Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اشتبه

أعيب

أُعْيَبُ:
بضم الهمزة، وسكون العين، وياء مفتوحة، وباء موحّدة، حكى بعضهم عن أبي الحسين بن زنجي النحوي البصري أنه قال: ليس في كلامهم كلمة على فعيل إلّا أعيب:
 وهو موضع باليمن وما أراه إلا وقد تصحّف عليه أو اشتبه، والمعروف على هذا الوزن عليب، وهو مشهور: موضع في طريق اليمن، قال أبو دهبل:
فما ذرّ قرن الشمس حتى تبيّنت، ... بعليب، نخلا مشرفا ومخيّما

ألبس

(ألبس) عَلَيْهِ الْأَمر اشْتبهَ وَاخْتَلَطَ وَالشَّيْء الشَّيْء غطاه يُقَال ألبس النَّبَات الأَرْض والغيم السَّمَاء وَفُلَانًا الثَّوْب جعله يلْبسهُ

تردد

(تردد) تراجع وَرجع مرّة بعد أُخْرَى وَيُقَال تردد فِيهِ اشْتبهَ فَلم يُثبتهُ وَتردد فِي الْكَلَام تعثر لِسَانه وَتردد إِلَى مجَالِس الْعلم اخْتلف إِلَيْهَا

أخالت

(أخالت) النَّاقة كَانَ فِي ضرْعهَا لبن وَفِيه خالا من الْخَيْر تفرس وتوسم فِيهِ الْخَيْر
(أخالت) السَّمَاء للمطر تهيأت والناقة اجْتمع اللَّبن فِي ضرْعهَا وَيُقَال أخال فلَان للخير ظَهرت دلائله فِيهِ وأخالت الأَرْض بالنبات ازينت وَعَلِيهِ الشَّيْء وَالْأَمر اشْتبهَ وأشكل وَفُلَان شام سَحَابَة مخيلة والسحابة رَآهَا مخيلة للمطر وَيُقَال أخال فِيهِ الْخَيْر رأى دلائله

ردّ

ردّ: رَدَّ: مصدره رداد في هذا المثل: حبيبُك وَقْتَ الاستقراض وعدرُّك عند الرداد (بوشر).
رَدَّ: طرد، صرف. وتستعمل مجازاً بمعنى: تجنب الخطر وتحاشاه (بوشر).
ردَّ: استدرك قوله ورجع عنه (كليلة ودمنة ص17).
ردَّ: أرجع العضو المنخلع إلى موضعه (معجم بدرون).
ردَّ: ارجع إلى الحظوة (ألكالا).
ردَّ، وردَّ عملاً في: عكس فعل جرم أو جسد (بوشر).
ردَّ: تقيأ، قاء، استفرغ (فوك).
ردَّ: من مصطلح القانون بمعنى فسخ البيع وأقال في البيع (فان دن برج ص74 رقم 1). وردَّ بيعة: حق إقالة البيع وفسخه لعيب فيه (بوشر).
ردَّ عن الحق: صرفه عن الحق ومنع منه (فوك).
لا يُرَدّ: لا رجعة فيه، لا ينقض، لا ينسخ (بوشر)، لفم يردّهم رَدّ إلى: لم يوقفهم شيء إلى أن وصلوا (رياض النفوس ص93 ق).
ردَّ وتردَّد: عاد ثانية، رجع (الفخري ص86، ألف ليلة 1: 67).
ردَّ وتردَّد: أرجع إلى الوراء. ويقال: رد على أصحابه أي ألقى بنفسه على أصحابه (الجريدة الآسيوية 1849، 2: 324 رقم 1)، وانظر ترجمة كاترمير في الجريدة الآسيوية (1850، 1: 272).
رَدَّ للإيمان: رجوع عن الإيمان إلى الكفر، رِدَّة (بوشر).
ردّ الصباح: أجاب على صبَّحك الله بالخير (بوشر).
ردّ المظالم: أقام الحق، وأزال الظلم (بيان 1: 125، ابن الأثير 7: 196، أماري ص 452، كرتاس ص 143) وأنظره في رَدٌّ.
رَدُّ كلام: تخطئة، معارضة في الكلام (بوشر).
ردَّ على فلان: من مصطلح المسايفة (المبارزة بالسيف) ردَّ عليه بطعنة خاطفة.
ردَّ عليه: كَرَّ عليه في القتال بعد أن فرَّ (بوشر).
ردّ عليه: مختصر ردّ عليه السلام أي أجابه على سلامه. ففي رياض النفوس (ص 58و): فسلَّم وجلس فرد عليه الحجَّامُ وقال. وفي (ص63 ق): فسلَّم فلم يرد عليه فقال له. رُدَّ بالك عليه: اعتن به (بوشر بربرية)، رد بعض الحديث على بعض: كمّل الأحاديث بعضها ببعض (معجم البلاذري).
ردّ عن فلان: حاماه ودافع عنه (بوشر).
ردّ عن: ثناه وصرفه عن قصده. وردَّه عن المحارم: منعه من المحارم وأرجعه إلى حسن الآداب (بوشر).
ردّ في: علّق على. ففي العبدري (ص90 و): وقرأت عليه مقامات الحريري وكان يرد فيها رَدّاً حسناً وينقدها نقداً محققاً.
ردّ لفلان: أجابه (بوشر).
تردَّد: رجع مرة بعد أخرى، ويقال أيضاً: تردّ د على فلان أي اختلف إليه (بوشر).
متّردِّد: كثير الوقوع، متكرر، متواتر (بوشر).
يتردَّد: تكراراً، مرة بعد مرة (بوشر).
تردَّد: اختلف إلى المرحاض، استطلق بطنه (باين سميث 1242).
تردّد على فلان: ألحّ وألحف في سؤاله (أخبار ص128، ص148).
تردّد على فلان: عني به عناية حسنة (بوشر).
تردَّد لفلان: لجأ إليه (دي ساسي طرائف 2: 62).
تردَّد: تحيرَّ (هلو، تاريخ البربر 1: 449، 503)، وفي تاريخ البربر (2: 133): تردد في القبض أياماً، أي اشتبه في أمره ولم يثبته وحار فيه أياماً أيقبض عليه أم لا. ويقال: تردد بين (تاريخ البربر 2: 210، 520).
تردّد في حياة الرجل أو موته: أي لم يثبت لديه ولم يدر إن كان هذا الرجل حياً أو ميتاً (ابن جبير ص142، ص325)، ويقال: بين أن - أو.
تردَّد: ارتاب (المقدمة 3: 290).
على تردّد: تقال عند الفقهاء حين توجد آراء متعددة في الفتوى (فان دن برج ص6 رقم 2).
تردَّد: قاوم، صدّ، صلب، احتمل (دومب ص129).
ترادَّ، ترادّا الرهائن: أعاد كل واحد منهما الرهينة إلى الأخر (معجم البلاذري).
ارتدَّ عن: ابتعد عن: رجع عن (عباد 1: 65).
ارتدَّ (النور): انعكس (بوشر).
ارتدَّ: عاد إلى الخير (ألكالا).
ارتدَّ للخير أو للشَّر: عاد للخير أو للشر (ألكالا).
استردَّ: طلب ردَّ الشيء (مسلم ص69 بيت 9).
استردَّ: استرجع (عباد 2: 14، 3: 166، ابن جبير ص 36).
رَدّ: المماثل والنظير الذي يمنح ويوهب (ألكالا) وتفسيره بالفرنسية (وهو ما ترجم) لفكتور.
الرَّدُّ: ردّ المظالم أي إزالة الظلم وإقامة الحق، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص316): ولاَّه الأميرُ الشُرْطَةَ والرَّدَّ.
وكان القاضي الذي له صلاحيات مطلقة يسمى صاحب الرد (أبحاث 1: 284 رقم 2 من الطبعة الأولى).
رُدُود (جمع ردّ): مكائد الحرب وحيلها (الجريدة الآسيوية 1869، 2: 212).
أصحاب الردود: اسم كان يطلق في فلسطين على اللذين كان آباؤهم قد غادروا أراضيهم خشية المسلمين ثم عادوا إليها بشرط أن يدفعوا إليهم الضريبة التي كانوا يدفعونها من قبل إلى البيزنطيين (معجم البلاذري).
جاء بمائة ردّ: زُهاء، قاب (فوك).
رَدَّة: رفض، منع، ردّ (بوشر).
رَدَّة: نخالة، خراشة (بوشر).
رَدَّة: مَرَّة. يقال: في الردة الأولى أي في المرة الأولى (معجم البيان).
ردّة، وجمعها رداد: مزنة، غبية، مطرة، همرة (زخّة)، ويقال: ردة من شتا (ألكالا)، كما يقال: رِداد المطر: مُزَن، همرات (زخات) (رتجرز ص164)، ولم يفهم الناشر (ص170 وما يليها) معناها. ويبدو لي أن الجمع رِداد هو تصحيف المفرد رذاذ، لأنا نجد في القسم الثاني من معجم فوك pluvia: رذاذ، وفي القسم الأول: رداد.
ردّة الضربة: ارتداد الضربة، ضربة معاكسة، انعكاس الضربة (بوشر).
رَدِّيّ: ناقض، فاسخ، مبطل، ملغ، ناسخ، خالع، عازل (بوشر).
رِدّيْ: عند الخوارج هو من يؤمن بعقيدتهم غير أنه يكتمها أي لا يجرأ على الاعتراف بأنه خارجي (الكامل ص573). رَدِيد: جواب الرسالة (محيط المحيط).
رِدَادَة: ما يبقى في الغربال بعد الغربلة (محيط المحيط).
رَدَّاد: ذكرت في معجم فوك في مادة iterare وفي مادة recusare.
رَدَّادَة: التي تجاوب النائحة فتنوح بعد سكوتها (محيط المحيط).
رَادُودَة: نوع من مزلاج الباب (محيط المحيط).
رادودة المورج: حديدة يربط بها (محيط المحيط).
مَرَدّ: مرجع، رجوع، عودة (فوك).
مَرَدّ: ردَة، لازمة، دور في الغناء (بوشر، زيشر 22: 106).
مَرَدَّة: مرَّة، ففي معجم البيان: صلبهم جميعاً بمردة واحدة.
مَرَدَّة: انتفاع، استغلال (المقري 2: 672)، حيث فليشر ينقل في الإضافات ما جاء في (ص150) من التعريفات طبعة فلوجل.
مَرْدُود، حديث مردود: حديث يرويه راو ضعيف بناقض حديثاً يرويه ثقة (دي سلان المقدمة 2: 484).
مُرادَّة فكر: تفكير، تأمل، تروَي (بوشر).
مُرْتَدّ: جندي فار إلى العدو، منشق عن حزب ليلتحق بسواه (ألكالا).

الطفاوة

(الطفاوة) مَا طفا من دسم الْقدر وزبدها يُقَال أصبْنَا طفاوة من الرّبيع شَيْئا مِنْهُ والدارة حول الشَّمْس وَالْقَمَر
الطفاوة
(و} الطُّفاوَةُ، بالضَّمِّ) :
هَكَذَا فِي سائرِ النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ يَنْبَغي التَّنْبِيه عَلَيْهِ، لأنَّ الحرْفَ حيثُ أنَّه واوِيٌّ فَمَا مُوجبُ إفْراده مِن التّرْكيبِ الأوَّل، وإنَّما هَذَا من تحْريفِ النسَّاخِ فالصَّوابُ أنَّ هَذِه الواوَ عاطِفَةٌ والحَرْف واوِيّ إِلَى قوْلِه: والطُّفْيَة بالضمِّ، فــاشْتَبَه على النساخِ الطُّفْيَة {بالطَّفاوَةِ، وَالْيَاء بالواوِ تفطَّنْ لذلكَ.
} والطُّفاوَةُ: هِيَ (دارَةُ القَمَرَيْنِ) ، الشمْسُ والقَمَرُ، واقْتَصَرَ الجوهريُّ على الشَّمْس، فقالَ: هِيَ دارَةُ الشَّمْس، وَهُوَ قولُ الفرَّاء.
وقالَ أَبو حاتِمٍ: هِيَ الدَّارَةُ حَوْل القَمَرِ.
والمصنِّفُ جَمَعَ بينَ القَوْلَيْن.
(و) هِيَ أَيْضاً (مَا {طَفَا من زَبَدِ القِدْرِ) ودَسَمِها.
(و) أَيْضاً: (حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ) .
قُلْتُ: وَهِي} طُفاوَةُ بنْتُ جرم بنِ رَبَّانَ أُمُّ ثَعْلَبَة ومعاوِيَةَ وعامِرٍ أَوْلادُ أَعْصُر بنِ سعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان، وَلَا خِلافَ أنَّهم نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم وأنَّهم مِن أَوْلادِ أَعْصُر، وَإِن اخْتَلَفوا فِي أَسْماءِ أَوْلادِها.
وَفِي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة لابنِ الجواني الحافِظ فِي النَّسَبِ: أنَّ {طُفاوَةَ اسْمُه الحارِثُ بنُ أَعْصر، إِلَيْهِ يُنْسَبُ كلُّ} طفاوِيَ.
وحكَى أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ حبيبٍ: أنَّ راسِباً {وطُفاوَةَ اخْتَصَمُوا إِلَى هينقة الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الحُمْقِ كلٌّ مِنْهُمَا يدَّعِي رجُلاً أنَّه مِنْهُم، فقالَ: الْقُوه فِي نَهْرِ البَصْرةِ فَإِن} طَفَا {فطَفاويٌّ، وَإِن رَسَبَ فراسِبي؛ فقالَ الرجُلُ: لَا حاجَةَ لي فِي الحَيَّيْن وانْصَرَفَ يَعْدُو.
(} والطَّفْوَةُ) ؛ ظاهِرُه أنَّه بالفَتْح، ووُجِدَ فِي نسخِ المُحْكم بالضمِّ؛ (النَّبْتُ الرَّقيقُ.
(! والطافِي: فَرَسُ) عَمْرو بنِ شَيْبان بنِ ذُهْل بنِ ثَعْلَبة.
إِلَى هُنَا فالحرْفُ واوِيٌّ، وَمَا يأْتي بَعْده يائيٌّ، وَلذَا وَقَفْنا عَلَيْهِ وَلم نُبالِ بتَغْييرِ النسّاخِ وتحْرِيفِهم فنَقولُ:
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
( {الطَّافِي من السَّمكِ: الَّذِي} يَطْفُو فوْقَ الماءِ ويظْهَرُ.
( {وأَطْفى: داوَمَ على أَكْلِه.
(وَفِي حديثِ الدجَّال: (كأَنَ عَيْنه عِنَبَةٌ} طافِيَةٌ) .
(قالَ ثعْلبٌ: {الطافِيَةُ مِن العِنَبِ الحبَّةُ الَّتِي قد خَرَجَتْ عَن حَدِّ نِبْتَةِ أخَواتِها مِن الحبِّ ونَتَأَتْ وظَهَرَتْ.
(وقالَ الأصْمعي:} الطُّفْوَةُ، بالضمِّ، خُوصَةُ المُقْلِ، والجَمْعُ {طُفاً.
(وأَصَبْنا} طُفاوَةً مِن الرَّبيعِ: أَي شَيْئا مِنْهُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(وفَرَسٌ {طَافٍ: شامِخٌ برأَسِه.
(} وطَفَوْتُ فَوْقه: وثَبْتُ.
(والظعنُ {تَطْفُو وتَرْسُبُ فِي السَّرابِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
(عَبْدٌ إِذا مَا رَسَبَ القَوْمُ} طَفَا قالَ: طَفا أَي نَزَا بجَهْلِه إِذا تَرَزَّنَ الحَلِيمُ.
( {والطُّفاوَةُ، بالضمِّ: موْضِعٌ بالبَصْرةِ سُمِّي بالقَبيلَةِ الَّتِي نَزَلَتْه؛ قالَهُ الرّشاطي.

الْمُشكل

(الْمُشكل) الملتبس و (عِنْد الْأُصُولِيِّينَ) مَا لَا يفهم حَتَّى يدل عَلَيْهِ دَلِيل من غَيره وَالْخُنْثَى الْمُشكل مَا لَا يتَبَيَّن من أَي الجنسين هُوَ
الْمُشكل: مَا لَا يَتَيَسَّر الْوُصُول إِلَيْهِ. وَالْحق المشابه بِالْبَاطِلِ. وَعند الْأُصُولِيِّينَ مَا لَا يعلم المُرَاد مِنْهُ إِلَّا بِالتَّأَمُّلِ بعد الطّلب لدُخُوله فِي إشكاله وَأَمْثَاله مَأْخُوذ من أشكل أَي دخل فِي أشكاله وَأَمْثَاله كَمَا يُقَال أحرم أَي دخل فِي الْحرم. وأشتى أَي دخل فِي الشتَاء كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} - اشْتبهَ معنى أَنى على السَّامع أَنه بِمَعْنى كَيفَ أَو بِمَعْنى أَيْن فَعرف بعد الطّلب والتأمل أَنه بِمَعْنى كَيفَ بِقَرِينَة الْحَرْث وبدلالة حرمَان القربان فِي الْأَذَى الْعَارِض وَهُوَ الْحيض فَفِي الْأَذَى اللَّازِم أولى. وَقَوله تَعَالَى: {لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر} . فَإِن لَيْلَة الْقدر تُوجد فِي كل اثْنَي عشر شهرا فَيُؤَدِّي إِلَى تَفْضِيل الشَّيْء على نَفسه بِثَلَاث وَثَمَانِينَ مرّة فَكَانَ مُشكلا. فَبعد التَّأَمُّل عرف أَن المُرَاد ألف شهر لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقدر لَا ألف شهر على الْوَلَاء وَلِهَذَا لم يقل خير من أَرْبَعَة أشهر وَثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة لِأَنَّهَا تُوجد فِي كل سنة لَا محَالة فَيُؤَدِّي إِلَى مَا ذكرنَا - وَفِي تعْيين لَيْلَة الْقدر بِأَنَّهَا أَي لَيْلَة من ليَالِي السّنة اخْتِلَاف مَشْهُور.

فرغن

فرغن
: (فَرْغانَةُ: أَهْمَلَهُ الجماَعةُ.
وَهُوَ (د بالمَغْرِبِ، هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ، وكأَنَّه اشْتبه عَلَيْهِ بغانَةَ الَّتِي تقدَّمَ ذِكْرُها، مَعَ أنَّه ذَكَرَ هُنَاكَ فَرْغانَةَ هَذِه اسْتِطراداً وأنَّها مِن بِلادِ العَجَمِ لَا المَغْرِب.
قالَ ابنُ خرداذيه: بينَ فَرْغانَةَ وسَمَرْقَنْد ثلاثَةُ وخَمْسونُ فَرْسخاً، بَناهَا أَنْو شَرْوان المَلِكُ ونَقَل إِلَيْهَا مِن كلِّ بيتٍ قَوْماً وسمَّاها أَزْهَرْ خانَةَ، أَي مِن كلِّ بيتٍ ثمَّ عُرِّبَتْ.
وقالَ اليَعْقوبي: فَرْغانَةُ الَّتِي ينزلُها المَلِكُ يقالُ لَهَا كَاسَان.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: فَرْغانَةُ وِلايَةٌ وَرَاء جيحون وسيحون، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ مِن المُحدِّثِين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أفريغون: جَدُّ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّسَفيّ، رحِمَه اللهاُ تَعَالَى؛ عَن ابنِ نُقْطَةَ.

أصطخَل

أصطخَل
واستدْرَك شيخُنا هُنَا:} إِصطخْل كإِصْطبل، قَالَ: وتُقالُ بالرّاءِ: قريَةٌ من قرَى سجِستان، وجَوَّز بعضُهم فتح الهَمْزةِ، مِنْهَا أَبو سَعِيدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِصْطَخْرِيُّ شيخُ الشّافِعِيَّةِ ببَغْدادَ، كَانَ زاهِدًا مُتقلِّلاً من الدنْيا، توفّي سنة.
قلتُ: لم أَرَ من ذكرَ فِي إصْطخْرَ إِصْطخْل، باللامِ، وإِنما قَالُوا: إِن النّسبَة إِليها إِصْطَخْرِيٌّ وِإصْطخْرَزِي، وَهِي كُورَةٌ واسِعَةٌ بفارِسَ مُشْتمِلةٌ على قُرًى كالبَيضاءِ ودَرَابْجِردَ، لَا قريَةٌ من سِجِستان، كَمَا زَعَمَهُ شَيخُنا، وبينَ إِصْطَخْرَ وشِيرازَ اثْنا عَشَرَ فَرسَخًا، وأَما أَبُو سَعِيدٍ الَّذِي ذَكَرَه فَهُوَ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيدَ بنِ عِيسَى بنِ الفَضْلِ الإِصْطَخْرِيُّ القاضِي وُلِدَ سنة، وَتُوفِّي سنة، وأَما الَّذِي توفّي سنة ووُصِفَ بالزّهْدِ والتَّقْلِيد فَهُوَ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ داناج الإِصْطَخْريُّ الَّذِي سَكَنَ بمِصْرَ وماتَ بِها فِي التّارِيخ المَذْكُورِ، وَقد اشْتَبَه على شَيخِنا، فتأمّلْ ذَلِك.

نشك

نشك: نشك: نثر، بذر (بوشر).
نشك
النَّشّاكُ، كشَدّادٍ أَهْمَلَه الجَماعة، وَهُوَ جَدُّ خالِدِ بنِ المُبارَكِ المُحَدِّثِ سمِعَ أَبا مَنْصُورِ بنَ خَيرُونَ. قلت: الصّوابُ فِي هَذَا النَّشّال بِاللَّامِ فِي آخرِهِ كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وابنُ السَّمْعاني وابنُ الأَثِيرِ، وَقد أَخْطَأَ المُصَنّفُ هُنَا واشْتَبَه عَلَيْهِ، فتَنَبَّهْ لذَلِك وَلَا تَغْتَّر بِهِ، وسيأْتي ذِكْرُه فِي ن ش ل إِن شاءَ الله تعالَى.

خَطرف

خَطرف
) خَطْرَفَ هَكَذَا هُوَ فِي سائِرِ النُّسَخِ بالسَّوَادِ، وَلَيْسَ هُوَ فِي الصِّحَاحِ، وَكَذَا قَالَ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَة: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والمَوْجُودُ فِي نُسَخِ الصِّحاحِ هُوَ خظرف، بالظَّاءِ المُعْجَمَة، وَقد اشْتَبَهَ علَى المُصَنِّفِ ذَلِك، أَو هُوَ مِن النُّسّاخِ، ورأَيْتُ شيخَنَا رَحِمَهُ اللهُ قد نَبَّهَ علَى ذَلِك، وعَلَّلَهُ بقَوْلِهِ: لأَنَّه لَو كَانَ بالمُعْجَمَةِ لأَخَّرَهُ عَن خطف. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَطْرَفَ الرَّجُلُ: أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ، وخَطَرَ أَو خَطْرَفَ البَعِيرُ: جَعَلَ خَطْوَتَيْنِ خَطْوَةً فِي وَسَاعَتِهِ، كَتَخَطْرَفَ فِيهِمَا، أَي فِي الإِسْرَاعِ، وجَعْلِ الخَطْوَتَيْنِ خَطْوَةً، ومِن الأَوَّلِ قَوْلُ العَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْراً: وإِنْ تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفَا أَي: تَوَسَّعَا. وخَطْرَف فُلاَناً بِالسَّيْفِ: إِذا ضَرَبَهُ بِهِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وخَطْرَفَ جِلْدُ الْمَرْأَةِ: اسْتَرْخَى، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وَيُقَال بالضَّادِ وبالظَّاءِ. والْخِطْريفُ، كَقِنْدِيلٍ: السَّرِيعُ عَن ابنِ عَبَّادِ.
وخُطْرُوفٌ، كعُصْفُورٍ: السَّرِيعُ الْعَنَقِ، هَكَذَا نَصُّ المُحِيطِ، وَفِي اللِّسَانِ: عَنَقٌ خَطْرُوفٌ: وَاسِعٌ، والخُطْرُوفُ أَيْضاً: الْجَمَلُ الْوَسَاعُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والْمُتَخَطْرِفُ: الرَّجُلُ الْوَاسِعُ الْخُلُقِ، الرَّحْبُ الذِّرَاعِ، كَمَا فِي العُبَابِ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخُطْرُوفُ: المُسْتَدِيرُ. وجَمَلٌ خُطْرُوفٌ: يُخَطْرِفُ خَطْوَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَنْطَرِفُ: العَجُوزُ الفانِيَةُ، والنُّونُ زَائِدَةٌ، والضَّادُ لُغَةٌ فِيهِ، وَقد تقدَّم. وتَخَطْرَفَ الشَّيْءَ: إِذا جَاوَزَهُ وتَعَدَّاهُ.

حرفص

حرفص
. التَّحَرْفُصُ، بالفَاء، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقَالَ الصَّاغَانِيُّ: هُوَ التَّقَبُّضُ، عَنِ العزيزِيّ، وقَد اشْتَبَه عَلَى شَيْخِنا فضَبَطَه بالقَافِ اعْتِمَاداً عَلَى الأُصُولِ الِّتِي بَيْن يَدَيْهِ، واعْتَرَضَ على المُصَنّفِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، فِي إِفْرَادِه عَمَّا بَعْدَه مِنَ التّرْجَمَة، وقَدْ عَلِمْتَ أَنّ الصَّوابَ أَنّهُ بالفَاء كَمَا قَيّدَه الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَه

قشبد

قشبد
: (القُشْبَنْدُ) كالأَول إِلاّ أَن الشين مُعجَمَةٌ. أَهمله الجماعَة، وَقَالَ أَبو حَيَّان فِي شرح التسهيل: هُوَ (الطَّوِيلُ العَظِميُ العُنُقِ) ، وهاذا الَّذِي ذكر شَيْخُنا أَنه ذكره أَبو حَيَّان فِي شرح التسهيل وفَسَّره، فــاشتبهَ عَلَيْهِ، (وَهِي بِهاءٍ) .

الصّوت

الصّوت:
[في الانكليزية] Voice
[ في الفرنسية] Voix
بالفتح وسكون الواو ماهية بديهية لأنّه من الكيفيات المحسوسة. وقد اشتبه عند البعض ماهيته بسببه القريب أو البعيد، فقيل الصوت هو تموّج الهواء. وقيل هو قلع أو قرع. والحقّ أنّ ماهيته ليست ما ذكر بل سبب الصوت القريب التموّج، وليس التموّج حركة انتقالية من هواء واحد بعينه، بل هو صدم بعد صدم، وسكون بعد سكون، فهو حالة شبيهة بتموّج الماء في الحوض إذا ألقي حجر في وسطه، وإنّما [التموج] كان سببا قريبا لأنّه متى حصل التموّج المذكور حصل الصوت، وإذا انتفى انتفى؛ فإنّا نجد الصوت مستمرا باستمرار تموّج الهواء الخارج من الحلق والآلات الصناعية ومنقطعا بانقطاعه، كذا الحال في طنين الطست فإنّه إذا سكن انقطع لانقطاع تموّج الهواء.
وسبب التموّج قلع عنيف أي تفريق شديد أو قرع عنيف أي إمساس شديد إذ بهما ينقلب الهواء من المسافة التي يسلكها الجسم القارع أو المقلوع إلى الجنبتين بعنف، وينقاد له أي لذلك الهواء المنقلب بإيجاد زمن الهواء، إلى أن ينتهي إلى هواء لا ينقاد للتموّج، فيقطع هناك الصوت كالحجر المرمي في وسط الماء. وذكر البعض أنّ الهواء المتموّج بهما على هيئة مخروطية قاعدته على سطح الأرض إذا كان المصوت ملاصقا به ورأسه في السماء، فإذا فرض المصوت في موضع عال حصل هناك مخروطان تتطابق قاعدتهما، ومن هذا التصوير يعلم اختلاف مواضع وصول الصوت بحسب الجوانب. وإنّما اعتبر العنف في القلع والقرع لأنّك لو قرعت جسما كالصوف مثلا قرعا لينا أو قلعته كذلك لم يوجد هناك صوت.
ثم الصوت كيفية قائمة بالهواء تحدث بسبب تموّجه بالقرع أو القطع يحملها الهواء إلى الصّماخ فيسمع الصوت لوصوله إلى السامعة لا لتعلّق حاسّة السّمع بذلك الصوت، يعنى الإحساس بالصوت يتوقّف على أن يصل الهواء الحامل له إلى الصماخ لا بمعنى أنّ هواء واحدا بعينه يتموّج ويتكيّف بالصوت ويوصله إلى السامعة، بل بمعنى أنّ ما يجاور ذلك الهواء المتكيف بالصوت يتموّج ويتكيّف بالصوت أيضا. وهكذا إلى أن يتموّج ويتكيّف به الهواء الراكد في الصماخ فتدركه السامعة [حينئذ].
وإنّما قلنا إنّ الإحساس الخ لأنّ من وضع فمه في طرف أنبوبة طويلة ووضع طرفه الآخر في صماخ إنسان وتكلّم فيه بصوت عال سمعه ذلك الإنسان دون غيره وما هو إلّا لحصر الأنبوبة الهواء الحامل للصوت ومنعها من الانتشار والوصول إلى صماخ الغير. واعلم أنّ الصوت موجود في الخارج أي خارج الصماخ وإلّا لم تدرك جهة أصلا. وتوهّم البعض أنّ التموّج الناشئ من القرع أو القلع إذا وصل إلى الهواء المجاور للصّماخ حدث في هذا الهواء بسبب تموّجه الصوت، ولا وجود له في الهواء المتموّج الخارج عن الصّماخ. وتحقيق المباحث في شرح المواقف.
اعلم أنّ ما يخرج من الفم إن لم يشتمل على حرف فهو صوت، وإن اشتمل ولم يفد معنى فهو لفظ، وإن أفاد معنى فهو قول، فإن كان مفردا فكلمة أو مركّبا من اثنين ولم يفد نسبة مقصودة فجملة، أو أفاد فكلام كذا في كليات أبي البقاء.
والصوت عند النحاة لفظ حكي به صوت أو صوّت به سواء كان التصويت لزجر حيوان أو دعائه أو غير ذلك، أو كان للتعجّب أو تسكين الوجع أو تحقيق التحسّر. فالألفاظ التي يسمّيها النحاة أصواتا ثلاثة أقسام. أحدها حكاية صوت صادر من الحيوانات العجم، أو من الجمادات أي لفظ صوت به كصوت بهيمة أو طائر أو غيرهما، ويشبه به إنسان بصوت غيرها كما يفعله بعض الصيادين عند الصيد لئلا تنفر الصيد. وليس المراد حكاية الصوت في نحو غاق صوت الغراب لأنّه اسم صوت لا صوت. وثانيها أصوات خارجة عن فم الإنسان غير موضوعة وضعا بل تدلّ طبعا على معان في أنفسهم كقول النادم أو المتعجّب وى، وقول المستكره بشيء أفّ، فإنّ النادم والمتعجّب يخرج عن صدره صوت شبيه بلفظ وى، وكذا المستكره يخرج من فمه صوت شبيه بلفظ أف.
وثالثها أصوات يصوت بها الحيوان عند طلب شيء منه، كما تقول نخ لإناخة البعير. وجميع هذه الأقسام مبنيات جارية مجرى الأسماء وليست أسماء حقيقية لعدم كونها دالة بالوضع مع امتناع الحكم بها أو عليها. إن قلت قد صرّح صاحب اللباب بكون الأصوات موضوعة، قلت بعض الأصوات من نحو اح الخارجة عن فم الإنسان بمقتضى طبعه عند السّعال، واوه الخارجة عنه عند الوجع ليس بموضوع البتّة فأمّا نحو نخ فيحتمل أن يكون موضوعا بأن اتفقوا على تعيينه لإناخة البعير، وأن يكون خارجة عن فم الإنسان عند إناخة البعير خروج اح عند السّعال. والمحتمل أبدا يحمل على المحكم فيجعل الكلّ غير موضوع ردّا للمحتمل على المحكم. هكذا يستفاد من الهداية وشروح الكافية.

الشّرك

(الشّرك) النَّصِيب (ج) أشراك واعتقاد تعدد الْآلهَة

(الشّرك) حبالة الصَّيْد (ج) أشراك وشرك
الشّرك:
[في الانكليزية] Polytheism ،idolatry
[ في الفرنسية] Polytheisme ،idolaterie
بالكسر وهي مصدر معناه الإشراك والاعتقاد بشريك للرّبّ الذي لا شريك له. كما في المنتخب. قال العلماء: الشّرك على أربعة أنحاء. الشّرك في الألوهية، والشّرك في وجوب الوجود، والشرك في التدبير، والشّرك في العبادة. وليس أحد أثبت لله تعالى شريكا يساويه في الألوهية والوجوب والقدرة والحكمة إلّا الثنوية، فإنّهم يثبتون إلهين أحدهما حكيم يفعل الخير والثاني سفيه يفعل الشّرّ، ويسمّون الأول باسم يزدان والثاني باسم أهرمن وهو الشيطان بزعمهم. وأمّا الشّريك في العبادة والتدبير ففي الذاهبين إليه كثرة. فمنهم عبدة الكواكب وهم فريقان، منهم من يقول إنّه سبحانه خلق هذه الكواكب وفوّض تدبير العالم السّفلي إليها، فهذه الكواكب هي المدبّرات لهذا العالم، قالوا فيجب علينا أن نعبد هذه الكواكب تعبّدا لله ونطيعه، وهؤلاء هم الفلاسفة. ومنهم قوم غلاة ينكرون الصانع ويقولون هذه الأفلاك والكواكب أجسام واجبة الوجود لذواتها ويمتنع عليها العدم فهي المدبّرة لأحوال العالم السّفلي وهؤلاء هم الدّهرية الخالصة. وممّن يعبد غير الله النصارى الذين يعبدون المسيح ومنهم أيضا عبدة الأوثان.
ولا بدّ من بيان سبب عبادة الأوثان، إذ عبادة الأحجار من جمّ غفير عقلاء ظاهر البطلان، وقد ذكروا لها وجوها. الوجه الأوّل أنّ الناس لمّا رأوا تغيّرات هذا العالم منوطة ومربوطة بتغييرات أحوال الكواكب فإنّ بحسب قرب الشمس وبعدها عن سمت الرأس تحدث الفصول الأربعة التي بسببها تحدث الأحوال المختلفة في هذا العالم. ثم إنّ الناس رصدوا أحوال سائر الكواكب فاعتقدوا انبساط السعادات والنحوسات بكيفيّة وقوعها في طوالع الناس على أحوال مختلفة. فلما اعتقدوا ذلك غلبت على ظنونهم أنّ مبدأ الحوادث هو الاتصالات الكوكبية، فبالغوا في تعظيمها.
فمنهم من اعتقادها واجبة الوجود لذواتها وهي خلقت هذا العالم. ومنهم من اعتقد حدوثها وكونها مخلوقة للإله الأكبر إلّا أنها هي المدبّرة لأحوال هذا العالم؛ وهؤلاء هم الذي أثبتوا الوسائط بين الإله الأكبر وبين أحوال هذا العالم. ثم إنّهم لمّا رأوا أنّ هذه الكواكب قد تغيب عن الأبصار في أكثر الأوقات اتخذوا لكلّ كوكب صنما من الجوهر المنسوب إليه كاتخاذهم صنم الشمس من الذهب والياقوت والألماس، ثم اشتغلوا بعبادة تلك الأصنام.
وغرضهم منها عبادة تلك الكواكب والتقرّب إليها. وأمّا الأنبياء فلهم مقامان: أحدهما إقامة الدليل على أنّ هذه الكواكب لا تأثير لها البتة في أحوال هذا العالم لما قال الله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ بعد أن بيّن أنها مسخّرات.
وثانيهما أنّ بتقدير تأثيرها دلائل الحدوث حاصلة فيها فوجب كونها مخلوقة. والاشتغال بعبادة الخالق أولى من الاشتغال بعبادة المخلوق. في الكشاف في تفسير قوله تعالى:
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. النّد المماثل في الذات المخالف في الصفات. فإن قلت كانوا يسمّون أصنامهم باسمه ويعظمونها بما يعظّم به من القرب، وما كانوا يزعمون أنّها تخالف الله وتناديه؟ قلت: لمّا تقرّبوا إليها وعظّموها وسمّوها آلهة اشتبهــت حالهم حال من يعتقد أنّها آلهة مثله قادرة على مخالفته ومضادّته، فقيل لهم ذلك على سبيل التّهكم.
الوجه الثاني ما ذكره أبو معشر وهو أنّ كثيرا من أهل الصين والهند كانوا يثبتون الإله والملائكة إلّا أنّهم يعتقدون أنه تعالى جسم ذو صورة حسنة وكذا الملائكة، لكنهم احتجبوا عنّا بالسماوات فاتخذوا صورا وتماثيل، فيتّخذون صورة في غاية الحسن ويقولون إنّها هيكل الإله وصورة أخرى دونها في الحسن ويجعلونها صورة الملائكة، ثم يواظبون على عبادتها قاصدين بتلك العبادة الزّلفى من الله وملائكته.
فالسبب على عبادة الأوثان على هذا اعتقاد أنّ الله سبحانه جسم وفي مكان. الوجه الثالث أنّ القوم يعتقدون أنّ الله فوّض تدبير كلّ من الأقاليم إلى ملك معيّن وفوّض تدبير كلّ قسم من أقسام العالم إلى روح سماوي بعينه، فيقولون مدبّر البحار ملك، ومدبّر الجبال ملك آخر وهكذا، فاتخذوا لكلّ واحد من الملائكة المدبّرة صنما مخصوصا، ويطلبون من كلّ صنم ما يليق بذلك الروح الكلّي. وللقوم هاهنا تأويلات أخر تركناها لمخافة الإطناب.
اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ لفظ المشرك يتناول الكفّار من أهل الكتاب فأنكر بعضهم ذلك وقال: اسم المشرك لا يتناول إلّا عبدة الأوثان لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ الآية. فالله تعالى عطف المشركين على أهل الكتاب، والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.
والأكثرون من العلماء على أنّ المشرك يتناول الكفار من أهل الكتاب أيضا، وهو المختار.
قال أبو بكر الأصم كلّ من جحد رسالته فهو مشرك، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ. فقد دلّت الآية على أنّ ما سوى الشّرك قد يغفر الله تعالى في الجملة. فلو كان كفر اليهود والنصارى ليس بشرك لوجب أن يغفر لهم الله تعالى في الجملة، وذلك باطل.

والجواب عن الآية بوجهين: الأول أنّ لفظ المشركين عطف على الذين الخ، والمعنى أنّ الذين كانوا مؤمنين بنبي من الأنبياء أو كانوا من أهل الكتاب ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم ولم يؤمنوا به فأشركوا، به، وإنّ الذين كانوا مشركين من الابتداء كلاهما في نار جهنم الخ. والثاني أنّ عطف المشركين على أهل الكتاب من قبيل عطف العام على الخاص، والمعنى أنّ الذين كفروا من أهل الكتاب وجميع المشركين سواء كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى وعبدة الأوثان كلّهم في نار جهنم. ثم القائلون بدخول اليهود والنصارى تحت اسم المشرك اختلفوا على قولين: فقال قوم وقوع هذا الاسم عليها من حيث اللغة. وقال الجبائي والقاضي هذا الاسم من جملة الأسماء الشّرعية لأنّه تواتر النقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنّه كان يسمّي كلّ من كان كافرا بالمشرك، وقد كان في الكفار من لا يثبت إلها أصلا أو كان شاكّا في وجوده، أو كان شاكّا في وجود الشّريك. وقد كان فيهم من كان عند البعثة منكرا للبعث والقيمة، فلا جرم كان منكرا للبعثة وللتكليف، وما كان يعبد شيئا من الأوثان. وعابدوا الأوثان فيهم من كانوا لا يقولون إنّهم شركاء الله في الخلق، وتدبير العالم، بل كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فثبت أنّ الأكثر منهم كانوا مقرّين بأنّ [الله] إله العالم واحد، وإنّه ليس له في الإلهية بمعنى خلق العالم وتدبيره شريك ونظير كما يدلّ عليه قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ فإذا ثبت أنّ وقوع اسم المشرك على الكافر ليس من الأسماء اللغوية بل من الأسماء الشّرعية كالزكاة والصلاة وغيرهما وجب اندراج كلّ كافر تحت هذا الاسم. هذا كلّه خلاصة ما في التفسير الكبير في سورة الأنعام في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً، وفي سورة البقرة في تفسير قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ. والمفهوم من الإنسان الكامل أيضا أنّ المشرك لا يتناول الكفار بأجمعهم. قال: ما في الوجود حيوان إلّا وهو يعبد الله إمّا على التقييد بمحدث ومظهر وهو المشرك وإمّا على الإطلاق وهو الموحّد، وكلّهم عباد الله على الحقيقة لأجل الوجود الحق، فإنّ الحقّ تعالى من حيث ذاته يقتضي أن لا يظهر في شيء إلّا ويعبد ذلك الشيء، وقد ظهرت في ذات الوجود. فمن الناس من عبد الطبائع أي العناصر وهي أصل العالم، ومنهم من عبد الكواكب، ومنهم من عبد المعدن، ومنهم من عبد النار، ولم يبق شيء في الوجود إلّا وقد عبد شيئا من العالم إلّا المحمّديون فإنّهم عبدوه من حيث الإطلاق بغير تقييد بشيء آخر من المحدثات انتهى.

ينبغي أن يعلم أنّ العلماء قالوا: الشّرك على أربعة أوجه: حينا في العدد. وقد نفي بقوله تعالى: أحد، أي «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ». وحينا في المرتبة: وقد نفي بقوله تعالى: صمد، أي «اللَّهُ الصَّمَدُ». وحينا بالنسبة (للزوجة والولد) وقد نفاه بقوله سبحانه «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ». وحينا في العمل والتأثير وقد نفاه سبحانه بقوله: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ». وقالوا أيضا: إن أصحاب المذاهب الباطلة ينقسمون إلى خمس فرق:

الفرقة الأولى: الدّهرية القائلون بأنّه ليس للعالم صانع، وأنّ المواد اجتمعت هكذا وتشكّلت منها الصّور الموجودة. وعليه متى ذكر المسلمون بلسانهم لفظة هو فذلك هو التبرّي من عقائد الدّهرية.

الفرقة الثانية هم الفلاسفة: وهم الذين يقرّون بوجود الصّانع ولكن لا صفة له عندهم.
أي أنّ التأثير في العوالم من الوسائط وليس من الصّانع. وفي الحقيقة: الهنود على هذا الرأي.

ومتى قال الرجل المؤمن: الله، فإنّ ذلك يعني وصفه بجميع صفات الكمال، وبذلك ينجو ويبتعد من عقائد هذه الفرق.

والفرقة الثالثة: الثّنوية: وهم القائلون بأنّ العالم لا يكفي وجود صانع لجميع ما في العالم، وذلك لأنّ العالم فيه الخير والشّرّ موجودان، فلا بدّ للخير من خالق وللشّرّ من خالق. إذن لا بدّ من صانعين اثنين. وخالق الخير يسمّى عندهم يزدان وأمّا خالق الشّرّ فهو عندهم أهرمن. فإذن، متى نطق المؤمن بلفظ، أحد، فقد نجا من شرّ شرك هؤلاء.

والفرقة الرابعة: عبدة الأوثان؛ الذين يعتقدون بأنّ عبادة الأوثان وسيلة لقضاء حاجاتهم الدنيوية والدينية، والمؤمن حين يقول: الله الصّمد، فإنّه يخلص من هذه العقيدة.
وهكذا الضالون من أهل الكتاب من اليهود الذين يقولون بأنّ العزير هو ابن الله، والنصارى القائلين بأنّ المسيح هو ابن الله. فإذن متى قال المؤمن: لم يلد ولم يولد فإنّه يطهّر من هذه العقيدة.

والفرقة الخامسة: المجوس القائلون بأنّ (أهرمن) إبليس له نفس القدرة الإلهية في التأثير، والمنازعة دائمة بين جنود الرحمن والشيطان. ففي بعض الأحيان: يجري حكم الله في عالم الخير ويكون هو الغالب، وحينا يتغلّب جيش إبليس. وهو يظهر في عالم الشّرّ والقبح.

إذن: فالمؤمن حين يقول: ولم يكن له كفوا أحد ينجو من شرّ هذا الاعتقاد، ولذلك سمّيت هذه السورة سورة الإخلاص.
إذن فليعلم أنّ تفصيل أنواع الشّرك في عالم الواقع هو: ثمّة فرقة تعتقد بوجود صانعين للعالم؛ أحدهما حكيم وهو مصدر الخير والفضائل، وذاك الذي يدعى يزدان، وآخر:
سفيه هو مصدر الشّرّ والرذائل وذاك ما يدعونه أهرمن. ويقال لهذه الجماعة: الثنوية. وبطلان مذهبهم بلسانهم أيضا ظاهر؛ لأنّ ذلك الصانع السفيه إذا كان من عمل الصانع الحكيم، فيلزم إذن أن يكون الشّرّ صادرا عن الحكيم أيضا.
وأمّا إذا كان ظهوره بذاته فهو إذن واجب، وتجب له حينئذ صفات الكمال كالعلم والقدرة والحكمة. إذن هذا الواجب الموجود صار سفيها وجاهلا؟
والفرقة الثانية هي التي تسمّى صابئة وتقول: على رغم أنّ صفات واجب الوجود كالعلم والقدرة والحكمة هي خاصة بالله، لكنه سبحانه جعل أمور هذا العالم مرتبطة بنجوم السماء، وفوّض إليها تدبير أمور الخير والشّرّ، فعلينا إذن أن ننظّم أرواح هذه الكواكب كلّ التنظيم حتى تنتظم أمورنا. ومذهب هؤلاء باطل بلسانهم وذلك أنّه إذا كان الله جلّ جلاله يعلم عبادتنا، فتكون عبادة الكواكب لغوا ولا نتيجة لها، لأنّ التّقرّب الذي يحصل لنا من عبادته يغنينا عن التوسّل بأرواح هذه الكواكب، وأمّا إذا كان الله سبحانه لا يدري بعبادتنا، فحينئذ يطرأ على علمه القصور، فلا يكون واجب الوجود، ويضاف لذلك أنّ تلك النجوم التي تسيّر أمور معاشنا إن كانت تفعل ذلك من عندها فهي إذن مساوية في القدرة لله، وصار الشّرك في القدرة الإلهية لازما. وإذا كانت تفعل ما تفعل بقدرة معطاة لها من الله. إذن فكما أنّه سبحانه جعلها واسطة لتسيير مصالحنا وأمورنا، فكذلك يمكن أن يلقي في روعها أن تفيض علينا (من بركاتها) وأيضا تصبح عبادتها مساوية لعبادة الله.
وحينئذ يكون هؤلاء (الصابئة) قد ساووا بينها وبين الله، فيحصل الشّرك في العبادة.

والفرقة الثالثة هم الهنود القائلون: بأنّ الروحانيات الغيبية التي تدبّر شئون العالم لها صور ملوّنة، وهي محجوبة عنّا بالحجب والسّتائر فعلينا إذن أن نتقدّم منها بالأشياء النفيسة كالذّهب والفضّة، لأنّ تعظيم تلك الصور في الحقيقة هو تعظيم لها، لكي ترضى عنّا تلك الروحانيات وتسيّر أمورنا.
وهذا المذهب باطل بنفس البرهان الذي تبطل به عقيدة الفرقة الثانية أي (الصابئة).

والفرقة الرابعة: عبّاد الشيوخ. القائلون:
بأنّ الرجل الكبير قد صار بسبب كمال الرياضة والمجاهدة الروحية مستجاب الدّعوة ومقبول الشفاعة، فتصل إلى روحه قوة عظيمة واسعة وفخمة جدا من هذا العالم. فكلّ من يجعل من صورته برزخا أو يتذلّل على قبره ويسجد أو يذكر مكان عبادته أو ينذر باسمه ويتضرّع له وما شابه، وحينئذ تطلع عليه روح ذلك الشيخ بسبب كمالها وتشفع له في الدنيا والآخرة.
والفرقة الخامسة وهم عوام الهنود القائلين بأنّ: الحقّ ذاته منزّهة عن أن يستطيع أحد أن يعبده، ذلك لأنّه سبحانه لا يأتي في عقلنا وذهننا، وبسبب كونه منزّها عن الجسمية أو التمكّن بمكان فلا يمكن تصوره، إذن فلا سبيل إلى عبادته إلّا بالاتّجاه إلى مخلوق من مخلوقاته المقرّبين والمقبولين لديه، فيكون توجّهنا نحو تلك القبلة هو عين التوجّه نحو الله، والمخلوق الذي هو أهل لهذا الأمر ليس مخصوصا بجنس معيّن، بل أيّ واحد مقبول لدى أعتابه، أو أي شيء مشتمل على أمر عجيب وغريب يمكن أن يكون قبلة مثل مياه نهر الغانج أو شجرة ضخمة وأمثال ذلك.
وهؤلاء الأقوام يساوون غيرهم في العبادة شركاء مع الله.
وأمّا الذين يسوّون بين الله وغيره في غير العبادة فكثيرون. فمن جملتهم، من يذكرون الآخرين مع الله كذكرهم لله، كما يقولون عن الملوك: مالك الملك ومالك رقاب الأمم، وملك الأملاك، وأحكم الحاكمين، وأمثال ذلك.

ومن جملة هؤلاء أيضا: من ينذر لغير الله أو يذبح ويقرّب القرابين تعظيما لغير الله، أو تقرّبا لغير الله، وهم بذلك يسوّون بين الله وبين مخلوقاته في تلك الأمور. كما أنّ من جملة هؤلاء من يتسمّى باسم عبد فلان أو غلام فلان وهذا نوع من الشّرك في الأسماء. كما ذكر ذلك الترمذي في الحديث وأخرجه الحاكم في تفسير قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ، فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ في سورة الأعراف؛ بما أنّه لم يعش لهود عليه السلام ولد، فتمثّل إبليس بهيئة رجل كبير وقال: إذا ولد لك غلام هذه المرة فسمّه عبد الحارث لكي يعيش. وبناء على ذلك هكذا فعلوا وعاش الغلام. ومن جملة هؤلاء أيضا:
أولئك الذي يدعون غير الله لدفع بلاء، وكذلك لجلب المنافع يتوجّهون لغير الله. ويعدّون هؤلاء عالمين بالغيب ولهم القدرة المطلقة. وهذا نوع من الشّرك في العلم والقدرة.
كذلك من جملة هؤلاء قوم يسوّون بين اسم الله وبين اسم كائن آخر في مقام العلم الشامل أو المشيئة الشاملة أو الإرادة المطلقة، وذلك كما أخرج النسائي وابن ماجة في الحديث الذي ورد فيه أنّ أحدهم قال للنبي صلّى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: جعلتني لله ندّا، بل ما شاء الله وحده.
وينبغي أن يعلم هنا بأنّ عبادة غير الله تعدّ شركا وكفرا، فكذلك إطاعة غيره سبحانه على وجه الاستقلال كفر. وهذا يعني أنّه لا يعدّ ذلك الغير مبلّغا لحكم الله، فيطيعه ويرى اتّباعه لازما، ومع معرفته بأنّ حكم الغير مخالف للحكم الإلهي فإنّه يستمرّ في ضلاله، ولا ينزع عن عبادة غيره، وهذا نوع من اتخاذ الأنداد كما ورد في القرآن قوله سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ. التوبة: 31. ويشبه هذا من يعتقد بأنّ حكم الحاكم أو الملك الذي هو مخالف لحكم الله هو حقّ وواجب الإتباع كحكم الله. وهذا الأمر ينطبق عليه قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ. المائدة:
44. هكذا قال مولانا عبد العزيز الدهلوي في التفسير العزيزي في تفسير سورة الاخلاص وسورة البقرة وغيرها. 

السّرقة

السّرقة
[في الانكليزية] Theft
[ في الفرنسية] Vol
كالسّرق محركتين بكسر الراء مصدر سرق منه شيئا أي جاء مستترا إلى حرز فأخذ مال غيره. وعند الفقهاء هو نوعان لأنّه إمّا أن يكون ضررها بذي المال أو به وبعامة المسلمين.
فالأول يسمّى السّرقة الصغرى، والثاني السّرقة الكبرى، وهما مشتركان في التعريف وأكثر الشروط. فعرّفهما صاحب مختصر الوقاية بأخذ مكلّف خفية قدر عشرة دراهم مضروبة مملوكا محرزا بلا شبهة بمكان أو حافظ، أي أخذ مكلّف بطريق الظلم كما هو المتبادر من الإضافة، فاحترز بالمكلّف عن غيره، فلا يقطع الصبي والمجنون ولا غيرهما إذا كان معه أحدهما، وإن كان الآخذ الغير. وعند أبي يوسف يقطع الغير. ولا يقطع بأخذ المصحف والكتب وآلات اللهو لاحتمال أن يأخذه للقراءة والنهي عن المنكر، فمن الظن بطلان التعريف منعا. وقوله خفية احتراز عن الأخذ مكابرة فإنّه غصب كما إذا دخل نهارا أو بين العشاءين في دار بابها مفتوح أو ليلا، وكلّ من الصاحب والسارق عالم بالآخر، فلو علم أحدهما لا الآخر قطع كما لو دخل بعد العتمة وأخذ خفية أو مكابرة معه سلاح أو لا، والصاحب عالم به أو لا، ولو كابره نهارا فنقب البيت سرا وأخذ مغالبة لم يقطع. وقوله قدر عشرة دراهم أي بوزن سبعة يوم السرقة والقطع، فلو انتقص عن ذلك يوم القطع لنقصان العين قطع لأنّه مضمون على السارق فكأنه قائم، بخلاف ما انتقص للسّعر فإنّه لا يقطع لأنّه غير مضمون عليه. وعن محمد أنّه يقطع. وذكر الطحاوي أنّ المعتبر يوم الأخذ والمتبادر أن يكون الأخذ بمرة فلو أخرج من الحرز أقل من العشرة ثم دخل فيه وكمل لم يقطع. وقوله مضروبة احتراز عن أخذ تبر وزنه عشرة وقيمته أقل فإنّه حينئذ لا يقطع، فيقوّم بأعز نقد رائج بينهم، ولا يقطع بالشّك ولا بتقويم بعض المقومين. وقوله مملوكا احتراز عن أخذ غير المملوك. وقوله محرزا أي ممنوعا من وصول يد الغير إليه. وقوله بلا شبهة تنازع فيه مملوكا ومحرزا فلا قطع بأخذ الأعمى لجهله بمال غيره ولا بالأخذ من السّيّد والغنيمة وبيت المال.
وقوله بمكان أي بسبب موضع معدّ لحفظ الأموال كالدور والدكاكين والحانات والخيام والصناديق. والمذهب أنّ حرز كلّ شيء معتبر بحرز مثله حتى لا يقطع بأخذ لؤلؤ من اصطبل، بخلاف أخذ الدابة. وقوله حافظ أي بسبب شخص يحفظ فلا قطع بالأخذ عن الصبي والمجنون ولا يأخذ شاة أو بقرة أو غيرها من مرعى معها راع، ولا بأخذ المال من نائم إذا جعله تحت رأسه أو جنبه. أما إذا وضع بين يديه ثم نام ففيه خلاف، كذا في جامع الرموز

وفي الدرر: السرقة لغة أخذ الشيء من الغير خفية أيّ شيء كان. وشرعا أخذ مكلّف أي عاقل بالغ خفية قدر عشرة دراهم مضروبة جيدة محرزا بمكان أو حافظ، فقد زيدت على المعنى اللغوي أوصاف شرعا منها في السارق وهو كونه مكلفا، ومنها في المسروق وهو كونه مالا متقوّما مقدرا، ومنها في المسروق منه وهو كونه حرزا. ثم إنها إمّا صغرى وهي السرقة المشهورة وفيها مسارقة عين المالك أو من يقوم مقامه. وإمّا كبرى وهي قطع الطريق وفيها مسارقة عين الإمام لأنه المتصدي لحفظ الطريق بأعوانه انتهى.
وفي كليات أبي البقاء السرقة أخذ مال معتبر من حرز أجنبي لا شبهة فيه خفية وهو قاصد للحفظ في نومه أو غيبته. والطرّ أخذ مال الغير وهو حاضر يقظان قاصد حفظه وهو يأخذه منه بنوع غفلة وخدع، وفعل كلّ واحد منهما وإن كان شبيها بفعل الآخر، لكنّ اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمّى ظاهرا، فــاشتبه الأمر أنّه دخل تحت لفظ السارق حتى يقطع كالسارق أم لا فنظرنا في السرقة فوجدناه جناية، لكن جناية الطرار أقوى لزيادة فعله على فعل السارق، حيث يأخذ من اليقظان فيثبت القطع بالطريق الأولى كثبوت حرمة الضرب بحرمة التأفيف، وهذا يسمّى بالدلالة عند الأصوليين. بخلاف النباش فإنّه يأخذ مالا لا حافظ له من حرز ناقص خفية فيكون فعله أدنى من فعل السارق، فلا يلحق به ولا يقطع عند أبي حنيفة ومحمد، خلافا لأبي يوسف رحمهم الله. وعند الشافعي يقطع يمين السارق بربع دينار حتى سأل الشاعر المعري للإمام محمد رحمه الله:
يد بخمس مئين عسجد فديت ما بالها قطعت بربع دينار فقال محمد في الجواب: [لمّا] كانت أمينة ثمينة فلما خانت هانت كذا في الجرجاني.
وعند الشعراء ويسمّى الأخذ أيضا هو أن ينسب الشاعر شعر الغير أو مضمونه إلى نفسه.
قالوا اتفاق القائلين إن كان في الغرض على العموم كالوصف بالشجاعة أو السخاء أو نحو ذلك فلا يعدّ سرقة ولا استعانة ولا أخذا ونحو ذلك، لتقرره في العقول والعادات. وإن كان اتفاقهم في وجه الدلالة على الغرض كالتشبيه والمجاز والكناية وكذكر هيئات تدلّ على الصفة لاختصاص تلك الهيئات بمن تثبت تلك الصفة له كوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلين، فإن اشترك الناس في معرفته أي معرفة وجه الدلالة على الغرض لاستقراره فيهما أي في العقول والعادة كتشبيه الشجاع بالأسد والجود بالبحر فهو كالأول، أي فالاتفاق في هذا النوع من وجه الدلالة على الغرض كالاتفاق في الغرض العام في أنّه لا يعدّ سرقة ولا أخذا، وإلّا أي وإن لم يشترك الناس في معرفته ولم يصل إليه كل أحد لكونه مما لا ينال إلّا بفكر صائب صادق جاز أن يدعى فيه السبق والزيادة بأن يحكم بين القائلين فيه بالتفاضل، وإنّ أحدهما فيه أكمل من الآخر، وإنّ الثاني زاد على الأول أو نقص عنه. وهذا ضربان خاصي في نفسه غريب لا ينال إلّا بفكر وعامي تصرف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة كما في التشبيه الغريب الخاصي والمبتذل العامي. وإذا تقرّر هذا فالسّرقة والأخذ نوعان، ظاهر وغير ظاهر. أمّا الظاهر فهو أن يؤخذ المعنى كله إمّا مع اللفظ كله أو بعضه، وإمّا وحده. فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم لأنّه سرقة محضة ويسمّى نسخا وانتحالا، كما حكي أنّ عبد الله بن الزبير دخل على معاوية فأنشد بيتين:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السّيف مزحل أي إذا لم تعط أخاك النصفة ولم توفّه حقوقه تجده هاجرا لك ومتبدلا بك إن كان به عقل وله معرفة. وأيضا تجده راكبا حدّ السيوف أي ويتحمّل شدائد تؤثر فيه تأثير السّيف مخافة أن يدخل عليه ظلمك أو بدلا من أن تظلمه متى لم يجد عن ركوب حدّ السيف مبعدا ومعدلا.
فقال له معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، أي صرت شاعرا، ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني الشاعر فأنشد قصيدته التي أولها:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل على أيّنا تغدو المنية أول حتى أتمها وفيها هذان البيتان. فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير وقال له: ألم تخبرني أنّهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى له، وبعد فهو أخي من الرضاعة وأنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله وحاكيا عن حالي هكذا في المطول وفي معناه أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها، يعني أنه مذموم وسرقة محضة كما يقال في قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي إنّه بدّل الكلمات وأبقى المعاني فقيل:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس وإن أخذ اللفظ كلّه مع تغيير نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا كله سمّي هذا الأخذ إغارة ومسخا، وهو ثلاثة أقسام: لأنّ الثاني إمّا أن يكون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن كان الثاني أبلغ لاختصاصه بفضيلة فممدوح ومقبول، وإن كان الثاني دونه فمذموم، وإن كان مثله فأبعد من الذمّ، والفضل للأول. وإنّما يكون أبعد من الذمّ إن لم يكن في الثاني دلالة على السرقة كاتفاق الوزن والقافية وإلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيّبات الفاتك اللهج أي الشجاع القتال وراقب بمعنى خاف.

وقول سلم:
من راقب الناس مات همّا وفاز باللذة الجسور أي شديد الجرأة فبيت سلم مأخوذ من بيت بشّار إلّا أنّه أجود سبكا وأخصر لفظا.

ومثال الثاني قول أبي تمام:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لبخيل فأخذ منه أبو الطيب المصراع الثاني فقال:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا يعني تعلّم الزمان منه السخاء وسرت سخاوته إلى الزمان فأخرجه من العدم إلى الوجود، ولولا سخاؤه الذي استفاد منه لبخل به على الدنيا واستبقاه لنفسه، كذا ذكره ابن جني. وقال ابن فورة: هذا تأويل فاسد لأنّ سخاءه غير موجود قبل وجوده فلا يوصف بالعدوى إلى الزمان وإنّما المراد سخا الزمان بالممدوح عليّ وكان بخيلا به لا يجود به على أحد ومستبقيا لنفسه، فلما أعداه سخاءه أسعدني بضمي إليه وهدايتي له. فالمصراع الثاني مأخوذ من المصراع الثاني لأبي تمام كذا في المطول والمختصر. لكن مصراع أبي تمام أجود سبكا من مصراع أبي الطيّب لأنّ قوله ولقد يكون لم يصب محله إذ المعنى به هاهنا لقد كان أي على المضي. ومثال الثالث قول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم تجد إلا الفراق على النفوس دليلا الارتياد الطلب أي المنية الطالبة للنفوس لو تحيّرت في الطريق إلى إهلاكها ولم يمكنها التوصّل إليها لم يكن لها دليل عليها إلّا الفراق فأخذ منه أبو الطيب فقال:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا وإن أخذ المعنى وحده سمّي ذلك الأخذ سلخا وإلماما، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فكأنّه نزل من اللفظ إلى المعنى. وهو أيضا ثلاثة أقسام كذلك، أي مثل أقسام الإغارة والمسخ، لأنّ الثاني إمّا أبلغ من الأول أو دونه أو مثله. مثال الأول قول أبي تمام:
هو الصنع إن يعجل فخير وإن يرث فللرّيث في بعض المواضع أنفع ضمير هو عائد إلى حاضر في الذهن وهو مبتدأ وخبره الصنع، والشرطية ابتداء الكلام، يعني أنّ الشيء المعهود هو الإحسان فإن يعجل فهو خير وإن يبطأ فالبطء في بعض الأوقات وبعض المحال يكون أنفع من العجلة. وقول أبي الطيب:
ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السّحب في المسير الجهام السيب العطاء والسحب جمع سحاب والجهام هو السحاب الذي لا ماء فيه. يقول وتأخير عطائك عني خير في حقي لأنّه يدل على كثرته كالسحب إنما يسرع منها ما كان جهاما لا ماء فيه، وما كان فيه الماء يكون بطيئا. ففي بيت أبي الطيب زيادة بيان لاشتماله على ضرب المثل فكان أبلغ. ومثال الثاني قول البحتري:
وإذا تألّق في النديّ كلامه المصقول خلت لسانه من عضبه يعني إذا لمع في المجلس كلامه المنقّح حسبت لسانه سيفه القاطع. وقول أبي الطيب:
كأنّ ألسنهم في النطق قد جعلت على رماحهم في الطعن خرصانا جمع خرص بمعنى سنان الرماح يعني أنّ ألسنتهم عند النطق في المضاء والنفاذ تشابه أسنّتهم عند الطعن، فكأنّ ألسنتهم جعلت أسنة رماحهم. فبيت البحتري أبلغ لما في لفظي تألق والمصقول من الاستعارة التخييلية، فإنّ التألّق والصقال من لوازم السيف، وتشبيه كلامه بالسيف استعارة بالكناية، وبيت أبي الطيب خال عنهما. ومثال الثالث قول أبي زياد:
ولم يك أكثر الفتيان مالا ولكن كان أرحبهم ذراعا يعني أن الممدوح ليس أكثر الناس مالا ولكن أوسعهم باعا أي سخي. وقول أشجع:
وليس بأوسعهم في الغنى ولكنّ معروفه أوسع فالبيتان متماثلان هكذا في المطوّل والمختصر.
وأمّا غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان أي معنى البيت الأول والثاني كقول جرير:
فلا يمنعك من إرب لحاهم سواء ذو العمامة والخمار أي لا يمنعك من الحاجة كون هؤلاء على صورة الرجال، لأنّ الرجال منهم والنساء في الضعف سواء. وقول أبي الطيب:
ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب ويجوز في تشابه المعنيين أن يكون أحد البيتين نسيبا والآخر مديحا أو هجاء أو افتخارا أو غير ذلك، فإنّ الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعنى المختلس لينظمه احتال في إخفائه فيغير لفظه ويصرفه عن نوعه من النسيب أو المديح أو غير ذلك، وعن وزنه وعن قافيته كقول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا يعني أنّهم سلبوا عن ثيابهم ثم كانت الدماء المشرقة عليهم بمنزلة الثياب لهم، وقول أبي الطيب:
يبس النجيع عليه وهو مجرّد عن غمده فكأنّما هو مغمد يعني أنّ السيف جرد عن غمده فكأنّ الدم اليابس عليه بمنزلة الغمد له. فنقل أبو الطيب المعنى من القتلى إلى السيف، كذا في المطول والمختصر. ومنه أن يكون معنى الثاني أشمل من معنى الأول كقول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم وجدت الناس كلهم غضابا وقول أبي نواس:
ليس من الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فالأول يختص ببعض العالم وهم الناس وهذا يشملهم وغيرهم لأنّ العالم ما سوى الله تعالى مشتقّ من العلم بمعنى العلامة لأنّ كل ما سواه دليل وعلامة على وجوده تعالى. ومنه القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيضا لمعنى الأول كقول أبي الشيص:
أجد الملامة في هواك لذيذة حبّا لذكرك فليلمني اللّوّم وقول أبي الطيب:
أأحبه وأحب فيه ملامة إنّ الملامة فيه من أعدائه الاستفهام للإنكار الراجع إلى القيد الذي هو الحال وهو قوله وأحب فيه ملامة، وما يكون من عدو الحبيب يكون ملعونا مبغوضا لا محبوبا، وهو المراد من قوله إنّ الملامة الخ، فهذا المعنى نقيض لمعنى بيت أبي الشيص، والأحسن في هذا النوع أنّ يبيّن السبب كما في هذين البيتين، إلّا أن يكون ظاهرا. ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه ما يحسنه كقول الأفوه:
وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن تمار أي ترى أيها المخاطب الطيور تسير كائنة على آثارنا رؤية مشاهدة لا تخيّل لوثوقها على أن ستطعم من لحوم قتلانا. وقول أبي تمام:
قد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى بعقبان طير في الدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأنّها من الجيش إلّا أنها لم تقاتل أي أنّ تماثيل الطيور المعمولة على رءوس الأعلام قد صارت مظللة وقت الضحى بالطيور العقبان الشوارب في دماء القتلى لأنّه إذا خرج للغزو وتساير العقبان فوق راياته رجاء أن تأكل لحوم القتلى وتشرب دماءهم، فتلقي ظلالها عليها، ثم إذا أقام أقامت الطيور مع راياته وثوقا بأنها تطعم وتشرب حتى يظن أنها من الجيوش، لكنها لم تقاتل. فأخذ أبو تمام بعض معنى قول الأفوه من المصراع الأول لكن زاد عليه زيادات محسّنة بقوله ظللت، وبقوله في الدماء نواهل، وبقوله أقامت مع الرايات إلى آخر البيت، وبإيراد التجنيس بقوله عقبان أعلامه وعقبان طير هكذا في المطول وحواشيه. وأكثر هذه الأنواع المذكورة لغير الظاهر ونحوها مقبولة بل منها ما يخرجه حسن التصرّف من قبيل الاتباع إلى حيز الإبداع. وكلما كان أشد خفاء بحيث لا يعرف أنّ الثاني مأخوذ من الأول إلّا بعد إعمال روية ومزيد تأمل كان أقرب إلى القبول. هذا الذي ذكر كله في الظاهر وغيره من ادعاء سبق أحدهما واتباع الثاني وكونه مقبولا أو مردودا، وتسمية كلّ بالأسامي المذكورة إنّما يكون إذا علم أنّ الثاني أخذ من الأول بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم أو بأن يخبر هو عن نفسه أنّه أخذه منه، وإلّا فلا يحكم بذلك لجواز أن يكون الاتفاق من توارد الخواطر، أي مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ، فإذا لم يعلم الأخذ قيل: قال فلان كذا وقد سبقه إليه فلان بكذا، هذا كله خلاصة ما في المطول. أمّا هاهنا فمن الضّروري معرفة الفرق بين السّرقة وتوارد الخواطر كي لا يختلط أحدهما بالآخر. إذن، فليعلم بأنّ توارد الخواطر هو أن يرد في كلام أحد الشعراء مصراع من الشعر أو مضمون كلام شاعر ما في شعر أو كلام شاعر آخر دون أن يكون ذلك قد خطر على بال قائله بأنّه من كلام شاعر آخر، وذلك كما حصل للشاعر أمير خسرو الدّهلوي الذي توارد خاطره مع بيت للشاعر نظامي كنجوي حيث قال:

ما ترجمته:
يا من أنت موصوف بإكرام العبد فمنك الربوبيّة ومنّا العبوديّة بينما قال النظامي الكنجوي ما ترجمته:
أمران أو عملان بالبهاء والبركة الربوبيّة منك ومنّا العبوديّة وكذلك وقع مثل هذا في ما نظمه الملّا عبد الرحمن الجامي في منظومته يوسف وزليخا، فقد اتفق له توارد الخاطر مع منظومة شيرين وخسرو لمولانا النظامي الگنجوي، كما في البيت التالي للملا الجامي وترجمته:
ليت أمّي لم تلدني ولو أنّي حين ولدت لم يرضعني أحد وقال النظامي ما ترجمته:
يا ليت أمي لم تلدني وليتها إذ ولدتني أطعمتني لكلب ومثال آخر من أقوال الملّا جامي وترجمته:
لقد خلقت المرأة من الجانب الأيسر ولم ير أحد الصدق والاستقامة من اليسار بينما يقول النظامي ما ترجمته:
يقولون إنّ المرأة من الجانب الأيسر برزت ولا يأتي أبدا من اليسار الاستقامة ومن هنا يزعم بعضهم أنّ مولانا الجامي وأمير خسرو الدهلوي قد أغارا على منزل النظامي الگنجوي ونهبوا ما فيه.
والحق أنّه قلما توجد قصة في كتبهما أو بعض أبيات يمكن اعتبارها بشيء من التصحيف أو التغيير من كلام الخواجه نظامي الذي كانت آثاره نصب عين كلّ واحد منهما. فلا عجب إذن أن تتفاعل تلك الآثار في حافظة كلّ منهما. ثم عند ما يكتبون شيئا بدون تعمّد أو قصد تفيض من قرائحهما. وعليه فلا يكون مثل هذا التوارد مذموما.
كما يمكن أيضا أن تكون ثمّة توأمة فكرية لدى هذين الأستاذين، أو ثمّة علاقة روحيّة بينهما. كما أنّه ليس عجيبا أن يكون هذان العلمان الكبيران سواء المتقدّم أو المتأخّر متصلين اتصالا قويّا بالله الذي يفيض عليهما من لدنه؛ فإذن العلوم القديمة سواء بمعانيهما ومضامينهما أو بألفاظهما على سبيل الإلهام وردت على قلوبهم، كما هو حال أكثر الأولياء في عالم الرؤيا، حيث يتلقّون شيئا واحدا ذا مضمون واحد. فلماذا إذن يكون التعجّب من حدوث ذلك في حال اليقظة. وبناء على هذا يكون من سوء الأدب نسبة هؤلاء الأكابر إلى السّرقة، وهو غلط محض، لأنّ السّرقة هي أن يورد الشاعر كلام غيره عن سابق علم وتصميم في ما ينظمه بزيادة أو نقصان أو تبديل في الوزن أو بتبديل بعض الألفاظ. هكذا في مخزن الفوائد.
ومن هذا القبيل ما ورد أنّ بعض الصحابة خاصة سيدنا عمر رضي الله عنه أنّه كان قد قال عدة أمور فوافقه القرآن عليها. والسّبب في ذلك والله أعلم عائد لصفاء عقيدته وقداسة قلبه ونورانية روحه، ففاض عليه من حضرة علام الغيوب كلمات وافقت التنزيل الإلهي. ذلك أنّ القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدنيا مرّة واحدة، ومن ثمّ نزل منجّما حسب النوازل والمصالح على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كما هو مدوّن في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه». وعن أنس قال عمر: «وافقت ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟» فنزلت وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وقلت يا رسول الله إنّ نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر. فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلّى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك». وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديّا لقي عمر بن الخطاب فقال: «إنّ جبرئيل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين فنزلت كذلك».
وعن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في عائشة رضي الله عنها قال:
سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك انتهى من الاتقان.

الْمُشْتَقّ

الْمُشْتَقّ: اسْم مفعول من الِاشْتِقَاق فَبعد الْعلم بِهِ الْعلم بذلك أَهْون. ثمَّ فِي معنى الْمُشْتَقّ ثَلَاثَة أَقْوَال - الأول: وَهُوَ الْمَشْهُور أَنه مركب من الذَّات وَالصّفة وَالنِّسْبَة وَذهب إِلَيْهِ أَصْحَاب الْعَرَبيَّة - وَالثَّانِي: أَنه مركب من أَمريْن الْمُشْتَقّ مِنْهُ وَالنِّسْبَة فَقَط وَذهب إِلَيْهِ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره. وَاسْتدلَّ بِأَن الذَّات أَي الْمَوْصُوف لَو كَانَ مُعْتَبرا فِي مَفْهُوم الْمُشْتَقّ فَلَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون عَاما كالشيء الَّذِي هُوَ عرض عَام لجَمِيع الموجودات. أَو خَاصّا أَي مَا يصدق عَلَيْهِ ذَلِك الْمُشْتَقّ وَكِلَاهُمَا بَاطِل - أما الأول فَلِأَن الْمَوْصُوف الأعلم لَو كَانَ مُعْتَبرا فِي مَفْهُوم كل مُشْتَقّ لَكَانَ مَفْهُوم الشَّيْء مُعْتَبرا أَيْضا فِي النَّاطِق مثلا فَيلْزم دُخُول الْعرض الْعَام وَهُوَ الشَّيْء فِي الْفَصْل وتقومه بِهِ وَهُوَ بَاطِل ضَرُورَة أَن الْعرض الْعَام لَيْسَ من الكليات الذاتية.
وَأما الثَّانِي فَلِأَن مَا يصدق عَلَيْهِ النَّاطِق لَيْسَ إِلَّا الْإِنْسَان فَيكون مَعْنَاهُ إِنْسَان عرض لَهُ النُّطْق فَيلْزم خُرُوج النُّطْق عَن الْإِنْسَان. وَأَيْضًا على ذَلِك التَّقْدِير يلْزم انقلاب مَادَّة الْإِمْكَان الْخَاص بِالضَّرُورَةِ فِي ثُبُوت الضاحك للْإنْسَان مثلا فَإِن الشَّيْء الَّذِي لَهُ الضحك هُوَ الْإِنْسَان لَيْسَ إِلَّا وَثُبُوت الشَّيْء لنَفسِهِ ضَرُورِيّ.
وَقيل فِي الْجَواب إِنَّا نَخْتَار الأول ونقول إِن النَّاطِق لَيْسَ بفصل بل الْفَصْل أَمر جوهري يعبر بِهِ عَن النَّاطِق كَمَا حققناه فِي الْإِنْسَان. فَلَا يلْزم تقوم الْفَصْل بِالْعرضِ الْعَام على أَن التَّحَرُّز عَن دُخُول الْعرض الْعَام وَجعل النِّسْبَة الَّتِي من الْأَعْرَاض فِي مَفْهُوم الْمُشْتَقّ يُوجب اعْتِبَارهَا فِي الْفَصْل وتقومه بهَا وَهُوَ عَجِيب وبعيد. وَأَيْضًا نَخْتَار أَن الْمَوْصُوف الْخَاص مُعْتَبر فِي مَفْهُوم الْمُشْتَقّ وَإِنَّمَا يلْزم الانقلاب الْمَذْكُور إِذا اعْتبر الْمَوْصُوف مُطلقًا فِيهِ بِدُونِ تَقْيِيده بِصفة وَأما إِذا اعْتبر مُقَيّدا بهَا فَلَا ضَرُورَة أَنه من قبيل ثُبُوت الْمُقَيد للمطلق لَا من قبيل ثُبُوت الشَّيْء لنَفسِهِ فَإِن الضاحك مَعْنَاهُ إِنْسَان لَهُ الضحك لَا الْإِنْسَان مُطلقًا حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور الْمَذْكُور. على أَنا نقُول إِن الْمَوْصُوف عَاما أَو خَاصّا مُعْتَبر فِي الْمُشْتَقّ. وَعند ذكره يكون مُجَردا عَنهُ. أَلا ترى أَن أسرى لما كَانَ اللَّيْل مأخوذا فِي مَفْهُومه جرد عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى: {أسرِي بِعَبْدِهِ لَيْلًا} فَلَا يلْزم المحذوران.
وَالْقَوْل الثَّالِث إِن مَفْهُوم الْمُشْتَقّ بسيط لَا تركيب فِيهِ أصلا لِأَنَّهُ عبارَة عَن المبدأ أَي الْمُشْتَقّ مِنْهُ فَقَط. وَذهب إِلَيْهِ جلال الْعلمَاء رَحمَه الله حَيْثُ قَالَ إِن الْمُشْتَقّ لَا يدل على النِّسْبَة بِنَاء على أَن معنى الْأَبْيَض وَالْأسود مثلا مَا يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بسفيدوسياه) . وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن مَعْنَاهُمَا بِالْفَارِسِيَّةِ (ذاتيكه دروسفيدى وسياهي است) وَأَيْضًا لَا يدل على الْمَوْصُوف لَا عَاما وَلَا خَاصّا إِذْ لَو دخل فِي الْأَبْيَض مثلا لَكَانَ معنى الثَّوْب الْأَبْيَض الثَّوْب الشَّيْء الْأَبْيَض أَو الثَّوْب الثَّوْب الْأَبْيَض وَكِلَاهُمَا مَعْلُوم الانتفاء. وَلَيْسَ بَين الْمُشْتَقّ وَبَين مبدئه تغاير إِلَّا بِالِاعْتِبَارِ فَإِن الْأَبْيَض مثلا لَا يشرط شَيْء عرضي وبشرط شَيْء عين الْمحل أَي الثَّوْب الْأَبْيَض وبشرط لَا شَيْء عرض مُقَابل للجوهر.
وَيفهم من حَوَاشِي الْفَاضِل الزَّاهِد على شرح المواقف أَن الْمُشْتَقّ ومبدأه أَي الْمُشْتَقّ مِنْهُ مفهومان مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ كَمَا يشْهد بِهِ الوجدان. فَكيف يكون بَينهمَا اتِّحَاد بِالذَّاتِ وتغاير بِالِاعْتِبَارِ إِذْ لَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك لَكَانَ حمل الْأَبْيَض على الْبيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ صَحِيحا. وَذَلِكَ مَعْلُوم الانتفاء بِالضَّرُورَةِ مَعَ أَنه مستبعد جدا كَيفَ ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ عَن الْبيَاض بسفيدي وَعَن الْأَبْيَض بسفيد. وَمن أيد التغاير الاعتباري والاتحاد بِالذَّاتِ بَينهمَا بقوله الْحَرَارَة إِذا كَانَت قَائِمَة بِنَفسِهَا كَانَت حرارة وحارة. والضوء إِذا كَانَ قَائِما بِنَفسِهِ كَانَ ضوءا ومضيئا. فقد اشْتبهَ عَلَيْهِ مَفْهُوم الْمُشْتَقّ بِمَا يصدق عَلَيْهِ كَمَا سينكشف عَلَيْك.
وَذهب إِلَى أَن الْمُشْتَقّ لَيْسَ عبارَة عَن المبدء أَيْضا بل مَعْنَاهُ أَمر بسيط تنْزع عَن الْمَوْصُوف بِشَرْط قيام الْوَصْف بِهِ صَادِق عَلَيْهِ. وَرُبمَا يصدق على الْوَصْف وَالنِّسْبَة أَي الرَّبْط أَيْضا. حَيْثُ قَالَ وَالْحق أَن معنى الْمُشْتَقّ أَمر بسيط ينتزعه الْعقل عَن الْمَوْصُوف نظرا إِلَى الْوَصْف الْقَائِم بِهِ والموصوف وَالْوَصْف وَالنِّسْبَة كل مِنْهَا لَيْسَ عينه وَلَا دَاخِلا فِيهِ بل منشأ لانتزاعه وَهُوَ يصدق على الْمَوْصُوف. وَرُبمَا يصدق على الْوَصْف وَالنِّسْبَة انْتهى. قَالَ فِي الْهَامِش كالوجود الْمُطلق فَإِنَّهُ يصدق على الْوُجُود وَالنِّسْبَة انْتهى. فَإِن الْوُجُود الْمُطلق يصدق على الْمَوْصُوف بالاشتقاق. وعَلى الْوُجُود الَّذِي هُوَ حِصَّة مِنْهُ. وعَلى الْوُجُود الرابطي الَّذِي هُوَ النِّسْبَة. فَإِن قلت مَا وَجه صِحَة حمل الْحَرَارَة الْقَائِمَة بِنَفسِهَا عَلَيْهَا مواطأة واشتقاقا. وَكَذَا صِحَة حمل الضَّوْء الْقَائِم بِنَفسِهِ عَلَيْهِ مواطأة واشتقاقا فَإِنَّهُ يَصح أَن يُقَال تِلْكَ الْحَرَارَة حرارة وحارة وَذَلِكَ الضَّوْء ضوء ومضيء. وَمَا وَجه عدم صِحَة حمل الْحَرَارَة والضوء القائمين بِالْغَيْر على أَنفسهمَا اشتقاقا فَإِنَّهُ لَا يَصح أَن يُقَال إِن تِلْكَ الْحَرَارَة حارة وَأَن ذَلِك الضَّوْء مضيء. وَكَذَا عدم صِحَة حمل الْأَبْيَض على الْبيَاض الْقَائِم بِالثَّوْبِ اشتقاقا فَإِنَّهُ لَا يَصح أَن يُقَال إِن ذَلِك الْبيَاض أَبيض. قُلْنَا لَيْسَ مَفْهُوم الْمُشْتَقّ مَا يصدق عَلَيْهِ بل مَا قَامَ بِهِ مبدأ الِاشْتِقَاق قيَاما حَقِيقِيًّا أَو غير حَقِيقِيّ فَإِن مصداق حمل الْمُشْتَقّ على الشَّيْء قيام مبدأ الِاشْتِقَاق بِهِ قيَاما حَقِيقِيًّا. وَهُوَ إِذا كَانَ مبدأ الِاشْتِقَاق مغائرا لذَلِك الشَّيْء أَو قيَاما غير حَقِيقِيّ وَهُوَ إِذا كَانَ مبدأ الِاشْتِقَاق نفس ذَلِك الشَّيْء. وَلَا شكّ أَنه بكلا قسميه مُنْتَفٍ فِي الْحَرَارَة والضوء وَالْبَيَاض الْقَائِمَة بمحالها. فَإِن الضَّوْء مثلا إِذا كَانَ قَائِما بِنَفسِهِ كَانَ ضوءا ومضيئا لِأَنَّهُ يضيء بِنَفسِهِ. وَإِذا كَانَ قَائِما بِغَيْرِهِ كَانَ ضوءا بِغَيْرِهِ والغير مضيئا بِهِ كالوجود. فَإِنَّهُ إِذا كَانَ قَائِما بِنَفسِهِ كَانَ حَقِيقَة الْوَاجِب ووجودا وموجودا. وَإِذا كَانَ قَائِما بِغَيْرِهِ كَانَ وجودا والغير مَوْجُودا بِهِ. وَقس عَلَيْهِ الْحَرَارَة وَسَائِر الْأَغْرَاض فَافْهَم واحفظ فَإِنَّهُ تَحْقِيق عَجِيب وَبَيَان غَرِيب.

قفو

(ق ف و) : (قَافِيَةُ) الرَّأْسِ هِيَ الْقَفَا.
قفو: {قفينا}: أتبعنا. {ولا تقف}: ولا تتبع.

قفو


قَفَا(n. ac. قَفْو
قُفُوّ)
a. Followed.
b. Effaced, wiped out ( the traces of ).
c. Accused, upbraided, railed at.
d. [acc. & Bi], Ascribed, attributed to.
e. ( n. ac.

قَفْي [ ])
a. Struck on the neck.
(قفو) : القَفاءُ بالمدِّ: لغةٌ في القَفا بالقَصْر، وأنشَد أبو عُثْمانَ المازِنِيُّ في المَدِّ:
حَتى إذا قُلنَا تَيَفَّعَ مالِكٌ ... أخَذَتْ رُقَيَّةُ مالِكاً بقَفائِه.

قفو

1 قَفَا أَثَرَهُ and إِتْرَهُ He followed his track, or footsteps; tracked him. (S, Msb.) b2: قَفَا فُلَانًا He followed the footsteps of such a one. (TA.) See قَصَّ أَثَرَهُ, which signifies the same, for a better explanation. See also قَفَوَتُ أَثَرَهُ.

قَفًا The back of the neck. (S, Msb, K.) b2: عَيْنَاهُ فِى قَفَاهُ is said of him who is put to flight. because he looks behind him, fearing pursuit. (TA in art. انف.) And جَعَلَ أَنْفَهُ فِى قَفَاهُ: see أَنْفٌ. b3: [Also the back of the hand: and the flat back of a knife and the like.]

قَفِيَّةٌ

: see دَوَآءُ.

قَافِيَةٌ

, by synecdoche, for ذُو قَافِيَةٍ, (IJ,) (tropical:) A verse; a single verse of a poem. (Akh, Az, TA.) b2: Also, [by a further extension of the proper signification,] A قَصِيدَة [or an ode, or a poem]. (Az, IJ, TA.)
ق ف و : قَفَوْتُ أَثَرَهُ قَفْوًا مِنْ بَابِ قَالَ تَبِعْتُهُ وَقَفَّيْتُ عَلَى أَثَرِهِ بِفُلَانٍ أَتْبَعْتُهُ إيَّاهُ.

وَالْقَفَا مَقْصُورٌ مُؤَخَّرُ الْعُنُقِ وَفِي الْحَدِيثِ «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ أَحَدِكُمْ» أَيْ عَلَى قَفَاهُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَجَمْعُهُ عَلَى التَّذْكِيرِ أَقْفِيَةٌ وَعَلَى التَّأْنِيثِ أَقْفَاءٌ مِثْلُ أَرْجَاءٍ قَالَهُ ابْنُ السَّرَّاجِ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى قُفِيٍّ وَالْأَصْلُ مِثْلُ فُلُوسٍ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ ثَلَاثَ أَقِف قَالَ الزَّجَّاجُ التَّذْكِيرُ أَغْلَبُ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْقَفَا مُذَكَّرٌ وَقَدْ يُؤَنَّثُ وَأَلِفُهُ وَاوٌ وَلِهَذَا يُثَنَّى قَفَوَيْنِ. 
قفو: قفى: تنشأ قافيةن نظم قصيدة. (فوك).
تقفى: مطاوع قفى. (فوك).
استقفى. تستقفاها الاثنان: نكحاها من دبرها (ألف ليلة 1: 5).
قفا: ضربة على القفا أي مؤخر العنق. (بركهارت أمثال رقم 2: برتون 1: 116).
أعطاه قفاه: أدار له ظهره (همبرت ص28).
قفا: ظهر كل شيء وخلفه (زيشر 50 رقم 3).
قفا اليد: ظهر اليد (بوشر). قفا القماش: ضد وجه القماش وهو الجانب الأقل جمالا، (بوشر، هلو).
قفا الوسام (المدالية): الجانب المضاد لما فيه الصورة. (بوشر).
قفا السكة: ظهر قطعة النقود. (بوشر).
قفا الورقة: الصفحة الثانية من الورقة. (بوشر).
قفا الآلة: ظهر الالة، (ابن العوام 1: 62): قفا السكين: ظهر السكين. (ابن العوام 1: 407، 407، 437، ابن ليون ص71 ق).
من قفا البلور: من خلال البلور. (بوشر).
قفا: القسم الأسفل من الظهر (ابن خلكان 7: 68).
قفا: صنف من السمك. (ياقوت 1: 886).
قفوة: قطعة من الملابس. (ميهرن ص23).
قفائي: قذالي، نسبة إلى القفا وهو مؤخر الرأس. (بوشر).
تقفية. (احذف الشدة من معجم فريتاج): نظم الشعر. (المقدمة 3: 323).
ق ف و
قفوت أثره واقتفيته واستقفيته. قال ذو الرمة:


عواسف الرمل يستقفي تواليها ... مستبشرٌ بفراق الحيّ غرّيد

وقفّيته وقفّيته به، وقفّيت به على أثره إذا أتبعته إياه، وهو قفيّةُ آبائه، وقفيّ أشياخه: تلوهم. وما لك تقفو صاحبك: تقذفه. وإياك والقفو. وما هجا فلان ولا قفا. وهذه قفيّة عظيمة وقذيفة بوزن الشتيمة. وتقفّيت فلاناً بعصاي، واستقفيته فضربته إذا جئته من خلفه. وفي حديث عامرٍ وأربد: فإذا وضعت يدي على منكبه فاستقفه بالسيف. وقفّى الشّعر: جعل له قوافي. واقتفيته: اخترته، وهو صفوتي وقفوتي: خيرتي، وهذا قفوتي التي اقتفيت. ويقال لمن لا يحسن الاختيار: بئس القفوة قفوتك. وأصفيته بكذا وأقفيته. خصصته وآثرته. قال:

ونقفي وليد الحيّ إن كان جائعاً ... ونحسبه إن كان ليس بجائع

وهو حفيٌّ به قفيٌّ: بار متلطفٌ. ورفع قفاوةً لفلان: طعاماً يقفّيه به تكرمةً له. قال الكميت:

بات وليد الحيّ طيّان ساغباً ... وكاعبهم ذات القفاوة أسغب

ومن المجاز: لا أفعله قفا الدهر: آخر الدهر. وهو بقفا الأكمة والثنيّة. وكنت قفا الجبل وقافيته، وجئت من قافية الجبل. وضرب قافية رأسه. وردّ فلان على قفاه، وردّ قفاً إذا هرم. قال:

إن تلق ريب المنايا أو تردّ قفاً ... لا أبك منك على دين ولا حسب
قفو
القَفْوَةُ: رَهْجَةٌ تَثُوْرُ عِندَ أوَلِ المَطَر.
والقَفْوُ: تَتَبعُ الشَيْءِ، قَفَوْتُه أقْفُوه. وقَفَوْتُه: قَذفْته بالريْبَة. وفي الحَدِيث: " مَنْ قَفَا مُؤمِناً " أي قَذَفَه. والقَفِيةُ: القَذِيْفَةُ، من قَوْل اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: " ولا تَقْفُ ما ليسَ لَكَ به عِلْمٌ ".
والقَفَا: مُؤخَّرُ العُنُق، ألِفُها واوٌ، والعَرَبُ تُؤنثُه، والتَّذْكِيْرُ أعَمُّ، وثلاثَةُ أقفيَةٍ، والجميع القُفُوُّ والقُفِي، والقَفَيُّ لُغَةٌ فيه، وكذلك القَفَن ويُضاف إلى النَفْس فيُقال: قَفَيَّ.
وتَقَفَّيْتُ فلاناً بعَصىً: إذا ضَرَبْتَه.
واسْتَقْفَيْتُه: إذا جِئْتَه من خَلْفِه.
وفى الحَدِيث: " يَعْقِدُ الشَّيطانُ على قافِيَةِ رَأس أحدكم ثلاثَ عُقَدٍ ". يَعْني به، القَفَا.
ويُقال للشَيْخ إذا هَرِمَ: رُدَّ على قَفَاه، ورُدَّ قَفاً. وجِئْتُ من قافِيَةِ الجَبَل. والقافِيَة: أمَامُ كُل شَيْءٍ.
والقَفَا: حَرْفُ عُرْض الجَبَل.
ويقولونَ: لا أفْعَلُه قَفَا الدَهْرِ: أي آخِرَ الدَّهْرِ.
وقَفى عليهم الخَبَالُ: أي ماتُوا وعَفى آثارَهم.
والقافِيَةُ: في الشِّعْر، سُمَيَتْ لأنَّها تَقْفُو البَيْتَ، وهي خَلْف البَيْتِ كلِّه. والقَفَاوَةُ: من البِر واللَّطَفِ، وفلانٌ قَفِي بفلانٍ، وهو يَقْتَفي به.
وقَفِيُّ السَكْن: الضَّيْفُ المُكْرَمُ.
والقِفْوَةُ: مِثْلُ العِيْمَةِ وهو ما اقْتَفَيْتَ واخْتَرْتَ، تقولُ: أقْفَيْتُه به أي خَصَصْتَه به.
والقِفَاوَةُ: ما يُرْفَعُ من المَرَق وهي أفْضَلُه.
والقُفْيَةُ: الزبْيَةُ للصَّيْدِ.
وهذا قَفِيُّ الأشْيَاخ وقفِيُّهم: أي الخَلَفُ منهم.
وقُفِيَتِ الأرْضُ فهي مَقْفُوَةٌ: إذا مُطِرَتْ وفيها نَبْت فَحَمَلَ المَطَرُ الترابَ عليه فلا تَأكُلُه الماشِيَةُ حتى يَجْلوَه النَدى.
قفو
قفَا يَقفُو، اقْفُ، قَفْوًا، فهو قافٍ، والمفعول مَقْفُوّ
• قفَا الشَّخصَ: ضربه على مؤخّرِ عنقِه.
• قفَا الأثرَ: تتبَّعه " {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}: لا تتَّبع الحدسَ والظُّنونَ". 

اقتفى/ اقتفى بـ يقتفي، اقْتَفِ، اقْتِفَاءً، فهو مُقْتَفٍ، والمفعول مُقْتَفًى
• اقتفى أثرَ اللِّصّ: تبعه، لاحظه "اقتفَتِ الشُّرطةُ آثارَ المجرم الهارب".
• اقتفى بمعلِّمه: اتّخذه مِثالاً. 

تقفَّى يتقفَّى، تَقَفَّ، تَقَفّيًا، فهو مُتقفٍّ، والمفعول

مُتَقَفًّى
• تقفَّى فلانًا: تبِعَهُ "تقفَّى طريقةَ أستاذه- {إِذْ تَقَفَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [ق] ".
• تقفَّى الشَّيءَ: جمعه من عند نفسه ولا أصل له عند الله " {إِذْ تَتَقَفَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [ق] ". 

قفَّى/ قفَّى بـ يقفِّي، قَفِّ، تَقْفِيَةً، فهو مُقَفٍّ، والمفعول مُقَفًّى
• قفَّى الشِّعْرَ: جعل له قافيَةً "كلامٌ موزون مقفًّى".
• قفَّى فلانًا/ قفَّى بفلان: أتبعه إيّاه " {وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ} ". 

تقفيَة [مفرد]: مصدر قفَّى/ قفَّى بـ. 

قافِية [مفرد]: ج قافِيات وقوافٍ: (عر) آخر جزء في بيت الشِّعر وقد يكون كلمة أو بعض كلمة أو كلمة وبعض أخرى أو كلمتين، وهي من آخر حَرْف ساكن في البيت الشِّعري إلى أوّل ساكن يليه مع المتحرّك الذي قَبْلَه "قافِية شاردة: سائرة في البلاد".
• علم القافِية: (عر) علم يبيّن ما يجب التزامه في أواخر أبيات القصيدة حتّى لا تضطرب موسيقاها، ولا يختلّ ترتيبُها. 

قفًا [مفرد]: ج أقْفاء وأقْفِيَة وقُفِيّ: مؤخّرُ العُنُقِ (يذكَّر ويؤنّث) "صفعه على قفاه مازحًا" ° قَفا الدَّهر: آخره.
• قفا كُلِّ شيء: خلفه، عكس وجهه "قفا قماش/ مِلعقة"? عيناه في قفاه: منهزم، خائف- قَفا العُمْلة: سطحها الذي لا يحمل التصميم الرئيسيّ والتاريخ. 

قَفْو [مفرد]: مصدر قفَا. 

مُقفًّى [مفرد]: اسم مفعول من قفَّى/ قفَّى بـ.
• المُقفَّى: (عر) البيت من الشِّعر الذي يتَّفق عروضُه وضربُه وزنًا وقافيةً. 
باب القاف والفاء و (وا يء) معهما ق ف و، وق ف، ف وق، وف ق، فء ق، ف قء، ء ف ق مستعملات

قفو: القَفْوَةُ: رهجة تثور عند أول المطر. والقَفْوُ: مصدر قولك: قفا يَقْفُو، وهو أن يتبع شيئاً، وقَفَوْتُه أَقْفُوه قَفْواً، وَتَقَفَّيْتُه، أي: اتبعته. قال الله جل وعز: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ . وقَفَوْتُه: قَذَفْتُه بالزنية،

وفي الحديث: من قفا مؤمناً بما ليس فيه وَقَفَهُ الله في ردغة الخبال .

أي: قَذَفه. والقَفا: مؤخر العنق، ألفها واو، والعرب تؤنثها، والتذكير أعم، يقال: ثلاثة أقفاء، والجميع: قِفيُّ، وقُفِيُّ، مثل: قِنيّ وقُنِيّ. ويقال للشيخ إذا هرم: رد على قَفاه، ورد قَفاً. قال :

إن تلق ريب المنايا أو ترد قفاً ... لا أبك منك على دين ولا حسب

وقَفَيكَ، بإبدال الألف ياء لغة طيىء، قال :

يا ابن الزبير طالما عصيكا ... لنضربن بسيفنا قفيكا

وتَقَفَّيْته بعصا، أي: ضربت قَفاه بها واستقفيته بعصاً، إذا جئته من خلف وضربته بها. وسميت قافية الشعر قافيةً، لأنها تقفو البيت، وهي خلف البيت كله. والقافيةُ والقَفَنُّ: القفا، قال: :

أحب منك موضع القرطن ... وموضع الإزار والقَفَنِّ

وقَفَوْتُه به قفواً، وأَقْفَيْتُهُ به، إذا آثرته به، والاسم: القَفاوةُ. وفلان قَفِيٌّ بفلان، إذا كان له مكرماً، ويَقْتَفي به، أي: يكرمه، وهو مقتف به، أي: ذو لطف وبر به. قال :

وغيب عني إذ فقدت مكانهم ... تلطف كف برة واقتفاؤها

وقَفِيُّ السكن هو ضيف أهل البيت، في موضع مَقْفُوّ، قال :

ليس بأسفى ولا أَقْفَى ولا سغل ... يسقى دواء قفي السكن مربوب

وقف: الوَقْفُ: مصدر قولك: وَقَفْتُ الدابة ووَقَفْتُ الكلمة وَقْفاً، وهذا مجاوز، فإذا كان لازماً قلت: وَقَفْتُ وُقُوفاً. فإذا وقَّفْتَ الرجل على كلمة قُلْتَ: وقَّفْتُه توقيفاً، ولا يقال: أَوْقَفْتُ إلا في قولهم: أَوْقَفْتُ عن الأمر إذا أقلعت عنه، قال الطرماح:

فتأييت للهوى ثم أوقفت ... رضاً بالتقى وذو البر راضي

والوَقْفُ: المسك الذي يجعل للأيدي، عاجاً كان أو قرناً مثل السوار، والجميع: الوُقُوف. ويقال: هو السوار. قال :

ثم استمر كوَقْفِ العاج منصلتا ... ترمي به الحدب اللماعة الحدب

ووقْفُ الترس من حديد أو من قرن يستدير بحافتيه، وكذلك ما أشبهه. والتَّوْقيفُ في قوائم الدابة وبقر الوحش: خطوط سود. وفي حديث الحسن: إن المؤمن وقّافٌ، متأن، وليس كحاطب الليل

: ويقال للمحجم عن القتال: وقّافٌ. قال :

وإن يك عبد الله خلى مكانه ... فما كان وقّافاً ولا طائش اليد

فوق: الفَوْقُ: نقيض التحت، وهو صفة واسم، فإن جعلته صفة نصبته، فقلت: تحت عبد الله وفَوْقَ زيد، نصب لأنه صفة، وإن صيرته اسما رفعته، فقلت: فَوْقُه رأسه، صار رفعا هاهنا، لأنه هو الرأس نفسه، رفعت كل واحد منهما بصاحبه وتقول: فلان يَفْوقُ قومه، أي: يعلوهم، ويَفُوقُ السطح، أي: يعلوه. وجارية فائقةُ الجمال، أي: فاقت في الجمال. والفُواقُ: ترجيع الشهقة الغالبة، تقول للذي يصيبه البهر: يَفُوق فُواقاً، وفُؤُوقاً. وفُواُق الناقة: رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها، تقول العرب: ما أقام عندي فُواقَ ناقة. وكلما اجتمع من الفُواق درة فاسمها: الفيقة. أفاقتِ الناقة، واستفاقها أهلها، إذا نفسوا حلبها حتى تجتمع درتها. ويقال: فَواقَ ناقة بمعنى الإِفاقة، كإفاقة المغشي عليه، أَفاقَ يُفِيقُ إِفاقةً وفواقا وقوله جل وعز: ما لَها مِنْ فَواقٍ

، أي: من تلك الصيحة أصابتهم يوم بدر، فلم يُفيقوا إفاقةً، ولا فواقاً. وكل مغشي عليه، أو سكران إذا انجلى عنه ذلك، قيل: أفاق واستفاق. والأفاويق: ما اجتمع من الماء في السحاب، قال الكميت:

فباتت تثج أفاويقَها ... [سجال النطاف عليه غزارا]

والفُوق: مشق رأس السهم حيث يقع الوتر، وحرفاه: زنمتاه، وهذيل تسمي الزنمتين: الفُوقَيْنِ، قال شاعرهم:

كأن النصل والفُوقَيْنِ منه ... خلال الرأس سيط به هشيح

ولو أراد بهذا: الفوق بعينه لما ثناه، ولكنه أراد حرفيه. وسهم أَفْيَقُ، وأَفُوَقُ، إذا كان في الفُوقِ، في إحدى زنمتيه ميل أو انكسار، وفعله: الفَوَقُ قال:

كسر من عينيه تقويم الفُوَقْ

والفاقةُ: الحاجة، ولا فعل لها. والفاقُ: الجفنة المملوءة طعاماً، قال:

ترى الأضياف ينتجعون فاقي

وفق: الوَفْقُ: كل شيء متسق مُتَّفق على تِيفاقٍ واحد فهو: وَفْق، قال : يهوين شتى ويقعن وَفْقا

ومنه: المُوافَقَة في [معنى] المصادفة والاتّفاق. تقول: وافقت فلاناً في موضع كذا، أي: صادفته. ووافقت فلاناً على أمر كذا، أي: اتفقنا عليه معاً. وتقول: لا يتوفّق عبد حتى يوفّقه الله، فهو مُوَفَّق رشيد. وكنا من أمرنا على وِفاق. وأَوْفَقْتُ السهم: جعلت فُوقَهُ في الوتر، واشتق هذا الفعل من مُوافَقة الوتر محز الفُوق.

فأق: الفَأَقُ: داء يأخذ الإنسان في عظم عنقه الموصول بدماغه.. فَئِقَ الرجل فَأقاً فهو فَئِقٌ مُفْئِقٌ، واسمُ ذلك العَظْم: الفائق، قال:

أوْ مشتك فائِقَهُ من الفَأَقْ

وإكاف مُفَأَّقٌ: مفرج.

فقأ: فُقِئتِ العين تُفْقَأُ فَقْأً. وانفقأت العين، وانفقأتِ البَثْرةُ، وانفقأتِ القُرْحةُ، وأكل حتى كان ينفقىء بطنه، أي: يَنْشَقُّ. وتَفَقَّأَتِ البُهْمَى: انشقّتْ لفائفها عن نورها. وتفَقَّأَتِ السَّحابةُ، أي: سيلت ماءها وانبعجت عن مائها، قال:

تَفَقَّأَ حوله القلع السواري ... وجن الخازباز به جنونا

يروى: بالجر. أفق: أَفَقَ الرجل يَأْفِقُ، أي: ركب رأسه فمضى في الآفاق. والأَفِيقُ: الأديم إذا فرغ من دباغه، وريحه فيه بعد، والجميع: أَفَق، وهو في التقدير مثل: أديم وأدم، وعمود وعمد، وإهاب وأهب، ليس فعول ولا فعيل على فعل غير هذه الأحرف الأربعة. وقول الأعشى:

[ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بأمته] يعطي القطوط ويَأْفِقُ

أي: يأخذ من الآفاق، وواحد الآفاق: أُفْقٌ، وهي النواحي من الأرض، وكذلك آفاقُ السماء نواحيها. وأُفْقُ البيت من بيوت الأعراب: ما دون سمكه. والأَفَقَةُ: مَرْقَةٌ من مراق الإهاب.
الْقَاف وَالْفَاء وَالْوَاو

الْقَفَا: وَرَاء الْعُنُق، أُنْثَى، قَالَ: فَمَا الْمولى وَإِن عرضت قَفاهُ ... بأحمل للملاوم من حمَار

ويروى: " للمحامد ".

وَقَالَ اللحياني: الْقَفَا، يذكر وَيُؤَنث، وَحكى عَن عكل: هَذِه قفاً، بالتانيث.

وَحكى ابْن جني الْمَدّ فِي الْقَفَا، وَلَيْسَت بالفاشية وَأما قَوْله:

يَا بن الزبير طَال مَا عصيكا

وَطَالَ مَا عنيتنا إليكا

لنضر بن بسيفنا قفيكما

أَرَادَ: قفاكا، فأبدل الْألف يَاء للقافية، وَكَذَلِكَ أَرَادَ: " عصيت " فابدل من التَّاء كافا، لِأَنَّهَا أُخْتهَا فِي الهمس.

وَالْجمع: أَقف، وأقفية، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وأقفاء قَالَ الْجَوْهَرِي: هُوَ جمع الْقلَّة وَالْكثير: قفي وقفي وقفين الْأَخِيرَة نادرة لَا يُوجِبهَا الْقيَاس.

والقافية: كالقفا، وَهِي اقلهما.

وقفوته: ضربت قَفاهُ.

وتقفيته بالعصا، واستقفيته: ضربت قَفاهُ بهَا.

وشَاة قفية: مذبوحة من قفاها.

وَلَا افعله قفا الدَّهْر: أَي طول الدَّهْر.

وَهُوَ قفا الأكمة، وبقفاها: أَي بظهرها.

وَيُقَال للشَّيْخ إِذا كبر: رد على قَفاهُ.

والقفى: الْقَفَا.

وَقَفاهُ قفواً، وقفواًّ، واقتفاه، وتقفاه: بِعْهُ.

قفيته غَيْرِي، وبغيري: أتبعته إِيَّاه، وَفِي التَّنْزِيل: (ثمَّ قفينا على اثارهم برسلنا) .

وَالِاسْم القفية. وَفُلَان قفى أَهله، وقفيتهم: أَي الْخلف مِنْهُم، لِأَنَّهُ يقفو اثارهم فِي الْخَيْر، وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء أَن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنَّا نتقرب إِلَيْك بعم نبيك وقفية ىبائه " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والقافية من الشّعْر: الَّذِي يقفو الْبَيْت.

قَالَ الاخفش: القافية آخر كلمة فِي الْبَيْت، وَإِنَّمَا قيل لَهَا قافية، لِأَنَّهَا تقفو الْكَلَام، قَالَ: وَفِي قَوْلهم قافية: دَلِيل على أَنَّهَا لَيست بِحرف، لِأَن القافية مُؤَنّثَة، والحرف مُذَكّر، وَإِن كَانُوا قد يؤنثون الْمُذكر، قَالَ: وَهَذَا قد سمع من الْعَرَب، وَلَيْسَت ؤخذ الْأَسْمَاء بِالْقِيَاسِ، أَلا ترى أَن رجلا وحائطا وَأَشْبَاه ذَلِك، لَا تُؤْخَذ بِالْقِيَاسِ، إِنَّمَا ينظر مَا سمته الْعَرَب، وَالْعرب لَا تعرف الْحُرُوف قَالَ: اخبرني من اثق بِهِ انهم قَالُوا لعربي فصيح: انشدنا قصيدة على الذَّال، فَقَالَ: وَمَا الذَّال؟ وَسُئِلَ بعض الْعَرَب عَن الذَّال وَغَيرهَا من الْحُرُوف، فَإِذا هم لَا يعْرفُونَ الْحُرُوف وأنشدنا أحدهم:

لَا يشتكين عملا مَا أنقين

قَالَ: فَقيل لَهُ: أَيْن القافية؟ فَقَالَ: أنقين.

وَقَالُوا لأبي حَيَّة: انشدنا قصيدة على الْقَاف، فَقَالَ:

كفى بالنأي من أَسمَاء كَاف

فَلم يعرف الْقَاف.

وَقَالَ الْخَلِيل: القافية: من آخر حرف فِي الْبَيْت إِلَى أول سَاكن يَلِيهِ مَعَ الْحَرَكَة الَّتِي قبل السَّاكِن.

وَيُقَال: مَعَ المتحرك الَّذِي قبل السَّاكِن، كَأَن القافية على قَوْله من قَول لبيد:

عفت الديار محلهَا فمقامها من فَتْحة الْقَاف إِلَى آخر الْبَيْت، وعَلى الْحِكَايَة الثَّانِيَة: من الْقَاف نَفسهَا إِلَى آخر الْبَيْت.

وَقَالَ قطرب: القافية: الْحَرْف الَّذِي تبنى القصيدة عَلَيْهِ، وَهُوَ الْمُسَمّى: رويا.

وَقَالَ ابْن كيسَان: القافية: كل شَيْء لَزِمت إِعَادَته فِي آخر الْبَيْت، وَقد لَاذَ هَذَا بِنَحْوِ من قَول الْخَلِيل لَوْلَا خلل فِيهِ.

قَالَ ابْن جني: وَالَّذِي يثبت عِنْدِي صِحَّته من هَذِه الْأَقْوَال هُوَ قَول الْخَلِيل، وَهَذِه الاقاويل إِنَّمَا يخص بتحقيقها صناعَة القافية، وَأما نَحن فَلَيْسَ غرضنا هُنَا إِلَّا أَن نَعْرِف مَا القافية على مَذْهَب هَؤُلَاءِ كلهم، من غير إسهاب وَلَا إطناب، وَقد بَينا جَمِيع ذَلِك فِي كتَابنَا الموسوم: بالوافي فِي أَحْكَام علم القوافي " وَأما مَا كحاه الاخفش من أَنه سَأَلَ من انشد:

لَا يشتكين عملا مَا أنقين

فَلَا دلَالَة فِيهِ على أَن القافية عِنْدهم الْكَلِمَة. وَذَلِكَ أَنه نحا نَحْو مَا يُريدهُ الْخَلِيل، فلطف عَلَيْهِ أَن يَقُول: هِيَ من فَتْحة الْقَاف إِلَى آخر الْبَيْت، فجَاء بِمَا هُوَ عَلَيْهِ اسهل، وَبِه آنس، وَعَلِيهِ اقدر، فَذكر الْكَلِمَة المنطوية على القافية فِي الْحَقِيقَة مجَازًا، وَإِذا جَازَ لَهُم أَن يسموا الْبَيْت كُله قافية، لِأَن فِي آخِره قافية، فتسميتهم الْكَلِمَة الَّتِي فِيهَا القافية نَفسهَا قافية اجدر بِالْجَوَازِ، وَذَلِكَ قَول حسان:

فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضرب حِين تختلط الدِّمَاء

وَذهب الاخفش إِلَى انه أَرَادَ هُنَا بالقوافي: الابيات.

قَالَ ابْن جني: لَا يمْتَنع عِنْدِي أَن يُقَال فِي هَذَا: إِنَّه أَرَادَ: القصائد، كَقَوْل الخنساء:

وقافية مثل حد السنا ... ن تبقى وَيهْلك من قَالَهَا

تَعْنِي: قصيدة، وَقَالَ:

نبئت قافية قيلت تناشدها ... قوم سأترك فِي اعراضهم ندبا وَإِذا جَازَ أَن تسمى القصيدة كلهَا قافية، كَانَت تَسْمِيَة الْكَلِمَة الَّتِي فِيهَا القافية قافية أَجْدَر، وَعِنْدِي: أَن تَسْمِيَة الْكَلِمَة وَالْبَيْت وَالْقَصِيدَة قافية إِنَّمَا هُوَ على إِرَادَة ذُو القافية، وَبِذَلِك ختم ابْن جني رَأْيه فِي تسميتهم الْكَلِمَة أَو الْبَيْت أَو القصيدة قافية.

وَقَفاهُ قفوا: قذفه، أَو قرفه وَهِي: الفقوة.

وَأَنا لَهُ قفى: قَاذف.

والقفوة: الذَّنب، وَفِي الْمثل: " رب سامع عذرتي لم يسمع قفوتي " الْعذرَة: المعذرة، يَقُول: رُبمَا اعتذرت إِلَى رجل من شَيْء قد كَانَ مني، وَأَنا اظن أَنه قد بلغه ذَلِك الشَّيْء، وَلم يكن بلغه: يضْرب لمن لَا يحفظ سره وَلَا يعرف عَيبه.

وَقيل: القفوة: أَن تَقول فِي الرجل مَا فِيهِ وَمَا لَيْسَ فِيهِ.

وأقفى الرجل على صَاحبه: فَضله، قَالَ غيلَان الربعِي يصف فرسا:

مقفى على الْحَيّ قصير الأظماء

والقفية: المزية تكون للْإنْسَان على غَيره.

وَقد اقفاه.

وَأَنا قفي بِهِ: أَي حفي.

وَقد تقفى بِهِ.

والقفي: الضَّيْف المكرم.

والقفي، والقفية: الشَّيْء الَّذِي يكرم بِهِ الضَّيْف من الطَّعَام، قَالَ سَلامَة بن جندل يصف فرسا:

لَيْسَ بأسفي وَلَا أقنى وَلَا سغل ... يسقى دَوَاء قفى السكن مربوب

وَالِاسْم: القفاوة، ويروى بَيت الْكُمَيْت:

وَبَات وليد الْحَيّ طيان ساغبا ... وكاعبهم ذَات القفاوة اسغب واقتفى بالشَّيْء: خص نَفسه بِهِ، قَالَ:

وَلَا اتحرى ود من لَا يودني ... وَلَا اقتفي بالزاد دون زميلي

والقفية: الطَّعَام يخص بِهِ الرجل.

وأقفاه بِهِ: اختصه.

وقتفى الشَّيْء، وتقفاه: اخْتَارَهُ.

وَهِي القفوة.

وَفُلَان قفوتي: أَي خيرتي.

والقفوة: رهجة تثور عِنْد أول الْمَطَر.
قفو
: (و (} القَفَا) ، مَقْصُورٌ: (وَراءَ العُنُقِ) .
(وَفِي الصِّحاح: مُؤَخَّرُ العُنُقِ؛ ( {كالقافِيَةِ) ، وَهِي قِيلَةٌ؛ وقيلَ:} قافِيَةُ الرأْسِ: مُؤَخّرُه، وقيلَ: وسَطُه. وَفِي الحديثِ: (يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيَةِ رأْسِ أَحَدِكُم ثلاثَ عُقَدٍ) .
قالَ أَبو عبيدٍ: يَعْنِي! بالقافِيَةِ القَفَا.
وَقَالَ أَبو حاتِم: زَعَمَ الأصْمعي أنَّ القَفَا مُؤَنَّثَةٌ لَا تُذَكَّر.
قالَ يَعْقوب: أَنْشَدَنا الفرَّاء:
وَمَا المَوْلى وَإِن عَرُضَت {قَفاه
بأَحْمَل للمَلاوِم مِن حِمارِ (و) قالَ اللّحْياني:} القَفَا (يُذَكَّرُ) ويُؤَنَّثُ، وحَكَى عَن عُكْل: هَذِه {قَفاً، بالتَّأْنِيثِ؛ (وَقد يُمَدُّ) ؛) حكَاهُ ابنُ بَرِّي عَن ابنِ جنِّي قَالَ: وليسَتْ بالفاشِيَةِ. قالَ ابنُ جنِّي: وَلِهَذَا جُمِعَ على} أَقْفِيَةٍ؛ وأَنْشَدَ:
حَتَّى إِذا قُلْنا تَيَفَّع مالكٌ
سَلَقَت رُقَيَّةُ مَالِكاً {لقَفائِه (ج) فِي أدْنَى العَدَدِ: (} أَقْفٍ) ؛) نقلَهُ أَبو عليَ القالِي عَن أبي حاتِمٍ.
قالَ الجَوْهرِي: (و) قد جاءَ عَنْهُم ( {أَقْفِيَةٌ) وَهُوَ على غيرِ قِياسٍ، لأنَّه جَمْعُ المَمْدودِ مِثْلُ سَماءٍ وأَسْمِيَة.
ونَسَبَه ابنُ سِيدَه إِلَى ابنِ الأعْرابِي.
(و) يُجْمَعُ فِي القلَّةِ على (} أَقْفَاءٍ) مثْلُ رَحاً وأَرْحاءٍ؛ ونقلَهُ أَبو عليَ عَن الأَصْمعي؛ وأَنْشَدَ:
يَا عُمَرَ بن يَزِيد إِنَّني رجُلٌ
أَكْوِي من الدَّاءِ أقْفاء المَجانِينقالَ أَبو حاتِمٍ: (و) رُبَّما قَالُوا: ( {قُفِيٌّ} وقِفِيٌّ) ، بضمِّ القافِ وكسْرِها؛ والأخيرَةُ أنْكَرَهَا الأصْمعي وقالَ: لم أسْمَعْهم يقولونَ ذلكَ.
( {وقِفِينٌ) ، وَهَذِه نادِرَةٌ لَا يُوجِبُهَا القِياسُ.
(} وقَفَوْتُه {قَفْواً) ، بالفَتْح، (} وقُفُوًّا) ، كسُمُوَ: (تَبِعْتُه) ، عَن اللّيْثِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَلَا {تَقْفُ مَا ليسَ لكَ بِهِ عِلْم} ؛ قَالَ الفرَّاءُ: أَكْثَر القُرَّاء مِن} قَفَوْت، كَمَا نقولُ: لَا تدَع من دَعَوْت؛ قالَ: وقَرَأَ بعضُهم: وَلَا تَقُفْ مثْل وَلَا تَقُلْ.
وقالَ الأخْفَش فِي تَفْسِيرِ الآيَةِ: أَي لَا تَتَّبِع مَا لَا تَعْلم.
وقالَ مجاهِد: أَي لَا تَرُمْ.
وقالَ ابنُ الحَنَفِية: مَعْناه: لَا تَشْهَد بالزُّورِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: {يَقْفُو ويَقُوفُ ويَقْتافُ أَي يَتَتَبَّع الأَثر.
وقالَ ابنُ الأعْرابي:} قَفَوْتُ فُلاناً: اتَّبَعْت أَثَرَه.
وَفِي نوادِرِ الأعْراب: قَفَا أَثَرَه أَي تَبِعَه.
( {كَتَقَفَّيْتُه} واقْتَفَيْتُه) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) {قَفَوْتُه أَيْضاً: (ضَرَبْتُ قَفاهُ) وقَفَيْتُه كَذَلِك.
(و) أَيْضاً: (قَذَفْتُه بالفُجورِ صَرِيحاً) ؛) وَمِنْه الحديثُ أَي عَن القاسِمِ بنِ محمدٍ: (لَا حَدَّ فِي} القفْوِ البَيِّن) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ أَي القَذْفُ الظَّاهِر.
وَفِي الحديثِ: (نحنُ بَنُو النَّضْر بنِ كِنانَةَ لَا نَقْذِفُ أَبانا وَلَا نَقْفُو أُمَّنا) ، مَعْنى نَقْفُو نَقْذِفُ؛ وَفِي رِوايَةٍ: لَا نقتفي عَن أَبِينا وَلَا {نَقْفُو أُمَّنا، أَي لَا نَتَّهِمُها وَلَا نَقْذفُها. يقالُ: قَفَا فلانٌ فلَانا إِذا قَذَفَه بِمَا ليسَ فِيهِ؛ وقيلَ: مَعْنَاهُ لَا نَتْركُ النَّسَبَ إِلَى الآباءِ، ونَنْتَسِب إِلَى الأُمَّهات.
(و) أَيْضاً: (رَمَيْتُه بأمْرٍ قَبيحٍ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابِي، ونقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قوْلُهم: قد قَفا بذلكَ فلَانا؛ مَعْناه أَتْبَعَهُ كَلاماً قَبيحاً.
ويقالُ: مَا هَجا فلَانا وَلَا قَفَا.
ومالكَ تَقْفُو صاحِبَك.
(والاسْمُ} القِفْوَةُ) ، بالكسْرِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي وغيرُهُ.
وقوْلُه: (! والقُفِيُّ) ، كعُتِيِّ، صَرِيحُه أنَّه مَعْطوفٌ على مَا قَبْله أَي أنَّه الاسْمُ {كالقِفْوَةِ، وَلَم أَرَه لأحدٍ مِن الأئمَّةِ، والظاهِرُ أنَّه اشْتُبِه على المصنِّفِ سِيَاق الجَوْهرِي ونَصّه؛ والاسْمُ} القِفْوَةُ، بالكسْر، والقَفِيُّ {والقَفِيَّة مَا يُؤثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبيّ فظنّ أنَّ} القُفِيَّ مَعْطوفٌ على الأوَّلِ، وليسَ كَذلكَ، بل تَمَام كَلامِه عنْدَ قوْلِه بالكَسْر، ثمَّ ابتدَأَ فقالَ {والقفِيُّ} والقَفِيَّة أَي كغَنِيِّ وغَنِيَّةٍ فتَأَمَّل.
(و) {قَفَوْتُ (فلَانا بأمرٍ: آثَرْتُه بِهِ،} كأَقْفَيْتُه.
((واقْنَفَيْتُهُ)) يقالُ: هُوَ {مُقْتَفًى بِهِ، والاسْمُ} القِفْوَةُ.
وَيَقُولُونَ فِي الدّعاءِ: {قَفَا (اللَّهُ أَثَرَهُ) مِثْل (عَفَّاهُ.
(} وتَقَفَّاهُ بالعَصا، {واسْتَقْفاهُ) ؛) أَي (ضَرَبَه بهَا) ، أَو جاءَهُ مِن خَلْف فضَرَبَ بهَا} قَفاهُ؛ وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمر: (أَخَذَ المِسْحاةَ {فاسْتَقْفاهُ فضَرَبَه بهَا حَتَّى قَتَلَهُ) ، أَي أَتاهُ مِن قِبَل قفاهُ.
(وشاةٌ} قَفِيَّةٌ {ومَقْفِيَّةٌ: ذُبِحَتْ مِن} قَفاها) ؛) وَمِنْهُم مَنْ يقولُ: قَفِينَة، والنونُ زائِدَةٌ، كَمَا فِي الصِّحاح.
قالَ ابنُ برِّي: النونُ بَدَلٌ من الياءِ الَّتِي هِيَ لامُ الكَلِمَة، وَقد مَرَّ ذلكَ فِي قفن.
وَفِي حديثِ النّخعي: سُئِلَ عمَّنْ ذبحَ فأبانَ الرأْسَ، قالَ: (تلكَ القَفِينَة لَا بأْسَ بهَا) ، وَهِي المَذْبوحةُ مِن قِبَل القَفا.
وقالَ أَبو عبيدةَ: هِيَ الَّتِي يُبانُ رَأْسها بالذَّبْح.
(و) مِن المجازِ قوْلُهم: (لَا أَفْعَلُه! قَفا الدَّهْرِ) :) أَي أَبَداً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: أَي (طُولَه) .
(وَفِي الأساس: أَي آخِرَه. ( {وقَفَّيْتُه زَيْدًا، وَبِه} تَقْفِيَةً: أَتْبَعْتُه إِيَّاهُ) ؛) وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ثمَّ {قَفَّينا على آثارِهِم برُسُلنا} ، أَي أَتْبَعْنا نوحًا وإبْراهيم رُسُلاً بعْدَهم؛ وقالَ امرؤُ القَيْس:
} وقَفَّى على آثارِهِنَّ بحاصِبِ أَي أَتْبَع آثارَهُنَّ حاصِباً.
(وَهُوَ {قَفِيُّهُم} وَقَفِيَّتُهُم: أَي الخَلَفُ مِنْهُم) ، مَأْخُوذٌ من {قَفَوْتُه إِذا تَبِعْته، كأَنَّهُ} يَقْفُو آثارَهُم فِي الخَيْرِ؛ وَمِنْه حديثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ فِي الاسْتِسْقاءِ: (اللهُمَّ إِنَّا نَتَقَرَّبُ إليكَ بعمِّ نبيِّك {وقَفِيَّةِ آبائِهِ وكُبْرِ رِجاله) ؛ يَعْنِي العبَّاسَ، أَي خَلَف آبائِهِ وتِلْوهم وتَابِعهم كأَنَّه ذَهَبَ إِلَى اسْتِسْقاءِ أَبِيهِ عَبْد المطَّلب لأهْل الحَرَمَيْن حينَ أَجْدَبُوا فسَقَاهُم اللَّهُ بِهِ.
(} والقافِيَةُ) مِن الشِّعْرِ: الَّذِي {يَقْفُو البَيْتَ، سُمِّيَت لأنَّها} تَقْفُوه.
وَفِي الصِّحاح: لأنَّ بعضَها يَتْبَع أَثَر بعضٍ.
وقالَ الأخْفَش: {القافِيَةُ: (آخِرُ كَلِمةٍ فِي البَيْتِ) ، وإِنَّما قِيلَ لَهَا} قافِيَة لأنَّها تَقْفُو الكَلامَ؛ قالَ: وَفِي قوْلِهم قافِيَة دَلِيلٌ على أنَّها ليسَتْ بحَرْفٍ، لأنَّ القافِيَةَ مُؤَنَّثة والحَرْفَ مُذكَّرٌ، وَإِن كَانُوا قد يُؤَنِّثُونَ المُذكَّر؛ قالَ: وَهَذَا قد سُمِعَ من العَرَبِ، وليسَتْ تُؤْخَذ الأسْماءُ بالقِياسِ، والعَرَبُ لَا تَعْرفُ الحُرُوفَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: أَخْبَرَني مَنْ أَثِقُ بِه أنَّهم قَالُوا لعَرَبيَ فصِيحٍ: أَنْشِدْنا قصِيدةً على الذالِ، فقالَ: وَمَا الذَّال؟ وسُئِلَ أَحَدُهم عَن قافِيَةِ:
لَا يَشْتينَ عَمَلاً مَا أَنْقَيْنْ فقالَ: أنْقَيْنْ؛ وَقَالُوا لأبي حيَّة: أنْشِدْنا قصِيدَةً على القافِ فَقَالَ: كَفَى بالنَّأْيِ من أَسْماء كَاف فَلم يَعْرِف القافَ.
قالَ صاحِبُ اللِّسان: أَبو حيَّة على جَهْلِه بالقافِ فِي هَذَا كَمَا ذُكِرَ أَفْصَح مِنْهُ على مَعْرفَتِها، وذلكَ لأنَّه راعَى لَفْظُه قَاف فحمَلَها على الظاهِرِ وأتاهُ بِمَا هُوَ على وَزْنِ قَاف من كَاف ومثْلها، وَهَذَا نِهايَةُ العِلْم بالألْفاظِ وَإِن دقَّ عَلَيْهِ مَا قَصَدَ مِنْهُ من! قافِيَةِ القافِ، وَلَو أنْشَدَه شعرًا على غيرِ هَذَا الرَّوِيّ مثْل قوْلِه:
آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماء أَوْ مِثْل قَوْله:
لخَوْلَةَ أطْلالٌ ببُرْقَةِ ثَهْمَدِ كانَ يُعَدُّ جَاهِلاً، وإنَّما هُوَ أَنْشَدَه على وَزْنِ القافِ، وَهَذِه مَعْذرةٌ لَطِيفَةٌ عَن أَبي حيَّة، واللَّهُ أَعْلَم، انتَهَى.
(أَو) اتفاقِيَةُ مِن (آخِر حَرْفٍ ساكِنٍ فِيهِ) ، أَي فِي البَيْتِ، (إِلَى أَوَّلِ ساكِنٍ يَلِيهِ مَعَ الحَرَكَةِ الَّتِي قبْلَ السَّاكِنِ) ؛) هَذَا قولُ الخَلِيلِ. ويقالُ مَعَ المُتحَرِّكِ الَّذِي قَبْلَ الساكِنِ كأَنَّ القافِيَةَ على قوْلِهِ مِنْ قَوْلِ لَبيدٍ:
عَفَتِ الدِّيارُ مَجَلُّهَا فمُقَامُها مِن فَتْحةِ القافِ إِلَى آخِر البَيْتِ، وعَلى الحِكايَةِ الثانيةِ مِن القافِ نَفْسِها إِلَى آخِرِ البَيْتِ.
(أَوْ هِيَ الحَرْفُ) الَّذِي (تُبْنَى عَلَيْهِ القَصِيدَةُ) ، وَهُوَ المسمَّى رَوِيًّا، هَذَا قولُ قُطْرُب.
وقالَ ابنُ كَيْسان: القافيَةُ كلُّ شيءٍ لَزِمت إعادَته فِي آخِر البَيْتِ، وَقد لَاذَ هَذَا بنَحْوٍ مِن قوْلِ الخَلِيلِ لَوْلَا خَلَلٌ فِيهِ.
قالَ ابنُ جنِّي: وَالَّذِي ثَبَتَ عنْدِي صحَّته مِن هَذِه الأقْوال هُوَ قَوْل الخلِيلِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه الأقْوالُ إنَّما يخصّ بتَحْقِيقِها صِناعَة القَافِيَةِ، ونحنُ ليسَ مِن غَرَضِنا هُنَا إلاَّ أَن نُعَرِّفَ مَا القافِيَةُ على مَذْهَبِ هَؤُلَاءِ كُلّهم من غيرِ إسْهابٍ وَلَا إطْنابٍ، وَقد بيَّناهُ فِي كتابِنا الوافي فِي أحْكامِ علْم {القَوافِي. وأمَّا حِكاية الأخْفَش مِن أنَّه سأَلَ مَنْ أَنْشَدَ:
لاَ يَشْتَكِينَ عَمَلاً مَا أَنْقَيْنْ فَلَا دَلالَةَ فِيهِ على أنَّ القافِيَةَ عنْدَهم الكَلِمَةُ، لأنَّه نَحا نَحْوَ مَا يرِيدُه الخَلِيلُ فلَطُف عَلَيْهِ أَن يقولَ: هِيَ مِن فَتْحةِ القافِ إِلَى آخِرِ البَيْتِ، فجاءَ بِمَا هُوَ عَلَيْهِ أَسْهَل وَبِه آنَس وَعَلِيهِ أَقْدَر، فذكَرَ الكَلِمَة المُنْطوِيَة على} القافِيَةِ فِي الحَقِيقَةِ مجَازًا، وَإِذا جازَ لَهُم أَنْ يسموا البَيْتَ كُلّه قافِيَةً لأنَّ فِي آخِرِهِ قافِيَة، فتَسْمِيَتهم الكَلِمة الَّتِي فِيهَا القافِيَة نَفْسها قافِيَة أَجْدَر بالجَوازِ، وَذَلِكَ قولُ حَسَّان:
فنُحْكِمُ بالقَوافِي مَن هَجانا
ونَضْرِبُ حِينَ تَخْتَلِطُ الدِّماءُوذَهَبَ الأخْفَشُ إِلَى أنَّهُ أَرادَ! بالقَوافِي هُنَا الأبْياتَ.
قالَ ابنُ جنِّي: وَلَا يمْتنِعُ عنْدِي أنَّه أَرادَ القَصائِدَ كقولِ الخَنْساء:
وقافِيَةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنا
نِ تَبْقى وتَهْلِك مَنْ قالَهاتَعْنِي قَصِيدَةً.
وقالَ آخَرُ:
نُبِّئْتُ قافِيَةً قِيلَتْ تَناشَدَها
قَوْمٌ سأَتْرُكَ فِي أَعْراضِهِم نَدَباوإذا جازَ أَن تسمَّى القَصِيدَة كُلَّها قافِيَة كَانَت تَسْمِيَة الكَلِمَة الَّتِي فِيهَا {القافِيَة} قافِيَة أَجْدَر؛ وَعِنْدِي أنَّ تَسْميةَ الكَلِمةِ والبَيْت والقَصِيدَةِ قافِيَةً إنَّما هُوَ على إرادَةِ ذُو القافِيَةِ، وَبِه خَتَمَ ابنُ جنِّي رأْيَهُ فِي تَسْمِيتِهم الكُلَّ قافِيَة.
وَقَالَ الأزْهرِي: العَرَبُ تُسمّي البَيْتَ من الشِّعْر قافِيَةً، ورُبَّما سَمّوا القَصِيدَةَ قَافِيَةً؛ ويقولونَ: رَوَيْت لفلانٍ كَذَا وَكَذَا قافِيَة.
( {والقِفْوَةُ، بالكسْرِ: الذَّنْبُ) ؛) وَمِنْه المَثَلُ: رُبَّ سامِعٍ عِذْرَتي لم يَسْمَعْ} قِفْوتي؛ العِذْرَةُ: المَعذِرَةُ، أَي رُبَّما اعْتَذَرْت إِلَى رجُلٍ من شيءٍ قد كَانَ منِّي وأَنا أظنُّ أَن قد بَلَغَه وَلم يكُنْ بلَغَه، يُضْرَبُ لمَنْ لَا يَحْفَظ سِرّه وَلَا يَعْرف عَيْبَه.
(أَو) {القِفْوَةُ: (أَنْ تقولَ للإنْسانِ مَا فِيهِ وَمَا ليسَ فِيهِ.
(} وأَقْفاهُ عَلَيْهِ) :) أَي (فضَّلَه) ؛) وَمِنْه قولُ غَيْلان الرّبعي يصِفُ فَرَساً:
{مُقْفًى على الحَيِّ قَصِيرَ الأَظْماء (و) أَقْفاهُ (بِهِ: خَصَّهُ) بِهِ ومَيَّزَه.
وَفِي المُحْكم: اخْتَصَّه.
(} والقَفِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: المَزِيَّةُ تكونُ لكَ على الغَيْرِ) ، تقولُ: لَهُ عنْدِي {قَفِيَّةٌ ومَزِيَّةٌ إِذا كانتْ لَهُ مَنْزلَةٌ ليسَتْ لغيرِهِ. ويقالُ:} أَقْفَيْته، وَلَا يقالُ: أَمْزَيْته.
(و) {القَفِيُّ، (كغَنِيَ: الحَفِيُّ) المُكْرم لَهُ. (وأَنا} قَفِيٌّ بِهِ) :) أَي (حَفِيٌّ.
(و) {القَفِيُّ: (الضَّيْفُ المُكْرَمُ) لأنَّه} يُقْفَى بالبرِّ واللّطْفِ، فَهُوَ فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
(و) ! القَفِيُّ: (مَا يُكْرَمُ بِهِ) الضَّيْفُ (من الطَّعَامِ) .
(وَفِي الصِّحاح: الشيءُ يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبيّ؛ وأَنْشَدَ لسَلامةَ بنِ جَنْدلٍ يصِفُ فَرَساً:
لَيْسَ بأسْفى وَلَا أَقْنى وَلَا سَغِلٍ يُسْقي دَواء {قَفِيّ السَّكْنِ مَرْبُوبوإنَّما جُعِلَ اللَّبَنُ دَواءً لأنَّهم يُضَمِّرُونَ الخَيْلَ لسَقْي اللَّبَنِ والحَنْذ، انتَهَى. ورَوَى بعضُهم هَذَا البَيْت يُسْقى دِوَاء، بكَسْرِ الدالِ، مَصْدَر دَاوَيْته.
وقالَ أَبو عبيدٍ: اللّبَن ليسَ باسْمِ} القَفِيِّ، ولكنَّه كانَ رُفِعَ لإنْسانٍ خُصَّ بِهِ يقولُ فآثَرْت بِهِ الفَرَسَ.
وقالَ اللّيْثُ: قَفِيُّ السَّكْنِ: ضَيْفُ أَهْلِ البَيْتِ.
( {وأَقْفَى: أَكَلَها) ، أَي القَفِيَّة (و) } القَفِيُّ: (خِيرَتُكَ مِن إخْوانِكِ، أَو المُتَّهَمُ مِنْهُم؛ ضِدٌّ.
( {وتَقَفَّى بِهِ) :) أَي (تَحَفَّى) بِهِ؛ (والاسْمُ:} القَفاوَةُ) ، بالفَتْحِ.
( {واقْتَفَى بِهِ: اخْتَصَ) ، أَي خَصَّ نَفْسَه بِهِ؛ قالَ الشاعِرُ:
وَلَا أَتَحَرَّى وِدَّ مَنْ لَا يَوَدُّني
وَلَا} أَقْتَفِي بالزادِ دُونَ زَمِيلِي (و) {اقْتَفَى (الشَّيءَ اخْتَارَهُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه المُقْتَفى للمُخْتار.
(} والتَّقافِي: البُهْتانُ) يَرْمِي بِهِ الرَّجلُ صاحِبَه؛ عَن أبي عُبيدٍ.
( {والقَفا، أَو قَفا آدَمَ: جبلٌ) قرْبَ عُكاظ لبَني هلالِ بنِ عامِرٍ.
ونَصُّ التكْمِلَةِ:} والقَفا: جَبَلٌ يقالُ لَهُ قَفا آُّدَمَ.
( {والقَفْوُ: ع.
(} والقُفْيَةُ، بالضَّمِّ: زُبْيَةٌ الصَّائِدِ) .
(وَقَالَ اللَّحْياني: هِيَ القُفْيَة والغُفْيَةُ.
وقيلَ: هِيَ كالزّبْيةِ إلاَّ أنَّ فَوْقَها شَجَراً.
( {والقَفْوُ: وَهَجٌ يَثُورُ عِنْد المَطَرِ) .
(ونَصُّ المُحْكم:} القَفْوَةُ: وَهْجةٌ تَثُورُ عنْدَ أَوَّلِ المَطَرِ. (وعُوَيْفُ {القَوافِي: شاعِرٌ) مَشْهُورٌ، وَهُوَ عُوَيْفُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ عقبَةَ بنِ حصْنِ بنِ حذيفَةَ بنِ بَدْرٍ، وإنَّما لُقِّبَ بذلكَ (لقَوْلِه:
(سأُكْذِبُ مَنْ قد كانَ يَزْعُمُ أَنَّنِي (إِذا قُلْتُ قَوْلاً لَا أُجِيدُ} القَوافِيا و) مِن المجازِ: (رُدَّ) فلانٌ ( {قَفاً، أَو على} قَفاهُ) :) إِذا (هَرِمَ) ؛) نقلَهُ الزَّمَخْشري.
وَفِي المُحْكم: يقالُ للشَّيْخِ إِذا كبرَ: رُدَّ على قَفاهُ.
وَفِي التّهذيب: إِذا هَرِمَ رُدَّ {قَفاً؛ وأَنْشَدَ:
إِن تَلْقَ رَيْبَ المَنايا أَو تُرَدَّ قَفاً
لَا أَبْكِ مِنْكَ على دِينٍ وَلَا حَسَبِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَفَيْتُه: رَمَيْتُه بالزِّنا.
ويقالُ:} قَفاً {وَقَفَوان، وَلم يُسْمَع قَفَيانِ، والتَّصْغيرُ} قُفَيَّة.
وقالَ أَبو حاتِمٍ: أَنْشَدَنا الأصْمعي:
وَهل علمت يَا {قُفَيُّ التنقله؟ فقُلْتُ لَهُ: أينَ التَّأْنِيثُ؟ هلاَّ قالَ: يَا قُفَيَّة؟ فقالَ: إنَّ هَذَا الرَّجْزَ ليسَ بقدِيمٍ كأنَّه يقولُ: هُوَ مِن كَلامِ المُولّدِين؛ نقلَهُ أَبُو عليَ القالِي.
وَفِي حديثِ طَلْحة: (فوضَعُوا اللُّجَّ على} قَفَيِّ) أَي السَّيْفَ على {قَفَايَ، وَهِي لُغَةٌ طائيَّةٌ، يُشَدِّدُونَ ياءَ المُتَكلِّم.
وهُم} قَفَا الأكَمةِ {وبقَفاها: أَي بظَهْرِها.
ورَكِبْتُ} قَفَا الجَبَلِ {وقافِيَتَه.
وجِئْتُ مِن} قافِيَةِ الجَبَلِ.
وَفِي حديثِ عُمَر: كتبَ إِلَيْهِ صَحِيفَة فِيهَا:
فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتِ
{قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِأَي وَراء سَلْعٍ وخَلْفه.
} والقَفْوُ: البُهْتانُ.
{واسْتَقْفاهُ:} قَفَا أَثَرَهُ ليَسْلُبَه، عَن الحوفي.
{وقَفَّى عَلَيْهِ} تَقْفِيَةً: أَتَى؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
كَمْ دُونَها من فَلاةٍ ذاتِ مُطَّرَدٍ
{قَفَّى عَلَيْهَا سَرابٌ راسِبٌ جارِيأَي أَتَى عَلَيْهَا وغَشِيَها.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: قَفَّى عَلَيْهِ: ذَهَبَ بِهِ؛ وأَنْشَدَ:
ومَأْرِبُ قَفَّى عَلَيْهِ العَرِمْ والاسْمُ} القِفْوَةُ؛ وَمِنْه الكَلامُ المُقَفَّى.
وَفِي الحديثِ: (لي خَمْسةُ أَسْماء مِنْهَا كَذَا وأَنا {المُقَفِّي) . وَفِي حديثٍ آخر: (وأَنا العاقِبُ) . قالَ شمِرٌ: المُقَفِّي نحْو العاقب وَهُوَ المُوَلِّي الذَّاهِبُ. يقالُ:} قَفَّى عَلَيْهِ: أَي ذَهَبَ؛ فكأَنَّ المَعْنى أَنَّهُ آخِرُ الأنْبياء.
وقيلَ: {المُقَفِّي المُتَّبع للنَّبِيِّين.
} وقَفَّى الرَّجلُ ذَهَبَ مُوَلِّياً، أَي أَعْطَاهُ {قَفاهُ؛ وقولُ ابنِ أَحْمر:
لَا} تَقْتَفي بهمُ الشمالُ إِذا
هَبَّتْ وَلَا آفاقُها الغُبْرُأي لَا تُقِيمُ الشّمال عَلَيْهِم، يُريدُ تُجاوُزَهم إِلَى غيرِهم لخِصْبِهم وكثْرَةِ خَيْرِهم.
! والقَفِيَّةُ المُختارُ. {وقَفَّيْتُ الشِّعْرَ} تَقْفِيَةً: أَي جَعَلْت لَهُ {قافِيَةً.
} والقَفِيُّ: القاذِفُ.
{والقَفَاوَةُ: الأَثَرَةُ؛ قالَ الكُمَيْت:
وباتَ وَلِيدُ الحَيِّ طَيَّانَ ساغِباً
وكاعِبُهم ذاتُ} القَفاوَةِ أَسْغَبُوقيلَ: هُوَ حسْنُ الغِذاءِ.
وَهُوَ {مُقْتَفًى بِهِ: إِذا كانَ مُكْرَماً.
} وأَقْفاهُ: أَعْطاهُ القَفاوَةَ؛ قالَ الشاعرُ:
{وتُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إِن كانَ جائِعا
وتُحْسِبُه إِن كَانَ ليسَ بجائِعِأَي تُعطيه حَتَّى يَقُول حَسْبي.
} والقَفِيَّةُ: الطَّعامُ يُخَصُّ بِهِ الرَّجُل.
{وتَقفَّاهُ: اخْتَارَهُ.
} وتَقَفَّى التَّثنِيَة أَو الأَكَمَة: رَكِبَ قَفاهَا.
{والقفيةُ: القَذِيفَةُ.
} والقِفْوَةُ: مَا اخْتَرْت من شيءٍ.
وَهُوَ {قِفْوَتي: أَي خِيرَتي ممَّنْ أُوثِره. وأَيْضاً تُهَمَتي، كأَنَّه مِن الأضْدادِ. وقالَ بعضُهم: قِرْفتي.
وقالَ أَبُو عَمْرٍ و:} القَفْو أَن يُصِيبَ النَّبتَ المَطَرُ ثمَّ يَرْكبه التُّراب فيَفْسُد؛ وهَمَزَه أَبو زَيْدٍ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: قَفِيَتِ الأرضُ قَفا إِذا مُطِرَتْ وفيهَا نَبْت فجعلَ المطَرُ على النَّبْتِ الغُبارَ فَلَا تأْكُلُه الماشِيَةُ حَتَّى يَجْلُوه النَّدَى.
قالَ الأزْهرِي: وسمِعْتُ بعضَ العَرَبِ يقولُ: {قُفِيَ العُشْب فَهُوَ} مَقْفُوٌّ، وَقد! قَفاهُ السَّيْلُ، وكَذلكَ إِذا حَمَل الماءُ التُّرابَ عَلَيْهِ فصارَ مُوبئاً. {والقِفْيَةُ، بالكسْرِ العَيْبُ؛ عَن كُراعٍ.
} والقَفِيَّةُ: الناحِيَةُ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وأَنْشَدَ:
فأَقْبَلْتُ حَتَّى كنتُ عِنْد {قَفِيَّةٍ
من الجالِ والأنْفاسُ مِنِّي أَصُونُهاأَي فِي ناحِيَةٍ مِن الجالِ.
} والقفيانِ، كعليان: موضِعٌ.
ويقالُ فِي تَثْنِيَة {قَفاً} قَفَوان. قالَ أَبو الهَيْثم: وَلم أَسْمَعْ قَفَيانِ.
{وقَفَا اللَّهُ أَثَرَه: مثْلُ عَفا.
} وقَفى عَلَيْهِم الخيالُ إِذا ماتُوا.

صنع

(صنع) - قَولُه تَباركَ وتعالى: {صُنْعَ اللَّهِ} .
: أي قَولَه وفعلَه. - وقَولُه تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} .
: أي عَملاً. والصُّنْع والصَّنْع والصَّنْعة واحِدٌ.
- وفي حديث عُمر، - رضي الله عنه -: "الأَمَة غَيْرُ الصَّنَاعِ": الرَّفِيقَة عَمَل اليَدْين، ضِدُّ الخَرْقاء.
يقال: رجل صَنَع وامرأة صَنَاع: إذا كانا لهما صَنْعة يَعْملانِها بأَيْدِيهما.
- في حديث جابر - رضي الله عنه -: "كانَ يُصانِعُ قائِدَه".
: أي يُدارِى، والمُصانَعة: الرِّشْوة؛ وهو أن تَصْنَع له شيئاً ليَصْنَع لكَ شيئاً آخرَ، وهي مُفاعَلَة من الصُّنْع.
- في حديث سَعْد، - رضي الله عنه -،: "لو أَنَّ لأحَدِكم وادِيَىْ مَالٍ، ثم مرّ على سَبْعة أَسْهُم صُنُعٍ لَكلَّفته نَفسُه أن يَنْزِل فيأخُذهَا".
كذا قال: صُنُع.
قال الحربي : وأظنّه صِيغَةً: أي مُسْتَوِيةً من عمل رجل واحد. - في الحديث: "مَنْ بَلغَ الصِّنْع بسَهْم"
: أي ما يُتَّخَذ للمَاءِ، وجَمعُه أَصْنَاع . ويقال لها المصْنَع والمصانع أيضا.
ويقال: المَصانِع: المَبانىِ من القَصُور وغَيرِها. كأنه يُريِد الحِصْن ها هنا.
صنع
الصُّنْعُ: إجادةُ الفعل، فكلّ صُنْعٍ فِعْلٌ، وليس كلّ فعل صُنْعاً، ولا ينسب إلى الحيوانات والجمادات كما ينسب إليها الفعل. قال تعالى:
صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ
[سورة النمل/ 88] ، وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ
[هود/ 38] ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ
[هود/ 37] ، أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف/ 104] ، صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ
[الأنبياء/ 80] ، تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ
[الشعراء/ 129] ، لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ
[المائدة/ 63] ، حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها
[هود/ 16] ، تَلْقَفْ ما صَنَعُوا، إِنَّما صَنَعُوا [طه/ 69] ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ
[العنكبوت/ 45] ، وللإجادة يقال للحاذق المُجِيدِ: صَنَعٌ، وللحاذقة المُجِيدَةِ: صَنَاعٌ ، والصَّنِيعَةُ: ما اصْطَنَعْتُهُ من خيرٍ، وفرسٌ صَنِيعٌ: أُحْسِنَ القيامُ عليه. وعبّر عن الأمكنة الشّريفة بِالْمَصَانِعِ. قال تعالى: وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ [الشعراء/ 129] ، وكنّي بالرّشوة عن المُصَانَعَةِ، والاصْطِنَاعُ: المبالغة في إصلاح الشيء، وقوله: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي
[طه/ 41] ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي
[طه/ 39] ، إشارة إلى نحو ما قال بعض الحكماء: (إنّ الله تعالى إذا أحبّ عبدا تفقّده كما يتفقّد الصّديق صديقه) .

صنع


صَنَعَ(n. ac. صَنْع
صُنْع)
a. Made, wrought, put together, constructed; manufactured
fabricated.
b. Did, performed.
c.(n. ac. صَنْع
صَنْعَة), Tended; reared; kept well.
d. [Ila], Bestowed, conferred upon (favour).

صَنِعَ(n. ac. صَنَع)
a. Was skilful.

صَنَّعَa. see I (c)b. Arranged; embellished; praised up ( his goods:
merchant ).
صَاْنَعَa. Flattered, cajoled.

أَصْنَعَa. see I (c)b. Aided, assisted.

تَصَنَّعَa. Was affected, consequential.
b. Beautified, painted herself (woman).

إِصْتَنَعَ
(ط)
a. Prepared a feast.
b. Did good to.
c. Taught (apprentice).
d. Ordered, had made.
e. Invented.
f. [acc. & La], Attached to (himself).
صَنْعa. Action, act, deed.

صَنْعَةa. Work; handicraft, trade; art; occupation, avocation
profession.
b. Skill.

صِنْعَىa. Clever, skilful, good workman.

صُنْعa. see 1b. Benefit, kindness.

صُنْعَى
صَنَع a. ya
see 2ya
صُنُعَىa. see 2ya
مَصْنَع
(pl.
مَصَاْنِعُ)
a. Tank, cistern, trough.

مَصْنَعَة
(pl.
مَصَاْنِعُ)
a. Feast, banquet, entertainment.
b. Occupation.
c. see 17
مَصْنُعَةa. see 17
صَاْنِع
(pl.
صُنَّاْع)
a. Maker; creator; artificer; handicraftsman, artisan
mechanic.
b. [ coll. ], Apprentice.
c. [ coll. ], Servant.
صَنَاْع
(pl.
صُنُع)
a. Workman, artisan.
b. Skilful, clever.

صِنَاْعَة
(pl.
صَنَاْئِعُ)
a. Trade, handicraft, art; occupation.

صِنَاْعِيّa. Artificial.

صَنِيْع
(pl.
صُنُع)
a. Deed, action.
b. Good deed, benefit, kindness.
c. Polished (sword).
d. see 22 (b)
صَنِيْعَة
(pl.
صَنَاْئِعُ)
a. see 25 (a) (b).
مَصَاْنِعُa. Buildings, constructions, edifices :palaces
fortresses.

N. Ag.
تَصَنَّعَa. Affectation.

صِنْع اليَدَيْن
a. صَنَع اليَدَيْن
(pl.
أَصْنَاْع), Skilful, expert, dexterous; good workman.

أَصْحَاب الصَنَائِع
a. Artisans.
[صنع] الصُنْعُ بالضم: مصدر قولك صَنَعَ إليه معروفاً. وصَنَعَ به صَنيعاً قبيحاً، أي فعل. والصِناعَةُ: حرفةُ الصانِع، وعمله الصَنْعَةُ. وصَنْعَةُ الفرسِ أيضاً: حُسْنُ القيام عليه. تقول منه: صَنَعْتُ فرسي صَنْعاً وصَنْعَةً، فهو فرسٌ صَنيعٌ. قال الشاعر : فَنَقَلْنا صَنْعَهُ حتَّى شَتا * ناعِمَ البالِ لَجوجاً في السَنَنْ * وسيفٌ صَنيعٌ، أي مَجْلُوٌّ. قال الشاعر  بأبيض من أمية مَضْرَحِيٍّ * كأنَّ جَبينَهُ سيفٌ صَنيعُ * وامرأة صَناعُ اليدين، أي حاذقةٌ ماهرةٌ بعمل اليدين. وامرأتان صناعان. قال رؤبة: إما ترى دهري حناني حفضا * أطر الصناعين العريش القعضا * ونسوة صنع، مثال قذال وقذل. ورجل صنيع اليدين وصنع اليدينِ أيضاً بكسر الصاد، أي صانِعٌ حاذقٌ. وكذلك رجلُ صَنَعُ اليدين، بالتحريك. قال أبو ذؤيب: وعليهما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما * داوُدُ أو صنع السوابغ تبع * هذه رواية الاصمعي. ويروى: " صنع السوابغ ". واصطنعت عند فلانٍ صَنيعَةً. واصْطَنَعْتُ فلاناً لنفسي، وهو صَنيعَتي، إذا اصْطَنَعْتَهُ وخَرَّجْتَهُ. وقولهم: ما صنعت وأباك، تقديره مع أبيك، لان مع والواو جيمعا لما كانا للاشتراك والمصاحبة أقيم أحدهما مقام الآخر، وإنما نصب لقبح العطف على المضمر المرفوع من غير توكيد، فإن وكدته رفعت وقلت ما صنعت أنت وأبوك. والتَصَنُّعُ: تكلّف حُسْنِ السَمتِ. وتَصَنَّعَتِ المرأة، إذا صَنَعَتْ نفسَها. والمُصانَعَةُ: الرُشْوَةُ. وفي المثل: " مَنْ صانَعَ بالمال لم يحتشم من طلب الحاجة ". والمَصْنَعَةُ: كالحوض يُجْمَعُ فيه ماء المطر، وكذلك المَصْنَعَةُ بضم النون. والمصانع: الحصون. وصنعاء ممدود: قصبة اليمن، والنسبة إليها صنعاني على غير قياس، كما قالوا في النسبة إلى حران حرنانى، وإلى مانى وعانى: منانى وعنانى.
[صنع] فيه: إذا لم تستحي "فاصنع" ما شئت - تدم في ح. وفي ح عمر: انظر من قتلني "الصنع"؟ رجل صنع وامرأة صناع أي لهما صنعة يعملانها بأيديهما ويكسبان بها. ك: هو بفتح صاد ونون، قيل: كان نجارًا، وقيل: نحاتًا للأحجار، وأمر بالمعروف، روي أنه طلب منه أن يكلم مولاه ليضع من خراجه وكان دينارًا فقال: إنك لعامل محسن! ما هذا بكثير؛ قال عمر: ألا تعمل لنا رحى؟ قال: بلى، فلما ولى قال: لأعملن لك رحى يتحدث بها بين المشرق والمغرب! وكان مجوسيًا أو نصرانيًا. نه: ومنه: الأمة غير "الصناع". وفيه: "اصطنع" النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ذهب، أي أمر أن يصنع له، كاكتتب أي أمر أن يكتب له. ومنه: أوقدوا "اصطنعوا"، أي اتخذوا صنيعًا أي طعامًا تنفقونه في سبيل الله. ج: وح: أنت كليم الله الذي "اصطنعك" لنفسه، هذا تمثيل لما أعطاه الله تعالى من منزلة التقريب والتكريم بحال من يراه بعض الملوك بجوامع خصال فيه أهلًا لئلا يكون أحد أقرب منزلة منه، وهو افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة. غ: ((و"اصطنعتك" لنفسي))، اخترتك لخاصة أمر استكفيكه. نه: وفيه: كان "يصانع" قائده، أي يداريه، والمصانعة أن تصنع له شيئًا ليصنع لك شيئًا. وفيه: من بلغ "الصنع" بسهم، هو بالكسر موضع يتخذ للماء، وجمعه أصناع، ويقال لها: مصنع ومصانع، وقيل: أراد به هنا الحصن، والمصانع مباني من القصور وغيرها. قا: ومنه: ((وتتخذون "مصانع")). نه: وفيه: لو أن لأحدكم وادي مال ثم مر على سبعة أسهم "صنع" لكلفته نفسه أن ينزل فيأخذها - الحربي، وأظنه صيفة أي مستوية من عمل رجل واحد. ج: ويكف عليه "صنيعته"، أي حرفته، وكفها جمعها عليه وردها إليه. ك: إذا "أصنع" كما "صنع" النبي صلى الله عليه وسلم من التحلل حين حصر بالحديبية. ومنه: و"اصنع" في عمرتك ما تصنع في حجتك، من اجتناب المحرمات وأعمال الحج إلا الوقوف بعرفة والرمي. وفيه: ما حملك على ما "صنعت"، من الرجوع وعدم التوقف أي بعد الاستئذان ثلاثًا. وح: ابرأ إليك مما "صنع" من قتله لقوم أسلموا بقولهم: صبأنا. ((و"لتصنع" على عيني))، أي تغذى بلفظ مجهول المخاطب من التفعيل وباعجام غين وذال وهو تفسير لتصنع. وتعين "صانعًا"، وروى بضاد معجمة وبهمزة بدل نون، والأول أصح لمقابلته بالأخرق. ط: كالإبل المخشوش "يصانع" قائده، أي يوافقه وينقاد له، فإذا شجرتين أي وجدتهما، وروي بالرفع، انقادي أي لا تعصي. و"صنعاء" بالمد بلد باليمن وهو أول بلد بني بعد الطوفان. غ: هو "صنيعه" و"صنيعته" أي تخريجه وتربيته.
صنع
صنَعَ يَصنَع، صُنْعًا وصَنيعًا وصَنْعًا وصِناعةً، فهو صانع، والمفعول مَصْنوع وصَنيع
• صنَعَ الشَّيءَ:
1 - عمله وأنشأه "صنَع الخير- صنَع النَّجَّارُ منضدَة- يعمل في صناعة الأخشاب- {وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا} - {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} " ° صنَع من الحبَّة قبَّة: بالغ في الأمر.
2 - حوَّله من مادّة أوليَّة إلى شيء صالح للاستعمال، أنتجه بالصِّناعة "صنَع الأقمشةَ- الصَّانع المهملُ يلقي باللاّئمة على أدواته".

• صنَعَ إليه معروفًا/ صنَعَ له معروفًا: أسداه وقدَّمه.
• صنَعَه بعين فلانٍ: قام بالعمل مشمولاً برعايته " {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} ".
• صنَعَه على عينه: تولَّى توجيهه في جميع أطوار حياته " {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} " ° صنع ولدَه: ربّاه.
• صنَعَ به صُنْعًا قبيحًا: أساء إليه. 

صنِعَ يَصنَع، صَنَعًا، فهو صَنِع
• صنِعَ العاملُ: مهَر في الصُّنع "صنِع فلانٌ في تشكيل الذَّهب وتنميقه". 

استصنعَ يستصنع، استصناعًا، فهو مُستصنِع، والمفعول مُستصنَع
• استصنعَ النَّجَّارَ مكتبًا: طلب منه أن يصنعه له "استصنع الصائغَ خاتمًا". 

اصطنعَ يصطنع، اصطناعًا، فهو مُصطنِع، والمفعول مُصطنَع
• اصطنعَ عند فلانٍ صَنيعةً: أحسن إليه.
• اصطنعَ الشَّيءَ: صنَعه، عمله "اصطنع الحدَّادُ بابًا".
• اصطنعَ الوثيقةَ: زوَّرها وزيَّفها "أمرٌ مُصْطنع".
• اصطنعَ فلانًا خاتمًا: سأله أو أمرَه أن يصنعه له.
• اصطنعَ إليه معروفًا: صَنَعه، أسداه وقدَّمه "اصطناع المعروف يقي مصارعَ السُّوء".
• اصطنعَ فلانًا لنفسه: اختاره واصطفاه " {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى. وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}: اصطفيتك لرسالتي". 

تصنَّعَ/ تصنَّعَ في يتصنَّع، تصنُّعًا، فهو مُتصنِّع، والمفعول مُتصنَّع (للمتعدِّي)
• تصنَّعتِ البلادُ: صارت صناعيَّة، تزوَّدت بتجهيزات صناعيَّة "تصنّعت السِّينما".
• تصنَّع الشَّخصُ الكرمَ: تظاهر به، وهو ليس فيه "تصنَّع الألمَ- تصنَّع الممثِّلُ المشهدَ".
• تصنَّع الخطيبُ في كلامه: تكلَّف، تقعَّر، أسرف في الصِّياغة اللفظيَّة. 

صانعَ يصانع، مُصانَعةً، فهو مُصانِع، والمفعول مُصانَع
• صانع الرَّجُلَ: داهنه ولاينه، داراه وخادعه "صانع رئيسَه- هو يصانع في أمورٍ كثيرة- ومن لم يُصانِع في أمور كثيرةٍ ... يُضرَّس بأنيابٍ ويُوطأ بمنسمِ". 

صنَّعَ يصنِّع، تصنيعًا، فهو مُصنِّع، والمفعول مُصنَّع
• صنَّع الشَّيءَ: صنعه، قام بصنعه، حسَّنه وزيَّنه بالصِّناعة "صنَّع النَّجَّارُ منضدة- صنّع آلةً حديثة" ° يُصنِّع نفسه: يقوم على تحسينها وتزيينها.
• صنَّع الأُمَّةَ: جعلها صناعيّة بالوسائل الاقتصاديّة، أقام فيها الصِّناعات "بلاد حديثة التَّصنيع". 

اصطناعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اصطناع.
2 - ما كان مصنوعًا، غير طبيعيّ "حريرٌ/ وَرْدٌ اصطناعيّ- قلب اصطناعيّ".
• القمر الاصطناعيّ: جهاز يطلق بواسطة صاروخ إلى الفضاء خارج الجاذبيَّة الأرضيَّة، ويدور حول الأرض أو غيرها حاملاً أجهزة علميَّة تستخدم في الأرصاد الجويَّة والأغراض العسكريَّة والاتِّصالات الصَّوتيَّة والمرئيَّة.
• التَّنفُّس الاصطناعيّ: (طب) استنشاق الغاز أو البخار أو الهواء بواسطة أداة مخصّصة لذلك، أو طريقة يدويَّة للحفاظ على التَّنفُّس في جسْم الإنسان الذي توقَّف عن التَّنفُّس "جهاز تنفُّس اصطناعيّ". 

تَصَنُّع [مفرد]:
1 - مصدر تصنَّعَ/ تصنَّعَ في.
2 - (دب) زخرفة الكلام وتنميقه بحيث يخرج عن الطَّبع والبساطة. 

تَصْنيع [مفرد]:
1 - مصدر صنَّعَ.
2 - جعل الأمّة صناعيّة بالوسائل الاقتصاديّة ونشر الصناعة فيها. 

صانِع [مفرد]: ج صانِعون وصَنَعة وصُنَّاع، مؤ صانِعة، ج مؤ صانعات وصَوانِعُ:
1 - اسم فاعل من صنَعَ ° صانعُ أخبارٍ: مُختلقها.
2 - من يصنع شيئًا بيديه، من يحترف الصناعةَ "ساعدت الحكومةُ الصُّنّاع- صانع الأحذية" ° امرأةٌ صانعةُ اليدين: ماهرة ومجيدة في عمل اليدين- صانع مصيره: مكوِّنه بنفسه وفاعله.
• الصَّانِع:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المركِّب،
 المهيِّئ، الفاعل المتقن لفعله، الذي يجمع بين الاختراع والتَّركيب معًا.
2 - (سف) مُبْدِع الكون وخالقه. 

صنائعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صَنائِعُ: على غير قياس.
2 - عاملٌ ماهرٌ، محترف، صاحب صناعة يدويَّة كالخيّاط والحدَّاد "نقَّاش صنائعيّ". 

صِناعة [مفرد]: ج صِناعات (لغير المصدر) وصَنائِعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر صنَعَ ° أرباب الصِّناعات: أصحاب الحِرَف.
2 - كلّ علمٍ أو فنٍّ مارسه الإنسانُ حتى يمهَر فيه ويصبح حرفة له كالحياكة والطِّبّ وغيرها "صناعة السِّينما- صناعة شريفة- مدرسة الفنون والصنائع" ° الصِّناعة المسرحيَّة: البراعة في تقنيات وأدوات المسرح- علم الصِّناعات: معرفة الوسائل الصناعيّة ومدارستها علميًّا وعمليًّا، وتكنولوجيًّا.
3 - فن استخراج الموادّ الأوَّليَّة وعملها وتحويلها إلى موادّ للاستعمال، وهي نوعان: خفيفة كالموادّ الغذائيّة، وثقيلة كالسُّفن والطَّائرات "صناعات إلكترونيّة".
• صناعة ثقيلة: صناعة الماكينات والأدوات الكبيرة المعقّدة كالطائرات والسُفُن.
• صِناعة المعجم: (لغ) وصف الكلمات ومعانيها وتدوين المصطلحات. 

صِناعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صِناعة: "دول/ ثورة/ منتجات/ منطقة صِناعيّة" ° مُجَمَّع صناعيّ: مكان تتجمّع فيه عدَّة صناعات- مَرْكَز صناعيّ: مكان توجد فيه عدّة نشاطات وسواها مجتمعة فيه.
2 - ما يُستفاد بالتَّعلُّم من أرباب الصِّناعات "الفنّ الصِّناعيّ".
3 - ما ليس بطبيعيّ "حريرٌ/ إسفنج صناعيٌّ".
4 - صاحِب الصِّناعة "هو صناعيّ ماهر".
• القمر الصِّناعيّ: (فك) جهاز يطلق بواسطة صاروخ إلى الفضاء خارج الجاذبيّة الأرضيَّة، ويدور حول الأرض أو غيرها حاملاً أجهزة علميَّة تستخدم في الأرصاد الجويّة والأغراض العسكريَّة والاتِّصالات الصَّوتيّة والمرئيّة، وذلك أثناء دورانه في الفضاء الجوِّيّ.
• المصدر الصِّناعيّ: (نح) ما انتهى بياء مشدَّدة وتاء مأخوذ من المصدر كالفروسيَّة، أو من أسماء الأعيان كالخشبيَّة، أو من المشتقَّات كالقابليَّة، أو من الأدوات كالماهيَّة والكيفيَّة. 

صَنْع [مفرد]: مصدر صنَعَ. 

صَنَع [مفرد]: مصدر صنِعَ. 

صَنِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صنِعَ: صانِع حاذق. 

صُنْع [مفرد]:
1 - مصدر صنَعَ ° بديع الصُّنع: رائع- صنع الله: خلقه- مُحْكَم الصُّنع: أُجيد عملُه- مِنْ صُنع الخيال: من نتاج خياله، غير واقعيّ.
2 - مصنوع " {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}: مخلوقاته".
3 - إحسان. 

صَنْعة [مفرد]: ج صَنَعات وصَنْعات:
1 - اسم مرَّة من صنَعَ.
2 - عمل الصَّانع وحرفته "صَنْعة النجار- صنعة في اليد سوار من ذهب" ° في يده صَنْعَة.
3 - صُنْع وإنتاج " {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ}: عمل الدُّروع التي تلبس في الحرب".
• الصَّنعة: الطَّريقة المنظَّمة الخاصَّة التي تتَّبع في عمل يدويّ أو ذهنيّ "يشرب الصَّنعة". 

صَنيع [مفرد]: ج صَنائِعُ (لغير المصدر)، مؤ صَنيعة (لغير المصدر):
1 - مصدر صنَعَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من صنَعَ: مصنوع ° فلانٌ صَنيعُ فلانٍ: ثمرة تربيته وربيب نعمته.
3 - كلّ ما صُنع من خير ونحوه، فعل حسن، إحسان "نعم الصَّنِيع ما فعلت- شكره على صنيعه- قد تُحسن الصَّنيعَ لياليه ... ولكنْ تكدِّر الإحسانا". 

صَنيعة [مفرد]: ج صنيعات وصَنائِعُ: صَنيع، كلّ ما عُمل من خير أو إحسان "شكر له صنيعته- وقد أنسى الإساءة من حسود ... ولا أنسى الصَّنيعة والفِعالا" ° هو صَنيعة فلان: ثمرة تربيته وربيب نعمته. 

مُصانَعة [مفرد]:
1 - مصدر صانعَ.
2 - رشوة. 

مَصْنع [مفرد]: ج مَصانعُ:
1 - اسم مكان من صنَعَ: موضع تمارس فيه صناعة ما "مصنع الأسلحة/ الغزل والنَّسيج/ السّيّارات/ الحديد والصلب" ° أرباب المصانع: الصّناعيّون.
2 - مبنى عبارة عن قصر أو حصن أو قرية أو بئر وغير ذلك من الأمكنة العظيمة " {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} ". 

مَصنعيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مَصْنع: أجرة الصُّنع. 

مُصَنَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من صنَّعَ.
2 - جاهز، مصنوع مُسبقًا "بَيْتٌ مُصَنَّع".
3 - مادَّة أوليَّة تستعمل في صناعة من الصِّناعات "حديدٌ/ غازٌ مُصَنَّع".
4 - مُخلَّق معمليًّا "بلازما مُصنَّعة- أنسولين مُصنَّع". 

مَصْنوع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من صنَعَ.
2 - ما يُصنع باليد أو الآلة، أو يعالج بعدد من العمليّات الصناعيّة "مصنوعات يدويّة/ وطنيَّة".
• الشِّعر المصنوع:
1 - (دب) ما كان متكلَّفًا، ضدّه المطبوع.
2 - (نح) ما صنعه بعض أهل النَّحو من الشِّعر ونسبوه إلى العرب لإثبات دعواهم في المسائل النَّحويَّة. 
(صنع) : الصَّنِيعُ: العُشُّ الذي ليسَ فيه بَيضٌ.
صنع: {مصانع}: أبنية. {صنعا} وصنيعا: عملا. {ولتصنع}: تربى وتغذى.
(صنع)
الشَّيْء صنعا عمله وَبِه صنعا قبيحا أَسَاءَ إِلَيْهِ وَله أَو إِلَيْهِ مَعْرُوفا أسداه وفرسه وَنَحْوه تعهده وَأحسن الْقيام عَلَيْهِ وَيُقَال صنعه على عينه إِذا تولى تَوْجِيهه فِي جَمِيع أطوار حَيَاته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ولتصنع على عَيْني} وصنعه بِعَين فلَان قَامَ بِالْعَمَلِ مشمولا برعايته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واصنع الْفلك بأعيننا}

(صنع) صنعا مهر فِي الصنع فَهُوَ صنع
ص ن ع: (الصُّنْعُ) بِالضَّمِّ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: (صَنَعَ) إِلَيْهِ مَعْرُوفًا. وَصَنَعَ بِهِ (صَنِيعًا) قَبِيحًا أَيْ فَعَلَ. وَ (الصِّنَاعَةُ) بِالْكَسْرِ حِرْفَةُ الصَّانِعِ وَعَمَلُهُ (الصَّنْعَةُ) . وَ (اصْطَنَعَ) عِنْدَهُ (صَنِيعَةً) . وَ (اصْطَنَعَهُ) لِنَفْسِهِ فَهُوَ (صَنِيعَتُهُ) إِذَا اصْطَنَعَهُ وَخَرَّجَهُ. وَ (التَّصَنُّعُ) تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ. وَ (تَصَنَّعَتِ) الْمَرْأَةُ إِذَا (صَنَعَتْ) نَفْسَهَا. وَ (الْمُصَانَعَةُ) الرِّشْوَةُ، وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ (صَانَعَ) بِالْمَالِ لَمْ يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَبِ الْحَاجَةِ. وَ (الْمَصْنُعَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا كَالْحَوْضِ يُجْمَعُ فِيهِ مَاءُ الْمَطَرِ. وَ (الْمَصَانِعُ) الْحُصُونُ. وَ (صَنْعَاءُ) مَمْدُودًا قَصَبَةُ الْيَمَنِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (صَنْعَانِيٌّ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. 
صنع
الأصنَاعُ: الأسْواق. وقيل: المَدائنُ وكُل مَوْضِع صُنِعَ فيه. وهي مَنَاقِعُ الماء ايضاً، الواحِدُ: صِنْعٌ - بكَسْر الصاد -، ومِثْلُها المَصَانِعُ: الواحِدُ مَصْنعَة. والمَصَانِعُ - أيضاً -: الآثارُ الأبْنِيَة.
والصَناعُ والصَنَّاعَةُ: خَشب يُتَّخَذُ في الماء لِيُحْبَسَ به ويُسَوّى. وكذلك الأصْنَاعُ - جَمَاعَةُ صِنْع -: مِثْل الخَشَب يُتخَذُ لُمسْتَنْقَع الماء.
ورَجُلٌ صَنَعُ اليَدَيْن وصِنْعُ اليَدَيْن: رفيْق،، من قوم صُنُع الأيدي. وامْرأةٌ صَنَاعً اليَد: كذلك. قال يعقوب: رَجُل صَنَعٌ، فإذا أضَفْتَ إِلى اليدَيْن قُلتَ: صِنْعُ اليَدَين؛ فَسَكنْتَ.
والصنْعُ: السَّفُّوْدُ. والثوْبُ أيضاً، يُقال: رأيْتُ عليه صِنْعاً جيداً. والصنِيْعَةُ: ما اصْطَنَعْتَ من خَيْرٍ. وهو صَنِيْعَتُه: إذا اصْطَنَعَه وخَرجَه. والصِّناعُ: الذين يَعْملون بأيديهم. والفِعْلُ: الصَنَاعَة.
والمُصَانعَةُ: من الرُشَا.
والتَّصَنُعُ: التَّرائي.
وصَنَعْتُ الفَرَسَ فهو صَنِيْعٌ: أحْسَنْت القِيامَ عليه.
أو صَنَعَ الجاريةَ تصنيعاً: أي أحْسَنَ اليها وسًمّنَها.
وصَنِّع الجاريةَ تَصْنِيعاً: لأنَّه يكونُ بِعِلاجٍ طويل وأشْياءَ كثيرة. أو أصْنَعَ الرجُلُ: إِذا أعَانَ آخر.
أو أصْنَعَ الأخْرقُ: تَعَلَّمَ وأحْكمَ.
(ص ن ع) : (الصِّنَاعَةُ) حِرْفَةُ الصَّانِعِ وَهُوَ الَّذِي يَعْمَلُ بِيَدِهِ وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - تُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ ذِي صَانِعٍ صِنَاعَتُهُ مَعْنَاهُ إنْ صَحَّ الْحَدِيثُ تُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ ذِي صِنَاعَةٍ مَصْنُوعُهُ (وَاسْتَصْنَعَهُ) خَاتَمًا مُعَدًّى إلَى مَفْعُولَيْنِ مَعْنَاهُ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَصْنَعَهُ (وَاصْطَنَعَ) عِنْدَهُ صَنِيعَةً إذَا أَحْسَنَ إلَيْهِ وَقَوْلُ السَّرَخْسِيِّ وَإِذَا اسْتَصْنَعَ عِنْدَ الرَّجُلِ قَلَنْسُوَةً وَلَفْظُ الرِّوَايَةِ وَإِذَا (اصْطَنَعَ) عِنْدَ الرَّجُلِ تَوْرًا فِي الْأَوَّلِ عِنْدَ زِيَادَةٍ وَفِي الثَّانِي الِاسْتِعْمَالُ لَا فِي مَحَلِّهِ (وَرَجُلٌ صَنَعٌ) بِفَتْحَتَيْنِ وَصَنَعُ الْيَدَيْنِ أَيْ حَاذِقٌ رَقِيقُ الْيَدَيْنِ وَامْرَأَةٌ صَنَاعٌ وَخِلَافُهَا الْخَرْقَاءُ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهَا كَانَتْ صَنَعَةُ الْيَدَيْنِ فَكَأَنَّهُ لَمَّا سَمِعَ فِي الْمُذَكَّرِ صَنَعًا وَصَنِيعًا وَأَرَادَ وَصْفَ الْمُؤَنَّثِ زَادَ الْهَاءَ قِيَاسًا عَلَى مَا هُوَ الْأَغْلَبُ فِي الصِّفَاتِ وَلَمْ يَهِمْ أَنَّ الْقِيَاسَ يَتَضَاءَلُ عِنْدَ السَّمَاعِ (وَصَانَعَهُ) بِالْمَالِ رَشَاهُ (وَالْمَصْنَعَةُ) كَالْحَوْضِ يُتَّخَذُ لِمَاءِ الْمَطَرِ (وَصَنْعَاءُ الْيَمَنِ) قَصَبَتُهُ.
ص ن ع

هو صانع من الصناع ماهر في صناعته وصنعته، واستصنعته كذا، ورجل صنع: ماهر، وصنع اليدين، وامرأة صناع، وقوم صنع. ونعم ما صنعت. ونعم الصنيع صنيعك. وما أحسن صنع الله تعالى عندك. وفلان صنيعتك ومصطنعك، واصطنعتك لنفسي. قال الطحيئة:

فإن يصطنعني الله لا أصطنعكم ... ولا أوتكم مالي على العثرات

واصطنعت عنده صنيعة. وصنع الله تعالى لك. وفلان مصنوع له. وقد تصنع فلان. واتخذ مصنعة للماء وصنعاً ومصانع وأصناعاً. " وتتخذون مصانع ": قصوراً ومدائن، والعرب تسمى القرية والقصر: مصنعة. ويقولون: هو من أهل المصانع يعنون القرى والحضر. وقال لبيد:

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

وقال ابن مقبل:

أصوات نسوان أنباط بمصنعة ... يجدن للنوح واجتبن التبابينا

لبسن البجد.

ومن المجاز: صنع فرسه، واصنع فرسك. وفرس فلان قيٌّ مصنوعٌ. والفرس في صنعته وهو تعهده والقيام عليه. وصنع الجارية تصنيعاً. وثوب صنيع: جيد. وسيف صنيع: يتعهد بالجلاء. قال:

بأبيض من أمية عبشمي ... كأن جبينه سيف صنيع

وقال الطرماح:

بماء سماء غادرته سحابة ... كمتن اليماني سل وهو صنيع

وكنت في صنيع فلان ومصنعة فلان وهي المدعاة. وفرس مصانع: لا يعطيك جميع ما عنده من السير كأنه يرافقك بما يبذل منه ويصون بعضه، ومنه: صانعت فلاناً إذا داريته، ومنه: المصانعة بالرشوة.
(ص ن ع)

صَنَعَه يصْنَعُه صُنْعا، فَهُوَ مَصْنُوع، وصَنيع: عمله.

واصْطَنَعَه: اتَّخذه. وَقَوله تَعَالَى: (وَاصْطَنْعتُك لنَفسِي) : تَأْوِيله: اخْتَرْتُك لإِقَامَة حجتي، وجعلتك بيني وَبَين خلقي، حَتَّى صرت فِي الْخطاب عني والتبليغ، بالمنزلة الَّتِي أكون أَنا بهَا لَو خاطبتهم، واحتججت عَلَيْهِم.

واسْتَصْنَعَ الشَّيْء: دَعَا إِلَى صُنْعه. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

إِذا ذَكَرَتْ قَتْلَى بكَوْساء أشْعَلَتْ ... كَوَاهِية الأخْرَابِ رَثّ صُنُوعها

صُنوعها: جمع لَا أعرف لَهُ وَاحِدًا.

والصّناعة: مَا تستصنع من أَمر.

وَرجل صَنَع الْيَد، وصَناع الْيَد، من قوم صَنْعَى الْأَيْدِي، وصُنُع، وصُنْع. وَأما سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: لَا يكسر صَنَعٌ الْبَتَّةَ، استغنوا عَنهُ بِالْوَاو وَالنُّون. وصِنْع الْيَد، من قوم صِنْعى الْأَيْدِي، وأصْناعِ الْأَيْدِي.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ الصِّنْع مُفردا وَامْرَأَة صَناع الْيَد. وَتفرد فِي الْمَرْأَة، من نسْوَة صُنُعِ الْأَيْدِي. وَلَا يفرد صَناع الْيَد فِي الْمُذكر. وَفِي الْمثل: " لَا تعدم صَناعٌ ثَلَّة ". الثلَّة: الصُّوف، وَالشعر، والوبر.

قَالَ ابْن جني: قَوْلهم: " رجل صَنَعُ الْيَد، وَامْرَأَة صَناعُ الْيَد: دَلِيل على مشابهة حرف الْمَدّ قبل الطّرف، لتاء التَّأْنِيث، فأغنت الْألف قبل الطّرف مغنى التَّاء الَّتِي كَانَت تجب فِي صَنَعَة لَو جَاءَ على حكم نَظِيره، نَحْو حسن وحسنة، وَقد قيل: امْرَأَة صَنيعَة، كصناع. قَالَ حميد ثَوْر:

أطافَ بهَا النِّسْوانُ بَين صَنيعَةٍ ... وبينَ الَّتِي جاءَتْ لكَيْما تَعَلَّما

وَرجل صَنَع اللِّسَان، ولسان صَنَع، يُقَال ذَلِك للشاعر، وَلكُل بَين، وَهُوَ على الْمثل. قَالَ حسان بن ثَابت:

أهْدَى لهُمْ مِدَحي قَلْبٌ يؤَازِرُهُ ... فِيمَا أرَادَ لِسانٌ حائكٌ صَنَعُ

وصَنَع الْفرس يَصْنَعُه، وَهُوَ صَنيع: قَامَ عَلَيْهِ. وَفرس صَنيعٌ للْأُنْثَى: بِغَيْر هَاء. وَأرى اللَّحيانيّ خص بِهِ الْأُنْثَى من الْخَيل.

وَقَوله تَعَالَى: (ولِتُصْنَعَ على عَيْنِي) قيل: مَعْنَاهُ لتغذي. وصَنَّع الْجَارِيَة، لِأَن تصنيعها لَا يكون إِلَّا بأَشْيَاء كَثِيرَة وعلاج.

وَقَول نَافِع بن لَقِيط الفقعسي، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

مُرُطُ القِذاذ فلَيسَ فِيهِ مَصْنَعٌ ... لَا الريشُ ينْفَعُه وَلَا التَّعْقيبُ

فسره فَقَالَ: مَصْنَعٌ: أَي مَا فِيهِ مستملح.

والتَّصَنُّع: تكلّف الصّلاح وَلَيْسَ بِهِ. والتَّصَنُّع: حسن السمت.

والصِّنْع: الْحَوْض. وَقيل شبه الصهريج، يتَّخذ للْمَاء، وَقيل خَشَبَة يحبس بهَا المَاء، وَالْجمع من ذَلِك أصناعٌ، والصَّنَّاعَةُ كالصِّنْعُ الَّتِي هِيَ الْخَشَبَة، والمَصنَعَة والمَصْنُعة: كالصِّنع هُوَ الْحَوْض، أَو شبه الصهريج. والمَصَانع أَيْضا: مَا يَصْنَعُه النَّاس من الْآبَار والأبنية وَغَيرهمَا، قَالَ لبيد:

بَلِينا وَمَا تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوالعُ ... وتَبْقَى الدّيارُ بَعْدَنا والمَصَانعُ

فَأَما قَوْله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

لَا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللُّوَاتِي ... فِي المَصَانِيعِ لَا يَنِيَن اطَّلاعا فقد يجوز أَن يعْنى بهَا جمع مَصْنَعَةٍ. وَزَاد الْيَاء للضَّرُورَة. كَمَا قَالَ:

نَفْيَ الدَّرَاهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ

وَقد يجوز أَن يكون جمع مَصْنوع، ومَصْنوعة، كمشئوم ومشائيم، ومكسور ومكاسير. والمصانع: مَوَاضِع تعزل للنحل ومنتبذة عَن الْبيُوت، واحدتها: مَصْنَعة. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والصُّنْع: الرزق.

وصنع لَهُ عرفا صُنْعا، واصْطَنَعه: كِلَاهُمَا قدمه.

والصَّنيعة: مَا اصْطُنِع من خير.

واصْطَنَعَه لنَفسِهِ: اتَّخذهُ.

وَفُلَان صَنيعة فلَان: إِذا اصْطَنَعَه وخرجه.

وصَانَعه: داراه ولاينه. وصانعه عَن الشَّيْء: خادعه عَنهُ.

والصِّنْع: السفود. قَالَ المرار يصف الْإِبِل:

وجاءَتْ ورُكْبانُها كالشُّرُوبِ ... وسائِقُها مثلُ صِنْعِ الشِّوَاءِ

يَعْنِي سود الألوان. وَقيل: الصِّنع: الشواء نَفسه. عَن ابْن الْأَعرَابِي. والصِّنْع أَيْضا: مَا صُنِع من سفرة أَو غَيرهَا.

وَسيف صَنيعٌ: مجرب. وَسَهْم صَنِيع: كَذَلِك. وَالْجمع: صُنُع. قَالَ صَخْر الغي:

وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المْحشورَة

وصَنْعاءُ: بلد. فَأَما قَوْله:

لابُدَّ من صَنْعا وَإِن طَال السّفر

فَإِنَّمَا قصر للضَّرُورَة. وَالْإِضَافَة إِلَيْهِ صَنْعانيّ، على غير قِيَاس. النُّون فِيهِ بدل الْهمزَة فِي صَنْعاء. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ. قَالَ ابْن جني: وَمن حذاق أَصْحَابنَا، من يذهب إِلَى أَن النُّون فِي صَنْعانِيّ إِنَّمَا هِيَ بدل من الْوَاو الَّتِي تبدل من همزَة التَّأْنِيث فِي النّسَب، وَأَن الأَصْل صَنعاوِيّ، وَأَن النُّون هُنَاكَ بدل من هَذِه الْوَاو، كَمَا أبدلت الْوَاو من النُّون فِي قَوْلك: من وَافد، وَإِن وَّقَفْتَ وقَفْتُ، وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: وَكَيف تصرفت الْحَال، فالنون بدل من بدل من الْهمزَة. قَالَ: وَإِنَّمَا ذهب من ذهب إِلَى هَذَا. لِأَنَّهُ لم ير النُّون أبدلت من الْهمزَة فِي غير هَذَا. قَالَ: وَكَانَ يحْتَج فِي قَوْلهم: إِن نون فَعْلانَ بدل من همزَة فَعْلاء، فَيَقُول: لَيْسَ غرضهم هُنَا الْبَدَل الَّذِي هُوَ نَحْو قَوْلهم فِي ذِئْب ذيب، وَفِي جؤنة جونة، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَن النُّون تعاقب فِي هَذَا الْموضع الْهمزَة، كَمَا تعاقب لَام الْمعرفَة التَّنْوِين، أَي لَا تَجْتَمِع مَعَه، فَلَمَّا لم تجامعه، قيل إِنَّهَا بدل مِنْهُ. وَكَذَلِكَ النُّون والهمزة.

والأصْناع: مَوضِع. قَالَ عَمْرو بن قميئة:

وضَعَتْ لَدَى الأصْناع ضاحِيةً ... فَوْهَى السُّيُوبِ وحُطَّتِ العِجَلُ
صنع: صنع. ما أصنع ب: ما العمل؟ ماذا أعمل (كليلة ودمنة ص251).
صنع شيئاً: عمل شيئا ذا قيمة، ففي الأغاني (ص44): قال أو تُحَسِن شيئاً قلتُ تنظر وعسى أن اصنع شيئاً. وفيه (ص23): فلم تَصْنَعْ فيه شيئاً وهذا صواب الكلمة وليس تًصَنّعْ كما كتبها كوسجارتن.
ما صنعتم شيئاً: لم تدركوا شيئا، لم تحزروا تماماً، (أخبار ص188).
صنع: لا يصنع الله بذلك شيئاً أي إن الله لا يعبأ بهذا. (معجم البلاذري).
صنّع: صاغ. شكَّل، يقال: صنع الأحجار الكريمة، وصنع الحديد وغير ذلك (معجم الأدريسي).
صنع: هيّأ الطعام (معجم بدرون، معجم البيان، معجم البلاذري، رسالة إلى فليشر ص73) وتطلق على تهيئة اشياء أخرى مثل صنع الحمام أي هيّأه (أماري ص162، 215). ويقال: فعلمت إنه أمر مصنوع، أي فعلمت إنه أمر دبّر من قبل. (معجم بدرون).
صنع: جعله يهيئ طعاماً (معجم بدرون، معجم البلاذري). ويقال اختصاراً: صنع لفلان أي أقام له وليمة (معجم البيان).
صنع: اختلق، لفّق. ويقال: حكاية مصنوعة أي ملفقة، مختلفة، مخترعة (بوشر) صنع الله الأَمْنَ: الله هو الذي يحفظ. (كرتاس ص143).
صنع بفلان: يظهر أن معناها واقَعَهُ، مثل فعل به. انظر المثال الذي نقلته في حَدَّاقة.
صنع: علَّم، هذَب، أدّب (ألكالا).
صُنِع له في: ساعده الله ويسَّر له أمره في حربه (تاريخ البربر 2: 370) ومن يساعد وييسر له أمره يسمى المصنوع له في (عباد 2: 137 رقم 20). ويقال أيضاً: الطائر الذكر المصنوع له في الشهرة (تاريخ البربر 1: 45).
أما قولهم: فعل وصنع، وفعل معه (به) وصنع، والفاعل الصانع. فانظره في مادة فعل.
صَنَّع (بالتشديد): والعامة تقول صنَّع البائع الأمتعة أي أظهر جيّدها وأبطن رديّها، أو تكلف لها الجودة لتروج (محيط المحيط).
صَانَع: رشا، أعطى نقوداً رشوة (انظر لين) يقال مثلاً: صانع بعضَ الخدم على قتل ابيه (ابن الأغلب ص62) ويقال أيضاً: صانع العدو ب. أي رشا العدو بالمال ليرحل. ففي ابن خلدون (طبعة تورنبرج ص12): وحاصر الصليبيون القاهرة حتى صانعهم اهلها بعشرين ألف دينار.
صانع على نفسه ب: تخلّص بدفع تعويض. ففي حيان - بسام (1: 23 ق): وامْتُهِنَ بعضُهم بالضرب حتى صانعوا على أنفسهم بجملة من المال.
مًصانعة: يظهر ان معناه شراء زاد (أماري ديب ص196، 201).
صانع: انظر ما يلي في مادة مصانعة.
تصنَّع. تصنّع. تصنّع الرجل: تكلّف حسن السمت والتزيّن وأظهر عن نفسه فعلاً ليس فيه. والعامَّة تقول: تصنَّعته المرأة أي تبهرجت وطلت وجهها بالبياض والحمرة (محيط المحيط).
تصنّع: فعل ما أمكنه، ففي المقري (1: 126): ومما اختصَّت به أنَّ قُراها في نهاية من الجمال لتصنَّعُ أهلها في أوضاعها وتبيضها.
تصنَّع: تملّق، داهن. ففي بسّام (3: 6 ق): جعل يتوجّع له ويتفجع، ويتملّق معه ويتصنّع. تصنّع إلى فلان: توصَّل ببراعة إلى اكتساب رضاه - عباد 1: 51). ويقال: تصنَّع له (كليلة ودمنة ص203).
تصنَّع: تظاهر بما ليس فيه. ويستعمل منه المصدر بكثرة في هذا المعنى (بوشر).
واسم المفعول متصّنع في معجم بوشر بمعنى متكلّف. وفي كتاب محمد بن الحارث (ص262): كان متواضعاً في أموره غير متصنَّع (المقري 1: 591). وفي كتاب الخطيب (ص60 ق): مطَّرح التصَّنُّع مبتذل. وفيه (ص177 و): كان متواضعاً بعيداً من التصنّع.
تصنّع: تظاهر، ويقال: تصنّع ب. ففي رحلة ابن جبير (ص219): تصنّع بالتواضع رياءً (المقري 1: 590) وفي كرتاس (ص136).
أرضي العدو بظاهر متصنّع ... إن كنت مضطرّاً إلى استرضائه وظاهر متصنع بمعنى وجه باسم وهو الذي ذكره الشاعر في البيت الثاني.
وفي معجم المصدر تصنّع بمعنى حيلة، مكر، مكيدة، خداع، احتيال، رياء، مواربة، نفاق، تمويه، تدليس.
تصانع مع: صانع، داهن (فوك).
انصنع: صُنِع، عُمِل (فوك، باين سميث 1390).
اصطنع. اصطنع إليه معروفاً: أحسن إليه. (ابن بطوطة 1: 67) وكذلك اصطنع وحدها فيقال اصطنع فلاناً (دي ساسي طرائف 2: 33، عباد 1: 221، ابن جبير ص328، بدرون ص284) وفي معجم فوك اصطنع له: أحسن اليه.
اصطنع: صنع، عمل (بوشر).
اصطنع: تظاهر، تصنّع (بوشر).
استصنع: انظرها في مادة التصنع.
صَنْع: حرفة، مهنة (كليلة ودمنة ص270).
صاحبة صنع: امرأة سليطة وقحة (بوشر).
صِنْع: إناء نبيذ عند كاستل وكذلك عند ويجرز (ص49).
صُنْع: مصنف، مؤلَّف، كتاب (الزمخشري هالسبندر ص2 و) وقد أحسن فليشر ترجمته وأساء وايل الترجمة.
صَنْعَة: عَمَل، فِعْل، إجراء (بوشر).
صَنُعَة: وسيلة، ذريعة، واسطة، أسلوب طريقة، نهج، خطة.
صَنُعَة: بمعنى مهنة، حرفة. وجمعها صَنَع (بوشر، معجم الادريسي) وصناع (فوك) وتستعمل عند العامة للحرفة وتغلب على حرفة الاسكاف (محيط المحيط).
صَنْعَة: تصنّع، تكلّف (بوشر).
صَنْعَة: فن الشاعر في استعماله الاستعارات والمجاز وتغلبه على صعوبات الوزن والقافية وغير ذلك (معجم مسلم).
صَنْعَة: طريقة تحضير الأشياء، ففي ابن البيطار (1: 167): يدخل (البَلَحُ) في ضروب من صنعة الطيب.
صَنْعَة: لَمْسَه وهي من مصطلح الرسم والتصوير وتعني طريقة رسم الرسّام للّون المقصود على اللوحة. (بوشر).
صَنْعَة: فْنّ، براعة، حذق (بوشر) ومهارة (ابن بطوطة 2: 407، تاريخ البربر 2: 274) بصنعة: بفن، ببراعة، بحذق، برشاقة بمهارة. (بوشر).
صَنْعَة: بخفة، بلباقة، بحذاقة (ألف ليلة برسل 9: 263).
صَنعْة: صناعة، الفنون الآلية، الميكانيكية. ملّر ص2).
صَنْعة: تلفيق أشعار وقصص. واصطناع شعر ونسبته إلى غير قائله. وكذلك اصطناع الأخبار (المقدمة 2: 198، تاريخ البربر 1: 24، 177) وكذلك: شعر مخترع وملفق ومزوّر ومصنوع. ففي كوسج (طرائف ص139): وزعم الأصمعيُّ أن البيت الثاني هو صنعةٌ ونُحِلَه الأعشى.
صَنْعَة: اصطناعي، مفتعل، يقال مثلاً: خلقة وإلاّ صنعة أي مخلوق أو مصنوع (بوشر).
صَنْعَة: خليط، مزيج، ما يخلط مع الذهب حين يذاب كالزئبق مثلاً، ففي الإدريسي (قسم 1 فصل 8): وتبر أرض سفالة لا يحتاج إلى ذلك بل ينسبك بلا صنعةٍ تدخله.
صَنْعَة: نغمة، لحن. وهي من مصطلح الموسيقى (ألف ليلة برسل 12: 201).
صنعة التسميط في الشعر التخميس (محيط المحيط). الصنعة الكبرى: من مصطلح الكيمياء القديمة وهو حجر الفلاسفة. ففي الاكتفاء (ص127 ق): وكتاباً فيه الصنعة الكبرى وعقاقيرها وإكسيرها. دار الصنعة أو دار صنعة. دار الصناعة البحرية، ترسانة بحرية (معجم الأسبانية ص206).
دار الصنعة: وقد سميت أخيراً فندق: محلة يسكنها المماليك النصارى المتزوجون (تاريخ مراكش ص240).
صُنْعَة وجمعها صُنَع: زخرفة، صورة، حيلة، زينة (معجم الادريسي).
صَنِيع: بمعنى الطعام يدعى أليه، جمعها في معجم فوك صنائع.
صِنَاعة: وبفتح الصاد في معجم ألكالا أي مَصْنع مَعْمل ومهنة وحرفة. وعند مارسيل: مصنع، معمل. ويقول صاحب محيط المحيط نقلاً عن الكليات أن صَناعة هي الحرفة وأن صِناعة هي الفن والعلم.
صِناعة: كيفية العمل (ألكالا).
صِناعة: مِهنة، حرفة (ألكالا).
صِناعة: عمل، وظيفة، منصب (ألكالا).
صناعة: فن، علم (محيط المحيط) وفي النويري (مصر 2 ص 69 و): كان يلعب بالقانون وقد أتقن صناعته. وفي بسّام (3: 98 ق) في كلامه عن كاتب: نهض في الصناعة بالباع الأمدّ.
ويقال مثلاً: صناعة الديوان أي فن الإدارة (تاريخ البربر 1: 475) وصناعة السحر: فن السحر (ألف ليلة 1: 97) وصناعة الطب: علم الطب (الخطيب ص55 ق) وصناعة العربية: علم قواعد اللغة العربية. (الخطيب ص26 و، 28 ق).
والصناعات الخامس عند المنطقين هي البرهان والجَدَل والخطابة والشعر والمغالطة (محيط المحيط).
صناعة: مهارة، حذاقة (بوشر).
صناعة اليد: مهارة في الأعمال اليدوية (الثعالبي لطائف ص127).
صِناعة: طريفة، منوال، صنع (بوشر) صِناعة، وجمعها صناعات وصنائع. مصنع، مؤسسة صناعية (معجم الإدريسي، المقري 1: 367، أماري 651).
صِناعة: الشيء المصنوع (معجم الإدريسي، ملّر ص5، 7، 13) وصُنع، عمل، ما ينتجه العامل والصانع، ففي ألف ليلة (2: 336): الحصان السحري صناعتي أي صنعتي وعملي.
صِناعة: زينة، حلية، رمز، شكل (معجم الإدريسي، ابن جبير ص85، المقري 1: 367، 403، تاريخ البربر 1: 414).
صِناعة: ترسانة، دار الصناعة البحرية (معجم البلاذري، ابن خلكان 9: 85). وفي النويري (أفريقية ص41 و): وقال في نفسه هذا المكان يصلح مدينة ومرسى وصناعة للسفن. وفيه (ص41 ق) فرأيت فيها مرافق من صناعة ومينا.
صناعة: سفينة، باخرة، مركب (أخبار ص6) (المقري 1/ 159) وفيه: فدخل في تلك الأربع السفن لا صناعة لهم غيرها وفيه (1/ 40): فقالت ليست لنا صناعة تركبونها مَعاً.
صِناعة: تصنّع، تكلف، تحذيق (بوشر) الصناعة في مصطلح الكيمياء القديمة: حجر الفلاسفة. (تاريخ البربر 1: 457).
دار صناعة أو دار الصناعة أو دار صناعة البحر: ترسانة، دار الصناعة البحرية (معجم الأسبانية ص205 - 206).
دار الصناعة: كانت في قرطبة في عهد عبد الرحمن الثالث دار صياغة الذهب (المقري 1: 374، 380).
صاحب صناعة: خدّاع، مكّار، ذو دهاء (بوشر).
صاحب الصناعة: لابد أن لها معنى أجهله في عبارة حيّان (ص86 و): وكان في حبس العسكر رجال من أسرى أهل شذونة وكانوا في العمود عند صاحب الصناعة بالعسكر.
صاحب الصناعة: شاعر متجّول الذي يطلق عليه اسم قَوَّال (مرجريت ص219).
صَنِيعَة: مولى، تابع قديم، حسب تفسير ابن خلدون (المقدمة 1: 334) وانظر دي سلان تاريخ البربر (4: 279).
صَنِيعَة: زخرفة، إطار مزخرف (كرتاس ص39).
صَنيْعة: اشارة، علامة؟ ففي ألف ليلة (1: 89): أنتما تعرفا صنيعة بينكما. وقد ترجمها تورنس إلى الإنجليزية بما معناه: أنتما تفهمان معنى الإشارات التي اتفقتما عليها.
صِنَاعِيَ: على الوجه الصناعي (أماري ص576) وقد ترجمها الناشر في الجريدة الأسيوية (1853، 1: 278) بما معناه: على الصورة الواقعية.
المباحث الصناعية: المباحث التجريبية الجريدة الآسيوية (1958، 268).
صِناعي: يغلب استعماله لما يستفاد بالتعلّم من أرباب الصناعة. (محيط المحيط).
صِنَاعِيّ: صانع، غلام الحلاق (ألف ليلة برسل 9: 223).
صَنَاع: صانع، عامل. وصناع مكاحل صانع اسلحة، صانع يصنع القربينة وهي بندقية قديمة الطراز. (بوشر).
صانع: عند المولدين: خادم (محيط المحيط).
صُنَّاع (جمع صانع): الممرضون وطلاب الطب في جيش عبد القادر (مجلة الشرق والجزائر 4: 345).
الصانع: الخالق، البارئ (المقدمة 2: 200).
أًصْنَعُ: أكثر مهارة (ألف ليلة برسل 11: 406، 425).
تصَنُّع: صناعة، فن (بوشر).
تَصْنيع: فن الشاعر وطريقته كما ذكرنا في مادة صَنْعَة (معجم مسلم).
مَصَنَع: عمل تصوير أو نحت أو فسيفساء. (ابن جبير ص41).
مُصَنَّع: متكّلف. متصنَع، مزيف. مزوّر (بوشر).
مُصَنَّع: مختلق، ملفق، مخترع (بوشر).
مَصْنُوع: مصوغ. ففي براكس (ص13): يصنع زنوج تمبكتو من مسحوق الذهب أشياء للزينة فيها قليل من خليط الذهب، المصاغ (المصنوع) يلتوي بسهولة تحت الأصابع، مَصْنُوع وجمعها مصنوعات: أشياء تعمل بالمصانع (معجم الادريسي).
مَصَنُوع: اصطناعي. كل ما يصنع باليد، خلاف المطبوع. ففي ابن البيطار (1: 543): هو صنفان مخلوق ومصنوع. (الثعالبي لطائف ص128) مَصْنُوع. أسلوب مصنوع: أسلوب متكلّف (المقدمة 3: 351، 253).
مَصْنُوع: صعب، ضد سَهْل (زيشر 7: 368).
مَصْنُوع: مزور، مُزيّف (المقدمة 2: 193، 198، تاريخ البربر 1: 24، 161، 177).
بيت مصنوع - بيت الشعر لم يسمع من العرب ولكن بعض النحاة صنعه ونسبه إلى العرب لإثبات دعواه (محيط المحيط). مصنوع: باطل، مزيف، مقلد (كوسج طرائف) ص122، ألف ليلة 1: 232).
مَصْنُوع: حجر منحوت (كاريت قبيل 2: 140).
مُصَانعة: تصنع، تكلف (بوشر).
مُصَانَعة: تظاهر بالحشمة (بوشر).
اصْطِناعي: صناعي، مصنّع (بوشر).
مُصْطَنَع: تنكر، ظاهر كاذب، تصنع (بوشر).
استصناع: مقاولة، اتفاق يقوم، اتفاق يقوم بموجبه أحد الطرفين بعمل شيء بثمن معين (فاندنبرج ص116).

صنع: صَنَعَه يَصْنَعُه صُهْعاً، فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ: عَمِلَه. وقوله

تعالى: صُنْعَ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شيء؛ قال أَبو إِسحق: القراءة

بالنصب ويجوز الرفع، فمن نصب فعلى المصدر لأَن قوله تعالى: وترى الجِبالَ

تَحْسَبُها جامِدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ السّحابِ، دليل على الصَّنْعةِ كأَنه

قال صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعاً، ومن قرأَ صُنْعُ الله فعلى معنى ذلك صُنْعُ

الله.

واصْطَنَعَه: اتَّخَذه. وقوله تعالى: واصْطَنَعْتُك لنفسي، تأْويله

اخترتك لإِقامة حُجَّتي وجعلتك بيني وبين خَلْقِي حتى صِرْتَ في الخطاب عني

والتبليغ بالمنزلة التي أَكون أَنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم؛ وقال

الأَزهري: أَي ربيتك لخاصة أَمري الذي أَردته في فرعون وجنوده. وفي حديث آدم:

قال لموسى، عليهما السلام: أَنت كليم الله الذي اصْطَنَعَك لنفسه؛ قال ابن

الأَثير: هذا تمثيل لما أَعطاه الله من منزلة التقْرِيبِ والتكريمِ.

والاصطِناع: افتِعالٌ من الصنِيعة وهي العَطِيّةُ والكرامة والإِحسان. وفي

الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تُوقِدُوا بليل ناراً، ثم قال:

أَوْقِدوا واصْطَنِعُوا فإِنه لن يُدرِك قوم بعدكم مُدَّكم ولا صاعَكُم؛

قوله اصطَنِعوا أَي اتَّخِذوا صَنِيعاً يعني طَعاماً تُنْفِقُونه في سبيل

الله. ويقال: اططَنَعَ فلان خاتماً إِذا سأَل رجلاً أَن يَصْنَع له خاتماً.

وروى ابن عمر أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اصطَنَعَ خاتماً من ذهب

كان يجعل فَصَّه في باطن كَفِّه إِذا لبسه فصنَعَ الناسُ ثم إِنه رَمى به،

أَي أَمَر أَن يُصْنَعَ له كما تقول اكتَتَبَ أَي أَمَر أَن يُكْتَبَ له،

والطاءُ بدل من تاء الافتعال لأَجل الصاد.

واسْتَصْنَعَ الشيءَ: دَعا إِلى صُنْعِه؛ وقول أَبي ذؤَيب:

إِذا ذَكَرَت قَتْلى بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ،

كَواهِيةِ الأَخْرات رَثّ صُنُوعُها

قال بان سيده: صُنوعُها جمع لا أَعرف له واحداً. والصَّناعةُ: حِرْفةُ

الصانِع، وعَمَلُه الصَّنْعةُ. والصِّناعةُ: ما تَسْتَصْنِعُ من أَمْرٍ؛

ورجلٌ صَنَعُ اليدِ وصَنَاعُ اليدِ من قوم صَنَعَى الأَيْدِي وصُنُعٍ

وصُنْع، وأَما سيبويه فقال: لا يُكَسَّر صَنَعٌ، اسْتَغْنَوا عنه بالواو

والنون. ورجل صَنِيعُ اليدين وصِنْعُ اليدين، بكسر الصاد، أَي صانِعٌ حاذِقٌ،

وكذلك رجل صَنَعُ اليدين، بالتحريك؛ قال أَبو ذؤيب:

وعليهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما

داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ

هذه رواية الأَصمعي ويروى: صَنَعَ السَّوابِغَ؛ وصِنْعُ اليدِ من قوم

صِنْعِي الأَيْدِي وأَصْناعِ الأَيْدِي، وحكى سيبويه الصِّنْعَ مُفْرداً.

وامرأَة صَناعُ اليدِ أَي حاذِقةٌ ماهِرة بعمل اليدين، وتُفْرَدُ في

المرأَة من نسوة صُنُعِ الأَيدي، وفي الصحاح: وامرأَة صَناعُ اليدين ولا يفرد

صَناعُ اليد في المذكر؛ قال ابن بري: والذي اختاره ثعلب رجل صَنَعُ اليد

وامرأَة صَناعُ اليد، فَيَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة بمنزلة كَعابٍ ورَداحٍ

وحَصانٍ؛ وقال ابن شهاب الهذلي:

صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بِفَرْجِها،

جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زاخِرُ

وجَمْعُ صَنَع عند سيبويه صَنَعُون لا غير، وكذلك صِنْعٌ؛ يقال: رجال

صِنْعُو اليد، وجمعُ صَناعٍ صُنُعٌ، وقال ابن درستويه: صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ

به مثل دَنَفٍ وقَمَنٍ، والأَصل فيه عنده الكسر صَنِعٌ ليكون بمنزلة

دَنِفٍ وقَمِنٍ، وحكي أَنَّ فِعله صَنِع يَصْنَعُ صَنَعاً مثل بَطِرَ

بَطَراً، وحكى غيره أَنه يقال رجل صَنِيعٌ وامرأَة صنِيعةٌ بمعنى صَناع؛ وأَنشد

لحميد بن ثور:

أَطافَتْ به النِّسْوانُ بَيْنَ صَنِيعةٍ،

وبَيْنَ التي جاءتْ لِكَيْما تَعَلَّما

وهذا يدل أَنَّ اسم الفاعل من صَنَعَ يَصْنَعُ صَنِيعٌ لا صَنِعٌ لأَنه

لم يُسْمَعْ صَنِعٌ؛ هذا جميعُه كلا ابن بري. وفي المثل: لا تَعْدَمُ

صَناعٌ ثَلَّةً؛ الثَّلَّةُ: الصوف والشعر والوَبَر. وورد في الحديث: الأَمةُ

غيرُ الصَّناعِ. قال ابن جني: قولهم رجل صَنَع اليدِ وامرأَة صَناعُ

اليدِ دليل على مشابهة حرف المدّ قبل الطرَف لتاء التأْنيث، فأَغنت الأَلفُ

قبل الطرَف مَغْنَى التاء التي كانت تجب في صنَعة لو جاء على حكم نظيره نحو

حسَن وحسَنة؛ قال ابن السكيت: امرأَة صَناعٌ إِذا كانت رقِيقةَ اليدين

تُسَوِّي الأَشافي وتَخْرِزُ الدِّلاء وتَفْرِيها. وامرأَة صَناعٌ: حاذقةٌ

بالعمل: ورجل صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فهي مفتوحة محركة، ورجل صِنْعُ

اليدِ وصِنْعُ اليدين، مكسور الصاد إِذا أُضيفت؛ قال الشاعر:

صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوَى الأَصْيَدُ

وقال آخر:

أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا

وفي حديث عمر: حين جُرِحَ قال لابن عباس انظر مَن قَتَلَني، فقال: غلامُ

المُغِيرةِ بنِ شُعْبةَ، قال: الصَّنَعُ؟ قال: نعم. يقال: رجل صَنَعٌ

وامرأَة صَناع إِذا كان لهما صَنْعة يَعْمَلانِها بأَيديهما ويَكْسِبانِ

بها. ويقال: امرأَتانِ صَناعانِ في التثنية؛ قال رؤبة:

إِمّا تَرَيْ دَهْرِي حَناني حَفْضا،

أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا

ونسوة صُنُعٌ مثل قَذالٍ وقُذُلٍ. قال الإِيادي: وسمعت شمراً يقول رجل

صَنْعٌ وقَومٌ صَنْعُونَ، بسكون النون. ورجل صَنَعُ اللسانِ ولِسانٌ

صَنَعٌ، يقال ذلك للشاعر ولكل بيِّن

(* قوله« بين» في القاموس وشرحه: يقال ذلك

للشاعر الفصيح ولكل بليغ بين) وهو على المثل؛ قال حسان بن ثابت:

أَهدَى لَهُم مِدَحي قَلْبٌ يُؤازِرُه،

فيما أَراد، لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ

وقال الراجز في صفة المرأَة:

وهْيَ صناعٌ باللِّسان واليَدِ

وأَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ.

والمَصْنَعةُ: الدَّعْوةُ يَتَّخِذُها الرجلُ ويَدْعُو إِخوانه إِليها؛

قال الراعي:

ومَصْنَعة هُنَيْدَ أَعَنْت فيها

قال الأَصمعي: يعني مَدْعاةً. وصَنْعةُ الفرَسِ: حُسْنُ القِيامِ عليه.

وصَنَعَ الفَرَسَ يَصْنَعُه صَنْعاً وصَنْعةً، وهو فرس صنِيعٌ: قام عليه.

وفرس صنِيعٌ للأُنثى، بغير هاء، وأرى اللحياني خص به الأُنثى من الخيل؛

وقال عدي بن زيد:

فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتا،

ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ

وقوله تعالى: ولِتُصْنَعَ على عَيْني؛ قيل: معناه لِتُغَذَّى، قال

الأَزهري: معناه لتُرَبَّى بِمَرْأَى مِنّي. يقال: صَنَعَ فلان جاريته إِذا

رَبّاها، وصَنَع فرسه إِذا قام بِعَلَفِه وتَسْمِينه، وقال الليث: صَنع

فرسه، بالتخفيف، وصَنَّعَ جاريته، بالتشديد، لأَن تصنيع الجارية لا يكون

إِلا بأَشياء كثيرة وعلاج؛ قال الأَزهري: وغير الليث يُجِيز صنع جاريته

بالخفيف؛ ومنه قوله: ولتصنع على عيني.

وتَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها.

وقومٌ صَناعيةٌ أَي يَصْنَعُون المال ويُسَمِّنونه؛ قال عامر بن الطفيل:

سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما أَوْرَدُوا،

صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ، ولَمَّا تُحْلَب

الأَزهري: صَناعِيةٌ يصنعون المال ويُسَمِّنُون فُصْلانهم ولا يَسْقُون

أَلبان إِبلهم الأَضياف، وقد ذكرت الأَبيات كلها في ترجمة صلمع.

وفرَسٌ مُصانِعٌ: وهو الذي لا يُعْطِيك جميع ما عنده من السير له صَوْنٌ

يَصُونه فهو يُصانِعُكَ ببَذْله سَيْرَه.

والصنِيعُ: الثَّوْبُ الجَيِّدُ النقي؛ وقول نافع بن لقيط الفقعسي

أَنشده ابن الأَعرابي:

مُرُطٌ القِذاذِ، فَلَيْسَ فيه مَصْنَعٌ،

لا الرِّيشُ يَنفَعُه، ولا التَّعْقِيبُ

فسّره فقال: مَصْنَعٌ أَي ما فيه مُسْتَمْلَحٌ. والتَّصَنُّعُ: تكَلُّفُ

الصَّلاحِ وليس به. والتَّصَنُّعُ: تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ

وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطنُ مدخولٌ. والصِّنْعُ: الحَوْضُ، وقيل:

شِبْهُ الصِّهْرِيجِ يُتَّخَذُ للماء، وقيل: خشبة يُحْبَسُ بها الماء

وتُمْسِكُه حيناً، والجمع من كل ذلك أَصناعٌ. والصَّنَّاعةُ: كالصِّنْع التي هي

الخشبَة. والمَصْنَعةُ والمَصْنُعةُ: كالصِّنْعِ الذي هو الحَوْض أَو شبه

الصِّهْرِيجِ يُجْمَعُ فيه ماءُ المطر. والمَصانِعُ أَيضاً: ما يَصْنَعُه

الناسُ من الآبار والأَبْنِيةِ وغيرها؛ قال لبيد:

بَلِينا وما تَبْلى النُّجومُ الطَّوالِعُ،

وتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ

قال الأَزهري: ويقال للقُصور أَيضاً مَصانعُ؛ وأَما قول الشاعر أَنشده

ابن الأَعرابي:

لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتِي،

في المَصانِيعِ، لا يَنِينَ اطِّلاعا

فقد يجوز أَن يُعْنى بها جميع مَصْنعةٍ، وزاد الياء للضرورة كما قال:

نَفْيَ الدّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ

وقد يجوز أَن يكون جمع مَصْنُوعٍ ومَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ ومَشائِيم

ومَكْسُور ومكاسِير. وفي التنزيل: وتَتَّخِذون مصانِعَ لعلكم تَخْلُدُون؛

المَصانِعُ في قول بعض المفسرين: الأَبنية، وقيل: هي أَحباسٌ تتخذ للماء،

واحدها مَصْنَعةٌ ومَصْنَعٌ، وقيل: هي ما أُخذ للماء. قال الأَزهري: سمعت

العرب تسمي أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ والصُّنوعَ، واحدها صِنْعٌ؛ وروى أَبو

عبيد عن أَبي عمرو قال: الحِبْسُ مثل المَصْنَعةِ، والزَّلَفُ

المَصانِعُ، قال الأَصمعي: وهي مَساكاتٌ لماءِ السماء يَحْتَفِرُها الناسُ

فيَمْلَؤُها ماءُ السماء يشربونها.وقال الأَصمعي: العرب تُسَمِّي القُرى

مَصانِعَ، واحدتها مَصْنَعة؛ قال ابن مقبل:

أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ،

بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ واجْتَبْنَ التَّبابِينا

والمَصْنعةُ والمَصانِعُ: الحُصون؛ قال ابن بري: شاهده قول البعيث:

بَنى زِيادٌ لذِكر الله مَصْنَعةً،

مِنَ الحجارةِ، لم تُرْفَعْ مِنَ الطِّينِ

وفي الحديث: مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ؛ الصِّنْعُ، بالكسر:

المَوْضِعُ يُتَّخَذُ للماء، وجمعه أَصْناعٌ، وقيل: أَراد بالصِّنْع ههنا

الحِصْنَ. والمَصانِعُ: مواضِعُ تُعْزَلُ للنحل مُنْتَبِذةً عن البيوت، واحدتها

مَصْنَعةٌ؛ حكاه أَبو حنيفة. والصُّنْعُ: الرِّزْق. والصُّنْعُ، بالضم:

مصدر قولك صَنَعَ إِليه معروفاً، تقول: صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً

واصْطَنَعه، كلاهما: قَدَّمه، وصَنَع به صَنِيعاً قَبيحاً أَي فَعَلَ.

والصَّنِيعةُ: ما اصْطُنِعَ من خير. والصَّنِيعةُ: ما أَعْطَيْتَه

وأَسْدَيْتَه من معروف أَو يد إِلى إِنسان تَصْطَنِعُه بها، وجمعها

الصَّنائِعُ؛ قال الشاعر:

إِنَّ الصَّنِيعةَ لا تَكونُ صَنِيعةً،

حتى يُصابَ بِها طَرِيقُ المَصْنَعِ

واصْطَنَعْتُ عند فلان صَنِيعةً، وفلان صَنيعةُ فلان وصَنِيعُ فلات إِذا

اصْطَنَعَه وأَدَّبَه وخَرَّجَه ورَبَّاه. وصانَعَه: داراه ولَيَّنَه

وداهَنَه. وفي حديث جابر: كالبَعِيرِ المَخْشُوشِ الذي يُصانِعُ قائدَهُ أَي

يداريه. والمُصانَعةُ: أَن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لك شيئاً آخر،

وهي مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ. وصانِعَ الوالي: رَشاه. والمُصانَعةُ:

الرَّشْوةُ. وفي لمثل: من صانَعَ بالمال لم يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ.

وصانَعَه عن الشيء: خادَعه عنه. ويقال: صانَعْتُ فلاناً أَي رافَقْتُه.

والصِّنْعُ: السُّودُ

(* قوله« والصنع السود» كذا بالأصل، وعبارة القاموس مع

شرحه: والصنع، بالكسر، السفود، هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب

والتكملة، ووقع في اللسان: والصنع السود، ثم قال: فليتأمل في العبارتين؛) قال

المرّارُ يصف الإِبل:

وجاءَتْ، ورُكْبانُها كالشُّرُوب،

وسائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء

يعني سُودَ الأَلوان، وقيل: الصِّنْعُ الشِّواءُ نَفْسُه؛ عن ابن

الأَعرابي. وكلُّ ما صُنِعَ فيه، فهو صِنْعٌ مثل السفرة أَو غيرها. وسيف

صَنِيعٌ: مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ؛ قال عبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاصي يمدح

معاوية:

أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها،

تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطُوعُ

بِأَبْيَضَ مِنْ أُميّة مَضْرَحِيٍّ،

كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ

وسهم صَنِيعٌ كذلك، والجمع صُنُعٌ؛ قال صخر الغيّ:

وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ

وصَنْعاءُ، ممدودة: ببلدة، وقيل: هي قَصَبةُ اليمن؛ فأَما قوله:

لا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإِنْ طالَ السَّفَرْ

فإِنما قَصَرَ للضرورة، والإِضافة إِليه صَنْعائي، على غير قياس، كما

قالوا في النسبة إِلى حَرّانَ حَرْنانيٌّ، وإِلى مانا وعانا مَنَّانِيّ

وعَنَّانِيٌّ، والنون فيه بدل من الهمزة في صَنْعاء؛ حكاه سيبويه، قال ابن جني:

ومن حُذَّاقِ أَصحابنا من يذهب إِلى أَنَّ النون في صنعانيّ إِنما هي بدَل

من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب، وأَن الأَصل صَنْعاوِيّ

وأَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك: من

وَّافِدِ، وإن وَّقَفْتَ وقفتُ، ونحو ذلك، قال: وكيف تصرّفتِ الحالُ فالنون

بدل من بدل من الهمزة، قال: وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير

النون أُبْدِلَتْ من الهمزة في غير هذا، قال: وكان يحتج في قولهم إِن نون

فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء فيقول: ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في

ذِئْبٍ ذيب، وفي جُؤْنةٍ، وإِنما يريدون أَن النون تُعاقِبُ في هذا الموضع

الهمزة كما تعاقب امُ المعرفة التنوينَ أَي لا تجتمع معه، فلما لم

تجامعه قيل إِنها بدل منه، وكذلك النون والهمزة. والأَصْناعُ: موضع؛ قال عمرو

بن قَمِيئَة:

وضَعَتْ لَدَى الأَصْناعِ ضاحِيةً،

فَهْيَ السّيوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ

وقولهم: ما صَنَعْتَ وأَباك؟ تقديره مَعَ أَبيك لأَن مع والواو جميعاً

لما كانا للاشتراك والمصاحبة أُقيم أَحدهما مُقامَ الآخَر، وإِنما نصب

لقبح العطف على المضمر المرفوع من غير توكيد، فإِن وكدته رفعت وقلت: ما صنعت

أَنت وأَبوك؟ واما الذي في حديث سعد: لو أَنّ لأَحدكم وادِيَ مالٍ مرّ

على سبعة أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن ينزل فيأْخذها؛ قال ابن

الأَثير: كذا قال صُنُع، قاله الحربي، وأَظنه صِيغةً أَي مستوية من عمل رجل

واحد. وفي الحديث: إِذا لم تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شئتَ؛ قال جرير: معناه

أَن يريد الرجل أَن يَعْمَلَ الخيرَ فَيَدَعَه حَياء من الناس كأَنه يخاف

مذهب الرياء، يقول فلا يَمْنَعَنك الحَياءُ من المُضِيّ لما أَردت؛ قال

أَبو عبيد: والذي ذهب إِليه جرير معنى صحيح في مذهبه ولكن الحديث لا تدل

سِياقتُه ولا لفظه على هذا التفسير، قال: ووجهه عندي أَنه أَراد بقوله

إِذا لم تَسْتَحْي فاصنع ما شئت إِنما هو من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على

جهة الذمّ لترك الحياء، ولم يرد بقوله فاصنع ما شئت أَن يأْمرع بذلك

أَمراً، ولكنه أَمرٌ معناه الخبر كقوله، صلى الله عليه وسلم: من كذب عليّ

مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار، والذي يراد من الحديث

أَنه حَثَّ على الحياء، وأَمرَ به وعابَ تَرْكَه؛ وقيل: هو على الوعيد

والتهديد اصنع ما شئت فإِن الله مجازيك، وكقوله تعالى: اعملوا ما شئتم، وذكر ذلك

كله مستوفى في موضعه؛ وأَنشد:

إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللّيالي،

ولمْ تَسْتَحْي، فاصْنَعْ ما تشاءُ

وهو كقوله تعالى: فمن شاء فَلْيُؤْمِنْ ومن شاء فَلْيَكْفُرْ. وقال ابن

الأَثير في ترجمة ضيع: وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر

أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها، قال: ورواه بعضهم بالصاد

المهملة والنون، وقيل: إِنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة وفي آخر

بالمعجمة، قال: وكلاهما صواب في المعنى.

صنع

1 صَنَعَ الشَّىْءَ, aor. ـَ inf. n. صُنْعٌ and صَنْعٌ, He made, wrought, manufactured, fabricated, or constructed, the thing; syn. عَمِلَهُ: (K:) [or he made it, &c., skilfully, or well; for] الصُّنْعُ signifies إِجَادَةُ الفِعْلِ; and every صُنْع is a فِعْل, but every فِعْل is not a صُنْع; and it is not predicated of [irrational] animals [unless tropically, (see أَصْنَعُ,)] nor of inanimate things, like as الفِعْلُ is. (Er-Rághib, TA.) b2: [Hence,] صَنَعَ signifies also (assumed tropical:) [He fabricated speech or a saying or sentence or the like:] he forged a word; and poetry, عَلَى

فُلَانٍ in the name of such a one. (Mz, 8th نوع.) b3: And صَنَعَ, inf. n. صَنْعٌ [and صُنْعٌ] and صَنِيعٌ, [with the objective complement understood,] He worked, or wrought; he practised, or exercised, an art, a craft, or a manufacture. (MA.) b4: And صَنَعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا, (S, O, K,) aor. as above, (K,) inf. n. صُنْعٌ, with damm, He did to him a benefit, favour, or kind act: and صَنَعَ بِهِ صَنِيعًا قَبِيحًا he did to him an evil, or a foul, deed: syn. فَعَلَهُ: (S, O, K:) and one says also [in the former of these two senses], عِنْدَهُ صَنِيعَةً ↓ اِصْطَنَعَ; (S, Mgh, K;) syn. اِتَّخَذَهَا; (K;) or أَحْسَنَ إِلَيْهِ. (Mgh.) The saying مَا صَنَعْتَ وَأَبَاكَ means مَعَ

أَبِيكَ [i. e. What didst thou together with thy father?]. (S.) The saying of the Prophet, إِذَا لَمْ تَسْتَحْىِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ [If thou be not ashamed, do what thou wilt,] is said to be an instance of an imperative phrase of which the meaning is predicative; i. e. it is as though he said, he who is not ashamed does what he will: (O, L, TA: *) and other explanations of it are mentioned in the O and L: (TA:) [but] this is held by A 'Obeyd to be the right meaning. (L.) In the phrase صُنْعَ اللّٰهِ, in the Kur [xxvii. 90, which may be rendered By the doing of God], صنع is in the accus. case as an inf. n.: but one may read it in the nom. case, meaning ذٰلِكَ to be understood before it. (Zj, O, TA.) One says also, مَا أَحْسَنَ صُنْعَ اللّٰهِ عِنْدَكَ and صَنِيعَ اللّٰهِ [How good is the doing of God with thee, or at thine abode!]. (K.) b5: And صَنَعْتُ فَرَسِى, inf. n. صَنْعٌ and صَنْعَةٌ, (tropical:) I tended well my horse; or took good care of him; (S, O, K, TA;) supplied him with fodder, and fattened him: and صَنَعَ جَارِيَتَهُ (tropical:) he reared, or nourished, his girl, or young woman: (TA:) and صُنِعَتِ الجَارِيَةُ (tropical:) the girl, or young woman, was treated [or nourished] well, so that she became fat; as also ↓ صُنِّعَت, inf. n. تَصْنِيعٌ: (K, TA:) or you say اِصْنَعِ الفَرَسَ, (so accord. to my MS. copy of the K,) or الفَرَسَ ↓ أَصْنَعَ, (so accord. to other copies of the K, and in the O, [in the CK اُصْنِعَ الفَرَسُ,]) without teshdeed; [which seems to indicate that the right reading is صَنَعَ, agreeably with the reading in my MS. copy of the K which gives the imperative form; though it is stated in the TA that أَصْنَعَ الفَرَسَ is said by IKtt to be a dial. var. of صَنَعَهُ;] (O, K;) and الجَارِيَةَ ↓ صَنَّعَ, with teshdeed, meaning he treated [or nourished] well the girl, or young woman, and fattened her; (O, K; [in my MS. copy of the K صَنِّعِ الجَارِيَةَ;]) because the تصنيع of the girl, or young woman, is by means of many things, and by careful tending: (O, K:) so says Lth: (O:) but Az says that by other, or others, than Lth, it is allowed to say صَنَعَ جَارِيَتَهُ, without teshdeed: and hence the phrase in the Kur [xx. 40.], وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِى, (TA,) meaning (assumed tropical:) [And this I did] that thou mightest be reared and nourished in my sight; (O, TA;) for which some read وَلِْتُصْنَعْ, as an imperative; and some, وَلِتَصْنَعَ, meaning and that thou mightest work in my sight, (Ksh, Bd,) lest thou shouldst do so contrary to my command. (Bd.) You say likewise, of a woman, صَنَعَتْ نَفْسَهَا: see 5. And you say also ↓ اِصْطَنَعْتُهُ, meaning (tropical:) I reared him; and educated, disciplined, or trained, him well. (S, * O, K, TA.) A2: Accord. to IDrst, صَنِعَ, inf. n. صَنَعٌ, signifies He was, or became, skilled, or skilful: but IB says that صَنِعَ has not been heard. (TA.) 2 صَنَّعَ see 1, latter half, in two places.3 مُصَانَعَةٌ primarily signifies The doing to one a thing in order that he may do another thing to the doer of the former thing. (TA.) b2: Hence, (TA,) (assumed tropical:) The treating with gentleness, or blandishment; soothing, coaxing, wheedling, or cajoling; and endeavouring to conciliate. (O, K, TA.) Or this is from the last of the following significations. (TA.) You say صانعهُ (assumed tropical:) He treated him with gentleness, or blandishment; &c. (O, TA.) and (assumed tropical:) He acted hypocritically with him. (TA.) and صانعهُ عَنِ الشَّىْءِ (assumed tropical:) He strove, or endeavoured, to turn him from the thing by deceit, or guile. (TA.) b3: And hence, (A, TA,) or from the last signification in this paragraph, (TA,) (tropical:) The act of bribing. (S, O, Msb, * K, * TA.) One says, صانع الوَالِىَ (tropical:) He bribed [the prefect, ruler, judge, or the like]. (TA.) And صانعهُ بِالمَالِ (tropical:) He bribed him with property, wealth, or money. (Mgh, TA. *) And it is said in a prov., مَنْ صَانَعَ بِالمَالِ لَمْ يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَبِ الحَاجَةِ (tropical:) [He who bribes with property is not ashamed of demanding the thing wanted]. (S, O, TA.) b4: Also (tropical:) A horse's not putting forth, or giving, the whole of his strength in going; reserving somewhat thereof: one says, يُصَانِعُكَ بِبَذْلِهِ سَيْرَهُ (tropical:) [He keeps back from thee somewhat by the manner in which he exerts his power of going]. (O, K, TA.) 4 اصنع He (a man, O) aided, or assisted, another. (O, K.) And accord. to Ibn-'Abbád, followed in the O and TS and K, one says also, اصنع الأَخْرَقُ, meaning The unskilful learned, and did soundly, thoroughly, skilfully, or well: but this is a mistake, occasioned by his deeming dubious, or obscure, a passage in the Nawádir of IAar, where the latter says that اصنع الرَّجُلُ means أَعَانَ الأَخْرَقَ [i. e. The man aided, or assisted, the unskilful]. (TA.) A2: اصنع الفَرَسَ: see 1, latter half. [Freytag states, as on the authority of the K, that أَصْنَعَ, said of a horse, signifies “ Non omnibus viribus usus cucurrit, sed ita tamen ut eques eo contentus esset ” (which is nearly the same as a signification of صَانَعَ likewise mentioned by him): but this is a mistake.]5 تَصَنُّعٌ signifies The affecting a goodly way, mode, or manner, of acting, or conduct, or the like; (S, O, K, TA; [الصَّمْت in the CK is a mistranscription for السَّمْت;]) and the making a show thereof; (TA;) and the adorning oneself (K, TA) thereby, while internally unsound in the grounds of pretension to respect. (TA.) And تصنّعت, said of a woman, means نَفْسَهَا ↓ صَنَعَتْ [She cultivated and improved her person, so as to render herself comely, by art, and good nurture]: (S, O:) or she adorned, or embellished, herself. (PS.) 8 إِصْتَنَعَ see 1, former half. b2: Accord. to Er-Rághib, اِصْطِنَاعٌ signifies The exceeding the usual, or ordinary, bounds, or degree, in putting a thing into a good, sound, right, or proper, state. (TA.) b3: And hence, he says, the phrase in the Kur [xx. 43], وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِى, which means (assumed tropical:) And I have chosen thee [for myself] to establish my evidence and to serve as my spokesman between me and my creatures so that thy doing thus shall be as though I did it: (TA:) or it means I have reared thee, (Az, TA,) or I have chosen thee, (O, K, TA,) [for myself,] for a special affair which I require thee to accomplish in a sufficient manner, (Az, O, K, TA,) concerning Pharaoh and his forces. (Az, TA.) See also 1, last sentence but one. b4: One says also, اصطنع خَاتَمًا He ordered that a signet-ring should be made for him. (O, K.) [See also 10.]

b5: And اصطنعهُ [in which the pronoun seems to refer to رِزْق i. e. sustenance, &c.,] also signifies قَدَّمَهُ [app. meaning He offered it]. (TA.) b6: And اصطنع [alone, for اصطنع مَصْنَعَةً,] (tropical:) He made, or prepared, a repast, feast, or banquet, to which to invite friends. (O, K, TA.) and (tropical:) He prepared food to be dispensed in the way, or cause, of God. (O and TA, from a trad.; mentioned also in the CK, but not in other copies of the K.) 10 استصنعهُ, accord. to the O, signifies He asked for it to be made for him: accord. to the L, استصنع الشَّىْءَ signifies he invited, or he induced, or caused (دَعَا,) [another] to make the thing. (TA.) In the saying of Es-Sarakhsee, اِسْتَصْنَعَ عِنْدَ الرَّجُلِ قَلَنْسُوَةً [app. meaning He asked, or desired, the man to make for him a قلنسوة (q. v.)], عند is redundant. (Mgh.) [See also 8.]

صَنْعٌ: see صَنَعٌ, in two places.

A2: Also, and ↓ صَوْنَعٌ, A certain small creeping thing, or insect, (دُوَيْبَّةٌ,) or a flying thing (طَائِرٌ): (K, TA:) mentioned by Sgh: (TA:) also written in the K (in art. ضتع) ضَتْعٌ and ضَوْتَعٌ: in one case or the other mistranscribed. (TA in art. ضتع.) صُنْعٌ an inf. n. of صَنَعَ [q. v.] (S, K, &c.) b2: And i. q. رِزْقٌ [Sustenance, &c.]. (TA.) A2: See also صَنَعٌ, in two places.

صِنْعٌ A tailor: (O, K:) or one who is gentle, delicate, or skilful, (رَفِيق, O,) or thin, fine, or delicate, (رَقِيق, so in the copies of the K,) or slender, or small, (دَقِيق, so in the TA,) [of which readings that in the O is app. the right,] in respect of the hands. (O, K.) See also صَنَعٌ, in five places.

A2: Also A ↓ مَصْنَعَة of water; (O, K, TA;) i. e. a piece of wood [app. a plank or board] by means of which water is confined, and retained for a while: (TA:) pl. أَصْنَاعٌ: (O, K:) [but this explanation in the TA seems to have been founded upon a statement there made, that Az heard the Arabs call أَحْبَاس of water أَصْنَاع; (see حِبْسٌ, of which احباس is the pl.;) for I do not find ↓ مَصْنَعَةٌ thus expl. in any lexicon except the TA:] and ↓ صَنَّاعَةٌ, with teshdeed, and ↓ صَنَاعٌ, (O, K,) like سَحَابٌ, (K,) accord. to Lth, (O,) signify pieces of wood [or planks or boards] put together in water, to confine the water, and retain it for a while; (O, K;) like the حِبَاسَة [q. v.]. (O.) b2: See also مَصْنَعَةٌ, in two senses. b3: Also A manufactured thing (K, TA) of any kind, (TA,) such as a سُفْرَة [q. v.], (K, TA,) &c. (TA.) b4: And (tropical:) A garment. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) You say, رَأَيْتُ عَلَيْهِ صِنْعًا جَيِّدًا (tropical:) [I saw upon him a goodly garment]. (Ibn-'Abbád, O, TA.) b5: And (tropical:) A turban. (IAar, O, K, TA.) b6: And The [iron instrument with which flesh-meat is roasted, called] سَفُّود. (O, TS, K.) El-Marrár El-Fak'asee says, describing camels, وَجَآءَتْ وَرُكْبَانُهَا كَالشُّرُوبِ وَسَائِقُهَا مِثْلُ صِنْعِ الشِّوَآء

[And they came, their riders being like drinkers, or drunkards, and their driver like the سَفُّود of roasted flesh-meat]. (O.) In the L, السود is put in the place of السفّود; and after citing the verse above, [and app. reading مِثْلَ, regarding it as relating to the camels,] the author says that the poet means, سُودَ الأَلْوَانِ. (TA.) b7: And Roasted flesh-meat [itself]; syn. شِوَآءٌ. (So in copies of the K. [SM says that the right reading, as the explanation of الصِّنْعُ in this instance, is الشَّوَا; and cites IAar as saying الصِّنْعُ الشَّوَا نَفْسُهُ: but I think that the right reading is indicated by the addition نَفْسُهُ to be الشِّوَآءُ; and that IAar gives this signification after mentioning that which here next precedes it.]) رَجُلٌ صَنَعٌ, (Mgh, L, Msb,) and رَجُلٌ صَنَعُ اليَدَيْنِ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and صَنَعُ اليَدِ, (Th, TA,) and اليَدَيْنِ ↓ صِنْعُ, (S, O, K,) and اليَدِ ↓ صِنْعُ, (TA,) and اليَدِ ↓ صُنْعُ, (IB, TA,) and Sh is related to have said, ↓ رَجُلٌ صَنْعٌ, (TA,) and اليَدَيْنِ ↓ صَنِيعُ, (S, O, K,) and اليَدِ ↓ صَنِيعُ, (TA,) and اليَدَيْنِ ↓ صَنَاعُ, (K,) and اليَدِ ↓ صَنَاعُ, but not صَنَاعٌ alone when applied to a male, (TA,) A man skilful in the work of the hands or hand: (S, Mgh, O, Msb, K, TA:) and a company of men you term الأَيْدِى ↓ قَوْمٌ صُنْعَى and ↓ صُنُعَى

الأَيْدِى, and الأَيْدِى ↓ صَنَعَى, and الأَيْدِى ↓ صِنْعَى, (K,) [all of which are instances of quasi-pl. ns., except, perhaps, the last, which is said in the TA to be a pl. of ↓ صِنْع,] and أَصْنَاعُ الأَيْدِى, (K, [in the CK, erroneously, اَصْنَاعِى,]) which is pl. of اليَدِ ↓ صِنْعُ or of اليَدِ ↓ صَنِيعُ, or, accord. to Sh, as IB says, the only pl. of ↓ صِنْعٌ is صِنْعُونَ, and in like manner in the case of ↓ صُنْع you say صُنْعُو اليَدِ, (TA,) and رِجَالٌ صُنُعٌ is mentioned as on the authority of Sb, (K,) and Sh is related to have said قَوْمٌ صَنْعُونَ, [using the latter word as pl. of ↓ صَنْعٌ,] with the ن quiescent. (TA.) And you say ↓ اِمْرَأَةٌ صَنَاعٌ, (ISk, Mgh, Msb, TA,) and اليَدَيْنِ ↓ صَنَاعُ, (S, O, K,) and اليَدِ ↓ صَنَاعُ, (IJ, TA,) an instance of an epithet applied to a woman like كَعَابٌ and رَدَاحٌ and حَصَانٌ, (TA,) the ا of prolongation before the final letter resembling, and rendering needless, the ة in صَنَعَةٌ, (IJ, TA,) which is not allowable, (IJ, * Mgh, Msb, TA, *) though an instance of it occurs used on the ground of analogy: (Mgh:) A woman skilful in the work of the hands or hand; (ISk, S, O, K, TA;) who makes things in a suitable manner; who sews, and cuts out or makes, leathern buckets; (ISk, TA;) contr. of خَرْقَآءُ; (Mgh, Msb;) and ↓ اِمْرَأَةٌ صَنِيعَةٌ signifies the same: (TA:) and اِمْرَأَتَانِ صَنَاعَانِ: and نِسْوَةٌ صُنُعٌ. (S, O, K.) Th preferred صَنَعُ اليَدِ as applied to a man; and اليَدِ ↓ صَنَاعُ as applied to a woman. (IB, TA.) Accord. to IDrst, صَنَعٌ is an inf. n. used as an epithet. (TA. [But see 1, last sentence.]) It is said in a prov., ثَلَّةً ↓ لَا تَعْدَمُ صَنَاعٌ [expl. in art. ثل]. (TA.) b2: [Hence,] one says of a poet, and of any one who is eloquent, رَجُلٌ صَنَعُ الِلّسَانِ (tropical:) [A man skilful in the use of the tongue]: and in like manner, لِسَانٌ صَنَعٌ (tropical:) [a skilful tongue]. (K, TA.) And اللِّسَانِ ↓ اِمْرَأَةٌ صَنَاعُ (assumed tropical:) A woman sharp-tongued: or long-tongued: syn. سَلِيطَة. (TA.) صَنِعٌ: see صَنِيعٌ, last sentence.

صَنْعَةٌ Work or handiwork, an art, a craft or handicraft, or a trade; (KL;) as also ↓ صِنَاعَةٌ: (KL, PS:) any habitual work or occupation of a man; as also حِرْفَةٌ; (K in art. حرف;) [and so ↓ صِنَاعَةٌ, as is indicated in the K voce حِرْفَةٌ; whence] one says, صِنَاعَتُهُ رِعَايَةُ الإِبِلِ [His habitual work or occupation, or his business, is the tending, or pasturing, of camels]: (M, and K in art. رعى:) or صَنْعَةٌ [more particularly] signifies the work of the صَانِع; (S, O, K;) [a manufacture, or work of art; and workmanship, or the skill of a worker, which last meaning is plainly indicated in the O, and by common usage:] and ↓ صِنَاعَةٌ, the حِرْفَة [i. e. craft, or habitual work or occupation,] of the صَانِع, (S, Mgh, O, Msb, * K,) meaning of him who works with his hand: (Mgh:) the pl. of ↓ صِنَاعَةٌ is [صَنَائِعُ and] صِنَاعَاتٌ. (KL.) b2: It is also an inf. n. of 1 as used in the phrase صَنَعْتُ فَرَسِى [q. v.]. (S, O, K, TA.) أَسْهُمٌ صُنْعَةٌ, with damm, Arrows that are equal, equable, uniform, or even, the work of one man. (TA.) [Perhaps صُنْعَةٌ is a quasi-pl. n. of صَنِيعٌ applied to an arrow.]

صُنْعَى and صِنْعَى and صَنَعَى and صُنْعَى: see صَنَعٌ.

صَنَاعٌ: see صِنْعٌ: A2: and see also صَنَعٌ, in eight places.

صُنُوعٌ in a sense in which it is used in a verse of Aboo-Dhu-eyb is a pl. of which ISd says, “I know not any sing. thereof: ” accord. to Skr, it means The خُرَز [app. either the seams or the stitch-holes] of a مَزَادَة or of an إِدَاوَة: or, as some say, the thongs used in the sewing thereof: and some say the making thereof, so that in this case it is an inf. n. (TA.) صَنِيعٌ an inf. n. of 1 [q. v.]. (MA.) b2: and i. q. ↓ مَصْنُوعٌ [meaning Made, wrought, manufactured, fabricated, or constructed: or made, &c., skilfully, or well: see 1, first sentence]. (TA.) b3: [Hence,] (tropical:) Food (O, K, TA) that is made, or prepared, and to which people are invited; (TA;) and ↓ مَصْنَعَةٌ signifies [the same, i. e.] (tropical:) a repast, feast, or banquet, to which friends are invited: (O, K, TA:) one says, كُنْتُ فِى صَنِيعِ فُلَانٍ (tropical:) I was at the repast of such a one, made, or prepared, by him, to which people were invited: and ↓ المَصْنَعَةِ (tropical:) the repast to which friends were invited. (TA.) And (i. e. the former word) (tropical:) Food prepared to be dispensed in the way, or cause, of God. (TA.) b4: Also, applied to a sword, Polished, (S, O, K, TA,) and proved by experience; and so applied to an arrow: (K, TA:) or, applied to a sword, frequently renovated by polishing: (A, TA:) pl. صُنُعٌ. (TA.) b5: And, applied to a horse, (tropical:) Well tended; (S, O, K, TA;) supplied with fodder, and fattened. (TA.) And [in like manner it is applied to a human being:] one says, هُوَ صَنِيعِى (tropical:) He is the person whom I have reared; and whom I have educated, disciplined, or trained, well; (O, K, TA;) and so ↓ صَنِيعَتِى; (S, * O, K, TA;) and فُلَانٍ ↓ هُوَ مُصْطَنَعَةُ (tropical:) he is the person whom such a one has reared; &c. (Z, TA.) b6: And (tropical:) A goodly and clean garment. (A, L, TA.) b7: And A deed, or an action; (S, O, K, KL;) and so ↓ صَنِيعَةٌ: (Ham p. 198:) one says, صَنَعَ بِهِ صَنِيعًا قَبِيحًا He did to him an evil, or a foul, deed: (S, O, K:) and ↓ سُوْءُ صَنِيعَةٍ means The evil [consequence] of a deed. (Ham ubi suprà.) and [particularly] A good deed, a benefit, favour, or kind act; (O, K, TA;) and so ↓ صَنِيعَةٌ: (S, * O, Msb, K:) [see a verse cited voce مَصْنَعٌ:] pl. [of either, of the latter agreeably with rule,] صَنَائِعُ. (O, K.) A2: Also Skilful in work of the hands or hand: (S, O, K, TA:) fem. [in this sense] with ة. (TA.) See صَنَعٌ, in four places. Accord. to IDrst, ↓ صَنِعٌ [likewise] signifies Skilled, or skilful, as part. n. of صَنِعَ; but IB says that صَنِعَ has not been heard. (TA.) صِنَاعَةٌ: see صَنْعَةٌ, in four places. The saying of 'Alee, يُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ صِنَاعَةٍ صِنَاعَتُهُ, if correctly related, means يُؤْخَذُ مِنْ كُلِّ ذِى صِنَاعَةٍ مَصْنُوعُهُ [From every one possessing skill in manufacture should be taken, or procured, that which he has manufactured: or perhaps مِنْ is a mistake for عَنْ, and the meaning is, from every craftsman is to be acquired his craft]. (Mgh.) صَنِيعَةٌ: see صَنِيعٌ, latter half, in four places.

صَنَاعِيَةٌ Persons who tend their camels well, and fatten the young ones thereof, and give not their camels' milk to guests: occurring in a verse of 'Ámir Ibn-Et-Tufeyl. (TA, in this art. and in art. صلمع.) صَنَائِعِىٌّ: see صَانِعٌ.

صَنَّاعٌ [An expert صَانِع i. e. manufacturer &c.] (TA. [There mentioned only as a proper name, or surname.]) صَنَّاعَةٌ: see صِنْعٌ, former half.

صَانِعٌ A handicraftsman; manufacturer; or worker, or maker, with his hand; (S, * Mgh, O, * Msb, * K;) or one having a صَنْعَة [i. e. craft &c.] which he exercises; (TA;) [an artificer, or artisan;] and ↓ صَنَائِعِىٌّ is [used in the same sense, and particularly as meaning one who works for hire under a master; being] a rel. n. from صَنَائِعُ [pl. of صِنَاعَةٌ], like أَنْمَاطِىٌّ and أَنْصَارِىٌّ: (TA:) the pl. of صَانِعٌ is صُنَّاعٌ. (Msb, TA.) صَوْنَعٌ: see صَنْعٌ.

أَصْنَعُ [More, or most, skilled in working with the hands, manufacturing, fabricating, or constructing]. See an ex. voce سُرْفَةٌ, and another voce تَنَوُّطٌ.

مَصْنَعٌ [may be sued, agreeably with analogy, as an inf. n.: and as a n. of place, and of time]. A poet says, إِنَّ الصَّنِيعَةَ لا تَكُونُ صَنِيعَةً

حَتَّى يُصَابَ بِهَا طَرِيقُ المَصْنَعِ [which may be rendered Verily that which is a good deed considered abstractedly, or without relation to the manner or object &c., will not be a good deed in effect except, or unless, the way of the doing, or the way that leads to the place (here meaning the object) of the doing, be rightly hit upon therewith]. (O, TA.) b2: In the following verse of Náfi' Ibn-Lakeet, (TA in this art. and in art. ريش,) wrongly ascribed by J [in arts.

ريش and مرط] to Lebeed, (TA in art. ريش,) and ascribed by others to other poets, (TA in art. مرط,) it is expl. by IAar as signifying A place that is deemed goodly [in workmanship]; syn. مُسْتَمْلَحٌ [a n. of place, accord. to a general rule, as well as pass. part. n.: or مَصْنَعٌ may be here more literally rendered a place of skilful workmanship]: the poet says, مُرُطُ القِذَاذِ فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ لَا الرِّيشُ يَنْفَعُهُ وَلَا التَّعْقِيبُ (TA in the present art.) meaning Having no feathers upon it, [and having in it no place exhibiting skilful workmanship, neither the feathers being of use to it] nor the binding around with sinews. (TA in art. ريش.) b3: See also what here follows.

مَصْنَعَةٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and مَصْنُعَةٌ (S, O, K) and ↓ مَصْنَعٌ (O, Msb, K) [A kind of tank, or reservoir, for rain-water; i. e.] a thing like a حَوْض, (S, Mgh, O, K, TA,) or like a صِهْرِيج (Msb, TA) and a بِرْكَة, (Msb,) that is made, or constructed, (Mgh, Msb,) for collecting the water of the rain: (S, Mgh, O, Msb, K, TA:) pl. مَصَانِعُ, (O, Msb, K, TA,) a pl. of all the three words above, expl. by As as meaning excavations which people make for the rain-water, which they fill therewith, and from which they drink; and مَصَانِيعُ is another pl. of مَصْنَعَةٌ, the ى being inserted by poetic license; or it may be pl. of ↓ مَصْنُوعٌ or مَصْنُوعَةٌ: and ↓ صِنْعٌ [in like manner] signifies a حَوْض or a thing like a صِهْرِيج: and صُنُوعٌ is said to be a pl. thereof: (TA:) or صِنْعٌ signifies a watering-trough, or tank, made for the rain-water, and not cased with baked bricks; and its pl. is أَصْنَاعٌ. (TA voce بِرْكَةٌ.) See also صِنْعٌ, in two places. b2: [The pl.] مَصَانِعُ signifies also Constructions such as قُصُور [or pavilions, &c.], (O, K,) and fortresses; (S, O, K;) and ↓ صِنْعٌ also signifies a fortress: and the former, wells also. (TA.) And Towns, or villages, are thus called, (O, K,) by the Arabs, accord. to As: sing. مَصْنَعَةٌ: (O, TA:) one says, هُوَ مِنْ أَهْلِ المَصَانِعِ, meaning He is of the people of the towns, or villages, and of the cultivated land. (A, TA.) Also Places set apart for horses, away from the tents or houses: sing. مَصْنَعَةٌ. (AHn, TA.) [In Abul. Ann. ii. 42, where it seems to mean “ reservoir for rain-water,” Reiske renders it “ Hospitia publica. ”]

A2: See also صَنِيعٌ, in two places.

مَصْنُوعٌ: see صَنِيعٌ, and مَصْنَعَةٌ. b2: Also (assumed tropical:) [Fabricated, as applied to speech or a saying or sentence: a phrase, or word,] innovated, [or coined,] and given by its author as chaste (فَصِيح) Arabic; differing from مُوَلَّدٌ, which is applied to what is not so given: (Mz, 21st نوع:) forged, as applied to a word, and poetry. (Id. 8th نوع.) هُوَ مُصْطَنَعَةُ فُلَانٍ: see صَنِيعٌ.
ص ن ع : صَنَعْتُهُ أَصْنَعُهُ صُنْعًا وَالِاسْمُ الصِّنَاعَةُ وَالْفَاعِلُ صَانِعٌ وَالْجَمْعُ صُنَّاعٌ وَالصَّنْعَةُ عَمَلُ الصَّانِعِ.

وَالصَّنِيعَةُ مَا اصْطَنَعْتَهُ مِنْ خَيْرٍ.

وَالْمَصْنَعُ مَا يُصْنَعُ لِجَمْعِ الْمَاءِ نَحْوَ الْبِرْكَةِ وَالصِّهْرِيجِ وَالْمَصْنَعَةُ بِالْهَاءِ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ مَصَانِعُ وَصَنْعَاءُ بَلْدَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ الْيَمَنِ وَالْأَكْثَرُ فِيهَا الْمَدُّ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا صَنْعَانِيٌّ بِالنُّونِ وَالْقِيَاسُ صَنْعَاوِيٌّ بِالْوَاوِ.

وَالْمُصَانَعَةُ
الرِّشْوَةُ وَرَجُلٌ صَنَعٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَصَنَعُ الْيَدَيْنِ أَيْضًا أَيْ حَاذِقٌ رَفِيقٌ وَامْرَأَةٌ صَنَاعٌ وِزَانُ كَلَامٍ خِلَافُ الْخَرْقَاءِ وَلَمْ يُسْمَعْ فِيهَا صَنَعَةُ الْيَدَيْنِ بَلْ صَنَاعٌ. 
صنع
صَنَعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفاً، كَمَنَعَ، صُنْعاً، بالضَّمّ: أَي قَدَّمه، وَكَذَلِكَ اصْطَنَعَه. وصَنَعَ بِهِ صَنيعاً قَبيحاً، أَي فَعَلَه، كَمَا فِي الصِّحَاح. صَنَعَ الشيءَ صَنْعَاً وصُنْعاً، بالفَتْح والضمِّ، أَي عَمِلَه، فَهُوَ مَصْنُوعٌ، وصَنيعٌ. وَقَالَ الراغبُ: الصُّنْع: إجادةُ الفِعلِ، وكلُّ صُنْعٍ فِعلٌ، وليسَ كلُّ فِعلٍ صُنْعاً، وَلَا يُنسَبُ إِلَى الحَيواناتِ والجَمادات، كَمَا يُنسَبُ إِلَيْهَا الفِعلُ. انْتهى. وَفِي الحَدِيث: إِذا لم تَسْتَحِ فافْعَلْ مَا شِئْت وَهُوَ أمرٌ مَعْنَاه الخبَرُ، وَقيل: غيرُ ذَلِك (سقط: مِمَّا هُوَ مَذْكُور فِي الْعباب وَاللِّسَان)(سقط: نصف العمود الأول)
(فَنَقَلْنا صَنْعَهُ حَتَّى شَتا ... ناعِمَ البالِ لَجُوجاً فِي السَّنَنْ)
وخَصَّ بِهِ اللِّحْيانيُّ الأُنثى من الخَيل. والسيفُ الصَّنيع: الصَّقيل، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المَجْلوُّ، وزادَ غيرُه: المُجَرَّب، وَفِي الأساس: المُتَعَهَّدُ بالجِلاءِ، قَالَ عَمْرُو بن مَعْدِ يكربَ رَضِيَ الله عَنهُ، يصفُ حِماراً أَقْمَرَ وأُتُنَه:
(فَأَوْفى عندَ أَقْصَاهُنَّ شَخْصَاً ... يَلُوحُ كأنَّهُ سَيْفٌ صَنيعُ)
أَي: مَصْقُولٌ، وَقد صُنِعَ وهُيِّئَ، فَعيلُ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ:
(بأَبْيَضَ مِن أُميَّةَ مَضْرَحِيٍّ ... كأنَّ جَبينَه سَيْفٌ صَنيعُ)
وَفِي العُباب: هُوَ لرجُلٍ من بَكْرِ بنِ وائلٍ يمدَحُ أُميَّةَ بنَ عَبْد الله بنِ خالدِ بنِ أَسيدِ بنِ أبي العاصِ بنِ أُميَّةَ، وَفِي اللِّسان: هُوَ لعَبدِ الرحمنِ بنِ الحكَمِ بنِ أبي العاصِ يمدَحُ معاويةَ، وصَدْرُه:
(أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ فِي بُراها ... تكَشَّفُ عَن مَناكِبِها القُطوعُ)
بأَبْيَضَ من أميَّةَ. . الخ، ووَجَدْتُ فِي هامِشِ الصّحاح مَا نصُّه: وَكَانَ من خبَرِ هَذَا الشِّعرِ أنّ مَرْوَانَ شَخَصَ إِلَى مُعاوِيَة، وَمَعَهُ أخُوه عبدُ الرَّحْمَن، فلمّا قَرُبَ قدَّمَ عبدَ الرحمنِ أمامَه، فلَقِيَ مُعاوِيَةَ، فَقَالَ: أَتَتْكَ العِيسُ ... الخ وَفِيه: وأَبيضَ من أُميَّةَ، فلمّا انْتهى من إنشادِهما قَالَ مُعاوِيَةُ: أَمُفاخِراً جِئتَ أم مُكاثِراً فَقَالَ: أيَّ ذَلِك شِئتَ، وهما بَيْتَانِ فَقَط. كَذَا ذَكَرَه أَبُو مُحَمَّد الأسوَد،)
والسهمُ الصَّنيعُ كَذَلِك، والجَمعُ: صُنُعٌ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: وارْموهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وَقَالَ ذُو الإصْبَعِ العَدْوانِيُّ:
(السَّيفُ والقَوسَ والكِنانَةَ قدْ ... أَكْمَلتُ فِيهَا مَعابِلاً صُنُعا)
أَي مُحكَمةَ العمَل. الصَّنيعُ: فرَسُ باعِثِ بنِ حُوَيْصٍ الطائيِّ، فعيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ. الصَّنيع: الطعامُ يُصنَعُ فيُدعى إِلَيْهِ. يُقَال: كنتُ فِي صَنيعِ فلانٍ، وَهُوَ مَجاز. الصَّنيع: الإحسانُ والمَعروف، واليَدُ يُرمى بهَا إِلَى إنْسانٍ. وَقيل: هُوَ كلُّ مَا اصْطُنِعَ مِن خَيْرٍ، كالصَّنيعَةِ، ج: صَنائِع، قَالَ الشَّاعِر: إنَّ الصَّنيعَةَ لَا تَكونُ صَنيعَةًحتى يُصابَ بهَا طَريقُ المَصنَعِ وَقَالَ سُوَيْدُ بن أبي كاهِلٍ:
(نِعَمٌ للهِ فِينَا رَبِّنا ... وصَنيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ)
وَفِي الحَدِيث: صَنائِعُ المَعروفِ تَقِي مارِعَ السُّوءِ. ومنَ المَجاز: هُوَ صَنيعي، وصَنيعَتي، أَي اصْطَنَعْتُه ورَبَّيْتُه وخرَّجْتُه وأدَّبْتُه. وقَوْله تَعالى: ولِتُصْنَعَ على عَيْنِي أَي لتَنزِلَ بمَرْأَىً مِنِّي.
قَالَه الأَزْهَرِيّ، وَقيل: مَعْنَاه لتُغَذَّى، وَقَالَ الراغبُ: هُوَ إشارةٌ إِلَى نَحْوِ مَا قَالَ بعضَ الحُكَماءِ: إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ إِذا أَحَبَّ عَبْدَاً تفَقَّدَه، كَمَا يَتَفَقَّدُ الصَّديقُ صَديقَه. انْتهى. وَمن ذَلِك: صَنَعَ جارِيَتَه، إِذا رَبَّاها، وصَنَعَ فَرَسَه، إِذا قامَ بعَلَفِه وتَسْمينِه. يُقال صُنِعَتِ الجارِيَةُ، كعُنِيَ أَي أُحسِنَ إِلَيْهَا حتّى سَمِنَتْ، كصُنِّعَتْ، بالضَّمّ، تَصْنِيعاً، أَو صَنَعَ الفرَسَ بالتخفيفِ، وصَنَّعَ الجارِيَةَ، بالتشديدِ، قَالَه الليثُ، أَي أَحْسَنَ إِلَيْهَا وسَمَّنَها، قَالَ: لأنَّ تَصْنِيعَ الجارِيَةِ لَا يكونُ إلاّ بأشياءَ كَثيرَةٍ وعِلاجٍ، بخِلافِ صَنْعَةِ الفرَسِ، ففرَّقَ بَينهمَا بِالتَّشْدِيدِ ليَدُلَّ على معنى التكثير. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وغيرُ الليثِ يُجيزُ صَنَعَ جارِيَتَه، بِالتَّخْفِيفِ، كَمَا تقدّم، وَمِنْه قَوْله تَعالى: ولِتُصْنَعَ على عَيْنِي. وصُنْعٌ، بالضَّمّ: جبَلٌ بدِيارِ بَني سُلَيْمٍ. يُقَال: رجلٌ صِنْعُ اليَدَيْن، وَكَذَا صِنْعُ اليَدِ، بالكَسْر فيهمَا إِذا أُضيفَتْ، قَالَ الطِّرْماحُ:
(وَرَجَا مُوادَعَتي وأَيْقَنَ أنَّني ... صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوى الأَصْيَدُ)
رجلٌ صَنَعٌ، بِالتَّحْرِيكِ، إِذا أَفْرَدْتَ فَهِيَ مَفْتُوحَةً مُحرّكةً، كَمَا فِي اللِّسان، وسِياقُ الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ يُخالِفُ ذَلِك، فإنّهما قَالَا: وَكَذَلِكَ رجلٌ صَنَعُ اليَدَيْن بِالتَّحْرِيكِ، فحَرَّكا مَعَ الْإِضَافَة،)
وأنشدَ لأبي ذُؤَيْبٍ:
(وَعَلَيهِما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما ... داوودَ أَو صنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: هَذِه روايةُ الأَصْمَعِيّ، ويُروى: صِنْعَ السَّوابِغ. وأنشدَ الصَّاغانِيّ لذِي الإصْبَعِ العَدْوانِيِّ:
(تَرَّصَ أَفْوَاقَها وقوَّمَها ... أَنْبَلُ عَدْوَانَ كلِّها صَنَعَا)
وَفِي حديثِ عمر رَضِي الله عَنهُ لمّا جُرِحَ قَالَ لابنِ عَبّاسٍ: انْظُرْ مَن قَتَلَني فجالَ سَاعَة ثمّ أَتَاهُ، فَقَالَ: غُلامُ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ، فَقَالَ: الصَّنَع قَالَ: الصَّنَع، قَالَ: مالَه. وقاتَلَه اللهُ، واللهِ لقد كنتُ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفاً. كَذَا رجلٌ صَنيعُ اليَدَيْن، كأميرٍ، وصَناعُهُما، كَسَحَابٍ، وَلَا يُفرَدُ صَناعُ اليدِ فِي المُذَكَّرِ، أَي حاذِقٌ ماهِرٌ فِي الصَّنعَةِ مُجيدٌ، من قومٍ صُنْعى الأيْدي، بضمَّةٍ، صُنُعِ الْأَيْدِي بضمَّتَيْن، وَصَنَعى الْأَيْدِي، بفَتحتَيْن، وصِنْعِي الْأَيْدِي، بكسرةٍ، الأخيرةُ جمعٌ لصِنْع الْيَد، بالكَسْر، والثانيةُ جَمْعُ صَناع اليدِ، كَقَذَالٍ وقُذُلٍ، وأَصْنَاعُ الْأَيْدِي، جَمْعُ صِنْعِ اليدِ، بالكَسْر، كطِرْفٍ وأَطْرَافٍ، أَو جَمْعُ صَنيعِ اليدِ، كشَريفٍ وأَشْرَاف. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: وجَمْعُ صَنَعٍ عِنْد سِيبَوَيْهٍ: صَنَعُون لَا غير، وَكَذَلِكَ صِنْعٌ، يُقَال: صِنْعُو اليدِ، وجَمْعُ صَناعٍ صُنُعٌ، وَقَالَ ابنُ دَرَسْتَوَيْه: صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ بِهِ، مثل دَنَفٍ وَقَمَنٍ. والأصلُ فِيهِ عِنْده الْكسر، صَنِعٌ ليكونَ بمنزلةِ دَنِفٍ وقَمِنٍ وحُكِيَ رِجالُ صُنُعٌ ونِسوَةٌ صُنُعٌ بضمتَيْنِ عَن سِيبَوَيْهٍ، أَي: من غيرِ إضافَةٍ إِلَى الْأَيْدِي. منَ المَجاز: رجلٌ صَنَعُ اللِّسان، مُحرّكةً، ولِسانٌ صَنَعٌ، كَذَلِك، يُقَال ذَلِك للشاعرِ الفَصيحِ ولكلِّ بَليغٍ بَيِّنٍ، قَالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ رَضِيَ الله عَنهُ:
(أَهْدَى لَهُم مِدَحِي قَلْبٌ يُؤازِرُه ... فِيمَا أرادَ لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ)
وامرأةٌ صَناعُ اليدَيْن، كَسَحَابٍ وَقد تُفرَد، فيُقال: صَناعُ اليدِ، أَي حاذِقَةٌ ماهِرَةٌ بعمَلِ اليدَيْن.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: امرأةٌ صَناعٌ، إِذا كانتْ رَقيقَةَ اليديْن، تُسَوِّي الأَشافي، وتُخرِزُ الدِّلاءَ وتَفْريها. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: رجلٌ صَنَعٌ، وامرأةٌ صَناعٌ، إِذا كَانَ لهُما صَنْعَةٌ يَعْمَلانِها بأيديهما ويَكْسِبان بهَا. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَالَّذِي اختارَه ثعلبٌ: رجلٌ صَنَعُ اليدِ، وامرأةٌ صَناعُ اليدِ، فَيَجْعل صَناعاً للمرأةِ بمنزلةِ كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ، وَقَالَ أَبُو شِهابٍ الهُذَليّ:
(صَناعٌ بإشْفاها حَصانٌ بفَرْجِها ... جَوادٌ بقُوتِ البَطنِ والعِرقُ زاخِرُ)
ورُوِيَ فِي الحَدِيث: الأَمَةُ غيرُ الصَّناعِ. وَقَالَ ابنُ جِنِّيّ: قولُهم: رجلٌ صَنَعُ اليدِ، وامرأةٌ) صَناعُ اليدِ، دَليلٌ على مُشابَهَةِ حَرْفِ المَدِّ قَبْلَ الطَّرَفِ لتاءِ التأنيثِ، فَأَغْنَت الألفُ قَبْلَ الطَّرَفِ مَغْنَى التاءِ الَّتِي كَانَت تَجِبُ فِي صَنَعَةٍ، لَو جاءَ على حُكْمِ نَظيرِه، نَحْو: حَسَنٍ وَحَسَنةٍ. يُقَال: امرأتانِ صَناعَتان، فِي التثنِيَة، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لرُؤْبَةَ:
(إمَّا ترى دَهْرِي حَنانِي حَفْضَا ... أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا)
ونِسوَةٌ صُنُعٌ، ككُتُبٍ، مِثلُ قَذالٍ وقُذُلٍ، نَقله الجَوْهَرِيّ. أَبُو زِرٍّ الصَّناعُ الحِمصِيُّ، كَسَحَابٍ: رجلٌ من حِمصَ، لَهُ حِكايةٌ مَعَ دِعْبِل بنِ عليٍّ الخُزاعِيِّ، هَكَذَا فِي التبصير، وَنَقَله فِي العُباب، وَلم يَذْكُرْ لَهُ كُنيَةً، وَوَقَعَ فِي التكملةِ أَبُو الصَّناعِ، وَفِيه سَقَط. وصَنْعَاءُ بالمَدِّ، ويُقصَرُ للضَّرورَة، كقَولِ الشاعرِ: لَا بُدَّ مِن صَنْعَا وإنْ طالَ السَّفَرْ وَقَالَ الأَنَسِيُّ وَهُوَ من الشُّعَراءِ المُتَأَخِّرين:
(أَلا حَيِّ ذاكَ الحَيَّ مِن ساكِني صَنْعَا ... فَكَمْ أَطْلَقوا أَسْرَى وَكَمْ أَحْسَنوا صُنْعا)
وَهِي طويلةٌ، أَنْشَدنيها شَيْخُنا العَلاّمةُ رَضِيُّ الدِّينِ عبدُ الخالِقِ بنُ أبي بكرٍ المِزْجاجِيُّ، تغمَّدَه اللهُ برَحمَتِه، وَنَفَعنا بِهِ: د، باليمنِ قاعِدَةُ مُلكِها، ودارُ سَلْطَنَتِها كَثيرَةُ الأشجارِ والمياهِ، حَتَّى قيل: إنّها تُشبِهُ دِمشقَ الشَّام، أَي فِي المروجِ والأنهارِ، هَكَذَا فِي النّسخ: كَثيرَة وتُشْبه والصوابُ: كَثيرُ الْأَشْجَار ويُشْبه وَقَالَ أحمدُ بنُ مُوسَى وَهُوَ من الشُّعراءِ المُتأخِّرين حِين رُفِعَ إِلَى صَنْعَاءَ، وصارَ إِلَى نَقيلِ السُّود:
(إِذا طَلَعْنا نَقيلَ السُّودِ لاحَ لنا ... مِن أُفْقِ صَنْعَاءَ مُصْطافٌ ومُرْتَبَعُ)

(يَا حَبَّذا أَنْتِ يَا صَنْعَاءُ من بَلَدٍ ... وحَبَّذا وادِيَاكِ الظَّهْرُ والضِّلَعُ)
وَيُقَال: إنّ اسمَ مَدينةِ صَنْعَاءَ فِي الجاهليّةِ أزالُ رُوِيَ عَن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ أنّه وجدَ فِي الكتُبِ القديمةِ المُنَزَّلةِ الَّتِي قَرَأَها: أزالَ أزالَ، كلٌّ عليكِ، وَأَنا أَتَحَنَّنُ عليكِ. ويُروى عَن ابنِ أبي الرُّوم: أنّ صَنْعَاءَ كَانَت امْرَأَة مَلِكَةً، وَبهَا سُمِّيت صَنْعَاء. وقرأْتُ فِي كتابِ المُعجَمِ لأبي عُبَيْدٍ البَكْرِيِّ أنّ صَنْعَاءَ كلمةٌ حبَشِيّةٌ وَمَعْنَاهَا: وَثيقٌ حَصينٌ، وَفِي حديثٍ مَرْوِيٍّ عَن عبدِ الرّزّاقِ فِي حقِّ صَنْعَاءَ وَفِيه: ويكونُ سُوقُها فِي واديها. قيل: هُوَ وَادي عُلَيْب، وَقيل: هُوَ أصلُ جبَلِ نُعَيْمٍ، ممّا يَلِي قِبلِيّة، وَقيل: غَديرُ الحَقلِ ممّا يَلِي القِبْلِيّةَ. صَنْعَاءُ أَيْضا: ة، ببابِ دمشقَ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا صَنْعَانِيٌّ، على الْقيَاس، أَو النِّسبَةُ إِلَيْهِمَا صَنْعَانِيٌّ، بزيادةِ النونِ على غيرِ قياسٍ، كَمَا قَالُوا) فِي النِّسبةِ إِلَى حَرَّان: حَرْنَانيٌّ، وَإِلَى مانِي وعانِي: مَنَانِيّ وعَنانِيّ، كَمَا فِي الصِّحَاح، أَي فالنونُ بدَلٌ من الهَمزَة، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ ابنُ جِنِّي: ومِن حُذَّاقِ أصحابِنا مَن يذهبُ إِلَى أنّ النونَ فِي صَنْعَانِيٍّ إنّما هِيَ بدَلٌ من الواوِ الَّتِي تُبدَلُ من همزةِ التأنيثِ فِي النَّسَب، وأنَّ الأصلَ صَنْعَاوِيٌّ، وأنَّ النونَ هُنَاكَ بدلٌ من هَذِه الْوَاو. وصَنْعَةُ: ة، بِالْيمن، من قُرى ذَمَار، وَفِي مُعجَم أبي عُبَيْدٍ: أنّ ذَمارِ: اسمٌ لصَنْعاءَ، قَالَه ابنُ أَسْوَدَ. قلتُ: وذكرَ الأميرُ: يحيى بنَ مُحَمَّد الصَّنْعِيَّ، بالفَتْح، روى عَن عبدِ الواحدِ بنِ أبي عمروٍ الأسَدِيِّ، ولعلَّه نُسِبَ إِلَى هَذِه الْقرْيَة.
والصِّنْع، بالكَسْر: السَّفُّود، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، ومثلُه فِي العُباب والتكملة. ووقعَ فِي اللِّسان والصِّنْع: السُّود، وأنشدَ للمَرّار يصفُ الإبلَ:
(وجاءَتْ ورُكْبانُها كالشُّرُوبِ ... وسائِقُها مِثلُ صِنْعِ الشِّواءِ)
قَالَ: يَعْنِي سُودَ الألوانِ، فلْيُتَأَمَّلْ فِي العبارتَيْن. الصِّنْع: كلُّ مَا صُنِعَ من سُفرَةٍ أَو غيرِها.
الصِّنْع الخَيّاط، وَبِه فُسِّرَ قولُ كُثَيِّرٍ:
(إِذا مَا لَوى صِنْعٌ بِهِ عدَنِيَّةً ... كَلَوْنِ الدِّهانِ وَرْدَةً لم تُكَمَّتِ)
أَو هُوَ: الدَّقيقُ اليدَيْن فِي قولِ كُثَيِّرٍ، وَلَا يخفى أنّ هَذَا قد تقدّم عِنْد ذِكرِ صَنَعَ اليدَيْن، وَقد فَسّروه برَقيقهما، كَمَا مرَّ، فَهُوَ تَكْرَارٌ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الصِّنْع: الشَّوَّاءُ نَفسه، ووُجِدَ فِي بعضِ النسخِ الشِّوَاء ككِتابٍ، وَهُوَ غلَطٌ. قَالَ ابْن عَبّادٍ: الصِّنْعُ: الثَّوبُ، يُقَال: رأيتُ عَلَيْهِ صِنْعاً جيِّداً، وَهُوَ مَجاز. قيل: الصِّنْعُ فِي قولِ كُثَيِّرٍ: العَمامة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ: أَي إِذا اعْتَمَّ، وَهُوَ مَجاز. الصِّنْع: مَصْنَعةُ الماءِ، وَهِي خَشَبَةٌ يُحبَسُ بهَا المَاء، وتُمسِكُه حِيناً، ج: أَصْنَاعٌ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسَمعتُ العربَ تُسمِّي أَحْبَاسَ الماءِ الأَصْناعَ. صِنْع: ع، ويُضافُ إِلَى قَساً نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي شِعرٍ. الصَّنْع بالفَتْح: دُوَيْبَّةٌ، أَو طائرٌ، كالصَّوْنَع، فيهمَا، كَجَوْهَرٍ، نَقله الصَّاغانِيّ، وَقد صَحَّفَهما بعضُهم، كَمَا سَيَأْتِي فِي ضتع. والصَّنَّاعَة، مُشدَّدةً، والصَّنَاع كَسَحَابٍ: خَشَبٌ يُتَّخَذُ فِي الماءِ ليُحبَسَ بِهِ الماءُ، ويُمسِكُه حِيناً، نَقله الليثُ، كالصِّنْعِ الَّتِي هِيَ الخشَبةُ. منَ المَجاز: يُقَال: كُنّا فِي المَصْنَعةِ، أَي الدَّعْوَة يَتَّخِذُها الرجلُ ويُدعى إِلَيْهَا الإخْوانُ. واصْطَنعَ الرجلُ: اتَّخَذَها، وَمِنْه الحديثُ: لَا تُوقِدوا بلَيلٍ نَارا، ثمّ قَالَ: أَوْقِدوا واصْطَنِعوا، فإنّه لن يُدرِكَ قومٌ بعدَكم مُدَّكُم، وَلَا صاعَكم أَي اتَّخِذوا صَنيعاً، أَي طَعاماً تُنفِقونَه فِي سبيلِ الله، وَقَالَ الرَّاعِي:)
(وَمَصْنَعَةٍ هُنَيْدٍ أَعَنْتُ فِيهَا ... على لَذَّاتِها الثَّمِلَ المُبينا)
قَالَ الأَصْمَعِيّ: أَي مَدْعَاةٍ. المَصْنَعَةُ، كالحَوضِ أَو شِبهُ الصِّهْريجِ يُجمَعُ فِيهَا، وَفِي العُباب فِيهِ، وَفِي الصِّحَاح: يَجْتَمِعُ فِيهِ ماءُ المطَر، قَالَ الأَصْمَعِيّ: المَصانِع: مَسَاكاتٌ لماءِ السماءِ يَحْتَفِرُها الناسُ، فَيَمْلَؤُها ماءُ السماءِ، يَشْرَبونَها، وروى أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي عمروٍ، قَالَ: الحِبْسُ: مثلُ المَصْنَعةِ، وتُضَمُّ نونُها، نَقله الجَوْهَرِيّ، كالمَصْنَعِ، كَمَقْعَدٍ، نَقله الصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان والمَصانِع: الجَمع، أَي جَمْعُ المَصْنَعةِ بلُغتَيْه، والمَصْنَع، وَبِه فَسَّرَ بعضُهم قَوْله تَعالى: وتَتَّخِذونَ مَصانِعَ لعلَّكُم تَخْلُدون. قَالَ الأَصْمَعِيّ: العربُ تُسمِّي القُرى مَصانِعَ، واحدَتُها مَصْنَعةٌ، وأنشدَ لابنِ مُقبِلٍ:
(كأنَّ أصواتَ أَبْكَارِ الحَمامِ لنا ... فِي كلِّ مَحْنِيَّةٍ مِنْهُ يُغَنِّينا)

(أصواتُ نِسْوانِ أَنْبَاطٍ بمَصْنَعَةٍ ... بَجَّدْنَ للنَّوْحِ فاجْتَبْنَ التَّبابينا)
وَفِي الأساس: تَقول: هُوَ من أهلِ المَصانِع، أَي القُرى والحَضَرِ، بَجَّدْنَ: لَبِسْنَ البُجُدَ. المَصانِعُ أَيْضا: المَباني من القصورِ والآبارِ وغيرِها، قَالَ لَبيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(بَلِينا وَمَا تَبْلَى النُّجومُ الطَّوالِعُ ... وَتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ)
المَصانِع: الحُصون، نَقله الجَوْهَرِيّ، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وشاهِدُه قولُ البَعِيثِ:
(بَنى زِيادٌ لذِكرِ اللهِ مَصْنَعةً ... من الحِجارَةِ لم تُرفَعْ مِن الطِّينِ)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: أَصْنَعَ: أعانَ آخَرَ، وَقَالَ ابْن عبّادٍ: أَصْنَعَ الأخْرَقُ: تعَلَّمَ وأَحْكَمَ، هَكَذَا فِي العُباب والتكملة، ونصُّ ابْن الأَعْرابِيّ فِي النَّوادِر: أَصْنَعَ الرجلُ: إِذا أعانَ أَخْرَق، فــاشْتَبهَ على ابْن عبّادٍ، فَقَالَ: آخَرَ، ثمّ زادَ من عندِه: وأَصْنَع الأخرقُ إِلَى آخِرِه، وقلَّدَه الصَّاغانِيّ من غيرِ مُراجَعةٍ لنصِّ ابْن الأَعْرابِيّ، وَمَا ذَكَرْنا هُوَ الصوابُ، ومثلُه فِي اللِّسان. واصْطَنعَ فلانٌ عندَه صَنيعَةً، نَقله الجَوْهَرِيّ، أَي اتَّخَذَها. والتَّصَنُّع: تكَلُّفُ الصَّلاحِ وحُسنِ السَّمْت، وإظهارُه، والتَّزَيُّنُ بِهِ، والباطِنُ مَدْخُولٌ. والمُصانَعة، كُنِيَ بهَا عَن الرِّشْوَة، قَالَه الراغبُ وَفِي الأساس: هُوَ مأخوذٌ من معنى المُداراةِ والمُداهَنة، يُقَال: صانَعَ الوالِيَ، إِذا رَشاه. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي المثَل: مَن صانَعَ بالمالِ لم يَحْتَشِمْ من طلَبِ الحاجَةِ. وَيُقَال صانَعَه، إِذا داراه ولايَنَه وداهَنَه.
وَفِي حديثِ جابرٍ: كَانَ يُصانِعُ قائِدَه. أَي: يُداريه. وأصلُ المُصانَعةِ: أَن تَصْنَعَ لَهُ شَيْئا ليَصْنَعَ لكَ شَيْئا آخَرَ، مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ، وَقَالَ زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمى:)
(وَمَنْ لَا يُصانِعْ فِي أمورٍ كَثيرَةٍ ... يُضَرَّسْ بأنْيابٍ ويُوطَأْ بمَنْسَمِ)
أَي من لم يُدارِ الناسَ فِي أمورِهم غلَبوه، وقهروه وأذَلُّوه. منَ المَجاز: المُصانَعةُ فِي الفرَسِ: أَن لَا يُعطي جميعَ مَا عندَه من السَّيْر وَله صَوْنٌ يَصُونُه الأَوْلى حَذْفُ الواوِ من ولَهُ فَهُوَ يُصانِعُك ببَذلِه سَيْرَه، كَمَا فِي العُباب. وَفِي الأساس: كأنّه يُوافي فِيمَا يَبْذُلُ مِنْهُ، ويَصُونُ بَعْضَه. وَمِنْه: صانَعْتُ فلَانا: دارَيْتُه. قلتُ: فَإِذن المُصانَعةُ بِمَعْنى الرِّشوةِ من مجازِ المَجازِ، فافْهَمْ وَتَأَمَّلْ. والاصْطِناع: المُبالَغةُ فِي إصلاحِ الشيءِ، قَالَه الراغبُ، قَالَ: مِنْهُ قَوْله تَعالى: واصْطَنَعْتُكَ لنَفسي تأويلُه: اخْتَرتُك لإقامةِ حُجَّتي، وجَعَلْتُكَ بَيْنِي وبَيْنَ خَلْقِي، حَتَّى صِرتَ فِي الخِطابِ عنِّي والتَّبْليغِ بالمنزلةِ الَّتِي أكونُ أَنا بهَا لَو خاطَبْتُهم، واحْتَجَجْتُ عَلَيْهِم. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَي رَبَّيْتُكَ لخاصَّةِ أمرٍ أَسْتَكفيكَه فِي فِرعَون وجُنودِه، وَفِي حديثِ آدَم: قَالَ لمُوسَى: أنتَ كَليمُ اللهِ الَّذِي اصْطَنَعَكَ لنَفسِه. قَالَ ابنُ الْأَثِير: هَذَا تمثيلٌ لما أعطَاهُ اللهُ من المَنزِلةِ والتقريب. يُقَال: اصْطَنَعَ فلانٌ خاتَماً، إِذا أَمَرَ أَن يُصنَع لَهُ، كَمَا يُقَال: اكْتَتبَ، أَي أَمَرَ أَن يُكتَب لَهُ، والطاءُ بدَلٌ من تاءِ الافْتِعال، لأجلِ الصادِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اسْتَصْنَعَ الشيءَ: دَعا إِلَى صُنعِه، كَمَا فِي اللِّسان، وَفِي العُباب: اسْتَصنَعه: سألَ أَن يُصنَعَ لَهُ، وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
(إِذا ذَكَرَتْ قَتْلَى بكَوْساءَ أَشْعَلتْ ... كواهِيَةِ الأخْرابِ رَثٍّ صُنوعُها)
قَالَ ابنُ سِيدَه: صُنوعُها: جَمْعٌ لَا أعرفُ لَهُ وَاحِدًا. قلتُ: وَقَالَ السُّكَّريُّ فِي شرحِ الدِّيوان: كواهِيَةِ الأخرابِ، يَعْنِي: المَزادَةَ أَو الإداوَة، وصُنوعُها: خُرَزُها وَيُقَال: سُيورُها الَّتِي خُرِزَتْ بهَا، وَيُقَال: عمَلُها: فَيكون حينَئِذٍ مصدرا. وَحكى ابنُ درسْتَوَيْه: صَنِعَ صَنَعَاً: مثل: بَطِرَ بَطَرَاً، فَهُوَ صَنِعٌ، أَي ماهِرٌ، وَقَالَ غيرُه: امرأةٌ صَنيعَةٌ، بِمَعْنى صَنَاعٍ، وأنشدَ لحُمَيْدٍ بنِ ثَورٍ:
(أطافَتْ بِهِ النِّسْوانُ بَيْنَ صَنيعَةٍ ... وبينَ الَّتِي جاءَتْ لكَيْما تعَلَّما)
وَهَذَا يدلُّ على أنَّ اسمَ الفاعِل من صَنَعَ صَنيعٌ لأنّه لم يُسمَع صَنِعٌ، قَالَه ابنُ بَرّيّ: وَفِي المثَل: لَا تَعْدَمُ صَنَاعٌ ثَلَّة. الثَّلَّة: الصُّوفُ والشَّعرُ والوبَر. وَقَالَ الإيادِيُّ: سَمِعْتُ شَمِرَاً يَقُول: رجلٌ صَنِعٌ، وقومٌ صَنْعُون، بسكونِ النُّون. وامرأةٍ صَنَاعُ اللِّسان: سَليطَةٌ، قَالَ الراجز: وَهِي صَناعٌ باللِّسانِ واليَدِ وقومٌ صَناعِيَةٌ: يَصْنَعونَ المالَ ويُسَمِّنونَ فُصْلانَهم، وَلَا يَسْقُون ألبانَ إبلِهم الأضيافَ، وَقد مرَّ شاهِدُه من قولِ عامرِ بنِ الطُّفَيلِ فِي صلمع. والصَّنيع، كأميرٍ: الثوبُ الجيِّدُ النَّقِيُّ، كَمَا)
فِي اللِّسان والأساس، وَهُوَ مَجاز. وقولُ نافِعِ بنِ لَقيطٍ:
(مُرُطُ القِذاذِ فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ ... لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه وَلَا التعقيبُ)
فسَّرَه ابْن الأَعْرابِيّ فَقَالَ: مَصْنَعٌ، أَي مَا فِيهِ مُستَملَحٌ، وَقد تقدّم ذِكرُ الأبياتِ فِي ريش وَفِي مرط. والصِّنْع، بالكَسْر: الحَوضُ. وَقيل: شِبهُ الصِّهريجِ، وَقيل: إنَّ الصُّنوعَ واحدُها صُنْعٌ، والمَصانيع: جَمْعُ مَصْنَعة، زيدت الياءُ فِي ضَرورةِ الشِّعرِ، ويجوزُ أَن يكونَ جَمْعَ مَصْنُوعِ ومَصْنُوعةٍ، كَمَكْسورٍ ومَكاسيرَ. والصِّنْع، بالكَسْر: الحِصنُ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ: من بَلَغَ الصِّنْعَ بسَهْمٍ. والمَصانِع: مَواضِعُ تُعزَلُ للنَّحلِ، مُنتَبِذَةً عَن الْبيُوت، واحدتُها مَصْنَعة، حَكَاهُ أَبُو حَنيفة.
والصُّنْع، بالضَّمّ: الرِّزْق. واصْطَنَعَه: قدَّمَه. وَيُقَال: هُوَ مُصْطَنعَةُ فلانٍ، أَي صَنيعَتُه، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وصانَعَه عَن الشيءِ: خادَعه عَنهُ. وَيُقَال: صانَعْتُ فلَانا، أَي رافَقْتُه. والأَصْناع: مَوْضِعٌ، قَالَ عَمْرُو بنُ قَميئَةَ:
(وَضَعَتْ لَدى الأَصْناعِ ضاحِيَةً ... فَهِيَ السُّيُوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ) كَمَا فِي اللِّسان، وأَغْفَله ياقوت فِي مُعجَمِه. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ، وقولُهم: مَا صَنَعْتَ وأباكَ، تقديرُه: مَعَ أَبِيك، لأنّ معَ والواوَ جَمِيعًا لمّا كَانَا للاشتراكِ والمُصاحَبةِ أُقيمَ أحَدُهما مُقامَ الآخَرِ، وإنّما نُصِبَ لقُبحِ العَطفِ على المُضمَرِ المَرفوعِ من غيرِ تَوْكِيدٍ، فإنْ وكَّدْتَه رَفَعْتَ، وقلتَ: مَا صَنَعْتَ أنتَ وأبوكَ. وأَسْهُمٌ صُنْعَةٌ، بالضَّمّ، أَي مُستَوِيَةٌ، من عملِ رجلٍ واحدٍ، نَقله الحَربيُّ فِي غَريبِه. وَفِي الحَدِيث: تُعينُ صانِعاً أَي ذَا صَنْعَةٍ قَصَّرَ عَن القيامِ بهَا، ويُروى أَيْضا: ضائِعاً بالضاد المُعجَمةِ والتحتيّة، أَي ذَا ضَياعٍ من فَقْرٍ أَو عِيالٍ، وَكِلَاهُمَا صَوابٌ فِي الْمَعْنى، نَقله الأَزْهَرِيّ. ويُنسَبُ إِلَى الصَّنائع: صَنائِعيّ، كَأَنْماطِيٍّ. وجَمعُ الصّانِع: صُنَّاعٌ، كرُمَّانٍ. وأَصْنَعَ الفرَسَ: لغةٌ فِي صَنَعَه، عَن ابنِ القَطّاع. ودَرْبُ المَصْنَعةِ: خِطَّةٌ بمِصر، ونُسِبَ إِلَى مَصْنَعةِ أحمدَ بنِ طُولونَ الَّتِي هِيَ تُجاهَ مَسْجِد القَرافَةِ، وَهِي الصُّغرى، وأمّا الكُبرى، فَهِيَ بدَربِ سالِمٍ، بطريقِ القَرافَة، حقَّقَه ابنُ الجَوَّانِيِّ فِي المُقَدِّمة. وَكَشَدَّادٍ: مُحَمَّد بنُ عَبْد الله، بن الصَّنَّاعِ القُرطُبيُّ، آخِرُ مَن تَلا على الأنْطاكِيِّ. وَأَبُو جَعْفَرٍ أحمدُ بنُ عَبْد الله عَن الشاطِبيِّ الصَّنَّاع، روى عَن أبي جَعْفَرِ بنِ البارِشِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.