Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: البصرة

هلبث

[هلبث] الهلبوث مثال الفردوس: الاحمق، ويقال الفدم.
هلبث: الهِلْبَوْثُ: الأحمقُ.

الهاء والراء

هلبث



هِلْبَاثٌ A kind of dates. Said to be the only kind brought form El-Basrah to the Sultán. (AHn.) هِلْبَوْثٌ Stupid; foolish; of little sense: or dull of speech and understanding; doltish; heavy; syn. فَدْمٌ. (S, and some copies of the K.)

هلبث: الهِلْبَوثُ: الأَحمق، ويقال: الفَدْمُ.

والهِلْبَاثُ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة، قال: أَخبرني شيخٌ من

أَهل البصرة فقال: لا يُحْمَلُ شيءٌ من ثَمَر البصرة إِلى السلطان إِلاَّ

الهِلْبَاثُ.

هلبث
: وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ أَيضاً:
الهِلْبَوْثُ، كبِرْذَوْنٍ، وَهُوَ الأَحْمَق، وَيُقَال: الفَدْمُ.
والْهِلْبَاثُ بالكَسْر: ضَرْبٌ من التَّمْرِ، عَن أَبي حنيفَةَ، قالَ أَخْبَرَنِي شيخٌ من أَهل الْبَصْرَة فَقَالَ: لَا يُحْمَل شيءٌ من تَمْرِ البَصْرَة إِلى السّلطان إِلاّ الهَلْبَاثُ، كَذَا فِي اللِّسَان.

برك

(ب ر ك) : (الْبُرُوكُ) لِلْبَعِيرِ كَالْجُثُومِ لِلطَّائِرِ وَالْجُلُوسِ لِلْإِنْسَانِ وَهُوَ أَنْ يُلْصِقَ صَدْرَهُ بِالْأَرْضِ وَالْمُرَادُ بِالنَّهْيِ عَنْهُ أَنْ لَا يَضَعَ الْمُصَلِّي يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ كَمَا يَفْعَلُ الْبَعِيرُ.
برك
أصل البَرْك صدر البعير وإن استعمل في غيره، ويقال له: بركة، وبَرَكَ البعير: ألقى بركه، واعتبر منه معنى اللزوم، فقيل: ابْتَرَكُوا في الحرب، أي: ثبتوا ولازموا موضع الحرب، وبَرَاكَاء الحرب وبَرُوكَاؤُها للمكان الذي يلزمه الأبطال، وابْتَرَكَتِ الدابة: وقفت وقوفا كالبروك، وسمّي محبس الماء بِرْكَة، والبَرَكَةُ: ثبوت الخير الإلهي في الشيء.
قال تعالى: لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 96] ، وسمّي بذلك لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البركة.

والمُبَارَك: ما فيه ذلك الخير، على ذلك:
وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ [الأنبياء/ 50] تنبيها على ما يفيض عليه من الخيرات الإلهية، وقال:
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ [الأنعام/ 155] ، وقوله تعالى: وَجَعَلَنِي مُبارَكاً [مريم/ 31] أي: موضع الخيرات الإلهية، وقوله تعالى:
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ [الدخان/ 3] ، رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً [المؤمنون/ 29] أي: حيث يوجد الخير الإلهي، وقوله تعالى:
وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً [ق/ 9] فبركة ماء السماء هي ما نبّه عليه بقوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ [الزمر/ 21] ، وبقوله تعالى: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ [المؤمنون/ 18] ، ولمّا كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحسّ، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر قيل لكلّ ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة: هو مُبَارَكٌ، وفيه بركة، وإلى هذه الزيادة أشير بما روي أنه:
«لا ينقص مال من صدقة» لا إلى النقصان المحسوس حسب ما قال بعض الخاسرين حيث قيل له ذلك، فقال: بيني وبينك الميزان.
وقوله تعالى: تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً
[الفرقان/ 61] فتنبيه على ما يفيضه علينا من نعمه بواسطة هذه البروج والنيّرات المذكورة في هذه الآية، وكلّ موضع ذكر فيه لفظ «تبارك» فهو تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات المذكورة مع ذكر «تبارك» . وقوله تعالى:
فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ [المؤمنون/ 14] ، تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ [الفرقان/ 1] ، تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ [الفرقان/ 10] ، فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ [غافر/ 64] ، تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك/ 1] . كلّ ذلك تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات المذكورة مع ذكر «تبارك» .
برك: {تبارك}: من البركة، وهي الزيادة والنماء.
(برك)
الْبَعِير بروكا وتبراكا وَقع على بركه وأناخ فِي مَوضِع فَلَزِمَهُ وَفُلَان ثَبت وَأقَام واجتهد وعَلى الْأَمر واظب وَالسَّمَاء دَامَ مطرها وللقتال بركا جثا على رُكْبَتَيْهِ وَالْمَرْأَة تزوجت وَلها ولد كَبِير فَهِيَ بروك
(ب ر ك) : (الْبَرْزَكَانُ) ضَرْبٌ مِنْ الْأَكْسِيَةِ بِوَزْنِ الزَّعْفَرَانِ عَنْ الْغُورِيِّ وَالْجَوْهَرِيِّ وَعَنْ الْفَرَّاءِ يُقَالُ لِلْكِسَاءِ الْأَسْوَدِ بَرْكَانُ وَبَرْكَانِيٌّ وَلَا يُقَالُ بَرَنْكَانُ وَلَا بَرَنْكَانِيٌّ وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَرْكَانَ بِالتَّخْفِيفِ.
ب ر ك

بارك الله فيه وبارك له وبارك عليه وباركه. وبرك على الطعام، وبرك فيه إذا دعا له بالبركة، وطعام بريك، وما أبرك هذا وأيمنه وابترك الصيقل إذا مال على المدوس. وابترك الفرس في عدوه: اعتمد فيه واجتهد، وفرس مستقدم البركة. وفي بستانه بركة مصهرجة وفيه برك تفيض.

ومن المجاز: حكّت الحرب بركها بهم. قال:

فأقعصتهم وحكت بركها بهم ... وأعطت النهب هيان بن بيان

ووضع عليهم الدهر بركه. قال الجعدي:

وضع الدهر عليهم بركه ... فأراه لم يغادر غير فل

وابترك في عرض فلان يقصبه إذا وقع فيه. ووصف أعرابي أرضاً خصبة، فقال: تركت كلأها كأنه نعامة باركة. وابتركوا في الحرب: جثوا على الركب.
ب ر ك: (بَرَكَ) الْبَعِيرُ مِنْ بَابِ دَخَلَ أَيِ اسْتَنَاخَ وَ (أَبْرَكَهُ) صَاحِبُهُ فَبَرَكَ وَهُوَ قَلِيلٌ وَالْأَكْثَرُ أَنَاخَهُ فَاسْتَنَاخَ. وَ (الْبِرْكَةُ) كَالْحَوْضِ وَالْجَمْعُ (الْبِرَكُ) قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِإِقَامَةِ الْمَاءِ فِيهَا، وَكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ وَأَقَامَ فَقَدَ (بَرَكَ) . وَ (الْبَرَكَةُ) النَّمَاءُ وَالزِّيَادَةُ. وَ (التَّبْرِيكُ) الدُّعَاءُ بِالْبَرَكَةِ. وَيُقَالُ (بَارَكَ) اللَّهُ لَكَ وَفِيكَ وَعَلَيْكَ، وَبَارَكَكَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} [النمل: 8] وَ (تَبَارَكَ) اللَّهُ أَيْ بَارَكَ مِثْلُ قَاتَلَ وَتَقَاتَلَ إِلَّا أَنَّ فَاعَلَ يَتَعَدَّى وَتَفَاعَلَ لَا يَتَعَدَّى وَ (تَبَرَّكَ) بِهِ تَيَمَّنَ بِهِ. 
(برك) - في حديث عَلِىِّ بنِ الحُسَيْن: "ابتَرك النَّاسُ في عُثْمانَ".
يقال: ابتَرك فُلانٌ في آخَرَ، إذا شَتَمه وتَنَقَّصَه.
- في حديث التَّشَهُّد: "بَارِكْ على مُحمَّد" .
: أي أَدِم له ما أَعْطَيَته من التَّشْرِيف ونَحوِه، من قولهم: بَرَك البَعِيرُ إذا استَناخَ في مَوضعٍ فلَزِمه، وسُمِّى الصَّدرُ بَرْكًا وبَرَكةً، لأَنَّ البُروكَ عليه يَكونُ، وقد يُرِيد بقولِه: "بارِكْ عليه" الزِّيادَة فِيَما هو فيه، وأصلُه ما ذَكَرنَاه لأَنَّ تَزايُدَ الشَّىءِ يُوجِب دَوامَ أَصلِه، وقد يُوضَع هذا القَولُ مَوضعَ اليُمنِ لأن البَرَكةَ إذا أُرِيدَ بها الدَّوامُ، فإنّما تُستَعمل فيما يُرغَبُ في بَقائِه لا فيما يُكْرَه، ويقولون: فُلانٌ مُبارَكٌ له في جَهْلِه. إذا كان ما عُرِض له منه لا يُزايِلُه، فلا يُنكر على هذا أن يقال: للمَيمُونِ مُبارَك: أي مَحبُوبٌ.
- في الحديث ذِكْرُ "بَرْك الغُماد"، بفتح الباء وكسرها وبضم الغين، ومنهم من يكسرها، وهو مَوضِع باليَمَن، قيل هو أَقصى حَجْرٍ به. 
ب ر ك : بَرَكَ الْبَعِيرُ بُرُوكًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَقَعَ عَلَى بَرْكِهِ وَهُوَ صَدْرُهُ وَأَبْرَكْتُهُ أَنَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ لُغَةٌ وَالْأَكْثَرُ أَنَخْتُهُ فَبَرَكَ وَالْمَبْرَكُ وِزَانُ جَعْفَرٍ مَوْضِعُ الْبُرُوكِ وَالْجَمْعُ الْمَبَارِكُ

وَبِرْكَةُ الْمَاءِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ بِرَكٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْبُرَكَةُ وِزَانُ رُطَبَةٍ طَائِرٌ أَبْيَضُ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ وَالْجَمْعُ بُرَكٌ بِحَذْفِ الْهَاءِ.

وَالْبَرَكَةُ الزِّيَادَةُ وَالنَّمَاءُ وَبَارَكَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ فَهُوَ مُبَارَكٌ وَالْأَصْلُ مُبَارَكٌ فِيهِ وَجُمِعَ جَمْعَ مَا لَا يَعْقِلُ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَمِنْهُ التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ وَالْبَرَّكَانُ عَلَى فَعَّلَانِ بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ كِسَاءٌ مَعْرُوفٌ وَهَذِهِ لُغَةٌ مَنْقُولَةٌ عَنْ الْفَرَّاءِ وَرُبَّمَا قِيلَ بَرَّكَانِيٌّ عَلَى النِّسْبَةِ أَيْضًا وَالْأَشْهَرُ فِيهِ بَرَنْكَانٌ عَلَى فَعْلَلَانٍ وِزَانُ عَفْرَانَ وَعَسْقَلَانَ وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْبَابِ. 
[برك] بَرَكَ البعيرُ يَبْرُكُ بُروكاً، أي اسْتَناخَ. وأَبْرَكْتُهُ أنا فَبَرَكَ، وهو قليلٌ، والأكثر أَنَخْتُهُ فاستناخ. ويقال: فلان ليس له مَبْرَكُ جمل. وكل شئ ثبت وأقام فقد بَرَكَ. والبَرْكُ: الإبلُ الكثيرةُ، ومنه قول الشاعر :

حنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا * والجمعُ البُروكُ. والبَرْكُ أيضاً: الصدر * فإذا أدخلت عليه الهاء كسَرت وقلت بركة. قال الجعدى: في مِرفقيه تقارُبٌ وله بِرْكة زور كجبأة الخزم وقولهم: ما أحسن بِرْكَةَ هذه الناقة، وهو اسمٌ للبروك، مثل الركبة والجلسة. والبركة أيضا كالحوض، والجمع البرك. ويقال سميت بذلك لاقامة الماء فيها. وابترك الرجل، أي ألقى بَرْكَهُ. وابْتَرَكْتُهُ، إذا صرعتَه وجعلته تحت بِرْكِكَ. وابْتَرَكَ، أي أسرعَ في العَدْوِ وجد. ومنه قول الشاعر :

حتى إذا مسها بالسوط تبترك * والبراكاء: الثبات في الحرب والجِدُّ، وأصله من البُروكِ. قال بشر: ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ بَراكاءُ القتالِ أو الفِرارُ ويقال في الحرب: بَراكِ بَراكِ! أي ابر كوا. والبركة: النماء والزيادة. والتَبْريكُ: الدعاءُ بالبَرَكَةِ. وطعامٌ بَريكٌ، كأنه مبارَكٌ. ويقال: بارَكَ الله لك وفيك وعليك، وبارَككَ. وقال تعالى: (أن بورِكَ مَنْ في النارِ) . وتَبارَكَ الله، أي بارَكَ، مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ، إلاَّ أن فاعَلَ يتعدّى وتفاعل لا يتعدّى. وتَبَرَّكْتُ به، أي تَيَمَّنْتُ به. والبُرْكَةُ بالضم: طائرٌ من طير الماء أبيضُ، والجمع بُرَكٌ. قال زهير يصف قطاة فرت من صقرٍ إلى ماءٍ ظاهرٍ على وجه الأرض: حتَّى استغاثتْ بماءٍِ لا رِشاَء له من الأَباطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ والبُراكِيَّةُ: ضربٌ من السفن. والبرنكان، على وزن الزعفران: ضرب من الأكسية. والبَروكُ من النساء: التي تتزوَّج ولها ابنٌ بالِغٌ كبيرٌ. وبرك، مثال قرد: اسم موضع بناحية اليمن. وتبراك بكسر التاء: موضع. قال مرار ابن منقذ: أعرفت الدار أم أنكرتها بين تبراك فشسبى عبقر
برك
البَرْكُ: الإِبل، وجَمْعُها بَوَارِكُ.
وأبْرَكْتُ الناقَةَ فَبَرَكَتْ، ويُقال: بَرَكَتِ النّاقَةُ والنَّعَامَةُ أيضاً. ويُقال للأرْض الخصبةِ: تَرَكْتُ كَلأها كأنَّها نَعَامَةٌ بارِكَةٌ.
والبَرْكُ: كَلْكَلُ البَعِيرِ وصَدْرُه.
والبِرْكَةُ: ما وَليَ الأرْضَ من جِلْدِ البَطْن وما يَليه من الصَّدْرِ من كل دابَّةٍ.
ومَبْرَكُ البَعِيرِ: مَوْضِعُ بِرْكَتِه.
والبِرْكَةُ: شِبْهُ حَوْض يُحْفَرُ في الأرض. والحَلْبَةُ من حَلْبَةِ الغَدَاةِ، ويُقال: بَرْكَةٌ أيضاً.
وجِئْتُكَ في بُرْكَةِ الشِّتَاءِ: أي في البَرْدِ الذي بَرَكَ بكَلْكَلِه.
وذو الحِجَّةِ يُسَمّى: بُرَكَ، ويُجْمَعُ بُرَكاتٍ.
وابْتَرَكَ الرَّجُلُ في آخَرَ يَتَنَقَصُه ويَشْتِمُه.
وابْتَرَكُوا في الحَرْبِ: إذا جَثَوْا على الركَبِ ثمَّ اقْتَتَلُوا ابْتِراكاً. والبَرَاكاءُ: الاسْمُ من ذلك. وهو - أيضاً -: ما أقامَ وثَبَتَ من الظُلْمَة.
وأبْرَكَ السَّحَابُ: ألحَّ بالمَطَرِ على مَوْضِعٍ.
والمُبْتَرِكُ: الذاهِبُ في السَّيْرِ المُعْتَمِدُ فيه. وبارَكَ عليه وابْتَرَكَ: أي واظَبَ وداوَمَ.
والابتِرَاكُ: عَدْوُ الدابَّةِ على أحَدِ شِقَّيْها.
وابْتَرَكَ القَيْنُ على المِدْوَس.
وبارَكْتُ الرَّجُلَ: إذا جَادَدْتَه وألْحَحْتَ عليه.
والبَرَكَةُ: الزيَادَةُ والنَّمَاءُ. والتَبْرِيْكُ: أنْ تَدْعُوَ له بالبَرَكة. وتَبَارَكَ اللَّهُ: تَمْجِيْدٌ وتَجْلِيْلٌ.
وتُسَمّى الشاةُ الحَلُوْبُ: بَرَكَةً.
وبارَكَ اللَّهُ فيه: أي تابَعَ الخَيْرَ لَدَيْه.
وطَعَامٌ بَرِيْكٌ: بمعنى مُبَارَك.
والبُرَك والبُرْكَةُ: من طَيْرِ الماءِ أبْيَضُ.
والبُرَكُ: من أسْمَاء الأسَدِ، وجَمْعُه بُرَكاتٌ. والبُرْكَةُ: جَماعَةٌ من وُجُوهِ الناس كالخَمْسَةِ إلى العِشْرِين، وسُمُّوا بذلك لأنَّهم لا يَبْرُكُوْنَ بين يَدَيْ أحَدٍ في حاجَةٍ إِلاّ اسْتَحْيَا من ردِّهم، وقيل: لأنَّهم يَبْتَرِكُوْنَ في الأمْرِ حتّى يُتِمُّوه: أي يَجْتَهِدُونَ.
وضَرْبٌ من البُرْدِ يُسَمّى: بُرْكَةً.
والبرْكَانُ - والواحِدَةُ برْكانَةٌ -: من دِقِّ الشَّجَرِ.
والبَرُوكَةُ: القنْفُذُ.
والإِبْرَاكَةُ: سَمَكَةٌ طُوْلُها ذِرَاعُ وغِلَظُها إصْبَعٌ، والجميعُ الإِبْرَاكُ.
والبَرُوْكُ: المَرْأةُ التي تَتَزَوَجُ ولها ابنٌ كَبِيْر. وقيل: هي التي لها زَوْجٌ ولها وَلَدٌ من غَيْرِ زَوْجِها الثاني.
وبِرْك: مَوْضِعٌ.
[برك] نه فيه: "بارك" على محمد أي أدم له ما أعطيته من الكرامة، من برك البعير أنانخ في موضعه فلزمه، وتطلق البركة على الزيادة والأصل الأول. وفيه: فحنكه "وبرك عليه" أي دعا له بالبركة. ك: هو بالتشديد. وح: "بركة السحور" أي أجره وثوابه فيضم السين لأنه مصدر وقيل: بركته تقويته على الصوم، وقيل ما يتضمنه من الذكر والدعاء في ذلك الوقت الشريف. "وبارك لنا" في صاعنا ومدنا الظاهر أن البركة أن يكفي المد في المدينة لمن لا يكفيه في غيرها وقيل: هي في التصرف بالتجارة أو بكثرة ما يكال بها من غلاتها وثمارها أو باتساع عيشهم عند الفتوح حين كثر الحمل إليها من البلاد الخصبة كالشام والعراق لما فتحت عليهم وزاد مدهم وصار هاشمياً. ط: أو أراد البركة الدينية وهي ما يتعلق بها من حقوق الله تعالى في الزكاة والكفارة فتكون بمعنى الثبات لبقاء حكمها ببقاء الشريعة."تبارك" تعظم. نه وفيه: ألقت السحاب "برك بوانيها"، البرك الصدر، والبواني أركان البنيه. وفيه: لا تقربهم فإن على أبوابهم فتنا "كمبارك" الإبل، هو الموضع الذي يبرك فيه أراد أنها تعدى كالإبل إذا أنيخت في مبارك الجربي جربت. وح: "برك" الغماد تفتح الباء وتكسر. ن: وسكون راء. نه: وتضم الغين وتكسر: موضع باليمن، وفي ح ابن الحسين في عثمان: "ابترك" الناس في عثمان أي شتموه وتنقصوه. ك: كثيرات "المبارك" أي أن له إبلاً كثيراً ببركها معظم أوقاته بفناء داره لا يوجهها تسرح إلا قليلاً حتى إذا نزل ضيف كانت حاضرة فيقريه من ألبانها ولحومها. ج: ويتم في "مسارح" ومباركها موضع بروكها، ومنع الصلاة فيها لكثرة نفورها. ط: جمع مبرك والبروك كالاضطجاع للإنسان. ن: ضربه ابنا عفراء حتى "برك" أي سقط إلى الأرض، وروى برد أي مات، ورجح الأول بأنهما تركاه عقيراً حتى كلمه ابن مسعود وحز رأسه.
برك: بَرَك: أقعى، قرفص (جلس بأن جعل مؤخرته قرب كعبي رجليه) (بوشر، محيط المحيط) - وبرك الفرس: سقط ووقع. ففي حياة العرب لدوماس ص190 في كلامه عن فرس: يعثر ويبرك. - وبرك: وقع، وصرع (هلو، رولاند) - وبرك الشتاء: بدأ الشتاء (أخبار 82، وانظر لين مادة بَرْك ص194 أ). - وبرك في معجم الكالا بمعنى التقى وتقاطع، في كلامه عن الثوب يتلاقى طرفاه فيكون طرف منه فوق طرفه الآخر، وهذا يفسر لنا هذه العبارة التي وردت في المقري (2: 169): أخرج من بركة قبائه. لئن القباء يتلاقى طرفاه فوق الصدر (الملابس 360، 361) وانظر: بِركة.
باركه بالحرب: جد في قتاله (كرتاس 107) -وبارك وبارك فيه: جعل الخير والبركة يقال مثلاً: بارك الله في همتك: جعل فيها الخير والبركة (بوشر) - وبارك له بالعيد: هنأه به (بوشر) تبر بسر: تناول سر القربان (بوشر).
بَرْك: انظر بُرَكة.
بِرْك: تجمع على بِرَاك (الكالا) وهي الجرة من الطين لها عروتان وعنق ضيق. - وبِرك: خشب المحراث (محيط المحيط).
بَرَك: متاع، ثَقَل (مملوك 1: 253) وفي الفخري ((350)) بَرْك.
بُرَك: جمعها بُرَكات (بالكتلونية bruc وبالأسبانية brugo وباللاتينية brucus من بركسوس أو بروكسوس اليونانية): أرقة (فوك).
بَرْكَةْ: انظر بَرَكة. - وبَرْكَة: صورة وردة، ودائرة من الأزهار في وسط الشال. (بوشر) وهي من الفارسية بَرگ ورقة شجر؟.
برْكَة: هو الجزء من القباء الذي يلاقي جزءه الآخر لمقابل له فيقع عليه ليغطي الصدر (المقري 2: 169) قارن هذا بما ذكر في مادة برك. ولا أدري إن كان لابد أن نربط هذا المعنى بكلمة بِركَة بمعنى صدر وهي لا تستعمل إلا لتعني صدر البعير. ومع هذا فأراني أميل إلى هذا.
وتأتي بمعنى جون، خليج مثل Sinus باللاتينية و Sein بالفرنسية القديمة (لين ترجمة ألف ليلة 3: 107 رقم 72).
وحوض الحمام (بوشر) - والبِركة: سوق الماشية. ففي رياض النفوس ص 91ق، 92و: ورجعت أكتب في البركة (كذا) فباعوا رأساً وشرطوا فيه عيوباً فأبى المشتري أن يقبله بتلك العيوب. فلما كان آخر النهار باعوه من رجل آخر ولم يذكروا له العيوب التي ذكروا للرجل الأول. فقلت لهم غدوة ذكرتم أمس أن به عيوباً والساعة تبيعونه بلا عيب. فقال بعضهم لبعض من أين جبتم لنا هذا. قال فتركت البركة (كذا) ورجعت ... الخ.
بَركَة، عامية، وكذلك بَرْكة: نعمة، وفضل الله وإحسانه. وخيره (بوشر، فوك، وانظر لين). وفي كتاب ابن عبد الملك 116ق: حين ضرب المنصور سلطان الموحدين الدنانير الكبيرة المعروفة باسم اليعقوبية أرسل منها مائتين إلى عالم وقال قولوا له: ((هذا من البركة التي خرجت في هذا الوقت وقد أردنا أن تكون أول موصول بشيء منها.)) ومن هذا أطلقت الكلمة على ما رزقه الله للمرء، وما يملكه، وما يستطيعه. ففي ألف ليلة (1: 309): إنني لا أستطيع أن أعطيك قدر ما أريد، لأني لست غنياً، ((لكن خذ هذا على حسب البركة. أي خذ هذا حسب الاستطاعة.
ومؤونة، أسباب العيش (زيشر 1: 157 وفيه بُركة) لأن المؤونة وأسباب العيش نعمة من الله.
وإنعام، إكرام، نعمة الله يمنحها العبد (معجم الأسبانية 73، 388 - 9) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة ص19 ق: أمر (أمير المؤمنين) للناس الوافدين في مدة هدا (هده) الأيام ثلاث مرات بالبركة ونال جميع الناس معه الإِنعام الذي عوَّده.
وفيه: وكذلك أنال الفعلة والبنائين والصُنّاع بركات وخيرات حين استحسن ما صنعوه (28ق، 31و، 32و، 43ق، 45و 54و، 57و، 72ق، الخ).
وبَرْكة: مزية مباركة، وخاصة سْافية، وفضيلة. يقال مثلا لماء هذه العين بركة البري 64).
والبركة عند النصارى: الطهارة والقداسة.
والبركة: العشر.
وكلمة البركة: آية يصرف بها القسيس الجمع في خاتمة الصلاة (محيط المحيط).
ولما كانت كلمة البركة تعني الزيادة أيضاً فقد استعملها البربر بمعنى كفى، دعني، إليك عني (كارترون 39) كما يقولون: بركان: حسبي كفاني، وكذلك بركاك .. الخ (رولاند).
وبركة: تعويذة، تميمة وهي ورقة ملفوفة فيها آيات من القرآن يحملها المرء لتحميه من الشرور (مجلة الشرق والجزائر والمستعمرات السلسلة الجديدة 17: 170).
وفي المثل: الحركة بركة والتواني هلكة أي الحركة مصدر الخير والتواني مصدر الشر (بوشر).
وحبة البركة: الحبة السوداء، شونيز (بوشر) وبزر الرازيانج (لين عادات 1: 383) وانظره في مادة حب.
بُرَكة (هكذا ينطقها الأسبان (الكالا) وفي معجم فوك بُراكة) ويجمع على بُرَك: بلبول. ويقول شو (1: 275، 277) إنه اسم حبس وليس اسماً خاصاً. وفي معجم هلو: canard ههو بَرْك وجمعه بَراك وبُرَكة: بط الماء، حذف (الكالا).
بَركى: شجرة من أشجار الهند وتسمى jacquier ( ابن بطوطة 3: 126، 4: 228). بُركان: جبل النار، ويجمع على بَراكين وبُراكيّة (محيط المحيط، ويجرز 51 مع تعليق هامكر 182 - 4، كاترمير البكري 51، عباد 1: 316 أمارى 1: 135، 136، 144، 424، ابن جبير 34، 324، 327، 331، القزويني 2: 144).
بُرُوك. بُرُوك البُرْنس: الهدايا التي يتطلبها الاغوات والرؤساء من رعاياهم. وبالأسبانية ( alboroque, alboroc) وهي: كأس ودبابيس، هدية تدفع زيادة على الثمن المعروف (معجم الأسبانية 73).
بُرَيْك (اسم خاص). حساب بُرَيْك بيان (قائمة) حساب العطار يقدمه إلى السادة (بوشر).
بَرَّكان: هو هذا النوع من غليظ النسيج الذي يسميه الفرنسيون barracan ويسميه الأسبان bouracan.
وكساء يتخذ من هذا النسيج. ثم أطلق هذا الاسم على كساء يتخذ من نسيج أرق منه وأغلى ثمناً لأنه يصنع على طراز البركان القديم (الملابس 68 وما يليها).
ونجد في كتاب محمد بن الحارث ص319: ((فسألني أن أشتري له كساءً بُرُّكَان.)) هكذا ضبطت حركاته في المخطوطة وهو ضبط صحيح. وإذا كان ضبط بُرَّكانَ بفتح النون صحيحاً فهو بدل كساء. ولكني أفضل قراءتها كساءَ بُرّكانٍ بالإضافة أي كساءً من البركان.
بَرُّوك: ديك (دومب 63، بوشر).
أبرك: افعل التفضيل من بركة أي أكثر بركة، وأكثر سعادة، ففي ألف ليلة (1: 58): ما رأيت عمري أبرك من هذا النهار. وحين يهنأ المرء فيقال له سنة مباركة فالجواب هو: عليك ابرك السنين (بوشر).
مَبْرَكَة: سعاجة، غبطة، طوبى (هلو).
مبروك: مبارك، وشيء مبروك أي رزق مبارك، ويستعمل هذا مجازاً وفي حديث المؤانسة وكذلك في السخرية بمعنى شيء مفيد، نافع (بوشر).
مُبارُك: تقي، ديّن، عابد (بوشر).
وداء المبارك: الزهري (بوشر) وكذلك مُبارك وحدها (سنج، بوشر، هلو). والحشيشة المباركة: benoite) ( بوشر).
برك
برَكَ/ برَكَ على/ برَكَ لـ يَبرُك، بُروكًا وتبراكًا، فهو بارِك، والمفعول مَبْرُوك عليه
• برَكَ الجَمَلُ: استناخ، ألصق صدرَه بالأرض ولزِم مكانه.
• برَك على العمل: واظب عليه. 

أبركَ/ أبركَ في يُبرك، إبراكًا، فهو مُبرِك، والمفعول مُبرَك
• أبرك الجملَ: أناخه "أبرك بعيرَه بعد طول مَسير".
• أبرك في عدْوه: أسرع. 

استبركَ بـ يستبرك، استِبْراكًا، فهو مستبرِك، والمفعول مُستبرَك به
• استبرك بالمولود: تفاءَل به والتمس الخيرَ بقدومه. 

باركَ/ باركَ على/ باركَ في/ باركَ لـ يبارك، مُبارَكةً، فهو مُبارِك، والمفعول مُبارَك
• بارك الله ُالطَّعامَ / بارك اللهُ على الطَّعام/ بارك اللهُ في الطَّعام/ بارك اللهُ للطَّعام: جعل فيه الخير والنّماء والبركة "باركك اللهُ: وضع فيك البركة- {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا} - {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} " ° بارَك اللهُ فيك: دعاء بالبركة والخير.
• بارك اللهُ الشَّيءَ/ بارك اللهُ على الشَّيء/ بارك اللهُ في الشَّيء: قَدّسه وطَهَّره " {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} ".
• بارك اللهُ على النَّبيِّ: أدام له ما أعطاه من التّشريف والكرامة "اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْراهِيَم وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ [حديث] ". 

برَّكَ/ برَّكَ على يبرِّك، تَبْريكًا، فهو مُبرِّك، والمفعول مُبرَّك عليه
 • برَّك الجَمَلُ: برَك؛ استناخ، ألصق صدرَه بالأرض ولزِم مكانه.
• برَّك على الشَّخص: دعا له بالبركة "ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ [حديث] ". 

تباركَ/ تباركَ بـ يتبارك، تبارُكًا، فهو مُتبارِك، والمفعول مُتبارَك به
• تبارك اللهُ: تقدّس وتعالى وتَنَزَّه وتعاظَم وكثُرت خيراتُه وعمَّت بركاتُه " {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} - {تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} " ° تبارك وتعالى: عبارة تُقال عند ذكر اسم الله تعالى أو الإشارة إليه، ومعناها تقدّس وتنزَّه.
• تبارك بالأمر: تفاءَلَ به خيرًا، تيمَّن، ظفر منه بالبركة. 

تبرَّكَ بـ يتبرَّك، تَبَرُّكًا، فهو مُتبرِّك، والمفعول مُتبرَّك به
• تبرَّك بالقرآن وغيره: التمس بركتَه، تيمَّن به "كانوا يأتون إلى شيوخهم الصالحين يتبرّكون بهم". 

بَرَكَة [مفرد]: ج بَرَكات: نماء وخير ونعمة إلهيَّة، زيادة، سعادة "الحركة بركة والتَّواني هلكة [مثل]- {اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَةٍ عَلَيْكَ} [ق]- {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} " ° السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته: عبارة تقال عند ختام الصَّلاة، وعند لقاء شخص أو عند وداعه- سافَر على بركة الله وببركة الله/ سافِر على بركة الله وببركة الله: عبارة تقال تيمّنًا بالخير.
• حَبَّة البَرَكة: (نت) عُشْبٌ حَوْليّ أسود من الفصيلة الشقيقيّة، أوراقه دقيقة التجزُّؤ، وأزهاره زُرْق وثماره جرابيّة بداخلها بُذور صغيرة سوداء، تُستعمل عِلاجًا، وتُضاف أحيانًا إلى بعض أصناف الخبز والفطائر لطيب طعمها ورائحتها، ويُعتصر منها زيت حبَّة البركة، ومن أسمائها: الحبَّة السَّوداء والحبَّة المباركة ومنبتها مصر والهند وبلاد حوض البحر المتوسط. 

بُرْكة [مفرد]: ج بُرُكات وبُرْكات وبُرَك: (حن) طائر مائيّ أبيض من الفصيلة الوزيّة. 

بِرْكَة [مفرد]: ج بِرْكات وبِرَك:
1 - حوض ماء "بِرْكة لريِّ الحدائق".
2 - مستنقع أو بحيرة صغيرة "يمارس الأطفال السِّباحة في بِرْكة نظيفة" ° بِرْكة السِّباحة: حمام السِّباحة، المسبح. 

بُروك [مفرد]:
1 - مصدر برَكَ/ برَكَ على/ برَكَ لـ.
2 - جلوس. 

تَبراك [مفرد]: مصدر برَكَ/ برَكَ على/ برَكَ لـ. 

مُبارَك [مفرد]:
1 - اسم مفعول من باركَ/ باركَ على/ باركَ في/ باركَ لـ ° عيد مبارَك/ يَوْمٌ مبارَك: ميمون، سعيد، فيه بركة.
2 - كلمة تُقال عند التَّهنئة بمناسبة سعيدة كزواج أو نجاح أو غيرهما "زواج/ منزل مُبارَك". 

مَبْرَك [مفرد]: ج مَبارِكُ: اسم مكان من برَكَ/ برَكَ على/ برَكَ لـ: مكان إناخة الجمال "مَبْرك الإبل" ° ليس له مَبْرَك جَمَلٍ: لا يَمْلكُ كثيرًا ولا قليلاً. 

مَبْروك [مفرد]: مُبارَك، كلمة تُقال عند التهنئة بمناسبة سعيدة كزواج ونجاح وغيرهما "زواج مَبْروك". 
(ب ر ك)

البَرَكة: النَّمَاء وَالزِّيَادَة. والتَّبريك: الدُّعَاء بِالْبركَةِ.

وَبَارك اللهُ الشَّيْء، وَبَارك فِيهِ، وَعَلِيهِ: وضع فِيهِ الْبركَة، وَفِي التَّنْزِيل: (أَن بُورِك من فِي النَّار وَمن حَوْلها) وَقَالَ أَبُو طَالب بن عبد الْمطلب:

بُورِك المَيّتُ الْغَرِيب كَمَا بو ... رِك نَضْح الرُمَّان والزيتونُ

وَقَالَ:

بَارك فيكَ الله من ذِي أَلِّ

وَفِي التَّنْزِيل: (وباركنا عَلَيْهِ) .

وَقَوله: بَارك الله لنا فِي الْمَوْت، مَعْنَاهُ: بَارك الله لنا فِيمَا يؤدينا إِلَيْهِ الْمَوْت، وَقَول أبي فرعَون:

رُبّ عَجُوز عِرْمِس زَبُونِ ... سريعة الردّ على المِسكين

تحسب أَن بوركا يَكْفِينِي ... إِذا غدوتُ باسطا يَميني

جعل " بورك " اسْما وأعربه. وَنَحْو مِنْهُ قَوْلهم: من شُبٍّ إِلَى دُبٍّ، جعله اسْما كُدرّ وبُرّ وأعربه.

وَقَوله تَعَالَى، يَعْنِي الْقُرْآن: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مباركة) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّهَا لَيْلَة الْقدر، نزل فِيهَا جملَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا، ثمَّ نزل على رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئا بعد شَيْء.

وَطَعَام بَرِيكك: مبارَك فِيهِ.

وَمَا أبركه: جَاءَ فعل التَّعَجُّب فِيهِ على نِيَّة الْمَفْعُول.

وتبارك الله: تقدَّس وتنزَّه وَتَعَالَى وتعاظم، لَا تكون هَذِه الصّفة لغيره. وتبارك الشَّيْء: تفاءل بِهِ.

وَحكى بَعضهم تباركتُ بالثعلب الَّذِي تباركتَ بِهِ.

وبَرَكت الْإِبِل تَبْرُك بُروكا، وبرَّكت. قَالَ الرَّاعِي:

وَإِن برَّكت مِنْهَا عَجاساءُ جِلَّة ... بمَحْنِية أشلى العِفَاس وبَرْوعا

وأبركها هُوَ.

وَكَذَلِكَ: النعامة: إِذا جَثَمَت على صدرها.

والبَرْكُ: جمَاعَة الْإِبِل الباركة.

وَقيل: هِيَ إبل أهل الحِوَاء كُلّها الَّتِي تروح عَلَيْهِم، بَالِغَة مَا بلغت، وَإِن كَانَت أُلُوفا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كأنّ ثِقالَ المُزْن بَين تُضارِع ... وشابةَ بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِيجُ

لبيج: ضَارب بِنَفسِهِ.

وَقيل: البَرْك يَقع على جَمِيع مَا بَرَك من جَمِيع الْجمال والنُّوق على المَاء أَو بالفَلاَة من حرّ الشَّمْس أَو الشِّبَع. الْوَاحِد: بَارك، وَالْأُنْثَى: باركة.

والبِرْكة: أَن يَدُرّ لبن النَّاقة وَهِي باركة فيقيمها فيحلبها، قَالَ الكُمَيْتُ:

وحَلَبْتَ بِرْكتها اللبو ... نَ لبونَ جُودِك غير ماصِرْ

وَرجل مُبْترِك: مُعْتَمد على الشَّيْء مُلِحّ، قَالَ:

وعامُنا أعجبنا مُقدَّمُهْ

يُدْعَى أَبَا السَّمْح وقرِضاب سِمُهْ

مُبْتَرِك لكل عَظْم يَلْحُمُهْ وَرجل بُرَك: بَارك على الشَّيْء، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

بُرَكٍ على جَنْبِ الْإِنَاء مُعوَّد ... أكْلَ البِدَان فَلقْمُه متدارِكُ

والبَرْك، والبِرْكة: الصَّدْر.

وَقيل: هُوَ أولى الأَرْض من جِلْد صَدْر الْبَعِير إِذا بَرَك.

وَقيل: البَرْك للْإنْسَان، والبِرْكة لما سوى ذَلِك.

وَقيل: البَرْك الْوَاحِد، والبِرْكة: الْجمع، وَنَظِيره حَلْى وحِلْية.

وَقيل: البَرْك: بَاطِن الصَّدْر، والبِرْكة: ظَاهره.

والبِرْكة من الْفرس: الصَّدْر قَالَ الشَّاعِر:

مُستقدِم البِرْكة عَبْلُ الشَّوَى ... كَفْت إِذا عَضَّ بفَأْس اللجام

وابترك الْقَوْم فِي الْقِتَال: جَثَوْا للرُّكَب واقتتلوا وَهِي البَرُوكاء، والبَرَاكاء، قَالَ بِشْر بن أبي خازم:

وَلَا يُنْجِى من الغَمَرات إِلَّا ... بَرَاكاء القتالِ أَو الفِراُر

والبَرَاكاء: الثَّبَات فِي الْحَرْب.

وَيُقَال فِي الْحَرْب: بَرَاكِ بَرَاكِ: أَي ابرُكوا.

وَبَارك على الشَّيْء: واظب.

وابترك فِي عَدْوه: أسْرع مُجْتَهدا.

وَالِاسْم: البُرُوك، قَالَ:

وهُنَّ يَعْدُون بِنَا بُرُوكا

وَقيل: ابتراك الْفرس: أَن يَنْتَحِي على أحد شِقَّيه فِي عَدْوه.

وابترك الصَّيْقَلُ على المِدْوَس: مَال عَلَيْهِ فِي أحد شِقَّيه.

وابتركت السحابة: اشتدَّ انهلالُها. وابتركت السَّمَاء، وأبركت: دَامَ مطرُها.

وابترك فِي عرض الرجل: تنقَّصه.

والبُرْكة: الْحمالَة ورجالها الَّذين يَسْعَون فِيهَا، قَالَ:

لقد كَانَ فِي لَيْلَى عطاءٌ لبُرْكة ... أناخت بكم ترجو الرّغائب والرّفْدا

ليلى، هَاهُنَا: أُراها ثَلَاثمِائَة من الْإِبِل، كَمَا سمَّوا الْمِائَة هِنْدا.

والبِرْكة: مُسْتَنْقَع المَاء.

والبِرْكة: شِبْه حَوْض يُحْفَر فِي الأَرْض لَا يُجعل لَهُ أعضاد فَوق صَعِيد الأَرْض.

والبِرْكة: الحَلْبة من حَلَب الْغَدَاة، وَهِي البِرْكة. وَلَا أحُقُّها، ويسمُّون الشَّاة الحَلُوبة: بِرْكة.

والبَرُوك من النِّسَاء: الَّتِي تَزَوَّج وَلها ولد كَبِير.

والبِرَاك: ضرب من السَّمَك بَحْرِيّ سُود المناقِير.

والبُرْكة: من طَيْر المَاء.

وَالْجمع: بُرَك، وأبراك، وبِرْكان.

وَعِنْدِي: أَن أبراكا، وبِرْكانا: جمع الْجمع.

والبُرَك، أَيْضا: الضفادع. وَقد فسَّر بِهِ بَعضهم قَول زُهَير:

.....فِي حَافَّاته البُرَك

والبِرْكان: ضَرْب من دِقّ الشّجَر، واحدته: بِرْكانة.

وَقيل: هُوَ مَا كَانَ من الحَمْض وَسَائِر الشّجر لَا يطول سَاقه.

والبِرْكان: من دق النَبْت، وَهُوَ من الحَمْض.

وَقيل: البِرْكان: نَبْت يَنْبت قَلِيلا بنَجد فِي الرمل ظَاهرا على الارض، لَهُ وُرَيق دقاق حسن النَّبَات، وَهُوَ من خير الحمض، قَالَ:

بِحَيْثُ التقى البِرْكان والحاذُ والغَضَى ... ببِئْشة وارفضَّت تلاعا صدورُها والبُرَيكانِ: اخوان من الْعَرَب، قَالَ أَبُو عُبَيد: أَحدهمَا: بَارك، وَالْآخر: بُرَيْك، فغلب بُرَيك، إِمَّا لفضله وَإِمَّا لسِنّه وَإِمَّا لخِفَّة اللَّفْظ.

وَذُو بُرْكان: مَوضِع، قَالَ بشر بن أبي خازم:

ترَاهَا إِذا مَا الْآل خَبّ كَأَنَّهَا ... فريد بِذِي بُرْكان طاوٍ مُلمَّعُ

وبُرَك: من أَسمَاء ذِي الحِجَّة، قَالَ:

أعُلّ على الهِنديّ مُهْلا وكُرَّة ... لَدَى بُرَكٍ حَتَّى تَدور الدَّوَائِر

برك: البَرَكة: النَّماء والزيادة. والتَّبْريك: الدعاء للإنسان أو غيره

بالبركة. يقال: بَرَّكْتُ عليه تَبْريكاً أي قلت له بارك الله عليك.

وبارك الله الشيءَ وبارك فيه وعليه: وضع فيه البَرَكَة. وطعام بَرِيك: كأنه

مُبارك. وقال الفراء في قوله رحمة الله وبركاته عليكم، قال: البركات

السعادة؛ قال أبو منصور: وكذلك قوله في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة

الله وبركاته، لأن من أسعده الله بما أسعد به النبي، صلى الله عليه

وسلم، فقد نال السعادة المباركة الدائمة. وفي حديث الصلاة على النبي، صلى

الله عليه وسلم: وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد أي أَثْبِتْ له وأدم ما

أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من بَرَكَ البعير إذا أناخ في موضع فلزمه؛

وتطلق البَرَكَةُ أيضاً على الزيادة، والأَصلُ الأَولُ. وفي حديث أم سليم:

فحنَّكه وبَرَّك عليه أي دعا له بالبركة. ويقال: باركَ الله لك وفيك

وعليك وتَبَارك الله أي بارك الله مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ، إلا أن فاعلَ يتعدى

وتفاعلَ لا يتعدى. وتَبَرّكْتُ به أي تَيَمَّنْتُ به. وقوله تعالى: أن

بُورِكَ مَنْ في النار ومَنْ حولَها؛ التهذيب: النار نور الرحمن، والنور

هو الله تبارك وتعالى، ومَنْ حولها موسى والملائكة. وروي عن ابن عباس: أن

برك من في النار، قال الله تعالى: ومَنْ حولها الملائكة، الفراء: إنه في

حرف أُبَيٍّ أن بُورِكَت النارُ ومنْ حولها، قال: والعرب تقول باركَكَ

الله وبارَكَ فيك، قال الأَزهري: معنى بَرَكة الله عُلُوُّه على كل شيء؛

وقال أبو طالب بن عبد المطلب:

بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ، كما بُو

رك نَضْحُ الرُّمَّان والزيتون

وقال:

بارَك فيك اللهُ من ذي ألِّ

وفي التنزيل العزيز: وبارَكْنا عليه. وقوله: بارَكَ الله لنا في الموت؛

معناه بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت؛ وقول أبي فرعون:

رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون،

سَرِيعة الرَّدِّ على المسكين

تحسب أنَّ بُورِكاً يكفيني،

إذا غَدَوتُ باسِطاً يَميني

جعل بُورِك اسماً وأعربه، ونحوٌ منه قولهم: من شُبٍّ إلى دُبٍّ؛ جعله

اسماً كدُرٍّ وبُرٍّ وأعربه. وقوله تعالى يعني القرآن: إنا أنزلناه في ليلة

مُباركةٍ، يعني ليلة القدر نزل فيها جُملةً إلى السماء الدنيا ثم نزل

على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شيئاً بعد شيء. وطعام بَرِيكٌ:

مبارك فيه. وما أبْرَكَهُ: جاء فعلُ التعجب على نية المفعول. وتباركَ

الله: تقدَّس وتنزه وتعالى وتعاظم، لا تكون هذه الصفة لغيره، أي تطَهَّرَ.

والقُدْس: الطهر. وسئل أبو العباس عن تفسير تبارَكَ اللهُ فقال: ارتفع.

والمُتبارِكُ: المرتفع. وقال الزجاج: تبارَكَ تفاعَلَ من البَرَكة، كذلك

يقول أهل اللغة. وروى ابن عباس: ومعنى البَرَكة الكثرة في كل خير، وقال في

موضع آخر: تَبارَكَ تعالى وتعاظم، وقال ابن الأَنباري: تبارَكَ الله أي

يُتَبَرَّكُ باسمه في كل أمر. وقال الليث في تفسير تبارَكَ الله: تمجيد

وتعظيم. وتبارَكَ بالشيء: تَفاءَل به. الزجاج في قوله تعالى: وهذا كتاب

أنزلناهُ مبارك، قال: المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير وهو من نعت

كتاب، ومن قال أنزلناه مباركاً جاز في غير القراءة. اللحياني: بارَكْتُ على

التجارة وغيرها أي واظبت عليها، وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ

به.

وبَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي استناخ، وأبرَكته أنا فبَرَكَ، وهو

قليل، والأكثر أنَخْتُه فاستناخ. وبَرَكَ: ألقى بَرْكَهُ بالأرض وهو

صدره، وبَرَكَتِ الإبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكْتُ: قال الراعي:

وإن بَرَكَتُ منها عجاساءُ جلَّةٌ،

بمَحِّْنيَةٍ، أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا

وأبرَكَها هو، وكذلك النعامة إذا جَثَمَتْ على صدرها. والبَرْكُ: الإبل

الكثيرة؛ ومه قول متمم بن نُوَيْرَةَ:

إذا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورجعَّتْ

حَنِيناً، فأبكى شَجْوُها البَرْكَ أجمعا

والجمع البُرُوك، والبَرْكُ جمع باركٍ مثل تَجْرٍ وتاجر، والبَرْكُ:

جماعة الإبل الباركة، وقيل: هي إبل الجِواءِ كلُّها التي تروح عليها، بالغاً

ما بلغَتْ وإن كانت ألوفاً؛ قال أبو ذؤيب:

كأن ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ

وشابَةَ بَرْكٌ، من جُذامَ، لَبِيجُ

لَبيجٌ: ضارب بنفسه؛ وقيل: البَرْك يقع على جميع ما برك من جميع الجِمال

والنُّوقِ على الماء أو الفَلاة من حر الشمس أو الشبع، الواحد بارِكٌ

والأُنثى باركة. التهذيب: الليث البَرْكُ الإبل البُرُوك اسم لجماعتها؛ قال

طرفة:

وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أثارَتْ مَخافَتِي

بَوَاديَها، أمشي بعَضْبٍ مُجَرَّد

ويقال: فلان ليس له مَبْرَكُ جَمَلٍ. وكل شيء ثبت وأقام، فقد بَرَكَ.

وفي حديث علقمة: لا تَقْرَبْهم فإن على أبوابهم فِتَناً كَمبارِك الإبل؛ هو

الموضع الذي تبرك فيه، أراد أنها تُعْدِي كما أن الإبل الصحاح إذا أنيخت

في مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ.

والبِرْكة: أن يَدِرّ لبَنُ الناقة وهي باركة فيقيمَها فيحلبها؛ قال

الكميت:

وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُو

ن، لَبون جُودِكَ غير ماضِرْ

ورجل مُبْتَرِكٌ: معتمِد على الشيء مُلِجٌّ؛ قال:

وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ،

يُدْعَى أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ،

مُبْتَرِكٌ لكل عَظْمٍ يَلْحُمُهْ

ورجل بُرَكٌ: بارِكٌ على الشيء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد:

بُرَكٌ على جَنْبِ الإناء مُعَوَّدٌ

أكل البِدَانِ، فلَقْمُه مُتدارِكُ

الليث: البِرْكةُ ما وَلِيَ الأَرض من جلد بطن البعير وما يليه من

الصدر، واشتقاقه من مَبْرَك البعير، والبَرْكُ كَلْكل البعير وصدره الذي

يعدُوك. به الشيء تحته؛ يقال: حَكَّه ودكَّه وداكه بِبَرْكه؛ وأنشد في صفه

الحرب وشدتها:

فأقْعَصَتُهمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ،

وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بن بَيَّانِ

والبَرْك والبِرْكةُ: الصدر، وقيل: هو ما ولي الأرض من جلد صدر البعير

إذا بَرَك، وقيل: البَرْك للإنسان والبِرْكة لِما سوى ذلك، وقيل: البَرْك

الواحد، والبِركة الجمع، ونظيره حَلْي وحِلْية، وقيل: البَرْكُ باطن

الصدر والبِركة ظاهره؛ والبِرْكة من الفرس الصدر؛ قال الأَعشى:

مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى،

كَفْتٌ إذا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام

الجوهري: البَرْكُ الصدر، فإذا أدخلت عليه الهاء كسرت وقلت بِرْكة؛ قال

الجعدي:

في مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ، ولَهُ

بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ

وقال يعقوب: البَرْكُ وسط الصدر؛ قال ابن الزِّبَعْرى:

حين حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها،

واسْتَحَرَّ القتل في عَبْدِ الأَشَلّ

وشاهد البِرْكة قول أبي دواد:

جُرْشُعاً أعْظَمُه جَفْرَتُه،

ناتِئُ البِرْكةِ في غير بَدَدْ

وقولهم: ما أحسن بِرْكَة هذه الناقة وهو اسم للبُروك، مثل الرِّكبة

والجِلْسة.

وابْتَرك الرجل أي ألقى بِرْكه. وفي حديث علي بن الحسين: ابْتَرَكَ

الناسُ في عثمان أي شتموه وتنقَّصوه. وفي حديث علي: ألقت السحابُ بَرْكَ

بَوانِيها؛ البَرْكُ الصدر، والبَوانِي أركان البِنْية. وابْتَرَكْتُه إذا

صرَعته وجعلته تحت بَرْكك. وابْتَرَك القوم في القتال: جَثَوْا على

الرُّكَب واقتتلوا ابتِراكاً، وهي البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ.

والبَراكاءُ: الثَّبات في الحرب والجِدّ، وأصله من البُروك؛ قال بشر بن

أبي خازم:

ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ

بَرَاكاءُ القتال، أو الفِرار

والبَراكاءُ: ساحة القتال. ويقال في الحرب: بَراكِ براكِ أي ابْرُكوا.

والبُرَاكِيَّة: ضرب من السفن.

والبُرَكُ والبارُوك: الكابُوس وهو النِّيدِلانُ، وقال الفرّاء:

بَرَّكانِيٌّ، ولا يقال بَرْنَكانيّ.

وبَرْك الشتاء: صدره؛ قال الكميت:

واحْتَلَّ برْكُ الشتاء مَنْزِلَه،

وبات شيخ العِيالِ يَصْطَلِبُ

قال: أراد وقت طلوع العقرب وهو اسم لعدَّة نجوم: منها الزُّبانَى

والإكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة، وهو يطلع في شدة البرد، ويقال لها البُرُوك

والجُثُوم، يعني العقرب، واستعار البَرْكَ للشتاء أي حل صَدر الشتاء

ومعظمه في منزله، يصف شدة الزمان وجَدّبه لأن غالب الجدب إنما يكون في

الشتاء. وبارَكَ على الشيء: واظب. وأبْرَكَ في عَدْوه: أسرع مجتهداً، والاسم

البُروك؛ قال:

وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا

أي نجتهد في عدوها. ويقال: ابْتَرَكَ الرجل في عرض أخيه يُقَصِّبُه إذا

اجتهد في ذمه، وكذلك الابتِراك في العدو والاجتهاد فيه، ابْتَرَكَ أي

أسرع في العَدْو وجدَّ؛ قال زهير:

مَرّاً كِفاتاً، إذا ما الماءُ أسْهَعلَها،

حتى إذا ضُربت بالسوط تَبْتَرِكُ

وابْتِراكُ الفرس: أن يَنْتَحِي على أحد شقيه في عَدْوه. وابْتَرَكَ

الصَّيقَلُ: مال على المِدْوَسِ في أحد شقيه. وابتركت السحابة: اشتدّ

انهلالها. وابْتَرَكت السماء وأبركت: دام مطرها. وابْتَركَ السحابُ إذا ألَحّ

بالمطر. وابْتَرَكَ في عَرْض الحَبل: تَنَقّصه. ابن الأَعرابي: الخَبِيصُ

يقال له البُرُوك ليس الرُّبُوك. وقال رجل من الأَعراب لامرأته: هل لكِ

في البُرُوك؟ فأجابته: إن البُرُوك عمل الملوك؛ والاسم منه البَرِيكة،

وعمله البُرُوك، وأول من عمل الخَبِيص عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وأهداها

إلى أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، وأما الرَّبِيكة فالحَيْس؛ وروى

إبراهيم عن ابن الأَعرابي أنه أنشد لمالك بن الريب:

إنا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِلِ،

والمشيَ في البِرْكةِ والمَراجِلِ

قال: البِرْكةُ جنس من برود اليمن، وكذلك المَرَاجل. والبُرْكة:

الحَمَالة ورجالها الذين يسعون فيها؛ قال:

لقد كان في لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ،

أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب والرِّفْدا

ليلى هنا ثلثمائة من الإبل كما سموا المائة هِنْداً، ويقال للجماعة

يتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة؛ ويقال: أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ

بُرُوكاً. والتَّبْراك: البُروك؛ قال جرير:

لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتيها

من التَّبْراك، ليس من الصَّلاةِ

وتِبْراك، بكسر التاء: موضع بحذاء تِعْشار؛ قال مرار بن مُنْقِذ:

أعَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها،

بين تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ؟

والبِرْكةُ: كالحوض، والجمع البِرَكُ؛ يقال: سميت بذلك لإقامة الماء

فيها. ابن سيده: والبِرْكَةُ مستنقع الماء. والبِرْكةُ: شبه حوض يحفر في

الأَرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض، وهو البِرْكُ أيضاً؛ وأنشد:

وأنْتِ التي كَلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً

وأوْردتِنيه، فانْظُرِي، أي مَوْرِدِ

ابن الأعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف، والزَّلَفُ وجه المرآة.

قال أبو منصور: ورأيت العرب يسمون الصَّهاريج التي سُوِّيت بالآخر

وضُرِّجَتْ بالنُّورة في طريق مكة ومناهلها بِرَكاً، واحدتها بِرْكةٌ، قال:

وربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع وأقل وأكثر، وأما الحِياض التي تسوّى لماء

السماء ولا تُطْوَى بالآجر فهي الأَصْناع، واحدها صِنْع، والبِرْكةُ:

الحَلْبة من حَلَب الغداة؛ قال ابن سيده: وهي البَركَةُ، ولا أحقها، ويسمون

الشاة الحَلُوبة: بِرْكةً.

والبَروك من النساء: التي تتزوج ولها ولد كبير بالغ.

والبِراكُ: ضرب من السمك بحري سود المناقير.

والبُركة، بالضم: طائر من طير الماء أبيض، والجمع بُرَك وأبْراك

وبُرْكان، قال: وعندي أن أبْرَاكاً وبُرْكاناً جمع الجمع. والبُرَكُ أيضاً:

الضفادع؛ وقد فسر به بعضهم قول زهير يصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلى ماء ظاهر

على وجه الأَرض:

حتى استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَهُ

من الأَباطِح، في حافاته البُرَكُ

والبِرْكانُ: ضرب من دِقِّ الشجر، واحدته بِرْكانة؛ قال الراعي:

حتى غدا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه،

يَرعى شقائقَ من عَلْقَى وبِرْكانِ

وقيل: هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه. والبِرْكانُ: من

دِقّ النبت وهو الحمض؛ قال الأَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره:

حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه

والهطلى: واحده هِطْل، وهو الذي يمشي رُوَيداً. وواحد البِركان

بِرْكانَة، وقيل: البِرْكانُ نيت ينبت قليلاً بنجد في الرمل ظاهراً على الأَرض،

له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خير الحمض؛ قال:

بحيث الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا

بِبِئْشَة، وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها

وفي رواية: وارْفَضَّتْ هَراعاً، وقيل: البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل؛

وأنشد بيت الراعي:

حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه

أبو زيد: البُورَقُ والبُورَكُ الذي يجعل في الطحين.

والبُرَيْكانِ: أخَوان من العرب، قال أبو عبيدة: أحدهما بارِكٌ والآخر

بُرَيْك، فغلب بُرَيْك إما للفظه، وإما لِسنّه، وإما لخفة اللفظ. وذو

بُرْكان: موضع؛ قال بشر بن أبي خازم:

تَرَاها إذا ما الآلُ خَبَّ كأنها

فَرِيد، بذي بُرْكان، طاوٍ مُلَمَّعُ

وبُرَك: من أسماء ذي الحجة؛ قال:

أعُلُّ على الهِنْديّ مَهْلاً وكَرَّةً،

لَدَى بُرَكٍ، حتى تَدُورَ الدوائرُ

وبِرْكٌ، مثال قِرْدٍ: اسم موضع بناحية اليمن؛ قال ابن بري: وبِرْكُ

الغُماد موضع باليمن. ويقال: الغِماد والغُماد، بالكسر والضم، وقيل: إن

الغِمادَ بَرَهُوت الذي جاء في الحديث أن أرواح الكافرين فيه، وحكى ابن

خالويه عن ابن دريد أن بِركَ الغِماد بقعة في جهنم، ويروى أن الأَنصار، رضي

الله عنهم، قالوا للنبي، صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنا ما نقول لك

مثل ما قال قوم موسى لموسى، اذهَبْ أنت وربك فقاتِلا، بل بآبائنا

نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يارسول الله ولو دعوتنا إلى بَرْكِ الغِماد؛ وأنشد ابن

دريد لنفسه:

وإذا تَنَكَّرَتِ البِلا

ذُ، فأوْلِها كَنَفَ البعاد

واجعَلْ مُقامَك، أو مَقَرْ

رَكَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد

كلِّ الذَّخائِرِ، غَيْرَ تَقْـ

ـوى ذي الجَلال، إلى نَفاد

وفي حديث الهجرة: لو أمرتها أن تبلغ بها بَرْك الغُماد، بفتح الباء

وكسرها، وتضم الغين وتكسر، وهو اسم موضع باليمن، وقيل: هو موضع وراء مكة بخمس

ليال.

برك
البَرَكَةُ، محرَّكَةً: النَّماءُ والزِّيادَةُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: البَرَكةُ: السَّعادَةُ وَبِه فُسِّرَ قولُه تعالَى: رَحْمَةُ اللهِ وبَرَكاته عَلَيكُم أَهْلَ البَيتِ لأَنّ مَنْ أَسْعَدَه الله تعالَى بِمَا أَسْعَدَ بِهِ النبيَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ فقد نالَ السّعادَةَ المُبَارَكَة الدّائِمَةَ، قَالَ الأَزهرِيُّ: وَكَذَلِكَ الَّذِي فِي التَّشَهّدِ. والتَّبرِيكُ: الدُّعاءُ بهَا نَقله الجَوْهرِيُّ للإِنْسانِ أَو غيرِه، يُقال بَرَّكْتُ عَلَيْهِ تَبرِيكاً: أَي قُلْتُ لَهُ: بارَكَ اللهُ عَلَيْك.
وطَعامٌ بَرِيكٌ كأَنّه مُبارَكٌ فيهِ قَالَه أَبو مالكيِ، وَقَالَ الرّاغِبُ: ولمّا كانَ الخَيرُ الإِلهي يَصْدُرُ من حيثُ لَا يُحَسّ، وعَلى وجهٍ لَا يُحْصَى وَلَا يُحْصَر قِيل لكُلِّ مَا يُشاهَدُ مِنْهُ زيادَةٌ غيرُ مَحْسَوسة: هُوَ مُبارَكٌ، وَفِيه بَرَكَةٌ، وِإلى هَذِه الزّيَادَةِ أشِيرَ بِمَا رُوِى إِنّه لَا يَنْقُصُ مالٌ من صَدَقَةٍ. ويُقال: بارَكَ اللهُ لَكَ، وفِيكَ، وعَلَيك، وبارَكَكَ أَي: وضَع فيهِ البَرَكَة.
وَفِي حَدِيث الصَّلاةِ علَى النَّبيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم: وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلى آل مُحَمَّد أَي: أَثْبِتْ لَهُ وأَدِمْ لَه مَا أَعْطَيتَه من التَّشْرِيفِ والكَرامَة، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ من بَرَكَ البَعِيرُ: إِذا أَناخَ فِي مَوضِعٍ فلَزِمَه. وقولُه تَعَالَى: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النّارِ: قَالَ: النّارُ: نُورُ الرَّحْمن، والنُّورُ: هُوَ اللهُ تَبارَكَ وتعالَى، ومَنْ حَوْلَها: مُوسَى والملائِكَة، ورُوِى عَن ابنِ عَبّاسٍ مثلُ ذَلِك، وقالَ الفَرّاءُ: إِنّه فِي حَرفِ أُبَىَ: أَنْ بُورِكَت النّارُ ومَنْ حَوْلَها قَالَ: والعَرَبُ تَقول: بارَكَك اللهُ وباركَ فِيك، قَالَ الأَزهرِيُّ: ومَعْنَى بَرَكَة الله عُلُوُّه على كلِّ شَيْء، وَقَالَ أَبو طالِب بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ:
(بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ كَمَا بُو ... رِكَ نَضْحُ الرُّمّانِ والزَّيْتُون)
وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ: اللهُمّ بارِكْ لَنا فِي المَوْتِ أَي فِيمَا يُؤَدِّينا إِليه المَوْتُ، وَقَول أبي فِرعَون: رُبَّ عَجُوزٍ عِرمِسٍ زَبُوِنِ سَرِيعَةِ الرَّدِّ على المِسكِينِ تَحْسَبُ أَنّ بُورِكاً يَكْفِيني إِذا غَدَوْتُ باسِطاً يَمِيني جَعَلَ بُورِك اسْما وأَعرَبَه وقولُه تَعالى: فِي لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ يَعْنِي ليلةَ القَدْرِ، لما فِيها من فُيُوضِ الخَيراتِ. وتَبارَكَ)
اللهُ، أَي: تَقَدَّسَ وتَنَزَّهَ وتَعالى وتَعاظَم صِفَةٌ خاصَّةٌ باللهِ تَعالَى لَا تكونُ لغيرِه، وسُئلَ أَبُو العَبّاسِ عَن تَفْسيرِ تَبارَكَ اللهُ فَقَالَ: ارْتَفَع، وَقَالَ الزَّجّاجُ: تَبارَكَ: تَفاعَلَ من البَرَكَةِ، كَذَلِك يَقولُ أَهلُ اللُّغَة. وَقَالَ ابنُ الأَنْبارِيّ: تَبارَكَ الله، أَي: يُتَبَرَّكُ باسمِه فِي كُلِّ أَمرٍ، وَقَالَ اللّيثُ: فِي تَفْسِير تَبارَكَ الله: تَمجِيدٌ وتَعْظِيمٌ، وَقَالَ الجَوهرِيُّ: تَبارَكَ الله، أَي: بارَكَ مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ، إِلاّ أَنَّ فاعَلَ يَتَعَدَّى، وتَفاعَلَ لَا يَتَعَدَّى. وتَبارَكَ بالشَّيءِ، أَي: تَفاءَل بِهِ، عَن اللَّيْثِ.
وبَرَكَ البَعِيرُ يَبرُكُ بُرُوكاً، بالضّمِّ، وتَبراكاً، بِالْفَتْح: اسْتَناخَ، كبَرَّكَ، قَالَ جَرِيرٌ:
(وَقد دَمِيَتْ مَواقِعُ رُكْبَتَيها ... من التَّبراكِ لَيسَ من الصَّلاَةِ)
وأَبْرَكْتُه أَنا فبَرَكَ هُوَ، وَهُوَ قَلِيلٌ، والأَكْثرُ: أَنَخْتُه فاسْتَناخَ.
وبَرَكَ بُرُوكاً: ثَبَت وأَقامَ وَهُوَ مأْخوذٌ من بَرَك البَعِيرُ، إِذا أَلْقَى بَركَه بالأَرضِ، أَي صَدْرَه.
والبَركُ: إِبِلُ أَهْلِ الحِواءِ كُلُّها الّتي تَرُوحُ عليهِم بالِغَةً مَا بَلَغَتْ وإنْ كانَتْ ألوفاً، قَالَ أبُو ذؤَيب:
(كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ تُضارِعٍ ... وشابَةَ بَركٌ من جُذامَ لَبِيجُ)
أَو البَركُ: جَماعَةُ الإِبِل البارِكَةُ، أَو الإِبلُ الكَثِيرَةُ وَمِنْه قولُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ اليَربُوعِيِّ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ:
(إِذا شارِفٌ مِنْهُنَّ قامَتْ فرَجَّعَتْ ... حَنِيناً فأَبْكَى شَجْوُها البَركَ أَجْمَعَا)
وَقيل البرك: يُطلق على جَمِيع مَا برك من جَمِيع الْجمال والنوق على الماءِ أَو الفَلاةِ من حَرِّ الشَّمْسِ أَو الشِّبَعِ الواحِدُ بَارِكٌ مثل تَجْرٍ وتاجِرٍ وَهِي بارِكَةٌ بهاءٍ. بُرُوكٌ، بالضّمّ، هُوَ جَمعُ بَرك. والبَرِكُ: الصَّدْرُ أَي صَدْرُ البَعِيرِ، هَذَا هُوَ الأصْلُ فِيهِ كالبِركَة بالكسرِ، وَفِي الصِّحاح: إِذا أَدْخَلتَ عَلَيْهِ الهاءَ كَسَرتَ، وقُلتَ: بِركَة، قَالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيّ رَضِي اللهُ تعالَى عَنهُ:
(فِي مِرفَقَيه تَقارُبٌ ولَهُ ... بِركَةُ زَوْرٍ كجَبأَةِ الخَزَمِ)
ورَجُلٌ مُبتَرِكٌ: مُعْتَمِدٌ على شيءٍ مُلِحٌّ وَهُوَ مجازٌ، قَالَ: وعامُنَا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقرضابٌ سِمُهْ مبتَرِكٌ لكُلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ وقالَ ابنُ الأَعرابي: رجلٌ بُرَكٌ كصُرَدٍ: بارِكٌ على الشَّيءِ وأَنشَدَ:
(بُرَكٌ على جَنْبِ الإِناءِ مُعَوَّدٌ ... أَكْلَ البِدانِ فلَقْمُه مُتَدارِكُ)
وَقَالَ أَبو زَيْدِ: البِركَةُ، بِالْكَسْرِ: أَنْ يَذرَّ لَبَنُ النَّاقَة، وَهِي بارِكَةٌ فيُقِيمَها فيَحْلُبَها قَالَ الكُمَيتُ:
(وحَلَبْتُ بِركَتَها اللَّبُو ... نَ لَبُونَ جُودِكَ غَيرَ ماضر)

وقالَ اللَّيْثُ: البركَةُ: مَا وَلِيَ الأَرْضَ مِنْ جِلْدِ صَدْرِ البَعِيرِ ونَصُّ العَيْن: من جِلْدِ بَطْنِ البَعِيرِ وَمَا يَلِيهِ من الصَّدْرِ، واشْتِقاقُه من مَبرَكِ البَعِيرِ كالبَركِ، بالفَتْحِ. وَقَالَ غيرُه البَركُ: كَلْكَلُ البَعِيرِ وصَدْرُه الَّذِي يَدُوكُ بِهِ الشيءَ تَحْتَه، يُقال: ودَكّ بِبَركِهِ، وأَنشَدَ فِي صِفَةِ الحَربِ وشِدَّتها:
(فأَقْعَصَتْهُمِ وحَكَّتْ بركَها بِهِمُ ... وأعْطَت النَّهْبَ هَيّانَ بنَ بَيّانِ)
وَقيل: البِركَةُ: جَمْعُ البَركِ، كحِلْيَةٍ وحَلْيٍ. أَو البَركُ للإِنْسانِ، والبِركَةُ بالكسرِ لما سواهُ وَفِي المُفْرَدات: أَصْلُ البَركِ صَدْرُ البَعِيرِ، وَإِن استُعْمِل فِي غيرِه يُقالُ لَهُ بركَة. أَو البَركُ: باطِنُ الصَّدْرِ وَقَالَ يَعْقُوب: وَسَطُ الصَّدْرِ والبِركَةُ: ظاهِرُه وأَنشَدَ يَعْقُوبُ لابنِ الزِّبَعْرَي:
(حِينَ حَكَّت بقُباء بَركَها ... واستْحَرَّ القَتْلُ فِي عَبدِ الأَشَل)
وشاهِدُ البِركَةِ قولُ أبي دُوادٍ:
(جُرشُعاً أَعْظَمُه جُفْرَتُه ... ناتِئ البِركَة فِي غَيرِ بَدَدْ)
والبِركَةُ: مِثْل الحَوْض يُحْفَر فِي الأَرْضِ وَلَا يُجْعَلُ لَهُ أَعْضادٌ فَوق صَعِيد الأَرض كالبِركِ بِالْكَسْرِ، أَيْضا وَهَذِه عَن اللَّيثِ وأَنْشَد:
(وأَنْتِ الّتي كَلَّفْتِني البِركَ شاتِياً ... وأَوْرَدْتِنِيهِ فانْظُرِي أَي مَوْرِدِ)
بِرَكٌ كعِنَب يُقال: سُمِّيَت بذلك لإِقامةِ الماءِ فِيهَا، وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: البِركَة تَطْفَحُ مثلُ الزَّلَفِ، والزَّلَفُ: وَجْهُ المِرآة، قَالَ الأَزهريّ ورأَيتُ العرَبَ يُسَمُّونَ الصّهاريجَ الَّتِي سُوِّيَتْ بالآجُرِّ وضُرِّجَتْ بالنُّورَةِ فِي طَريقِ مَكَّةَ ومناهِلِها بِرَكاً، واحِدَتُها بِركَةٌ، قَالَ ورُبَّ بِركَةٍ تكونُ أَلْفَ ذِراع وأَقّلَ وأَكْثَرَ، وأَمّا الحِياضُ الَّتِي تُسَوَّى لماءِ السّماءِ وَلَا تُطْوَى بالآجُرّ فَهِيَ الأصْناعُ، واحِدُها صِنْعٌ. والبِركَةُ: نَوْعٌ من البُرُوكِ، وَفِي العُبابِ: اسمٌ للبُرُوكِ، مثل الرِّكْبَةِ والجِلْسَةِ، يُقال: مَا أَحْسَنَ بِركَةَ هَذَا البَعِيرِ. قالَ ابنُ سِيدَه: ويُسَمُّونَ الشّاة الحَلُوبَة بِركَةً، قَالَ غيرُه والاثْنَتانِ بِركَتانِ وبِركاتٌ بالكسرِ. والبِركَةُ أَيْضا: مُستَنْقِعُ الماءِ عَن ابنِ سِيدَه.
قَالَ: والبركَةُ: الحَلْبَةُ من حَلَبِ الغَداةِ، وَقد تُفْتَحُ قالَ: وَلَا أَحقُّها.
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيَ: البِركَةُ: بُردٌ يَمَنيٌ وأَنْشَدَ لمالِكِ بنِ الرَّيْبِ: إِنّا وَجَدْنَا طَرَدَ الهَوامِلِ بَيْنَ الرَّسِيسَيْنِ وبَينَ عاقِلِ والمَشْيَ فِي البِركَةِ والمَراجِلِ خَيراً من التَّأْنانِ فِي المَسائِلِ)
وعِدةِ العامِ وعامٍ قابِلِ مَلْقُوحَةً فِي بَطْنِ نابٍ حائِلِ هَكَذَا رَواهُ إِبراهِيمُ الحَربيُ عَنهُ، قَالَ الصّاغانيُ: لم أَجِد المَشْطُورَ الثَّالِث الَّذِي هُوَ موضِع الاسْتِشْهاد فِي هَذِه الأُرْجُوزَة. والبركَةُ بالضمِّ: طائِرٌ مائي صَغِير أَبْيَضُ، بُرَكٌ كصُرَدٍ وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ. زَاد غيرُه: وأَبْراك وبركان مثل أَصْحابٍ ورُغْفانٍ، ويُكْسَر. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ أَبْراكاً وبُركاناً جَمْعُ الجَمْعٍ، وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لزُهَيرٍ يَصِفُ قَطاةً فرَّتْ من صَقْرٍ إِلى ماءٍ ظاهِرٍ على وَجْهِ الأَرْضِ:
(حَتّى اسْتَغاثَتْ بماءٍ لارِشاءَ لَه ... من الأَباطِحِ فِي حافاتِه البُرَكُ)
وفَسّر بَعضهم هَذَا البَيتَ فَقَالَ: البُرَكُ: الضَّفادِعُ.
قالَ الصّاغاني: والحَمالَةُ نفسُها تُسَمّى بركَةً، أَو هُوَ رِجالُها الّذِينَ يَسمعَونَ فِيها ويَتَحَمَّلُونَها أَي الحَمالَة، قَالَ الشّاعِر:
(لقد كانَ فِي ليلَى عَطاءٌ لبُركَةٍ ... أنَاخَتْ بكُم تَرجُو الرغائبَ والرفْدَا)
ويُقال: البُركَةُ: الجَماعَةُ من الأَشْرافِ لسَعْيِهم فِي تَحَمُّلِ الحَمالاتِ، وهم الجُمَّةُ أَيْضا.
والبُركَة: مَا يَأْخُذُه الطَّحّانُ على الطَّحْنِ نقَلَه الصّاغاني.
وَأَيْضًا: الجَماعَةُ يَسألونَ فِي الدِّيَةِ وَبِه فُسِّر أَيْضا قولُ الشّاعِر السابِق ويُثَلَّثُ.
وبُرْكَةُ الأُرْدُنِّيُّ، بالضمِّ من أَهْلِ الشّامِ رَوَى عَن مَكْحُولٍ وَعنهُ مُحَمّدُ بنُ مُهاجِرٍ، قَالَه البُخارِيّ وابنُ حِبان. وبَرَكَةُ بنُ الوَلِيدِ، أَبُو الوَلِيدِ المُجاشِعِيُ، مُحَرَّكَةً: تابِعِيٌ ثِقَةٌ رَوَى عَن ابنِ عَبّاسٍ، وَعنهُ خالِدٌ الحَذّاءُ، قَالَه ابنُ حِبان. وَمن المَجازِ ابْتَرَكُوا فِي الحَربِ: إِذا جَثَوْا للرُّكَب فاقْتَتَلُوا ابْتِراكاً. وهِيَ البَرُوكاءُ، كجَلُولاءَ والبَرَاكاءُ بالفتحِ والضَّمِّ، وَهُوَ الثَّباتُ فِي الحَربِ عَن ابنِ دُرَيْد. زادَ غيرُه: والجِدُّ، قَالَ: وأَصْلُه من البُرُوكِ، قَالَ بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ:(وَلَا يُنْجِى من الغَمَراتِ إِلاَّ ... بَراكاءُ القِتالِ أَو الفِرارُ)
والبَراكاءُ: ساحَةُ القِتالِ، وقالَ الرّاغِبُ: بَراكاءُ الحَربِ، وبَرُوكاؤُها للمَكانِ الَّذِي يَلْزَمُه الأَبْطالُ. وابْتَرَكُوا فِي العَدْوِ أَي: أَسْرَعُوا مُجْتَهِدِينَ، قَالَ زُهَيرٌ:
(مَرّاً كِفاتاً إِذا مَا الماءُ أَسْهَلَها ... حَتّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تبتَرِكُ)
كَمَا فِي الصِّحاحِ والاسمُ البُرُوكُ بالضَّمِّ، قالَ: وهنَّ يَعْدُونَ بِنا بُرُوكَا وابْتِراكُ الفَرَسِ: أَنْ يَنْتَحِيَ على أَحَدِ شِقَّيه فِي عَدْوِه، وَهُوَ من ذلِكَ. ووابْتَرَكَ الصَّيقَلُ: مَالَ على المِدْوَسِ فِي أَحَدِ) شِقَّيهِ. وَمن المَجازِ: ابْتَرَكتِ السَّحابَةُ: إِذا اشْتَدَّ انْهِلالُها، وسَحابٌ مُبتَرِكٌ، وَهُوَ المُعْتَمِدُ الَّذِي يَقْشِرُ وجْهَ الأَرْضِ، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يَصِفُ مَطَراً:
(يَنْفي الحَصَى عَن جَدِيدِ الأَرْضِ مُبتَرِكاً ... كأَنَّه فاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحِي)
وابْتَرَكَ السَّحابُ: أَلَحَّ بالمَطَرِ. وابْتَرَكَت السَّماءُ: دامَ مَطَرُها، كَبَرَكَتْ وأَبْرَكَتْ، قَالَ الصّاغانِي: وابْتَرَكَ أَصَحُّ.
وَمن المَجازِ: ابْتَرَكَ الرَّجُل فِي عِرضِه، وَكَذَا ابْتَرَكَ عليهِ إِذا تَنَقَّصَه وشَتَمَه واجْتَهَدَ فِي ذَمِّه. والبَرُوكُ كصَبُورٍ: امْرأَةٌ تَزَوَّجُ وَلها ابنٌ كَبِيرٌ بالِغ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: البُرُوكُ بالضّمِّ: الخَبِيصُ قَالَ: وقالَ رجل من الأَعْرابِ لامرأَتِه: هَل لكِ فِي البُروكِ فأَجابَتْه: إِنّ البُرُوكَ عَمَلُ المُلوكِ والاسْمُ مِنْهُ البَرِيكَةُ كسَفِينَة، وعَمَلُه البُرُوكُ، وَلَيْسَ هُوَ الرَّبُوكُ، وأَوّلُ من عَمِلَ الخَبِيصَ عُثْمانُ رَضِي اللَّهُ تَعالَى عَنهُ، وأَهداها إِلى أَزْواج النَّبيِّ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّم، وأَما الربيكةُ فالحَيسُ. أَو البَرِيك كأمِيرٍ: الرُّطَبُ يُؤْكل بالزُّبْدِ قَالَه أَبو عَمرو. والبِراكُ ككتِاب: سَمَكٌ بَحْرِي لَهُ مَناقِيرُ سُودٌ. جَمْعُهُما أَي: البَرِيكُ والبِراكُ بُرْكٌ، بالضّمِّ. ويُقال: بَرَكَ بُرُوكاً: إِذا اجْتَهَدَ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيَ: وهَن يَعْدُونَ بِنا بُرُوكَا وقِيل: البُرُوكُ هُنَا: اسْمٌ من الابْتِراكِ، وَقد تقَدَّم قَرِيباً. ويُقال فِي الحَربِ: بَراكِ بَراكِ كقَطامِ: أَي ابْرُكُوا نَقَلَهُ الجَوهَرِيّ. والبُرَاكِيَّةُ، كغُرابِيَّة: ضربٌ من السُّفُنِ نقَلَه الجوهرِيُّ.
والبركانُ، بالكسرِ: شَجَرٌ رَمْلِيٌ يَرعاه بَقَرُ الوَحْش، كأَنّ وَرَقَهُ وَرَقُ الآسِ، وَكَذَلِكَ العَلْقَي، قَالَه أَبو عُبَيدَةَ. أَو هُوَ الحَمضُ، أَو كُلُّ مِمَّا لَا يَطُولُ ساقُه من سائِرِ الأشْجارِ. أَو هُوَ نَبتٌ يَنْبُتُ بنَجْدٍ فِي الرَّمْل ظاهِراً على الأَرْضِ، لَهُ عُروقٌ دِقاق حَسَن النَّباتِ، وَهُوَ من خَيرِ الحَمْضِ، قَالَ الشّاعِرُ:
(بحَيثُ الْتَقَى البِركانُ والحاذُ والغَضَى ... بِبِيشَةَ وارْفَضَّتْ تِلاعاً صُدُورُها)
أَو هُوَ من دِقِّ النَّبتِ وَهُوَ الحَمضُ، أَو من دِقِّ الشَّجَرِ، قَالَ الرَّاعِي:
(حَتّى غَدَا خَرِصاً طَلاًّ فَرائِصُه ... يَرعَى شَقائِقَ من عَلْقَى وبِركانِ)
وعَزاهُ أَبو حَنِيفَةَ للأَخْطَلِ، وَهُوَ للرّاعِي، كَمَا حَقَّقَه الصَّاغَانِي، الواحِدَةُ بِرْكانَةٌ بهاءٍ، أَو البِركانُ جَمعٌ وواحِدُه بُرَكٌ كصُرَدٍ وصِردان. وبُركانُ كعُثْمانَ: أَبو صالِحٍ التّابِعِيُ مَوْلَى عُثْمانَ رَضِي الله تعالَى عَنهُ، رَوَى عَن أبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ أَبو عقيل، قَالَه ابنُ حِبان. ويُقال للكِساءِ الأَسْوَدِ: البَرَّكانُ الِبَرَكانِيُ مشَدَّدَتَيْنِ وبياءِ النّسبةِ فِي الأخيرِ، نَقَلَهُما الفَرّاءُ. وزادَ الجَوْهَريُّ فَقَالَ: والبَرنَكانُ، كزَعْفَرَانٍ، والبَرنَكاني بياءِ النِّسبةِ وأَنْكَرهما الفَرّاءُ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: البَرنَكاءُ بالمَدّ، يُقال: كِساءٌ بَرنَكانيٌ، بزيادَةِ النّونِ عِنْد النِّسبَة، قَالَ وليسَ بعَرَبي بَرانِكُ وَقد تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ.)
وبرَكُ الغِماد، بِالْكَسْرِ ويُفْتَح والغُمادُ بِالْكَسْرِ والضَّمِّ، وَقد مَرّ ذِكْرُه فِي الدّالِ: واخْتَلَفُوا فِي مَكانِه، فقِيل: هُوَ باليَمَنِ قَالَه ابنُ بَرّيّ، أَو وراءَ مَكَّةَ بخَمْسِ لَيالٍ بَينَها وبينَ اليَمَنِ مِمَّا يَلي البَحْرَ، أَو بينَ حَلْي وذَهْبانَ، ويُقالُ: هُناك دُفِنَ عبدُ اللَّهِ بن جُدْعانَ التَّيمِيّ، وَفِيه يَقولُ الشّاعِرُ:
(سَقَى الأَمْطارُ قَبرَ أبي زُهَيرٍ ... إِلى سَقْفٍ إِلى بَركِ الغِمادِ)
أَو أَقْصَى مَعْمُورِ الأَرْضِ ويُؤَيِّدُه قولُ من قَالَ: إٍ نه وادِي بَرَهُوت الَّذِي تحبَسُ فِي بِئْره أرْواحُ الكُفّارِ، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيثِ، وَفِي كِتاب لَيْسَ لابنِ خالَوَيْه أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لنَفْسِه:
(وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا ... دُ فأَوْلِها كَنَفَ البِعادِ)

(واجْعَلْ مُقامَكَ أَو مَقَر ... رَكَ جانِبَي بَركِ الغِمادِ)

(لَستَ ابنَ أُمِّ القاطِنِي ... ن وَلَا ابْنَ عَمِّ للبِلادِ)

(وانْظُر إِلى الشّمْسِ الّتِي ... طَلَعَتْ على إِرَمِ وعادِ)

(هَلْ تُؤْنِسَنَّ بَقِيَّةً ... من حاضِرٍ مِنْهُم وبادِ)

(كُلُّ الذَّخائِرِ غَيرَ تَقْ ... وى ذِي الجَلالِ إِلى نَفادِ)
فقُلْنا: مَا بَركُ الغُمادِ فَقَالَ: بُقْعَةٌ من جَهَنَّمَ. وَفِي كتابِ عِياض: بَركُ الغِماد بفَتْح الباءِ عَن الأكْثَرِينَ، وَقد كَسَرها بَعضهم، وَقَالَ: هُوَ موضِعٌ فِي أَقاصِي أرْضِ هَجَرَ، وأَنْشَدَ ياقُوتُ للرّاجِزِ: جارِيَةٌ من أَشْعَرٍ أَوْ عَكِّ بينَ غِمادَىْ بَبَّة وبَركِ هَفْهافَةُ الأعْلَى رَداحُ الوِرْكِ تَرُجو وِرْكاً رَحْرَحانَ الرَكِ فِي قَطَنِ مثلِ مَداكِ الرَهْكِ تَجلو بحَمّاوَيْنِ عندَ الضِّحْكِ أَبْرَدَ من كافُورَة ومِسْكِ كأنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ فَأْرَةَ مِسْك ذُبِحَتْ فِي سُكِّ وَقيل: بَرك، بالفَتْحِ: فِي أَقَاصِي هَجَر، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَه عِياضٌ ويُحَرَّكُ. ووادِي البِركِ، بالكسرِ: بَيْنَ مَكَّةَ وزَبِيدَ، وَهُوَ الَّذِي تقَدَّم بينَ حَلْيِ وذَهْبانَ، وَهُوَ نِصْفُ الطَّرِيقِ بَين حَلْيٍ ومَكَّةَ، وإِيّاهُ أَرادَ أَبو دَهْبَل الجمَحِيُّ فِي قولِه)
يصفُ ناقَتَه:
(وَمَا شَرِبَتْ حتّى ثَنَيتُ زِمامَها ... وخِفْتُ عَلَيْهَا أَنْ تُجَنَّ وتكْلَمَا)

(فقُلتُ لَهَا: قد بُعْتِ غيرَ ذَمِيمَة ... وأَصْبَحَ وادِي البِركِ غَيثاً مُدَيَّمَا)
وقِيل: الَّذِي عَنَى بِهِ أَبو دَهْبَل فِي شِعْرِه هُوَ ماءٌ لبني عُقَيل بنَجْدٍ كَمَا فِي العُبابِ. وبِرك أَيْضا: وادِ بالمَجازَةِ لبني قُشَير بأرْضِ اليَمامةِ يَصُبُّ فِي المَجازَةِ، وَقيل: هُوَ لهِزّانَ، ويَلْتَقِي هُوَ والمَجازَة فِي مَوضِع يُقال لَهُ: أَجَلَى وحَضَوْضَى، فأَما بِرك فيَجْرِي فِي مَهَبِّ الجَنُوبِ، ويروى بالفَتْحِ أَيْضا. وبِرك أَيْضا: مَوْضِعان آخَرانِ أَحَدُهُما بالقربِ من السَّوارِقِيَّةِ، كثير النّباتِ من السَّلَمِ والعُرفطِ، وَبِه مِياهٌ، والثّاني بِركٌ ونَعام، ويُقالُ لَهما أَيْضا: البِركانِ، قَالَ الشّاعِر:
(أَلاَ حَبّذَا من حُبِّ عَفْراءَ مُلْتَقَى ... نَعامٍ وبركٍ حَيث يَلْتَقِيانِ)
وَقَالَ نَصْرٌ فِي كتابِه: هُما البِركان أَهْلُهُما هِزّانُ وجَرم.
وبركُ النَّخْلِ، وبركُ التِّرياعِ: موضِعانِ آخَرانِ ذَكَرَهُما نَصْرٌ فِي كِتابِه.
وطَرَفُ البِركِ: قُربَ جَبَلِ سَطاع على عَشَرَةِ فَراسِخ من مَكَّةَ.
وبهاءٍ: بِركَةُ أُمِّ جَعْفَرٍ زُبَيدَةَ بنتِ جَعْفَرٍ أُمِّ مُحَمَّدٍ الأَمِينِ بطَرِيق مَكَّةَ بَيْنَ المُغِيثَةِ والعُذَيْبِ مَشْهُورةٌ. وبركَةُ الخَيزُرانِ: موضِعٌ بفِلَسطِينَ قربَ الرَّمْلَةِ. وبركَةُ زَلْزَلٍ ببَغْدَادَ بينَ الكَرخِ والصَّراةِ وَبَاب المُحَوَّلِ وسُوَيْقَةِ أبي الوَرْدِ، تُنسَب إِلى زَلْزَلٍ غلامٍ لعِيسَى بنِ جَعْفَرِ بن المَنْصُورِ، كانَ من الأَجْوادِ، يضرِبُ العُودَ جَيداً، حَفَر هَذِه البِركَةَ، ووَقَفَها على المُسلِمِينَ، ونُسِبَت المَحلّة بأَسْرِها إِلَيها، قَالَ نِفْطَوَيْه النَّحْوِيّ:
(لَو أنَّ زُهَيراً وامْرَأَ القَيسِ أَبْصَرَا ... مَلاحَةَ مَا تَحْوِيه بِركَةُ زَلْزَلِ)

(لَمَا وَصَفا سَلْمَى وَلَا أُمَّ جُنْدَب ... وَلَا أَكْثَرَا ذِكْرَى الدَّخُولِ فحَوْمَل)
وبركَةُ الحَبَشِ: خَلْفَ القَرافَةِ، وقفٌ على الأَشْرافِ وكانَت، تُعْرَفُ ببركَةِ المَعافرِ، وبركَة حِمْيَر، ولَيسَت ببِركة للماءِ، وِإنّما شُبِّهَت بِها، وقدُ تَقَدَّم ذِكْرُها فِي ح ب ش. وبركَةُ الفِيلِ ويُقال: بركَةُ الأَفْيِلَةِ، وَهِي الْيَوْم فِي داخِلِ المَدِينَةِ، وَعَلَيْهَا قُصورٌ، ومَبانٍ عَظِيمةٌ لأهْلِها.
وبركَةُ رُمَيس كزُبَيرٍ. وبركَةُ جُبِّ عُمَيرَةَ وَهِي بركَةُ الحاجِّ، على ثَلاثِ ساعاتٍ من مِصْرَ كلّها بمِصْرَ. وَقد فاتَه مِنْهَا شَيءٌ كثيرٌ، كَمَا سَيَأْتِي فِي المُستَدْرَكاتِ. وبُرَيْكٌ كزُبَير: باليَمامَةِ.
وبُرَيْكٌ: جماعَةٌ مُحَدِّثُونَ. والبُرَيْكانِ: أَخَوانِ من فُرسانِهم قَالَ أَبو عُبَيدَةَ: وهُما بارِكٌ وبُرَيْكٌ فغُلِّبَ بُرَيْكٌ إِمّا للفْظِه أَو لِسنِّه، وإِمّا لخِفَّةِ اللّفظِ. ويَوْمُ البُرَيْكَيْنِ: من أَيّامِهم. وبَركُوتُ، كصَعْفُوقٍ أَي بالفتحِ، وَهَكَذَا ضَبَطَه ياقوت أَيْضا،)
وَهُوَ نادِرٌ لما سَبَق: بمِصْرَ يُنْسَب إِليها رياحُ بنُ قَصِيرٍ اللّخْمِي البَركُوتِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ عليّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحْمن بنِ سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيُ البَركُوتِيُّ المِصْرِيّ، رَوَى عَن يُونُس بنِ عبدِ الأَعْلَى، ماتَ فِي سنة. والبِرَكُ كعِنَبٍ كأَنَّه جمعُ بِركةِ: سِكَّةٌ بــالبَصْرَةِ مَعْروفةٌ، نَقله ياقوت. والمُبارَكُ: نَهْرٌ بــالبَصْرَةِ. وَأَيْضًا: نهرٌ بواسط حَفَرَه خالدُ بن عبدِ اللَّه، القَسرِيُّ عَلَيْهِ قَريَةٌ ومَزارِعُ، وَقَالَ أَبو فِراس:
(إِنَّ المُبارَكَ كاسْمِه يُسقَى بهِ ... حَرثُ الطَّعامِ، ولاحِقُ الجَبّارِ)
قَالَه نَصْر. وَمِنْهَا أَبُو داودَ سُلَيمانُ بنُ محمّدٍ المُبارَكِي عَن أبي شهابٍ الحَنّاط، ومحمَّد بنُ يُونُسَ المبارَك عَن يَحْيَى بن هاشِمٍ السّمسار، وَآخَرُونَ. والمُبارَكَة: بخُوَارِزْمَ. والمُبارَكِيَّةُ: قَلْعَةٌ بَناها المُبارَكُ التُّركِيُ مَوْلَى بني العَبّاسِ.
والمَبرَكُ كمَقْعَدٍ: بتِهامَةَ برَكَ الْفِيل فِيهِ لمّا قَصَدُوا مكّةَ حَرَسَها اللَّهُ تعالَى، نقَلَه الصّاغانيُ. والمَبرَكُ: دارٌ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ بَرَكَتْ بهَا ناقَةُ النَّبِيِّ صَلّى اللَّهْ عليهِ وسَلّمَ لمّا قَدِمَ إِليها، نَقَله أَهلُ السِّيرَة. ومَبرَكانِ بِكَسْر النُّونِ: قَالَ ابنُ حبيب: قربَ المَدِينَةِ المشَرَفة، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(إليكَ ابنَ لَيلَى تَمْتَطِي العِيسَ صُحْبتِي ... ترامَى بِنا مِنْ مَبرَكَيْنِ المَناقِلُ)
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أَرادَ مَبرَكاً ومُناخاً، وهما نَقْبانِ ينحَدِرُ أَحدُهما على يَنْبُعَ بينَ مَصَبَّي يَلْيَل، وَفِيه طريقُ المَدِينَةِ من هُنَاكَ، ومُناخٌ على قَفا الأَشْعَرِ، والمَناقِلُ: المَنازِلُ. وتِبراك، بالكسرِ: بحذاءِ تِعْشار، وَقيل: ماءٌ لبني العَنْبَرِ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(وحَيًّا على تِبراكَ لم أَرَ مِثْلَهُمْ ... أَخاً قُطِعَتْ مِنْهُ الحَبائِلُ مُفْرَدَا)
وَقَالَ المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ:
(هَلْ عَرَفْتَ الدّارَ أَم أَنْكَرتَها ... بينَ تبراك فشَسَّى عَبَقُر)
وقالَ جَرِيرٌ:
(إِذَا جَلَسَتْ نِساءُ بني نُمَير ... على تِبراكَ خَبَّثَتِ التُّرابَا)
فَلَمَّا قالَ جَرِيرٌ هَذَا القَوْلَ صارَ تِبراك مَسَبَّةً لَهُم، فإِذا قِيلَ لأَحَدِهم أَينَ تَنْزِلُ قَالَ على ماءةٍ وَلَا يَقُول على تِبراك.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: بُرَكُ كزُفَرَ: اسمُ ذِي الحِجَّةِ من أَسماءِ الشُّهُورِ القَدِيمَةِ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
(أَعُلّ عَلَى الهِنْدِيِّ مُهْلاً وكَرَّةً ... لَدَى بُرَكٍ حَتَّى تَدُورَ الدَّوائِرُ)
والبُرَكُ: لَقَبُ عَوْفِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيعَةَ بنِ قيسِ بنِ ثَعْلَبَةَ. وَمن المَجاز: البُرَكُ: الجَبانُ.
وَأَيْضًا: الكابُوس وَهُوَ النّيدَلانُ كالبارُوكِ فيهِما. ويُقال: بارَكَ عَليه: إِذا واظَبَ عَلَيْهِ، قَالَ اللِّحْيانِيُّ: بارَكْتُ على التِّجارَةِ وغيرِها: أَي واظَبتُ. وتَبَرَّكَ بِهِ أَي: تَيَمَّنَ نقَلَه الجوهرِيُّ، يُقَال: هُوَ يُزارُ ويُتَبَرَّكُ بِهِ. والبَروَكَةُ، كقسوَرَةٍ:)
القُنْفُذَةُ نَقله الصَّاغَانِي، وأَنشدَ ابنُ بُزُرجَ: كأَنَّه يَطْلُبُ شَأوَ البَروَكَه وسيأْتِي فِي ب ن ك. وقالَ الفَرّاءُ: المُبرِكَةُ، كمُحْسِنةِ: اسمُ النّارِ. وقالَ أَبو زَيْد: البُورَكُ، بالضمِّ: البُورَقُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي الطَّحِينِ.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: مَا أَبْرَكَه: جاءَ فعل التَّعَجُّبِ على نِيَّةِ المَفْعُولِ. والمُتَبارِكُ: المُرتَفِعُ، عَن ثَعْلَبٍ. وحكَى بعضُهُم: تَبارَكْتُ بالثَّعْلَبِ الَّذِي تَبارَكْتَ بهِ. وبَرَّكَت الإِبِلُ تَبرِيكاً: أَناخَتْ، قَالَ الراعِي:
(وإِن بَرَّكَتْ مِنْها عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَة أَجْلَى العِفاسَ وبَروَعَا)
وبَرَكَت النَّعامَةُ: جَثَمَت على صَدْرِها. ويُقالُ: فُلانٌ ليسَ لَهُ مَبرَكُ جَمَلٍ، والجمعُ مَبارِكُ، وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ: لَا تَقْرَبْهُم فإِنّ على أَبْوابهِم فِتناً كمَبارِكِ الإِبِلِ هُوَ المَوْضِعُ الَّذِي تَبرُكُ فِيهِ، أَرادَ أَنّها تُعْدِي كَمَا أنّ الإِبِلَ الصِّحاحَ إِذا أُنِيخَت فِي مَبارِكِ الجربَى جَرِبَتْ. وابْتَرَكَه ابْتِراكاً: صَرَعَه وجَعَلَه تَحت بَركِه. وَمن المجازِ: بَركُ الشِّتاء: صَدْرُه، قَالَ الكُمَيْتُ:
(واحْتَلَّ بَركُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وباتَ شَيخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ)
يصفُ شدَّةَ الزّمانِ وجَدْبه لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنّما يكونُ فِي الشِّتاءِ، ومِن ذلِكَ سُمِّيَ العَقْرَبُ بُرُوكاً وجُثُوماً، لأنّ الشتاءَ يَطْلُع بطُلُوعِه. وَقَالَ ابنُ فارِس: فِي أَنْواءِ الجَوْزاءِ نوْءٌ يُقال لَهُ: البُرُوك، وَذَلِكَ أَن الجَوْزاءَ لَا تَسقُط أَنواؤُها حتّى يكون فِيها يومٌ وليلَةٌ تَبرُكُ الإِبِلُ من شِدَّةِ بَردِه ومَطَرِه. وَقَالَ أَبو مالكٍ: طَعامٌ بَرِيكٌ فِي مَعْنَى مُبارَكٌ فيهِ. وَعَن ابنِ الْأَعرَابِي: البِركَةُ، بِالْكَسْرِ: من بُرودِ اليَمَنِ. وَقَالَ اللِّحْيانيُ: بارَكْتُ على التِّجارةِ وغيرِها، أَي: واظَبْتُ.
ونُقِل الضَّمُّ فِي البِركَة لجِنْسٍ من برُود اليَمَن. وبَرَكَ للقِتالِ، كضَرَب وعَلِمَ، لُغَتان. وذُو بُركانَ، بِالضَّمِّ: موضِعٌ، قَالَ بِشْرُ بنُ أبي خازم:
(تَراهَا إِذا مَا الآلُ خَبَّ كأَنَّها ... فَرِيدٌ بذِي بركانَ طاوٍ مُلَمَّعُ)
وبَرَكَةُ أُمُّ أَيمَنَ: مُولِّدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّم، وَرَضي عَنْهَا، وحاضِنَتُه. وبركُ بنُ وَبَرَةَ: أَخو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ، جاهِليٌّ. وبَركٌ: لَقَبُ زِيادِ بنِ أَبِيهِ، لَقَّبَه بِهِ أَهلُ الكُوفَةِ.
والبُرَكُ بنُ عبدِ اللَّه، كصُرَدٍ، هُوَ الَّذِي ضَرَبَ مُعاوِيَةَ فَفَلَقَ أَلْيَتَه ليلَةَ مَقْتَلِ عَليِّ رَضِي الله تعالَى عَنهُ، هَكَذَا ضَبَطَه الحافِظُ. وَقد سَمَّوْا بُركانَ، ومُبارَكاً، وبَرَكات. وبَرَكُ الحَجَرِ، وبركَةُ العَرَبِ، وبَركُ خُزيمَةَ، وبَركُ جَعْفَرٍ، وبركَةُ)
السَّبعِ، وبركَةُ إِبراهِيمَ، وبركَةُ عَطّافٍ: قُرى فِي الغَربيّة. والبَركُ أَيْضا: قَريتان بالمَنُوفِيَّة. وبرَكُ الخِيَمِ، وبركَةُ الطِّينِ: من أَعمالِ نَهْيا، بالجِيزَةِ.
وبركَةُ حَسّان: أَولُ مَنْزِلَةٍ لحاجِّ مِصْر إِذا قامُوا من بِركَةِ الجُبِّ، ذكَره شَمْسُ الدينِ بن الظَّهِير الطَّرابُلُسِيُ فِي مناسِكِه. وكنيه مُبارَك: قَرْيَة بمِصر، من أَعمالِ البُحَيرَة. وبُرَيْكٌ: كزُبَيرٍ: بلدٌ من أَعمال اليَمامَة، ثمَّ من أَعمالِ الخِضْرِمَة، ذكره نَصْرٌ. وأَبو الطَّيِّبِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ المُبارَكِ المُبارَكِي: شيخُ الحاكِمِ، منسوبٌ إِلى جَدِّه، وَكَذَا الحَسَنُ بنُ غالِبِ بنِ عَليِّ بنِ المُبارَك المُبارَكِي: شيخُ قاضِي المارِسْتانِ. وبركَة الضّبعِ: من أَعْمالِ شَلْشَلَمُون بالشَّرقِيّة. وبركَةُ فَيّاض: من أَعْمالِ المَنْصُورة. وبركَةُ الصَّيدِ، وبركَة طَمُّويَةَ، وبركة بيدِيف: قُرى بالفَيّوم، الأَخِيرة وَقفُ الظَّاهِرِ برقُوق.
(برك) الْبَعِير برك والسحاب اشْتَدَّ مطره حَتَّى قشر وَجه الأَرْض وَعَلِيهِ وَفِيه دَعَا بِالْبركَةِ وَفِي حَدِيث أم سليم (فحنكه وبرك عَلَيْهِ)

برك


بَرَكَ(n. ac. بُرُوْك)
a. Knelt; squatted, crouched down.
b. [Bi], Remained, stayed in.
c. ['Ala], Sat upon.
بَرَّكَa. Made to kneel down.
b. ['Ala
or
Fī], Blessed, invoked blessings upon.
بَاْرَكَa. see II (b)
أَبْرَكَa. see II (a)
تَبَرَّكَa. Was blessed.

تَبَاْرَكَa. Was blessed.
b. Asked for blessing.
c. [Bi], Augured good from.
إِبْتَرَكَa. Knelt down.
b. Brought to his knees.
c. [Fī], Applied himself to.
إِسْتَبْرَكَa. Knelt down, fell on his knees.
b. see VI (c)
بَرْكa. Chest, breast.

بِرْكa. see 2t (a)
بِرْكَة
(pl.
بِرَك)
a. Pond, pool, basin.
b. Genuflexion, kneeling down.

بُرْكَةa. Aquatic bird.
b. Frog.

بَرَكَةa. Blessing, benediction; beatitude; bliss
blessedness.

بَرَّاْكa. Miller.

بَاْرُوْكa. Nightmare.

بِرْكَار
P.
a. Compasses.

بُرْكَان (pl.
بَرَاْكِيْ4ُ)
a. Volcano.

بَرْوَكَة
a. Hedgehog.

برك

1 بَرَكَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. بُرُوكٌ (S, Mgh, Msb, K) and تَبْرَاكٌ, (K,) said of a camel, (S, Mgh, Msb,) i. q. اِسْتَنَاخَ [i. e. He lay down, or kneeled and lay down, upon his breast, with his legs folded]; (S, K;) he made his breast to cleave to the ground; (Mgh;) he fell upon his بَرْك, i. e. breast; (Msb;) he threw his برك, i. e. breast, upon the ground; (TA;) and in like manner, ↓ برّك, (TA, and so in some copies of the K,) inf. n. تَبْرِيكٌ. (TA.) and بَرَكَتِ النَّعَامَةُ The ostrich lay upon its breast. (TA.) And بَرَكَ is also said of a lion, and of a man. (K voce ربض.) [Of the latter, one also says, بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ He fell, or set himself, upon his knees; he kneeled.] The بُرُوك of a man praying, which is forbidden, is The putting down the hands before the knees, after the manner of the camel [when he lies down; for the latter falls first upon his knees, and then upon his stiflejoints]. (Mgh.) b2: Hence, i. e., from the verb said of a camel, inf. n. بُرُوكٌ, (TA,) He, or it, (i. e. anything, S,) was, or became, firm, steady, steadfast, or fixed; continued, remained, or stayed; (S, K;) in a place: (TK:) [and so, app., with بَرِكَ for its aor. ; for] you say, بَرَكَ لِلْقِتَالِ, aor. ـِ [He was, or became, firm, &c., for the purpose of fighting,] and in like manner بَرِكَ, aor. ـَ (TA. [See also a similar signification of 8.]) b3: (assumed tropical:) It (the night) was, or became, long, or protracted; as though it did not quit its place. (A and TA in art. قعس.) b4: See also 8, in two places.2 بَرَّكَ see 1.

A2: تَبْرِيكٌ also signifies The praying for بَرَكَة, (S, K, TA,) for a man, &c. (TA.) You say, بَرَّكْتُ عَلَيْهِ, inf. n. تَبْرِيكٌ, I said to him, بَارَكَ اللّٰهَ عَلَيْكَ [or فِيكَ &c., God bless thee!

&c.]. (TA.) And برّك علي الطَّعَامِ He prayed for, or invoked, a blessing on the food. (TK.) 3 بارك عَلَيْهِ He kept, or applied himself, constantly, or perseveringly, to it; (Lh, K;) namely, an affair, (TA in art. حفظ,) or commerce, or traffic, &c. (Lh, TA.) A2: بارك اللّٰهُ فِيكَ, (Fr, S, Msb, K,) and لَكَ, and عَلَيْكَ, (S, K,) and بَارَكَكَ, (Fr, S, K,) inf. n. مُبَارَكَةٌ, (TK,) [God bless, beatify, felicitate, or prosper, thee;] God put in thee, (TA,) give thee, make thee to possess, (T, K,) بَرَكَة [i. e. a blessing, good of any kind, prosperity or good fortune, increase, &c.]. (TA, TK.) بَارِكْ عَلَى مُحَمِّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ (in a trad., TA,) means Continue Thou, or perpetuate Thou, (O God,) to Mohammad and to the family of Mohammad the eminence and honour which Thou hast given them: (K, TA:) [or still bless or beatify, or continue to bless or beatify, Mohammad &c.: though it may well be rendered simply bless or beatify &c.:] Az says that it is from بَرَكَ said of a camel, meaning “he lay down upon his breast in a place and clave thereto.” (TA.) And اَللّٰهُمَ بَارِكْ لَنَا فِى المَوْتِ, in another trad., means [O God, bless us] in the state to which death will bring us. (TA.) The Arabs say to the beggar, بُورِكَ فِيكَ [Mayest thou be blest; and, in the present day, اَللّٰه يُبَارِك فِيك God bless thee]; meaning thereby to repel him; not to pray for him: and by reason of frequency of usage of this phrase, they have made ↓ بُورِك a noun: a poet [in Har شريش العدوى (app. Sherees, not Shereesh, El-'Adawee), in the TA Aboo-Fir'own,] says, تَظُنُّ أَنَّ بُورِكًا يَكْفِينِى

إِذَا خَرَجْتُ بَاسِطًا يَمِينِى

[She imagines that the saying “Mayest thou be blest” will suffice me when I go forth stretching out my right hand for an alms]. (Har p. 378.

[This verse is differently cited in the TA; for there, instead of تظنّ and خرجت, we find تُحِبُّ and غَدَوْتُ.]) b2: [You also say of a man, بارك فِيهِ, and لَهُ, &c., meaning He blessed him; i. e. he prayed God to bless him.] b3: See also 6.4 ابركهُ He made him (namely, a camel,) to lie down [or kneel and lie down] upon his breast. (S, K.) You say, أَبْرَكْتُهُ فَبَرَكَ I made him to lie down upon his breast, and he lay down upon his breast: but this is rare: the more common phrase is أَنْخَتُهُ فَاسْتَنّاخَ. (S.) A2: See also 8.

A3: مَا أَبْرَكَهُ [How blessed is he, or it!] is an instance of a verb of wonder with a passive meaning [and irregularly derived]. (TA.) 5 تبرّك بِهِ i. q. تَيَمَّنَ بِهِ [He had a blessing; and he was, or became, blest; by means of him, or it: so accord. to explanations of تَبَرُّكْ in the KL: but very often signifying he looked for a blessing by means of him, or it; he regarded him, or it, as a means of obtaining a blessing; he augured good from him, or it; تيمّن به being opposed to تَشَأَّمَ به; as in the K in art. طير, and in Bd in xvii. 14, &c.]: (S, K:) and ↓ تبارك بِالشَّيْءِ He augured good from the thing. (Lth, K.) One says so of a man. (K in art. مسح.) And one says, تبرّك بِاسْمِ اللّٰهِ [He looked for a blessing by means of uttering the name of God, or saying بِسْمِ اللّٰهِ]. (Ksh, on the بسملة; &c.) 6 تبارك, accord. to Zj, is an instance of تَفَاعَلَ [as quasi-pass. of فَاعَلَ, i. e., of بَارَكَ, like as تَبَاعَدَ is of بَاعَدَ,] from البَرَكَةُ; and so say the lexicologists [in general]. (TA.) [Hence,] تبارك اللّٰهُ means [Blessed is, or be, God; or] hallowed is, or be, God; or far removed is, or be, He from every impurity or imperfection, or from everything derogatory from his glory; (K) or highly to be exalted, or extolled, is God; or highly exalted, or extolled, be He; (Abu-l-'Abbás, TA;) greatly to be magnified is God; or greatly magnified be He: (TA:) or i. q. ↓ بَارَكَ, like قَاتَلَ and تَقاَتَلَ, except that فَاعَلَ is trans. and تَفَاَعَلَ is intrans.: (S:) accord. to IAmb, it means [that] one looks for a blessing by means of [uttering] his name (يُتَبَرَّكُ بِاسْمِهِ) in every affair, or case: accord. to Lth, it is a phrase of glorification and magnification: (TA:) or تبارك signifies He is abundant in good; from البَرَكَةُ, which is “abundance of good:” or He exceeds everything, and is exalted above it, in his attributes and his operations; because البَرَكَةُ implies the meaning of increase, accession, or redundance: or He is everlasting; syn. دَامَ; from بُرُوكُ الطَّيْرِ عَلَى المَآءِ [“the continuing of the birds at the water”]; whence البِرْكَةُ, because of the continuance of the water therein: the verb is invariable [when thus used, being considered as divested of all signification of time, or used in an optative sense]; and is not employed [in any of the senses above] otherwise than in relation to God: (Bd in xxv. 1:) it is an attributive peculiar to God. (K.) b2: تبارك بِالشَّىْءِ: see 5.8 ابترك He (a man) threw his بَرْك [i. e. breast upon the ground (as the camel does in lying down), or upon some other thing]. (S.) b2: He (a sword-polisher) leaned upon the polishing-instrument, (K,) on one side. (TA.) And He (a horse) inclined on one side in his running. (TA: [accord. to which, this is from what next follows.]) b3: He hastened, or sped, and strove, laboured, or exerted himself, in running: (S, K:) and ↓ بَرَكَ, inf. n. بُرُوكٌ, (K,) or, as some say, this is a subst. from the former verb, (TA,) He strove, laboured, or exerted himself. (K.) b4: (assumed tropical:) It (a cloud) rained continually, or incessantly: (TA:) and ابتركت السَّمَآءُ (assumed tropical:) the sky rained continually; as also ↓ بَرَكَت, (K,) and ↓ ابركت; but Sgh says that the first of these three is the most correct. (TA.) And ابتركت السَّحَابَةُ (tropical:) The cloud rained vehemently. (K, TA.) b5: ابترك فِى عِرْضِهِ, and عَلَيْهِ, (tropical:) He detracted from his reputation, censured him, or impugned his character, and reviled him, (K, TA,) and laboured in vituperating him. (TA.) ابتركوا فِى الحَرْبِ (tropical:) They fell upon their knees in battle, and so fought one another. (K, TA. [See بَرَكَآءُ, below.]) A2: اِبْتَرَكْتُهُ I prostrated him, or threw him down prostrate, and put him beneath my بَرْك [i. e. breast]. (S.) بَرْكٌ Many camels: (S, K:) or a herd of camels lying down upon their breasts: (K:) or any camels, males and females, lying down upon their breasts by the water or in the desert by reason of the heat of the sun or by reason of satiety: (TA:) or all the camels of the people of an encampment, that return to them from pasture in the evening, or afternoon, to whatever number they may amount, even if they be thousands: (K:) one thereof is termed ↓ بَارِكٌ; (K;) the two words being like تَجْرٌ and تَاجِرٌ; (TA;) fem. ↓ بَارِكَةٌ: (K:) pl. بُرُوكٌ, (S, K,) i. e., pl. of بَرْكٌ. (S.) A2: Also, (S, Msb, K,) and ↓ بِرْكَةٌ, which is with kesr, (S, K,) The breast (S, Msb, K) of a camel: (Msb, TA:) this is the primary signification: (TA:) as some say, the former signifies the breast of the camel with which he crushes a thing beneath it: (TA:) and (K) accord. to Lth, (TA,) the latter is the part next to the ground of the skin of the breast of the camel; (or, as in the 'Eyn, of the skin of the belly of the camel and of the portion of the breast next to it; TA;) as also the former: (K:) or, as some say, the former is the middle of the breast, where [the two prominences of flesh called] the فَهْدَتَانِ conjoin at their upper parts: (Ham p. 66:) or the latter is pl. of the former, like as حِلْيَةٌ is of حَلْىٌ: or the former is of man; and the latter, of others: or the former is the interior of the breast; (or, as Yaakoob says, the middle of the breast; TA;) and the latter, the exterior thereof: (K:) or the former is the breast, primarily of the camel, because camels lie down (تَبْرُكُ) upon the breast; and metaphorically of others. (Ham p. 145.) b2: Hence, بَرْك الشِّتَآءِ (tropical:) The first part of winter; (L, TA; *) and the main part thereof. (L.) b3: And hence, (TA,) البُرُوكُ is an appellation applied to (tropical:) The stars composing the constellation of the Scorpion, of which are الزُّبَانَى and الإِكْلِيلُ and القَلْبُ and الشَّوْلَةُ [the 16th and 17th and 18th and 19th of the Mansions of the Moon], which rise [aurorally] in the time of intense cold; as is also الجُثُومُ: (L, TA: *) or, accord. to IF, to a نَوْء of the أَنْوَآء of الجَوْزَآء; because the انواء thereof do not set [aurorally] without there being during their period a day and a night in which the camels lie upon their breasts (تَبْرُكُ) by reason of the vehemence of the cold and rain. (TA.) بُرْكٌ: see بُرَكٌ.

بِرْكٌ: see بِرْكَةٌ.

بُرَكٌ Remaining fixed (↓ بَارِكٌ) at, or by, a thing. (IAar, K.) So in the phrase بُرَكُ عَلَى جَنْب الإِنَآءِ [Remaining fixed at, or by, the side of the vessel], in a verse describing a [gluttonous] man, who swallows closely-consecutive mouthfuls. (IAar.) b2: (assumed tropical:) Incubus, or nightmare; as also ↓ بَارُوكٌ. (K.) b3: (tropical:) A coward; and so ↓ the latter word. (K, TA.) A2: Also, [and by contraction ↓ بُرْكٌ, as in a verse cited in the M and TA in art. وبص,] A name of the month ذُو الحِجَّة; (AA, K;) one of the ancient names of the months. (AA.) بُرْكَةٌ, (S, K,) or ↓ بُرَكَةٌ, (Msb,) A certain aquatic bird, white, (S, Msb, K,) and small: (K:) [the former applied in Barbary, in the present day, to a duck:] pl. بُرَكٌ (S, Msb, K) and بُرْكَانٌ and بِرْكَانٌ and [pl. of pauc.] أَبْرَاكٌ; (K;) or, in the opinion of ISd, ابراك and بركان are pls. of the pl. [بُرَكٌ]. (TA.) بِرْكَةٌ A mode, or manner, of بُرُوك [i. e. of a camel's kneeling and lying down upon the breast]; (S, * O, * K;) a noun like رِكْبَةٌ and جِلْسَةٌ. (S, O.) One says, مَا أَحْسَنَ بِرْكَةَ هٰذِهِ النَّاقَةِ [How good is this she-camel's manner of lying down on the breast!]. (S.) A2: See also بَرْكٌ.

A3: A حَوْض [i. e. watering-trough or tank]: (K:) or the like thereof, (S, TA,) dug in the ground, not having raised sides constructed for it above the surface of the ground; (TA;) and ↓ بِرْكٌ signifies the same: (Lth, K:) said to be so called because of the continuance of the water therein: (S:) pl. بِرَكٌ, (S, Msb, K,) which Az found to be applied by the Arabs to the tanks, or cisterns, that are constructed with baked bricks, and plastered with lime, in the road to Mekkeh, and at its wateringplaces; sing. بِرْكَةٌ; and sometimes a بركة is a thousand cubits [in length], and less, and more: but the watering-troughs, or tanks, that are made for the rain-water, and not cased with baked bricks, are called أَصْنَاعٌ, sing. صِنْعٌ: (TA:) [بِرْكَةٌ often signifies a basin; a pool; a pond; and a lake: and in the present day, also a bay of the sea: and a reach of a river:] also a place where water remains and collects, or collects and stagnates, or remains long and becomes altered. (ISd, K.) بَرَكَةٌ [A blessing; any good that is bestowed by God; and particularly such as continues and increases and abounds:] good, (Jel in xi. 50,) or prosperity, or good fortune, (Fr, K,) that proceeds from God: (Fr, in explanation of the pl. as used in the Kur xi. 76:) increase; accession; redundance; abundance, or plenty; (S, Msb, K, Kull;) whether sensible or intellectual: and the continuance of divinely-bestowed good, such as is perceived by the intellect, in, or upon, a thing: (Kull:) or firmness, stability, or continuance, coupled with increase: (Ham p. 587:) or increasing good: (Bd in xi. 50:) and abundance of good; implying the meaning of increase, accession, or redundance: (Bd in xxv. 1:) or abundant and continual good: (so in an Expos. of the Jámi' es-Sagheer, cited in the margin of a copy of the MS:) and, accord. to Az, God's superiority over everything. (TA.) بُرَكَةٌ: see بُرْكَةٌ.

بَرَاكِ بَرَاكِ, (S, K, *) like قَطَامِ, (K,) said in war, or battle, (S,) means أُبْرُكُوا [Be ye firm, steady, or steadfast: in the CK, erroneously, اَبْرِكُوا]. (S, K.) بَرُوكٌ A woman that marries having a big son (S, K) of the age of puberty. (S.) بُرُوكٌ A hasting, speeding, striving, labouring, or exerting oneself, in running; a subst. from ابترك: and inf. n. of بَرَكَ in a sense in which it is explained above with the former verb. (K: but see 8.) بَرِيكٌ: see مُبَارَكَ.

بَرَاكَآءُ (S, K) and بُرَاكَآءُ (TA) Firmness, steadiness, or steadfastness, in war, or battle; (IDrd, S;) and a striving, labouring, or exerting oneself [therein]; from البُرُوكُ [inf. n. of بَرَكَ]: (S:) or a falling upon the knees in battle, and so fighting; as also ↓ بَرُوكَآءُ. (K.) b2: Also The field of battle: or, accord. to Er-Rághib, برآكاءُ الحَرْبِ and ↓ بَرُوكَاؤُهَا signify the place to which the men of valour cleave. (TA.) بَرُوكَآءُ: see what next precedes, in two places.

برَّكَانٌ and بَرَّكَانِىٌّ (Fr, Mgh, Msb, K) and ↓ بَرْنَكَانٌ, (S, Mgh, Msb, K,) which is the form commonly obtaining, (Msb,) and mentioned by El-Ghooree as well as J, (Mgh,) but disallowed by Fr, (Mgh, TA,) and ↓ بَرْنَكَانِىٌّ, (K,) but this also is disallowed by Fr, (Mgh, TA,) or, accord. to IDrd, ↓ بَرْنَكَآءُ and ↓ كِسَآءٌ بَرْنَكانِىٌّ, but he says that it is not Arabic, (TA,) A kind of [garment such as is called] كِسَآء, (S, Mgh, Msb,) [similar to a بُرْدَة,] well-known; (Msb;) the black كسآء; (Fr, Mgh, K;) a woollen كسآء having two ornamental borders: (Fr, TA. in art. برنك:) [in Spanish barangane: (Golius:)] pl. [of all except the first two] بَرَانِكُ. (IDrd, K.) بَرَكَانٌ, without teshdeed, is not mentioned by any one. (Mgh.) بَرْنَكَآءُ and بَرْنَكَانٌ and برْنَكَانِىٌّ: see بَرَّكَانٌ, in four places.

بَارِكٌ, fem. with ة: see بَرْكٌ, in two places: b2: and see بُرَكٌ.

بُورَكٌ i. q. بُورَقٌ; (K;) that is put into flour, (TA,) or into dough. (JK and Mgh and TA in explanation of the latter word.) بُورِك, as a noun: see 3.

بَارُوكٌ: see بُرَكٌ, in two places.

مَبْرَكٌ A place where camels lie upon their breasts: pl. مَبَارِكٌ. (Msb.) You say, فُلَانٌ لَيْسَ لَهُ مِبْرَكٌ جَمَلٍ [Such a one has not a place in which a camel lies; meaning he does not possess a single camel]. (S.) مُبَارَكٌ is originally مُبَارَكٌ فِيهِ [or لَهُ or عَلَيْهِ, accord. to those who know not, or disallow, بَارَكَ as trans. without a preposition; and signifies Blessed, beatified, felicitated, or prospered; gifted with, or made to possess, بَرَكة, i. e. a blessing, any good that is bestowed by God, prosperity or good fortune, increase, &c.]; (Msb;) abounding in good; (Ksh and Bd in iii. 90;) abounding in advantage or utility: (Bd in vi. 92 and 156, and xxxviii. 28, and 1. 9:) the pl. applied to irrational things is مُبَارَكَاتٌ. (Msb.) You say also ↓ بَرِيكٌ as meaning مُبَارَكَ فِيهِ: (K:) or طَعَامٌ بَرِيكٌ is as though meaning مُبَارَكٌ [i. e. Blessed food; or food in which is a blessing, &c.]. (S.) مُبْتَرِكٌ, [in the CK مُتَبَرِّكٌ,] applied to a man, (tropical:) Leaning, or bearing, upon a thing; applying himself [thereto] perseveringly, assiduously, or constantly. (K, TA.) b2: Also, applied to a cloud, (tropical:) Bearing down [upon the earth], and paring off the surface of the ground [by its vehement rain: see 8]. (TA.) مُتَبَارِكٌ [app. applied to God (see its verb)] High, or exalted. (Th, TA.)

أَسْفَرَايينُ

أَسْفَرَايينُ:
بالفتح ثم السكون، وفتح الفاء، وراء، وألف، وياء مكسورة، وياء أخرى ساكنة، ونون: بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان، واسمها القديم مهرجان، سمّاها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها، ومهرجان قرية من أعمالها، وقال أبو القاسم البيهقي:
أصلها من أسبرايين، بالباء الموحدة، وأسبر بالفارسية هو التّرس وايين هو العادة فكأنهم عرفوا قديما بحمل التراس فسمّيت مدينتهم بذلك، وقيل:
بناها إسفنديار فسميت به، ثم غير لتطاول الأيام، وتشتمل ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية، والله أعلم. وقال أبو الحسن علي بن نصر الفندورجي يتشوق أسفرايين وأهلها:
سقى الله في أرض اسفرايين عصبتي، ... فما تنتهي العلياء إلّا إليهم
وجرّبت كل الناس بعد فراقهم ... فما ازددت إلّا فرط ضنّ عليهم
وينسب إليها خلق كثير من أعيان الأئمة، منهم:
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفراييني أحد حفّاظ الدنيا، سمع بالموصل من علي بن حرب الطائي، وسافر في طلب الحديث إلى البلاد الشاسعة، توفي سنة 316، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأسفراييني المشهور، توفي بنيسابور يوم عاشوراء سنة 418، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني الحافظ صاحب المسند المصحّح المخرج على كتاب مسلم أحد الحفّاظ الجوّالين والمحدثين المكثرين، طاف الشام ومصر والبصرة والكوفة والحجاز وواسطا والجزيرة واليمن وأصبهان وفارس والري، سمع بمصر يونس بن عبد الأعلى وأبا إبراهيم المزني والربيع بن سليمان ومحمدا وسعدا ابني عبد الله بن عبد الحكيم، وبالشام يزيد بن محمد بن عبد الصمد وغيره، وبالعراق الحسن الزعفراني وعمر بن شبّة، وبخراسان محمد بن يحيى الذّهلي ومسلم بن الحجاج وأحمد بن سعيد الدارمي، روى عنه خلق كثير، منهم: سليمان الطبراني وأبو أحمد بن عدي، وحجّ خمس مرّات، وكان من أهل الاجتهاد والطلب والحفظ، ومات سنة 316، ومحمد بن علي بن الحسين أبو علي الأسفراييني الواعظ يعرف بابن السقّاء، قال أبو عبد الله الحافظ أبو علي الأسفراييني من حفاظ الحديث والجوّالين في طلبه والمعروفين بكثرة الحديث والتصنيف للشيوخ والأبواب وصحبة الصالحين من أئمة الصوفية في أقطار الأرض، سمع بخراسان والعراق والجزيرة والشام ومصر وواسط والكوفة والبصرة، وكتب بالري وقزوين وجرجان وطبرستان، وتوفي بأسفرايين في ذي القعدة سنة 372. وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه الإمام الأسفراييني، أقام ببغداد ودرّس الفقه وانتهت اليه الرئاسة في مذهب الشافعي، قيل: كان يحضر درسه سبعمائة فقيه، وكانوا يقولون: لو رآه الشافعي، رضي الله عنه، لفرح به، قال: ولدت سنة 344 وقدمت بغداد سنة 364، ودرّس الفقه من سنة 370 إلى أن مات سنة 406.

صَمَرَ

(صَمَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ أعْطى أَبَا رَافِعٍ عُكَّة سَمْن وَقَالَ: ادْفَع هَذَا إِلَى أسْمَاء لتَدْهُنَ بِهِ بَنِي أَخِيهِ مِنْ صَمَرِ البحرِ» يَعْنِي مِنْ نَتْنِ رِيحه.
صَمَرَ صَمْراً وصُمُوراً: بَخِلَ، ومَنَعَ،
كأَصْمَرَ وصَمَّرَ،
وـ الماءُ: جَرَى من حَدُورٍ في مُسْتَوًى، فَسَكَنَ، وهو جَارٍ.
والصِّمْرُ، بالكسر: مُسْتَقَرُّه، وبالضم: الصُّبْرُ. وقد أدْهَقْتُ الكأسَ إلى أصْمَارِهَا وأصْبارِها، وبالفتح: النَّتْنُ، ورائِحةُ المِسْكِ الطَّرِيِّ.
والصَّمِيرُ: الرجلُ اليابسُ اللَّحْمِ على العِظامِ، تَفوحُ منه رائحةُ العَرَقِ.
والصُّمارَى، كحُبارَى وحَبَالَى وعُشارِيٍّ: الاسْتُ.
وصَيْمَرُ، كحَيْدَرٍ وقد تضمُ مِيمُه: د بين خُوزِسْتانَ وبِلادِ الجَبَلِ، ونَهرٌ بــالبَصْرَةِ عليه قُرًى، وإلى أحَدها نُسِبَ عبدُ الواحدِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ محمدٍ الفقيهُ الشافعيُّ.
والصَّيْمَرَةُ، كهَيْنَمَةٍ: د قُرْبَ الدِّيْنَوَرِ، منها إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ الحُسَيْنِ، وناحيةٌ بــالبَصْرَةِ بِفمِ نَهْرِ مَعْقِلٍ، أهْلُها يَعْبُدونَ رَجُلاً يقال له عاصمٌ، وولدَهُ بَعدَه، ولهم في ذلك أخْبارٌ، نُسِبَ إليها، قبلَ ظُهورِ هذه الضلالةِ فيهم، عبدُ الواحدِ بنُ الحُسَيْنِ الفقيهُ الشافعيُّ، والقاضي أبو عبدِ اللهِ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الحنفِيُّ، وجماعةٌ علماءُ.
والصَّوْمَرُ: شجرُ الباذَرُوجِ.
والصَّمْرَةُ: اللبَنُ لا حَلاوَةَ له.
والصامُورَةُ: الحامِضُ جدّاً، صَمِرَ، كضَرَبَ وَفَرِحَ، وأصْمَرَ.
والمُتَصَمِّرُ: المُتَشَمِّسُ، والمُتَحَبِّسُ. وكزُبَيْرٍ: مَغِيبُ الشمسِ.
وأصْمَرُوا وصَمَّرُوا: دَخَلوا في ذلك الوقتِ.

جوث

[جوث] جواثى: اسم حصن بالبحرين.
جوث: الجَوَثُ: عِظَمٌ في أعْلى البَطْنِ كأنَّه بَطْنُ حُبْلى، والنَّعْتُ أجْوَثُ.
(ج و ث) : (جواثاء) قَرْيَةٌ بِالْبَحْرَيْنِ بِالْمَدِّ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَالْقَصْرُ هُوَ الْمَشْهُورُ.
(جوث)
جوثا عظم بَطْنه فِي أَعْلَاهُ واسترخى بَطْنه فِي أَسْفَله فَهُوَ أجوث وَهِي جوثاء (ج) جوث
(جوث) - في حديث التَّلِب: "أَصابَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَوْثَة" كذا في رِوايةَ.
والصَّواب خَوْبَة وهي الفَاقَة يُذكَر في الخَاءِ والوَاوِ.
[جوث] نه فيه: أصابه صلى الله عليه وسلم "جوثة" كذا لبعض، وصوابه: حوبة، أي فاقة وسيجيء. وفيه: أول جمعة جمعت بعد المدينة "بجواثاً" هو حصن بالبحرين. ك: هو بضم جيم وواو مخففة أو همزة فمثلثة. 
(ج وث)

الجَوَث: استرخاء اسفل الْبَطن.

وَرجل أَجْوث.

والجَوْث، والجَوْثاء: الْقبَّة، قَالَ:

إِنَّا وجدنَا زادهم رَدِياَّ

الكِرْش والجَوْثاء والمَرِياَّ

وَقيل: هِيَ الحَوْثاء، بِالْحَاء غير الْمُعْجَمَة.

وجُوثَةُ: حَيّ أَو مَوضِع.

وتَمِيم جُوثَة: منسوبون إِلَيْهِم. 

جوث: الجَوَثُ: اسْتِرخاءُ أَسفلِ البَطْنِ. ورجل أَجْوَثُ.

والجَوْثاءُ، بالجيم: العظيمة البَطْن عند السُّرَّة؛ ويقال: بل هو كَبَطْنِ

الحُبْلى. الليث: الجَوَثُ عِظَمٌ في أَعلى البَطْن كأَنه بَطْنُ الحُبْلى؛

والنَّعْتُ: أَجْوَثُ وجَوْثاءُ. والجَوْثُ والجَوْثاءُ: القِبَةُ؛ قال:

إِنَّا وَجَدْنا زادَهم رَدِيَّا:

الكِرْشَ، والجَوْثاءَ، والمَرِيَّا

وقيل: هي الحَوْثاء، بالحاءِ المهملة.

وجُوثةُ: حَيٌّ أَو موضع، وتميم جُوثة منسوبون إِليهم. الجوهري:

جُوَاثَى: اسم حِصْن بالبحرين. وفي الحديث: أَوَّلُ جُمْعَةٍ جُمِّعَتْ بعد

المدينة بجُوَاثَى؛ هو اسم حصن بالبحرين.

وفي حديث الثَّلِبِ: أَصابَ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، جُوثَةٌ. هكذا

جاء في روايته؛ قالوا: والصواب حُوبَةٌ، وهي الفاقَةُ.

جوث
: ( {الجَوَثُ مُحَرَّكَة عِظَمُ البَطْنِ فِي أَعْلاَهُ) كأَنَّهُ بَطْنُ الحُبْلَى، قَالَه اللَّيْثُ.
(أَو) هُوَ (اسْتِرْخَاءُ أَسْفَلِهِ) ، قَالَه ابنُ دُرَيْد.
(وَهُوَ} أَجْوَثُ، وَهِي {جَوْثاءُ) } والجَوْثَاءُ بالجِيمِ: العَظِيمَةُ البَطْنِ عِنْد السُّرَّةِ، وَيُقَال: بل هُوَ كَبَطْنِ الحُبْلَى، وَعَن أَبي حَيَّان: الجَوْثَاءُ: العَظِيمةُ السُّرَّةِ.
( {والجَوْثُ} والجَوْثَاءُ) : القِبَةُ، بِكَسْر القَافِ وتخفيفِ البَاءِ المُوَحَّدة الْمَفْتُوحَة، وَضبط بَعضهم بِضَم القَاف وَتَشْديد المُوَحّدة خطأ، قَالَ:
إِنّا وَجَدْنا زَادَهُمْ رَدِيَّا
الكِرْشَ والجَوْثَاءَ والمَرِيَّا
وَقيل: هِيَ الحَوْثَاءُ، بالحاءه المُهْمَلَةِ.
(! وجُوأَثَى) بالضّمّ (مَهْمُوز، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ) فَذكره هُنَا فِي مَادَّة الْوَاو: اسْمُ حِصْنٍ بالبَحْرَيْنِ، وَفِي الحَدِيثِ (أَوّل جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بعد المَدِينَة {بِجُواثَى.
وَفِي اللِّسَان فِي الْهَمْز} وجُؤَاثَى: موضعٌ. قَالَ امرؤٌ القَيْسِ:
وَرُحْنَا كأَنّي من {جُؤَاثَى عَشِيَّةً
نُعَالى النِّعَاجَ بَيْنَ عِدْلٍ ومُحْقِبِ
ثمَّ قَالَ: وضَبَطَه عليُّ بنُ حَمحزَةَ فِي كتاب النَّبَات} جُوَاثَى، بِغَيْر همز، فإِما أَن يكونَ على تخفيفِ الهَمْزِ، وإِمّا أَن يكونَ أَصْلُه ذالك. وقِيل: جُؤَاثَى: قريةٌ بالبَحْرَينِ مَعْرُوفَة.
قَالَ شَيخنَا: وضَبَطَه عِياضٌ فِي الْمَشَارِق بِالْوَاو، وقَال: كَذَا ضَبَطَه الأَصِيلِيّ بِغَيْر همز، وهمزَة بعضٌ، وَمثله فِي الْمطَالع، واقتَصَرَ ابنُ الأَثِير فِي النّهَايَة على كونِه بِالْوَاو، وَكَذَا رُلأَاةُ أَبي داوودَ قاطبةً.
وَفِي مُعْجم البكريّ: هِيَ مدينةٌ بالبَحْرَيْنِ لعبدِ القَيْسِ.
وَفِي المراصد: جُوَاثى بالضّمّ، ويُمَدّ ويُقْصَر: حِصْنٌ لعبْدِ القَيْسِ بالبَحْرَينِ وَرَوَاهُ بعضُهم بالهَمْزِ.
( {وجُوَيْثٌ، كزُبَيْر: ع، ببَغْداد) .
(وبكسرِ الوَاو المُشَدّدة، وَفتح الْجُهَيْم: د، بــالبَصْرَةِ) بِنَوَاحِيها، (مِنْه) أَبُو القَاسم (نَصْرُ بنُ بِشْرِ) بنِ عليَ العرَاقِيّ القَاضِي، فقيهٌ شافِعِيّ مُحَقِّق محمودُ المُنَاظَرِة، ولى القَضَاءَ بهَا، سمِعَ أَبا القَاسِمِ بنِ بشرانَ، وَعنهُ أَبو البَركات هِبَةُ الله بن المُبَارَك السَّقَطِيّ، وَمَات بــالبَصرة سنة 477.
قلت: وَمِنْه أَيضاً الإِمامُ المحدِّثُ عَلَمُ الدّين عليُّ بنُ محمودِ بنِ الصَّابُونِيّ} - الجَوِّيثِيّ.
وابْنُه الحافظُ أَبو حامدٍ محمدُ بنُ علِيَ، ذَيَّلَ على كتابِ ابنِ نُقْطَةَ بذَيْلٍ لَطِيفٍ، وَهُوَ بِخَطِّه عِنْدِي.
(! وجُوثَةُ بالضمّ: ع، أَوْ: حَيٌّ) ، ذكره ابنُ مَنْظُور فِي المَحَلَّيْنِ، فِي الهمْزةَ، فَقَالَ: قبيلةٌ إِليها نُسِبَ تَمِيم، وهُنَا فِي الْوَاو فَقَالَ: جُوثَةُ: حَيٌّ أَو مَوْضِعٌ، وتَمِيمُ جُوثَةَ منْسُوبُون إِليهم، وَفِي حَيْثُ التِّلِبّ (أَصابَ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمجُوثَةٌ) هَكَذَا جاءَفي رِوَايَته، قَالُوا: والصَّوابُ حُوبَةٌ، وَهِي الفَاقَةُ.

أَبَزْقُبَاذُ

أَبَزْقُبَاذُ:
بفتح أوله وثانيه وسكون الزاي وضم القاف والباء موحدة وألف وذال معجمة: كذا وجدته بخطّ غير واحد من أهل العلم بالزاي.
وقباذ بن فيروز: ملك من ملوك الفرس وهو والد
أنو شروان العادل، ولهذا الموضع ذكر في الفتوح يجيء مع ذكر المذار، فكأنه يجاور ميسان ودستميسان.
وقال هلال بن المحسن: أبزقباذ كذا، هو بخطّه بالزاي، من طساسيج المذار بين البصرة وواسط.
وقال ابن الفقيه وغيره: أبزقباذ، هي كورة أرّجان بين الأهواز وفارس بكمالها، وقد ذكرت مع أرّجان. وفي كتب الفرس أن قباذ بنى أبزقباذ وهي أرجان وأسكنها سبي همذان.
وقال أبو يحيى زكرياء الساجي في تاريخ البصرة: سار عتبة بن غزوان بعد فتح الأبلّة إلى دستميسان ففتحها، ومضى من فوره ذلك إلى أبزقباذ ففتحها.
هكذا وجدته بخطّ أبي الحسن بن الفرات بالزاي، وإذا صحّت الروايات، فهذه غير أرجان، والله الموفق.

جَرُوزُ

جَرُوزُ:
آخره زاي: موضع بفارس كانت به وقعة بين الأزارقة وأهل البصرة، وأميرهم عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، وكان قد عزل المهلب عن قتالهم وولى قهرمة الخوارج، وقتلوه وسبيت امرأتاه، وكانت مصيبة عمت أهل البصرة فقال كعب الأشقري بعد ذلك بمدة، وكان المهلب قد أعيدت ولايته لقتالهم فقتل منهم مقتلة عظيمة:
وزادنا حنقا قتلى، تذكّرهم، ... لا تستفيق عيون كلما ذكروا
إذا ذكرنا جروزا والذين بها ... قتلى حلاحلهم، حولان ما قبروا
تأتي عليهم حزازات النفوس، فما ... نبقي عليهم ولا يبقون ان قدروا
وقال كعب الأشقري أيضا لما قتل عبد ربّ الصغير يذكر ذلك:
رأيت يزيدا جامع الحزم والندى، ... ولا خير فيمن لا يضرّ وينفع
أصاب بقتلى في جروز قصاصها ... وأدرك ما كان المهلب يصنع
فدى لكم آل المهلب أسرتي، ... وما كنت أحوي من سوام وأجمع
فليس امرؤ يبني العلى بسنانه، ... كآخر يبني بالسواد ويزرع

جود

ج و د : جَادَ الرَّجُلُ يَجُودُ مِنْ بَابِ قَالَ جُودًا
بِالضَّمِّ تَكَرَّمَ فَهُوَ جَوَادٌ وَالْجَمْعُ أَجْوَادٌ وَالنِّسَاءُ جود وَجَادَ بِالْمَالِ بَذَلَهُ وَجَادَ بِنَفْسِهِ سَمَحَ بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ وَفِي الْحَرْبِ مُسْتَعَارٌ مِنْ ذَلِكَ وَجَادَ الْفَرَسُ جَوْدَةً بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ فَهُوَ جَوَادٌ وَجَمْعُهُ جِيَادٌ وَجَادَتْ السَّمَاءُ جَوْدًا بِالْفَتْحِ أَمْطَرَتْ وَأَمَّا جَادَ الْمَتَاعُ يَجُودُ فَقِيلَ مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضًا وَقِيلَ مِنْ بَابِ قَرُبَ وَالْجَوْدَةُ مِنْهُ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ فَهُوَ جَيِّدٌ وَجَمْعُهُ جِيَادٌ وَاخْتُلِفَ فِيهِ فَقِيلَ أَصْلُهُ جَوِيدٌ وِزَانُ كَرِيمٍ وَشَرِيفٍ فَاسْتُثْقِلَتْ الْكَسْرَةُ عَلَى الْوَاوِ فَحُذِفَتْ فَاجْتَمَعَتْ الْوَاوُ وَهِيَ سَاكِنَةٌ وَالْيَاءُ فَقُلِبَتْ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ فِي الْيَاءِ وَقِيلَ أَصْلُهُ فَيْعِلٌ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ وَهُوَ مَذْهَبُ الْبَصْرِيِّينَ وَالْأَصْلُ جَيْوِدٌ وَقِيلَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَهُوَ مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ لِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ فَيْعِلٌ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الصَّحِيحِ إلَّا صَيْقِلُ اسْمُ امْرَأَةٍ وَالْعَلِيلُ مَحْمُولٌ عَلَى الصَّحِيحِ فَتَعَيَّنَ الْفَتْحُ قِيَاسًا عَلَى عَيْطَلٍ وَكَذَلِكَ مَا أَشْبَهَهُ.

وَأَجَادَ الرَّجُلُ إجَادَةً أَتَى بِالْجَيِّدِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ. 
(جود) الْفرس فِي عدوه جاد وَالشَّيْء أجاده
الجود: صفة، هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض، فلو وهب واحد كتابه من غير أهله، أو من أهله، لغرض دنيوي أو أخروي، لا يكون جودًا. 
جود
قال تعالى: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ [هود/ 44] ، قيل: هو اسم جبل بين الموصل والجزيرة، وهو في الأصل منسوب إلى الجود، والجود: بذل المقتنيات مالا كان أو علما، ويقال: رجل جَوَاد، وفرس جواد، يجود بمدّخر عدوه، والجمع: الجِيَاد، قال تعالى: بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ [ص/ 31] ، ويقال في المطر الكثير: جَوْد، ووصف تعالى بالجواد. وفي الفرس جَوْدَة، وفي المال جود، وجَادَ الشيء جَوْدَة، فهو جَيِّد، لمّا نبّه عليه قوله تعالى: أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه/ 50] .

جود


جَادَ (و)(n. ac. جَوْدَة
جُوْدَة)
a. Was good, excellent; was copious, abundant.
b. Was fleet, swift (horse).
c. Overcame, overpowered.
d.(n. ac. جُوْد) ['Ala], Was liberal, generous, bountiful.
e.(n. ac. جَوْد
جُوُوْد), Poured forth water (cloud); ran with
tears (eye).
جَوَّدَa. Made good, excellent.

جَاْوَدَa. Vied with in goodness, generosity &c.

أَجْوَدَ
(a. ا
or
و ), Made good, approvable.
b. Did or spoke well.

تَجَوَّدَa. Deemed good, choice.
b. Was dainty, refined.

إِسْتَجْوَدَa. Deemed good, excellent.
b. Appealed to the goodness, generosity of.

جَوْدa. Copious, abundant rain.

جَوْدَةa. see 24
جُوْدa. Liberality, generosity.

جُوْدَةa. Goodness, excellence, superiority.

أَجْوَدُ
(pl.
أَجَاْوِدُ)
a. Better, best, more excellent.
b. More liberal.

جَوَاْد
(pl.
جُوْد
أَجَاْوِدُ
أَجْوَاْد جُوَدَآءُ
أَجَاْوِيْدُ)
a. Liberal, generous, bountiful.
b. (pl.
جِيَاد
[جِوَاْد I]
أَجْيَاد [] ), Fleet, swift (
horse ).
جُوَاْدa. Thirst.
b. Drowsiness.

أَجَاْوِيْدُa. The principal men, the heads ( of a tribe).
جَيِّ [] (pl.
جِيَاد [] )
a. Good, goodly, excellent.

جَيّدًا
a. Well, excellently.
ج و د: شَيْءٌ (جَيِّدٌ) وَالْجَمْعُ (جِيَادٌ) وَ (جَيَائِدُ) بِالْهَمْزَةِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَ (جَادَ) بِمَالِهِ يَجُودُ (جُودًا) فَهُوَ (جَوَادٌ) وَقَوْمٌ (جُودٌ) بِوَزْنِ هُودٍ وَ (أَجْوَادٌ) بِالْفَتْحِ وَ (أَجَاوِدُ) بِوَزْنِ مَسَاجِدَ وَ (جُوَدَاءُ) بِوَزْنِ فُقَهَاءَ، وَكَذَا امْرَأَةٌ (جَوَادٌ) وَنِسْوَةٌ (جُودٌ) أَيْضًا وَجَادَ الشَّيْءُ يَجُودُ (جَوْدَةً) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا أَيْ صَارَ جَيِّدًا. وَ (الْجُودِيُّ) جَبَلٌ بِأَرْضِ الْجَزِيرَةِ اسْتَوَتْ عَلَيْهِ سَفِينَةُ نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ: «وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِي» بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ. وَ (أَجَادَ) الشَّيْءَ (فَجَادَ) وَ (جَوَّدَهُ) أَيْضًا (تَجْوِيدًا) . وَشَاعِرٌ (مِجْوَادٌ) بِالْكَسْرِ أَيْ يُجِيدُ كَثِيرًا. وَ (أَجَادَ)
النَّقْدَ أَعْطَاهُ (جِيَادًا) وَ (اسْتَجَادَهُ) عَدَّهُ جَيِّدًا. وَ (الْجِيدُ) الْعُنُقُ وَالْجَمْعُ (أَجْيَادٌ) . 
(جود) - في حَدِيثِ أبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِي الله عنه: "التَّسْبِيح أَفضَلُ من الحَمْل على عِشْرِين جَوادًا".
الجَوادُ: الفَرسُ الجَيِّد العَدْو الذي يَبذُل ما عِنْدَه من السَّير من غير إكْراه، والجمع أَجوادٌ وجِيادٌ وجُودٌ، والمَصْدر من فِعْلِه الجُودَة بالضَّمِّ.
- ومنه حَدِيثُ الصِّراطِ: "ومِنهُم مَنْ يَمُرّ كأَجاوِيِد الخَيْل". جَمْع: أَجْواد.
- في الحَدِيثِ: "فإذا ابنُه إبراهيمُ عَلَيْهما الصَّلاةُ والسَّلام يَجُود بنَفسِه".
: أي يُرِيدُ أن يَدْفَعَها، كما يَدْفَع الِإنسانُ مَالَه يَجُود به: أي أنَّه كَانَ في النَّزْع وسِياقَةِ المَوتِ. - في حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ سَلامَ، رضي الله عنه: "فإذا أَنَا بجَوادَّ" .
هذا من بَابِ المُضَاعَف، وإِن كان لَفظُه يُشبِه أَلفَاظَ هذا البَابِ، وقد تَقدَّم ذِكْرهُ في (جدد).
- في حديث سُلَيْمَان بنِ صُرَد: "فسرت إليه جَوادًا" .
: أي سَرِيعًا كالفَرسِ الجَوادِ. ويجوز أن يُرِيد به سَيْراً جَوادًا، كما يقال: سِرنَا عَقَبةً جَوادًا، وعَقَبَتَيْن جَوادَيْن.
- في صِفَة مَكَّة: "وقَدْ جِيدُوا".
: أَصابَهم الجَوْدُ.
- في حَدِيثٍ: "تَجَوَّدْتُها لَكَ"
: أي تَخَيَّرت الأَجودَ مِنْها.
ج و د

جاد فلان جوداً، وجادت السماء جوداً، وجاد المتاع جودة، وجاد الفرس جودة. وجيد الرجل جواداً: عطش. ورجل جواد من قوم أجواد وأجاويد وجود. قال:

ففيهن فضل قد عرفنا مكانه ... فهن به جود وأنتم به بخل

وروض مجود: ممطور، وأصابته تجاويد من المطر. ومتاع جيد وأمتعة جياد. واستجدت الشيء وتجودته: تخيرته وطلبت أن يكون جيداً. وتجود في صنعته: تنوق فيها. وأجاد الشيء وجوده، وأحسن فيما فعل وأجاد، وصانع مجيد ومجواد. وعن النضر: أنشدني رجل رجزاً فقلت: أجاد والله، فقال: إنه كان مجواداً. وهم مجاويد. وأجدتك ثوباً: أعطيتكه جيداً. وهم يتجاودون الحديث: ينظرون أيهم أجود حديثاً. وجود في عدوه وعدا عدواً جواداً. وسرنا عقبة جواداً وعقبتين جوادين، وعقباً أجواداً وجياداً أي بعيدة طويلة. وفرس جواد من خيل جياد. وأجاد فلان: صار له فرس جواد، وهو مجيد من قوم مجاويد. قال:

وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقاً مجيداً

وأجادت فلانة: ولدت ولداً جواداً. وبت مجوداً أي عطشان.

ومن المجاز: إني لأجاد إلى لقائك، وإنه ليجاد إلى فلانة: يشتاق إليها كما تقول: يظمأ. وإنما قيل: جيد، ذهاباً إلى التفاؤل كقولهم للمهلكة مفازة. وفلان جيد: عطش. وجيد: غيث. ويجود بنفسه أي يسوق. وقال لبيد:

ومجود من صبابات الكرى ... عاطف النمرق صدق المبتذل

أي إذا ابتذل في السفر وجد صلباً.
[جود] فيه: باعده الله من النار سبعين خريفاً للمضمر "المجيد" أي صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد نحو رجل مقو ومضعف أي صاحب دابة قوية أو ضعيفة. ومنه ح الصراط: منهم من يمر "كأجاويد" الخيل، هي جمع أجواد جمع جواد. ك: فناج مسلم بفتح لام مشددة. نه ومنه ح: التسبيح أفضل من الحمل على عشرين "جواداً". وح: فسرت إليه "جواداً" أي سريعاً كالفرس الجواد، أو سيراً جواداً كما يقال: سرنا عقبة جواداً، أي بعيدة. وفيه: فلم يأت أحد إلا حدث "بالجود". ك: بفتح جيم. نه: أي المطر الواسع، جادهم المطر يجودهم جوداً. ومنه ح: تركت أهل مكة وقد "جيدوا" أي مطروا مطراً جوداً. وفيه: "يجود" بنفسه، أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله يجود به، يريد أنه في النزع وسياق الموت. وفيه: "تجودتها" لك، أي تخيرت الأجود منها. وفي ح ابن سلام: فإذا أنا "بجواد" جمع جادة وهي معظم الطريق وذكره هنا لظاهره. ك: وكان "أجود" ما يكون
[جود] شئ جيد على فيعل، والجمع جِيادٌ وجَيائِدُ بالهمز على غير قياس. والجود: المطر العزيز. تقول: جاد المطر جَوْداً فهو جائد، والجمع جود مثل صاحب وصحب. وهاجت لنا سماءٌ جَوْدٌ، ومُطِرنا مَطْرَتَيْنِ جَوْدَينِ. وقد جيدَت الأرضُ، فهي مَجودَةٌ قال الراجز: رعيتها أكرم عود عودا * الصل والصفصل واليعضيدا * والخازباز السنم المجودا

وجادَ الرجُلُ بمالِه يجود جوداً بالضم، فهو جَوادٌ. وقَوْمٌ جودٌ، مثل قذالٍ وقَذَلٍ - وإنما سكنت الواو لأنها حرف علة - وأجواد وأجاود وجُوَداء. وكذلك امرأة جوادٌ ونسوةٌ جودٌ مثل نوارٍ ونورٍ. قال الشاعر، أبو شهاب الهُذَليّ:

صَنَاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَكرِها ... جوادٌ يقوت البطن والعِرقُ زاخرُ.

وتقول: سِرْنا عُقْبَةً جَواداً، أي بعيدة، وعُقْبَتَين جوادِيْنِ، وعُقُباً جِياداً.

وجادَ الفرسُ، أي صار رائعاً، يَجُودُ جُودةً بالضم، فهو جوادٌ للذكر والاثنى، من خيل جياد وأجياد وأجاويد.

وأجياد: جبل بمكة، سمى بذلك لموضع خيل تبع، وسمى قيعقعان لموضع سلاحه. وجاد الشئ جودة وجودة، أي صار جَيِّداً. وجادَ بنفسه عند الموت يجود جؤودا . والجُواد، بالضم: العطش. قال الباهليّ: ونصرك خاذل عنى بطئ * كأن بِكُمْ إلى خَذْلي جُوادا - تقول منه: جيدَ الرَجُلِ يُجادُ فهو مَجودٌ. والجَوْدَةُ: العَطْشة. قال ذو الرُمَّة: تَظَلُّ تُعاطِيهِ إذا جِيدَ جودة * رضابا كطعم الرنجبيل المعسل - والجودى: جبل بأرض الجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه السلام. وقرأ الاعمش:

(واستوت على الجودى) * بإرسال الياء، وذلك جائز للتخفيف، أو يكون سمى بفعل الانثى، مثل حطى، ثم أدخل عليه الالف واللام، عن القراء. وأجادَ الرَجُل، إذا كانَ معه فرس جواد. وأجدت الشئ فجاد. والتجويد مثله. وقد قالوا: أجْوَدْتُ كما قالوا: أطال وأَطْوَلَ، وأحال وأحْوَلَ، وأطاب وأَطْيَبَ، وأَلانَ وأَلْيَنَ، على النُقْصان والتمام. وشاعِرٌ مِجْوادٌ، أي مُجيدٌ كثيراً. وأَجَدْتُهُ النَقْدَ: أعطيته جيادا. واستجدت الشئ: عددته جَيِّداً. وجاوَدْتُ الرَجُلَ من الجودِ، كما تقول: ماجدته من المجد. والجيد: العنق، والجمع أجياد. والجَيَد بالتحريك: طول العُنُق وحُسْنُه: رجلٌ أَجْيَدُ، وامرأة جَيْداءُ، والجمع جود. والجادى: الزعفران، وقال الشاعر كُثَيِّرٌ: يُباشِرْنَ فأرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَعٍ ويُشْرِقُ جاديُّ بهنَّ مفيد أي مدوف.
جود
جادَ1 يَجود، جُدْ، جَوْدةً وجُودةً، فهو جَيِّد
• جادَ العَمَلُ: حسُن، علا مستواه "العمل في غاية الجودة والإتقان- جاد المتاعُ: صار جيدًا نفيسًا".
• جادَ الرَّجُلُ: أتى بالحسن من القول أو الفعل "شخصٌ جيِّد". 

جادَ2/ جادَ بـ/ جادَ على يَجود، جُدْ، جُودًا، فهو جَواد، والمفعول مجود
• جادَ جارَه: فاقه في الجود والكرم.
• جادَ بنفسه/ جادَ بماله: بذلها، ضحّى بها في سبيل هدف "من جاد بعرضِه ذلّ، ومن جاد بماله جلّ- *إذا جادَت الدُّنيا عليك فجُدْ بها*".
• جادَ عليه: تكرّم عليه "يجود علينا الخيِّرون بمالهم ... ونحن بمال الخيِّرين نجُودُ". 

جادَ3 يَجود، جُدْ، جَوْدًا وجُودًا، فهو جائد
• جادَ المطرُ: كثُر، غزر "مطر جائد".
• جادَتِ العينُ: كثر دمعُها "*أعينيَّ جودا ولا تَجْمُدا*".
• جادَتِِ السَّماءُ: أمطرت "سحابة جائدة". 

جادَ في يَجود، جُدْ، جُودةً وجَوْدًا، فهو جَوَاد، والمفعول مَجُود فيه
• جادَ الفرسُ في عَدْوِه: أسرع. 

أجادَ يُجيد، أجِدْ، إجادةً، فهو مُجيد، والمفعول مُجاد (للمتعدِّي)
• أجادَ الشَّخصُ: أتى بالجيِّد من قولٍ أو عملٍ "أجاد الممثِّلُ في تأدية دوره".
• أجادَ العملَ: أتقنه، صيّره جَيِّدًا "أجاد لغةً أجنبيَّةً- كافأه على إجادته". 

استجادَ يستجيد، اسْتَجِدْ، استجادةً، فهو مُستجِيد، والمفعول مُستجَاد
• استجادَ شِعرَه: عدّه أو وجده جيِّدًا "لا يستجيد بعضُ النقاد الشِّعرَ الحرّ".
• استجادَ الشَّخصَ: طلب كرمَه وجُودَه "كان الشعراءُ قديمًا يستجيدون الخلفاءَ أو الأمراءَ". 

جوَّدَ يجوِّد، تجويدًا، فهو مُجوِّد، والمفعول مُجوَّد (للمتعدِّي)
• جوَّدَ القارئُ: أتى بالتّلاوة على وجهها الحقّ وراعى أحكامَ التّجويد في القرآن "قرأ القرآن مُجوَّدًا" ° جوَّد القرآن: رتَّله ترتيلاً.
• جوَّدَ العملَ: أتقنه وأحسن صُنْعَه "جوّد صَنْعَته/ الخَطَّ- جوَّد مواشيه: حسَّن نوعيتها عن طريق سلالة مختارة". 

إجادة [مفرد]: مصدر أجادَ. 

اسْتِجادة [مفرد]: مصدر استجادَ. 

تجويد [مفرد]:
1 - مصدر جوَّدَ.
2 - (جد) تلاوة القرآن الكريم بإعطاء كلّ حرف حقّه وصفته من همس وجهر وشدّة ورخاوة ... إلخ "درس أحكامَ التلاوة والتجويد". 

جائد [مفرد]: اسم فاعل من جادَ3. 

جَوَاد1 [مفرد]: ج أجاويدُ وأجياد وجياد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جادَ في.
2 - فَرَسٌ كريم "لكلِّ
 جَوَادٍ كَبْوَة [مثل]: عَثْرة وذلل، لابُدَّ للإنسان أن يخطئ، لكلّ عالِم زلّة- {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} " ° إنّ الجَوَاد قد يعثر [مثل]: يُضرب لمن يكون الغالب عليه فعل الجميل ثم تكون منه الزَّلّة- جَوَاد الحرب: معدٌّ للحرب- جَوَاد مسرَّج: حصان مُعدٌّ للركوب- جَوَاد مغمور: مَنْ يحقِّق نجاحًا سياسيًّا غير متوقّع بوصفه مرشحا حزبيًّا. 

جَوَاد2 [مفرد]: ج أجاوِدُ وأجواد وجُود وجُوَدَاء وجُودَة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جادَ2/ جادَ بـ/ جادَ على. 

جَوْد [مفرد]: مصدر جادَ في وجادَ3. 

جُود [مفرد]:
1 - مصدر جادَ2/ جادَ بـ/ جادَ على وجادَ3 ° فلانٌ حليفُ جُود: كريم.
2 - (سف) صفة تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي من الخير بغير عِوَض. 

جَوْدَة [مفرد]: ج جَوْدات (لغير المصدر) وجَوَدات (لغير المصدر):
1 - مصدر جادَ1.
2 - سلامة التّكوين وإتقان الصَّنعة "جودة العالم في حسن خُلقه" ° علامة الجَوْدَة.
• جَوْدَة الفَهْم: (سف) صحَّة الانتقال من الملزومات إلى اللّوازم. 

جُودة [مفرد]: مصدر جادَ في وجادَ1. 

جَوّاد [مفرد]: صيغة مبالغة من جادَ2/ جادَ بـ/ جادَ على: "كان حاتم الطائيُّ رجلاً جوّادًا". 

جيِّد [مفرد]: ج جَيَائد (لغير العاقل) وجياد (لغير العاقل): صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جادَ1 ° جيِّد الرَّأي: محكمه وسديده- جيِّد النَّظم: حَسَنُ السَّبك- جيِّد جدًّا: بالغ الجودة- دَرَجَة جيّد: درجة تُمنح للدِّلالة على حسن الأداء- دَرَجَة جيّد جدًّا: تفوق منزلة درجة جيِّد- مِنْ جيّد إلى أجود: في تحسُّن مستمر. 

مِجْواد [مفرد]: ج مجاويدُ، مؤ مِجْواد ومِجْوادَة: صيغة مبالغة من جادَ1: "رجل مِجْواد- امرأة مِجْواد/ مِجْوادَة". 

مُجيد [مفرد]: اسم فاعل من أجادَ. 

مُستجيد [مفرد]: اسم فاعل من استجادَ. 
(ج ود)

الجَيّد: نقيض الرَّدِيء، أَصله: جَيْوِد، فقلبت الْوَاو يَاء لانكسارها ومجاورتها الْيَاء، ثمَّ أدغمت الْيَاء الزَّائِدَة فِيهَا.

وَالْجمع: جِيَاد.

وجِيَادات: جمع الْجمع، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كم كَانَ عِنْد بني العَوّام من حَسَب ... وَمن سيوف جِيَاداتٍ وأَرْماح

وَقد جاد جَوْدة، وأَجَاد: أَتَى بالجيد من القَوْل أَو الْفِعْل.

وَرجل مِجْواد: مُجِيد.

واستجاد الشَّيْء: وجده جَيّدا أَو طلبه جَبّدا.

وَرجل جَوَاد: سخي، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَالْجمع: أَجْواد، كسروا " فَعَالا " على " أَفعَال " حَتَّى كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كسروا " فعلا ".

واجواد الْعَرَب مذكورون فأجواد أهل الْكُوفَة: عِكْرِمَة بن ربعي، وَأَسْمَاء بن خَارِجَة، وعتاب بن أَسمَاء الريَاحي، وأجواد أهل الْبَصْرَة: عبيد الله بن أبي بكرَة ويكنى أَبَا حَاتِم وَعمر ابْن عبيد الله بن معمر التَّمِيمِي وَطَلْحَة بن عبد الله ابْن خلف الْخُزَاعِيّ، وَهَؤُلَاء أَجود من أجواد الْكُوفَة، واجواد الجاز: عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب، وَعبيد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وهما أَجود من أجواد أهل الْبَصْرَة. فَهَؤُلَاءِ الأجواد المشهورون، وأجواد النَّاس بعد ذَلِك كثير.

وَالْكثير: أجاوِد، على غير قِيَاس، وجُود، وجُودة. الحقوا الْهَاء للْجمع كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي العمومة والخئولة.

وَقد جاد جُوداً، وَقَول سَاعِدَة:

إِنِّي لأهواها وفيهَا لامرئ ... جادَت بنائلها إِلَيْهِ مَرْغَب

إِنَّمَا عداهُ بإلى لِأَنَّهُ فِي معنى: مَالَتْ إِلَيْهِ.

واستجاده: طلب جُودَه.

وأجاده درهما: أعطَاهُ إِيَّاه.

وَفرس جَوَاد: بَين الجُودة. وَالْأُنْثَى: جَوَاد، أَيْضا، قَالَ الشَّاعِر:

نَمَته جَوَادٌ لَا يُبَاع جَنِيُها

وَقَول ذِرْوة بن حَجفَة أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَإنَّك إِن حُمِلْتَ على جَواد ... رَمَت بك ذاتُ غَرْزٍ أَو رِكاب

مَعْنَاهُ: إِن تزوجت لم ترض امراتك بك شبهها بالفرس أَو النَّاقة النفور كَأَنَّهَا تنفر مِنْهُ كَمَا ينفر الْفرس الَّذِي لَا يطاوع.

وتوصف الأتان بذلك، أنْشد يَعْقُوب:

إِن زَلَّ فُوه عَن جَوَاد مِئشِيرْ

أصْلق ناباه صِياحَ العُصْفورْ

وَالْجمع: جِيَاد، وَكَانَ قِيَاسه أَن يُقَال: جِواد فَتَصِح الْوَاو فِي الْجمع لتحركها فِي الْوَاحِد الَّذِي هُوَ جَوَاد كحركتها فِي طَوِيل. وَلم يسمع مَعَ هَذَا عَنْهُم جواد فِي التكسير الْبَتَّةَ فأجرَوا وَاو جِواد لوقوعها قبل الْألف مُجْرى السَّاكِن الَّذِي هُوَ وَاو ثوب وسَوْط فَقَالُوا: جِيَاد؛ كَمَا قَالُوا: حِيَاض وسياط وَلم يَقُولُوا: جِواد كَمَا قَالُوا: قِوَام وطِوَال.

وَقد جاد فِي عَدْوه، وجَوَّد، وأجْوَدَ.

وأجاد الرجل، وأجْوَد: إِذا كَانَ ذَا دابَّةٍ جواد، قَالَ الْأَعْشَى:

فمثلكِ قد لهوتُ بهَا وأَرْضٍ ... مهَامِهَ لَا يَقُود بهَا المُجِيدُ

واستجاد الْفرس: طلبه جَوَادا.

وعَدَا عَدْوا جَوَادا، وَسَار عُقْبة جَوَادا: أَي حَثِيثة.

وعُقْبتين جوادين، وعُقَبا جِيَادا: كَذَلِك.

وجاد الْمَطَر جَوْدا: وَبَلَ.

ومطر جَوْد بيّن الجَوْد: يُرْوِي كل شَيْء. وَقيل: الجَود من الْمَطَر: الَّذِي لَا مطر فَوْقه الْبَتَّةَ.

قَالَ أَبُو الْحسن: فَأَما مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: أخذتنا بالجَوْد وفَوْقَه. فَإِنَّمَا هِيَ مُبَالغَة وتشنيع، وَإِلَّا فَلَيْسَ فَوق الجَوْد شَيْء، هَذَا قَول بَعضهم.

وسماء جَود: وُصِفت بِالْمَصْدَرِ، وَفِي كَلَام بعض الاوائل: هَاجَتْ بِنَا سَمَاء فَكَانَ كَذَا.

وسحابة جَوْد: كَذَلِك، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وجِيدت الأَرْض: سَقَاهَا الجَود.

قَالَ الْأَصْمَعِي: الجَوْد: أَن تُمطرَ الأرضُ حَتَّى يلتقي الثَّرَيان.

وَقَول أبي صَخْر الهذليّ:

يلاعب الريحَ بالعصرين قَسْطَلُه ... والوابِلون وتَهْتانُ التجاوِيد

يكون جمعا لَا وَاحِد لَهُ كالتعاجيب، والتعاشيب، والتباشير، وَقد يكون جمع تَجْواد.

وجادت الْعين تجود جَوْدا، وجُئُوداً: كثر دمعها. عَن اللحياني.

وحَتْف مُجيد: حَاضر. قيل: أُخذ من جَوْد الْمَطَر، قَالَ أَبُو خِرَاش:

غَدا يرتادُ فِي حَجَرات غَيْث ... فصادف نوءه حَتْفٌ مُجيدُ

وأجاده: قَتله.

وجاد بِنَفسِهِ جَوْدا، وجُئُودا: قَارب أَن يَقْضِى.

وجِيد الرجل جُوَادا: إِذا عَطش.

وَقيل الجُوَاد: جَهْد العَطَش.

والمَجُود أَيْضا: الَّذِي يُجهد من النُّعاس وَغَيره، عَن اللحياني، وَبِه فسر قَول لبيد:

ومَجُودٍ من صُبَابات الْكرَى

والجُوَاد: النُّعَاس.

وجاده النُّعَاس: غَلبه.

وجاده هَواهَا: شاقه.

وَإِنِّي لأُجَاد إِلَى الْقِتَال: أَي اشتاق.

والجُود: الْجُوع، قَالَ أَبُو خرَاش:

تكَاد يَدَاهُ تُسلمان رِدَاءَهُ ... من الجُود لمّا استقبلته الشَّمَائِل

والجُودِيّ: مَوضِع. وَقيل جَبَل. وَقَالَ الزّجاج: هُوَ جبل بآمد. وَفِي التَّنْزِيل: (واسْتَوَت على الجُودِيّ) ثمَّ قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت:

سُبْحَانَهُ ثمَّ سبحانا يعود لَهُ ... وَقَبلنَا سبَّح الجُودِيّ والجُمُدُ

وَأَبُو الجُوديّ: رجل، قَالَ: لَو قد حداهنّ أَبُو الجوديّ

بِرَجَز مُسْحَنْفِرِ الرويّ

مستوياتٍ كَنَوى البَرْني

وَقد روى " أَبُو الجوذي " بِالذَّالِ وَسَيَأْتِي ذكره.

والجُودِباء، بالنبطيَّة أَو الفارسية: الكساء، وعربه الْأَعْشَى فَقَالَ:

وبيداء تحسب آرامها ... رجالَ إياد بأَجيادها

وجَوْدان: اسْم.

جود: الجَيِّد: نقيض الرديء، على فيعل، وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء

لانكسارها ومجاورتها الياء، ثم أُدغمت الياء الزائدة فيها، والجمع جِياد،

وجيادات جمع الجمع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كم كان عند بَني العوّامِ من حَسَب،

ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ

وفي الصحاح في جمعه جيائد، بالهمز على غير قياس. وجاد الشيءُ جُودة

وجَوْدة أَي صار جيِّداً، وأَجدت الشيءَ فجاد، والتَّجويد مثله. وقد قالوا

أَجْوَدْت كما قالوا: أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن

على النقصان والتمام. ويقال: هذا شيء جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة.

وقد جاد جَوْدة وأَجاد: أَتى بالجَيِّد من القول أَو الفعل. ويقال: أَجاد

فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة، وجُدْت له بالمال جُوداً.

ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً. وأَجَدْته

النقد: أَعطيته جياداً. واستجدت الشيء: أَعددته جيداً. واستَجاد الشيءَ:

وجَده جَيِّداً أَو طلبه جيداً.

ورجل جَواد: سخيّ، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع أَجواد، كسَّروا

فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً. وجاودت فلاناً فَجُدْته

أَي غلبته بالجود، كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد. وجاد الرجل بماله

يجُود جُوداً، بالضم، فهو جواد. وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل، وإِنما سكنت

الواو لأَنها حرف علة، وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء؛ وكذلك امرأَة جَواد ونسوة

جُود مثل نَوارٍ ونُور؛ قال أَبو شهاب الهذلي:

صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بشَكرِها،

جَوادٌ بقُوت البَطْن، والعِرْقُ زاخِر

قوله: العرق زاخر، قال ابن برّي: فيه عدّة أَقوال: أَحدها أَن يكون

المعنى أَنها تجود بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع؛ الثاني ما قاله

أَبو عبيدة يقال: عرق فلان زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه

نامٍ في الكرم؛ الثالث أَن يكون المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه،

يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره؛ الرابع أَن يكون العرق هنا

الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم. وفي الحديث: تجَوَّدْتُها لك

أَي تخيرت الأَجود منها. قال أَبو سعيد: سمعت أَعرابيّاً قال: كنت أَجلس

إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له: ما يتجاودون؟ فقال: ينظرون أَيهم

أَجود حجة.

وأَجواد العرب مذكورون، فأَجواد أَهل الكوفة: هم عكرمة بن ربعي وأَسماء

بن خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي؛ وأَجواد أَهل البصرة: عبيد الله بن

أَبي بكرة ويكنى أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله

بن خلف الخزاعي وهؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة؛ وأَجواد الحجاز: عبدالله

بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من

أَجواد أَهل البصرة، فهؤلاء الأَجواد المشهورون؛ وأَجواد الناس بعد ذلك

كثير، والكثير أَجاود على غير قياس، وجُود وجُودة، أَلحقوا الهاء للجمع

كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة، وقد جاد جُوداً؛ وقول ساعدة:

إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ،

جادت بِنائلها إِليه، مَرْغَبُ

إِنما عداه بإِلى لأَنه في معنى مالت إِليه.

ونساء جُود؛ قال الأَخطل:

وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُود

واستجاده: طلب جوده. ويقال: جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً؛ وقال

الفرزدق:

قوم أَبوهم أَبو العاصي، أَجادَهُمُ

قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ

وأَجاده درهماً: أَعطاه إِياه. وفرس جواد: بَيِّنُ الجُودة، والأُنثى

جواد أَيضاً؛ قال:

نَمَتْهُ جَواد لا يُباعُ جَنِينُها

وفي حديث التسبيح: أَفضل من الحمل على عشرين جواداً. وفي حديث سليم بن

صرد: فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد، ويجوز أَن يريد سيراً

جواداً، كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة.

وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود جُودة، بالضم، فهو جواد للذكر والأُنثى

من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد.

وأَجياد: جبل بمكة، صانها الله تعالى وشرّفها، سمي بذلك لموضع خيل تبع،

وسمي قُعَيْقِعان لموضع سلاحه. وفي الحديث: باعده الله من النار سبعين

خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد؛ المجيد: صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد،

كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته قوية أَو ضعيفة.

وفي حديث الصراط: ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل، هي جمع أَجواد، وأَجواد

جمع جواد؛ وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب:

وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد،

رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب

معناه: إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك؛ شبهها بالفرس أَو الناقة النفور

كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان بذلك؛ أَنشد

ثعلب:

إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ،

أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ العُصْفورْ

(* قوله «زل فوه» هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد

إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً.)

والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد، فتصح الواو في الجمع لتحركها في

الواحد الذي هو جواد كحركتها في طويل، ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في

التكسير البتة، فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو

واو ثوب وسوط فقالوا جياد، كما قالوا حياض وسياط، ولم يقولوا جواد كما

قالوا قوام وطوال.

وقد جاد في عدوه وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة

جواد وفرس جواد؛ قال الأَعشى:

فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ

مَهَامِهَ، لا يَقودُ بها المُجِيدُ

واستَجادَ الفرسَ: طلبه جَواداً. وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً

جَواداً أَي بعيدة حثيثة، وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً،

كذلك إِذا كانت بعيدة. ويقال: جوّد في عدوه تجويداً.

وجاد المطر جَوْداً: وبَلَ فهو جائد، والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب،

وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً. ومطر جَوْد: بَيِّنُ الجَوْد غزيز، وفي

المحكم يروي كل شيء. وقيل: الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة. وفي حديث

الاستسقاء: ولم يأْت أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع

الغزير. قال الحسن: فأَما ما حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه

فإِنما هي مبالغة وتشنيع، وإِلاَّ فليس فوق الجَوْد شيء؛ قال ابن سيده:

هذا قول بعضهم، وسماء جَوْد وصفت بالمصدر، وفي كلام بعض الأَوائل: هاجت

بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا، وسحابة جَوْد كذلك؛ حكاه ابن الأَعرابي.

وجِيدَت الأَرضُ: سقاها الجَوْد؛ ومنه الحديث: تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا

أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً. وتقول: مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين. وأَرض

مَجُودة: أَصابها مطر جَوْد؛ وقال الراجز:

والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا

وقال الأَصمعي: الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان؛ وقول صخر

الغيّ:

يلاعِبُ الريحَ بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه،

والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد

يكون جمعاً لا واحد له كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير، وقد يكون جمع

تَجْواد، وجادت العين تَجُود جَوْداً وجُؤُوداً: كثر دمعها؛ عن

اللحياني. وحتف مُجِيدٌ: حاضر، قيل: أُخذ من جَوْدِ المطر؛ قال أَبو

خراش:غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ،

فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِيدُ

وأَجاده: قتله. وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً: قارب

أَن يِقْضِيَ؛ يقال: هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق، والعرب تقول: هو

يَجُود بنفسه، معناه يسوق بنفسه، من قولهم: إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان

أَي يُساق إِليه. وفي الحديث: فإِذا ابنه إِبراهيم، عليه السلام، يَجُود

بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإِنسان ماله يجود به؛ قال: والجود

الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت.

ويقال: جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده؛ وأَنشد:

وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ لدى مِكَرٍّ،

إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا

ويقال: إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده

الشوق أَي مطره؛ وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه، وإِني لأُجادُ إِلى

القتال: لأَشتاق إِليه. وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً، فهو مَجُود إِذا عَطِش.

والجَوْدة: العَطشة. وقيل: الجُوادُ، بالضم، جَهد العطش. التهذيب: وقد

جِيدَ فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة؛ وقال ذو الرمة:

تُعاطِيه أَحياناً، إِذا جِيدَ جَوْدة،

رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل

أَي عطش عطشة؛ وقال الباهلي:

ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ،

كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً

أَي عطشاً.

ويقال للذي غلبه النوم: مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره. قال:

والمَجُود الذي يُجْهَد من النعاس وغيره؛ عن اللحياني؛ وبه فسر قول

لبيد:ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى،

عاطِفِ النُّمْرُقِ، صَدْقِ المُبْتَذَل

أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ، يعني أَنه عطف نمرقه ووضعها

تحت رأْسه؛ وقيل: معنى قوله ومجود من صبابات الكرى، قيل معناه شَيِّق،

وقال الأَصمعي: معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه.

والجُواد: النعاس. وجادَه النعاس: غلبه. وجاده هواها: شاقه. والجُود:

الجوع؛ قال أَبو خراش:

تَكادُ يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه

من الجُود، لما استَقْبلته الشَّمائلُ

يريد جمع الشَّمال، وقال الأَصمعي: من الجُود أَي من السخاءِ. ووقع

القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل.

والجُوديُّ: موضع، وقيل جبل، وقال الزجاج: هو جبل بآمد، وقيل: جبل

بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام؛ وفي

التنزيل العزيز: واستوت على الجوديّ؛ وقرأَ الأَعمش: واستوت على الجودي،

بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي بفعل الأُنثى مثل حطي، ثم

أُدخل عليه الأَلف واللام؛ عن الفراءِ؛ وقال أُمية ابن أَبي الصلت:

سبحانه ثم سبحاناً يعود له،

وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ

وأَبو الجُوديّ: رجل؛ قال:

لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ،

بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ،

مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ

وقد روي أَبو الجُوديّ، بالذال، وسنذكره.

والجِودِياء، بالنبطية أَو الفارسية: الكساء؛ وعربه الأَعشى فقال:

وبَيْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها

رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها

وجَودان: اسم. الجوهري: والجاديُّ الزعفران؛ قال كثير عزة:

يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع،

ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ

المَفِيدُ: المَدوف.

جود
: (! الجَيِّدُ، ككَيِّس: ضِدُّ الرَّديءِ) ، على فَيْعل، وأَصلُه جَيْوِد، قلبت الْوَاو يَاء لانكسارها ومجاورتها الياءَ، ثمّ أُدغِمت الياءُ الزَّائِدَة فِيهَا. (ج {جِيادٌ،} وجِياداتٌ) جمعُ الجمعِ. أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
كمْ كانَ عِندَ بَنِي العوّامِ مِن حسَب
وَمن سُيوفٍ {جِيَاداتٍ وأَرماحِ
(و) فِي (الصّحاح) فِي جمعه (} جَيائِدُ) بِالْهَمْز على غير قِيَاس.
( {وجاد) الشّيْءُ (} يَجُود {جُودةً) ، بالضّمّ (} وجَودَة) ، بِالْفَتْح: (صَار {جَيِّداً.} وأَجادَهُ غيْرُه) فجادَ. والتجويدُ مثْلُه.
(و) قد قَالُوا ( {أَجْوَدَهُ) ، كَمَا قَالُوا: أَطالَ وأَطْولَ، وأَطابَ وأَطْيَبَ، وأَلانَ وأَلْيَنَ، على النُّقْصَان والتَّمام. وَيُقَال هاذا شيءٌ بَيِّنُ} الجُودةِ {والجَوْدة.
(و) قد (جاد) } جودةً، (وأَجاد: أَتَى بالجَيِّد) من القَول أَو الفِعل. وَيُقَال أَجادَ فُلانٌ فِي عَمله {وأَجْوَدَ، وجَادَ عَملُهُ} يَجُودُ {جودَةً، وجُدْت لَهُ بِالْمَالِ} جُوداً (فَهُوَ {مِجْوادٌ) ، بِالْكَسْرِ،} ومُجِيدُ، أَي يُجِيد كثيرا. وصانعٌ مِجْوَادٌ ومُجيدٌ. وأَنشدَ رَجلٌ رجزاً فَقيل أَجاد، فَقيل إِنّه كَانَ مِجْوَاداً، وهُم {مَجَاوِيدِ.
(} واستجادَهُ: وَجَدَه) {جَيِّداً أَو عَدَّه جيِّداً (أَو طَلَبَه جيِّداً) ، وتَخيَّرَه،} كتَجَوَّده. وَفِي (الأَسَاسِ) : {وأَجَدْتُك ثَوْباً: أَعطيْتُكَه جَيِّداً:
(} والجَوَاد) ، بالفتحِ (: السَّخِيّ والسَّخِيَّة) ، أَي الذَّكر والأُنثَى سَوَاء. واستدَلُّوا بقول أَبي شِهَابٍ الهُذلّي:
صَنَاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَكْرِهَا
{جَوَادٌ بقُوتِ البَطنِ والعِرْقُ زاخرُ
وَقيل: الجَوَاد: هُوَ الّذي يُعطِي بِلَا مَسأَلة صِيَانة للآخِذ من ذُلِّ السُّؤالِ. وَقَالَ:
وَمَا الجُودُ منْ يُعْطِي إِذا مَا سأَلْتَه
ولاكنَّ مَن يُعطِي بغَيْر سُؤال
وَقَالَ الكرمانيّ:} الجُود: إِعطاءُ مَا يَنبغِي لمن يَنبغِي. وعبارةُ غيرِه: الجُودُ صفَةٌ هِيَ مبْدأُ إِفادة مَا يَنبغِي لمن يَنْبَغِي لَا لعَوضٍ. فَهُوَ أَخصُّ من الإِحسان.
(ج {أَجْوادٌ) ، كَسَّروا فَعَالاً على أَفْعالٍ، حتَّى كأَنَّهُمْ إِنَّمَا كَسَّروا فَعَلاً.
(و) الكثيرُ (} أَجَاوِدُ) ، على غير قِيَاس، ( {وجُودٌ) بضمّتين، (كقُذُل فِي قَذَال) . وَفِي بعض النُّسخ بضمّ فَسُكُون. ونِسْوَةٌ} جُودٌ مثْل نَوَارٍ ونُورٍ. قَالَ الأَخطلُ.
وَهن بالبذْل لَا بُخْلٌ وَلَا جُودُ
وإِنّما سُكِّنت الواوُ لأَنها حرْف عِلّة ( {وجُودَاءُ) ، بضمَ ممدوداً،} وجُودةٌ أَلحقوا الهاءَ للجمْع، كَمَا ذهبَ إِليه سِيبَوَيْهٍ.
(وَقد جادَ) الرَّجلُ (جُوداً) ، بالضّمّ.
( {واستجادَه: طلَبَ} جُودَه؛ {فأَجادَهُ درْهَماً: أَعطاهُ إِيَّاه) .
(وفَرَسٌ جَوَادٌ) ، للذَّكر والأُنثَى. قَالَ:
نَمَتْهُ جَوادٌ لَا يُبَاعُ جَنينُها
(بيِّن الجُودة، بالضّمّ) ، أَي (رائعٌ. ج} جِيَادٌ) {وأَجيادٌ،} وأَجاوِيدُ. وَفِي حَدِيث الصِّراط: (ومِنهمْ من يَمُرُّ! كأَجاوِيدِ الخيْل) . هِيَ جَمْعُ أَجْوَادٍ، وأَجْوَادٌ جمْع جَوادٍ، وَكَانَ القِيَاس أَن يُقَال جِوَادٌ، فتصحّ الْوَاو فِي الْجمع لتحرُّكها فِي الواحدِ الَّذِي هُوَ جَواد، كحرَكتها فِي طوِيل، وَلم يُسمَع مَعَ هاذا عَنْهُم جِواد فِي التكسير البتَّةَ، فأَجْروْا وَاو جَوَادٍ، لوقوعها قبل الأَلف، مُجْرَى الساكنِ الّذي هُوَ واوُ ثَوْبٍ وسوْط، فَقَالُوا جِيَاد، كَمَا قَالُوا حِياض وسياط وَلم يَقُولُوا جِوَاد كَمَا قَالُوا قوَام وطوال.
(وَقد جادَ) الفرسُ (فِي عَدْوه) : صارَ رائعاً، يَجُود (جُودةً) ، بالضّمّ، وَعَلِيهِ اقتصَر فِي (اللِّسَان) ، (وجَوْدةً) ، بِالْفَتْح، كَمَا فِي بعض النُّسخ (وجوَّدَ) تجْويداً، (وأَجْوَدَ) ، كَمَا قالُوا أَطالَ وأَطْولَ، وَقد تقدَّمَ.
(واستجادَ الفرَسَ) ، إِذا (طَلَبه جَواداً) . (و) يُقَال: (جاد، وأَجْوَدَ) ، إِذا (صَار ذَا) دابَّةٍ ( {جَوَادِ) أَو فرَسٍ جَوَاد، فَهُوَ مُجِيدٌ، من قَومٍ} مَجاوِيدَ. قَالَ الأَعشى:
فمثْلِك قد لَهَوتُ بهَا وأَرْضِ
مَهَامِهَ لَا يَقُودُ بهَا {المُجيدِ
(و) فِي حَدِيث الاستسقاءِ (وَلم يأْتِ أَحدٌ من ناحِيَةِ إِلا حَدّثَ} بالجَوْد) (الجَوْدُ: المطرُ) الواسِعُ (الغزِيرُ) . وَفِي (الْمُحكم) : الّذِي يرْوِي كلَّ شيْءٍ، (أَو) الجَوْد من الْمَطَر: (الَّذِي لَا مطر فوْقَهُ) البَتّة. (جمعُ {جائدٍ) مثْل صاحبٍ وصَحْبٍ.} وجادهم المطرُ {يجُودهم جَوْداً. ومَطر} جَوْدٌ بَيِّنُ الجوْد. قَالَ أَبو الْحسن: فأَمَّا مَا حكَى سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: أَخذتْنا {بالجَوْد وفَوْقَه، فإِنما هِيَ مبالغةٌ وتشنيع، وإِلاّ فَلَيْسَ فَوق الجَوْدِ شيْءٌ، قَالَ ابْن سَيّده: هَذَا قولُ بَعضهم.
(و) سماءٌ} جَوْدٌ، وُصِفت بِالْمَصْدَرِ. وَفِي كَلام بعْضِ الأَوائل: (هَاجتْ) بِنَا (سماءٌ جوْدٌ) ، وَكَانَ كَذَا وَكَذَا وسحابةٌ جوْدٌ كذالك، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. (ومَطَرَتانِ {جَوْدانِ) .
وَقد} جِيدُوا، أَي مُطِرُوا مَطَراً {جَوْداً. (} وجِيدَت الأَرضُ) : سَقاها الجَوْدُ. وَقَالَ الأَصمعيّ: الجَوْد: أَن تُمْطَرَ الأَرضُ حتَّى يَلْتقِيَ الثَّرَيَانِ. ( {وأُجِيدَتِ) الأَرضُ كذالك، وهاذه عَن الصَّاغَانِي. (فَهِيَ} مَجُودةٌ) . أَصابَها مَطرٌ جَوْدٌ. (و) قَولُ صخْرِ الغَيّ:
يُلاعِبُ الرِّيحَ بالعَصْرَيْنِ قَصْطَلُهُ
والوابُلُونَ وتَهْتَانُ ( {التَّجَاوِيدِ)
يكون جَمْعاً (لَا واحدَ لَهُ) ، كالتَّعَاجِيب والتّعَاشِيب والتَّبَاشير، وَقد يكون جَمْعَ} تَجْوَادٍ.
(وَجَادَت العَيْنُ) تَجُود (جَوْداً) ، بِالْفَتْح، (وجُؤُوداً) ، كقُعُودٍ، (: كَثُرَ دَمْعُهَا) ، عَن اللِّحْيَانيّ.
(و) جادَ المَريضُ (بِنَفْسِهِ) عِنْد الموْت يَجُود جَوْداً وجُؤُوداً (قَارَبَ أَن يَقْضِيَ) ، يُقَال هُوَ يَجُود بنَفْسِه، إِذا كَان فِي السِّياق. وَالْعرب تَقول: هُوَ يَجُود بنَفْسه، أَي يُخرِجها ويَدْفعها كَمَا يَدْفَع الإِنسانُ مالَه، وَهُوَ مَجاز.
(وحَتْفٌ مُجِيدٌ) ، أَي (حاضِرٌ) . وَهُوَ مَجاز، قيل أُخِذَ من جَوْدِ المَطَر. قَالَ أَبو خِراش:
غَدَا يَرْتَادُ فِي حَجَرَات غَيْثٍ
فصَادَفَ نَوْأَه حَتْفٌ مُجِيدُ
( {والجُوَادُ، كغُرابٍ: العَطَش أَو شِدَّتُه) ، قَالَ الباهليّ:
ونَصْرُك خَاذِلٌ عنِّي بَطِيءٌ
كأَنَّ بكُمْ إِلى خَذْلِي} جُوَادَا
( {والجَوْدَة: العَطْشَةُ) . قَالَ ذُو الرُّمَّة:
تُعَاطِيهِ أَحْيَاناً وَقد جِيد جَوْدَةً
رُضَاباً كطَعْمِ الزنْجبيلِ المُعَسَّلِ
وَفِي (التَّهْذِيب) (} جِيدَ) الرّجلُ ( {يُجَادُ) جُوَاداً وجَوْدَةً (فَهُوَ} مَجُودٌ) إِذا عَطِش، أَوْ {جِيد فلانٌ إِذا أَشْرَفَ على الهَلاَكِ) ، كأَنّ الهلاكَ جادَه، قَالَ خِدَاش بن زُهَير:
تَرَكْتُ الوَاهبِيَّ لَدَى مَكَرَ
إِذا مَا جَادَه النَّزْفُ استدارَ
(و) الجُوَاد: (النُّعَاس. وجادَه الهَوَى: شاقَهُ، و) النُّعَاسُ: (غَلَبَه) ، فَهُوَ مَجودٌ، كأَنَّ النَّومَ جادَه أَي مَطَرَه. والمَجُودُ: الَّذِي يُجهَد من النُّعاس وغيرِه، عَن اللِّحْيَانيّ، وَبِه فُسِّر قَول لَبِيد:
} ومَجُودٍ من صُبَابَاتِ الكَرَى
عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ
وَقيل: معنَى مَجُود أَي شَيِّق. وَقَالَ الأَصمعيّ: مَعْنَاهُ صُبّ عَلَيْهِ من جَودِ المَطَر، وَهُوَ الكَثِير مِنْهُ. (و) {جَاوَدَ (فلانٌ فَلاناً) } فَجَادَه، إِذا (غَلَبَهُ {بالجُودِ) ، كَمَا يُقَال: ماجَده، من الْمجد.
(و) من الْمجَاز: (إِنِّي} لأُجَادُ إِليْكَ) أَي إِلى لِقائك، أَي (أَشْتَاق وأُسَاقُ) ، كأَنّ هَواه جادَه الشّوْقُ، أَي مَطَره. وإِنه {ليُجاد إِلى كلّ شيءٍ يَهُوله.
(والجُودُ، بالضّمّ: الجُوعُ) ، كالجُوسِ، لُغَة هُذليّة، يُقَال جُوداً لَهُ وجُوساً لَهُ. قَالَ أَبو خِراش الهُذليّ يرقي زُهَير بن العَجْوَة:
تَكَادُ يَدَاه تُسْلِمَانِ إِزارَه
من الجُودِ لمَّا استقبلَتْه الشَّمائلُ
ويُروَى (من القُرّ لمَّا اسْتَدْلَقَتْه) أَي استخَرجَته من حَيث كَانَ. والشمائلُ جمع الشَّمأَل أَيضاً: الأَريحيَّة، أَي هَزّته شمائلُه. وَقَالَ: كَاد يُعطِي إِزاره، وكَرِه أَن يَقُول أَعطَى إِزارَه فَيكون قد وصفَه بالأَفْن والجُنون. ويفسَّر الجُود أَيضاً فِي الْبَيْت بالسَّخاءِ، عَن الأَصمعيّ.
(و) الجُود: اسمُ (قَلْعَةٍ) فِي جَبَلِ شَطِبٍ، نَقله الصاغانيّ.
(} وجُودَةُ) ، بالضمّ: (وادٍ باليَمَنِ) وَالصَّوَاب أَنه قعلْتٌ فِي وادٍ بِالْيمن، كَذَا صرّحَ بِهِ أَبو عُبَيْد.
( {- والجُودِيُّ) ، بالضّمّ وَتَشْديد الياءِ: موضِع، وَقَالَ الزَّجّاج: هُوَ (جَبَلٌ) بآمِدَ وَقيل جَبَلٌ (بالجَزِيرةِ) قُرْبَ الموْصِلِ، وقِيل بالشأْم، وَقيل بالهِنْد، (اسْتَوَتْ عَلَيْهِ سَفِينةُ نُوحٍ عَلَيْهِ) وعَلى نبيِّنا أَفضلُ الصّلاة و (السَّلام) ، وَكَانَ ذالك يومَ عاشوراءَ من المحرّم. وقرأَ الأَعمش: {وَاسْتَوَتْ عَلَى} - الْجُودِيّ} (هود: 44) بإِرسال الياءِ، وذالك جَائِز للتَّخْفِيف. (و) الجُودِيُّ: (جَبَلٌ بأَجَأَ) ، وَقَالَ أُميَّة بن (أَبي) الصَّلْت:
سُبْحَانَه ثُمّ سُبحاناً يعود لَهُ
وقَبْلَنا سبَّحَ الجُوديّ والجُمُدُ (وأَبُو الجُودِيُّ: تابِعيٌّ لَا يُعرف اسْمه) وَلَا يُعرف إِلاّ بكُنْيتِه، قَالَه الصاغانيّ. (و) أَبو الجُودِيّ: كُنْية سَكَنَ وَاسِطَ، روَى عَن سَعِيدِ بن المُهَاجِر الحِمْصيّ، قَالَه المِزّيّ، قَالَ الصاغانيّ: هُوَ متأَخّر، (شَيخُ شُعْبَةَ بنِ الحَجّاج) العَتَكيّ.
( {- والجَادِيُّ: الزَّعْفَرانُ) . قَالَ كُثيِّر عزّةَ:
يُباشِرْن فأَرَ المِسْك فِي كلِّ مَهْجَعٍ
ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهن مَفِيدُ
أَي مَدُوف، كَذَا فِي (الصّحاح) .
(و) يُقَال: (أَجادَ) فُلانٌ (بالوَلَد) إِذا (وَلدَهُ} جَوَاداً) ، وكذَا أَجَادَ بِهِ أَبَواهُ. قَالَ الفرزدق:
قَومٌ أَبوهمْ أَبو العاصِي أَجَادَ بِهم
قَرْمٌ نجيبٌ لِجَدَّاتِ مَناجِيب
( {وتَجَاوَدُوا: نَظَرُوا أَيُّهم أَجْوَدُ حُجّةً) قَالَ أَبو سعيد: سَمعْتُ أَعرابِيًّا قَالَ: كنْتُ أَجلِس إِلَى قَوْم يَتجاوبون} ويَتَجاوَدُون. فقلْت لَهُ: مَا يَتجاوَدونَ؟ فَقَالَ: يَنظُرون أَيُّهم أَجْوَدُ حُجّةً.
( {والجُودِياءُ) ، بالضّمّ، (الكِساءُ) نَبطيّة أَو فارسيّة، وعَرّبه الأَعشى فَقَالَ:
وبَيدَاءَ تحسَبُ آرامَها
رجالَ إِيادٍ} بأَجْيَادِهَا
وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيد الطَّائيّ فِي صِفة الأَسَدِ:
حتّى إِذا مَا رَأَى الأَبْصَارَ قد غَفَلَتْ
واجْتَابَ من ظُلْمَةٍ جُودِيَّ سَمُّورِ قَالَ: {- جُوديّ بالنبظية هِيَ جودساء أرادحبة سمور
(} وأَجادَهُ النَّقْدَ: أَعطاهُ! جِيَاداً) .
(وشاعِرٌ مِجْوَادٌ) ، أَي (مُجِيدٌ) يُجِيد كَثيراً. (والجِيدُ) ، بِالْكَسْرِ، (يائيٌّ) ، وسيأْتي ذكره قَرِيبا.
( {ويَجُودَةُ) ، بِفَتْح التّحيّة وَضم الْجِيم: (ع ببلادِ تَمِيم) وَقد تقدّم فِي الموحّدة بدل التَّحْتِيَّة ذِكْر} بَجُودات بلفْظ الجمْع، وأَنّه موَاضِعُ فِي دِيار بني سَعْد، وربَّما قَالُوا {بَجُودة، وَبَنُو سَعْدٍ قومٌ من تَمِيم، فتأَمَّلْ.
(وجَوُّ} جَوَادَةَ) ، بِفَتْح الجيمين: موضعٌ (ببلادِ طَيْءٍ) لبني ثُعَلَ مِنْهُم.
(و) قَوْلهم: (وَقَعُوا فِي أَبي جَادٍ، أَي بَاطِلٍ) ، عَن أَبي زيد، وَهُوَ كُنْيَة رجلٍ من مُلوك حِمْيَر، وَقد تقدَّم بَيَانه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{تَجوّدْتُهَا لَك، أَي تَخَيَّرتُ الأَجودَ مِنْهَا.} وأَجْوَاد الْعَرَب مذكورون. وجاد إِليه: مالَ.
{وأَجْيَادٌ: جَبَلٌ بمكَّةَ شرّفَها الله تَعَالَى، وَيُقَال} أَجْيادِين، بِفَتْح الهمزَةِ وَكسر مِنْهُم من يُصحِّفه بالنّون، سُمِّيَ بذالك لموضِع خَيْلِ تُبّع، كَمَا سُمِّيَ قُعَيْقِعَانُ لموضِع سِلاَحه.
وعَدَا عَدْواً جَوَاداً، وسارَ عُقْبَةً جَوَاداً، أَي بَعِيدَةً حَثِيثَةً، وعُقْبتَيْنِ {جَوَادَيْن، وعُقْباً} جِياداً {وأَجْوَاداً، كذالك، إِذا كَانَت بعيدَة.
وَيُقَال:} جَوَّدَ فِي عَدْوِهِ {تَجويداً،} وأَجادَه: قَتَلَه.
{وجَوْدَانُ: اسْم.
} وتَجوّدَ فِي صَنْعته: تَنَوَّقَ فِيهَا.
{وجَوَّادٌ ككَتَّانٍ ابنُ وَديعةَ بن شَلخب الأَكبر: بطْن من حَضرموت، مِنْهُم} جَوّاد بن أَجير بن جَوّاد! - الجَوَّاديّ. {وجَوْدَانُ بن عَبد الله البصْريّ، عَن جريرِ بن حازِمٍ. وجَوْدَانُ قبيلةٌ من الجَهَاضِم.
وكسَحَابٍ: جَوَادُ بنُ عَمْرِو بن محمّد الصَّدفيّ، الَّذِي نُسِبَ إِليه سَقيفةُ جَوادٍ بمصْر، روى عَنهُ ابنُ عُمير، توفِّيَ سنة 80، ذكره ابْن يُونُس.
وَيُقَال للَّذي غَلبه النَّومُ:} مَجُودٌ، كأَنَّ النَّومَ جَادَه أَي مَطَره، قَالَ لبيد:
{ومَجُودٍ من صُبَاباتِ الكَرَى
عاطِفِ النُّمْرقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ
وأَبو الجُودِيّ: راجز مَشْهُور، قيل فِيهِ:
لَو قد حَدَاهُنَّ أَبو} - الجُودِيِّ
بَرَجَزٍ مُسحَنْفِرِ الرَّوِيِّ
أَنشده المبرِّد فِي كتاب مَا اتَّفَق لفظُه واختلفَ مَعْنَاهُ.
ولَيلَى بنت الجُودِيّ الَّتِي عَشِقها عبد الرحمان بن أَبي بكر الصّديق وتَزوّجها، وَله فِيهَا شِعْرٌ وخبرٌ مَشْهُور.
وأَبو البركات محمّد بن عاسر الأَجدابيّ الجُوديّ، نسب لخدْمة بدْر الدِّين جُودِي القيمديّ، أَجاز لَهُ الكاشغريّ وطبقتُه، وَهُوَ جَدّ العلاّمة مُغُلْطاي لأُمّه، نقلَه الْحَافِظ.
جود: جاد. سخا وبذل، ويقال: جاد عليه (فوك، ملر ص21) وفلانة جادت بالوصل: واصلت حبيبها (بوشر).
جَوَّد. جَوّد الأكل: أكثر منه (ألف ليلة ص273) وجَوَّد: عبر عن عواطفه بوضوح ولطف، ففي عباد (1: 43): وقد رددت الطير شجوها وجَوَّدَت طربها ولهوها.
وجَوَّد القراءة: أجادها وقرأها بوضوح (فوك).
وجَوَّد القرآن: رتله ترتيلا (كما هي العادة) (عبد الواحد ص263، المقري 1: 583، 597، ابن بطوطة 2: 6 وقد كررت فيه مرتين).
وفي كتاب الخطيب (ص28 ق): إليه انتهت الرياسة بالأندلس في صناعة العربية وتجويد القرآن. وفيه (ص30 و): تجويد القرآن والامتياز بحمله. وفيه (ص30 و): معرفة بكتاب الله وتحقيقاً لحقه وإتقاناً لتجويده ومثابرة على تعليمه.
والفعل جوَّد وحده يدل على نفس المعنى.
وكلمة التجويد وحدها تدل إذاً على فن ترتيل القرآن (برتون 1: 83، المقري 1: 500، 3: 40) والذي يتقن التجويد مُجَوِّد (المقري 1: 896، ابن بطوطة 1: 358).
وجَوّد: أجاد الغناء، ففي ابن القوطية (ص48 ق): فخاطب جاريته بَزيعة المعروفة بالإمام وكانت واحدة زمانها في التجويد بأن تغني- فاندفعت وغنت.
وذكر بعده الشعر الذي غنت به.
جاود: غالبه وتأكده (هلو). أجاد، يقال: يأكل ويجيد: أي يكثر من الأكل (بدرون ص421).
تَجوّد: ذكرت في معجم فوك بمعنى تخيّر، اختار الجيد.
استجاد: تجود، طلب الجيد (راجع لين، تاريخ البربر 1: 502، 609).
جُود: كرم، إحسان (بوشر).
وجُود: زق صغير يحمله الفارس في السفر (زيشر 22: 120).
جَوْدَة، الجَوْدة عند الدروز: تعمق العقال منهم في أمر الدين (محيط المحيط).
جُودَة: كرم، إحسان، يقال: عمل معه جودة عظيمة أي أحسن إليه كل الإحسان (بوشر).
جواد: ذكرها ميهرن (ص27) وقال: راجع ترجيل ومعناها حذاء فلاح.
جوّاد: ذكرت في معجم فوك بدل جَواد أي كريم سخِيّ.
جُوَيد، مؤنثها جُويدة، وجمعها أجاويد، وهي عند الدروز من تعمق في أمر الدين وبلغ درجة العقال منهم (محيط المحيط).
جَيِدّ: حَسَن وتستعمل بمعنى كبير.
ففي العبدري (ص84 ق): وفي يمنه في ناحية البحر على مسافة جيدة أحساء أخرى غزير، أي على مسافة كبيرة.
وجيّد وتجمع في الجزائر على جُواد: شريف، من أشراف أصحاب السيف (دوماس حياة العرب ص150، صحاري ص83، 214، 215، 256. وقبيل ص460، وعادات ص24، سندوفال ص266، 272).
أجاد. أجاد الماء: جدول ماء يجري تحت الأرض (ألكالا) وقد كتبها (أجَيْدة ألمي) ولا يمكن أن تكون غير أجاد الماء. ولست أدري كيف يمكن أن تكون هذه ذات علاقة بالأصل جاد، كما أني لا أدري من أي أصل اشتقت.
أجْوَد: فرس أصيل (كرتاس ص159) مثل جَوَاد كما جاء في مخطوطات أخرى.
تّجْويد: (راجع جوَد).
مُجَوِّد: (راجع جوَّد).
مِجواد: فرس جواد، أصيل (معجم مسلم)

جود

1 جَادَ, aor. ـُ inf. n. جُودَةٌ and جَوْدَةٌ, It (a thing, S, or a commodity, an article of household-goods, or the like, Msb, and a work, or performance, TA) was, or became, جَيِّد [i. e. good, goodly, approvable, or excellent; the verb being the contr. of رَدُؤَ, as is implied in the A and K]: (S, A, Msb, K:) in this sense, accord. to some, of the class of قَالَ; accord. to others, of the class of قَرُبَ. (Msb.) [Also said of a man, meaning He was, or became, excellent, or egregious, in some quality; sometimes, though very rarely, in a quality that is disapproved.] b2: And جاد, (S, A, Msb, K,) of the class of قال, (Msb,) aor. as above, (S, Msb,) inf. n. جُودٌ, (S, A, Msb, K,) with damm, (S, Msb,) He was liberal, bountiful, munificent, or generous: (K:) or he affected, or constrained himself, to be generous: (Msb:) or he gave without being asked, to preserve the receiver from the ignominy of asking: (MF:) or he gave what was meet to him to whom it was meet: (El-Karmánee, TA:) or he gave what was meet to him to whom it was meet, not for a compensation; so that it has a more special signification than أَحْسَنَ. (MF.) You say, جاد بِمَالِهِ [He was liberal, &c., with his property]: (S:) or جاد بِالمَالِ he affected, or constrained himself, to be generous with the property. (Msb.) b3: Hence, (Msb,) جاد بِنَفْسِهِ, (S, Msb, K,) aor. as above, (S, A,) inf. n. جَوْدٌ (TA) and جُؤُودٌ, (S, TA,) (tropical:) He gave up his spirit, (A, Msb, TA,) at death; (S, Msb;) like as one gives away his property; said of one in the agony of death: (TA:) and (tropical:) he gave away his life, in war. (Msb.) And you say also, جَادَتْ نَفْسُهُ (assumed tropical:) [His soul, or spirit, resigned itself, or departed]. (Msb in art. نفس.) b4: جاد المَطَرُ, inf. n. جَوْدٌ, The rain was, or became, copious, or abundant. (S.) And جَادَتِ السَّمَآءُ, (A, Msb,) inf. n. جَوْدٌ, with fet-h, The sky rained. (Msb.) And جَادَتِ العَيْنُ, inf. n. جَوْدٌ and جُؤُودٌ, The eye shed many, or abundant, tears. (Lh, K.) b5: جاد said of a horse, (S, A, L, Msb, K,) aor. as above, (S,) inf. n. جُودَةٌ (S, L, Msb, K) and جَوْدَةٌ; (Msb, and some copies of the K;) and ↓ جود, (A, L, K,) inf. n. تَجْوِيدٌ; (TA;) and ↓ اجاد, (L,) and ↓ أَجْوَدَ; (L, K;) He became fleet, or swift, and excellent, (L,) صَارَ رَائِعًا, (S, L, K, *) فِى عَدْوِهِ in his running. (A, L, K.) [See an ex. in a verse cited voce دَامَ, in art. دوم.] b6: See also 4, in two places. b7: جاد إِلَيْهِ He inclined to him, or it. (TA.) A2: جادهُ He overcame him in liberality, bounty, munificence, or generosity. (K.) See 3. b2: جَادَهُمْ, aor. ـُ inf. n. جَوْدٌ, It (rain) rained, or descended, upon them copiously, or abundantly. (L.) And جِيدُوا They were rained upon with a copious, or an abundant, rain. (L.) And جِيدَتِ الأَرْضُ, (S, L, K,) inf. n. جَوْدٌ; (As, TA;) and ↓ أُجِيدَت; (K;) The earth, or land, was rained upon with a copious, or an abundant, rain: (S, L, K:) or, so that the moisture of the rain met that of the soil. (As, TA.) b3: جِيدَ, (S, A, K,) aor. ـَ (S, K,) inf. n. جُوَادٌ, (S, * K, * TA,) (assumed tropical:) He (a man, S, A) thirsted, or became affected by thirst: (S, A, K:) or thirsted vehemently: (accord. to an explanation of جُوَادٌ in the K:) or was at the point of death, or destruction; (K;) as though destruction rained upon him. (TA.) b4: [Hence,] إِنِّى أُجَادُ إِلَىلِقَائِكَ (tropical:) Verily I am affected with a longing desire to meet thee: (A:) or إِنِّى لَأُجَادُ إِلَيْكَ (K, TA [in the CK, erroneously, لَاَجادُ] (tropical:) Verily I am affected with a longing desire for thee, (K, TA,) i. e., to meet thee, (TA,) and am impelled towards thee: (K:) and يُجَادُإِلَى فُلَانَةَ (tropical:) He is affected with longing desire for such a female; like as you say يَظْمَأُ. (A.) One says also, جادهُ الَهَوى (tropical:) Love affected him with longing desire, (شَاقَهُ, L, K, in the CK شاقَّهُ,) and overcame him. (K.) b5: [Also, app., جيدَ, aor. ـَ inf. n. جُوَادٌ, (as in a sense explained above,) (assumed tropical:) He became affected, or overcome, or distressed, (see مَجُودٌ,) by drowsiness, or slumber: for] جُوَادٌ is syn. with نُعَاسٌ: (L, TA:) and you say, جادهُ النُّعَاسُ (assumed tropical:) Drowsiness, or slumber, overcame him; (L;) as though sleep rained upon him. (TA.) 2 جَوَّدَ see 4: b2: and see also 1.3 جاودهُ He vied with him, or contended with him for superiority, in liberality, bounty, munificence, or generosity. (S, TA.) You say, جاودهُ

↓ فَجَادَهُ He vied with him, or contended &c., in liberality, &c., and overcame him therein. (TA.) 4 اجادهُ He made it good, goodly, approvable, or excellent; (S, A, * K;) as also أَجْوَدَهُ, (S, * K,) like as they said اطال and اطول, and احال and احول, and اطاب and اطيب, and الان and الين; (S;) and ↓ جوّدهُ, (S, * A,) inf. n. تَجْوِيدٌ. (S.) [Hence,] اجادهُ النَّقْدَ He gave him the cash, or ready money, good. (S, K.) And أَجَدْتُكَ ثَوْبًا I gave thee a garment, or piece of cloth, that was good, goodly, or excellent; or in a good state. (A, TA.) b2: He gave him a dirhem, or piece of silver. (K.) b3: أُجِيدَتِ الأَرْضُ: see 1.

A2: He, or it, slew him, or killed him. (L.) A3: اجاد, (inf. n. إِجَادَةٌ, Msb,) He said, gave utterance to, uttered, or expressed, what was good, approvable, or excellent; he said, or did, well, or excellently; أَتَى بِالجَيِّدِ (L, Msb, K) مِنْ قَوْلِ أَوْ فِعْلٍ; (Msb;) as also أَجْوَدَ; (L;) and ↓ جاد, inf. n. جَوْدَةٌ. (L.) [You say, قَالَ فَأَجَادَ He said, and said well: and فَعَلَ فَأَجَادَ He did, and did well.] And اجاد فِى

عَمَلِهِ, and اجود, He did well, or excellently, in his work. (L.) b2: Said of a horse, and اجود likewise: see 1. b3: Also He had with him a horse such as is termed جَوَاد [i. e. fleet, or swift, and excellent]: (S:) or he became possessed of such a horse; (A, K;) as also اجود. (K.) b4: أَجَادَتْ She brought forth a child, or children, of liberal, bountiful, or generous, disposition. (A.) and اجاد بِالوَلَدِ He begot the child, or children, of liberal, bountiful, or generous, disposition; (K;) and in like manner, بِهِ أَبَوَاهُ ↓ جاد [His two parents so engendered him]. (TA.) 5 تجوّد He chose what was good, goodly, approvable, or excellent, among all things. (Ham p. 299.) He affected nicety, or refinement; he was, or became, nice, exquisite, refined, or scrupulously nice and exact; or he chose what was excellent, or best, to be done; and exceeded the usual bounds; فِى صَنْعَتِهِ in his work of art, or his manufacture; syn. تَنَوَّقَ. (A, TA.) And تجوّد وَبَالَغَ فِى مَطْعَمِهِ وَمَلْبَسِهِ [He was dainty, nice, exquisite, refined, or scrupulously nice and exact; or he chose what was excellent, or best; and exceeded the usual bounds; in his food and his apparel]; (JK and K in art. نوق;) he was studious of his diet and apparel, always eating exquisite food and wearing sumptuous clothing. (TK in that art.) A2: تجوّدهُ: see 10. تَجَوَّدْتُهَا لَكَ I chose, or selected, the best, or most excellent, (↓ الأَجْوَدَ,) thereof for thee. (TA.) 6 تجاودوا They considered [or tried] which of them had the best argument, or plea, or allegation: (K, TA:) so says Aboo-Sa'eed on the authority of an Arab of the desert. (TA.) And يَتَجَاوَدُونَ الحَدِيثَ They consider, or see, [or try,] which of them will be best in narration, or talk, or discourse. (A.) b2: [Also They vied, or contended together for superiority, in liberality, bounty, munificence, or generosity.]10 استجادهُ He reckoned it, or esteemed it, good, goodly, approvable, or excellent: (S:) or he found it to be so: (K:) or he desired, or sought, that it might be so, (A, K,) and chose it, or selected it; (A;) as also ↓ تجوّدهُ. (A.) Yousay also, اِسْتَجْوَدَ رَأْيَهُ [He esteemed his judgment, or opinion, good: or found it to be so]. (TA in art. جزل.) b2: He desired, or sought, or demanded, his liberality, bounty, munificence, or generosity. (K.) b3: He desired, or sought, that he (a horse) might be such as is termed جَوَاد [i. e. fleet, or swift, and excellent]. (K.) A2: استجاد It came or happened, well. (KL.) جَوْدٌ Copious, or abundant, rain; (S, L, K;) as also ↓ جَائِدٌ: (S:) or rain that thoroughly irrigates everything: (M:) or rain that is not exceeded: (M, L, K:) accord. to some, who observe that the phrase, mentioned by Sb, أَخَذْتَنَا بِالجَوْدِوَفَوْقهَا [Thou hast assailed us with a storm of reproach or the like not to be exceeded, and with that which is above it,] is one of hyperbole and reproach. (M, L.) It is an inf. n. thus used as an epithet [and therefore applicable without variation to a fem. as to a masc. n., and to a dual and a pl. as to a sing. n.]: (L:) and is also pl. [or rather a quasi-pl. n.] of جَائِدٌ, (S, L, K,) like as صَحْبٌ is of صَاحِبٌ. (S, L.) You say مَطَرٌ جَوْدٌ [A copious, or an abundant, rain; &c.]: (L:) and سَحَابَةٌ جَوْدٌ [A cloud yielding a copious, or an abundant, rain; &c.]: (IAar, L:) and هَاجَتْ لَنَا سَمَآءٌ جَوْدٌ [A copious, or an abundant, rain, &c., became stirred up for us]: (S, K: *) and you also say, [contr. to the usage mentioned above, or as though جَوْدٌ were an epithet from جَادَ, and this originally جَوْدَ, like ضَخْمٌ from ضَخُمَ, but used as a subst.,] مَطْرَتَانِ جَوْدَانِ [Two showers of rain, copious, or abundant, &c.]. (S, K.) ↓ تَجَاوِيدُ, [app. signifying the same as جَوْدٌ used as a pl.,] occurring in the following verse of Sakhr El-Ghei, يُلَاعِبُ الرِّيحَ بِالعَصْرَيْنِ قَصْطَلُهُ وَالوَابِلُونَ وَتَهْتَانُ التَّجَاوِيدِ

[Its dust makes sport with the wind in the morning and evening, or night and day, and so do the violent showers of big drops, and the pouring of copious, or abundant, rains, &c.], (L, K, *) is a pl. having no sing.; (K;) or it may be so, like تَعَاجِيبُ and تَعَاشِيبُ and تَبَاشِيرُ; or it may be pl. of تَجْوَادٌ [an inf. n.]. (L.) You say also, امَطَرِ ↓ أَصَابَتْهُ تَجَاوِيدُ [Copious showers of rain fell upon him, or it]. (A.) b2: See also جَوَادٌ.

جَوْدَةٌ [an inf. n. of 1, (q. v.,) in two senses; as also جُودَةٌ: and an inf. n. of un., signifying] A single affection of thirst; a thirsting. (S, K.) b2: See also جُوَادٌ.

جَادِىٌّ Saffron. (S, K.) جَوَادٌ, used alike as masc. and fem., (S, K,) Liberal, bountiful, munificent, or generous: (S, * K:) or one who affects, or constrains himself, to be generous: (Msb:) or who gives without being asked, to preserve the receiver from the ignominy of asking: (MF:) or who gives what is meet to him to whom it is meet: (El-Karmánee, TA:) or who gives what is meet to him to whom it is meet, not for a compensation; so that it has a more special signification than مُحْسِنٌ: (MF:) pl. [of pauc., masc.,] أَجْوَادٌ and (of mult., TA) جُوْدٌ, (S, A, K,) like as قُذُلٌ is pl. of قَذَالٌ, but the و is made quiescent because it is an unsound letter, (S,) [in some copies of the K جُوُدٌ,] and أَجَاوِدُ, (S, K,) contr. to analogy, (TA,) or أَجَاوِيدُ, [reg., as pl. of أَجْوَادٌ,] (A,) and جُوَدَآءُ (S, K) and جُوَدَةٌ, (CK, [in some copies of the K omitted,]) or جُوْدَةٌ, or جُوُدَةٌ, [written in the latter manner in a MS. copy of the K,] with ة added to the [proper] pl. form [جُوْدٌ or جُوُدٌ], accord. to the doctrine of Sb: (TA:) جُوْدٌ is used as a fem. pl., (S, Msb,) and is like نُوْرٌ pl. of نَوَارٌ. (S.) b2: Also, applied alike to the male and the female, (S,) A courser; a fleet, or swift, and excellent, horse; (L;) a horse fleet, or swift, in running; or excellent in running, or in the motion of his legs; as also ↓ جَوْدٌ: (Bd in xxxviii. 30:) or that outstrips others: (Jel ib.:) i. q. رَائِعٌ: (S, L, K:) pl. جِيَادٌ, (S, A, Bd, L, Msb, K,) which by rule should be جِوَادٌ, like طِوَالٌ, but this latter form has not been heard from the Arabs; (L;) or جِيَادٌ is pl. of جَوْدٌ, or of جَيِّدٌ; (Bd ubi suprá;) and جَوَادٌ has also for its pl. أَجْيَادٌ, [a pl. of pauc., and irregular, or this is pl. of جَيّدٌ, and therefore, though irregularly, retains the ى substituted for و] (S, L,) and أَجْوَادٌ, [also a pl. of pauc., but agreeable with rule, or this is pl. of جَوْدٌ,] (L,) and أَجَاوِيدُ (S, L) is pl. of أَجْوَادٌ. (L.) Hence, أَقْبَلَ جَوَادًا (assumed tropical:) He came on, or advanced, like a horse that is termed جواد: and سِرْتُ إِلَيْهِ جَوَادًا (assumed tropical:) I went to him, or it, like a horse that is so termed. (Mgh in art. غذ.) You say also, عَدَا عَدْوًا جَوَادًا He ran a long run. (A, TA.) And سِرْنَا عُقْبَةً

جَوَادًا, and عُقْبَتَيْنِ جَوَادَيْنِ, and عُقَبًا جِيَادًا (S, A) and أَجْوَادًا, (A, TA,) We journeyed a long march or stage, and two long marches or stages, and long marches or stages. (S, A, TA.) جُوَادٌ [accord. to the TA inf. n. of جِيدَ, which see in two places,] (assumed tropical:) Thirst: (S, K:) or vehemence of thirst. (K.) b2: Also, [accord. to the K ↓ جَوْدَةٌ, but this is corrected in the TA,] (assumed tropical:) Drowsiness, or slumber. (TA.) جَائِدٌ: see جَوْدٌ.

جَيِّدٌ, originally of the measure فَيْعِلٌ, (S, Msb,) as the Basrees say, i. e. جَيْوِدٌ, (Msb, TA,) the و being changed into ى because of its being meksoor and preceded by ى, and the augmentative ى being then incorporated into it; (TA;) or, as the Koofees say, of the measure فَيْعَلٌ, like عَيْطَلٌ &c., because there is found no sound word of the measure فَيْعِلٌ except صَيْقِلٌ, a woman's name, and the unsound is accorded to the sound; or, as others say, of the measure فَعِيلٌ, [and so I find in one copy of the S,] originally جَوِيدٌ, the kesreh of the و being, accord. to them, suppressed because difficult of pronunciation, and the quiescent و and ى thus coming together, [the latter receives the rejected kesreh, and] the و is changed into ى and incorporated into the [augmentative] ى; (Msb;) Good, goodly, approvable, or excellent; contr. of رَدِ ىْ; (A, K;) applied to a thing, (S,) or a commodity, an article of household-goods, or the like, (A, Msb,) and a work, or performance: (TA:) pl. جِيَادٌ (S, A, Msb, K) and جِيَادَاتٌ, (K,) the latter a pl. pl., [i. e. pl. of جِيَادٌ,] (TA,) and جَيَائِدُ, (S, K,) with hemz, [and, accord. to some,] contr. to analogy. (S.) [It is also applied to a man, meaning Excellent, or egregious, in some quality; sometimes, though very rarely, in a quality that is disapproved.]

أَجْوَدُ [Better, and best; more, and most, goodly or approvable or excellent]: see 5. b2: [More, and most, liberal, bountiful, munificent, or generous. Hence,] أَجْوَدُ مِنْ حَاتِمٍ [More liberal, &c., than Hátim]: a prov. (Meyd.) b3: [More, and most, fleet, or swift, and excellent; relating to a horse. Hence,] أَجْوَدُ مِنَ الجَوَادِ المُبِرِّ [More fleet, &c., than the courser that surpasses others]: a prov. (Meyd.) تَجَاويدُ: see جَوْدٌ, in two places.

مَجُودٌ A field, or garden, rained upon: (A:) [or rained upon copiously, or abundantly.] and أَرْضٌ مَجْودَةٌ Land rained upon with a copious, or an abundant, rain. (S, L, K.) b2: (assumed tropical:) A man (S, A) affected with thirst: (S, A, K:) [or, with vehement thirst: (see جُوَادٌ:)] or at the point of death, or destruction. (K.) b3: And [hence,] (tropical:) Affected with longing desire. (L.) b4: Also (assumed tropical:) Overcome by drowsiness, or slumber: (TA:) or distressed by drowsiness, or slumber, &c. (Lh, L.) مُجِيدٌ: see مِجْوَادٌ. b2: Also A man possessing a horse such as is termed جَوَادِ [i. e. fleet, or swift, and excellent]: pl. مَجَاوِيدُ [by rule pl. of مِجْوَادٌ, q. v.]. (A, TA.) b3: حَتْفٌ مُجِيدٌ (tropical:) Present death. (K, TA.) مِجْوَادٌ One who says, utters, or expresses, or who does, (K, TA,) much, or often, (TA,) what is good, goodly, approvable, or excellent; (K, TA;) as also ↓ مُجِيدٌ: (TA:) [or rather the latter is a simple, not an intensive, epithet:] the former is applied to a poet, (S, A, K,) as syn. with the latter, (K,) or as meaning who says, or utters, much, or often, what is good, or excellent: (S:) and both are applied to a workman, or an artificer: pl. of the former مَجَاوِيدُ. (A.)

غلب

غلب: غَلَبه يَغْلِـبُه غَلْباً وغَلَباً، وهي أَفْصَحُ، وغَلَبةً

ومَغْلَباً ومَغْلَبةً؛ قال أَبو الـمُثَلَّمِ:

رَبَّاءُ مَرْقَبةٍ، مَنَّاعُ مَغْلَبةٍ، * رَكَّابُ سَلْهبةٍ، قَطَّاعُ أَقْرانِ

وغُلُبَّـى وغِلِـبَّـى، عن كراع. وغُلُبَّةً وغَلُبَّةً، الأَخيرةُ عن

اللحياني: قَهَره. والغُلُبَّة، بالضم وتشديد الباءِ: الغَلَبةُ؛ قال

الـمَرَّار:

أَخَذْتُ بنَجْدٍ ما أَخَذْتُ غُلُبَّةً، * وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَويلُ

ورجل غُلُبَّة أَي يَغْلِبُ سَريعاً، عن الأَصمعي. وقالوا: أَتَذْكر

أَيامَ الغُلُبَّةِ، والغُلُبَّـى، والغِلِـبَّى أَي أَيامَ الغَلَبة وأَيامَ من عَزَّ بَزَّ. وقالوا: لمنِ الغَلَبُ والغَلَبةُ؟ ولم يقولوا: لِـمَنِ الغَلْبُ؟ وفي التنزيل العزيز: وهم من بَعْدِ غَلَبِهم سَيَغْلِـبُون؛ وهو من مصادر المضموم العين، مثل الطَّلَب. قال الفراءُ: وهذا يُحْتَمَلُ أَن يكونَ غَلَبةً، فحذفت الهاءُ عند الإِضافة، كما قال الفَضْلُ بن العباس بن عُتْبة اللِّهْبـيّ:

إِنَّ الخَلِـيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا، * وأَخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الذي وَعَدُوا

أَراد عِدَةَ الأَمر، فحذف الهاءَ عند الإِضافة. وفي حديث ابن مسعود: ما اجْتَمَعَ حلالٌ وحرامٌ إِلا غَلَبَ الـحَرامُ الـحَلالَ أَي إِذا

امْتَزَجَ الحرامُ بالـحَلال، وتَعَذَّرَ تَمْييزهما كالماءِ والخمر ونحو ذلك، صار الجميع حراماً. وفي الحديث: إِنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبي؛ هو إِشارة إِلى سعة الرحمة وشمولها الخَلْقَ، كما يُقال: غَلَبَ على فلان الكَرَمُ أَي هو أَكثر خصاله. وإِلا فرحمةُ اللّه وغَضَبُه صفتانِ راجعتان إِلى إِرادته، للثواب والعِقاب، وصفاتُه لا تُوصَفُ بغَلَبَةِ إِحداهما الأُخرى، وإِنما على سبيل المجاز للمبالغة. ورجل غالِبٌ مِن قوم غَلَبةٍ، وغلاَّب من قوم غَلاَّبينَ، ولا يُكَسَّر. ورجل غُلُبَّة وغَلُبَّة: غالِبٌ، كثير الغَلَبة، وقال اللحياني: شديد الغَلَبة. وقال: لَتَجِدَنَّه غُلُبَّة عن قليل، وغَلُبَّةَ أَي

غَلاَّباً.والـمُغَلَّبُ: الـمَغْلُوبُ مِراراً. والـمُغَلَّبُ من الشعراءِ:

المحكوم له بالغلبة على قِرْنه، كأَنه غَلَب عليه. وفي الحديث: أَهلُ الجنةِ الضُّعَفاءُ الـمُغَلَّبُونَ. الـمُغَلَّبُ: الذي يُغْلَبُ كثيراً. وشاعر مُغَلَّبٌ أَي كثيراً ما يُغْلَبُ؛ والـمُغَلَّبُ أَيضاً: الذي يُحْكَمُ

له بالغَلَبة، والمراد الأَوَّل. وغُلِّبَ الرجلُ، فهو غالِبٌ: غَلَبَ، وهو من الأَضداد. وغُلِّبَ على صاحبه: حُكِمَ له عليه بالغلَبة؛ قال امرؤُ القيس:

وإِنَّكَ لم يَفْخَرْ عليكَ كفاخِرٍ * ضَعِـيفٍ؛ ولم يَغْلِـبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ

وقد غالبَه مُغالبة وغِلاباً؛ والغِلابُ: الـمُغالَبة؛ وأَنشد بيت كعب

بن مالك:

هَمَّتْ سَخِـينَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها، * ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ

والـمَغْلبة: الغَلَبة؛ قالت هِنْدُ بنتُ عُتْبة تَرْثي أَباها:

يَدْفَعُ يومَ الـمَغْلَبَتْ، * يُطْعِمُ يومَ الـمَسْغَبَتْ

وتَغَلَّبَ على بلد كذا: استولى عليه قَهْراً، وغَلَّبْتُه أَنا عليه تَغْليباً. محمدُ بنُ سَلاَّمٍ: إِذا قالت العرب: شاعر مُغَلَّبٌ، فهو مغلوب؛ وإِذا قالوا: غُلِّبَ فلانٌ، فهو غالب. ويقال: غُلَّبَتْ ليْلى الأَخْيَليَّة على نابِغة بني جَعْدَة، لأَنها غَلَبَتْه، وكان الجَعْدِيُّ مُغَلَّباً.

وبعير غُلالِبٌ: يَغْلِبُ الإِبل بسَيْرِه، عن اللحياني. واسْتَغْلَبَ

عليه الضحكُ: اشتدَّ، كاسْتَغْرَبَ. والغَلَبُ: غِلَظُ العُنق وعِظَمُها؛

وقيل غِلَظُها مع قِصَرٍ فيها؛ وقيل: مع مَيَلٍ يكون ذلك من داءٍ أَو

غيره. غَلِبَ غَلَباً، وهو أَغْلَبُ: غليظُ الرَّقَبة. وحكى اللحياني: ما كان أَغْلَبَ، ولقد غَلِبَ غَلَباً، يَذْهَبُ إِلى الانتقال عما كان عليه.

قال: وقد يُوصَفُ بذلك العُنُق نفسه، فيقال: عُنُق أَغْلَبُ، كما يقال: عُنقٌ أَجْيَدُ وأَوْقَصُ. وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: بِـيضٌ مَرازبةٌ غُلْبٌ جَحاجحة؛ هي جمع أَغْلَب، وهو الغليظ الرَّقَبة، وهم يَصِفُون أَبداً السادةَ بغِلَظِ الرَّقبة وطُولِها؛ والأُنثى: غَلْباءُ؛ وفي قصيد كعب: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرَةٌ. وقد يُسْتَعْمَل ذلك في غير الحيوان، كقولهم: حَديقةٌ غَلْباءُ أَي عظيمةٌ مُتكاثفة مُلْتفَّة. وفي التنزيل العزيز: وحَدائِقَ غُلْباً. وقال الراجز:

أَعْطَيْت فيها طائِعاً، أَوكارِها،

حَديقةً غَلْباءَ في جِدارِها

الأَزهري: الأَغْلَبُ الغَلِـيظُ القَصَرَةِ. وأَسَدٌ أَغْلَبُ وغُلُبٌّ: غَلِـيظُ الرَّقَبة. وهَضْبةٌ غَلْباءُ: عَظِـيمةٌ مُشْرِفة. وعِزَّةٌ غَلْباءُ كذلك، على المثل؛ وقال الشاعر:

وقَبْلَكَ ما اغْلَولَبَتْ تَغْلِبٌ، * بغَلْباءَ تَغْلِبُ مُغْلَولِـبينا

يعني بِعِزَّة غَلْباءَ. وقَبيلة غَلْباءُ، عن اللحياني: عَزيزةٌ ممتنعةٌ؛ وقد غَلِبَتْ غَلَباً.

واغْلَولَبَ النَّبْتُ: بَلَغَ كلَّ مَبْلَغٍ والتَفَّ، وخَصَّ اللحيانيُّ به العُشْبَ. واغْلَوْلَبَ العُشْبُ، واغْلَولَبَتِ الأَرضُ إِذا التَفَّ عُشْبُها. واغْلَولَبَ القومُ إِذا كَثُرُوا، من اغْلِـيلابِ العُشْبِ. وحَديقَةٌ مُغْلَوْلِـبَة: ملْتفّة. الأَخفش: في قوله عز وجل: وحدائقَ غُلْباً؛ قال: شجرة غَلْباءُ إِذا كانت غليظة؛ وقال امرؤُ القيس:

وشَبَّهْتُهُمْ في الآلِ، لـمَّا تَحَمَّلُوا، * حَدائِقَ غُلْباً، أَو سَفِـيناً مُقَيَّرا

والأَغْلَبُ العِجْليُّ: أَحَدُ الرُّجَّاز.

وتَغْلِبُ: أَبو قبيلة، وهو تَغْلِبُ بنُ وائل بن قاسط بنِ هِنْبِ بنِ

أَفْصَى بن دُعْمِـيِّ بن جَديلَةَ ابن أَسَدِ بن ربيعةَ بن نِزار بن

مَعَدِّ بن عَدْنانَ. وقولهم: تَغْلِبُ بنتُ وائِل، إِنما يَذْهَبُون

بالتأْنيث إِلى القبيلة، كما قالوا تميمُ بنتُ مُرٍّ. قال الوليد بن عُقْبة،

وكان وَليَ صَدَقات بني تَغْلِبَ:

إِذا ما شَدَدْتُ الرأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ، * فَغَيَّكِ عَنِّي، تَغْلِبَ ابنةَ وائِل

وقال الفرزدق:

لولا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنةِ وائِلٍ، * ورَدَ العَدُوُّ عليك كلَّ مَكانِ

وكانت تَغْلِبُ تُسَمَّى الغَلْباءَ؛ قال الشاعر:

وأَوْرَثَني بَنُو الغَلْباءِ مَجْداً * حَديثاً، بعدَ مَجْدِهِمُ القَديمِ

والنسبة إليها: تَغْلَبـيٌّ، بفتح اللام، اسْتِـيحاشاً لتَوالي الكسرتين

مع ياءِ النسب، وربما قالوه بالكسر، لأَن فيه حرفين غير مكسورين، وفارق النسبة إِلى نَمِر. وبنو الغَلْباءِ: حَيٌّ؛ وأَنشد البيت أَيضاً:

وأَوْرَثَني بنُو الغَلْباءِ مَجْداً

وغالِبٌ وغَلاَّبٌ وغُلَيْبٌ: أَسماءٌ. وغَلابِ، مثل قَطامِ: اسم

امرأَة؛ مِن العرب مَنْ يَبْنِـيه على الكسرِ، ومنهم من يُجْريه مُجْرى زَيْنَبَ.

وغالِبٌ: موضعُ نَخْلٍ دون مِصْرَ، حَماها اللّه، عز وجل، قال كثير عزة:

يَجُوزُ بِـيَ الأَصْرامَ أَصْرامَ غالِبٍ، * أَقُولُ إِذا ما قِـيلَ أَيْنَ تُريدُ:

أُريدُ أَبا بكرٍ، ولَوْ حالَ، دُونَه، * أَماعِزُ تَغْتالُ الـمَطِـيَّ، وَبِـيدُ

والـمُغْلَنْبـي: الذي يَغْلِـبُكَ ويَعْلُوكَ.

غلب: {غلبا}: غلاظ الأعناق، واحدها أغلب.
(غلب) غلبا غلظ عُنُقه والحديقة تكاثفت أشجارها والتفت فَهُوَ أغلب وَهِي غلباء (ج) غلب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَحَدَائِق غلبا} 
(غلب) على الشَّيْء أَخذ مِنْهُ قهرا
غ ل ب

بينهما غلابٌ أي مغالبة، وتغالبوا على البلد. وغلبته على الشيء: أخذته منه، وهو مغلوب عليه، وأيغلب أحدكم أن يصاحب الناس معروفاً بمعنى أيعجز. وهو رجل حرّ وقد أبى أفنغلبه على نفسه: أفنكرهه. وشاعر مغلّب: غلب كثيراً أو غلّب فهو ذم ومدح. قال امرؤ القيس:

فإنك لم يفخر عليك كعاجز ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب

ومن المجاز: هضبة غلباء، وعزّة غلباء.

واغلولب العشب، " وحدائق غلباً ".
غلب
غَلَبَ يَغْلِبُ غَلَبَةً وغَلَباً. والغِلابُ: النزَاعُ. واللهُ الغَلابُ.
وأسَد أغْلَبُ، والفِعْلُ غَلِبَ يَغْلَبُ غَلَباً -. والغلب: داءٌ.
وهَضْبَة غَلْبَاءُ. وعِزَّةٌ غَلْبَاءُ. وكانتْ تُسَمى تَغْلِبُ: الغَلْباءَ.
والغُلُبَى: الغالِبُ. ورَجُلٌ غُلُبةٌ: يَغْلِبُ سَرِيعاً. والغَلاَبِيَةُ: الغَلَبَةُ. والغُلْبَةُ: المغالَبَةُ..
واغْلَوْلَبَ العُشْبُ في الأرض: إذا بَلَغَ كُل مَبْلَغٍ. والنسبةُ إلى تَغْلِبَ: بالكَسْر والفَتْح.
وبَعِيْرٌ غُلاب: الذي يَغْلِبُ بسَيْرِه. وقيل في قول الراجِزِ: يا لَيْتَ دَيْنَ غِلْبَتي قد حَلا أتى وَقْتي الذي أغْلِب فيه الناسَ. وغَلابِ: اسْمُ امْرأةٍ.
غ ل ب : غَلَبَهُ غَلْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالِاسْمُ الْغَلَبُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْغَلَبَةُ أَيْضًا وَبِمُضَارِعِ الْخِطَابِ سُمِّيَ وَمِنْهُ بَنُو تَغْلِبَ وَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ طَلَبَهُمْ عُمَرُ بِالْجِزْيَةِ فَأَبَوْا أَنْ يُعْطُوهَا بِاسْمِ الْجِزْيَةِ وَصَالَحُوا عَلَى اسْمِ الصَّدَقَةِ مُضَاعَفَةً وَيُرْوَى أَنَّهُ قَالَ هَاتُوهَا وَسَمُّوهَا مَا شِئْتُمْ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ تَغْلِبِيُّ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُ لِلتَّخْفِيفِ اسْتِثْقَالًا لِتَوَالِي كَسْرَتَيْنِ مَعَ يَاءِ النَّسَبِ وَغَالَبْتُهُ مُغَالَبَةً وَغِلَابًا. 
(غ ل ب) : (غُلِبَ) فُلَانٌ عَلَى الشَّيْءِ إذَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْغَلَبَةِ قَالَ
فَكُنْت كَمَغْلُوبٍ عَلَى نَصْلِ سَيْفِهِ
وَقَدْ جَرَّ فِيهِ نَصْلُ حَرَّانَ ثَائِرِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» وَهُوَ حَثٌّ عَلَى أَنْ يَجْتَهِدُوا فِي أَدَائِهِمَا حَتَّى لَا يَفُوتهُمْ ذَلِكَ فَيَفُوزُ بِهِ غَيْرُهُمْ (وَبَنُو تَغْلِب) قَوْمٌ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ طَالَبَهُمْ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالْجِزْيَةِ فَأَبَوْا فَصُولِحُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوا الصَّدَقَةَ مُضَاعَفَةً فَرَفَضُوا فَقِيلَ الْمُصَالِحُ كَرْدُوسٌ التَّغْلِبِيُّ وَقِيلَ ابْنُهُ دَاوُد هَكَذَا فِي كِتَابِ الْأَمْوَالِ لِأَبِي عُبَيْدٍ وَهُوَ أَقْرَبُ وَقِيلَ زُرْعَةُ بْنُ النُّعْمَانَ أَوْ النُّعْمَانُ بْنُ زُرْعَةَ.
غ ل ب: (غَلَبَ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (غَلَبَةً) وَ (غَلَبًا) أَيْضًا بِفَتْحِ اللَّامِ فِيهِمَا. وَ (غَالَبَهُ مُغَالَبَةً) وَ (غِلَابًا) بِالْكَسْرِ. وَ (تَغَلَّبَ) عَلَى الْبَلَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ قَهْرًا. وَ (الْغَلَّابُ) بِالتَّشْدِيدِ الْكَثِيرُ الْغَلَبَةِ. وَ (الْمُغَلَّبُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِهَا (الْمَغْلُوبُ) مِرَارًا. وَ (تَغْلِبُ) بِكَسْرِ اللَّامِ أَبُو قَبِيلَةٍ. وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (تَغْلَبِيُّ) بِفَتْحِ اللَّامِ اسْتِيحَاشًا لِتَوَالِي الْكَسْرَتَيْنِ مَعَ يَاءِ النَّسَبِ. وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِالْكَسْرِ لِأَنَّ فِيهِ حَرْفَيْنِ غَيْرَ مَكْسُورَيْنِ فَفَارَقَ النِّسْبَةَ إِلَى نَمِرٍ. قُلْتُ: يَعْنِي أَنَّ فِي نَمِرٍ حَرْفًا وَاحِدًا غَيْرَ مَكْسُورٍ فَلَمْ يَنْسُبُوا إِلَيْهِ بِالْكَسْرِ بَلْ بِالْفَتْحِ فَقَطْ. قَالَ: وَحَدِيقَةٌ (غَلْبَاءُ) بِوَزْنِ حَمْرَاءَ أَيْ مُلْتَفَّةٌ وَ (حَدَائِقُ) غُلْبٌ. وَ (الْغَلُبَّةُ) وَ (الْغُلُبَّةُ) الْقَهْرُ. 
(غلب) - قَولُه سُبحانَه وتَعالَى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}
قيل: إنَّ الأنبياءَ والأَولياءَ كَيفَما دار بهم الأَمرُ فهم المَنْصُورُون؛ لأنَّهم إن نُكِبوا فلهم الدرجاتُ في الجَنَّة، وإن ظَفِروا فلهم الثَّوابُ والغَنِيمة.
ومنه قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بنَا إلَّا إِحدَى الحُسْنَيَيْنِ}
ولهذا قال بَعضُهم: هم الأَكْثَرون وإن قَلُّوا، والأَعزُّون وإن ذَلُّوا، والمَنْصُورُون وإن فَلُّوا.
وقيل: مَنْ كان عاقِبَتُه الجَنَّة فهو المَنْصور كَيفَما دَارَت به الأُمورُ . وقيل: أرادَ به الحُجَّةَ والغَلبَة والنُّصرة، وإنَّ حُجَّةَ الإسلامِ أَعْلَى الحُجَج، ولن يأتيَ أَحدٌ بشُبْهة يَعجزُ أَهلُ الحَقِّ عن رَدِّهَا.
- في الحديث: "أهل الجَنَّة الضُّعفاء المُغَلَّبون"
المُغَلَّبُ: الذي يُغْلَب كَثيرًا، وقد يكون الذي يُحْكَم له بالغَلَبة: أي لا يَزالُ يُغْلَبُ. - في حديث إبْراهِيمَ: "يَجُوزُ التَّغَلُّب"
: أي طَلَبُ الغَلَبة، وأن يُغالِطَ صاحِبَه حتى يَغلِب في الحِسابِ.

غلب


غَلَبَ(n. ac. غَلْب
غَلَب
غَلَبَة
مَغْلَب
مَغْلَبَة
غُِلُِبَّة غُِلُِبَّى غِلِبَّآء )
a. [acc.
or
'Ala], Overcame, vanquished, conquered; overpowered
mastered, prevailed over; baffled, foiled; exceeded, surpassed.
b. [acc. & 'Ala], Took from, deprived of.
غَلِبَ(n. ac. غَلَب)
a. Was thick-necked.

غَلَّبَ
a. [acc. & 'Ala], Rendered victorious, made to prevail over.
b. Adjudged the victory to, declared victor.

غَاْلَبَa. Strove, contended with, tried to overcome.

تَغَلَّبَ
a. ['Ala], Got possession of, took, captured; conquered
subjugated, subdued ( country & c. ).

تَغَاْلَبَa. Contended, vied.

إِنْغَلَبَ
a. [ coll. ], Was over come
vanquished, conquered.
غَلَبَةa. Victory; supremacy; ascendancy; the upper hand
mastery; predominancy, superiority.

غُلَبَة
غُلُبَّة
غُلُبَّىa. see 28
أَغْلَبُa. More powerful.
b. More frequent; more probable.
c. (pl.
غُلْب), Thick-necked.
مَغْلَبَةa. Place of victory.
b. Victory.

غَاْلِب
(pl.
غَلَبَة)
a. see 28b. The most, the majority, the generality, the most
part.

غَاْلِبَة
(pl.
غَوَاْلِبُ)
a. fem. of
غَاْلِب
غَلَّاْب
( pl.
reg. )
a. Victorious; victor, conqueror, vanquisher.

غَوَاْلِبُa. Insuperable, invincible obstacles.

غَلْبَآءُa. fem. of
أَغْلَبُ
(c).
b. Great, mighty, powerful (tribe).
c. Luxuriant garden; grove.

N. P.
غَلڤبَa. Overcome, subdued.

N. P.
غَلَّبَa. see N. P.
I
غَلِبًا
فِى الغَالِب
فِى الاَغْلَب
a. Mostly, for the most part, generally.
b. Most probably.

كَثِيْرُ الغَلَبَة
a. [ coll. ], Meddler, busy-body.
غلب
الغَلَبَةُ القهر يقال: غَلَبْتُهُ غَلْباً وغَلَبَةً وغَلَباً ، فأنا غَالِبٌ. قال تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ
[الروم/ 1- 2- 3] ، كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
[البقرة/ 249] ، يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ
، [الأنفال/ 65] ، يَغْلِبُوا أَلْفاً [الأنفال/ 65] ، لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي
[المجادلة/ 21] ، لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ
[الأنفال/ 48] ، إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ
[الأعراف/ 113] ، إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ
[الشعراء/ 44] ، فَغُلِبُوا هُنالِكَ
[الأعراف/ 119] ، أَفَهُمُ الْغالِبُونَ
[الأنبياء/ 44] ، سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ
[آل عمران/ 12] ، ثُمَّ يُغْلَبُونَ
[الأنفال/ 36] ، وغَلَبَ عليه كذا أي: استولى.
غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا
[المؤمنون/ 106] ، قيل: وأصل غَلَبَتْ أن تناول وتصيب غَلَبَ رقبته، والْأَغْلَبُ: الغليظ الرّقبة، يقال: رجل أَغْلَبُ، وامرأة غَلْبَاءُ، وهضبة غَلْبَاءُ، كقولك: هضبة عنقاء ورقباء، أي: عظيمة العنق والرّقبة، والجمع: غُلْبٌ، قال وَحَدائِقَ غُلْباً
[عبس/ 30] .
باب الغين واللام والباء معهما غ ل ب، ب ل غ، ب غ ل، ل غ ب مستعملات

غلب: غَلَبَ يغلِبُ غَلَباً وغَلَبةً. والغِلابُ: النَّزاعُ. والمُغَلَّبُ: الذي يَغلِبُه أقرانه فيما يمارس. والمُغَلَّبُ قد يكون المفضل على غيره. والأَغْلَبُ: الغليظ الشديد القصرة، واسد أَغْلَبُ. وقد غَلِبَ غَلَباً، يكون من داء أَيضاً. وهضبة غَلَباءُ، وعِزَّةٌ غَلْباءُ، وتَغِلْبُ كانَتْ تسمى الغَلْباءَ. واغلَوْلَبَ العُشْبُ [في] الأرض إذا بَلَغَ كُلَّ مَبَلَغ

لغب: لَغَبَ يلغُبُ لُغُوباً، ولَغِبَ، وهو شِدَّة الاعياء. واللُّغابُ من الريش: البَطْنُ، الواحدة بالهاء. واللُّغابُ: ريش السهم إذا لم يعتدل، والمعتدل لؤام، قال:

بسهم لم يكن يكسى لُغاما

بغل: البَغْلةُ والبَغْلُ معروفان. والبَغلُ بَغْلُ وهو لذلك أهل . والتَّبْغيلُ: مشية الإبل في سعةٍ.

بلغ: رجُلٌ بَلْغٌ: بَليغٌ، وقد بَلُغَ بلاغةً. وبَلَغَ الشيءُ يبلُغُ بُلُوغاً، وأَبْلَغْتُه إبلاغاً. وبلَّغْتُه تبليغاً في الرسالةِ ونحوها. وفي كذا بَلاغٌ وتَبَليغٌ أي كفاية. وشيء بالغٌ أي جيد. والمُبالَغَةُ: أن تَبْلُغَ من العمل جهدك. قال الضرير: سمعت أبا عمرو يقول: البَلْغُ ما يبلُغُكَ من الخَبَر الذي لا يعجبك، القول: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ أي اللهم نَسْمَعُ بمثل هذا فلا تنزله بنا 
[غلب] غَلَبَهُ غَلَبَةً وغَلْباً، وغَلَباً أيضاً. قال الله تعالى: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) ، وهو من مصادر المفتوح العين مثل الطلب. قال الفراء: هذا يحتمل أن يكون غلبة فحذفت الهاء عند الاضافة، كما قال الشاعر : إن الخليط أجدوا البين فانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذى وعدوا أراد عدة الامر، فحذف الهاء عند الاضافة. وغالبه مغالبة وغلابا. وغلاب، مثل قطام: اسم امرأة. وتغلب على بلد كذا: استولى عليه قهراً. وغَلَّبته أنا عليه تغليباً. والغلاّب: الكثير الغَلَبَة. والمغلَّب: المغلوب مراراً. والمغلَّب أيضا من الشعراء: المحكوم له بالغَلَبَة على قِرْنِهِ، كأنَّه غُلِّب عليه، وهو من الاضداد. وتغلب: أبو قبيلة، وهو تغلب بن وائل بن فاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وقولهم تغلب بنت وائل، إنما يذهبون بالتأنيث إلى القبيلة، كما قالوا تميم بنت مر. قال الوليد بن عقبة - وكان ولى صدقات بنى تغلب: إذا ما شددت الرأس منى بمشوذ * فغيك عنى تغلب ابنة وائل وقال الفرزدق: لولا فوارس تغلب ابنة وائل * ورد العدو عليك كل مكان وكانت تغلب تسمى الغلباء. قال الشاعر: وأورثني بنو الغلباء مجدا * حديثا بعد مجدهم القديم والنسبة إليها تغلبى بفتح اللام، استيحاشا لتوالى الكسرتين مع ياءى النسب. وربما قالوه بالكسره، لان فيه حرفين غير مكسورين، وفارق النسبة إلى نمر. وتقول: رجلٌ أغْلَبُ بيِّن الغَلَبِ، إذا كان غليظ الرقبة. وهضبةٌ غَلْباء، وعزة غلباء. والاغلب العجلى: أحد الرجاز. وحديقة غلباء: ملتفة، وحدائقُ غُلْبٌ. واغْلَوْلَبَ العشبُ: بلغ والتفّ. والغُلَبَّة بالضم وتشديد الباء: الغلبة. قال المرار: أخذت بنجد ما أخذتُ غُلُبّةً * وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أشمُّ طويلُ ورجل غُلَبَّةٌ أيضا، أي يغلب سريعا. عن الاصمعي.
[غلب] أهل الجنة الضعفاء "المغلبون"، المغلب من يغلب كثيرًا، وشاعر مغلب- أي كثيرًا ما يغلب، والمغلب أيضًا من يحكم له بالغلبة، والمراد الأول. وفيه: ما اجتمع حلال وحرام إلا "غلب" الحرام الحلال، أي إذا امتزج الحرام به وتعذر تمييزها كالماء والخمر ونحوه صار الجميع حرامًا. وح: إن رحمتي "تغلب" غضبي، هو إشارة إلى سعة الرحمة وشمولها الخلق وإلا فهما صفتان راجعتان إلى إرادة الثواب والعقاب، وهي لا توصف بغلبة إحداهما الأخرى. ك: "غلبت" رحمتي غضبي، لأن من غضب عليه لم يخيبه في الدنيا من رحمته، وقيل: ولا في الأخرى، أو في أن يخلق عذاب أهل النار بحيث يكون ما فيهم من العذاب بالنسبة إليه رحمة لهم. نه: وفيه: بيض مرازبة "غلب" جحاجحة، هي جمع أغلب،الإبل أي يحلبون في العتمة، أي بعد غيبوبة الشفق. وح: من طلب القضاء حتى يناله ثم "غلب" عدله حوره، حتى غاية الطلب للتدرج فيدل على مبالغة في الطلب، ومثله موكول إلى نفسه فلا يسدده ملك فكيف يغلب عدله؟ ويجاب بأنه يمكن مثله في الصحابة وبعض التابعين، والمراد بغلبة أحدهما منعه عن الآخر لا زيادته عليه فإنه باطل. غ: "قال الذين "غلبوا" على أمرهم" أي الرؤساء.
الْغَيْن وَاللَّام وَالْبَاء

غَلبه يَغْلِبه غَلْباً وغَلَباً، وَهِي افصح، وغَلَبة، ومَغْلباً، ومَغْلَبة، قَالَ أَبُو المثلَّم:

ريّاءُ مَرْقبةٍ مَنّاعُ مَغْلَبة رَكّاب سَلْهبة قَطاع أَقْرَان

وغُلُبَّى، وغِلبَّى، عَن كرَاع، وغُلُبَّة، وغَلْبَّة، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: قهره.

وَقَالُوا: أَتَذكر أَيَّام الغُلُبَّة، والغُلُبَّى، والغِلبَّى؟ أَي: أَيَّام الغَلبة، وَلم يَقُولُوا: لمن الغَلَبُ، والغَلَبة، وَلم يَقُولُوا: لمن الغَلْبُ.

وَرجل غَالب، من قوم غَلَبة، وغَلاّب، من قوم غلاّبين، وَلَا يكسر.

وَرجل غُلْبة، وغَلُبّة: كثير الْغَلَبَة.

وَقَالَ اللَّحياني: شَدِيد الْغَلَبَة. وَقَالَ: لَتجدنّه غُلُبَة عَن قَلِيل، وغُلُبَّة، أَي: غلاَّبا.

وغُلِّب الرجلُ: غَلَب.

وغُلِّب على صَاحبه: حكم لَهُ عَلَيْهِ بالغَلبة، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وَإنَّك لم يفخر عَلَيْك كفاخرٍ ضَعِيف وَلم يَغلِبك مثلُ مُغَلَّبِ

وَقد غالبه مغَالبة وغلابا.

والمَغْلبة: الغَلَبة، قَالَت هندُ بنتُ عتبَة ترثي اباها:

يَدفع يَوْم المَغْلَبَتْ يُطعم يَوْم المَسْغَبَتْ

وبعير غُلالب: يغلب الْإِبِل بسيره، عَن اللحياني.

واستغلب عَلَيْهِ الضحك: اشْتَدَّ، كاستغرب.

والغلب: غلظ العنف وعِظَمها.

وَقيل: غلظها مَعَ قِصَرٍ فِيهَا.

وَقيل: مَعَ ميل، يكون ذَلِك من داءٍ أَو غَيره.

غَلِب غَلَباً، وَهُوَ اغلب.

وَحكى اللحياني: مَا كَانَ اغلَب، وَقد غَلب غلبا، يذهب إِلَى الِانْتِقَال عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ.

وَقَالَ يُوصف بذلك العُنق نَفسه، فَيُقَال: عُنق اغلب، كَمَا قَالُوا: عُنق أجيد، وأوقص.

وَقد يُستعمل ذَلِك فِي غير الْحَيَوَان، كَقَوْلِهِم: حديقة غلباء، أَي: عَظِيمَة متكاثفة، وَفِي التَّنْزِيل: (وحَدائق غُلْبا) ، قَالَ الراجز:

أَعْطَيْت فِيهَا طَائِعا أَو كارهاَ حديقةً غلباء فِي جِدارها

وَأسد أغلب، وغُلُبُّ: غَلِيظَة الرَّقَبَة. وهَضبة غلباء: عَظِيمَة مشرفة.

وعزّة غَلْباء، كَذَلِك، على الْمثل.

وقبيلة غلباء، عَن اللَّحياني: عزيزة ممتنعة.

وَقد غَلِبت غَلَباً.

واغلَولب النبت: بلغ كل مبلغ.

وَخص اللِّحياني بِهِ العُشْب.

وحديقة مُغْلولبة: ملتفة.

وتَغِلب: قَبيلَة.

وَبَنُو الغلباء: حَيّ، قَالَ:

واورثني بَنو الغلباء مَجْداً حَدِيثا بعد مَجدهِم الْقَدِيم

وغالب، وغَلاب، وغُليب، أَسمَاء.

وغَلاب: اسْم امْرَأَة من الْعَرَب، من الْعَرَب، مِنْهُم من يُبينهُ على الْكسر، وَمِنْهُم من يُجِريه مجْرى " زَيْنَب ".

وغالب: مَوضِع نخل دون مصر، قَالَ كثير عزة:

يجوز بِي الأصرام أصرام غَالب أَقُول إِذا مَا قيل أَيْن تُريد

أُرِيد أَبَا بكر وَلَو حَال دونه أما عُز تغتال المطِيّ وبيد

والمُغْلَنْبي، الَّذِي يغْلِبك ويَعْلوك.
غلب: غلب، يقلل غَلَبَ عِنْدَكَ: بتقدير الظَّن والرأَيُ أو ما أشبهها. أي أنت تظن وتحسب وتتصور، ففي طرائف دي ساسي (1: 172): وقد غلب عندكم أننا كفرة.
غلب: لاحظ قولهم: غلبتني عيني بالدموع فبكيتُ. (رياض النفوس ص85 و).
غلب، غَلَبَه الضَّحِكُ، وغُلِبَ ضَحِكاً: قهقه. اشتد ضحكه، (رسالة إلى فليشر ص177) انظر: استغلب في معجم لين.
غلب على: ساد أكثر وأقوى، يقال مثلاً: يغلب عليه البياض أي أن البياض كان أكثر فيه. (بوشر).
غلب فلاناً وعلى فلان: قهره. وأجبره على (مباحث 1 ملحق ص45، 2رقم 3).
غلب امرأة على نفسها، وغلب امرأة أيضاً: اغتصبها، اعتدى على عفافها، هتك سترها (معجم أبي الفدا).
غلب: خدع، خاتل، غرَّر: غلبوك أي خدعوك وختلوك. (بوشر).
غُلِب من: تألَّم من، أَحسَّ بألم من. (بوشر) غَلَّب (بالتشديد): غلَّبه وغلّبه على: فضلّه على غيره. (ألف ليلة 1: 618).
غَلَّب: خيَّب، أخلف الظنّ، ثبّط همته، انتزع منه وسائل النجاح، أساء إليه، أربكه، أقام في وجهه العقبات، عرقل أعماله (بوشر) يغلَب: مزعج مضايق، متعب، مكدر (بوشر).
غالَب. من جهة المغالبة: بمقتضى حق الأقوى (حيّان ص10 ق).
غالب فلاناً وعليه: انتزع منه شيئاً وسلبه منه (معجم البلاذري).
تغلَب على: استولى على قهراً، وصاحب الاكتفا يعدى هذا الفعل بنفسه بدل تعديته بعلي وفي عبّاد (2: 163ق): وتغلَّب حصونَها.
تغلَّب: حاول الإساءة إلى شخص وإلحاق الضرر به. ويقال بهذا المعنى: تغلّب على فلان (دي ساسي طرائف 2: 23) وتغلب في فلان. (ألف ليلة 1: 90).
انغلب: غُلِب، انهزم (فوك، أساطير. لقمان طبعة شيير ص35).
انغلب في حمله (ألف ليلة برسل 4: 347): يظهر أن معناه: غلب، قهر، استولى على (فوك، أماري ص534).
استُغْلِبَ عليه: بَزَّه غيره وتفوق عليه. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص65 ق): وهو كاتب مُجيد ورجل مَجيد إلا أن بسبب توحَّشه عن الناس بنفسه استغلب عليه فاستولى عليه بذلك الخمول والقعود.
غَلْبَة: تفوّق، رجحان، امتياز في السلطة (بوشر).
غُلْبَة: كثرة، وفرة. (رولاند).
غَلَبَة: أن يكون أصل اللفظ في الأصل عاماً ثم يصير بكثرة الاستعمال في أحدها أشهر بحيث لا نحتاج ذلك الشيء بخلاف ما كان واقعاً عليه. مثل خليل الرحمن لإبراهيم (بوشر) والبيت للكعبة، والكتاب للقرآن، والرحمن لله تعالى، والأسود للحيَّة. (محيط المحيط).
غلبة: لاحظ أن بوشر لا يذكر ضبط هذه الكلمة ولا الكلمات التي تليها. ففيه: غلبة خلق: جمهرة من الناس، غوغاء. وفي رحلة ابن جبير (ص141): غلبات العوام. وفي ألف ليلة (برسل 6: 339): فسأل ما هذا الجموع والغلبة الذي قد اجتمعوا هاهنا.
غلبة: ضجَّة، صخب، ضوضاء (معجم أبي الفداء).
غلبة: هذر، ثرثرة، بقبقة، كلام فارغ، هُراء، تحذلق. (بوشر).
كثير غلبة: ثرثار، مهذار؛ فضولي؛ ومتحذلق. (بوشر).
غلبة: حَيْرة، ارتباك، ورطة، قلق، هَمّ، غمّ، ألم. (بوشر).
غلبة: تلّف، تصنّع. مجاملة مزعجة. (بوشر).
غَلْبان: حائر، قلق، مرتبك. (بوشر لين عادات 2: 19، ألف ليلة 3: 203) (وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه عاجز عن التغلب) (ألف ليلة 4: 152).
غلباوي: ثرثار، مهذار (بوشر).
غلباوي: متحذلق، مدعي المعرفة، مدعي العلم وليس بعالم، متعالم، متظاهر بالعلم والمعرفة وليس به حق (بوشر). غلباوي: من يجعل من الامر التافه سراً خفياً (بوشر).
غَلّوب: من يفوز غالبا بالغلبة والانتصار. (معجم مسلم).
غالِب: جيّد، فاخر، ممتاز، من الطراز الأول، فاضل، مجيد، بارع، فريد. (معجم مسلم).
في غالب الظَّنَ: إذا لم أخطئ. (المقري 1: 393) وانظر: إضافات.
غالِبَة: اسم نبات في الأندلس وهو الكاكنج. (ابن البيطار 1: 183) وفي مادة عُبَب (وليس عنب كما هو عند سونثيمر) وهو النوع البري من النبات الذي اسمه العلمي solanum nigrum ( ابن البيطار 2: 212) وهي في معجم فوك: لبلاب، عشقة.
والغلابة في الأندلس هو العنب البري.
وكلمة غالبة في عجمية الأندلس من أصل أسباني لأن المستعيني يذكر في مادة يقطين: وبالعجمية الغالبة. (وهذا هو صواب الكلمة وفقاً لما جاء في مخطوطة طليطلة، وفي مخطوطة ن: العالية، وفي مخطوطة لا: العالبة).
أغْلَبُ: أكثر، مُعْظَم، القسم الأكبر. (بوشر).
مِغْلاب، والجمع مَغاليب: وسيلة الغلبة والانتصار. (معجم الماوردي).
مَغْلُوب عن الشيء: عاجز عن فعل الشيء لصعوبة تعترضه فلا يستطيع أن يتمه. (معجم أبي الفدا). المَغالبَة بالأصابع: هي الكباش والمكابشة (محيط المحيط ص1748) غير أنه لا يفسر معناها.
غلب
غلَبَ/ غلَبَ على يَغلِب، غَلْبًا وغَلَبةً وغَلَبًا، فهو غالب، والمفعول مَغْلوب
• غلَب فلانًا: قهره، هزمه "غلب فلانًا في الشطرنج- للحقّ لا القوّة الغلبة- {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ} - {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} " ° رَجُلٌ مغلوب: يتغافل عن فجور امرأته- لا يُغْلَب: منيع- مغلوبٌ على أمره: لا يستطيع تنفيذَ ما يريد.
• غلَب عليه الكرمُ: صار الكرمُ من أكبر خصاله وأبرزها فكأنّه أصبح لا يستطيع إلاّ أن يكون كريمًا "غلَب عليه التردُّد/ التَّفاؤل/ النَّوم- غلَب لونٌ على لوحة"? غُلِبَ على أمره: حيل بينه وبين تنفيذ ما يريد، لاحول له ولا قوّة- غلب على الظَّن: كان محتملاً- غلب على نفسه: أكرهه. 

تغالبَ يتغالب، تَغَالُبًا، فهو مُتَغَالِب
• تغالب الشَّخصان: حاول كلٌّ منهما أن يغلب الآخر. 

تغلَّبَ على يَتغلَّب، تغلُّبًا، فهو مُتغلِّب، والمفعول مُتغلَّب عليه
• تغلَّب على الشَّيء: مُطاوع غلَّبَ: قدر عليه، هزمه، استولى عليه عَنْوةً وقهرًا "تغلَّب النُّعاسُ عليه- تغلَّب على العقبات/ الصُّعوبات/ الخَصْم/ العدُوّ/ الأهواء/ المشكلة/ القُوى الطَّبيعيّة/ بلد كذا/ شهواته". 

غالبَ يُغالِب، مُغالَبةً وغِلابًا، فهو مغالِب، والمفعول مغالَب
• غالَب فلانٌ فلانًا:
1 - حاول كلٌّ منهما أن يهزم الآخرَ ويقهره "غالب الدمعَ- غالبه النعاسُ- وما نيل المطالب بالتمنِّي ... ولكن تُؤخذ الدُّنيا غِلابا".
2 - قاهره ونازعه "غالب منافسَه ليفوز بالجائزة". 

غلَّبَ يُغلِّب، تغليبًا، فهو مُغلِّب، والمفعول مُغلَّب
• غلَّب فلانًا على كذا: جعله يغلِبه أو يهزمه "غلَّبه ذكاؤهُ وحُسن تخطيطه على عدوِّه". 

أغْلبُ [مفرد]: اسم تفضيل من غلَبَ/ غلَبَ على: أكثر،
 مُعظَم "أغلبُ الناس هنا فقراء" ° أغلب الظَّنّ- في أغْلَب الأحيان/ في أغْلَب الأحوال: في معظم الأوقات- في الأغلب/ على الأغلب: على الأرجح. 

أغلبيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أغْلبُ: أكثريّة "وافقت أغلبيّة الأعضاء على القرار- فاز في الانتخابات بأغلبيّة ساحقة- أغلبيّة الأصوات/ الحضور" ° أغلبيّة الثُّلثين: أكثر من ثلثي مجموع الأصوات- حزب الأغلبيّة: أكبر أحزاب المجلس.
• الأغلبيَّة المُطلقة:
1 - (سة) أصوات نصف الحاضرين بزيادة واحد.
2 - (سة) أصوات نصف من لهم حقّ التَّصويت بزيادة واحد.
• الأغلبيَّة النِّسبيَّة: (سة) زيادة أحد المرشَّحين في الأصوات بالنِّسبة لغيره.
• خروج على رأي الأغلبيَّة: (قن) رفض أحد القضاة الموافقة على رأي الأغلبيّة نحو ما يحدث في المحكمة العليا. 

تغليب [مفرد]:
1 - مصدر غلَّبَ.
2 - (لغ) إيثار أحد اللَّفظين على الآخر إذا كان بينهما علاقة مثل الأبوين للأب والأم، والمشرقين للمشرق والمغرب والعُمَرين لأبي بكر وعمر. 

غالِب [مفرد]: ج غالبون وغَلَبَة:
1 - اسم فاعل من غلَبَ/ غلَبَ على ° صفة غالبة: صفة سائدة، ميزة أساسيّة- في الغالِب/ غالبًا: في أكثر الأحيان، كثيرًا- لا غالب ولا مغلوب: تعادُل.
2 - متسلّط، راجح.
3 - (جو) مؤثّر في وجود أصناف أخرى في المجتمعات الحيويّة ونوعها.
• الغالِب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: البالِغ مراده من خلقه أحبّوا أو كرهوا. 

غالبيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من غالِب: أكثريَّة "غالبيّة النَّاس يحبُّون كرة القدم" ° في غالبيَّة الأحوال: في معظم الأحوال. 

غِلاب [مفرد]:
1 - مصدر غالبَ ° أُخِذَ غِلابًا: بالقوّة.
2 - هزيمة وقهر " {غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غِلاَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [ق] ". 

غَلْب [مفرد]: مصدر غلَبَ/ غلَبَ على. 

غَلَب [مفرد]:
1 - مصدر غلَبَ/ غلَبَ على.
2 - (طب) ورم عُقَد العُنُق. 

غُلْب [جمع]: مف غَلْباءُ: حدائق متكاثفة الشَّجر " {وَحَدَائِقَ غُلْبًا} ". 

غلَبَة [مفرد]:
1 - مصدر غلَبَ/ غلَبَ على ° علم بالغَلَبة: ما كان تعيين مدلوله بغلبة الاستعمال لا بالوضع كغلبة الكتاب عند أهل الشريعة على القرآن وعند النحاة على كتاب سيبويه.
2 - تفوّق في الوزن أو القوّة أو الأهمية أو النفوذ. 

غَلاّب [مفرد]: صيغة مبالغة من غلَبَ/ غلَبَ على: كثير الغَلَبة والقهر، لا يُقاوم "هوًى غلاّب- ابتسامة غلاّبة". 

غلب

1 غَلَبَهُ, (S, Msb,) [and غَلَبَ عَلَيْهِ,] aor. ـِ (Msb,) inf. n. غَلَبٌ and غَلْبٌ, (S, K, TA,) the former of which is the more chaste, (TA,) or the latter is an inf. n. and the former is a simple subst., (Msb,) and غَلَبَةٌ, (S, K, TA,) [the most common form,] or this is a simple subst. like غَلَبٌ, (Msb,) which is perhaps formed from it by the elision of the ة, (Fr, S,) and مَغْلَبٌ and مَغْلَبَةٌ, (K, TA,) which last is rare, (TA,) and غَلَابِيَةٌ and [in an intensive sense] غُلُبَّى and غِلِبَّى (K, TA) and غُلُبَّةٌ (Lh, K, TA, said in the S to be syn. with غَلَبَةٌ) and غَلُبَّةٌ, with fet-h to the غ, (K, TA, in the CK غلَبَّة,) and غِلِبَّآءُ, (Kr, TA,) He, or it, overcame, conquered, subdued, overpowered, mastered, or surpassed, him, or it; gained ascendency or the mastery, prevailed, or predominated, over him, or it; or was, or became, superior in power or force or influence, to him, or it. (A, MA, K, PS, TK, &c.) [See also 5.] b2: One says, غَلَبْتُهُ عَلَيْهِ meaning [I overcame him in contending for it; i. e.] I took it, or obtained it, from him [by superior power or force]. (A.) And غُلِبَ فُلَانٌ عَلَى الشَّىْءِ Such a one had the thing taken from him by superior power or force. (Mgh.) Hence the saying, لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ

قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا Be not ye overcome and anticipated by others in performing prayer before the rising of the sun and before its setting, so that the opportunity for your doing so escape you. (Mgh.) b3: And غَلَبَهُ عَلَى نَفْسِهِ He forced him, or constrained him against his will. (A, TA.) b4: [And غَلَبَهُ الأَمْرُ The affair overcame, defeated, or baffled, him.] b5: And غَلَبَهُ بِالخَوْفِ He exceeded him in fear. (S in art. خوف.) b6: and غَلَبَ عَلَى فُلَانٍ الكَرَمُ Generosity was, or became, the predominant quality of such a one. (TA.) b7: And غَلَبَ أَنْ يُخْطَمَ [He refused to have the خِطَام (or leading-rope) put upon him]; said of a camel. (TA in art. خطم.) b8: And أَيُغْلَبُ أَحَدُكُمْ

أَنْ يُصَاحِبَ النَّاسَ مَعْرُوفًا meaning أَيَعْجِزُ [i. e. Is any one of you unable to associate with men kindly?]. (A.) A2: غَلِبَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. غَلَبٌ, (S, * TA,) He was, or became, thick-necked: (K, TA:) or thick and short in the neck: or thick and inclining in the neck: from disease or other cause. (TA.) 2 غَلَّبْتُهُ عَلَيْهِ, inf. n. تَغْلِيبٌ, [I made him to overcome, conquer, subdue, overpower, master, or surpass, him, or it; &c.: see 1: and] I made him to gain the mastery over it, or to obtain possession of it, (namely, a town, or country,) by [superior power or] force. (S.) b2: And غُلِّبَ عَلَى صَاحِبِهِ He (a poet) was judged to have overcome his fellow. (TA.) [See مُغَلَّبٌ.] b3: [غَلَّبَ لَفْظًَا عَلَى لَفْظٍ آخَرَ, a conventional phrase of the lexicologists, means He made a word to predominate over another word; as in القَمَرَانِ for الشَّمْسُ وَالقَمَرُ; and سِرْنَا عَشْرًا for سِرْنَا عَشْرَ لَيَالٍ

بِأَيَّامِهَا: of the former instance you say, فِيهِ تَغْلِيبُ القَمَرِ عَلَى الشَّمْسِ In it is the attribution of predominance to the moon over the sun; and in the latter, فيه تَغْلِيبُ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ In it is the attribution of predominance to the night over the day. See more in Kull p. 115.]3 غالبهُ [He vied, contended, or strove, with him, to overcome, conquer, subdue, overpower, master, or surpass, &c., (see 1,) or for victory, or superiority], inf. n. مُغَالَبَةٌ and غِلَابٌ. (S, Msb, TA.) You say, غَالَبْتُهُ فَغَلَبْتُهُ [I vied, contended, or strove, with him, to overcome, &c., and I overcame him.

&c.]. (O.) And Kaab Ibn-Málik says, هَمَّتْ سَخِينَةُ أَنْ تُغَالِبَ رَبَّهَا وَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلَّابِ

[Sakheeneh (a by-name of the tribe of Kureysh) proposed to themselves to contend for victory with their Lord: but he who contends for victory with the very victorious will assuredly be overcome]. (TA.) 5 تغلّب عَلَى بَلَدِ كَذَا He gained the mastery over such a town, or country, or obtained possession of it, by [superior power or] force. (S, K, *) 6 تغالبوا عَلَى البَلَدِ [They vied, contended, or strove, one with another, against the town, or country, to take it]. (A.) 10 استغلب عَلَيهِ الضَّحِكُ Laughter became vehement in its effect upon him. (TA.) 12 اغلولب العُشْبُ The fresh, or green, herbage attained to maturity, and became tangled and luxuriant, or abundant and dense: (S:) or became compact and dense. (TA.) غَلَبَةٌ an inf. n. of غَلَبَ, (S, K, TA,) or a simple subst. (Msb.) [It is much used as a subst., signifying The act of overcoming, conquering, subduing, &c.; (see 1;) victory, conquest, ascendency, mastery, prevalence, predominance, superiority. or superior power or force or influence; success in a contest; or the act of taking, or obtaining, by superior power or force.]

A2: And pl. of غَالِبٌ. (TA.) غُلَبَةٌ: see what next follows.

غُلُبَّةٌ and غَلُبَّةٌ and غَلَبَّةٌ: see what next follows.

غُلُبَّى and غِلِبَّى: see what next follows.

غَلَّابٌ (S, O) and ↓ غُلَبَةٌ (O) and ↓ غُلُبَّةٌ and ↓ غَلُبَّةٌ (O, TA) and ↓ غَلَبَّةٌ (O) and ↓ غُلُبَّى and ↓ غِلِبَّى, (Fr, O,) [all of which except the first and second, and app. the fifth, are originally inf. ns.,] A man who overcomes, conquers, subdues, overpowers, masters, or surpasses, much, or often, (S, O, TA,) and quickly; (O;) [very, or speedily, or very and speedily, victorious:] or the third, accord to As, signifies a man who overcomes, or conquers, &c., quickly: (S:) pl. of the first غَلَّابُونَ. (TA.) رَجُلٌ غَالِبٌ A man who overcomes, conquers, subdues, overpowers, masters, or surpasses; or overcoming, &c.: pl. غَلَبَةٌ. (TA.) b2: اِسْمٌ غَالِبٌ A noun [used predominantly in one of its senses,] such as دَابَّةٌ applied to “ a horse,” and مَالٌ applied to “ camels. ” (TA in art. سنه.) And صِفَةٌ غَالِبَةٌ [i. e. غَالِبَةٌ اسْمِيَّتُهَا, or غَلَبَتْ عَلَيْهَا الاِسْمِيَّةُ,] An epithet [in which the quality of a substantive is predominant,] such as حَاجِبٌ applied to “ a doorkeeper. ” (TA in art. حجب.) b3: [And الغَالِبُ signifies also The most, or the most part; and the generality: whence, غَالِبًا and فِى الغَالِبِ meaning Mostly, or for the most part: in which sense ↓ فى الأغْلَبِ is sometimes used: and generally. b4: And What is most probable: whence, غَالِبًا and فِى الغَالِبِ meaning Most probably.]

أَغَْلَبُ [More, and most, overcoming or conquering &c.: fem. غَلْبَآءُ: and pl. غُلْبٌ]. One says قَبِيلَةٌ غَلْبَآءُ A [most overcoming or] mighty, resistive, tribe. (K.) And عِزَّةٌ غَلْبَآءُ [Most overpowering might]. (S.) b2: See also غَالِبٌ.

A2: Also Thick-necked, (S, TA,) applied to a man: (S:) [or thick and short in the neck: or thick and inclining in the neck: (see 1, last sentence:)] fem.

غَلْبَآءُ, applied to a she-camel: and pl. غُلْبٌ. (TA.) And Thick, applied to a neck. (Lh, TA.) b2: [Hence,] حَدِيقَةٌ غَلْبَآءُ (tropical:) [A garden, or walled garden, &c.,] of tangled and luxuriant, or abundant and dense, trees: (S:) or of compact and dense trees; as also ↓ مُغْلَوْلِبَةٌ. (K, TA.) In the phrase حَدَائِقَ غُلْبًا in the Kur [lxxx. 30], the epithet is expl by Bd as meaning (tropical:) Large. (TA.) And the fem. is applied to a [mountain, or hill, such as is termed] هَضْبَة, (S, TA,) meaning (tropical:) Lofty and great. (TA.) b3: And الأَغْلَبُ meansThe lion [app. because of the thickness of his neck]. (K.) مَغْلَبَةٌ A place where one is overcome, or conquered. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

مُغَلَّبٌ Overcome, conquered, &c., repeatedly, several times, or many times; (S, A, K, TA;) applied to a poet: (A:) and (so applied, S, A, TA) judged to have overcome (S, A, * K, TA) his fellow, (S, TA,) much, or often: (A:) thus having two contr. significations: (S, K:) an epithet of praise as well as of dispraise: (O:) or, when the Arabs say of a poet that he is مُغَلَّب, the meaning is that he is overcome; but if they say, غُلِّبَ فُلَانٌ, the meaning is, such a one has [been judged to have] overcome: thus they say, غُلِّبَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ عَلَى نَابِغَةِ بَنِى جَعْدَةَ, for she overcame him, and he ([En-Nábighah] El-Jaadee) was مُغَلَّب. (Mohammad Ibn-Selám, TA.) مَغْلُوبٌ [pass. part. of غَلَبَ, Overcome, conquered, subdued, &c. b2: And] part. n. of غُلِبَ in the phrase غُلِبَ فُلَانٌ عَلَى الشَّىْءِ expl. above: [see 1:] (Mgh: [and the like is said in the A:]) a poet says, فَكُنْتُ كَمَغْلُوبٍ عَلَى نَصْلِ سَيْفِهِ [And I was like one whose blade of his sword has been taken from him by superior power or force; or who has had his blade of his sword taken from him &c.]. (Mgh.) مُغْلَنْبٍ One who overcomes, conquers, or subdues, another; who gains ascendency, or the mastery, over him: (K, TA:) it is quasi coordinate to [مُحْرَنْجِمٌ, part. n. of] اِحْرَنْجَمَ [which is from حَرْجَمَ]. (TA.) حَدِيقَةٌ مُغْلَوْلِبَةٌ: see أَغْلَبُ.
غلب
: (الغَلْبُ) بفَتْح فَسُكُون (ويُحرَّك، وَهِيَ أَفْصَح، (والغَلَبَة) مُحَرَّكة، (والمَغْلَبَةُ) بالفَتْح، وَهُوَ قَلِيل، (والمَغْلَبُ) ، بِغَيْر هاءٍ، وَهُمَا مَصْدَرَانِ مِيمِيَّان، وَفِي الأَوّل قَالَ أَبُو المُثَلَّم:
رَبَّاءُ مَرْقَبَةٍ، مَنَّاعُ مَغْلَبَة:
رَكَّابُ سَلْهَبَة، قَطَّاعُ أَقْرَانِ وَفِي المَغْلَبَةِ قَالَت هِنْدُ بنتُ عُتْبَةَ تَرْثِي أَخَاهَا:
يَدْفَعُ يومَ المَغْلَبَتْ
يُطْعِم يوْمَ المَسْغَبَتْ
(والغُلُبَّى كالكُفُرَّى، والغِلِبَّى كالزِّمِكَّى) وَهُمَا عَن الفَرَّاء، هَكَذَا عِنْدنا فِي النُّسَخ المُصحَّحة، فَلَا يُعَوَّل على قَوْل شَيْخِنا: لَوْ قَالَ كَذَا لأَجَاد، ثمَّ قَالَ: وَرُبمَا وُجِد فِي نُسَخ، لكنه بإِصْلاح، والأُصُولُ المُصَحَّحة مُجَرّدة. قلت: وَهَذِه دَعْوَى عَصَبِيَّة من شَيخنَا، فإِنَّ النُّسخَ الَّتِي رأَينَاها غَالِباً مَوْجودٌ فِيهَا هَذَا الضَّبْط، وإِذَا سَقَط من نُسْخَت لَا يَعُمُّ السُّقُوطُ من الكُلِّ، وَكَذَا قولُه فِي أَوَّلِ المَادَّة: أَورد المُصَنِّفُ هذَا اللَّفْظَ وأَتْبَعَه بأَلْفَاظٍ غَيرِ مَضْبُوطة وَلَا مَشْهُورَة تبعا لِما فِي المُحْكم وَذَاكَ يتَقَيَّد لضبطها بالقَلم، وَهَذَا الْتَزَمِ ضَبْطَ الأَلْفَاظ باللِّسَان، وكَأَنَّه نَسِيَ الشَّرط، وأَهْمَل الضَّبْط إِلى آخر مَا قَالَ. وَلَا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَه: ويُحَرَّك، ضَبْطٌ لِمَا قَبْلَه، والَّذِي بَعْدَه مُسْتَغْنٍ عَن الضَّبْط لاشْتِهَاره، واللّذانِ بَعْدَه من المَصَادِر المِيمِيَّة مَشْهُورَةُ الضَّبْطِ لَا يكَاد يُخْطِيءُ فيهِمَا الطَّالِب، واللذَانِ بعدَه فقد ضَبَطَهما بالأَوْزَان وإِن سَقط من نُسْخَتِه، وضَبَط الَّذِي بَعْدَه فَقَالَ: (والغُلُبَّةُ بضَمَّتَيْنِ) عَن اللّحْيَانِيّ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَخذْتُ بِنَجْدٍ مَا أَخَذْتُ غُلُبَّةً
وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَوِيلُ
(والغَلُبَّة بفَتْحِ الغَيْنِ) وضَمِّ اللَّامِ، كَذَا هُوَ فِي نُسْخَتِنَا مضبوطٌ بالقَلَم، أَي مَعَ تَشْدِيدِ المُوَحَّدَة فِيهِما، وَهَذِه عَن أَبِي زَيْد. (والغَلَابِيَة) أَي كزَلَابِيَة، والغِلِبَّاءُ، بالكَسْر وتَشْدِيدِ المُوَحَّدة مَمْدُوداً، عَن كُرَاع، والغُلَبَة كهُمَزَة، عَن الصَّاغَانِيّ، كُلُّ ذَلِك بمَعْنَى الغَلَبَة و (القَهْر) ، وَقَوْلهمْ: (لتَجِدَنَّه غُلُبَّةً عَن قَلِيل) أَي بضَمَّتَيْن، وغَلُبَّة أَي بالفَتْح مَعَ التَّشْدِيدِ، أَي غَلَّاباً.
(والمُغَلَّبُ) ، كمُعَظَّم: (المَغْلُوب مِرَاراً: أَو) المُغَلَّبُ من الشُّعَرَاءِ: (المَحْكُومُ لَهُ بالغَلَبَةِ) على قِرْنِه كأَنَّه غُلِّبَ عَلَيْه. وَفِي الحَدِيثِ: (أَهلُ الجَنَّةِ الضُّعَفَاء المُغَلَّبُون. المُغَلَّب: الذِي يُغْلبُ كثيرا. وشَاعِر مُغَلَّبٌ، أَي كَثيراً. مَا يُغْلَبُ. وغُلِّبَ عَلَى صَاحِبِه: حُكمَ لَهُ عَلَيْهِ بالغَلَبَةِ. قَالَ امْرُؤ القَيْس:
وإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ
ضَعِيفٍ وَلم يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلَّام: إهذَا قَالَت العَرَبُ: شاعِرٌ مُغَلَّبٌ فَهُوَ مَغْلُوب، وإِذَا قَالُوا: غُلِّبَ فلانٌ فَهُو غَالِب. وَيُقَال: غُلِّبَت لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة على نَابِغَة بَنِي جَعْدَة؛ لأَنها غَلَبَتْه وَكَانَ الجَعْدِيّ مُغَلَّبا، وَهُوَ (ضِدٌّ) ، صَرَّح بِهِ ابنُ مَنْظُور وابنُ سِيده وغَيْرُهُمَا. (و) المُغَلَّبُ: (شَاعِرٌ عِجْلِيٌّ) ، بالكَسْر، إِلى عِجْلِ بن لُجَيْم.
(وغَلِب، كفَرِح) غَلَباً: (غَلُظَ عُنُقُه) قيل: مَعَ قِصَرٍ فِيهِ، وَقيل: مَعَ مَيْلٍ، يَكُون ذَلِك مِنْ دَاءٍ أَو غَيره، وَهُوَ أَغلَبُ. وَحَكَى اللِّحيانيّ: مَا كانَ أَغْلَبَ، وَلَقَد غَلِبَ غَلَباً، يَذْهَب إِلى الانْتِقال عَمَّا كَان عَلَيْهِ. قَالَ: وَقد يُوصَف بذلِكَ العُنُق نَفسُه فَيُقَال: عُنقٌ أَغْلَبُ، كَمَا يُقَال: عُنُقٌ أَجْيَدُ وأَوْقَصُ وَفِي حَدِيث ابْن ذِي يَزَن:
بِيضٌ مَرَازِبَةٌ غُلْبٌ جحَا جِحَةٌ
هِيَ جمع أَغلب، وَهُوَ الغَليظُ الرَّقَبة. وناقة غَلْبَاءُ: غَلِيظَةُ الرَّقَبَة: وَمِنْه قولُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْر:
غَلباءُ وَجْنَاءُ عُلكومٌ مُذَكَّرَةٌ
(و) مِن المحاز: (الغَلْبَاءُ: الحَدِيقَةُ المُتَكَاثِفَةُ، كالمُغْلَوْلِبَة) . واغْلَوْلَبَ العُشْبُ، إِذَا تكاثَفَ. (و) الغَلْبَاءُ (من الهِضَاب: المُشْرِفَةُ العَظِيمَة) . يُقَال: هَضْبَةٌ غلباءُ، أَي عظِيمة مُشْرِفَة. وَقَوله تَعَالَى: {وَحَدَآئِقَ غُلْباً} (عبس: 30) قَالَ البَيْضَاوِيّ: أَي غِظَاماً. مُسْتَعَار مِنْ وَصْفِ الرِّقاب (و) الغَلْبَاءُ (من القَبَائِل: العَزيزَةُ المُمْتَنِعَةُ) .
(و) الغَلْبَاءُ: (أَبُو حَيّ، وَهُوَ المَعْرُوف بتَغلِبَ) كَانَت تَغْلِبُ تُسمَّى الغَلْبَاءَ. قَالَ الشَّاعِر:
وأَورَثَنِي بَنُو الغَلْبَاءِ مَجْداً
حَدِيثاً بعد مَجْدِهمُ القَدِيمِ
أَو أَنَّ بَنِي الغَلْبَاءِ: حَيٌّ آخَرُ غير بَنِي تَغْلِبُ.
وَفِي الْمِصْبَاح: بَنو تَغْلبَ: حَيٌّ من مُشْرِكي العَرَب، طَلَبَهم عُمَرُ بالجِزْيَة فأَبَوْا أَن يُعْطُوها باسم الجِزْية، وصَالَحُوا على اسْمِ الصَّدَقَة مُضَاعَفَةً، ويُرْوَى أَنَّه قَالَ: هَاتُوها وسَمُّوها مَا شِئْتُم، (والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا (بِفَتْح اللَّام) استِيحَاشاً لتَوَالِي الكَسْرَتَيْن مَعَ يَاءِ النَّسَب، وَهُوَ قَول ابْن السَّرَّاج، كَذَا فِي المِصْباح، وَرُبمَا قَالُوه بالكَسْرِ لأَنَّ فِيهِ حَرْفيْن غَيْر مكسوريْن، وفارقَ النِّسْبَةَ إِلى نَمِر. قلت: والذِي فِي المِصْباح أَن الكَسْر هُوَ الأَصْلُ (وَهُو) أَي تَغْلِب (ابْنُ وَائِلِ بْنِ قَاسِط) بن هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَة بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَار بن مَعَدّ بْنِ عَدْنَان.
(وقَوْلُهم: تَغْلِبُ بِنْتُ وَائِل) إِنَّمَا هُوَ (ذَهَابٌ إِلَى مَعْنَى القَبِيلَة، كقَوْلِهِم: تَمِيمُ بِنْتُ مُرّ) . قَالَ الوَلِيدُ بنُ عُقْبَة وَكَانَ وَلِيَ صَدَقَات بني تَغْلِب:
إِذَا مَا شَدَدْتُ الرأْسَ مِتِّي بمِشْوَذٍ
فغَيَّكِ مني تَغْلِبَ ابْنةَ وَائِل
وَقَالَ الفرزدق:
لَوْلَا فَوَارِسُ تَغْلِبَ ابنةِ وَائِلٍ
ورَدَ العَدُوُّ عليكَ كُلَّ مكانِ
(وتَغَلَّبَ) على بَلَد كَذَا: (اسْتَوْلَى) عَلَيْهِ (قَهْراً. الأَغْلَبُ: الْأَسَدُ) .
(و) الأَغْلَبُ: (شُعراءُ) ورُجَّازٌ (أَزْدِيٌّ وكَلْبِيٌّ وعِجْلِيٌّ) أَي ن هَذِه القَبَائِل الثَّلَاثَة، فالكَلْبِيّ: اسْمه بِشْرُ بنُ حَرزُ بن خُثَيْم بن جَعْول، والأَزدِيّ: هُو ابنُ نُبَاتَة، وهُمَا شَاعِرَانِ.
(ويَغْلِبْ بْنُ كُلَيْبٍ) الحَضْرَمِيّ (كيَضْرِب) ، وَكَذَا يَغْلِب بنُ رَبِيعَة بن نَمِرٍ الحَضْرَمِيّ. قلت: ومِنْ وَلَد الأَخِير قَاضِي مِصْر أَبو مِحْجَن توبَةُ بْنُ نَمِر بْنِ حَرْمَلَة بْنِ يَغْلِب، هَذَا وسَيَأْتي ذِكْرُه وذكْرُ ذَوِيهِ فِي (ب س س) .
(وغَلْبُونُ) بالفَتْح (وغَالِبٌ و) غَلَابٌ (كسَحَاب و) غِلَّابٌ مثل (كَتَّان و) غُلَيْبٌ مِثْل (زُبَيْر: أَسْمَاءٌ) . فمِنَ الأَوَّل جَدُّ أَبِي الطَّيِّب مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بن غَلْبُون المقرىء المصريّ، روى عَن أَبي بكر السَّامِريّ، وَعنهُ أَبو الفَضْل الخُزَاعِيّ وَالثَّانِي قَبِيلَةٌ من خَوْلَانَ، إِلَى غَالِبِ بْن سَعْد بْنِ خَوْلَان من قُضَاعَة (مِنْهُم) عُمَرُ بْنُ زَيْدِ الغَالِبيُّ الشَّاعِر، ومُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ غَالِب الغَالِبِيّ، إِلى جدِّه. قَالَ أَبو علِيّ القَالِيّ: نَاولني كَتَاب الأَلْفَاظ لِيَعْقُوب بْنِ السِّكِّيت عَن ابْنِ كَيْسَان عَن ابْنِ كَيسَان عَن ثَعْلَب عَنهُ، والثالِث سَيَأْتِي تَحْقِيقُه. وَالرَّابِع خَالِدُ بْنُ غلَّاب القُرَشِيّ البَصْرِيّ. قَالَ ابنُ مَرْدَوَيْه فِي تَارِيخ أَصْبهَان: لَهُ صُحْبَة. قلت: وَهَكَذَا فِي مُعْجَم ابْنِ فَهْد، وَلَكِن وَهِمَ ابنُ السَّمْعانِيّ هُنَا فَقَالَ: وَهُوَ جَدّ الغَلَّابِين بِــالْبَصْرَةِ. وغَلَابُ أُمُّه، لأَنَّ الصوابَ التَّخْفِيف كَمَا يَأْتي. وغالِب بْنُ الحَارِث المُزَنِيّ، وغَالِبُ بْنُ بِشْر الأَسَدِيّ، وغَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الكِنانيّ: صَحَابِيُّون.
(و) غَلَابه (كَقطَامِ) : اسمُ (امرَأَة) مِنَ العَرَبِ، مِنْهُم مَنْ يَبْنِيهِ على الْكسر ومِنْهُم من يُجْرِيه مُجْرى زَيْنَب. قَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: بَنو غَلَاب: هم بَنُو الحَارِث بْنِ أَوْس، قَالَ الرُّشاطِيّ: الحَارِث بنُ أَوْس بْنِ النَّابِغَة بن غَنِيّ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ دُهْمَان بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعاوِية، أَهل بَيتٍ بــالبَصْرَة يُعْرَفُونَ ببنِي غَلَابِ، وغَلَابِ: جَدَّة لَهُم من مُحَارِب بْنِ خَصَفَة. وَقَالَ الرُّشَاطِيّ: رأَيتُ بخَطِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِين الحكَم: أُمُّ الحارِث بْنِ أَوْس غَلابُ ابْنَةُ الفَهْمِيّ، وَهَذَا يُخَالِف قَوْلَ ابْن دُرَيْد. مِنْهم غَسَّانٌ بْنُ المُفَضَّل، وبِشْرُ بْنُ المُفَضَّل، وعَبَّاس بْنُ أَبِي طَالب وَقَالَ ابنُ لأَثير: أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَار الغَلابِيّ البصْرِيّ، عَن عَبْدِ اللهِ بن رَجَاء، وَعنهُ الطَّبرانيّ وغَيْرُه، وَقَالَ: غَلَاب اسمُ بَعْضِ أَجْدادِه.
(وغَالِبٌ: ع) أَي موضِعُ نَخْل (دُونَ مِصْر) حمَاها اللهُ عَزَّ وجَلَّ، قَالَ كُثَيِّر عزَّة:
يجُوزُ بِيَ الأَصْرامَ أَصرَامَ غَالِب
أَقُولُ إِذَا مَا قِيلَ أَيْن تِرَيدُ
أُريدُ أَبَا بَكْر وإِنْ حَالَ دُونَه
أَماعِزُ تَغْتَالُ المَطِيَّ وَبِيدُ
(والمُغْلَنْبِي: الَّذِي يغْلِبُك ويَعْلُوك) وهذَا البَابُ مُلْحَق باحْرَنْجَمَ، على مَا عُرِفَ فِي التَّصْرِيف.
وَمَا بَقِيَ على المُصَنِّف:
قولُهم: غَلَب على فُلان الكَرَمُ، أَي هُوَ أَكْرَمُ خِصالِه. وَرجل غَالِبٌ من قَوْمٍ غَلَبَة، وغَلَّاب من قَوْم غَلَّابِين. ورجُلٌ غُلُبَّةٌ وَغَلُبَّة: غَالِبٌ كَثيرُ الغَلَبَة. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: شَديدُ الغَلَبة وَقَالَ: (لتَجِدنَّه غُلُبَّة عَن قَلِيل) وَغَلُبَّة، أَي غَلَّاباً، وَقد غَالَبه مُغَالَبَةً وغِلَاباً. قَالَ كَعْبُ بْنُ مالِك:
هَمَّتْ سَخِينَةُ أَن تُغَالِبَ رَبَّها
ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلَّابِ
واستْغْلَب عَلَيْهِ الضَّحِكُ: اشْتَدَّ كاستَغْرَبَ. وغَلَبه على نَفْسِه، إِذَا أَكْرهه، من الأَسَاسِ.
وبنوالأَغْلَب بِإِفْرِيقِيَة، وهم من تَمِيم بنِي الأَغْلَب بْنِ سَالم بْنِ سوَّارَة بْنِ إِبْرَاهيم بن عِقَال بن خَفَاجة بْنِ عبْدِ اللهِ بن عَبَّاد. مِنْهُم بَنُو زِيادَة بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ الأَغْلَبِ بْنِ إِبراهِيمَ بنِ الأَغْلَب. وتَغْلبُ بنُ حُلْوانَ بْنِ عَمْرو بْنِ الحَافِ بنُ قُضَاعَة. ذكره الأَمِيرُ ابنُ مَاكُولا وغَيْرُه من أَهْل النَّسَب.
وبعِيرٌ غُلَالِبٌ كعُلَابِط: يَغْلِب بهسَيْرِه. واغلَوْلَبَ القَوْمُ، إِذا كَثُرُوا. واغْلَوْلَبَت الأَرْضُ، إِذة التَفَّ عُشْبُها.
(غلب) غلب وعَلى صَاحبه حكم لَهُ عَلَيْهِ بالغلبة

نهرُ نافِذ

نهرُ نافِذ:
بــالبصرة وهو مولى لعبد الله بن عامر كان ولّاه حفره فغلب عليه.
نهرُ يَزيد:
بــالبصرة منسوب إلى يزيد بن عبد الله الحميري الإباضي. ونهر يزيد: بدمشق أيضا مشهور منسوب إلى يزيد بن أبي سفيان.

جدع

(ج د ع) : (الْجَدْعَاءُ) مِنْ الشَّاءِ الْمَجْدُوعَةُ الْأُذُنِ أَيْ مُسْتَأْصَلَتُهَا.
(جدع) جدعا قطع طرف من أَطْرَافه فَهُوَ أجدع وَهِي جَدْعَاء (ج) جدع وَفِي الْمثل (أَنْفك مِنْك وَإِن كَانَ أجدع) يضْرب فِي غير المرضي يستبقيه الْمَرْء وَلَا يجفوه لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ أَو صلته بِهِ والغلام سَاءَ غذاؤه والفصيل سَاءَ غذاؤه أَو ركب صَغِيرا فهوهن فَهُوَ جدع
ج د ع : جَدَعْتُ الْأَنْفَ جَدْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ قَطَعْتُهُ وَكَذَا الْأُذُنُ وَالْيَدُ وَالشَّفَةُ وَجُدِعَتْ الشَّاةُ جَدَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ قُطِعَ أُذُنُهَا مِنْ أَصْلِهَا فَهِيَ جَدْعَاءُ وَجُدِعَ الرَّجُلُ قُطِعَ أَنْفُهُ وَأُذُنُهُ فَهُوَ أَجْدَعُ وَالْأُنْثَى جَدْعَاءُ. 
جدع
الجَدْع: قَطْعُ الأنْفِ والاذُنِ والشَّفَهَ، وهو أجْدَعُ، وبه جَدَع، ولا يُقال: جَدِعَ. والجَدَعَةُ: مَوْضِعُ الجَدْع. والجَدَاعُ: السنَةُ تَذْهَبُ بِكُل شَيءٍ، وقيلَ: جَدَاع أيضاً. وجَدِع الصَبي: اسِيْءَ غذاؤه، وأجْدَعْتُه، وجَدًعْته. وجَدَعْتُ غِذاءَ الصبِي: قَطَعْتَه. وكذلك يُقال: جُذعَ النَّبْتُ: أي لم يُمْطَرْ. وانْجدَع الطريقُ والجَبلُ: انْقَطَعا. وجدعَهُ وشَراه: سَخِرَ بِه ولَقاهُ شَراً. وَكلأ جدَاع: وَخِيم.
وجُدَاعَةُ وجُدَع: من أسْماءِ الرجَال.
(جدع) - في الحَدِيث: "نَهَى أن يُضَحَّى بِجَدْعاء".
الجَدْعُ: قَطْع الأَنفِ أو الأُذُنِ أو الشَّفَة، وهو في الأَنفِ أَشهَر.
وفي المثل : "أَنفُك مِنكَ وإن كانَ أَجدَع".
والرَّجلُ أَيضا أَجدَع، وجُدِع أَنفُه، ولا يَكادَ يُقالُ: جَدِع، كما لا يُقال: من الأَقطَع. قَطِع ولكن قُطِعَ. وجَدعْتُه جَدْعاً فهو مَجدُوعٌ، والجَدَعَة: مَوضِع القَطْع من العُضو.
- ومنه الحَدِيثُ الآخر: "وإن أُمِّر عليكم عَبدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعُ الأَطرافِ"
فَعَلَى هذا قد يُقالُ: الجَدْعُ في سَائِر الأَعضاء.
ج د ع: (الْجَدْعُ) قَطْعُ الْأَنْفِ وَقَطْعُ الْأُذُنِ أَيْضًا وَقَطْعُ الْيَدِ وَالشَّفَةِ وَبَابُهُ قَطَعَ، تَقُولُ: (جَدَعَهُ) فَهُوَ (أَجْدَعُ) بَيِّنُ (الْجَدَعِ) وَالْأُنْثَى (جَدْعَاءُ) وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي الْخِرَقِ الطُّهَوِيِّ وَهُوَ مِنْ أَبْيَاتِ الْكِتَابِ:

يَقُولُ الْخَنَا وَأَبْغَضُ الْعُجْمِ نَاطِقًا ... إِلَى رَبِّنَا صَوْتُ الْحِمَارِ الْيُجَدَّعُ
قَالَ الْأَخْفَشُ: أَرَادَ الَّذِي يُجَدَّعُ كَمَا تَقُولُ هُوَ الْيَضْرِبُكَ. وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: لِمَا احْتَاجَ إِلَى رَفْعِ الْقَافِيَةِ قَلَبَ الِاسْمَ فِعْلًا وَهُوَ مِنْ أَقْبَحِ ضَرُورَاتِ الشِّعْرِ. 
ج د ع

جدع أنفه وأذنه فهو مجدوع، وإذا لزم النعت، قيل: هو أجدع، وهي جدعاء، وبه جدع. ولا يقال: جدع، ولكن جدع، كما لا يقال في الأقطع: قطع، ولكن قطع. وما أقبح جدعته وهي موضع الجدع، كالصلعة والقطعة. وجدعه إذا قال له: جدعاً لك. وحبشي مجدع.

ومن المجاز: جدع الصبي: أسيء غذاره وقطع، فهو جدع، وبه جدع. قال أبو زبيد:

ثم استفاها فلم يقطع فطامهما ... عن التضبب لا غيل ولا جدع أي انهمكا في الرضاع، من استفاه الرجل إذا كثر أكله، والتضبب السمن وجدعت غذاءه. وقال: جدعوا وليدهم، وأجدعوه. وجدع القحط النبات. قال ابن مقبل:

وغيث مريع لم يجدع نباته ... ولته أهاليل السماكين معشب

وأجحفت بهم جداع وهي السنة، لأنها تجدع النبات وتذل الناس. وجادع صاحبه: شاره وشاتمه بجدعاً لك. وتركت البلاد تجادع أفاعيها أي تتآكل أشرارها وتتعادى. ويقال: جدعه وشراه إذا لقاه شراً وسخرية، كمن يجدع أذن عبده ويبيعه.
[جدع] فيه: نهى أن يضحى "بجدعاء". الجدع قطع الأنف أو الأذن أو الشفة وهو بالأنف أخص فإذا أطلق غلب عليه. رحل أجدع ومجدوع أي مقطوع الأنف. ومنه ح المولود على الفطرة: هل تحسون فيها من "جدعاء"؟ أي مقطوعة الأطراف أو واحدها أي يولد على نوع من الجبلة وهي فطرة الله، وكونه متهيأ لقبول الحق طبعاً وطوعاً لو خلته شياطين الإنس والجن وما يختار لم يختر غيرها. ط: ثم يقول "لا تبديل لخلق الله" بمعنى النهي أو بمعنى من شأنه أن لا يبدل، لا خبر لحصول التبديل، ويقول حكاية ماضية. نه ومنه: خطب على ناقته "الجدعاء" هي المقطوعة الأذن، وقيل: لم تكن ناقته مقطوعة الأذن وإنما سمي بها. ومنه: اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد "مجدع" الأطراف أي مقطوع الأعضاء، والتشديد للتكثير، فإن قيل: شرط الإمام الحرية، والقرشية، وسلامة الأعضاء؟ قلت: نعم لو انعقد بأهل الحل والعقد، أما من استولى بالغلبة تحرم مخالفته وتنفذ أحكامه ولو عبداً أو فاسقاً مسلماً، وأيضاً ليس في الحديث أنه يكون إماماً بل يفوض إليه الإمام أمراً من الأمور، وضمير كان لذي الأمر. وح: جيء بأبي "مجدعاً" أي مقطوع الأطراف. وفي ح الصديق: لابنه يا عنتر "فجدع" أي دعا بالجدع. ك: بمفتوحة ومشددة. نه: أي خاصمه وذمه، والمجادعة المخاصمة. ج: إذا أوعى "جدعا" أي قطع جميعه. ط: "الأجدع" شيطان، أراد به مقطوع الحجة مجازاً.
جدع
جدَعَ يَجدَع، جَدْعًا، فهو جادع، والمفعول مَجْدوع
• جدَع أنفَه: قطعه "جدَع أذنه/ ساقًا/ ذراعًا- ربَّ حام لأنفِه وهو جادِعُه (مثل): يضرب لمن يأنف من شيء ثم يقع في أشدّ مما حمى منه أنفه". 

جدِعَ يَجدَع، جَدَعًا، فهو أجدعُ
• جدِع الشَّخْصُ: قُطع أنفُه أو طَرَفٌ من أطرافه "أجدعُ الأذن- أنفُك منك وإن كان أجدعَ [مثل]: يُضرب في غير المرْضِيّ يستبقيه المرءُ ولا يجفوه لصلته به أو لقرابته منه". 

أجْدعُ [مفرد]: ج جُدْع، مؤ جَدْعاءُ، ج مؤ جدعاوات وجُدْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدِعَ. 

جَدْع [مفرد]: مصدر جدَعَ ° بجَدْع الأنف: بمشقَّة، بصعوبة. 

جَدَع [مفرد]: مصدر جدِعَ. 

مِجْدَع [مفرد]: ج مَجادِع: اسم آلة من جدَعَ: أداة من أدوات الجرّاح القاطعة. 
[جدع] الجَدْعُ: قطعُ الأنفِ، وقطعُ الأذنِ أيضاً، وقطع اليدِ والشفةِ. تقول منه: جَدَعْتُهُ، فهو أَجْدَعُ بيِّن الجَدَعِ، والأنثى جَدْعاءُ. والجَدَعَةُ: ما بقي منه بعد القطع. وجدعته، أي سجنته وحبسته. وبالذال أيضا. والمجادعة: المخاصَمَةُ، ومنه قول الشاعر . * وُجوهَُ قرودٍ تبتغي مَنْ تُجادِعُ * وكذلك التَجادُعُ. يقال: تركت البلاد تَجادَعُ أفاعيها، أي يأكل بعضُها بعضاً. وصبى جدع: سيئ الغذاء. وقد جَدِعَ بالكسر جَدَعاً. وأَجْدَعْتُهُ، إذا أسأت غذاه. قال أوس بن حجر: وذات هدم عار نواشرها * تصمت بالماء تولبا جدعا * ورواه المفضل بالذال المعجمة، فرد عليه الاصمعي. وجداع: السنة الشديدة التى تجدع بالمال، أي تذهب به. قال الشاعر : لقد آليت أغدر في جداع * وإن منيت أمات الرباع * والمجدع من النبت: ما أُكِلَ أعلاه. وكلأٌ جُداعٌ بالضم، أي دو. قال الشاعر  * وغب عداوتي كلا جداع * وجدعه تجديعا، أي قال له: جَدْعاً لك! وحمارٌ مجدع، أي مقطوع الاذن. وأما قول ذى الخرق الطهوى: أتانى كلام التغلبي ابن ديسق * ففى أي هذا ويله يتترع * يقول الخنا وأبغض العجم ناطقا * إلى ربنا صوت الحمار اليجدع * فإن الاخفش يقول: أراد الذى يجدع، كما تقول: هو اليضربك، تريد هو الذى يضربك، وهو من أبيات الكتاب . وقال أبو بكر ابن السراج: لما احتاج إلى رفع القافية قلب الاسم فغلا، وهو من أقبح ضرورات الشعر. والجنادع: الاحناش، ويقال هي جنادب تكون في جحرة اليرابيع والضباب، يخرجن إذا دنا الحافر من قعر الجحر. ومنه قيل: رأيت جنادع الشر، أي أوائله، الواحدة جندعة، وهو ما دب من الشر. وذات الجنادع: الداهية. وعبد الله بن جدعان .
(ج د ع)

الجَدْعُ: الْقطع. وَقيل: الْقطع الْبَائِن، فِي الْأنف وَالْأُذن وَنَحْوهمَا، جَدَعَه يَجْدَعه جَدْعا وجَدَّعه، قَالَ:

يقولُ الخَنا وَأبْغض القَوْم ناطقا ... إِلَى رَبِّه صوْت الحمارِ الْيُجَدَّعُ

أَرَادَ: الَّذِي يُجَدَّع، فَأدْخل اللَّام على الْفِعْل الْمُضَارع، لمضارعة اللَّام للَّذي. وَهَذَا كَمَا حَكَاهُ الْفراء، من أَن رجلا أقبل، فَقَالَ آخر: هاهو ذَا فَقَالَ السَّامع: نِعْم الها هُوَ ذَا. فَأدْخل اللَّام على الْجُمْلَة من الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر، تَشْبِيها لَهَا بِالْجُمْلَةِ المركبة من الْفِعْل وَالْفَاعِل.

وَقد جَدِع جَدَعا، وَهُوَ أجْدع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف الْكلاب والثور: فانْصاعَ مِنْ حَذَرٍ وسدّ فُروجَه ... غُبْرٌ ضوار: وافيانِ وأجْدَعُ

أَي مَقْطُوع الْأذن. وَقيل: لَا يُقَال جَدِع، وَلَكِن جُدِع.

والجَدَعة: مَوضِع الجَدْعِ.

والجَدْع: مَا انْقَطع من مقاديم الْأنف إِلَى أقصاه، سمي بِالْمَصْدَرِ.

وناقة جَدْعاء: قطع سدس أذنها، أَو ربعهَا، أَو مَا زَاد على ذَلِك إِلَى النّصْف. والجَدْعاء من الْمعز: الْمَقْطُوع ثلث أذنها فَصَاعِدا. وَعم بِهِ ابْن الْأَنْبَارِي جَمِيع الشَّاء المجَدَّع الْأذن.

وَفِي الدّعاء على الْإِنْسَان: جَدْعاً لَهُ وعَقْراً، نصبوها فِي حد الدُّعَاء على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره. وَحكى سِيبَوَيْهٍ: جَدَّعْتُه وعَقَّرته: قلت لَهُ ذَلِك، وَقد تقدم. وَأما قَوْله:

ترَاهُ كأنَّ اللهَ يَجْدَعُ أنْفَهُ ... وعَيْنَيْهِ أنْ مَوْلاه ثابَ لَهُ وفْرَ

فعلى قَوْله:

يَا لَيْتَ بَعْلَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّداً سَيْفا ورُمْحا

إِنَّمَا أَرَادَ: ويفقأ عَيْنَيْهِ. واستعار بعض الشُّعَرَاء الجَدْع والعرنين للدهر، فَقَالَ:

وأصْبحَ الدَّهرُ ذُو العِرنين قد جُدعا

والأعرف:

وأصبَحَ الدَّهرُ ذُو العِلاَّت قد جُدِعا

وحُكِى عَن ثَعْلَب: عامٌ تَجَدَّعُ أفاعيهِ: أَي يَأْكُل بَعْضهَا بَعْضًا لِشِدَّتِهِ.

وجَدَاعِ: السّنة ذهب بِكُل شَيْء، كَأَنَّهَا تجْدَعُه، قَالَ الطَّائِي:

لقد آلَيْتُ أغْدِرُ فِي جَدَاعِ ... وَإِن مُنِّيتُ أُمَّات الرّباعِ والجَداعُ أَيْضا غير مَبْنِيَّة، لمَكَان الْألف وَاللَّام. والجَدَاع: الْمَوْت، لذَلِك أَيْضا.

وجادَعَه مجادَعَة وجِداعا: شاتمه وشارَّه، كَأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا جَدَع أنف صَاحبه. قَالَ النَّابِغَة:

أَقارِعُ عوفٍ لَا أُحاول غَيرَها ... وجُوهَ قُرُودٍ تَبْتغي من تُجادعُ

وَيُقَال: اجْدَعَهُمْ بِالْأَمر حَتَّى يذلوا. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَلم يفسره. وَعِنْدِي انه على الْمثل، أَي اجْدَع أنوفهم بذلك.

وَتركت الْبِلَاد تَجَدَّع أفاعيها: أَي يَأْكُل بَعْضهَا بَعْضًا. قَالَ: وَلَيْسَ هُنَالك أكل وَلَكِن يُرِيد: تقطع. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المُجَدَّع من النَّبَات: مَا قطع من أَعْلَاهُ ونواحيه.

وجَدِع الْغُلَام جَدَعا فَهُوَ جَدِع: سَاءَ غذاؤه. قَالَ أَوْس:

وذاتِ هِدْمٍ عارٍ نواشِرُها ... تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَبا جَدِعا

وَقد ذكرت تَصْحِيف بعض الْعلمَاء لهَذِهِ الْكَلِمَة فِي هَذَا الْبَيْت، فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".

وأجدَعه وجَدَّعه: أَسَاءَ غذاءه.

وجَدِع الفصيل: سَاءَ غذاؤه كالغلام. وجَدِع الفصيل أَيْضا: ركب صَغِيرا فوهن.

وأجْدَع، وجُدَيع: اسمان.

وَبَنُو جَدْعاء: بطن من الْعَرَب. وَكَذَلِكَ بَنو جُداع، وَبَنُو جُداعة.

جدع

1 جَدَعَ الأَنْفَ, (S, * Msb, K, *) aor. ـَ (Msb,) inf. n. جَدْعٌ, (S, Msb, K,) He cut off the nose; and in like manner, the ear; and the hand, or arm; and the lip; (S, Msb, K;) and a similar part: (TA:) and أَنْفَهُ ↓ أَجْدَعْتُ signifies the same as جَدَعْتُ [I cut off his nose]: or جَدْعٌ signifies [absolutely] the cutting off; or cutting so as to separate. (TA.) In the following saying of a poet, the verb is used metaphorically, وَأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعَا [lit. And nosed fortune became mutilated in the nose; meaning, (assumed tropical:) became marred]. (TA.) And in the following phrase, occurring in a verse, كَأَنَّ اللّٰهَ يَجْدَعُ أَنْفَهُ وَعَيْنَيْهِ, the poet means, [As though God cut off his nose] and put out his eyes: see a similar saying in art. قلد, voce تَقَلَّدَ. (TA.) b2: جَدَعَهُ, (S, K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He mutilated him, or maimed him, by cutting off his nose, or his ear, or his hand or arm, or his lip, (S, K, TA,) or the like; (TA;) as also ↓ جدّعهُ (S, TA.) [Hence the phrase,] لَهُ ↓ جَدْعًا (S, K) [(May God decree) to him mutilation, or maining, by the cutting off of his nose, or the like; or cause it to befall him: or] meaning أَلْزَمَهُ اللّٰهُ الجَدْعَ [(assumed tropical:) may God make injury, or diminution of what is good, to cleave to him]: (K:) said in imprecating a curse upon a man: similar to عَقْرًا لَهُ, q. v.: the first word being governed in the accus. case by a verb understood. (TA.) One says also, اِجْدَعْهُمْ بِالأَمْرِ حَتَّى يَذِلُّوا, a phrase mentioned by IAar, but not explained by him; thought by ISd to mean, (tropical:) Act thou, in commanding, as though thou mutilatedst them by cutting off their noses [until they become submissive]. (TA.) In the phrase ↓ صَوْتُ الحِمَارِ اليُجَدَّعُ [The voice of the ass that has his ear, or ears, cut off, (see مُجَدَّعٌ, below,)], occurring in a verse of Dhu-l-Khirak Et-Tuhawee, (S,) accord. to J, but not found by Sgh in the verses of that poet, and said to be in the Book [of Sb], though IB denies this, asserting it to be in the Nawádir of Az, (TA,) Akh says, the poet means الَّذِى يُجَدَّعُ, like as you say, هُوَالْيَضْرِبُكَ, meaning الَّذِى يَضْرِبُكَ: Aboo-Bekr Ibn-es-Sarráj says, the poet, requiring refa for the rhyme, has changed the noun into a verb; and this is one of the worst of poetic licences. (S.) b3: [Hence,] السَّنَةُ تَجْدَعُ النَّبَاتَ (tropical:) [The year of drought cuts off, or destroys, the herbage]: (A, TA:) and تَجْدَعُ بِالمَالِ destroys the camels or the like. (S, O, K.) And القَحْطُ النَبَّاتِ ↓ جَدَّعَ (tropical:) The drought prevented the growth, or increase, of the herbage. (K, TA.) b4: [Hence also,] جَدَعَ عِيَالَهُ, inf. n. جَدَّعٌ, (assumed tropical:) He withheld good things from his family, or household. (TA.) And جَدَعَتْهُ أُمُّهُ, aor. ـَ inf. n. as above, (tropical:) His mother fed him with bad food; (Zj, K;) as also ↓ أَجْدَعَتْهُ, (S, K,) inf. n. إِجْدَاعٌ; (TA;) and ↓ جَدَّعَتْهُ, (K,) inf. n. تَجْدِيعٌ: (TA:) and ↓ جدّعهُ and ↓ اجدعهُ (tropical:) He (a pastor) confined him [a beast] to bad pasture. (TA.) جَدَعْتُهُ, (S,) inf. n. as above, (K,) also signifies (assumed tropical:) I confined him, restricted him, or the like; syn. حَبَسْتُهُ: and (assumed tropical:) I imprisoned him: (S, K: *) and so with ذ: (S:) or جَدْعٌ and جَذْعٌ both signify (assumed tropical:) the confining, or restricting, a person with evil management, and with contemptuous treatment, and want of good care. (A Heyth.) A2: جَدِعَ, aor. ـَ (Msb,) inf. n. جَدَعٌ, (S, Msb, K,) He (a man) was, or became, mutilated, or maimed, by the cutting off of his nose, or his ear, (S, * Msb, K, *) or his hand or arm, or his lip, (S, K,) or the like: (TA:) or, accord. to some, you do not say جَدِعَ, but جُدِعَ: (TA:) and جَدِعَتِ الشَّاةُ The sheep, or goat, was, or became, mutilated by having its ears entirely cut off. (Msb.) b2: [Hence,] also, (S, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (S,) [as though meaning (assumed tropical:) He was, or became, injured;] (tropical:) he (a child) had bad food: (S, K, TA:) and he (a young weaned camel) had bad food: or was ridden while [too] young, and in consequence became weak. (TA.) 2 جدّعهُ, inf. n. تَجْدِيعٌ: see 1, in five places. b2: جَدَّعَهُ وَشَرَّاهُ (tropical:) He made him to experience evil treatment, and derided him; as when one cuts off the ear of his slave, and sells him. (TA.) A2: Also He said to him جَدْعًا لَكَ [explained above; see 1]. (S, K. *) [See also عَقَّرَهُ.]3 جادع, inf. n. مُجَادَعَةٌ (S, K) and جِدَاعٌ (K,) (tropical:) He reviled, being reviled by another, (K, * TA,) saying جَدْعًا لَكَ; as though each of them cut off the nose of the other: (TA:) and, (K,) or accord. to some, (TA,) (tropical:) he contended in an altercation; as also ↓ تجادع; (S, K, TA;) [but the latter is said of a number of persons &c.] Yousay, أَفَاعِيهَا ↓ تَرَكْتُ البِلَادَ تَجَادَعُ, (Th, S,) and ↓ تَجَدَّعُ also, (Th,) (tropical:) I left the countries with their vipers eating one another; (Th, S;) not meaning eating in reality, but rending in pieces, or mangling, one another: (Th:) and أَفَاعِيهَا ↓ عَامٌ تَجَدَّعُ, and ↓ تَجَادَعُ, (tropical:) A year in which the vipers eat one another, by reason of its severity. (Th.) 4 أَجْدَعَ see 1, in three places.5 تَجَدَّعَ see 3, in two places.6 تَجَاْدَعَ see 3, in three places.

جَدْعٌ What is cut off of the anterior parts of the nose, to its furthest, or uttermost, part: (As, TA:) an inf. n. used as a [proper] subst. (TA.) b2: جَدْعًا لَهُ : see 1.

A2: (tropical:) Unwholesomeness in herbage. (K.) جَدِعٌ (tropical:) A child having bad food; or fed on bad food: (S, K, TA:) pronounced by El-Mufaddal with ذ; but As repudiated to him this pronunciation; (S, TA:) and his objection was confirmed by a young man of the Benoo-Asad called in as an umpire. (TA.) جَدَعَةٌ What remains, of the nose, ear, hand or arm, or lip, after the cutting off [of the rest]: (S, K:) the place of the cutting off thereof; like عَرَجَةٌ from الأَعْرَجُ, and قَطَعَةٌ from الأَقْطَعُ. (TA.) جَدَاعِ (S, A, K, &c.) and جَدَاعٌ (K, TA) (tropical:) A year of drought; because it cuts off, or destroys, (تَجْدَعُ,) the herbage, and abases men: (A, TA:) or a severe, or calamitous, year, that destroys the camels or the like; (S, O, K;) or that destroys everything; as though it cut off its nose or the like. (L.) b2: See also جُدَاعٌ.

جُدَاعٌ (tropical:) Withered herbage: (S:) or herbage that is unwholesome to the feeder upon it: (K:) or tall, unwholesome, and withered. (TA.) b2: And hence, الجُدَاعُ signifies (tropical:) Death: (K, TA:) written by some ↓ الجَدَاعُ. (TA.) أَجْدَعُ Mutilated, or maimed, by having his nose cut off, or his ear, (S, Msb, K,) or his hand or arm, or his lip, (S, K,) or the like: (TA:) fem. جَدْعَآءُ: (S, Msb:) and the latter, applied to a she-camel, having the sixth part of her ear, or the fourth part of it, or more than that, to the half, cut off; and to a she-goat, having a third part, or more, of her ear cut off; or, accord. to IAmb, any ewe or she-goat having the ear lopped; (TA;) or a ewe or she-goat having her ear entirely cut off: (Mgh, Msb:) and ↓ مُجَدَّعٌ an ass having the ear cut off, (S,) or having the ears cut off. (K.) It is said in a prov., أَنْفُكَ مِنْكَ وَ إِنْ كَانَ

أَجْدَعَ [Thy nose is a part of thee though it be cut off]: applied with reference to him whose good and evil attaches to thee though he be not firmly connected with thee by relationship. (TA.) b2: الأَجْدَعُ one of the appellations applied to The devil. (Fr, K. *) مُجَدَّعٌ: see أَجْدَعٌ. b2: Also (assumed tropical:) A plant, or herbage, of which the upper part has been eaten: (S:) or of which the upper part and the sides have been partly cut off or eaten. (AHn.)

جدع: الجَدْعُ: القَطْعُ، وقيل: هو القطع البائن في الأَنف والأُذن

والشَّفةِ واليد ونحوها، جَدَعَه يَجْدَعُه جَدْعاً، فهو جادِعٌ. وحمار

مُجَدَّع: مَقْطُوع الأُذن؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:

أَتانِي كلامُ التَّغْلَبيّ بن دَيْسَقٍ،

ففي أَيِّ هذا، وَيْلَه، يَتَترَّعُ؟

يقول الخَنى، وأَبغَضُ العُجْمِ، ناطِقاً

إِلى ربه، صوتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ

أَراد الذي يُجدَّع فأدخل اللام على الفعل المضارع لمضارعة اللام الذي

كما تقول هو اليَضْرِبُك، وهو من أَبيات الكتاب وقال أَبو بكر بن السراج:

لما احتاج إِلى رفع القافية قلب الاسم فعلاً وهو من أَقبح ضرورات الشعر،

وهذا كما حكاه الفراء من أَن رجلاً أَقبل فقال آخر: هاهوذا، فقال السامع:

نِعْمَ الهاهوذا، فأَدخل اللام على الجملة من المبتدإِ والخبر تشبيهاً له

بالجملة المركبة من الفعل والفاعل؛ قال ابن بري: ليس بيتُ ذي الخِرَق

هذا من أَبيات الكتاب كما ذكر الجوهري وإِنما هو في نوادر أَبي زيد. وقد

جَدِعَ جَدَعاً، وهو أَجْدَعُ بيِّن الجَدَعِ، والأُنثى جَدْعاء؛ قال أَبو

ذؤيب يصف الكلاب والثور:

فانْصاعَ من حَذرٍ وسَدَّ فُروجَه

غُبْرٌ ضَوارٍ: وافِيانِ وأَجْدَعُ

أجْدع أَي مَقْطوع الأُذن. وافيانِ: لم يُقْطع من آذانهما شيء، وقيل: لا

يقال جَدعَ ولكن جُدعَ من المَجْدُوع.

والجَدَعةُ: ما بَقِي منه بعد القَطْع. والجَدَعةُ: موضع الجَدْع، وكذلك

العَرَجةُ من الأَعْرج، والقَطَعة من الأَقْطَع. والجَدْعُ: ما انقطع من

مَقادِيم الأَنف إِلى أَقْصاه، سمي بالمصدر.

وناقة جَدْعاء: قُطِع سُدسُ أُذنها أَو ربعها أَو ما زاد على ذلك إِلى

النصف. والجَدْعاء من المعزَ: المَقْطوع ثلث أُذنها فصاعداً، وعم به ابن

الأَنباري جميع الشاء المُجَدَّع الأُذن. وفي الدعاء على الإِنسان: جَدْعاً

له وعَقْراً؛ نصبوها في حدّ الدعاء على إِضمار الفعل غير المستعمل

إِظهاره، وحكى سيبويه: جَدَّعْتُه تَجْديعاً وعَقَّرْتُه قلت له ذلك، وهو مذكور

في موضعه؛ فأَمّا قوله:

تَراه كأَنَّ اللهَ يَجْدَعُ أَنْفَه

وعَيْنَيْه، إِنْ مَولاه ثابَ له وَفْرُ

فعلى قوله:

يا لَيْتَ بَعْلَكِ قد غَدا

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا

إِنما أَراد ويفقأُ عينيه؛ واستعار بعضُ الشُّعراء الجَدْعَ والعِرْنينَ

للدّهْر فقال:

وأَصبَح الدهْرُ ذُو العِرْنِينِ قد جُدِعا

والأَعرف:

وأَصبحَ الدهرُ ذو العلاَّتِ قد جُدعا

وجَداعِ: السَّنةُ الشديدة تذهب بكل شيء كأَنها تَجْدَعُه؛ قال أَبو

حَنْبل الطائي:

لقد آليْتُ أَغْدِر في جَداعِ،

وإِنْ مُنِّيتُ، أُمّاتِ الرِّباعِ

وهي الجَداعُ أَيضاً غير مبنية لمكان الأَلف واللام. والجَداعُ: الموت

لذلك أَيضاً. والمُجادعةُ: المُخاصمةُ. وجادَعَه مُجادَعة وجِداعاً:

شاتَمَه وشارَّه كأَنَّ كل واحد منهما جَدَع أَنف صاحبه؛ قال النابغة

الذُّبْياني:

أَقارعُ عَوْفٍ، لا أُحاوِلُ غيرَها،

وجُوهُ قُرودٍ، تَبْتَغِي من تُجادِعُ

وكذلك التّجادُع. ويقال: اجْدَعْهم بالأَمر حتى يَذِلُّوا؛ حكاه ابن

الأَعرابي ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَنه على المثل أَي اجدع أُنوفهم.

وحكي عن ثعلب: عام تَجَدَّعُ أَفاعِيه وتجادَعُ أَي يأْكل بعضها بعضاً

لشدّته، وكذلك تركت البلاد تَجَدَّعُ وتَجادَعُ أَفاعيها أَي يأْكل بعضها

بعضاً، قال: وليس هناك أَكل ولكن يريد تقَطَّعُ. وقال أَبو حنيفة:

المُجَدَّعُ من النبات ما قُطع من أَعلاه ونَواحِيه أَو أُكل. ويقال: جَدَّع

النباتَ القَحْطُ إِذا لم يَزْكُ لانْقِطاع الغَيْثِ عنه؛ وقال ابن

مقبل:وغَيْث مَريع لم يُجَدَّعْ نَباتُه

وكَلأٌ جُداعٌ، بالضم، أَي دَوٍ؛ قال رَبيعةُ بن مَقْرُوم الضَّبِّيّ:

وقد أَصِلُ الخَلِيلَ وإِن نآني،

وغِبَّ عَداوتي كَلأٌ جُداعُ

قال ابن بري: قوله كَلأٌ جُداع أي يَجْدَعُ مَن رَعاه؛ يقول: غِبّ

عَداوتي كَلأٌ فيه الجَدْع لمن رعاه، وغب بمعنى بعد. وجَدِعَ الغلامُ يَجْدَعُ

جَدَعاً، فهو جَدِعٌ: ساء غِذاؤه؛ قال أَوْس بن حَجَر:

وذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها،

تُصْمِتُ بالماء تَوْلَباً جَدِعا

وقد صحّف بعض العلماء هذه اللفظة، قال الأَزهري في أَثناء خطبة كتابه:

جمع سليمان بن علي الهاشميّ بــالبصرة ين المُفَضَّل الضبّيّ والأَصمعي

فأَنشد المفضَّل: وذات هدم، وقل آخر البيت: جَذَعا، ففَطِن الأَصمعي لخَطئه،

وكان أَحدَثَ سِنّاً منه، فقال له: إِنما هو تولباً جَذَعا، وأَراد تقريره

على الخطاء فلم يَفْطَن المفضل لمراده، فقال: وكذلك أَنشدته، فقال له

الأَصمعي حينئذ: أَخطأْت إِنما هو: تَوْلباً جَدِعا، فقال له المفضل: جذعا

جذعا، ورفع صوته ومدّه، فقال له الأَصمعي: لو نفَخْت في الشَّبُّور ما

نفعك، تكم كلام النمل وأَصبْ، إِنما هو: جَدِعا، فقال سليمان بن علي: من

تَخْتارانِ أَجعله بينكما؟ فاتفقا على غلام من بني أَسد حافظ للشعر

فأُحْضِر، فعرَضا عليه ما اختلفا فيه فصدَّق الأَصمعي وصوّب قوله، فقال له

المفضل: وما الجَدِعُ؟ قال: السيّء الغِذاء. وأَجدَعَه وجَدَّعَه: أَساء غذاءه.

قال ابن بري: قال الوزير: جَدِعٌ فَعِلٌ بمعنى مَفْعول، قال: ولا يعرف

مثله. وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً: ساء غِذاؤُه. وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً:

رُكِب صغيراً فوَهَن. وجَدَعْتُه أَي سجنْتُه وحبستُه، فهو مجُدوع؛

وأَنشد:

كأَنه من طول جَدْعِ العَفْسِ

وبالذال المعجمة أَيضاً، وهو المحفوظ. وجَدَعَ الرجلُ عِيالَه إِذا حَبس

عنهم الخير. قال أَبو الهيثم: الذي عندنا في ذلك أَنهَ الجَدْعَ

والجِذْعَ واحد، وهو حَبْسُ من تَحْبِسه على سُوءِ ولائه وعلى الإِذالةِ منك له؛

قال: والدليل على ذلك بيت أَوس:

تُصْمِت بالماء تَوْلباً جَدِعا

قال: وهو من قولك جَدَعْتُه فجَدِع كما تقول ضرَب الصَّقِيعُ النباتَ

فضَرِبَ، وكذلك صَقَع، وعَقَرْتُه فَعَقِر أَي سقَط؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:حَبَلَّق جَدَّعه الرِّعاء

ويروى: أَجْدَعَه، وهو إِذا حبَسه على مَرْعى سَوْء، وهذا يقوّي قول

أَبي الهيثم.

والجَنادِعُ: الأَحْناشُ، ويقال: هي جَنادِبُ تكون في جِحَرةِ

اليَرابِيعِ والضِّباب يَخرُجْن إِذا دَنا الحافر من قَعْر الجُحْر. قال ابن بري:

قال أَبو حنيفة الجُنْدَب الصغير يقال له جُنْدع، وجمعه جَنادِعُ؛ ومنه

قول الراعي:

بحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عليه مَهابةٌ

بِجَمْع، إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا

ومنه قيل: رأَيت جَنادِعَ الشرِّ أَي أَوائلَه، الواحدة جُنْدُعةٌ، وهو

ما دَبَّ من الشرّ؛ وقال محمد بن عبد الله الأَزْديّ:

لا أَدْفَعُ ابنَ العَمِّ يَمْشِي على شَفاً،

وإِن بَلَغَتْني مِنْ أَذاه الجَنادِعُ

وذاتُ الجَنادِعِ: الداهيةُ. الفرّاء: يقال هو الشيطان والمارِدُ

والمارِجُ والأَجْدَعُ. روي عن مسروق أَنه قال: قدمت على عمر فقال لي: ما

اسمُك؟ فقلت: مَسروقُ بن الأَجْدَع، فقال: أَنت مسروق بن عبد الرحمن، حدثنا

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنَّ الأَجدع شيطان، فكان اسمُه في الديوان

مسروق بن عبد الرحمن. وعبد الله بن جُدْعانَ

(* كذا بالأصل، وفي القاموس: وعبد الله بن جدعان جواد معروف.)

وأَجْدَعُ وجُدَيْعٌ: اسمانِ. وبنو جَدْعاءَ: بطن من العرب، وكذلك بنو

جُداع وبنو جُداعةَ.

جدع
الجَدْعُ، كالمَنْعِ: الحَبْسُ والسّجْنُ، جَدَعْتُه فَهُوَ مَجْدُوعٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هُنَا وَفِي الذَّالِ المُعْجَمَةِ أَيْضاً، وقِيلَ: بالذَّالِ مُعْجَمَةً هُو المَحْفُوظُ، كَمَا سَيَأْتِي. ويُقَالُ: جَدَعَ الرَّجُلُ عِيَالَه، إِذا حَبَسَ عَنْهُم الخَيْرَ. قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: الَّذِي عِنْدَنَا فِي ذلِكَ أَنَّ الجَدْعَ والجَذْعَ وَاحِدٌ، وَهُوَ حَبْسُ مَنْ تَحْبِسُهُ عَلَى سُوءِ وَلائِهِ، وعَلَى الإِذالَةِ مِنْكَ لَهُ.
والجَدْعُ: القَطْعُ البائنُ، وقِيلَ: هَوَ قَطْعُ الأَنْفِ، أَو الأُذُنِ، أَو اليَدِ، أَو الشَّفَة ونَحْوِهَا. ويُقَالُ: جَدَعَهُ يَجْدَعُهُ جَدْعاً فَهُوَ جادِعٌ، وقَدْ جَدِعَ جَدْعاً، فَهُوَ أَجْدَعُ بَيِّنُ الجَدَعِ، مُحَرَّكَةً، والأُنْثَى جَدْعاءُ. قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ:

(فانْصَاعَ مِنْ حَذَرٍ وسَدَّ فُرُوجَهُ ... غُبْرٌ ضَوارٍ وَافِيانِ وأَجْدَعُ)
أَجْدَعُ، أَي مَقْطُوعُ الأُذُنِ، وَافِيَان: لم يُقْطَعْ من آذانِهِمَا شَيْءٌ. قُلْتُ: ويُرْوَى فاهْتَاجَ مِن فَزَعِ.
وغُبْرٌ: طوال وَفِي رِوَايَةٍ: غُبْسٌ ضوارٍ أَيْ لَمَّا أَفْزَعَتْه الكِلابُ عَدَا عَدْواً شَدِيداً، فكانَ ذلِكَ العَدْوُ هُوَ الَّذِي سَدَّ فُرُوجَهُ، إِلاَّ أَنَّ اللَّفْظَ للْكِلابِ والمَعْنَى علَى العَدْوِ، هذَا قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، كَمَا فِي شَرْحِ الدِّيَوانِ. وقِيلَ: لَا يُقَالُ: جَدِعَ، ولكِنْ جُدِعَ من المَجْدُوع.
والجَدَعَةُ، مَحَرَّكةً: مَا بَقِيَ مِنْهُ بَعْدَ الجَدْعِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهِي مَوْضِعُ الجَدْعِ، وكَذلِكَ العَرَجَةُ مِنَ الأَعْرَجِ، والقَطَعَةُ مِنَ الأَقْطَعِ. والأَجْدَعُ: الشَّيْطَانُ، قَالَ الفَرّاءِ: يُقال: هُوَ الشَّيْطَانُ، والمارِدُ، والمارِج، والأَجْدَعُ. والأَجْدَعُ: وَالِدُ مَسْرُوقٍ التّابِعِيِّ الكَبِيرِ، هُوَ أَبو عَائِشَةَ مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مالِكِ بن أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرِّ بنِ سَلامانَ ابنِ مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عبْدِ اللهِ بنِ وَدَاعَةَ الهَمْدَانِيُّ، ثمّ الوَدَاعِيُّ الكُوفِيُّ، مِنْ ثِقَاتِ التابِعين، وغَيَّرَهُ عُمْرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ وسَمّاهُ عَبْدَ الرَّحْمنِ، ورُوِيَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّه قَالَ: قَدِمْتُ على عُمَرَ، فقالَ لي: مَا اسْمُكَ فقُلْتُ: مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ، فَقَالَ: أَنْتَ مَسْرُوقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ. حَدَّثَنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى عَلَيْه وسَلَّم أَنَّ الأَجْدَعَ شَيْطَانٌ. فكانَ اسْمُه فِي الدّيوانِ مَسْروقَ بن عَبْدِ الرَّحْمن.
وجُدَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ. وبَنُو جَدْعَاءَ وبَنُو جُدَاعَةَ، كثُمَامَةَ: قَبِيلَتانِ مِنَ العَرَبِ.
والجَدعاءُ: ناقَةُ رِسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَهِي العَضْبَاءُ القَصْواءُ، ولَمْ تَكُنْ جَدْعاءَ وَلَا عَضْبَاءَ وَلَا قَصْواءَ، وإِنَّمَا هُنَّ أَلْقَابٌ لَها، كَمَا ذَكَرَهُ أَهْلُ السِّيَرِ.
وعَبْدُ اللهِ بنُ جُدْعَان، بالضَّمِّ: جَوادٌ، م، مَعْرُوفٌ، وهُوَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْروِ بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ)
بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ، وَهُوَ وَالِدُ زُهَيْرٍ أَبِي مُلَيْكَةَ. وأَخَواه زَيْدُ بنُ جُدْعَانَ وعُمَيْرُ بنُ جُدْعانَ، فمِنْ وَلَدِ عُمَيْرٍ المُهَاجِرِيّ قُنْفُذُ بنُ عُمَيْرٍ، ومِنْ وَلَدِ زَيْدٍ أَبُو الحَسَنِ علِيُّ بنُ زَيْدٍ الأَعْمَى البَصْرِيّ، ومِنْ وَلَدِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَبُو عَزَارَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ ابنِ أَبِي بَكْرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بن أَبِي مُلَيْكَةَ، ورُبما كانَ يَحْضُرُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ طَعَامَهُ، وكَفَاهُ بذلِكَ فَخْراً وشَرَفاً، وكَانَتْ لَهُ جَفْنَةٌ يَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّمَ فِي الإِسْلامِ صَكَّةَ عُمَىٍّ، كَمَا وَرَدَ فِي الحَدِيثِ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيّ، وكانَتْ هذِه الجَفْنَةُ يُطْعِمُ فِيهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ يَأْكُل مِنْهَا القائمُ والرّاكبُ لِعظَمِها، وكانَ لَهُ مُنَادٍ يُنَادِي: هَلُمَّ إِلَى الفَالُوذِ، وإِيّاهُ عَنَى أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ بِقَوْلِهِ: (لَهُ دَاعٍ بِمَكَّةَ مُشْمِعِلٌّ ... وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِهِ يُنَادِي)

(فَأَدْخَلَهُم عَلَى رَبِذٍ يَدَاهُ ... بفِعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ من الهَدَادِ)

(عَلَى الخَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ بن عَمْروٍ ... طَوِيل السَّمْكِ مُرْتَفِع العِمَادِ)

(إِلى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاَءٍ ... لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ)
وجاءَ فِي بَعْضِ الأَحَادِيثِ قَالَتْ عائشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ كَانَ ذلِكَ نافِعَةُ قالَ: لَا إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْماً: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ. ويُقَالُ: كَلأٌ جُدَاعٌ، كغُرَابٍ، أَي فِيهِ جَدْعٌ لِمَنْ رَعَاهُ. قالَ رَبيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيّ:
(فقَدْ أَصِلُ الخَلِيلَ وإِنْ نَآنِى ... وغِبُّ عَداوَتِي كَلأٌ جُدَاعُ)
وَهُوَ مَثَلٌ، أَي هُوَ مُرٌّ بَشِعٌ وَبِيلٌ وَخِمٌ دَوٍ. ومِنْهُ الجُدَاع للمَوْتِ. بالضَّمِّ أَيْضاً، وَهُوَ مَجَازٌ، وضَبَطَهُ بَعْضُهُم كسَحَابٍ، وإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ يُذْهِبُ كُلَّ شَيْءٍ، كأَنَّهُ يَجْدَعُهُ.
وبَنُو جُدَاعٍ، أَيْضاً: بَطَنٌ مِن العَرَبِ.
وصَبِيٌّ جَدِعٌ، ككَتِف: سَيِّئُ الغَذَاءِ، وقَدْ جَدِعَ، كفَرِحَ، جَدَعاً، وَهُوَ مَجازٌ: قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: قَالَ الوَزِيرُ: جَدِعٌ فَعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، قَالَ: وَلَا يُعْرَفُ مِثْلُهُ. قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يرثِي فَضَالَةَ بنَ كَلَدَةَ ويُرْوَى لبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِم:
(لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدَامَةُ وَال ... فِتْيانُ طُرّاً وطامِعٌ طَمِعَاً)

(وذاتُ هَدْمٍ عارٍ نَوَاشِرُهَا ... تُصْمِتُ بِالْمَاءِ تَوْلَباً جَدِعَاً)
وقَدْ صَحَّفَ بَعْضُ العَلَمَاءِ هذِهِ اللَّفْظَةَ: قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ورَوَاهُ المُفَضَّلُ بالذالِ المُعْجَمَةِ ورَدَّ عَلَيْهِ الأَصْمَعِيُّ. قُلْتُ: قالَ الأَزْهَرِيُّ فِي أَثْنَاءِ خَطْبَةِ كتابِهِ: جَمَعَ سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيٍّ الهاشِمِيُّ بــالبَصْرَةِ) بَيْنَ المُفَضَّل الضَّبِّيّ والأَصْمَعِيّ، فأَنْشَد المُفَضَّلُ وذَاتُ هِدْمٍ. وَقَالَ آخِرَ البَيْتِ جَذَعاً ففَطِنَ الأَصْمَعِيّ لِخَطَئِهِ، وكانَ أَحْدَثَ سِنّاً مِنْهُ، فقالَ لَه: إِنَّمَا هُوَ تَوْلَباً جَذِعاً وأَرادَ تَقْرِيرَهُ عَلَى الخَطَأَ، فلَمْ يَفْطِن المُفَضَّلُ لِمُرادِهِ فقَالَ: وكَذلِكَ أَنشَدْتُه، فقَالَ لَهُ الأَصْمَعِيُّ حِينَئِذٍ: أَخْطَأْتَ إِنَّمَا هُوَ تَوْلَباً جَدِعاً، فقالَ لَهُ المُفَضَّلُ: جِذِعَاً، جَذِعاً ورَفَعَ صَوْتَهُ ومَدَّهُ، فقالَ لَهُ الأَصْمَعِيُّ: لَوْ نَفَخْتَ فِي الشَّبُّورِ مَا نَفَعَكَ، تَكَلَّمْ كَلامَ النَّمْلِ وأَصِبْ، إِنَّمَا هُوَ جَدِعاً، فَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيّ: مَنْ تَخْتَارَانِ أَجْعَله بَيْنَكُمَا فاتَّفَقا عَلَى غُلامٍ من بَنِي أَسَدٍ حافِظٍ للشِّعْرِ، فأُحْضِرَ، فعَرَضا عَلَيْه مَا اخْتَلَفا فِيهِ، فصَدَّقَ الأَصْمِعَيَّ، وصَوَّب قَوْلَهُ، فقَالَ لَه المُفَضَّلُ: مَا الجَدِعُ فقالَ: السَّيِّئُ الغَذَاءِ.
انْتهى.
وقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: جَدَعْتُه فجَدِعَ، كَمَا تَقُول: ضَرَبَ الصَّقِيعُ النَّبَاتَ فضَرِبَ، وكَذلِكَ صَقِعَ، وعَقَرْتُه فعَقِرَ، أَي سَقَطَ. وجَدَعَتْه أُمُّه، كمَنَعَ: أَساءَتْ غِذَاءَهُ، عَن الزَّجّاج، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، كأَجْدَعَتْه إِجْداعاً وجَدَّعَتْه تَجْدِيعاً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: حَبَلَّقٌ جَدَّعَهُ الرِّعَاءُ ويُرْوَى: أَجْدَعَهُ، وهُوَ إِذا حَبَسَهُ عَلَى مَرْعى سَوْءٍ، وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ أَبِي الهَيْثَمِ المُتَقَدِّمَ ذِكْرُهُ.
وجَدَاع، كسَحَابٍ، وقَطامِ، وعَلَى الأَخِيرَةِ اقْتَصَر الجَوْهَرِي: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَجْدَعُ بالمَال وتَذْهَبُ بِهِ، كَمَا فِي العُبَابِ والصّحاح. وَفِي اللَسَان: تَذْهَبُ بكُلِّ شَيْءٍ، كأَنَّهَا تَجْدَعُهُ. وَفِي الأَسَاسِ: وأَجْحَفَتْ بهم جَدَاعِ، وَهِي السَّنَةُ، لأَنَّهَا تَجْدَعُ النَّبَاتَ، وتُذِلُّ النّاسَ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وَفِي العُبَابِ: قَالَ أَبو حَنْبَلٍ الطّائِيُّ واسْمُه جَارِيَةُ بنُ مَرٍّ أَخُو بَنِي ثُعَلَ:
(لَقدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جَدَاعِ ... وإِنْ مُنِّتُ أُمّاتِ الرِّباعِ)

(لأَنَّ الغَدْرَ فِي الأَقْوَامِ عَارٌ ... وأَنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ)
وقَوْلُهم فِي الدُّعاءِ عَلَى الإِنْسَانِ: جَدْعاً لَهُ، أَي أَلْزَمَهُ اللهُ الجَدْعَ، قَالَ الأَعْشَى:
(دَعَوْتُ خَلِيلِي مِسْحَلاً ودَعَوْا لَهُ ... جُهُنّامَ، جَدْعاً للْهَجِينِ المُذَمَّمِ)
وكَذلِكَ عَقْراً لَهُ، نَصَبُوهُمَا فِي حَدِّ الدُّعَاءِ علَى إِضْمَارِ الفِعْلِ غَيْر المُسْتَعْمَلِ إِظْهَارُه.
وحَكَى سِيبَوَيْه: جَدَّعَهُ تَجْدِيعاً، وعَقَّرَهُ تَعْقِيراً: قَالَ لَهُ ذلِكَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: فغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فسَبَّ وجَدَّعَ. ومِنَ المَجَازِ: جَدَع القَحْطُ النَّبَاتُ: إِذا لمْ يَزْكُ، لانْقِطَاعِ الغَيْثِ عَنْهُ، قالَ ابنُ مُقْبِل:)
(وغَيْثٍ مَرِيعٍ لَمْ يُجَدَّعْ نَبَاتُهُ ... وَلَتْهُ أَفانِينُ السِّمَاكَيْنِ، أَهْلِبِ)
وحِمَارٌ مُجَدَّعٌ كمُعَظَّمٍ: مَقْطُوعُ الأُذَنَيْنَ، وَفِي الصّحاح: مَقْطُوعُ الأُذُنِ. قالَ الجَوْهَرِيّ: وأَمّا قَوْلُ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: أَتانِي كَلامُ الثَّعْلَبِيِّ ابنِ دَيْسَقٍ ففِي أَيِّ هذَا وَيْلَهُيَتَتَرَّعُ (يَقُولُ الخَنَا، وأَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقاً ... إِلَى رَبِّنَا صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ)
فإِنَّ الأَخْفَشَ يَقُولُ: أَرادَ الَّذِي يُجَدَّع، كَمَا تَقُولُ: هُوَ الْيَضْرِبُكَ، تُرِيدُ هُوَ الَّذِي، وَهُوَ مِنْ أَبْيَاتِ الكِتَابِ. وقالَ أَبُو بَكْرِ بنُ السَّرَّاجِ: لَمّا احْتَاجَ إِلى رَفْعِ القَافِيَةِ قَلَبَ الاسْمَ فِعْلاً، وَهُوَ من أَقْبَحِ ضَرُورَاتِ الشِّعْرِ، انْتهى. قُلْتُ: هذانِ البَيْتانِ أَنْشَدَهُمَا أَبُو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِه هكَذَا لِذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ عَلَى طارِق بنِ دَيْسَقٍ. وقالَ ابْنُ بَرِّيّ: لَيْسَ بَيْتُ ذِي الخِرَق هَذَا مِنْ أَبْيَاتِ الكِتَابِ كَما ذَكَرَ الجَوْهَرِيّ، وإِنّما هُوَ فِي نَوَادِرِ أَبِي زَيْدٍ. قالَ الصّاغَانِيّ: ولَمْ أَجِدِ البَيْتَ الثَّانِي فِي شِعْرِ ذِي الخِرَقِ، وقَدْ قَرَأْتُ شِعْرَه فِي أَشْعَارِ بَنِي طُهِيَّةَ بِنْتِ عُمَيْرِ ابنِ سَعْد، وَهَا أَنَا أَسُوقُ القِطْعَةَ بِكَمَالِهَا، وَهِي: أَتانِي كَلامُ الثَّعْلَبِيِّ ابنِ دَيْسَقٍ ففِي أَيِّ هذَاوَيْلَهُيَتَتَرَّعُ
(فَهَلاَّ تَمَنَّاها إِذِ الحَرْبُ لاقِحٌ ... وذُو النَّبَوانِ قَبْرُه يَتَصَدَّعُ)

(فَيَأَتِيكَ حَيّاً دارِم وهُمَا مَعاً ... ويَأْتِيكَ أَلْفٌ من طُهَيَّةَ أَقْرَعُ)

(فيَسْتَخْرِجُ اليَرْبُوعَ مِنْ نافِقائِهِ ... ومِنْ جُحْرِهِ ذُو الشِّيحَةِ اليُتَقَصَّعُ)
ونَحْنُ أَخَذْناقَدْ عَلِمْتُمْأَسِيرَكُميَساراً، فيُحْذَى مِنْ يَسَارٍ، ويُنْقَعُ
(ونَحْنُ حَبَسْنَا الدُّهْمَ وَسْطَ بُيُوتِكِمْ ... فلَمْ يَقْرَبُوها والرِّمَاحُ تَزَعْزَعُ)
ونَحْنُ ضَرَبْنا فارِسَ الخَيْرِ مِنْكُمُفَظَلَّ وأَضْحَى ذُو الفَقَارِيُكَرَّعُ ومِن المَجَازِ: جَادَع مُجَادَعُةً وجِدَاعاً، إِذا شاتَمَ بجَدْعاً لكَ، وشارَّ، كأَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا جَدَعَ أَنْفَ صاحِبِه. وقِيلَ جادَعَ: خَاصَمَ. قَالَ النابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: (أَقارِعُ عَوْفٍ لَا أُحَاوِلُ غَيْرَهَا ... وُجُوهُ قُرُودٍ تَبْتَغِي مَنْ تُجَادِعُ)
ويُرْوى وُجُوه كِلاَبٍ كتَجَادَعُ. يقُال: تَرَكْتُ البلاَدَ تَجَادَعُ أَفَاعِيهَا، أَيْ يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً، كَمَا فِي الصّحاح. وحُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ: عامٌ تَجَدَّعُ أَفاعِيهِ وتَجَادَعُ، أَيْ يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً لشِدَّتِهِ، وكَذلِكَ: تَرْكَتُ البِلاَدَ تَجَدَّعُ وتجَادَعُ أَفاعِيهَا، قالَ: ولَيْسَ هُنَاكَ أَكْلٌ، ولكِنْ يُرِيدُ تَقَطَّعُ.)
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الجَدْعُ: مَا انْقَطَعَ من مَقَادِيمِ الأَنْفِ إِلَى أَقْصَاهُ، رَواهُ أَبو نصْرٍ عَن الأَصْمَعِيّ، سُمِّيَ المَصْدَرِ. ونَاقَةٌ جَدْعاءُ: قُطِعَ سُدُسُ أُذُنِهَا أَوْ رُبعُهَا، أَوْ مَا زادَ عَلَى ذلِكَ إِلَى النِّصْفِ، والجَدْعاءُ مِن المَعْزِ: المَقْطُوعُ ثُلُثُ أُذُنِها فصَاعِداً، وعَمَّ بِهِ ابنُ الأَنْبَارِيّ جَمِيعَ الشّاءِ المُجَدَّعِ الأُذُنِ. وقَوْلُ الشّاعِرِ:
(تَرَاهُ كَأَنَّ اللهُ يَجْدَعُ أَنْفَهُ ... وعَيْنَيْهِ إِنْ مَوْلاهُ ثابَ لَهُ وَفْرُ)
أَرادَ: ويَفْقَأُ عَيْنَيْهِ، كَمَا قالَ آخَرُ:
(يَا لَيْتَ بَعْلَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً)
واسْتَعَارَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الجَدْعَ والعِرْنِينَ للدَّهْرِ، فَقَالَ: وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قد جُدِعَا ويُقَالُ: اجْدَعْهُمْ بالأَمْرِ حَتَّى يَذِلُّوا، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ ولَمْ يُفَسِّرْه. قالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهُ عَلَى المَثَلِ، أَي اجْدَعْ أُنُوفَهُم. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: المُجَدَّعُ من النّباتِ: مَا قُطِعَ من أَعلاهُ ونَوَاحِيهِ، أَو أُكِلَ. وجَدِعَ الفَصِيلُ، كفَرِحَ: ساءَ غِذَاؤُه، أَوْ رُكِبَ صَغِيراً فوَهَنَ. وجَدَعَ عِيَالَهُ جَدْعاً: إِذا حَبَسَ عَنْهُم الخَيْرَ. ويُقَالُ: جَدَّعَهُ وشَرَّاهُ، إِذا لَقّاه شَرّاً وسُخْرِيَةً، كَمْن يَجْدَعُ أُذُنَ عَبِده ويَبِيعُه.
وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي المَثَلِ أَنفُكَ مِنْكَ وإِنْ كانَ أَجْدَعَ يُضْرَبُ لِمَنْ يَلْزَمُكَ خَيْرُهُ وشَرُّهُ، وإِنْ كانَ لَيْسَ بمُسْتَحْكِمِ القُرْبِ. وأَوّلُ مَنْ قالَ ذلِكَ قُنْفُذُ ابنُ جَعْوَنَةَ المازِنيُّ للرَّبِيعِ بنِ كَعْبٍ المازِنِيّ، ولَهُ قِصَّةٌ ذَكَرَها الصّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ.
وأَجْدَعْتُ أَنْفَه: لُغَةٌ فِي جَدَعْتُ. وكانَ رَجُلٌ مِن صَعالِيكِ العَرَبِ يُسَمَّى مُجَدِّعاً، كمُحَدِّثٍ، لأَنَّهُ كانَ إِذا أَخَذَ أَسِيراً جَدَعَهُ. والحَكَمُ ورَافِعٌ ابْنا عَمْرِو بنِ المُجَدَّع، كمُعَظَّمٍ: صَحَابِيّانِ رَضَيِ اللهُ عَنْهُمَا، كَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ فِي العُبَابِ. قُلْتُ: ويُقَالُ لَهُمَا الغِفَارِيّانِ، وإِنَّمَا هُمَا من بَنِي ثَعْلَبَة أَخِي غِفَارٍ، نَزَلَ الحَكَمُ البَصْرَةَ، واسْتَعْمَلَهُ زِيَادٌ عَلَى خُرَاسَان، فَغَزَا وغَنِمَ، وكَانَ صالِحاً فَاضلا، وأَمّا أَخُوهُ رَافِعٌ فذَكَرَهُ ابنُ فَهْدٍ فِي المُعْجَمِ، فقالَ: رافِعُ بنُ عَمْرِو بنِ مُجدَّع الكِنَانّي الضَّمْريّ أَخُو الحَكَمِ بن عَمْرو الغِفَارِيِّ، ولَيْسَ غِفَارِيّاً وإِنَّمَا هُمَا من ثَعْلَبَةَ أَخِي غِفَار، نَزَلَ البَصْرَة، وَله حَدِيثَانِ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّلْتِ، هكَذَا قالَ فِي اسْمِ جَدِّه مُخَدَّع، بالخَاءِ المُعْجَمَة الجِيمِ، فانْظُرْ ذلِكَ.

جدع


جَدَعَ(n. ac. جَدْع)
a. Maimed, mutilated; cut off ( the nose ).

جَدِعَ(n. ac. جَدَع)
a. Was mutilated.
b. Was badly fed, stinted.

جَدَّعَa. Treated badly, cruelly.

جَاْدَعَa. Reviled, abused, derided.

أَجْدَعَa. Fed, stinted, starved.

تَجَاْدَعَa. Mangled, mutilated each other.
b. Abused each other.

جَدْعa. Mutilation.

جَدِعa. Badly fed, stinted, half-starved.

أَجْدَعُa. Mutilated, maimed.

جَدَاْعa. Year of dearth.

فَلْجَةُ

فَلْجَةُ:
بالفتح ثم السكون، والجيم: وهو والذي قبله من واد واحد، قال أبو عبيد الله السّكوني:
فلجة منزل على طريق مكة من البصرة بعد أبرقي حجر وهو لبني البكّاء، وقال أبو الفتح: فلجة منزل لحاجّ البصرة بعد الزّجيج وماؤه ملح، وفي منازل عقيق المدينة بعد الصّوير فلجة، وفي شعر لأبي وجزة الفلاج.

كلأ

(كلأ)
الدّين كلئا تَأَخّر فَهُوَ كالئ وكال وبصره فِي الشَّيْء ردده فِيهِ وَالله فلَانا كلئا وكلاء وكلاءة حفظه وَيُقَال كلأ فلَان الْقَوْم رعاهم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قل من يكلؤكم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار من الرَّحْمَن}
(كلأ) - قوله تَبارَك وتَعالَى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ}
: أي يحفَظُكُم.
- وفي الحديث: " مَن يَكلَؤُنَا اللَّيلَةَ؟ "
: أي يَحرُسُنَا. يقال: كَلَأتُه كِلاءَةً فهو كالِىءٌ. واكْتَلأْتُ، إذَا أقَمتَ ربيئَةً يَنظُر لك.
كلأ
الْكِلَاءَةُ: حفظ الشيء وتبقيته، يقال: كَلَأَكَ الله، وبلغ بك أَكْلَأَ العُمرِ، واكْتَلَأْتُ بعيني كذا.
قال: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ
الآية [الأنبياء/ 43] .
والْمُكَلَّأُ: موضع تحفظ فيه السُّفُنُ، والْكَلَّاءُ:
موضع بــالبَصْرَةِ، سمّي بذلك لأنهم يَكْلَئُونَ سفنهم هناك، وعبّر عن النّسيئة بِالْكَالِئِ. وروي أنه عليه الصلاة والسلام: «نهى عن الْكَالِئِ بالكالئ» . والْكَلأُ: العِشْبُ الذي يحفظ.
ومكان مُكْلَأٌ وكَالِئٌ: يكثر كَلَؤُهُ.
ك ل أ: (الْكَلَأُ) الْعُشْبُ رَطْبًا كَانَ أَوْ يَابِسًا وَ (كَلَأَهُ) اللَّهُ يَكْلَؤُهُ مِثْلُ قَطَعَ يَقْطَعُ (كِلَاءَةً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ حَفِظَهُ. وَ (الْكَالِئُ) النَّسِيئَةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ
وَالسَّلَامُ نَهَى عَنِ الْكَالِئِ بِالْكَالِئِ» وَهُوَ بَيْعُ النَّسِيئَةِ بِالنَّسِيئَةِ وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ لَا يَهْمِزُهُ. 
كلأ وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهي عَن [بيع -] الكالىء بالكالىء. قَالَ أَبُو عُبَيْد: هُوَ النَّسِيئَة بِالنَّسِيئَةِ - مَهْمُوز قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمِنْه قَوْلهم: أنسأ اللَّه فلانَا - أَجله ونَسأ اللَّه فِي أَجله - بِغَيْر ألف. قَالَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال من الكالىء: تَكَلأت - أَي استنسأت نَسِيئَة. والنسيئة التَّأْخِير أَيْضا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ} إِنَّمَا هُوَ تأخيرهم تَحْرِيم الْمحرم إِلَى صفر. وَقَالَ الْأمَوِي فِي الكُلأة مثله قَالَ الْأمَوِي: يُقَال: بلغ اللَّه بك أكلأ الْعُمر - يَعْنِي آخِره وأبعده وَهُوَ من التَّأْخِير. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الشَّاعِر يذم رجلا: [الرجز]

وعينه كالكالئ الضِمارِ

يَعْنِي بِعَيْنِه حاضره وَشَاهده يَقُول: فالحاضر من عطيته كالضمار وَهُوَ الْغَائِب الَّذِي لَا يرتجى.
[كلأ] نه: فيه: نهى عن الكالئ بالكالئ، أي النسيئة بالنسيئة، وذلك أن يشتري الرجل شيئًا إلى أجل، فإذا جاء الأجل لم يجد ما يقضي به فيقول: بعينه إلى أجل آخر بزيادة شيء، فيبيعه منه بلا تقابض، من كلأ الدين- إذا تأخر. ومنه: بلغ الله بك "أكلأ" العمر، أي أطوله وأكثره تأخرًا، وكلأته- إذا أنسأته، وبعض الرواة لا يهمز الكالئ تخفيفًا. وفيه: "اكلأ" لنا وقتنا. الكلاءة: الحفظ والحراسة، وقد تخفف الهمزة ياء. ن: "اكلأ" لنا الفجر، من الكلاءة- بكسر كاف ومد. نه: وفيه: لا يمنع فضل الماء ليمنع به "الكلأ"، وهو النبات والعشب رطبًا أو يابسًا، يريد أن الكلأ إذا كان قريبًا من بئر البادية فغلب عليها وارد ومنع من يأتي بعده من مائها فهو مانع من الكلأ معنى، لأن شرب الماء لازم لأكله ومانع اللازم مانع للزومه. ك: ومنه: أقبلت الماء وأنبتت "الكلأ" بفتحتين فهمزة مقصورة. نه: وفيه: من مشى على الكلاء قذفناه في الماء، هو بالتشديد والمد، والكلاء: شاطئ النهر وموضع يربط فيه السفن. ومنه: سوق "الكلاء" بــالبصرة، وهو مثل لمن عرض بالقذف، شبهه في مقاربته التصريح بالماشي على شاطئر النهر وغلقائه في الماء إيجاب حد القذف عليه. ومنه ح في البصرة: إياك وسياحها و"كلاءها".
كلأ
كلأَ يَكلأ، كَلْئًا وكِلاءً وكِلاءَةً، فهو كالئ، والمفعول مَكْلوء
• كلأَ اللهُ العبادَ: حفِظهم ورعاهم وحَرَسهم "كلأه بعطفه- {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} ". 

أكلأَ يُكلئ، إِكلاءً، فهو مُكْلِئ
• أكلأتِ الأرضُ: كَثُر بها الكلأُ (العشب). 

كَلْء [مفرد]: مصدر كلأَ. 

كَلأ [جمع]: جج أكْلاء: ما ترعاه الماشية أو تُعلَفه من عُشْب أخضر أو يابس، عشب رطب ويابس ° دام على الكلأ: أكل وشرب. 

كَلَئيَّة [جمع]: (نت) عُشْب بَرِّيّ وزراعيّ مُعَمَّر، يُبْذَر في المراعي الاصطناعيَّة، لأنه مرغوب فيه من الماشية، وقد تسمن عليه، وقد يصلح خضِرًا حدائقيًّا قابلاً للجَزّ. 

كِلاء [مفرد]: مصدر كلأَ. 

كِلاءة [مفرد]: مصدر كلأَ. 
ك ل أ

الله يكلؤك، وتداركه الله بكلاءته. واكتلأت منه: احترست. قال كعب بن زهير:

أنخت قلوصى واكتلأت بعينها ... وآمرت نفسي أيّ أمريّ أفعل

أي احترست بعينها لأنها إذا رأت شيئاً ذعرت. وكلأ دينه كاوءاً: تأخّر فهو كاليء. ونهيَ " عن بيع الكاليء بالكاليء ". وكلأته أنا تكلئةً، واستكلأت كلأةً وتكلأتُ: استلفت سلفاً. وتقول: إن الكلى، تذيب شحم الكلى. جمع: كلأةٍ؛ وأكلأت في الطعام وكلأت: أسلفت. وأصابوا كلأ واسعاً وأكلاءاً وهو المرعى رطباً كان أو يابساً، وجناب مكليء وكاليء، وأرض مكلئة ومكلأة. وبلغوا كلاء النهر ومكلأه وهو مرفأ السفن وحيث تستر من الريح وتكلأ.

ومن المجاز: كلأت النجم متى طلع إذا رعيته. قال الكميت:

حتى إذا لهبان الصيف هبّ له ... وأفغر الكالئين النجم أو قربوا

وقال زهير:

خود منعّمة أنيق عيشها ... للعين فيها مكلأ وبهاء

تديم النظر إليها كأنك تكلأها لإعجابك بها، ومنه: رجل كلوء العين: ساهرها لأن الساهر يوصف برقبة النجوم، وعينٌ كلوء، وناقة كلوء العين. قال الأخطل:

ومهمهٍ مقفرٍ تخشى غوائله ... قطعته بكلوء العين مسافر

واكتلأت عيني: سهرت، وأكلأتها: أسهرتها. وقد كلأ عمره إذا طال وتأخر. وقال:

تعففت عنها في الستين التي خلت ... فكيف التصابي بعد ما كلأ العمر

وبلغ الله بك أكلأ العمر. وفي مثل " مشى في الكلاء، قذفناه في الماء " أي من وقف موقف التهمة لمناه.
كلأ
كَلأكَ اللَّهُ كِلاَءَةً: أي حَفِظَكَ، وهو مَكْلُوْءٌ.
والكالِىءُ: الذي يَنْتَظِرُ الشَّيْءَ ويَكْلَؤُه.
واكْتَلأتُ من الرَّجُل: احْتَرَسْتُ.
وتَكلأتُ كَلأً وكُلأَةً: إِذا اسْتَنْسَأتَ شَيْئاً. والنَّسِيْئةُ: التأخِيْرُ.
وبَلَغَ اللَّهُ بكَ أكْلأَ العُمُرِ: أي أقْصَاه وآخِرَه. وهو من التَّاخِير أيضاً. وقيل: كَلأَ عُمُرُه: إِذا نَفَدَ وذَهَبَ.
ونَهى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن بَيْع، الكالِىءِ بالكالِىءِ: وهي النَّسِيْئةُ بالنَّسِيْئةِ. والمُكَلأُ من المال: الذي أُنْسِىءَ وكُلِّىءَ.
والمُكَلأُ: مَوْضِعٌ تُرْفَأ فيه السَّفِينةُ وتُسْتَرُ من الرِّيح، والجميع المُكَلاّةُ. وساحِلٌ كُل نَهرٍ يُسَمّى الكَلاّءَ، ويُذَكَّرُ فيُقال كَلاّءانِ، وتؤنَّثُ فيُقال كَلاّوَانِ.
وكُلُّ مُسَنّاةٍ: مُكَلأٌ.
وكَلّى تَكْلِيَةً: إِذا أتى مَكاناً فيه مَسْتَتَرٌ.
والكَلاّءُ: الجَدْرُ بين الدَّبْرَتَيْن من دِبَار الأرْض، والجميع كَلاواتٌ.
والكَلأ: عُشْبٌ رَطْبُه ويابِسُه. وأرْضٌ مُكْلِئَةٌ وَكَلِئَةٌ: مُكْلأَةٌ والكِلآءُ: اسْمٌ للجَماعَةِ لا يُفْرَد. وكَلأَت الناقَةُ وأكْلأَتْ: أكَلَتِ الكَلأَ. وكَلأَتْ كُلُوْءاً وأكْلأَتْ: دَخَلَتِ الكَلأَ. والكَلاَّءُ: الذي يَحْتَشُّ الكَلأ، والذي يَحْمِلُه.
والكَلأ: المِيْرَةُ، ويُقال: أتَيْتُ السُّوْقَ فَتَكَلأْتُ منه كَلأً: أي امْتَرْتُ. واكْتَلأْتُ من السُّوْق طَعاماً: اشْتَرَيْت، والاسْمُ: الكُلأَةُ. وهو العُرْبان أيضاً، يُقال: تَكَّلأتُ تَكْلِيْئاً: أي عَرْبَنْتُ.
وكَلأْتُ في الطَّعام: أسْلَفْتُ فيه.
وكَلأْتُ إليهم في الكلام: إِذا تَقَدَّمْتَ إليهم في شَيْءٍ وحَذَّرْتَهم.
وكَلأْتُه: أَمْهَلْتُه وأنْسَأته. وهو من الأضداد يكون مَرَّةً تأخيراً ومَرَّةً تقدِيماً.
واسْتَكْلأْتُ: أي اسْتَسْلَفْت. وكَلأْتُه مائةَ سَوْطٍ: أي ضَرَبْته.
وأكْلأتُ بَصَري فيهم: إِذا رَدَّدْتَه فيهم.
ورَأيْتُ فلاناً قد أكْلى: أي مَدَّ عُنُقَه للمَوْت.
ووَقَعْتُ في أمْرٍ لم أكنْ أكْتَلئُه: أي لم أكُنْ أخْشَاه.
واكْتَلأَتْ عَيْني: إِذا لم تَنَمْ وسَهِرَتْ.
ويقولونَ: كَلاّكَ واللَّهِ: أي كَلاّ وكَلاّ يميناً لا أفْعَلُه، وهو قَسَمٌ. وقيل: كَلاّ زَجْر ورَدْعٌ. وهو بمعنى ألاَ التَنْبِيْهِ في قَوْله تعالى: " ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ حتّى زُرْتمُ المَقَابِرَ كَلاّ " أي ألاَ. وهو - أيضاً -: بمعنى لا.
(ك ل أ)

كَلأه يَكْلَؤه كَلأً، وكِلاءة: حَرَسه، قَالَ جميل:

فكوني بِخَير فِي كِلاَء وغبطَة ... وَإِن كنتِ قد أزمعتِ هَجْري وبِغْضَتي

قَالَ أَبُو الْحسن: " كِلاء " يجوز أَن يكون مصدرا ككِلاءة. وَيجوز أَن يكون جمع: كلاءة. وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: فِي كلاءة، فَحذف الْهَاء للضَّرُورَة.

واكتلأ مِنْهُ: احترس.

وكَلأ الْقَوْم: كَانَ لَهُم ربيئة.

واكتلأت عَيْني: حَذِرت أمْرا فسهرت لَهُ.

وَرجل كَلُوء الْعين: أَي شديدها لَا يغلبه النّوم.

وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، وَمِنْه قَول الْأَعرَابِي لامْرَأَته: فوَاللَّه إِنِّي لأبغض الْمَرْأَة كَلُوء اللَّيْل.

وكالأه مُكالأة، وكِلاء: راقَبه.

والكَلاّء: مَرفأ السفن وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ، " فعّال " لأه يكلأ السفن من الرّيح، وَعند أَحْمد ابْن يحيى: " فَعْلاء "، لِأَن الرّيح تَكِلّ فِيهِ فَلَا تنخرِق، وَقد رجَّحت قَول سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب المخصَّص، وَمِمَّا يرجحه أَن أَبَا حَاتِم ذكر أَن الكَلاّء مُذَكّر لَا يؤنثه أحد من الْعَرَب.

وكّلأَّ الْقَوْم سفينتهم تَكْليئا، وتكلئة، على مِثَال تكليم وتكلمة: أدْنَوها من الشَّطّ، وَهَذَا أَيْضا مِمَّا يقوِّي أَن كلاء " فعَّال " كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ.

والكالئ، والكُلأة: النَّسيئة والسُّلفة.

وأكلأ فِي الطَّعَام وَغَيره. وكّلأَّ: أسلف، وَسلم. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي.

فَمن يُحسن إِلَيْهِم لَا يُكَلِّئ ... إِلَى جارٍ بِذَاكَ وَلَا كريم

واكتلأ كُلأة، وتكَّلأها: تسلَّمها، وَفِي الحَدِيث: " أَنه نُهي عَن الكالئ بالكالئ " يَعْنِي: النَّسِيئَة بِالنَّسِيئَةِ، وَقَول أميَّة الْهُذلِيّ:

أُسَلِّي الهمومَ بأمثالها ... وأطْوِي البلادَ وأقْضِي الكَواليِ

أَرَادَ: الكوالئ، فإمَّا أَن يكون أبدل، وَإِمَّا أَن يكون سكَّن ثمَّ خفَّف تَخْفِيفًا قياسياً.

وبلَّغ الله بك أكلأ العُمُر: أَي أقصاه.

وكَلأ عُمُره، قَالَ:

تعففتُ عَنْهَا فِي العصور الَّتِي خلت ... فَكيف النَّصابي بعد مَا كَلأ العُمْرُ

والكَلأ: العشب، رَطْبُه ويابسه، وَهُوَ اسْم للنوع وَلَا وَاحِد لَهُ.

وأكلأت الأَرْض، وكَلأت: كثر كَلَؤُها.

وَأَرْض كَلِئة، على النَسَب، ومَكْلأة، كلتاهما، كَثِيرَة الكَلأ.

وكَلأت النّاقةُ، وأكُلأت: أكلت الكَلأ.
كلأ
وكَلأَ الدَّين: أي تأخر. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكلِئِ بالكالِئِ: أي النسِيئة بالنَّسِيئة، قال:
وعَيْنُهُ كالكالئِ الضِّمَارِ ويقال: بلغ الله بك أكلأَ العمر: أي أخره وأبعده. وكان الأصمعي لا يهمزه ويُنشد:
وإذا تُباشِرُكَ الهُمومُ ... فإنَّه كالٍ وناجِزْ
أب: منها نَسِيْئَةٌ ومنها ما هو نقْد. والكُلأَةُ - بالضم -: النَّسِيْئَة.
وكَلأْتُ: أخَذت عُربوناً.
والكَلُوء من الإبل: التي لا تكاد تعطيف على ولدها ولا تدُرُّ تصْرِم ثلاثة أخلاف وما تَعْطِف.
وكَلأَتِ الناقة: أكلت الكَلأَ، حكاه أبو عبيد. والكَلأَ: العُشب، وقد كَلِئَتِ الأرض فهي كَلِئَةٌ. ومعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تمنعوا فضْل الماء لتمنعوا به فضْل الكَلأَ: أن البْئر تكون في البادية أو في صحراء ويكون قُربها كَلأٌ فإذا ورد عليها وارد فَغلب على مائها ومنع من يأتي بعده من الاستقاء منها كان بمنعه الماء مانعاً الكَلأَ لأنه متى ورد رجل بإبِله فأرعاها ذلك الكَلأَ ثم لم يسْقِها قَتَلها العطش، فالذي يمنع ماء البئر يمنع النبات القريب منه. وفي رواية أخرى: لا يُمنع فضل الماء ليُمنع به فضْل الكَلأِ.
وكَلأَه الله كِلاءَةً - مثال قرأ قِراءة -: حَفِظه، يقال: اذهب في كِلاءَة الله.

وأكْلأْتُ في الطعام: سَلَّفْتُ.
وأكْلأَتِ الأرض: مثل كَلِئَتْ.
وأكْلأْتُ بصري في الشيء: ردَّدْته فيه.
واكْتَلأْتُ منه: احترسْتُ، قال كعب بن زهير - رضي الله عنه -: أنخْتُ قُلوصي واكْتَلأتُ بعينها.
وآمرتُ نفسي أي أمريَّ أفْعل.
ويقال: اكْتَلأَتْ عيني: إذا لم تنَم وسهرت وحذرَت أمراً.
وتكَلأْتُ واسْتَكْلأْتُ: أي اسْتنسأتُ.
واسْتَكْلأَ المكان أيضاً: صار فيه الكَلأُ.
وكَلأْتُ في الطعام تَكْلِيئاً: سلَّفْت فيه وكَلأْتُ إلى فلانٍ: تقدَّمتُ إليه.
وكَلأْتُ فيه: نَظَرتُ إليه مُتأمِّلاً فأَعجَبَني.
والمُكَلأَُّ والكَلاَّءُ: شاطئ النهر، والكَلاَّءُ يذكَّر ويؤَنَّثُ، قال سيبويه: هو فَعَّالٌ مثالُ جَبّارٍ، والمعنى: أنَّ الموضِعَ يَدفَعُ الرِّيحَ عن السُّفُن ويحفَظُها، وهو على هذا مُذَكَّرٌ مَصروفٌ. وقال الأصمعيُّ: المُكَلأَُّ والكَلاَّءُ: موضعٌ تُرفَأُ فيه السُّفن وهو ساحلُ كلِّ نهَرٍ، والتَّثنيَةُ ذاتُ وَجهَين: كَلاءآنِ وكلاوانِ، ومنه سُوقُ الكَلاءِ بــالبصرة. وفي الحديث الذي لا طريقَ له: عَرَّض غَرَّضنا له ومن مشى على الكلاءِ قَذَفناه في الماء. أي من عَرَّضَ بالقذف ضبناه للتَّأديب دون الحدِّ. وهذا مثلٌ ضَرَبَه لمن عَرَّض بالقذف شَبهَّه في مقاربة التَّصريح الماشي على شاطئِ النَّهر؛ واِلقاؤُه في الماء إيجابه عليه القذف وإلزامه الحَدَّ.
وكَلأَّْتُ: إذا أتَيتَ مكاناً فيه مُستَتَرٌ من الرِّيح.
والتَّركيبُ يدلُّ على مُراقَبَةٍ ونَظَرٍ وعلى " لنَّبات ".
(ك ل أ) : (كَلَأَ الدَّيْنُ) تَأَخَّرَ كُلُوءًا فَهُوَ كَالِئٌ (وَمِنْهُ) «نَهَى عَنْ بَيْعِ الْكَالِئِ بِالْكَالِئِ» أَيْ النَّسِيئَةِ بِالنَّسِيئَةِ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ فَإِذَا حَلَّ أَجَلُهُ اسْتَبَاعَكَ مَا عَلَيْهِ إلَى أَجَلٍ (وَالْكَلَأُ) وَاحِدُ الْأَكْلَاءِ وَهُوَ كُلُّ مَا رَعَتْهُ الدَّوَابُّ مِنْ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ وَذَكَرَ الْحَلْوَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ (الْكَلَأَ) مَا لَيْسَ لَهُ سَاقٌ وَمَا قَامَ عَلَى سَاقٍ فَلَيْسَ بِكَلَاءٍ مِثْلُ الْحَاجِ وَالْعَوْسَجُ وَالْغَرْقَدُ مِنْ الشَّجَرِ لَا مِنْ الْكَلَأِ لِأَنَّهُ يَقُومُ عَلَى سَاقٍ قُلْتُ لَمْ أَجِدْ فِي مَا عِنْدِي تَفْصِيلُ مُسَمَّى الْكَلَاءِ إلَّا فِي التَّهْذِيبِ وَقَبْلَ أَنْ أَذْكُرَ ذَلِكَ فَاَلَّذِي قَالُوهُ مُجْمَلًا هُوَ أَنَّهُ اسْمٌ لِمَا تَرْعَاهُ الدَّوَابُّ رَطْبًا كَانَ أَوْ يَابِسًا وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يَقَعُ عَلَى ذِي السَّاقِ وَغَيْرِهِ يَدُلُّ عَلَى هَذَا أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ ذَكَرَ فِي كِتَابِ الْأَمْوَالِ قَوْلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي الثَّلَاثِ فِي الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ» ثُمَّ قَالَ عَقِيبَهُ وَعَنْ قَيْلَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ» قَالَ وَفِي حَدِيثِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ الْمَأْرِبِيِّ
أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ مَا يُحْمَى مِنْ الْأَرَاكِ فَقَالَ «مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فَلَيْسَ لَهَذَا وَجْهٌ إلَّا أَنَّ ذَلِكَ فِي أَرْضٍ يَمْلِكُهَا وَلَوْلَا الْمِلْكُ مَا كَانَ لَهُ أَنْ يَحْمِيَ شَيْئًا دُونَ النَّاسِ مَا نَالَتْهُ الْإِبِلُ وَمَا لَمْ تَنَلْهُ (قُلْتُ) وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ أَنَّهُ ذَكَرَ الشَّجَرَ فِي أَحَدِ الْحَدِيثَيْنِ وَهُوَ فِي الْعُرْفِ مَا لَهُ سَاقُ عُودٍ صُلْبَةٌ وَفِي الثَّانِي ذَكَرَ الْأَرَاكَ وَهُوَ بِالِاتِّفَاقِ مِنْ عِظَامِ شَجَرِ الشَّوْكِ يُتَّخَذُ مِنْ فُرُوعهِ وَعُرُوقِهِ الْمَسَاوِيكُ وَتَرْعَاهُ الْإِبِلُ قَالُوا وَأَطْيَبُ الْأَلْبَانِ أَلْبَانُ الْأَرَاكِ قَالَ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ أَبُو زِيَادٍ وَقَدْ يَكُونُ الْأَرَاكُ دَوْحَةً مِحْلَالًا أَيْ يَحِلُّ النَّاسُ تَحْتَهَا لِسَعَتِهَا وَيُقَالُ لِثَمَرِ الْأَرَاكِ الْمَرْدُ وَالْبَرِيرُ وَالْكَبَاثُ قَالَ وَعُنْقُودُ الْبَرِيرِ أَعْظَمُهُ يَمْلَأُ الْكَفَّ وَأَمَّا الْكَبَاثُ فَيَمْلَأُ الْكَفَّيْنِ فَإِذَا الْتَقَمَهُ الْبَعِيرُ فَضَلَ عَنْ لُقْمَتِهِ وَأَظْهَرُ مِنْ هَذَا قَوْله تَعَالَى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل: 10] يَعْنِي الشَّجَرَ الَّذِي تَرْعَاهُ الْمَوَاشِي (وَعَنْ) عِكْرِمَةَ لَا تَأْكُلُوا ثَمَنَ الشَّجَرِ فَإِنَّهُ سُحْتٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ يَعْنِي الْكَلَأَ وَاَلَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالشَّجَرِ فِي الْآيَةِ الْمَرْعَى قَوْلُهُ {فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل: 10] وَهُوَ مِنْ سَامَتْ الْمَاشِيَةُ إذَا رَعَتْ وَأَسَامَهَا صَاحِبُهَا وَعَنْ النَّضْرِ أَمْرَعَتْ الْأَرْضُ إذَا أَكْلَأَتْ فِي الشَّجَرَ وَالْبَقْلِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ (الْكَلَأُ) يَجْمَعُ النَّصِّيَّ وَالصِّلِّيَانَ وَالْحَلَمَةَ وَالشِّيحَ وَالْعَرْفَجَ قَالَ وَضُرُوبُ الْعُرَى دَاخِلَةٌ فِي الْكَلَأِ قَالَ وَالْعُرْوَةُ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ مَا لَهُ أَصْلٌ بَاقٍ فِي الْأَرْضِ مِثْلُ الْعَرْفَج وَالنَّصِّيِّ وَأَجْنَاسِ الْخُلَّةِ وَالْحِمَّصِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ هِيَ مِنْ الشَّجَرِ الَّذِي لَا يَزَالُ بَاقِيًا فِي الْأَرْضِ لَا يَذْهَبُ وَذَكَرَ خُوَاهَرْ زَادَهْ فِي اخْتِلَافِ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - إذَا بَاعَ الْقَصَبَ فِي الْأَجَمَةِ هَلْ يَجُوزُ بَيْعُهُ قَالَ إنْ كَانَ فِي مِلْكِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَا لَوْ بَاعَ حَشِيشًا أَوْ كَلَأً فِي أَرْضِهِ (ثُمَّ) قَالَ فَإِنْ قِيلَ الْقَصَبُ لَهُ سَاقٌ وَكَانَ
بِمَنْزِلَةِ الشَّجَرِ قُلْنَا الْقَصَبُ لَهُ سَاقٌ إلَّا أَنَّهُ لَا يَبْقَى سَنَةً بَلْ يَيْبَسُ فَكَانَ كَالْكَلَأِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَالشَّجَرُ مَا لَهُ سَاقٌ وَيَبْقَى سَنَةً وَلَا يَيْبَسُ قَالَ هَكَذَا ذَكَرُهُ أَبُو حَلَبَّسٍ الْبَغْدَادِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ فِي تَحْدِيدِ الشَّجَرِ (قُلْتُ) وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ وَأَظْهَرُ.
كلأ

1 كَلَأَهُ, (S, K,) aor. ـَ inf. n. كَلْءٌ (K) and كِلَآءَةٌ (S, K) and كِلَآءٌ (K) [but respecting this last see a verse of Jemeel cited below], He (i. e. God, S) guarded him, or kept him, or kept him safely. (S, K.)

b2: إِذْهَبُوا فِى كِلَآءَةِ اللّٰهِ Go ye in the safe keeping of God. (S, TA.)

b3: In the following verse of Jemeel, فَكُونِى بِخَيْرٍ فِى كِلَآءِ وَغِبْطَةٍ

وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِى وَبِغْضَتِى

[Then be thou in prosperity, in safe keeping (of God), and in happy condition, even if thou have firmly resolved to cut me and to detest me], كِلَآءٌ may be an inf. n.; or it may be pl. of كِلَأءَةٌ; or it may be put for كِلَآءَةٌ, the ة being elided by a necessary poetical licence. (Abu-l- Hasan.)

b4: The verb is also used without hemzeh, thus; كَلَاتُ, يَكْلُوكُمْ; and كَلَيْتُ, يَكْلَاكُمْ; in the dial. of Kureysh; inf. n. كِلَايَةٌ: as the pass. part. n. of both, مَكْلُوٌّ is more commonly used than مَكْلِىٌّ, which is correctly used as the pass. part. n. of كَلَيْتُ. (TA.)

b5: كَلَأَ القَوْمَ (assumed tropical:) He acted as a scout (رَبِيْئَة) for the party, or people. (TA.)

b6: كَلَأَ بَصَرَهُ فِى شَىْءٍ, (K, TA, [in the CK نَظَرَهُ,]) or ↓ أَكْلَأَهُ, (S,) He repeatedly turned his eye to a thing; looked at it again and again. (S, K.)

b7: كَلَأَ النَّجْمَ (tropical:) He watched the star, to see when it would rise. (A.)

A2: كَلَأَ الدَّيْنُ, (S, K,) or كَلُؤَ, inf. n. كُلُوءٌ, act.

part. n. كَالِئٌ, (A,) The debt, or its payment, was put off, or postponed, or delayed. (S, A, K.)

b2: كَلَأَ عُمْرُهُ (tropical:) His life came to an end: (K:) or was long, and was delayed. (A.)

b3: كَلَأَ

[unless this be a mistake for ↓ كلّأ] He postponed, or delayed, a thing. (TA, art. نَسَأَ.)

A3: كَلَأَ, (K,) inf. n. كَلْءٌ, (As,) He beat with a whip. (As, K.)

A4: كَلَأَتِ النَّاقَةُ, (S, K,) and ↓ اكلأت, (S,) The she-camel ate كَلَأ, or herbage. (A 'Obeyd, S, K.)

A5: كَلَأَتِ الأَرْضُ, (K,) and كَلِئَت, and ↓ اكلأت, (S, K,) inf. n. إكْلَآءٌ, (TA,) and ↓ استكلأت, (K,) The land contained, (S,) or abounded with, (K,) كَلَأ, or herbage. (S, K.)

2 كلّأ, inf. n. تَكْلِىْءٌ and تَكْلِئَةٌ, He brought a ship near to the bank of the river, (K,) and moored it. (TA.)

b2: كلّأ (assumed tropical:) He retained, detained, or confined, a person: (K:) app. from the verb as used with reference to a ship; and therefore tropical. (TA.)

b3: كلّأ, (K,) inf. n. تَكْلِىْءٌ, (TA,) He came to a place, and stopped there. (TA.)

b4: كلّأ, inf. n. تَكْلِئَةٌ, He came to a place sheltered from the wind. (S)

b5: كلّأ He came to a person (K) on an affair. (TA.)

A2: كلّأ فِى أَمْرٍ (tropical:) He looked into, or considered attentively, a thing. (K.) See 4.

b2: كلّأفِيهِ (tropical:) He regarded him attentively, and was pleased with him. (TA.)

A3: كلّأ فِى الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ, inf. n. تَكْلِىْءٌ; (S, * TA;) and ↓ اكلأ, (S, K,) inf. n. إِكْلَآءٌ; (S;) He paid in advance (أَسْلَمَ, K, and أَسْلَفَ, S, K) for corn or other food, &c. (S, K, TA.) [Here the original signification of postponement or delay is involved: for he who pays in advance for a thing grants a delay in the delivery thereof.] IAar cites the following verse: فَمَنْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمْ لَا يُكَلَِّئْ

إِلَى جَازٍ بِذَاكَ وَلَا كَرِيمِ

[So that he who does a good action to them does not pay in advance to one who will recompence for that (action), nor to him who is generous]. (TA.) See 1 and 5.

3 كالأ, inf. n. مُكَالَأَةٌ, and كِلَأءٌ, He watched, or observed. (TA.)

4 أَكْلَاَ See 1 in three places.

A2: اكلأت عَيْنُهُ (tropical:) His

eye was sleepless, or wakeful. (A.)

b2: اكلأ عَيْنَهُ, and ↓ كلّأ, (tropical:) He made his eye sleepless, or wakeful. (A.)

A3: اكلأ عُمُرَهُ (tropical:) He brought his life to its close. (K.) See 1.

5 تكلّأ; and ↓ كلّأ, inf. n. تَكْلِىْءٌ; He bought on credit. [This is the explanation given in the TK, and it appears to be correct. It is also there said, that تَكَلَّأْتُهُ signifies أَخَذْتُهُ نَسْيْئَةً, I took it, or bought it, on credit: and كَلَّأْتُ فِى

الطَّعَامِ, اخذته بالنّسيئةِ, I took, or bought, the food on credit, but the latter I render differently. (See 2, above.) In the K we read الكَالِئُ

والكُلْأَةُ بِالضَّمِّ النَّسِيْئَةُ والعُرْبُونُ وتَكَلَّأْتُ وكَلَّأْتُ تَكْلِيْئًا

أخَذْتُهُ. IbrD thinks that the last word should be أخَّرْتُ “ I postponed, or delayed ”: but I rather think that it should be أَخَذْتُهَا, meaning أَخَذْتُ نَسِيْئَةً I took, or bought, on credit. in the TA we read, AO says, تَكَلَّأْتُ كُلْأَةً وكَلَّأْتُ

تَكْلِيْئًا إِسْتَنْسَأْتُ نَسِيْئَةَ أَىْ أَخَذْتُهُ وَالنَّسِيْئَةُ التَّأْخِيرُ

وَكَذٰلِكَ إِسْتَكْلَأْتُ كُلْأَةً: but the words اى اخذته seem to have been added by SM; for in the S we find, on the authority of AO, تَكَلَّأْتُ أَىْ اسْسَنْسَأْتُ نَسِيْئَةً وَكَذٰلِكَ اسْتَكْلَأْتُ كُلْأَةً

بِالضَّمِّ وَهُوَ مِنَ التَّأْخِيرِ: whence it seems, that تكلّأ, (or تكلّأ كُلْأَةً, and كُلْأَةً ↓ كلّأ, see above,) and كُلأَةً ↓ الستكلأ, signify He asked for a delay of the period of the payment of a debt.] See 8.

8 اكتلأ مِنْهُ (assumed tropical:) He preserved, or guarded, himself from him or it; had a care of, or was cautious of, him or it. (S, K. *)

b2: اكتلأت عَيْنى (assumed tropical:) My eye was wakeful, vigilant, or cautious. (S.)

A2: اكتلأ كُلْأَةً, and ↓ تكلّأها, He received a كُلْأَة

[i. e., an earnest, or money paid in advance]. (K.)

10 إِسْتَكْلَاَ see 1 and 5.

كَلَأٌ Fresh herbage; syn. عُشْبٌ: (S, K:) applied to the عُرْوَة, نصِىّ, and صِلِّيَان: (Az:) or pasture, or what cattle &c. feed upon: (TA:) or herbage. whether fresh or dry either fresh pasture or fodder: (S, K:) or it comprises the صِلَّيَان نَصِىّ, حَلَمَة, شِيح, عَرْفَج, the various kinds of عُرْوَة, and what are termed عُشْب, بَقْل, and the like: or it is applied to the herbs called بقل, and to trees: a gen. n., having no sing.; or its sing. is كَلَآءٌ. (TA.)

كُلْأَةٌ: see 5 and كَالئٌ.

أَرْضٌ كَلِئَةٌ, (S, K,) and ↓ مَكْلَأْةٌ, (K,) and ↓ مُكْلِئَةٌ, (S,) A land containing, (S,) or abounding with, (K,) كَلَأ, or herbage. (S, K.)

b2: The ↓ last is also said to signify A land with the pasture of which its camels have been satiated. (TA.)

b3: See a trad. quoted in art. فَضْلٌ.

عَيْنٌ كَلُوْءٌ (tropical:) A strong eye, which sleep does not overcome. (TA.)

b2: كَلُوْءٌ العَيْنِ (tropical:) A man, or a camel, (male or female,) having a strong eye, which sleep does not overcome: (K:) or, a sleepless, or wakeful, eye. (A.)

b3: مَرْأَةٌ كَلُوْءُ

اللَّيْلِ (tropical:) [A woman who is sleepless at night]. (TA.) See 4.

كَلَّآءٌ and ↓ مُكَلَّأٌ A station of ships, (S, K,) near the bank of a river, or near what is called the جُدّ: (TA:) the former is masc. and fem.; or, accord. to Sb, it is of the measure فَعَّالٌ; and therefore masc., and perfectly declinable: (S:) so called because it keeps the vessels safe (يَكْلَؤُهَا) from the wind: but accord. to Th, it is of the measure فَعْلَآءُ; and therefore fem., [and imperfectly declinable; from كَلَّ;] so called because the wind there becomes slackened: or a place where ships are moored, near the bank of a river: (TA:) or a place sheltered from the wind. (S.)

b2: Also, The bank of a river. (S, K.)

b3: Dual of كلّاء, كَلَّا آنِ and كَلَّاوَانِ: pl. كَلَّأُوونَ. (TA.)

b4: مَنْ عَرَّضَ عَرَّضْنَا لَهُ وَمَنْ

مَشَى عَلَى الكَلَّآءِ أَلْقَيْنَاهُ فِى النَّهْرِ, (TA,) or قَذَفْنَاهُ

فِى النَّهْرِ, (K in art. عرض,) or فى المَآءِ, (TA in that art.) (tropical:) Him who indirectly calumniates we will treat in a similar manner; (meaning, we will inflict upon him a chastisement less than that termed الحَدّ;) and him who walks upon the bank of the river (i. e., who openly calumniates, and so, as it were, embarks on the river of the حُدُود, [pl. of حَدٌّ,]) we will cast into that river; meaning, we will inflict upon him the chastisement termed الحَدّ. (TA; and K * in art. عرض.)

كَالِئٌ (S, K) and ↓ كُلْأَةٌ (K) i. q. نَسِيْئَةٌ, [app. bearing both of the two significations immediately following, and clearly shown in the S &c. to bear the latter of them: A postponement, or delay, in the time of the payment of a debt, &c.

See also نُسْأَةٌ, and كَلَأَ.

b2: Also, both words, like نَسِيْئَةٌ, A debt of which the payment is deferred by a creditor to a future period.] (S, K.)

b3: Ex., نَهَى عَنِ الكَالِئِ بِالكَالِئ, i. e., النَّسِيْئَة بالنَّسِيْئَة, He (Mohammad) forbade [exchanging] a debt to be paid at a future time for a similar debt. (S, TA.) [See the Jámi' es-Sagheer, and Mishkát el-Masábeeh, ii., 21.] What is forbidden by this is, a man's buying a thing on credit for a certain period, and, when the period of payment is come, and he finds not that wherewith to pay the debt, his saying, Sell it to me on credit for a further period, for something additional: whereupon he [thus] sells it to him: (TK:) or, a man's paying money for, wheat, or the like, to be given at a certain period, and, when the period comes, the debtor's saying, I have not wheat; etc.; but sell thou it to me on credit for a certain period. (AObeyd, Msb.) See أَجَلٌ.]

كَالٍ is also used for كَالِئٌ. (S.) [See an ex.

voce نَاجِزٌ.] The pl. of the latter is كوَالِئُ. (TA.)

b4: Also ↓ كُلُأَةٌ, Money paid at a period after the purchase, for food. (S.)

b5: Also كَالِئٌ and ↓ كُلْأَةٌ, An earnest, or money paid in advance. (K.)

أَكْلَأُ (tropical:) Longer, or longest; more, or most, protracted. (TA.)

b2: بَلَغَ اللّٰهُ بِكَ أَكْلَأَ العُمُرِ (S, A) i. e. (tropical:) [May God cause thee to reach, or attain,] the extreme, or most distant, period of life! (S, TA.)

مَكْلَأَةٌ and مُكْلِئَةٌ: see كَلِئَةٌ.

للْعَيْنِ فِيهَا مَكْلُوْءٌ (tropical:) The eye is constantly fixed upon her: [or has in her an object that is watched (by it):] as though watching her because pleased with her. (A.)

مُكَلَّأٌ: see كَلاَّءٌ.

كلأ: قال اللّه، عز وجل: قل مَنْ يَكْلَؤُكُم بالليلِ والنهارِ من

الرحمن. قال الفرَّاءُ: هي مهموزة، ولو تَرَكْتَ هَمْزَ مثلِه في غير القرآن قُلْتَ: يَكْلُوكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل يَخْشاكم؛ ومَن جعلها واواً ساكنة قال: كَلات، بأَلف يترك النَّبْرةَ منها؛ ومن قال يَكْلاكُم قال: كَلَيْتُ مثل قَضَيْتُ، وهي من لغة قريش، وكلٌّ حَسَنٌ، إِلا أَنهم يقولون في الوجهين: مَكْلُوَّةٌ ومَكْلُوٌّ، أَكثرَ مـما يقلون مَكْلِيٌّ، ولو قيل مَكْلِيٌّ في الذين يقولون: كَلَيْت، كان صواباً. قال: وسمعتُ بعض الأَعراب ينشد:

ما خاصَمَ الأَقْوامَ مِن ذِي خُصُومةٍ، * كَوَرْهاءَ مَشْنِيٍّ إِليها حَلِيلُها

فبَنَى على شَنَيْت بتَرْك النَّبْرةِ.

الليث: يقال: كلأَكَ اللّه كِلاءة أَي حَفِظَك

وحرسك، والمفعول منه مَكْلُوءٌ، وأَنشد:

إِنَّ سُلَيْمَى، واللّهُ يَكْلَؤُها، * ضَنَّتْ بِزادٍ ما كانَ يَرْزَؤُها

وفي الحديث أَنه قال لِبِلالٍ، وهم مُسافِرُون: اكْلأْ لَنا وقْتَنا. هو

من الحِفْظ والحِراسة. وقد تخفف همزة الكِلاءة وتُقْلَبُ ياءً. وقد

كَلأَه يَكْلَؤُه كَلأً وكِلاءً وكِلاءة، بالكسر: حَرَسَه وحَفِظَه. قال

جَميل:

فَكُونِي بخَيْرٍ في كِلاءٍ وغِبْطةٍ، * وإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ هَجْري وبِغْضَتي

قال أَبو الحسن: كِلاءٌ يجوز أَن يكون مصدراً كَكِلاءة، ويجوز أَن يكون جَمْعَ كِلاءة، ويَجُوزُ أَن يكون أَراد في كِلاءة، فَحَذَفَ الهاء للضَّرُوة. ويقال: اذْهَبُوا في كِلاءة اللّه.

واكْتَلأَ منه اكْتِلاءً: احْتَرَسَ منه. قال كعب ابن زهير:

أَنَخْتُ بَعِيري واكْتَلأَتُ بعَيْنِه، * وآمَرْتُ نَفْسِي أَيَّ أَمْرَيَّ أَفْعَلُ

ويروى أَيُّ أَمْرَيَّ أَوْفقُ.

وكَلأَ القومَ: كان لهم رَبِيئةً.

واكْتَلأَتْ عَيْنِي اكْتِلاءً إِذا لم تَنَمْ وحَذِرَتْ أَمْراً، فَسَهِرَتْ له. ويقال: عَيْنٌ كَلُوءٌ إِذا كانت ساهِرَةً، ورجلٌ كَلُوءُ العينِ أَي شَدِيدُها لا يَغْلِبُه النَّوْمُ، وكذلك الأُنثى. قال الأَخطل:

ومَهْمَهٍ مُقْفِرٍ، تُخْشَى غَوائِلُه، * قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَيْنِ، مِسْفارِ

ومنه قول الأَعرابيّ لامْرَأَتِه: فواللّه إِنِّي لأَبْغِضُ المرأَةَ كَلُوءَ الليلِ.

وكالأَه مُكَالأَةً وكِلاءً: راقَبَه. وأَكلأْتُ بَصَرِي في الشيءِ إِذا

ردَّدْتَه فيه.

والكَلاَّءُ: مَرْفَأُ السُّفُن، وهو عند سيبويه فَعَّالٌ، مثل جَبَّارٍ، لأَنه يَكْلأُ السفُنَ مِن الرِّيحِ؛ وعند أَحمد بن يحيى: فَعْلاء، لأَنَّ الرِّيح تَكِلُّ فيه، فلا يَنْخَرِقُ، وقول سيبويه مُرَجَّحٌ، ومـما يُرَجِّحُه أَن أَبا حاتم ذكر أَنَّ الكَلاَّءَ مذكَّر لا يؤَنِّثه أَحد من العرب. وكَلأَ القومُ سَفيِنَتهم تَكْلِيئاً وتَكْلِئةً، على مثال تكْلِيم وتكْلِمةٍ: أَدْنَوْها من الشَطِّ وحَبَسُوها. قال: وهذا أَيضاً مـما يُقَوِّي أَنَّ كَلاَّءً فَعَّالٌ، كما ذهب إليه سيبويه.

والمُكَلأُ، بالتشديد: شاطِئُ النهر وَمَرْفَأُ السفُن، وهو ساحِلُ كلِّ نَهر. ومنه سُوقُ الكَلاَّءِ، مشدود مـمدود، وهو موضع بــالبصرة، لأَنهم يُكَلِّئُون سُفُنَهم هناك أَي يَحْبِسُونها، يذكر ويؤَنث. والمعنى:

أَنَّ الـمَوضع يَدْفَعُ الرِّيحَ عن السُّفُن ويحفَظها، فهو على هذا مذكر مصروف.

وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه، وذكر البصرة: إيَّاكَ وسِباخَها

وكَلاَّءَها. التهذيب: الكَلاَّءُ والـمُكَلأُ،الأَوَّل مـمدود والثاني مقصور مهموز: مكان تُرْفَأُ فيه السُّفُنُ، وهو ساحِلُ كلِّ نَهر. وكَلأْتُ تَكْلِئةً إِذا أَتَيْت مَكاناً فيه مُسْتَتَرٌ من الرِّيح، والموضع مُكَلأٌ وكَلاَّءٌ.

وفي الحديث: من عَرَّضَ عَرَّضْنا لَه، ومن مَشَى على الكَلاَّءِ

أَلقَيْناه في النَّهَر. معناه: أَن مَنْ عَرَّضَ بالقَذْفِ ولم يُصَرِّحْ

عَرَّضْنا له

بتَأْدِيبٍ لا يَبْلُغ الحَدّ، ومن صَرَّحَ بالقذْفِ، فَرَكِب نَهَر الحُدُودِ ووَسَطَه، أَلْقَيْناه في نَهَرِ الحَدِّ فَحَدَدْناه.

وذلك أَن الكَلاَّءَ مَرْفَأُ السُّفُن عند الساحِل. وهذا مَثَل ضَرَبه لمن

عَرَّضَ بالقَذْف، شَبَّهه في مُقارَبَتِه للتَّصريح بالماشي على شاطِيءِ النَّهَر، وإِلقاؤُه في الماءِ إِيجابُ القذف عليه، وإلزامُه الحَدَّ.

ويُثنَّى الكَلاَّءُ فيقال: كَلاَّآن، ويجمع فيقال: كَلاَّؤُون. قال أَبو

النجم:

تَرَى بِكَلاَّوَيْهِ مِنهُ عَسْكَرا، * قَوْماً يَدُقُّونَ الصَّفَا المُكَسَّرا

وَصَف الهَنِيءَ والمرِيءَ، وهما نَهَرانِ حَفَرهما هِشامُ بن عبدالملِك.

يقول: تَرَى بِكَلاَّوَي هذا النهر من الحَفَرَةِ قوْماً يَحْفِرُون

ويَدُقُّونَ حجارةً مَوْضِعَ الحَفْرِ منه، ويُكَسِّرُونها. ابن السكيت:

الكَلاَّءُ: مُجْتَمَعُ السُّفُن، ومن هذا سمي كَلاَّءُ البَصْرَة كَلاّءً

لاجتماع سُفُنِه.

وكَلأَ الدَّيْنُ، أَي تَأَخَّر، كَلأً. والكالِئُ والكُلأَة: النَّسيِئة والسُّلْفةُ. قال الشاعر:

وعَيْنُه كالكالِئِ الضِّمَارِ

أَي نَقْدُه كالنَّسِيئةِ التي لا تُرْجَى. وما أَعْطَيْتَ في الطَّعامِ

مِن الدَّراهم نَسِيئةً، فهو الكُلأَة، بالضم.

وأَكلأَ في الطعام وغيره إِكْلاءً، وكَلأَ تَكْلِيْئاً: أَسْلَفَ وسَلَّمَ. أَنشد ابن الأَعرابي:

فَمَنْ يُحْسِنْ إِليهم لا يُكَلِّئْ، * إِلى جارٍ، بذاكَ، ولا كَرِيمِ

وفي التهذيب:

إِلى جارٍ، بذاك، ولا شَكُورِ

وأَكْلأَ إِكْلاءً، كذلك. واكْتَلأَ كُلأَةً وتَكَلأَها: تَسَلَّمَها.

وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، نَهَى عن الكالِئِ بالكالِئِ.

قال أَبو عبيدة: يعني النَّسِيئةَ بالنَّسِيئةِ. وكان الأَصمعي لا

يَهْمِزه، ويُنْشِد لعَبِيد بن الأَبْرَصِ:

وإِذا تُباشِرُكَ الهُمُومُ، * فإِنَّها كالٍ وناجِزْ

أَي منها نَسيئةٌ ومنها نَقْدٌ.

أَبو عبيدة: تَكَلأْتُ كُلأَةً أَي اسْتَنْسَأْتُ نَسِيئةً، والنَّسِيئةُ: التَّأخِيرُ، وكذلك اسْتَكلأْتُ كُلأَةً، بالضم، وهو من التَّأخِير.

قال أَبو عبيد: وتفسيره أَن يُسْلِمَ الرَّجُلُ إِلى الرجل مائةَ دِرهمٍ

إِلى سنة في كُرِّ طَعام، فإِذا انقَضَت السنةُ وحَلَّ الطَّعامُ عليه، قال الذي عليه الطَّعامُ للدّافع: ليس عندي طَعامٌ، ولكن بِعْنِي هذا الكُرَّ بمائتي درهم إِلى شهر، فَيبيعُه منه، ولا يَجرِي بينهما تَقابُضٌ، فهذه نَسِيئةٌ انتقلت إِلى نَسِيئةٍ، وكلُّ ما أَشبهَ هذا هكذا. ولو قَبَضَ الطعامَ منه ثم باعَه منه أَو مِن غيره بِنَسيئةٍ لم يكن كالِئاً بكالِئٍ. وقول أُمية الهذَلي:

أُسَلِّي الهُمومَ بأَمْثالِها، * وأَطْوِي البلادَ وأَقْضِي الكَوالي

أَراد الكوالِئَ، فإِمَّا أَن يكون أَبْدَلَ، وإِما أَن يكون سَكَّن، ثم

خَفَّفَ تخفيفاً قِياسِيّاً. وبَلَّغَ اللّه بك أَكْلأَ العُمُرِ أَي أَقْصَاهُ وآخِرَه وأَبْعَدَه. وكَلأَ عُمُرُه: انْتَهَى. قال:

تَعَفَّفْتُ عنها في العُصُورِ التي خَلَتْ، * فَكَيْفَ التَّصابي بَعْدَما كَلأَ العُمْرُ

الأَزهري: التَّكْلِئةُ: التَّقَدُّمُ إِلى المكان والوُقُوفُ به. ومن هذا يقال: كَلأْتُ إِلى فلان في الأَمر تَكْلِيئاً أَي تَقَدَّمْتُ إِليه.

وأَنشد الفرّاءُ فِيمَن لم يَهْمِز:

فَمَنْ يُحْسِنْ إِليهم لا يُكَلِّي

البيت. وقال أَبو وَجْزَةَ:

فإِن تَبَدَّلْتَ، أَو كَلأْتَ في رَجُلٍ، * فلا يَغُرَّنْكَ ذُو أَلْفَيْنِ، مَغْمُورُ

قالوا: أَراد بذي أَلْفَيْنِ مَن له أَلفان من المال. ويقال: كَلأْتُ في

أَمْرِك تكْلِيئاً أَي تأَمَّلْتُ ونَظَرتُ فيه، وكَلأْتُ في فلان: نَظَرْت إِليه مُتَأَمِّلاً، فأَعْجَبَنِي. ويقال: كَلأْته مائة سَوْطٍ كَلأً إِذا ضَرَبْتَه. الأَصمعي: كَلأْتُ الرَّجُلَ كَلأً وسَلأْته سَلأً بالسَّوط، وقاله النضر. الأَزهري في ترجمة عشب: الكَلأُ عند العرب: يقع على العُشْب وهو الرُّطْبُ، وعلى العُرْوةُ والشَّجَر والنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ،الطَّيِّب، كلُّ ذلك من الكلإِ. غيره: والكَلأُ، مهموز مقصور: ما يُرْعَى.

وقيل: الكَلأُ العُشْبُ رَطْبُه ويابِسُه، وهو اسم للنوع، ولا واحِدَ له.

وأَكلأَتِ الأَرضُ إِكْلاءً وكَلِئَتْ وكَلأَتْ: كثر كَلَؤُها. وأَرضٌ

كَلِئَةٌ، على النَّسَب، ومَكْلأَةٌ: كِلْتاهما كَثِيرةُ الكَلإِ ومُكْلِئةٌ، وسَواء يابِسُه ورَطْبُه. والكَلأُ: اسم لجَماعة لا يُفْرَدُ. قال أَبو منصور: الكَلأُ يجمع النَّصِيَّ والصِّلِّيانَ والحَلمَةَ والشِّيحَ والعَرْفَجَ وضُروبَ العُرَا، كلُّها داخلة في الكَلإِ، وكذلك العُشْب والبَقْل وما أَشبهها. وكَلأَتِ الناقةُ وأَكْلأَتْ: أَكَلَت الكَلأَ.

والكَلالِئُ: أَعْضادُ الدَّبَرَة، الواحدة: كَلاَّءٌ، مـمدود. وقال النضر: أَرْضٌ مُكْلِئةٌ، وهي التي قد شَبِعَ إبِلُها، وما لم يُشْبعِ الإِبلَ لم يَعُدُّوه إِعْشاباً ولا إِكْلاءً، وان شَبِعَت الغَنمُ. قال: والكَلأُ: البقْلُ والشَّجر.

وفي الحديث: لا يُمْنَعُ فَضْلُ الماء لِيُمنَعَ به الكَلأُ؛ وفي رواية:

فَضْلُ الكَلإِ، معناه: أَن البِئْر تكونُ في الباديةِ ويكون قريباً

منها كَلأٌ، فإِذا ورَدَ عليها واردٌ، فَغَلَب على مائها ومَنَعَ مَنْ

يَأْتِي بعده من الاسْتِقاءِ منها، فهو بِمَنْعِهِ الماءَ مانِعٌ من الكَلإِ،

لأَنه متى ورَدَ رَجلٌ بإِبِلِه فأَرْعاها ذلك الكَلأَ ثم لم يَسْقِها قَتلها العَطَشُ، فالذي يَمنع ماءَ البئْرِ يمنع النبات القَرِيب منه.

كلأ
: (} كَلأَهُ كَمَنَعه) {يَكْلَؤُهُ (} كَلأً) بِفَتْح فَسُكُون ( {وكِلاَءَةً) بالقَصْرِ (} وَكِلاَءً بكسرهما) مَعَ المَدُّ فِي الأَخير، أَي (حَرَسَه) وحَفِظَه، قَالَ جميلٌ:
فَكُونِي بِخَيْرٍ فِي كِلاَءٍ وَغِبْطَةٍ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صُرْمِى وَبِغْضَتِي قَالَ أَبو الْحسن: {كِلاَءٌ هُنَا يجوز أَن يكون مصدرا} كَكِلاءَةٍ، وَيجوز أَن يكون جَمْع {كِلاَءَةٍ، وَيجوز أَن يكون أَراد: فِي} كِلاَءَةٍ، فَحذف الْهَاء للضَّرُورَة، وَيُقَال: اذْهَبوا فِي كِلاَءَةِ الله، وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: كَلأَكَ اللَّهُ كِلاَءَةً، أَءَ حَفظك وحَرَسك، وَالْمَفْعُول مِنْهُ مَكلوءٌ، وأَنشد:
إِن سُلَيْمَى واللَّهُ {يَكْلَؤُهَا
ضَنَّتْ بِزَادٍ مَا كَانَ يَرْزَؤُهَا
وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لِبِلالٍ وهم مسافرون (} اكْلأْ لنا وَقْتَنَا) . هُوَ من الحِفْظ والحِراسة، وَقد تُخفَّف همزَة {الكِلاءَةِ وتُقلب يَاء، انْتهى.
وَقَالَ الله عز وَجل: {قُلْ مَن} يَكْلَؤُكُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (الْأَنْبِيَاء: 42) قَالَ الفَرَّاء: هِيَ مَهْمُوزَة، وَلَو تَركْتَ هَمْزَ مِثله فِي غير الْقُرْآن قُلْت: يَكْلُوكُم، بواوٍ ساكنةِ، وَيَكْلاَكُم، بأَلف سَاكِنة، وَمن جعلهَا واواً سَاكِنة قَالَ كَلاَتُ، بأَلفٍ بترك النَّبْرةِ مِنْهَا، وَمن قَالَ {يَكْلاَكُمْ قَالَ كَلَيْبُ مثل قَضَيْتُ، وَهِي من لُغة قريشٍ، وكُلٌّ حَسَنٌ، إِلا أَنهم يَقُولُونَ فِي الوَجْهَيْنِ: مَكْلُوٌّ، وَهُوَ أَكثر مِمَّا يَقُولُونَ: مَكْلِيٌّ، وَلَو قيل مَكْلِيٌّ فِي الذِينَ يَقُولُونَ كَلَيْت كَانَ صَوَابا. قَالَ: وسمِعْت بعضَ الأَعراب يُنْشد:
وَمَا خَاصَم الأَقْوَامَ مِنْ ذِي خُصُومَةٍ
كَوَرْهَاءَ مَشْنِيٌّ إِلَيْهَا خَلِيلُها
فَبَنَى على شَنَيْتُ، بترك الْهمزَة.
(و) يُقَال: كَلأَه (بالسَّوْطِ) كَلأً، وَعَن الأَصمعيّ: كَلأَ الرَّجُلَ كَلأً وسَلأَه سَلأً بِالسَّوْطِ (: ضَرَبَهُ) قَالَه النضرُ بنُ شُمَيْلٍ (و) كَلأَ (الدَّيْنُ) } كُلُوءًا إِذا (تَأَخَّرَ) فَهُوَ {كَالِىءٌ (و) كَلأَت (الأَرضُ) } وكَلِئَتْ (: كَثُرَ كَلُؤُهَا) أَي عُشْبُها ( {كَأَكْلأَتْ) } إِكْلاَء، وَفِي نُسْخَة: كاكتلأَت.
{وكَالأَه} مُكالأَةً وكِلاَءً: رَاقَبه.
(و) ! أَكْلأَ (بَصَرَهُ فِي الشَّيْءِ) إِذا (رَدَّدَهُ) فِيهِ مُصَعِّداً ومُصَوِّباً (و) من الْمجَاز كَلأَ (عُمرُهُ) أَي (انْتهى) إِلى حَدِّه، وعبارةُ الأَساس: طَال وَتَأَخَّرَ قَالَ:
تَعفَّفْتُ عَنْهَا فِي العُصُورِ الَّتِي خَلَتْ
فَكَيْفَ التَّصَابِي بَعْدَ مَا كَلأَ العُمْرُ
( {والكَلأُ كجَبَلٍ) ، عِنْد الْعَرَب يَقع على (العُشْب) وَهُوَ الرُّطْبُ، وعَلى العُرْوَةِ (والشَّجَرِ) والنَّصِيِّ والصِّلِّيَانِ، وَقيل: الكَلأُ مقصورٌ مهموزٌ: مَا يُرْعَى، وَقيل: الكَلأُ: العُشْبُ (رَطْبَه وَيَابسُه) وَهُوَ اسمٌ للنَّوْعِ وَلَا وَاحِد لَهُ (} كَلِئَتِ الأَرْضُ، بالكَسْرِ) أَي (كَثُرَ) الكَلأُ (بِهَا) {كأَكْلأَتْ وكَلأَتْ، وَقد تقدّم ذِكرُهما، وَذكره فِي المحلَّيْنِ يُشْعِر بالتغايُرِ، وَلَيْسَ كَذَلِك (} كَاسْتَكْلأَتْ) صَارَت ذاتَ كلأٍ (و) كَلأَت (الناقةُ) {وأَكلأَتْ (: أَكَلَتْهُ) أَي الكَلأَ، وذِكْرُ الناقةِ مِثالٌ.
(وأَرْضٌ} كلئيةٌ) على النّسَب ( {ومَكْلأَةٌ) كمَزْرَعَة، كلتاهما (: كَثِيرَتُهُ) أَي الكَلإِ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً} مُكْلِئَة، كمُحْسِنة، ذكره الجوهريّ وغيرُه، ويستوى فِيهِ اليابِس والرَّطْبُ، وَقيل: الكَلأُ يَجمعُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ والحَلَمَةَ والشِّيحَ والعَرْفَجَ وضُرُوبَ العُرَا، وَكَذَلِكَ العُشْبُ والبَقْلُ وَمَا أَشبهها. وأَرضٌ مُكْلِئَةٌ، أَي بالضمّ وَهِي الَّتِي قد شَبِع إِبلُها، وَمَا لم يُشْبِع الإِبلَ لم يَعُدُّوه إِعشاباً وَلَا {إِكلاءً وإِن شَبعت الغَنمُ. قَالَ غَيره: الكَلأُ: البَقْلُ والشَّجَر، وَفِي الحَدِيث (لَا يُمْنَعُ فَضْلُ المَاءِ لِيُمْنَعَ بِه الكَلأُ) وَفِي روايةٍ (فَضْل الكَلإِ) مَعْنَاهُ أَن البئرَ تَكون فِي البادِيَة، ويكونُ قَرِيبا مِنْهَا كَلأٌ، فإِذا وَرَدَ عَلَيْهَا وارِدٌ فَغَلَبَ على مَائِها ومَنَع مَنْ يأْتي بَعْدَه من الاسْتقاءِ مِنْهَا فَهُوَ بِمَنْعِه المَاءَ مَانِعٌ من الكلإِ، لأَنه مَتى وَرَد رَجُلٌ بِإِبِلِه فأَرْعَاها ذَلِك الكَلأَ ثمَّ لمْ يَسْقِها قَتَلها العَطَشُ، فَالَّذِي يَمْنَعُ ماءَ البِئْرِ يَمْنَعُ النَّباتَ القريبَ مِنْهُ.
(} والكَالِىءُ! والكُلأَةُ، بالضَّمِّ، النَّسيِئَةُ والعَرَبُونُ) أَي السُّلْفَة قَالَ الشَّاعِر:
وعَيْنُه {كَالكالِىءَ المِضُمَارِ
أَي كالنَّسِيئَة الَّتِي لَا تُرْجَى، وَمَا أَعطيتَ فِي الطعامِ نسيئَةً من الدراهمِ فَهُوَ الكُلأَةُ، بالضمّ، وَفِي الحَدِيث نَهَى على الكَالِىءِ} بالكالِىءِ يَعني النَّسيِئَة بالنَّسِيئَةِ، وَكَانَ الأَصمعيُّ لَا يَهْمِز ويُنْشِد لعَبِيد بن الأَبرصِ:
وَإِذَا تُبَاشِرُكَ الهُمُو
مُ فَإِنَّها كَالٍ وَنَاجِزْ
أَي مِنها نَسِيئَةٌ وَمِنْهَا نَقْدٌ (و) قَالَ أَبو عُبَيْدَة: ( {تَكَلأْتُ) كُلأَةً (وَكلأْتُ} تَكْلِيئاً) استنسأْتُ نَسِيئَةً، أَي (أَخَذْتُه) ، والنَّسيئَة: التأْخيرُ، وَكَذَلِكَ {استكلأَتُ} كُلأَةً، بِالضَّمِّ، وَجمعه {كَوَالِىءُ، قَالَ أُميَّةُ الهُذليُّ:
أُسَلِّي الهُمُومَ بِايمْثَالِهَا
وَأَطْوِي البِلاَدَ وَأَقْضِي الكَوَالِي
أَراد} الكواليءَ، فإِما أَن يكون أَبدل، وإِما أَن يكون سَكَّنَ ثمَّ خَفَّف تَخْفِيفًا قِياسيًّا.
( {وأَكْلأَ) فِي الطعامِ وغيرِه} إِكلاءً، {وكَلأَ} تَكْلِيئاً (: أَسْلَفَ وأَسْلَمَ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
فَمَنْ يُحْسِنُ إِلَيْهِمْ لاَ {يُكَلّىءْ
إِلَى جَازٍ بذَاك ولاَ كَرِيمِ
وَفِي (التَّهْذِيب) : وَلَا شَكُورِ (و) أَكْلأَ (عُمُرَه: أَنْهَاهُ) وَبَلَغَ اللَّهُ بك أَكْلأَ العُمرِ، أَي أَقصاه وآخِرَه وأَبْعَدَه، وهما من الْمجَاز وَكَانَ الأَصمعي لَا يهمزه.
(} واكْتَلأَ {كُلأَةً} وتَكَلأَها) أَي (تَسَلَّمَهَا) ، وكَلأَ القَوْمَ: كَانَ لَهُم رَبِيئَةً، وَيُقَال: عَيْنٌ {كَلُوءٌ، وناقَةٌ} كَلُوءُ العَيْنِ (وَرجُلٌ كَلُوءُ العَيْنِ) أَي (شَدِيدُهَا لَا يَغْلِبُها النَّوْمُ) وَفِي بعض النّسخ لَا يَغْلِبُه، بتذكير الضَّمِير، وَكَذَلِكَ الأُنثى، قَالَ الأَخطل:
ومهْمَهٍ مُقْفِزٍ تُخْشَى غَوَائِلُهُ
قَطَعْتُه! بِكَلُوءِ العَيْنِ مُسْفَارِ وَمِنْه قولُ الأَعرابيّ لامرأَتِه: واللَّهِ إِن لأَبْغِضُ المرأَةَ {كَلُوءَ اللَّيْل.
وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز:} كَلأْتُ النَّجْمَ مَتَى يَطلُع: رَعَيْتُه، و.
للْعَيْنِ فِيهَا مَكَلأٌ
تُدِيم النَّظَر إِليها كَأَنَّك {تَكْلَؤُها لإِعْجَابِك بِها. وَمِنْه: رجلٌ كَلُوءُ العَيْنِ: سَاهِرُهَا، لأَن الساهر يُوصَف بِرِقْبَةِ النُّجومِ.
} واكتلأَتْ عَيْني: سَهِرَتْ: {وأَكْلأْتُها} وكَلأْتُها أَسْهَرْتُها، انْتهى.
( {والكَلاَّءُ، كَكَنَّانٍ: مَرْفَأُ السُّفُنِ) وَهُوَ عِنْد سِيبويهِ فَعَّالٌ، مثلُ جَبَّارٍ، لأَنه} يَكْلأُ السُّفُنَ من الرّيح، وَعند ثَعْلَب فَعْلاَءُ، لأَن الرِّيح تَكِلُّ فِيهِ فَلَا تنخرق قَالَ صَاحب المشوف: والقولُ قولُ سِيبويهِ (و) مِنْهُ سُوق الكَلاَّءِ، مشدودٌ مَمْدُود (ع بــالبَصْرَةِ) ، لأَنهم {يُكَلِّئُونَ سُفُنَهم هُنَاكَ، أَي يَحْبِسونها. وَكَلأَ القومُ سَفِينَتهم} تَكْلِيئاً {وَتَكْلِئَةً، على مِثَال تَكليمٍ وتَكْلِمة: أَدْنَوْها من الشَّطّ وحَبسوها، وَهَذَا يُؤَيّد مَذهَب سِيبَوَيْهٍ. وَفِي حَدِيث أَنس وذَكَرَ البَصرَةَ،: إِيَّاكَ وَسِبَاخَها وكَلاَّءَهَا. وَفِي مراصد الِاطِّلَاع مَحَلّة مشهورةٌ، وسُوقٌ بــالبَصرة. انْتهى، وَهُوَ يُؤَنّث، أَي على قولِ ثعلبٍ (ويُذَكَّرُ) ويُصْرَف، وَذكر أَبو حَاتِم أَنه مُذَكَّر لَا يُؤنّثه أَحدٌ من الْعَرَب، وَهَذَا يُرَجِّح مَا ذهب إِليه سِيبَوَيْهٍ، وَفِي (التَّهْذِيب) :} الكَلاَّءُ، بالمدّ: مكانٌ تُرْفَأُ فِيهِ السُّفُن (و) هُوَ (سَاحِلُ كُلِّ نَهرٍ {كالمُكَلإِ (كَمُعَظَّمٍ)) مهموزٌ مقصورٌ،} وكَلأْتُ {تَكْلِئَةً إِذا أَتيْتَ مَكَانا فِيهِ مُستَتَرٌ من الرّيح، والموضعُ:} مُكَلأٌ {وكَلاَّءُ. وَفِي الحَدِيث: مَنْ عَرَّضَ عَرِّضْنَا لَهُ، وَمن مَشى على} الكَلاَّءِ أَلْقَيْنَاهُ فِي النَّهر. مَعْنَاهُ أَن من عَرَّض بالقَذْفِ (وَلم يُصَرِّحْ) عَرَّضْنَا لَهُ، بِتَأْدِيبٍ لاَ يبلُغُ الحَدَّ، وَمن صَرَّح بالقَذْفِ فَركِبَ نَهَرَ الحُدُودِ وَوسَطَه أَلْقَيْنَاه فِي نَهَرِ الحَدِّ فَحَدَدْنَاهُ، وَذَلِكَ أَن الكَلاَّءَ مَرْفَأُ السُّفُن عِنْد السَّاحِل، وَهَذَا مَثلٌ ضَرَبه لمن عَرَّضَ بالقَذْفِ، شَبَّهه فِي مقاربته للتصريح، بالماشي على شاطىءِ النَّهر، وإِلقاؤُه فِي المَاء إِيجابُ القَذْف عَلَيْهِ وإِلزامه بالحَدِّ قلت: وَهُوَ مجازٌ، كَمَا يرشده كَلَام الأَساس، ويثني الكَلاَّءُ فَيُقَال {كَلاَّءَانِ وَيجمع فَيُقَال} كَلاَّؤُون وَقَالَ أَبو النَّجْم:
يَرَى بِكَلاَّوَيْه مِنْهُ عَسْكَرَا
قَوْماً يَدُقُّونَ الصَّفَا المُكَسَّرَا
وَصَفَ الهَنِيءَ والمَرِيءَ، وهما نَهرانِ حَفرهما هِشامُ بنُ عبدِ المَلِك، يَقُول: يَرَى بِكَلاَّوَيْ هَذَا النَّهرِ قوما يَحْفِرونَ ويَدُقُّون حِجارةً مَوْضِعَ الحَفْرِ مِنْهُ ويُكَسِّرُونَه، وَعَن ابْن السكِّيت: الكَلاَّءُ: مُجْتَمَعُ السُّفُنِ، وَمن هَذَا سُمِّي كَلاَّءُ البَصْرةِ كَلاَّءً لاجتماعِ سُفُنهِ.
( {واكْتَلأَ) مِنْهُ: (احْتَرَسَ) ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
أَنَخْتُ بَعِيرِي} وَاكْتَلأْتُ بِعَيْنِه
وآمَرْتُ نَفْسي أَيَّ أَمْريَّ أَفْعَلُ
واكْتلأَتْ عَيني {اكْتِلاءً، إِذا لم تَنَم وحَذِرَتْ أَمراً فَسَهِرَتْ.
(وكَلأَ سَفينَتَه تَكْلِيئاً) على مِثالِ تَكْليمٍ (وتَكْلِئَةً) على مِثال تَكْلِمَةٍ (: أَدْنَاهَا مِنَ الشَّطِّ) وحَبَسها، قَالَ صاحبُ المشوفِ: وَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي أَنَّه فَعَّالٌ كَما ذَهَب إِليه سِيبويهِ.
(و) كَلأَ (فُلاَناً: حَبَسَهُ) ، وكأَنه أُخِذَ من كَلاَّءِ السفينةِ كَمَا فسَّره بِهِ غيرُ واحدٍ من أَئمّةِ اللُّغَة، فَيكون مجَازًا (و) قَالَ الأَزهريّ: التَّكْلِئَةُ: التَّقَدُّمُ إِلى المكانِ وَالْوُقُوف بِهِ، وَمِنْه يُقَال كَلأَ فُلاَنٌ (إِليه) فِي الأَمرِ تَكْليئاً أَي (تَقَدَّم) وأَنشد الفَرَّاء:
فَمَنْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمْ لاَ} يُكَلىءْ وَيُقَال: كَلأْتُ فِي أَمرِك {تَكْلِيئاً، أَي تأَمَّلْتُ ونَظَرتُ فِيهِ (و) كَلأَ (فِيه) أَي فُلانٍ (: نَظَرَ) إِليه (مُتَأَمِّلاً) فأَعْجَبَه حُسْنُه، قَالَ أَبو وَجْزة:
فَإِنْ تَبَدَّلْتَ أَوْ كَلأْتَ فِي رَجُلٍ
فَلاَ يَغُرَّنْكَ ذُو أَلْفَيْنِ مَغْمُورُ
أَراد بِذي أَلْفَيْنِ مَنْ لَهُ أَلْفانِ مِن المَال، وسَبَقَ الإِيماءُ إِلى أَنه من الْمجَاز نقلا عَن الأَساس.
(كلأ) فلَان أَخذ العربون وَفِي الْأَمر نظر إِلَيْهِ متأملا فأعجبه وَإِلَيْهِ فِي الْأَمر أمره بِهِ وَفُلَانًا حَبسه والسفينة أدناها من الشط فِي مَكَان آمن من الرّيح

حتى

حتى: حَتِيَّ (انظر لين)، هو فيما يقول ابن البيطار (1: 283) هو الذي يؤكل من المقل المكي وداخله العجم.
حاتية: مكيالفي أوراكه وفي واد مزاب (كاريت جغرافية ص 207 - 208) (جاكو ص270).

حت

ى

حَتِىٌّ The سَوِيق [or meal of what has been parched, or perhaps of what has been dried in the sun,] of the مُقْل [or fruit of the Theban palm, or cucifera Thebaïca]: (S, K:) or what is rasped, of the مُقْل, when it has become ripe, and is then eaten: (AHn, TA:) also, (K,) or as some say, (TA,) the [fruit called] مُقْل, (K, TA,) itself: (TA:) or what is bad thereof: or what is dry thereof. (K.) [See an ex. in a verse cited voce دَرٌّ.] b2: The refuse (ثُفْل) and skins (قُشُور) of dates: (K:) [like حَثًا and حَثًى.] b3: The scaly substances (قِشْر [app. meaning bits of the wax]) of honey, or of honey in the wax. (Th, K.) b4: I. q. دِمْنٌ [Dung of beasts, compacted together; &c.] (Az, K, TA. [In the CK, الزِّمَنُ is put for الدِّمْنُ.]) b5: The apparatus (مَتَاع) of the [kind of basket, made of palm-leaves, called] زَبِيل: or its عَرَق [meaning the suspensory, by which it is carried: see this word, which also means the “ suspensory ” of a water-skin]; (K;) its كِتَاف [or cord by which it is carried, being attached] in its شَفَة [or edge, lit. lip, and app., as is commonly the case, passed through a loop-shaped handle in the opposite edge, so that the two opposite edges are drawn together when it is carried: كِتَافٌ originally signifying “ a rope with which one's arms or hands are tied together behind his back ”]. (TA.) b6: The مَتَاع [or furniture and utensils, &c.,] of a house or tent. (TA.) b7: and What is bad of spun thread. (TA.) حَتَّى: see art. حت.
حَتَّى
حَتَّى حرف يجرّ به تارة كإلى، لكن يدخل الحدّ المذكور بعده في حكم ما قبله، ويعطف به تارة، ويستأنف به تارة، نحو: أكلت السمكة حتى
 رأسها، ورأسها، ورأسها، قال تعالى: لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ [يوسف/ 35] ، وحَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر/ 5] .
ويدخل على الفعل المضارع فينصب ويرفع، وفي كلّ واحد وجهان:
فأحد وجهي النصب: إلى أن.
والثاني: كي.
وأحد وجهي الرفع أن يكون الفعل قبله ماضيا، نحو: مشيت حتى أدخل البصرة، أي:
مشيت فدخلت البصرة.
والثاني: يكون ما بعده حالا، نحو: مرض حتى لا يرجونه، وقد قرئ: حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ [البقرة/ 214] ، بالنصب والرفع ، وحمل في كلّ واحدة من القراءتين على الوجهين. وقيل: إنّ ما بعد «حتى» يقتضي أن يكون بخلاف ما قبله، نحو قوله تعالى: وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا [النساء/ 43] ، وقد يجيء ولا يكون كذلك نحو ما روي:
«إنّ الله تعالى لا يملّ حتى تملّوا» لم يقصد أن يثبت ملالا لله تعالى بعد ملالهم .
[حتى] ن فيه: من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه "حتى" وإن كان أخاه، أي حتى يدعه وإن كان أخاه للمبالغة في عموم النهي سواء من يتهم فيه أو لا، وسواء كان هزلاً أو جداً. ولعنتها الملائكة "حتى" تصبح، أي تستمر اللعنة حتى تزول المعصية بطلوع الفجر، والاستغناء عنها أو بتوبتها ورجوعها إلىوالأخيرتان بمعنى كي، والثانية والثالثة دخلتا على الشرطيتين، أي كي يصير من الوسوسة بحيث لا يدري كم صلى. ودعوة المظلوم "حتى" ينتصر، حتى في القرائن الأربعة بمعنى إلى، فدعوة المظلوم مستجابة إلى أن ينتصر أي ينتقم من ظالمه باللسان أو اليد، ودعوة الحاج حتى يفرغ من أعماله ويصدر إلى أهله، ودعوة المجاهد حتى يفرغ منه. وانصب قدماه في بطن الوادي "حتى" إذا صعدتا مشى، فيه حذف أي حتى إذا انصب قدماه في بطن الوادي رمل وسعى حتى إذا خرج منه وصعدتا مشي. وتجدون من خير الناس أشدهم له كراهية لهذا الأمر "حتى" يقع فيه، من خير ثاني مفعولي تجد، والأول أشد، ويجوز العكس بزيادة من، وحتى إما غاية تجدون أي فحين تقع فيه لا يكون خيرهم، وإما غاية أشد أي يكرهه حتى يقع فيه فح يعينه الله فلا يكرهه والأول الوجه. و"حتى" خشيت أن لا تعقلوا، إن المسيح قصير، أي حدثتكم أحاديث حتى خفت أن لا تفهموا ما حدثتكم، أو تنسوه لكثرة ما قلت، فاعقلوا إن المسيح- بكسر إن، لأنه كلام مبتدأ، قوله: قصير، لا ينافي وصفه بأنه أعظم رجل، لأنه لا يبعد كونه قصيراً بطيناً عظيم الخلقة، أو يغيره الله تعالى عند الخروج. و"حتى" لو كان في مقامي سمعه أهل السوق، أي كان يمد صوته ويتحرك بحيث لو كان في مقامي هذا سمعه أهل السوق، و"حتى" سقط خميصته بتحركه. وح: فوافقته "حتى" استيقظ، أي وافقته نائماً وتأنيت به حتى استيقظ.

خُراسَانُ

خُراسَانُ:
بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمّهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو، وهي كانت قصبتها، وبلخ وطالقان ونسا وأبيورد وسرخس وما يتخلل ذلك من المدن التي دون نهر جيحون، ومن الناس من يدخل أعمال خوارزم فيها ويعدّ ما وراء النهر منها وليس الأمر كذلك، وقد فتحت أكثر هذه البلاد عنوة وصلحا، ونذكر ما يعرف من ذلك في مواضعها، وذلك في سنة 31 في أيام عثمان، رضي الله عنه، بإمارة عبد الله بن عامر ابن كريز، وقد اختلف في تسميتها بذلك فقال دغفل النسابة: خرج خراسان وهيطل ابنا عالم بن سام بن نوح، عليهما السلام، لما تبلبلت الألسن ببابل فنزل كل واحد منهما في البلد المنسوب إليه، يريد أن هيطل نزل في البلد المعروف بالهياطلة، وهو ما وراء نهر جيحون، ونزل خراسان في هذه البلاد التي ذكرناها دون النهر فسمّيت كل بقعة بالذي نزلها، وقيل: خر اسم للشمس بالفارسية الدّريّة وأسان كأنه أصل الشيء ومكانه، وقيل: معناه كل سهلا لأن معنى خر كل وأسان سهل، والله أعلم، وأما النسبة إليها ففيها لغات، في كتاب العين: الخرسي منسوب إلى خراسان، ومثله الخراسي والخراساني ويجمع على الخراسين بتخفيف ياء النسبة كقولك الأشعرين، وأنشد:
لا تكرمن من بعدها خرسيّا
ويقال: هم خرسان كما يقال سودان وبيضان، ومنه قول بشار في البيت:
من خرسان لا تعاب
يعني بناته، وقال البلاذري: خراسان أربعة أرباع، فالربع الأول إيران شهر وهي نيسابور وقهستان والطّبسان وهراة ويوشنج وباذغيس وطوس واسمها طابران، والربع الثاني مرو الشاهجان وسرخس ونسا وأبيورد ومرو الروذ والطالقان وخوارزم وآمل وهما على نهر جيحون، والربع الثالث، وهو غربي النهر وبينه وبين النهر ثمانية فراسخ، الفارياب والجوزجان وطخارستان العليا وخست واندرابة والباميان وبغلان ووالج، وهي مدينة مزاحم بن بسطام، ورستاق بيل وبذخشان، وهو مدخل الناس إلى تبّت، ومن اندرابة مدخل الناس إلى كابل، والترمذ، وهو في شرقي بلخ، والصغانيان وطخارستان السّفلى وخلم وسمنجان، والربع الرابع ما وراء النهر بخارى والشاش والطّراربند والصّغد، وهو كسّ، ونسف والروبستان وأشروسنة وسنام، قلعة المقنع، وفرغانة وسمرقند، قال المؤلف: فالصحيح في تحديد خراسان ما ذهبنا إليه أوّلا وإنما ذكر البلاذري هذا لأن جميع ما ذكره من البلاد كان مضموما إلى والي خراسان وكان اسم خراسان يجمعها، فأما ما وراء النهر فهي بلاد الهياطلة ولاية برأسها وكذلك سجستان ولاية برأسها ذات نخيل، لا عمل بينها وبين خراسان، وقد روي عن شريك بن عبد الله أنه قال:
خراسان كنانة الله إذا غضب على قوم رماهم بهم، وفي حديث آخر: ما خرجت من خراسان راية في جاهلية وإسلام فردّت حتى تبلغ منتهاها، وقال ابن قتيبة: أهل خراسان أهل الدعوة وأنصار الدولة ولم يزالوا في أكثر ملك العجم لقاحا لا يؤدّون إلى أحد إتاوة ولا خراجا، وكانت ملوك العجم قبل ملوك الطوائف تنزل بلخ حتى نزلوا بابل ثم نزل أردشير بن بابك فارس فصارت دار ملكهم وصار بخراسان ملوك الهياطلة، وهم الذين قتلوا فيروز بن يزدجرد بن بهرام ملك فارس، وكان غزاهم فكادوه بمكيدة في طريقه حتى سلك سبيلا معطشة يعني مهلكة، ثم خرجوا إليه فأسروه وأكثر أصحابه معه، فسألهم أن يمنّوا عليه وعلى من أسر معه من أصحابه وأعطاهم موثقا من الله وعهدا مؤكّدا لا يغزوهم أبدا ولا يجوز حدودهم، ونصب حجرا بينه وبينهم صيره الحدّ الذي حلف عليه وأشهد الله عز وجل على ذلك ومن حضره من أهله وخاصة أساورته، فمنّوا عليه وأطلقوه ومن أراد ممن أسر معه، فلما عاد إلى مملكته دخلته الأنفة والحميّة مما أصابه وعاد لغزوهم ناكثا لأيمانه غادرا بذمته وجعل الحجر الذي كان نصبه وجعله الحدّ الذي حلف أنه لا يجوزه محمولا أمامه في مسيره يتأول به أنه لا يتقدّمه ولا يجوزه، فلما صار إلى بلدهم ناشدوه الله وأذكروه به فأبى إلا لجاجا ونكثا فواقعوه وقتلوه وحماته وكماته واستباحوا أكثرهم فلم يفلت منهم إلّا الشريد، وهم قتلوا كسرى بن قباذ، ثم أتى الإسلام فكانوا فيه أحسن الأمم رغبة وأشدّهم إليه مسارعة منّا من الله عليهم وتفضّلا لهم، فأسلموا طوعا ودخلوا فيه سلما وصالحوا عن بلادهم صلحا، فخفّ خراجهم وقلّت نوائبهم ولم يجر عليهم سباء ولم تسفك فيما بينهم دماء، وبقوا على ذلك طول أيام بني أميّة إلى أن أساعوا السيرة واشتغلوا باللّذات عن الواجبات، فانبعث عليهم جنود من أهل خراسان مع أبي مسلم الخراساني ونزع عن قلوبهم الرحمة وباعد عنهم الرأفة حتى أزالوا ملكهم عن آخرهم رأيا وأحنكهم سنّا وأطولهم باعا فسلّموه إلى بني العباس، وأنفذ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الأحنف بن
قيس في سنة 18 فدخلها وتملّك مدنها فبدأ بالطّبسين ثم هراة ومرو الشاهجان ونيسابور في مدّة يسيرة، وهرب منه يزدجرد بن شهريار ملك الفرس إلى خاقان ملك الترك بما وراء النهر، فقال ربعي بن عامر في ذلك:
ونحن وردنا، من هراة، مناهلا ... رواء من المروين، إن كنت جاهلا
وبلخ ونيسابور قد شقيت بنا، ... وطوس ومرو قد أزرنا القنابلا
أنخنا عليها، كورة بعد كورة، ... نفضّهم حتى احتوينا المناهلا
فلله عينا من رأى مثلنا معا، ... غداة أزرنا الخيل تركا وكابلا
وبقي المسلمون على ذلك إلى أن مات عمر، رضي الله عنه، وولي عثمان، فلما كان لسنتين من ولايته ثرا بنو كنازا، وهم أخوال كسرى، بنيسابور وألجئوا عبد الرحمن بن سمرة وعمّاله إلى مرو الروذ وثنّى أهل مرو الشاهجان وثلّث نيزك التركي فاستولى على بلخ وألجأ من بها من المسلمين إلى مرو الروذ وعليها عبد الرحمن بن سمرة، فكتب ابن سمرة إلى عثمان بخلع أهل خراسان فقال أسيد بن المتشمّس المرّيّ:
ألا أبلغا عثمان عني رسالة، ... فقد لقيت عنّا خراسان بالغدر
فأذك، هداك الله، حربا مقيمة ... بمروي خراسان العريضة في الدّهر
ولا تفترز عنّا، فإن عدوّنا ... لآل كنازاء الممدّين بالجسر
فأرسل إلى ابن عامر عبد الله بن بشر في جند أهل البصرة، فخرج ابن عامر في الجنود حتى تولّج خراسان من جهة يزد والطّبسين وبثّ الجنود في كورها وساروا نحو هراة فافتتح البلاد في مدّة يسيرة وأعاد عمال المسلمين عليها، وقال أسيد بن المتشمّس بعد استرداد خراسان:
ألا أبلغا عثمان عنّي رسالة، ... لقد لقيت منّا خراسان ناطحا
رميناهم بالخيل من كلّ جانب، ... فولّوا سراعا واستقادوا النوائحا
غداة رأوا خيل العراب مغيرة، ... تقرّب منهم أسدهنّ الكوالحا
تنادوا إلينا واستجاروا بعهدنا، ... وعادوا كلابا في الديار نوابحا
وكان محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس قال لدعاته حين أراد توجيههم إلى الأمصار: أما الكوفة وسوادها فهناك شيعة عليّ وولده والبصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكفّ، وأما الجزيرة فحرورية مارقة وأعراب كأعلاج ومسلمون أخلاقهم كأخلاق النصارى، وأما الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان، وطاعة بني مروان عداوة راسخة وجهل متراكم، وأما مكة والمدينة فغلب عليهما أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بأهل خراسان فإن هناك العدد الكثير والجلد الظاهر وهناك صدور سليمة وقلوب فارغة لم تتقسّمها الأهواء ولم تتوزعها النّحل ولم يقدم عليهم فساد، وهم جند لهم أبدان وأجسام ومناكب وكواهل وهامات ولحى وشوارب وأصوات هائلة ولغات فخمة تخرج من أجواف منكرة، فلما بلغ الله إرادته من بني أمية وبني العباس أقام أهل خراسان مع خلفائهم على أحسن حال وهم أشدّ طاعة وأكثر تعظيما للسلطان وهو أحمد سيرة في رعيته
يتزين عندهم بالجميل ويستتر منهم بالقبيح إلى أن كان ما كان من قضاء الله ورأي الخلفاء الراشدين في الاستبدال بهم وتصيير التدبير لغيرهم فاختلّت الدولة وكان من أمرها ما هو مشهور من قبل الخلفاء في زمن المتوكل وهلمّ جرّا ما جرى من أمر الديلم والسلجوقية وغير ذلك، وقال قحطبة بن شبيب لأهل خراسان: قال لي محمد ابن عليّ بن عبد الله أبى الله أن تكون شيعتنا إلا أهل خراسان لا ننصر إلا بهم ولا ينصرون إلّا بنا، إنه يخرج من خراسان سبعون ألف سيف مشهور، قلوبهم كزبر الحديد، أسماؤهم الكنى وأنسابهم القرى، يطيلون شعورهم كالغيلان، جعابهم تضرب كعابهم، يطوون ملك بني أمية طيّا ويزفّون الملك إلينا زفّا، وأنشد لعصابة الجرجاني:
الدار داران: إيوان وغمدان، ... والملك ملكان: ساسان وقحطان
والناس فارس والإقليم بابل وال ... إسلام مكة والدنيا خراسان
والجانبان العلندان، اللذا خشنا ... منها، بخارى وبلخ الشاه داران
قد ميز الناس أفواجا ورتّبهم، ... فمرزبان وبطريق ودهقان
وقال العباس بن الأحنف:
قالوا خراسان أدنى ما يراد بكم ... ثم القفول، فها جئنا خراسانا
ما أقدر الله أن يدني على شحط ... سكان دجلة من سكان سيحانا
عين الزمان أصابتنا، فلا نظرت، ... وعذّبت بفنون الهجر ألوانا
وقال مالك بن الرّيب بعد ما ذكرناه في ابرشهر:
لعمري لئن غالت خراسان هامتي، ... لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
ألا ليت شعري! هل أبيتنّ ليلة ... بجنب الغضا أزجي القلاص النّواجيا؟
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه، ... وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى، ... وأصبحت في جيش ابن عفّان غازيا؟
وما بعد هذه الأبيات في الطّبسين قال عكرمة وقد خرج من خراسان: الحمد لله الذي أخرجنا منها ليطوي خراسان طيّ الأديم حتى يقوّم الحمار الذي كان فيها بخمسة دراهم بخمسين بل بخمسمائة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن الدّجّال يخرج من المشرق من أرض يقال لها خراسان يتبعه قوم كأنّ وجوههم المجان المطرقة، وقد طعن قوم في أهل خراسان وزعموا أنهم بخلاء، وهو بهت لهم ومن أين لغيرهم مثل البرامكة والقحاطبة والطاهرية والسامانية وعلي بن هشام وغيرهم ممن لا نظير لهم في جميع الأمم، وقد نذكر عنهم شيئا مما ادعي عليهم والردّ في ترجمة مرو الشاهجان إن شاء الله. فأما العلم فهم فرسانه وساداته وأعيانه، ومن أين لغيرهم مثل محمد بن إسماعيل البخاري ومثل مسلم بن الحجاج القشيري وأبي عيسى الترمذي وإسحاق ابن راهويه وأحمد بن حنبل وأبي حامد الغزّالي والجويني إمام الحرمين والحاكم أبي عبد الله النيسابوري وغيرهم من أهل الحديث والفقه، ومثل الأزهري والجوهري وعبد الله بن المبارك، وكان يعدّ من أجواد الزّهاد والأدباء، والفارابي صاحب ديوان
الأدب والهروي وعبد القاهر الجرجاني وأبي القاسم الزمخشري، هؤلاء من أهل الأدب والنظم والنثر الذين يفوت حصرهم ويعجز البليغ عن عدّهم، وممن ينسب إلى خراسان عطاء الخراساني، وهو عطاء بن أبي مسلم، واسم أبي مسلم ميسرة، ويقال عبد الله ابن أيوب أبو ذؤيب، ويقال أبو عثمان، ويقال أبو محمد، ويقال أبو صالح من أهل سمرقند، ويقال من أهل بلخ مولى المهلّب بن أبي صفرة الأزدي، سكن الشام، وروى عن ابن عمر وابن عباس وعبد الله بن مسعود وكعب بن عجرة ومعاذ بن جبل مرسلا، وروى عن أنس وسعيد بن المسيّب وسعيد بن جبير وأبي مسلم الخولاني وعكرمة مولى ابن عباس وأبي إدريس الخولاني ونافع مولى ابن عمر وعروة بن الزبير وسعيد العقبري والزّهري ونعيم بن سلامة الفلسطيني وعطاء بن أبي رباح وأبي نصرة المنذر بن مالك العبدي وجماعة يطول ذكرهم، روى عنه ابنه عثمان والضحاك بن مزاحم الهلالي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي ومالك بن أنس ومعمر وشعبة وحماد بن سلمة وسفيان الثوري والوضين وكثير غير هؤلاء، وقال ابنه عثمان: ولد أبي سنة خمسين من التاريخ، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما مات العبادلة: عبد الله بن عباس وعبد الله ابن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي، فصار فقيه أهل مكة عطاء بن أبي رباح وفقيه أهل اليمن طاووس وفقيه أهل اليمامة يحيى بن أبي كثير وفقيه أهل البصرة الحسن البصري وفقيه أهل الكوفة النخعي وفقيه أهل الشام مكحول وفقيه أهل خراسان عطاء الخراساني إلا المدينة فإن الله تعالى خصها بقرشيّ، فكان فقيه أهل المدينة غير مدافع سعيد بن المسيّب، وقال أحمد ابن حنبل: عطاء الخراساني ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: عطاء الخراساني مشهور، له فضل وعلم، معروف بالفتوى والجهاد، روى عنه مالك بن أنس، وكان مالك ممن ينتقي الرجال، وابن جريج وحماد ابن سلمة والمشيخة، وهو ثقة ثبت.

كذذ

(ك ذ ذ)

الكذان: الْحِجَارَة الرخوة النخرة.

واحدته: كذانة.

وَقد قيل: هِيَ " فعال " وَإِن قل ذَلِك فِي الِاسْم.

كذذ


كَذَّ(n. ac. كَذّ)
a. Was rough, hard.

أَكْذَذَa. Walked over porous stones.

كَذَّاْنُa. Soft, porous clay-stone.
b. Pumice-stone.

كَذَا
a. Thus, so, in this way.

كَذَا وَكَذَا
a. So & so, such a one.

كَذٰلِك
a. see كَذَاb. As well as; also.
[كذذ] الكذان بالفتح: حجارة رخوة كأنها مدر. قال الكميت يصف الرياح: ترامى بكذان إلا كام ومروها * ترامى ولدان الاصارم بالخشل -
ك ذ ذ : الْكَذَّانُ بِالْفَتْحِ وَالتَّثْقِيلِ الْحَجَرُ الرِّخْوُ كَأَنَّهُ مَدَرٌ وَرُبَّمَا كَانَ نَخِرًا الْوَاحِدَةُ كَذَّانَةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ النُّونَ أَصْلِيَّةً وَضُعِّفَ هَذَا الْقَوْلُ بِالتَّصْرِيفِ فَإِنَّهُ يُقَالُ أَكَذَّ الْقَوْمُ إكْذَاذًا إذَا صَارُوا فِي كَذَّانِ مِنْ الْأَرْضِ وَلَوْ كَانَتْ النُّونُ أَصْلِيَّةً لَظَهَرَتْ فِي الْفِعْلِ. 

كذذ: الليث: الكذَّان، بالفتح، حجارة كأَنها المدَر فيها رخاوة وربما

كانت نَخِرَة، الواحدة كَذَّانة، ويقال هي فَعّالة. المحكم: الكذان الحجارة

الرَّخْوة النَّخِرة، وقد قيل: هي فَعّال والنون أَصلية، وإِن قلَّ ذلك

في الاسم، وقيل: هو فَعْلان والنون زائدة. أَبو عمرو: الكَذان الحجارة

التي ليست بصُلبة. وقال غيره: أَكَذَّ القومُ إِكذاذاً صاروا في كَذَّان من

الأَرض؛ قال الكميت يصف الرياح:

تَرامى بكَذَّانِ الإِكَامِ ومَرْوِها،

تَراميَ وُلْدانِ الأَصارِمِ بالخَشْلِ

وفي حديث بناء البصرة: فوجدوا هذا الكَذّان، فقالوا: ما هذه البصرة

الكَذّان؟ والبصرة حجارة رخوة إِلى البياض.

كذذ
: ( {الكَذَّانُ، ككَتَّانٍ: حِجَارَة رِخْوَةٌ كالمَدَرِ) ، وَرُبمَا كَانَت نَخِرَةً، والواحدة بهاء، قَالَه اللَّيثُ، وَفِي الْمُحكم: الكَذَّانُ: الحِجَارَة الرِّخْوَة النَّخِرَة، وَقد قيل هِيَ فَعَّالٌ، وَالنُّون أَصلِيَّة وإِن قَلَّ ذالك فِي الِاسْم، وَقيل: هِيَ فَعْلاَن، والنونُ زائدةٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرو: الكَذَّانُ: الحِجَارَة الَّتِي ليستْ بِصُلْبَةٍ، (} وأَكَذُّوا) {إِكْذَاذاً (: صَارُوا فِيهَا) ، أَي فِي} كَذَّانٍ من الأَرْضِ، قَالَ الصاغَانيُّ: وَهَذَا يَنقُض مَا قَالَ الليثُ فِي الكَذَّان أَنَّه فَعّال، إِذ لَو كَانَ كَذَا لَكَانَ الفِعْلُ مِنْهُ أَكْذَنَ بالنُّون، قَالَ الكُمَيْت يصف الرِّياحَ:
تَرَامَى {بِكَذَّانِ الإِكَامِ ومَرْوِهَا
تَرَامِيَ وُلْدَانِ الأَصَارِمِ بِالخَشْلِ
(} والكَذْكَذَةُ: الحُمْرَةُ الشَّدِيدةُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
( {وكَذَّ) الشيْءُ} كَذًّا (: خَشُنَ وصَلُبَ،) وَيُوجد فِي بعض النُّسخ بالحَاء وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ والأُولى الصَّوَاب.

كهمس

(كهمس)
تقَارب مَا بَين رجلَيْهِ فحثتا التُّرَاب
كهمس من أسماء الأسد. وناقة كهمس عليها مثلها من سنامها. والكهمسة في المشي كالحفدان وهو تقارب ما بين الرجلين وحثيانهما للأرض.
[كهمس] الكهمس: القصير. وكهمس: أبو حى من العرب. قال الشاعر : وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ * حَيوا بعد ما ماتُوا من الدهر أعصرا
كهمس: الكَهْمَسُ: من أسماء الأسد. [والكَهْمَسُ: القصير] ، قال :

ذاك لخَوْدٍ ذاتِ خَلْقٍ مُنْفِسِ ... لا جَيْدَرِِ الخَلْق ولا بكَهْمَسِ

كهمس: الكَهْمَسُ: القصير، وقيل: القصير من الرجال. والكَهْمَسُ:

الأَسد. وقال ابن الأَعرابي: هو الذئب. وكَهْمَس: من أَسماء الأَسد. وناقة

كَهْمَس: عظيمة السنام. وكَهْمَس: اسم، وهو أَبو حيّ من العرب؛ أَنشد سيبويه

لمَوْدُودٍ العنبريّ، وقيل هو لأَبي حُزابة الوليد بن حَنِيفة:

فلِلّه عَيْنا مَنْ رَأَى من فَوارِسٍ،

أَكَرَّ على المَكْرُوه منهم وأَصْبَرا

فما بَرِحُوا حتى أَعَضُّوا سُيُوفَهُمْ

ذُرى الهامِ مِنْهُم، والحديدَ المُسَمَّرا

وكُنَّا حَسِبناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ،

حَيُوا بَعْدَما ماتوا من الدَّهْرِ أَعْصُرا

وكَهْمَسٌ هذا: هو كَهْمَسُ بن طَلْق الصَّريمي، وكان من جملة الخوارِج

مع بِلال بن مِرْداس، وكانت الخوارج وقعت بأَسلم بن زرعة الكلابي، وهم في

أَربعين رجلاً، وهو في أَلْفَي رجل، فقتلت قطعة من أَصحابه وانهزم إِلى

البَصرة فقال مَوْدُود هذا الشعر في قوم من بني تميم فيهم شدة، وكانت لهم

وقعة بِسِجِسْتان، فَشَبَّهَهُم في شدَّتهم بالخَوارج الذين كان فيهم

كَهْمَسُ بن طَلْق، وحَيُوا يعني الخوارج أَصحاب كَهْمَس، أَي كأَنَّ هؤلاء

القوم أَصحاب كَهْمَس في قُوَّتهم وشدّتهم ونُصْرتهم.

كهمس
كَهْمَسٌ: أبو حَيٍّ من العَرَبِ، قال أبو حُزَانَة الوليد بن حنيفة من بَني رَبيعَة بن حَنْظَلَة بن مالِك بن زَيد مَناةَ بن تَميم:
وكُنّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعْدَما ماتُوا من الدَّهْرِ أعْصُرا
وقال الليث: الكَهْمَس: الأسد.
وقال ابن خالَوَيْه: الكَهْمَس: القبيح الوجه.
وقال ابن عبّاد: ناقةٌ كَهْمَس: أي عليها مِثْلُها من سَنَامِها.
وكَهْمَس الهِلاليُّ - رضي الله عنه -: له صحبة. قال: أسْلَمْتُ فأتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلّم - وأخْبَرْتُه بإِسلامي، فَمَكَثْتُ حَوْلاً وقد ضَمَرْتَ ونَحَلَ جِسْمي، فَخَفَّضَ فِيَّ البَصَرَ ثمَّ رَفَعَه، قلت: أما تَعْرِفُني؟ قال: ومَن أنتَ؟ قلتُ: أنا كَهْمَس الهِلاليّ، قال: فما بَلَغَ بِكَ ما أرى؟ قال: ما أفْطَرْتُ بَعْدَكَ نهراً ولا نِمْتُ ليلاً، قال: ومَنْ أمَرَكَ أن تُعَذِّبَ نَفْسَك؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يوماً، قلتُ: زِدُني، قال صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ يومين، قلتُ: زِدُني، قال: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ومن كَلِّ شَهْرٍ ثلاثَةَ أيّام.
وكَهْمَس بن الحَسَنِ التَّمِيْمِيُّ البَصْريُّ: من أتباع التابعين.
وقال ابن عبّاد: الكَهْمَسَة في المَشْيِ: كالحَفَدَانِ، وهو تَقارُبُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْن وحَثَيانُهما التُّرابَ.
كهـمس
الكَهْمَسُ: من أَسْمَاءِ الأَسَدِ، قالهُ اللَّيْثُ. والكَهْمَسُ: الرجُلُ القَبِيحُ الوَجْهِ، عَن ابنِ خالَوَيْهِ. والكَهْمَسُ: النّاقَةُ الكَوْمَاءُ، وَهِي العَظِيمَةُ السَّنامِ، عنِ ابنِ عَبّادٍ. وكَهْمَسٌ الهِلالِيُّ: صَحَابِيٌّ، نَزَلَ البَصْرَةَ، رَوَى عَنهُ مُعَاويَةُ بنُ قُرَّةَ، وَله وِفَادَةٌ، وحَديِثٌ فِي الصَّوْم، تَفَرَّدَ بِهِ حَمّادُ بنُ زيدٍ المِنْقَريُّ، عَن مُعَاويَةَ، عَنهُ، وحَمّادٌ مَقْبُولٌ مشهورٌ. وكَهْمَسُ بنُ الحَسَن التَّميميُّ: من تَابِعِيّ التّابعينَ، ويُعْرَفُ بالعَابد، وَله ذِكْرٌ فِي كتَاب القَنَاعَة، لِابْنِ أَبي الدُّنْيَا. وكَهْمَسٌ: أَبُو حَيٍّ من رَبيعَة َ ابنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالكٍ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، فيهِم شِدَّةٌ، ويُقَال لهَذا: رَبِيعَةُ الجُوعِ، وَبِه تُعْرَفُ أَوْلاَدُه. وعَنِ ابنِ عَبّادٍ: الكَهْمَسَةُ فِي المَشْيِ، كالحَفَدَانِ، وَهُوَ تَقَارُبُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ وحَثَيَانُهُمَا. وَفِي التَّكْملَة: وحَثْيُهما التُّرَابَ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الكَهْمَسُ: الذِّئْبُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وكَهْمَسُ بنُ المِنْهَالِ، عَن سَعِيدِ ابنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قالَ أَبُو حاتمٍ الرّازِيُّ: مَحَلُّه الصِّدْقُ. وكَهْمَسُ بنُ طَلْقٍ الصَّرِيمِيُّ، كانَ منْ جُمْلَةِ الخَوَارِجِ مَعَ بِلالِ بن مِرْداسٍ، وكانَت الخَوَارجُ وَقَعتْ بأَسْلَمَ بن زُرْعَةَ الكِلاَبِي، وهم فِي أَرْبَعِينَ رجُلاً، وَهُوَ فِي أَلْفَيْ رَجُلٍ، فإنْهَزَمَ إِلى البَصْرةِ، وَفِي ذَلِك أَنْشَدَ سِيبَوَيه لِمَوْدُودٍ العَنْبَرِيّ:
(وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوَارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعْدَما ماتُوا مِنَ الدَّهْرِ أَعْصُرَا)
قلتُ: ويُقَالُ: هُوَ للوِلِيدِ بنِ حَنِيفَةَ.

البَطِيحَةُ

البَطِيحَةُ:
بالفتح ثم الكسر، وجمعها البطائح، والبطيحة والبطحاء واحد، وتبطّح السيل إذا اتّسع في الأرض، وبذلك سمّيت بطائح واسط لأن المياه تبطّحت فيها أي سالت واتّسعت في الأرض:
وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة، وكانت قديما قرى متّصلة وأرضا عامرة، فاتّفق في ايام كسرى أبرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة وزاد الفرات أيضا بخلاف العادة فعجز عن سدّها، فتبطح الماء في تلك الديار والعمارات والمزارع فطرد أهلها عنها، فلما نقص الماء وأراد العمارة أدركته المنيّة، وولي بعده ابنه شيرويه فلم تطل مدّته، ثم ولي نساء لم تكن فيهن كفاية، ثم جاء الإسلام فاشتغلوا بالحروب والجلاء، ولم يكن للمسلمين درية بعمارة الأرضين، فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرّت الدولة الإسلامية قرارها، استفحل أمر البطائح وانفسدت مواضع البثوق وتغلب الماء على النواحي، ودخلها العمّال بالسّفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل الماء إليها، فبنوا فيها قرى، وسكنها قوم
وزرعوها الأرز، وتغلّب عليها في أوائل أيام بني بويه أقوام من أهلها، وتحصنوا بالمياه والسفن، وجارت تلك الأرض عن طاعة السلطان، وصارت تلك المياه لهم كالمعاقل الحصينة إلى أن انقضت دولة الديلم ثم دولة السلجوقية، فلما استبدّ بنو العباس بملكهم ورجع الحقّ إلى نصابه رجعت البطائح إلى أحسن النظام، وجباها عمالهم كما كانت في قديم الأيام، وقال حمدان بن السّحت الجرجاني: حضرت الحسين ابن عمرو الرّستمي، وكان من أعيان قوّاد المأمون، وهو يسأل الموبذان من خراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز والمهرجان وكيف جعلا عيدا وكيف سمّيا، فقال الموبذان: أنا أنبئك عنهما:
إن واسطا كانت في أيام دارا بن دارا تسمّى أفرونية ولم تكن على شاطئ دجلة، وكانت دجلة تجري على سننها في ناحية بطن جوخا، فانبثقت في أيام بهرام جور وزالت عن مجراها إلى المذار وصارت تجري إلى جانب واسط منصبّة، فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح، وكانت متصلة بالبادية ولم تكن البصرة ولا ما حولها إلّا الأبلّة، فإنها من بناء ذي القرنين، وكان موضع البصرة قرى عاديّة مخوفا بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر إلّا دجلة الأبلة، فأصاب القرى والمدن التي كانت في موضع البطائح، وهم بشر كثير، وباء فخرجوا هاربين على وجوههم، وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم موتى فرجعوا، فلما كان أول يوم من فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطرا فأحياهم، فرجعوا إلى أهاليهم، فقال ملك ذلك الزمان:
هذا نوروز أي هذا يوم جديد، فسمّي به، فقال الملك: هذا يوم مبارك فإن جاء الله، عز وجل، فيه بمطر وإلّا فليصبّ الماء بعضهم على بعض، وتبركوا به وصيروه عيدا، فبلغ المأمون هذا الخبر فقال: إنه لموجود في كتاب الله تعالى، وهو قوله: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم، الآية.

رَعَنَ 

(رَعَنَ) الرَّاءُ وَالْعَيْنُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى تَقَدُّمٍ فِي شَيْءٍ، وَالْآخَرُ يَدُلُّ عَلَى هَوَجٍ وَاضْطِرَابٍ. فَالْأَوَّلُ الرَّعْنُ: الْأَنْفُ النَّادِرُ مِنَ الْجَبَلِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَسُمِّيَتِ الْبَصْرَةُ رَعْنَاءَ لِأَنَّهَا تُشَبَّهُ بِرَعْنِ الْجَبَلِ. وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

لَوْلَا ابْنُ عُتْبَةَ عَمْرٌو وَالرَّجَاءُ لَهُ ... مَا كَانَتِ الْبَصْرَةُ الرَّعْنَاءُ لِي وَطَنَا

وَيُقَالُ جَيْشٌ أَرْعَنُ، إِذَا كَانَتْ لَهُ فُضُولٌ كَرُعُونِ الْجِبَالِ. وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَوْلُهُمْ أَرْعَنُ: مُسْتَرْخٍ. قَالُوا: هُوَ مِنْ رَعَنَتْهُ الشَّمْسُ، إِذَا آلَمَتْ دِمَاغَهُ. يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: رَجُلٌ مَرْعُونٌ. وَيُقَالُ: رَعُنَ الرَّجُلُ يَرْعُنُ رَعَنًا، فَهُوَ أَرْعَنُ، أَيْ أَهْوَجُ، وَالْمَرْأَةُ الرَّعْنَاءُ. فَأَمَّا قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا} [البقرة: 104] ، فَهِيَ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْيَهُودُ تَتَسَابُّ بِهَا، وَهُوَ مِنَ الْأَرْعَنِ. وَمَنْ قَرَأَهَا رَاعِنًا، مُنَوَّنَةً فَتَأْوِيلُهَا لَا تَقُولُوا حُمْقًا مِنَ الْقَوْلِ. وَهُوَ مِنَ الْأَوَّلِ; لِأَنَّهُ يَكُونُ كَلَامًا أَرْعَنَ، أَيْ مُضْطَرِبًا أَهْوَجَ. وَيُقَالُ: رَحَلُوا رِحْلَةً رَعْنَاءَ، أَيْ مُضْطَرِبَةً. قَالَ:

وَرَحَّلُوهَا رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ

وَذَلِكَ إِذَا لَمْ تَكُنْ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ.

بوو

بوو: اسم صوت يحكي سقوط جسم ما (بوشر).
ب وو

فلان أخدع من البو، وأنكد من اللو.
بوو: والبو، غير مهموز: جِلْدُ حوُارٍ يُحْشَى تِبناً فتعطفُ عليه النّاقةُ. والرّمادُ: بوّ الأثافي.
بوو
بَوّ [مفرد]: ج أبواء: أحمق. 
(جَوْز بَوَّا) بِالْقَصْرِ سَمَاعًا مِنْ الْأَطِبَّاءِ وَبِالْفَارِسِيَّةِ كَوِّزْ بُويَا هَكَذَا فِي الصَّيْدَلَةِ وَهُوَ فِي مِقْدَارِ الْعَفْصِ سَهْلُ الْمَكْسَرِ رَقِيقُ الْقِشْرِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ وَمِنْ خَصَائِصِهِ أَنَّهُ يَنْفَعُ مِنْ اللَّقْوَةِ وَيُقَوِّي الْمَعِدَةَ وَالْقَلْبَ وَيُزِيلُ الْبُرُودَةَ.
[ب وو] البَوُّ جِلْدٌ يُحشَى تبْنًا أَوْ ثُمَامًا أو حشيشًا ثُمَّ يُقَرَّبُ إِلى أُمِّ الفَصِيل لِتَرْأَمَهُ فَتَدُرَّ عليه والبَوُّ أَيضًا وَلَدُ الناقَةِ قالَ

(فَمَا أُمُّ بَوٍّ هَالكٍ بِتَنُوفَةٍ ... إِذا ذَكَرَتْهُ آخِرَ اللَّيلِ حَنَّتِ)

والرَّمَادُ بَوُّ الأَثَافِي على التَّمثِيلِ وَبَوَّى مَوْضِعٌ قال أبُو بَكْرٍ أَحْسِبُهُ غَيْرَ مَمْدُودٍ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعَّلاً كَبَقَّمٍ ويَجُوزُ أَنْ يكونَ فَعْلَى فإذا كانَتْ كذلك جَازَ أَنْ يكُونَ من بَابِ تَقْوى أَعني أَنَّ الواوَ قُلِبَتْ فيها عن الياءِ ويَجُوزُ أَنْ يكُونَ من بَابِ قُوَّةٍ والأَبْوَاءُ مَوْضِعٌ ليس في الكلامِ اسمٌ مفردٌ عَلَى مثالِ الْجمعِ غَيْرُه وغَيْرُ ما تقدَّمَ مِنَ الأنْبَارِ والأَبْلاءِ وإِنْ جَاءَ فإنّما يَجيءُ في أَسماءِ المواضعِ لأَنَّ شَوَاذَّهَا كَثيرَةٌ وما سِوَى هذه فإِنَّما يأتي جَمْعًا أَوْ صِفَةً كقولهم قِدْرٌ أَعشارٌ وثَوْبٌ أَخْلاقٌ وأَسْمَالٌ وسراويِلُ أَسماطٌ ونَحو ذلكَ
بوو
(و {البَوُّ: وَلَدُ النَّاقَةِ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
فَمَا أُمُّ} بَوَ هالِكٍ بتَنُوفَةٍ
إِذا ذَكَرَتْه آخِرَ اللَّيلِ حَنَّتِ (و) أَيْضاً: (جِلْدُ الحُوَار يُحْشَى ثُماماً أَو تِبْناً) إِذا ماتَ الحُوَار (فيُقَرَّبُ من أُمِّ الفَصِيلِ فَتَعْطِفُ عَلَيْهِ فَتَدِرُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للكُمَيْت:
مُدْرَجة {كالبَوِّ بَين الظِّئْرَيْن وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لجريرٍ:
سَوْق الرّوائمِ} بَوّاً بينَ أَظئارِ ومِن شواهِدِ التَّلْخيصِ للخَنْساء:
فَمَا عَجُول على بَوَ تطيفُ بِهِ
لَهَا حنينان: إصْغار وإكْبَار يوْماً بأَجْزَع منِّي حينَ فارَقَنِي
صَخْرٌ وللدَّهْرِ إقْبالٌ وإدبْار (و) مِن المجازِ: (الرَّمادُ) بَوُّ الأَثافِي.
(و) البَوُّ (الأحْمَقُ) ؛ وَمِنْه: هُوَ أَخْدَع مِن البَوِّ وأَنْكَد من اللّوِّ؛ ( {كالبَوِّيِّ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. (وَهِي} بَوَّةٌ.
( {وبَوَى، كرَمَى، بِيّاً: حاكَى غيرَهُ فِي فِعْلِه) ؛ نَقَلَه الصَّاغاني} والبَوْباةُ: المَفازَةُ) مثْلُ المَوْماةِ.
قالَ ابنُ السراج: أَصْلُه مَوْمَوَةٌ على فَعْلَلَةٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) ! البَوْباةُ: (ع) بعَيْنِه؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ ( {كالأبْواءِ) ، وَهِي قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ الفرعِ بَيْنها وبينَ الجحفَةِ ممَّا يَلِيَ المَدينةَ ثلاثَةُ وعشْرُونَ مِيلاً، واخْتُلِفَ فِيهِ فقيلَ: سُمِّي بِهِ لمَا فِيهِ مِن الوَباءِ، وَلَو كانَ كَذلِكَ لقيلَ الأَوْباءُ إلأْ أنْ يكونَ مَقْلوباً، أَو لتَبَوّءِ السّيولِ بهَا؛ وَهُوَ قَوْلُ ثابِتٍ اللّغَوِيْ؛ وقيلَ: فَعْلاءُ مِن الأبوةِ، وقيلَ: أَفْعال كأنَّه جَمْع بوّ أَو جَمْع بُوىً للسَّوادِ؛ فَهِيَ أَقْوالٌ خَمْسَةٌ، إلاَّ أنَّ تَسْمِيةَ الأشياءِ بالمُفْردِ ليَكُون مُساوِياً لمَا سُوِّي بِهِ أَوْلى، أَلاَ ترى أنَّا نحتال بعَرَفات وأَذْرعات مَعَ أنَّ أَكْثَر أَسْماءِ البُلْدانِ مُؤَنَّثَة، ففَعْلاء أَشْبَه بِهِ مَعَ أنَّك لَو جَعَلْته جَمْعاً لاحْتَجْت إِلَى تَقْديرِ واحِدِه، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ فِي أَبى.
وقالَ ابنُ سِيدَه:} الأَبواءُ مَوْضِعٌ ليسَ فِي الكلامِ اسمٌ مُفْردٌ على مِثَالِ الجَمْعِ غَيْرَه وغَيْر الأنْبار والأَبْلاء، وَإِن جاءَ فإنَّما يَجِيءُ فِي اسمِ المَوَاضِع لأنَّ شَواذها كَثيرَةٌ، وَمَا سِوَى هَذِه فإنَّما يَأْتي جَمْعاً أَو صفَةً.
( {وبُوَيٌّ، كسُمَيَ،} وبُويانُ، بالضَّمِّ، اسْمانِ) ؛ مِن الأوَّل: سيفُ بنُ {بُوَيِّ بنِ الأجذومِ بنِ الصَّدَفِ مِن ولدِه بُوَيُّ بنُ ملْكَان الصَّدفيُّ شَهِدَ فتْحَ مِصْر ذَكَرَه ابنُ يُونُس؛ ومِن الثَّانِي: أَبو الحُسَيْن أَحْمدُ بنُ عُثمان بنِ جَعْفر بنِ} بُويان! البُويانيُّ، نُسِبَ إِلَى جدِّهِ المُقْرِىءُ، سَمِعَ مِنْهُ الدَّارْقطْنِيُّ وغيرُهُ.
(وبَوَى، كرَمَى: وادٍ لبَجيلَةَ.
(وبايُ بنُ جَعْفرِ بنِ بايٍ: فَقيهٌ مُحدِّثٌ) ؛ كَذَا فِي التكْمِلَةِ؛ هُوَ أَبو مَنْصور الجَبليُّ فقِيهٌ شافِعيٌّ دَرَسَ على البَيْضاوِي، وسَمِعَ من ابنِ الجندي والصَّيْدلانيّ؛ قالَ سَمِعْتُ مِنْهُ، قالَ: وكانَ يكتُبُ اسْمَه فِي الشَّهادَاتِ عَبْد الله بنِ جَعْفر وأَبُوه جَعْفَر بن بايٍ الفَقِيه أَبو مُسْلم سَمِعَ من ابنِ المُقْرِىء وغيرِهِ.
(وبُويَةُ، كفُوفَلٍ: اسمُ جماعَةٍ) من المُحَدِّثِين، (مِنْهُم) : أَبو الأسْودِ (عَمْرُو بنُ بُويَةَ) الأسَدِيُّ، وكذلِكَ محمدُ بنُ حسينِ بنِ بُويَةَ شيخٌ لابنِ المُقْرِىء؛ والحسينُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ بُويَةَ الأنْماطيُّ عَن ابنِ ماسي.
وبُويَةُ لَقَبُ الحُسَيْن بنِ زيْدٍ الأصْبهانيّ، مِن ولدِه الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ الحُسَيْن بنِ زيْدٍ عَن أَبيهِ، ويقالُ فِي نَسَبِه البويي، وَقد تقدَّمَ شيءٌ مِن ذَلِك فِي بوه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بَوَّى مَوْضِعٌ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُه غَيْر مَمْدودٍ، يَجوزُ أَنْ يكونَ فَعَّلاً كبَقَّم، ويجوزُ أنْ يكونَ فعلا فَإِذا كانَ كَذلِكَ جازَ أَنْ يكونَ مِن بابِ تَقْوَى، أَعْني أنَّ الواوَ قُلِبَتْ فِيهَا عَن الياءِ، ويَجُوز أَنْ يكونَ مِن بابِ قُوَّة.
وقالَ ياقوتُ: أَبْوَى مَقْصوراً: اسمٌ للقَرْيَتَيْن على طريقِ البَصْرةِ إِلَى مكَّةَ المَنْسُوبَتَيْنِ إِلَى طَسْم وجديس؛ قالَ المثقبُ العَبْديُّ:فإنَّك لَو رأَيْت رِجالَ {أَبْوَى
غَدَاةَ تَسَرْ بَلُوا حَلَق الحَدِيدِقالَ:} وأَبَوَى، بالتَحْرِيكِ مَقْصوراً، اسمُ مَوْضِع أَو جَبَلٌ بالشأمِ؛ قالَ الذبيانيُّ:
بعدَ ابنِ عاتِكَة الثاوِي على {أَبَوَى
أَضْحَى ببَلْدَة لَا عَمّ وَلَا خَال} ِوبَوُّ: قَبيلَةٌ فِي تمِيمٍ، مِنْهُم: خليفَةُ بنُ عبد فيد بنِ بَو؛ مِن رِجالِهم فِي الإسْلامِ شَهِدَ القادِسِيَّةِ، وَهُوَ القائِلُ:
أَنا ابنُ بو ومَعِي مخراقي
أَضْربُ كلَّ قَدَمٍ وساقِ أَذْكره المَوْتَ أَبا إسْحاق يعْنى سَعْد بنِ أَبي وقَّاص.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.