربَاطُ: مُلاَزَمَةُ ثَغْرِ العَدُو، ورَجُلٌ مُرَابِطٌ. والمُرَابِطَاتُ: جَمَاعَةُ الخُيُوْلِ الذين رابَطُوا. وقَوْلُه عَز وجَل: " اصْبِرُوا وصابِروا ورَابِطُوا " من رِبَاطِ الجِهَادِ. وقيل: واظِبُوا على الصَلاَةِ في مَوَاقِيْتِها، والرِّبَاطُ: المُدَاوَمَةُ على الشيْءَ.
وقَوْلُه عَزَوجَل: " ومِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ " هي الخَمْسُ فما فَوْقها، وجَمْعُها الرُّبُطُ. ورَبَطَ اللهُ وَجَعَه عنه: أي أبْرَأه من مَرَضِه.
وفُلان رابِطُ الجَأشِ. ورَبَطَ جَأشَه: اشْتَد قَلْبُه. ومنه قَوْلُهم: رَبَطَ اللَهُ على قَلْبِه بالصَّبْرِ. لاذا وُضِعَ التَمْرُ في الجِرَارِ فَصبَ عليه الماءُ فهو: الربِيْطُ. والمُتَرَابِطُ من الماء: الذي لا يَخْرُجُ من مُجْتَمَعِه.
(ر ب ط) : (رَبَطَ) الدَّابَّةَ شَدَّهَا وَالْمَرْبِطُ مَوْضِعُ الرَّبْطِ وَالرِّبَاطُ مَا يُرْبَطُ بِهِ مِنْ حَبْلٍ وَقَدْ يُسَمَّى بِهِ الْحِبَالَةُ (وَمِنْهُ) الْمَثَلُ إنْ ذَهَبَ عَيْرٌ فَعِيرٌ فِي الرِّبَاطِ يُضْرَبُ فِي الرِّضَا بِالْحَاضِرِ وَتَرْكِ الْغَائِبِ (وَرِبَاطُ الْحَائِضِ) مَا تَشُدُّ بِهِ الْخِرْقَةَ (وَرَابَطَ الْجَيْشُ) أَقَامَ فِي الثَّغْرِ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ مُرَابَطَةً وَرِبَاطًا (وَمِنْهُ) {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200] جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ اصْبِرُوا عَلَى دِينِكُمْ وَصَابِرُوا عَدُوَّكُمْ وَرَابِطُوا أَيْ أَقِيمُوا عَلَى جِهَادِهِ بِالْحَرْبِ وقَوْله تَعَالَى {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60] جَمْعُ رَبِيطٍ بِمَعْنَى مَرْبُوطٍ كَفَصِيلٍ وَفِصَالٍ عَلَى أَحَدِ الْأَوْجُهِ (وَالْمُرَابَطَةُ) الْجَمَاعَةُ مِنْ الْغُزَاةِ وَأَمَّا مَا ذَكَرَ الْقُدُورِيُّ مِنْ الْحَدِيثِ «فِي كُلِّ فَرَسٍ دِينَارٌ وَلَيْسَ فِي الرَّابِطَةِ شَيْءٌ» فَالْمَعْنَى مَا يُرْبَطُ فِي الْبَلَدِ مِنْ الْخَيْلِ وَحَقِيقَتُهَا ذَاتُ الرَّبْطِ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ.
[ربط] ربطت الشئ أربطه، وأربطه أيضاً عن الأخفش، أي شددته. والموضع مَرْبَطٌ ومَرْبِطٌ. يقال: ليس له مَرْبِطُ عنزٍ. وفلان يَرْتَبِطُ كذا رأساً من الدواب. ويقال: نِعْمَ الرَبيطُ هذا، لما يُرْتَبطُ من الخيل. والربيط: لقب الغوث بن مرة . والربيط: البسر المودون. والرِباطُ: ما تُشَدُّ به القربةُ والدابةُ وغيرهما والجمعُ رُبُطٌ. قال الأخطل: تموت طَوْراً وتحيا في أًسِرَّتِها * كما تُقَلَّبُ في الرُبْطِ المراويد * وقطع الظبى رباطه، أي حِبالَتَه. ويقال: جاء فلان وقد قرض رِباطَهُ، إذا انصرف مجهوداً. والرِباطُ: المُرابَطَةُ، وهو ملازمة ثَغْرِ العدوِّ. والرِباطُ: واحد الرِباطاتِ المبنية. ورِباطُ الخيل: مُرابَطَتها. ويقال: الرِباطُ من الخيل: الخَمْسُ فما فَوْقَها. قال الشاعر : وإنَّ الرِباطَ النُكْدَ من آلِ داحِسٍ * أَبَيْنَ فما يُفْلِحْنَ يومَ رِهانِ * ويقال: لفلان رِباطٌ من الخيل، كما تقول: تِلادٌ، وهو أصلُ خيله. وفلانٌ رابِطُ الجأشِ، ورَبيط الجأشِ، أي شديدُ القَلْب، كأنه يَرْبُطُ نفسَه عن الفِرار. وقد خلَّف فلانٌ بالثغر جيشاً رابِطَةً. وببلد كَذا رابطة من الخيل. وحكى الشيباني: ماء مترابط، أي دائم لا ينزح.
ربط
رَبْطُ الفرس: شدّه بالمكان للحفظ، ومنه:
رِبَاطُ الخيل ، وسمّي المكان الذي يخصّ بإقامة حفظة فيه: رباطا، والرِّبَاط مصدر رَبَطْتُ ورَابَطْتُ، والمُرَابَطَة كالمحافظة، قال الله تعالى:
وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ
[الأنفال/ 60] ، وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا
[آل عمران/ 200] ، فالمرابطة ضربان: مرابطة في ثغور المسلمين، وهي كمرابطة النّفس البدن، فإنها كمن أقيم في ثغر وفوّض إليه مراعاته، فيحتاج أن يراعيه غير مخلّ به، وذلك كالمجاهدة وقد قال عليه السلام: «من الرِّبَاطِ انتظار الصّلاة بعد الصّلاة» ، وفلان رَابِطُ الجأش: إذا قوي قلبه، وقوله تعالى: وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ
[الكهف/ 14] ، وقوله: لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها [القصص/ 10] ، وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ
[الأنفال/ 11] ، فذلك إشارة إلى نحو قوله: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 4] ، وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ [المجادلة/ 22] ، فإنّه لم تكن أفئدتهم كما قال: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم/ 43] ، وبنحو هذا النّظر قيل: فلان رابط الجأش.
ر ب ط

ربط الدابة: شدّها بالرّباط والمربط وهو الحبل، وقطعت الدابة رباطها ومربطها، والخيل ربطها ومرابطها. والفرس في مربطه، والخيل في مرابطها. وفرس ربيط: مربوط لا يرود. وارتبط فلان فرساً. وفي مثل " استكرمت فارتبط " وفيهم رباط الخيل: حبسها واقتناؤها. قال:

فينا رباط جياد الخيل معلمةً ... وفي كليب رباط اللؤم والعار

وأعدوا رباط الخيل وهي ما يرتبط منها. ورابط الجيش: أقام في الثغر والأصل أن يربط هؤلاء وهؤلاء خيلهم، ثم سمي الإقامة في الثغر مرابطةً ورباطاً. والغزاة في مرابطهم ومرابطاتهم وهي مواضع المرابطة. ووقف ماله على المرابطة وهي الجماعة التي رابطت، ومنه اللهم انصر جيوش المسلمين ومرابطاتهم.

ومن المجاز: ربط الله على قلبه: صبره " لولا أن ربطنا على قلبها " ورجل رابط الجأش وربيط الجأش. وقد ربط رباطة. ولولا رجاحة رأيه ورباطة جأشه، لما طمع الجدّ العاثر في انتعاشه. وفرض فلان رباطه إذا مات وبلّ من مرضه. وأصبح قد ربط الله عنه وجعه. وترابط الماء في مكان كذا إذا لم يخرج من مجتمعه وركد فيه، وماء مترابط. قال يصف سحاباً:

ترى الماء منه ملتقٍ مترابط ... ومنجرد ضاقت به الأرض سائح

منجرد: جار ذاهب. وعنده ربيط طيب وهو تمر يجعل في الجرار ويبل بالماء فيعود كالرطب.
[ربط] فيه: إسباغ الوضوء وكثرة الخطأ وانتظار الصلاة فذلكم "الرباط" هو في الأصل الإقامة على جهاد العدو وارتباط الخيل فشبه به الأعمال المذكورة، القتيبي: أصله أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كل منهما معد لصاحبه، يعني أن المواظبة على الطهارة ونحوها كالجهاد، وقيل معناه أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عن المحارم. ومنه ح: أن "ربيط" بني إسرائيل قال: زين الحكيم الصمت، أي زاهدهم وحكيمهم الذي ربط نفسه عن الدنيا أي شدها ومنعها. وح عدي: قال الشعبي كان لنا جارًا و"ربيطا" بالنهرين. ط: فذاكم، "الرباط" أي هذه الأعمال هي مرابطة لأنها تسد طرق الشيطان عن النفسله، بفتح باء موضع الرباط، وهو ملازمة العدو في الجهاد. غ: "ورابطوا" من ارتباط الخيل في سبيل الله، أو كل العبادات رباط في سبيله. وقرئ "ومن "ربط" الخيل" رباط وأربطة ثم ربط وهي ما ارتبط من الخيل بالفناء للقتال، الواحد ربيط، وربط للأمر جأشه أي حبس نفسه عليه، والربط على الأمر تسديده وتقويته.
[ر ب ط] رَبَطَ الشَّيءَ يَرْبطُه ويَرْبَطُه رَبْطاً، فهو مَرْبُوطُ، ورَبِيطٌ: شَدَّه. والرِّباطُ: ما رُبِطَ به، والجَمعُ: رُبُطٌ. ورَبَطَ الدَّابَّةَ يَرْبِطُها ويرْبُطَها رَبْطاً، وارْتَبَطَها، ودَابَّةٌ رَبِيطٌ: مَرْبُوطَةٌ. والمِرْبَطُ، والمِرْبَطَةًُ: ما رَبَطَها به. والمَرْبطُ: مَوْضِعُ رَبْطَهاِ، وهو من الظُّروفِ المَخْصُوصِه، ولا تَجِري مَجْرَى مَنْزِلَةَ الوَلَدَ، ومَناطَ الثُّريَّا، لا تَقولُ: هو مِنِّي مَرِبِطَ الفَرسِ. والمِرْبَطَةُ من الرَّجُلِ: نِسْعةٌ لَطِيفةٌ تُشَدُّ فَوْقَ الحَشِيَّةِ. والرَّبِيطةُ: ما ارْتُبِطَ من الدَّوابِّ. والرِّباطُ من الخَيْلِ: الخَمْسُ فما فَوْقَها. والرِّباطُ والمُرابَطَةُ: مُلازَمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصْلُه أَنْ يَرْبِطَ كُلُّ واحِدٍ من الفَرِيقْينِ خَيلَه، ثُمَّ صارَ لُزومُ الثَّغْرِ رباطاً، ورُبَّما سُمِّيَتْ الخَيلُ أَنْفُسُها ربِاطاًٍ. والرباط: المواظبة على الأمر، قال الفارسي: هو ثان من لزوم الثغر ولزوم الثغر ثان من رباط الخيل وقَوْلُه جَلَّ وعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلٍِ حُونَ} [آل عمران: 200] . قِيلَ: مَعناهُ جَاهِدُوا، وقِيلَ: واظِبُوا على مَوَاقِيتَ الصَّلاةِ. والرِّباطُ: الفُؤادُ: كَأَنَّ الجِسْمَ رُبطَ به. ورَجُلٌ رابطُ الجَأْش، ورَبِيطُ الجَأْشِ: يَرْبِطُ نَفْسَه عن الفِرارِ؛ لجُرْأَتِه وشَجاعَتِه. ورَبُطَ جَأْشُه رَباطَةً: اشْتَدَّ قَلْبُه، ووَثُقَ وحَزُمَ، فلم يَفَّر عندَ الرَّوعِ. ورَبَطَ اللهُ على قَلْبَه: أَلْهمَه الصَّبْرَ، وشَدَّه وقَوَّاهُ. ونَفَسٌ رَابطٌ: واسعٌ أَريضٌ، وحَكَى ابنُ الأَعرابِيّ عن بَعْضِ العَرَبِ: أَنَّه قَالَ ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، والجِلْدُ بَارِدٌ، والنَّفْسُ رِابطٌ، والصُحُفُ مَنْشُورَةٌ، والتَّوْبةُ مَقْبُولَةٌ)) يَعْنِي في صِحَّتِه قَبلَ الحِمامِ، وذكَّرَ النَّفْسَ حَملاً على الرُّوحِ، وإنْ شِئْتَ على النَّسَبِ. والرُّبِيطُ: التَّمرُ اليَابِسُ يُوضعُ في الجِرابِ، ثم يُصَبُّ عليه الماءًُ. وارْتَبَطَ في الحَبْلَ: نَشِبَ، عن اللِّحيانِيّ. والرَّبِيط الذَّاهِبُ، عن الزَّجَّاجِيّ، فَكَأَنَّه ضِدٌّ.
ربط
ربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطاً - والضمّ عن الأخفش -: أي شدَدْته. والموضعُ: مربطّ ومربطّ - بكسر الباء وفتحها -، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحرثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قرباّ مربطَ النعامةِ مني
لقحتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ
وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرساً كريماً فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ.
ويقال: ربط لذلك الأمرْ جاشاً: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش، قال لبيد رضي الله عنه يصفُ نفسه:
رابطِ الجأش على فرجهمِ ... أعْطف الجونْ بمربوعٍ متلْ
وقال عمرو بن أحمر الباهلي:
ولن ترى مثلي ذا شيبةٍ ... أعْلم ما ينفعُ مماّ يضرّ
أرْبطَ جأشاً عن ذرى قومهِ ... إذْ قلصتْ عما تواري الأزر
وقوله تعالى:) لولا أن ربطنا على قلبها (.
الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى:) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا (أي ألهمناهم الصبر.
والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا، وفي بعض الحديث قال ربيط بني إسْرائيل: زَينُ الحكيم الصمتْ.
ويقال: نعم الربيط هذا: لما برتبطُ من الخيلْ.
والربيط - أيضاً -: لقبُ الغوثْ بن مر بن طابخة بن الياس بن مضرَ بن نزارِ بن معدَ بن عدنان. قال ابن الكلبي: وهو الربيطُ؛ وهو صوفة، كانت أمة نذرتْ - وكان لا يعيشُ لها ولد - لئن عاش هذا لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت وجعلته خادماً للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمي الربيطْ.
والربيط: البسرُ المودُوْن. وقال أبو عبيدٍ: إذا بلغ الثمر اليبس وضعَ في الحرارَ وصبّ عليه الماءُ، فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبسُ فذلك المصقر. وقال ابن فارس: فأماّ قولهم للتمرْ: ربيطْ، فيقال انه الذي ييبسُ فيصبّ عليه الماءُ، قال: ولعل هذا من الدخيلْ، وقيل إنه بالدال: الربيدّ، وليس هو بأصْل.
ورجل ربيط الجاش: أي شديدُ القلب كأنهّ يربط نفسه عن الفرار.
ومربوط: من قرى الإسكندرية.
ومرباطُ: بلدة على ساحل بحر الهندْ.
ويقال: خلف فلان بالثغر جيشاً رابطةً. وببلدِ كذا رابطة من الخيلْ.
والرباط: واحد الرباطاتِ المبنيةّ.
والرباط: ما تشدّ به القربة والدابةُ وغيرهما، والجمع: ربطّ، قال الأخْطلُ يصف الأجنة في بطونِ الأتنِ:
تموَتُ طَواراً وتَحْيا في أسِرتّها ... كما تَقلّبُ في الربِط المراويدُ
وقطعَ الظبيُ رباطه: أي حبالتهَ. يقال: جاءَ فلان وقد قرض رباطه: إذا انصرفَ مجهوداً.
والرباط: الخيل الخمس فما فوقها، قال بشيرُ ابن أبي بن جذيمة العبسيّ:
وان الرباط النكدَ من آل داحسٍ ... أبينْ فما يفلحنْ يوم رهانِ
ورواية ابن دريدٍ: " جرينْ فلم يفلْحنْ ". ويقال: لفلان رباط من الخيلْ؛ كما تقول: تلادّ؛ وهو أصلُ خيله.
والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ.
وقال القتبي: أن يربطَ هؤلاءٍ خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطاً. وقوله تعالى:) وصابروا وربطوا (قال الأزهري: في قوله تعالى:) ورابطوا (قولانِ: أحدهما؟ أقيموا على جهادِ عدوكمَ بالحرب وارتباط الخيل -، والــثانــي ما قال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم -: ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظارُ الصلاةِ بعد الصرة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. جعل هذه الأعمال مثل مرابطةِ الخيل، وقال جرير يهجو الفرزدق:
إذا آباؤنا وأبوك عدوا ... أبان المقرفات من العرَابِ
فأوْرثك العلاة وأوْرثونا ... رِباطَ الخيلْ أفْنية القباِبِ
وقال آخر: قوْمّ رِباطُ الخيلِ وَسْط بيوتْهم ... وأسنةِ زرْقّ يخَلْنَ نجومْا
وقال الليث: المرابطاتُ: جماعةُ الخيولِ الذين رَابطوا، قال: وفي الدّعاء: اللهمُ انصرْ جيوشَ المسُلمين وسراَياهم ومرابطاتهم: أي خَيْلَهم المرابطةَ قال: وفي بعض التفسير في قوله تعالى:) ورابطوا (: هو المُواظبة على الصلوات في موَاقتْتها.
وتقول: فلان يرتبطُ كذا كذا رأساً من الخيلْ وقد ارتْبطَ فرساً: إذا اتخذَه للرباطّ.
وحكى الشيباْنيّ: ماءّ مترابطِّ: أي دائمّ لاُ ينزَحُ.
والتركيب يدلُّ على شدّ وثباتٍ.

ربط: رَبَطَ الشيءَ يَرْبِطُه ويَرْبُطُه رَبْطاً، فهو مَرْبُوطٌ

ورَبِيطٌ: شدَّه. والرِّباطُ: ما رُبِطَ به، والجمع رُبُطٌ، وربَط الدابةَ

يربِطُها ويربُطُها رَبْطاً وارْتَبَطَها. وفلان يرتَبِطُ كذا رأْساً من

الدوابّ، ودابَّةٌ رَبِيطٌ: مَربوطة.

والمِرْبَطُ والمِرْبَطةُ: ما ربَطها به. والمَرْبِطُ والمَرْبَطُ: موضع

رَبْطها، وهو من الظروف المخصوصة، ولا يَجْرِي مَجْرى مَنْزِلةَ الولد

ومَناطَ الثُّرَيّا، لا تقول هو مني مَرْبَطَ الفرس، قال ابن بري: فمن قال

في المستقبل أَرْبِطُ، بالكسر، قال في اسم المكان المَرْبِطُ، بالكسر،

ومن قال أَربُط، بالضم، قال في اسم المكان مَرْبَطاً، بالفتح. ويقال: ليس

له مَرْبِطُ عَنْزٍ. والمِرْبَطةُ من الرَّحْل: نِسْعةٌ لطيفة تشدّ فوق

الحَشِيَّةِ. والرَّبِيطُ: ما ارْتُبِط من الدوابّ.

ويقال: نِعم الرَّبِيطُ هذا لما يُرْتَبَطُ من الخيل. ويقال: لفلان

رِباطٌ من الخيل كما تقول تِلادٌ، وهو أَصلُ خيلِه. وقد خَلَّف فلان

بالثَّغْر خيلاً رابِطةً، وببلد كذا رابِطةٌ من الخيل. ورِباطُ الخيلِ:

مُرابَطَتُها.

والرِّباطُ من الخيل: الخمسةُ فما فوقها؛ قال بُشَير ابن أَبي حمام

العَبْسِيّ:

وإِنَّ الرِّباطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ

أَبَيْنَ، فما يُفْلِحْن دُونَ رِهانِ

(* قوله «دون رهان» في الصحاح: يوم رهان.)

والرِّباطُ والمُرابَطةُ: مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصله أَن

يَرْبِطَ كلُّ واحد من الفَريقين خيلَه، ثم صار لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وربما

سميت الخيلُ أَنفُسها رِباطاً. والرِّباطُ: المُواظَبةُ على الأَمر. قال

الفارسي: هو ثانٍ من لزومِ الثغر، ولزومُ الثغْر ثانٍ من رِباط الخيل.

وقوله عزَّ وجلَّ: وصابِرُوا ورابِطُوا؛ قيل: معناه حافِظُوا، وقيل:

واظِبُوا على مَواقِيت الصلاة. وفي الحديث عن أَبي هريرة: أَن رسول اللّه،

صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: أَلا أَدُلُّكم على ما يَمْحو اللّهُ به

الخَطايا ويَرْفَعُ به الدرجاتِ؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: إِسْباغُ

الوُضوءِ على المَكارِه، وكثرةُ الخُطى إِلى المساجِد، وانْتِظارُ الصلاةِ

بعد الصلاة، فذلِكم الرِّباطُ؛ الرِّباطُ في الأَصل: الإِقامةُ على جِهادِ

العدوِّ بالحرب، وارتِباطُ الخيل وإِعْدادُها، فشبَّه ما ذكر من الأَفعال

الصالحة به. قال القتيبيّ: أَصل المُرابَطةِ أَن يَرْبطَ الفَرِيقانِ

خيولها في ثَغْرٍ كلٌّ منهما مُعِدّ لصاحبه، فسمي المُقامُ في الثُّغور

رِباطاً؛ ومنه قوله: فذلكم الرِّباطُ أَي أَنَّ المُواظبةَ على الطهارة

والصلاة كالجهاد في سبيل اللّه، فيكون الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَي لازمت،

وقيل: هو ههنا اسم لما يُرْبَطُ به الشيء أَي يُشَدُّ، يعني أَنَّ هذه

الخِلال تَرْبِطُ صاحبها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم. وفي الحديث: أَنَّ

رَبِيطَ بني إِسرائيل قال: زَيْنُ الحَكيِم الصمْتُ أَي زاهِدهم وحكِيمهم

الذي يَرْبُطُ نفسه عن الدنيا أَي يَشُدُّها ويمنَعُها. وفي حديث عديّ:

قال الشعبي وكان لنا جاراً ورَبيطاً بالنهْرَيْنِ؛ ومنه حديث ابن

الأَكواع: فَرَبَطْتُ عليه أَسْتَبْقِي نفْسِي أَي تأَخرت عنه كأَنه حبَس نفْسَه

وشدّها. قال الأَزهري: أَراد النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،بقوله فذلكم

الرِّباطُ، قوله عزّ وجل: يا أَيها الذين آمنوا اصْبِرُوا وصابِرُا

ورابِطُوا؛ وجاءَ في تفسيره: اصبروا على دِينكم وصابروا عدوَّكم ورابطوا أَي

أَقيموا على جهاده بالحرب. قال الأَزهري: وأَصل الرِّباط من مَرابِطِ الخيل

وهو ارْتِباطُها بِإِزاء العدوّ في بعض الثغورِ، والعرب تسمي الخيل إِذا

رُبطت بالأَفنية وعُلِفَتْ: رُبُطاً، واحدها رَبيطٌ، ويجمع الرُّبُطُ

رِباطاً، وهو جمع الجمع، قال اللّه تعالى: ومن رِباطِ الخيل تُرهبون به

عَدُوَّ اللّه وعدوَّكم؛ قال الفرّاء في قوله ومن رباط الخيل، قال: يريد

الإِناث من الخيل، وقال: الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ وملازَمةُ الثغر،

والرجلُ مُرابِطٌ. والمُرابِطاتُ: جماعات الخيول التي رابَطَت. ويقال:

ترَابَط الماءُ في مكان كذا وكذا إِذا لم يبرحْه ولم يخرج منه فهو ماءٌ

مُترابِطٌ أَي دائمٌ لا يَنْزَحُ؛ قال الشاعر يصف سحاباً:

تَرَى الماء منه مُلْتقٍ مُترابِطٌ

ومُنْحَدِرٌ، ضاقَتْ به الأَرضُ، سائحُ

والرِّباطُ: الفُؤَاد كأَنَّ الجسم رُبِطَ به. ورجل رابِطُ الجَأْشِ

ورَبِيطُ الجأْشِ أََي شديد القلب كأَنه يرْبُط نفْسَه عن الفِرار يكُفُّها

بجُرْأَته وشَجاعته. وربَطَ جأْشُه رِباطةً: اشتدَّ قلبُه ووَثُقَ

وحَزُمَ فلم يَفِرّ عند الرَّوْعِ؛ وقال العجاج يصف ثوراً وحْشيّاً:

فباتَ وهو ثابتُ الرِّباطِ

أَي ثابِتُ النفْسِ. وربَطَ اللّهُ على قلبِه بالصبرِ أَي أَلهَمه

الصبْرَ وشدَّه وقَوّاه. ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أَريضٌ، وحكى ابن الأَعْرابي

عن بعض العرب أَنه قال: اللهم اغْفِر لي والجِلْدُ بارِدٌ والنفْسُ

رابِطٌ والصُّحُفُ منتَشِرة والتوْبةُ مقبولةٌ، يعني في صحَّته قبل الحِمام،

وذكَّر النفْسَ حَملاً على الرُّوحِ، وإِن شئت على النسب.

والرَّبِيطُ: التمر اليابسُ يوضع في الجِرابِ ثم يُصَبُّ عليه الماء.

والرَّبيطُ: البُسْرُ المَوْدونُ. وارتَبَطَ في الحَبْل: نَشِبَ؛ عن

اللحياني. والرَّبِيطُ: الذاهب؛ عن الزجّاجي، فكأَنه ضدّ، وقيل: الرَّبِيطُ

الرّاهِبُ.

والرِّباطُ: ما تُشَدُّ به القِرْبةُ والدابةُ وغيرهما، والجمع رُبُطٌ؛

قال الأَخطل:

مِثل الدَّعامِيصِ في الأَرْحامِ عائرة،

سُدَّ الخَصاصُ عليها، فهْو مَسْدُودُ

تموتُ طَوْراً، وتَحْيا في أَسِرَّتِها،

كما تُقَلَّبُ في الرُّبْطِ المَراوِيدُ

والأَصل في رُبْطٍ: رُبُطٌ ككتاب وكُتب، والإِسكان جائز على جهة

التخفيف. وقطَع الظبْيُ رِباطَه أَي حِبالَتَه إِذا انْصَرف مَجْهوداً. ويقال:

جاء فلان وقد قرَض رِباطَه. والرِّباطُ: واحد الرِّباطاتِ المبْنِيّةِ.

والرَّبِيطُ: لقَبُ الغَوْثِ بن مُرَّة

(* قوله «ابن مرة» في القاموس: ابن

مر، بدون هاء تأْنيث، قال شارحه: ووقع في الصحاح مرة، وهو وهم.).

ربط: رَبَط: شدَّ. ويقال: رِبطه إليّ أي شده إليّ (بوشر).
وربط: شدَّ حوله رأسه، يقال مثلاً: يربطون الكرازي (معجم الإدريسي). وربط: شدَّ الكلاب بالمقود (ألكالا).
ربط وحلَّ: أمسك الخطايا وغفرها (بوشر).
ربط: ضمَّد الجرح وداواه وشده، ففي رياض النفوس (ص48 ق) وحين جُرح في سقوطه غسلوا الدم وربطوا رأسه.
رَبَط: وقَّف (همبرت ص211).
رَبَط: أرسَى، ألقى المَرْسى، رسا، رمى المِرْساة (بوشر).
رَبَط: سحر (أنظره في رَبْط)، غشَّ، خدع، ففي زيشر (20: 491 رقم 1) في كلامه عن رجل نذر نفسه للسيد المسيح: فربط جماعة من كبراء البلد.
ربط لفلان: كمن له، وانتظره في كمين.
وربط له الطريق: اكمن له، وضع له كميناً.
وربط الطريق: قطع الطريق وسلب فيه المارة (بوشر).
ربط مع فلان: اتفق معه، عقد اتفاقاً (بوشر، فوك، ألف ليلة برسل 9: 331) = (اتفق معه طبعة ماكن 3: 204) وعند دي ساسي (ديب 9: 331): جميع ما يربطه مع فلان أي جميع ما يشده إليه، وما أوجبه على نفسه نحوه (بوشر).
ربط الأمر مع: عقده معه وأبرمه معه (بوشر). وانظر دي ساسي (ديب 9: 9) ففيه: سواءً وتعادلاً في ربطه وإبرامه، وفيه (9: 10): هذه المهادنة والمعاقدة المربوطة، وفيه (9: 16): الصلح المربوط المشدود.
ربط مع نفسه: ادخره لنفسه.
ربط حقه معه: احتفظ بالدراهم التي حصل عليها من هذا البيع (ألف ليلة برسل 4: 93).
ربَّط (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة Ligare.
رابط: ذكرت في معجم البلاذي.
تربَّط: كمن له، وانتظره في كمين (بوشر). ويقال: تربط له.
ترابَط عليه: تآمر عليه (بوشر).
ارتبط: نشب وعلق، ويقال: ارتبط به (معجم بدرون).
ارتبط به: تعلق به وأحبه وودَّه (عباد 1: 312).
ارتبط: تمالك نفسه، ففي القلائد (ص58): كان لا يرتبط في مَجْلِس مُدامه (المقري 2: 590).
ارتبط: أخذ على نفسه، وعد، تكفل، ألزم نفسه. ففي دي ساسي (ديب 11: 9): ما وقع عليه الارتباط، أي ما ألزم به نفسه.
وفيه: ما ارتبط المرسل المذكور عنه وعن مرسليه: أي ما ألزم به الرسول نفسه عنه وعن من أرسلوه.
ويقال: ارتبط لفلان ب، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص24 ق): وارتبطوا له لما به ارتبط. أي ألزموا أنفسهم بما ألزم نفسه به. وفي (48و) منه: ارتبط لهم.
ويقال: ارتبط مع فلان (فوك) وارتبط مع فلان على. ففي عباد (2: 27): وقد عاهدتهم وارتبطت معهم على إبقائهم (انظر ارتباط في آخر هذه المادة).
ارتبط له: التزم به، ففي العبدري (ص52 ق) في كلامه عن أهل مكة: وفي أصحابها بعض حفا (جفاء) وقلة ارتباط للشرع.
ارتبط على فلان: ترك نفسه عرضة لغش المشعوذ. ففي زيشر (20: 503): كدت ارتبط عليهم.
وفي الخطيب في فصل عن أبي جعفر أحمد بن الزبير (مخطوطة برلين): وحصلت وَحْشة بين المتغلّب وبين أبي جعفر أكَّدها السُعاةُ المرتبطين (المرتبطون) على المُشَعْوِذ المذكور.
ارتبط الخَيْلَ. في الكلام عن أمير بمعنى: جهز على نفقته كتيبة من الفرسان كان مقرها على باب القصر وكانت متأهبة لتنفيذ أوامر الأمير (النويري الأندلس ص453 وص456، ابن خلدون مخطوطة 4: 7)، عباد 1: 243، تاريخ البربر 1: 395، أخبار ص129). ارتبط: جمع في حيرة (حوش وحوشة) أسوداً وفيلة وغير ذلك من الوحوش (الفخري ص27).
رَبْط، وتجمع على رِبَاط: عقال، شكال، ما يربط به (بوشر).
رَبْط، وتجمع على رُبُوط: معاهدة، اتفاق بين الملوك (فوك، كرتاس ص245) وفي الحُلَل (ص32 ق): توثيق ربوطها، (دي ساسي ديب 9: 486). ورُبُوط أيضاً: شروط المعاهدة، ففي دي ساسي (ديب 9: 469): ما داموا محافظين على ربوط هذا الصلح.
ربط الذَكَر: عقد القلس (بوشر).
ربط الأسحار: سحر (ألكالا).
رَبْطَة وتجمع على رِبَاط: حَبْل، ربقة، قطعة من النسيج يربط بها (ألكالا، بوشر، همبرت ص 181، هلو).
رَبْطة: رزمة، حزمة. يقال مثلاً: ربطة ورق. إضبارة، ضبارة (ألكالا).
ربطة ورق: إضبارة، ضبارة (بوشر).
ربطة: وزيمة، حزمة من البقل (هلو).
ربطة زهر: باقة زهر، طاقة (بوشر).
ربطة فجل: حزمة فجل (بوشر).
ربطة من شعر: خَصلة شعر (ألف ليلة برسل 1: 346).
ربطة من دراهم: كيس صغير فيه دراهم (المقري 3: 160، أبو الوليد ص 619 وفيه الجمع ربط).
ربطة من النسيج: بالة، فردة، طرد (ألف ليلة 3: 177). وفي رياض النفوس (ص72 و): وكان يشتري الكتان ويجعل في كل ربطة رطلاً ويجعل مع الربطة درهماً ويخرج إلى بيوت الأرامل والضعفاء والمستورات فيدفع إلى كل بيت ربطة وصرَّة حتى يعم كل من يعرف. ويقول ريشاردسن بالإنجليزية (سنترال 2: 237) ما معناه: وقد قرر أن تباع هذه الاثنا عشرة ربطة من الإبريسم الخ.
ربطة: تسريحة شعر على شكل عمامة (بوشر) وتطلق كلمة ربطة على تسريحات السيدات (صفة مصر 18 قسم 1 ص113، لين عادات 1: 59، 2: 396).
ربطة: دسيسة، مكيدة، مؤامرة (هلو).
رِبَاط: حبل، ربق، ما يربط به، ويجمع على رباطات (فوك).
ورباط، ويجمع على رباطات: لفافة، ضمادة قطعة طويلة من النسيج (بوشر)، وانظر معجم الإسبانية (ص335).
وفي الكْمَنْجَة، الآلة الموسيقية، رباطات من الجلد حول عنق هذه الآلة وعلى أوتارها أسفل اتصال العنق بالأوتار (لين عادات 2: 75).
رباط الرأس: عصابة (زيشر 22: 147).
رباط. رباط الساق: ربطة الساق (همبرت ص21)، وفيه الجمع ربائط. وعند بوشر وبرجرن: رباط الساق.
رباط: ضماد، لزقة (بوشر).
رباط عند البنائين: حجر طويل يوضع فوق حجارة صغيرة ليربط بعضهما ببعض (محيط المحيط).
رباط، ويجمع على رباطات: رباط عظم، عضلة رابطة (بوشر، محيط المحيط). وفي معجم المنصوري: رباط هو جسم أبيض عديم الحس منه ما ينبت بأطراف العظام ليربط بعضها ببعض، ويسمى رباطاً بالاسم العام ويخص بالعقب وتسميه العرب عَقباً ولا تعرف العصب الحقيقي ومنه ما ينبت في وسط العظم لمعنى آخر وهو ربط المفصل بالعظم ويسمى رباط ولا تعرفه العرب أيضاً.
وفي ابن البيطار (1: 454): المفاصل والرباطات والأعصاب. وفي الخطيب (ص65 د): بلغ من عبثه فيهم إحراقهم بالنار، وإخراج الأعصاب والرباطات عن (من) ظهورهم.
رباط: ثكنة (رينو ص26). كانت الرباطات في أول الأمر ثكنات عسكرية محصنة تبنى على حدود الدولة. وكان يقيم بها عدا الكتائب العسكرية رجال من أهل التقوى ليجاهدوا في سبيل الله ويحصلوا بذلك على الأجر والثواب الذي يحصل عليه المجاهدون ضد الكفار. وكانوا يقضون أوقات فراغهم بالعبادة ثم حلت أخلاق الدير وعاداته محل أخلاق الثكنة وعاداتها (دي سلان في الجريدة الآسيوية 1842، 1: 168).
رَبيط. فرس ربيط: مربوط، لا يجرى (بوشر).
رَبيط: سجين (زيشر 22: 121).
رِبَاطة: رباط، عضلة تربط (معجم المنصوري).
رِبَاطة: رباط، دير (كرتاس ص27).
رُباطية: دسيسة، مؤامرة، تحزب (بوشر).
رَبَّاط: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها ربط.
رَبَّاط طريق: قاطع طريق (بوشر).
رابط ورابطة: ما يربط الخبر بالمبتدأ (المقري 2: 251).
رابطَة وتجمع على روابط (معجم البلاذري): كوكبة من الفرسان تقوم بدور العسس، وفي رياض النفوس (ص103 ر): يقول أحد من اجتاز بالمدينة ليلاً ليرج إلى منزله: فمررت برحبة ابن أبي داود فإذا رابطة وعَسَّاسة وكلاب فما كلَّمني أحد بكلمة ولا نبح عليَّ كلب.
رابطة: ثكنة (الإدريسي من 197).
رابطة: ملجأ يسكنه الزاهدون في هذه الدنيا وينصرفون فيه إلى العبادة، زاوية أو دير. وتطلق أيضاً على المسجد خارج المدينة (معجم الإسبانية).
مَرْبَط: موضع تربط فيه الخيل التي تبدل غيرها، تربط فيه خيل البدلات (بوشر).
ترْبَط: موضع يكمن فيه اللصوص لسلب المارة (دارفيو 2: 266).
مَرْبَط: حزمة، مجموعة أشياء مربوطة بعضها مع بعض (بوشر).
مَرْبَط: باقة ورد، شدَّة ورد، طاقة (بوشر).
مربط بالإسبانية marbete ومعناها: علامة، سمة، بطاقة تدل على ثمن النسيج وذرعه ونوعه.
مَرابط: يظهر أن معناها أعمال المشعوذ عند المقري (2: 146).
مِرْابط: يقول بكنجهام (1: 7): يطلق اسم maraboot على القيود والسلاسل التي تربط بها الخيل ليلاً والتي تثبت في الأرض في القيعان التي لا شجر فيها. وهو يقصد بلا شك مَرابِط جمع يرْبط.
مرْبَط: حبل لربط الخيمة (المقري 2: 711).
مِرْبَط: حزام يتحزم به في وسط الجسم (فوك).
مِرْبَط عند أهل النجارة: قطعة كبيرة مربعة من الخشب تستعمل لتغطية أرضية البيت وتربط بما يسمى بالإسبانية alfardas أو Pares ( معجم الإسبانية ص157).
مَرْبُوط بمعنى مربوط الذَكَر (أنظره في رَبَّط): وهو الذي لا يستطيع أن يأتي زوجته لأنه قد سحر (نيبور ب ص36).
والأذان الخامس الذي يؤذن بعد ساعة ونصف من غروب الشمس يسمى ال marabut الأخير حسب ما جاء في كتاب ((عشر سنوات)) لرشاد تولي قنصل بريطانية في طرابلس.
مُرَابِط: زاهد (بوشر) والمطوفون في البلاد.
مُرابِط: ولي، قديس (هلو) ويقال إن اللقلق مرابط أي ولي أو قديس (باجني مخطوطات).
مرابط الحوت: سمك مقدس، حوت موسى ويوشع (باجني مخطوطات). المرابطون: كانوا في المدينة أبناء أجناد الترك الذين كانوا حامية لها (بركهارت بلاد العرب 2: 279).
ارتباط: تقييد، تكبيل (بوشر).
ارتباط: عقد، التزام، عهد (بوشر).

ربط

1 رَبَطَ, (S, Mgh, &c.,) aor. ـِ and رَبُطَ, (S, Msb, K,) inf. n. رَبْطٌ, (Msb, TA,) He tied, bound, or made fast, (S, Mgh, Msb, K,) a thing, (S, Msb, * K, * TA,) and a beast; (Mgh, TA;) and in like manner ↓ ارتبط he tied, or bound, a beast with a rope, in order that he might not run away. (TA.) You say, كَذَا رَأْسًا مِنَ الدَّوَابِّ ↓ فُلَانٌ يَرْتَبِطُ [Such a one ties so many head of beasts: or the verb may here have a different signification, explained below]. (S, TA.) And it is said in a prov., اِسْتَكْرَمْتَ فَارْبِطْ, or, accord. to one relation, أَكْرَمْتَ, i. e. Thou hast found a generous horse, therefore do thou preserve him; or, as some relate it, ↓ فَارْتَبِطْ: relating to the duty of preservation. (TA.) See also 3. b2: رَبَطَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) He held back, or drew back, from him, or it; as though he confined, and bound, himself. (TA, from a trad.) b3: رَبَطَ جَأْشُهُ, inf. n. رِبَاطَةٌ, (assumed tropical:) His heart became strong, and firm, and resolute, (K, * TA,) so that he did not flee on the occasion of fear. (TA. [In the CK, رَبَطَ جَأْشَهُ, which would be more properly rendered (tropical:) He strengthened, or fortified, his heart.]) b4: رَبَطَ لِذٰلِكَ الأَمْرِ جَأْشًا (tropical:) He constrained himself to be patient, and confined, or restricted, himself to that thing, or affair. (TA.) b5: رَبَطَ اللّٰهُ عَلَى قَلْبِهِ (Msb, K) بِالصَّبْرِ (Msb) (tropical:) God inspired him with patience. (Msb, K.) Thus in the Kur [xviii. 13], وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ (tropical:) And we inspired them with patience: (TA:) or strengthened them with patience. (Bd.) and in like manner in [viii. 11 and] xxviii. 9. (TA.) 3 المُرَابَطَةُ signifies, (K, TA,) in its primary acceptation, (TA,) Two [hostile] parties' tying of their horses, each at their frontier, and each in preparation for the other: (K, TA:) and رِبَاطُ الخَيْلِ and مُرَابَطَتُهَا signify the same [as above]. (S, TA.) [You say, رَابَطَ الفَرِيقَانِ The two parties tied their horses at their respective frontiers, each in preparation for the other.] And one says, with reference to horses, ↓ رَبَطَ, inf. n. رَبْطٌ and رِبَاطٌ, as well as رابط, inf. n. مُرَابَطَةٌ and رِبَاطٌ. (Bd in viii. 62.) Hence, (Sgh, L, K,) رابط, (Mgh, Msb,) inf. n. رِبَاطٌ (S, Mgh, Sgh, L, K) and مُرَابَطَةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He, or it, (an army, Mgh) kept post, or remained, on, or at, the frontier (S, Mgh, Sgh, L, K) of the enemy, (S, Msb, K,) or over against the enemy. (Mgh.) And hence, i. e. from this latter application, (AAF, TA,) رابط الأَمْرَ, (TK,) inf. n. رِبَاطٌ (AAF, K) and مُرَابَطَةٌ, (TK,) (assumed tropical:) He kept, or applied himself, constantly, perseveringly, or assiduously, to the thing, or affair. (AAF, K, TK.) It is said in the Kur [ch. iii., last verse], اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا Be ye patient in endurance of what your religion requires, and vie ye in patience with your enemy, and persevere ye in fighting against your enemy, (Mgh, TA,) and in tying the horses [at the frontier]: (TA:) or the last of these verbs means keep ye post, or remain ye, on, or at, the frontier [of the enemy]: (Az, K:) or (assumed tropical:) be ye mindful of the times of prayer: or (assumed tropical:) apply yourselves constantly, perseveringly, or assiduously, to prayer: (TA:) or (assumed tropical:) wait ye for prayer after prayer; the doing this being termed by the Prophet رِبَاطٌ; (Az, K, TA;) which word, thus used, is an inf. n. of رَابَطْتُ; or, as some say, a simple subst., meaning, in this case, a thing whereby one is tied from acts of disobedience, and restrained from forbidden deeds. (TA.) [See also صَابَرَ.]6 ترابط المَآءُ فِى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا (tropical:) The water remained in, or did not quit, or go forth from, such and such a place. (TA.) 8 إِرْتَبَطَ see 1, in three places. b2: ارتبط فَرَسًا He took a horse for the purpose of tying him, or keeping post, on the enemy's frontier. (K, * TA.) A2: [He, or it, became tied, bound, or made fast.]

b2: ارتبط فِى الحَبْلِ He became caught, or entangled, in the rope. (Lh.) b3: اِرْتِبَاطٌ is also explained by AO and Ez-Zejjájee as syn. with اعْتلَاقٌ. (TA.) [Thus, ارتبطهُ signifies He, or it, attached himself, or itself, or clung, or clave, to him, or it: (see a citation from Lebeed, voce بَعْضٌ:) and app. also (assumed tropical:) he loved him.]

رِبَاطٌ A thing with which one ties, binds, or makes fast, (S, Msb, K,) a skin, (S, Msb,) and a beast, (S,) &c.; (S, Msb;) a rope with which a beast is tied: (Mgh:) pl. رُبُطٌ (S, Msb, K) and رُبْطٌ; (S, TA;) the latter a contraction of the former: (TA:) and ↓ مِرْبَطٌ and ↓ مِرْبَطَةٌ also signify a thing with which a beast is tied. (K.) It is said in a prov., إِنْ ذَهَبَ عَيْرٌ فَعَيْرٌ فِى الرِّبَاطِ [If an ass is gone away, an ass is tied to the cord]: relating to contentment with what is present and relinquishment of what is absent. (Mgh.) [See also 3.] b2: [Hence,] used by the vulgar in the sense of أُخْذَةٌ, meaning (assumed tropical:) A kind of fascination by which enchantresses withhold their husbands from other women. (TA in art. اخذ.) b3: A snare for catching game. (S, Mgh.) You say, قَطَعَ الظَّبْىُ رِبَاطَهُ [The gazelle rent his snare]. (S.) b4: (assumed tropical:) The heart: (K:) as though the body were tied thereby. (TA.) Hence, (TA in art. قرض,) قَرَضَ ربَاطَهُ (assumed tropical:) He died: (M and K in that art.:) or he was at the point of death. (K in that art.) And جَآءَ فُلَانٌ وَقَدْ قَرَضَ رِبَاطَهُ (tropical:) Such a one came having turned away, or back, harassed, distressed, or fatigued, (S, TA, and Az and Az in art. قرض,) and at the point of death: (Az, Az:) or harassed, or distressed, by thirst, or by fatigue: (A in art. قرض:) or in a state of intense thirst and hunger. (M in that art.) b5: (assumed tropical:) The spirit: as in the saying of El-'Ajjáj, describing a wild bull, فَبَاتَ وَهْوَ ثَابِتُ الرِّبَاطِ [And he passed the night firm in spirit]. (TA.) A2: See also رَبِيطٌ, (of which it is a pl., or pl. pl.,) in three places.

A3: A single building of those which are called رِبَاطَاتٌ: (S, K:) [a public building for the accommodation of travellers and their beasts; (see بَرِيدٌ;) an application well known, and mentioned in the TK:] a religious house, or house inhabited by devotees; a dwelling for Soofees; (El-Makreezee's “ Khitat ”

ii. 427;) [a hospice, or an asylum for poor Muslim students and others, like زَاوِيَةٌ;] a building for the poor: in this sense post-classical: pl., accord. to analogy, رُبُطٌ and رِبَاطَاتٌ. (Msb.) رَبِيطٌ Tied, bound, or made fast; as also ↓ مَرْبُوطٌ; (K, TA;) applied to a horse, (Mgh,) or similar beast (دَابَّة); as also ↓ مَرْبُوطَةٌ; (TA;) applied to the former, i. q. مَرْبُوطٌ; (Mgh;) or مَايُرْتَبَطُ [which may perhaps signify the same; but more probably, taken to be tied, or for keeping post, on the enemy's frontier]; (S;) and [in like manner]

رَبِيطَةٌ, applied to the latter, i. q. مَاارْتُبِطَ: (K:) and رَبِيطٌ applied to a horse also signifies tied and fed in the court of a house: (TA:) pl. رُبُطٌ (TA) and ↓ رِبَاطٌ, (Mgh,) or the latter is a pl. pl., being pl. of رُبُطٌ. (TA.) الخَيْلِ ↓ مِنْ رِبَاطِ, in the Kur [viii. 62], means Of horses that are tied; (Bd, Mgh;) رِبَاطٌ being of the measure فِعَالٌ in the sense of the measure مَفْعولٌ; or an inf. n. used as a subst., being an inf. n. of رَبَطَ in the sense of رَابَطَ; (Bd;) or it is an inf. n. of رَابَطَ; and therefore [when used as an epithet, like any inf. n. so used,] is applied to one as well as to a pl. number; (Ham p. 222;) or pl. of رَبِيطْ: (Bd, Mgh:) or it means of mares: (Fr, TA:) and رِبَاطٌ signifies horses; five thereof, and upwards: (S, K:) or horses, themselves, that are taken to be tied, or for keeping post, on the enemy's frontier. (L.) And you say, لِفُلَانٍ

مِنَ الخَيْلِ ↓ رِبَاطٌ Such a one has a stud constituting the source of his horses; like as you say تلَادٌ. (S.) ↓ رَابطَةٌ, also, applied to horses, signifies Tied in a town or country or the like: occuring in a trad., in which it is said that upon every horse shall be levied a deenár; but upon the رابطة, nothing: properly meaning, in this case, ذَاتُ الرَّبْطِ; being like رَاضِيَةٌ in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. (Mgh.) b2: See also رَابِطٌ. b3: Also, and ↓ رَابِطٌ, (assumed tropical:) A monk: one who abstains from worldly pleasures: a sage who restrains himself from worldly things. (K, TA.) [In the L and TA, الرَّبِيطُ is also explained, as on the authority of Ez-Zejjájee, as signifying الذَّاهِبُ; but this I think a mistranscription, for الرَّاهِبُ.]

A2: (assumed tropical:) Unripe dates soaked [in water]: (S, K:) or (assumed tropical:) fresh ripe dates soaked with water; also called مَنْقُوشٌ: (Sgh, TA in art. نقش:) or (tropical:) dried dates (A 'Obeyd, IF, A, K) put into jars (جِرَار), (A 'Obeyd, A,) and having water poured upon them, (A 'Obeyd, IF, K,) or moistened with water, in order that they may become like fresh ripe dates: (A:) but perhaps this is an adventitious term: (IF:) some say that it is رَبِيدٌ, and not original. (TA.) رَبَّاطٌ One who ties bow-strings. (TA.) رَابِطٌ [act. part. n. of 1]. b2: خَلَّفَ فُلَانٌ بِالثَّغْرِ جَيْشًا رَابِطَةً [Such a one left behind him on the frontier an army having their horses tied in preparation for the enemy; or keeping post]. (S.) And بِبَلَدِ كَذَا رَابِطَةٌ مِنَ الخَيْلِ [In such a town, or country, or the like, is a company of horsemen having their horses tied at the frontier in preparation for the enemy; or keeping post on the frontier: or it may perhaps mean, a number of horses tied: see رَبِيطٌ]. (S.) ↓ مُرَابِطَةٌ also signifies A company of warriors; or of men warring against an enemy: (Mgh:) or a company of men having their horses tied at the frontier in preparation for the enemy; or keeping post on the frontier; and in like manner [its pl.] مُرَابِطَاتٌ, a company of horsemen having their horses tied &c. (TA.) b3: فُلَانٌ رَابِطُ الجَأْشِ, and الجَأْشِ ↓ رَبِيطُ, (tropical:) Such a one is strong in heart: (S:) or courageous: (K:) as though he tied himself from flight, (S, TA,) and restrained himself. by his boldness and courage. (TA.) b4: نَفْسٌ رَابِطٌ (assumed tropical:) A spirit [still attached to the body, and consequently not doomed, but] having ample power, or liberty, [and] capable of good; syn. وَاسِعٌ أَرِيضٌ. (K.) An Arab is related by IAar to have said, اَللّٰهُمَّ اغْفِرْلِى وَالجِلْدُ بَارِدٌ وَالنَّفْسُ رَابِطٌ وَالصُّحُفُ مُنْتَشِرَةٌ وَالتَّوْبَةُ مَقْبُولَةٌ [O God, forgive me while the skin is cool, not heated by fever, and the spirit is yet attached to my body, and is at liberty, and capable of good, and the volumes in which my actions are registered are still expanded, and repentance is accepted]: he meant thereby, while he was in health; before death. (TA.) b5: See also رَبِيطٌ, in two places.

رَابِطَةٌ [fem. of رَابِطٌ. b2: Also] A tie, or connection, of any kind; syn. عُلْقَةٌ [q. v.] and وُصْلَةٌ. (TA.) [This meaning of رابطة is well known, though omitted in the S and K &c. b3: Hence, (assumed tropical:) The copula in a proposition.]

مَرْبِطٌ (S, Mgh, K) and مَرْبَطٌ, (S K,) the former used by him who says أَرْبُطُ, and the latter by him who says أَرْبُطُ, (IB,) The place where a thing, (S,) or where a beast, (Mgh, K,) is tied, bound, or made fast: (S, Mgh, K:) a stable: pl. مَرَابِطُ. (Har p. 33.) You say, لَيْسَ لَهُ مَرْبَِطُ عَنْزٍ [He has not so much as, or even, a place where a she-goat is tied]. (S.) Each is a noun of place used in a definite manner; so that you may not say, هُوَ مِنِّى مَرْبَطَ الفَرَسِ, like مَنَاطَ الثُّرَيَّا. (TA: [in which, however, the word مناط has been inadvertently omitted.]) b2: [Also A place where soldiers tie their horses at the frontier in preparation for the enemy; or where they keep post on the frontier; as also ↓ مُرَابَطٌ. You say,] الغُزَاةُ فِى مَرَابِطِهِمْ and ↓ مُرَابَطَاتِهِمْ The warriors are in their places where they tie their horses at the frontier in preparation for the enemy; or where they keep post on the frontier. (TA.) مِرْبَطٌ: see رِبَاطٌ.

مِرْبَطَةٌ: see رِبَاطٌ. b2: Also A slender plaited thong which is bound over the pad (حَشِيَّة, for which, in the copies of the K, we find erroneously substituted خَشَبَة, TA,) of the رَحْل [or camel's saddle]. (K, *, TA.) مَرْبُوطٌ, and its fem., with ة: see رَبِيطٌ.

مُرَابَطٌ: pl. مُرَابَطَاتٌ: see مَرْبِطٌ, in two places.

مُرَابِطَةٌ: see رَابِطٌ.

هُوَ مُرْتَبِطٌ كَذَا وَكَذَا مِنَ الخَيْلِ He takes, or is taking, such and such [a number] of horses for the purpose of tying them, or keeping post, on the enemy's frontier. (TA.) مَآؤٌ مُتَرَابِطٌ (tropical:) Water remaining in a place, not quitting it, or not going forth from it. (EshSheybánee, * S, * K, * TA.)
ربط
رَبَطَهُ، أَي الشَّيْءَ يَرْبِطُهُ، بالكَسْرِ: ويرْبُطُه، بالضَّمِّ، وَهَذِه عَن الأَخْفَشِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، رَبْطاً: شَدَّهُ، فَهُوَ مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ، يُقَالُ: دابَّةٌ رَبيطٌ، أَي مَرْبُوطَةٌ. والرِّبَاطُ، بالكَسْرِ: مَا رُبِطَ بِهِ، أَي شُدَّ بِهِ، وَفِي العُبَاب والصّحاح: مَا تُشَدُّ بِهِ القِرْبَةُ والدَّابَّةُ وَغَيرهمَا، ج: رُبُطٌ، بضمٍّ فسُكونٍ، والأَصْلُ فِيهِ ككُتُبٍ، والإِسْكان حائزٌ عَلَى التَّخْفيفِ، قالَ الأَخْطَلُ، يَصِفُ الأَجِنَّةَ فِي بُطُونِ الأُتُنِ:
(مِثْل الدَّعامِيص فِي الأَرْحامِ غائِرَةً ... سُدَّ الخَصاصُ عَلَيْهَا فَهُوَ مَسْدودُ)

(تَموتُ طَوْراً وتَحْيا فِي أَسِرَّتِها ... كَمَا تَقَلَّبُ فِي الرُّبْطِ المَرَاوِيدُ)
كَذَا فِي الصّحاح والعُبَاب، ويُرْوَى: كَمَا تَفَلَّتُ، وَهَكَذَا وُجِدَ فِي دِيوانِ الأَخْطَلِ بخَطِّ أَبي زَكَرِيَّا.
والرِّبَاطُ: الفُؤادُ، كأَنَّ الجِسْم رُبِطَ بِهِ. والرِّبَاطُ: المُواظَبَةُ عَلَى الأَمْرِ. قالَ الفارِسِيُّ: هُوَ ثَانٍ من لُزُومِ الثَّغْرِ، ولُزُومُ الثَّغْرِ: ثانٍ من رِباطِ الخَيْلِ. والرِّبَاط: مُلازَمَةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، كالمُرابَطَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. ورِبَاطُ الخَيْلِ: مُرابَطَتُها، ورُبَّما سُمِّيَ الخَيْلُ رِبَاطاً. أَو الرِّبَاطُ: الخَيْلُ الخَمْسُ مِنْها فَمَا فَوْقَها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ للشَّاعرِ، وَهُوَ بُشَيْرُ بنُ أَبي حُمَام العَبْسِيُّ:)
(وإِنَّ الرِّبَاطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ ... أَبْيَنُ فَمَا يُفْلِحْنَ يومَ رِهَانِ)
كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللّسَان: دُونَ رِهَان. ورِوايَةُ ابنُ دُرَيْدٍ: جَرَيْنَ فلمْ يُفْلِحْنَ. وزادَ الجَوْهَرِيّ: يُقَالُ: لفُلانٍ رِبَاطٌ من الخَيْل، كَمَا تَقول: تِلاَدٌ، وَهُوَ أَصْلُ خَيْلِه. والرِّبَاطُ أَيْضاً: واحِدُ الرِّبَاطَاتِ المَبْنِيَّةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. أَو المُرَابَطَةُ فِي الأَصلِ: أَنْ يَرْبُطَ كلٌّ من الفَرِيقَيْنِ خُيُولَهُم فِي ثَغْرِهِ، وكلٌّ مُعِدٌّ لصاحِبه، فسُمِّيَ المُقامُ فِي الثَّغْرِ رِبَاطاً. قالَهُ القُتَيْبِيُّ، عَلَى مَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَفِي اللّسَان: ثمَّ صارَ لُزُومُ الثَّغْرِ رِبَاطاً، وربَّما سُمِّيَت الخَيْلُ أَنْفُسُها رِبَاطاً، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى اصْبِروا وصَابِروا ورَابِطُوا جاءَ فِي تَفْسيرِه: اصْبِروا عَلَى دِينِكم، وصابِروا عَلَى عَدُوَّكُم، ورابِطوا، أَي أَقيموا عَلَى جِهادِ عَدُوِّكُم بالحَرْبِ وارْتِباطِ الخَيْل، أَو مَعْنَاهُ المُحافَظَةُ عَلَى مَوَاقيتِ الصَّلاة، وقِيل: المُواظَبَةُ عَلَيْهَا، وقِيل انْتِظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ، لقَوْله صَلّى اللهُ تعالَى عَلَيْهِ وسَلّم فِيمَا رَوَاهُ عَنهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: أَلا أَدُلُّكُم عَلَى مَا يَمْحُو الله بهِ الخَطايا ويَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجاتِ قَالُوا: بلَى يَا رَسُولُ الله، قالَ: إِسْباغُ الوُضوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وكَثرَةُ الخُطَا إِلَى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ، فذلِكُم الرِّبَاطُ، فذلِكُم الرِّبَاطُ، فذلِكُم الرِّبَاطُ فشبَّهَ مَا ذَكَرَهُ من الأَفعالِ الصَّالِحَةِ بِهِ. والقَوْلانِ ذَكَرَهُما الأّزْهَرِيّ. قُلْتُ: فيَكونُ الرِّبَاطُ: مصدَرَ رابَطْتُ: أَي لازَمْتُ، وقِيل: هُوَ هاهُنا اسمٌ لما يُرْبَطُ بِهِ الشَّيْءُ، أَي يُشَدُّ، يَعْني أَنَّ هَذِه الخِلالَ تَرْبِطُ صاحِبَها عَن المَعَاصِي، وتَكُفُّه عَن المَحارِم. والمِرْبَطُ، كمِنْبَرٍ: مَا رُبِطَ بِهِ الدَّابَّةُ، كالمِرْبَطَةِ، كَمَا فِي اللّسَان. والمَرْبَطُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ: مَوْضِعُهُ، أَي مَوْضِعُ رَبْطِ الدَّابَّةِ، وَهُوَ من الظُّروفِ المَخْصوصَةِ، وَلَا يَجْري مجْرَى مَنَاطَ الثُّرَيَّا، لَا تَقول: هُوَ مِنِّي مَرْبَطَ الفَرَسِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: فمنْ قالَ فِي المُسْتَقْبَلِ: أَرْبِطُ، بالكَسْرِ، قالَ فِي اسمِ المكانِ: المَرْبِطُ، بالكَسْرِ، وَمن قالَ: أَرْبُطُ، بالضَّمِّ، قالَ فِي اسمِ المكانِ: المَرْبَطُ، بالفَتْحِ، ويُقَالُ: لَيْسَ لَهُ مَرْبِطُ عَنْزٍ. وَفِي العُبَاب: قالَ الحارِثُ ابْن عبَّادٍ فِي فَرَسِه النَّعامَة:
(قَرِّبا مَرْبِطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عَن حِيَالِ)
والرَّبِيطُ، كأَميرٍ: التَّمْرُ اليابِسُ يُوضَعُ فِي الجِرابِ ويُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذا بَلَغَ التَّمْرُ اليُبْسَ وُضِعَ فِي الجِرارِ، وصُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فَذَلِك الرَّبِيطُ، فإِنْ صُبَّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ فَذَلِك المُصَقَّر، وَنَقله الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ، فَقَالَ: هُوَ تَمْرٌ يُجْعَل فِي الجِرارِ ويُبَلُّ بالماءِ ليَعُودَ كالرُّطب، وهُو مَجَازٌ. وقالَ ابنُ فارِسٍ: فأَمَّا قولُهم للتَّمْرِ: رَبيطٌ فَيُقَال: إِنَّهُ الَّذي يَيْبَس فيُصَبُّ) عَلَيْهِ الماءُ، قالَ: ولعلَّ هَذَا من الدَّخِيلِ. وقِيل: إِنَّهُ بالدَّالِ: الرَّبِيدُ وَلَيْسَ بأَصْلٍ.مَا طَمِعَ الجَدُّ العاثِرُ فِي انْتِعاشِه. وَمن المَجَازِ: رَبَطَ الله تعالَى عَلَى قلبِه، أَي أَلْهَمَهُ الصَّبرَ، وشَدَّه وقَوَّاهُ، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلَى قَلْبِها. وَكَذَا قَوْله تَعَالَى ورَبَطْنا عَلَى قُلُوبِهم إذْ قامُوا أَي أَلْهَمْناهُم الصَّبْرَ. ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أرِيضٌ، وَحكى ابْن الأَعْرَابِيّ عَن بعضِ العَرَب أَنَّهُ قالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لي والجِلْدُ بارِدٌ، والنَّفسُ رابِطٌ والصُّحُفُ مُنْتَشِرَة، والتَّوْبَةُ مَقْبولَةٌ، يَعْنِي فِي صِحَّته قبل الحمَامِ، وذَكَّر النَّفْس حَمْلاً عَلَى الرُّوحِ، وإِنْ شِئْتَ عَلَى النَّسَبِ. ومَرْبوطُ: ة، بالإِسْكَنْدرِيَّةِ، هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي كِتابَيْه، وَهُوَ وَهَمٌ ظاهرٌ مِنْهُ، والصَّوَابُ: أَنَّ القريَةَ المَذْكورَةَ هِيَ مَرْيوطُ بالتَّحتِيَّة، لَا بالموَحَّدَة، وأَعادَه الصَّاغَانِيُّ ثَانِــيًا عَلَى الصَّوابِ فِي ر ي ط فِي التكملة، وذكرَ أَنَّ أَهْلَها أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْماراً، وقالَ فِيهَا: إِنَّها من كُوَرِ الإِسكنْدَرِيَّة. قالَ المُصَنِّفُ: وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُم أُناساً بالإِسكندَرِيَّةِ، وبثَغْرِ رَشِيد مِنْهُم جَماعَةٌ.
وارْتَبَطَ فَرَساً: اتَّخذَهُ للرِّبَاطِ أَي لمُرابَطَةِ العَدوِّ وتقولُ هُوَ يَرْتَبِطُ كَذَا وَكَذَا من الخَيْلِ. وحكَى الشَّيْبانِيُّ: ماءٌ مُتَرَابِطٌ، أَي دائِمٌ لَا يَنْزَحُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَدْ تَرَابَطَ الماءُ فِي مكانِ كَذَا وَكَذَا، إِذا لم يبرَحْه وَلم يَخْرجْ مِنْهُ، وهُو مَجَازٌ، قالَ الشَّاعِر يَصِفُ سَحاباً:)
(تَرَى الماءَ مِنْهُ مكنف مُتَرابِطٌ ... ومُنْحَدِرٌ ضاقَتْ بِهِ الأَرْضُ سائِحُ) ومِرْباطٌ، كمحْرابٍ: د، بساحِل بحْرِ الهنْد ممَّا يَلِي اليَمَن، فِي أَعْمالِ حَضْرَمَوْتَ.
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: ارْتَبَطَ الدَّابَّةَ، كرَبَطَها بحَبْلٍ لئلاّ تَفِرَّ. وخَلَّفَ فلانٌ بالثَّغْرِ خَيْلاً رابِطَةً، وببَلَدِ كَذَا رَابِطَةٌ من الخَيْلِ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي حَديثِ ابنِ الأَكْوَعِ: فرَبَطْتُ عَلَيْهِ أَسْتَبْقي نَفْسِي، أَي تأَخَّرْتُ عَنهُ، كَأَنَّهُ حَبَسَ نفسَه وشدَّها. والرُّبُطُ، بضَمَّتَيْنِ: الخَيْلُ تُرْبَط بالأَفْنِية وتُعلَفُ، واحِدُها رَبِيطٌ، ويُجمعُ الرُّبُط رِبَاطاً، وَهُوَ جمعُ الجَمْعِ. وقالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى ومِنْ رِباطِ الخَيْلَ، قالَ: يُريدُ الإِناثَ من الخَيْل. والرِّبَاطُ: النَّفْسُ، وقالَ العجَّاج يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا: فبَاتَ وَهُوَ ثابِتُ الرِّبَاطِ أَي ثابِتُ النَّفْسِ. وارْتَبَطَ فِي الحَبْلِ: نَشِبَ، عَن اللِّحْيانِيّ. والرَّبِيطُ: الذَّاهبُ، عَن الزَّجاجِيِّ، فكأَنَّه ضِدٌّ، كَمَا فِي اللّسَان. والارْتِباطُ: الاعْتِلاقُ، نَقَلَهُ الطِّيبِيُّ عَن الزَّجَّاجِ وأَبي عُبَيْدَة. وَفِي المَثَل: اسْتَكْرَمْتَ فارْبِطْ ويُرْوَى: أَكْرَمْتَ. أَي وَجَدْتَ فَرَساً كَرِيمًا فاحْفَظْه، يُضْرَبُ فِي وُجوبِ الاحْتِفاظِ بالنَّفائِسِ، ويُرْوَى فارْتَبِط. ويُقَالُ: رَبَطَ لذَلِك الأَمْرِ جَأْشاً، أَي صَبَرَ نَفْسَه وحَبَسَها عَلَيْهِ. وقالَ اللَّيْثُ: المُرابِطاتُ: جماعَةُ الخُيُولِ الَّذينَ رَابَطوا. قالَ: وَفِي الدُّعاءِ: اللهمَّ انْصُرْ جُيُوشَ المسْلِمين وسَرَايَاهُم ومُرَابِطاتُهم، أَي خَيْلَهم المُرابِطَة. ويُقَالُ: وَقَفَ مالَهُ عَلَى المُرابَطَةِ، وهم الجِماعَةُ رَابَطُوا. والغُزاةُ فِي مَرَابِطهم ومُرَابَطاتِهم، أَي مواضعُ المُرابَطَةِ.
وَفِي الصّحاح: قَطَعَ الظَبْيُ رِبَاطَهُ، أَي حِبَالَتَه. ويُقَالُ: جاءَ فلانٌ وَقَدْ قَرَضَ رِبَاطَهُ، إِذا ننْصَرَفَ مَجْهوداً، وهُو مَجَازٌ. وَفِي الأَسَاسِ: قَرَضَ فلانٌ رِبَاطَه، إِذا ماتَ، وَقَدْ تَقَدَّم هَذَا للمصنِّف فِي ق ر ض. والرَّابِطَةُ: العُلْقَةُ والوُصْلَةُ. والرَّبَّاطُ: كشَدَّادٍ: من يَرْبِطُ الأَوْتارَ.
والمُرابِطُ: لَقَبُ جَماعةٍ من المَغَارِبة، مِنْهُم القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعيدٍ بنِ وَهْبٍ الأَندَلُسيّ عُرِفَ بابنِ المُرابِطِ، قَاضِي المَرِيَّةِ وعالِمُها، شَرَحَ صَحيحَ البُخاريِّ، توفِّي سنة وَمن المُتَأَخِّرينَ: شيخُ مَشايِخ شُيُوخِنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَبي بكرٍ الدَّلائِيّ، حدَّثَ عَنهُ العَلاّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحُسَيْن الوَرْزازِيّ وَغَيره. ورِبَاطُ الفَتْحِ: مدينَةٌ قُرْبَ سَلاَ، عَلَى نهْرٍ بالقُرْبِ من البحْرِ المُحيطِ، بَنَاها الأَميرُ المَنْصورُ يَعْقوبُ بنُ تَاشفين عَلَى هَيْئَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ.) 
ربط
ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ يَربُط، رَبْطًا، فهو رابط، والمفعول مَرْبوط
• ربَط بين طريقين ونحوِهما: وصَّل ووحَّد بينهما "ربَط بين مدينتين/ القلوبَ/ الأفكارَ/ الأحداثَ- ربَط مصيره بمصير شخص آخر".
• ربَط الدَّابَّةَ: شدَّها بالحَبْل "ربَط أوراقًا/ ذراعًا- ربَط حزام السّيّارة قبل تشغيل المحرِّك".
• ربَط الرَّجلَ: سحَره فجعله غير قادر على جماع زوجته.
• ربَط الضَّريبةَ على المموِّل: (قص) حدَّد مقدارَها.
• ربَط نفسَه عن الفجور ونحوه: منَعها عنه "ربَط نفسَه عن الرذيلة" ° اربط لسانك: امتنِعْ عن الكلام.
• ربَط الشَّخصُ على الأمر: واظب عليه "ربط الطالبُ على الدِّراسة"? ربط الله على قلبه: صبّره وقوّاه.
• ربَط لفلان: كمَن له، أي اختفى في مكان لا يُفْطن له? ربط الطريقَ: قطعه وسلب فيه المارّة. 

ربَطَ2/ ربَطَ على2 يَربِط، رِباطةً، فهو رابط، والمفعول مربوط عليه
• ربَط جأشُه: اشتدّ قلبُه فلم يهرب عند الفزع.
• ربَط على قلبه: قوّاه بالسّكينة والطمأنينة والصَّبر " {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَُ} ". 

ارتبطَ/ ارتبطَ بـ/ ارتبطَ في يرتبط، ارتباطًا، فهو مُرتبِط، والمفعول مُرتبَطٌ به
• ارتبط الشَّخصان: اتَّفقا على أمرٍ ما وتعهّدا به "ارتبطا بموعد- ارتبطوا بميثاق بينهم".
 • ارتبط مع أمرٍ/ ارتبط بأمرٍ: التزم به، أو توقَّف عليه "ارتبط بكلامه/ بقسَمه- مستوى المعيشة يرتبط بالإنتاج- ارتبط بامرأةٍ: خَطَبَها- ارتبط بالجامعة/ مع الجامعة".
• ارتبط الشَّيءُ بالحَبْل/ ارتبط الشَّيءُ في الحبل: عَلِق به، تقيَّد به. 

ترابطَ يترابط، ترابُطًا، فهو مُترابِط
• ترابط القومُ: تلاحموا، اتّحدوا وتماسكوا "ترابط المسلمون بفضل عقيدتهم- ترابُط الأفكار والمعاني". 

رابطَ/ رابطَ في يُرابط، رِباطًا ومُرابَطةً، فهو مُرابِط، والمفعول مُرابَطٌ فيه
• رابط الجيشُ: لازَم الثَّغرَ وموضع المخافة، لازَم تُخُومَ العدوّ "مرابطة الدولة على طول حدودها تزيد من فاعلية قوّاتها- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} " ° المرابطون: اسم لبعض ملوك العرب في الأندلس.
• رابط الرَّجلُ في المكان: أقام فيه ولم يغادرْه "رابط المهاجرون في المدينة المنورة- ظل مرابطًا في منزله شهرًا لا يغادره". 

ربَّطَ يُربِّط، تربيطًا، فهو مُربِّط، والمفعول مُربَّط
• ربَّط الشَّخصُ الحُزْمةَ: شدَّها بحبل "ربَّط حقائبَه". 

ارتباط [مفرد]: ج ارتباطات (لغير المصدر):
1 - مصدر ارتبطَ/ ارتبطَ بـ/ ارتبطَ في ° بدون ارتباط: بدون التزام.
2 - عِبء والتزام وانشغال "حرَص على تلبية الدعوة على الرّغم من كثرة ارتباطاته".
3 - (جب) تغيُّر متزامن في قيمة متغيرين عشوائيين.
• معامل الارتباط: (جب) عملية إحصائيّة لبحث درجة الترابط بين متغيِّرين يتمّ قياسهما على فترات متقطِّعة أو على المستوى النسبيّ.
• جدول الارتباط: (جب) جدول وضعه فيشر، حوَّل فيه معاملات الارتباط إلى معاملات لوغاريتميّة، ويساعد هذا الجدول على حساب متوسِّطات معاملات الارتباط.
• ضابط الارتباط: (سك) مَن يُعهد إليه في تأمين الاتصالات بين القائد والمرءوسين أو بين الوحدات العسكريّة. 

ترابُط [مفرد]:
1 - مصدر ترابطَ.
2 - (سف) قيام علاقة بين مُدْرَكَيْن لاقترانهما في الذِّهن بسبب ما ° ترابطيّ: انتمائيّ.
3 - (نف) إدراك الشّيء بسبب ارتباطه بتجربة سابقة. 

ترابطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ترابُط: "هناك علاقة ترابطيّة حتميّة بينهما- ذات طاقة ترابطيَّة قُصْوى".
2 - مصدر ترابُط.
3 - (سف) نظريَّة تجريبيَّة تردّ كلّ نشاط عقليّ إلى ترابط الأفكار، وتستخلص مبادئ المعرفة لا من العقل بل من تكرار بعض مظاهر متشابهة تحقَّقت بالاختبار، أو هي: مذهب يفسِّر الحياة العقليَّة على أنَّها نتيجة التَّرابطات التي حدثت بين الإحساسات والمعاني. 

تربيطة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من ربَّطَ.
2 - تجميعة، مجموعة أشياء أو أشخاص يجمعها رابط مشترك في شأن من الشئون "استطاعت تربيطة الزملاء إنجاز العمل في وقت قصير- كوَّن اللُّصوصُ تربيطة لسرقة البيت ليلاً". 

رابط [مفرد]: ج روابِطُ، مؤ رابطة، ج مؤ رابطات وروابِطُ:
1 - اسم فاعل من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ وربَطَ2/ ربَطَ على2.
2 - (نح) ما يربط المبتدأ بالخبر، ما يعمل على ربْط الكلمات أو العبارات.
• رابط منطقيّ: (حس) رابط بين عبارات منطقيّة في لغة من لغات الحاسب.
• الفعل الرابط: (نح) فعل يطابق المسند في جملة مع الفاعل. 

رابطة [مفرد]: ج رَابِطات وروابِطُ:
1 - مؤنَّث رابط.
2 - علاقة بين شيئين "بيني وبين أخيك رابطة قويّة" ° رابطة الدَّم: القرابة، صلة الرحم.
3 - جماعة يجمعهم أمر يشتركون فيه "رابطة الأدباء/ القرّاء/ الخريجين- الرابطة الإسلاميّة".
4 - (سف) ما يدل على العلاقة بين الموضوع والمحمول ويربط أحدهما بالآخر في الإثبات أو النفي.
5 - (كم) أيَّة عملية من عمليّات الربط كالتّميُّع أو التذاوب وغيرهما، تعتمد على ربط كيميائيّ ضعيف.
• رابطة الزَّواج: (فق) العلاقة الشرعيّة والصحيحة التي تربط الرجل بامرأته بفعل عقد النِّكاح الذي تمَّ حسب
 الأصول الدينيّة والاجتماعيّة.
• رابطة كيميائيَّة: (كم) نوع من القوى أو الميكانيكيّات التي من خلالها تلتحم الذرّات أو الأيونات في جزيء أو بلورة. 

رِباط1 [مفرد]: ج أربطة (لغير المصدر) ورباطات (لغير المصدر) ورُبُط (لغير المصدر):
1 - مصدر رابطَ/ رابطَ في.
2 - رابطة، علاقة "رباط الزواج/ عاطفيّ/ المحبَّة".
3 - ما يُشَدّ ويُربَط به الشّيء من حبل ونحوه "رباط الحذاء/ العنق/ فرس- رباط الرأس: عصابة".
4 - (سق) علاقة الربط الموسيقيّة.
5 - (شر) نسيج ضامّ قويّ يجمع بين عظام المفاصل ذوات الحركة، ويحفظ بعض الأعضاء الداخليّة في مواضعها.
• الرِّباطُ الحَلَقِيّ: (شر) الرِّباط اللِّيفيّ للنَّسيج المحيط بمفصل الكاحل أو مفصل المعصم. 

رِباط2 [مفرد]: ج رِباطات ورُبُط:
1 - موضع المرابطة، مثل الحِصْن وغيره يقيم فيه الجيش ° رِباط الخيل: مكان ربطها وإعدادها للجهاد.
2 - مبنى مجهز موقوف على الفقراء من الصّوفيّة وغيرهم "تكثر الرِّباطات في المغرب العربيّ".
• الرِّباطُ من الخيل: الخمسون فما فوقها " {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} ". 

رِباطة [مفرد]:
1 - مصدر ربَطَ2/ ربَطَ على2.
2 - استقرار وثبات وتمالكٌ للنَّفس وعدمُ انفعال "يجب أن تتصف برِباطة جأشك حتَّى تجتاز المصاعب".
• رِباطة الجأش: هدوء النَّفس وثبات القلب، سيطرة الشَّخص التامّة على قواه العقلية أو قدراته الحسِّيَّة أو مشاعره أو سلوكه وتصرّفاته. 

رَبْط [مفرد]:
1 - مصدر ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ ° أهل الحَلّ والرَّبط: الولاة وعِلْية القوم الذين بيدهم تصريف الأمور- الضَّبط والرَّبط: الالتزام بالنظام والانضباط.
2 - (رع) تثبيت أعضاء النبات أو بعضها برباط.
3 - (سف) إحداث علاقة بين مدركين لاقترانهما في الذهن بسبب ما.
4 - (لغ) وصل بين كلمتين أو جملتين برابط (مثل: مع، حتى، لكن، أو ... ) "أداة ربط".
• مفتاح ربْط: إحدى الأدوات اليدويّة أو التي تعمل بالطاقة، وقد تركّب وتثبَّت عليها قِطَع للإمساك أو القبض أو التدوير أو لِلفّ الأشياء، مثل لسان القفل أو الأنابيب.
• رَبْط البوق: (طب) عمليَّة جراحيّة لتنظيم النَّسل، حيث يُربط بوقا فالوب فلا تصل البويضة إلى الرَّحم. 

رَبْطَة [مفرد]: ج رَبَطات ورَبْطات ورِباط:
1 - اسم مرَّة من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ: شدُّ الحبل على شيء مرّة واحدة "حكمها بربطة واحدة".
2 - حُزْمة من أيّ شيء "ربطة ورق/ صُحُف/ خُضَر".
• رَبْطَة العُنُق: كرافتة؛ قطعة قماش مستطيلة تلتفّ تحت قبة القميص وتعقد من الأمام وتتدلى على الصدر. 

مُرابِطة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل رابطَ/ رابطَ في.
2 - جماعة من النّاس والخيل تلزم الثَّغر ممَّا يلي العدوّ "سريَّةٌ مُرابِطة". 

مَرْبَط/ مَرْبِط [مفرد]: ج مَرابِطُ: اسم مكان من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ: "مربطُ النّاقة/ الشاة- الخيل في مرابطها" ° هذا مَرْبِطُ الفَرس: المَغْزى من الشيء أو الكلام. 

مِرْبَط [مفرد]: ج مَرابِطُ: اسم آلة من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ: لما تُربَط به الدّابَّة "اتَّخذ السَّلاسِلَ مِرْبَطًا لناقتِه- مِرْبَط من حِبال". 

مربوط [مفرد]: اسم مفعول من ربَطَ1/ ربَطَ على1/ ربَطَ لـ وربَطَ2/ ربَطَ على2.
• تاء مربوطة: (لغ) تاء متطرّفة تكتب هاء فوقها نقطتان: ـة/ ة. 

مُرتَبِط [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ارتبطَ/ ارتبطَ بـ/ ارتبطَ في.
2 - منشغل، لديه ما يقوم به في وقت معيّن "اعذرني فأنا مُرتبِط الآن أشدّ الارتباط- أرجو ألا تكون مرتبطًا هذا اليوم لتشرفني بالزيارة".
3 - خاطب أو عاقد "مرتبطٌ بفتاةٍ عاقِلة".
4 - (لغ) ذو أصل أو شكل موروث مشترك.
• مرتبط بالصِّبغيّات الجنسيَّة: (حي) محمول على الكروموسوم الجنسيّ خاصّة كروموسوم X، وتستخدم للجينات. 
ر ب ط: (رَبَطَهُ) شَدَّهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ وَالْمَوْضِعُ (مَرْبِطٌ) بِكَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا وَ (ارْتَبَطَ) بِمَعْنَى رَبَطَ. وَ (الرِّبَاطُ) بِالْكَسْرِ مَا تُشَدُّ بِهِ الدَّابَّةُ وَالْقِرْبَةُ وَغَيْرُهُمَا وَالْجَمْعُ (رُبْطٌ) بِسُكُونِ الْبَاءِ. وَ (الرِّبَاطُ) أَيْضًا (الْمُرَابَطَةُ) وَهِيَ مُلَازِمَةُ ثَغْرِ الْعَدُوِّ. وَ (الرِّبَاطُ) أَيْضًا وَاحِدُ (الرِّبَاطَاتِ) الْمَبْنِيَّةِ وَ (رِبَاطُ) الْخَيْلِ مُرَابَطَتُهَا وَيُقَالُ: الرِّبَاطُ الْخَيْلُ الْخَمْسُ فَمَا فَوْقَهَا. 

التّوشيع

التّوشيع:
[في الانكليزية] Pleonasm
[ في الفرنسية] Pleonasme
بالشين المعجمة على وزن التفعيل نوع من الإطناب بالإيضاح بعد الإيهام وهو أن يؤتى في عجز الكلام بمثنى مفسّر باسمين ثانــيهما معطوف على الأول، نحو يشيب ابن آدم وتشبّ فيه خصلتان الحرص وطول الأمل. ولو أريد الإيجاز لقيل وتشبّ فيه الحرص وطول الأمل.
قال في الأطول لا يظهر فرق بين المثنى المفسّر باسمين وبين الجمع المفسّر بأسماء. ولعلهم ذكروا أقل ما يكون. وكذا لا يظهر فرق بين المثنى في عجز الكلام وفي أثنائه؛ ويخرج عن التوشيع بقولهم ثانــيهما معطوف على الأول مثل قولنا: ويشيب ابن آدم وتشبّ فيه خصلتان أحدهما الحرص والآخر طول الأمل، مع أن اللائق جعله منه فتأمّل. ووجه التسمية أنّ التوشيع لفّ القطن بعد النّدف، والمثنى أشبه باللّف والتفسير بالنّدف، فهذا من قبيل التسمية بالضدّ انتهى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.