Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: الوجه

الرّشوة

الرّشوة:
[في الانكليزية] Corruption ،tip ،bribe
[ في الفرنسية] Corruption ،pourboire ،pot -de -vin بالكسر والضم وسكون الشين المعجمة كما في المنتخب هي اسم من الرّشوة بالفتح كما في القاموس، فهما لغة ما يتوصّل به إلى الحاجة بالمضايقة بأن تصنع له شيئا ليصنع لك شيئا آخر. قال ابن الأثير: وشريعة ما يأخذه الآخذ ظلما بجهة يدفعه الدافع إليه من هذه الجهة وتمامه في صلح الكرماني، فالمرتشي الآخذ والراشي الدافع كذا في جامع الرموز في كتاب القضاء. وفي البرجندي الرشوة مال يعطيه بشرط أن يعينه والذي يعطيه بلا شرط فهو هدية كذا في فتاوى قاضي خان. وفي البحر الرائق في القاموس: الرشوة مثلثة الجعل وأرشاه أعطاه إياها، وارتشى أخذها، واسترشى طلبها انتهى. وفي المصباح الرّشوة بالكسر ما يعطيه رجل شخصا حاكما أو غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد والضم لغة.

وفي الخانية: الرّشوة على وجوه أربعة؛ منها ما هو حرام من الجانبين وذلك في موضعين، أحدهما إذا تقلّد القضاء بالرّشوة لا يصير قاضيا، وهي حرام على القاضي والآخذ.
والثاني إذا دفع الرّشوة إلى القاضي ليقضي له حرام على الجانبين، سواء كان القضاء بحقّ أو بغير حقّ. ومنها إذا دفع الرشوة خوفا على نفسه أو ماله، فهذه حرام على الآخذ غير حرام على الدافع، وكذا إذا طمع ظالم في ماله فرشاه ببعض المال. ومنها إذا دفع الرّشوة ليسوّى أمره عند السلطان حلّ للدافع ولا يحلّ للآخذ، وهذا إذا أعطى الرّشوة بشرط أن يسوّى أمره عند السلطان، وإن طلب منه أن يسوّي أمره ولم يذكر له الرّشوة ولم يشترط أصلا ثم أعطاه بعد ما سوي أمره اختلفوا فيه. قال بعضهم لا يحلّ له. وقال بعضهم يحلّ وهو الصحيح، لأنّه من المجازاة الإحسان بالإحسان فيحل، ولم أر قسما يحلّ الأخذ فيه دون الدفع. وأمّا الحلال من الجانبين فإنّ هذا للتّودد والمحبة وليس هو من الرشوة.
وفي القنية الظلمة تمنع الناس من الاحتطاب في المروج إلّا بدفع شيء إليهم، فالدفع والأخذ حرام لأنّه رشوة إلّا عند الحاجة فيحلّ للدافع دون الآخذ. وحدّ الرّشوة بذل المال فيما هو [غير] مستحقّ على الشخص، ومال الرّشوة لا يملك، والتوبة من الرشوة برد المال إلى صاحبه، وإن قضى حاجته. ومن الرّشوة المحرّمة على الآخذ دون الدافع ما يدفع شخص إلى شاعر خوفا من الهجاء والذمّ.
وقالوا بذل المال لاستخلاص حقّ له على آخر رشوة. ومنها إذا كان وليّ امرأة لا يزوجها إلّا أن يدفع إليه كذا فدفع له فزوّجه إياها، فللزوج أن يستردّه منه قائما أو هالكا لأنّه رشوة. وعلى قياس هذا يرجع بالهدية أيضا في المسألة المتقدّمة إذا علم من حاله أنّه لا يزوجه إلّا بالهدية، وإلّا لا، انتهى من البحر. وفي فتاوى ابراهيم شاهي وعن ثوبان رضي الله عنه: «لعن الله الراشي والمرتشي». وفي الحموي حاشية الأشباه والنظائر الرّشوة لا تملك، ولو أخذ مورثه رشوة أو ظلما إن علم بذلك بعينه لا يحلّ له أخذه، وإن لم يعلمه بعينه له أخذه حكما. وأما في الديانة فيتصدّق به بنية الخصماء انتهى. وفي دستور القضاة وإن ارتشى القاضي أو أحد من أصحابه ليعين للراشي عند القاضي ولم يعلم القاضي بذلك وقضى للراشي نفذ قضاؤه، ويجب على القابض ردّ ما قبض ويأثم الراشي. وإن علم القاضي بذلك فقضاؤه مردود، وهو كما ارتشى بنفسه وقضى للراشي انتهى. وفي نصاب الاحتساب الرّشوة على أربعة أوجه: إمّا أن يرشوه لأنّه قد خوّفه فيعطيه ليدفع الخوف عن نفسه، أو يرشوه ليسوّي بينه وبين السلطان، أو يرشوه ليتقلّد القضاء من السلطان، أو يرشوه للقاضي ليقضي له، ففي الوجه الأول لا يحلّ الأخذ لأنّ الكفّ عن التخويف كفّ عن الظلم وأنّه واجب حقّا للشرع، فلا يحل أخذه لذلك، ويحلّ للمعطي الإعطاء لأنّه جعل المال وقاية للنفس وهذا جائز موافق للشرع.
فلذلك نقول في المحتسب إذا خوّف إنسانا بظلم وأعطاه ذلك الإنسان ليدفع عنه ذلك الخوف فهو جائز للمعطي، ويحرم على المحتسب. وفي الوجه الثاني أيضا لا يحلّ للآخذ لأنّ الإقامة بأمور المسلمين وإعانة الملهوفين عند القدرة عليها واجب على الكفاية ديانة وحقا للشرع بدون المال، فهو يأخذ المال عمّا وجب عليه الإقامة بدونه، فلا يحلّ له الأخذ. فإذا أخذ المال من المظلوم بالشرط فهو حرام. لكن لمّا لم يكن واجبا عليه عينا بل يسع له تركه في الجملة، أي إذا باشره أحد غيره لكفاه. فبناء على هذا لو أخذ شيئا بعد إنجاحه مرامه بلا شرط أصلا فهو على الاختلاف المذكور. فقال بعضهم إنّه حلال نظرا إلى عدم الوجوب عليه عينا وإلى جواز الترك في الجملة. وقال بعضهم إنّه حرام نظرا إلى نفس الوجوب وإن كان على الكفاية، ولأنّه إذا أدّاه كان أداء للواجب، فكان اعتياضا عن الواجب، وهو حرام، بخلاف القاضي وأمثاله فإنّه واجب عليه عينا. فلهذا يحرم عليه مطلقا أي سواء كان بشرط أو لا بشرط، وسواء كان قبل الحكم أو بعده، وهذه الحرمة بالإجماع بلا خلاف أحد. وفي الوجه الثالث لا يحل الأخذ والإعطاء، وهكذا في أصحاب محتسب الملك إذا أخذوا شيئا من النائبين على الاحتساب في القصبات ليسوّوا أمرهم في نيابتهم ليتقرروا على عهدة الاحتساب فهو حرام، كما في الرشوة في باب السعي بين القضاة وبين السلطان ليوليهم على القضاء. وفي الوجه الرابع حرم الأخذ سواء كان القضاء بحقّ أو بظلم. أمّا بظلم فلوجهين: الأول أنّه رشوة والثاني أنّه سبب للقضاء بالحرام، وأما بحقّ فلوجه واحد وهو أنّه أخذ المال لإقامة الواجب. أمّا الإعطاء فإن كان لجور لا يجوز، وإن كان لحقّ أي لدفع الظلم عن نفسه أو عن ماله جاز لما بيّنا. فعلى هذا المحتسب أو القاضي إذا أهدي إليه فممّن يعلم أنّه يهدي لاحتياجه إلى القضاء والحسبة لا يقبل، ولو قبل كان رشوة. وأمّا ممّن يعرف أنّه يهدي للتودّد والتحبّب لا للقضاء والحسبة فلا بأس بالقبول منه لأنّ الصحابة كانوا يتوسّعون في قبول الهدايا منهم، وهذا لأنّ الهدية كانت عادتهم وكانوا لا يلتمسون منهم شيئا، وإنّما كانوا يهدون لأجل التودّد والتحبّب وكانوا يتوحّشون بردّ هداياهم، فلا يمكن فيه معنى الرشوة، فلهذا كانوا يقبلونها، قال عليه الصلاة والسلام: «تهادوا وتحابّوا» انتهى من الاحتساب.
قال مصحح هذا الكتاب والمطنب فيه في كل الأبواب أصغر الطلّاب محمد وجيه عفى الله عنه وعن أبيه وهداه وبنيه أقول وبالله التوفيق ومنه التحقيق: إنّه علم من هذا كله أنّ حدّ الرشوة هو ما يؤخذ عمّا وجب على الشخص سواء كان واجبا على العين كما في القاضي وأمثاله، أو على الكفاية كما في شخص يقدر على دفع الظلم أو استخلاص حقّ أحد من يد ظالم أو إعانة ملهوف. وسواء كان واجبا حقّا للشرع كما في القاضي وأمثاله وفي ولي امرأة لا يزوّجها إلّا بالهدية، وفي شاعر يخاف منه الهجو لأنّ الكفّ عن عرض المسلم واجب ديانة، أو كان واجبا عقدا فيمن آجر نفسه لإقامة أمر من الأمور المتعلّقة بالمسلمين فيما لهم أو عليهم كأعوان القاضي وأهل الديوان وأمثالهم.

أمم

أمم: الأمة: الجماعة، وأتباع الأنبياء، والجامع للخير والملة. والحين والقامة، والمنفرد بدين لا يشركه أحد. {آمِّين}: قاصدين. {إماما}: متبعا. {لبإمام}: طريق. {بإمامهم}: كتابهم، ويقال: دينهم.
أ م م

مالك إلا أمك وإن كانت أمة. وفداه بأميه: بأمه وخالته أو جدته. وهو أمي، وفيه أمية.

وأمة محمد خير الأمم. وخرجوا يؤمون البلد. وذهبوا آمة مكة: تلقاءها؛ وهو إمامهم، وهم أئمتهم؛ وهو أحقّ بإمامة المسجد. وبإمة المسجد؛ وهو يؤم قومه، وهم يأتمون به. وما طلبت إلا شيئاً أمماً. وما الذي ركبته بأمم: بشيء هين قريب. وأخذته من أمم: من كثب.

ومن المجاز: من أم مثواك؟ وبلغت الشجة أم الدماغ وهي الجلدة التي تجمعه. وشجة آمة ومأمومة. ورجل أميم، وقد أممته بالعصا. وما أشبه مجلسك بأم النجوم وهي المجرة لكثرة كواكبها. وهو من أمهات الخير: من أصوله ومعادنه. وقوم البناء على الإمام وهو الزبق. وأنشد التوزي:

وخلقته حتى إذا تم واستوى ... كمخة ساق أو كمتن إمام

قرنت بحقويه ثلاثاً فلم يزغ ... عن القصد حتى بصرت بدمام

أي دميت من البصيرة بما دمه أي لطخه، يعني أنه نفذ في الرمية فتلطخ بالدم. وحفظ الصبي إمامه. وأم فلان أمراً حسنا: قصده وأراده. وهو أمة وحده.
(أ م م) : (فِي حَدِيثِ) ابْنِ الْحَكَمِ وَاثُكْلَ أُمَّاهُ وَرُوِيَ أُمِّيَّاهُ الْأُولَى بِإِسْقَاطِ يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ مَعَ أَلِفِ النُّدْبَةِ وَالثَّانِيَةُ بِإِثْبَاتِهَا وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ (وَكِتَابُ الْأُمِّ) أَحْسَنُ تَصَانِيفِ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَالْأُمِّيُّ) فِي اللُّغَةِ مَنْسُوبٌ إلَى أُمَّةِ الْعَرَبِ وَهِيَ لَمْ تَكُنْ تَكْتُبُ وَلَا تَقْرَأُ فَاسْتُعِيرَ لِكُلِّ مَنْ لَا يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَلَا الْقِرَاءَةَ (وَالْإِمَامُ) مَنْ يُؤْتَمُّ بِهِ أَيْ يُقْتَدَى بِهِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَمِنْهُ قَامَتْ الْإِمَامُ وَسْطَهُنَّ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ الْإِمَامَةُ وَتَرْكُ الْهَاءِ هُوَ الصَّوَابُ لِأَنَّهُ اسْمٌ لَا وَصْفٌ وَأَمَامُ بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى قُدَّامٍ وَهُوَ مِنْ الْأَسْمَاءِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ (وَقَوْلُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «الصَّلَاةُ أَمَامَكَ» فِي (صل) (وَأَمَّهُ وَأَمَّمَهُ) (وَتَأَمَّمَهُ وَتَيَمَّمَهُ) تَعَمَّدَهُ وَقَصَدَهُ ثُمَّ قَالُوا تَيَمَّمَ الصَّعِيدَ لِلصَّلَاةِ وَيَمَّمْتُ الْمَرِيضَ فَتَيَمَّمَ وَذَلِكَ إذَا مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ بِالتُّرَابِ وَقَدْ يُقَالُ يَمَّمْتُ الْمَيِّتَ أَيْضًا (وَأَمَمْتُهُ بِالْعَصَا) أَمًّا مِنْ بَابِ طَلَبَ إذَا ضَرَبْتُ أُمَّ رَأْسِهِ وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلشَّجَّةِ آمَّةٌ وَمَأْمُومَةٌ عَلَى مَعْنَى ذَاتِ أُمٍّ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَلَيْلَةٍ مَزْؤُودَةٍ مِنْ الزُّؤْدِ وَهُوَ الذُّعْرُ وَجَمْعُهَا أَوَامٌّ وَمَأْمُومَاتٌ.
(أمم) - في حديث الحَسَنُ: "لا يَزالُ أمرُ هذه الأمة أمَمًا ما ثَبَتَت الجُيوشُ في أماكِنها".
قال أبو نَصر صاحِبُ الأَصَمِعى: الأَممُ: اليَسيِر، والأَمَمُ: القَرِيبُ.
- وفي حديث كعب: "لا تزال الفِتْنَةُ مُؤَامًّا بها، ما لم تَبدُ من الشَّام"
مَأْخوذ من الأَمَم أيضا، وهو القُرب واليُسر: أي لا تَزالُ خَفِيفةً مقارَباً بها، وهو مِفْعال من الأَمِّ، وهو القَصد، ويروى: مُؤَمًّا بغير مَدٍّ، وقيل مؤامّ مفاعل بالكَسْر، ومُؤامٌّ بها مُفاعِل بالكسر، ومُوامٌّ بِها مُفاعَل بالفتح والباءُ للتَّعدية.
- في حَديثِ عبدِ الله بنِ عُمَر: "ومَنْ كانَتْ فَتْرتُه إلى سُنَّةٍ فلأَمًّ ما هُوَ"
: أي قَصد الطرَّيقِ المُسْتَقيِم. يقال: تأَممْتُه، وتَيَمَّمتُه، وقَصَدْتُه، ويحتمل أن يكون الأَمُّ أُقِيم مُقام المَأْموم: أي هو على طَريقٍ يَنبَغِى أن يُقصَد ويُتَّبعَ، وأَمٌّ مأْمُوم: يأخُذ به النَّاسُ ويأتَمُّون به، وإن كانت الرَّوايةُ بضَمِّ الهَمْزة: أي أَنَّه يَرجِع إلى أصله وأُمُّ الشَّىء: أَصلُه ومَوضِعه. وفي رواية "فِنِعمَّا هُوَ". فقوله: فلأُمّ ما هُوَ بمَعْناه. - في حديث ثُمامةَ بن أُثال: "أَنَّه أَتَى أُمَّ مَنْزِلهِ".
أُمُّ منزِل الرَّجُل: امرأَتُه، أو مَنْ تُدَبِّر أمرَ بَيتِه من النِّساء.
- في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، "أنَّه قال: لِرجُلٍ : لا أُمَّ لَكَ"
قال مُؤرِّجٍ: هو ذَمٌّ: اى أنتَ لَقِيطٌ لا تَعرِف أُمَّك، وقيل: قد يَكُون مَدْحاً ويكون ذَمًّا.
- قولُه تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} .
قال أبو خالِد الوالِبىُّ: أراد أُمَّ رأسِه، كأن مَعْناه عِنده سَقَطَ رأسُه، وقيل: هو دُعاءٌ عليه، مِثْل: هَوَت أُمّه، وقيل: موضعه جَهَنّم.
- قَولُه تَعالَى: {النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} قيل: لأنه على أصل وِلادةِ أُمِّه لم يتعَلَّم الكِتابة ولا القراءة - كما قال الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ} الآية.
وقوله: "إنَّا أُمَّة أُمِّيّة لا نكتُب ولا نَحسُبُ".
وقيل: لأَنَّه مَخْصُوص بنُزول أُمِّ الكِتاب عليه،.
والثّالث لأَنَّه من أُمِّ القرى: مَكَّة.
الرَّابع لأنه رَجَع طاهِراً إلى اللهِ تَعالَى كما وَلدَتْه أُمُّه. الخَامِس: أَنَّ شَفقَته كشَفَقة الأَمّ على ولدها.
السّادسُ: أَنَّه مَنْسوبٌ إلى الأُمَّة فحُذِف منه التَّاء، كالنِّسبَة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: السُّنَّة سِنِّى لكَثْرة ما كان يقول: أُمَّتِى، أُمَّتِى.
- قَوُله تعالى: {وأمَّا عادٌ} . وقَولُه: {فإمَّا مَنًّا بَعْدُ} .
يقال: إمّا بالكَسْر للتَّخْيِير.
أ م م: (أُمُّ) الشَّيْءِ أَصْلُهُ وَمَكَّةُ أُمُّ الْقُرَى وَ (الْأُمُّ) الْوَالِدَةُ وَالْجَمْعُ (أُمَّاتٌ) وَأَصْلُ الْأُمِّ أُمَّهَةٌ وَلِذَلِكَ تُجْمَعُ عَلَى (أُمَّهَاتٍ) وَقِيلَ الْأُمَّهَاتُ لِلنَّاسِ وَ (الْأُمَّاتُ) لِلْبَهَائِمِ، وَيُقَالُ مَا كُنْتِ أُمًّا وَلَقَدْ (أَمَمْتِ) بِالْفَتْحِ مِنْ بَابِ رَدَّ يَرُدُّ (أُمُومَةً) وَتَصْغِيرُ الْأُمِّ (أُمَيْمَةٌ) وَيُقَالُ يَا (أُمَّتِ) لَا تَفْعَلِي وَيَا أَبَتِ افْعَلْ يَجْعَلُونَ عَلَامَةَ التَّأْنِيثِ عِوَضًا مِنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ وَيُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ. وَرَئِيسُ الْقَوْمِ (أُمُّهُمْ) وَأُمُّ النُّجُومِ الْمَجَرَّةُ، وَأُمُّ الطَّرِيقِ مُعْظَمُهُ، وَأُمُّ الدِّمَاغِ الْجِلْدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ، وَيُقَالُ أَيْضًا أُمُّ الرَّأْسِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: 7] وَلَمْ يَقُلْ أُمَّهَاتُ لِأَنَّهُ عَلَى الْحِكَايَةِ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ: لَيْسَ لِي مُعِينٌ فَتَقُولُ: نَحْنُ مُعِينُكَ فَتَحْكِيهِ. وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] وَ (الْأُمَّةُ) الْجَمَاعَةُ، قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ وَفِي الْمَعْنَى جَمْعٌ. وَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا» ، وَ (الْأُمَّةُ) الطَّرِيقَةُ وَالدِّينُ يُقَالُ فُلَانٌ لَا أُمَّةَ لَهُ أَيْ لَا دِينَ لَهُ وَلَا نِحْلَةَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: 110] . قَالَ الْأَخْفَشُ: يُرِيدُ أَهْلَ أُمَّةٍ أَيْ كُنْتُمْ خَيْرَ أَهْلِ دِينٍ. وَ (الْأُمَّةُ) الْحِينُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45] وَقَالَ: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} [هود: 8] ، وَ (الْأَمُّ) بِالْفَتْحِ الْقَصْدُ يُقَالُ (أَمَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (أَمَّمَهُ تَأْمِيمًا) وَ (تَأَمَّمَهُ) إِذَا قَصَدَهُ. وَ (أَمَّهُ) أَيْضًا أَيْ شَجَّهُ (آمَّةً) بِالْمَدِّ وَهِيَ الشَّجَّةُ الَّتِي تَبْلُغُ أُمَّ الدِّمَاغِ حَتَّى يَبْقَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدِّمَاغِ جِلْدٌ رَقِيقٌ. وَ (أَمَّ) الْقَوْمَ فِي الصَّلَاةِ يَؤُمُّ مِثْلُ رَدَّ يَرُدُّ (إِمَامَةً) وَ (أْتَمَّ) بِهِ اقْتَدَى. وَ (الْإِمَامُ) الصُّقْعُ مِنَ الْأَرْضِ وَالطَّرِيقُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} [الحجر: 79] وَ (الْإِمَامُ) الَّذِي يُقْتَدَى بِهِ وَجَمْعُهُ (أَئِمَّةٌ) وَقُرِئَ «فَقَاتِلُوا أَيِمَّةَ الْكُفْرِ» «وَأَئِمَّةَ الْكُفْرِ» بِهَمْزَتَيْنِ وَتَقُولُ كَانَ (أَمَامَهُ) أَيْ قُدَّامَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] قَالَ الْحَسَنُ: فِي كِتَابٍ مُبِينٍ. وَ (تَأَمَّمَ) اتَّخَذَ أُمًّا. وَ (أَمْ) مُخَفَّفَةٌ حَرْفُ عَطْفٍ فِي الِاسْتِفْهَامِ وَلَهَا مَوْضِعَانِ هِيَ فِي أَحَدِهِمَا مُعَادِلَةٌ لِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ بِمَعْنَى أَيْ وَفِي الْأُخْرَى بِمَعْنَى بَلْ وَتَمَامُهُ فِي الْأَصْلِ. 
أمم: اعلم أنّ كلّ شيء يضمُّ إليه سائر ما يليه فإِن العرب تُسمِّي ذلك الشَّيْء أُمّاً.. فمن ذلك: أمّ الرأس وهو: الدّماغ.... ورجلٌ مأموم. والشّجّةُ الآمّةُ: التّي تبلغ أمّ الدّماغ. والأميم: المأموم. والأميمة: الحجارة التّي يُشْدَخُ بها الرّأس، قال:

ويومَ جَلَّيْنا عن الأهاتمِ ... بالمنجنيقات وبالأمائمِ 

وقَوْلُهم: لا أُمَّ لك: مَدْحٌ، وهو في موضع ذمٍّ. وأمّ القرى: مكة، وكلّ مدينةٍ هي أُمُّ ما حولَها من القُرَى. وأمّ القرآن: كلّ آية مُحْكَمة من آيات الشّرائع والفرائض والأحكام.

وفي الحديث: إنّ أمّ الكتاب هي فاتحة الكتاب 

لأنّها هي المتقدّمة أمامَ كلّ سُورةٍ في جميع الصّلوات. وقوله [تعالى] : وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا

، أي: في اللوح المحفوظ. وأمّ الرُّمْح: لواؤه، وما لُفّ عليه، قال:

وسلبنا الرُّمْح فيه أمّه ... من يدِ العاصي وما طال الطِّوَلْ 

طال الطِّول، أي: طال تَطويلك. والأُمّ في قول الرّاجز:

ما فيهمُ من الكتاب أم ... وما لهم من حَسَب يلمّ 

يعني بالأمّ: ما يأخذون به من كتاب الله عزّ وجلّ في الدّين.. وما فيهم أمّ: يعني ربيعة.. يهجوهم أنّه لم ينزل عليهم القرآن، إنّما أنزل على مُضَر.. وحسب يلمّ، أي: حسب يُصْلح أمورهم. والأُمّة: كلّ قوم في دينهم من أُمّتهم، وكذلك تفسير هذه الآية: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ ، وكذلك قوله تعالى: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً

*، أي: دين واحد وكلّ من كان على دينٍ واحدٍ مخالفاً لسائر الأديان فهو أمّة على حدةٍ، وكان إبراهيم عليه السّلام أمّة..

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: يبعث يوم القيامة زيد بن عمرو أمّة على حِدةٍ، وذلك أنّه تبرّأ من أديانِ المُشركين، وآمن بالله قبل مبعث النّبيّ عليه السّلام، وكان لا يدري كيف الدّين، وكان يقول: اللهم إنّي أَعْبُدك، وأبرأ إليك من كلّ ما عُبِد دونك، ولا أعلم الذّي يُرضيك عنّي فأَفعَلَهُ، حتّى مات على ذلك .

وكلّ قومٍ نُسِبوا إلى نبيٍّ وأضيفوا إليه فهم أمّة.. وقد يجيءُ في بعضِ الكلام أنّ أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم هم المسلمون خاصّة،

وجاء في بعض الحديث: أنّ أمّته من أُرسل إليه ممن آمن به أو كفر به

، فهم أمّته في اسم الأمّة لا في الملّة.. وكلّ جيل من النّاس هم أمّة على حِدةٍ. وكلّ جنسٍ من السِّباعِ أُمّة،

كما جاء في الحديث: لولا أنّ الكلاب أمّة لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كلّ أسود بهيم

، وقول النابغة:

حلفت، فلم أترك لنفسك ريبة ... وهل يَأْثَمَنْ ذو أمّة وهو طائع 

من رفع الألف جعله اقتداء بسُنّة ملكه، ومن جعل (إمّة) مكسورة الألف جعله دِيناً من الائتمام، كقولك: ائتم بفلان إمّة. والعَرب تقول: إنّ بني فلانٍ لَطِوال الأُمَم يعني: القامَةَ والجِسْم، كأنهم يتوهّمون بذلك طولَ الأُمَمِ تشبيهاً، قال الأعشَى:

فإِنّ مُعاوِيةَ الأكرمين ... صِباحُ الوُجُوهِ طِوالُ الأُمَمْ

والائتمام: مصدر الإمّة.. ائتمّ بالإمام إمّة، وفلانٌ أحقّ بإمّة هذا المسجد، أي: بإمامته، وإماميته.. وكلّ من اقتُدِيَ به، وقُدُّم في الأمور فهو إمامٌ، والنبيّ عليه السّلام إمام الأمة، والخليفة: إمام الرَعيّة.. والقرآن: إمام المسلمين ... والمُصْحَفُ الذي يُوضَعُ في المساجد يُسَمَّى الإمام.. والإمام إمام الغلام، وهو ما يتعلَم كلّ يوم، والجميع: الأئمة على زنة الأعمّة. إلاّ أنّ من العرب من يطرحُ الهمزةَ ويكسِرُ الياءَ على طَلَب الهَمْزة، ومنهم من يخفِّف يومئذٍ فأمّا في الأئمة فالتَخفيف قبيحٌ. والإمام: الطريق، قال [تعالى] : وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ . والأمام: بمنزلة القُدّام، وفلانٌ يؤمّ القوم، أي: يَقدُمُهُمْ. وتقول: صَدْرُك أَمامُك، تَرْفَعُه، لأنّك جَعَلته اسْماً، وتقول: أخُوك أمامَك، تنصب، لأنّ أمامَك صفة، وهو موْضعٌ للأخ، يُعْنَى به ما بين يديك من القرار والأرض، وأما قول لبيد: 

فغدت كلا الفرجين تحسبُ أنّه ... مَوْلى المخافة خَلفُها وأمامُها

فإِنّه ردّ الخَلْف والأمام على الفرجين، كقولك: كلا جانبيك مولى المخافة يمينك وشمالك. والإمّة: النّعمة. وتقول: أين أمّتك يا فلان، أي: أين تؤم. والأَمَمُ: الشَيء اليَسيرُ الهَيِّن الحقير، تقول: لقد فعلت شيئا ما هو بأممٍ ودُونٍ. 

والأَمَمُ: الشّيء القريب، كقول الشّاعر:

كوفيّة نازح محلتها ... لا أممٌ دارها ولا سقب 

وقال:

تسألني برامتين سَلجَما ... لو أَنّها تَطْلُب شيئاً أَمَما 

وأمُ فلانٌ أمراً، أي: قصد. والتّيمّم: يجري مجرى التّوخّي، يقال: تَيَمَّمْ أمراً حَسَناً، وتَيَمَّمْ أطيبَ ما عندك فأَطعِمناه، وقال [تعالى] : وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ

، أي: لا تَتَوَخَّوْا أَرْدَأَ ما عندَكم فتتصدّقوا به. والتَّيَمُّمُ بالصّعيد من ذلك. والمعنى: أن تتوخَّوْا أطيب الصّعيد، فصار التَّيَمُّمُ في أفواه العامّة فِعلاً للمَسْحِ بالصّعيد، حتّى [إنّهم] يقولون: تَيَمَّمْ بالتّراب، وتيمّم بالثّوب، أي: بغبار الثّوب، وقول الله عزّ وجل: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً*

، أي: تَوَخَّوْا، قال:

فعمداً على عمد تيمّمت مالكا 

وتقول: أَمّمْتُ ويمّمْتُ.. ويَمَّمْتُ فلانا بسَهْمي ورُمحي، أي: توخَّيتُه به دون ما سواه، قال:  يَمَّمْته الرُّمحَ شَزْراً ثمّ قلتُ له: ...هذي المروءةُ لا لعب الرحاليق

يقول: قتلُ مِثْلِك هو المروءة. ومن قال في هذا البيت: أمّمته فقد أخطأ، لأنّه قال: شزراً ولا يكون الشّزر إلاّ من ناحيةٍ، ولم يَقصِدْ به أَمامه. والأَمُّ: القَصْدُ، فعلاً واسما .
[أمم] أُمُّ الشي: أصلُهُ. ومَكَّة: أُمُّ القُرى. والأُمُّ: الوالدةُ، والجمع أُمَّاتٌ. وقال:

فَرَجْتَ الظلامَ بأُمَّاتكا * وأصل الأُمِّ أُمَّهَةٌ، لذلك تجمع على أمهات. وقال  أمهتى خندف والياس أبى * وقال بعضهم: الامهات للناس والامات للبهائم. ويقال: ما كنت أُمَّاً، ولقد أَمَمْتِ أُمُومَةً. وتصغيرها أميمة. وأميمة: اسم امرأة. ويقال: يا أمة لا تفعلي ويا أبة افعل، يجعلون علامة التأنيث عوضا من ياء الاضافة. وتقف عليها بالهاء. والام: العلم الذى يتبعه الجيش. وأم التنائف: المفازة البعيدة. وأُمُّ مَثْواكَ: صاحبةُ منزلك. وأُمُّ البَيْض في شعر أبي دواد: وأتانا يسعى تفرش أم البيض شدا وقد تعالى النهارُ يريد النعامة. ورئيسُ القوم: أمهم. وأم النجوم: المجرة. وأم الطريقِ: مُعْظَمُهُ، في قول الشاعر :

تَخُصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالها * ويقال هي الضبع. وأم الدماع: الجِلْدَةُ التي تجمع الدماغَ، ويقال أيضاً أُمُّ الرأسِ. وقوله تعالى: (هُنَّ أُمُّ الكتاب) ولم يقل أُمَّهات، لأنّه على الحكاية، كما يقول الرجل: ليس لي مُعينٌ، فتقول: نحن مُعينُكَ، فتحكيه. وكذلك قوله تعالى: (واجْعَلنا لِلْمُتَّقينَ إماماً) . والأُمَّةُ: الجماعةُ. قال الأخفش: هو في اللفظ واحدٌ وفي المعنى جمعٌ. وكلُّ جنس من الحيوان أُمَّةُ. وفي الحديث: " لولا أنَّ الكلابَ أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأمرتُ بقتلها ". والأُمّةُ: القيامةُ. قال الأعشى حِسانُ الوجوهِ طِوالُ الأُمَمْ * والأُمَّةُ: الطريقةُ والدينُ. يقال: فلانٌ لا أُمَّةَ له، أي لا دينَ له ولا نِحْلَةَ له. قال الشاعر:

وهل يستوي ذو أُمَّةٍ وكَفورُ * وقوله تعالى: (كُنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناسِ) قال الأخفش: يريد أهْلِ أمَّةٍ، أي خيرَ أَهْلِ دينٍ، وأنشد للنابغة: حَلَفْتُ فلم أَتركْ لنفسكَ رِيبَةً وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائِعُ والأُمَّةُ: الحينُ. قال تعالى: (وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ) وقال تعالى: (ولئن أخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ إلى أُمَّة مَعدودة) . والإِمّةُ بالكسر: النعمة. والإمَّةُ أيضاً: لغةٌ في الأُمّةِ، وهي الطريقةُ والدينُ، عن أبي زيد. قال الأعشى:

وأصاب غَزْوُكَ إمَّةً فأزالها * وقولهم: ويلمه يريدون ويل لأُمَّهِ، فحذف لكثرته في الكلام. وقول عدى بن زيد: أيها العائب عندم زيد أنت تفدى من أراك تعيب يريد عندي أم زيد، فلما حذف الالف سقطت الياء من عندي لاجتماع الساكنين. ويقال: لا أُمَّ لك! وهو ذم، وربما وُضِعَ موضع المدح. قال كعب بن سعدٍ يرثي أخاه: هَوَتْ أُمُّهُ ما يبعث الصبحُ غادِياً وماذا يؤدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ والأَمُّ بالفتح: القصدُ. يقال: أمة وأممه وتأممه، إذا قصده. وأَمَّهُ أيضاً، أي شَجَّهُ آمَّةً بالمدّ، وهي التي تبلغ أُمَّ الدماغ حينَ يبقى بينها وبين الدِماغ جلدٌ رقيق. ويقال: رجلٌ أَميمٌ ومَأْمومٌ، للذي يهذي من أم رأسه. والاميم: حجر يشدخ به الرأسُ. وقال:

بالمَنْجَنيقاتِ وبالأَمائِمِ ويقال للبعير العمد المتأكل السنام: مأْمومٌ. وأَمَمْتُ القومَ في الصلاة إمامَةً. وائْتَمَّ به: اقتدى به. وأَمَّتِ المرأةُ: صارت أُمَّاً. والإمامُ: خشبةُ البَنَّاءِ التي يُسَوَّى عليها البناء. وقال: وخلقته حتى إذا تم واستوى كمخة ساق أو كمتن إمام قال الاصمعي: يصف سهما. ألا ترى إلى قوله بعده: قرنت بحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزُغْ عن القصد حتى بصرت بدمام والامام: الصقع من الارض، والطريق قال تعالى: (وإنهما لبإمام مُبين) . والإمامُ: الذي يُقْتَدى به، وجمعه أيمة وأصله آممة على فاعلة ، مثل إناء وآنية، وإله وآلهة، فأدغمت الميم فنقلت حركتها إلى ما قبلها، فلما حركوها بالكسر جعلوها ياء. وقرئ: (فقاتلوا أيمة الكفر) ، قال الاخفش: جعلت الهمزة ياء لانها في موضع كسر وما قبلها مفتوح، فلم يهمز لاجتماع الهمزتين. قال: ومن كان من رأيه جمع الهمزتين همزه. قال: وتصغيرها أويمة، لما تحركت الهمزة بالفتحة قبلها واوا. وقال المازنى: أييمة، ولم يقلب. وتقول: كنتُ أَمامَهُ، أي قُدَّامَه. وقوله تعالى: (وكل شئ أحصيناه في إمامٍ مُبينٍ) قال الحسن: في كتاب مبين. وأمامة: اسم امرأة. قال ابن السكيت: الأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المقاربة. والامم: الشئ اليسير، يقال: ما سألتُ إلاّ أَمَماً. ولو ظلمت ظُلْماً أَمَماً. وقولُ زهير:

وجيرَةٌ ما هُمُ لو أَنَّهُمْ أَمم * يقول: أَيُّ جيرَةٍ كانوا لو أَنَّهُمْ بالقُرْب منِّي. ويقال: أخذتُ ذلك من أَمَمٍ، أي من قُرْبٍ. وداري أَمَمُ دارِهِ، أي مُقابِلَتُها. أبو عمرو: المُؤَامُّ، بتشديد الميم: المُقارِبُ، أُخِذَ من الأَمَمِ وهو القُرْب. ويقال هذا أمر مؤام، مثل مضار . ويقال للشئ إذا كان مقاربا: هو مُؤَامٌّ. وتَأَمَّمَتْ، أي اتخذتْ أُمَّاً. قال الكميت: وَمِنْ عَجَبٍ بَجيلَ لَعَمْرُ أُمٍّ غَذَتْكِ وغَيْرَها تَتَأَمَّمينا وقول الشاعر: وما إمى وأم الوحش لما تفرغ في مفارقي المشيب يقول: ما أنا وطلب الوحش بعد ما كبرت. يعنى الجوارى. وذكر الام حشو في البيت. وأما أم مخففة فهى حرفَ عطفٍ في الاستفهام، ولها موضعان: أحدهما أن تقع مُعادِلَةً لأَلِفِ الاستفهام بمعنى أَيٍّ. تقول: أَزَيْدٌ في الدار أم عمروٌ؟ والمعنى أيهما فيها. والثانى أن تكون منقطعة مما قبلها خبراً أو استفهاماً. تقول في الخبر: إنها لابل أم شاء يافتى. وذلك إذا نظرت إلى شخص فتوهَّمْتَه إِبِلاً، فقلتَ ما سبق إليك، ثم أدركك الظنُّ أنه شاءٌ، فانصرفْتَ عن الأول فقلت أَمْ شاءٌ، بمعنى بَلْ، لأنَّه إضرابٌ عما كان قبله، إلاَّ أن ما يقعُ بعد بَلْ يقينٌ، وما بعد أَمْ مَظْنُونٌ. وتقول في الاستفهام: هل زيد منطلق أم عمرو يافتى، إنما أضربت عن سؤالك عن انطلاق زيد وجعلْتَه عن عمرو، فأم معها ظن واستفهام وإضرابٌ. وأنشد الأخفش : كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رأيتَ بِواسِطٍ غَلَسَ الظَلامِ من الرَبابِ خَيالا قال تعالى: (لا ريبَ فيهِ مِنْ رَبِّ العالَمين. أمْ يَقولون افْتَراهُ) . وهذا كلامٌ لم يكن أصلُه استفهاماً. وليس قوله: (أمْ يقولون افْتَراهُ) شَكَّاً، ولكنه قال هذا التقبيح صنيعهم. ثم قال: (بَلْ هو الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) كأنَّه أراد أن يُنَبِّه على ما قالوه، نحو قولك للرجل: الخيرُ أحبُّ إليك أم الشرّ؟ وأنت تعلم أنَّه يقول الخير، ولكن أردتَ أن تُقَبِّحَ عنده ما صَنَع.وتَدْخُلُ أَمْ على هَلْ فتقول: أَمْ هَلْ عندك عمروٌ. وقال : أَمْ هَلْ كبيرٌ بكى لم يقض عبرته إتر الاحبة يوم البَيْنِ مشكومُ ولا تدخل أَمْ على الألْف، لا تقول أَعِنْدَكَ زيدٌ أَمْ أَعِنْدَكَ عمروٌ، لأنّ أصل ما وُضِعَ للاستفهام حرفان أحدهما الألِف ولا تقع إلاّ في أول الكلام، والثاني أَمْ ولا تقع إلاَّ في وسط الكلام، وهَلْ إنما أقيمَ مقام الألف في الاستفهام فقط، ولذلك لم يقع في كلِّ مواقع الأصل. وأَمْ قد تكون زائدة، كقول الشاعر:

يا هِنْدُ أَمْ ما كان مشيى رقصا * يعنى ما كان :
أمم
أَمَّ1/ أَمَّ إلى أَمَمْتُ، يَؤُمّ، اؤْمُمْ/ أمَّ، أمًّا، فهو آمّ، والمفعول مَأْموم
• أمَّ الشَّيءَ/ أمَّ إلى الشَّيء: قصده "أمَّ البيتَ الحرامَ: قصده لأداء النُّسك- يؤُمُّ السَّائحون فلسطين لزيارة الأراضي المقدّسة- {وَلاَ ءَامِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ} ". 

أَمَّ2/ أَمَّ بـ أمَمْتُ، يَؤُمّ، اؤْمُمْ/ أمَّ، أمًّا وإمامةً، فهو آمّ وإمام، والمفعول مَأْموم
• أمَّ القومَ/ أمَّ بالقوم:
1 - تقدّمهم "أمَّ القائدُ فرقةَ الكشَّافة".
2 - صلّى بهم "اصطفَّ المصلُّون خلف الإمام". 

أمَّمَ يؤمِّم، تأميمًا، فهو مؤمِّم، والمفعول مؤمَّم
• أمَّم الشَّركةَ: جعلها ملكًا للأمّة أو الدّولة "أمَّم الرئيس شركة قناة السويس- تأميم صناعة البترول". 

ائتمَّ بـ يأتمّ، ائتَمِمْ/ ائْتَمَّ، ائتمامًا، فهو مؤتمّ، والمفعول مؤتمّ به
• ائتمَّ بفلان: تبِعه، اقتدى به "ائتمَّ بشيخه/ بأبيه/ بأستاذه". 

تأمَّمَ بـ يتأمَّم، تأمُّمًا، فهو متأمِّم، والمفعول مُتأمَّم به
• تأمَّم بفلان: ائتمَّ به، اقتدى به، تبِعه "تأمَّم بالعلماء السابقين". 

أمام [مفرد]: ظرف مكان بمعنى قدّام، عكسه وراء "رأيته واقفًا أمام المسجد- {بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}: يداوم على الفجور بكثرة قدام يوم القيامة". 

إمام [مفرد]: ج أئمَّة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أَمَّ2/ أَمَّ بـ.
2 - من يقتدي أو يأتمُّ به الناسُ من رئيس أو غيره، ومنه إمام الصّلاة " {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} ".
3 - كبير القوم " {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} ".
4 - كتاب الأعمال " {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}: اللوح المحفوظ".
5 - طريق واسعٌ واضح " {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} ".
6 - عَلَم بارز في الدِّين أو العلوم أو الفنون أو غيرها "يُعتبر سيبويه من أئمَّة النّحو العربيّ" ° الإمام الأكبر: لقب شيخ الجامع الأزهر في القاهرة.
7 - خليفة المسلمين في عصور الخلافة "الخلفاء الراشدين". 

إمامة [مفرد]:
1 - مصدر أَمَّ2/ أَمَّ بـ.
2 - رئاسة المسلمين، خلافتهم "إمامة المسلمين يتولاّها الأتقى".
3 - منصب الإمام "تولَّى الإمامة".
4 - هداية وإرشاد وأهليّة لأن يكون المرء قدوة. 

أمامَكَ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى تقدّم أو احذر وتبصّر، منقول عن الظرف (أمام) وكاف الخطاب
 المتصرفة بحسب أحوال المخاطب "أمامَك أيّها الجنديّ: ". 

أماميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أمام ° مقعد أماميّ: في المقدمة.
• الخطوط الأماميَّة: (سك) مقدّمة الجيش. 

إماميّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إمام.
• الإماميَّة: فرقة من الشِّيعة تقول بإمامة عليّ وأولاده دون غيرهم. 

أَمّ [مفرد]: مصدر أَمَّ1/ أَمَّ إلى وأَمَّ2/ أَمَّ بـ. 

أُمّ [مفرد]: ج أُمَّات (لغير العاقل) وأمّهات:
1 - والِدة، وتُطْلق على الجِدَّة "متى استعبدتم الناسَ وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا- {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ} - {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} " ° عيد الأمّ: يوم تكريم الأمَّهات وهو اليوم الواحد والعشرون من شهر مارس كلَّ عام.
2 - لقب احترام للسِّيدة المتقدِّمة في السنّ ° أمّهات المؤمنين: لقب لزوجات النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم.
3 - أصل الشّيء وعِماده "الحاجة أم الاختراع- هو من أمهات الخير: من أصوله ومعادنه- {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} " ° أمُّ البشر: حوّاء- أمُّ الخبائث: الخمر- أمُّ الرَّأس: الدِّماغ- أمُّ القرآن: سورة الفاتحة- أمُّ القُرى: مكّة المكرّمة- أمُّ الكتاب: فاتحته، سورة الفاتحة- أمّهات الصحف: الجرائد البارزة- أمّهات الكتب: المصادر الأساسيَّة المهمَّة- اللُّغة الأُمّ: اللغة الأولى التي يمتلكها الفردُ، اللغُّة الأصل التي تتفرَّع إلى لغات- لا أمَّ لك!: تعبير يقال في سياق الذَّمّ وقد يكون للمدح أو التعجُّب.
• الأمُّ الحَنون: (شر) الغشاء الوعائيّ الرَّقيق المؤلِّف للطَّبقة الدَّاخلة من الأغلفة الثَّلاثة المحيطة بالمخّ والحبل الشَّوكيّ.
• أُمُّ الخُلول: (حن) حيوان بحريّ، محارة صغيرة الحجم بيضاء الصَّدفة، تكثر في البحر المتوسِّط تُملَّح وتُؤكَل. 

أُمَّة [جمع]: جج أُمَم:
1 - جيل، جماعة من الناس يعيشون في وطنٍ واحد وتجمعهم رغبة في الحياة المشتركة وعناصرُ أُخرى كاللغة والدِّين والعِرْق "الأمَّة العربيّة- {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ} - {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} - {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} " ° أمَّة محمد صلّى الله عليه وسلّم: الأمّة الإسلاميَّة، المسلمون- مَجْلِس الأُمَّة: البرلمان، المجلس النيابيّ الذي يضمّ ممثلي الشعب- هيئة الأمم المتحدة: منظمة عالميَّة تضمّ في عضويتها عددًا كبيرًا من دول العالم.
2 - دِين ومِلّة " {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} - {إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} " ° فلانٌ لا أُمَّة له: لا دين له ولا نِحْلَة.
3 - رجلٌ جامع لخصال الخير يُقْتَدى به " {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} ".
4 - مدّة وحين، قد يصل إلى سنوات " {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} ".
• منظَّمة الأمم المتَّحدة: (سة) منظمة دوليّة تتمتّع بسلطات فعليّة تمكّنها من اتّخاذ القرارات والتدابير الكفيلة لتحقيق السلام والأمن العام. 

أُمّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أُمّ وأُمَّة: "حنانٌ أُمّيّ".
2 - من لا يقرأ ولا يكتب، غير متعلِّم "رجلٌ أمّيّ".
3 - من ليس من أهل الكتاب " {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ} ". 

أُمَمِيّ [مفرد]: ج أمميُّون:
1 - اسم منسوب إلى أُمَم: على غير قياس.
2 - تابع للأمم المتّحدة "إعادة المفتِّشين الأُمَميِّين: المبعوثين من قِبَل الأمم المتّحدة".
3 - ما يدلُّ على توحُدٍّ وترابُط ووفاق بين مجموعة أُمم أو دول أو قبائل "تضامُن أمميّ- تفويض أُمميِّ: صادر عن الأمم المتّحدة". 

أُمّيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أُمّ: من لا تقرأ ولا تكتب، غير متعلِّمة "فتاة أمِّيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من أُمّ: جهالة أو غفلة، عدم معرفة القراءة أو الكتابة "تحاول الدولة القضاء على الأميّة" ° مكافحة الأميّة/ محو الأميّة: نشاط منظَّم يهدف إلى نشر التعليم. 

أُمَميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أُمَم: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من أُمم: دوليَّة، تكتُّل أو تحالف بين مجموعة دول أو اتجاهات له شرعيَّة عالميَّة "لم تعد للأمميّة اليومَ سلطة تذكر بعد سيطرة أمريكا على العالم-
 أمميّة سياسيّة/ اقتصاديّة/ إسلاميّة". 

أمومة [مفرد]:
1 - صفة الأمّ أو حالتُها "عرفت معنى الأمومة الحقَّة بعد أن صارت أمًّا".
2 - رابطة تصل الأمّ بأبنائها "تعدّ الأمومة من أقوى الروابط الإنسانيّة" ° إجازة الأمومة: إذن بالتغيّب يُمنح للأم الحامل العاملة في شركةٍ أو إدارة أو معهد عندما يحين وقت ولادتها- دار الأمومة: حضانة.
• نظام الأمومة: نظام تعلو فيه مكانة الأمّ على مكانة الأب ويُرجع فيه إلى الأمّ في النسب أو الوراثة، وكان هذا سائدًا في الشعوب البدائيّة. 

تأميم [مفرد]:
1 - مصدر أمَّمَ.
2 - (قص) جعل مصادر الثروة الطبيعيّة والمشروعات الحيويَّة في الدولة ملكًا للأمَّة، تنوب عنها الدولة في إدارتها واستغلالها. 
[أم م] الأمُّ الْقَصْدُ أَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمّا وأَتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ وَيَمَّهُ وتَيَمَّمَه الأخيرتانِ على البَدلِ قال

(فَلَمْ أجْبُنْ وَلَمْ أَنْكُلْ وَلكِنْ ... يَمَمْتُ بِها أبا صَخْرِ بنَ عَمْرِو)

وفي التنزيل

(فَتَيمَّموا صَعِيدًا طَيِّبًا ... )

النساء 43 المائدة 6 والتَّيَمُّمُ التَّوَضُّؤُ بالتُّرْبِ على البَدلِ أَيضًا وأصْلُه من ذلك لأنهُ يقْصِدُ التّرابَ فَيَتَمَسَّحُ بهِ وجملٌ مِئَمُّ دَلِيلٌ هادٍ وناقةٌ مِئَمّةٌ كذلِكَ وكلُّه من الْقَصْدِ لأَنّ الدَّلِيلَ الهادِي قاصِدٌ والإِمَّةُ الحالَةُ والإِمَّةُ وَالأُمَّةُ الشِّرْعَةُ والدِّينُ وفي التنزِيلِ {إنا وجدنا آباءنا على أمة} الزخرف 23 قالَ اللِّحْيانِيُّ وَرُوِيَ عَنْ مُجاهِدٍ وعُمَر بْنِ عَبْدِ الْعَزيزِ {على أمة} والإِمَّةُ النُعْمَةُ قال الأعْشى

(ولَقَدْ جَرَرْتَ إلى الغِنَى ذا فاقَةٍ ... وَأصابَ غَزْوُكَ إِمَّةً فأَزالها)

والإِمَّةُ الهَيْئَةُ عنِ اللحْيانيِّ والإمّةُ أيضًا الشَّأْنُ والحالُ وقَالَ ابنُ الأَعْرابيِّ الإمَّةُ غَضارَةُ العَيْشِ والنَّعْمةُ وبه فَسَّرَ قولَ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ

(فَهلْ لَكُمُ فِيكُمْ وَأنتُمْ بإِمَّةٍ ... عَليْكُمْ غِطاءُ الأَمْنِ مَوْطِئُكُم سَهْلُ)

والإِمَّةُ والأُمَّةُ السُّنَّةُ وتَأَمَّم بِه وَأْتَمّ جَعَلَهُ إِمَّةً وأَمَّ الْقَومَ وأَمَّ بِهم تَقدَّمَهُم وهي الإمامةُ والإمامُ ما ائْتُمَّ به مِنْ رئِيسٍ وغَيْرِه والجمعُ أَيمّةٌ وفي التنزيل {فَقَاتِلُوا أَيمَّةَ الْكُفْرِ} التوبة 12 أي رُؤَساءَ الكُفْرِ وقادَتَهُم وكذلك قولُهُ {وَجَعَلْنَاهُم أيمَّةً يَدْعُونَ إلى النَّارِ} القصص 41 من تَبِعَهُم فهو في النارِ يومَ القيامةِ قُلِبَتِ الهَمْزَةٌ ياءً لِثِقَلِهَا لأنَّها حَرْفٌ سَفَلَ في الحَلْقِ وبَعُدَ عنِ الحُروفِ وحَصَلَ طَرَفًا فكان النُّطْقُ به تَكَلُّفًا فإذا كُرِهَتِ الهمزةُ الواحِدَةُ فهم باسْتِكْراهِ الثِّنتَينِ ورفضِهما لاسيما إذا كانتَا مُصْطَحِبتَينِ غيرَ مُفْتَرِقَتينِ فاءً وعَيْنًا أو عَيْنًا ولامًا أَحْرَى فلهذا لم تأتِ في الكلام لَفْظَةٌ توالَتْ فيها هَمْزَتانِ أصلان البتَّةَ فأما ما حكاه أبو زيدٍ من قولِهم دَرِيئَةٌ ودَرَانِئٌ وخَطِيئةٌ وخطائِئٌ فشاذٌّ لا يُقَاسُ عليهِ وليستِ الهَمْزَتانِ أَصْلَيْنِ بل الأُولَى مِنهما زائِدةٌ وكذلك قِراءَةُ أهلِ الكُوفةِ {ائمة} بهمزَتَيْنِ شاذٌّ لا يقاسُ عليه وإمَامُ كُلِّ شَيءٍ قَيِّمهُ والمُصْلِحُ له والقُرآنُ إمامُ المُسلِمينَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم إمامُ الأُمَّةِ والخلِيفَةُ إمامُ الرَّعِيَّةِ وإمامُ الجُنْدِ قائدُهُم وهذا أَيَمُّ من هَذا وأَوَمُّ من هذا أي أحْسَنُ إمامَةً منه قَلَبُوها إلى الياءِ مرَّةً وإلى الواوِ أُخرى كَرَاهَةَ التقاءِ الهَمْزتَينِ فمن قَلَبَها واوًا حَمَلَه على جَمْعِ آدَمَ على أوَادِمَ ومن قلبها ياءٌ قال قد صارتِ الياءُ في أيمّة بدلاً لازِمًا وإِمامُ الغُلامِ ما يتعَلَّمُ كُلَّ يَوْمٍ وإمَامُ المِثالِ ما امتُثِلَ عَلَيهِ والإمَامُ الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناءِ فيُبْنَى عَلَيهِ وهوَ من ذلِكَ قالَ (خلَّقْتُهُ حتّى إذا تَمَّ واسْتَوَى ... كمُخَّةِ ساقٍ أو كمَتْنِ إِمامِ)

أَيْ كَهَذَا الخَيْطِ المَمْدُودِ على البناءِ في الإمِّلاسِ والاستِواءِ يصِفُ سَهْمًا يدلُّ على ذلِكَ قولُهُ

(قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثًا فلم يَزِغْ ... عنِ القَصْدِ حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ)

وإمَامُ القِبْلَةِ تِلْقَاؤُهَا والحَادِي إمام الإِبلِ وإن كَانَ وراءَها لأنه الهادِي لها والإمامُ الطريقُ وقولُهُ عزَّ وجلَّ {وإنهما لبإمام مبين} الحجر 79 أَيْ لَبِطَرِيقٍ يُؤَمُّ أي يُقْصَدُ فَيَتَبَيَّنُ يعني قومَ لُوطٍ وأَصْحابَ الأَيْكَةِ والدليلُ إمامُ السَّفرِ وقولُهُ تَعَالَى {واجعلنا للمتقين إماما} الفرقان 74 قال أبو عُبَيدَةَ هو واحِدٌ يدلُّ على الجَمْع كقولِهِ

(في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقَدْ شَجِينَا ... )

و {إن المتقين في جنات ونهر} القمر 54 وقيل الإمامُ جَمْعُ أَمٍّ كصاحبٍ وصِحابٍ وقيلَ هُوَ جَمْعُ إمامٍ ليس على حدِّ عَدْلٍ ورِضًى لأنهم قد قالوا إمَامانِ وإنما هو جَمْعٌ مُكسَّرٌ أَنْبَأَني بذلكَ أبو العَلاء عن أبي عليٍّ الفارسِيّ وقد استعملَ سِيْبَوَيهِ هذا القياسَ كثيرًا والأمُّةُ الإِمامُ وقد ائْتمَّ بالشيءِ وأُتَمَى به على البَدَلِ كراهِيةَ التَّضْعِيفِ أنشَدَ يَعْقُوبُ

(تَزُورُ امْرَأ أمَّا الإِلَهَ فَيَتَّقِي ... وأمَّا بِفعْلِ الصالِحينَ فَيَأْتَمِي)

وأُمَّةُ كلِّ نبيٍّ من أُرسِلَ إليهم من كافرٍ ومُؤْمِنٍ والأُمَّةُ الجِيلُ والجِنْسُ من كُلِّ حَيٍّ وفي التنزيلِ {إلا أمم أمثالكم} الأنعام 38 وفي الحديثِ لَوْلا أَنَّها أُمَّةٌ تُسَبِّح لأمَرْتُ بِقَتْلِها ولكن اقتُلُوا منها كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ يَعْني بالأُمَّةِ هُنا الكِلابَ والأُمُّ كالأُمَّةِ وفي الحديثِ إِنْ أطاعُوهُما يعني أبا بكرٍ وعُمرَا رَشِدُوا ورَشِدتْ أُمُّهُم حكَى ذلكَ الهَرويُّ في الغَرِيبَيينِ وكلُّ من كانَ على دِينِ الحقِّ مُخَالِفًا لِسائرِ الأدْيانِ فهو أُمَّةٌ وَحْدَه وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمنِ عليه السلام أمَّةً ويُرْوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالَ يُبْعَثُ يَومَ القِيامةِ زَيْدُ ابنُ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ أُمَّةً على حِدَةٍ وذلك أنه كان تبرَّأ من أَدْيانِ المُشرِكينَ وآمَنَ بالله قَبْلَ مَبْعَثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقيلَ الأُمَّةُ الرَّجُلُ الجامِعُ للخَيْرِ والأُمَّةُ الحِينُ والأُمَّةُ القَامَةُ والوَجْهُ قال الأَعْشَى

(وإِنَّ مُعاوِيَةَ الأكْرَمينَ ... بِيضُ الوُجوُهِ طِوَالُ الأُمَمْ)

ويُقال إنه لحَسَنُ الأمَّةِ أي الشَّطَاطِ وأُمَّةُ الوَجْهِ سُنَّتُهُ وهي مُعْظَمُه ومَعْلَمُ الحُسْنِ مِنهُ والأُمَّةُ الطاعَةُ والأُمَّةُ العَالِمُ وأُمَّةُ الرجُلِ قَومُهُ وأُمَّةُ اللهِ خَلْقُهُ يقالُ ما رأيتُ من أُمَّةِ اللهِ أحسَنَ منه وقَولُهُ تعالَى {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} هود 8 معناه إلى أجَلٍ مُسَمّى وحينٍ مَعْلُوم كما قال تعالى {وادكر بعد أمة} يوسف 45 أي بعد حِينٍ وأُمَّةُ الطريقِ وأمُّهُ مُعْظَمُه والأَمَمُ القَصْدُ الذي هُوَ الوَسَطُ والأَمَمُ القُرْبُ والأَمَمُ اليَسيرُ يقال دارُهُم أَمَمٌ وهو أَمَمٌ منك وكذلك الاثنان والجَميعُ وأمْرُ بني فُلانٍ أَمَمٌ ومُؤَامٌّ أي بَيِّنٌ لم يُجاوِزِ القَدْرَ والمُؤَامُّ المُقارِبُ والمُوافِقُ من الأَمَمِ وقد أمَّهُ وقولُ الطِّرِمّاحِ

(مِثْلِ ما كَافَحْتَ مَخْرُوفَةً ... نَصَّها ذاعِرٌ رَوْحٍ مُؤَامْ)

يجوزُ أن يكونَ أرادَ مُؤَامٍّ فحذف إِحدى المِيمَينِ لالتقاءِ الساكنَيْنِ ويجوزُ أن يكونَ أرادَ مُؤَامٍّ فأبدلَ من الميمِ الآخرَةِ ياءً فقالَ مُؤَامِي ثم وَقَفَ للقافيَةِ فَحَذَفَ الياءَ فقال مُؤَامْ وقولُه نَصَّهَا أي نَصَبَها قال ثعلَبٌ قال أبو نَصْرٍ أحْسَنُ ما تكونُ الظَّبْيَةُ إذا مدَّتْ عُنُقَها من رَوْعٍ يَسِيرٍ ولِذلكَ قالَ مُؤَامٌ لأنه المقارِبُ اليَسِيرُ والأُمُّ والأُمَّةُ الوالِدةُ قال سِيبُوَيهِ وقالوا لإِمِّكِ وقال أيضًا

(اضرِبِ السَّاقَينِ إِمِّكَ هَابِل ... )

قال فكسرَهُما جميعًا كما ضَمَّ هُنالِكَ يعني أُنْبُؤُكَ ومُنْحُدُرٌ وجعلَها بعضُهُم لُغَةً والجَمْعُ أمَّاتٌ وأُمَّهاتٌ زادوا الهاءَ وقال بعضُهُم الأُمَّهاتُ بالهاءِ فيمنْ يَعْقِلُ والأمَّاتُ بغيرِ هاءٍ فيما لا يَعْقِلُ وقد تقدَّمَ ذكرُ الأمَّهاتِ في الهاءِ وقولُهُ

(ما أُمَّكَ اجْتَاحَتِ المَنَايَا ... كُلُّ فُؤادٍ عَليكَ أُمُّ)

فإنه عَلَّقَ الفُؤَادَ بعَلى لأنه في مَعْنى حزينٍ فكأنَّهُ قال عَلَيكَ حَزِينٌ وأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً صَارَتْ أُمّا وقولُ ابنِ الأعرابي في امْرأَةٍ ذَكَرَها كانت لها عَمَّةٌ تَؤُمُّهَا أي تكونُ لها كالأُمِّ وتَأَمَّمَها واستَأَمَّها وتَأَمَّمَها اتَّخَذَها أُمّا وما كُنْتِ أُمّا ولقد أَمِمْتِ أُمُومَةً والأُمَّهَةُ كالأُمِّ الهاءُ زائِدةٌ لأنه بمَعْنَى الأُمِّ وقولُهم أُمَّةٌ بَيِّنَةُ الأُمُومَةِ يُصَحِّحُ لنا أن الهَمْزَةَ فيه فاءُ الفِعْلِ والميمَ الأُولَى عينُ الفِعْلِ والميمَ الأُخْرى لامُ الفعلِ فأُمٌّ بمنزِلَةِ دُرٍّ وجُلٍّ ونَحْوِهما مما جاءَ على فُعْلٍ وعينُهُ ولامُهُ من مَوضِعٍ واحدٍ وجَعَلَ صاحِبُ العَيْنِ الهاءَ أَصْلاً وقد تقدَّمَ والأُمُّ يكُونُ للحيوانِ الناطِقِ وغيرِ الناطِقِ وللمَوَاتِ النَّامِي كَأُمِّ النَّخْلَةِ والشَّجَرة والمَوْزةِ وما أشَبَه ذلك ومنه قولُ ابنِ الأَصْمَعِي له أنا كَالمَوْزَة التي إنَّما صَلاحُهَا بموتِ أُمِّها وأُمُّ كُلِّ شَيءٍ أَصْلُهُ وعِمادُهُ قال ابنُ دُرَيدٍ كُلُّ شَيءٍ انْضَمَّتْ إليه أشْيَاءُ فهو أُمٌّ لها وأُمُّ القَوم رَئيسُهم قال الشَّنْفَرى

(وأُمُّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُم ... )

يعني تأبَّطَ شَرّا وأُمُّ الكتابِ فاتِحَتُهُ لأنه يُبْتَدَأُ بها في كُلِّ صلاةٍ وقالَ الزَّجَّاجُ أُمُّ الكتابِ أَصْلُ الكِتابِ وقيل اللَّوْحُ المَحْفُوظُ وأُمُّ النُّجومِ المَجرَّةُ لأنها مُجْتَمَعُ النُّجومِ وأُمُّ مَثْوَى الرَّجُلِ صاحِبَةُ مَنْزِلِهِ الذي يَنْزِلُهُ قال

(وأُمُّ مَثْواي تُدَرِّي لِمَّتِي ... )

وأُمُّ الرُّمْحِ اللِّوَاءُ وما لُفَّ عَلَيهِ وأُمُّ القُرى مَكَّةُ لأنَّها توسَّطَتِ الأَرْضَ فيما زَعَمُوا وَقِيلَ لأنها قِبْلَةُ جميعِ النَّاسِ يؤُمُّونَها سُمِّيتْ بذلك لأنَّها كانَتْ أعظَم القُرَى شَأْنًا وفي التنزِيلِ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا} القصص 59 وأُمُّ الرَّأسِ الدِّماغُ قال ابنُ دُرَيْدٍ هي الجِلْدَةُ الرقيقَةُ التي عَلَيها وهي مُجتَمعُه وقالوا ما أَنتَ وأُمَّ الباطِلِ أَيْ ما أَنتَ والباطِلَ ولأُمّ أشيَاءٌ كثيرةٌ تُضافُ إليها قد أَبَنْتُها في الكتابِ المُخَصِّصِ وأَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمّا فَهْوَ مَأْمُومٌ وأَميمٌ أصابَ أُمَّ رَأْسِهِ وَشَجَّةٌ آمَّةٌ ومَأْمُومَةٌ بَلَغَتْ أُمَّ الرأسِ وقد يُسْتَعارُ ذلك في غيرِ الرأسِ قال

(قَلْبِي من الزَفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوَى ... وحَشايَ مِن حَرِّ الفِراقِ أَمِيمُ)

وقولُهُ أنشَدَهُ ثَعْلَبٌ

(فَلَوْلاَ سِلاحِي عِنْدَ ذَاكَ وغِلْمَتي ... لرُحْتُ وفي رَأْسِي مَآيِمُ تُسْبَرُ)

فسَّرَهُ فقال جَمَعَ آمَّةً على مَآيِمَ وليسَ لهُ واحِدٌ من لفظِه وهذا كقولهم الخَيْلُ تَجْرِي على مَسَاوِيها وعِندي زيادةٌ وهو أنه أَرادَ مَآمُّ ثم كَرِهَ التضعيفَ فأبْدَلَ المِيمَ الأخيرةَ ياءً فقال مآمٍ ثم قَلَبَ اللامَ وهي الياءُ المُبْدَلَةُ إلى موضع العَينِ فقال مَآيِمُ والأَمِيمَةُ الحِجارَةُ تُشْدَخُ بها الرُّءُوسُ والمَأْمُومُ مِنَ الإِبلِ الذي ذهبَ من ظهرِه عن ضَرْبٍ أو دَبَرٍ قال الراجِزُ

(ليسَ بذي عَرْكٍ ولا ذي ضَبِّ ... )

(ولا بخوَّارٍ ولا أزَبِّ ... )

(ولا بِمَأْمُومٍ ولا أَجَبِّ ... )

والأُمِّيُّ الذي لا يَكْتُبُ قال الزجَّاجُ الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَةِ الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّمِ الكتابَ فهو على جبلتِه وفي التَّنزِيلِ {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب} البقرة 78 والأُمِّيُّ العَيِيُّ الجِلفُ الجَافي القَليلُ الكَلامِ قالَ

(وَلاَ أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيَّا ... )

(أُمارِسُ الكَهْلَةَ والصَّبِيَّا ... )

(والعَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا ... )

والأَمَامُ نَقِيضُ الوَرَاءِ وهي في مَعْنَى قُدَّامَ يكونُ اسمًا وظَرفًا قال اللِّحيانيُّ وقال الكِسَائيُّ أَمَامَ مُؤَنَّثَةٌ وإن ذَكَّرْتَ جَازَ قال سِيبَوَيهِ وقالوا أمَامَكَ إذا كُنْتَ تُحذِّرُهُ أو تُبَصِّرُهُ شَيْئًا والأَئمَّةُ كِنَانَةُ عن ابنِ الأَعرابي وأُمَيْمَةُ وأُمَامَةُ اسمُ امْرأَةٍ قال أبو ذُؤَيْبٍ

(قالَتْ أُمَيْمَةُ ما لِجسْمِكَ شاحِبًا ... مُنْذُ ابْتُذِلْتَ ومِثلُ مالِكَ يَنْفَعُ)

ورَوَى الأصمَعِيُّ أُمَامَةُ بالألِفِ فمَنْ رَوَاهُ أُمَيْمَةُ فهو تصغِيرُ أُمٍّ ويَجوزُ أن يَكونَ تصغيرَ أُمَامَةُ على التَّرخيمِ وأُمَامَةُ ثَلَثمائَةٍ من الإِبِلِ قالَ

(أَأَبْثُرُهُ مالِي ويُحْتِرُ رِفْدَهُ ... تَبيَّنْ رُوَيْدًا مَا أُمَامَةُ مِنْ هِنْدِ)

أَرادَ بأُمَامَةُ ما تقدَّم وأَرَادَ بهنْدٍ هُنَيْدَةَ وهي المِائَةُ من الإِبِلِ هكذا فسَّرَهُ أبُو العلاءِ ورِوايَةُ الحماسَةِ

(أَيُوعِدُني والرَّمْلُ بَيْني وبَيْنَهُ ... تَبيَّنْ رُوَيدًا)

وأَمَّا مِن حُروفِ الابتداءِ ومَعْنَاهَا الإخبَارُ وإمَّا في الجَزَاءِ مُركَّبَةٌ مِنْ إنْ ومَا وإمَّا في الشَّكِ عَكْسُ أوْ في الوَضْعِ
أم م

} أَمَّهُ) {يَؤُمّه} أَمًّا: (قَصَده) وتوجَّه إِلَيْه، ( {كائْتَمّهُ} وَأَمَّمَهُ {وَتَأَمَّمَهُ وَيَمَّمَهُ} وَتَيَمَّمَهُ) ، الأخيرةُ على البَدَل. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: " مَنْ كانَتْ فَتْرَتهُ إِلَى سُنَّةٍ {فَلِأَمٍّ مَا هُوَ " أَي: قَصْدِ الطَّرِيق المُسْتَقِيم، أَو أُقِيمَ} الأَمُّ مَقامَ{المَأْمُوم أَي: هُوَ على طَرِيقٍ يَنْبَغِي أَن يُقْصَدَ. وَفِي حَدِيث كَعْبٍ: " فانْطَلَقْتُ} أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى اللَّهِ عَلَيْهِ وسلّم ". وَفِي حَدِيثه أَيْضا: " {فَتَيَمّمْتُ بهَا التَّنُّورَ " أَي: قَصَدْتُ.} وَتَيَمَّمْتُ الصَّعِيدَ للصَّلاةِ، وَأَصْلُه التّعَمُّدُ والتَّوَخِّي. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قولُه تعالَى: { {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} أَي: اقْصُدوا لصَعِيدٍ طَيِّبٍ، ثمَّ كثر اسْتِعْمالُهم لهَذِهِ الْكَلِمَة حتَّى صَار} التَّيَمُّم اسْما عَلَمًا لِمَسْحِ الوَجه واليَدَيْنِ بالتُّرابِ. (و) فِي المُحْكَم: ( {التَّيَمُّمُ: التَّوَضُّؤُ بالتُّرابِ) ، وَهُوَ (إِبْدالٌ، وَأَصْلُه التَّأَمُّم) ؛ لأَنَّهُ يَقْصُدُ التُّرابَ فَيَتَمَسَّح بِهِ. (} والمِئَمُّ، بِكَسْرِ المِيمِ) وَفتح الهَمْزَة وشَدّ المِيمِ: (الدَّلِيلُ الهادِي) العارفُ بالهِدايَةِ، وَهُوَ من القَصْد، (و) أَيْضًا (الجَمَلُ يَقْدُمُ الجِمالَ) وَهُوَ من ذَلِك، (وَهِي) {مِئَمَّةٌ (بهاءٍ) ، تَقْدُمُ النُّوقَ وَيَتْبَعْنَها. (} والإِمَّةُ، بالكَسْرِ: الحالَةُ، و) أَيضًا (الشِّرْعَةُ والدِّينُ، ويُضَمّ) . وَفِي التَّنْزِيل: {إِنَّا وَجَدنَآءَابَآءَنَا عَلَى {أُمَّةٍ} قَالَ اللِّحْيانِي: وَرُوِيَ عَن مُجاهِدٍ وَعُمَرَ بنِ عبد العَزِيز: على} إِمَّةٍ، بالكَسْر. (و) {الإِمَّةُ أَيْضا: (النِّعْمَة) ، قَالَ الأَعْشَى:
(ولَقَدْ جَرَرْتَ إِلَى الغِنَى ذَا فاقَةٍ ... وَأَصابَ غَزْوُكَ} إِمَّةً فَأَزالَها)
أَي: نِعْمَة. (و) الإِمَّةُ: (الهَيْئَةُ والشَّأنُ) ، يُقال: مَا أَحْسَنَ {إِمَّتَه. (و) } الإِمَّةُ: (غَضارَةُ العَيْش) ، عَن ابْن الأعرابيّ. (و) {الإِمَّة: (السُّنَّةُ، ويُضَمُّ، و) أَيْضا: (الطَّرِيقةُ) ، قَالَ الفرّاء: قُرِىءَ: على} أُمَّةٍ، وَهِي مثلُ السُّنَّةِ، وقُرِىءَ: على {إمَّةٍ، وَهِي الطَّريقَة. وَقَالَ الزجّاج فِي قَوْله تَعَالَى {كَانَ النَّاس} أمة وَاحِدَة} أَي: كَانُوا على دِينٍ وَاحِد. وَيُقَال: فُلانٌ لَا أُمَّةَ لَهُ، أَي: لَا دِينَ لَهُ وَلَا نِحْلَة، قَالَ الشَّاعِر:
(وَهَلْ يَسْتَوِي ذُو أُمَّةٍ وَكَفُورُ ... )
وَقَالَ الْأَخْفَش فِي قَوْله تَعَالَى: {كُنْتُم خير أمة} أَي: خَيْرَ أهلِ دِين. (و) {الإِمَّةُ: (} الإِمامَةُ) . وَقَالَ الأَزْهريُّ: الإِمَّةُ: الهيئةُ فِي الإِمامة وَالْحَالة، يُقَال: فلَان أَحَقُّ {بِإِمَّةِ هَذَا المَسْجِد من فُلانٍ، أَي:} بإمامَتِه. (و) الإِمَّةُ: ( {الائْتِمامُ} بالإِمام) . (و) {الأُمّةُ، (بالضَّمّ: الرجلُ الجامِعُ لِلْخَيْرِ) ، عَن ابْن القَطَّاعِ، وَبِه فسّر قولُه تعَالَى: {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة} . (و) } الأُمَّةُ: ( {الإِمام) ، عَن أبِي عُبَيْدَة، وَبِه فسّر الْآيَة. (و) الأُمَّة: (جَماعَةٌ أُرْسِلَ إِلَيْهِم رَسُولٌ) سَوَاء آمَنُوا أَو كَفَرُوا. وَقَالَ اللَّيْث: كلُّ قَوْمٍ نُسِبوا إِلَى نَبِيِّ فَأُضِيفُوا إِلَيْه فهم} أُمَّتُه، قَالَ: وكُلّ جِيلٍ من النَّاس هُمْ {أُمَّةٌ على حِدَةٍ. (و) قَالَ غيرُه:} الأُمَّة (الجِيلُ من كُلِّ حَيِّ، و) قيل: (الجِنْسُ) من كُلِّ حَيَوانٍ غيرَ بَنِي آدَمَ أُمَّةٌ على حِدَة، وَمِنْه قولُه تعالَى: {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض وَلَا طَائِر يطير بجناحيه إِلَّا {أُمَم أمثالكم} وَفِي الحَدِيث: " لَوْلا أَنَّ الكِلابَ} أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِها " وَفِي رِوَايَة: " لَوْلا أَنَّها أُمَّةٌ تُسَبِّح لَأَمَرْتُ بِقَتْلِها "، ( {كالأُمّ فيهمَا) أَي: فِي مَعْنَى الِجيلِ والجِنْس. (و) } الأُمَّةُ: (مَنْ هُوَ عَلَى) دِينِ (الحَقِّ مُخالِفٌ لسَائِر الأَدْيان، وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة} . (و) الأُمَّة: (الحِينُ) ، وَمِنْه قَوْله تَعالىَ: {وادكر بعد أمة} ، وَقَوله تَعَالَى: {وَلَئِن أخرنا عَنْهُم الْعَذَاب إِلَى أمة} . (و) الأُمَّة: (القامَةُ) ، قَالَ الأَعْشَى:
(وإنَّ مُعاوِيَةَ الأَكْرَمِينَ ... بِيضُ الوُجُوهِ طِوالُ الأُمَمْ)
أَي: طِوالُ القامات. وَيُقَال: إِنَّه لَحَسَنُ الأُمَّةِ: أَي: الشَّطاطِ. (و) الأُمَّةُ: (الوَجْهُ) . (و) الأُمَّةُ: (النَّشاطُ) . (و) الأُمَّة: (الطَّاعَةُ) . (و) الأُمَّةُ: (العَالِمُ) . (و) الأُمَّةُ: (من الوَجْهِ والطَّرِيق: مُعْظَمهُ) ، وَمَعْلَمُ الحُسْنِ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّهُ لَحَسَنُ أُمَّةِ الوَجْه، يَعْنُون: سُنَّتَه وصُورَتَه، وإِنَّهُ لَقَبِيحُ أُمَّةِ الوَجْه. (و) الأُمَّة (مِنَ الرَّجُلِ: قَوْمُهُ) وجَماعَتُه، قَالَ الأَخْفش: هُوَ فِي اللَّفْظِ واحدٌ وَفِي الْمَعْنى جَمْعٌ. (و) الأُمَّة (لِلَّهِ تعالىَ: خَلْقُه) يُقالُ: مَا رأيتُ من أُمَّة اللَّهِ أَحْسَنَ مِنْهُ. ( {والأُمُّ، وَقد تُكْسَر) ، عَن سِيْبَوَيْهِ: (الوالِدَةُ) ، وأنشدَ سِيبَوَيْهٍ:
( [وقالَ] اضْرِبِ الساقَيْنِ} إِمّكَ هابِلُ ... )
هكَذا أَنْشَدَه بالكَسْرِ، وَهِي لُغةٌ. (و) الأُمُّ: (امْرَأَةُ الرَّجُلِ المُسِنَّة) ، نَقله الأزهريّ عَن ابْن الأعرابيِّ. (و) الأُمُّ: (المَسْكَنُ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {! فأمه هاوية} أَي: مَسْكَنُه النَّار، وقِيلَ: أُمُّ رَأْسِه هاوِيَةٌ فِيهَا، أَي: ساقِطَةٌ. (و) الأُمّ: (خادِمُ القَوْمِ) يَلِي طَعامَهُم وخِدْمَتَهم، رَوَاهُ الرَّبِيعُ عَن الشافِعِيِّ، وَأَنْشَدَ للشَّنْفَرَى: ( {وَأُمّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُم ... إِذا أَحْتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وَأَقَلَّتِ)
قلت: وقرأتُ هَذَا البيتَ فِي المُفَضَّلِيّات من شِعْرِ الشَّنْفَرَى، وَفِيه مَا نَصَّهُ: ويروى:
(إِذا أَطْعَمَتْهم أَوتَحَتْ وَأَقَلَّت ... )
وَأَرَادَ} بأُمِّ عِيالٍ تَأَبَّط شَرًّا؛ لأَنَّهم حِين غَزَوْا جعلُوا زادَهُم إِلَيْهِ، فَكَانَ يُقَتِّرُ عَلَيْهِم مَخافَةَ أَنْ تَطُولَ الغَزاةُ بهم فيموتُوا جُوعًا. (ويُقالُ {للأُمّ: الأُمَّةُ) ، وَأنْشد ابنُ كَيْسان:
(تَقَبَّلْتَها عَن أُمَّةٍ لَك طالَما ... تُنُوزعَ فِي الأَسْواقِ مِنْهَا خِمارُها)
يُرِيد عَن أُمٍّ لَك، قَالَ: (و) مِنْهُم مَنْ يَقُول:} الأُمَّهَةُ) فَأَلْحَقَها هاءَ التأنيثِ قَالَ قُصَيُّ بن كِلابٍ:
(عِنْدَ تَنادِيهِم بهالٍ وهَبِي ... )

( {أُمَّهَتِي خِنْدِفُ والْياسُ أَبِي ... )
(ج:} أُمّاتٌ) ذكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه وغيرُه: أنّها لغةٌ ضَعِيفَة، (و) إِنّما الفصيحُ ( {أُمَّهاتٌ) . وَقَالَ المُبَرِّد: الهاءُ من حروفِ الزِّيادة وَهِي مَزِيدَةٌ فِي} الأُمَّهات، والأَصْلُ الأَمُّ، وَهُوَ القَصْدُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب؛ لِأَن الهاءَ مَزِيدَة فِي الأُمهاتِ. (أَو هذهِ لِمَنْ يَعْقِلُ، {وأُمَّاتٌ لِمَنْ لَا يَعْقِلُ) ، قَالَ ابْن بَرّي: هَذَا هُوَ الأَصْل، وَأنْشد الأزهريّ:
(لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جَداعِ ... وَإِن مُنِّيتُ} أُمّاتِ الرِّباعِ) قَالَ ابنُ بَرّي: ورُبَّما جَاءَ بِعَكْسِ ذَلِك كَمَا قَالَ السّفّاح اليَرْبُوعيّ فِي الأمّهات لِغَيْر الآدميِّين:
(قَوّالُ مَعْرُوفٍ وفَعّالُه ... عَقَّارُ مَثْنَى {أُمَّهاتِ الرِّباعْ)
وَقَالَ آخَرُ يصف الإِبِلَ:
(وهامٍ تَزِلُّ الشَّمْسُ عَن} أُمَّهاتِهِ ... صِلابٍ وَأَلْحٍ فِي المَثانِي تَقَعْقَعُ)
وَقَالَ جَرِيرٌ ف الأمّات للآدَمِيّين:
(لَقَدْ وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ ... مُقَلَّدةٌ من الأُمّات عارَا)
قُلْت وَأنْشد أَبُو حنيفَة فِي كِتاب النَّبات لبَعض مُلوك اليَمَن:
(وأُمّاتُنا أَكْرِمْ بهنّ عَجائزًا ... وَرثن العُلَا عَن كابِرٍ بَعْدَ كابِرِ)
( {وأُمُّ كُلّ شَيْءٍ: أَصْلُه وَعِمادُه) . (و) الأُمّ (لِلْقَوْمِ: رَئِيسُهُم) لأنّه ينضمّ إِلَيْهِ النَّاس، عَن ابْن دُرَيْد، وَأنْشد للشَّنْفَرَى:
(وأُمّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُم ... )
(و) } الأُمُّ (للنجوم: المجرة) ؛ لأنّها مُجْتَمَع النُّجُوم، يُقَال: مَا أَشْبَه مَجْلِسَكَ! بِأُمِّ النُّجُوم؛ لِكَثْرَة كَواكِبها، وَهُوَ مجَاز. قَالَ تَأَبَّط شرًّا:
(يَرَى الوَحْشَةَ الأُنسَ الأَنِيسَ وَيَهْتَدِي ... بِحَيْثُ اهْتَدَت أُمُّ النُّجُوم الشَّوابِكِ) (و) الأُمُّ (للرَّأْسِ: الدِّماغُ) ، أَو هِيَ: (الجِلْدَةُ الرَّقِيقَةُ الّتِي عَلَيْها) ، عَن ابْن دُرَيْد، وَقَالَ غَيره: أُمُّ الرَّأسِ: الخَرِيطَةُ الَّتِي فِيهَا الدِّماغُ، {وأُمُّ الدِّماغ: الجِلْدَة الَّتِي تَجْمَع الدِّماغَ. (و) } الأُمُّ (لِلرُّمْحِ: اللِّواءُ) وَمَا لُفَّ عَلَيْهِ من خِرْقَة، قَالَ الشَّاعِر:
(وَسَلَبْنَا الرُّمْحَ فِيهِ {أُمُّه ... مِنْ يَدِ العاصِي وَمَا طالَ الطِّوَلْ)
(و) الأُمُّ (للتَّنائِفِ: المَفازَةُ) البَعِيدَة. (و) الأُمُّ (لِلْبَيْضِ: النَّعامَةُ) ، قَالَ أَبُو دُوَادٍ:
(وَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمِّ البَيْضِ ... شَدًّا وَقَدْ تَعالَى النَّهارُ)
قَالَ ابْن دُرَيْد: (وكُلّ شَيْءٍ انْضَمَّتْ إِلَيْهِ أَشْياءُ) مِن سائِرِ مَا يَلِيه فإنّ الْعَرَب تسمّى ذَلِك الشَّيْء أُمًّا. (وأُمُّ القُرَى: مَكَّةُ) زِيدَت شَرَفًا؛ (لِأَنَّها تَوَسَّطَت الأَرْضَ فِيمَا زَعَمُوا) ، قَالَه ابنُ دُرَيْد، (أَو لأَنَّها قِبْلَةُ) جَمِيع (النّاسِ} يَؤُمُّونَها) ، أَي: يَقصُدُونها، (أَو لِأَنَّها أَعْظَمُ القُرَى شَأْنًا) ، وَقَالَ نِفْطَويه: سُمِّيت بذلك لأنّها أصلُ الأَرْض، وَمِنْهَا دُحِيَتْ وفَسَّر قولَه تعالَى: {حَتَّى يبْعَث فِي {أمهَا رَسُولا} على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أنّه أَرَادَ أَعْظَمَها وأكثرها أَهْلًا، وَالْآخر: أَرَادَ مَكَّة. وَقيل: سُمِّيت؛ لأنَّها أَقْدَمُ القُرَى الَّتِي فِي جَزِيرَة الْعَرَب وَأَعْظَمهَا خَطَرًا، فجُعِلت لَهَا} أُمًّا لِاجْتِمَاع أهْلِ تِلْكَ القُرَى كُلّ سنة وانْكِفائهم إِلَيْهَا وتَعْوِيلهم على الِاعْتِصَام بهَا، لِما يَرْجُونَه من رَحْمَة الله تَعَالَى. وَقَالَ الحَيْقطان: (غَزاكُمْ أَبُو يَكْسُومَ فِي أُمِّ دارِكُمْ ... وَأَنْتُم كَفَيْضِ الرَّمْل أَو هُوَ أَكْثَرُ)
يَعْنِي صاحِبَ الفِيلِ. وَقيل: لأنّها وَسَط الدُّنْيا فكأنَّ القُرَى مُجْتَمِعَة عَلَيْهَا. (و) قولُه عَزَّ وَجَلَّ {وَإنَّهُ فِي {أم الْكتاب لدينا} قَالَ قَتادَةُ: (} أُمُّ الكِتابِ: أَصْلُه) ، نَقله الزَّجّاج، (أَو اللَّوْحُ المَحْفُوظ، أَو) سُورَة (الفاتِحَة) كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ، (أَو القُرْآنُ جَمِيعُه) من أوّله إِلَى آخِرِه، وَهَذَا قولُ ابنِ عَبّاس. ( {وَوَيْلُمِّه) تقدّم ذِكْره (فِي " وي ل ". و) قَوْلهم: (لَا أُمَّ لَكَ) ذَمٌّ، و (رُبَّما وُضِعَ مَوْضِعَ المَدْح) ، قَالَه الجوهريّ، وَهُوَ قولُ أبي عُبَيْدٍ، وَأنْشد لِكَعْبِ بن سَعْدٍ يَرْثِي أَخَاهُ:
(هَوَتْ} أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِيًا ... وماذا يُؤَدِّي اللَّيْلُ حِينَ يَؤُوبُ)
قَالَ أَبُو الهَيْثَم: وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا ذَهَب إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْد، وإِنّما معنى هَذَا كقولِهم: وَيْحَ أُمِّه، ووَيْلَ أُمِّهِ وَهوتْ، والوَيْلُ لَها، وَلَيْسَ للرَّجُلِ فِي هَذَا من المَدْحِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ يُشْبِه هَذَا قَوْلَهم: لَا أُمَّ لَك؛ لأنّ قوْلَه: لَا أُمَّ لَك فِي مَذْهَب: لَيْسَ لَك أَمٌّ حُرَّةٌ، وَهَذَا السبُّ الصَّرِيحُ، وَذَلِكَ أنَّ بَنِي الإِماء عِنْد الْعَرَب مَذْمُومُون لَا يلحَقُون بِبَنِي الحَرائر، وَلَا يقولُ الرجلُ لصاحِبِهِ لَا أُمَّ لَك إِلاَّ فِي غَضَبِه عَلَيْهِ، مُقَصِّرًا بِهِ شاتِمًا لَهُ. وَقيل: معنى قَوْلهم: لَا أُمَّ لَك، يَقُول: إِنَّكَ لَقِيطٌ لَا يُعْرَف لَك أُمٌّ. وَقَالَ ابنُ بَرّي فِي تَفْسِير بَيْتِ كَعْب بن سَعْد: إِنَّ قَوْله: هَوَتْ! أُمُّه يُستعمل على جِهَةِ التَّعَجُّبِ كَقَوْلِهِم: قاتَلَه اللَّهُ مَا أَسْمَعَه مَعْنَاهُ: أيّ شَيْء يَبْعَثُ الصبحُ من هَذَا الرجلِ، أَي: إِذا أَيْقَظَهُ الصبحُ تَصَرَّفَ فِي فِعْلِ مَا يُرِيدُه، وغادِيًا منصوبٌ على الْحَال، وَيَؤُوبُ: يَرْجِعُ، يُرِيد: أنّ إِقْبال اللَّيْل سَبَبُ رُجُوعه إِلَى بَيْتِهِ، كَمَا أَنّ إِقبالَ النّهارِ سَبَبٌ لِتَصَرُّفِهِ. ( {وَأَمَّتْ} أُمُومَةً: صارَتْ {أُمًّا،} وَتَأَمَّمَها {واسْتَأَمَّها) ، أَي: (اتَّخَذَها} أُمًّا) لِنَفْسه، قَالَ الكُمَيْت:
(وَمِنْ عَجَبٍ بَجِيلَ لَعَمْرُ أُمٍّ ... غَذَتْكِ وَغَيْرَها {تَتَأَمَّمِينَا)
أَي: من عَجَبٍ انتفاؤُكُم عَن} أُمِّكم الّتي أَرْضَعَتْكم واتّخاذِكُم {أُمًّا غَيْرَها. (وَمَا كُنْتِ أُمًّا} فَأَمِمْتِ، بالكَسْر، {أُمُومَةً) ، نَقله الجوهريّ. (} وَأَمَّهُ {أَمَّا فَهُوَ} أَمِيمٌ {وَمَأْمُومٌ: أصابَ} أُمَّ رَأْسِه) ، وَقد يُستعار ذَلِك لغَيْرِ الرأسِ، قَالَ الشَّاعِر:
(قَلْبِي من الزَّفَراتِ صَدَّعَهُ الهَوَى ... وحَشايَ من حَرِّ الفِراقِ أَمِيمُ)
(وشَجَّةٌ {آمَّةٌ} وَمَأْمُومَةٌ: بَلَغَتْ أُمَّ الرّأْسِ) ؛ وَهِي الجِلْدَة الَّتِي تَجْمَع الدِّماغَ. وَفِي الصّحاح: الآمَّةُ هِيَ الَّتِي تبلُغ أُمَّ الدِّماغ حَتَّى يَبْقَى بَيْنَها وَبَين الدِّماغِ جِلْدٌ رَقِيقٌ، وَمِنْه الحَدِيث: " فِي {الآمَّةِ ثُلُثُ الدِّيَة ". وَقَالَ ابنُ بَرِّي فِي قَوْله فِي الشَّجَة:} مَأْمُومَة، كَذَا قَالَ أَبُو العَبّاس المُبَرّد بعضُ العَرَب يَقُول فِي الآمَّة: مَأْمُومَة. قَالَ: قَالَ عليُّ بن حَمْزَة: وَهَذَا غَلَطٌ، إِنّما الآمة: الشَّجَّة، {والمَأْمُومَة: أُمّ الدِّماغ المَشْجُوجَة، وَأنْشد:
(يَدَعْنَ أُمَّ رَأْسِهِ} مَأْمُومَه ... )

(وَأُذْنَه مَجُدْوُعَةً مَصْلُومَهْ ... )
( {والأُمَيْمَةُ، كَجُهَيْنَة: الحِجارَةُ تُشْدَخُ بهَا الرُّؤُسُ) ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي الصِّحَاح:} الأَمِيمُ: حَجَرٌ يُشْدَخ بِهِ الرأسُ، وَقَالَ الشَّاعِر: (ويَوْمَ جَلَّيْنا عَن الأَهَاتِمِ ... )

(بالمَنْجَنِيقاتِ {وبالأَمائِم ... )
ومثلُه قولُ الآخَرِ:
(مُفَلَّقَةً هاماتُها} بالأمائِمِ ... )
وَقد ضَبَطه كَأَميرٍ، ومثلُه فِي العُباب. (و) {الأُمَيْمَة: (تَصْغِيرُ الأُمِّ) ، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَقَالَ اللَّيْث: تَفْسِير الأُمّ فِي كُلّ مَعَانِيهَا} أُمَّة؛ لأنّ تأسيسه من حَرْفَيْن صَحِيحَيْنِ، وَالْهَاء فِيهَا أَصْلِيّة، ولكنّ العربَ حَذَفت تِلْكَ الهاءَ إِذْ أَمِنُوا اللَّبْس، وَيَقُول بَعضهم فِي تَصْغِير أُمٍّ: أُمَيْمَة، والصوابُ {أُمَيْهَة تُرَدُّ إِلَى أَصْلِ تَأْسِيسها، وَمن قَالَ أُمَيْمَة صَغَّرَها على لَفْظِها. (و) الأُمَيْمَةُ: (مِطْرَقَةُ الحَدّاد) ضَبَطَه الصاغانيّ كَسَفِيَنةٍ، (واثْنَتا عَشَرَة صَحابِيَّةً) ، وَهُنَّ: أُمَيْمَة أُخْتُ النعّمان بن بَشِير، وبنتُ الحارِث، وَبنت أبي حثَمْة، وبِنْتُ خَلَفٍ الخُزاعِيَّة، وبنتُ أبي الخِيارِ، وبنتُ ربيعَةَ بن الحارِث بن عبد المُطَّلب، وَبنت عبد بن بُجَاد التَّيْمِيّة،} أُمُّها رُقَيقة أُخْتُ خَدِيْجَة، وبنتُ سُفْيانَ بنِ وَهْبٍ الكِنانِيَّةُ، وبنتُ شَراحيل، وبِنْتُ عَمْرِو بن سَهْلٍ الأَنْصارِيَّة، وبنتُ قَيْسِ بنِ عَبدِ الله الأَسَدِيَّة، وَبنت النُّعمان بنِ الحارِثِ، رَضِي الله عنهنّ. وفاتَه ذِكْرُ: أُمَيْمَة بنت أَبي الهَيْثَم ابْن التَّيّهان، من المُبايِعات،! وأُمَيْمَة بنت النَّجَّار الأَنْصارِيَّة، وأمّ أَبِي هُرَيْرَة اسمُها أُمَيْمَة، وَقيل: مَيْمُونَة. (وَأَبُو أُمَيْمَة الجُشَمِيُّ أَو الجَعْدِيُّ صَحابِيٌّ) رَوَى عَنهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ زِيَاد، وَقيل اسْمه أَبُو أُمَيَّة، وَقيل: غير ذَلِك. ( {والمَأْمُوم: جَمَلٌ ذَهَبَ من ظَهْرِهِ وَبَرُهُ مِنْ ضَرْبٍ أَو دَبَرٍ) ، قَالَ الراجز:
(وَلَيْسَ بِذِي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ ... )

(وَلَا بِخَوّارٍ وَلَا أَزَبِّ ... )

(وَلا} بِمَأْمُومٍ وَلا أَجَبِّ ... )
وَيُقَال: المَأْمُوم، هُوَ البَعِيُر العَمِدُ المتأَكِّلُ السَّنام. (و) مَأْمُوم: (رَجُلٌ من طَيِّىءٍ) . ( {والأُمِّيُّ} والأُمّانُ) بِضَمِّهما: (مَنْ لَا يَكْتُبُ، أَو من عَلَى خِلْقَةِِ الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتابَ وَهُوَ باقٍ على جِبِلَّتِهِ) . وَفِي الحَديث: " إِنّا {أُمَّةٌ} أُمِّيَّة لَا نَكْتُب وَلَا نَحْسُب " أَرَادَ: أنّه على أَصْلِ وِلادَةِ! أُمِّهم لم يَتَعَلَّمُوا الْكِتَابَة والحِسابَ، فهم على جبِلَّتِهم الأُولَى. وَقيل لسَيّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم الأُمِّي؛ لأَنَّ أُمَّةَ العَرَب لم تَكُنْ تكتُبُ وَلَا تَقْرَأُ المكتوبَ، وَبَعثه الله رَسُولًا وَهُوَ لَا يَكْتُبُ وَلَا يقْرَأ مِنْ كِتابٍ، وَكَانَت هَذِه الخَلَّةُ إِحْدَى آياتِهِ المُعْجِزَة؛ لأنَّه صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم تَلَا عَلَيْهِم كِتابَ الله مَنْظومًا تارَةً بعد أُخْرَى بالنَّظْمِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَلم يُغَيِّرْه وَلم يُبَدِّلْ أَلْفَاظَهُ، فَفِي ذَلِك أَنْزَلَ الله تعالىَ: {وَمَا كُنتَ تَتلُواْ مِن قَبلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُهُ بِيَمِيِنكَ إِذًا لَّاَرتَابَ المُبْطِلُونَ} . وَقَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر فِي تَخْرِيج أحاديثِ الرَّافِعِيّ: إِنّ مِمّا حُرِّم عَلَيْهِ صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم الخَطُّ والشِّعْر. وَإِنَّما يَتَّجِه التَّحْرِيمُ إِنْ قُلْنا إِنَّه كَانَ يُحْسِنُهما، والأَصَحُّ أَنَّه كَانَ لَا يُحْسِنُهما، وَلَكِن يُمَيِّزُ بَين جَيِّدِ الشِّعْرِ وَرَدِيئه؛ وادَّعَى بَعْضُهم أَنَّه صارَ يَعْلَمُ الكتابَة بعد أَنْ كَانَ لَا يَعْلَمُها لقَوْله تَعَالَى: {من قبله} فِي الْآيَة فإنَّ عَدَمَ مَعْرِفَتِه بِسَبَب الإِعْجاز، فَلَمَّا اشْتهر الإِسْلامُ وأمِنَ الارْتِياب عَرَفَ حِينَئِذٍ الكِتابَة. وَقد رَوَى ابنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُه: مَا ماتَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم حَتَّى كَتَبَ وَقَرَأَ، وَذكره مُجالِد للشَّعْبي فَقَالَ: لَيْس فِي الآيَة مَا يُنافِيهِ. قَالَ ابنُ دِحْيَة: وإِلَيْه ذَهَب أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو الفَتْح النَّيْسابُورِيّ والباجِي وصَنّفَ فِيهِ كتابا ووافَقَه عَلَيْهِ بعضُ عُلَماء إِفْرِيقيَة وصَقَلِّيَة وَقَالُوا: إِنّ معرفةَ الكِتابَة بعد أُمِّيَتِهِ لَا تُنافِي المُعْجِزَة بل هِيَ مُعْجِزَةٌ أُخْرَى بعد مَعْرِفَة {أُمِّيَّته وَتَحَقُّقِ مُعْجِزَته، وَعَلِيهِ تَتَنَزَّلُ الآيةُ السابِقَةُ والحَدِيث، فإنّ مَعْرِفَتَه من غير تَقَدُّمِ تَعْلِيمٍ مُعْجِزَة. وصنّف أَبُو مُحَمَّد ابْن مُفَوِّز كتابا رَدَّ فِيهِ على الباجِي، وبَيَّنَ فِيهِ خَطَأَه. وَقَالَ بعضُهم: يحْتَمل أنْ يُراد أَنَّهُ كَتَبَ مَعَ عَدَمِ عِلْمِه بالكِتابَة وَتَمْيِيزِ الحُرُوف كَمَا يَكْتُبُ بعضُ المُلُوك عَلامَتَهُم وهم} أُمِّيُّون، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ القاضِي أَبُو جَعْفَر السِّمَناني، وَالله أَعْلم. (و) {الأُمِّيّ أَيْضا: (الغَبِيُّ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه: العَيِيُّ (الجِلْفُ الجافِي القليلُ الكَلامِ) ، قَالَ الراجز:
(وَلَا أعُودُ بَعْدَها كَرِيَّا ... )

(أُمارِسُ الكَهْلَةَ والصَّبِيَّا ... )

(والعَزَبَ المُنَفَّهَ} الأُمِّيَّا ... )
قيل لَهُ: {أُمِّيّ؛ لأنَّه على مَا وَلَدَتْهُ أُمُّه عَلَيْه من قِلَّة الكَلام وعُجْمَةِ اللَّسان. (} والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراءِ، كَقُدَّامَ) فِي المَعْنَى (يكونُ اسْمًا وظَرْفًا) ، تَقول: أَنْتَ {أَمامَهُ، أَي: قُدّامَه. قَالَ اللحيانيّ: قَالَ الْكسَائي:} أَمام مؤَنّثة، (وَقَدْ يُذَكَّرُ) ، وَهُوَ جائزٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: (و) قَالُوا ( {أَمامَكَ) ، وَهِي (كلمةُ تَحْذِيرٍ) وَتَبْصِيرٍ. (و) } أُمامَهُ، (كَثُمامَةَ: ثَلاثِمائَةٍ من الإِبِلِ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(أَأَبْثُرُه مالِي وَيَحْتُرُ رِفْدَهُ ... تَبَيَّنْ رُوَيْدًا مَا {أُمامَةُ مِنْ هِنْدِ)
أَرَادَ} بأُمامَهُ: مَا تقدَّم، وَأَرَادَ بِهِنْدٍ: هُنَيْدَة: وَهِي المائةُ من الإِبِل. قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو العَلاءِ، ورِوايَةُ الحَماسَة:
(أَيُوِعِدني والرَّمْلُ بَيْنِي وَبَيْنَه ... تَبَيَّنْ رُوَيْدًا مَا أُمامَة مِنْ هِنْد)
(و) أُمامَهُ (بِنْتُ قُشَيْرٍ) ، هكَذا فِي النُّسَخ والصوابُ بِنْت بِشْر، وَهِي أُخْتُ عَبّاد وَزَوْجُ مَحْمُود بن سَلَمَةَ، (و) أُمامَةُ (بنتُ الحارِثِ) الهِلالِيَّة أُخْتُ مَيْمُونَةَ. إِنّما هِيَ لُبابَةُ صَحَّفها بعضُهم، (و) أُمامَهُ (بِنْتُ العاصِ) ، هكَذا فِي النّسخ، وصَوابُه بِنْتُ أبِي الْعَاصِ، وَهِي الّتي كانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم يُحِبُّها وَيَحْمِلُها فِي الصَّلاةِ ثمَّ تَزَوَّجَها عَلِيٌّ، (و) أُمامَهُ (بنتُ قُرَيْبَةَ) البَياضِيَّة: (صَحابِيّاتٌ) رَضِيَ اللَّهُ عنهنّ. وفاتَهُ ذِكْرُ أُمامَةَ بِنْت حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب، وأُمَامَة بِنْت أبي الحَكَمِ الغِفارِيَّة، وأُمَامَة بِنْت عُثْمان الزُّرَقِية،! وأُمَامَة بنت عِصامٍ البَياضِيّة، وأُمَامَة بنت سِماك الأَشْهَلِيَّة، وأُمَامَة أُمّ فَرْقَد، وأُمَامَة المزيدية، وأُمَامَة بنت خَدِيج، {وأُمامَهُ بنت الصّامِتِ، وأمامَة بنت عبد المُطَّلب، وأُمامَةُ بنتُ مُحَرِّث ابْن زَيْد، فَإِنَّهُنّ صَحابِيّات.
(وَأَبُو أُمامَةَ الأَنْصارِيُّ) قيل: اسمُهُ إياسُ بنُ ثَعْلَبَة، وَيُقَال عَبْد الله بن ثَعْلَبَة، وَيُقَال: ثَعْلَبَة بن عَبْد الله، روى عَنهُ عَبْدُ الله بن كَعْب بن مَالك، (و) أَبُو أُمامَةَ أَسْعَد (بنُ سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ) الأَنصارِيّ، رَوَى عَن أَبِيه وَعنهُ الزُّهريّ، وَفِي حَدِيثه إرْسَال، (و) أَبُو أُمامَةَ (بنُ سَعْدٍ) هكَذا فِي النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ وتحريف، وكأَنَّ الْعبارَة وَأَبُو أُمامَةَ أَسْعَد وَهُوَ ابنُ زُرارةَ أوّل مَنْ قَدِم المَدِينَةَ بدِين الْإِسْلَام، (و) أَبُو أُمامَةَ (ابنُ ثَعْلَبَةَ) الأَنصاريّ اسمُه إِياس، وَقيل: هُوَ ثَعْلَبَةُ بن إِياس، والأَوّل أَصَحّ، (و) أَبُو أُمامَةَ صُدَيُّ (بنُ عَجْلانَ) : الباهِلِيّ، سَكَن مصرَ ثمَّ حِمْصَ، رَوَى عَنهُ محُمَدّ بن زِياد الألْهانيّ: (صحابِيُّونَ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. (وَإِلَى ثانِيهِمْ نُسِبَ عَبدُ الرَّحْمنِ) ابْن عَبْد العَزِيزِ الأَنْصارِيّ الأَوْسِيّ الضَّرِير (} الأُمامِيّ) بِالضَّمِّ، (لأنَّه مِنْ وَلَدِهِ) سَمِعَ الزُّهْرِيَّ وعبدَ الله ابْن أبي بَكْرٍ، وَعنهُ القَعْنَبِيُّ وَسَعِيدُ ابْن أبي مَرْيَمَ، توفّي سنة 606. ( {وَأَمّا تُبْدَلُ مِيمُها الأُولَى يَاء باسْتِثْقالِها لِلتَّضْعِيفِ كَقَوْل عُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيعَة) القرشيّ المخزوميّ:
(رَأَتْ رَجُلًا} أَيْما إِذا الشَّمْسُ عارَضَتْ ... فَيَضْحَى! وَأَيْما بالعَشِيِّ فَيَخْصَرُ)
(وَهِي حَرْفٌ للشَّرْطِ) يُفْتَتَحُ بِهِ الكلامُ، وَلَا بُدَّ مِنَ الْفَاء فِي جَوابِهِ؛ لأنَّ فِيهِ تَأْوِيل الجَزاء، كَقَوْلِه تَعَالَى: { {فَأَمَا الَّذِينَءَامَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَهُ اَلحَقُ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} ، (و) يكون (للتَّفْصِيلِ وَهُوَ غاِلبُ أَحْوَالِها، وَمِنْهُ) قولُه تَعَالَى: {} أما السَّفِينَة فَكَانَت لمساكين يعْملُونَ فِي الْبَحْر} {وَأما الْغُلَام فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤمنين} { ( {وَأَمَّا الْجِدَارُ} فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنٌ ز لَّهُمَا) {الْآيَات} إِلَى آخرهَا. (و) يَأْتِي (للتَّأْكِيدِ كَقَوْلِك: أَمَّا زَيْدٌ فذاهِبٌ، إِذا أَرَدْتَ أَنَّهُ ذاهِبٌ لَا مَحالَةَ وَأَنَّهُ مِنْهُ عَزِيْمَة) . (} وإِمّا بالكَسْرِ فِي الجَزاءِ مُرَكَّبَةٌ من إِنْ وَمَا، وَقد تُفْتَحُ، وَقد تُبْدَلُ مِيمُها الأُولَى يَاء كَقْولِه) ، أَي الأَحْوَص:
(يَا لَيْتَمَا {أُمُّنا شالَتْ نَعامَتُها ... } إِيْما إِلَى جَنَّةٍ إِيْما إِلَى نارِ)
أَرَادَ إِمّا إِلَى جَنَّةٍ وَإِمّا إِلَى نَار، هكَذا أنْشدهُ الكسائيّ، وَأنْشد الجوهريُّ عَجُز هَذَا البَيْت، وَقَالَ: وَقد يُكْسَر. قَالَ ابْن بَرّي: وصَوابُه إِيْما بالكَسْر؛ لأنَّ الأَصْلَ إِمّا، {فَأَمَّا أَيْما فالأَصل فِيهِ أَمَّا، وَذَلِكَ فِي مثل قَوْلك: أَمَّا زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ بِخلاف إِمّا الَّتِي فِي العَطْف فَإِنَّها مكسورةٌ لَا غير. (وَقَدْ تُحْذَفُ مَا، كَقَوْلِه:
(سَقَتْهُ الرَّواعِدُ من صَيِّفٍ ... وإنْ من خَرِيفٍ فَلَنْ يَعْدَمَا)
أَي: إِمَّا من صَيِّفٍ} وَإِمّا من خَرِيفٍ) . وَتَرِدُ لِمَعانٍ) ، مِنْهَا: (للشَّكِّ كجاءَنِي إِمَّا زَيْدٌ وَإِمّا عَمْرٌ و، إِذا لم يُعْلَمُ الجائِي منهُما. و) بِمَعْنى (الإِبْهام كَ {إِمَّا يعذبهم وَإِمَّا يَتُوب عَلَيْهِم} ) . (و) بِمَعْنى (التَّخيِيرِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِمَّا أَن تعذب وَإِمَّا أَن تتَّخذ فيهم حسنا} . و) بِمَعْنى (الْإِبَاحَة) كَقَوْلِه: (تَعَلَّمْ إِمَّآ فِقْهًا وإِمَّآ نَحْوًا، ونازَعَ فِي هَذَا جَماعَةٌ) من النَّحْوِيين. (و) بِمَعْنى (التَّفْصِيل، ك {إِمَّا شاكرا وَإِمَّا كفورا} . وَنقل الفرَّاءُ عَن الكسائيّ فِي " بَاب إِمَّاوأَمَّا " قَالَ: إِذا كُنْتَ آمِرًا أَو ناهِيًا أَو مُخْبِرًا فَهِيَ أَمَّا مَفْتُوحَة، وَإِذا كنتَ مُشْتَرِطًا أَو شَاكًّا أَو مُخَيِّرًا أَو مُخْتارًا فَهِيَ إِمّا بالكَسْر. قَالَ: وتقولُ من ذَلِك فِي الأُولَى: أَمَّا اللَّهَ فاعْبُدْه، وَأَمَّا الخَمْرَ فَلا تَشْرَبْها، وَأَمّا زيدٌ فَخَرَج. وَتقول من النَّوْع الثَّانِي إِذا كُنْتَ مُشْتَرِطًا: إِمّا تَشْتُمَنَّ فَإِنَّهُ يَحْلُم عَنْكَ، وَفِي الشَّك: لَا أَدْرِي مَنْ قامَ إِمَّا زَيْدٌ وَإِمّا عَمْرٌ و، وَفِي التَّخْيِير، تَعَلَّمْ إِمّا الفِقْهَ وَإِمّا النَّحْوَ، وَفِي المُخْتار: لي دارٌ بالكُوفة فَأَنا خارجٌ إِلَيْهَا فإِمَّا أَنْ أَسْكُنَها وإِمّا أَنْ أَبِيعَها، وَإِمَّا قَوْله والتَّفْصِيل ... إِلَخ، فَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {إِمَّا شاكرا وَإِمَّا كفورا} أَنَّ إِمّا هُنا جَزاءٌ، أَي: إِنْ شكر وإِنْ كفر، قَالَ: وَيكون على ذَلِك إِمّا الَّتِي فِي قَوْله تَعالَى: {إِمَّا يعذبهم وَإِمَّا يَتُوب عَلَيْهِم} فكأَنَّه قَالَ: خَلَقْناه شَقِيًّا أَو سَعِيدًا. وَأَحْكَام {أَمَّا} وإِمَّا بالفَتْح والكَسْر أَوْردها الشيخُ ابنُ هِشامٍ فِي المُغْنِي وَبَسطَ الكلامَ فِي مَعانِيها، وَحَقَّقَ ذَلِك شُرّاحُه البَدْرُ الدَّمامِينِيُّ وَغَيْرُه. وَمَا ذَكَرَ المصنّف إِلَّا أنموذَجًا مِمّا فِي المُغْنِي؛ لئلَّا يَخْلُوَ مِنْهُ بَحْرُه المُحِيط، فَمن أَرَادَ التَّفْصِيل فِي ذَلِك فعَلَيْه بالكِتَاب الْمَذْكُور وشروحه. (! والأَمَمُ، مُحَرَّكة: القُرْبُ) يُقال: أَخَذْتُه من {أَمَمِ، كَمَا يُقال: مِنْ كَثَبٍ، قَالَ زُهَيْر:
(كَأَنَّ عَيْنيِ وَقَدْ سالَ السَّلِيلُ بِهم ... وجيرةٌ مَا هُمُ لَو أَنَّهُم أَمَمُ)
أَي: لَو أَنَّهم بالقُرْب مِنِّي، وَيُقَال: دارُكُم أَمَمٌ، وَهُوَ أَمَمٌ مِنْكَ، للاْثَنْينِ والجَمِيع. (و) الأَمَمُ: (اليَسِيرُ) القَرِيبُ المُتَناوَل، وَأنْشد اللَّيث:
(تَسْأَلُني بِرامَتَيْن سَلْجَما ... )

(لَو أَنَّها تَطْلُبُ شَيْئًا} أَمَما ... )
(و) {الأَمَمُ: (البَيِّنُ من الأَمْرِ،} كالمُؤامِّ) كَمُضارّ، وَيُقَال للشَّيْء إِذا كَانَ مُقارِبًا: هُوَ {مُؤامٌّ. وَأَمْرُ بني فُلانٍ} أَمَمٌ {ومُؤامٌّ، أَي: بَيِّنٌ لم يُجاوِز القَدْرَ. وَفِي حَديث ابْنِ عَبّاسٍ: " لَا يَزالُ أَمْرُ الناسِ} مُؤامًّا مَا لَمْ يَنْظُرُوا فِي القَدَر والوِلْدان " أَي: لَا يزَال جارِيًا على القَصْد والاسْتِقامة، وَأَصْلُه {مُؤامِمٌ، فَأُدغِمَ. (و) } الأَمَمُ: (القَصْدُ) الَّذِي هُوَ (الوَسَطُ، {والمُؤامُّ: المُوافِقُ) والمُقارِبُ، من الأَمَمِ. (} وَأمَّهُمْ و) {أَمَّ (بِهِم: تَقَدَّمَهُم، وَهِي} الإمامَةُ. {والإمامُ) بالكَسْرِ: كُلّ (مَا} ائْتَمَّ بِهِ) قوم (من رَئيسٍ أَو غَيْره) ، كَانُوا على الصِّراط الْمُسْتَقيم أَو كَانُوا ضالِّينَ. وَقَالَ الجوهريّ: {الإِمَام: الَّذِي يُقْتَدَى بِهِ، (ج:} إمامٌ بلَفْظِ الواحِد) ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعالَى: {واجعلنا لِلْمُتقين {إِمَامًا} هُوَ واحدٌ يَدُلُّ على الجَمْع. وَقَالَ غَيره: هُوَ جَمْعُ} آمٍّ (ولَيْسَ على حَدِّ عَدْلٍ) ورِضا، (لِأَنَّهُم) قد (قالُوا: {إِمامانِ، بَلْ) هُوَ (جَمْعٌ مُكَسَّرٌ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: أنباني بذلك أَبُو العَلاءِ عَن أَبِي عليٍّ الفارسيِّ، قَالَ: قد استعملَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا القِياسَ كَثيرًا، (} وَأَيِمَّةٌ) قُلِبَت الهَمْزة يَاء لِثِقَلِها؛ لأنَّها حَرْفٌ سَفُلَ فِي الحَلْق وَبَعُدَ عَن الحُرُوفِ وَحَصَلَ طَرَفًا فَكَانَ النُّطْقُ بِهِ تَكَلُّفا، فَإِذا كُرِهَت الهمزةُ الواحِدةُ، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن وَرَفْضِهما - لَا سِيَّما إِذا كَانَتَا مُصْطَحِبَتَيْن غَيْر مُفْتَرِقَتَيْن فَاء وَعَيْنًا أَو عَيْنًا ولامًا - أَحْرَى، فَلهَذَا لم يَأْتِ فِي الْكَلَام لَفْظَةٌ تَوالَتْ فِيها هَمْزتان أَصْلًا البَتَّة. فأمّا مَا حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ من قَوْلهم دَرِيئَةٌ ودَرائِيٌ وَخَطِيئَةٌ وخَطائِيٌ فشاذٌّ لَا يُقاسَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَت الهمزتان أَصْلَيْنِ بل الأُولَى مِنْهُمَا زَائِدَة، (و) كَذَلِك قِراءةُ أَهْلِ الكُوفَة {فَقَاتلُوا {أَئِمَّة الْكفْر} بهمزتَيْن (شاذٌّ) لَا يُقاس عَلَيْهِ. وَقَالَ الجوهريّ جمع} الإِمَام أَأْمِمَة على أَفْعِلَة، مثل إناءٍ وآنِيَةٍ وَإِلهٍ وَآلِهَةٍ، فَأُدغمت الميمُ، فنُقِلَت حركتها إِلَى مَا قَبْلَها، فلمَّا حركوها بِالْكَسْرِ جعلوها يَاء. وَقَالَ الْأَخْفَش: جُعِلَت الهَمْزةُ يَاء؛ لأنّها فِي مَوضِع كَسْرٍ وَمَا قبلهَا مفتوحٌ فَلم تُهْمَزْ لِاجْتِمَاع الهَمْزَتَيْن. قَالَ: وَمَنْ كَانَ من رَأْيِه جَمْعُ الهَمْزَتَيْن هَمَزَهُ، انْتهى. وَقَالَ الزجّاج: الأصلُ فِي {أَئِمَّة أَأْمِمَة؛ لأنَّه جمعُ} إِمامٍ كَمِثالٍ وَأَمْثِلة، ولكنّ المِيمَيْن لمّا اجتمعتا أُدْغِمت الأُولَى فِي الثَّانِيَة وَأُلْقِيَت حَرَكَتُها على الهَمْزَةِ فَقِيلَ أَئِمَّة، فَأَبْدلت العربُ من الهمزةِ الْمَكْسُورَة الياءَ. (و) {الإِمامُ: (الخَيْطُ) الَّذِي (يُمَدُّ على البِناءِ فَيُبْنَى) عَلَيْهِ، ويُسَوّى عَلَيْهِ سافُ البِناءِ، قَالَ يصف سَهْمًا:
(وَخَلَّقْتُه حَتَّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى ... كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ} إِمامِ)
أَي: كَهَذا الخَيْط الْمَمْدُود على البِناء فِي الامِّلاس والاسْتِواء. (و) الإمامُ: (الطَّرِيقُ) الواسِعُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وإنهما {لبإمام مُبين} أَي: بطَرِيقٍ} يُؤَمُّ أَي: يُقْصَدُ فيتميَّز، يَعْنِي قَوْمَ لُوطٍ وَأَصْحَاب الأَيْكَةِ. وَقَالَ الفَرّاء: أَي: فِي طَرِيقٍ لَهُم يَمُرُّون عَلَيْهَا فِي أَسْفارهم، فَجعل الطريقَ {إِمامًا؛ لأنَّه يُؤَمُّ وَيُتَّبَعُ. (و) الإمامُ: (قَيِّمُ الأَمْرِ المُصْلِحُ لَهُ) . (و) الإمامُ: (القُرْآنُ) ؛ لأنَّه} يُؤْتَمُّ بِهِ. (والنَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وسلَّم) {إمِامُ} الأَئِمَّة. (والخَلِيفَةُ) إِمامُ الرَّعِيَة، وَقد بَقِي هَذَا اللَّقَبُ على مُلُوك اليَمَنِ إِلَى الآنَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يُقال: فلانٌ إِمامُ القَوْمِ: مَعْناه هُوَ المُتَقَدِّم عَلَيْهِم. ويكونُ {الإمامُ رَئِيسًا كَقَوْلِك:} إِمامُ المُسْلِمِين، (و) من ذَلِك الإمامُ بِمَعْنى (قَائِد الجُنْدِ) لِتَقَدُّمِهِ ورِياسَتِهِ. (و) الإِمَام: (مَا يَتَعَلَّمُهُ الغُلامُ كُلَّ يَوْمٍ) فِي المَكْتَب، ويُعْرَف أَيْضا بالسَّبَقِ محرَّكَةً. (و) الإمامُ: (مَا امْتُثِلَ عَلَيْه المِثالُ) قَالَ النَّابِغَة:
(أَبُوهُ قَبْلَهُ وَأَبُو أَبِيهِ ... بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على {إِمامِ)
(والدَّلِيلُ) : إِمامُ السَّفَر. (والحادِي) : إِمامُ الإِبِل وإِنْ كانَ وَرَاءها؛ لأَنَّهُ الهادِي لَهَا. (وَتِلْقاءُ القِبْلَةِ) :} إِمامُها. (و) الإِمَام: (الوَتَرُ) ، نَقله الصاغانيّ. (و) الإِمَام: (خَشَبَةٌ) للبِناء (يُسَوَّى عَلَيْهَا البناءُ) ، نَقَلَه الجوهريّ. (و) الإمامُ: (جَمْعُ {آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ) ،} والآمُّ هُوَ القاصد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلَآ! ءَآمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} . (و) أَبُو حَامِد (مُحَمّد) كَذَا فِي النّسخ وصوابُه على مَا فِي التَّبْصير لِلْحَافِظِ: أَحْمَدُ (بن عَبْدِ الجَبَّارِ) بن عليّ الإِسفَرايني، رَوَى عَن أبي نَضْرٍ محمّد بن المُفَضَّل الفَسَوِي، وَعنهُ الحُسَيْن بن أبي القاسِمِ السِّيبي (ومحُمَدُ بنُ إِسماعِيلَ) بن الحُسَيْن (البسطامي) شَيْخٌ لزاهِرِ بن طاهِرِ الشّحّامِيّ ( {الإِمامِيّان: مُحَدِّثان) . قلت: ووقَعَ لنا فِي جُزْء الشّحّاميّ مَا نَصُّه: أَبُو عليّ زَاهِر بن أَحْمد الفَقِيه، أخبرنَا أَبُو بَكْرٍ أحمدُ بن محمّد بنُ عُمَرَ البِسْطامِيّ، أخبرنَا أحمدُ بن سَيّار، وَهُوَ مُحَمَّد الَّذِي ذَكَرَه المُصَنّف فَأعْرِفْ ذَلِك. (و) يُقال (هذَا} أَيَمُّ مِنْهُ {وأَوَمُّ) أَي: (أَحْسَنُ} إمامَهً) ، قَالَ الزَّجَّاج: إِذا فَضَّلْنا رَجُلًا فِي الإمامَةِ قُلْنَا: هَذَا {أَوَمُّ من هَذَا، وبعضُهم يَقُول: هَذَا أَيَمُّ من هَذَا، قَالَ: وَمن قَالَ أَيَمُّ جعل الْهمزَة كُلَّما تَحَرَّكَت أبدل مِنْهَا يَاء، وَالَّذِي قَالَ أَوَمُّ كَانَ عِنْده أَصْلهَا أَأَمُّ فَلم يُمْكِنهْ أَن يُبْدِلَ مِنْهَا أَلِفًا لِاجْتِمَاع الساكِنَيْنِ فَجَعلهَا واوًا مَفْتُوحَة، كَمَا قَالَ فِي جَمْعِ آدَم: أَوادِمُ. (} وائْتَمَّ بالشَّيْءِ {وائْتَمَى بِهِ، على البَدَلِ) كراهيةَ التَّضْعِيف، أنْشد يَعْقُوب:
(نَزُورُ امْرأً} أَمَّا الإِلهَ فَيَتَّقِي ... {وَأَمَّا بِفِعْلِ الصالِحِين} فَيَأْتَمِي)
(وَهُمَا {أُمّاكَ؛ أَي: أَبَواكَ) على التَغْلِيب، (أَو} أُمُّك وخالَتُكَ) أُقِيمَت الخالةُ بِمَنْزِلَة الأمِّ. (و) {الأَمِيمُ، (كَأَمِيرٍ: الحَسَنُ) } الأَمَّة، أَي: (القامَة) من الرِّجال.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: {اليَمامَةُ: القَصْدُ وَقد} تَيَمَّمَ يَمامةً، قَالَ المَرّار:
(إِذا خَفَّ ماءُ المُزْنِ مِنْهَا تَيَمَّمَتْ ... يَمامَتَها أيّ العِداد تَرُومُ)
وَسَيَأْتِي فِي " ي م م ". {والإِمَّةُ، بِالْكَسْرِ:} إِمامَةُ المُلْكِ وَنَعِيمُه.! والأَمُّ، بالفَتح: العَلَمُ الَّذِي يَتْبَعُه الجيشُ، نَقله الجوهريّ. وَقَوله تعالَى: {يَوْم ندعوا كل أنَاس {بإمامهم} قيل: بِكِتابِهِم، زَاد بعضُهم: الّذي أُحْصِيَ فِيهِ عَمَلُه، وَقيل: بِنَبِيِّهم وشَرْعِهم. وتصغير} الأَئِمَّة {أُوَيْمَة، لَمّا تحرّكت الهمزةُ بالفَتْحَةِ قَلَبَها واوًا. وَقَالَ المازنيُّ:} أُيَيْمَة، وَلم يَقْلبْ، كَمَا فِي الصِّحَاح. {والإمامُ: الصُّقْعُ من الطَّرِيق والأَرْضِ.} والأُمَّةُ، بالضَّمّ: القرنُ من الناسِ، يُقَال: قد مَضَتْ {أُممٌ، أَي: قُرونٌ.} والأُمَّةُ: {الإِمَام، وَبِه فسر أَبُو عُبَيْدة الْآيَة: {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ} أمة} . وَأَيْضًا: الرجلُ الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ. وَقَالَ الفَرّاء: كَانَ أُمَّةً أَي: مُعَلِّمًا للخَيْر، وَبِه فسر ابنُ مسعودٍ [الْآيَة] أَيْضا. وَأَيْضًا: الرجلُ الجامِعُ للخَيْر. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: إِنّ العربَ تَقول للشَّيْخ إِذا كَانَ بَاقِي القُوَّةِ: فلانٌ {بِأُمَّةٍ، مَعْنَاهُ: راجعٌ إِلَى الخَيْر والنِّعْمَة؛ لأنّ بَقَاء قُوَّتِهِ من أعظم النّعْمَة. والأُمَّةُ: المُلْكُ، عَن ابْن القَطّاع. قَالَ: والأُمَّة: الأُمَمُ.} والمُؤَمُّ على صِيغَة المَفْعولِ: المُقاَربُ كالمُؤامِّ. {والأُمُّ تكون للحيوان الناطِق وللمَوات النامِي، كَأُمِّ النَّخْلَة والشَّجَرَة والمَوْزَةِ وَمَا أشبه ذَلِك، وَمِنْه قولُ ابْن الأَصْمَعيِّ لَهُ: أَنا كالمَوْزَةِ الَّتِي إِنَّما صَلاحُها بِمَوْتِ أُمِّها.} وأُمُّ الطَّرِيقِ: معظَمُها، إِذا كَانَ طَرِيقا عَظِيما وحولَهُ طُرْقٌ صِغارٌ، فالأَعْظَمُ أُمُّ الطَّرِيقِ. وأُمُّ الطَّرِيقِ أَيضًا: الضَّبُعُ، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ كُثَيّر:
(يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيّ وناصِحٍ ... تَخُصُّ بِهِ! أُمُّ الطِّريق عِيالَهَا) أَي: يُلْقِيْنَ أَوْلادهن لِغَيْرِ تَمامٍ من شِدَّة التَّعَب.! وَأُمُّ مَثْوَى الرجلِ: صاحِبَة مَنْزله الَّذِي يَنْزِله، قَالَ:
(وَأُمُّ مَثْوايَ تُدَرِّي لِمَّتِي ... )
وَأُمُّ مَنْزِلِ الرجلِ: امْرَأَتُه، وَمن يُدَبّر أمرَ بَيْته. وأُمُّ الحَرْب: الرايَة وَأُمُّ كَلْبَةَ: الحُمَّى. وَأُمُّ الصِّبْيان: الرِّيحُ الَّتِي تَعْرِضُ لَهُم. وَأُمُّ اللُّهَيْمِ: المَنِيَّة. وَأُمُّ خَنُّورٍ: الخِصْبُ، وَبِه سُمِّيَت مِصْرُ، وَقيل: البَصْرَة أَيْضا. وَأُمُّ جابِرٍ: الخُبْزُ والسُّنْبُلَة. وَأُمُّ صَبّارٍ: الحَرَّةُ. وَأُمُّ عُبَيْدٍ: الصَّحْراءُ. وَأُمُّ عَطِيَّة: الرَّحَى. وَأُمُّ شَمْلَةَ: الشَّمْس. وَأُمُّ الخُلْفُف: الداهِيَة. وَأُمُّ رُبَيْقٍ: الحَرْب. وَأُمُّ لَيْلَى: الخَمْرُ. وَأُمُّ دَرْزٍ: الدُّنْيا، وَكَذلِكَ أُمُّ حُبابٍ، وَأُمُّ وافِرَة. وَأُمُّ تُحْفَة: النخْلَة. وَأُمُّ رُجْبَة: النَّخْلَة. وَأُمُّ سِرْيَاح: الجَرَادة. وَأُمُّ عامِرٍ: الضَّبُعُ والمَقْبَرة. وَأُمُّ طِلْبَة وَأُمُّ شَغْوَة: العُقابُ. وَأُمُّ سَمْحَةَ: العَنْزُ.{والمَآيم: الشِّجاجُ، جَمْعُ} آمَّةٍ، وَقيل: لَيْسَ لَهُ واحِدٌ من لَفْظِهِ وَأنْشد ثَعْلَب:
(فَلْوَلَا سِلاحِي عِنْد ذاكَ وَغِلْمَتِي ... لَرُحْتُ وَفِي رَأْسِي مَآيِمُ تُسْبَرُ)
{والأَئِمة: كِنانَةٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ نَقله ابنُ سِيدَه. وَرَجُلٌ} أَمِيمٌ {وَمَأْمُومٌ: يَهْذِي من أُمَّ دِماغِهِ، نَقله الجوهريّ. وَتقول: هَذِه امرأةٌ إِمامُ النّساءِ، وَلَا تَقُلْ} إِمامَةُ النّساءِ؛ لأَنَّهُ اسمٌ لَا وَصْفٌ وَفَدّاه {بِأُمَّيْهِ، قيل: أُمّه وَجَدته. وأَبو أُمَامَة التَّيْمِيُّ الكُوفِيُّ، تابِعِيٌّ، عَن ابْنِ عُمَرَ، وَعنهُ العَلاءُ بنُ المُسَيّب، ويقالُ هُوَ أَبُو أُمَيْمَة.} والإِمامِيَّةُ: فِرْقَةٌ من غُلاةِ الشِّيعَةِ.

أمم: الأمُّ، بالفتح: القَصْد. أَمَّهُ يَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه؛

وأَمَّمهُ وأْتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ ويَنمَّه وتَيَمَّمَهُ، الأَخيراتان

على البَدل؛ قال:

فلم أَنْكُلْ ولم أَجْبُنْ، ولكنْ

يَمَمْتُ بها أَبا صَخْرِ بنَ عَمرو

ويَمَّمْتُه: قَصَدْته؛ قال رؤبة:

أَزْهَر لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحِّ،

مُيَمَّم البَيْت كَرِيم السِّنْحِ

(* قوله «أزهر إلخ» تقدم في مادة سنح على غير هذا الوجه).

وتَيَمَّمْتُهُ: قَصَدْته. وفي حديث ابن عمر: مَن كانت فَتْرَتُهُ إِلى

سُنَّةٍ فَلأَمٍّ ما هو أَي قَصْدِ الطريق المُسْتقيم. يقال: أَمَّه

يَؤمُّه أَمّاً، وتأَمَّمَهُ وتَيَمَّمَه. قال: ويحتمل أَن يكون الأَمُّ

أُقِيم مَقام المَأْمُوم أَي هو على طريق ينبغي أَن يُقْصد، وإِن كانت

الرواية بضم الهمزة، فإِنه يرجع إِلى أَصله

(* قوله «إلى أصله إلخ» هكذا في

الأصل وبعض نسخ النهاية وفي بعضها إلى ما هو بمعناه باسقاط لفظ أصله). ما هو

بمعناه؛ ومنه الحديث: كانوا يَتَأَمَّمُون شِرارَ ثِمارِهم في الصدَقة

أَي يَتَعَمَّدون ويَقْصِدون، ويروى يَتَيَمَّمون، وهو بمعناه؛ ومنه حديث

كعب بن مالك: وانْطَلَقْت أَتَأَمَّمُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

وفي حديث كعب بن مالك: فتَيمَّمت بها التَّنُّور أَي قَصَدت. وفي حديث كعب

بن مالك: ثم يُؤمَرُ بأَمِّ الباب على أَهْلِ

النار فلا يخرج منهم غَمٌّ أَبداً أَي يُقْصَد إِليه فَيُسَدُّ عليهم.

وتَيَمَّمْت الصَّعيد للصلاة، وأَصلُه التَّعَمُّد والتَّوَخِّي، من قولهم

تَيَمَّمْتُك وتَأَمَّمْتُك. قال ابن السكيت: قوله: فَتَيَمَّمُوا

صعِيداً طيِّباً، أَي اقْصِدوا لصَعِيد طيِّب، ثم كَثُر استعمالُهم لهذه

الكلِمة حتى صار التَّيَمُّم اسماً علَماً لِمَسْح الوَجْه واليَدَيْن

بالتُّراب. ابن سيده:والتَّيَمُّم التَّوَضُّؤ بالتُّراب على البَدل، وأَصْله من

الأَول لأَنه يقصِد التُّراب فيَتَمَسَّحُ به. ابن السكيت: يقال

أَمَمْتُه أَمًّا وتَيَمَّمته تَيَمُّماً وتَيَمَّمْتُه يَمامَةً، قال: ولا يعرف

الأَصمعي أَمَّمْتُه، بالتشديد، قال: ويقال أَمَمْتُه وأَمَّمْتُه

وتَأَمَّمْتُه وتَيَمَّمْتُه بمعنى واحد أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته. قال:

والتَّيَمُّمُ بالصَّعِيد مأْخُوذ من هذا، وصار التيمم عند عَوامّ الناس

التَّمَسُّح بالتراب، والأَصلُ فيه القَصْد والتَّوَخِّي؛ قال الأَعشى:

تَيَمَّمْتُ قَيْساً وكم دُونَه،

من الأَرض، من مَهْمَهٍ ذي شزَنْ

وقال اللحياني: يقال أَمُّو ويَمُّوا بمعنى واحد، ثم ذكَر سائر اللغات.

ويَمَّمْتُ

المَرِيضَ فَتَيَمَّم للصلاة؛ وذكر الجوهري أَكثر ذلك في ترجمة يمم

بالياء. ويَمَّمْتُه بِرُمْحي تَيْمِيماً أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته دون مَن

سواه؛ قال عامر بن مالك مُلاعِب الأَسِنَّة:

يَمَّمْتُه الرُّمْح صَدْراً ثم قلت له:

هَذِي المُرُوءةُ لا لِعْب الزَّحالِيقِ

وقال ابن بري في ترجمة يَمم: واليَمامة القَصْد؛ قال المرَّار:

إِذا خَفَّ ماءُ المُزْن عنها، تَيَمَّمَتْ

يَمامَتَها، أَيَّ العِدادِ تَرُومُ

وجَمَلٌ مِئمٌّ: دَلِيلٌ هادٍ، وناقة مِئَمَّةٌ كذلك، وكلُّه من القَصْد

لأَن الدَّليلَ الهادي قاصدٌ.

والإِمَّةُ: الحالةُ، والإِمَّة والأُمَّةُ: الشِّرعة والدِّين. وفي

التنزيل العزيز: إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ؛ قاله اللحياني، وروي

عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز: على إِمَّةٍ. قال الفراء: قرئ إِنَّا

وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ، وهي مثل السُّنَّة، وقرئ على إِمَّةٍ، وهي

الطريقة من أَمَمْت. يقال: ما أَحسن إِمَّتَهُ، قال: والإِمَّةُ أيضاً

النَّعِيمُ والمُلك؛ وأَنشد لعديّ بن زيد:

ثم، بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمْــــمَةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبورُ

قال: أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه. والأُمَّةُ والإِمَّةُ: الدَّينُ.

قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: كان الناسُ أُمَّةً واحدةً فبعَث اللهُ

النَّبِيِّين مُبَشِّرين ومُنْذِرين، أي كانوا على دينٍ واحد. قال أَبو

إِسحق: وقال بعضهم في معنى الآية: كان الناس فيما بين آدم ونوح كُفّاراً

فبعَث الله النبيِّين يُبَشِّرون من أَطاع بالجنة ويُِنْذِرون من عَصى

بالنار. وقال آخرون: كان جميع مَن مع نوح في السفينة مؤمناً ثم تفرَّقوا من

بعد عن كُفر فبعث الله النبيِّين. وقال آخرون: الناسُ

كانوا كُفّاراً فبعث الله إبراهيم والنَّبيِّين من بعدهِ. قال أَبو

منصور

(* قوله «قال أبو منصور إلخ» هكذا في الأصل، ولعله قال أبو منصور: الأمة

فيما فسروا إلخ): فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين.

والأُمَّةُ: الطريقة والدين. يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ

له ولا نِحْلة له؛ قال الشاعر:

وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُورُ؟

وقوله تعالى: كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: يريد أَهْل أُمّةٍ أَي

خير أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد للنابغة:

حَلَفْتُ فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً،

وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ؟

والإِمَّةُ: لغة في الأُمَّةِ، وهي الطريقة والدينُ. والإِمَّة:

النِّعْمة؛ قال الأَعشى:

ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ،

وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها

والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عن اللحياني. والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ

والشأْن. وقال ابن الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وبه

فسر قول عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه:

فهلْ لكُمُ فيكُمْ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ

عليكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ

والإِمَّةُ، بالكسر: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يقال: هو في إِمَّةٍ من

العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ. قال شمر: وآمَة، بتخفيف الميم: عَيْب؛

وأَنشد:مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْـ

ـلاً إِنَّ فيما قلتَ آمَهْ

ويقال: ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره

لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي؟ ومنه قول الشاعر:

فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّا

تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ

يقول: ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت، وذكر الإِمِّ حَشْو في

البيت؛ قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة،

والأَمُّ: القَصْد. وقال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق

أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق. والأَمُّ: العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش.

ابن سيده: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ.

وتَأَمَّم به وأْتَمَّ: جعله أَمَّةً. وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم:

تقدَّمهم، وهي الإِمامةُ. والإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط

المستقيم أَو كانوا ضالِّين. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: يَوْمَ

نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنَبيّهم

وشَرْعهم، وقيل: بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله. وسيدُنا رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، إِمامُ أُمَّتِه، وعليهم جميعاً الائتمامُِ

بسُنَّته التي مَضى عليها. ورئيس القوم: أَمِّهم.

ابن سيده: والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه، والجمع أَئِمَّة.

وفي التنزيل العزيز: فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر، أَي قاتِلوا رؤساءَ

الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم. الأَزهري: أَكثر القُراء

قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ، بهمزيتن،

قال: وكل ذلك جائز. قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً

يَدْعون إِلى النارِ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة، قُلبت

الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد عن الحروف

وحَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً، فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة،

فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لاسِيَّما إِذا كانتا

مُصْطَحِبتين غير مفرَّقتين فاءً وعيناً أَو عيناً ولاماً أَحرى، فلهذا لم يأْت

في الكلام لفظةٌ توالتْ فيها هَمْزتان أَصلاً البتَّة؛ فأَما ما حكاه أَبو

زيد من قولهم دَريئة ودَرائئٌ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لا يُقاس عليه،

وليست الهمزتان أَصْلَين بل الأُولى منهما زائدة، وكذلك قراءة أَهل

الكوفة أَئمَّة، بهمزتين، شاذ لا يقاس عليه؛ الجوهري: الإِمامُ

الذي يُقْتَدى به وجمعه أَيِمَّة، وأَصله أَأْمِمَة، على أَفْعِلة، مثل

إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ، فأُدغمت الميم فنُقِلَت حركتُها إلى ما

قَبْلَها، فلما حَرَّْكوها بالكسر جعلوها ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال

الأَخفش: جُعلت الهمزة ياء، وقرئ أَيِمَّة الكُفْر؛ قال الأَخفش: جُعلت

الهمزة ياء لأَنها في موضع كَسْر وما قبلها مفتوح فلم يَهمِزُوا لاجتماع

الهمزتين، قال: ومن كان رَأْيه جمع الهمزتين همَز، قال: وتصغيرها

أُوَيْمة، لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً، وقال المازني أُيَيْمَة ولم

يقلِب، وإِمامُ كلِّ شيء: قَيِّمُهُ والمُصْلِح له، والقرآنُ إِمامُ

المُسلمين، وسَيدُنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِمام الأَئِمَّة،

والخليفة إمام الرَّعِيَّةِ، وإِمامُ

الجُنْد قائدهم. وهذا أَيَمٌّ من هذا وأَوَمُّ من هذا أَي أَحسن إمامةً

منه، قَلَبوها إِلى الياء مرَّة وإِلى الواو أُخرى كَراهِية التقاء

الهمزتين. وقال أَبو إِسحق: إِذا فضَّلنا رجُلاً في الإِمامةِ قلنا: هذا

أَوَمُّ من هذا، وبعضهم يقول: هذا أَيَمُّ من هذا، قال: والأَصل في أَئمَّة

أَأْمِمَة لأَنه جمع إِمامٍ مثل مِثال وأَمْثِلة ولكنَّ المِيمَيْن لمَّا

اجتمعتا أُدغمت الأُولى في الثانية وأُلقيت حركتها على الهمزة، فقيل

أَئِمَّة، فأَبدلت العرب من الهمزة المكسورة الياء، قال: ومن قال هذا أَيَمُّ

من هذا، جعل هذه الهمزة كلَّما تحركت أَبدل منها ياء، والذي قال فلان

أَوَمُّ من هذا كان عنده أَصلُها أَأَمُّ، فلم يمكنه أَن يبدل منها أَلفاً

لاجتماع الساكنين فجعلها واواً مفتوحة، كما قال في جمع آدَم أَوادم، قال:

وهذا هو القياس، قال: والذي جَعَلها ياء قال قد صارت الياءُ في أَيِمَّة

بدلاً لازماً، وهذا مذهب الأَخفش، والأَول مذهب المازني، قال:وأَظنه

أَقْيَس المذهَبين، فأَما أَئمَّة باجتماع الهمزتين فإِنما يُحْكى عن أَبي

إِسحق، فإِنه كان يُجيز اجتماعَهما، قال: ولا أَقول إِنها غير جائزة، قال:

والذي بَدَأْنا به هو الاختيار. ويقال: إِمامُنا هذا حَسَن الإِمَّة أَي

حَسَن القِيام بإِمامته إِذا صلَّى بنا.

وأَمَمْتُ القومَ في الصَّلاة إِمامةً. وأْتمّ به أَي اقْتَدَى به.

والإِمامُ: المِثالُ؛ قال النابغة:

أَبوه قَبْلَه، وأَبو أَبِيه،

بَنَوْا مَجْدَ الحيَاة على إِمامِ

وإِمامُ الغُلام في المَكْتَب: ما يَتعلَّم كلَّ يوم. وإِمامُ

المِثال: ما امْتُثِلَ

عليه. والإِمامُ: الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناء فيُبْنَي عليه

ويُسَوَّى عليه سافُ البناء، وهو من ذلك؛ قال:

وخَلَّقْتُه، حتى إِذا تمَّ واسْتَوى

كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ

أَي كهذا الخَيْط المَمْدود على البِناء في الامِّلاسِ والاسْتِواء؛ يصف

سَهْماً؛ يدل على ذلك قوله:

قَرَنْتُ بِحَقْوَيْه ثَلاثاً فلم يَزِغُ،

عن القَصْدِ، حتى بُصِّرَتْ بِدِمامِ

وفي الصحاح: الإِمامُ خشبة البنَّاء يُسَوِّي عليها البِناء. وإِمامُ

القِبلةِ: تِلْقاؤها. والحادي: إمامُ الإِبل، وإِن كان وراءها لأَنه

الهادي لها. والإِمامُ: الطريقُ. وقوله عز وجل: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ

مُبينٍ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز، يعني قومَ لوط

وأَصحابَ الأَيكةِ. والإِمامُ: الصُّقْعُ من الطريق والأَرض. وقال الفراء:

وإِنهما لَبِإِمامٍ مُبين، يقول: في طَريق لهم يَمُرُّون عليها في أَسْفارِهم

فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع.

والأَمامُ: بمعنى القُدّام. وفلان يَؤمُّ القومَ: يَقْدُمهم. ويقال:

صَدْرك أَمامُك، بالرفع، إِذا جَعَلْته اسماً، وتقول: أَخوك أَمامَك،

بالنصب، لأَنه صفة؛ وقال لبيد فَجَعله اسماً:

فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه

مَوْلَى المَخافَةِ: خَلْفُها وأَمامُها

(* قوله «فعدت كلا الفرجين» هو في الأصل بالعين المهملة ووضع تحتها

عيناً صغيرة، وفي الصحاح في مادة ولي بالغين المعمجة ومثله في التكلمة في

مادة فرج، ومثله كذلك في معلقة لبيد).

يصف بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ. وكِلا فَرْجَيها: وهو

خَلْفُها وأَمامُها. تَحْسِب أَنه: الهاء عِمادٌ. مَوْلَى مَخافَتِها أَي

وَلِيُّ مَخافَتِها. وقال أَبو بكر: معنى قولهم يَؤُمُّ القَوْمَ أَي

يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ من الأَمامِ.

يقال: فُلانٌ إِمامُ القوم؛ معناه هو المتقدّم لهم، ويكون الإِمامُ

رئِسياً كقولك إمامُ المسلمين، ويكون الكتابَ، قال الله تعالى: يَوْمَ

نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهم، ويكون الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قال الله

تعالى: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، ويكون الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بيت

النابغة:

بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على إِمامِ

معناه على مِثال؛ وقال لبيد:

ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها

والدليل: إِمامُ السَّفْر. وقوله عز وجل: وجَعَلْنا للمُتَّقِين

إِماماً؛ قال أَبو عبيدة: هو واحد يَدُلُّ على الجمع كقوله:

في حَلْقِكم عَظْماً وقد شُجِينا

وإِنَّ المُتَّقِين في جَنَّات ونَهَرٍ. وقل: الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ

وصِحابٍ، وقيل: هو جمع إِمامٍ ليس على حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم قد

قالوا إِمامان، وإِنما هو جمع مُكَسَّر؛ قال ابن سيده: أَنْبأَني بذلك أَبو

العَلاء عن أَبي علي الفارسي قال: وقد استعمل سيبويه هذا القياسَ

كثيراً، قال: والأُمَّةُ الإِمامُ.

الليث: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ يقال: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ

هذا المسجد من فُلان أَي بالإِمامة؛ قال أَبو منصور: الإِمَّة الهَيْئةُ

في الإِمامةِ والحالةُ؛ يقال: فلان حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة

إِذا أَمَّ الناسَ في الصَّلاة، وقد ائتَمَّ بالشيء وأْتَمَى به، على

البدَل كراهية التضعيف؛ وأَنشد يعقوب:

نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي،

وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي

والأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ يقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ.

وأُمَّةُ كل نبي: مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ. الليث: كلُّ قوم

نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وقيل: أُمة محمد، صلى الله

عليهم وسلم، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر، قال: وكل

جيل من الناس هم أُمَّةٌ على حِدَة.وقال غيره: كلُّ جِنس من الحيوان غير

بني آدم أُمَّةٌ على حِدَة، والأُمَّةُ: الجِيلُ والجِنْسُ من كل حَيّ.

وفي التنزيل العزيز: وما من دابَّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يَطِيرُ

بِجناحَيْه إلاَّ أُمَمٌ أَمثالُكم؛ ومعنى قوله إلاَّ أُمَمٌ أمثالُكم في مَعْنىً

دون مَعْنىً، يُريدُ، والله أعلم، أن الله خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بما

شاء أن يَتَعَبَّدَهُم من تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها منهم ولم يُفَقِّهْنا

ذلك. وكل جنس من الحيوان أُمَّةٌ. وفي الحديث: لولا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ

من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها، ولكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهيم،

وورد في رواية: لولا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها؛ يعني بها

الكلاب.

والأُمُّ: كالأُمَّةِ؛ وفي الحديث: إن أَطاعُوهما، يعني أبا بكر وعمر،

رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم، وقيل، هو نَقِيضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه، في

الدُّعاء عليه، وكل مَن كان على دينِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْيان، فهو

أُمَّةٌ وحده. وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن، على نبينا وعليه السلام،

أُمَّةً؛ والأُمَّةُ: الرجل الذي لا نظِير له؛ ومنه قوله عز وجل: إن إبراهيم

كان أُمَّةً قانِتاً لله؛ وقال أبو عبيدة: كان أُمَّةً أي إماماً. أَبو

عمرو الشَّيباني: إن العرب تقول للشيخ إذا كان باقِيَ القوّة: فلان

بإِمَّةٍ، معناه راجع إلى الخير والنِّعْمة لأن بَقاء قُوّتِه من أَعظم

النِّعْمة، وأصل هذا الباب كله من القَصْد. يقال: أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته،

فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد، ومعنى الإمَّة

في النِّعْمة إنما هو الشيء الذي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه، ومعنى

الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد

سائر الناس؛ قال النابغة:

وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ

ويروي: ذو إمَّةٍ، فمن قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذو دينٍ ومن قال ذو إمَّةٍ

فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إليه، قال: ومعنى الأُمَّةِ القامة

(*

وقوله «ومعنى الأمة القامة إلخ» هكذا في الأصل). سائر مقصد الجسد، وليس يخرج

شيء من هذا الباب عن معنى أَمَمْت قَصَدْت. وقال الفراء في قوله عز وجل:

إن إبراهيم كان أُمَّةً؛ قال: أُمَّةً مُعلِّماً للخَير. وجاء رجل إلى

عبد الله فسأَله عن الأُمَّةِ، فقال: مُعَلِّمُ الخير، والأُمَّةُ

المُعَلِّم. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: يُبْعَث يوم القيامة

زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْل أُمَّةً على حِدَةٍ، وذلك أَنه كان تَبَرَّأَ

من أَدْيان المشركين وآمَن بالله قبل مَبْعَث سيدِنا محمد رسول الله، صلى

الله عليه وسلم. وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: أَنه يُبْعَث يوم القيامة

أُمَّةً وحْدَه؛ قال: الأُمَّةُ الرجل المُتَفَرِّد بدينٍ كقوله تعالى: إنَّ

إبراهيمَ كان أُمَّةً قانِتاً لله، وقيل: الأُمَّةُ الرجلُ الجامع للخير.

والأُمَّةُ: الحِينُ. قال الفراء في قوله عز وجل: وادَّكَرَ بعد

أُمَّةٍ، قال بعد حينٍ من الدَّهْرِ. وقال تعالى: ولَئِنْ أَخّرْنا عنهم العَذاب

إلى أُمَّةٍ معْدودةٍ. وقال ابن القطاع: الأُمَّةُ المُلْك، والأُمة

أَتْباعُ الأنبياء، والأُمّةُ الرجل الجامعُ للخير، والأُمَّةُ الأُمَمُ،

والأُمَّةُ الرجل المُنْفَرد بدينه لا يَشْرَكُه فيه أَحدٌ، والأُمَّةُ

القامةُ والوجهُ؛ قال الأَعشى:

وإنَّ مُعاوية الأَكْرَمِيـ

نَ بيضُ الوُجوهِ طِوالُ الأُمَمْ

أي طِوالُ القاماتِ؛ ومثله قول الشَّمَرْدَل بن شريك اليَرْبوعي:

طِوال أَنْصِية الأَعْناقِ والأُمَمِ

قال: ويروى البيت للأَخْيَلِيَّة. ويقال: إنه لحسَنُ الأُمَّةِ أي

الشَّطاطِ. وأُمَّةُ الوجه: سُنَّته وهي مُعظَمه ومَعْلم الحُسْن منه. أبو

زيد: إنه لَحَسن أُمَّة الوجه يَعْنُون سُنَّته وصُورَته. وإنه لَقَبيحُ

أُمَّةِ الوجه. وأُمَّة الرجل: وَجْهُه وقامَتُه. والأُمَّة: الطاعة.

والأُمَّة: العالِم. وأُمَّةُ الرجل: قومُه. والأُمَّةُ: الجماعة؛ قال الأخفش:

هو في اللفظ واحد وفي المعنى جَمْع، وقوله في الحديث: إنَّ يَهُودَ بَني

عَوْفٍ أُمَّةٌ من المؤْمنين، يريد أَنهم بالصُّلْح الذي وقَع بينهم وبين

المؤْمنين كجماعةٍ منهم كلمَتُهم وأيديهم واحدة. وأُمَّةُ الله: خلْقه:

يقال: ما رأَيت من أُمَّةِ الله أَحسنَ منه.

وأُمَّةُ الطريق وأُمُّه: مُعْظَمُه.

والأُمَمُ: القَصْد الذي هو الوسَط. والأَمَمُ: القُرب، يقال: أَخذت ذلك

من أَمَمٍ أي من قُرْب. وداري أَمَمُ دارِه أي مُقابِلَتُها. والأَمَمُ:

اليسير. يقال: داركم أَمَمٌ، وهو أَمَمٌ منك. وكذلك الاثنان والجمع.

وأمْرُ بَني فُلان أَمَمٌ ومُؤامٌّ أي بيّنٌ لم يجاوز القدر.

والمؤَامُّ، بتشديد الميم: المقارب، أُخِذ الأَمَم وهو القرب؛ يقال: هذا

أَمْرٌ مؤَامٌّ مثل مُضارٍّ. ويقال للشيء إذا كان مُقارِباً: هو

مُؤامٌّ. وفي حديث ابن عباس: لا يَزال أَمْرُ الناس مُؤَامّاً ما لم يَنْظروا في

القَدَرِ والوِلْدان أي لا يَزال جارياً على القَصْد والاستقامة.

والمُؤَامُّ: المُقارَب، مُفاعَل من الأَمِّ، وهو القَصْد أَو من الأَمَمِ

القرب، وأَصله مُؤامَم فأُدْغِم. ومنه حديث كعب: لا تَزال الفِتْنة مُؤامّاً

بها ما لم تبْدأْ من الشام؛ مُؤَامٌّ هنا: مُفاعَل، بالفتح، على المفعول

لأن معناه مُقارَباً بها، والباء للتعدية، ويروى مُؤَمّاً، بغير مدٍّ.

والمُؤَامٌّ: المُقارِب والمُوافِق من الأَمَم، وقد أَمَّهُ؛ وقول

الطرِمّاح:

مثل ما كافَحْتَ مَحْزُوبَةً

نَصَّها ذاعِرُ وَرْعٍ مُؤَامْ

يجوز أَن يكون أَراد مُؤَامٌّ فحذف إحدى الميمين لالتقاء الساكنين،

ويجوز أن يكون أَراد مُؤَامٌّ فأَبدل من الميم الأخيرة ياء فقال: مُؤَامي ثم

وقف للقافية فحذف الياء فقال: مُؤَامْ، وقوله: نَصَّها أي نَصَبَها؛ قال

ثعلب: قال أَبو نصر أَحسنُ ما تكون الظَّبْية إذا مَدَّت عُنُقَها من

رَوْعٍ يَسير، ولذلك قال مؤَامْ لأَنه المُقاربُ اليَسير.

قال: والأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المُقارَبة. والأَمَمُ:

الشيءُ اليسير؛ يقال: ما سأَلت إلا أَمَماً. ويقال: ظلَمْت ظُلْماً أَمَماً؛

قال زهير:

كأَنّ عَيْني، وقد سال السَّلِيلُ بهم،

وَجِيرة ما هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ

يقول: أيّ جيرةٍ كانوا لو أنهم بالقرب مِنِّي. وهذا أمْر مُؤَامٌّ أي

قَصْدٌ مُقارب؛ وأَنشد الليث:

تَسْأَلُني بِرامَتَيْنِ سَلْجَما،

لو أنها تَطْلُب شيئاً أَمَما

أراد: لو طَلَبَت شيئاً يقْرُب مُتَناوَله لأَطْلَبْتُها، فأَما أن

تَطْلُب بالبلدِ السَّباسِبِ السَّلْجَمَ فإنه غير مُتَيَسِّر ولا أَمَمٍ.

وأُمُّ الشيء: أَصله.

والأُمُّ والأُمَّة: الوالدة؛ وأَنشد ابن بري:

تَقَبَّلَها من أُمَّةٍ، ولَطالما

تُنُوزِعَ، في الأسْواق منها، خِمارُها

وقال سيبويه . . . .

(* هنا بياض بالأصل). لإمِّك؛ وقال أيضاً:

إضْرِب الساقَيْنِ إمِّك هابِلُ

قال فكسَرهما جميعاً كما ضم هنالك، يعني أُنْبُؤُك ومُنْحُدُر، وجعلها

بعضهم لغة، والجمع أُمَّات وأُمّهات، زادوا الهاء، وقال بعضهم: الأُمَّهات

فيمن يعقل، والأُمّات بغير هاء فيمن لا يعقل، فالأُمَّهاتُ للناس

والأُمَّات للبهائم، وسنذكر الأُمَّهات في حرف الهاء؛ قال ابن بري: الأَصل في

الأُمَّهات أن تكون للآدميين، وأُمَّات أن تكون لغير الآدَمِيِّين، قال:

وربما جاء بعكس ذلك كما قال السفَّاح اليَرْبوعي في الأُمَّهات لغير

الآدَمِيِّين:

قَوّالُ مَعْروفٍ وفَعّالُه،

عَقَّار مَثْنى أُمَّهات الرِّباعْ

قال: وقال ذو الرمة:

سِوى ما أَصابَ الذئبُ منه وسُرْبَةٌ

أطافَتْ به من أُمَّهات الجَوازِل

فاستعمل الأُمَّهات للقَطا واستعملها اليَرْبوعي للنُّوق؛ وقال آخر في

الأُمَّهات للقِرْدانِ:

رَمى أُمَّهات القُرْدِ لَذْعٌ من السَّفا،

وأَحْصَدَ من قِرْانِه الزَّهَرُ النَّضْرُ

وقال آخر يصف الإبل:

وهام تَزِلُّ الشمسُ عن أُمَّهاتِه

صِلاب وأَلْحٍ، في المَثاني، تُقَعْقِعُ

وقال هِمْيان في الإبل أيضاً:

جاءَتْ لِخِمْسٍ تَمَّ من قِلاتِها،

تَقْدُمُها عَيْساً مِنُ امَّهاتِها

وقال جرير في الأُمَّات للآدَمِييِّن:

لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ،

مُقَلَّدة من الأُمَّاتِ عارا

التهذيب: يَجْمَع الأُمَّ من الآدَميّاتِ أُمَّهات، ومن البَهائم

أُمَّات؛ وقال:

لقد آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَداعِ،

وإن مُنِّيتُ، أُمَّاتِ الرِّباعِ

قال الجوهري: أَصل الأُمِّ أُمّهةٌ، ولذلك تُجْمَع على أُمَّهات. ويقال:

يا أُمَّةُ لا تَفْعَلي ويا أَبَةُ افْعَلْ، يجعلون علامة التأْنيث

عوضاً من ياء الإضافة، وتَقِفُ عليها بالهاء؛ وقوله:

ما أُمّك اجْتاحَتِ المَنايا،

كلُّ فُؤادٍ عَلَيْك أُمُّ

قال ابن سيده: عَلَّق الفؤاد بعَلى لأنه في معنى حَزينٍ، فكأَنه قال:

عليك حَزينٌ.

وأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً: صارت أُمّاً. وقال ابن الأَعرابي في امرأَة

ذكرها: كانت لها عمة تَؤُمها أي تكون لها كالأُمِّ. وتَأَمَّها

واسْتَأَمَّها وتأَمَّمها: اتَّخَذَها أُمّاً؛ قال الكميت:

ومِن عَجَبٍ، بَجِيلَ، لَعَمْرُ أُمّ

غَذَتْكِ، وغيرَها تَتأَمّمِينا

قوله: ومن عَجَبٍ خبر مبتدإِ محذوف، تقديرهُ: ومن عَجَبٍ انْتِفاؤكم عن

أُمِّكم التي أَرْضَعَتْكم واتِّخاذكم أُمّاً غيرَها. قال الليث: يقال

تأَمَّم فلان أُمّاً إذا اتَّخذَها لنفسه أُمّاً، قال: وتفسير الأُمِّ في

كل معانيها أُمَّة لأن تأْسيسَه من حَرْفين صحيحين والهاء فيها أصلية،

ولكن العَرب حذَفت تلك الهاء إذ أَمِنُوا اللَّبْس. ويقول بعضُهم في تَصْغير

أُمٍّ أُمَيْمة، قال: والصواب أُمَيْهة، تُردُّ إلى أَصل تأْسيسِها، ومن

قال أُمَيْمَة صغَّرها على لفظها، وهم الذين يقولون أُمّات؛ وأَنشد:

إذِ الأُمّهاتُ قَبَحْنَ الوُجوه،

فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمَّاتِكا

وقال ابن كيسان: يقال أُمٌّ وهي الأصل، ومنهم من يقول أُمَّةٌ، ومنهم من

يقول أُمَّهة؛ وأنشد:

تَقَبَّلْتَها عن أُمَّةٍ لك، طالَما

تُنوزِعَ بالأَسْواقِ عنها خِمارُها

يريد: عن أُمٍّ لك فأَلحقها هاء التأْنيث؛ وقال قُصَيّ:

عند تَناديهمْ بِهالٍ وَهَبِي،

أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ أَبي

فأَما الجمع فأَكثر العرب على أُمَّهات، ومنهم من يقول أُمَّات، وقال

المبرّد: والهاء من حروف الزيادة، وهي مزيدة في الأُمَّهات، والأَصل

الأَمُّ وهو القَصْد؛ قال أَبو منصور: وهذا هو الصواب لأن الهاء مزيدة في

الأُمَّهات؛ وقال الليث: من العرب من يحذف أَلف أُمٍّ كقول عديّ بن زيد:

أَيُّها العائِبُ، عِنْدِ، امَّ زَيْدٍ،

أنت تَفْدي مَن أَراكَ تَعِيبُ

وإنما أراد عنْدي أُمَّ زيدٍ، فلمّا حذَف الأَلف التَزقَتْ ياء عنْدي

بصَدْر الميم، فالتقى ساكنان فسقطت الياء لذلك، فكأَنه قال: عندي أُمَّ

زيد. وما كنت أُمّاً ولقد أَمِمْتِ أُمُومةً؛ قال ابن سيده: الأُمَّهة

كالأُمِّ، الهاء زائدة لأَنه بمعنى الأُمِّ، وقولهم أمٌّ بَيِّنة الأُمومة

يُصَحِّح لنا أن الهمزة فيه فاء الفعل والميم الأُولى عَيْن الفِعْل، والميم

الأُخرى لام الفعْل، فَأُمٌّ بمنزلة دُرٍّ وجُلٍّ ونحوهما مما جاء على

فُعْل وعينُه ولامُه من موضع، وجعل صاحبُ العَيْنِ الهاء أَصْلاً، وهو

مذكور في موضعه. الليث: إذا قالت العرب لا أُمَّ لك فإنه مَدْح عندهم؛ غيره:

ويقال لا أُمَّ لك، وهو ذَمٌّ. قال أَبو عبيد: زعم بعض العلماء أن قولهم

لا أُمَّ لك قد وُضعَ موضع المَدح؛ قال كعب بن سعد الغَنَويّ يَرْثي

أَخاه:

هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَث الصُّبْح غادِياً،

وماذا يُؤدّي الليلُ حينَ يَؤوبُ؟

قال أبو الهيثم في هذا البيت: وأَيْنَ هذا مما ذهب إليه أَبو عبيد؟

وإنما معنى هذا كقولهم: وَيْحَ أُمِّه ووَيْلَ أُمِّه والوَيلُ لها، وليس

للرجل في هذا من المَدْح ما ذهَب إليه، وليس يُشْبِه هذا قولهم لا أُمَّ لك

لأَن قوله أُمَّ لك في مذهب ليس لك أُمٌّ حُرَّة، وهذا السَّبُّ

الصَّريح، وذلك أَنّ بَني الإماء عند العرب مَذْمومون لا يلحقون بِبَني الحَرائر،

ولا يقول الرجل لصاحبه لا أُمَّ لك إلاَّ في غضَبه عليه مُقَصِّراً به

شاتِماً له، قال: وأَمّا إذا قال لا أَبا لَك، فلم يَترك له من

الشَّتِيمَة شيئاً، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لك، يقول أنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك

أُمٌّ. قال ابن بري في تفسير يت كعب بن سعد قال: قوله هَوَتْ أُمُّه،

يُسْتَعْمَل على جهة التعَجُّب كقولهم: قاتَله الله ما أَسْمَعه ما يَبْعَث

الصبحُ: ما استفهام فيها معنى التعَجُّب وموضعها نَصْب بيَبْعَث، أيْ

أَيُّ شيءٍ يَبعَثُ الصُّبْح من هذا الرجل؟ أَي إذا أَيْقَظه الصُّبح

تصرَّف في فِعْل ما يُريده. وغادِياً منصوب على الحال والعامل فيه يَبْعَث،

ويَؤُوب: يَرجع، يريد أَن إقْبال اللَّيل سَبَب رجوعه إلى بيته كما أن

إقْبال النهار سَبَب لتصرُّفه، وسنذكره أَيضاً في المعتل. الجوهري: وقولهم

وَيْلِمِّهِ، ويريدون وَيْلٌ لأُمّه فحذف لكثرته في الكلام. قال ابن بري:

وَيْلِمِّه، مكسورة اللام، شاهده قول المنتخل الهذلي يَرْثي ولدهَ

أُثَيلة:وَيْلِمِّه رجلاَ يأْتي به غَبَناً،

إذا تَجَرَّد لا خالٌ ولا بَخِلُ

الغَبَنُ: الخَديعةُ في الرأْي، ومعنى التَّجَرُّد ههنا التَّشْميرُ

للأَمرِ، وأَصْله أن الإنسان يَتجرَّد من ثيابه إذا حاوَل أَمْراً. وقوله:

لا خالٌ ولا بَخِل، الخالُ: الاختيال والتَّكَبُّر من قولهم رجل فيه خالٌ

أي فيه خُيَلاء وكِبْرٌ، وأما قوله: وَيْلِمِّه، فهو مَدْح خرج بلفظ

الذمِّ، كما يقولون: أَخْزاه الله ما أَشْعَرَه ولعَنه الله ما أَسْمَعه

قال: وكأَنهم قَصَدوا بذلك غَرَضاً مَّا، وذلك أَن الشيء إذا رآه الإنسان

فأَثْنى عليه خَشِيَ أَن تُصِيبه العين فيَعْدِل عن مَدْحه إلى ذمّه خوفاً

عليه من الأَذيَّةِ، قال: ويحتمل أيضاً غَرَضاً آخر، وهو أن هذا الممدوح

قد بلَغ غاية الفَضْل وحصل في حَدّ من يُذَمُّ ويُسَب، لأَن الفاضِل

تَكْثُر حُسَّاده وعُيّابه والناقِص لا يُذَمُّ ولا يُسَب، بل يَرْفعون

أنفسَهم عن سَبِّه ومُهاجاتِه، وأَصْلُ وَيْلِمِّه وَيْلُ أُمِّه، ثم حذفت

الهمزة لكثرة الاستعمال وكَسَروا لامَ وَيْل إتْباعاً لكسرة الميم، ومنهم من

يقول: أصله وَيلٌ لأُمِّه، فحذفت لام وَيْل وهمزة أُمّ فصار وَيْلِمِّه،

ومنهم من قال: أَصله وَيْ لأُمِّه، فحذفت همزة أُمٍّ لا غير. وفي حديث

ابن عباس أنه قال لرجل: لا أُمَّ لك؛ قال: هو ذَمٌّ وسَبٌّ أي أنت لَقِيطٌ

لا تُعْرف لك أُمٌّ، وقيل: قد يقَع مَدْحاً بمعنى التعَجُّب منه، قال:

وفيه بُعدٌ.

والأُمُّ تكون للحيَوان الناطِق وللموات النامِي كأُمِّ النَّخْلة

والشجَرة والمَوْزَة وما أَشبه ذلك؛ ومنه قول ابن الأصمعي له: أنا كالمَوْزَة

التي إنما صَلاحُها بمَوْت أُمِّها. وأُمُّ كل شيء: أَصْلُه وعِمادُه؛

قال ابن دُريَد: كل شيء انْضَمَّت إليه أَشياء، فهو أُمٌّ لها. وأُم القوم:

رئيسُهم، من ذلك؛ قال الشنْفَرى:

وأُمَِّ عِيال قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ

يعني تأَبط شرّاً. وروى الرَّبيعُ عن الشافعي قال: العرب تقول للرجل

يَلِي طَعام القَوْم وخِدْمَتَهم هو أُمُّهم؛ وأَنشد للشنفرى:

وأُمِّ عِيال قد شَهدت تَقُوتُهُمْ،

إذا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ

(* قوله «وأم عيال قد شهدت» تقدم هذا البيت في مادة حتر على غير هذا

الوجه وشرح هناك).

وأُمُّ الكِتاب: فاتِحَتُه لأَنه يُبْتَدَأُ بها في كل صلاة، وقال

الزجاج: أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكتاب، وقيل: اللَّوْحُ المحفوظ. التهذيب: أُمُّ

الكتاب كلُّ آية مُحْكَمة من آيات الشَّرائع والأَحْكام والفرائض، وجاء

في الحديث: أنَّ أُم الكِتاب هي فاتحة الكتاب لأنها هي المُقَدَّمة

أَمامَ كلِّ سُورةٍ في جميع الصلوات وابْتُدِئ بها في المُصْحف فقدِّمت وهي

(* هنا بياض في الأصل) ..... القرآن العظيم. وأَما قول الله عز وجل: وإنه

في أُمِّ الكتاب لَدَيْنا، فقال: هو اللَّوْح المَحْفوظ، وقال قَتادة:

أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكِتاب. وعن ابن عباس: أُمُّ الكِتاب القرآن من أَوله

إلى آخره. الجوهري: وقوله تعالى: هُنَّ أُمُّ الكِتاب، ولم يقل أُمَّهات

لأَنه على الحِكاية كما يقول الرجل ليس لي مُعين، فتقول: نحن مُعِينك

فتَحْكِيه، وكذلك قوله تعالى: واجْعَلْنا للمُتَّقين إماماً. وأُمُّ

النُّجوم: المَجَرَّة لأنها مُجْتَمَع النُّجوم. وأُمُّ التَّنائف: المفازةُ

البعيدة. وأُمُّ الطريق: مُعْظَمها إذا كان طريقاً عظيماً وحَوْله طَرُق

صِغار فالأَعْظم أُمُّ الطريق؛ الجوهري: وأُمُّ الطريق مُعظمه في قول كثير

عَزّة:

يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيّ وناصِحٍ،

تَخصُّ به أُمُّ الطريقِ عِيالَها

قال: ويقال هي الضَّبُع، والعَسْب: ماء الفَحْل، والوالِقِيّ وناصِح:

فَرَسان، وعِيالُ الطريق: سِباعُها؛ يريد أَنهنّ يُلْقِين أَولادَهنّ لغير

تَمامٍ من شِدّة التَّعَب. وأُمُّ مَثْوَى الرجل: صاحِبةُ مَنْزِله الذي

يَنْزله؛ قال:

وأُمُّ مَثْوايَ تُدَرِّي لِمَّتي

الأَزهري: يقال للمرأَة التي يَأْوي إليها الرجل هي أُمُّ مَثْواهُ. وفي

حديث ثُمامَة: أَتى أُمَّ مَنْزِلِه أَي امرأَته ومن يُدَبِّر أَمْر

بَيْته من النساء. التهذيب: ابن الأَعرابي الأُم امرأَة الرجل المُسِنَّة،

قال: والأُمّ الوالدة من الحيوان. وأُمُّ الحَرْب: الراية. وأُم الرُّمْح:

اللِّواء وما لُفَّ عليه من خِرْقَةٍ؛ ومنه قول الشاعر:

وسَلَبْنا الرُّمْح فيه أُمُّه

من يَدِ العاصِي، وما طَالَ الطِّوَلْ

وأُم القِرْدانِ: النُّقْرَةُ التي في أَصْل فِرْسِن البعير. وأُم

القُرَى: مكة، شرَّفها الله تعالى، لأَنها توسطَت الأرض فيما زَعَموا، وقي

لأنها قِبْلةُ جميع الناس يؤُمُّونها، وقيل: سُمِّيَت بذلك لأَنها كانت

أَعظم القُرَى شأْناً، وفي التنزيل العزيز: وما كان رَبُّك مُهْلِكَ القُرَى

حتى يبعثَ في أُمِّها رسولاً. وكلُّ مدينة هي أُمُّ ما حَوْلها من

القُرَى. وأُمُّ الرأْسِ: هي الخَريطةُ التي فيها الدِّماغ، وأُمُّ الدِّماغِ

الجِلدة التي تجْمع الدِّماغَ. ويقال أَيضاً: أُم الرأْس، وأُمُّ الرأْس

الدِّماغ؛ قال ابن دُرَيد: هي الجِلْدة الرقيقة التي عليها، وهي

مُجْتَمعه. وقالوا: ما أَنت وأُمُّ الباطِل أي ما أنت والباطِل؟ ولأُمٍّ أَشياءُ

كثيرة تضاف إليها؛ وفي الحديث: أنه قال لزيد الخيل نِعْم فَتىً إن نَجا من

أُمّ كلْبةَ، هي الحُمَّى، وفي حديث آخر: لم تَضُرّه أُمُّ الصِّبْيان،

يعني الريح التي تَعْرِض لهم فَربما غُشِي عليهم منها. وأُمُّ

اللُّهَيْم: المَنِيّة، وأُمُّ خَنُّورٍ الخِصْب، وأُمُّ جابرٍ الخُبْزُ، وأُمُّ

صَبّار الحرَّةُ، وأُم عُبيدٍ الصحراءُ، وأُم عطية الرَّحى، وأُمُّ شملة

الشمس

(* قوله «وأم شملة الشمس» كذا بالأصل هنا، وتقدم في مادة شمل: أن أم

شملة كنية الدنيا والخمر)، وأُمُّ الخُلْفُف الداهيةُ، وأُمُّ رُبَيقٍ

الحَرْبُ، وأُم لَيْلى الخَمْر، ولَيْلى النَّشْوة، وأُمُّ دَرْزٍ الدنيْا،

وأُم جرذان النخلة، وأُم رَجيه النحلة، وأُمُّ رياح الجرادة، وأُمُّ

عامِرٍ المقبرة، وأُمُّ جابر السُّنْبُلة، وأُمُّ طِلْبة العُقابُ، وكذلك

شَعْواء، وأُمُّ حُبابٍ الدُّنيا، وهي أُمُّ وافِرَةَ، وأُمُّ وافرة

البيره

(* قوله «وأم خبيص إلخ» قال شارح القاموس قبلها: ويقال للنخلة أيضاً أم

خبيص ألى آخر ما هنا، لكن في القاموس: أم سويد وأم عزم بالكسر وأم طبيخة

كسكينة في باب الجيم الاست)، وأُم سمحة العنز، ويقال للقِدْر: أُمُّ

غياث، وأُمُّ عُقْبَة، وأُمُّ بَيْضاء، وأُمُّ رسمة، وأُمُّ العِيَالِ،

وأُمُّ جِرْذان النَّخْلة، وإذا سميت رجُلاً بأُمِّ جِرْذان لم تَصْرِفه،

وأُمُّ خبيص

(* قوله: البيرة هكذا في الأصل. وفي القاموس: أم وافرة الدنيا)،

وأُمُّ سويد، وأُمُّ عِزْم، وأُم عقاق، وأُم طبيخة وهي أُم تسعين،

وأُمُّ حِلْس كُنْية الأتان، ويقال للضَّبُع أُمُّ عامِر وأُمُّ عَمْرو.

الجوهري: وأُم البَيْضِ في شِعْرِ أَبي دُواد النعَامة وهو قوله:

وأَتانا يَسْعَى تَفَرُّسَ أُمِّ الـ

بيضِ شََدّاً، وقد تَعالى النَّهارُ

قال ابن بري: يصف رَبيئَة، قال: وصوابه تَفَرُّش، بالشين معجَمةً،

والتَّفَرُّش: فَتْحُ جَناحَي الطائر أَو النَّعامة إذا عَدَتْ. التهذيب:

واعلم أنَّ كل شيء يُضَمُّ إليه سائرُ ما يليه فإنَّ العربَ تسمي ذلك الشيء

أُمّاً، من ذلك أُمُّ الرأْس وهو الدِّماغُ، والشجَّةُ الآمَّةُ التي

تَهْجُمُ على الدِّماغ.

وأَمَّه يَؤُمُّه أَمّاً، فهو مَأْمُومٌ وأَمِيم: أصاب أُمَّ رأْسِه.

الجوهري: أَمَّهُ أي شجُّهُ آمَّةً، بالمدِّ، وهي التي تَبْلُغ أُمَّ

الدِّماغِ حتى يبقَى بينها وبين الدِّماغ جِلْدٌ رقيقٌ. وفي حديث الشِّجاج: في

الآمَّة ثُلُثُ الدِّيَة، وفي حديث آخر: المَأْمُومَة، وهي الشَّجَّة

التي بلغت أُمَّ الرأْس، وهي الجلدة التي تجمَع الدماغ. المحكم: وشَجَّةٌ

آمَّةٌ ومَأْمُومةٌ بلغت أُمَّ الرأْس، وقد يُستعار ذلك في غير الرأْس؛

قال:

قَلْبي منَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوى،

وَحَشايَ من حَرِّ الفِرَاقِ أَمِيمُ

وقوله أَنشده ثعلب:

فلولا سِلاحي، عندَ ذاكَ، وغِلْمَتي

لَرُحْت، وفي رَأْسِي مآيِمُ تُسْبَرُ

فسره فقال: جَمَع آمَّةً على مآيِمَ وليس له واحد من لفظه، وهذا كقولهم

الخيل تَجْرِي على مَسَاوِيها؛ قال ابن سيده: وعندي زيادة وهو أَنه أراد

مآمَّ، ثم كَرِه التَّضْعِيف فأَبدل الميم الأَخيرة ياءً، فقال مآمِي، ثم

قلب اللامَ وهي الياء المُبْدَلة إلى موضع العين فقال مآيِم، قال ابن

بري في قوله في الشَّجَّة مَأْمُومَة، قال: وكذا قال أَبو العباس المبرّد

بعضُ العرب يقول في الآمَّة مَأْمُومَة؛ قال: قال عليّ بن حمزة وهذا غلَطٌ

إنما الآمَّةُ الشَّجَّة، والمَأْمُومَة أُمُّ الدِّماغ المَشْجُوجَة؛

وأَنشد:

يَدَعْنَ أُمَّ رأْسِه مَأْمُومَهْ،

وأُذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَه

ويقال: رجل أَمِيمٌ ومَأْمُومٌ للذي يَهْذِي من أُمِّ رأْسه.

والأُمَيْمَةُ: الحجارة التي تُشْدَخ بها الرُّؤُوس، وفي الصحاح:

الأَمِيمُ حَجَرٌ يُشْدَخُ به الرأْس؛ وأَنشد الأزهري:

ويَوْمَ جلَّيْنا عن الأَهاتِم

بالمَنْجَنِيقاتِ وبالأَمائِم

قال: ومثله قول الآخر:

مُفَلَّقَة هاماتُها بالأَمائِم

وأُم التَّنائف:: أَشدُّها. وقوله تعالى: فَأُمُّه هاوِيَةٌ، وهي النارُ

(* قوله «وهي النار إلخ» كذا بالأصل ولعله هي النار يهوي فيها من إلخ) .

يَهْوِي مَن أُدْخِلَها أي يَهْلِك، وقيل: فَأُمُّ رأْسه هاوِيَة فيها

أي ساقِطة. وفي الحديث: اتَّقوا الخَمْر فإنها أُمُّ الخَبائث؛ وقال شمر:

أُمُّ الخبائث التي تَجْمَع كلَّ خَبيث، قال: وقال الفصيح في أَعراب قيس

إذا قيل أُمُّ الشَّرِّ فهي تَجْمَع كل شرٍّ على وَجْه الأرض، وإذا قيل

أُمُّ الخير فهي تجمع كلَّ خَيْر. ابن شميل: الأُمُّ لكل شيء هو المَجْمَع

والمَضَمُّ.

والمَأْمُومُ من الإبِل: الذي ذهَب وَبَرهُ عن ظَهْره من ضَرْب أو

دَبَرٍ؛ قال الراجز:

ليس بذِي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ،

ولا بِخَوّارٍ ولا أَزَبِّ،

ولا بمأْمُومٍ ولا أَجَبِّ

ويقال للبعير العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ: مَأْمُومٌ. والأُمِّيّ:

الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم

يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، وفي التنزيل العزيز: ومنهم

أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلاّ أَمَانِيَّ؛ قال أَبو إسحق: معنى

الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه

لا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما

يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه، وكانت الكُتَّاب في العرب من

أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِيرة، وأَخذها أَهل الحيرة عن

أَهل الأَنْبار. وفي الحديث: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا

نَحْسُب؛ أَراد أَنهم على أَصل ولادة أُمِّهم لم يَتَعَلَّموا الكِتابة

والحِساب، فهم على جِبِلَّتِهم الأُولى. وفي الحديث: بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ

أُمِّيَّة؛ قيل للعرب الأُمِّيُّون لأن الكِتابة كانت فيهم عَزِيزة أَو

عَديمة؛ ومنه قوله: بَعَثَ في الأُمِّيِّين رسولاً منهم. والأُمِّيُّ:

العَييّ الجِلْف الجافي القَليلُ الكلام؛ قال:

ولا أعُودِ بعدَها كَرِيّا

أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا،

والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا

قيل له أُمِّيٌّ لأنه على ما وَلَدَته أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام

وعُجْمَة اللِّسان، وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه

الله رسولاً وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب، وكانت هذه الخَلَّة

إحْدَى آياته المُعجِزة لأَنه، صلى الله عليه وسلم، تَلا عليهم كِتابَ

الله مَنْظُوماً، تارة بعد أُخْرَى، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم

يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه، وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً

ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله عز وجل على نَبيِّه كما

أَنْزلَه، وأَبانَهُ من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه

وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: وما كنتَ تَتْلُو من قَبْلِه من

كِتاب ولا تَخُطُّه بِيَمِينِك إذاً لارْتابَ المُبْطِلون الذين كفروا،

ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب.

والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراء وهو في معنى قُدَّام، يكون اسماً وظرفاً.

قال اللحياني: وقال الكِسائي أمام مؤنثة، وإن ذُكِّرتْ جاز، قال سيبويه:

وقالوا أَمامَك إذا كنت تُحَذِّره أو تُبَصِّره شيئاً، وتقول أنت أَمامَه

أي قُدَّمه. ابن سيده: والأَئمَّةُ كِنانة

(* قوله: والائمة كِنانة؛ هكذا

في الأصل، ولعله اراد ان بني كنانة يقال لهم الأئمة)؛ عن ابن الأعرابي.

وأُمَيْمَة وأُمامةُ: اسم امرأَة؛ قال أَبو ذؤيب:

قالتْ أُمَيْمةُ: ما لجِسْمك شاحِباً

مثلي ابْتُذِلْتَ، ومِثلُ ما لك يَنْفَعُ

(* قوله «مثلي ابتذلت» تقدم في مادة نفع بلفظ منذ ابتذلت وشرحه هناك).

وروى الأَصمعي أُمامةُ بالأَلف، فَمَن روى أُمامة على الترخيم

(* قوله

«فمن روى امامة على الترخيم» هكذا في الأصل، ولعله فمن روى أمامة فعلى

الأصل ومن روى أميمة فعل تصغير الترخيم). وأُمامةُ: ثَلَثُمائة من الإبِلِ؛

قال:

أَأَبْثُرهُ مالي ويَحْتُِرُ رِفْدَه؟

تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامةُ من هِنْدِ

أَراد بأُمامة ما تقدَّم، وأَراد بِهِنْد هُنَيْدَة وهي المائة من

الإبل؛ قال ابن سيده: هكذا فسره أَبو العَلاء؛ ورواية الحَماسة:

أَيُوعِدُني، والرَّمْلُ بيني وبينه؟

تَبَيَّنْ رُوَيْداً ما أُمامة من هِنْدِ

وأَما: من حروف الابتداء ومعناها الإخْبار. وإمَّا في الجَزاء:

مُرَكَّبة من إنْ ومَا. وإمَّا في الشَّكِّ: عَكْسُ أو في الوضع، قال: ومن

خَفِيفِه أَمْ. وأَمْ حرف عَطف، معناه الاستفهام، ويكون بمعنى بَلْ. التهذيب:

الفراء أَمْ في المعنى تكون ردّاً على الاستفهام على جِهَتَيْن: إحداهما

أن تُفارِق معنى أَمْ، والأُخرى أن تَسْتَفْهِم بها على جهة النّسَق،

والتي يُنْوى به الابتداء إلاَّ أَنه ابتداء متصِل بكلام، فلو ابْتَدَأْت

كلاماً ليس قبله كلامٌ ثم استَفْهَمْت لم يكن إلا بالأَلف أو بهَلْ؛ من ذلك

قوله عز وجل: ألم تَنْزيلُ الكِتاب لا رَيْبَ فيه مِن رَبِّ العالَمين

أمْ يَقولونَ افْتَراه، فجاءت بأَمْ وليس قَبْلَها استفهام فهذه دليل على

أَنها استفهام مبتدأٌ على كلام قد سبقه، قال: وأَما قوله أَمْ تُريدُون أن

تَسْأَلوا رَسولَكم، فإن شئت جعَلْته استفهاماً مبتدأً قد سبقه كلامٌ،

وإن شئت جعَلْته مردوداً على قوله ما لنا لا نرى

(* قوله «وان شئت جعلته

مردوداً على قوله ما لنا لا نرى» هكذا في الأصل)، ومثله قوله: أَلَيْسَ لي

مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأَنهارُ تَجْري من تحتي، ثم قال: أَم أَنا خَيْرٌ،

فالتفسير فيهما واحدٌ. وقال الفراء: وربما جَعَلتِ العرب أَمْ إذا سبقها

استفهام ولا يَصْلُح فيه أَمْ على جهة بَلْ فيقولون: هل لك قِبَلَنا

حَقٌّ أَم أَنتَ رجل معروف بالظُّلْم، يُريدون بل أنت رجُل معروف بالظُّلْم؛

وأَنشد:

فوَالله ما أَدري أَسَلْمى تَغَوَّلَتْ،

أَمِ النَّوْمُ أَمْ كلٌّ إليَّ حَبِيبُ

يُريد: بَلْ كلٌّ، قال: ويفعلون مثل ذلك بأَوْ، وهو مذكور في موضعه؛

وقال الزجاج: أَمْ إذا كانت معطوفة على لفظ الاستفهام فهي معروفة لا إشكال

فيها كقولك زيد أَحسن أَمْ عَمرو، أَكذا خيرٌ أَمْ كذا، وإذا كانت لا

تقَعُ عطفاً على أَلِف الاستفهام، إلا أَنها تكون غير مبتدأَة، فإنها تُؤذِن

بمعنى بَلْ ومعنى أَلف الاستفهام، ثم ذكر قول الله تعالى: أَمْ تُريدُون

أَن تَسأَلوا رَسُولكم، قال: المعنى بَلْ تُريدون أَن تَسأَلوا رسولَكم،

قال: وكذلك قوله: ألم تَنْزيلُ الكتاب لا رَيب فيه من ربِّ العالمين أمْ

يَقولون افْتَراه؛ قال: المعنى بَلْ يقولون افْتَراه، قال الليث: أَمْ

حَرْف أَحسَن ما يكون في الاستفهام على أَوَّله، فيصير المعنى كأَنه

استفهام بعد استفهام، قال: ويكون أمْ بمعنى بَلْ، ويكون أم بمعنى ألِف

الاستفهام كقولك: أَمْ عِنْدك غَداء حاضِرٌ؟ وأنت تريد: أَعِندَك غداء حاضِرٌ وهي

لغة حسنة من لغات العرب؛ قال أَبو منصور: وهذا يَجُوز إذا سبقه كلام،

قال الليث: وتكون أَمْ مبتدَأَ الكلام في الخبر، وهي لغة يَمانية، يقول

قائلُهم: أم نَحْن خَرَجْنا خِيارَ الناس، أَمْ نُطْعِم الطَّعام، أَمْ

نَضْرِب الهامَ، وهو يُخْبِر. وروي عن أبي حاتم قال: قال أَبو زيد أَم تكون

زائدة لغةُ أَهل اليمن؛ قال وأَنشد:

يا دَهْن أَمْ ما كان مَشْيي رَقَصا،

بل قد تكون مِشْيَتي تَوَقُّصا

أَراد يا دَهْناء فَرَخَّم، وأَمْ زائدة، أراد ما كان مَشْيي رَقَصاً أي

كنت أَتَوقَّصُ وأَنا في شَبِيبتي واليومَ قد أَسْنَنْت حتى صار مَشيي

رَقَصاً، والتَّوَقُّص: مُقارَبةُ الخَطْو؛ قال ومثلُه:

يا ليت شعري ولا مَنْجى من الهَرَمِ،

أَمْ هلْ على العَيْش بعدَ الشَّيْب مِن نَدَمِ؟

قال: وهذا مذهب أَبي زيد وغيره، يذهَب إلى أَن قوله أَمْ كان مَشْيي

رَقَصاً معطوف على محذوف تقدّم، المعنى كأَنه قال: يا دَهْن أَكان مَشْيي

رَقَصاً أَمْ ما كان كذلك، وقال غيره: تكون أَمْ بلغة بعض أَهل اليَمن

بمعنى الأَلِف واللامِ، وفي الحديث: ليس من امْبرِّ امْصِيامُ في امْسَفَر أي

ليس من البِرِّ الصِّيامُ في السفَر؛ قال أَبو منصور: والأَلفُ فيها

أَلفُ وَصْلٍ تُكْتَب ولا تُظْهر إذا وُصِلت، ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلِف

أَم التي قدَّمنا ذكْرَها؛ وأَنشد أَبو عبيد:

ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني،

يَرْمي ورائي بامْسَيْفِ وامْسَلِمَه

ألا تراه كيف وَصَل الميمَ بالواو؟ فافهمه. قال أَبو منصور: الوجه أن لا

تثبت الألف في الكِتابة لأَنها مِيمٌ جعلتْ بدَلَ الأَلفِ واللام

للتَّعْريف. قال محمد ابن المكرَّم: قال في أَوَّل كلامه: أَمْ بلغة اليمن

بمعنى الأَلف واللام، وأَوردَ الحديث ثم قال: والأَلف أَلفُ وَصْل تُكْتَبُ

ولا تُظْهر ولا تُقْطَع كما تُقْطَع أَلف أَمْ، ثم يقول: الوَجُه أَن لا

تثبت الألِف في الكتابة لأَنها ميمٌ جُعِلَتْ بدَل الأَلف واللام

للتَّعْريف، والظاهر من هذا الكلام أَن الميمَ عِوَض لام التَّعْريف لا غَيْر،

والأَلفُ على حالِها، فكيف تكون الميم عِوَضاً من الألف واللام؟ ولا حُجَّة

بالبيت الذي أَنشده فإن أَلفَ التَّعْريف واللام في قوله والسَّلِمَة لا

تظهر في ذلك، ولا في قوله وامْسَلِمَة، ولولا تشديدُ السين لَما قدر على

الإتْيان بالميم في الوزْن، لأَنَّ آلةَ التَّعْريف لا يَظْهر منها شيء

في قوله والسَّلِمة، فلمّا قال وامْسَلِمة احتاج أَن تظهر الميم بخلاف

اللام والألف على حالتها في عَدَم الظُّهور في اللفظ خاصَّة، وبإظهاره

الميم زالت إحْدى السِّينَيْن وخَفَّت الثانية وارْتَفَع التشديدُ، فإن كانت

الميم عِوَضاً عن الأَلف واللام فلا تثبت الألف ولا اللام، وإن كانت

عِوَضَ اللام خاصَّة فَثُبوت الألف واجبٌ. الجوهري: وأَمّا أَمْ مُخَفَّفة

فهي حرَف عَطف في الاستفهام ولها مَوْضِعان: أحدهُما أنْ تَقَع مُعادِلةً

لألِفِ الاستفهام بمعنى أيّ تقول أَزَيْدٌ في الدار أَمْ عَمرو والمعنى

أَيُّهما فيها، والثاني أَن تكون مُنْقَطِعة مما قبلها خَبراً كان أو

استفهاماً، تقول في الخَبَر: إنها لإِبلٌ أَمْ شاءٌ يا فتى، وذلك إذا نَظَرْت

إلى شَخْص فَتَوَهَّمته إبِلاً فقلت ما سبق إليك، ثم أَدْرَكك الظنُّ

أَنه شاءٌ فانصَرَفْت عن الأَوَّل فقلت أَمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إضْرابٌ

عمَّا كان قبله، إلاَّ أَنَّ ما يَقَع بعد بَلْ يَقِين وما بَعْد أَمْ

مَظْنون، قال ابن بري عند قوله فقلت أمْ شاءٌ بمعنى بَلْ لأَنه إِضْراب عما

كان قبله: صَوابُه أَنْ يَقول بمعنى بل أَهِيَ شاءٌ، فيأْتي بأَلِف

الاستفهام التي وَقَع بها الشكُّ، قال: وتَقول في الاستفهام هل زيد

مُنْطَلِق أمْ عَمرو يا فَتى؟ إنما أَضْرَبْت عن سُؤالك عن انْطِلاق زيدٍ

وجعَلْته عن عَمرو، فأَمْ معها ظنٌّ واستفهام وإضْراب؛ وأَنشد الأخفش

للأخطل:كَذَبَتْك عَينُكَ أَمْ رأَيت بِواسِطٍ

غَلَسَ الظَّلام، من الرَّبابِ، خَيالا؟

وقال في قوله تعالى: أَمْ يَقولون افْتراه؛ وهذا لم يكن أَصلهُ

استفهاماً، وليس قوله أَمْ يَقولون افْتَراهُ شكّاً، ولكنَّه قال هذا لِتَقبيح

صَنيعِهم، ثم قال: بل هو الحَقُّ من رَبِّك، كأَنه أَراد أَن يُنَبِّه على

ما قالوه نحو قولك للرجل: الخَيرُ أَحَبُّ إليك أمِ الشرُّ؟ وأَنتَ

تَعْلَم أنه يقول الخير ولكن أَردت أن تُقَبِّح عنده ما صنَع، قاله ابن بري.

ومثله قوله عز وجل: أمِ اتَّخَذ ممَّا يَخْلق بَناتٍ، وقد عَلِم النبيُّ،

صلى الله عليه وسلم، والمسلمون، رضي الله عنهم، أنه تعالى وتقدّس لم

يَتَّخِذ وَلَداً سبحانه وإنما قال ذلك لِيُبَصِّرهم ضَلالَتَهم، قال:

وتَدْخُل أَمْ على هلْ تقول أَمْ هلْ عندك عمرو؛ وقال عَلْقمة ابن

عَبَدة:أَمْ هلْ كَبيرٌ بَكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَه،

إثْرَ الأَحبَّةِ، يَوْمَ البَيْنِ، مَشْكُومُ؟

قال ابن بري: أمْ هنا مُنْقَطِعة، واستَأْنَف السُّؤال بها فأَدْخَلها

على هلْ لتَقَدُّم هلْ في البيت قبله؛ وهو:

هلْ ما عَلِمْت وما اسْتودِعْت مَكْتوم

ثم استأْنف السؤال بِأَمْ فقال: أَمْ هلْ كَبير؛ ومثله قول الجَحَّاف بن

حكيم:

أَبا مالِكٍ، هلْ لُمْتَني مُذْ حَصَضَتَنِي

على القَتْل أَمْ هلْ لامَني منكَ لائِمُ؟

قال: إلاّ أَنه متى دَخَلَتْ أَمْ على هلْ بَطَل منها معنى الاستفهام،

وإنما دَخَلتْ أَم على هلْ لأَنها لِخُروجٍ من كلام إلى كلام، فلهذا

السَّبَب دخلتْ على هلْ فقلْت أَمْ هلْ ولم تَقُل أَهَلْ، قال: ولا تَدْخُل

أَم على الأَلِف، لا تَقول أَعِنْدك زيد أَمْ أَعِنْدك عَمْرو، لأن أصل ما

وُضِع للاستفهام حَرْفان: أَحدُهما الألفُ ولا تَقع إلى في أَوَّل

الكلام، والثاني أمْ ولا تقع إلا في وَسَط الكلام، وهلْ إنما أُقيمُ مُقام

الألف في الاستفهام فقط، ولذلك لم يَقَع في كل مَواقِع الأَصْل.

حمم

ح م م : الْحُمَمَةُ وِزَانُ رُطَبَةٍ مَا أُحْرِقَ مِنْ خَشَبٍ وَنَحْوِهِ وَالْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَحَمَّ الْجَمْرُ يَحَمُّ حَمَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْوَدَّ بَعْدَ خُمُودِهِ وَتُطْلَقُ الْحُمَمَةُ عَلَى الْجَمْرِ مَجَازًا بِاسْمِ مَا يَئُولُ إلَيْهِ حَمَّ الشَّيْءَ حَمًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَرُبَ وَدَنَا وَأَحَمَّ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِيُّ مُتَعَدِّيًا فَيُقَالُ أَحَمَّهُ غَيْرُهُ وَحَمَّمْتُ وَجْهَهُ تَحْمِيمًا إذَا سَوَّدْتَهُ بِالْفَحْمِ.

وَالْحَمَامُ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ ذِي طَوْقٍ مِنْ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالدَّوَاجِنِ وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ حَمَامَةٌ وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَال حَمَامَةٌ ذَكَرٌ وَحَمَامَةٌ أُنْثَى وَقَالَ الزَّجَّاجُ إذَا أَرَدْتَ تَصْحِيحَ الْمُذَكَّرَ قُلْت رَأَيْتُ حَمَامًا عَلَى حَمَامَةٍ أَيْ ذَكَرًا عَلَى أُنْثَى وَالْعَامَّةُ تَخُصُّ الْحَمَامَ بِالدَّوَاجِنِ وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ الْحَمَامُ هُوَ الْبَرِّيُّ وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْيَمَامُ حَمَامُ الْوَحْشِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ وَالْحَمَّامُ مُثَقَّلٌ مَعْرُوفٌ وَالتَّأْنِيثُ أَغْلَبُ
فَيُقَالُ هِيَ الْحَمَّامُ وَجَمْعُهَا حَمَّامَاتٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَيُذَكَّرُ فَيُقَال هُوَ الْحَمَّامُ وَالْحُمَّى فُعْلَى غَيْرُ مُنْصَرِفَةٍ لِأَلِفِ التَّأْنِيثِ وَالْجَمْعُ حُمَّيَاتٌ وَأَحَمَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ مِنْ الْحُمَّى فَحُمَّ هُوَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مَحْمُومٌ.

وَالْحَمِيمُ الْمَاءُ الْحَارُّ وَاسْتَحَمَّ الرَّجُلُ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الْحَمِيمِ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ الِاسْتِحْمَامُ فِي كُلِّ مَاءٍ.

وَالْمِحْمُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْقُمْقُمَةُ وَحَامِيم إنْ جَعَلْته اسْمًا لِلسُّورَةِ أَعْرَبْته إعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِفُ وَإِنْ أَرَدْتَ الْحِكَايَةَ بَنَيْتَ عَلَى الْوَقْفِ لِمَا يَأْتِي فِي يس وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِلسُّوَرِ كُلِّهَا وَالْجَمْعُ ذَوَاتُ حَامِيمَ وَآلُ حَامِيمَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِكُلِّ سُورَةٍ فَيَجْمَعُهَا حَوَامِيم. 
حمم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا [أَنا -] مت فأحرقوني بالنَّار حَتَّى إِذا صرت حممًا فاسحقوني ثُمَّ ذروني [فِي الرّيح -] لعَلي أضلّ (أضلّ) الله. 

حمم


حَمَّ(n. ac. حَمّ)
a. Was, became hot.
b.(n. ac. حَمّ
حَمَم), Was black.
c.(n. ac. حَمّ), Heated, made hot.
d. Melted (fat).
e. Urged on (animal).
f. [pass.], Had the fever.
g. Decreed, appointed.

حَمَّمَa. Heated.
b. Blackened.
c. Sprouted ( hair, feathers, vegetation ).
d. Washed, bathed (another).
حَاْمَمَa. Approached, drew near to.

أَحْمَمَa. Heated.
b. Washed, bathed (another).
c. Was fever-stricken (country).
d. Drew near; was imminent; was at hand.

تَحَمَّمَa. Took a hot bath.
b. Was, became black.

إِحْتَمَمَa. Was troubled, restless.

إِسْتَحْمَمَa. Took a hot bath; washed himself.

حَمّa. Heat.

حَمَّةa. Thermal spring.

حُمَّةa. Blackish-brown.

حُمَّىa. Fever; feverish heat.

حُمَمa. Charcoal.

أَحْمَمُ
(pl.
حُمّ)
a. Black.

مِحْمَمa. Kettle.

حَاْمِمَةa. Relations, kinsmen; family.

حَمَاْمa. Pigeon, dove.

حَمَاْمَة
(pl.
حَمَاْئِمُ)
a. see 22b. Middle of the breast.

حِمَاْمa. Death; fate.

حَمِيْم
(pl.
حَمَاْئِمُ)
a. Midsummer.
b. Hot water.
c. Rain that falls after heat.
d. (pl.
أَحْمِمَآءُ), Relation, kinsman; friend.
حَمَّاْمa. Hot bath.

حَمَّاْمِيّa. Bath-keeper; bathing attendant.
ح م م

أسود أحم ويحموم. وهو أحم المقلتين. وحمم وجه الزاني: سخم. وفي الحديث " الزاني يحمم ويجبه ويجلد " وحمم الفرخ: طلع زغبه. وحمم وجه فلان إذا خرج وجهه والتحى. قال كثير:

وهم بناتي أن يبنّ وحمّمت ... وجوه رجال من بني الأصاغر

وحمم رأس المحلوق: نبت شعره بعد الحلق، وهو من الحمم وهو الفحم. وطلق امرأته وحممها أي منعها. وتوضأ بالحميم وهو الماء الحار. واستحم الرجل: اغتسل. واستحم: دخل الحمام. وبضّ حميمه أي عرقه. ويقال للمستحم: طابت حمتك وحميمك، وإنما يطيب العرق على المعافى، ويخبث على المبتلى، فمعناه أصح الله جسمك، وهو من باب الكناية. وسخن الماء بالمحم وهو القمقم أو المرجل. " ومثل العالم كمثل الحمة " وهي العين الحارة. وذابوا ذوب الحم وهو ما اصطهرت إهالته من الألية. وحم الرجل حمّى شديدة، وهو محموم. وخيبر أرض محمة. وهو حميمي، وهي حميمتي أي وديدي ووديدتي، وهم أحمائي. وتقول المرأة: هم أحمائي وليسوا بأحمائي. وعرف ذ العامة والحامة أي الخاصة. وهو مولاي الأحم أي الأخص والأحب. قال:

وكفيت مولاي الأحم جريرتي ... وحبست سائمتي على ذي الخلة

وحم الأمر: قضيَ. وحم حمامه. ونزل به القدر المحموم، والقضاء المحتوم. وتركت أرض بني فلان وكأن عضاهها سوق الحمام، يريد حمرة أغصانها.

ومن المجاز: أخذ المصدق حمائم أموالهم أي كرائمها، الواحدة حميمة.
حمم بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن [بْن عَوْف -] [رَحمَه الله -] أَنه طلّق امْرَأَته فمتعها بخادم سَوْدَاء حَمَّمها إِيَّاهَا. قَوْله: حمَّمها [إِيَّاهَا -] يَعْنِي متَّعها بهَا بعد الطَّلَاق وَكَانَت الْعَرَب تسميها التحميم قَالَ الراجز: [الرجز]

أَنْت الَّذِي وَهَبْتَ زيدا بَعْدَمَا ... هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحمَّما

يَعْنِي أَن أطلقها وأمتعها قَالَ الْأَصْمَعِي: التحميم فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء هَذَا أَحدهَا وَيُقَال: حَمّم الفرخُ إِذا نَبتَ ريشه وحَمَّمْتَ وَجه الرجل إِذا سوّدته بالحمم. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه أَرَادَ قَول الله [تبَارك -] تَعَالَى {ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتَاٌع بِاْلَمعُروفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِيْنَ} و {حَقَّا عَلَى المُحِسِنْينَ} وَلِهَذَا قَالَ شُريح لرجل طلق امْرَأَته: لَا تابَ أَن تكون من الْمُتَّقِينَ لَا تابَ أَن تكون من الْمُحْسِنِينَ وَلم يجْبرهُ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا أفتاه فُتيا. وَأما الَّتِي يجْبر عَلَيْهَا فالتي تطلّق قبل الدّخول وَلم يسمّ لَهَا صَدَاقا لقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى {لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُم إِن طَلَّقْتُمُ النِسَاءَ مَا لَم تَمَسُّوهُنَّ أوَ تَفْرِضُوْا لَهُنَّ فَرِيْضَةً وَّمِتّعُوْهُنَّ عَلَى المُوْسِعِ قَدَرُهْ وَعَلَى المقتر قدره} . أَحَادِيث سعد أبي وَقاص [رَحمَه الله -]
حمم روض أنق [قَالَ أَبُو عبيد -] قَالَ الْفراء: قَوْله: آل حمّ إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك: آل فلَان وَآل فلَان كَأَنَّهُ نسب السُّورَة كلهَا إِلَى حم وَأما قَول الْعَامَّة: الحواميم فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب ألم تسمع قَول الْكُمَيْت:

[الطَّوِيل]

وجدنَا لكم فِي آل حاميمَ آيَة ... تأوّلها منا تقىٌ ومُعزِبُ

وَهَكَذَا رَوَاهَا الْأمَوِي بالزاي وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَرْوِيهَا بالراء. وَأما قَول عبد الله فِي الروضات [فَإِنَّهَا -] الْبِقَاع الَّتِي تكون فِيهَا صنوف النَّبَات من رياحين الْبَادِيَة وَغير ذَلِك وَيكون فِيهَا أَنْوَاع النُّور والزهر فَشبه حسنهنَّ بآل حمّ. وَقَوله: أتأنق فِيهِنَّ يَعْنِي أتتبّع محاسنهن وَمِنْه قيل: منظر أنِيق إِذا كَانَ حسنا معجبا. وَكَذَلِكَ قَول عبيد بن عُمَيْر: مَا من عاشية أشدّ أنَقًا وَلَا أبعد شبَعا من طَالب علم طَالب الْعلم جَائِع على الْعلم أبدا. وَمِمَّا يُحَقّق قَوْلهم فِي آل حمّ أَن السُّورَة منسوبة إِلَيْهِ حَدِيث يرْوى عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: حَدثنِي ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن الْمُهلب بن أبي صفرَة عَمَّن سمع النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن بُيِّتُّم اللَّيْلَة فَقولُوا: حمّ لَا يُنصرون. فَكَأَن الْمَعْنى: أللهم لَا ينْصرُونَ [يكون دُعَاء وَيكون جَزَاء -] والمحدثون يَقُولُونَ بالنُّون وَأما فِي الْإِعْرَاب فبغير نون [لَا يُنصَروا -] وحم اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى.
(ح م م) : (الْحَمِيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ (وَمِنْهُ) الْمِحَمُّ الْقُمْقُمَةُ وَمَثَلُ الْعَالِمِ كَمَثَلِ (الْحَمَّةِ) وَهِيَ الْعَيْنُ الْحَارَّةُ الْمَاءِ (وَالْحَمَّامُ) تُذَكِّرُهُ الْعَرَبُ وَتُؤَنِّثُهُ وَالْجَمْعُ الْحَمَّامَاتُ (وَالْحَمَّامِيُّ) صَاحِبُهُ (وَاسْتَحَمَّ) دَخَلَ الْحَمَّامَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ» وَيُرْوَى فِي مُغْتَسَلِهِ وَتحمم غَيْرُ ثَبْتٍ (وَحَمَّامُ أَعْيَنَ) بُسْتَانٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ (وَحُمَّ) مِنْ الْحُمَّى (وَمِنْهُ حَدِيثُ بِلَالٍ) «أَمَحْمُومٌ بَيْتُكُمْ أَوْ تَحَوَّلَتْ الْكَعْبَةُ فِي كِنْدَةَ» كَأَنَّهُ رَأَى فِيهِمْ بَيْتًا مُزَيَّنًا بِالثِّيَابِ مِنْ خَارِجٍ فَكَرِهَهُ وَقَالَ اسْتِهْزَاءً أَصَابَتْهُ حُمَّى حَيْثُ أُلْقِيَ عَلَيْهِ الثِّيَابُ أَمْ انْتَقَلَتْ الْكَعْبَةُ إلَيْكُمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا التَّزْيِينِ مُخْتَصٌّ بِالْكَعْبَةِ (وَالْحُمَمُ) الْفَحْمُ وَبِالْقِطْعَةِ مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ جَبَلَةَ بْنِ حُمَمَةَ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَحُمَيْدٍ تَصْحِيفٌ (وَمِنْهُ) حُمِّمَ وَجْهُ الزَّانِي وَسُخِّمَ أَيْ سُوِّدَ مِنْ الْحُمَمِ وَالسُّحَامِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «رَأَى يَهُودِيَّيْنِ مُحَمَّمَيْ الْوَجْهِ» وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ وَكَانَ إذَا حُمِّمَ رَأْسُهُ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ أَيْ اسْوَدَّ بَعْدَ الْحَلْقِ وَهُوَ مِنْ الْحُمَمِ أَيْضًا (وَأَمَّا التَّحْمِيمُ) فِي مُتْعَةِ الطَّلَاقِ خَاصَّةً فَمِنْ الْحَمَّةِ أَوْ الْجِيم لِأَنَّ التَّمْتِيعَ نَفْعٌ وَفِيهِ حَرَارَةُ شَفَقَةٍ (قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -) فِي شِعَارِهِمْ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ «إنْ بُيِّتُّمْ فَقُولُوا حم لَا يُنْصَرُونَ» عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرُونَ وَعَنْ ثَعْلَبٍ وَاَللَّهِ لَا يُنْصَرُونَ وَهُوَ كَالْأَوَّلِ وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ لِأَنَّ حم لَيْسَ بِمَذْكُورٍ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَعْدُودَةِ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ اسْمًا كَسَائِرِ الْأَسْمَاءِ لَأُعْرِبَ لِخُلُوِّهِ مِنْ عِلَلِ الْبِنَاءِ قَالَ شَيْخُنَا - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَاَلَّذِي يُؤَدِّي إلَيْهِ النَّظَرُ أَنَّ السُّوَرَ السَّبْعَ الَّتِي فِي أَوَائِلِهَا حم سُوَرٌ لَهَا شَأْنٌ فَنَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى أَنَّ ذِكْرَهَا لِشَرَفِ مَنْزِلَتِهَا وَفَخَامَةِ شَأْنِهَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ رَحْمَةِ اللَّهِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ وَقِلَّةِ شَوْكَةِ الْكُفَّارِ وَقَوْلُهُ لَا يُنْصَرُونَ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ قُولُوا حم قَالَ لَهُ قَائِلٌ مَاذَا يَكُونُ إذَا قِيلَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فَقَالَ لَا يُنْصَرُونَ.
(حمم) - في حدِيثِ عبدِ الله بن مُغَفَّل ، رضي الله عنه، قال: "يُكرَه البَولُ في المُسْتَحَمِّ".
المسْتَحَمُّ: الموضِع الذي يُغتَسل فيه بالحَمِيم، وهو المَاءُ الحَارُّ.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما: "أن امْرأًة استحَمَّت من جَنَابَة، فَجاءَ النَّبِى، - صلى الله عليه وسلم -، يَستَحِمُّ من فَضْلِها" .
أَصلُ الاستِحْمام: أن يكون بالحَمِيم، ثم يقال للاغْتِسَال الاسْتَحْمام، بأَىِّ ماءٍ كان.
- في حَدِيث طَلْق: "كُنَّا بأَرضِ وَبِيئة مَحَمَّة".
: أي ذات حُمَّى، كالمَأْسَدَة والمِضَبَّة، وأَحمَّت الأَرضُ: صارت ذَاتَ حُمَّى فهى مُحَمَّة، وأَحمَّه اللهُ عزَّ وجل.
وقيل: مِحَمَّة: ذَاتُ حُمَّى، وطَعامٌ مِحَمٌّ: يجَلِب الحُمَّى، فعَلَى هذا يَجُوز مَحَمَّة، وُمحِمَّة، ومِحَمَّة.
- في شِعْرِ عَبدِ الله بنِ رَواحَة، رَضِى عنه". * هذَا حِمامُ المَوتِ قد صَلِيتِ *
قيل: الحِمامُ: قَضاءُ المَوتِ، من قَولِهم: حُمَّ كَذَا: أي قُدِّرَ.
- في الحَدِيثِ: "كان يُعجِبُه النَّظَرُ إلى الأَترُجِّ، وإلى الحَمام الأَحْمَر."
وَجَدْتُه بخَطِّ أبِى بَكْر بنِ أبى عَلِى، عن أَبِى بَكْر بنِ المَقَّرِى، ثنا الحَسَن بن سُقْطان الرّقّى، ثنا هِلالُ بنُ العَلاء بإسناده عن أبى كَبْشَةَ، رَضِى اللهُ عنه، بهَذَا الحَدِيثِ مَرفُوعًا.
قال أبو عُمَر هِلَال: الحَمامُ يَعنِى به التُّفَّاح، وهذا التَّفْسِير لم أَرَه لغَيرْهِ.
- في الحَدِيثِ: "إن بُيَّتُّم فلْيكُن شِعارُكم: حم لا يُنْصَرُون"
قال الخطابى : بلَغَنَى عن ابنِ كَيْسَانَ النَّحوِىِّ أَنّه سأل أَبَا العَبَّاس النَّحْوى - أَحمدَ بنَ يَحْيَى - عنه، فقال: مَعْنَاه الخَبَر، ولو كان بِمَعْنَى الدُّعاء لَكَان "لا يُنْصَرُوا" مَجْزُوما كأَنَّه قال: واللهِ لا يُنْصَرُون.
وقد رُوِى عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ حَامِيمَ اسمٌ من أَسماءِ الله تَعالَى". فكأَنه حَلَف بأَنَّهم لا يُنْصَرون .
وقال غَيرُ الخَطَّابِى: "حَامِيم" غير مَعْرُوفٍ في أَسْماءِ الله تَعالَى، ولأَنَّه ما مِنْ اسمْ إلَّا وهو صِفَة مُفصِحَة عن ثَناءٍ، وحَامِيم حَرْفَان من المُعْجَم، لا مَعْنَى تَحتَه يَصلُح أن يكون مِثلَها، ولو كان اسماً لأُعْرِب، لأنه عَارٍ من عِلَل البِناء، أَلَا ترى أنه لما جُعِل اسماً للسُّورة أَعربَه فقال:
يُذَكِّرُنى حَامِيمَ ... 
ومَنَعَه الصرَّف، لأَنَّه عَلَم ومُؤَنَّث لَكِن سُوَر "حم" لها شَأْن فنَبَّه أنّ ذِكرَها لِشَرفِ مَنْزِلَتِها، مِمّا يُسْتَظْهر به عِندَ الله تَعالَى في استِنْزال النَّصْر.
لِهذَا قال ابنُ مَسْعود: "إذا وَقَعْتُ في آلِ حَامِيم فكأنى وقعْت في رَوْضَات دَمِثات" "ولا يُنْصَرون": كَلامٌ مُسْتَأْنف، كأَنّه حِين قال: قُولُوا حَامِيم، قِيلَ: ماذا يَكُون إذا قُلنَاها، فقال: "لا يُنْصَرُون" و"حمِ" لا يُجمَع، إنما يُقالُ: آلُ حَامِيم: أي جَماعَتُها.
[حمم] نه: مر بيهودي "محمم" مجلود أي مسود الوجه، من الحممة الفحمة وجمعها حمم. توسط: نهى عن الاستنجاء به لأنه جعل الرزق للجن فيه ولم يرد كيفية حصول الرزق فيه ولا ينحصر الرزق في الأكل فلعلهم ينتفعون به من وجه آخر. نه ومنه ح: إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت "حمماً" فاسحقوني. وح لقمان: خذي مني أخي ذا "الحممة" أراد سواد لونه. وح أنس: كان إذا "حمم" رأسه بمكة خرج واعتمر، أي اسود بعد الحلق بنبات شعره أي لا يؤخر العمرة إلى المحرم وإنما كان يخرج إلى الميقات ويعتمر في ذي الحجة. وح ابن زمل: كأنما "حمم" شعره بالماء، أي سود لأن الشعر إذا شعث أغبر فإذا غسل ظهر سواده، ويروى بالجيم أي جعل جمة. وح: الوافد في الليل "الأحم" أي الأسود. وفي ح عبد الرإنه طلق امرأته ومتعها بخادم "حممها" إياها، أي متعها بها، ويسمون المتعة تحميما. ومنه: أقل الناس في الدنيا هما أقلهم "حما" أي مالاً ومتاعاً، وهو من التحميم المتعة. وفيه: جئناك في غير "محمة" من أحمت الحاجة إذا أهمت ولزمت، وقيل: من أحم الشيء إذا قرب ودنا، والمحمة الحاضرة. وحمة النهضات شدتها ومعظمها، وحمة كل شيء معظمه، من الحم الحرارة، أو من حمة السنان حدته. وفيه: مثل العالم مثل "الحمة" الحمة عين ماء جار يستشفى بها المرضى. ومنه ح الدجال: أخبروني عن "حمة" زغر، أي عينها، وهو موضع بالشام. ومنه ح: كان يغتسل "بالحميم" أي الماء الحار. وفيه: لا يبولن أحدكم في "مستحمه" بفتح حاء أي الموضع الذي يغتسل فيه بالحميم، وهو في الأصل الماء الحار ثم قيل للاغتسال بأي ماء: استحمام، وإنما نهى عنه إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول أو كان المكان صلباً فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء فيحصل منه الوسواس. ط: فإن عامة الوسواس منه، أي أكثره يحصل منه لأنه يصير الموضع نجساً فيوسوس قلبه بأنه هل أصابه من رشاشه، ثم يغتسل عطف على الفعل المنفي، وثم استبعادية أي بعيد من العاقل الجمع بينهما، ويجوز فيه الرفع والنصب لكنه يلزم على النصب النهي عن الجمع والنهي عنه مطلق، ويتم في الوسواس. نه ومنه: إن بعض نسائه "استحمت" من جنابة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم "يستحم" من فضلها، أي يغتسل. وفيه: كنا بأرض وبئة "محمة" أي ذات حمى من أحمت الأرض صارت ذات حمى. والحمام الموت، وقيل: وقدر الموت وقضاؤه من حم كذا قدر. ومنه ش:
هذا حمام الموت قد صليت
أي قضاؤه. وفيه مرفوعاً: كان يعجبه النظر إلى الأترج و"الحمام" الأحمر، قيل: هو التفاح. وفيه: هؤلاء أهل بيتي و"حامتي" أذهب عنهم الرجس، حامة الإنسان وحميمه خاصته ومن يقرب منه. ومنه ح: انصرف كل رجل من وفد ثقيف إلى "حامته". وفيه: إذا بيتم فقولوا "حم لا ينصرون" قيل: معناه اللهم لا ينصرون، ويريد به الخبر لا الدعاء وإلا لقال: لا ينصروا، بالجزم، فكأنه قال: والله لا ينصرون، وقيل: إن السور التي أولها حم لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله، وقيل: لا ينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال: قولوا حم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: ينصرون. ك: "حم" مجازها، لعلنا نتعرض له في ميم .. وح:
تذكرني "حاميم" والرمح شاجر
قصته أن محمد بن طلحة كلما حمل عليه أحد يوم الجمل يقول: نشدتك بحم، حتى شد عليه شريح فقتله وأنشأ:
تذكرني حم والرمح شاجر أي مختلف، وقيل: أراد "قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" وجه الاستدلال أنه أعربه، ولو كان حروفاً متهجاة لم يكن كذلك. وفيه: وسورتين من آل "حم" أي من السور التي أولها حم، وقد عدهما فيما مر من المفصل. ج: وقيل: "حم" من أسمائه تعالى. وح: فجعلنا "التحميم" والجلد مكان الرجم، هو تسويد الوجه من الحمة. ن: توفى "حميم" لأم جيبة، أي قريب. وكأنما يمشي في "حمام" يعني لم يجد برداً ولا ريحاً شديداً ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم حتى رجع فعاد إليه البرد وعادوا "حمماً" بضم وفتح ميم أولى مخففة جمع حممة الفحم أي صاروا فحماً. ط: ويتم في امتحشوا. ومنه: أحدث نفسي بالشيء لأن أكون "حممة" أحب إلي، جملة أن أكون أحب صفة للشيء لأنه نكرة معنى أن فحماً ورماداً، وضمير رد أمره للشيطان، وهو بمعنى ضد النهي فإنه كان قبل ذلك يأمرهم بالكفر، أو للرجل فالأمر بمعنى الشأن أي رد شأن هذا الرجل من الكفر إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة هي التي سبقت من نحو من خلق الله ونحو التشبيه والتجسيم. ومنه: سوداء كأنهم "الحمم" من حممت الجمرة تحم بالفتح إذا صارت فحماً. وفيه: لم يترك "حميماً" أي قريباً يهتم لأمره. غ: و"حمم" الفرخ شوك وهو بعد التزغيب.
[حمم] الحَمُّ: ما يبقى من الأَلْية بعد الذَوب، الواحدة حَمَّةٌ. والحَمُّ: ما أذيب منها. قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ * وحَمَمْتُ الألْية، أي أذبتها. والحَمَّةُ: العين الحارّة يَستشفِي بها الأعلاّء والمرضى. وفي الحديث: " العالِمُ كالحَمَّة ". وحَمَمْتُ حَمَّكَ، أي قصدتُ قصدَك. قال الشاعر يصف بعيره: فلمَّا رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ تَلَمَّكَ لو يُجدي عَليه التَلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحالَهُ. قال: يقال: حَمَمْتُ ارْتحالَ البعير، أي عَجَّلْتُهُ. وحَمَمْتُ الماء، أي سخّنته أَحُمُّ، بالضم في جميع ذلك. وحُمَّ أيضاً بمعنى قُدِّرَ. وحم الشئ وأحم، أي قدر، فهو محمومٌ. وحَمِّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ بالفتح، إذا صارت حُمَمَةً. ويقال أيضاً: حَمَّ الماءُ، أي صار حارا. وأحمه أمر، أي أهمه. وأحم خروجنا، أي دنا. قال الاصمعي: ما كان معناه قد حان وقوعه فهو أجم بالجيم، وإذا قلت أحم بالحاء فهو قدر. ولم يعرف أحم . وقال الكسائي: أجم الامر وأحم، أي حان وقته. وأنشد ابن السكيت للبيد لتذودهن وأيقنت إن لم تَذُدْ أَنْ قد أحم من الحتوف حمامها قال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء في قول زهير " وأجمت " يروى بالجيم والحاء جميعا. وحم الرجلُ من الحُمَّى. وأَحَمَّهُ الله عز وجلّ فهو مَحمومٌ، وهو من الشواذّ. وأَحَمَّتْ الأرضُ: صارت ذاتَ حُمَّى. والحَميمُ: الماء الحارّ. والحَميمَةُ مثله. وقد اسْتَحْمَمْتُ، إذا اغتسلتَ به. هذا هو الأصلُ ثمَّ صار كلُّ اغتسالٍ استحماماً بأي ماء كان. وأَحْمَمْتُ فلاناً، إذا غسلته بالحَميمِ. ويقال: أَحِمُّوا لنا من الماء، أي أَسْخِنوا. والحَميمُ: المطر الذي يأتي في شدَّة الحرّ. والحميمُ: العَرَقُ. وقد استحم، أي عرق. وقال يصف فرسا: وكأنه لما استحم بمائه حولي غربان أراح وأمطرا وحميمك: قريبك الذي تهتمُّ لأمره. والحَميمُ: القيظُ. والمِحَمُّ بالكسر: القُمْقمُ الصغير يُسَخَّنُ فيه الماء. وحَمَّمَ امرأتَه، أي متعها بشئ بعد الطلاق. وحمم الفرخُ، أي طلع ريشُه. وحَمَّمَ رأسه، إذا اسود بعد الحلق. وحممت الرجل: سخمت وجهه بالفحم. والحمحم بالكسر: الشديد السواد. والاحم: الأسود. تقول: رجل أَحَمُّ بيّن الحَمم. وأَحَمَّهُ الله سبحانه: جعلَه أحم. وكميت أحم بين الحمة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتَةِ لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مُدَمَّى، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ. وأشدُّ الخيل جلوداً وحوافر الكمت الحم. والحمم. الرماد والفحمُ وكلُّ ما احترق من النار، الواحدة حممة. وحمحم الفرس وتحمحم، وهو صوته إذا طلب العلف. واليحموم: اسم فرس النعمان بن المنذر. قال لبيد:

والتبعان وفارس اليحموم * واليحموم أيضا: الدخان. والحَمَّاءُ، على فعلاء: سافلة الإنسان ، والجمع حُمٌّ. والحَميمَةُ: واحدة الحمائِمِ، وهي كرائم المال. يقال: أخذ المُصَدِّقُ حَمائمَ الإبل، أي كرائمها. ويقال ما له سم ولا حم غيرك، أي ماله هم غيرك. وقد يضمان أيضا. وما لى منه حَمٌّ وحُمٌّ، أي بُدٌّ. واحْتَمَمْتُ، مثل اهْتَمَمْتُ. الأموي: حامَمْتُهُ، أي طالبته. والحِمامُ بالكسر: قَدَر الموت. والحُمَّةُ بالضم: السواد. وحُمَّةُ الحر أيضا: معظمه. وحُمَّةُ الفِراقِ أيضاً: ما قُدِّرَ وقُضي . الأصمعيّ: يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراقِ، أي قَدَرُ الفراق. وأما حُمَةُ العقرب سَمُّهَا فهي مخفّفة الميم، والهاء عوض، وقد ذكرناه في المعتلّ. والحمامُ عند العرب: ذوات الأطواق، من نحو الفَواخِتِ، والقَمارِيّ، وساقِ حُرٍّ، والقطا، والوراشين وأشباه ذلك، يقع على الذكر والانثى، لان الهاءَ إنَّما دخلته على أنّه واحد من جنس، لا للتأنيث. وعند العامة أنها الدواجن فقط. الواحدة حمامة. قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي: وما هاج هذا الشوقَ إلاّ حَمامَةٌ دَعَتْ ساقَ حُرّ تَرْحَةً وترنما والحمامة هاهنا قمرية. وقال الأصمعيّ في قول النابغة: واحكم كحكم فتاة الحى إذ نَظرتْ إلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَمدِ هذه زرقاء اليمامة، نظرتْ إلى قطاً، ألا ترى إلى قولها: ليت الحمامَ لِيَهْ إلى حَمَامَتَيهْ ونِصْفَهُ قَدِيَهْ تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ وقال الأمويّ: الدواجن: التي تُسْتَفْرَخُ في البيوت حَمامٌ أيضاً، وأنشد :

قواطنا مكة من ورق الحمى * يريد الحمام فحذف الميم، وقلب الالف ياء، ويقال إنه حذف الالف كما يحذف الممدود فاجتمع الميمان فلزمه التضعيف، فقلب أحدهما ياء كما قالوا تظنيت. وجمعُ الحَمامَةِ حَمَامٌ، وحَمَاماتٌ وحمائِمٌ، وربَّما قالوا حَمامٌ للواحد. قال الشاعر :

حماما قَفْرَةِ وَقَعا فَطارَا * وقال جِران العَود: وذَكَّرَني الصِبا بَعْدَ التَنائي حَمامَةُ أَيْكَةٍ تدعو حَماما والحَمَّامُ مشدَّداً: واحد الحَمَّاماتِ المبنية. وأما اليمام فهو الحمام الوحشى، وهو ضرب من طيران الصحراء. وهذا قول الاصمعي. وكان الكسائي يقول: الحمام هو البرى، واليمام هو الذى يألف البيوت. والحمام بالضم: حمى الابل. وأرضٌ مَحَمَّةٌ : ذات حُمَّى. والحَامَّةُ: الخاصَّة. يقال: كيف الحامَّةُ والعامّة. وهؤلاء حامَّةُ الرجل، أي أقرباؤه. وإبلٌ حَامَّةٌ، إذا كانت خياراً. وآل حم: سور في القرآن، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " آل حم ديباجُ القرآن ". قال الفراء: إنما هو كقولك: آلُ فلانٍ، كأنّه نَسَبَ السُوَرَ كلّها إلى حم. قال الكميت: وجَدْنا لكم في آل حم آيةً تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ وأما قول العامة الحواميم، فليس من كلام العرب. وقال أبو عبيدة: الحَوَاميمُ: سُوَرٌ في القرآن، على غير القياس. وأنشد:

وبالحَوَاميمِ التي قد سُبِّعِتْ * قال: والأَوْلى أن تُجْمَعَ بذواتِ حم. وحمان، بفتح الحاء: اسم رجل.
حمم
حَمَّ1 حَمَمْتُ، يَحَمّ، احْمَمْ/ حَمَّ، حَمَمًا، فهو أحمُّ
• حمَّ الماءُ: سَخُن "حمَّت مياهُ الحوض المعرّض للشَّمس". 

حَمَّ2 حَمَمْتُ، يَحُمّ، احْمُمْ/ حُمَّ، حَمًّا وحَمَمًا، فهو حامّ، والمفعول مَحْموم (للمتعدِّي)
• حمَّ الشَّيءُ: اسودَّ.
• حمَّ الماءُ/ حمَّ الحديدُ: سخُن.

• حمَّ التَّنُّورَ ونحوَه: أوقَدَه.
• حمَّ الماءَ ونحوَه: سخَّنَه.
• حمَّ اللهُ الأمرَ: قضاه وقدّره. 

حُمَّ1 يُحَمّ، حُمامًا، والمفعول مَحْموم
• حُمَّ الشَّخصُ: أصابَتْه الحُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم "فإن أمرض فما مرض اصطباري ... وإن أُحْمَمْ فما حُمَّ اعتزامي". 

حُمَّ2 يُحَمّ، حَمًّا، والمفعول مَحْموم
• حُمَّ الأمرُ: قُضِي "*فقد حُمَّت الحاجاتُ والليل أليل*" ° حُمَّ له ذلك: قُدِّر وقُضِيَ. 

أحمَّ يُحِمّ، أحْمِمْ/ أحِمَّ، إحمامًا، فهو مُحِمّ، والمفعول مُحَمّ
• أحمَّ الماءَ ونحوَه: حمَّه؛ سخّنه.
• أحمَّ الطِّفلَ ونحوَه: غسل جسمَه بالماءِ الحارّ.
• أحمَّ اللهُ فلانًا: أصابَه بالحُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم.
• أحمَّ اللهُ الأمرَ: حمَّه؛ قضاه وقدَّره "أحمَّ اللهُ موتَه". 

استحمَّ يستحمّ، اسْتَحْمِمْ/ اسْتَحِمَّ، استحمامًا، فهو مُستحِمّ
• استحمَّ الشَّخصُ: اغتَسَل بالماء أو دخل الحمّام "استحمّ في البحر". 

تحمَّمَ يتحمَّم، تحمُّمًا، فهو مُتحمِّم
• تحمَّم الشَّخصُ: مُطاوع حمَّمَ: استحمّ؛ اغتسَلَ بالماء أو دخل الحمَّام "تتمايل الزهور مع النسيم كأنّها تتحمّم بأشعة الشمس- كان يتحمّم كلَّ صباح". 

حمَّمَ يحمِّم، تحميمًا، فهو مُحمِّم، والمفعول محمَّم
• حمَّم الماءَ ونحوَه: حمَّه؛ سخّنه.
• حمَّمتِ الأمُّ طفلَها: أحمَّته؛ غسلت جسمَه بالماء الحارّ. 

أحمُّ [مفرد]: ج حُمّ، مؤ حَمَّاءُ، ج مؤ حُمّ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حَمَّ1. 

حمائميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حمائمُ: على غير قياس "شخصيّة حمائميّة: تميل للسلام".
2 - مصدر صناعيّ من حمائمُ: إرادة السّلام "حمائميّة السُّلطة الفلسطينيّة تتنافى مع دمويّة القيادات الإسرائيليّة". 

حَمام [جمع]: جج حمائِمُ، مف حمامة: (حن) جنس طير من الفصيلة الحماميّة يعيش في كل مدن العالم تقريبًا، يتغذى على الحبوب والحشرات والنباتات، له قدرة عجيبة في التعرّف على طريق العودة إلى المكان الذي ينشأ فيه ولذلك استخدم قديمًا في نقل الرسائل من مكان إلى مكان على بُعْد مئات الأميال، وهو أنواع (للمذكَّر والمؤنَّث) "رجَّعت الحمامة في شدوها: قطعت شدوها- وذكَّرني الصِّبا بعد التَّنائي ... حمامةُ أيكةٍ تدعو حَماما" ° الحمائم والصُّقور: كناية عن فريق متساهل وآخر متشدِّد في موقف سياسيّ- بُرْج الحمام: بناء خاص يأوي إليه، بيته- بَيْتُ الحمام: ثقب في بُرج الحمام يُعَشِّش فيه- حَمَام الحَرَم: يُضرب به المثل في الأمن والصيانة- حمامةُ السَّلام: حمامَة بيضاء تُتَّخذ رمزًا للسّلام- طوق الحمام: يُضرب مثلاً لما يلزم ولا يبرح ويقيم ويستديم- فَرْخ الحمام: وَلَدُه.
• حمامة مُطوَّقة: حمامة يوجد حول رقبتها طوق، أو ريش يخالف سائر لونها.
• حَمام هزَّار: نوع من الحمام له حويصلة كبيرة تنتفخ عند الهدير.
• بيض الحَمام: نوع من العنب كبير الحجم.
• رِعْي الحمام: (نت) جنس نبات برِّيّ وتزيينيّ له فوائد طبيّة.
• حمام الزَّاجل: (حن) نوع من الحمام يُرسل إلى مسافات بعيدة بالرَّسائل، والزّاجل هو الشخص المرسِل له. 

حُمام [مفرد]:
1 - مصدر حُمَّ1.
2 - حُمَّى تصيب الدّوابّ.
3 - حُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها حرارةُ الجسم. 

حِمام [مفرد]: قضاء الموت وقدره "وافاه الحِمامُ". 

حَمّ [مفرد]: مصدر حَمَّ2 وحُمَّ2 ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النهار- ما لك عن ذلك حَمٌّ ولا رَمٌّ: ما لك بُدٌّ- ما له حَمٌّ ولا رَمّ: ما له قليل ولا كثير. 
1475 - 
حَمَم [مفرد]: مصدر حَمَّ1 وحَمَّ2. 

حُمَم [جمع]: مف حُمَمَة:
1 - فحم.
2 - رماد.
3 - كلّ ما احترق من النَّار "صبَّت الطَّائرات حُمَمَها على قوَّات العدوّ".
4 - صخور مُذابة تصل إلى سطح الأرض عن طريق البراكين والتصدّعات ° حُمَم بُركانيَّة/ حُمَم البراكين: مقذوفاتها، موادّ منصهرة تتدفّق من البركان. 

حَمّام [مفرد]: ج حَمّامات:
1 - مكانٌ يُغْتَسل فيه ° حمَّام الدَّم: مذبحة يقترفها طاغٍ للتخلّص من بعض معارضيه تثبيتًا لأقدامه في الحكم وقد أطلق عليها لفظ حمّام لكثرة ما يُراق فيها من الدماء- حمَّام بخار: تعريض الجسم لأبخرة ساخنة لإسالة العرق وإزالة الشحوم- حمَّام زيت: تدليك الشعر بأنواع من الزيوت الدافئة لتغذيته- حمَّام السِّباحَة: حوض كبير للسِّباحة- حمَّام شمس: تعريض الجسم بعد تعريته للشَّمس- حمَّام عامّ: مفتوح لعامّة النّاس- حمَّام كبريتيّ: الاغتسال في المياه الكبريتيّة- ليفة الحمَّام: الإسفنجة.
2 - مِرْحاض. 

حَمّاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَمّام.
2 - صاحب الحمَّام العامّ.
3 - عامل في الحمَّام العامّ. 

حَمَّة [مفرد]: (جو) عين ماء شديدة الحرارة تنبع من الأرض، يستشفى بالاغتسال من مائها. 

حُمَّة [مفرد]: حُمَّى؛ علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم وهي أنواع كالحُمَّى التيفوديَّة والحُمَّى القرمزيَّة إلخ. 

حُمَّى [مفرد]: (طب) علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم، وهي أنواع الحُمَّى التيفوديّة والحُمَّى القرمزيَّة ... إلخ "زالت عنه الحُمَّى بعد أن فعل الدواءُ فعلَه" ° الحُمّى المتقطِّعة: التي تأتي بأدوار متناوبة، بخلاف اللازمة- الحُمّى النَّائبة: التي تأتي كلَّ يوم- حُمَّى الانتخابات: مواعيد إجراء الانتخابات وما يصاحبها- حُمَّى العَرَض: هي التي تصيب الإنسانَ بالعدوى- حُمَّى الغبّ: التي تأخذ يومًا وتدع يومًا- حُمَّى باردة: حُمَّى تسبقها رجفة- هَذَيان الحُمَّى: التكلّم بغير تفكير.
• الحُمَّى الرُّوماتيزميَّة: (طب) مرض مُعْدٍ من أعراضه التهاب المفاصل والحمّى والنزيف في الأنف والطَّفح الجلديّ، وفي الحالات المتقدِّمة تتضخَّم صمامات القلب وينتج عن ذلك تشوُّهات في هذه الصِّمامات، يعالج بالبنسلين مع الرَّاحة التَّامّة لمنع النّكسة والإصابة بمرض روماتيزم القلب.
• الحُمَّى القُلاعيَّة: (طب) مرض فيروسيّ سريع الانتشار بين الحيوانات ذات الظّلف المشقوق، من أعراضه تكوّن فقاعات أو حويصلات مائيّة مليئة بالفيروس على اللسان والشفتين والفم والحلق والمناطق الرقيقة من الجلد، وقد تنتقل هذه الفيروسات عبر الهواء لتصيب الإنسان والحيوان "حظَّرت وزارة الزراعة استيراد الماشية من الدول التي انتشرت فيها الحمّى القلاعيّة". 

حَميم [مفرد]: ج أحِمَّاءُ (للعاقل) وحمائِمُ (لغير العاقل)، مؤ حميمة، ج مؤ حمائِمُ:
1 - قريبٌ تودُّه ويودّك، قريبك الذي تهتمّ لأمره "صديق حميم- {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} - {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} " ° الخِلّ الحميم: الذي يُكِنُّ لك حبًّا شديدًا- على علاقة حميمة معه: أي متينة وقويّة.
2 - ماءٌ حارّ " {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} ".
3 - ماء بارد (ضدّ) "وساغ لي الشراب وكنت قبلاً ... أكاد أغصّ بالماء الحميمِ".
4 - قيظ وحرّ "الجوّ اليوم حميم". 

محموم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حُمَّ1 وحَمَّ2 وحُمَّ2.
2 - متهيِّج مندفع "انتظار/ تصرُّف/ نشاط محموم". 

يَحْمُوم [مفرد]: ج يَحاميمُ:
1 - شديد الحرارة " {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ. لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ} ".
2 - جَبَلٌ في جهنَّم يلجأ إلى ظِلِّه أهلُ النَّار " {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} ".
3 - دخان شديد السواد والحرارة " {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} ".
4 - كُتَلٌ ناريّة غازيّة تقذفها البراكين.
5 - (حن) نوعٌ من الحمام، أسود البطن والعُنق والرأس والصدر، أصفر المنقار والرّجلين. 

حمم: قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال

آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ. وآلُ حامِيمَ:

السُّوَرُ المفتتحة بحاميم. وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم

اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال

الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل

حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ

السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت:

وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً،

نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ

قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو

عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد:

وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ،

وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ

قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم

لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ:

يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ،

فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ

قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد

بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ. وفي حديث الجهاد: إذا

بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا

يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا

يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي

أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ

به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين

قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو

حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس

وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.

وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ. وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما

أَنشده ثعلب من قول جَميل:

فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي

وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني

فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي

فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي. وحَمَّ

اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ:

أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ

أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال

وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري

لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ:

وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ،

وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ

وقال البَعيثُ:

أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ،

وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ

والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي

قُدِّرَ. والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ. وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً،

وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ:

هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ

أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال:

عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق،

والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى:

تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ،

هو اليومَ حَمٌّ لميعادها

أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له. ونزل به

حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه. وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر

يصف بعيره:

فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ،

تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ

وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال

البعير أي عجلته. وحامَّهُ: قارَبه. وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال

زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ

مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو

معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ. وقال الأَصمعي:

أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير:

وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ

في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ

الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه

كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من

حاجة. وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد:

حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا،

إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا

الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت

للبَيد:

لِتَذودَهُنَّ. وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ،

أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها

وقال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال:

ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً،

وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال

الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ

فهو قُدِّرَ. وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا

جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال

ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا

قرب دنا.

والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد

والجمع والمؤنث بلفظ واحد. والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال:

لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ،

مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ

العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ. وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.

واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له

كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث:

تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ،

كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ

واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ

ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها

يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ. وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً،

وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام. واحْتَمَّتْ عيني:

أَرِقتْ من غير وَجَعٍ. وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك،

وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن

ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ

أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة:

جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها

من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ

وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا

الأمر أي ثابت عليه. واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت. وهو من حُمَّةِ نفسي أي من

حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي

وحُبَّة نفسي.

والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال:

كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه

ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء

حامَّتُه أي أَقرِباؤه. وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي

أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب

منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.

والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ. وقال الفراء في قوله

تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم

يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك

الذي تهتم لأمره.

وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع:

لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه،

وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ

وحَمُّ الشيء: معظمه. وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ

النَّهْضات أي شدتها ومعظمها. وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير:

وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.

وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير:

ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا،

حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ

الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود

بمعنى واحد. والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ. وشربتُ البارحة

حَميمةً أي ماء سخناً.

والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء. ويقال: اشربْ

على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء

حارّ. والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.

وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم. والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ

إذا سُخِّنَ. وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم. وكل ما سُخِّنَ فقد

حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي:

وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها،

وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما

فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما

يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا

يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء

الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده:

وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ

الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف. وفي الحديث

أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ.

الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري

لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا

بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا:

نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما،

وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ

وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ:

خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى

بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ

نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا

تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ

قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف

حَمّاماً وهو قوله:

فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً،

لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ

قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه

العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ

والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً

حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن

الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر:

وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً

أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ

فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من

الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت

المُرَقِّش:

كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ

ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم

وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان

جمراً تتبخر به.

والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن

دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ

والمَرْضَى. وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ

ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي

أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون. وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ

زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام. واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء

الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار. والاستِحْمامُ: الاغتسال

بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء

كان. وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي

يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو

كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه

الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.

وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله

عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف

الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها،

وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها

فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.

وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.

والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال

الهُذَليُّ:

هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم

رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ

وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.

والحَمِيمُ: القَيْظ. والحميم: العَرَقُ. واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ،

وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى:

يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها

وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم

قال الشاعر يصف فرساً:

فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ،

حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا

وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:

تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ،

إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ

فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به

الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا

دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه.

الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب

عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما

حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله

وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن

سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من

أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ

جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم

الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى

والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى. وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل:

ذات حُمَّى. وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات

حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده:

وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من

القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه

الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا

كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات

حُمِّى كثيرة.

والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه

الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة.

الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما

الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع

الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد

تقدم في بابه. ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ

الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛

قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ

وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال:

كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء،

صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء

الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ،

واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال

الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام

البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من

الألية بعد الذَّوْب. وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها. وحَمَّ الشحمةَ

يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه

مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها

يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله. ويقال: خُذْ أَخاك

بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.

والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء،

والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد:

وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ

وقال الأَعشى:

فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ

فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ

وقال النابغة:

أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد

ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ

أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس

كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً

وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة

والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل

شيء. وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ

الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد:

أَحَمُّ كمصباح الدُّجى

وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال

أبو كبير الهُذَلي:

أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ،

كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم

(* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).

وقال حسان بن ثابت:

وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له،

من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما

والاسم الحُمَّة؛ قال:

لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ،

في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ،

أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ

عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من

السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.

والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري:

الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.

والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ،

بالكسر، الشديدُ السوادِ. وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال:

أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ

دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ،

تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ

الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد. والحُمَمُ:

الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ. والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من

النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل

حُمَمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى

بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا

صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال

طَرَفَةُ:

أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ،

أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟

وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً. ويقال أَيضاً:

حَمَّ الماءُ

أَي صار حارّاً. وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.

وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ

بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.

وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ

لَونه. وجارية حُمَمَةٌ: سوداء. واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛

أَنشد سيبويه:

وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم

باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا

وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال:

مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي

أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا

واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو

الهَزَّاني:

دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ،

ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ

قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ. وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ،

عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول

قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه

موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار،

قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان

للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال:

ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ

بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ

وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد:

والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ،

والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ

واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ

تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون

من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس

أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ. والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة

حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ. ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.

وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد. وحَمَّمَ الفرخُ:

طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ:

فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ،

مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ

وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ

الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ

رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى

أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات

ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره

بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر

سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً. وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.

وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال:

أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما

هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما

هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ

حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل

وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً،

وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً

أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال

سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.

وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته

فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق،

وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في

معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.

وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ

المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله:

فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ،

فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ

الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ

وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ

الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال

الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان

ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع

على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال

للذكر حَمام؛ فأَما قوله:

حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا

فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول

العَجَّاج:

ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ،

والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ،

قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي

فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا

الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما

الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس

واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت،

وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة. وروى

الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها

القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة،

آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما

عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية

والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم

يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير. والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ

الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول

الفرزدق:

كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ،

على شرَك الطريقِ إِذا استنارا

تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ

حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا

وقال جِرانُ العَوْد:

وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي،

حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما

قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت

والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر

والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند

العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ

الهلالي:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما

والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة:

واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ

إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ

(* وفي رواية أخرى: سِراعٍ)

هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها:

لَيت الحَمامَ لِيَهْ

إِلى حمامَتِيَهْ،

ونِصْفَه قَدِيَهْ،

تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ

قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما

اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي،

وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛

قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ

والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛

قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.

وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره

في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ،

وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً. والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛

قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها

بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها

والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ:

دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها:

يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ

تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ،

من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ

ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري

للمُؤَرِّج:

كأَنَّ عينيه حَمامتانِ

أَي مِرآتانِ. وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ:

ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ

على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ

والحَمامة: خِيار المال. والحَمامة: سَعْدانة البعير. والحَمامة: ساحة

القصر النَّقِيَّةُ. والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو. والحَمامة: المرأَة

الجميلة. والحمامة: حَلْقة الباب. والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.

والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر

بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ

حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها. وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً. وحَمَّةُ

وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش:

أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ

سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ

ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض

الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة،

والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال،

وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً

كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير. وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو

طَريفَ بن عمرو:

إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ

لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام

إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ

بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام

نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ. والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام

السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال

الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي،

حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ

قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال:

هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء. وحِمَّانُ: حَيٌّ من

تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ،

بالفتح، اسم رجل

(* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه

كسر الحاء). وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن

الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد،

وليس بشيء. وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك

بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.

والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير

(* قوله «عند الشعير» أي عند

طلبه، أفاده شارح القاموس). وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة

والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث:

الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ

الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ

حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى

صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه. وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم

القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا

نَبَّ وأَراد السِّفادَ.

والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم

والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء

المعجمة؛ قال عنترة:

وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم

قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه

حُماحِمِيٌّ. والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ. وقال مرة:

الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم. وقال مرة:

الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.

والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع

أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا:

حَمْحامِ.

واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل:

أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ،

ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ

وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية. واليَحاميمُ: الجبال السود.

حمم

( {حُمَّ الأَمرُ، بالضَّمِّ) : إِذا (قُضِيَ) . (و) حُمَّ (لَهُ ذلِك: قُدِّر) فَهُوَ} مَحْمُوم، قالَ البعِيث:
(أَلا يَا لَقَوْمِ كلُّ مَا حُمَّ واقعُ ... وللطَّيرِ مَجْرَى والجُنُوبُ مَصارِعُ)

وَقَالَ الأَعْشَى:
(تَوُّمُّ سَلامَةَ ذَا فائِشٍ ... هُوَ اليومَ {حَمٌ لِميعادِها)

أَي قَدَّرٌ لَهُ.
(} وَحمَّ {حَمَّه) : أَي (قَصَد قَصْدَه) نَقله الجوهريّ. (و) حَمَّ (التَّنُّورَ)
} حَمًّا: (سَجَره) وَأَوْقَده، (و) {حَمَّ (الشَّحْمَةَ) حَمًّا: (أَذابَها) .
(و) حَمَّ (الماءَ) حَمًّا: (سَخِّنه) بالنّار، (} كَأَحَمَّه {وَحَمَّمَه) . يُقالُ:} أَحِمُّوا لنا الماءَ، أَي: أَسْخِنُوا.
(و) حَمَّ (ارْتِحالَ البَعِير) أَي: (عَجَّلَه) وَبِه فَسَّر الفَرّاءُ قولَ الشاعرِ يَصفُ بعيرَه:
(فَلَمَّا رآنِي قد {حَمَمْتُ ارتِحالَه ... تَلَمَّك لَو يُجْدِي عَلَيْهِ التَّلَمُّكُ)

(و) حَمَّ (الله لَك كَذَا) : أَي (قَضاهُ لَهُ) وَقَدَّره، (كأَحَمَّه) . قَالَ عَمروٌ ذُو الكَلْب الهُذَلِيّ:
(أَحَمَّ اللهُ ذَلِك من لِقاءٍ ... أُحادَ أحاد فِي الشَّهْرِ الحَلالِ)

وَأنْشد ابْن بَرّي لخَبَّاب بنِ غُزّيٍّ:
(وَأَرْمِي بِنَفْسي فِي فُروج كَثِيرةٍ ... وَلَيْسَ لأمرٍ حَمَّه اللهُ صارِفُ)

(و) } الحِمامُ، (كَكِتاب: قَضاءُ المَوْت وَقَدَّرُه) ، من قَوْلهم: حُمَّ لَهُ كَذَا، أَي: قُدِّر. وَفِي شعر ابْنِ رَواحَة:

(هَذَا {حِمامُ المَوْتِ قَدْ صَلِيت ... )

أَي قَضاؤُه. وَقَالَ غيرهُ، أنشدَنا غَيرُ وَاحِد من الشُّيُّوخ:
(أَخِلاّي لَو غَيْرُ الحِمام أَصابَكُم ... عَتَبْتُ ولكِن مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ)

(و) } الحُمام، (كَغُراب: حُمَّى) الإِبِل، و (جَمِيعِ الدَّوابّ) ، جَاءَ على عامَّة مَا يَجِيء عَلَيْهِ الأَدْواء. يُقَال: حُمَّ البعيرُ {حُماماً. وَقَالَ الأَزهريّ عَن ابْن شُمَيْل: الإِبلُ إِذا أَكلت النَّدَى أَخذَها الحُمامُ والقُماحُ. فَأَما الحُمام فيأخذُها فِي جِلدِها حَرٌّ حَتَّى يُطْلَى جَسدُها بالطّين فتدَع الرَّتْعة ويَذهبُ طِرقُها، وَيكون بهَا الشَّهْرَ ثمَّ يَذْهَب.
(و) الحُمامُ: (السَّيِّدُ الشَّرِيفُ) ، قَالَ الأزهريُّ: أُراه فِي الأَصْل الهُمام فقُلِبت الهَاءُ حاء. قَالَ الشاعِرُ:
(أنَا ابنُ الأَكْرَمِينَ أَخُو المَعالِي ... } حُمامُ عَشِيرتي، وقِوامُ قَيْسِ)

(و) الحُمامُ: اسْم (رَجُل، وذُو الحُمام بُن مالكٍ: حِمْيِرِيٌّ) .
(و) ! الحَمامُ: (كَسَحاب: طائِرٌ بَرِّيّ لَا يألَفُ البُيوتَ، م) مَعْرفٌ، نَقَله ابنُ سِيدَه، قالَ: وهذِه الَّتِي تكُون فِي البُيوتِ فَهِيَ اليَمامُ. وَذكر أَرِسطُو الحَكِيم أَنَّ الحَمامَ يَعِيش ثَمانين سَنَة. (أَو) اليَمامُ: ضَرْب من الْحمام بَرِّيّ. وَأَمَّا الحَمام فَإِنَّهُ (كُلُّ ذِي طَوْق) مثلِ القُمْرِيِّ والفَاخِتةِ، وأَشباهِها، قَالَه الأصمَعِيُّ. وَزَاد الجوهَرِيُّ بعد الفاَخِتَة: وساقِ حُرٍّ، والقَطَا، والوَراشِين. قالَ: وَعند العامَّة أنَّها الدواجِنُ فَقَط. ثمَّ قَالَ: " وأَما الدَّواجِن الَّتِي تُسْتَفْرخ فِي البُيوتِ فَهِيَ حَمامٌ أَيْضا. وَأما اليَمام فَهُو الحَمامُ الوَحْشِيّ، وَهُوَ ضَرْب من طَيْر الصَّحْراء، قالَ: هَذَا قَولُ الأَصْمَعِيِّ ". وكانَ الكِسائيُّ يَقولُ: " الحَمامُ هُوَ البَرِّيّ، واليَمامُ هُوَ الَّذِي يَألَفُ البُيوتَ ".
قلت: وَإِلَيْهِ ذَهَب ابنُ سِيدَه، وإيّاه تَبع المُصنّف. وَبِه يَظْهر سُقوطُ اعتراضِ شَيْخِنا على المُصَنّفِ. ورَوَى الأزهريُّ عَن الشافِعيّ: " كل مَا عَبَّ وهَدَر فَهُوَ {حَمام، يدْخل فِيهَا القَمارِيّ والدَّباسِيّ والفَواخِت سَوَاء كَانَت مُطَوَّقةً أَو غَيْرَ مُطَوِّقَةٍ، آلِفةً أَو وحشيَّة ". قَالَ: " وَمعنى عَبَّ: شَرِبَ نَفَسًا نَفَسًا حَتَّى يَرْوَى، وَلم يَنقُر المَاءَ نَقْراً كَمَا تَفْعَله سائرُ الطّير. والهَدِير: صَوْتُ الحَمام كُلّه ".
(وتَقَع واحِدَتُه) الَّتِي هِيَ} حمامة (على الذَّكَر والأُّنثَى، كالحَيَّة) والنَّعامة ونَحْوِها (ج: {حمائِمُ. وَلَا تقل للذَّكَر حَمامٌ) . هَذَا كُلُّه سِياقُ ابنِ سِيدَه فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجوهرِيُّ: " الحَمامُ يَقَع على الذَّكَر والأُّنْثى، لأنَّ الهاءَ إِنَّما دَخَلَتْه على أَنَّه وَاحِد من جنس، لَا للتَّأْنِيث "، وَقَالَ: " جَمْع} الحَمامة حَمام {وحَماماتٌ} وحَمائِمُ، ورُبَّما قَالُوا: حَمام للواحِدِ " , قَالُوا: (مُجاوَرَتُها) فِي البيوتُ (أَمانٌ من الخَدَر) - وَفِي بعض النُّسخ: الجُدّرِيّ، والأُولَى الصَّواب -.
(والفالجِ والسّكتةِ والجُمودِ والسُّباتِ) ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الحَمامَ الأَحمَرَ. (ولَحمُه باهِيٌّ يَزِيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ. وَوَضْعُها مَشْقُوقةً، وَهِي حَيَّةٌ على نَهْشةِ العَقْرَبِ مُجَرَّبٌ للبُرْء. ودَمُها يَقْطع الرُّعاف) عَن تَجْرِبة.
ومُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ {الحَمّامِيّ) هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غَلَط. وَالصَّوَاب مُحَمَّد بنُ بَدْر، وَهُوَ أَبُو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ أبي النّجم بَدْر الكَبِير مولى المُعْتَضِد، الحَمّامي، حَدَّث عَن أَبِيه وبَكْرِ بن سَهْلٍ الدّمياطي. وَعنهُ أَبُو نُعَيم الحَافِظ والدَّارقُطْني. وَلِي بلادَ فارِس بعد أَبِيه، وَكَانَ ثِقةً صَحِيحَ السّماع، مَاتَ سنة ثلاثِمائة وَأَربعٍ وسِتّين. وأَبُوه أَبُو النَّجم بَدْر من كبار أُمَرَاء المُعْتَضدِ، حَدَّث عَن عبدِ اللهِ بن رُماحس العَسْقَلانِي، وَعنهُ ابنُه مُحَمّد الْمَذْكُور، تُوفِّي سنة ثَلاثِمائة وإحْدَى عَشْرَة.
(و) أَبُو عَبْدَ اللهِ (محمدُ بنُ أحمدَ ابنِ محمّدِ بنِ فوارِسَ) بنِ العُرَيِّسَة، سَمِع أَبَا الوقْتِ، مَاتَ سنة سِتِّمائةٍ وَعشْرين، ذكره الذّهبيّ.
(وَأَبُو سَعِيد) هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّوابُ أَبُو سَعْدِ بنِ (الطُّيورِيّ) ، وَيُقَال لَهُ: ابنُ الحَمّاميِ أَيْضا مَشْهور، وَأَخُوه المُباركُ بنُ عبد الْجَبَّار الصّيرفيّ ابْن الطّيوري وَابْن} الحَمَامي، انتخب عَلَيْهِ السِّلفَيّ وَهُوَ مَشْهُور أَيْضا.
(وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَن) بنِ السِّبْط، أجَاز الفَخْر عِلِيًّا، و (وَدَاوُدُ بنُ عَلِيّ بن رَئِيس الرُّؤساء) عَن شَهْدَةَ، مَاتَ سنة سِتّمِائة واثْنَتَيْ عَشْرة ( {الحَمَامِيّون: مُحَدِّثون) ، وَهِي نِسْبة مَنْ يُطَيِّر الحَمام ويُرْسِلُها إِلَى الْبِلَاد.
(} وحَمَامُ بنُ الجَمُوح) الْأنْصَارِيّ السّلميّ، قُتِل بأُحُد. (وآخرُ غَيرُ مَنْسوب) من بَنِي أَسْلم: (صَحابِيًّان) رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
(! وحُمَّةُ الفِراقِ، بالضَّمّ: مَا قُدِّر وقُضِي) ، يُقَال: عَجِلْتْ بِنَا وبكُم {حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ المَوْت أَي قَدَره.
(ج) } حُمَم {وحِمام (كَصُرَدٍ وجِبالٍ) . (} وحامَّه) مُحامَّة: (قارَبَه) .
( {وَأّحمَّ) الشيءُ: (دَنَا وحَضَر) .
قَالَ زُهَيْر:
(وكُنتُ إِذا مَا جِئتُ يَوماً لِحاجَةٍ ... مَضَتْ} وَأَحَمَّت حاجةُ الغَدِ مَا تَخْلُو)

ويروى بالجِيم إِجْمامًا ونَقَل الْوَجْهَــيْنِ الفرّاءُ كَمَا فِي الصّحاح، والمَعْنى حانَت ولَزِمَت. وَقَالَ الأصمَعيُّ: أجَمَّت الحاجةُ بِالْجِيم إجْماعًا إِذا دَنَت وحانَت، وأنشدَ بَيتَ زُهَيْر، وَلم يعرف {أَحَمَّت بالحَاء. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: لم يُرِد زُهَيْر: " بالغَدِ: الَّذِي بَعدْ يَومِه خاصَّة، وَإِنَّما هُوَ كِنَاية عَمَّا يُسْتَأنفُ من الزَّمان ". والمَعْنَى أَنَّه كُلَّما نَالَ حاجَةً تَطَلَّعت نفسُه إِلَى حَاجةٍ أُخْرى، فَمَا يَخْلُو الإنْسانُ من حَاجة. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أحمَّت الحاجَةُ وَأَجمَّت إِذا دَنَت وَأنْشد:
(حَيِّيا ذلكَ الغَزالَ} الأَحمّا ... إِنْ يَكُن ذَلِك الفِراقُ أَجَمَّا)

وَقَالَ الكِسائِيُّ: {أَحَمَّ الأَمرُ وَأَجَمَّ إِذا حَان وَقْتُه. وأَنْشَدَ ابنُ السَّكّيت لِلَبيدِ:
(لِتَذُودَ هُنَّ وأيقَنَت إِن لم تَذُدْ ... أَنْ قد أَحَمَّ من الحُتُوفِ} حِمامُها)

قَالَ: وكُلُّهم يَرْويه بِالْحَاء. وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَحَمَّ قُدومُهم: دَنَا. وَيُقَال: أَجَمَّ. وَقَالَت الكِلابِيَّة: أحمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سَائِرُون غَدًا. وَأَجمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سائِرون اليَوْم: إِذا عَزَمنا أَن نَسِيرَ مِنْ يومِنا. قَالَ الأصمعيُّ: مَا كَانَ مَعْناه قد حَانَ وَقوعُه فَهُوَ أَجَمّ بِالْجِيم، وَإِذا قلت أَحَمَّ فَهُوَ قُدِّر. (و) أَحَمَّ (الأَمرُ فُلاناً: أَهَمَّه {كحمَّه) ، وَيُقَال: أحمَّ الرجلُ إِذا أخذَه زَمَعٌ واهْتِمام.
(و) أَحَمّ (نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البَارِدِ) على قَوْلِ ابْن الأعرابيّ، أَو المَاءِ الحارِّ كَمَا هُوَ عِنْد غَيْرِه، وَكَذَلِكَ} حمَّمَ نَفْسَه.
(و) {أَحَمّت (الأَرْضُ: صارتْ ذاتَ} حُمَّى) ، أَو كَثُرت بهَا {الحُمَّى.
(} والحَمِيمُ، كأميرٍ: القَرِيبُ) الَّذِي تَوَدُّه وَيَوَدُّك، قَالَه اللَّيث. وَفِي الصّحاح: {حَمِيمُك: قَرِيبُك الَّذِي تهتَمُّ لأَمره. وَقَالَ غَيره: هُوَ القَرِيب المُشْفِق الَّذِي يحتَدّ حِمايةً لِذَوِيه.
وَقَالَ الفَرِّاء فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ يَسْئَلُ} حَمِيمٌ {حَمِيماً} ، لَا يَسألُ ذُو قَرابةٍ عَن قَرابَته، " وَلكِنَّهمُ يُعَرَّفُونَهم سَاعَة ثمَّ لَا تَعارُفَ بعد تِلْكَ السَّاعَة " (} كالمُحِمّ كَمُهِمّ) ، وَهَذَا ضَبط غَريب يُقال: {مُحِم مُقْرِب.
(ج:} أَحِمَّاءُ) كَأَخِلاّء، واشْتَبه على شَيْخِنا فَظَنَّ أَنَّه بالتَّخْفِيف، فاعْترض على المُصّنِّف، وَقَالَ: الصَّحِيح {أَحْمامٌ إِن صَحَّ، وَقَالَ: ثمَّ ظَهَر لي أنّه لَعَلَّه أَحِمَّاءُ كَأَخِلاّء، وَفِي ثُبوتِه نَظَر فَتَأَمَّل.
قُلْتُ: وَهَذَا كَلام مَنْ لم يُراجِع كُتبَ اللُّغَة، وَهُوَ غَرِيب من شَيْخنا مَعَ سَعَة اطِّلاعه، كَيفَ وَقد صَرَّح بِهِ ابنُ سِيده فِي المُحْكَم، والزّمخشريُّ فِي الأَساسِ وغَيْرُهم.
(وَقد يَكونُ} الحَمِيمُ للجَمْع والمُؤَنَّث) والواحِدُ والمُذَكَّر بِلَفْظ، تَقول: هُوَ وِهِي حِميمِي أَي وَدِيدي وَوَدِيدتي، كَذَا فِي الأساس والتَّقْريب، قَالَ الشَّاعِر:
(لَا بَأْسَ أَنِّي قد عَلْقْت بعُقْبَةٍ ... مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْل مُصِيبُ)

العُقْبَةُ هُنَا البَدَلُ. (و) الحَمِيمُ: (الماءُ الحَارُّ {كالحَمِيمَة) ، نَقَله الجوهَرِيُّ. وَمِنْه الحَدِيث (أَنَّه كَانَ يَغْتَسِل} بالحَمِيم، وَيُقَال: شَرِيتُ البارِحَة {حَمِيمةً أَي مَاء سخنًا.
(ج:} حَمائِمُ) ظَاهره أَنه جَمْعٌ {لِحَمِيم كَسَفينٍ وَسَفَائِن، وَهُوَ نَصُّ ابنِ الأَعرابيّ فِي تَفْسِير قَوْلِ العُكْلِيّ:
(وبِتْن على الأَعْضادُ مُرْتَفِقاتِها ... وحارَدْن إِلَّا مَا شَرِبْنَ} الحَمائِمَا)

أَي ذَهَبت أَلْبانُ المُرضِعات فَلَيْسَ لَهُنّ غِذاءٌ إِلَّا الماءَ الحارَّ، وَإنَّما يُسَخِّنَّه لئَلاَّ يَشْرَبْنَه على غَيْرِ مَأْكُول فيعْقِر أَجْوافَهَن.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ خَطَأ؛ لأنَّ فَعِيلا لَا يُجْمَع على فَعائِل وَإِنَّما هُوَ جَمْع {الحَمِيمة الَّذي هُوَ الماءُ الحارُّ لُغَةٌ فِي الحَمِيم مثل صَحِيفة وصَحائِف.
(و) قد (} استحَمَّ) بِهِ إِذا (اغْتَسَل بِهِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أنَّ بعضَ نِسائِهِ {استَحَمَّت من جَنابَة فَجاءَ النبيُّ [
] } يَسْتَحِمّ من فَضْلِها "، أَي: يَغْتَسِل، قَالَ الجوهريُّ: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ صارَ كلُّ اغتسال! استِحْمامًا بأَيِّ ماءٍ.
(و) وَقَالَ أَبُو العَبَّاس: سألتُ ابنَ الأعرابيّ عَن الحَمِيم فِي قَول الشّاعر:
(وسَاغَ لِيَ الشَّرابُ وكُنْتُ قِدْماً ... أَكادُ أَغَصُّ بالماءِ الحَمِيم)

فَقَالَ: الحَميِمُ: (الماءُ البَارِدُ) .
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: فالحَمِيمُ عِنْده من الأَ (ضْد) ادِ، يكون الماءَ البارِدَ وَيَكُونُ الماءَ الحارَّ.
(و) الحَميمُ: (القَيْظُ) ، نَقله الجوهريّ. (و) الحَمِيمُ: (المَطَرُ يَأْتِي بَعْدَ اشْتِدادِ الحَرِّ) ؛ لأنَّه حارٌّ كَمَا فِي المُحْكَم. ونَصّ الصّحاح: يأتِي فِي شِدَّة الحَرّ. وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يَأْتِي فِي الصَّيف حِين تَسْخُن الأَرْض، قَالَ الهُذَليّ:
(هُنالِكَ لَو دَعوتَ أتاكَ مِنْهُم ... رِجالٌ مِثلُ أَرمِيَة الحَمِيمِ)

(و) سُمِّي (العَرَقُ) {حَمِيماً على التَّشبِيه. وَأَنْشد ابنُ بَرّيّ لأَبِي ذُؤَيْب:
(تَأْبَى بِدِرَّتِها إِذا مَا اسْتُكْرِهَت ... إِلَّا الحَمِيمَ فَإِنَّه يَتَبَضَّعُ)

(و) } الحَمِيمةُ، (بهاء: اللَّبنُ المُسَخَّنُ) ، وَبِه فُسِّرَ قَولُهم: شَرِبْتُ البارحة {حَمِيمَةً.
(و) من المَجازِ: الحَمِيمَةُ: (الكَرِيمَةُ من الإِبِل ج:} حَمائِمُ) ، يُقَال: أخذَ المصدّقُ حَمائِمَ أَموالِهم أَي: كرائِمها. وَقيل: الحَمِيمة: كِرامُ الإبِل، فعَبَّر بالجَمْعِ عَن الواحِد. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ قَولُ كُراع.
( {واحْتَمَّ) لَهُ: (اهْتَمّ) كَأَنَّهُ اهْتِمام} لحَمِيم قَرِيب، وأنشدَ الليثُ:
(تَعزَّ على الصَّبابَة لَا تُلامُ ... كَأَنَّكَ لَا يُلِمُّ بِكَ {احْتِمامُ)

ويُقالُ:} الاحْتِمام هُوَ الاهْتِمام (باللَّيلِ. أَو) {احتَمَّ الرجلُ: لم يَنَم من الهَمّ. و) } احتَمَّت (العَينُ) : أَرِقَت من غَيْرِ وَجَع) .
(و) يُقالُ: (مالَه! حَمٌّ وَلَا سَمّ) غيرُك، (ويُضَمَّان) أَيْضا، أَي مالَه (هَمٌّ) غَيْرك، كَمَا فِي الصّحاح، وَكَذَلِكَ مَاله حَمٌّ وَلَا رَمٌّ، بِفَتْحِهما وضَمِّهِما، (أَو) مَعْنَى قَوْلهم: مالَه حَمّ وَلَا رَمّ، أَي: (لَا قلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ. وَمَالك عَنْه) حُمٌّ وحَمٌّ ورُمٌّ وَرَمٌّ، أَي (بُدُّ) . ونَصّ الجوهريّ: مَالِي مِنْهُ حُمٌّ {وحَمٌّ، أَي: بُدّ.
(} والحَامَّة: العَامَّة. و) هِيَ أَيْضا (خاصّةُ الرَّجُل من أَهْلِهِ وَوَلدِه) وذِي قَرابتِهِ، يُقَال: هؤُلاء {حامَّتُه، أَي: أَقْرِباءُؤه، قَالَه اللَّيث. وَمِنْه الحَدِيث: " اللَّهُمّ هؤُلاء أهلُ بَيْتِي} وَحَامَّتي فَأَذْهِبْ عَنْهُم الرِّجْسَ وَطَهِّرهم تَطْهِيرًا ". وَفِي حَدِيث: " انْصَرف كُلُّ رجل من وَفْد ثَقِيف إِلَى حامَّته ".
(و) {الحَامَّة: (خِيارُ الْإِبِل) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(} وحَمَّ الشًّيْء: مُعظَمُه. و) {الحَمُّ (من الظَّهِيرة: شِدَّةُ حَرّها) . يُقالُ: أتيتُه} حَمَّ الظَّهِيرة. قَالَ أَبو كَبِير الهُذَلِيّ:
(وَلَقَد ربأتُ إِذا الصّحابُ تَوَاكَلُوا ... حَمَّ الظَّهِيرة فِي اليَفاعِ الأَطْول)

(و) الحَمُّ: (الكَرِيمَةُ من الإٍ بِل، ج: حَمائِمُ) . وَقد تَقدَّم أَنَّ الحَمائِمَ جَمْع حَمِيمة كَصَحِيفة وَصحائِف.
( {والحَمَّام، كشَدَّادٍ: الدّيماسُ) إمّا لأنّه يُعْرِق، أَو لِمَا فِيهِ من المَاءِ الحَارّ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: مُشْتَقّ من الحَمِيم (مُذَكَّر) تُذَكِّرُه العَرَب، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ من الْأَسْمَاء على فَعَّال نَحْو القَذَّاف والجَبَّان، (ج:} حَمَّاماتٌ) .
قَالَ سِيبَوَيْه: جَمَعُوه بالأَلف والتّاء وَإِن كَانَ مُذَكَّرا حِينَ لم يُكَسَّر، جَعَلوا ذَلِك عِوَضًا عَن التَّكْسِير. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لعُبَيْد بنِ القُرْطِ الأَسْدِيّ: .. نَهَيْتُها عَن نُورَةٍ أحرَقْتْهُما ... {وَحَمَّامِ سُوءٍ مَاؤُه يتَسَعَّر)

وأنشدَ أَبُو العَبَّاس لرجلٍ من مُزَيْنة:
(خَلِيليَّ بالبُوباة عُوجاً فَلَا أَرَى ... بِها مَنْزِلاً إِلَّا جَدِيبَ المُقَيَّد)

(نَذُقْ بَردَ نَجْدٍ بَعْدَمَا لَعِبَت بِنَا ... تِهامَةُ فِي} حَمَّامِها المُتَوقِّدِ)

قَالَ شَيْخُنا: نَقَل الشَّهاب عَن ابنِ الخَبَّاز أَن {الحَمَّام مُؤَنَّث، وغَلَّطُوه، وَقَالُوا: التَّأْنِيث غَيْرُ مَسْمُوع.
قُلتُ: وَذكر ابنُ بَرِّيّ تأْنِيثَه فِي بَيْت زَعَم الجوهريُّ أَنه يَصِف} حَمَّامًا، وَهُوَ قَولُه:
(فَإِذا دَخلتَ سَمِعْتَ فِيهَا رَجَّة ... لَغَط المَعاوِل فِي بُيُوتِ هَدَادِ)
(وَلَا يُقال) لِداخِل الحَمَّام إِذا خرج (طَابَ {حَمًّامُك، وإِنَّما يُقال: طابَتْ} حِمَّتُك، بالكَسْر، أَي) طابَ ( {حَمِيمُك أَي طابَ عَرَقُك) ، قَالَه الأَزْهَرِيّ.
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: فأمَّا قَولُهم: طَابَ حَمِيمُك فقد يَعْنِي بِهِ} الاستِحْمام، وَهُوَ مَذْهَب أَبي عُبَيد، وَقد يَعْنِي بِهِ العَرَق، أَي طَابَ عَرقُك، وَإِذا دُعِي لَهُ بِطيبِ عَرَقه فقد دُعِي لَهُ بالصَّحّة، لأنَّ الصَّحِيح يَطِيب عَرقُه. وَفِي الأساس: وَيُقَال {للمُسْتَحِمّ: طابت حِمَّتُك} وحَمِيمُك، وإِنَّما يَطيبُ العَرَق على المُعافَى ويخبُث على المُبْتَلَى، فَمَعْناه أَصَحَّ الله جِسْمَك، وَهُوَ من بَاب الكِنَاية. وَإِذا عَرفتَ مَا ذَكرنا ظَهَر لَك أنّ مَا نَقَله شَيخُنا وَوَجَّهَه غَيرُ مُنَاسِب. ونَصّه: قلت: صَرَّحُوا بِأَنَّهُ مِنْ لازِم طِيبِ الحَمّام طِيب العَرَق، فالدُّعاء بِهِ دُعاءٌ بذلك، فَمَا وَجْه المَنْع؟ انْتهى.
قُلْتُ: وَقد يُوْجَدُ طِيبُ الحَمّام وَلَا يُوجدُ طِيبُ العَرَق فِيمَا إِذا دَخَله المُبْتَلَى، فَهَذَا هُوَ وَجْهُ المَنْع، فَلَا يكون الدُّعاء بِطيبِ الحَمّام دُعاءً بِطِيبِ العَرقِ؛ لأنّه لَا دَخْلَ لَهُ فِي ذلِك، ثمَّ قالَ: وَإِن استَحْسَنه البَدْرُ القَرافِيّ شارحُ الخُطْبة، وادّعاه لَطِيفةً، وَوَجَّهَه بِأَنَّهُ رُبَّما يُقال بكَسْر الحاءِ، وَهُوَ المَوْت، فَيَنْقَلِب الدُّعاء عَلَيْهِ. قَالَ شَيخُنا: قُلتُ: وَهُوَ من البُعْد بِمَكان، بل لَو صَحَّ هَذَا التَّحْرِيف لَكَانَ دُعاءً لَهُ أَيْضا، فتَأمّل وَالله أَعلم.
قُلتُ: وَهَذَا غَرِيبٌ من البَدْر القَرافِي مَعَ عُلُوّ مَنْزِلته فِي العِلْم، كَيفَ يُوَجِّه مِنْ عَقْله مَا يُخالِف نُقولَ الأَئِمة، وَهل لِمِثْل هَذِه القِياساتِ البَاطِلة مجالٌ فِي عِلْم اللُّغَة، وَعَجِيب من شَيْخِنا رَحمَه الله كَيفَ يَشْتَغِل بالرّدّ على مثل هَذَا الْكَلَام؟ واللهُ يغفِر لنا، ويُسامِحُنا أَجْمَعِينَ.
(وَأَبُو الحَسَن) عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ ( {الحَمَّامِيُّ مُقْرِئُ العِراق) أخذَ عَن ابنِ السّماك وابنٍ النّجار، وَعنهُ أَبُو بَكر البَيْهقِيّ والخَطِيبُ، تُوفِّي سنة أَرْبَعِمائة وَسبع عشرَة ببغدادَ، ودُفِن عِنْد الإِمَام أَحْمد.
(وذاتُ الحَمَّام: ة بَيْن الإسْكَنْدَرِيِّة وأَفْرِيقِيَّة) عل طَرِيق حاجّ المَغْرِب. وَقَالَ نَصْرٌ: بل بَيْن مِصْر والقَيْرَوان، وَهُوَ إِلَى الغَرْب أقرب.
(} والحَمَّةُ: كُلُّ عَيْن فِيهَا ماءٌ حارُّ يَنْبَعُ) يُسْتَشْفى بالغُسْل مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هِيَ عُيَيْنَة حارَّة تَنْبَعُ من الأَرْض (تَسْتَشْفِي بهَا الأَعِلاِّء) والمَرْضَى. وَفِي الحَدِيث: " مَثَلُ العالِم مَثَلُ {الحَمَّة تَأْتِيها البُعَداءُ وَتَتْرُكُها القُرباءُ، فَبَيْنا هِيَ كذلِك إِذْ غارَ مَاؤها، وَقد انتَفَعَ بهَا قَومٌ، وَبَقِي أَقوامٌ يَتَفَكَّنُون " أَي يَتّذَّمون. وَفِي حَدِيث الدَّجّال: " أخبروني عَن} حَمَّة زُغَر " أَي: عَيْنِها. وزُغَرُ كَصُرَد: مَوْضِع بالشّام.
(و) الحَمَّة: (واحِدَة {الحَمِّ لما أَذَبْتَ إِهالَتَه من الأَلْيَة) إِذا لم يَبْقَ فِيهِ وَدَك، عَن الأَصْمَعِي، قَالَ: وَمَا أَذَبْتَ من الشَّحْم فَهُوَ الصُّهارة والجَمِيل. وَقَالَ غَيْرُه: الحَمّ: مَا اصْطَهَرتَ إهالَته من الأَلْيَةِ (والشَّحْمِ) ، واحِدَتُه حَمَّة. قَالَ الراجِزُ:
(يُهَمُّ فِيهِ القُوْمُ هَمّ الحَمّ ... )

(أَو) هُوَ (مَا يَبْقى من) الإهالَة، أَي: (الشَّحْمِ المُذابِ) ، قَالَ:
(كَأَنَّما أَصواتُها فِي المَعْزاء ... صوتُ نَشِيش الحَمِّ عِنْد القَلاَّء)

قَالَ الأَزْهريُّ: والصَّحِيح مَا قَالَ الأصمَعِيُّ. قَالَ: " وَسَمِعْتُ العربَ تَقول لِمَا أُذِيب من سَنامِ البَعِير: حَمّ. وَكَانُوا يُسمّون السّنام الشَّحْمَ ". وَقَالَ الجَوْهريّ: الحَمُّ: " مَا بَقِي من الأَلْية بَعْد الذّوب ". وَاَنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ:
(وجَارُ ابنِ مَزْروعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه ... مُجَنَّبةٌ تُطْلَى} بحَمٍّ ضُروعُها)

يَقُول: تُطْلَى بحَمٍّ لِئَلاَّ يَرْضَعَها الرّاعي من بُخْلِه.
(و) الحَمَّةُ: (وَادٍ باليَمامَة) . وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ أسودٌ فِي دِيار كِلاب.
(! وحَمَّتَا الثُّوَيْر) والمُنْتَضَى: (جَبَلان) فِي دِيار بَنِي كِلاب لِكَعْبِ ابنِ عَبْدِ الله بنِ أَبي بَكْر بنِ كِلاب، وَبيْن {الحَمَّتَين المضياعَة سَبِخَة يُقَال لَهَا: السَّهْب تبِيضُ فِيهَا النَّعام.
(و) } الحِمَّة، (بالكَسْر: المَنِيَّة) ، والجَمْع {حِمَم.
(و) } الحُمَّة، (بالضَّمّ: لَوْن بَيْن الدُّهْمَة والكُمْتَة) ، كَمَا فِي المُحْكم. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: (و) هُوَ (دُونَ الحُوَّة) ، يُقال: شَفَة {حَمَّاء ولِثة حَمَّاء.
(و) } حُمَّة: (د) ، وَقَالَ نَصْر: هُوَ جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
(و) حُمَّةُ العَقْرب: (لُغَة فِي {الحُمة المُخَفَّفَة) ، عَن ابْن الأعرابِيّ، وغَيرُه لَا يُجِيز التَّشدِيد يَجْعَل أَصله} حُمْوَة، وَهِي سَمُّها. وَسَيَأْتِي فِي المُعْتَل.
(و) حُمَّة (ع) بالحِجاز. أنْشد الأَخْفَش:
(أَأَطْلال دَارِ بالنِّبَاعِ {فحُمّتِ ... سألتُ فَلَمَّا استْعَجَمَت ثمَّ صَمّتِ)

(و) الحُمَّةُ: (الحُمِّى) ، وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ للضِّباب بنِ سُبَيْع:
(لَعَمْري لقد بَرّ الضِّبابَ بَنُوه ... وبَعْضُ البَنِين حُمَّةٌ وسُعال)

والحُمَّى} والحُمَّة: عِلّة يستَحِرّ بهَا الجِسْم، من الحَمِيم، قيل: سُمِّيت لِمَا فِيهَا من الْحَرَارَة المُفرِطة، وَمِنْه الحَدِيثُ: " الحُمَّى من فَيْح جَهَنَّم "، وَإِمّا لِمَا يَعْرِض فِيهَا من الحَمِيم وَهُوَ العَرَق، أَو لَكَوْنها من أَمارات الحِمَام لِقَوْلِهم: الحُمَّى رائِدُ المَوْت أَو بَرِيد المَوْت، وَقيل: بابُ المَوْت. ( {وحُمَّ) الرجلُ، (بالضَّمِّ: أَصابتْه) } الحُمَّى. ( {وأَحَمَّه اللهُ تَعالَى فَهُوَ} مَحْمُوم) ، وَهُوَ من الشّواذّ، قَالَه الجَوْهَري. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: هُوَ مَحْمُوم بِهِ. قَالَ ابنُ سِيده: ولَستُ مِنْهَا على ثِقَة، وَهِي إْحْدَى الحُروفِ الَّتِي جَاءَ فِيهَا مَفْعول من أَفْعل لقَوْلِهم: فُعِل، وَكَأَن {حُمَّ: وُضِعَت فِيهِ الحُمّى، كَمَا أَنّ فُتِن جُعِلت فِيهِ الفِتْنة، (أَو يُقالُ:} حُمِمْت {حُمَّى، والاسمُ الحُمَّى بالضَّمّ) ، قَالَه اللِّحياني. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدي أنّ الحُمَّى مَصْدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.
وأرضٌ} مَحَمَّة، مُحَرَّكَةً) هَذَا الضَّبْط غَرِيبٌ، وَكَانَ الأَوْلى أَن يَقُول: كَمَقْمَّة أَو مَذَمَّة، قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) حَكَى الفارِسِيُّ {مُحِمّة (بِضَمِّ المِيمِ وكَسْر الحاءِ) ، واللُّغَوِيّون لَا يَعْرِفون ذَلِك غَيْر أَنَّهم قَالُوا: كانَ من القِياس أَن يُقال: (ذَاتُ حُمَّى أَو كَثِيرَتُها) .
وَفِي حَدِيثِ طَلْق: " كُنّا بأرضٍ وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ " أَي: ذَات حُمَّى كالمَأْسَدَة والمَذْأَبَة لِمَوْضِع الأسودِ والذِّئابِ.
(و) قَالُوا: أَكْلُ الرُّطب مَحَمَّة، أَي:} يُحَمُّ عَلَيْهِ الآكِل. وَقيل: (كُلُّ مَا حُمَّ عَلَيْهِ) من طَعَام ( {فَمَحَمَّة) . يُقَال: طَعامٌ} مَحَمَّة إِذا كَانَ يُحَمّ عَلَيْهِ الَّذِي يأْكُلُه.
و (مَحَمَّة أَيْضا: ة بالصَّعِيد) .
(و) أَيْضا (كُورَةٌ بالشَّرْقِيَّة) من مِصْر.
(و) أَيْضا: (ة بِضَواحي الإِسْكَنْدَرِيّة) ، ذكرهَا أَبُو العَلاء الفرضي.
( {والأَحمُّ: القِدْحُ. و) أَيْضا (الأَسودُ من كُلّ شَيء} كاليَحْمُوم) ، يَفْعول من {الأَحَمُّ، جَمْعه} يَحامِيم، وَأنْشد سِيبَوَيْه: (وغيرُ سُفْعٍ مُثَّلٍ {يَحامِمِ ... )

حُذِفت اليَاءُ للضَّرورة.
(} والحِمْحِم كَسِمْسِم) ، هَذِه عَن الأَصْمَعِيّ، قَالَ الجوهَرِيّ: وَهُوَ الشَّدِيدُ السَّواد، (وهُداهِد) ، وَهَذِه عَن ابنِ بَرّيّ قَالَ: هُوَ لَوْنٌ من الصِّبغ أَسْود. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: " الوافِدُ فِي اللَّيل الأَحمّ "، أَي: الْأسود.
(و) قيل: الأحمُّ: (الأَبيضُ) ، عَن الهَجَريّ، وَأنْشد:
( {أحَمُّ كمصباحِ [الدُّجَى] ... )

فَهُوَ إِذن (ضد. وَقد} حَمِمْتُ كفَرِحْتُ {حَمَماً) ، محركة، (} واحمَوْمَيْتُ {وَتَحَمَّمْتُ} وَتَحَمْحَمْتُ) . قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلِيّ:
(أخَلاَ وشدْقَاه وخُنْسَةُ أَنْفِه ... كحنّاءِ ظهرِ البُرمَة {المُتَحَمِّمِ)

وَقَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابت:
(وَقد ألَّ من أَعضادِهِ وَدَنَا لَهُ ... من الأَرْض دَانِ جَوزُهُ} فَتَحَمْحَمَا)

(والاسْمُ {الحُمّة، بالضَّمّ) ، ورجلٌ} أَحَمُّ بَيِّن الحُمَّة والحَمَم، ( {وأَحَمَّه الله تَعَالَى) : جَعَلَهُ} أَحَمّ.
( {والحَمَّاءُ: الاسْتُ) ، وَفِي الصّحاح: السافِلَة، (ج:} حُمَّ، بالضَّمَّ) .
( {واليَحْمُوم: الدُّخانُ) كَمَا فِي الصّحاح والمُحْكم. زَاد غيرُهما: الشَّدِيد السَّواد. وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {وظل من} يحموم} ، إنّما سُمِّي بِهِ لِمَا فِيهِ من فَرْط الحَرارة كَمَا فَسَّره فِي قَوْله تَعَالَى: {لَا بَارِد وَلَا كريم} ، أَو لِمَا تُصُوِّر فِيهِ من! الحَمْحَمَة، وَإِلَيْهِ أُشِير بِقَوْله: {لَهُم من فَوْقهم ظلل من النَّار وَمن تَحْتهم ظلل} إِلَّا أنَّه مَوْصُوفٌ فِي هَذَا المَوْضِع بِشِدَّة السَّواد. قَالَ الصَّبَّاحُ ابنُ عَمْرٍ والهَزَّانِيّ:
(دعْ ذَا فَكَمْ من حَالِكٍ يَحْمُومِ ... )

(سَاقِطَةٍ أوراقُه بَهِيمِ ... )

(و) {اليَحْمُومُ: (طائِرٌ) ، نُظِر فِيهِ إِلَى سَوادِ جَناحَيْه.
(و) اليَحْمُوم: الجَبَلُ الأَسودُ) . وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا. قَالُوا: هُوَ جَبَل أسودُ فِي النَّار.
(و) اليَحْمومُ: اسْم (فَرَس) أَبي عَبدِ اللهِ (الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ) بن أبِي طَالِب رَضِي الله تَعَالى عَنهُ. (و) أَيْضا (فَرسُ هِشامِ بنِ عَبْدِ المَلِك) المَرْوَانِيّ (من نَسْل الحَرُونِ) .
قُلْتُ: الَّذي قرأتُه فِي كِتابِ ابْن الكَلْبِيّ فِي الخَيْل المَنْسُوبِ نَقْلا عَن بَعضِ عُلَمَاء اليَمامة أَن هِشامَ بنَ عبدِ الْملك كَتب إِلَى إبراهيمَ بنِ عَرَبي الكِنانيّ: أَنِ اطلُبِْ فِي أعرابِ باهِلَة، لعَلَّك أَن تُصِيب فيهم من وَلَد الحَرُون شَيئاً، فَإِنَّهُ كَانَ يطُرْقُهم عَلَيْهِم، ويُحِب أَن يُبْقِيَ فيهم نَسْلَه، فَبَعَث إِلَى مشَايِخِهم، فسأَلَهُم، فَقَالُوا: مَا نَعْلَم شَيْئاً غيرَ فَرَس عِنْد الحَكَم بن عَرْعَرة النُّميريّ يُقال لَهُ: الجَمُوم فَبَعَث إِلَيْهِ فَجِيءَ بِهِ إِلَى آخر مَا قَالَ، فَهُوَ هَكَذَا مَضْبوط كَصَبُور بالجِيم. فَإِن كانَ مَا رَأيتُه صَحِيحاً فالَّذي عندَ المُصَنِّف غَلَط، فَتَأمَّل ذَلِك.
(و) أَيْضا (فَرسُ حَسّانَ الطائِيّ. و) قَالَ الأزهَرِيّ: " اليَحْمُومُ: فَرَسُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِر) ، سُمّي بِهِ لِشِدَّة سَوادِه. وَقد ذَكَره الأعْشَى فَقالَ:
(وَيَأْمُر} لِلْيَحْمُوم كُلَّ عَشِيَّة ... بَقِتًّ وتَعْلِيقٍ فقد كادَ يَسْتَقُ)

وَقَالَ لَبِيد: والحَارِثَانِ كِلاهُما ومُحَرِّقٌ ... والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمُومِ)

وَقَالَ ابْن سِيدَه: وتَسْمِيتُه {باليَحْمُوم يَحْتَمِل وَجْهَين: إِمَّا أَن يَكُونُ من الحَمِيم الَّذي هُوَ العَرَق، وإِمَّا أَن يَكُون من السَّواد.
(و) اليَحْمُومُ: (جَبَل بمَصْر) أسودُ اللَّون، ويُعْرَف أَيْضا بِجَبَل الدُّخان، ذكره كُثَيِّر فِي قَوْلِه:
(إِذا استَغْشَتِ الأَجْوافَ أجلادُ شَتْوَة ... وأَصْبَحَ يَحْمُومٌ بِهِ الَّثَّلْجُ جامِدُ)

(و) اليَحْمُوم: (ماءةٌ غربِيّ المُغِيثَةِ) على سِتَّة أَمْيال من السِّنْديَّة بِطَرِيق مَكّة. (و) أَيْضا (جَبَل) أسودُ طَوِيل (بدِيار الضِّبابِ) ، وَكَانَ قد الْتُقِطَتْ فِيهِ سامةٌ. والسامة: عِرْقُ فِيهِ وَشَيٌ من فضَّة، فجَاء إِنْسانٌ يُقالُ لَهُ ابْن نائل، فأنفق عَلَيْهِ أَمْوَالًا حَتَّى بلغ الأَرْض من تَحت الجَبَل فَلم يَجِد شَيْئًا، كَذَا فِي الْمُحكم.
(} والحُمَم، كَصَرَد: الفَحْمُ) البارِدُ، (واحِدَتُه بهاء) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وبِهَا سُمِّي الرَّجل. وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى إِذا صِرْتُ {حُمَمًا فاسْحَقُوني ثمَّ ذُرُّوني فِي الرِّيح ". وَقَالَ طَرفَةُ:
(أشَجاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُه ... أم رَمادٌ دارِسٌ} حُمَمُهْ)

( {وَحَمَّمَ) الرجلُ: (سَخَّم الوَجْهَ بِه) . وَمِنْه حَدِيث الرَّجْم: " أنَّه مَرَّ بِيَهُودِيّ} مُحَمَّم مَجْلود "، أَي مُسْوَدِّ الوَجْهِ من {الحُمَمَة.
(و) } حَمَّمَ (الغُلامُ: بدَت لِحْيَتُه. (و) ! حُمَّ (الرَّأْسُ: نَبَت شَعْرُهُ بعد مَا حُلِق) . وَفِي حَدِيث أَنَس: " أنَّه كَانَ إِذا {حَمَّم رَأْسُه بِمَكَّة خَرَج واعْتَمَر "، أَي: اسْوَدَّ بعد الحَلْق بِنًبات شَعره. والمَعْنَى أَنه كَانَ لَا يُؤَخِّر العُمْرة إِلَى المُحَرَّم وإنّما كَانَ يَخْرُج إِلَى المِيقات ويَعْتَمِر فِي ذِي الحِجَّة. وَمِنْه حديثُ ابْن زِمْلٍ:
" كَأَنَّمَا} حُمِّم شَعْرُه بِالْمَاءِ " أَي: سُوِّد؛ لِأَن الشَّعر إِذا شَعِث اغْبَرَّ، فَإذا غُسِل بِالْمَاءِ ظَهَرَ سَوادُه. ويروى بالجِيم، أَي: جُعِلَ جُمَّةً.
(و) حَمَّم (المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاق) ، وَفِي المُحْكَم: بِشَيْء بعد الطَّلاق، وَهَذَا هُوَ الصّواب، وقَولُ المُصَنّف: بالطّلاق غَيْر صَحِيح. وَأنْشد ابنُ الأَعْرابِيّ:
( {وَحَمَّمْتُها قبل الفِراق بِطَعْنَة ... حَفاظاً وَأَصحابُ الحِفاظ قلِيلُ)

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " أنّه طَلَّق امرَأَته، فَمَتَّعَها بِخَادِم سَوْداء،} حَمَّمَها إيَّاها "، أَي: مَتَّعها بهَا بعد الطَّلاق. وَكَانَت العَرَب تُسمّي المُتْعةَ {التَّحْمِيمَ، وَعَدَّاه إِلى مفعولين لأنَّه فِي مَعْنَى أَعْطاها إيّاها، وَيجوز أَن يَكُون أَرادَ حَمَّمَها بَهَا فَحَذَف وَأَوْصَل، وَقد ذَكَر المُصَنّف هَذِه اللَّفظة أَيْضا بالجِيم كَمَا تَقَدَّم.
(و) } حَمَّمَتِ (الأرضُ: بَدا نباتُها أخْضَرَ إِلَى السَّواد (و) حَمَّم (الفَرخُ: نَبَتَ رِيشُه) ، وقِيل: طَلَع زَغَبُه. قَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُه قَوْلُ عُمَر بن لَجَأ:
(فَهُوَ يَزُكُّ دائمَ التَّزعُّم ... )

(مَثْلَ زَكِيك النَّاهِضِ! المُحَمِّمِ ... ) ( {والحَمَامة، كسَحَابة: وَسَطُ الصَّدْر) ، قَالَ:
(إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ} حَمامة صَدْرِها ... بِتَيْهاءَ لَا يَقْضي كَراها رَقِيبُها)

(و) {الحَمَامةُ: (المَرأةُ، أَو الجَمِيلَة. و) أَيْضا: (ماءَةٌ) ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(وَرَوَّحها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامَةٍ ... على كُلّ إِجْرِيَّائِها وَهُوَ آبِرُ)

(و) الحَمامَةُ: (خِيارُ المَالِ. و) أَيْضا: (سَعْدانَةُ البَعِير. و) أَيْضا: (ساحَةُ القَصْر النَّقِيَّةُ. و) أَيْضا: (بَكَرة الدَّلْو. و) أَيْضا: (حَلْقَةُ البَابِ) .
(و) الحَمامَةُ (من الفَرَس: القَصُّ) .
(و) حَمامةُ: (فَرسُ إِيَاس بنِ قَبِيصَةَ. و) أَيْضا: (فَرسُ قُرادِ ابنِ يَزِيدَ) .
(} وحَمامَةُ الأَسْلمِيّ وحَبِيبُ بنُ حَمامة ذُكِرا فِي الصَّحابَةِ) ، وَإِنَّمَا عَبَّر بِهَذِهِ الْعبارَة؛ فَإِن ابْن فَهْد نَقَل فِي مُعْجَمه أَن حَمَامَة الأَسلميّ غَلِط فِيهِ بَعْضُهم، وَإِنَّمَا هُوَ ابنُ حَمَامة، أَو ابنُ أَبِي حَمامة. وَقَالَ فِي حَبِيب ابنِ حَمَامة: إِنَّه مَجْهُول، ذكره أَبُو مُوسَى.
( {وحِمَّانُ، بالكَسْر: حَيٌّ من تَمِيم) ، وَهُوَ} حِمّان بنُ عَبدِ العُزَّى بنِ كَعْب ابْن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناة بن تَميم. مِنْهُم أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الحَمِيد بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ ابنِ مَيْمُون {الحَمَّامي، عَن الأَعْمَش والثَّوْرِيّ، وَعنهُ ابْنه أَو زَكَرِيَّا يحيى، مَاتَ سَنَةَ مائَتَيْن وثَلاثٍ، وابْنُه يَحْيَى ماتَ سنَةَ مِائَتَيْن وثَمانٍ وعِشْرِين بسامَرّاءَ.
(} وحَمُومَةُ: مَلِك يَمَنِيٌّ) ، عَن ابْن الأَعْرابيّ قَالَ: وَأَظنُّه أَسْوَد؛ يَذْهَب إِلَى اشتِقاقه من {الحُمَّة الَّتِي هِيَ السَّواد. قَالَ ابنُ سِيدَه، وَلَيْس بشَيْء. وَقَالُوا: جارا} حَمومةَ؛ {فَحَمُومةُ هُوَ هَذَا الْملك وجَارَاه مَالِكُ بنُ جَعْفَر بنِ كِلاب ومُعاويةُ ابْن قُشَيْر.
(و) أَبُو الحَسَن (عَبْدُ الرَّحْمن بنُ عَرَفَة) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب عبدًُ الرَّحْمن بنُ عُمَر (بنِ} حَمَّة) الخَلاّل العَدْل {الحَمِّي، نُسِب إِلَى جده، رَوَى عَن المُحامِلِيّ، وَعَن أَبِي بَكْرِ بنِ أحمدَ بنِ يَعْقُوبِ بنِ شَيْبَة. وَعنهُ أَبُو الحَسَن بنُ زَرْقَوَيهِ والبَرْقاني وَغَيرهمَا، وَمَات سنَة ثَلثِمائة وعِشْرين.
وأَبُوه عُمرُ بنُ أَحْمدَ بنِ مُحَمّد بنِ حَمَّة، يَرْوِي عَن مُحَمّد بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيّ، وحَفِيده مُحَمَّد بن الحُسَيْن بنِ عَبدِ الرَّحْمن بنِ عُمَر بنِ حَمَّة، حَدَّث عَن أبي عُمَر بن مَهْدِي.
(وأحمدُ بنُ العَبَّاس بنِ حَمَّة) الخَلاّل، حَدَّث عَنهُ الحافِظُ أَبُو مُحَمَّد الخَلاّل: (مُحدِّثانِ) .
(} والحَمْحَمَةُ: صَوْتُ البِرْذَوْن عِنْد) طَلَب (الشَّعِير. و) أَيْضا: (عَرُّ الفَرَس حِين يُقَصِّر فِي الصَّهِيل ويَسْتَعِين بِنَفَسِهِ) وَقَالَ الليثُ: {الحَمْحَمَة: صَوتُ البِرْذَوْن دُونَ الصَّوتٍِ العَالِي، وَصَوتُ الفَرَس دُونَ الصَّهِيل، (} كالتَّحَمْحُمِ) ، قَالَ الأزهَرِيُّ: كَأَنَّه حِكايةُ صَوْتِه إِذا طَلَب العَلَف، أَو رَأَى صاحِبَه الَّذِي كَانَ أَلِفه فاسْتَأْنَسَ إِلَيْهِ. وَفِي الحدَِيث: " لَا يَجِيءُ أَحَدُكم يَوْمَ القِيامة بَفَرَسٍ لَهُ {حَمْحَمَة ".
(و) الحَمْحَمَةُ: (نَبِيبُ الثَّور للسِّفادِ) ، نَقله الأزهريُّ.
(و) } الحِمْحِمَة، (بالكَسْرِ ويُضَمّ: نَباتٌ) كَثِيرُ الماءِ، لَهُ زَغَب أَخْشَنُ أَقلُّ من الذِّراع، (أَو) هُوَ (لِسانُ الثَّورِ، ج: {حِمْحِمٌ) .
(} والحَماحِمُ: الحَبَقُ البُستانيّ العَرِيضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبطِيَّ، واحِدَتُه بِهاء) . وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: {الحَماحِمُ بأطراف اليَمَن كَثِيرة وَلَيْسَت بِبَرِّية، وتَعظُم عِنْدهم، وَهُوَ (جَيّد للزُّكَامِ) ، مُفَتِّحٌ لسُدَدِ الدِّماغ، مُقَوِّ للقَلْبِ. وشُربُ مَقْلُوِّه يَشْفِي من الإسْهَالِ المُزْمِنِ بِدُهْن وَرْد وماءٍ باردٍ) .
(} والحُمْحُم، كَقُنْفُذ وسِمْسِم: طائِرٌ) أَسْوَدَ.
(وآلُ {حامِيمَ وذَواتُ حامِيم: السُورُ المُفْتَتَحَةُ بهَا) . قَالَ ابْن مَسْعُود: آلُ حَامِيم: دِيباجُ القُرآن. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ كَقَوْلك: آلُ فُلانٍ وَآلُ فلانٍ، كَأَنَّهُ نَسَبَ السُّورَةَ كُلَّها إِلَى حم. قَالَ الكُمَيْت:
(وَجَدْنا لكم فِي آلِ حَامِيمَ آيَة ... تَأَوَّلها مِنّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ)

قَالَ الجَوهَرِيّ: (وَلَا تَقُل:} حَوامِيم) ؛ فَإِنَّهُ من كَلاَم العَامَّة ولَيْس من كَلام العَرَب. (وقَدْ جاءَ فِي شِعْر) ، إِشَارَة إِلَى قولِ أَبِي عُبَيْدة، فَإِنَّهُ قَالَ: {الحَواميمُ: سُورٌ فِي القُرآن على غَيْرِ قِياس، وَأَنْشَد:
(أَقْسَمْتُ بالسَّبْع اللَّواتي طُوِّلَتْ ... )

(والطَّواسِين الَّتِي قد ثُلِّثْتْ ... )

(} وبالحَوامِيم الَّتِي قد سُبِّعَتْ ... )

قَالَ: والأَوْلى أَنْ تُجْمَع بِذَواتِ حَامِيم، وأنْشَدَ أَبُو عُبَيْدةَ فِي حاميمَ لشُرَيْح بن أَوْفَى العَبْسِيّ: (يُذَكِّرني حَامِيمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلاَّ تَلاَ حَامِيمَ قبلَ التَّقَدُّم)

قَالَ: وأنشدَه غَيْرُه للأَشْتَر النَّخْعِيّ، والضًّمير فِي يُذَكِّرني هُوَ لِمُحَمَّد بنِ طَلْحَة، وَقَتَلة الأَشْتر، أَو شُرَيْح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ العامّة فِي جَمْع حَم وطس: {حَوَامِيم وَطَوَاسِين، قَالَ: والصَّوابُ ذوَاتُ طس، وَذَوَاتُ حم، وَذَواتُ الم.
(و) جَاءَ فِي التَّفْسِير عَن ابنِ عَبّاس فِي حم ثَلاثةُ أَقْوال:
قَالَ: (هُوَ اسمُ اللهِ الأَعْظَمُ) ، ويُؤيّده حَدِيثُ الجِهاد: " إِذا بُيِّتم فقُولوا:} حَم لَا يُنْصَرون ". قَالَ: ابنُ الْأَثِير: قيل: مَعْناه اللَّهُم لَا يُنْصَرُون. قَالَ: ويُرِيد بِهِ الخَبَرْ لَا الدُّعاءَ. لِأَنَّهُ لَو كَانَ دُعاءً لقَالَ: لَا يُنْصَرُوا، مَجْزُوماً، فَكَأنَّهُ قَالَ: وَالله لَا يُنْصَرُون، وَهُوَ المُراد من قَوْله: (أَو قَسَمٌ) ، وَقيل: قَوْلُه: لَا يُنْصَرون كَلَام مُسْتَأْنَف كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ: قُولُوا حَامِيم، قيل: مَاذَا يَكُون إِذا قُلْناها؟ فَقَالَ: لَا يُنْصَرُون. (أَو حُرُوفُ الرَّحْمنِ مُقَطَّعَةً) ، وَهَذَا هُوَ القَوْلُ الثَّالِث. قَالَ الزَّجَّاج: (وتَمامُه " الر " و " ن ") بِمَنْزِلَة الرَّحْمن.
قَالَ الأَزْهريّ: وَقيل: معَْنى حم قُضِي مَا هُوَ كَائِن.
وَقيل: هِيَ من الحُرُوف المُعْجَمَة، قَالَ: وَعَلَيْه العَمَل.
( {وَحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بِالْفَتْح) أَي: من حَدّ عَلِم، وظاهِرُ سِياقه أنَّه من حَدِّ مَنَع وَلَيْسَ كذلِكَ: (صَارَت} حُمَمة) أَي: فَحْمَة أَو رَماداً. (و) {حَمَّ (الماءُ) } حَمًّا: (سَخُن) ، وَفِي الصّحاح: صَار حَارًا.
( {وحامَمْتُه} مُحامَّةً: طَالبتُه) ، نَقله الجوهَرِيُّ عَن الأُمَوِيّ.
(و) قَالَ أَبو زَيْد: يُقَال: (أَنَا {مُحامٌّ على هَذَا) الْأَمر: أَي (ثَابِت) عَلَيْهِ.
(و) قَالَ اللِّحياني: " قَالَ العامِرِيّ: قُلْتُ لِبعْضِهم: أَبَقِيَ عِنْدَكم شَيْء؟ فَقَالَ: هَمْهامِ و (} حَمْحامِ) وَمَحْمَاحِ وَبَحْبَاحِ. كُلُّ ذلِكَ (مَبْنِيًّا على الكَسْر: أَي لم يَبْقَ شَيءٌ) .
(ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله) بنِ العَبِّاس (أَبُو المُغِيث {الحَماحِمِيُّ: مُحَدِّثٌ) ، حَدَّث بحَماة عَن المُسَيَّب بنِ وَاضْح، وَعنهُ ابنُ المُقْرئ، وَأَبُو أحمدَ الحاكمُ.
(} وحُمَيْمَةُ، كَجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقاءِ) من الشَّام. (وحِمٌّ بالكَسْر وادٍ بدِيارِ طَيّئ) ، قَالَه نصر.
(و) {حُمٌّ، (بالضَّمّ: جُبَيْلات سودٌ بدِيارِ بَنِي كِلابٍ) بنَجْد، قَالَه نصر.
(} والحَمائِمُ) : أَجْبُلٌ (بِالْيَمَامَةِ) .
(و) أَبُو مُحَمَّد (عَبْدُ الله بنُ أَحْمَدَ ابنِ {حَمُّويَةَ كشَبُّويَةَ السَّرْخَسِيُّ رَاوِي الصَّحِيح) للبُخارِيّ عَن محمدِ بنِ يُوسُفَ بنِ مَطَرٍ الفِرَبْرِيِّ، وَعنهُ أَبُو بَكْر الهَيْثَمُ المَرْوَزِيّ، تُوفِّي بعد سنة ثَمانِين وثَلِثمائة.
(وَبَنُو حَمُّويَةَ الجُوَيْنِيّ مَشْيَخَةُ) ، قَالَه الذهَبِيّ. قَالَ الحافِظُ بنُ حَجَر: هَكَذَا سَمِعْنا مَنْ يَنْطِق بِهِ، وَالْأولَى أَن يُقال بِفَتْح المِيمِ بِغَيْر إشْباع؛ لأنَّه فِي لَفْظ النَّسَب لَا ينْطق فِيهِ بِمَا كَرِهُوه من لَفْظ " وَيْه ".
قُلْتُ: وَمِنْهُم أَبُو عَبْدِ الله مُحَمّدُ ابنُ حَمُّوية الجُوَيْني، يكتُب أَولادُه لأَنْفُسِهِمْ} الْحَمَوِيّ، تُوفِّي سنة خَمْسِمائة وَثَلاثِين بِنَيْسابُور، وَحُمِل إِلَى جُوَيْن ودُفِن بهَا.
(وَسَّمْوا حَمًّا) بالفَتْح (وبالضَّمِ وكَعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعَامَة وهُمَزَةٍ وَكَغُرابٍ وَكرْكِرةٍ {وحُمِّي مُمالَةً مَضْمُومَةً} وحُمَامِيّ بالضَّمّ) كَغُرابِيّ: فَمن الأُولَى أَبُو بَكْر محمدُ بنُ حَرْب بنِ عَبْدِ الرَّحْمن ابْن حاشِدٍ الْحَافِظ لَقَبه حَمُّ، وَهُوَ لقب غير وَاحِد. وَمن الثَّانِي حُمّ ابْن السَّرِيّ النَّسَفِي واسمُه مُحَمَّد، رَأَى البُخارِيّ، وروى عَن محمّد ابنِ مُوسَى بنِ الهُذَيل، فَرد. وَمن الثّالث {حِمَان البارِقِيّ جَدُّ عَمْرو بنِ سَعِيد} الحِمَّانِي الشَّاعِر، نُسِب إِلَى جَدّه، {وحِمَّانُ بنُ عَبْدِ العُزَّى جِدُّ القَبِيلة، وَقد ذَكَره المصنّف. وَأَبُو حِمَّان الهُنائي: تابِعِيّ، رَوَى عَن مُعاوِيةَ بنِ أَبي سُفيان، وَعنهُ أَخُوه أَبُو شَيْخ.
وَأما} حُمَّان، كَعُثمان، فَلم أجد من يَتَسَمَّى بِهِ، وَلَعَلَّه كسَحْبان؛ فإنّ الجوهريّ قَالَ: {وحَمَّان، بِالْفَتْح، اسْم، فَتَأَمّل. وَمن الْخَامِس ابنُ} حَمامَة: وَيُقَال: ابنُ أَبِي حَمامَة: صَحابِي. وَأَبُو حَمَامة من كُنَاهم. وَمن السًّادس عَمْرُو بنُ {حُمَمَة الدَّوسي، ذَكَره المُصَنِّف فِي (ق ر ع) وَمن السَّابع عَمْرو بن} الحُمَام الأَنصاري لَهُ صُحْبة، وحُصَيْن بنُ الحُمام المُرِّي لَهُ صُحْبَة. والأَكْدرُ ابنُ حُمام اللَّخْميّ شَهِد فَتْح مِصْر. وحُمَام بنُ أَحْمد القُرْطُبِيّ شَيْخُ أَبِي مُحَمَّد بن حَزْم، وَآخَرُونَ. وَمن التَّاسع يَحْمَدُ بنُ حُمَّى بنِ عُثْمان بن نَصْرِ بن زَهْران، جَدّ بَنِي زَهْران القَبيلة المَشْهُورة.
وَمن الأَخير {حُمامَى فَخُور بن وَهْب بِن عَمْرِو بن الفاتِك بن حَمَامة السَّامي من بَنِي سَامَة بنِ لُؤَيّ، وَكَذَا حُمامَى بن رَبِيعة،} وحُمامَى بن سَالم، ذَكَرهم ابنُ مَاكولا. ( {والحُمَيْمَاتُ) جمع} حُمَيْمَة، كَجُهَيْنَة بِمَعْنى (الْجَمْرَة) .
( {وأَحَمَّ بِنَفْسِه: غَسَلَها بالماءِ الباردِ) . وَهَذَا قد تَقَدَّم فَهُوَ تَكْرار.
(وَثِيابُ} التَّحِمَّة) ، بِفَتْح التّاء وَكَسْر الحَاءِ وَفَتْح المِيم المُشَدَّدة: (مَا يُلْبِس المُطلِّقُ امرأَتَه إِذا مَتَّعَها) ، وَمِنْه قَوْله:
(فَإن تَلْبَسِي عَني ثِيابَ {تَحِمَّةٍ ... فَلَنْ يُفلِح الوَاشِي بك المُتَنَصِّحُ)

(} واستَحَمّ) الرجلُ: (عَرِقَ)
وَكَذَلِكَ الدّابّة، قَالَ الأَعْشَى:
(يَصِيْدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها ... وَجَحْشَيْهِما قبل أَنْ {يَسْتَحِمُّ)

وَقَالَ آخَر يَصِف فَرساً:
(فكأَنَّه لمَّا} استَحَمّ بمائه ... حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أراحَ وَأَمْطَرَا)
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
{أُحِمَّ الشَّيءُ بالضَّمِّ، أَي: قُدِّر، فَهُوَ} مَحْمُوم.
{وحَامًّهُ} مُحامَّةً: قارَبَه.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الحاضِرَةُ من {أَحَمَّ الشَّيْء إِذا قَرُب ودَنا.
} والحَمِيمُ بالحاجَة: الكَلِفُ بهَا والمُهْتَمّ لَهَا. وأَنْشَد ابنُ الأعرابيّ:
(عَلَيْهَا فَتى لم يَجْعَل النَّوْم هَمَّه ... ولاَ يُدْرِك الحَاجاتِ إِلا {حَمِيمُها)

وَهُوَ من حُمَّة نَفْسِي أَي: من حُبَّتها. وَقيل: المِيم بَدَل من الْبَاء.
ونَقَل الأزهرِيُّ: فلَان} حُمَّةُ نَفْسِي وحُبَّةُ نَفْسِي.
وَنقل الأزهرِيُّ: هم مَوْلايَ {الأَحَمُّ، أَي: الأَخَصُّ الأَحَبّ.
} وحُمَّةُ الحَرِّ، بِالضَّمِّ: مُعْظَمُه، نَقله الجَوْهَرِيّ: وَفِي حَدِيثِ عُمَر: " إِذا الْتَقَى الزَّحْفان وَعند حُمَّة النِّهْضات " أَي: شِدَّتها ومُعْظَمُها.
وحُمَّة السِّنان: حِدَّتُه.
وَمَاء {مَحْمومٌ؛ مثل مَثْمُود، نَقَله الأَزْهَرِيّ.
} والمِحَمُّ، بِكَسْر الْمِيم: القُمْقُم الصَّغِير يُسَخِّن فِيهِ المَاءُ، نَقَلَه الجوهَرِيُّ.
{والحَمِيمُ: الجَمْر يُتَبَخَّر بِهِ، حَكَاه شَمِر عَن ابنِ الْأَعرَابِي، وَأَنْشَدَ شَمِر للمُرَقِّش:
(كُلَّ عِشاءٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ ... ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ} وَحَمِيمْ)

{والمُسْتَحَمُّ: المَوْضِع الَّذِي يُغْتَسَل فِيهِ} بالحَمِيم: وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مُغَفّل: " أنّه كَانَ يَكْرَه البَولَ فِي {المُسْتَحَمّ ".
} واسْتَحَمّ: دَخَل {الحَمَّام.
} والحُمَّاء، بِالضَّمِّ مَمْدُوداً: حُمَّى الإِبِل خاصّة.
وَيُقَال: أَخَذَ النَّاسَ {حُمامُ قُرٍّ، وَهُوَ المُومُ يَأْخُذُ النَّاس.
} والحُمَّة، بِالضَّمِّ: السَّواد، قَالَ الأَعْشَى:
(فَأَمَّا إِذا رَكِبوا للصَّباح ... فأوجُهُهم من صَدَى البِيضِ {حُمّ)

وَرجل} أحمُّ المُقْلَتَين: أَسودُهما، قَالَ النَّابِغَة:
(أَحْوَى أَحَمِّ المُقْلَتَين مُقَلَّدٍ ... )

وَفَرسٌ أَحَمُّ بَيّن الحُمَّة، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَأَشَدُّ الخَيْل جُلوداً وَحَوافِرَ الكُمْتُ! الحُمُّ.
نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. والحُمَّة، بِالضَّمِّ: مَا رَسَب فِي أَسفَلِ النِّحْي من مُسْوَدِّ السّمن ونَحوِه. وَبِه فُسِّر قَولُ الراجز:
(لاَ تَحْسِبَنْ أَنّ يَدِي فِي غُمَّهْ ... )

(فِي قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِير حُمَّهْ ... )

(أَمْسَحُها بَتُرْبَةٍ أَوْ ثُمَّهْ)

ويُروَى بالخَاءِ وَيَأْتِي ذِكرها.
وشَاة {حِمْحِم، كزِبْرِج: سَوْدَاء، قَالَ:
(أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ ... )

(دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْنِ العِظْلِم ... )

(تَحلُبُ هَيْسًا فِي الْإِنَاء الأَعْظَمِ ... )

} والحُمَم: الرَّماد، وكُلُّ مَا احْتَرق من النَّار. وَفِي حَدِيثِ لُقْمانَ بنِ عَاد: " خُذِي مِنّي أَخِي ذَا {الحُمَمة "، أَرادَ سَوادَ لَوْنِه. وجَارِية} حُمَمة: سَوْداء.
{واليَحْمُوم: سُرادِقُ أهلِ النّار. وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا.
} وحُمَمَةُ: اسمُ فَرَس. وَمِنْه قَولُ بَعضِ نِساءِ العَرَب تمدحُ فَرسَ أَبِيها: فَرسُ أَبِي {حُمَمةُ وَمَا حُمَمَةُ.
ونَبْت} يَحْمُومٌ: أَخْضَرُ رَيَّانُ أَسْودُ.
{والحَمُّ: المَالُ والمَتاعُ. روى شَمِر عَن ابْن عُيَيِنَة قَالَ: كَانَ مَسْلَمَةُ بنُ عَبْد الْملك عَرَبِيًّا، وَكَانَ يَقُول فِي خُطْبته: " إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ فِي الدُّنيا هَمًّا أَقَلُّهم} حَمًّا "، أَي مَالا وَمَتَاعاً "، وَهُوَ من {التَّحْمِيم: المُتْعَة. وَنقل الأزهريّ: قَالَ سُفْيان: قَالَ: أرادَ بقَوله: أقَلُّهُمْ} حَمًّا أَي: مُتْعَة.
قَالَ ابنُ الأَثِير: " وَفِي حَدِيثٍ مَرْفوع: " أنَّه كَانَ يُعْجِبُه النِّظر إِلَى الأُتْرجّ! والحَمامِ الأَحْمَر ". قَالَ أَبُو مُوسَى: قالَ هِلَال بن الْعَلَاء: هُوَ التّفّاح. قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِير لم أره لِغَيْره ".
{والحَمامَةُ: المِرْآة. وَأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ للمُؤَرّج:
(كَأَنَّ عَيْنَيْه} حَمَامَتان ... )

أَي: مِرْآتان.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: {الحَمَّة: حِجارَة سُودٌ تَراها لازِقَةً بالأَرض تَقُودُ فِي الأَرض اللَّيلةَ واللَّيْلَتَين والثَّلاثَ، والأرضُ تَحْت الحِجارة تَكُون جَلَدًا وسُهُولة، والحِجارةُ تكون مُتَدَانِيةً ومُتَفَرّقة، وَتَكون مُلْساً مثل [الجُمْع] رُؤُوس الرّجال، والجَمْع} حِمَامٌ.
وَذَات {الحُمام، كَغُراب: مَوْضِع بَين الحَرَمَيْن الشَّرِيفين. وَأَيْضًا ماءٌ فِي دِيار بني قُشَيْرٍ قريب الْيَمَامَة. وَأَيْضًا ماءٌ جاهلي بِضَرِيّة. وَغَمِيس} الحَمامِ بَين مَلَل وصُخَيرات الثّمام اجْتاز بِهِ رَسُول الله [
] يَوْمَ بَدْر.
{وحُمامُ من الْعقر بالبَحْرَين أُقْطِعَه ثَوْرُ بنُ عَزْرَةَ القُشَيْرِيُّ، قَالَه نَصْر.
قلت: وإِياه عَنَى سالِمُ بنُ دَارة يَهْجُو طَرِيفَ بنَ عَمْرٍ و:
(إِنِّي وإنْ خُوِّفْتُ بالسِّجن ذاكرٌ ... لِشَتْم بني الطَّمَّاح أهلِ} حُمامِ)

(إِذا ماتَ مِنْهُم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَه ... بِزَيْتٍ وَحَفُّوا حَوْلَه بِقِرامِ) نَسَبهم إِلَى التَّهَوُّد، أَو هَو مَوْضِع آخر.
{وحُمام أَيْضا: صَنَم فِي دِيارِ بني هِند بنِ حَرَام بنِ عَبْدِ الله بنِ كَبِيرِ بن عَدِيّ، سُمِعَ مِنْهُ صَوْتٌ بِظُهُورِ الإِسْلامِ.
} وَحَمَّةُ: جَبَل بَيْن ثَوْر وسَمِيْراءَ عَن يَسار الطَّريق، بِهِ قِبابٌ وَمَسْجِد، قَالَه نَصْر.
وبالضَّمّ: جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
{واليَحْمُوم: مَوْضِع بالشَأْم. قَالَ الأَخْطَل:
(أَمْسَت إِلَى جانِب الحَشَّاكِ جِيفَتُه ... ورأْسُه دُونَه} اليَحْمُوم والصُّوَرُ)

{وحَمُومَةُ: جَبَلٌ بالبادِيَة.
} واليَحامِيم: جِبالٌ سُودٌ متفرّقة مُطِلّة على الْقَاهِرَة بمِصْر من جَانِبها الشّرقي، وَتَنْتَهِي هَذِه الجِبال إِلَى بَعْض طَرِيق الْجب، وقيلَ لَهَا:
( {اليَحَاميم لاخْتلاف أَلْوانِها ... وَيَوْم اليَحَامِيم: من أَيَّام العَرَب)

قَالَ ياقُوت: وَأَظُنُّه المَاء: الَّذِي قُرْبَ المُغِيثة.
وَيُقَال: نَزَلْتُ أَرضَ بَنِي فُلانٍ كَأَنَّ عِضاهَهَا سُوقُ الحَمام، يُرِيد حُمْرةَ أغْصانِها.
وَبَنُو حَمامةَ: بَطْن من الأَزْد، مِنْهُم الأَشْتَرُ} الحَمَاميُّ الشَّاعِر.
ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ خُطْلُج البابَصْرِيّ! الحَمَامِيّ، عَن أبي الحُسَيْن بنِ يُوسُف.
وأحمدُ بن أبي الحَسَن الدِّينَوَرِي الحَمَاميّ: من شُيوخ الدِّمياطِيّ.
وإبراهيمُ بنُ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ الزُّهْرِيّ يُعْرَف بابْنِ حَمامة، تُوفِّيَ سنة ثَلَثِمائة وخَمْسٍ وَسَبْعِين.
وَأما سَعِيدُ بنُ المُبارك الحَماميّ وابنُه مَوْهوبٌ فَإِنَّهُ يَجوز تَخْفِيفه وتَثْقِيله؛ لأَنَّه يَنْتَسِب لِنِسْبَتَيْن، قَالَه ابنُ نُقْطَة.
{والحُمُوم، بالضَّم، بمَعْنى الاغْتِسال: لُغَة عامّيّة.
} واحْتَمّ لفُلانٍ، أَي: احْتَد.
حمم: {في الحميم}: ماء حار. أو القريب في النسبة. أو الخاص. أو العرق. {من يحموم}: دخان أسود. 
ح م م: (الْحَمَّةُ) الْعَيْنُ الْحَارَّةُ يَسْتَشْفِي بِهَا الْأَعِلَّاءُ وَالْمَرْضَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْعَالِمُ كَالْحَمَّةِ» . وَ (حَمَّ) الْمَاءَ سَخَّنَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَحُمَّ الْمَاءُ بِنَفْسِهِ صَارَ حَارًّا يَحَمُّ بِالْفَتْحِ (حَمَمًا) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (حُمَّ) الشَّيْءُ وَ (أُحِمَّ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فِيهِمَا أَيْ قُدِّرَ فَهُوَ (مَحْمُومٌ) . وَ (حُمَّ) الرَّجُلُ أَيْضًا مِنَ الْحُمَّى وَ (أَحَمَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ (مَحْمُومٌ) وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ. وَ (الْحَمِيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ وَقَدِ (اسْتَحَمَّ) أَيِ اغْتَسَلَ بِالْحَمِيمِ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ صَارَ كُلُّ اغْتِسَالٍ اسْتِحْمَامًا بِأَيِّ مَاءٍ كَانَ. وَ (أَحَمَّهُ) غَسَّلَهُ بِالْحَمِيمِ. وَ (حَمِيمُكَ) قَرِيبُكَ الَّذِي تَهْتَمُّ لِأَمْرِهِ. وَ (حَمَّمَهُ) تَحْمِيمًا سَخَّمَ وَجْهَهُ بِالْفَحْمِ. وَ (الْحُمَمُ) الرَّمَادُ وَالْفَحْمُ وَكُلُّ مَا احْتَرَقَ مِنَ النَّارِ الْوَاحِدَةُ (حُمَمَةٌ) . وَ (حَمْحَمَ) الْفَرَسُ وَ (تَحَمْحَمَ) وَهُوَ صَوْتُهُ إِذَا طَلَبَ الْعَلْفَ. وَ (الْيَحْمُومُ) الدُّخَانُ. وَ (الْحَمِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْحَمَائِمِ) وَهِيَ كَرَائِمُ الْمَالِ يُقَالُ: أَخَذَ الْمُصَدِّقُ حَمَائِمَ الْإِبِلِ أَيْ كَرَائِمَهَا. وَ (الْحِمَامُ) بِالْكَسْرِ قَدَرُ الْمَوْتِ. وَ (حُمَةُ) الْعَقْرَبِ مُخَفَّفَةٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْمُعْتَلِّ. وَ (الْحَمَامُ) عِنْدَ الْعَرَبِ ذَوَاتُ الْأَطْوَاقِ نَحْوُ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، الْوَاحِدَةُ (حَمَامَةٌ) يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْهَاءُ لِلْإِفْرَادِ لَا لِلتَّأْنِيثِ. وَعِنْدَ الْعَامَّةِ أَنَّهَا الدَّوَاجِنُ فَقَطْ. وَجَمْعُ الْحَمَامَةِ (حَمَامٌ) وَ (حَمَامَاتٌ) وَ (حَمَائِمُ) وَرُبَّمَا قَالُوا: (حَمَامٌ) لِلْوَاحِدِ. وَ (الْحَمَّامُ) مُشَدَّدًا وَاحِدُ (الْحَمَّامَاتِ) الْمَبْنِيَّةِ. وَالْيَمَامُ الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ هَذَا قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْحَمَامُ هُوَ الْبَرِّيُّ، وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ. وَ (الْحَامَّةُ) الْخَاصَّةُ يُقَالُ: كَيْفَ الْحَامَّةُ وَالْعَامَّةُ؟. وَ (آلُ حم) سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: آلُ حم دِيبَاجُ الْقُرْآنِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَأَمَّا قَوْلُ الْعَامَّةِ: (الْحَوَامِيمُ) فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَوَامِيمُ سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ وَأَنْشَدَ:

وَبِالْحَوَامِيمِ الَّتِي قَدْ سُبِّعَتْ
قَالَ: وَالْأَوْلَى أَنْ تُجْمَعَ بِذَوَاتِ حم. 

خرطم

خ ر ط م: الْخُرْطُومُ الْأَنْفُ. 
(خرطم) - في حديث أَبِي هُرَيرة، رضي الله عنه: "خِفافُهُم مُخَرْطَمَة"
: أي ذَاتُ خَراطِيمَ وأُنوف. يعنى أَنَّ صُدُورَها ورُؤوسَها مُحَدَّدة.
[خرطم] نه في ح أصحاب الدجال: خفافهم "مخرطمة" أي ذات خراطيم وأنوف، يعني أن صدورها ورؤوسها محددة. ش: "سنسمه على الخرطوم"، هو الأنف وعبر بالوسم عليه عن غاية الإهانة. 
[خرطم] الخُرْطومُ: الأنفُ. وخَراطيمُ القومُ: سادتهم. والخُرْطومُ: الخمرُ. قال الشاعر :

صَهْباءَ خُرْطومُاً عُقاراً قَرْقَفا * والمُخْرَنطَمُ: الغضبان المتكبِّر مع رفع رأسه. وجشم بن الخزرج، وعوف بن الخزرج، يقال لهما الخرطومان.
خرطم: خُرْطُمان. جاء الأمير على خرطمان عقله أي على غاية مراده (محيط المحيط).
خُرْطُمانّي: طويل الأنف (الكامل ص136).
خُرْطُوم: خطم الخنزير وفنطيسته (فوك، همبرت ص61).
وخُرطوم: ناب الخنزير (الكالا).
خُرطوم الشفا والجمع خَراطم الشفا ذكرهما فوك في مادة سن.
وخُرطوم: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
مُخَرْطم: طويل الأسنان (فوك).
مخرطم بالذهب: مرصع بالذهب، مزركش (عباد 2: 130).
خرطم: الخُرْطُوُم: الأنف. والخُرْطُومُ: اسم لما ضم عليه مقدم الحنكين والأنف. والخُرْطُوم: اسم للخمر لا يلبث أن يسكر. وخَراطِيم القوم: سادتهم ومقدموهم في الأمور، قال:

منا الخَراطيمَ ورأسا علجا 

أي: شديد العلاج، أخرجه على معنى حول قلب، أي ذو حيل وتقلب. وخَرْطَمْتُه خَرْطَمَةً أي: ضربت خُرْطُومُه، أو قبضت على خُرْطُومِه فعوجته. واخرَنْطَمَ الغضبان: اعوج خُرْطُومُه وسكت على غضبه، قال:

واخرَنْطَمَتْ ثم قالت وهي باكية ... أأنت تتلو كتاب الله بالكع  
خرطم
خرطمَ يُخرطم، خرطمةً، فهو مخرطِم، والمفعول مخرطَم
• خرطَم الفيلَ: ضربَ خرطومَه. 

خُرْطوم [مفرد]: ج خَرَاطيمُ:
1 - أنف " {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ}: كناية عن الإذلال".
2 - أنف الفيل "وضع
 للفيل الطعامَ في خرطومه".
3 - قناة طويلة من المطاط "استخدموا خراطيمَ المياه؛ لإطفاء الحريق".
4 - أنبوب يُستخدم لنقل السوائل والغازات تحت الضغط "خرطوم مياه عذبة". 

خرطم

Q. 1 خَرْطَمَهُ, (K,) inf. n. خَرْطَمَةٌ, (TK,) He hit, or struck, his خُرْطُوم [or nose, &c.]: or he twisted it. (K.) Q. 3 اِخْرَنْطَمَ He (a man, TA) elevated his nose: (K:) or twisted it, and was silent, in his anger: (TA:) and was proud and angry, (K, TA,) raising his head. (TA.) خُرْطُمٌ and خُرْطُمٌّ: see خُرْطُومٌ.

خُرْطُمَانٌ Long, or tall: (JK, K:) or longnosed. (TA.) And A man having a large nose. (IKh, IB.) خُرْطُومٌ The nose, (Az, JK, S, Msb, K,) [properly,] accord. to Th, of a beast of prey: (TA:) or the fore part thereof: (K:) or a large, or an elevated, nose: (MA:) or the part upon which a man contracts, or closes, the حَنَكَانِ [or upper and lower portions of the mouth]: as also ↓ خُرْطُمٌ; (K;) sometimes, by poetic license, written ↓ خُرْطُمٌّ: (TA:) or it signifies also the part upon which contracts, or closes, the front of the حَنَكَانِ: (JK:) [and a snout: often used in this sense; and so, in describing the fish termed كَوْسَج, in the S and K:] and the proboscis of an elephant; and, as being likened thereto, of (??) flea: (Th, TA:) pl. خَرَاطِيمُ. (Msb.) سَنَسِمُهُ عَلَى الخُرْطُومِ, in the Kur [lxviii. 16], means (tropical:) [We will brand him] upon the nose; the nose of a man being thus termed metaphorically: (ISd, TA:) or it is like the phrase جَدَعْتُ أَنْفَهُ; and means (assumed tropical:) we will stigmatize him with indelible disgrace; the term خرطوم, which signifies the “ proboscis ” of an elephant, being applied to his nose because it is regarded as unseemly: (Er-Rághib, TA:) or it means (assumed tropical:) [we will brand him] upon the face. (Fr, Th, TA.) b2: [Hence, (assumed tropical:) A spout. You say] الابْرِيقُ انَآءٌ لَهُ خُرْطُومٌ (assumed tropical:) [The ابريق is a vessel having a spout]. (Mgh in art. برق, and Bd and Jel in lvi. 18.) b3: [Hence also, (assumed tropical:) The pointed toe of a boot and the like: pl. as above: see خِفَافٌ مُخَرْطَيَةٌ, below. b4: And app. (assumed tropical:) The point of a sword: whence,] ذُو الخُرْطُومِ the name of a certain sword. (K.)] b5: [Hence, also,] خَرَاطِيمُ القَوْمِ (tropical:) The chiefs of the people or party; (JK, S, K, TA;) those who are made the foremost of the people or party, in affairs, (JK, TA,) and in the military forces. (JK.) A2: Also Wine: (JK, S:) or wine that quickly intoxicates: (K:) and the juice that first flows from the grapes, before they are trodden. (K.) خُرَاطِمٌ A woman advanced in age. (M, K.) مُخَرْطَمٌ (assumed tropical:) Elongated like a snout or nose; and so, app., ↓ مُخْرَنْطِمٌ: see a verse cited voce مَتَاوِجُ.

Hence,] خِفَافٌ مُخَرْطَمَةٌ [in the sing. خُفٌّ مُخَرْطَمٌ (occurring in the K in art فقع)] i. q. ذَاتُ

↓ خَرَاطِيمَ; i. e. (assumed tropical:) [Boots] having their fore parts pointed. (TA.) مُخْرنْطِمٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also Angry and proud, with his head raised: (S:) or angry when his nose is twisted. (JK.) [See اِنْبَاعَ, in art. بوع.]

خرطم: الخُرْطومُ: الأَنف، وقيل: مُقَدَّمُ الأَنف، وقيل: ما ضَمَّ

الرجل عليه الحَنَكَيْنِ. أَبو زيد: الخُرْطومُ والخَطْمُ الأَنف. وقوله

تعالى: سَنَسِمُهُ على الخُرْطومِ؛ فَسَّرهُ ثعلب فقال: يعني على الوجه؛ قال

ابن سيده: وعندي أَنه الأَنف واستعاره للإنسان لأَن في المُمْكن أَن

يُقَبِّحَهُ يوم القيامة فيجعله كخُرْطومِ السَّبع، وقيل: معناه سنجعل له في

الآخرة العَلَم الذي به يُعْرَفُ أَهلُ النار من اسوداد وجوههم؛ وقال

الفراء: الخُرْطومُ وإِن خُصَّ بالسِّمَةِ فإِنه في مَذْهَبِ الوجهِ، لأَن

بعضَ الوجه يُؤَدِّي عن بعضٍ؛ وقال أَبو العباس: هو من السِّباع الخَطْمُ

والخُرْطومُ، ومن الخنزير الفِنْطِيسَةُ، ومن ذي الجَناح المنْقارُ، ومن

ذوات الخُفِّ المِشْفَرُ، ومن الناس الشَّفَةُ، ومن الحافر الجَحافلُ.

والخُرْطُوم للفِيل وهو أَنفه، ويقوم له مقام يده ومَقام عُنُقِهِ؛ قال:

والخُروقُ التي فيه لا تَنْفُذُ وإِنما هو وِعاءٌ إِذا ملأَه الفيلُ من

طعام أَو ماء أَوْلَجَهُ في فِيه، لأَنه قصير العُنُق لا ينال ماء ولا

مَرْعىً، قال: وإِنما صار ولدُ البُخْتِيِّ من البُخْتِيَّةِ جَزُورَ لحمٍ

لقصر عُنقه، ولعجزه عن تناول الماء والمَرْعى، قال: وللبَعُوضة خُرْطومٌ وهي

شبيهةٌ بالفيل، وحكى ابن بري عن ابن خالَوَيْهِ: فلان خُرْطُمانيٌّ عليه

خُفّ قُرْطُمانيٌّ؛ خُرطُمانيٌّ: كبير الأَنف، والقُرْطُمانيُّ: الخف له

مِنْقارٌ. وفي حديث أَبي هريرة وذكر أَصحاب الدَّجَّالِ قال: خِفافُهُمْ

مُخَرْطَمةٌ أَي ذات خَراطيِمَ وأُنوفٍ، يعني أَن صُدورها ورؤوسها

مُحَدَّدَةٌ؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّه:

من عِظَمِ الرأْسِ ومن خُرْطُمِّه

قال ابن سيده: قد يكون الخُرْطُمُّ لغةً في الخُرْطومِ، قال: ويجوز أَن

يكون أَراد الخُرْطُمَ فشَدَّدَه للضرورة وحَذَفَ الواو لذلك أَيضاً.

والخَراطِيم للسباع بمنزلة المناقيرِ للطير.

وخَرْطَمَهُ: ضرب خُرْطومَهُ. وخَرْطَمَهُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ.

واخْرَنْطَمَ الرجلُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ وسكت على غضبه، وقيل: رَفَعَ أَنفَهُ

واستكبر. والمُخْرَنْطِمُ: الغضبان المتكبر مع رفع رأْسه؛ وقال جَنْدَل

يصف فُحولاً:

وهُنَّ يَعْمِينَ من المَلامِجِ

بقَرَدٍ مُخْرَنْطمِ المَتَاوِجِ،

على عُيونٍ لجإِ المَلاحِجِ

(* قوله «لجأ» هكذا بالأصل بدون ضبط).

مَلامِجُها: أَفواهها، والقَرَدُ: اللُّغامُ الجَعْدُ، والمَتاوِجُ

تَتَتَوَّجُ بالعِمامة أَي صار الزَّبَدُ لها تاجاً، والمَلاحِجُ: مَداخِلُ

العين، لجأٌ: قد غابت.

وذو الخُرْطومِ: سيف بعينه؛ عن أَبي عليّ، وأَنشد:

تَظَلُّ لذي الخُرْطُومِ فيهِنَّ سَوْرَةٌ،

إِذا لم يُدافِعْ بعضَها الضَّيْفُ عن بَعْضِ

ومن أَسماء الخمر الخُرْطومُ؛ قال العجاج:

فغَمَّها حَوْلَيْنِ ثم استَوْدَفا

صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفا

والخُرْطومُ: الخمر السريعةُ الإِسكارِ، وقيل: هو أَول ما يجري من

العِنَبِ قبل أَن يُداسَ؛ أَنشد أَبو حنيفة:

وفِتْيَة غير أَنْذالٍ دَلَفْتُ لَهُمْ

بذي رِقاعٍ، من الخُرطُومِ، نَشَّاجِ

(* قوله «أنشد أبو حنيفة وفتية إلخ» كذا بالأصل، وعبارة المحكم: أنشد

أبو حنيفة:

وكأن ريقتها إذا نبهتها * بعد الرقاد تعل بالخرطوم

وقال الراعي وفتية إلخ).

يعني بذي الرِّقاعِ الزِّقَّ. ابن الأَعرابي: الخُرْطُومُ السُّلافُ

الذي سال من غير عَصْرٍ. وخَراطِيمُ القوم: ساداتهم ومُقَدَّموهُمْ في

الأُمور. والخُراطِمُ من النساء: التي دخلت في السن. والخُرْطُومان: جُشَمُ بن

الخَزْرَجِ، وعوف بن الخَزْرَجِ.

جمع المصدر وتثنيته

جمع المصدر وتثنيته
الأمثلة: 1 - أَدْخَلَ على المبنى بعض التَّحْسِينات 2 - أَسْهَمَت الحكومة في سدِّ احْتِيَاجَات الشّعب 3 - أَشْغال شاقّة 4 - أَصْدَر المؤتمر توصِياته 5 - أَغْلاط إملائية 6 - إِقْرَارَات ضَرِيبيّة 7 - أَنْتم بُرَآء من الذنب 8 - اتَّخَذ الإِجْرَاءات المناسبة 9 - احْتِمَالات نجاح المشروع كبيرة 10 - اسْتَغَلَّه استغلالات كثيرة 11 - اسْتِفْسَاراته كثيرة 12 - الإِجَابَات غير كافية 13 - التَّجَمُّعات محظورة في زمن الطوارئ 14 - الحِسَابات الجارية 15 - الضَّمانات الأمنِيَّة 16 - انْتِفَاضات الشعوب 17 - انْفِتاحات علميَّة واقتصادية 18 - انْقِسَامات طبيعيَّة 19 - بَدَت في تصرُّفاتهم إِحْسَانات واضحة 20 - بَلاغات المواطنين متنوعة 21 - بَيَانَات وزاريَّة 22 - تَجْرِي بيننا مُسَامَرات كثيرة 23 - تَجَلِّيات الحق كثيرة 24 - تَدْرِيبات شاقَّة 25 - تَرَاكِيب أجنبيَّة 26 - تَسَلَّم الحجاج تَذَاكِر السفر 27 - تَقَاسِيم الوجه 28 - تَقْرِيرات طبيّة 29 - تَقُوم الشركة بأَنْشِطة كثيرة 30 - تَكْثُر التَّحَزُّبات في الدول الضعيفة 31 - تَمَارِين رياضيّة 32 - تَمْهِيدَات الموضوع 33 - تَهْتَم الدولة بزيادة المعاشات سنويًّا 34 - تُوجَد اخْتِلافات كثيرة بين الفقهاء 35 - جَاءَت النِّهايات مُطَمْئِنة 36 - حَدَثت انْحِسَارات كبيرة على كافة المستويات 37 - حُدُود دَوْليَّة 38 - حَصَل على بعض التَّسَاهِيل الخاصة بالعمل 39 - حَقَّق انْتِصاراتٍ كبيرة 40 - حَقَّق نَجَاحاتٍ كبيرة في دراسته 41 - خَالِص التَّهَاني القلبيَّة 42 - خُصُوم القضيَّة 43 - دَارَت شكوك كثيرة حول الموضوع 44 - زَادَت إِفْرَازَات الجلد من العرق 45 - سَمِعْت تِلاوات جيدة للقرآن 46 - سَمِعْت منه جَوَابَات كثيرة 47 - صِرَاعات إقليميَّة 48 - صَلاة التَّسابيح 49 - عَزَّز الجيش اسْتِحْكَاماته على الحدود 50 - فُيُوضات إلهية 51 - قَدَّمَ احْتِجَاجاته على القرار 52 - قَدَّمَ التَّسْهِيلات المناسبة لإنهاء المشروع 53 - قَدَّمَ الخَصْم طَلَباته إلى المحكمة 54 - قَدَّمَ النّواب اسْتِجْوَابات للحكومة 55 - قُدِّمت العَطاءات في موعدها 56 - كَانَت بِدايات حياته متواضعة 57 - كَثُرت النداءات بوقف العدوان على الفلسطينيين 58 - كَثُرت تَجَاوُزَات الموظفين 59 - كَثُرت تحدِّيات العالم الأخيرة 60 - كَثِير الانْفِعالات 61 - لاقَى البحث اسْتِحْسَانات كبيرة 62 - لاقَى تصرُّفه اسْتِهْجَانَاتٍ متتابعة 63 - لِقَاءات إذاعيَّة 64 - لَمْ يقبل تَعَسُّفات الإدارة 65 - لَنَا في المكان ذِكْريات جميلة 66 - لَه نَشَاطات متعددة في المجتمع 67 - مَا أروع أَدْعِية الصباح 68 - مُجْرَيات الأحداث 69 - مَلأ الفَراغات 70 - مُنِحَ امْتِيازات كثيرة 71 - مُهَاتَرَات كثيرة 72 - نَالَ المقصِّرون الجَزَاءَات المناسبة 73 - نِزَاعات إقليمية 74 - نَشَأت بعض أحكام الشريعة عن اجْتِهَادات الفقهاء 75 - نَشَأت بينهما خِلافات بسبب الحدود 76 - هُنَاك إِرْهَاصَات بكساد اقتصادي عالمي 77 - وَضِّح أَجْوِبَتك بالرَّسم 78 - وَقَعت تَنَاحُرات شديدة بين الطرفين 79 - يَتَبَادل الناس التَّحِيَّات في الأعياد 80 - يُعَبِّر الأدب عن أَحَاسِيس الشعب
الرأي: مرفوضة
السبب: لجمع المصدر، والأصل فيه ألاّ يُثَنَّى ولا يُجْمَع.

الصواب والرتبة:
1 - أَدْخَل على المبنى بعض التحسينات [فصيحة]
2 - أسهمت الحكومة في سدِّ احتياجات الشَّعب [فصيحة]
3 - أَشْغال شاقة [فصيحة]
4 - أصدر المؤتمر توصياته [فصيحة]
5 - أَغلاط إملائية [فصيحة]
6 - إقْرارات ضَرِيبيَّة [فصيحة]
7 - أنتم بُرَآء من الذنب [فصيحة]-أنتم بَرَاء من الذنب [فصيحة]
8 - اتَّخذ الإجراءات المناسبة [فصيحة]
9 - احتمالات نجاح المشروع كبيرة [فصيحة]
10 - استغلَّه استغلالات كثيرة [فصيحة]
11 - اسْتِفْساراته كثيرة [فصيحة]
12 - الإجابات غير كافية [فصيحة]-الأجوبة غير كافية [فصيحة]
13 - التَّجمُّعات محظورة في زمن الطوارئ [فصيحة]
14 - الحسابات الجارية [فصيحة]
15 - الضَّمانات الأمنِيَّة [فصيحة]
16 - انْتِفاضات الشعوب [فصيحة]
17 - انْفِتاحات علميَّة واقتصادية [فصيحة]
18 - انْقِسامات طبيعيَّة [فصيحة]
19 - بَدَت في تصرُّفاتهم إحْسانات واضحة [فصيحة]
20 - بَلاغات المواطنين متنوعة [فصيحة]
21 - بيانات وزاريَّة [فصيحة]
22 - تَجري بيننا مُسامَرات كثيرة [فصيحة]
23 - تَجلِّيات الحق كثيرة [فصيحة]
24 - تَدْرِيبات شاقَّة [فصيحة]
25 - تراكيب أجنبيَّة [فصيحة]-تركيبات أجنبيَّة [فصيحة]
26 - تَسَلَّم الحُجَّاج تذاكر السفر [فصيحة]-تَسَلَّم الحُجَّاج تذكرات السفر [فصيحة]
27 - تَقاسِيم الوجه [فصيحة]-تقسيمات الوجه [فصيحة]
28 - تَقارير طبِّيَّة [فصيحة]-تقريرات طبِّيَّة [فصيحة]
29 - تقوم الشركة بأنشطة كثيرة [فصيحة]-تقوم الشركة بنشاطات كثيرة [فصيحة]
30 - تكثر التحزُّبات في الدول الضعيفة [فصيحة]
31 - تَمَارين رياضيَّة [فصيحة]-تمرينات رياضيَّة [فصيحة]
32 - تَمْهِيدات الموضوع [فصيحة]
33 - تهتمّ الدولة بزيادة المعاشات سنويًّا [فصيحة]
34 - توجد اختلافات كثيرة بين الفقهاء [فصيحة]
35 - جاءت النهايات مُطَمْئِنة [فصيحة]
36 - حدثت انحساراتٌ كبيرة على كافة المستويات [فصيحة]
37 - حُدود دَوْلِيَّة [فصيحة]
38 - حصل على بعض التساهيل الخاصة بالعمل [فصيحة]-حصل على بعض التسهيلات الخاصة بالعمل [فصيحة]
39 - حَقَّق انتصارات كبيرة [فصيحة]
40 - حَقَّق نجاحاتٍ كبيرة في دراسته [فصيحة]
41 - خالص التهاني القلبيَّة [فصيحة]-خالص التهنئات القلبيَّة [فصيحة]
42 - خُصُوم القضيَّة [فصيحة]
43 - دارت شكوك كثيرة حول الموضوع [فصيحة]
44 - زادت إفرازات الجلد من العرق [فصيحة]
45 - سمعت تِلاواتٍ جيّدة للقرآن [فصيحة]
46 - سمعت منه أجوبة كثيرة [فصيحة]-سمعت منه جوابات كثيرة [فصيحة]
47 - صِراعات إقليميَّة [فصيحة]
48 - صلاة التسابيح [فصيحة]-صلاة التسبيحات [فصيحة]
49 - عَزَّز الجيش اسْتحكاماته على الحدود [فصيحة]
50 - فُيُوضات إلهية [فصيحة]
51 - قَدَّمَ احْتِجاجاته على القرار [فصيحة]
52 - قَدَّمَ التساهيل المناسبة لإنهاء المشروع [فصيحة]-قَدَّمَ التساهيل المناسبة لإنهاء المشروع [فصيحة]
53 - قَدَّمَ الخَصْم طلباته إلى المحكمة [فصيحة]
54 - قَدَّمَ النُّواب استجوابات للحكومة [فصيحة]
55 - قُدِّمَت العَطاءات في موعدها [فصيحة]
56 - كانت بِدايات حياته متواضعة [فصيحة]
57 - كَثُرت النداءات بوقف العدوان على الفلسطينيين [فصيحة]
58 - كَثُرت تَجاوزات الموظفين [فصيحة]
59 - كثرت تحدِّيات العالم الأخيرة [فصيحة]
60 - كَثِير الانْفعالات [فصيحة]
61 - لاقى البحث استحسانات كبيرة [فصيحة]
62 - لاقى تصرُّفه استهجاناتٍ متتابعة [فصيحة]
63 - لِقاءات إذاعيَّة [فصيحة]
64 - لم يقبل تَعَسُّفات الإدارة [فصيحة]
65 - لنا في المكان ذِكْريات جميلة [فصيحة]
66 - له أَنْشِطة متعدّدة في المجتمع [فصيحة]-له نَشَاطات متعددة في المجتمع [فصيحة]
67 - ما أروع أَدْعِية الصباح [فصيحة]
68 - مُجْرَيَات الأحداث [فصيحة]
69 - مَلأَ الفَراغات [فصيحة]
70 - مُنِحَ امْتيازات كثيرة [فصيحة]
71 - مُهَاتَرات كثيرة [فصيحة]

سهف

سهف


سَهَفَ(n. ac. سَهْف)
a. Writhed, was in agony, in the throes of death.

سَهِفَ(n. ac. سَهَف)
a. Was dying of thirst; was wasting away.

إِسْتَهَفَa. Depreciated, disparaged.

سَهْفa. Fish-scales.

سُهَاْفa. Thirst.
سهف
السَّهْفُ: تَشَحُّطُ القَتيل، يَسْهَفُ في نَزْعِهِ واضطِرِابِهِ. والسّاهِفُ: العَطْشَانُ، والسُّهَاف: العُطَاشُ. والسَّهٍفُ: اليابِسُ الحَلْقِ الذي لا يَرْوى. وساهِفُ الوَجْهِ. مُتَغَيِّرُه.
(سهف)
الدب سهفا وسهافا وسهيفا صَاح والقتيل أَو الذَّبِيح تشحط واضطرب فِي نَزعه وَدَمه

(سهف) سهفا وسهافا اشْتَدَّ عطشه فَهُوَ سهف وساهف وَهِي سهفة
باب الهاء والسين والفاء معهما س هـ ف، س ف هـ مستعملان

سهف: السَّهْفُ: تَشَحُّطُ القتيل، يَسْهَفُ في نَزْعه واضطرابه، قال:

ماذا هنالك من أسوان مكتئب ... وساهف ثمل في صَعْدَةٍ قِصَمِ

والسَّهْفُ: حرشف السمك خاصة. سفه: السَّفَهُ والسَّفاهُ والسّفاهةُ: نقيضُ الحِلْم. وسَفِهُتَ ْأحلامُهم. وسَفُهَ الرَّجلُ: صار سفيهاُ. وسفه حلمه، ورأيه ونفسه، إذا حملها على أمرٍ خطأ. وقولُ اللهِ عزّ وجلّ: إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ

مثل [قولهم] : صَبَر نفسه، ولا يقال: سَفِهت زيداً ولا صَبَرته.

سهف: السَّهَفُ والسُّهافُ: شِدَّةُ العَطَش، سَهِفَ سَهَفاً، ورجل

ساهِفٌ ومَسْهوفٌ: عطشان. ورجل ساهِفٌ وسافِهٌ: شديدُ العطَشِ. وناقةٌ

مِسْهافٌ: سريعة العطش. والسَّهْفُ: تَشَحُّط القتيل في نَزْعِه واضْطِرابُه؛

قال الهُذَليّ:

ماذا هنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ،

وساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ قَصِمِ؟

وسَهَفَ القتيلُ سَهْفاً: اضْطَرَب. وسَهَفَ الدُّبُّ سَهِيفاً: صاح.

وسَهفَ الإنسان سَهَفاً: عَطِشَ ولم يَرْوَ، وإذا كَثُرَ: سُهافاً.

والسَّهْفُ: حَرْشَفُ السمك خاصَّة.

والمَسْهَفَةُ: المَمَرُّ كالمَسْهَكَةِ؛ قال ساعدة بن جؤية:

بِمَسْهَفَةِ الرِّعاء إذا

هُمُ راحُوا، وإن نَعَقوا

ابن الأعرابي: يقال طعامٌ مَسْفَهَةٌ وطعامٌ مَسْهَفَةٌ إذا كان يَسْقي

الماء كثيراً. قال أَبو منصور: وأَرى قول الهذلي وساهِفٍ ثَمِلٍ من هذا

الذي قاله ابن الأَعرابي. الأَصمعي: رجل ساهِفٌ إذا نُزِفَ فأُغْمِي عليه،

ويقال: هو الذي أَخذه العطش عند النَّزْعِ عند خروج رُوحه؛ وقال ابن

شميل: هو ساهِفُ الوجه وساهِمُ الوجه مُتَغَيِّره؛ وأَنشد لأَبي خراش

الهُذَليّ:

وإن قد تَرى مني، لِما قد أَصابَني

من الحُزْنِ، أَني ساهِفُ الوجه ذو هَمِّ

وسَيْهَف: اسم.

سهف
ابن دريد: السَّهَفُ - بالتحريك -: شدة العطش، يقال: سَهِفَ - بالكسر - يَسْهَفُ سَهَفاً فهو ساهِفٌ، ورجل مَسْهُوْفٌ: كثير الشراب للماء لا يكاد يروى، أصابه السُّهَافُ؛ مثل العُطَاشِ سواء.
وقال الليث: السَّهْفُ - بالفتح -: تشحط القتيل في نزعه واضطرابه، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
ماذا هنالك من أسْوَانَ مُكْتَئبٍ ... وساهِفٍ ثمل في صعدةٍ حِطَمِ حِطَمٌ: جمع حِطْمَةٍ؛ مثال قِصْدَةٍ وقَصَدٍ، ويروى: " قِصَمِ "، والسّاهِفُ: الهالك: وقيل: العطشان. وقال الأصمعي: رجل ساهِفٌ: إذا نُزِفَ فأغمي عليه، ويقال: هو الذي أخذه العطش عند النزع عند خروج روحه.
وقال ابن الأعرابي: طعام مَسْهَفَةٌ؛ ومَسْفَهَةٌ على القلب: إذا كان يسقي الماء كثيراً.
ورجل ساهِفُ الوجه: أي متغيره، ويروى بيت أبي خِرَاش الهذلي:
وإن قد بدا مني لما قد أصابني ... من الحزن أني ساهِفُ الوجه ذو هم
ويروى: " ساهِمُ الوجه ".
والسَّهْفُ: حرشف السمك خاصة.
وقال ابن دريد: سَنْهَفٌ: اسم، والنون زائدة، وهو من السَّهَفِ وهو شدة العطش.
وقال غيره: اسْتَهَفَ فلان فلاناً وازْدَهَفَه: أي استخفه.
سهـف
السَّهْفُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ علَى مَا فِي النُّسَخِ المُصَحَّحَةِ من الصِّحاحِ، وَقد وُجِدَ فِي بَعْضِها علَى الهامِش، وعليهِ إِشارَةُ الزِّيَادَةِ، قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ تَشَحُّطُ الْقَتِيلِ، واضْطِرَابُهُ فِي نَزْعِهِ، ونَصُّ العَيْنِ: يَسْهَفُ فِي نَزْعِهِ، واضْطِرَابِهِ، قَالَ سَاعِدةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:
(مَاذَا هُنَالِكَ مِنْ أَسْوَانَ مُكْتَئِبٍ ... وسَاهِفٍ ثَمِلٍ صَعْدَةٍ قِصَمِ)
قَالَ اللَّيْثُ أَيضاً: السَّهْفُ: حَرْشَفُ السَّمَكِ خَاصَّةً. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: السَّهَفُ، بالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الْعَطَشِ، يُقَال: سَهِفَ، كَفَرِحَ، يَسْهَفُ، سَهَفاً، وَهُوَ سَاهِفٌ. يُقَال: رَجُلٌ مَسْهُوفٌ: كَثِيرُ الشُّرْبِ لِلْمَاءِ، لَا يَكَادُ يَرْوَي: وَكَذَلِكَ رَجُلٌ سَاهِفٌ، يُقَال: أَصَابَهُ السُّهَافُ، كغُرَابٍ مِثْل الْعُطَاشِ سَواء.
والسَّاهِفُ: الْهَالِكَ، ويُقَال: الَّذِي خَرَجَ رُوحُه، ويُقَال الْعَطْشَانُ، كالسَّافِهِ، أَو مَن غَلَبَهُ الْعَطَشُ عنْدَ النَّزْعِ، عِنْدَ خُرُوجِ رُوحِهِ، أَو الذِي نُزِفَ فأُغْمِيَ عَلَيْهِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وبكُلِّ ذَلِك فُسِّرِ قَوْلُ سَاعِدَةَ السَّابِقُ. يُرْوَي بَيْتُ أَبي خِرَاشٍ الهُذَلِيِّ: وَإِن قد تَرَى مِنّي لِمَا قد أَصَابَنِي مِنَ الْحُزْنِ أَنِّي سَاهِفُ الْوَجْهِ ذُو هَمِّ أَي: مُتَغَيِّرُهُ، قَالَهُ ابْن شُمَيْلٍ، ويُرْوَي، سَاهِمُ الوَجْهِ.
يُقَال: طَعَامُ فُلانٍ مَسْهَفَةٌ، ومَسْفَهَةٌ، علَى القَلْبِ، إِذا كَان يَسْقِى الْمَاءَ كَثِيراً قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَرَى قَوْلَ الهُذَلِيِّ:) وسَاهِف ثَمِلٍ (مِن هَذَا. واسْتَهَفَهُ، اسْتِهَافاً، اسْتَخَفَّهُ، وَكَذَلِكَ: ازْدَهَفَهُ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: نَاقَةٌ مِسْهافٌ: سَرِيعَةُ العَطَشِ.
والمَسْهَفَةُ: المَمَرُّ، كالمَسْهَكَةِ، قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(بِمَسْهَفَةِ الرِّعَاءِ إذَا ... هُمُ رَاحُوا وإنْ نَعَقُوا)
كَذَا فِي اللِّسَانِ، وَلم أَجِدْهُ فِي شِعْرِهِ. وسَيْهَفٌ، كصَيْقلٍ: اسْمٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ.
وَفِي الجَمْهَرَةِ: سَنْهَفٌ، والنُّونُ زائدةٌ.)
وسَهَفَ الدُّبُّ، سَهِيفاً: صَاحَ.

ال

ال
ال [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف يدخل على الاسم النكرة لتعريفه، وهمزته همزة وصل مفتوحة، وهو نوعان الأوّل: (أل {العهديّة، والآخر:} أل) الجنسيّة أو الاستغراقيّة، ويدخل على (لا) النافية "اشتريت جريدة ثم قرأت الجريدة: (أل) هنا عهديّة- الهاتف اللاسلكيّ مستعمل في أجهزة الشرطة- {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً. فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} - {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}: (أل) هنا جنسيّة أو استغراقيّة".
2 - اسم موصول يدخل على الفعل المضارع، ويستعمل هذا الأسلوب للدلالة على القابليّة مثل: اليُذاب أي القابل للذّوبان، كما يدخل على اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة مثل: الداعي، المدعوّ، الكريم "*ما أنت بالحكم التُرْضَى حكومته*: "ال" موصولة دخلت على الفعل المضارع- {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} - {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} ".
3 - سابقة لازمة لبعض الأعلام " {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} ". 

ال



اَلْ is a particle of determination: (Mughnee &c.:) or, accord. to some, it is a conjunct noun, and this is the correct opinion; but some say it is a conjunct particle; and some, a particle of determination: (I 'AK p. 40:) [it is equivalent to our article The;] as in الرَّجُلُ [The man]: (S and K in art. لوم, and I 'Ak p. 48:) accord. to Kh, [what is termed] the determinative is اَلْ [altogether, and therefore it is called by some “the determinative alif and lám“]; but accord. to Sb, it is the ل alone; [wherefore it is called by some, as in the S &c., “the lám of determination;”;] so that accord. to Kh, the hemzeh is a hemzeh of disjunction; but accord. to Sb, it is a hemzeh of conjunction: (I 'Ak ubi suprà:) [J says,] the ل being quiescent, the conjunctive ا is prefixed to it in order that it may commence therewith; but when it is conjoined with what precedes it, the ا is dropped, as in لِلرَّجُلِ. (S in art. لوم.) Sometimes the Arabs suppress hemzeh after it; and sometimes they also suppress the ا of the article itself: thus, for الأَحْمَرُ, they say الَحْمَرُ, and لَحْمَرُ. (Zj, cited in TA in art. ايك.) In the dial. of some of the people of El-Yemen, (TA in art. ام, q. v.,) or in the dial. of Himyer, (TA in art. طيب,) امْ is used in the sense of ال. (TA.) b2: It is used to distinguish a noun as known [to the hearer or reader in a particular and definite sense]: (Mughnee, I 'Ak ubi suprà:) first, by its being mentioned [before]; (Mughnee;) as in [the words of the Kur 73:15 and 16,] كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ [Like as we sent unto Pharaoh an apostle, and Pharaoh disobeyed the apostle]; (Mughnee, I 'Ak;) in which case, the pronoun may supply the place which it and the noun that it accompanies occupies: secondly, by its being conceived in the mind; as in [the Kur ix. 40,] إِذْ هُمَا فِى الغَارِ [When they two were in the cave]: and thirdly, by its being applied to a thing present; and accord. to Ibn-'Osfoor, this does not occur except after nouns of indication, as in جَآءَ نِى هٰذَا الرَّجُلُ [This man (lit. this, the man,) came to me]; or after أَىّ in calling, as in يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ [O man]; or after إِذَا denoting a thing's happening suddenly, or unexpectedly, as in خَرَجْتُ فَإِذَا الأَسَدُ [I went forth, and lo, there was the lion]; or after the noun denoting the present time, as اَلْآنَ [Now]: but this requires consideration; for you say to the reviler of a man in you presence, لَا تَشْتِمِ الرَّجُلَ [Revile not thou the man]; and because that which is after إِذَا does not render determinate anything present at the time of speaking; and because that in الآن is really redundant, being inseparable, which the determinative is never known to be: the good example in this case is the saying in the Kur [v. 5], اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ [This day I have completed for you your religion]. (Mughnee.) b3: It is also used to denote the species: first, to denote the totality of the individuals of the species; and this may have its place supplied by كُلّ used in its proper sense; (Mughnee, I 'Ak * ubi suprà;) as in [the Kur iv. 32,] وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا [For man was created weak]: secondly, to denote the totality of the properties of the individuals, or the combination of all those properties in one thing; and this may have its place supplied by كُلّ used in a tropical sense; as in زَيْدٌ الرَّجُلُ عِلْمًا [Zeyd is the man in respect of knowledge; as though he combined in himself the knowledge of all the individuals of his species]; i. e., he is the complete, or perfect, [or we would rather say, preeminent,] in knowledge; and hence, [in the Kur ii. 1,] ذٰلِكَ الكِتَابُ [That is the book, or scripture; as though combining in itself the excellences of all other books or scriptures; or meaning that is preeminently the book, or scripture]: and thirdly, to denote the quiddity, or essence; and this may not have its place supplied by كُلّ used either properly or tropically; as in the saying, [in the Kur xxi. 31,] وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ [And we have made of water (meaning, accord. to common opinion, sperma genitale,) everything living]; or, accord. to some, it is used in this case to distinguish a thing as known [in a particular sense] by its being conceived in the mind. (Mughnee.) b4: It is also used to denote predominance of application; as in المَدِينَةُ [The city], meaning the city of the Apostle; and الكِتَابُ [The book], meaning the book of Seebaweyh: and in this case, it may not be suppressed, except when the noun is used vocatively, or when it is prefixed to another noun which it governs in the gen. case; and in some anomalous instances, as in هٰذَا عَيُّوقٌ طَالِعًا [This is the star Capella, rising], originally العَيُّوقٌ. (I 'Ak p. 51.) [In a case of this kind, it is said in the Mughnee to be redundant; but I think it is clearly not so in any of the instances here mentioned, except the last; and this I would rather assign to a category yet to be noticed, in which ال is certainly redundant, and, by rule, inseparable.] b5: It is also prefixed to a noun transferred from its original application to that of a proper name; it being so prefixed to convey an allusion to the original signification; and such noun being generally an epithet, as حَارِثٌ; but sometimes an inf. n., as فَضْلٌ; and sometimes a generic noun, as نُعْمَانٌ; so that in any of these cases you may prefix ال, saying الحَارِثُ and الفَضْلُ and النُّعْمَانُ, with a view to the original signification; and you may suppress it, with a view to the actual state [which is that of a proper name]: for when you mean that a name of this kind is given as one ominous of good, you prefix the ال in order to indicate this; as when you say الحَارِثُ with a view to a person's being thus named to prognosticate that he will live and be a tiller, or cultivator; but when you only consider it as a proper name, you do not prefix the ال: thus the prefix ال conveys a meaning not obtained without it; and therefore it is not redundant, as some assert it to be. (I 'Ak p. 50.) [The author of the Mughnee is one of those who consider ال redundant in this case.] b6: It is in some cases redundant: and in some of these, it is inseparable; as in [a proper name which cannot be used with a view to an original application from which it has been transferred to that of a proper name though it may have been so transferred, such as] اللَّاتُ, which is the name of a certain idol that was at Mekkeh [so called because a man used to moisten سَوِيق with clarified butter, for the pilgrims, at the place thereof]; and, accord. to some, [as before mentioned,] in الآنِ; and in the conjunct nouns الَّذِى and its variations, accord. to those who hold that a noun of this kind is rendered determinate by its complement: in other cases, where it is redundant, it is separable; and this is when it is prefixed to a proper name by poetic licence, as in بَنَاتُ الأَوْبَرِ for بَنَاتُ أَوْبَرَ, a species of truffle; or, accord. to Mbr, this is not a proper name, and the ال is not redundant; and when it is prefixed to a specificative, as in طِبْتَ النَّفْسَ for طِبْتَ نَفْسًا, accord. to the Basrees, who hold, in opposition to the Koofees, that the specificative may only be indeterminate; (I 'Ak p. 49;) [and, in like manner, as redundant and separable,] it is irregularly prefixed [by poetic licence] in الأَمْسِ [q. v.], when it is left in its original form with kesr. (T.) b7: Accord. to the Koofees, and some of the Basrees, and many of the later authors, it may also supply the place of the affixed pronoun; and such they hold to be the case in the saying in the Kur [lxxix. 41], فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأوِى [Verily Paradise, it shall be his place of abode]; and in مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسَنٍ الوَجْهُ [I passed by a man beautiful in his face]; and ضُرِبَ زَيْدٌ الظَّهْرُ وَالبَطْنُ [Zeyd was beaten, his back and his belly]; when الوجه and الظهر and البطن are thus in the nom. case: but those who deny its being used in this manner hold that لَهُ is to be understood in the verse of the Kur, and مِنْهُ in the other examples: and Ibn-Málik restricts the licence to cases not including the صِلَة [or complement of ال used in the manner which is here next to be explained]. (Mughnee.) b8: It is also a conjunct noun in the sense of الَّذِى and its variations; and as such is prefixed to an act. part. n., and to a pass. part. n., and, as some say, to a simple epithet; (Mughnee, and I' Ak p. 43;) as الضَّارِبُ [which is equivalent to الَّذِى يَضْرِبُ], and المَضْرُوبُ [which is equivalent to الَّذِى ضُرِبَ], and الحَسَنُ الوَجْهِ: (I 'Ak:) but this last not to be regarded, as it cannot be rendered by means of a verb. (Mughnee.) As such, also, it is sometimes prefixed to an adverbial noun, (Mughnee and I 'Ak,) extraordinarily; (I 'Ak;) as in the saying, مَنْ لَا يَزَالُ شَاكِرًا عَلَى يلْمَعَهْ
فَهْوَ حَرٍ بِعِيشَةٍ ذَاتِ سَعَهْ [Whoso ceases not to be grateful, or thankful, for what is with him, or what he has, he is worthy of a state of life such as is attended with plenty.] (Mughnee and I 'Ak.) As such it is also sometimes prefixed to a nominal proposition; as in the saying, مَنَ القَوْمِ الرَّسُولُ اللّٰهِ مِنْهُمْ
لَهُمْ دَانَتْ رِقَابُ بِنَي مَعَدِّ [Of the people of whom is the apostle of God, of those to whom the necks of the sons of Ma' add have become abased]. (Mughnee and I 'Ak.) And as such it is also sometimes prefixed to a verbal proposition, of which the verb is an aor. ; which shows that it is not [in this case] a particle of determination; (Mughnee;) as in the phrase, صَوْتُ الحِمَارِ اليُجَدَّعُ [The voice of the ass that has his ear, or ears, cut off]. (T and Mughnee.) But all these three cases are peculiar to poetry; contrary to the opinion of Akh, and, with respect to the last case, to that of Ibn-Málik. (Mughnee.) [Respecting the last instance, see also art. جدع.] Another instance of its usage prefixed in this sense to an aor. is the saying, مَا أَنْتَ بِالْحَكَمَ التُرْضَى حُكُومَتُهُ [Thou art not the judge whose judgment is approved]; (IAmb, T, I 'Ak) a saying of ElFarezdak: (IAmb, T:) it is an extraordinary case; (I 'Ak;) and is [said to be] an instance of a bad poetic license, the like of which in prose would be an error by common consent. (Expos. of the Shudhoor edh-Dhahab.) In like manner, one says, accord. to Az, هٰذَا اليَضْرِبُكَ, meaning This is he who beats thee; and رَأَيْتُ اليَضْرِبُكَ I saw him who beats thee; and هٰذَا الوُضِعَ لِلشِّعْرِ This is what is appropriated to poetry. (T: [in which this last ex. is perhaps intended to intimate that the prefixing of ال in this manner to a verb is allowable only in poetry.]) b9: The Arabs also say, هَوَ الحَصِينُ أَنْ يُرَامَ وَ هُوَ العَزِيزُ أَنْ يُضَامَ, meaning أَحْصَنُ مِنْ أَنْ يُرَام وَأَعَزُّ مِنْ ذَنْ يُضَام [He is more strongly fortified, or protected against attack, than that he will be sought, or desired, and he is more mighty than that he will be injured; i. e., too strongly fortified, or protected against attack, to be sought, or desired, and too mighty to be injured: see مِن.] (TA in art. لوم. [But الحِصْنُ is there erroneously put for الحَصِينُ.]) A2: Among strange usages, is that of أَلْ as an interrogative, mentioned by Ktr; as in أَلْ فَعَلْتَ in the sense of هَلْ فَعَلْتَ [Didst thou do? or hast thou done?]. (Mughnee.) إِلٌّ Anything which has a quality requiring it to be regarded as sacred, or inviolable; which has some right pertaining to it: and thus used in particular senses here following. (R, TA.) b2: Relationship; or nearness with respect to kindred; (Fr, T, S, M, R, K;) as also ↓ إِلَّةٌ, (Fr, T, K,) of which the pl. is إِلَلٌ. (K.) So in the Kur [ix. 8], لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلَّا (Fr, T) They will not regard, with respect to you, relationship; (Bd, Jel;) accord. to some. (Bd.) And so in a trad. of 'Alee, يَخُونُ العَهْدَ وَ يَقْطَعُ الإِلَّ [He is unfaithful to the covenant, and cuts the tie of relationship]. (TA.) Hassán Ibn-Thábit says, لَعَمْرُكَ إِنَّ إِلَّكَ مِنْ قُرَيْشٍ
كَإِلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأْلِ النَّعَامِ [By thy life, thy relationship to Kureysh is like the relationship of the young camel to the young of the ostrich]. (S.) b3: Good origin. (K.) So, accord. to some, in a saying of Aboo-Bekr, which see below. (TA.) b4: I. q. مَعْدِنٌ, (K,) or مَعْدِنٌ صَحِيحٌ [as meaning A place, or person, whence a thing, or person, originates, free from imperfection, or from everything that would induce doubt or suspicion or evil opinion]. (El-Muärrij, TA: [in which the verse of Hassán cited above is given as an ex. of this signification.]) b5: A compact, or covenant; or one by which a person becomes responsible for the safety, or safe-keeping, of a person or thing; syn. عَهْدٌ: (AO, Aboo-Is- hák, T, S, M, R, K:) a confederacy, or league; syn. حِلْفٌ; (Aboo-Is-hák, T, M, K;) and so, accord. to some, in the Kur ubi suprà: (Bd:) a covenant between two parties by which either is bound to protect the other; syn. جُوَارٌ: (Aboo-Is-hák, T, R:) a promise, or an assurance, of security or safety; or indemnity; syn. أَمَانٌ; (K;) a meaning which it has, accord. to some, in the verse of the Kur cited above. (TA.) Hence, وَفِىُّ الإِلِ A fulfiller, performer, or keeper, of the compact, or covenant. (TA, from a trad.) b6: Lordship; syn. رُبُوبِيَّةٌ. (M, K.) So in the Kur ubi suprà, accord. to some. (Bd.) And so in the saying of Aboo-Bekr, above referred to, when he heard the rhyming prose of Museylimeh, هٰذَا كَلَامٌ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ إِلٍّ [This is language which did not proceed from lordship]: so explained by A 'Obeyd: (Suh, TA:) or it has here another signification, mentioned before; the meaning being, which did not come from the origin whence came the Kur-án: or, accord. to some, it has here the signification next following. (TA.) b7: Revelation, or inspiration. (K, TA.) b8: الإِلُّ also signifies God: [like the word אֵל or rather 165 as used in Hebrew:] (T, S, M, K:) so say Mujáhid and Esh-Shaabee: (T:) and so it is said to signify in the verse of the Kur cited above: (T, TA:) [and so it seems to signify in the saying of Aboo-Bekr, also cited above, accord. to the M:] but Aboo-Is- hák disallows this; and so does Suh, in the R. (TA.) Ibn-El-Kelbee says, (M,) when إِلُّ ends any name, it has this meaning, and is the complement of a prefixed noun; and so إِيلُ; (M, K;) as in جَبْرَئِلُّ [and جَبْرَئِيلُ &c.]; and so say most of the learned: (TA:) but this is not a valid assertion; for were it so, جَبْرَئِلُّ and the like would be perfectly decl.: (M:) some say that these names are constructed inversely, after the manner of the language of the 'Ajam; ال and ايل meaning servant, and the first part of the name being a name of God. (Suh, TA.) A2: I. q. شَخْصٌ [used in a pl. sense]. (Mughnee in art. إِلَّا. [See what is said to be an ex. of this meaning in a verse of Dhu-r-Rummeh cited in art. الا in the present work.]) b2: [It is said that] إِلٌّ is also syn. with جَارٌ [A neighbour; &c.]. (K: [and so, accord. to the TA, in the M; but I have consulted the M without finding this explanation, and think it to be probably a mistranscription for جُوَارٌ, (see above,) as in the T and R.]) إِلَّةٌ: see إِلٌّ.

أَمْرٌ إِلَّىٌّ A thing, or an affair, relating, or attributable, to الإِل, meaning either God, or revelation or inspiration. (TA.)

جعد

جعد

1 جَعُدَ, aor. ـُ inf. n. جُعُودَةٌ (S, A, Msb, K) and جَعَادَةٌ, (K,) said of hair, (S, A, Msb, K,) It was, or became, crisp, or curly, or twisted, and contracted; (Msb;) was, or became, the contr. of سَبْط, (K,) or of مُسْتَرْسِل: (Msb:) or was, or became, short: (Kr, K:) and جَعِدَ, [aor. ـَ (Msb, TA,) inf. n. جَعَدٌ, (TA,) signifies the same; (Msb, TA;) as also ↓ تجعّد. (K.) b2: (assumed tropical:) It became contracted, and compacted in lumps; (L;) as also ↓ تجعّد; (L, K; *) said of earth, (K,) or of moist earth. (L.) [The inf. n.] جُعُودَةٌ is also sometimes used in describing the state of the froth, or foam, of a camel's mouth, when it is accumulated. (S.[See جَعْدٌ.]) b3: Also, said of a cheek, inf. n. جُعُودَةٌ, (assumed tropical:) It was rough, or coarse, and short; contr. of أَسُلَ. (L.) 2 جعّدهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. تَجْعِيدٌ, (S, A, Msb,) He crisped, or curled, or twisted, and contracted, it; (Msb;) made it the contr. of سَبْط, (K,) or of مُسْتَرْسِل; (Msb:) or made it short: (K:) namely, hair. (S, A, Msb, K.) 5 تَجَعَّدَ see 1, in two places.

جَعْدٌ, applied to hair, (S, A, Msb, K,) Crisp, or curly, or twisted, and contracted; (Msb;) contr. of سَبْطٌ (K,) or of مُسْتَرْسِلٌ: (Msb:) or short. (Kr, K.) b2: Applied to a man, (S,) Having hair such as is termed جَعْد: (S, Msb, K:) [or] so جَعْدُ الشَّعَرِ: (A, TA:) fem. with ة: (S, Msb, K:) pl. جِعَادٌ. (A, Msb.) b3: As an epithet of praise, it has two meanings; namely, (assumed tropical:) Compact in limbs, and strong in make; not flabby, nor of slack, or incongruous, make; (L;) or big, or bulky, and compact; (Ham p. 238;) or, as some say, light, or active: (TA:) and having crisp, or curly, not lank, hair; because lankness is the prevalent characteristic of the hair of the Greeks and Persians; and crispness, or curliness, is the prevalent characteristic of the hair of the Arabs: but very crisp, or frizzled, or woolly, hair, like that of the Zenj and the Nubians, is disapproved. (L.) b4: [Hence,] (tropical:) Generous; bountiful; munificent; (T, S, A, K;) alluding to a man's being an Arab of generous disposition, because the Arabs are characterized by crisp, or curly, hair. (A.) As did not know جعد in this sense; but it occurs in many verses of the Ansár. (T, TA.) b5: As an epithet of dispraise, it has also two meanings; namely, (assumed tropical:) Short, and incongruous in make: (L:) [contr. of سَبْطٌ:] b6: and (tropical:) Niggardly; (As, T, S, L, K;) as also جَعْدُ اليَدَيْنِ, (S, K,) and جَعْدُ الأَنَامِلُ, (S,) and جَعْدُ الأَصَابِعُ, (A,) or this signifies (assumed tropical:) having short fingers, (K,) and جَعْدُ البَنَانِ, and جَعْدُ الكَفِّ, (Har p. 96,) and جَعْدُ الجَنَانِ; (A;) contr. of [سَبْطُ اليَدَيْنِ, and]

سبطُ اليَدِ and سبطُ البَنَانِ [&c.]: (Har ubi suprà:) and mean; ungenerous; base: (L:) and جَعْدُ القَفَا (tropical:) mean, or ignoble, in respect of rank, quality, reputation, or the like. (A, K.) b7: A camel having much fur: (K:) or having crisp, or curly, and abundant, fur. (S.) [Hence,] أَبُو الجَعْدِ a surname of The camel. (L.) b8: (assumed tropical:) Soft moist earth; as also ثَعْدٌ: (S:) or moist earth. (K.) b9: (assumed tropical:) A mess of the kind called حَيْس that is thick, (L, K,) not flowing; (L;) as also ↓ مُجَعَّدٌ. (L, K.) IAar cites the following words of a poet, accusing a woman of foul conduct: ↓ وَتَخْلِطُ بِالمَأْقُوطِ حَيْسًا مُجَعَّدًا [And she mixes thick حيس with the food prepared with أَقِط]; meaning, she confounds men together, and does not select him who is to have intercourse with her. (L.) b10: (assumed tropical:) Froth, or foam, accumulated upon the fore part of the mouth of a camel. (S, * L.) And جَعْدُ اللُّغَامِ (assumed tropical:) A camel having froth, or foam, accumulated upon the fore part of his mouth. (S, * L, K. *) b11: (assumed tropical:) A cheek rough, or coarse, and short; not أَسِيل. (L, K.) And (assumed tropical:) A round face, with little مِلْح [or beauty], (K, TA,) or, as in some copies of the K, لَحْم [or flesh]. (TA.) And قَدَمٌ جَعْدَةٌ (tropical:) A short foot; (A, TA;) characteristic of low origin. (TA.) b12: It is also applied, in the manner of an intensive epithet, to the plant called صِلِّيَان; and in like manner, with ة, to the plant called بُهْمَى. (TA.) b13: نَاقَةٌ جَعْدَةٌ (assumed tropical:) A she-camel compact in make, and strong. (TA.) مُجَعَّدٌ: see جَعْدٌ, in two places.

مُتَجَعِّدٌ Moist earth contracted, and compacted in lumps. (L in art. عقد.)
(ج ع د) : (جَعْدَةُ) بْنُ هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ الْمَخْزُومِيُّ ابْنُ أُمِّ هَانِئٍ فَاخِتَةَ جَعْدًا فِي (صه) .

جعد


جَعُدَ(n. ac. جَعَاْدَة
جُعُوْدَة)
a. Was curly, crisp, frizzed, crimped.

جَعَّدَa. Curled; frizzed, crimped.

تَجَعَّدَa. see Ib. Was rumpled, crumpled, creased.

جَعْد
(pl.
جِعَاْد)
a. Curly, crisp; frizzed, crimped (hair).

جُعَيْدِيّ
a. Miser.
b. Low, illbred, vulgar.
(جعد)
الشّعْر وَغَيره جعودة وجعادة اجْتمع وتقبض والتوى وَقصر وَيُقَال جعد الخد وجعد الثرى وجعد الزّبد فَهُوَ جعد (ج) جعاد

(جعد) الشّعْر وَغَيره جمعه وَيُقَال حيس مجعد غليظ مُجْتَمع
ج ع د : جَعُدَ الشَّعْرُ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا جُعُودَةً إذَا كَانَ فِيهِ الْتِوَاءٌ وَتَقَبُّضٌ فَهُوَ جَعْدٌ وَذَلِكَ خِلَافُ الْمُسْتَرْسِلِ وَامْرَأَةٌ جَعْدَةٌ وَقَوْمٌ جِعَادٌ بِالْكَسْرِ وَجَعَّدْتُ الشَّعْرَ تَجْعِيدًا. 
ج ع د: شَعْرٌ (جَعْدٌ) بِوَزْنِ فَلْسٍ بَيِّنُ (الْجُعُودَةِ) وَقَدْ (جَعُدَ) الشَّعْرُ مِنْ بَابِ سَهُلَ وَ (جَعَّدَهُ) صَاحِبُهُ (تَجْعِيدًا) . وَ (الْجَعْدُ) أَيْضًا مُطْلَقًا الْكَرِيمُ. وَ (جَعْدُ) الْيَدَيْنِ وَجَعْدُ الْأَنَامِلِ هُوَ الْبَخِيلُ وَرُبَّمَا أُطْلِقَ فِي الْبَخِيلِ أَيْضًا وَلَمْ تُذْكَرْ مَعَهُ الْيَدُ. 
جعد
شعَر جَعْدٌ، وقد جَعُدَ جُعُوْدَةً، وقوم جِعَاد وجُعُود. وهو تجعْدُ اليَدَيْنِ: للبَخِيْل، وجَعْدُ الأصَابع: لِقَصِيْرِها. ووَجْة جَعْدٌ: مُسْتَديْرٌ قَليلُ الملْح. وهو جَعْدُ القَفَا: لَئِيمُ الحَسَب. وثَرَىً جَعد: نَدٍ.
وزَبَدٌ جَعْدٌ: إذا صارَ على خَطْم البَعير ِبَعْضُه على بعض. والذئْبُ يُكنًى أبا جَعْدَة لِبُخْلِه. وقيل: الجَعْدَةُ: الرخْلَة، وكُنيَ بها لأنه يَقْصِدُها. والجَعدةُ: حَشِيْشَة تَنْبُتُ على شاطىء الأنْهار.
وجَعَادِيْدُ اللًبَنِ: هي أوَلُ ما يَفْتَحُ الإحْلِيْلُ عِندَ أول اللَبَأ فَيَخْرُجُ اللبَنُ مُصَمَّغاً، لا واحِدَ لها.
ج ع د

شعر جعد، وقد جعد جعودة، ورجل جعد الشعر، وقوم جعاد، وجعد شعره تجعيداً. قال:

قد يتمتني طفلة أملود ... بفاحم زينه التجعيد

ومن المجاز: ثرًى جعد، ونبات جعد. ورجل جعد الأصابع، وجعد البنان: للبخيل. وأما قولهم: جعد للجواد فمن للكناية عن كونه عربياً سخياً، لأن العرب موصوفون بالجعودة. قال:

هل يروين ذودك نزع معد ... وساقيان سبط وجعد

أي عجمي وعهربي، لأنهما لا يتفاهمان فلا يشتغلان بالكلام عن السقي. وزبد جعد: متراكم. قال ذو الرمة:

تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها ... واعتم بالزيد الجعد الخراطم

ورجل جعد القفا: لئيم الحسب. قال:

امسح من الدرمك عندي فاكاً ... إني أراك رجلاً كذاكا

جعد القفا قصيرة رجلاكا

وقدم جعدة: قصيرة. وقال شريح لرجل: إنك لسبط الشهادة، قال: إنها لم تجعد عني.
[جعد] شَعْرٌ جَعْدٌ بيّن الجُعودَةِ. وقد جَعُدَ شعرُهُ، وجَعَّدَهُ صاحبه تَجْعيداً. ورجلٌ جَعْدٌ وامرأةٌ جَعْدَةٌ. ويقال للكريم من الرجال: جَعْدٌ، فأما إذا قيل فلان جعد اليدين، أو جَعْدُ الأنامِلِ، فهو البخيل. وربما لم يذكروا معه اليد. قال الراجز: يا أحسن الناس مناط عقد * لا تعدليني بظرب جعد - ويكنى الذئب أبا جعدة، وأبا جعادة، وليس له بنت تسمَّى بذلك. قال الكميت يصفه: ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بَناتِهِ * جَعَلْتُ له حظا من الزاد أو فرا - وقال عبيد بن الأبرص: وقالوا هي الخَمرُ تُكْنى الطِلا * كما الذِئْبُ يُكْنى أَبا جَعْده - أي كنيته حسنة وعلمه منكر. والجعدة: نبت على شاطئ الانهار. وجعدة: أبوحى من العرب، وهم جعدة ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، منهم النابغة الجعدى. وقد يوصف زبد البعير بالجعودة، إذا كان بعضه فوق بعض، يقال جعد اللغام. قال ذو الرمة: تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها * واعتم بالزبد الجعد الخراطيم - وثرى جَعْد، مثل ثَعْدٍ، إذا كان ليِّناً. وبعيرٌ جَعْدٌ، أي جَعْدُ الوبر كثيره. 
جعد: جَعْد، الجعد: والصلب وما لا يلين (ملر ص17).
جَعِد: مجتمع متقبض ملتوٍ (بوشر).
جَعْدَة: فوليون، أرطالس، نبات ذكر منه المستعيني ثلاثة أصناف: 1 - الجعدة الجبلية، 2 - الجعدة الحّرايئيَّة، 3 - : مسك الجن- ومعجم المنصوري يذكر صنفين: الجعدة الكبيرة وتسمى الحرانية والجعدة الصغيرة وتسمى عشبة النمل.
وجعدة: سيسارون كبير، جزر أبيض (بوشر بربرية، دومب 59).
وجَعَدَة: جَرْف (براكس، مجلة الشرق والجزائر 8: 284). جعدة القنى: نبات اسمه العلمي: Adiantum Capillius Veneris ( ابن البيطار 1: 126 ولم تذكر في مخطوطتنا بل ذكرت في ترجمة سونثيمر) وفي معجم فريتاج: قنا الجعدة وربما كان هذا خطأ.
جعدي. لوف الجعدي: ايرن، الصقارة (نبات). (بوشر).
جعيد: دهماء، رعاع (هلو).
جعيدة (جُعَيْدَة؟): في مخطوطة (ن) من المستعيني أن الصنف الأول من الجعدة الجعدة الجبلية يسمى في سراقوسة جعيدة. جعيدي (أنظر دي ساسي مختارات 3: 369): وغد، نذل، صعلوك، شحيح، بخيل، حقير، متشرد. (بوشر).
وجُعَيدِي في محيط المحيط نسبة إلى جُعَيد وكان جعيد هذا رجلا من أهل مصر كان يطوف على الناس لابسا قلنسوة ذات أجراس، وفي يده دف ينقر عليه وينشد مدائح مرتجلة يستعطي عليها، فتبعه جماعة في هذه الصناعة وهم المعروفون بالجعيدية نسبة إليه. وتطلق هذا النسبة على من كان من لئام الناس تشبيها له بالجعيدي.
جعيدية: أوغاد، أوباش، لئام الناس (بوشر).
أجْعَدُ، أجعد الشعر: قصير الشعر متقبض ملتو (فوك، بوشر، كرتاس 28).
وفي المعجم اللاتيني- العربي: Cincinni ( وصوابه Cincinnatus) أجعد مفتول مكسر.
جعد
جعُدَ يَجعُد، جُعودةً وجَعادةً، فهو جَعْد وأَجْعَدُ
• جعُد الشَّعرُ: اجتمع وتقبَّض وتعقّد والتوى، عكسه استرسل "جعُد الكفُّ/ الخدّ". 

تجعَّدَ يتجعَّد، تجعُّدًا، فهو مُتجعِّد
• تجعَّد الشَّعرُ/ تجعَّد الوجهُ: مُطاوع جعَّدَ: اجتمع وتقبَّض والتوى، كانت فيه تجعُّدات وخطوط "تجعَّد القماشُ". 

جعَّدَ يجعِّد، تجعيدًا، فهو مُجعِّد، والمفعول مُجعَّد
• جعَّد الشَّعرَ: لواه وثناه "حرَصت على تجعيد شعرها في المنزل باستعمال آلات خاصّة".
• جعَّد وجهَه: جعل فيه غضونًا، أزال منه النَّضارة والحيويّة "جعَّدت وجهَه متاعبُ الحياة- جعَّد القماشَ". 

أجعدُ [مفرد]: ج جُعْد، مؤ جَعْداءُ، ج مؤ جَعْداوات وجُعْد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جعُدَ. 

تجعُّد [مفرد]: ج تجعُّدات (لغير المصدر):
1 - مصدر تجعَّدَ.
2 - ما ظهر من خطوط على الوجه "تقرأ تاريخَه في تجعُّدات وجهِه". 

تجعيد [مفرد]: ج تجعيدات (لغير المصدر) وتجاعيدُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جعَّدَ.
2 - ما ظهر على الوجه من خطوط وغضون "سطَّر العمرُ تجاعيدَ وجهه". 

جَعادة [مفرد]: مصدر جعُدَ. 

جَعْد [مفرد]: ج جِعاد، مؤ جَعْدَة، ج مؤ جَعَدات وجَعْدات وجِعاد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جعُدَ ° جَعْد الأنامل/ جَعْد الكفّ/ جَعْد اليد/ جَعْد اليدين: بخيلٌ مُمْسِك- وَجْهٌ جَعْد: مستدير قليل الملاحة. 

جَعْدة [مفرد]: ج جَعَدات وجَعْدات: التواءةٌ أو طيَّة أو عِقْصة من الشَّعْر ° أبو جَعْدة: كُنية الذِّئب. 

جُعودة [مفرد]: مصدر جعُدَ. 
(ج ع د)

الجَعْد من الشَّعر: خلاف السَّبط. وَقيل: هُوَ الْقصير، عَن كرَاع. جَعُد جُعُودة وجَعادة، وتَجَعَّد، وجَعَّده صَاحبه. وَرجل جَعْد الشّعْر وَالْأُنْثَى جَعْدة، وَجَمعهَا: جِعاد. قَالَ معقل ابْن خويلد:

وسُودٍ جِعادٍ غِلاظِ الرّقا ... بِ مِثْلَهُمُ يَرْهَبُ الرَّاهب

عَني من أسَرَت هُذَيل من الْحَبَشَة أَصْحَاب الْفِيل وَجمع السَّلامَة فِيهِ اكثر.

وتُراب جَعْدٌ: نَدٍ.

وجَعْد الثَّرى، وتَجَعَّد: تقبَّض.

وزَبَد جَعْد: متراكب، وَذَلِكَ إِذا صَار بعضه فَوق بعض على خطم الْبَعِير أَو النَّاقة، قَالَ ذُو الرمة:

تَنْجُو إِذا جَعَلتْ تَدْمَي أخِسَّتُها ... واعْتَمَّ بالزَّبَد الجَعْدِ الخراطيمُ

وحَيْس جَعْد، ومُجَعَّد: غليظ غير سبط، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

خِذامِيَّة أدَّتْ لَها عَجْوةُ القُرَى ... وتخلِط بالمأْقُوط حَيْسا مُجَعَّدا

رَمَاهَا بالقبيح. يَقُول: هِيَ مخلَّطة، لَا تخْتَار من يواصلها.

وصِلِّيان جَعْد، وبهمى جَعْدةَ: بالغوا بهما.

والجَعْدة: حشيشة تنْبت على شاطئ الْأَنْهَار وتجَعَّد. وَقيل: هِيَ شَجَرَة خضراء، تنْبت فِي شعاب الْجبَال بِنَجْد. وَقيل: فِي القيعان. قَالَ أَبُو حنيفَة: الجَعْدة: خضراء وغبراء، تنْبت فِي الْجبَال، لَهَا رعثة مثل رعثة الديك، طيبَة الرّيح، تحشى بهَا الْمرَافِق.

وَرجل جعد الْيَدَيْنِ: بخيل. وَرجل جَعْدُ الْأَصَابِع: قصيرها. قَالَ:

مِن فائضِ الكفَّينِ غَيرِ جَعْدِ

وَقدم جَعْدة: قَصِيرَة من لؤمها. قَالَ العجاج:

لَا عاجِزَ الهَوْءِ وَلَا جَعْدَ الْقدَم وخَدّ جَعْد: غير أسيل. وبعير جَعْد: كثير الْوَبر.

وَقد كني بِأبي الجَعْد. وَالذِّئْب يكنى أَبَا جَعْدة وَأَبا جُعادة.

وَبَنُو جَعْدة: حَيّ من قيس. وَمِنْهُم النَّابِغَة الْجَعْدِي.

وجُعادة: قَبيلَة. قَالَ جرير:

فوارسُ أبْلَوْا فِي جُعادةَ مَصْدَقا ... وأبْكَوْا عُيونا بالدُّموع السواجمِ

وجُعَيد: اسْم. وَقيل: هُوَ الجُعَيد، بِالْألف وَاللَّام، فعاملوا الصّفة مُعَاملَة الْمَوْصُوف.

جعد: الجعد من الشعر: خلاف السبط، وقيل هو القصير؛ عن كراع. شعر جعْد:

بَيِّنُ الجُعودة، جَعُد جُعُودة وجَعادة وتَجَعَّد وجَعَّده صاحبه

تجعيداً، ورجل جعد الشعر: من الجعودة، والأُنثى جعْدة، وجمعهما جعاد؛ قال معقل

بن خويلد:

. . . . وسُود جعاد الرقا

بِ، مثْلَهُمُ يرهَبُ الراهِبُ

(* قوله «وسود» كذا في الأصل بحذف بعض الشطر الأول).

عنى من أَسرت هذيل من الحبشة أَصحاب الفيل، وجمع السلامة فيه أَكثر.

والجَعْد من الرجال: المجتمع بعضه إِلى بعض، والسبط: الذي ليس بمجتمع،

وأَنشد:

قالت سليمى: لا أُحب الجَعْدِين،

ولا السٍّباطَ، إِنهم مَناتِين

وأَنشد ابن الأَعرابي لفُرعان التميمي في ابنه مَنازل حين عقه:

وربَّيْتُه حتى إِذا ما تركتُه

أَخا القوم، واستغنى عن المسح شاربُه

وبالمَحْض حتى آضَ جَعْداً عَنَطْنَطاً،

إِذا قام ساوى غاربَ الفَحْل غارِبُه

فجعله جعداً، وهو طويل عنطنط؛ وقيل: الجَعْدُ الخفيف من الرجال، وقيل:

هو المجتمع الشديد؛ وأَنشد بيت طرفة:

أَنا الرجلُ الجَعْدُ الذي تعرفونه

(* في معلقة طرفة: الرجل الضَّرب).

وأَنشد أَبو عبيد:

يا رُبَّ جَعْدٍ فيهمُ، لو تَدْرِينْ،

يَضْرِبُ ضَرْبَ السّبطِ المقادِيمْ

قال الأَزهري: إِذا كان الرجل مداخَلاً مُدْمَج الخلق أَي معصوباً فهو

أَشد لأَسره وأَخف إِلى منازلة الأَقران، وإِذا اضطرب خلقه وأَفرط في طوله

فهو إِلى الاسترخاءِ ما هو. وفي الحديث: على ناقة جَعْدة أَي مجتمعة

الخلق شديدة. والجَعْد إِذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان: أَحدهما

أَن يكون معصوب الجوارح شديد الأَسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب، والثاني

أَن يكون شعره جعداً غير سبط لأَن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور

العجم من الروم والفرس، وجُعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب، فإِذا مدح

الرجل بالجعد لم يخرج عن هذين المعنيين. وأَما الجعد المذموم فله أَيضاً

معنيان كلاهما منفي عمن يمدح: أَحدهما أَن يقال رجل جعد إِذا كان قصيراً

متردد الخلق، والثاني أَن يقال رجل جعد إِذا كان بخيلاً لئيماً لا

يَبِضُّ حَجَره، وإِذا قالوا رجل جعد السبوطة فهو مدح، إِلاَّ أَن يكون قَطِطاً

مُفَلْفَلاً كشعر الزَّنج والنُّوبة فهو حينئذ ذم ؛ قال الراجز:

قد تَيَّمَتْنِي طَفْلَةٌ أُمْلُودُ

بِفاحِمٍ، زَيَّنَهُ التَّجْعِيدُ

وفي حديث الملاعنة: إِن جاءت به جَعْداً؛ قال ابن الأَثير: الجعد في

صفات الرجال يكون مدحاً وذمّاً، ولم يذكر ما أَراده النبي، صلى الله عليه

وسلم، في حديث الملاعنة هل جاء به على صفة المدح أَو على صفة الذم. وفي

الحديث: أَنه سأَل أَبا رُهْمٍ الغِفاريّ: ما فَعلَ النَّفَرُ السودُ

الجِعاد؟ ويقال للكريم من الرجال: جعد، فأَما إِذا قيل فلان جَعْد اليدين أَو

جعد الأَنامل فهو البخيل، وربما لم يذكروا معه اليد؛ قال الراجز:

لا تَعْذُلِيني بِضُرُبٍّ جَعْد

(* قوله «بضربّ» كذا بالأصل بالضاد المعجمة، وهذا الضبط. ولعل الصواب

بظرب، بالظاء المعجمة، كعتلّ وهو القصير كما في القاموس).

ورجل جَعْد اليدين: بخيل. ورجل جعد الأَصابع: قصيرها؛ قال:

من فائض الكفين غير جعد

وقَدَمٌ جَعْدَةٌ: قصيرة من لؤمها؛ قال العجاج:

لا عاجِز الهَوْءِ ولا جَعْد القَدَمْ

قال الأَصمعي: زعموا أَن الجعد السخي، قال: ولا أَعرف ذلك. والجعد:

البخيل وهو معروف؛ قال كثير في السخاء يمدح بعض الخلفاء:

إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابن عاتِكةَ الذي

له فَضْلُ مُلْكٍ، في البرية، غالب

قال الأَزهري: وفي شعر الأَنصار ذكر الجعد، وضع موضع المدح، أَبيات

كثيرة، وهم من أَكثر الشعراء مدحاً بالجعد. وتراب جعد نَدٍ، وثَرىً جعد مثل

ثَعْد إِذا كان ليناً. وجَعُدَ الثرى وتجعَّد: تقبض وتعقد.

وزَبَد جعد: متراكب مجتمع وذلك إِذا صار بعضه فوق بعض على خطم البعير

أَو الناقة، يقال: جعد اللُّغام؛ قال ذو الرمة:

تَنْجُوا إِذا جَعَلت تَدْمَى أَخِشَّتُها،

واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخراطيمُ

تنجو: تسرع السير. والنجاء: السرعة. وأَخشتها جمع خِشاش، وهي حَلْقة

تكون في أَنف البعير. وحَيس جَعْد ومُجَعَّد: غليظ غير سبط؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

خِذامِيَّةٌ أَدَتْ لها عَجْوَةُ القُرى،

وتَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدا

رماها بالقبيح يقول: هي مخلطة لا تختار من يواصلها؛ وصِلِّيانٌ جَعْدٌ

وبُهْمَى جعدة بالغوا بهما. الصحاح: والجعد نبت على شاطئِ الأَنهار.

والجعدة: حشيشة تنبت على شاطئِ الأَنهار وتجَعَّدُ. وقيل: هي شجرة

خضراء تنبت في شعاب الجبال بنجد، وقيل: في القيعان؛ قال أَبو حنيفة: الجعدة

خضراء وغبراء تنبت في الجبال، لها رعْثَة مثل رعثة الديك طيبة الريح تنبت

في الربيع وتيبس في الشتاء، وهي من البقول يحشى بها المرافق؛ قال

الأَزهري: الجعدة بقلة برية لا تنبت على شطوط الأَنهار وليس لها رعثة؛ قال: وقال

النضر بن شميل هي شجرة طيبة الريح خضراء، لها قضب في أَطرافها ثمر أَبيض

تحشى بها الوسائد لطيب ريحها إِلى المرارة ما هي، وهي جَهيدة يَصْلُح

عليها المال، واحدتها وجماعتها جَعْدة؛ قال: وأَجاد النضر في صفتها؛ وقال

النضر: الجعاديد والصَّعارير أَوَّل ما تنفتح الأَحاليل باللبَإِ، فيخرج

شيء أَصفر غليظ يابس فيه رخاوة وبلل، كأَنه جبن، فَيَنْدَلِصُ من الطُّبْي

مُصَعْرَراً أَي يخرج مدحرجاً، وقيل: يخرج اللبأُ أَول ما يخرج مصمغاً؛

الأَزهري: الجَعْدة ما بين صِمْغَي الجدي من اللبإِ عند الولادة.

والجعودة في الخد: ضد الأَسالة، وهو ذم أَيضاً. وخدٌّ جعد: غير أَسيل.

وبعير جعد: كثير الوبر جعْده. وقد كني بأَبي الجعد والذئب يكنى أَبا

جَعْدة وأَبا جُعادة وليس له بنت تسمى بذلك؛ قال الكميت يصفه:

ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بناته،

جَعَلْت له حظّاً من الزادِ أَوفرا

وقال عبيد بن الأَبرص:

وقالوا هي الخمر تُكْنى الطلا،

كما الذئبُ يُكْنى أَبا جَعْدَه

أَي كنيته حسنة وعمله منكر. أَبو عبيد يقول: الذئب وإِن كني أَبا جعدة

ونوِّه بهذه الكنية فإِن فعله غير حسن، وكذلك الطلا وإِن كان خاثراً فإِن

فعله فعل الخمر لإِسكاره شاربه، أَو كلام هذا معناه.

وبنو جَعْدة: حيّ من قيس وهو أَبو حيّ من العرب هو جعدة بن كعب بن ربيعة

بن عامر بن صعصعة، منهم النابغة الجعدي.

وجُعادة: قبيلة؛ قال جرير:

فَوارِسُ أَبْلَوْا في جُعادة مَصْدَقاً،

وأَبْكَوْا عُيوناً بالدُّموع السَّواجِمِ

وجُعَيْد: اسم، وقيل: هو الجعيد بالأَلف واللام فعاملوا الصفة

(* قوله

«فعاملوا الصفة» كذا بالأصل والمناسب فعاملوه معاملة الصفة).

جعد
: (الجَعْدُ من الشَّعَرِ: خِلاَفُ السَّبْطِ، أَو) هُوَ (القَصِيرُ منْه) ، عَن كُرَاع.
(جَعُدَ) الشَّعرُ، (ككَرُمَ، جُعُودةً) بالضّمّ، (وَجَادةً) ، بِالْفَتْح، وجَعِدَ، بِالْكَسْرِ، جَعَداً، كَذَا فِي الأَفعال (وتجعَّدَ، وجَعّدَه) صاحبُه تجعيداً.
(وَهُوَ جَعْدُ) الشَّعْرِ بَيِّنُ الجُعُودَةِ (وَهِي بهاءٍ) ، وجمْعهما جِعَادٌ. قَالَ مَعقِلُ بن خُوَيلد:
وسُودٌ جِعَادٌ (غِلاَظُ) الرّقا
بِ مِثلَهُم يَرْهَبُ الرّاهِبُ
(وتُرَابٌ جَعْدٌ: نَدٍ) وثَرٍ ى جَعْدٌ مثل ثَعْد إِذا كَانَ لَيِّناً.
(و) جَعِدَ الثَّرَى و (تَجَعَّد: تَقَبَّضَ) وتَعقَّدَ.
(وحَيْسٌ جَعْدٌ ومُجَعَّدٌ) ، كمُعَظَّمٍ: (غَليظٌ) غَير سَبطٍ. أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ:
خِذَامِيّة آدَتْ لَهَا عَجْوَةُ القُرَى
وتَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدَا
رَمَاهَا بالقَبِيح، يَقُول: هِيَ مُخلِّطة لَا تَختار مَن يُواصلها.
(و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ جَعْدٌ) ، أَي (كَريمٌ) جَوَادٌ، كِنَايَةٌ عَن كَوْنه عربيًّا سَخهيًّا، لأَنّ العَربَ مَوصوفون بالجُعودة، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) رَجلٌ جَعْدٌ: (بَخيلٌ) لَئيمٌ. فَهُوَ من الأَضداد وإِنْ لم يُنبِّه. وَفِي (اللِّسَان) : الجَعْد إِذَا ذُهِبَ بِهِ مَذْهَبَ المدْح فَلهُ مَعنيانِ مُستحبَّان: أَحدهما أَن يكون مَعصوبَ الجَوارِح شديدَ الأَسْرِ والخلْق غَيرَ مُسترْخٍ وَلَا مُضطَرب. وَالثَّانِي أَن يكون شَعَرُه جَعْداً غَير سَبْطِ، لأَنَّ سُبُوطَة الشَّعْرِ هِيَ الغَالبةُ على شُعورِ العَجمِ من الرُّوم والفُرْس، وجُعُودة الشَّعَرِ هِيَ الْغَالِبَة على شُعور العَرَب. فإِذا مُدَحَ الرَّجُلُ بالجَعْد لم يَخرُجْ عَن هاذين المَعنيَين. وأَمَّا الجَعْد المذموم فَلهُ أَيضاً مَعنيان كِلَاهُمَا مَنْفِيٌّ عَمَّن يُمْدَح، أَحدهما أَن يُقَال رَجلٌ جَعْدٌ إِذا كَانَ قَصيراً مُتردِّدَ الخَلْق. والثّاني أَن يُقَال رَجُلٌ جَعْدٌ، إِذا كَانَ بَخِيلاً لَئيماً لَا يَبِضُّ حَجَرُه. وإِذا قَالُوا رَجلٌ جَعْدُ السُّبوطةِ فمَدْحٌ، إِلاَّ أَن يكون قَطَطاً مُفَلْفَلاً كشَعرِ الزّنجِ والنُّوبَة فَهُوَ حِينَئِذٍ ذَمٌّ. وَفِي حَدِيث المُلاعَنَة: (إِنّ جاءَت بِهِ جَعْداً) قَالَ ابْن الأَثير: الجَعْد فِي صِفات الرِّجال يكون مَدْحاً وذَمًّا، وَلم يذْكر مَا أَرادَهُ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمهل جاءَت بِهِ على صِفة المدْح أَو الذّمّ. (كجَعْدِ اليَدَيْن) وجَعْدِ الأَنامِلِ، وَهُوَ البَخيلُ.
قَالَ الأَصمعيّ: زَعَمُوا أَنَّ الجعْدَ السَّخيُّ. قَالَ: وَلَا أَعرِف ذالك، والجَعْدُ البَخيلُ، وَهُوَ مَعْرُوف، قَالَ كُثيِّر فِي السّخاءِ يمدح بعضَ الخلفاءِ:
إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابنِ عاتِكةَ الّذي
لَهُ فَضْلُ مُلْكٍ فِي البَرِيّة غالِب
قَالَ الأَزهريّ: وَفِي شِعر الأَنصار ذِكْرُ الجَعْدِ، وُضِعَ مَوضِعَ المدْح أَبياتٌ كَثِيرَة، وهم من أَكثرِ الشُّعراءِ مَدْحاً بالجَعْد.
(و) من المَجاز: رَجلٌ (جَعْدُ القَفَا) ، إِذا كَانَ (لَئيم الحَسَبِ) . وَفِي (الْمِصْبَاح) يَرِد الجَعْدُ بمَعنَى الجَوادِ والكَريمِ والبَخيل واللَّئيم، ويُقَابِل السَّبْط، ويُوصف بقَطَطٍ كجَبَلٍ وكتِفٍ فِي الكُلُّ.
(و) من المَجَاز رَجلٌ (جَعْدُ الأَصابعِ) ، إِذا كَانَ (قَصيرهَا) وجَعْد الجَنَان، للبَخيل. (و) الجُعُودة فِي الخَدّ: ضدُّ الأَسَالةِ، وَهُوَ ذَمٌّ أَيضاً. يُقَال (خَدٌّ جَعْدٌ) ، أَي (غَيْرُ أَسِيل) .
(وبَعيرٌ جَعْدٌ: كَثِيرُ الوعبَرِ) وَقد يُكنَى البَعيرُ بِأَبي الجَعْدِ.
(و) زَبَدٌ جَعْدٌ: مُتراكِبٌ مُجتمعٌ، وذالك إِذا صَار بعضُه فَوق بعْضٍ على خَطْمِ البَعِير أَو النَّاقَة، يُقَال (جَعْدُ اللُّغَام) ، بالضّمّ، إِذا كَان (مُتَرَاكم الزَّبَدِ) ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
تَنْجُو إِذا جَعَلَت تَدْمَى أَخِشَّتُها
واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَرَاطيمُ
وأَبُو جَعْدَةَ وأَبو جَعَادَةَ، بفتْح فيهمَا ويُضمّ فِي الأَخير أَيضاً: (كُنْيَةُ الذِّئب) ، وَفِي بعض النُّسخ (كُنْيتَا الذِّئبِ) ، وَلَيْسَ لَهُ بِنْتٌ تُسمَّى بذالك، قَالَ الكُمَيْت يَصفه:
ومُسْتَطْعِمٍ يُكنَى بغَير بَنَاتِه
حَعْلُتُ لَهُ حظًّا من الزّادِ أَوْفَرَا
وَقَالَ عَبِيد بن الأَبرص:
وَقَالُوا هِيَ الخَمْرُ تُكنَى الطِّلا
كَمَا الذِّئبُ يُكنَى أَبا جَعْدَةِ
أَي كُنَيْتُه حسنةٌ وعمَلهُ منْكرٌ. أَبو عُبيد: يَقُول: الذَّئب وإِنّ كُنِيَ أَبا جَعْدةَ ونُوِّه بهاذه الكُنْية فإِنْ فعْلَه غَيرُ حسن وكذالك الطِّلا وإِن كَان خاثِراً فإِنَّ فِعْلَهُ فِعْلُ الخَمْرِ لإِسكارِه شاربَه، أَو كلامٌ هاذا مَعْنَاهُ. وَقيل: كُنِيَ بهما لبُخْله من قَوْلهم: فُلانٌ جَعْدُ اليديْن، إِذا كَانَ بَخيلاً. نقلَه شَيخنَا.
(وبَنُو جَعْدَة: حَيٌّ) من قَيس، وَهُوَ أَبو حَيّ من الْعَرَب، وَهُوَ جَعْدَةُ بن كَعْب بن رَبيعةَ بنِ عَامر بن صَعصَةَ (مِنْهُم النّابغةُ الجَعْدِيُّ) الشاعرُ الْمَشْهُور، وسيأْتاي ذِكْر النَّوابِغِ فِي الْغَيْن إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(و) من المَجاز (وَجْهٌ جَعْدٌ) ، أَي (مُستدِيرٌ قَلِيلُ المِلْح) ، كَذَا فِي (الأُصول) وَهُوَ الصّواب، وَفِي بعض (النُّسخ) (اللَّحْم) بدل المِلْح. (والجَعْدَة: الرِّخْلُ) ، بِكَسْر الراءِ وَسُكُون الخاءِ الْمُعْجَمَة، وكَكَتِفٍ: الأُنثَى من وَلَدِ الضَّأْن، نَقله الصّاغَانيّ. قيل: وَبهَا كُنِيَ الذِّئب، لأَنّه يَقْصِدها لضَعْفِها وطِيبها. كَذَا فِي (مجمع الأَمثال) .
(و) قَالَ النضْر: (الجَعَادِيدُ) والصَّغَارِير (شيْءٌ أَصْفَرُ غَليظٌ يابسٌ فِيهِ رَخَاوَةٌ وبَلَلٌ) كأَنّه جُبْنٌ، (يَخْرُج من الإِحْلِيل أَوَّلَ مَا يَنفتِحُ باللِّبَإِ) مُدحرجاً، وَقيل يَخرُج اللِّبَأُ أَوّلَ مَا يَخرُجُ مُصَمِّغاً، وَفِي (التَّهْذِيب) الجَعْدَة: مَا بَين صِنْغَي الجَدْيِ من اللِّبإِ عِنْد الوِلادة.
(وسَمَّوْا جَعْداً وجُعَيْداً) ، وَقيل هُوَ الجُعَيد، بِاللَّامِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الجَعْد من الرِّجال: المُجتمِعُ بعضُه إِلى بَعض. والسَّبطُ: الَّذِي لَيْسَ بمجتمِع. وَقيل: الجَعْدُ: الخَفيفُ من الرِّجال. وناقةٌ جَعْدَةٌ: مُجتمعةُ الخَلْق شديدةٌ. وقَدَمٌ جَعْدةٌ: قصيرةٌ من لُؤْمها، وَهُوَ مَجاز. قَالَ العجاج:
لَا عاجِزَ الهَوْءِ وَلَا جَعْدَ القَدَمْ
وصِلِّيَانٌ جَعْدٌ، وبُهْمَى جَعْدَةٌ، بالَغُوا بهما. والحَشيشَةُ تَنْبُتُ على شاطِىء الأَنهار وتَجْعُد. وَقيل هِيَ شَجرةٌ خضَراءُ تَنبُتُ فِي شِهَاب الجِبَالِ بنَجْد، وَقيل فِي القِعَان. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: الجَعْدَةُ خَضْرَاءُ وغَبراءُ تَنبُت فِي الجِبَال، لَهَا رَعْثةٌ مثْل رَعْثَةِ الديكِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ، تَنبُت فِي الرَّبِيع وتَيْبَس فِي الشِّتَاءِ، وَهِي من البُقول تُحشَى بهَا المَرافِقُ. قَالَ الأَزهريّ: الجَعْدَة بقْلةٌ بَرِّيّة لَا تَنْبُتُ على شُطوط الأَنهارِ، وَلَيْسَ لهَا رَعْثَةٌ. قَالَ: وَقَالَ النَّضْر بن شُمَيل: هِيَ شَجَرةٌ طيِّبةُ الرّيح خَضراءُ لَهَا قُضُبٌ فِي أَطْرافها ثمرٌ أَبيضُ تُحْشَى بهَا الوسائدُ لطِيبِ رِيحها، إِلى المَرارة مَا هِيَ، وَهِي جَهِيدةٌ يَصلُح عَلَيْهَا المالُ، واحدتُها وجَماعَتُها جَعْدةٌ. وَفِي حَاشِيَة شَيخنَا: الجَعْدةُ نَبْتةٌ طَيِّبةُ الرائِحةِ تَنبُت فِي الرَّبيعِ وتَجِفُّ سَرِيعا. وَكَذَا الذّئب وإِن شَرُفَ بالكُنْية فإِنه يَغدِر سَريعاً وَلَا يَبقَى على حالةٍ وَاحِدَة.
وُعَادَةُ: قبيلةٌ. قَالَ جرير:
فَوَارِسُ أَبْلَوْا فِي جُعَادَةَ معصْدَقاً
وأَبكَوْا عُيوناً بالدُّمُوعِ السَّواجمِ
وجَعْدَةُ بنُ خالدِ بن الصِّمّة الجُشَميّ وجَعْدَة بن هانىء الخَضْرميّ، وجعْدَةُ بن هُبَيْرةَ الأَشجعيّ، وجَعْدَةُ بن هُبَيْرَةَ المخزوميّ: صحابيّون. وجَعْدَةُ كَانَ لَهُ شَعْرٌ جَعْدٌ فسَمَّاه النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمجَعْدَةَ، فِي خَبرٍ لَا يَصِحّ. كَذَا فِي التَّجْرِيد.
وجُعَادَة بنُ بِلالٍ الثابتيّ وفَدَ على النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي بني عَكَ. أَورده الناشيءّ النّسابَة فِي أَنسابِ الْبشر، وَلم يذكرهُ الذَّهبيّ وَلَا ابنُ فَهد.
والجَعْد بن دِرْهمٍ مولى سُوَيْد بن غَفَلة، صاحبُ رأْي أَخَذَ بِهِ جماعَةٌ بالجزيرة، وإِليه نُسِبَ مرْوَان الحِمَار، فيُقال لَهُ الجَعْديّ، وَكَانَ إِذ ذَاك والياً بالجزيرة.
وأَمّا يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسحاق الجعْديّ فإِلى جَدّه شيخ نيسابوريّ مَشْهُور.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
[جعد] فيه: إن جاءت به جعدا، الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذماً، فالمدح أن يكون شديد الأسر والخلق، أو يكون جعد الشعر وهو ضد السبط لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم، والذم القصير المتردد الخلق، وقد يطلق على البخيل، يقال: هو جعد اليدين، ويجمع على الجعاد. ومنه ح: أنه سأل أبا رهم: ما فعل النفر السود "الجعاد". وح: على ناقة "جعدة" أي مجتمعة الخلق شديدة. ك: أما موسى "فجعد" أراد جعودة الجسم، وهو اجتماعه واكتنازه لا ضد سبوطة الشعر لأنه روى أنه رجل الشعر. ن: وكذا في وصف عيسى، ويحتمل جعودة الشعر بين القطط والسبط، وفي وصف الدجال بمعنى القصير المتردد وبمعنى البخيل.

همس

(هـ م س) : (هَمِيسٌ) هَمِيسًا فِي ر ف.
هـمس
. الهَمْسُ: الصَّوتُ الخَفِيُّ، وبِهِ فُسِّر قولُه عزّ وجَلّ: فَلَا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً، أَي صَوْتاً خَفِيّاً، من نَقْلِ أَقْدَامِهِم إِلَى المَحْشَر، وَقَالَ الأَزهريّ: يَعْنِي بِهِ وَالله أَعلم خَفْقَ الأَقْدَامِ على الأَرْض. وكُلُّ خَفِيٍّ مِنْ كَلامٍ ونَحْوِه فَهُوَ هَمْسٌ، وَقد هَمَسَ الكَلامَ هَمْساً: أَخْفَاه. وَقيل: الهَمْسُ: الكَلامُ الخَفِيُّ لَا يَكَادُ يُفْهَم، وَمِنْه الحَدِيث فجَعَل بَعْضُنَا يَهْمِسُ إلَى بَعْضٍ. وَفِي حَدِيث آخرَ: كَانَ إِذا صَلَّى العَصْرَ هَمَسَ بِشَيْءٍ لَا نَفْهَمُه، رَوَاهُ صُهَيْبٌ، رَضِيَ الله تعالَى عَنهُ. وقَال أَبو الهَيْثَمِ: إِذا أَسَرَّ الكَلامَ أَو أَخْفَاه فذلِك الهَمْسُ من الكَلامِ أَو الهَمْسُ: أَخْفَى مَا يَكُونُ من صَوْتِ وَطْءِ القَدَمِ على الأَرْضِ، ورُوِىَ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ قَالَ: ويُقَال: اهْمِسْ وصَهْ، أَي امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ. ويُقَال: هَمْساً وصَهْ، قَالَ: وَهَذَا سارِقٌ يَقُول لِصَاحِبِه، وَبِه فسَّرَ الجَوْهَرِيُّ قولَ اللهِ تعالَى السابِقَ ذِكْرُه، وَهُوَ قَرِيبٌ من قَوْلِ الأَزْهَرِيّ والفَرّاءِ. والهَمْسُ: العَصْرُ، وَقد هَمَسَه، إِذا عَصَرَه، وَيُقَال: أَخَذَه أَخْذاً هَمْساً، إِذا عَصَرَه. والهَمْسُ: الدَّقُّ. والكَسْرُ، وَبِه سُمّيَ الأَسَدُ هَمُوساً وهَمّاساً فِي قَوْلٍ.
والهَمْسُ: مَضْغُ الرَّجُلِ الطَّعَامَ والفَمُ مُنْضَمٌّ، عَن أَبي زَيْدٍ، وأَنْشَد فِي نَوَادِرِه: يَأْكُلْنَ مَا فِي رَحْلِهِنَّ هَمْسَا.
وَمِنْه أَكْلُ العَجُوزِ الدَّرْدَاءِ سُمِّيَ هَمْساً، عَن أَبِي الهَيْثَمِ، وَقيل: الهَمْسُ: المَضْغُ الَّذِي لَا يُفغَر بِهِ الفَمُ. وَقَالَ أَبو عمْرٍ و: الهَمْسُ: السَّيْرُ باللَّيْلِ، أَي بِلَا فُتُورٍ. أَو هُوَ قِلَّةُ الفُتُورِ باللَّيْلِ والنَّهَارِ، قالَهُ أَبو السَّمَيْدَعِ. وقِيلَ: الهَمْسُ: حِسُّ الصَّوتِ فِي الفَمِ، مِمّا لَا إِشْرَابَ لهُ من صَوْتِ الصَّدْرِ وَلَا جَهَارَةَ فِي المَنْطِق، ولكِنَّه كَلامٌ مَهْمُوسٌ فِي الفَمِ كالسِّرِّ، قالَه اللَّيْثُ. والحُرُوفُ المَهْمُوسَةُ عَشْرة، يَجْمَعُهَا قولُكَ: حَثّه شَخْصٌ فسَكَتَ وإِنما سُمِّيَ الحَرْفُ مَهْمُوساً لأَنه أُضْعِفَ الاعتمادُ)
فِي مَوْضِعِهِ حتّى جَرَى مَعَه النَّفَسُ، نَقله الجَوْهَرِيّ. قلتُ: وَهَكَذَا علَّلَه بِهِ سِيبَوَيْه، وَقَالَ ابنُ جِنِّى: فأَمَّا حُرُوفُ الهَمْسِ فإِنَّ الصَّوْتَ الّذي يَخْرُجُ مَعَه نَفَسٌ، ولَيْسَ من صَوْتِ الصَّدْرِ، إنّما يَخْرُج مُنْسَلاًّ. قُلْتُ: وَقد جَمَعَه بعضُ القُرّاء فِي هذِه الأبَيْاَت:
(شُهُودُ حُزْنِى خافتِى ... هَجَرْتُمُونِي سَادَتِي)

(تَرَكْتُمونِي كُلُّكُم ... ثُمَّتَ خُنْتُم صُحْبَتِي)
والهَمُوسُ، كصَبُور: السَّيّارُ باللَّيْلِ، عَن هِشامٍ، وأَنشدَ قَول أَبي زُبَيْدٍ: بَصِيرٌ بالدُّجَى هادِ هَمُوسُ. يُقَالُ: هَمَسَ لَيْلَهُ أَجْمَعَ. والهَمُوسُ: الأَسَدُ الكَسّارُ لفَرِيسَتِه، وَقيل: الشَّدِيدُ الغَمْزِ بضِرْسِه، كالهَمَّاسِ، ككَتّانٍ، وقِيلَ: سُمّيَ الأَسَدُ هَمُوساً، لأَنَّه يَهْمِسُ فِي الظُّلْمَةِ، وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: لأَنّه يَمْشِي مَشْياً بخُفْيَةٍ فَلَا يُسْمَع صَوْتُ وَطْئه. وأَسَدٌ هَمُوسٌ: يَمْشِي قَلِيلاً قَلِيلاً، وَهُوَ مَعْنَى قَولِ الجَوْهَرِيّ: الأَسَدُ الهَمُوسُ: الخَفِيُّ الوَطْءِ، قَالَ رؤْبَةُ يَصِف نَفْسَه بالشِّدَّةِ:
(لَيْثٌ يَدُقُّ الأَسَدَ الهَمُوسَا ... والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجَامُوسَا)
والهَمِيسُ، كأَمِير: صَوْت ُ نَقْلِ أَخْفافِ الإِبِلِ، وَبِه فُسِّر مَا رُوِيَ عَن ابنِ عبّاسٍ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمَا، أَنّه تَمَثَّلَ فَأَنْشَد:
(وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا ... إِنْ يَصْدُقِ الطَيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا)
وَفِي اللّسَان: أَنَّ الهَمُوسَ والهَمِيسَ جَمِيعاً كالهَمْسِ فِي جَمِيع مَا ذُكِر من المَعَانِي. والمُهَامَسَةُ: المُسَارَّةُ، كالتَّهَامُسَ، قَالَ الشّاعِر:
(فتَهَامَسُوا سِراً وقالُوا عَرِّسُوا ... فِي غَيْرِ تَمْئِنَةٍ بغيرِ مُعَرَّسِ)
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الهَمْسُ: الشِّدَّة، وأَخَذَه أَخْذاً هَمْساً، أَي شَدِيداً، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ وهَمَسَ الشَّيْطَانُ فِي الصَّدْرِ: وَسْوَسَ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّه كانَ يَتَعَوَّذُ من هَمْزِ الشَّيْطَانِ ولَمْزِهِ وهَمْسِه.
والهَمِيسُ: المَشْيُ الخَفِيُّ الحِسِّ. والهَمُوسُ، كصَبُورٍ: النَّاقَةُ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(غُرَيْرِيَّةَ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّةً ... هَمُوساً تُبَارِى اليَعْمَلاَتِ الهَوَامِسَا)
وذِئْبٌ هَامِسٌ: شَدِيدٌ. وَيُقَال: عَضٌّ هَمّاسٌ، قَالَ رُؤْبَة:
(فِي نَمِرَاتٍ لِبْدُهُنّ أَحْلاسْ ... عَادَتُهَا خَبْطٌ وعَضٌّ هَمّاسْ)
والهَمْسُ: القَبْرُ، عَن ابنِ عبّاد. وهَمَسَهُ: مَضَغَه. والمُهَامَسَةُ: المُضَارَّة. وَقد سَمَّوْا هَمَّاساً،)
وهُمَيْساً، ككّتَّانٍ وزُبَيْرٍ
همس
الْهَمْسُ: الصوت الخفيّ، وهَمْسُ الأقدام:
أخفى ما يكون من صوتها. قال تعالى: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً
[طه/ 108] .
همس:
همس يهمس الصوت يخفيه (ديوان الهذليين 2:149).
همس: تمتم الصلوات (عبد الواحد 6:218).
همس: دمدم، تذمر، قال، بصوت خفيض كلاماً (حيان - بسّام 142:3): (ولما لاح له حركة الهمس والقول فيه بنى قصبة ... ).
همس: أنظر الكلمة في معناها الأول فقط في (فوك).
همس الهَمْسُ: حِسُّ الصَّوْتِ في الفَم مِمّا لا إشْرَابَ له من صَوْتِ الصَّدْرِ ولا جَهَارَةَ في المَنْطِق. وهَمْسُ الأقدام: أخْفى ما يكون من صَوْتها. والهَمْسُ: القَبْرُ. وهو المَضْغُ، وأنْ لا يَفْغَرَ الآكِلُ الفَمَ. وهامَسَهُ: أي سارَّه.
هـ م س: (الْهَمْسُ) الصَّوْتُ الْخَفِيُّ وَهَمْسُ الْأَقْدَامِ أَخْفَى مَا يَكُونُ مِنْ صَوْتِ الْقَدَمِ قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108] وَبَابُهُ ضَرَبَ. 
هـ م س : الْهَمْسُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ وَهُوَ مَصْدَرُ هَمَسْتُ الْكَلَامَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا أَخْفَيْتَهُ وَمَا سَمِعْتُ لَهُ هَمْسًا وَلَا جَرْسًا وَهُمَا الْخَفِيُّ مِنْ الصَّوْتِ وَحَرْفٌ مَهْمُوسٌ غَيْرُ مَجْهُورٍ وَكَلَامٌ مَهْمُوسٌ غَيْرُ ظَاهِرٍ. 
[همس] فيه: الأسد "هموس"، لأنه يمشي فلا يسمع صوت لمشيته. نه: وفيه: فجعل بعضنا "يهمس" إلى بعض، الهمس: الكلام الخفي لا يكاد يفهم. ومنه: كان إذا صلى العصر "همس". و"همس" الشيطان، ما يوسوسه في الصدور. وفيه:
وهن يمشين بنا "هميسا"
هو صوت نقل أخفاف الإبل. وفي رجز مسيلمة: والذئب "الهامس" والليل الدامسن الهامس: الشديد.
هـ م س [همسا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً .
قال: الوطء الخفي والكلام الخفي وهذا يوم القيامة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
فباتوا يدلجون وبات يسري ... بصير بالدّجى هاد هموس 
(همس) - في رَجَز مُسَيْلِمة الكذاب: "والذِّئبِ الهَامِس، واللَّيلِ الدَّامِس، ما رَطْبٌ كَيَابِسٍ."
الهَامِسُ والهَمَّاسُ: الشَّدِيدُ، والهمَّاسَةُ والهَمُوسُ: الأسَدُ الشّديدُ لخفَاء صَوتِ أرجلِه.
- في حديث ابنِ عباس - رضي الله عنهما -:
* وَهُنَّ يَمشِينَ بِنَا هَمِيسَا *
: يَعنِى به صَوْت أَخْفافِ الإِبل.

همس


هَمَسَ(n. ac. هَمْس
هَمِيْس
هُمُوْس)
a. Mumbled.
b. [Ila & Bi], Whispered... to.
c. [Bi], Suggested to.
d. Stepped lightly.
e.(n. ac. هَمْس), Lowered (voice).
f. Chewed.
g. Journeyed continuously.
h. Pressed (grapes).
i. broke.
j. [ coll. ], Thrashed.

هَاْمَسَ
IIIتَهَاْمَسَa. Muttered, whispered to.

إِهْتَمَسَa. see I (a)
هَمْسa. Mumbling; pattering; faint sound.

هَمِيْسa. Pattering, soft tread.

هَمُوْس
هَمَّاْسa. Silent, noiseless.
b. Ravening (lion).
N. P.
هَمڤسَa. Inaudible.

هَمْسًا
a. Inaudibly.

الحُرُوْف المَهْمُوْسَة
a. The nonvocal letters.
[همس] الهَمْسُ: الصوت الخفيُّ. وهَمْسُ الأقدام: أخفى ما يكون من صوت القدم. قال الله تعالى: {فلا تسمع إلا همسا} . ومنه قول الراجز:

فهن يمشين بنا هميسا * والاسد الهموس: الخفى الوطئ. قال رؤبة يصف نفسه بالشدة: ليث يدق الاسد الهموسا * والاقهبين الفيل والجاموسا * والحروف المهموسة عشرةٌ يجمعها قولك: " حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ ". وإنَّما سمِّي الحرف مَهْموساً لأنَّه أُضعِفَ الاعتمادُ في موضعه حتى جرى معه النفس. 
(هـ م س)

الهَمْسُ: الْخَفي من الصَّوْت وَالْوَطْء وَالْأكل، وَقد هَمسوا الْكَلَام هَمْسا، وَفِي التَّنْزِيل: (فَلَا تَسمَعُ إِلَّا هَمْسا) .

والهَموس والهَمِيسُ جَمِيعًا، كالهْمسِ فِي جَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء، وَقيل: الهَمِيسُ: المضغ الَّذِي لَا يفغر بِهِ الْفَم، وَكَذَلِكَ الْمَشْي الْخَفي الْحس قَالَ:

وهنَّ يَمشينَ بِنا هَميسا

وَقيل الهَمسُ والهَميسُ: حس الصَّوْت فِي الْفَم مِمَّا لَا إشراب لَهُ من صَوت الصَّدْر، وَلَا جهارة فِي الْمنطق، وَلكنه كَلَام فِي الْفَم كالسر.

وتَهامسَ الْقَوْم: تساروا، قَالَ:

فَتهامَسوا سِراً وَقَالُوا عَرِّسوا ... فِي غيرِ تَمئِنَةٍ بغيرِ مُعَرَّسِ

والحروف المهموسة عشرَة أحرف، وَهِي: الْهَاء والحاء وَالْخَاء وَالْكَاف والشين وَالصَّاد وَالتَّاء وَالسِّين والثاء وَالْفَاء، ويجمعها فِي اللَّفْظ قَوْلك: " ستشحثك خصفة " قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما المهموس فحرف ضعف الِاعْتِمَاد من مَوْضِعه حَتَّى جرى مَعَه النَّفس: قَالَ بعض النَّحْوِيين: وَأَنت تعْتَبر ذَلِك بِأَنَّهُ قد يمكنك تَكْرِير الْحَرْف مَعَ جري النَّفس نَحْو، سسسس كككك، هههه، وَلَو تكلفت ذَلِك فِي المجهور لما أمكنك. قَالَ ابْن جني: فَأَما حُرُوف الهمس فَإِن الصَّوْت الَّذِي يخرج مَعهَا نفس، وَلَيْسَ من صَوت الصَّدْر إِنَّمَا يخرج منسلا، وَلَيْسَ كنفخ الزَّاي والظاء والذال وَالضَّاد، وَالرَّاء شَبيهَة بالضاد.

وَأسد هَمُوسٌ وهَمَّاسٌ: شَدِيد الغمز بضرسه قَالَ الْهُذلِيّ:

يَحمي الصَّريمةَ أُحدانُ الرّجالِ لهُ ... صَيْدٌ ومُجترِئ بالليلِ هَمَّاس
باب الهاء والسين والميم معهما هـ م س، س هـ م، س م هـ مستعملات

همس: الهَمْسُ: حسَ الصّوت في الفم ممّا لا إشرابَ له من صَوْتِ الصَّدر، ولا جَهارة في المنطق، ولكنّه كلامٌ مَهْموسٌ في الفم كالسَرِّ. وهَمْسُ الأقدامِ: أخفى ما يكون من صوت الوطء. وعن ابن عباس رضي الله عنه:

وهنَ يَهْوِينَ بنا هميسا  والشَّيطانُ يَهْمِسُ بوسواسه في الصدور.

وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه كان يتعوّذ بالله من همز الشّيطان وهمسه ولمزه

، فالهمزُ كلام من وراء القفا كالاستهزاء، واللَّمْز مواجهة. وقوله عزّ وجلّ: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً

يعني: خَفْقَ الأَقدامِ على الأرْض والهَمّاسُ: الشَّديدُ الغَمْز بضِرْسه، قال :

عادَتُهُ خَبْطٌ وعضٌّ هَمّاس ... يعدو باشبالٍ أبوها الهِرماس

سهم: استهم الرّجلان، أي: اقترعا، لقوله [عزّ وجلّ] : فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ

، وآستَهَم القوم فَسَهَمهم فلان، أي: قَرَعَهم. والسَّهْمُ: النَّصيبُ، والسَّهْمُ: واحدٌ من النَّبْل. والسّهم: القَدْحُ الذي يقارع به، والسّهم: مِقدارُ ست أذرُع في مُعاملة النّاسِ ومِساحاتهم. وبُرْد مُسَهَّمٌ: مُخَطَّطٌ، قال :

كأنَّها بعدَ أَحوالٍ مَضَيْنَ لها ... بالأَشَيَمْيِن، يمانٍ فيه تَسْهيمُ

والسُّهُوم: عبوسُ الوجْهِ من الهمّ، ويُقالُ للفَرس إذا حُمِل على كريهةِ الجَرْيِ: ساهِم الوَجْه. وكذلك الرّجل في الحرب ساهم الوجه. قال عنترة : والخَيْلُ ساهِمةُ الوُجوهِ كأنّما ... تُسْقَى فوارسُها نَقيعَ الحنظلِ

والسُّهامُ من وهَجِ الصَّيْفِ وغُبْرته، [يُقال] : سُهِمَ فلان إذا أصابه السُّهامُ. والسُّهْمَةُ: النَّصيب، تقول: لي في هذا الأمر سُهْمَةٌ، أي: نصيبٌ. والسُّهْمةُ: القَرابةُ، قال عبيد بن الأبرص :

[قد يُوصَلُ النّازحُ النّائي وقد] ... يُقْطَعُ ذو السُّهْمةِ القريبُ

سمه: سَمَهَ البعيرُ، أو الفرسُ في شوطه يَسْمَهُ سُمُوهاً فهو سامِهُ لا يَعْرِفُ الإِعياء، قال :

يا ليتنا والدَّهْرَ جَرْيَ السُّمَّهِ

والسُّمَّهَى: الباطل» .
هـمس
همَسَ/ همَسَ إلى/ همَسَ بـ يهمِس، هَمْسًا وهُموسًا، فهو هامس، والمفعول مهموس (للمتعدِّي)
• همَس فلانٌ:
1 - سار باللَّيل بلا فتور "همَس ليلَه أجمع" ° همَس بالقدم: أخفى وطأها.
2 - مشى مستخفيًا "همَستُ حتَّى لا أوقظ النِّيام".
• همَس الصَّوتَ/ همَس بالصَّوت: أخفاه "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لاَ نَفْهَمُهُ [حديث]- {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إلاَّ هَمْسًا} ".
• همَس الطَّعامَ: مضغه وشفتاه منطبقتان.
• همَس العنبَ: عصَره.
• همَس الشَّيطانُ إليه: وسوس.
• همَس إليه بحديثٍ: كلّمه بصوت خفِيّ لا يكاد يُسْمَع. 

أهمسَ يُهمس، إهماسًا، فهو مُهمِس، والمفعول مُهمَس
• أهمس الحرفَ المجهورَ: (لغ) نطقَ به مهموسًا، كنطق الدّال تاءً في اللَّهجة المصريّة، مثل: عتس بدلاً من عدس. 

تهامسَ يتهامس، تهامُسًا، فهو مُتهامِس
• تهامس الشَّخصان: تسارّا وتكلّما بكلام خفيّ "ما لكما تتهامسان؟ - حاول المتطفِّل أن يسمع تهامُسَهما". 

هامسَ يهامس، مهامسةً، فهو مُهامِس، والمفعول مُهامَس
• هامس فلانٌ فلانًا: سارّه، ناجاه "هامستْ صديقتها أثناء المهرجان". 

مَهْموس [مفرد]: اسم مفعول من همَسَ/ همَسَ إلى/ همَسَ بـ.
• المَهْموس من الكلام: غير الظَّاهر "تحدّث بكلام مهموس لم يصل سمعي".
• الأصوات المَهْمُوسة: (لغ) التي لا يتذبذب الوتران الصَّوتيّان أثناء النُّطق بها، وعلامتها أن يبقى النَّفَس جاريًا عند النُّطق بها، والحروف المهموسة هي: ف- ث- ت- ط- س- ص- ش- ك- خ- ق- ح- هـ، عكسها الأصوات المجهورة. 

هَمْس [مفرد]:
1 - مصدر همَسَ/ همَسَ إلى/ همَسَ بـ.
2 - (جد) خفض الصَّوت وضعف الاعتماد على الحرف عند خروجه.
3 - (لغ) اندفاع الهواء بعد النُّطق بحرف انفجاريّ ساكن. 

هَموس [مفرد]:
1 - خَفِيّ الوطْء "أسدٌ/ رجلٌ هَموسٌ".
2 - سيّار في اللَّيل "ذِئبٌ هَموس". 

هُموس [مفرد]: مصدر همَسَ/ همَسَ إلى/ همَسَ بـ. 

همس

1 هَمَس, aor. ـِ (A, TA,) inf. n. هَمْس (AHeyth, L, TA) and هَمِيسٌ and هُمُوسٌ, (L, TA,) He spoke inaudibly: (AHeyth, TA:) or in a low, faint, gentle, or soft, manner, (AHeyth, TA,) so as to be hardly intelligible. (TA.) It is said in a trad. فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ and some of us began to speak to others in a low, faint, gentle, or soft, manner, so as to be hardly intelligible. (TA.) And in another trad., كَانَ ذَا إِصَلَّى العَصْرَ هَمَسَ بِشَىْءٍ لَا نَفْهَمُهُ He used, when he performed the afternoon-prayer, to utter something in a low, faint, gentle, or soft manner, we not understanding it. (TA.) You say also, هَمَسَ إِلَىَّ بِحَدِيثِهِ [He uttered his discourse to me inaudibly: or in a low, faint, gentle, or soft, manner.] (A.) And الشَّيْطَانُ يَهْمِسُ بِوَسْوَسَتِهِ صَدْرَ الإِنْسَانِ [The devil speaks inaudibly in his suggesting vain or unprofitable things into the bosom of man]. (A.) And هَمَسَ الشَّيْطَانُ فِى الصَّدْرِ The devil suggested vain, or unprofitable things in the bosom; syn. وَسْوَسَ. (TA.) See also هَمْسٌ below. b2: Also, aor. and inf. n. as above, He made the faintest, or slightest, sound in treading. So in the saying, إِهْمِسْ وَصَهْ and هَمْسًا وَصَهْ Make thou the faintest, or slightest, sound in treading, and be thou silent: addressed by a thief to his companion. (TA.) And hence the saying of the Rájiz, فَهُنَّ يَمْشِينَ بِهِ هَمِيسَا And they walk with him making the faintest, or slightest, sound in treading. (S.) هَمِيسٌ also signifies The walking softly; with a soft-sounding tread: (TA:) [and so هَمْسٌ; as in the saying,] سَمِعْتُ هَمْسَ الأَخْفَافِ وَالأَقْدَامِ [I heard the soft-sounding treading of the feet of camels and of the feet of men]. (A.) See also هَمْسٌ below.

A2: هَمَسَ الصَّوْتَ, aor. ـِ inf. n. هَمْسٌ, He made the sound, or voice to be low, faint, gentle, or soft. (Msb.) And هَمَسَ الكَلَامَ, [aor. and] inf. n. as above, [He spoke in a low, faint, gentle, or soft manner; like هَمَسَ alone; lit.,] he made speech, or the speech to be low, faint, gentle, or soft. (A, TA.) A3: هَمَسَ الطَّعَامَ, (TK), [aor. and] inf. n. as above, (Az, K,) He chewed the food with the mouth closed: (Az, K, TA:) or without opening the mouth. (TA.) You say, هُوَ يَْكُلُ هَمْسًا He eats without opening his mouth. (A.) Hence, a toothless old woman's eating is termed هَمْسٌ. (AHeyth.) هَمَسَهُ also signifies [simply] He chewed it. (TA.) 3 هامسهُ, inf. n. مُهَامَسَةٌ, He spoke, or discoursed secretly to him, or with him. (A.) Yousay also, هَامَسُوا, (TK,) inf. n. as above, (K,) They spoke, or discoursed, secretly together; as also ↓ تهامسوا. (K, * TK.) 6 تَهَاْمَسَ see 3.

هَمْسٌ A low, faint, gentle, or soft, sound. (S, A, Msb, K.) So it has been explained as occurring in the words of the Kur, [xx. 107,] فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا [So that thou shalt not hear aught save] a low, faint, gentle, or soft, sound, arising from the shifting of the feet from place to place towards the scene of congregation [for the general judgment]: or, as Az thinks, the meaning here is, the sound of the patting, or pattering, of the feet (خَفْقَ الأَقْدَامِ) upon the ground. (TA.) b2: The faint, or gentle, sound of the voice in the mouth, of such kind as has no mixture of the voice of the chest, nor loudness of utterance. (Lth, K.) See also مَهْمُوسٌ. b3: And Anything low, faint, gentle, or soft, (كُلُّ خَفِىٍّ, K, TA,) of speech and the like: (TA:) [see again, مَهْمُوسٌ:] or the faintest, or slightest, sound of the feet; (S, K;) i. e., of their tread upon the ground: (TA:) so [accord. to J] in the instance in the Kur, [xx. 107,] mentioned above: (S:) and [in like manner] ↓ هَمِيسٌ signifies the sound of the shifting from place to place of the feet of camels. (K.) See also 1.

هَمِيسٌ: see 1: and see هَمْسٌ.

كَلَامٌ مَهْمُوسٌ [Speech spoken inaudibly: or in a low, faint, gentle, or soft manner, so as to be hardly intelligible: see 1: or] speech not spoken out or openly. (A, * Msb.) b2: حَرْفٌ مَهْمُوسٌ, (Msb,) or حَرْفُ الهَمْسِ, (IJ,) [A letter which is pronounced with the breath only, without the voice; a non-vocal letter; a sound with which the breath passes forth, not from the voice of the chest, but passing forth gently; (IJ;) contr. of مَجْهُورٌ: (Msb:) الحُرُوفُ المَهْمُوسَةُ are the letters (ten in number, S,) which are comprised in the saying حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتْ: (S, K: *) so called [accord. to some] because the stress is made weak in the place where any one of them occurs until the breath has passed forth with it. (Sb, S.)

همس: الهَمْس: الخفيّ من الصوت والوطء والأَكل، وقد هَمَسُوا الكلام

هَمْساً. وفي التنزيل: فلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً؛ في التهذيب: يعني به،

واللَّه أَعلم، خَفْقَ الأَقدام على الأَرض، وقال الفراء: يقال إِنه نَقْل

الأَقْدام إِلى المحشر، ويقال: إَنه الصوت الخفيّ؛ وروي عن ابن عباس أَنه

تَمَثَّل فأَنشد:

وهُنَّ يَمشِين بِنا هَمِيسَا

قال: وهو صوت نَقْل أَخفاف الإِبل، وروي عن ابن الأَعرابي قال: ويقال

اهمِسْ وصَهْ أَي امْشِ خَفِيّاً واسكت. ويقال: هَمْساً وصَهْ وهَسّاً

وصَهْ، قال: وهذا سارق قال لصاحبه: امش خفيّاً واسكت. وفي الحديث: فجعل

بعضُنا يَهْمِس إِلى بعضٍ؛ الهَمْس: الكلام الخفي لا يكاد يفهم؛ ومنه الحديث:

كان إِذا صلى العَصر هَمَسَ. الجوهري: هَمْسُ الأَقدام أَخفى ما يكون من

صوت الوطء. والأَسد الهَمُوس: الخفيّ الوطء؛ قال رؤبة يصف نفسه بالشدة:

لَيْثٌ يدُقّ الأَسَدَ الهَمُوسا،

والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجاموسَا

والشيطان يُوَسْوِس فيَهْمِس بوسواسه في صدر ابن آدم. وروي عن النَّبي،

صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كان يتعوذ باللَّه من هَمْزِ الشيطان

ولَمْزِه وهَمْسه؛ هو ما يُوَسْوِسُه في الصدر. والهمز: كلام من وراء القَفَا

كالاستهزاء، واللمز: مُواجَهَة. قال أَبو الهيثم: إِذا أَسرَّ الكلام

وأَخفاه فذلك الهَمْس من الكلام. قال شمر: الهَمْسُ من الصوت والكلامِ ما لا

غَوْر له في الصدر، وهو ما هُمِس في الفم.

والهَمُوس والهَمِيس، جميعاً: كالهَمْس في جميع هذه الأَشياء، وقيل:

الهَمِيسُ المضْغُ الذي لا يُفْغَر به الفم، وكذلك المشْي الخفيّ الحِسِّ،

وإِذا مضَغ الرجل من الطعام وفُوه منضمٌّ، قيل: هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً؛

وأَنشد:

يأْكُلن ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا

والهَمْس: أَكل العجوز الدَّرْداء. والهَمْسُ والهَمِيسُ: حِسّ الصوت في

الفم مما لا إَشْرابَ له من صوت الصدر ولا جهارَة في المنطق ولكنه كلام

مَهْمُوس في الفم كالسِّرِّ.

وتَهَامَسَ القومُ: تسارُّوا؛ قال:

فَتَهامَسوا سِرّاً وقالوا: عَرِّسُوا

في غَير تَمْئِنَةٍ بغير مُعَرَّسِ

والحروف المَهْموسة عشرة أَحرف يجمعها قولك «حَثَّه شَخْصٌ فَسَكَت» وفي

المحكم: يجمعها في اللفظ قولك «سَتَشْحَثُك خَصَفَه» وهي الهاء والحاء

والخاء والكاف والشين والصاد والتاء والسين والثاء والفاء؛ قال سيبويه:

وأَما المَهْمُوس فحرف ضَعُف الاعتمادُ من موضعه حتى جرى معه النَّفَس؛ قال

بعض النحويين: وأَنت تعتبر ذلك بأَنه قد يمكنك تكرير الحرف مع جَرْي

الصوت نحو «سسس كككك هههه» ولو تكلفت ذلك في المجهور لما أَمكنك. قال ابن

جني: فأَما حروف الهَمْس فإِن الصوت الذي يخرج معها نَفَس وليس من صوت

الصدر، إِنما يخرج مُنْسلاً وليس كنفخ الزاي والظاء والذالِ والصادِ والراءُ

شبيهة بالضاد.

الأَزهري: وأَخذته أَخذاً هَمْساً أَي شديداً، ويقال: عَصْراً. وهَمَسَه

إِذا عَصره؛ وقال الكميت فجعل الناقة هَمُوساً:

غُرَيْرِيَّة الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّة،

هَمُوساً تُبارِي اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا

وفي رجز مسيلمة: والذئبُ الهامِس والليل الدَّامس؛ الهامِس: الشديد.

وأَسد هَمُوس وهَمَّاس: شديد الغَمْز بضرسه؛ قال الهذلي:

يَحْمِي الصَّرِيمَةَ، أُحْدانُ الرجالِ له

صَيْدٌ، ومُجْتَرِئٌ باللَّيْل هَمَّاس

والهَمُوس: من أَسماء الأَسد لأَنه يَهْمِس في الظلمة ثم جُعل ذلك اسماً

يعرف به؛ يقال: أَسد هَمُوس؛ قال أَبو زبيد:

بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوس

قال أَبو الهيثم: سمي الأَسد هَمُوساً لأَنه يَهْمِس هَمْساً أَي يمشي

مشياً بخُفْيَة فلا يُسْمَع صوتُ وطئه. وأَسد هَمُوس: يمشي قليلاً قليلاً.

يقال: هَمَسَ لَيْلَه أَجمع.

همس
الهَمْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيّ، ومنه قوله تعالى:) فلا تَسْمَعُ إلاّ هَمْسا (أي: صَوْتاً خَفِيّاً من وَطْءِ أقْدامِهِم إلى المَحْشَرِ.
وكُلُّ خَفيٍّ: هَمْسٌ. وقال صُهَيْب - رضي الله عنه -: إنَّ رَسول الله - صلى الله عليه وسلّم - كانَ إذا صلّى هَمَسَ بِشَيْءٍ لا نَفْهَمُه. وفي حديثِ لَيْلَةِ التَّعْرِيْسِ: قال أبو قَتَادَةَ - رضي الله عنه -: جَعَلَ بعضُنا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: ما الذي تَهْمِسونَ به؟ قُلْنا: تَفْرِيْطُنا في صَلاتِنا، فقال: ليسَ في النَّوْمِ تَفْرِيط. وفي الحديث الآخَر: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - كانَ يَتَعَوَّذ من هَمْزِ الشَّيْطانِ ولَمْزِه وهَمْسِه. فالهَمْزُ: كلامُ من وَرَاءِ القَفا، واللَّمْز: مُوَاجَهَةٌ.
والشَّيْطان يُوَسْوِسُ فَيَهْمِسُ بوَسْواسِه في صُدُورِ بَني آدَم، وهو قَوْلُه تعالى:) أعُوذُ بك من هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ، وأعُوذُ بكَ رَبِّ أنْ يَحْضُرونِ (أي مِن نَزَغاتِ الشَّيَاطِيْنِ الشّاغِلَةِ عن ذِكْرِ الله تعالى.
وقال أبو الهَيْثَم: إذا أسَرَّ الكَلامَ وأخفاه: فذلك الهَمْسُ من الكلام.
وهَمْسُ الأقْدَام: أخْفى ما يكون مِن صَوْتِ القَدَمِ.
ويُقال: أخَذْتُه أخْذاً هَمْساً: أي شَديداً، ويقال: عَصْراً، ويقال: هَمَسَه: إذا عَصَرَه.
والهَمُوْسُ والهَمّاسُ: الأسَد الشديد الوَطْء، قال رؤبة:
لَيْثٌ يَدُقُّ الأسَدَ الهَمُوْسا ... والأقْهَبَيْنِ الفِيْلَ والجاموسا
وقال رؤبة أيضاً:
في نَمِرَاتٍ وِرْدُهُنَّ أحْلاسْ ... عادَتُهُ خَبْطٌ وعَضُّ هَمّاسْ جَعَلَ زُبْرَتَه في ارْتِفاعِها كالحِلْسِ على كَتِفَيْهِ. وقيل: يُقال له هَمُوْسٌ وهَمّاسٌ لأنَّهُ إذا أخَذَ شَيْئاً عَصَرَه، يقال: هَمَسَ إذا عَصَرَ، قال العجّاج:
لُيُوْثٌ هَيْجى لم تُرَمْ بأبْسِ ... ينفِيْنَ بالزَّأْرِ وأخْذٍ هَمْسِ
عن باحَةِ البَطْحاءِ كُلَّ جَرْسِ
وقيل: الهَمُوْسُ: الذي يَكْسِرُ فَرِيْسَتَه؛ مِنَ الهَمْسِ وهو الكَسْر. قال هِشام: الهَمُوْسُ: الذي يَسِيْرُ باللَّيْلِ، وأنشد لأبي زُبَيْد حَرْمَلَة بن المُنذِر الطائيّ:
فَباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْرِي ... بَصِيْرٌ بالدُّجى هادٍ هَمُوْسُ
ويروى: " غَمُوْسُ ". وقال الأزهريّ: الهَمُوْسُ: من أسماء الأسَد؛ لأنّه يَهْمِس في الظُّلْمَةِ، ثمَّ جُعِلَ ذلك اسماً يُعْرَفُ به.
وجَعَلَ الكُمَيْت النّاقَةَ هَمُوْساً فقال:
فهذا لهذا واقْر هَمَّكَ لم أجِد ... قِرى الهَمِّ إلاّ الواخِدَاتِ العَرامِسا
غُرَيْرِيَّةَ الأنْسابِ أو شَدْقميَّةً ... هَمُوْساً تٌباري اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا
يُرِيدُ لا تَمَسُّ الأرْضَ أخْفافُها إلاّ رَيْثَما تَرْفَعُها.
وقال أبو السَّمَيْدَع: الهَمْسُ: قِلَّةُ الفُتُورِ باللَّيْلِ والنَّهارِ.
وقال أبو عمرو: الهَمْسُ: السَّيْرُ باللَّيْلِ.
وقال الليث: الهَمْسُ: حِسًّ الصَّوْتِ في الفَمِ مِمّا لا إشْرابَ له من صَوْتِ الصَّدْرِ ولا جَهَارَةَ في المَنْطِق، ولكنَّهُ كلامٌ مَهمُوْسُ.
والحُرُوْفُ المَهْموسَة: عشرَةٌ، يَجْمَعُها قَوْلُكُ: حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ، وإنَّما سُمِّيَ الحَرفُ مَهموساً لأنَّه أُضْعِفَ الاعْتِمادُ في مَوْضِعِه حتى جرى مَعَهُ النَّفَسُ.
ويقال: اهْمِسْ وصَهْ: أي امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ. ويقال: هَمْساً وصَهْ؛ وهَسّاً وصَهْ، وهذا سارِقٌ قالَ لِصاحِبِهِ: امْشِ خَفِيّاً واسْكُتْ.
والهَمِيْس: صوتُ نَقْلِ أخْفَافِ الإبل، وذُكِرَ عن ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما - أنَّه قال:
وهُنَّ يَمْشِيْنَ بنا هَمِيْساً ... إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيْسا
وإذا مَضَغَ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعامِ وفُوْهُ مُنْضَمٌّ قيل: هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً، قاله أبو زَيد، وأنشد في نَوادِرِه:
لقد رأيْتُ عَجَباً مُذْ أمْسا ... عَجائزاً مِثْلَ الأفاعي خَمْسا
يَأْكُلْنَ ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا ... لا تَرَكَ اللهُ لهنَّ ضِرْسا
قيهم عَجُوزٌ لا تُسَاوي فَلْسَا ... لا تأكُلُ الزُّبْدَةَ إلاّ نَهْسا
وروى غيرُ أبي زَيد: " مِثْلَ السَّعالي ". وقال أبو الهَيْثَم: الهَمْسُ: أكْلُ العَجوزِ الدَّرْداءِ.
وهَمَسَه: أي مَضَغَه.
وقال ابن عبّاد: الهَمْسُ: القَبْرُ.
والمُهَامَسَة: المُسَارَّة، وكذلك التَّهامُسُ.
والتَّركيب يدل على خَفاءِ صَوْتٍ وحِسٍّ.
هـ م س

همس الكلام: أخفاه همساً، وكلام مهموس. وحروف مهموسة: غير مجهورة " فلا تسمع إلاّ همساً " وهمس إليّ بحديثه. قال:

قد خطب النوم إليّ نفسي ... همساً وأخفى من نجيّ الهمس

وما بأن أطلبه من بأس

والشيطان يهمس بوسوسته في صدر الإنسان، وهامسته مهامسة: ساررته. وهو يأكل همساً: لا يفغر فاه بالأكل. وسمعت همس الأخفاف والأقدام. وأسد همّاسٌ.

صور

(صور) : الصَّوْرُ: اللِّيتُ.
(صور) صورا مَال واعوج فَهُوَ أصور وَهِي صوراء (ج) صور
صور: {فصرهن}: ضمهن. وقيل: أملهن. {في الصور}: جمع صورة وفي التفسير: هو قرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام. 
(ص و ر) : (الصُّورَةُ) عَامٌّ فِي كُلِّ مَا يُصَوَّرُ مُشَبَّهًا بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ ذَوَاتِ الرُّوحِ وَغَيْرِهِ وَقَوْلُهُمْ وَيُكْرَهُ التَّصَاوِيرُ الْمُرَادُ التَّمَاثِيلُ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا فِي الْمُتَّفَقِ أَنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ وَيُقَال لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ثُمَّ قَالَ «الْبَيْتُ الَّذِي فِيهِ صُورَةٌ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ» (ابْنُ صُورِيَا) بِالْقَصْرِ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ.
صور حوش [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه خرج إِلَى صور بِالْمَدِينَةِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: الصُّور جمَاعَة النّخل الصغار وَهَذَا جمع على غير لفظ الْوَاحِد وَكَذَلِكَ الحائش جمَاعَة النّخل وَلَيْسَ لَهُ وَاحِد على لَفظه وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِنَّه كَانَ أحب مَا استتر بِهِ إِلَيْهِ عِنْد حَاجته حائش نخل أَو حَائِط وَقَالَ الأخطل: (الْكَامِل)

وَكَأن ظُعن الْحَيّ حائِشُ قَرْية ... داني الجَناة وطيّبُ الأثْمارِ -]

صور


صَوِر(n. ac. صَوَر)
a. Leant, inclined.

صَوَّرَa. Formed, fashioned, shaped; pictured, painted; drew;
represented; imagined, fancied.
b. [ coll. ], Photographed.

أَصْوَرَa. Bent, inclined; broke; demolished.

تَصَوَّرَa. Pass. of II.
b. Imagined.

إِنْصَوَرَa. Was bent; bent.
b. Was demolished.

صَوْر (pl.
صِيْرَان [] )
a. Bank; side.
b. Small palmtrees.

صَوْرَة []
a. Itching, itch.
b. Inclination, bend.

صُوْرa. Horn.
b. Tyre.

صُوْرَة [] (pl.
صُِوَر
[صِوَر
9 ])
a. Form, shape, figure; image; picture; portrait.
b. Exterior, appearance, aspect.
c. Manner, fashion.
d. Character; kind, species.
e. Formula.

صُِوَار [صِوَاْر]
a. Herd, drove of cattle.

مُصَوِّر [ N.
Ag.
a. II], Painter; sculptor.
b. [ coll. ], Photographer.

تَصْوِيْرَة (pl.
تَصَاْوِيْر)
a. Painting, picture; effigy, statue.
b. Image; representation.

تَصَوُّر
a. Idea, conception; imagination, fancy.

تَصَوُّرِيّ
a. Imaginary.

صُوْرَةً
a. Outwardly; in appearance; apparently.
(صور) - في الحديث : "ألا أعلمك كَلِماتٍ لو قُلتَهن وعليك مثل صَوْر، غُفر لك".
قيل: صَوْر: اسم جَبَل، وفي رواية: مثل صِيرٍ.
- وفي صفة مشيته - صلى الله عليه وسلم -: "كان فيه شيء من صَوَر"
: أي مَيَلٌ، ويُشْبِه أن تكون هذه الحالُ إذا جدَّ به السيرُ، لا خِلقة. وقد صَوِرَ فهو أَصْور وصَوِر، وصُرْتُه وأَصَرْتُه: أَملْته.
- وفي صفة الجَنَّة: "وتُرابُها الصِّوار".
وفي رواية: " وحِصْلِبُها" وهو التُّراب بمعنى المِسْك، وأَصْوِرَةُ المِسْك: نَوافِجُه.
- في الحديث: "تَعهَّدوا الصِّوارَين فَإنَّهما مقَعَد الملَك": أي مُلْتَقَى الشِّدْقَيْن: أي تَعهَّدُوهما بالنَّظَافَة - في حديث ابن عمر: "إني لأُدنِي الحائِضَ مِنّى وما بي إليها صَوَرَة"
من الصَّوَر، وهو العطف أي شَهْوَة تَصُورُنيِ إليها.
- في صحيح مسلم: "يتصَوَّرُ المَلَك على الرَّحِم"
يقال: ضَربتُه ضربةً تَصوَّر منها: أي سقَطَ، وتَصَوَّرتُ الأَمَر: عَلِمت حَقِيقَته.
ص و ر: (الصُّورُ) الْقَرْنُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [الأنعام: 73] قَالَ الْكَلْبِيُّ: لَا أَدْرِي مَا الصُّورُ. وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ (صُورَةٍ) مِثْلُ بُسْرَةٍ وَبُسْرٍ أَيْ يُنْفَخُ فِي صُورِ الْمَوْتَى الْأَرْوَاحُ. وَقَرَأَ الْحَسَنُ: « {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ} [الأنعام: 73] » بِفَتْحِ الْوَاوِ. وَ (الصِّوَرُ) بِكَسْرِ الصَّادِ لُغَةٌ فِي الصُّوَرِ جَمْعُ صُورَةٍ. وَ (صَوَّرَهُ تَصْوِيرًا) (فَتَصَوَّرَ) وَ (تَصَوَّرْتُ) الشَّيْءَ تَوَهَّمْتُ (صُورَتَهُ فَتَصَوَّرَ) لِي. وَ (التَّصَاوِيرُ) التَّمَاثِيلُ. وَ (صَارَهُ) أَمَالَهُ مِنْ بَابِ قَالَ وَبَاعَ. وَقُرِئَ: {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [البقرة: 260] بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِهَا، قَالَ الْأَخْفَشُ: يَعْنِي وَجِّهْهُنَّ. وَ (صَارَ) الشَّيْءَ أَيْضًا مِنَ الْبَابَيْنِ قَطَعَهُ وَفَصَلَهُ: فَمَنْ فَسَّرَهُ بِهَذَا جَعَلَ فِي الْآيَةِ تَقْدِيمًا وَتَأْخِيرًا تَقْدِيرُهُ: فَخُذْ إِلَيْكَ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ. 
صور وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عمر -] إنّي لأُدْنِي الحائضَ مِنِّي وَمَا بِي إِلَيْهَا صَوَرَةٌ إِلَّا ليعلم الله أَنِّي لَا أجْتَنِبُها لِحَيْضها. قَوْله: صَوَرَةٌ يَقُول: ليسَ بِي مَيل إِلَيْهَا لشَهوة وأصل الصَوَرة الْميل وَمِنْه قيل لمائل الْعُنُق: أصْور [قَالَ الأخطل يذكر النِّسَاء:

(الوافر)

فَهُنَّ إليّ بالأعناق صُورُ

أَي موائل وَقَالَ لبيد: (الْبَسِيط)

مِن فَقْد مولى تَصُورُ الحيَّ جَفْنتُه ... أَو رُزْء مَال ورُزْء المَال يُجْتبَرُ

يَعْنِي أَن الْجَفْنَة تُميل الحَيّ إِلَيْهَا ليطعموا] . وَالَّذِي أَرَادَ ابْن عمر من إدْناء الْحَائِض الخِلافَ على الكفّار لأنّ الْمَجُوس لَا يُدنُونَ مِنْهُم الْحَائِض وَلَا تقرَّب أحدا مِنْهُم. / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عمر -] وَرَأى 133 / الف قوما فِي الحجّ لَهُم هَيْئَة أنكرها فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الداجُّ وَلَيْسوا بالحاج.
ص و ر

في عنقه صور: ميل وعوج، ورجل أصور، وهو أصور إلى كذا إذا مال عنقه ووجهه إليه. قال:

فقلت لها غضّي فإني إلى التي ... تريدين أن أحبو بها غير أصور

وصار عنقه إليه، وصار وجهه إليّ: أقبل به، وصرت أنا عنقه، وصرت الغصن لأجتني الثمر. وعن مجاهد أنه كره أن يصور شجرة مثمرة لأن ذلك يضرها. وعصفور صوّار: يجيب إذا دعي. وصار الحاكم الحكم: قطعه وفصله. وأجد في رأسي صورة: حكة لأنه يصوره حينئذ إلى الفالي. وأراد أعرابيّ أن يتزوج امرأة فقال له آخر: إذاً لا تشفيك من الصورة، ولا تسترك من الغوره؛ أي لا تفليك ولا تظلّك عند الغائرة. وتقول: لا أنساك متى لاح الصوار، أو فاح الصوار؛ أي البقر والنافجة. قال:

إذا لاح الصوار ذكرت ليلى ... وأذكرها إذا نفح الصوار

وصوره فتصور. وتصورت الشيء. ولا أتصور ما تقول.

ومن المجاز: هو يصور عروفه إلى الناس. وقال:

من فقد مولًى تصور الحيّ جفنته

وأرى لك إليه صورة: ميلة بالمودة. وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: إني لأدني الحائض وما بي إليها صورة إلا ليعلم الله أني لا أجتنبها لحيضها.
صور
الصوَرُ: المَيَلُ، والنَعْتُ أصْوَرُ وصَوِرٌ. والرَّجُلُ يَصُوْرُ عُنُقَه إلى الشَيْءِ وَبصِيْرُه: أي مالَ نَحْوَه، وأصَرْتُه إصَارَةً: بمَعْناه. وقَوْلُه عَزَ وجَل: " فَصُرْهُنَ إليك " أي شَقِّقْهُنَّ إليكَ. وصارَهُ عن وَجْهِه واصْطَارَه: أي ثَنَاه. والمُصْطَارُ: الفَرَسُ يَصْطَارُ الحِمَارَ عن جِهَتِه، وقيل: الذي يَصِيْدُ حِمَارَ الوَحْشَ.
ورَجُل صُورِيٌ: أي مائلٌ أصْوَرُ. وصُرْتُ الحُكْمَ: أي فَصَلْته. وصَرَاه: قَطَعَه. والصوْرُ: النَخْلُ الصٌغَار، ولم أسْمَعْ له واحِداً. وقيل: الصيْرَانُ جَمْعُ صَوْرٍ وهو حائشُ النَخْلِ وجَماعَتُه. وقيل: صَوْرُ النَخْلَةِ أصْلُها وما انْغَرَسَ منها في الأرْضَ. وعُصْفُوْر صَوّارٌ: يُجِيْب إذا دُعِيَ. والصُّوْرَة: مَعْرُوْفَةٌ، والجَميعُ الصّوَرُ. والفِعْلُ التَصْوِيْرُ. وإنَه لَصَيِّر: أي حَسَنُ الصوْرَةِ. والصُوْرُ: القَرْنُ، ومنه " يَوْمَ يُنْفَخُ في الصوْرِ "، وقيل: جَمْعُ الصورة؛ أي يَوْمَ تُنْفَخُ الأرْوَاحُ في الصوْر، وقُرئَ بفَتْحِ الواو.
والصُّوَارُ والصوَارُ: القَطِيْعُ من البَقَرِ، والجَميعُ أصْوِرَةٌ وصِيْرَان. وقيل: الصِّوَارُ العِجْلُ. وأَصْوِرَةُ المِسْكِ: نافِقَاتُه، واحِدُها صِوَارٌ وصِيَار، وكذلك الصّارَةُ بمنزلة الفارَةِ.
وصارَةُ الجَبَلِ: رَأْسُه. والمُرْتَفِعُ من الأرْضِ.
وُيقال: انْصَارَ بمعنى انْصَاعَ، وانْصَدَعَ. وانْصَارَتِ الجِبَالُ: انْهَدتْ فَسَقَطَتْ.
[صور] الصورُ: القَرْنُ. قال الراجز: لقد نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجمْعَيْنِ * نَطحاً شديداً لا كَنَطْحِ الصورَيْن - ومنه قوله تعالى:

(يومَ يُنْفَخُ في الصورِ) *، قال الكلبيّ: لا أدري ما الصورُ. ويقال: هو جمع صورة، مثل بسرة وبسر، أي ينفخ في صور الموتى الارواح. وقرأ الحسن:

(يوم ينفخ في الصور) *. والصور بالكسر الصاد: لغة في الصور جمع صورة. وينشد هذا البيتُ على هذه اللغة يصف الجواري: أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها * وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرا - والصيرانُ: جمع صُِوار، وهو القطيع من البقر. والصُِوارُ أيضاً: وعاء المسك. وقد جمعها الشاعر بقوله: إذا لاح الصُِوارُ ذَكَرْتُ لَيْلى * وأَذْكُرُها إذا نَفَخَ الصَُوارُ - والصِيارُ لغة فيه. والصَوْرُ بالتسكين: النخل المجتمع الصِغارُ، لا واحد له. وقول الشاعر: كأن عرفا مائلا من صوره * بين مقذيه إلى سنوره - يريد شعر الناصية. ويقال: إنى لأجدُ في رأسي صَوْرَةً، وهي شبه الحِكَّةِ حتَّى يشتهي أن يفلى رأسه. وصارة: اسم جبل، ويقال أرض ذات شجر. والصور، بالتحريك: الميل. ورجلٌ أَصْوَرُ بَيِّنُ الصَوَرِ، أي مائل مشتاق وأصاره فانصار، أي أمالَهُ فمال. وصَوَّرَهُ الله صُورَةً حسنةً، فتَصَوَّرَ. ورجلشَيِّرٌ، أي حسن الصورة والشارة، عن الفراء. وتصورت الشئ: توهمت صورته فتصور لى. والتصاوير: التماثيل. وطعنه فتصور، أي مال للسقوط. وصارَهُ يَصورُهُ ويَصيرُهُ، أي أماله: وقرئ قوله تعالى:

(فَصُِرْهُنَّ إلَيْك) * بضم الصاد وكسرها. قال الأخفش: يعني وَجِّهْهُنَّ. يقال: صُرْ إليَّ وصُرْ وجهك إليَّ، أي أقبل على. وصرت الشئ أيضا: قطعته وفصلته. قال العجاح :

صُرْنا به الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما * فمن قال هذا جعل في الآية تقديماً وتأخيراً، كأنَّه قال: خُذْ إليك أربعةً من الطير فصُرْهُنَّ. ويقال عُصفور صَوَّارُ، للذي يجيب إذا دعى.
صور
الصُّورَةُ: ما ينتقش به الأعيان، ويتميّز بها غيرها، وذلك ضربان: أحدهما محسوس يدركه الخاصّة والعامّة، بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان، كَصُورَةِ الإنسانِ والفرس، والحمار بالمعاينة، والثاني: معقول يدركه الخاصّة دون العامّة، كالصُّورَةِ التي اختصّ الإنسان بها من العقل، والرّويّة، والمعاني التي خصّ بها شيء بشيء، وإلى الصُّورَتَيْنِ أشار بقوله تعالى: ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ
[الأعراف/ 11] ، وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
[غافر/ 64] ، وقال: فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ
[الانفطار/ 8] ، يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ
[آل عمران/ 6] ، وقال عليه السلام: «إنّ الله خلق آدم على صُورَتِهِ» فَالصُّورَةُ أراد بها ما خصّ الإنسان بها من الهيئة المدركة بالبصر والبصيرة، وبها فضّله على كثير من خلقه، وإضافته إلى الله سبحانه على سبيل الملك، لا على سبيل البعضيّة والتّشبيه، تعالى عن ذلك، وذلك على سبيل التشريف له كقوله: بيت الله، وناقة الله، ونحو ذلك. قال تعالى: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي [الحجر/ 29] ، وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
[النمل/ 87] ، فقد قيل: هو مثل قرن ينفخ فيه، فيجعل الله سبحانه ذلك سببا لعود الصُّوَرِ والأرواح إلى أجسامها، وروي في الخبر «أنّ الصُّوَرَ فيه صُورَةُ الناس كلّهم» ، وقوله تعالى:

فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَ
أي: أَمِلْهُنَّ من الصَّوْرِ، أي: الميل، وقيل: قَطِّعْهُنَّ صُورَةً صورة، وقرئ: صرهن وقيل: ذلك لغتان، يقال: صِرْتُهُ وصُرْتُهُ ، وقال بعضهم: صُرْهُنَّ، أي: صِحْ بِهِنَّ، وذكر الخليل أنه يقال: عصفور صَوَّارٌ ، وهو المجيب إذا دعي، وذكر أبو بكر النّقاش أنه قرئ: (فَصُرَّهُنَّ) بضمّ الصّاد وتشديد الرّاء وفتحها من الصَّرِّ، أي:
الشّدّ، وقرئ: (فَصُرَّهُنَّ) من الصَّرِيرِ، أي: الصّوت، ومعناه: صِحْ بهنّ. والصَّوَارُ:
القطيع من الغنم اعتبارا بالقطع، نحو: الصّرمة والقطيع، والفرقة، وسائر الجماعة المعتبر فيها معنى القطع.
صور: صار، صار على بعضهم لمن لا يحسن شيئاً. أي فضّل على بعضهم من لا يحسن شيئاً (ميرسنج ص22) وهذا هو صواب العبارة (انظر ص32 رقم101).
صار ومضارعه يصير: ثقّل على السمع (بوشر).
صَوَّر (بالتشديد): رسم صورة الحروف. (المقدمة 2: 347).
صَوَّر: في الكامل لابن الأثير (11: 124) في كلامه عن ملك: وكان فاسد التدبير سيء التصوير.
صور عدداً: ألف عدداً (بوشر).
صَوَّر: أصَمَّ، طرَّش (هلو).
تصوَّر له: بدا له، لاح، ظهر، بان (فوك).
تصوَّر: حدث، وقع (الجريدة الأسيوية 1852، 2: 214) ويقال: تصوَّرتْ له به خلوة أي حدث أن وجد نفسه في خلوة معه (المقري 3: 125).
تصوَّر في: تسرّب إلى، تسلّل، توصل ببراعة. ففي حيان - بسام (1: 32 ق): وتصوّر في قلوب الرؤساء فاجزلوا لأرزاقه.
انصور: طاش، انذهل، وصار أصمّ (بوشر).
صُورَة وجمعها صُوَر: قطع الشطرنج (عبد الواحد ص83).
والجمع صُوَر يطلق مجازا على الفتيات الجميلات اللاتي يشبهن التماثيل (عباد 1: 164 رقم 538، ابن بطوطة 3: 249).
صُورَة: لوحة، صورة مختومة (بوشر).
له صورة: صوَّر، شكَّل (بوشر).
صار له صورة: صوَّر، شكّل، لعب دوراً بارزاً (بوشر) وفي مملوك 2: 1): من تكون له صورة من يشغل مركزاً رفيعاً، ومثّل، ظهر أمام الجمهور. أنفق بسخاء (بوشر).
له صورة: يحسن التمثيل (بوشر).
له صورة: أبهة، زهو، بذخ، عظمة، فخفخة (بوشر).
صورة: مثال، نموذج، قدوة. ففي كتاب الخطيب (ص18 و): وكان من صُوَر القضاة.
له صورة: خادع، مموَّه (بوشر).
في الصورة: في الظاهر (بوشر).
لأجل الصورة: لأجل التظاهر والتفاخر والفخفخة. والمحافظة على الظاهر أيضاً (بوشر).
بالصُوَر الظاهرة (دي سلان المقدمة 1: 75) لا تعني حافظ على الظاهر كما ترجمها الناشر، بل تعني: حسب الظاهر.
صُورَة: الطريقة التي حدث بها الشيء (معجم بدرون، حيان ص60 و).
صُورَة: صيغة. يقال مثلاً صورة يمين أي صيغة يمين (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 5).
صُورَة: نسخة، نسخة ثانية من عقد وصورة حجّة: نسخة عقد، وصورة دعوة: محضر رسمي، مضبطة الدعوى (بوشر).
صُورَة: كوكبة نجوم، مجموعة نجوم (بوشر).
صُوَرِيّ: علة صورية: علَّة شكلية، وهي ما يجب بها وجود الشيء (بوشر).
صوار: ترجمت بها في السعدية الكلمة العبرية صوار (السعدية ص35 النشيد الثالث).
تَصَوَّري: مثالي. (بوشر).
العلوم التصورية: العلوم السهلة أو المعاني المجردة عن المادة وعن الأعراض (دي سلان) المقدمة 1: 201 رقم 3).
تَصْوِير: لوحة، صورة (بوشر).
تصوير بضاعة: بيع بضاعة بالمفرد والمفرق (بوشر).
مُصَوَّرة: ذكرت في معجم فوك ويظهر أن معناها قطعة الشطرنج (انظر مادة صورة).
مُصَوَّراتيّ: مصوِّر (بوشر).
مصوراتي: مبرنق، طالٍ بالبرنيق (همبرت ص86).
الصاد والراء والواو ص ور

الصُّورةُ الشَّكْلُ فأمّا مَا جاء في الحديث خَلَقَ اللهُ آدمَ على صُورتِه تحتملُ الهاء أن تكونَ راجعةً على اسْمِ اللهِ وأن تكون راجعةً على آدمَ فإذا كانت عائدةً على اسمِ اللهِ فمعناه على الصُورةِ التي أنشأها اللهُ وقدَّرها فيكونُ المصدرُ حينئذٍ مُضافاً إلى الفاعلِ لأنه سبحانَه هو المُصَوُرُ لها لا أنَّ له عزَّ اسمهُ صُورةً ولا تِمثالاً كما أنّ قولَهم لَعَمْرُ اللهِ إنما هو والحياةِ التي كانت باللهِ والتي آتانِيهَا اللهُ لا أنّ له هو تعالى حَياةً تَحُلُّهُ ولا هُوَ عَلا وجهُه مَحَلٌّ للأَعراضِ وإن جعلتها عائدةً على آدمَ كان معناه على صورةِ أمثالِه ممَّن هو مخلوقٌ مُدَبَّرٌ فيكون هذا حينئذٍ كقَولِكَ للسَّيّدِ والرئيسِ قد خَدَمْتُهُ خِدْمَتَهُ أي الخِدْمةَ التي تَحِقُّ لأَمثالِه وفي العَبْدِ والمُبْتَذَلِ قد استَخْدَمْتُه اسْتِخدامَهُ أي استخدامَ أمثالِه ممَّن هو مأمورٌ بالخُفُوفِ والتصرُّفِ فيكون حينئذٍ كقولِه عزَّ وجلَّ {في أي صورة ما شاء ركبك} الانفطار 8 والجمعُ صُوَرٌ وصِوَرٌ وقد صوَّره فتَصوَّر وقولُه

(وما أيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلِ ... بَناهُ وصَلَّبَ فيه وصَارَا)

ذهب أبو عليٍّ إلى أن معنى صَارَ صَوَّرَ ولم أرَها لغيرِه وصارَ الرَّجلُ صَوَّت وعُصفورٌ صَوَّارٌ يُجِيبُ إذا دُعِيَ وصارَ الشيءُ صَوْراً وأَصَارَ فانْصارَ أمَالَهُ فمالَ قالتِ الخَنْساءُ

(لَظَلَّتِ الشُّمُّ منها وَهَيَ تَنْصارُ ... )

وخصَّ بعضُهم به إمالةَ العُنُق وصَوِرَ صَوَراً وهو أصْوَرُ مالَ قال

(اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا ... يومَ الفِراقِ إلى أحْبابِنا صُورُ)

وصارَ وجهَهُ يصُورُه أقْبلَ به وفي التنزيل {فصرهن إليك} البقرة 260 وهي قراءة علىٍّ وابنِ عباسٍ وأكثرِ الناسِ أي وَجُهْهُنَّ وقد تقدَّم ذلك في الياء لأن صُرْتُ وصِرْتُ لُغَتان قال اللحيانيُّ قال بعضُهم معنى صُرْهُنَّ وجَّههنَّ ومعنَى صِرْهُنَّ قَطِّعْهنَّ وشَقِّقهُنَّ والمعروفُ أنهما لغتان بمعنىً واحدٍ وصَوْرا النَّهْرِ شَطّاهُ والصَّوْرُ النَّخْلُ الصِّغارُ وقيل هو المُجْتَمِعُ وليس له واحدٌ من لَفْظِه وجَمْعُ الصَّوْرِ صِيرانٌ قال كُثَيِّرُ عزَّةَ

(أَأَلحيُّ أَمْ صِيرانُ دَوْمٍ تَناوحَتْ ... بِتِرْيَمَ قَصْراً واسْتَحَنَّتْ شَمالُهَا)

والصَّوْرُ أصلُ النَّخْلِ قال

(كأنَّ جِذْعاً خارجاً من صَوْرِهِ ... ما بين أُذْنَيْهِ إلى سِنَّوْرِهِ)

والصُّورُ القَرْنُ قال

(نَطْحاً شديداً لا كَنَطْحِ الصُّورَيْنِ ... )

وبه فسَّر المفسِّرون قولَه عزَّ وجَلَّ {فإذا نفخ في الصور} المؤمنون 101 ونحوه وأما أبو عليٍّ فالصُّورُ عنده هنا جمعُ صُورَةٍ وقد تقدّم والصُّورَةُ شِبْه الحِكَّة يجدُها الإِنسانُ في رأسِه حتى يَشْتَهِي أن يُفَلَّى والصِّوارُ والصُّوارُ والصِّيارُ القطيعُ من البَقرِ والجمعُ صِيرانٌ والصُوَّارُ مشدَّدٌ كالصُّوارِ قال جريرٌ

(فَلَمْ يَبْقَ في الدارِ إلاَّ الثُّمامُ ... وَخِيطَ النَّعامِ وصُوَّارُها)

والصِّوَار والصُّوَارُ الرائحةُ الطَّيِّبة والصِّوارُ والصُّوارُ القليلُ من المِسْكِ وقيل القِطعةُ منه والجمعُ أَصْوِرَة فارِسيٌّ ورَوى بعضُهم بيت الأعْشَى

(إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَةً ... والزَّنْبَقُ الوَرْدُ من أَرْدَانِها شَمِلُ)

وضَرَبَهُ فَتَصَوَّر أي سَقَطَ وبنُو صَوْرٍ بَطْنٌ من بنِي هَزَّانَ بن يَقْدُمَ بن عَنَزَةَ وصَارَة الجبلِ أَعلاهُ وتَحْقِيرُها صُؤَيْرَة سماعاً من العربِ والصُّوَر والصِّوَرُ موضِعٌ بالشامِ قال الأخطلُ (أمْسَتْ إلى جانبِ الحَشَّاكِ جِيفَتُهُ ... ورأسُهُ دونَهُ اليَحْمومُ والصِّوَرُ)

وصَارَةُ موضعٌ وإذْ قد تَكافَأَ في ذلك الياءُ والواوُ والْتَبَس الاشْتِقاقانِ فَحَمْلُه على الواوِ أَوْلَى
ص و ر : الصُّورَةُ التِّمْثَالُ وَجَمْعُهَا صُوَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَتَصَوَّرْتُ الشَّيْءَ مَثَّلْتُ صُورَتَهُ وَشَكْلَهُ فِي الذِّهْنِ فَتَصَوَّرَ هُوَ وَقَدْ تُطْلَقُ الصُّورَةُ وَيُرَادُ بِهَا الصِّفَةُ كَقَوْلِهِمْ صُورَةُ الْأَمْرِ كَذَا أَيْ صِفَتُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ صُورَةُ الْمَسْأَلَةِ كَذَا أَيْ صِفَتُهَا.

وَأَصَارَهُ الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ فَانْصَارَ بِمَعْنَى أَمَالَهُ فَمَالَ وَمِنْهُ
يُقَالُ رَجُلٌ أَصْوَرُ بَيِّنُ الصَّوَرِ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ مُشْتَاقٌ بَيِّنُ الشَّوْقِ.

وَصُوَارُ الْمِسْكِ وِعَاؤُهُ بِضَمِّ الصَّادِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ وَرَأَيْتُ صِوَارًا مِنْ الْبَقَرِ بِالْكَسْرِ أَيْ قَطِيعًا.

صوع: الصَّاعُ مِكْيَالٌ وَصَاعُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ أَمْدَادٍ وَذَلِكَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ بِالْبَغْدَادِيِّ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ الصَّاعُ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ لِأَنَّهُ الَّذِي تَعَامَلَ بِهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَرُدَّ بِأَنَّ الزِّيَادَةَ عُرْفٌ طَارِئٌ عَلَى عُرْفِ الشَّرْعِ لِمَا حُكِيَ أَنَّ أَبَا يُوسُفَ لَمَّا حَجَّ مَعَ الرَّشِيدِ فَاجْتَمَعَ بِمَالِكٍ فِي الْمَدِينَةِ وَتَكَلَّمَا فِي الصَّاعِ فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ الصَّاعُ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ فَقَالَ مَالِكٌ صَاعُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ ثُمَّ أَحْضَرَ مَالِكٌ جَمَاعَةً مَعَهُمْ عِدَّةُ أَصْوَاعٍ فَأَخْبَرُوا عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُخْرِجُونَ بِهَا الْفِطْرَةَ وَيَدْفَعُونَهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَايَرُوهَا جَمِيعًا فَكَانَتْ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ وَثُلُثًا فَرَجَعَ أَبُو يُوسُفَ عَنْ قَوْلِهِ إلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَسَبَبُ الزِّيَادَةِ مَا حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ الْحَجَّاجَ لَمَّا وَلِيَ الْعِرَاقَ كَبَّرَ الصَّاعَ وَوَسَّعَهُ عَلَى أَهْلِ الْأَسْوَاقِ لِلتَّسْعِيرِ فَجَعَلَهُ ثَمَانِيَةَ أَرْطَالٍ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَاعُ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ إنَّمَا هُوَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ الصَّاعُ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ وَالْمُدُّ عِنْدَهُمْ رُبُعُهُ وَصَاعُهُمْ هُوَ الْقَفِيزُ الْحَجَّاجِيُّ وَلَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ مِثْلَ هَذِهِ الْحِكَايَةِ أَيْضًا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيَّ قَالَ قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَمْ قَدْرُ صَاعِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ بِالْعِرَاقِيِّ أَنَا حَزَرْتُهُ قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ خَالَفْتَ شَيْخَ الْقَوْمِ قَالَ مَنْ هُوَ قُلْتُ أَبُو حَنِيفَةَ يَقُولُ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ قَالَ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ لِجُلَسَائِهِ يَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ جَدِّكَ يَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ عَمِّكَ يَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ جَدَّتِكَ قَالَ فَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ عِدَّةُ آصُعٍ فَقَالَ هَذَا أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّي الْفِطْرَةَ بِهَذَا الصَّاعِ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ هَذَا أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَخِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّي بِهَذَا الصَّاعِ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ هَذَا أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا كَانَتْ تُؤَدِّي بِهَذَا الصَّاعِ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ مَالِكٌ أَنَا حَزَرْتُهَا فَكَانَتْ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ وَثُلُثًا وَالصَّاعُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قَالَ الْفَرَّاءُ أَهْلُ الْحِجَازِ يُؤَنِّثُونَ الصَّاعَ وَيَجْمَعُونَهَا فِي الْقِلَّةِ عَلَى أَصْوُعٍ وَفِي الْكَثْرَةِ عَلَى صِيعَانٍ وَبَنُو أَسَدٍ وَأَهْلُ نَجْدٍ يُذَكِّرُونَ وَيَجْمَعُونَ عَلَى
أَصْوَاعٍ وَرُبَّمَا أَنَّثَهَا بَعْضُ بَنِي أَسَدٍ وَقَالَ الزَّجَّاجُ التَّذْكِيرُ أَفْصَحُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَنَقَلَ الْمُطَرِّزِيُّ عَنْ الْفَارِسِيِّ أَنَّهُ يُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى آصُعٍ بِالْقَلْبِ كَمَا قِيلَ دَارٌ وَآدُرٌ بِالْقَلْبِ وَهَذَا الَّذِي نَقَلَهُ جَعَلَهُ أَبُو حَاتِمٍ مِنْ خَطَإِ الْعَوَامّ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَلَيْسَ عِنْدِي بِخَطَأٍ فِي الْقِيَاسِ لِأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَسْمُوعٍ مِنْ الْعَرَبِ لَكِنَّهُ قِيَاسُ مَا نُقِلَ عَنْهُمْ وَهُوَ أَنَّهُمْ يَنْقُلُونَ الْهَمْزَةَ مِنْ مَوْضِعِ الْعَيْنِ إلَى مَوْضِعِ الْفَاءِ فَيَقُولُونَ أَبْآرٍ وَآبَارٌ 
[صور] فيه: "المصور" تعالى من صور جميع الموجودات ورتبها فأعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة منفردة تتميز بها على اختلافها وكثرتها. وفيه: أتاني ربي الليلة في أحسن "صورة"، الصورة ترد على ظاهرها وعلى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته، فالمراد بها هنا الصفة، أو تعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي وأنا في أحسن صورة فتجري معاني الصورة عليه. ط: صليت الليلة ما قضى ربي ووضعت جنبي في المسجد فأتاني ربي، إن كان هذا في الرؤيا فلا إشكال لأن الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلًا وبالعكس، ولا يعد ذلك خللًا في الرؤيا، ولذا يفتقر رؤيا الأنبياء عليهم السلام إلى تأويل، وإن كان يقظة فالصورة محمولة على الصفة أي كان ربي أحسن إكرامًا من وقت آخر، قوله: وضع كفه، مجاز عن تخصيصه بمزيد فضل كفعل الملوك مع بعض خدمه، فوجدت بردها كفاية عن وصول ذلك الفيض إلى قلبه، فعلمت تدل على أن وصوله صار سببًا لعلمه أي علمت مما علمني الله لا كل ما فيها فإنه لا يعلم عدد الملائكة وعدد الرمل والتراب، ثم استشهد بالآية بأنه كشف له ذلك، وفتح أبواب الغيوب يعني فتح عليه غيوب السماء والأرض كما أرى إبراهيم ملكوت السماوات، قيل: إن الخليل رأى الملكوت أولًا ثم أيقن بوجود منشئها والحبيب رأى المنشئ أولًا ثم علم ما في السماوات والأرض وشتان ما بينهما! والملكوت عالم المعقولات، وليكون من الموقنين أي ليستدل به وليكون من المؤمنين. ش: فوجدت بردها، البرد الراحة، وضميره للكف. ك: خلق آدم على "صورته"، أي صورة آدم أي خلقه أول أمره بشرًا سويًا بطول ستين لا كغيره نطفة فيأن الصورة تعذبه بعد أن يجعل فيها روح وتكون باء بكل بمعنى في، ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة شخص يعذبه والباء بمعنى لام السبب؛ وإنما كان أشد عذابًا لأنه صورها لتعبد فهو كافر فيضاعف عذابه بكفره وتصويره المعبود، وقيل: هو فيمن قصد مضاهاة خلق الله واعتقده فهو كافر مضاهي، فمن لم يقصد بصورته العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق. وح: فأحسن "صوره"، بفتح واو أي صور الوجه. ز: جمع بإرادة جنس الوجه. ك: (("فصرهن" إليك))، أي قطعهن؛ وغربه القاضي والمعروف أملهن، وقيل: بضم صاد ضمهن إليك، وبكسرها قطعهن.
صور
صارَ إلى يَصُور، صُرْ، صَوْرًا، فهو صائِر، والمفعول مَصُور
• صار الشَّيءَ إليه: وجَّهه، أماله وقرَّبه " {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}: ضُمَّهن إليك وقطِّعهنّ". 

تصوَّرَ/ تصوَّرَ لـ يتصوَّر، تصوُّرًا، فهو مُتصوِّر، والمفعول مُتصوَّر
• تصوَّر الشَّيءَ: توهّمَهُ، تخيَّله واستحضر صُورتَه في ذهنه "تصوَّر موقفًا معيّنًا- يفوق كلّ تصوُّر- {هُوَ الَّذِي تَصَوَّرَكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [ق]: قدَّر أشكالكم" ° لا يتَصوّره عقلٌ: لا يُصَدّق.
• تصوَّر له المكانُ: صارت له عنده صُورة وشكل، تمثَّلت صُورته في ذهنه. 

صوَّرَ يصوِّر، تصويرًا، فهو مُصوِّر، والمفعول مُصوَّر
• صوَّر الشَّخصَ ونحوَه:
1 - جعل له صورة مجسَّمة، جعل له شكلاً وصورة " {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ
 يَشَاءُ} " ° صُوِّر له الشَّيءُ: تخيَّله وبدا له.
2 - رسمه على الورق ونحوه بالقلم أو الرِّيشة أو بآلة التَّصوير "صوَّر المناظرَ الطَّبيعيّة بريشته السِّحريّة- صوَّر مُستندًا: استخرج نسخة مصوَّرة منه".
• صوَّر الأمرَ: وصفه وصفًا يكشف عن جزئيَّاته "صوَّر الحادثَ/ معايبَه- صوَّر القاتلُ جريمتَه".
• صوَّر الشَّخصيّةَ: مثَّلها. 

تَصَوُّر [مفرد]: ج تصوُّرات (لغير المصدر): مصدر تصوَّرَ/ تصوَّرَ لـ ° شيء لا يمكن تصوُّره: مُستبعَد الحدوث.
• التَّصَوُّر:
1 - (سف) إدراك المفرد: أي: معنى الماهية دون الحكم عليها بنفي أو إثبات، عكسه التَّصديق.
2 - (سف) مجموعة الأفكار التي يتصوَّرها الإنسانُ حول الكون والحياة.
3 - (نف) استحضار صورة شيء محسوس في العقل دون التَّصرُّف فيه. 

تَصَوُّريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تَصَوُّر.
2 - (سف) مذهب قائل بأنّ الكلِّيَّات لا توجد إلاّ في الذِّهن، وهو يقابل مذهبَي الواقعيّة والاسميّة. 

تَصْوير [مفرد]: ج تصويرات (لغير المصدر) وتَصاويرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر صوَّرَ ° تَصْوير فيلم: تسجيل مناظر على فيلم سينمائيّ.
2 - (فن) نقش صورة الأشياء أو الأشخاص على لوح أو حائط أو نحوهما بالقلم أو بالفرشة أو بآلة التصوير.
• فرصة التصوير: فترة قصيرة مخصَّصة للصَّحافة لتصوير المشاركين في حدث إخباريّ هامّ.
• التَّصوير المجسِّم: (فن) الفن أو التِّقنيَّة التي تصوِّر الأجسامَ الصّلبة على سطح مستوٍ.
• نصّ التَّصوير: (فن) نسخة من نصّ سينمائيّ أو تلفزيونيّ مع المشاهد مرتَّبة على التَّوالي للتَّصوير أو التَّسجيل.
• آلة التَّصوير: (فن) آلة تنقل صورة الأشياء المجسّمة بانبعاث أشعّة ضوئيّة من الأشياء تسقط على عدسة في جزئها الأماميّ ومن ثمّ إلى شريطٍ أو زجاج حسّاس في جزئها الخلفيّ، فتطبع عليه الصّورة بتأثير الضّوء فيه تأثيرًا كيماويًّا.
• التَّصوير الشِّعريّ: (بغ) تصوير شخص أو شيء في القصيدة من خلال التَّشبيه والاستعارة وغيرهما من الصُّور المجازيّة.
• التَّصوير الإشعاعيّ: (طب) تصوير الأعضاء الباطنة بواسطة الأشعة السِّينيَّة.
• التَّصوير الشَّمسيّ: (فز) طريقة تقنيَّة تمكِّن من الحصول على صورة ثابتة للأشياء بنقل ضوء سطح حسَّاس بواسطة آلة التَّصوير الشَّمسيَّة.
• التَّصوير الضَّوئيّ: (فز) طريقة تقنيّة تمكِّن من الحصول بفعل الضَّوء على صورة ثابتة للكائنات ° وميض التَّصوير: نور ساطع للتَّصوير الضَّوئيّ.
• التَّصوير الحراريّ: (طب) طريقة في التَّشخيص بحيث تكوِّن الكاميرا ذات الأشعِّة تحت الحمراء صورًا تبيِّن مواقع لنمو نسيج غير طبيعيّ عن طريق قياس تغيُّرات درجة الحرارة في الجسم.
• تصوير فوق صوتيّ: (طب) تصوير تشخيصيّ تُستخدم فيه التموّجات فوق السَّمعيّة لتصوير تكوين الجسم الدّاخليّ أو مراحل تطوّر الجنين. 

تَصْويرة [مفرد]: ج تَصْويرات وتَصاويرُ: رسم، صورة "تَصْويرة ملوَّنة". 

تصويريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تَصْوير.
2 - (دب) حركة أدبيَّة انطلقت في أوائل القرن العشرين؛ وذلك لتعزيز الشِّعر الحرّ والتخلُّص من الغموض والرمزيّة في الشِّعر، مع عرض صور شعريّة تتميّز بالوضوح وبقدرتها على الإيحاء بصور مرئيّة تفيض بالحياة.
• الواقعيَّة التَّصويريَّة: (فن) أسلوب في فنّ الرَّسم يُشبه التَّصوير الضَّوئيّ من حيث اهتمامه بالتّفاصيل الواقعيّة. 

صائر [مفرد]: اسم فاعل من صارَ إلى. 

صَوْر [مفرد]: مصدر صارَ إلى ° في عنقه صَوْر: مَيْلٌ وعِوج. 

صُور [مفرد]: ج أَصْوار: بوق ينفخ فيه أحد الملائكة وهو إسرافيل " {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} ". 

صُورة [مفرد]: ج صُورات وصُوَر وصِوَر:
1 - شكل، تمثال مجسَّم، كلّ ما يُصَوَّر "كتابٌ مزيّن بالصّور- صُورة مصغّرة/ مكبّرة/ شمسية- {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} " ° حاشية الصُّورة: ما يفصل الصُّورة عن الإطار- شريط الصُّور: فيلم مكّون من صور مُذَيَّلة بشروح- صورة حيَّة: مشهد عفويّ أخّاذ- صورة مرئيّة: بثّ تلفزيونيّ- صُوَر متحرِّكة: رسوم يدويّة تحرَّك بسرعة لتبدو حركات شخصيَّاتها طبيعيّة وتسمَّى لذلك رسوم متحرِّكة.
2 - نَوع "هذا الأمر على ثلاث صُوَر".
3 - (فز) ما تراه العين مباشرة أو من خلال عدسة أو في مرآة أو مرتدّ عنها على سطح ما.
• صُورة الأمر: صِفَته "قدَّم الموضوعَ بصُورة واضحة- صُورة المسألة- مشى بصورة جيِّدة" ° بصُورة ملحوظة: على نحو يلفت النَّظر- وضَعه في الصُّورة: أشركه في الأمر، أطلعه على الموضوع.
• الصُّورة البلاغيَّة: (بغ) كلّ حيلة لغويَّة يراد بها المعنى البعيد للألفاظ، أو يغيّر فيها التَّرتيب العاديّ لكلمات الجملة أو لحروف الكلمة، أو يحلّ فيها معنى مجازيّ محل معنى حقيقيّ، أو يثار فيها خيال السّامع بالتَّكنية عن معان يستلزمها المعنى المألوف للَّفظ.
• الصُّورة البيانيَّة: (بغ) التَّعبير عن المعنى المقصود بطريق التَّشبيه أو المجاز أو الكناية، أو تجسيد المعاني.
• الصُّورة المائيَّة: (فن) رسم أو لوحة استخدمت فيها الألوان المائيَّة.
• الصُّورة الكاريكاتوريَّة: (فن) صورة يرسمها الفنَّان لشخص أو موقف يستخدم فيها التَّشويه بقصد السُّخريَة أو الإضحاك.
• صورة العَقْد: نُسْخة منه "قدَّم الوثيقةَ في صورتين".
• الصُّورة المجازيَّة: (لغ) مجموعة الصِّيغ اللُّغويّة التي تستعمل من أجل تمثيل الأشياء والأفكار المجرّدة تمثيلاً وصفيًّا.
• الصُّورة الذَّاتيَّة: (نف) مفهوم المرء عن ذاته وتشمل تحديد أو تعيين الصِّفات الشَّخصيّة والقيمة الحقيقيّة للنَّفس.
• صُورة الشَّيء: ماهيّته المجرَّدة، خياله في الذِّهن أو العقل "صُورة جامعة".
• صُورة الحُكْم التَّنفيذيّة: (قن) صورة رسميّة من النسخة الأصليّة للحكم يكون التّنفيذ بموجبها، وهي تختم بخاتم المحكمة، ويُوقِّع عليها الكاتب المختصّ بذلك بعد أن يذيِّلها بالصيغة التنفيذيَّة.
• صُورة مقلوبة: (فز) صورة ينقلب فيها وضعُ الشّيء فيكون أعلاه أسفله، كصورة الشّيء المتكوِّنة على شبكيّة العين.
• صُورة ذهنيَّة: تخيُّل لما كان في الماضي أو يكون في المستقبل. 

صُوريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صُورة.
2 - خياليّ، غير واقعيّ، شكليّ "أعمال صُوريَّة- نشرت الشّركة إعلانًا صُوريًّا للوظيفة التي تمّ شغلها".
• المذهب الصُّوريّ: (سف) مذهب قوامه الاعتقاد أنَّ حقائق العلوم صور مجرّدة مستندة إلى مواصفات وتعريفات مسلَّم بها "المنطق الصُّوريّ".
• العقد الصُّوريّ: (قن) العقد الذي ليس له وجود قانونيّ على الرَّغم من مظاهره وشكله. 

صُوريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من صُورة.
2 - (سف) اتّجاه يرمي إلى التَّعويل على الشَّكل دون المضمون وإهمال العنصر المادّيّ. 

مُصوِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من صوَّرَ.
2 - من حرفته التَّصوير "مصوِّر فوتوغرافيّ- مصوِّر لوحة".
• المُصوِّر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي أنشأ خلقَه على صورٍ مُختلِفة ليتعارفوا بها، وصوَّر كلَّ صورةٍ لا على مثالٍ احتذاه " {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} " ° مصوِّر الكائنات: الله. 

مُصَوَّر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من صوَّرَ.
2 - (جغ) خريطة، صورة لسطح الأرض كلّه أو جزء منه ترسم على رقعة مسطَّحة وتبرز الملامح الطَّبيعيّة أو البشريّة أو الحدود
 السِّياسيّة وغيرها وتقابل كلّ نقطة على المُصوَّر موقعًا جغرافيًّا طبقًا لمقياس معيَّن. 

مُصوِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل صوَّرَ: "هي مُصوِّرة بارعة".
2 - (فن) آلة تصوير، آلة تنقل صورةَ الأشياء المجسّمة بانبعاث أشعّة ضوئيّة من الأشياء تسقط على عدسة في جزئها الأماميّ، ومن ثمّ إلى شريط أو زجاج حسَّاس في جزئها الخلفيّ، فتطبع عليه الصّورة بتأثير الضّوء فيه تأثيرًا كيماويًّا.
• المُصوِّرة: (سف) القوّة التي تحفظ صورَ المحسوسات التي يدركها الحسّ المشترك وتبقيها بعد غيبة المحسوسات نفسها. 
صور
: (! الصُّورَةُ، بالضَّمّ: الشَّكْلُ) ، والهَيْئَةُ، والحقيقةُ، والصِّفة، (ج: {صُوَرٌ) ، بضمّ فَفتح، (} وصِوَرٌ، كعِنَب) ، قَالَ شَيخنَا وَهُوَ قليلٌ، كَذَا ذكرَه بَعضهم.
قلْت: وَفِي الصّحاح: {والصِّوَرُ، بِكَسْر الصَّاد: لُغَة فِي} الصُّوَرِ، جمع {صُورَة، ويُنْشَد هاذا البيتُ على هاذِه اللُّغَة يَصفُ الجَوَارِيَ:
أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها
وهُنَّ أَحْسَنُ من} صِيرَانِهَا {صِوَرَا
(} وصُورٌ) ، بضمّ فَسُكُون.
( {والصَّيِّرُ، كالكَيِّسِ: الحَسَنُهَا) ، قَالَه الفَرّاءُ، قَالَ: يُقَال: رَجُلٌ} صَيِّرٌ شَيِّرٌ، أَي حَسَنُ {الصُّورَةِ والشّارَةِ.
(وَقد} صَوَّرَهُ) {صورَةً حَسَنةً، (} فتَصَوَّرَ) ، تَشَكَّل.
(وتُسْتَعْمَلُ {الصُّورَةُ بمعنَى النَّوْعِ والصِّفَةِ) ، وَمِنْه الحديثُ: (أَتانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي فِي أَحْسَنِ} صُورَةٍ) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: {الصُّورَة تَرِدُ فِي كلامِ العَرَبِ على ظاهِرِها، وعَلى معنَى حَقيقةِ الشيْءِ وهيئَتِه، وعَلى معنَى صِفَتِه، يُقَال:} صُورَةُ الفِعْلِ كَذَا وَكَذَا، أَي هَيْئَتُه، {وصُورةُ الأَمْرِ كَذَا، أَي صِفَتُه فَيكون المرادُ بِمَا جاءَ فِي الحَدِيث أَنّه أَتاه فِي أَحْسَنِ صِفَةٍ، وَيجوز أَن يعودَ المعنَى إِلى النّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَتاني رَبِّي وأَنا فِي أَحْسَنِ صورةٍ، وتُجْرَى مَعانِي الصُّورَةِ كلُّهَا عَلَيْهِ، إِن شِئتَ ظاهرَها أَو هيئَتها وصِفَتها، فأَمّا إِطلاقُ ظاهِرِ الصُّورَةِ على اللَّهِ عزّ وجلّ فَلَا، تَعَالَى الله عَن ذالك عُلُوّاً كَبِيرا. انْتهى.
وَقَالَ المصنّفُ فِي البصائر:} الصُّورَةُ مَا ينتقش بِهِ الإِنسان، ويتميَّزُ بهَا عَن غيرِه، وذالك ضَرْبانِ:
ضَرْبٌ محسوس يُدرِكُه الخاصّة والعامّة، بل يُدْركُها الإِنسانُ وكثيرٌ من الْحَيَوَانَات، {كصُورَةِ الإِنْسَان والفَرَسِ والحِمَارِ.
والثَّاني: معقُولٌ يُدْرِكه الخاصَّةُ دونَ العَامَّة،} كالصُّورَةِ الَّتِي اخْتُصّ الإِنْسَانُ بهَا من العَقْلِ والرَّوِيَّة والمَعَانِي الَّتِي مُيِّزَ بهَا، وإِلى {الصُّورَتَيْنِ أَشارَ تَعَالَى بقوله: {} وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ {صُوَرَكُمْ} (غَافِر: 64) ، {فِى أَىّ} صُورَةٍ مَّا شَآء رَكَّبَكَ} (الانفطار: 8) ، {هُوَ الَّذِي {يُصَوّرُكُمْ فِي الاْرْحَامِ كَيْفَ يَشَآء} (آل عمرَان: 6) . وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ على} صُورَتِه) . أَراد بهَا مَا خَصَّ الإِنسانَ بِهِ من الهَيْئَةِ المُدْرَكَة بالبَصَرِ والبَصِيرَةِ، وَبهَا فضَّله على كَثِير من خَلْقِه، وإِضافَتُه إِلى اللَّهِ تَعَالَى على سَبِيلِ المِلْكِ لَا على سَبِيل البَعْضِيَّة والتَّشَبُّه، تَعَالَى اللَّهُ عَن ذالك، وذالك على سبيلِ التَّشْرِيفِ، كَمَا قيل: حُرَمُ اللَّهِ، وناقَةُ اللَّهِ، وَنَحْو ذالك، انْتهى.
(و) يُقَال: إِنّي لأَجِدُ فِي رَأْسِي {صَوْرَة.} الصَّوْرَةُ (بالفَتْحِ: شِبْه الحِكَّةِ) يَجدُهَا الإِنْسانُ (فِي الرَّأْسِ) من انْتِغَاشِ القَمْلِ الصِّغار (حتّى يَشْتَهِيَ أَنْ يُفَلَّى) . وَقَالَت امرأَةٌ من الْعَرَب لابنَة لَهُم: هِيَ تَشْفِينِي من {الصَّوْرَةِ، وتَستُرُني من الغَوْرَةِ، بالغين، هِيَ الشَّمْسُ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَرادَ أَعرابِيّ تزَوُّجَ امرأَةٍ فَقَالَ لَهُ آخر: إِذَنْ لَا تَشْفِيكَ من} الصَّوْرَةِ، وَلَا تَسْتُرك من الغَوْرَةِ. أَي لَا تَفْلِيك وَلَا تُظِلُّكَ عِنْد الغَائِرَةِ.
( {وصَارَ) الرجلُ: (صَوَّتَ) .
(و) يُقَال: (عُصْفُورٌ صَوّارٌ) ، ككَتّان: يُجِيب الدّاعِيَ إِذا دَعَا.
(و) } صارَ (الشَّيءَ) {يَصُورُه (} صَوْراً: أَمالَهُ. أَو) {صارَه} يَصُورُه، إِذا (هَدَّهُ، {كأَصَارَه} فانْصارَ) ، أَي أَمالَه فمالَ.
وَقَالَ الصاغانيّ: {انْصَارَت الجِبَالُ: انْهَدَّتْ فسَقَطت، قلْت: وَبِه فُسِّر قولُ الخَنْسَاءِ:
لظَلّت الشُّهْبُ مِنْهَا وهْيَ} تَنْصَارُ أَي تَنْصَدِع وتَنْفَلِقُ، وخصَّ بعضُهُم بِهِ إِمالَةَ العُنِقِ.
( {وصَوِرَ، كفَرِحَ: مالَ، وَهُوَ أَصْوَرُ) ، وَالْجمع} صُورٌ، بالضَّمّ، قَالَ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَنّا فِي تَقَلُّبِنَا
يَوْمَ الفِرَاقِ إِلى أَحْبَابِنَا صُورُ
وَفِي حَدِيث، عِكْرِمَةَ: حَمَلَةُ العَرْشِ كلُّهم صُورٌ، أَي مائِلُون أَعناقهم لِثقَل الحِمْلِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّوَرُ: المَيْلُ، والرجلُ {يَصُورُ عُنُقَه إِلى الشيْءِ، إِذا مالَ نَحوَه بعُنُقِه، والنَّعْت} أَصْوَرُ، وَقد {صَوِرَ.} وصَارَه {يَصُورُه،} ويَصِيرُه، أَي أَمالَه. وَقَالَ غيرُه: رجلٌ {أَصْوَرُ بَيِّنُ} الصَّوَرِ. أَي مائِلٌ مُشْتَاقٌ.
وَقَالَ الأَحمر: صُرْتُ إِليَّ الشَّيْءَ، {وأَصَرْتُه، إِذا أَمَلْتَه إِليكَ، وأَنشد:
} أَصارَ سَدِيسَها مَسَدٌ مَرِيجُ
وَفِي صفة مِشْيَتهه صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم: (كانَ فِيهِ شَيْءٌ من {صَوَرٍ) . يُشْبِه أَن تكونَ هاذه الحالُ إِذَا جَدّ بِه السَّيْرُ لَا خِلْقَةً، وَفِي حديثِ عمر وذكرَ العُلماءَ فَقَالَ: تَنْعَطِفُ عَلَيْهِم بالعِلْمِ قُلُوبٌ لَا} تَصُورُها الأَرْحَامُ، أَي لَا تُمِيلُها، أَخرجه الهَرَوِيّ عَن عمر، وجَعله الزَّمَخْشَرِيّ من كَلَام الحَسَنِ.
وَفِي حَدِيث مُجَاهِد: كَرِهَ أَن {يَصُورَ شَجَرَةً مُثْمِرَةً، يحْتَمل أَن يكون أَرادَ يُمِيلهَا، فإِنّ إِمالتَهَا رُبما تُؤَدّيها إِلى الجُفُوفِ، أَو أَراد بِهِ قَطْعها.
(} وصَارَ وَجْهَهُ، {يَصُورُه:} ويَصِيرُه: أَقْبَلَ بهِ) ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: صُرْ إِلَيَّ، {وصُرْ وَجْهَكَ إِليَّ أَي أَقْبِلْ عليّ. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {} فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} (الْبَقَرَة: 260) ، أَي وَجِّهْهُنّ، وَهِي قراءَةُ عليّ وَابْن عبّاس، وأَكثرِ الناسِ، وذَكَرَه ابْن سيدَه فِي الياءِ أَيضاً؛ لأَنّ {صُرْتُ} وصِرْتُ لُغَتَانِ.
(و) {صارَ (الشَّيْءَ) } يَصُورُه {صَوْراً: (قَطَعَه وفَصَّلَه) } صُورَةً {صُورَةً، وَمِنْه: صارَ الحاكِمُ الحُكْمَ، إِذا قَطَعَه وحَكَم بهِ، وأَنشد الجوهريُّ للعَجّاج:
} صُرْنَا بِهِ الحُكْمَ وأَعْيَا الحَكَمَا
قلْت: وَبِه فَسَّر بعضٌ هاذِه الآيةَ، قَالَ الجَوْهرِيّ: فَمَن قَالَ هاذا جَعَلَ فِي الْآيَة تَقْدِيماً وتأْخيراً، كأَنه قَالَ خُذْ إِليكَ أَربعةً {فصُرْهُنّ.
قَالَ اللِّحْيَانيّ: قَالَ بعضُهم: معنَى} صُرْهُنّ: وَجِّهْهُنّ، ومعنَى {صِرْهُنّ: قَطِّعْهُنّ وشَقِّقْهُنّ. وَالْمَعْرُوف أَنّهما لُغَتَان بِمَعْنى واحدٍ، وكلُّهم فسَّرُوا:} فصُرْهُنّ: أَمِلْهُنّ، والكَسْرُ فُسِّر بمعنَى قَطِّعْهُنّ.
قَالَ الزَّجّاجُ: وَمن قرأَ: ( {فصِرْهُنّ إِليكَ) بِالْكَسْرِ، فَفِيهِ قَولَانِ: أَحدُهما: أَنه بمعنَى} صُرْهُنّ، يُقَال: {صارَه} يَصُورُه {ويَصِيرُه، إِذا أَمالَه لُغتان.
وَقَالَ المصنّف فِي البصائر: وَقَالَ بعضُهم:} صُرَّهُنَّ بضمّ الصّادِ، وَتَشْديد الراءِ وَفتحهَا من {الصَّرّ، أَي الشَّدّ، قَالَ: وقُرِىءَ:} فصِرَّهُنّ، بِكَسْر الصَّاد وَفتح الراءِ الْمُشَدّدَة، من الصَّرِيرِ، أَي الصَّوْت، أَي صِحْ بِهِنَّ.
( {والصَّوْرُ) ، بالفَتْح: (النَّخْلُ الصِّغَارُ، أَو المَجْتَمِعُ) ، وَلَيْسَ لَهُ واحدٌ من لَفظه، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ.
وَقَالَ شَمِرٌ: (ج) } الصَّوْرِ ( {صِيرانٌ) ، قَالَ: وَيُقَال لغير النَّخْل من الشَّجَر} صَوْرٌ {وصِيرَانٌ، وذَكَرَه كُثَيِّر عَزّةَ، فَقَالَ:
أَأَلْحَيُّ أَم} صِيرَانُ دَوْمٍ تَنَاوَحَتْ
بتِرْيَمَ قَصْراً واسْتَحَنَّتْ شَمَالُهَا
قلْت: وَفِي حَدِيث بَدْرٍ: أَنّ أَبَا سُفْيَانَ بَعَثَ رَجلَيْن من أَصحابِه، فأَحْرَقَا {صَوْراً من} صِيرَانِ العُرَيْضِ.
(و) {الصَّوْرُ: (شَطُّ النَّهْرِ) ، وهما} صَوْرَانِ.
(و) الصَّوْرُ: (أَصْلُ النَّخْلِ) ، قَالَ:
كأَنّ جِذْعاً خَارِجاً مِنْ {صَوْرِهِ
مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ إِلى سِنَّوْرِهِ
وَقَالَ ابْن الأَعرابي:} الصَّوْرَةُ: النَّخْلَة.
(و) {الصَّوْرُ: (قَلْعَةٌ) وَقَالَ الصَّاغانيّ: قَرْيَة على جَبَلٍ (قُرْبَ مارِدِينَ) .
(و) الصَّوْرُ: (اللِّيْتُ) ، بِكَسْر اللَّام، وَهُوَ صفحَةُ العُنُق.
وأَما قَول الشَّاعِر:
كأَنَّ عُرْفاً مائِلاً من} صَوْرِهِ
فإِنّه يُرِيد شَعرَ النّاصِيَةِ.
(وبَنُو {صَوْرٍ) ، بِالْفَتْح: (بَطْنٌ) من بني هِزَّانَ بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ.
(و) } الصُّورُ، (بِالضَّمِّ: القَرْنُ يُنْفَخُ فِيهِ) ، وَحكى الجَوْهَرِيّ عَن الكَلْبِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّوَرِ} (الْأَنْعَام: 73) .
وَيُقَال: هُوَ جمْع! صُورَة، مثل: بُسْر وبُسْرَة، أَي يُنْفَخُ فِي {صُوَرِ المَوْتَى للأَرواح، قَالَ: وقَرَأَ الحسنُ: يَوْم يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ.}
قلْت ورُوِيَ ذالك عَن أَبي عُبَيْدَة، وَقد خطّأَه أَبو الهَيْثَمِ، ونَسبه إِلى قِلّة الْمعرفَة، وَتَمَامه فِي التَّهْذِيب.
(و) صُورُ، (بِلَا لَام: د، بسَاْهلِ) بَحْرِ (الشّامِ) ، مِنْهُ محمَّدُ بنُ المُبَاركِ {- الصُّورِيّ، وجَماعةٌ من مَشايخِ الطَّبَرانِيّ، وَآخَرُونَ.
(وعبْدُ اللَّهِ بنُ} صُورِيَا، كبُورِيَا) ، هاكذا ضَبطه الصّاغانيّ، وَيُقَال: ابنُ {صُورِي، وَهُوَ الأَعْوَرُ (من أَحْبارِهِمْ) أَي الْيَهُود، قَالَ السُّهَيْلِيّ: ذكر النَّقّاش أَنّه (أَسْلَمَ ثُمَّ كَفَرَ) ، أَعاذَنا اللَّهُ من ذالك.
(و) } الصُّوَارُ (ككِتَابٍ وغُرَابٍ: القَطِيعُ من البَقَرِ) ، قَالَه اللَّيْثُ، والجمعُ {صِيرَانٌ، (كالصِّيَارِ) ، بالكَسْر، والتحتيّة، لُغَة فِيهِ.
(} والصُّوَارُ) ، كغُرَاب لغةٌ فِي الصِّوار، بِالْكَسْرِ، وَلَا يَخْفَى أَنه تكْرَار، فإِنه سبق لَهُ ذالك، أَو أَنه كرُمَّانٍ، فَفِي اللسَان: والصُّوَّار مشَدَّدٌ، {كالصُّوَارِ، قَالَ جرير:
فلَمْ يَبْقَ فِي الدّارِ إِلاّ الثُّمَامُ
وخِيطُ النَّعَامِ} وصُوّارُهَا
ولعلّ هاذا هُوَ الصوابُ، فتأَمّلْ.
(و) الصِّوَارُ والصُّوَارُ: (الرَّائِحَةُ الطَّيّبَةُ، و) قيل: {الصِّوارُ} والصُّوَارُ: وِعَاءُ المِسْكِ، وَقيل: (القَلِيلُ من المِسْكِ) ، وَقيل: القِطْعَةُ مِنْهُ، وَمِنْه الحَدِيث فِي صِفَةِ الجَنَّة: (وتُرَابُهَا الصُّوَار) يَعْنِي المِسك، وصوار المَسك: نافِجَته. (ج:! أَصْوِرَةٌ) فَارسي.
وأَصْوِرَةُ المِسْكِ: نافِجاتُه، ورَوَى بعضُهُم بيتَ الأَعشَى:
إِذَا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أَصْوِرَةً
والزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِن أَرْدَانِهَا شَمِلُ
وَقد جَمع الشَّاعِر الْمَعْنيين فِي بَيت وَاحِد، فَقَالَ: إِذا لاحَ {الصُّوَارُ ذَكَرْتُ لَيْلَى
وأَذْكُرُها إِذا نَفَحَ} الصِّوَارُ
الأُولَى: قَطِيعُ البَقَرِ، وَالثَّانيَِة: وِعَاءُ المِسْكِ.
(وضَرَبَه {فتَصَوَّرَ، أَي سَقَطَ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (} يتَصَوَّرُ المَلَكُ على الرَّحِمِ) أَي يسقُط.
( {وصارَةُ الجَبَلِ: أَعْلاهُ) ، وَقَالَ الصّاغانيّ: رَأْسُه، وسُمِعَ من العَرَب فِي تَحْقِيرها صُؤَيْرَة.
(و) } الصّارَةُ (من المِسْكِ: فَأْرَتُه) .
(و) {صَارَةُ: (ع) ، وَيُقَال: أَرضٌ ذاتُ شَجَرٍ، وَيُقَال: اسمُ جَبَلٍ، وهاذا الَّذِي استدركه شيخُنَا على المصنّف، وَقَالَ: إِنّه لم يَذكره، وَهُوَ فِي الصّحاح، وغَفَل عَن قولِه: مَوضِع، أَو سقطَ من نُسخته، فتأَمل.
(و) } المُصَوَّرُ، (كمُعَظَّمٍ: سَيْفُ بُجَيْرِ بنِ أَوْس) الطّائِيّ.
( {والصِّوارَانِ، بِالْكَسْرِ: صِمَاغَا الفَمِ) ، والعامّةُ تُسَمِّيهما} الصَّوّارَيْنِ، وهما الصّامِغَانِ أَيضاً، وَفِي الحَدِيث: (تَعَهَّدُوا {الصِّوَارَيْنِ فإِنّهُمَا مَقْعَدَا المَلَكِ) . هما مُلْتَقَى الشِّدْقَيْن، أَي تعهَّدُوهُمَا بالنّظَافَةِ.
(} وصُورَةُ، بالضّمّ: ع، من صَدْرِ يَلَمْلَمَ) ، قَالَت ذِئْبَةُ ابنةُ نُبَيْثَة بن لأْيٍ الفَهْمِيّة:
أَلاَ إِنّ يَوْمَ الشَّرِّ يَومٌ {بِصُورَةٍ
ويومُ فَناءِ الدَّمْعِ لَو كَانَ فانِيَا
(و) قَالَ الجُمَحِيّ: (} صارَى، مَمْنُوعَة) من الصَّرْفِ: (شِعْبٌ) فِي جَبَلٍ قُرْبَ مكَّةَ، وَقيل: شِعْبٌ من نَعْمَانَ، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
أَقولُ وَقد جاوَزْتُ صَارَى عَشِيَّةً
أَجاوَزْتُ أُوْلَى القَوْمِ أَم أَنا أَحْلُمُ (وَقد يُصْرَفُ) ورُوِي بيتُ أَبي خِراش: (أَقُولُ وَقد خَلَّفت {صَارا) مُنَوَّناً.
(} وصُوَّارُ بنُ عبدِ شَمْس، كجُمّارٍ) .
( {وصَوْرَى، كسَكْرَى: ماءٌ بِبلادِ مُزَيْنَةَ) ، وَقَالَ الصّاغانيّ: وادٍ بهَا، (أَو ماءٌ قُرْبَ المَدينَةِ) ، وَيُمكن الْجمع بَينهمَا بأَنّها لمُزَيْنَةَ، وهاذا الَّذِي استدركَه شيخُنَا على المصنّف، وَنقل عَن التَّصْرِيح والمُرَادِيّ والتّكْمِلَة أَنه اسمُ ماءٍ أَو وَادٍ، وَقد خلا مِنْهُ الصّحَاحُ والقَامُوسُ، وأَنت تَرَاه فِي كَلَام المصنّف، نعم ضَبَطَه الصاغانيّ بالتَّحْرِيك ضبْطَ القَلَمِ، كَمَا رأَيتُه، خلافًا لما ضبطَه المصنّف، وكأَنّ شيخَنَا لم يَستوفِ المادّة أَو سقَط ذالك من نُسْخته.
(} وصَوْرَانُ) ، كسَحْبَانِ: (ة، باليَمَنِ) . قلْتُ: هاكذا قَالَه الصّاغانيّ، إِن لم يكن تَصْحِيفاً عَن ضوران، بالضاد الْمُعْجَمَة، كَمَا سيأْتي.
(و) {صَوّرَانُ (بفَتْحِ الواوِ المُشَدَّدَةِ كُورَةٌ بحِمْصَ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) } صُوَّر، (كسُكَّر: ة، بِشاطِىءِ الخَابُورِ) ، وَقَالَ الحافِظُ: هِيَ من قُرَى حَلَب، ونُسِب إِليها أَبو الحَسَن عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَعْدِ اللَّهِ {- الصُّوَّرِيّ الضّرِير المُقْرِي الحَنْبَلِيّ، عَن أَبِي الْقَاسِم بنِ رَوَاحَةَ، سمع مِنْهُ الدِّمْياطِيّ. قلتُ: وراجَعْتُ مُعْجم شُيُوخ الدِّمياطِيّ فَلم أَجِدْه.
(وذُو} صُوَيْرٍ، كزُبَيْرٍ: ع، بعَقِيقِ المَدِينَةِ) .
(! والصَّوْرَانُ) ، بالفَتْح: (ع، بقُرْبِها) ، نقَلَهما الصاغانيّ، وَفِي حَدِيث غَزْوَةِ الخَنْدَقِ: (لمّا تَوَجَّه النبيُّ صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلّم إِلى بني قُرَيظَةَ مَرّ على نَفَرٍ من أَصحابِه بالصَّوْرَيْنِ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{المُصَوِّرُ، وَهُوَ من أَسماءِ اللَّهِ الحُسْنَى، وَهُوَ الَّذِي} صَوَّرَ جَمِيعَ المَوْجُوداتِ، ورَتَّبَها، فأَعْطَى كلَّ شيءٍ مِنْهَا صُورَةً خَاصّةً، وهَيْئَةً منفَرِدَةً يتمَيَّز بهَا على اختلافِها وكثرتِهَا.
{والصُّورَةُ: الوَجْهُ، وَمِنْه حديثُ ابْن مُقرن: (أَما عَلِمْتَ أَنَّ} الصُّورَةَ مُحَرَّمَةٌ) والمرادُ بهَا المَنْع من اللَّطْم علَى الوَجهِ، والحديثِ الآخر: (كرِهَ أَن تُعْلَمَ الصُّورَةُ) ، أَي يُجْعَلَ فِي الوجْه كَيٌّ أَو سِمَةٌ.
{وتَصَوَّرْتُ الشيْءَ: تَوهَّمْت صُورَتَه} فتَصَوَّرَ لي.
{والتّصاوِيرُ: التَّمَاثِيلُ.
} وصَارَ بمعنَى {صَوَّرَ، وَبِه فسَّرَ أَبو عليّ قولَ الشَّاعِر:
بَناهُ وصَلَّبَ فيهِ} وصَارَا
قَالَ ابْن سِيده: وَلم أَرَهَا لغيره.
{والأَصْوَرُ: المُشْتَاقُ.
وأَرَى لكَ إِليه} صَوْرَةً، أَي مَيْلاً بالمَوَدَّةِ، وَهُوَ مَجَاز.
{والصَّوَرُ مُحَرَّكَةً: أُكَالٌ فِي الرَّأَسِ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.
} والصَّوْرَةُ: المَيْلُ والشَّهْوَة، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَر: (إِنِّي لأُدْنِي الحَائِضَ منّي وَمَا بِي إِليها {صَوْرَة) .
وَيُقَال: هُوَ} يَصُورُ مَعروفَه إِلى النّاس وَهُوَ مَجاز.
! والصُّوَرُ بضمّ فَفتح، وَيُقَال: بالكَسْر: موضعٌ بالشَّام، قَالَ الأَخْطَل:
أَمْسَتْ إِلى جانِبِ الحَشَاكِ جِيفَتُه
ورَأْسُهُ دُونَه اليَحْمُومُ! والصُّوَرُ
يرْوى بــالوجهَــين.

صور

1 صَارَهُ, aor. ـُ (S, M, K,) inf. n. صَوْرٌ, (M, K,) He made it (a thing, M, K, or, as some say, specially the neck, M) to incline, or lean; (S, M, K;) as also صارهُ, aor. ـِ (S;) and ↓ اصارهُ: (S, M, Msb, K:) or he demolished it threw it down, or pulled it down to the ground; as also ↓ اصارهُ. (K.) One says, of a man, يَصُورْ عُنُقَهُ

إِلَى الشَّىْءِ He inclines his neck to the thing. (Lth.) And صُرْتُ إِلَىَّ الشَّىْءَ, and ↓ أَصَرْتُهُ, I inclined, or bent, the thing to, or towards, me. (El-Ahmar.) And صُرْتُ الغُصْنَ لِأَجْتَنِىَ الثَّمَرَ [I inclined, or bent, the branch, that I might pluck, or gather, the fruit]. (A.) And قُلُوبٌ لَا تَصُورُهَا الأَرْحَامُ (assumed tropical:) [Hearts which the ties of relationship do not incline]. (TA, from a trad.) فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ, in the Kur [ii. 262], means and turn them towards thee; and so فَصِرْهُنَّ: (Akh, S, M:) but the former is the more common reading: this is the meaning commonly known, of each reading: though Lh says that the former means as above, and the latter means cut them, and divide them, in pieces; (M;) and some thus explain the former, making a transposition in the verse, as though the words were thus, فَخُذْ إِلَيْكَ

أَرْبَعَةً مِنَ الطَّّيْرِ فَصُرْهُنَّ. (S.) One says also, صُرْ إِلَىَّ, and صُرْ وَجْهَكَ إِلَىَّ, Turn thou thy face towards me. (Akh, S.) And صَارَ وَجْهَهُ, aor. ـُ (M, K,) and يَصِيرُ, (K,) He turned his face towards a person or thing. (M, K.) And هُوَ يَصُورَ مَعْرُوفَهُ إِلَى النَّاسِ (tropical:) [He turns his beneficence towards men]. (TA.) b2: [Agreeably with a statement cited above, it is said that] صَارَهُ, aor. as above, (S, K,) and so the inf. n., (TA,) signifies also He dissected it; or cut it, or divided it, in pieces. (S, K, TA.) b3: And hence, (TA,) صَارَ الحُكْمَ (assumed tropical:) He (the judge, A, TA) decided the judgment. (S, * A, TA.) b4: [Freytag states, on the authority of the Kitáb el-Addád, that صار, aor. as above, has two contr. significations: He separated, or dispersed: b5: and He collected.] b6: See also 2.

A2: صَارَ also signifies He (a man, M) uttered a cry, or sound. (M, K.) A3: صَوِرَ, (M, A, K,) [aor. ـْ inf. n. صَوَرٌ, (S, M, A,) He, (Lth,) or it, (a thing, M, Msb, K, or a man's neck, M, A, *) inclined, or leaned; (Lth, S, * M, A, K;) as also ↓ انصار: (S, M, Msb, K: *) it bent; or was, or became, crooked. (A.) One says, فِى عُنُقِهِ صَوَرٌ In his neck is an inclining; and a bending, or crookedness. (A.) b2: And صَوَرٌ as an attribute of a man signifies also (tropical:) An inclining, or inclination; (S;) a desiring, or desire. (S, Msb.) 2 صوّر [inf. n. تَصْوِيرٌ,] He formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured, him, or it; (S, M, K;) and ↓ تصوّر signifies the same; (Msb, and Bd in iii. 4;) and so does ↓ صار, accord. to Aboo-'Alec, in the saying, بَنَاهُ وَصَلَّبَ فِيهِ وَصَارَا [Which (referring to a church) he has built, and in which he has made a cross, or crosses, and has made sculptured, or painted, work]. (M.) One says, صَوَّرَهُ اللّٰهُ صُورَةً حَسَنَةً [God formed him a goodly, or beautiful, form]. (S.) b2: See also 5, in two places.4 أَصْوَرَ see 1, in three places.5 تصوّر He, or it, was, or became, formed, fashioned, figured, shaped, sculptured, or pictured. (S, M, K, TA.) b2: And [hence,] تصوّر لِى

[and لِى ↓ صُوِّرَ, like تَخَيَّلَ لِى and خُيِّلَ لِى,] It appeared to my mind, or imagination, (S, Msb,) as an image, or a picture. (Msb.) A2: See also 2. b2: [Hence,] تصوّر شَيْئًا He imagined a thing; imaged it in the mind; as also ↓ صوّرهُ; [like تَخَيَّلَهُ and خَيَّلَهُ;] he imagined, or conceived, the form of the thing. (S.) [تَصَوُّرٌ in logic signifies The forming of an idea; conception, perception, or apprehension; sometimes qualified by the epithet سَاذَجٌ i. e. simple.]

A3: Also He (being pierced with a spear or the like) inclined, to fall: (S:) or he (being struck) fell: (M, K:) or he, or it, fell, or alighted. (TA.) 7 اِنْصَارَ: see صَوِرَ. b2: Also It (a thing) became demolished, and cut, or divided, in pieces: (O:) it (a mountain) became demolished, and fell: (Sgh, TA:) it cracked, and split. (TA.) 8 اصطارهُ He doubled it, or folded it; or he bent it; syn. ثَنَاهُ. (O.) صَارٌ: see صَيِّرٌ, below, in two places.

صَوْرٌ Small palm-trees: (M, K:) or a collection of small palm-trees: (S, M, K:) a word having no proper sing.: (S, M:) [but see صَوْرَةٌ:] pl. صِيرَانٌ: (Sh, M, K:) and other trees: pl. as above. (Sh, TA.) b2: Also The root of a palmtree, (M, K,) or of a palm-trunk. (M.) b3: and The bank, or side, of a river or rivulet. (M, K.) b4: And The side of the neck. (O, * K, * TA. [In the CK, واللِّيتِ is erroneously put for وَاللِّيتُ.]) b5: And The forelock: so in the saying of a rájiz, كَأَنَّ عُرْفًا مَائِلًا مِنْ صَوْرِهِ [As though a mane inclining from his forelock]. (S.) صُورٌ A horn: (S, M:) and a horn in which one blows: (S, M, K:) so in the Kur [vi. 73, &c.], يَوْمَ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ [i. e. On the day when the horn shall be blown in]: El-Kelbee says, I know not what is الصور: and it is said to be pl. of صُورَةٌ, like as بُسْرٌ is of بُسْرَةٌ; [or rather a coll. gen. n., of which صُورَةٌ is the n. un.;] i. e., [the phrase means] when the souls shall be blown into the forms of the dead: and El-Hasan read فِى الصُّوَرِ: (S, L, TA:) this is related on the authority of AO; but AHeyth asserts him to have said wrong. (L, TA.) صَوَرٌ inf. n. of صَوِرَ [q. v.]. (M, A.) b2: Also An itching (أُكَالٌ) in the head. (IAar, TA.) [See also صَوْرَةٌ.]

صَارَةٌ The head, (O,) or the upper, or uppermost, part, (K,) of a mountain: (O, K:) and صُؤَيْرَةٌ [with ء] has been heard from the Arabs as its dim. (TA.) A2: See also صِوَارٌ.

صَوْرَةٌ (tropical:) An inclination, or a desire. (TA.) Yousay, أَرَى لَكَ إِلَيْهِ صَوْرَةً (tropical:) I see thee to have a loving inclination to him. (A.) And مَا بِى إِلَيْهَا صَوْرَةٌ (tropical:) I have not any inclination to, or desire for, her. (TA, from a trad.) b2: And An itching, or itch, (حِكَّة,) in the head: (A:) or an affection like حِكَّة in a man's head, occasioning a desire to be loused. (S, M, K.) [See also صَوَرٌ.]

A2: And A palm-tree. (IAar.) [See also صَوْرٌ.]

صُورَةٌ Form, fashion, figure, shape, or semblance; syn. شَكْلٌ, (M, K,) and مِثَالٌ; (Msb;) the external state of a thing; (IAth;) that whereby a thing is sensibly distinguished by men in general, and even by many other animate beings, from other things; as the صورة of a man, and of a horse, and of an ass. (B.) b2: And An effigy; an image, or a statue; a picture; anything that is formed, fashioned, figured, or shaped, after the likeness of any of God's creatures, animate or inanimate: it is said that the maker of an effigy, or image, will be punished on the day of resurrection, and will be commanded to put life into it; and that the angels will not enter a house in which is a صورة. (Mgh.) [See also تَصَاوِيرُ.] b3: [Hence, A mental image; or a resemblance, of any object, formed, or conceived, by the mind; an idea: a meaning of frequent occurrence in philosophical works &c.] b4: And Species; syn. نَوْعٌ. (K.) b5: And The essence of a thing; that by being which a thing is what it is; or the property, or quality, or the aggregate of properties or qualities, whereby a thing is what it is; syn. حَقِيقَةٌ: (IAth:) [specific character;] that whereby a thing is mentally distinguished by particular persons, not by the vulgar, from other things; as the صورة by which a man is specially distinguished, consisting in reason and thought and other distinctive attributes: (B:) a quality, an attribute, a property; or a description, as meaning the aggregate of the qualities or attributes or properties, of a thing; or the state, condition, or case, of a thing; syn. صِفَةٌ: (IAth, Msb, K:) as when you say, صُورَةُ الأَمْرِ كَذَا [The quality, &c., of the thing is of such a kind]: (IAth, Msb:) and صُورَةُ المَسْأَلَةِ كَذَا [The description, statement, or form, of the question is of such a kind]: (Msb:) and so in the saying of the Prophet, أَتَانِى اللَّيْلَةَ رَبِّى فِى

أَحْسَنِ صُورَةٍ [My Lord came to me to-night in a most goodly state]; or صورة may here refer to the Prophet, and may mean external state, or manner of being, or condition. (IAth.) b6: And The mode, or manner, of an action. (IAth.) b7: The pl. is صُوَرٌ (S, M, Msb, K) and صِوَرٌ and صُورٌ; (S, M, K;) the second of which is rare, and by some disallowed. (MF.) b8: The saying of the Prophet خَلَقَ اللّٰهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ may mean that God created Adam in the صورة [or form &c.] that He, namely, God, originated and ordained; or in the صورة proper to him, namely, Adam. (M.) b9: صُورَةٌ signifies also The face: so in a trad. cited voce مُحَرَّمٌ; in which it is said that the صورة is pronounced sacred, i. e. that it is not to be slapped: and in another, in which it is said that the Prophet disliked marking the صورة with a hot iron. (TA.) صُوَارٌ: see the next paragraph, in four places.

صِوَارٌ A herd of [wild] bulls or cows; (S, M, Msb, K;) as also ↓ صُوَارٌ and ↓ صِيَارٌ [the latter in the CK written صِيّار] and ↓ صُوَّارٌ [in some copies of the K erroneously written صُوَار, which, as observed in the TA, is a repetition]: (M, K, TA:) pl. of the first (S, M) and second and third (M) صِيرَانٌ. (S, M.) A2: Also A sweet odour; and so ↓ صُوَارٌ. (M, K.) b2: And A vesicle (وِعَآء) of musk; (S, Msb;) as also ↓ صُوَارٌ, (Msb,) and ↓ صِيَارٌ, (S,) and ↓ صَارَةٌ [also] signifies [the same, i. e.] a فَارَة or فَأْرَة of musk: (O, K:) or صِوَارٌ and ↓ صُوَارٌ signify a small quantity of musk: (M, K:) or a piece, or portion, thereof: (M:) and صِوَارٌ signifies also musk [itself]: (TA:) pl. أَصْوِرَةٌ. (M, K.) [Said in the M to be Pers\.]

A3: الصِّوَارَانِ The two corners of the mouth; (O, K;) called by the vulgar الصَّوَّارَيْن, (O, TA,) or الصَّوَارَيْن (O in art. صمغ.) صِيَارٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

صُؤَيْرَةٌ [with ء] a dim. of صَارَةٌ [q. v.]. (TA.) صَيِّرٌ Goodly in صُورَة [i. e. form &c.]; (Fr, S, K;) as also ↓ صَارٌ. (TA in art. شور.) One says رَجُلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ (Fr, S) and شَارٌ ↓ صَارٌ (TA ubi suprà) A man goodly in صورة [or form &c.] and in شَارَة [i. e. appearance or apparel &c.]. (Fr, S.) [See also شَيِّرٌ in art. شور.]

صَوَّارٌ A sparrow (عُصْفُورٌ) that answers when called. (S, M, K. *) صُوَّارٌ: see صِوَارٌ, first sentence.

أَصْوَرُ Inclining: (M, K:) pl. صُورٌ. (M.) One says رَجُلٌ أَصْوَرُ A man having an inclining, or a bending, or crooked, neck. (A.) And هُوَ أَصْوَرُ

إِلَى كَذَا He is inclining his neck and face towards such a thing. (A.) b2: [And hence,] (assumed tropical:) Having an inclination, or a desire, (S, M, Msb,) to, or for, (إِلَى,) a friend, or an object of love. (M.) تَصَاوِيرُ [pl. of تَصْوِيرٌ and تَصْوِيرَةٌ] Effigies, images, or statues; pictures; and the like. (S, Mgh.) [See also صُورَةٌ.]

مُصَوِّرٌ [A sculptor; and a painter, or limner, or the like]. المُصَوِرُ as an epithet of God, The Former, or Fashioner, of all existing things, who hath established them, and given to every one of them a special form and a particular manner of being whereby it is distinguished, with their variety and multitude. (TA.)

صَبُوح

صَبُوح
الجذر: ص ب ح

مثال: فلان صَبُوح الوجه
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لعدم ورودها في المعاجم بهذا المعنى.
المعنى: مشرق، جميل

الصواب والرتبة: -فلانٌ صَبيح الوجه [فصيحة]-فلانٌ صَبُوح الوجه [صحيحة]
التعليق: أجاز مجمع اللغة المصري قياسيّة صوغ «فَعُول» من أي فعل ثلاثي لثبوت الصفة ودوامها واستمرارها؛ لكثرة ورودها عن العرب، وقد وردت هذه الكلمة في بعض المعاجم الحديثة كالمنجد والأساسي ونص الأخير على أنها محدثة.

روى

روى:
[في الانكليزية] Face
[ في الفرنسية] Visage
ومعناه وجه. وعندهم هو التجليات من المعاني النورية والصورية والمنتهية إلى الذوق وهو البقاء بالله سبحانه. وفي كشف اللغات الوجه في اصطلاح الصوفية عبارة عن أنوار الإيمان وفتح أبواب العرفان ورفع الحجب عن جمال الحقيقة.

وقال الشيخ جمالي: إن الوجه عبارة عن الوجه الحقيقي. 
(روى)
على الْبَعِير ريا استقى وَالْقَوْم وَعَلَيْهِم وَلَهُم استقى لَهُم المَاء وَالْبَعِير شدّ عَلَيْهِ بِالرَّوَاءِ وَيُقَال روى على الرجل بِالرَّوَاءِ شده عَلَيْهِ لِئَلَّا يسْقط من ظهر الْبَعِير عِنْد غَلَبَة النّوم والْحَدِيث أَو الشّعْر رِوَايَة حمله وَنَقله فَهُوَ راو (ج) رُوَاة وَالْبَعِير المَاء رِوَايَة حمله وَنَقله وَيُقَال روى عَلَيْهِ الْكَذِب كذب عَلَيْهِ وَالْحَبل ريا أنعم فتله وَالزَّرْع سقَاهُ
روى
تقول: ماء رَوَاءٌ، ورِوًى، أي: كثير مُرْوٍ، فَرِوًى على بناء عدى: ومَكاناً سُوىً [طه/ 58] ، قال الشاعر: من شكّ في فلج فهذا فلج ماء رواء وطريق نهج
وقوله: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً
[مريم/ 74] ، فمن لم يهمز جعله من رَوِيَ، كأنه رَيَّانُ من الحسن ، ومن همز فللّذي يرمق من الحسن به . وقيل: هو منه على ترك الهمز، والرِّيُّ: اسم لما يظهر منه، والرِّوَاءُ منه، وقيل: هو مقلوب من رأيت. قال أبو عليّ الفسويّ:
المروءة هو من قولهم حسن في مرآة العين. كذا قال، وهذا»
غلط، لأنّ الميم في مرآة زائدة، ومروءة فعولة. وتقول: أنت بمرأى ومسمع، أي:
قريب، وقيل: أنت منّي مرأى ومسمع، بطرح الباء، ومرأى: مفعل من رأيت .
(روى) - في حَدِيثِ قَيْلَة، ضى الله عنها: "إذَا رَأَيتُ رجُلًا ذَا رُواءٍ طَمَح بَصَرى إليه".
الرُّواء، بضم الراء: ما رَأت العُيُون من حالةٍ حَسَنَة، وكذلك إذا رَأَت ذا سِحْنَة حَسَنة وزِىٍّ حَسَن في اللَّباس والمَتاعِ، وقد يكون الرُّواءُ من الرِّىِّ والارتواء، ويكون من المَرْآى والمَنْظَر.
- في حديثِ عَائِشَة تَصِف أَباهَا، رضي الله عنهما: "واجْتَهر دُفُنَ الرَّواء"
الرَّواء بالفَتْح: المَاءُ الكَثِير - مَمدُودًا - فإذا كَسرتَه قَصرتَه.
قال أبو زَيْد: ماء رَوَاءٌ، ومِياهٌ رَواء.
- في حَدِيِثِ بَدْر: "فإذا هو بِروَايَا قُريش".
الرَّوايَا: الإبل التي يُستَقى عليها، واحِدتها رَاوِيَة، وأصلها: المَزادَة، فَقِيل للبَعِير: رَاوِية لحَمْلِه المَزادَة. قاله الخَطَّابي.
وقال الجَبَّان: الرَّاوِيَة، الجَمَل يَسْتَقِى المَاءَ، أو يُحمَل عليه، وسُمِّيت المَزادَة رَاوِيَةً بحَامِلها.
ر و ى: (الْأُرْوِيَّةُ) بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ الْأُنْثَى مِنَ الْوُعُولِ وَثَلَاثُ (أَرَاوِيَّ) عَلَى أَفَاعِيلَ فَإِذَا كَثُرَتْ فَهِيَ (الْأَرْوَى) عَلَى أَفْعَلَ بِغَيْرِ قِيَاسٍ. وَأَرْوَى أَيْضًا اسْمُ امْرَأَةٍ. وَ (الرَّيَّانُ) ضِدُّ الْعَطْشَانِ وَالْمَرْأَةُ (رَيَّا) . وَ (رَيَّانُ) اسْمُ جَبَلٍ بِبِلَادِ بَنِي عَامِرٍ. وَ (الرَّوِيَّةُ) التَّفَكُّرُ فِي الْأَمْرِ جَرَتْ فِي كَلَامِهِمْ غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ. وَ (رَوِيَ) مِنَ الْمَاءِ بِالْكَسْرِ (رِوًى) بِوَزْنِ رِضًا وَ (رِيًّا) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَ (ارْتَوَى) وَ (تَرَوَّى) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (رَوَى) الْحَدِيثَ وَالشِّعْرَ يَرْوِي بِالْكَسْرِ (رِوَايَةً) فَهُوَ (رَاوٍ) فِي الشِّعْرِ وَالْمَاءِ وَالْحَدِيثِ مِنْ قَوْمٍ (رُوَاةٍ) . وَ (رَوَّاهُ) الشِّعْرَ (تَرْوِيَةً) وَ (أَرَوَاهُ) أَيْضًا حَمَلَهُ عَلَى (رِوَايَتِهِ) . وَسُمِّيَ يَوْمُ (التَّرْوِيَةِ) لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرْتَوُونَ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ لِمَا بَعْدُ. وَ (رَوَّى) فِي الْأَمْرِ (تَرْوِيَةً) نَظَرَ فِيهِ وَفَكَّرَ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. وَتَقُولُ: أَنْشِدِ الْقَصِيدَةَ يَا هَذَا وَلَا تَقُلْ: ارْوِهَا. إِلَّا أَنْ تَأْمُرَهُ بِرِوَايَتِهَا أَيْ بِاسْتِظْهَارِهَا. وَ (الرَّايَةُ) الْعَلَمُ. وَ (الرَّاوِيَةُ) الْبَعِيرُ أَوِ الْبَغْلُ أَوِ الْحِمَارُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ. وَالْعَامَّةُ تُسَمِّي الْمَزَادَةَ رَاوِيَةً، وَهُوَ جَائِزٌ اسْتِعَارَةً، وَالْأَصْلُ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَرَجُلٌ لَهُ (رُوَاءٌ) بِالضَّمِّ أَيْ مَنْظَرٌ. قُلْتُ: قَدْ ذَكَرَ الرُّوَاءَ فِي رَأَى أَيْضًا وَهُوَ مِنْ أَحَدِ الْفَصْلَيْنِ ظَاهِرٌ لَا مِنْهُمَا. وَرَجُلٌ (رَاوِيَةٌ) لِلشِّعْرِ وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَقَوْمٌ (رِوَاءٌ) مِنَ الْمَاءِ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ. وَ (الرَّوِيُّ) حَرْفُ الْقَافِيَةِ يُقَالُ: قَصِيدَتَانِ عَلَى رَوِيٍّ وَاحِدٍ. وَالرَّوِيُّ أَيْضًا سَحَابَةٌ عَظِيمَةُ الْقَطْرِ شَدِيدَةُ الْوَقْعِ مِثْلُ السَّقِيِّ. وَيُقَالُ: شَرِبَ شُرْبًا رَوِيًّا. 
[روى] نه: فيه سمي السحاب روايا البلاد، الروايا من الإبل الحوامل للماء، جمع راوية فشبهها بها، وبه سميت المزادة راوية، وقيل بالعكس. ومنه ح بدر: فإذا هو بروايا قريش، أي إبلهم للماء. وفيه: شر "الروايا روايا" الكذب، هي جع روية وهو ما يروى الإنسان في نفسه من القول والفعل أي يزور ويفكر، وأصلها الهمزة، يقال: روأت في الأمر، وقيل: جمع راوية للرجل الكثير الروية والهاء المبالغة، وقيل: جمع رواية أي الذين يروون الكذب. وفي صفة الصديق: واجتهد دفن "الرواء" هو بالفتح والمد الماء الكثير، وقيل العذب الذي فيه للواردين ري فإذا كسرت الراء قصرته تقول ماء روا. وفي ح قيلة: إذا رأيت رجلًا ذا "رواء" طمح بصري غليه، هو بالضم والمد المنظر الحسن من الري وقد يكون من المرأي والمنظر فيكون من المهموز. وفيه: كان يأخذ مع كل فريضة عقالًا و"رواء" هو بالكسر والمد حبل يقرن به البعيران، وقيل: حبل يروى به على البعير أي يشد به المتاع عليه. ومنه ح: ومعي إداوة عليها خرقة قد "رواثها" روىباب الراء مع الهاء
روى: روى: فهم، أدرك (همبرت ص223).
رَوَّى (بالتشديد): أروى، جعله يَرْوى أي يشرب ويشبع. ففي طرائف دي ساسي (1: 224): فلما جرى ماء النيل فيه رَوَّى البركة.
رَوَّى بالنشا: نَشَّى (بوشر).
وروَّى: بمعنى أروى جعله يروي ويرتوي الذي ذكره لين فعل متعد بنفسه أيضاً ولا يتعدى بفي فقط (عباد 1: 109 رقم 197)، وفي معجم فوك: روّاه ورَوَّى في.
رَوَّى: أرى، جعله يرى (بوشر).
روَّى: تصحيف أَرْوَى، وهذه تصحيف أوْرى، وهذه تصحيف أَرْأى.
أرى، أرى الله بفلان: أي أرى عدوه فيه ما يشمت به (معجم مسلم).
أرى: حدَّث، روى، قصَّ (ألكالا).
أرى: جعله يرى (بوشر) وهو بدل أَوْرَى، وهذا بدل أرأى وهذا الفعل يدل على معاني أرى في كل العبارات التي نجدها في معجم بوشر.
أروى الطريق: دلّ على الطريق، أرشد، هدى الطريق، وهو مجاز. - وأرواهم الأمر بوجه حسن: دبَّر الأمر أحسن تدبير. - أوريك قيمتك وقدرك: ألزمك بتتميم واجباتك. - والله لا يروينا: الله يحفظنا من هذه البلوى! ترأَى: رأي لين وهو مصيب أن هذه الصيغة من الفعل رأى تدل على نفس المعنى الذي ذكره آخر الأمر للفعل أرى بمعنى جعله يرى (انظر فاندنبرج ص65، المقري 2: 165، فوك في مادة رأى).
ارتأى: فهم، أدرك (همبرت ص223).
رَآءُ: راتواء، ريّ من العطش (المعجم اللاتيني - العربي) وفيه: refectis شَبْعَة ورآء. وهذه الكلمة مشتقة بصورة شاذة من الفعل روى، لأنا نجد فيه أيضاً: reficis أعِدّ وأرْوي.
ري (وراي وراء أيضاً): حوت سليمان، (صومون) من سمك البحر (معجم الإدريسي).
ريّ، هي في مصر وفي نوبية: قربة كبيرة مسطحة ومربعة تتخذ من جلود الجاموس (عوادة ص32، لين عادات 2: 21، بركهارت نوبيه ص284، بالم ص157، صفة مصر 18 قسم 2 ص388).
رِيّ: مطر (محيط المحيط).
رِيَّة، رِيَّة البحر: مدوس، حيوان بحري هلامي لا فقرات له يضيء في الليل (ابن البيطار 1: 508)، والتشديد في مخطوطة أ.
رَوَى: لحن من ألحان الموسيقى (صفة مصر 14: 29).
رِواء: تجمع في الأندلس على أروية. ورُواء في إفريقية: إسطبل كبير مسقف للخيل والبغال (فوك، ألكالا وفيه قائد الروا، توريس ص317، سنت أولون ص75، رحلة تاريخية إلى مراكش ص240، روجا ص61 و، هوست ص153، دومب ص91، باربييه، شبري ديال ص75، مارتن ص41).
رِوَاية: عظة، موعظة (أخبار ص50). وهذا صواب الكلمة وفقاً لما جاء في المخطوطة (وص51، ص54).
رِوَايِيّ: حِكائي، قصصي (بوشر).
رَيَّان، والأنثى رّيَّانة (السعدية النشيد 52)، ويجمع على رَيَّانون (النشيد 92).
أرض ريانة: كثيرة الماء، وهذا هو صواب الكلمة عند ابن العوام (1: 138).
راوٍ: مسند حدبة البندقية (رولاند).
راوِيّة: جليد، صقيع، ضريب (بوشر بربرية، دومب ص54).
[روى] الإرْوِيّة : الأنثى من الوعول، وبها سميت المرأة، وهى أفعولة في الاصل، إلا أنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأدغموها في التى بعدها وكسروا الاولى لتسلم الياء. وثلاث أراوى على أفاعيل، وقد يخفف فيقال ثلاث أراو. فإذا كثرت فهى الاروى على أفعل بغير قياس. وأروى أيضا: اسم امرأة. والرَيَّانُ: ضدُّ العطشان ; والمرأة رَيَّا، ولم يبدل من الياء واو لانها صفة، وإنما يبدلون الياء في فعلى إذا كانت اسما والياء موضع اللام، كقولك شروى هذا الثوب، وإنما هي من شريت، وتقوى وإنما هي من التقية. وإن كانت صفة تركوها على أصلها قالوا امرأة خزيا وريا، ولو كانت ريا اسما لكانت روى، لانك كنت تبدل الالف واوا موضع اللام وتترك الواو التى هي عين فعلى على الاصل. وقول أبى النجم:

واها لريا ثم واها واها * إنما أخرجه على الصفة. وريان: اسم جبل ببلاد بنى عامر. قال لبيد: فمدافع الريان عرى رسمها * خلقا كما ضمن الوحى سلامها ولنا قِبَلَكَ رَوِيَّةٌ، أي حاجة. والرَوِيَّةُ أيضاً: التفكر في الأمر، جرت في كلامهم غير مهموزة. والرَوِيَّةُ أيضاً: البقية من الدَيْنِ ونحوِهِ. والرِواءُ بالكسر والمدّ: حبلٌ يشدُّ به المتاع على البعير، والجمع الأَرْوِيَةُ. يقال: رَوَيْتُهُ على الرَجُلِ، إذا شددتَه على ظهر البعير لئلاَّ يسقطَ من غَلَبة النوم. قال الراجز: إنى على ما كان من تخددى * ودقة في عظم ساقى ويدى أروى على ذى العكن الضفندد ورويت على أهلى ولاهلي، إذا أتيتَهم بالماء. يقال: من أين ريتكم، مفتوحة الراء، أي من أين ترتوون الماء؟ ورويت من الماء بالكسر أَرْوي رياً وريا وروى أيضا، مثل رضيت رضا. وارتويت وترويت، كله بمعنى. ورَوَيْتُ الحديثَ والشِعر رِوايَةً فأنا راوٍ، في الماء والشِعْر والحديث، من قومٍ رُواةٍ. قال ابن أحمر: تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ * تصْهَرُهُ الشمسُ فما يَنْصَهِرْ قال يعقوب: ورَوَيْتُ القوم أَرْويهِمْ، إذا استقيتَ لهم الماء. ورَوَّيْتُهُ الشِعر تَرْوِيَةً، أي حملته على رِوايَتِهِ ; وأَرْوَيْتُهُ أيضاً. وسمِّيَ يومُ التَرْوِيَةِ لأنَّهم كانوا يَرْتَوونَ فيه من الماء لما بَعْدُ. ورَوَّيْتُ في الأمر، إذا نظرت فيه وفكّرت، يهمز ولا يهمز. وتقول: أَنْشِدِ القصيدةَ يا هذا، ولا تقل ارْوِها، إلاَّ أن تأمره بروايتها، أي باستظهارها. والراية: العلم. والراوية: البعير أو البغل أو الحمار الذي يستقى عليه. والعامة تسمى المزادة راوية، وذلك جائز على الاستعارة، والاصل ما ذكرناه. قال أبو النجم: تمشى من الردة مشى الحفل * مشى الروايا بالمزاد الاثقل وماء رواء بالفتح ممدود، أي عذب. قال الراجز: يا إبلى ماذأمه فتأبيه * ماء رواء ونصى حوليه وإذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء وقلت ماء روى. ويقال: هو الذى فيه للواردة رى. ورجل له رواء بالضم، أي منظر. ورجل راوية للشعر، والهاء للمبالغة. وقومٌ رِواءٌ من الماء، بالكسر والمد. قال عمر بن لجأ التَيْمِيُّ: تمشي إلى رِواءِ عاطِناتِها * تَحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها وعينٌ رَيَّةٌ، أي كثيرة الماء. قال الأعشى: فأورَدَها عيناً من السِيفِ رَيَّةً * بها بُرَأٌ مثل الفسيل المُكَمَّمِ والرَوِيّ: حرف القافية. يقال: قصيدتان على رَوِيِّ واحد. والرَوِيُّ أيضاً: سحابةٌ عظيمة القَطْر شديدة الوقع، مثل السقى. (*) ويقال: شربت شربا رويا. وارْتَوى الحبل: غلُظت قواه. وارْتَوَتْ مفاصل الرجل: اعتدلت وغلظت.

رو

ى1 رَوِىَ مِنَ المَآءِ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) and اللَّبَنِ, (M, K,) aor. ـْ (T, S, Msb, K,) inf. n. رِىٌّ (T, S, M, Mgh, * K) and رَىٌّ, (S, K,) or the former is a simple subst. and the latter is the inf. n., (Msb,) or the latter is an inf. n. and also a simple subst., (M, K,) and رِوًى, (S, M, K,) the last erroneously written, in [some of] the copies of the K, رَوَى, as though it were a pret. verb [like رَوِىَ]; (TA;) and ↓ ارتوى and ↓ تروّى; (S, M, Msb, K;) all signify the same; (T, S, M, * Msb, K;) [or the last probably has an intensive meaning;] He was satisfied, or he satisfied himself, with drinking of water [and of milk]; he drank thereof enough to quench, or satisfy, his thirst; contr. of عَطِشَ. (Mgh in explanation of the first.) b2: And رَوِىَ النَّبَاتُ, (M,) or الشَّجَرُ, (K,) مِنَ المَآءِ; (TA;) and ↓ تروّى; (M, K;) [The plant, or herbage, or the trees, had plentiful irrigation: or] i. q. تَنَعَّمَ [i. e., became flourishing and fresh, luxuriant, juicy, succulent, or sappy]; (M, K;) or became bright and fresh, by reason of plentiful irrigation. (TK.) b3: رَوِىَ and ↓ ارتوى and ↓ تروّى are also used metaphorically, as meaning (tropical:) He was, or became, in a good state or condition; and in the enjoyment of much ease, pleasantness, softness, or delicacy, of life. (Har p. 100.) b4: شَبِعْتُ مِنْ هٰذَا الأَمْرِ وَ رَوِيتُ is likewise metaphorical, meaning (tropical:) I have become, or I became, disgusted [or satiated to loathing] with this thing, or affair. (S * and TA in art. شبع.) b5: See also a verse cited voce إِلَى, (p.

85,) in which يَرْوَى is made trans. by means of that particle in the place of مِنْ.

A2: رَوَى عَلَى أَهْلِهِ, (T, S, M, K,) and لِأَهْلِهِ, (S, M, K,) aor. ـْ inf. n. رَيَّةٌ, or رِيَّةٌ, (accord. to different copies of the T, [the former app. indicated to be the right by what is said in the next sentence,]) or رَىٌّ, (M, [probably also correct,]) He brought water to his family: (S, M, K:) [but in the T it is implied that the meaning is like that of the phrase here following:] رَوَى القَوْمَ, (ISk, T, S, K,) aor. as above, (ISk, T, S,) inf. n. ريّة, (so in the TA,) He drew water for the people, or party. (ISk, T, S, K.) You say, مِنْ أَيْنَ رَيَّتُكُمْ, with fet-h to the ر, (S,) or رِيَّتُكُمْ, (so in the T,) meaning Whence is your providing of yourselves with water? (المَآءَ ↓ مِنْ أَيْنَ تَرْتَوُونَ: T, immediately after the latter of the foregoing phrases; and S, immediately after the former of them:) so says ISk. (T.) And رَوَى عَلَى اليَعِيرِ He drew water upon the camel. (M. [See سَانِيَةٌ.]) b2: And رَوَى

المَآءَ, aor. ـْ [inf. n., app., رِوَايَةٌ,] He (a camel) bore, carried, or conveyed, water. (Msb, TA.) b3: Hence, (Msb, TA,) رَوَى الحَدِيثَ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) and الشِّعْرَ, (T, S, M, Mgh,) عَنْهُ, (MA,) aor. ـْ (T,) inf. n. رِوَايَةٌ; (T, S, M, Mgh, K;) and ↓ تروّاهُ; (M, K;) both signify the same; (K;) He bore in his memory, knowing by heart, (حَمَلَ,) and transmitted [orally], related, recited, or rehearsed, the tradition, narrative, or story, (Msb, TA,) and the poetry, (TA,) [as learned, or heard, or received,] from him; (MA;) [he related, recited, or rehearsed, the tradition, &c., and the poetry, by heart from him:] you say to a man, أَنْشِدِ القَصِيدَةَ [ “ Recite thou the ode ”]; but you do not say, اِرْوِهَا unless you mean thereby Relate thou it by heart. (S, TA.) [One says also, رُوِىَ عَنْهُ, meaning It has been related as heard, or received, from him. And رُوِىَ كَذَا, and يُرْوَى كَذَا, meaning It has been related, and it is related, (otherwise, i. e.) thus; with the substitution of such a word &c.: and often meaning it has been read, and it is read, &c. And فِى رِوَايَةٍ كَذَا, meaning According to one relation, or way of relation or relating, thus: and often meaning according to one reading, thus.]

A3: رَوَى الحَبْلَ, (M, K,) [aor. ـْ inf. n. رَىٌّ, (M,) He twisted the rope: (M, K:) or he twisted the rope well, or thoroughly, or soundly. (M.) b2: رَوَى عَلَى الرَّجُلِ, (S, M, TA,) in the copies of the K, erroneously, الرَّحْلِ, (TA,) He bound the man (S, M, K, * TA) with the rope called رِوَآء (M, TA) upon the back of the camel, (S, K, *) lest he should fall (S, M, K, * TA) from the camel (M) in consequence of his being overcome by sleep. (S, M, * TA.) And رَوَيْتُ عَلَى

الرَّاوِيَةِ, aor. ـْ inf. n. رَىٌّ, I bound the رِوَآء

upon the leathern water-bag, or pair of leathern water-bags, called راوية. (T.) You say, رَوَى

عَلَيْهِ, inf. n. رَىٌّ; and ↓ اروى; He bound him, or it, with the rope [called رِوَآء, as is implied in the M]. (M, * TA.) And الرِّوَآءَ عَلَى البَعِيرِ ↓ اروى

[He bound the رواء upon the camel]; like رَوَاهُ. (TA.) And ↓ رواى He bound a load with the رِوَآء. (TA.) 2 روّى, inf. n. تَرْوِيَةٌ: see 4, in two places: b2: and 5. [Hence,] يَوْمُ التَّرْوِيَةِ [The day of providing oneself with water;] the eighth day of Dhu-l-Hijjeh; (T, Msb;) the day before that of 'Arafeh: (M:) so called because they (the pilgrims, T) used to provide themselves (يَتَزَوَّدُونَ, T, M, or ↓ يَتَرَوَّوْنَ, Msb, and so in a copy of the T, or ↓ يَرْتَوُونَ, S, K) on that day with water (T, S, M, * Msb, K) for the aftertime, (S, Msb, K,) and to rise and go, or when rising to go, to Minè, where is no water, [or, accord. to the Msb, where was little water,] therefore they provided themselves fully with water, or therefore they provided themselves with water from Mekkeh for the alighting and abiding at Minè: (T, accord. to two different copies:) or [it means the day of consideration, or thought; (from another signification of the verb, as will be seen from what follows;) and is so called] because Abraham was considering, or thinking upon, his dream (وَ يَتَفَكَّرُ فِى رُؤْيَاهُ ↓ كَانَ يَتَرَوَّى) [on that day], and on the ninth he knew [that his dream was from God], and on the tenth he desired to act [according to his dream] (اِسْتَعْمَلَ). (K. [and in a similar manner it is explained in the Ksh and by Bd in xxxvii. 101. See also 2 in art. روأ]) b3: روّى رَأْسَهُ بِالدُّهْنِ, and الثَّرِيدَ بِالدَّسَمِ, (T, TA,) He moistened [his head, app. much, or saturated it, i. e. its hair, with oil, or grease, and the broken, or crumbled, bread with grease, or gravy]. (TA.) A2: روّاهُ الشِّعْرَ, (T, S, M, Mgh, K,) and الحَدِيثَ, (M, Mgh, Msb,) inf. n. as above; (S;) and إِيَّاهُ ↓ ارواهُ; (S, K;) He made him to relate by heart the poetry, (S, M, * Mgh, * K, * TA,) and the tradition, narrative, or story; (M, Mgh, TA;) he made him to bear in his memory, knowing by heart, and to transmit, relate, recite, or rehearse, (Msb, TA,) the poetry, (TA,) and the tradition, narrative, or story; (Msb, TA;) [or he taught him to do so; i. e.] he related to him by heart (رَوَى لَهُ) the poetry, (T, TA,) and the tradition, narrative, or story, (TA,) until he retained it in his memory, for the purpose of relating it by heart [as learned, or heard, or received,] from him. (T, TA. *) and رُوِّينَا الحَدِيثَ [We had the tradition, narrative, or story, related to us by heart; and in like manner, الشِّعْرَ the poetry]. (Msb, TA.) A3: رَوَّيْتُ فِى

الأَمْرِ, (S, K, [though Freytag represents the verb as being in the K without teshdeed, and Golius explains the verb nearly in the same manner with and without teshdeed,]) inf. n. as above, (TA,) He looked into the thing, or affair, or case; inspected it; examined it; considered it; or thought upon it; (S, M, K, TA;) deliberately, or leisurely; without haste; a dial. var. of رَوَّأْتُ [q. v.]: (M, TA:) [and فِيهِ ↓ تَرَوَّيْتُ app. signifies the same:] see يَتَرَوَّى in the former half of this paragraph, in an explanation of يَوْمُ التَّرْوِيَةِ.4 ارواهُ (M, MA, Msb, K) مِنَ المَآءِ (MA) [and من اللَّبَنِ], inf. n. إِرْوَآءٌ; (KL, and Har p. 67;) and ↓ روّاهُ (MA, Msb) مِنْهُ, (MA,) inf. n. تَرْوِيَةٌ; (KL;) He satisfied him, or made him to be satisfied, with drinking of water [and of milk]; he satisfied, or quenched, his (another's) thirst, by a drink, or draught, of water [and of milk]; (M, * MA, Msb, * K, * KL; *) he did away with his thirst [thereby]. (Har ubi suprà.) One says of a she-camel abounding in milk, هِىَ تُرْوِى

الصَّبِىَّ [She satisfies the thirst of the young child]: because he sleeps in the beginning of the night, and they desire that her flow of milk may be early, before his sleeping. (M, TA.) [And in like manner, ارواهُ is said of water, and of milk, &c., meaning It satisfied his thirst.] b2: [Hence, اروى and ↓ روّى signify also He watered, or irrigated, plentifully a plant, or herbage, or a tree; or rendered it flourishing and fresh, luxuriant, succulent, or sappy, by plentiful irrigation: see 1, second sentence.]

A2: See also 2, in the middle of the paragraph.

A3: And see 1, last three sentences.5 تروّى: see 1, first three sentences. b2: Yousay also, تَرَوَّوْا and ↓ رَوَّوْا, meaning They provided themselves with water. (M.) And كَانُو يَتَرَوَّوْنَ مِنَ المَآءِ; (Msb, and so in a copy of the T; see 2, second sentence;) or من المآء ↓ يَرْتَوُونَ; (S and K; see again 2, second sentence;) [They used to provide themselves with water:] and المَآء ↓ مِنْ أَيْنَ تَرْتَوُونَ [Whence do ye provide for yourselves water?]. (T and S; see 1, in the middle of the paragraph.) b3: And تَرَوَّتِ اللُّقْمَةُ بِالسَّمْنِ [The morsel was imbued, or soaked, with clarified butter]. (En-Nadr, TA in art. ريغ.) A2: تروّى الحَدِيثَ, and الشِّعْرَ: see 1, in the latter half of the paragraph.

A3: تَرَوَّتْ مَفَاصِلُهُ: see 8.

A4: تروّى فِيهِ: see 2, in two places.8 ارتوى: see 1, first and third sentences: b2: and see also 5, in two places. b3: ارتوت النَّخْلَةُ The palm-tree, having been planted in a hollow dug for the purpose, was watered at its root. (Lth, T.) A2: It (a rope) was twisted: (M, K:) or was twisted well, or thoroughly, or soundly: (M:) or was thick in its strands: (S:) or was composed of many strands, and thick, and very compact. (Lth, T.) b2: And ارتوت مَفَاصِلُهُ His joints (those of a beast, T, or those of a man, S) were, or became, well-proportioned and thick; (T, S, K;) and so ↓ تروّت. (M, K.) رَوٌّ: see رَوَآءٌ.

رُىٌّ: see what next follows: A2: and see also art. رى.

رِىٌّ, said by Esh-Shámee, in his “Seereh [of the Prophet],” to be also with damm [i. e. ↓ رُىٌّ, which is anomalous, like رُيَّا, for رُؤْيَا], (MF, TA,) is an inf. n. of رَوِىَ: (T, S, M, Mgh, * K:) and also (M, K) a simple subst. from that verb [meaning The state of being satisfied with drinking of water and of milk; the state in which one is satisfied with drinking or drink; the state of having drunk enough to quench, or satisfy, the thirst]. (M, Msb, K.) One says, فُلَانٌ فِى رِىٍّ

وَ مَشْبَعٍ [Such a one is in a state in which he is satisfied with drink and food]. (T, A, TA, all in art. نظر.) b2: [Also, as is indicated in the K &c., in relation to plants or herbage, or to trees, The state of having plentiful irrigation; or of being flourishing and fresh, luxuriant, juicy, succulent, or sappy, by reason of plentiful irrigation.]

A2: عَيْنٌ رِبَّةٌ A source abounding with water. (S.) A3: See also art. رى.

رِوًى: see رَوَآءٌ. b2: رُطَبٌ رِوًى Dates when they ripen [after they have been cut off,] not upon their palm-trees; as also ↓ مُرْوٍ. (TA.) رُويَا: see رُؤْيَا, in art. رأى.

رَوَآءٌ and ↓ رِوًى (T, S, M, K [in this last improperly said to be like إِلَى, which is without tenween,]) and ↓ رَوِىٌّ (M, K) Sweet water: (S:) or water that causes him who comes to it to return with his thirst satisfied; (T, S; *) applied only to water that has a continual increase, and does not become exhausted, nor cease: (T:) or abundant water, that satisfies the thirst. (M, K.) b2: [Hence,] الرَّوَآءُ is a name of The well of Zemzem. (K, TA.) A2: And رواء, (so in the TA, as from the K, and as mentioned by Az on the authority of IAar, [but I have looked for it in vain in two copies of the T, app. رَوَآءٌ, or perhaps ↓ رِوَآءٌ, like the Pers\.

رِوَا, for one of these two may be from the other,] or ↓ رَوٌّ, (so accord. to my MS. copy of the K and accord. to the TK, [but this I think very dubious, and still more strange is the reading in the CK, which is رِو,]) Abundance of herbage, or of the goods, conveniences, or comforts, of life. (K.) رُوَآءٌ [for رُؤَآءٌ, (see رِئْىٌ, in art. رأى,) or of the measure فُعَالٌ from الرِّىُّ, (see Har p. 24,)] i. q. مَنْظَرٌ [as meaning A pleasing, or goodly, aspect; or beauty of aspect]: so in the phrase رَجُلٌ لَهُ رُوَآءٌ [A man having a pleasing, or goodly, aspect]. (S.) رِوَآءٌ A rope with which the two leathern water-bags are bound upon the camel: (T:) or a rope with which goods, or furniture, or utensils, &c., are bound upon the camel; (S, K;) and with which a man is bound upon a camel, lest he should fall in consequence of his being overcome by sleep: (M, and Ham p. 321:) or one of the ropes of the [tent called] خِبَآء: and sometimes the load is bound therewith upon the camel: accord. to AHn, it is thicker than well-ropes: (M:) and ↓ مِرْوًى signifies the same: (T, K:) pl. of the former أَرْوِيَةٌ; (T, S, K;) and of ↓ the latter مراوى, (T, K,) i. e. مَرَاوَى, and مَرَاوٍ. (TA.) A2: See also رَوَآءٌ.

رَوِىٌّ: see رَوَآءٌ. b2: Also A full, or complete, drink. (K, TA.) You say, شَرِبْتُ شُرْبًا رَوِيًّا (S, TA) I drank a full, or complete, drink. (TA.) b3: And A cloud of which the rain-drops are large, (S, K,) and vehement in their fall; like سَقِىٌّ: (S:) pl. أَرْوِيَةٌ. (TA.) b4: And, accord. to IAar, One who gives to drink; or a waterer; syn. سَاقٍ: [in one copy of the T, in the place of السَّاقِى as explanatory of الرَّوِىُّ, I find التَّأَنِّى, which I think an evident mistranscription:] b5: and Weak: b6: and Sound in body and intellect. (All three from the T.) A2: Also The [funda-mental] rhyme-letter; (S, M, K;) the letter upon which the ode is founded, and which is indispensable in every verse thereof, in one place; as, for instance, the [final] ع in the verse here following: إِذَا قَلَّ مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيقُهُ وَ أَوْمَتْ إِلَيْهِ بِالعُيُونِ الأَصَابِعُ [When the wealth of the man becomes little, his friends become few, and, together with the eyes, the fingers make signs to him]: (Akh, M:) [when two or more letters are indispensable to the rhyme, only one of them is thus termed, according to rules fully explained in the M and in the treatises on versification:] IJ mentions رَوِيَّاتٌ as its pl.; but [ISd says,] I think him to have stated this carelessly, and not to have heard it from the Arabs. (M.) One says قَصِيدَتَانِ عَلَى

رَوِىٍّ وَاحِدٍ [Two odes constructed upon one rhymeletter; or having one fundamental rhyme-letter]. (S.) رِوَايَةٌ [an inf. n. of رَوَى, q. v., when used as a subst., meaning A relation, or recital, &c.,] has for its pl. رَوَايَا. (JM.) See رَاوِيَةٌ, last sentence but one.

رَوِيَّةٌ A want, or thing wanted: (A 'Obeyd, T, S:) so in the saying, لَنَا عِنْدَ فُلَانٍ رَوِيَّةٌ [We have a want to be supplied to us on the part of such a one; meaning we want a thing of such a one]: (A 'Obeyd, T:) and لَنَا قِبَلَكَ رَوِيَّةٌ [We have a want to be supplied to us on thy part; we want a thing of thee]. (S.) b2: And The remainder of a debt and the like. (S.) A2: Also, (S,) or رَوِيَّةٌ فِى أَمْرٍ, (M, K, *) thus usually pronounced without ء, (S,) [originally رَوِيْئَةٌ,] Inspection, examination, consideration, or thought, of an affair; (S, M, K;) without haste: (M:) pl. رَوَايَا. (JM, TA.) You say, مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ [He went at random, heedlessly, or in a headlong manner, without consideration]. (A in art. ركب.) See رَاوِيَةٌ, near the end. [See also رَوِيْئَةٌ in art. روأ.) رَجُلٌ رَوَّآءٌ A man whose habitual work, or occupation, is the drawing of water by means of the رَاوِيَة [q. v.]: you say, جَآءَ رَوَّآءُ القَوْمِ [The people's habitual drawer of water by means of the راوية came]. (T.) رَيَّا [originally رَوْيَا] A sweet odour (T, M, K) of anything. (T.) One says of a woman, إِنَّهَا لَطَيِّبَةُ الرَّيَّا, meaning Verily she is sweet in the odour of her body: and hence the saying of Imrael-Keys, إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا نَسِيمَ الصَّبَا جَآءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ [When they stand, the fragrance of musk is diffused from them, like the breath of the east wind that has brought the sweet odour of the clove]. (T.) A2: It is also fem. of رَيَّانُ. (T, S, M, &c.) رَيَّانُ [originally رَوْيَانُ] an epithet from رَوِىَ; (T, M, Mgh, Msb, K;) Satisfied with drinking [of water and of milk &c.]; having drunk [thereof] enough to quench, or satisfy, his thirst; contr. of عَطْشَانُ: (S, Mgh: *) fem. رَيَّا, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) in which the ى is not changed into و because the word is an epithet; for it is changed into و only in a subst., of the measure فَعْلَى, of which ى is the final radical, as in تَقْوَى; so that if it were a subst., it would be رَوَّى; (S, M;) originally رَوْيَا: (M:) as to رَيَّا that is thought to be used as the proper name of a woman, it is, thus used, an epithet, like الحَارِثُ and العَبَّاسُ, though without the article ال: (S, * M:) the pl. is روَآءٌ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) with kesr and medd., (S,) in measure like كِتَابٌ, (Msb,) masc. and fem. (Mgh, Msb.) You say قَوْمٌ رِوَآءٌ مِنَ المَآءِ [A people, or party, satisfied with drinking of water]. (S.) b2: And نَبْتٌ رَيَّانُ and شَجَرٌ رِوَآءٌ [A plant, or herbage, and trees, having plentiful irrigation: or flourishing and fresh, luxuriant, juicy, succulent, or sappy, by reason of plentiful irrigation: see the verb]. (M.) b3: [Hence,] رَيَّانُ signifies also (assumed tropical:) Full of fat and flesh. (JM.) And you say وَجْهٌ رَيَّانُ (tropical:) [A plump face]; an expression of dispraise [app. when relating to a man, but not otherwise; for رَيَّانُ, or رَيَّا, applied to a youth, or to a woman, or a limb of a woman, meaning plump and juicy, is used by way of praise]: opposed to وَجْهٌ ظَمْآنُ. (A and TA in art. ظمأ.) And اِمْرَأَةٌ رَيَّا المُخَلْخَلِ (assumed tropical:) [A woman full, or plump, in the place of the anklet]. (JM.) And فَرَسٌ رَيَّانُ الظَّهْرِ (assumed tropical:) A horse fat in the portion of flesh and sinew next the back-bone on each side. (T.) رَاوٍ [as the act. part. n. of رَوَى] is used in relation to water [as meaning Bringing, or one who brings, water to his family: and drawing, or one who draws, water for others: and a camel carrying, or that carries, water; whence the subst.

رَاوِيَةٌ, q. v.]. (S, TA.) b2: And [hence] it is used also in relation to poetry (T, S, M) and to traditions or narratives or stories (T, M, Mgh, K) [as meaning A relater, reciter, or rehearser, by heart, of poetry, and of traditions, or narratives or stories, learned, or heard, or received, from another]: and in like manner ↓ رَاوِيَةٌ, but in an intensive sense [as meaning a large, or copious, relater or reciter or rehearser, &c.]; (T, S, M, Mgh, K;) i. e. كَثِيرُ الرِّوَايَةِ; (T, * TA;) as in the phrase رَجُلٌ رَاوِيَةٌ لِلشِّعْرِ [a man who is a large, or copious, relater &c. of poetry]: (S:) the pl. of رَاوٍ is رُوَاةٌ. (S, TA.) A2: Also One who has the superintendence, management, or care, of horses (مَنْ يَقُومُ عَلَى الخَيْلِ [strangely rendered by Freytag, who seems to have read عَلَى الجَمَلِ, “constrictus fune et stans super cameli dorso ”]). (M, K.) رَاوِيَةٌ A camel, (A 'Obeyd, T, S, K,) or a mule, or an ass, (S, and so in the K with the exception of “ and ” for “ or,”) upon which water is drawn: (A 'Obeyd, T, S, K: [see سَانِيَةٌ:]) or a camel that carries water; (M, * Mgh, Msb;) and then applied to any beast upon which water is drawn: (Msb:) [but it is disputed whether this be the primary or proper signification, or whether it be secondary or tropical, as will be shown by what follows:] and also a man who draws water (A 'Obeyd, T, TA) for his family: (TA:) the ة is affixed [لِلنَّقْلِ, i. e. for the purpose of transferring the word from the category of epithets to that of substantives; or] to give intensiveness to the signification: (Msb:) pl. رَوَايَا [by rule رَوَآءٍ, being originally of the measure فَوَاعِلُ, not فَعَائِلُ]. (S, M, TA.) Also A مَزَادَة [or leathern water-bag] (A 'Obeyd, T, S, M, Mgh) composed of three skins, (Mgh,) containing water; (M, K;) so called as being the receptacle in which is the water borne by the camel [thus called]; (A 'Obeyd, T;) or the مزادة is thus termed by the vulgar, but this application of the word is allowable as metaphorical: (S:) or it signifies a pair of such water-bags (مَزَادَتَانِ [see مَزَادَةٌ in art. زيد]): (T:) [accord. to ISd,] it is applied to the مزادة, and then to the camel, because of the nearness of the latter to the former: (M:) or its primary application is to the camel: (S, Mgh:) accord. to some, its application to the camel is proper; and to the مزادة, tropical: accord. to others, the reverse is the case: (MF, TA:) the pl. is رَوَايَا, as above. (Mgh, TA.) b2: One says of a weak person who is in easy circumstances, مَا يَرُدُّ الرَّاوِيَةَ, meaning He is unable to turn back the راوية [or camel bearing a water-bag or pair of water-bags,] notwithstanding its being heavily burdened by the water that is upon it. (M.) b3: And the Prophet applied the appellation رَوَايَا البِلَادِ [The camels bearing water for the irrigation of the countries, or the water-bags borne by camels for the irrigation of the countries,] to (assumed tropical:) the clouds, by way of comparison. (TA.) b4: رَوَايَا is also applied as an appellation to (assumed tropical:) The chiefs of a people; (IAar, Th, T;) as pl. of رَاوِيَةٌ; the chief who bears the burden of the bloodwits owed by the tribe being likened to the camel thus termed. (T, M. *) A Temeemee, mentioning a party that had attacked his tribe, said, لَقِينَاهُمْ فَقَتَلْنَا الرَّوَايَا وَ أَبَحْنَا الزَّوَايَا meaning [We encountered them, and] we slew the chiefs, and gave permission to occupy, or to plunder, the houses, or tents. (T.) b5: رَوَايَا also occurs in a trad., in which it is said, شَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الكَذِبِ, and accord. to some, it is, in this instance, pl. of رَاوِيَةٌ (JM, TA) in the first of the senses explained above; so that the meaning is, (assumed tropical:) The worst of those who carry tidings are those who carry false tidings; such persons being likened to the beasts so called, in respect of the fatigue that they undergo: (JM:) or it is pl. of ↓ رَوِيَّةٌ; (JM, TA;) and the meaning is, the worst of thoughts are those that are untrue, not right, nor tending to good: or it is pl. of ↓ رِوَايَةٌ; and the meaning is, the worst of relations, or recitals, are those that are untrue. (JM.) b6: See also رَاوٍ.

أَرْوَى: see the next paragraph, in two places.

أُرْوِيَّةٌ, (T, S, M, Msb, K,) originally [أُرْوُويَةٌ,] of the measure أُفْعُوِلَةٌ, (S, M, Msb,) and إِرْوِيَّةٌ, (Lh, M, K,) The female of the وُعُول, (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, Msb, K,) which means mountain-goats: (TA:) or the female and the male; the former of which is also called عَنْزٌ, and the latter وَعِلٌ; (Az, T, Msb;) and which are of the [kind called] شَآءٌ; not of the [kind called] بَقَرٌ: (Az, T:) pl. أَرَاوِىٌّ, (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, Msb, K,) of the measure أَفَاعِيلُ, (S,) a pl. of pauc., Msb,) applied to three (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, K) and more, to ten [inclusive], (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, M, K,) and ↓ أَرْوَى, applied to many, (El-Ahmar, A 'Obeyd, T, S, M, Msb, K,) of the measure أَفْعَلُ, (S, M, Msb,) erroneously held by Abu-l-'Abbás to be of the measure فَعْلَى; (M;) an irregular pl.; (Msb, K;) or [rather] it is a quasi-pl. n.; (M, K;) and أَرَوِىُّ is a broken pl. (M.) It is also a proper name of a woman: and so is ↓ أَرْوَى. (S.) مُرْوٍ: see رِوًى

مِرْوًى: see رِوَآءٌ, in two places.

الشّرك

(الشّرك) النَّصِيب (ج) أشراك واعتقاد تعدد الْآلهَة

(الشّرك) حبالة الصَّيْد (ج) أشراك وشرك
الشّرك:
[في الانكليزية] Polytheism ،idolatry
[ في الفرنسية] Polytheisme ،idolaterie
بالكسر وهي مصدر معناه الإشراك والاعتقاد بشريك للرّبّ الذي لا شريك له. كما في المنتخب. قال العلماء: الشّرك على أربعة أنحاء. الشّرك في الألوهية، والشّرك في وجوب الوجود، والشرك في التدبير، والشّرك في العبادة. وليس أحد أثبت لله تعالى شريكا يساويه في الألوهية والوجوب والقدرة والحكمة إلّا الثنوية، فإنّهم يثبتون إلهين أحدهما حكيم يفعل الخير والثاني سفيه يفعل الشّرّ، ويسمّون الأول باسم يزدان والثاني باسم أهرمن وهو الشيطان بزعمهم. وأمّا الشّريك في العبادة والتدبير ففي الذاهبين إليه كثرة. فمنهم عبدة الكواكب وهم فريقان، منهم من يقول إنّه سبحانه خلق هذه الكواكب وفوّض تدبير العالم السّفلي إليها، فهذه الكواكب هي المدبّرات لهذا العالم، قالوا فيجب علينا أن نعبد هذه الكواكب تعبّدا لله ونطيعه، وهؤلاء هم الفلاسفة. ومنهم قوم غلاة ينكرون الصانع ويقولون هذه الأفلاك والكواكب أجسام واجبة الوجود لذواتها ويمتنع عليها العدم فهي المدبّرة لأحوال العالم السّفلي وهؤلاء هم الدّهرية الخالصة. وممّن يعبد غير الله النصارى الذين يعبدون المسيح ومنهم أيضا عبدة الأوثان.
ولا بدّ من بيان سبب عبادة الأوثان، إذ عبادة الأحجار من جمّ غفير عقلاء ظاهر البطلان، وقد ذكروا لها وجوها. الوجه الأوّل أنّ الناس لمّا رأوا تغيّرات هذا العالم منوطة ومربوطة بتغييرات أحوال الكواكب فإنّ بحسب قرب الشمس وبعدها عن سمت الرأس تحدث الفصول الأربعة التي بسببها تحدث الأحوال المختلفة في هذا العالم. ثم إنّ الناس رصدوا أحوال سائر الكواكب فاعتقدوا انبساط السعادات والنحوسات بكيفيّة وقوعها في طوالع الناس على أحوال مختلفة. فلما اعتقدوا ذلك غلبت على ظنونهم أنّ مبدأ الحوادث هو الاتصالات الكوكبية، فبالغوا في تعظيمها.
فمنهم من اعتقادها واجبة الوجود لذواتها وهي خلقت هذا العالم. ومنهم من اعتقد حدوثها وكونها مخلوقة للإله الأكبر إلّا أنها هي المدبّرة لأحوال هذا العالم؛ وهؤلاء هم الذي أثبتوا الوسائط بين الإله الأكبر وبين أحوال هذا العالم. ثم إنّهم لمّا رأوا أنّ هذه الكواكب قد تغيب عن الأبصار في أكثر الأوقات اتخذوا لكلّ كوكب صنما من الجوهر المنسوب إليه كاتخاذهم صنم الشمس من الذهب والياقوت والألماس، ثم اشتغلوا بعبادة تلك الأصنام.
وغرضهم منها عبادة تلك الكواكب والتقرّب إليها. وأمّا الأنبياء فلهم مقامان: أحدهما إقامة الدليل على أنّ هذه الكواكب لا تأثير لها البتة في أحوال هذا العالم لما قال الله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ بعد أن بيّن أنها مسخّرات.
وثانيهما أنّ بتقدير تأثيرها دلائل الحدوث حاصلة فيها فوجب كونها مخلوقة. والاشتغال بعبادة الخالق أولى من الاشتغال بعبادة المخلوق. في الكشاف في تفسير قوله تعالى:
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. النّد المماثل في الذات المخالف في الصفات. فإن قلت كانوا يسمّون أصنامهم باسمه ويعظمونها بما يعظّم به من القرب، وما كانوا يزعمون أنّها تخالف الله وتناديه؟ قلت: لمّا تقرّبوا إليها وعظّموها وسمّوها آلهة اشتبهت حالهم حال من يعتقد أنّها آلهة مثله قادرة على مخالفته ومضادّته، فقيل لهم ذلك على سبيل التّهكم.
الوجه الثاني ما ذكره أبو معشر وهو أنّ كثيرا من أهل الصين والهند كانوا يثبتون الإله والملائكة إلّا أنّهم يعتقدون أنه تعالى جسم ذو صورة حسنة وكذا الملائكة، لكنهم احتجبوا عنّا بالسماوات فاتخذوا صورا وتماثيل، فيتّخذون صورة في غاية الحسن ويقولون إنّها هيكل الإله وصورة أخرى دونها في الحسن ويجعلونها صورة الملائكة، ثم يواظبون على عبادتها قاصدين بتلك العبادة الزّلفى من الله وملائكته.
فالسبب على عبادة الأوثان على هذا اعتقاد أنّ الله سبحانه جسم وفي مكان. الوجه الثالث أنّ القوم يعتقدون أنّ الله فوّض تدبير كلّ من الأقاليم إلى ملك معيّن وفوّض تدبير كلّ قسم من أقسام العالم إلى روح سماوي بعينه، فيقولون مدبّر البحار ملك، ومدبّر الجبال ملك آخر وهكذا، فاتخذوا لكلّ واحد من الملائكة المدبّرة صنما مخصوصا، ويطلبون من كلّ صنم ما يليق بذلك الروح الكلّي. وللقوم هاهنا تأويلات أخر تركناها لمخافة الإطناب.
اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ لفظ المشرك يتناول الكفّار من أهل الكتاب فأنكر بعضهم ذلك وقال: اسم المشرك لا يتناول إلّا عبدة الأوثان لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ الآية. فالله تعالى عطف المشركين على أهل الكتاب، والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.
والأكثرون من العلماء على أنّ المشرك يتناول الكفار من أهل الكتاب أيضا، وهو المختار.
قال أبو بكر الأصم كلّ من جحد رسالته فهو مشرك، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. فقد دلّت الآية على أنّ ما سوى الشّرك قد يغفر الله تعالى في الجملة. فلو كان كفر اليهود والنصارى ليس بشرك لوجب أن يغفر لهم الله تعالى في الجملة، وذلك باطل.

والجواب عن الآية بوجهين: الأول أنّ لفظ المشركين عطف على الذين الخ، والمعنى أنّ الذين كانوا مؤمنين بنبي من الأنبياء أو كانوا من أهل الكتاب ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم ولم يؤمنوا به فأشركوا، به، وإنّ الذين كانوا مشركين من الابتداء كلاهما في نار جهنم الخ. والثاني أنّ عطف المشركين على أهل الكتاب من قبيل عطف العام على الخاص، والمعنى أنّ الذين كفروا من أهل الكتاب وجميع المشركين سواء كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى وعبدة الأوثان كلّهم في نار جهنم. ثم القائلون بدخول اليهود والنصارى تحت اسم المشرك اختلفوا على قولين: فقال قوم وقوع هذا الاسم عليها من حيث اللغة. وقال الجبائي والقاضي هذا الاسم من جملة الأسماء الشّرعية لأنّه تواتر النقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنّه كان يسمّي كلّ من كان كافرا بالمشرك، وقد كان في الكفار من لا يثبت إلها أصلا أو كان شاكّا في وجوده، أو كان شاكّا في وجود الشّريك. وقد كان فيهم من كان عند البعثة منكرا للبعث والقيمة، فلا جرم كان منكرا للبعثة وللتكليف، وما كان يعبد شيئا من الأوثان. وعابدوا الأوثان فيهم من كانوا لا يقولون إنّهم شركاء الله في الخلق، وتدبير العالم، بل كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فثبت أنّ الأكثر منهم كانوا مقرّين بأنّ [الله] إله العالم واحد، وإنّه ليس له في الإلهية بمعنى خلق العالم وتدبيره شريك ونظير كما يدلّ عليه قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ فإذا ثبت أنّ وقوع اسم المشرك على الكافر ليس من الأسماء اللغوية بل من الأسماء الشّرعية كالزكاة والصلاة وغيرهما وجب اندراج كلّ كافر تحت هذا الاسم. هذا كلّه خلاصة ما في التفسير الكبير في سورة الأنعام في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً، وفي سورة البقرة في تفسير قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ. والمفهوم من الإنسان الكامل أيضا أنّ المشرك لا يتناول الكفار بأجمعهم. قال: ما في الوجود حيوان إلّا وهو يعبد الله إمّا على التقييد بمحدث ومظهر وهو المشرك وإمّا على الإطلاق وهو الموحّد، وكلّهم عباد الله على الحقيقة لأجل الوجود الحق، فإنّ الحقّ تعالى من حيث ذاته يقتضي أن لا يظهر في شيء إلّا ويعبد ذلك الشيء، وقد ظهرت في ذات الوجود. فمن الناس من عبد الطبائع أي العناصر وهي أصل العالم، ومنهم من عبد الكواكب، ومنهم من عبد المعدن، ومنهم من عبد النار، ولم يبق شيء في الوجود إلّا وقد عبد شيئا من العالم إلّا المحمّديون فإنّهم عبدوه من حيث الإطلاق بغير تقييد بشيء آخر من المحدثات انتهى.

ينبغي أن يعلم أنّ العلماء قالوا: الشّرك على أربعة أوجه: حينا في العدد. وقد نفي بقوله تعالى: أحد، أي «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ». وحينا في المرتبة: وقد نفي بقوله تعالى: صمد، أي «اللَّهُ الصَّمَدُ». وحينا بالنسبة (للزوجة والولد) وقد نفاه بقوله سبحانه «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ». وحينا في العمل والتأثير وقد نفاه سبحانه بقوله: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ». وقالوا أيضا: إن أصحاب المذاهب الباطلة ينقسمون إلى خمس فرق:

الفرقة الأولى: الدّهرية القائلون بأنّه ليس للعالم صانع، وأنّ المواد اجتمعت هكذا وتشكّلت منها الصّور الموجودة. وعليه متى ذكر المسلمون بلسانهم لفظة هو فذلك هو التبرّي من عقائد الدّهرية.

الفرقة الثانية هم الفلاسفة: وهم الذين يقرّون بوجود الصّانع ولكن لا صفة له عندهم.
أي أنّ التأثير في العوالم من الوسائط وليس من الصّانع. وفي الحقيقة: الهنود على هذا الرأي.

ومتى قال الرجل المؤمن: الله، فإنّ ذلك يعني وصفه بجميع صفات الكمال، وبذلك ينجو ويبتعد من عقائد هذه الفرق.

والفرقة الثالثة: الثّنوية: وهم القائلون بأنّ العالم لا يكفي وجود صانع لجميع ما في العالم، وذلك لأنّ العالم فيه الخير والشّرّ موجودان، فلا بدّ للخير من خالق وللشّرّ من خالق. إذن لا بدّ من صانعين اثنين. وخالق الخير يسمّى عندهم يزدان وأمّا خالق الشّرّ فهو عندهم أهرمن. فإذن، متى نطق المؤمن بلفظ، أحد، فقد نجا من شرّ شرك هؤلاء.

والفرقة الرابعة: عبدة الأوثان؛ الذين يعتقدون بأنّ عبادة الأوثان وسيلة لقضاء حاجاتهم الدنيوية والدينية، والمؤمن حين يقول: الله الصّمد، فإنّه يخلص من هذه العقيدة.
وهكذا الضالون من أهل الكتاب من اليهود الذين يقولون بأنّ العزير هو ابن الله، والنصارى القائلين بأنّ المسيح هو ابن الله. فإذن متى قال المؤمن: لم يلد ولم يولد فإنّه يطهّر من هذه العقيدة.

والفرقة الخامسة: المجوس القائلون بأنّ (أهرمن) إبليس له نفس القدرة الإلهية في التأثير، والمنازعة دائمة بين جنود الرحمن والشيطان. ففي بعض الأحيان: يجري حكم الله في عالم الخير ويكون هو الغالب، وحينا يتغلّب جيش إبليس. وهو يظهر في عالم الشّرّ والقبح.

إذن: فالمؤمن حين يقول: ولم يكن له كفوا أحد ينجو من شرّ هذا الاعتقاد، ولذلك سمّيت هذه السورة سورة الإخلاص.
إذن فليعلم أنّ تفصيل أنواع الشّرك في عالم الواقع هو: ثمّة فرقة تعتقد بوجود صانعين للعالم؛ أحدهما حكيم وهو مصدر الخير والفضائل، وذاك الذي يدعى يزدان، وآخر:
سفيه هو مصدر الشّرّ والرذائل وذاك ما يدعونه أهرمن. ويقال لهذه الجماعة: الثنوية. وبطلان مذهبهم بلسانهم أيضا ظاهر؛ لأنّ ذلك الصانع السفيه إذا كان من عمل الصانع الحكيم، فيلزم إذن أن يكون الشّرّ صادرا عن الحكيم أيضا.
وأمّا إذا كان ظهوره بذاته فهو إذن واجب، وتجب له حينئذ صفات الكمال كالعلم والقدرة والحكمة. إذن هذا الواجب الموجود صار سفيها وجاهلا؟
والفرقة الثانية هي التي تسمّى صابئة وتقول: على رغم أنّ صفات واجب الوجود كالعلم والقدرة والحكمة هي خاصة بالله، لكنه سبحانه جعل أمور هذا العالم مرتبطة بنجوم السماء، وفوّض إليها تدبير أمور الخير والشّرّ، فعلينا إذن أن ننظّم أرواح هذه الكواكب كلّ التنظيم حتى تنتظم أمورنا. ومذهب هؤلاء باطل بلسانهم وذلك أنّه إذا كان الله جلّ جلاله يعلم عبادتنا، فتكون عبادة الكواكب لغوا ولا نتيجة لها، لأنّ التّقرّب الذي يحصل لنا من عبادته يغنينا عن التوسّل بأرواح هذه الكواكب، وأمّا إذا كان الله سبحانه لا يدري بعبادتنا، فحينئذ يطرأ على علمه القصور، فلا يكون واجب الوجود، ويضاف لذلك أنّ تلك النجوم التي تسيّر أمور معاشنا إن كانت تفعل ذلك من عندها فهي إذن مساوية في القدرة لله، وصار الشّرك في القدرة الإلهية لازما. وإذا كانت تفعل ما تفعل بقدرة معطاة لها من الله. إذن فكما أنّه سبحانه جعلها واسطة لتسيير مصالحنا وأمورنا، فكذلك يمكن أن يلقي في روعها أن تفيض علينا (من بركاتها) وأيضا تصبح عبادتها مساوية لعبادة الله.
وحينئذ يكون هؤلاء (الصابئة) قد ساووا بينها وبين الله، فيحصل الشّرك في العبادة.

والفرقة الثالثة هم الهنود القائلون: بأنّ الروحانيات الغيبية التي تدبّر شئون العالم لها صور ملوّنة، وهي محجوبة عنّا بالحجب والسّتائر فعلينا إذن أن نتقدّم منها بالأشياء النفيسة كالذّهب والفضّة، لأنّ تعظيم تلك الصور في الحقيقة هو تعظيم لها، لكي ترضى عنّا تلك الروحانيات وتسيّر أمورنا.
وهذا المذهب باطل بنفس البرهان الذي تبطل به عقيدة الفرقة الثانية أي (الصابئة).

والفرقة الرابعة: عبّاد الشيوخ. القائلون:
بأنّ الرجل الكبير قد صار بسبب كمال الرياضة والمجاهدة الروحية مستجاب الدّعوة ومقبول الشفاعة، فتصل إلى روحه قوة عظيمة واسعة وفخمة جدا من هذا العالم. فكلّ من يجعل من صورته برزخا أو يتذلّل على قبره ويسجد أو يذكر مكان عبادته أو ينذر باسمه ويتضرّع له وما شابه، وحينئذ تطلع عليه روح ذلك الشيخ بسبب كمالها وتشفع له في الدنيا والآخرة.
والفرقة الخامسة وهم عوام الهنود القائلين بأنّ: الحقّ ذاته منزّهة عن أن يستطيع أحد أن يعبده، ذلك لأنّه سبحانه لا يأتي في عقلنا وذهننا، وبسبب كونه منزّها عن الجسمية أو التمكّن بمكان فلا يمكن تصوره، إذن فلا سبيل إلى عبادته إلّا بالاتّجاه إلى مخلوق من مخلوقاته المقرّبين والمقبولين لديه، فيكون توجّهنا نحو تلك القبلة هو عين التوجّه نحو الله، والمخلوق الذي هو أهل لهذا الأمر ليس مخصوصا بجنس معيّن، بل أيّ واحد مقبول لدى أعتابه، أو أي شيء مشتمل على أمر عجيب وغريب يمكن أن يكون قبلة مثل مياه نهر الغانج أو شجرة ضخمة وأمثال ذلك.
وهؤلاء الأقوام يساوون غيرهم في العبادة شركاء مع الله.
وأمّا الذين يسوّون بين الله وغيره في غير العبادة فكثيرون. فمن جملتهم، من يذكرون الآخرين مع الله كذكرهم لله، كما يقولون عن الملوك: مالك الملك ومالك رقاب الأمم، وملك الأملاك، وأحكم الحاكمين، وأمثال ذلك.

ومن جملة هؤلاء أيضا: من ينذر لغير الله أو يذبح ويقرّب القرابين تعظيما لغير الله، أو تقرّبا لغير الله، وهم بذلك يسوّون بين الله وبين مخلوقاته في تلك الأمور. كما أنّ من جملة هؤلاء من يتسمّى باسم عبد فلان أو غلام فلان وهذا نوع من الشّرك في الأسماء. كما ذكر ذلك الترمذي في الحديث وأخرجه الحاكم في تفسير قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ، فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ في سورة الأعراف؛ بما أنّه لم يعش لهود عليه السلام ولد، فتمثّل إبليس بهيئة رجل كبير وقال: إذا ولد لك غلام هذه المرة فسمّه عبد الحارث لكي يعيش. وبناء على ذلك هكذا فعلوا وعاش الغلام. ومن جملة هؤلاء أيضا:
أولئك الذي يدعون غير الله لدفع بلاء، وكذلك لجلب المنافع يتوجّهون لغير الله. ويعدّون هؤلاء عالمين بالغيب ولهم القدرة المطلقة. وهذا نوع من الشّرك في العلم والقدرة.
كذلك من جملة هؤلاء قوم يسوّون بين اسم الله وبين اسم كائن آخر في مقام العلم الشامل أو المشيئة الشاملة أو الإرادة المطلقة، وذلك كما أخرج النسائي وابن ماجة في الحديث الذي ورد فيه أنّ أحدهم قال للنبي صلّى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: جعلتني لله ندّا، بل ما شاء الله وحده.
وينبغي أن يعلم هنا بأنّ عبادة غير الله تعدّ شركا وكفرا، فكذلك إطاعة غيره سبحانه على وجه الاستقلال كفر. وهذا يعني أنّه لا يعدّ ذلك الغير مبلّغا لحكم الله، فيطيعه ويرى اتّباعه لازما، ومع معرفته بأنّ حكم الغير مخالف للحكم الإلهي فإنّه يستمرّ في ضلاله، ولا ينزع عن عبادة غيره، وهذا نوع من اتخاذ الأنداد كما ورد في القرآن قوله سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ. التوبة: 31. ويشبه هذا من يعتقد بأنّ حكم الحاكم أو الملك الذي هو مخالف لحكم الله هو حقّ وواجب الإتباع كحكم الله. وهذا الأمر ينطبق عليه قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ. المائدة:
44. هكذا قال مولانا عبد العزيز الدهلوي في التفسير العزيزي في تفسير سورة الاخلاص وسورة البقرة وغيرها. 

زمر

(زمر) : الزَّوْمَرُ: الّلاعِب. 
ز م ر : زَمَرَ زَمْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَزَمِيرًا أَيْضًا وَيَزْمُرُ بِالضَّمِّ لُغَةٌ حَكَاهَا أَبُو زَيْدٍ وَرَجُل زَمَّارٌ قَالُوا وَلَا يُقَالُ زَامِرٌ وَامْرَأَةٌ زَامِرَةٌ وَلَا يُقَالُ زَمَّارَةٌ.

وَالْمِزْمَارُ بِكَسْرِ الْمِيمِ آلَةُ الزَّمْرِ. 
زمر
قال: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً
[الزمر/ 73] ، جمع زُمْرَةٍ، وهي الجماعة القليلة، ومنه قيل: شاة زَمِرَةٌ: قليلة الشّعر، ورجل زَمِرٌ: قليل المروءة، وزَمَرَتِ النّعامة تَزْمِرُ زمَاراً، وعنه اشتقّ الزَّمْرُ، والزَّمَّارَةُ كناية عن الفاجرة.
ز م ر: (الزُّمْرَةُ) بِالضَّمِّ الْجَمَاعَةُ وَ (الزُّمَرُ) الْجَمَاعَاتُ. وَ (الْمِزْمَارُ) وَاحِدُ (الْمَزَامِيرِ) وَقَدْ (زَمَرَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ فَهُوَ (زَمَّارٌ) وَلَا يُقَالُ: (زَامِرٌ) ، وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: (زَامِرَةٌ) ، وَلَا يُقَالُ: (زَمَّارَةٌ) . 
(زمر) - في الحديث: "أبِمَزْمُور الشيطان سمعناه"
بفتح الميم. وذكره عبد الغافر بضَمِّها، وهي لغة فيِ المِزْمار.
- في حديث الحجاج: "ابْعث [إلىَّ] بفلان مُزَمَّراً مُسَمَّعاً"
: أي مُقَيَّدا مُسَوْجَراً، والزَّمَّارة: السَّاجور والغُلّ.
- في حديث سَعِيد بنِ جُبَيْر: "أُتِى به إلى الحجاج وفي عُنُقه زَمَّارة"
[زمر] الزمر: الجماعة من الناس. والزُمَرُ: الجماعات. والزَمِرُ: القليل الشَعَرِ، والقليل المُروءة. وقد زَمِرَ الرَجُلُ زمرا. والزمار بالسكر: صوت النعام. وقد زَمَرَ النعام يَزْمِرُ بالكسر زِماراً، وأمَّا الظَليم فلا يقال فيه إلاَّ عارُّ يُعَارُّ. والمِزْمارُ: واحد المزامير، تقول منه: زَمَرَ الرجل يَزْمُرُ ويَزْمِرُ زَمْراً، فهو زَمَّارٌ، ولا يكاد يقال زامِرٌ. ويقال للمرأة زامِرَةٌ، ولا يقال زمارة. وفى الحديث: " نهى عن كسب الزمارة ". قال أبو عبيد: وتفسيره في الحديث أنها الزانية. قال: ولم أسمع هذا الحرف إلا فيه ولا أدرى من أي شئ أخذ.
(زمر)
زمرا وزميرا وزمرانا صَوت بالمزمار أَو غنى فِي الْقصب يُقَال زمر بالمزمار وَفِيه وَبِالْحَدِيثِ أذاعه وأفشاه والنعامة زمارا صوتت والظبي وَنَحْوه زمرانا نفر وَفُلَانًا بفلان زمرا أغراه بِهِ والوعاء وَنَحْوه زمرا ملأَهُ

(زمر) الشَّيْء زمرا وزمارة وزمورة قل يُقَال زمر صوفه أَو شعره أَو ريشه وزمر فلَان قلت مروءته وَيُقَال عَطِيَّة زمرة وَفُلَان زمر الْمُرُوءَة وَحسن يُقَال زمر فلَان فَهُوَ زمر وزمير

(زمر) بالمزمار نفخ فِيهِ مطربا والوعاء وَنَحْوه ملأَهُ وَالْكَلب وَغَيره وضع فِي عُنُقه الساجور

زمر


زَمَرَ(n. ac.
زَمْر
زَمِيْر)
a. Played the flute.
b.(n. ac. زَمْر), Filled ( a leathern bag ).
c. [Bi], Spread about, divulged, published (
story ).
d.(n. ac. زَمَرَاْن), Bounded away, fled.
e.(n. ac. زِمَاْر
زُمَاْر), Cried out (ostrich).
زَمِرَ(n. ac. زَمَر)
a. Had little hair or wool; was a craven.

زَمَّرَa. see I (a) (b).
زَمْر
(pl.
زُمُوْر)
a. Song; chant; hymn, canticle.
b. see 45
زُمْرَة
(pl.
زُمَر)
a. Troop, band ( of men ); party; class
category.
زَمِرa. Having little hair or wool.
b. Coward, craven.

زِمَاْرَةa. Flute-playing.

زُمَاْرa. Cry of the ostrich.

زَمِيْر
(pl.
زِمَاْر)
a. Short, small.
b. Fine, handsome, beautiful.

زَمَّاْرَةa. Double reedpipe, flageolet, fife.
b. Iron bar.

مِزْمَاْر
(pl.
مَزَاْمِيْرُ)
a. Flute.

N. P.
زَمڤرَ
(pl.
مَزَاْمِيْرُ)
a. Chant; canticle; psalm.

زُمُرُّد
P.
a. Emerald.
ز م ر

صبي زمر: زعر قليل الشعر، وشاة زمرة، وغنم زمرات: وشعر زمر. وجاءوا زمراً: جماعات في تفرقة بعضها في إثر بعض. والزمار يزمر في المزمار: ينفخ فيه.

ومن المجاز: فلان زمر المروءة. وعطية زمرة. واستزمر فلان عند الهوان: صار قليلاً ضئيلاً. وأنشد الأصمعي:

إن الكبير إذا يشاف رأيته ... مبرنشقا وإذا يهان استزمرا

وللظليم عرار، وللهيقة زمار. وقد زمرت تزمر. وأتي الحجاج بسعيد وفي عنقه زمارة وهي الساجور استعيرت للجامعة. قال:

له مسمعان وزمارة ... وظل مديد وحصن أمق

مسمعاه: قيداهه، ألغز فخيل أنه يصف ملكاً وهو يعني المسجون. ويقال للحسن الصوت: لقد أوتي من مزامير آل داود، وهو جمع مزمار، كأن في حلقه مزامير، لطيب صوته، أو جمع مزمار، كأنّ في حلقه مزامير، لطيب صوته، أو جمع مزمور من مزمورات داود عليه السلام. وزمر بالحديث: بثّه وأفشى ذكره. وزمر فلاناً بفلان: أغراه به.
زمر
الزمْرُ بالمِزْمَارِ، زَمَرَ يَزْمِرُ زَمْراً، وجَمْعُه مَزَامِيْرُ. والزَّمّارَة: جَمع الزامِرِ. ومنه مَزَامِيْرُ داوُوْدَ عليه السَّلام. والزمَارُ والزمَارُ: صَوْتُ النَّعَامِ. والزُّمْرَة: فَوْجَ من الناسِ، وجَمْعُها زُمَر، وكذلك الزوْمَرُ. وزَمَرَ الظبْيُ: أي نَفَزَ؛ زَمَرَاناً. والزَّمارَةُ: الزانِيَةُ؛ في قَوْلِ مَنْ يَرْوِي الحَدِيثَ: " نُهِيَ عن كَسْب الزَمارَةِ ". وهو السّاجُوْرُ. والغُلُّ. وشاةٌ زَمِرَةٌ: قَلِيلةُ الصُّوْفِ، وشِيَاهٌ زَمِرَاتٌ. ورَجُلٌ زَمِرٌ: قَليلُ الخَيْرِ. والزمِرُ: القَصِيْرُ الضغِيرُ. وزِمَارُ البِهَامِ: صِغَارُها. واسترمز الرجل: تَصَاغَرَ. واستزمر. ولَحْم زَمَارِيْرُ: أي مُتَقَئفرٌ. وزَمْزَرْتُ الوِعَاءَ: إذا حَركْتَه بَعْدَ المَلْءِ ليَأتَبِطَ أي يَسْتَوي. وزُمِرَ به في السِّجْنِ: أي قُذِفَ به. والمُزْمِرُ من النبَاتِ: المُجْتَمِعُ بَعْضُه إلى بَعْضٍ كهَيْئَة الزُّمَرِ، وقد أزْمَرَ إزْمَاراً.
وزَمَرْتُ القِرْبَةَ: مَلأتها.
وزَمَرْتُ فلاناً بفلانٍ: أغْرَيْتَه به.
والزَمَارُ: الغرْسُ على رَأسِ الوَلَدِ، والجَمْعُ أزْمِرَةٌ.
[زمر] فيه: نهى عن كسب "الزمارة" هي الزانية، وقيل: بتقديم راء من الرمز وهي الإشارة بالعين أو الحاجب أو الشفة، والزواني يفعلن ذلك، والأول الوجه، قال ثعلب: الزمارة البغي الحسناء، والزمير الغلام الجميل، الأزهري: يحتمل أن يكون أراد المغنية، يقال: غناء زمير، أي حسن، وزمر إذا غنى، والزمارة قصبة يزمر بها. ومنه ح: أ "بمزمور" الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى: مزمارة الشيطان، المزمور بفتح ميم وضمها والمزمار سواء، وهو "آلة يزمر بها. ك: أ "مزمارة" الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بكسر ميم آخره هاء، يعني الغناء أو الدف، ويطلق على الصوت الحسن والغناء، وإضافتها إلى الشيطان لأنها تلهي القلب عن ذكر الله، وأنكره الصديق لأنه ظن أنه صلى الله عليه وسلم قائم ولم يعلم أنه أقر على القدر اليسير في نحو العرس والعيد. نه: وح أبي موسى حين سمعه صلى الله عليه وسلم يقرأ: لقد أعطيت "مزمارًا" من "مزامير" أل داود، شبه حسن صوته وحلاوة نغمته بصوت المزمار، وأل مقحمة وقيل بمعنى الشخص، وداود هو النبي عليه السلام وإليه المنتهي في حسن الصوت بالقراءة. ج: كأن في حلقه "مزامير يزمر" بها. ط: وتسمى الزمارة الشبابة، وصحح النووي حرمته والغزالي مال إلى جوازه، والغناء بآلات مطرية حرام، وبمجرد الصوت مكروه، ومن الأجنبية أشد كراهية. وفيه: أمر بمحو "المزامير" هو جمع مزمار وهو قصبة يزمر بها. ن: أ "بمزمور" بضم ميم أشهر من فتحها، ويقال: مزمار - بكسر ميم، وأصله صوت تصفير. وفيه: سبعون ألفًا "زمرة" واحدة، روى بالرفع والنصب أي جماعة، وهذا العدد حقيقة أو كناية عن الكثرة، والأول أظهر، قوله: متماسكون، أي ممسك بعضهم بيد بعض ويدخلون معترضين صفا واحدًا بعضهم بجنب بعض لسعة باب الجنة. نه: أتى به الحجاج وفي عنقه "زمارة" هي الغل والساحور الذي يجعل في عنق الكلب. ومنه ابعث إليّ بفلان "مزمرا" مسمعا، أي مسجورا مقيدًا قال الشاعر:
ولي مسمعان و"زمارة" وظل مديد وحصن أمق
كان محبوسًا فمسمعاه قيداه لصوتهما إذا مشى، وزمارته الساجور، والظل والحصن السجن وظلمته.
زمر رمز قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فمعني قَوْله هَذَا مثل قَوْله [أَنه -] نهى عَن مهر الْبَغي وَالتَّفْسِير فِي الحَدِيث وَلم أسمع هَذَا الْحَرْف إِلَّا فِيهِ وَلَا أَدْرِي من أَي شَيْء اُخِذ وَقَالَ بَعضهم: الرمازة وَهَذَا عِنْدِي خطأ فِي هَذَا الْموضع أما الرمازة فِي حَدِيث آخر وَذَلِكَ أَن مَعْنَاهَا مَأْخُوذ من الرَّمْز وَهِي الَّتِي تؤمئ بشفتيها أَو بعينيها فَأَي كسب لَهَا هَهُنَا يُنْهِي عَنْهُ وَلَا وَجه للْحَدِيث إِلَّا مَا قَالَ الْحجَّاج الزمارة قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا عندنَا أثبت مِمَّن خَالفه إِنَّمَا نهى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم عَن كسب الزَّانِيَة وَبِه نزل الْقُرْآن فِي قَوْله {وَلاَ تُكْرِهُوْا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ اِنْ اَرَدْنَ تَحَصُّنَا لَتَبْتَغُوْا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيَا} فَهَذَا العَرَض هُوَ الْكسْب وَهُوَ مهر الْبَغي وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِيهِ النَّهْي وَهُوَ كسب الْأمة كَانُوا يُكرهون فتياتهم على الْبغاء ويأكلون كَسْبهنَّ حَتَّى أنزل اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -] فِي ذَلِك النَّهْي حَدَّثَنِي يحيى بْن سَعِيد عَن الْأَعْمَشُ عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: كَانَت أمة لعبد اللَّه بْن أبي وَكَانَ يُكرهها على الزِّنَا فَنزل قَوْله {وَلاَ تُكْرِهُوْا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ اِنْ اَرَدْنَ تَحَصُّنَا لَتَبْتَغُوْا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَاِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إكْرَاهِهِنَّ غَفوْرٌ رَّحِيْمٌ} . قَالَ أَبُو عبيد: فالمغفرة لَهُنَّ لَا للموالي [قَالَ -] وحَدثني إِسْحَاق الْأَزْرَق عَن عَوْف عَن الْحَسَن فِي هَذِه الْآيَة قَالَ: لَهُنَّ وَالله لَهُنَّ وَالله لَهُنَّ وَالله.

عَصا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا ترفع 
زمر: زَمّر= زَمَّر: نفخ بالمزمار والبوق مطرباً، ويقال زمر به (بوشر) وزمر فيه (فوك).
وزَمّر: غنى، ففي المعجم اللاتيني - العربي: cana أهلّل وأغني وأَزمُرُ. وأنظره في مادة زامر.
وزَمَر في: زمجر، ودمدم وهدر وتذمر (بوشر).
وزمَر: ملأ الزق والقربة، ويقال زمر به، ففي رياض النفوس (ص102 ق): وهو يزمر بالزقّ.
انزمر، انفعل من زمر: نُفِخ بالمزمار (فوك).
زَمْر وتجمع على زُمُور: مزمار، قصبة، الآلة التي يزمر بها (ألكالا، هلو، بوشر، محيط المحيط، صفة مصر 13: 393، لين عادات 2: 86، مملوك 1، 1: 173، تاريخ البربر 1: 440، ألف ليلة 2: 32).
ويستعمل زمر اسم جنس (رتجرز ص153) وتعليقة ويجرز عليه خطأ كما يبدو في (ص 199).
زَمْر أربع أوتار: الآلة الموسيقية عامة (ألكالا).
زمر الخنزير: فنطيسة الخنزير (بوشر).
زمر السلطان: لبلاب، عاشق الشجر، أو حبل المساكين، اللبلاب الكبير (نبات) (بوشر). زمر القاضي: جريس (زهرة) (بوشر).
فقير الزمر؟: في ألف ليلة (برسل 7: 43، وفي طبعة ماكن 2: 66) فقير الحال.
زُمّر: نوع من ريش النعام (جاكسون ص63).
زُمَّارة (بضم الزاي)، زَمَّارة (انظر لين في مادة زَمَّارة) وهي كذلك في معجم فوك وألكالا (وفي ألكالا زُمّار) وفي معجم بوشر (دون حركات): قصَّابة، مزمار من قصب، انظر لين (عادات 2: 89، 90، 117، نيبور رحلة 1741).
زُمّارة: أصبحت هذه الكلمة في علم التشريح تدل على الحلقوم والحنجرة تشبيهاً لها بالزمّارة أي المزمار الآلة الموسقية (ألكالا)، وفيه زُمّارة وجمعه زمار أي الحلقوم والحنجرة أو قصبة الرئة، وهي القصبة التي تربط الحنجرة بشعب الرئة ويمر فيها الهواء أثناء الشهيق والزفير.
وفي ألكالا أيضاً: زمارة العَين، ولا أدري ما يراد بكلمة العين هذه. وعند فكتور زمارة: حوصلة الطائر حيث يستقر فيها ما يبتلعه من طعام.
زمارة الراعي: نبات اسمه العلمي alisma plantags ( ابن البيطار 1: 537، 2: 513). مِزْمار: كل آلة ذات ثقوب ينفخ بها (المقدمة 2: 353) مع تعليقة السيد دي سلان، وهي قصابة، صرناية، زمر، زمّارة (بوشر)، بوق، صور، نفير ناقور (همبرت ص97).
صفة المزمار: فن النفخ بالبوق (ألف ليلة 4: 167).
مزمار الراعي: نبات اسمه العلمي alisma plantago ( ابن البيطار1: 23، 96، 537، 2: 513).
مَزْمُور: لحن من ألحان الموسيقى (هوست ص258)، ولعل الصواب مزموم (انظر: مزموم).
[ز م ر] زَمَرَ يَزْمِرُ ويَزْمُرُ، زَمْراً، وزَمِيراً، وزَمَراناً: غَنَّى في القَصَبِ. وامْرأَةٌ زَامِرَةٌ، ولا يُقالُ: رَجُلٌ زامِرٌ، إنَّما هو زَمَّارٌ، وقد حَكَى بَعضُهم: رَجُلٌ زَامِرٌ وزَمَّارٌ. والمِزْمارُ، والزَّمَّارَةُ، ما يُزْمَرُ فيه. ومَزَامِيرُ داودَ عليه السَّلامُ: ما كان يَتَغَنَّى بِه من الزَّبُورِ وضُروبِ الدُّعاءِ واحِدُها مِزْمارٌ، ومَزْمُورٌ، الأخيرةُ عن كُراع، ونَظيرُه مُعْلُوقٌ ومُغْرُودٌ، وقولُه - أنشده ثعْلَبٌ:

(وَلِى مُسْمِعَانِ وزَمَّارَةٌ ... وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقّ)

فَسَّرَه فَقالَ: الزَّمَّارَةُ: السّاجُورُ، والمُسْمِعانِ: القَيْدانِ، ويعنِي قَيْدَيْنِ وغُلا، والحِصْنُ: السِّجْنُ، وكُلُّ ذلك على التَّشْبِيه. والزَّمَّارَةُ ": عَمُودٌ بَينَ حَلْقَتَى الغُلِّ. وزَمَرَتِ النَّعامةُ تَزْمِرُ زِماراً: صَوَّتَتْ. وزَمَرَ بالحَدِيثِ: أَذَاعَه وأفْشَاه. والزَّمّارَةُ: الزّانِيَةُ، عن ثَعْلبٍ، وقال: لأَنَّها تُشِيعُ أمْرَها. والزَّمِرُ: الحَسَن عنه أَيْضاً، وأَنْشَدَ:

(دَنَّانِ حَنَّانانِ بينهما ... زَجِلٌ أَجَشُّ غِناؤُه زَمِرُ)

وزَمَرَ القِرْبَةَ يَزْمُرُها زَمْراً: مَلأَها، هذه عن كُراع واللِّحْيانِيّ. والزَّمِرُ القَلِيلُ الشَّعَرِ والصُّوفِ والرِّيشِ، وقد زَمِرَ زَمَراً. ورَجُلٌ زَمِرُ المُرُوءةِ، بَيِّنُ الزَّمَارَةِ والزُّمُورَةِ، أي: قَلِيلُها. والمُسْتَزْمِرُ: المُتَقَيِّضُ المُتَصاغِرُ، قال:

(إنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشافُ رَأَيْتَه ... مُقْرَنْشِعاً وإِذا يُهانُ اسْتَزْمَرَا)

والزُّمْرَةُ: الفَوْجُ من الناسِ، وقِيلَ: الجَماعة في تَفْرِقَةٍ. ورَجُلٌ زِمِرٌّ، شَدِيدٌ، كَزِبِرٍّ. وزَمِيرٌ: قَصِيرٌ، وجَمعُه: زِمارٌ عن كُراع. وبنو زُمَيْرٍ: بَطْنٌ. وزَيْمَرُ: اسمُ ناقَةٍ عن ابنِ دُرَيدٍ. وزَوْمَرٌ: اسمٌ. وزَيْمُرانُ وزَمَّارَاءُ: مَوْضِعانِ، قال حسَّان بنُ ثابتٍ:

(فَغَزَّةَ فالمرُّوتِ فالخَبْتِ فالمُنَى ... إلى بيتِ زَمَّاراء تُلْداً على تُلْدِ)

زمر

1 زَمَرَ, aor. ـِ and زَمُرَ, inf. n. زَمْرٌ (S, Msb, K) and زَمِيرٌ (Msb, K) and زَمَرَانٌ; (ISd, TA;) and ↓ زمّر, inf. n. تَزْمِيرٌ; (K;) He [piped, or] played upon (lit. sang in) a reed; (K;) he blew in a مِزْمَارٌ. (S, * A, Msb. *) b2: [Hence,] زَمَرَ النَّعَامُ, (S, K,) and زَمَرَتِ الهَيْقَةُ, (A,) or النَّعَامَةُ, (TA,) aor. ـِ inf. n. زِمَارٌ (S, A, K) and زُمَارٌ, (TA,) (tropical:) The ostriches, (S, K,) and the she-ostrich, (A, TA,) cried, or uttered their, or her, cry. (S, A, K, TA.) [Said only of the females, or a female:] of the male ostrich one says only عَارَّ. (S, TA.) b3: and زَمَرَ بِالحَدِيثِ (tropical:) He published, or divulged, the story. (A, K.) b4: And زَمَرَ فُلَانًا بِفُلَانٍ He excited, or incited, such a one against such a one. (A, * K, TA.) A2: زَمِرَ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. زَمَرٌ, (S,) He had little hair, (S, * K, * TA,) and little wool. (K, * TA.) b2: Also, [hence,] inf. n. as above, (S,) or زَمَارَةٌ and زُمُورَةٌ, (TA,) (tropical:) He (a man, S, TA) had little مُرُوْءَة [i. e. manliness, or manly virtue]. (S, K.) b3: And زَمِرَ مَالُهُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) His property became little, or scanty. (TA in art. قفر.) 2 زَمَّرَ see 1, first sentence.10 استزمر (tropical:) He was, or became, abject, or ignominious, or weak, and small in body, and lean; being abased or brought low. (A, TA.) [See also the part n., below.]

زَمْرٌ: see زُمْرَةٌ.

زَمِرٌ Having little hair; (S, A, K;) and having little wool: fem. with ة. (A, K.) You say صَبِىٌّ زَمِرٌ A child having little hair: and شَاةٌ زَمِرَةٌ [A sheep, or goat, having little wool or hair]: and غَنَمٌ زَوَامِرُ [Sheep, or goats, having little wool or hair]: (A, TA:) and نَاقَةٌ زَمِرَةٌ A she-camel having little fur: and نَبْتٌ زَمِٰرٌ [app. meaning A plant having few leaves]. (Ham p. 683.) And شَعَرٌ زَمِرٌ [Scanty, or thin, hair]. (A, TA.) b2: Also, [hence,] (S, K,) or زَمِرُ المُرُوْءَةِ, (A,) (tropical:) A man (A) having little مُرُوْءَة [i. e. manliness, or manly virtue]. (S, A, * K.) b3: And زَمِرُ المَالِ (assumed tropical:) A man having little, or scanty, property. (Az, TA in art. قفر.) b4: and عَطِيَّةٌ زَمِرَةٌ (tropical:) A scanty, or small, gift. (A, * TA.) A2: Also Good singing: (Th, TA:) [and] so ↓ زَمِيرٌ. (Az, O, TA.) b2: And Goodly in countenance. (K.) زَمْرَةٌ A company, or congregated body, of men; (S, K;) as also ↓ زَوْمَرٌ: (TA:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) a party in a state of dispersion: (K:) pl. زُمَرٌ: (S, A, K:) you say, جَاؤُوا زُمَرًا They came in parties in a state of dispersion, one after another: (A:) some say that زُمْرَةٌ is from ↓ زَمْرٌ [originally an inf. n., (see 1, first sentence,) and hence] signifying “ sound,”

because a company of men is not without sound: others, that it signifies a company of few persons; from شَاةٌ زَمِرَةٌ: (MF:) but the former is the proper derivation, and is confirmed by what is said in the B. (TA.) زَمُورٌ: see the next paragraph.

زَمِيرٌ Short; (Kr, K;) applied to a man: (TA:) pl. زِمَارٌ. (Kr, K.) b2: And Beautiful; applied to a boy, or young man; (AA, Th, O, K;) as also ↓ زَوْمَرٌ (AA, O, K) and ↓ زَمُورٌ. (K.) b3: See also زَمِرٌ.

زِمَارَةٌ The act [or art] of [piping, or] playing upon the reed [or مِزْمَار]. (K.) زَمَّارٌ (As, S, A, Msb, K) and ↓ زَامِرٌ, (As, S, K,) but the latter is rare, (K,) or scarcely ever used, (S,) or it is not allowable, (Msb,) applied to a man; and ↓ زَامِرَةُ, (S, Msb, K,) but not زَمَّارَةٌ, (S, Msb,) applied to a woman; (S, Msb, K;) A [piper, or] player upon a reed; (K;) one who blows in a مِزْمَار. (S, * A, Msb. *) b2: Also زَمَّارَةٌ, (assumed tropical:) A fornicatress, or an adulteress: (Th, A'Obeyd, Az, S, K:) so in a trad., in which it is said نَهَى عَنْ كَسْبِ الزَّمَّارَةِ He prohibited the gain of the fornicatress: (Th, A'Obeyd, Az, S:) so called because she publishes her business: (Th:) some say that the correct word is here رَمَّازَة, because such a woman makes signs with her lips and her eyes and her eyebrows: Az says that he holds the former to be the right; and Abu-l- 'Abbás Ahmad says that the latter is wrong, and that the former signifies a beautiful prostitute: but Az adds that the trad. may mean as above, or he prohibited the gain of the female singer, as AHát relates on the authority of As. (TA.) زَمَّارَةٌ [fem. of زَمَّارٌ, q. v. b2: Also] i. q. مِزْمَارٌ, q. v. (K.) b3: And (tropical:) A سَاجُور [i. e. collar, or collar of iron,] (O, A, K, TA) that is put upon the neck of a dog. (TA.) b4: And metaphorically used as meaning (tropical:) A جَامِعَة; (A, TA;) [i. e.] A [shackle for the neck and hands, such as is called]

غُلّ. (TA.) And (assumed tropical:) A bar of iron (عَمُودٌ) between the two rings of the [shackle called] غُلّ: (M, O, K:) so termed because of its sound. (O.) b5: Also A she-ostrich. (Har p. 408.) زَامِرٌ; and its fem., with ة: see زَمَّارٌ.

زَوْمَرٌ: see زُمْرَةٌ: A2: and see also زَمِيرٌ. b2: Also Playing; or a player. (O.) مُزَمَّرٌ (assumed tropical:) Shackled [with a زَمَّارة]. (O, TA.) مِزْمَارٌ A musical reed, or pipe; (S, * A, Msb, * K, * TA;) what is called in Persian نَاىْ [now generally meaning a flute]; (marginal note in a copy of the KT;) as also ↓ زَمَّارَةٌ, (K,) [which latter, by many pronounced زُمَّارَة, and generally so pronounced in Egypt, is applied to a double reed-pipe, figured and described in my work on the Modern Egyptians,] and ↓ مَزْمُورٌ and ↓ مَزْمُورٌ, (IAth,) the latter like مَغْلُوقٌ and مَغْرُودٌ: (TA:) pl. of the first, (S, A,) and of the last two, مَزَامِيرُ. (S, * A.) It is related in a trad., that Mohammad, on hearing Aboo-Moosà El-Ash'aree reciting, said to him, لَقَدْ أُعْطِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُودَ (tropical:) [Verily thou hast been gifted with a pipe like that of David himself]; likening the sweetness of his voice and melody to the sound of the مِزْمَار; (TA;) as though he had musical pipes in his throat: or مزاميرآل داوود is here the same as مَزْمُورَات دَاوُود: (A:) for, b2: مَزَامِيرُ دَاوُودَ also signifies [The Psalms of David;] what David used to sing, or chant, (يَتَغَنَّى بِهِ, in the CK يُتَغَنَّى به,) of the Psalms: (K:) and to such is likened the utmost sweetness of voice in reciting: and آل is said to be here redundant or pleonastic; meaning the person: (TA:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) مزامير داوود signifies kinds of prayer, or supplication: it is pl. of مِزْمَارٌ and of ↓ مَزْمُورٌ or مُزْمُورٌ. (So in different copies of the K.) مَزْمُورٌ and مُزْمُورٌ: see مِزْمَارٌ, in two places.

مُسْتَزْمِرٌ (tropical:) Shrinking, and abject, or ignominious, in his own estimation. (K, TA.) [See also its verb.]
زمر
زمَرَ/ زمَرَ بـ/ زمَرَ في يَزمُر ويَزمِر، زَمْرًا وزَميرًا، فهو زامِر، والمفعول مَزْمُور به
• زمَر الشَّخصُ/ زمَر الشَّخصُ بالمِزْمار/ زمَر الشَّخصُ في المِزْمار: نفخ في المزمار أو القصب ونحوهما ليخرج صوتًا "زامِر الحيّ لا يُطرِب: ألفة الشيء تفقده قيمته، أو الموهوب قلَّما يعرف قيمته أهل بيئته".
• زمَر بالحديث: أذاعه وأفشاه "لا تسلم سِرّك لمن يَزمِر به". 

زمَّرَ/ زمَّرَ بـ يزمِّر، تزميرًا، فهو مُزمِّر، والمفعول مزمَّرٌ به
• زمَّر الشَّخصُ/ زمَّر الشَّخصُ بالمزمار: نفخ في المزمار مُحدِثًا لحنًا "أخذ يُزمِّر فأطرب الحاضرين" ° زَمَّر له وطبَّل: تملَّقه وتقرَّب إليه بالنفاق. 

زَمْر [مفرد]: ج زُمُور (لغير المصدر):
1 - مصدر زمَرَ/ زمَرَ بـ/ زمَرَ في ° بلا زمرٍ ولا طبلٍ: في هدوء وبدون ضجّة، دون لفت الانتباه.
2 - قَصَبة، مِزْمار، آلة من خشب أو معدن بها ثقوب للأصابع، ولها مفاتيح، تنتهي قصبتها ببوق صغير، يُنفخ فيها فتحدث صوتًا. 

زُمَر [مفرد]
• الزُّمَر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 39 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وسبعون آية. 

زُمْرَة [مفرد]: ج زُمُرات وزُمْرات وزُمَر: فوج، أو جماعة من النَّاس تربطهم صفات مشتركة "زُمْرة من المشاغبين- {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا}: أفواجًا
 متفرّقة بعضها في إثر بعض".
• زمرة الدَّم: من الأنواع المتميِّزة مناعيًّا للدم البشري التي تعتمد على وجُود أو غياب مضادات معيَّنة ومُعَرّفة بصفة التفاعُل التلازُميّ. 

زَمّار [مفرد]:
1 - نافخ في المزمار ونحوه.
2 - أحد أعضاء الفرقة الموسيقيّة الذي يقوم بأداء اللحن بآلة موسيقيّة هوائيّة كالناي ونحوه "يعمل زَمَّارًا في فرقة موسيقيّة". 

زَمَّارة [مفرد]: ج زَمّارات وزَمَاميرُ (لغير العاقل):
1 - مؤنَّث زَمّار.
2 - آلة من خشب أو معدن بها ثقوب للأصابع، ولها مفاتيح، تنتهي قصبتها ببوق صغير، يُنفخ فيها فتحدث صوتًا "زَمّارة سيّارة/ الإنذار".
3 - (سق) مِزْمار له جسم خشبيّ طويل وأنبوبان مزدوجان.
4 - (شر) حُلقوم، حنجرة.
• زَمَّارة البحر: (حن) جنس أسماك صغيرة مستطيلة، أنواعه عديدة، مواطنه جميع بحار العالم. 

زُمَّيْر [جمع]: (نت) نوع من النّبات من الفصيلة النّجيليّة. 

زِمِّير [مفرد]:
1 - (حن) سمكة جسمها ممدود شديد الانضغاط من الجانبين، مقدّمها طويل أحدبُ، وجسمها أملس لا تغطيه القشور، بل توجد على جانبيها صفائح عظميّة أو قشرية ولها زعنفة ظهرية بها ثلاث شوكات قويّة، وهي تعيش في أنهار شمالي أوربا وبالقرب من مصابّها.
2 - (حن) طائر صغير الجسم مضغوطه، مغطى بريش ناعم ذي لونين رماديّ وورديّ، يأوي إلى المناطق الجرداء أو فوق الجبال ويستوطن مصر وبلاد النوبة وبلاد العرب. 

زَمِير [مفرد]: مصدر زمَرَ/ زمَرَ بـ/ زمَرَ في. 

مِزْمار [مفرد]: ج مَزامِيرُ:
1 - اسم آلة من زمَرَ/ زمَرَ بـ/ زمَرَ في: (سق) زَمّارة، آلة من خشب أو معدن، بها ثقوب للأصابع، ولها مفاتيح، تنتهي قصبتها ببوق صغير، يُنفخ فيها فتحدث صوتًا "مِزْمار المطرب/ الرَّاعي" ° كأنَّ في حلقه مزاميرَ: يقال لطيب صوته.
2 - (شر) جهاز صوتي في الحنجرة يشمل الحبلين الصَّوتيين، والفتحة التي بينهما.
• فتحة المِزْمار: (شر) مدخل القصبة الهوائيّة.
• لِسان المِزْمار: (شر) زائدة متّصلة بجذر اللّسان، أو صفيحة غضروفيّة عند أصل اللسان مغطاة بغشاء مخاطيّ، وظيفتها سدّ القصبة الهوائيّة عند البلع.
• مِزْمار الرَّاعي: (نت) نوع من الأعشاب المائية ذات أزهار صغيرة ثلاثيّة البتلات بَيْضاء أو وَرْديّة. 

مَزْمُور [مفرد]: ج مَزامِيرُ: مِزْمار، آلة من خَشب أو معدن بها ثقوب للأصابع، لها مفاتيح، تنتهي قصبتها ببوق صغير، يُنفخ فيها فتحدث صوتًا.
• مزاميرُ داود:
1 - ما كان يترنَّم به من الأناشيد والأدعية.
2 - كتاب جُمعت فيه مزامير داود وسليمان عليهما السلام، وهو الذي يقال له: الزَّبور. 
زمر
: (زَمَرَ يَزْمُر) ، بالضَّم، لُغة حَكَاهَا أَبو زَيْد، (ويَزْمِرُ) ، بِالْكَسْرِ، (زَمْراً) ، بالفَتْح، (وزَمِيراً) ، كأَمِير، وزَمَرَاناً، مُحَرَّكةً، عَن ابْنِ سِيدَه، (وزَمَرَّرَ تَزْمِيراً: غَنَّى فِي القَصَبِ) ونَفَخَ فِيهِ، (وَهِي زمِرَةٌ) ، وَلَا يُقَال زَمَّارةٌ، (وَهُوَ زَمَّارٌ، و) لَا يُقالُ (زامِرٌ) ، وَقد جاءَ على الأَصْمَعِي لكِنَّه (قَلِيل) . ولمَّا كَانَ تَصْرِيفُ هاذه الكَلِمَة وَارِداً على خِلاف الأَصْل خَالفَ قاعِدَتَه فِي تَقْدِيم المُؤَنَّث على المُذَكَّر، قَالَه شَيخُنا. قَالَ الأَصْمَعِيُّ، يُقَال لِلَّذِي يُغَنِّي: الزَّامر والزَّمَّار. (وفِعْلُهُمَا) ، أَي زَمَرَ وزَمَّر، (الزِّمَارَة) ، بالكَسْر على القِياس (كالكِتَابَةِ) والخِيَاطَة ونَحْوِهما.
(و) من المَجَازِ، فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ (سَمِعه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلميَقْرأُ فَقَالَ: (لقد أُعطِيتَ مُزْماراً من مَزَامِيرِ آلِ دَوودَ) شَبَّهَ حُسْنَ صَوْتِه وحَلاوةَ نَغْمته بصَوْتِ المِزْمَار.
و (مَزامِيرُ دَاوودَ) ، عَليهِ السَّلامُ: (مَا كَانَ يَتَغَنَّى بِهِ من الزَّبُورِ) ، وإِليه المُن 2 هى فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بالقراءَة. والآلُ فِي قَوله (آل دَاوُود) مُقْحَمة، قِيلَ: مَعْنَاه هَا هُنَا الشَّخْص. (و) قيل: مَزامِيرُ دَاوودَ: (ضُرُوبُ الدُّعَاءِ، جمْعُ مِزْمَارٍ ومَزْمُورٍ) ، الأَخِيرة عنكُراع، ونَظيره مَعْلُوق ومَغْرُود. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْر رَضِي الله عَنهُ (أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ الله) وَفِي رِواية: (مِزْمَارَة الشَّيْطَان عِنْد النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ ابنُ الأَثِير: المَزْمُور، بِفَتْح الْمِيم وضَمِّها، والمِزْمَارُ سواءٌ، وَهُوَ الآلةُ الَّتِي يُزْمَرُ بهَا.
(والزَّمَارَةُ كجَبَّانَةٍ: مَا يُزْمَرُ بِهِ) وَهِي القَصَبَة، كَمَا يُقَالُ للأَرضِ الَّتِي يُزْرَع فِيها زَرَّاعَة، (كالمِزْمَارِ) ، بالكَسْر.
من المَجَاز: الزَّمَّارة: (السَّاجُورُ) الَّذِي يُجْعل فِي عُنقِ الكَلْب. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: واستُعِير للجَامِعَة. وكتبَ الحَجَّاج إِلى بَعْض عُمَّاله أَن ابْعث إِليَّ فُلاناً مُسمَّعاً مُزَمَّراً، أَي مُقَيَّداً مُسَوْجَراً. وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
ولِي مُسْمعانِ وزَمَّارةٌ
وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقّ
فسَّرَه فَقَالَ: الزَّمَّارة: السَّاجور. والمُسْمِعَانِ: القَيْدَان، يَعنِي قَيْدَيْن وغُلَّيْنِ. والحِصْن: السِّجْن، وكلّ ذالك على التَّشْبِيه. وهاذا البَيْتُ لبَعض المُحَبَّسِينَ، كَانَ مَحْبُوساً. فمُسْمِعَاه قَيْدَاه، لصَوْتِا إِذا مَشَى. وزَمَّارَتُه السَّاجُور (والظل) والحِصْن: السِّجن وظُلْمته:
وَفِي حَدِيث سَعِيد بْنِ جُبَيْر (أَنه أُتِيَ بِهِ الحَجَّاجُ وَفِي عُنقه زَمَّارةٌ) أَي الغُلّ.
(و) الزَّمَّارة: (الزَّانِيَةُ) ، عَن ثَعْلَب. قَالَ: لأَنَّها تُشِيعُ أَمْرَها. وَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمنَهَى عَن كَسْب الزَّمًّرة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ الحَجَّاج: الزَّمّارةُ: الزَّانِيَةُ. قَالَ: وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا هِيَ الرَّمًّزة، بتَقْدِيم الرَّاءِ على الزَّاي، من الرَّمْزِ، وَهِي الَّتِي تُومِىءُ بشَفَتَيْهَا وبِعَيْنَيها وحاجِبَيْهَا، والزَّوانِي يَفْعَلْن ذالك، والأَوَّلُ الوَجْهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ الزَّمَّارة، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيث. قَالَ الأَزهريّ: وَاعْترض القُتَيْبِيُّ على أَبي عُبَيْد فِي قَوْله: هِيَ الزَّمَّارة، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيث، فَقَالَ: الصَّواب الرَّمَّازَة، لأَنَّ من شَأْنِ البَغِيّ أَن تُومِضَ بعَيْنِها وحاجِبها، وأَنشد:
يُومِضْنَ بالأَعْيُنِ والحَوَاجِبِ
إيماضَ بَرْقٍ فِي عَمَاءٍ ناصِبِ
قَالَ الأَزهريّ: وَقَول أَبي عبيد عِنْدِي الصوابُ. وسُئِل أَبُو العبّاس أَحمدُ بنُ يَحْيَى عَن مَعْنَى الحَدِيثِ (أَنِ نَهَى عَن كَسْب الزّمَّارة) فَقَالَ: الحَرْف الصَّحيحُ زَمَّارة. ورَمَّازةٌ هَا هُنَا خَطَأٌ، والزَّمَّارة: البَغِيّ الحَسْنَاءُ. والزَّمِيرُ: الغُلامُ. الجَمِيل، وإِنَّما كَانَ الزِّنَا مَعَ المِلاَحِ لامعَ القِبَاحِ. قَالَ الأَزهَرِيّ: لِلزَّمَّارَة فِي تفسيرِ مَا جاءَ فِي الحَدِيثِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن يَكونَ النّهْيُ عَن كَءْحب المُغَنِّيَة، كَمَا رَوَى أَبُو حَاتم عَن الأَصمَعِيّ، أَو يَكون النَّهْيُ عَن كَسْبِ البَغْيِّ، كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وأَحْمَدُ بنُ يَحيى، وإِذا رَوَى الثِّقات للحديثِ تَفْسيراً لَهُ مَخْرَجٌ، لم يَجُزْ أَن يُرَدَّ عَلَيْهِم، ولاكِن تُطلَب لَهُ المَخَارِجُ من كلامِ العَرَب. أَلاَ تَرَى أَن أَبا عُبَيْدٍ وأَبا العَبَّاس لَمَّا وَجَدَا لِمَا قَالَ الحَجَّاج وَجْهاً فِي اللُّغَة لم يَعْدُوَاه. وعَجِل القُتَيْبِيّ وَلم يَتَثَبَّت، ففسَّر الحَرْفَ على الخِلاف. وَلَو فَعَلَ فِعْل أَبي عُبَيْد وأَبي العَبَّاس كَانَ أَوْلَى بِهِ، قَالَ: فإِيَّاك والإِسراعَ إِلى تَخْطِئة الرُّؤَساءِ ونِسْبَتهم إِلى التَّصْحِيف، وتأَنَّ فِي مِثْل هاذَا غَايَةَ التَّأْنِّي، فإِنِّي قد عَثْرت على حُروف كَثِيرةٍ رَواها الثَّقاتُ فغَيَّرهَا مَنْ لَا عِلْم لَهُ بهَا، وَهِي صَحِيحَة.
قُلْتُ: والحَجَّاج هاذا هُوَ رَاوِي الحَدِيث عَن حَمّاد بنِ سَلَمَة، عَن هِشَام ابْنِ حَسَّان وحَبيب بن الشَّهِيد، كِلاهُمَا عَن ابْنِ سِيرِين عَن أَبِي هُرَيْرَة. وَهُوَ شَيْخُ أَبِي عُبَيْد، ورَواه ابْن قُتَيبَة عَن أَحْمدَ بنِ سَعِيد عَن أَبي عُبَيْد، كَذَا فِي (اسْتِدْرَاك الغَلَط) وَهُوَ عِنْدِي.
(و) فِي الْمحكم: الزَّمَّارة: (عَمودٌ بَين حَلْقَتي الغُلِّ) .
(و) الزِّمَار، (ككِتَاب: صَوْتُ النَّعَامِ) ، كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي غَيْره: صَوْتُ النَّعَامَةِ، وَهُوَ مجازٌ. (وفِعْلُه كضَرب) . يُقَال: زَمَرَت النَّعامةُ تَزْمِر زِمَاراً: صَوَّتَت. وأَمّا الظَّلِيم فَلَا يُقَال فِيهِ إِلَّا عَارَّ يَعَارُّ.
(وزَم القِرْبَةَ) يَزْمُرها زَمْراً وزَنَرَها، (كزَمَّرها) تَزْمِيراً: (مَلأَها) ، عَن كُراع واللِّحْيانيّ.
(و) من المَجَازِ: زَمَرَ (بالحَدِيث: أَذَاعَه) وأَفْشَاه. وَفِي الأَسَاسِ: بَثَّه وأَفْشاه.
(و) من المَجَاز: زَمَرَ (فُلاناً بفلان) ونَصُّ الأَساس: فُلانٌ فُلاناً، وَمَا ذَكرَه المصنّف أَثْبَتُ (: أَغْرَاه بِهِ) .
(و) زَمَرَ (الظَّبْيُ زَمَرَاناً) ، محرَّكَةً (نَفَرَ) .
(والزَّمِرُ، ككَتِف: القَلِيلُ الشَّعرِ والصُّوفِ) والرِّيشِ، وَقد زَمِرَ زَمَراً. وَيُقَال: صَبِيٌّ زَمِرٌ زَعِرٌ، (وَهِي بهاءٍ) يُقَال: شَاة زَمِرَةٌ، وغَنَمٌ زَوَامِرُ وشَعرٌ زَمِرٌ.
(و) من المَجَاز: الزَّمِر: (القَلِيلُ المُرْوءَةِ) ، يُقَال: رَجلٌ زَمِرٌ بَيِّنُ الزَّمَارَةِ والزُّمُورَةِ، أَي قَلِيلُهَا، (وَقد زَمِرَ، كفَرِحَ) ، زَمَارَةً وزُمُورَةً.
(و) قَالَ ثَعْلَب: الزَّمِرُ: (الحَسَنُ) . وأَنشد:
دَنَّانِ حَنَّانَانِ بَيْنَهُما
رَجُلٌ أَجَشُّ غِنَاؤُه زَمِرُ
أَي غنَاؤُه حَسَنٌ. وخَصَّه المُصَنِّفُ بحَسَنِ (الوَجْهِ) .
(و) الزِّمِرُّ، (كطِمِرَ) وزِبِرّ: (الشَّدِيدُ) من الرِّجال.
(و) الزَّمِيرُ، (كأَمِير: القَصِيرُ) مِنْهُم، (ج زِمَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، عَن كُراع:
(و) الزَّمِير: (الغُلامُ الجَميلُ) ، قَالَه ثَعْلَب، وَقد تقدّم. قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال: غِنَاءٌ زَمِيرٌ، أَي حَسَنٌ، (كالزَّوْمَرِ) ، كجَوْهَر (والزَّمُور) ، كصَبُور.
(والزُّمْرَةُ، بالضَّمّ: الفَوْجُ) من النّأْه، والجَمَاعَةُ من النَّاس، (و) قيل: (الجَمَاعَةُ فِي تَفْرَقَة، ج زُمَرٌ) ، كصُرَد. يُقَال: جَاءُوا زُمُراً، أَي جَمَاعَاتٍ فِي تَفْرِقَة، بعضُها إثْرَ بَعْضَ. قَالَ شَيْخُنا: قَالَ بَعضُهم: الزُّمْرَة مَأْخُوذ من الزَّمْر الي هُوَ الصَّوْت، إِذ الْجَمَاعَة لَا تَخْلُو عَنهُ. وَقيل: هِيَ الجَمَاعَةُ القَلِيلَةُ، من قَوْلهم: شاةٌ زَمِرَةٌ، إِذا كَانَت قلِيلَةَ الشَّعرِ، انتهَى.
قلْتُ: والأَوّلُ الوَجْهُ ويَعْضُدُه قَوْلُ المصنِّف فِي البصائر: لأَنها إِذا اجمتمَت كَانَ لَهَا زِمَارٌ وجَلَبة. والزَّمار بالكَسْر: صَوْتُ النَّعَامِ.
(و) من المَجَاز: (المُسْتَزْمِرُ: المُنْقَبِضُ المُتَصاغِرُ) ، قَالَ:
إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشَافُ رَأَيْتَهُ
مُقْرَنْشِعاً وإِذا يُهَانُ استَزْمَرَا
وَفِي الأَساس: استَزْمَرَ فُلانٌ عِند الهَوَانِ: صارَ ذَلِيلاً ضَئِيلاً.
(وبَنُوزُمَيْر، كزُبَيْر: بَطْنٌ) من العَرَب.
(وزَيْمَرٌ) ، كحَيْدُر، (عَلَمٌ. و) اسْمُ (نَاقَة الشَّمَّاخِ) ، وأَنشدَ لَهُ ابنُ دُرَيْد فِي (ع ر ش) :
ولَّما رَأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ
تسلَّيْت حاجَاتِ النُّفُوسِ بزَيْمَرَا
وهاكذا فَسَّره.
(و) زَيْمَرُ: (بُقْعَةٌ بجِبَالِ طَيِّىء) . قَالَ امرؤُ القَيْس:
وكُنْتُ إِذَا مَا خِفْتُ يَوْماً ظُلاَمَةً
فإِنَّ لَهَا شِعْباً ببُلْطَةِ زَيْمَرَا
(وزَيْمُرَانُ) ، بضمّ الْمِيم، (كضَيْمُرَان: ع) .
(وزَمَّارَاءُ) ، بِالْفَتْح (مُشَدَّدَةً مَمْدُودَةً: ع) . قَالَ حَسَّانُ بن ثابِت رَضِي الله عَنهُ:
فقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَى
إِلى بَيْتِ زَمَّارَاءَ تَلْداً على تَلْدِ (و) الزِّمِّيرُ، (كسِكَّيت: نَوعٌ من السَّمكِ) لَهُ شَوْكٌ ناتىءٌ وَسطَ ظَهْره، وَله صَخَبٌ وَقْتَ صَيْدِ الصّيّاد إِيّاه وقَبْضِه عَلَيْهِ، وأَكثرُ مَا يُصْطَاد فِي الأَوْحَالِ وأُصُولِ الأَشْجَارِ فِي المِياه العَذْبَةِ.
(وازْمَأَرَّ: غَضِبَ واحْمَرَّتْ عَيْنَاهُ) عِنْد الشِّدَّة والغَضَب، لُغَة فِي ازْمَهَرَّ، عَن الفَرّاءِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
عَطِيَّةٌ زَمِرَةٌ، أَي قَليلَة، وَهُوَ مَجاز.
والزُّمَارُ، بالضمّ: لُغَة فِي زِمَار النَّعَام. والزَّوْمَر، كجَوْهَرٍ: الجمَاعةُ.
والزِّمَار، بِالْكَسْرِ: الغِرْسُ على رأْس الْوَلَد.
وزَمْرَانُ، كسَحْبَانَ: مَدينةٌ بالمَغْرِب مِنْهَا أَبو عَبْدِ الله مُحمَّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مَهْدِيّ بنِ عِيسَى بنِ أَحمدَ الهراويّ الْمَعْرُوف بالطالب توفّي سنة 964 وأَخذ عَن القُطب أَبي عبد الله محمّد بن عِجَال الغزوانيّ المرَّاكِشيّ وَغَيره.
وإِزمرُ، كإِزميل: مدينةٌ بالرُّوم.
والزمّارَة: قَرية بِمصْر.
وكَفْآخ زَمَّارٍ، كشَدّاد: نَاحيَة واسعةٌ من أَعْمال قَرْدَى بَينهَا وَبَين بَرْقَعِيد أَربعةُ فراسخَ أَو خَمْسَة.
ووادِي الزَّمَّار: قُربَ المَوْصل بَينهَا وَبَين دَير مِيخَائِيل، وَهُوَ مُعشِب أَنِيق وَعَلِيهِ رَابِية عالية، يُقَال لَهَا رَابِيَةُ العُقَاب. قَالَ الخَالِدِيّ:
أَلسْتَ تَرَى الرَّوضَ يُبْدِي لنا
طَرَائِفَ مِنْ صُنْعِ آذَارِهِ
تَلبءْ مِنْ (مَانَخَايَالِه)
حُلِيًّا على تَلِّ زَمَّارِهِ وزَامِرَانُ: قريةٌ على أَقلَّ من فَرْسخ من مَدِينةِ نَسَا. مِنْهَا أَبو جَعْفَرَ مُحمَّدُ بنُ جعَفَر بن إِبراهِيم ابْن عِيسى الزَّامِرَانِيّ، سمع الطَّحاوِيّ والباغَنْدِيّ، تُوفِّيَ بهَا سنة 360 قَالَه ابنُ عَسَاكِر فِي التَّارِيخ.

زمر: الزَّمْرُ بالمِزْمارِ، زَمَرَ يَزْمِرُ ويَزْمُرُ زَمْراً

وزَمِيراً وزَمَراناً: غَنَّى في القَصَبِ. وامرأَة زامِرَةٌ ولا يقال

زَمَّارَةٌ، ولا يقال رجل زامِرٌ إِنما هو زَمَّارٌ. الأَصمعي: يقال للذي يُغَنَّي

الزّامِرُ والزِّمَّارُ، ويقال للقصبة التي يُزْمَرُ بها زَمَّارَةٌ،

كما يقال للأَرض التي يُزْرَعُ فيها زَرّاعَةٌ. قال: وقال فلان لرجل: يا

ابن الزِّمَّارَة، يعني المُغَنِّيَة. والمِزْمارُ والزَّمَّارَةُ: ما

يُزْمَرُ فيه. الجوهري: المِزْمارُ واحد المَزامِيرِ. وفي حديث أَبي بكر، رضي

الله عنه: أَبِمَزْمُورِ الشيطان في بيت رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، وفي رواية: مِزْمارَةِ الشيطان عند النبي، صلى الله عليه وسلم،

المزمورُ، بفتح الميم وضمها، والمِزْمارُ سواء، وهو الآلة التي يُزْمَرُ بها.

ومَزامِيرُ داود، عليه السلام: ما كان يَتَغَنَّى به من الزَّبُورِ وضُروب

الدعاء، واحدها مِزْمارٌ ومُزْمُورٌ؛ الأَخيرة عن كراع، ونظيره مُعْلُوقٌ

ومُغْرُودٌ. وفي حديث أَبي موسى: سمعه النبي، صلى الله عليه وسلم، يقرأُ

فقال: لقد أُعْطِيتَ مِزْماراً من مَزامِيرِ آلِ داودَ، عليه السلام؛

شَبَّهَ حُسْنَ صوتِه وحلاوةَ نَعْمَتِه بصوت المِزْمارِ، وداود هو

النبي،صلى الله عليه وسلم، وإِليه المُنْتَهى في حُسْنِ الصوت بالقراءة، والآل

في قوله آل داود مقحمة، قيل: معناه ههنا الشخص. وكتب الحجاج إِلى بعض

عماله أَن أَبعث إِليَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً؛ فالمُسَمَّعُ:

المُقَيَّدُ، والمُزَمَّرُ: المُسَوْجَرُ؛ أَنشد ثعلب:

ولي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ،

وظِلُّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقّ

فسره فقال: الزمارة الساجور، والمُسْمِعانِ القيدان، يعني قَيْدَيْنِ

وغُلَّيْنِ، والحِصْنُ السجن، وكل ذلك على التشبيه، وهذا البيت لبعض

المُحَبَّسِينَ كان مَحْبُوساً فمُسْمِعاهُ قيداه لصوتهما إِذا مشى،

وزَمَّارَتُه الساجور والظل، والحصن السجن وظلمته. وفي حديث ابن جبير: أَنه أَتى به

الحجاج وفي عنقه زَمَّارَةٌ؛ الزمارة الغُلُّ والساجور الذي يجعل في عنق

الكلب. ابن سيده: والزَّمَّارَةُ عمود بين حلقتي الغل.

والزِّمارُ بالكسر: صوت النعامة؛ وفي الصحاح: صوت النعام. وزَمَرَتِ

النعامةُ تَزْمِرُ زِماراً: صَوَّتَتْ. وقد زَمَرَ النعامُ يَزْمِرُ،

بالكسر، زِماراً. وأَما الظليم فلا يقال فيه إِلاَّ عارٌّ يُعارُّ. وزَمَرَ

بالحديث: أَذاعه وأَفشاه.

والزَّمَّارَةُ: الزانية؛ عن ثعلب، وقال: لأَنها تُشِيعُ أَمرها. وفي

حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن كسب

الزِّمَّارَةِ. قال أَبُو عبيد: قال الحجاج: الزَّمَّارَةُ الزانية، قال وقال غيره:

إِنما هي الرَّمَّازَةُ، يتقديم الراء على الزاي، من الرَّمْزِ، وهي التي

تومئ بشفتيها وبعينيها وحاجبيها، والزواني يفعلن ذلك، والأَول الوجه.

وقال أَبو عبيد: هي الزَّمَّارَةُ كما جاء الحديث؛ قال أَبو منصور: واعترض

القتيب على أَبي عبيد في قوله هي الزَّمَّارة كما جاء في الحديث، فقال:

الصواب الرَّمَّازَة لأَن من شأْن البَغِيِّ أَن تُومِضَ بعينها وحاجبها؛

وأَنشد:

يُومِضْنَ بالأَعْيُنِ والحواجِبِ،

إِيماضَ بَرْقِ في عَماءٍ ناصِبِ

قال أَبو منصور: وقول أَبي عبيد عندي الصواب، وسئل أَبو العباس أَحمد بن

يحيى عن معنى الحديث أَنه نهى عن كسب الزَّمِّارَة فقال: الحرف الصحيح

رَمَّازَةٌ، وزَمَّارَةٌ ههنا خطأٌ. والزَّمَّارَةُ: البَغِيُّ الحسناء،

والزَّمِيرُ: الغلام الجميل، وإِنما كان الزنا مع الملاح لا مع القباح؛

قال أَبو منصور: لِلزَّمَّارَةِ في تفسير ما جاء في الحديث وجهان: أَحدهما

أَن يكون النهي عن كسب المغنية، كما روى أَبو حاتم عن الأَصمعي، أَو يكون

النهي عن كسب البَغِيِّ كما قال أَبو عبيد وأَحمد بن يحيى؛ وإِذا روى

الثقات للحديث تفسيراً له مخرج لم يجز أَن يُرَدَّ عليهم ولكن نطلب له

المخارجَ من كلام العرب، أَلا ترى أَن أَبا عبيد وأَبا العباس لما وجدا لما

قال الحجاجُ وجهاً في اللغة لم يَعْدُواهُ؟ وعجل القتيبي ولم يثبت ففسر

الحرف على الخلاف ولو فَعَل فِعل أَبي عبيد وأَبي العباس كان أَولى به،

قال: فإِياك والإِسراع إِلى تخطئة الرؤساء ونسبتهم إِلى التصحيف وتأَنَّ في

مثل هذا غاية التَّأَنِّي، فإِني قد عثرت على حروف كثيرة رواها الثقات

فغيَّرها من لا علم له بها وهي صحيحة. وحكي الجوهري عن أَبي عبيد قال:

تفسيره في الحديث أَنها الزانية، قال: ولم أَسمع هذا الحرف إِلاَّ فيه، قال:

ولا أَدري من أَي شيء أُخذ، قال الأَزهري: ويحتمل أَن يكون أَراد

المغنية.يقال: غِنَاءٌ زَمِيرٌ أَي حَسَنٌ. وزَمَرَ إِذا غنى والقصبة التي

يُزْمَرُ بها: زَمَّارَةٌ.

والزَّمِرُ: الحَسَنُ؛ عن ثعلب، وأَنشد:

دَنَّانِ حَنَّانانِ، بينهما

رَجُلٌ أَجَشُّ، غِناؤُه زَمِرُ

أَي غناؤه حسن. والزَّمِيرُ: الحسن من الرجال. والزَّوْمَرُ: الغلام

الجميل الوجه. وزَمَرَ القربَةَ يَزْمُرُهَا زَمْراً وزَنَرَها: ملأَها؛ هذه

عن كراع واللحياني. وشاة زَمِرَةٌ: قليلة الصوف. والزَّمِرُ: القليل

الشعر والصوف والريش، وقد زَمِرَ زَمَراً. ورجل زَمِرٌ: قليل المُروءَةِ

بَيِّنُ الزَّمَارَة والزُّمُورَةِ أَي قليلها، والمُسْتَزْمِرُ:

المُنْقَبِضُ المتصاغر؛ قال:

إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشَافُ رَأَيْتَهُ

مُقْرَنْشِعاً، وإِذا يُهانُ اسُتَزْمَرَا

والزُّمْرَةُ: الفَوْجُ من الناس والجماعةُ من الناس، وقيلب: الجماعة في

تفرقة. والزُّمَرٌ: الجماعات، ورجل زِمِرٌّ: شديد كَزِبِرٍّ. وزَمِيرٌ:

قصير، وجمعه زِمَارٌ؛ عن كراع.

وبنو زُمَيْرٍ: بطن. وزُمَيْرٌ: اسم ناقة؛ عن ابن دريد. وزَوْمَرٌ:

اسمٌ. وزَيْمَرانُ وزَمَّاراءُ: موضعان؛ قال حسان بن ثابت:

فَقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَى،

إِلى بيتِ زَمَّاراءَ تَلْداً على تَلْدِ

خَلَفَ

خَلَفَ
الجذر: خ ل ف

مثال: خَلَفَ الله عليك
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورود الفعل في المعاجم بدون همزة.
المعنى: تقال لمن فقد عزيزًا لا يستعاض عنه، ومعناها «كان الله الخليفة لمن فقدت»

الصواب والرتبة: -أَخْلَفَ الله عليك [فصيحة]-خَلَفَ الله عليك [فصيحة]
التعليق: اتفق اللغويون على صحة العبارة: أخلف الله عليك، اعتمادًا على قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} سبأ/39، أما «خلف الله عليك»، فقد قبلها بعضهم استنادًا إلى ورودها في أمهات معاجم اللغة كاللسان والأساس والمصباح والقاموس والتاج.
(خَلَفَ)
(هـ) فِيهِ «يَحْمل هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُون عَنْهُ تَحْرِيف الْغَالِينَ وانْتِحالَ المُبْطِلِين، وتأوُّل الْجَاهِلِينَ» الخَلَفُ بِالتَّحْرِيكِ وَالسُّكُونِ: كُلُّ مَنْ يَجِيءُ بَعْدَ مَنْ مَضَى، إِلَّا أَنَّهُ بِالتَّحْرِيكِ فِي الخَير، وَبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرّ. يُقَالُ خَلَفُ صِدْقٍ، وخَلْفُ سُوءٍ. وَمَعْنَاهُمَا جَمِيعًا القَرْن مِنَ الناسِ. وَالْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَفْتُوحُ.
(هـ) وَمِنَ السُّكُونِ الْحَدِيثُ «سيكونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ
» .
وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ» هِيَ جَمْعُ خَلْفٍ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُم أعْط كلَّ منْفق خَلَفاً» أَيْ عِوَضاً. يُقَالُ خَلَفَ اللَّهُ لَكَ خَلَفاً بِخَيْرٍ، وأَخْلَفَ عَلَيْكَ خَيْرًا: أَيْ أبْدَلك بِمَا ذَهَب مِنْكَ وعَوَّضَك عَنْهُ. وَقِيلَ إِذَا ذَهب للرَّجل مَا يَخْلُفُهُ مِثْلَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ قِيلَ أَخْلَفَ اللَّهُ لَكَ وعَلَيْك، وَإِذَا ذَهَبَ لَهُ مَا لَا يَخْلُفُهُ غَالِبًا كَالْأَبِ وَالْأُمِّ قِيلَ خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ. وَقَدْ يُقَالُ خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ إِذَا مَاتَ لَكَ ميِّت: أَيْ كَانَ اللَّهُ خَلِيفَةً عَلَيْكَ.
وأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْك: أَيْ أبْدَلك.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تَكَفَّل اللَّهُ للْغازِي أَنْ يُخْلِفَ نَفَقَته» .
وَحَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ «اخْلُفْهُ فِي عَقِبه» أَيْ كُن لَهُمْ بَعْده.
وَحَدِيثُ أُمِّ سَلمة «اللَّهُمَّ اخْلُفْ لِي خَيْراً مِنْهُ» .
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فلينْفُضْ فِرَاشه فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ» [أَيْ] لعلَّ هَامَّةً دَبَّت فَصَارَتْ فِيهِ بَعْدَهُ، وخِلَاف الشَّيْءِ: بَعْدَه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَدَخَلَ ابنُ الزُّبير خِلَافَهُ» .
وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّال «قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذُرّياتِهم» .
وَحَدِيثُ أَبِي اليَسَر «أخَلَفْتَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي أَهْلِهِ بِمِثْلِ هَذَا؟» يُقَالُ خَلَفْتُ الرَّجل فِي أَهْلِهِ إِذَا أقمتَ بَعْدَهُ فِيهِمْ وقمتَ عَنْهُ بِمَا كَانَ يَفْعَلُهُ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ لِلِاسْتِفْهَامِ.
وَحَدِيثُ ماعِز «كُلَّمَا نَفَرْنا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَلَفَ أحدُهم لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيسِ» وحديث الأعشى الحِرْمَازِي.
فَخَلَفَتْنِي بنِزاعٍ وحَرَبْ أَيْ بَقِيَتْ بَعْدِي، وَلَوْ رُوي بالتَّشديد لَكَانَ بِمَعْنَى تركَتْنِي خَلفها. وَالحَرَبُ: الغَضَب. (هـ) وَفِي حَدِيثِ جَرِير «خَيْرُ المَرْعَى الأراكُ والسَّلّم إِذَا أَخْلَفَ كَانَ لَجِيناً» أَيْ إِذَا أَخْرَجَ الْخِلْفَة وَهُوَ ورَقٌ يَخْرُجُ بَعْدَ الْوَرَقِ الْأَوَّلِ فِي الصَّيف.
وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيمة السُّلميّ «حَتَّى آلَ السُّلامَى وأَخْلَفَ الخُزامَى» أَيْ طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِنْ أصُوله بِالْمَطَرِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «أَتَخَلَّفُ عَنْ هجَرتي» يُرِيدُ خوْفَ الْمَوْتِ بِمَكَّةَ، لأنهَّا دَار تَرَكُوهَا لِلَّهِ تَعَالَى وهَاجَرُوا إِلَى المدِينة، فَلَمْ يُحِبُّوا أَنْ يَكُونَ موتُهم بِهَا، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا.
والتَّخَلُّفُ: التَّأخُّر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعْدٍ «فَخَلَّفَنَا فَكُنَّا آخِرَ الْأَرْبَعِ» أَيْ أخرَنا وَلَمْ يُقَدِّمْنا.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «حَتَّى إنَّ الطَّائر ليمُرُّ بجَنباتهم فَمَا يُخَلِّفُهُمْ» أَيْ مَا يَتقدَّم عليهم ويَتْرُكهم وراءه.
(س) وفيه «سؤوا صُفُوفكم وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكم» أَيْ إِذَا تَقَدَّم بعضُكم عَلَى بعضٍ فِي الصُّفُوفِ تأَثَّرت قُلُوبكم، وَنَشَأَ بَيْنَكُمُ الْخُلْفُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفكم، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بيْن وُجُوهِكم» يُرِيدُ أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمْ يَصْرِفُ وجْهه عَنِ الْآخَرِ، وَيُوقِعُ بَيْنَهُمُ التَّباغُض، فإنَّ إقْبال الوَجْه عَلَى الوَجْه مِنْ أَثَرِ المَودَّة والأُلْفَة. وَقِيلَ أَرَادَ بِهَا تَحْويلَها إِلَى الأدْبار. وَقِيلَ تَغْيِيرُ صُورِها إِلَى صُور أخْرى.
َوَفِيهِ «إِذَا وعَدَ أَخْلَفَ» أَيْ لَمْ يَفِ بِوَعْدِهِ وَلَمْ يصدُق. وَالِاسْمُ مِنْهُ الْخُلْفُ بِالضَّمِّ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ «خِلْفَةُ فَمِ الصَّائم أطْيبُ عِندَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المسْكِ» الْخِلْفَةُ بِالْكَسْرِ: تَغَيُّر رِيحِ الفَمِ. وَأَصْلُهَا فِي النَّبَات أَنْ يَنْبُت الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ؛ لِأَنَّهَا رائحةٌ حَدَثت بَعْدَ الرَّائِحَةِ الْأُولَى. يُقَالُ خَلَفَ فمُه يَخْلُفُ خِلْفَةً وخُلُوفاً.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائم أطيبُ عِند اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسك» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، وسُئل عَنْ قُبْلة الصَّائِمِ فَقَالَ: «وَمَا أرَبُك إِلَى خُلُوفِ فِيهَا؟» . (هـ) وَفِيهِ «إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ: لَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَتْرُكْ أهلَه خُلُوفاً» أَيْ لَمْ يَتْرُكْهنّ سُدًى لَا راعِيَ لَهُنَّ وَلَا حامِيَ. يُقَالُ حَيًّ خُلُوفٌ: إِذَا غَابَ الرِّجَالُ وَأَقَامَ النساءُ. ويُطْلَقُ عَلَى المُقِيمين والظاعِنين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَرْأَةِ والمَزادَتَين «ونَفَرُنا خُلُوف» أَيْ رِجالُنا غُيَّبً.
وَحَدِيثُ الخُدْرِي «فَأَتَيْنَا القومَ خُلُوفاً» .
(س) وَفِي حَدِيثِ الدِّيَةِ «كَذَا وَكَذَا خَلِفَة» الْخَلِفَة- بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ-: الْحَامِلُ مِنَ النُّوق، وتُجْمع عَلَى خَلِفَات وخَلَائِف. وَقَدْ خَلِفَتْ إِذَا حَمَلَتْ، وأَخْلَفَتْ إِذَا حَالَتْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرها فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدة وَمَجْمُوعَةً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرؤهُنّ أحدُكم خيرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ سِمان عِظام» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ هَدْم الْكَعْبَةِ «لمَّا هَدَمُوها ظَهَر فِيهَا مثْلُ خَلَائِفِ الإبِل» أَرَادَ بِهَا صُخوراً عِظاما فِي أساسِها بقَدْر النُّوق الحَوامِلِ.
(س) وَفِيهِ «دَعْ داعِيَ اللَّبَن، قَالَ فتَركْتُ أَخْلَافَها قَائِمَةً» الْأَخْلَاف: جَمع خِلْف بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الضَّرْع لِكُلِّ ذاتِ خُفٍّ وظِلْف. وَقِيلَ هُوَ مَقْبِض يدِ الحالِب مِنَ الضَّرْع. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وبِناء الْكَعْبَةِ «قَالَ لَهَا: لَوْلَا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفر لبَنَيْتُها عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، وجَعلْت لَهَا خَلْفَيْنِ، فإِنَّ قريْشا اسْتَقْصَرت مِنْ بِنَائِهَا» الْخَلْف: الظَّهر، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَجعل لَهَا بابَيْن، وَالْجِهَةُ الَّتِي تُقابِل الْبَابَ مِنَ البَيْت ظَهْرهُ، فَإِذَا كَانَ لَهَا بابانِ فَقَدْ صَارَ لَهَا ظَهْرانِ.
وَيُرْوَى بِكَسْرِ الْخَاءِ: أَيْ زِيادَتَين كالثَّدْيَين، وَالْأَوَّلُ الوجهُ.
وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ «ثُم أُخَالِف إِلَى رِجَالٍ فأُحَرِّق عَلَيْهِمْ بُيوتَهم» أَيْ آتِيهم مِنْ خَلْفِهِمْ، أَوْ أُخَالِف مَا أظْهَرْت مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وأرْجِع إِلَيْهِمْ فآخُذهم عَلَى غَفْلة، أَوْ يَكُونُ بِمَعْنَى أَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ بِمُعَاقَبَتِهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ السَّقِيفة «وخَالَف عنَّا عَلِيٌّ والزُّبير» أَيْ تَخَلَّفَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرحمن ابن عَوْفٍ «إنَّ رَجُلًا أَخْلَفَ السَّيْف يَوْمَ بَدْر» يقال أَخْلَفَ يَدَه: إِذَا أَرَادَ سَيْفه فَأَخْلَفَ يَدَه إِلَى الكِنانة. وَيُقَالُ: خَلَفَ لَهُ بِالسَّيْفِ: إِذَا جَاءَهُ مِنْ وَرَائِهِ فَضَربَه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جِئتُ فِي الْهَاجِرَةِ فوجَدْت عُمر يُصَلِّي، فقُمْت عَنْ يَسَارِهِ فَأَخْلَفَنِي فَجعلَني عَنْ يَمِينِهِ» أَيْ أدارَني مِنْ خَلْفه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَأَخْلَفَ بيَدِه وأخَذ يَدْفَع الفَضْلَ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «جَاءَهُ أعْرابي فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ خَلِيفَة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال لَا. قَالَ فَمَا أنتَ؟ قَالَ: أَنَا الْخَالِفَةُ بَعْدَهُ» الْخَلِيفَةُ مَن يَقُومُ مَقام الذَّاهِبِ ويَسُدّ مَسَدّه، وَالْهَاءُ فِيهِ للمبالَغة، وجَمْعه الْخُلَفَاءُ عَلَى مَعْنَى التَّذكير لَا عَلَى اللَّفْظِ، مِثْل ظَرِيف وظُرَفاء.
ويُجْمَع عَلَى اللَّفْظِ خَلَائِفُ، كظَرِيفة وظَرائِفَ. فَأَمَّا الْخَالِفَةُ فَهُوَ الَّذِي لَا غَنَاء عِنْدَهُ وَلَا خيرَ فِيهِ.
وَكَذَلِكَ الْخَالِفُ. وَقِيلَ هُوَ الْكَثِيرُ الخِلَافُ، وَهُوَ بَيِّن الخَلَافَة بِالْفَتْحِ. وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ تَواضُعاً وهَضْماً مِنْ نَفْسِهِ حِينَ قَالَ لَهُ أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لمَّا أسْلم سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ لَهُ بَعْضُ أهلِه: إِنِّي لأحْسَبُك خَالِفَة بَني عَدِيّ» أَيِ الْكَثِيرَ الْخِلَافِ لَهُمْ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «إِنَّ الخَطَّاب أَبَا عُمَر قَالَهُ لزّيْد بْنِ عَمْرو أبِي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمه. وَيَجُوزُ أَنْ يُريدَ بِهِ الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْدَهُ» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أيُّما مُسْلمٍ خَلَفَ غازيا في خَالِفَتِهِ» أي فِيمن أَقَامَ بَعْده مِنْ أَهْلِهِ وتَخَلَّفَ عَنْهُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «لَوْ أطَقْتُ الْأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَى لأذَّنْتُ» الخِلِّيفَى بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ: الْخِلَافَةُ، وَهُوَ وَأَمْثَالُهُ مِنَ الأبْنِية، كالرِّمِّيَّا والدِّلِّيلا، مصدَرٌ يَدُل عَلَى مَعْنَى الكَثْرة.
يُريدُ بِهِ كَثْرَةَ اجْتِهَادِهِ فِي ضَبْط أُمُورِ الخِلافة وتَصْريف أعِنَّتِها.
وَفِيهِ ذِكْر «خَلِيفَة» بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ: جَبَل بِمَكَّةَ يُشْرِف عَلَى أجْياد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ «مَنْ تَحوّل مِنْ مِخْلَاف إِلَى مِخْلَاف فعُشْرُه وصَدَقَتُه إلى مِخْلَافِهِ الْأَوَّلِ إِذَا حَالَ عَلَيْهِ الحَوْل» المِخْلَافُ فِي الْيَمَنِ كالرُّسْتاق فِي العِراق، وَجَمْعُهُ المَخَالِيفُ، أَرَادَ أَنَّهُ يُؤَدِّي صَدَقَتَهُ إِلَى عَشِيرَتِهِ الَّتِي كَانَ يُؤدِّي إِلَيْهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ذِي المِشْعار «مِنْ مِخْلَاف خارِف ويَامٍ» هُمَا قَبيلَتان مِنَ اليَمن.

مجازات القرآن

مجازات القرآن
- 1 - قسم البلاغيون المجاز قسمين، مجازا عقليّا ومجازا لغويّا، وجعلوا الأول في إسناد الفعل أو ما يشبهه إلى غير فاعله الأصيل لملابسته له، وحكمة هذا الإسناد حينا قيام ما أسند إليه الفعل بدور رئيسى في الجملة، وقد يكون هو الركن الذى لا يتم العمل بدونه، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (القصص 4). فإسناد الذبح إلى فرعون؛ لأنه هو الآمر به، ولولاه ما حدث، وما الجند المنفذون سوى آلات مسخرة تفعل ما تؤمر به، وعلى هذا المنوال قوله تعالى: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً (القصص 38). فمن هامان الوزير يصدر الأمر لأتباعه بإعداد مواد البناء، ورفع الصرح، وقوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (إبراهيم 28). أو لا تجد أن هؤلاء الذين بدّلوا نعمة الله كفرا، هم العنصر الفعال فيما آل إليه حال قومهم من عقبى السوء؛ لأنهم هم الذين كانوا سبب إضلالهم وكفرهم.
ولما كان يوم القيامة تملؤه أحداث مرعبة، تملأ النفوس هولا يتسبب عنها لشدتها الشيب، وكان هذا اليوم ظرفا لتلك الأحداث، صح أن يسند الشيب إليه في قوله سبحانه:
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (المزمل 37). وقد أجاز ذلك شدة الارتباط بين الأحداث وظرفها. كما أن شدة الارتباط بين العيشة وصاحبها جعلت من الجميل نسبة الرّضا إليها في قوله فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (القارعة 6، 7).
- 2 - أما المجاز اللغوى وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولا، لصلة بين المعنيين غير صلة التشابه، فقد وجدت كثيرا ممن تعرضوا لدراسته في القرآن الكريم قد مضوا يلتمسون أمثلته، ويبوبونه، ويذكرون أقساما كثيرة له، حتى بلغوا من ذلك حد التفاهة، ومخالفة الذوق اللغوى، فوجدوا مثلا في قوله تعالى:
إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (الحجر 52). مجازا لغويّا من وصف الكل بصفة البعض، إذ الوجل محله القلب، وقياسا على ذلك جعلوا مثل محمد عالم وجاهل وراغب وخائف وما على شاكلتها، مجازا لغويّا.
ووجدوا كذلك في قوله سبحانه: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً (فصلت 3، 4). مجازا؛ لأن البشارة والإنذار بعض ما في القرآن، وفي قوله سبحانه:
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وجدوا مجازا، لأن الشهر اسم لثلاثين ليلة، وقد أريد جزء منه. إلى غير ذلك من أمثلة يطول بى وجه إحصائها، وبيان ما فيها من تكلّف وتفاهة، ولو سرنا على منهجهم لوجدنا في كل ما ننطق به مجازا، وليس في ذلك كبير نفع، ما دامت الكلمة لا تسترعى انتباه القارئ، ولا تستوقفه لتبين السر في استخدامها.
لا أريد أن أمضى في بيان ما تكلفوه وجروا وراءه من تلمس الأسباب لعد الآيات من باب المجاز اللغوى، وكل ما أريد قوله هنا هو أن أكثر هذه الكلمات أصبحت توحى بالفكرة من غير أن يثار في النفس المعنى المجازى.
خذ مثلا قوله تعالى: وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ (المنافقون 4). فإنهم قالوا إن فيه إطلاق الكل على البعض، والمراد تعجبك وجوههم؛ لأن الأجسام لا ترى كلها، وإنما يرى الوجه فحسب، ولا أرى تأويلا أبعد من هذا التأويل عن روح الآية، فالجسم وإن كان لا يرى كله، من المستطاع أن يدرك الإنسان بنظره ما عليه الجسم من جمال يبعث على الإعجاب، ولا تريد الآية: تعجبك وجوههم، ولكنها تريد يعجبك ما عليه أجسامهم من ضخامة، وما يبدو فيها من مظاهر النماء والقوة، وما عليه وجوههم من جمال
ونضرة.
وخذ قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ (الغاشية 2، 3 و 8، 9)، قالوا إنه من إطلاق الجزء وإرادة الكل، فقد عبّر بالوجوه عن جميع الأجساد؛ لأن النصب والتنعم حاصل لكلها، ولا أرى الذهن في حاجة إلى أن يفهم هنا من الوجه معنى الجسم؛ لأن النصب والنعمة يظهران أتم ظهور على الوجه.
وخذ قوله تعالى: إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ (المائدة 112). قالوا إنه من إطلاق الملزوم على اللازم، إذ المراد هل يفعل، فأطلق الاستطاعة على الفعل؛ لأنها لازمة له، ولا أرى في ذلك كبير غناء.
ولكنك لا تعدم في بعض الأحيان روعة في بعض ما عدّوه من ألوان هذا المجاز، كما في قوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ (البقرة 19). وقوله سبحانه: ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ (الحج 10). وقد لا تكون اليد هى الفاعلة، ولكن لما كان أكثر الأعمال بها، جمل هذا التعبير وراق. 

تخير اللفظ

تخير اللفظ
يتأنق أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه، ولما بين الألفاظ من فروق دقيقة في دلالتها، يستخدم كلا حيث يؤدى معناه في دقة فائقة، تكاد بها تؤمن بأن هذا المكان كأنما خلقت له تلك الكلمة بعينها، وأن كلمة أخرى لا تستطيع توفية المعنى الذى وفت به أختها، فكل لفظة وضعت لتؤدى نصيبها من المعنى أقوى أداء، ولذلك لا تجد في القرآن ترادفا، بل فيه كل كلمة تحمل إليك معنى جديدا.
ولما بين الكلمات من فروق، ولما يبعثه بعضها في النفس من إيحاءات خاصة، دعا القرآن ألا يستخدم لفظ مكان آخر، فقال: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ (الحجرات 14). فهو لا يرى التهاون في استعمال اللفظ ولكنه يرى التدقيق فيه ليدل على الحقيقة من غير لبس ولا تمويه، ولما كانت كلمة راعِنا لها معنى في العبرية مذموم، نهى المؤمنين عن مخاطبة الرسول بها فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا (البقرة 104).
فالقرآن شديد الدقة فيما يختار من لفظ، يؤدى به المعنى.
استمع إليه في قوله: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (البقرة 49). ما تجده قد اختار الفعل ذبح، مصورا به ما حدث، وضعّف عينه للدلالة على كثرة ما حدث من القتل فى أبناء إسرائيل يومئذ، ولا تجد ذلك مستفادا إذا وضعنا مكانها كلمة يقتلون.
وتنكير كلمة حياة، فى قوله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ (البقرة 96).
يعبر تعبيرا دقيقا عن حرص هؤلاء الناس على مطلق حياة يعيشونها، مهما كانت حقيرة القدر، ضئيلة القيمة، وعند ما أضيفت هذه الكلمة إلى ياء المتكلم في قوله تعالى: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (الفجر 23، 24). عبرت بأدق تعبير عن شعور الإنسان يومئذ، وقد أدرك في جلاء ووضوح أن تلك الحياة الدنيا لم تكن إلا وهما باطلا، وسرابا خادعا، أما الحياة الحقة الباقية، فهى تلك التى بعد البعث؛ لأنها دائمة لا انقطاع لها، فلا جرم أن سماها حياته، وندم على أنه لم يقدم عملا صالحا، ينفعه في تلك الحياة.
واستمع إلى قوله تعالى: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (الإنسان 10، 11). تجد كلمة العبوس قد استعملت أدق استعمال؛ لبيان نظرة الكافرين إلى ذلك اليوم، فإنهم يجدونه عابسا مكفهرّا، وما أشد اسوداد اليوم، يفقد فيه المرء الأمل والرجاء، وكلمة قَمْطَرِيراً بثقل طائها مشعرة بثقل هذا اليوم، وفي كلمتى النضرة والسرور تعبير دقيق عن المظهر الحسى لهؤلاء المؤمنين، وما يبدو على وجوههم من الإشراق، وعما يملأ قلوبهم من البهجة.
ومن دقة التمييز بين معانى الكلمات، ما تجده من التفرقة في الاستعمال بين:
يعلمون، ويشعرون، ففي الأمور التى يرجع إلى العقل وحده أمر الفصل فيها، تجد كلمة يَعْلَمُونَ صاحبة الحق في التعبير عنها، أما الأمور التى يكون للحواس مدخل في شأنها، فكلمة يَشْعُرُونَ أولى بها، وتأمل لذلك قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13). فالسفاهة أمر مرجعه إلى العقل، وقوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (البقرة 26). وقوله تعالى: أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (البقرة 77). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (الأنعام 114). وقوله تعالى: أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (يونس 55). وقوله تعالى: بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الأنبياء 24). وقوله تعالى: وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (النور 25). إلى غير ذلك مما يطول بى أمر تعداده، إذا مضيت في إيراد كل ما استخدمت فيه كلمة يعلمون.
وتأمل قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (البقرة 154). فمن الممكن أن يرى الأحياء وأن يحس بهم، وقوله تعالى:
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (الزمر 55)، فالعذاب مما يشعر به ويحس، وقوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (البقرة 11، 12). وقوله تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (النمل 18). وقوله تعالى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (القصص 11). وغير ذلك كثير.
واستخدم القرآن كلمة التراب، ولكنه حين أراد هذا التراب الدقيق الذى لا يقوى على عصف الريح استخدم الكلمة الدقيقة وهى الرماد، فقال: الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ (إبراهيم 18). كما أنه آثر عليها كلمة الثرى، عند ما قال: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (طه 4 - 6). لأنه يريد- على ما يبدو من سياق الآيات الكريمة- الأرض المكونة من التراب، وهى من معانى الثرى، فضلا عما في اختيار الكلمة من المحافظة على الموسيقى اللفظية في فواصل الآيات.
وعبر القرآن عن القوة العاقلة في الإنسان بألفاظ، منها الفؤاد واللب والقلب، واستخدم كلا في مكانه المقسوم له، فالفؤاد في الاستخدام القرآنى يراد به تلك الآلة التى منحها الله الإنسان، ليفكر بها، ولذا كانت مما سوف يسأل المرء عن مدى انتفاعه بها يوم القيامة، كالسمع، والبصر، قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (الإسراء 36). وتجد هذا واضحا فيما وردت فيه تلك الكلمة من الآيات، واستمع إلى قوله تعالى: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وقوله تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (النجم 11). وقوله تعالى: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (الأنعام 113). وقوله تعالى: نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةَ (الهمزة 6، 7). وقوله تعالى: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (إبراهيم 43).
أما اللب ولم يستخدم في القرآن إلا مجموعا، فيراد به التفكير الذى هو من عمل تلك الآلة، تجد هذا المعنى في قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). وقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (آل عمران 190). وقوله تعالى: وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (البقرة 269).
أما القلب، وهو أكثر هذه الكلمات دورانا في الاستخدام القرآنى، فهو بمعنى أداة التفكير، فى قوله تعالى: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها (الأعراف 179). وقوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها (الحج 46). وقوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً (آل عمران 8). وقوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وهو أداة الوجدان، كما تشعر بذلك في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (الأنفال 2). وقوله تعالى: وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ (الأحزاب 10). وقوله تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (النازعات 6 - 8). وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً (الفتح 4). وقوله تعالى: وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً (القيامة 27). وقوله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد 28).
وهو أداة الإرادة، كما يبدو ذلك في قوله تعالى: إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (القصص 10). وقوله تعالى: وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (الأنفال 11). وقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ (الأحزاب 5).
فالقرآن يستخدم القلب فيما نطلق عليه اليوم كلمة العقل، وجعله في الجوف حينا في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (الأحزاب 4).
وفي الصدر حينا، فى قوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). تعبير عما يشعر به الإنسان عند ما يلم به وجدان، أو تملؤه همة وإرادة.
ومن الدقة القرآنية في استخدام الألفاظ أنه لا يكاد يذكر المشركين، إلا بأنهم أصحاب النار، ولكنا نجده قال في سورة (ص): وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ . فنراه قد استخدم كلمة أَهْلِ وهى هنا أولى بهذا المكان من كلمة (أصحاب)، لما تدل عليه تلك من الإقامة في النار والسكنى بها. وكلمة (ميراث) فى قوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (آل عمران 180). واقعة موقعها، وهى أدق من كلمة (ملك) فى هذا الموضع، لما أن المال يرى في أيدى مالكيه من الناس، ولكنه سوف يصبح ميراثا لله.
وقد يحتاج المرء إلى التريث والتدبر، ليدرك السر في إيثار كلمة على أخرى، ولكنه لا يلبث أن يجد سمو التعبير القرآنى، فمن ذلك قوله تعالى: قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (طه 63 - 65). فقد يبدو للنظرة العاجلة أن الوجه أن يقال: إما أن تلقى وإما أن نلقى، وربما توهم أن سر العدول يرجع إلى مراعاة النغم الموسيقى فحسب، حتى تتفق الفواصل في هذا النغم، وذلك ما يبدو بادئ الرأى، أما النظرة الفاحصة فإنها تكشف رغبة القرآن في تصوير نفسية هؤلاء السحرة، وأنهم لم يكونوا يوم تحدوا موسى بسحرهم، خائفين، أو شاكين في نجاحهم، وإنما كان الأمل يملأ قلوبهم، فى نصر مؤزر عاجل، فهم لا ينتظرون ما عسى أن تسفر عنه مقدرة موسى عند ما ألقى عصاه، بل كانوا مؤمنين بالنصر سواء أألقى موسى أولا، أم كانوا هم أول من ألقى.
ومن ذلك قوله تعالى: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (البقرة 176).
فقد يتراءى أن وصف الشقاق، وهو الخلاف، بالقوة أولى من وصفه بالبعد، ولكن التأمل يدل على أن المراد هنا وصف خلافهم بأنه خلاف تتباعد فيه وجهات النظر إلى درجة يعسر فيها الالتقاء، ولا يدل على ذلك لفظ غير هذا اللفظ الذى اختاره القرآن. ومن ذلك قوله تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (الحج 27). فربما كانت الموسيقى، والفاصلة في الآية السابقة دالية- تجعل من المناسب أن يوصف الفج بالبعد، فيقال: فج بعيد، ولكن إيثار الوصف بالعمق، تصوير لما يشعر به المرء أمام طريق حصر بين جبلين، فصار كأن له طولا، وعرضا، وعمقا.
وإيثار كلمة مَسْكُوبٍ فى قوله تعالى: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ (الواقعة 27 - 31). مكان كلمة (غزيرة)، أدق في بيان غزارته، فهو ماء لا يقتصد في استعماله، كما يقتصد أهل الصحراء، بل هو ماء يستخدمونه استخدام من لا يخشى نفاده، بل ربما أوحت تلك الكلمة بمعنى الإسراف في هذا الاستخدام.
واستخدام كلمة يَظُنُّونَ فى الآية الكريمة: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (البقرة 45، 46).
قوية في دلالتها على مدح هؤلاء الناس، الذين يكفى لبعث الخشوع في نفوسهم، وأداء الصلاة، والاتصاف بالصبر- أن يظنوا لقاء ربهم، فكيف يكون حالهم إذا اعتقدوا؟.
ومن دقة أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه ما أشار إليه الجاحظ حين قال :
(وقد يستخف الناس ألفاظا ويستعملونها، وغيرها أحق بذلك منها، ألا ترى أن الله تبارك وتعالى لم يذكر في القرآن الجوع، إلا في موضع العقاب، أو في موضع الفقر المدقع، والعجز الظاهر، والناس لا يذكرون السغب، ويذكرون الجوع في حالة القدرة والسلامة، وكذلك ذكر المطر، لأنك لا تجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الانتقام، والعامة وأكثر الخاصة لا يفصلون بين ذكر المطر، وذكر الغيث).
لاختيار القرآن للكلمة الدقيقة المعبرة، يفضل الكلمة المصورة للمعنى أكمل تصوير، ليشعرك به أتم شعور وأقواه، وخذ لذلك مثلا كلمة يُسْكِنِ فى قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ (الشورى 33). وكلمة تَسَوَّرُوا فى قوله تعالى: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (القصص 21). وكلمة (يطوقون) فى الآية الكريمة: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ (آل عمران 180). وكلمة يَسْفِكُ فى آية: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (البقرة 30). وكلمة (انفجر) فى قوله تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (البقرة 60). وكلمة يَخِرُّونَ فى الآية: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً . وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (الإسراء 107، 108). وكلمة مُكِبًّا فى قوله تعالى: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (النمل 22). وكلمة تَفِيضُ فى قوله تعالى: وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ (المائدة 83). وكلمة يُصَبُّ فى قوله تعالى: يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (الحج 19). وكلمة (يدس) فى قوله تعالى: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (النحل 58، 59). وكلمة قاصِراتُ فى قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (الصافات 48). وكلمة مُسْتَسْلِمُونَ. فى قوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (الصافات 25، 26). ومُتَشاكِسُونَ فى قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ (الزمر 29). ويطول بى القول، إذ أنا مضيت في عرض هذه الكلمات التى توضع في مكانها المقسوم من الجملة، فتجعل المعنى مصورا تكاد تراه بعينك، وتلمسه بيدك، ولا أريد أن أمضى في تفسير الكلمات التى استشهدت بها؛
لأنها من وضوح الدلالة بمكان.
ولهذا الميل القرآنى إلى ناحية التصوير، نراه يعبر عن المعنى المعقول بألفاظ تدل على محسوسات، مما أفرد له البيانيون علما خاصّا به دعوه علم البيان، وأوثر أن أرجئ الحديث عن ذلك إلى حين، وحسبى الآن أن أبين ما يوحيه هذا النوع من الألفاظ في النفس، ذلك أن تصوير الأمر المعنوى في صورة الشيء المحسوس يزيده تمكنا من النفس، وتأثيرا فيها، ويكفى أن تقرأ قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ (البقرة 7). وقوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ (الجاثية 23). لترى قدرة كلمة خَتَمَ، فى تصوير امتناع دخول الحق قلوب هؤلاء الناس، وقوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ (البقرة 257). لترى قيمة كلمتى الظلمات والنور، فى إثارة العاطفة وتصوير الحق والباطل. وقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (البقرة 18). لترى قيمة هذه الصفات التى تكاد تخرجهم عن دائرة البشر، وقوله سبحانه: يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (البقرة 27).
فكلمات ينقضون ويقطعون ويوصل، تصور الأمور المعنوية في صور المحس الملموس، وفي القرآن من أمثال ذلك عدد ضخم، سوف نعرض له في حينه.
وفي القرآن كثير من الألفاظ، تشع منها قوى توحي إلى النفس بالمعنى وحيا، فتشعر به شعورا عميقا، وتحس نحو الفكرة إحساسا قويّا. خذ مثلا قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 17، 18). فتأمل ما توحى به كلمة تَنَفَّسَ من تصوير هذه اليقظة الشاملة للكون بعد هدأة الليل، فكأنما كانت الطبيعة هاجعة هادئة، لا تحس فيها حركة ولا حياة، وكأنما الأنفاس قد خفتت حتى لا يكاد يحس بها ولا يشعر، فلما أقبل الصبح صحا الكون، ودبت الحياة في أرجائه.
وخذ قوله تعالى: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة 117، 118). وقف عند كلمة (ضاق) فى ضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ، فإنها توحى إليك بما ألم بهؤلاء الثلاثة من الألم والندم، حتى شعروا بأن نفوسهم قد امتلأت من الندم امتلاء، فأصبحوا لا يجدون في أنفسهم مكانا، يلتمسون فيه الراحة والهدوء، فأصبح القلق يؤرق جفنهم، والحيرة تستبد بهم، وكأنما أصبحوا يريدون الفرار من أنفسهم.
واقرأ قوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً (السجدة 16).
وتبين ما تثيره في نفسك كلمة تَتَجافى، من هذه الرغبة الملحة التى تملك على المتقين نفوسهم، فيتألمون إذا مست جنوبهم مضاجعهم، ولا يجدون فيها الراحة والطمأنينة، وكأنما هذه المضاجع قد فرشت بالشوك فلا تكاد جنوبهم تستقر عليها حتى تجفوها، وتنبو عنها. وقف كذلك عند كلمة يَعْمَهُونَ فى قوله سبحانه: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (البقرة 15). فإن اشتراك هذه الكلمة مع العمى في الحروف كفيل بالإيحاء إلى النفس، بما فيه هؤلاء القوم من حيرة واضطراب نفسى، لا يكادون به يستقرون على حال من القلق.
واقرأ الآية الكريمة: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (النساء 185). أفلا تجد فى كلمة زُحْزِحَ ما يوحى إليك بهذا القلق، الذى يملأ صدور الناس في ذلك اليوم، لشدة اقترابهم من جهنم، وكأنما هم يبعدون أنفسهم عنها في مشقة وخوف وذعر. وفي كلمة طمس في قوله تعالى: وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (القمر 37). ما يوحى إليك بانمحاء معالم هذه العيون، حتى كأن لم يكن لها من قبل في هذا الوجه وجود. ويوحى إليك الراسخون في قوله سبحانه: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (النساء 7). بهذا الثبات المطمئن، الذى يملأ قلب هؤلاء العلماء، لما ظفروا به من معرفة الحق والإيمان به. وتوحى كلمة شَنَآنُ فى قوله سبحانه: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (المائدة 2). توحى بهذا الجوى، الذى يملأ الصدر، حتى لا يطيق المرء رؤية من يبغضه، ولا تستسيغ نفسه الاقتراب منه.
ولما سمعنا قوله تعالى لعيسى بن مريم: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (النساء 55). أوحى إلينا التعبير بالتطهير، بما يشعر به المؤمن بالله نحو قوم مشركين، اضطر إلى أن يعيش بينهم، فكأنهم يمسونه برجسهم، وكأنه يصاب بشيء من هذا الرجس، فيطهر منه إذا أنقذ من بينهم. وكلمة سُكِّرَتْ فى قوله سبحانه: وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14، 15). قد عبر بها الكافرون عما يريدون أن يوهموا به، عما حدث لأبصارهم من الزيغ، فكانت كلمة سُكِّرَتْ، وهى مأخوذة من السكر دالة أشد دلالة على هذا الاضطراب في الرؤية، ولا سيما أن هذا السكر قد أصاب العين واستقل بها، ومعلوم أن الخلط من خصائص السكر، فلا يتبين السكران ما أمامه، ولا يميزه على الوجه الحق. واختار القرآن عند عد المحرمات كلمة أُمَّهاتُ، إذ قال: حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ
(النساء 3). وآثر كلمة الْوالِداتُ فى قوله سبحانه: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ (البقرة 233)، لما أن كلمة (الأم) تبعث في النفس إحساسا بالقداسة، وتصور شخصا محاطا بهالة من الإجلال، حتى لتشمئز النفس وتنفر أن يمس بما يشين هذه القداسة، وذلك الإجلال، وتنفر من ذلك أشد النفور، فكانت أنسب كلمة تذكر عند ذكر المحرمات، وكذلك تجد كل كلمة في هذه المحرمات مثيرة معنى يؤيد التحريم، ويدفع إليه، أما كلمة الوالدات فتوحى إلى النفس بأن من الظلم أن ينزع من الوالدة ما ولدته، وأن يصبح فؤادها فارغا، ومن هنا كانت كل كلمة منهما موحية في موضعها، آخذة خير مكان تستطيع أن تحتله.
وقد تكون الكلمة في موضعها مثيرة معنى لا يراد إثارته، فيعدل عنها إلى غيرها، تجد ذلك في قوله سبحانه: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (الجن 3).
فقد آثر كلمة صاحِبَةً على زوج وامرأة، لما تثيره كلاهما من معان، لا تثيرهما فى عنف مثلهما- كلمة صاحبة.
وقد يكون الجمع بين كلمتين هو سر الإيحاء ومصدره، كالجمع بين النَّاسُ وَالْحِجارَةُ فى قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (البقرة 24). فهذا الجمع يوحى إلى النفس بالمشاكلةبينهما والتشابه. وقد تكون العبارة بجملتها هى الموحية كما تجد ذلك في قوله تعالى: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (المؤمنون 19). أو لا تجد هذه الثياب من النار، موحية لك بما يقاسيه هؤلاء القوم من عذاب أليم، فقد خلقت الثياب يتقى بها اللابس الحر والقر، فماذا يكون الحال إذا قدت الثياب من النيران.
لو بغير الماء صدرى شرق ... كنت كالغصان، بالماء اعتصارى
ومن هذا الباب قوله تعالى: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (الزمر 16). فإن الظلة إنما تكون ليتقى بها وهج الشمس، فكيف إذا كان الظلة نفسها من النيران.
هذه أمثلة قليلة لما في القرآن من كلمات شديدة الإيحاء، قوية البعث لما تتضمنه من المعانى. وهناك عدد كبير من ألفاظ، تصور بحروفها، فهذه «الظاء والشين» فى قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (الرحمن 35).
و «الشين والهاء» فى قوله تعالى: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (الملك 7). و «الظاء» فى قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (الليل 14). و «الفاء» فى قوله سبحانه: بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (الفرقان 11، 12). حروف تنقل إليك صوت النار مغتاظة غاضبة. وحرف «الصاد» فى قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (القمر 19). يحمل إلى سمعك صوت الريح العاصفة، كما تحمل «الخاء» فى قوله سبحانه: وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (فاطر 12). إلى أذنك صوت الفلك، تشق عباب الماء.
وألفاظ القرآن مما يجرى على اللسان في سهولة ويسر، ويعذب وقعه على الأذن، في اتساق وانسجام.
قال البارزى في أول كتابه: (أنوار التحصيل في أسرار التنزيل): اعلم أن المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها أحسن من بعض، وكذلك كل واحد من جزءي الجملة قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولا بدّ من استحضار معانى الجمل، واستحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ، ثم استعمال أنسبها وأفصحها، واستحضار هذا متعذر على البشر، فى أكثر الأحوال، وذلك عتيد حاصل في علم الله، فلذلك كان القرآن أحسن الحديث وأفصحه، وإن كان مشتملا على الفصيح والأفصح، والمليح والأملح، ولذلك أمثلة منها قوله تعالى: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (الرحمن 54). لو قال مكانه: «وثمر الجنتين قريب». لم يقم مقامه من جهة الجناس بين الجنى والجنتين، ومن جهة أن الثمر لا يشعر بمصيره إلى حال يجنى فيها، ومن جهة مؤاخاة الفواصل. ومنها قوله تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ (العنكبوت 48). أحسن من التعبير بتقرأ لثقله بالهمزة. ومنها: لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة 2). أحسن من (لا شك فيه) لثقل الإدغام، ولهذا كثر ذكر الريب. ومنها:
وَلا تَهِنُوا (آل عمران 139). أحسن من (ولا تضعفوا) لخفته. ووَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (مريم 4). أحسن من (ضعف)؛ لأن الفتحة أخف من الضمة، ومنها «آمن» أخف من «صدق»، ولذا كان ذكره أكثر من ذكر التصديق. وآثَرَكَ اللَّهُ (يوسف 91). أخف من (فضّك) و (آتى) أخف من (أعطى) و (أنذر) أخف من (خوّف) و (خير لكم) أخف من (أفضل لكم) والمصدر في نحو: هذا خَلْقُ اللَّهِ (لقمان 11). (يؤمنون بالغيب) أخف من (مخلوق) و (الغائب) و (نكح) أخف من (تزوج)؛ لأن فعل أخف من تفعّل، ولهذا كان ذكر النكاح فيه أكثر، ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة، والغضب، والرضا، والحب، والمقت، فى أوصاف الله تعالى مع أنه لا يوصف بها حقيقة؛ لأنه لو عبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام، كأن يقال: يعامله معاملة المحب، والماقت، فالمجاز في مثل هذا أفضل من الحقيقة، لخفته، واختصاره، وابتنائه على التشبيه البليغ، فإن قوله: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (الزخرف 55). أحسن من (فلما عاملونا معاملة المغضب) أو (فلما أتوا إلينا بما يأتيه المغضب) أهـ .
وهناك لفظتان أبى القرآن أن ينطق بهما، ولعله وجد فيهما ثقلا، وهما كلمتا «الآجر» و «الأرضين». أما الأولى فقد أعرض عنها في سورة القصص، فبدل أن يقول: (وقال فرعون: يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى، فهيئ لى يا هامان آجرا، فاجعل لى صرحا، لعلى أطلع إلى إله موسى). قال: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى
(القصص 38).
وأما الثانية فقد تركها في الآية الكريمة: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (الطّلاق 12).
هذا ومما ينبغى الإشارة إليه أن القرآن قد أقل من استخدام بعض الألفاظ، فكان يستخدم الكلمة مرة أو مرتين، وليس مرجع ذلك لشىء سوى المقام الذى يستدعى ورود هذه الكلمة. وللقرآن استعمالات يؤثرها، فمن ذلك وصفه الحلال بالطّيب، وذكر السّجّيل مع حجارة، وإضافة الأساطير إلى الأولين، وجعل مسنون وصفا للحمأ، ويقرن التأثيم باللغو، وإلّا بذمّة، ومختالا بفخور، ويصف الكذاب بأشر.
ووازن ابن الأثير بين كلمات استخدمها القرآن وجاءت في الشعر، فمن ذلك أنه جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر، فجاءت في القرآن جزلة متينة، وفي الشعر ركيكة ضعيفة ... أما الآية فهى قوله تعالى: فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (الأحزاب 53). وأما بيت الشعر، فهو قول أبى الطيب المتنبى:
تلذ له المروءة، وهى تؤذى ... ومن يعشق يلذ له الغرام
وهذا البيت من أبيات المعانى الشريفة، إلا أن لفظة تؤذى قد جاءت فيه وفي آية القرآن، فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها، وحسن موقعها في تركيب الآية ... وهذه اللفظة التى هى تؤذى إذا جاءت في الكلام، فينبغى أن تكون مندرجة مع ما يأتى بعدها، متعلقة به، كقوله تعالى: إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ وقد جاءت في قول المتنبى منقطعة، ألا ترى أنه قال: تلذ له المروءة وهى تؤذى، ثم قال: ومن يعشق يلذ له الغرام، فجاء بكلام مستأنف، وقد جاءت هذه اللفظة بعينها في الحديث النبوى، وأضيف إليها كاف الخطاب، فأزال ما بها من الضعف والركة، قال: «باسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك» . وكذلك ورد في القرآن الكريم، إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ، فلفظة (لى) أيضا مثل لفظة يؤذى، وقد جاءت في الآية مندرجة متعلقة بما بعدها، وإذا جاءت منقطعة لا تجىء لائقة، كقول أبى الطيب أيضا:
تمسى الأمانى صرعى دون مبلغه ... فما يقول لشىء: ليت ذلك لى
وهنا من هذا النوع لفظة أخرى، قد وردت في القرآن الكريم، وفي بيت من شعر الفرزدق، فجاءت في القرآن حسنة، وفي بيت الشعر غير حسنة، وتلك اللفظة هى لفظة القمل، أما الآية فقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ (الأعراف 133). وأما بيت الشعر فقول الفرزدق:
من عزه احتجرت كليب عنده ... زريا، كأنهم لديه القمّل
وإنما حسنت هذه اللفظة في الآية دون هذا البيت من الشعر؛ لأنها جاءت في الآية مندرجة في ضمن كلام، ولم ينقطع الكلام عندها، وجاءت في الشعر قافية أى آخرا انقطع الكلام عندها، وإذا نظرنا إلى حكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم، غصنا في بحر عميق لا قرار له، فمن ذلك هذه الآية المشار إليها، فإنها قد تضمنت خمسة ألفاظ، هى: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وأحسن هذه الألفاظ الخمسة هى: الطوفان، والجراد، والدم، فلما وردت هذه الألفاظ الخمسة بجملتها قدم منها لفظتا الطوفان، والجراد، وأخرت لفظة الدم آخرا، وجعلت لفظة القمل والضفادع في الوسط؛ ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهى إليه آخرا، ثم إن لفظة الدم أحسن من لفظتى الطوفان، والجراد، وأخف في الاستعمال، ومن أجل ذلك جىء بها آخرا، ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الألفاظ ليس من القدرة البشرية .
وقال ابن سنان الخفاجى، معلقا على قول الشريف الرضى:
أعزز علىّ بأن أراك وقد خلت ... عن جانبيك مقاعد العواد
إيراد مقاعد في هذا البيت صحيح، إلا أنه موافق لما يكره في هذا الشأن، لا سيما وقد أضافه إلى من يحتمل إضافته إليهم، وهم العواد، ولو انفرد، كان الأمر فيه سهلا، فأما إضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لا خفاء به . وابن سنان يشترط لفصاحة الكلمة ألا يكون قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكره ، قال ابن الأثير: وقد جاءت هذه اللفظة المعيبة في الشعر في القرآن الكريم فجاءت حسنة مرضية، وهى قوله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ (آل عمران 121).
وكذلك قوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (الجن 8، 9). ألا ترى أنها في هاتين الآيتين غير مضافة إلى من تقبح إضافته إليه، كما جاءت في الشعر، ولو قال الشاعر بدلا من مقاعد العواد، مقاعد الزيادة، أو ما جرى مجراه، لذهب ذلك
القبح، وزالت تلك الهجنة، ولذا جاءت هذه اللفظة في الآيتين على ما تراه من الحسن، وجاءت على ما تراه من القبح، فى قول الشريف الرضى .
ومن ذلك استخدام كلمة شىء، ترجع إليها في القرآن الكريم، فترى جمالها في مكانها المقسوم لها. واستمع إلى قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (الكهف 45). وقوله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (الطّور 35). وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). إلى غير ذلك من عشرات الآيات التى وردت فيها تلك اللفظة، وكانت متمكنة في مكانها أفضل تمكن وأقواه، ووازن بينها في تلك، وبينها في قول المتنبى يمدح كافورا:
لو الفلك الدوار أبغضت سعيه ... لعوقه شىء عن الدوران
فإنك تحس بقلقها في بيت المتنبى، ذلك أنها لم توح إلى الذهن بفكرة واضحة، تستقر النفس عندها وتطمئن، فلا يزال المرء بعد البيت يسائل نفسه عن هذا الشيء، الذى يعوق الفلك عن الدوران، فكأن هذه اللفظة لم تقم بنصيبها في منح النفس الهدوء الذى يغمرها، عند ما تدرك المعنى وتطمئن إليه.
ولم يزد مرور الزمن بألفاظ القرآن إلا حفظا لإشراقها، وسياجا لجلالها، لم تهن لفظة ولم تتخل عن نصيبها، فى مكانها من الحسن، وقد يقال: إن كلمة الغائط من قوله سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (المائدة 43). قد أصابها الزمن، فجعلها مما تنفر النفس من استعمالها، ولكنا إذا تأملنا الموقف، وأنه موقف تشريع وترتيب أحكام، وجدنا أن القرآن عبر أكرم تعبير عن المعنى، وصاغه في كناية بارعة، فمعنى الغائط في اللغة المكان المنخفض، وكانوا يمضون إليه في تلك الحالة، فتأمل أى كناية تستطيع استخدامها مكان هذه الكناية القرآنية البارعة، وإن شئت أن تتبين ذلك، فضع مكانها كلمة تبرزتم، أو تبولتم، لترى ما يثور في النفس من صور ترسمها هاتان الكلمتان، ومن ذلك كله ترى كيف كان موقع هذه الكناية يوم نزل القرآن، وأنها لا تزال إلى اليوم أسمى ما يمكن أن يستخدم في هذا الموضع التشريعى الصريح.

تَقَاسِيم

تَقَاسِيم
الجذر: ق س م

مثال: تَقَاسِيم الوجه
الرأي: مرفوضة
السبب: لجمع المصدر، والأصل فيه ألا يُثَنَّى ولا يُجمع.

الصواب والرتبة: -تَقاسِيم الوجه [فصيحة]-تقسيمات الوجه [فصيحة]
التعليق: منع بعض اللغويين تثنية المصدر وجمعه مطلقًا، وأجاز ذلك بعضهم إذا أريد بالمصدر العدد أو كان آخره تاء المرَّة، مثل: «رَمْيَة: رَمْيَتان ورميات»، و «تسبيحة: تسبيحتان وتسبيحات»، وكذلك إذا تعددت الأنواع، مثل: «تصريح: تصريحان وتصريحات»، وذلك اعتمادًا على ما جاء في الاستعمال القرآني في قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} الأحزاب/10، حيث جاءت «الظنون» وهي جمع «الظن» وهو مصدر. وقد أجاز مجمع اللغة المصري إلحاق تاء الوحدة بالمصادر الثلاثية والمزيدة، ثم جمعها جمع مؤنث سالمًا، كما أجاز تثنية المصدر وجمعه جمع تكسير أو جمع مؤنث سالِمًا عندما تختلف أنواعه؛ ومن ثَمَّ يمكن تصويب الاستعمال المرفوض.

قِياسِيَّة صوغ «فَعُول» للصفة المشبهة من أي فعل ثلاثي

قِياسِيَّة صوغ «فَعُول» للصفة المشبهة من أي فعل ثلاثي
الأمثلة: 1 - إِنَّه رجلٌ شَفُوق 2 - رَجُل طَمُوح 3 - رَجُل عَطُوفٌ على الفقراء 4 - فُلان خَلُوق 5 - فُلان صَبُوح الوجه 6 - هُوَ شَغُوف بالقراءة
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لعدم ورودها في المعاجم.

الصواب والرتبة:
1 - إِنَّه رجلٌ شَفِيق [فصيحة]-إِنَّه رجلٌ شَفُوق [صحيحة]
2 - رَجُلٌ طامِح [فصيحة]-رَجُلٌ طَمُوحٌ [صحيحة]
3 - رجلٌ عاطفٌ على الفقراء [فصيحة]-رجلٌ عَطُوفٌ على الفقراء [صحيحة]
4 - فلانٌ حَسَن الأخلاق [فصيحة]-فلانٌ حميد الأخلاق [فصيحة]-فلانٌ خَلُوق [صحيحة]
5 - فلانٌ صَبيح الوجه [فصيحة]-فلانٌ صَبُوح الوجه [صحيحة]
6 - هو مشغوف بالقراءة [فصيحة]-هو شَغُوف بالقراءة [صحيحة]
التعليق: أجاز مجمع اللغة المصري قياسية صوغ «فَعُول» من أي فعل ثلاثي لثبوت الصفة ودوامها واستمرارها لكثرة ورودها عن العرب.

لما

لما: على أَرْبَعَة أوجه ظرفية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وجازمة مثل لما يضْرب وحرف الِاسْتِثْنَاء مثل قَوْله تَعَالَى: {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} وَفعل مَاض للمثنى من اللم بِمَعْنى الْجمع وَالنُّزُول - قَالَ سِيبَوَيْهٍ أعجب الْكَلِمَات كلمة لما أَن دخلت على الْمَاضِي تكون ظرفا - وَإِن دخلت على الْمُضَارع تكون حرفا - وَإِن دخلت على غَيرهمَا تكون بِمَعْنى إِلَّا كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} أَي إِلَّا عَلَيْهَا.
(لما)
يُقَال مَا يلمو فَم فلَان بِكَلِمَة أَي لَا يستعظم شَيْئا تكلم بِهِ من قَبِيح وَالشَّيْء لموا أَخذه بأجمعه (وَانْظُر لمأ)
[لما] نه: في ح المولد:
"فلمأتها" نورًا يضيء له
ما حوله، لمأتها: أبصرتها، فيه: ولمحتها، واللمؤ واللمح: سرعة إبصار الشيء.
[لما] نه: فيه: ظل "ألمى"، هو الشديد الخضرة المائل إلى السواد، تشبيهًا باللمى الذي يعمل في الشفة واللثة من خضرة أو زرقة أو سواد. وفيه: أنشدك الله "لما" فعلت كذا، أي إلا فعلته، وتخفف الميم وتكون ما زائدة، وقرئ بهما قوله تعالى "لما عليها-" أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، وإن كل نفس لعليها حافظ. ج: أسألك بحق "لما" حدثتني، إن كان مشددة الميم فلما استثنائية وإلا فما زائدة واللام للقسم أو للتأكيد. ك: "لما" أدخلتماني على عائشة، لما- بخفة ميم، و"ما" زائدة بتشديده بمعنى إلا، أي ما أطلب منكما إلا الإدخال.
باب لو
(لما) - في الحديث: "أَنْشُدُكَ الله لمَّا فَعلْتَ كذا"
: أي إلَّا فَعَلتَهُ .
وتكونُ لمَّا بمعنَى إِلَّا أَيضاً إذا كان قبلَه إن بمعنَى النَّفى؛ وَذلك نحو قَولِه تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}
: أي مَا كلُّ نَفْسٍ إلاَّ عليها حافظ.
- وقوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}
وفي القُرآن وَجْهٌ آخر بمَعْنَى لَمْ، كقَوله تَعالى: {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ}
: أي لم يَأْتِكم.
وَوَجه ثالث - بمَعْنَى الحين؛ وهو إذَا دَخلَت على الفِعْلِ المَاضِى، كقَوله: {أولَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} ، {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}  والذى هو بمعنَى "لم" يَدخُل على الفِعْل المُستَقبلِ
قال الكِسَائىُّ: لَمَّا تكُون جَحْدًا، نحو قَولك : جِئتُكَ وَلمَّا يُدركْ الرُّطَب.
وَتكونُ انتِظارًا وَتَوقُّعاً، وَتكون وَقتاً لِما مَضىَ؛ وَتكون بمعنَى: إلَّا. يُقَال: تَالله لمَّا قُمْتَ: أي إلاَّ.
لما
لَمَا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف بمعنى حين، وهي تخفيف لمّا (انظر: ل م م ا - لمَّا) " {لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} ".
2 - كلمة مكوَّنة من لام التأكيد، و (ما) الزائدة للتأكيد أيضًا " {وَإِنَّ كُلاًّ لَمَا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} [ق] ". 

لِمَا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - كلمة مكوَّنة من اللاّم وهي حرف جرّ للتعليل، و (ما) اسم موصول بمعنى الذي " {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} ".
2 - كلمة مكوَّنة من لام الجرّ التي تفيد التعليل، و (ما) المصدريَّة " {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لِمَا صَبَرُوا} [ق]: لصبرهم".
3 - كلمة مكوَّنة من لام الجرّ التي بمعنى عند، و (ما) المصدريَّة " {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لِمَا جَاءَهُمْ} [ق]: عند مجيئه إيّاهم". 
(لما)
لما على ثَلَاثَة أوجه

(الْوَجْه الأول) أَن تخْتَص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه مَاضِيا كلم إِلَّا أَنَّهَا تفارقها فِي خَمْسَة أُمُور
أَحدهَا أَنَّهَا لَا تقترن بأداة شَرط فَلَا يُقَال إِن لما تقم و (لم) تقترن بهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِن لم تفعل}
وَالثَّانِي أَن منفيها مُسْتَمر النَّفْي إِلَى الْحَال كَقَوْل الممزق الْعَبْدي
(فَإِن كنت مَأْكُولا فَكُن خير آكل ... وَإِلَّا فأدركني وَلما أمزق)
ومنفي لم يحْتَمل الِاتِّصَال وَمِنْه فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلم أكن بدعائك رب شقيا} والانقطاع كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لم يكن شَيْئا مَذْكُورا} وَلِهَذَا جَازَ لم يكن ثمَّ كَانَ وَلم يجز لما يكن ثمَّ كَانَ بل يُقَال لما يكن وَقد يكون
الثَّالِث أَن منفي لما لَا يكون إِلَّا قَرِيبا من الْحَال وَلَا يشْتَرط ذَلِك فِي منفي لم تَقول لم يكن ذَلِك الرجل فِي الْعَام الْمَاضِي مُقيما وَلَا يجوز لما يكن
الرَّابِع أَن منفي لما متوقع ثُبُوته بِخِلَاف منفي لم أَلا ترى أَن معنى {بل لما يَذُوقُوا عَذَاب} أَنهم لم يذوقوه إِلَى الْآن وَأَن ذوقهم لَهُ متوقع
الْخَامِس أَن منفي لما جَائِز الْحَذف لدَلِيل كَقَوْلِه
(فَجئْت قُبُورهم بدءا وَلما ... )
أَي وَلما أكن بدءا قبل ذَلِك أَي سيدا وَلَا يجوز وصلت إِلَى بَغْدَاد وَلم تُرِيدُ وَلم أدخلها

(الْوَجْه الثَّانِي) أَن تخْتَص بالماضي فتقتضي جملتين وجدت ثانيتهما عِنْد وجود أولاهما نَحْو لما جَاءَنِي أكرمته وَيُقَال فِيهَا حرف وجود لوُجُود وَبَعْضهمْ يَقُول حرف وجوب لوُجُوب وَقيل هِيَ ظرف بِمَعْنى حِين

(الْوَجْه الثَّالِث) أَن تكون حرف اسْتثِْنَاء بِمَعْنى إِلَّا فَتدخل على الْجُمْلَة الاسمية وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} فِيمَن شدد الْمِيم وعَلى الْمَاضِي لفظا لَا معنى نَحْو أنْشدك الله لما فعلت أَي مَا أَسأَلك إِلَّا فعلك

لما: لمَا لَمْواً: أَخذ الشيءَ بأَجمعه. وأَلْمى على الشيء: ذهَب به

؛ قال:

سامَرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ،

وصَوْتُ صَحْنَيْ قَيْنةٍ مُغَنِّيَهْ

واللُّمةُ: الجَماعة من الناس . وروي عن فاطمة البَتُول ، عليها السلام

والرَّحْمةُ ، أَنها خرجت في لُمةٍ من نسائها تَتَوَطأُ ذيْلَها حتى

دخلت على أَبي بكر الصديق ، رضي الله عنه، فعاتَبَتْه ، أَي في جماعة من

نسائها ؛ وقيل اللُّمةُ من الرجال ما بين الثلاثة إلى العشرة. الجوهري :

واللُّمة الأَصْحاب بين الثلاثة إلى العشرة. واللُّمة: الأُسْوة. ويقال :

لك فيه لُمةٌ أَي أُسْوة. واللُّمةُ: المثل يكون في الرجال والنساء، يقال: تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَي مثله. ولُمةُ الرجلِ: تِرْبُه

وشَكْلُه، يقال: هو لُمَتي أَي مِثلِي . قال قيس بن عاصم: ما هَمَمْت بأَمة

ولا نادَمت إلا لُمة. وروي أَن رجلاً تزوج جارية شابَّة زمن عمر، رضي

الله عنه، فَفَرِكَتْه فقَتَلَتْه، فلما بلغ ذلك عمر قال: يا أَيها الناس

ليَتَزَوَّجْ كلُّ رجلٍ منكم لُمَتَه من النساء، ولْتَنْكِحِ المرأَةُ

لُمّتَها من الرجال أَي شكلَه وتِرْبَه؛ أَراد ليتزوج كل رجل امرأَة على

قَدْرِ سنه ولا يتزوَّجْ حَدَثةً يشقُّ عليها تزوّجه؛ وأَنشد ابن

الأعرابي:قَضاءُ اللهِ يَغْلِبُ كلَّ حيٍّ،

ويَنْزِلُ بالجَزُوعِ وبالصَّبُورِ

فإنْ نَغْبُرْ، فإنَّ لَنا لُماتٍ،

وإنْ نَغْبُرْ، فنحنُ على نُذورِ

يقول: إنْ نَغْبُر أَي نَمْض ونَمُتْ ، ولنا لُماتٍ أَي أَشْباهاً

وأَمثالاً، وإن نَغْبرُ أَي نَبْق فنحن على نُذور ، نُذورٌ جمع نَذْر، أَي

كأَنا قد نَذَرْنا أَن نموت لا بدَّ لنا من ذلك ؛ وأَنشد ابن بري :

فَدَعْ ذِكْرَ اللُّماتِ فقد تَفانَوْا،

ونَفْسَكَ فابْكِها قبلَ المَماتِ

وخص أَبو عبيد باللُّمة المرأَة فقال: تزوج فلان لُمَته من النساءِ أَي

مثله . واللُّمةُ: الشَّكْلُ. وحكى ثعلب: لا تُسافِرَنَّ حتى تُصيب

لُمةً أَي شَكلاً . وفي الحديث: لا تُسافروا حتى تُصيبوا لُمةً أَي رُفْقةً.

واللُّمَةُ: المِثل في السنِّ والتَّرْب. قال الجوهري: الهاء عوض من

الهمزة الذاهبة من وسطه ، وقال: وهو مما أُخذت عينُه كسَهٍ ومُذْ ،

وأَصلها فُعْلةٌ من المُلاءمة وهي الموافقة . وفي حديث علي ، رضي الله عنه :

أَلا وإنَّ مُعاويةَ قادَ لُمةً من الغُواةِ أَي جماعة. واللُّماتُ:

المُتَوافِقُون من الرجال. يقال: أَنتَ لي لُمةٌ وأَنا لَكَ لُمةٌ، وقال في

موضع آخر: اللُّمَى الأَتْراب. قال الأَزهري: جعل الناقص من اللُّمة واواً

أَو ياء فجمعها على اللُّمى، قال: واللُّمْيُ، على فُعْلٍ جماعة لَمْياء،

مثل العُمْي جمع عَمْياء: الشِّفاهُ السود.

واللَّمَى، مقصور: سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن، وقيل: شَرْبة

سَوادٍ، وقد لَمِيَ لَمًى. وحكى سيبويه: يَلْمِي لُمِيّاً إِذا اسودَّت

شفته. واللُّمَى، بالضم: لغة في اللَّمَى؛ عن الهجري، وزعم أَنها لغة أَهل

الحجاز، ورجل أَلْمَى وامرأَة لَمْياء وشَفَةٌ لَمْياء بَيِّنَةُ

اللَّمَى، وقيل: اللَّمْياء من الشِّفاهِ اللطِيفةُ القليلةُ الدم، وكذلك

اللِّثةُ اللَّمْياء القليلة اللحم. قال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي عن اللَّمى

مرة فقال هي سُمرة في الشفة، ثم سأَلته ثانية فقال هو سَواد يكون في

الشفتين؛ وأَنشد:

يَضْحَكْنَ عن مَثْلُوجةِ الأَثْلاجْ،

فيها لَمًى مِن لُعْسةِ الأَدْعاجْ

قال أَبو الجراح: إن فلانة لَتُلَمِّي شفتيها. وقال بعضهم: الأَلَمى

البارد الرِّيق، وجعل ابن الأَعرابي اللَّمَى سواداً. والتُمِيَ لونُه: مثل

التُمِعَ، قال: وربما هُمِز. وظِلٌّ أَلْمَى: كثيفٌ أَسودُ؛ قال طَرفة:

وتَبْسِمُ عن أَلْمَى، كأَنَّ مُنَوِّراً

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِي

أَراد تَبْسِم عن ثَغْرٍ أَلمَى اللِّثات، فاكتفى بالنعت عن المنعوت.

وشجرة لَمْياء الظل: سوداء كثيفة الورق؛ قال حميد بن ثور:

إِلى شَجَرٍ أَلمَى الظِّلالِ، كأَنه

رَواهبُ أَحْرَ مْنَ الشرابَ، عُذُوبُ

قال أَبو حنيفة: اختار الرواهب في التشبيه لسواد ثيابهن. قال ابن بري:

صوابه كأَنها رَواهِبُ لأَنه يصف رِكاباً؛ وقبله.

ظَلَلْنا إِلى كَهْفٍ، وظَلَّتْ رِكابُنا

إِلى مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ

وقوله: أَحْرَمْن الشَّرابَ جَعلْنه حَراماً، وعُذُوب: جمع عاذِب وهو

الرافع رأْسه إِلى السماء. وشجر أَلمَى الظِّلال: من الخُضرة. وفي الحديث:

ظِلٌّ أَلْمَى؛ قال ابن الأَثير: هو الشديد الخُضرة المائل إِلى السواد

تشبيهاً باللَّمى الذي يُعمل في الشفة واللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو

سواد؛ قال محمد بن المكرَّم: قوله تشبيهاً باللمى الذي يُعمل في الشفة

واللِّثة يدل على أَنه عنده مصنوع وإِنما هو خلقة اهـ. وظِلٌّ أَلمَى: بارد.

ورُمْح أَلمَى: شديد سُمْرة اللِّيط صُلْب، ولمَاهُ شِدَّةُ لِيطِه

وصَلابَته. وفي نوادر الأَعراب: اللُّمةُ في المِحْراث ما يَجرُّ به الثور

يُثير به الأَرض، وهي اللُّومةُ والنَّوْرَجُ.

وما يَلْمُو فم فلان بكلمة؛ معناه أَنه لا يستعظم شيئاً تكلم به من

قبيح، وما يَلْمَأْ فمُهُ بكلمة: مذكور في لمأَ بالهمز.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.