من (ب ل ح) ثمرة النخل ما دامت خضراء. يستخدم للذكور والإناث.
من (ب ل ح) ثمرة النخل ما دامت خضراء. يستخدم للذكور والإناث.
بلج: البُلْجَةُ والبَلَجُ: تباعدُ ما بين الحاجبين؛ وقيل: ما بين
الحاجبين إِذا كان نَقِيّاً من الشعر؛ بَلِجَ بَلَجاً، فهو أَبْلَجُ، والأُنثى
بَلْجاءُ. وقيل: الأَبْلَجُ الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه، يكون في
الطول والقصر. ابن الأَعرابي: البُلْجُ النَّقِيُّو مواضعِ القَسَماتِ من
الشَّعَرِ. الجوهري: البُلْجَةُ نَقاوَةُ ما بين الحاجبين؛ يقال: رجلٌ
أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ إِذا لم يكن مقروناً. وفي حديث أُمِّ معبد في صفة
النبي، صلى الله عليه وسلم: أَبْلَجُ الوجهِ أَي مُسْفِرهُ مُشْرِقُه،
ولم تُرِدْ بَلَجَ الحاجِبِ لأَنها تَصِفُه بالقَرَنِ. والأَبْلَجُ: الذي
قد وَضَح ما بين حاجبيه فلم يقترنا. ابن شميل: بَلِجَ الرجلُ يَبْلَجُ
إِذا وَضَحَ ما بين عينيه، ولم يكن مقرون الحاجبين، فهو أَبْلَجُ.
والأَبْلَدُ إِذا لم يكن أَقْرَنَ. ويقال للرجلِ الطَّلْقِ الوجهِ: أَبْلَجُ
وبَلْجٌ. ورجل أَبْلَجُ وبَلْجٌ وبَلِيجٌ: طَلْقٌ بالمعروفِ؛ قالت
الخنساء:كَأَنْ لَمْ يَقُلْ: أَهْلاً، لطالِبِ حاجةٍ،
وكان بَلِيجَ الوجهِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ
وشيء بليج: مشرق مضيء؛ قال الداخل بن حرام الهذلي:
بِأَحْسَنَ مَضْحَكاً منها وجِيداً،
غَداةَ الحَجْرِ، مَضْحَكُها بَليجُ
والبُلْجَةُ: ما خلف العارض إِلى الأُذن ولا شعر عليه. والبُلْجَةُ
والبَلْجَةُ: آخر الليل عند انصداع الفجر. يقال: رأَيت بُلْجَةَ الصبح إِذا
رأَيت ضَوْءَهُ. وفي الحديث: ليلة القَدْرِ بَلْجَةٌ أَي مشرقة.
والبَلْجَةُ، بالفتح، ويالبُلْجَةُ، بالضم: ضَوْءُ الصبح.
وبَلَجَ الصُّبْحُ يَبْلُجُ، بالضم، بُلُوجاً، وانْبَلَجَ، وتَبَلَّجَ:
أَسْفَرَ وأَضاء. وتَبَلَّجَ الرجل إِلى الرجل: ضحك وهَشَّ. والبَلَجُ:
الفَرَحُ والسرور، وهو بَلْجٌ، وقد بَلِجَتْ صدورُنا. الأَصمعي: بَلِجَ
بالشيء وثَلِجَ إِذا فرح، وقد أَبْلَجَني وأَثْلَجَني. وابْلاجَّ الشيءُ:
أَضاء. وأَبْلَجَتِ الشمسُ: أَضاءَت. وأَبْلَجَ الحَقُّ: ظهر؛ ويقال: هذا
أَمْرٌ أَبْلَجُ أَي واضح؛ وقد أَبَْلَجَهُ: أَوضحه، ومنه قوله:
أَلحَقُّ أَبْلَجُ، لا تَخْفَى مَعالِمُهُ،
كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نورٍ وإِبْلاجِ
والبُلُوجُ: الإِشراقُ. وصُبْحٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ أَي مشرق
مضيء؛ قال العجاج:
حتى بَدَتْ أَعناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا
وكذلك الحق إِذا اتضح؛ يقال: الحقُّ أَبْلَجُ، والباطل لَجْلَجٌ. وكل
شيء وَضَحَ: فقد ابْلاجَّ ابْلِيجاجاً. والبُلْجَةُ: الاسْتُ، وفي كتاب
كراع: البَلْجَةُ، بالفتح، الاست، قال: وهي الــبَلْحَةُ، بالحاء.
وبَلْجٌ وبَلاَّجٌ وبالِجٌ: أَسماء.
جدل: الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلاً
إِذا شددت فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلاً مُحْكَماً؛ ومنه قيل لزمام الناقة
الجَدِيل. ابن سيده: جدل الشيءَ يَجْدُله ويَجْدِله جَدْلاً أَحكم فَتْله؛
ومنه جارية مَجْدُولة الخَلْق حَسَنة الجَدْل. والجَدِيل: الزمام المجدول
من أَدم؛ ومنه قول امرئ القيس:
وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَدِيل مُخَصَّرٍ،
وسَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذلَّل
قال: وربما سُمِّي الوِشاح جَدِيلاً؛ قال عبد افيفي بن
عجلان النهدي:
جَديدة سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنَّها
سَقِيّة بَرْدَيٍّ نَمَتْها غُيُولها
كأَنَّ دِمَقْساً أَو فُروعَ غَمامةٍ،
على مَتْنِها، حيث اسْتَقَرَّ جَديلُها
وأَنشد ابن بري لآخر:
أَذكَرْت مَيَّةَ إِذ لها إِتْبُ،
وجَدَائلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ
والجَدِيل: حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر يكون في عُنق البعير أَو
الناقة، والجمع جُدُلٌ، وهو من ذلك. التهذيب: وإِنه لَحَسن الأَدَم وحَسَن
الجَدْل إِذا كان حسن أَسْرِ الخَلْق. وجُدُول الإِنسان: قَصَبُ اليدين
والرجلين.
والجَدْل والجِدْل: كل عَظْم مُوَفَّر كما هو لا يكسَر ولا يُخْلَط به
غيرُه. والجِدْل: العضو، وكل عضو جِدْل، والجمع أَجْدال وجُدُول، وقيل: كل
عظم لم يكسر جَدْل وجِدْل. وفي حديث عائشة، رضي افيفي عنها: العَقِيقة
تُقْطَع جُدُولاً لا يُكْسَر لها عَظْم؛ الجدُول: جمع جَدْل وجِدْل، بالفتح
والكسر، وهو العضو.
ورجل مَجْدول، وفي التهذيب: مَجْدول الخَلْق لَطيف القَصَب مُحْكَم
الفَتْل. والمجدول: القَضِيف لا من هُزَال. وغلام جادل: مُشْتَدّ. وساقٌ
مَجْدولة وجدْلاء: حَسنَة الطَّيِّ، وساعد أَجْدَل كذلك؛ قال الجعدي:
فأَخْرَجَهم أَجْدَلُ السَّاعِدَيْـ
نِ، أَصْهَبُ كالأَسَدِ الأَغْلَب
وجَدَل وَلَدُ الناقة والظبية يَجْدُل جُدُولاً: قَوِي وتَبِع أُمه.
والجَادِل من الإِبل: فَوْقَ الرَّاشِح، وكذلك من أَولاد الشَّاءٍ، وهو الذي
قد قَوِي ومَشى مع أُمه، وجَدَل الغلام يَجْدُل جُدُولاً واجْتَدل كذلك.
والأَجدَل: الصَّقْر، صفة غالبة، وأَصله من الجَدْل الذي هو الشِّدَّة،
وهي الأَجادِل، كَسَّروه تكسير الأَسماءِ لغلبة الصفة، ولذلك جعله سيبوبه
مما يكون صفة في بعض الكلام واسماً في بعض اللغات، وقد يقال للأَجدل
أَجْدَليٌّ، ونظيره عَجَمِيٌّ وأَعْجَمِيٌّ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
كأَنَّ بَني الدعماءِ، إِذ لَحِقُوا بِنا،
فِراخُ القَطَا لاقَيْنَ أَجْدَلَ بازِيَا
الليث: إِذا جَعَلْت الأَجْدل نعتاً قلت صَقْر أَجْدَل وصُقُور جُدْل،
وإِذا تركته اسماً للصَّقْر قلت هذا الأَجْدَل وهي الأَجادل، لأَن
الأَسماء التي على أَفْعَل تجمع على فُعْل إِذا نُعِت بها، فإِذا جعلتها أَسماء
مَحْضة جمعت على أَفَاعل؛ وأَنشد أَبو عبيد:
يَخُوتُونَ أُخْرى القَوْم خَوْتَ الأَجَادل
أَبو عبيد: الأَجادل الصُّقُور، فإِذا ارتفع عنه فهو جادل. وفي حديث
مطرف: يَهْوِي هُوِيَّ الأَجادل؛ هي الصقور، واحدها أَجدل والهمزة فيه
زائدة. والأَجدل: اسم فرس أَبي ذَرٍّ الغِفاري، رحمه افيفي ، على التشبيه بما
تقدم.
وجَدَالة الخَلْق: عَصْبُه وطَيُّه؛ ورَجل مَجْدول وامرأَة مجدولة.
والجَدَالة: الأَرض لشِدَّتها، وقيل: هي أَرض ذات رمل دقيق؛ قال الراجز:
قد أَرْكَب الآلَةَ بعد الآله،
وأَتْرُك العَاجِزَ بالجَدَاله
والجَدْل: الصَّرْع. وجَدَله جَدْلاً وجَدَّله فانْجدل وتَجَدَّل:
صَرَعه على الجَدَالة وهو مجدول، وقد جَدَلْتُه جَدْلاً، وأَكثر ما يقال
جَدَّلْته تَجْديلاً، وقيل للصَّرِيع مُجَدَّل لأَنه يُضْرَع على الجَدَالة.
الأَزهري: الكلام المعتمد: طَعَنَه فَجَدَّله. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، قال: أَنا خاتم النبيين في أُم الكتاب وإِن آدم
لَمُنْجَدِل في طينته؛ شمر: المنجدل الساقط، والمُجَدَّل المُلْقى بالجَدَالة،
وهي الأَرض؛ ومنه حديث ابن صياد: وهو مُنْجَدِل في الشمس، وحديث علي حين
وقف على طلحة وهو قتيل فقال: أَعْزِزْ عَلَيَّ أَبا محمد أَن أَراك
مُجَدَّلاً تحت نُجوم السماء أَي مُلْقىً على الأَرض قَتيلاً. وفي حديث معاوية
أَنه قال لصعصعة: ما مرَّ عليك جَدَّلتْه أَي رميته وصرعته؛ وقال
الهذلي:مُجَدَّل يَتَكَسَّى جِلْدُه دَمَه،
كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمة القُطُلُ
يقال: طعنه فجدَله أَي رماه بالأَرض فانجدل سَقَط. يقال: جَدَلتْه،
بالتخفيف، وجَدَّلته، بالتشديد، وهو أَعم. وعَنَاق جَدْلاء: في أُذُنها
قِصَر. والجَدَالة: الــبَلْحة إِذا اخْضَرَّت واستدارت، والجمع جَدَالٌ؛ قال
بعض أَهل البادية ونسبه ابن بري للمخبل السعدي:
وسارت إِلى يَبْرِينَ خَمْساً، فأَصْبَحَتْ
يَخِرُّ على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها
قال أَبو الحسن: قال لي أَبو الوفاء الأَعرابي جَدَالها ههنا أَولادُها،
وإِنما هو للبلح فاستعاره. قال ابن الأَعرابي: الجَدَالة فوق الــبَلَحة،
وذلك إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُها أَي اشتدَّت، واشتُقَّ جُدول، ولد الظبية،
من ذلك؛ قال: ولا أَدري كيف قال إِذا جَدَلَت نواتها لأَن الجَدَالة لا
نواة لها، وقال مرَّة: سمِّيت البُسْرَة جَدَالة لأَنها تشتد نواتها
وتستتم قبل أَن تُزْهِي، شبهت بالجَدَالة وهي الأَرض. الأَصمعي: إِذا اخضرَّ
حَبُّ طَلْع النخيل واستدار قبل أَن يشتد فإِن أَهل نجد يسمونه الجَدَال.
وجَدَل الحَبُّ في السنبل يَجْدُل: وقع فيه؛ عن أَبي حنيفة، وقيل قَوِي.
والمِجْدَل: القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بنائه، وجمعه مَجَادل؛ ومنه قول
الكميت:
كَسَوْتُ العِلافِيَّاتِ هُوجاً كأَنَّها
مَجَادِلُ، شدَّ الراصفون اجْتِدَالَها
والاجتدال: البنيان، وأَصل الجَدْل الفَتْل؛ وقال ابن بري: ومثله لأَبي
كبير:
في رأُس مُشْرِفة القَذال، كأَنما
أَطْرُ السحابِ بها بَياضُ المِجْدَل
وقال الأَعشى:
في مِجْدَلٍ شُدِّدَ بنيانُه،
يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائر
(* في الصحاح: شيّد)
ودِرْع جَدْلاءُ ومَجْدولة: مُحْكَمة النسج. قال أَبو عبيد: الجَدْلاء
والمجدولة من الدروع نحوُ المَوْضونة وهي المنسوجة، وفي الصحاح: وهي
المحكمة؛ وقال الحطيئة:
فيه الجِيَادُ، وفيه كل سابغة
جَدْلاءُ مُحْكمة من نَسْج سَلاَّم
الليث: جمع الجَدْلاء جُدْل. وقد جُدِلَت الدروعُ جُدْلاً إِذا أُحكمت.
شمر: سمِّيت الدُّروع جَدْلاً ومجدولة لإِحكام حَلَقِها كما يقال حَبْل
مجدول مفتول؛ وقول أَبي ذؤَيب:
فهن كعِقْبان الشَّرِيج جَوَانِحٌ،
وهم فوقها مُسْتَلْئِمو حَلَق الجَدْل
أَراد حَلَق الدرع المجدولة فوضع المصدر موضع الصفة الموضوعة موضع
المَوصوف. والجَدْل: أَن يُضْرب عُرْضُ الحَديد حتى يُدَمْلَج، وهو أَن تضرب
حروفه حتى تستدير. وأُذُن جَدْلاء: طويلة ليست بمنكسرة، وقيل: هي
كالصَّمْعاءِ إِلاَّ أَنها أَطول، وقيل: هي الوَسَط من الآذان.
والجِدْل والجَدْل: ذَكَر الرجل، وقد جَدَل جُدولاً فهو جَدِل وجَدْل
عَرْدٌ؛ قال ابن سيده: وأُرى جَدِلاً على النسب. ورأَيت جَدِيلَةَ رَأْيه
أَي عزيمتَه. والجَدَل: اللَّدَدُ في الخُصومة والقدرةُ عليها، وقد جادله
مجادلة وجِدالاً. ورجل جَدِل ومِجْدَل ومِجْدال: شديد الجَدَل. ويقال:
جادَلْت الرجل فجَدَلته جَدْلاً أَي غلبته. ورجل جَدِل إِذا كان أَقوى في
الخِصام. وجادَله أَي خاصمه مُجادلة وجِدالاً، والاسم الجَدَل، وهو شدَّة
الخصومة. وفي الحديث: ما أُوتَي الجَدَل قومٌ إِلاَّ ضَلُّوا؛ الجَدَل:
مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والمراد به في
الحديث الجَدَلُ على الباطل وطَلَبُ المغالبة به لا إَظهار الحق فإِن ذلك
محمود لقوله عز وجل: وجادلهم بالتي هي أَحسن. ويقال: إِنه لَجَدِل إِذا كان
شديد الخِصام، وإِنه لمجدول وقد جادل. وسورة المُجادَلة: سورة قد سمع الله
لقوله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إِلى الله؛ وهما
يَتَجادلان في ذلك الأَمر. وقوله تعالى: ولا جِدال في الحج؛ قال أَبو
إِسحق: قالوا معناه لا ينبغي للرجل أَن يجادل أَخاه فيخرجه إِلى ما لا ينبغي.
والمَجْدَل: الجماعة من الناس؛ قال ابن سيده: أُراه، لأَن الغالب عليهم
إِذا اجتمعوا أَن يتجادلوا؛ قال العجاج:
فانْقَضَّ بالسَّيْر ولا تَعَلَّلِ
بِمَجْدَل، ونِعْم رأْسُ المَجْدَلِ
والجَدِيلة: شَرِيجة الحمام ونحوها، ويقال لصاحب الجَدِيلة: جَدَّال،
ويقال: رجل جَدَّال بَدَّال منسوب إِلى الجَدِيلة التي فيها الحَمام.
والجَدَّال: الذي يَحْصُر الحَمام في الجَدِيلة. وحَمام جَدَليٌّ: صغير ثقيل
الطيران لصغره. ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السَّخِيف: هذا رأْي
الجَدّالين والبَدّالين، والبَدَّال الذي ليس له مال إِلاَّ بقدر ما يشتري به
شيئاً، فإِذا باعه اشترى به بَدَلاً منه فمسي بَدَّالاً. والجَدِيلة:
القَبِيلة والناحية. وجَدِيلة الرجل وجَدْلاؤُه: ناحيته. والقوم على جَدِيلة
أَمرهم أَي على حالهم الأَول. وما زال على جَدِيلة واحدة أَي على حال
واحدة وطريقة واحدة. وفي التنزيل العزيز: قل كُلٌّ يعمَلُ على شاكِلَتِه؛
قال الفراء: الشاكلة الناحية والطريقة والجَدِيلة، معناه على جَدِيلته أَي
طريقته وناحيته؛ قال: وسمعت بعض العرب يقول: وعَبْدُ الملك إِذ ذاك على
جَدِيلته وابن الزبير على جَدِيلته، يريد ناحيته. ويقال: فلان على
جَدِيلته وجَدْلائه كقولك على ناحيته. قال شمر: ما رأَيت تصحيفاً أَشبه بالصواب
مما قرأَ مالك بن سليمان عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: قل كلٌّ يعمل
على شاكِلَته، فصحَّف فقال على حَدٍّ يَلِيه، وإِنما هو على جَدِيلته أَي
ناحيته وهو قريب بعضه من بعض. والجَدِيلة: الشاكلة. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه: كَتَب في العبد إِذا غزا على جَدِيلته لا ينتفع مولاه بشيء من
خدمته فأَسْهِم له؛ الجَدِيلة: الحالة الأُولى. وركب جَدِيلة رأْيه أَي
عَزيمَته، أَراد أَنه إِذا غَزا منفرداً عن مولاه غير مشغول بخدمته عن الغزو.
والجَدِيلة: الرَّهْط وهي من أَدَم كانت تُصنع في الجاهلية يأْتَزِر بها
الصبيان والنساء الحُيَّض.
ورجل أَجْدَل المَنْكِب: فيه تَطَأْطؤ وهو خلاف الأَشْرَف من المناكب؛
قال الأَزهري: هذا خطأْ والصواب بالحاء، وهو مذكور في موضعه، قال: وكذلك
الطائر، قال بعضهم: به سُمِّي الأَجْدَل والصحيح ما تقدم من كلام
سيبويه.ابن سيده: الجَدِيلة الناحية والقبيلة. وجَدِيلة: بطن من قيس منهم فَهْم
وعَدْوان، وقيل: جَدِيلة حيٌّ من طيِّء وهو اسم أُمهم وهي جَدِيلة بنت
سُبَيْع ابن عمرو بن حِمَيْر، إِليها ينسبون، والنسبة إِليهم جَدَليٌّ مثل
ثَقَفيٍّ.
وجَدِيل: فَحْل لمَهْرة بن حَيْدان، فأَما قولهم في الإِبل جَدَلية
فقيل: هي منسوبة إِلى هذا الفحل، وقيل: إِلى جَديلة طيِّء، وهو القياس، وينسب
إِليهم فيقال: جَدَلِيٌّ. الليث: وجَدِيلة أَسَدٍ قبيلة أُخرى. وجَدِيل
وشَدْقَم: فَحْلان من الإِبل كانا للنعمان ابن المنذر.
والجَدْوَل: النهر الصغير، وحكى ابن جني جِدْوَل، بكسر الجيم، على مثال
خِرْوَع. الليث: الجَدْوَل نهر الحوض ونحو ذلك من الأَنهار الصغار يقال
لها الجَداوِل. وفي حديث البراء في قوله عز وجل: قد جعل ربك تحتك
سَرِيًّا، قال: جَدْوَلاً وهو النهر الصغير. والجَدْوَل أَيضاً: نهر
معروف.
بلح: البَلَحُ: الخَلالُ، وهو حمل النخل ما دام أَخضر صِغاراً كحِصرِم
العنب، واحدته بَلَحة. الأَصمعي: البَلَحُ هو السَّيابُ. وقد أَبْلَحَتِ
النخلة إِذا صار ما عليها بَلَحاً. وفي حديث ابن الزبير: ارْجِعُوا، فقد
طابَ البَلَحُ؛ ابن الأَثير: هو أَول ما يُرْطِبُ البُسْرُ، والبَلَحُ قبل
البُسْر لأَن أَوَّل التمر طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْر ثم
رُطَب ثم تَمْر.
والبَلَحِيَّاتُ: قلائد تصنع من البَلَح، عن أَبي حنيفة. والبُلَحُ:
طائر أَعظم من النَّسْر أَبْغَثُ اللون مُحْتَرِقُ الرِّيش، يقال: إِنه لا
تقع ريشة من ريشه في وسط ريش سائر الطائر إِلا أَحرقته؛ وقيل: هو النَّسْر
القديم الهَرِمُ؛ وفي التهذيب: البُلَحُ طائر أَكبر من الرَّخَم، والجمع
بِلْحانٌ وبُلْحانٌ.
والبُلُوحُ: تَبَلُّدُ الحامل من تحت الحَمْلِ من ثِقَلِه، وقد بَلَحَ
يَبْلَحُ بُلُوحاً، وبَلَّحَ؛ قال أَبو النجم يصف النمل حين يَنْقُلُ
الحَبَّ في الحَرّ:
وبَلَح النملُ به بُلُوحا
ويقال: حمل على البعير حتى بَلَح؛ أَبو عبيد: إِذا انقطع من الإِعياء
فلم يقدر على التحرُّك، قيل: بَلَحَ. والبالِحُ والمُبالِحُ: الممتنع
الغالبُ؛ قال:
ورَدَّ علينا العَدْلُ من آلِ هاشِمٍ
حَرائِبَنا، من كلِّ لِصٍّ مُبالِح
وبالَحَهُمْ: خاصمهم حتى غلبهم وليس بِمُحِقٍّ. وبَلَحَ عليَّ وبَلَّحَ
أَي لم أَجد عنده شيئاً. الأَزهري: بَلَح ما على غَريمي إِذا لم يكن عنده
شيء. وبَلَحَ الغَريمُ إِذا أَفلس. وبَلَحَتِ البئر تَبْلَحُ بُلوحاً،
وهي بالِحٌ: ذهب ماؤُها. وبَلَحَ الماءُ بُلُوحاً إِذا ذهب، وبئر بَلُوحٌ؛
قال الراجز:
ولا الصَّمارِيدُ البِكاءُ البُلْحُ
ابن بُزُرجٍ: البَوالِحُ من الأَرَضين التي قد عُطِّلَتْ فلا تُزْرَعُ
ولا تُعْمَر. والبالِحُ: الأَرض التي لا تنبت شيئاً؛ وأَنشد:
سَلا لي قُدُورَ الحارِثِيَّةِ: ما تَرَى؟
أَتَبْلَحُ أَم تُعْطِي الوَفاءَ غَرِيمَها؟
التهذيب: بَلَحَتْ خَفارَتُه إِذا لم يفِ؛ وقال بِشْرُ ابن أَبي خازم:
أَلا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لأْيٍ،
فلا شاةً تَرُدُّ، ولا بَعيرا
وبَلَح الرجلُ بشهادته يَبْلَح بَلْحاً: كتمها. وبَلَحَ بالأَمر:
جَحَده.قال ابن شميل: اسْتَبق رجلان فلما سبق أَحدهما صاحبه تَبالَحا أَي
تجاحدا.
والــبَلْحةُ والبَلْجة: الاست، عن كراع، والجيم أَعلى وبها بدأَ. وبَلَحَ
الرجل بُلُوحاً أَي أَعيا؛ قال الأَعشى:
واشْتَكى الأَوْصالَ منه وبَلَحْ
وبَلَّحَ تَبْليحاً مثله؛ وفي الحديث: لا يزال المؤمن مُعْنِقاً صالحاً
ما لم يصب دماً حراماً، فإِذا أَصاب دماً حراماً بَلَّح؛ بَلَّح أَي
أَعيا؛ وقد أَبْلَحَه السيرُ فانْقُطِع به؛ يريد وقوعه في الهلاك بإِصابة
الدم الحرام، وقد تخفف اللام؛ ومنه الحديث: اسْتَنْفَرْتهم فَبَلَحُوا عليَّ
أَي أَبَوْا، كأَنهم أَعْيَوا عن الخُروج معه وإِعانته؛ ومنه الحديث في
الذي يدخل الجنة آخِرَ الناسِ، يقال له: اعْدُ ما بَلَغَتْ قدماك،
فَيَعْدُو حتى إِذا ما بَلَّح؛ ومنه حديث عليَّ، رضي الله عنه، في الفتن: إِن
من ورائكم فتناً وبلاء مُكْلِحاً ومُبْلِحاً أَي مُعْيياً.
سرد: السَّرْدُ في اللغة: تَقْدِمَةُ شيء إِلى شيء تأْتي به متَّسقاً
بعضُه في أَثر بعض متتابعاً.
سَرَد الحديث ونحوه يَسْرُدُه سَرْداً إِذا تابعه. وفلان يَسْرُد الحديث
سرداً إِذا كان جَيِّد السياق له. وفي صفة كلامه، صلى الله عليه وسلم:
لم يكن يَسْرُد الحديث سرداً أَي يتابعه ويستعجل فيه. وسَرَد القرآن: تابع
قراءَته في حَدْر منه. والسَّرَد: المُتتابع. وسرد فلان الصوم إِذا
والاه وتابعه؛ ومنه الحديث: كان يَسْرُد الصوم سَرْداً؛ وفي الحديث: أَن
رجلاً قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِني أَسْرُد الصيام في السفر،
فقال: إِن شئت فصم وإِن شئت فأَفطر.
وقيل لأَعرابي: أَتعرف الأَشهر الحرم؟ فقال: نعم، واحد فَرْدٌ وثلاثة
سَرْد، فالفرد رجَبٌ وصار فرداً لأَنه يأْتي بعده شعبانُ وشهر رمضانَ
وشوّالٌ، والثلاثة السَّرْد: ذو القَعْدة وذو الحجة والمُحرّم. وسَرَد الشيء
سَرْداً وسرَّده وأَسْرَده: ثقبه. والسِّراد والمِسْرَد: المِثْقَب.
والمِسْرَدُ: اللسان. والمِسْرَدُ: النعل المخصوفة اللسان. والسَّرْدُ: الخرزُ
في الأَديم، والتَّسْريد مثله. والسِّراد والمِسْرَد: المِخْصَف وما
يُخْرز به، والخزز مَسْرودٌ ومُسَرَّد، وقيل: سَرْدُها
(* قوله «والخزز
مسرود إلخ» كذا بالأصل. وعبارة الصحاح: والخرز مسرود ومسرد، وكذلك الدرع
مسرود ومسردة، وقيل سردها إلخ اهـ.) نَسْجُها، وهو تداخل الحَلَق بَعْضِها في
بعض. وسَرَدَ خُفَّ البعير سَرْداً: خصفه بالقِدِّ. والسَّرد: اسم جامع
للدروع وسائر الحَلَق وما أَشبهها من عمل الخلق، وسمي سَرْداً لأَنه
يُسْرَد فيثقب طرفا كل حلقة بالمسمار فذلك الحَلَق المِسْرَد. والمِسْرَد:
هو المِثْقَب، وهو السِّراد؛ وقال لبيد:
كما خرج السِّرادُ من النِّقال
أَراد النِّعال؛ وقال طرفة:
حِفافَيْه شُكَّا في العَسِيبِ بِمسْرَد
والسَّرْد: الثَّقْب. والمسرودة: الدرع المثقوبة؛ وقيل: السَّرْد
السَّمْر. والسَّرْد: الحَلَق. وقوله عز وجل: وقدِّر في السَّرد؛ قيل: هو أَن
لا يجعل المسمار غليظاً والثقْب دقيقاً فيَفْصِم الحلق، ولا يجعل المسمار
دقيقاً والثقبَ واسعاً قيتقلقل أَو ينخلع أَو يتقصف، اجْعَلْه على القصد
وقَدْر الحاجة. وقال الزجاج: السرْد السمْر، وهو غير خارج من اللغة لأَن
السَّرْد تقديرك طرَف الحَلْقة إِلى طرفها الآخر.
والسَّرادة: الخَلالة الصُّلْبة. والسَّرَّاد: الزرَّاد. والسَّرادَةُ:
البُسْرةَ تحْلو قبل أَن تُزْهِيَ وهي بلَحة. وقال أَبو حنيفة: السَّراد
الذي يسقط من البُسْر قيل أَن يدرك وهو أَخضر، الواحدة سَرادة. والسَّراد
من الثمر: ما أَضرَّ به العطش فيبس قبل يَنْعِه، وقد اأَسرَدَ النخلُ.
أَبو عمرو: السارِدُ الخَرَّاز والإِشْفى يقال له السِّراد والمِسْرَد
والمِخْصَف. والسَّرْد: موضع. وسُرْدُد: موضع؛ قال ابن سيده: هكذا حكاه
سيبويه متمثلاً به بضم الدال وعدله بشُرْنُب، قال: وأَما ابن جني فقال
سُرْدَد، بفتح الدال؛ قال أُمية
بن أَبي عائذ الهذلي:
تَصَيَّفْتُ نَعمانَ، واصَّيَفَتْ
جبالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَد
قال ابن جني: إِنما ظهر تضعيف سُرْدَد لأَنه ملحق بما لم يجئ وقد علمنا
أَن الإِلحاق إِنما هو صنعة لفظية، ومع هذا فلم يظهر ذلك الذي قدره هذا
ملحقاً فيه، فلولا أَن ما يقوم الدليل عليه بما لم يَظهر إِلى النطق
بمنزلة الملفوظ به لما أَلحقوا سُرْدَداً وسودَداً بما لم يفوهوا به ولا
تجشموا استعماله.
والسَّرَنْدى: الجريء، وقيل: الشديد، والأُنثى سَرَنداة. والسَّرَنْدى:
اسم رجل؛ قال ابن أَحمر:
فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذاتَ شِمالِه،
كَسَيْفِ السَّرَنْدى لاحَ في كَفِّ صاقِل
قال سيبويه: رجل سَرَنْدى مشتق من السرد ومعناه الذي يمضي قُدُماً. قال:
والسَّرَد الحَلَق، وهو الزَّرَد ومنه قيل لصانعها: سَرَّاد وزَرَّاد.
والمُسْرَنْدي: الذي يعلوك ويَغْلِبك. واسْرَنداه الشيءُ: غلبه وعلاه؛
قال:
قد جَعل النعاسُ يَغْرَنْديني،
أَدْفعه عنِّي ويَسْرَنْديني
والاسْرِنْداء والاغْرِنْداء واحد، والياء للإِلحاق بافْعَنْلل.
سيب: السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وفي حديث الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً.
والسُّـيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه؛ وقال ثعلب: هي الـمَعادِنُ. وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ: وفي السُّـيُوبِ الخُمُسُ؛
قال أَبو عبيد: السُّـيُوبُ: الرِّكازُ؛ قال: ولا أُراه أُخِذَ إِلا من
السَّيبِ، وهو العطاءُ؛ وأَنشد:
فما أَنا، منْ رَيْبِ الـمَنُونِ، بجُبَّإٍ، * وما أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ
وقال أَبو سعيد: السُّـيُوبُ عُروق من الذهب والفضة، تَسِـيبُ في
الـمَعْدِن أَي تَتكون فيه(1)
(1 قوله «أي تتكون إلخ» عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.) وتَظْهَر، سميت سُيوباً لانْسِـيابِها في الأَرض. قال الزمخشري:
السُّـيُوبُ جمع سَيْبٍ، يريد به المالَ المدفون في الجاهلية، أَو
الـمَعْدِن لأَنه، من فضلِ اللّه وعَطائه، لمن أَصابَه.
وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة.
والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِـيبُ سَيْباً: جَرى.
والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُـيُوبٌ.
وسابَ يَسِـيبُ: مشى مُسرِعاً. وسابَتِ الـحَيَّةُ تَسِـيبُ إِذا مَضَتْ
مُسْرِعةً؛ أَنشد ثعلب:
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّـمامِ، فلا تُرَى، * وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِـيبُ؟
وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ. وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من
مَكْمَنِه. وفي الحديث:
أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِـيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ. يقال: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى. وانْسابَ فلان نحوكُم: رجَعَ.
وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه. وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فهي سائبةٌ. والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له. والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، ولا يُرْكَب، ولا يُحْمَلُ عليه. والسائبة التي في القرآن العزيز، في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِـيرةٍ ولا سائبةٍ؛ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال: ناقَتي سائبةٌ أَي
تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها، ولا تُحَـَّلأُ عن ماءٍ، ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ، ولا تُركَب؛ وقيل: بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بذلك؛ فأُغِـيرَ على رَجل من العرب، فلم يَجِدْ دابَّةً
يركبُها، فرَكِب سائبةً، فقيل: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فقال: يَركَبُ
الـحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له، فذهَبَتْ مَثَلاً. وفي الصحاح: السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ، في الجاهِلِـيَّةِ، لِنَذْرٍ ونحوه؛ وقد قيل: هي أُمُّ البَحِـيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فتسمى البَحِـيرةَ، وهي بمَنْزلةِ أُمـِّها في أَنها سائبةٌ، والجمع سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ. وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال: هو سائبةٌ، فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُه لِـمُعْتِقِه، ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ، وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه. قال ابن الأَثير: قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قال: كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو
بُرْءٍ من مَرَضٍ، أَو غير ذلك قال: ناقَتي سائبةٌ، فلا تُمْنَعُ مِن
ماءٍ، ولا مَرْعًى، ولا تُحْلَبُ، ولا تُرْكَب؛ وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً
فقال: هو سائِـبةٌ، فلا عَقْل بينهما، ولا مِـيراثَ؛ وأَصلُه من
تَسْيِـيبِ الدَّوابِّ، وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حيث شاءَتْ. وفي الحديث: رأَيتُ عَمْرو بن لُـحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ؛ وكان أَوَّلَ
من سَيَّبَ السَّوائِب، وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله: ما جَعَلَ
اللّهُ مِنْ بَحِـيرَةٍ ولا سائبةٍ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِـيرَةِ، وهو
مَذْكور في موضعه. وقيل: كان أَبو العالِـيةِ سائبةً، فلما هَلَكَ، أُتِـيَ مَولاه بميراثِه، فقال: هو سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه. وقال الشافعيّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً، فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً، ولم يَدَعْ
وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه، فميراثُه لـمُعْتِقِه، لأَن النبـيّ،
صلى اللّه عليه وسلم، جَعَلَ الوَلاءَ لُـحْمةً كَلُـحْمةِ النَّسَب، فكما
أَنَّ لُـحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِـعُ، كذلك الوَلاءُ؛ وقد قال، صلى اللّه عليه وسلم: الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ. وروي عن عُمَرَ، رَضي اللّه عنه، أَنه قال: السَّائِـبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قال أَبو عبيدة، في قوله ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه، وتصدّق بصدقتِه فيه. يقول: فلا يَرجِـعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا، وذلك كالرَّجل
يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً، ولا وارثَ له، فلا
ينبغي لِـمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِـيراثِه شيئاً، إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله. وقال ابن الأَثير: قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِـبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فلا يَرْجِـعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا، وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما، قال: وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لا على أَنه حرامٌ، وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ، جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر. وفي حديث عبدِاللّه: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ؛ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِـبةً، ولا يكون ولاؤُه لِـمُعْتِقِه، ولا وارِثَ له، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه. وفي الحديث: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِـبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً، السَّائِـبتانِ: بَدَنَتانِ أَهْداهما النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما؛ سمَّاهُما سائِـبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى. وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالـمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّـيُوبِ في الكَلِمِ؛ السُّـيُوبُ: ما سُيِّبَ وخُلِّـي فسابَ، أَي ذَهَبَ.
وسابَ في الكلام: خاضَ فيه بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ. ويقال: سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ. والسَّـيَابُ، مثل السَّحابِ: البَلَحُ. قال أَبو حنيفة: هو البُسْر الأَخضرُ، واحدته سَيابةٌ، وبها سمي الرَّجل؛ قال أُحَيْحةُ:
أَقْسَمْتُ لا أُعْطِـيكَ، في * كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ
فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فقلت: سُـيَّابٌ وسُـيّابةٌ؛ قال أَبو زبيد:
أَيـَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ، * تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا
أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تعقد الطلع
حتى يصير بلحاً، فهو السَّيابُ، مُخَفَّف، واحدته سَيابةٌ؛ وقال شمر: هو السَّدَى والسَّداءُ، ممدود بلغة أَهل المدينة؛ وهي السيَّابةُ، بلغةِ وادي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ:
سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ، ولا أَثَرُ
قال: وسمعت البحرانيين تقول: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ.
وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ: لو سَـأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها، هي بفتح السين والتخفيف: الــبَلحَةُ، وجمعها سَيابٌ.
والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قال أَبو العلاءِ: وبه سُمِّيَ سيبويه: سِـيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ.
وسائبٌ: اسمٌ من سابَ يَسِـيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى. والـمُسَيَّبُ: من شُعَرائِهم.
والسُّوبانُ: اسم وادٍ، واللّه تعالى أَعلم.
مرخ: مرَخَه بالدهن يمرُخُه
(* قوله «يمرخه» هو في خط المؤلف، بضم
الراء، وقال في القاموس ومرخ كمنع). مرخاً ومرَّخه تمريخاً: دهنه. وتمرَّخ به:
ادّهن. ورجل مَرَخٌ ومِرِّيخ: كثير الادّهان.
ابن الأَعرابي: المَرْخُ المزاح، وروي عن عائشة، رضي الله عنها: أَن
النبيّ، صلى الله عليه وسلم، كان عندها يوماً وكان متبسطاً فدخل عليه عمر،
رضي الله عنه، فَقَطَّبَ وتَشَزَّن له، فلما انصرف عاد النبي، صلى الله
عليه وسلم، إِلى انبساطه الأَوّل، قالت: فقلت يا رسول الله كنت متبسطاً
فلما جاء عمر انقبضت، قالت فقال لي: يا عائشة إِن عمر ليس ممن يُمْرَخُ معه
أَي يمزح؛ وروي عن جابر بن عبدالله قال: كانت امرأَة تغني عند عائشة
بالدف فلما دخل عمر جعلت الدفّ تحت رجلها، وأَمرت المرأَة فخرجت، فلما دخل
عمر قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هل لك يا ابن الخطاب في ابنة
أَخيك فعلت كذا وكذا؟ فقال عمر: يا عائشة؛ فقال: دع عنك ابنة أَخيك. فلما
خرج عمر قالت عائشة: أَكان اليوم حلالاً فلما دخل عمر كان حراماً؟ فقال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليس كل الناس مُرَخّاً عليه؛ قال الأَزهري:
هكذا رواه عثمان مرخّاً، بتشديد الخاء، يمرخ معه؛ وقيل: هو من مَرَخْتُ
الرجل بالدهن إِذا دهنت به ثم دلكته. وأَمْرَخْتُ العجين إِذا أَكثرت
ماءه؛ أَراد ليس ممن يستلان جانبه. والمَرْخُ: من شجر النار، معروف.
والمَرْخُ: شجر كثير الوَرْي سريعه. وفي المثل: في كلِّ شَجَرٍ نار،
واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار؛ أَي دهنا بكثرة ذلك
(* قوله «أي دهنا بكثرة دلك»
هكذا في نسخة المؤلف).
واسْتمجَد: استفضل؛ قال أَبو حنيفة: معناه اقتدح على الهوينا فإِن ذلك
مجزئ إِذا كان زنادك مرخاً؛ وقيل: العفار الزند، وهو الأَعلى، والمرخ:
الزندة، وهو الأَسفل؛ قال الشاعر:
إِذا المَرْخُ لم يُورِ تحتَ العَفَارِ،
وضُنَّ بقدْر فلم تُعْقبِ
وقال أَعرابي: شجر مرِّيخ ومَرِخ وقطِف، وهو الرقيق اللين. وقالوا:
أَرْخِ يَدَيْكَ واسْتَرْخْ إِنَّ الزنادَ من مَرْخْ؛ يقال ذلك للرجل الكريم
الذي لا يحتاج أَن تكرّه أَو تلجّ عليه؛ فسره ابن الأَعرابي بذلك؛ وقال
أَبو حنيفة؛ المَرْخ من العضاه وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظلّ فيه؛
وليس له ورق ولا شوك، وعيدانه سلِبة قضبان دقاق، وينبت في شعب وفي خَشب،
ومنه يكون الزناد الذي يقتدح به، واحدته مرخة؛ وقول أَبي جندب:
فلا تَحْسِبَنْ جاري لَدَى ظلّ مَرْخَةٍ؛
ولا تَحْسِبَنْه نَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ
خص المرخة لأَنها قليلَة الورق سخيفة الظل. وفي النوادر: عود مِتِّيخٌ
ومِرِّيخٌ طويل ليِّن؛ والمِرِّيخ: السهم الذي يغالى به؛ والمرِّيخ: سهم
طويل له أَربع قذذ يقتدر به الغِلاء؛ قال الشماخ:
أَرِقْتُ له في القَوْم، والصُّبْحُ ساطع،
كما سَطَعَ المرِّيخُ شَمَّرَه الغَالي
قال ابن برّي: وصف رفيقاً معه في السفر غلبه النعاس فأَذن له في النوم،
ومعنى شمَّره أَي أَرسَلَه، والغالي الذي يغلو به أَي ينظر كَمْ مَدَى
ذهابه؛ وقال الراجز:
أَو كمرِّيخ على شِرْيانَةٍ
أَي على قوس شريانة؛ وقال أَبو حنيفة، عن أَبي زياد: المِرِّيخ سهم يضعه
آل الخفة وأَكثر ما يُغلُون به لإِجراء الخيل إِذا استبقوا؛ وقول عمرو
ذي الكلب:
يا لَيتَ شعري عنْكَ، والأَمرُ عَمَمْ،
ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنمْ؟
صَبَّ لها في الرِّيحِ مرِّيخٌ أَشَمْ
إِنما يريد ذئباً فكنى عنه بالمرِّيخ المحدّد، مثله به في سرعته ومضائه؛
أَلا تراه يقول بعد هذا:
فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هزَمْ
اجتال: اختار، فدل ذلك على أَنه يريد الذئب لأَنَّ السهم لا يختار.
والمرِّيخ: الرجل الأَحمق، عن بعض الأَعراب. أَبو خيرة: المرِّيخ والمرِّيجُ،
بالخاء والجيم جميعاً، القَرْن ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرُجة؛ وقال أَبو
تراب: سأَلت أَبا سعيد عن المريخ والمريج فلم يعرفهما، وعرف غيره
المرّيخ والمرّيج: كوكب من الخُنَّس في السماءِ الخامسة وهو بَهرام؛
قال:فعندَ ذاك يطلُعُ المرِّيخُ
بالصُّبْح، يَحكي لَوْنَه زَخِيخُ،
من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ
قال ابن الأَعرابي: ما كان من أَسماء الدراري فيه أَلف ولام، وقد يجيء
بغير أَلف ولام، كقولك مرِّيخ في المرِّيخ، إِلا أَنك تنوي فيه الأَلف
واللام.
وأَمْرَخَ العجينَ إِمْراخاً: أَكثَرَ ماءَه حتى رق. ومَرِخ العَرْفَجُ
مَرَخاً، فهو مَرِخٌ: طاب ورقَّ وطالت عيدانه.
والمَرِخ: العَرْفج الذي تظنه يابساً فإِذا كسرته وجدت جوفه رطباً.
والمُرْخَة: لغة في الرُّمْخَةِ، وهي الــبَلَحة. والمرِّيخُ:
المرْدَاسَنْجُ.
وذو المَمْرُوخِ: موضع. وفي الحديث ذكر ذي مُراخٍ، هو بضم الميم، موضع
قريب من مزدلفة؛ وقيل: هو جبل بمكة، ويقال بالحاء المهملة.
ومارخَة: اسم امرأَة. وفي أَمثالهم: هذا خِباءُ مارخَةَ
(* قوله «هذا
خباء مارخة» بخاء معجمة مكسورة ثم باء موحدة، وقوله كانت تتفخر بفاء ثم خاء
معجمة كذا في نسخة المؤلف. والذي في القاموس مع الشرح: ومارخة اسم
امرأَة كانت تتخفر ثم وجدوها تنبش قبراً، فقيل هذا حياء مارخة فذهبت مثلاً
إلخ. وتتخفر بتقديم الخاء المعجمة على الفاء من الخفر، وهو الحياء، وقوله
هذا حياء إلخ، بالحاء المهملة ثم المثناة التحتية). قال: مارخة اسم امرأَة
كانت تتفخر ثم عثر عليها وهي تنبش قبراً.
غسس: الغُسُّ، بالضم: الضعيف اللئيم، زاد الجوهري: من الرجال؛ قال زهير
بن مسعود:
فلم أَرْقِهِ إِنْ يَنْجُ منها، وإِن يَمُتْ
فطَعْنَة لا غُسٍّ، ولا بمُغَمِّرِ
والجمع أَغْساس وغِساس وغُسُوس. ابن الأَعرابي: الغُسُسُ الضُّعفاء في
آرائهم وعقولهم. الجوهري: يكون الغُسُّ واحداً وجمعاً؛ وأَنشد لأَوس بن
حَجَر:
مُخَلّفُون ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ،
غُسُّ الأَمانة، صُنْبُورُ فصُنْبُورُ
ورواه المفضل: غُشُّ، بالشين المعجمة، كأَنه جمع غاشٍّ مثل بازِل
وبُزْل، ويروة: غُشَّ نصباً على الذَّم بإِضمار أَعني، ويُروى: غُشَّ نصباً على
الذَّم بإِضمار أَعني، ويُروى: غُسُّو الأَمانة، أَيضاً بالسين، أَي
غُسُّون، فحذفت النون للإِضافة، ويجوز غُسِّي، بكسر السين، فإِضمار أَعني،
وتحذف النون للإِضافة. والغَسِيسُ والمَغْسُوس: كالغُسِّ.
والغَسِيسَة والمُغَسَّسَة والمَغْسُوسَة: البُسْرة التي ترطب ثم يتغير
طعمها، وقيل: هي التي لا حلاوة لها، وهي أَخبث البُسر، وقيل: الغَسِيسَة
والمُغَسِّسَة والمَغْسُوسَة البُسرة تُرطب من حول تُفْرُوقِها، ونخلة
مَغْسوسَة: تُرطِب ولا حلاوة لها. والغُسُسُ: الرُّطَب الفاسِد، الواحد
غَسِيسٌ. وقال ابن الأَعرابي في النوادر: الغَسِيسَة التي تُرطب ويتغير
طعمها، والسَّرادة البُسرة التي تحلو قبل أَن تُزهي، وهي بَلحَة، والمَكْرَة
التي لا تُرْطب ولا حلاوة لها، والشُّمْطانة التي يُرطب جانب منها
وسائرها يابس، والمَغْسُوسَة التي تركب ولا حلاوة لها.
أَبو مِحْجَن الأَعرابي: هذا الطعام غَسُوس صِدْق وغَلُول صدق أَي طعام
صدق، وكذلك الشَّراب. وغَسَّ الرجل في البلاد إِذا دخل فيها ومضى
قُدُماً، وهي لغة تميم؛ قال رؤبة:
كالحُوت لمَّا غَسَّ في الأَنهار
قال: وقَسَّ مثله. والغُسُّ: الفَسْل من الرجال، وجمعه أَغْساس؛ وأَنشد:
أَن لا يُتَلَّى بِجِبْسٍ لا فُؤاد لهُ،
ولا بِغُسٍّ عنِيد الفُحْشِ إِزْمِيلِ
وغَسَسْتَه في الماس وغَتَتَّهُ أَي غَطَطْتَه؛ قال أَبو وجزة:
وانغَسَّ في كَدِر الطِّمالِ دَعامِصٌ
حُمْرُ البُطون، قَصِيرة أَعْمارُها
والغِسُّ: زجر الهرّ. وغَسْغَسْت بالهِرَّة إِذا بالغت في زجرها؛ ويقال
للهرَّة الخَازِ بازِ والمَغْسُوسَة.
ولست من غَسَّانِه أَي ضرْبه؛ عن كراع. وغَسَّان: قبيلة من اليمن، منهم
ملوك غسان، وغَسَّان: ماءٌ نُسِب إِليه قوم؛ قال حسان:
أَلأَزْدُ نِسْبَتُنا والماءُ غَسَّانُ
هذا إِن كان فَعْلانَ فهو من هذا الباب، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب
النون. ويقال: غَسَّ فلان خطبة الخطيب أَي عابها.
غسا: غَسا الليلُ يَغْسُو غُسُوًّا وغَسِيَ يَغْسى؛ قال ابن أَحمر:
كأَنّ الليلَ لا يَغْسى عَليه،
إِذا زَجَر السَّبَنْتاةَ الأَمُونا
وأَغْسى يُغْسي: أَظْلَم، قال ابن أَحمر:
فلما غَسى لَيْلي وأَيْقَنْتُ أَنَّها
هي الأُرَبى، جاءَت بأُمِّ حَبَوْكَرى
وقد ذكره ابن سيده: في معتل الياء أَيضاً؛ قال ابن بري: شاهدُ أَغْسَى
قول الهجيمي:
هَجَوْا شَرَّ يَرْبوعٍ رجالاً وخَيْرَها
نِساءً، إِذا أَغْسى الظلامُ تُزارُ
قال: وقال العجاج:
ومرّ أَعْوام بلَيْلٍ مُغْسِ
وحكى ابنُ جنِّي: غَسى يَغْسى كأَبى يأْبى، قال: وذلك لأَنهم شَبَّهوا
الأَلفَ في آخِره بالهمزة في قَرَأَ يقْرأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ، وقد قالوا
غَسِيَ يَغْسى؛ قال ابن سيده: فقَدْ يجوز أَن يكون غَسى يَغْسى من
التركيب، يعني أَنه إِنما قامَ يَغْسى من غَسِيَ ويَغْسُو من غَسا وقد
أَغْسَيْنا، وذلك عند المغرب وبُعَيْده. وأَغْسِ من اللَّيْل أَي لا تَسِرْ
أَوَّله حتى يذهَبَ غُسُوُّه، كما يقال أَفْحِمْ عنك من اللَّيْلِ أَي لا
تَسِرْ حتى تَذْهب فَحْمَتُه. وشيخٌ غاسٍ: قد طالَ عُمْرُه؛ قال ابن سيده: ولم
أَرَها بالغين المعجمة إِلاَّ في كتاب العين؛ قال الأَزهري: الصواب
شيخٌ عاسٍ، بالعين المهملة، ومن قال غاسٍ فقد صحَّف.
والغَساةُ: الــبَلَحة الصَّغيرةُ، وجمعها غَسَواتٌ وغَساً. وقال أَبو
حنيفة: الغَسا البَلَح فعَمَّ به. وقال مَرَّةً: الغاسِي أَوْلُ ما يخرُجُ
من التَّمْرِ فيكون كأَبْعارِ الفِصالِ، قال: وإنما حملناه على الواو
لمقارَبَتِهِ الغَسواتِ في المعنى.