Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: الكبير

شجَر

شجَر: شَجَّر (بالتشديد). شَجَّر النبات صار شجراً (محيط المحيط).
وشجر: صار شجرة، ففي معجم المنصوري: حنّا: يشجّر بدرعَة والجريد وبلاد المشرق ولا يشجّر بالأندلس. وفي ابن العوام (1: 193): أما فسائل (أوتاد) السفرجل والرمَّان وما يشبههما من هذه الأنواع فيجب أن تزرع قبل أن تبدو براعمها في مربعات للخضر التي تتطلب كثيراً من الماء مثل نبات الباذنجان فهو موافق لها لأنه شجر (يُشَجِر) على
الوتد ويصونه عن الشمس.
شَجَّر: ذكرها فوك في مادة لاتينية معناها: شجرة التين.
شجَّر: صوَّر صور أشجار بالفسيفساء (ابن جبير ص75) وصوّر أشجاراً (المعري 1: 323).
شَجَّر: نظم الخيط وأدخله من طرف إلى الطرف الآخر (بوشر).
تشجَّر: صار شجراً (فوك).
تشجَّر: تشجع، تقوّى (بوشر).
تشاجَر. تشاجَر الأمْرُ بينهما (بدرون ص254) بمعنى شجر الأمر بينهما، أي اضطرب الأمر بينهما وتنازعا فيه. وقد فسرها لين في أول مادة شَجَر.
شَجَر وشِجَر: واحدته شَجَرة وشِجَرة بدل اسم الجمع شِجَر والفتحة فيه على الجيم. وفي معجم فوك: شِجَار.
شَجَر: لما كانت الشين إذا وليتها الجيم صعبة النطق فقد خففت إلى السين (انظر سَجَّة تصحيف شَجُّة، وسَجْعَة تصحيف شجعة) ويذكر بوشر مقابل arbre شجرة أو سجرة، والجمع أشجار وأشجار، واسم الجنس: شجر أو سجر. ويقول شيوب إن أهل الجزائر يقولون دائماً سجرة بدل شجرة. وعند هلو سجرة: عوسج، شوك، عليق، وشجرة: شَجَرة. وأهل غرناطة يقولون: سِجَر وسِجَرة (شجر التين وشجرة التين) وانظر هذا فيما يلي.
شَجَر: صورة الشجرة في الفسيفساء (ابن جبير ص337) شَجَر في الأندلس: شجر التين، واحدته شجرة أي شجرة التين (فوك ص41، وانظر الترجمة اللاتينية القديمة) وفي معجم ألكالا: سِجَر بالسين: شجرة التين التي تثمر تيناً أسود. وعند هرماندو دي بازا فيما نقله ملّر في آخر أيام غرناطة (ص60) باللاتينية ما معناه: الشجرة الكبيرة شجر مضافاً إلى كلمة أخرى مثل: شجر الحبّ: إكليل الملك. ففي المستعيني مادة إكليل الملك: قيل هو شجر الحب. وبعد ذلك: ومنها (ومنه) صنف رابع وهو المنسوب لشجر الحب.
شجر الحاجّ: نبات اسمه العلمي: Hedysarum alhagi وهو عند الرازي نبات اسمه العلمي: erica arborea ( ابن البيطار 1: 207، 278). وقد أسيئت ترجمتها. شجر الحياة: شجرة السندروس، شجرة من طائفة السرو (بوشر).
شجر الذهب: انظر شجر اليسر.
الشجر الريفي: شجر البندق (انظر في مادة ريفي).
شجر العرب: شجر القيقب (بوشر).
شجر العفص: سنديان، بلوط (المعجم اللاتيني - العربي).
شجر فتنة: سنط، أقاقيا، أكاسيا (بوشر).
شجر قناديل: شجر الشمعدان الكبير (برتون 1: 325).
شجر الكافور: نبات اسمه العلمي: laurus camphora ( ابن البيطار 1: 509). شجر المنثور: شجر يشبه شجر الكافور (ابن البيطار 1: 509).
شجر اليُسْر: اسم شجرة، ففي ابن البيطار (1: 444): ونواره أشبه شيء بنوار شجر اليسر المسمى شجر الذهب. وفي مخطوطة ب: شجر النسر، غير أن شجر اليسر موجود في مخطوطة أدل وهي فيها مضبوطة بالشكل ويؤيدها الاسم الآخر: شجر الذهب كلمات مؤلفة من شجرة مضافة إلى كلمة أخرى: شجرة إبراهيم: انظر ابن البيطار (2: 86) ذو الخمس ورقات، وفي المستعيني في مادة: كفّ الجذماء، وفي معجم المنصوري في مادة بنجنكست. ويزرع النوع الصغير منها في البيوت، ويسميها قوم: شجرة مريم (ابن البيطار 2: 79).
شجرة أبي مالك: اسم شجرة وصفها ابن البيطار (2: 48).
شجرة الله: نبات اسمه العلمي: luniperus sabina ( ابن البيطار 2: 85). شجرة باردة: البلاب الصغير (ابن البيطار 2: 86).
شجرة البراغيث: انظرها في مادة برغوث.
شجرة البهق = القنابري، وهو نبات اسمه العلمي Plumbago europea?.
شجرة التنين: اللوف الكبير، لوف الحية (ابن البيطار 2: 86) شجرة التيس: طراغيون (ابن البيطار 2: 86).
الشجرة الثمراء: صنف من الشبرم (ابن العوام 2: 388) شجرة الجن: هي الغبراء (ابن البيطار 1: 326 رقم 5) وفيه وقيل إنه شجرة الجن يجتمعون إليها الخ .. وذكر هذا الاسم أيضاً في كتاب نقل منه كليمنت - موليه (1: 303 رقم 1) وفيه: أطلق عليه هذا الاسم لأنهم يزعمون أن الجن يجتمعون حول هذه الشجرة بعد غروب الشمس.
شجرة جَهَنّم: دند الهند، حمامة الهند.
ونبات الخروع (ألكالا) شجرة الحبة الخضراء: البطم (ابن البيطار 1: 144) شجرة حرَّة: اسمها العلمي: Melia Azederach ( ابن البيطار 2: 85) شجره الحنش: لوف قبطي، آذان الفيل (المستعين في مادة لوف) شجرة الحيات: نبات اسمه العلمي: Cupressus Sempervirens. وسمي كذلك لأن الحيات تحب هذه الشجرة (ابن البيطار 2: 85).
شجرة الخطاطيف: نبات اسمه العلمي: chelidonium ( ابن البيطار 2: 86). شجرة الدبّ: المؤلفون مختلفون في معنى هذا النبات. انظر ابن البيطار (2: 85).
شجرة الدبق. المخيطا (ابن البيطار 2: 85). شجرة الدم: نبات اسمه العلمي: Anchusa tinctoria ( ابن البيطار 2: 85).
شجرة الدم: نبات اسمه العلمي: Polygonum المعجم اللاتيني العربي وفيه ( Poligonos) شجرة رستم: هي Aristolochia longa عند أهل إفريقية (ابن البيطار 2: 86) انظر في المستعيني: زراوند طويل.
شجرة المرقد: هي في الأندلس وإفريقية نبات اسمه العلمي: Datusra Metel ( ابن البيطار 15: 269) أصل هذه الشجرة الكائن في باطن الأرض في صورة صنم قائم ذي يدين ورجلين وله جميع أعضاء الإنسان (ابن البيطار 2: 14)
شجرة الضفادع: نبات اسمه العلمي Ranunculus Asiaticus ( ابن البيطار 2: 85) شجرة الطحال: نبات اسمه العلمي: Lonicera Periclymenum. ( ابن البيطار 2: 85) شجرة الطلق: جينة شائكة في عظم البطيخ الهندي (الرقي) أصلها مستدير يشبه الجزر وأغصانها متشابكة. وسميت شجرة الطلق لأن الماء الذي يغمس فيها دواء يسرع بالولادة ويسهلها (المستعيني، ابن البيطار 2: 85). ويقول الأنطاكي أنها = كَفَّ مَرْيم. غير أني لم أجد هذا في مخطوطتنا لابن البيطار.
شجرة الفرس: شجرة السوس، عرق السوس، سوس (المستعيني في مادة سوسن).
شجرة الفَرَس: نبات اسمه العلمي: Astregalus Poterium ( ابن البيطار 2: 563) (وفي مخطوطة أب: الضمة على الفاء).
شجرة اللبخ (أنظر المستعيني في مادة لبخ).
شجرة الكفّ = كفَّ مَرْيَم (ابن البيطار 2: 87). شجرة الكلب: آلوسن، حشيشة اللجاة (ابن البيطار 2: 85).
شجرة مريم: اسم عدد كبير من النباتات، ففي الأندلس هي نبات Parthenium ( الكالا) وفيه شَجرة مريم: ذو الخمس ورقات، بنجنكشت، (ابن البيطار 2: 86) شجرة مريم: شجرة تشبه شجرة السفرجل. (ابن البيطار 2: 86).
( yerva de Sancta Maria. أي شجرة مريم) وقال ابن جلجل: هو اسم يطلقه العامة في الأندلس (ابن البيطار 2: 86 (وانظر 1: 89)، ابن العوام 1: 31، 2: 312، كلمنت موليه 2: 302 رقم1) شجرة مريم: ليبا نوطس (ابن البيطار 2: 86. المستعيني).
شجرة مريم: نبات اسمه العلمي: Cyclamen Europoeum ابن البيطار 2: 86).
شجرة مريم: أفسنتين (باجني مخطوطات) وهي عند شيرب: شجرة أمنا مريم.
شجرة مريم أمنا: نبات اسمه العلمي: artemisia arborescens. ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 280).
شجرة المْلِك: نبات اسمه العلمي: Anchusa, L. (ancusa) ( المعجم اللاتيني - العميد) شجرة مُوسْى: نبات اسمه العلمي: Rosa canina ( ابن البيطار 2: 86) شجرة اليمام: نبات اسمه العلمي: heliotropium ( ابن البيطار 2: 86) شَجَريَّة: مشجر صغير، غيضة، أيكة، أجمة (بوشر).
شَجَريّة: مغرس، مشتل، مستنبت (بوشر).
شَجْرَاء: هذه الكلمة لا تعني في تاريخ البربر (1: 530) الأشجار عامة: بل تعني أشجار التين (انظر مادة شجر) لأنا نقرأ فيه: ثم جمع الأيدي حتى قطع نخيلهم وإقلاع شجرائهم (والصواب واقتلاع كما جاء في مخطوطتنا رقم 1351) وأرى أن هذه الكلمة تعني نفس هذا المعنى في تاريخ البربر (1: 634، 2: 134، 299، 319 الخ).
شجارية: النباتات. وهي المواد التي تدخل في الأدوية المركبة. ففي أماري (ص622): وهو أوّل من عمل بقرطبة ترياق الفاروق على تصحيح الشجارية التي فيه. وقد أربكت هذه الكلمة دي ساسي (عبد اللطيف ص500 رقم12) وهو لم يفهم معناها.
شَجَّار: نباتي، عالم بالنبات (أماري ص622) وفي معجم المنصوري مادة نسرين وليس ما يَدّعيه شجَّار والمغرب بصحيح (ابن البيطار 1: 5، 27، 37، 54، 69 الخ).
مَشْجَر: غيضة، أيكة، أجمة. وتجمع على مَشاجر (أماري ص49. كرتاس ص280).
مُشَجَّر: كثير الأشجار: الآجام والغابات (المقدمة 3: 370).
مُشَجَّر: شمعدان كبير ذو شعب كثيرة (ابن جبير ص151).
مُشَجَّر: نسيج حرير موشي بأزهار (بوشر).
مُشَجَّر: كتابة أهل الصين التي هي مشتبكة كالشجر (محيط المحيط).

ركو

ركو: تركّى عليه: ألقى عليه المشقة وتخلى عنها (محيط المحيط). رَكْوة: إبريق القهوة، دلوة، دلة (محيط المحيط).
(ر ك و) : (الرَّكْوَةُ) بِالْفَتْحِ دَلْوٌ صَغِيرٌ وَالْجَمْعُ رِكَاءٌ.
ر ك و : الرَّكْوَةُ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ دَلْوٌ صَغِيرَةٌ وَالْجَمْعُ رِكَاءٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَيَجُوزُ رَكَوَاتٌ مِثْلُ: شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ وَالرَّكِيَّةُ الْبِئْرُ وَالْجَمْعُ رَكَايَا مِثْلُ: عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا. 
ر ك و

ملأ الركوة من الركية والجمع الركاء والركايا.


ومن المجاز: قول بشر:

بكل قرارة من حيث جالت ... ركية سنبك فيها انثلام

أراد محفر السنبك شبّهه بركية ثلم في شقّ منها.

ركو


رَكَا(n. ac. رَكْو)
a. Dug, raked up; excavated, hollowed out.
b. Bound; fastened.
c. Repaired.
d. Put off, deferred; adjourned.

أَرْكَوَa. see I (d)b. ['Ala], Reviled.
تَرَكَّوَإِرْتَكَوَ
a. ['Ala], Trusted in, relied upon.
رَكْوَة
رِكْوَة
رُكْوَة
(pl.
رَكَوَاترِكَآء [] )
a. Skiff, wherry.
b. Coffee-pot; tea-pot.

رَكِيَّة [] (pl.
رَكَايَا)
a. Well.
ركو
الرَّكْوَةُ: شِبْهُ تَوْرٍ من أدَم، والجميع الرِّكَاءُ.
والرَّكْوُ: أنْ تَحْفِرَ حَوْضاً مُسْتَطِيْلاً، وهو المَرْكُوُ والمَرْكاءُ.
والمُرْتَكي: الذي يَتَّخِذُ مَرْكُوّاً للماء.
ورَكَوْتُ عليه الأمْرَ: أي وَرَّكْتُه عليه.
وأرْكَيْتُ عليه حَقّي أو باطِلي: أثْبَته عليه.
ورَكَوْتَ عَلَيَّ هذا الأمْرَ: أي قَلَبْتَه عَلَيَّ، وذلك عن اشْتِراكٍ مِنْكُما قَبْلَ ذلك، وقيل: رَكَيْتَ - بالياء -.
ورَكَوْتُ عليهم بَقِيَّةَ يَوْمِهم أقَمْتُ.
ورَكَوْتُ إليه: تَحَدَّثْتُ إليه ساعَةً.
وأرْكَيْتُ الدَّيْنَ: إذا أخَّرْتَه.
ورَكَأتُ إلى كذا: لَجَأتُ إليه رَكْأَ ومَرْكَأً. وأرْكَيْتُ إليه - أيضاً -: أي الْتَجَأْتُ. ورَكَأتُه: صَدَدْته.
والمُرْكي: الدائمُ الواتِنُ الذي لا يَنْقَطِعُ.
وتَرَكْتُ الطَّعامَ في البَيْتِ مُرَاكِياً: أي كثيراً بَعْضُه فَوْقَ بَعْض.
والمُرَاكِيَةُ: شجَرَةٌ من الحَمْض تَرْعاها الإِبلُ، والجميع المُرَاكي.
وهو يَرْكُوْ الحَدِيثَ: أي يَقُصُّه. وهو الرَّكْوُ.
ورَكوْتُ على الرجُل: إذا ذَكَرْتَه بقَبِيْحٍ.
وهو أرْكى عليك: أي أهْوَنُ عليك.
ورَكْوَةُ الخُفِّ: أسْفَلُه.
والرَّكِيَّةُ: بِئْرٌ تُحْفَرُ، وجَمْعُها رَكِيٌ ورَكَايا.
والمُرْتَكي - بمعنى المُرَاكي -: الدائمُ المُقِيْمُ، وقد ارْتَكى.
(ر ك و)

الرَّكْوة: شبه تَوْر من أَدَم.

وَالْجمع: رَكَوات، ورِكَاء.

والرَّكْوة أَيْضا: زورق صَغِير.

والرُّكْوة: رقْعَة تَحت العواصر، والعواصر: حِجَارَة ثَلَاث بَعْضهَا فَوق بعض.

وركا الأَرْض رَكْوا: حفرهَا.

وركا رَكْوا: حفر حوضا مستطيلا.

والمَرْكُوّ من الْحِيَاض: الْكَبِير.

وَقيل: الصَّغِير، وَهُوَ من الاحتفار.

والرَّكِيَّة: الْبِئْر، وَالْجمع: رَكِيّ، ورَكَايا. وَإِنَّمَا قضيت عَلَيْهَا بِالْوَاو؛ لِأَنَّهُ من رَكَوت: أَي حفرت.

وركا الْأَمر رَكْوا: أصلحه، قَالَ:

وأمْرُك إلاَّ تَرْكُه متفاقِم

وركا على الرجل رَكْوا، وأركى: أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء قبيحا.

وركوت عَلَيْهِ الْحمل، وأركيته: ضاعفته عَلَيْهِ وأثقلته بِهِ.

وركوت عَلَيْهِ الْأَمر: وَرَّكْتُه. وأركيتِ فِي الْأَمر: تَأَخَّرت.

وأركيت إِلَيْهِ: ملت واعتزيت، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِلَى أيِّما الْحَيَّيْنِ تُرْكَوْا فَإِنَّكُم ... ثِفَالُ الرَّحَى مِن تحتهَا لَا يريمها

فسر " تُرْكَوْا " بتُنْسَبوا وتُعْزَوْا. وَعِنْدِي: أَن الرِّوَايَة: إِنَّمَا هِيَ: تَرْكُوا أَو تُرْكُوا: أَي تنتسبوا وتعتزوا.

والرَّكاء: وَاد مَعْرُوف، قَالَ لبيد:

فَدَعْدَعَا سُرَّة الرَّكَاء كَمَا ... دَعْدَع ساقي الْأَعَاجِم الغَرَبا

وَفِي بعض النّسخ الموثوق بهَا من كتاب الجمهرة: الرِّكاء، بِالْكَسْرِ. وَإِنَّمَا قضيت على هَذِه الْكَلِمَات بِالْوَاو لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام " ر ك ي " وَقد ترى سَعَة بَاب: ركوت.

ركو

1 رَكَا (ISd, K,) [aor. ـْ inf. n. رَكْوٌ, (ISd, TA,) He dug, or excavated, (ISd, K, TA,) the ground, forming an oblong hollow. (ISd, TA.) b2: He made, formed, or fashioned, in a suitable manner, a small watering-trough such as is termed مَرْكُوّ, (Az, TA,) or a watering-trough [in an absolute sense]; as also ↓ اركى. (TA.) 4 أَرْكَوَ see what next precedes.

رَكْوَةٌ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and رِكْوَةٌ and رُكْوَةٌ, (K,) all well known, but the first is the most chaste, (MF,) A certain thing for water: (S:) it is [a small drinking-vessel] like a تَوْر, of leather; (ISd, TA;) a small drinking-vessel of skin: (Nh, TA:) or a small دَلْو [or bucket, generally of leather], (Mgh, Msb,) well known: (Msb:) all of these explanations have been strangely neglected by the author of the K: (TA:) pl. رِكَآءٌ (S, Mgh, Msb) and رَكَوَاتٌ; (S,) Msb;) the latter allowable. (Msb.) The prov. (S) صَارَتِ القَوْسُ رَكْوَةً [lit. The bow became a ركوة, app. meaning the bow became exchanged for a vessel such as is called ركوة, but see what follows,] is applied in relation to the retiring of good fortune, and reverse in the state of affairs. (S, K.) b2: A small زَوْرَق [or skiff]. (ISd, K.) b3: A رُقْعَة [or piece of cloth, or rag,] beneath the عَوَاصِر, (K,) which means three stones [with which grapes are pressed so as to force out the juice,] placed one above another: so in the M. (TA.) [Hence, accord. to the TK, the prov. above mentioned: but I see not why.] b4: (assumed tropical:) The فَلْهَم of a woman; i. e. her فَرْج [or vulva]: so in the copies of the K: but in the T, her قُلْفَة [i. e. the prepuce of the clitoris], on the authority of IAar; as being likened to the ركوة of water: (TA:) the pl. [app. in all its senses] is رِكَآءٌ and رَكَوَاتٌ [as above], (K,) or in the last sense رُكًى. (TA.) رَكِىٌّ: see what next follows, in two places.

رَكِيَّةٌ A well: (S, Msb, K:) or a well containing water; (MA;) otherwise a well is not thus called: (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Chrest. Ar. ii. 332:) or a well not made neat; or not constructed [or cased] with bricks [&c.]: (MA:) pl. رَكَايَا (S, Msb, K) and ↓ رَكِىٌّ, (S, and so in some copies of the K,) or the former is the pl. and ↓ the latter is [properly speaking] a gen. n., [i. e. a coll. gen. n.,] and often occurs as a sing. and as a pl., (Nh, TA,) or the pl. is also رُكِىٌّ: (so in some copies of the K and in the TA:) accord. to ISd, it is from رَكَا in the first of the senses assigned to this verb above. (TA.) مَرْكُوٌّ [pass. part. n. of 1: b2: and hence, as a subst.,] A large watering-trough or tank: (AA, T, S, K:) [in the S and K is added, وَالجُرْمُوزُ الصَّغِيرُ, which may mean either that the small watering-trough is called جرموز, and such is the case, or that مَرْكُوٌّ also signifies a small جرموز, agreeably with what here follows, and with an explanation of this word in the TA voce حَوِىٌّ:] Az, after mentioning AA's explanation given above, says, but what I have heard from the Arabs is, that the مركوّ is a small watering-trough or tank, which a man makes, or forms, or fashions, in a suitable manner, with his hands, at the head of the well, when he has not, and cannot procure, a vessel in which to give water to a camel or to two camels: and that which is large is not thus called. (TA.) [But see an ex. voce سَلْسٌ.]
ركو
: (و) ! الرَّكْوَةُ، مُثَلَّثَةً) :
قالَ شيْخُنا: التَّثْليثُ فِيهَا مَشْهورٌ والأَفْصَح الفَتْح.
قُلْتُ: وَقد اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجوهريُّ وغيرُه.
قالَ الجوهريُّ: الَّتِي للماءِ.
وَقَالَ ابنُ سيدَه: شِبْهُ تَوْرٍ مِن أَدمٍ. وَفِي المِصْباح: دَلْوٌ صَغِيرَةٌ.
وَفِي النهايَةِ: إنَاءٌ صَغيرٌ مِن جلْدٍ يُشْرَبُ فِيهِ الماءُ.
وكلُّ ذلكَ أَعْرَض عَنهُ المصنِّفُ وَهُوَ عَجيبٌ مِنْهُ.
ثمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: {والرَّكْوَةُ (زَوْرَقٌ صَغيرٌ) ؛ وَهَذَا غير الَّذِي ذَكَروه.
(و) } الرَّكْوَةُ: (رقعَةٌ تَحْتَ العَواصِرِ) ، والعَواصِرُ حِجارَةٌ ثلاثٌ بعضُها فَوْق بعضٍ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) الرَّكْوَةُ (مِن المَرْأَة: فَلْهَمُها) ، أَي فَرْجُها؛ كَذَا فِي النّسخ.
وَفِي التّهذِيبِ قلْفَتُها، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ والجَمْعُ {الرَّكَا وَهُوَ على التَّشْبيهِ} بَرَكْوَةِ الماءِ، (ج {رِكاءٌ) ككلْبَةٍ وكِلابٍ، (و) يَجُوزُ (} رَكَواتٌ) بالتحْرِيكِ كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ.
( {والرَّكِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (البِئْرُ، ج} ركِيٌّ) ، كعُتِيَ، وضُبِطَ فِي الصِّحاحِ بالفتحِ، ( {ورَكايَا) .
وَفِي النِّهايَةِ:} الرُّكِيُّ جنْسٌ {للرَّكيَّةِ وْالجَمْعُ} رَكايَا؛ وَمِنْه حدِيثُ: فأَتَيْنا على {رَكِيَ ذَمَّةٍ؛ والذَّمَّةُ القَلِيلَةُ الماءِ.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (فَإِذا هُوَ فِي} رَكِيَ يَتبَرَّدُ، وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرها مُفْرداً ومَجْموعاً.
(و) قَالَ ابنُ سيدَه: إنَّما قَضَيْت عَلَيْهَا بِالْوَاو لأنَّها من ( {رَكَا) الأرْضَ} رَكْواً إِذا (حَفَرَ) هَا حَفْراً مُسْتطِيلاً.
(و) رَكَا الأَمْرَ رَكْواً: (أَصْلَحَ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
وأَمْرُكَ إِلَّا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ قالَ الأَزْهريُّ: أَي لَا تُصْلِحْه.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ قَوْل سُوَيْد وصَدْرُه:.
فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَوْكَ شُؤُونَهُم وشَأْنُكَ الخ.
قالَ فِي الحاشِيَةِ: تَرْكُه أَصْله تَرَكوه حذفَ الْوَاو للجَازِمِ.
(و) رَكَا (عَلَيْهِ) ؛ وَفِي المُحْكم: عَنهُ؛ (أَثْنَى) عَلَيْهِ ثَنَاءً (قَبِيحاً) .
وَفِي التكْمِلَةِ: أَسْمَعَه مَكْرُوهاً أَو زَجَره بقَبِيحٍ.
(و) {رَكَا} رَكْواً: (أَخَّرَ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (يَغْفِرُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِمٍ إلاَّ للمُتَشاحِنَيْنِ فيُقالُ {ارْكُوهُما حَتَّى يَصْطَلِحا) .
قالَ الأزْهريّ: كَذَا رُوِيَ بضمِّ الألفِ أَي أَخّرُوهما.
قالَ ابنُ الأثيرِ: ويُرْوَى اتْرُكُوا، مِنَ التَّرْكِ؛ ويُرْوَى أَيْضاً: ارْهَكُوا.
(} كأرْكَى فيهمَا يقالُ: {أَرْكَى عَنهُ وَعَلِيهِ: إِذا أَثْنَى قَبِيحاً.
وأَرْكَى الأَمْرَ: أَخَّرَه؛ وَبِه رُوِيَ أَيْضاً الحدِيثُ المَذْكُور.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْروٍ: ويقالُ للغَرِيمِ} أَرْكِني إِلَى كَذَا، أَي أَخِّرْني.
وبخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَويّ: يقالُ للفَزعِ بَدَلَ الغَرِيمِ.
(و) {رَكَا} رَكْواً: (شَدَّ) وأَصْلَحَ؛ عَن ابْن الأَعْرابيِّ.
(و) رَكَا (الحِمْلَ على البَعيرِ: ضاعَفَهُ) عَلَيْهِ وأَثْقَلَه بِهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيَدَه.
( {وأَرْكَى إِلَيْهِ: لَجَأَ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) } أَرْكَى (عَلَيْهِ الذَّنْبَ: ورَّكَهُ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: أَرْكَى عليَّ ذَنْباً لم أَجْنِيهِ وكَذلِكَ الأَمْرَ؛ ونقلَهُ الجوهريُّ عَن الفرَّاء.
(و) قَوْلُهم فِي المَثَل: (صارَتِ القَوْسُ {رَكْوَةً) .
قالَ الجوهريُّ: (يُضْرَبُ فِي الإِدْبارِ وانْقِلابِ الأُمُورِ.
(} والمَرْكُوُّ: الحَوْضُ الكبيرُ) ؛ كَذَا هُوَ فِي نسخِ الصِّحاحِ؛ وَفِي بعضِ النسخِ: {والرّكْوَةُ، وَهُوَ غَلَطٌ، وكَوْن} المَرْكُوِّ هُوَ الحَوْضُ الكبيرُ قد نقلَهُ الأزهريُّ عَن أَبي عَمْروٍ.
(و) أَيْضاً: (الجُرْمُوزُ الصَّغِيرُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ
حَتَّى تَرَى {مَرْكُوَّها يَثُوب ُيقولُ: أستقي تارَةً ذَنُوباً وتارَةً نُطْفَةً حَتَّى يرجعَ الحَوْضُ مَلآنَ كَمَا كانَ قَبْلَ أنْ يَشْرَبَ.
قالَ الأَزْهريُّ بَعْدَما نَقَلَ قَوْلَ أَبي عَمْرٍ والسابِقَ: وَالَّذِي سَمِعْته مِنَ العَرَبِ:} المَرْكُوُّ الحُوَيْضُ الصَّغيرُ يُسَوِّيه الرَّجُلُ بيَدَيْه على رأْسِ البِئرِ إِذا أَعْوَزَه إناءٌ يَسْقي فِيهِ بَعِيراً أَو بَعِيرَيْن.
ويقالُ: {ارْكُ} مَرْكُوّاً تَسْقِي فِيهِ بَعِيرَكَ، وأَمَّا الكَبيرُ فَلَا يُسَمَّى {مَرْكُوّاً.
(} وأَرْكَى لَهُم جُنْداً: هَيَّأَهُمْ) .
ونَصّ الصِّحاحِ والتَّهْذيبِ: هَيَّأَهُ لَهُم.
( {والمُراكِي} والمُرْتَكِي: الَّدائِمُ الثَّابِتُ) المُقِيمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، مِن {راكى على الأمْرِ} وارْتَكَى {مُراكَاةً} وارْتِكاءً.
( {والمُراكِيَةُ) ، بالضَّمِّ: (شجرةٌ من الحَمْضِ) تَرْعاهُ الإِبلُ، (ج} المَراكِي) ، بالفتْحِ.
(و) يقالُ: (أَنا {مُرْتَكٍ عَلَيْهِ) ، أَي (مُعَوِّلٌ) عَلَيْهِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وَمَا لَهُ} مُرْتَكىً إلاَّ عليكَ) ، أَي (مُعْتَمَدٌ) ، نقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
( {والرَّكَّاءُ، كَشَدَّادٍ: وادٍ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ} الرَّكَاءُ كسَحابٍ، كَمَا فِي المُحْكم، وأَنْشَدَ للبيدٍ:
فدَعْدَعا سُرَّةَ {الرَّكاءِ كَمَا
دَعْدَعَ ساقِي الأَعاجِمِ الغَرَباقالَ: وَفِي بعضِ نسخِ الجَمْهرةِ المَوْثوقِ بهَا:} الرِّكاء بالكَسْر، وبالوَجْهَيْن ضُبِط فِي نسخِ الصِّحاحِ أَيْضاً؛ ثمَّ قالَ: وإنَّما قَضَيْتُ على هَذِه الكَلِماتِ بالواوِ لأنَّه ليسَ فِي الكلامِ 

جحمرش

[جحمرش] نه فيه: إني امرأة "جحيمر"، مصغر جحمرش، وهي العجوز الكبيرة.
جحمرش: الجَحْمَرِشُ من النّساء: الثقيلةُ السَّمِجَةُ. والجحمرش أيضاً: العجوز. قال: 

جَحْمَرِشٌ كأنّما عيناها ... عينا أتان قطعت أذناها

جحمرش: الجَحْمَرِش من النساء: الثقيلةُ السمِجَة، والجَحْمَرِش أَيضاً:

العجوز الكبيرة، وقيل: العجوز الكبيرى الغليظة، ومن الإِبل: الكبيرةُ

السنّ، والجمع جَحامِرُ، والتصغير جُحَيْمِر يحذف منه آخر الحرف، وكذلك

إِذا أَردت جَمْعَ اسم على خمسة أَحرف كلُّها من الأَصل وليس فيها زائد،

فأَما إِذا كان فيها زائد فالزائد أَولى بالحذف. وفي حديث عمر، رضي اللَّه

عنه: إني امرأَة جُحَيمِر؛ هو تصغير جَحْمَرِش بإِسقاط الحرف الخامس وهي

العجوز الكبيرة. وأَفْعى جَحْمَرِش: خَشْناءُ غليظة. والجَحْمَرِش:

الأَرْنَب الضخمة، وهي أَيضاً الأَرنَب المُرْضِع، ولا نظير لها إِلا امرأَة

صَهْصَلِقٌ، وهي الشديدة الصوت.

جحمرش
الجَحْمَرِشُ، بفَتْحٍ، فسُكُونٍ ففَتْحٍ فكَسْرٍ: العَجُوزُ الكَبِيرَــةُ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ: وزادَ غيرُه: الغَلِيظَة.
والجَحْمَرِشُ: المَرْأَةُ السَّمِجَةُ، الثَّفِيلَة. والجَحْمَرِشُ: الأَرْنبُ الضَّخْمَةُ، وَهِي أَيضاً الأَرْنَبُ المُرْضِعُ والجَحْمَرِشُ مِن الأَفاعِي: الخَشْنَاءُ الغَلْيظَةُ، وَلَا نَظِيرَ لَها إلاّ امْرَأَةٌ صَهْصَلِقً، وهِيَ الشّدِيدةُ الصّوْتِ، كلُّ ذلِكَ عَن اللّيْثِ، ج جَحَامِرُ، والتّصغِيرُ جُحَيْمِرٌ، تَحْذِفُ مِنْهُ آخِرَ الحَرْف، وكذلِكَ إِذا أَرَدْتَ جَمْعَ اسْمٍ على خَمْسَةِ أَحْرُفٍ كلّها من الأَصْلِ، وَلَيْسَ فِيهَا زائدٌ، فأَمَّا إِذا كانَ فِيهَا زائدٌ فالزّائدُ أَوْلَى بالحَذْفِ، قالَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تعَالى عَنْه أَيُّمَا امرَأَةٍ جُحَيمِرٍ أَي عَجُوزٍ كَبِيرَة.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيه: الجَحْمَرِشُ من الإبِلِ: الكَبِيرَــةُ السِّنِّ. والجَحْمَرِشُ: العُنُقُ، نَقَلَه الصّاغانِيّ. 
[جحمرش] الجحَمْرِشَ: العجوز الكبيرة، والجمع جحامر، والتصغير جحيمر، يحذف منه آخر الحرف. وكذلك إذا أردت جمع اسم على خمسة أحرف كلها من الاصل وليس فيها زائد. فأما إذا كان فيها زائد فالزائد أولى بالحذف. وأفعى جحمرش، أي خشناء.

رزب

(رزب)
على الأَرْض رزبا لزم فَلم يبرح
[رزب] في ح أبي جهل: فإذا رجل يضربه "بمرزبة" فيغيب في الأرض، هي بالتخفيف المطرقة الكبيرة للحداد. ومنه ح الملك: وبيده "مرزبة" والإرزبة بهمزة وتشديد مثله.

رزب


رَزَبَ(n. ac. رَزْب)
a. Kept to (place).
مَرْزَبَة
P.
a. Satrapy, dignity of satrap.

مِرْزَاْب
(pl.
مَرَاْزِيْبُ)
a. Large boat.
b. Water-spout.

مَرْزُبَان
P. (pl.
مَرَازِبَة [] )
a. Satrap.

مِرْزَبَّة إِرْزَبَّة
a. Sledge-hammer.
(رزب) - في حديث المَلَك: "وبِيَدِه مِرْزَبَة".
: أي مِيتَدة ، من رَزَب، ورَزَم: أي لَزِم فلم يَبْرَح. والإِرْزَبَّة أيضا، قال:
* ضَربُك بالمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِر *
ر ز ب

ضربه بالإزبة والمرزبة وهي شبه عصيّة من حديد وقيل الميتدة، قال الكسائي: وربما خففوا الباء من المرزبة وتقول: أعوذ بالله من المرازبة، وما بأيديهم من المرازبة؛ جمع مرزبان وهو كبيرهم وأميرهم.
ر ز ب: (الْمِرْزَابُ) لُغَةٌ فِي الْمِيزَابِ غَيْرُ فَصِيحَةٍ. وَ (الْإِرْزَبَّةُ) الَّتِي يُكْسَرُ بِهَا الْمَدَرُ فَإِنْ قُلْتَهَا بِالْمِيمِ خَفَّفْتَ الْبَاءَ وَ (الْإِرْزَابُ) الْقَصِيرُ. 
ر ز ب : الْإِرْزَبَّةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مَعَ التَّثْقِيلِ وَالْجَمْعُ أَرَازِبُ وَفِي لُغَةٍ مِرْزَبَةٌ بِمِيمٍ مَكْسُورَةٍ مَعَ التَّخْفِيفِ وَالْعَامَّةُ تُثَقِّلُ مَعَ الْمِيمِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَهُوَ خَطَأٌ وَالْجَمْعُ مَرَازِبُ بِالتَّخْفِيفِ أَيْضًا وَالْمِرْزَابُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِي الْمِيزَابِ. 
رزب
المِرْزَابُ في شِعْرِ جَرِيرٍ: السَّمِينةُ العَظِيمةُ من النِّساء. وهي - أيضاً -: لُغَةٌ في المِيْزَاب. والمِرْزَبةُ: شِبْهُ عُصَيَّةٍ من حَدِيْدٍ. والمِيْتَدَةُ أيضاً. والإِرْزَبُ: العَظِيْمُ، رَكَبٌ إرْزَبٌّ: مُجْتَمِعٌ مُكْتَنِزٌ. وهو القَصِيْرُ من الرِّجَال المُكَتَلُ. والمَهْزُولُ أيضاً. ورَزَبَ على الأرْضِ: أي لَزِمَ فلم يَبْرَحْ. والمَرَازِيْبُ: السُفنُ العِظَامُ الطِّوَالُ، الواحِدُ مِرْزَاب.
رزب
مَرزُبان [مفرد]: ج مَرازِبة:
1 - رئيس، فارسٌ شجاعٌ مقدَّم على القوم دون مَلِكِهم "أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ [حديث] ".
2 - أسد. 

مِرْزَبَّة/ مِرْزَبَة [مفرد]: ج مِرْزبّات ومَرازِبُ ومَرازِبة: عصًا ومطرقة كبيرة تُكسَّر بها الحجارة "لابد من يدٍ قويَّة لتستخدم المِرْزَبّة". 
[ر ز ب] المِرْزَبَةُ والإِرْزَبَّةُ: عُصَيَّةٌ من حَدِيدٍ. ورجُلٌ إرْزَبٌّ: قَصِيرٌ غَليظٌ شَدِيدٌ. وفَرْجٌ إرْزَبٌّ: ضَخْمٌ، وكذلكَ الرَّكَبُ، قال

(إنَّ لها لرَكَبًا إِرْزَبَّا ... )

(كأَنَّه جُبْهَةُ ذَرَّى حَبَّا ... ) والإرْزَبُّ: فَرْجُ الْمَرأَةِ، عن كُراع، جَعَلَه اسماً له. والمِرْزابُ: لُغَةٌ في المِيزابِ، وأنْكَرَه أبو عُبَيْدٍ. والمِرْزَابُ: السَّفينةُ العَظِيمةُ، قالَ جَريرٌ:

(يَنْهَضْنَ من كُلِّ مَخْشِيِّ الرَّدَى قُذُفٍ ... كما تَقَاذَفَ في اليَمِّ المَرازِيبُ)
[رزب] المِرْزابُ: لُغَةٌ في الميزاب، وليست بالفصيحة أبو زيد: المَرازيبُ السُفُن الطوال، الواحدة مِرْزابٌ. والإرْزَبُّ: القصير، وهو ملحق بجرذحل. وركب إرزب، أي ضخم. قال رؤبة:

كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إرْزَب * والإرْزَبَّةُ: التي يكسر بها المَدَرُ، فإن قلتها بالميم خَفَّفْتَ فقلت المِرْزَبَة. وأنشد الفراء:

ضَرْبَكَ بالمِرْزَبَة العودَ النَخِر * وأما المَرازِبَةُ من الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ ، الواحد مَرْزُبانٌ بضم الزاي، ومنه قولهم للأسد: " مَرْزُبانُ الزَأْرَةِ ". قال أوسٌ في صفة أسد: لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ * كالمَرْزُبانيِّ عَيَّالٌ بأوصالِ ورواه المفضل:

كالمزبرانى عيار بأوصال ذهب إلى زبرة الاسد، فقال له الاصمعي: يا عجباه الشئ يشبه بنفسه؟ ! وإنما هو المرزبانى. وتقول: فلان على مرزبة كذا، وله مرزبة كذا، كما تقول: له دهقنة كذا.

رزب

1 رَزَبَهُ, (A, K,) aor. ـُ inf. n. رَزْبٌ, (TK,) He kept, or clave, to him, or it, (A, K,) not departing. (K.) إِرْزَبٌّ, (S, K,) quasi-coordinate to جِرْدَحْلٌ, (S,) applied to a man, (TA,) Short: (S, K:) and great, or old; syn. كَبِيرٌ: and thick and strong: and big, or bulky: (K:) or short and thick and strong: (TA:) or great in body, and stupid, foolish, or deficient in intellect. (Abu-l-'Abbás, TA.) b2: Also The vulva of a woman; (K;) accord. to Kr, a subst. [properly speaking] applied thereto: (TA:) or an epithet, meaning large, or big, (S, K,) applied thereto, (K,) or applied to a رَكَب [i. e. pubes]. (S.) إِرْزَبَّةٌ and ↓ مِرْزَبَّةٌ, both with teshdeed; (A, K;) or the former only, (S, Msb, K,) of these two, (S, Msb,) and ↓ مِرْزِبَةٌ, without teshdeed; (S, A, Msb;) ↓ the second mentioned by Ks, (Mgh,) but it is vulgar, (Fs, Msb,) and said by ISk to be wrong; (Msb;) A thing with which clods of clay are broken: (S, L:) or a small rod, or batoon, of iron: (A, K:) and the last, ↓ مِرْزَبَةٌ, without teshdeed, a large blacksmith's hammer: (TA:) or a mallet with which wooden pins or pegs or stakes are knocked into the ground or into a wall; syn. مِيتَدَةٌ: (Mgh:) the pl. of the first is أَرَازِبُ; (Msb;) and of ↓ the last, مَرَازِبُ, (A, Msb,) as also of مَرْزُبَانٌ [q. v.]. (A.) مَرْزَبَةٌ [A satrapy; the government of a satrap, or prefect of the Persians;] the headship of the Persians. (K.) You say, فُلَانٌ عَلَى مَرْزَبَةِ كَذَا, and لَهُ مَرْزَبَةُ كَذَا, [Such a one is over the satrapy of, or has the office of satrap over, such a province,] like as you say, لَهُ دَهْقَنَةُ كَذَا. (S.) مِرْزَبَةٌ and مِرْزَبَّةٌ: see إِرْزَبَّةٌ, in five places.

مِرْزَابٌ i. q. مِيزَابٌ [and مِزْرَابٌ, i. e. A water-spout; &c.; see art. وزب]; (A, K;) a dial. var. thereof; (S, Msb;) but not a chaste word; (S;) and disallowed by A'Obeyd, (TA,) and by ISk and Fr and AHat. (TA voce مِزْرَابٌ.) b2: Also A great ship: (A, K:) or a long ship: (Az, S, K:) pl. مَرَازِيبُ. (Az, S.) مَرْزُبَانٌ [A satrap; or] a great man, or chief, (A, Mgh, K,) of the Persians: (S, Mgh, K:) or a courageous cavalier who is set over a people, under a king: (TA:) it is said, on the authority of As, that the chief of the عَجَم [here meaning Persians] was called مَرْزُبَانٌ and مَزْرُبَانٌ: (IB, TA:) مرزبان is an arabicized word, (S, Mgh,) [originally Persian,] used anciently: (Shifá el-Ghaleel, TA:) pl. مَرَازِبَةٌ. (S, A, Mgh, K.) Hence, [and from مَرَازِبَةٌ as pl. of مِرْزَبَةٌ,] the saying, أَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ المَرَازِبَةِ وَمَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ المَرَازِبَةِ [I seek protection by God from the satraps, and the iron batoons that are in their hands]. (A.) b2: And hence, (S Mgh,) مَرْزُبَانُ الرَّأْرَةِ, (S, Mgh, K,) [lit. The chief of the forest, or the like,] the latter word meaning الأَجَمَةِ, (Mgh, TA,) and also pronounced الزَّارَةِ; (Mgh;) an appellation of the lion; (S, Mgh, K;) and so ↓ المَرْزُبَانِىُّ; for which ElMufaddal said المَزْبَرَانِىُّ, as referring to the زُبْرَة of the lion; but As disallowed this. (S.) المَرْزُبَانِىُّ: see what next precedes.

رزب: الـمِرْزَبَة والإِرْزَبَّة: عُصَيَّة من حديدٍ. والإِرْزَبَّة:

التي يُكْسر بها الـمَدَرُ، فإِن قُلْتَها بالميم، خَفَّفْتَ الباءَ،

وقُلْتَ الـمِرْزَبَة؛ وأَنشد الفراءُ:

ضَرْبك بالـمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ

وفي حديث أَبي جهل: فإِذا رجلٌ أَسودُ يَضْرِبُه بِمِرْزَبةٍ.

الـمِرْزَبة، بالتخفيفِ: الـمِطْرَقةُ الكبيرةُ التي تكون للحدَّادِ. وفي حديث الـمَلك: وبيدِه مِرْزَبَة. ويقال لها: الإِرْزَبَّة أَيضاً، بالهمز

والتشديدِ.

ورجلٌ إِرْزَبٌّ، ملحق بِجِرْدَحْلٍ: قصيرٌ غليظٌ شديدٌ. وفَرْجٌ

إِرْزَبٌّ: ضَخْمٌ؛ وكذلك الرَّكَب؛ قال:

إِنَّ لها لرَكَباً إِرْزَبَّا، * كأَنه جَبْهَةُ ذَرَّى حبَّا

والإِرْزَبُّ: فَرْجُ المرأَةِ، عن كراع، جَعَلَه اسماً له. الجوهري:

رَكَبٌ إِرْزَبٌّ أَي ضَخْمٌ؛ قال رؤْبة:

كَزّ الـمُحَيَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ

ورجل إِرْزَبٌّ: كبيرٌ. قال أَبو العباس: الإِرْزَبُّ العظيم الجسيمُ

الأَحْمَق؛ وأَنشد الأَصمعي:

كَزّ الـمُحَيَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ

والـمِرْزابُ: لغة في الميزابِ، وليست بالفصيحة، وأَنْكَرَه أَبو عبيد.

والـمِرزابُ: السفينة العظيمة، والجمعُ المرازيبُ؛ قال جرير:

يَنْهَسْنَ من كلِّ مَخْشِـيِّ الرَّدَى قُذُفٍ، * كما تَقاذَف، في اليَمِّ، الـمَرازيبُ

الجوهري: المرازِيبُ السُّفُنُ الطِّوالُ.

وأَما الـمَرازِبةُ من الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ، الواحِدُ مَرْزُبانٌ، بضم الزاي. وفي الحديث: أَتيتُ الـحِـيرَة فرأَيْتُهم يسْجُدون لـمَرْزُبانٍ

لهم: هو، بضم الزاي، أَحَدُ مَرَازِبة الفُرْسِ، وهو الفارِسُ الشُّجاعُ، المقدّمُ على القَوْمِ دون الـمَلِك، وهو مُعَرَّب؛ ومنه قولهم للأَسَدِ: مَرْزُبان الزَّأْرَةِ، والأَصل فيه أَحَدُ مَرازِبة الفُرْسِ؛ قال

أَوسُ بن حَجَر، في صفَةِ أَسَد:

لَيْثٌ، عليه، من البَرْدِيِّ، هِبْرِيةٌ، * كالـمَرْزُبانيِّ، عَيَّالٌ بأَوْصالِ

قال ابن بري: والـهِبْرِيةُ ما سَقَط عليه من أَطْرافِ البَرْدِيِّ؛

ويقال للـحَزازِ في الرأْس: هِبْرِية وإِبْرِية. والعَيَّالُ: الـمُتَبَخْتِرُ في مَشْيِـه، ومن رواه: عَيَّارٌ، بالراءِ، فمعناه: أَنه يَذْهَب بأَوْصالِ الرِّجالِ إِلى أَجَمَتِه؛ ومنه قولهم: ما أَدْرِي أَيُّ الرِّجالِ عارَه أَي ذَهَبَ به؛ والـمَشهورُ فيمن رواه: عَيَّالٌ، أَن يكون بعدَه بآصالِ، لأَن العَيَّال الـمُتَبَختر أَي يخرُج العَشِـيَّاتِ، وهي الأَصائلُ، متَبَخْتِراً؛ ومن رواه: عَيَّار، بالراءِ، قال الذي بعدَه بأَوْصالِ. والذي ذكره الجوهري عَيَّالٌ بأَوْصالِ، وليس كذلك في شعره، إِنما هو على ما قَدَّمنا ذِكره. قال الجوهري: ورواه المفَضَّل كالـمَزبراني، بتقديم الزاي، عَيّارٌ بأَوْصال، بالراءِ، ذهب إِلى زُبْرَةِ الأَسَد، فقال له الأَصْمَعي: يا عَجَباهْ ! الشيءُ يُشَبَّه بنفسِه، وإِنما هو الـمَرْزُبانيُّ؛ وتقول: فلانٌ على مَرْزَبة كذا، وله مَرْزَبة كذا، كما تقول: له دَهْقَنة كذا. ابن بري: حكي عن الأَصمعي أَنه يقال للرئيس من العجم مَرْزُبان ومَزْبُران، بالراءِ والزاي، قال: فعلى هذا يصحّ ما رواه الـمُفَضَّل.

رزب
: (رَزَبَهُ: لَزِمَهُ) وَفِي التكملة: رَزَبَ على الأَرْضِ أَي لَزِمَ (فَلم يَبْرَحْ) .
(والإِرْزَبُّ كَقِرْشَبَ:) هُوَ الرَّجُلُ (القَصِيرُ، والكَبِيرُ والغَلِيظُ الشَّدِيدُ والضَّخْمُ) يُقَال: رَجُلٌ إِرْزَبٌّ، مُلْحَقٌ بِجِرْدَحْلٍ، أَي قَصِيرٌ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاس: الإِرْزَبُّ: العَظِيم الجِسْمِ الأَحْمَقُ.
(و) الإِرْزَبُّ (: فَرْجُ المَرْأَةِ) ، وَعَن كُرَاع جَعَلَه اسْماً لَهُ، وَقَالَ الجوهريّ: رَكَبٌ إِرْزَبٌّ: ضَخْمٌ، ورَجُلٌ إِرْزَبٌّ: كَبِيرٌ (أَو الضَّخْمُ مِنهُ) .
(والمِرْزَابُ) لُغَةٌ فِي (المِيزَابِ) وَلَيْسَت بالفَصِيحَة، وأَنْكَره أَبو عُبيدٍ، ومثلُه فِي (شفاءِ الغَليل) لِلشِّهَابِ الخَفَاجِيِّ.
(و) المِرْزَابُ: (السَّفِينَةُ العَظِيمَةُ) جَمْعُهُ: مَرَازِيبُ قَالَ جرير:
يَنْهَسْنَ مِنْ كُلِّ مَخْشِيِّ الرَّدَى قُذُفٍ
كَمَا تَقَاذَفَ فِي اليَمِّ المَرَازِيبُ
(أَوِ) المِرْزَابُ: السَّفِينَةُ (الطَّوِيلَةُ) قَالَه الجوهريّ.
(والإِرْزَبَّةُ والمِرْزَبَّةُ) بكَسْرِ أَوَّلِهِمَا (كُشَدَّدَتَانِ أَو الأُولى فَقَطْ) وَبِه جَزَمَ غيرُ واحدٍ، والوَجْهُ فِي الثَّاني التَّخْفِيفُ، ونَسَب فِي الْمِصْبَاح التَّشْدِيدَ للعَامَّةِ، كَمَا فِي الفَصِيح وشروحه، وَقَالَ ابْن السّكّيت: إِنّهُ خَطَأٌ، قَالَه شيخُنا (: عُصَيَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) الإِرْزَبَّةُ الَّتِي يُكْسَرُ بِهَا المَدَرُ فَإِنْ قُلْتَهَا بالمِيمِ خَفَّفْتَ البَاءَ وقُلْتَ: الْمِرْزَبَةُ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
ضَرْبُكَ بالمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ
وَفِي حَدِيث أَبِي جَهْلٍ (فإِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ يَضْرِبُه بِمِرْزَبَةٍ) المِرْزَبَةُ بالتَّخْفِيفِ: المِطْرَقَةُ الكَبِيرَــةُ الَّتِي تَكُونُ لِلْحَدَّادِ، وَفِي حَدِيث المَلَكِ (وبِيَدِهِ مِرْزَبَةٌ) وَيُقَال لَهَا أَيضاً: الإِرْزَبَّةُ، بالهَمْزِ والتَّشْدِيدِ.
(والمَرْزَبَةُ كَمَرْحَلَةٍ: رِيَاسَةُ الفُرْسِ) تقولُ: فُلانٌ عَلَى مَرْزَبَةِ كَذَا، ولَهُ مَرْزَبَةُ كَذَا، كَمَا تقولُ لَهُ دَهْقَنَةُ كَذَا (وهُوَ مَرْزُبَانُهُمْ بضَمِّ الزَّايِ) : رَئِيسُهُمْ، تَكَلَّمُوا بِهِ قَدِيماً، كَذَا فِي (شفاءِ الغليل) ، وَفِي الحَدِيث (أَتَيْتُ الحِيرَةَ فرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ) هُوَ بِضَمِّ الزَّايِ، وَهُوَ الفَارِسُ الشُّجَاعُ المُقَدَّمُ علَى القَوْمِ دُونَ المَلِكِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ (ج مَرَازِبَةٌ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) وأَمَّا المَرَازِبَةِ مِن الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ، وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: حُكِيَ عَن الأَصمعيّ أَنَّهُ يقالُ لِلرَّئِسِ مِن العَجَم: مَرْزُبَانُ ومَزْبُرَانُ بالرَّاءِ والزَّايِ وأَنشد فِي (المِعْجَم) ، لبَعْضِ الشُّعَرَاءِ.
الدَّارُ دَارَانِ: إِيوَانٌ وغُمْدَانُ
والمُلْكُ مُلْكَانِ: سَاسَانٌ وقَحْطَانُ
والأَرْضُ فَارِسُ والإِقْلِيمُ بَابِلُ والْ
إِسْلاَمُ مَكَّةُ والدُّنْيَا خُراسَانُ
إِلى أَنْ قَالَ:
قَدْ رُتِّبَ النَّاسُ فِيهَا فِي مَرَاتِبِهِمْ
فَمَرْزُبَانٌ وبِطْرِيقٌ وطَرْخَانُ
(والمَرْزُبَانِيَّةُ) بضَمِّ الزَّايِ (: ة ببغدادَ) على نَهْرِ عِيسَى فَوْقَ المُحَوَّلِ، بَنَى بهَا الإِمَامُ النَّاصِرُ لدِينِ اللَّهِ دَاراً ورِباطاً لأَهْل التَّصَوُّفِ، وَكَانَ الصَّاغَانيُّ شَيْخَ ذلكَ الرِّبَاطِ مِن طَرَفِ الإِمَامِ المُسْتَنْصِرِ.
(و) مِن المجازِ أَبُو الحَارِثِ (مَرْزُبَانُ الزَّأْرَةِ) بالهَمْزِ هِيَ الأَجَمَةُ، أَي (الأَسَدُ) قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ فِي صِفَةِ أَسَدٍ:
لَيْثٌ عَلَيْهِ مِنَ البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ
كالمَرْزُبَانِيِّ عَيَّالٌ بِأْوْصَالِ
هَكَذَا أَنشده الجوهريّ، وَالصَّوَاب (عَيَّالٌ بآصالِ) وَمن روى (عَيَّارٌ) بالرَّاءِ قَالَ: الَّذِي بعده (أَوْصَال) قَالَ الجوهريّ: وَرَوَاهُ المُفَضَّلُ، كالمَزْبَرَانِيِّ بِتَقْدِيم الزَّاي.
قلتُ: وَهُوَ مُخْرَّجٌ على مَا حَكَاهُ ابْن بَرّيّ عَن الأَصمعيّ، وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ المَرَازِبَه، ومَمَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ المَرَازِبَة.
(ورَأْسُ المَرْزُبَانِ: ع قُرْبَ الشِّحْرِ) ، وَهُوَ رَأْسٌ خارِجٌ إِلى البَحْرِ عَلَى مُكَلاَّءٍ.
وأَبُو سَهْلٍ المَرْزُبَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَانِ، وأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المَرْزُبَانِ.
وأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَانِ، الأَبْهَرِيُّونَ، مُحَدِّثُونَ، وأَبُو جَعْفَرٍ هَذَا آخِرُ مَنْ خُتِمَ بِهِ حَدِيثُ لُوَيْنٍ بِأَصْبَهَانَ.
ومحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، قَالَ الدَّارَقطْنِي: أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ.
وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المَرْزُبَانِ الوَلِيدُ، أَبَادِيٌّ، أَحَدُ أَرْكَانِ السُّنَّةِ بِهَمَذَانِ، كَذَا فِي (المعجم) .
رزب: مِرْزَبَّة أو مِرْزَبَة: عصا قصيرة غليظة (محيط المحيط).
(ر ز ب) : (الْمِرْزَبَّةُ) الْمِيتَدَةُ قَالَ ضَرْبَكَ بِالْمِرْزَبَةِ الْعُودَ النَّخِرَ وَعَنْ الْكِسَائِيّ تَشْدِيدُ الْبَاءِ (وَالْمَرْزُبَانُ) مُعَرَّبٌ وَهُوَ الْكَبِيرُ مِنْ الْفَرَسِ وَالْجَمْعُ الْمَرَازِبَةُ وَيُقَالُ لِلْأَسَدِ مَرْزُبَانُ الزَّأْرَةِ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ لِأَنَّ الزَّأْرَةَ الْأَجَمَةُ وَهِيَ فَعْلَةٌ مِنْ زَئِيرِ الْأَسَدِ وَهُوَ صِيَاحُهُ الْأَلِفُ فِيهَا هَمْزَةٌ سَاكِنَةٌ قَدْ تُلَيَّنُ وَقَدْ ذَكَرهَا الْغُورِيُّ فِي بَابِ فَعَلَ مِنْ الْمُعْتَلِّ الْعَيْنِ وَأَمَّا مَا فِي السِّيَرِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ بَارَزَ مَرْزُبَانَ الزَّأْرَةِ فَهُوَ إمَّا لَقَبٌ لِذَلِكَ الْمُبَارِزِ كَمَا يُلَقَّبُ بِالْأَسَدِ أَوْ مُضَافٌ إلَى الزَّأْرَةِ قَرْيَةٌ بِالْجَرِينِ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.

الْجِهَة

(الْجِهَة) الْجَانِب والناحية والموضع الَّذِي تتَوَجَّه إِلَيْهِ وتقصده (ج) جِهَات وَيُقَال مَاله جِهَة فِي هَذَا الْأَمر لَا يبصر وَجه أمره كَيفَ يَأْتِي لَهُ وَفعلت كَذَا على جِهَة كَذَا على نَحوه وقصده
الْجِهَة: قَالَ الْحسن الميبذي رَحمَه الله فِي (الفواتح) حكما يَقُولُونَ إِن الْجِهَات الْحَقِيقِيَّة اثْنَتَانِ فَوق وَتَحْت. ويحددان بالفلك الْأَعْظَم، فَوق بمحيطه وَتَحْت بالمركز. وَعَلِيهِ يُقَال إِنَّه محدد الْجِهَات (أَي الْفلك) وَجَمِيع الأفلاك شفافة بِمَعْنى أَنهم لَا يحجبون الْأَبْصَار وَلَيْسوا خفافا وَلَا ثقالا، فالخفة تميل إِلَى الْمُحِيط والثقل يمِيل إِلَى المركز وَلَيْسوا باردين وَلَا حارين وَكَذَلِكَ لَا رطبين وَلَا جافين وَلَا ينمون وَلَا يزيلون وَلَا شَهْوَة وَلَا غضب لَهُم، وَلَا يقبلُونَ الكينونة وَلَا الْفساد وهم دائمو الْحَرَكَة بِإِرَادَة دائرية، وهم أَحيَاء ناطقون، وَلَا تعتقد أَن كَونهمَا ناطقين وحيين يَعْنِي أَن لَا مَانع فِي تَحْدِيد الإنساني بِالْحَيَوَانِ النَّاطِق. إِذا مَا كَانَ المُرَاد من الْحَيّ هُوَ حَاجِب الْحَيَاة وَمن الْحَيَوَان الْجِسْم النامي الحساس المتحرك بِإِرَادَة وعلاقته الْقَدِيمَة مَوْقُوفَة بالحوادث على الْأَمر على وَجه الْعلية. وَأَنه بِوَجْه مُسْتَمر وَيَوْم آخر متجدد ومستند على اعْتِبَار الِاسْتِمْرَار بالقديم، وَبِاعْتِبَار تجدّد وَاسِطَة صُدُور الْحَوَادِث. وَهَذَا الْحَرَكَة الفلكية. المشاؤون يَقُولُونَ إِن الْعقل هُوَ حَاصِل جَمِيع الكمالات الممكنة بِالْفِعْلِ، وَإِن الْكَمَال الْمُمكن بِالْقُوَّةِ لَيْسَ فلكا إِلَّا الأوضاع الْمُخْتَلفَة، وَهُوَ يُرِيد أَن يتشبه بِالْعقلِ وَيُرِيد أَن ينْقل الأوضاع الْمُخْتَلفَة من الْقُوَّة إِلَى الْفِعْل وَهَذَا لَيْسَ ميسرًا دفْعَة وَاحِدَة وَلَكِن بالتدريج عَن طَرِيق أَو بوسيلة الْحَرَكَة ينْتَقل إِلَى الْفِعْل. 
الْجِهَة: تطلق على مَعْنيين: أَحدهمَا: أَطْرَاف الامتدادات وَتسَمى مُطلق الْجِهَة وَبِهَذَا الْمَعْنى يُقَال ذُو الْجِهَات الثَّلَاث والسبع إِذْ لَا تَنْحَصِر الْجِهَة بِهَذَا الْمَعْنى فِي السِّت بل يكون أقل أَو أَكثر. وَالثَّانِي: تِلْكَ الْأَطْرَاف من حَيْثُ إِنَّهَا مُنْتَهى الإشارات ومقصد الحركات ومنتهاها وَتسَمى الْجِهَة الْمُطلقَة وَهِي بِالْمَعْنَى الأول قَائِمَة بالجسم الَّذِي هُوَ ذُو الْجِهَة وبالمعنى الثَّانِي بِخِلَاف ذَلِك. وَفِي غَايَة الْهِدَايَة أَن الْجِهَة تطلق على مَعْنيين: أَحدهمَا: مُنْتَهى الإشارات. وَثَانِيهمَا: مُنْتَهى الحركات المستقيمة فبالنظر إِلَى الأول قيل إِن جِهَة الفوق هِيَ محدب الْفلك الْأَعْظَم لِأَنَّهُ مُنْتَهى الْإِشَارَة الحسية ومقطعها وبالنظر إِلَى الثَّانِي قيل هِيَ مقعر فلك الْقَمَر لِأَنَّهُ مُنْتَهى الْحَرَكَة المستقيمة وَالْأول هُوَ الصَّحِيح لِأَن الْإِشَارَة إِذا نفذت من فلك الْقَمَر كَانَت إِلَى جِهَة الفوق قطعا لكَونهَا آخذة من جِهَة التحت وَهُوَ مَرْكَز الْفلك الْأَعْظَم متوجهة إِلَى مَا يقابلها وَلَا بَأْس بنفوذ الْإِشَارَة من فلك الْقَمَر لِأَنَّهَا أَمر وهمي لَا يضر نفوذها للفلك الْغَيْر الْقَابِل للخرق والالتئام بِخِلَاف الْحَرَكَة فَإِنَّهَا تضره لاستلزامها الْخرق.

وَهَاتَانِ: الجهتان أَعنِي الفوق والتحت حقيقيتان لَا تتبدلان فَإِن الْقَائِم إِذا صَار منكوسا لم يصر مَا يَلِي رَأسه فوقا وَمَا يَلِي رجله تحتا بل صَار رَأسه من تَحت وَرجله من فَوق بِخِلَاف بَاقِي الْجِهَات. فَإِن المتوجه إِلَى الْمشرق مثلا يكون الْمشرق قدامه وَالْمغْرب خَلفه والجنوب يَمِينه وَالشمَال بِالْفَتْح شِمَاله بِالْكَسْرِ. ثمَّ إِذا توجه إِلَى الْمغرب يتبدل الْجَمِيع وَصَارَ قدامه خَلفه وَبِالْعَكْسِ يَمِينه شِمَاله وَبِالْعَكْسِ. وَالْمَشْهُور أَن الْجِهَات سِتّ وعَلى غير الْمَشْهُور أَكثر مِنْهَا لِأَنَّهُ يُمكن أَن يفْرض فِي جسم وَاحِد بل من نقطة وَاحِدَة امتدادات غير متناهية.
وَلَكِن نقرع سَمعك بِمَا قَالَ الْحَكِيم صَدرا فِي شرح هِدَايَة الْحِكْمَة فِي تمهيد فصل أَن الْقُوَّة المحركة للفلك يجب أَن تكون مُجَرّدَة عَن الْمَادَّة الخ كَمَا أثبت كَون الْفلك حَيَوَانا متحركا بالإرادة أَرَادَ أَن يبين أَن الْفلك إِنْسَان كَبِير بِمَعْنى أَن مبدأ حركته لَيْسَ قُوَّة حيوانية منطبعة بل نفسا مُجَرّدَة عَن الْمَادَّة ذَات إِرَادَة كُلية لَا يكون تعلقهَا بجرم الْفلك تعلق الانطباع بل تعلق التَّدْبِير وَالتَّصَرُّف كتعلق النَّفس الناطقة ببدن الْإِنْسَان انْتهى لَعَلَّ مُرَاده بِالْحَيَوَانِ الْحَيّ لَا مَا هُوَ المصطلح عَلَيْهِ وَإِطْلَاق الْإِنْسَان الْكَبِير على الْفلك لَا يضرنا لِأَنَّهُ إِنَّمَا أطلق الْإِنْسَان الْكَبِير لَا الْإِنْسَان. وَالْإِنْسَان وَالْإِنْسَان الْكَبِير حقيقتان متبائنتان. وَلَعَلَّ عِنْد غَيْرِي أحسن من هَذَا. وَقد تطلق الْجِهَة على صفة الشَّيْء وحاله الَّذِي يكون مقتضيا وسببا للْحكم عَلَيْهِ بِشَيْء آخر وتغاير الْجِهَتَيْنِ فِي الْمَوْقُوف وَالْمَوْقُوف عَلَيْهِ إِنَّمَا يُفِيد فِي دفع الدّور إِذا كَانَتَا مؤثرتين فِي التَّوَقُّف وَكَانَ الْمَوْقُوف وَالْمَوْقُوف عَلَيْهِ هما الجهتان فاحفظ فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

والجهة عِنْد المنطقيين: هِيَ الْكَيْفِيَّة المعقولة للنسبة بَين الْمَوْضُوع والمحمول. وَالتَّفْصِيل إِن النِّسْبَة الَّتِي بَين الْمَوْضُوع والمحمول إيجابية أَو سلبية لَا بُد وَأَن تكون لَهَا كَيْفيَّة من الكيفيات. ثمَّ إِن تِلْكَ الْكَيْفِيَّة الثَّابِتَة فِي نفس الْأَمر تسمى مَادَّة وَمن حَيْثُ إِنَّهَا مدركة وثابتة فِي الْعقل سَوَاء كَانَت النِّسْبَة فِي نفس الْأَمر أَولا تسمى جِهَة معقولة. والعبارة الدَّالَّة على تِلْكَ الْكَيْفِيَّة المدركة هِيَ الْجِهَة الملفوظة. وَقَالَ بَعضهم اللَّفْظ الدَّال عَلَيْهَا أَي على تِلْكَ الْكَيْفِيَّة فِي نفس الْأَمر فِي الْقَضِيَّة الملفوظة وَالصُّورَة الْعَقْلِيَّة الدَّالَّة عَلَيْهَا فِي الْقَضِيَّة المعقولة تسمى جِهَة الْقَضِيَّة.
وَقد علمت مِمَّا ذكرنَا أَن جِهَة الْقَضِيَّة لَا بُد وَأَن تكون خَارِجَة عَن الطَّرفَيْنِ وَالنِّسْبَة كَيفَ فَإِنَّهَا كَيْفيَّة النِّسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول. لَا يُقَال إِن الِامْتِنَاع جِهَة من الْجِهَات لِأَنَّهَا غير محصورة فِيمَا ذكرُوا وَهُوَ مَحْمُول فِي قَوْلنَا شريك الْبَارِي مُمْتَنع لأَنا نقُول إِن الْمَحْمُول هُوَ الْمَوْجُود لَا الْمُمْتَنع فَإِن مَعْنَاهُ شريك الْبَارِي مَوْجُود بالامتناع لَكِن لما كَانَ الْمَقْصُود وَالْحكم بالامتناع يَجْعَل مَحْمُولا قصرا للمسافة. وَقس عَلَيْهِ الله وَاجِب وَالْإِنْسَان مُمكن. وَمن قَالَ إِن الِامْتِنَاع لَيْسَ بِجِهَة فقد أغمض الْعَينَيْنِ من نور القمرين كَيفَ وَقد أذن مُؤذن فِي مَسْجِد التَّجْرِيد أَن الْوُجُود إِذا حمل أَو جعل رابطا يثبت مواد ثَلَاث فِي أَنْفسهَا جِهَات فِي التعقل دَالَّة على وثاقة الرابطة وضعفها هِيَ الْوُجُوب والامتناع والإمكان وَكَذَا الْعَدَم انْتهى.
قَالَ الْفَاضِل المدقق مَوْلَانَا مرزاجان فِي حَوَاشِيه على شرح التَّجْرِيد لَا يُقَال مثلا قَوْلنَا شريك الْبَارِي مَوْجُود لَيْسَ بقضية بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ لِأَن الْقَضِيَّة إِنَّمَا تكون بِالْفِعْلِ أَو بِالْقُوَّةِ إِذا كَانَت النِّسْبَة فِيهَا بِالْفِعْلِ كَمَا فِي القضايا الفعلية. أَو بِالْقُوَّةِ كَمَا فِي الممكنة على مَا ذكر الْعَلامَة الرَّازِيّ. وَإِذا لم تكن قَضِيَّة بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ فَكيف تتكيف بالمادة والجهة مَعَ أَنهم فسروا الْمَادَّة والجهة بالكيفية الْعَارِضَة لنسبة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع فِي نفس الْأَمر أَو فِي الْعقل والموضوع والمحمول لَا يتحققان إِلَّا فِي الْقَضَاء. وَأَيْضًا صَرَّحُوا بِأَن الممكنة الْعَامَّة أَعم جَمِيع الْجِهَات وَظَاهر أَنه لَا يصدق شريك الْبَارِي مَوْجُود بالإمكان الْعَام لأَنا نقُول امْتنَاع الشَّيْء إِنَّمَا يُنَافِي تحَققه لَا صدق اسْمه ورسمه عَلَيْهِ إِذْ لَا يخفى أَن اجْتِمَاع النقيضين مُسْتَحِيل يصدق عَلَيْهِ اسْمه ورسمه.
وَمن هَا هُنَا يظْهر أَن القَوْل بِأَن الممكنة لَيست قَضِيَّة بِالْفِعْلِ بِنَاء على أَن النِّسْبَة فِيهَا لَيست متحققة بِالْفِعْلِ مَنْظُور فِيهِ وَقَوْلهمْ الممكنة أَعم الموجهات مَعْنَاهُ أَنَّهَا أَعم من الموجهات الْمَشْهُورَة المعدودة فِي كتب الْمنطق. بَقِي شَيْء وَهُوَ أَنه لَا بُد فِي الْقَضِيَّة من الحكم والإذعان الْمُتَعَلّق بِالنِّسْبَةِ الَّتِي فِيهَا والقضية الَّتِي جِهَتهَا الِامْتِنَاع لم يذعن بِالنِّسْبَةِ الَّتِي فِيهَا وَالْقَوْل بِأَن المذعن هَا هُنَا كَون شريك الْبَارِي مَوْجُودا بالامتناع فَإِن كَون شريك الْبَارِي مَوْجُودا وَإِن لم يصلح لتَعلق الإذعان بِهِ لَكِن كَونه مَوْجُودا بالامتناع مِمَّا يذعن بِهِ وهم مَحْض فَإِن المذعن بِهِ هَا هُنَا فِي الْحَقِيقَة هُوَ أَن وجود شريك الْبَارِي مُمْتَنع. بل الْحق فِي الْجَواب أَن يُقَال امْتنَاع النِّسْبَة فِي الْحَقِيقَة هُوَ ضَرُورَة الطّرف الْمُقَابل لتِلْك النِّسْبَة اعْتبر بِالْعرضِ فِيهَا. وَلَا شكّ فِي تحقق الطّرف الْمُقَابل فِي النِّسْبَة الممتنعة انْتهى.
ثمَّ الْوَاجِب عَلَيْك أَن تحفظ أَن الْمَحْكُوم عَلَيْهِ إِذا كَانَ الْمُمكن الْخَاص سَوَاء كَانَ الْمَحْمُول هُوَ الْوُجُود أَو الْعَدَم فالجهة هِيَ الْإِمْكَان. وَإِمَّا إِذا كَانَ الْمَحْكُوم عَلَيْهِ هُوَ الْوَاجِب لذاته فَلَا تكون الْجِهَة هِيَ الْإِمْكَان مَا لم يكن الْمَحْمُول هُوَ الْوُجُود لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْعَدَم فالجهة هِيَ الِامْتِنَاع وَكَذَا إِذا كَانَ الْمَحْكُوم عَلَيْهِ هُوَ الْمُمْتَنع بِالذَّاتِ لَا تكون الْجِهَة هِيَ الْإِمْكَان مَا لم يكن الْمَحْمُول هُوَ الْعَدَم وَأما إِذا كَانَ الْوُجُود فالجهة هِيَ الِامْتِنَاع فَافْهَم واحفظ.

نِيَابَة حرف الجرّ «على» عن حرف الجرّ «في»

نِيَابَة حرف الجرّ «على» عن حرف الجرّ «في»
الأمثلة: 1 - أثَّرَ عليه 2 - اخْتَصَمُوا على تقسيم الميراث 3 - اسْتَمَرَّ على الضلال 4 - المسألة على رأي فلان سهلة 5 - المسائل التي أُدْرِجت على جدول الأعمال 6 - انْهَمَك على كتابة بحثه 7 - تَمَرَّغَ على التراب 8 - تَنَازَعوا على السلطة 9 - رَكَّزَت الدولة على أهمية التنمية البشرية 10 - سامَحَه على ما فَعَل 11 - ساوَمَه على الأمر 12 - سَنَجْتَمِعُ غدًا على محاضرة أخرى 13 - عَامَ على الماء 14 - عَذَرَه على ما صنع 15 - عَذَلَه على الحُبِّ 16 - لَعِبوا على أرض الملعب الكبير 17 - نُذِيعُ عليكم البيان التالي 18 - هَذِه مسألة لا نِزاع عليها
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجرّ «على» بدلاً من حرف الجرّ «في».

الصواب والرتبة:
1 - أثَّرَ فيه [فصيحة]-أثَّرَ عليه [صحيحة]
2 - اخْتَصَمُوا في تقسيم الميراث [فصيحة]-اخْتَصَمُوا على تقسيم الميراث [صحيحة]
3 - اسْتَمَرَّ على الضلال [فصيحة]-اسْتَمَرَّ في الضلال [فصيحة]
4 - المسألة في رَأْي فلان سهلة [فصيحة]-المسألة على رأي فلان سهلة [صحيحة]
5 - المسائل التي أُدْرِجت في جدول الأعمال [فصيحة]-المسائل التي أُدْرِجت على جدول الأعمال [صحيحة]
6 - انْهَمَك في كتابة بحثه [فصيحة]-انْهَمَك على كتابة بحثه [صحيحة]
7 - تَمَرَّغَ في التراب [فصيحة]-تَمَرَّغَ على التراب [صحيحة]
8 - تَنَازَعوا في السلطة [فصيحة]-تَنَازَعوا على السلطة [صحيحة]
9 - رَكَّزَت الدولة في أهمية التنمية البشرية [فصيحة]-رَكَّزَت الدولة على أهمية التنمية البشرية [صحيحة]
10 - سَامَحَه فيما فَعَل [فصيحة]-سَامَحَه بما فَعَل [صحيحة]-سَامَحَه على ما فَعَل [صحيحة]
11 - سَاوَمَه في الأمر [فصيحة]-سَاوَمَه على الأمر [صحيحة]
12 - سَنَجْتَمِعُ غدًا في محاضرة أخرى [فصيحة]-سَنَجْتَمِعُ غدًا على محاضرة أخرى [صحيحة]
13 - عامَ في الماء [فصيحة]-عامَ على الماء [صحيحة]
14 - عَذَرَه فيما صنع [فصيحة]-عَذَرَه على ما صنع [صحيحة]
15 - عَذَلَه في الحُبِّ [فصيحة]-عَذَلَه على الحُبِّ [صحيحة]
16 - لَعِبوا في أرض الملعب الكبير [فصيحة]-لَعِبوا على أرض الملعب الكبير [صحيحة]
17 - نُذِيعُ فيكم البيان التالي [فصيحة]-نُذِيعُ عليكم البيان التالي [صحيحة]
18 - هذه مسألة لا نِزاع فيها [فصيحة]-هذه مسألة لا نِزاع عليها [صحيحة]
التعليق: أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ومجيء «على» بمعنى «في» كثير في الاستعمال الفصيح، ومنه قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} القصص/15، أي في حين غفلة، بنيابة «على» عن «في». كما أجازوا أيضًا تضمين فعل معنى فعل آخر، كتضمين الفعل «عامَ» معنى الفعل «طَفا»، والفعل «انهمك» معنى الفعل «عكف» .. ونيابة حرف الجرّ «على» عن حرف الجرّ «في» كثير في لغة العرب، كقول الشاعر:
لا تعذليني في العطاء ويسّري
وقول الزمخشري: «عذل نفسه على الخطأ»، وقد ورد في المعاجم تعدية بعض الأفعال بـ «في» وبـ «على»، مثل: «دأب في العمل»، و «دأب على العمل»، و «صَعِدَ في المنبر» و «صَعِدَ على المنبر»، و «صمّم في الأمر» و «صمّم على الأمر»، وجاء في اللسان: «ونافست في الشيء» و «تنافسوا عليه»، وجاء في القرآن الكريم: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} البقرة/262، وفيه أيضًا: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} المنافقون/7، ووردت التعدية بـ «على» في بعض المعاجم الحديثة وفي كتابات المعاصرين.

حج

الحج: القصد إلى الشيء المعظم، وفي الشرع: قصدٌ لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة، في وقت مخصوص، بشرائط مخصوصة.
(حج)
إِلَيْهِ حجا قدم وَالْمَكَان قَصده وَالْبَيْت الْحَرَام قَصده للنسك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت} وَيُقَال حج بَنو فلَان فلَانا أَكْثرُوا التَّرَدُّد عَلَيْهِ وَالْجرْح سبره ليعرف غوره ويعالجه وَفُلَانًا أصَاب حجاج عَيْنَيْهِ وغلبه بِالْحجَّةِ يُقَال حاجه فحجه
الْحَاء وَالْجِيم

الجَحْمَرِشُ من النِّسَاء: الثَّقِيلَة السمجة.

والجَحْمَرِشُ أَيْضا: الْعَجُوز الْكَبِيرَــة، وَقيل: الْعَجُوز الْكَبِيرَــة الغليظة.

وَمن الْإِبِل: الْكَبِيرَــة السن.

وأفعى جَحْمَرِشٌ: خشناء غَلِيظَة.

والجَحْمَرِشُ الأرنب الضخمة، وَهِي أَيْضا الأرنب الْمُرْضع، وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا امْرَأَة صَهْصَلِقٌ، وَهِي الشَّدِيدَة الصَّوْت.

وناقة جِرْدَحلٌ: ضخمة غَلِيظَة.

وَذكر عَن الْمَازِني أَن الجردحل: الْوَادي، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.
حج
الحَجُّ: السَّيْرُ إلى البَيْتِ خاصَّةً، وقد يُكْسَرُ الحاءُ، والنَّصْبُ أحْسَنُ. والحَجّاجُ: الكَثيرُ الحَجِّ. والحُجّاجُ والحَجِيْجُ: جَمَاعَةُ الحاجِّ. والحَّجُّ: الحُجَّاجُ، قال جَرير: وكأنَّ عافِيَةَ النُّورِ عليهمُ ... حَجٌّ بأسْفَلَ ذي المَجَازِ نُزُوْلُ
والحاجِجُ: الحاجُّ أيضاً. ويقولونَ: الحاجَّ أسْمَعْتَ لإفْشَاءِ الأمْرِ. ولَجَّ فَحَجَّ مَثَلٌ. وذي الحِجَّةِ: شَهْرُ الحَجِّ. وحَجَّ علينا فُلانٌ: قَدِمَ. والمَحَجَّةُ: قارِعَةُ الطَّريقِ الواضِح. والحَجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ. والحُجَّةُ: الوَجْهُ الذي به يَقَعُ الظَّفَرُ عند الخَصُوْمة، ويُقال: حاجَجْتُه فحَجَجْتُه. والحِجَاجُ: مَصْدَرٌ. وهو أيضاً: العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ العَيْنِ، وجَمْعُه: أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ. والأحَجُّ: العَظيمُ الحِجَاج. والحَجْحَجَةُ: النُّكُوْصُ. وحَجَجْتُ الشَّجَّةَ أحُجُّها حَجّاً: أدْخَلْتَ المِيْلَ فيها لِتَسْبُرَها. والحَجِيْجُ: المَشْجُوْجُ.
وفَرَسٌ أحَجُّ: كالأحَقّّ، وهو الذي يُطابِقُ في السَّيْر. وقَوْلُ مَرّارٍ:
ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأسٍ ... أحَجَّ كأنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيْلُ
يَعْنِي: الصُّلْبَ الضَّخْمَ، وَصَفَ إبلاً. والحَجَجُ: الوَقْرَةُ في العَظْم. والمِحْجَاجُ: حَدِيْدَةٌ بِمَنْزِلةِ المَرَّتُحَجُّ بها الأرْضُ: أي تُشَقُّ. وحَجَّهُ وشَجَّهُ: واحِدٌ. والحَجْحَجُ: الفَسْلُ من الرِّجَال. وحَجْحَجَ لي بالكَلام: جَمْجَمَ ولم يُبَيِّنْه. وحَجَجْ: زَجْرٌ للغَنَم.
حج
أصل الحَجِّ القصد للزيارة، قال الشاعر:
يحجّون بيت الزّبرقان المعصفرا
خصّ في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك، فقيل: الحَجّ والحِجّ، فالحَجُّ مصدر، والحِجُّ اسم، ويوم الحجّ الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة، وروي: «العمرة الحجّ الأصغر» .
والحُجَّة: الدلالة المبيّنة للمحجّة، أي:
المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين. قال تعالى: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ [الأنعام/ 149] ، وقال: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا [البقرة/ 150] ، فجعل ما يحتجّ بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم بهنّ فلول من قراع الكتائب
ويجوز أنّه سمّى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
[الشورى/ 16] ، فسمّى الداحضة حجّة، وقوله تعالى: لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ [الشورى/ 15] ، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمُحاجَّة: أن يطلب كلّ واحد أن يردّ الآخر عن حجّته ومحجّته، قال تعالى: وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ: أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ [الأنعام/ 80] ، فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ [آل عمران/ 61] ، وقال تعالى: لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ [آل عمران/ 65] ، وقال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ [آل عمران/ 66] ، وقال تعالى: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ [غافر/ 47] ، وسمّي سبر الجراحة حجّا، قال الشاعر:
يحجّ مأمومة في قعرها لجف
باب الحاء مع الجيم ح ج، ج ح مستعملان

حج: قد تُكسَر الحَجّةُ والحَجُّ فيقال: حِجُّ وحِجَّةٌ. ويقال للرجل الكثير الحَجٍّ حَجّاج من غير إمالةٍ. وكلُّ نعت على فَعّال فإنّه مفتوح الألف، فإذا صيَّرتَه اسماً يَتَحَوَّل عن حال النَّعْت فتدخله الإمالة كما دَخَلَتْ في الحَجّاج والَعجّاج. وحَجٍّ علينا فُلانٌ أي قَدِمَ. والحَجُّ: كثرة القَصْد إلى من يُعَظَّم، قال:

كانت تحُجُّ بنُو سَعْدٍ عِمامتَه ... إذا أَهَلُّوا على أنصابِهم رَجَبا  حَجُّوا عِمامتَه: أي عظَّمُوُه. والحِجَّةُ: شَحْمةُ الأُذُن، قال لبيد:

يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كل حجة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا

ويقال: الحجة هيهنا الموسم. والحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، تقول: حَمَلوا ثم حَجْحَجوا أي نَكَصُوا، قال :

حتّى رَأَى رايتَهم فَحَجْحَجا

والمَحَجَّةُ: قارعة الطريق الواضح. والحُجَّةُ: وَجْهُ الظَّفَر عند الخُصومة. والفِعل حاجَجْتُه فَحَجَجْتُه. واحتَجَجْتُ عليه بكذا. وجمع الحُجَّة: حُجَجٌ. والحِجاج المصدر. والحَجاجُ: العظمُ المستدير حولَ العَين، ويقال: بل هو الأَعْلى الذي تحت الحاجب، وقال:

إذا حَجاجا مُقلتَيْها هَجَّجا

والحَجيجُ: ما قد عُولِجَ من الشَجَّة، وهو اختلاط الدَّمِ بالدماغ فيصب عليه السَّمْنُ المَغْلِيُّ حتى يظهَرَ الدمُ فيُؤخَذُ بقُطنةٍ، يقال: حَجَجْتُه أحُجُّه حَجّاً. الجَحْجاحُ: السيِّدُ السَّمْحُ الكريمُ، ويجمع: جَحاجِحة، ويجوز بغير الهاء، قال أمية : ماذا ببدر فالعقنقل ... من مرازبة جَحاجحْ

وأَجَحَّتِ الكلبةُ: أي حَمَلَتْ فهي مُجحٌّ.
الْحَاء وَالْجِيم

حَجَّ علينا: قَدِمَ.

وحَجِّهُ يَحُجُّهُ حَجاً: قصَدَه، قَالَ المُخَبَّل:

وأشْهَدُ مِن عَوْف حُلُولاً كَثيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبّ الزِّبَرْقانِ المُزَعفرا

أَي يَقْصِدونه ويزُورُونه.

والحَجُّ: القَصدُ للتوجه إِلَى الْبَيْت بِالْأَعْمَالِ الْمَشْرُوعَة فَرْضاً وسُنةً، وَأَصله من ذَلِك. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَب الناسَ فأعْلَمَهُم أنّ الله قد فرض عَلَيْهِم الحَجَّ. فَقَامَ رَجُلٌ من بني أسَدٍ فَقَالَ: يَا رسولَ الله أَفِي كل عَام؟ فاعرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَاد الرجل ثَانِيَة، فاعرض عَنهُ، فَعَاد ثَالِثَة. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُؤمنُكَ أَن أقُولَ نَعَمْ فَتَجبَ فَلَا تقومونَ بهَا فَتَكْفُرُونَ " أَي تَدْفَعُونَ وُجُوَبها لِثِقَلها فَتَكْفُرُون، وَأَرَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُؤمنكَ أَن يُوحَى إِلَى أَن أَقُول نَعَم فأقُولَ.

وحَجَّهُ يَحُجُّهُ وَهُوَ الحَجّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حَجهُ يَحُجَّهُ حِجّاً، كَمَا قَالُوا ذَكَرَه ذِكْراً وَقَوله أنشدَهُ ثعلبٌ

يَوْمَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا ... وكُلَّ أُنَثى حَمَلَتْ خَدُوجا

وكُلَّ صَاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا ... ويَسْتَخفُّ الحَرَمَ المَحْجوجا

فسره فَقَالَ: يستخف الناسُ الذَّهابَ إِلَى هَذِه الْمَدِينَة لأنَّ الأَرْض دحيت من مَكَّة، فَيَقُول يَذْهَبُ النَّاسُ إِلَيْهَا لأنْ يُحْشَروا مِنْهَا. وَيُقَال: إِنَّمَا يَذْهَبُونَ إِلَى بَيت المَقْدِسِ.

ورَجُلٌ حاجُّ وَقوم حُجّاجٌ وحَجيجٌ. فَأَما قَوْلُهمْ: أقبل الحاجُّ والدَّاجُّ فقد يكون أَن يُرَادَ بِهِ الجنسُ، وَقد يكون اسْما للجَمْع كالحامل والباقرِ.

والحِج: الحُجّاجُ. قَالَ:

حِجٌّ بأسْفَل ذِي المَجازِ نُزُولُ

وَقَالَ:

كأنَّما أصْوَاتُها فِي الوَادِي ... أصْوَاتُ حِجٍّ من عمان غادي

هَكَذَا انشده ابْن دُرَيْد بِكَسْر الْحَاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: حَجّةٌ واحدةٌ يُرِيدُونَ عَمَل سَنَةٍ واحدةٍ.

وآحْتَجَّ البيتَ: كَحَجَّهُ عَن الهَجْرِيّ: وانشد:

تركتُ احْتجاجَ البيتِ حَتى تظاهَرَتْ ... عَلىَّ ذُنُوبٌ بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ

وَذُو الحِجّةِ: شهر الحَجَّ، سُمي بذلك لِلْحَجِّ فِيهِ. والحِجَّةُ: السنةُ، والجمعُ حِجَجٌ.

والمَحَجَّةُ: الطريقُ. وَقيل: مَحَجّةُ الطَّرِيق سَنَنُهُ.

والحُجّةُ: مَا دوفعَ بِهِ الخَصمُ، والجمعُ حُجَجٌ وحِجاجٌ.

وحاجَّهُ مُحَاجَّةً وحِجاجا: نازَعه الحُجةَ.

وحَجَّهُ يحُجُّهُ حَجا: غَلَبَهُ على حُجّته. وَفِي الحَدِيث " فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " واحْتَجَّ بالشَّيْء: اتَّخذهُ حُجةً.

وحَجّهُ يَحجُّه حَجاً فَهُوَ محجُوجٌ وحَجيجٌ: إِذا قَدَح بالحديد فِي العَظْمِ حَتَّى يتلطخ الدِّمَاغ بِالدَّمِ فَيَقْلَعَ الجلْدَة الَّتِي جَفَّتْ ثمَّ يُعالَجُ ذَاك فيلتئم بِجلْدٍ وتَكُون آمَّةً. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف امْرَأَة:

وصَبَّ عَلَيْهَا الطِّيبَ حَتَّى كَأَنَّهَا ... أسىٌّ على أُمِّ الدِّمَاغ حَجيجُ

وَكَذَلِكَ حَجَّ الشَّجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً. قَالَ الشَّاعِر:

يَحُجُّ مأمُومَةً فِي قَعْرِهاَ لجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبيبِ قَذَاها كالمَغارِيد

وَقيل: الحَجّ: أَن يُشَجَّ الرجل فيختلطَ الدَّم بالدماغ فَيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغَلَّى أَو اللَّبنُ المُغَلَّى حَتَّى يظهَرَ الدَّمُ فَيُؤخَذَ بقُطْنَةٍ.

وَقيل: حَجَّ الجُرحَ: سَبَرَه ليعرفَ غَوْرَهُ، عَن ابْن الاعرابي.

وحَجَّ العَظْمَ يحُجُّهُ حَجاً: قَطَعَهُ من الجُرْحِ واستخرجه. وَقد فسَّره بعضُهم بِمَا انشدناه لأبي ذُؤَيْب.

وأحَجَّ الشَّيْء: صَلُبَ. قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِي:

ضَرَبْنَ بكُلِّ سالفَةٍ ورَأسٍ ... أحَجَّ كأنَّ مُقْدَمَه نَصيلُ

والحِجاجُ والحَجاجُ: العَظْمُ النَّابِت عَلَيْهِ الْحَاجِب وَقيل: الحجاجان: العظمان المُشرفان على غاري الْعين. وَقيل: هما مَنْبتا شَعَرِ الحاجبين من العظمِ، وَقَوله:

تُحاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَوْصَاءُ ضَمَّها ... كَلاَلٌ فَجالَتْ فِي حَجا حاجبٍ ضَمْرِ

فان ابْن جني قَالَ: يُريدُ: فِي حَجاجٍ حاجبٍ ضَمْرٍ، فَحذف للضرورةِ. وَعِنْدِي انه أَرَادَ بالحَجا هُنَا الناحيَةَ.

وَالْجمع أحِجَّةٌ وحُجُجٌ.

عليٌّ: حُجُجٌ شاذٌّ، لِأَن مَا كَانَ من هَذَا النَّحْوِ لم يُكسَّر على فُعُل كراهيَةَ التَّضْعِيف، فَأَما قَوْله

يَتْرُكْنَ بالامالسِ السَّمارِجِ ... للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ والهَزَالجِ

كُلَّ جَنينٍ مَعِرِ الحَوَاججِ

فَإِنَّهُ جمع حِجاجاً على غير قياسٍ. وَأظْهر التَّضْعِيف اضطرارا.

والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي العَظْم.

والحَجَّةُ والحاجَّةُ: شحمةُ الأذُن، الأخيرةُ اسْم كالكاهل وَالْغَارِب.

والحَجَّةُ أَيْضا: خَرَزَةُ لُوْلُؤَةٍ تُعَلَّقُ فِي الأذُن، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَرُبمَا سُمِّيَتْ حاجَّةً.

والحَجَّاجُ: اسْم رجل، اماله بعض أهل الإمالة فِي جَمِيع وُجوه الْإِعْرَاب على غير قِيَاس فِي الرّفْع وَالنّصب. وَمثل ذَلِك النَّاس فِي الْجَرّ خَاصَّة، وَإِنَّمَا مثَّلْتُه بِهِ لِأَن ألف الْحجَّاج زَائِدَة غير منقلبة، وَلَا يجاوزها مَعَ ذَلِك مَا يُوجب الإمالة. وَكَذَلِكَ النَّاس، لِأَن الأَصْل إِنَّمَا هُوَ الأُناس. فحذفوا الْهمزَة وَجعلُوا اللَّام خَلَفا مِنْهَا كالله إِلَّا انهم قد قَالُوا الأُناس. قَالَ وَقَالُوا: مَرَرْتُ بناس فأمالوا فِي الجَرّ خاصَّةً تَشْبِيها للالف بالف فَاعل لِأَنَّهَا ثانيةٌ مثلهَا، وَهُوَ نَادِر، لِأَن الْألف لَيست منقلبَةً، فَأَما فِي الرَّفْع والنَّصب فَلَا يُميله أحدٌ. وَقد يَقُولُونَ حَجَّاجٌ، بِغَيْر ألف ولامٍ كَمَا يَقُولُونَ الْعَبَّاس وعبَّاسٌ، وَقد تقدَّمَ تَعْلِيل ذَلِك.

وحَجِجْ: من زَجْرِ الغَنمِ. وحَجَحجَ الرجلُ: نَكصَ. وَقيل: عَجَزَ وقَصَّرَ وانشد ابْن الاعرابي:

ضَرَبا طِلَخْفاليس بالمُحَجْحِجِ

أَي لَيْسَ بالمُتَوَاني المُقَصِّر.

وحَجْحَجَ الرَّجلُ: لم يُبْدِ مَا فِي نَفسه.

والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَن الشَّيْء والارْتداع.

وحَجْحَجَ عَن الشَّيْء: كفَّ عَنهُ.

وحَجْحَجَض: صَاحَ.

وتَحَجْحَجَ القومُ بِالْمَكَانِ: أَقَامُوا فِيهِ فَلم يَبْرَحُوا.

حج

1 حَجَّ, aor. ـُ (S, A, Mgh, Msb,) inf. n. حَجٌّ, (S, Mgh, Msb, K,) He repaired, or betook himself, to, or towards, syn. قَصَدَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) a person (S, A, Mgh) [or place], in an absolute sense: or to, or towards, an object of reverence, veneration, respect, or honour: or, accord. to Kh, he repaired, or betook himself, much, or frequently, to, or towards, an object of this kind: and also he repaired to, betook himself to, or visited, a person: (TA:) and he went to, or visited, a person repeatedly, or frequently. (ISk, T, S, Mgh, K. *) You say also, حَجَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا The sons of such a one continued long going repeatedly to visit such a one. (S.) b2: Hence, (S, Mgh, Msb,) aor. and inf. n. as above, (S,) and inf. n. حِجٌّ also, (Sb, L,) or this is a simple subst., (S, Msb, K,) by a conventional usage, (S,) or predominantly, (Mgh,) or by restriction of its usage in the law, (Msb,) He repaired to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Mgh, Msb,) to perform the religious rites and ceremonies of the pilgrimage; (S, Mgh, Msb, K;) or for the purpose of the عُمْرَة [q. v.; but this latter meaning is very rare: the usual meaning is, he performed the pilgrimage to Mekkeh and Mount' Arafát, with all the rites and ceremonies prescribed to be observed at, and between, those two places]: (Msb:) or he repaired to the House [of God, at Mekkeh,] and performed the actions prescribed for that occasion by the law of the Kur-án and the Sunneh. (L.) [See حَجٌّ, below.] You say also, حَجَّ الَيْتَ, aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, (T, S,) and ↓ احتجّهُ, (El-Hejeree, TA,) He performed the pilgrimage to the House [of God, at Mekkeh]; (T, S;) because people repair to it every year. (T, TA.) And حَجُّوا مَكَّةَ [They performed the pilgrimage to Mekkeh]. (A.) and مَا حَجَّ وَلٰكِنَّهُ دَجَّ He did not repair to Mekkeh to visit the House of God, (Aboo-Tálib, Az,) or for the performance of the rites and ceremonies of the pilgrimage, (Msb,) but he journeyed for mercantile purposes. (Aboo-Tálib, Az, Msb. [See also art. دج.]) And hence, accord. to some, لَجَّ فَحَجَّ, a prov., which see below. (TA.) b3: Also, (TA,) inf. n. حَجٌّ, (K,) He came, or arrived. (K, TA.) You say, حَجَّ عَلَيْنَا فُلَانٌ Such a one came to us. (TA.) A2: Also, [aor., accord. to rule, as above,] inf. n. حَجٌّ, He shaved [his head; as one does on completing the performance of the rites and ceremonies of the pilgrimage: see حَجٌّ, below]. (TA.) A3: Also, (IAar, A, &c.,) aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, (TA,) He probed a fracture of the head, (K,) or a wound, (A, TA,) with a مِحْجَاج, (A, K,) or مِيل, (TA,) for the purpose of curing it: (TA:) or he probed a wound to know its depth: (IAar, TA:) or he examined a cleft in the head to know whether there were in it bone or blood: (ISh, TA:) or he dressed and cured a wound in the head reaching to the brain: or he poured boiled clarified butter upon a fracture of the head, in consequence of which the blood was mixed with the brain, until the blood appeared, which he took away with a little cotton: (TA:) or حَجَّهُ, inf. n. حَجٌّ, signifies he probed a fracture of his head for the purpose of curing it: (S:) or he made a perforation in the bone [of his broken head] (قَدَحَ فِيهِ) with an iron instrument, it being broken so that the brain was befouled with blood, and pulled off the skin that had dried up, and then cured it, so that it closed up with a [new] skin: it relates to a wound reaching to the brain. (L.) b2: Also, aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, He cut out and extracted a bone from a wound. (TA.) A4: Also, (A, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. حَجُّ, (K,) He overcame another in, or by, an argument, a plea, an alle-gation, a proof, an evidence, or a testimony. (A, Msb, K.) See 3. It is said in a prov., لَجَّ فَحَجَّ (S, TA) He was pertinacious in litigation, dispute, or altercation, and overcame therein [as is implied in the S, and expressed in the TA]: or he persevered until he performed the pilgrimage [not having intended to do so when he set out: see Freytag's “ Arab. Prov. ” ii. 452]. (TA.) A5: Also, (TA,) [aor., accord. to rule, حَجِّ,] inf. n. حَجٌّ; (K;) and ↓ حَجْحَجَ, (K,) inf. n. حَجْحَجَةٌ; (TA;) He refrained, forbore, or abstained, (K, TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing. (TA.) [See also the latter verb below.]3 حاجّهُ, (S, A, Mgh, Msb,) inf. n. مُحَاجَّةٌ (A, Msb, TA) and حِجَاجٌ, (TA,) He contended with him in, or by, an argument, a plea, an allegation, a proof, an evidence, or a testimony. (S, Mgh, Msb, TA.) You say, ↓ حاجّهُ فحَجَّهُ He contended with him in, or by, an argument, &c., and he overcame him therein, or thereby. (S, A, * Mgh, Msb.) b2: [And hence, حاجّ He pleaded in a lawsuit.]4 احجّهُ He sent him to perform the pilgrimage to Mekkeh, and the religious rites and ceremonies thereof. (S, Msb, K.) 6 تَحَاجٌّ [inf. n. of تحاجّوا] The contending, one with another, in a litigation, a dispute, or an altercation; (S, K;) the adducing arguments, pleas, allegations, proofs, evidences, or testimonies, one with another. (KL.) 8 إِحْتَجَ3َ see 1.

A2: [احتجّ بِشَىْءٍ He adduced, or urged, or defended himself by adducing or urging, a thing as an argument, a plea, an allegation, a proof, an evidence, or a testimony.] You say, احتجّ عَلَى خَصْمِهِ بِحُجَّةٍ شَهْبَآءَ [He argued against his adversary with a strong, or a difficult, argument, plea, &c.]. (A.) R. Q. 1 حَجْحَجَ, inf. n. حَجْحَجَةٌ: see 1, last signification. b2: Also He retired, or drew back; or did so in fear: (S, K:) or he lacked power, or ability. (TA.) One says, حَمَلُوا عَلَى القَوْمِ حَمْلَةً ثُمَّ حَجْحَجُوا They made a single charge, or assault, upon the party, and then retired, or drew back; or drew back in fear: (S, TA:) or lacked power, or ability. (TA.) b3: He refrained from saying what he desired, or was about, to say; (S, K;) like مَجْمَجَ: (S:) or he did not reveal, or manifest, what was in his mind. (M, TA.) It is said in one of the provs. of Meyd, نَفْسُكَ بِمَا تُحَجْحِجُ أَعْلَمُ Thou thyself knowest better than others [what thou refrainest from uttering, or] what is in thy mind. (TA.) b4: He remained, stayed, abode, or dwelt, (K, TA,) بِمَكَانٍ

in a place; not quitting it; as also ↓ تَحَجْحَجَ. (TA.) R. Q. 2 تَحَجْحَجَ: see what next precedes.

حَجُّ and ↓ حِجٌّ, the former an inf. n., and the latter a simple subst., (S, Msb, K,) or the latter also is an inf. n., (Sb, L,) [both used as substs.,] The pilgrimage to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Msb,) to perform the religious rites and ceremonies prescribed to be observed on that occasion: (S, Msb, K:) Ks makes no difference between these two words: some say that the former is employed to signify the religious rites and ceremonies of the pilgrimage because they follow the repairing to Mekkeh, or because they are completed by shaving [the head], or because people continue long going to and fro to perform them: accord. to Az, it signifies the performance of the religious rites and ceremonies of the pilgrimage of one year; and some say ↓ حِجٌّ and ↓ حِجَّةٌ: (TA:) or this last signifies a single pilgrimage, for the performance of its appointed religious rites and ceremonies; deviating from rule; (S, Mgh, Msb, K;) for by rule it should be ↓ حَجَّةٌ, (S, Mgh, K,) which, Th says, has not been heard from the Arabs: (Mgh, Msb:) Ks says that ↓ حَجَجْتُ حِجَّةً and رَأَيْتُ رُؤْيَةً are the only deviations from the model of فَعَلْتُ فَعْلَةً in all the language of the Arabs: but El-Athram and others are related to have said, We have not heard from the Arabs حَجَجْتُ حِجَّةً

nor رَأَيْتُ رِئْيَةً; they saying only ↓ حَجَجْتُ حَجَّةً: (L, TA:) whence it appears that ↓ حَجَّةٌ and ↓ حِجَّةٌ were both used: (TA:) the pl. of the latter is حِجَجٌ: (Mgh, Msb:) so in the saying, نَذَرَ خَمْسَ حِجَجٍ [He made a vow to perform five pilgrimages]. (Mgh.) Hence, ↓ ذُو الحِجَّةِ (S, Mgh, Msb) and ↓ ذو الحَجَّةِ, (Msb, TA,) which latter is said by Kz and 'Iyád and Ibn-Kurkool to be the more common, (TA,) [or, accord. to Fei, the contr. is the case, for he says,] some pronounce it in the latter manner, (Msb,) [The last month of the Arabian calendar;] the month of the pilgrimage; (S, Mgh, Msb;) so called because the pilgrimage to Mekkeh, and the religious rites and ceremonies thereof, are performed in it: (TA:) pl. ذَوَاتُ الحجّهِ: (S, Msb:) they did not say ذَوُو الحَجّةِ agreeably with the singular. (S.) [Hence also,] ↓ وَحَجَّةِ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ [By the pilgrimage which is the ordinance of God, I will not do this or that thing]: a form of oath used by the Arabs. (S, K.) What is commonly termed الحَجُّ is sometimes termed الحَجُّ الأَكْبَرُ [The greater pilgrimage]: العُمْرَةُ [q. v.] being termed الحَجَّ الأَصْغَرُ [the minor pilgrimage]. (Kull p. 168.) b2: See also حَاجٌّ.

حِجُّ: see حَجُّ, in two places: b2: and see also حَاجٌّ.

حَجَّةٌ: see حَجٌّ, in five places.

A2: Also, (IAar, K,) and ↓ حِجَّةٌ, (S, K,) the former of which is the word commonly known, (IAar in a marginal note in a copy of the S,) and ↓ حَاجَّةٌ, which is a subst. like كَاهِلٌ and غَارِبٌ, (L,) The lobe of the ear. (S, L, K.) b2: And the first, The bore, or perforation, of the lobe of the ear. (AA, TA.) b3: And A bead, or a pearl, that is hung in the ear; (K;) sometimes called ↓ حَاجَّةٌ. (IDrd, TA.) حُجَّةٌ A mode [of argument or the like] by which one overcomes in a litigation, dispute, or altercation; so called because recourse is had to it (لِأَنَّهَا تُحَجُّ, i. e. تُقْصَدُ): (T, TA:) that by which one rebuts, or refels, an adversary in a litigation, dispute, or altercation: an argument; a plea; an allegation: [it may be true or false: see Kur xlii. 15, and xlv. 24:] (TA:) a proof; an evidence; a testimony: (S, Msb, K:) [a title; a voucher: often thus used in the present day:] also applied to a person; like ثَبَتٌ; (A and Mgh and TA in art. ثبت;) [as in the saying, مَنْ حِفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ He who preserves in his mind a word, or an authority, &c., is an evidence against him who does not; occurring often in the larger lexicons, expressing the superior authority of hearsay, or usage, over analogy &c.; and in the saying,] أَنْتَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِكَ [Thou art an evidence against thyself]; a phrase mentioned by Akh: (S in art. بصر:) [also, an excuse:] pl. حُجَجٌ (A, Msb) and حِجَاجٌ. (TA.) حِجَّةٌ: see حَجٌّ, in four places. b2: Also A year: (S, Msb, K:) pl. حِجَجٌ. (S, A, Msb.) You say, أَقَمْتُ عِنْدَهُ حِجَّةً [I stayed at his abode a year], and ثَلَاثَ حِجَجٍ كَوَامِلَ [three complete years]. (A.) A2: See also حَجَّةٌ.

حُجُجٌ: see حَجِيجٌ, in two places: b2: and see also حَجَاجٌ.

حَجَاجٌ and ↓ حِجَاجٌ The surrounding bone of the eye, (Msb, TA,) upon [the upper part of] which grows the eyebrow; (TA;) the bone that surrounds the cavity of the eye, upon [the upper part of] which grows the hair of the eyebrow: (ISk, TA:) it is said in a trad. that a female hyena and her young ones were within the حجاج of the eye of an Amalekite: (TA:) or the [supra-orbital] bone upon which grows the hair of the eyebrow; (S, K;) the bone that projects over the cavity of the eye: (IAmb, Msb:) or the upper bone, beneath the eyebrow: (TA:) of the mase. gender: (Msb:) pl. [of pauc.] أَحِجَّةٌ (S, Msb) and [of mult.] ↓ حُجُجٌ, deviating from a general rule, accord. to which a sing. of the measure to which this belongs does not assume this form of pl. because the reduplication is disapproved: also, by poetic license, حَوَاجِجُ, contr. to rule, for حَوَاجُّ. (TA.) The expression فِى

حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرٍ is used by poetic license for فى حَجَاجِ حاجب ضمر. (TA.) b2: [Hence,] both words also signify (tropical:) The upper limb of the disk (i. q. حَاجِب) of the sun, appearing when it begins to rise. (A, K, TA: but in the A, only the latter form of the word is given.) b3: Also, [hence,] both words, (tropical:) A side. (A, * K.) Yousay, مَرُّوا بِحِجَاجَىِ الجَبَلِ (tropical:) They passed by the two sides of the mountain. (A.) حِجَاجٌ: see the paragraph next preceding.

حَجِيجٌ A man upon whom the operation termed حَجٌّ (the probing of a fracture of the head, &c.,) has been performed; (S, L;) as also ↓ مَحْجُوجٌ. (L.) And A fracture of the head that has been medically treated, or cured: b2: and also A certain mode of medical treatment, or curing, of such a fracture. (As, TA.) b3: ↓ حُجُجٌ (pl. of حَجِيجٌ, TA) signifies Probed wounds. (K.) b4: and ↓ this same pl., Roads much furrowed [by the feet of beasts or men] (مُحَفَّرَةٌ): (L, K:) but it is uncertain whether its sing., if it have any, be حَجِيجٌ or حِجَاجٌ. (MF.) A2: Also i. q. ↓ مُحَاجٌّ as act. part. n. of حَاجَّ: so in the phrase, أَنَا حَجِيجُهُ I am he who will overcome him by arguments, or proofs, or the like: occurring in a trad. relating to Ed-Dejjál. (TA.) A3: See also حَاجٌّ.

حَجَّاجٌ A frequent performer of the pilgrimage to Mekkeh, and of the religious rites and ceremonies ordained for that occasion: the ا in this word, as in other epithets of the same measure, does not [regularly] admit of imáleh; but when it is used as a proper name, it admits this, agreeably with rule: some pronounce its ا with imáleh even when it is in the nom. or accus. case, contr. to rule. (TA.) حَاجٌّ act. part. n. of 1; Repairing, or betaking himself, to [a person or place]. (Msb.) b2: and hence, (S, Msb,) A man repairing to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Msb,) to perform the religious rites and ceremonies of the pilgrimage; (S, Msb, K;) or for the purpose of the عُمْرَة: (Msb: [but see 1:]) [a pilgrim of Mekkeh; or one who has performed the pilgrimage of Mekkeh: see what follows:] as also ↓ حَاجِجٌ, (S, K,) the original form, sometimes used by poetic license: (S:) pl. حُجَّاجٌ and ↓ حَجِيجٌ (S, A, Msb, K) and حُجٌّ; (S, K;) or rather the second of these is a quasi-pl. n., a kind of noun which, as well as the coll. gen. n., is often called by the lexicographers a pl., though not so called by the grammarians: (MF:) حَاجٌّ is also used as a pl., syn. with حُجَّاجٌ, like as سَامِرٌ is with سُمَّارٌ: (Mgh:) it may be considered as a gen. n., and is sometimes a quasi-pl. n., like جَامِلٌ and بَاقِرٌ; (TA;) as is also ↓ حِجٌّ; signifying a company of pilgrims of Mekkeh; or pilgrims, collectively; (ISk, L;) and likewise ↓ حَجٌّ. (So in a marginal note in a copy of the S.) The fem. is ↓ حَاجَّةٌ: pl. حَوَاجُّ: (S, K:) you say حَوَاجُّ بَيْتِ اللّٰهِ when they have performed the pilgrimage; but when they have not yet performed it, [being in the act of performing it,] you say حَوَاجُّ بَيْتَ اللّٰهِ, in which latter case you would say حَوَاجٌّ were not this word imperfectly decl.; [and in like manner, حَاجُّ بَيْتِ اللّٰهِ, and حَاجٌّ بَيْتَ اللّٰهِ;] like as you say ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ, and ضَارِبٌ زَيْدًا غَدًا. (S.) [↓ حَاجِّىٌّ, as a n. un. of حَاجٌّ, considering the latter as a coll. gen. n., like رُومٌ, of which the n. un. is رُومِىٌّ is commonly used by the Turks and Persians as signifying a pilgrim of Mekkeh: but I have not found it so used in any classical Arabic work.] You say, أَقْبَلَ الحَاجُّ وَالدَّاجُّ The company of pilgrims to Mekkeh, and of men travelling for mercantile purposes, came. (TA. [See also art. دج.]) And وَلَا دَاجَّةً ↓ لَمْ يَتْرُكْ He left not a company of pilgrims to Mekkeh (جَمَاعَةً حَاجَّةً), nor a company of their followers, or dependents. (TA from a trad. [See also arts. دج and دوج.]) A2: Also Overcoming in [or by] an argument, or a plea, or the like. (Mgh.) حَاجَّةٌ: see حَاجٌّ, in two places: A2: and see also حَجَّةٌ, in two places.

حَاجِجٌ: see حَاجٌّ.

حَاجِّىٌّ: see حَاجٌّ.

هُوَ أَحَجُّ مِنْهُ He is one who overcomes in [or by] a حُجَّة [i. e. an argument, &c.,] more than he. (Mgh.) مَحَجَّةٌ A road, or way: (Mgh, TA:) or the middle of a road; (M, voce جَرَجَةٌ;) the beaten track, or part of a road along which one travels; (T, TA;) the main part, and middle, of a road; syn. جَادَّةٌ: (S, Msb:) pl. مَحَاجُّ. (A, TA.) b2: [Hence,] اِجْعَلِ الأَمْرَ مَحَجَّةً وَاحِدَةً (assumed tropical:) Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) مِحْجَاجٌ A surgeon's probe. (S, A, K.) A2: A man much addicted to litigation, dispute, or altercation. (S, K.) مَحْجُوجٌ A man repaired to. (S.) A2: See also حَجِيجٌ.

A3: Also A man overcome in [or by] a حُجَّة [i. e. an argument, &c.]. (A, * Mgh.) مُحَاجٌّ: see حَجِيجٌ.

ضَرْبٌ مُحَجْحِجٌ A blow that is feeble, and falling short. (IAar, TA.)
الْحَاء وَالْجِيم

جَحْجَبَ الْعَدو: أهلكه، قَالَ رؤبة:

كم من عِداً جمجمَهم وجَحجَبا

وجَحْجَبي: حَيّ من الْأَنْصَار.

وحَشرَج: ردد صَوت النَّفس فِي حلقه من غير أَن يُخرجهُ بِلِسَانِهِ.

والحشرَجةُ: صَوت الْحمار من صَدره، قَالَ رؤبة: حَشْرَج فِي الجوِف سَحيلاً أَو شَهقْ

والحَشْرَجُ: شبه الْحسي تَجْتَمِع فِيهِ الْمِيَاه، وَقيل: هُوَ الْحسي فِي الْحَصَا.

والحشرَجُ: المَاء الَّذِي يجْرِي على الرضراض صافيا رَقِيقا.

والحَشْرَجُ: كوز صَغِير لطيف، قَالَ جميل:

فَلثِمتُ فاها آخِذا بِقُرونها ... شُربَ النزيف بِبَردِ مَاء الحشرَجِ

والحَشْرَجُ: الكذَّان، الْوَاحِدَة حشرجة، وَهُوَ أَيْضا النارجيل، يَعْنِي جوز الْهِنْد، كِلَاهُمَا عَن كرَاع.

والجَحْشَرُ والجُحاشِرُ، والجَحْرَشُ: الحادر الْخلق الْعَظِيم الْجِسْم العبل المفاصل، وَكَذَلِكَ الجُحاشرة، قَالَ:

جُحاشِرةٌ همٌّ كَأَن عِظامَه ... عَواثم كَسْر أَو أسيلٌ مُطَهّمُ

وجَحْشَرٌ: اسْم.

والجَحْشلُ والجُحاشل: السَّرِيع الْخَفِيف.

وجَحْشَنٌ: اسْم.

وجَحْنَشٌ: صلب شَدِيد.

وبعير جَحْشَمٌ: منتفخ الجبين، قَالَ:

نيطَتْ بِجَوزٍ جَحْشَمٍ كُماترِ

والجَمْحَشُ: الصلب الشَّديد.

وَامْرَأَة جَحْمَشٌ وجَحْمُوشٌ: عَجُوز كَبِيرَة.

والحِضَجْرُ: الْعَظِيم الْبَطن الواسعه، قَالَ: حِضَجْرٌ كأمّ التوأمينِ تَوكَّأت ... على مِرفقَيها مُستهِلّةَ عاشرِ

وحَضاجرُ: اسْم للذّكر وَالْأُنْثَى من الضباع سميت بذلك لسعة بَطنهَا، قَالَ الحطيئة:

هلاَّ غَضِبتَ لِرَحلِ جا ... رِكَ إِذْ تُنبِّذُه حَضاجِرْ

قَالَ السيرافي: وَإِنَّمَا جعل اسْما لَهَا على لفظ الْجمع إِرَادَة للْمُبَالَغَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعنَا الْعَرَب تَقول: وطب حِضَجْرٌ، وأوطب حضاجر، يَعْنِي وَاسِعَة عَظِيمَة، وَقَالَ ثَعْلَب: الحِضَجْرُ الوطب، ثمَّ سمى بِهِ الضبع سَعَة جوفها.

والحِضَجْرُة: الْإِبِل المتفرقة على رعائها من كثرتها.

وضَحْجَرَ الْإِنَاء: ملأَهُ، عَن أبي حنيفَة.

وَرجل حِنْضِجٌ: رخو لَا خير عِنْده.

وحِنْضِجٌ: اسْم.

والحَفْضَجُ والحِفْضِجُ، والحِفضاجُ، والحُفاضِجُ: الضخم الْبَطن والخاصرتين، المسترخي اللَّحْم، وَالْأُنْثَى فِي كل ذَلِك بِغَيْر هَاء وَالِاسْم الحَفْضَجةُ.

وَإِن فلَانا لمعصوب مَا حُفضِجَ لَهُ.

والحِضْجِمُ والحُضاجِمُ: الجافي الغليظ.

وهم على سُرْجوحَةٍ وَاحِدَة، إِذا اسْتَوَت أَخْلَاقهم.

والسّحْجَلةُ: دلك الشَّيْء أَو صقله، قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَيْسَ بثبت.

والسَّمْحَجُ والسِّمحاجُ والسُّمْحوجُ: الأتان الطَّوِيلَة الظّهْر.

وَفرس سمْحَجٌ: قبَاء غَلِيظَة اللَّحْم معتزة. وَزعم أَبُو عبيد أَن جمع السّمْحجِ من الْخَيل سَماحيجُ، وكلا الْقَوْلَيْنِ غلظ، إِنَّمَا سَماحيجُ جمع سِماحجٍ أَو سُمحوجٍ، وَقد قَالُوا: نَاقَة سَمْحَجٌ.

وسماحِيجُ: مَوضِع قَالَ:

جرَّت عَلَيْهِ كل ريح سَيْهوجْ ... من عَن يمينِ الخَطّ أَو سَماحيجْ أَرَادَ: جرت عَلَيْهِ ذيلها.

وَرجل جِلْحِزٌ وجِلْحازٌ: ضيق بخيل.

وحَزْجَلٌ: بلد، قَالَ أُميَّة:

أداحَيْتَ بالرّجلينِ رِجلاً تُغيرُها ... لِتُجْنَي وأمطٌ دون الْأُخْرَى وحَزجَلُ

أَرَادَ: الْأُخْرَى، فَحذف الْهمزَة وَألقى حركتها على مَا قبلهَا.

والبَحْزَجُ: الْبَقَرَة الوحشية، قَالَ رؤبة:

بِفاحمٍ وَحفٍ وعينيْ بَحْزَجِ

وَالْأُنْثَى بحزجةٌ.

والمُبَحْزَجُ: المَاء المسخن، قَالَ الشماخ يصف حمارا:

كَأَن على اكسائِها من لُغامهِ ... وَخِيفةَ خِطْمِىٍّ بماءٍ مُبحزَجِ

والجِلْحِطاءُ: الأَرْض الَّتِي لَا شجر فِيهَا، وَقيل: هِيَ الجلحظاء، بالظاء الْمُعْجَمَة، وَقيل: هِيَ الجلخطاء بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والطاء غير الْمُعْجَمَة، وَقيل: هُوَ الحَزنُ، عَن السيرافي.

والحُدْرُجُ، والحُدْرُوجُ، والمُحَدْرَجُ، كُله: الأملس.

والمُحَدْرَجُ: المفتول، وَقَول القحيف الْعقيلِيّ:

صَبحْناها السياطَ مُحَدْرَجاتٍ ... فَعَزَّتْها الضَّليعةُ والضَّليعُ

يجوز أَن تكون الملس، وَيجوز أَن تكون المفتولة، وبالمفتولة فَسرهَا ابْن الْأَعرَابِي.

وحَدْرَج الشَّيْء، كدحرجه.

والحِدْرِجانْ: الْقصير، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

وحِدرِجانُ: اسْم، عَن السيرافي خَاصَّة.

والجَحْدَرُ: الْجَعْد الْقصير، وَالْأُنْثَى جَحدرةٌ وَالِاسْم الجَحدرةُ.

وجَحْدَرٌ: اسْم. ودَحْرَج الشَّيْء فتدحرَجَ، أَي تتَابع فِي حدور.

والدُّحْروجةُ: مَا تَدَحرَج من القذر، قَالَ النَّابِغَة:

أضحتْ ينفِّرها الوِلدانُ من سَبأٍ ... كَأَنَّهُمْ تحتَ دَفَّيها دَحاريجُ

وجَحْدَلَه: صرعه، وقذه أَو لم يقذه.

وجَحْدَل الْأَمْوَال: جمعهَا.

وجَحْدَلَ إبِله: ضمهَا.

وجَحدلَها: أكراها، قَالَ ابْن احمر:

عَجِيجَ المُذكىً شدَّه بعدَ هَدأهٍ ... مُجَحْدِلُ آفاقٍ بعيدُ المذاهبِ

والجَلَدَحُ: المسن من الرِّجَال.

والجَلَنْدَحُ: الثقيل الوخم.

والجَلنْدَحةُ والجُلُندَحةُ، الصلبة من الْإِبِل.

والجُنْحُودُ وعَاء كالسفط لصغير، وَقيل: دويبة، وَلَيْسَ بثبت.

وحُنجورٌ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

أليسَ أكرمَ خلقِ الله قد عَلموا ... عِنْد الحِفاظِ بَنو عَمرو بن حُنْجُورِ

والحُنْدُج والحُندوجة: رَملَة طيبَة تنْبت ألوانا من النَّبَات قَالَ:

على أُقحُوانٍ فِي حَنادِجَ حُرةٍ ... يُناصي حشاها عانِكٌ مُتكاوِسِ

وَقيل: الحُندُجة: الرملة الْعَظِيمَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو خيرة وَأَصْحَابه: الحُندوج: رمل لَا ينقاد فِي الأَرْض، وَلكنه منبت.

وَرجل جَحْدَبٌ: قصير، عَن كرَاع، وَلَا أحقها، إِنَّمَا الْمَعْرُوف جَحْدَرٌ، بالراء، كَمَا تقدم.

والدِّحْجابُ والدُّحْجُبانُ: مَا علا من الأَرْض كَالْحرَّةِ والحزيز، عَن الهجري.

وجَحْدَمٌ: اسْم. وَرجل جِلْحِظٌ وجِلحاظٌ وجِلْحِظاءُ: كثير الشّعْر على جسده، وَلَا يكون إِلَّا ضخما.

وَرجل جَحْظَمٌ: عَظِيم الْعَينَيْنِ.

وجَمْحَظَ الْغُلَام: شدّ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثمَّ ضربه.

وجَحْمَظَ الْقوس: أطرها بالوتر.

والجَحْمَظة: القماط.

وَفِي بعض الحكايات: هُوَ بعض من جَحمظوه.

والجَحْمَظةُ: الْإِسْرَاع فِي الْعَدو، وَقد جَحمظَ.

والحُرْجُلُ والحُراجِلُ: الطَّوِيل.

والحَرْجَلُ والحَرْجَلةُ: الْجَمَاعَة من الْخَيل، تميمية.

والحَرْجَلةُ من النَّاس، كالعَرْجلةِ وَلَا يكونُونَ إِلَّا مشَاة.

والحَرْجَلةُ: الْقطعَة من الْجَرَاد.

والحَرْجَلةُ: الْحرَّة من الأَرْض، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات، وَلم يحكها غَيره.

وحَرْجَلٌ: اسْم.

والحُنْجُور: الْحلق.

والحنجرةَ: طبقان من أطباق الْحُلْقُوم مِمَّا يَلِي الغلصمة، وَقيل: الحَنْجَرة: رَأس الغلصمة حَيْثُ تحدد، وَقيل: هِيَ جَوف الْحُلْقُوم، وَالْجمع حَنْجَرٌ قَالَ:

مَنعتْ تميمٌ واللهازِمُ كلُّها ... نَمرَ العراقِ وَمَا يَلَذُّ الحَنْجَرُ

وَقَول النَّابِغَة:

من الوارداتِ الماءَ بالقاعِ تستقي ... بأعجازِها قبل استِقاءِ الحناجرِ

إِنَّمَا جعل للنخل حنَاجرَ على التَّشْبِيه بِالْحَيَوَانِ.

وحَنْجْرَ الرجل: ذبحه.

والمُحَنْجِرُ: دَاء يُصِيب فِي الْبَطن. وحَنجَرتْ عينه: غارت.

وارجَحَنَّ الشَّيْء: اهتز.

وارجَحنَّ: وَقع بِمرَّة.

وارجَحنَّ: مَال. قَالَ:

وشرابٌ خُسْرُوانيٌّ إِذا ... ذاقه الشيخُ تَغنى وارْجَحَنّ

ورحى مُرجَحِنّةٌ: ثَقيلَة، قَالَ النَّابِغَة:

إِذا رجَعتْ فِيهِ رَحىً مُرجحِنةٌ ... تَبعَّجَ ثَجّاجا غَزيرَ الحَوافلِ

وليل مُرجَحِنّ: ثقيل وَاسع.

وارجَحنَّ السراب: ارْتَفع، قَالَ الْأَعْشَى:

تَدُرُّ على أسؤقِ المُمترين ... رَكضا إِذا مَا السرابُ أرجَحَنّ

والحُجْرُوف: دويبة طَوِيل القوائم أعظم من النملة، قَالَ أَبُو حَاتِم: هِيَ العُجْرُوف. وَقد تقدّمت فِي الْعين.

وريحٌ حَرْجَفٌ: بَارِدَة، قَالَ الفرزدق:

إِذا اغْبرَّ آفاقُ السماءِ وهتَّكتْ ... سُتورَ بُيوتِ الحيّ نكباءُ حَرجَفُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا اشتدت الرّيح مَعَ برد ويبس فَهِيَ حَرجَفٌ.

وَلَيْلَة حَرْجَفةٌ: بَارِدَة الرّيح عَن أبي عَليّ فِي التَّذْكِرَة لَهُ.

والحَبْجَرُ والحِبَجْرُ: الْوتر الغليظ، قَالَ:

أرمِي عَلَيْهَا وَهِي شيءٌ بُجْرُ ... والقوسُ فِيهَا وترٌ حِبَجْرُ والحُباجِرُ، كَذَلِك. وَلم يعين أَبُو عبيد الحِبَجْرُ من أَي نوع هُوَ، إِنَّمَا قَالَ: الحِبَجرُ: الغليظ، وَقد احبَجَرَّ، فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي من قَوْله:

تُخرِجُ مِنْهَا ذنَبا حُناجِرا

بالنُّون، فَلم يفسره، وَالصَّحِيح عِنْدِي " ذَنبا حُباجِرا " بِالْبَاء، كَمَا قدم، وَهُوَ الغليظ.

والحُبْجُر والحُباجِر: ذكر الْحُبَارَى والمُحبَنْجِرُ: المنتفخ غَضبا.

والحُبْرُج، والحُبارِجُ ذكر الحباري كالحُبْجُر والحُباجِر.

والحُبْرُج والحُبارِجُ: دويبة.

وَفرس جَحْرَبٌ وجُحارِبٌ: عَظِيم الْخلق.

والجَحْرَبُ من الرِّجَال: الْقصير الضخم الْجِسْم.

والجِحِنْبارُ: الضخم، وَقيل: الْوَاسِع الْجوف، عَن كرَاع، قَالَ: لَا يكَاد يُوجد على فِعِنلالٍ غَيره.

وحَرْجَمَ الْإِبِل: رد بَعْضهَا على بعض.

واحرَنْجَمَ الرجل: أَرَادَ الْأَمر ثمَّ كذب عَنهُ.

واحرَنْجَمَ الْقَوْم: اجْتمع بَعضهم إِلَى بعض.

واحرَنْجَمَتِ الْإِبِل: اجْتمعت وبركت.

وَرجل جَحْرَمٌ وجُحارِمٌ: سيئ الْخلق ضيقه، وَهِي الجَحْرَمة.

والحِنْجِلُ من النِّسَاء: الضخمة الصخابة البذيئة، عَن كرَاع.

والحُنْجُل: ضرب من السبَاع.

والحَفلّج والحُفالِجُ: الأفحج.

والجَحْفَل: الْجَيْش الْكثير، وَلَا يكون ذَلِك حَتَّى تكون فِيهِ خيل.

والجَحْفَلُ: السَّيِّد الْكَرِيم.

وتجَحفلَ الْقَوْم: تجمعُوا، وَهُوَ من ذَلِك.

وجَحْفَلةُ الدَّابَّة: مَا تنَاول بِهِ الْعلف، وَقيل الجَحفَلةُ من الْخَيل والحمر وَالْبِغَال، بِمَنْزِلَة الشّفة من الْإِنْسَان والمشفر للبعير، واستعاره بَعضهم لذوات الْخُف، فَقَالَ: جابَ لَهَا لُقمانُ فِي قِلاتِها

مَاء نَقوعا لِصَدا هاماتِها

تَلهَمُه لَهما بِجَحْفَلاتِها

والجَحَنْفَلُ: الغليظ، وَهُوَ أَيْضا الغليظ الشفتين، نونه مُلْحقَة لَهُ بِبِنَاء سفرجل.

والحُباجِلُ: الْقصير الْمُجْتَمع الْخلق.

وَشَيخ جِلْحابٌ وجِلْحابةٌ: كَبِير مول.

والجِلحَبُّ: الْقوي الشَّديد، قَالَ:

وَهِي تريدُ العَزَبَ الجِلْحَبّا

والمُجْلَحِبُّ: الممتد، وَلَا أحقه.

والجِلْبِحُ من النِّسَاء: الدميمة القميئة القصيرة، قَالَ الضَّحَّاك العامري:

إِنِّي لأَقْلِي الجِلبِحَ العجوزا ... وأمِقُ الفَتِيَّة العُكْمُوزا

وحَمْلَجَ الْحَبل: فتله.

والحِمْلاجُ: الْحَبل المُحَملجُ.

والمُحَمْلَجةُ من الْحمير: الشَّدِيدَة الطي والجدل.

والحِمْلاجُ: قرن الثور والظبي، وَهُوَ أَيْضا: منفاخ الصَّائِغ.

وجَحْلَمهُ: صرعه، قَالَ:

وغادَروا سراتَكم مُجَحْلَمهْ

وجَحْلَمَ الْحَبل، مثل حَملَجَهُ.

واجْلَحَمَّ الْقَوْم: اجْتَمعُوا، قَالَ: نضرِبُ جَمعَيْهِمْ إِذا اجلَحمُّوا

وجَلْمَحَ رَأسه: حلقه.

وَطَرِيق لَحْجَمٌ: وَاسع وَاضح، حَكَاهُ الَّلحيانيّ، وَأرى حاءه بَدَلا من هَاء لهْجَمٍ.

والحُنْجُفُ والحُنْجُفَةُ: رَأس الورك إِلَى الحجبة.

والحُنْجوف: طرف حرقفة الورك.

وحُنجوفٌ: دويبة.

والحِنْبِجُ: الْبَخِيل.

والحِنْبِجُ: أضخم الْقمل.

والحُنبُجُ: السنبلة الْعَظِيمَة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَأنْشد لجندل بن الْمثنى فِي صفة الْجَرَاد:

يَفْرُكُ حبَّ السُّنبلِ الحُنابِجِ

والجَحْنَبُ والجَحَنَّبُ، كِلَاهُمَا: الْقصير الْقَلِيل. وَقيل: هُوَ الْقصير فَقَط، من غير أَن يُقيد بالقلة.

والحُنْبُج: الْعَظِيم.

المعتزلة

المعتزلة:
[في الانكليزية] Mutazilites
[ في الفرنسية] Mutazilites
فرقة من كبار الفرق الإسلامية وهم أصحاب واصل بن عطاء الغزالي، اعتزل عن مجلس الحسن البصري وذلك أنّه دخل على الحسن رجل فقال يا إمام الدين: ظهر في زماننا جماعة يكفّرون صاحب الكبيرة يعني الخوارج، وجماعة أخرى يرجون الكبائر ويقولون لا يضرّ مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فكيف تحكم لنا أن نعتقد ذلك؟ فتفكّر الحسن وقبل أن يجيب، قال واصل: أنا لا أقول إنّ صاحب الكبيرة مؤمن مطلقا ولا كافر مطلقا، فأثبت المنزلة بين المنزلتين، وقال: إذا مات مرتكب الكبيرة بلا توبة خلّد في النار، إذ ليس في الآخرة إلّا فريقان: فريق في الجنّة وفريق في السعير، لكن يخفّف عليه ويكون دركته فوق دركات الكفّار. فقال الحسن: قد اعتزل عنّا واصل، فلذلك سمّي هو وأصحابه معتزلة، ويلقّبون أيضا بالقدرية لإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم وإنكارهم القدر فيها. والمعتزلة لقبوا أنفسهم بأصحاب العدل والتوحيد لأنّهم قالوا يجب على الله ما هو الأصلح لعباده، ويجب أيضا ثواب المطيع فهو لا يخلّ بما هو واجب عليه أصلا، وجعلوا هذا عدلا. وقالوا أيضا بنفي الصفات الحقيقية القديمة القائمة بذاته احترازا عن إثبات قدماء متعدّدة وجعلوا هذا توحيدا وقالوا جميعا بأنّ القدم أخصّ وصف الله تعالى، وبنفي الصفات الزائدة على الذات، وبأنّ كلامه مخلوق محدث مركّب من الحروف والأصوات، وبأنّه لا يرى في الآخرة، وبأنّ الحسن والقبح عقليان، وبأنّه يجب عليه تعالى رعاية الحكمة والمصلحة في أفعاله وثواب المطيع وعقاب العاصي. ثم إنّهم بعد اتفاقهم على هذه الأمور افترقوا عشرين فرقة يكفّر بعضهم بعضا: الواصلية والعمروية والهذيلية والنّظّاميّة والإسكافية والجعفرية والبشرية والمزدارية والهشامية والصّالحية والحابطية والحدبية والمعمّرية والثّمامية والخيّاطية والجاحظية والكعبية والجبّائية والبهشمية والأسوارية، هكذا في شرح المواقف.

الفسيح

الفسيح: بِالْحَاء الْمُهْملَة الوسيع وَقيل الفسيح الْغَلَط. فَمَعْنَى قَوْلهم غلط الْعَام فسيح أَنه وسيع وَفِيه وسعة أَو غلط. الْفسق: الْخُرُوج عَن طَاعَة الله تَعَالَى بارتكاب الْكَبِيرَــة وَيَنْبَغِي أَن يُقيد بِعَدَمِ التَّأْوِيل فِي ارْتِكَاب الْكَبِيرَــة للاتفاق على أَن الْبَاغِي لَيْسَ بفاسق - وَفِي معنى ارْتِكَاب الْكَبِيرَــة الْإِصْرَار على الصَّغَائِر بِمَعْنى الْإِكْثَار مِنْهَا سَوَاء كَانَت من نوع وَاحِد أَو من أَنْوَاع مُخْتَلفَة - وَأما استحلال الْمعْصِيَة بِمَعْنى اعْتِقَاد حلهَا فَكفر صَغِيرَة كَانَت أَو كَبِيرَة. وَكَذَا الاستهانة بهَا بِمَعْنى عدهَا هَيْئَة ترتكب من غير مبالات وتجري مجْرى الْمُبَاحَات وَلَا خَفَاء فِي أَن المُرَاد مَا ثَبت بِدَلِيل قَطْعِيّ.

حَدَثَ من

حَدَثَ من
الجذر: ح د ث

مثال: يحدث الأمر الكبير من الأمر الصغير
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستخدام حرف الجر «من» مع الفعل «حدث».

الصواب والرتبة: -يحدث الأمر الكبير عن الأمر الصغير [فصيحة]-يحدث الأمر الكبير من الأمر الصغير [فصيحة]
التعليق: لم تنص المراجع التراثية على الحرف الذي يتعدى به هذا الفعل، وإذا كان معنى التعليل مفهومًا من حرف الجر، فهو موجود في «من»، كما هو موجود في «عن».

قحم

قحم: {مقتحم}: داخل بكره. المقحمات: الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها. {اقتحم}: دخل في الشيء وجاوزه بشدة.
(قحم) - في الحديث: "أَقبلَت زَيْنَبُ تَقَحَّم لِعائِشَة - رضي الله عنهما -"
: أي تتعَرَّض لِشَتْمها، وتَتَدَخَّل عليها؛ من قَولِهم: فلان يتقَحَّم في الأُمورِ؛ إذا كان يَقَع فيها من غير تَثَبُّتٍ.
(قحم)
قحوما رمى بِنَفسِهِ فِي عَظِيمَة وَيُقَال قحم فِي الْأَمر وقحم عَلَيْهِ فَهُوَ قاحم وَإِلَيْهِ قحما دنا والمنازل والمفاوز طواها منزلا بعد منزل فَلم ينزل بهَا
ق ح م: (قَحَمَ) فِي الْأَمْرِ رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَبَابُهُ خَضَعَ. وَ (أَقْحَمَ) فَرَسَهُ النَّهْرَ (فَانْقَحَمَ) أَيْ أَدْخَلَهُ فَدَخَلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَقْحِمْ يَا بْنَ سَيْفِ اللَّهِ» . وَ (اقْتَحَمَ) الْفَرَسُ النَّهْرَ دَخَلَهُ. وَ (تَقْحِيمُ) النَّفْسِ فِي الشَّيْءِ إِدْخَالُهَا فِيهِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ. 
قحم
الِاقْتِحَامُ: توسّط شدّة مخيفة. قال تعالى:
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
[البلد/ 11] ، هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ
[ص/ 59] ، وقَحَّمَ الفرسُ فارسَهُ:
توَغَّلَ به ما يخاف عليه، وقَحَمَ فلان نفسه في كذا من غير رويّة، والمَقَاحِيمُ: الذين يَقْتَحِمُون في الأمر، قال الشاعر:
مَقَاحِيمُ في الأمر الذي يتجنّب
ويروى: يتهيّب. 

قحم


قَحَمَ(n. ac. قُحُوْم)
a. [Fī], Rushed blindly, headlong into.
b.(n. ac. قَحْم), Plunged into (desert).
c. [Ila], Approached, neared.
قَحَّمَ
a. [acc. & Fī], Caused to rush, plunge into.
b. Threw off ( rider: horse ).
أَقْحَمَa. see II (a)b. Spurred into.
c. [pass.], Emigrated, fled.
تَقَحَّمَa. Dashed, plunged into.
b. [Bi], Threw off (rider).
إِنْقَحَمَa. see I (a)
إِقْتَحَمَ
a. [acc.
or
Fī]
see I (a)b. Disdained, despised.

قَحْم
قَحْمَة
(pl.
قِحَاْم)
a. Old, decrepit.

قُحْمَة
(pl.
قُحَم)
a. Rash, reckless, dangerous undertaking.
b. Year of dearth.

قُحَمa. Dangers, perils, difficulties ( of the way).
قَحَاْمَةa. Decrepitude.

قَحُوْمa. Decrepit.
b. Revolving rapidly (wheel).
قُحُوْمَةa. see 22t
مَقَاْحِمُa. Dangerous places.

مِقْحَاْم
(pl.
مَقَاْحِيْمُ)
a. Rash, reckless, fool-hardy; desperado.

أَسْوَد قَاحِم
a. Intensely black, deep black.
ق ح م : شَيْخٌ قَحْمٌ وِزَانُ فَلْسٍ مُسِنٌّ هَرِمٌ وَفَرَسٌ قَحْمٌ مَهْزُولٌ هَرِمٌ وَالْأُنْثَى قَحْمَةٌ وَالْجَمْعُ قِحَامٌ مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَنَخْلَةٌ قَحْمَةٌ إذَا كَبِرَتْ وَدَقَّ أَسْفَلُهَا وَقَلَّ سَعَفُهَا وَالْجَمْعُ قِحَامٌ أَيْضًا وَالْقُحْمَةُ بِالضَّمِّ الْأَمْرُ الشَّاقُّ لَا يَكَادُ يَرْكَبُهُ أَحَدٌ وَالْجَمْعُ قُحَمٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَقُحَمُ الْخُصُومَاتِ مَا يَحْمِلُ الْإِنْسَانَ عَلَى مَا يَكْرَهُهُ وَالْقُحْمَةُ أَيْضًا السَّنَةُ الْمُجْدِبَةُ وَاقْتَحَمَ عَقَبَةً أَوْ وَهْدَةً رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ اقْتَحَمَ الْفَرَسُ النَّهْرَ إذَا دَخَلَ فِيهِ وَتَقَحَّمَ مِثْلُهُ. 
قحم [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أرى أصل هَذَا إِلَّا من التَقَحُّم لِأَنَّهُ يَتقَحَّمُ المهالك -] وَمِنْه قحمة الْأَعْرَاب هُوَ أَن تصيبهم السَّنةُ فتُهلِكَهم فَهُوَ تَقَحُّمها عَلَيْهِم أَو تَقَحُّمهمُ بلادَ الرِّيف قَالَ ذُو الرُّمَة يصف الْإِبِل وَشدَّة مَا تلقى من السّير حَتَّى تُجهض:

[الطَّوِيل]

يُطَرِّحْنَ بالأولادِ أَو يلتزمْنَها ... على قُحَم بَين الفلا والمناهلِ ... وَقَالَ جرير [بن الخطفي -] : [الْبَسِيط]

قد جرّبَتْ مصرُ والضَّحَاك أنّهُمُ ... قوم إِذا حَاربُوا فِي حربهم قحم وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه أجَاز أَن يوكِّل الرجلُ غيرهَ بِالْخُصُومَةِ وَهُوَ شَاهد وَكَانَ أَبُو حنيفَة لَا يُجِيز هَذَا إِلَّا لمريض أَو غَائِب وَكَانَ أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد يجيزانه يأخذان بقول عَليّ رَضِي الله عَنهُ.

(ق ح م) : (الْقُحْمَةُ) الشِّدَّة وَالْوَرْطَة (وَمِنْهَا) حَدِيثُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي الْخُصُومَة وَإِنَّ لَهَا لَقُحَمًا وَفَتْحُ الْقَافِ خَطَأٌ (وَاقْتَحَمَ عَقَبَةً أَوْ وَهْدَةً) رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا عَلَى شِدَّةٍ وَمَشَقَّةٍ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَلَمَّا اقْتَحَمْنَا الْحَائِطَ وَنَزَلْنَا (وَاقْتَحَمَ) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ دَابَّتِهِ أَيْ نَزَلَ فُجَاءَةً وَالتَّقَحُّمُ مِثْلُ الِاقْتِحَامِ (وَمِنْهُ) مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَقَحَّمَ جَرَاثِيمَ جَهَنَّمَ أَيْ مَعَاظِمَ عَذَابِهَا جَمْعُ جُرْثُومَةٍ وَهِيَ أَصْلُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُجْتَمَعُهُ وَأَقْحَمَ الْفَرَسَ النَّهْرَ أَوْقَعَهُ فِيهِ وَأَدْخَلَهُ بِشِدَّةٍ (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ مِمَّنْ يُقْحِمُ بِهِمْ فِي الْمَهَالِكِ صَوَابُهُ يَتَقَحَّمُ بِهِمْ أَوْ يُقْحِمُهُمْ وَالْمَعْنَى أَنَّ هَذَا الْأَمِيرَ لَيْسَ مِنْ جُمْلَة مَنْ يُوقِعُ أَتْبَاعَهُ وَأَهْلَ جُنْدِهِ فِي الْمَتَاعِبِ وَالْمَصَاعِبِ.
قحم
قَحَمَ الرَّجُلُ يَقْحُمُ قُحُوْماً واقْتَحَمَ: وهو رَمْيُه بنَفْسِه في نَهرٍ أو أمْرٍ بلا رَوِيَّةٍ. والقَحْمُ والقَحْمَةُ: الشَّيْخُ والشَّيْخَةُ الخَرِفانِ، قَحِمٌ بَيِّنُ القُحُومَةِ. والقِحَامُ: الأُمورُ العِظَامُ، الواحِدَةُ: قحْمَةٌ. وقُحَمُ الطَّرِيْقِ: ما صَعُبَ منه، الواحِدَةُ: قُحْمَةٌ، والجَميعُ: القِحَامُ. والإقْحَامُ: إرْسَالٌ في عَجَلَةٍ. والمَقَاحِيْمُ من الإِبِلِ: التي تَقْتَحِمُ الشَّوْلَ من غير إرْسالٍ فيها، الواحِدُ: مِقْحَامٌ. والمُقْحَمُ: البَعيرُ الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سَنَةٍ واحِدَةٍ فَتَقْتَحِمُ سِنٌّ على سِنٍّ. وأُقْحِمَ البَعيرُ: وهو الذي يُقْحَمُ في المَفَازَةِ من غير مُسِيْمٍ ولا سائِقٍ. وأعْرَابِيٌّ مُقْحَمٌ: نَشَأَ بالبادِيَةِ لم يَخْرُجْ منها. والتَّقْحِيْمُ من الفَرَسِ: أنْ يَرْمِيَ فَارِسَه على وَجْهه. وفي الحَديث: إنَّ للخُصُومَةِ قُحَماً أي يتقَحَّمُ على المَهَالِكِ. وقُحْمَةُ الأعْرَابِ: سَنَةٌ جَدْبَةٌ تَقْتَحِمُ عليهم ومَحَالَةٌ قَحُوْمٌ: وهو سُرْعَةُ انْحِدَارِها. والأقْحِمَةُ: في مَعْنى الأَقْمِحَةِ.
[قحم] شيخٌ قَحْمٌ، أي هِمٌّ مثل قَحْلٍ. وقَحَمَ في الأمر قحوما: رمى بنفسه فيه من غير رويّة. والقُحْمَةُ بالضم: المهْلكةُ. وقُحَمُ الطريق: مصاعبه. وللخصومة قُحَمٌ، أي أنها تقحم بصاحبها على ما لا يريده. والقحمة: السنة الشديدة. يقال: أصابت الأعراب القُحْمَةُ، إذا أصابهم قحطٌ فدخلوا بلاد الريف. ويقال أيضاً: أُقْحِمَ أهل البادية، على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا أجدبوا فدخلوا الريف. وأقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَمَ. واقْتَحَمَ النهرَ أيضاً: دخله. وفي الحديث: " أقْحِمْ يا ابنَ سيف الله ". وقَحَّمَ الفرس فارسه تقحيما على وجه، (*) إذا رماه. وقَحَمَ في الصفّ، أي دخل. وتَقْحيمُ النفس في الشئ: إدخالها فيه من غير رويَّة. واقْتَحَمَتْهُ عيني: ازدرتْه. وقد يكون الذي تَقْحَمُهُ عينك صغيراً فترفعه فوق سنّه لعِظمه وحُسنه، نحو أن يكون ابن لبون فتظنّه حِقًّا أو جَذَعاً. والمُقْحَمُ، بفتح الحاء: البعير الذي يربِعُ ويُثني في سنة واحدة، فيُقْحِمُ سنا على سن. قال الاصمعي: وذلك لا يكون إلا لابن الهرمين. والمقحام: الفحل الذي يَقْتَحِمُ الشَول من غير إرسال فيها.
ق ح م

ركب قحمةً من القحم وهي عظام الأمور التي لا يركبها كل أحد. ووقعوا في القحمة وهي السنة الشديدة. وركب قحمة الطريق: ما صعب منها على سالكه، وللخصومة قحمٌ. واقتحم عقبه أو وهدة أو نهراً: رمى بنفسه فيها على شدّة ومشقّة، وأقحم دابته النهر. وقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن بن خالدب بن الوليد: أقحم يا ابن سيف الله. وقحّم الفرس راكبه تقحيماً: رمى به على وجهه. وتقحمت به الناقة: ندّت فلم يضبطها. وأنشد ابن الأعرابي:

أقول والناقة بي تقحّم ... وأنا منها مكلئزٌّ معصم

ويحك ما اسم أمّها يا علكم

متقبّضٌ وعلكم: رجل وهو الصلب في الصفات. يقولون: الناقة النادّة تسكن إذا سُمّيت أمّها وكذلك الجمل النادّ إذا سمّي أبوه. وإبل مقاحيم: تقتحم الشّول من غير إرسال تركبها وترمي بأنفسها عليها. وأقحمت السنة الأعراب: بلاد الريف، وأعرابي مقحم: نشأ في البادية وفي قحمتها لم يخرج منها ولم ير الريف. وشيخٌ قحمٌ، وشيخة قحمة: هرمان.

ومن المجاز: قحم نفسه في الأمور: دخل فيها بغير رويّة، وتقحّم فيها واقتحم. وفلان مقدام مقحام، ليس معه إحجام. ورأيته فاقتحمته عيني. وفي صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تقتحمه عين من صغرٍ. وفلان فيه متقحم إذا كان زريّ المرآة.
قحم: قحم. عند بلجراف (2: 343): أقحموا أي اغطس عليه، هكذا صاح الربان وجعل من نفسه قدوة في القفز (بين الأمواج وانظر 347).
أقحم: أدخل. حين اقتحم قتلة عثمان الدار من دار بني حزم، سماهم شاعر (الأغاني ص20).
المقحمون على عثمان في الدار.
ويقال: أقحم فرسه النهر، وقد يختصر فيحذف النهر ويقال أقحم فرسه (أخبار ص9).
أقحم على فلان: هاجمه، أغار عليه. (أخبار ص9، ص23).
أقحم في: دخل قطرا وتغلغل فيه (أخبار ص9).
أقحم (بالبناء للمجهول): طأطأن خضع، ففي البيضاوي (2: 47): أقحمت الأعناق.
تقحم: تستعمل استعمال اقتحم: رمى بنفسه في المكان عنوة. (معجم البلاذري).
تقحم: ارتمى على، انقض على، هاجم باندفاع وعنف. (دي ساسي طرائف 1: 40 عباد 1: 54).
تقحم: دخل بالقوة (ابن بطوطة 3: 280).
انقحم: أسرع (الكالا).
انقحم: تعرض لشؤون الآخرين وتدخل فيها، تدخل فيما لا يعنيه. (الكالا).
انقحام الخبز: حسن عجنه ورقته (الكالا).
وانظر عن الكلمة الأسبانية التي ذكرها الكالا ما ذكرته في مادة معروك.
اقتحم: ذكرت في عبارة وردت في ديوان الهذليين (ص150، البيت التاسع). وانظر الشرح.
اقتحم الأخطار: خاض الأخطار استبسل (بوشر).
اقتحم: هاجم ويقال: اقتحم عليه. ففي حيان - بسام (3: 51 ق): فاقتحم المسلمون عليهم وملكوهم أجمعين.
اقتحم: انتزع ففي تاريخ البربري (1: 245).
اقتحم الحصن من يده.
قحم: تفسير رايسة له الذي نقله فريتاج في معجمه مأخوذ من ديوان الهذليين.
غير إنه بدل أن يترجمه بما معناه كبير أي عظيم كان عليه أن يترجمه بما معناه المسنّ.
[قحم] فيه: أنا آخذ بحجزكم وأنتم "تقتحمون" فيها، أي تقعون فيها، من اقتحم أمرا عظيما وتقحمه -إذا رمى نفسه فيه من غير روية وتثبت. ك: وهم "يقتحمونها"، فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة تنبيها على أن من أخذ صلى الله عيه وسلم حجزته لا يقتحم واحترازًا عن مواجهتهم به. نه: ومنه: من سره أن "يتقحم: جراثيم جهنهم فليقض في الجد، أي يرمي بنفسه في معاظمها. وح: "تقحمت" بي ناقتي الليلة، أي ألقتني في ورطة، تقحمت به ناقته- إذا ندت به فلم يضبط رأسها فربما طوحت به في أهوية، والقحمة: الورطة والمهلكة. وفيه: من لقي الله لا يشرك به شيئًا غفر له "المقحمات"، أي الذنوب العظام التي تقحم أصحابها في النار. ن: هو بضم ميم وسكون قاف وكسر حاء أي الكبائر، وأراد بالغفران أن لا يخلد صاحبها في النار، أو المراد بعض الأمة. نه: ومنه ح: إن للخصومة "قحمًا"، هي الأمور العظيمة الشاقة، جمع قحمة، وح عائشة: أقبلت زينب "تقحم" لها، أي تتعرض لشتمها وتدخل عليها فيه، كأنها أقبلت تشتمها من غير روية ولا تثبت. وفيه ح: ابغني خادمًا لا يكون "قحمًا: فانيًا، أي شيخًا هرمًا كبيرًا. وح: "أقحمت" السنة نابغة بن جعدة، أي أخرجته من البادية وأدخلته الحضر، والقحمة: السنة تقحم الأعراب ببلاد الريف وتدخلهم فيها. وح: "لا تقتحمه" عين من قصر، أي لا تتجاوزه إلى غيره احتقارا له، وكل ما ازدريته فقد اقتحمته. غ: ((فوج "مقتحم" معكم)) داخل النار. و ((فلا "اقتحم" العقبة)) أي لم يقطعها بفك رقبة، أو لم يتحمل الكلفة في طاعة الله. ك: "أتقحم" فيه، أي أخوض وأنغمس، "وأب زن" مركبة من أب بمعنى الماء وزن بمعنى المرأة، وهو مثل الحوض كأنه للماء لا يستعمله إلا النساء غالبًا. زر: ضبطناه بفتح ألف وكسرها والباء ساكنة، ويجوز فيه النصب اسم إن والرفع على أن اسمه ضمير الشأن. ومنه: "فاقتحم" أبو طلحة عن بعيره، أي رمى نفسه من غير روية، قوله: بالمرأة- أي بحفظها، وقصد قصدها- أي نحوها. بظهر المدينة -بظاهرها، وروى: المرأة- بالنصب، أي ألزمها. وح: فاطمة: "يقتحم" عليها، أي يدخل سارق ونحوه.
باب الحاء والقاف والميم معهما ق ح م، ق م ح، ح م ق، م ح ق مستعملات

قحم: قَحَمَ الرجُلُ يَقْحَم قُحوماً في الشِعْر، ويقال في الكلام العام: اقتَحَمَ وهو رَمْيُه بنفسَه في نَهْر أو وَهْدةٍ أو في أمْرٍ من غير رَوِيّة . ويقال: قَحَمَ قُحُوماً: إذا كَبِرَ. قال زائدة: قَحَمَ وأقحَمَ تجاوَزَ، واقتَحَم هو. والقَحْم: الشّيْخ الخَرِف، والقَحْمةُ: الشَّيْخةُ، قال الراجز:

إنّي وإنْ قالوا كبير قَحْمُ ... عندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ

والقُحْمةُ: الأمْرُ العظيم. لا يَركَبُها كل أحَد، والجمعُ: قُحَم. وقُحَم الطريق: ما صَعُبَ، قال:

يَرَكَبْنَ من فَلْجٍ طريقاً ذا قُحَمْ

وبعيرٌ مِقحام: يقتَحِم الشَّوْلَ من غير إِرسالٍ فيها. والمُقْحَمُ: البعير الذي يُربع ويُثنى في سنة واحدة فَتقتَحِمُ سِنُّ. وبعير مُقْحَم: يُقْحَم في مَفازة من غير مُسيمٍ ولا سائقٍ، قال ذو الرمة:

أو مُقحَمٌ أَضعَفَ الإِبطانَ حادِجُه ... بالأَمسِ فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ

شبَّهَ به جَناحَي الظليم. وأعرابيُّ مُقْحَم: أي نَشَأ في المَفازة لم يخرُجْ منها. والتقحيم: رَمْي الفَرَس فارسَه على وجهه.

وفي الحديث: إنّ للخُصومة قُحَماً

أي إنّها تُتَقَحَّمُ على المَهالِك وقُحْمُة الأَعراب: سَنَةٌ جَدْبةَ تَتقحَّم عليهم، أو تَقَحُّمُ الأعراب بلاد الريف.

قمح: القَمْحُ: البُرُّ. وأَقْمَحَ البُرُّ: جَرَى الدقيقُ في السُّنْبُل. والاقتِماحُ: ما تَقتَمِحُه من راحتكَ في فيكَ. والاسم: القُمْحة كاللُّقْمة والأكلة. والقميحة: اسم الحوارش. والقمحان: وَرْسٌ، ويقال: زَعْفَران. وقال زائدة: هو الزَّبَدُ وقال النابغة:

إذا فُضَّتْ خَواتُمه علاه ... يَبيسُ القُمَّحانِ من المُدام

والقامِح والمُقامِحُ من الإبِلِ: الذي اشتدَّ عَطَشُه فَفَتَر فُتُوراً شديداً. وبَعير مُقْمَحٌ، وقَمَحَ يَقْمَحُ قُمُوحاً وأقمَحَه العَطَش والذليل مُقمَح: لا يكادُ يرفَعُ بصَره. وقول الله- عز وجل- فَهُمْ مُقْمَحُونَ

أي خاشعون لا يَرفَعُونَ أبصارهم، وقال الشاعر:

ونحن على جوانِبِهِ عُكُوفٌ  ... نَغُضُّ الطرف كالإبل القماح وفي المثل: الظَمَأُ القامِحُ خَيْرُ من الرِيِّ الفاضِح يُضرَبُ هذا لِما كان أوّله مَنْفَعَة وآخرهُ نَدامة. ويقال: القامِحُ الذي يَردُ الحَوضَ فلا يشرَب. ويقال: رَوِيتُ حتّى انقَمَحْتُ: أي حتى تَرَكْتُ الشَرابَ. وابِلٌِ قِماحُ.

محق: مَحَقَهُ اللهُ فانمَحَقَ وامتَحَقَ: أي ذَهَبَ خيرُه وبَرَكَتُه ونَقَصَ، قال الشاعر:

يَزدادُ حتّى إذا ما تَمَّ أعقَبَه ... كَرُّ الجَديدَيْن نَقْصاً ثمَّ يَنْمَحِقُ

والمُحِاقُ: آخِرُ الشَّهْر إذا انمَحَقَ الهِلالُ فلم يُرَ، قال:

بلالُ يا ابنَ الأَنجُمِ الأَطلاقِ ... لَسْنَ بنَحْساتٍ ولا مِحاقِ

ويُرْوَي: ولا أَمحاقِ.

حمق: استَحْمَقَ الرجلُ: فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى. وامرأةٌ مُحْمِقٌ: تَلِدُ الحَمْقَى. وفَرَسٌ مُحْمِقٌ: لا يَسْبِقُ نَتاجُها. وحَمَقَ حَماقة وحُمْقاً: صارَ أحمَقَ. والحُماقُ: الجُدَريّ . يقال منه رَجُلٌ مَحمُوقٌ. وانحَمَقَ في معنى استَحْمَقَ، قال:

والشَّيْخُ يَوماً إذا ما خِيفَ يَنْحَمِقُ  
(ق ح م)

القَحْمُ، الْكَبِير السن، وَقيل: القَحْمُ فَوق المسن مثل القحر، قَالَ رؤبة:

رأيْنَ قَحْما شابَ واقلحَمَّا

طَال عَلَيْهِ الدَّهرُ فاسْلَهَمَّا

وَالْأُنْثَى قحمةٌ. وَزعم يَعْقُوب أَن ميمها بدل من يَاء قَحْبٍ. والقَحُوُمُ كالقَحْمِ.

والقَحْمةُ: المسنة من الْغنم وَغَيرهَا كالقحبة. وَالِاسْم القَحامةُ والقُحومةُ، وَهُوَ من المصادر الَّتِي لَيست لَهَا أَفعَال.

وقَحَم الرجل يَقحُم قحوما، واقتحم وانقحم - وهما افصح - رمى بِنَفسِهِ فِي نهر أَو وهدة أَو فِي أَمر من غير رؤبة، وَقيل إِنَّمَا جَاءَت " قَحَم " فِي الشّعْر وَحده.

والقُحَمُ: الْأُمُور الْعِظَام الَّتِي لَا يركبهَا كل أحد. وقُحَمُ الطَّرِيق: مَا صَعب مِنْهَا.

واقتحَم الْمنزل: هجمه.

واقتحمَ الْفَحْل الشول: اهتجمها من غير أَن يُرْسل فِيهَا.

والإقحامُ: الْإِرْسَال فِي عجلة.

وبعير مُقحِمٌ: يذهب فِي الْمَفَازَة من غير مسيم وَلَا سائق.

وقَحَم الْمنَازل: طواها.

وَقَول عَائِذ بن منقذ الْعَنْبَري، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

تُقحم الرَّاعِي إِذا الرَّاعِي أكَبّْ

سره فَقَالَ: تُقَحِّم، لَا تنزل الْمنَازل وَلَكِن تطوى، فتُقحِّمه منزلا منزلا، يصف إبِلا. وَقَوله:

مُقَحِّمُ السَّيِرِ ظَنونُ الشِّربِ

يَعْنِي انه يقتحم منزلا بعد منزل، يطويه فَلَا ينزل فِيهِ، وَقَوله: ظنون الشّرْب، أَي لَا يدْرِي أبه مَاء أم لَا. والقُحمَةُ الانقحامُ فِي السّير، قَالَ:

لمَّا رأيتُ العامَ عَاما أسحما

كلَّفتُ نَفسِي وصحَابي قُحَما

والمُقحمُ: الْبَعِير الَّذِي يربع ويثتى فِي سنة وَاحِدَة فيقتحم سنا على سنّ قبل وَقتهَا، وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا لِابْنِ الهرمين أَو السَّيئ الْغذَاء. وأُقْحِمَ الْبَعِير: قدم إِلَى سنّ لم يبلغهَا، كَأَن يكون فِي جرم رباع وَهُوَ ثني فَيُقَال: رباع، لِعَمِّهِ، أَو يكون فِي جرم ثني وَهُوَ جذع فَيُقَال: ثنى، لذَلِك أَيْضا.

وَقيل المُقحَمُ الحِقُّ وَفَوق الحِقِّ مِمَّا لم يبزل.

وقُحْمَةُ الْأَعْرَاب وقُحَمَتُهم: سنة جدبة تقتحِم عَلَيْهِم. وَقد أُقحِموا وقُحِموا فانقحموا: أُدخلوا بِلَاد الرِّيف هربا من الجدب. وأقحمتهم السّنة الْحَضَر وَفِي الْحَضَر: أدخلتهم إِيَّاه. وكل مَا أدخلته شَيْئا فقد أقحمته إِيَّاه وأقحمته فِيهِ، قَالَ: فِي كلّ حَمْدٍ أبادَ الحمدَ نُقحمُها ... لَا نشتري الحمدَ إلاَّ دونَه قُحَمُ

والقُحْمَةُ: ركُوب الْإِثْم، عَن ثَعْلَب.

والقُحمةُ: الْمهْلكَة، وَفِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: إِن للخصومة قُحَما.

وأسود قاحِمٌ: شَدِيد السوَاد، كفاحم.

والتقحيمُ: رمي الْفرس فارسه على وَجهه، قَالَ:

يُقَحِّمُ الفارسَ لَوْلَا قَبْقَبُهُ

وقَحَمَ إِلَيْهِ يقحَمُ: دنا.

والقُحَمُ: ثَلَاث لَيَال من آخر الشَّهْر، لِأَن الْقَمَر قَحمَ فِي دنوه إِلَى الشَّمْس.

واقتَحمتْه عَيْني: ازدرته، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

من الناسِ أقوامٌ إِذا صادفوا الغَنِى ... تولَّوا وَقَالُوا للصديق وقحَّموا

فسره

فَقَالَ

: أغظوا

لَهُ وجفوه.
قحم
قحَمَ يَقحَم، قَحْمًا، فهو قاحِم، والمفعول مَقْحوم
• قحَم الفيضانُ المنازلَ: اقتحم عليها.
• قحَم الرَّجُلُ نفسَه في الأمر: رمى بها بلا رَويَّة "قحَم نفسَه في السياسة/ المشكلة/ المناظرة". 

قحَمَ في يَقحُم، قُحُومًا، فهو قاحِم وقَحْم، والمفعول مقحوم فيه
• قحَم الرَّجلُ في الأمر: رمى بنفسه فيه بلا رويَّة. 

أقحمَ يُقحم، إقحامًا، فهو مُقْحِم، والمفعول مُقْحَم
• أقحم الكلمةَ: (نح) أدخلها بين المتلازمين كالمضاف والمضاف إليه.
• أقحمَهُ المكانَ: أدخله فيه قسرًا "أقحم صديقَه الملهى الليليّ".
• أقحمه بالأمر/ أقحمه في الأمر: أدخله فيه بلا رويّة، أو ورَّطه فيه "أقحم صديقَه في اللعب معهم- أقحم نفسَه في السِّياسة- أقحمَ بلادَه في مخاطرة رَعْناء- أقحَم أسرته في مشكلة مع جيرانه" ° أقحم نفسَه فيما لا يعنيه: تدخَّل بالرأي على سبيل التطفُّل. 

اقتحمَ يقتحم، اقتحامًا، فهو مُقتَحِم، والمفعول مُقْتَحَم
• اقتحم المكانَ: هاجمه، دخله عنْوةً "اقتحم اللصوصُ
 البنكَ- اقتحمتِ الشرطةُ منزلَ المجرم- اقتحم الجمهورُ أرضَ الملعب".
• اقتحم الأمرَ: خاضه بشدَّةٍ وبصعوبة "اقتحم ميدانَ الأعمال/ ميدانَ السِّياسة/ الحملة الانتخابيّة/ سوقَ المال والتّجارة". 

تقحَّمَ يتقحَّم، تقَحُّمًا، فهو مُتقحِّم، والمفعول مُتقحَّم
• تقحَّم الأمرَ العظيمَ: اقتحمه، رمى بنفسه فيه. 

اقتحام [مفرد]:
1 - مصدر اقتحمَ.
2 - (قن) دخول غير قانونيّ إلى أملاك الغير.
3 - (سك) دخول موقع حصين بقوّة واندفاع "قامت القوَّات الأمريكيّة باقتحام مدينة البصرة العراقيّة". 

اقتحاميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اقتحام: "عمليّة اقتحاميّة جريئة لأحد مواقع العدوّ- يتمتَّع بشجاعة اقتحاميّة".
2 - مصدر صناعيّ من اقتحام: جرأة وشجاعة في الهجوم "عالج مشكلاته بواقعيّة واقتحاميّة". 

قَحْم1 [مفرد]: مصدر قحَمَ. 

قَحْم2 [مفرد]: ج أقحام وقِحام، مؤ قَحْمة، ج مؤ قِحام: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قحَمَ في. 

قُحوم [مفرد]: مصدر قحَمَ في. 

مِقْحام [مفرد]: ج مقاحيمُ، مؤ مِقْحام ومِقْحامَة: صيغة مبالغة من قحَمَ: جسور، مِقدام جريء "زعيم مِقحام- بطلٌ مقدام مِقحام- امرأة مِقْحام/ مِقْحامَة". 

مُقْحَم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أقحمَ.
2 - زائد لا يناسب السِّياق أو المقام "أمثلة مقحمة في الموضوع- أبيات شعر مقحمة في القصيدة- لفظة مُقْحَمة".
3 - (جو) خاصّ بالصخور الناريّة المقحمة في طبقة أثناء وجودها في حالة الذوبان "كتلة مقحمة: كتلة من صخر ناريّ مقحمة بين الطبقات الصخريّة الرسوبيّة". 

قحم: القَحْم: الكبير المُسنّ، وقيل: القَحْم فوق المسنّ مثل القَحْر؛

قال رؤبة:

رأَينَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمّا،

طالَ عليه الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا

والأُنثى قَحْمة، وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء قَحْبٍ. والقَحومُ:

كالقَحْم. والقَحْمة: المسنة من الغنم وغيرها كالقَحْبة، والاسم القَحامة

والقُحومة، وهي من المصادر التي ليست لها أَفعال. قال أبو عمرو: القَحْم

الكبير من الإبل ولو شبه به الرجل كان جائزاً؛ والقَحْرُ مثله. وقال أبو

العميثل: القَحْمُ الذي قد أَقحَمَتْه السِّنُّ، تراه قد هَرِمَ من غير

أوان الهَرَم؛ قال الراجز:

إني، وإنْ قالوا كَبيرٌ قَحْمُ،

عِندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ

والنَّهْم: زَجر الإبل. الجوهري: شيخ قَحْمٌ أي هِمٌّ مثل قَحْل. وفي

حديث ابن عُمر: ابْغِني خادماً لا يكون قَحْماً فانِياً ولا صغيراً

ضَرَعاً؛ القَحْم: الشيخُ الهِمُّ الكبير. وقَحَمَ الرَّجُلُ في الأَمرِ يَقْحُم

قُحوماً واقتَحَمَ وانْقَحَم، وهما أَفصح: رَمَى بنفسه فيه من غير

رَوِيَّةٍ، وقيل: رَمى بنفسه في نهر أو وَهْدةٍ أو في أَمر من غير دُرْبةٍ،

وقيل: إنما جاءت قَحَمَ في الشِّعر وحده. وفي الحديث: أَقْحِمْ يا ابنَ

سيفِ الله. قال الأزهري: وفي الكلام العام اقْتَحَم.

وتَقْحِيمُ النفْسِ في الشيء: إدخالها فيه من غير رَويَّة. وفي حديث

عائشة: أَقبلت زَيْنبُ تَقَحَّمُ لها أي تَتَعرَّضُ لشتمها وتدخل عليها فيه

كأنها أَقبلت تشتُمها من غير رويّة ولا تثَبُّت. وفي الحديث: أنا آخِذٌ

بحُجَزِكم عن النار وأَنتم تقْتَحِمُون فيها أي تقَعُونَ فيها. يقال:

اقْتَحَم الإنسانُ الأمرَ العظيم وتقَحَّمَه؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه:

مَنْ سَرَّه أن يتَقَحَّم جرَاثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الجَدِّ أي يرمي

بنفسه في مَعاظِم عذابها. وفي حديث ابن مسعود: مَنْ لَقِيَ الله لا يُشرك

به شيئاً غَفر له المُقْحِماتِ أي الذنوبَ العِظامِ التي تُقْحِمُ

أَصحابها في النار أي تُلقيهم فيها. وفي التنزيل: فلا اقْتَحَم العقبةَ؛ ثم فسر

اقْتِحامَها فقال: فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ، وقرئ: فَكُّ رقبةٍ أَو

إطْعامٌ، ومعنى فلا اقتحمَ العقبة أي فلا هو اقتحم العقبة، والعرب إذا نفت

بلا فِعْلاً كررتها كقوله: فلا صَدَّق ولا صَلَّى، ولم يكررها ههنا

لأَنه أَضمر لها فعلاً دل عليه سياق الكلام كأَنه قال: فلا أَمن ولا

اقْتَحَمَ العقبة، والدليل عليه قوله: ثم كان من الذين آمنوا. واقتحمَ النجمُ

إذا غاب وسَقط؛ قال ابن أَحمر:

أُراقِبُ النجمَ كأَني مُولَع،

بحيْثُ يَجْْري النجمُ حتى يقْتَحِم

أي يسقط؛ وقال جرير في التقدم:

همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت

قَرابِيسُها، وازدادَ مَوجاً لُبُودها

والقُحَمُ: الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد. وللخصومة قُحَم

أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده. وفي حديث عليّ، كرم الله

وجهه: أَنه وكَّلَ عبدَالله بن جعفر بالخُصومة، وقال: إن للخُصومةِ قُحَماً،

وهي الأُمور العظام الشاقة، واحدتها قُحْمةٌ، قال أَبو زيد الكلابي:

القُحَم المَهالك؛ قال أَبو عبيد: وأَصله من التَّقَحُّم، ومنه قُحْمة

الأَعْراب، وهو كله مذكور في هذا الفصل؛ وقال ذو الرمة يصف الإبل وشدة ما تلقى

من السير حتى تُجْهِض أَولادها:

يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها،

على قُحَمٍ، بينَ الفَلا والمَناهِل

وقال شمر: كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي

قُحَم؛ وأَنشد لرؤْبة:

مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد

قال: قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته؛ قال ساعدة بن جؤية:

والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ، لا دواءَ له

للمَرءِ كان صََحيحاً صائِبَ القُحَمِ

يقول: إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ؛ قال: وقال ابن

الأَعرابي في قوله:

قومٌ إذا حارَبوا، في حَرْبِهم قُحَمُ

قال: إقدام وجُرأَة وتقَحُّم، وقال في قوله: مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم

جَراثِيمَ جهنم؛ قال شمر: التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة

وشدّة بغير روية ولا تثبت؛ وقال العجاج:

إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ

يقول: صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه. وقُحَمُ الطريق: ما صَعُبَ منها.

واقْتَحَم المنزل: هَجَمه. واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ: اهْتَجَمها من

غير أَن يُرْسَلَ فيها. الأَزهري: المَقاحِيمُ من الإبل التي تَقْتَحِم

فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها، والواحد مِقْحام؛ قال الأزهري: هذا من

نعت الفُحول. والإقْحامُ: الإرْسال في عجلة. وبعير مُقْحَم: يذهب في

المفازة من غير مُسِيم ولا سائق؛ قال ذو الرمة:

أو مُقْحَم أَضْعفَ الإبْطانَ حادِجُه،

بالأَمْسِ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ

قال: شبَّه به جَناحَي الظليم. وأَعْرابي مُقْحَم: نشأَ في البَدْو

والفَلوَات لم يُزايِلها. وقَحَم المنازل: طَواها؛ وقول عائذ بن منقذ

العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي:

تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ

فسره فقال: تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً

منزلاً يصف إبلاً؛ وقوله:

مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ

يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه، وقوله ظَنونَ

الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا.

والقُحْمة: الانْقِحام في السير؛ قال:

لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما،

كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما

والمُقْحَم، بفتح الحاء: البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة

فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها، ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو

السَّيِّءِ الغذاء. الأَزهري: البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو

مُقْحَم، قال: وذلك لا يكون إلاَّ لابن الهَرِمَين؛ وأَنشد ابن بري لعمرو

بن لجإٍ:

وكنتُ قد أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمي،

كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ

وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط. وأُقْحِمَ البعير: قُدِّم إلى سن

لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه،

أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً، وقيل:

المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل. وقُحْمة الأَعراب: أن تصيبهم

السنة فتُهْلِكَهم، فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف.

وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا؛ الأُولى عن ثعلب،

وقُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب.

وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر: أَدْخَلَتْهم إياه. وكلُّ ما أَدْخلتَه

شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه؛ قال:

في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها،

ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ

الجوهري: القُحْمة السنة الشديدة. يقال: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا

أَصابهم قَحْط. وفي الحديث: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي

أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضََر. والقُحمة: ركوب الإثْم؛ عن ثعلب.

والقُحمة، بالضم: المهلكة.

وأَسودُ قاحِمٌ: شديد السواد كفاحم.

والتَّقْحِيمُ: رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه؛ قال:

يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبُهْ

ويقال: تقَحَّمَتْ بفلان دابته، وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها

وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به؛ قال الراجز:

أَقولُ، والناقةُ بي تقَحَّمُ،

وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ:

ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها، يا عَلْكَمُ؟

يقال: إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها

إذا سَمَّى أُمِّها وقفت. وعَلْكَم: اسم ناقة. وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ

فانْقَحَم، واقْتَحم النهر أَيضاً: دخَله. وفي حديث عمر: أَنه دخلَ عليه

وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال: ما هذا الغلام؟ قال: إنه

تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني. والقُحْمةُ: الوَرْطةُ

والمَهْلكة. وقَحَمَ إليه يَقْحَم: دَنا.

والقُحَمُ: ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى

الشمس.

واقْتَحمَتْه عيني: ازْدَرَتْه، قال: وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك

فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو

جَذَعاً.

وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا

تَقْتَحِمهُ عَين من قِصَر أي لا تتجاوَزُه إلى غيره احتقاراً له. وكل شيء

ازْذَرَيْتَه فقد اقتحَمْتَه؛ أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العينُ

ولا تَزْدَرِيه لقِصَرِه. وفلان مُقْحَمٌ أي ضعيف. وكلُّ شيء نُسِبَ إلى

الضعف فهو مُقْحَم؛ ومنه قول النابغة الجَعْدي:

عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ

قال: وأَصل هذا وشبهه من المُقحم الذي يتحوَّل من سنّ إلى سنّ في سنة

واحدة؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي:

من الناسِ أَقْوامٌ، إذا صادَفوا الغِنى

توَلَّوْا، وقالوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا

فسره فقال: أَغْلَظُوا عليه وجَفَوه.

قحم

(قَحَمَ) الرَّجلُ (فِي الأمْرِ، كَنَصَرَ) يَقْحُمُ (قُحُومًا: رَمَى بِنَفْسِهِ فِيه فَجْأَةً بِلاَ رَوِيَّةٍ) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقيل: رَمَى نَفسَهُ فِي نَهر أَو فِي وَهْدَةٍ، وَقيل: إنّما جاءَ قَحَمَ فِي الشِّعْر وَحْدَهُ.
(وقَحَّمَه تَقْحِيمًا) : أَدْخَلَه فِي الأمرِ من غَيْرِ رَوِيَّةٍ، وَفِي حَدِيثِ عائِشَة: " أَقْبَلَتْ زَيْنَبُ تَقَحَّمُ لَهَا "؛ أَيْ: تَتَعَرَّضُ لِشَتْمِها، وتَدْخُلُ عَلَيْها فِيهِ؛ كَأَنَّها أَقْبَلَتْ تَشْتُمها مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ.
(وأَقْحَمْتُه فانقَحَمَ واقْتَحَمَ) ، وهُمَا أَفْصَحُ مِنْ قَحَم، وَفِي الحدِيثِ: " أَنَا آخِذٌ بِحُجْزِكُم عَن النَّارِ، وأَنْتم تَقْتَحِمُونَ فِيها "، أَيْ تَقَعُونَ فِيها، وَفِي حَدِيثِ عَليّ: " مَنْ سَرَّه أَنْ يَتَقَحَّمَ جَرَاثِيمَ جَهَنَّمَ فَلْيَقْضِ فِي الجَدِّ "، أَيْ: يَرْمِي بِنَفْسِه فِي مَعَاظِمِ عَذابِهَا، وقَالَ تَعالَى: {فَلَا اقتحم الْعقبَة} ، ثمَّ فَسَّرَ اقْتِحامَهَا فَقالَ: {فك رَقَبَة أَو إطْعَام} .
(والقَحْمَةُ: د باليَمَنِ) فِي تِهَامَةَ عَظِيمٌ مَشْهُورٌ.
(و) القُحْمَةُ، (بالضَّمِّ: الاقْتِحامُ فِي الشَّيءِ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: الانْقِحَامُ فِي السَّيْرِ، والجَمْعُ: قُحَمٌ، ومِنه قَولُه:
(لَمَّا رَأَيْتُ العَامَ عَامًا أَشْخَمَا ... )

(كَلَّفْتُ نَفْسِي وصِحَابِي قُحَمَا ... )

(و) القُحْمَةُ: (المَهْلَكَةُ والقَحْطُ، و) أَيْضا: (السَّنةُ الشَّدِيدَةُ) والجَمعُ: قُحَمٌ، قَالَه أَبُو زَيْدٍ الكِلاَبِيُّ يُقَال: أَصَابَتِ الأعْرَابَ القُحْمَةُ، إِذَا أَصَابَهُمْ قَحْطٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيلَ: قُحْمَةُ الأعرابِ: أَن تُصِيبَهُم السَّنَةُ فَتُهْلِكَهُم، فذَلِك تَقَحَّمُها عَلَيْهِم، أَو: تَقَحُّمُهم بِلادَ الرِّيفِ.
(وقُحَمُ الطَّرِيقِ، كَصُرَدٍ: مَصَاعِبُهُ) وهُوَ مَا صَعُبَ مِنْهَا علَى السَّالِكِ.
(و) القُحَمُ (مِنَ الشَّهْرِ: ثَلاثُ لَيَالٍ آخِرَهُ) ؛ لأَنَّ القَمَرَ قَحَمَ فِي دُنُوِّهِ إِلَى الشَّمْسِ.
(وقَحَّمَتْهُ الفَرَسُ تَقْحِيمًا: رَمَتْهُ عَلَى وَجْهِهِ) قَالَ:
(يُقَحِّمُ الفَارِسَ لَوْلاَ قَبْقَبُهْ ... )
(كَتَقَحَّمَتْ بِهِ) وذَلِكَ إذَا نَدَّتْ بِهِ فَلَمْ يَضْبِطْ رَأْسَها، ورُبَّمَا طَوَّحَتْ بِهِ فِي وَهْدةٍ، أَوْ وقَصَتْ بِهِ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(أقولُ والنَّاقَةُ بِي تَقَحَّمُ ... )

(وأَنَا مِنْها مُلْكَئِزٌّ مُعْصِمُ ... )

(ويْحَكِ مَا اسْمُ أُمِّهَا يَا عَلْكَمُ ... )
يُقالُ: إِنَّ النَّاقَةَ إِذَا تَقَحَّمَتْ بِراكِبِهَا نادَّةً لَا يَضْبِطُ رَأْسَهَا إنَّها إِذَا سَمَّى أُمَّهَا وَقَفَتْ. وَعَلْكَمُ: اسْمُ نَاقةٍ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: " أَنَّه دَخَلَ عَلَيْهِ وعِنْدَهُ غُلَيِّمٌ أَسْوَدُ يَغْمِزُ ظَهْرَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا [الغُلامُ] ؟ قَالَ: إِنَّه تَقَحَّمَتْ بِي النَّاقَةُ اللَّيْلَةَ " أَيْ: أَلْقَتْنِي.
(و) من المَجازِ: (اقْتَحَمَه: احْتَقَرَه) وازْدَراهُ، ومِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تعلى عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَا تَقْتَحِمُه عَيْنٌ مِن قِصَرٍ "، أَيْ: لَا تَتَجاوَزُه إِلَى غَيْرِه احْتِقَارًا لَهُ، أَرادَ الوَاصِفُ أَنَّه لَا يَسْتَصْغِرُه وَلَا يَزْدَرِيه لِقِصَرِه.
(و) اقْتَحَمَ (النَّجْمُ) : إِذَا (غَابَ) وَسَقَطَ، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
(أُراقِبُ النَّجْمَ كَأَنِّي مُولَعٌ ... بِحَيْثُ يَجْرِي النَّجمُ حَتَّى يَقْتَحِمْ)

أَيْ: يَسْقُطُ.
(والمُقْحَمُ، كَمُكَرَمٍ: الضَّعِيفُ) ، وكلُّ شَيء نُسِبَ إِلَى الضَّعْفِ فَهُوَ مُقْحَمٌ، ومِنْه قَولُ الجَعْدِيِّ:
(عَلَوْنَا وَسُدْنَا سُؤدَدًا غَيْرَ مُقْحَمِ ... )
وأَصْلُ هَذَا وَشِبْهُهُ مِنَ المُقْحَمِ: الَّذِي يَتَحَوَّلُ منْ سِنٍّ إِلَى سِنٍّ فِي سَنَةٍ واحِدَةٍ.
(و) المُقْحَمُ: (البَعِيرُ) الَّذِي (يُثْنِي ويُرْبِعُ فِي سَنَةٍ) واحِدَةٍ (فَيُقْحِمُ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: فَيَقْتَحِمُ (سِنًّا عَلى سِنٍّ) قَبْلَ وَقْتِهَا، وَلَا يَكونُ ذَلِكَ إِلاَّ لابْنِ الهَرِمَيْنِ اَوْ السَّيِّيءِ الغِذَاءِ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: إِذَا أَلْقَى سِنيَّه فِي عَامٍ واحِدٍ فَهُوَ: مُقْحَمٌ، قَالَ: وذَلِكَ لَا يَكونُ إِلاَّ لابْنِ الهَرِمَيْنِ، وأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بنِ لَجَأٍ:
(وكُنْتُ قَدْ أَعْدَدْتُ قَبْلَ مَقْدَمِي ... )

(كَبْداءَ فَوْهَاءَ كَجَوْزِ المُقْحَمِ ... )
وعَنَى بِالكَبْدَاءَ: مَحَالةً عَظِيمَةَ الوَسَطِ، وقَدْ أُقْحِمَ البَعِيرُ: إِذَا قَدِمَ إِلَى سِنٍّ لم يَبْلُغْهَا، كَأَنْ يَكُونُ فِي جِرْمِ رَبَاعٍ وَهُوَ ثَنِيٌّ فَيُقالُ: رَبَاعٌ، لِعِظَمِهِ، أَو يَكُونُ فِي جِرْمِ ثَنِيٍّ وَهُوَ جَذَعٌ، فَيُقالُ: ثَنِيٌّ لِذَلكَ أَيْضًا، وَقيل: المُقْحَمُ الحِقُّ وفَوْقَ الحِقِّ مِمَّا لَمْ يَبْزُلْ.
(والأَعْرَابِيُّ) المُقْحَمُ: الَّذِي يَنْشَأُ فِي البَرِّ) ، وفِي بَعْضِ النُّسَخِ: فِي البَدْوِ والفَلَوَاتِ لَمْ يُزَايِلْهَا.
(والقَحْمُ: الكَبِيرُ السِّنِّ جِدًّا) ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ مِيمَهَا بَدَلٌ مِنْ يَاءِ قَحْبٍ، وقِيل: هُوَ فَوْقَ المُسِنِّ مِثْلُ القَحْرِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(رَأَيْتُ قَحْمًا شَابَ فَاقْلَحَمَّا ... )

(طَالَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فاسْلَهَمَّا ... )

وقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: القَحْمُ: الكَبِيرُ مِنَ الإِبِلِ، ولَوْ شُبِّهَ بِهِ الرَّجُلُ جَازَ، والقَحْرُ مِثْلُه. وقَالَ أَبُو العَمَيْثَلِ: القَحْمُ: الَّذِي قَدْ اقْحَمَتْهُ السِّنُّ، تَراهُ قد هَرِمَ مِنْ غَيْرِ أَوَانِ الهَرَمِ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(إِنِّي وإِنْ قَالُوا كَبِيرٌ قَحْمُ ... )

(عِنْدِي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ ... )
والنَّهْمُ: زَجْرُ الإبِلِ، وَفِي الصِّحاحِ: القَحْمُ: الشّيخُ الهَرِمُ الكَبِيرُ مِثْلُ القَحْلِ، وَفِي الحَدِيثِ: " ابْغِنِي خادِمًا لَا يَكُونُ قَحْمًا فَانِيًا وَلَا صَغِيرًا ضَرَعا "، (كَالقَحُومِ، وَهِي قَحْمَةٌ) ، إنّما خَالَف هُنَا اصْطِلاحَه لَئِلاّ يُفهَم أَنّه أُثْنَى القَحُوم، والقَحْمَةُ هِيَ المُسِنَّةُ من الغَنَمِ وغَيْرِها كالقَحْبةِ.
(والاسْمُ القَحَامَةُ والقُحُومَةُ) ، وَهِي (مَصَادِرُ بِلاَ فِعْلٍ) أَيْ: لَيْسَت لَهَا أَفْعَالٌ.
(وقَحَمَ المَفَاوِزَ) والمَنَازِلَ، (كَمَنع) قَحْمًا: (طَوَاهَا فَلَم يَنْزِلْ بِهَا.
(و) قَحَمَ (إِلَيْه) يَقْحَمُ: (دَنَا) ، وَمِنْه القُحَمُ لِثلاثِ لَيَالٍ آخِرَ الشَّهْرِ، كَمَا تَقَدَّمَ.
(وأسوَدُ قاحِمٌ) : شَدِيدُ السَّوَادِ مِثْلُ: (فاحِم.) (ومَحَالَةٌ قَحُومٌ) أَيْ: (سَرِيعَةُ الانْحِدَارِ) .
(واقْتَحَمَ المَنْزِلَ) اقْتِحَامًا: (هَجَمَهُ) .
(و) اقْتَحَمَ (الفَحْلُ الشَّوْلَ: هَجَمَهَا من غَيْرِ أَنْ يُرْسَلَ فِيهَا، فَهُوَ: مِقْحَامٌ) والجَمْعُ: مَقَاحِيمُ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هذَا مِن نَعْتِ الفُحُولِ. والإِقْحَامُ: الإِرْسَالُ فِي عَجَلَةٍ.
(والأَقْحِمَةُ: الأَفْحِمَةُ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: الأَقْمِحَة.
(وقَحْمٌ: اسْمُ) رَجُل.
(وأُقْحِمَ أَهْلَ البَادِيَةِ، بِالضَّمِّ) إِذَا (أَجْدَبُوا فَحَلُّوا الرِّيفَ) .
(وأَقْحَمَ فَرَسَهُ النَّهْرَ) إقْحَامًا: (أَدْخَلَهُ) بِهِ، وكُلُّ مَا أَدْخلْتَه شَيْئًا فَقَدْ أَقْحَمْتَه إِيَّاه، وأَقْحَمْتَه فِيهِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
المُقْحِماتُ: الذُّنُوبُ العِظَامُ الَّتِي تُقْحِمُ أَصْحَابَهَا فِي النَّارِ.
وتَقَحَّم: تَقَدَّم، قَالَ جَرِير:
(هُمُ الحَامِلُونَ الخَيْلَ حَتَّى تَقَحَّمَتْ ... قَرَابِيسُها وازْدَادَ مَوْجًا لُبُودُها)

والقُحَمُ، كَصُرَدٍ: الأُمُورُ العِظَامُ الشَّاقَّةُ الِّتِي لَا يَرْكَبُها كُلُّ أَحَدٍ.
وللخُصُومة قُحَمٌ، أَيْ: أَنَّها تَقْحَمُ بصَاحِبِها عَلَى مَا لَا يُرِيدُه، واحِدَتُها قُحْمَةٌ، وأَصْلُه مِنَ الاقْتِحَامِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الإِبِلَ وشِدَّةَ مَا تَلْقَى من السَّيْرِ حَتَّى تُجْهِضَ أَولادَهَا:
(يُطْرِّحْنَ بالأَوْلاَدِ أَوْ يَلْتَزِمْنَهَا ... على قُحَمٍ بَينَ الفَلاَ والمَنَاهِلِ)

وَقَالَ شَمِر: كُلُّ شَاقٍّ من الأُمورِ المُعْضِلَةِ والحُرُوبِ والدُّيُونِ فَهِيَ قُحَمٌ. وَأنْشد لِرُؤْبة:
(مِنْ قُحِمَ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفَاد ... )
قَالَ: قُحَمُ الدَّيْنِ: كَثْرَتُه ومَشَقَّتُه. وَقَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ: (والشَّيْبُ دَاءٌ نَحِيسٌ لَا دَواءَ لَهُ ... للْمَرءِ صَحِيحًا صَائِبَ القُحَمِ)

يَقُول: إِذا تَقَحَّمَ فِي أَمْرٍ لم يَطِشْ وَلم يُخْطِئْ. وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِ:
(قَوْمٌ إذَا حَارَبُوا فِي حَرْبِهِم قُحَمُ ... )
قَالَ: إقدَامٌ وجُرْأَة وتَقَحُّمٌ.
وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ عائِذِ بنِ مُنْقِذ العَنْبَرِيِّ:
(تُقَحِّمُ الرَّاعِي إِذا الرَّاعِي أَكَب ... )
فسَّره فَقَالَ: تُقَحِّمُ: لَا تَنْزِلُ المَنَازِلَ، وَلَكِن تَطْوِي فتُقَحِّمُه مَنْزِلاً مَنْزِلاً، يَصِفُ إبِلاً.
وقَولُه:
(مُقَحِّم الرَّاعِي ظَنُونَ الشِّربِ ... )
يَعنِي: أَنه يَقْتَحِم مَنْزِلاً بَعْدَ مَنْزِلٍ يَطْوِيهِ فَلَا يَنْزِلُ فِيهِ، وَقَوله: " طَنُونَ الشِّرْبِ "، أَي: لَا يَدْرِي أَبِهِ مَاءٌ أَمْ لاَ.
وقَحَمَتْهُمْ سَنَةٌ جَدْبَةٌ تَقْتَحِمُ عَلَيْهم.
وَقد أَقْحَمُوا بِفَتْحِ الهَمْزَةِ عَن ثَعْلَبٍ، وقُحِّمُوا تَقْحِيمًا، بالضَّمِّ فانْقَحَمُوا: أُدْخِلُوا بِلاَدَ الرِّيفِ هَرَبًا من الجَدْبِ.
وأَقْحَمَتْهُمْ السَّنَةُ الحَضَرَ، وَفِي الحَضَرِ: أدْخَلَتْهُمْ إِيَّاهُ. وَفِي الحَدِيثِ: " أَقْحَمَتِ السَّنَةُ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ "؛ أَيْ: أَخْرَجَتْهُ مِنَ البَادِيَةِ، وأَدْخَلَتْهُ الحَضَرَ.
والقُحْمَةُ، بِالضَّمِّ: رُكُوبُ الإِثْم، عَن ثَعْلَب.
واقْتَحَم فَرسَه النَّهْرَ: أدْخَلَه.
وَبَعِيرٌ مُقْحَمٌ، كَمُكْرَمٍ: إِذا كَانَ يَذْهَبُ فِي المَفَازَة بِلَا مُسِيمٍ وَلَا سَائِق، قَالَ ذُو الرِّمَّةِ:
(أَو مُقْحَمٌ أَضْعَفَ الإِبْطَانَ حَادِجُه ... بالأَمْسِ فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ)

شَبَّهَ بِهِ جَنَاحَيِ الظَّلِيمِ.
وقَوْلُه أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ: (مِنَ النَّاسِ أَقوامٌ إِذَا صَادَفُوا الغِنَى ... تَولَّوْا وقَالُوا للصَّدِيقِ وقَحَّمُوا)

فَسَّره فَقالَ: أغْلَظُوا عَلَيه وجَفَوْه.
والمِقْحَامُ: المِقْدَامُ فِي الأُمُورِ بِغَيْرِ تَثَبُّتٍ، وهُو مَجَازٌ.
وفُلانٌ فِيهِ مُقْتَحَمٌ: إِذا كَانَ من ذَوِي المُرُوءَة.
والقَحْمَةُ: نهرُ أول حجر، قَالَه نَصْر.
وقَحْمَةُ الشِّتاء: لُغَةٌ فِي الفَحْمَةِ، وَقد ذُكِرَ فِي " ف ح م ".
ويَقُولُونَ: هَذِهِ لَفْظَةٌ مُقْحَمَةٌ أَي زَائِدَةٌ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

قحم

1 قحم نَفْسَهُ فِى الأُمُورِ and فيها ↓ تقحمّ and ↓ اقتحم He entered into affairs without consideration. (A.) 5 تَقَحَّمَ He experienced dearth, drought, or sterility. See an ex. voce تَبِعَةٌ. b2: تَقَحَّمَ فِى

الأَمْرِ بِلاَ رَوِيَّةٍ [He plunged, or rushed, into the affair without consideration]. (K, * TA in art. علط.) See 1. b3: تَقَحَّمَ: see تَدَلَّثَ.8 إِقْتَحَمَ

. See 1. b2: Said of a young camel: see voce بُلَعٌ. b3: اِقْتَحَمَ الغَمَراَتِ: see 1 in art. خوض. And اقتحم العَقَبَةَ: see عَقَبَةٌ.

قَحْمَةٌ

, like قَحْبَةٌ, An old woman. See قَحْبٌ.

مُقْحَمٌ Redundant; pleonastic; foisted in: applied to a word and to a letter. b2: حَرْفٌ مَقْحَمَةٌ

A letter inserted without reason.

مُقْحَمَةٌ is also applied in like manner to a word. [In a copy of the S, in art. بهت, I find it written مُقْحِمَةٌ]: i. q. زَائِدَةٌ. (TA in art. بهت.)

الملك

الملك: بكسر الميم في اصطلاح المتكلمين: حالة تعرض للشيء بسبب ما يحيط به وينتقل بانتقاله كالتعميم والتقميص، فإن كلا منهما حالة لشيء بسبب إحاطة العمامة برأسه والقميص ببدنه.وفي اصطلاح الفقهاء: اتصال شرعي بين الإنسان وبين شيء يكون مطلقا لتصرفه. وعاجزا عن تصرف غيره فيه.
الملك: بالضم: التصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين. والملك ضربان: ملك التولي والتملك وملك هو القوة على ذلك تولى أم لا، فمن الأول {إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا} . ومن الثاني {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} . فجعل النبوة مخصوصة، والملك فيها عاما فإن معنى الملك هنا القوة التي بها يترشح للسياسة، لا أنه جعلهم كلهم متولين للأمر فذلك مناف للحكمة، فلا خير في كثرة الرؤساء. وقال بعضهم: الملك بفتح فكسر: اسم لكل من يملك السياسة، إما في نفسه وذلك بالتمكن من زمام قواه، وصرفها عن هواها، وإما في نفسه وغيره سواء تولى ذلك أم لا.
الملك:
[في الانكليزية] Possession
[ في الفرنسية] Possession
بالكسر وسكون اللام عند الحكماء هو هيئة تعرض للشيء بسبب ما يحيط به وينتقل بانتقاله ويسمّى بالجدة بكسر الجيم وتخفيف الدال وبالقنية أيضا كما في بحر الجواهر.
وبالقيد الأخير خرج المكان أي الأين المتعلّق بالمكان فإنّه وإن كان هيئة عرضية للشيء بسبب المكان المحيط به إلّا أنّ المكان لا ينتقل بانتقال المتمكّن وما يحيط به أعم من أن يكون طبيعيا كالإهاب للهرة مثلا، أو لا يكون طبيعيا كالقميص للإنسان، ومن أن يكون محيطا بالكلّ كالثوب الشامل لجميع البدن، أو بالبعض كالخاتم للإصبع. وفي المباحث المشرقية أنّ الملك عبارة عن نسبة الجسم إلى حاصر له أو لبعضه وينتقل بانتقاله، فجعل الملك نفس النسبة والحقّ أنّه تسامح، والمراد أنّه أمر نسبي حاصل للجسم بسبب حاصر لأنّ نسبة المحصورية والحاصرية مستويتان، فجعل إحداهما مقولة دون الأخرى تحكّم. والوجدان أيضا شاهد بأنّ التعمّم مثلا حالة بسبب الإحاطة المخصوصة لا نفس إحاطة العمامة، كذا في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.
الملك:
[في الانكليزية] Angel
[ في الفرنسية] Ange
بفتحتين مقلوب مألك صفة مشبّهة من الألوكة بمعنى الرسالة. فأصل ملك ملأك حذفت الهمزة بعد نقل حركتها إلى ما قبلها طلبا للخفة لكثرة استعماله والملائكة جمع ملأك على الأصل، كالشمائل جمع شمأل والتاء للتأنيث أي لتأكيد تأنيث الجماعة، هكذا في البيضاوي وحواشيه في تفسير قوله تعالى في سورة البقرة وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً. وفي التفسير الكبير هناك اختلف العقلاء في ماهية الملائكة وحقيقتهم وطريق ضبط المذهب أن يقال الملائكة لا بدّ أن تكون ذوات موجودة قائمة بأنفسها، ثم إنّ تلك الذوات إمّا أن تكون متحيّزة أو لا. أمّا الأول وهو أنّ الملائكة ذوات متحيّزة فههنا أقوال.
القول الأول إنّها أجسام هوائية لطيفة تقدر على التشكّل بأشكال مختلفة مسكنها السموات وهذا قول أكثر المسلمين. وفي شرح المقاصد الملائكة أجسام نورانية خيّرة والجنّ أجسام لطيفة هوائية منقسمة إلى الخيّرة والشريرة، والشياطين أجسام نارية شريرة. وقيل تركيب الأنواع الثلاثة من امتزاج العناصر إلّا أنّ الغالب في كلّ واحد ما ذكر، ولكون النار والهواء في غاية اللطافة كانت الملائكة والجنّ والشياطين بحيث يدخلون المنافذ والمضايق حتى جوف الإنسان، ولا يرون بحسّ البصر إلّا إذا اكتسوا من الممتزجات الأخر التي تغلب عليها الأرضية والمائية جلابيب وغواشي فيرون في أبدان كأبدان الناس وغيره من الحيوانات انتهى. ثم قال في التفسير الكبير والقول الثاني قول طائفة من عبدة الأوثان وهو أنّ الملائكة في الحقيقة هي هذه الكواكب الموصوفة بالإسعاد والإنحاس، فإنّها بزعمهم أحياء ناطقة وإنّ المسعدات منها ملائكة الرحمة والمنحسات منها هي ملائكة العذاب. والقول الثالث قول معظم المجوس والثنوية وهو أنّ هذا العالم مركّب من أصلين الذين هما النور والظلمة وهما في الحقيقة جوهران شفّافان حسّاسان مختاران قادران متضادّا النفس والصورة مختلفا الفعل والتدبير. فجوهر النور فاضل خيّر تقي طيّب الريح كريم النفس يسرّ ولا يضرّ وينفع ولا يمنع ويحيي ولا يبلي، وجوهر الظلمة على ضدّ ذلك. ثم إنّ جوهر النور لم يزل لولد الأولياء وهم الملائكة لا على سبيل التناكح بل على سبيل تولّد الحكمة من الحكيم والضوء من المضيء، وجوهر الظلمة لم يزل لولد الأعداء وهم الشياطين على سبيل تولّد السّفه من السفيه لا على سبيل التناكح. وأمّا الثاني وهو أنّ الملائكة ذوات قائمة بأنفسها وليست بمتحيّزة ولا أجسام، فههنا قولان: الأول قول طوائف من النصارى وهو أنّ الملائكة في الحقيقة هي الأنفس الناطقة بذواتها المفارقة لأبدانها على نعت الصّفاء والخيرية، وذلك لأنّ هذه النفوس المفارقة إن كانت صافية خالصة فهي الملائكة، وإن كانت خبيثة كدرة فهي الشياطين. والقول الثاني قول الفلاسفة وهي أنّها جواهر قائمة بأنفسها ليست بمتحيّزة البتة فإنّها بالماهية مخالفة لأنواع النفوس الناطقة البشرية وأنّها أكمل قوة منها وأكثر علما منها وأنّها للنفوس البشرية جارية مجرى الشمس بالنسبة إلى الأضواء. ثم إنّ هذه الجواهر على قسمين: منهما ما هي بالنسبة إلى أجرام الأفلاك والكواكب كنفوسنا الناطقة بالنسبة إلى أبداننا، ومنهما ما هي أعلى شأنا من تدبير أجرام الأفلاك، بل هي مستغرقة في معرفة الله ومحبته ومشتغلة بطاعته، وهذا القسم هم الملائكة المقرّبون ونسبتهم إلى الملائكة الذين يدبّرون السموات كنسبة أولئك المدبّرين إلى نفوسنا الناطقة، فهذان القسمان من الملائكة قد اتفقت الفلاسفة على إثباتهما.
ومنهم من أثبت أنواعا أخر من الملائكة وهي الملائكة الأرضية المدبّرة لأحوال هذا العالم.
ثم إنّ مدبرات هذا العالم إن كانت خيّرات فهم الملائكة، وإن كانت شريرة فهم الشياطين انتهى كلامه. وفي العيني شرح صحيح البخاري قالت الفلاسفة الملائكة جواهر مجرّدة، فمنهم من هو مستغرق في معرفة الله فمنهم الملائكة المقرّبون، ومنهم مدبّرات العالم إذا كانت خيّرات، فمنهم الملائكة الأرضية، وإن كانت شريرة فهم الشياطين انتهى كلامه. وفي تهذيب الكلام أنّ الحكماء ذهبوا إلى أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية انتهى. ويسمّى الملائكة بالأرواح أيضا وقد سبق في لفظ المفارق، وفي لفظ الجنّ.
واعلم أنّ أصناف الملائكة كثيرة منها حملة العرش، ومنها الحافّون حول العرش، ومنها أكابر الملائكة فمنهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، ومنها ملائكة الجنّة، ومنها ملائكة النار وأسماء جملتهم الزبانية ورئيسهم مالك، ومنها كتبة الأعمال، ومنها الموكلون لبني آدم وهو في قوله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ، كِراماً كاتِبِينَ الآية، ومنها الملائكة الموكلون بأحوال هذا العالم وهم المرادون بقوله تعالى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا، وبقوله تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً إلى قوله تعالى فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً وبقوله تعالى وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وعن ابن عباس قال إنّ لله ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجرة، فإذا أصاب بأحدكم عجزة بأرض فلاة فتنادوا أعينوا عباد الله رحمكم الله، كذا في التفسير الكبير. ومنهم الكروبيون والروحانيون وخزنة الكرسي والسّفرة والبررة.

وفي أنواع البسط يقول: الملائكة فريقان:
أحدهما علوي والآخر سفلي. فما هو علوي يقال له موكل. وما هو سفلي فيقال لهم أعوان وأرواح وروحاني.
الملك: عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية.
الملك: بفتح الميم واللام: جسم لطيف نوراني يتشكل باشكال مختلفة، أو هو جوهر بسيط ذو حياة ونطق وعقل غير ماتت، واسطة بين الباري والأجسام الأرضية منه عقلي ونفسي وجسماني.

الذّنب

الذّنب:
[في الانكليزية] Tail
[ في الفرنسية] Queue
بفتحتين عند أهل الهيئة نقطة مقابلة لنقطة مسمّاة بالرأس. قالوا مناطق الافلاك المائلة تقاطع مناطق الافلاك الممثلة ومنطقة البروج أيضا على نقطتين متقابلتين فيصير النصف من الأفلاك المائلة شماليا عن منطقة البروج والنصف الآخر جنوبيا عنها، وإحدى هاتين النقطتين وهي مجاز مركز تدوير الكوكب عن دائرة البروج على التوالي إلى الشمال يسمّى بالرأس، والأخرى وهي مجاز مركز تدوير الكوكب عن دائرة البروج على التوالي إلى الجنوب يسمّى بالذّنب. ويسمّيان أيضا بالعقدتين والجوزهرين. أمّا تسميتهما بالعقدتين فظاهر إذ العقدة في اللغة محلّ العقد. وأمّا بالرأس والذّنب فلأنّ الشكل الحادث بين نصفي المنطقتين من الجانب الأقرب شبيه بالتنين وهو نوع من الحيات العظيمة، والعقدتان أي هاتان النقطتان بمنزلة رأسه وذنبه. وأمّا بالجوزهرين فلأنّ الجوزهر معرب گوزهر وهو طرفا الحية.
وقيل لأنّ الجوزهر معرب جوزچهر أي صورة الجوز وهذا كما يسمّى بعض العقد بالفارسية جوزكره وإنّما قلنا مجاز تدوير الكوكب ولم نقل مجاز الكوكب كما قال صاحب الملخّص لأنّ ما ذكره لا يصحّ إلا في القمر، فإنّه يصل مع مركز تدويره إلى منطقة الممثل. وأمّا المتحيّرة فقد تصل إلى منطقة الممثل مع مراكز تداويرها وقد لا تصل إليها معها. ثم اعلم أنّ ما ذكر مختصّ بالكواكب العلوية والقمر فإنّ الرأس والذّنب في السفليين لو أفسرا بهذا لكان كلتا عقدتي الزهرة رأسا، وعقدتي عطارد ذنبا، فالرأس في الزهرة العقدة التي يأخذ منها مركز تدويرها نحو الحضيض وفي عطارد بعكس ذلك. وقيل الرأس موضع من منطقة الممثّل يكون القياس أن يجوز الكوكب عليه ويمرّ إلى جانب الشمال والذّنب موضع منها يكون القياس أن يجوز عليه الكوكب ويمرّ إلى جانب الجنوب.
ففي الزهرة وإن كانت النقطتان بحيث يقع عليهما الكوكب ويمر إلى جانب الشمال، لكن إحداهما على القياس والأخرى على غير القياس؛ وعلى هذا القياس في عطارد ويخدشه أنّه لا يتعيّن حينئذ أنّ أيّتهما على القياس والأخرى على غير القياس، والمقصود أن يجعل التميّز بينهما، هكذا يستفاد من الچغميني وحاشيته لعبد العلي البرجندي وشرح التذكرة له.
الذّنب:
[في الانكليزية] Guilt ،mistake ،sin
[ في الفرنسية] Culpabilite ،faute ،peche
بالفتح وسكون النون عند أهل الشرع ارتكاب المكلّف أمرا غير مشروع والأنبياء معصومون عن الذّنب دون الزلّة. والزلّة عبارة عن وقوع المكلّف في أمر غير مشروع في ضمن ارتكاب أمر مشروع، كذا في مجمع السلوك في الخطبة في تفسير الصلاة.
ثم الذّنوب على قسمين كبائر وصغائر.
ومن الناس من قال جميع الذنوب والمعاصي كبائر كما يروي سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّه قال: كلّ شيء عصي الله فيه فهو كبيرة، فمن عمل شيئا فليستغفر الله، فإنّ الله لا يخلّد في النار من هذه الأمة إلّا راجعا عن الإسلام أو جاحد فريضة أو مكذّبا بقدر، وهذا القول ضعيف لقوله تعالى وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ولقوله إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ إذ الذنوب لو كانت بأسرها كبائر لم يصح الفصل بين ما يكفّر باجتناب الكبائر وبين الكبائر، ولقوله عليه السلام (الكبائر الإشراك بالله واليمين الغموس وعقوق الوالدين وقتل النفس) ولقوله تعالى:
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ فلا بدّ من فرق بين الفسوق والعصيان ليصحّ العطف، لأنّ العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه. فالكبائر هي الفسوق والصّغائر هي العصيان، فثبت أنّ الذنوب على قسمين: صغائر وكبائر. والقائلون بذلك فريقان.
منهم من قال الكبيرة تتميّز عن الصغيرة في نفسها وذاتها، ومنهم من قال هذا الامتياز إنّما يحصل لا في ذواتها بل بحسب حال فاعلها.
أمّا القول الأوّل فالقائلون به اختلفوا اختلافا شديدا. فالاول قال ابن عباس: كلّ ما جاء في القرآن مقرونا بذكر الوعيد كبيرة نحو قتل النفس وقذف المحصنة والزّنى والربا وأكل مال اليتيم والفرار من الزّحف، وهو ضعيف لأنّ كلّ ذنب فلا بد وأن يكون متعلّق الذّم في العاجل والعقاب في الآجل. فالقول بأنّ كلّ ما جاء في القرآن مقرونا الخ يقتضي أن يكون كلّ ذنب كبيرا وقد أبطلناه. الثاني قال ابن مسعود:
افتحوا سورة النّساء، فكلّ شيء نهى الله عنه حتى ثلاثة وثلاثين آية فهو كبيرة. ثم قال مصداق ذلك إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه، الآية. هو ضعيف أيضا لأنّه ذكر كثيرا من الكبائر في سائر السّور، فلا معنى لتخصيصها بهذه السورة. الثالث قال قوم كلّ عمد فهو كبيرة وهو ضعيف أيضا لأنّه إن أراد بالعمد أنّه ليس بساه عن فعله فماذا حال الذي نهى الله عنه فيجب، على هذا أن يكون كلّ ذنب كبيرا وقد أبطلناه. وإن أراد بالعمد أن يفعل المعصية مع العلم بأنّها معصية فمعلوم أنّ اليهود والنصارى يكفرون بنبوّة محمد عليه السلام وهم لا يعلمون أنّه معصية ومع ذلك كفر.
وأمّا القول الثاني فالقائلون به هم الذين يقولون: إنّ لكلّ طاعة قدرا من الثواب ولكلّ معصية قدرا من العقاب، فإذا أتى الإنسان بطاعة واستحقّ بها ثوابا ثم أتى بمعصية واستحقّ بها عقابا فههنا الحال بين ثواب الطاعة وعقاب المعصية بحسب القسمة العقلية على ثلاثة أوجه.
أحدها أن يتعادلا، وهذا وإن كان محتملا بحسب التقسيم العقلي إلّا أنّه دلّ الدليل السمعي على أنّه لا يوجد لأنّه قال تعالى: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ولو وجد مثل هذا المكلف وجب أن لا يكون في الجنة ولا في السعير. وثانيها أن يكون ثواب طاعة أزيد من عقاب معصية وحينئذ ينحبط ذلك العقاب بما يساويه من الثواب ويفضل من الثواب شيء، ومثل هذه المعصية هي الصغيرة وهذا الانحباط هو المسمّى بالتكفير. وثالثها أن يكون عقاب معصية أزيد من ثواب طاعة، وحينئذ ينحبط ذلك الثواب بما يساويه من العقاب ويفضل من العقاب شيء، وهذا الانحباط هو المسمّى بالانحباط ومثل هذه المعصية هي الكبيرة، وهذا قول جمهور المعتزلة. وهذا مبني على أنّ الطاعة توجب ثوابا والمعصية توجب عقابا، وعلى القول بالإحباط وكلاهما باطلان عندنا معاشر أهل السّنة.
ثم اعلم أنّه اختلف الناس في أنّ الله تعالى هل ميّز جملة الكبائر عن جملة الصغائر أم لا؟ والأكثرون قالوا إنّه تعالى لم يميّز ذلك لأنّه تعالى لمّا بيّن أنّ الاجتناب عن الكبائر يوجب التكفير عن الصغائر، فإذا عرف العبد أنّ الكبائر ليست إلّا هذه الأصناف المخصوصة عرف أنّه متى احترز عنها صارت صغائره مكفّرة، فكان ذلك إغراء له بالإقدام على تلك الصغائر، فلم يعرف الله في شيء من الذنوب أنّه صغيرة فلا ذنب يقدم عليه إلّا ويجوز كونه كبيرة، فيكون ذلك زاجرا له عن الإقدام. قالوا ونظيره في الشريعة إخفاء ليلة القدر في ليالي رمضان وساعة الإجابة في ساعات الجمعة ووقت الموت في جملة الأوقات. والحاصل أنّ هذه القاعدة تقتضي أن لا يبيّن الله تعالى في شيء من الذنوب أنّه صغيرة وأن لا يبيّن أنّ الكبائر ليست إلّا كذا وكذا، لأنّه لو بيّن ذلك لصارت الصغيرة معلومة، لكن يجوز في بعض الذنوب أن يبيّن أنّه كبيرة. روي أنه عليه السلام قال: (ما تعدون الكبائر. فقالوا الله ورسوله أعلم. فقال: الإشراك بالله وقتل النفس المحرّمة وعقوق الوالدين والفرار من الزّحف والسّحر وأكل مال اليتيم وقول الزور وأكل الربو وقذف الغافلات المحصنات). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه ذكرها وزاد فيها استحلال بيت الحرام وشرب الخمر. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه زاد فيه القنوط من رحمة الله واليأس من رحمة الله والأمن من مكر الله.
وذكر عبد الله بن عباس أنّها سبعة وقال هي إلى التسعين أقرب، وفي رواية إلى سبعمائة أقرب كذا في التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ الخ في سورة النساء. وفي معالم التنزيل قال ضحاك: ما وعد الله عليه حدا في الدنيا وعذابا في الآخرة فهو كبيرة. وقال بعضهم ما سمّاه الله تعالى في القرآن كبيرة أو عظيما فهو كبيرة. وقال سفيان الثوري الكبائر ما كان من المظالم بينك وبين العباد، والصغائر ما كان بينك وبين الله تعالى، لأنّ الله تعالى كريم يعفو. وقيل الكبيرة ما قبح في العقل والطبع مثل القتل والظّلم والزّنى والكذب والنّميمة ونحوها. وقال بعضهم الكبائر ما يستحقره العبد والصغائر ما يستعظمه ويخاف منه انتهى. وفي البيضاوي اختلف في الكبائر والأقرب أنّ الكبيرة كلّ ذنب رتّب الشارع عليه حدّا وصرّح بالوعيد فيه. ما علم حرمته بقاطع.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أنها سبع:
الإشراك بالله وقتل النفس التي حرّم الله وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم والربو والفرار عن الزحف وعقوق الوالدين). وعن ابن عباس الكبائر إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع. وقيل صغر الذنوب وكبرها بالإضافة إلى ما فوقها وما تحتها، فأكبر الكبائر الشرك وأصغر الصغائر حديث النفس، وبينهما وسائط يصدق عليها الأمران. فمن ظهر له أمران منها ودعت نفسه إليهما بحيث لا يتمالك فكفّها عن أكبرهما كفّر عنه ما ارتكبه لما استحق من الثّواب على اجتناب الأكبر. ولعل هذا يتفاوت باعتبار الأشخاص والأحوال. ألا يرى أنّه تعالى عاتب نبيه في كثير من خطراته التي لم تعدّ على غيره خطيئة فضلا عن أنّ يؤاخذ عليها انتهى.

لَعِبَ على

لَعِبَ على
الجذر: ل ع ب

مثال: لَعِبَ الرجلُ على فلان
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «لَعِبَ» لا يتعدّى بـ «على».
المعنى: احتال عليه، سَخِر منه، هزئ منه

الصواب والرتبة: -لَعِبَ الرجلُ بفلان [فصيحة]-لَعِبَ الرجلُ على فلان [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم الفعل «لعب» متعديًا بالباء، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك؛ ومن ثمَّ يجوز مجيء «على» بمعنى «الباء» في الدلالة، كما يجوز تصحيح الاستعمال المرفوض؛ لأنه من قبيل التعبيرات السياقية المصكوكة، كقولهم: «لعب على القانون»، و «لعب على المكشوف»، و «لعب على الحبل»، وغيرها.
لَعِبَ على
الجذر: ل ع ب

مثال: لَعِبوا على أرض الملعب الكبير
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «لَعِبَ» لا يتعدّى بـ «على».

الصواب والرتبة: -لَعِبوا في أرض الملعب الكبير [فصيحة]-لَعِبوا على أرض الملعب الكبير [صحيحة]
التعليق: الأَوْلى تعدية الفعل «لَعِبَ» في المثال المذكور بـ «في» الدالة على الظرفية، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ومجيء «على» بمعنى «في» كثير في الاستعمال الفصيح، ومنه قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} القصص/15، أي في حين غفلة بتضمين «على» معنى «في»؛ كما يمكن تعدية الفعل «لَعِبَ» في المثال بـ «على» على الاستعلاء، وقد أورد الأساسي والمنجد تعديته بـ «على».

اللتيا

اللتيا: تَصْغِير الَّتِي على خلاف الْقيَاس لِأَن قِيَاس التصغير أَن يضم أول المصغر وَهَذَا أبقى على فَتحته الْأَصْلِيَّة لكِنهمْ عوضوا عَن ضم أَوله بِزِيَادَة الْألف فِي آخِره كَمَا فعلوا ذَلِك فِي نَظَائِره من اللذيا وَغَيره جَاءَ بِالضَّمِّ.
وَاعْلَم أَن المصنفين قد أوردوا اللتيا فِي تصانيفهم بِحَذْف الصِّلَة حَيْثُ قَالُوا وَبعد اللتيا واللتي. وَقَالَ نجم الْأَئِمَّة فَاضل الْأمة الشَّيْخ رَضِي الدّين الاسترآبادي رَحمَه الله تَعَالَى الْتزم حذف الصِّلَة مَعَ اللتيا مَعْطُوف عَلَيْهَا الَّتِي إِذا قصد بهما الدَّوَاهِي ليُفِيد حذفهَا أَن الداهية الصَّغِيرَة والكبيرة وصلت إِلَى حد من الْعظم لَا يُمكن شَرحه وَلَا يدْخل فِي حد الْبَيَان انْتهى. فَلِذَا يتركونهما على الْإِبْهَام وَلَا يذكرُونَ الصِّلَة ويريدون بِالْأولَى الداهية الصَّغِيرَة وبالثانية الداهية الْكَبِيرَــة. ثمَّ الناظرون يُرِيدُونَ بالداهية الصَّغِيرَة والكبيرة مَا يُنَاسب ذَلِك الْمقَام من الْمَكْرُوه والممنوع والداهية الْبلَاء وَيجوز أَن يُرَاد بِالْأولَى الداهية الْكَبِيرَــة بِأَن يكون التصغير للتعظيم. وَحكي أَن رجلا تزوج امْرَأَة قَصِيرَة فقاسى مِنْهَا الشدائد وَكَانَ يعبر عَنْهَا بِالتَّصْغِيرِ فَتزَوج امْرَأَة طَوِيلَة فقاسى مِنْهَا ضعف مَا قاسى من الصَّغِيرَة فطلقهما وَقَالَ بعد اللتيا وَالَّتِي لَا أَتزوّج أبدا. وَقَالَ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي المطول فِي تَعْرِيف الْمسند إِلَيْهِ بالعلمية وَبعد اللتيا وَالَّتِي يكون احْتِرَازًا عَن سَائِر المعارف إِلَى آخِره أَي بعد الخبطة الصَّغِيرَة والخبطة الْكَبِيرَــة تكون احْتِرَازًا الخ أما الصَّغِيرَة فَهِيَ أَن يكون معنى الِابْتِدَاء بِنَفسِهِ من غير اعْتِبَار معنى الأولية فِيهِ وَهُوَ مُعْتَبر فِيهِ والكبيرة فَهِيَ أَن يصير معنى الِابْتِدَاء بِعَيْنِه معنى قَوْله باسم مُخْتَصّ بِهِ على هَذَا التَّقْدِير فَافْهَم واحفظ.

الأُرْدُنُّ

الأُرْدُنُّ:
بالضم ثم السكون، وضم الدال المهملة، وتشديد النون، قال أبو علي: وحكم الهمزة إذا لحقت بنات الثلاثة من العربي أن تكون زائدة حتى تقوم دلالة تخرجها عن ذلك، وكذلك الهمزة في أسكفّة والأسربّ، والأردن: اسم البلد وإن كنّ معرّبات، قال أبو دهلب أحد بني ربيعة ابن قريع بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم:
حنّت قلوصي أمس بالأردنّ، ... حنّي فما ظلمت ان تحنّي،
حنّت بأعلى صوتها المرنّ، ... في خرعب أجشّ مستجنّ،
فيه كتهزيم نواحي الشّنّ
قال أبو علي: وإن شئت جعلت الأردنّ مثل الأبلم، وجعلت التثقيل فيه من باب سبسبّ، حتى إنك تجري الوصل مجرى الوقف، ويقوّي هذا انه يكثر مجيئه في القافية غير مشدّد، نحو قول عدي بن الرقاع العاملي:
لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت ... نار الجماعة، يوم المرج، نيرانا
قالوا: والأردنّ في لغة العرب النّعاس، قال أبّاق الزبيري:
وقد علتني نعسة الأردنّ، ... وموهب مبر بها، مصنّ
هكذا يقول اللغويون: إن الأردن النعاس، ويستشهدون بهذا الرجز، والظاهر ان الأردن الشدّة والغلبة فإنه لا معنى لقوله وقد علتني نعسة الأردن، قال ابن السكّيت: ولم يسمع منه فعل، قال: ومنه سمي الأردن اسم كورة، وأهل السير يقولون: إن الأردن وفلسطين ابنا سام بن ارم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهي أحد أجناد الشام الخمسة، وهي كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكّا وما بين ذلك، قال احمد بن الطيّب السرخسي الفيلسوف:
هما أردنّان، أردنّ الكبير وأردن الصغير، فأما الكبير فهو نهر يصب إلى بحيرة طبرية، بينه وبين طبرية، لمن عبر البحيرة في زورق، اثنا عشر ميلا، تجتمع فيه المياه من جبال وعيون فتجري في هذا النهر، فتسقي اكثر ضياع جند الأردن مما يلي ساحل الشام وطريق صور، ثم تنصب تلك المياه إلى البحيرة التي عند طبرية، وطبرية على طرف جبل يشرف على هذه البحيرة، فهذا النهر أعني الأردن الكبير، بينه وبين طبرية البحيرة، وأما الأردن الصغير فهو نهر يأخذ من بحيرة طبرية ويمر نحو الجنوب في وسط الغور، فيسقي ضياع الغور، وأكثر مستغلّتهم السكر، ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشرق، وعليه قرى كثيرة، منها: بيسان وقراوا وأريحا والعوجاء، وغير ذلك، وعلى هذا النهر قرب طبرية قنطرة عظيمة ذات طاقات كثيرة تزيد على العشرين، ويجتمع هذا النهر ونهر اليرموك فيصيران نهرا واحدا، فيسقى ضياع الغور وضياع
البثنية، ثم يمرّ حتى يصبّ في البحيرة المنتنة في طرف الغور الغربي. وللأردن عدة كور، منها: كورة طبرية وكورة بيسان وكورة بيت رأس وكورة جدر وكورة صفّورية وكورة صور وكورة عكا وغير ذلك مما ذكر في مواضعه. وللأردن ذكر كثير في كتب الفتوح، ونذكر ههنا ما لا بدّ منه، قالوا: افتتح شرحبيل بن حسنة الأردنّ عنوة ما خلا طبرية، فإن أهلها صالحوه على أنصاف منازلهم وكنائسهم، وكان فتحه طبرية بعد أن حاصر أهلها أياما، فآمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم الا ما جلوا عنه وخلّوه، واستثنى لمسجد المسلمين موضعا، ثم إنهم نقضوا في خلافة عمر، رضي الله عنه، أيضا واجتمع إليهم قوم من سواد الروم وغيرهم، فسيّر إليهم أبو عبيدة عمرو بن العاص في أربعة آلاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل، وكذلك جميع مدن الأردن وحصونها على هذا الصلح فتحا يسيرا بغير قتال، ففتح بيسان وأفيق وجرش وبيت رأس وقدس والجولان وعكا وصور وصفورية، وغلب على سواد الأردن وجميع أرضها، إلا أنه لما انتهى إلى سواحل الروم، كثرت الروم فكتب إلى أبي عبيدة يستمده، فوجه اليه أبو عبيدة يزيد بن أبي سفيان، وعلى مقدمته معاوية أخوه، ففتح يزيد وعمرو سواحل الروم، فكتب أبو عبيدة إلى عمر، رضي الله عنه، بفتحها لهما، وكان لمعاوية في ذلك بلاء حسن وأثر جميل، ولم تزل الصناعة من الأردن بعكا الى أن نقلها هشام بن عبد الملك إلى صور، وبقيت على ذلك إلى صدر مديد من أيام بني العباس، حتى اختلف باختلاف المتغلبين على الثغور الشامية، وقال المتنبي يمدح بدر بن عمّار، وكان قد ولي ثغور الأردن والساحل من قبل أبي بكر محمد بن رائق: تهنّا بصور، أم نهنئها بكا،
وقلّ الذي صور، وأنت له لكا ... وما صغر الأردنّ والساحل الذي
حبيت به، إلا إلى جنب قدركا ... تحاسدت البلدان، حتى لو انها
نفوس، لسار الشرق والغرب نحوكا ... وأصبح مصر، لا تكون أميره،
ولو انه ذو مقلة وفم، بكى
وحدث اليزيدي قال: خرجنا مع المأمون في خرجته إلى بلاد الروم، فرأيت جارية عربية في هودج، فلما رأتني قالت: يا يزيدي أنشدني شعرا قلته حتى أصنع فيه لحنا، فأنشدت:
ماذا بقلبي من دوام الخفق، ... إذا رأيت لمعان البرق
من قبل الأردن أو دمشق، ... لأن من أهوى بذاك الأفق،
ذاك الذي يملك مني رقّي، ... ولست أبغي ما حييت عتقي
قال: فتنفّست تنفسا ظننت أن ضلوعها قد تقصفت منه، فقلت: هذا والله تنفّس عاشق، فقالت: اسكت ويلك أنا أعشق؟ والله لقد نظرت نظرة مريبة، فادّعاها من أهل المجلس عشرون رئيسا ظريفا، وقد نسبت العرب إلى الأردن حسان بن مالك بن بحدل ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب بن هبل الكلبي، لأنه كان واليا عليها وعلى فلسطين، وبه مهّد لمروان بن الحكم امره وهزم الزبيرية، وقتل الضحاك بن قيس الفهري
في يوم مرج راهط، وكانت ابنته ميسون بنت حسان أمّ يزيد بن معاوية وإياه عنى عدي بن الرقاع بقوله:
لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت ... نار الجماعة، يوم المرج، نيرانا
وإياه عنى كثيّر بقوله:
إذا قيل: خيل الله يوما ألا اركبي، ... رضيت، بكفّ الأردنيّ، انسحالها
ونسب إلى الأردن جماعة من العلماء وافرة، منهم:
الوليد بن مسلمة الأردني، حدّث عن يزيد بن حسان ومسلمة بن عدي، حدث عنه العباس بن الفضل الدمشقي، ومحمد بن هرون الرازي، وعبد الله بن نعيم الأردني، روى عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، روى عنه يحيى بن عبد العزيز الأردني، وابو سلمة الحكم بن عبد الله بن خطّاف الأردني، والعباس بن محمد الأردني المرادي، روى عن مالك ابن أنس وخليد بن دعلج ذكره ابن أبي حاتم في كتابه، وعبادة بن نسيّ الأردني، ومحمد بن سعيد المصلوب الأردني مشهور وله عدّة ألقاب يدلّس بها، وعلي بن إسحاق الأردني حدث عن محمد بن يزيد المستملي، حدث أبو عبد الله بن مندة في ترجمة خشب من معرفة الصحابة عن محمد بن يعقوب المقري عنه، ونعيم بن سلامة السبّائي، وقيل الشيباني، وقيل الغساني، وقيل الحميري مولاهم الأردني، سمع ابن عمر وسأله وروى عن رجل من الصحابة من بني سليم، وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وروى عنه ابو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك، ورجاء بن حياة، والأوزاعي، وعطاء الخراساني، ومحمد بن يحيى بن حبّان، وعتبة بن حكيم ابو العباس الهمداني الأردني، ثم الطبراني سمع مكحولا، وسليمان بن موسى، وعطاء الخراساني، وعباس بن نسي، وقتادة بن دعامة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وابنه عيسى بن عبد الرحمن، وابن جريج وغيرهم، روى عنه يحيى بن حمزة الدمشقي، ومسلمة بن علي، ومحمد بن شعيب بن شابور، وإسماعيل بن عباس، وبقية بن الوليد، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله ابن لهيعة وغيرهم، وقال ابن معين: هو ثقة، وكذلك أبو زرعة الدمشقي. ومات بصور سنة 147.

الرّوح

(الرّوح) الرَّاحَة وَالرَّحْمَة ونسيم الرّيح تَقول وجدت روح الشمَال برد نسيمها (ج) أَرْوَاح وَيَوْم روح طيب الرّيح وَعَشِيَّة رَوْحَة كَذَلِك وَالسُّرُور والفرح

(الرّوح) مَا بِهِ حَيَاة النَّفس (يذكر وَيُؤَنث) وَالنَّفس وَالنَّفس (ج) أَرْوَاح وَالْقُرْآن وَالْوَحي
وروح الْقُدس (عِنْد النَّصَارَى) الأقنوم الثَّالِث وَالروح الْأمين وروح الْقُدس جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام و (فِي الفلسفة) مَا يُقَابل الْمَادَّة و (فِي الكيمياء) الْجُزْء الطيار للمادة بعد تقطيرها كروح الزهر وروح النعنع (مج)
الرّوح:
[في الانكليزية] Spirit ،ghost ،soul
[ في الفرنسية] Esprit ،ame
بالضم وسكون الواو اختلف الأقوال في الروح. فقال كثير من أرباب علم المعاني وعلم الباطن والمتكلّمين لا نعلم حقيقته ولا يصحّ وصفه، وهو مما جهل العباد بعلمه مع التيقّن بوجوده، بدليل قوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا روي أنّ اليهود قالوا لقريش: اسألوا عن محمد عن ثلاثة أشياء.
فإن أخبركم عن شيئين وأمسك عن الثالثة فهو نبي. اسألوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح. فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنها، فقال عليه السلام غدا أخبركم ولم يقل إن شاء الله تعالى. فانقطع الوحي أربعين يوما ثم نزل: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ تعالى ثم فسّر لهم قصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين وأبهم قصة الروح، فنزل وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا. ومنهم من طعن في هذه الرواية وقال إنّ الروح ليس أعظم شأنا من الله تعالى. فإذا كانت معرفته تعالى ممكنة بل حاصلة فأي معنى يمنع من معرفة الروح. وإنّ مسئلة الروح يعرفها أصاغر الفلاسفة وأراذل المتكلّمين، فكيف لا يعلم الرسول عليه السلام حقيقته مع أنّه أعلم العلماء وأفضل الفضلاء.
قال الإمام الرازي بل المختار عندنا أنهم سألوا عن الروح وأنّه صلوات الله عليه وسلامه أجاب عنه على أحسن الوجوه. بيانه أنّ المذكور في الآية أنهم سألوه عن الروح، والسؤال يقع على وجوه. أحدها أن يقال ما ماهيته؟ هو متحيّز أو حالّ في المتحيّز أو موجود غير متحيّز ولا حالّ فيه. وثانيها أن يقال أهو قديم أو حادث؟ وثالثها أن يقال أهو هل يبقى بعد فناء الأجسام أو يفني؟ ورابعها أن يقال ما حقيقة سعادة الأرواح وشقاوتها؟
وبالجملة فالمباحث المتعلّقة بالروح كثيرة وفي الآية ليست دلالة على أنهم عن أي هذه المسائل سألوا: إلّا أنّه تعالى ذكر في الجواب قل الروح من أمر ربي، وهذا الجواب لا يليق إلّا بمسألتين: إحداهما السؤال عن الماهية أهو عبارة عن أجسام موجودة في داخل البدن متولّدة عن امتزاج الطبائع والأخلاط، أو عبارة عن نفس هذا المزاج والتركيب، أو عن عرض آخر قائم بهذه الأجسام، أو عن موجود يغاير عن هذه الأشياء؟ فأجاب الله تعالى عنه بأنّه موجود مغاير لهذه الأشياء بل هو جوهر بسيط مجرّد لا يحدث إلّا بمحدث قوله كُنْ فَيَكُونُ، فهو موجود يحدث من أمر الله وتكوينه وتأثيره في إفادة الحياة للجسد، ولا يلزم من عدم العلم بحقيقته المخصوصة نفيه مطلقا، وهو المراد من قوله وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا وثانيتهما السؤال عن قدمها وحدوثها فإنّ لفظ الأمر قد جاء بمعنى الفعل كقوله تعالى وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ فقوله مِنْ أَمْرِ رَبِّي معناه من فعل ربي فهذا الجواب يدلّ على أنهم سألوه عن قدمه وحدوثه فقال: بلى هو حادث، وإنّما حصل بفعل الله وتكوينه. ثم احتج على حدوثه بقوله وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا يعني أنّ الأرواح في مبدأ الفطرة خالية عن العلوم كلّها ثم تحصل فيها المعارف والعلوم، فهي لا تزال متغيّرة عن حال إلى حال والتغيّر من أمارات الحدوث انتهى.
ثم القائلون بعدم امتناع معرفة الروح اختلفوا في تفسيره على أقوال كثيرة. قيل إنّ الأقوال بلغت المائة. فمنهم من ذهب إلى أنّ الروح الإنساني وهو المسمّى بالنفس الناطقة مجرّد. ومنهم من ذهب إلى أنّه غير مجرّد.
ثم القائلون بعدم التجرد اختلفوا على أقوال. فقال النّظّام إنّه أجسام لطيفة سارية في البدن سريان ماء الورد في الورد، باقية من أول العمر إلى آخره، لا يتطرّق إله تحلّل ولا تبدّل، حتى إذا قطع عضو من البدن انقبض ما فيه من تلك الأجزاء إلى سائر الأعضاء. إنّما المتحلّل والمتبدّل من البدن فضل ينضمّ إليه وينفصل عنه، إذ كل أحد يعلم أنّه باق من أول العمر إلى آخره. ولا شكّ أنّ المتبدّل ليس كذلك.
واختار هذا الإمام الرازي وإمام الحرمين وطائفة عظيمة من القدماء كما في شرح الطوالع. وقيل إنّه جزء لا يتجزأ في القلب لدليل عدم الانقسام وامتناع وجود المجرّدات فيكون جوهرا فردا وهو في القلب، لأنه الذي ينسب إليه العلم، واختاره ابن الراوندي. وقيل جسم هوائي في القلب. وقيل جزء لا يتجزأ من أجزاء هوائية في القلب. وقيل هي الدماغ. وقيل هي جزء لا يتجزأ من أجزاء الدماغ. ويقرب منه ما قيل جزء لا يتجزأ في الدماغ. وقيل قوة في الدماغ مبدأ للحسّ والحركة. وقيل في القلب مبدأ للحياة في البدن. وقيل الحياة. وقيل أجزاء نارية وهي المسمّاة بالحرارة الغريزية. وقيل أجزاء مائية هي الأخلاط الأربعة المعتدلة كمّا وكيفا. وقيل الدم المعتدل إذ بكثرته واعتداله تقوى الحياة، وبفنائه تنعدم الحياة. وقيل الهواء إذ بانقطاعها تنقطع الحياة طرفة عين، فالبدن بمنزلة الزّقّ المنفوخ فيه. وقيل الهيكل المخصوص المحسوس وهو المختار عند جمهور المتكلمين من المعتزلة وجماعة من الأشاعرة. وقيل المزاج وهو مذهب الأطباء، فما دام البدن على ذلك المزاج الذي يليق به الإنسان كان مصونا عن الفساد، فإذا خرج عن ذلك الاعتدال بطل المزاج وتفرّق البدن كذا في شرح الطوالع. وقيل الروح عند الأطباء جسم لطيف بخاري يتكوّن من لطافة الأخلاط وبخاريتها كتكوّن الأخلاط من كثافتها وهو الحامل للقوى الثلاث. وبهذا الاعتبار ينقسم إلى ثلاثة اقسام روح حيواني وروح نفساني وروح طبيعي، كذا في الأقسرائي. وقيل الروح هذه القوى الثلاث أي الحيوانية والطبيعية والنفسانية. وفي بحر الجواهر الروح عند الأطباء جوهر لطيف يتولّد من الدم الوارد على القلب في البطن الأيسر منه لأنّ الأيمن منه مشغول بجذب الدم من الكبد. وقال ابن العربي إنّهم اختلفوا في النفس والروح. فقيل هما شيء واحد. وقيل هما متغايران وقد يعبّر عن النفس بالروح وبالعكس وهو الحقّ انتهى. وبالنظر إلى التغاير [ما] وقع في مجمع السلوك من أنّ النفس جسم لطيف كلطافة الهواء ظلمانية غير زاكية منتشرة في أجزاء البدن كالزّبد في اللبن والدهن في الجوز واللوز يعني سريان النفس في البدن كسريان الزبد في اللبن والدهن في الجوز واللوز. والروح نور روحاني آلة للنفس كما أنّ السر آلة لها أيضا، فإنّ الحياة في البدن إنما تبقى بشرط وجود الروح في النفس. وقريب من هذا ما قال في التعريف وأجمع الجمهور على أنّ الروح معنى يحيى به الجسد. وفي الأصل الصغار أنّ النفس جسم كثيف والروح فيه جسم لطيف والعقل فيه جوهر نوراني. وقيل النفس ريح حارة تكون منها الحركات والشهوات، والروح نسيم طيّب تكون به الحياة. وقيل النفس لطيفة مودعة في القلب منها الأخلاق والصفات المذمومة كما أنّ الروح لطيف مودع في القلب منه الأخلاق والصفات المحمودة.
وقيل النفس موضع نظر الخلق والقلب موضع نظر الخالق، فإنّ له سبحانه تعالى في قلوب العباد في كل يوم وليلة ثلاثمائة وستين نظرة.
وأما الروح الخفي ويسمّيه السالكون بالأخفى فهو نور ألطف من السّر والروح وهو أقرب إلى عالم الحقيقة. وثمّة روح آخر ألطف من هذه الأرواح كلّها ولا يكون هذا لكل واحد بل هو للخواص انتهى. ويجيء توضيح هذا في لفظ السّر وبعض هذه المعاني قد سبق في لفظ الإنسان أيضا.
والقائلون بتجرّد الروح يقولون الروح جوهر مجرّد متعلّق بالبدن تعلّق التّدبير والتصرّف، وإليه ذهب أكثر أهل الرياضات وقدماء المعتزلة وبعض الشيعة وأكثر الحكماء كما عرفت في لفظ الإنسان، وهي النفس الناطقة، ويجيء تحقيقه.

وقال شيخ الشيوخ: الروح الإنساني السماوي من عالم الأمر أي لا يدخل تحت المساحة والمقدار، والروح الحيواني البشري من عالم الخلق أي يدخل تحت المساحة والمقدار، وهو محل الروح العلوي. والروح الحيواني جسماني لطيف حامل لقوة الحسّ والحركة ومحلّه القلب، كذا في مجمع السلوك.
قال في الإنسان الكامل في باب الوهم:
اعلم أنّ الروح في الأصل بدخولها في الجسد وحلولها فيه لا تفارق مكانها ومحلّها، ولكن تكون في محلّها، وهي ناظرة إلى الجسد.
وعادة الأرواح أنّها تحلّ موضع نظرها فأي محلّ وقع فيه نظرها تحلّه من غير مفارقة لمركزها الأصلي، هذا أمر يستحيله العقل ولا يعرف إلّا بالكشف. ثم إنّه لما نظرت إلى الجسم نظر الاتحاد وحلّت فيه حلول الشيء في هويته اكتسبت التصوير الجسدي بهذا الحلول في أوّل وهلة، ثم لا تزال تكتسب منه. أمّا الأخلاق الرّضيّة الإلهية فتصعد وتنمو به في علّيين. وأما الأخلاق البهيمية الحيوانية الأرضية فتهبط بتلك الأخلاق إلى سجّين. وصعودها هو تمكّنها من العالم الملكوتي حال تصوّرها بهذه الصورة الإنسانية لأنّ هذه الصورة تكتسب الأرواح ثقلها وحكمها، فإذا تصوّر بصورة الجسد اكتسب حكمه من الثّقل والحصر والعجز ونحوها، فيفارق الروح بما كان له من الخفّة والسّريان لا مفارقة انفصال ولكن مفارقة اتصال لأنّها تكون متّصفة بجميع أوصافها الأصلية، ولكنها غير متمكّنة من إتيان الأمور الفعلية، فتكون أوصافها فيها بالقوة لا بالفعل. ولذا قلنا مفارقة اتصال لا انفصال، فإن كان صاحب الجسم يستعمل الأخلاق الملكية فإنّ الروح تتقوّى ويرفع حكم الثقل عن نفسها حتى لا تزال كذلك إلى أن يصير الجسد في نفسه كالروح، فيمشي على الماء ويطير في الهواء.
وإن كان يستعمل الأخلاق البشرية فإنّه يتقوّى على الروح حكم الرّسوب والثّقل فتنحصر في سجنه فتحشر غدا في السّجّين، كما قال قائل بالفارسية:
الإنسان تحفة معجونة من أصل ملائكي وآخر حيواني فإن مال إلى أصله الحيواني فهو أدنى منه وإن مال إلى أصله الملائكي فهو أعلى مقاما منه.
ثم إنّها لما تعشّقت بالجسم وتعشّق الجسم بها فهي ناظرة إليه ما دام معتدلا في صحته. فإذا سقم وحصل فها الألم بسببه أخذت في رفع نظرها عنه إلى عالمها الروحي، إذ تفريحها فيه، ولو كانت تكره مفارقة الجسد فإنّها تأخذ نظرها فترفعه من العالم الجسدي رفعا ما إلى العالم الروحي. كمن يهرب عن ضيق إلى سعة.
ولو كان له في المحل الذي يضيق فيه من ينجّيه فلا تحذير من الفرار. ثم لا تزال الروح كذلك إلى أن يصل الأجل المحتوم فيأتيها عزرائيل عليه السلام على صورة مناسبة بحالها عند الله من الحسنة أو القبيحة، مثلا يأتي إلى الظالم من عمّال الدّيوان على صفة من ينتقم منه أو على صفة رسل الملك لكن في هيئة منكرة، كما أنّه يأتي إلى الصّلحاء في صورة أحبّ الناس إليهم. وقد يتصوّر لهم بصورة النبي عليه السلام. فإذا شهدوا تلك الصورة خرجت أرواحهم. وتصوّره بصورة النبي عليه السلام وكذا لأمثاله من الملائكة المقرّبين مباح لأنهم مخلوقون من قوى روحية، وهذا التصور من باب تصوّر روح الشخص بجسده، فما تصوّر بصورة محمد عليه السلام إلّا روحه، بخلاف إبليس عليه اللعنة واتباعه المخلوقين من بشريته لأنّه عليه السلام ما تنبّأ إلّا دما فيه شيء من البشرية للحديث: «إنّ الملك [أتاه و] شقّ قلبه فأخرج منه دما فطهّر قلبه»، فالدّم هي النفس البشرية وهي محلّ الشياطين، فلذا لم يقدر أحد منهم أن يتمثّل بصورته لعدم التناسب.
وكذا يأتي إلى الفرس بصورة الأسد ونحوه، وإلى الطيور على صفة الذابح ونحوه. وبالجملة فلا بد له من مناسبة إلّا من يأتيه على غير صورة مركبة بل في بسيط غير مرئي يهلك الشخص بشمّه. فقد تكون رائحة طيبة وقد تكون كريهة وقد لا تعرف رائحته بل يمرّ عليه كما لا يعرفه.
ثم إنّ الروح بعد خروجه من الجسد أي بعد ارتفاع نظره عنه، إذ لا خروج ولا دخول هاهنا، لا يفارق الجسدية أبدا، لكن يكون لها زمان تكون فيه ساكنة كالنائم الذي ينام ولا يرى شيئا في نومه، ولا يعتدّ بمن يقول إنّ كل نائم لا بد له أن يرى شيئا. فمن الناس من يحفظ ومنهم من ينساه. وهذا السكون الأول هو موت الأرواح. ألا ترى إلى الملائكة كيف عبّر صلى الله عليه وسلم عن موتهم بانقطاع الذّكر. ثم إذا فرغ عن مدّة هذا السكون المسمّى بموت الأرواح تصير الروح في البرزخ انتهى ما في الإنسان الكامل.
ونقل ابن منده عن بعض المتكلمين أنّ لكل نبي خمسة أرواح ولكل مؤمن ثلاثة أرواح كذا في المواهب اللدنية، وفي مشكاة الأنوار تصنيف الإمام حجة الإسلام الغزالي الطوسي أنّ مراتب الأرواح البشرية النورانية خمس. فالأولى منها الروح الحسّاس وهو الذي يتلقى ما يورده الحواس الخمس وكأنه أصل الروح الحيواني وأوله، إذ به يصير الحيوان حيوانا وهو موجود للصبي الرضيع. والثانية الروح الخيالي وهو الذي يتشبّث ما أورده الحواس ويحفظ مخزونا عنه ليعرضه على الروح العقلي الذي فوقه عند الحاجة إليه، وهذا لا يوجد للصبي الرضيع في بداية نشوئه، وذلك يولع للشيء ليأخذه، فإذا غيّب عنه ينساه ولا ينازعه نفسه إليه إلى أن يكبر قليلا، فيصير بحيث إذا غيّب عنه بكى وطلب لبقاء صورته المحفوظة في خياله. وهذا قد يوجد في بعض الحيوانات دون بعض، ولا يوجد للفراش المتهافت على النار لأنه يقصد النار لشغفه بضياء النار، فيظن أنّ السراج كوّة مفتوحة إلى موضع الضياء فيلقي نفسه عليها فيتأذّى به، ولكنه إذا جاوزه وحصل في الظلمة عادة مرة أخرى. ولو كان له الروح الحافظ المتشبّث لما أدّاه الحسّ إليه من الألم لما عاوده بعد التضرّر. والكلب إذا ضرب مرّة بخشبة فإذا رأى تلك الخشبة بعد ذلك يهرب. والثالثة الروح العقلي الذي به يدرك المعاني. الخارجة عن الحسّ والخيال وهو الجوهر الإنسي الخاص، ولا يوجد للبهيمة ولا للصبي، ومدركاته المعارف الضرورية الكلية. والرابعة الروح الذّكري الفكري وهو الذي أخذ المصارف العقلية فيوقع بينها تأليفات وازدواجات ويستنتج منها معاني شريفة. ثم إذا استفاد نتيجتين مثلا ألّف بينهما نتيجة أخرى، ولا تزال تتزايد كذلك إلى غير النهاية. والخامسة الروح القدسي النّبوي الذي يختصّ به الأنبياء وبعض الأولياء وفيه يتجلّى لوائح الغيب وأحكام الآخرة وجملة من معارف ملكوت السموات والأرض بل المعارف الربانية التي يقصر دونها الروح العقلي والفكري؛ ولا يبعد أيها المعتكف في عالم العقل أن يكون وراء العقل طور آخر يظهر فيه ما لا يظهر في العقل، كما لا يبعد كون العقل طورا وراء التميّز والإحساس ينكشف فيه عوالم وعجائب يقصر عنها الإحساس والتميّز، ولا يجعل أقصى الكمالات وقفا على نفسك. ألا ترى كيف يختص بذوق الشّعر قوم ويحرم عنه بعض حتى لا يتميّز عندهم الألحان الموزونة عن غيرها انتهى.
اعلم أنّ كلّ شيء محسوس فله روح.
وفي تهذيب الكلام زعم الحكماء أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية، والجنّ أرواح مجرّدة لها تصرّف في العنصريات، والشيطان هو القوّة المتخيّلة. وإنّ لكل فلك روحا كليا ينشعب منه أرواح كثيرة، والمدبّر لأمر العرش يسمّى بالنفس الكلّي. ولكلّ من أنواع الكائنات روح يدبّر أمره يسمّى بالطبائع التامة انتهى. وفي الإنسان الكامل اعلم أنّ كل شيء من المحسوسات له روح مخلوق قام به صورته. والروح لذلك الصورة كالمعنى للفظ. ثم إنّ لذلك الروح المخلوق روحا إلهيا قام به ذلك الروح، وذلك الروح الإلهي هو روح القدس المسمّى بروح الأرواح، وهو المنزّه عن الدخول تحت كلمة كن، يعني أنّه غير مخلوق لأنه وجه خاص من وجوه الحق قام به الوجود، وهو المنفوخ في آدم. فروح آدم مخلوق وروح الله غير مخلوق. فذلك الوجه في كل شيء هو روح الله وهو روح القدس أي المقدّس عن النقائص الكونية. وروح الشيء نفسه والوجود قائم بنفس الله، ونفسه ذاته. فمن نظر إلى روح القدس في إنسان رآها مخلوقة لانتفاء قديمين، فلا قديم إلّا الله وحده، ويلحق بذاته جميع أسمائه وصفاته لاستحالة الانفكاك، وما سوى ذلك فمخلوق. فالإنسان مثلا له جسد وهو صورته وروح هو معناه وسرّ هو الروح ووجه وهو المعبّر عنه بروح القدس وبالسرّ الالهي والوجود الساري. فإذا كان الأغلب على الانسان الأمور التي تقتضيها صورته وهي المعبّر عنه بالبشرية وبالشهوانية فإنّ روحه يكتسب الرسوب المعدني الذي هو أصل الصورة ومنشأ محلها، حتى كاد تخالف عالمها الأصلي لتمكّن المقتضيات البشرية فيها، فتقيّدت بالصورة عن إطلاقها الروحي، فصارت في سجن الطبيعة والعادة وذلك في دار الدنيا، مثال السجين في دار الآخرة بل عين السجين هو ما استقر فيه الروح، لكن السجين في الآخرة سجن محسوس من النار وهي في الدنيا هذا المعنى المذكور لأنّ الآخرة محل تبرز فيه المعاني صورا محسوسة، وبعكسه الإنسان إذا كان الأغلب عليه الأمور الروحانية من دوام الفكر الصحيح وإقلال الطعام والمنام والكلام وترك الأمور التي تقتضيها البشرية، فإنّ هيكله يكتسب اللّطف الروحي فيخطو على الماء ويطير في الهواء ولا يحجبه الجدران وبعد البلدان، فتصير في أعلى مراتب المخلوقات وذلك هو عالم الأرواح المطلقة عن القيود الحاصلة بسبب مجاورة الأجسام، وهو المشار إليه بقوله إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ.
فائدة:
اختلفوا في المراد من الروح المذكور في قوله تعالى قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي على أقوال. فقيل المراد به ما هو سبب الحياة.
وقيل القرآن يدلّ عليه قوله وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا وأيضا فبالقرآن تحصيل حياة الأرواح وهي معرفة الله تعالى. وقيل جبرئيل لقوله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلى قَلْبِكَ. وقيل ملك من ملكوت السموات هو أعظمهم قدرا وقوة وهو المراد من قوله يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا.
ونقل عن علي رضي الله عنه أنه قال هو ملك له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان، لكل لسان سبعون ألف لغة يسبّح الله تعالى بتلك اللغات كلّها، ويخلق الله تعالى بكل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيمة. ولم يخلق الله تعالى خلقا أعظم من الروح غير العرش. ولو شاء أن يبلع السموات السبع والأرض السبع ومن فيهن بلقمة واحدة.
ولقائل أن يقول هذا ضعيف لأنّ هذا التفصيل ما عرفه علي رضي الله عنه إلّا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الشرح لعلي رضي الله عنه، فلم لم يذكره لغيره. ولأنّ ذلك الملك إن كان حيوانا واحدا وعاقلا واحدا لم يمكن تكثير تلك اللغات. وإن كان المتكلم بكل واحدة من تلك اللغات حيوانا آخر لم يكن ذلك ملكا واحدا بل كان مجموع ملائكة. ولأنّ هذا شيء مجهول الوجود فكيف يسأل عنه كذا في التفسير الكبير. وقيل الروح خلق ليسوا بالملائكة على صورة بني آدم يأكلون ولهم أيد وأرجل ورءوس. قال أبو صالح يشتبهون الناس وليسوا منهم.
قال الإمام الرازي في التفسير الكبير ولم أجد في القرآن ولا في الأخبار الصحيحة شيئا يمكن التمسّك به في إثبات هذا القول، وأيضا فهذا شيء مجهول، فيبتعد صرف هذا السؤال إليه انتهى
قال صاحب الإنسان الكامل الملك المسمّى بالروح هو المسمّى في اصطلاح الصوفية بالحق المخلوق به والحقيقة المحمدية نظر الله تعالى إلى هذا الملك بما نظر به [إلى] نفسه فخلقه من نوره وخلق العالم منه وجعله محلّ نظره من العالم. ومن أسمائه أمر الله هو أشرف الموجودات وأعلاها مكانة وأسماها منزلة ليس فوقه ملك، هو سيد المرسلين وأفضل المكرمين.
اعلم أنّه خلق الله تعالى هذا الملك مرآة لذاته لا يظهر الله تعالى بذاته إلّا في هذا الملك، وظهوره في جميع المخلوقات إنّما هو بصفاته، فهو قطب الدنيا والآخرة وأهل الجنة والنار والأعراف، اقتضت الحقيقة الإلهية في علم الله سبحانه أن لا يخلق شيئا إلّا ولهذا الملك فيه وجه، يدور ذلك المخلوق على وجهه فهو قطبه لا يتعرّف هذا الملك إلى أحد من خلق الله إلّا للإنسان الكامل، فإذا عرفه الولي علّمه أشياء، فإذا تحقّق بها صار قطبا تدور عليه رحى الوجود جميعه، لكن لا بحكم الأصالة بل بحكم النيابة والعارية، فاعرفه فإنّه الروح المذكور في قوله تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا يقوم هذا الملك في الدولة الإلهية والملائكة بين يديه وقوفا صفا في خدمته وهو قائم في عبودية الحق متصرّف في تلك الحضرة الإلهية بما أمره الله به. وقوله لا يَتَكَلَّمُونَ راجع إلى الملائكة دونه فهو مأذون له بالكلام مطلقا في الحضرة الإلهية لأنّه مظهرها الأكمل والملائكة وإنّ أذن لهم بالتكلّم لم يتكلّم كلّ ملك إلّا بكلمة واحدة ليس في طاقته أكثر من ذلك، فلا يمكنه البسط في الكلام، فأول ما يتلقّى الأمر بنفوذ أمر في العالم خلق الله منه ملكا لائقا بذلك الأمر فيرسله الروح فيفعل الملك ما أمر به الروح؛ وجميع الملائكة المقرّبين مخلوقون منه كإسرافيل وميكائيل وجبرئيل وعزرائيل ومن هو فوقهم وهو الملك القائم تحت الكرسي، والملك المسمّى بالمفضّل وهو القائم تحت الإمام المبين، وهؤلاء هم العالون الذين لم يؤمروا لسجود آدم، كيف ظهروا على كل من بني آدم فيتصوّرهم في النوم بالأمثال التي بها يظهر الحق للنائم، فتلك الصور جميعها ملائكة الله تنزل بحكم ما يأمرها الملك الموكل بضرب الأمثال فيتصوّر بكل صورة للنائم. ولهذا يرى النائم أنّ الجماد يكلّمه ولو لم يكن روحا متصورا بالصورة الجمادية لم يكن يتكلّم. ولذا قال عليه السلام: «الرؤيا الصادقة وحي من الله» وذلك لأنّ الملك ينزل به. ولما كان إبليس عليه اللعنة من جملة المأمورين بالسجود ولم يسجد، أمر الشياطين وهم نتيجته وذريته أن يتصوّروا للنائم بما يتصوّر به الملائكة فظهرت المرايا الكاذبة. اعلم أنّ هذا الملك له أسماء كثيرة على عدد وجوهه يسمّى بالأعلى وبروح محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبالعقل الأول وبالروح الإلهي من تسمية الأصل بالفرع، وإلّا فليس له في الحضرة الإلهية إلّا اسم واحد وهو الروح انتهى. وأيضا يطلق الروح عند أهل الرّمل على عنصر النار. فمثلا نار لحيان، يقولون عنها إنّها الروح الأولى، ونار نصرة الخارج تسمّى الروح الثانية. وقالوا في بعض الرسائل: النار هي الروح، والريح هي العقل والماء هو النفس، والتراب هو الجسم فالروح الأوّلي، إذا، هي النار الأولى، كما يقولون، وهكذا حتى النفي التي هي الروح السابعة.
والروح الأولى يسمّونها العقل الأوّل إلى عتبة الداخل التي هي العقل السابع. والماء الأوّل يقولون إنّها النفس النار الأولى الجسم الأوّل إلى عتبة الداخل الذي هو الجسم السابع انتهى.
وفي كليات أبي البقاء الروح بالضم هو الريح المتردّد في مخارق البدن ومنافذه واسم للنفس واسم أيضا للجزء الذي تحصل به الحياة واستجلاب المنافع واستدفاع المضار. والروح الحيواني جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني، وينتشر بواسطة العروق [الضوارب] إلى سائر أجزاء البدن؛ والروح الإنساني لا يعلم كنهه إلّا الله تعالى. ومذهب أهل السنة والجماعة أنّ الروح والعقل من الأعيان وليسا بعرضين كما ظنّته المعتزلة وغيرهم، وأنهما يقبلان الزيادة من الصفات الحسنة والقبيحة كما تقبل العين الناظر غشاوة ورمدا والشمس انكسافا. ولهذا وصف الروح بالأمّارة بالسّوء مرة وبالمطمئنّة أخرى. وملخص ما قال الغزالي إنّ الروح ليس بجسم يحلّ البدن حلول الماء في إناء ولا هو عرض يحلّ القلب والدماغ حلول العلم في العالم، بل هو جوهر لأنّه يعرف نفسه وخالقه ويدرك المعقولات وهو باتفاق العقلاء جزء لا يتجزّأ وشيء لا ينقسم، إلّا أنّ لفظ الجزء غير لائق به لأنّ الجزء مضاف إلى الكل ولا كلّ هاهنا فلا جزء، إلّا أن يراد به ما يريد القائل بقوله الواحد جزء من العشرة فإذا أخذت جميع [الموجودات أو جميع] ما به قوام البدن في كونه إنسانا كان الروح واحدا من جملتها لا هو داخل فيه ولا هو خارج عنه ولا هو منفصل منه ولا هو متّصل به، بل هو منزّه عن الحلول في المحال والاتصال بالأجسام والاختصاص بالجهات، مقدّس عن هذه العوارض وليس هذا تشبيها وإثباتا لأخصّ وصف الله تعالى في حق الروح، بل أخصّ وصف الله تعالى أنّه قيّوم أي قائم بذاته، وكل ما سواه قائم به. فالقيومية ليست إلّا لله تعالى. ومن قال إنّ الروح مخلوق أراد انه حادث وليس بقديم. ومن قال إنّ الروح غير مخلوق أراد أنّه غير مقدّر بكمية فلا يدخل تحت المساحة والتقدير. ثم اعلم أنّ الروح هو الجوهر العلوي الذي قيل في شأنه قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي يعني أنّه موجود بالأمر وهو الذي يستعمل في ما ليس له مادة فيكون وجوده زمانيّا لا بالخلق، وهو الذي يستعمل في مادّيات فيكون وجوده آنيا. فبالأمر توجد الأرواح وبالخلق توجد الأجسام المادية. قال الله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ. وقال وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ.
والأرواح عندنا أجسام لطيفة غير مادية خلافا لفلاسفة فإذا كان الروح غير مادي كان لطيفا نورانيا غير قابل للانحلال ساريا في الأعضاء للطافته، وكان حيا بالذات لأنّه عالم قادر على تحريك البدن. وقد ألّف الله [بين] الروح والنفس الحيوانية. فالروح بمنزلة الزوج والنفس الحيوانية بمنزلة الزوجة وجعل بينهما تعاشقا. فما دام في البدن كان البدن حيا يقظان، وإن فارقه لا بالكلّية بل تعلقه باق [ببقاء النفس الحيوانية] كان البدن نائما، وإن فارقه بالكليّة بأن لم تبق النفس الحيوانية فيه فالبدن ميّت.
ثم هي أصناف بعضها في غاية الصّفاء وبعضها في غاية الكدورة وبينهما مراتب لا تحصى. وهي حادثة؛ أمّا عندنا فلأنّ كل ممكن حادث لكن قبل حدوث الأجسام لقوله عليه الصلاة والسلام: «خلق الأرواح قبل الأجسام بألفي عام». وعند أرسطو حادثة مع البدن.
وعند البعض قديمة لأنّ كل حادث مسبوق بالمادة ولا مادة له وهذا ضعيف. والحق أنّ الجوهر الفائض من الله تعالى المشرّف بالاختصاص بقوله تعالى وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي الذي من شأنه أن يحيى به ما يتّصل به لا يكون من شأنه أن يفنى مع إمكان هذا.
والأخبار الدالّة على بقائه بعد الموت وإعادته في البدن وخلوده دالّة على بقائه وأبديته. واتفق العقلاء على أنّ الأرواح بعد المفارقة عن الأبدان تنقل إلى جسم آخر لحديث: «أنّ أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر» إلى آخره.

وروي: «أرواح الشهداء» الخ. ومنعوا لزوم التناسخ لأنّ لزومه على تقدير عدم عودها إلى جسم نفسها الذي كانت فيه وذلك غير لازم، بل إنّما يعاد الروح في الأجزاء الأصلية، إنّما التغيّر في الهيئة والشكل واللون وغيرها من الأعراض والعوارض.
ولفظ الروح في القرآن جاء لعدة معان.
الأول ما به حياة البدن نحو قوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ. والثاني بمعنى الأمر نحو وَرُوحٌ مِنْهُ والثالث بمعنى الوحي نحو تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ. والرابع بمعنى القرآن نحو وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا والخامس الرحمة نحو وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ والسادس جبرئيل نحو فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا انتهى من كليات أبي البقاء.
وفي الاصطلاحات الصوفية الروح في اصطلاح القوم هي اللطيفة الإنسانية المجرّدة.
وفي اصطلاح الأطباء هو البخار اللطيف المتولّد في القلب القابل لقوة الحياة والحسّ والحركة، ويسمّى هذا في اصطلاحهم النفس. فالمتوسّط بينهما المدرك للكلّيات والجزئيات القلب. ولا يفرّق الحكماء بين القلب والروح الأول ويسمّونها النفس الناطقة. وفي الجرجاني الروح الإنساني وهو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان الراكبة على الروح الحيواني نازل من [عالم] الأمر يعجز العقول عن إدراك كنهه، وذلك الروح قد يكون مجرّدة وقد يكون منطبقة في البدن. والروح الحيواني جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن. والروح الأعظم الذي هو الروح الإنساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها، لذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم ولا يروم وصلها رائم لا يعلم كنهها إلّا الله تعالى، ولا ينال هذه البغية سواه وهو العقل الأول والحقيقة المحمدية والنفس الواحدة والحقيقة الأسمائية، وهو أول موجود خلقه الله على صورته، وهو الخليفة الأكبر، وهو الجوهر النوراني، جوهريته مظهر الذات ونورانيته مظهر علمها، ويسمّى باعتبار الجوهرية نفسا واحدة، وباعتبار النورانية عقلا أوّلا، وكما أنّ له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول والقلم الأعلى والنور والنفس الكلية واللوح المحفوظ وغير ذلك، كذلك له في العالم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه. وفي اصطلاح أهل الله وغيرهم وهي السّر والخفي والروح والقلب والكلمة والرّوع والفؤاد والصدر والعقل والنفس.

الشّرك

(الشّرك) النَّصِيب (ج) أشراك واعتقاد تعدد الْآلهَة

(الشّرك) حبالة الصَّيْد (ج) أشراك وشرك
الشّرك:
[في الانكليزية] Polytheism ،idolatry
[ في الفرنسية] Polytheisme ،idolaterie
بالكسر وهي مصدر معناه الإشراك والاعتقاد بشريك للرّبّ الذي لا شريك له. كما في المنتخب. قال العلماء: الشّرك على أربعة أنحاء. الشّرك في الألوهية، والشّرك في وجوب الوجود، والشرك في التدبير، والشّرك في العبادة. وليس أحد أثبت لله تعالى شريكا يساويه في الألوهية والوجوب والقدرة والحكمة إلّا الثنوية، فإنّهم يثبتون إلهين أحدهما حكيم يفعل الخير والثاني سفيه يفعل الشّرّ، ويسمّون الأول باسم يزدان والثاني باسم أهرمن وهو الشيطان بزعمهم. وأمّا الشّريك في العبادة والتدبير ففي الذاهبين إليه كثرة. فمنهم عبدة الكواكب وهم فريقان، منهم من يقول إنّه سبحانه خلق هذه الكواكب وفوّض تدبير العالم السّفلي إليها، فهذه الكواكب هي المدبّرات لهذا العالم، قالوا فيجب علينا أن نعبد هذه الكواكب تعبّدا لله ونطيعه، وهؤلاء هم الفلاسفة. ومنهم قوم غلاة ينكرون الصانع ويقولون هذه الأفلاك والكواكب أجسام واجبة الوجود لذواتها ويمتنع عليها العدم فهي المدبّرة لأحوال العالم السّفلي وهؤلاء هم الدّهرية الخالصة. وممّن يعبد غير الله النصارى الذين يعبدون المسيح ومنهم أيضا عبدة الأوثان.
ولا بدّ من بيان سبب عبادة الأوثان، إذ عبادة الأحجار من جمّ غفير عقلاء ظاهر البطلان، وقد ذكروا لها وجوها. الوجه الأوّل أنّ الناس لمّا رأوا تغيّرات هذا العالم منوطة ومربوطة بتغييرات أحوال الكواكب فإنّ بحسب قرب الشمس وبعدها عن سمت الرأس تحدث الفصول الأربعة التي بسببها تحدث الأحوال المختلفة في هذا العالم. ثم إنّ الناس رصدوا أحوال سائر الكواكب فاعتقدوا انبساط السعادات والنحوسات بكيفيّة وقوعها في طوالع الناس على أحوال مختلفة. فلما اعتقدوا ذلك غلبت على ظنونهم أنّ مبدأ الحوادث هو الاتصالات الكوكبية، فبالغوا في تعظيمها.
فمنهم من اعتقادها واجبة الوجود لذواتها وهي خلقت هذا العالم. ومنهم من اعتقد حدوثها وكونها مخلوقة للإله الأكبر إلّا أنها هي المدبّرة لأحوال هذا العالم؛ وهؤلاء هم الذي أثبتوا الوسائط بين الإله الأكبر وبين أحوال هذا العالم. ثم إنّهم لمّا رأوا أنّ هذه الكواكب قد تغيب عن الأبصار في أكثر الأوقات اتخذوا لكلّ كوكب صنما من الجوهر المنسوب إليه كاتخاذهم صنم الشمس من الذهب والياقوت والألماس، ثم اشتغلوا بعبادة تلك الأصنام.
وغرضهم منها عبادة تلك الكواكب والتقرّب إليها. وأمّا الأنبياء فلهم مقامان: أحدهما إقامة الدليل على أنّ هذه الكواكب لا تأثير لها البتة في أحوال هذا العالم لما قال الله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ بعد أن بيّن أنها مسخّرات.
وثانيهما أنّ بتقدير تأثيرها دلائل الحدوث حاصلة فيها فوجب كونها مخلوقة. والاشتغال بعبادة الخالق أولى من الاشتغال بعبادة المخلوق. في الكشاف في تفسير قوله تعالى:
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. النّد المماثل في الذات المخالف في الصفات. فإن قلت كانوا يسمّون أصنامهم باسمه ويعظمونها بما يعظّم به من القرب، وما كانوا يزعمون أنّها تخالف الله وتناديه؟ قلت: لمّا تقرّبوا إليها وعظّموها وسمّوها آلهة اشتبهت حالهم حال من يعتقد أنّها آلهة مثله قادرة على مخالفته ومضادّته، فقيل لهم ذلك على سبيل التّهكم.
الوجه الثاني ما ذكره أبو معشر وهو أنّ كثيرا من أهل الصين والهند كانوا يثبتون الإله والملائكة إلّا أنّهم يعتقدون أنه تعالى جسم ذو صورة حسنة وكذا الملائكة، لكنهم احتجبوا عنّا بالسماوات فاتخذوا صورا وتماثيل، فيتّخذون صورة في غاية الحسن ويقولون إنّها هيكل الإله وصورة أخرى دونها في الحسن ويجعلونها صورة الملائكة، ثم يواظبون على عبادتها قاصدين بتلك العبادة الزّلفى من الله وملائكته.
فالسبب على عبادة الأوثان على هذا اعتقاد أنّ الله سبحانه جسم وفي مكان. الوجه الثالث أنّ القوم يعتقدون أنّ الله فوّض تدبير كلّ من الأقاليم إلى ملك معيّن وفوّض تدبير كلّ قسم من أقسام العالم إلى روح سماوي بعينه، فيقولون مدبّر البحار ملك، ومدبّر الجبال ملك آخر وهكذا، فاتخذوا لكلّ واحد من الملائكة المدبّرة صنما مخصوصا، ويطلبون من كلّ صنم ما يليق بذلك الروح الكلّي. وللقوم هاهنا تأويلات أخر تركناها لمخافة الإطناب.
اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ لفظ المشرك يتناول الكفّار من أهل الكتاب فأنكر بعضهم ذلك وقال: اسم المشرك لا يتناول إلّا عبدة الأوثان لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ الآية. فالله تعالى عطف المشركين على أهل الكتاب، والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.
والأكثرون من العلماء على أنّ المشرك يتناول الكفار من أهل الكتاب أيضا، وهو المختار.
قال أبو بكر الأصم كلّ من جحد رسالته فهو مشرك، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. فقد دلّت الآية على أنّ ما سوى الشّرك قد يغفر الله تعالى في الجملة. فلو كان كفر اليهود والنصارى ليس بشرك لوجب أن يغفر لهم الله تعالى في الجملة، وذلك باطل.

والجواب عن الآية بوجهين: الأول أنّ لفظ المشركين عطف على الذين الخ، والمعنى أنّ الذين كانوا مؤمنين بنبي من الأنبياء أو كانوا من أهل الكتاب ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم ولم يؤمنوا به فأشركوا، به، وإنّ الذين كانوا مشركين من الابتداء كلاهما في نار جهنم الخ. والثاني أنّ عطف المشركين على أهل الكتاب من قبيل عطف العام على الخاص، والمعنى أنّ الذين كفروا من أهل الكتاب وجميع المشركين سواء كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى وعبدة الأوثان كلّهم في نار جهنم. ثم القائلون بدخول اليهود والنصارى تحت اسم المشرك اختلفوا على قولين: فقال قوم وقوع هذا الاسم عليها من حيث اللغة. وقال الجبائي والقاضي هذا الاسم من جملة الأسماء الشّرعية لأنّه تواتر النقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنّه كان يسمّي كلّ من كان كافرا بالمشرك، وقد كان في الكفار من لا يثبت إلها أصلا أو كان شاكّا في وجوده، أو كان شاكّا في وجود الشّريك. وقد كان فيهم من كان عند البعثة منكرا للبعث والقيمة، فلا جرم كان منكرا للبعثة وللتكليف، وما كان يعبد شيئا من الأوثان. وعابدوا الأوثان فيهم من كانوا لا يقولون إنّهم شركاء الله في الخلق، وتدبير العالم، بل كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فثبت أنّ الأكثر منهم كانوا مقرّين بأنّ [الله] إله العالم واحد، وإنّه ليس له في الإلهية بمعنى خلق العالم وتدبيره شريك ونظير كما يدلّ عليه قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ فإذا ثبت أنّ وقوع اسم المشرك على الكافر ليس من الأسماء اللغوية بل من الأسماء الشّرعية كالزكاة والصلاة وغيرهما وجب اندراج كلّ كافر تحت هذا الاسم. هذا كلّه خلاصة ما في التفسير الكبير في سورة الأنعام في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً، وفي سورة البقرة في تفسير قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ. والمفهوم من الإنسان الكامل أيضا أنّ المشرك لا يتناول الكفار بأجمعهم. قال: ما في الوجود حيوان إلّا وهو يعبد الله إمّا على التقييد بمحدث ومظهر وهو المشرك وإمّا على الإطلاق وهو الموحّد، وكلّهم عباد الله على الحقيقة لأجل الوجود الحق، فإنّ الحقّ تعالى من حيث ذاته يقتضي أن لا يظهر في شيء إلّا ويعبد ذلك الشيء، وقد ظهرت في ذات الوجود. فمن الناس من عبد الطبائع أي العناصر وهي أصل العالم، ومنهم من عبد الكواكب، ومنهم من عبد المعدن، ومنهم من عبد النار، ولم يبق شيء في الوجود إلّا وقد عبد شيئا من العالم إلّا المحمّديون فإنّهم عبدوه من حيث الإطلاق بغير تقييد بشيء آخر من المحدثات انتهى.

ينبغي أن يعلم أنّ العلماء قالوا: الشّرك على أربعة أوجه: حينا في العدد. وقد نفي بقوله تعالى: أحد، أي «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ». وحينا في المرتبة: وقد نفي بقوله تعالى: صمد، أي «اللَّهُ الصَّمَدُ». وحينا بالنسبة (للزوجة والولد) وقد نفاه بقوله سبحانه «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ». وحينا في العمل والتأثير وقد نفاه سبحانه بقوله: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ». وقالوا أيضا: إن أصحاب المذاهب الباطلة ينقسمون إلى خمس فرق:

الفرقة الأولى: الدّهرية القائلون بأنّه ليس للعالم صانع، وأنّ المواد اجتمعت هكذا وتشكّلت منها الصّور الموجودة. وعليه متى ذكر المسلمون بلسانهم لفظة هو فذلك هو التبرّي من عقائد الدّهرية.

الفرقة الثانية هم الفلاسفة: وهم الذين يقرّون بوجود الصّانع ولكن لا صفة له عندهم.
أي أنّ التأثير في العوالم من الوسائط وليس من الصّانع. وفي الحقيقة: الهنود على هذا الرأي.

ومتى قال الرجل المؤمن: الله، فإنّ ذلك يعني وصفه بجميع صفات الكمال، وبذلك ينجو ويبتعد من عقائد هذه الفرق.

والفرقة الثالثة: الثّنوية: وهم القائلون بأنّ العالم لا يكفي وجود صانع لجميع ما في العالم، وذلك لأنّ العالم فيه الخير والشّرّ موجودان، فلا بدّ للخير من خالق وللشّرّ من خالق. إذن لا بدّ من صانعين اثنين. وخالق الخير يسمّى عندهم يزدان وأمّا خالق الشّرّ فهو عندهم أهرمن. فإذن، متى نطق المؤمن بلفظ، أحد، فقد نجا من شرّ شرك هؤلاء.

والفرقة الرابعة: عبدة الأوثان؛ الذين يعتقدون بأنّ عبادة الأوثان وسيلة لقضاء حاجاتهم الدنيوية والدينية، والمؤمن حين يقول: الله الصّمد، فإنّه يخلص من هذه العقيدة.
وهكذا الضالون من أهل الكتاب من اليهود الذين يقولون بأنّ العزير هو ابن الله، والنصارى القائلين بأنّ المسيح هو ابن الله. فإذن متى قال المؤمن: لم يلد ولم يولد فإنّه يطهّر من هذه العقيدة.

والفرقة الخامسة: المجوس القائلون بأنّ (أهرمن) إبليس له نفس القدرة الإلهية في التأثير، والمنازعة دائمة بين جنود الرحمن والشيطان. ففي بعض الأحيان: يجري حكم الله في عالم الخير ويكون هو الغالب، وحينا يتغلّب جيش إبليس. وهو يظهر في عالم الشّرّ والقبح.

إذن: فالمؤمن حين يقول: ولم يكن له كفوا أحد ينجو من شرّ هذا الاعتقاد، ولذلك سمّيت هذه السورة سورة الإخلاص.
إذن فليعلم أنّ تفصيل أنواع الشّرك في عالم الواقع هو: ثمّة فرقة تعتقد بوجود صانعين للعالم؛ أحدهما حكيم وهو مصدر الخير والفضائل، وذاك الذي يدعى يزدان، وآخر:
سفيه هو مصدر الشّرّ والرذائل وذاك ما يدعونه أهرمن. ويقال لهذه الجماعة: الثنوية. وبطلان مذهبهم بلسانهم أيضا ظاهر؛ لأنّ ذلك الصانع السفيه إذا كان من عمل الصانع الحكيم، فيلزم إذن أن يكون الشّرّ صادرا عن الحكيم أيضا.
وأمّا إذا كان ظهوره بذاته فهو إذن واجب، وتجب له حينئذ صفات الكمال كالعلم والقدرة والحكمة. إذن هذا الواجب الموجود صار سفيها وجاهلا؟
والفرقة الثانية هي التي تسمّى صابئة وتقول: على رغم أنّ صفات واجب الوجود كالعلم والقدرة والحكمة هي خاصة بالله، لكنه سبحانه جعل أمور هذا العالم مرتبطة بنجوم السماء، وفوّض إليها تدبير أمور الخير والشّرّ، فعلينا إذن أن ننظّم أرواح هذه الكواكب كلّ التنظيم حتى تنتظم أمورنا. ومذهب هؤلاء باطل بلسانهم وذلك أنّه إذا كان الله جلّ جلاله يعلم عبادتنا، فتكون عبادة الكواكب لغوا ولا نتيجة لها، لأنّ التّقرّب الذي يحصل لنا من عبادته يغنينا عن التوسّل بأرواح هذه الكواكب، وأمّا إذا كان الله سبحانه لا يدري بعبادتنا، فحينئذ يطرأ على علمه القصور، فلا يكون واجب الوجود، ويضاف لذلك أنّ تلك النجوم التي تسيّر أمور معاشنا إن كانت تفعل ذلك من عندها فهي إذن مساوية في القدرة لله، وصار الشّرك في القدرة الإلهية لازما. وإذا كانت تفعل ما تفعل بقدرة معطاة لها من الله. إذن فكما أنّه سبحانه جعلها واسطة لتسيير مصالحنا وأمورنا، فكذلك يمكن أن يلقي في روعها أن تفيض علينا (من بركاتها) وأيضا تصبح عبادتها مساوية لعبادة الله.
وحينئذ يكون هؤلاء (الصابئة) قد ساووا بينها وبين الله، فيحصل الشّرك في العبادة.

والفرقة الثالثة هم الهنود القائلون: بأنّ الروحانيات الغيبية التي تدبّر شئون العالم لها صور ملوّنة، وهي محجوبة عنّا بالحجب والسّتائر فعلينا إذن أن نتقدّم منها بالأشياء النفيسة كالذّهب والفضّة، لأنّ تعظيم تلك الصور في الحقيقة هو تعظيم لها، لكي ترضى عنّا تلك الروحانيات وتسيّر أمورنا.
وهذا المذهب باطل بنفس البرهان الذي تبطل به عقيدة الفرقة الثانية أي (الصابئة).

والفرقة الرابعة: عبّاد الشيوخ. القائلون:
بأنّ الرجل الكبير قد صار بسبب كمال الرياضة والمجاهدة الروحية مستجاب الدّعوة ومقبول الشفاعة، فتصل إلى روحه قوة عظيمة واسعة وفخمة جدا من هذا العالم. فكلّ من يجعل من صورته برزخا أو يتذلّل على قبره ويسجد أو يذكر مكان عبادته أو ينذر باسمه ويتضرّع له وما شابه، وحينئذ تطلع عليه روح ذلك الشيخ بسبب كمالها وتشفع له في الدنيا والآخرة.
والفرقة الخامسة وهم عوام الهنود القائلين بأنّ: الحقّ ذاته منزّهة عن أن يستطيع أحد أن يعبده، ذلك لأنّه سبحانه لا يأتي في عقلنا وذهننا، وبسبب كونه منزّها عن الجسمية أو التمكّن بمكان فلا يمكن تصوره، إذن فلا سبيل إلى عبادته إلّا بالاتّجاه إلى مخلوق من مخلوقاته المقرّبين والمقبولين لديه، فيكون توجّهنا نحو تلك القبلة هو عين التوجّه نحو الله، والمخلوق الذي هو أهل لهذا الأمر ليس مخصوصا بجنس معيّن، بل أيّ واحد مقبول لدى أعتابه، أو أي شيء مشتمل على أمر عجيب وغريب يمكن أن يكون قبلة مثل مياه نهر الغانج أو شجرة ضخمة وأمثال ذلك.
وهؤلاء الأقوام يساوون غيرهم في العبادة شركاء مع الله.
وأمّا الذين يسوّون بين الله وغيره في غير العبادة فكثيرون. فمن جملتهم، من يذكرون الآخرين مع الله كذكرهم لله، كما يقولون عن الملوك: مالك الملك ومالك رقاب الأمم، وملك الأملاك، وأحكم الحاكمين، وأمثال ذلك.

ومن جملة هؤلاء أيضا: من ينذر لغير الله أو يذبح ويقرّب القرابين تعظيما لغير الله، أو تقرّبا لغير الله، وهم بذلك يسوّون بين الله وبين مخلوقاته في تلك الأمور. كما أنّ من جملة هؤلاء من يتسمّى باسم عبد فلان أو غلام فلان وهذا نوع من الشّرك في الأسماء. كما ذكر ذلك الترمذي في الحديث وأخرجه الحاكم في تفسير قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ، فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ في سورة الأعراف؛ بما أنّه لم يعش لهود عليه السلام ولد، فتمثّل إبليس بهيئة رجل كبير وقال: إذا ولد لك غلام هذه المرة فسمّه عبد الحارث لكي يعيش. وبناء على ذلك هكذا فعلوا وعاش الغلام. ومن جملة هؤلاء أيضا:
أولئك الذي يدعون غير الله لدفع بلاء، وكذلك لجلب المنافع يتوجّهون لغير الله. ويعدّون هؤلاء عالمين بالغيب ولهم القدرة المطلقة. وهذا نوع من الشّرك في العلم والقدرة.
كذلك من جملة هؤلاء قوم يسوّون بين اسم الله وبين اسم كائن آخر في مقام العلم الشامل أو المشيئة الشاملة أو الإرادة المطلقة، وذلك كما أخرج النسائي وابن ماجة في الحديث الذي ورد فيه أنّ أحدهم قال للنبي صلّى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: جعلتني لله ندّا، بل ما شاء الله وحده.
وينبغي أن يعلم هنا بأنّ عبادة غير الله تعدّ شركا وكفرا، فكذلك إطاعة غيره سبحانه على وجه الاستقلال كفر. وهذا يعني أنّه لا يعدّ ذلك الغير مبلّغا لحكم الله، فيطيعه ويرى اتّباعه لازما، ومع معرفته بأنّ حكم الغير مخالف للحكم الإلهي فإنّه يستمرّ في ضلاله، ولا ينزع عن عبادة غيره، وهذا نوع من اتخاذ الأنداد كما ورد في القرآن قوله سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ. التوبة: 31. ويشبه هذا من يعتقد بأنّ حكم الحاكم أو الملك الذي هو مخالف لحكم الله هو حقّ وواجب الإتباع كحكم الله. وهذا الأمر ينطبق عليه قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ. المائدة:
44. هكذا قال مولانا عبد العزيز الدهلوي في التفسير العزيزي في تفسير سورة الاخلاص وسورة البقرة وغيرها. 

سجل

سجل قَالَ أَبُو عبيد: السَجْل الدَّلْو. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حدثيه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه رأى فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة وَرَأى بهَا 
(سجل) : السَّوْجلُ: الرِّخْوُ من القَوْم.
(س ج ل) : (السِّجِلُّ) كِتَابُ الْحُكْمِ وَقَدْ سَجَّلَ عَلَيْهِ الْقَاضِي.
(سجل)
بِهِ سجلا رمى بِهِ من فَوق وَالشَّيْء أرْسلهُ مُتَّصِلا يُقَال سجل المَاء صبه صبا مُتَّصِلا وسجل السُّورَة وَالْقَصِيدَة قَرَأَهَا قِرَاءَة مُتَّصِلَة
(سجل) كتب السّجل وَالْقَاضِي قضى وَحكم وَأثبت حكمه فِي السّجل وَالْعقد وَنَحْوه قَيده فِي سجل رسمي وَالْخطاب وَنَحْوه فِي الْبَرِيد قَيده فِي سجل خَاص حفظا لَهُ من الضّيَاع وَعَلِيهِ بِكَذَا شهره
سجل: {سجيل}: {سجين}: الصلب من الحجارة

سجل


سَجَلَ(n. ac. سَجْل)
a. Poured out (liquid).
b. [Bi], Threw down.
سَجَّلَa. Registered, recorded ( judicial sentence ).

أَسْجَلَa. Was rich.
b. Filled; gave great gifts to.
c. Let loose; left.
d. Delivered (speech).
سَجْل
(pl.
سِجَاْل
سُجُوْل)
a. Great bucket full of water; great udder; bountiful
man.
b. Gift, present.

سِجِّيْلa. Mystic stones ( whereon are written the names of
the people destined to be punished in Hell ).

سِجِلّ (pl.
سِجِلَّات)
a. Roll, scroll; register, record.
b. Decree, edict.
c. Public scribe, notary.

سَوْجَل
a. Flask-case.
سجل: سْجَّل (بالتشديد): كتب بالسجل ولا يقال: سَجّل القاضي بمعنى اثبت حكمه في السجل فقط، بل يقال أيضاً، سجَّل الأمير وغيره حين يثبت ما يعطى في السجل، يقال سجَّل لفلان بكل ما سأل (منتخبات من تاريخ العرب) .. وقد ذكر فوك هذا الفعل في مادة لاتينية معناها: انعم عليه وأعطاه امتيازا أفضله عليه.
سَجَّل: دوَّن، قيدَّ (بوشر) واثبت، حقق (هلو) سَجَّل عليه: تمنى له الشر (دي سلان المقدمة 3: 331).
سَجْل = سَجيل: صلب؟ (معجم بدرون) تَسْجِيل وجمعها تساجيل: جزء من سجل الدعوى (ألكالا).
سجل
السَّجْلُ: الدّلو العظيمة، وسَجَلْتُ الماء فَانْسَجَلَ، أي: صببته فانصبّ، وأَسْجَلْتُهُ:
أعطيته سجلا، واستعير للعطيّة الكثيرة، والْمُسَاجَلَةُ: المساقاة بالسّجل، وجعلت عبارة عن المباراة والمناضلة، قال:
من يساجلني يساجل ماجدا
والسِّجِّيلُ: حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل: فارسيّ معرّب، والسِّجِلُّ: قيل حجر كان يكتب فيه، ثم سمّي كلّ ما يكتب فيه سجلّا، قال تعالى: كطيّ السّجلّ للكتاب [الأنبياء/ 104] ، أي: كطيّه لما كتب فيه حفظا له.
س ج ل : السِّجِلُّ كِتَابُ الْقَاضِي وَالْجَمْعُ سِجِلَّاتٌ وَأَسْجَلْتُ لِلرَّجُلِ إسْجَالًا كَتَبْتُ لَهُ كِتَابًا وَسَجَّلَ الْقَاضِي بِالتَّشْدِيدِ قَضَى وَحَكَمَ وَأَثْبَتَ حُكْمَهُ فِي السِّجِلِّ وَالسَّجْلُ مِثَالُ فَلْسٍ عِنْدِي الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ إذَا كَانَتْ مَمْلُوءَةً وَالسَّجْلُ النَّصِيبُ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذَلِكَ أَيْ نُصْرَتُهَا بَيْنَ الْقَوْمِ مُتَدَاوَلَةٌ.

وَالسِّجِلَّاطُ نَمَطُ الْهَوْدَجِ وَقِيلَ كِسَاءٌ أَحْمَرُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مَا يَصْلُحُ لِذَلِكَ وَهُوَ بِكَسْرِ السِّينِ وَالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ. 
س ج ل: (السَّجْلُ) مُذَكَّرٌ وَهُوَ الدَّلْوُ إِذَا كَانَ فِيهِ مَاءٌ
قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَلَا يُقَالُ لَهَا وَهِيَ فَارِغَةٌ: سَجْلٌ وَلَا ذَنُوبٌ وَالْجَمْعُ (سِجَالٌ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفَارَابِيُّ وَغَيْرُهُمَا: (السَّجْلُ) الدَّلْوُ الْمَلْأَى. وَ (السِّجِلُّ) الصَّكُّ وَقَدْ (سَجَّلَ) الْحَاكِمُ (تَسْجِيلًا) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [هود: 82] قَالُوا: هِيَ حِجَارَةٌ مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ مَكْتُوبٌ فِيهَا أَسْمَاءُ الْقَوْمِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} [الذاريات: 33] وَ (السَّجَنْجَلُ) الْمِرْآةُ وَهُوَ رُومِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
س ج ل

سقيته سجلاً وسجالاً وهو الدلو العظيمة، وساجله: باراه في الاستقاء. وكتب عليه سجلاً وعليهم سجلات، وسجل عليهم، وكتاب مسجل.

ومن المجاز: ساجله: فاخره مساجلة. و" الحرب سجال ": مرة على هؤلاء وأخرى على هؤلاء. وله من المجد سجل سجيل: ضخم. قال الحطيئة:

إذا قايسوه المجد أربى عليهم ... بمستفرغماء الذناب سجيل

وجواد عظيم السجل أي العطاء. وله برفائض السجال، وأسجله: أكثر له من العطاء، وأعطاه سجله من كذا أي نصيبه كما يقال: ذنوبه. قال زهير:

تهامون نجديّون كيداً ونجعة ... لكل أناس من وقائعهم سجل

وهذا مسجل له: مرسل مطلق إن شاء أخذه وإن شاء لم يأخذه. وأسجلت البهمة مع أمها وأرجلت إذا أرسلت.
[سجل] فيه: فأمر "بسجل" فصب على بوله، هو الدلو الملأي ماء وجمعه سجال، ومنه: والحرب بيننا "سجال" أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل سجل. ج: من "المساجلة" المفاخرة لأن لكل من الواردين دلو ولكل منهما يوم في الاستقاء. ط: ونحن منه في هذه المدة أي مدة الهدنة والصلح فلا ندري أيغدر في مدة هذا الصلح أو لا. كل" أي دول، وهو بكسر سين وخفة جيم جمع سجل بفتح فسكون، أي المتحاربون كالمستقين يستقي هذا دلوًا وهذا دلوًا، والمساجلة أن يفعل كل من الخصمين مثل ما يفعله صاحبه. ومنه: "سجلا" من ماء أو ذنوبًا، وهو الدلو الكبير أو المملوء وكذا الذنوب، فأو للشك على الترادف، وللتخيير على غيره. نه: افتتح سورة النساء "فسجلها" أي قرأها قراءة متصلة، من السجل الصب، من سجلت الماء سجلًا صببته صبًا متصلًا. وفيه: مطلقة في الإحسان إلى كل أحد برًا أو فاجرًا، والمسجل المال المبذول. ومنه: و"لا تسجلوا" أنعامكم، أي لا تطلقوها في زروع الناس. وفيه: فتوضع "السجلات" في كفة، هي جمع سجل بالكسر والتشديد وهو الكتاب الكبير. ك: "السجل" الصحيفة، أي يطوى لكتب فيها، ويقال: اسم ملك. غ: ((كطي "السجل" للكتب)) الصحيفة التي فيها الكتاب، أو ملك، أو كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم. و"سجيل" من جل وحجازة، أصله فارسي - وبين في قوله: حجارة من طين.
الجيم والسين واللام
سجل: السَّجْلُ: مَلْءُ الدَّلوِ. وأسْجَلْتُ فلاناً. وسِجْلٌ سَجِيْلٌ: أي عَظِيمٌ، وسَجِيْلَةٌ مِثْلُه. والحَرْبُ سِجَالٌ: أي مَرَّةً منها سَجْلٌ على هؤلاء وسَجْلٌ على أولئك. والمُسَاجَلَةُ: المُبَارَاةُ في العَمَلِ أيُّهُما يَغْلِبُ صَاحِبَه. والسَّجْلُ من الضُّرُوْعِ: الطَّوِيْلُ. والخُصْيَةُ السَّجِلَةُ: المُسْتَرْخِيَةُ الصَفَنِ. والسِّجِلُّ: كِتابُ العَهْدِ، وقيل: الكاتِبُ. ويُخَفَّفُ فيُقال: سِجْلٌ. وهذا الشَّيْءُ مُسْجَلٌ: أي مُرْسَلٌ مَنْ شاءَ أَخَذَه. وسَجَلْتُه بالشَّيْءِ: رَمَيْتَه به من فَوْق. وعنْزٌ سَجُولٌ بَيَّنَةُ السَّجَالَةِ: أي غَزِيْرَةٌ، وهو مَأْخُوذٌ من السَّجْلِ وهو الجِزْعَةُ في السِّقَاء. والسَّجْلاءُ من النِّسَاءِ: العَظِيمَةُ المَآكِمِ. والسَّجِيْلَةُ: الضَّخْمَةُ. وتُسَمّى النَّعْجَةُ: السِّجَالَ، وتُدْعَى للحَلَبِ يُقال: سِجَالْ سِجَالْ. والسِّجَالُ: الصَّفِيُّ لها ضَرْعٌ كأنَّه الدَّلْوُ. وقيل: أُسْجِلَ البَهْمُ مَعَ أُمَّهَاتِهِ: أي تُرِكَ مَعَها يَرْضَعها. والسَّجِّيْلُ: الحِجَارَةُ كالمَدَرِ وهو حَجَرٌ وطِيْنٌ. والَّسوْجَلُ: الأوَّلُ المُتَقِّمُ، يُقال: خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ. والسَّوَاجِيْلُ: غُلفُ القَوارِيْرِ، واحِدُها ساجَلٌ.
باب الجيم والسين واللاّم معهما س ج ل، س ل ج، ج ل س مستعملات

سجل: السَّجلُ: ملاكُ الدَّلِو، وأعطيته سجلا وسجلين، وأسجلته. والحَربُ سِجالٌ أي مرَّةٌ منها سجلٌ على هؤلاء، ومرّةً على هؤلاء. والمُساجَلةُ: المغالبة أيهما يغلب صاحبه. والسجل من الضُّروع: الطويل. وخُصيةٌ سجيلةٌ أي مُسترخية الصَّفنِ. والسِّجِلُّ: كتاب العهدة، ويجمعُ سجلات. والسجيل: حجارة كالمدر، وهو حجَر وطين، ويُفسَّر أنه مُعرَّبٌ دخيلٌ. ويقال: هذا الشيء مسجل للعامَّة أي مرسل من شاء أخذه أو أخذ منه. والسَّجَنجلُ ثلاثي ألحق بالخماسي، وهو المرأة النَّقية.

سلج: السُّلَّجُ نبات رخو من دقِّ الشَّجَر، والسُّلَّجان ضرب منه.

جلس: ناقة جَلسٌ وجَمَلٌ جَلسٌ أي وثيق. والجلسُ: ما ارتفع عن الغور من أرض نجدٍ، وتقول: أغارُوا وأجلسوا وغاروا وجلسوا. وجَلَسَ يجلس جُلوساً، وهو حسن الجلسة. والجَلسِيُّ: ما حول الحَدَقة، ويقال: ظاهر العين. والجُلَّسانُ: دخيل، وهو بالفارسية كُلَّشان، وقال: لنا جلسان عندها وبنفسج ... وسِيسَنبر والمرزجوشُ مُنمنما
[سجل] السَجْلُ مذكَّر، وهو الدلوُ إذا كان فيه ماء، قلَّ أو كثُر. ولا يقال لها وهي فارغةٌ: سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ، والجمع السِجالُ. والسَجيلةُ: الدَلو الضَخمةُ. قال الراجز: خذها واعط عمك السجيله إن لم يكن عمك ذا حليله وسَجَلْتُ الماء فانسَجَلَ، أي صببته فانصبّ. وأَسْجَلْتُ الحوض: ملأتُه. وقال: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً تطفو وأُسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا والسَجيلُ من الضروعِ: الطويلُ. يقال: ناقةٌ سَجْلاءُ. والسجل: الصك. وقد سجل الحاكم تَسْجيلاً. وقوله تعالى: (حجارةً من سِجِّيْلٍ ) . قالوا: هي حجارةٌ من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب عليها أسماء القوم، لقوله تعالى: (لِنُرْسِلَ عليهم حجارةً من طين) . والمساجلة: المفاخرة، بأن تصنع مثله صنعه في جَرْيٍ أو سَقْيٍ. وأصله من الدَلْو. وقال الفَضْلُ ابن عباس بن عتبة بن أبي لهب: من يُساجِلْني يُساجِلْ ماجِداً يملأ الدَلوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ ومنه قولهم: " الحربُ سِجالٌ ". وتساجلوا، أي تفاخروا. والمسجل: المبذول المباحُ الذي لا يُمْنَعُ من أحد. وأنشد الضبى: أنخت قلوصى بالمُرَيْرِ ورَحْلُها لِما نابَهُ من طارق الليل مُسْجَلُ أراد بالرَحْلِ المنزل. وقوله تعالى: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) قال فيه محمد بن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر. قال الاصمعي: أي مرسلة لم يشترط فيها بر دون فاجر. يقال أسجلت الكلام، أي أرسلته. والسجنجل: المرآة، وهو رومى معرّب. قال امرؤ القيس:

تَرائِبُها مصقولة كالسجنجل
سجل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة فِي قَوْله عزّ وجلّ: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ} قَالَ: هِيَ مُسْجَلة للبَرِّ والفاجر من حَدِيث ابْن عيينه عَن سَالم بن أبي حَفْصَة عَن مُنْذر عَن ابْن الْحَنَفِيَّة. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله مُسْجَلة يَعْنِي مُرْسَلة لم يُشْتَرط فِيهَا بَرٌّ دونَ فاجرٍ يَقُول: فالإحسان إِلَى كلّ أحدٍ جَزَاؤُهُ الْإِحْسَان وَإِن كَانَ الَّذِي يُصْطنع إِلَيْهِ فَاجِرًا وَقد رُوِيَ عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم شَيْء يدلّ على ذَلِك قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل يحدِّث عَن أيّوب قَالَ: نُبئت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي على رجلٍ قد قُطعتْ يدُه فِي سرِقة وَهُوَ فِي فُسْطاط فَقَالَ: من آوى هَذَا العَبْد المُصاب فَقَالُوا: فاتك أَو خُرَيْمُ بن فاتِك فَقَالَ: اللهمَّ باركْ على آل فاتك كَمَا آوَى هَذَا العَبْد الْمُصَاب. قَالَ وحَدَّثَنِي حجاج عَن ابْن جريج فِي قَوْله: {وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلى حُبِّه مِسْكِيْناً وَّيَتِيْماً وَّأسِيْراً} قَالَ: لم يكن الْأَسير على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا من الْمُشْركين قَالَ أَبُو عبيد: فَأرى أَن الله عزّ وجلّ قد أثنى على من أحسن إِلَى أَسِير الْمُشْركين وَمِنْه قَول النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله عز وَجل كتب الْإِحْسَان على كل شَيْء فَإِذا قتلتم فأحْسِنوا القتْلةَ وَإِذا ذبحتم فَأحْسنُوا الذّبْح -] .

[حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ رَحمَه الله
(س ج ل)

السَّجْل: الدَّلْو الضخمة المملوءة، مُذَكّر.

وَقيل: هُوَ ملؤُهَا.

وَالْجمع: سِجال، وسُجُول.

وَلَا يُقَال لَهَا فارغة سَجْل، وَلَكِن دلو.

وأسجله: أعطَاهُ سَجْلا أَو سَجْلين.

وَقَالُوا الحروب سِجال: أَي سَجْل مِنْهَا على هَؤُلَاءِ وَآخر على هَؤُلَاءِ.

ودلو سَجِيل، وسَجِيلة: ضخمة، قَالَ:

خُذْهَا وَأعْطِ عَمَّك السَّجِيلهْ

إِن لم يكن عَمُّك ذَا حليلهْ

وخصية سَجيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مسترخية الصفن وَاسِعَة.

وضَرْع سَجِيل: طَوِيل متدل.

وناقة سجلاء: عَظِيمَة الضَّرع.

وساجل الرجل: باراه، وَأَصله فِي الاستقاء، وهما يتساجلان.

وَرجل سَجْلٌ: جواد، عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي. وأسجلَ الرجل: كثر خَيره.

وسَجَّل: أنْعط.

وأَسْجل النَّاس: تَركهم.

وأسجل لَهُم الْأَمر: أطلقهُ لَهُم، وَمِنْه قَول مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة رَحمَه الله فِي قَوْله تَعَالَى: (هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان) : هِيَ مُسْجَلة للبر والفاجر، يَعْنِي: مُرْسلَة لم يشْتَرط فِيهَا بر دون فَاجر.

وَفعلنَا ذَلِك والدهر مُسجَل: أَي لَا يخَاف أحد أحدا.

والسِّجِلّ: كتاب الْعَهْد وَنَحْوه.

وَالْجمع: سِجِلاَّت، وَهُوَ أحد الْأَسْمَاء المذكرة الْمَجْمُوعَة بِالتَّاءِ، وَلها نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْمُخَصّص وَلَا يكسر السِّجِلّ.

وَقيل: السِّجِلُّ: الْكَاتِب.

وَقد سجّل لَهُ.

والسَّجِيل: النَّصِيب. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ " فَعِيل ": من السَّجْل، الَّذِي هُوَ الدَّلْو المَلأى وَلَا يُعجبنِي.

والسَّجِيل: الصلب الشَّديد.

والسِّجِّيل: حِجَارَة كالمدر، وَفِي التَّنْزِيل: (ترميهم بحجارة من سِجِّيل) . وَقيل: هُوَ حجر من طين، مُعرب دخيل وَهُوَ: " سِنْك وكِلْ " أَي حِجَارَة وطين.

وسَجَّله بالشَّيْء: رَمَاه بِهِ من فَوق.

والسَّاجول، والسَّوْجَل، والسَّوْجَلَة: غلاف القارورة، عَن كرَاع.

والسجنجل: الْمرْآة.

والسَّجَنْجَل، أَيْضا: قطع الْفضة وسبائكها. وَيُقَال: هُوَ الذَّهَب، وَيُقَال الزَّعْفَرَان، وَيُقَال: إِنَّه رومي مُعرب.
سجل
سجَلَ يَسجُل، سَجْلاً، فهو ساجِل، والمفعول مَسْجول
• سجَل الماءَ: صبَّه صبًّا متّصِلاً. 

انسجلَ يَنسجِل، انسجالاً، فهو مُنسجِل
• انسجل الماءُ والدَّمعُ: مُطاوع سجَلَ: انصبّ "حزنت على فقيدها فانسجل دمعُها عليه مدرارًا". 

تساجلَ يَتساجَل، تساجُلاً، فهو مُتساجِل
• تساجل القومُ: تبارَوْا وتفاخَرُوا "تساجل المتسامرون بقراءة الأشعار". 

ساجلَ يُساجل، سِجالاً ومُساجَلةً، فهو مُساجِل، والمفعول مُساجَل
• ساجل فلانًا: باراه وعارضه وفاخره في جري، أو قول شِعْر "ساجَله الحديثَ- ساجَل رفيقَه في الشِّعر- كانت المناقشة سجالاً بين المتحدِّثين: مناوبة" ° الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر. 

سجَّلَ يُسجِّل، تسجيلاً، فهو مُسجِّل، والمفعول مُسجَّل
• سجَّل الشَّيءَ: دوَّنه وقيَّده كتابةً في سجلّ خاصّ "سجّل الحكمَ/ العقدَ- سجّل محاضرَ الجلسات- سجّل أفكارَه: حفظها في كتاب- سجّل الوقائعَ والأحداثَ: أرّخها- خطاب مسجّل: مكتسب صفة رسميّة بإثباته في دفتر خاصّ" ° سجَّل رقمًا قياسيًّا: تفوَّق على من سبقوه- سجَّل نُقطة/ سجَّل إصابة/ سجَّل هدفًا: فاز بهدف رياضيّ، حقَّق نقطة تفوّق- عَقْد مُسجّل: اكتسب صفة رسميّة بإثباته في دفتر خاص.
• سجَّل الصُّورةَ/ سجَّل الصَّوتَ: نقله إلى أسطوانة أو شريط بواسطة آلة خاصّة لحفظه وإعادة سماعه "سجَّل أغنيةً/ خُطبة"? شريط مُسجّل: شريط صوتيّ مسجل عليه كلام.
• سجَّل اسمَه في الحزب: انتسب إليه، انضمَّ إليه "سجّل اسمَه في الجامعة". 

تَسْجيل [مفرد]: ج تَسْجيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر سجَّلَ ° آلة تسجيل: آلة حفظ الصوت- إدارة التَّسجيل: إدارة مسئولة في الجامعة عن قبول الطلاّب ومتابعة المقرّرات التي يدرسونها.
2 - مادَّة مُسجَّلة بالصوت والصورة أو الاثنين معا "فُقد كثير من تسجيلات الشيخ محمد رفعت".
• تسجيل مغنطيسيّ: (حس) تسجيل إشارة كالصوت أو تعليمات الحاسوب على سطح قابل للمغنطة؛ لتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.
• شريط تسجيل: شريط مغناطيسيّ تسُجَّل عليه الأصوات أو المشاهد.
• لَوْحة التَّسجيل: لوحة الأهداف في لعبة أو مباراة. 

تسجيليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَسْجيل.
• فيلم تسجيليّ/ برنامج تسجيليّ: فيلم أو برنامج توثيقيّ، يسجِّل حقائق ووثائق واقعيَّة وتاريخيّة. 

سِجِّيل [مفرد]:
1 - طين يابس متحجِّر، حجارة صلبة حادّة ذات نتوء " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ".
2 - وادٍ في جهنّم " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ".
3 - اسم السَّماء الدنيا " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ". 

سَجْل [مفرد]: ج سِجال (لغير المصدر) وسُجُول (لغير المصدر):
1 - مصدر سجَلَ.
2 - دلو عظيمة مملوءة، أو فيها ماء قلّ أو كثر (مذكّر).
3 - نصيب من الشّيء ° الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر. 

سِجِلّ [مفرد]: ج سِجِلاّت (لغير العاقل):
1 - دفتر يُدوَّن فيه ما يُراد حفظه من معلومات "سجلّ الأحوال الشخصيّة/ الضريبة- سِجلّ أعمال الحكومة- سجلّ الشهداء: جدول بأسماء الشهداء- {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} " ° أمين السِّجلّ: موظف مسئول عن حفظ
 السجلات وضمان سريّتها- السِّجلُّ الأسود: كتاب يدوّن فيه أسماء الأشخاص أو المنظمات غير المرغوب فيها- السَّجلّ التِّجاريّ: موسوعة تضمّ بيانات معيّنة عن الشركات والأشخاص الذين يمارسون التجارة في محلّ خاصّ- السِّجِلُّ العقاريُّ: هو السِّجل الرَّسميّ الصَّادر عن الدوائر العقاريَّة يبيِّن المنطقة ورقم العقار وحدوده ومساحته ومحتوياته واسم مالكه والحقوق العينيّة المنصبَّة عليه- سجلّ الحالات/ سجلّ القضايا: سجلّ مشتمل على معلومات تفصيليّة في مجال معيّن يستعمل كمرجع وفي التدريس- سجلّ السفينة: جهاز لقياس سرعة السفينة- سجلّ المجرمين: مجموعة من صور المجرمين المعروفين المشتبه بهم تُحفظ في ملفات الشرطة- سِجِلّ مدنيّ.
2 - كاتب " {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ".
3 - كتاب القاضي ° السِّجلُّ العدليّ: بيان عن الأحكام الصادرة ضدّ شخص ما.
4 - (حس) مجموعة من المفردات المترابطة من المعلومات تُعامل كوحدة.
• سجلّ التَّشريفات: دفتر يُسجِّل فيه الزائرون أسماءهم. 

مُسَجِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سجَّلَ.
2 - آلة تسجيل الأصوات على شريط خاص ° مسجِّل الحركة: جهاز لتسجيل الحركة.
3 - موظّف مختصّ بحفظ السّجلاّت ° مُسجِّل العُقود الرَّسميَّة: الكاتب العَدْل. 

سجل: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل:

هو مِلْؤُها، وقيل: إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر، والجمع سِجالٌ

وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي التهذيب: ولا يقال له

وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب؛ قال الشاعر:

السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب،

حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب

قال: وأَنشد ابن الأَعرابي:

أُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ،

له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ

قال: والذَّمَّة البئر القليلة الماء. والسَّجْل: الدَّلْو المَلأى،

والمعنى قَلِيله كثير؛ ورواه الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده

مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به. قال ابن بري:

السَّجْل اسمها مَلأى ماءً، والذَّنُوب إِنما يكون فيها مِثْلُ نصفها

ماءً. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على

بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء، وجمعه سِجَال؛ وقال

لبيد:

يُحِيلون السِّجَال على السِّجَال

وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين، وقالوا: الحروب سِجَالٌ أَي

سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء، والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل.

وفي حديث أَبي سفيان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى

الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه

مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين

من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء. وفي حديث ابن

مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من

السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً.

ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة: ضَخْمة؛ قال:

خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله،

إِن لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيله

وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ.

والسَّجِيل من الضُّروع: الطَّوِيل. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طويل مُتَدَلٍّ.

وناقة سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابن شميل: ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع

الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع

الشاء.وساجَلَ الرَّجُلَ: باراه، وأَصله في الاستقاء، وهما يَتَساجَلان.

والمُساجَلة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي؛ قال

الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب:

مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً،

يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب

قال ابن بري: أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ

واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ،

فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة، فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً، فمعناه أَنه

يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فقد غُلِب.

وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا؛ ومنه قولهم: الحَرْبُ سِجالٌ. وانسَجل الماءُ

انسجالاً إِذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة:

وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ

سَجُومِ الماء، فانْسَجَل انسِجالا

وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ. وأَسْجلْت الحوض:

مَلأْته؛ قال:

وغادَر الأُخْذَ والأَوْجادَ مُتْرَعَةً

تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا

ورجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وأَسْجَل الرجلُ:

كثُر خيرُه. وسَجَّل: أَنْعَظَ. وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لهم

الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ ومنه قول محمد بن الحنفية، رحمة الله عليه، في

قوله عز وجل: هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ، قال: هي مُسْجَلة للبَرِّ

والفاجر، يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد، لم يُشْترَط

فيها بَرٌّ دون فاجر. والمُسْجَل: المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من

أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ:

أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها،

لِما نابه من طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ

أَراد بالرَّحْل المنزل. وفي الحديث: ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا

تُطْلِقوها في زُروع الناس. وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته. وفَعَلْنا

ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً.

والسَّجِلُّ: كتاب العَهْد ونحوِه، والجمع سِجِلاّتٌ، وهو أَحد الأَسماء

المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ،

وقيل: السَّجِلُّ الكاتب، وقد سَجَّل له. وفي التنزيل العزيز: كطَيِّ

السِّجِلّ للكتب، وقرئ: السِّجْل، وجاء في التفسير: أَن السِّجِلَّ الصحيفة

التي فيها الكتاب؛ وحكي عن أَبي زيد: أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون

الجيم، قال: وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين. وقيل السِّجِلُّ

مَلَكٌ، وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، وعن أَبي الجوزاء أَن

السِّجِلَّ كاتب كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب. وفي حديث

الحساب يوم القيامة: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة؛ وهو جمع سِجِلٍّ،

بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير.

والسَّجِيل: النَّصيب؛ قال ابن الأَعرابي: هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي

هو الدَّلو الملأَى، قال: ولا يُعْجِبني. والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وقد

سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً. والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشديد.

والسِّجِّيل: حجارة كالمَدَر. وفي التنزيل العزيز: ترْمِيهم بحِجارة من

سِجِّيل؛ وقيل: هو حجر من طين، مُعَرَّب دَخِيل، وهو سَنْكِ رَكِل

(*

قوله «وهو سنك وكل» قال القسطلاني: سنك، بفتح السين المهملة وبعد النون

الساكنة كاف مكسورة. وكل، بكسر الكاف وبعدها لام) أَي حجارة وطين؛ قال أَبو

إِسحق: للناس في السِّجِّيل أَقوال، وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين،

وقيل من جِلٍّ وحجارة، وقال أَهل اللغة: هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا؛

قال الأَزهري: والذي عندنا، والله أَعلم، أَنه إِذا كان التفسير صحيحاً فهو

فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال:

لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين؛ فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل. ومن

كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج،

فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبيدة: من سِجِّيل،

تأْويله كثيرة شديدة؛ وقال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل:

ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ،

ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا

قال: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد، وقال بعضهم: سِجِّيل من

أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم؛ قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم

سِجِّيل من أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وجعله من السِّجْل؛ وأَنشد بيت

اللَّهَبي:مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجدا

وقيل مِنْ سِجِّيلٍ: كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم، قال: وهذا

القول إِذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه، قال

الله تعالى: كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما

سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ؛ وسِجِّيل في معنى سِجِّين، المعنى أَنها حجارة

مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها؛ قال: وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها

عندي. الجوهري: وقوله عز وجل: حجارة من سِجِّيل؛ قالوا: حجارة من طين

طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل: لنُرْسِل عليهم

حجارة من طين. وسَجَّله بالشيء: رَماه به من فوق.

والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة: غِلاف القارورة؛ عن كراع.

والسَّجَنْجَلُ: المرآة. والسَّجَنْجل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة

وسَبائِكُها، ويقال هو الذهب، ويقال الزَّعْفران، ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب،

وذكره الأَزهري في الخماسي قال: وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ، وقيل هي رُومِيَّة

دَخَلَت في كلام العرب؛ قال امرؤ القيس:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ،

تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسِّجَنْجَل

سجل
السَّجْلُ: الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ الْعَظِيمَةُ مَمْلُوءَةً مَاء، مُذَكَّرٌ، وقيلَ: هوَ مِلْءُ الدَّلْوِ، وقيلَ: إِذا كانَ فيهِ ماءٌ قَلَّ أَو كَثُرَ، وَلَا يُقالُ لَها فَارِغَةً: سَجْلٌ، ولَكِنْ: دَلْوٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَا يُقالُ لَهُ وَهُوَ فارِغٌ سَجْلٌ وَلَا ذَنُوبٌ، وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: السَّجْلُ اسْمُها مَلأَى مَاء، والذَّنُوبُ إِنَّما يكونُ فِيهَا مِثْلُ نِصْفِها مَاء، وَفِي حديثِ بَوْلِ الأَعْرابِيِّ فِي المَسْجِدِ: ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْلٍ مِن ماءٍ فَأُفْرِغَ عَلى بَوْلِهِ، وقالَ الشَّاعِرُ: السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ حتَّى يرى مَرْكُوّها يَثُوبُ والسَّجْلُ: الرَّجُلُ الْجَوادُ، عَن أبي العَمَيْثَلِ الأَعْرابِيِّ. والسَّجْلُ: الضَّرْعُ العَظِيمُ، ج: سِجَالٌ، بالكَسْرِ، وسُجُولٌ، بالضَّمِّ، قالَ لَبِيدٌ: يُجِيلُونَ السَّجالَ على السِّجالِ وأَنْشَدَ أَعْرابِيٌّ:
(أُرْجِّي نَائِلاً منْ سَيْلِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُهُ سِجالُ)
الذَّمَّةُ: البِئْرُ القَلِيلَةُ الْماءِ، والسِّجَالُ: الدِّلاءُ المَلأَى، والمَعْنَى قَلِيلُهُ كَثِيرٌ، ورَواهُ الأَصْمَعِيُّ: وذِمَّتُهُ، بالكَسْرِ، أَي عَهْدُهُ مُحْكَمٌ، مِنْ قَوْلِكَ: سَجَّلَ القَاضِي لِفُلاَنٍ بِمَالِهِ، أَي اسْتَوْثَقَ لَهُ بهِ. وَلَهُم مِنَ الْمَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ: أَي ضَخْمٌ، مُبَالَغَةً. وأِسْجَلَهُ: أَعْطَاهُ سَجْلاً أَو سَجْلَيْنِ، وقيلَ: إِذا كَثَّرَ لَهُ العَطاءَ. وقالُوا: الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجالٌ، ككِتَابٍ: أَي سَجْلٌ مِنْهَا عَلى هؤلاءِ، وآخَرُ عَلى هؤلاءِ، وأَصْلُهُ أَنَّ المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَيْنِ مِنَ الْبِئْرِ، يَكُونُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا سَجْلٌ، أَي دَلْوٌ مَلآنُ مَاء، وقَدْ جاءَ ذِكْرُهُ فِي حَدَِيثِ أبي سُفْيانَ: لَمَّا سَأَلَهُ هِرَقْلُ، فقالَ: ذلكَ مَعْناهُ: أنَّا نُدَالُ عَلَيْهِ مَرَّةً، ويُدَالُ عَلَيْنَا أُخْرى. ودَلْوٌ سَجِيلٌ، وسَجِيلَةٌ: أَي ضَخْمَةٌ، قَالَ: بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ لابَنِيْ لَهْ خُذْها وأَعْطِ عَمَّكَ السَّجِيلَهْ إنْ لَمْ يَكُنْ عَمُّكَ ذَا حَلِيلَهْ أَي بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ الَّذِي لَا بَنِينَ لَهُ، هَذَا المَقامُ الَّذِي يُقالُ لَهُ هَذَا الْكَلام. وخُصْيَةٌ سَجِيلَةٌ: بَيِّنَةُ السَّجالَةِ، مُسْتَرْخِيَةُ الصّفَنِ، واسِعَتُهُن. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طَوِيلٌ، وأَسْجَلُ: مُتَدَلٍّ واسِعٍ، وقالَ ابنُ) شُمَيْلٍ: ضَرْعٌ أَسْجَلُ، هُوَ الواسِعُ الرِّخْوُ المُضْطَرِبُ، الَّذِي يَضْرِبُ رِجْلَيْها مِن خَلْفِها، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ مِنْ ضُرُوعِ الشّاءِ، ونَاقَةٌ سَجْلاءُ: عَظِيمَةُ الضَّرْعِ. ومِنَ المَجازِ: سَاجَلَهُ مُساجَلَةً، إِذا بَاراهُ وفاخَرَهُ، بَأنْ صَنَعَ مِثْلَ صُنْعِهِ، فِي جَرْيٍ أَو سَقْيٍ، وأَصْلُهُ فِي الاِسْتِقَاءِ، وهما يَتَساجَلانِ، أَي يَتَبارَيانِ، قالَ الفَضْلُ بنُ عَبَّاسٍ اللَّهَبِيُّ:
(مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ مَاجِداً ... يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الْكَرَبْ)
قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصْلُ المُساجَلَةِ، أَنْ يَسْتَقِيَ سَاقِيانِ، فيُخْرِجَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَجْلِهِ مِثْلَ مَا يُخْرِجُ الآخَرُ، فَأيُّهُما نَكَلَ فقد غُلِبَ، فضَرَبَتْهُ العَرَبُ مَثَلاً لِلْمُفاخَرَةِ، فَإِذا قيلَ: فُلانٌ يُساجِلُ فُلاناً، فمَعْناهُ أَنَّهُ يُخْرِجُ مِنَ الشَّرَفِ مِثْلَ مَا يُخْرِجُهُ الآخَرُ، فَأيُّهُما نَكَلَ فد غُلِبَ، وتَساجَلُوا: تَفاخَرُوا، قَالَ ابنُ أبي الحَدِيدِ فِي شَرْحِ نَهْجِ الْبَلاغَةِ: وَقد نَزَلَ القُرْآنُ عَلى مَخْرَج كَلامِهِم فِي المُساجَلَةِ، فَقَالَ: فإِنَّ لِلَّذِين ظَلَمُوا ذَنُوباً الْآيَة، والذَّنُوبُ: الدَّلْوُ. وأَسْجَلَ الرَّجُلُ: كَثُرَ خَيْرُهُ، وبِرُّهُ، وعَطاؤُهُ لِلنَّاسِ، وأْسَجَلَ النَّاسَ: تَرَكَتُهم وأَسجَلَ لَهُمْ الأَمرَ: أَطْلَقَهُ لهُم، وَمِنْه قَوْلُ محمدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ، فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسانِ إِلاَّ الإِحْسانُ قَالَ: هيَ مُسَجَلَةٌ لِلْبَرِّ والفَاجِرِ. يَعْنِي مُرْسَلَةٌ مُطْلَقَةٌ فِي الإِحْسانِ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ، لَمْ يُشْتَرَطْ فِيهَا بَرٌّ دُونَ فاجِرٍ، وَفِي الحديثِ: ولاَ تُسْجِلُ أَنْعامَكُم، أَي لَا تُطْلِقُوهَا فِي زُرُوعِ النَّاسِ.
وأَسْجَلَ الحَوْضَ: مَلأهُ، قالَ:
(وغَادَرَ الأُخْذَ والاَوْجَاذًَ مُتْرَعَةً ... تَطْفُو وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرَانَا)
ويُقالُ: فَعَلْنَاه والدَّهْرُ مُسْجَلٌ، كمُكْرَمٍ، وَالَّذِي فِي اللِّسانِ: والدَّهْرُ سجل: أَي لَا يَخافُ أَحَدٌ أَحَداً.
والمُسْجَلُ، كمُكْرَمٍ: الْمَبْذُولُ الْمُباحُ لِكُلِّ أَحَدٍ، وأَنْشَدَ الضَّبِّيُّ:
(أَنَخْتُ قَلُوصِي بِالْمُرَيْرِ ورَحْلُها ... لِمَا نَابَهُ مِنْ طَارِقِ اللَّيْلِ مُسْجَلُ)
أَرادَ بالرَّحْلِ المَنْزِلَ. وسَجَّلَ الرَّجُلُ، تَسْجِيلاً: أَي أَنْعَظَ. وسَجَّلَ بِهِ، إِذا رَمَى بهِ مِنْ فَوْقُ، كسَجَلَ سَجْلاً. وكَتَبَ السِّجِلَّ، بِكَسْرَتَيْنِ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ، وهوَ الصَّكُّ: اسْمٌ لِكِتابِ الْعَهْدِ، ونَحْوِهِ، قالَ اللهُ تَعالى: كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ، ج: سِجِلاَّتٌ، وَهُوَ أَحَدُ الأَسْماءِ المُذَكَّرَةِ المَجْمُوعَةِ بالتَّاءِ، وَلها نَظائِرُ، وَمِنْه الحَدِيثِ: فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَهُوَ أَيْضاً: الْكاتِبُ، وَقد سَجَّلَ لَهُ، وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ وقيلَ: هوَ الرَّجُلُ بِالْحَبَشيَّةِ، ورُوِيَ عَن أبي الجَوْزَاءِ أنَّهُ قالَ: السِّجِلُّ اسْمُ كاتِبٍ للنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وتَمامُ الْكَلامِ لِلْكِتَابِ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وذَكَرَهُ بَعْضُهم فِي)
الصَّحابَةِ، وَلَا يَصِحُّ. قلتُ: هَكَذَا أوْرَدَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّجْرِيدِ، وابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمِهِ، وَقَالا: فيهِ نَزَلَتْ الآيَةُ المَذْكُورَةُ، وَقيل: اسْمُ مَلَكٍ. والسِّجْلُ، بالكسْرِ: هُوَ السِّجِلُّ، لُغَةٌ لِلْكِتابِ، رُوِيَ ذَلِك عَن عِيسَى بنِ عُمَرَ الكُوفِيِّ، وبهِ قَرَأَ، وَلَو قَالَ: وبالكَسْرِ: الصَّحِيفَةُ، كانَ أَخْصَرَ. والسُّجْلُ، بالضَّمِّ: جَمْعٌ لِلنَّاقَةِ السَّجْلاءِ، لِلْعَظِيمَةِ الضَّرْعِ. والسّجِيلُ، كأَمِيرٍ: النَّصِيبُ، قالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: هُوَ فَعِيلٌ مِنَ السَّجْلِ، الَّذِي هُوَ الدَّلْوُ الْمَلأَى، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. والسَّجِيلُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ.
والسِّجِّيلُ، كَسِكِّيتٍ: حِجَارَةٌ كالْمَدَرِ، قالَ اللهُ تَعالى: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ، وَهُوَ مَعَرَّبٌ دَخِيلٌ، أَصْلُهُ بالْفَارِسِيَّةِ سَنْكِ وَكِل، أَي الحَجَرُ والطِّينِ، والواوُ عَاطِفَةٌ، فَلَمَّا عُرِّبَ سَقَطَتْ، أَو كانَتْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ، وكُتِبَ فِيهَا أَسْماءُ الْقَوْمِ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن طِينٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ، وَهَذَا قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبُو إِسْحاقَ: لِلنَّاسِ فِي السِّجِّيلٍ أَقْوالٌ، وَفِي التَّفْسِيرِ أنَّها مِن جِلٍّ وطينٍ، وقيلَ: مِنْ جِلٍّ وحِجَارَةٍ، وقالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: هَذَا فَارِسِيٌّ، والعَرَبُ لَا تَعْرِفُ هَذَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَالَّذِي عِنْدَنا واللَّهُ أَعْلَمُ، أنَّهُ إِذا كانَ التَّفْسِيرُ صَحِيحاً، فهوَ فَارِسِيٌّ أُعْرِبَ، لأَنَّ اللهَ تَعالى قد ذَكَرَ هَذِه الْحِجارَةَ فِي قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ عَليْهِ السَّلامُ، وقالَ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، فقد بَيَّنَ لِلْعَرَبِ مَا عَنَى بِسِجِّيلٍ، ومِنْ كَلام الْفُرْسِ مَا لَا يُحْصَى مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ، نَحْوَ جَامُوسٍ ودِيبَاجٍ، وَلَا أُنْكِرُ أَنْ يَكونَ هَذَا مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مِنْ سِجِّيلٍ، تَأْوِيلُهُ: كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ، وقالَ: إِنَّ مِثْلَ ذلكَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ عَنْ عُرُضٍ ... ضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا)
قَالَ: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ، بمَعْنىً واحِدٍ، وَقَالَ بعضهُم: سِجِّيلٌ، مِنْ أَسْجَلْتُهُ، أَي أَرْسَلْتُهُ، فكأَنَّها مُرْسَلَةٌ عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو إِسْحاقَ: وقالَ بعضُهُم: مِن أَسْجَلْتُ، إِذا أَعْطَيْت، وجَعَلَهُ مِنَ السَّجْلِ، أَو قَوْلُه تَعالى: مِنْ سِجِّيلٍ أَي مِن سِجِلٍّ، أَي مَمَّا كُتِبَ لَهُم أنَّهُم يُعَذَّبُونَ بهَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا القَوْلُ إِذا فُسِّرَ فَهُوَ أَبْيَنُها، لأَنَّ مِن كَتَابِ اللهِ دَلِيلاً عليْه، قالَ اللهُ تَعَالَى: كَلاً إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين، وَمَا أدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ، ويْلٌ يَوْمَئِذٍ للمُكَذِّبينَ، والسِّجِّيلُ بِمَعْنَى السَّجِّينِ، والمَعْنَى أنَّها حَجَارَةٌ مِمَّا كَتَبَ اللهُ أنَّهُ يُعَذِّبُهم بهَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا أَحْسَنُ مَا مَرَّ فِيها، أَي فِي الآيَةِ، عنْدِي، وَهَكَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَنهُ أَيْضا، وسَلَّمَهُ، وقَلَّدَهُ المُصَّنِّفُ، وزادَ: وأَثْبَتُهَا، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. والسَّاجُولُ، والسَّوْجَلُ، والسَّوْجَلَةُ: غِلاَفُ الْقَارُورَةِ، عَن كُرَاعٍ، والجمعُ) سَواجِيلُ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبَّادٍ، وغَلَّطَهُ، وقالَ: الصَّوَابُ: السَّاحوُلُ، بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ.
والسِّجَنْجَلُ: الْمِرآةُ، رُوِمِيٌّ مُعَرَّبٌ، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
(مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجلِ)
وذكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ فِي الخُمَاسِيِّ، قَالَ: وقالَ بَعْضُهم: زَجَنْجَلٌ، وَقد تقدَّم. وَأَيْضًا: الذَّهَبُ، ويُقالُ: سَبائِكُ الْفِضَّةِ، وقِطَعُها، عَلى التَّشْبِيهِ بالمِرْآةِ. ويُقالُ: الزَّعْفَرانُ، ومَن قالَ ذلكَ رَوَى قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ: بالسَّجَنْجَلِ، وفَسَّرَهُ بِهِ. وسَجَلَ الْماءَ، سَجْلاَ، فانْسَجَلَ: صَبَّهُ صَبّاً مُتَّصِلاً، فانْصَبَّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لَها بِعَيْنٍ ... سَجُومِ الْماءِ فَانْسَجَلَ انْسِجَالاً)
وعَيْنٌ سَجُولٌ: غَزِيرَةٌ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: عَنْزٌ سَجُولٌ، كَمَا هوَ نَصُّ العُبابِ.
والسَّجْلاءُ: الْمَرْأَةُ الْعَظِيمَةُ الْمَأْكَمَةِ، والجَمْعُ السُّجْلُ، بالضَّمِّ. وسِجالْ سِجَالْ، بالكَسْرِ: دُعَاءٌ لِلْنَّعْجَةِ لِلْحَلْبِ، وبهِ تُسَمَّى قالَهُ ابْنُ عَبَّادٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: سَجَّلَ القاضِي لِفُلانٍ بِمَالِهِ: اسْتَوْثَقَ لَهُ بِهِ، وقيلَ: سَجَّلَهُ بِهِ: حَكَمَ بِهِ حُكْماً قَطْعِيّاً، هَكَذَا فَسَّرَهُ الشَّرِيفُ، وقيلَ: قَرَّرَهُ وأَثْبَتَهُ، كَمَا فِي الْعِنايَةِ، وسَجَّل عليْهِ بِكَذَا: شَهَرَهُ، ووَسَمَهُ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي شَرْحِ الْمَقاماتِ لَهُ.
وسَجَلَ الْقِراءَةَ، سَجْلاً: قَرَأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً، وأَسْجَلْتُ الْكَلامَ: أَرْسَلتُهُ. ولَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ.
وأُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّها، وأَرْحَلَتْ: إِذا أُرْسِلَتِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَقَرَأَ بَعْضُهم: كَطَيِّ السَّجْلِ، بالفَتْحِ، وقالَ: هُوَ مَلَكٌ. قُلْتُ: وهيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وفَسَّرَهُ بَأَنَّهُ رَجُلٌ. والسَّوْجَلُ: الأَوَّلُ المُتَقَدِّمُ، يُقالُ: خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وقَرأَ أَبُو زُرْعَةَ عَلى أبي هُرَيْرَةَ: السُّجُلِّ بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ، وَهِي لُغَةٌ أُخْرَى للصَّحِيفَةِ. وسِجِلِّينُ: قَرْيَةٌ بِعَسْقَلاَنَ، مِنْهَا عبدُ الجَبَّارِ بنُ أبي عامِرٍ السِّجِلِّينِيُّ، عنهُ أَبُو القاسِمِ الطّبَرَانِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

سجل

1 سَجَلَ المَآءَ, (S, K,) inf. n. سَجْلٌ, (TA,) He poured out, or forth, the water, (S, K, JM, TA,) continuously. (JM, TA.) b2: Hence, سَجَلَ القُرْآنَ He read, or recited, the Kur-án continuously. (JM. [See also سَحَلَ.]) b3: See also 2: b4: and 4.2 سجّل, inf. n. تَسْجِيلٌ, (S, Msb, K,) said of a judge, (S,) or kádee, (Msb,) He wrote a سِجِلّ [q. v.]: (S, * K:) or he decided judicially, and recorded his sentence in the سِجِلّ: (Msb:) and Mtr says that ↓ إِسْجَالٌ may be syn. with تَسْجِيلٌ, signifying the writing of سِجِلَّات [pl. of سِجِلٌّ], though not found by him in the lexicons: (Har p. 473:) [but I have found it, for Sgh says,] the إِسْجَال of the kádee and his تَسْجِيل are one [in meaning]. (O.) You say, سجّل بِهِ He decided it judicially, [and recorded it in the سِجِلّ;] or he decreed it decisively; so expl. by the Shereef: or, as in the 'Ináyeh, he established it and recorded it [in the سِجِلّ]. (TA.) And سجّل القَاضِى

لِفُلَانٍ بِمَالِهِ The kádee secured to such a one his property [by a judicial decision recorded in the سِجِلّ]. (TA.) And سجّل عَلَيْهِ القَاضِى [The kadee decided judicially against him, and recorded his sentence in the سِجِلّ]. (Mgh.) b2: And سجّل عَلَيْهِ بِكَذَا (assumed tropical:) He rendered him notorious by reason of such a thing, and stigmatized him with it. (Z, TA.) A2: And سجّل بِهِ He threw it from above; as also ↓ سَجَلَ, inf. n. سَجْلٌ. (K.) A3: And سجّل, inf. n. as above, He (a man, TA) became affected with carnal appetite. (K.) 3 ساجلهُ, (K,) inf. n. مُسَاجَلَةٌ, (S, IB, TA,) [and app. سِجَالٌ also, (see سَجْلٌ,)] He vied, competed, or contended for superiority, with him; emulated, or rivalled, him; or imitated him; (S, IB, * K;) doing like as he did; (S, IB;) originally in the drawing of water; (S, * IB;) each of them bringing forth in his سَجْل [or bucket] the like of what the other brought forth [or endeavouring to do so]; the one, of them, that desisted being overcome: (IB:) and also, (assumed tropical:) in running: or in watering. (S.) Hence, فُلَانٌ يُسَاجِلُ فُلَانًا (tropical:) Such a one vies with such a one, each of them producing, [of the evidences] of nobility, the like of what the other produces; the one, of them, that desists being overcome. (IB.) El-Fadl Ibn-'Abbás Ibn-'Otbeh Ibn-Abee-Lahab says, مَنْ يُسَاجِلْنِى يُسَاجِلْ مَاجِدًا يَمْلَأُ الدَّلْوَ إِلَى عَقْدِ الكَرَبْ [He who contends for superiority with me contends for superiority with one possessing glory, who fills the bucket to the tying of the rope that is attacked to the middle of its cross-bars]: and hence the saying, الحَرْبُ سِجَالٌ. (S. [See سَجْلٌ.]) 4 اسجلهُ He gave him a bucketful (سَجْلًا) or two bucketfuls (سَجْلَيْنِ): (K:) or, as some say, (assumed tropical:) he gave him much. (TA.) b2: And اسجل الحَوْضَ He filled the watering-trough, or tank; (S, K;) as also ↓سَجَلَهُ. (JM.) b3: أُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّهَا The beast was sent forth, or set loose or free, with its mother. (TA.) It is said in a trad., لَا تُسْجِلُوا أَنْعَامَكُمْ, meaning Set not loose your cattle in men's fields of seed-produce. (TA.) b4: And you say, اسجل النَّاسَ He left, or left alone, the people. (K.) b5: And اسجل لَهُمُ الأَمْرَ (assumed tropical:) He made the affair free, or allowable, to them. (K.) b6: And أَسْجَلْتُ الكَلَامَ (assumed tropical:) I made the speech, or language, to be unrestricted. (S.) A2: اسجل He (a man, TA) abounded in goodness, (K, TA,) and beneficence, and gifts to men. (TA.) A3: أَسْجَلْتُ لِلرَّجُلِ, inf. n. إِسْجَالٌ, I wrote a writing for the man. (Msb.) b2: See also 2.6 تساجلوا They vied, competed, or contended for superiority, one with another; emulated, or rivalled, one another; or imitated one another; [originally, in the drawing of water: and hence, (assumed tropical:) in other things: (see 3:)] (S, TA:) and هُمَا يَتَسَاجَلَانِ They two vie, &c., each with the other. (K.) 7 انسجل It (water) poured out, or forth; or became poured out, or forth; (S, K;) [app., continuously: see 1.]

سَجْلٌ A full bucket: so accord. to Az and ElFárábee and others: (MS:) or a bucket containing water, whether little or much: such as is empty is not called سَجْلٌ nor ذَنُوبٌ: (S:) or a great bucket: (Msb: [see also سَجِيلٌ:]) or a great bucket that is full (K, TA) of water: (TA:) and a bucketful; the quantity that fills a bucket: (K:) it is of the masc. gender [though دَلْوٌ (the most common word for “ a bucket ”) is generally fem.]: (S, K:) pl. سِجَالٌ. (S.) b2: And [hence,] (assumed tropical:) A share, or portion; (Msb;) like دَلَاةٌ [which likewise originally signifies “ a bucket ”]. (S in art. دلو. [See also سَجِيلٌ.]) And hence is derived the saying, الحَرْبُ سِجَالٌ, [as though meaning (assumed tropical:) War is an affair of shares, or portions;] i. e. the victory in war is shared by turns among the people [engaged therein]: (Msb:) [but it is implied in the S that it is from المُسَاجَلَةُ, and that سِجَالٌ is here an inf. n. like مُسَاجَلَةٌ, agreeably with analogy; and if so, the saying may be rendered war is a contention for superiority: (see 3:)] or the saying الحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجَالٌ means (assumed tropical:) [War between them consists of portions, in such a manner that] a سَجْل [or portion] thereof is against these, and another is against these: (K:) originating from the act of two men drawing water with two buckets from a well, each of them having [in his turn] a full bucket. (TA.) You say also, أَعْطَاهُ سَجْلَهُ مِنْ كَذَا (tropical:) He gave him his share, or portion, of such a thing; like as one says, ذَنُوبَهُ. (Har p. 19.) The phrase سَجْلٌ

↓ سَجِيلٌ in the saying لَهُمْ مِنَ المَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ (K, * TA) has an intensive signification; (K, TA;) [the saying app. meaning (assumed tropical:) They have, of glory, a large share.] b3: Hence likewise, metaphorically applied to signify (tropical:) A gift: one says جَوَادٌ عَظِيمُ السَّجْلِ (tropical:) [A bountiful man who is large in gift]. (Har ibid. [The first word in this saying is there written جوّاد.]) One says also, لَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ (assumed tropical:) [He has overflowing goodness or beneficence]. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) A bountiful man. (Abu-l-' Omeythil, K.) b5: And (assumed tropical:) A great udder: pl. سِجَالٌ and سُجُولٌ. (K.) A2: See also سِجِلٌّ, in two places.

سِجْلٌ: see the next paragraph.

سِجِلٌّ A writing; or paper, or piece of skin, written upon; (K, * TA;) as also سُجُلٌّ (TA) and ↓ سِجْلٌ (K, TA) [and ↓ سَجْلٌ, as appears from what follows]: or a طُومَار [meaning a roll, or scroll, or the like,] for writing upon or written upon: (Bd in xxi. 104:) and a written statement of a contract and the like; (K, TA;) i. e. (TA) i. q. صَكٌّ: (S, TA: [but see this word, which has also other meanings, and among them that here following, which is the most common meaning of سِجِلٌّ:]) the record of a kádee, or judge, in which his sentence is written; (Msb;) a judicial record: (Mgh:) [see also مَحْضَرٌ:] pl. سِجِلَّاتٌ. (Msb, K.) كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ, in the Kur xxi. 104, means Like the folding of the طُومَار [expl. above] for the purpose of writing [thereon]: or for what is to be written: (Bd:) or upon what is written; (Bd, * Jel;) i. e., upon the written record [of the works] of the son of Adam at his death: (Jel:) or السِّجِلّ here has the third of the meanings here following: (Bd, Jel:] or the second thereof. (Bd.) b2: And A writer, or scribe: (K:) and so some explain it in the verse above cited. (TA.) b3: And السِّجِلُّ A certain scribe of the Prophet. (K.) b4: And A certain angel, (K,) who folds the written statements of [men's] works. (Bd ubi suprà.) b5: And, without the article, A man, in the Abyssinian language. (K.) In the verse cited above, I' Ab read ↓ السَّجْلِ, and explained it as meaning A certain man: but it is also said to mean a certain angel: and another reading is السُّجُلِّ, a dial. var. mentioned above. (TA.) السِّجَالُ a name for The ewe. (Ibn-'Abbád, O.) b2: And سِجَال سِجَال [i. e. سِجَالْ سِجَالْ, so in my MS. copy of the K, but in the CK سِجالِ سِجالِ,] is A call to the ewe to be milked. (Ibn-'Abbád, O, K.) سَجُولٌ A she-goat abounding in milk: thus correctly, as in the O: in the copies of the K, in the place of عَنْزٌ is put عَيْنٌ [making the meaning to be a spring abounding in water or an eye abounding in tears]. (TA.) سَجِيلٌ, applied to a bucket (دَلْو), Large, or big; as also with ة: (K:) or ↓ سَجِيلَةٌ [alone, i. e. as a subst., rendered such by the affix ة,] signifies a large, or big, bucket. (S.) b2: And, applied to an udder (ضَرْع), Long: (S:) or pendent and wide; as also ↓ أَسْجَلُ: (K:) or this latter, applied to an udder, but only of a sheep or goat, wide, flaccid, and tossing about; striking the animal's hind legs, from behind. (ISh, TA.) b3: And, with ة, applied to a testicle (خُصْيَة), Flaccid and wide in the scrotum. (K.) b4: See also سَجْلٌ. b5: Also Hard, and strong. (K.) A2: And A share, or portion: (K:) IAar says, it is of the measure فَعِيلٌ from سَجْلٌ meaning “ a full bucket ” [and likewise “ a share, or portion ”]; but, he adds, it does not please me. (TA.) سَجَالَةٌ, in a testicle, Flaccidity and wideness in the scrotum. (K.) سَجِيلَةٌ: see سَجِيلٌ.

سِجِّيلٌ Stones like lumps of dry, or tough, clay: arabicized from سَنْگ وَ گِلْ; (K, TA;) which are Pers\. words, meaning “ stone and clay; ” the conjunction falling out in the arabicizing: (TA:) or baked clay: (Jel in xi. 84 and xv. 74 and cv. 4:) or stones (S, K) of clay (S) baked by the fire of Hell, whereon were inscribed the names of the people [for whom they were destined]: (S, K:) so in the Kur; as is indicated therein, in li. 33 and 34: (S:) or مِنْ سَجِّيلٍ in the Kur means مِنْ سِجِلٍّ, i. e. of what had been written [or decreed] for them, that they should be punished therewith; and سِجِّيل means the same as سِجِّين, mentioned and expl. in the Kur lxxxiii. 8 and 9: (K:) AO says that من سجّيل means many and hard; and that سِجِّينٌ is syn. with سِجِّيلٌ in this sense: (TA:) it is also said to be from سِجِّينٌ meaning Hell; the ن being changed into ل: (Bd in xi. 84:) also, to be from أَسْجَلْتُهُ meaning “ I sent forth him or it: ” or from أَسْجَلْتُ meaning “ I gave; ” and to be from السَّجْلُ. (TA.) A2: Also i. q. دَائِمٌ; and so سِجِّينْ [q. v.]. (L in art. سجن.) سَجَنْجَلٌ A mirror: (S, K:) or a Chinese mirror: (MA:) [said to be] a Greek word (رُومِىٌّ), (S, K,) arabicized: (S:) and some say زَجَنْجَلٌ. (Az, TA.) [Pl., accord. to Freytag, سَنَاجِلُ.] b2: And (assumed tropical:) Pieces such as are termed سَبَاجِلُ, of silver; (K, * TA;) as being likened to the mirror. (TA.) b3: And Gold. (K.) b4: And Saffron. (K.) أَسْجَلُ: see سَجِيلٌ. b2: سَجْلَآءُ, [the fem.,] applied to a she-camel, (S, K,) means (assumed tropical:) Long in the udder: (S:) or big in the udder: pl. سُجْلٌ. (K.) b3: And, applied to a woman, (assumed tropical:) Big in the posteriors: (K:) pl. as above. (TA.) مُسْجَلٌ Allowed, or made allowable, to every one; (S, K;) not denied to any one. (S.) b2: Mohammad Ibn-El-Hanafeeyeh said, in explaining the words of the Kur [lv. 60], هَلْ جَزَآءُ الْإِحْسَانِ

إِلَّا الْإِحْسَانُ [Shall the recompense of doing good be other than doing good?], هِىَ مُسْجَلَةٌ لِلْبَرِّ وَ الفَاجِرِ, meaning (assumed tropical:) It is unrestricted in its relation to the righteous and the unrighteous: a righteous person is not made to be conditionally intended thereby, exclusively of an unrighteous. (As, S, TA.) b3: And one says, فَعَلْنَاهُ وَ الدَّهْرُ مُسْجَلٌ (assumed tropical:) [We did it when fortune was unrestricted], i. e., when no one feared any one. (K.)

جواز التذكير والتأنيث مطلقًا

جواز التذكير والتأنيث مطلقًا
الأمثلة: 1 - السِّلْم مرغوب فيه 2 - الشَّباب دِرْع قويّ 3 - تَرْجع زراعة هذه النخل إلى سنوات بعيدة 4 - خَلَع الناب المصابة 5 - ذَهَب إلى السوق الكبير 6 - ذُو رُوح نقيّ 7 - سِرْنا في زُقاق ضيقة 8 - لَه باع طويلة في العلم 9 - مَضَى الأَرْبعاء بما فيه 10 - هَذَا الضلع قويّ 11 - هَذَا النَّحْل قليل العَسَل 12 - هَذَا سبيل الصادقين 13 - هَذِه الأَرْنَب سمينة 14 - هَذِه السُّلَّم قويَّة 15 - هَذِه بَقَر مصابة 16 - هَذِه تَمْر طيّبة 17 - هَذِه سِكِّين حادّة 18 - هَذِه صراط مستقيمة 19 - هَذِه طَرِيق واسعة 20 - يَهْوَى الموسيقا الغربيّ
الرأي: مرفوضة
السبب: لتذكير بعض الكلمات وهي مؤنثة وتأنيث بعض الكلمات، وهي مذكرة.

الصواب والرتبة:
1 - السِّلْم مرغوب فيه [فصيحة]-السِّلْم مرغوب فيها [فصيحة]
2 - الشَّباب دِرْع قويّ [فصيحة]-الشَّباب دِرْع قويَّة [فصيحة]
3 - ترجع زراعة هذا النخل إلى سنوات بعيدة [فصيحة]-ترجع زراعة هذه النخل إلى سنوات بعيدة [فصيحة]
4 - خَلعَ الناب المصاب [فصيحة]-خَلعَ الناب المصابة [فصيحة]
5 - ذهب إلى السوق الكبير [فصيحة]-ذهب إلى السوق الكبيرة [فصيحة]
6 - ذو رُوحٍ نقيّ [فصيحة]-ذو رُوحٍ نقيَّة [فصيحة]
7 - سرنا في زُقاق ضيق [فصيحة]-سرنا في زُقاق ضيقة [فصيحة]
8 - له باع طويلة في العلم [فصيحة]-له باع طويل في العلم [فصيحة]
9 - مضت الأربعاء بما فيها [فصيحة]-مضى الأربعاء بما فيه [فصيحة]-مضت الأربعاء بما فيهن [فصيحة مهملة]
10 - هذا الضلع قويّ [فصيحة]-هذه الضِّلْع قويّة [فصيحة]
11 - هذا النَّحْل قليل العَسَل [فصيحة]-هذه النَّحْل قليلة العَسَل [فصيحة]
12 - هذا سَبيل الصادِقِين [فصيحة]-هذه سَبيل الصادِقِين [فصيحة]
13 - هذا الأرنب سمين [فصيحة]-هذه أنثى أرنب سمينة [فصيحة]-هَذه الأرنب سمينة [فصيحة]
14 - هذا السُّلَّم قويّ [فصيحة]-هذه السُّلَّم قويَّة [فصيحة]
15 - هذا بَقَر مصاب [فصيحة]-هذه بَقَر مصابة [فصيحة]
16 - هذا تَمْر طيّب [فصيحة]-هذه تَمْر طيّبة [فصيحة]
17 - هذا سِكِّين حادّ [فصيحة]-هذه سِكِّين حادّة [فصيحة]
18 - هذا صراط مستقيم [فصيحة]-هذه صراط مستقيمة [فصيحة]
19 - هذا طَرِيق واسِع [فصيحة]-هذه طَرِيق واسعة [فصيحة]
20 - يَهْوَى الموسيقا الغربيّ [فصيحة]-يَهْوَى الموسيقا الغربيّة [فصيحة]
التعليق: ذكرت المراجع المختلفة كاللسان والتاج والقاموس والمصباح والوسيط والأساسي والمنجد جواز تذكير هذه الكلمات وتأنيثها، وقد ذكرت هذه المراجع أو بعضها سبب جواز الوجهين في بعض الكلمات، كما في الكلمات التي تَرِد بمعنى الطريق كالزقاق والطريق والصراط، فقد أجازوا فيها الوجهين حملاً على معناها وهو السبيل وهو يذكر ويؤنث. أما الكلمات التي تصنف اسم جنس جمعيًّا كالبُرّ والبقر والتمر والنحل والنخل، فنقل المصباح عن ابن السكيت أن «كل جمع بينه وبين واحده الهاء فأهل الحجاز يؤنثون أكثره. وأهل نجد وتميم يذكرون». ويتضح مما سبق أن الضابط العام: التذكير مراعاة للفظ، والتأنيث مراعاة للمعنى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.