توبل
تَوْبَلَ
a. Seasoned.
عن التركية "توبه لي" بمعنى التائب.
توبلَ يــتوبل، توبلــةً، فهو مُــتوبِل، والمفعول مُــتوبَل
• توبل الطَّعامَ: تَبَلَه؛ جعل فيه التّابّلّ لتحسينه أو تعزيز نكهته.
تبل: التَّبْل: العَدَاوة، والجمع تُبُول، وقد تَبَلني يَتْبُلني.
والتَّبْل: الحِقْد. والتَّبْل: عداوة يُطْلَب بها. يقال: قد تَبَلَني فلان
ولي عنده تَبْل، والجمع التُّبُول. الجوهري: يقال تَبَلَهم الدهر وأَتبلهم
أَي أَفناهم، وتَبَلهم الدهر تَبْلاً رَماهم بِصُروفه، ودَهْرٌ تَبْل من
تَبَله. وتَبَلت المرأَة فؤَادَ الرجل تَبْلاً: كأَنما أَصابته بتَبل؛
قال أَيوب بن عَبَاية:
أَجَدَّ بأُمِّ البَنِينَ الرَّحِيل،
فقَلْبُكَ صَبٌّ إِليها تَبِيل
والتَّبْل: أَن يُسْقِم الهوى الإِنسان، رجل مَتْبُولٌ؛ قال الأَعشى:
أَأَنْ رَأْت رَجُلاً أَعْشَى أَضَرَّ به
رَيْبُ المَنُون، ودهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ
ويروى: ودَهْرٌ خابِل تَبِلُ أَي مُسْقِم. وفي الصحاح: أَي يَذْهب
بالأَهل والولد. وأَصل التَّبْل التِّرَة والذَّحْلُ، يقال: تَبْلي عند فلان.
ويقال: أُصيب بتَبْل وقد أَتبله إِتبالاً؛ وفي قصيد كعب ابن زهير:
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليومَ مَتْبُول
أَي مُصاب بتَبْل، وهو الذَّحْل والعَدَاوة. يقال: قَلْب مَتْبُول إِذا
غَلَبَه الحُبُّ وهَيَّمه. وتَبَله الحُبُّ يتبُله وأَتبله: أَسقمه
وأَفسده، وقيل: تَبَله تَبْلاً ذهب بعقله. والتَّابَل والتَّابِل: الفِحَا.
وتَوْبَلْــتَ القِدْر وتَبَلْتها وتَبَّلْتها: فَحَّيتُها، وكان بعضهم يهمز
التَّبل فيقول التأْبل، وكذلك كان يقول تأْبَلْت القِدْر. قال ابن جني:
وهو مما همز من الأَلِفات التي لا حَظَّ لها في الهمز. وتَوابِلُ القِدْر:
أَفْحَاؤها، واحدها تَوْبَل، وقيل للواحد تابَل. قال ابن بري: تَوْبَلْــت
القِدْر جعلت فيها التوابل، بُنِي الفعل من لفظ التوابل بزيادته كما
بُنِي تَمْنْطَق من لفظ المَنْطقة بزيادتها.
وتَبُلَ: اسم واد؛ قال لبيد:
كُلَّ يَوْمٍ مَنَعُوا جامِلهم،
ومُرِنّاتٍ كآرامِ تُبَل
وتَبَالة: موضع. وفي المثل: أَهْوَن من تَبَالةَ على الحَجّاج، وكان عبد
الملك وَلاّه إِياها، فلما أَتاها استحقرها فلم يدخلها؛ قال لبيد:
فالضَّيْفُ والجارُ الجَنيبُ، كأَنَّما
هَبَطا تَبَالة مُخْصِباً أَهْضامُها
وتَبَالة: اسم بلد بعينه؛ ومنه المثل السائر: ما حَلَلْتَ تَبَالة
لتَحْرِمَ الأَضْيافَ، وهو بلد مُخْصِبٌ مَرِيعٌ. الجوهري: تبالة بلد باليمن
خَصْبة، بفتح التاء وتخفيف الباء، ورد ذكرها في الحديث.
وبل: الوَبْلُ والوابِلُ: المطر الشديد الضَّخْم القطْرِ؛ قال جرير:
يَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلاً وابِلا
وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِل وَبْلاً ووَبَلتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلاً؛
فأَما قوله:
وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ
بها الإِعْصار، بعدَ الوابِلِينا
فإِن شئت جعلت الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحينَ، يصفهم بالوَبْل
لسَعةِ عَطاياهم، وإِن شئت جعلته وَبْلاً بعدَ وَبْل فكان جمعاً لم يقصد به
قصد كَثْرةٍ ولا قِلَّة. وأَرض مَوْبُولةٌ: من الوابِل. الليث: سَحاب
وابِل، والمطر هو الوَبْلُ كما يقال وَدْقٌ وادِق. وفي حديث الاستسقاء:
فأَلَّفَ اللهُ بين السحابِ فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وَبْلاً، وهو المطر الكثير
القطر، والهمزة فيه بدَل من الواو مثل أَكَّد ووَكَّدَ، وجاء في بعض
الروايات: فَوُبِلْنا، جاء به على الأَصل.
والوَبِيلُ من المَرعَى: الوخيم، وَبُلَ المَرْتَع وَبالةً ووَبالاً
ووَبَلاً. وأَرض وَبِيلةٌ: وَخيمةُ المَرتَع، وجمعها وُبُلٌ؛ قال ابن سيده:
وهذا نادر لأَن حكمه أَن يكون وَبائل، يقال: رعينا كلأً وَبِيلاً.
ووَبُلَت عليهم الأَرضُ وُبُولاً: صارت وَبِيلةً. واسْــتَوْبَل الأَرضَ إِذا لم
تُوَافِقْه في بدَنه وإِن كان مُحِبّاً لها. واسْــتَوْبَلْــت الأَرضَ
والبلدَ: اسْتَوْخَمْتها، وقال أَبو زيد: اسْــتَوْبَلْــت الأَرض إِذا لم
يسْتَمْرِئْ بها الطعامَ ولم تُوافِقْه في مَطْعَمه وإِن كان مُحِبًّا لها،
قال: واجْتَوَيْتُها إِذا كره المُقامَ بها وإِن كان في نِعمة. وفي حديث
العُرَنِيِّين: فاسْــتَوْبَلــوا المدينة أَي استوخَموها ولم توافق أَبدانَهم.
يقال: هذه أَرض وَبِلَةٌ أَي وبِئة وخِمة. وفي الحديث: أَنَّ بني قُرَيظة
نزلوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلةً. والوَبِيلُ: الذي لا يُسْتَمْرَأُ. وماءٌ
وَبِيلٌ ووبيءٌ: وَخِيم إِذا كان غير مَرِيءٍ، وقيل: هو الثقيلُ الغليظُ
جدًّا، ومن هذا قيل للمطر الغليظ وابِل.
ووَبَلةُ الطعامِ: تُخَمَتُه، وكذلك أَبَلَتُه على الإِبْدال. وفي حديث
يحيى
(* قوله «وفي حديث يحيى إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: وفي
حديث يحيى بن يعمر كل مال أديت زكاته فقد ذهبت وبلته أي ذهبت مضرته وإثمه،
وهو من الوبال، ويروى بالهمز على القلب، وقد تقدم) بن يَعْمَر: أَيُّما
مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَه فقد ذهبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه، فقلبت الواو
همزة، أَي ذهبت مَضَرَّتُه وإِثْمُه، وهو من الوَبال، ويروى بالهمز على
القلب، ويروى وَبَلَتُه. والوَبالُ: الفسادُ، اشتقاقه من الوَبِيل؛ قال
شمر: معناه شَرُّه ومَضَرَّته.
الجوهري: الوَبَلةُ، بالتحريك، الثَّقَل والوَخَامة مثل الأَبَلةِ،
والوَبالُ الشدة والثِّقَل. وفي الحديث: كل بِناءٍ وبَالٌ على صاحِبه؛
الوَبالُ في الأَصل: الثِّقَل والمكروه، ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة.
وفي التنزيل العزيز: فَذاقَتْ وَبالَ أَمرِها وأَخَذْناه أَخْذاً
وَبِيلاً؛ أَي شديداً. وضَرْبٌ وَبِيلٌ أَي شديد. ووَبَلَ الصيدَ وَبْلاً: وهو
الغَتُّ وشدَّةُ الطَّرْد، وعَذابٌ وَبِيلٌ كذلك.
والوَبِيلةُ: العَصَا ما كانت؛ عن ابن الأَعرابي. والوَبِيلُ
والمَوْبِلُ، بكسر الباء: العصا الغليظةُ الضخمةُ؛ قال الشاعر:
أَما والذي مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَيْتِه،
طَماعِيةً أَن يَغْفِر الذنبَ غافِرُه
لو آصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها،
وفي كَفِّيَ الأُخْرى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ
لجاءتْ على مَشْي التي قد تُنُصِّيت،
وذَلَّتْ وأَعْطتْ حَبْلها لا تُعاسِرُهْ
يقول: لو تشدَّدْت عليها وأَعْدَدْت لها ما تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها ناقة
قد تُنُضِّيتْ أَي أُتْعِبت بالسير وركبت حتى هُزِلت وصارت نِضْوةً،
والنِّضْوُ: البعيرُ المهزول، وأَعْطَت حَبْلها أَي انقادَت لمن يَسوقُها
ولم تُتْعبه لذُلِّها، والمعنى في ذلك أَنه جعل ما ذكره كناية عن امرأَة
واللفظ للناقة؛ وأَنشد الجوهري في المَوْبِلِ العَصَا الضخمة:
زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّني عَبْدٌ لها
أَسْعَى بمَوْبِلِها، وأُكْسِبُها الخَنا
وقال أَبو خراش:
يَظَلُّ على البَوْرِ اليَفَاعِ كأَنه،
من الغارِ والخَوْفِ المُحِمِّ، وَبيلُ
يقول: ضَمَر من الغَيْرة والخوفِ حتى صار كالعَصا؛ وقال ساعدة بن
جُؤَيَّة:
فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِيبَلِه،
قد عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ القَدَمِ
قال ابن سيده: قال ابن جني مِيبل مِفْعَل من الوَبيل، تقول العرب: رأَيت
وَبِيلاً على وبِيلٍ
(* قوله «رأيت وبيلاً على وبيل» عبارة القاموس:
وأبيل على وبيل شيخ على عصاً) أَي شيخاً على عَصاً، وجمع المِيبَل مَوابِل،
عادت الواوُ لِزَوالِ الكسرة. والوَبِيلُ: القضيب الذي فيه لِينٌ؛ وبه
فسر ثعلب قول الراجز:
إِمّا تَرَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ
والوَبِيلُ: خشَبة القصَّار التي يدقُّ بها الثياب بعد الغسل.
والوَبِيلُ: خشبة يضرب بها الناقوسُ.
ووَبَله بالعَصا والسَّوْط وَبْلاً: ضرَبه، وقيل: تابع عليه الضرْب.
ووَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلاً؛ قال طرَفة:
فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ،
عَقِيلةُ شَيْخٍ كالوَبِيلِ يَلَنْدَدِ
والوَبِيلُ والوَبِيلةُ والإِبَالةُ: الحزْمة من الحطب. التهذيب:
والمَوْبِلة أَيضاً الحُزْمة
(* قول «والموبلة أيضاً الحزمة إلخ» وقوله «أسعى
بموبلها إلخ» هكذا في الأصل) من الحطب؛ وأَنشد:
أَسعَى بمَوْبِلِها، وأُكسِبُها الخَنا
ويقال: بالشّاةِ وَبَلةٌ شديدة أَي شهوة للفَحْل، وقد اسْــتَوْبَلَــتِ
الغنم.
والوابِلةُ: طرَف رأْس العَضُدِ والفَخِذ، وقيل: هو طرف الكَتِف، وقيل:
هي لحمة الكتف، وقيل: هو عظم في مَفْصِل الرُّكْبة، وقيل: الوابِلتان ما
الْتَفَّ من لحم الفَخِذين في الوَرِكَيْن، وقال أَبو الهيثم: هي
الحَسَنُ، وهو طرَف عظْم العَضُدِ الذي يَلي المَنْكِب، سمي حَسَناً لكثرة لحمه؛
وأَنشد:
كأَنه جَيْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها
كَلْبٌ، ووَابِلَةٌ دَسْماءُ في فِيها
وقال شمر: الوَابِلةُ رأْس العضُد في حُقِّ الكتِف. وفي حديث عليّ، عليه
السلام: أَهْدَى رجل للحسن والحُسين، عليهما السلام، ولم يُهْد لابن
الحَنفيَّة فأَوْمَأَ عليٌّ، عليه السلام، إِلى وابِلَةِ محمدٍ ثم
تَمَثَّل:وما شَرُّ الثلاثةِ، أُمَّ عَمْرو،
بصاحِبك الذي لا تُصْبِحِينا
الوَابِلةُ: طرفُ العضُد في الكتِف وطرف الفَخِذ في الوَرِك، وجمعها
أَوابِل. والوَابِلة: نَسْل الإِبل والغنم.
ووَبَال: فرَس ضَمْرةَ بنِ جابر. ووَبَال: اسم ماءٍ لبني أَسَد؛ قال ابن
بري: ومنه قول جرير:
تِلْك المَكارم، يا فَرَزْدَقُ، فاعْترف
لا سَوْق بَكْرِك، يَوْمَ جُرفِ وَبالِ
بزر: البَزْرُ: بَزْرُ البَقْلِ وغيره. ودُهْنُ البَزْرِ والبِزْرِ،
وبالكسر أَفصح. قال ابن سيده: البِزْرُ والبَزْرُ كل حَبٍّ يُبْزَرُ للنبات.
وبَزَرَه بَزْراً: بَذَرَهُ. ويقال: بَزَرْتُه وبَذَرْتُه. والبُزُورُ:
الحُبُوبُ الصغار مثل بُزُور البقول وما أَشبهها. وقيل: البَزْرُ الحَبُّ
عامَّةً.
والمَبْزُورُ: الرجل الكثير الولَدِ؛ يقال: ما أَكثر بَزْرَه أَي ولده.
والبَزْراءُ: المرأَة الكثيرة الوَلَدِ. والزَّبْراءُ: الصُّلْبة على
السير.
والبَزْرُ: المُخاط. والبَزْرُ: الأَولاد. والبَزْرُ والبِزْرُ:
التَّابَلُ، قال يعقوب: ولا يقوله الفصحاء إِلاَّ بالكسر، وجمعه أَبْزارٌ،
وأَبازيرُ جمعُ الجمع. وبَزَرَ القِدْرَ: رَمى فيها البَزْرَ.
والبَزْرُ: الهَيْجُ بالضرب. وبَزَرَه بالعصا بَزْراً: ضربه بها. وعَصاً
بَيْزارَةٌ: عظيمة. أَبو زيد: يقال للعصا البَيْزارَةُ والقَصيدَةُ؛
والبَيَازِرُ: العِصِيُّ الضِّخامُ. وفي حديث عليٍّ يَوْمَ الجَمَلِ: ما
شَبَّهْتُ وَقْعَ السيوف على الهَامِ إِلاَّ بِوَقْعِ البَيَازِرِ على
المَوَاجِنِ؛ البياذر: العِصِيُّ، والمواجن: جمعُ مِيجَنةٍ وهي الخشبة التي
يَدُقُّ بها القَصّارُ الثوبَ والبَيْزارُ: الذكَرُ.
وعِزَّ بَزَرى: ضَخْمٌ؛ قال:
قدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لَهاً،
وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى،
مَنْ نَكَلَ الَيْومَ فلا رَعَى الحِمَى
سدرة: قبيلة وسنذكرها في موضعها. وعِزَّةٌ بَزَرَى: قَعْساء؛ قال:
أَبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى بَذُوخُ،
إِذا ما رامَها عِزَّ يَدُوخُ
وقيل: بَزَرَى عَدَدٌ كثير؛ قال ابن سيده: فإِذا كان ذلك فلا أَدري كيف
يكون وصفاً للعِزَّة إِلاَّ أَن يريد ذو عِزَّةٍ.
ومِبْزَرُ القَصّارِ ومَبْزَرُه، كلاهما: الذي يَبْزُرُ به الثوبَ في
الماء. الليث: المِبْزَرُ مثل خشبة القصَّارين تُبْزَرُ به الثيابُ في
الماء.
الجوهري: البَيْزَرُ خشب القصّار الذي يدق به. والبَيْزارُ: الذي يحمل
البازِيّ. قال أَبو منصور: ويقال فيه البازيارُ، وكلاهما دخيل. الجوهري:
البَيازِرَةُ جمع بَيْزار وهو معرّب بازْيار؛ قال الكميت:
كأَنَّ سَوَابِقَها، في الغُبار،
صُقُورٌ تُعَارِضُ بَيْزارَها
وبَزَرَ بَيْزُرُ: امتخط؛ عن ثعلب.
وبنو البَزَرَى: بطن من العرب يُنسبون إِلى أُمِّهم. الأَزهري:
البَزَرَى لقب لبني بكر بن كلاب؛ وتَبَزَّرَ الرجلُ: إِذا انتمى إِليهم. وقال
القتال الكلابي:
إِذا ما تَجْعْفَرتمْ علينا، فإِنَّنا
بَنُو البَزَرَى مِن عِزَّةٍ نَتَبَزَّرُ
وبَزْرَةُ: اسم موضع، قال كثير:
يُعانِدْنَ في الأَرْسانِ أَجْوازَ بَزْرَةٍ،
عتاقُ المَطايا مُسْنَفاتٌ حِبالُها
وفي حديث أَبي هريرة لا تقوم الساعةُ حتى تُقاتلوا قَوْماً يَنْتَعِلُون
الشَّعَرَ وهم البازِرُ؛ قيل: بازِرُ ناحية قريبة من كِرْمان بها جبال،
وفي بعض الروايات هم الأَكراد، فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل
البازر، أَو يكون سُمُّوا باسم بلادهم؛ قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه أَبو موسى
بالباء والزاي من كتابه وشرحه؛ قال ابن الأَثير: والذي رويناه في كتاب
البخاري عن أَبي هريرة: سمعت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: بين
يدي الساعة تقاتلون قوماً نِعالُهم الشَّعَرُ وهم هذا البارِزُ؛ وقال
سفيان مرة: هم أَهل البارِز؛ يعني بأَهل البارِز أَهل فارس، هكذا قال هو
بلغتهم؛ قال: وهكذا جاء في لفظ الحديث كأَنه أَبدل السين زاياً فيكون من باب
الزاي، وقد اختلف في فتح الراء وكسرها وكذلك اختلف مع تقديم الزاي.
قزح: القِزْحُ: بِزْرُ البصل، شاميةٌ. والقِزْحُ والقَزْحُ: التابَلُ،
وجمعهما أَقْزاحٌ؛ وبائعه قَزَّاح. ابن الأَعرابي: هو القِزْحُ والقَزْحُ
والفِحا والفَحا. والمِقْزَحةُ: نحوٌ من المِمْلَحة. والتقازيح:
الأَبازير .
وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تقزيحاً: جعل فيها قِزْحاً وطرح فيها
الأَبازيرَ. وفي الحديث: إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً،وضَرَبَ
الدنيا لمطْعَمِ ابن آدم مثلاً، وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَــه،
من القِزْح، وهو التابَلُ الذي يُطرح في القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ
ونحو ذلك، والمعنى: أَن المَطْعَمَ وإِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ في
صنعته وتطييبه فإِنه عائد إِلى حال تُكره وتتقذر، فكذلك الدنيا
المَحْرُوصُ على عِمارَتِها ونظم أَسبابها راجعة إِلى خراب وإِدبار.
وإِذا جعلت التَّوابلَ في القِدْرِ، قلت: فَحَّيْتُها وتَوْبَلْــتُها
وقَزَحْتُها، بالتخفيف. الأَزهري: قال أَبو زيد قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ
قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها، ومَليح قَزيحٌ؛
فالمَلِيحُ من المِلْحِ والقَزيحُ من القِزْح.
وقَزَّحَ الحديثَ: زَيَّنه وتَمَّمه من غير أَن يكذب فيه، وهو من ذلك.
والأَقْزاحُ، خُرْءُ الحَيَّات، واحدها قِزْحٌ.
وقَزَحَ الكلبُ
(* قوله «وقزح الكلب إلخ» بابه منع وسمع كما في
القاموس.) ببوله، وقَزِحَ يَقْزَحُ في اللغتين جميعاً قَزْحاً، بالفتح، وقُزوحاً:
بالَ، وقيل: رَفَعَ رجله وبالَ، وقيل: رَمَى به ورَشَّه، وقيل: هو إِذا
أَرسله دفعاً. وقَزَّحَ أَصلَ الشجرة: بَوَّلَه.
والقازحُ: ذَكَرُ الإِنسان، صفة غالبة.
وقوسُ قُزَحَ: طرائق متقوسةٌ تَبْدو في السماءِ أَيام الربيع، زاد
الأَزهري: غِبَّ المَطر بحمرة وصُفْرة وخُضْرة، وهو غير مصروف، ولا يُفْصَلُ
قُزَحُ من قوس؛ لا يقال: تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْيَنَ قوسه؛ وفي الحديث
عن ابن عباس: لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شيطان، وقولوا: قوس
الله عز وجل؛ قيل: سمي به لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي من
التقزيح، وهو التحسين؛ وقيل: من القُزَحِ، وهي الطرائق والأَلوان التي في
القوس، الواحدة قُزْحة، أَو من قَزَحَ الشيءُ إِذا ارتفع، كأَنه كره ما كانوا
عليه من عادات الجاهلية وأَن يقال قوسُ الله
(* قوله «وأن يقال قوس الله»
كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ: كأنه كره ما كانوا عليه من عادات
الجاهلية، وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ.) فَيُرْفَعَ قدرُها، كما يقال
بيت الله، وقالوا: قوسُ الله أَمانٌ من الغرق؛ والقُزْحة: الطريقة التي
في تلك القَوس. الأَزهري: أَبو عمرو: القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ. وسئل أَبو
العباس عن صَرْفِ قُزَحَ، فقال: من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل؛ وقال
المبرد: لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين: المعرفة والعدل؛ قال ثعلب:
ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة، وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة، فإِذا كان هذا،
أَلحقته بزيد، قال: ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به، قال؛ فإِذا كان
هكذا أَلحقته بعُمر؛ قال الأَزهري: وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في
النكرة.
الأَزهري: وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب؛ قال أَبو
وَجْزَة:
لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ، وصارِخٌ
كسَيْل الغَوادِي، تَرْتَمِي بالقَوازِحِ
وأَما قول الأَعشى يصف رجلاً:
جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا
في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ، قُزَحْ
فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له، وليس باسم، وقيل: هو اسم. والتقزيح:
رأْسُ نَبْتٍ
(* قوله «رأس نبت إلخ» عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ.)
أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب، وهو اسم
كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ؛ وقد قَزَّحتْ. وفي حديث ابن عباس: نهى عن الصلاة
خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة؛ هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة؛ وقد تَقَزَّح الشجر
والنبات؛ وقيل: هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها
مثل بُرْثُن الكلب؛ وقيل: أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع
بأَبوالها عليها؛ يقال: قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال. قال ابن
الأَعرابي: من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ، وهو شجر على صورة التين له
غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب؛ ومنه خبر الشَّعْبي: كره أَن
يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة.
وقَزَّحَ العَرْفَجُ: وهو أَول نباته.
وقُزَحُ أَيضاً: اسم جبل بالمزدلفة؛ ابن الأَثير: وفي حديث أَبي بكر:
أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه؛ هو القَرْنُ الذي
يقف عنده الإِمام بالمزدلفة، ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ؛ قال: وكذلك
قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق، فهو جمع قُزْحةٍ، وقد ذكرناه
آنفاً.
عثلط: العُثَلِطُ: اللبنُ الخاثر. الأَصمعي: لبن عُثَلِطٌ وعُجَلِطٌ
وعُكَلِطٌ أَي ثَخِينٌ خاثِر، وأَبو عمرو مثله، وهو قَصْرُ عُثالِطٍ
وعُجالِطٍ وعُكالِطٍ، وقيل: هو المُتَكَبِّد الغَليظُ؛ وأَنشد:
أَخْرَس في مَخْرمه عُثالِط
(* قوله «في مخرمه» كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: مجزمه.)
جوا: الجَوُّ: الهَواء؛ قال ذو الرمة:
والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدْوِيمُ
وقال أَيضاً:
وظَلَّ للأَعْيَسِ المُزْجِي نَوَاهِضَه،
في نَفْنَفِ الجَوِّ، تَصْوِيبٌ وتَصْعِيدُ
ويروى: في نَفْنَفِ اللُّوحِ. والجَوُّ: ما بين السماء والأَرض. وفي
حديث علي، رضوان الله عليه: ثم فتَقَ الأَجْواءَ وشَقَّ الأَرْجاءَ؛ جمع
جَوٍّ وهو ما بين السماء والأَرض. وجَوُّ
السماء: الهواء الذي بين السماء والأَرض. قال الله تعالى: أَلم يروا
إِلى الطير مُسَخَّرات في جَوِّ السماء؛ قال قتادة: في جَوِّ السماء في
كَبِدِ السماء، ويقال كُبَيْداء السماء. وجَوُّ الماء: حيث يُحْفَر له؛
قال:تُراحُ إِلى جَوِّ الحِياضِ وتَنْتَمي
والجُوَّة: القطعة من الأَرض فيها غِلَظ. والجُوَّةُ: نُقْرة. ابن سيده:
والجَوُّ والجَوَّة المنخفض من الأَرض؛ قال أَبو ذؤيب:
يَجْري بِجَوَّتِه مَوْجُ السَّرابِ، كأَنْـ
ـضاحِ الخزاعى جازت رَنْقَها الرِّيحُ
(* قوله «كأنضاح الخزاعى» هكذا في الأصل والتهذيب).
والجمع جِوَاءٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إِنْ صابَ ميثاً أُتْئِقَتْ جِوَاؤُه
قال الأَزهري: الجِوَاءُ جمع الجَوِّ؛ قال زهير:
عَفَا، من آلِ فاطِمة، الجِوَاءُ
ويقال: أَراد بالجواء موضعاً بعينه. وفي حديث سليمان: إِنَّ لكلِّ
امرِئٍ جَوَّانِيّاً وبَرَّانِيّاً فمن أَصلحَ جَوَّانِيَّهُ أَصلحَ الله
بَرَّانِيَّهُ؛ قال ابن الأَثير: أَي باطناً وظاهراً
وسرّاً وعلانية، وعنى بجَوَّانِيَّه سرَّه وببرَّانِيَّه عَلانِيَتَه،
وهو منسوب إِلى جَوِّ البيت وهو داخله، وزيادة الأَلف والنون للتأْكيد.
وجَوُّ كلِّ شيءٍ: بَطْنُه وداخله، وهو الجَوَّةُ
أَيضاً؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤيب:
يَجْرِى بِجَوَّتِه مَوْجُ الفُراتِ، كأَنْـ
ـضاحِ الخُزاعى حازَتْ رَنْقَه الرِّيحُ
قال: وجَوَّته بطنُ ذلك الموضع؛ وقال آخر:
ليست تَرَى حَوْلَها شخصاً، وراكِبُها
نَشْوانُ في جَوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ
والجَوَى: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن، تقول منه: جَوِيَ
الرجل، بالكسر، فهو جَوٍ مثل دَوٍ؛ ومنه قيل للماء المتغير المُنْتِن:
جَوٍ؛ قال الشاعر:
ثم كان المِزاجُ ماءَ سَحَاب،
لا جَوٍ آجِنٌ ولا مَطْروقُ
والآجِنُ: المتغيِّر أَيضاً إِلاَّ أَنه دون الجَوِي في النَّتْن.
والجَوِي: الماء المُنْتنِ. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: فتَجْوَى الأَرضُ من
نَتْنِهِم؛ قال أَبو عبيد: تُنْتِن، ويروى بالهمز وقد تقدم. وفي حديث عبد
الرحمن بن القاسم: كان القاسم لا يدخُل منْزِلَه إِلاَّ تَأَوَّهَ، قلْتُ:
يا أَبَتِ، ما أَخْرَجَ هذا منك إِلاَّ جَوىً، يريد إِلا داء الجَوْف،
ويجوز أَن يكون من الجَوَى شِدَّةِ الوَجْدِ من عشق أَو حزن ابن سيده:
الجَوَى الهَوَى الباطن، والجَوَى السُّلُّ وتطاوُل المرض. والجَوَى،
مقصور: كل داءٍ يأْخذ في الباطن لا يُسْتَمْرَأُ معه الطعام، وقيل: هو داءٌ
يأْخذ في الصدر، جَوِي جَوىٌ، فهو جَوٍ وجَوىً، وصْفٌ بالمصدر، وامرأَة
جَوِيَةٌ. وجَوِىَ الشيءَ جَوىً واجْتواه: كرهه؛ قال:
فقدْ جعَلَتْ أَكبادُنا تَجْتَوِيكُمُ،
كما تَجْتَوِي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِما
وجَوِيَ الأَرضَ جَوىً واجْتَواها: لم توافقه. وأَرض جَوِيَةٌ
وجَوِيَّةٌ غير موافقة. وتقول: جَوِيَتْ نفسي إِذا لم يُوافِقْكَ
البلدُ.واجْتَوَيْتُ البلَدَ إِذا كرهتَ المُقامَ فيه وإِن كنت في نِعْمة. وفي
حديث العُرَنِيِّينَ: فاجْتَوَوُا المدينةَ أَي أَصابهم الجَوَى، وهو
المرض وداءُ الجَوْف إِذا تَطاوَلَ، وذلك إِذا لم يوافقهم هواؤُها
واسْتَوْخَمُوها. واجْتَوَيْتُ البلدَ إِذا كرهتَ المُقام فيه وإِن كنت في نِعْمة.
وفي الحديث: أَن وفْد عُرَيْنَة قدموا المدينة فاجْتَوَوْها. أَبو زيد:
اجْتَوَيْت البلادَ إِذا كرهتها وإِن كانت موافقة لك في بدنك؛ وقال في
نوادره: الاجْتِواءُ النِّزاع إِلى الوطن وكراهةُ المكان الذي أَنت فيه
وإِن كنت في نِعْمة، قال: وإِن لم تكن نازِعاً إِلى وطنك فإِنك مُجْتَوٍ
أَيضاً. قال: ويكون الاجْتِواءُ أَيضاً أَن لا تسْتَمْرِئَ الطعامَ بالأَرض
ولا الشرابَ، غيرَ أَنك إِذا أَحببت المُقام بها ولم يوافِقْك طعامُها
ولا شرابُها فأَنت مُسْــتَوْبِلٌ ولستَ بمُجْتَوٍ؛ قال الأَزهري: جعل أَبو
زيد الاجْتِواء على وجهين. ابن بُزُرْج: يقال للذي يَجْتَوِي البلاد به
اجْتِواءٌ وجَوىً، منقوص، وجِيَةٌ. قال: وحَقَّروا الجِيَة جُيَيَّة. ابن
السكين: رجل جَوِي الجَوْفِ وامرأَة جَوِيَة أَي دَوِي الجَوْفِ.
وجَوِيَ الطعامَ جَوىً واجْتَواه واسْتَجْواه: كرِهَه ولم يوافقه، وقد جَوِيَتْ
نفسي منه وعنه؛ قال زهير:
بَشِمْتُ بِنَيِّها فجَوِيتُ عنْها،
وعِنْدي، لو أَشاءُ، لها دَوَاءُ
أَبو زيد: جَوِيَتْ نفسي جَوىً إِذا لم توافقك البلاد. والجُوَّةُ: مثل
الحُوَّةِ ، وهو لون كالسُّمرة وصَدَإِ الحديد.
والجِواءُ: خِياطَة حياءِ الناقة. والجِواءُ: البطنُ من الأَرض.
والجِواء. الواسع من الأَوْدية. والجِواءُ: موضع بالصَّمّان؛ قال الراجز يصف
مطراً وسيلاً:
يَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا،
وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا
والجِواءُ الفُرْجَةُ بين بُيوت القوم. والجِواءُ: موضع. والجِواءُ
والجِواءَةُ والجِياء والجِياءة والجِياوة، على القلب: ما توضع عليه
القِدْرُ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لأَنْ أَطَّلِيَ بجِواء قِدْرٍ
أَحبُّإِليَّ من أَن أَطَّلِيَ
بزَعْفران؛ الجِواء: وِعاءُ القِدْر أَو شيءٌ توضع عليه من جِلْد أَو
خَصَفَةٍ، وجمعها أَجْوِيةٌ، وقيل: هي الجِئاءُ، مهموزة، وجمعها
أَجْئِئَةٌ، ويقال لها الجِياءُ بلا همز، ويروى بِجِئاوةِ مثل جِعَاوة. وجِياوَةُ:
بطن من باهِلَة.
وجاوَى بالإِبل: دعاها إِلى الماء وهي بعيدة منه؛ قال الشاعر:
جاوَى بها فهاجَها جَوْجاتُه
قال ابن سيده: وليست جاوَى بها من لفظ الجَوْجاةِ إِنما هي في معناها،
قال: وقد يكون جاوَى بها من ج و و.
وجوٌّ: اسم اليمامة كأَنها سميت بذلك؛ الأَزهري: كانت اليَمامة جَوّاً؛
قال الشاعر:
أَخْلَق الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا
قال الأَزهري: الجَوُّ ما اتسع من الأَرض واطْمَأَنَّ وبَرَزَ، قال: وفي
بلاد العرب أَجْوِيَة
كثيرة كل جَوٍّ منها يعرف بما نسب إِليه. فمنهما جَوُّ غِطْرِيف وهو
فيما بين السِّتارَيْن وبين الجماجم( ) (قوله «وبين الجماجم» كذا بالأصل
والتهذيب، والذي في التكملة: وبين الشواجن)، ومنها جوُّ الخُزامَى، ومنها
جَوُّ الأَحْساء، ومنها جَوُّ اليَمامة؛ وقال طَرَفة:
خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري
قال أَبو عبيد: الجَوُّ في بيت طَرَفة هذا هو ما اتَّسع من الأَوْدية.
والجَوُّ: اسم بلد، وهو اليَمامة يَمامةُ زَرْقاءَ. ويقال: جَوٌّ
مُكْلِئٌ أَي كثير الكلإ، وهذا جَوٌّ مُمْرِعٌ. قال الأَزهري: دخلت مع أَعرابي
دَحْلاً بالخَلْصاءِ، فلما انتهينا إِلى الماء قال: هذا جَوٌّ من الماء لا
يُوقف على أَقصاه. الليث: الجِوَاءُ موضع، قال: والفُرْجَةُ التي بين
مَحِلَّة القوم وسط البيوت تسمى جِوَاءً. يقال: نزلنا في جِواءِ بني فلان؛
وقول أَبي ذؤيب:
ثم انْتَهَى بَصَرِي عَنْهُم، وقَدْ بَلَغُوا
بَطْنَ المَخِيمِ، فقالُوا الجَوَّ أَو راحُوا
قال ابن سيده: المَخِيمُ والجَوُّ موضعان، فإِذا كان ذلك فقد وضَعَ
الخاصَّ موضع العام كقولنا ذَهَبْتُ الشامَ؛ قال ابن دريد: كان ذلك اسماً لها
في الجاهلية؛ وقال الأَعشى:
فاسْتَنْزلوا أَهْلَ جَوٍّ من مَنازِلِهِم،
وهَدّمُوا شاخِصَ البُنْيانِ فَاتَّضَعا
وجَوُّ البيت: داخِلُه، شاميّة. والجُوَّة، بالضم: الرُّقْعَة في
السِّقاء، وقد جَوَّاهُ وجَوَّيْته تَجْوِيَة إِذا رَقَعْته. والجَوْجاةُ:
الصوتُ بالإِبِل، أَصلُها جَوْجَوَةٌ؛ قال الشاعر:
جاوَى بها فَهاجَها جَوْجاتُه
ابن الأَعرابي: الجَوُّ الآخِرةُ.
قضي: القَضاء: الحُكْم، وأَصله قَضايٌ لأَنه من قَضَيْت، إِلا أَنَّ
الياء لما جاءت بعد الأَلف همزت؛ قال ابن بري: صوابه بعد الأَلف الزائدة
طرفاً همزت، والجمع الأَقْضِيةُ، والقَضِيَّةُ مثله، والجمع القَضايا على
فَعالَى وأَصله فَعائل. وقَضَى عليه يَقْضي قَضاء وقَضِيَّةً، الأَخيرة
مصدر كالأُولى، والاسم القَضِيَّة فقط؛ قال أَبو بكر: قال أَهل الحجاز
القاضي معناه في اللغة القاطِع للأُُمور المُحِكم لها. واسْتُقْضِي فلان أَي
جُعِل قاضِياً يحكم بين الناس. وقَضَّى الأَميرُ قاضِياً: كما تقول أَمرَ
أَميراً. وتقول: قَضى بينهم قَضِيَّة وقَضايا. والقَضايا: الأَحكام،
واحدتها قَضِيَّةٌ. وفي صلح الحُدَيْبِيةِ: هذا ما قاضى عليه محمد، هو
فاعَلَ من القَضاء الفَصْلِ والحُكْم لأَنه كان بينه وبين أَهل مكة، وقد تكرر
في الحديث ذكر القَضاء، وأَصله القَطْع والفصل. يقال: قَضَى يَقْضِي
قَضاء فهو قاضٍ إِذا حَكَم وفَصَلَ. وقَضاء الشيء: إِحْكامُه وإِمْضاؤُه
والفراغ منه فيكون بمعنى الخَلْق. وقال الزهري: القضاء في اللغة على وجوه
مرجعها إِلى انقطاع الشيء وتمامه. وكلُّ ما أُحْكِم عمله أَو أُتِمَّ أَو
خُتِمَ أَو أُدِّيَ أَداء أَو أُوجِبَ أَو أُعْلِمَ أَو أُنْفِذَ أَو
أُمْضِيَ فقد قُضِيَ. قال: وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الحديث، ومنه القَضاء
المقرون بالقَدَر، والمراد بالقَدَر التقدير، وبالقَضاء الخَلق كقوله
تعالى: فقَضاهن سبع سموات؛ أَي خلقهن، فالقَضاء والقَدَرُ أَمران مُتَلازمان
لا يَنْفك أَحدهما عن الآخر، لأَن أَحدهما بمنزلة الأَساس وهو القَدر،
والآخر بمنزلة البناء وهو القَضاء، فمن رام الفَصْل بينهما فقد رام هَدْمَ
البناء ونَقْضه. وقَضَى الشيءَ قَضاء: صنَعه وقَدَّره؛ ومنه قوله تعالى:
فقَضاهن سبع سموات في يومين؛ أَي فخلقهن وعَمِلهن وصنعهن وقطَعَهن
وأَحكم خلقهن، والقضاء بمعنى العمل، ويكون بمعنى الصنع والتقدير. وقوله تعالى:
فاقْضِ ما أَنتَ قاضٍ؛ معناه فاعمل ما أَنت عامل؛ قال أَبو ذؤيب:
وعَلَيْهِما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما
داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ
قال ابن السيرافي: قَضاهما فَرغ من عملهما. والقضاء: الحَتْم والأَمْرُ.
وقَضَى أَي حَكَمَ، ومنه القضاء والقَدر. وقوله تعالى: وقَضَى ربُّك أَن
لا تعبدوا إِلاَّ إِياه؛ أَي أَمَر ربك وحَتم، وهو أَمر قاطع حَتْم.
وقال تعالى: فلما قَضَينا عليه الموت؛ وقد يكون بمعنى الفراغ، تقول: قَضَيت
حاجتي. وقَضى عليه عَهْداً: أَوصاه وأَنفذه ، ومعناه الوصية، وبه يفسر
قوله عز وجل: وقَضَينا إلى بني إسرائيل في الكتاب؛ أَي عَهِدْنا وهو بمعنى
الأَداء والإنْهاء . تقول: قَضَيْتُ دَيْني، وهو أَيضاً من قوله تعالى:
وقَضَينا إلي بني إسرائيل في الكتاب، وقوله: وقَضَيْنا إليه ذلك الأمر:
أَي أَنْهَيْناه إليه وأَبْلَغْناه ذلك، وقَضى أَي حكم. وقوله تعالى: ولا
تَعْجَلْ بالقُرآن من قبل أَن يُقْضَى إليك وَحْيُه؛ أَي من قبل أَن
يُبَيَّن لك بيانه. الليث في قوله: فلما قَضَيْنا عليه الموت؛ أَي
أَتْمَمْنا عليه الموت. وقَضَى فلان صلاته أَي فَرَغَ منها. وقَضَى عَبْرَتَه أَي
أَخرج كل ما في رأْسِه؛ قال أَوس :
أَمْ هَل كَثِيرُ بُكىً لم يَقْضِ عَبْرَتَه،
إثرَ الأَحبَّةِ يومَ البَيْنِ ، مَعْذُور؟
أي لم يُخْرِج كلَّ ما في رأْسه.
والقاضِيةُ: المَنِيَّة التي تَقْضِي وَحِيًّا. والقاضيةُ: المَوت، وقد
قَضَى قَضاء وقُضِيَ عليه؛ وقوله:
تَحنُّ فَتُبْدِي ما بها من صَبابةٍ،
وأُخِفي الذي لولا الأَسا لقَضاني
معناه قَضَى عَليَّ ؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي:
سَمَّ ذَرارِيحَ جَهِيزاً بالقَضِي
فسره فقال: القَضِي الموت القاضي، فإما أَن يكون أَراد القَضي،
بالتخفيف، وإما أَن يكون أَراد القَضِيّ فحذف إحدى الياءين كما قال:
أَلم تَكُنْ تَحْلِف باللهِ العَلي،
إنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِي؟
وقَضَى نَحْبَه قَضاء: مات؛ وقوله أَنشده يعقوب للكميت:
وذا رَمَقٍ منها يُقَضِّي وطافِسا
إما أَن يكون في معنى يَقْضِي ، وإما أَن يكون أَن الموت اقتضاه فقضاه
دينه؛ وعليه قول القطامي:
في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحبُه،
إذا الصَّراريُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما
أَي يَقْضِي الموتَ ما جاءه يَطْلُب منه وهو نفْسُه. وضَرَبَه فَقَضى
عليه أَي قتله كأَنه فَرَغَ منه . وسَمٌّ قاضٍ أَي قاتل . ابن بري: يقال
قَضَى الرجلُ وقَضَّى إذا مات؛ قال ذو الرمة:
إذا الشَّخْصُ فيها هَزَّه الآلُ أَغْمَضَتْ
عليهِ ، كإغْماضِ المُقَضِّي هُجُولُها
ويقال: قَضَى عَليَّ وقَضاني، بإِسقاط حرف الجر؛ قال الكلابي:
فَمَنْ يَكُ لم يَغْرَضْ فإني وناقَتي،
بِحَجْرٍ إلى أَهلِ الحِمَى ، غَرِضان
تَحِنُّ فَتُبْدِي ما بها من صَبابَة،
وأُخْفِي الذي لولا الأَسا لقَضاني
وقوله تعالى: ولو أَنزلنا مَلَكاً لقُضِيَ الأمر ثم لا يُنْظَرون؛ قال
أَبو إسحق : معنى قُضِيَ الأمر أُتِم إهْلاكُهم. قال: وقَضى في اللغة
على ضُروب كلُّها ترجع إلى معنى انْقِطاعِ الشيء وتَمامِه ؛ ومنه قوله
تعالى: ثم قَضَى أَجَلاً؛ معناه حَتَم بذلك وأَتَمَّه ، ومنه الإعْلام؛
ومنه قوله تعالى: وقَضَينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ؛ أَي أَعْلَمْناهم
إعلاماً قاطعاً، ومنه القَضاء للفَصْل في الحُكْم وهو قوله: ولَوْلا
أَجَلٌ مُسَمًّى لقُضِيَ بينهم؛ أَي لفُصِلَ الحُكْم بينهم، ومثل ذلك قولهم:
قد قَضَى القاضِي بين الخُصومِ أَي قد قَطَع بينهم في الحكم ، ومن ذلك :
قد قَضَى فلان دَيْنه، تأْويله أَنه قد قَطَع ما لغَريمه عليه وأَدَّاه
إليه وقَطَعَ ما بينه وبينه. واقْتَضَى دَيْنه وتَقاضاه بمعنى. وكلُّ ما
أُحْكِمَ فقد قُضِيَ. تقول: قد قَضَيْتُ هذا الثوبَ، وقد قَضَيْتُ هذه
الدار إذا عَمِلْتها وأَحْكَمْتَ عَمَلَها، وأَما قوله: قم اقْضوا إليَّ
ولا تنظرونِ، فإن أَبا إسحق قال: ثم افْعلُوا ما تُريدون، وقال
الفراء:معناه ثم امْضُوا إليَّ كما يقال قد قَضىَ فلان ، يريد قد مات ومَضى؛ وقال
أَبو إسحق: هذا مثل قوله في هود: فكِيدُوني جميعاً ثم لا تُنْظِرُونِ؛
يقول: اجْهَدُوا جَهْدَكم في مُكايَدَتي والتَّأَلُّب عليَّ، ولا
تُنْظِرُونِ أَي ولا تُمْهِلوني؛ قال: وهذا من أَقوى آيات النبوة أن يقول النبي
لقومه وهم مُتعاوِنون عليه افعلوا بي ما شئتم.
ويقال: اقتتل القوم فقَضَّوْا بينهم قَواضِيَ وهي المَنايا؛ قال زهير:
فقَضَّوا مَنايا بينَهم ثم أَصْدَرُوا
(* عجز البيت: إلى كَلأٍ مُســتَوْبلٍ مُتَوَخَّمِ)
الجوهري: قَضَّوا بينهم منايا، بالتشديد ، أَي أَنْفَذوها. وقَضَّى
اللُّبانةَ أَيضاً، بالتشديد، وقَضاها، بالتخفيف بمعنى.
وقَضى الغَريمَ دَيْنَه قَضاء: أَدَّاه إليه . واستَقْضاه: طلَب إليه
أن يَقْضِيَه. وتَقاضاه الدَّيْنَ: قَبَضَه منه؛ قال:
إذا ما تَقاضى المَرْءَ يومٌ ولَيلةٌ،
تَقاضاه شيءٌ لا يَمَلُّ التَّقاضِيا
أَراد: إذا تَقاضى المرءَ نَفْسَه يومٌ وليلة. ويقال: تَقَاضَيْته
حَقِّي فَقضانِيه أَي تَجازَيْتُه فجَزانِيه.ويقال: اقْتَضَيْتُ ما لي عليه
أَي قَبَضْته وأَخذْته. والقاضِيةُ من الإبل: ما يكون جائزاً في الدَّية
والفَريضةِ التي تَجِب في الصَّدقة؛ قال ابن أَحمر:
لَعَمْرُكَ ما أَعانَ أَبو حَكِيمٍ
بِقاضِيةٍ ، ولا بَكْرٍ نَجِيب
ورجل قَضِيٌّ: سريع القَضاء ، يكون من قَضاء الحكومة ومن قَضَاء
الدَّين. وقَضى وطَرَه: أَتمَّه وبلَغه . وقَضَّاه: كَقَضاه؛ وقوله أَنشده أَبو
زيد:
لقَدْ طالَ ما لَبَّثْتَني عن صَحابَتي
وعَن حِوَجٍ ، قِضَّاؤُها من شِفائِيا
(* قوله «قضاؤها» هذا هو الصواب وضبطه في ح وج بغيره خطأ.)
قال ابن سيده: هو عندي من قَضَّى ككِذّابٍ من كَذَّبَ، قال: ويحتمل أَن
يريد اقتضاؤها فيكون من باب قِتَّالٍ كما حكاه سيبويه في اقْتِتالِ.
والانْقِضاء: ذَهاب الشيء وفَناؤه ، وكذلك التَّقَضِّى. وانقضى الشيء
وتَقَضَّى بمعنى. وانْقِضاء الشيء وتَقَضِّيه: فَناؤه وانْصِرامُه ؛
قال:وقَرَّبُوا للْبَيْن والتَّقَضِّي
من كلِّ عَجَّاجٍ تَرى للغَرْضِ،
خَلْفَ رَحى حَيْزُومِه كالغَمْضِ
أَي كالغمض الذي هو بطن الوادي؛ فيقول ترى للغَرْضِ في جَنْبِه أَثراً
عظيماً كبطن الوادي.
والقَضاة: الجِلدة الرَّقيقةُ التي تكون على وجه الصبيّ حين يولد.
والقِضَةُ، مخففةً: نِبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ وهي منقوصة، وهي من الحَمْض،
والهاء عوض ، وجمعها قِضًى؛ قال ابن سيده: وهي من معتلّ الياء، وإنما
قَضَيْنا بأَن لامها ياء لعدم ق ض و ووجود ق ض ي .
الأصمعي: من نبات السهل الرِّمْثُ والقِضةُ، ويقال في جمعه قِضاتٌ
وقِضُون. ابن السكيت: تجمع القِضةُ قِضِينَ؛ وأَنشد أَبو الحجاج:
بِساقَيْنِ ساقَيْ ذي قِضِينَ تَحُشُّه
بأَعْوادِ رَنْدٍ ، أَو أَلاوِيةً شُقْرا
وقال أُمية بن أَبي الصَّـلْت:
عَرَفْتُ الدَّارَ قد أَقْوَتْ سِنينا
لِزَيْنَبَ ، إذْ تَحُلُّ بذي قِضِينا
وقِضةُ أَيضاً: موضع كانت به وقعة تحْلاق اللِّمَمِ، وتَجمع على قِضاة
وقِضين، وفي هذا اليوم أَرسلت بنو حنيفة الفِنْد الزَّمَّانيِّ إلى
أَولاد ثعلبة حين طلبوا نصرهم على بني تَغْلِب ، فقال بنو حنيفة: قد بعثنا
إليكم بأَلف فارس، وكان يقال له عَدِيد الأَلف، فلما قدم على بني ثعلبة
قالوا له: أَين الألف؟ قال أَنا ، أَما تَرضَوْن أَني أَكون لكم فِنْداً؟
فلما كان من الغد وبرزوا للقِتال حمل على فارس كان مُرْدِفاً لآخر
فانتظمهما وقال:
أَيا طَعْنَةَ ما شَيْخٍ
كبِيرٍ يَفَنٍ بالي
أَبو عمرو: قَضَّى الرجل إذا أَكل القَضا وهو عَجَم الزبيب، قال ثعلب :
وهو بالقاف؛ قاله ابن الأعرابي. أَبو عبيد: والقَضَّاء من الدُّروع التي
قد فُرغ من عملها وأُحْكمت ، ويقال الصُّلْبة ؛ قال النابغة:
وكلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ ،
ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلَّ قَضَْاءَ ذائِل
قال: والفعل من القَضَّاء قَضَيْتها ؛ قال أَبو منصور: جعل القَضَّاء
فَعَّالاً من قَضى أَي أَتَمَّ، وغيره يجعل القَضّاء فَعْلاء من قَضَّ
يَقَضُّ، وهي الجَديدُ الخَشِنةُ ، من إقْضاضِ المَضْجَع. وتَقَضَّى البازي
أَي انْقَضَّ ، وأَصله تَقَضَّضَ، فلما كثرت الضادات أُبدلت من إحداهن
ياء ؛ قال العجاج:
إذا الكرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ ،
تَقَضِّى البازي إذا البازي كَسَرْ
وفي الحديث ذكر دار القَضاء في المدينة ، قيل: هي دارُ الإمارة ، قال
بعضهم: هو خطأٌ وإنما هي دار كانت لعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه، بيعت
بعد وفاته في دَينه ثم صارت لمَرْوان ، وكان أَميراً بالمدينة ، ومن ههنا
دخل الوهم على من جعلها دار الإمارة.
ثرعط: الثُّرْعُطةُ: الحَسا الرَّقِيقُ. الأَزهري: الثُّرُعْطُطُ حَساً
رقيق طبخ باللبن.
لوب: اللَّوْبُ واللُّوبُ واللُّـؤُوبُ واللُّوَابُ: العَطَش، وقيل: هو
استدارةُ الـحَائِم حَوْلَ الماءِ، وهو عَطشان، لا يَصِل إِليه. وقد لاب يَلُوبُ لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً أَي عَطِشَ، فهو لائِبٌ؛
والجمع، لُـؤُوب، مثل: شاهدٍ وشُهُود؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِـيّ:
حتى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ، * ولاحَ للعَيْنِ سُهَيْل بسَحَرْ
والنَّجَرُ: عَطَشٌ يُصيب الإِبلَ من أَكْلِ الـحِبَّة، وهي بُزُور
الصَّحْراء؛ قال الأَصمعي: إِذا طافت الإِبل على الحوض، ولم تقدر على الماءِ، لكثرة الزحام، فذلك اللَّوْبُ. يُقال: تَرَكْتُها لَوَائِبَ على الحوض، وإِبِل لُوبٌ، ونخلٌ لَوَائِبُ، ولُوبٌ: عِطاشٌ، بعيدة من الماءِ. ابن السكيت: لابَ يَلُوبُ إِذا حامَ حول الماء من العطش؛ وأَنشد:
بأَلذَّ مِنكِ مُقَبَّلاً لِـمُحَـَّلإٍ * عَطشَانَ، دَاغَشَ ثم عادَ يَلُوبُ
وأَلابَ الرجلُ، فهو مُلِـيبٌ إِذا حامَتْ إِبلُه حولَ الماءِ من العطش.
ابن الأَعرابي: يُقال ما وَجَدَ لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقَةٍ من الطَّعام يَلُوكُها؛ قال: واللَّيابُ أَقل من مِلْءِ الفم.
واللُّوبةُ: القومُ يكونون مع القوم، فلا يُسْتَشارون في خير ولا شر.
واللاَّبةُ واللُّوبةُ: الـحَرَّة، والجمع لابٌ ولُوبٌ ولاباتٌ، وهي
الـحِرَارُ. فأَما سيبويه فجعل اللُّوبَ جمع لابةٍ كقَارة وقُور. وقالوا: أَسْوَدُ لُوبيٌّ ونُوبيٌّ، منسوب إِلى اللُّوبة والنُّوبةِ،
<ص:746>
وهما الـحَرَّةُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، حَرَّمَ ما بين لابَتَي المدينة؛ وهما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانها؛ قال ابن الأَثير: المدينة ما بين حَرَّتَيْن عظيمتين؛ قال الأَصمعي: هي الأَرضُ التي قد أَلبَسَتْها حجارةٌ سُود، وجمعها لاباتٌ، ما بين الثلاثِ إِلى العَشْر، فإِذا كُثِّرَت، فهي اللاَّبُ واللُّوبُ؛ قال بشْر يذكر كتيبة (1)
(1 قوله «يذكر كتيبة» كذا قال الجوهري أيضاً قال: في التكملة غلط ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة أنها معالية أي تقصد العالية وارتفع قوله معالية على انه خبر مبتدإ
محذوف ويجوز انتصابه على الحال.) :
مُعالِـيةٌ لا هَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ، * وحَرَّةُ ليلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها
يُريدُ جمع لُوبة؛ قال: ومثله قارةٌ وقُورٌ، وساحةٌ وسُوحٌ.
ابن شميل: اللُّوبة تكون عَقَبَةً جَواداً أَطْوَلَ ما يكون، وربما كانتْ
دَعْوَةً. قال: واللُّوبةُ ما اشْتَدَّ سوادُه وغَلُظَ وانْقادَ على وجه
الأَرض، وليس بالطَّويل في السماءِ، وهو ظاهر على ما حَوْله؛
والـحَرَّةُ أَعظمُ من اللُّوبة، ولا تكون اللُّوبةُ إِلا حجارةً سُوداً، وليس في الصَّمَّانِ لُوبةٌ، لأَن حجارة الصَّمَّانِ حُمْرٌ، ولا تكون اللُّوبة إِلا في أَنْفِ الجَبلِ، أَو سِقْطٍ أَو عُرْض جَبَل.
وفي حديث عائشة، ووصَفَتْ أَباها، رضي اللّه عنهما: بَعِـيدُ ما بين اللاَّبَتَيْنِ؛ أَرادَتْ أَنه واسعُ الصَّدْر، واسعُ العَطَنِ، فاسْتعارتْ
له اللاَّبةَ، كما يقال: رَحْبُ الفِناءِ واسعُ الجَنابِ.
واللاَّبةُ: الإِبل الـمُجْتمعةُ السُّودُ.
واللُّوبُ: النَّحْلُ، كالنُّوبِ؛ عن كُراع. وفي الحديث: لم تَتَقَيَّـأْه لُوبٌ، ولا مَجَّتْه نُوبٌ. واللُّوباءُ، ممدود، قيل: هو اللُّوبِـياءُ؛ يقال: هو اللُّوبِـياءُ، واللُّوبِـيا، واللُّوبِـياجُ، وهو مُذَكَّرٌ، يُمَدُّ ويُقْصَر.
والـمَلابُ: ضَرْبٌ من الطِّيبِ، فارسي؛ زاد الجوهري: كالخَلُوقِ. غيره: الـمَلابُ نوعٌ من العِطْرِ.
ابن الأَعرابي: يقال للزَّعْفَرانِ الشَّعَرُ، والفَيْدُ، والـمَلابُ،
والعَبِـيرُ، والـمَرْدَقُوشُ، والجِسادُ. قال: والـمَلَبَةُ الطاقَةُ من
شَعَرِ الزَّعْفرانِ؛ قال جرير يَهْجُو نساءَ بني نُمَيْر:
ولو وَطِئَتْ نِساءُ بني نُمَيْرٍ * على تِـبْراك، أَخْبَثْنَ التُّرابا
تَطلَّى، وهي سَيِّئَةُ الـمُعَرَّى، * بصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابا
وشيءٌ مُلَوَّبٌ أَي مُلَطَّخٌ به. ولَوَّبَ الشَّيءَ: خَلَطَه بالـملابِ؛ قال المتنخل الـهُذَليُّ:
أَبِـيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ، * بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كدَمِ العِـباطِ
والحديد الـمُلَوَّبُ: الـمَلْويُّ، توصف به الدِّرْع. الجوهري في هذه
الترجمة: وأَما الـمِرْوَدُ ونحوُه، فهو الـمُلَوْلَبُ، على مفوعل.
وخم: الوَخْمُ.، بالتسكين، والوَخِمُ، بكسر الخاء، والوَخِيمُ: الثقيلُ
من الرجال البَيِّن الوَخامةِ والوُخومةِ، والجمع وَخامى ووِخامٌ
وأَوْخامٌ، وقد وخُمَ وَخامةً ووُخوماً. وفي حديث أُمِّ زرع: لا مَخافةَ ولا
وَخامةَ أَي لا ثِقَلَ
فيها. يقال: وَخُمَ الطعامُ إِذا ثَقُل فلم يُستَمْرَأْ، فهو وَخيمٌ،
قال: وقد تكونُ الوَخامةُ في المعاني، يقال: هذا الأَمرُ وَخيمُ العاقِبة
أَيثقيلٌ ردىئٌ. وأَرض وَخامٌ ووَخيمٌ ووَخْمةٌ ووَخِمةٌ ووَخِيمةٌ
ومُوخِمةٌ:لا يَنْجَعُ كلأُها، وكذلك الوَبِيلُ. وطعامٌ وَخيمٌ: غيرُ مُوافق،
وقد وَخُم وَخامةٌ. وتوَخَّمَه واستَوْخَمه: لم يَستَمْرِئْه ولا حَمِدَ
مغَبَّتَه. واستَوْخَمْتُ الطعامَ وتَوَخَّمْتُه إِذا اســتَوْبلْــته؛ قال
زهير:
قضَوْا ما قضَوْا من أَمرِهم، ثم أَوْرَدُوا
إِلى كَلإٍ مُســتَوْبَلٍ مُتوَخَّمِ
ومنه اشتُقَّت التُّخَمةُ. وشيءٌ وَخِمٌ أََي وَبيءٌ. وبَلْدةٌ وَخِمةٌ
ووَخيمةٌ إِذا لم يُوافِق سكَنُها، وقد استوْخمْتُها. والتُّخَمة،
بالتحريك: الذي يُصِيبك من الطعام إِذا استوْخمْتَه، تاؤه مبدلة من واو. وفي
حديث العُرَنِيِّين: واستوخَموا المدينة أَي استثقلوها ولم يُوافِق هواؤها
أَبدانَهُ، وفي حديث آخر: فاستوْخَمْنا هذه الأَرضَ. ووَخِمَ الرجلُ،
بالكسر، أَي اتَّخَمَ؛ قال سيبويه: والجمع تُخَمٌ، وقد تَخمَ يَتْخِمُ
وتَخِمَ واتَّخَمَ يتَّخِمُ. وأَتْخمَه الطعامُ، على أَفْعَله، وأَصله
أَوْخَمَه، وأَصل التُّخَمة وُخَمةٌ، فحُوِّلت الواوُ تاءً، كما قالوا تُقاةٌ،
وأَصلها وُقاةٌ، وتَوْلَج وأَصلُه وَوْلَج. وطعامٌ مَتْخَمةٌ، بالفتح:
يُتَّخَم منه، وأَصله مَوْخَمة لأَنهم توهَّموا التاءَ
أَصيلة لكثرة الاستعمال. وواخَمَني فوَخَمْتُه أَخِمُه: كنتُ أَشدَّ
تُخَمةً منه، وقد اتَّخَمْتُ من الطعامِ وعن الطعام، والاسم التُّخَمة،
بالتحريك، كما مضى في وُكَلةٍ وتُكَلةٍ، والجمع تُخَماتٌ وتُخَمٌ، والعامَّة
تقول التُّخْمة، بالتسكين؛ وقد جاء ذلك في شعر أَنشده ابن الأَعرابي:
وإِذا المِعْدَةُ جاشَتْ،
فارْمِها بالمَنْجَنيقِ
بِثلاثٍ مِنْ نَبيذٍ،
ليسَ بالحُلْوِ الرَّقيقِ
تَهْضِمُ التُّخْمةَ هَضْماً،
حين تَجْري في العُروقِ
والوَخَمُ: داءٌ كالباسورِ، وربما خرج في حَياءِ الناقة عند الولادة
فقُطِع، وَخِمَت الناقةُ، فهي وَخِمةٌ إِذا كان بها ذلك، قال: ويسمى ذلك
الباسورُ الوَذَمَ.
فوح: الفَوْحُ: وِجْدانك الريحَ الطيبة.
فاحَتْ ريح المسكِ تَفُوحُ وتَفِيحُ فَوْحاً وفَيْحاً وفُؤُوحاً
وفَوَحاناً وفَيَحاناً: انتشرت رائحته، وعمَّ بعضهم به الرائحتين مَعاً. وفاحَ
الطِّيبُ يَفُوحُ فَوحاً إِذا تَضَوَّعَ؛ الفراء: يقال فاحتْ ريحه وفاختْ،
أَما فاختْ فمعناه أَخذتْ بنفسِه، وفاحتْ دون ذلك. وقال أَبو زيد:
الفَوْحُ من الريح والفَوْخُ إِذا كان لها صوت. وفَوْحُ الحرّ: شدّة سُطوعِه؛
وفي الحديث: شِدَّةُ الحرِّ من فَوْحِ جهَنَّم أَي شدَّةِ غَلَيانها
وحَرِّها، وينروى بالياء وسيذكر؛ وفي الحديث: كان يأْمرنا في فَوْح حَيْضِنا
أَن نَأْتَزِرَ أَي معظمه وأَوّله.
وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقِمْ حتى يَسْكُنَ حَرُّ النهار
ويَبْرُدَ؛ قال ابن سيده: وسنذكر هذه الكلمة بعد هذا لأَن الكلمة واوية
ويائية.
خيم: الخَيْمَةُ: بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ
الشجر؛ قال الشاعر:
أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ
(* قوله «أو مرخة خيمت» كذا بالأصل، والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب
وهي:
أو مرخة خيمت في أصلها البقر).
وقيل: وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ
ويُسْتَظَلُّ بها في الحر، والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ، وقيل: الخَيْمُ
أَعواد تنصب في القَيْظِ، وتجعل لها عَوَارِضُ، وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون
أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ، وقيل: هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ؛ قال
النابغة:
فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ،
وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ
الآسُ: الرماد. ومُعَثْلِبٌ: مهدوم. والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ
قال: وهو الأَساسُ؛ ويروى عَجُزُهُ أَيضاً:
وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ
ورواه أَبو عبيد للنابغة، ورواه ثعلب لزُهَيرٍ، وقيل: الخَيْمُ ما يبنى
من الشجر والسِّعَفِ، يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء.
وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة. والخَيْمَةُ عند العرب: البيت والمنزل، وسميت
خَيْمَةً
لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي. ابن الأَعرابي: الخيمة لا تكون إلا
من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب، قال: وأَما
المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها، ويقال: مِظَلَّةٌ. قال ابن بري: الذي
حكاه الجوهري من أَن الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو
قول الأَصمعي، وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر،
فإن كانت من غير شجر فهي بيت، وغيره يذهب إلى أَن الخَيْمَة تكون من
الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ، واستدل بأن أصل التَّخْييم الإقامة،
فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً؛ قال: ومثلُ بيت النابغة
قولُ مُزاحِمٍ:
مَنَازِلُ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا
فَبانُوا، وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيمُ
قال: ومثله قول زهير:
أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ،
فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ
قال: وشاهد الخِيَمِ قول مُرَقِّشٍ:
هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها
إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ؟
وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان:
ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام
وفي الحديث: الشَّهِيدُ في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ؛ الخَيْمَةُ:
معروفة؛ ومنه: خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه، واستعارها لِظلِّ رحمة
الله ورِضْوانه، ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر: الشهيد في ظِلِّ الله
وظِلِّ عَرْشِه. وفي الحديث: من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له الرجالُ قِياماً كما
يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء، وهو من قولهم: خام يَخِيمُ وخَيِّمُ
وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان، ويروى: اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ،
وقد تقدما. والخِيامُ أَيضاً: الهَوادِجُ على التشبيه؛ قال الأَعشى:
أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم
على نَبإٍ، إنّ الأَشافيّ سَائل
وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها: بَناها؛ عن ابن الأَعرابي. وتَخَيَّم
مكانَ كذا: ضَرَب خَيْمَتَهُ. وخَيَّمَ القومُ: دخلوا في الخَيْمة.
وخَيَّمُوا بالمكان: أَقاموا؛ وقال الأَعشى:
فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً،
وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَيَّمَا
والعرب تقول: خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها، وتَخَيَّمَ إذا أقامَ
فيها؛ وقال زهير:
وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب: أَقامت وعَبِقَت به.
وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه: أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ.وخَيَّمَه:
غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به؛ وأَنشد:
مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم في الثياب
أَبو عبيد: الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية. ويقال: خِيم
السيف فِرِنْدُه، والخِيمُ: الأَصل؛ وأَنشد:
ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه،
يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها
ابن سيده: الخِيمُ، بالكسر، الخُلُق، وقيل: سَعة الخُلُق، وقيل: الأَصل
فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه. وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً وخَيَماناً
وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة: نَكَصَ وجَبُنَ، وكذلك إذا كاد يكيد كيداً
فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب، ونَكَلَ ونَكَصَ، وكذلك خامُوا في الحرْب
فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا؛ وأَنشد:
رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور، حتى
أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا
والخَائِمُ: الجَبان. وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه: جَبُن
عنه؛ وقول الهذلي جُنادة بن عامر:
لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ،
ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاعا
قال ابن جني: أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال، وقال: خامَ
جَبُنَ وتَراجع؛ قال ابن سيده: وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ، وذلك أن
الخَيْمَة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه، فهي من معنى القَصْر
والثَّنْي، وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى، أَلا تَراهم
قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ؟ ابن سيده: والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما
يَنْبتُ على ساقٍ واحدة، وقيل: هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه، وقيل: هي الشجرة
الغَضَّة الرَّطْبة. ابن الأَعرابي: الخامة السُّنْبُلة، وجمعها خامٌ.
والخامة: الفُجْلة، وجمعها خام؛ قال أَبو سعيد الضرير: إن كانت محفوظة فليست
من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من
أَبي سعيد، وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين، والخامُ من
الجلود: ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه. والخامُ: الدِّبْسُ الذي
لم تَمسه النار؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهو أَفضله. والخِيمُ: الحَمْضُ.
ابن بري: وخِيماءُ اسم ماءةٍ؛ عن الفراء: وخِيَمٌ: جبل معروف؛ قال جرير:
أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ
وخِيمٌ: موضع معروف. والمَخِيمُ: موضعان؛ قال أَبوذؤيب:
ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ، وقَدْ بَلَغُوا
بطنَ المَخِيم، فقالوا الجَرّ أَو راحُوا
قال ابن جني: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م، وعِزَّة باب قَلِقَ.
وحكى أَبو حنيفة: خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً، وزعم أَنه مقلوب من
وَخُمَتْ؛ قال ابن سيده: وليس كذلك، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه.
وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها؛ وأَنشد ثعلب:
رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا
جُبُورِيَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها
الفراء وابن الأَعرابي: الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ
عَنَتٌ في رِجْله، فلا يستطيع أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها؛
يقال: إنه ليُخِيم إحدى رجْليه. أَبو عبيد: الإخامَةُ للفرس أَن يرفع
إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره؛ وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب
أَيضاً:
رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا
جُبُوريَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها