Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: إساءة

ذمم

ذمم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى على بِئْر ذمَّة. قَالَ الْأَصْمَعِي: الذِّمَّة القليلة المَاء يُقَال: هَذِه بِئْر ذمَّة وَجَمعهَا ذمام.
(ذمم) : الذِّمُّ: العَهْدُ والجوارُ، كالذِّمَّةِ.
(ذمم) : الذِّمَّةُ: المَأْدُبَةُ مَأْدُبَةُ الطَّعامِ، أَو العُرْسِ، قال
وإِنِّي لتَأْتِي أَبْعَدَ القَوْمِ ذِمَّتِى ... إذا وَرَقُ الطَّلْحِ الطُّوِالِ تَحَسَّرَا 

ذمم


ذَمَّ(n. ac. ذَمّ
مَذْمَمَة)
a. Blamed, censured; rebuked, reproved.
b. Dripped (nose).
ذَمَّمَa. Blamed; criticised.

أَذْمَمَa. Committed a blameworthy action.
b. Blamed, found fault with.

ذَمّ
(pl.
ذُمُوْم)
a. Blame, censure, rebuke.
b. see 17t
ذِمَّة
(pl.
ذِمَم)
a. Pact, league, covenant, alliance, protection.
b. Pledge, guarantee; responsibility.
c. Conscience.

ذِمِّيّa. Client; protégé, dependent.
b. Tributary.

مَذْمَمَة
(pl.
مَذَاْمِمُ)
a. Fault, defect; vice.

ذِمَاْم
(pl.
أَذْمِمَة)
a. Obligation; engagement.

ذَمِيْمa. Blamable, blameworthy; reprehensible.
b. Unpalatable, nasty (water).
أَهْل الذِمَّة
a. Christian or Jewish subjects of a Mussulman
government.
(ذمم) - قيل لسَلْمَان: "ما يحَلّ لنا من ذِمَّتِنَا؟ . فقال: مِنْ عَماك إلى هُدَاك، ومن فَقْرِكَ إلى غِناك".
: أي من أَهْلِ ذِمَّتِنا، أو مَعْناه إذا ضَلَلْت طَرِيقاً أَخذتَ منهم مَنْ يَدُلُّك، وإذا مَررْتَ بحَائِطِه وافتَقَرت إلى ما لا غِنًى لك عَنْه، أخذتَ منه بقَدْر الكِفاية، هذا إذا صُولحُوا عليه، وإلَّا فَلَا إلَّا الجِزْيةَ .
- في الحَدِيثِ: "قد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة" . : أي لِكُلَّ أَحَدٍ من الله، عَزَّ وجَلّ، عَهْدٌ أو ذِمَّة بالحِفْظِ والكَلَاءَةِ فإذا أَلقَى بِيَده إلى التَّهْلُكَة خَذَلَتْه ذِمَّةُ اللهِ تَعالَى.
ذ م م : ذَمَمْتُهُ أَذُمُّهُ ذَمًّا خِلَافُ مَدَحْتُهُ فَهُوَ ذَمِيمٌ وَمَذْمُومٌ أَيْ غَيْرُ مَحْمُودٍ.

وَالذِّمَامُ بِالْكَسْرِ مَا يُذَمَّ بِهِ الرَّجُلُ عَلَى إضَاعَتِهِ مِنْ الْعَهْدِ وَالْمَذَمَّةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتُفْتَحُ الذَّالُ وَتُكْسَرُ مِثْلُهُ وَالذِّمَامُ أَيْضًا الْحُرْمَةُ وَتُفَسَّرُ الذِّمَّةُ بِالْعَهْدِ وَبِالْأَمَانِ وَبِالضَّمَانِ أَيْضًا وَقَوْلُهُ «يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» فُسِّرَ بِالْأَمَانِ وَسُمِّيَ الْمُعَاهَدُ ذِمِّيًّا نِسْبَةً إلَى الذِّمَّةِ بِمَعْنَى الْعَهْدِ وَقَوْلُهُمْ فِي ذِمَّتِي كَذَا أَيْ فِي ضَمَانِي وَالْجَمْعُ ذِمَمٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
ذ م م: (الذَّمُّ) ضِدُّ الْمَدْحِ وَقَدْ (ذَمَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ فَهُوَ (ذَمِيمٌ) . وَ (الذِّمَامُ) الْحُرْمَةُ. وَأَهْلُ (الذِّمَةِ) أَهْلُ الْعَقْدِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الذِّمَّةُ الْأَمَانُ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ» . وَ (أَذَمَّهُ) أَجَارَهُ، وَأَذَمَّهُ وَجَدَهُ (مَذْمُومًا) . وَ (أَذَمَّ) الرَّجُلُ أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا يَذْهَبُ عَنِّي (مَذَمَّةَ) الرَّضَاعِ؟ فَقَالَ: غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ» يَعْنِي بِمَذَمَّةِ الرَّضَاعِ بِفَتْحِ الذَّالِ وَكَسْرِهَا ذِمَامُ الْمُرْضِعَةِ. وَقَالَ النَّخَعِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ عِنْدَ فِصَالِ الصَّبِيِّ أَنْ يَأْمُرُوا لِلظِّئْرِ بِشَيْءٍ سِوَى الْأَجْرِ فَكَأَنَّهُ سَأَلَ أَيُّ شَيْءٍ يُسْقِطُ عَنِّي حَقَّ الَّتِي أَرْضَعَتْنِي حَتَّى أَكُونَ قَدْ أَدَّيْتُهُ كَامِلًا؟ وَالْبُخْلُ (مَذَمَّةٌ) بِفَتْحِ الذَّالِ لَا غَيْرُ أَيْ مِمَّا يُذَمُّ عَلَيْهِ وَهُوَ ضِدُّ الْمَحْمَدَةِ. وَ (اسْتَذَمَّ) الرَّجُلُ إِلَى النَّاسِ أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وَ (تَذَمَّمَ) أَيِ اسْتَنْكَفَ يُقَالُ: لَوْ لَمْ أَتْرُكِ الْكَذِبَ تَأَثُّمًا لَتَرَكْتُهُ تَذَمُّمًا. وَرَجُلٌ (مُذَمَّمٌ) أَيْ مَذْمُومٌ جِدًّا. 
ذمم قَالَ أَبُو عُبَيْد أما قَوْله: تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ فَإِنَّهُ يُرِيد: تتساوى فِي الْقصاص والديات فَلَيْسَ لشريف على رَضِيع فضل [فِي ذَلِك -] 52 / الف وَمن هَذَا قيل فِي الْعَقِيقَة عَن الْغُلَام: شَاتَان / مكافئتان يَقُول: متساويتان وأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ: مكافأتان وَالصَّوَاب: مكافئتان وكل شَيْء سَاوَى شَيْئا حَتَّى يكون مثله فَهُوَ مكافئ لَهُ والمكافأة بَين النَّاس من هَذَا يُقَال: كافأت الرجل أَي فعلت بِهِ مثل مَا فعل بِي. وَمِنْه الكفؤ من الرِّجَال للْمَرْأَة تَقول: إِنَّه مثلهَا فِي حسبها. قَالَ الله [تبَارك و -] وَتَعَالَى {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحد} يَقُول: هُوَ كُفُؤ لَهَا وكَفِئ بِمَعْنى وَاحِد. وَأما قَوْله: يسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم فَإِن الذِّمَّة الْأمان يَقُول: إِذا أعْطى الرجل مِنْهُم الْعَدو أَمَانًا جَازَ ذَلِك على جَمِيع الْمُسلمين لَيْسَ لَهُم أَن يخفروه كَمَا أجَاز عمر [رَضِي اللَّه عَنهُ -] أَمَان عبد على جَمِيع [أهل -] الْعَسْكَر وَكَانَ أَبُو حنيفَة لَا يُجِيز أَمَان العَبْد إِلَّا بِإِذن مَوْلَاهُ وَأما حَدِيث عمر فَلَيْسَ فِيهِ ذكر مولى وَمِنْه قَول سلمَان الْفَارِسِي رَحمَه اللَّه تَعَالَى: ذِمة الْمُسلمين وَاحِدَة فالذمة هِيَ الْأمان وَلِهَذَا سمى الْمعَاهد ذِمِّيا لِأَنَّهُ قد أعْطى الْأمان على مَاله وذمته للجزية الَّتِي تُؤْخَذ مِنْهُ.
ذ م م

ذم صاحبه ذمّاً ومذمة وذممه. ورجل ذامّ وذمام لأصحابه، وذميم وذم كحب ومذمم. وإياك والمذام والملاوم. وأذم فلان وألام: أتى بما يذم عليه ويلام. وهو مذم: مليم. وبلوت فلاناً فأذممته: خلاف أحمدته. وأردت ضربه ثم تذممت من أجل حق أو حرمة أي ذممت نفسي وانتهيت. ويقال: تذمم منه: استنكف واستحيا، وإني أتذمم من القوم أن أتحول من عندهم إلى غيرهم، ولم أر منهم إلا ما أحب. واستذم إلى فلان: فعل ما يذمه عليه. ولفلان ذمة وذمام ومذمة: عهد يلزم الذم مضيعه. وهو في ذمتي وذمامي. وأذهب مذمتهم بشيء أي أعطهم ما تقضى به حق ذمامهم. وفي الحديث " ما يذهب عني مذمة الرضاع " وهي ذمام المرضعة وحقها. ووفي فلان بما أذم أي بما أعطى من الذمّة. قال المسيّب:

أنت الوفيّ بما تذم وبعضهم ... تودي بذمته عقاب ملاع

وأذم لي على فلان. واستذممت به، وتذممت به فأذم لي. وللجار عندك مستذم ومتذمم. قال فائد بن الحبيب الأسديّ:

فنعشت قومك والذين تذمموا ... بك غير مختشع ولا متضائل

وهذا مكان مذمم. محرم له ذمة وحرمة.

ومن المجاز: أذمت ركاب القوم: تأخرت كلالا. قال بن ميّادة:

وحتى حملنا رحل كل مذمة ... وكل مذم بالفلاة وزاحف

كأنها أتت بما تذم عليه، أو قلّت قوتها على السير من الركية الذمّة والركايا الذّمام وهي القيلة الماء. وأذم المكان: أجدب وقلّ خيره. وفلان يذام عيشه: يزجّيه متبلغاً به. وذاممته أذامّه وهو من معنى القلة. ورجل ذم وحمد، وأتينا منزلاً ذماً وحمداً وصف بالمصدر.
[ذمم] الذَمُّ: نقيض المدح. يقال. ذممته فهو ذميم. قال ابن السكيت: يقال. افعلْ كذا وكذا وخلال ذم. قال: ولا تقل وخلاكَ ذنبٌ. والمعنى خلا منك ذم، أي لا تدم. وبئر ذَمّةٌ: قليلة الماء: وجمعها ذِمامٌ. وقال : على حِمْيَرِيّاتٍ كأنّ عيونها ذِمامُ الرَكايا أَنْكَزَتْها المَوائحُ وماءٌ ذَميمٌ، أي مكروهٌ. وانشد ابن الأعرابي للمرّار: مُواشِكَةٌ تسَتعجِل الركضَ تبتغي نَضائِضَ طَرْقٍ ماؤُهُنَّ ذَميمُ والذَميمُ المُخاطُ والبولُ الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من قضيب التَيس. وكذلك اللبن من أخلاف الشاة. وقال أبو زبيد: ترى لاخلافها من خلفها نسلا مثل الذميم على قزم اليعامير والذميم أيضا: شئ يخرج من مسام المارِنِ، كبَيْضِ النمل. وقال : وتَرى الذَميمَ على مَراسِنِهِمْ يومَ الهِياجِ كمازن النمل وقد ذم أنفه وذَنَّ. والذِمامُ: الحُرْمَةُ. وأهل الذِمَّةِ: أهلُ العَقْد. قال أبو عبيد: الذمَّةُ: الأمانُ، في قوله عليه الصلاة والسلام: " ويسعى بذمتهم أدناهم ". وأذَمَّهُ، أي أجارَه. وأَذَمَّهُ، أي وجده مَذموماً. يقال: أتيتُ موضعَ كذا فاذْمَمْتُهُ، أي وجدتُه مَذْموماً. وأَذَمَّ به: تهاوَنَ. وأَذَمَّ الرجلُ: أتى بما يُذَمُّ عليه. وأَذَمَّ به بعيره. وأَذَمَّتْ ركابُ القوم، أي أعيت وتأخَّرَتْ عن جماعة الإبل ولم تلحقْ بها. وأخذتني منه مَذَمَّةٌ ومَذِمَّةٌ، أي رِقّةٌ وعارٌ من ترك الحُرْمَةِ. ويقال: أذهب مذمتهم بشئ، أي أعطهم شيئا فإن لهم ذماما. وفي الحديث: " ما يذهب عنى مذمة الرضاع؟ فقال: غرة: عبد أو أمة " يعنى بمذمة الرضاع ذمام المرضعة. وكان النخعي يقول في تفسيره: كانوا يستحبون عند فصال الصبى أن يأمروا للظئر بشئ سوى الاجر، فسكأنه سأله: أي شئ يسقط عنى حق التى أرضعتني حتى أكون قد أديته كاملا. والبخل مَذَمَّةٌ بالفتح لا غير، أي مما يذم عليه وهو خلاف المَحمَدة. واسْتَذَمَّ الرجل إلى الناس، أي أتى بما يُذَمُّ عليه. وتذمَّمَ، أي استنكَفَ. يقال: لو لم أترك الكذب تأثما التركته تَذَمُّماً. ورجلٌ مُذَمَّمٌ، أي مَذمومٌ جداً. ورجلٌ مُذِمٌّ: لا حراك به . وشئ مذم، أي معيب.
[ذمم] فيه: "الذمة" و"الذمام" وهما بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق، وسمي أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم. ومنه: يسعى"بذمتهم" أدناهم، أي إذا أعطى أحد الجيش العدو أمانًا جاز على الجميع وليس لهم أن ينقضوا عليه عهده، وأجاز عمر أمان العبد على الجميع. ومنه ح: "ذمة" المسلمين واحدة. ك: أي هم كنفس واحدة فإذا أمن أحد وإن كان أدنى لا ينقضه أحد. وفيه: أوصيه "بذمة" أي بأهل ذمة، وأن يقاتل من ورائهم أي إن قصدهم عدو دفع عنهم. ن وح دعاء المسافر: اقلبنا "بذمة"، أي ارددنا إلىوهي بمعنى الحق هنا. نه وفي ح موسى والخضر عليهما السلام: أخذته من صاحبه "ذمامة" أي حياء وإشفاق من اللوم. ن: هي بفتح معجمة فخفة ميم أي استحياء لتكرر المخالفة وقيل: ملامة. ومنه ح ابن صياد: فأخذني منه "ذمامة" حتى كاد أن يأخذ في، بتشديد ياء أي يؤثر في قوله فأصدقه في دعواه. وفيه: فإن له "ذمة" ورحما، أي ذماما، والرحم كون هاجر أم إسماعيل منهم، روى: وصهرا، وهو كون أم إبراهيم مارية منهم. ط: قوله: منهم، أي من القبط، قوله: يختصمان في موضع لبنة، لعله صلى الله عليه وسلم أنه سيحدث هذه الحادثة في مصر، ويكون خروج المصريين على عثمان وقتل محمد بن أبي بكر ح فأمر بالخروج منها حذرًا عن مخالطة من فيهم خسة ومماكسة. وفيه: من صلى الصبح فهو في "ذمة" الله فلا يطلبنكم الله بذمته، أي لا تتعرضوا له بشيء يسير فنكم إن تعرضتم له يدرككم الله، وضمير ذمته لله أو لمن، ويحتمل أن يراد بالذمة الصلاة المقتضية للأمان، أي لا تتكروا صلاة الصبح فينتقض عهده فيطلبكم به. ج: تنتهك "ذمة" الله، انتهاك الحرمة وذمة الله تناولها بما لا يحل.
[ذ م م] الذَّمُّ نَقِيضُ المَدْحِ ذَمَّهُ يَذُمُّه ذَمّا ومَذَمَّةً فهو مَذْمُومٌ وذَمِيمٌ وذَمٌّ وأَذَمَّهُ وَجَدَه ذَمِيمًا وأَذَمَّ بِهِم تَرَكَهُم مَذْمُومِينَ فِي النّاسِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وتذَامَّ القَوْمُ ذَمَّ بَعْضُهم بعضًا وقَضَى مَذِمَّتَه ومَذَمَّتَه أي أَحْسَن إِليه لِئَلا يُذَمَّ واسْتَذَمَّ إليه فَعَلَ ما يُذَمُّ علي والذُّمُومُ العُيُوبُ أَنْشَدَ سِيبَوْيهِ لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ

(سَلامَكَ رَبًّنا في كُلِّ فَجْرٍ ... بَرِيئًا ما تَغَنّثُكَ الذُّمُومُ)

وبِئْرٌ ذَمَّةٌ وذَمِيمٌ وذَمِيمَةٌ قَلِيلَةُ الماءِ لأَنّها تُذَمُّ وقِيلَ هي الغَزِيرَةُ فهي من الأَضْدادِ والجَمْعُ ذِمامٌ وفي الحَدِيث

أَنًّه صلى الله عليه وسلم مَرّ بِبِئْرٍ ذَمَّةٍ فأَمْا قولُ الشّاعِرِ

(نُرَجِّي نائِلاً من سَيْبِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُه سِجالُ)

فقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَعْنِيَ به الغَزِيرَة والقَلِيلَةَ الماءِ أي قَلِيْلُةُ كَثيرٌ وبه ذَمِيمَةٌ أَي عِلَّةٌ من زَمانَةٍ أَو آفَةٍ تَمْنَعُه الخُرُوجَ وأَذَمَّت رِكابُ القَوْمِ أَعْيَتْ وتَخَلَّفَتْ أَنْشَدَنَا أَبُو العَلاءِ

(قَوْمٌ أَذَمَّتْ بِهِمْ ركائِبُهُمْ ... فاسْتَبْدَلُوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها)

ورَجُلٌ ذُو مَذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أي كَلٌّ عَلَى الناسِ والذِّمامُ والمَذَمَّةُ الحَقُّ والحُرْمَةُ والجمعُ أَذِمَّةٌ والذِّمَّةُ العَهْدُ والكَفَالَةُ وقَوْمٌ ذِمَّةٌ مُعاهَدُونَ أي ذَوُو ذِمَّةٍ وهو الذِّمُّ قالَ أُسامَةُ الهُذَلِيُّ (يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كُلِّ سُدْفَةٍ ... كما ناشَدَ الذِّمَّ الكفيلَ المُعاهَدُ)

وأَذَمَّ لَهُ عَلَيْه أَخَذَ له الذِّمَّةَ قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(تَكُنْ عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها ... بِها الأَجْرَ أو تُقْضَى ذِمامَةُ صاحِبِ)

والذَّمِيمُ شَيءٌ كالبَثْرِ الأَسْوَدِ أو الأَحْمَرِ شِبْهُ بَيْضِ النَّمْلِ يَعْلُو الوَجْهَ والأُنُوفَ من حَرٍّ أو جَرَبٍ قال

(وتَرَى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهِمْ ... غِبِّ الهِياجِ كمازِنِ النَّمْلِ)

والذَّمِيمُ ما يَسِيلُ على أَفْخاذِ الإِبِلِ والغَنَمِ وضُرُوعِها من أَلْبانِها والذَّمِيمُ النَّدَى وقِيلَ هو نَدًى يَسْقُطُ باللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ فيُصِيبُه التُّرابُ فيَصِيرُ كقِطَعِ الطِّينِ والذَّمِيمُ البَياضُ الَّذِي يكونُ على أَنْفِ الجَدْي عن كُراعٍ فأمّا قَولُه أَنْشَدنا أَبو العَلاءِ

(تَرَى لأَخْفافِها مِنْ خَلْفِها نَسَلاً ... مثْلَ الذَّمِيمِ عَلَى قُزْمِ اليَعامِيرِ)

فقَدْ يكونُ البَياضَ الَّذِي عَلَى أَنْفِ الجَدْي فأَمّا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى فذَهَبَ إِلى أنَّ الذَمِيم ما يَنْتَضِحُ على الضُّرُوعِ من الأَلْبانِ واليَعامِيرُ عِندَه الجِداءُ وأَمَّ ابنُ دُرَيْدِ فذَهَبَ إِلى أَنَّ الذًّمِيمَ هاهُنا النَّدَى واليَعامِير ضَرْبٌ من السًّجَرِ
(ذ م م) : (الذَّمُّ) اللَّوْمُ وَهُوَ خِلَافُ الْمَدْحِ وَالْحَمْدِ يُقَالُ ذَمَمْتُهُ وَهُوَ ذَمِيمٌ غَيْرُ حَمِيدٍ (وَمِنْهُ الذَّمَّةُ) بِالْفَتْحِ الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ لِأَنَّهَا مَذْمُومَةٌ بِذَلِكَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «أَتَيْنَا عَلَى بِئْرٍ ذَمَّةٍ» عَلَى الْوَصْفِ (وَالتَّذَمُّمُ) الِاسْتِنْكَافُ وَحَقِيقَتُهُ مُجَانَبَةُ الذَّمِّ (وَالذِّمَامُ) الْحُرْمَةُ (وَالذِّمَّةُ) الْعَهْدُ لِأَنَّ نَقْضَهُ يُوجِبُ الذَّمَّ وَتُفَسَّرُ بِالْأَمَانِ وَالضَّمَان وَكُلُّ ذَلِكَ مُتَقَارِبٌ (وَمِنْهَا) قِيلَ لِلْمُعَاهِدِ مِنْ الْكُفَّارِ ذِمِّيٌّ لِأَنَّهُ أُومِنَ عَلَى مَالِهِ وَدَمِهِ بِالْجِزْيَةِ (وَقَوْلُهُ) جَعَلَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَهْلَ السَّوَادِ ذِمَّةً أَيْ عَامَلَهُمْ مُعَامَلَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَيُسَمَّى مَحَلُّ الْتِزَامِ الذِّمَّةِ بِهَا فِي قَوْلِهِمْ ثَبَتَ فِي ذِمَّتِي كَذَا وَمِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَقُولُ هِيَ مَحَلُّ الضَّمَانِ وَالْوُجُوبِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ هِيَ مَعْنًى يَصِيرُ بِسَبَبِهِ الْآدَمِيُّ عَلَى الْخُصُوصِ أَهْلًا لِوُجُوبِ الْحُقُوقِ لَهُ وَعَلَيْهِ وَالْأَوَّلُ هُوَ التَّحْقِيقُ (وَفِي) فَتَاوَى أَبِي اللَّيْثِ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ وَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَضَيْتَ عَلَيَّ قَضِيَّةً ذَهَبَ فِيهَا أَهْلِي وَمَالِي فَخَرَجَ إلَى الرَّحْبَةِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ أَنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْمَثُلَاثِ حَجَزَهُ التَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ وَأَنَّ أَشْقَى النَّاسِ رَجُلٌ قَمَشَ عِلْمًا فِي أَوْبَاشِ النَّاسِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا دَلِيلٍ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّى إذَا ارْتَوَى مِنْ آجِنٍ وَاكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ جَلَسَ لِلنَّاسِ مُفْتِيًا لِتَخْلِيصِ مَا اُلْتُبِسَ عَلَى غَيْرِهِ فَهُوَ مِنْ قَطْعِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ خَبَّاطُ عَشَوَاتٍ رَكَّابُ جَهَالَاتٍ لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَيَغْنَمُ وَلَمْ يَسْكُتْ عَمَّا لَمْ يَعْلَمْ فَيَسْلَمَ تَصْرُخُ مِنْهُ الدِّمَاءُ وَتَبْكِي مِنْهُ الْمَوَارِيثُ وَيُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْحَرَامُ وَالْفَرْجُ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَلَّتْ عَلَيْهِمْ النِّيَاحَةُ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ قَرَأْت هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ أَطْوَلَ مِنْ هَذَا وَقَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ بِرِوَايَةٍ أُخْرَى فِيهَا تَفَاوُتٌ وَلَا أَشْرَحُ إلَّا مَا نَحْنُ فِيهِ
يُقَالُ هُوَ (رَهْنٌ) بِكَذَا وَرَهِينُهُ أَيْ مَأْخُوذٌ بِهِ يَقُولُ أَنَا بِاَلَّذِي أَقُولُهُ مَأْخُوذٌ وَ (زَعِيمٌ) أَيْ كَفِيلٌ فَلَا أَتَكَلَّمُ إلَّا بِمَا هُوَ صِدْقٌ وَصَوَابٌ وَالْمَعْنَى أَنَّ قَوْلِي هَذَا حَقٌّ وَأَنَا فِي ضَمَانِهِ فَلَا تَعْدِلَنَّ عَنْهُ ثُمَّ أَخَذَ فِي تَقْرِيرِهِ فَقَالَ (إنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ) أَيْ ظَهَرَتْ أَوْ كُشِفَتْ لِأَنَّ التَّصْرِيحَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى يَعْنِي أَنَّ مَنْ اعْتَبَرَ بِمَا رَأَى وَسَمِعَ مِنْ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي حَلَّتْ بِغَيْرِهِ فِيمَا سَلَفَ (حَجَزَهُ) (التَّقْوَى) بِالزَّايِ أَيْ مَنَعَهُ الِاتِّقَاءُ عَنْ الْوُقُوعِ فِيمَا يَشْتَبِهُ وَيَشْكُلُ أَنَّهُ حَقٌّ أَوْ بَاطِلٌ صِدْقٌ أَوْ كِذْبٌ حَلَالٌ أَوْ حَرَامٌ فَيَحْتَرِسُ وَيَحْتَرِزُ وَيُقَالُ تَقَحَّمَ فِي الْوَهْدَةِ إذَا رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا عَلَى شِدَّةٍ وَمَشَقَّةٍ (وَالْقَمْشُ) الْجَمْعُ مِنْ هُنَا وَهُنَا (وَأَوْبَاشُ النَّاسِ) أَخْلَاطُهُمْ وَرُذَالُهُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَوْلُهُ (بَكَّرَ) أَيْ ذَهَبَ بُكْرَةً يَعْنِي أَخَذَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوَّلَ شَيْءٍ (فَاسْتَكْثَرَ) أَيْ أَكْثَرَ وَجَمَعَ كَثِيرًا مِمَّا قَلَّ مِنْهُ الصَّوَابُ مَا قَلَّ كَمَا فِي الْفَائِقِ وَسَمَاعِي فِي النَّهْجِ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعِ مَا قَلَّ مِنْهُ عَلَى الْإِضَافَةِ وَصَوَابُهُ مِنْ جَمْعٍ بِالتَّنْوِينِ أَيْ مِنْ مَجْمُوعٍ حَتَّى يَرْجِعَ الضَّمِيرُ فِي مِنْهُ إلَيْهِ أَوْ إلَى مَا عَلَى رِوَايَةِ الْفَائِقِ (وَالِارْتِوَاءُ) افْتِعَالٌ مِنْ رَوِيَ مِنْ الْمَاءِ رِيًّا (وَالْآجِنُ) الْمَاءُ الْمُتَغَيِّرُ وَهَذَا مِنْ الْمَجَازِ الْمُرَشَّحِ وَقَدْ شَبَّهَ عِلْمَهُ بِالْمَاءِ الْآجِنِ فِي أَنَّهُ لَا نَفَعَ مِنْهُ وَلَا مَحْصُولَ عِنْدَهُ (وَالِاكْتِنَازُ) الِامْتِلَاءُ (وَالطَّائِلُ) الْفَائِدَةُ وَالنَّفْعُ و (نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ) مَثَلٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَاهٍ ضَعِيفٍ (وَالْعَشْوَةُ) الظُّلْمَةُ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ رَكِبَ فُلَانٌ عَشْوَةً إذَا بَاشَرَ أَمْرًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَبِينَ لَهُ وَجْهُهُ وَيُقَالُ أَوْطَأْتُهُ الْعَشْوَةَ إذَا أَحَمَلَتَهُ عَلَى أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ وَرُبَّمَا كَانَ فِيهِ هَلَاكُهُ وَالْخَبْطُ فِي الْأَصْلِ الضَّرْبُ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ (وَمِنْهُ) فُلَانٌ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ شَبَّهَهُ فِي تَحَيُّرِهِ فِي الْفَتْوَى بِوَاطِئِ الْعَشْوَةِ وَرَاكِبِهَا وَقَوْلُهُ (لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ) أَيْ لَمْ يُتْقِنْهُ وَلَمْ يُحْكِمْهُ وَهَذَا تَمْثِيلٌ (وَفِي الْحَدِيثِ) «يُذْهِبُ مَذِمَّةَ الرِّضَاعِ الْغُرَّةُ» هِيَ بِالْكَسْرِ الذِّمَامُ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ عِنْدَ فِطَامِ
الصَّبِيِّ أَنْ يُعْطُوا الْمُرْضِعَةَ شَيْئًا سِوَى الْأُجْرَةِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الَّذِي يُسْقِطُ حَقَّ مَنْ أَرْضَعَتْكَ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ.
ذمم
ذمَّ ذَمَمْتُ، يَذُمّ، اذْمُمْ/ ذُمَّ، ذَمًّا، فهو ذامّ، والمفعول مَذْموم وذميم وذِمّ وذَمّ
• ذمَّ الشَّخصَ: عابه، وهجاه، ولامه، وانتقصه واستحقره، عكسه مدَح "ذمَّ خصمَه- استحق الذَّمّ- {لاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولاً} ". 

أذمَّ/ أذمَّ بـ يُذمّ، أَذْمِمْ/ أذِمَّ، إذمامًا، فهو مُذِمّ، والمفعول مُذَمّ (للمتعدِّي)
• أذمَّ الشَّخصُ: أتى بما يُعاب عليه، ويُلام من أجله "أمرٌ مُذِمّ".
• أذمَّ فلانًا:
1 - أجاره "جاءه هاربًا من العدوّ فأذمّه".
 2 - وجده مذمومًا.
• أذمَّ بالشَّيء: تهاون به "أذمّ بالمرض في أوَّله فاشتدَّ واستعصى". 

استذمَّ يستذمّ، اسْتَذْمِمْ/ اسْتَذِمَّ، استذمامًا، فهو مُسَتذِمّ
• استذمَّ فلانٌ: أذمَّ؛ فعل ما يُذمُّ ويعاب عليه "العاقلُ يراقب سلوكَه جيِّدًا ولا يستذمّ". 

تذامَّ يتذامّ، تَذَامَمْ/ تذامَّ، تذامًّا، فهو متذامّ
• تذامَّ القومُ: عاب بعضُهم بعضا "احفظوا ألسنتكم ولا تذامّوا حتى لا تتفرَّقوا". 

تذمَّمَ لـ يتذمّم، تذمُّمًا، فهو مُتذمِّم، والمفعول مُتذمَّمٌ له
• تذمَّم فلانٌ لفلان: حفظ ذِمامَه أي عهدَه وحُرْمتَه. 

ذمَّمَ يُذمِّم، تذميمًا، فهو مُذمِّم، والمفعول مُذمَّم
• ذمَّم فلانًا:
1 - بالغ في هجائه ولومه، وكشف عيوبه "لمَّا رأيتُ القومَ أقبلَ جمعُهم ... يتذامرون كرَرْتُ غير مُذَمَّمِ".
2 - حلّفه بذمَّته. 

ذِمَام [مفرد]: ج أذِمَّة:
1 - عهد، أمان، كفالة "لهم علينا ذِمام".
2 - حقٌّ، وحُرمة؛ لأنّ نقضه موجب للذَّمّ "لصديقك عليك ذِمام". 

ذَمّ [مفرد]:
1 - مصدر ذمَّ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مذموم.
3 - عيب.
• تأكيد المدح بما يشبه الذَّمّ: (بغ) أن تُذكر صفة ذَمّ منفيّة، ويستثنى منها صفة مدح، أو أن تستثنى صفةُ مدح من صفة مدح أخرى. 

ذِمّ [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مذموم. 

ذِمَّة [مفرد]: ج ذِمَم:
1 - عهد وميثاق، أمانة وضمير "فلانٌ لا ذِمَّةَ له- رعاية الحقوق والذِّمم- عديم الذِّمَّة: لا ضمير له- فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ [حديث]- {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} " ° إبراءُ الذِّمَّة: إرضاء الضمير- بذمَّتي/ بالذِّمَّة: قَسَم- براءةُ الذِّمَّة: شهادة تفيد الخلوّ من المسئوليَّة الماليَّة أو الجنائيَّة- بريء الذِّمَّة: خالص من الدَّيْن أو حقوق الآخرين- بلا ذِمَّة: جَبْرًا، قهرًا، غَصْبًا- بينهم ذِمَّة: أُلْفة- طاهر الذِّمَّة: شريف، نزيه، أمين- على ذِمَّة فلان: على عُهدته- فلانٌ في ذِمَّة الله: مات، في كنفه وجواره- في ذِمَّة التَّاريخ: منسيّ، جزء من الماضي- قِلّة الذِّمَّة: قلّة النزاهة والأمانة- هذا الخبر على ذِمَّة فلان: على عهدته ومسئوليّته.
2 - حقّ وحُرمة "هذه المرأة على ذِمَّة فلان: زوجتُه".
3 - (فق) معنًى يصير الإنسانُ به أهلاً لوجوب الحقّ له، أو عليه "لك في ذمَّتي كذا".
• أهل الذِّمَّة: (دن) المعاهَدون من النصارى واليهود، ممَّن يُقيمون في دار الإسلام، وسُمُّوا بذلك لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.
• ذِمَّة ماليَّة: (قن) مجموعة الحقوق والالتزامات العائدة لشخصٍ ما ولها قيمة اقتصاديّة أو نقديّة. 

ذِمِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ذِمَّة.
2 - لفظ يطلق على المعاهَد من أهل الكتاب الذي أُعطي عهدًا يأمَنُ به على ماله، وعِرضه، ودينه. 

ذَميم [مفرد]: ج ذِمَام، مؤ ذميمة: صفة ثابتة للمفعول من ذمَّ: مكروه "*فيا موت زُرْ إنّ الحياة ذميمة*" ° الصِّفات الذَّميمة: الصِّفات المكروهة، كالكذب، والسرقة، وعقوق الوالدين- عواقب ذميمة. 

مَذَمَّة [مفرد]: ج مَذَمّات (لغير المصدر) ومذامّ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من ذمَّ.
2 - حُرْمة وحقّ.
3 - نقيض المَحْمَدة، ما يُعاب على المرء "البُخل مذمَّة- تعرّض للمذمَّة- وإذا أتتك مَذمَّتي من ناقصٍ ... فهي الشَّهادة لي بأنِّي كاملُ" ° قضَى مذمَّته: أحسن إليه لئلاّ يذمَّه. 

مَذِمَّة [مفرد]: ج مَذِمّات ومَذامّ:
1 - مَذَمَّة؛ حُرْمة وحقّ.
2 - ما يُعاب على المرء، نقيض المَحْمَدَة "البخل مَذِمَّة". 

ذمم: الذَّمُّ: نقيض المدح. ذَمَّهُ يَذُمُّهُ ذَمّاً ومَذَمَّةً، فهو

مَذْمُومٌ وذَمٌّ. وأَذَمَّهُ: وجده ذَمِيماً مَذْمُوماً. وأَذَمَّ بهم:

تركهم مَذْمُومينَ في الناس؛ عن ابن الأعرابي. وأَذَمَّ به: تهاون. والعرب

تقول ذَمَّ يَذُمُّ ذَمّاً، وهو اللوم في الــإساءة، والذَّمُّ والمَذموم

واحد. والمَذَمَّة: الملامة، قال: ومنه التَّذَمُّمُ. ويقال: أتيت موضع

كذا فأَذْمَمْتُهُ أي وجدته مذموماً. وأَذَمَّ الرجلُ: أتى بما يُذَمُّ

عليه. وتذامَّ القومُ: ذَمَّ بعضُهم بعضاً، ويقال من التَّذَمُّمِ. وقضى

مَذَمَّةَ صاحبه أي أَحسن إليه لئلا يُذَمَّ. واسْتَذَمَّ إليه: فعل ما

يَذُمُّهُ عليه. ويقال: افعل كذا وكذا وخَلاكَ ذَمٌّ أي خلاكَ لوم؛ قال

ابن السكيت: ولا يقال وخَلاكَ ذنب، والمعنى خلا منك ذَمٌّ أي لا تُذَمُّ.

قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابيّاً يقول: لم أَر كاليوم قَطُّ يدخل

عليهم مثلُ هذا الرُّطَبِ لا يُذِمُّونَ أي لا يَتَذَمَّمُونَ ولا تأْخذهم

ذمامةٌ حتى يُهْدُوا لِجِيرانهم.

والذَّامُّ، مشدد، والذامُ مخفف جميعاً: العيب. واسْتَذَمَّ الرجلُ إلى

الناس أي أتى بما يُذَمُّ عليه. وتَذَمَّمَ أي استنكف؛ يقال: لو لم أترك

الكذب تأَثُّماً لتركته تَذَمُّماً. ورجل مُذَمَّمٌ أي مذْمُومٌ جدّاً.

ورجل مُذِمٌّ: لا حَراك به. وشيء مُذِمٌّ أي مَعيب. والذُّموم: العُيوب؛

أَنشد سيبويه لأُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ:

سلامك، رَبَّنا، في كل فَجْرٍ

بَريئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ

وبئر ذَمَّةٌ وذَميمٌ وذَميمةٌ: قليلة الماء لأنها تُذَمُّ، وقيل: هي

الغَزيرة، فهي من الأضداد، والجمع ذِمامٌ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف إبلاً

غارتْ عيونها من الكَلالِ:

على حِمْيَرِيّاتٍ، كأَنَّ عُيونَها

ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ

أنْكَزَتها: أقَلَّتْ ماءَها؛ يقول: غارت أعينها من التعب فكأَنَّها

آبار قليلة الماء. التهذيب: الذَّمَّةُ البئر القليلة الماء، والجمع ذَمٌّ.

وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، مَرَّ ببئر ذمَّة فنزلنا فيها،

سميت بذلك لأنها مَذْمومة؛ فأما قول الشاعر:

نُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ،

له نُعْمَى، وذَمَّتُهُ سِجالُ

قال ابن سيده: قد يجوز أن يعني به الغزيرة والقليلة الماء أي قليله

كثير.وبه ذَمِيمةٌ أي علة من زَمانَةٍ أو آفة تمنعه الخروج.

وأَذَمَّتْ ركاب القوم إذْماماً: أَعيت وتخلفت وتأَخرت عن جماعة الإبل

ولم تلحق بها، فهي مُذِمَّةٌ، وأَذَمَّ به بَعيرهُ؛ قال ابن سيده: أنشد

أبو العلاء:

قوم أَذَمَّتْ بهم رَكائِبُهُمْ،

فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها

وفي حديث حَليمة السَّعْدِيَّةِ: فخرجْتُ على أَتاني تلك فلقد أَذَمَّتْ

بالرَّكْبِ أَي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها؛ ومنه حديث المِقْدادِ حين

أَحْرَزَ لِقاحَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وإِذا فيها فرس أَذَمُّ

أَي كالٌّ قد أَعيْا فوقف. وفي حديث أَبي بكر، رضيَ الله عنه: قد طَلَعَ

في طريق مُعْوَرَّةٍ حَزْنَةٍ وإِنَّ راحلته أَذَمَّتْ أَي انقطع سيرها

كأَنها حَمَلَت الناس على ذَمِّها.

ورجل ذو مُذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أَي كلٌّ على الناس، وإنه لطويل

المَذَمَّةِ، التهذيب: فأَما الذَّمُّ فالاسم منه المَذَمَّةُ، وقال في موضع آخر:

المَذِمَّةُ، بالكسر، من الذِّمامِ والمَذَمَّةُ، بالفتح، من الذَّمِّ.

ويقال: أَذهِبْ

عنك مَذِمَّتَهُمْ بشيء أَي أَعطهم شيئاً فإِن لهم ذِماماً. قال:

ومَذَمَّتهم لغةٌ. والبُخل مَذَمَّةٌ، بالفتح لا غير، أَي مما يُذَمُّ عليه،

وهو خلاف المَحْمَدَةِ. والذِّمامُ والمَذَمَّةُ: الحق والحُرْمة، والجمع

أَذِمَّةٌ. والذِّمَّة: العهد والكَفالةُ، وجمعها ذِمامٌ. وفلان له ذِمَّة

أَي حق. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم

أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به. والذِّمامُ والذِّمامةُ:

الحُرْمَةُ؛ قال الأَخطل:

فلا تَنْشُدُونا من أَخيكم ذِمامةً،

ويُسْلِم أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها

والذِّمامُ: كل حرمة تَلْزمك إِذا ضَيَّعْتَها المَذَمَّةُ، ومن ذلك

يسمى أَهلُ

العهد أَهلَ الذِّمَّةِ، وهم الذين يؤدون الجزية من المشركين كلهم. ورجل

ذِمِّيٌّ: معناه رجل له عهد. والذِّمَّةُ: العهد منسوب إِلى

الذِّمَّةِ: قال الجوهري: الذِّمَّةُ أَهل العقد. قال: وقال أَبو عبيدة الذِّمّةُ

الأَمان في قوله، عليه السلام: ويسعمى بذِمَّتِهِمْ أَدناهم. وقوم

ذِمَّةٌ: مُعاهدون أَي ذوو ذِمَّةٍ، وهو الذِّمُّ؛ قال أُسامة الهذليّ:

يُغَرِّدُ بالأَسْحار في كلِّ سُدْفَةٍ،

تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَى المُتَطَرِّب

(* هكذا ورد هذا البيت في الأصل، وليس فيه أيّ شاهد على شيء مما تقدم من

الكلام).

وأَذَمَّ له عليه: أَخَذَ له الذِّمَّة. والذَّمامَةُ والذَّمامة: الحق

كالذِّمّة؛ قال ذو الرمة:

تكُنْ عَوْجةً يَجزِيكما الله عندها

بها الأجْرَ، أَو تُقضى ذِمامةُ صاحب

ذِمامة: حُرْمَةٌ وحق. وفي الحديث ذكر الذِّمَّة والذِّمامِ، وهما بمعنى

العَهْد والأَمانِ والضَّمانِ والحُرْمَةِ

والحق، وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لدخولهم في عهد المسلمين

وأَمانهم. وفي الحديث في دعاء المسافر: اقْلِبْنا بذِمَّةٍ أَي ارْدُدْنا إِلى

أَهلنا آمنين؛ ومنه الحديث: فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة أَي أَن لكل

أَحد من الله عهداً بالحفظ والكِلايَةِ، فإِذا أَلْقى بيده إِلى

التَّهْلُكَةِ أَو فعل ما حُرِّمَ عليه أَو خالف ما أُمِرَ به

خَذَلَتْهُذِمَّةُ الله تعالى. أَبو عبيدة: الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ ممن لا عهد

له. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، المسلمون تَتَكافأُ دماؤهم ويسعى

بذِمَّتهم أَدناهم؛ قال أَبو عبيدة: الذِّمَّةُ الأَمان ههنا، يقول إِذا

أَعْطى الرجلُ من الجيش العدوّ أَماناً جاز ذلك على جميع المسلمين، ولي

لهم أَن يُخْفِروه ولا أَن يَنْقُضوا عليه عهده كما أَجاز عمر، رضي الله

عنه، أَمان عبدٍ على أَهل العسكر جميعهم؛ قال: ومنه قول سَلْمان ذِمَّةُ

المسلمين واحدة؛ فالذِّمَّةُ هي الأَمان، ولهذا سمي المُعاهَدُ

ذِمِّيّاً، لأَنه أُعْطيَ الأَمان على ذِمَّةِ الجِزْيَة التي تؤخذ منه.

وفي التنزيل العزيز: لا يَرْقبُون في مؤْمن إِلاًّ ولا ذِمَّةً؛ قال:

الذِّمَّةُ العهد، والإِلّ الحِلْف؛ عن قتادة. وأَخذتني منه ذِمامٌ

ومَذَمَّةٌ، وللرفيق على الرفيق ذِمامٌ أَي حق. وأَذَمَّهُ أَي أَجاره. وفي

حديث سلمان: قيل له ما يَحِلُّ من ذِمَّتِنا؟ أَراد من أَهل ذِمَّتِنا فحذف

المضاف. وفي الحديث: لا تشتروا رَقيق أَهل الذمَّة وأَرَضِيهِمْ؛ قال ابن

الأَثير: المعنى أَنهم إِذا كان لهم مَماليكُ وأَرَضُونَ وحالٌ حسنة

ظاهرة كان أَكثر لجِزْيتهم، وهذا على مذهب من يَرَى أَن الجِزْية على قدر

الحال، وقيل في شراء أَرَضِيهْم إِنه كرهه لأَجل الخَراج الذي يلزم الأَرض،

لئلا يكون على المسلم إِذا اشتراها فيكون ذلاًّ وصَغاراً.

التهذيب: والمُذِمُّ

المَذْموم الذَّمِيمُ. وفي حديث يونس: أَن الحوت قاءَهُ رَذِيّاً

رَذِيّاً أَي مَذْموماً شِبْهَ الهالك. ابن الأَعرابي: ذَمْذَمَ الرجل إِذا

قَلَّلَ

عطيته. وذُمَّ الرجلُ: هُجِيَ، وذُمَّ: نُقِص. وفي الحديث: أُرِيَ عبدُ

المُطَّلب في منامه احْفِرْ زمزم لا يُنْزَفُ ولا يُذمُّ؛ قال أَبو بكر:

فيه ثلاثة أَقوال: أَحدها لا يعاب من قولك ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه،

والثاني لا تُلْفَى مَذْمومة؛ يقال أَذْمَمْتُه إِذا وجدته مَذْموماً،

والثالث لا يوجد ماؤها قليلاً ناقصاً من قولك بئر ذَمَّة إِذا كانت قليلة

الماء.

وفي الحديث: سأَل النبيَّ

(* قوله «سأل النبي إلخ» السائل للنبي هو

الحجاج كما في التهذيب)، صلى الله عليه وسلم، عما يُذهبُ عنه مَذَمَّةَ

الرضاع فقال: غُرَّة عبد أَو أَمَة؛ أَراد بمَذَمَّةِ الرضاع ذِمامَ

المرضعة برضاعها. وقال ابن السكيت: قال يونس يقولون أَخذَتني منه

مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ. ويقال: أَذهِبْ

عنك مَذَمَّةَ الرضاع بشيء تعطيه للظِّئْر، وهي الذِّمامُ

الذي لزمك بإِرضاعها ولدك، وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث:

المَذَمَّةُ، بالفتح، مَفْعَلة من الذَّمِّ، وبالكسر من الذِّمَّةِ والذِّمامِ،

وقيل: هي بالكسر والفتح الحقُّ والحرمة التي يُذَمُّ مُضَيِّعُها، والمراد

بمَذَمَّة الرضاع الحق اللازم بسبب الرضاع، فكأَنه سأَل: ما يُسْقِطُ عني

حق المُرضعة حتى أَكون قد أَديته كاملاً؟ وكانوا يستحبون أَن يَهَبُوا

للمرضِعة عند فصال الصبي شيئاً سوى أُجرتها. وفي الحديث: خِلال المَكارم

كذا وكذا والتَّذَمُّمُ للصاحب؛ هو أَن يحفظ ذِمامَهُ ويَطرح عن نفسه

ذَمَّ الناس له إِن لم يحفظه. وفي حديث موسى والخَضِر، عليهما السلام:

أَخَذَتْهُ من صاحبه ذَمامَةٌ أَي حياء وإِشفاق من الذَّمِّ واللوم. وفي حديث

ابن صَيّادٍ: فأَصابتني منه ذَمامَةٌ. وأَخذتني منه مَذَمَّة ومَذِمَّة

أَي رِقَّةٌ وعار من تلك الحُرْمة.

والذَّمِيمُ: شيء كالبَثْرِ

الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ ببيض النمل، يعلو الوجوه والأُنوف من حَرٍّ

أَو جَرَب؛ قال:

وترى الذَّمِيم على مَراسِنِهم،

غِبَّ الهِياجِ، كمازِنِ النملِ

والواحدة ذَمِيمةٌ. والذَّمِيم: ما يسيل على أَفخاذ الإِبل والغنم

وضُرُوعها من أَلبانها. والذَّمِيمُ: النَّدى، وقيل: هو نَدىً يسقط بالليل على

الشجر فيصيبه التراب فيصير كقِطَعِ الطين. وفي حديث الشُّؤْم

والطِّيَرَةِ: ذَرُوها ذَمِيمةً أَي مَذْمومةً، فَعِيلةٌ بمعنى مفعولةٍ، وإِنما

أَمرهم بالتحول عنها إِبطالاً

لما وقع في نفوسهم من أَن المكروه إِنما أَصابهم بسبب سُكْنى الدار،

فإِذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة.

والذَّمِيمُ: البياض الذي يكون على أَنف الجدْي؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: فأَما

قوله أَنشدَناه أَبو العلاء لأَبي زُبَيْدٍ:

تَرى لأَخْفافِها من خَلْفِها نَسَلاً،

مثل الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ

فقد يكون البياضَ الذي على أَنف الجَدْي، فأَما أَحمد بن يحيى فذهب إِلى

أَن الذَّمِيمَ ما يَنْتَضحُ على الضروع من الأَلبان، واليَعاميرُ عنده

الجِداء، واحدها يَعْمور، وقُزْمُها صِغارُها، والذَّمِيمُ: ما يسيل على

أُنوفها من اللبن؛ وأَما ابن دُرَيْدٍ فذهب إِلى أَن الذَّمِيم ههنا

النَّدى، واليعامير ضرب من الشجر. ابن الأَعرابي: الذَّمِيمُ والذَّنينُ ما

يسيل من الأَنف. والذَّمِيمُ: المُخاط والبول الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من

قَضيب التَّيْسِ، وكذلك اللبن من أَخلاف الشاة، وأَنشد بيت أَبي زبيد.

والذَّمِيمُ أَيضاً: شيء يخرج من مَسامِّ المارِنِ كبيض النمل؛ وقال

الحادِرَةُ:

وترى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم،

يوم الهياج، كمازِنِ النَّمل

ورواه ابن دريد: كمازن الجَثْلِ، قال: والجَثْلُ ضرب من النمل كبار؛

وروي:

وترى الذَّميم على مَناخرهم

قال: والذَّميم الذي يخرج على الأَنف من القَشَفِ، وقد ذَمَّ أَنفُه

وذَنَّ. وماء ذَميم أَي مكروه؛ وأَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ:

مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرُّكْضَ تَبْتَغي

نَضائِضَ طَرْقٍ، ماؤُهُنَّ ذَمِيمُ

قوله مواشِكة مسرعة، يعني القَطا، ورَكْضُها: ضربها بجناحها،

والنَّضائض: بقية الماء، الواحدة نَضِيضة. والطَّرْقُ: المَطْروق.

ذمم

( {ذَمَّه) يَذُمَّه (} ذَمًّا) {ومَذَمَّةً، فَهُوَ} مَذْمُومٌ {وذَمِيمٌ} وذَمٌّ ويُكْسَر: ضِدّ مَدَحَه) ، وَمَعْنَاهُ اللَّوْم فِي الــإساءَةِ. (و) بَلاهُ فَ ( {أَذَّمَه: وَجَده} ذَمِيمًا) ، ضِدّ أَحْمَدَه. ( {وأَذَمَّ بهم: تَهاوَنَ أَو تَرَكَهم} مَذْمُومِين فِي النَّاسِ) ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.
( {وتَذَامُّوا:} ذَمَّ بَعضُهم بَعْضًا) .
وقَضَى {مَذِمَّتَه بكَسْرِ الذّالِ وفَتْحِها) أَي: (أَحْسنَ إِلَيْهِ لِئَلَّا} يُذَمَّ) .
( {واستَذَمَّ إِلَيْهِ) : إِذا (فَعَل مَا} يَذُمُّه على فِعْلِه) ، ونَصّ الصّحاح: {واستَذَمَّ الرجلُ إِلَى النَّاس أَي: أَتَى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ، ومِثلُه فِي الأَساس.
(} والذُّمُومُ) بالضَّمّ: (العُيُوب) ، أنشَدَ سِيبَوَيه لأُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْت:
(سلامَكَ رَبَّنا فِي كُلّ فَجْر ... بَرِيئًا مَا تَعَنَّتْك {الذُّمُومُ)

(وبِئْر} ذَمَّةُ {وَذَمِيمٌ} وَذَمِيمَةٌ) ، واقْتَصر الجَوْهَرِيُّ على الأُولى وَقَالَ: أَي: (قَلِيلَةُ المَاءِ) ؛ لأَنّها {تُذَمُّ. وأنشدَ ابنُ السِّيد فِي كِتاب الْفرق:
(نُرجِّي نائِلاً من سَيْبِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى} وذَمَّتُهُ سِجالُ)

قَالَ: مَنْ رَواه بِفَتْح الذَّال أَرادَ أَن بِئرَه الَّتِي تُوصَف بِقِلّة الماءِ تَسْتَقِي مِنْهَا السِّجالُ الكَثِيرة أَي: أَن قَلِيلَ خَيْره كَثِير.
(و) قيل: بِئْر ذَمَّة: (غَزِيرَةُ) المَاءِ، فَهُوَ (ضِدُّج:! ذِمامٌ) بالكَسْر، وأنشَدَ الجَوْهَرِيّ لذِي الرُّمَّة يَصِف إِبلاً غارَت عُيونُها من الكَلالِ:
(على حِمْيَرِيَّات كَأَن عُيونَها ... ذِمامُ الرَّكايَا أَنْكَزَتْها الموَاتِحُ) أنْكَزَتْها: أَقَلَّت ماءَها، يَقولُ: غارَت أَعينُها من التَّعَب، فكأَنَّها آبارٌ قَلِيلَةُ المَاءِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: {الذَّمَّة: البِئْر القَلِيلة المَاء، والجَمْع ذَمّ. وَفِي الحَدِيث: " أنَّه [
] مَرَّ بِبِئْر} ذَمَّة "، سُمِّيت بذلِكَ لأَنّها {مَذْمُومة.
(وَبِه} ذَمِيمَة أَي) : عِلَّة من (زَمانَةٍ) أَو آفَة (تَمْنَعُه الخُرُوج) .
(و) من المَجاز: ( {أَذَمَّت رَكابُهم) إِذا (أَعْيَت وَتَخَلَّفًت) كَلالاً وَتَأَخَّرت عَن جَماعَةِ الإِبل وَلم تَلْحَق بهَا، كَأَنَّها أَقَلَّت قُوَّتَها فِي السَّيْر، مَأْخوذٌ من الذَّمَّة، وَهِي الرَّكِيَّة القَلِيلة المَاءِ، وَقد} أَذَمَّ بِهِ بَعِيرُه. قَالَ ابنُ سِيدَه: أنشَدَنا أَبو العَلاَء:
(قَوْمٌ {أَذَمَّت بهم رَكائِبُهُم ... فاسْتَبْدَلُوا مُخْلِق النِّعال بهَا)

وَفِي حَدِيث حَلِيمةَ السَّعْدِيةِ: " فَخَرجتُ على أَتانِي تِلْك، فَلَقَد أذمَّت بالرَّكْبِ " أَي: حَبَسْتَهم لضَعْفِها وانْقِطاع سَيْرِها، وَفِي حَدِيثِ أبي بَكْر: " وإِنَّ راحِلتَه قد أّذَمَّت "، أَي: انقَطَع سَيْرُها كَأَنَّها حَمَلتِ النَّاسَ على} ذَمِّها.
(ورجُلٌ ذُو {مَذَِمَّةٍ) بكَسْر الذَّالِ وفَتْحِها أَي: (كَلٌّ على النَّاسِ) ، وَهُوَ مجَاز.
(} والذِّمامُ {والمَذَمَّةُ: الحَقُّ والحُرْمَة ج:} أَذِمَّةٌ) . وَيُقَال: {الذِّمام: كُلّ حُرْمة تَلْزَمُك إِذا ضَيَّعْتَها} المَذَمَّةُ. (و) من ذَلِك: (! الذِّمَّة، بالكَسْرِ: العَهْدُ) . وَرجل ذِمّي أَي: لَهُ عَهْد. وَقَالَ الجوهَرِيّ: أَهلُ الذِّمة: أَهلُ العَقْد. قُلتُ: وهم الَّذين يُؤَدُّون الجِزْية من المُشْرِكين كُلّهم. وَقيل: الذِّمَّةُ: الأَمانُ، وسُمِّي {الذِّمّي، لأَنّه يَدْخُل فِي أَمانِ المُسلِمين.
(و) الذّمَّة: (الكَفالَةُ) والضَّمان، والجَمْع} الذِّمام. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنه: " {ذِمَّتِي رَهِينةٌ وأَنابه زَعِيم " أَي: ضَمانِي وَعَهْدِي رَهْن فِي الوَفاءِ بِهِ. وَفِي دُعاءِ المُسافِر: " اقْلِبْنا} بذِمّة " أَي: ارْدُدْنا إِلَى أهلنا آمِنين. وَفِي حَدِيث آخر: " فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة " أَي: أَنَّ لكُلّ أَحَدٍ من الله عَهْدًا بالحِفْظ والكَلاَءَة، فَإِذا أَلقَى بِيَدِه إِلَى التَهْلُكَة أَو فَعَلَ مَا حُرِّم عَلَيْهِ أَو خَالَف مَا أُمِر بِهِ فقد خَذَلَتْه ذِمّةُ الله تَعالَى ( {كالذَّمَامَة) بالفَتْح، (ويُكْسَر) . قَالَ الأَخْطَلُ:
(فلاَ تَنْشُدُونَا من أَخِيكم} ذِمامةً ... ويُسْلِم أَصداءَ العَوِيرِ كَفِيلُها)

أَيْ: حُرمة.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(تَكُن عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها ... بهَا الأَجْرَ أَو تُقْضَى ذِمامةُ صَاحِبِ)

أَي: حَقّه وحُرْمَتُه.
(والذِّمُ، بالكَسْر) {والذِّمَّة أَيْضا: (مَأْدُبَة الطَّعام أَو العُرْسِ) .
(و) الذِّمَّةُ: (القَومُ المُعاهَدُون) أَي: ذَوُو} ذِمَّة، وَفِي حَدِيث سَلْمان: " مَا يَحِلُّ من {ذِمَّتِنا " أَي: أَهْلِ ذمتنا، فَحذف الْمُضَاف.
(} وَأّذَمَّ لَهُ عَلَيه: أَخذَ لَهُ الذّمَّة) أَي: الأَمانَ والعَهْدَ.
(و) {أَذَمَّ (فُلاناً) : إِذا (أَجارَه) .
(و) } الذَّمِيمُ (كَأَمير: بَئْرٌ) ، وَفِي الصّحاح: هُوَ شَيْء يَخْرُج من مَسامّ المازِنِ كَبَيْض النَّمْل، وَأنْشد:
(وتَرَى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم ... يَوْم الهِياج كَمَازِنِ النَّمْلِ) ورَواهُ ابنُ دُرَيد: " كمَازِن الجَثْلِ " ويُرْوَى: " على مَنَاخرهم ".
قَالَ: {والذَّمِيمُ الَّذِي يَخرُج على الأنفِ من القَشَف (يُعْلُو الوُجُوهَ) والأُنوفَ (من حَرٍّ أَو جَرَبٍ) ، واحِدتُه} ذَمِيمَة.
(و) الذَّمِيمُ) : (النَّدَى) مُطْلقًا، وَبِه فَسَّر ابنُ دُرَيْد قَوْلَ أَبِي زُبَيْد:
(تَرى لأَخفافها من خَلْفِها نَسَلاً ... مثلَ الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ)

قَالَ: " واليَعامِيرُ: ضَرْب من الشَّجر، (أَو) هُوَ (نَدًى يَسْقُط باللَّيلِ على الشَّجَر فيُصِيبُه التُّرابُ فَيَصِيرُ كَقِطَع الطِّين "، و) أَيْضا: (البَياضُ) الَّذِي يَكُون (على أَنْفِ الجَدْي) عَن كُرَاع، وَبِه فَسَّر ابنُ سِيدَه قولَ أَبِي زُبَيْد السّابق.
(وَقد ذَمَّ أَنْفُه وذَنَّ: إِذا سَالَ) ، وَهُوَ الذَّمِيمُ والذَّنِينُ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) الذَّمِيمُ: (المَاءُ المَكْروه) ، نَقَلَه الجوهريُّ، قَالَ: وَأَنْشَدَ ابْن الأَعرابيّ للمَرَّارِ:
(مُوَاشِكة تَسْتَعْجِل الرَّكْضَ تَبْتَغِي ... نَضائِض طَرْقٍ مَاؤُهنَّ {ذَمِيمُ)

(و) الذَّمِيمُ: (البَوْلُ والمُخاطُ) ، هكَذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ المُخاطُ والبَوْلُ (الَّذِي} يَذِمُّ) ويَذِنُّ (من قَضِيبِ التَّيْس) أَي: يَسِيل، كَمَا هُوَ نَصّ الصّحاح. قَالَ الجَوْهَرِيّ: (وَكَذلِك اللَّبَنُ من أَخْلافِ الشَّاءِ) . وَفِي بَعْض نُسَخ الصّحاح: من أَخْلافِ النَّاقَة. وَأَنْشَد قولَ أًبِي زُبَيْد السَّابق، وَإِلَيْهِ ذهب أحمدُ بنُ يَحْيَى أَيْضا حَيْث قَالَ: الذَّمِيمُ هُنَا مَا يَنْتَضِح على الضُّرُوع من الأَلبانِ. واليَعامِير عِنْده الجِدَاء. وقُزمُها: صِغارُها.
(! والذِّمُّ، بالكَسْر: المُفْرِطُ الهُزَال) شِبْه (الهَالِك) . وَمِنْه حَدِيثُ يُونُس عَلَيْهِ السّلام " أَن الحُوتَ قَاءَه رَذِيًّا {ذَمًّا ".
(} وَذَمْذَمَ) الرَّجلُ: (قَلَّلَ عَطِيَّتُه) ، عَن ابنِ الأعرابيّ.
( {والذَّمَامة، كَثُمامة: البَقِيَّة) .
(وَرجل} مُذَّمَّم، كَمُعَظَّم: {مَذْمُومٌ جِدًّا) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(و) رَجلٌ (} مِذَمٌّ كَمِسَنّ، ومُتِمٌّ) ، واقتَصر الجَوْهَرِيُّ على الضَّبْطِ الأَخير أَي: (لَا حَرَاك بِهِ، وشَيْءٌ {مُذِمٌّ كمُتِّم) أَي: (مَعِيبٌ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(وقَوْلُهم: افْعَلْ كَذَا) (وخَلاكَ} ذَمٌّ أَي: وخَلاَمِنْك) ذَمٌّ (أَي: لَا {تُذَمُّ) . قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلَا تَقُل: وخَلاكَ ذَنْب، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(و) يُقَال: (أخذَتْنِي مِنْهُ} مَذَمَّةٌ، وتُكْسَر ذَالُه أَي: رَقَّةٌ وعارٌ من تَرْك الحُرْمةِ) كَمَا فِي الصَّحاح، نَقَله ابنُ السِّكِّيت عَن يُونُس.
(و) يُقالُ: (أَذْهِب {مَذَمَّتَهم بشَيْءٍ) أَي: (أَعْطِهم شَيْئًا فإنّ لَهُم} ذِمامًا) . وَفِي الحَدِيث: " سُئِل النَّبِي [
] : مَا يُذْهِبُ عني مَذَمَّة الرَّضاع؟ فَقَالَ: غُرّة عَبْد أَو أَمة "، يَعْنِي {بمذَمَّة الرِّضاع ذِمام المُرْضِعَة. وَكَانَ النَّخْعِي يَقُول فِي تَفْسِيره: كَانُوا يَسْتَحِبُّون عِنْد فِصالِ الصَّبِيّ أَن يَأْمُروا للظِّئر بِشَيْء سِوَى الأُجرة، كَأَنَّه سأَله: أَيّ شَيْء يُسقِط عَنِّي حَقَّ الَّتِي أرضَعْتْنِي حَتَّى أكونَ قد أديتُه كامِلاُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ وابنُ الأَثِير، زَادَ الأَخِير: يُروَى بِفَتْح الذَّال مَفْعَلَة من} الذَّمِّ، بالكَسْرِ من الذَّمَّة.
(و) قَولُهم: (البُخْلُ مَذَمَّةٌ) فإِنْه (بالفَتْحِ) لاَ غَيْر، كَمَا فِي الصّحاح أَي: مِمَّا! يُذَم عَلَيْهِ، وَهُوَ خِلافُ المَحْمَدَة. ( {وَتَذَمَّم) الرّجلُ: (اسْتَنْكَف، يُقال: لَو لم أَتْرُك الكَذِب تَأَثُّمًا لتَرَكْتُه} تَذَمُّمًا) أَي: اسْتِنْكافًا، نَقله الجَوْهريُّ.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاء: سَمِعتُ أَعرابِيًّا يَقُول: لم أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ يدْخل عَلَيْهِم مِثْلُ هذَا الرُّطَبِ لَا {يُذِمّون أَي: لَا} يَتَذَمَّمُون، وَلَا تأخذهم {ذِمامةٌ حَتَّى يُهدُوا لِجِيرانهم.
} والذّامّ مُشَدَّداً: العَيْب. وَفرس {أَذمُّ كالُّ: قد أَعْيا فَوَقف.} وذُمَّ الرّجلُ: هـ جِي. وذُمَّ: نُقِص، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَفِي حَدِيث زَمْزَم: " أُرِيَ عبدُ المُطَّلب فِي مَنامِه: احْفِر زمزمَ لَا تُنْزَفُ وَلَا تُذَمَّ " قَالَ أَبُو بكر: " فِيهِ ثَلاثةُ أَقْوال: أَحدُها: لَا تُعاب، وَالثَّانِي: لَا تُلْقَى {مَذْمُومةً، وَالثَّالِث: لَا يُوجَدُ مَاؤُهَا قِليلاً، وَفِي الحَدِيث: " من خِلال المَكارِم} التَّذَمُّمُ لِلصَّاحِب " هُوَ أَن يَحْفَظ {ذِمامَه، ويَطْرَح عَن نَفْسِه ذَمَّ النَّاس لَهُ إِن لم يَحْفَظْه.
} والذِّمامَةُ: الحَياءُ والإِشْفاقُ من الذَّمِّ واللَّومِ. وَمِنْه: أخذَتْه من صاحِبِهِ ذِمامَةٌ. وَأَصابَتْنِي مِنْهُ {ذِمامة أَي: رِقَّة وعار.
وَرجل} ذَمّام: كَثِيرُ الذَّم.
وإِيَّاك {والمَذَامَّ.
وللجارِ عِنْدَك} مُسْتَذَمٌّ {ومُتَذَمَّم، وَمَكَان} مُذَمَّم أَي: مُحْتَرم لَهُ ذِمَّة وحُرْمة.
{وأَذَمَّ المَكانُ: أجدَبَ وقلَّ خَيرُه، وَهُوَ مجَاز.
وَفُلَان} يُذامُّ عَيشَه أَي: يُزْجِيّه مُتَبَلِّغاً بِهِ، وَهُوَ من مَعْنَى القِلَّة.
وَرجل ذَمُّ وحَمْد، ومنزل ذَمٌّ وحَمْد، وَصْف بالمَصْدر.
وَأبقى! ذَماءً من الضَّبّ أَي: حُشَاشته، وَهُوَ مَجاز كَمَا فِي الأَساس.

فرق

(فرق) : فَرَسٌ فَرُوقٌ، أي أَفْرَقُ.
فرق: {فرقنا}: شققنا. {فريق}: طائفة. 
(فرق) بَين الْقَوْم أحدث بَينهم فرقة وَبَين المتشابهين ميز بعضهما من بعض وَيُقَال فرق القَاضِي بَين الزَّوْجَيْنِ حكم بالفرقة بَينهمَا وَالشَّيْء جعله فرقا وَالله الْقُرْآن أنزلهُ منجما مفرقا والأشياء قسمهَا وَالصَّبِيّ أفزعه
(فرق) : أَفَرَقَت الناقَةُ: إذا رَجَع إِليها بعضُ لَبَنِها. 
فيما تَفَرّد به أبو حاتم سَهلُ بن محمد السِّجِسْتانِي في كتاب "تَقويم المُفْسَدِ المُزالِ عن جهَتِه من كَلامِ العَرَب": (مول) : رجلٌ مالٌ، ومالِ: أَي ذُو مالِ، وامرأَةٌ مالَةٌ، ومالِيَةٌ.
الفرق الأول: هو الاحتجاب بالخلق عن الحق، وبقاء رسوم الخلقية بحالها.

الفرق الثاني: هو شهود قيام الخلق بالحق، ورؤية الوحدة في الكثرة، والكثرة في الوحدة، من غير احتجاب بأحدهما عن الآخر.

فرق الوصف: ظهور الذات الأحدية بأوصافها في الحضرة الواحدية.

فرق الجمع: هو تكثر الواحد بظهوره في المراتب التي هي ظهور شئون الذات الأحدية، وتلك الشئون في الحقيقة اعتبارات محضة لا تحقق لها إلا عند بروز الواحد بصورها.
فرق لثث وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فَرَّقوا عَن المَنِيّة وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ وَلَا تُلِثّوا بدار مَعجزة وَأَصْلحُوا مثاويَكم وَأَخِيفُوا الهوامّ قبل أَن تُخيفكم وَقَالَ: اخشَوشِنوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا. قَوْله: فرّقوا عَن المنيّة وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ يَقُول: إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَشْتَرِي شَيْئا من الْحَيَوَان من مَمْلُوك أَو غَيره من الدوابّ فَلَا يغالين بِهِ فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ وَلَكِن ليجعل ثمنه فِي رَأْسَيْنِ وَإِن كَانَا دون الأول فَإِن مَاتَ أَحدهمَا بَقِي الآخر. وَقَوله: ولاَ تُلِثّوا بدار معْجزَة فالإلثاث الْإِقَامَة يَقُول: لَا تُقِيمُوا بِبَلَد قد أعجزكم فِيهِ الرزق وَلَكِن اضْطَرَبُوا فِي الْبِلَاد وَهَذَا شَبيه بحَديثه الآخر: إِذا اتّجر أحدكُم فِي شَيْء ثَلَاث مَرَّات فَلم يرْزق مِنْهُ فليدعه.
ف ر ق

بدا المشيب في مفرقه وفرقه، ورأيت وبيص الطّيب في مفارقهم. وفرقت الماشطة رأسها كذا فرقاً. ورأس مفروق. وديك أفرق: انفرقت رعثته. وجمل أفرق: ذو سنامين. ورجل أفرق الأسنان: أفلجها. وناقة فارق: ماخض فارقت الإبل نادّة من وجع المخاض، ونوق فرّق وفوارق ومفاريق، وقد فرقت فروقاً وتشبّه بها السحاب. قال ذو الرمة:

أو مزنة فارق يجلو غواربها ... تبوّج البرق والظلماء علجوم

وفرق لي الطريق فروقاً وانفرق انفراقاً إذا اتجه لك طريقان فاستبان ما يجب سلوكه منهما، وطريق أفرق: بيّن. وضمّ تفاريق متاعه أي ما تفرّق منه. وضرب الله بالحق على لسان الفاروق. وسطع الفرقان أي الصبح. وهذا أبين من فلق الصبح وفرق الصبح. وتقول: سبيل أفرق كأنه الفرق. وهو أسرع من فريق الخيل وهو سابقها فعيل بمعنى مفاعل لأنه إذا سبقها فارقها. وبانت في قذاله فروق من الشّيب أي أوضاحٌ منه. وماله إلا فرق من الغنم وفريقة أي يسير. ورآى أعرابيّ صبياناً فقال: هؤلاء فرق سوء. وما أنت إلا فروقةٌ. وفرقٌ خير من حب أي أن تهاب خير من أن تحبّ. وأفرق المحموم والمجنون، وهو في أفراق من حمّاه.

ومن المجاز: وقفته على مفارق الحديث أي على وجوهه الواضحة.

فرق


فَرَقَ(n. ac.
فَرْق
فُرْقَاْن)
a. Divided; separated; severed.
b. [Bain], Made a distinction between; discriminated
discerned.
c. Decided, decreed.
d.(n. ac. فَرْق), Parted (hair).
e. Dunged.
f.(n. ac. فُرُوْق), Divided, branched (road).
g. [La], Appeared to; was manifest to; occurred, happened
to, befell.
h. see II (c)
فَرِقَ(n. ac. فَرَق)
a. Feared.
b. Dived.

فَرَّقَa. Scattered, dispersed, distributed amongst
between.
b. see I (b)c. Frightened, terrified.

فَاْرَقَa. Departed from, quitted; became separated from.
b. [ coll. ], Died; departed this
life.
أَفْرَقَ
a. [Min], Recovered from (sickness).
b. see I (g)
& II (c).
تَفَرَّقَ
(a. n. ac. reg. & تِفِرَّاق ), Became dispersed, disunited
separated, scattered.
إِنْفَرَقَ
a. ['An], Quitted.
إِفْتَرَقَa. see V
فَرْقa. Difference; distinction.
b. Separation.
c. Parting ( of the hair ); comb, crest (
of a cock ).
d. Flax; linen.
e. A certain bird.
f. (pl.
فُرْقَاْن), Measure ( about I6 pints ).
فِرْقa. Flock; herd.
b. Form, set ( of boys ).
c. Portion, part.
d. Mountain.
e. Wave.

فِرْقَة
(pl.
فِرَق)
a. Party; sect; company.
b. [ coll. ], Detachment, brigade (
of soldiers ).
فُرْقa. Sacred doctrine.

فُرْقَةa. Separation; disunion; abandonment.

فَرَق
(pl.
أَفْرَاْق)
a. Dawn.
b. Comb ( of a cock ).
c. see I (f)
فَرِقa. Fearful; afraid, frightened; timorous;
cowardly.

فَرُقa. see 5
أَفْرَقُa. Forked, branching; with space between.
b. White cock.

مَفْرَق
(pl.
مَفَاْرِقُ)
a. parting ( of the hair ).
b. Cross-road; bifurcation.

مَفْرِقa. see 17
فَاْرِق
(pl.
فُرُق
فُرَّق
فُرَّاْق فَوَاْرِقُ)
a. Separating, dividing, distinguishing.
b. [art.], Isolated (cloud).
فَاْرِقَة
( pl.
reg. &
فَوَاْرِقُ)
a. fem. of
فَاْرِق
فَرَاْق
فِرَاْق
23a. see 3t
فَرِيْق
(pl.
أَفْرِقَة
15t
فُرُوْق
أَفْرِقَآءُ)
a. Party, company; herd.
b. [ coll. ], Brigadier.

فَرِيْقَةa. see 2 (a)b. Cooked dates.
c. Stray (sheep).
فَرُوْقa. see 5
فَرُوْقَةa. see 5b. Honour, reputation.
c. Fat of the kidneys.
d. Armful.

فَرُّوْق
فَرُّوْقَةa. see 5
فُرْقَاْنa. see 3
. (b) [art.], The Kurān.
فَاْرُوْق
فَاْرُوْقَةa. see 5
تَفَاْرِيْقa. Sundry, scattered things.

N. P.
فَرڤقَa. Separated, divided.

N. Ac.
فَرَّقَa. Separation, dispersion.
b. Distribution, apportionment.

N. Ac.
إِفْتَرَقَa. see 3t
تَفْرِقَة
a. see N. Ac.
II
بِالتَّفْرِيْق
a. Fragmentarily, in parts.

أَفْرِيْقِيَة
a. Africa.

فَرْقَدَ
فَرْقَ4
(pl.
فَرَاْقِ4ُ)
a. Calf.
b. [art.], The stars [ β
& γ ] in Ursa Minor
situated near the pole-star.
اَلفَرْقَدَانِ
a. see supra
(b)
فُرْقُوْد
a. see 51 (a)
فِرْقَاطَه
a. [ coll. ], Frigate.
ف ر ق: (فَرَقَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَفُرْقَانًا أَيْضًا. وَفَرَّقَ الشَّيْءَ (تَفْرِيقًا) وَ (تَفْرِقَةً فَانْفَرَقَ) وَ (افْتَرَقَ) وَ (تَفَرَّقَ) . وَأَخَذَ حَقَّهُ مِنْهُ (بِالتَّفَارِيقِ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} [الإسراء: 106] : مَنْ خَفَّفَ قَالَ: بَيَّنَاهُ مِنْ (فَرَقَ) يَفْرُقُ. وَمَنْ شَدَّدَ قَالَ: أَنْزَلْنَاهُ (مُفَرَّقًا) فِي أَيَّامٍ. وَ (الْفَرْقُ) مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا وَقَدْ يُحَرَّكُ وَالْجَمْعُ (فُرْقَانٌ) . وَهَذَا الْجَمْعُ يَكُونُ لَهُمَا جَمِيعًا كَبَطْنٍ وَبُطْنَانٍ وَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (الْفُرْقَانُ) الْقُرْآنُ. وَكُلُّ مَا فُرِّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَهُوَ فُرْقَانٌ. فَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} [الأنبياء: 48] . وَ (الْفُرْقَةُ) الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: (فَارَقَهُ مُفَارَقَةً) وَ (فِرَاقًا) . وَ (الْفَارُوقُ) اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. وَ (الْمَفْرِقُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَسَطُ الرَّأْسِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعْرُ. وَكَذَا (مَفْرِقُ) الطَّرِيقِ وَ (مَفْرَقُهُ) وَلَا جَمْعَ لَهُ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْشَعِبُ مِنْهُ طَرِيقٌ آخَرُ. وَقَوْلُهُمْ لِلْمَفْرِقِ (مَفَارِقُ) كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ مَفْرِقًا فَجَمَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ. وَ (الْفَرَقُ) الْخَوْفُ وَقَدْ (فَرِقَ) مِنْهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَلَا يُقَالُ: فَرِقَهُ. وَامْرَأَةٌ (فَرُوقَةٌ) وَرَجُلٌ فَرُوقَةٌ أَيْضًا وَلَا جَمْعَ لَهُ. وَدِيكٌ (أَفْرَقُ) بَيِّنُ (الْفَرَقِ) وَهُوَ الَّذِي عُرْفُهُ (مَفْرُوقٌ) . وَرَجُلٌ (أَفْرَقُ) وَهُوَ الَّذِي نَاصِيَتُهُ أَوْ لِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا مَفْرُوقَةٌ. وَيُقَالُ: هُوَ أَبْيَنُ مِنْ (فَرَقِ) الصُّبْحِ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ فِي فَلَقِ الصُّبْحِ. وَ (الْفِرْقُ) الْفِلْقُ مِنَ الشَّيْءِ إِذَا انْفَلَقَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] . وَ (الْفِرْقَةُ) الطَّائِفَةُ مِنَ النَّاسِ. وَ (الْفَرِيقُ) أَكْثَرُ مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَفَارِيقُ الْعَرَبِ» وَهُوَ جَمْعُ (أَفْرَاقٍ) ، وَ (أَفْرَاقٌ) جَمْعُ فِرْقَةٍ. وَ (أَفْرَقَ) الْمَرِيضُ مِنْ مَرَضِهِ وَالْمَحْمُومُ مِنْ حُمَّاهُ أَيْ أَقْبَلَ. وَ (إِفْرِيقِيَّةُ) اسْمُ بِلَادٍ. 
(فرق) - في الحديث: "المُتَبَايِعَانِ بالخِيارِ ما لَم يَتفرَّقَا"
حكى أبو عُمَر الزَّاهد: أَنَّ أَبَا موسى النَّحوىَّ سأَل أَبَا العباس أحمَد بن يَحْيى: هَلْ بَيْن يَفْتَرِقَان ويتفَرَّقان من فَرْق؟
فقال: نعم. أخبَرنا ابنُ الأعرابِيِّ: عن المُفَضَّل، قال: يَفْتَرقَان بالكَلام، ويَتَفَرَّقَان بالأَبْدانِ. - في الحديث: " فَجُئِثْتُ منه فَرَقًا"
الفَرَق: الخوف؛ وقد فَرِق يَفْرَقُ فَرَقًا فهو فروق؛ وفي المبالغة فَرُوقَة: أي شَديدُ الخَوْف. ورجلٌ وامرأةٌ فَرُوقَة.
- في حديث [أبي مِجْلَز ]: "عُدُّوا مَنْ أَفرَق من الحَيِّ"
: أي بَرأَ منَ الطّاعون. وقيل: إن ذلك لا يُقال إلَّا من عِلَّة تُصِيبُ الإنسانَ مَرَّةً كالجُدَريِّ والحَصبَة ونحوهما.
- في الحديث: "في كلّ عَشرة أَفرُقِ عَسَلٍ فَرَقٌ "
- وفي حديث آخر: "ما أَسكَر الفَرَق منه فالحُسْوَة منه حَرامَ"
رُوِى عن الشافعي - رحمه الله - أن الفرَق ستَّة عَشَرَ رِطْلاً، وهو ثَلاثَةُ أَصْوُع . والفَرْق - بسكون الراء - مائَةٌ وعِشْرون رِطلاً. والمُدُّ: رِطلٌ وثُلُث. وقيل: رِطْلان، والأَولُ أَثبَتُ.
- وقال الزُّهْرِي: في حديث عائِشةَ - رضي الله عنها -: "كان يَغْتَسِل من إناء يُقالُ له: الفَرَق"
أَظنُّ الفَرَقَ خَمسةَ أَقْسَاط. وقيل: القِسْط: نِصْف صاعٍ.
وقال غيره: الفَرَق: القَدَح، والإناء لأَربَعةِ أَرْطال. والجمع فُرِقَان. والفَرَق جمعه أفْراق، ثم فُرقَان، وقيل: الفَرَق: مكيال ضَخْم بالعِراق غير الفَرْق ، والفُرْق والفُرقَان، كالشُّكْر للشُّكران.
- في حديث الزَّكاة: "لا يُفَرَّق بين مُجْتَمِع، ولا يُجمَع بين مُتَفَرِّقٍ خَشْيَة الصَّدَقَة"
ذهب أحمد إلى أن معناه: أنه لو كان لرجل بالكوفة أربعون شاة، وبالبصرة أربعون شاة كان عليه شاتان؛ لقوله عليه الصّلاة والسّلام: "لا يُجْمَع بين مُتَفَرِّق". ولو كان ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شَيءَ عليه لذلك، ولو كانت له إبلٌ في بُلْدان شَتَّى إن جُمعَت وَجَبت فيها الزَّكاةُ، وإن لم تُجمَع لم تَجِب في كل بلد لا يجب علَيه
- وفي الحديث: "كأنّهما فِرقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ "
الفِرْقُ: القَطِيع من الغَنَم.
- في حديثِ ابنِ عبَّاس - رضي الله عنهما -: "فَرَق لي رَأْىٌ "
: أي بَدَا وظَهَر. - وفي حَدِيثِه لِسَعْد: "وَصفَ له الفَريقَةَ "
وهي تَمْر يُطبَخ بحُلبَة، وفَرَقْتُ النُّفَسَاء وأَفرَقْتُها.
- في صفته : "فارِقَ لِيَطا"
: أي يُفرِّق بين الحَقِّ والبَاطِل.
- في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "أبِالله تُفَرِّقُني؟ "
: أي تُخَوِّفُني، وقد فَرِقَ فَرَقًا.
فرق
الفَرْقُ: مَوضِعُ المَفْرِقِ من الرَّأْس. وتَفْرِيْقُ ما بَيْنَ الشَّيْئيْنِ حتّى يَفْتَرِقا ويَنْفَرِقَا. والضَّرْبُ من الشَّيْءِ، يَقُول: تَمَشَّطَتِ الماشِطَةُ كذا فَرْقاً: أي ضَرْباً ولَوْناً. والقَدَحُ والإناءُ. وقيل: أرْبَعَةُ أرْطالٍ، وجَمْعُه فِرْقَان.
وتَفَارَقَ الصُّحْبَةُ. والفَرِيْقُ: الطائفَةُ من الناس.
والفُرْقَةُ: مَصْدَرُ الافْتِراق.
والفُرْقانُ: كلُّ كِتابٍ أنْزَلَه الله تعالى، وفَرَقَ به بَيْنَ الحَق والباطِل.
وسُمِّيَ عُمَرُ: الفارُوْقَ. والفُرْقانُ: الحُجَّةُ الظاهِرَةُ.
وفي القُرْآنِ المجيد: " وقُرْآناً فَرَقْناهُ لتَقْرَأه " أي أحْكَمْنَاه، كقَوْله عَزَّ وجلَّ: " فيها يُفْرَقُ كلُّ أمْرٍ حَكِيم " أي يُفْصَل.
ويُقال للفُرْقانِ: فُرْق، كَعُمْيَانٍ وعُمْيٍ.
والفِرْقُ: الطائفة من الناس؛ ومن الماءِ إذا تَفَرِّقَ بعضُه عن بعضٍ.
وبَدَتْ في قَذَالِه فُرُوْقٌ من الشَّيْب: أي أوْضاح وطَوائفُ.
والفَرِقُ: الدَقِيْقُ الشَّعرِ الرَّقِيْقُ.
وأرْضٌ فَرِقَةٌ، وفي نَبْتِها فَرَقٌ، ونَبْتٌ فَرِقٌ.
والأفْرَقُ: الدِّيْكُ الأبْيَضُ ذو العُرْفَيْنِ. وشِبْهُ الأفْلَج.
ومَفْرِقُ الطَّرِيقِ ومَفْرَقُه: مَعْروفٌ. وطَرِيْقٌ أفْرَقُ: بَيِّنٌ واضِحٌ.
وفَرَقَ ليَ الطَرِيقُ فُرُوْقاً وانْفَرَقَ: إذا اتَّجَهَ لكَ طَرِيقانِ منه.
والفَرْقاءُ من الشّاءِ: البَعِيْدَةُ ما بين الطُّبْيَيْنِ.
والأفْرَقُ من ذُكُورِ الشاء: البَعِيْدُ ما بين خُصيَيْه، ومن الخَيْل: الذي إحدى حَرْقَفَتَيْه شاخِصَة والأخرى مُطْمَئنَةٌ.
والبَعِيرُ ذو السنَامَيْنِ: أفْرَقُ. والماخِض من الناقَةِ: تَفْر
ُقُ فُرُوْقاً، وذلك نِفَارُها وذَهابُها في الأرضِ نادَّةً من الوَجَع، فهيَ فارِقٌ، والجميع فَوَارِقُ وفُرَّقٌ. وتُشَبَّه السَّحابةُ المُنْفَرِدَةُ لا تُخْلِفُ بها، ورُبما كانَ قبلها رَعْدٌ وبَرْق.
والمُفْرِقُ من الإِبل: التي تكونُ عُشَرَاءَ فَتُنْتَجُ ثمَّ يموتُ وَلَدُها قبل أنْ يَرْضَعَها ثمَّ يَضْرِبُها الفَحْلُ من سَنَتِها فَتَلْقَح. وأفْرَقَتِ الناقَةُ: أي ماتَ وَلدُها. وقيل الإفْرَاقُ: أنْ لا تَحْمِلَ الناقَةُ عامَيْنِ أو ثلاثةً. ونُوْق مَفَارِقُ ومَفَارِيْقُ.
والفَرَقُ: كالفَلَقِ، انْفَرَقَ الصبْحً، وفي المَثَل: " أبْيَنُ من فَرَقِ الصُّبْح ".
والفَرَقُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالعِراق. والخَوْفُ، رَجُل فَرُوْقٌ وامْرَأةٌ فَرُوْقَةٌ، وقد فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، ورَجُلٌ فَرُوْقَةٌ وفارُوْقَة؛ أي فَرِقٌ.
والمَطْعُونُ إذا بَرأ قيل: أفْرَق يُفْرِقُ إفْرَاقاً.
والفَرِيْقَة: تَمْرٌ يُطْبَخُ بالحُلْبَةِ وبأشْيَاءَ؛ يُتَداوى بها. وأفْرَقْتُ للنُّفَسَاءِ فَرِيْقَةً، وفَرَقْت أيضاً.
وإنَّه لَمُفْرِقُ الجِسْم: أي قَليلُ اللَّحْم، وقيل: السَّمِيْنُ، وكأنَّه من الأضداد.
وطَعَنَه طَعْنَةً مُفْرِقَةً: وهي التي لا تَقْتُلُ.
وأفْرَقْتُه: بمعنى أذْرَقْتُه. وفَرَقَ وذَرَقَ: إذا سَلَحَ.
وأفْرَقَ فلانٌ غَنَمَه: أضَلَّها، وهي الفَرِيْقَة.
وأفْرَقَتْ إبِلُه: كَثُرَتْ حتّى صارَتْ فِرْقَتَيْنِ فاحْتَاجَتْ إلى راعِيَيْنِ.
والسَقَاء إِذا مُلِىءَ لَبَناً لا يُسْتَطاع أنْ يُمْخَضَ حتِّى يُفْرَقَ؛ فهو فَرِق.
والأفَارِقُ: جَمْعُ الفِرْقِ من الغَنَم.
ويقولون في المَثَل: " هو أسْرَعُ من فَرِيْقِ الخَيْل " وهو السابقُ لأنَّه يَنْفَرِدُ منها فَيُفارِقُها.
وفارِقِيْنُ: اسْمُ مَدِينةٍ، ويُقال: هذه فارِقُوْنَ ودَخَلتُ فارِقِيْنَ؛ على هِجَاءَيْنِ.
ف ر ق : فَرَقْتُ بَيْنَ الشَّيْءِ فَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَصَلْتُ أَبْعَاضَهُ وَفَرَقْتُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَصَلْتُ أَيْضًا هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ وَبِهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25] .
وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَرَأَ بِهَا بَعْضُ التَّابِعِينَ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فَرَقْتُ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ فَافْتَرَقَا مُخَفَّفٌ وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْعَبْدَيْنِ فَتَفَرَّقَا مُثَقَّلٌ فَجُعِلَ الْمُخَفَّفُ فِي الْمَعَانِي وَالْمُثَقَّلُ فِي الْأَعْيَانِ وَاَلَّذِي حَكَاهُ غَيْرُهُ أَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ إذَا عَقَدَ الْمُتَبَايِعَانِ فَافْتَرَقَا عَنْ تَرَاضٍ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِهِمَا رَدٌّ إلَّا بِعَيْبٍ أَوْ شَرْطٍ فَاسْتُعْمِلَ الِافْتِرَاقُ فِي الْأَبْدَانِ وَهُوَ مُخَفَّفٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا» يُحْمَلُ عَلَى تَفَرُّقِ الْأَبْدَانِ وَالْأَصْلُ مَا لَمْ تَتَفَرَّقْ أَبْدَانُهُمَا لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ فِي وَضْعِ التَّفَرُّقِ وَأَيْضًا فَالْبَائِعُ قَبْلَ وُجُودِ الْعَقْدِ لَا يَكُونُ بَائِعًا حَقِيقَةً.
وَفِي حَدِيثِ «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا عَنْ مَكَانِهِمَا» وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مَعْنَاهُ حَتَّى تَفْتَرِقَ أَقْوَالُهُمَا وَأَلْغَى خِيَارَ الْمَجْلِسِ وَهَذَا التَّأْوِيلُ ضَعِيفٌ لِمُصَادَمَةِ النَّصِّ وَلِأَنَّ الْحَدِيثَ يَخْلُو حِينَئِذٍ عَنْ الْفَائِدَةِ إذْ الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ فِي مَالِهِمَا قَبْلَ الْعَقْدِ فَلَا بُدَّ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى فَائِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ تَحْصُلُ بِالْعَقْدِ وَهِيَ خِيَارُ الْمَجْلِسِ عَلَى أَنَّ نِسْبَةَ التَّفَرُّقِ إلَى الْأَقْوَالِ مَجَازٌ وَهُوَ خِلَافُ الْأَصْلِ وَأَيْضًا فَهُمَا إذَا تَبَايَعَا وَلَمْ يَنْتَقِلْ أَحَدُهُمَا مِنْ مَكَانِهِ يَصْدُقُ أَنَّهُمَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ تَفَرُّقُ الْأَبْدَانِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ وَقَدْ ارْتَكَبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَجَازَ الْإِسْنَادِ وَمَجَازَ تَسْمِيَتِهِمَا بَائِعَيْنِ قَبْلَ الْعَقْدِ وَأَخْلَى الْحَدِيثَ عَنْ فَائِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ بَعْدَ الْعَقْدِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَمْلَ عَلَى الْحَقِيقَةِ أَوْلَى مِنْ تَرْكِهَا إلَى الْمَجَازِ
وَافْتَرَقَ الْقَوْمُ وَالِاسْمُ الْفُرْقَةُ بِالضَّمِّ وَفَارَقْتُهُ مُفَارَقَةً وَفِرَاقًا

وَالْفِرْقَةُ بِالْكَسْرِ مِنْ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ وَالْجَمْعُ فِرَقٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْفِرْقُ بِحَذْفِ الْهَاءِ مِثْلُ الْفِرْقَةِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] وَالْجَمْعُ أَفْرَاقٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْفَرِيقُ كَذَلِكَ.

وَالْفَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ مِكْيَالٌ يُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا وَفَرِقَ فَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ خَافَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَفْرَقْتُهُ.

وَالْفُرْقَانُ الْقُرْآنُ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ.

وَمَفْرِقُ الرَّأْسِ مِثَالُ مَسْجِدٍ حَيْثُ يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعْرُ.

وَالْفَارُوقُ الرَّجُلُ الَّذِي يَفْرُقُ بَيْنَ الْأُمُورِ أَيْ يَفْصِلُهَا. 
(ف ر ق) : (الْفَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ إنَاءٌ يَأْخُذُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلًا وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَصْوُعٍ هَكَذَا فِي التَّهْذِيب عَنْ ثَعْلَبٍ وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْمُحَدِّثُونَ عَلَى السُّكُونِ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى التَّحْرِيك (وَفِي الصِّحَاح) الْفَرْقُ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ سِتَّةُ عَشَرَ رَطْلًا قَالَ وَقَدْ يُحَرَّكُ وَأَنْشَدَ لِخِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ
يَأْخُذُونَ الْأَرْشَ فِي إخْوَتِهِمْ ... فَرَقَ السَّمْنِ وَشَاةً فِي الْغَنَمْ
(وَالْجَمْع) فُرْقَان وَهَذَا يَكُونُ لَهُمَا جَمِيعًا كَبَطْنٍ وَبُطْنَانٍ وَحَمْلٍ وَحُمْلَانٍ وَفِي التَّكْمِلَةِ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْقُتَبِيُّ فَقَالَ (الْفَرْقُ بِسُكُونِ الرَّاء) مِنْ الْأَوَانِي وَالْمَقَادِير سِتَّةَ عَشْرَ رَطْلًا وَالصَّاعُ ثُلُثُ الْفَرْقِ (وَبِالْفَتْحِ) مِكْيَال ثَمَانُونَ رَطْلًا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْفَرْقُ بِسُكُونِ الرَّاء أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ (قُلْت) وَفِي نَوَادِرِ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الْفَرْقُ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ رَطْلًا وَلَمْ أَجِد هَذَا فِيمَا عِنْدِي مِنْ أُصُول اللُّغَة وَكَذَا فِي الْمُحِيط أَنَّهُ سِتُّونَ رَطْلًا (وَيُقَالُ) فَرَقَ لِي هَذَا الْأَمْرُ فُرُوقًا مِنْ بَابِ طَلَبَ إذَا تَبَيَّنَ وَوَضَح (وَمِنْهُ) فَإِنْ لَمْ يَفْرُقْ لِلْإِمَامِ رَأْيٌ وَفَرَقَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَفَرَّقَ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ (وَذَكَر) الْأَزْهَرِيُّ فَرَقْتُ بَيْنَ الْكَلَام أَفْرُقُ بِالضَّمِّ وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْأَجْسَام تَفْرِيقًا قَالَ وَقَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا بِالْأَبْدَانِ» لِأَنَّهُ يُقَالُ فَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا فَتَفَرَّقَا قُلْت وَمِنْ هَذَا ذَكَرَ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ (الِافْتِرَاقَ) بِالْكَلَامِ (وَالتَّفَرُّقَ) بِالْأَجْسَامِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فَرَقْتُهُ فَافْتَرَقَ وَفَرَّقْتُهُ فَتَفَرَّقَ (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَرِّقُوا عَنْ الْمَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ وَلَا تُلِثُّوا بِدَارٍ مُعْجِزَةٍ وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ وَاخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا أَيْ فَرِّقُوا أَمْوَالَكُمْ عَنْ الْمَنِيَّةِ بِأَنْ تَشْتَرُوا بِثَمَنِ الْوَاحِدِ مِنْ الْحَيَوَانِ اثْنَيْنِ حَتَّى إذَا مَاتَ أَحَدُهُمَا بَقِيَ الثَّانِي وَقَوْلُهُ (وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ) بَيَانٌ لِهَذَا الْمُجْمَلِ (وَالْإِلْثَاثُ) الْإِقَامَةُ (وَالْمُعْجِزَةُ) بِفَتْحِ الْجِيم وَكَسْرِهَا الْعَجْزُ يَعْنِي سِيحُوا فِي الْأَرْضِ وَلَا تُقِيمُوا بِدَارٍ تَعْجِزُونَ فِيهَا عَنْ الْكَسْبِ أَوْ عَنْ إقَامَةِ أَسْبَابِ الدِّينِ (وَالْمَثَاوِي) جَمْعُ مَثْوًى وَهُوَ الْمَنْزِلُ (وَالْهَوَامُّ) الْعَقَارِبُ وَالْحَيَّاتُ أَيْ اُقْتُلُوهَا قَبْل أَنْ تَقْتُلَكُمْ (وَالِاخْشِيشَانُ) (وَالِاخْشِيشَابُ) اسْتِعْمَالُ الْخُشُونَةِ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ (وَالتَّمَعْدُدُ) التَّشَبُّهُ بِمَعْدٍ وَهِيَ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَقُولُ تَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي خُشُونَةِ عَيْشِهِمْ وَاطِّرَاحِ زِيِّ الْعَجَمِ وَتَنَعُّمِهِمْ (وَإِفْرِيقِيَّةُ) بِتَخْفِيفِ الْيَاء وَتَشْدِيدِهَا مِنْ بِلَادِ الْمَغْرِبِ وَفِي الْوَاقِعَات وَسَط الصُّفُوف فَجْوَةٌ أَيْ سَعَةٌ مِقْدَارُ حَوْضٍ أَوْ فَارَقَيْنٍ وَهُوَ تَعْرِيبُ بَارَكَيْنِ وَهُوَ شَيْءٌ يَضْرِبُ إلَى السَّعَةِ كَالْحَوْضِ الْوَاسِعِ الْكَبِيرِ يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ لِلشِّتَاءِ وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ هَذَا بِمَا وَرَاء النَّهْر الْمَفَارِقُ فِي وب.
فرق: فرق (بالتشديد): قطع، جزأ، بذر (بوشر).
فرق العساكر: سرح الجند (بوشر).
فارق. فارق الدنيا: تقال عن الصوفي إذا جذب وفقد الوعي. ابن جبير ص286).
فارق: معناها الأصلي: انفصل وباين وباعد. غير أن قولهم: فارق فلانا على كذا أصيح يدل على معنى هادنه أو صالحه على شروط معينة. (معجم البلاذري) وفي حيان - بسام (1: 46 ق): وذكر ما فارق والينا عليه من المحالفة معه. وغالبا ما يلتزم الذي طلب المهادنة وحصل عليها بدفع ضريبة. ففي كتاب ابن البيطار (ص121): والتزم حمل قطيع من المال فورق عليه عما في يده (ص187، 200) وفي حيان (ص97 ق): وفارقه التجيبي على ضريبة من المال يحملها إلى الأمير من جباية البلد كل سنة (مباحث 1: 160، الطبعة الأولى).
ومن هذا أصبح قولهم: مال المفارقة، ومال مفارقة، ومفارقة فلان يدل على معنى الضريبة.
ففي حيان (ص62 ق): منع مال المفارقة. وفيه (ص63 و): وإلى حمل مال المفارقة وفي ابن الابار (ص187): أرسل إليهما مفارقته عما في يده. (صحح بهذا المعنى المادة في معجم لين).
أفرق: أراق، صب، سكب للمرة الثانية. (الكالا).
أفرق: أخاف، أرعب. (المقري 2: 331). وانظر فرق في معجم لين وفرق في آخر المادة.
نفرق القوم: اقتسموا الشيء فيما بينهم، أخذ كل منهم نصيبه. (فوك، المقري 2: 331).
تفرق عن: ترك المكان وغادره (معجم البلاذري).
تفارقوا: افترقوا، انفصلوا. (بوشر) وكما تفارقنا: كما اتفقنا عليه عندما افترقنا. (بوشر).
افترق: انفصل، فارق. (رتجرز ص155 في نصوص عربية).
افتراق: طلاق. (الكالا).
استفرق: في ألف ليلة (1: 83) أتيت يوما على عادتي إلى البرية واستفرقت فيها. وكذلك (برسل 1: 213) وقد ترجمها تورنس إلى الإنجليزية بما معناه: وجلت وحيدا فيها.
فرق، والجمع فروق: فارق، اختلاف، تباين (فوك، بوشر).
فرق: فاصل بين صنفين من الشعر. ومن قيل: من فرقه إلى قدمه أي من رأسه إلى قدمه. (ألف ليلة 4: 214).
فرق: نقد. نقود. (دوماس حياة العرب ص356).
فرق: خشرم، جماعة النحل، طائفة من النحل (هلو).
فرق: جماعة الحجل، سرب الحجل (دلأبورت ص140).
فرق: طائفة من الناس. (ياقوت 3: 886). فرق: متمرد، عاص، مفارق للجماعة (أخبار ص124).
فرقة: ملة، نحلة، طائفة، (بوشر، معجم الإدريسي).
فرقة: بطن من بطون القبيلة. (دوماس قبيل ص47، دسكرياك ص336، 349، سندوفال ص266، كرتاس ص75).
فرقة: زمرة، جماعة من الكشافة أو الجند (بوشر).
فرقة: قطيع. ففي ابن بدرون (ص100): افاريق الغنم فرقة: شعبة من النهر، ساعد النهر. (معجم الإدريسي).
فراق: يقال: فراقه لفلان، وفراقه من فلان: مفارقته والافتراق عنه وهجره (معجم الإدريسي).
فراق القبر: آخر زيارة لمقبرة. (دوماس حياة العرب ص143).
فريق: تستعمل مفردا وأسم جمع. وتطلق على كل فرد اجتمع مع آخر ويمكن أن يفارقه ويتركه. أو بالأحرى: كل فرد اجتمع مع آخر ثم فرق بينهما. (فليشر بريشت ص108 في تعليقه على المقري 2: 582).
فريق: قسم من قافلة. (دسكرياك ص579).
فريق: فصيلة، طائفة، صنف. (زيشر 18: 552).
فريق: قائد جيش وهو فوق قائد الألف وله لقب باشا. 0محيط المحيط).
فريقة: حلبة (في الشام).
فريقة: نقاعة. نقوع، (شراب) يتخذ من الحلبة والتمر وغيره. ففي المستعيني حلبة: ذكر إن عرب الشام يسمونها الفريقة، قال أبو حنيفة اخبرني بعض الشيوخ إن عرب الشام يسمونها الفريقة وبذلك يسمى النقوع الذي يتخذ منها ومن التمر أخلاط آخر فيسمى المرض بالفريقة.
فريقة طعما لها. (جويون ص221).
فارق: نوع من أنواع التين، يقال تين فارق. (ابن العوام 1: 95).
فارقين. (باركين أو باركين (فارسية) حوض ماء في وسط المدينة أو القرية. أو خندق يحيط بسور المدينة. (معجم البلاذري).
ترياق فازوق: ترياق يدخل في الجسم بكميات متزايدة تدريجيا من المواد السامة، لكي يكسبه مناعة ضد السموم وهو نوع من الترياق (بوشر).
شراب الفاروق: يطلق الآن على كل ما يتناوله المريض للفرق بين برئه وعدمه (محيط المحيط).
فاريقون (باليونانية هيورفايقون واوفاريقون): هيوفاريقيون، داذي رومي، داذي. (بوشر).
تفريق. تفريق الصيام: فطور، طعام الصباح ترويقة، ما يؤكل على الريق. (الكالا).
تفريق، والجمع تفاريق: متفرق، متنوع. شتى. ففي لطائف الثعالبي (ص37): تفاريق الألقاب. وفيها (ص97): تفاريق البلدان. (ياقوت 1: 8).
تفريق: عند الحسابين نقص عدد من عدد ليس بأقل منه ويسمى بالطرح أيضا. (محيط المحيط).
مفرق: كرنب. ملفوف، منشور، وهو نوع من القنبيط رأسه متفرع إلى عدة فروع. (ابن العوام 2: 167).
متفرق: في مراكب الحمل الرجال المفرق. (أماري ص333) وقد صححها فليشر بالرجال المتفرقة. ولا أدري ما معناها.
المتفرقة: كانت تطلق على الفرسان ذوي الاقطاعات. (وايلد ص223، شويجر ص 168، فانسليب ص31) ونقرأ عند كوبان (ص206). (والمتفرقة والشياؤوكسي ضباط صغار يستخدمهم الباشا). وفي المعجم التركي تصنيف كيفر وبياشي: (هم فرسان يصحبون السلطان في رحلاته ويكلفهم بمهمات خاصة).
باش متفرقة: محاسب التجهيزات، رائد الجيش، وهو نائب ضابط يتولى البحث عن منازل للجنود ويوزع عليهم الأرزاق. (بوشر).
فرق
الفَرْقُ يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق، والفرق يقال اعتبارا بالانفصال. قال تعالى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ
[البقرة/ 50] ، والفِرْقُ: القطعة المنفصلة، ومنه: الفِرْقَةُ للجماعة المتفرّدة من النّاس، وقيل: فَرَقُ الصّبح، وفلق الصّبح. قال: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
[الشعراء/ 63] ، والفَرِيقُ: الجماعة المتفرّقة عن آخرين، قال:
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ
[آل عمران/ 78] ، فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة/ 87] ، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى/ 7] ، إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي [المؤمنون/ 109] ، أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ [مريم/ 73] ، وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ [البقرة/ 85] ، وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ [البقرة/ 146] ، وفَرَقْتُ بين الشّيئين: فصلت بينهما سواء كان ذلك بفصل يدركه البصر، أو بفصل تدركه البصيرة. قال تعالى: فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ
[المائدة/ 25] ، وقوله تعالى:
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً
[المرسلات/ 4] ، يعني:
الملائكة الّذين يفصلون بين الأشياء حسبما أمرهم الله، وعلى هذا قوله: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان/ 4] ، وقيل: عمر الفَارُوقُ رضي الله عنه لكونه فارقا بين الحقّ والباطل، وقوله: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ
[الإسراء/ 106] ، أي: بيّنا فيه الأحكام وفصّلناه. وقيل: (فَرَقْنَاهُ) أي: أنزلناه مُفَرَّقاً، والتَّفْرِيقُ أصله للتّكثير، ويقال ذلك في تشتيت الشّمل والكلمة. نحو:
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة/ 102] ، رَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ
[طه/ 94] ، وقوله: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة/ 285] ، وقوله: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [البقرة/ 136] ، إنما جاز أن يجعل التّفريق منسوبا إلى (أحد) من حيث إنّ لفظ (أحد) يفيد في النّفي، وقال: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ [الأنعام/ 159] ، وقرئ:
فَارَقُوا والفِراقُ والْمُفَارَقَةُ تكون بالأبدان أكثر. قال: هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [الكهف/ 78] ، وقوله: وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ [القيامة/ 28] ، أي: غلب على قلبه أنه حين مفارقته الدّنيا بالموت، وقوله: وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ [النساء/ 150] ، أي:
يظهرون الإيمان بالله ويكفرون بالرّسل خلاف ما أمرهم الله به. وقوله: وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [النساء/ 152] ، أي: آمنوا برسل الله جميعا، والفُرْقَانُ أبلغ من الفرق، لأنه يستعمل في الفرق بين الحقّ والباطل، وتقديره كتقدير: رجل قنعان: يقنع به في الحكم، وهو اسم لا مصدر فيما قيل، والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره، وقوله: يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال/ 41] ، أي: اليوم الذي يفرق فيه بين الحقّ والباطل، والحجّة والشّبهة، وقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً
[الأنفال/ 29] ، أي: نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق به بين الحق والباطل ، فكان الفرقان هاهنا كالسّكينة والرّوح في غيره، وقوله: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال/ 41] ، قيل:
أريد به يوم بدر ، فإنّه أوّل يوم فُرِقَ فيه بين الحقّ والباطل، والفُرْقَانُ: كلام الله تعالى، لفرقه بين الحقّ والباطل في الاعتقاد، والصّدق والكذب في المقال، والصالح والطّالح في الأعمال، وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ [البقرة/ 53] ، وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ [الأنبياء/ 48] ، تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ [الفرقان/ 1] ، شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ [البقرة/ 185] .
والفَرَقُ: تَفَرُّقُ القلب من الخوف، واستعمال الفرق فيه كاستعمال الصّدع والشّقّ فيه. قال تعالى: وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ
[التوبة/ 56] ، ويقال: رجل فَرُوقٌ وفَرُوقَةٌ، وامرأة كذلك، ومنه قيل للناقة التي تذهب في الأرض نادّة من وجع المخاض: فَارِقٌ وفَارِقَةٌ ، وبها شبّه السّحابة المنفردة فقيل: فَارِقٌ، والْأَفْرَقُ من الدّيك: ما عُرْفُهُ مَفْرُوقٌ، ومن الخيل: ما أحد وركيه أرفع من الآخر، والفَرِيقَةُ: تمر يطبخ بحلبة، والفَرُوقَةُ: شحم الكليتين.
[فرق] فَرَقْتُ بين الشيئين أفْرُقُ فرقا وفرقانا. وفرقت الشئ تفريقا وتَفْرِقَةً، فانْفَرَقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّقَ. وأخذت حقى منه بالتفاريق. وقول الشاعر: أشهد بالمروة يوما والصفا أنك خير من تفاريق العصا قال ابن الاعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجور، فإذا كسر الساجور اتخذت منه الاوتاد، فإذا كسر الوتد اتخذ منه عران البخاتى، فإذا فرض رأسه اتخذت منه التوادى تصر بها الاخلاف. وقول تعالى: {وقرآناً فَرَقْناهُ} من خفَّفَ قال: بيَّنَّاهُ، من فَرَقَ يَفْرُقُ، ومن شدَّد قال: أنزلناه مُفَرَّقاً في أيام. والفَرْقُ: مكيالٌ معروفٌ بالمدينة، وهو ستة عشر رطلا، وقذ يحرك. قال خداش ابن زهير: يأخذون الارش في إخوتهم فرق السمن وشاة في الغنم والجمع فرقان. وهذا الجمع قد يكون لهما جميعا، مثل بطن وبطنان، وحمل وحملان. وأنشد أبو زيد: * ترفد بعد الصف في فرقان * قال: والصف أن تحلب في محلبين أو ثلاثة تصف بينها. والفرقان: القرآن، وكل ما فُرِّقَ به بين الحق والباطل فهو فُرْقانٌ، فلهذا قال تعالى: {ولقد آتينا موسى وهارونَ الفُرْقانَ} . والفُرْقُ أيضاً: الفُرْقانُ، ونظيره الخسر والخسران. قال الراجز:

ومشركى كافر بالفرق * والفُرْقَةُ: الاسم من فارقْتُهُ مُفارقَةً وفراقا. والفاروق: اسم سمى به عمر بن الخطاب رضى الله عنه. والمفرق والمفرق: وسط الرأس، وهو الذى بفرق فيه الشعر. وكذلك مَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقَهُ، للموضع الذي يتشعب منه طريقٌ آخر. وقولهم للمفرِقِ مفارِقٌ، كأنَّهم جعلوا كلَّ موضع منه مَفْرِقاً، فجمعوه على ذلك. وفَرَقَ له الطريق، أي اتَّجه له طريقان. وفَرَقَتِ الناقة أيضاً تَفْرُقُ فُروقاً، إذا أخذها المخاض فندّتْ في الأرض، وكذلك الاتان. وأنشد الاصمعي :

ومنجنون كالاتان الفارق * والجمع فوارق وفرق. وربَّما شبَّهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة، فيقال فارق. قال عبد بنى الحسحاس يصف سحابا: له فرق منه ينتجن حوله يفقئن بالميث الدماث السوابيا وقال ذو الرمة: أو مزنة فارق يجلو غواربها تبوج البرءق والظلماء علجوم فجعل له سوابى كسوابى الابل، اتساعا في الكلام. والفرق بالتحريك: الخوف، وقد فَرِقَ بالكسر. تقول فَرِقْتُ منك، ولا تقل فَرِقْتُكَ. وامرأةٌ فَروقَةٌ ورجل فروقة أيضا، ولاجمع له. وفي المثل: " رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً، ورُبَّ فَروقَةٍ يُدعى ليثا ". والفرق أيضا: تباعد ما بين الثَنِيَّتَيْنِ وما بين المَنْسِمينِ، عن يعقوب. والفَرَقُ أيضاً في الخيل: إشراف إحدى الوركين على الأخرى، وهو يُكره. والفرسُ أفْرَقُ. ويقال ديكٌ أفْرَقُ بيِّن الفَرَقِ، للذي عُرفُهُ مَفْروقٌ. ورجلٌ أفْرَقُ للذي ناصيته كأنها مَفْروقَةٌ بيِّن الفَرَقِ. وكذلك اللحية. وجمع الرق أفراق. قال الراجز: ينفض عثنونا كثير الافراق تنتح ذفراه بمثل الدرياق قال: والفَرَقُ أيضاً من قولهم: هذه أرضٌ فَرِقَةٌ، وفي نبتها فَرَقٌ، إذا كان متفرِّقاً ولم يكن منصلا. ويقال: هو أبين من فَرَقِ الصُبح، لغة في فَلَقِ الصبح. والفرق بالكسر: القطيع من الغنم العظيم. قال الراعى: ولكنما أجدى وأمتع جده بفرق يخشيه بهجهج ناعقه يهجو بهذا البيت رجلا من بنى نمير يلقب بالحلال، وكان عيره بإبله، فهجاه الراعى وعيره بأنه صاحب غنم، ومدح إبله. يقول: أمتعه جده، أي حظه بالغنم، وليس له سواها. ألا ترى إلى قوله قبل هذا البيت: وعيرني الابل الحلال ولم يكن ليجعلها لا بن الخبيثة خالقه والفرق: الفلق من الشئ إذا انفلق، ومنه قول تعالى: {فانْفَلَقَ فكان كلُّ فِرْقٍ كالطودِ العظيم} . وذات فرقين، التى في شعر عبيد بن الابرص : هضبة بين البصرة والكوفة. والفرقة: طائفة من الناس، والفَريقُ أكثر منهم. وفي الحديث " أفاريقُ العرب "، وهو جمع أفْراقٍ جمع فرقة. قال الاصمعي: أفْرَقَ المريض من مرضه، والمحمومُ من حماه، أي أقبل. قال أعرابي لآخر: ما أمار إفراق المورود؟ فقال الرحضاء. يقول: ما علامة برء المحموم؟ فقال: العرق. وناقة مفرق، أي فارتها ولدها بموت. والفَريقَةُ: تمرٌ يُطبخ بحُلْبةٍ للنُفَساء. قال أبو كَبير: ولقد وَرَدْتَ الماَء لونُ جِمامِهِ لونُ الفَريقَةِ صفيت للمدنف والفريقة من الغنم: أن تتفرَّقَ منها قطعة شاة أو شاتان أو ثلاث شياهٍ فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم. قال الشاعر : وذفرى ككاهل ذيخ الخليف أصاب فريقة ليل فعاثا ومفرق النعم هو الظَرِبانُ، لأنَّه إذا فسا بينها وهى مجتمعة تفرقت. والفرانق: البريد، وهو الذى يُنذر قدّامَ الأسد، وهو مُعَرَّبٌ " پروانك " بالفارسية. قال امرؤ القيس: وإنِّي أذينٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً بسَيْرٍ ترى منه الفُرانِقَ أزْوَرا وربَّما سمُّوا دليل الجيش فُرانِقاً. وإفريقية: اسم بلاد.
[فرق] فيه: كان يغتسل من "الفرق"، هو بالحركة مكيال يسع ستة عشر رطلًا وهو اثنا عشر مدًا، وثلاثة آصع في الحجاز، وقيل: الفرق خمسة أقساط، والقسط نصف صاع، وهو بالسكون: مائة وعشرون رطلًا. ك: هذا لا ينافي ح غسله من صاع لاختلاف الأحوال. ن: لا يريد أن اغتساله من ملئه بل يريد أنه إناء يغتسل منه، وهو بفتح راء وسكونها: ثلاثة آصع. نه: ومنه ح: ما أسكر منه "الفرق" فالحسوة منه حرام. وح: في كل عشرة "أفرق" عسل "فرق"، هو جمع فرق كجبل وأجبل. ط: وذكره في ح المزابنة ليس بطريق قيد وشرط بل تمثيل. نه: وفي ح الوحي: فجئت منه "فرقًا"، هو بالحركة: الخوف والفزع. ومنه ح: أبا لله "تفرقني"، أي تخوفني. ج: ومنه ح: "فرقًا" منك، أي خوفًا وفزعًا. وح: و"فرقًا" من أن أصيب. وح: أرعدت من "الفرق". وح: إما "تفرق" مني. وح: حتى "فرقت". ك: أو قال: "فرق" منك، بفتح راء أي خوف، وهو شك من الراوي. ش: ومنه: و"يفرق" لرؤيته من لم يره صلى الله عليه وسلم، أي يفزع، من باب علم. نه: وفي صفته صلى الله عليه وسلم: إن "انفرقت" عقيقتة "فرق"، أي إن صار شعره فرقين بنفسه في مفرقه تركه وإن لم ينفرق لم يفرقه. ن: "مفرق" الرأس، بفتح ميم وكسر راء: وسطه. وح: ثمعد، أي فرق الشعر بعضه من بعض. ط: وقد مر في سدل. وح: فإذا "فرقت" له رأسه صدعت- مر في ص. وح: في "مفارق" رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي جمع مفرق بكسر راء وفتحها. ش: وكذا "مفرق" صدري، ويريد موضع الشق. ك: وجمع نظرًا إلى أن كل جزء منه كأنه مفرق. و"يفرقون"- بكسر راء وضمها، أي يفرقون بعض الشعر عن بعض، وموافقة أهل الكتاب لأنهم أقرب إلى الحق من عبدة الأوثان. نه: لا "يفرق" بينإلا بحقه، ويمكن أن يكون سمعه واستظهر به أو أن يكون ظن عمر أن المقاتلة لكفرهم فاحتج بالحديث، وأجاب الصديق بأنها لمنع الزكاة لا لكفرهم. وح: لا بأس أن "يفرق" لقوله تعالى "فعدة من أيام أخر" أي فعدد من أيام أخر أعم من أن يكون متفرقة أو متتابعة. ك: حين "فرقة" من الناس، أي زمان افتراق الناس، وروى: خير فرقة- أي أفضل طائفة في عصره أي علي وأصحابه، أو خير القرون- ومر في خير.، وفي ح شق القمر: فذهب "فرقة" نحو الجبل، أي نزلت قطعة ناحية جبل حراء، وبقيت قطعة فوقه في مكانه، وكان الحراء بينهما، والحديث من مراسيل الصحابة إذ لم يكن أنس وابن عباس عاقلين في مكة، قوله: فرقة دونه، أي تحته. مد: ((إن الذين "فرقوا" دينهم)) اختلفوا فيه وصاروا فرقًا، كل فرقة تشيع إمامًا لها. غ: ((يوم "الفرقان")) يوم بدر، فارق بين الحق والباطل. "فالفارقات فرقًا" أي الملائكة تفرق بين الحق والباطل. و ((موسى الكتاب و"الفرقان")) أي انفلاق البحر. و"فرقناه"، فصلناه، وبالتشديد: فرقه في التنزيل ليفهم الناس. و ((يجعل لكم "فرقانًا")) أي فتحًا، ويقال للصبح: فرقان. قس: أما إني لم "أفارقه"، أي مفارقة عرفية بأغلب الأحوال وإلا فقد هاجر إلى الحبشة، و"أما" بفتح همزة. وح: "ستفرق" أمتي على ثلاث وسبعين؛ الخطابي: فيه دلالة على أن هذه الفرق غير خارجة عن الملة والدين إذ جعلهم من أمته.
(ف ر ق)

الْفرق: خلاف الْجمع.

فرقه يفرقه فرقا، وفرقه.

وَقيل: فرق للصلاح فرقا، وَفرق للإفساد، تفريقا.

وانفرق الشَّيْء، وتفرق، وافترق.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِذْ فرقنا بكم الْبَحْر) مَعْنَاهُ: شققناه.

وَالْفرق: الْقسم، وَالْجمع: أفراق، ابْن جني وَقِرَاءَة من قَرَأَ: (فرقنا بكم الْبَحْر) بتَشْديد الرَّاء شَاذَّة، من ذَلِك أَي: جَعَلْنَاهُ فرقا وأقساما.

وَفرق بَين الْقَوْم يفرق، وَيفرق، وَفِي التَّنْزِيل: (فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين) قَالَ اللحياني: وروى عَن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ أَنه قَرَأَ: (فافرق بَيْننَا) بِكَسْر الرَّاء.

وَفرق بَينهم: كفرق، هَذِه عَن اللحياني. وَفَارق الشَّيْء مُفَارقَة، وفراقا: باينه.

وَالِاسْم: الْفرْقَة.

وتفارق الْقَوْم: فَارق بَعضهم بَعْضًا.

وَفَارق فلَان امْرَأَته مُفَارقَة، وفراقا: باينها.

وَالْفرق، والفرقة، والفريق: الطَّائِفَة من الشَّيْء المتفرق.

وَنِيَّة فريق: مفرقة، قَالَ:

أحقا إِن جيرتنا استقلوا ... فنيتنا ونيتهم فريق

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالَ: فريق، كَمَا تَقول للْجَمَاعَة: صديق، وَفِي التَّنْزِيل: (عَن الْيَمين وَعَن الشمَال قعيد) .

وَالْفرق: الْفَصْل بَين الشَّيْئَيْنِ. وَجمعه: فروق.

وَفرق بَين الشَّيْئَيْنِ يفرق فرقا: فصل، وَقَوله تَعَالَى: (فالفارقات فرقا) قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الْمَلَائِكَة تزيل بَين الْحَلَال وَالْحرَام، وَقَوله عز وَجل: (وقُرْآنًا فرقناه) أَي: فصلناه. وأحكمناه.

وَفرق الشّعْر بالمشط يفرقه، ويفرقه فرقا، وفرقه: سرحه.

وَفرق الرَّأْس: مَا بَين الجبين إِلَى الدائرة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ومتلف مثل فرق الرَّأْس تخلجه ... مطارب زقب أميالها فيح

شبه وسط رَأسه: بفرق الرَّأْس فِي ضيقه.

ومفرقه، ومفرقه كَذَلِك وسط رَأسه.

وَفرق لَهُ عَن الشَّيْء: بَينه لَهُ، عَن ابْن جني.

ومفرق الطَّرِيق، ومفرقه: متشعبه.

وَالْفرق فِي النَّبَات: أَن يتفرق قطعا.

وَأَرْض فرقة: فِي نبتها فرق، على النّسَب، لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ إِذا لم تكن واصبة مُتَّصِلَة النَّبَات وَكَانَ مُتَفَرقًا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نبت فرق: صَغِير لم يغط الأَرْض.

والأفرق: الأفلج.

وَقيل: الْبعيد مَا بَين الأليتين.

والأفرق: المتباعد مَا بَين الثنيتين.

وتيس أفرق: بعيد مَا بَين القرنين.

وبعير افرق: بعيد مَا بَين المنسمين.

وديك افرق: ذُو عرفين، وَذَلِكَ لانفراج مَا بَينهمَا.

والأفرق من الرِّجَال: الَّذِي ناصيته كَأَنَّهَا مفروقة.

وَمن الْخَيل: الَّذِي إِحْدَى وركيه شاخصة، وَالْأُخْرَى مطمئنة.

وَقيل: هُوَ النَّاقِص إِحْدَى الْوَرِكَيْنِ، قَالَ:

لَيست من الْفرق البطاء دوسر

وانشده يَعْقُوب: من الْفرق البطاء، وَقَالَ: القرق: الأَصْل، وَلَا ادري كَيفَ هَذِه الرِّوَايَة!! وَفرس أفرق: لَهُ خصية وَاحِدَة.

وَالْفِعْل من كل ذَلِك فرق فرقا.

والمفروقان من الْأَسْبَاب: هما اللَّذَان يقوم كل وَاحِد مِنْهُمَا بِنَفسِهِ، أَي: يكون حرف متحرك وحرف سَاكن ويتلوه حرف متحرك نَحن " مستف " من: " مستفعلن " و" عيلن " من: " مفاعيلن ".

وَالْفرْقَان: مَا فرق بَين الْحق وَالْبَاطِل.

وَالْفرْقَان: الْحجَّة.

وَالْفرْقَان: النَّصْر، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا انزلنا على عَبدنَا يَوْم الْفرْقَان) وَهُوَ يَوْم بدر.

والفاروق: كل مَا فرق بَين شَيْئَيْنِ.

وَرجل فاروق: يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل. والفاروق: عمر رَضِي الله عَنهُ، لتفريقه بَين الْحق وَالْبَاطِل، وَقيل: إِنَّه أظهر الْإِسْلَام بِمَكَّة فَفرق بَين الْكفْر وَالْإِيمَان.

وَالْفرق: مَا انْفَلق من عَمُود الصُّبْح، لِأَنَّهُ فَارق سَواد اللَّيْل.

وَقد انفرق.

وعَلى هَذَا أضافوا فَقَالُوا: أبين من فرق الصُّبْح.

وَقيل: الْفرق: الصُّبْح نَفسه.

والفارق من الْإِبِل: الَّتِي تفارق إلفها فتنتتح وَحدهَا.

وَقيل: هِيَ الَّتِي اخذها الْمَخَاض فَذَهَبت نادّة فِي الأَرْض. وَجَمعهَا: فرق، وفوارق.

وَقد فرقت تفرق فروقا.

وسحابة فَارق: مُنْقَطِعَة من مُعظم السَّحَاب، تشبه بالفارق من الْإِبِل.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْفَارِق من الْإِبِل: الَّتِي تشتد ثمَّ تلقي وَلَدهَا من شدَّة مَا يمر بهَا من الوجع.

وأفرقت النَّاقة: أخرجت وَلَدهَا، فكانها فارقته.

وناقة مفرق: فَارقهَا وَلَدهَا. وَالْجمع: مفاريق.

وَالْفرق: القطيع من الْغنم، وَالْبَقر، والظباء.

وَقيل: هُوَ مَا دون الْمِائَة من الْغنم، قَالَ الرَّاعِي:

ولكنما أجدى وأمتع جده ... بفرق يخشيه بهجهج ناعقه

والفريق: كالفرق.

وَالْفرق، والفريق من الْغنم: الضَّالة.

وافرق غنمه: اضلها.

والفرقة من الْإِبِل: مَا دون الْمِائَة.

وَفرق مِنْهُ فرقا: جزع، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: فرقه على حذف " من " قَالَ: حِين مثل نصب قَوْلهم: أَو فرقا خيرا من حب: أَي أَو أفرقك فرقا.

وَفرق عَلَيْهِ: فزع وأشفق، هَذِه عَن اللحياني. وَرجل فرق، وَفرق، وفروق، وفروقة، وفروق، وفروقة، وفاروق، وفاروقة: شَدِيد الْفرق، الْهَاء فِي كل ذَلِك لغير تَأْنِيث الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ، إِنَّمَا هِيَ إِشْعَار بِمَا أُرِيد من تَأْنِيث الْغَايَة وَالْمُبَالغَة.

وَامْرَأَة فروقة.

وَحكى اللحياني. فرقت الصَّبِي: إِذا رعته وأفزعته، وأراها: " فرقت " بتَشْديد الرَّاء، لِأَن مثل هَذَا يَأْتِي على " فعلت " كثيرا لِقَوْلِك: فزعت، وروعت، وخوفت.

وفارقني ففرقته، افرقه: أَي كنت اشد فرقا مِنْهُ، عَن اللحياني، حَكَاهُ عَن الْكسَائي.

وأفرق الْمَرِيض: بَرِيء، وَلَا يكون إِلَّا من مرض يُصِيب الْإِنْسَان مرّة وَاحِدَة، كالجدري والحصبة وَمَا اشبههما.

قَالَ اللحياني: كل مُفِيق من مَرضه: مفرق، فَعم بذلك.

وافرق الرجل، والطئر، والسبع، والثعلب: سلح، انشد اللحياني:

أَلا تِلْكَ الثعالب قد توالت ... عَليّ وحالفت عرجاً ضباعاً

لتأكلني فَمر لَهُنَّ لحمي ... فأفرق من حذَارِي أَو أتاعا

قَالَ: ويروى: فأذرق. وَقد تقدم.

والمفرق: الغاوي، على التَّشْبِيه بذلك، أَو لِأَنَّهُ فَارق الرشد، وَالْأول اصح، قَالَ رؤبة:

حَتَّى انْتهى شَيْطَان كل مفرق

والفريقة: أَشْيَاء تخلط للنفساء من بر وتمر وحلبة.

والفروقة: شَحم الكليتين، قَالَ الرَّاعِي:

فبتنا وباتت قدرهم ذَات هزة ... يضيء لنا شَحم الفروقة والكلى

وأفرقوا إبلهم: تركوها فِي المرعى، فَلم ينتجوها وَلم يلقحوها.

وَالْفرق: الْكَتَّان، قَالَ: واغلاظ النُّجُوم معلقات ... كحبل الْفرق لَيْسَ لَهُ انتصاب

وَالْفرق، وَالْفرق: مكيال ضخم لأهل الْمَدِينَة.

وَقيل: هُوَ أَرْبَعَة ارباع.

والفريق: النَّخْلَة تكون فِيهَا أُخْرَى. هَذِه عَن أبي حنيفَة.

والفروق: مَوضِع، قَالَ عنترة:

وَنحن منعنَا بالفروق نساءكم ... نطرف عَنْهَا مبسلات غواشيا

ومفروق: لقب النُّعْمَان بن عَمْرو.

وَهُوَ: اسْم أَيْضا.

ومفروق: اسْم جبل، قَالَ رؤبة:

ورعن مفروق تسامى أرمة
فرق
فرَقَ يفرُق ويَفرِق، فَرْقًا وفُرْقانًا، فهو فارِق، والمفعول مفروق (للمتعدِّي)
• فرَقَ بين الشَّيئين: فصَل، ميّز أحدهما من الآخر "فرَق بين الأخوين في المعاملة- {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} - {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا}: فصلاً بين الحقّ والباطل والحلال والحرام، أو تفريقًا للسَّحاب".
• فرَقَ بين المتشابهين: بيّن أوجه الخلاف بينهما "فرَق بين أنواع القطن".
• فرَقَ الشَّيءَ: قَسَمَه، فلقه وشقَّه "فرَق الخبز- {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} ".
• فرَقَ الكتابَ: فصّله، بيّنه "فرق المقال- {وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}: أنزلناه مُفرَّقًا- {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} ".
• فرَقَ الشَّعرَ بالمشط: سرَّحه. 

فرِقَ/ فرِقَ من يَفرَق، فَرَقًا، فهو فَرِق، والمفعول مَفْرُوق منه
• فرِقَت أسنانُه: تباعَدَت.
• فرِقَ منه: فزع، جزِع واشتدَّ خوفه " {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ فَرِقَتْ قُلُوبُهُمْ} [ق]- {وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} ". 

افترقَ يفترق، افتراقًا، فهو مُفترِق
• افترقَ الأخوةُ: تباعدوا، ذهب كلٌّ منهم في اتجاه، عكسه اجتمعوا "افترق الأصدقاء بعد التخرج من الجامعة- افترق الحلفاء بعد انتهاء الحرب" ° افترق الصُّبْحُ: انفلق عن نور النَّهار.
• افترقَ الطَّريقُ: انقسم إلى شُعَب. 

تفارقَ يتفارق، تفارُقًا، فهو مُتفارِق
• تفارقَ الأصدقاءُ: تباعدوا، فارق بعضهم بعضًا "تفارق الطلاب بعد اجتيازهم الثانوية العامة- تفارق المتظاهرون بعد انتهاء المظاهرة- هما صديقان لا يتفارقان- {وَإِنْ يَتَفَارَقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ} [ق]: ينفصلا وتقع بينهما الفرقة بالطّلاق". 

تفرَّقَ يتفرَّق، تفرُّقًا، فهو مُتفرِّق
• تفرَّقَ القومُ: تباعدوا، تشتَّتوا، ذهب كل منهم في اتجاه، عكسه تجمّعوا "تفرَّق الجمهور بعد العرض- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}: ولا تتقاطعوا ولا تتدابروا- {ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}: متعدِّدون مختلفون" ° تفرَّقوا أيادي سَبَأ/ تفرَّقوا أَيْدي سَبَأ [مثل]: تفرّقوا كما تفرّقت قبائل اليمن في البلاد عندما غرقت أرضهم وذهبت جنّاتهم- تفرّقت بهم الطرق: ذهب كلّ منهم في طريق- تفرَّقت كلمتهم: اختلفوا- تفرَّقوا شذر مذر: ذهبوا في كل اتجاه.
• تفرَّقَ الشَّيءُ: انقسم إلى جزأين أو إلى تصنيفين. 

فارقَ يفارق، مُفارَقةً وفِراقًا، فهو مُفارِق، والمفعول مُفارَق
• فارقَ فلانًا:
1 - ابتعد عنه، باعده، انفصل عنه وتركه "فارق أصدقاء السوء- فارق أهله بالسفر إلى الخارج- {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} - {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} - {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}: مفارقة الدُّنيا بالموت" ° فارق الحياةَ/ فارقته نَفْسُه: مات.
2 - تجاوزه "فارَق طَوْر الطفولة". 

فرَّقَ يفرِّق، تفريقًا وتفرقةً، فهو مُفرِّق، والمفعول مُفرَّق (للمتعدِّي)
• فرَّقَ بينهما:
1 - باعد بينهما، فصل بينهما "فرّق بين أصناف البضاعة- فرّق الخلافُ بينهما- فرّق القاضي بين الزوجين- {يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} " ° سياسَةُ فرِّق تَسُد: سياسة تدعو إلى خلق خلافات بين من تسيطر عليهم (حتى لا يتحدوا ضدك) لتضمن استمرار السيطرة عليهم.
2 - ميّز بينهما "دون تفريق بين الطوائف والأجناس- وقف التفرقة العنصرية- {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} ".
• فرَّقَ الأشياءَ والناسَ: شتَّتهم، قسَّمهم، ضد جمَّعهم "فرّقت الحربُ جمعهم- فرّقت الشرطة تجمّعات طلابيّة- {فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} - {اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} " ° فرّق الشَّملَ: شتّت جمعهم.
• فرَّقَ الشَّيءَ: وزّعه ونَشَره "فرّق جنوده قبل الهجوم- فرَّق زكاة ماله على المستحقين". 

أفرَقُ [مفرد]: ج فُرْق، مؤ فَرْقاءُ
• الأفرق:
1 - من كان شعر لحيته أو ناصيته مفروقًا.
2 - من كانت أسنان فمه مفروقة. 

تفاريقُ [جمع]: مف تَفْريق
• تفاريق الشَّيء: أجزاؤه المتقسِّمة "ضمّ تفاريق متاعه" ° دفتر التَّفاريق: دفتر المفردات. 

تَفْرقة [مفرد]:
1 - مصدر فرَّقَ.
2 - (مع) تمييز بين الجماعات أو الأشخاص على أساس اللَّون أو الجنس أو الدِّين.
• التَّفرقة العنصريَّة: (سة) نزعة سياسيّة غير مشروعة، تفرِّق بين الأجناس على أساس اللَّون أو الجنس. 

تفريق [مفرد]:
1 - مصدر فرَّقَ.
2 - (قن) نص قضائيّ ينهي علاقة زواج، طلاقٌ بحكم القضاء غير رجعيّ "طلب التفريق".
3 - هجرٌ بين زوجين بدون طلاق "تفريق جسمانيّ". 

فارِق [مفرد]: ج فارقون وفوارقُ (لغير العاقل)، مؤ فارِقة، ج مؤ فارقات وفوارقُ:
1 - اسم فاعل من فرَقَ ° الفوارق الطَّبيعيَّة- علامة فارقة: علامة مميِّزة.
2 - تفاوت، اختلاف طفيف "فارق بين لونين".
3 - بُعد شاسِع، بَوْن، مسافة فاصلة "فارق بين مستواهما الحياتيّ- فارق بين أسلوبيهما" ° مع بُعْد الفارق. 

فارقات [جمع]
• الفارقات:
1 - الملائكة التي تفصل بين الحقّ والباطل " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ".
2 - آيات القرآن التي تفرّق بين الحلال والحرام " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ".
3 - الرِّياح التي تذهب بالسَّحاب إلى أماكن متفرِّقة أو تفرِّق السَّحاب " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ". 

فاروق [مفرد]
• الفاروق: لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لأنه فرّق بين الحق والباطل. 

فَرْق [مفرد]: ج فُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَقَ.
2 - ما يميِّز بين الأشياء "فروق الأسعار- فرْق السِّن" ° لا فرْق: سيَّان.
3 - (جب) حاصل طرح عدد من عدد أو كميّة من كميّة، وهو الباقي.
4 - فاصل بين صَفّين من شعر الرأس. 

فَرَق [مفرد]: مصدر فرِقَ/ فرِقَ من. 

فَرِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فرِقَ/ فرِقَ من: جزِعٌ شديد الخوف. 

فِرْق [مفرد]: ج أفراق وفُروق: فِلْقٌ، قطعة منفصلة، قسم من الشيء إذا انفلق " {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} ". 

فُرْقان [مفرد]:
1 - مصدر فرَقَ.
2 - نور وهداية وتوفيق " {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} ".
3 - كل ما فُرِق به (فُصل) بين الحق والباطل " {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ".
4 - حُجَّة ودليل.
• الفُرْقان:
1 - من أسماء القرآن الكريم؛ لأنه فرّق بين الحقّ والباطل " {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} ".
2 - الكتب السَّماويّة الفارقة بين الحقّ والباطل " {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} ".
3 - اسم سورة من سُور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 25 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وسبعون آية.
• يوم الفُرقان: يوم بدر، لأنّه فرق بين الكفر والإيمان " {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} ". 

فُرْقة [مفرد]: ج فُرُقات وفُرْقات: فِراق؛ ابتعاد، انفصال، عكسها اتصال "فُرْقة الأصدقاء- فُرْقة بين زوجين- الفُرْقة تولد الضعف- بكفّ الفُرْقة تقدح نار الحُرقة". 

فِرْقة [مفرد]: ج فِرْقات وفِرَق:
1 - جماعة تربطهم معتقدات معينة وكثيرًا ما تعزلهم عن غيرهم فيكونوا مجتمعًا مغلقًا "فِرَق سياسية".
2 - طائفة من الناس منظَّمة لهدف معيَّن "فِرْقة مطافئ/ تمثيل/ موسيقية/ استعراضيّة/ مسرحيّة/ غنائيّة- {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} ".
3 - (سك) عدد من الألوية يختلف باختلاف الجيوش "دفع القائد بفرقة مدرَّعة إلى المعركة".
4 - صَفّ دِراسيّ، مجموعة من التلاميذ في درجة واحدة من التعليم "يدرس في الفِرقة الرابعة".
• فرقة دينية: طائفة لها مذهب معين "قرأت عدّة كتب عن الفِرَق الدينية في الإسلام- الفِرَق الإسلاميّة". 

فُرقِيّ [مفرد]
• الملفاف الفُرقِيّ: (فز) جهاز لرفع الأثقال يتكوّن من أسطوانتين مختلفتي القطر ملفوف عليهما حبل الرَّفع في اتجاهين مختلفين. 

فريق [جمع]: جج أفرِقة وفُرقاء:
1 - طائفة من النّاس أكبر من الفِرْقة منظَّمة للعمل معًا "فريق مكافحة التدخين- {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ} - {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ}: فريق مؤمن وفريق كافر- {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ} " ° روح الفريق: روح التّعاون- فريق عمل: مجموعة من الأشخاص يُعِدُّون لعمل ما.
2 - قطعة وجزء " {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ} ".
3 - (رض) مجموعة لاعبين رياضيّين "فريق كُرة القدم/ الطائرة" ° مُدرِّب الفريق: من يتولَّى تدريب مجموعة من اللاعبين.
4 - (سك) رُتْبة عسكريَّة عُليا من رتب الجيش، فوق اللواء ودون الفريق أوَّل.
• فريق أوّل: (سك) رُتْبة عسكريَّة عُليا من رتب الجيش، فوق الفريق ودون المشير. 

مُتفرِّقات [جمع]: مجموعة من الأشياء المتنوِّعة "متفرِّقات أدبيّة- ضمّ كتابُه مسائلَ متفرقاتٍ". 

مُفارَقة [مفرد]: ج مُفارقات:
1 - مصدر فارقَ.
2 - (سف) إثبات لقول يتناقض مع الرأي الشائع في موضوع ما بالاستناد إلى اعتبار خفيّ على هذا الرأي العام حتى وقت الإثبات "مفارقة تاريخيّة: مغالطة وخطأ تاريخيّ". 

مُفْترَق [مفرد]
• مُفْترَق الطُّرُق: ساعة الفصل والحسم "تقف الأمة العربية الآن في مفترق طرق". 

مُفرَّق [مفرد]: اسم مفعول من فرَّقَ: مُبعثَر.
• البيع بالمُفرَّق: (جر) البيع للمستهلك مباشرة، بيع القطَّاعي، عكسه البيع بالجملة "شغل بالمُفرَّق: عمل يجازى عليه على أساس القطع المنجزة" ° تاجر المفرَّق: من يبيع بالمفرَّق، عكسه تاجر الجملة. 

مَفْرِق [مفرد]: ج مَفارِقُ: اسم مكان من فرَقَ: موضع يتشعَّب منه طريق آخر "على كل مفْرقِ طريقٍ شرطيَّ يُنظم حَركة السير" ° مفارِقُ الحديث: وجوهه الواضحة.
• مَفْرِق الرَّأْس: موضع انفراق الشَّعر. 

مِفْرَق [مفرد]: ج مَفارِق: (فز) جهاز لقياس الجُهد. 

مَفْروق [مفرد]: اسم مفعول من فرَقَ.
• الجناس المَفْروق: (بغ) وجود كلمتين في القافية مختلفتي الهجاء متَّحدتي الصوت.
• الوَتِد المَفْروق: (عر) ما تركّب من حركتين بينهما ساكن. 

فرق: الفَرْقُ: خلاف الجمع، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وقيل:

فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشيء

وتَفَرَّق وافْتَرقَ. وفي حديث الزكاة: لا يُفَرَّقُ

بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة، وقد ذكر في موضعه

مبسوطاً، وذهب أَحمد أَن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة

أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ

بين مُتفرِّق، ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه، ولو

كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة،

وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء. وفي الحديث:

البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا

(* قوله «ما لم يفترقا» كذا في الأصل،

وعبارة النهاية: ما لم يتفرقا، وفي رواية: ما لم يفترقا)؛ اختلف الناس في

التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل: هو بالأَبدان، وإِليه ذهب

معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي وأَحمد،

وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما: إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم

يَفْتَرِقَا، وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول، فإِن رواية ابن عمر في تمامه: أَنه

كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى

يُفارقه، وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة،

فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار،

وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع. والتَّفَرّقُ

والافْتِراقُ سواء، ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام؛ يقال

فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا، وفَرَّقْتُ

بين الرجلين فَتَفَرّقا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فَرِّقُوا عن

المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين؛ يقول: إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من

الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإِن

مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة. وفي حديث ابن

عمر: كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين، يعني في الطلاق وهو أَن يحلف

الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان

يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك، فإِن

تبين له بعد الشك اليقينُ

جَمَعَ بينهما. وفي الحديث: من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة؛ يعني

أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن

يفارقهم في ذلك العقد، فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد، ومعنى قوله فميتته

جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل. وقوله

تعالى: وإِذ فَرَقْنا بكم البحر؛ معناه شققناه. والفِرْقُ: القِسْم،

والجمع أَفْراق. ابن جني: وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشديد الراء،

شاذة، من ذلك، أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حقي منه

بالتَّفَارِيق.

والفِرْقُ: الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه؛ ومنه قوله تعالى:

فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم. التهذيب: جاءَ

تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى: وأَوحينا إِلى موسى

أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم؛ أَراد

فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره. وفَرَق بين

القوم يَفْرُق ويَفْرِق. وفي التنزيل: فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين؛

قال اللحياني: وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا،

بكسر الراء.

وفَرَّقَ

بينهم: كفَرَقَ؛ هذه عن اللحياني. وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً

وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني. الجوهري: فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق

فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ

وافْتَرَقَ

وتَفَرَّق، قال: وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين

الأَجسام، قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: البَيِّعان بالخيار ما لَم

يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا. والفُرْقة:

مصدر الافْتِرَاقِ. قال الأَزهري: الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي

من الافْتِرَاقِ. وفي حديث ابن مسعود: صلَّيت مع النبي، صلى الله عليه

وسلم، بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَي ذهب

كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة.

وفارَقَ

الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً: بايَنَهُ، والاسم الفُرْقة. وتَفَارق

القومُ: فَارَقَ بعضهم بعضاً. وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً:

بايَنَها. والفِرْقُ

والفِرْقةُ والفَرِيقُ: الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق. والفِرْقةُ:

طائفة من الناس، والفَرِيقُ أَكثر منه. وفي الحديث: أَفارِيق العرب، وهو جمع

أَفْراقٍَ، وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ، قال ابن بري: الفَرِيقُ من الناس

وغيرهم فِرْقة منه، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قال جرير:

أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ،

ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ؟

قال: وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ، وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، ومثله فِيقَةٌ وفِيَق

وأَفْواق وأَفَاويق. والفِرْقُ: طائفة من الناس، قال: وقال أَعرابي

لصبيان رآهم: هؤُلاء فِرْقُ سوء. والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من

الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ: مُفَرَّقة؛ قال:

أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟

فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

قال سيبويه: قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق. وفي التنزيل: عن

اليمين وعن الشمال قَعيدٌ؛ وقول الشاعر:

أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا،

أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا

قال ابن الأَعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر

السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي

تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف. قال ابن بري: والرجز لغنية الأَعرابية، وقيل

لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ،

وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته

فأَخذت أُمه ديتها، فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما.

والفَرْقُ: تَفْرِيقُ

ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان. والفَرْقُ: الفصل بين الشيئين. فَرَقَ

يَفْرُقُ فَرْقاً: فصل: وقوله تعالى: فالفَارِقاتِ فَرْقاً، قال ثعلب:

هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام. وقوله تعالى: وقرآناً

فَرَقْناه، أَي فصلناه وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق،

ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ. التهذيب: قرئَ فَرَّقْناه

وفَرَقْناهُ، أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل

على النبي، صلى الله عليه وسلم، في عشرين سنة، فَرَّقةُ الله في التنزيل

ليفهمه الناس. وقال الليث: معناه أَحكمناه كقوله تعالى: فيها يُفَرَّقُ

كل أَمر حكيم؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، والمعنى

أَحكمناه وفصلناه. وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقيل، يقول لم ينزل في

يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً، وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه

مخففة. وفَرَقَ الشعرَ

بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه: سَرَّحه. والفَرْقُ: موضع

المَفْرِق من الرأْس. وفَرْقُ الرأْس: ما بين الجبين إِلى الدائرة؛ قال

أَبو ذؤيب:

ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه

مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ

شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك: وسط رأْسه.

وفي حديث صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه

فَرَقَ

وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره

فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه، وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه؛

أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو، وهكذا كان أَول الأَمر

ثم فَرَقَ. ويقال للماشطة: تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً.

والمَفْرَق والمَفْرِقُ: وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر، وكذلك

مَفْرَق الطريق. وفَرَقَ له عن الشيء: بيَّنه له ؛ عن ابن جني.

ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر، وقولهم

للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على

ذلك. وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان.

والفَرَقُ في النبات: أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في

نبتها، فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له، إِذا لم تكن

(* الضمير يعود

إِلى الأرض الفَرِقة.) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً. وقال أَبو

حنيفة: نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض. ورجل أَفْرقُ: للذي ناصيته

كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق

(* بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق)، وكذلك

اللحية، وجمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز:

يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ،

تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ

الليث: الأَفْرقُ

شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج، والأَفْرَقُ خِلْقة.

والفرقاءُ من الشاءِ: البعيدة ما بين الخصيتين. ابن سيده: الأَفْرقُ:

المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ. وتَيْس أَفْرَقُ: بعيد ما بين

القَرْنَيْن. وبعير أَفْرَقُ: بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ. وديك أَفْرَقُ: ذو

عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق، وذلك لانفراج ما بينهما. والأفْرَقُ من

الرجال: الذي ناصيته كأَنها مفروقة، بيِّن الفَرَقِ، وكذلك اللحية، ومن

الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ

شاخصة والأُخرى مطمئنة، وقيل: الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو

يكره، وقيل: هو الناقص إِحدى الوركين؛ قال:

ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ

وأَنشده يعقوب: من القِرْقِ البطاء، وقال: القِرْقُ الأَصل، قال ابن

سيده: ولا أَدري كيف هذه الرواية. وفي التهذيب: الأَفْرَقُ من الدواب الذي

إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة. وفرس أَفْرَقُ: له خصية

واحدة، والاسم الفَرَقُ من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً.

والمَفْروقان من الأَسباب: هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي

يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ،

وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ.

والفُرْقانُ: القرآن. وكل ما فُرِقَ

به بينْ الحق والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا قال الله تعالى: ولقد آتينا

موسى وهرون الفرقان. والفُرْق أَيضاً: الفُرْقان ونظيره الخُسْر

والخُسْران؛ وقال الراجز:

ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ

وفي حديث فاتحة الكتاب: ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور

ولا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان: من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ

بين الحق والباطل والحلال والحرام. ويقال: فَرَقَ بين الحق والباطل،

ويقال أَيضاً: فَرَقَ بين الجماعة؛ قال عدي بن الرِّقاع:

والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ،

ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ

وفي الحديث: محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين

والكافرين بتصديقه وتكذيبه. والفُرْقان: الحُجّة. والفُرْقان: النصر. وفي

التنزيل: وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان، وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله

أَظْهَرَ

من نَصْره ما كان بين الحق والباطل. التهذيب وقوله تعالى: وإِذ آتينا

موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون، قال: يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ

الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول، وعنى به

أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا

الموضع فقال تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء؛

أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، صلى الله عليه

وسلم، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، صلى الله عليه وسلم،

فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال

الفراء: آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال: والقول الذي

ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول.

والفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بين شيئين. ورجل فارُوقٌ: يُفَرِّقُ ما بين

الحق والباطل. والفارُوقُ: عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سماه الله به

لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب: لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث

ذكره، وقيل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛

وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز:

أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ،

فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ

وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً:

إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ،

ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا،

مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا

نَ، ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا

والفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد

انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق

الصبح، وقيل: الفَرَقُ الصبح نفسه. وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال: وهو

الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد:

حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ،

هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ

والفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل:

هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق،

وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة

بن طارق:

اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ،

ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق،

من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ

قال: وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو

الرمة:

أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها

تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ

الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال

فارق. وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ

من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً:

له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ،

يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا

فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع

أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى:

أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ

قِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ

ابن الأَعرابي: الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما

يمرّ بها من الوجع. وأَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه.

وناقة مُفْرق: فارقها ولدها، وقيل: فارقها بموت، والجمع مَفارِيق. وناقة

مُفْرِق: تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح. ابن الأَعرابي: أَفْرَقْنا

إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم

يُلْقِحوها. قال الليث: والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً. قال

الأَزهري: وكل عَليلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ. وأَفْرَقَ المريضُ

والمحْموم: برأَ، ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة

كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما. وقال اللحياني: كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق

فعَمّ بذلك. قال أَعرابي لآخر: ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فقال:

الرُّحَضاءُ؛ يقول: ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق. وفي الحديث: عُدّوا

مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون.

والفِرْقُ، بالكسر: القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ، وقيل: هو

ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعي:

ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ

بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ

يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب

بالحَلالِ، وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح

إِبله، يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها؛ أَلا ترى

إِلى قوله قبل هذا البيت:

وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يَكُنْ

ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه

والفَريقةُ: القطعة من الغنم. ويقال: هي الغنم الضالة؛ وهَجْهَجْ: زجر

للسباع والذِّئاب، والناعق: الراعي. والفَريقُ: كالفِرْقِ. والفِرْقُ

والفَريقُ من الغنم: الضالة. وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه: أَضلَّها وأَضاعها.

والفَريقةُ من الغنم: أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه

فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم؛ قال كثيِّر:

وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف،

أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا

وفي الحديث: ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ؛ الفَرِيقةُ:

القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، وقيل: هي الغنم الضالة. وفي حديث أَبي ذر:

سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم. وقال

ابن بري في بيت كثيِّر: والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين؛ وصواب إِنشاده

بذفرى لأَن قبله:

تُوالي الزِّمامَ، إِذا ما وَنَتْ

ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا

ابن سيده: والفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة.

والفَرَقُ، بالتحريك: الخوف. وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً: جَزِع؛ وحكى

سيبويه فَرِقَه على حذف من؛ قال حين مثّل نصب قولهم: أَو فَرَقاً خيراً

من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً. وفَرِقَ عليه: فزع وأَشفق؛ هذه عن

اللحياني. ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ

وفاروق وفارُوقةٌ: فَزِعٌ شديد الفَرَق؛ الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث

الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة.

وفي المثل: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛

والفَرُوقة: الحُرْمة؛ وأَنشد:

ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه

واللؤْمُ، حتى انْتُهكتْ فَروقُه

وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له؛ قال ابن بري: شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير

الفزع قول الشاعر:

بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً،

وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا

وقال مُوَيلك المَرْموم:

إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جدّ فَرُوقة،

بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ

قال: ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً؛ شاهده قول حميد بن ثور:

رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً،

وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ

وفي حديث بدء الوحي: فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحريك الخوف والجزع.

يقال: فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وفي حديث أَبي بكر: أَباللهِ

تُفَرِّقُني؟ أَي تخوِّفني. وحكى اللحياني: فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته؛

قال ابن سيده: وأراها فَرَّقت، بتشديد الراء، لأَن مثل هذا يأْتي على

فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت. وفارَقَني ففَرَقْتُه

أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي. وتقول:

فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ.

وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب:: سَلَحَ؛ أَنشد اللحياني:

أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ

عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا

لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي،

فأَفْرَقَ، من حِذَاري، أَو أَتاعا

قال: ويروى فأَذْرَقَ، وقد تقدم.

والمُفْرِقُ: الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد،

والأَول أَصح؛ قال رؤْبة:

حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق

والفَريقةُ: أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة، وقيل: هو تمر

يطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبير:

ولقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِهِ

لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ

قال ابن بري: صوابه ولقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه يخاطب

المُرِّيّ. وفي الحديث: أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ؛ هي تمر يطبخ بحلبة وهو

طعام يعمل للنفساء.

والفَرُوقة: شحم الكُلْيَتَيْنِ؛ قال الراعي:

فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ،

يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى

وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين. وأَفرقوا إِبلهم: تركوها في

المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها. والفَرْقُ: الكتَّان؛ قال:

وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات

كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ

والفَرْق والفَرَقُ: مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف، وقيل: هو أَربعة

أَرباع، وقيل: هو ستة عشر رطلاً؛ قال خِدَاشُ بن زهير:

يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم،

فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ

والجمع فُرْقان، وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً، مثل بَطْن

وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زيد:

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان

قال: والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل

بالصاع، وقالت عائشة: كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ؛ قال

أَبو منصور: والمحدِّثون يقولون الفَرْق، وكلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك

أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة

أَصْوُعٍ. ابن الأَثير: الفَرَقُ، بالتحريك، مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي

اثنا عشر مُدّاً، وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، وقيل: الفَرَق خمسة أَقساط

والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة وعشرون رطلاً؛ ومنه

الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ وفي الحديث الآخر:

من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله؛ ومنه الحديث: في

كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ

وأَجْبُل. وفي حديث طَهْفة: بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها، وبعضهم

يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن

(* قوله «يكال به اللبن» الذي

في النهاية: البرّ). والفُرقان والفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زيد:

وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان،

وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان،

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان

أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وقال أَبو مالك: الصف أَن يصفَّ بين القدحين

فيملأهما. والفُرقان: قدحان مفترقان، وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل؛

قال أَبو حاتم في قول الراجز:

ترفد بعد الصف في الفرقان

قال: الفُرْقان جمع الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، والصف أَن تصفَّ

بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن.

ابن الأَعرابي: الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة.

ويقال: وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه. وقد

فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر

وقع عليه اتفاقكما، وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا.

ويقال: فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح.

والفَرِيقُ: النخلة يكون فيها أُخرى؛ هذه عن أَبي حنيفة.

والفَرُوق: موضع؛ قال عنترة:

ونحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ

نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا

والفُرُوق: موضع في ديار بني سعد؛ أَنشد رجل منهم:

لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ،

ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ

وفي حديث عثمان: قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب؟ هو جمع

أَفْراق، وأَفْراقٌ جمع فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى. وفَرَقَ

لي رأْيٌ أَي بدا وظهر. وفي حديث ابن عباس: فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر، وقال

بعضهم: الرواية فُرِقَ، على ما لم يسمَّ فاعله.

ومَفْروق: لقب النعمان بن عمرو، وهو أَيضاً اسم. ومَفْرُوق: اسم جبل؛

قال رؤبة:

ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ

وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص: هَضْبة بين البصرة

والكوفة؛ والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله:

فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ،

فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ

وإفْريقيَةُ: اسم بلاد، وهي مخففة الياء؛ وقد جمعها الأَحوص على

أَفارِيق فقال:

أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ؟

كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ

يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُهُمْ

إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ

ومُفَرِّقُ الغنم: هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت. وفي

الحديث في صفته، عليه السلام: أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا

أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل. وفي الحديث: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما

فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان.

فرق

1 فَرَقَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ, (S, Mgh, O, Msb, K, *) aor. ـُ (S, Mgh, O, Msb,) and in one dial. فَرِقَ, (Msb, TA,) inf. n. فَرْغٌ and فُرْقَانٌ, (S, O, Msb, K,) the latter of which has a more intensive signification, (TA,) He made a separation, or a distinction, or difference, (Msb, K, TA,) between the two things, (K, * TA,) or between the parts of the two things: (Msb:) relating alike to objects of sight and to objects of mental perception: (TA:) IAar, by exs. that he mentions, makes it to relate particularly to objects of the mind, such as sayings; and ↓ فرّق, to persons, or material things: (Msb: [and it is stated in the Mgh that the same distinction is mentioned by Az:]) others, however, state that the two verbs are syn.; but that the latter has an intensive signification. (Msb.) It is said in the Kur [v. 28], فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الفَاسِقِينَ [Therefore decide Thou, or make Thou a distinction, between us and the unrighteous people]: accord. to one reading, فَافْرِقْ. (Msb, TA.) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ, in the Kur [xliv. 3], means [Wherein] is made distinct [every firm decree]: (Lth, TA:) or is decided; (O, K, TA;) thus expl. by Katádeh. (O, TA.) And in the phrase وَقُرآنًا فَرَقْنَاهُ, (S, O, K, TA,) in the same [xvii. 107], (S, O, TA,) by فَرَقْنَاهُ is meant We have made it distinct, (S, O, K, TA,) and rendered it free from defect, (O, K, TA,) and explained the ordinances therein: (TA:) but some read ↓ فَرَّقْنَاهُ, meaning We have sent it down in sundry portions, in a number of days. (S, TA.) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ, (O, K, TA,) in the Kur [ii. 47], (O, TA,) means And when we clave because of you the sea; i. q. فَلَقْنَاهُ: (O, K, TA:) another reading, ↓ فَرَّقْنَا, meaning we divided into several portions, is mentioned by IJ; but this is unusual. (TA.) It is also said that الفَرْقُ is for rectification; and ↓ التَّفْرِيقُ, for vitiation: and IJ says that إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا ↓ دِيْنَهُمْ CCC, in the Kur [vi. 160, and the like occurs in xxx. 31], means Verily those who have divided their religion into sundry parts, and dismembered it, and have disagreed respecting it among themselves: but that some read فَرَقُوا دِيْنَهُمْ, without teshdeed, meaning, have severed their religion from the other religions [app. by taking it in part, or parts, therefrom]; or this, he says, may mean the same as the former reading, for sometimes فَعَلَ has the same meaning as فَعَّلَ. (TA.) IJ also says that فَرَقَ لَهُ عَنِ الشَّىْءِ signifies He made the thing distinct, or plain, to him. (TA.) b2: فَرَقَ الشَّعْرَ بِالمُشْطِ, aor. ـُ and فَرِقَ, inf. n. فَرْقٌ, He separated his hair with the comb: and فَرَّقَ ↓ رَأْسَهُ بِالمُشْطِ , inf. n. تَفْرِيقٌ, He separated the hair of his head with the comb. (TA.) [and it is implied in a trad. cited in the O and TA that فَرَقَهُ signifies the same as the latter of the two phrases in the next preceding sentence.]

A2: فَرَقَ لَهُ الطَّرِيقُ, (S, O, K,) inf. n. فُرُوقٌ, (K,) The road presented itself to him divided into two roads: (S, O, K, TA:) or [it means] an affair presented itself, or occurred, to him, and he knew the mode, or manner, thereof: (TA, as from the K: [but not in the CK nor in my MS. copy of the K:]) and hence, in a trad. of I'Ab, فَرَقَ لِى رَأْىٌ An idea, or opinion, appeared [or occurred] to me: (TA:) [or] one says, فَرَقَ لِى هٰذَا الأَمْرُ, inf. n. فُرُوقٌ, This affair became, or has become, distinct, apparent, or manifest, to me: and hence the saying, فَإِنْ لَمْ يُفْرُقْ لِلْإِمَامِ رَأْىٌ [And if an idea, or an opinion, appear not, or occur not, to the Imám]. (Mgh.) b2: فَرَقَتْ said of a she-camel, and of a she-ass, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فُرُوقٌ, She, being taken with the pains of parturition, went away at random in the land. (S, O, K.) A3: فَرَقَ, (O, K,) aor. ـُ (K,) He voided dung; syn. ذَرَقَ [which is said of a bird, and sometimes of a man]. (O, K. [See also أَفْرَقَ.]) A4: And He possessed a فِرْق [q. v.] (O, K, TA) of sheep or goats: (O, TA:) accord. to the K, of date-stones with which to feed camels: but the former explanation is the right. (TA.) A5: فَرَقَهَا, (K,) inf. n. فَرْقٌ, (TA,) He fed her (i. e. a woman) with فَرِيقَة [q. v.]; as also ↓ افرقها, (K,) inf. n. إِفْرَاقٌ. (TA.) A6: فَفَرَقْتُهُ ↓ فَارَقَنِى, aor. ـُ [He vied with me in fear and] I exceeded him in fear. (Lh, L, TA.) b2: See also 2, last sentence.

A7: فَرِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. فَرَقٌ, (S, O, Msb,) He feared; or was, or became, in fear, afraid, or frightened. (S, O, Msb, K.) You say, فَرِقْتُ مِنْكَ [I feared thee, or was in fear of thee]: (S, O, Msb: *) but you should not say, فَرِقْتُكَ: (S, O:) Sb [however] mentions فَرِقَهُ, suppressing مِنْ. (TA.) And you say also, فَرِقَ عَلَيْهِ [He feared for him]. (TA.) A8: And فَرِقَ, aor. ـَ He entered into a wave, [which is termed فِرْقٌ,] and dived therein. (K.) A9: And the same verb accord. to the K, but accord. to Sgh [in the O] it seems, from the context to be فَرَقَ, (TA,) He drank (O, K) the measure called فَرَق, (O,) or with the فَرَق. (K, TA.) 2 فرّقهُ, inf. n. تَفْرِيقٌ and تَفْرِقَةٌ, (S, O, K,) He separated it [into several, or many, portions]; disunited it [i. e. a thing, or a collection of things]; or dispersed, or dissipated, it; or did so much [or greatly or widely]; syn. بَدَّدَهُ. (K.) And فرّق بَيْنَ الأَشْيَآءِ [He made, or caused, a separation &c., or much, or a wide, separation, &c., between the things]. (Mgh.) [And فِيهِمْ فرّقهُ and عَلَيْهِمْ He scattered, or distributed, it among them, and to them.] See 1, former half, in five places. It is said in a trad. of 'Omar, فَرِّقُوا عَنِ المَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ, (Mgh, O, *) meaning Separate ye your cattle by way of preservation from death, [and make the one head two head,] by buying two animals with the price of one, that, when one dies, the second may remain. (Mgh, O.) and it is said in a trad. respecting the poor-rate, لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ There shall be no separating what is put together, nor shall there be a putting together what is separate. (TA. [The reason is, that by either of these acts, in the case of cattle, the amount of the poor-rate may be diminished.]) يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [in the Kur ii. 96, meaning Whereby they might dissolve, break up, discompose, derange, disorganize, disorder, or unsettle, the state of union subsisting between the man and his wife, in respect of affairs and of the expression of opinion, or, briefly, whereby they might cause division and dissension between the man and his wife,] is from التَفْرِيقُ as meaning تَشْتِيتُ الشَّمْلِ وَالكَلِمَةِ. (El-Isbahánee, TA.) One says also, فرّق الأَمْرَ, meaning شَتَّتَهُ [i. e. He discomposed, deranged, disorganized, disordered, or unsettled, the state of affairs]. (S in art. شت.) And فرّق عَلَيْنَا الكَلَامَ [lit. He scattered speech (app. meaning he jabbered) at us, or against us]. (K in art. بق: see R. Q. 1 in that art.) In the saying in the Kur [ii. 130 and iii.

78], لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [We will not make a distinction between any of them], the verb is allowably made to relate to احد because this word [in negative phrases] imports a pl. meaning. (TA. [See p. 27, 3rd col.]) See, again, 1, near the middle.

A2: فرّقهُ, (O, TA,) inf. n. تَفْرِيقٌ, (O, K, TA,) also signifies He made him to fear, or be afraid; put him in fear; or frightened him: (O, K, * TA:) and مِنْهُ ↓ أَفْرَقْتُهُ I made him to fear, or be afraid of, him, or it: (Msb:) and Lh mentions الصَبِىَّ ↓ فَرَقْتُ as meaning I frightened the boy, or child; but ISd says, I think it to be فَرَّقْتُ. (TA.) 3 فارقهُ, inf. n. مُفَارِقَةٌ and فِرَاقٌ, (S, Msb, TA,) He separated himself from him, or it; or left, forsook, or abandoned, him, or it: or he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him: syn. بَايَنَهُ; (TA;) and قَاطَعَهُ, and فَارَزَهُ; (A in art. فرز;) and تَرَكَهُ. (Msb in art. ترك.) And فارق امْرَأَتَهُ He separated himself from his wife. (TA.) b2: فَارَقْتُ فُلَانًا مِنْ حِسَابِى عَلَى كَذَا وَكَذَا I released such a one from my reckoning with him on such and such terms agreed upon by both: and so صَادَرْتُهُ عَلَى كَذَا وَكَذَا. (TA.) And فُورِقَ عَلَى مَالٍ يُؤَدِّيهِ He (an agent) was released from being reckoned with on the condition of his paying certain property for which he became responsible. (TA in art. صدر.) A2: فَارَقَنِى فَفَرَقْتُهُ: see 1, last quarter.4 افرقوا إِبِلَهُمْ They left their camels in the place of pasture, and did not assist them in bringing forth, nor have them got with young. (IAar, O, K.) b2: And افرق غَنَمَهُ He made, or caused, his sheep, or goats, to stray; and neglected them, or caused them to become lost, or to perish. (TA.) b3: And افرق He lost a portion of his sheep or goats. (IKh, TA.) b4: And His sheep, or goats, became a فَرِيقَة [q. v.]. (IKh, TA.) A2: افرق He recovered; (Lth, As, Az, S, O, K;) or recovered, but not completely; (As, O, K;) to which IKh adds, quickly; (TA;) i. e., a sick person from (مِنْ) his sickness; (As, Az, S, O, K;) and one fevered from his fever; (As, S;) and one smitten with the plague: (Lth, TA:) or (K) it is not said except in the case of a disease that does not attack one more than once, as the small-pox, (O, K,) and the measles. (O.) b2: افرقت She (a camel) had a return of some of her milk. (O, K.) A3: افرق said of a man, and of a bird, and of a beast of prey, and of a fox, He voided dung, or thin dung. (Lh, TA. [See also 1, last quarter.]) b2: And افرقهُ He, or it, caused him to void dung; syn. أَذْرَقَهُ. (K. [But I do not find اذرق mentioned except as an intrans. v.]) See also فِرْقَةٌ, last sentence.

A4: افرقها: see 1, last quarter.

A5: أَفْرَقْتُهُ مِنْهُ: see 2, last sentence.5 تفرّق, inf. n. تَفَرَّقٌ (O, K) and تِفِرَّاقٌ, (K, TA,) with two kesrehs, but accord. to the “ Nawádir ” of Lh تَفْرِيقٌ, (TA,) [and in the CK تَفْراق,] It was, or became, separated, or disunited: or separated much, or greatly, or widely, or into several, or many, portions; or dispersed, or dissipated: contr. of تَجَمَّعَ: and ↓ افترق signifies the same: (K, TA:) and so does ↓ انفرق: (TA:) all are quasi-pass. of فَرَّقْتُهُ: (S, * TA:) [or rather the second and third have the former of the meanings mentioned above: and تفرّق has the latter of those meanings:] or ↓ اِفْتَرَقَا is said of two sayings, as quasi-pass. of فَرَقْتُ بَيْنَهُمَا: and تَفَرَّقَا, of two men, as quasi-pass. of فَرَّقْتُ بَيْنَهَمَا: (Mgh, * Msb, TA:) so says IAar: (Msb:) [but] one says also, افترق القَوْمُ [The party, or company of men, became separated; or they separated themselves:] (Msb:) and Esh-Sháfi'ee has used ↓ اِفْتَرَقَا as relating to two persons buying and selling; (Msb, TA;) and so have Ahmad [Ibn-Hambal] and Aboo-Haneefeh and Málik and others. (TA.) It is said in a trad., البَيَّعَانِ بِالخِيَارِ مَا يَتَفَرَّقَا i. e. [The buyer and seller have the option to annul their contract] as long as they have not become separated bodily; (Mgh, Msb;) originally, مَا لَمْ يَتَفَرَّقْ أَبْدَانُهُمَا; for this is the proper meaning. (Msb.) تَفَرَّقَتْ بِهِمُ الطُّرُقُ [properly The roads became separate with them,] means every one of them went one [separate] way. (TA.) [And one says, تفرّقت الأَغْصَانُ (S in art. شذب, &c.,) The branches were, or became, or grew out, apart, one from another; divaricated; diverged; forked; straggled; or spread widely and dispersedly. and تفرّق أَمْرُهُ His affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, disorganized, disordered, or unsettled, so that he considered what might be its issues, or results, saying at one time, I will do thus, and at another time, I will do thus: see أَجْمَعَ; and شَتَّ: and ↓ افترق signifies the same: see an ex. voce فَشَا, in art. فشو. And تفرّقت كَلِمَتُهُمْ (K voce شَالَ, in art. شول,) Their expression of opinion was, or became, discordant: and تفرّقت آرَاؤُهُمْ Their opinions were, or became, so.]6 تفارقوا They separated themselves, one from another; or left, forsook, or abandoned, one another. (TA.) 7 انفرق, of which مُنْفَرَقٌ may be an inf. n. [like اِنْفِرَاقٌ], as well as a n. of place, It was, or became, separated, or divided. (O, K.) See also 5.

[Hence,] انفرق الفَجْرُ i. q. اِنْفَلَقَ [The dawn broke]. (TA.) 8 افترق: see 5, first sentence, in three places: and also in the last sentence but one.

فَرْقٌ [is originally an inf. n.: but is often used as a simple subst. meaning A distinction, or difference, between two things. b2: Hence,] The line [or division] in the hair of the head: (K: [see also مَفْرَقٌ:]) or, as some say, the part, of the head, extending from the side of the forehead to the spiral curl upon the crown: an ex. occurs in a verse of Aboo-Dhu-eyb cited voce مَطْرَبٌ. (TA.) b3: [And app. A blaze on a horse's forehead. (See an ex. voce مُعْتَدِلٌ.)] b4: And [hence, perhaps,] one says, بَانَتْ فِى قَذَالِهِ فُرُوقٌ مِنَ الشَّيْبِ i. e. أَوْضَاحٌ [app. meaning There appeared in the back of his head portions of white, or hoary, hair, distinct from the rest]. (TA.) b5: One says also of the female comber and dresser of the hair, تَمْشُِطُ كَذَا وَكَذَا فَرْقًا i. e. [She combs and dresses the hair] with such and such a mode or manner [app. of combing and dressing or of dividing]. (L. [But the last word, which seems to be in this case an inf. n., is there written without any vowel-sign.]) A2: Also A certain bird or flying thing; (طَائِرٌ O, K;) not mentioned by AHát in “ the Book of Birds. ” (O, TA.) A3: And Flax. (K.) A4: See also فَرَقٌ, in nine places.

الفُرْقُ: see الفُرْقَانُ. b2: It also signifies A certain vessel with which one measures. (TA. [See also فَرَقٌ.]) b3: And [it is said that] الفُرْقَانِ signifies قدحان مفترقان [app. meaning Two separate bowls, or milking-vessels, supposing the former word to be قَدَحَانِ; the latter word being مُفْتَرِقَانِ]. (TA. [This is app. said in explanation of فُرْقَانِ ending a verse in which it means “ milkingvessels: ” but it is said in the S, and in one place in the TA, that it is in that instance pl. of فَرْقٌ or فَرَقٌ, q. v.]) فِرْقٌ A piece, or portion, that is split from a thing, or cleft therefrom; (S, O, K;) whence its usage in the Kur xxvi. 63: (S, O:) and a portion of anything (K, TA) when it is separated; and the pl. is فِرَقٌ: (TA:) or a portion that is separated, or dispersed, of a thing; and thus it is said to mean in the Kur ubi suprá; and the pl. is أَفْرَاقٌ, like أَحْمَالٌ as pl. of حِمْلٌ. (Msb.) See also فِرْقَةٌ. b2: Also A great flock or herd, of sheep or goats: (S, O, K:) and (as some say, TA) of the bovine kind: or of gazelles: or of sheep, or goats, only: or of straying sheep or goats; as also ↓ فَرِيقٌ, (K, TA,) and ↓ فَرِيقَةٌ: (TA:) or less than a hundred, (K, TA,) of sheep or goats. (TA.) فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ, occurring in a trad., in which the second and third chapters of the Kur-án are likened thereto, (L,) means Two flocks [of birds expanding their wings without moving them in flight]. (L, TA: but the first word, in both, is without any vowel-sign.) See, again, فِرْقَةٌ. b3: And A set of boys. (O, K.) An Arab of the desert said of some boys whom he saw, هٰؤُلَآءِ فِرْقُ سَوْءٍ [These are a bad set of boys]. (O.) b4: And A distinct quantity of date-stones with which the camel is fed. (K.) b5: [And app. Any feed for one's beast: see an ex. in art. جل, conj. 4.]

A2: Also A mountain. (IAar, O, K.) And A [hill, or mountain, or the like, such as is termed] هَضْبَة. (IAar, O, K.) b2: And A wave, billow, or surge. (IAar, O, K.) b3: And الفِرْقُ is the name applied by the Arabs to The star [a] upon the right shoulder of Cepheus. (Kzw.) فَرَقٌ Wideness of the space between the two central incisors, (IKh, S, O, K, TA,) of a man: (TA:) and likewise between the two toe-nails of the camel. (Yaakoob, S, O, K, TA.) And A division in the عُرْف [or comb] of the cock: and likewise in the forelock, and in the beard, of a man: (S, O, K:) pl. أَفْرَاقٌ. (S, O.) And sparseness, or a scattered state, of the plants, or herbage, of a land. (S, O, K.) b2: In a horse, The state of the hips when one of them is more prominent than the other; which is disapproved: (S, O, K, TA:) or a deficiency in one of the thighs, in comparison with the other: or a deficiency in one of the hips. (TA.) b3: Also The dawn: or الفَرَقُ signifies فَلَقُ الصُّبْحِ: (K:) or what has broken of the bright gleam of dawn; of the dawn that rises and spreads, filling the horizon with its whiteness; (مَا انْفَلَقَ مِنْ عَمُودِ الصُّبْحِ [which is one of the explanations of الفَلَقُ in the K];) because it has become separated from the blackness of the night: (TA:) one says, أَبْيَنُ مِنْ فَرَقِ الصُّبْحِ a dial. var. of فَلَقِ الصُّبْحِ [i. e. More distinct than what has broken of the bright gleam of dawn]. (S, O, Msb, * TA.) A2: It is also the inf. n. of فَرِقَ [q. v.: when used as a simple subst., signifying Fear, or fright]. (S, O, Msb.) A3: Also, and ↓ فَرْقٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) the latte accord. to the usage of the relaters of traditions, (Az, Mgh, O, Msb, TA,) but the former accord. to the usage of the Arabs, (Az, Mgh, O, * TA,) or the former is the more chaste (K, TA) accord. to Ahmad Ibn-Yahyà and Khálid Ibn-Yezeed, (TA,) A certain vessel, (T, Mgh, O, Msb,) a measure of capacity, (S, O, K, TA,) of large size, (TA,) well known, (S,) in El-Medeeneh, (S, Msb, K,) holding three آصُع [a pl. of صَاعٌ], (Mgh, O, Msb, K, TA,) or, (K, [app. referring to ↓ فَرْقٌ only,]) which is the same quantity, sixteen pints, (S, Mgh, O, Msb, K, * TA,) i. e. twelve times the quantity termed مُدّ by the people of El-Hijáz: (TA:) or, accord. to El-Kutabee, the ↓ فَرْق is sixteen pints, and the صاع is one third of the فَرْق; but the فَرَق is eighty pints: or the ↓ فَرْق, he adds, is, as some say, four pints: (Mgh:) or it is four أَرْبَاع [pl. of رُبْعٌ, q. v.]; (K, TA;) thus accord. to AHát: and IAth says, the فَرَق is said to be five أَقْسَاط; [or six; (see قِسْطٌ;)] the قِسْط being the half of a صاع: but the ↓ فَرْق is a hundred and twenty pints: (TA:) in the “ Nawádir ” of Hishám, on the authority of [the Imám] Mohammad, the ↓ فَرْق is said to be thirty-six pints; but [Mtr says] this I have not found in any of the lexicons in my possession; and so what is said in the Moheet, that it is sixty pints: (Mgh:) the pl. is فُرْقَانٌ, (S, Mgh, O, K, TA,) which is of ↓ فَرْقٌ and of فَرَقٌ; (S, Mgh, O, TA;) and أَفْرُقٌ occurs in a trad. as a pl. [of pauc.] of فَرَقٌ meaning the measure thus called. (TA.) 'Áïsheh is related to have said that she and the Prophet used to wash themselves from a vessel called the ↓ فَرْق. (O, Msb.) [In a verse of which a hemistich is cited in the S and TA, the pl. فُرْقَان is used as meaning Milking-vessels. (See also الفُرْقُ.) Respecting a modern signification of ↓ فَرْق (A bale, or sack, of merchandise), see De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii., 378-9 and 382.]

فَرُقٌ: see فَرُوقَةٌ, in two places.

فَرِقٌ is applied to plants, or herbage, (نَبْتٌ,) as meaning [In a sparse, or scattered, state; or] small, not covering the ground: (AHn, K, TA:) or (K) فَرِقَةٌ is applied to land, (أَرْضٌ,) meaning of which the plants, or herbage, are in a sparse, or scattered, state; (S, O, K, TA;) not contiguous: (S, O, TA:) thus used, it is a possessive epithet, having no verb. (TA.) A2: See also فَرُوقَةٌ, in two places.

فُرْقَةٌ the subst. from فَارَقَهُ; (S, MA, * TA;) or from اِفْتَرَقَ, (Msb,) [i. e.] a quasi-inf. n. used in the sense of اِفْتِرَاقٌ; (TA;) signifying Separation, disunion, or abandonment; (MA, KL, PS;) and ↓ فَرَاقٌ is syn. therewith, whence the reading [in the Kur xviii. 77], هٰذَا فَرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ [This shall be the separation of my and thy union]; and so is ↓ فِرَاقٌ, (O, * K, TA,) which [is an inf. n. of فارقه, and], in the Kur lxxv. 28, means the time of the quitting of the present world by death. (TA.) فِرْقَةٌ A طَائِفَة [or party, portion, division, sect, or distinct body or class,] of men, (S, O, Msb, K,) and of other things; as also ↓ فِرْقٌ; (Msb;) and so, accord. to IB, ↓ فَرِيقٌ: (TA: [but see this last word:]) [and a separate herd or the like of cattle:] pl. فِرَقٌ (O, Msb, K) and أَفْرَاقٌ (S, O, K) is pl. of فِرَقٌ (O, K) and أَفَارِيقُ is pl. of أَفْرَاقٌ, (S, O, K,) and أَفَارِقَةٌ occurs in poetry; (O, K;) or أَفَارِيقُ may be of the class of أَبَاطِيلُ, a pl. without a sing. (O, TA.) b2: Also A portion of a thing in a state of dispersion; and so ↓ فِرْقٌ and ↓ فَرِيقٌ. (L, TA.) A2: And A skin that is full [of milk], that cannot be agitated to make butter حَتَّى

أَىْ يُذْرَقَ ↓ يُفْرَقَ [app. a tropical phrase meaning until it is made to void some of its contents]. (K.) فُرْقَانٌ, originally an inf. n. (Msb. [See 1, first sentence.]) Anything that makes a separation, or distinction, between truth and falsity. (S, O, K.) b2: Hence, (TA,) الفُرْقَانُ signifies The Kur-án; (S, O, Msb, K;) as also ↓ الفُرْقُ. (S, O, K.) b3: And The Book of the Law revealed to Moses, (Az, O, K,) in which a distinction is made between that which is allowable and that which is forbidden. (O.) b4: And Proof, evidence, or demonstration. (O, K.) b5: And The time a little before daybreak: (AA, O, K:) or the dawn. (O, K.) One says, طَلَعَ الفُرْقَانُ [The dawn rose]. (O.) b6: And Aid, or victory: (IDrd, O, K:) so, accord. to IDrd, in the phrase يَوْمَ الفُرْقَانِ in the Kur [viii. 42]: (O:) or by this phrase is meant The day of Bedr, (O, K,) in which a distinction was made between right and wrong. (O.) b7: And The cleaving of the sea: so it means [accord. to some] in the Kur ii. 50. (O, K.) b8: and Boys: (O, K:) such the people of the olden time used to make witnesses [in law-suits or the like]. (O.) A2: It is also pl. of فَرْقٌ (S, M, O, K) and of فَرَقٌ. (S, Mgh, O.) فَرَاقٌ and فِرَاقٌ: see فُرْقَةٌ.

فَرُوقٌ: see فَرُوقَةٌ, in two places: A2: and أَفْرَقُ, last sentence but two.

فَرِيقٌ A طَائِفَة [or party, &c.,] (S, Msb, K) more in number, (S, K, *) or larger, (Msb,) than a فِرْقَة: (S, Msb, K:) pl. [of pauc.] أَفْرِقَةٌ and [of mult.] أَفْرِقَآءُ and فُرُوقٌ (K, TA) and فُرُقٌ: (CK:) see also فِرْقَةٌ, in two places; and see فِرْقٌ: AHei says that it is itself a quasi-pl. n., applied to few and to many: 'Abd-el-Hakeem, that it occurs in the sense of a طَائِفَة [or party, &c.], and in the sense of a single man: and El-Isbahánee, that it signifies a company of men apart from others [i. e. a party of men]: (MF, TA:) or [simply] a company [of men]. (O.) b2: And A separator of himself. (IB, TA.) Hence the saying, هُوَ أَسْرَعُ مِنْ فَرِيقِ الخَيْلِ i. e. [He is swifter] than the outgoer, or outrunner, of the horses. (TA.) b3: نِيَّةٌ فَرَيقٌ means مُفَرِّقٌ [i. e. A place to which one purposes journeying that separates widely]: a poet says, أَحَقٌّ أَنَّ جِيْرَتَنَا اسْتَقَلُّوا فَنِيَّتُنَا وَنِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

[Is it true that our neighbours have gone away, so that the place to which we purpose journeying and the place to which they purpose journeying are such as separate widely]: he says فَرِيق in like manner as one applies [the epithet] صَدِيقٌ to a company of men. (Sb, TA.) A2: Also A palm-tree (نَخْلَةٌ) in which is [app. meaning out of which grows] another. (AA, AHn, O, TA.) فَرُوقَةٌ, applied to a man and to a woman, (IDrd, S, O, K,) and having no pl., (S, O,) and ↓ فَرُّوقَةٌ, applied to a man (Ibn-'Abbád, O, K) and to a woman, (K,) and ↓ فَارُوقَةٌ, applied to a man (O, K,) and to a woman, or, as epithets applied to a man, فَرُوقَةٌ, (K,) and ↓ فَرُّوقَةٌ, (CK,) and ↓ فَارُوقَةٌ, and ↓ فَرُوقٌ, (K,) but this last is also applied to a woman, (IB, TA,) and ↓ فَرُّوقٌ, and ↓ فَارُوقٌ, One who fears much, or vehemently; [or rather the epithets with the affix ة are doubly intensive, meaning one who fears very much;] (S, * O, * K, TA;) and ↓ فَرِقٌ and ↓ فَرُقٌ signify the same as the other epithets above; or ↓ فَرُقٌ signifies fearing, or fearful, by nature; and ↓ فَرِقٌ, [simply,] fearing a thing. (K.) It is said in a prov., رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثًا وَرُبَّ فَرُوقَةٍ يُدْعَى لَيْثًا وَرُبَّ غَيْثٍ لَمْ يَكُنْ غَيْثًا [Many an act of haste causes (lit. gives) slowness, and many a very fearful man is called a lion, and many a collection of clouds has not been productive of rain]: (S, * O:) said by Málik Ibn-'Amr Ibn-Mohallam, when Leyth, his brother, looked hopefully at the clouds from afar, and desired to avail himself of the benefit thereof; whereupon Málik said to him, “ Do not, for I fear for thee some of the troops of the Arabs: ” but he disobeyed him, and journeyed with his family; and he had not stayed [away] a little while when he came [back], and his family had been taken. (O. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 535.]) A2: And الفَرُوقَةُ signifies الحُرْمَةُ [meaning Honour, or reputation; or that which one is under an obligation to respect and defend]: (O, K, TA: [in the CK الحُزْمَةُ:]) so Sh was told: and [so, app., ↓ الفَرُوقُ, for] he cites as an ex., مَا زَالَ عَنْهُ حُمْقُهُ وَمُوقُهُ وَاللُّؤْمُ حَتَّى انْتُهِكَتْ فَرُوقَهُ [His foolishness and his stupidity quitted him not, and meanness, so that his honour, &c., was violated]. (O, TA.) A3: And The fat of the kidneys: (O, K:) so says A'Obeyd, on the authority of El-Umawee; but Sh disallowed this meaning, and knew it not. (O, TA.) فَرِيقَةٌ: see فِرْقٌ. b2: Also Some (S, O, K) one or two or three (S, O) of a flock or herd, of sheep or goats, becoming separate therefrom, (S, O, K,) being shut out from the rest by the like of a mountain or a space of sand or some other thing, as is said in the “ Kitáb Leysa,” (TA,) and going away, (S, O, K,) in the “ Kitáb Leysa ”

straying, (TA,) in the night, from the main aggregate. (S, O, K,) A2: And Dates cooked with fenugreek (حُلْبَة), for the woman in the state following childbirth: (S, O, K:) or fenugreek (حُلْبَة) cooked with grains (حُبُوب) [or kernels?], (O, K, TA,) such as مَحْلَبْ [q. v.], and بير [app. a mistranscription], and other things, (TA,) for her: (K, TA:) or, accord. to IKh, a soup that is made for him who is affected with a chronic disease, or emaciated by disease so as to be at the point of death. (TA.) [See also فَلِيقَةٌ.]

فَرُّوقٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence.

فَرُّوقَةٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence, in two places.

فَارِقٌ [act. part. n. of فَرَقَ, q. v.]. الفَارِقَاتُ, mentioned in the Kur lxxvii. 4, means Those angels that descend with what makes a distinction between truth and falsity: (Fr, O, K:) or that distinguish between that which is allowable and that which is forbidden: (Th, TA:) or that make a distinction between things according as God has commanded them. (Er-Rághib, TA.) b2: Also, فَارِقٌ, A she-camel, and a she-ass, in consequence of her being taken with the pains of parturition, going away at random in the land; (S, O, K;) and so فَارِقَةٌ, as in the “ Mufradát: ” or a she-camel that separates herself from her mate, and brings forth alone: or a she-camel that runs (تَشْتَدُّ), and then casts her young one by reason of the pain that befalls her; thus expl. by IAar: (TA:) pl. فَوَارِقُ and فُرَّقٌ (S, O, K) and فُرُقٌ (K) and فُرَّاقٌ, which is thus used by El-Aashà, applied to she-camels, and ↓ مَفَارِيقُ is [an irreg. pl.] likewise applied to she-camels as syn. with فَوَارِقُ. (TA.) b3: And hence, as being likened to such a she-camel, applied to a cloud (سَحَابَةٌ) as meaning (tropical:) Apart from the other clouds; (S, O, K;) cut off from the main aggregate of the clouds: (ISd, TA:) or an isolated cloud, that will not break its promise [of giving rain], and sometimes preceded by thunder and lighting: (TA:) thus applied, also, having for pl. فَوَارِقُ and فُرَّقٌ [&c.]. (O.) فَارُوقٌ A thing that makes a distinction between two things: and a man who makes a distinction between truth and falsity: (TA:) or one who makes a distinction between affairs, or cases. (Msb.) الفَارُوقُ is an appellation that was given to 'Omar Ibn-El-Khattáb, (S, O, K, TA,) the second of the Khaleefehs; (TA;) because a distinction was made by him between truth and falsity. (Ibráheem El-Harbee, O, K, * TA.) b2: تِرْيَاقٌ فَارُوقٌ, (O,) or التِّرْيَاقُ الفَارُوقُ, (K,) The most approved sort of theriac, (O, K,) and the most esteemed of compounds; because it makes a distinction between disease and health: (K:) called by the vulgar تِرْيَاقَ فَارُوقِىّ. (TA.) A2: See also فَرُوقَةٌ, first sentence.

فَارُوقَةٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence, in two places.

أَفْرَقُ, applied to a man, Having a wide space between the two central incisors: (IKh, TA:) [or] i. q. أَفْلَجُ [app. as meaning the same, or having a similar meaning]: (K, TA: [but the CK has الأَفْلَحُ instead of الأَفْلَجُ:]) or, accord. to Lth, the أَفْرَق is like the أَفْلَج, except that the افلج is such as has been rendered so, and the افرق is such naturally. (O, TA.) And A camel having a wide space between the two toe-nails. (Yaakoob, TA.) And Having a wide space between the buttocks. (TA.) And A he-goat having a wide space between his horns. (IKh, TA.) And A ram, or he-goat, having a wide space between his testicles: and [the fem.] فَرْقَآءُ a ewe, or she-goat, having a wide space between the two teats. (Lth, O, K, TA.) b2: A camel having two humps. (TA.) b3: A man whose forelock is as though it were divided; and in like manner, whose beard is so. (S, O, K. *) A cock whose عُرْف [or comb] is divided: (S, O, K:) and (accord. to Lth, O) a white cock: (O, K:) or, as some say, having two combs (ذُو عُرْفَيْنِ). (O.) b4: A horse having one of the hips more prominent than the other; which is disapproved: (S, K, TA:) or having a deficiency in one of his thighs, in comparison with the other: or having a deficiency in one of the hips: or, accord. to the T, a beast having one of his elbows prominent, and the other depressed. (TA.) And A horse having one testicle. (Lth, O, K, TA.) The pl. is فُرْقٌ. (TA, in which it is here mentioned: also mentioned in the K after أَفْرَقُ as applied to a ram or he-goat: in the CK [erroneously] فُرُقٌ) And ↓ فَرُوقٌ applied to a horse signifies the same as أَفْرَقُ. (O, TA.) b5: طَرِيقٌ أَفْرَقُ A road that is distinct, apparent, or manifest. (TA.) And سَيْلٌ أَفْرَقُ A torrent that is as though it were the فِرْق [app. as meaning wave, billow, or surge]. (TA.) تَفَارِيقُ [Sundry, or separate, or scattered, portions or things: and sundry times]. You say, أَخَذْتُ حَقِّى مِنْهُ بِالتَّفَارِيقِ (S, O, K, * TA) i. e. [I took my right, or due, from him in sundry portions: or] at sundry times. (TA.) And ضَمَّ تَفَارِيقَ مَتَاعِهِ i. e. [He put together] what were scattered [of his household goods, or furniture and utensils]. (TA.) إِنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصَا [Verily thou art better than the several portions of the staff], (S, O, K,) which is a prov., (O,) was said by a poet, (S,) or by Ghaneeyeh, (O,) or Ghuneiyeh, (K,) El-Aarábeeyeh, to her son; for he was evil in disposition, [عازِمًا in the CK is a mistake for عَارِمًا,] very mischievous, notwithstanding his weakness, (O, K,) and slenderness of bone; (O;) and he assaulted one day a young man, who thereupon cut off his nose, and his mother took the mulct for it; so her condition became good after abasing poverty; then he assaulted another, who cut off his ear; and another, who cut off his lip; and his mother took the mulct for each; and when she saw the goodness of her condition, (O, K,) the camels and the sheep or goats and the household goods that she had acquired, (O,) she said thus: (O, K:) for from the staff (S, O, K) when it is broken (S) is made a سَاجُور [q. v.], and from this are made tent-pegs, and from the tent-peg is made an عِرَان [q. v.], and from this are made تَوَادٍ [pl. of تَوْدِيَةٌ, q. v.]. (S, O, K.) مَفْرَقٌ (S, O, K) and مَفْرِقٌ (S, O, Msb, K) The middle of the head; (S, O, K;) the place where the hair of the head is separated: (S, O, Msb, K:) pl. مَفَارِقُ; which is used also in the sense of the sing., as though the sing. applied to every part thereof: (S, O:) one says, شَابَتْ مَفَارِقُ رَأْسِهِ [meaning The place (lit. places) of the separation of the hair of his head became white, or hoary]. (Mgh voce ذَكَرٌ.) [See also فَرْقٌ.] b2: Also The place, of a road, where another road branches off: (S, O, Msb, K:) both words are used in this sense likewise: (S, O, K: *) pl. as above. (K.) b3: And [hence] one says, وَقَفْتُهُ عَلَى مَفَارِقِ الحَدِيثِ (tropical:) [I made him to know] the modes, or manners, [of the narrative, or discourse,] or the manifest, plain, or obvious, modes or manners [thereof]. (TA.) مُفْرِقٌ A she-camel whose young one has become separated from her, (S, O, K, TA,) as some say, (TA,) by death: (S, O, K, TA:) pl. ↓ مَفَارِيقٌ. (TA. [Thus in my original, not مَفَارِقُ.]) b2: and A she-camel that tarries two years, or three, without conceiving. (TA.) b3: And A she-camel having a return of some of her milk. (TA.) b4: And Anyone recovering from his disease. (Lh, TA.) b5: And Deviating from the right way or course, or from that which is right. (TA.) b6: And مُفْرِقُ الجِسْمِ, (thus accord. to the K, there said to be like مُحْسِنٌ,) or الجِسْمِ ↓ مُفَرَّقُ, (thus in the O,) A man (O) having little flesh: or fat, or plump: (O, K:) two contr. meanings. (K.) مُفَرَّقُ: see what next precedes.

مُفَرِّقُ [The disperser of the camels or cattle;] the [small, stinking beast called] ظَرِبَانِ; because when it emits a noiseless wind from the anus among the cattle, they disperse themselves. (S, O, K.) مَفَارِيقُ: see مُفْرِقٌ: b2: and فَارِقٌ, latter half.

مُنْفَرَقٌ is a n. of place, as well as an inf. n. [of اِنْفَرَقَ]: (O, K:) and is used by Ru-beh as meaning A place where a road divides. (O.)
فرق
فرَق بيْنَهُما أَي: الشيئيْن، كَمَا فِي الصِّحاح، رجُلين كَانَا أَو كَلامَين، وَقيل: بل مُطَاوع الأول التّفرُّق، ومُطاوع الثَّانِي الافْتِراق، كَمَا سَيَأْتِي يَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً، بالضّمِّ: فصَل. وَقَالَ الأصبهانيّ: الفَرْق يُقارِب الفَلْق، لَكِن الفَلْقُ يُقالُ باعْتِبارِ الانْشِقاق، والفَرْق يُقال باعْتِبار الانْفِصال، ثمَّ الفَرْقُ بينَ الشَّيْئَيْنِ سَواءٌ كَانَ بِمَا يُدرِكُه البَصَر، أَو بِمَا تُدرِكُه البَصيرة، ولِكُلٍّ مِنْهُمَا أَمْثِلَة يَأْتِي ذكرُها. قَالَ: والفُرْقانُ أبلَغُ من الفَرْقِ لأنّه يُستَعْمَلُ فِي الفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل، والحُجّة والشُبْهة، كَمَا سَيَأْتِي بيانُها. وظاهرُ المُصنِّف كالجوهري والصاغانيّ الاقتِصار فِيهِ على أنّه من حدِّ نصَر. ونقلَ صاحبُ المِصباح فرَقَ كضَرَب، قَالَ: وَبِه قُرِئَ:) فافْرِقْ بيْنَنا وبيْن القوْمِ الفاسِقين (قُلت: وَهَذِه قد ذكَرها اللِّحْياني نَقْلاً عَن عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ اللّيْثيّ أنّه قَرَأَ فافْرِق بيْننا بكسرِ الرّاء. وقولُه تَعالَى:) فِيهَا يُفْرَق كُلُّ أمْرٍ حَكِيم (. قَالَ قَتادةُ أَي: يُقْضَى وَقيل: أَي يُفصَلُ، ونقَلَه اللّيْثُ. وقولُه تَعالَى:) وقُرآناً فَرَقْناه (أَي: فصّلْناه وأحْكَمْناه وبيّنّا فِيهِ الأحكامَ، هَذَا على قِراءَةِ من خفّف. وَمن شدّد قَالَ: معناهُ أنزلْناه مُفرَّقاً فِي أيّامٍ، ورُوِي عَن ابنِ عبّاس بالوَجْهين. وقولُه تَعَالَى) وَإِذ فَرَقْنا بكُم البَحْر (أَي: فلَقْناه. وَقد تقدّم الفَرْق بَين الفَلْق والفَرْق. وَقَوله تَعالى) فالفارِقاتِ فَرْقاً (قَالَ الفرّاءُ: هم المَلائِكةُ تَنْزِلُ بالفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل وَقَالَ ثعلبٌ: تُزَيِّلُ بَين الحلالِ والحَرام. وَفِي المُفردات: الذينَ يَفصِلون بيْن الأشياءِ حسَب مَا أمَرَهُم الله تَعَالَى. والفَرْقُ: الطّريقُ فِي شَعَرِ الرّأس. وَمِنْه الحديثُ عَن عائِشةَ رضيَ الله عَنْهَا: كُنتُ إِذا أردْتُ أَن أفْرُِقَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم صدَمْتُ الفَرْق على يافوخِه، وأرْسَلْتُ ناصِيَته بَين عيْنَيه. وَقد فَرَق الشّعرَ بالمُشْطِ يَفرُِقُه من حَدّي نصَر وضَرَب فرْقاً: سرّحه.
ويُقال: الفَرْقُ من الرّأس: مَا بينَ الجَبين الى الدّائرةِ. قَالَ أَبُو ذؤيْب:
(ومَتْلَفٍ مثلِ فرْقِ الرّأْسِ تخْلِجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ أميالُها فيحُ)

شبّهه بفَرْقِ الرأسِ فِي ضيقِه ومَفْرَقه. ومَفْرِقُه كَذَلِك: وسْط رأْسه. والفَرْق: طائِرٌ وَلم يذكُره أَبُو حاتِم فِي كِتابِ الطّير. والفَرْق: الكَتّان. وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(وأعلاطُ النّجومِ مُعَلَّقاتٌ ... كحبْلِ الفَرْقِ ليسَ لَهُ انتِصابُ)
والفَرْقُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالمَدينة، اختُلِف فِيهِ. فَقيل: يَسَعُ ستّة عَشَر مُدّاً، وَذَلِكَ ثَلاثَة آصُعٍ. وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: كنتُ أغْتَسِلُ من إناءٍ يُقَال لَهُ الفَرْق. قَالَ الأزهريّ: يقولُه المحدِّثون بالتّسكين ويُحَرَّك، وَهُوَ كلامُ العَرَب، أَو هوَ أفصَحُ. قَالَ ذَلِك أَحْمد بنُ يحيى، وخالِدُ بنُ يَزيدَ أَو يَسَع سِتّةَ عشَر رِطْلاً وَهِي اثْنا عشَر مُدّاً وَثَلَاثَة آصُعٍ عِنْد أهلِ الحِجاز، نقَلَه ابنُ الْأَثِير، وَهُوَ قولُ أبي الهَيْثم. أَو هُوَ أرْبَعة أرْباعٍ وَهُوَ قولُ أبي حاتِم. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وقيلَ: الفَرَق: خمْسةُ أقْساط، والقِسْطُ: نِصفُ صاعٍ. فَأَما الفَرْق بالسّكون فمائَة وعِشْرون رِطْلاً. وَمِنْه الحَدِيث: مَا أسْكَرَ مِنْهُ الفَرْقُ فالحَسْوَةُ مِنْهُ حَرامٌ. وَقَالَ خِداشُ بنُ زُهَيْر:
(يأْخُذونَ الأرْشَ فِي إخْوَتِهم ... فَرَقَ السّمْنِ وشَاة فِي الغَنَمْ)
ج: فُرْقانٌ، وَهُوَ قدْ يكون للسّاكنِ والمتحرِّك جَميعاً كبُطْنانٍ وبَطْن، وحُمْلان وحَمَل. وأنشَدَ أَبُو زيْد: تَرفِدُ بعدَ الصّفِّ فِي فُرْقان كَمَا فِي الصِّحَاح. وسِياقُ المُصَنّف يقتَضي أَنه جمْع للسّاكِن فَقَط، وَفِيه قُصور، وَقد تقدّم معْنى الصّفِّ فِي موضِعِه. والفاروقُ: مَا فَرَق بَين الشّيئَيْن. ورجلٌ فاروقٌ: يُفرِّقُ بَين الحَقِّ والباطِل.
والفاروقُ: اسمُ سيّدِنا أميرِ الْمُؤمنِينَ ثَانِي الخُلَفاءِ عُمَر بن الخطّاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لأنّه فرَقَ بيْن الحقّ والباطِل. وَقَالَ إبراهيمُ الحَرْبيّ: لِأَنَّهُ فَرَق بِهِ بَين الحقِّ وَالْبَاطِل. وأنشدَ لعُويْفِ القَوافِي: يَا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقّى وَفْقَه سُمِّيت بالفاروق فافرُق فرْقَه أَو لأنّه أظهَر الإسلامَ بمكّةَ، ففَرَق بيْن الْإِيمَان والكُفْر قَالَه ابنُ دريدٍ. وَقَالَ الليْثُ: لِأَنَّهُ ضرَبَ بِالْحَقِّ على لسانِه فِي حديثٍ طَوِيل ذكَره، فِيهِ أَن الله تعالَى سمّاه الفاروقَ، وَقيل: جِبْريلُ عَلَيْهِ السّلامُ، وَهَذَا يومِئُ إِلَيْهِ كلامُ الكشّافِ، أَو النّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، وصحّحوه، أَو أهلُ الكِتاب. قَالَ شيخُنا: وَقد يُقال: لَا مُنافاةَ. وَقَالَ الفَرَزْدَق يمدَحُ عُمَر بنَ عبدِ العَزيز:)
(أشْبَهْتَ من عُمَر الفاروقِ سيرَتَه ... فاقَ البَريّةَ وائْتَمّتع بِهِ الأُمَمُ)
وَقَالَ عُتبةُ بنُ شمّاس يمدَحُه أَيْضا:
(إنّ أوْلَى بالحَقِّ فِي كلِّ حَقٍّ ... ثمَّ أحْرَى بِأَن يكون حَقيقا)

(مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزيز بنُ مَرْوا ... نَ، ومَنْ كَانَ جدُّه الفارُوقا)
والتِّرْياقُ الفاروقُ. وَفِي العُباب: تِرْياقُ فاروق: أحمَدُ التّرايِيق وأجَلّ المُرَكّباتِ لأنّه يَفْرِقُ بَين المَرَض والصّحّة وَقد مرّ تركيبُه فِي ت ر ق والعامة تَقول: تِرْياقٌ فاروقيّ. وفَرِق الرجلُ مِنْهُ كفَرِح: جَزِع، وحَكَى سيبَويه. فرِقَه، على حذْفِ من قَالَ حِين مثّل نصْبَ قولِهم: أَو فَرَقاً خيْراً من حُبٍّ، أَي: أَو أفرَقَك فَرَقاً. وفَرِقَ عَلَيْهِ: فَزِع وأشفَقَ، هَذِه عَن اللِّحْيانيّ. ورجُلٌ وامرأةٌ فاروقةٌ وفروقةٌ. قَالَ ابنُ دُريد: رجلٌ فَروقة، وَكَذَلِكَ المَرْأَةُ أُخْرِجَ مخرَجَ عَلاّمةٍ ونَسّابةٍ وبَصيرة، وَمَا أشْبَهَ ذَلِك، وأنْشَد: وَلَقَد حَلَلْتُوكُنتُ جِدَّ فَروقَة بَلَداً يَمُرُّ بِهِ الشُجاعُ فيَفْزَعُ قَالَ: وَلَا جمعَ للفَروقَةِ. وَفِي المَثَل: رُبَّ فَروقة يُدْعَى لَيْثاً، ورُبَّ عجَلَةٍ تهَبُ رَيْثا، ورُبَّ غيْث لم يكن غيْثا، فِي المُحيط، قالَه مالكُ بنُ عَمْرو بن مُحَلِّم، حِين شامَ ليثٌ أَخُوهُ الغَيثَ فهَمّ بانْتِجاعِه، فَقَالَ مَالك: لَا تَفْعَلْ، فإنّي أخْشى عليكَ بعضَ مقانِبِ العَرب، فَعَصَاهُ، وَسَار بأهْلِه، فَلم يَلْبَثْ يَسيرا حَتَّى جاءَ وَقد أُخِذَ أهْلُه. ويُشَدَّد أَي: الْأَخِيرَة، وَهَذِه عَن ابنِ عبّاد، ونَقَله صاحبُ اللّسان أَيْضا. أَو رجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف، ونَدُسٍ، وصَبور، ومَلولَة، وفرّوج، وفاروق، وفاروقَة: فَزِعٌ شَديدُ الفَزَع، الهاءُ فِي كلِّ ذلِك لَيست لتأنيثِ المَوصوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، إنّما هِيَ إشْعارٌ بِمَا أُريدَ من تأْنيثِ الغايَةِ والمُبالَغَة. أَو رَجُلٌ فَرُقٌ، كَنَدُس: إِذا كَانَ الفَرَقُ مِنْهُ جِبِلّةً وطَبْعاً. ورجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف: إِذا فَزِعَ من الشّيْء. وَقَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُ رجُلٍ فَروقة للكَثير الفَزَع قولُ الشاعِر:
(بعَثْتَ غُلاماً من قُرَيْش فَروقةً ... وتترُك ذَا الرأْي الأصيلِ المُهَلَّبا)
قَالَ وشاهدُ امْرَأَة فَروق قولُ حُمَيْدِ بنِ ثوْر:
(رأَتْني مُجَلّيها فصَدّتْ مَخافَةً ... وَفِي الخيلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَروقُ)
والمَفْرِقُ كمَقْعَد ومجْلِس: وسَطُ الرّأْسِ، وَهُوَ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعر. يُقال: الشّيْبُ فِي مَفرِقِه وفَرْقِه. ورأيتُ وَبيصَ المِسْكِ فِي مَفارِقِهم. والمَفْرَقُ من الطّريق: المَوْضِعُ الَّذِي يتشعّبُ مِنْهُ)
طريقٌ آخَر يُرْوَى أَيْضا بالوَجْهَيْن بفَتْح الرّاءِ وبكَسْرِها ج: مَفارِقُ. وقولُهم للمَفْرِق مَفارِق كأنّهم جعَلوا كلَّ موضِع مِنْهُ مَفْرِقاً فجمَعوه على ذَلِك. ومِنْ ذلِك حديثُ عائِشَةَ رضيَ الله عَنْهَا: كأنّي أنْظُر الى وَبيصِ الطِّيبِ فِي مَفارِقِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم وَهُوَ مُحرِمٌ. وَقَالَ كعْبُ بنُ زُهَيْر رَضِي الله عَنهُ: نَفَى شعَرَ الرّأْسِ القَديمَ حوالِقُهْ ولاحَ بشَيْبٍ فِي السّوادِ مَفارِقُهْ وَمن المَجاز قَوْلهم: وقّفْتُه على مَفارِقِ الحَديثِ أَي على وُجوهِه الْوَاضِحَة. وفَرَقَ لَهُ الطّريقُ فُروقاً بالضّمِّ، أَي: اتّجَه لَهُ طَريقان كَذَا فِي العُبابِ والصّحاح واللّسان، أَو اتّجَه لَهُ أمْر فعَرَفَ وجْهَه. وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاس: فرَقَ لي رأيٌ أَي بَدا وظَهَر. وفرَقت النّاقَةُ، أَو الأتانُ تفرُق فُروقاً بالضمِّ: أخذَها المَخاضُ، فندّتْ أَي ذهبَت نادّةً فِي الأرْضِ، فهِي فارِقٌ كَمَا فِي الصّحاح، وفارِقَةٌ أَيْضا كَمَا فِي المُفْردات. وَقيل: الفارِقُ من الْإِبِل: الَّتِي تُفارِق إلْفَها فتنتج وَحْدَها. وأنشدَ الأصْمَعي لعُمارةَ بنِ طارِقٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَكَذَا أنشدَه الرِّياشيّ لَهُ، وَقَالَ الزّياديّ هُوَ عُمارةُ بنُ أرْطاةَ: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غرْبِ طارِقِ ومَنْجَنونٍ كالأتانِ الفارِقِ من أثْلِ ذاتِ العَرْضِ والمَضايقِ وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الفارِقُ من الإبِل: الَّتِي تشْتَدُّ ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شِدّةِ مَا يَمرّ بهَا من الوَجَع. ج: فوارقُ، وفُرَّق كرُكَّع، وفُرُق، مِثْل: كُتُب، وتُشَبَّه بهذهِ ونصّ الجوهَري: ورُبّما شبّهوا السحابَة المُنْفَرِدة عَن السّحابِ بِهَذِهِ النّاقة، فَيُقَال: فارِقٌ. وأنشَد الصّاغانيُّ لِذي الرُمّة يصِف غزالاً:
(أَو مُزْنةٌ فارِقٌ يجْلو غوارِبَها ... تبوُّجُ البَرْقِ والظلماءُ عُلجومُ)
والجمْع كالجَمْع. وَقَالَ غيرُه: الفارِقُ: هِيَ السّحابةُ المُنفَردة لَا تُخْلِفُ وربّما كَانَ قَبْلَها رَعْدٌ وبَرْقٌ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: سحابَةٌ فارِقٌ: مُنْقَطِعَة من مُعظَمِ السّحاب، تُشبَّهُ بالفارِقِ من الإبِل. قَالَ عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف سَحاباً:
(لَهُ فُرَّقٌ مِنْهُ يُنَتَّجْنَ حولَه ... يُفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِماثِ السّوابِيا)

قَالَ الجوهَريّ: فجعَل لَهُ سَوابيَ كسَوابي الإبِل اتِّساعاً فِي الكَلام. والفَرَق، مُحَرَّكة: الصُّبْحُ نفْسُه، أَو فَلَقُه. قَالَ الشاعرُ ذُو الرُمّة:
(حَتَّى إِذا انْشَقّ عَن إنسانِه فَرَقٌ ... هادِيه فِي أُخرَياتِ اللّيْلِ مُنْتَصِبُ)
ويُرْوَى فَلَق: ويُرْوَى: عنْ أنْسائِه. وقيلَ: الفَرَقُ: هُوَ مَا انْفَلَق من عَمودِ الصُبْح، لأنّه فارقَ سَوادَ اللّيل. وَقد انْفَرقَ، وعَلى هَذَا أضافوا فَقَالُوا: أبْيَنُ منْ فَرَقِ الصُبحِ، لُغَةٌ فِي فَلَقِ الصُبْحِ.والفَرْقاءُ: الشّاةُ البَعيدَةُ مَا بيْن الطُّبْيَيْن، عَن اللّيْثِ. وفارِقِينُ: أشهر بَلْدة بدِيار بكْر، سُمِّيت بمَيّا بنت أُدٍّ لأنّها بَنَتْها، قَالَ كُثَيِّر:
(فَإِن لاّ تَكُن بالشّامِ دَاري مُقيمةً ... فإنّ بأجْنادينَ منّي ومَسْكِنِ)

(مَشاهِدَ لم يعْفُ التّنائِي قَديمَها ... وأخْرى بمَيّافارِقينَ فمَوْزَنِ)
وَقَالَ ابنُ عبّاد: فارِقين: اسمُ مَدينة. ويُقال: هَذِه فارِقون، ودخَلْتُ فارِقينَ على هَجائِنَ. وسيُذكَر فِي م ي ي. والأفْراقُ: ع مِن أموالِ المَدينة على ساكنِهاأفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام. قَالَ ياقوت:)
وضَبَطه بعضُهم بكَسْرِ الهَمْزة. وفُرَيْقات، كجُهَيْنات: ع بعَقيقِها نقَله الصاغانيّ. قَالَ: وفُرَيْق، كزُبَيْر: مَوضِع بتِهامة، أَو جبل. قَالَ غيرُه: وفُرَيِّق كصُغَيِّر أَي بالتّصْغير مشدّداً: فَلاةٌ قُرْبَ البَحْرَيْن. وفُروقٌ، بالضّم. وَفِي التّهذيب: الفُروق: ع بدِيار بَني سعْد. قَالَ: أنشَدَني رجُلٌ مِنْهُم، وَهُوَ أَبُو صَبْرةَ السّعْديّ: لَا بارَكَ اللهُ علَى الفُروقِ وَلَا سَقاها صائبُ البُروقِ ومَفْروقٌ: اسْم جبَلٍ، قَالَ رؤبة: ورَعْنُ مَفْروقٍ تَسامَى أُرَمُهْ ومَفْروقٌ: أَبُو عبْدِ المَسيحِ، وَفِي اللّسان: مفْروقٌ: لقَبُ النّعمانِ بنِ عَمْرو، وَهُوَ أَيْضا اسمٌ.
وفَروق كصَبور: عَقَبَةٌ دونَ هَجَر الى نجْد، بَين هَجَرَ ومَهبِّ الشَّمال. وفَروقُ: لقَبُ قُسْطَنطينية دارِ مَلِك الرّومِ. والفَروقُ: ع آخَرُ فِي قوْل عَنتَرة:
(وَنحن منَعْنا بالفَروقِ نساءَكم ... نُطَرِّفُ عَنْهَا مُبْسِلاتٍ غَواشِيا)
وَقَالَ ذُو الرُمّة أَيْضا:
(كأنّها أخْدَريٌّ بالفَروقِ لَهُ ... على جواذِبَ كالأدْراكِ تغْريدُ)
وَقَالَ شمر: بلَغَني أنّ الفَروقَةَ بهاءٍ: الحُرْمَةُ، وَأنْشد: مازالَ عَنهُ حُمْقُه وموقُهْ واللّؤْمُ حتّى انتُهِكَت فَروقُهْ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد عَن الْأمَوِي: الفَروقَة: شحْم الكُلْيَتَيْن وأنشَد:
(فبتْنا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزّةٍ ... يُضيءُ لنا شحْمُ الفَروقَةِ والكُلَى)
وأنْكَر شَمِر الفَروقَة بِهَذَا المَعْنى وَلم يعرِفْه. ويومُ الفَروقَيْن: من أيّامِهم. والفِرْقُ، بالكَسْر: القَطيعُ من الغَنَم العَظيمُ كَمَا فِي الصِّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي ذرٍّ رضِيَ الله عَنهُ وَقد سُئلَ عَن مالِه، فَقَالَ: فِرْقٌ لنا وذَوْد. وقيلَ: منَ البَقَر، أَو مِنَ الظِّباءِ، أَو مِنَ الغَنَمِ فَقَط، أَو مِنَ الغَنَمِ الضّالّة، كالفَريق كأميرٍ، والفَريقَة، كسَفينة أَو مَا دونَ المائَة من الغَنَم. وأنشدَ الجوهريُّ للرّاعي يهْجو رجُلاً من بَني نُمَيرٍ يُلَقَّبُ بالحَلال، وَكَانَ عيّره بإبِلِه، فهجاه، وعيّره بأنّه صاحِبُ غَنَم:
(وعيّرني الإبْلَ الحَلالُ وَلم يكن ... ليَجْعَلَها لابْنِ الخَبيثَةِ خالِقُهْ)
(ولكنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّه ... بفِرْقٍ يُخَشّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ)
والفِرْق: القِسْم من كلّ شيءٍ إِذا انْفَرَق، والجَمْعُ أفْراقٌ. قَالَ ابنُ جِنّي: وقِراءَة من قَرَأ) فرّقْنا بِكُمُ البَحْرَ (بتَشْديد الرّاءِ شاذّة من ذلِك، أَي: جعَلْناه فِرَقاً وأقْساماً. والفِرْقُ: الطّائِفةُ من الصِّبْيان. قَالَ أعرابيٌّ لصِبيان رآهُم: هؤلاءِ فِرْقُ سوءٍ. والفِرْقُ: قِطعةٌ من النوَى يعْلَفُ بهَا البَعير. ويُقال: فرَقَ الرجلُ: إِذا ملَكَه. هَكَذَا فِي النُسَخ. وَالَّذِي فِي العُباب. وفَرَقَ: إِذا ملَكَ الفِرْقَ من الغَنَم، وَهُوَ الصّوابُ. والفِرْقُ: الفِلْقُ من الشّيءِ: المُنْفَلِق. ونَصُّ الصِّحاح: الفِلْقُ من كُلِّ شيءٍ: إِذا انْفَلَقَ، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (يريدُ الفِرْق من المَاء.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الفِرْقُ: الجبَل. وأيضً الهَضْبَة. وَأَيْضًا: المَوْجَة. ويُقال: فَرِقَ الرّجلُ كفَرِح: إِذا دخَل فِيهَا وغاص. وفَرِقَ: شرِبَ بالفَرَق مُحرّكةً وَهُوَ المِكْيالُ. وسياقُ الصاغانيّ يقْتضي أنّه كنَصَر. قَالَ: وفرَقَ كنَصَر: ذَرَقَ. وأفْرَقَه إفْراقاً أذْرَقَه. وذاتُ فِرْقَيْن، أَو ذاتُ فِرْقٍ، ويُفْتَحان: هَضْبَة ببِلاد تَميم، بَين البَصْرَةِ والكوفَة، وَمِنْه قوْلُ عَبيدِ بن الأبْرَصِ:
(فراكِسٌ فثُعَيْلِباتٌ ... فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ)
والفِرْقَةُ، بالكسْر: السِّقاءُ المُمْتَلئُ الَّذِي لَا يُستَطاعُ أَن يُمْخضَ حتّى يُفْرَقَ، أَي: يُذْرَقَ. والفِرْقة: الطّائِفة من النَّاس كَمَا فِي الصِّحاح ج: فِرَقٌ بكَسْر ففتْح: وجُمِع فِي الشّعْرِ على أفارِق بحذْفِ الْيَاء، قَالَ:
(مَا فِيهِم نازِعُ يُرْوي أفارِقَهُ ... بِذِي رِشاءٍ يُواري دَلْوَه لَجَفُ)
جج جمْع الجَمْع أفْراقٌ كعِنَب وأعْناب. وَقيل: هُوَ جمْع فِرقَة ججج ثمَّ جمع جمع الْجمع أفاريق ومثلُه: فِيقَة وفِيَق، وأفْواق وأفاوِيق. وَفِي حَدِيث عُثْمَان رَضِي اللهُ عَنهُ، قَالَ لخَيْفانَ بنِ عَرانَة: كيفَ تركْتَ أفاريقَ العرَبِ فِي ذِي اليَمَن ويجوزُ أَن تكونَ من بابِ الأباطيلِ، أَي: جمْعاً على غيرِ واحِدِه. والفَريقُ، كأميرٍ: أكثَرُ منْها وَفِي الصّحاح: منْهُم، وَفِي المُحْكَمِ مِنْهُ ج: أفْرِقاءُ، وأفْرِقَة، وفُروقٌ بالضّمِّ. قَالَ شيخُنا: كلامُ المصنِّف يدُل على أَنه يُجْمَع. وَفِي نهْرِ أبي حيّان أثْنَاء البَقَرة أَنه اسمُ جمْع لَا واحِدَ لَهُ، يُطْلَق على القَليلِ والكَثير. وَفِي حَوَاشِي عبدِ الحَكيم: أنّ الفَريق يَجيءُ بِمَعْنى الطائِفَة، وَبِمَعْنى الرّجُلِ الواحِد، انْتهى. وَفِي اللِّسان: الفِرْقَة، والفِرْقُ، والفَريقُ: الطائِفَةُ من الشيءِ المتفرِّق. وَقَالَ ابنُ بَرّي: الفَريقُ من النَّاس وغيرِهم: فِرقَةٌ مِنْهُ.
والفَريقُ: المُفارِق قَالَ جرير:)
(أتَجْمَعُ قولا بالعِراق فَريقُه ... وَمِنْه بأطلالِ الأراكِ فريقُ)
وَقَالَ الأصْبهانيّ: الفَريقُ: الجَماعة المُنفردَةُ عَن آخَرين. قَالَ الله عزّ وجلّ:) وإنّ منْهُم لَفَريقاً يَلْوونَ ألْسِنَتَهم بالكِتاب ففَريقاً كذّبْتُم وفَريقاً تَقْتُلون فَريقٌ فِي الجنّة وفَريقٌ فِي السّعير إنّه كانَ فريقٌ من عِبادي يَقُولُونَ فأيُّ الفَريقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ (،) وتُخْرِجون فَريقاً منْكُم من دِيارِهم (،) وإنّ فَريقاً منْهُم ليَكْتُمونَ الحَقّ (. والفُرْقان، بالضمِّ: القُرآن، لفَرْقِه بينَ الحقِّ وَالْبَاطِل، والحَلال والحَرام كالفُرْقِ بالضّم كالخُسْرِ، والخُسْران. قَالَ الراجز: ومُشركِيٍّ كافِرٍ بالفُرْقِ وكلُّ مَا فُرِقَ بِهِ بيْن الحقِّ والباطِل فَهُوَ فُرقانٌ، وَلِهَذَا قَالَ الله تَعَالَى:) ولقدْ آتيْنا موسَى وهارونَ الفُرْقان (. والفُرقان: النّصْرُ عَن ابنِ دُرَيد، وَبِه فُسِّر يومُ الفُرْقان. والفُرْقان: البُرْهان والحُجّة. والفُرْقان: الصُّبْح، أَو السَّحَر عَن أبي عمْرو. وَمِنْه قولُهم: قد سطَع الفُرْقانُ، وَهَذَا أبيضُ من الفُرقانِ. وَقَالَ صالحٌ:
(فِيهَا منازِلُها ووَكْرا جَوْزلٍ ... زَجِلِ الغِناءِ يَصيحُ بالفُرْقانِ)
وَكَانَ القُدَماءُ يُشْهِدونَ الفُرْقانَ، أَي: الصِبْيان وَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ يعيشُون ويشْهَدون. والفُرْقان: التّوْراة وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقانَ لعلّكُم تهْتَدون (. قَالَ الأزهريُّ: يجوزُ أَن يكونَ الفُرقان الكِتابَ بعَيْنِه، وَهُوَ التّوْراةُ، إلاّ أنّه أُعيدَ ذِكرُه باسمٍ غيرِ الأوّل، وعَنَى بِهِ أنّه يفرِقُ بَين الحقِّ والباطِل. وَذكره الله تَعَالَى لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي غير هَذَا الموضِع، فَقَالَ تَعالى:) وَلَقَد آتَيْنا مُوسَى وهارونَ الفُرْقانَ وضِياءً (أَرَادَ التّوراةَ، فسمّى جَلّ ثناؤُه الكِتابَ المُنزَّلَ على محمّد صلى الله عَلَيْهِ وسلّم فُرْقاناً، وسمّى الكتابَ المنزَّلَ على مُوسَى صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فُرقاناً. والمَعْنى أَنه تَعالَى فرَقَ بكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا بيْن الحقِّ والباطِل. وقيلَ: الفُرْقان: انْفِلاقُ البَحْرِ قيلَ: وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقان (وقولُه تَعَالَى:) يوْمَ الفُرْقان يوْمَ الْتَقَى الجَمْعان (قيل: إنّه أُريدَ بِهِ يَوْم بدْرٍ فإنّه أوّل يَوْم فُرِق فِيهِ بينَ الحقِّ والباطِلِ. وَقيل: الفُرقان ... نقلَه الأصبَهاني. والفَريقَة ككَنيسة: تمْرٌ يُطْبَخ بحُلْبَةٍ للنُّفَساءِ. وأنشدَ الجوهريّ لأبي كَبِير الهُذَليّ:
(ولَقَدْ ورَدْتُ الماءَ، لونُ جِمامِهِ ... لونُ الفَريقَة صُفِّيَتْ للمُدنَفِ)
أَو حُلْبَةٌ تُطْبَخ مَعَ الحُبوب. كالمَحْلَبِ والبُرِّ وغيرِهما، وَهُوَ طَعامٌ يُعْمَل لَهَا. وَقَالَ ابنُ خالَويْه:)
الفَريقة: حَساءٌ يُعمَل للعَليلِ المُدْنَفِ. وفَرَقَها فَرْقاً: أطْعَمَها ذلِك، كأفرَقَها إفراقاً. والفَريقَةُ: قِطعَةٌ من الغَنَم شاةٌ أَو شَاتَان، أَو ثلاثُ شِياهٍ تتفرّقُ عنْها. وَفِي كتاب لَيْسَ: عَن سائِرِها بشيءٍ يسُدّ بينَها وَبَين الغَنَم بجَبَلٍ أَو رمْلٍ أَو غير ذَلِك فتَذْهَبُ. وَفِي كتاب لَيْسَ: فتضِلّ تحتَ اللّيلِ عَن جَماعَتِها، فتلكَ المتفرِّقةُ فَريقة، وَلَا تُسمّى فَريقةً حَتَّى تضِلّ، وأنْشدَ الجوهريُّ لكُثيِّر:
(بذِفْرَى ككاهِلِ ذيخِ الخَليفِ ... أصابَ فريقَةَ ليلٍ فعاثَا)
وَفِي الحَدِيث: مَا ذِئْبانِ عادِيان أصابا فَريقَةَ غنم أضاعَها ربُّها بأفسدَ فِيهَا من حُبِّ المَرْء السّرَفَ لدِينِه. والفِراق كسَحابٍ وكِتاب: الفُرْقَة، وأكثرُ مَا تكون بالأبدانِ. وقُرِئَ قَوْله تَعَالَى:) هَذَا فَراقُ بَيْني وبيْنِك (بالفَتْح. قرأَ بهَا مُسلمُ بن بَشّار. وقولُه تَعَالَى:) وظنّ أنّه الفِراقُ (أَي: غلَب على قلْبِه أنّه حينَ مُفارَقَة الدُنْيا بِالْمَوْتِ. وإفريقِيّةُ بالكَسْر، وَإِنَّمَا أهملَه عَن الضّبْطِ لشُهْرَتِه: بلادٌ واسِعة قُبالَةَ جَزيرةِ الأندَلُس كَذَا فِي الْعباب. والصّحيحُ أَنه قُبالَة جَزِيرَة صِقِلّيّة ومُنتَهى آخرِها الى قُبالَةِ جزيرةِ الأندَلُس. والجَزيرتان فِي شَمالِيّها، فصِقِليّة منحرفةٌ الى الشّرْقِ، والأندلسُ منحرفةٌ عَنْهَا الى جهةِ الغَرْب. وسُمِّيت بإفريقِش بن أبْرَهَةَ الرّائِش. وَقيل: بإفْريقِش بنِ قيْس بن صَيْفيّ بن سَبَأ. وَقَالَ القُضاعيُّ: سُمّيتْ بفارِق بن بيصر بن حام. وقيلَ: لأنّها فرَقَت بَين مِصْر والمَغْرِب، وحَدُّه من طَرابُلُس الغربِ من جِهَة بَرْقَة الْإسْكَنْدَريَّة والى بِجايَة. وقيلَ: الى مِلْيانةَ، فتكونُ مسافةُ طولِها نَحْو شهْرين وَنصف. وَقَالَ أَبُو عبيد البَكْريّ الأندلسيّ: حدُّ طولِها من برقة شرقاً الى طَنْجَة الخضراءِ غرباً، وعرضُها من البحرِ الى الرِّمال الَّتِي فِيهَا أولُ بلادِ السّودانِ، وَهِي مُخفَّفَةُ الياءِ. وَقد جمَعَها الأحوصُ على أفاريقَ، فَقَالَ:
(أينَ ابنُ حرْبٍ ورَهْطٌ لَا أحُسُّهُمُ ... كَانُوا علَيْنا حَدِيثا من بَني الحَكَمِ)

(يجْبونَ مَا الصينُ تحوِيهِ مَقانِبُهم ... الى الأفاريقِ من فُصْحٍ وَمن عَجَمِ)
وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جملةٌ من العُلماءِ والمُحدِّثين، مِنْهُم أَبُو خالدٍ عبدُ الرحمنِ بنِ زيادِ بن أنْعُمْ الإفْريقيّ قاضِيها، وَهُوَ أوّلُ مولودٍ ولِدَ فِي الْإِسْلَام بإفْريقيّةَ رَوى عَنهُ سُفيانُ الثّوريّ، وَابْن لَهيعةَ، وَقد ضُعِّفَ. وسُحْنون بن سعيد الإفْريقيّ: من أصْحابِ مالِك، وَهُوَ الَّذِي قدِمَ بمذْهَبِه الى إفْريقيّةَ، وتُوفِّيَ سنة إحْدى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ. وأفرَقَ المريضُ من مرَضِه والمَحْمومُ من حُمّاه، أَي: أقْبَلَ، نقَله الجوهَريُّ عَن الأصمعيّ. وَقَالَ الأزهريّ: وكُلُّ عَليلٍ أفاقَ من عِلّته فقد أفْرَقَ،)
أَو المَطْعون إِذا بَرئَ قيلَ: أفْرَقَ. نَقله اللّيثُ، زادَ ابنُ خالَويهِ: بسُرعةٍ. قَالَ فِي كِتابِ لَيْسَ: اعتلّ أَبُو عُمَرَ الزاهدُ لَيْلَة واحِدةً، ثمَّ أفْرَقَ، فسألْناه عَن ذلِك، فَقَالَ: عَرفَ ضَعْفي فرَفَقَ بِي. أَو لَا يكونُ الإفْراقُ إِلَّا فِيمَا لَا يُصيبُك من الأمراضِ غير مرّة واحدةٍ كالجُدَريّ والحَصْبةِ، وَمَا أشْبَههما. وَقَالَ اللّحيانيُّ: كل مُفيقٍ من مرَضِه مُفرِقٌ، فعمّ بذلك. قَالَ أعْرابيٌّ لآخر: مَا أمارُ إفراقِ الموْرودِ فَقَالَ: الرُّحَضاءُ. يَقُول: مَا عَلامة بُرْءِ المحْموم فَقَالَ: العرَق. وأفرقَتِ النّاقَةُ: رجَع إِلَيْهَا بعضُ لبَنِها فَهِيَ مُفرِقٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أفرَقَ القومُ إبلَهم: إِذا خلّوْها فِي المرْعَى والكلأ لم يُنتِجوها وَلم يُلْقِحوها. وَقَالَ غيرُه: وناقة مُفْرِق، كمُحْسِن تمْكُث سنَتَيْن أَو ثَلَاثًا لَا تَلْقَحُ. وقيلَ: هِيَ الَّتِي فارَقَها ولَدُها. وَقيل: فارقَها بمَوْت، نقلَه الجوهريّ. والجمعُ: مَفاريق. وفرّقَه تفْريقاً وتَفْرِقَةً كَمَا فِي الصِّحاح: بدّدَه. وَقَالَ الأصبهانيّ: التّفريقُ: أصلُه التّكْثيرُ. قَالَ: ويُقال ذَلِك فِي تشتيتِ الشّمْلِ والكلِمة، نَحْو:) يفَرِّقون بِهِ بيْن المرْءِ وزوْجِه (وَقَالَ عزّ وجلّ:) فرّقْت بيْن بَني إسرائيلَ ولمْ تَرْقُبْ قوْلي (. وَقَوله عزّ وجلّ:) لَا نُفَرِّقُ بيْن أحَدٍ منْهُم (وإنّما جازَ أَن يجعلَ التّفريق منْسوباً الى أحَد من حيثُ إنّ لفظَ أحد يُفيد الجمْع ويُقال: الفَرْق بينَ الفَرْقِ والتّفْريق، أنّ الفَرْق للإصلاح، والتّفْريق للإفْساد. وَقَالَ ابْن جِنّي فِي كتابِ الشّواذِّ فِي قَوْله تَعَالَى:) الَّذين فرّقوا دينَهم (أَي: فرّقوه وعَضَوْه أَعْضَاء، فخالَفوا بينَ بعضٍ وَبَعض. وقُرِئَ بالتّخفيف وَهِي قراءَة النّخَعيّ وابنِ صالِح مولَى أبي هانئٍ، وتروى أَيْضا عَن الأعمَش ويَحْيى، وتأْويلُه أنّهُم مازُوهُ عَن غيرِه من سائِرِ الأدْيان. قَالَ: وَقد يُحتَمل أَن يكون معْناه معنى القَراءَة بالتّثْقيل وذلِك أنّ فَعَل بالتّخفيفِ قد يكون فِيهَا مَعنَى التّثقيل. ووجهُ هَذَا أنّ الفِعلَ عندنَا موضوعٌ على اغْتِراقِ جِنْسِه أَلا ترى أنّ معْنى قامَ زيدٌ: كَانَ مِنْهُ القِيام، وقعَدَ: كَانَ مِنْهُ القُعود. والقيامُ كَمَا نعلم والقُعودُ جِنسان، فالفعلُ إذنْ على اغتِراقِ جنسِه، يدُلُّ على ذَلِك عملُه عندَنا فِي جَمِيع أجزاءِ ذلِك الجِنْسِ من مُفردِه ومُثنّاه ومجموعِه ونَكِرته ومَعرِفته، وَمَا كَانَ فِي معْناه، ثمَّ ذَكَر كلَاما طَويلا وَقَالَ: وذه اواضح مُتناهٍ فِي البَيان. وَإِذا كَانَ كَذَلِك عُلِم مِنْهُ وَبِه أنّ جَميعَ الأفعالِ ماضيها وحاضِرها ومُتَلَقّاها مجَاز لَا حَقِيقَة، أَلا تراك تَقول: قُمتُ قومةً، وقمتُ عَليّ مَا مضَى دالٌّ على الجنْس فوضْعُك القَوْمَة الواحِدَةَ مَوضِع جِنْسِ القيامِ، وَهُوَ فِيمَا مضَى، وَفِيمَا هُوَ حاضِرٌ، وَفِيمَا هُوَ مَلَقًّى مُستَقْبَل من أذْهبِ شَيْء فِي كَونه مَجازاً، ثمَّ قَالَ بعدَ كَلَام: وَهَذَا موضِعٌ يسمَعُه النَّاس منّي، ويتَناقَلونه دائِماً عني، فيُكْبِرونه)
ويُكْثِرون العَجَب بِهِ، فَإِذا أوضحتُه لمَنْ يسألُ عَنهُ استَحَى، وَكَانَ يستغفِرُ الله لاستيحاشِه كَانَ مني. ويُقال: أخذَ حقَّه مِنْهُويُقال: هُوَ مُفرِق الجِسْم، كمُحْسِن. وسِياقُ الصاغانيّ يقتَضي أَنه كمُعَظّم، أَي: قَليلُ اللّحْمِ، أَو سَمينٌ، وَهُوَ ضِدٌّ. وتفرّق القومُ تفَرُّقاً، وتِفِرّاقاً بكسرتين. ونَصُّ اللِّحْيانيّ فِي النّوادِر تفْريقاً: ضدّ تجمَّعَ، كافْتَرَق، وانْفَرَق، وكلُّ من الثّلاثةِ مُطاوع فرَّقتُه تَفريقاً. وَمِنْهُم من يجْعَلُ التّفرُّق للأبْدانِ، والافْتِراق فِي الكَلام. يُقال: فرّقتُ بَين الكَلامين، فافْتَرقا. وفرّقْت بَين الرّجُلَيْنِ فتفرَّقا. وَفِي حَدِيث الزّكاة: لَا يُفرَّق بَين مُجْتَمِع، وَلَا يُجمَع بَين مُتفَرِّق وَفِي حَدِيث آخر: البَيِّعان بِالْخِيَارِ مَا)
لم يتفرَّقا، واختُلِفَ فِيهِ فَقيل: بالأبْدانِ، وَبِه قَالَ الشافعيُّ وأحمدُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة ومالكٌ وغيرُهما: إِذا تعاقَدا صحّ البيْعُ وَإِن لم يفْتَرِقا. وظاهرُ الحَدِيث يشْهَدُ للقَوْل الأوّل. ويُقال: تفرّقَت بهم الطُّرُق، أَي: ذهَبَ كُلٌّ مِنْهُم الى مذْهَبٍ. وَقَالَ مُتَمِّم بنُ نُوَيرةَ رضيَ الله عَنهُ يرْثي أَخَاهُ مالِكاً:
(فلمّا تفَرَّقْنا كأنّي ومالِكاً ... لطولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَة مَعا)
وانْفَرَق: انْفَصَل، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فانْفَلَقَ فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (. والمُنْفَرَقُ يكون موضِعاً، وَيكون مصْدَراً. قَالَ رؤبَة يصِفُ الحُمُر: ترْمي بأيدِيها ثَنايا المُنْفَرَقْ أَي: حَيْثُ ينْفَرِقُ الطّريقُ، ويُرْوى: المُنْفَهَقْ. والتّركيبُ يدُلُّ على تميّزٍ وتزيُّلٍ بَين شَيْئَيْن، وَقد شذّ عَن هَذَا التَّرْكِيب الفَرَقُ للمِكْيال، والفَريقة للنُّفَساءِ، والفَروقَةُ للشّحْم، والفُروق: موضِعٌ. وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: الفُرْقَة بالضّمِّ: مصْدَرُ الافْتِراقِ. وَهُوَ اسمٌ يوضَعُ موضِعَ المصْدَرِ الْحَقِيقِيّ من الافْتِراقِ. وفارَقَ الشيءَ مُفارَقةً: بايَنَهُ، والاسمُ: الفُرْقة. وتَفارَقَ القوْمُ: فارَقَ بعضُهم بَعْضًا. وفارَقَ فلانٌ امرأتَه، مُفارَقَةً، وفِراقاً: بايَنَها. وَهُوَ أسرَعُ من فَريقِ الخيْلِ لسابِقِها، فَعيلٌ بِمَعْنى مُفاعِل لأنّه إِذا سبَقها فارَقَها. ونِيّةٌ فَريقٌ: مُفرِّقَةٌ، قَالَ:
(أحقّاً أنّ جِيرَتَنا اسْتَقَلّوا ... فنيّتُنا ونيّتُهم فَريقُ)
قَالَ سيبَوَيْه: قَالَ: فريقٌ، كَمَا يُقَال للْجَمَاعَة: صَديق. وفرّق رأسَه بالمُشْطِ تفْريقاً: سرّحَه. وَفِي صفَته صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: إِن انفَرقَتْ عَقيقَتُه فرَق، وَإِلَّا فَلَا يبلُغُ شعْرُه شَحمةَ أُذُنِه إِذا هُوَ وفّره أَرَادَ أنّه كَانَ لَا يُفرِّقُ شعرَه إِلَّا أَن ينفَرِقَ هُوَ، وَهَكَذَا كَانَ فِي أولِ الأمرِ ثمَّ فَرَق. ويُقال للماشِطَةِ تمشُط كَذَا وَكَذَا فَرْقاً، أَي: كَذَا وَكَذَا ضَرْباً. وفَرَقَ لَهُ عَن الشّيْء: بيّنه لَهُ، عَن ابنِ جِنّي. وجَمْع الفَرَق من اللّحْية، مُحرَّكة: أفْراقٌ. قَالَ الراجز: يَنفُض عُثْنوناً كثيرَ الأفْراقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمِثْلِ الدِّرْياقْ والأفْرَقُ: البَعيدُ مَا بينَ الألْيَتَيْن. وتَيْسٌ أفرقُ: بَعيدُ مَا بَين قَرنَيْه، وَهَذِه عَن ابنِ خالَوَيْه.
والمَفْروقان من الأسْباب: هما اللّذانِ يقوم كُلُّ واحدٍ منهُما بنَفْسِه، أَي: يكونُ حرْفٌ مُتحرِّكٌ وحرْفٌ سَاكن، ويتْلوه حرفٌ متحرّك نَحْو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلن، وعِيلُن من مَفاعيلن. وانْفَرَقَ)
الفَجْرُ: انفَلَق. والفُرّاق، كرُمّان: جمعُ فارِقٍ، للنّاقَةِ تشتدّ، ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شدّةِ مَا يَمُرّ بهَا من الوَجَع. قَالَ الْأَعْشَى:
(أخْرَجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ ... قِ رَجوسٌ قُدّامُها فُرَّاقُ)
وأفرقَ فلانٌ غَنَمَه: أضَلّها وأضاعَها. وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: أفْرَقَ زيدٌ: ضاعَتْ قِطعةٌ من غَنَمه.
وحَكَى اللّحْيانيّ: فرَقْتُ الصّبيّ: إِذا رُعْتَه وأفزَعْتَه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراها فرّقْتُ بتشديدِ الراءِ لأنّ مثل هَذَا يَأْتِي على فعّلْتُ كثيرا، كقولِك فزّعْت، وروّعتُ، وخوّفْتُ. وفارَقَني، ففَرَقْتُه أفْرُقه: كُنتُ أشدَّ فَرَقاً مِنْهُ، هَذِه عَن اللّحياني، حكاهُ عَن الكِسائيّ. وأفْرَقَ الرّجُل، والطائرُ، والسّبُعُ، والثّعلبُ: سَلَح، أنْشَدَ اللّحيانيُّ:
(أَلا تِلْكَ الثّعالبُ قد تَوالتْ ... عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا)

(لتأْكُلَني فمَرَّ لهُنّ لَحْمي ... فأفْرَقَ من حِذارِي أَو أتاعا)
قَالَ: ويُروى فأذْرَق. والمُفْرِقُ، كمُحْسِن: الغاوي، على التّشْبيه بذلك، أَو لأنّه فارَق الرُّشْدَ، والأولُ أصحُّ. قَالَ رؤبَة: حتّى انْتَهى شيطانُ كُلِّ مفْرِقِ ويفجمَع الفَرَق للمِكْيال على أفرُقٍ، كجَبَلٍ وأجْبُل. وَمِنْه الحَدِيث: فِي كلِّ عَشْرَةِ أفرُقِ عسَلٍ فرَقٌ. والفُرْقُ، بالضّمِّ: إناءٌ يُكْتالُ بِهِ. والفُرْقان: قدَحان مُفْتَرِقان. وفُرْقان من طَيْرٍ صوافَّ، أَي: قطْعَتان. وفارَقْتُ فلَانا من حِسابي علَى كَذَا وَكَذَا: إِذا قطعْتَ الأمرَ بينَك وبينَه على أَمر وقَع عَلَيْهِ اتَّفاقُكُما. وكذلِك صادَرْتُه على كَذا وكَذا. وفرسٌ فَروقٌ: أفْرقُ، عَن الصاغانيّ.
والفَريقُ: النخْلَةُ يكونُ فِيهَا أُخْرى، عَن أبي حَنيفَة وَأبي عَمْرو. وَمن أسمائِه صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الكُتُبِ السالِفة فارِقْ ليطا، أَي يفرُقُ بينَ الحقِّ والباطِلِ. ونقلَ الشِّهابُ أحمدُ بن إِدْرِيس القَرافِيُّ فِي كتابٍ لَهُ فِي الرّدِّ على اليَهودِ والنَّصارَى مَا نصُّه فِي إنْجيلِ يوحَنّا: قَالَ يَسوعُ المسيحُ عَلَيْهِ السَّلَام فِي الفصْلِ الخامِس عشَر: إِن الفارِقْلِيط روحُ الحَقِّ الَّذِي يُرْسِلُه أَي: هُوَ الَّذِي يُعلِّمكم كُلَّ شيءٍ، والفارِقْلِيط عندَهُم الحَمّاد، وَقيل: الحامِد. وجُمهورُهم أنّه المُخَلِّصُ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم. وأفرقَ الرّجُلُ: صارَت غَنَمُه فريقَةً، نقلَه ابنُ خالَوَيْه. وجمَلٌ أفْرَقُ: ذُو سَنامَيْنِ. ونوقٌ مَفاريقُ، أَي: فَوارِق. وطَريقٌ أفْرَقُ: بَيِّنٌ. وضمّ تفاريقَ مَتاعِه، أَي: مَا تفرّقَ.
ويُقال: سَبيلٌ أفرقُ، كأنّه الفَرَق. وبانَتْ فِي قَذالِه فُروقٌ من الشّيْبِ، أَي: أوضاحٌ مِنْهُ.)
والفاروق: لقَبُ جَبَلَةَ بنِ أساف بنِ كلْبٍ، كَذَا فِي الأنْسابِ لأبي عُبَيدٍ. ومَيّافارِقين: سيأْتي فِي ميي.
(فرق)
بَين الشَّيْئَيْنِ فرقا وفرقانا فصل وميز أَحدهمَا من الآخر وَبَين الْخُصُوم حكم وَفصل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين} وَبَين المتشابهين بَين أوجه الْخلاف بَينهمَا وَله عَن الْأَمر كشفه وَبَينه وَله الطَّرِيق أَو الرَّأْي استبان وَالشَّيْء قسمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذ فرقنا بكم الْبَحْر} وَالله الْكتاب فَصله وَبَينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقرآنا فرقناه لتقرأه على النَّاس على مكث} وَفُلَانًا كَانَ أَشد فرقا مِنْهُ وَالصَّبِيّ راعه وأفزعه

(فرق) فرقا جزع وَاشْتَدَّ خَوفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَكنهُمْ قوم يفرقون} وَيُقَال فرق مِنْهُ وَعَلِيهِ أشْفق فَهُوَ فرق وَفُلَان دخل فِي الْفرق وخاض فِيهِ وَكَانَت ناصيته أَو لحيته مفروقة وتباعد مَا بَين أَسْنَانه خلقَة وَيُقَال فرقت الْأَسْنَان وَالدَّابَّة ارْتَفَعت إِحْدَى حرقفتيها وانخفضت الْأُخْرَى وَالْبَعِير بعد مَا بَين منسميه والتيس بعد مَا بَين قرنيه أَو خصيتيه وَالْفرس كَانَ ذَا خصبة وَاحِدَة والديك كَانَ ذَا عرفين لانفراج بَينهمَا وَيُقَال فرق عرف الديك انْشَقَّ خلقَة فَهُوَ أفرق وَهِي فرقاء (ج) فرق

ولد

و ل د: (الْوَلَدُ) يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا وَكَذَا (الْوُلْدُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ. وَقَدْ يَكُونُ (الْوُلْدُ) جَمْعُ وَلَدٍ كَأَسَدٍ وَأُسْدٍ. وَ (الْوِلْدُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِي الْوُلْدِ. وَ (الْوَلِيدُ) الصَّبِيُّ وَالْعَبْدُ وَالْجَمْعُ (وِلْدَانٌ) كَصِبْيَانٍ، وَ (وِلْدَةٌ) كَصِبْيَةٍ. وَ (الْوَلِيدَةُ) الصَّبِيَّةُ وَالْأَمَةُ وَالْجَمْعُ (الْوَلَائِدُ) . وَ (وَلَدَتِ) الْمَرْأَةُ وِلَادًا وَ (وِلَادَةً) . وَ (أَوْلَدَتْ) حَانَ وِلَادُهَا. وَ (تَوَالَدُوا) أَيْ كَثُرُوا وَوَلَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (الْوَالِدُ) الْأَبُ وَ (الْوَالِدَةُ) الْأُمُّ وَهُمَا (الْوَالِدَانِ) . وَشَاةٌ (وَالِدٌ) أَيْ حَامِلٌ. وَ (تَوَلَّدَ) الشَّيْءُ مِنَ الشَّيْءِ. وَ (مِيلَادُ) الرَّجُلِ اسْمُ الْوَقْتِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ. (وَالْمَوْلِدُ) الْمَوْضِعُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ. وَعَرَبِيَّةٌ (مُوَلَّدَةٌ) وَرَجُلٌ (مُوَلَّدٌ) إِذَا كَانَ عَرَبِيًّا غَيْرَ مَحْضٍ. 
ولد
الوَلَدُ: مَعْروْف، يَجْمَعُ الواحِدَ والكَثِيْرَ والذَكَرَ والأنْثَى. والوَلِيْدُ: الصَّبِي. والوَلِيْدَةُ: الأمَةُ. وولْدُ الرجُلِ: وَلَدُه ورَهْطُه، وهو واحِدٌ وجَمْعٌ.
والوِلْدَةُ: جَمَاعَةُ الأوْلَادِ. وفي المَثَلِ: " وَلَدُك مَنْ دَمى عَقِبَيْك " أي مَنْ وَلَدْته. وشاةٌ والِدٌ، والجَميعُ وُئدٌ، بَينَةُ الوِلَادِ.
فأمّا الوِلَادَةُ فهيَ: وَضْعُ المَرْأةِ وَلَدَها. والمُوَلَّدُ: الذي وُلدَ عِنْدَكَ. والتَّلِيْدُ: ما وُلدَ عِنْدَ غَيْرِكَ. والتلِيْدُ: المالُ القَديْمُ، وكذلك التلاَدُ.
والمُوْلِدُ من الغَنَمِ والبَقَرِ: كالخَلِفَةِ من النوْقِ.
والوَالِدُ: التي قد وَلَدَتْ " كالعَانِدِ.
وجارِيَةٌ مُوَلدَةٌ: توْلَدُ بَيْنَ العَرَبِ. والتلِيْدَةُ: ما تَلِدُ في مِلْكِ قَوْم وعِنْدَهم أبَوَاها. وأوْلَدَتِ الشاةُ إيْلاداً: ضَخُمَ بَطْنُها ودَنَا وِلاَدُها فهي مُوْلِدٌ، وجَمْعُها مَوَالِيْدُ. وأوْلَدَتِ الغَنَمُ: حانَ وِلادُها. وإنَّها لَتَوَلدُ: إذا هَمَّتْ بالوِلادِ.
ووَلَّدْناها: نَتَجْنَاها. والمُوَلَدَةُ: القابِلَةُ.
ولهم وِلْد في بَني فلانٍ: أي وِلَادَةٌ؛ أمهم منهم.
وفَعَلَ ذلك في وَلُوْدِيَّتِه: أي في صِغَرِه. وهو فَصِيْحٌ قَلِيْلُ الوُلُوْدِيَّة في كَلَامِه والوَلُوْدِيةِ. ويُقال لفَرْخِ الحَمَامَةِ: الوَلَدُ.
وكُنْيَةُ الدَّجَاجَ: أمُّ الولِيْدِ.
ومَثَلٌ: " زينَ في عَيْنِ والِدٍ وَلَدُه ". و " هذا أمْر لا يُنَادى وَليْدُه " أي لا يُطْلَبُ فيه زِيَادَةٌ من كَثْرَتِه، وقيل: هو في الشِّدَّةِ؛ وفي أمْرٍ عَجِيْبٍ أيضاً. واللَدَةُ: الترْبُ، والجَميعُ اللَدُوْن واللِّدَاتُ.
(ولد) الْأُنْثَى حضر ولادها فعالجها حِين يبين الْوَلَد مِنْهَا وَيُقَال ولد الشَّاة وَنَحْوهَا وَالْولد رباه وَالشَّيْء من الشَّيْء أنشأه مِنْهُ وَالْكَلَام والْحَدِيث استحدثه
و ل د

هو من أولاده وولده وولده، وهم ولدة صغار، وهو وليد من الودان ووليدة من الولائد: للصبيّ والصبيّة. وولدت المرأة ولادة وولاداً، ومولده وميلاده وقت كذا، ومكة مولده ومنشؤه. وشاة والد: بيّنة الولاد، وشاء ولّد. وهذه مولدة فلان: قابلته، وولّدتني فلانة. وعن امرأة من سليم: ولّدت عامّة أهل دارنا. وولّدت الغنم: نتجتها. وغلام مولّد وجارية مولّدة: ولدت عند العرب ونشأت مع أولادهم وتأدبت بآدابهم. واستولد جارية. وتوالدوا بساحل البحر. وهو وهي لدتي وهم وهنّ لداتي.

ومن المجاز: ولّدوا حديثاً وكلاماً: استحدثوه. وكلام مولّد: ليس من أصل لغتهم، وشاعر مولد. وتولّدت العصبيّة فيما بينهم. وأرض البلقاء تلد الزعفران.

والليل حبلى ليس يدرى ما تلد

ورأيت وليدة من ولائد فلان ووليداً من ولدانه: يريد الجارية والغلام إذا استوصفا قبل أن يحتلما. وضحبة فلان ولاّدة للخير.
[ولد] الوَلَدُ قد يكون واحداً وجمعاً، وكذلك الوُلْدُ بالضم. ومن أمثال بني أسدٍ: " وُلْدُكِ من دمى عقبيك ". وقد يكون الولد جمع الولد، مثل أسد وأسد. والولد: بالكسر: لغة في الوُلْدِ. ويقال: ما أدري أيُّ وَلدِ الرجلِ هو، أيْ أيُّ الناس هو. والوَليدُ: الصبيُّ والعبدُ، والجمع وِلْدانٌ ووِلْدَةٌ. والوَليدُ: الصبيَّةُ والأمَةُ، والجمع الوَلائِدُ. ووَلَدَتِ المرأةُ تَلِدُ وِلاداً ووِلادَةً. وأَوْلَدَتْ: حان وِلادُها. وقولهم: " هم في أمرٍ لا يُنادى وَليدُهُ "، يقال أصله من جَرْي الخيل، لأنَّ الفرس إذا كان جواداً أعطى من غير أن يصاح به لا ستزادته، كما قال النابغة الجعدي يصف فرساً: أمام هَوِيٍّ لا يُنادي وَليدُهُ. * وشدٍّ وأمْرٍ بالعِنانِ ليُرْسَلا - ثم قيل ذلك لكلِّ أمرٍ عظيم، ولكل شئ كثير. وتوالدوا، أي كَثُروا ووَلَدَ بعضُهم بعضاً. والوالِدُ: الأبُ. والوالِدَةُ: الأمُّ. وهما الوالِدان. وشاةٌ والِدٌ، أي حامِلٌ، عن ابن السكيت. وميلادُ الرجلِ اسمٌ للوقت الذي ولد فيه. والمولد: الموضع الدى وُلِدَ فيه. ويقال: وَلَّدَ الرجلُ غنمه تَوْليداً، كما يقال نَتَجَ إبلهُ نَتْجاً. وعربيَّةٌ موَلَّدَةٌ، ورجلٌ موَلَّدٌ، إذا كان عربيًّا غيرَ محض. ولدة الرجل: تربه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله، لانه من الولادة. وهما لدان، والجمع لدات ولدون.
ولد
الوَلَدُ: المَوْلُودُ. يقال للواحد والجمع والصّغير والكبير. قال الله تعالى: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ
[النساء/ 11] ، أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ [الأنعام/ 101] ويقال للمتبنّى وَلَدٌ، قال: أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً [القصص/ 9] وقال: وَوالِدٍ وَما وَلَدَ
[البلد/ 3] قال أبو الحسن: الوَلَدُ: الابن والابنة، والوُلْدُ هُمُ الأهلُ والوَلَدُ. ويقال: وُلِدَ فلانٌ. قال تعالى: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ [مريم/ 33] ، وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ
[مريم/ 15] والأب يقال له وَالِدٌ، والأمّ وَالِدَةٌ، ويقال لهما وَالِدَانِ، قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ
[نوح/ 28] والوَلِيدُ يقال لمن قرب عهده بالوِلَادَةِ وإن كان في الأصل يصحّ لمن قرب عهده أو بعد، كما يقال لمن قرب عهده بالاجتناء: جنيّ، فإذا كبر الوَلَدُ سقط عنه هذا الاسم، وجمعه:
وِلْدَانٌ، قال: يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً
[المزمل/ 17] والوَلِيدَةُ مختصّة بالإماء في عامّة كلامهم، واللِّدَةُ مختصّةٌ بالتِّرْبِ، يقال: فلانٌ لِدَةُ فلانٍ، وتِرْبُهُ، ونقصانه الواو، لأنّ أصله وِلْدَةٌ. وتَوَلُّدُ الشيءِ من الشيء: حصوله عنه بسبب من الأسباب، وجمعُ الوَلَدِ أَوْلادٌ. قال تعالى: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
[التغابن/ 15] ، إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ [التغابن/ 14] فجعل كلّهم فتنة وبعضهم عدوّا. وقيل:
الوُلْدُ جمعُ وَلَدٍ نحو: أُسْدٍ وأَسَدٍ، ويجوز أن يكون واحدا نحو: بُخْلٍ وبَخَلٍ، وعُرْبٍ وعَرَبٍ، وروي: (وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ) وقرئ: مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ
[نوح/ 21] .
(و ل د) : (الْوَلَدُ) يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ (وَالْوَلِيدُ) صَبِيٌّ وَجَمْعُهُ وِلْدَانٌ (وَالْوَلِيدَةُ) الصَّبِيَّةُ وَجَمْعُهَا وَلَائِدُ وَيُقَالُ لِلْعَبْدِ حِينَ يَسْتَوْصِفُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ (وَلِيدٌ) وَلِلْأَمَةِ (وَلِيدَةٌ) وَإِنْ أَسَنَّتْ وَمِنْهَا حَدِيثُ عُمَرَ «مَنْ وَطِيءَ وَلِيدَةً فَالْوَلَدُ مِنْهُ وَالضَّيَاعُ عَلَيْهِ» وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى «أَيُّمَا رَجُلٍ وَطِيءَ جَارِيَةً» وَمَنْ قَالَ هِيَ أُمُّ الْوَلَدِ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ فَقَدْ أَخْطَأَ لَفْظًا وَمَعْنًى (وَقَدْ وَلَدَتْ وِلَادًا وَوِلَادَةً) (وَوَلَّدَتْ الشَّاةُ) حَانَ وِلَادُهَا وَلَا يُقَالُ أَوْلَدَ الْجَارِيَةَ بِمَعْنَى اسْتَوْلَدَهَا وَالْمَوْلِدُ) الْمَوْضِعُ وَالْوَقْتُ (وَالْمِيلَادُ) الْوَقْتُ لَا غَيْرُ وَقَوْلُهُ وَلَوْ اشْتَرَى إلَى الْمِيلَادِ قِيلَ الْمُرَادُ نِتَاجُ الْإِبِلِ وَقِيلَ أَرَادَ وَقْتَ وِلَادَةِ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي أَطْوَلِ لَيْلَةٍ مِنْ السَّنَةِ إلَّا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَا يَعْرِفُونَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَقَالَ لِلصَّغِيرِ مَوْلُودٌ وَإِنْ كَانَ الْكَبِيرُ مَوْلُودًا أَيْضًا لِقُرْبِ عَهْدِهِ مِنْ الْوِلَادَةِ كَمَا يُقَالُ لَبَنٌ حَلِيبٌ وَرُطَبٌ جَنِيٌّ لِلطَّرِيِّ مِنْهُمَا (وَمِنْهُ) وَلَا تَقْتُلْ (مَوْلُودًا) وَلَا شَيْخًا فَانِيًا (وَالْمُوَلِّدَةُ) الْقَابِلَةُ وَقِيلَ التَّوْلِيدُ لِلْغَنَمِ وَالنَّتْجُ لِلْإِبِلِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي رَاعِي الْغَنَمِ وَلَوْ اُشْتُرِطَ عَلَيْهِ أَنْ يُوَلِّدَهَا أَيْ يَنْتِجُهَا وَيُعَيِّنُهَا وَيَكْفِيَ أَمْرَهَا عِنْدَ الْوِلَادَةِ الْمُوَلَّدَةُ فِي تل.
(ولد) - قوله تعالى: {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ}
هو جمعُ وَليدٍ: أي صِبْيَان. وقيل: هو جَمعُ وَلَد كأولاد، ويقع الوَلَد على الواحِد والأكثَر، وعلى الذكَرِ والأنثَى.
والوُلْدُ بمعنى الوَلَد والأَولاد، والِّلدَةُ مِنْ وَلَدَ، كالعِدَة من وَعَدَ، وَأَصْلُه من وِلْدَةٌ، وقيل: التِّلَادُ والتَّلِيدُ من هذا الباب؛ لأنّ أصْلَهما الوَاوُ قلبت تَاءً.
- في الحديث: "واقِيَةً كواقِيَة الوَلِيد"
: أي كَلَاءَةً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ. وقيل: إنه أرَادَ بالوَليد: مُوسىَ عليه الصّلاة والسلام؛ لقوله تَباركَ وتعالى في قِصِّته: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} ، كأنّه قال: كما وَقَيْتَ مُوسِىَ شرَّ فِرْعَون، وهو في حِجْرِه، فَقِنى شَرَّ قَوْمى، وأنا بَيْن أَظْهُرِهِم.
- في الحديث: "فتَصَدَّقْت على أُمِّى بِوَلِيدة"
: أي جاريَةٍ صَغِيرة، والوَلائدُ: الوصَائِفُ. - وفي الاستعَاذَةِ: "ومن شَرِّ والِدٍ ومَا ولَدَ"
يَعنِى إبليسَ والشَّياطين.
فأمّا قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}
قيل: آدَمُ وذريتُه.
- وفي الحديث: "المولود في الجَنَّةِ"
: أي الطِّفْلُ الصَّغيرُ الذي مَاتَ قبل ما أن يُدْرِك الحُلُم، والسِّقْطُ.
- في حديث لَقِيط - رضي الله عنه -: "ما وَلَّدْتَ يا راعِى؟ "
أصْحَاب الحديث يقُولون: "ما وَلَدَتْ" يُريدُون: الشَّاةَ، والمحَفُوظ بتشديد الّلام على خِطَاب الشّاهِدِ.
يقال: ولَّدْتَهُ ؛ إذا حَضَرتَ ولَاَدَتَها فعَالَجْتَها، حتى يَبِينَ منها، وأنشَدَ أبو عُمَر:
إذا مَا وَلَّدُوا يَومًا تَنَادَوْا
أَجَدْىٌ تحت شَاتِكَ أم غُلامُ  

ولد


وَلَدَ
a. [ يَلِدُ] (n. ac.
لِدَة [] مَوْلِد
وِلَاْد
وِلَاْدَة
إِلَادَة), Brought forth, bore.
b. Begot, engendered, generated, bred.

وَلَّدَa. Assisted, acted as midwife to.
b. Brought up, reared.
c. [acc. & Min], Derived, deduced from.
d. Produced; effected.
e. Made to increase.
f. see I (a)
أَوْلَدَa. see I (a)b. Was in labour.
c. Had ( a child ) by.
تَوَلَّدَ
a. [Min], Was born of; resulted, from; was derived, deduced
from; was produced from.
تَوَاْلَدَa. Multiplied, increased.

إِسْتَوْلَدَa. Longed for a child.
b. see IV (c)
وَلْد
وِلْدa. see 4
وِلْدَة
(pl.
لِدُوْن

لِدَات )
a. Birth; bringing forth.
b. Twin-born; contemporary; coeval.

وُلْدa. see 4
وَلَد
(pl.
وِلْدَة [] وُلْد
أَوْلَاْد &
a. إِلْدَة ), Child; offspring; son;
descendant; young one; boy.
مَوْلِد
(pl.
مَوَاْلِدُ)
a. Birth; nativity.
b. Birthplace.
c. Birthday.

وَاْلِدa. Bringing forth, bearing; in labour.
b. Begetting; begetter, engenderer; father, parent; sire
ancestor.

وَاْلِدَةa. fem. of
وَاْلِدb. Mother; parent; ancestress; dam.

وَاْلِدِيّa. Paternal.

وِلَاْدa. Birth, descent.

وِلَاْدَةa. Birth; parturition; confinement, accouchement.

وَلِيْد
(pl.
وِلْدَة [] وِلْدَاْن)
a. Born; begotten.
b. Son, boy, lad.
c. Slave, serf.

وَلِيْدَة
(pl.
وَلَاْئِدُ)
a. Girl; daughter; maiden.
b. Slave; handmaid.

وَلُوْد
(pl.
وُلْد)
a. Bearing; fruitful.

وَلُوْدِيَّةa. Infancy, childhood.
b. Childishness.
c. Insubordination.

وُلُوْدَةa. Birth; begetting.

وُلُوْدِيَّةa. see 26yit
مِوْلَاْد
(pl.
مَوَاْلِيْدُ)
a. see 18 (a)
N. P.
وَلڤدَ
(pl.
مَوَاْلِيْدُ)
a. Born; begotten; child.

N. P.
وَلَّدَa. Born of an Arab father & a foreign mother.
b. Modern (word).
c. Apocryphal.

N. Ac.
وَلَّدَa. see 27tb. Training, rearing.
c. Action.
N. Ag.
أَوْلَدَ
(pl.
مَوَاْلِدُ مَوَاْلِيْدُ)
a. Having brought forth; confined.

N. Ac.
تَوَلَّدَa. Birth.

مُوَلِّدَة
a. Midwife.

وَالِدَانِ [
du. ]
a. Parents.

لِدَانِ
a. Twins.

وُلَيْد
a. Infant, baby; little child.

عِيْد المِيْلَاد
a. Feast of the Nativity; Christmas.

بَيِّنَة مُوَلَّدَة
a. Inconclusive argument.

أَمْرٌ لَا يُنَادَى
وَلِيْدُهُ
a. Grave matter.
و ل د : الْوَالِدُ الْأَبُ وَجَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَالْوَالِدَةُ الْأُمُّ وَجَمْعُهَا بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ وَالْوَالِدَانِ الْأَبُ وَالْأُمُّ لِلتَّغْلِيبِ وَالْوَلِيدُ الصَّبِيُّ الْمَوْلُودُ وَالْجَمْعُ وِلْدَانٌ بِالْكَسْرِ وَالصَّبِيَّةُ وَالْأَمَةُ وَلِيدَةٌ وَالْجَمْعُ وَلَائِدُ وَالْوَلَدُ بِفَتْحَتَيْنِ كُلُّ مَا وَلَدَهُ شَيْءٌ وَيُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَجَمْعُهُ أَوْلَادٌ وَالْوُلْدُ وِزَانُ قُفْلٍ لُغَةٌ فِيهِ وَقَيْسٌ تَجْعَلُ الْمَضْمُومَ جَمْعَ الْمَفْتُوحِ مِثْلُ أُسْدٍ جَمْعِ أَسَدٍ وَقَدْ وَلَدَ يَلِدُ مِنْ بَابِ وَعَدَ وَكُلُّ مَا لَهُ أُذُنٌ مِنْ الْحَيَوَانِ فَهُوَ الَّذِي يَلِدُ وَتَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي بيض وَالْوِلَادَةُ وَضْعُ الْوَالِدَةِ وَلَدَهَا وَالْوِلَادُ بِغَيْرِ هَاءٍ الْحَمْلُ يُقَالُ شَاةٌ وَالِدٌ أَيْ حَامِلٌ بَيِّنَةُ الْوِلَادَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُمَا بِمَعْنَى الْوَضْعِ وَكَسْرُهُمَا أَشْهَرُ مِنْ فَتْحِهِمَا وَاسْتَوْلَدْتُهَا أَحْبَلْتُهَا وَأَمَّا أَوْلَدْتُهَا بِالْأَلِفِ بِمَعْنَى اسْتَوْلَدْتُهَا فَغَيْرُ ثَبَتٍ وَصَرَّحَ بَعْضُهُمْ بِمَنْعِهِ وَأَوْلَدَتْ الْمَرْأَةُ إيلَادًا بِإِسْنَادِ الْفِعْل إلَيْهَا إذَا حَانَ وِلَادُهَا كَمَا يُقَالُ أَحْصَدَ الزَّرْعُ إذَا حَانَ حَصَادُهُ فَلَا يَكُونُ الرُّبَاعِيُّ إلَّا لَازِمًا وَوَلَّدَتْهَا الْقَابِلَةُ تَوْلِيدًا تَوَلَّتْ وِلَادَتَهَا وَكَذَلِكَ إذَا تَوَلَّيْتَ وِلَادَةَ شَاةٍ وَغَيْرِهَا قُلْتَ وَلَّدْتَهَا وَرَجُلٌ مُوَلَّدٌ بِالْفَتْحِ عَرَبِيٌّ غَيْرُ مَحْضٍ وَكَلَامٌ مُوَلَّدٌ كَذَلِكَ وَيُقَالُ لِلصَّغِيرِ مَوْلُودٌ لِقُرْبِ عَهْدِهِ مِنْ الْوِلَادَةِ وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْكَبِيرِ لِبُعْدِ عَهْدِهِ عَنْهَا وَهَذَا كَمَا يُقَالُ لَبَنٌ حَلِيبٌ وَرُطَبٌ جَنِيٌّ لِلطَّرِيِّ مِنْهُمَا دُونَ الَّذِي بَعُدَ عَنْ الطَّرَاوَةِ وَالْمَوْلِدُ الْمَوْضِعُ وَالْوَقْتُ أَيْضًا وَالْمِيلَادُ الْوَقْتُ
لَا غَيْرُ وَتَوَلَّدَ الشَّيْءُ عَنْ غَيْرِهِ نَشَأَ عَنْهُ. 
[ول د] وَلَدَتْهُ أُمُّه وِلادَةً، وإِلادَةً _ على البَدَلِ - فهي والِدَةٌ، على الفِعْلِ، ووالِدٌ، على النَّسَبِ، حكاه ثَعْلَبٌ في المَرْاَةِ وكُلِّ حامِلٍ تَلدُ. والوَلَدُ والوُلْدُ: ما وَلِدَ أَيّا كانَ، وهو يَقَعُ على الواحِدِ والجَمِيعِ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، وقد جَمَعُوا فقالوا: أَوْلادٌ، ووِلْدَةٌ، وإِلْدَةُ، وقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ الوُلْدُ جَمْعَ وَلِدٍ، كَوَثَنٍ ووثُنٍ، فإنَّ هذا مِماَّ يَكَسَّرُ على هذا المَثالِ؛ لاعْتَقاب المِثالَيْنِ على الكِلَمَة. والوِلْدُ كالوُلْدِ: [لُغَةُ] . وليسَ بجَمعٍ؛ لأَنّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّرُ على فِعْلٍ. والوَلَدُ أيضا: الرَّهْطُ، على التَّشْبِيهِ بوَلَدِ الظَّهْرِ. والوَلِيدُ: المَوْلُودُ حين يُولُد. وقال ثَعْلَبٌ: هو وَلِيدٌ إلى أَنْ يُوفِعَ، والجَمْعُ: وِلْدَانٌ، والاسمُ الوِلادَةُ والوُلُودِيَّةُ، عن ابنِ الأَعرابِيِّ. قالَ ثَعْلَبٌ: الأَصْلُ الوَلِيدِيَّةُ؛ كأَنَّه بناهُ على لَفظْ الوِلَيِدِ، وهي من المَصادِرِ التي لا أَفْعالَ لها، والأُنْثَى: وَلِيدَةٌ، والجمعُ: وِلْدانٌ، ووَلاِئدُ. وقولُهم في المَثَلِ: ((هُمْ في أَمْرِ لا يُنادَى وَلِيدهُ)) . نَرَى أَنَّ أصْلَه كانَ أَنَّ شِدَّةً أصابَتُهم حتّى كانَت الأُمُّ تَنْسَى وَلِيدَها، فلا تُنادِيِه، ولا تَذْكُرُه، مما هُمْ فيهِ، ثم صارَ مَثَلاً لكلِّ شِدَِةَّ، وقيل: هو أَمْرٌ عَظِيمٌ لا يُنادَى فيه الصِّغارُ بل الجِلَّةَ. وقد يُقالُ في موضِعِ الكَثْرِةِ والسَّعةِ؛ أي مَتَى أَهْوَى الوَلِيدُ بيِدهِ إِلى شَيْءٍ لم يُزْجَرْ عنه؛ لكثرِة الشيءِ عندَهُم. وفَعَلَ ذَِلَك في وَلِيدِيتَّه: أي في الحالَةِ التي كانَ فيِها وَلِيداً. وشاةِ والدَةٌ، ووَلُودٌ: بَيِّنة الوِلادِ، ووالِدٌ، والجمعُ وُلْدٌ، وقد وَلَّدْتُها، وأَوْلَدَتْ هي، وهي مُوِلدٌ، من غَنَم مَوالِيدَ ومَوَالدَ. واللِّدَة: التِّرْبُ، والجمعُ لِداتٌ ولِدُون، قال الفَزَزْدَقُ:

(أَيْنَ شُرُوخهُنَّ مُؤزّراتِ ... وشَرْخَ لِدِىَّ أَسْنانَ الهِرامِ)

والوَلِيدَةُ والمُوَلَّدَةُ: الجارِيَةُ المُوْلُودَةُ بينَ العَرَبِ. وغُلامٌ وَلَيدٌ كذلك. والمُوَلَّدَُّ: المُحْدَثُ بن كُلِّ شيءٍ، ومنه: المُوَلَّدُونَ من الشُّعَراءِ، وإِنّما سُمُّوا بذلك لُحدُوثِهم. والوَلِيدَةُ: الأَمَةُ، بيَّنَةُ الوِلادَةِ والوَلِيدِيةَّ.
[ولد] نه: فيه: واقية كواقية "الولد"، هو الطفل، أي كلاءة وحفظا كما يكلأ الطفل، وقيل: أراد بالوليد موسى "ألم نربك فينا وليدا" أي كما وقيت موسى شر فرعون وهو في حجره فقني شر قومي وأنا بين أظهرهم. ومنه: "الوليد" في الجنة، أي الذي مات طفلًا أو سقط. وح: "المولود" في الجنة - مر في وأد. ومنه: لا تقتلوا "وليدًا"، أي في الغزو، وجمعه ولدان، والأنثى وليدة وجمعها الولائد، وقد تطلق الوليدة على الجارية والأمة وإن كانت كبيرة.وعشرين سنة - وهذا من الغرائب. ن: ما من مولود إلا "يُلد" على الفطرة، بضم تحتية وكسر لام بإبدال الواو ياء، وروي: يولد. كنز: اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن "توالدا"، التوالد: بهم زاد شدن، وهذا دعاء للإخوان والأخوات. ط: حاملك على "ولد" ناقة، فقال: ما أصنع بولدها! ظن الرجل أنه يحمله على ولدها الصغير بل والكبير كله ولدها. وفيه: أربعة من "ولد" إسماعيل، خص ولده لأنهم أفضل الأمم، فإن العرب أفضل سيما أولاد إسماعيل لمكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم. وفيه: لا يدخل الجنة "ولد" زنية، هو تغليظ عليه تعريضًا بالزاني وزجرًا له عن سبب شقاوة. وفيه: أن ابن "وليدة" زمعة مني، أي ولد أمتي، وكان العرب يتخذون الولائد ويضربون عليها الضرائب فيكتسبن بالفجور وكانت السادة أيضًا يأتونهن فإذا ولدت فإن استلحقه أحدهما ألحق به وإن تنازعا يحكم القافة، وكان عتبة صنع هذا الصنع بوليدة زمعة فعهد إلى أخيه، أي أوصى إليه عند الموت أن يأخذ ولدها، وأبي ذلك عبد بن زمعة. غ: الطاهر "لداته"، أي موالده، جعل المصدر اسمًا ثم جمعه. ط: أعتقها فإنها من "ولد" إسماعيل، هو بضم واو وسكون لام جمع ولد، قوله: صدقات قومنا، تشريف بإضافتهم إلى نفسه وهو ثاني المناقب الثلاثة.
ولد:
ثَدِيّ ولم تلد: مثل يضرب لمَنْ لا يستجيب: لما ينتظر منه (معجم مسلم).
الاستخوان يولد الأمان: (إساءة الظن أم
الأمان) (بقطر).
ولّدت: حبلت مرة ثانية (الكالا).
أولدها: تستعمل في موضع أولدها ولداً (محمد بن الحارث 224): كان يوسف الفهري قد أعطى معاوية بن صالح جارية فأولدها معاوية (معجم التنبيه).
أولدت: حبلت مرة ثانية (الكالا).
تولّد: تفرّخ (الكالا).
تولّد: تكاثر (الإدريسي، كليم 1، القسم الرابع) في الحديث عن القرود: تتولد وتتزايد حتى إنها قد تغلبت على هذه الجزيرة لكثرتها.
تَوْلد: تبنّى adopter ( الكالا).
توّلد: توّسط. لازمَ الاعتدال (ابن الجزوي 144): الحنطة الرزينة المتولدة اللون بين الحمرة والبياض.
توالدَ: تولّد (معجم الجغرافيا).
اتولدَ ميت: ولد ميتاً (بقطر).
استولد: أحبل (أبو الفداء تاريخ ما قبل الإسلام 3:140) في الحديث عن (داحس) وهي اسم جواد نزوٍ (فحل الخيل) والغبراء الحِجر (أنثى الخيل): وقد قيل إن الغبراء بنت داحس استولدها قيس من داحس.
استولد: جعلها محظية له (فان دي برج 58)، أحبلها، جعلها أُم ولد له (معجم التنبيه).
وِلْد: أب؛ قاتل ولد: قاتل أبيه أو أمه Parricide ( فوك).
وِلد: والجمع ولدان: فِعلُ التوليد (الكالا).
وَلَد: يجمع أيضاً على الْدةٌ (م. المحيط) (دي ساسي كرست 390:2، عدد 68) وفي مصر الآن، يجمع على ولاد (انظر ما يأتي).
الولد: الوارث المنتظر للعرش، الأمير الوريث، ولي العهد (عادات 20): أرسل الحكم الأول ولده إلى طليلطة فقال عمروس لأهلها يلزمني الخروج إلى الولد أبقاه الله وواجب عليكم مثل ذلك. ووردت الكلمة أربع مرات في (25منه): وكان قريب المحل منه أياً لصحبة كانت له به وهو ولد. وفي (25 وفي محمد بن الحارث 209): وكان المنذر بن محمد إذا كان ولداً هو الذي خاطبه في القضاء (حيّان 4 وغير ذلك). إن لقب ولد، في أسبانيا، في الوقت الحاضر لا يعطي لغير الأولاد الأبكار من ملوكهم واستمر هذا التقليد إلى أن تولت الملكة جوانا الحكم حيث أطلق اللقب على الابن البكر للملك. وفي (البربرية 1:351:2) يطلق اسم الجمع، أي الأولاد، على أولاد السلطان.
ولد تجمع على وِلاد: في لعبة طاب أنظر (لين طبائع مصر 61:2).
ولد: أو هرادي harâdi هو المادة التي تبقى في وسط البالونات التي تستعمل في تحضير ملح النشادر، حين يكون تكرير المادة الصلبة المسخنة بتكثيف الغاز المتصاعد منها غير كامل تماماً (وصف مصر 27:13).
أولاد الأيام: أساتذة العصر (دي سلان) (البربرية 10:462:2)، وقفل إلى المغرب بعد ان شدا شيئاً في الطلب وتفقه في أولاد الأيام.
ولاد الليالي: المغنون في موكب العرس (لين طبائع مصر 256:1).
أولاد الضباع: اصطلاح فلكي لنجوم فلك سيديو Bouvier ( القزويني 7:32:1، ألف استرون 25:1).
أولاد الظباء: اصطلاح فلكي لنجوم الدب الأكبر (القزويني 19:30:1).
امرأة ولد: كنّة bru ( الكالا).
وَلَدِيّة، ولدية البلاد: يطلق هذا التعبير على مَنْ ولد في البلد الذي يسكن فيه عادة (بقطر).
والدية العم: قرابة (صلة تربط بين أبناء
العم) (بقطر).
ولود: مخصب وعلى سبيل المثال في الحديث عن الشاة (محيط المحيط، فوك fecunda، بقطر) ويقال امرأة ولودة (1:69 ali's spruce, anhange) .
ولود: الكثير الولد بين الرجال (البربرية 13:239:2).
وليد. الطفل الوليد: الحديث الولادة (كوسج كرست 13:81).
ولاّدة: نفساء femme en couche ( معجم الإدريسي، المقري 3:633:2) (صححت وترجمت من فليشر إلا أن هذا المعنى يبدو لي ملائماً أكثر من المعنى الآخر).
ولاَّدة: مخصب (فوك).
والد: امرأة والدي: زوج الأب، الزوج الثاني للأب، وحرفياً زوج أبي (الكالا): ma mâratre.
والدّي: أبوي (بقطر).
تولُّد: في (محيط المحيط): (التولد أن يصير الحيوان بلا أب وأُم مثل الحيوان المتولد من الماء الراكد في الصيف).
توَّلد الحَرَج وتَولَّد وحدها: تسبيب، تحريض، إثارة Provocation ( الكالا).
توليد. التوليد الحرفي: اصطلاح فني يتعلق بحساب الزايرجة (المقدمة 7:174:3). مولِد والجمع موالد ومواليد: مولد الشخص، وضع الأفلاك يوم مولده (بقطر، ع بّاد 5:251:1، ابن الأبار 5:149، المقدمة 1:204:1 و3:209) مولد: (تختلف الأيام التي يحتفل بها المسلمون في عيد ميلاد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في جوامع القسطنطينية: فالسلطان يحتفل في 12 ربيع الأول وذلك في الجامع الذي اعتاد أن يحضر فيه الصلاة assister aux offices في المناسبات الدينية الكبيرة؛ أما في الجوامع الأخرى فيكون الاحتفال في أيام أخرى في الشهر نفسه أو الشهر الذي يليه). (دي ساسي كرست 476:1 وفقاً لما ذكره Mouradgen d'ohsson) .
مولد: المعنى المتداول لكلمة المولد هو يوم العيد مهما كان موضوعه. سواء كان مرور الذكرى السنوية لوفاة شخصٍ ما أو ميلاده أو تماثله للشفاء من مرض أو العودة من سفر .. الخ. (دي ساسي كرست 466:1، وهكذا في ألف ليلة برسل 116:12): مات أبوه ثم أمه وهو كل مَنْ مات منهما أخرجه وكفنه وعمل له الكفارات والموالد. وفي (ألف ليلة أيضاً 15:75:2) فيما يتعلق بأحد الشيوخ وعملوا في تلك الليلة ختمة ومولداً للشيخ عبد القادر الكيلاني؛ وفي مثال آخر أورده (زيتشر كند 198:50:7): للسيد البدوي ثلاثة أعياد في السنة، في طنطا، عيد كبير، وآخر صغير والثالث في رجب وهناك عيد الفواتح بمناسبة زواج ما. ففي (ألف ليلة 17:616): ثم عمل الولائم وعزم في أول يوم الفقهاء فعملوا مولداً شريفاً.
مولّد: في (محيط المحيط): (الموّلد اسم مفعول. ورجل مولّد أي عربي غير محض، وكلام مولّد. جاء في الكليات: (كل لفظ كان عربي الأصل ثم غيرته العامة بهمز أو تركه أو تسكين أو تحريك فهو مولّد. وقال أيضاً: المولّد كالمظفر مَنْ ولد عند العرب ونشأ مع أولادهم وتأدب بآدابهم وهو من الكلام المحدث.)؛ ومن ذلك، على سبيل المثال، ما يدعي بالأسبان المسيحيين المستعربين؛ ومعنى الكلمة الحرفي: المتبني وهو المعنى الذي أعطاه (الكالا - adoptado) .
مولَّد: المولود من أبوين من الرقيق (بركهارت توبيت 199، لين ترجمة ألف ليلة 515:2).
مولَّد: هجين mulatre, mule ( بقطر، بوسويه، وقد ذكر (بروجر) عن (كويون)
176 ما يأتي: ينبغي عدم اشتقاق mulato, mulâtre من هذه الكلمة، إن mulato البرتغالية تعني، أولاً، بغلاً mullet ومن باب (المجاز والاحتقار) مولَّداً mulatre. أنظر (معجم الأسبانية 384 وقارن بها كلمة نغل، ونغيل mullet ونغيل mulâtre) .
مولدات الطبيعة: أو المولدات: منتجات الطبيعة (بقطر).
مولِّد: محرِّك؛ قوة مولِدة: قوة محرِّكة، طاقة حركية (بقطر).
مولديّة: قصيدة من قصائد الاحتفال fête ( أبو حمّو 167): انك شاعر يا بني فأنظم المولديات.
مولود والجمع مواليد: طفل (محيط المحيط).
المواليد: اصطلاح كيمياوي: الأولاد أي المنتجات (المقدمة 7:201:3).
المواليد الثلاثة: في (محيط المحيط): (المواليد الثلاثة عند الحكماء المعدن والنبات والحيوان).
مولود: ما يلد من التربة (الكالا).
مولود: ميلاد (هلو، الثعالبي لطائف 1:82).
مولود: عيد ميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) (قرطاس 6:264)؛ وردت الكلمة كذلك في عبارة الناشر في (14:272) من مخطوطتنا وفي كلمة مولد.
مولود: الشهر الذي يحتفل به بذلك العيد، أي ربيع الأول؛ أما الشهر الذي يعقبه، أي ربيع الثاني فيدعى بشائع المولود (هويست 251، دومب 57، رولاند).
ميلاد: عيد ميلاد يسوع المسيح والجمع مواليد (محيط المحيط) (ابن جبير 7:237، أماري 3:173، ابن العوام 16:35:2).
ميلاد: وضع الكواكب يوم ميلاد الإنسان، مولد الشخص (المقري 3:333:1).
قصيدة ميلادية: قصيدة في عيد ميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) (المقري 21:24:3).
متوّلد: هجين métis ( رولاند).
متولد: جاءت به السماء (الكالا).
متولِّد: هذه الكلمة جاء بها (ابن الجوزي 146) في موضوع التمور ولا أعرف معناها: .. تمر ... والمتولد منه رديّ.
استيلاد: تحرر أمومّي لا يأخذ أو لا تتكامل أبعاده إلا بعد وفاة السيد (داسكرياك 493).

ولد

1 وَلَدَتْ, (S, K, &c.,) aor. ـِ (L, K, &c.,) inf. n. وِلَادَهٌ and وَلَادٌ (S, A, L, Msb, K) and وَلَادَهٌ and وَلَادٌ, but each is more common with kesr, (Msb,) and إِلَادَهٌ and مَوْلِدٌ (L, K) and لِدَةٌ, (K,) [and app. مِيلَادٌ, like مِقْدَارٌ, (see an ex. voce تِلَادٌ, in art. تلد,)] She (a woman, S, L, or mother, L, or any animal having an ear, as distinguished from one having merely an ear-hole CCC, (Msb,) brought forth a child, or young one; or children, young, or offspring. (Msb.) b2: Also, ولَدَ, (aor. as above, Msb,) He begot a child, or young one; &c. (Th, L, Msb, K.) b3: أَرْضُ البَلْقَآءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ (tropical:) [The land of El-Balkà

produces saffron]. (A.) b4: اللَّيَالِى حَبَالَى لَيْسَ يُدْرَىمَا يَلِدْنَ (tropical:) [The nights are pregnant: it is not known what they will bring forth]. (A.) b5: [لَمْ يَلْدِهِ occurs in a verse cited voce رُبَّ, for لَمْ يَلِدْهُ; like لم أَجْدِ for لَمْ أَجِدْ.]2 ولّدها, inf. n. تَوْلِيدٌ, He assisted her [namely a woman, A, L, Msb, and a ewe or she-goat, S, A, L, Msb, or other animal, Msb) in bringing forth; delivered her of her child or young one: (S, L, Msb, K *:) he acted as a midwife to her. (L.) b2: ولدها أَوْلَادًا He made her to be the mother of children. (MA.) See 4. b3: ولّدهُ, (inf. n. تَوْلِيدٌ, K,) He reared him; educated him; brought him up. The Christians (as Th says, T, L) have corrupted, in the Gospel, God's saying to Jesus, on whom be peace! أَنْتَ نَبِيَّى

وَأَنَا وَلَّدْتُكَ [in the CK, erroneously, ولَدْتك,] Thou art my prophet, and I reared thee: altering it thus, انت بُنَيَّى وانا وَلَدْتُكَ [Thou art my little son, and I begot thee]; attributing to Him a son. (T, * L, K. *) b4: ولّد (tropical:) He innovated, or originated, language, and a story or the like. (A.) (assumed tropical:) [It (a thing) generated, engendered, produced, or originated, another thing.]4 اولدت, (inf. n. إِيلَادٌ, Msb,) She (a woman, S, L, Msb, and a ewe or goat, L) attained to the time of bringing forth; was about to bring forth. (S, L, Msb, K. *) b2: اولد القَوْمُ The people attained to the time of [their having] children. (IKtt.) b3: اولد الجَارِيَةَ He made the girl to be the mother of a child. (MA.) See 2.5 تولّد الشَّىْءُ مِنَ الشَّىْءِ, (S,) or عَنْ غَيْرِهِ, (Msb,) (assumed tropical:) The thing became generated, or engendered, or produced; it originated; from the other thing. (Msb.) b2: تولّدت العَصَبِيَّةُ بَيْنَهُمْ (tropical:) [Party-spirit originated, or became engendered, among them]. (A.) 6 توالدوا They multiplied, or became numerous, [by propagation,] and begot one another; (S, L;) as also ↓ اتّلدوا. (TA.) 8 إِوْتَلَدَ see 6.10 استولدها He rendered her pregnant; got her with child. اولدها in this sense is not of established authority; and some expressly disallow it. (Msb.) وَلْدٌ: see وَلَدٌ.

وُلْدُ رَجُلٍ, and ↓ وِلْدُهُ, A man's people, tribe, or family. So, accord. to some, in the Kur. lxxi. 20. (T.) b2: See وَلَدٌ.

وِلْدٌ: see وُلْد, and وَلَدٌ.

وَلَدٌ (of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, Msb) and ↓ وُلْدٌ (S, A, L, Msb, K) and ↓ وِلْدٌ (S, L, K) and ↓ وَلْدٌ, (K,) each used alike as sing. and pl., (S, M, A, L, K,) and masc. and fem., (M, L, Msb,) A child, son, daughter, youngling, or young one; and children, sons, daughters, offspring, young, or younglings; of any kind: [often applied to an unborn child, &c.; a fœtus:] (M, L, Msb:) pl. [of pauc.] of وَلَدٌ, (M, L, Msb, TA,) and of وُلْدٌ, (M, L,) أَوْلَادٌ; (M, L, Msb, K;) and [pl. of pauc. of وَلَدٌ,] وِلْدَةٌ and إِلْدَةٌ: (M, L, K:) and pl. of وَلَدٌ, وُلْدٌ, (S, M, L, Msb, K, *) like as أُسْدٌ is pl. of أَسَدٌ, (S, L, Msb,) in the dial. of the tribe of Keys, (T, Msb,) who make وَلَدٌ singular. (T.) b2: مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ ↓ وُلْدُكِ, a proverb, (T, S, L; but in the S, عَقِبَيْكَ;) of the Benoo-Asad, (S, L,) Thy son is he who made thy two heels to be smeared with blood; (TA;) i. e., whom thou thyself broughtest forth; (K, TA;) he is thy son really; not he whom thou hast taken from another, and adopted. (TA.) b3: مَا أَدْرِى أَىُّ وَلَدِ الرَّجُل هُوَ I know not what man he is. (S, K.) لِدَةٌ, in which the ة is a substitute for the و that is elided from the beginning, for it is from الوِلَادَةُ, (S, L,) or, accord. to some, it is from لَدى, q. v., (TA,) applied to a male and to a female, (TA, voce تِرْبٌ,) i. q. تِرْبٌ; (S, L, K;) meaning One born at the same time with another; coëtanean, or a contemporary in birth (TA) of a man: (S, L:) dual لِدَانِ; (S, L;) [but لِدَةٌ occurs in a dual sense in the JM and O and K, voce صَوْغٌ, q. v.;] pl. لِدَاتٌ and لِدُونَ: (S, L, K:) AHei and other expositors of the Tesheel say, that words like لدة have the latter form of pl. when they become proper names. (TA.) The dim. [of the pl.] is وُلَيْدَاتٌ and وُلَيْدُونَ, (K,) because the formation of a dim. restores a word to its original form; (TA;) not لُدَيَّاتٌ and لُدَيُّونَ, as some of the Arabs erroneously make it: (K:) but this which F pronounces an error is accordant to the authority of the leading writers on inflexion, who say that by regarding the original form, and restoring it thereto, the word is made to depart from the meaning intended by it; for if its dim. were made وُلَيْدٌ, there would be no difference between it and the dim. of وَلَدٌ. (TA.) See also art. لدى. b2: See مِيلَادٌ.

وِلَادٌ and وَلَادٌ: see 1. b2: Pregnancy: (A, L, in which the former only is mentioned, and Msb:) the former is the more common. (Msb.) وَلُودٌ [Prolific; that breeds, or brings forth, plentifully.] (S, K, art. أبد.) b2: See وَالِدٌ.

وَلِيدٌ (of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, TA,) and ↓ مَوْلُودٌ signify the same, (T, L, K,) i. e., A new-born child: (M, L:) a young infant: (the former in the L, and the latter in the Msb:) the former, as well as the latter, masc.: (M, L:) or, accord. to some, the former is applied also to a female: as also ↓ وَلِيدَةٌ and ↓ مَوْلُودَةٌ: pl. of وليد, وِلْدَانٌ; and of وليدة. (L.) b2: الولَِيدُ فِى الجَنَّةِ The child that dies in early infancy, or that is prematurely born, is in paradise. (L, from a trad.) b3: Also وَلِيدٌ, وَلَائِدُ. A boy: (S, A, L, K:) a youth: (AHeyth, L:) (tropical:) a boy who has arrived at the age when he is fit for service, before he attains to puberty: (A, L:) a youthful servant; one is so called from the time of his birth until he attains to manhood: the servant of a man in paradise is a وليد always, never changing in age: (L:) a slave; (S, L, K;) or, as some say, one born in servitude: (TA:) fem. in these senses, with ة: (S, A, L, K:) a female slave is called وليدة even if aged: (L:) pl. (of the masc., S, L) وِلْدَانٌ (S, L, K) and وِلْدَهٌ; (L;) and (of the fem.,: S, L) وَلَائِدُ. (S, L, K.) b4: See also مُوَلَّدٌ. b5: أُمُّ الوَلِيدِ The domestic hen. (K.) b6: هُمْ فِى أَمْرِ لَا يُنَادَى وَلِيدُهُ (S, L, K *) [They are in a case, or an affair, wherein (lit. whereof) the boy, or servant-boy, or slave, will not be called out to]: a proverb, (L,) originally meaning, they are in a case of difficulty or distress, such that the mother forgets her child, and does not call out to him: and afterwards applied to any case of difficulty or distress: (M, L:) or they are in a formidable case, in which children are not called out to, but those advanced in age: (AO, or As, M, L:) and sometimes it means, they are in such a state of abundance and affluence that if a وليد put forth his hand to take a thing he is not chidden away from it: (M, L:) or it is applied to a case of good and to one of evil, and means, they are so occupied with their case or affair that if a وليد put forth his hand to the most valuable of things he is not called out to for the purpose of chiding him: (K:) some say, that its original reference is to the running of horses; because a fleet and excellent horse goes without being called out to; and that it is secondarily applied to any case of great moment, and to any case of abundance. (S, L.) b7: One also says, فِى

الأَرْضِ عُشْبٌ لَا يُنَادَى وَلِيدُهُ [In the land is fresh herbage respecting which the servant-boy, or slave, will not be called out to]; because it matters not in what part of such land the beasts are; the whole abounding with herbage: and جَاؤُوا بِطَعَامٍ

لَا يُنَادَى وَلِيدُهُ [They brought food respecting which the servant-boy, or slave, would not be called out to]; meaning, that one would not care what injury he might do to it, nor when he ate of it. (ISk, L.) b8: Muzarrid Eth-Thaalebee says, تَبَرَّأْتُ مَنْ شَتْمِ الرِّجَالِ بِتَوْبَةٍ

إِلَى اللّٰهِ مِنِّى لَا يُنَادَى وَلِيدُهَا [I have become clear of the vice of reviling men, by my turning unto God with repentance respecting which the servant (myself) will not be called out to]; meaning, respecting which I shall not be questioned. (ISk, L) وَلِيدَةٌ: see وَلِيدٌ.

وُلُودِيَّةٌ, (IAar, L, K,) an inf. n. which has no verb, (Th, L,) and وَلُودِيَّةٌ (K) and وَلِيدِيَّةٌ, which, accord. to Th, is the original form, and ↓ وَلَادَةٌ, (L,) Infancy: (IAar, L, K:) boyhood; girlhood: the state of a وَلِيد or وَلِيدَة. (L.) Ex.

فَعَلَ ذٰلِكَ فِى وُلُودِيَّتِهِ, and وَلُودِيَّتِهِ, He did that in his infancy: (El-Basáïr:) and فِى وَلِيدِيَّتِهِ when he was a وَلِيد. (L.) b2: وُلُودِيَّةٌ (L, K) and وَلُودِيَّةٌ (L) Rudeness; coarseness; hardness; churlishness; deficiency in gentleness, (L, K,) and in knowledge of affairs: (L:) illiterateness. (L.) صُحْبَةُ فُلَانٍ وَلَّادَةٌ لِلْخْيرِ (tropical:) [The society of such a one is very productive of good.] (A.) وَالِدٌ and وَالِدَةٌ, (M, L, K) the former as a possessive epithet, and the latter as an act. part. n. (M, L.) A woman, and any pregnant animal, having a child or young one, or children or young; and bringing forth. (Th, M, L.) b2: Also وَالِدٌ A father: (S, L, Msb:) and a mother; (L;) as also وَالِدَةٌ; (S, L, Msb;) [which latter is the more common in this sense:] pl. of the former, وَالِدُونَ; and of the latter, وَالِدَاتٌ: (Msb:) the dual وَالِدَانِ signifies the two parents; the father and mother. (S, L, Msb.) b3: شَاةٌ وَالِدٌ A pregnant ewe or goat; (ISk, S, A, L, Msb, K; *) as also وَالِدَةٌ and ↓ وَلُودٌ: (L, K:) pl. وُلْدٌ, (as in the L, and most other lexicons, accord. to the TA, and in some copies of the K,) or وُلَّدٌ, (as in the A, and in other copies of the K,) each of which is correct. (TA.) b4: Also, A prolific ewe or goat; that breeds, or brings forth, plentifully; (Nh, L;) [as also ↓ وَلُودٌ: see S, K, art. أبد: see also an ex. of وَلُودٌ, applied to a woman, voce أَسْوَأُ.] b5: مِنْ شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ, occurring in a trad. respecting prayer for God's protection, [lit., From the evil of a parent and what he hath begotten,] is said to mean Iblees and the devils: (L:) or Adam and the true friends and the prophets and the martyrs and the believers whom he hath begotten. (El-Basáïr.) مَوْلِدٌ The place of birth (T, S, M, A, Msb) of a man. (S, L, &c.) b2: See also مِيلَادٌ.

مُولِدٌ [A woman, and] a ewe or she-goat, (L,) about to bring forth: (L, K: *) pl. مَوَالِدُ and مَوَالِيدُ. (L, K.) مِيلَادٌ The time of birth (T, S, M, A, L, Msb, K) of a man; (S, L, &c.;) as also ↓ مَوْلِدٌ, (T, M, A, L, Msb, K,) and ↓ لِدَةٌ: (K:) but this last is mentioned only in the K, and requires proof. (TA.) b2: [See also 1, of which it is app. an inf. n.]

مَوْلُودٌ: see وَلِيدٌ.

رَجُلٌ مُوَلَّدٌ, (S, L, Msb,) and عَرَبِيَّةٌ مُوَلَّدَةٌ, (S, L,) A man, and an Arab female, not of mere Arabian extraction: (S, L, Msb:) or مُوَلَّدٌ (L) and its fem. مُوَلَّدَهٌ (M, L, K) signify a boy, or slave-boy, (L,) and a girl, or slave-girl, (M, L,) born among the Arabs; (M, L, K;) as also ↓ وَلِيدٌ (M, L) and وَلِيدَةٌ: (M, L, K:) or a boy, or slave-boy, and a girl, or slave-girl, who has been born among the Arabs, and has grown up with their children, and been educated, disciplined, or bred, in their manner: (A, L:) or the latter, مولّدة, signifies one born in a country in [and of] which is only her father or her mother: (ISh, L:) or one born at thine own abode, or home; (ISh, T, S, in art. تلد;) like تِلَادٌ: (S, art. تلد:) or born in the territory of the Muslims. (Mgh, art. تلد.) b2: شَاعِر مُوَلَّدٌ (tropical:) [A post-classical poet;] a poet of the last of the four classes; of the class next after the إِسْلَامِيُّون; also called مُحْدَثٌ: (Mz, 49th نوع:) called by the former appellation [as well as the latter] because of his recent age. (L, K.) [It is difficult to mark the exact line of distinction between the Islámees and the Muwelleds, so as always to be certain to which of these two classes a poet belongs. The latter are those born, not merely since the first corruption of the Arabic language, which happened in, or before, the age of Mohammad, (see Mz, 44th نوع,) but since the extensive corruption which happened after the Arabs had spread themselves, by their conquests, among foreigners, in consequence of which their language became simplified. This change took place in the latter half of the first century of the Flight. Hence the poetry of the Muwelleds in not cited as authoritative in lexicology or grammar, or as to the metres of verse, or rhymes. (See شَاهِدٌ.)] Ibn-Rasheek mentions, as the most famous of the Muwelleds, El-Hasan (surnamed Aboo-Nuwás) Habeeb, ElBohturee, Ibn-Er-Roomee, Ibn-El-Moatezz, and El-Mutanebbee: [the first of whom died in the year of the Flight 195, or -6, or -8]. Aboo-'Amr Ibn-El- 'Alà [who died in the year of the Flight 154, or -9,] termed El-Farezdak and Jereer Muwelleds, in comparison with the Pagan poets and the Mukhadrams, though others call them Islámees. (Mz, 49th نوع.) b3: كَلَامٌ مُوَلَّدٌ (tropical:) [Postclassical,] or innovated, or modern, or modernized, language; (L;) language which is not of the original dialect of the Arabs; (A;) language which is not genuine Arabic. (Msb.) and simply مُوَلَّدٌ (tropical:) [A post-classical phrase or word;] a modernism; an innovated, or a modern, or modernized, phrase or word; a phrase or word innovated by any of the Muwelleds, whose phrases or words are not cited as authoritative [in lexicology, or grammar, or as to the metres of verse, or rhymes: see above]: the difference between it and the مَصْنُوع is, that the latter is given by its author as chaste (فصيح) Arabic; whereas this is the contrary [i. e., confessedly innovated]. (Mz, 21st نوع.) It is opposed to لُغَةٌ. The lexicons passim.) b4: Also مُوَلَّدٌ, (L,) and its fem. with ة, (K,) (tropical:) Anything innovated. (L, K.) b5: كِتَابٌ مُوَلَّدٌ (tropical:) A forged writing. (L, K.) b6: بَيِّنَهٌ مُوَلَّدَةٌ (tropical:) Evidence not verified. (L, K.) مُوَلِّدَةٌ A midwife. (A, L, K.)
ولد
ولَدَ/ ولَدَ من يَلِد، لِدْ، وِلادَةً ووِلادًا، فهو والد، والمفعول مولود (للمتعدِّي) ووليد (للمتعدِّي)
• ولَدتِ الأُنْثَى: وضعت حَمْلَهَا في نهاية مُدَّة الحمل، أنجبت مولودًا "كانت ولادتها عَسِرة- ولَدتِ الأمُّ جنينَها- {إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ} " ° تَمخَّض الجبلُ فولَد فأرًا: مثل يضرب للكبير يأتي بأمرٍ صغير- رُبَّ أخٍ لك لم تَلِدْه أُمُّك [مثل]: يُضرب في الصَّديق الوفيّ- وُلِد وفي فمهِ مِلْعقة من ذهب: هو من أسرة غنيَّة، مترف ومرفَّه منذ الصِّغر.
• ولَدتِ الأرضُ النَّباتَ: أخْرجته "أرض البلقاء تلد الزعفران".
• ولَدت من فلان: كان لها ولد منه. 

أولدَ يُولد، إيلادًا، فهو مُولِد، والمفعول مُولَد
• أولدت القابلةُ المرأةَ: تولَّت إخراجَ الجنين من بطنها. 

استولدَ يستولد، استيلادًا، فهو مُسْتولِد، والمفعول مُستولَد (للمتعدِّي)
• استولد الرَّجُلُ: طلَب الولدَ.
• استولد الرَّجلُ زوجتَه: أَحْبَلَها.
• استولد البيطارُ الماشيةَ: جعلها تتوالد، خاصَّة بالتَّزاوج المنظَّم. 

توالدَ يتوالد، تَوالُدًا، فهو مُتوالِد
• توالد النَّاسُ: تكاثَرُوا بالوِلادَة، ولَد بعضُهم بعضًا
 "تتوالد الشُّعوب الفقيرة بنسبة كبيرة". 

تولَّدَ عن/ تولَّدَ من يتولَّد، تولُّدًا، فهو مُتولِّد، والمفعول مُتولَّد عنه
• تولَّد الشَّيءُ عن الشَّيءِ/ تولَّد الشَّيءُ من الشَّيءِ: مُطاوع ولَّدَ: نشَأ عنه وصدر "تولَّدت تلك النَّتيجة عن هذه الأسباب- تولَّدت من عملك هذا نتائج خطيرة- تولَّد عن الخلاف أزمة عسكرية". 

ولَّدَ يولِّد، توْليدًا، فهو مُوَلِّد، والمفعول مُوَلَّد
• ولَّدتِ القابِلةُ المرأةَ: أولدتها، تولَّت إخراج الجنين من بطنها، ساعدتها على الولادة ° ولَّد أحقادًا/ ولَّد شرورًا: سبَّبها.
• ولَّدَ الشَّخصُ الكلامَ: استحدثه، ابتدعه "ولَّد الحديثَ- ولَّد أسلوبًا جديدًا في الموسيقى".
• ولَّد الشَّيءَ من الشَّيءِ: أنشأه واستخرجه منه "ولَّد الكهرباء/ الطَّاقةَ- ولَّد المصنعُ زُيُوتًا من النَّفْط". 

تولُّد [مفرد]:
1 - مصدر تولَّدَ عن/ تولَّدَ من.
2 - (حي) نشأة الكائن الحي من شيء غير حيّ.
• التَّولُّد الذَّاتيّ: (حي) النُّموّ المفترض لكائن حيّ عضويّ في مادّة ليس فيها خصائص الحياة. 

توليد [مفرد]:
1 - مصدر ولَّدَ ° دار التَّوليد: مستشفى مخصَّص لتوليد النِّساء- محطَّة توليد الكهرباء: مكان يُتَّخذ لتوليد الكهرباء بما فيه من مبانٍ وآلات.
2 - (حي) إنسال أفراد جديدة من النبات أو الحيوان.
3 - (دب) إتيان الأديب بما لم يُسْبق إليه، وعكسه تقليد "هذا الأديب يميل إلى التَّوليد في الأسلوب والمعاني".
4 - (سف) منهج استخدمه سقراط لاستخلاص الأفكار الموجودة في الذِّهن، وذلك بإلقاء أسئلة مرتبة تجعل المسئول يتذكَّر الحقائق الأوّليّة.
5 - (لغ) اشتقاق كلمات جديدة "يعمد الكُتَّابُ المحدثون إلى توليد مفردات جديدة". 

توليديَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من توليد.
2 - (لغ) نظرية لغويّة استخدمها الأمريكيّ تشومسكي في الخمسينيات، وافترض فيها وجود تركيب باطني وآخر ظاهريّ لكلّ جملة، ونظَّم العلاقة بين التراكيب عن طريق قوانين تحويليَّة. 

لِدَة [مفرد]: ج لِدُون ولِدات: تِرْبٌ، وهو الذي وُلِد يوم ولادتك "خرج في نزهة مع لِداته وأقرانه". 

مَوْلِد [مفرد]: ج مَوالِدُ:
1 - مصدر ميميّ من ولَدَ/ ولَدَ من.
2 - اسم مكان من ولَدَ/ ولَدَ من: موضِع الوِلادة "مولده في مكَّة المكرمة".
3 - اسم زمان من ولَدَ/ ولَدَ من: وقت الوِلادة "كان مولد النبيّ في الثاني عشر من ربيع الأول". 

مُولَّد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ولَّدَ.
2 - (حي) مهجَّن، من جاء من سلالتين مختلفتين.
• المولَّد: المُحْدث من كُلِّ شيء "المُولَّدون من الشُّعراء: المحدثون الذين جاءوا بعد عصر الاحتجاج".
• المولَّد من الرِّجال: العربيّ غير المحض "رَجُلٌ مُوَلَّد".
• المولَّد من الكلام: اللَّفظ العربيّ الذي يستعمله النَّاس بعد عصر الرّواية "كلام مولَّد". 

مُولِّد1 [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ولَّدَ.
2 - (طب) طبيب يتولَّى توليد النِّساء.
3 - منتج أو مربي الحيوانات أو النَّباتات لجعلها تتكاثر. 

مُولِّد2 [مفرد]: ج مولِّدات:
1 - اسم فاعل من ولَّدَ.
2 - (فز) جهاز لتوليد الطاقة الكهربية "مولِّد الكهرباء/ الماء- مولِّد ذرِّيّ".
• مُولِّد كهربائيّ: (فز) جهاز أو مكنة تحوِّل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربية على شكل تيار مستمرّ أو متردِّد.
• المولِّد المضادّ: (طب) مادّة تعمل على إنتاج أجسام مضادَّة عندما تدخل في جسم ما. 

مُولِّدة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مُولِّد1.
2 - قابلة، داية، مَن تحترف توليد النِّساء. 

مَولود [مفرد]: ج مولودون ومَوَاليدُ، مؤ مَوْلودة، ج مؤ مَوْلُودات ومَوَاليدُ:
1 - اسم مفعول من ولَدَ/ ولَدَ من ° سِجِلّ المواليد: سجلّ رسميّ يدوّن فيه تاريخ الولادة وموضعها وجنس الوليد واسمه وأسماء والديه- مولود سباعيّ: ولد لسبعة أشهر من الحمل- هو من مواليد سنة كذا: أي وُلد
 في سنة كذا.
2 - ولَد، صغير لقُرب عهده من الولادة "أرى كُلَّ مَولودٍ يُناسِبُ وَالِدًا ... وما كُلُّ مَوْلُود الأنام بوالِدِ".
• معدَّل المواليد/ إحصاء المواليد: (مع) نسبة مجموع المواليد إلى مجموع السكان في منطقة محدَّدة وفي فترة زمنية محددة. 

مِيلاد [مفرد]: وقت الوِلادة "عيد ميلاده اليوم- *ما باختياريَ ميلادي ولا هَرَمِي*" ° بَعْدَ الميلاد: بعد مَوْلد المسيح عليه السَّلام- شجرة الميلاد: شجرة طبيعيَّة أو اصطناعيَّة تزخرف بأشكال الزِّينة خلال موسم عيد الميلاد عند النصارى- شهادة الميلاد: وثيقة رسميَّة بتاريخ ومكان الولادة وعادة تتضمَّن أسماء الوالدين- عيد الميلاد: عيد مولد السَّيِّد المسيح عليه السَّلام- قَبْل الميلاد: قبل مَوْلد المسيح عليه السَّلام- لَيْلَةُ الميلاد: هي الليلة التي ولد فيها سيدنا عيسى عليه السلام- يَوْمُ الميلاد: يوم مَوْلد المسيح عليه السَّلام. 

مِيلاديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مِيلاد: والمراد: ميلاد المسيح عليه السلام ° سنة ميلاديّة: سنة شمسيّة، وهي 365 يومًا وبضع ساعات- عيد رأس السَّنة الميلاديّة: أول كانون الثَّاني (يناير). 

والِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ولَدَ/ ولَدَ من.
2 - أب " {وَاخْشَوْا يَوْمًا لاَ يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ} ".
• الوالدان: الأب والأمّ " {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ". 

والدة [مفرد]:
1 - مؤنَّث والِد.
2 - أمّ " {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} ". 

وِلاد [مفرد]: مصدر ولَدَ/ ولَدَ من. 

وِلادة [مفرد]:
1 - مصدر ولَدَ/ ولَدَ من ° مَحَلّ الولادة: مسقط الرَّأس، مكان مَوْلِد الشَّخص.
2 - (حي) عملية انفصال المولود عن جسم والدته.
• الوِلادة المُبْتَسرة/ الوِلادة المبكِّرة: (طب) خروج الطِّفل من بطن أُمّه قبل استكمال فترة الحمل أو طفل يولد خفيف الوزن أقلّ من أربعة أرطال. 

وَلَد [مفرد]: ج أَوْلاد ووُلْد ووِلْدَان ووِلْدة: كُلّ ما وُلِد [ويُطلق على الذكر والأنثى والمثنى والجمع] "وَلَد البقرة- {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وُلْدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [ق]- {وَاخْشَوْا يَوْمًا لاَ يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ} - {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} " ° ما أدري أيّ وَلَد الرَّجل هو: أي أيُّ النَّاس هو- يا ولد: صيحة تُستعمل للتَّعبير عن الدهشة أو الابتهاج أو الاشمئزاز.
• وَلَد الرَّجل: رَهْطه، أولاده وذرّيته " {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إلاَّ خَسَارًا} ". 

وِلْد [مفرد]: " {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوِلْدًا} [ق] ". 

وَلاَّدَة [مفرد]: صيغة مبالغة من ولَدَ/ ولَدَ من: كثيرة الولادة، كثيرة الإنجاب. 

وَلود [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ولَدَ/ ولَدَ من: كثيرة الأولاد "امرأة وَلُود- تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ [حديث]: بالنَّظر إلى النِّسوة المتزوِّجات من أهلها".
2 - (حن) وصف لأنثى الحيوان التي تلِد صغارًا ولا تبيض بيضًا يُفرخ بعد حضَانته. 

وَليد [مفرد]: ج ولائدُ ووِلْدَان ووِلْدة، مؤ وليدة، ج مؤ ولائدُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من ولَدَ/ ولَدَ من: الطفل، المولود حين يُولد وحتَّى أسبوع من وِلادته (للذَّكر والأنثى) " {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} " ° أمرٌ لا ينادى وليدُهُ: عظيم يُدْعى إليه الجُلَّة.
2 - نتاج، ثمرة "حادث وليد السُّرعة- رأي وليد التَّأمّل" ° وليد الصُّدْفة: ارتجاليّ، فجائيّ، دون إعداد مُسبق- وليد ساعته: مُرتجل، متصوَّر عند الخاطر، على البديهة. 
ولد
: ( {الوَلَدُ، محركةً، و) } الوُلْد، (بالضمّ) ، واحِدٌ، مِثْل العَرَبِ والعُرْ والعَجَمِ والعُجْمِ وَنَحْو ذالك قَالَه الزّجَّاج، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِراً
قَدْ ثَمَّرُوا مَالاً! وَوُلْدَا (و) {الوِلْد، ب (الكَسْرِ) لُغَة، (و) كَذَا (الْفَتْح) مَعَ السّكُون، (واحدٌ وجَمعٌ) ، قَالَ ابنُ سِيده: وَهُوَ يَقَع على الوَاحِد والجَمِيع والذَّكرِ والأُنْثَى (وَقد يُجْمَع) أَي} الوَلَدُ، محركةً كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ وَاحِد، (على {أَوْلاَدٍ) ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، (ووِلْدَةٍ) ، بِالْكَسْرِ، (} وإِلْدَةٍ) ، بِقَلْب الواوِ هَمزةً، ( {ووُلْدٍ، بالضَّمِ) ، وهاذَا الأَخيرُ نَقَلهُ ابنُ سِيدَهْ بِصيغَةِ التَّمْرِيض فَقَالَ: وَقد يَجُوز أَن يَكُون} الوُلْد جَمْعَ {وَلَدٍ كوُثْنٍ ووَثَنٍ، فإِن هاذَا مِمَّا يُكَسَّرُ على هاذا المِثَال، لاعْتِقاب المِثَالَيْنِ عَلَى الكَلَمةِ، ثمَّ قَال:} والوَلْدُ بالكَسْر {كالوُلْدِ لُغَةٌ وَلَيْسَ بِجَمْعٍ، لأَن فَعَلاً لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّر على فِعْلٍ. وَفِي اللِّسَان:} والوِلْدَةُ جَمْعُ {الأَوْلاَدِ، قَالَ رُؤْبَة.
سَمْطاً يُرَبِّي} وِلْدَةً زَعَابِلاَ
قَالَ الفَرَّاءُ: قرأَ إِيراهِيمُ: {مَالُهُ {وَوَلَدُهُ} (سُورَة نوح، الْآيَة: 21) وَهُوَ اخْتِيَار أَبي عَمْرٍ ووكذالك قَرأَ ابنُ كَثِيرٍ وحَمْزَةُ، وروى خارِجةُ عَن نافِعٍ: وَوُلْدُ. أَيضاً. وقرأَ ابنُ إِسحاقَ: مالُه وَوِلْدُه، وَقَالَ: هما لغتانِ، وُلْد ووِلْد، (و) فِي التَّهْذِيب: وَمن أَمثال الْعَرَب، وَفِي الصِّحَاح: من أَمثالِ بني أَسَدٍ ((} وُلْدُكِ مَنْ دَمَّي عَقِبَيْكِ)) هاكذا مُحَرَّكة وَكسر الْكَاف فيهمَا بِنَاء عَلَى أَنه خِطابٌ للأُنثى، (أَي مَنْ نُفِسْتِ بِهِ) وصَيَّر عَقِبَيْكِ مُلَطَّخَيْنه بالدَّمِ (فَهُوَ ابنُكِ) حَقِيقةً لَا مَن اتَّخَذْتِه وتَبَنَّيْتِه وَهُوَ مِن غَيرِك، كَذَا فِي سَائِر النُّسخ، والمضَبوط فِي نُسخ الصِّحَاح وُلْدُكَ، بالضّمّ وفَتح الكافِ، قَالَ شَيْخُنا: والتَّدْمِيَةُ للذَّكَر. على المَجَاز، ثمَّ أَنشدَ الجَوْهَرِيّ:
فَلَيْتَ فُلاَناً كَانَ فِي بَطْنه أُمِّهِ
وَلَيْتَ فُلاناً كَانَ وُلْدَ حِمَارِ ثمَّ قَالَ: فهاذا واحِدٌ. قَالَ: وقَيْسٌ تَجْعَل الوُلْدَ جَمْعاً والوَلَدَ وَاحِداً. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: يُقَال فِي {الوَلَدِ} الوِلْدُ {والوُلْدُ، قَالَ: يكون} الوُلْدُ وَاحِدًا وجَمْعاً، قَالَ: وَقد يكون {الوُلْدُ جمْعَ الوَلَدِ مثْل أَسَدٍ وأُسْدٍ.
(} والوَلِيدُ: {المَوْلُود) حِين} يُولَد، فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى المفْعُولِ. وصَرِيحُ كَلاَمِه أَنه لَا يُؤَنَّث، وَقَالَ بَعْضُهم بل هُوَ للذَّكَر دُونَ الأُنْثَى. (و) الوَلِيدُ (: الضَّبِيُّ) مَا دَامَ صَغِيراً، لِقُرْبِ عَهْدِه مِن {الوِلاَدَة، وَلَا يُقَال ذالك للكَبِيرِ، لِبُعْدِ عَهْدِه مِنها، وهاذا كَمَا يُقَال: لَبَنٌ حَلِيبٌ وجُبْنٌ طَرِيٌّ، للطَّرهيّ مِنْهُمَا دون الَّذِي بَعُدَ عَن الطَّرَاوَةِ، كَذَا فِي المِصْبَاح: (و) } الوَلِيد (: العبْدُ) ، وَقَيَّدَه بعضُهم بِمن يُولَدُ فِي الرِّقّ (وأُنْثاهما بهاءٍ) {وَلِيدَة (ج} الوَلائِدُ) مَقِيسٌ مَشهور، ( {والوِلْدَانُ) بالكَسْر جَمْع} وَلِيدٍ، كَمَا أَن الأَول جمْع {وَليدة كَمَا فِي الأَساس. وَفِي التَّهْذِيب:} والوَلِيد: {المَوْلُود (حِين} يُولَد) والجَمْع {ولْدَانٌ، والاسمُ} الوِلاَدَة {والوُلُودِيَّة، عَن ابْن الأَعرابيّ. قَالَ ثعلبٌ: الأَصل} الوَلِيدِيَّة، كأَنَّه بَنَاهُ على لَفْظِ الوَلِيدِ، وَهِي من المصادر الَّتِي لَا أَفْعَال لَها، والأُنْثَى {وَلِيدَة، والجَمْعُ} وِلْدَانٌ {ووَلائدُ. وَفِي الحَدِيث (وَاقِيَةً كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ) هُوَ الطِّفل (فَيل بمعنَى مفعول) ، أَي كِلاَءَةً وحِفْظاً كَمَا يُحْفَظ الطِّفْلِ، وَقيل: أَرادَ} بالوَلِيد مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنا، وعَلَيْه الصَّلاَةُ والسلامُ. وَفِي الحَدِيث (الوَلِيدُ فِي الجَنَّةِ) ، أَي الَّذِي ماتَ وَهُوَ طِفْلٌ أَو سَقْطٌ، قَالَ: وَقد تُطْلَقُ {الوَلِيدَةُ على الجارِيَةِ والأَمَة وإِن كانَتْ كَبيرةً، وَفِي الحَدِيث (تَصَدَّقَتْ أُمِّي عَلَيَّ} بِوَلِيدَةٍ) يَعْنِي جَارِيَةً. وَفِي الأَساس: من المَجازِ: رأَيْتُ {وَلِيداً} ووَلِيدَةً، غُلَاما وجَارِيَةً السْتُوصِفَا قَبْلَ أَن يَحْتَلِمَا، وَفِي النِّهَايَة والمُحكم والتهذيب: الوَلِيدَةُ: المَوْلُودَة بَين العَرَبِ، وغُلامٌ حِين يُسْتَوْصَف قَبل أَنْ يَحْتَلِم، والجَمْعُ وِلْدَانٌ {ووِلْدَة، وَيُقَال للأَمةِ} وَلِيدَةٌ وإِن كانَتْ مُسِنَّة، قَالَ أَبو الهَيْثَ: الوَلِيد: الشَّابُّ. {والوَلائِدُ: الشَّوَابُّ منِ الجَوَارِي،} والوَلِيد: الخادمُ الشابُّ، يُسَمَّى وَلِيداً مِن حِينِ يُولَد إِلى أَنْ يُبْلُغ، قَالَ: والخَادِمُ إِذا كَان شابًّا وَصِيفٌ، والوَصِيفَةُ وَلِيدَةٌ، وأَمْلَحُ الخَدَمِ الوُصَفَاءُ والوَصَائِفُ، وخادِمُ أَهْلِ الجَنَّةِ {وَلِيدٌ أَبَداً، لَا يَتَغَيَّر عَن سِنِّه، كَذَا فِي اللِّسَان.
(وأُمُّ الوَلِيد) كُنْيَة (الدَّجَاجَة) ، عَن الصاغانيّ.
(وَيُقَال) فِي المثَل: (أَمْرٌ) ، وَفِي كتب الأَمْثَال: (هُمْ فِي أَمْرٍ (لاَ يُنَادَى} وَلِيدُه)) ، يُضْرَب (فِي الخَيْرِ والشَّرِّ، أَي اشْتَغَلُوا بِهِ حَتَّى لَوْ مَدَّ الوَلِيد يَدَه إِلَى أَعَزِّ الأَشْيَاءِ لَا يُنَادَى عليهِ زَجْراً) ، أَي لَم يُزْجَر عَنْه لِكَثْرَةِ الشيْءِ عِنْدهم. قلت: فَهُوَ فِي مَوْضِعِ الكَثْرَةِ والسَّعَةِ، وَقَالَ ابنُ السِّكّيت فِي قَول مزَرِّدٍ الثَّعلَبِيّ:
تَبَرَّأْتُ مِنْ شَتْمِ الرِّجَالِ بِتَوْبةٍ
إِلَى الله مِنِّي لاَ يُنَادَى! وَلِيدُهَا
قَالَ: هاذا مَثَلٌ ضَرَبَه، مَعْنَاه، أَي لاَ أُرَاجَعُ وَلَا أُكَلَّم فِيهَا، كَمَا لَا يُكَلَّم الوَلِيدُ فِي الشيْءِ الَّذِي يُضْرَب لَهُ فِيهِ المَثَلُ، وَقَالَ الأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلهم: هُوَ أَمْرٌ لَا يُنَادَى وَلِيدُه. قَالَ أَحدُهما: أَيْ هُوَ أَمْرٌ جَلِيلٌ شدِيدٌ لَا يُنَادَى فِيهِ الوَلِيدُ، وَلَكِن يُنَادَى فِيهِ الجِلَّةُ، وَقَالَ آخرُ: أَصلُه من الغَارَة، أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عنِ ابْنِها أَنْ تُنَادِيَه وتَضُمِّه، ولاكِنَّهَا تَهْرُبُ عَنهُ، وَيُقَال: أَصْلُه مِن جَرْيِ الخَيْلِ، لأَن الفَرَسَ إِذَا كانَ جَوَاداً أَعْطَى منْ غَيْرِ أَن يُصاحَ بِهِ لاِسْتِزَادَته، كَمَا قَالَ الناَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرساً:
وَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ العَجَاجَةِ صَدْرَهُ
وَهَزَّ اللِّجَامَ رَأْسُه فَتَصَلْصَلاَ أَمَامَ هَوِىَ لَا يُنَادَى وَلِيدُه
وشَدَ وَأَمْر بِالعِنَانِ لِيُرْسَلاَ
ثمَّ قِيل ذالك لِكُلّ أَمْرٍ عَظيمٍ ولكُلِّ شَيْءٍ كثير، قَالَ ابنُ السّكّيت: وَيُقَال: جاؤوا بطعامٍ لَا يُنادَى وَليدُه. وَفِي الأَرْض عُشْبٌ لَا يُنَادَى وَلِيدهُ، أَي إِن كَانَ الوَليدخ فِي ماشِيَةٍ لم يَضُرَّه أَيْنَ صَرَفَها لأَنها فِي عُشْب، فَلَا يُقَالُ لَهُ اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كَذَا، لأَن الأَرْضَ كخلَّهَا مُخْصِبَةٌ، وإِن كَانَ طَعَامٌ أَو لَبَنٌ فَمَعْنَاه أَنه لَا يُبَالَى كيْفَ أَفْسَدَ فِيه، وَلَا مَتَى شَرِبَ، وَلَا فِي أَيِّ نَوَاحِيه أَهْوَى.

تَابع كتاب ( {وَوَلَدَت) المرأَةُ (} تَلِدُ {وِلاَداً} ووِلاَدَةً) ، بكسْرِهما، وإِنما أَطْلَقَهما اعْتِمَادًا على الشُّهْرَةِ، وَلَكِن فِي المِصْباح أَن كَسْرَهما أَفْصَحُ مِن فَتْحِهما، وهاذا يَدُلُّ على أَن الفتحَ قَوْلٌ فيهمَا، ( {وإِلاَدَةً) ، أُبدِلتِ الواوُ همزَة، وَهُوَ قِيَاسٌ عِنْد جَمَاعَةٍ فِي الهَمْزَةِ المَكْسُورة، كإِشَاحٍ وإِكافٍ، قَالَه شيخُنَا (} وَلِدَةً {ومَوْلِداً) كعِدَةٍ ومَوْعِدٍ، أَمَّا الأَوَّل فَهُوَ القياسُ فِي كُلِّ مِثَالٍ، كَمَا سبق، وأَما الثَّانِي فَهُوَ أَيضاً مَقِيسٌ فِي بابِ المِثَال، وَمَا جاءَ بالفَتْح فَهُوَ على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَدٍ، وَقد سبق البَحْثُ فِيهِ. (و) فِي الْمُحكم: وَلَدَتْه أُمُّه وِلاَدَةً وإِلادَةً، على البَدَلِ، ف (هِيَ} وَالِدٌ) ، على النَّسب، ( {ووَالِدَةٌ) ، على الفِعْلِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ فِي المَرْأَةِ، وكُلّ حامِلٍ} تَلِدُ، وَيُقَال لِأُمِّ الرجُلِ: هاذه {والِدَةٌ، (و) فِي الحَدِيث (فَأَعْطَى شَاةً} وَالِداً) ، قَالَ اللَّيْث: (شَاةٌ وَالِدٌ) هِيَ الحامِلُ، وإِنها لَبَيِّنَةُ {الوِلاَدِ. ومعنَى الحديثِ، أَي عُرِفَ مِنْهَا كَثْرَةُ النِّتَاجِ، كَمَا فِي النِّهَايَة. وَمثل ذالك فِي الصِّحَاح نَقْلاً عَن ابنِ السِّكّيت، وَزَاد فِي الْمِصْبَاح:} والوِلاَدُ، بِغَيْر هاءٍ، يُسْتَعْمَل فِي الحَمْلِ، (و) فِي اللِّسَان: وشاةٌ ( {وَالِدةٌ} ووَلُودٌ) ، الأَخير كصَبُورٍ، (ج! وُلَّدٌ) ، بضَمّ فتشديد، كسُكَّر، وَهُوَ المَقِيس فِي فاعِلٍ كرَاكعٍ ورُكَّع، وهاكذا هُوَ مضبوط عندنَا فِي سائرِ النُّسخ، ووُجِد فِي نُسخ الصِّحَاح وَاللِّسَان بضمّ فَسُكون، ومثلُه فِي أَكثرِ الدَّواوين، قَالَ شيخُنَا: وَكِلَاهُمَا ثابِتٌ. (و) قد ( {وَلَّدْتُها} تَولِيداً {فأَوْلَدَتْ) هِيَ (وَهِي} مُولِدٌ) كمُحْسِن (من) غَنمٍ ( {مَوَالِيدَ} وَمَوَالِدَ) ، وَيُقَال: {وَلَّدَ الرجُلُ غَنَمَهُ} تَوْلِيداً، كَمَا يُقَال: نَتَّجَ إِبلَه. وَفِي حديثِ لقيطٍ (مَا {وَلَّدْتَ يَا رَاعى) ، يُقَال:} وَلَّدْت الشَّاةَ {تَوْلِيداً. إِذا حَضَرْت} وِلادَتَها فَعَالَجْتها حَتَّى يَبِينَ الوَلَدُ مِنها، وأَصحابُ الحَدِيث يَقُولُونَ: مَا {وَلَدَتْ. يَعْنُونَ الشَّاةَ، والمحفوظُ بِتَشْدِيد اللامِ علَى الخِطَابِ للرَّاعِي، وَمِنْه حديثُ (الأَعْمَى) والأَبرص والأَقْرَ (فَأُنْتِجَ هاذَانِ} وَوَلَّدَ هَذَا) وَقَالَ الأُمويّ: إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بعد بَعْضٍ قيل: قد {وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، ممدودٌ،} ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً، وَقَول الشَّاعِر:
إِذَا مَا {وَلَّدوا شَاةً تَنَادَوْا
أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِك أَمْ غُلاَمُ
قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ فِي قَوْله} وَلَّدُوا شَاة: رَمَاهُم بأَنَّهُم يَأْتُونَ البَهَائمَ، قَالَ أَبو مَنْصُور: والعَرب تَقول: نَتَّج فلانٌ ناقَتعه إِذا وَلَدَت وَلَدَها، وَهُوَ يَلِي ذالك مِنْهَا، فَهِيَ مَنْتُوجَة، والناتِج للإِبل بِمَنْزِلَة القابِلَة للمرْأَةِ إِذا وَلَدتْ، وَيُقَال فِي الشاءِ: {وَلَّدْنَاها، أَي وَلِينا} وِلاَدَتَها، وَيُقَال لِذَاواتِ الأَظلاف والشاءِ والبقرِ: {وُلِّدت الشَّاةُ والبَقَرَةُ، مَضْمُومَة الواوِ مَكْسُورة اللَّام مشدَّدَة، وَيُقَال أَيضاً وَضَعَتْ، فِي مَوضِع} وُلِّدَت، كَذَا فِي اللِّسَان، وبعضٌ من ذالك فِي البصائر والمِصباح والأَفعالِ لِابْنِ القَطَّاع.
( {واللِّدَةُ) ، بالكسرِ (: التِّرْبُ) ، وَهُوَ الَّذِي} يُولَد مَعَك فِي وَقْتٍ واحِد، (ج {لِدَاتٌ) ، وَهُوَ الْقيَاس فِي كُلّ كَلمة فِيهَا هاءُ تأْنيثٍ، كَمَا جزم بِهِ النُّحَاةُ، وحكَى الشاطِبيُّ عَلَيْهِ الإِجماعَ، قَالَه شيخُنَا، (} ولِدُونَ) ، نَقله الجوهريُّ وغيرُه، قَالَ أَبو حَيّان وغيرُه من شُرَّاح التَّسهيل: إِن مثْل هاذ الأَلفاظِ إِذا صارَتْ عَلَماً صحَّ جَمْعُهَا بِالْوَاو والنُّونِ، وزعمَ بعضٌ أَن! لِدَةً مِن لَدَى لَا من ولد، وسيأْتي الكلامُ عَليّ فِي المُعْتلّ إِن شاءَ الله تَعَالَى، قَالَ الفرزدق:
رَأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤَزَّرَاتٍ
وَشَرْخَ لِدِيَّ أَسْنَانَ الهِرَامِ
وَفِي الصِّحَاح: {ولِدَةُ الرَّجُلِ: تِرْبُه، والهاءُ عِوَضٌ من الْوَاو الذاهِبةِ من أَوَّلِه، لأَنَّه من الوِلاَدَة، وهما} لِدَانِ، (والتَّصغيرُ {وُلَيْدَاتٌ} ووُلَيْدُونَ) ، لأَنهم قَالُوا: إِن التصغيرَ والتَّكْسِيرَ يَرُدَّانِ الأَشياءَ إِلى أُصولها، (لَا {لُدَيَّاتٌ} ولُدَيَّونَ) ، نظرا إِلى ظاهِرِ اللفْظِ (كَمَا غَلِطَ فِيهِ بعضُ الععربِ) . وهاذا الَّذِي غلَّطه هُوَ الَّذِي مَشى عَلَيْهِ الجوهريُّ وأَكثرُ أَئمَّةِ الصَّرْف، وَقَالُوا: مُرَاعَاةُ الأَصلِ ورَدُّه إِليه يُخْرِجه عَن مَعْنَاه المُراد، لأَن لِدَة إِذا صُغّر وُلَيْد يَبْقَى لَا فَرْقَ بَينه وَبَين تَصْغِير وَلَدٍ، كَمَا لَا يَخْفَى، ووَجَّه سَعْدِي جلْبِى فِي حاشِيتِه أَنه شاذٌّ مُخَالِف للقِيَاسِ، ومثلُه لَا يُعَدُّ غَلَطاً، وسيأْتي الْبَحْث فِي رخر الْكتاب إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(و) {اللِّدَة (: وَقْتُ الوِلاَدَةِ،} كالمَولِد {والمِيلادِ) ، أَما المَوْلد والمِيلاد فقد ذَكرَهما غيرُ واحدٍ من أَئمّةِ اللُّغَة، وأَما اللِّدَة بمعناهما لَا يَكَاد يُوجَد فِي الدواوينِ، وَلَا نَقَلَه أَحَدٌ غيرُ المُصَنّف فينبغِي التَّحَرِّي والمُرَاجَعَة حَتَّى يَظْهَرَ مِن أَيْنَ مَأْخَذُه. فَفِي اللسانِ والمُحْكَم والتهذيبِ والأَساس: مَوْلِدُ الرَّجُلِ: وَقْتُ وِلاَدَتِه. ومَوْلِده: المَوْضِع الَّذِي وُلِدَ فِيهِ، ومِيلادُ الرَّجُل: اسمُ الوَقْتِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ، وَمثله فِي الصِّحَاح. وَفِي المِصْباح: المَوْلِد: المَوْضِع والوَقْتُ، والمِيلادُ الوَقْتُ لَا غَيْرُ.
(} والمُوَلَّدَةُ:) الْجَارِيَة ( {المَولُودةُ بَين الْعَرَب،} كالوَلِيدة) ، وَمثله فِي الْمُحكم، وَقَالَ غيرُه: عَرَبِيَّةٌ مُوَلَّدَة، ورجُلٌ مُوَلَّد، إِذا كَانَ عَرَبِيًّا غيرَ مَخْضٍ، وَقَالَ ابنُ شُمَيل: المُوَلَّدَة: الَّتِي وُلِدَتْ بأَرْضٍ وَلَيْسَ بهَا إِلاَّ أَبُوها أَو أُمُّها. والتَّلِيدَةُ: الَّتِي أَبوهَا وأَهْلُ بَيْتِها وجَمِيعُ مَن هُوَ بِسَبِيل مِنْهَا بِأَرْضٍ وَهِي بأَرْضٍ أُخْرَى. قَالَ: والقِنُّ من العَبيد التَّلهيدُ: الَّذِي {وُلِدَ عندَك. وجارِيَةٌ} مُوَلَّدَةٌ: {تُولَد بَين العَرَبِ وتَنْشَأُ مَعَ أَولادهِم ويَغْذُونَا غِذَاءَ الوَلَدِ ويُعَلِّمونَها مِن الأَدَب مثْل مَا يُعَلِّمون أَوْلادَهم، وكذالك} المُوَلَّد من العَبِيدِ والوَلِيدة: المَوْلُودَة بَين العَرَبِ، ومثلُه فِي الأَساس.
(و) المُوَلَّدَة (: المُحْدَثَة مِن كُلِّ شيْءٍ، و) مِنْهُ {المُوَلَّدُون (من الشُّعراءِ) ، وإِنما سُمُّوا بذالك (لِحُدوثِهِم) وقُرْبِ زَمَانِهم، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) } المولِّدة (بِكَسرِ اللامِ: القابِلَةُ) وَفِي حَدِيث مُسافعٍ (حَدَّثَتْنِي امرأَةٌ مِنْ (بنى) سُلَيْم (قَالَت:) أَنَا {وَلَّدْتُ عَامَّةَ أَهْلِ دِيارِنَا) أَي كُنْتُ لَهُم قابِلَةً.
(} والوُلُودِيَّةُ) ، بالضَّم (: الصِّغَرُ) ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، (ويُفْتَح) ، قَالَ ثعلبٌ الأَصْل {الوَلِيدِيَّة، كأَنَّه بَنَاه على لفْظِ الوَلِيدِ، وَهِي من المصادِر الَّتِي لَا أَفْعَال لَها. وَفِي البصائر: يُقَال فعَل ذَلِك فِي} ولُودِيَّتِه {ووَلُودِيَّتِه، أَي فِي صِغَره، وَفِي اللّسَان: فَعلَ ذالك فِي} وَلِيدِيَّتِه، أَي فِي الْحَالة الَّتِي كَانَ فِيهَا وَلِيداً، (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: {الوُلُودِيَّة، أَيضاً (: الجَفَاءُ، وقِلَّةُ الرِّفْقِ) والعِلْمِ بالأُمورِ، وَهِي الأُمِّيَّة.
(} والتَّوْلِيدُ: التَّرْبِيَةُ، وَمِنْه قولُ الله عَزَّ وجَلَّ لعيسى صلَّى الله عَلَيْهِ) وعَلى نَبِيِّنَا (وسَلَّم: (أَنْتَ نَبِيِّي وأَنا {وَلَّدْتُك) ، أَي رَبَّيْتُك، فَقَالَت النَّصارى) وَقد حَرَّفَتْه فِي الإِنجيل (أَنت بُنَيِّي وأَنَا وَلَدْتُك) ، وخَفَّفوه وجَعَلُوه لَهُ وَلَداً، (تَعَالى الله عَن ذالك عُلُوًّا كَبِيراً) ، هاكذا حَكَاهُ أَبو عمرٍ وَعَن ثَعْلَبٍ، وأَورده المصَنِّف فِي البصائر.
(وَبَنُو} وِلاَدَةَ) ، ككِتَابَة (: بَطْنٌ) من العَرَب.
(وسَمَّوْا {وَلِيداً} ووَلاَّداً) ، الأَخير ككَتَّانٍ، والمُسَمَّون {بالوَلِيدِ، من الصحابَة أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً، راجعْه فِي التَّجْرِيد، وَمن التابِعِين ثَلاَثَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً، راجِعْه فِي الثِّقَات لِابْنِ حبَّان.
(و) يُقَال: هاذه (بَيِّنَةٌ} مُوَلِّدَةٌ) . إِذا كانتْ (غَيْر مُحَقَّقةٍ، و) كذالك قَوْلُهم: (كِتَابٌ {مُوَلَّد) ، أَ (مُفْتَعَلٌ) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَكَذَا قولُهم: كَلاَمٌ مُوَلَّدُ، وحَدِيث مُوَلَّد، أَي لَيْسَ من أَصْلِ لُغَتِهِم. وَفِي اللِّسَان: إِذا اسْتَحْدَثُوه وَلم يَكخنْ مِن كلامِهم فِيمَا مَضَى. (و) قَالَ ابنُ السِّكّيت: وَيُقَال: (مَا أَدْرِي أَيّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ، أَيْ أَيّ الناسِ) هُوَ، وأَورده الجَوْهَرِيّ فِي الصِّحَاح، والمُصنِّف أَيضاً فِي البصائر هاكذا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الْوَالِد: الأَبُ، والوَالِدَة: الأُمُّ، وهما} الوَالِدَانِ، أَي تَغِليباً، كَمَا هُوَ رَأْيُ الجوهرِيّ وغيرِه، وكلامُ المُصَنِّف فِيمَا تقَدَّم صَريحٌ فِي أَن الأُمَّ يُقَال لَهَا الوَالِدُ، بِغيرِ هَاءٍ، على خِلافِ الأَصْلِ، ووالِدَةٌ، بالهاءِ على الأَصْل فَعَلَى قولِ المُصَنّف، الوَالِدَانِ تَحْيقاً ووَلَدُ الرَّجُل وَلَدُه فِي مَعْنًى، ووَلَدُه رَهْطُه فِي مَعْنًى، وَبِه فُسِّر قولُه تَعالى: {مَالُهُ {وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً} (سُورَة نوح، الْآيَة: 21) .
} وتَوَالَدُوا، أَي كَثُرُوا ووَلَدَ بَعْضُهُم بَعْضاً، وَكَذَا {اتَّلَدُوا،} واسْتَوْلَد جَارِيَةً. وَفِي حديثِ الاستِعَاذَة (ومِن شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) يَعْنِي إِبْلِيسَ والشَّيَاطِينَ، هاكذا فُسِّر، وَفِي البصائرِ: يَعْنِي آدَمَ وَمَا وَلَدَ مِن صِدِّيقٍ ونَبِيَ وشَهِيدٍ ومُؤْمِن، {وتَوَلُّدُ الشَّيْءِ من الشيْءِ: حُصُوله بِسَببٍ من الأَسباب.
ورجُلٌ مُوَلَّد، إِذا كَانَ عَرَبِيًّا غيرَ مَحْضٍ.
والتَّلِيدُ مِن العَبِيد: الَّذِي ولِد عِنْدَك.
} والتَّلِيدَةُ مِن الجَوَارِي: هِيَ الَّتِي تُولَد فِي مِلْكِ قَوْمٍ وعِنْدَهُم أَبَوَاهَا.
وَفِي الأَفعال لِابْنِ القطاع: أَوْلَد القَوحمُ: صارُوا فِي زَمَنِ الأَوْلاَد. وأَوْلَدَت الماشِيَةُ: حَان أَن تَلِدَ.
وَمن المَجاز: {تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهُم.
وأَرْضُ البَلْقاءِ} تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ.
واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرعى مَا {يَلِدْنَ.
وصُحْبَةُ فُلانٍ} وِلاَدَةٌ للخيرِ.
واستدرك شيخُنَا:
! وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة. قلت: والوَلِيدُ جَدُّ الحافِظ أَبي الْحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُود بن عبد الله البَزَّار البُخَارِيّ، روَى عَن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ، وَعنهُ قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه.
ووَلِيدُ أَبَاد: من قُرَى هَمَذَانَ، نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ.

ولد: الوَلِيدُ: الصبي حين يُولَدُ، وقال بعضهم: تدعى الصبية أَيضاً

وليداً، وقال بعضهم: بل هو للذكر دون الأُنثى، وقال ابن شميل: يقال غلامٌ

مَوْلُودٌ وجارية مَوْلودةٌ أَي حين ولدته أُمُّه، والولد اسم يجمع الواحد

والكثير والذكر والأُنثى. ابن سيده: ولَدَتْهُ أُمُّهُ ولادةً وإِلادةً

على البدل، فهي والِدةٌ على الفعل، ووالِدٌ على النسب؛ حكاه ثعلب في

المرأَة. وكل حامل تَلِدُ، ويقال لأُم الرجل: هذه والدة.

وَوَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً ووِلادة وأَوْلَدَتْ: حان وِلادُها.

والوالدُ: الأَب. والوالدةُ: الأُم، وهما الولدان؛ والوَلدُ يكون واحداً

وجمعاً. ابن سيده: الوَلَدُ والوُلْدُ، بالضم: ما وُلِدَ أَيًّا كان، وهو يقع

على الواحد والجمع والذكر والأُنثى، وقد جمعوا فقالوا أَولادٌ ووِلْدةٌ

وإِلْدةٌ، وقد يجوز أَن يكون الوُلْدُ جمع وَلَد كَوُثْن ووَثَنٍ، فإِن هذا

مما يُكَسَّرُ على هذا المثال لاعتِقاب المِثالين على الكلمة. والوِلْد،

بالكسر: كالوُلْد لغة وليس بجمع لأَنَّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على

فِعْل. والوَلَد أَيضاً: الرَّهْطُ على التشبيه بولد الظهر. ووَلَدُ الرجل:

ولده في معْنًى. ووَلَدُه: رهطه في معنى. وتَوالَدُوا أَي كثروا، ووَلَد

بعضهم بعضاً. ويقال في تفسير قوله تعالى: مالُه وولَدُه إِلا خَساراً؛

أَي رهْطُه. ويقال: وُلْدُه، والوِلْدَةُ جمع الأَولاد

(* قوله «والولدة

جمع الأولاد» عبارة القاموس الولد، محركة، وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع

وقد يجمع على أولاد وولدة وألدة بكسرهما وولد بالضم) ؛ قال رؤْبة:

سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا

قال الفراء: قال إِبراهيم: مالُه ووُلْدُه، وهو اختيار أَبي عمرو، وكذلك

قرأَ ابن كثير وحمزة، وروى خارجة عن نافع ووُلْدُه أَيضاً، وقرأَ ابن

إِسحق مالُه وَوِلْدُه، وقال هما لغتان: وُلْد ووِلْد. وقال الزجاج:

الوَلَدُ والوُلْدُ واحد، مثل العَرَب والعُرْب، والعَجَم والعُجْم ونحو ذلك؛

قال الفراء وأَنشد:

ولقد رَأَيْتُ مَعاشِراً

قد ثَمَّرُوا مالاً ووُلْدا

قال: ومن أَمثال العرب، وفي الصحاح: من أَمثال بني أَسَد: وُلْدُكَ مَنْ

دَمَّى

(* قوله «ولدك من دمى إلخ» هذا كما في شرح القاموس مع متنه ضبط

نسخ الصحاح، قال قال شيخنا: والتدمية للذكر على المجاز وضبط في نسخ

القاموس ولدك محركة وبكسر الكاف خطاباً لأُنثى؛ أَي من نفست به، وصير عقبيك

ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك).

عَقِبَيْكَ؛ وأَنشد:

فَلَيْتَ فلاناً كان في بَطْنِ أُمِّه،

ولَيْتَ فلاناً وُلْدَ حِمارِ

فهذا واحد. قال: وقَيْس تجعل الوُلدْ جمعاً والوَلَد واحداً. ابن

السكيت: يقال في الوَلَد الوِلْدُ والوُلْدُ. قال: ويكون الوُلْدُ واحداً

وجمعاً. قال: وقد يكون الوُلْدُ جمع الوَلَد مثل أَسَد وأُسْد، ويقال: ما

أَدْري أَيُ وَلَدِ الرجل هو أَيْ الناسِ هو.

والوَليدُ: المولود حين يُولَدُ، والجمع وِلْدانٌ والاسم الوِلادةُ

والوُليدِيَّْةُ؛ عن ابن الأَعرابي. قال ثعلب: الأَصل الوَلِيدِيَّةُ كأَنه

بناه على لفظ الوَلِيد، وهي من المصادر التي لا أَفعالَ لها، والأُنثى

وليدة، والجمعِ ولْدانٌ وولائِدُ. وفي الحديث: واقِيةً كَواقِيَةِ الوليد؛

هو الطِّفْل

فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، أَي كَلاءَةً وحِفْظاً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ؛

وقيل: أَراد بالوليد موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لقوله

تعالى: أَلم نُرَبِّك فينا وَلِيداً؛ أَي كما وَقَيْتَ موسى شرّ فرعون وهو في

حِجْرِه فقني شرّ قومي وأَنا بين أَظهرهم. وفي الحديث: الوليدُ في الجنة؛

أَي الذي مات وهو طفل أَو سقْطٌ. وفي الحديث: لا تقتلوا وليداً يعني في

الغَزْو. قال: وقد تطلق الوليدةُ على الجارية والأَمة، وإِن كانت كبيرة.

وفي الحديث: تَصَدَّقَتْ أُمِّي عليّ بِوَليدة يعني جارية. ومَوْلِدُ

الرجل: وقتُ وِلادِه. ومَوْلِدُه: الموضع الذي يُولَدُ فيه. وولَدته الأُم

تَلِدُه مَوْلِداً.

ومِيلادُ الرجل: اسم الوقت الذي وُلِدَ فيه.

وفي حديث الاستعاذة: ومن شرِّ والِدٍ وما وَلَد؛ يعني إِبليس والشياطين،

هكذا فسر. وقولهم في المثل: هم في أَمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُه؛ قال ابن

سيده: نُرَى أَصله كأَنَّ شدة أَصابتهم حتى كانت الأُمُّ تنسى ولِيدَها

فلا تناديه ولا تذْكُره مما هم فيه، ثم صار مثلاً لكل شِدّة، وقيل: هو أَمر

عظيم لا ينادى فيه الصِّغار بل الجِلَّةُ، وقد يقال في موضع الكثرة

والسَّعة أَي متى أَهوى الوليد بيده إِلى شيء لم يُزْجَرْ عنه لكثرة الشيء

عندهم؛ وقال ابن السكيت في قول مُزَرِّدٍ الثعلبي:

تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ

إِلى اللَّهِ مِنِّي، لا يُنادَى ولِيدُها

قال: هذا مثل ضربه معناه أَي لا أَرْجِعُ ولا أُكَلَّمُ فيها كما لا

يُكَلَّمُ الولِيدُ في الشيء الذي يُضْرَبُ له فيه المَثلُ. وقال الأَصمعي

وأَبو عبيدة في قولهم: هو أَمرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه، قال أَحدهما: أَي هو

أَمرٌ جليلٌ شديدٌ لا يُنادَى فيه الوَليدُ ولكن تنادى فيه الجِلَّةُ،

وقال آخر: أَصله من الغادة أَي تذهل الأُمُّ عن ابنها أَن تُنادِيَه

وتَضُمَّه ولكنها تَهْرُبُ عنه، ويقال: أَصله من جري الخيل لأَن الفرس إِذا

كان جواداً أَعْطَى من غير أَن يُصاحَ به لاستزادته، كما قال النابغة

الجعدي يصف فرساً:

وأَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه،

وهَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا

أَمامَ هَوِيٍّ لا يُنادَى وَلِيدُه،

وشَدٍّ وأَمرٍ بالعِنانِ لِيُرْسَلا

ثم قيل ذلك لكل أَمر عظيم ولكل شيء كثير. وقوله: أَمامَ يريد قُدّام،

والهَوِيُّ: شدة السرعة. ابن السكيت: ويقال جاؤوا بطَعامٍ لا يُنادَى

وليدُه، وفي الأَرض عشبٌ لا يُنادى وليدُه أَي إِن كان الوليد في ماشية لم

يضُرَّه أَين صَرَفها لأَنها في عُشْب، فلا يقال له: اصرفها إِلى موضع كذا

لأَن الأَرض كلها مُخْصِبة، وإِن كان طعامٌ أَو لبن فمعناه أَنه لا يبالي

كيف أَفسَدَ فيه، ولا متى أَكَل، ولا متى أَكَل، ولا متى شرِب، وفي أَيِّ

نواحيهِ أَهْوَى.

ورجل فيه وُلُودِيَّةٌ؛ والولوديَّة: الجفاء وقلة الرّفْق والعلم

بالأُمور، وهي الأُمّية. وفعل ذلك في وَلِيدِيَّتِه أَي في الحالة التي كان

فيها وليداً.

وشاةٌ والدةٌ ووَلُودٌ: بَيِّنةُ الوِلادِ، ووالدٌ، والجمع وُلْدٌ. وقد

وَلَّدْتُها وأَوْلَدَتْ هي، وهي مُولِدٌ، من غَنم مَوالِيدَ ومَوالِدَ.

ويقال: ولَّد الرجل غَنَمه توليداً كما يقال: نَتَّجَ إِبله. وفي حديث

لَقِيطٍ: ما وَلَّدْتَ يا راعي؟ يقال: وَلَّدْت الشاةَ تولِيداً إِذا

حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حين يبين الولد منها. وأَصحاب الحديث يقولون: ما

ولَدَت؟ يعنون الشاة؛ والمحفوظ بتشديد اللام على الخطاب للراعي؛ ومنه حديث

الأَبْرصِ والأَقْرَعِ: فأَنتج هذا ووَلَّد هذا. الليث: شاة والِدٌ وهي

الحامل وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلادِ. وفي الحديث: فأَعطَى شاة والداً أَي

عُرِف منها كثرةُ النِّتاجِ.

وأَما الوِلادَةُ، فهي وضع الوالِدة ولَدها.

والمُوَلِّدَة: القابلةُ؛ وفي حديث مُسافِعٍ: حدثتني امرأَة من بني

سُلَيْم قالت: أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِيارِنا أَي كنت لهم قابلةً؛

وتَوَلَّدَ الشيء من الشيء. واللِّدةُ: التِّرْبُ، والجمع لِداتٌ ولِدُون؛ قال

الفرزدق:

رأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ،

وشَرْخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ

الجوهري: وَلِدَةُ الرجل تِرْبُه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله

لأَنه من الولادة، وهما لِدان. ابن سيده: والولِيدةُ والمُوَلَّدَةُ

الجارية المولودةُ بين العرب؛ غيره: وعربية مُولَّدَةٌ، ورجل مُوَلَّدٌ إِذا

كان عربيّاً غير محض. ابن شميل: المُوَلَّدة التي وُلِدَتْ بأَرض وليس

بها إِلا أَبوها أَو أُمها.

والتَّلِيدَةُ: التي أَبوها وأَهلُ بيتِها وجميع من هو بسبيل منها

بأَرْض وهي بأَرْض أُخرى. قال: والقِنّ من العبيد التَّلِيدُ الذي وُلِدَ

عندك. وجارية مُوَلَّدةٌ: تولد بين العرب وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذونها

غذاء الوَلَد ويُعلّمُونها من الأَدب مثل ما يُعَلِّمون أَولادَهم؛ وكذلك

المُوَلَّد من العبيد؛ وإِن سمي المُوَلَّد من الكلام مُوَلَّداً إِذا

استحدثوه ولم يكن من كلامهم فيما مضى. وفي حديث شريح: أَن رجلاً اشترى

جارية وشرطوا أَنها مولدة فوجدها تَلِيدةً؛ المولدة: التي ولدت بين العرب

ونشأَت مع أَولادهم وتأَدّبت بآدابهم. والتليد: التي ولدت ببلاد العجم

وحملت فنشأَت ببلاد العرب. والتَّليدةُ من الجواري: هي التي تُولَدُ في ملك

قوم وعندهم أَبواها. والوَلِيدةُ: المولودة بين العرب، وغلام وَلِيدٌ

كذلك. والوليد: الصبي والعبد. والوليد: الغلام حين يُسْتَوصَف قبل أَن

يَحْتَلِمَ، الجمعُ ولْدانٌ وَوِلْدَةٌ؛ وجارية وَلِيدةٌ.

وجاءنا بِبيِّنة مُوَلَّدة: ليست بمحققة. وجاءنا بكتاب مُوَلَّد أَي

مُفْتَعَل. والمُوَلَّد: المُحْدَثُ من كل شيء ومنه المُوَلَّدُونَ من

الشعراء إِنما سموا بذلك لحدوثهم.

والوَليدةُ: الأَمَةُ والصَّبيَّةُ بينةُ الولادةِ؛ والوَلِيدِيَّة،

والجمع الولائِدُ. ويقال للأَمَة: وليدة، وإِن كانت مُسِنَّة. قال أَبو

الهيثم: الوَلِيدُ الشابُّ، والولائِدُ الشوابُّ من الجواري، والوَلِيدُ

الخادم الشاب يسمى ولِيداً من حين يولد إِلى أَن يبلغ. قال الله تعالى: أَلم

نُرَبِّك فينا وليداً. قال: والخادم إِذا كان شابّاً وَصيفٌ.

والوَصِيفةُ: وليدة؛ وأَمْلَحُ الخَدمِ والوُصَفاءُ والوَصائِفُ. وخادِمُ أَهلِ

الجنة: وَلِيدٌ أَبداً لا يتغير عن سنه. وحكى أَبو عمرو عن ثعلب قال: ومما

حرفته النصارى أَن في الإِنجيل يقول الله تعالى مخاطباً لعيسى، على نبينا

وعليه الصلاة والسلام: أَنت نَبيِّي وأَنا وَلَدْتُك أَيْ ربَّيْتُك، فقال

النَّصارَى: أَنْتَ بُنَِيِّي وانا وَلَدْتْك، وخَفَّفوه وجعلوا له

ولداً، سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً. الأُمويُّ: إِذا وَلَدَتِ

الغَنَمُ بعضها بعد بعض قيل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، ممدود،

ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً؛ وقول الشاعر:

إِذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنَادَوْا:

أَجَدْيٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ؟

قال ابن الأَعرابي في قوله: وَلَّدوا شاة رماهم بأَنهم يأْتون البهائم.

قال أَبو منصور: والعرب تقول: نَتَّجَ فلان ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها

وهو يلي ذلك منها، فهي مَنتُوجَةٌ، والناتج للإِبل بمنزلة القابلة للمرأَة

إِذا ولدت، ويقال في الشاءِ: وَلَّدْناها أَي وَلِينا وِلادَتها، ويقال

لذوات الأَظْلاف والشَّاءِ والبقر: وُلِّدتِ الشاةُ والبقَرة، مضمومة

الواو مكسورة اللام مشددة. ويقال أَيضاً: وضَعَت في موضع وُلِّدَتْ.

ومد: الوَمَدُ: نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع

سكون رِيح، وقيل: هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح. قال الكسائي: إِذا

سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ. وفي حديث عُتْبَة بن

غَزْوان: أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ؛ الوَمَدةُ: نَدًى

من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح. الليث: الوَمَدَةُ

تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً. قال أَبو

منصور: وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً. قال: والوَمَدُ لَثْقٌ

ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا،

فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء، وهو يؤذي الناس جِدّاً

لنَتْنِ رائحَته. قال: وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ

وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ، فإِذا أَصْعَدْنا في

بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ.

وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ، وليلةٌ وَمِدةٌ، وأَكثر ما يقال

في الليل، وقد وَمِدَت الليلةُ، بالكسر، تَوْمَدُ وَمَداً. ويقال: ليلة

ومِدٌ بغير هاء؛ ومنه قول الراعي يصف امرأَة:

كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها،

إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ

الوَمَدُ والوَمَدةُ، بالتحريك: شدّة حر الليل. ووَمِدَ عليه وَمَداً:

غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ.

ودأ

(ودأ)
بالقوم (يدأ) ودءا غشيهم بالــإساءة والشتم وَالشَّيْء سواهُ
(ودأ) بِهِ تودئة أهلكه وَدَفنه وَالشَّيْء توديئا سواهُ يُقَال ودأ على الْمَيِّت الأَرْض وَالْأَرْض فلَانا غيبته
[ود أ] وَدَّأتُ الشّىْءَ: سَوِّيْتُه. وتَوَدَّأتْ عليه الأَرْضُ: اشْتَمَلَتْ، وقيل: تَهَدَّمَتْ وتَكَسَّرَتْ. والوَدَأُ: الهَلاكُ، مقصورٌ مَهْموزٌ. والمُودَّأةُ: المهلكةُ، جاءت على لفظ المفعولِ. وتَوَدَّأتْ عنَّى الأَخْبارُ: انْقَطَعَتْ وتَوارَتْ.
ودأ: ويقال: وَدَّاْتُه فَتَوَدَّأَ، أي سَوَّيْتُه فاستَوى، قال:

ولِلأَرضِ كم من صالحٍ قد تَوَدَّأَتْ ... عليه فوارته بلماعة قفر 

وتَوَدَّأَتِ الأخبارُ أي خَفِيَتْ. ووَدَّأْتُ الأرضَ إذا كانت محفورة فسويتها. 
[ودأ] تَوَدَّأَ عليه، أي أهلكه. وَوَدَّاَ فلانٌ بالقوم تَوْدِئَةً. أبو عبيد: المودأة: المهلكة والمفازة. قال: وهى لفظ المفعول به. أبو زيد: وَدَّأْتُ عليه الأرضَ تَوْديئاً، إذا سويت عليه الارض. قال الشاعر الضَّبي يرثي أخاه أُبَيًّا: أَأُبَيٌّ إنْ تُصبحْ رهين مُوَدَّا * زلخ الجوانب قعره ملحود
ودأ
يقال: وَدَأَ فلان بالقوم: إذا غشيهم بالــإساءة.
وقال الكسائي: وَدَأ الفرسُ يَدَأُ - مثال وَدَعَ يَدَعُ -: إذا أدْلى؛ مثل وَدَى يدي.
وودِئَ خَبره: انقطع.
وقال الفرّاء: سمعتُ بعض بني نَبهان من طَيِّءٍ يقول: دَأْني؛ يريد: دعني.
أبو عبيد: المُوَدَّأَةُ: المَهْلَكة والمفازَةُ، قال: وهي لفظ المفعول به.
أبو زيد: ودَّأْتُ عليه الأرض تَوْدِيئاً: إذا سوَّيتَ عليه الأرض، قال رجُل من بني ضبَّة يرثي أخاه أُبيّاً:
أأُبَيُّ إنْ تُصْبِحْ رَهِيْنَ مُوَدَّاءٍ ... زَلْخِ الجَوانبِ قَعْرُه مَلْحُوْدُ
وودَّأ بالقوم تَوْدِئةً: أهْلَكَهم. والمُوَدَّأَةُ: حُفرةُ المَيِّت.
وتَوَدَّأَ عليه: أهْلَكَه.
وتَوَدَّأَتْ عليه الأرض: استوت عليه مثل ما تستوي على الميت.
وتَوَدَّأَتْ عليه الأخبار: أي انقطعت دونه، أنشد ابن الأعرابي لِهُدْبةَ بن خَشْرم:
وَللأرْضِ كم من صالحٍ قد تَوَدَّأَتْ ... عليه فَوَارَتْه بلَمّاعَةٍ قَفْرِ
ويروى: " تَلَمَّأَتْ ".
وقال أبو مالك: تَوَدَّأْتُ على مالي: أي أخذْتُه وأحرَزْتُه.
والتركيب يدل على هَلاك وضياع.

ود

أ1 وَدَأَهُ, aor. ـَ He made it even or plain. (K.) A2: See 5.

A3: ودأ (aor. ـَ T) Veretrum exseruit equus: (T, K:) but AHeyth says that this is an error, and that the correct word is without ء: [i. e., وَدَى, q.v.]. (TA.) A4: دَأْنِى

[imp.], i. q. دَعْنِى, Let me &c. (K.) Said by some to be of weak authority. (TA.) 2 ودّأ عليه الأَرْضَ, inf. n. تَوْدِىْءٌ, He made the earth even, or plain, over him. (Az, S, K.) b2: وَدَّأَتْهُ الأَرْضُ The earth, or the land, hid, or concealed, him. (TA.) [See also 5.] b3: ودّأ, He, or it, buried. (IAar.) b4: ودّأ بِهِمْ, inf. n. تَوْدِئَةٌ; (S, L;) accord. to the K, وَدَأَ; but this is incorrect; (TA;) He covered, or overwhelmed, them with evil, or with ill treatment. (L, K.) 5 تودّاتُ عَلَيْهِ الأَرْضُ The earth became even, or plain, over him, (K,) as over a dead body in the grave: (TA:) or enclosed him: or was overturned over him: or was broken in pieces over him. (K.) b2: The earth, or the land, hid, or concealed, him. (TA.) [See also 2.] This phrase is used when a person has gone away to the more distant parts of the earth, or land, so that it is not known what he has done: also, when a man has died; even if among his family. (ISh.) b3: تودّأت عَنْهُ الأَخْبَارُ News, or tidings, of him were cut off, or ceased to come; like

↓ وَدِئَتْ, and were hid. (K.) [In the K we read, عنه الاخبارُ انقطعت [تودّأت] عليه و [تودّأت] و الخ: whence it seems that تودّأت عليه الاخبار also has the above signification. But in the TA, after عليه, in the passage above quoted from the K, is inserted الارض. This word, however, has, I think, been inserted through inadvertence: if not, تودّأت عليه الارضُ signifies The land was interrupted to him, and hid: as also ↓ وَدِئَت.] b4: تودّأ عَلَى مَالِهِ He took his property or wealth, and kept it carefully. (K.) A2: تودّأ عَلَيْهِ He, or it, destroyed him. (S, K.) وَدَأٌ Perdition; destruction. (K.) مُوَدَّأٌ [Earth made even, or plain, over a person: or earth hiding, or concealing, him;] like مُحْصَنٌ for مُحْصِنٌ, &c. (TA.) b2: A grave. (See below.) b3: Zuheyr Ibn-Mes-ood Ed-Dabbee says, in an elegy on his brother Ubeí, أَ أُبَىُّ إِنْ تُصْبِحْ رَهِينَ مُوَدَّأٍ

زَلْجِ الجَوَانِبِ قَعْرُهُ مَلْحُودُ [O Ubeí ! if thou become a deposit in a place over which the earth is made even, or plain, (or in a place that hideth thee, or in a grave,) with smooth, or slippery, sides, and having its bottom hollowed out laterally, b4: ] (S, TA. See Ham, p. 466.) b5: مُوَدَّأَةٌ A place of destruction, or perdition; or a desert in which is no water. (AA, S, K.) b6: Also, accord. to IAar, or without ة, as in an example which he quotes, A grave. (TA.)

ودأ: وَدَّأَ الشيءَ: سَوّاه.

وتَوَدَّأَتْ عليه الأَرضُ: اشتملت، وقيل تَهَدَّمت وتَكَسَّرت. وقال

ابن شميل: يقال تَوَدَّأَتْ على فلان الأَرضُ وهو ذَهابُ الرَّجلِ في أَباعد الأَرضِ حتى

لا تَدْرِي ما صنَعَ. وقد تَوَدَّأَتْ عليه إِذا ماتَ أَيضاً، وإِن ماتَ في أَهْلِه. وأَنشد:

فَما أَنا إِلا مِثْلُ مَنْ قَدْ تَوَدَّأْتْ * عليهِ البِلادُ، غَيْرَ أَنْ لم أَمُتْ بَعْدُ

وتَوَدَّأَتْ عليه الأَرض: غَيَّبَتْه وذهَبَتْ به. وتَوَدَّأَتْ عليه الأَرضُ أَي اسْتَوَتْ عليه مثلما تَسْتَوِي على الـمَيِّت. قال الشاعر:

ولِلأَرْضِ كَمْ مِن صالِحٍ قد تَوَدَّأَتْ * عليه، فَوارَتْه بِلَمَّاعة قَفْرِ

وقال الكميت:

إِذا وَدَّأَتْنَا الأَرضُ، إِذ هِيَ وَدَّأَتْ، * وأَفْرَخَ مِنْ بَيْضِ الأُمورِ مَقُوبُها

ودَأَتْنَا الأَرضُ: غَيَّبَتْنا. يقال: تَوَدَّأَتْ عليه الأَرضُ، فهي مُوَدَّأَةٌ. قال: وهذا كما قيل أَحْصَنَ، فهو مُحْصَنٌ، وأَسْهَبَ، فهو مُسْهَبٌ، وأَلْفَجَ، فهو مُلْفَجٌ. قال: وليس في الكلام مثلُها.

وودَّأْتُ عليه الأَرضَ تَوْدِيئاً: سَوَّيْتُها عليه. قال زُهير بن مسعود الضَّبِّي يَرْثي أَخاه أُبَيّاً:

أَأُبَيُّ! إِن تُصْبِحْ رَهِينَ مُوَدَّإِ، * زَلْخِ الجَوانِبِ، قَعْرُه مَلْحُودُ

وجواب الشرط في البيت الذي بعده، وهو:

فَلَرُبَّ مَكْرُوبٍ كَرَرْتَ ورَاءَه، * فَطَعَنْتَه، وبَنُو أَبيه شُهُودُ

أَبو عمرو: الـمُوَدَّأَةُ: الـمَهْلَكَةُ والـمَفازَةُ، وهي في لفظ الـمَفْعُول به. وأَنشد شمر للرّاعي:

كائِنْ قَطَعْنا إِليكم مِنْ مُوَدَّأَةٍ، * كأَنَّ أَعْلامَها، في آلها، القَزَعُ

وقال ابن الأَعرابي: الـمُوَدَّأَةُ، حُفْرَةُ الـميِّتِ، والتَّوْدِئَةُ: الدَّفْنُ. وأَنشد:

لَوْ قَدْ ثَوَيْتَ مُوَدَّأً لرَهِينةٍ، * زَلْجِ الجَوانِب، راكِدِ الأَحْجارِ

والوَدَأُ: الهلاكُ، مقصور مهموز. وتَوَدَّأَ عليه: أَهلكه. ووَدَّأَ فلان بالقومِ تَوْدِئةً. وتَوَدَّأَتْ عليَّ وعنِّي الأَخبارُ: انْقَطَعَتْ وتَوارَتْ. التهذيب في ترجمة ودي: ودَأَ الفرسُ يَدَأُ، بوزن وَدَعَ يَدَعُ، إِذا أَدْلى. قال أَبو الهيثم: وهذا وهم ليس في وَدَى الفرسُ، إِذا أَدْلَى، همز. وقال أَبو مالك: تَوَدَّأْتُ على مالي أَي أَخذْتُه وأَحْرَزْتُه.

ودأ
: (} وَدَأَهَ، كودَعَه) أَي (سَوَّاه، و) {وَدَأَ (بهم: غَشِيَهُمْ بالــإِسَاءَةِ. و) الشَّتْمِ، وَفِي (التَّهْذِيب) : وَدَأَ (الفَرَسُ) } يَدَأُ، بِوَزْن وَدَعَ يَدَعُ إِذا (أَدْلَى) كَوَدَي يَدِي، عَن الْكسَائي، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: وَهَذَا وَهَمٌ، لَيْسَ فِي وَدَي الفَرَسُ إِذا أَدْلَى هَمْزٌ.
( {- وَدَأْنِي) مثل (دَعْنِي) وزْناً وَمعنى، نَقله الفرَّاءُ عَن بعض بني نَبْهَانَ من طَيِّيء سَماعاً، وَقيل: إِنها لُغَيَّة.
(} والوَدَأُ مُحرَّكَةً: الهَلاَكُ) مهموزٌ مقصورٌ، وَقد {وَدِىءَ، كفَرِح.
(} وتَوَدَّأَت عَلَيْهِ الأَرْضُ) أَي (اسْتَوَتْ) عَلَيْهِ مثل مَا تَستَوِي على المَيتِ، قَالَ الشَّاعِر:
ولْلأَرْضِ كَمْ مِنْ صَالِحٍ قَدْ {تَوَدَّأَتْ
عَلَيْهِ فَوَارَتْهُ بِلَمَّاعَةٍ قَفْرِ
(أَو تَهَدَّمَتْ، أَو اشْتَمَلَتْ، أَو تَكَسَّرَتْ، و) تَوَدَّأَتْ (عَلَيْهِ، و) تودَّأَتْ (عَنْهُ الأَخبارُ: انقطعَتْ) دُونَه، (} كَوَدِئَتْ) بِالْكَسْرِ، وَهَذِه عَن الصَّاغَانِي، (و) قيل: تَوَدَّأَتْ، أَي (تَوَارَتْ) .
(و) {تَوَدَّأَ (زَيْدٌ عَلَى مَالِهِ) إِذا (أَخَذَه وأَحْرَزَه) ، قَالَه أَبو مَالك.
(و) قَالَ أَبو عَمْرو: (} المُوَدَّأَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: المَهْلَكَةُ والمَفَازَةُ) جاءَت على لفظِ المفعولِ بِهِ، وأَنشد شَمِرٌ:
كَائِنْ قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ مِنْ مُوَدَّأَةٍ
كَأَنَّ أَعْلاَمَهَا فِي آلِهَا القَزَعُ
وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: {المُوَدَّأَةُ: حُفْرَةُ المَيْتِ،} والتَّوْدِئَةُ: الدَّفْنُ، وأَنشد:
لَوْ قَدْ ثَوَيْتَ {مُوَدَّأً لِرَهِينَةٍ
زَلْجِ الجَوَانِبِ رَاكِدِ الأَحْجَارِ
(} وَوَدَّأَ عَلَيْهِ الأَرْضَ {تَوْدِيئاً: سَوَّاهَا) عَلَيْهِ، قَالَ زُهَيْرُ بنُ مَسعودٍ الضَّبِّيُّ يرثي أَخاه أُبَيًّا:
أَأُبَيُّ إِنْ تُصْبِحْ رَهِينَ} مُوَدَّإٍ
زَلْجِ الجَوَانهبِ قَعْرُهُ مَلْحُودُ
فلَرُبَّ مَكْرُوبٍ كَرَرْتَ وَرَاءَهُ
فَطَعَنْتَهُ وبَنُو أَبِيهِ شُهُودُ هَكَذَا أَنشده ابْنُ مَكَرَّم هُنا، وَقَالَ الكُمَيْتُ:
إِذَا {وَدَّأَتْنَا الأَرْضُ إِنْ هِيَ} وَدَّأَتْ
وَأَفْرَخَ مِنْ بَيْضِ الأُمُورِ مَقُوبُهَا
{وَدَّأَتْنَا الأَرضُ: غَيَّبَتْنَا، يُقَال: تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ فَهِيَ مُوَدَّأَةٌ، وَهَذَا كَمَا قِيل: أَحْصَنَ فَهُوَ مُحْصَنٌ، وأَسْهَب فَهُوَ مُسْهَبٌ، وأَلْفَحَ فَهُوَ مُلْفَجٌ.
(} وَتَودَّأَ عَلَيْهِ: أَهْلَكَهُ) ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يُقَال: تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ، وَهُوَ ذَهَابُ الرَّجُلِ فِي أَباعِدِ الأَرضِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صَنَعَ، وَقد {تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ إِذا مَاتَ أَيضاً وإِنْ مَاتَ فِي أَهْلِه، وأَنشد:
فَمَا أَنَا إِلاَّ مِثْلُ مَنْ قَدْ تَوَدَّأَتْ
عَلَيْهِ البِلاَدُ غَيْرَ أَنْ لَمح أَمُتْ بَعْدُ
وتَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ: غَيَّبَتْهُ وَذَهَبَتْ بِهِ. وسَكَتَ عَن ذَلِك كُلِّه شَيْخُنَا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
بُرْقَةُ} وَدَّاءٍ، ككَتَّانٍ: مَوضِع، وسيأْتي فِي الْقَاف.

شرر

ش ر ر

شر فلان يشر شرارة، وهو شرير. ونار ذات شرار وشرر، وطارت منها شرارة وشررة، وتقول: كان أبوك نار شرارة، وأنت منها شراره. وشرّه في الشمس وأشره وشرره وشرشره: بسطه. وضربه الكلب بشراشر ذنبه وهي أطرافه، وما تشرشر منه أي تفرق. قال ابن هرمة:

فعوين يستعجلنه ولقينه ... يضربنه بشراشر الأذناب

ومن المجاز: ألقى عليه شراشيره إذا حرص عليه وأحبه. قال ذو الرمة:

وكائن ترى من رشده في كريهة ... ومن غيةٍ تلقى عليها الشراشر

وأشرّ الأمر: أظهره.
(شرر) : الشَّرِيَرةُ، وقِيلَ: الشزِيرَةُ: المِسَلَّةُ.
(ش ر ر) : (قَوْلُهُ) أَسْوَءُ الطَّلَاقِ (وَأَشَرُّهُ) الصَّوَابُ وَشَرُّهُ يُقَالُ هَذَا خَيْرٌ مِنْ ذَاكَ وَذَاكَ شَرٌّ مِنْ هَذَا وَأَمَّا أَخْيَرُ وَأَشَرُّ فَقِيَاسٌ مَتْرُوكٌ.
(شرر) - في الحديث: "لا يأتي عليكم عَامٌ إلا والَّذي بَعدَه شَرٌّ منه".
سُئل الحَسَن فَقِيل: ما بَالُ زَمانِ عُمرَ بنِ عبد العَزيز بعد زَمَان الحَجَّاجِ؟ فقال: لا بُدَّ للنَّاس من تَنْفيس، يَعنىِ أَنَّ الله عزّ وجَلّ يُنَفِّس عن عِبادِه وَقْتاً ويَكْشِف البَلاءَ عنهم مُدَّة.
- في حديث الحجاج: "لها كِظَّة تَشْتَرّ".
: أي تَجْتَرّ، من الجرَّة، قَلَب الجيمَ شِينًا لِتَقارُبِهما.
-في الحديث: "لا تُشارِّ أَخاكَ".
من الشَّرِّ أن يَفعَل أَحدُهما بالآخر، ورُوِى بالتَّخْفِيف.

شرر


شَرَّ
(n. ac. شَرّ
شِرَّة
شَرَر
شَرَرَة
شَرَاْرَة)
a. Was bad, evil, wicked.
b.(n. ac. شُرّ), Blamed, found fault with, rebuked.
c. Exposed to the sun.

شَرَّرَa. Blamed; cried down, spoke evil of.
b. see I (c)
أَشْرَرَa. see I (c)
& II (a).
c. Spread about, published.

إِشْتَرَرَa. Ruminated (animal).
شَرّ
(pl.
شُرُوْر)
a. Evil, mischief; wickedness, badness; iniquity.
b. [ coll. ], Enmity; war
hostilities.
c. (pl.
شِرَاْر
أَشْرَاْر أَشْرِرَآءُ), Bad, evil, wicked; mischievous;
malicious, malignant.
d. [Min]
see 14
شَرَّةa. see 1 (c)

شِرَّةa. Ardour, impetuosity.
b. Anger, choler.

شُرَّةa. Defect, fault, blemish; badness.

شَرَرa. Sparks.

أَشْرَرُa. Worse; worst.

شَرَاْرَة
(pl.
شَرَاْر)
a. Spark.

شَرِيْر
(pl.
أَشْرَاْر
أَشْرِرَآءُ)
a. Bad, evil, wicked, depraved; mischievous.

شِرِّيْرa. Wicked, depraved; villain; scoundrel, knave
rogue.

المُشَرْشِر
a. The Lion.
ش ر ر: (الشَّرُّ) ضِدُّ الْخَيْرِ يُقَالُ: (شَرَرْتَ) يَا رَجُلُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا لُغَتَانِ (شَرًّا) وَ (شَرَارًا) وَ (شَرَارَةً) بِفَتْحِ الشِّينِ فِي الْكُلِّ. وَفُلَانٌ (شَرُّ) النَّاسِ وَلَا يُقَالُ: أَشَرُّ النَّاسِ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ. وَقَوْمٌ (أَشْرَارٌ) وَ (أَشِرَّاءُ) كَأَشِدَّاءَ. قَالَ يُونُسُ: وَاحِدُ (الْأَشْرَارِ) رَجُلٌ (شَرٌّ) كَزَنْدٍ وَأَزْنَادٍ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: وَاحِدُهَا (شَرِيرٌ) كَيَتِيمٍ وَأَيْتَامٍ. وَرَجُلٌ (شِرِّيرٌ) بِوَزْنِ سِكِّيتٍ أَيْ كَثِيرُ الشَّرِّ. وَ (شِرَّةُ) الشَّبَابِ حِرْصُهُ وَنَشَاطُهُ. وَ (الشِّرَّةُ) بِالْكَسْرِ مَصْدَرُ الشَّرِّ أَيْضًا. وَ (الشَّرَارَةُ) بِالْفَتْحِ وَاحِدَةُ (الشَّرَارِ) وَهُوَ مَا يَتَطَايَرُ مِنَ النَّارِ وَكَذَا (الشَّرَرَةُ) وَالْجَمْعُ (شَرَرٌ) . وَ (الْمُشَارَّةُ) الْمُخَاصَمَةُ. 
ش ر ر : الشَّرُّ السُّوءُ وَالْفَسَادُ وَالظُّلْمُ وَالْجَمْعُ شُرُورٌ وَشَرِرْتَ يَا رَجُلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ وَالشَّرُّ السَّوْءُ وَقَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْكَ» نَفَى عَنْهُ الظُّلْمَ وَالْفَسَادَ لِأَنَّ أَفْعَالَهُ تَعَالَى صَادِرَةٌ عَنْ حِكْمَةٍ بَالِغَةٍ وَالْمَوْجُودَاتُ كُلُّهَا مِلْكُهُ فَهُوَ يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ مَا يَشَاءُ فَلَا يُوجَدُ فِي فِعْلِهِ ظُلْمٌ وَلَا فَسَادٌ وَرَجُلٌ شَرٌّ أَيْ ذُو شَرٍّ وَقَوْمٌ أَشْرَارٌ وَهَذَا شَرٌّ مِنْ ذَاكَ وَالْأَصْلُ أَشَرُّ بِالْأَلِفِ عَلَى أَفْعَلَ وَاسْتِعْمَالُ الْأَصْلِ لُغَةٌ لِبَنِي عَامِرٍ وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ مَنْ الْكَذَّابُ الْأَشَرُّ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ.

وَالشَّرَارُ مَا تَطَايَرَ مِنْ النَّارِ الْوَاحِدَةُ شَرَارَةٌ وَالشَّرَرُ مِثْلُهُ وَهُوَ مَقْصُورٌ مِنْهُ. 
[شرر] الشَرُّ: نقيض الخير. يقال: شررت يارجل وشررت، لغتان، شرا وشرارا وشرارة. وفلان شر الناسِ، ولا يقال أَشَرُّ الناسِ إلا في لغة رديئة. ومنه قول امرأة من العرب: " أعيذك بالله من نفس حرى، وعين شرى " أي خبيثة، من الشر، أخرجته على فعلى، مثل أصغر وصغرى. وقوم أشرارٌ وأَشِرَّاءُ. وقال يونس: واحِد الاشرار رجل شر، مثل زند وأزناد. وقال الاخفش: واحدها شريرٌ، وهو الرجل ذو الشر، مثل يتيم وأيتام. ورجل شرير، مثال فسيق، أي كثير الشَرِّ. وشِرَّةُ الشباب: حِرْصُه ونَشاطُه. والشِرَّةُ أيضاً: مصدر الشَرِّ. والشَرارَةُ: واحدة الشَرارِ، وهو ما يتطاير من النار، وكذلك الشَرَرُ، الواحدةُ شَرَرَةٌ. والشَرَّانُ: شَبْيهٌ بالبعوض يَغْشى وجه الإنسان ولا يَعضُّ، وربَّما سَمَّوهُ الأذى. والشُرُّ بالضم: العيبُ. يقال: ما قلت ذلك لِشُرِّكَ، وإنما قلته لغير شُرِّكَ، أي لغير عيبك. والمُشارَّةُ: المخاصمةُ. وشَرَرْتُ الثوبَ: بسطْته في الشمس، وكذلك التشرير. وشررت الاقط أشره، إذا جعلتَه على خَصَفَةٍ ليجفَّ. وكذلك شَرَرْتُ المِلْحَ واللحمَ وغيرَه. والإِشْرارَةُ: ما يُبْسَطُ عليه الأَقِطُ وغيره، والجمع الاشارير. ويقال: الاشارير قطع قديد. قال الشاعر : لها أشارير من لحم تتمره * من الثعالى ووخز من أرانيها - وأشررت الرجلَ: نسبْته إلى الشَرِّ. وبعضهم ينكره. قال الشاعر طَرَفة: فَما زالَ شُرْبي الرَاحَ حَتَّى أَشَرَّني * صديقي وحَتَّى ساَءني بَعْضُ ذَلِكَ - وأشررت الشئ: أظهرته. وقال في يوم صفين : فما بَرِحوا حتَّى رأى الله صَبْرَهُمْ * وحتَّى أُشِرَّتْ بالاكف المصاحف - والاصمعى يروى قول امرى القيس:............ ومعشرا * على حراسا لو يشرون مقتلي - على هذا، وهو بالسين أجود. وشرشرة الشئ: تشقيقه وتقطيعه. قال أبو زُبيد يصف الأسد: يَظَلُّ مُغِبّاً عنده من فَرائِسٍ * رُفاتُ عظامٍ أو غَريضٌ مُشَرْشَرُ - وشواء شرشر: يتقاطر دسمه، مثل شلشل . والشراشر: الأثقالُ، الواحدة شُرْشُرَةٌ. يقال: ألقى عليه شَراشِرَهُ، أي نَفسه، حرصاً ومحبّة. قال الكميت: وتلْقى عليه عند كلِّ عَظِيمَةٍ * شَراشِرُ من حَيَّيْ نِزارٍ وأَلْبُبُ - وقال آخر: وكَائَنْ تَرى من رَشْدَةٍ في كَريهَةٍ * ومن غَيَّةٍ تُلْقى عليها الشَراشِرُ - وشَراشِرُ الذَنَبِ: ذَباذِبُهُ. والشَرْشَرُ: نبت يقال له الشِرْشِرُ بالكسر. وقيل للاسدية: ما شجرة أبيك؟ قالت: الشرشر. ووطب جشر، وغلام أشر.
[شرر] نه: فيه "الشر" ليس إليك، أي لا يتقرب به إليك ولا يبتغى به وجهك، أو أن الشر لا يصعد إليك وإنما يصعد إليك الطيب من القول والعمل، وهو إرشاد إلى الأدب في الثناء وإضافة المحاسن دون المساوئ لا نفي شيء عن قدرته، ولهذا لا يقال: يا رب الكلاب والخنازير. ن: أو ليس شرًا بالنسبة إليك. ط: أو ليس قضاؤه إليك من حيث اشر بل لما فيه من الفوائد، أنا بك - أي أعتمد بك وأتوجه إليك أو وجدت بك وأنتهي إليك، وملأ ما شئت بعد - أي بعد السماوات والأرض. نه: وفيه ح: ولد الزنا "شر" الثلاثة، قيل: هذا في رجل بعينه موسوم بالشر، وقيل: عام وإنه شر من والديه أصلًا ونسبًا وولادة، ولأنه خلق من ماء الزاني والزانية فهو ماء خبيث، وقيل: لأن الحد يقام عليهما فيكون تمحيصًا لهما وهذا لا يدري ما يفعل به في ذنوبه. بغوى: فلا يؤمن أن يؤثر ذلك في عروقه فيحمله على الشر، وقال ابن عمر: بل هو خير الثلاثة لبراءته من ذنب اقترفاه. نه: وح:ذهب إلى أن الثانية من تتمة الأولى والظاهر أنها مستقلة تفصيل لذلك المجمل يعني أن لكل شيء من الأعمال الظاهرة والأخلاق الباطنة طرفي إفراط وتفريط والقصد بينهما هو المقصود، فإن رأيت أحدًا يسلكه فأرجوه أن يكون من الفائزين ولا تقطعوا له فإن الله تعالى يتولى السرائر، وإن رأيته يسلك سبيل الإفراط والغلو حتى يشار إليه بالأصابع فلا تبتو القول بأنه من الفائزين ولا تعدوه من الفائزين ولا تجزموا بأنه من الخاسرين ولا تعدوه منهم لكن أرجوه كما رجيتم المقتصد إذ قد يعصم الله في صورة الإفراط والشهرة. مف: أي العابد يبالغ في عبادته أول مرة وكل مبالغ مفتر فإن كان صاحبها سدد وقارب التسديد أعطى التوفيق أي إن كان مستقيمًا متوسطًا فأرجوه فإنه يقدر على الدوام وهو أفضل الأعمال، وإن بالغ وأتعب لم يقدر على الدوام بل ينقطع، وأيضًا يجتمع عليه الناس وبذلوا له المال والجاه وقبلوا يديه ورجليه فربما يصير أحمق مغرورًا بعمله يعتقد أنه خير من غيره وأشير إليه بالأصابع فلا تعدوه صالحًا. ك: ذكر عند عكرمة "الأشر" الثلاثة، هما مبتدأ وخبر، أي أشر الركبان هؤلاء الثلاثة، ذكر عند عكرمة أن ركوب الثلاثة على الدابة شر وظلم وأن المقدم أشر أو المتأخر؟ فأنكر عكرمة واستدل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم. نه: وفيه: لا "تشارّ" أخاك، هو تفاعل من الشر، أي لا تفعل شرًا يحوجه إلى أن يفعل بك مثله؛ ويروى بالخفة. ومنه ح: ما فعل الذي كانت امرأته "تشارّه" وتماره. وفيه: لها كظة "تشتر" اشتر البعير واجتر وهي الجرة لما يخرجه من جوفه ويمضغه ثم يبتلعه، والجيم والشين من مخرج واحد.
شرر
شرَّ1 شَرَرْتُ، يَشِرّ، اشْرِرْ/ شِرّ، شَرًّا وشَرَرًا وشرارةً وشِرَّةً، فهو شِرِّير وشَرِير، والمفعول مشرور (للمتعدِّي)
• شرَّ الرَّجلُ: مال إلى الشرِّ وتعوَّده، اتَّصف به "مَن خالط الأشرارَ شرّ- تلميذ شرِّير- وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ [حديث]: حديث ينفي الظلم والفساد عن الله تعالى، لأنّ أفعاله تعالى صادرة عن حكمة بالغة بالموجودات كلّها".
• شرَّ الشَّيءُ: كان موضع استهجان وذمّ.
• شرَّ فلانًا: عابه وألحق به الشّرَّ. 

شرَّ2 شَرُرْتُ، يَشُرّ، اشْرُرْ/ شُرَّ، شَرًّا وشَرَرًا وشرارةً وشِرَّةً، فهو شِرِّير وشَرِير، والمفعول مشرور (للمتعدِّي)
• شرَّ الرَّجلُ: مال إلى الشرِّ وتعوَّده، اتَّصف به "مَن خالط الأشرارَ شرَّ- تلميذ شرِّير- وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ [حديث]: حديث ينفي الظلم والفساد عن الله تعالى، لأنّ أفعاله تعالى صادرة عن حكمة بالغة بالموجودات كلِّها".
• شرَّ الشَّيءُ: كان موضع استهجان وذمّ.
• شرَّ فلانًا: عابه وألحق به الشّرَّ. 

شرَّ3 شَرِرْتُ، يَشَرّ، اشْرَرْ/ شَرَّ، شَرًّا وشَرَرًا وشرارةً وشِرَّةً، فهو شِرِّير وشَرِير، والمفعول مشرور (للمتعدِّي)
• شرَّ الرَّجلُ: شرَّ الرَّجلُ مال إلى الشرِّ وتعوَّده "اتّصف به مَن خالط الأشرارَ شرَّ- تلميذ شرِّير- وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ [حديث]: حديث ينفي الظلم والفساد عن الله تعالى، لأنّ أفعاله تعالى صادرة عن حكمة بالغة بالموجودات كلِّها".
• شرَّ الشَّيءُ: كان موضع استهجان وذمّ.
• شرَّ فلانًا: عابه وألحق به الشّرَّ. 

أشرَّ يُشِرّ، أشْرِرْ/ أشِرَّ، إشرارًا، فهو مُشِرّ، والمفعول مُشَرّ
• أشرَّ فلانًا: نسبه إلى الشرِّ. 

شارَّ يشارّ، شارِرْ/ شارَّ، مُشارّةً، فهو مُشارّ، والمفعول مُشارّ
• شارَّ فلانًا: عاداه وخاصمه "شارّ جيرانَهُ". 

أشرُّ [مفرد]: اسم تفضيل من شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3: أكثر سوءًا وفسادًا " {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الأََشَرُّ} [ق] ". 

شَرار [جمع]: مف شَرارة:
1 - أجزاء صغيرة متوهِّجة تتطاير عادةً عن نارٍ أو جسم يحترق "شرار ينبعث من نار متأجّجة- تطاير شرار من الموقد".
2 - (فز) ضوء حادث من تفريغ كهربيّ ° الشَّرار يقدح من عَيْنَيْه: احمرارٌ يدلُّ على شدَّة الغضب. 

شرارة [مفرد]: ج شرارات (لغير المصدر) وشَرار (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3.
2 - جزء صغير مُتوهِّج ينفصل عادة عن جسم يحترق "لحقته شرارة في وجهه أحرقت جزءًا منه" ° مفتاح الشَّرارة: مفتاح الإشعال في السَّيّارة.
• شرارة عين: (طب) إحساس مضيء ينتج من الضّغط على مقلة العين حين يكون الجفن مُغمَضًا، أو يظهر تلقائيًّا في بعض الأمراض.
• الشَّرارة الكَهربيَّة: (فز) الضّوء الحادث من التَّفريغ الكهربيّ. 

شَرّ [مفرد]: ج أشرار (لغير المصدر {وشِرار} لغير المصدر) وشُرور (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3.
2 - اسم تفضيل من شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3: على غير قياس، والأصل أشرُّ حذفت منه الهمزة: أكثر سوءًا وفسادًا "الدَّيْن شرّ أنواع الفقر- {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} " ° هزمهم شَرّ هزيمة: ألحق بهم هزيمةً مُرَّة.
3 - سوء وفساد، عكسه خير، وقيل هو اسم جامع للرّذائل والخطايا، نقيضه خير "اتّق شرَّ من أحسنت إليه- {وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}: كفر- {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}: شدّة من فقر أو مرض- {وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}: كان عذابه مستطيرًا" ° شرٌّ مُستطير: ساطع مُنتشِر.
4 - شرِّير، ذو شرّ "رجلٌ شرّ- {وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ} ". 

شَرَر [جمع]: مف شَرَرة: شَرار، أجزاء صغيرة متوهّجة تنفصل عادة عن نارٍ أو جسم يحترق "*فمعظم النار من مستصغر الشَّرَر*- {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} " ° كانت عيناه تقدحان بالشّرر: تمتلئ نفسه بالغيظ والغضب الشديدَيْن. 

شَرّانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3: على غير قياس: كثير الشرّ، أثيم مُنطوٍ على ارتكاب مخالفة خطيرة للقانون أو الأخلاق "رجلٌ شرّانيّ: مجرم، كثير الشرور". 

شِرَّة [مفرد]:
1 - مصدر شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3.
2 - حِدَّة "أعوذ بالله من شِرَّة الغضب".
3 - نشاط "للشّباب شِرَّة". 

شِرِّير [مفرد]: ج أشرار وأشِرّاء:
1 - صيغة مبالغة من شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3: كثير الشرّ مُولَع به " {وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ} ".
2 - (فن) شخصيَّة في تمثيليَّة أو رواية لها فاعليّة تميل نحو الشّرّ في بناء الحبكة.
• الشِّرِّير: إبليس، الشَّيطان. 

شَرِير [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شرَّ1 وشرَّ2 وشرَّ3. 

شرر: الشَّرُّ: السُّوءُ والفعل للرجل الشِّرِّيرِ، والمصدر

الشَّرَارَةُ، والفعل شَرَّ يَشُِرُّ. وقوم أَشْرَارٌ: ضد الأَخيار. ابن سيده:

الشَّرُّ ضدّ الخير، وجمعه شُرُورٌ، والشُّرُّ لغة فيه؛ عن كراع. وفي حديث

الدعاء: والخيرُ كُلُّه بيديك والشَّرُّ ليس إِليك؛ أَي أَن الشر لا يُتقرّب

به إِليك ولا يُبْتَغَى به وَجْهُكَ، أَو أَن الشر لا يصعد إِليك وإِنما

يصعد إِليك الطيب من القول والعمل، وهذا الكلام إِرشاد إِلى استعمال

الأَدب في الثناء على الله، تعالى وتقدس، وأَن تضاف إِليه، عز وعلا، محاسن

الأَشياء دون مساوئها، وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإِثباته لها، فإِن

هذا في الدعاء مندوب إِليه، يقال: يا رب السماء والأَرض، ولا يقال: يا رب

الكلاب والخنازير وإِن كان هو ربها؛ ومنه قوله تعالى: ولله الأَسماء

الحسنى فادعوه بها. وقد شَرَّ يَشِرُّ ويَشُرُّ شَرّاً وشَرَارَةً، وحكى

بعضهم: شَرُرْتُ بضم العين. ورجل شَرِيرٌ وشِرِّيرٌ من أَشْرَارٍ

وشِرِّيرِينَ، وهو شَرٌّ منك، ولا يقال أَشَرُّ، حذفوه لكثرة استعمالهم إِياه، وقد

حكاه بعضهم. ويقال: هو شَرُّهُم وهي شَرُّهُنَّ ولا يقال هو أَشرهم.

وشَرَّ إِنساناً يَشُرُّه إِذا عابه. اليزيدي: شَرَّرَنِي في الناس وشَهَّرني

فيهم بمعنى واحد، وهو شَرُّ الناس؛ وفلان شَرُّ الثلاثة وشَرُّ الاثنين.

وفي الحديث: وَلَدُ الزنا شَرُّ الثلاثة؛ قيل: هذا جاء في رجل بعينه كان

موسوماً بالشَّرّ، وقيل: هو عامٌّ وإِنما صار ولد الزنا شَرّاً من

والديه لأَنه شَرُّهم أَصلاً ونسباً وولادة، لأَنه خلق من ماء الزاني

والزانية، وهو ماء خبيث، وقيل: لأَن الحدّ يقام عليهما فيكون تمحيصاً لهما وهذا

لا يدرى ما يفعل به في ذنوبه. قال الجوهري: ولا يقال أَشَرُّ الناس إِلا

في لغة رديئة؛ ومنه قول امرأَة من العرب: أُعيذك بالله من نَفْسٍ حَرَّى

وعَيْنٍ شُرَّى أَي خبيثة من الشر، أَخرجته على فُعْلَى مثل أَصغر

وصُغْرَى؛ وقوم أَشْرَارٌ وأَشِرَّاءٌ. وقال يونس: واحدُ الأَشْرَارِ رَجُلٌ

شَرٌّ مثل زَنْدٍ وأَزْنَادٍ، قال الأَخفش: واحدها شَرِيرٌ، وهو الرجل ذو

الشَّرِّ مثل يتيم وأَيتام. ورجل شِرِّيرٌ، مثال فِسِّيقٍ، أَي كثير

الشَّرِّ. وشَرَّ يَشُِرُّ إِذا زاد شَرُّهُ. يقال: شَرُرْتَ يا رجل وشَرِرْتَ،

لغتان، شَرّاً وشَرَراً وشَرارَةً. وأَشررتُ الرجلَ: نسبته إِلى الشَّر،

وبعضهم ينكره؛ قال طرفة:

فما زال شُرْبِي الرَّاحَ حتى أَشَرَّنِي

صَدِيقِي، وحتى سَاءَنِي بَعْضُ ذلِكا

فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:

إِذا أَحْسَنَ ابنُ العَمّ بَعْدَ إِساءَةٍ،

فَلَسْتُ لِشَرّي فِعْلَهِ بحَمُول.

إِنما أَراد لِشَرّ فِعْلِهِ فقلب.

وهي شَرَّة وشُرَّى: يذهب بهما إِلى المفاضلة؛ وقال كراع: الشُّرَّى

أُنثى الشَّر الذي هو الأَشَرُّ في التقدير كالفُضْلَى الذي هو تأْنيث

الأَفضل، وقد شَارَّهُ. ويقال: شَارَّاهُ وشَارَّهُ، وفلان يُشَارُّ فلاناً

ويُمَارُّهُ ويُزَارُّهُ أَي يُعاديه. والمُشَارَّةُ: المخاصمة. وفي

الحديث: لا تُشَارِّ أَخاك؛ هو تُفَاعِل من الشر، أَي لا تفعل به شرّاً فتحوجه

إِلى أَن يفعل بك مثله، ويروى بالتخفيف؛ ومنه حديث أَبي الأَسود: ما

فَعَلَ الذي كانت امرأَته تُشَارُه وتُمارُه. أَبو زيد: يقال في مثل: كلَّمَا

تَكْبَرُ تَشِرّ. ابن شميل: من أَمثالهم: شُرَّاهُنَّ مُرَّاهُنَّ. وقد

أَشَرَّ بنو فلان فلاناً أَي طردوه وأَوحدوه.

والشِّرَّةُ: النَّشاط. وفي الحديث: إِن لهذا القرآن شِرَّةً ثم إِن

للناس عنه فَتْرَةً؛ الشِّرَّةُ: النشاط والرغبة؛ ومنه الحديث الآخر: لكل

عابد شِرَّةٌ. وشِرَّةُ الشباب: حِرْصُه ونَشاطه. والشِّرَّةُ؛ مصدر

لِشَرَّ.

والشُّرُّ، بالضم: العيب. حكى ابن الأَعرابي: قد قبلتُ عطيتك ثم رددتها

عليك من غير شُرِّكَ ولا ضُرِّكَ، ثم فسره فقال: أَي من غير ردّ عليك ولا

عيب لك ولا نَقْصٍ ولا إِزْرَاءٍ. وحكى يعقوب: ما قلت ذلك لشُرِّكَ

وإِنما قلته لغير شُرِّكَ أَي ما قلته لشيء تكرهه وإِنما قلته لغير شيء

تكرهه، وفي الصحاح: إِنما قلته لغير عيبك. ويقال: ما رددت هذا عليك من شُرٍّ

به أَي من عيب ولكني آثرتك به؛ وأَنشد:

عَيْنُ الدَّلِيلِ البُرْتِ من ذي شُرِّهِ

أَي من ذي عيبه أَي من عيب الدليل لأَنه ليس يحسن أَن يسير فيه

حَيْرَةً.وعينٌ شُرَّى إِذا نظرت إِليك بالبَغْضَاء. وحكي عن امرأَة من بني عامر

في رُقْيَةٍ: أَرْقيك بالله من نفس حَرَّى وعَين شُرَّى؛ أَبو عمرو:

الشُّرَّى: العَيَّانَةُ من النساء.

والشَّرَرُ: ما تطاير من النار. وفي التنزيل العزيز: إِنها ترمي

بِشَرَرٍ كالقَصْرِ؛ واحدته شَرَرَةٌ وهو الشَّرَارُ واحدته شَرَارَةٌ؛ وقال

الشاعر:

أَوْ كَشَرَارِ الْعَلاَةِ يَضْرِبُها الْـ

ـقَيْنُ، عَلَى كُلِّ وَجْهِهِ تَثِبُ

وشَرَّ اللحْمَ والأَقِطَ والثوبَ ونحوَها يَشُرُّه شَرّاً وأَشَرَّه

وشَرَّرَهُ وشَرَّاهُ على تحويل التضعيف: وضعه على خَصفَةٍ أَو غيرها

ليَجِفَّ؛ قال ثعلب وأَنشد بعض الرواة للراعي:

فأَصْبَحَ يَسْتافُ البِلادَ، كَأَنَّهُ

مُشَرَّى بأَطرافِ البُيوتِ قَديدُها

قال ابن سيده: وليس هذا البيت للراعي إِنما هو للحَلال ابن عمه.

والإِشْرَارةُ: ما يبسط عليه الأَقط وغيره، والجمع الأَشارِيرُ. والشَّرُّ:

بَسْطُك الشيء في الشمس من الثياب وغيره؛ قال الراجز:

ثَوْبٌ على قامَةٍ سَحْلٌ، تَعَاوَرَهُ

أَيْدِي الغَوَاسِلِ، للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ

وشَرَّرْتُ الثوبَ واللحم وأَشْرَرْتُ؛ وشَرَّ شيئاً يَشُرُّه إِذا بسطه

ليجف. أَبو عمرو: الشِّرَارُ صفائح بيض يجفف عليها الكَرِيصُ وشَرَّرْتُ

الثوب: بسطته في الشمس، وكذلك التَّشْرِيرُ. وشَرَّرْتُ الأَقِطَ

أَشُرُّهُ شَرّاً إِذا جعلته على خَصِفَةٍ ليجف، وكذلك اللحم والملح ونحوه.

والأَشَارِيرُ: قِطَع قَدِيد. والإِشْرَارَةُ: القَدِيدُ المَشْرُورُ

والإشْرَارَةُ: الخَصَفَةُ التي يُشَرُّ عليها الأَقِطُ، وقيل: هي شُقَّة من

شُقَقِ البيت يُشَرَّرُ عليها؛ وقول أَبي كاهل اليَشْكُرِيِّ:

لها أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ،

من الثَّعالِي، وَوَخْزٌ منْ أَرَانِيها

قال: يجوز أَن يعني به الإِشْرَارَة من القَديد، وأَن يعني به الخَصَفَة

أَو الشُّقَّة. وأَرانيها أَي الأَرانب. والوَخْزُ: الخَطِيئَةُ بعد

الخَطيئَة والشيءُ بعد الشيء أَي معدودة؛ وقال الكميت:

كأَنَّ الرَّذاذَ الضَّحْكَ، حَوْلَ كِناسِهِ،

أَشارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوامِسا

ابن الأَعرابي: الإِشْرَارَةُ صَفِيحَةٌ يُجَفَّفُ عليها القديد، وجمعها

الأَشارِيرُ وكذلك قال الليث: قال الأَزهري: الإِشْرَارُ ما يُبْسَطُ

عليه الشيء ليجف فصح به أَنه يكون ما يُشَرَّرُ من أَقِطٍ وغيره ويكون ما

يُشَرَّرُ عليه. والأَشارِيرُ: جمع إِشْرارَةٍ، وهي اللحم المجفف.

والإِشْرارة: القِطْعة العظيمة من الإِبل لانتشارها وانبثاثها. وقد اسْتَشَرَّ

إِذا صار ذا إِشرارة من إِبل، قال:

الجَدْبُ يَقْطَعُ عَنْكَ غَرْبَ لِسانِهِ،

فإِذا اسْتَشَرَّ رَأَيتَهُ بَرْبَارا

قال ابن بري: قال ثعلب اجتمعت مع ابن سَعْدانَ الراوية فقال لي:

أَسأَلك؟ فقلت: نعم، فقال: ما معنى قول الشاعر؟ وذكر هذا البيت، فقلت له: المعنى

أَن الجدب يفقره ويميت إِبله فيقل كلامه ويذل؛ والغرب: حِدَّة اللسان.

وغَرْبُ كل شيء: حدّته. وقوله: وإِذا استشر أَي صارت له إِشْرَارَةٌ من

الإِبل، وهي القطعة العظيمة منها، صار بَرْباراً وكثر كلامه. وأَشَرَّ

الشيءَ: أَظهره؛ قال كَعْبُ بن جُعَيْلٍ، وقيل: إِنه للحُصَيْنِ بن الحمام

المُرِّيِّ يَذكُرُ يوم صِفِّين:

فما بَرِحُوا حَتَّى رأَى اللهُ صَبْرَهُمْ،

وحَتَّى أُشِرَّتْ بالأَكُفِّ المصاحِفُ

أَي نُشِرَتْ وأُظهرت؛ قال الجوهري والأَصمعي: يروى قول امرئ القيس:

تَجَاوَزْتُ أَحْراساً إِليها ومَعْشَراً

عَلَيَّ حِراصاً، لو يُشِرُّونَ مَقْتَلِي

(* في معلقة امرئ القيس: لو يُسِرّون).

على هذا قال، وهو بالسين أَجود.

وشَرِيرُ البحر: ساحله، مخفف؛ عن كراع. وقال أَبو حنيفة: الشَّرِيرُ مثل

العَيْقَةِ، يعني بالعيقة ساحلَ البحر وناحيته؛ وأَنشد للجَعْدِي:

فَلا زَالَ يَسْقِيها، ويَسْقِي بلادَها

من المُزْنِ رَجَّافٌ، يَسُوقُ القَوارِيَا

يُسَقِّي شَرِيرَ البحرِ حَوْلاً، تَرُدُّهُ

حَلائبُ قُرْحٌ، ثم أَصْبَحَ غَادِيَا

والشَّرَّانُ على تقدير فَعْلانَ: دَوابُّ مثل البعوض، واحدتها

شَرَّانَةٌ، لغة لأَهل السواد؛ وفي التهذيب: هو من كلام أَهل السواد، وهو شيء

تسميه العرب الأَذى شبه البعوض، يغشى وجه الإِنسان ولا يَعَضُّ.

والشَّرَاشِرُ: النَّفْسُ والمَحَبَّةُ جميعاً. وقال كراع: هي محبة النفس، وقيل: هو

جميع الجسد، وأَلقى عليه شَرَاشِرَهُ، وهو أَن يحبه حتى يستهلك في حبه؛

وقال اللحياني: هو هواه الذي لا يريد أَن يدعه من حاجته؛ قال ذو الرمة:

وكائِنْ تَرى مِنْ رَشْدةٍ في كَرِيهَةٍ،

ومِنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عليها الشَّراشِرُ

قال ابن بري: يريد كم ترى من مصيب في اعتقاده ورأْيه، وكم ترى من مخطئ

في أَفعاله وهو جادّ مجتهد في فعل ما لا ينبغي أَن يفعل، يُلْقِي

شَرَاشِرَهُ على مقابح الأُمور وينهَمِك في الاستكثار منها؛ وقال الآخر:

وتُلْقَى عَلَيْهِ، كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ،

شَرَاشِرُ مِنْ حَيَّيْ نِزَارٍ وأَلْبُبُ

الأَلْبُبُ: عروق متصلة بالقلب. يقال: أَلقى عليه بنات أَلْبُبه إِذا

أَحبه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وما يَدْرِي الحَرِيصُ عَلامَ يُلْقي

شَرَاشِرَهُ، أَيُخْطِئُ أَم يُصِيبُ؟

والشَّرَاشِرُ: الأَثقال، الواحدةُ شُرْشُرَةٌ

(* قوله: «الواحدة شرشرة»

بضم المعجمتين كما في القاموس، وضبطه الشهاب في العناية بفتحهما). يقال:

أَلقى عليه شراشره أَي نفسه حرصاً ومحبة، وقيل: أَلقى عليه شَراشره أَي

أَثقاله.

وشَرْشَرَ الشيءَ: قَطَّعَهُ، وكل قطعة منه شِرْشِرَةٌ. وفي حديث

الرؤيا: فَيُشَرْشِرُ بِشِدْقِهِ إِلى قَفاه؛ قال أَبو عبيد: يعني يُقَطِّعُهُ

ويُشَقِّقُهُ؛ قال أَبو زبيد يصف الأَسد:

يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ،

رُفَاتُ عِظَامٍ، أَو عَرِيضٌ مُشَرشَرُ

وشَرْشَرَةُ الشيء: تَشْقِيقُهُ وتقطيعه. وشَرَاشِرُ الذنَب:

ذَباذِبُهُ. وشَرْشَرَتْهُ الحية: عَضَّتْهُ، وقيل: الشَّرْشَرَةُ أَن تَعَضَّ

الشيء ثم تنفضه. وشَرْشَرَتِ الماشِيَةُ النباتَ: أَكلته؛ أَنشد ابن دريد

لجُبَيْها الأَشْجَعِيِّ:

فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ،

نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فَهْوَ كَالحُ

وشَرْشَرَ السِّكِّين واللحم: أَحَدَّهما على حجر. والشُّرْشُور: طائر

صغير مثل العصفور؛ قال الأَصمعي: تسميه أَهل الحجاز الشُّرْشُورَ، وتسميه

الأَعراب البِرْقِشَ، وقيل: هو أَغبر على لطافة الحُمَّرَةِ، وقيل: هو

أَكبر من العصفور قليلاً.

والشَّرْشَرُ: نبت. ويقال: الشَّرْشِرُ، بالكسر. والشَّرْشِرَةُ:

عُشْبَة أَصغر من العَرْفَج، ولها زهرة صفراء وقُضُبٌ وورق ضخام غُبْرٌ،

مَنْبِتُها السَّهْلُ تنبت متفسحة كأَن أَقناءها الحِبالُ طولاً، كَقَيْسِ

الإِنسان قائماً، ولها حب كحب الهَرَاسِ، وجمعها شِرْشِرٌ؛ قال:

تَرَوَّى مِنَ الأَحْدَابِ حَتَّى تَلاحَقَتْ

طَرَائِقُه، واهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ

قال أَبو حنيفة عن أَبي زياد: الشِّرْشِرُ يذهب حِبالاً على الأَرض

طولاً كما يذهب القُطَبُ إِلا أَنه ليس له شوك يؤذي أَحداً؛ الليث في ترجمة

قسر:

وشَِرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَصْرِيُّ

قال الأَزهري: فسره الليث فقال: والشرشر الكلب، والقسور الصياد؛ قال

الأَزهري: أَخطأَ الليث في تفسيره في أَشياء فمنها قوله الشرشر الكلب وإِنما

الشرشر نبت معروف، قال: وقد رأَيته بالبادية تسمن الإِبل عليه

وتَغْزُرُ، وقد ذكره ابن الأَعرابي: من البقول الشَّرْشَرُ. قال: وقيل للأَسدية

أَو لبعض العرب: ما شجرة أَبيك؟ قال: قُطَبٌ وشَرْشَرٌ ووَطْبٌ جَشِرٌ؛

قال: الشِّرْشِرُ خير من الإِسْلِيح والعَرْفَج.

أَبو عمرو: الأَشِرَّةُ واحدها شَرِيرٌ: ما قرب من البحر، وقيل:

الشَّرِيرُ شجر ينبت في البحر، وقيل: الأَشِرَّةُ البحور؛ وقال الكميت:

إِذا هو أَمْسَى في عُبابِ أَشِرَّةٍ،

مُنِيفاً على العَبْرَيْنِ بالماء، أَكْبَدا

وقال الجعدي:

سَقَى بِشَرِيرِ البَحْر حَوْلاً، يَمُدُّهُ

حَلائِبُ قُرْحٌ ثم أَصْبَحَ غادِيا

(* قوله: «سقى بشرير إلخ» الذي تقدم: «تسقي شرير البحر حولاً تردّه»

وهما روايتان كما في شرح القاموس).

وشِوَاءٌ شَرْشَرٌ: يتقاطر دَسَمُه، مثل سَلْسَلٍ. وفي الحديث: لا يأْتي

عليكم عام إِلاَّ والذي بعده شَرٌّ منه. قال ابن الأَثير: سئل الحسن عنه

فقيل: ما بال زمان عمر بن عبد العزيز بعد زمان الحجاج؟ فقال: لا بد

للناس من تنفيس، يعني أَن الله تعالى ينفس عن عباده وقتاً ما ويكشف البلاء

عنهم حيناً. وفي حديث الحجاج: لها كِظَّةٌ تَشْتَرُّ؛ قال ابن الأَثير:

يقال اشْتَرَّ البعير كاجْتَرَّ، وهي الجِرَّةُ لما يخرجه البعير من جوفه

إِلى فمه يمضغه ثم يبتلعه، والجيم والشين من مخرج واحد.

وشُرَاشِرٌ وشُرَيْشِرٌ وشَرْشَرَةُ: أَسماء. والشُّرَيْرُ: موضع، هو من

الجار على سبعة أَميال؛ قال كثير عزة:

دِيارٌ بَأَعْنَاءٍ الشُّرَيْرِ، كَأَنَّمَا

عَلَيْهِنَّ في أَكْنافِ عَيْقَةَ شِيدُ

شرر
: ( {الشَّرُّ) ، بِالْفَتْح، وَهِي اللُّغَة الفُصْحى، (ويُضَمّ) ، لُغَة عَن كُرَاع: (نَقِيضُ الخَيْرِ) ، وَمثله فِي الصّحاح، وَفِي اللِّسَان: الشَّرُّ: السُّوءُ. وَزَاد فِي المِصْباح: والفَسَاد والظُّلْم، (ج: شُرُورٌ) ، بالضَّمّ، ثمّ ذَكَر حديثَ الدُّعاء: (والخَيْرُ كُلُّه بِيَدَيْكَ،} والشَّرُّ ليسَ إِلَيْكَ) وأَنّه نَفَى عَنهُ تَعَالَى الظُّلْم والفَسَادَ، لأَنّ أَفعالَه، تَعَالَى، عَن حِكْمَة بالِغَة، والموجودات كُلُّها مِلْكُه، فَهُوَ يَفْعَلُ فِي مِلْكِه، فَهُوَ يَفْعَلُ فِي مِلْكِه مَا يَشَاء، فَلَا يُوجَد فِي فَعْلِه ظُلْمٌ وَلَا فَسَاد. انْتهى. وَفِي النِّهَايَة: أَي أَنَّ الشَّرِّ لَا يُتَقَرَّبُ بهِ إِليكَ، وَلَا يُبْتَغِي بِهِ وَجْهُك، أَو أَنّ الشَّرّ لَا يَصْعَدُ إِليك، وإِنّما يَصعدُ إِليك الطَّيِّبُ من القَوْلِ والعمَل، وهاذا الكلامُ إِرشادٌ إِلى استعمالِ الأَدَبِ فِي الثَّنَاء على الله تَعَالَى وتَقَدَّس، وأَن تُضَافَ إِليه عزّ وجلّ محاسِنُ الأَشياءِ دون مساوِيها، وَلَيْسَ المَقْصُودُ نَفْيَ شيْءٍ عَن قُدْرَتهِ وإِثْباتَه لَهَا، فإِنّ هاذا فِي الدُّعاءِ مِنْدُوبٌ إِليه، يُقَال: يَا ربَّ الكِلاب والخنَازِير، وإِن كانَ هُوَ رَبَّها، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَللَّهِ الاسْمَآء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الْأَعْرَاف: 180) .
(وَقد {شَرَّ} يَشُرُّ) ، بالضَّمّ، ( {ويَشِرُّ) ، بِالْكَسْرِ قَالَ شيخُنَا: هاذا اصطِلاحٌ فِي الضَّمّ والكسرِ مَعَ كونِ الماضِي مَفْتُوحاً، وَلَيْسَ هاذا ممّا وَرَدَ بالوجْهيْن، فَفِي تعبِيرِه نَظَرٌ ظاهِر (} شَرّاً {وشَرَارَةً) ، بِالْفَتْح فيهمَا، (و) قد (} شَررْتَ يَا رَجُلُ، مثَلَّثة الرّاءِ) ، الْكسر وَالْفَتْح لُغَتَانِ، {شَرّاً} وشَرَراً {وشَرَارَةً، وأَما الضّمّ فحكاه بعضُهم، وَنَقله الجَوْهَرِيّ والفَيُّومِيّ، وأَهْلُ الأَفْعالِ.
وَقَالَ شيخُنَا: الكسرُ فِيهِ كفَرِحَ هُوَ الأَشْهَر، والضمّ كلَبُبَ وكرُم وأَما الْفَتْح فغَرِيبٌ، أَورَدَه فِي المُحْكَمِ وأَنكرَه الأَكثرُ، وَلم يتعرَّض لذِكْر المُضَارِع، إِبقاءً لَهُ على الْقيَاس، فالمضمومُ مضارِعُه مضمومٌ، على أَصل قَاعِدَته، والمكسورُ مفتوحُ الآتِي على أَصل قَاعِدَته، والمفتوحُ مكسورُ الآتِي على أَصلِ قاعِدتِه، لأَنه مُضَعَّفٌ لازِمٌ، وَهُوَ المُصَرَّحُ بِهِ فِي الدَّوَاوِين. انْتهى.
(وَهُوَ} شَرِيرٌ) ، كأَمِير، ( {وشِرِّيرٌ) ، كسِكِّيتٍ، (مِنْ) قومٍ (} أَشْرَارٍ {وشِرِّيرِينَ) .
وَقَالَ يُونُس: واحدُ} الأَشرارِ رجُلٌ {شَرٌّ، مثل: زَنْد وأَزْنَادٍ.
قَالَ الأَخْفَشُ: واحدُها} شَرِيرٌ، وَهُوَ الرَّجُلُ ذُو الشَّرِّ مثْل: يتِيم وأَيْتَامٍ. ورجلٌ {شِرِّيرٌ مِثال فِسِّيق، أَي كثير} الشَّرّ.
(و) يُقَال: (هُوَ {شَرٌّ مِنْكَ، و) لَا يُقَال: هُوَ (} أَشَرُّ) مِنْكَ، (قَلِيلَةٌ أَو رَدِيئَةٌ) ، القَوْل الأَولُ نسبه الفَيُّومِيّ إِلَى بني عامِر، قَالَ: وقُرىءَ فِي الشّاذّ: {مَّنِ الْكَذَّابُ {الأَشَرُّ} (الْقَمَر: 26) ، على هاذه اللغَة.
وَفِي الصّحاح: لَا يُقَال:} أَشرُّ النَّاسِ إِلا فِي لُغَة ردِيئَة.
(وهِي {شَرَّةٌ) ، بِالْفَتْح، (} وشُرَّى) ، بالضّم، يُذْهَب بهما إِلى المُفَاضلة، هاكذا صَرّح بِهِ غيرُ وَاحِد من أَئِمَّة اللُّغَة، وَجعله شَيْخُنَا كلَاما مختلطاً، وَهُوَ محلُّ تأَمُّل.
قَالَ الجوْهَرِيّ، وَمِنْه قولُ امرأَة من العَرب: أُعِيذُك باللَّهِ من نَفْسٍ حَرَّى، وعَيْن {شُرَّى. أَي خَبِيثَة، من} الشَّرّ. أَخرَجَتْه على فُعْلَى، مثل أَصْغَر وصُغْرَى.
قلْت: ونسبَ بعضُهم هاذه المرأَةَ إِلى بني عامِر، كَمَا صَرّح بِهِ صاحبُ اللِّسَانِ، وَغَيره.
وَقَالُوا: عينٌ شُرَّى، إِذا نَظَرَت إِليك بالبَغْضَاءِ، هاكذا فَسَّرُوه فِي تَفْسِير الرُّقْيَةِ الْمَذْكُورَة.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: {الشُّرَّى: العَيَّانَةُ من النّساءِ.
وَقَالَ كُرَاع: الشُّرَّى: أُنْثى الشَّرّ الَّذِي هُوَ الأَشَرُّ فِي التَّقْدِير، كالفُضْلى الَّذِي هُوَ تأْنيثُ الأَفْضَلِ.
وَفِي الْمُحكم: فأَمّا مَا أَنشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيّ من قَوْله:
إِذا أَحْسَنَ ابنُ العَمّ بعدَ إِساءَة
فلسْتُ} - لشَرِّي فِعْلَه بحَمُولِ
إِنما أَرادَ: لشَرِّ فعلِه، فقَلَب.
(وَقد {شَارَّه) ، بالتَّشْدِيد، مُشَارَّةً، وَيُقَال:} شَارَّاه، وَفُلَان! يُشَارُّ فلَانا ويُمارُّه ويُزَارُّه، أَي يُعادِيه. {والمُشَارَّةُ: المُخاصَمَةُ، وَفِي الحَدِيث: (لَا} تُشَارِّ أَخاكَ) ، هُوَ تَفَاعُل من {الشَّرِّ، أَي لَا تَفْعَلْ بِهِ} شَرّاً فتُحْوِجَه إِلى أَنْ يَفْعَل بكَ مثلَه، ويروى بِالتَّخْفِيفِ، وَفِي حديثِ أَبي الأَسْوَد: (مَا فَعَلَ الَّذِي كانَت امرأَتُه تُشَارُه وتُمارُهُ) .
( {والشُّرُّ، بالضَّمّ: المَكْرُوهُ) والعَيْبُ. حكى ابْن الأَعرابيّ: قد قَبِلتُ عَطِيَّتَك ثمَّ رَدَدْتُها عَلَيْكَ من غيرِ} شُرِّكَ وَلَا ضُرِّكَ. ثمَّ فسّره، فَقَالَ: أَي من غير رَدَ عليكَ، وَلَا عَيْبٍ لَكَ، وَلَا نَقْصٍ وَلَا إِزْراءٍ.
(و) حكى يَعْقُوبُ: (مَا قلتُ ذاكَ {لشُرِّكَ) ، وإِنما قُلْتُه لغيرِ} شُرِّك، (أَي) مَا قُلْتُه (لشَيْءٍ تَكْرَهُهُ) ، وإِنما قُلتُه لغيرِ شيْءٍ تَكْرَهُه. وَفِي الصّحاح: إِنما قلْتُه لغَيْرِ عَيْبِكَ.
وَيُقَال: مَا رَدَدْتُ هاذا عَلَيْك من {شُرٍّ بِهِ، أَي من عَيْبٍ بِهِ، ولاكن آثَرْتُك بهِ، وأَنشد:
عَيْنُ الدَّلِيلِ البُرْتِ من ذِي} شُرِّهِ
أَي مِن ذِي عَيْبِه، أَي من عَيْبِ الدَّلِيل؛ لأَنّه لَيْسَ يُحْسِن أَن يَسِيرَ فِيهِ حَيْرَةً.
(و) {الشَّرُّ، (بالفَتْح: إِبْلِيسُ) ، لأَنّه الآمرُ بالسُّوءِ والفَحْشَاءِ والمَكْرُوهِ. (و) الشَّرُّ (الحُمَّى. و) } الشَّرُّ: (الفَقْرُ) . والأَشْبَهُ أَن تكونَ هاذه الإِطلاقاتُ الثلاثةُ من المَجازِ.
( {والشَّرِيرُ، كأَمِير) : العَيْقَةُ، وَهُوَ (جانِبُ البَحْرِ) وناحِيَتُه، قَالَه أَبو حَنِيفَةَ، وأَنشد للجَعْديّ:
فَلَا زَالَ يَسْقِيها ويَسْقِي بلادَهَا
من المُزْنِ رَجَّافٌ يَسُوقُ القَوَارِيَا
يُسَقِّي} شَرِيرَ البَحْرِ حَوْلاً تَرُدُّه
حَلائِبُ قُرْحٌ ثمّ أَصبَحَ غادِيَا وَفِي رِوَايَة: (سَقَى بشَرِيرِ البَحْرِ) و (تَمُدُّه) بدل: (تَرُدُّه) .
وَقَالَ كُراع: شَرِيرُ البَحْرِ: ساحِلُه، مخفَّفٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: الأَشِرَّةُ واحدُهَا {شَرِيرٌ: مَا قَرُبَ من البحرِ.
(و) قيل:} الشَّرِيرُ: (شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي البَحْرِ) .
(و) {الشَّرِيرَةُ، (بهاءٍ: المِسَلَّةُ) من حَدِيد.
(} وشُرَيْرَةُ، كهُرَيْرَة: بِنْتُ الحَارِثِ) بنِ عَوْف، (صَحَابِيّة) من بني تُجِيب، يقالُ: إِنَّهَا بايَعَت، خَطَبها رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(وأَبُو {شُرَيْرَةَ: كُنْيَة جَبَلَةَ بنِ سُحَيْم) ، أَحدِ التابِعِين.
قلت: والصّوابُ فِي كُنيتِه أَبو شُوَيْرَةَ، بالوَاو، وَقد تصَحّف على المصَنّفِ، نبّه عَلَيْهِ الحافِظ فِي التبصير، وَقد سبق للمصنّف أَيضاً فِي سور، فتأَمَّل.
(و) } الشِّرَّةُ، بِالْكَسْرِ: الحِرْص والرَّغْبَة والنّشَاط.
و ( {شِرَّةُ الشّبابِ، بالكسرِ: نَشَاطُه) وحِرْصُه، وَفِي الحَدِيث: (لِكُلِّ عابدٍ شِرَّةٌ) . وَفِي آخر: (إِنّ لِهاذا القرآنِ شِرَّةً ثمَّ إِنّ للنّاسِ عَنهُ فَتْرَةً) .
(و) } الشِّرَارُ، (ككِتَاب، و) {الشَّرَرُ، مثل (جَبَل: مَا يَتَطَايَرُ من النّارِ، واحِدَتُهما بهاءٍ) ، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخ الَّتِي بأَيْدينا، قَالَ شَيخنَا: الصّواب كسَحَاب، وَهُوَ المعرُوف فِي الدّواوينِ وأَما الكسرُ فَلم يُوجد لغير المصنّف، وَهُوَ خطأٌ، ولذالك قَالَ فِي الْمِصْبَاح:} الشَّرَارُ: مَا تَطَايَرَ من النّار، الواحِدةُ {شَرَارَة،} الشَّرَرُ مثلُه، وَهُوَ مقْصُورٌ مِنْهُ، وَمثله فِي الصّحَاح وَغَيره من أُمّهاتِ اللُّغةِ.
وَفِي اللِّسَان: والشَّرَرُ: مَا تَطَايَرَ من النّار وَفِي التَّنْزِيل: {إِنَّهَا تَرْمِى {بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} (المرسلات: 32) ، واحدتُه} شَرَرَةٌ.
وَهُوَ {الشَّرَارُ، واحِدَتُه} شَرَارَةٌ، قَالَ الشّاعر:
أَو {كشَرَارِ العَلاَةِ يضْربُها القَيْ
نُ علَى كُلِّ وَجْهِه تَثِبُ
وأَما سَعْدِي أَفندي فِي المُرْسلات، وغيرُه من المُحَشِّين، فإِنّهم تَبِعُوا المصنِّفَ على ظَاهره، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمُوا.
(و) يُقَال: (} شَرَّهُ) {يَشُرُّهُ، (} شَرّاً، بالضمّ) ، أَي من بَاب كَتَبَ، لَا أَنه بضمّ الشينِ فِي المَصْدَر كَمَا يتَبَادَر إِلى الذِّهْن: (عابَه) وانْتَقَصَه. {والشُّرُّ: العَيْبُ.
(و) } شَرَّ (اللَّحْمَ والأَقِطَ والثَّوْبَ ونَحْوَه) ، وَفِي بعض الأُصول: ونَحْوها، {يَشُرُّه (} شَرّاً، بالفَتْح) ، إِذا (وَضَعَه على خَصَفَة) ، وَهِي الحَصِيرَةُ، (أَو غَيرهَا؛ ليَجِفَّ) . وأَصل {الشَّرِّ: بَسْطُك الشيْءَ فِي الشَّمْسِ من الثّيابِ وغيرِهَا، قَالَ الشّاعر:
ثَوْبٌ على قَامَةٍ سَحْلٌ تَعَاوَرَهُ
أَيْدِي الغَوَاسِلِ للأَرْوَاحِ} مَشْرُورُ
واستدرك شيخُنَا فِي آخر المادّة نقلا من الرّوض، {شَرَرْتُ المِلْح: فَرَّقْتُه، فَهُوَ مَشْرُورٌ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَام المصنّف، قلْت: هُوَ داخِلٌ فِي قَوْله: ونَحْوه، كَمَا لَا يَخْفَى (} كَأَشَرَّهُ) {إِشْرَاراً، (} وشَرَّرَهُ) {تَشْرِيراً، (} وشَرّاهُ) ، على تَحْويلِ التَّضعيف، قَالَ ثَعْلَب: وأَنشد بعضُ الرُّواة للرّاعِي:
فأَصْبَحَ يَسْتَافُ البِلاَدَ كَأَنَّهُ
{مُشْرًّى بأَطْرَافِ البُيُوتِ قَدِيدُها
قَالَ ابْن سَيّده: وليسَ هاذا البيتُ للرّاعِي، إِنّما هُوَ للحَلالِ ابنِ عمّه.
(} والإِشْرارَةُ، بالكَسْر: القَدِيدُ) {المَشْرُورُ، وَهُوَ اللَّحْمُ المُجَفَّفُ.
(و) } الإِشْرَارَةُ، أَيضاً: (الخَصَفَةُ الَّتِي يَشُرُّ عَلَيْهَا الأَقِطُ) ، أَي يُبْسط ليَجِفّ.
وَقيل: هِيَ شُقَّةٌ من شُقَق البَيْتِ {يُشَرَّرُ عَلَيْهَا، والجمْع} أَشارِيرُ، وقَوْلُ أَبي كاهِل اليَشْكُرِيّ: لَهَا {أَشاريرُ مِنْ لحْمٍ تُتَمِّرُه
من السَّعَالِي ووَخْزٌ من أَرانِيهَا
يجوز أَن يُعنَى بِهِ} الإِشْرارَةُ من القَدِيدِ، وأَن يُعْنَى بِهِ الخَصَفَةُ أَو الشُّقَّة، وأَرانِيها، أَي الأَانِب، وَقَالَ الكُمَيْتُ:
كأَنَّ الرَّذاذَ الضَّحْكَ حَولَ كِنَاسِه
أَشَارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوامِسَا
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: الإِشْرَارَةُ: صَفِيحَةٌ يُحَفَّفُ عَلَيْهَا القَدِيدُ، وجَمْعُهَا {الأَشارِيرُ، وكذالك قَالَ اللّيْثُ.
(و) الإِشْرَارَةُ أَيضاً: (القَطْعَةُ العَظِيمَةُ من الإِبِل) ؛ لانتشارها وانْبِثاثِها.
(و) قد (} اسْتَشَرَّ) ، إِذا (صارَ ذَا {إِشْرارَة) من إِبِل، قَالَ:
الجَدْبُ يَقْطَعُ عنكَ غَرْبَ لِسَانِه
فإِذا} اسْتَشَرَّ رَأَيْتَهُ بَرْبَارَا
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ ثعلبٌ: اجتمعتُ مَعَ ابْن سَعْدان الرّاوِيَة، فَقَالَ لي: أَسْأَلُكَ؟ قلت: نعم، قَالَ: مَا مَعْنى قَولِ الشَّاعِر. وذكرَ هاذا الْبَيْت. فقلتُ لَهُ: المَعنَى أَنّ الجَدْبَ يُفْقِرُه ويُمِيتُ إِبلَه، فيقِلّ كَلامُه ويَذِلّ، وإِذا صارَت لَهُ إِشْرَارَةٌ من الإِبلِ صارَ بَرْبَاراً، وكثُر كلامُه.
(و) من المَجَاز: ( {أَشَرَّه: أَظْهَرَهُ) ، قَالَ كَعْبُ بنُ جُعَيْل، وَقيل: إِنّه للحُصَيْن بن الحُمَامِ المُرِّيّ يَذكرُ يَوْم صِفِّينَ:
فَمَا بَرِحُوا حتَّى رَأَى اللَّهُ صَبْرهُم
وحَتَّى} أُشرَّتْ بالأَكُفِّ المَصَاحِفُ
أَي نُشِرَتْ وأُظْهِرَتْ، قَالَ الجَوْهَرِيّ والأَصْمَعِيّ: يُرْوَى قولُ امرِىءِ القَيْسِ:
تَجَاوَزْتُ أَحْرَاساً إِليها ومَعْشَراً
عَليَّ حِرَاصاً لوْ! يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
على هاذا، قَالَ: وَهُوَ بالسِّينِ أَجْوَدُ، قلْت: وَقد تَقدَّم فِي مَحَلِّه. (و) {أَشَرَّ (فُلاَناً: نَسَبَه إِلى} الشَّرِّ) ، وأَنكره بعضُهم، كَذَا فِي اللِّسان، وَقَالَ طَرَفةُ:
فمَا زَالَ شُرْبِي الرّاحَ حتَّى {- أَشَرَّنِي
صَدِيقِي وحَتَّى ساءَنِي بعضُ ذالِكَا
(} والشَّرّانُ، ككَتّان: دَوَابُّ كالبَعُوضِ يَغْشَى وَجْهَ الإِنسان، وَلَا يَعَضُّ، وتُسمِّيه العَربُ الأَذَى، (واحدَتُها) {شَرّانَةٌ، (بهاءٍ) ، لغةٌ لأَهْلِ السّوادِ، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(} والشَّرَاشِرُ: النَّفْسُ) ، يُقَال: أَلْقَى عَلَيْهِ {شَرَاشرَه، أَي نَفْسَه، حرْصاً ومحَبَّة، كَمَا فِي شَرْح المصنِّف لديباجَة الكشّاف، وَهُوَ مجَازٌ.
(و) } الشَّرَاشِرُ: (الأَثْقَالُ) ، الْوَاحِد {شُرْشُرَةٌ، يُقَال: أَلْقَى عَلَيْهِ} شَرَاشِرَهُ، أَي أَثْقَالَه.
ونقلَ شيخُنا عَن كشْفِ الكَشّاف: يُقَال: أَلْقَى عليهِ {شَرَاشِرَه، أَي ثِقْلَه وجُمْلته، والشَّراشِرُ: الأَثقال، ثمَّ قَالَ: وَمن مَذْهَبِ صَاحب الكَشّاف أَن يَجْعَلَ تَكَرُّر الشيْءِ للمُبَالَغَةِ، كَمَا فِي زَلْزَلَ ودَمْدَم، وكأَنَّه لِثقلِ} الشَّرِّ فِي الأَصل، ثمَّ اسْتعْمل فِي الإِلْقاءِ بالكليّة {شَرّاً كَانَ أَو غَيره. انْتهى.
قَالَ شيخُنا: وَقَوله: وَمن مذْهب صاحبِ الكَشّاف إِلى آخرِه، هُوَ الْمَشْهُور فِي كَلَامه، والأَصل فِي ذالك لأَبي عليَ الفارِسيّ، وتلميذِه ابْن جِنِّي، وصاحبُ الكَشّاف إِنَّمَا يقْتدى بهما فِي أَكثر لُغَاتِه واشتقاقاتِه، وَمَعَ ذالك فقد اعترضَ عَلَيْهِ المصنِّف فِي حَوَاشِيه على دِيبَاجَةِ الكَشّاف، بأَن مَا قَالَه غيْرُ جَيِّد؛ لأَنّ مَادَّة} شرشر لَيست مَوْضُوعَة لضِدِّ الخَيْرِ، وإِنّمَا هِيَ موضوعَةٌ للتَّفَرُّقِ والانتشار، وسُمِّيَت الأَثقال لتفرّقِهَا. انْتهى. (و) {الشَّراشِرُ: (المَحَبَّة) ، وَقَالَ كُراع: هِيَ مَحَبَّةُ النَّفْسِ.
(و) قيل: هِيَ (جَمِيعُ الجَسَدِ) وَفِي أَمثالِ الميدانيّ: (أَلْقَى عَلَيْهِ} شَرَاشِرَهُ وأَجْرانَه وأَجْرَامَه) كلُّهَا بِمَعْنى.
وَقَالَ غَيره: أَلقى {شَرَاشِرَه: هُوَ أَن يُحِبَّه حتَّى يَسْتَهْلكَ فِي حُبِّه.
وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ هَوَاهُ الَّذِي لَا يُريدُ أَن يَدَعَه من حاجتِه، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وكائِنْ تَرَى من رَشْدَة فِي كَرِيهَةٍ
ومنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عَلَيْهَا} الشَّرَاشرُ
قَالَ ابنُ بَرّيّ: كم تَرَى من مُصِيب فِي اعتقادٍ ورَأْي، وَكم تَرَى من مُخْطِىء فِي أَفْعَاله وَهُوَ جادٌّ مجتهدٌ فِي فِعْلِ مَا لَا يَنْبَغِي أَن يُفْعَلَ، يُلْقِي شَراشِرَة على مَقَابِحِ الأُمورِ، ويَنْهمِكُ فِي الاستكْثَارِ مِنْهَا. وَقَالَ الآخَرُ:
ويُلْقَى عليهِ كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ
شَرَاشِرُ من حَيَّيْ نِزَار وأَلْبُبُ
الأَلْبُب: عُروقٌ مُتَّصِلَة بالقلْب، يُقَال: أَلقَى عَلَيْهِ بَنَاتِ أَلْبُبِه إِذا أَحبّه، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
وَمَا يَدْرِي الحَرِيصُ عَلاَم يُلْقِي
شَرَاشِرَه أَيُخْطىءُ أَم يُصِيبُ
(و) الشَّرَاشِرُ (من الذَّنَب، ذَبَاذِبُه) أَي أَطرَافُه، وَكَذَا شَراشِرُ الأَجنحة: أَطرافُها، قَالَ:
فَعَويْنَ يسْتَعْجِلْنَه ولَقِينَه
يَضْرِبْنَه {بشَرَاشِرِ الأَذْنَابِ
قَالُوا: هاذا هُوَ الأَصلُ فِي الاستعمالِ، ثمّ كُنِيَ بِهِ عَن الجُملة، كَمَا يُقَال أَخَذَه بأَطْرافِه، ويمَثّل بِهِ لمن يَتَوَجَّه للشيْءِ بكُلِّيَّته، فَيُقَال: أَلْقَى عَلَيْهِ} شَرَاشِرَه، كَمَا قَالَه الأَصمعيّ، كأَنَّه لِتَهَالُكِه طَرَحَ عَلَيْهِ نَفْسَه بكُلِّيَّتِه، قَالَ شيخُنَا نقلا عَن الشهَاب وهاذا هُوَ الَّذِي يَعْنُون فِي إِطْلاقه، ومُرَادُهم: التَّوَجُّهُ ظَاهرا وَبَاطنا، (الْوَاحِدَة {شُرْشُرَةٌ) ، بالضّم، وَضَبطه الشِّهاب فِي العِنَايةِ فِي أَثناءِ الْفَاتِحَة بالفَتْحِ، كَذَا نَقله شيخُنا.
(و) } شَرَاشِرُ، بِالْفَتْح: (ع) .
( {وشَرْشَرَه: قَطَّعَه) وشَقَّقَهُ، وَفِي حَدِيث الرُّؤْيَا: (} فيُشَرْشِرُ بشِدْقِه إِلى قَفَاه) . قَالَ أَبو عبيد: يَعْنِي يُقَطِّعه ويُشَقّقُه، قَالَ أَبو زُبَيْد يصفُ الأَسَدَ:
يَظَلُ مُغِبّاً عندَه مِن فَرَائِسٍ
رُفَاتُ عِظَامٍ أَو غَرِيضٌ {مُشَرْشَرُ
(و) قيل:} شَرْشَر (الشَّيْءَ) ، إِذا (عَضَّه ثمّ نَفَضَه) .
(و) {شَرْشَرَتْه (الحَيَّةُ: عضَّتْ) .
(و) } شَرْشَرَت (الماشِيَةُ النَّباتَ: أَكَلَتْه) ، أَنشد ابنُ دُرَيْد لجُبَيْها الأَسَدِيّ:
فلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بنَبْت {مُشَرْشَر
نَفَى الدِّقَّ عَنهُ جَدْبُه وهْو كالِحُ
(و) } شَرْشَرَ (السِّكِّينَ: أَحَدَّها على الحجَرِ) حَتَّى يَخْشُن حَدُّها.
( {والشُّرْشُورُ، كعُصْفُور: طائِرٌ) صَغِيرٌ، قَالَ الأَصْمَعِيّ: يُسَمّيه أَهلُ الحِجَازَ هاكذا، ويسمّيه الأَعْرابُ البِرْقِشَ، وَقيل: هُوَ أَغْبَرُ على لَطافَةِ الحُمَّرَةِ، وَقيل: هُوَ أَكبرُ من العُصفور قَلِيلا.
(} والشِّرْشِرَةُ، بالكسرِ: عُشْبَةٌ) أَصغَرُ من العَرْفَجِ، وَلها زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ، وقُضُبٌ ووَرقٌ ضِخَامٌ غُبْرٌ، مَنبِتُها السَّهْلُ، تَنْبُتُ مُتَفَسِّحَة، كأَنّها الحبالُ طُولاً، كقِيس الإِنسانِ قائِماً، وَلها حَبٌّ كحَبِّ الهَرَاسِ، وجَمْعُها {شِرْشِرٌ، قَالَ:
تَرَوَّى من الأَحْدَاثِ حتّى تَلاحَقَتْ
طَرَائِقُه واهْتَزَّ} بالشِّرْشِرِ المَكْرُ
وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ عَن أَبي زِيَاد: {الشِّرْشِرُ يذْهَبُ حِبَالاً على الأَرْضِ طُولاً، كَمَا يَذْهَبُ القُطَبُ، إِلاّ أَنّه لَيْسَ لَهُ شوْكٌ يُؤذِي أَحَداً، وسيأْتِي قَرِيبا فِي كَلَام المصنّف، فإِنه أَعادَه مرّتَيْن زَعْماً مِنْهُ بأَنّهما مُتَغَايِرَانِ، وَلَيْسَ كذالك.
(و) } الشِّرْشِرَةُ، بالكَسْرِ: (القِطْعَةُ من كلِّ شَيْءٍ) .
( {وشُرَاشِرٌ) ، بالضَّم، (} وشُرَيْشِرٌ) ، كمُسَيْجِد، ( {وشُرَيْشِيرٌ) ، كمُحَيْرِيب، (} وشَرْشَرَةُ) ، بالفَتْح، (أَسماءٌ) ، وَكَذَا {شَرَارَةُ، بِالْفَتْح،} وشِرْشِيرٌ.
(و) {شُرَيْرٌ (كزُبَيْرٍ: ع) على سَبْعَة أَميال من الجَارِ، قَالَ كُثَيِّر عِزَّةَ:
دِيَارٌ بأَعْناءِ} الشُّرَيْرِ كأَنَّمَا
عليهنَّ فِي أَكْنافِ عَيْقَةَ شِيدُ
كَذَا فِي اللِّسَان، وَنقل شيخُنَا عَن اللّسان أَنه أُطُمٌ من الآطامِ، وَلم أَجده فِي اللِّسَان. وَنقل عَن المراصد أَنه بديارِ عبدِ القَيْس، قلْت: وَنقل بعضُهم فِيهِ الإِهمال أَيضاً، وَقد تقدّم الإِيماءُ بذالك.
( {وشَرَّى، كحَتَّى: ناحِيَةٌ بهَمَذَانَ) ، نَقله الصاغانيّ.
(} وشَرَوْرَى: جَبَلٌ لبَنِي سُلَيْم) مُطِلٌّ على تَبُوك فِي شَرْقيّها، ويُذْكَر مَعَ رَحْرَحانَ، وَهُوَ أَيضاً فِي أَرضِ بني سُلَيْمٍ بِالشَّام.
( {والمُشَرْشِرُ) ، كمُدَحْرِج: (الأَسَدُ) ، من} الشَّرْشَرَةِ، وَهُوَ عَضُّ الشيْءِ ثمَّ نفضْضُه، كَذَا قَالَه الصّاغانيّ.
(و) عَن اليَزِيدِيّ: ( {شَرَّرَه} تَشْرِيراً: شَهَرَه فِي النّاسِ) .
(و) قيل للأَسَدِيَّةِ، أَو لبعضِ العَرَبِ: مَا شَجَرَةُ أَبيك؟ فَقَالَ: قُطَبٌ {وشرْشرٌ، ووطْبٌ جَشِرٌ.
قَالَ: (} الشَّرْشَرُ) خيرٌ من الإِسْلِيخ والعَرْفَجِ. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: وَمن البُقُول {الشَّرْشَرُ، هُوَ بالفَتْح (ويُكْسَرُ) .
وَقَالَ أَبو حنيفَة عَن أَبي زِيَاد:} الشِّرْشِرُ: (نَبْتٌ يَذْهَبُ حِبَالاً على الأَرْضِ طُولاً) ، كَمَا يَذْهب القُطَبُ، إِلاّ أَنّه لَيْسَ لَهُ شَوْكٌ يُؤْذِي أَحداً.
وَقَالَ الأَزهريّ: هُوَ نَبْتٌ معروفٌ، وَقد رأَيتُه بالباديةِ تَسْمَن الإِبلُ عَلَيْهِ وتَغْزُر، وَقد ذكره ابنُ الأَعرابيّ وغيرُه فِي أَسماءِ نُبُوتِ الْبَادِيَة.
(وشِواءٌ {شَرْشَرٌ) ، كجَعْفَر: (يَتَقَاطَرُ دَسَمُه) ، مثل شَلْشَل، وكذالك شِوَاءٌ رَشْرَاشٌ، وسيأْتي فِي محلّه، وَتقدم لَهُ ذكر فِي سعبر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} شَرَّ {يَشُرّ، إِذا زَاد} شَرُّه، وَقَالَ أَبو زيد: يُقَال فِي مَثَلٍ: (كُلّما تَكْبَر {تَشِرّ) .
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: من أَمثالهم: (} شُرّاهُنّ مُرّاهُنّ) .
وَقد {أَشَرَّ بنُو فُلانٍ فُلاناً، أَي طَرَدُوه وأَوْحَدُوه.
} والشُّرَّى، بالضّم: العَيَّانَةُ من النّسَاءِ، قَالَه أَبو عَمْرٍ و.
{والأَشِرَّةُ: البُحور، وَبِه فُسّر قولُ الكُمَيْت:
إِذَا هُوَ أَمْسَى فِي عُبَابِ} أَشِرَّةٍ
مُنِيفاً على العِبْرَيْنِ بالماءِ أَكْبَدَا
ويروى:
إِذا هُو أَضْحَى سَامِياً فِي عُبَابِه
وَفِي حَدِيث الحجَّاج: (لَهَا كِظَّةٌ {تَشْتَرُّ) . قَالَ ابنُ الأَثير: يُقَال:} اشْتَرَّ البَعِيرُ، كاجْتَرّ، وَهِي الجِرَّةُ لما يُخْرِجُه البعيرُ من جَوْفه إِلى فَمِه يَمْضغه ثمَّ يَبتَلِعُه، وَالْجِيم والشين من مَخرجٍ واحدٍ.
الشر: عبارة عن عدم ملاءمة الشيءِ الطبعَ.

شمرج

شمرج


شَمْرج
a. Stitched, ran up hastily.
b. Made a muddle of, got confused over ( a
speech ).
شِمْرَاْج
(pl.
شَمَاْرِيْجُ)
a. Idle lie.
(شمرج)
الثَّوْب وَنَحْوه شمرجة وشمراجا خاطه مباعدا بَين الغرز والنساج الثَّوْب نسجه نسجا ضَعِيفا وَالْكَلَام خلطه
[شمرج] شَمْرَجَ ثَوبَه شَمْرَجَةً، إذا باعد بين الغُرَز وأساء الخِياطة. والشُمْرُجُ بالضم: الجُلُّ الرقيق النَسْج. قال ابن مقبل يصف فرساً: ويُرْعَدُ إرْعادَ الهَجينِ أَضاعَهُ * غَداةَ الشمال الشمرج المتنصح
شمرج: الشَّمرجةُ: حسن قيام الحاضنة على الصبي، واسم الصبي: مُشمرج، من ذلك اشتق. 

[والشُّمْرُج: الرقيق من الثياب وغيرها] ] ، ولذلك يقال: ثوبٌ مشمرج، أي رقيق النسج.
(ش م ر ج)

والشَّمْرَجة: حسن قيام الحاضنة.

وَقد شَمْرَجَتْه.

وثوب شُمْرُوج، ومُشَمْرَج: رَقِيق النسج.

وشَمْرَج ثَوْبه: خاطه خياطَة متباعدة الكنب.

والشُّمْرُج: الرَّقِيق من الثِّيَاب وَغَيرهَا، قَالَ ابْن مقبل:

ويُرعَد

إعاد

الهجين أضاعه ... غَدَاة الشَّمَال الشُّمْرُجُ المتنصَّح

يُرِيد الجل.

والشُّمْرُج: كل خياطَة لَيست بجيدة. والشَّمْرَّج: يَوْم الْعَجم يستخرجون فِيهِ الْخراج فِي ثَلَاث مَرَّات، وعربه رؤبة بِأَن جعل الشين سينا فَقَالَ:

يَوْم خراج يخرج السَّمَرَّجا

شمرج: الشَّمْرَجَة: حُسْنِ قيامِ الحاضِنة على الصبي، واسم الصبي:

مُشَمْرَج، مِن ذلك اشْتُقَّ؛ وقد شَمْرَجَتْه.

وثوب شُمْرُوج ومُشَمْرَج: رقيق النَّسْج. وشَمْرَج ثوبه: خاطه خِياطة

مُتباعِدة الكُتَب، وباعَد بين الغُرَزِ، وأَساءَ الخياطة. والشُّمْرُج:

الرَّقيق من الثياب وغيرها؛ قال ابن مقبل يصف فرساً:

ويُرْعَدُ إِرْعادَ الهجِينِ أَضاعَه،

غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُجُ المُتَنَصَّحُ

يريد الجُلَّ. والشُّمْرُجُ، بالضم: الجُلُّ الرقيق النَّسْج؛ يقول: هذا

الفرس يُرْعَد لِحِدَّته وذَكائه كالرجل الهجين، وذلك مما يُمْدَح به

الخيل. والمتنصَّح: المَخِيط؛ يقال تَنَصَّحْت الثوبَ إِذا خِطْتَه؛ وكذلك

نَصَحْته. والشُّمْرُج: كل خياطة ليست بجيِّدة. والشَّمَرَّج: يوم للعجم

يستخرجون فيه الخراج في ثلاث مرات، وعرَّبه رؤْبة بأَن جعل الشين سيناً؛

فقال:

يوم خَراجٍ يُخْرِجُ السَمَرَّجا

شمرج
: (الشَّمْرَجَةُ: إِساءَةُ الخِيَاطَةِ) يُقَال: شَمْرَجَ ثَوْبَه: إِذا خَاطَهُ خِيَاطَةً مُتَبَاعِدَةَ الكُتَبِ وباَعدَ بَين الغُرَزِ، وأَساءَ الخِيَاطَةَ.
(و) الشَّمْرَجَة: (حُسْنُ الحِضَانةِ) ، أَي حُسْنُ قِيَامِ الحاضِنَةِ على الصَّبيّ. (وَمِنْه اسْمُ المُشَمْرَجِ) ، للصَّبيّ، اشْتُقّ من ذالك. وَقد شَمْرَجَتْه.
(و) الشَّمْرَجَةُ: (التَخْليطُ فِي الكَلام) .
(واشُّمْرُجُ، كقُنْفُذٍ، و) شُمْرُوج مثل (زُنْبُورٍ: الثَّوْبُ، والجُلُّ الرَّقيقُ النَّسْجِ) مِنْهُمَا، وكذالك ثَوْبٌ مُشَمْرَجٌ. قَالَ ابنُ مُقْبِل يَصِفُ فَرَساً:
ويُرْعَدُ إِرْعَادَ الهَجِينِ أَضَاعَهُ
غَدَاةَ الشَّمَالِ الشُّمْرُجُ المُتَنَصَّحُ
يُرِيد الجُلَّ، يَقُول: هاذا الفَرَسُ يُرْعَد لِحدَّتِه وذكائِه كالرَّجُلِ الهَجِين، وذالك مِمَّا يُمْدَح بِهِ الخَيلُ. والمُتَنصَّح المَخِيطُ، يُقَال: تَنَصَّحْتُ الثَّوْبَ ونَصَحْتُه: إِذا خُطْتَه.
(و) الشِّمْرَاجُ (كشِمْرَاخٍ: المُخَلّط من الكَذِبِ) .
(والشَّمَارِجُ: الأَباطيلُ) .
وَفِي (اللِّسَان) هُنَا ذَكَرَ الشَّمَرَّج، وَهُوَ اسمُ يومِ جِبَايَةِ الخَراجِ للعَجمِ وَقَالَ عَرَّبَه رُؤبَةُ بأَن جعلَ الشِّينَ سِيناً فَقَالَ:
يومَ خراجٍ يُخرِجُ السَّمَرَّجَا
قلت: وَقد مَرَّ ذِكْرُه فِي السّين الْمُهْملَة، فراجعْه.

سيأ

سيأ: السَّيْء بوزن الشّيْء: اللّبَنُ القليلُ قبل نزول الدِّرَّة، من تأليف سين وياء وهمزة فهي ثلاثة أحرف مؤلفّة، قال :

كما استغاث بسيء فز غَيْطلةٍ ... [خافَ العُيُونَ فلم يُنظَرْ به الحَشَكُ]
باب الثلاثي اللفيف السين والهمزة والياء س ي أ

السَّئُ والسِّئُ اللَّيَنُ قبل نزول الدِّرَّة ورُوِي قول زهير بالوَجْهَيْن كما اسْتَغَاث بَسَئِ وبِسِئٍ وقد سَيَّأَت الناقةُ وتَسَيَّأها الرَّجُلُ احْتَلَبَ سَيْئْهَا عن الهَجَرِيّ
[سيأ] السَيْئُ بالفتح: اللَّبَنُ الذي يكون في أطراف الأخلاف قبل نزول الدرة، قال زهير: كما استغاث بسيئ فز غيطلة * خاف العيون ولم ينظر به الحشك  الفراء: تسيأت الناقة: إذا أرسَلَتْ لبنها من غير حلب. قال وهو السيئ. وقد انسيأ اللبن.
سيأ
السَّييءُ - بالفتح -: اللَّبن الذي يكون في أطراف الأخلاف قبل نُزول الدِّرَّةِ، قال زهيرٌ يصف قَطاةً:
كما استغاثَ بِسيءٍ فَزُّغَيطَلَةٍ ... خافَ العُيونَ ولم يُنظَر به الحَشَكُ
الفَرّاءُ: تَسَيَّأَتِ الناقَةُ: إذا أرسَلَت لَبَنَها من غير حَلَبٍ، قال: وهو السَّيءُ.
وتَسَيَّأَ بِحَقّي: أقَرَّ به بعد إنكاره وتَسَيَّأَت عَلَيَّ أُمورُكُم: اختَلَفَت فلا أدري أيَّها أتبَعُ.

سيأ: السَّيْءُ والسِّيءُ: اللبَنُ قبل نزول الدِّرَّة يكون في طَرَفِ

الأَخْلافِ. وروي قول زهير:

كما اسْتَغاثَ، بسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ، * خافَ العُيونَ، ولم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

بالوجهين جميعاً بسَيْءٍ وبِسِيءٍ. وقد سَيَّأَتِ الناقةُ وتَسَيَّأَها

الرجلُ: احْتَلَب سَيْئَها، عن الهجري.

وقال الفرّاءُ: تَسَيَّأَتِ الناقةُ إِذا أَرسَلَت لَبنها من غير حَلَبٍ،

وهو السَّيْءُ. وقد انْسَيأَ اللبنُ. ويقال: إَنَّ فلاناً

لَيَتَسَيَّأُنِي بسَيْءٍ قليل؛ وأَصله من السَّيْءِ اللبنِ قبل نزول الدِّرَّة. وفي الحديث: لا تُسَلِّم ابنك سَيَّاءً. قال ابن الأَثير: جاءَ تفسيره في الحديث أَنه الذي يَبِيعُ الأَكفانَ ويَتَمنَّى مَوتَ الناسِ، ولعله من

السُّوءِ والـمَساءة، أو من السَّيْءِ، بالفتح، وهو اللبن الذي يكون في مُقَدَّم الضَّرع، ويحتمل أَن يكون فَعَّالاً من سَيَّأْتُها إِذا حَلَبْتها.

والسِّيءُ، بالكسر مهموز: اسم أَرض.

سي

أ2 سيّأ النَّاقَةَ, (K,) or ↓ تسيّأهَا, (M,) or both, (TA,) He drew forth the she-camel's سَىْء, or milk that descended before the full flow: (M, K:) from El-Hejeree. (M.) 5 تَسَيَّاَ see above.

A2: تسيّأت, (S, M, and so in copies of the K,) or اِسَّيَّأَتْ, [a variation of the former,] (TA, as from the K,) She (a camel) emitted her milk, (Fr, S, K,) i. e., what is termed سَىْء, (M,) without its being drawn forth. (Fr, S, K.) b2: Hence, إِنَّ فُلَانًا لَيَتَسَيَّأُ لِى بِشَىْءٍ قَلِيلٍ (assumed tropical:) [Verily such a one yields me, or gives me, little]. (TA.) b3: تسيّأ بِحَقّىِ (assumed tropical:) He acknowledged my right, or due, after he had denied it. (K.) b4: تَسَيَّأتْ عَلَىَّ الأُمُورُ (assumed tropical:) The affairs have become discordant, or diverse, to me, (K, * TA,) so that I know not which of them to pursue; (TA;) as also تَسَأْسَأَتْ. (TA in art. سأ.) 7 انسيأ اللَّبَنُ The milk, such as is termed سَىْء, issued without being drawn forth. (Fr, S.) سَىْءٌ (Fr, S, M, K) and ↓ سِىْءٌ (M, K) The milk that issues without being drawn forth; (Fr, S;) the milk (S, M, K,) that is in the extremities of the camel's teats, (S, K,) or in the fore part of the udder, (IAth, TA,) descending (K) before, (قَبْلَ, so in copies of the S and M and K,) or at the first of, (قُبُلَ, so in the TA as from the K,) the full flow. (S, M, K.) A2: See also the former word in art. سوأ.

سِىْءٌ: see the next preceding paragraph.

سَيِّئٌ: and سَيِّئَةٌ: see art. سوأ.

سَيَّآءٌ, occurring in a trad., is expl. as meaning One who sells grave-clothes, and [therefore] wishes for people's death: it may be from السَّوْءُ and المَسَآءَةُ: or from السَّىْءُ meaning “ the milk that is in the fore part of the udder: ” or it may be from سَيَّأْتُهَا meaning “ I milked her. ” (IAth, TA.)
[سيأ] لا تسلم ابنك "سياء" فسر فيه بمن يبيع الأكفان ويتمنى موت الناس، ولعله من السوء والمساءة أو من السيء بالفتح وهو لبن يكون في مقدم الضرع من سيأت الناقة إذا اجتمع السيء في ضرعها، وسيأتها حلبته منها، فلعله فعال من هذا. ومنه: ح مطرف لابنه لما اجتهد في العبادة: خير الأمور أوساطها والحسنة بين "السيئتين" أي الغلو سيئة والتقصير سيئة والاقتصاد حسنة، وأصله سيوئة فأدغمت وذكر هنا للفظه. ط: {ادفع بالتي هي أحسن "السيئة"} الصبر عند الــإساءة، هذا التفسير على كون لا في: ولا السيئة، مزيدة فيراد بالأحسن حسنة ليكون أبلغ في الدفع بالحسنة، وإذا لم يجعل زائدة يكون المعنى أن الحسنة والسيئة متفاوتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن إذا اعترضتك حسنتان وادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض الأعداء مثلًا رجل أساء إليك فالحسنة أن تعفو عنه، والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته مثل أن يذمك فتمدحه، وفيه:: "سيئ" الملكة لا يدخل الجنة، أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر مملوكين، توجيهه أنه إذا كثر مماليكهم لا يسعهم مداراتهم فيسيئون فما بالهم؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم جوابه الحكيم فقال: نعم فأكرموهم، وذكر اليتامى استطراد، وكذا الجواب الثاني فرس يرتبطه وارد على ذلك الأسلوب، لأن المرابطة والجهاد ليس من الدنيا. وفيه: "سيئ" الأسقام، أي سقيم من يفر منه الحميم أو يقل معه العقل أو يوجب البشاعة كالبرص، وإنما خصه بالتعوذ دون مثل الحمى والرمد والصداع إذ ربما يتحامل فيه الإنسان على نفسه بالصبر فيخف مؤنته ويعظم مثوبته وبعض حديث السيئة مر في سوء.
سيأ
: (} - السَّيْءُ) بِالْفَتْح (ويُكْسر) هُوَ (اللَّبَنُ يَنْزِلُ قُبُلَ) بِضَمَّتَيْنِ (الدِّرَّةِ يكُون فِي طَرَف الأَخْلاِف) وَفِي نُسْخَة أَطراف الأَخلاف، وروى قَول زُهير يصف قَطاةً:
كَما اسْتَغَاثَ بِسِيْءٍ فَزُّغَيْطَلَةٍ
خَافَ العُيُونَ ولَمْ يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ
بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا (و) قد {سَيَّأَتِ الناقةُ و (} سَيَّأَها: حَلَب) وَفِي نُسْخَة احتلب ( {سَيْأَهَا) بِالْوَجْهَيْنِ، وتَسَيَّأَها الرجلُ، مثلُ ذَلِك، عَن الهجريّ (و) قَالَ الفراءُ (} تَسَيَّأَت) الناقةُ إِذا (أَرسَلَتِ اللَّبَنَ مِن غَيْرِ حَلْبٍ) قَالَ: وَهُوَ {- السَّيْءُ، وَقد} انْسَيَأَ اللبَنُ، وَيُقَال: إِن فلَانا {لَيتَسيَّأُ لي بشيءٍ قليلٍ، وأَصله مِن السَّيْءِ، وَهُوَ اللبنُ قُبُلَ نُزول الدِّرَّة، وَفِي الحَدِيث: لَا تُسَلِّم ابْنَكَ} سَيَّاءً قَالَ ابْن الأَثير: جاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه الَّذِي يَبِيع الأَكْفانَ ويتمنَنَّى مَوْتَ النَّاسِ، وَلَعَلَّه من السُّوءِ والمَساءَةِ، أَو مِن السَّيْءِ بِالْفَتْح، وَهُوَ اللبنُ الَّذِي يكون فِي مُقَدَّم الضَّرْعِ، وَيحْتَمل أَن يكون فَعَّالاً مِن سَيَّأْتُها إِذا حَلَبْتها.
(و) تَسَيَّأَتْ عليَّ (الأُمورُ: اختلَفَتْ) فَلَا أَدري أَيّها أَتبع، وَقد تقدّم ذَلِك فِي ساءَ أَيضاً.
(و) تَسَيَّأَ (فُلانٌ بِحَقِّي: اأمرَّ) بِهِ (بعْدَ إِنكارِه) .
{- والسِّيءُ بِالْكَسْرِ مهموزٌ: اسمُ أَرض.

جنس

ج ن س : الْجِنْسُ الضَّرْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ وَالْجَمْعُ أَجْنَاسٌ وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ النَّوْعِ فَالْحَيَوَانُ جِنْسٌ وَالْإِنْسَانُ نَوْعٌ وَحُكِيَ عَنْ الْخَلِيلِ هَذَا يُجَانِسُ هَذَا أَيْ يُشَاكِلُهُ وَنَصَّ عَلَيْهِ فِي التَّهْذِيبِ أَيْضًا وَعَنْ بَعْضِهِمْ فُلَانٌ لَا يُجَانِسُ النَّاسَ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ تَمْيِيزٌ وَلَا عَقْلٌ وَالْأَصْمَعِيُّ يُنْكِرُ هَذَيْنِ الِاسْتِعْمَالَيْنِ وَيَقُولُ هُوَ كَلَامُ الْمُوَلَّدِينَ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. 
(جنس) الْأَشْيَاء شاكل بَين أفرادها ونسبها إِلَى أجناسها
ج ن س

الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. وهو مجانس لهذا، وهما متجانسان. ومع التجانس التآنس. وكيف يؤانسك، من لا يجانسك.
جنس: الجِنْسُ: كلُّ ضَرْبٍ من الشَّيْءِ، وجَمْعُه أجْناسٌ وجُنُوْسٌ. والجِنِّيْسُ: سَمَكَةٌ بين البَيَاضِ والصُّفْرَة. وشَيْءٌ جَنِيْسٌ: عَرِيْقٌ في جِنْسِه.
[جنس] الجنس: الضرب من الشئ، وهو أعم من النوع. ومنه المجانسة والتجنيس. وزعم ابن دريد أن الاصمعي كان يدفع قول العامة: هذا مجانس لهذا، ويقول إنه مولد.
ج ن س: (الْجِنْسُ) الضَّرْبُ مِنَ الشَّيْءِ، وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ النَّوْعِ وَمِنْهُ (الْمُجَانَسَةُ) وَ (التَّجْنِيسُ) . وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ قَوْلَ الْعَامَّةِ: هَذَا مُجَانِسٌ لِهَذَا الْمَوْلِدِ. 

جنس


جَنَسَ
جَنَّسَ
a. [Bi], Made homogeneous with, similar, conformable to.
b. Specified; classified, classed.

جَاْنَسَتَجَنَّسَa. Was, appeared homogeneous, similar, conformable
to.

جِنْس
(pl.
جُنُوْس
أَجْنَاْس
38)
a. Genus, species, kind, category, class.
b. Gender, sex.
c. Family, race, lineage.

جِنْسِيّa. Belonging to the genus, to the same sex;
generic.

جِنْسِيَّةa. Homogeneity, similarity; common origin.
جنس: جنَّس بالتشديد: استعملها أبو الوليد الاستعمالات الذي أشار إليها لين في معجمه، واستعملها كذلك معداة بالحرف (ب) (ص418، 649، 684، 699) وفيه أيضاً جَّنس بينه وبين (ص412).
جانمس: شاكل (فوك). والحقيقة أنها تستعمل بمعنى جّنس، يقال: جانس الأشياء وجانس الشيء بغيره (المقري 2: 646).
وأقرأ فيه: مجانسة بدل محاسن (أنظر فليشر بريشت ص161).
تجنّس: صار من جنسه (أبو الوليد ص191) وفي مخطوطة أخرى منه استجنس.
تجانس، متجانس: متحد في الجنس، متشاكل (بوشر).
وحسن تجانس اللفظ: تطابقه وتناسبه (بوشر). وفي زيشر (3: 203): إذا كان عليها هو الله (فكيف تجانس مع المتجانسين) أي: كيف صار بشرا؟ استجنس: أنظر تجنس.
جِنْس يجمع على جنوس: أمة، شعب (رولاند).
طريدة من جنسَينْ: قادس (سفينة ذات مصطبتين (ألكالا) وطريدة من ثلاثة أجناس: قادس (سفينة) ذات ثلاث مصاطب (ألكالا).
جُنْسَه: جنطيانا (ألكالا).
جِنُسِيّ: تناسلي (بوشر).
جِنْسِيَّة: تجانس، تناسب، وحدة، اتحاد، رتباط (المقري 1: 882).

جنس: الجِنْسُ: الضَّربُ من كل شيء، وهو من الناس ومن الطير ومن حدود

النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ. قال ابن سيده: وهذا على موضوع عبارات

أَهل اللغة وله تحديد، والجمع أَجناس وجُنُوسٌ؛ قال الأَنصاري يصف

النخل:تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو

سِ، لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ

والجِنْسُ أَعم من النوع، ومنه المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ. ويقال: هذا

يُجانِسُ هذا أَي يشاكله، وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لم

يكن له تمييز ولا عقل. والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ، فإِذا واليت

سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات

المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً، وكذلك الجَذَعُ

والثَّنيُّ والرُّبَعُ. والحيوان أَجناسٌ: فالناس جنس والإِبل جنس والبقر

جنس والشَّاء جنس، وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا

إِذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربي صحيح، ويقول: إِنه مولَّد. وقول

المتكلمين: الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من

كلام العرب. وقول المتكلمين: تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو

توسع. وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان، والأَعرف من حَِسِّك. التهذيب:

ابن الأَعرابي: الجَنَسُ جُمُودٌ

(* قوله «الجنس جمود» عبارة القاموس:

والجنس، بالتحريك، جمود الماء وغيره.) . وقال: الجَنَسُ المياه الجامدة.

جنس
الليث: الجِنس: كلُّ ضربٍ من الشيء ومن الناس والطير ومن حدود النَّحوِ والعَروضِ والأشياء جُمْلَةً، والجَميع: الأجناس، وزاد ابنُ دريد: الجُنُوس. والجِنْسُ: أعمُّ من النوع. والإبل جِنسٌ من البهائِم العُجْمِ، فإذا واليتَ شيئاً من أسنان الإبل على حدة فقد صنَّفتها تصنيفا، كأنَّكَ جعلتَ بنات المَخاضِ منها صنفا، وبنات اللَّبون صِنفا، والحِقاق صِنفا، وكذلك الجِذاع والثَّنِيّ والرُّبَع.
والحيوان أجناس: فالناس جنس، والإبل جنس، والبقر جنس والشّاء جنس.
وقال ابن عبّاد: شيء جَنِيس: أي عريق في جنسِه.
والجِنِّيس - مثال سكَّيت -: سمكة بين البياض والصُّفرة.
وقال ابن الأعرابي: الجَنَس - بالتحريك -: جمود الماء.
والتَّجْنِيْس - تفعيل -: من الجنس.
ويقال: هذا يُجانِس هذا: أي يُشاكِلُه.
وفُلان يُجانِس البهائمَ ولا يُجانِس الناس: إذا لم يكُن له تمييز ولا عقل.
وقال ابن دريد: كان الأصمعي يدفع قول العامّة: هذا مُجانِس لهذا إذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربيٍّ خالِص، يعني لفظَةَ الجِنسِ. وقال ابن فارس: أنا أقول إنَّ هذا غلطٌ على الأصمعيِّ، لأنَّه الذي وضَعَ كتاب الأجناس، وهو أوّل من جاء بهذا اللقب في اللغة.
ويقال: جَنَسَتِ الرُّطبَة: إذا نَضِجَ كُلُّها.
والتركيب يدلُّ على الضَّرْبِ من الشيء.
(ج ن س) : (الْجِنْسُ) عَنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ الضَّرْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالْجَمْعُ أَجْنَاسٌ وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ النَّوْعِ يُقَالُ الْحَيَوَانُ جِنْسٌ وَالْإِنْسَانُ نَوْعٌ لِأَنَّهُ أَخَصُّ مِنْ قَوْلِنَا حَيَوَانٌ وَإِنْ كَانَ جِنْسًا بِالنِّسْبَةِ إلَى مَا تَحْتَهُ وَالْمُتَكَلِّمُونَ عَلَى الْعَكْسِ يَقُولُونَ الْأَلْوَانُ نَوْعٌ وَالسَّوَادُ جِنْسٌ وَيُقَالُ فُلَانٌ يُجَانِسُ هَذَا أَيْ يُشَاكِلُهُ وَفُلَانٌ يُجَانِسُ الْبَهَائِمَ وَلَا يُجَانِسُ النَّاسَ إذَا لَمْ يُكْنَ لَهُ تَمْيِيزٌ وَلَا عَقْلٌ قَالَهُ الْخَلِيلُ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ هَذَا الِاسْتِعْمَالَ مُوَلَّدٌ وَاَلَّذِي أَفَادَ أَهْلُ اللُّغَةِ بِالْجِنْسِ أَنَّ مَا شَارَكَهُ فِيمَا لِأَجْلِهِ اُسْتُحِقَّ الِاسْمَ كَانَ مَعَ ذَاكَ ضَرْبًا وَاحِدًا (وَالْأَوَّلُ) مَذْهَبُ الْفُقَهَاءِ أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ فِي السَّلَمِ إنَّهُ لَا يَجُوزُ إلَّا فِي جِنْسٍ مَعْلُومٍ وَيَعْنُونَ بِهِ كَوْنَهُ تَمْرًا أَوْ حِنْطَةً وَفِي نَوْعٍ مَعْلُومٍ وَيَعْنُونَ بِهِ فِي التَّمْرِ كَوْنَهُ بَرْنِيًّا أَوْ مَعْقِلِيًّا وَفِي الْحِنْطَةِ كَوْنَهَا خَرِيفِيَّةً أَوْ رَبِيعِيَّةً وَأَمَّا قَوْلُهُ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِأَهْلِ بَيْتِهِ فَهَذَا عَلَى بَنِي أَبِيهِ وَكَذَا إذَا أَوْصَى لِجِنْسِهِ لَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ قَرَابَاتِ الْأُمِّ هَذَا لَفْظُ رِوَايَةِ الزِّيَادَاتِ وَالْقُدُورِيِّ أَيْضًا وَهُوَ الصَّوَابُ وَفِي شَرْحِ الْحَلْوَائِيِّ لِحَسِيبِهِ قَالَ لِأَنَّ الْحَسِيبَ هُوَ كُلُّ مَنْ يُنْسَبُ إلَى مَنْ يُنْسَبُ هُوَ إلَيْهِ وَفِيهِ نَظَرٌ وَتَقْرِيرُهُ فِي (ح س) .
جنس
الجِنْسُ، بالكَسْرِ: أَعَمُّ من النَّوْعِ، وَمِنْه المُجانَسَةُ والتَّجْنيسُ، وَهُوَ كلُّ ضَرْبٍ من الشيءِ، وَمن النّاس وَمن الطَّيرِ، وَمن حُدودِ النَّحْوِ والعَروضِ، وَمن الأَشياء جُمْلَةً، قَالَ ابْن سِيدَه: وَهَذَا على موضوعِ عِباراتِ أَهلِ اللُّغَةِ، وَله تَحديدٌ، فالإبلُ: جِنْسٌ من الْبَهَائِم العُجْمِ، فَإِذا والَيْتَ سِنّاً من أَسنانِ الإبلِ على حِدَة فقد صَنَّفْتَها تَصنيفاً، كأَنَّكَ جعلتَ بناتِ المَخاضِ مِنْهَا صِنْفاً وبناتِ اللَّبون صِنفاً، والحِقاقِ صِنْفاً، وَكَذَلِكَ الجَذَعُ والثَّنِيّ والرُّبَع. والحَيوانُ أَجناسٌ، فالنّاسُ جِنْسٌ، والإبِلُ جِنْسٌ، والبَقَرُ جِنْسٌ، والشَّاءُ جِنْسٌ. ج، أَجناسٌ وجُنُوسٌ، الأَخيرةُ عَن ابْن دُرَيد، قَالَ الأَنصارِيُّ يَصِفُ نَخلاً:
(تَخَيَّرْتُها صالِحاتِ الجُنُو ... سِ لَا أَسْتَمِيلُ وَلَا أَسْتَقِيلُ)
وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: النَّاسُ أَجْناس، وأَكثَرُهم أَنْجاس. الجَنسُ، بالتَّحريك: جُمودُ الماءِ وغيرِه، عَن ابْن الأَعرابيّ، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَنهُ، وَلَيْسَ عندَه وغَيرِه. وَقَالَ أَيضاً: الجُنُسُ، بضَمَّتينِ: المِياهُ الجَامِدَةُ. وكأَنَّه لغةٌ فِي الجُمُسِ بالميمِ، وَقد تقدَّم. والجَنِيسُ، كأَمير: العَريقُ فِي جِنْسِه، نقلَه ابنُ عَبّادٍ. الجِنِّيسُ، كسِكِّيتٍ: سمكَةٌ بينَ البَياضِ والصُّفْرَةِ، نقاه الصَّاغانِيّ أَيضاً.
والمُجانِسُ: المشاكِلُ، يُقال: هَذَا يُجانِسُ هَذَا، أَي يُشاكِلُه، وفُلانٌ يُجانِسُ البَهائِمَ وَلَا يُجانِسُ النّاسَ، إِذا لم يكن لَهُ تَمْييزٌ وعَقْلٌ. وجَنَسَتِ الرُّطَبَةُ، إِذا نَضِجَ كلُّها فكأَنَّها صارَت جِنساً واحِداً، أَو أَنَّها مثلُ جَمَسَتْ، بِالْمِيم، إِذا رَطُبَتْ وَهِي صُلْبَةٌ، كَمَا تقدَّم. والتَّجْنيسُ تَفعِيلٌ من الجنسِ، وَكَذَلِكَ المُجانَسَةُ مُفاعَلَةٌ مِنْهُ، وَقَول الجَوْهَرِيِّ عَن ابنِ دُرَيد: إنَّ الأَصمعِيَّ كَانَ يَقُول: الجِنْسُ المُجانَسَةُ من لُغات العامَّةِ، غلَطٌ، لأَنَّ الأَصمعيَّ واضِعُ كتابِ الأَجناسِ، وَهُوَ أَوَّلُ من جاءَ بِهَذَا اللَّقَبِ. قلتُ: هَذَا التَّغليطُ هُوَ نَصُّ ابنِ فارِس فِي المُجْمَلِ الَّذِي نقَلَ عَن الأَصمعِيِّ أَنَّه كَانَ يَدفَعُ قولَ العامَةِ: هَذَا مُجانِسٌ لهَذَا، إِذا كَانَ من شكلِه، وَيَقُول: لَيْسَ بعربيٍّ صَحِيح، يَعْنِي لَفْظَة الجِنْسِ، ويقولُ: إنَّه مُولّدٌ، وقولُ المُتَكَلِّمينَ: الأَنواعُ مَجنوسَةٌ للأجناسِ، كَلَام مولّد، لأَنَّ مثلَ)
هَذَا لَيْسَ من كَلَام العربِ، وقولُ المُتكَلِّمينَ: تَجانَسَ الشَّيْئانِ: لَيْسَ بعَرَبِيٍّ أَيضاً، إنَّما هُوَ تَوَسُّعٌ، هَذَا الَّذِي نَقله صَاحب اللِّسَان وغيرُه، فقولُ المُصَنِّفِ: كَانَ يَقُول: إِلَى آخِرِه، مَحَلُّ نَظَر، إِذْ لَيْسَ هَذَا من قولِه، وَلَا هُوَ مِمَّن يُنكِرُ عرَبيَّة لفظِ المُجانَسَةِ والتَّجنيس لغير مَعنى المُشاكَلَة، وَإِذا فُرِضَ ثُبوتُ مَا ذكرَه المُصَنِّف فَلَا يَلزَمُ من نَفيِ الأَصمعِيِّ لذَلِك نفيُه بالكُلِّيَّةِ، فقد نَقله غيرُهُ، وَلَا يَخفَى أَنَّ الجَوْهَرِيَّ ناقِلٌ ذلكَ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَقد تابعَه على ذلكَ ابنُ جِنِّيّ عَن الأَصمعِيِّ، فَهُوَ عندَ أَهلِ الصِّناعَةِ كالمتواتر عَنهُ، فكيفَ يُنسَبُ الغَلَطُ إِلَى النّاقِلِ وَهُوَ بِهَذِهِ المَثابَةِ وأَيُّ جامِعٍ بينَ نَفيِ المُجانَسَةِ والجِناسِ وبينَ إثباتِ الأَجناسِ وأنَّه أَلّف فِيهَا وكيفَ يكونُ أَنَّه أَوَّلُ من جاءَ بِهَذَا اللَّقَبِ، وَقد ثبتَ ذلكَ من غيرِه من أئِمَّة اللُّغَةِ المُتَقَدِّمينَ وعل كُلِّ حالٍ فكلامُ المُصَنِّف مَعَ قُصورِه فِي النَّقْلِ لَا يَخلو عَن النَّظَرِ من وُجوهٍ شَتّى، فتأَمَّلْ تَرْشُدْ. ومِمّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: قولُهُم: جِئْ بهِ من جِنسِك، أَي من حيثُ كانَ، والأَعرَفُ من حَسِّك والجِناسُ الَّذِي يذكرُه البيانِيُّونَ مُوَلَّدٌ. وعليُّ بنُ سَعادَةَ بنِ الجُنَيْسِ، كزُبَيْرٍ، الفارِقِيُّ العطّارِيُّ مَاتَ سنة. ولأَهل البديع كلامٌ فِي الجِناسِ وتعريفِه لَا يَسَعُ المَحَلُّ إيرادَه، وقَسَّموه، وجَعلوا لَهُ أَنواعاً، فَمِنْهَا الجِناسُ المُطْلَقُ، والمُماثِلُ، والتّامُّ، والمَقلوبُ، والمُطَرَّفُ، والمُذَيَّلُ، واللَّفظِيُّ، واللاحِقُ، والمَعنَوِيُّ، والمُلَفَّقُ، والمُحَرَّفُ، وَلَو أَردْنا ذِكْرَ شَواهِدِ كلٍّ مِنْهَا لخَرَجْنا عَن المَقصودِ، وَقد تضَمَّن بيانَ ذَلِك كلِّه الْمولى الفاضِلُ بديعُ زمانِه عليُّ بنُ تاجِ الدِّينِ القلعيّ الحَنَفِيُّ المَكِّيُّ فِي كِتَابه: شرح البديعيَّة، لَهُ، رَحمَه الله تَعَالَى، فراجِعْهُ إِن شِئْتَ. ومُجانِس، بالضَّمّ، قَريَةٌ من أَعمال قُوص.
جنس
تجانسَ يتجانس، تجانُسًا، فهو مُتجانِس
• تجانس الشَّيئان: مُطاوع جانسَ: تماثلا، اتَّحدا في الجنس والصِّفات "ألوان/ مادّة متجانسة- النوم والموت يتجانسان". 

تجنَّسَ يتجنَّس، تجنُّسًا، فهو مُتجنِّس
• تجنَّس الشَّخصُ: مُطاوع جنَّسَ: اكتسب جنسيّة دولة،
 انتسب إلى غير أصله "تجنَّس بالجنسيَّة الأردنيّة".
• تجنَّستِ الأشكالُ: تماثلت. 

جانسَ يجانس، مُجانَسةً وجِناسًا، فهو مُجانِس، والمفعول مُجانَس
• جانسه:
1 - شاكله وماثله "استطاعت الآلة أن تنتج أشكالاً يجانس بعضها بعضًا" ° يجانس البهائمَ ولا يجانس الناسَ: إذا لم يكن له تمييزٌ ولا عقل.
2 - اتَّحد معه في جنسه "هذا مُجانس لهذا- كيف يؤانِسك من لا يجانِسك؟ ". 

جنَّسَ يجنِّس، تجنيسًا، فهو مُجنِّس، والمفعول مُجنَّس
• جنَّس الأشياءَ: شاكل بين أفرادها.
• جنَّس الموادَّ: نسبها إلى أجناسها.
• جنَّس أجنبيًّا: أعطاه الجنسيَّة.
• جنَّس الكسورَ: (جب) حوّلها إلى كسور متَّحدة المقام. 

تجانُس [مفرد]:
1 - مصدر تجانسَ.
2 - (بغ) تآلف، توافق سمات الكلام من إيقاع ونبر واختيار ألفاظ لما فيها من معان وأصوات متجانسة بحيث يصبح حسن الوقع في السَّمع أو خلاّبًا للذِّهن.
• التَّجانُس الصَّوتيّ: (بغ) تكرار صوت أو أكثر في الكلمات المتوالية، وهو مظهر من مظاهر موسيقى الكلام.
• التَّجانُس الاستهلاليّ: (دب) وسيلة تُستخدم عادة في الشعر وعرضًا أو اتِّفاقًا في النثر، وهي تكرار حرف أو أكثر في مستهلّ جملة أو بيت شعريّ.
• اللاَّتجانس: عدم التوافق في الميول والآراء والأفكار والأذواق "يحاول البعض تقليل نسبة اللاتجانس بين الشرق والغرب". 

تجانسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تجانُس: "لن يستطيع الغرب تفتيت الصفات التجانسيّة لأبناء المنطقة".
2 - مصدر صناعيّ من تجانُس: تطابُق، تماثُل، تناسب "التجانسيّة بين الزوجين كفيلة باستمراريّة زواجهما- التجانسيّة بين الألوان تُريح الأعصاب".
• تجانسيَّة المادَّة: (فز) تكوُّن عناصر المادَّة من جِنس واحد. 

تجنيس [مفرد]:
1 - مصدر جنَّسَ.
2 - (بغ) إتيان بالجناس ° تجنيس استهلاليّ: تكرار حروف متشابهة الصوت في كلمات متتابعة، تتابع كلمات مبدوءة بأحرف متماثلة.
• تجنيس الكسور: (جب) تحويلها إلى كسور متّحدة المقام مثل: 2/ 3، 1/ 2، 1/ 5 تُحوَّل إلى 20/ 30، 15/ 30، 6/ 30. 

جِناس [مفرد]:
1 - مصدر جانسَ.
2 - (بغ) اتِّفاق كلمتين في كلِّ الحروف أو أكثرها مع اختلاف المعنى وهو على أنواع منها: الجناس التامّ وهو ما اتّفق فيه اللفظان في نوع من الحروف وهيئتها وعددها وترتيبها، والجناس الناقص وهو ما اختلف فيه اللفظان في عدد الحروف أو نسقها ° الجناس الاستهلاليّ: تكرار حرف أو أكثر في مستهلّ لفظين متجاورين. 

جِنْس [مفرد]: ج أجناس:
1 - طبقة في التَّصنيف فوق النَّوع مباشرة في عموميَّتها، فالحيوان جنس، والإنسان نوع "الليمون جنس أشجار لها أنواع كثيرة" ° اسم الجنس: هو ما كان شائعًا بين كلّ فرد من أفراد الجنس لا يختص به واحد دون غيره.
2 - نوع "كلُّ طَيْر يأوي إلى جنسه- الجنس البشريّ- دخلت أجناس مختلفة في الإسلام- يعمل في المؤسّسة موظّفون من الجنسين: من النوعين؛ الذكور والإناث" ° تمازج الأجناس: تعايش مشترك أو علاقات جنسيّة أو زواج يضمُّ أشخاصًا من أجناس مختلفة.
3 - اتّصال شهوانيّ بين الذكر والأنثى "جاذبيّة الجنس".
4 - (حي) أحد شطري الأحياء مميّزًا بالذكورة أو الأنوثة "جنس الرِّجال/ النِّساء" ° الجنس الخشن: الرِّجال، عكسه الجنس الناعم- الجنس النَّاعم/ الجنس اللَّطيف: كناية عن النِّساء- وحيد الجنس/ أحاديّ الجنس: ذو أعضاء تناسليّة من شقّ واحد.
5 - (دب) أحد القوالب التي تصبّ فيها الآثار الأدبيّة كالمسرحيّة والقصّة والشِّعر.
• علم الجنس: علم يبحث في العلاقات الجنسيّة وما يتّصل بها من أمور ومعضلات أو ما يصيبها من اضطراب.
• هرمون الجنس: (حي) هرمون يُؤثِّر في الأعضاء التناسليَّة والسلوك وتطوُّر الخصائص الجنسيّة الثانويَّة كالإستروجين
 والأندوجين. 

جِنسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِنْس: تناسليّ، ويغلب استعماله فيما يتعلق بالاتّصال الشَّهوانيّ وبعمليَّة التوالد والأعضاء الجنسيَّة "مرض منقول جنسيًّا: عن طريق الاتصال الجنسيّ" ° اعتداء جنسيّ: اغتصاب؛ تصرُّف فاحش لرجل تجاه رجل آخر أو امرأة أو طفل أو لامرأة تجاه طفل مصحوبًا بالتهديد أو خطر الــإساءة الجسديّة أو الإصابة أو التسبُّب بالخوف والعار والذلّ والكَرْب العقليّ- العلاج الجنسيّ: معالجة الاختلال الجنسيّ مثل العجز الجنسيّ والبرود الجنسيّ بتدخل وسائل الإرشاد أو العلاج النفسيّ أو تعديل السلوك- بُرود جِنْسيّ: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة- تحرُّش جنسيّ- شذوذ جنسيّ: انحراف عن السُّلوك الجنسيّ الطّبيعيّ- ضعف جنسيّ.
• تكاثر لاجنسيّ: (حي) تكاثر لا يتمّ عن طريق الاتّصال الجنسيّ وإنما يتمّ عن طريق دمج حيوان منويّ وبويضة، وزرعهما معًا في رحم المرأة "انتشرت عمليّات التكاثر البشريّ اللاجنسيّ". 

جنسيَّة [مفرد]: ج جنسيَّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جِنْس: "لذّة/ مجلّة جنسيّة" ° خصائص جِنْسِيَّة: مميزات، فروق وظائفيَّة ونفسيَّة تفرِّق بين الذَّكر والأنثى- خليَّة جنسيّة: خليَّة منويّة- علاقة جنسيَّة: اتِّصال شهوانيّ بين الذَّكر والأنثى.
2 - مصدر صناعيّ من جِنْس: صفة تلحق بالشَّخص من جهة انتسابه لشعب أو أمّة أو وطنٍ ما "الجنسيَّة: مصريّ" ° القوّات متعدِّدة الجنسيّات: أي التي ينتمي أفرادها إلى جنسيّات مختلفة وتوضع عادة في مناطق الحدود بين الدُّول المتنازعة- عديم الجنسيَّة: مَن فقد جنسيّته الأصليَّة ولم يحصل على جنسيَّة جديدة.
3 - روابط مشتركة تجمع بين أفراد الشعب، كالاشتراك في الأصل أو اللغة أو العقيدة.
• شَهْوة جنسيَّة: (نف) إحساس عضويّ كالجوع والعطش يدلّ على حاجة الفرد ذكرًا كان أو أنثى إلى عملية الجماع، وتهدف هذه الرغبة الجنسيّة إلى الإبقاء على النوع. 

مُتجانِس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تجانسَ.
2 - (حي) وصف للكائنات الحيّة المتّفقة في الأصل والشكل والنوع.
3 - وصف للموادّ التي تتّسق أطوارها كيميائيًّا وفيزيقيًّا.
• لا متجانس: (فز) وصف لمخلوط من مركبين غير متشابهين، بينهما حدود فاصلة، كمخلوط الماء والرمل.
• لفظة مُتجانِسة: (لغ) لفظة بينها وبين لفظة أخرى تطابق في الرسم (الإملاء) واختلاف في الاشتقاق أو المعنى. 

مُجانِس [مفرد]: اسم فاعل من جانسَ. 

مُجنَّسة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول جنَّسَ.
• القافية المجنَّسة: (عر) إيجاد جناس بين قافيتين: إحداهما مؤلَّفة من كلمة والأخرى من كلمتين أو أكثر بحيث تتّفقان في النطق. وهذا قريب في البلاغة من الجناس المركّب. 
(جنس) : جَنَسَتِ الرُّطَبَةُ: إذا نَضِجَ كُلُّها.
الجنس: اسم دال على كثيرين مختلفين بالأنواع.

الجنس: كلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك، فالكلي جنس، وقوله مختلفين بالحقيقة يخرج النوع، والخاصة، والفصل القريب، وقوله: في جواب ما هو، يخرج الفصل البعيد والعرض العام، وهو قريب إن كان الجواب عن الماهية وعن بعض ما يشاركها في ذلك الجنس، وهو الجواب عنها، وعن كل ما يشاركها فيه كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، وبعيد إن كان الجواب عنها، وعن بعض ما يشاركها فيه غير الجواب عنها، وعن البعض الآخر، كالجسم النامي بالنسبة إلى الإنسان. 

جنس

2 جنّسهُ بِهِ, (TK,) inf. n. تَجْنِيسٌ, from الجِنْسُ, (S, K,) [He made it homogeneous, or congenial, with it; or similar, or conformable, to it: expl. in the TK, not well, by شاكله; but the inf. n., with tolerable correctness, by ايكى شيئى برى برينه مشاكل قلمق. The usage of the term تَجْنِيسٌ in rhetoric, to signify the use of two or more words completely or partly conformable, is post-classical, like جِنَاسٌ, an inf. n. of جَانَسَ.]3 جانسهُ, [inf. n. مُجَانَسَةٌ and جِنَاسٌ,] It was, or became, homogeneous, or congenial, with it; or similar, or conformable, to it; syn. شَاكَلَهُ: (Mgh, Msb:) المُجَانَسَةُ is from الجِنْسُ. (S, TA.) You say, هٰذَا يُجَانِسُ هٰذَا This is homogeneous with this; syn. يُشَاكِلُهُ: (Mgh, Msb:) so says Kh. (Msb.) And كَيْفَ يُؤَانِسُكَ مَنْ لَا يُجَانِسُكَ [How will he be sociable with thee who will not be congenial with thee?]. (A.) And of a man who has not discrimination nor intelligence, one says, فُلَانٌ يُجَانِسُ البَهَائِمَ وَلَا يُجَانِسُ النَّاسَ [Such a one resembles the beasts, and does not resemble men]: (Mgh, Msb, * TA:) so says Kh. (Mgh.) But As says that this usage, (Mgh, Msb,) in the first and last of the above-mentioned phrases, (Msb,) is post-classical. (Mgh, Msb.) The usage of the term جِنَاسٌ by rhetoricians [to signify the complete or partial conformity of two or more words] is post-classical [like تَجْنِيسٌ]. (TA.) 6 تجانس الشَّيْآنِ [The two things were, or became homogeneous, congenial, similar, or conformable,] is a phrase of the scholastic theologians, not [classical] Arabic. (TA.) جِنْسٌ [A genus, kind, or generical class, comprising under it several species, or sorts; or comprised under a superior genus, in relation to which it is a species, or sort;] a ضَرةب of a thing; (S;) or of anything; (Mgh, Msb;) any ضَرْب of a thing; (A, K;) [as] of men, and of birds, and of the definitions of grammar and of the art of versification, and of things collectively; so accord. to the lexicologists; (ISd, TA;) a term of more common import than نَوْع [which is a species, or sort]: (S, A, Mgh, Msb, K:) thus animal is a جنس and man is a نوع, (Mgh, Msb,) because the latter is of more particular import than the former, though it is a جنس in relation to what is under it; but the scholastic theologians reverse the case, (Mgh,) for with them جنس is of more particular import than نوع: (Kull p. 139:) thus also camels are a جنس of beasts: (A, K:) pl. أَجْنَاسٌ [properly a pl. of pauc. but used also as one of mult.] (Mgh, Msb, K) and جُنُوسٌ. (IDrd, K.) You say, النَّاسُ أَجْنَاسٌ وَأَكْثَرُهُمْ أَنْجَاسٌ [Men are of several kinds, and most of them are impure]. (A, TA.) And فُلَانٌ مِنْ جِنْسِكَ, meaning أَصْلِكَ [i. e. Such a one is of thy stock]. (S in art. جنث.) b2: [Hence, اِسْمُ جِنْسٍ A generic noun: and اِسْمُ جِنْسٍ جَمْعِىٌّ a collective generic noun.] b3: أَوْصَى لِجِنْسِهِ signifies He left by will, of his property, to the children of his father, [or his kindred by the father's side,] exclusively of all relations of the mother: and so, لِأَهْلِ بَيْتِهِ. (Mgh.) b4: The assertion, in the K, that J's saying, on the authority of IDrd, that As used to say الجِنْسُ as meaning المُجَانَسَةُ is a vulgarism, is erroneous, is a matter for consideration; for As said not this, but [what has been cited above, voce جَانَسَهُ, or] what will be found below, voce مُجَانِسٌ. (TA.) جِنْسِىٌّ Generic; generical.]

جِنْسِيَّةٌ Generical quality.]

مُجَانِسٌ Homogeneous; congenial; similar; conformable; syn. مُشَاكِلٌ. (K.) But IDrd asserts that As used to reject the saying of the vulgar, هٰذَا مُجَانِسُ لِهٰذَا [This is homogeneous with this, &c.], and to say, It is post-classical. (S.) [See also 3.]

قرف

قرف: {يقترفون}: يكتسبون، وقيل: يدعون. والقرفة: الادعاء والتهمة.
(قرف) : أَقْرفتَ بي، وأَظْنَنْتَ بي، وأَتْهَمْتَ بي، أي: عَرَّضْتني للقِرْفَة والظِّنَّة والتُّهَمَة.
[قرف] نه: فيه: وبطح لها بقاع «قرق»، هو بكسر راء المستوى الفارغ, وفيه: ربما رآهم يلعبون «بالقرق» فلا ينهاهم، هو بكسر قاف لعبة يلعبون بها، وهو خط مربع، في وسطه خط مربع, ثم يخط من كل زاوية من الخط الأول إلى زاويا الخط الثالث، وبين كل زاويتين خط فيصير أربعة عشر خطًّا. 
(قرف)
قرفا كذب وخلط ولعياله كسب من هُنَا وَمن هُنَا وَالشَّيْء خلطه بِمَا هُوَ أدنأ وَفُلَانًا عابه وَيُقَال قرفه بِكَذَا نسبه إِلَيْهِ وعابه بِهِ وَالْجَلد قشره وَيُقَال قرف الشَّجَرَة وقرف القرحة قشرها بعد يبسها والذنب أَتَاهُ

(قرف) قرفا دانى الْمَرَض يُقَال أخْشَى عَلَيْك القرف
ق ر ف : قَرَفْتُ الشَّيْءَ قَرْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَشَرْتُهُ وَقَارَفْتُهُ مُقَارَفَةً وَقِرَافًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ قَارَبْتُهُ وَاقْتِرَافُ الذَّنْبِ فِعْلُهُ وَقَرَفَ لِأَهْلِهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا اكْتَسَبَ وَاقْتَرَفَ اقْتِرَافًا أَيْضًا قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَهُوَ مَا اسْتَفَدْتَ مِنْ مَالٍ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ. 

قرف

3 قَارَفَهُ He was, or became, near to it; meaning some base thing, or the like. (TA.) See قَرَفٌ.

قَرَفٌ The mixing with others; [and particularly with others who are diseased or the like]; a subst. from ↓ مُقَارَفَةٌ: (K:) the being near to [a person, or persons, or a place, infected with] disease: (S, TA:) the being near to pestilence, or epidemic disease. (T in art. تلف.) See تَلَفٌ.

أَعْرَضَتِ القِرْفَةُ signifies إِتَّسَعَتْ: (TA, art. عرض:) and اِتَّسَعَتْ قِرْفَتُهُ signifies كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُهُ. (TA, art. لبس.) See voce عَرُضَ.

مَقْرِفٌ A place of paring off: see an ex. voce صَمْغٌ.
ق ر ف: (الْقِرْفَةُ) مِنَ الْأَدْوِيَةِ وَ (الْمُقْرِفُ) الَّذِي دَانَى
الْهُجْنَةَ مِنَ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ وَهُوَ الَّذِي أَمُّهُ عَرَبِيَّةٌ وَأَبَوْهُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. فَالْإِقْرَافُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ وَالْهُجْنَةُ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ. وَ (الِاقْتِرَافُ) الِاكْتِسَابُ. وَ (الْقَرَفُ) مُدَانَاةُ الْمَرَضِ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ قَوْمًا شَكَوْا إِلَيْهِ وَبَاءَ أَرْضِهِمْ فَقَالَ: تَحَوَّلُوا فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ» . وَ (قَارَفَ) الْخَطِيئَةَ خَالَطَهَا. 
(ق ر ف) : (قَرَفَهُ) قَشَرَهُ قَرْفًا وَالْقِرْفَةُ قِشْرَةُ شَجَرٍ يُتَدَاوَى بِهِ (وَبِهَا) كُنِّيَتْ أُمُّ قِرْفَةٍ امْرَأَةُ مَالِك بْنِ حُذَيْفَة بْن بَدْرِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْعِزِّ وَالْمَنَعَةِ (وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -) «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إذَا أَتَى الْمَسْجِدَ أَنْ يُخْرِجَ قِرْفَةَ أَنْفِهِ» أَيْ لَا ضَرَرَ عَلَيْهِ فِي أَنْ يُنَقِّيَ أَنْفَهُ مِمَّا لَزِقَ بِهِ مِنْ الْمُخَاطِ (وَقَارَفَهُ) قَارَبَهُ وَخَالَطَهُ مُقَارَفَةً وَقِرَافًا (وَمِنْهُ) قِرَافُ الْمَرْأَةِ جِمَاعُهَا أَوْ خِلَاطُهَا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي الْكَوَادِنِ فَمَا (قَارَفَ الْعَتَاقَ مِنْهَا) أَيْ قَارَبَهَا فِي السُّرْعَةِ (وَأَقْرَفَ الْفَرَسُ) أُدْنِيَ لِلْهُجْنَةِ فَهُوَ مُقْرَفٌ.

قرف


قَرَفَ(n. ac. قَرْف)
a. Peeled, pared; barked; skinned, laid bare (
sore ).
b. Ill-treated, ill-used, was harsh, rough to.
c. [acc. & Bi], Suspected of; accused of.
d. [La], Laboured, worked for ( his family ).
e. Mixed, mingled; lied.

قَرِفَ(n. ac. قَرَف)
a. Was near falling ill.
b. [ coll. ], Disliked, loathed
detested; nauseated.
قَرَّفَa. see I (c)b. [ coll. ], Excited loathing
disgust; was nauseous (food).
قَاْرَفَa. Approached.
b. Committed (sin).
أَقْرَفَa. Accused.
b. [Bi], Exposed to suspicion.
c. [La], Came in contact with.
d. Gave a disease to; infected.
e. [ coll. ]
see II (b)
تَقَرَّفَa. Was skinned, laid bare (sore).

إِقْتَرَفَa. Earned, gained.
b. Committed (sin).
c. [Bi], Was suspected of.
إِسْتَقْرَفَ
a. [Min] [ coll. ], Loathed, detested.

قِرْفa. Rind, peel.
b. Crust; incrustation.
c. Dry mucus.

قِرْفَة
(pl.
قِرَف)
a. see 2 (a) (c).
c. Cinnamon.
d. Suspicion; accusation.
e. Villainy.
f. Gain.

قُرْفِيّa. Swarthy.

قَرَفa. Mixture.
b. Contagion, infection.
c. [ coll. ], Disgust, loathing;
repugnance, dislike, aversion.
d. see 5
قَرِف
a. [Bi], Suitable; fit for; capable of, competent, qualified to.
أَقْرَفُa. Crimson.

قَرِيْفa. see 5
قَرُوْف
(pl.
قُرُف)
a. Unjust, harsh, overbearing.

N. Ag.
أَقْرَفَa. see 3yib. Son of a slave (man); begotten by a
worthless stallion (horse).
c. [ coll. ], Disgusting;
repulsive.
هُوَ قِرْفَتِي
a. It is he that I suspect.

بَنُو فُلَانٍ قِرْفَتِي
a. I suspect that the sons of so & so have what I
want.
قرف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة كَانَ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم يُصبح جُنبا فِي شهر رَمَضَان من قِراف من غير احْتِلَام ثمَّ يَصُوم. القِرافُ هَهُنَا الْجِمَاع وكل شَيْء خالطته وواقعته فقد قارفته وَمِنْه قَوْله لعَائِشَة حِين تكلم فِيهَا أهل الْإِفْك: إِن كنت قارفت ذَنبا فتوبي إِلَى الله وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَن رجلا شكى إِلَيْهِ وباء بِأَرْض فَقَالَ: تحوّلُوا عَنْهَا فَإِن من القَرَف التّلف يَعْنِي مَا يخالطها من الوباء والتلف: الْهَلَاك يَقُول: إِذا قَارَفْتم الوباء كَانَ مِنْهُ التّلف. قَالَ أَبُو عبيد: فَأَرَادَتْ عَائِشَة رَحمهَا الله أَنه يقارف أَهله بِالْجِمَاعِ ثمَّ يصبح جنبا ثمَّ يَصُوم وَمِنْه يُقَال: قرفت فلَانا بِكَذَا وَكَذَا أَي اتّهمته بِأَنَّهُ قد واقعه وَقَالَ ذُو الرمة يذكر بَيْضَة:

(الطَّوِيل)

نَتُوٍج وَلم تُقْرِفْ لِمَا يُمْتَنَي لَهُ ... إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلهُا

قَوْله: نتوج يَقُول: هِيَ حَامِل بالفرخ من غير أَن يقارفها فَحل وَقَوله: يمتنى لَهُ من الْمَنِيّ إِذا نتجت يَعْنِي الْبَيْضَة تخرج فرخها وَقَوله: مَاتَت يَعْنِي الْبَيْضَة تنكسر وَيحيى سَلِيْلُها يَعْنِي الفرخ.
(قرف) - وفي حديث ابن جُحادَةَ عن الحَسَن: "أنّ النبيّ - صلَّى الله عليه وسلّم - كان لا يأَخُذ بالقَرَف "
: أي التُّهَمةِ , والجمع القِرافُ، وهذا ضِدُّ الحديث الآخر "أنه حَبَسَ في تُهَمةٍ"
وهذا مُرسَل وذاك فيه مَقالٌ، ولو ثَبَتَا لأَمكَن الفَرقُ بَينَهما أَنَّ الموضِعَ الذي حَبَسَ إذا كان مع التُّهمَة لَوْث.
- وفي الحديث: "أنه رَكِبَ فَرساً لأبي طَلْحَة مُقرِفاً، فقال: وَجَدْناه بَحْرًا".
قال سَلَمَة: المُقْرِف: الهَجِين. وقيل: الذِي دانَى الهُجْنَة.
والهَجِين: الذي أمُّه بِرْذَونةٌ وأَبُوه عَرَبي.
وقيل: الذي أمُّه عَرَبيةٌ وأبوه هَجِينٌ. وأنشد:
فإن نُتِجَتْ مُهْرًا نَجِيبًا فبالحَرَى
وإن يَكُ إِقْرافٌ فَمِن قِبَلِ الفَحْلِ
- في حديث دَفْن أمِّ كُلْثُوم ابنة النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: "مَن كان منكم لم يُقارِفْ أهلَه اللَّيلَة، فيَدْخُلَ قَبْرها"
: أي لم يُجامِعْها ولم يُصِبْها، فلم يَدخُل عُثمانُ زَوجَها، ويُحتَمل أن يكون أراد أن يَعلَم: هَلْ كان منهما تلك الليلة ذَلِك أَمْ لَا؟ والله تعالَى أَعلَم.
- في حديث وَائِل : "ما يَحْمِلُ القِرابُ"
قيل: إنما هو القِرافُ، جمع قَرْف؛ وهو ما يُحمَل فيه الزَّادُ.
قرف
القِرْفُ: قِشْرُ المُقْل والسِّدْرِ ونحوِهما.
والقِرْفةُ: ضَرْبٌ من الطِّيب.
والقَرْفُ: تَنْحِيَتُكَ ذاكَ عن الشَّجَرَةِ كما تَقْرِفُ الجُلْبَةَ من القَرْحَة.
والقَرْفُ: صِبْغٌ أحْمَرُ، وقيل: الصَّبِرُ.
والقَرْفُ: من الذَّنْبِ والجُرْم.
وفلانٌ يُقْرَفُ بسوءٍ: أي يُظَنُّ ويُرْمى به. ويَقْتَرِفُ ذَنْباً: يَأْتِيه.
وفلانٌ قِرْفَتي وهم قِرْفَتي: أي أظُنُّ أنَّ عندهم طَلِبَتي. وفي المَثَل: " أعْرَضَتِ القِرْفَةُ " أي التُهمةُ.
وأقْرَفَ فلان فلاناً وقَرَفَه: وَقَعَ فيه وذَكَرَه بِسُوْءٍ.
ويقولون: ما أبْصَرَتْ عَيْني ولا أقْرَفَتْ يدي: أي ولا دانَتْ.
وفلانٌ يَقْتَرِفُ لِعِيالِه: أي يَكْتَسِبُ.
والقُرُوْفُ: الأوْعِيَةُ تُتَّخَذُ من الجُلُودِ ونحوِها. وهي - أيضاً -: الأدَمُ الأحْمَرُ الواحِدُ قَرْفٌ.
ورَجُلٌ مُقْرِفٌ: في لَونه حُمْرَةٌ، والقَرْفيُّ مِثْلُه.
والعَلَمُ الأقْرَفُ: الأحْمَرُ.
والقَرْفُ: جِلْدُ بَعِيرٍ يُقْطَعُ من الفَخِذِ إلى الخُفِّ فَيُدْبَغُ يُجْعَلُ فيه الوَشِيْقَةُ والخَلْعُ.
وفَرَسٌ مُقْرِفٌ: الذي دانى الهُجْنَةَ.
وخَشِيْتُ عليهم القَرْفَ.
ودِيْكٌ قُرَاقِفٌ: وهو الشَّدِيدُ الصَّوْتِ. والقَرْقَفَةُ في هَدِير الحَمَام والفَحْل والضّحكِ: كذلك.
والقَرَفُ: داءٌ يَأخُذُ العَنْزَ فَيَقْتُلُها؛ يكونُ من شَمِّ بَوْل الأرْوى كالأبى. والقِرَافُ مرَضُها.
والقَرَفُ في المَرَض: النُّكْسُ. وفلانٌ قِرْفَةٌ: أي كَسُوْب مُحْتالٌ.
والقُرْقُوْفُ والقَرْقَفُ: الخَمْرُ.
وتَقَرْقَفَ الرجُلُ: أخَذَتْه الرِّعْدَةُ.
ورَجُلٌ مَقْرُوْفٌ: إذا كانَ مَخروطاً لطِيفاً ضامِراً.
والقِرْفةُ: ما يَبِسَ في الأنْفِ من مُخَاطٍ وغيرِه.
والمُقَارَفَةُ: الجِمَاعُ، وهو القِرَاف. وفلانٌ مُقَارِفٌ لِقِرْنِه: أي مُخَالِطُه ومُبَاشِرُه.
وإنَّه لَقَرَفٌ أنْ يَفْعَلَ كذا: أي حَرىً.
ق ر ف

قرفت القرحة، وقرّفت الجلبة منها، وقشرت قرف القرحة والشجرة. وهذا قرف الرمّان والخبز وقروفه. وتداوى بالقرفة وهي قشر شجرة يتداوى به. وفلان يقترف لعياله: يكتسب. واقترف الإثم. وقارف الخطيئة: خالطها، وهل قارفت ذنباً. وقارف الخطيئة: خالطها، وهل قارفت ذنباً. وقارف امرأته. ولا تكثر من القراف. وهو يقرف بكذا: يتّهم به، وهو مقروف به. وقرفني فلان: وقع في. قال:

إذا ما الحاسدون سعوا فشنّوا ... فكم يبقى على القرف الإخاء

وقرف على فلان: جني عليه. وهم أهل قرفتي أي تهمتي. وعندهم قرفتي، وهو وهم قرفتي أي الذين أتهمهم. وسل بني فلان عن ضالّتك فإنهم قرفة. قال الأعشى:

ولسنا لباغي المهملات بقرفة ... إذا ما طهى بالليل منتشراتها

واحذر القرف على غنمك أي الوباء. وفي الحديث: إنهم شكوا إليه الوباء. فقال: " تحوّلوا فإن من القرف التلف ". ويقال: أحمر كالقرف وهو صبغ أحمر، وأحمر قرفٌ: وقرقف الصّرد وتقرقف: أرعد. قال:

نعم ضجيع الفتى إذا برد الل ... ل سحيراً وقرقف الصّيرد

ومنه: القرقف: لأنها تقرقف شاربها. وفي أحاجيهم: ما أبيض قرقوف، ولا شعر ولا صوف، في كلّ بلد يطوف؛ يعنون الدرهم، والقرقوف: الجوّال. وديك قراقف: شديد الصوت. وقعدوا القرفصاء وهي قعد المحتبى. وطيبٌ مقرفلٌ: جعل فيه القرنفل.

ومن المجاز: هذا عليه قرف العضاه أي هيّن كأنه قشر لحاء العضاه. وفي حديث ابن الزبير: ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج قرفة أنفه أي ينقّي أنفه مما لزق به من المخاط. وقد اقترف فلان مرض آل فلان، وقد أقرفوه إقرافاً وهو أن يأتيهم وهم مرضى فيصيبه ذلك، وهو مقرف، ومنه: فرس مقرف، وخيل مقارف ومقاريف. وأقرف: أدنى للهجنة، ويقال الإقراف من جهة الأب. وقال:

فإن نتجت مهراً كريماً فبالحرى ... وإن يك إقراف فمن قبل الفحل

وقيل: هو مقرف بالكسر. وقد أقرف الهجنة وقارفها: قاربها وخالطها.
[قرف] كلُّ قشر قِرْفٌ بالكسر، ومنه قرف الرمانة. وقرف الخبز: الذي يُقشر منه ويبقى في التنُّور. والقِرْفَةُ: القشرة. والقِرْفَةُ من الأدوية. وفلانٌ قِرْفَتي، أي هو الذي أتَّهمه. وبنو فلان قِرْفَتي، أي الذين عندهم أظنُّ طَلِبَتي. ويقال: سَلْ بني فلان عن ناقتك فإنَّهم قِرْفَةٌ، أي تجد خبرها عندهم. وقولهم في المثل: " أمنع من أم قرفة " هي اسم امرأة . والقرف بالفتح: وعاء من جلد يدبغ بالقرفة، وهى قشور الرمان ويجعل فيه الخلع، وهو لحمٌ يُطبخ بتوابل، فيُفرغ فيه. قال معقر ابن حمار البارقى: وذبيانية وصت بنيها بأن كذب القراطف والقروف أي عليكم بالقراطف والقروف فاغنموها. قال الاصمعي: يقال ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي، أي ما دنت منه، وما أقْرَفْتُ لذلك، أي ما دانيته ولا خالطت أهله. أبو عمرو: وأقْرَفَ له، أي داناه. والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنة من الفرس وغيره الذى أمه عربية وأبوه ليس كذلك، لان الاقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الام. وقرفت القرحة أقرفها قَرفاً، أي قشرتها، وذلك إذا يبستْ. وتَقَرَّفَتْ هي، أي تقشَّرت. ومنه قول عنترة: عُلالتنا في كلِّ يومِ كَريهةٍ بأسيافنا والجُرْحُ لم يَتَقَرَّفُ وقَرَفْتُ الرجل، أي عبته. ويقال هو يُقْرَفُ بكذا، أي يرمى به ويتهم، فهو مقروف. وقولهم: " تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغةِ "، وهو موضع القِرْفِ، أي القشر. وهو شبيه بقولهم: تركته على مثل ليلة الصَدَرِ. وفلانٌ يَقْرِفُ لعياله، أي يكسب. والاقْتِرافُ: الاكتساب. وقرفته بالشئ فاقترف به. قال الأصمعيّ: بعيرٌ مُقْتَرَفٌ، أي اشتُرِيَ حديثاً. والقَرَفُ بالتحريك: مُداناةُ المرض. يقال: أخشى عليك القرف. وقد قرف بالكسر. وفى الحديث أنَّ قوماً شكوْا إليه صلى الله عليه وسلم وباءَ أرضهم فقال: " تحوَّلوا فإنَّ من القَرَفِ التلف ". ويقال أيضاً: هو قَرَفٌ من ثوبي، للذي تتَّهمه. وقارَفَ فلانٌ الخطيئةَ، أي خالطها. وقارَفَ امرأته، أي جامعها. ومنه حديث عائشة رضى الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من قراف غير احتلام ثم يصوم ".
[قرف] نه: فيه: رجل «قرف» على نفسه ذنوبًا، أي كسبها، قرف الذنب واقترفه: عمله، وقارفه غيره - إذا داناه ولاصقه، وقرفه بكذا - إذا أضافه إليه واتهمه،قشره. وفيه: ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج «قرفة» أنفه، أي قشرته، يريد المخاط اليابس. ن: ولكنهم «يقرفون» فيه، روي بالراء وبالذال، وهما بمعنى يخلطون فيه الكذب، ورواية يونس: يرقون - بضم ياء وفتح راء وشدة قاف، وروي بفتح ياء وسكون راء وفتح قاف، أي يريدون.
قرف: قرف: أرى أن هذا الفعل في عبارة ابن حيان (عباد 1: 248): وفعلت فعلات نكأت القلوب وقرفت الذنوب ليس صحيحا. (انظر عباد 3: 117).
قرف على فلان زبه: اتهمه. (بوشر).
قرف (مضارعه في معجم بوشر يقرف): نفر من، كره، اشمأز، تقرز. (بوشر). وفي محيط المحيط: والعامة تستعمل القرف بمعنى التقرز من الشيء أو نفور النفس منه.
قرف: (بالتشديد): ذكرت في معجم فريتاج وفي محيط المحيط.
قرف: كره، قزز. (بوشر).
قرف: مقت، ابغض. (هلو).
قارف. العيش المقارف: العيش الموافق والكلائم والمناسب، والعيشة الراضية. (معجم مسلم).
قارف: كد، أفرغ جهده، بذل ما في وسعه. عمله بمشقة. (بوشر).
اقرف. اقرف من: نفر من: اشمأز من، تقزز من. (بوشر).
مقرف: كريه، مستهجن، منفر، مقيت- (بوشر)، وفي الطنطاوي في (زيشر كند 7: 55): اشغالهم مقرفة (أي كريهة مستهجنة مقيتة).
مقرف: قذر، وسخ، (بوشر).
مقرف: وردت في ألف ليلة (برسل 9: 317). ويظهر أن معناها حزين كئيب، مغموم، مكروب، أسف، مغتم. وفي طبعة ماكن: مغموم مقهور.
تقرف. تقرف من: قرف من، نفر من، اشمأز من، تقزز من، كره. (بوشر، همبرت ص 228، ألف ليلة 2: 134).
انقرف: اغتاظ بلا داع، سخط، حنق، (بوشر).
اقترف: أذنب، أثم. (دي ساسي طرائف 2: 68، المقري 2: 664).
اقترف: خرب البلاد ودمرها. (معجم بدرون).
قرف: كره، كراهية، نفور، اشمئزاز، تقزز. (بوشر، همبرت ص228 وفيه مقت أيضا).
قرف: حقد، ضغينة، بغض، كره. (هلو).
قرف: هم، غم. (بوشر).
قرف: بمعنى مستحق، أهل ل، مستاهل، خليق، التي ذكرت في معجم جوليوس قد تأكدت بما جاء في ديوان جرير ص154 و. (رايت).
قرفة: سليخة، دار صيني الدون. وفي معجم فوك: قرفة والجمع قرف، وفي معجم الكالا quarfe، وعند دومب (ص60) وكذلك في معجم بوشر: قرفة حلوة، وعند دومب (ص61) وبركهارت (فوييه ص263): قرفة هندية، وفي ابن البيطار 2: 297) قرفة الطيب وقد ذكرت مع الدار صيني.
قرفة: نوع من العقاقير (بركهارت 1: 1).
قرفة حطبية: سنا عطري، سنامكي. (بوشر).
قرفانك مشمئز، متقزز. (بوشر).
قرفان: من ليست له شهية للطعام. ففي ألف ليلة (3: 254): والليمون دواء لكل قرفان.
مقرف: قذر، وسخ. (بوشر)، ولعل قرفان في ألف ليلة تدل على هذا المعنى، ففيها (3: 298) أطلق على آكل لحم البشر: هذا القرفان.
قرافة: مقبرة. (بوشر). قرافة: اسم خاص لمقبرة في سفح الجبل المقطم بمصر. (محيط المحيط).
قريفة: غيظ، ملل، سآمة. سوء المزاج (بوشر).
قراف (دوماس مخطوطات): من يمسح الصحن بالخبز الذي رفعه إلى فمه (دوماس حياةالعرب ص314).
قروفة: وعاء للبن. (ميهرن ص33).
قارف: كعكة، قرص. (شلتنز نقلا من أبي الفرج ص216).
اقروف: انظره في الجزء الأول (ص29).
ماله مقروف: لم هو مغتاظ؟ ما سبب غيظه (بوشر).
قرف
قرَفَ يَقرِف، قَرْفًا، فهو قارِف، والمفعول مَقْروف
• قرَف الذَّنبَ: أتاهُ.
• قرَف فلانًا: عابه واتَّهمه.
• قرَفه بالبخل: نسبَه إليه وعابه به. 

قرِفَ من يَقرَف، قَرَفًا، فهو قارف، والمفعول مقروف منه
• قَرِف من الطَّعام: عافه وكرهه، نفر منه "قرِف من منظر الجريح/ العيش- شعر بقرَف عندما سمع ذلك". 

اقترفَ/ اقترفَ لـ يَقترف، اقترافًا، فهو مُقْترِف، والمفعول مُقْترَف
• اقترف الذَّنبَ/ اقترف الحسنةَ: فَعله، فعلها "اقترف سرقةً واعترف بها- {إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} - {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} ".
• اقترف المالَ وغيرَه: اقتناه وكسبه.
• اقترف لعياله: اكتسب لهم. 

قارفَ يقارف، مُقارَفَةً وقِرافًا، فهو مُقارِف، والمفعول مُقارَف
• قارف الذَّنبَ: قاربه وخالطه؛ داناه "قارف المعاصِي/ الخطيئةَ- اعتاد مقارفةَ الذّنوب". 

قرَّفَ يقرِّف، تقريفًا، فهو مُقَرِّف، والمفعول مُقَرَّف
• قرَّف منظرُه من شاهَدَه: أثار قرفه واشمئزازه "طريقته
 في الأكل تقرِّف جلساءه". 

قَرافة [مفرد]: مَقْبرة، وهو اسم قبيلة يمنيّة جاورت المقابر بمصر فغلب اسمُها على كلِّ مقبرة "شُيِّعت الجنازة إلى القرافة- ذهب إلى القرافة لزيارة الموتى". 

قَرْف [مفرد]: مصدر قرَفَ. 

قَرَف [مفرد]: ج قِراف (لغير المصدر):
1 - مصدر قرِفَ من.
2 - مخالطة الأشياء الدنيئة.
3 - داء يقتل البعير. 

قِرْفَة [جمع]: (نت) جنس شجر من الفصيلة الغاريّة، أشهر أنواعه القِرْفة السَّيلانيّة والقِرْفة الصِّينيّة، وهي من التّوابل، وتستخدم كمشروب. 

مُقْرِف [مفرد]:
1 - نذل خَسيسٌ "رجل مقرِف في معاملته".
2 - كريه مثير للاشمِئْزاز والمَلَل "ذوقٌ مُقْرفٌ- عمل/ منظر مُقْرِف". 
الْقَاف وَالرَّاء وَالْفَاء

القرف: لحاء الشّجر، واحدته: قرفة. وَجمع القرف: قروف. والقرفة: الطَّائِفَة من القرف.

والقرف: قشرة شَجَرَة طيبَة الرّيح، يوضع فِي الدَّوَاء وَالطَّعَام، غلبت هَذِه الصّفة عَلَيْهَا غَلَبَة الْأَسْمَاء لشرفها.

والقرف من الْخبز: مَا يقشر مِنْهُ.

وقرف الشَّجَرَة يقرفها: نجب قرفها.

وَكَذَلِكَ: قرف القرحة فتقرفت، قَالَ عنترة:

علالتنا فِي كل يَوْم كريهة ... بأسيافنا والقرح لم يتقرف

أَي لم يعله ذَلِك.

والقرف: الْأَدِيم الاحمر، كَأَنَّهُ قرف فبدت حمرته. وَالْعرب تَقول احمر كالقرف، قَالَ:

احمر كالقرف وأحوى أدعج

وأحمر قرف: شَدِيد الْحمرَة. وَقَوله: أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

اقتربوا قرف القمع

يَعْنِي بالقمع: قمع الوطب الَّذِي يصب فِيهِ اللَّبن، وقرفه: مَا يلزق بِهِ من وسخ اللَّبن. فاراد أَن هَؤُلَاءِ المخاطبين أوساخ، ونصبه على النداء، أَي يَا قرف القمع.

وقرف الذَّنب وَغَيره، يقرفه قرفا، واقترفه: اكْتَسبهُ، وَفِي التَّنْزِيل: (وليقترفوا مَا هم مقترفون) .

واقترف المَال: اقتناه.

والقرفة: الْكسْب.

وإبل مقترفة، ومقرفة: مستجدة.

وقرف الرجل بِسوء: رَمَاه. وقرف عَلَيْهِ قرفا: كذب.

وقرفه بالشَّيْء: اتهمه.

والقرفة: التُّهْمَة.

وَفُلَان قرفتي: أَي تهمتي.

وَهُوَ قرف أَن يفعل، وقرف: أَي خليق. وَلَا يُقَال: مَا اقرفه، وَلَا اقرف بِهِ، وأجازهما ابْن الْأَعرَابِي على مثل هَذَا.

وَرجل قرف من كَذَا، وقرف بِكَذَا: أَي قمن، قَالَ:

والمرء مَا دَامَت حشاشته ... قرف من الْحدثَان والألم

والتثنية وَالْجمع: كالواحد.

قَالَ أَبُو الْحسن: وَلَا يُقَال: قرف، وَلَا قريف.

وقرف الشَّيْء: خلطه.

والمقارفة، والقراف: المخالطة.

وَالِاسْم: القرف.

وقارف الجرب الْبَعِير قرافا: داناه شَيْء مِنْهُ.

والقرف: الْعَدْوى.

واقرف الجرب الصِّحَاح: أعداها.

والقرف: مقارفة الوباء.

وقارف فلَان الْغنم: رعى بِالْأَرْضِ الوبيئة.

والقرفة: الهجنة.

وأقرف الرجل وَغَيره: دنا من الهجنة.

والمقرف، أَيْضا: النذل، وعليهوجه ثَعْلَب قَوْله:

فَإِن يَك إقرافٌ فَمن قبل الْفَحْل

وَقَالُوا: مَا أَبْصرت عَيْني وَلَا أقرفت يَدي: أَي مَا دنت مِنْهُ. وَوجه مقرف: غير حسن، قَالَ ذُو الرمة:

تريك سنة وَجه غير مقرفة ... ملساء لَيْسَ بهَا خَال وَلَا ندب

والمقارفة، والقراف: الْجِمَاع، وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة: " إِن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُصبح جنبا من قراف غير احْتِلَام ثمَّ يَصُوم) .

والقرف: وعَاء من أَدَم يتَّخذ فِيهِ الْخلْع. وَجمعه: قروف، قَالَ:

وذبيانية وصت بنيها ... بِأَن كذب القراطف والقروف

وقرفة: اسْم رجل، قَالَ:

أَلا ابلغ لديك بني سُوَيْد ... وقرفة حِين مَال بِهِ الْوَلَاء
قرف
كُلُّ قِشْرٍ: قِرْفٌ - بالكسر -، ومنه قِرْفُ الرُّمَانة. وقِرْفُ الخبز: الذي تَقَشَّر منه ويبقى في التَّنُّور.
وقِرْفُ الأرض: ما يُقْتَلَعُ منها من البُقُوْلِ والعُرُوْقِ. ومنه حديثُ عُمر - رضي الله عنه - أنّ رجلا من أهل البادية جاءه فقال: متى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: إذا وَجَدْتَ قِرْفَ الأرض فلا تَقْرَبْها، قال: فإني أجِدُ قِرْفَ الأرض وأجِدُ حَشَراتها، قال: كَفاك كفاك.
والقِرْفَةُ: من الأوْدِيَةِ، ويُقال لها: قِرْفَةُ القَرَنْفُلِ. وقال ابن دريد ضَرْبٌ من افواهِ الطِّيْبِ.
والقِرْفَةُ: المُخَاطُ اليابس في باطن الأنف. وفي حديث ابن الزُّبير - رضي الله عنهما - أنه قال: ما على أحَدِكم إذا أتى المسجد أن يُخْرِجَ قِرْفَةَ أنفه.
وفلان قِرْفَتي: أي هو الذي أتَّهِمُه. وبنو فلانٍ قِرْفَتي: أي الذين عندهم أظُنُّ طَلِبَتي. ويُقال: سَلْ بني فلان عن ناقَتِك فإنَّهم قِرْفَةٌ: أي تَجِدُ خَبرها عندهم.
وفي المَثَلِ: أعَزُّ - ويُرْوى: أمْنَعُ - من أمِّ قِرْفَةَ. قال الأصمعيُّ: هي امرأةٌ فَزَارِيَّةٌ كانت تحت مالك بن حُذيفة بن بدر، وكان يُعَلَّقُ في بيتها خمسون سيفا لخمسين رجُلا كُلُّهم لها مَحْرَمٌ.
وأبو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بن بُهَيْسٍ. وقيل: بَيْهِس - ويُقال: قِرْفَةُ بن مالك بن سَهْمٍ: من التّابعين.
وحبيبُ بن قِرْفَةَ العَوْذيُّ عَوَذُ بن غالب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ: شاعر.
والقَرْفُ - بالفتح -: وِعاءٌ من جلد يُدبغ بالقِرْفَةِ وهي قُشور الرُّمان ويُجعل فيه الخلْعُ وهو لحم يُطبخ بتوابل فيُفْرغُ فيه، قال مُعَقِّر بن أوس بن حشمارٍ البارقيُّ:
وذُبْيَانِيَّةٍ أوْصَتْ بَنِيْها ... بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوْفُ
وقال الأصمعيُّ: قَرَفَ عليهم: بَغى عليهم.
وقَرَفْتُ القَرْحَةَ أقْرِفُها قَرْفاً: إذا قَشَرْتَها، وذلك إذا يَبِسَتْ، وتَقَرَّفتْ: أي تَقَشَّرَتْ.
وقَرَفْتُ الرجل: أي عِبْتُه. ويُقال: هو يُقْرَفُ بكذا: أي يُرمى به ويُتّهم.
وقولهم: تركته على مثل مَقْرِفِ الصمغة: وهو موضع القَرْفِ أي القشر، ويروى: مثل مَقْلَعِ الصمغة، لأن الصمغة، لأن الصمغة إذا قُلعت لم يبق لها أثر. ومثله قولهم: تركته على مثل ليلة الصدر، لن الناس ينفرون من منى فلا يبقى منهم به أحد.
وفلان يَقْرِفُ لعياله: أي يكسب.
وفلان أحمر قَرْفٌ: أي شديد الحمرة. وفي الحديث: أراك أحمر قَرْفاً. وقد كُتِب الحديث بتمامه في تركيب ش ن خ ف. ويُقال - أيضاً -: أحمر كالقَرْفِ؛ عن اللِّحيانيِّ، وأنشد:
أحْمَرُ كالقَرْفِ وأحْوى أدْعَجُ
وقال أبو عمرو: القُرُوْفُ: الادمُ الحُمْرُ، والأقْرَفُ: الأحمر.
وقال أبو سعيد: يُقال إنه لَقَرَفُ أن يفعل ذاك: مثل قَمَنٍ وخَلِيْقٍ. وقال الأزْهَريُّ: ومنه الحديث: هو قَرَفٌ أن يُبَارك له فيه.
والقَرَفُ - أيضاً -: مُدَاناةُ المرض، يُقال: أخشى عليك القَرَفَ: وقد قَرِفَ - بالكسر -. وروي أن أبا عُمير فروة بن مُسيك بن الحارث بنسلمة المُرادي - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أرضا عندنا وهي أرض رَيعنا وميرتنا وإنها وبئة، فقال: دعها فإن من القَرَفِ التلف.
ويقال: هو قَرَفٌ من ثوبي وبعيري: للذي تتهمه.
وقال ابن عَبّاد: القَرَفُ في المرض: النُّكْسُ.
قال: والقَرَفُ: داء يأخذ البعير فيقتله؛ ويكون من شم بول الروى كالأبى.
وأرض قَرَفٌ: أي مَحَمَّة.
والقَرَافَةُ - بالفتح -: بطن من المعافر. والقَرَافَةُ - أيضاً: مقبرة أهل مصر، وبها قبر الإمام الشافعي - رحمه الله -.
وقَرَافُ: قرية في جزيرة من جزائر بحر اليمن بحذاء الجار أهلها تجار.
ورجل قُرَفَةٌ - مثال تُؤدَةٍ -: إذا كان مُكْتَسسباً.
وقال ابن عَبّاد: رجل مَقْرُوفٌ: إذا كان مخروطا ضامرا لطيفا.
ويقال: ما أبصرت عيني ولا أقْرَفَتْ يدي: أي ما دنت منه. وما أقْرَفْتُ لذاك: أي ما دانيته ولا خالطت أهله. وقال أبو عمرو: أقْرَفَ له: أي داناه.
والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنَةَ من الفرس وغيره: الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك، لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل، والهجنة من قبل الأم.
وقال الليث: أقْرَفَ فلان فلانا: وذلك إذا وقع فيه وذكره بسوء. وقول ذي الرمة:
تُرِيْكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ
يقول: هي كريمة الأصل لم يخالطها شيء من الهُجْنة.
ويقال: أقْرَفْتَ بي وأظننت بي وأتهمت بي: أي عرضتني للقِرْفَةِ والظنة والتهمة.
وقال أبو عمرو: أقْرَفَ آل فلان فلانا: وهو أن يأتيهم وهم مرضة فيصيبه ذلك فاقْتَرَفَ هو من مرضهم.
واقْتَرَفَ: اكتسب. وقوله تعالى:) ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً (أي يكتسب.
وقوله تعالى:) ولْيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْاَرِفُونَ (أي ليعملوا ما هم عاملون من الذنوب، يقال: اقْتَرَفَ ذنبا: أي أتاه وفعله.
وبعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي اشتُري حديثاً.
والمُقَارفَةُ: المُقَارَبَةُ، وكل شيء قاربته فقد قارَفْتَه. وما قارَفْتُ سوء: أي ما دانيته. وعن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: شهدت دفن ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله جالس على القبر؛ فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من احد لم يُقارِفِ الليلة؟ فقال أبو طليحة - رضي الله عنه -: أنا، قال: فإنزل في قبرها، قال ابن المبارك: قال فُلَيح: أراه يعني الذنب.
وقال ابن فارس: قاَفَ امرأته: جامعها، لأن كل واحد منهما ليباس صاحبه.
وتَقَرَّفَتِ القَرْحَةُ: أي تَقَشَّرت، قال عنترة بن شداد:
عُلالَتُنا في كلِّ يَوْمِ كَرِيْهَةٍ ... بأسْيافِنا والقُلارْحُ لم يَتَقَرَّفِ
والتركيب يدل على مخالطة الشيء والالتباس به وادِّراعه.
باب القاف والراء والفاء معهما ق ر ف، ف ر ق، ف ق ر، ر ف ق، ق ف ر مستعملات

قرف: القِرْفُ: قشر المقل ونحوه وقشر السدر، وكل قِرْفٍ قشر. وقَرَفتُه قَرْفاً أي نحيته عنه، وكذلك تَقْرِفُ الجلبة من القرحة. والقطعة منه قِرْفةٌ. والقَرْفُ من الذنب، وفلان يُقْرَفُ بالسوء أي يرمى به ويظن به، واقتَرَف ذنباً أي أتاه وفعله. وهؤلاء جميعاً قِرْفَتي أي بهم وعندهم أظن بغيتي، وسل بني فلان فإنهم قِرْفةٌ أي موضع خبره. وقَرَفْتُ فلاناً أي وقعت فيه وذكرته بسوء. واقتَرَفْتُ أي اكتسبت لأهلي. والقُروفُ: الأوعية، الواحد قَرْف، وهي التي تتخذ من الجلود....  ...... وفرس مُقرِفٌ: داني الهجنة، وتقول: ما يخشى عليه القَرفُ أي مداناة الهجنة، قال:

تريك غرة وجه غير مُقرِفةٍ

أي لم تخالطها الهجنة.

فرق: الفَرْقُ: موضع المَفرِق من الرأس في الشعر. والفَرقُ: تفريقٌ بين شيئين فرقأً حتى يَفتَرِقا ويَتَفَرَّقا. وتَفَارقَ القوم وافتَرَقوا أي فارق بعضهم بعضاً. والأفْرَقُ كالأفلج، إلا أن الأفلجَ ما يَفْلَجُ، والأفرَقُ يكون خلقة. وشاة فَرْقاءُ: بعيدة ما بين الطبيين، والأَفْرَقُ من ذكورها: بعيد ما بين الخصيتين. والأفرَقُ من الدواب: الذي أحدى حرقفتيه شاخصة، والأخرى مطمئنة. والماشطة تمشط كذا فرقاً أي ضرباً. والفِرقُ طائفة من الناس ومن كل شيء، وقوله تعالى: كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ

يريد من الماء. والفَريقُ من الناس أكثر من الفِرْق. والفُرْقةُ مصدر الافترِاقِ، وهذا ما خالف مصادر افتعل، وحده فُرقةٌ على فعلة مثل عذرة ونحوها. والفُرْقانُ: كل كتاب أنزل به فَرْقُ الله بين الحق والباطل ويجعل الله للمؤمنين فُرقاناً أي حجة ظاهرة على المشركين، وظفراً. ويوم الفُرقانِ يوم بدر وأحد، فَرَقَ الله بين الحق والباطل.

وسمي عمر بن الخطاب فاروقاً، وذلك أنه قتل منافقاً اختصم إليه رغبة عن قضاء قضى له رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال جبرئيل- عليه السلام- قد سمى الله عمر الفاروق، فقال رسول الله: انظروا ما فعل عمر، فقد صنع شيئاً، لله فيه رضى فوجدوه قد قتل منافقاً.

والناقة إذا مخضت تفرق فروقاً وهو نفارها وذهابها نادة من الوجع فهي فارق وتجمع على فوارق وفرق، وكذلك تشبه السحابة المتفردة لا تخلف، وربما كان قبلها رعد وبرق، قال ذو الرمة:

أو مزنة فارق يجلو غواربها ... تبوج البرق والظلماء علجوم

والعُلْجُومُ: الظلام المتراكم. وانفَرَقَ الصبح أي انْفَلَقَ، والفَرْقُ هو الفَلْقُ، لغتان، قال ذو الرمة:

حتى إذا انشق عن إنسانه فَرَقٌ ... هاديه في أخريات الليل منتصب

والفَرَقُ: مكيال ضخم لأهل العراق. ورجل فَروقةٌ وامرأة فَروقةٌ، وقد فَرِقَ فَرَقاً فهو فَرِقٌ من الخوف. ورجل فَرُقٌ وامرأة فَرُقةٌ وقوم فَروقة. والمطعونُ إذا برأ قيل: أفَرقَ إفراقاً، وقوله تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ

 بالتخفيف، فمعناه أحكمناه، كقوله: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ والفَريقةُ: تمر يطبخ بأشياء يتداوى بها. والفَروقةُ: شحم الكلية، قال:

فبتنا وباتت قدرهم ذات هزة ... يضيء لها شحم الفَروقةِ والكلى

رفق: الرفق: لين الجانب ولطافة الفعل وصاحبه رفيقٌ، وتقول: ارفُقْ وتَرَفَّقْ. ورفقاً معناه ارفُقْ رِفقاً، ولذلك نُصِبَ، ورَفَق رِفقاً. والارِتفاقُ: التوكؤ على مِرفَقِه. والمِرْفَقُ من كل شيء، من المتكأ واليد والأمر، قال الله- عز وجل-: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً

، أي رفقاً وصلاحاً لكم من أمركم. ومِرْفَقُ الدار من المغتسل والكنيف ونحوه. والرِّفْقُ: انفتال المرفق عن الجنب، وناقة رفْقاءُ وجمل أرفَقُ. ورفيقُكَ: الذي تجمعه وإياك رُفْقةٌ واحدة، في سفر يُرافقكَ، فإذا تفرقوا ذهب عنهم اسم الرفقة، ولا يذهب اسم الرفيق، وتسمى الرفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومسير واحد. وقد تَرافَقُوا وارتفَقُوا فهم رفقاء، الواحد رفيق، قال الله تعالى: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً

أي رفقاء في الجنة. وتقول: هذا الأمر رفيق بك ورافق بك وعليك. وكان رجل من ربيعة نازع رجلا في مُوازَنةٍ فوجأه بجمع كفه فمات فأخذت عاقلته بديته، وقال شاعرهم:

يا قوم من يعذر من عجرد ... القاتل النفس على الدانق

لما رأى ميزانه شائلاً ... وجاه بين الأذن والعاتق

فخر من وجأته ميتا ... كأنما دهده من حالق

فبعض هذا الوجء يا عجرد ... ماذا على قومك بالرّافِقِ

فقر: الفَقارُ منضد بعضه ببعض من لدن العجب إلى قحفة الرأس. والفَقْر: الحاجة، وافتَقَر فلان وافقَرَه الله، وهو الفقيرُ، والفقر لغة رديئة. وأغنى الله مَفاقِرَه أي وجوه فَقرِهِ. والفَقارةُ والفِقْرةُ ويجمعان الفَقارُ والفِقَرُ، والعدد بالتاء فِقَراتٌ. والفُقْرةُ: حفرة يفقرها الإنسان تفقيراً لغرس فسيل. وأرض متفقرة: فيها فقر كثيرة. والفاقِرةُ: الداهية تكسر فقار الظهر. وأفقَرْتُه دابة أي أعرته للحمل والمركب. ويقال في النضال: أراميك من أدنى فِقْرةٍ ومن أبعد فِقْرةٍ أي من أبعد معلم يتعلمونه من رابية أو هدف أو حفرة ونحوه. والتّفقيرُ: بياض في أرجل الدواب مخالط للأسؤق إلى الركب، وشاة مفقرة وفرس مفقر. وهذا مَفقُور الظهر، وفقير الظهر، قال لبيد:

لما رأى لبد النسور تطايرت ... رفع القوادم كالفَقيرِ الأعزل

قفر: القَفرُ الخالي من الأمكنة، وربما كان به كلاٌّ قليل. واقفَرَت الأرض من الكلأ، والدار من أهلها فهي قفرٌ وقِفارٌ، وتجمع لسعتها على توهم المواضع، كل موضع على حياله قفر، فإذا سميت أرضاً بهذا الاسم أنثت. وأقْفَرَ فلان من أهله بقي وحده منفرداً عنهم كما قال عبيد:

أقفَرَ من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد

وأقفَرَ جسده من اللحم، ورأسه من الشعر، وإنه لقفر الرأس أي لا شعر عليه، وإنه لقفر الجسم من اللحم، قال:

لا قفرا عشا ولا مهبجا

وقال:

لمة قَفْر كشعاع السنبل

والقَفارُ: الطعام الذي لا أدم فيه ولا دسم، قال:

والزاد لا آن ولا قفار

ويعني بالآني البطيء. وفي الحديث: ما أقْفَرَ قوم عندهم خل

أي لا يعدمون. والقَفُّورُ: من أفاديه الطيب، قال:

مثواة عطارين بالعطور ... أهضامها والمسك والقَفّورِ

شبه ريح الكناس ببيت العطارين. وقفيرةُ اسم أم الفرزدق. والقائِفُ يقتفرُ الأثر.

قرف: القِرْف: لِحاء الشجر، واحدته قِرْفةٌ، وجمع القِرْف قُروفٌ.

والقُرافة: كالقِرْف. والقِرْف: القِشْر. والقِرْفة: القِشرة. والقِرفة:

الطائفة من القِرْف، وكل قشر قِرف، بالكسر، ومنه قِرْف الرُّمَّانة وقِرف

الخُبْز الذي يُقْشَر ويبقى في التَّنُّور. وقولهم: تَرَكْتُه على مِثل

مَقرِف الصَّمْغة وهو موضع القِرْف أَي مَقْشِر الصمغة، وهو شبيه بقولهم

تَرَكْتُه على مِثل ليلة الصَّدَر. ويقال: صَبَغ ثوبه بقِرْفِ السِّدْر أَي

بقِشره؛ وقِرفُ كل شجرة: قِشرها. والقِرْفة: دواء معروف. ابن سيده:

والقِرْف قِشْر شجرة طيبة الريح يوضع في الدواء والطعام، غَلَبَتْ هذه الصفة

عليها غَلَبة الأَسماء لشرفها. والقِرْف من الخُبْز: ما يُقْشر منه.

وقَرَفَ الشجرة يقرِفُها قَرْفاً: نَحَتَ قِرْفَها، وكذلك قَرَف

القَرْحة فَتَقَرَّفَتْ أَي قَشَرَها، وذلك إذا يبِسَتْ؛ قال عنترة:

عُلالَتُنا في كل يومِ كريهةٍ

بأَسْيافِنا، والقَرْحُ لم يَتَقَرَّفِ

أَي لم يعله ذلك؛ وأَنشد الجوهري عجز هذا البيت:

والجُرْحُ لم يَتَقَرَّف

والصحيح ما أَوردناه. وفي حديث الخوارج: إذا رأَيتموهم فاقْرِفوهم

واقتلوهم؛ هو من قَرَفْتُ الشجرة إذا قَشَرْتَ لحاءها. وقَرَفتُ جلد الرجل إذا

اقْتَلَعْته، أَراد استأْصلوهم. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: قال له

رجل من البادية: متى تَحِلُّ لنا المَيْتة؟ قال: إذا وجَدْتَ قِرْف الأَرض

فلا تَقْرَبْها؛ أَراد ما تَقْتَرِف من بَقْل الأَرض وعُروقه أَي

تَقْتَلِع، وأَصلها أَخذ القشر منه. وفي حديث ابن الزبير: ما على أَحدكم إذا

أَتى المسجدَ أَن يُخرج قِرْفَةَ أَنفه أَي قِشْرَته، يريد المُخاط اليابس

الذي لَزِق به أَي يُنَقّي أَنفه منه. وتقرفت القَرْحة أَي تقشَّرَت. ابن

السكيت: القَرْف مصدر قَرَفْتُ القَرْحة أَقرِفُها قَرْفاً إذا

نَكَأْتَها. ويقال للجُرح إذا تَقَشَّر: قد تَقَرَّف، واسم الجِلْدة القِرْفة.

والقَرْف: الأَديم الأَحمر كأنه قُرِفَ أَي قُشِرَ فبَدتْ حُمْرَتُه، والعرب

تقول: أَحمر كالقَرْف؛ قال:

أَحْمر كالقَرْف وأَحْوى أَدْعَج

وأَحمر قَرِفٌ: شديد الحمرة. وفي حديث عبد الملك: أَراك أَحمَرَ

قَرِفاً؛ القَرِف، بكسر الراء: الشديد الحمرة كأَنه قُرِف أَي قُشِر. وقَرَف

السِّدْرَ: قَشَرَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

اقْتَرِبوا قِرْفَ القِمَعْ

يعني بالقِمَع قِمَع الوَطْب الذي يُصَب فيه اللبن، وقِرْفُه ما يَلْزَق

به من وسَخ اللبن، فأَراد أَنّ هؤلاء المخاطبين أَوساخ ونصبه على النداء

أَي يا قِرْفَ القِمَع.

وقَرف الذَّنْبَ وغيره يَقْرِفُه قَرْفاً واقْتَرَفَه: اكتَسبه.

والاقتراف: الاكتساب. اقترف أَي اكتَسب، واقْتَرَفَ ذنباً أَي أَتاه وفَعَلَه.

وفي الحديث: رجل قَرَف على نفسه ذنُوباً أَي كَسَبَها. ويقال: قَرَفَ

الذنبَ واقْتَرَفه إذا عمله. وقارَفَ الذنبَ وغيرَه: داناهُ ولاصَقَهُ.

وقَرفَه بكذا أَي أَضافه إليه واتَّهَمه به. وفي التنزيل العزيز:

وَليَقْتَرِفُوا ما هُم مُقْتَرِفون. واقْتَرَفَ المالَ: اقْتَناه. والقِرْفة:

الكَسْب. وفلان يَقْرِف لعياله أَي يَكْسِب. وبَعير مُقْتَرَفٌ: وهو الذي

اشْتُرِيَ حَديثاً. وإبل مُقتَرَفَة ومُقْرَفةٌ: مُسْتَجَدَّة. وقَرَفْتُ

الرجل أَي عِبْتُه. ويقال: هو يُقْرَفُ بكذا أَي يُرْمى به ويُتَّهم، فهو

مَقْروفٌ. وقَرَفَ الرجلَ بسوء: رماه، وقَرَفْته بالشيء فاقْتَرَفَ به. ابن

السكيت: قَرْفتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً إذا رَمَيْتَه. الأَصمعي: قَرَف

عليه فهو يَقْرِف قَرْفاً إذا بَغى عليه. وقَرَفَ فلانٌ فلاناً إذا وَقَع

فيه، وأَصل القَرْف القَشْر. وقَرَف عليه قَرْفاً: كَذَبَ. وقَرَفَه

بالشيء: اتّهمه. والقِرْفة: التُّهَمَة. وفلان قِرْفتي أَي تُهَمَتي، أَو هو

الذي أَتَّهِمُه. وبنو فلان قِرْفَتي أَي الذين عندهم أَظُنّ طَلِبَتي.

ويقال: سَلْ بَني فلان عن ناقتك فإنهم قِرْفةٌ أَي تَجِدُ خَبَرَها عندهم.

ويقال أَيضاً: هو قَرَفٌ من ثَوْبي للذي تَتَّهِمُه. وفي الحديث: أَن

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان لا يأْخذ بالقَرَف أَي التهمة، والجمع

القِراف. وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: أَوَلَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها

بي عن قِرافي أَي عن تُهَمَتي بالمشاركة في دم عثمان، رضي اللّه عنه، وهو

قَرَفٌ أَن يَفْعل وقَرِفٌ أَي خَلِيق، ولا يقال: ما أَقْرَفَه ولا

أَقْرِفْ به، وأَجازهما ابن الأعرابي على مثل هذا . ورجل قَرَفٌ من كذا

وقَرَفٌ بكذا أَي قَمِن؛ قال:

والمرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه،

قَرَفٌ من الحِدْثانِ والأَلَمِ

والتثنية والجمع كالواحد. قال أَبو الحسن: ولا يقال قَرِفٌ ولا قَريفٌ.

وقَرَفَ الشيءَ: خَلَطَهُ. والمُقارَفةُ والقِرافُ: المخالَطة، والاسم

القَرَف. وقارفَ فلانٌ الخطيئة أَي خالطها. وقارف الشيءَ: دَاناه؛ ولا تكون

المقارفة إلا في الأَشياء الدنيّة؛ قال طرفة:

وقِرافُ من لا يَسْتَفِيقُ دَعارَةً

يُعْدي، كما يُعْدي الصحيحَ الأَجْرَبُ

وقال النابغة:

وقارَفَتْ، وهْيَ لم تَجْرَبْ، وباعَ لها

من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ

أَي قارَبَتْ أَنْ تَجْرَب. وفي حديث الإفك: إنْ كُنْتِ قارَفْتِ ذنباً

فتوبي إلى اللّه، وهذا راجع إلى المُقاربة والمُداناة. وقارَفَ الجَرَبُ

البعيرَ قِرافاً: داناه شيء منه. والقَرَفُ: العَدْوى. وأَقْرَفَ

الجَرَبُ الصِّحاحَ: أَعْداها. والقَرَف: مُقارَفَة الوَباء. أَبو عمرو: القَرَف

الوَباء، يقال: احذَر القَرَفَ في غنمك. وقد اقْتَرَفَ فلان من مرض آل

فلان، وقد أَقْرَفُوه إقْرافاً: وهو أَن يأْتيهم وهم مَرْضَى فيُصيبَه

ذلك. وقارف فلان الغنم: رعى بالأَرض الوبيئة. والقَرَف، بالتحريك: مداناة

المرض. يقال: أَخْشى عليك القَرَف من ذلك، وقد قرِف، بالكسر. وفي الحديث:

أَن قوماً شكَوْا إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وَباء أَرضهم،

فقال، صلى اللّه عليه وسلم: تَحوَّلوا فإن من القَرَف التَّلَفَ. قال ابن

الأَثير: القَرَف ملابسة الداء ومداناة المرض، والتَّلَف الهلاك؛ قال: وليس

هذا من باب العَدْوى وإنما هو من باب الطِّبِّ، فإن استصلاح الهواء من

أَعون الأَشياء على صحة الأَبدان، وفساد الهواء من أَسرع الأَشْياء إلى

الأَسقام. والقِرْفة: الهُجْنة. والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنة من الفرس

وغيره الذي أُمه عربية وأَبوه ليس كذلك لأَن الإقْراف إنما هو من قِبَل

الفَحْل، والهُجْنَة من قِبَل الأُم. وفي الحديث: أَنه رَكِبَ فرساً لأَبي

طلحة مُقْرِفاً؛ المُقْرِفُ من الخيل الهَجين وهو الذي أُمه بِرْذَوْنةٌ

وأَبوه عَربي، وقيل بالعكْس، وقيل: هو الذي دانى الهجنة من قِبَل أَبيه،

وقيل: هو الذي دانى الهجنة وقارَبَها؛ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه:

كتَبَ إلى أَبي موسى في البَراذين: ما قارَفَ العِتاق منها فاجعل له سهماً

واحداً، أَي قارَبَها وداناها. وأَقْرَفَ الرجلُ وغيره: دَنا من

الهُجْنَة. والمُقْرِف أَيضاً: النَّذْل؛ وعليه وُجّه قوله:

فإن يَكُ إقْرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ

وقالوا: ما أَبْصَرَتْ عَيْني ولا أَقْرَفَتْ يدي أَي ما دنَتْ منه، ولا

أَقْرَفْتُ لذلك أَي ما دانيتُه ولا خالطت أَهله. وأَقْرَفَ له أَي

داناه؛ قال ابن بري: شاهده قول ذي الرمة:

نَتوج، ولم تُقْرِفْ لِما يُمْتَنى له،

إذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَليلُها

لم تُقْرِفْ: لم تُدانِ ماله مُنْية. والمُنْية: انتِظار لَقْح الناقة

من سبعة أَيام إلى خمْسة عَشَر يوماً. ويقال: ما أَقْرَفَتْ يدي شيئاً مما

تَكرَه أَي ما دانَت وما قارَفَتْ. ووَجْه مُقْرِفٌ: غيرُ حَسَن؛ قال ذو

الرمة:

تُريكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ،

مَلْساءَ، ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

والمُقارفة والقِراف: الجماع. وقارَف امرأَته: جامعها. ومنه حديث عائشة،

رضي اللّه عنها: إنْ كان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لَيُصْبِح جُنُباً

من قِرافٍ غير احتلام ثم يصومُ، أَي من جماع. وفي الحديث في دَفْن أُم

كُلثوم: من كان منكم لم يُقارِف أَهله الليلة فليَدْخُل قبرَها. وفي حديث

عبد اللّه بن حُذافة: قالت له أُمه: أَمِنْتَ أَن تكون أُمُّك قارَفَتْ

بعض ما يقارِف أَهلُ الجاهلية، أَرادت الزنا. وفي حديث عائشة: جاء رجل إلى

رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إني رجل مِقْرافٌ للذنوب أَي

كثير المباشرة لها، ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة. والقَرْف: وِعاء من

أَدَمٍ، وقيل: يُدبَغُ بالقِرفة أَي بقُشور الرمان ويُتَّخذ فيه الخَلْع. وهو

لحم يُتَّخذ بتوابِلَ فيُفْرَغُ فيه، وجمعه قُرُوف؛ قال مُعقِّر بن

حِمار البارِقيّ:

وذُبْيانيَّة وصَّت بنيها:

بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ

أَي عليكم بالقَراطِف والقُروف فاغْنموها. وفي التهذيب: القَرْف شيء من

جُلود يُعمل فيه الخَلْع، والخَلع: أَن يُؤخذ لحمُ الجَزُور ويُطبَخَ

بشحمه ثم تُجعل فيه توابلُ ثم تُفْرغ في هذا الجلد. وقال أَبو سعيد في قوله

كذَب القراطف والقروف قال: القَرْف الأَديم، وجمعه قُروفٌ. أَبو عمرو:

القُروف الأَدَم الحُمر، الواحد قَرْف. قال: والقُروف والظُّروف بمعنًى

واحد. وفي الحديث: لكل عَشْر من السرايا ما يَحْمِل القِرافُ من التَّمْر؛

القِراف: جمع قَرْف، بفتح القاف، وهو وِعاء من جلد يُدْبَغ بالقِرْفة، وهي

قشور الرُّمان. وقِرْفةُ: اسم رجل؛ قال:

أَلا أَبْلِغْ لديك بني سُوَيدٍ،

وقِرْفةً، حين مالَ به الولاءُ

وقولهم في المثل: أَمْنَعُ من أُم قِرْفة؛ هي اسم امرأَة. التهذيب: وفي

الحديث أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تقارَفَتْ به الأَنصارُ يوم

بُعاثٍ؛ هكذا رُوي في بعض طرقه.

قرف
القِرْفُ، بالكَسْرِ: القِشْرُ وجَمْعُه قُرُوفٌ، أَو قِشْرُ المُقْلِ وقِشْرُ الرُّمّانِ وكلُّ قِشْرٍ: قِرْفٌ. والقِرْفُ من الخُبْزِ: مَا يَتَقَشَّرُ مِنْهُ ويَبْقَى فِي التَّنُّورِ. والقِرْفُ مِنَ الأَرْضِ: مَا يُقْتَلَعُ مِنْها مَعَ وَفِي العُبابِ مِن البُقُولِ والعًرُوقِ وَمِنْه الحَدِيثُ: إِذا وجَدْتَ قِرْفَ الأَرْضِ فَلَا تَقْرَبْها: أَي المَيْتةَ، أَرادَ مَا يُقْتَرَفُ من بَقْل الأَرْضِ وعُرُوقِه ويُقْتَلَعُ، وأَصلُها أَخْذُ القِشْرِ مِنْهُ. والقِرْفُ: لِحاءُ الشَّجَرِ واحِدَتُه قِرْفَةٌ، كالقُرافَةِ، ككُناسَةٍ. والقِرْفَةُ بهاءٍ: التُّهَمَةُ يُقال فلانٌ قِرْفَتِي: أَي تُهَمَتِي، أَي هُوَ الَّذِي أَتَّهِمُه. والقِرْفَةُ الهُجْنَةُ وَمِنْه المُقْرِفُ للهَجِينِ، كَمَا سَيَأْتِي. والقِْفَةُ: الكَسْبُ يُقال: هُوَ يَقْرِفُ لِعيالِه: أَي يَكْسِبُ لَهُم. والقِرْفَةُ القِشْرَةُ واحِدَةً القِرْفِ. والقِرْفَةُ: اسْم قُشُور الرُّمّانِ يُدْبَغُ بهَا.
وَمن المجازِ: القِرْفَةُ: هِيَ المُخاطُ اليابِسُ اللازِقُ فِي الأَنْفِ كالقِرْفِ وَمِنْه حديثُ ابنِ الزُّبَيْرِ: مَا عَلَى أَحَدِكُم إِذا أَتَى المَسْجِدَ أَنْ يُخْرِجُ قِرْفَةَ أَنْفِه أَي: قِشْرَتَه، أَي يُنَقِّيَ أَنْفَه مِنْهُ. والقِرْفَةُ: مَنْ تَتَّهِمُه بشيءِ وَمِنْه: فلانٌ قِرْفَتِي. والقِرْفَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الدّارِصِينيِّ وَهُوَ عَلى أَنواعٍ لأَنَّ مِنْهُ الدَّارَصِينِيَّ على الحَقِيقَةِ، ويُعْرَفُ بِدارَ صِينِيِّ الصِّينِ، وجِسْمُه أَشْحمُ وَفِي بعض النُّسَخِ زِيادة وأَسْخَنُ أَي: أَكْثرُ سُخُونَةً وأَكثَرُ تخَلْخُلاً، وَمِنْه المَعْرُوفُ بالقِرْفَةِ على الحَقِيقَةِ وَهُوَ أَحْمَرُ أَمْلَسُ مائِلٌ إِلى الحُلْوِ، ظاهِرُه خَشِنٌ برائِحَةٍ عَطِرَةٍ، وطَعْمٍ حادٍ حِرِّيفٍ، ومنهُ المَعْرُوفُ بقِرْفَةِ القَرَنْفُلِ، وَهِي رَقِيقَةٌ صُلْبةٌ إِلى السَّوادِ بِلا تَخَلْخُلٍ أَصْلاً، ورائِحَتُها كالقَرَنْفُلِ وعَلى هَذَا الأَخَيرِ اقْتَصَرَ أَهلُ اللُّغةِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ضَرْبٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ والكُلُّ مُسَخِّنٌ مُلطِّفٌ، ومُدِرٌّ مُجَفِّفٌ باهِيٌّ كَمَا بَيَّنَه الأَطباءُ. وَيُقَال: هُمْ قِرْفَتِي: أَي عِنْدَهُمْ أَظُنُّ طَلِبَتِي. ويُقال: سَلْهُم عَن ناقَتِكَ فإِنَّهُم قِرْفَةٌ: أَي تَجِدُ خَبَرَها عِنْدَهُم كَمَا فِي الصِّحاحِ. ويُقالُ: هُوَ أَمْنَعُ كَمَا فِي روايةٍ، ومثلُه فِي الصِّحاحِ، أَو أَعَزُّ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ قالَ الأَصْمَعِيُّ: هِيَ امْرَأَةٌ فَزَارِيَّةٌ، وإِنّما ضُرِبَ بمَنَعَتِها المَثَلُ لأَنَّهُ كانَ يُعَلَّقُ فِي بَيْتِها خَمْسُونَ سَيْفاً لخَمْسِينَ رَجُلاً كُلُّهُم مَحْرَمٌ لَهَا وَهِي زَوْجَةُ مالِكِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفزارِيِّ، وَقد جاءَ ذكرُها فِي كُتُبِ السِّيرِ. وأَبو الدَّهْماءِ قِرْفَةُ بنُ بُهَيْسٍ كزُبَيْرٍ، وَهُوَ الأَكثَرُ أَو بَيْهَسٍ كحَيْدَرٍ، أَو قِرْفَةُ بنُ مالِك بنِ سَهْمٍ: تابِعِيٌّ قالَ ابنُ حِبّان: هُوَ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، رَوَى عَن رَجُلٍ من أَصْحابِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلم، رَوى عَنهُ حُمَيْدُ بنُ هِلالِ. وحَبِيبُ بنُ قِرْفَةَ العَوْذِيُّ: شاعِرٌ منسوبٌ إِلى عَوْذِ بن غالِبِ بنِ قُطَيْعَةَ ابْن عَبْسٍ.
وفاتَه: والانُ بنُ قِرْفَةَ العَدَوِيُّ عَن حُذَيْفَةَ. وصالِحُ بنُ قِرْفَةَ، عَن داوُدَ بن أَبِي هِنْد. والقَرْفُ،)
بالفَتْحِ: شَجَرٌ يُدْبَغُ بهِ الأَدِيمُ أَو هُو الغَرْفُ والغَلْفُ وَقد تَقَدَّم ذِكرُهُما. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: القَرْفُ: وِعاءٌ من أَدَمٍ يُدْبَغُ بالقِرْفَةِ: أَي بقُشُورِ الرُّمّانِ، يُجْعَلُ فِيهِ لَحْمٌ مَطْبُوخٌ بتَوابلَ وَفِي التّهْذِيبِ: القرْفُ: شيءٌ من جُلُودِ يُعْمَلُ مِنْهُ الخَلْعُ، والخَلْعُ: أَنْ يُؤْخَذَ لَحْمُ الجَزُورِ، ويُطْبَخَ بشَحْمِه، ثمَّ يُجْعَلَ فِيهِ تَوابلُ، ثمَّ يُفْرغَ فِي هَذَا الجِلْدِ، والجَمْعُ قُرْوفٌ، وبهِ فُسِّرَ قولُ مُعَقِّر بن حِمارٍ البَارِقِيّ:
(وذُبْيانِيَّةٍ أَوْصَتْ بَنِيها ... بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ)
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: القَرْفُ: الأَدِيمُ، وجمعُه قُرُوفٌ، زَاد غيرُه: كأَنَّه قُرِفَ أَي قُشِرَ، فَبَدَتْ حُمْرَتُه، وَقَالَ: أَبو عَمْروٍ: القُرُوفُ: الأَدَمُ الحُمْرُ، الواحِدُ قَرْفٌ قَالَ: والقُرُوفُ والظُّرُوفُ بِمَعْنى واحدٍ.
والقَرْفُ: الأَحْمَرُ القانِئُ ويُقالُ: هُوَ أَحْمَرُ قَرْفٌ: أَي شَدِيدُ الحُمْرَةِ، وَفِي الحَدِيثِ: أَراكَ أَحْمَرَ قَرْفاً ويُقالُ أَيضاً: أَحْمَرُ كالقَرْفِ، عَن اللِّحْيانِيّ، وأَنشَدَ: أَحْمَرُ كالقَرْفِ وأَحوَى أَدْعَجُ كالأَقْرَفِ عَن أَبي عَمْرٍ و، هَذَا حاصِلُ مَا فِي العُبابِ، وَهُوَ صَريحٌ فِي أَنَّ القَرْفَ بالفتحِ، وضَبَطَه ابنُ الأَثيرِ فِي النِّهايَةِ أَحْمَرَ قَرِفاً ككَتِفٍ، فانظُر ذَلِك.
والقَرَفُ بالتَّحْرِيكِ: الِاسْم من المُقارَفَةٍ والقِرافِ بالكسرِ للمُخالَطَةِ وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ، مُداناةُ المَرَضِ، يُقال: أَخْشَى عَلَيْكَ القَرَفَ، وَقد قَرِفَ بالكسرِ، وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ قَوْماً شَكَوْا إِليْهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وبَاءَ أَرْضِهِم، فقالَ: تَحَوَّلُوا فإِنَّ مِن القَرَفِ التَّلَفَ. والقَرفُ: داءٌ يَقْتُلُ البَعِيرَ عَن ابنِ عبّادٍِ، قَالَ: ويكونُ من شَمِّ بَوْلِ الأَرْوَى، قَالَ: والقَرَفُ أَيضاً: النُّكْسُ فِي المَرَضِ. والقَرَفُ أَيضاً: مُقارَفَةُ الوَباءِ أَي مُداناتُهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: القَرَفُ: الوَباءُ، يُقالُ: احْذَر القَرَفَ فِي غَنَمِك. والقَرَفُ: العَدْوى وقالَ ابنُ الأَثِير فِي شَرْحِ الحَدِيثِ المَذْكور: القَرَفُ: مُلابَسَةُ الدّاءِ، ومُداناةُ المَرَضِ، والتَّلَفُ: الهَلاكُ، قَالَ: وليسَ هَذَا من بابِ العَدْوَى، وإِنِّما هُوَ من الطِّبِّ، فإِنَّ اسْتِصْلاحُ الهَواءِ من أَعْوانِ الأَشياءِ على صِحَّةِ الأَبْدانِ، وفَسادًَ الهواءِ من أَسْرعِ الأَشياءِ إِلَى الأَسْقامِ. والقَرَفُ من الأَراضِي: المَحَمَّةُ أَي: ذاتُ حُمى ووباءٍ، نَقله ابنُ عبّادٍ. والقَرَفُ: مثلُ الخَلِيق الجَدِير قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَمِنْه الحَدِيثُ: هُوِ قَرَفٌ أَنْ يُبارَكَ لَهُ فِيه. كالقَرِفِ ككَتِفٍ، ويُقال: هُوَ قَرِفٌ من كَذَا، وقَرِفٌ بِكَذا أَي: قمِنٌ قالَ: د
(والمرءُ مَا دامَتْ حُشاشَتُه ... قَرِفٌ من الحِدْثانِ والأَلَمِ)

والتَّثْنِيَةُ والجَمْعُ كالواحدِ، أَو لَا يُقالُ كَكَتِفٍ، وَلَا كَأَمِيرٍ، بَلْ بالتَّحْريكِ فَقطْ وقولُ أَبِي الحَسن: وَلَا يُقالُ: مَا أَقْرَفَهَ، وَلَا أَقْرَفْ بهِ، أَو يُقالُ وأَجَازَهُما بنُ الأَعْرابيُّ على مِثْلِ هَذَا. وقَرَفَ عَلَيْهِم يَقْرِفُ قَرْفاً: إِذا بَغَى عَلَيْهِم، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ. وقَرَفَ القَرَنْفُلَ قَرْفاً: قَشَرَه بَعْدَ يُبْسِهِ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، والصّوابُ وقَرَفَ القَرْحَ: قَشَرَه بعدَ يُبْسه. وقرَفَ فُلاناً: عابَهُ، أَو اتَّهَمَه ويُقالُ: هُوَ يُقْرَفُ بكَذا أَي يُرْمَى بِهِ ويُتَّهَمُ، فَهُوَ مَقْرُوفٌ. وقرَفَ الرَّجُلَ بسُوءٍ: رَماه بِهِ.
وقَرَفْتُه بالشَّيءِ، فاقْتَرَفَ بِهِ.ورَجُلٌ مَقْرُوفٌ: ضامِرٌ لَطِيفٌ مَخْرُوطٌ، نَقله ابنُ عَبّادٍ. وأَقْرفَ لَهُ: داناهُ عَن أَبِي عَمْرٍ و، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَي خالَطَه يُقال: مَا أَبْصرَتْ عَيْنِي، وَلَا أَقْرَفَتْ يَدِي، أَي: مَا دَنَتْ مِنْه، وَمَا أَقْرَفْتُ لذلِكِ: أَي مَا دانَيْتُه، وَلَا خالَطْتُ أَهْلَه، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُه قولُ ذِي الرُّمَّةِ:
(نَتُوجٍ وَلم تُقْرَفُ لِما يُمْتَنَى لَه ... إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها)
لم تُقْرَفْ: لم تُدانِ مَا يُمْتَنَى: مَا لَهُ مُنْيَةٌ، والمُنْيَةُ: انْتظارُ لَقْحِ النّاقَةِ من سبعةِ أَيَّامٍ إِلى خَمْسَةَ) عَشَرَ يَوْمًا. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَقْرَفَ فلانٌ فُلاناً وَذَلِكَ إِذا وَقَعَ فِيهِ وذَكَرَه بسُوءٍِ. ويُقال: أَقْرَفَ بِهِ وأَظَنَّ بهِ: إِذا عَرَّضَه للتُّهَمَةِ والظِّنَّةِ والقِرْفَةِ. وقالَ أَبو عَمْرِو: أَقْرَفَ آلُ فُلانٍ فُلاناً: إِذا أَتاهُم وهُمْ مَرْضى فأَصابَهُ ذلِكَ فاقْتَرَفَ هُوَ من مَرَضِهم. والمُقْرِفُ، كمُحْسِنٍ من الفَرَسٍ وغَيْرِه: مَا يُداونِي الهُجْنَةَ، أَي الَّذِي أُمُّه عَرَبِيَّةٌ لَا أَبُوه لأَنَّ الإِقْرافَ إِنّما هُوَ مِنْ قِبَلٍ الفَحْلِ، والهُجْنَةُ من قِبَلِ الأُمِّ وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنَّه رَكِبَ فَرَساً لأَبِي طَلْحَةَ مُقْرِفاً وقِيلَ: هُوَ الَّذِي دانَى الهُجْنَة من قِبَلِ أَبِيه. والمُقْرِفُ: الرَّجُلُ فِي لَوْنِه حُمْرَةٌ كالقَرْفِيِّ بالفَتْحِ وكذلكَ القَرْفِيُّ من الأَدِيم: هُوَ الأَحْمَرُ.
واقْتَرَفَ: اكْتَسَبَ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: ومنْ يَقْتَرِفُ حَسَنَةً أَي: يَكْتَسِب وقَولُه تعالَى: ولِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ أَي: ليَعْمَلُوا مَا هُمْ عامِلُونَ من الذُّنُوب. واقترف لِعِيَالِهِ: أَي اكْتسب لَهُم واقْترَفَ الذَّنْبَ: أَتاهُ وفَعَلَه: قالَ الرّاغِبُ: أَصْلُ القَرْفِ والاقْتِرافِ: قَشْرُ اللِّحاءِ عَن الشَّجرِ، والجُلَيْدَةِ عَن الجُرْحِ، واسْتُعِيرَ الاقْتِرافُ للاكْتِسابِ حُسْناً كانَ أَو سُوءاً، وَهُوَ فِي الــإِساءَةِ أَكْثَرُ استِعْمالاً، وَلِهَذَا يُقالُ: الاعْتِرافُ يُزِيلُ الاقْتِرافَ. انْتهى. وبَعِيرٌ مُقْتَرَفٌ للمَفْعُولِ: الَّذِي اشْتَرِي حَدِيثاً وإِبِلٌ مُقْتَرَفَةٌ: مُسْتَجَدَّةٌ. وقارَفَهُ مُقارَفَةً، وقِرافاً: قاربَهُ وَلَا تكونُ المُقارَفَةُ إِلا فِي الأَشْياءِ الدَّنِيَّة، قَالَ طَرَفَةُ:
(وقِرافُ مَنْ لَا يَسْتَفِيقُ دَعارَة ... يُعْدِي كَمَا يُعْدِي الصَّحِيحَ الأَجْرَبُ)
وَقَالَ النابِغَةُ:
(وقارَفَتْ وَهِيَ لَمْ تَجْرَبْ وباعَ لَها ... من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ)
أَي: قارَبَتْ أَنْ تَجْرَبَ، وَفِي حَدِيث الإفْكِ: إِنْ كُنْتِ قارَفْتِ ذَنْباً فتُوبِي إِلى اللهِ وَهَذَا راجِعٌ إِلَى المُقارَبَةِ والمُدَاناةِ. وقارَفَ الجَرَبُ البَعِيرَ قِرافاً: داناهُ شَيءٌ مِنْهُ. وَمَا قارَفْتُ سُوءاً: مَا دانَيْتُه، وَفِي الحَدِيث: هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لم يُقارِفُ اللَّيْلَةَ فقالَ أَبُو طَلْحَةَ رضيَ الله عَنهُ: أَنَا قالَ ابنُ المُبارَك: قالَ فُلَيْحٌ: أُراهُ يَعْنِي الذَّنْبَ. وقالَ ابنُ فارِسٍ: قارَفَ المَرْأَةَ: جامَعَها لأَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُما لِباسُ صاحِبِه. وقالَ الرّاغَبُ: قارَفَ فُلانٌ أَمْراً: إِذا تَعاطَى مِنْهُ مَا يُعابُ بِهِ. وتَقَرَّفَت القَرْحَةُ: إِذا تَقَشَّرَتْ وذلكَ إِذا يَبِسَتْ، قَالَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ:
(عُلالَتُنا فِي كُلِّ يومِ كَرِيهَةٍ ... بأَسْيافِنَا والقَرْحُ لم يَتَقرِّفِ)
وأَنشَدَهُ الجوهريُّ: والجُرْحُ لم يَتَقَرَّفِ. والقَرْفُ كصَبُورٍ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ البَغْيِ من قَرَفَ عَلَيْهِ إِذا بَغَى. والقَرُوفُ الجِرابُ يُوضعُ فِيهِ الزّادُ ج: قُرْفٌ، بالضمِّ.)
وَمِمَّا يستدركُ عَلَيْهِ: القِرْفَةُ بِالْكَسْرِ: الطائِفةُ من القِرْفِ. وصَبغَ ثوبَه بقِرْفِ السِّدْرِ: أَي بقِشْرِه. وقَرَفَ الشّجَرَةَ يَقْرِفُها قَرْفاً: نَحَتَ قِرْفَها، وَكَذَلِكَ قَرَفَ القَرْحَةَ، وقَرَفَ جِلْدَ الرِّجْلِ: إِذا اقْتَلَعه، وَفِي حديثِ الخوارِجِ: ِإِذا رَأَيْتُمُوهم فاقْرِفُوهُم واقْتُلُوهم: أَراد اسْتَأْصِلُوهُم. والقِرْفَةُ: اسمُ الجِلْدِ المُنْقْشِرِ من القَرْحَةِ. وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ: اقْتَرِبُوا قِرْفَ القِمَعْ نصَبه على النِّداءِ، أَي: يَا قِرْفَ القِمعِ، ويَعْنِي بالقِمَع قِمَعَ الوَطْبِ الَّذِي يُصَبُّ فِيهِ اللَّبَنُ، وقرْفُهُ: مَا يلْزَقُ بِهِ من وَسَخِ اللّبَنِ، فأَرادَ أَنَّ هؤلاءِ المُخاطَبِينَ أَوْساخٌ. والقارُوفُ: مِحْلَبُ اللَّبَنِ، مِصْرِيَّة. وقَرَفَ الذَّنْبَ وغيرَه قَرْفاً، واقْتَرَفَه: اكتَسَبَه. واقْتَرَف المالَ: اقْتَناه. ورَجُلٌ قُرَفَةٌ، كتُؤَدَةٍ: إِذا كانَ مُكْتَسِباً. وَهَذِه إِبلٌ مُقْرَفَةٌ، كمُكْرَمَةٍ: أَي مُسْتَجَدَّةٌ. واقْتَرِفَ الرّجُلُ بسُوءِ: رُمِيَ بِهِ. واقْتَرَفَ: مَرِضَ من المُداناةِ. ويُقالُ: هُوَ قَرَفٌ مِن ثوْبِي، للَّذِي تَتَّهِمُه، نَقَلَه الجَوْهَرِيًّ.
والقِرْفُ بالكَسْرِ: التُّهَمَةُ، والجمعُ قِرافٌ. وقَرَفَ الشيءَ: خَلَطَه. والمُقارَفَةُ، والقِرافُ: المُخالَطَةُ. ويُقالُ.: لَا تُكْثِرْ من القِرافِ: أَي الجِماعِ. وأَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ: أَعْدَاها.
والمُقْرِفُ، كمُحْسِنٍ: النَّذْلُ الخَسِيسُ. ووَجْهٌ مُقْرِفٌ: غيرُ حَسَنٍ، قالَ، ذُو الرَّمَّةِ:
(تُرِيك سُنَّةَ وجْهِ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْساءَ ليسَ بهَا خالٌ وَلَا نَدَبُ)
هَكَذَا فِي اللِّسانِ، وفسَّره الصاغانِيُّ بوجِهٍ آخر، فَقَالَ: هُوَ يَقُولُ: هِيَ كريمَةُ الأَصلِ، لم يُخالِطْها شيءٌ من الهُجْنَةِ. ورَجُلٌ مِقْرافُ الذُّنُوب: إِذا كانَ كثيرَ المُباشَرَةِ لَهَا. وقِرافُ التَّمْرِ، بالكسرِ: جَمْعُ قَرْفٍ، بالفتحِ، وَهُوَ وِعاءٌ من جِلْدٍ يُدْبَغُ بقُشُورِ الرُّمّانِ. وتقارَفُوا: تَزاجرُوا.
وخَيْلٌ مَقارِيفُ: هَجائِنُ.
قرف
أصل القَرْفِ والِاقْتِرَافِ: قشر اللّحاء عن الشّجر، والجلدة عن الجرح، وما يؤخذ منه:
قِرْفٌ، واستعير الِاقْتِرَافُ للاكتساب حسنا كان أو سوءا. قال تعالى: سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ
[الأنعام/ 120] ، وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ
[الأنعام/ 113] وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها
[التوبة/ 24] . والِاقْتِرَافُ في الــإساءة أكثر استعمالا، ولهذا يقال: الاعتراف يزيل الاقتراف، وقَرَفْتُ فلانا بكذا: إذا عبته به أو اتّهمته، وقد حمل على ذلك قوله: وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ [الأنعام/ 113] ، وفلان قَرَفَنِي، ورجل مُقْرِفٌ: هجين، وقَارَفَ فلان أمرا: إذا تعاطى ما يعاب به.

قرض

(ق ر ض) : (الْقَرْضُ) الْقَطْعُ يُقَالُ قَرَضَ الثَّوْبَ بِالْمِقْرَاضِ (وَقَرَضَتْهُ) الْفَأْرَةُ وَهِيَ الْقُرَاضَةُ (وَالْقَرْضُ) وَاحِدُ الْقُرُوضِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ قَالُوا هُوَ مَالٌ يَقْطَعُهُ الرَّجُلُ مِنْ أَمْوَالِهِ فَيُعْطِيه عَيْنًا فَأَمَّا الْحَقُّ الَّذِي يَثْبُت لَهُ دَيْنًا فَلَيْسَ بِقَرْضٍ وَاسْتَقْرَضَنِي فَأَقْرَضْتُهُ وَقَارَضْتُهُ (مُقَارَضَةً) أَعْطَيْتُهُ مُضَارَبَةً.
(قرض)
الشَّيْء قرضا قطعه بالمقراضين وَيُقَال قرضه بنابه وقرضته الْفَأْرَة وَالْمَكَان عدل عَنهُ وتنكبه وَيُقَال قرضه ذَات الْيَمين وقرضه ذَات الشمَال وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا غربت تقرضهم ذَات الشمَال} تجاوزهم وتتركهم على شمالها وَفُلَانًا جازاه وَالشعر قَالَه أَو نظمه

قرض


قَرَضَ(n. ac. قَرْض)
a. Cut, severed.
b. Gnawed, nibbled; chewed.
c. Traversed, passed; passed by, left on one side (
place ).
d. [Fī], Turned to the right & left in (
walking ).
e. Recited; composed (poetry).
f. see III (b)g. [ coll. ], Lent money to.
h. see infra.

قَرِضَ
(a. n.ac
قَرَض), Died, perished.
قَرَّضَa. see I (a) (b).
c. Criticized, blamed.
d. Eulogized, commended.

قَاْرَضَa. Lent money, advanced capital to ( with
participation of the profits ).
b. Requited, compensated, retributed.
c. Interchanged with (visits).
أَقْرَضَa. Lent money to; lent, gave, granted to.
b. [acc. & 'An], Turned from (eye).
c. see I (c)
تَقَاْرَضَa. Interchanged, exchanged one with another.
b. Lent each other money.
c. Rewarded, requited each other.
d. Held a poetical contest.

إِنْقَرَضَa. Was cut off, perished.
b. Terminated, expired; became extinct (
dynasty ).
إِقْتَرَضَ
a. [Min], Borrowed of, received a loan from.
b. Defamed.

إِسْتَقْرَضَ
a. [Min], Asked for a loan.
قَرْض
(pl.
قُرُوْض)
a. Loan, advance; obligation, debt.
b. Deed, turn ( good or evil ).
قِرْضa. see 1
قُرْضَة
a. [ coll. ], Loan.
قَاْرِضa. Gnawing, nibbling &c.; rodent.

قُرَاْضَةa. Cuttings, clippings, parings; bits, scraps, fragments;
refuse, rubbish, dross.

قَرِيْضa. Cud.
b. Poetry.

قَرَّاْضَةa. Woolfretter (insect).
b. Detractor, back-biter.

مَقَاْرِضُa. Jars.
b. Poor land.

مِقْرَاْض
(pl.
مَقَاْرِيْضُ)
a. Scissors; shears, clippers.

N. P.
قَرڤضَa. Gnawed, nibbled; chewed; cud.
b. [ coll. ], Lent, advanced.
N. Ac II, The art of poetry, versification. b. Criticism; blame.
c. Praise, commendation.

N.Ag.
أَقْرَضَa. Money-lender.
b. Sleeping-partner.

إِيْن مِقْرَض
a. A species of weasel.

أَخَذَ الأَمْر
بِقُرَاضَتِهِ
a. He took the thing in its fresh state.

قِرْضِى^
a. A plant bearing yellow flowers.
قرض: {تقرضهم}: تخلفهم وتجاوزهم.
[قرض] فيه: وضع الله الحرج إلا امرأ "اقترض" مسلمًا ظلمًا، وروى: من اقترض عرض مسلم، أي نال منه وقطعه بالغيبة، وهو افتعل من القرض. وفيه: إن "قارضت" الناس "قارضوك"، أي ساببتهم ونلت منهم سبّوك. ومنه: "أقرض" من عرضك ليوم فقرك، أي إذا نال أحد منك فلا تجازه ولكن اجعله قرضًا في ذمته لتأخذه يوم حاجتك أي القيامة. ك: إذا "أقرض" أحدكم "قرضًا" فأهدى إليه أو حمله على دابة فلا يركبها ولا يقبلها، القرض اسم مصدر أي إقراضًا، أو بمعنى مقروض فهو مفعول ثان والأول محذوف وهو مرجع ضمير أهدى، وضمير لا يقبلها لمصدر أهدى. غ: "تقرضهم"، تعدل عنهم. و (("يقرض" الله))، يعمل عملًا. وأحسنت "قرضي"، فعلت بي جميلًا، والقرض: القطع. نه: وفيه: اجعله "قراضًا"، أي مضاربة، من قارضه قراضًا. ومنه: لا تصلح "مقارضة" من طعمته الحرام، قيل: أصلها من القرض في الأرض أي قطعها بالسير فيها. وفيه: قيل له: أكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمزحون؟ قال: نعم و"يتقارضون"، أي ينشدون القريض وهو الشعر.
ق ر ض

قرض الثوب بالمقراض، وقرضته الفأرة، وهذه قراضات الثوب: لما ينفيه الجلم، وقراضة الفأرة: لفضالة ما تقرضه. وقرض الشيء بنابه: قطعه. وبنات مقرضٍ يقتلن الحمام، وابن مقرض قتّال للحمام أخّاذٌ بحلوقها وهو نوع من الفئران. وهو قرضوب من القراضبة وهم الصعاليك واللصوص. والبعير يقرض جرّته: يمضغها. ودسع قريضه: جرّته. واستقرضته فأقرضني، واقترضت منه كما تقول: استلفت منه، وعليه قرض وقروض، وقارضته مقارضة وقراضاً: أعطيته المال مضاربة.

ومن المجاز: قرضت القوم: جزتهم " وإذا غربت تقرضهم ذات الشِّمال ". وقال ذو الرمة:

إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس

وقرض الشاعر، وله قريض حسن لأن الشعر كلام ذو تقاطيع أو سميَ بالقريض الذي هو الجرّة. وفلان يقارض الناس مقارضة: يلاحيهم ويواقعهم. وبينهم مقارصات ومقارضات. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إن قارضت الناس قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك. وهم يتقارضون الثناء والزيارة، وقارضته الزيارة. وجاء وقد قرض رباطه إذا جاء مجهوداً من العطش والإعياء.
ق ر ض: (قَرَضَ) الشَّيْءَ قَطَعَهُ. وَ (قَرَضَتِ) الْفَأْرَةُ الثَّوْبَ. وَ (قَرَضَ) الرَّجُلُ الشِّعْرَ أَيْ قَالَهُ وَالشِّعْرُ (قَرِيَضٌ) وَبَابُ الْكُلِّ ضَرَبَ. وَ (الْقُرَاضَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ بِالْقَرْضِ وَمِنْهُ قُرَاضَةُ الذَّهَبِ. وَ (الْمِقْرَاضُ) وَاحِدُ (الْمَقَارِيضِ) . وَ (قَرَضَ) فُلَانٌ أَيْ مَاتَ وَانْقَرَضَ الْقَوْمُ دَرَجُوا وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف: 17] أَيْ تُخَلِّفُهُمْ شِمَالًا وَتُجَاوِزُهُمْ وَتَقْطَعُهُمْ وَتَتْرُكُهُمْ عَنْ شِمَالِهَا. وَ (الْقَرْضُ) مَا تُعْطِيهِ مِنَ الْمَالِ لِتُقْضَاهُ وَكَسْرُ الْقَافِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (اسْتَقْرَضَ) مِنْهُ طَلَبَ مِنْهُ الْقَرْضَ (فَأَقْرَضَهُ) . وَ (اقْتَرَضَ) مِنْهُ أَخَذَ مِنْهُ الْقَرْضَ. وَ (الْقَرْضُ) أَيْضًا مَا سَلَّفَتَ مِنْ إِحْسَانٍ وَمِنْ إِسَاءَةٍ وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [الحديد: 18] . وَ (الْمُقَارَضَةُ) الْمُضَارَبَةُ وَ (قَارَضَهُ قِرَاضًا) دَفَعَ إِلَيْهِ مَالًا لِيَتَّجِرَ فِيهِ وَيَكُونَ الرِّبْحُ بَيْنَهُمَا عَلَى مَا شَرَطَا وَالْوَضِيعَةُ عَلَى الْمَالِ. 
قرض وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء إِن قارضتَ الناسَ قارضُوك وَإِن تَركتهم لم يتركوك. قَوْله: قارضتَهم [قد -] يكون القَرْض فِي أَشْيَاء: فَمِنْهَا القطعُ وَمِنْه سُمّي المقراض لِأَنَّهُ يقطع وأظنّ قرض الفأر مِنْهُ لِأَنَّهُ قطْع وَكَذَلِكَ السّير فِي الْبِلَاد إِذا قطعتها قَالَ ذُو الرمة: [الطَّوِيل] إِلَى ظُعُنِ يقرِضْن أقْوازَ مُشرِفٍ ... يَميناً وَعَن أيسارهنّ الفَوارسُ

[وَمِنْه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {وإذاَ غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشّمَالِ} ] وَالْقَرْض أَيْضا فِي قولٍ الشعرُ خَاصَّة وَلِهَذَا سمي القريض [قَالَ أَبُو عبيد: وَمِنْه قَول عَبيد بن الأبرص فِي مثل لَهُ: حالَ الجَريضُ دون القَرِيضِ وَمِنْه قَول الْأَغْلَب الْعجلِيّ: (الرجز) أرَجَزًا تُرِيدُ أم قَرِيضا ... كِلَاهُمَا أِجُد مُستريضا

ويروى: مستفيضا - بِالْفَاءِ] وَالْقَرْض: أَن يقْرض الرجل صَاحبه المالَ والقِراض: الْمُضَاربَة فِي كَلَام أهل الْحجاز. فَأَما الَّذِي أَرَادَ أَبُو الدَّرْدَاء بقوله: إِن قارضتهم قارضوك فإنّما ذهب إِلَى القَوْل فيهم والطعن عَلَيْهِم وَهُوَ من الْقطع يَقُول: فَإِن فعلت بهم سُوءا فعلوا بك مثله وَإِن تَركتهم لم تَسْلَم مِنْهُم وَلم يدَعُوك. 
قرض أقْرَضْت فلاناً: وهو ما تُعْطِيه لِيَقْضِيَكَه. ومن العَرَب مَنْ يَقُول: أقْرَضْتُه قِرْضاً - بكَسْرِ القاف -. والقَرْضُ: نُطْقُ الشِّعْرِ. والقَرِيضُ: كالقَصِيد.
والبَعِيرُ يَقْرِضُ جِرَّتَه: وهو مَضْغُها ورَدُّها. وجِرَّةٌ مَقْرُوْضَةٌ وقَرِيض. ويقولون: " حالَ الجَرِيضُ دوْنَ القَرِيض ".
وجاءَ وقد قَرَضَ رِباطَه: إذا جاء وهو مَجْهُودٌ من العَطَش والإِعْيَاء، وقيل: هو إذا ماتَ. والقَرْضُ: القَطْعُ بالناب. والمِقْرَاضُ: الجَلَمُ الصَّغِيرُ.
والقُرَاضَةُ: فُضالةُ ما يَقْرِضُ الفارُ من خُبْزٍ أو ثَوْبٍ.
والقَرْضُ في السَّيْرِ: العُدُول يَمْنَةً ويَسْرَةً، من قوله عًزّ وجلَّ: " وإذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمَال " وقيل: هو من قَوْلهم: قَرَضْتُه إذا حَذَوْتَه وكُنْتَ بحِذائه، وأقْرَضْتُه أيضاً. والتَّقْرِيْضُ: تَقْرِيضُ يَدَي الجُعَل.
والقِرْضِئَةُ: تَنْبُتُ في جَوْفِ الشَّجَرَةِ وتُسامِيها في النَّبْتِ.
وابنُ مِقْرَضٍ: ذو القَوائم الأرْبَع الطَّوِيلُ الظَّهْرِ قَتّالُ الحَمَام.
والقِرْضِئُ: شَجَرٌ لا شَوْكَ له يكونُ في الجِبال.
والمَقارِضُ: الزَّرْعُ القَليلُ. وقيل: هي المَواضِعُ التي يَحْتاجُ المُسْتَقي إلى أنْ يَقْرِضَ منها الماءَ أي يَمِيْحَ. وشِبْهُ مَشاعِلَ يُنْبَذ فيها ونحوها من أوْعِيَةِ الخَمْرِ. والجِرَارُ الكِبارُ: مَقَارِضُ أيضاً.
وما عليه قِرَاضٌ ولا خَضَاضٌ: أي ما يَقْرِضُ عنه العُيونَ فَيَسْتُرُه.
والقِرَاضُ والمُقارَضَةُ: المُضَارَبَةُ في التِّجارات.
وهو يُقَرِّضُ فلاناً ويُقَرِّظُه: إذا مَدَحَه. وهما يَتَقارَضانِ الخَيْرَ والشَرَّ.
باب القاف والضاد والراء معهما ق ر ض مستعمل فقط

قرض: أقرَضتْهُ قَرْضاً، وكل أمرٍ يتجافاه الناس فيما بينهم فهو من القروض. والقَرْضُ: نطق الشعر، والقريضُ الاسم كالقصيد. والبعير يقرِض جرته، وهو مضغها، والجرة المقرُوضةُ وهي القَريضُ. وقولهم: حال الجَريضُ دون القَريض، يقال: الجَريضُ الغُصَّةُ، والقَريضُ الجرة لأنه اذا غص لم يقدر على قرض جرته. ويقال في حديثه: إن رجلاً نبغ له ابن شاعر فنهاه عن قرض الشعر فكمد الغلام بما جاش في صدره من الشعر حتى مرض وثقل، فلما حضره الموت، قال لأبيه: اكمد في القريضِ الممنوع، قال: فاقرِضْ يا بني، قال: هيهات! حال الجَريضُ دون القريض، ثم قال الغلام:

عَذيركَ من أبيكَ يضيقُ صدراً ... فما يُغني بيوتُ الشعرِ عَنّي

أَتأمرَني وقد فَنِيَتْ حياتي ... بأبيات ترجيهنَّ مِنّي

فأُقِسُم لو بقيتُ أقولُ قولاً ... أفوقُ به قوافي كلِّ جنِّ

والقَرْضُ: القطع بالناب، والمِقراضُ: الجلم الصغير. والقُراضَةُ: فُضالةُ ما يَقرِض الفأر من خبزٍ أو ثوب. وقُراضاتُ الثوب: ما ينفيها الجلم. وابن مِقْرَض: ذو القوائم الأربع، طويل الظهر، قتال للحمام، بالفارسية: من نكر وتقول: قَرَضْتُه يمنةً ويسرةً، إذا عدلت عن شيء في سيرك، أي تركته عن اليمين وعن الشمال، قال ذو الرمة:

إلى ظعنٍ يَقْرِضْنَ أجوازَ مشرفٍ ... شمالاً وعن أيمانهنَّ الفوارسُ

والتقريضُ في كل شيء كتَقريضِ عين الجعل.
ق ر ض : قَرَضْتُ الشَّيْءَ قَرْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهُ بِالْمِقْرَاضَيْنِ وَالْمِقْرَاضُ أَيْضًا بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْجَمْعُ مَقَارِيضُ وَلَا يُقَالُ إذَا جَمَعْت بَيْنَهُمَا مِقْرَاضٌ كَمَا تَقُولُ
الْعَامَّةُ وَإِنَّمَا يُقَالُ عِنْدَ اجْتِمَاعِهِمَا قَرَضْتُهُ بِالْمِقْرَاضَيْنِ.
وَفِي الْوَاحِدِ قَرَضْتُهُ بِالْمِقْرَاضِ وَقَرَضَ الْفَأْرُ الثَّوْبَ قَرْضًا أَكَلَهُ وَقَرَضْتُ الْمَكَانَ عَدَلْتُ عَنْهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف: 17] وَقَرَضْتُ الْوَادِي جُزْتُهُ وَقَرَضَ فُلَانٌ مَاتَ وَقَرَضْتُ الشِّعْرَ نَظَمْتُهُ فَهُوَ قَرِيضٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لِأَنَّهُ اقْتِطَاعٌ مِنْ الْكَلَامِ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ يَقْرُضُ أَلْبَتَّةَ يَعْنِي بِالضَّمِّ وَإِنَّمَا الْكَلَامُ يَقْرِضُ مِثْلُ يَضْرِبُ.

وَابْنُ مِقْرَضٍ مِثَالُ مِقْوَدٍ يُقَالُ هُوَ النِّمْسُ وَفِي الْبَارِعِ ابْنُ مِقْرَضٍ دُوَيْبَّةٌ مِثْلُ الْهِرِّ تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ فَإِذَا غَضِبَ قَرَضَ الثِّيَابَ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ وَابْنُ مِقْرَضٍ ذُو الْقَوَائِمِ الْأَرْبَعِ الطَّوِيلُ الظَّهْرِ قَتَّالُ الْحَمَامِ وَهَذِهِ عِبَارَةُ الْأَزْهَرِيِّ أَيْضًا وَقِيلَ هُوَ دُوَيْبَّةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ دله ثُمَّ عُرِّبَ دله فَقِيلَ دَلَقٌ وَالْجَمْعُ بَنَاتُ مِقْرَضٍ.

وَالْقَرْضُ مَا تُعْطِيهِ غَيْرَكَ مِنْ الْمَالِ لِتُقْضَاهُ وَالْجَمْعُ قُرُوضٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَقْرَضْتُهُ الْمَالَ إقْرَاضًا وَاسْتَقْرَضَ طَلَبَ الْقَرْضَ وَاقْتَرَضَ أَخَذَهُ.

وَتَقَارَضَا الثَّنَاءَ أَثْنَى كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى صَاحِبِهِ.

وَقَارَضَهُ مِنْ الْمَالِ قِرَاضًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَهُوَ الْمُضَارَبَةُ. 
[قرض] قرضت الشئ أقرضه بالكسر قرضا: قطعته. يفال: جاء فلان وقد قرض رباطه. والفأرة تقرض الثوب. والقَرْضُ أيضاً: قول الشعر خاصَّةً. يقال قَرَضْتُ الشعر أقْرِضه، إذا قلته. والشعر قريض. ومنه قول عبيد بن الابرص:

حال الجريض دون القريض * والقريض أيضاً: ما يرُدُّهُ البعير من جرته. وكذلك المقروض. وبعضهم يحمل قول عبيد على هذا. والقراضة: ما سقط بالقَرْضِ، ومنه قُراضَةُ الذهب. والمِقْراضُ: واحد المقاريضِ. وقَرَضَ فلانٌ، أي مات. وانْقَرَضَ القومُ: دَرَجوا ولم يبقَ منهم أحدٌ. وقوله تعالى: {وإذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذات الشمالِ} ، قال أبو عبيدة: أي تخلِّفهم شمالاً وتجاوزهم وتَقْطعهم وتتركهم عن شمالها. ويقول الرجل لصاحبه: هل مررت بمكان كذا وكذا؟ فيقول المسئول: قَرَضْتُهُ ذاتَ اليمين ليلا. وأنشد لذى الرمة: إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف * شمالا وعن أيمانهن الفوارس * ومشرف والفوارس: موضعان. يقول نظرت إلى ظعن يقرضن، أي يجزن بين هذين الموضعين. والقرض: ما تعطيه من المال لتقضاه. والقرض بالكسر: لغة فيه، حكاها الكسائي. واستقرَضْتُ من فلان، أي طلبت منه القَرْضَ فأقْرَضَني. واقْتَرَضْتُ منه: أي أخذت منه القَرْضَ. والقَرْضُ أيضاً: ما سَلَّفْتُ من إحسان ومن إساءة ; وهو على التشبيه. قال الشاعر : كل امرئ سوف يجزى قرضه حسنا * أو سيئا ومدينا مثل ما دانا * وقال الله تعالى: {وأَقْرِضوا الله قَرْضاً حَسَنا} . وقَرَضْتُهُ قَرْضاً، وقارَضْتُهُ، أي جازيته. والتَقْريضُ مثل التقريظِ. يقال: فلان يُقرِّضُ صاحبَه، إذا مدحه أو ذمَّه. وهما يتقارَضانِ الخير والشرّ. قال الشاعر: إنَّ الغَنيَّ أخو الغَنيِّ وإنَّما * يَتَقارَضانِ ولا أخا للمُقْتِرِ * والمُقارَضَةُ: المضاربةُ. وقد قارَضْتُ فلاناً قِراضاً، أي دفعت إليه مالاً يتَّجِرُ فيه. ويكون الربحُ بينكما على ما تشترطان والوضيعة على المال. وابن مُقْرَضٍ: دُوَيْبَّةٌ يقال لها بالفارسية: " دله ". وهو قتال الحمام.
قرض: قرض: قطع بالمقراضين (بوشر) وفي رحلة ابن جبير (ص219) في الكلام عن أهل بغداد: يتبايعون بينهم بالذهب قرضا. وفيها (ص 220): فلا نفقة فيها إلا من دينار تقرضه. (انظر: قراضة).
قرض الحشيش: رعى الحشيش ورقه. يقال: رمت الشاة الحشيش: أخذته بشفتيها. (بوشر) وانظر: قرط.
قرض فلانا: اغتابه (فوك).
قرض: سحق، هرس، سخن، اخمد (بوشر).
قرض العسكر: أفناه وأباده وقضى عليه وهزمه شر هزيمة. (بوشر).
قرض فلانا: عامية اقرضه أي أعطاه قرضا وداينه. (محيط المحيط، باين سميث 1586 - 87).
قرض (بالتشديد): صرف وصر بأسنانه، كز على أسنانه. (باين سميث 1383).
قرض: رصع، غشى، لبس. ففي المنتخب من تاريخ دمشق (مخطوطة رقم 1516): وسقف الجامع مقرض بالذهب واللازورد.
تقارض مع = قارض. (فوك). انقرض: قرض، أعطي قرضا أي دينا. (باين سميث 1587).
قرض. قرض حسنة: إعارة، دين بلا مقابل. (بوشر).
قرض: جدارة، أهلية، استحقاق (الكالا) وفيه: ( Merecimiento= استحقاق).
أنت من قرضه وهو من قرضك: أنت من جنسه وهو من جنسك، أنت شبيه به وهو شبيه بك، أنت مثله وهو مثلك. (فوك).
قرض: سرعوب، ابن عرس، سمور، مثل ابن مقرض. (الملابس ص282، ص287 رقم 6، ابن خلكان 11: 136 طبعة وستنفيلد).
قرض: دويبة صغيرة تقرض الورق وتنخره (ابن العوام 2: 214) وقد ترجمها كليمنت -موليه إلى الفرنسية بما معناه عثة.
قرضة صغيرة للغاية: دودة الأطعمة وهي دويبة صغيرة جدا. (بوشر).
مقرض: في تاج العروس، وفي المحكم ومقرضات الاساقي دويبة تخرقها وتقطعها.
قرض: شجرة القرظ. (فوك) وانظر: قرض.
قرض: كسر، هشم. (دوماس حياة العرب (ص425).
قرض: في معجم فريتاج تصحيف قرظ. وقد ذكرت لفظت قرض في مخطوطة أ، من ابن البيطار (1: 213، 355) وفي معجم فوك: قرض.
وقد أخبرني السيد سيمونيه أنها الكلمة القاتالانية القديمة Classa والكلمة البروفانسية Casilha ( تصغير Casia) التي معناها acacia وإنها تحريفات لهذه الكلمة.
قرضة: قرض، سلفة، استدانة، عارية. (بوشر) همبرت ص107، باين سميث 1586 - 87).
قرضة: وضم، خشبة ضخمة يقطع عليها اللحم وغيره في المطبخ. (الكالا).
قرضة: انظرها في مادة قرض. (بوشر).
قراض: هو عند عامة الأندلس صنف من الجذام.
ففي الزهراوي (ص233 ق): وعلامته من قبل احتراق المرة الصفراء أو فسادها صفرة اللون ويبس الصدر وشقاق اليدين والرجلين وتقبيضها وتحولها وبول هؤلاء يكون إما أحمر صافي وإما اصفر يظهر هذا الداء قليلاً قليلا في مدة الزمان وهو بطئ البرد فإن زادت حرارة الصفراء على يبسها كان من ذلك تساقط المفاصل وتأكلها وهذا الصنف من الجذام تسميه العامة القراض.
قريض: أنظر قريص.
قراضة: تطلق هذه الكلمة في العراق على القطع الصغيرة من الدينار أو من الدرهم التي تقطع بالمقاريض والتي يتعامل بها في التجارة. (الحريري ص70، ابن خلكان 1: 621، ابن جبير (ص204).
ويقال: دينار قراضة ودينار أن قراضة (وهو ضد صحيح) حسب ما يقوله السيد دي غويه نقلا عن أبي إسحاق الشيرازي (ص 100).
وفي مارسيل: نحاس قراضة: نحاس قديم. (والفاء من خطأ الطباعة).
قراضة: عليل، منحرف المزاج، آلة طيعة. إنسان منهوك، شيء قليل القيمة. (بوشر).
قراض: مقرض، معير، دائن. (بوشر).
قراض: قارض، قاطع أطراف الشيء من مصطلحات المهنة، (بوشر).
قراض: ثالب، مغتاب، مشنع، قاذف، مفتر. (المعجم اللاتيني- العربي، فوك).
قراضة: دويبة تقرض الصوف. (تاج العروس).
مقرض: مقص. (فوك).
مقروض: حلوى تعمل من التمر والسمن والبسباسة (الرازيانج والشمار) والكمون والقرفة. (باجني ص151، ص154).
مقروض: حلوى تعمل من جريش الحنطة وكثير من العسل والقرفة (دوماس حياة العرب ص253، برجرن 266).
مقروضة: عجينة تعمل من دقيق الحنطة والسكر والسمن، وتكون على شكل قضبان أو اسطوانة وتقلى بزيت السمسم. ففي المقري (2: 125): وكان ابن الأشقر يذكر بالوقوع في الناس فناوله القاضي غضار المقروض فاستحسن الحاضرون فطنته.
أي أن القاضي أشار بذلك إلى قرض بمعنى اغتاب.
ويقال أيضا: اقترض عرض فلان أي وقع فيه واغتابه وثلبه. وقراض: مغتاب، ثالب، مفتر. وعند مارتن (ص82): مقروط.
مقروضة: انظر ما سبق.
المستقرضات= أيام العجوز (محيط المحيط في ص124).
قرض
قرَضَ يَقرِض، قَرْضًا، فهو قارِض، والمفعول مَقْروض
• قرَض الثّوبَ وغيرَه: قطعه بالمِقراض (المقصّ).
• قرَض الفأرُ الورقةَ: أكلها، قضمها "قرَض الخشبَ".
• قرَض فلانٌ الشِّعْرَ: قالَه أو نظمه "بدأ يقرض الشِّعر وهو ما زال صبيًّا".
• قرَض المكانَ: عَدَل عنه وتنكَّبه " {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ}: تُجاوزهم وتتركهم على شِمالها". 

أقرضَ يُقرض، إقراضًا، فهو مُقْرِض، والمفعول مُقْرَض
• أقرض فلانًا/ أقرضه مالاً/ أقرضه من ماله: أعطاهُ مالاً على أن يَرُدَّهُ إليه بعْد أجَلٍ مَعْلُومٍ "أقرضه ألفَ ريال- أقرض جاره ثوبًا- {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا}: دعوة من الله لبذل المال في سبيله، يتصدَّق خالصًا للَّه تعالى". 

استقرضَ يستقرض، اسْتقراضًا، فهو مُستقرِض، والمفعول مُستقرَض
• استقرض صديقَه مالاً/ استقرضَ من صديقه مالاً: طلب منه قَرْضًا "تستقرض الدُّول الفقيرة من الدُّول الغنيَّة". 

اقتَرضَ/ اقتَرضَ من يَقترض، اقتراضًا، فهو مُقْتَرِض، والمفعول مُقْترَض منه
• اقترض التِّلميذُ: (جب) أخذ رقمًا صغيرًا من رقم أكبر منه ليصبح ذا قيمة عدديّة أكبر من ذلك الذي اقترض منه في عمليّة الطرح.
• اقترض من فلان: أخَذَ منه قرْضًا، استَلَفَ منه "اقترض من البنك ألفَ دينار- اقترض مالاً من صديقه ليسدّ ديونَه". 

انقرضَ/ انقرضَ عن يَنقرض، انقراضًا، فهو مُنْقَرِض، والمفعول مُنقرَض عنه
• انقرضَ نَسْلُهُ: مُطاوع قرَضَ: انقطع.
• انقرض القومُ عن آخرهم: ماتوا، هلكوا وبادوا "انقرضت الديناصورات منذ القِدم- سلالات منقرضة- بعض اللّغات عرضة للانقراض". 

تقارضَ يتقارض، تقارُضًا، فهو مُتقارِض، والمفعول متقارَض
• تقارض الصَّديقان الكتبَ: أقرض كلّ منهما الآخرَ "تقارَضَ الناسُ الثَّناءَ- تقارضا الهدايا- تقارضا نظرات الغضب".
• تقارضوا الشِّعْرَ: تناشَدُوهُ. 

قارضَ يقارض، مُقارضَةً وقِراضًا، فهو مُقارِض، والمفعول مُقارَض
• قارض فلانًا:
1 - أعطاه قَرْضًا.
2 - دفع إليه مالاً ليتَّجر فيه ويكون الرِّبْحُ بينهما على ما يشترطان.
3 - جازاه، قابَلَ عَمَلَهُ السَّيِّئَ أو الخيِّر بمثله "قارضَ فلانًا الثناءَ- قارضته الزيارَة". 

انقراض [مفرد]:
1 - مصدر انقرضَ/ انقرضَ عن.
2 - (جو) اختفاء نوع من الأحياء من فوق وجه الأرض كلّه بدون رجعة. 

قارِض [مفرد]: ج قارِضون وقوارِضُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من قرَضَ.
2 - وصف يطلق على كلِّ حيوان ينتمي إلى رتبة القواضم كالجِرْذان وغيرها "الفأر حيوان قارض". 

قُراضة [مفرد]: ما سقط من المعدن نتيجة قرضه "قُراضَة الفضّة/ الذّهب".
• قُراضة الفأر: فُضالة ما قرضه من خبز ونحوه. 

قرَّاضة [مفرد]:
1 - دُوَيْبَّة تقرض الصُّوفَ.
2 - من يغتاب النَّاس، والتاء لزيادة المبالغة.
3 - أداة ذات فكّين تستخدم للإمساك أو الثني أو القصّ. 

قَرْض [مفرد]: ج قُرُوض (لغير المصدر):
1 - مصدر قرَضَ.
2 - مالٌ يُعطَى من البنك بفائدة بشرط أن يُعاد بعد أجَل معلوم "قَرْض قصير الأجل- قَرْض دُوَليّ- سدَّد القرض" ° قرض تحت الطَّلب: قرض يُسدّد عند الطلب- قَرْض حسن: ليس فيه ربا.
3 - ما يُقدّم من عمل يلتمس عليه الجزاء
 "الأيادي قروض [مثل]: يُضرب في المكافأة ومقابلة الإحسان بمثله- {وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا} ". 

قَريض [مفرد]: شِعر "فنّ القريض: قواعد نظم الشِّعْر- حال الجَرِيضُ دون القريض [مثل]: يُضربُ لأمرٍ يقف دونه عائق". 

مِقْراض [مفرد]: ج مقاريضُ: اسم آلة من قرَضَ: مِقَصٌّ تُقَلَّمُ به أغصانُ الشّجر أو تقصّ به الأظافرُ. 

مِقْرَض [مفرد]: ج مقارِضُ: اسم آلة من قرَضَ: مِقَصٌّ "مِقْرَضُ الأظافِر". 

مُنْقَرِض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انقرضَ/ انقرضَ عن.
2 - (حي) متعلِّق بنوع أو بمجموعة من الكائنات التي بادت كالدّيناصورات. 

قرض: القَرْضُ: القَطْعُ. قَرَضه يَقْرِضُه، بالكسر، قَرْضاً وقرَّضَه:

قطَعه.

والمِقْراضانِ: الجَلَمانِ لا يُفْرَدُ لهما واحد، هذا قول أَهل اللغة،

وحكى سيبويه مِقْراضٌ فأَفْرد.

والقُراضةُ: ما سقَط بالقَرْضِ، ومنه قُراضةُ الذَّهب.

والمِقْراضُ: واحد المَقارِيض؛ وأَنشد ابن بري لعدي بن زيد:

كلّ صَعْلٍ، كأَنَّما شَقَّ فِيه

سَعَفَ الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ

وقال ابن مَيّادةَ:

قد جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرةً،

إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب

(* قوله «مغفلات» كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة

بفتح فسكون فضم وهي التي تمسك الماء.)

وقال أَبو الشِّيصِ:

وجَناحِ مَقْصُوصٍ، تَحَيَّفَ رِيشَه

رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ المِقْراضِ

فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه. قال ابن بري: ومثله المِفْراصُ، بالفاء

والصاد، للحاذِي؛ قال الأَعشى:

لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا

وابنُ مِقْرَضٍ: دُوَيْبّة تقتل الحمام يقال لها بالفارسية دَلَّهْ؛

التهذيب: وابنُ مِقْرَض ذو القوائم الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ

للحَمام. ابن سيده: ومُقَرِّضاتُ الأَساقي دُويبة تَخْرِقُها

وتَقْطَعُها.والقُراضةُ: فُضالةُ ما يَقْرِضُ الفأْرُ من خبز أَو ثوب أَو غيرهما،

وكذلك قُراضاتُ الثوب التي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها الجَلَمُ.

والقَرْضُ والقِرْضُ: ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه،

وجمعه قرُوضٌ، وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة، وهو على التشبيه؛

قال أُمية ابن أَبي الصلت:

كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً،

أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا

وقال تعالى: وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً. ويقال: أَقْرَضْتُ

فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه. وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ

فيما بينهم، فهو من القُروضِ. الجوهري: والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ

لِيُقْضاه، والقِرْضُ، بالكسر، لغة فيه؛ حكاها الكسائي. وقال ثعلب:

القَرْضُ المصدر، والقِرْضُ الاسم؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني، وقد أَقْرَضَه

وقارَضَه مُقارَضةً وقِراضاً. واسْتَقْرَضْتُ من فلان أَي طلبت منه القَرْضَ

فأَقْرَضَني. وأَقْرَضْتُ منه أَي أَخذت منه القَرْض. وقَرَضْته قَرْضاً

وقارَضْتُه أَي جازَيتُه. وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى: مَنْذا

الذي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حسَناً، قال: معنى القَرْضِ البَلاء

الحسَنُ، تقول العرب: لك عندي قَرْضٌ حَسَنٌ وقَرْضٌ سَيِّء، وأَصل القَرْضِ ما

يُعطيه الرجل أَو يفعله ليُجازَى عليه، واللّه عزّ وجلّ لا يَسْتَقْرِضُ

من عَوَزٍ ولكنه يَبْلُو عباده، فالقَرْضُ كما وصفنا؛ قال لبيد:

وإِذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِه،

إِنما يَجْزِي الفَتَى ليْسَ الجَمَلْ

معناه إِذا أُسْدِيَ إِليكَ مَعْروفٌ فكافِئْ عليه. قال: والقرض في

قوله تعالى: منذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً، اسم ولو كان مصدراً لكان

إِقْراضاً، ولكن قَرْضاً ههنا اسم لكل ما يُلْتَمَسُ عليه الجزاء. فأَما

قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فجازيته، وأَصل القَرْضِ في اللغة القَطْعُ،

والمِقْراضُ من هذا أُخِذ. وأَما أَقْرَضْتُه فَقَطَعْتُ له قِطْعَةً

يُجازِي عليها. وقال الأَخفش في قوله تعالى: يُقْرِضُ، أَي يَفْعَلُ فِعْلاً

حسناً في اتباع أَمر اللّه وطاعته. والعَربُ تقول لكل مَن فعلَ إِلَيه

خَيْراً: قد أَحْسَنْتَ قَرْضِي، وقد أَقْرَضْتَني قَرْضاً حسناً. وفي

الحديث: أَقْرِضْ من عِرْضِكَ ليوم فَقْرِكَ؛ يقول: إِذا نالَ عِرْضَكَ رجل

فلا تُجازِه ولكن اسْتَبْقِ أَجْرَهُ مُوَفَّراً لك قَرْضاً في ذمته

لتأْخذه منه يوم حاجتك إِليْهِ.

والمُقارَضةُ: تكون في العَمَلِ السَّيِّء والقَوْلِ السَّيِّء يَقْصِدُ

الإنسان به صاحِبَه. وفي حديث أَبي الدرداء: وإِن قارَضْتَ الناسَ

قارَضُوك، وإِن تركْتَهم لم يَتْرُكوك؛ ذهَب به إِلى القول فيهم والطَّعْنِ

عليهم وهذا من القَطْعِ، يقول: إِن فَعَلْتَ بهم سُوءاً فعلوا بك مثله،

وإِن تركتهم لم تَسْلَمْ منهم ولم يَدَعُوك، وإِن سَبَبْتَهم سَبُّوكَ

ونِلْتَ منهم ونالُوا منك، وهو فاعَلْت من القَرْضِ. وفي حديث النبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم: أَنه حضَرَه الأَعْرابُ وهم يَسْأَلونه عن أَشياء:

أَعَلَيْنا حَرَجٌ في كذا؟ فقال: عبادَ اللّهِ رَفَع اللّهُ عَنّا الحَرَجَ

إِلا مَنِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً، وفي رواية: من اقْتَرَضَ عِرْضَ

مُسْلِمٍ؛ أَراد بقوله اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً أَي قطَعَه بالغِيبة

والطّعْنِ عليه ونالَ منه، وأَصله من القَرْض القطع، وهو افْتِعالٌ منه.

التهذيب: القِراضُ في كلام أَهل الحجاز المُضارَبةُ، ومنه حديث الزهري: لا

تَصْلُحُ مُقارَضةُ مَنْ طُعْمَتُه الحَرامُ، يعني القِراضَ؛ قال

الزمخشري: أَصلها من القَرْضِ في الأَرض وهو قَطْعُها بالسيرِ فيها، وكذلك هي

المُضارَبةُ أَيضاً من الضَّرْب في الأَرض. وفي حديث أَبي موسى وابني عمر،

رضي اللّه عنهم: اجعله قِراضاً؛ القِراضُ: المضاربة في لغة أَهل الحجاز.

وأَقْرَضَه المالَ وغيره: أَعْطاه إِيّاهُ قَرْضاً؛ قال:

فَيا لَيْتَني أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبابَتي،

وأَقْرَضَني صَبْراً عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ

وهم يَتقارضُون الثناء بينهم. ويقال للرجلين: هما يَتقارَضانِ الثناءَ

في الخير والشر أَي يَتَجازَيانِ؛ قال الشاعر:

يتَقارَضُون، إِذا التَقَوْا في مَوْطِنٍ،

نَظَراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ

أَراد نَظَر بعضِهم إِلى بعض بالبَغْضاء والعَداوَةِ؛ قال الكميت:

يُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجَمِيـ

ـلُ من التَّآلُفِ والتَّزاوُرْ

أََبو زيد: قَرَّظَ فلانٌ فلاناً، وهما يَتقارَظانِ المَدْحَ إِذا

مَدَحَ كلُّ واحد منهما صاحَبه، ومثله يتَقارَضان، بالضاد، وقد قرَّضَه إِذا

مَدَحَه أَو ذَمَّه، فالتَّقارُظُ في المَدْحِ والخير خاصّةً،

والتَّقارُضُ إِذا مدَحَه أَو ذَمَّه، وهما يتقارضان الخير والشر؛ قال

الشاعر:إِنَّ الغَنِيَّ أَخُو الغَنِيِّ، وإِنما

يَتقارَضانِ، ولا أَخاً للمُقْتِرِ

وقال ابن خالويه: يقال يتَقارَظانِ الخير والشرَّ، بالظاء أَيضاً.

والقِرْنانِ يتقارضان النظر إِذا نظر كلُّ واحد منهما إِلى صاحبه شَزْراً.

والمُقارَضةُ: المُضاربةُ. وقد قارَضْتُ فلاناً قِراضاً أَي دَفَعْتَ إِليه

مالاَ ليتجر فيه، ويكون الرِّبْحُ بينكما على ما تَشْتَرِطانِ

والوَضِيعةُ على المال. واسْتَقْرَضْتُه الشيءَ فأَقْرَضَنِيه: قَضانِيه. وجاء: وقد

قرَضَ رِباطَه وذلك في شِدَّةِ العَطَشِ والجُوعِ. وفي التهذيب: أَبو

زيد جاء فلان وقد قَرَض رِباطَه إِذا جاء مجْهُوداً قد أَشْرَفَ على الموت.

وقرَض رِباطه: مات. وقرَض فلان أَي مات. وقرَضَ فلان الرِّباطَ إِذا

مات. وقَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ من شيءٍ إِلى شيء. وانْقَرَضَ القومُ:

دَرَجُوا ولم يَبْقَ منهم أَحد.

والقَرِيضُ: ما يَرُدُّه البعير من جِرَّتِه، وكذلك المَقْرُوضُ، وبعضهم

يَحْمِلُ قولَ عَبيدٍ: حالَ الجَرِيضُ دون القَرِيضِ على هذا. ابن سيده:

قرَض البعيرُ جِرَّتَه يَقْرِضُها وهي قَرِيضٌ: مَضَغَها أَو ردَّها.

وقال كراع: إِنما هي الفَرِيضُ، بالفاء. ومن أَمثال العرب: حالَ الجَرِيضُ

دون القَرِيض؛ قال بعضهم: الجريض الغُصّةُ والقَرِيضُ الجِرَّة لأَنه

إِذا غُصَّ لم يَقْدِرْ على قَرْضِ جِرَّتِه. والقَرِيضُ: الشِّعْر وهو

الاسم كالقَصِيدِ، والتقْرِيضُ صِناعتُه، وقيل في قول عبيد بن الأَبرص حالَ

الجَرِيضُ دون القَرِيض: الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْرُ، وهذا

المثل لعَبيد بن الأَبرص قاله للمُنْذِر حين أَراد قتله فقال له: أَنشدني

من قولك، فقال عند ذلك: حال الجريض دون القريض؛ قال أَبو عبيد: القَرْضُ

في أَشياء: فمنها القَطْعُ، ومنها قَرْضُ الفأْر لأَنه قَطْعٌ، وكذلك

السيْرُ في البِلادِ إِذا قطعتها؛ ومنه قوله:

إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِف

ومنه قوله عزّ وجلّ: وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ.

والقَرْضُ: قَرْضُ الشعْر، ومنه سمي القَرِيضُ. والقَرْضُ: أَن يَقْرِضَ الرجُلُ

المالَ. الجوهري: القَرْضُ قولُ الشعْر خاصّةً. يقال: قَرَضْتُ الشعْرَ

أَقْرِضُه إِذا قلته، والشعر قرِيضٌ؛ قال ابن بري: وقد فرق الأَغْلَبُ

العِجْلِيُّ بين الرَّجز والقَرِيضِ بقوله:

أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا؟

كِلَيْهِما أَجِدُ مُسْتَرِيضا

وفي حديث الحسن: قيل له: أَكان أَصْحابُ رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم، يَمْزَحُون؟ قال: نعم ويَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ

ويُنشِدُونَه. والقَرِيضُ: الشِّعْرُ. وقرَضَ في سَيرِه يَقْرِضُ قَرْضاً: عدَل

يَمْنةً ويَسْرَةً؛ ومنه قوله عزّ وجلّ: وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ

الشِّمالِ؛ قال أَبو عبيدة: أَي تُخَلِّفُهم شِمالاً وتُجاوِزُهم

وتَقْطَعُهم وتَتْرُكُهم عن شِمالها. ويقول الرجل لصاحبه: هل مررت بمكان كذا وكذا؟

فيقول المسؤول: قرَضْتُه ذاتَ اليَمينِ ليلاً. وقرَضَ المكانَ يَقْرِضُه

قرْضاً: عدَل عنه وتَنَكَّبَه؛ قال ذو الرمة:

إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ

شِمالاً، وعنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ

ومُشْرِفٌ والفَوارِسُ: موضعان؛ يقول: نظرت إِلى ظُعُن يَجُزْنَ بين

هذين الموضعين. قال الفراء: العرب تقول قرضْتُه ذاتَ اليمينِ وقرَضْتُه ذاتَ

الشِّمالِ وقُبُلاً ودُبُراً أَي كنت بحِذائِه من كلِّ ناحية، وقرَضْت

مثل حَذَوْت سواء. ويقال: أَخذَ الأَمرَ بِقُراضَتِه أَي بطَراءَتِه

وأَوَّله. التهذيب عن الليث: التَّقْرِيضُ في كل شيء كتَقْرِيض يَدَي الجُعَل؛

وأَنشد:

إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى له

مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ أَفْلَحُ

قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو التَّفْرِيضُ، بالفاء، من الفَرْض

وهو الحَزُّ، وقوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فيها حُزوزاً، وهذا

البيتُ رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاه: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ،

وهو في شِعْر الشمَّاخِ. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال: من أَسماء

الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ والفاسِياء، ويقال لذكرها المُقَرَّضُ

والحُوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ.

قرض

1 قَرَضَهُ, aor. ـِ (S, M, A, &c.,) inf. n. قَرْضٌ, (S, M, Msb,) He cut it; (S, M, A, Mgh, Msb, K;) namely a thing, (S, Msb,) or a garment, or piece of cloth, (A, Mgh,) with the مِقْرَاض, (A, Mgh, Msb,) and with the مِقْرَاضَانِ; (Msb;) and in like manner, [or as signifying he cut it much, or frequently, or repeatedly,] you say, ↓ قرّضهُ, (M, TA,) inf. n. تَقْرِيضٌ: (TA:) this is the primary signification. (TA.) b2: Hence, (TA,) said of a rat, or mouse, (A'Obeyd, S, A, Mgh, Msb,) aor. and inf. n. as above, (S, * Msb, TA,) He [cut it with his teeth; gnawed it; or] ate it; (Msb;) namely a garment, or piece of cloth, (S, A, Mgh, Msb, TA,) and bread, &c. (TA.) You say also قَرَضَهُ بِنَابِهِ He cut it with his canine tooth, or fang. (A.) And قَرَضَ البَعِيرُ جَرَّتَهُ, (M, TA,) aor. as above, (A, TA,) and so the inf. n., (TA,) The camel chewed his cud: (M, A, TA:) or returned it [to his mouth, to be chewed again, or to his stomach]. (TA.) b3: [Hence also,] قَرَضَ رِبَاطَهُ, (S, M, A, K,) [lit.] He cut, or severed, his bond, i. e. the bond of his heart; and consequently, (TA,) (assumed tropical:) he died; (IAar, M, K, TA;) as also قَرَضَ alone, (S, [in which the former is not explained] O, Msb, K,) and قَرِضَ: (IAar, O, K:) or (assumed tropical:) he was at the point of death. (K.) And you say, جَآءَ وَقَدْ قَرَضَ رِبَاطَهُ (Az, Az, S, &c.) (assumed tropical:) He came harassed, or distressed, or fatigued, and at the point of death: (Az, Az:) or (tropical:) harassed, or distressed, by thirst, or by fatigue: (A:) or (assumed tropical:) in a state of intense thirst and hunger: (M:) said of a man: (S:) mentioned in the S in such a manner as [appears] to indicate that the verb has here the first of the significations mentioned in this art.; but this is not the case [as is shown in the S itself in art. ربط]. (TA.) See also 7.

A2: [Hence also,] قَرَضْتُ الوَادِى (assumed tropical:) I passed through, or across, the valley. (Msb.) It is said in the Kur, [xviii. 16,] وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ (assumed tropical:) And when it [the sun] set, to leave them behind on the left; to pass by and beyond them, leaving them on its left: (S, K:) so explained by AO, or by A'Obeyd: (so accord. to different copies of the S,) to leave them and pass by them on the left; not falling upon them at all: (Jel:) or to turn aside, or away, from them, on the left: (Msb:) or to be over against them, on the left: from قَرَضْتُهُ, meaning حَذَوْتُهُ, i. e. I was over against him, or it; as also ↓ أَقْرَضْتُهُ. (JK.) And a man says to his companion, Hast thou passed by such and such a place? and the man asked says قَرَضْتُهُ ذَاتَ اليَمِينِ لَيْلًا (assumed tropical:) [I passed by it, leaving it behind, on the right, by night]. (S.) The Arabs say, قَرَضْتُهُ ذَاتَ اليَمِينِ, and ذَاتَ الشِّمَالِ, and قُبُلًا, and دُبُرًا, (assumed tropical:) I was over against him, or it, on the right, and on the left, and before, and behind. (Fr.) You say also, قَرَضَ المَكَانَ, (M, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) (assumed tropical:) He turned aside, or away, from the place. (M, Msb, K.) and قَرَضَ فِى الأَرْضِ (assumed tropical:) He traversed the land. (Z.) And قَرَضَ فِى سَيْرِهِ, (M, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) (assumed tropical:) He turned to the right and left in his going or journeying. (M, K.) And قَرِضَ, like سَمِعَ, (assumed tropical:) He, or it, passed away from a thing to another thing. (IAar, Sgh, L, K.) A3: Hence also, (TA,) قَرَضَ الشِّعْرَ, (S, Msb, K,) aor. as above, (S, Msb,) and so the inf. n., (S,) (tropical:) He said, spoke, uttered, or recited, poetry; or he poetized, or versified; syn. قَالَ الشِّعْرَ: (A'Obeyd, S, K:) or he composed poetry according to rule: (Msb:) because poetry consists of cut feet: or because it is called قَرِيض as being likened to the cud: (A:) or because it is language cut out: (Msb:) or as being likened to a garment; as though the poet cut it and divided it into portions; although MF denies that this phrase is from قَرَضَ as signifying “ he cut: ” he has also assigned to قَرْضُ الشِّعْرِ a signification which belongs to تَقْرِيضٌ, q. v. (TA.) A4: Hence also, قَرَضَهُ as syn. with قَارَضَهُ, q. v. (TA.) 2 قَرَّضَ see 1, first signification.

A2: تَقْرِيضٌ also signifies (assumed tropical:) The art of poetry: (M, TA:) or the criticism thereof; the picking out the faults thereof; and the discriminating, by consideration, of what is good thereof from what is bad, both expressed and speculative. (TA.) A3: Also, like تَقْرِيظٌ; (assumed tropical:) The act of praising: or dispraising: (S, TA:) or it has both these contr. significations; (K, TA;) relating to good and to evil; whereas تقريظ relates only to praise and good. (TA.) You say, فُلَان يُقَرِّضُ صَاحِبَهُ (assumed tropical:) Such a one praises his companion: or dispraises him. (S.) 3 قارضهُ, inf. n. مُقَارَضَةٌ and قِرَاضٌ, (M,) [He lent to him, and received from him, a loan: or it signifies, or signifies also,] i. q. أَقْرَضَهُ, q. v. (L, TA.) b2: قِرَاضٌ (S, A, Msb, K) and مُقَارَضَةٌ, (S, A, K,) with the people of El-Hijáz, (TA,) also signify i. q. مُضَارَبَةٌ; (S, A, Mgh, Msb, K;) as though it were a contract for traversing the land [for traffic], (K,) from القَرْضُ فِى السَّيْرِ, or, as Z says, from القَرْضُ فِى الأَرْضِ, meaning “ the traversing the land,” like as مضاربة is from الضَّرْبُ فِى الأَرْضِ; (TA;) and the form of the contract is what is shown by the following explanation. (K.) You say, قَارَضْتُهُ, (S, A, Mgh,) or قَارَضْتُهُ مِنَ المَالِ, (Msb,) I gave to him property (S, A, Mgh, K *) مُضَارَبَةً, (A, Mgh,) [i. e.] that he might traffic with it, on the condition that the gain should be between us, and the loss should fall upon the property. (S, K. [See also ضَارَبَهُ.]) b3: قارضهُ, (S, K,) inf. n. مُقَارَضَةٌ, (TA,) also signifies (tropical:) He requited him; he compensated him; (S, K;) and so ↓ قَرَضَهُ, (S, K,) inf. n. قَرْضٌ. (TA.) Hence the saying of Abu-l-Wardà, (TA,) إِنْ قَارَضْتَ النَّاسَ قَارَضُوكَ وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوكَ (tropical:) (A, * TA) [If thou requite men their evil deeds, they will requite thee; and if thou leave them, they will not leave thee; and if thou flee from them, they will overtake thee]: meaning if thou do evil to them, they will do the like thereof to thee; and if thou leave them, thou wilt not be safe from them, for they will not let thee alone; and if thou revile them and injure them, they will revile thee and injure thee: he said this intending thereby to censure them: and it is from the signification of “ cutting. ” (TA.) [See also قَرْضٌ, below.] You say also, فُلَانٌ يُقَارِضُ النَّاسَ, inf. n. مُقَارَضَةٌ, (tropical:) Such a one accords, or agrees, with men. (A.) And قَارَضْتُهُ الزِّيَارَةَ (tropical:) [I interchanged visiting with him]. (A.) 4 اقرضهُ He cut off for him a portion, to be requited, or compensated, for it. (Sgh, K.) [And hence,] He gave him, or granted him, a قَرْض [or loan, or the like]; (S, M, A, * Mgh, * K;) and ↓ قَارَضَهُ signifies the same as اقرضهُ. (L, TA.) You say also, اقرضهُ المَالَ, (M, Msb,) وَغَيْرَهُ, (M,) [He lent him the property, &c.;] he gave him the property, &c., as a قَرْض; (M;) he gave him the property, [&c.,] to demand its return. (Msb.) It is said in the Kur, [lxxiii. 20,] وَأَقْرِضُوا اللّٰهَ قَرْضًا حَسَنًا [lit. And lend ye to God a good loan; meaning (assumed tropical:) give ye to God good service for which to be requited]: (S, TA:) it is not here said إِقْرَاضًا because the simple subst. [as distinguished from the inf. n.] is what is meant. (TA.) And again, in the same, [ii. 246, and lvii. 11,] مَنْ ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضًا حَسَنًا, meaning, accord. to Aboo-Is-hák the Grammarian, (assumed tropical:) [Who is he who will offer unto God] a good action or gift, or anything for which a requital may be sought? or, as Akh says, (assumed tropical:) Who will do a good action by following and obeying the command of God? (TA.) The Arabs say, قَدْ أَقْرَضْتَنِى قَرْضًا حَسَنًا (assumed tropical:) Thou hast done to me a good deed [which I am bound to requite]. (TA.) And it is said in a trad., أَقْرِضٌ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ (assumed tropical:) [Lend thou thine honour for the day of thy poverty]; meaning, when a man defames thee, do not thou requite him, but reserve his recompense undiminished for thee, as a loan for the payment of which he is responsible, that thou mayest receive it from him in the day of thy need thereof: (TA:) [but see عِرْضٌ.] b2: [And hence,] أَقْرَضَنِى الشَّىْءَ He gave, or paid, to me the thing. (M.) A2: مَا عَلَيْهِ مَا يُقْرِضُ عَنْهُ العُيُونَ فَيَسْتُرُهُ (assumed tropical:) [There is not upon him what will turn aside, or away, from him the eyes, and cover him]. (Ibn-'Abbád, Sgh.) A3: See alse 1, latter half.6 تَقَاْرَضَ [تَقَارَضَا They lent and received loans, each to and from the other.]

A2: [And hence,] هُمَا يَتَقَارَضَانِ الخَيْرَ وَالشَّرَّ (assumed tropical:) [They two interchanged good and evil, each with the other]; (IKh, S, K;) as also يتقارظان: (IKh:) [but see the latter in its proper place.] And هُمَا يَتَقَارَضَانِ المَدْحَ, (Az,) or الثَّنَآءَ, (A, Msb,) or الثَّنَآءَ بَيْنَهُمْ, (TA,) [or بَيْنَهُمَا, (in the M, هُمْ يَتَقَارَضُونَ الثَّنَآءَ بَيْنَهُمْ,)] (tropical:) They praise each other; (Az, Msb;) as also يتقارظان: (Az:) or they requite, or compensate, each other with praise. (TA.) And القِرْنَانِ يَتَقَارَضَانِ النَّظَرَ (assumed tropical:) The two opponents, or adversaries, look askance, with anger, each at the other: (S, K:) and يَتَقَارَضُونَ نَظَرًا (assumed tropical:) They look with enmity and vehement hatred, one at another. (TA.) And هُمْ يَتَقَارَضُونَ الزِّيَارَةَ (tropical:) [They interchange visiting]. (A.) El-Kumeyt, says, يَتَقَارَضُ الحَسَنَ الجَمِيلَ مِنَ التَّأَلُّفِ وَالتَّزَاوُرْ meaning, Interchanging what is good and comely, of sociable conduct and mutual visiting. (O.) b2: El-Hasan El-Basree, being asked whether the companions of the Apostle of God used to jest, or joke, answered, (TA,) نَعَمْ وَيَتَقَارَضُونَ, (K, * TA,) i. e. Yes, and they used to recite poetry [one to another]: (TA:) from قَرِيضٌ as signifying “ poetry. ” (K.) 7 انقرضوا (assumed tropical:) They passed away, or perished, [as though cut off,] (S, K,) all of them, (K,) not one of them remaining; (S;) as also ↓ قُرِضُوا [perhaps a mistake for قَرِضُوا: see 1]. (TA.) 8 اقترض He received what is termed قَرْض [a loan, or the like], (S, Msb, K,) i. q. اِسْتَلَفَ; (A;) مِنْهُ from him. (S, A, K.) A2: اقترض عِرْضَهُ (assumed tropical:) He defamed him, or spoke evil of him, behind his back or in his absence, or otherwise; syn. اِغْتَابَهُ: (K:) as though he cut off [somewhat] from his honour. (TA.) 10 استقرض مِنْ فُلَانٍ, (S, Msb, *) or استقرضهُ, (A, Mgh,) He sought, or demanded, of such a one what is termed قَرْض [a loan, or the like]. (S, A, * Mgh, * Msb.) b2: [And hence,] اِسْتَقْرَضْتُهُ الشَّىْءَ I sought, or demanded, of him the gift, or payment [in advance], of the thing. (M.) قَرْضٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and ↓ قِرْضٌ; (Ks, S, M, K;) or, accord. to Th, the former is an inf. n., and the latter a simple subst., but this [says ISd] does not please me; (M;) or the former is an inf. n. used as a subst.; (Mgh;) or a subst. from أَقْرَضْتُهُ المَالَ; (Msb;) [A loan: and the like:] a piece of property which a man cuts off from his [other] articles of property, and which, itself, he receives back; [in rendering the explanation in the Mgh, for the words فَيُعْطِيه عينًا in my copy of that work; I read فَيُقْضَاهُ عَيْنًا, which makes this agreeable with explanations given in other works;] but what is due to the one from the other as a debt is not so called; (Mgh, [see دَيْنٌ;]) what one gives, (S, Msb, K,) to another, (Msb,) of property, (S, Msb,) to receive it back, (S, K,) or to demand it back: (Msb:) or a thing that one gives to be requited for it, or to receive it back: (TA in art. فرض:) or a thing of which men demand the payment [or restitution], one of another: (M, L:) or a thing which a man gives, or (assumed tropical:) does, to be requited for it: (Aboo-Is-hák the Grammarian, and TA:) pl. قُرُوضٌ. (M, Msb.) You say, عَلَيْهِ قَرْضٌ [He owes a loan], and قُرُوضٌ [loans]. (A.) b2: Hence, (S, TA,) (tropical:) What one does, in order to be requited it, of good, and of evil. (S, K, TA.) See three exs. above, under 4. The Arabs also say, قَدْ أَحْسَنْتَ قَرْضِى, meaning (assumed tropical:) Thou hast done to me a good deed [which I am bound to requite]. (TA.) And لَكَ عِنْدِى قَرْضٌ حَسَنٌ, and قَرْضٌ سَيِّئٌ (assumed tropical:) I owe thee a good deed, and an evil deed. (Aboo-Is-hák the Grammarian, and TA.) قِرْضٌ: see قَرْضٌ.

قَرِيضٌ The cud: (Lth, A:) or what the camel returns [to his mouth, to be chewed again, or to his stomach,] of his cud; (S, K;) as also ↓ مَقْرُوضٌ: (S:) or it is applied to the cud (جِرَّة) of the camel, and signifies chewed: or, accord. to Kr, this is فَرِيضٌ, with ف. (M.) And hence, accord. to some, the saying حَالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ [explained in art. جرض]: but accord. to others, the last word in this saying has the signification next but one following. (S.) A2: The sound, or voice, of a man in dying. (Er-Riyáshee, in TA, art. جرض.) A3: (tropical:) Poetry: (S, M, A, Msb, K:) so called for one or another of the reasons mentioned under 1, last sentence but one; (A, Msb, TA;) of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (Msb:) El-Aghlab El-'Ijlee distinguishes between it and رَجَز. (IB.) قُرَاضَةٌ [Cuttings; clippings; and the like;] what falls by the action termed القَرْض; (S, A, * Mgh, * K;) as, for instance, of gold, (S, TA,) and of silver; and of a garment, or piece of cloth, which a tailor cuts with his shears; (TA;) and of this last, and of bread, (JK, TA,) &c., (TA,) by the gnawing (قَرْض) of a rat, or mouse: (JK, A, Mgh, TA:) pl. قُرَاضَاتٌ. (TA.) b2: [Hence,] أَخَذَ الأَمْرَ بِقُرَاضَتِهِ (assumed tropical:) He took the thing, or affair, in its fresh state. (M, L.) b3: [Hence also,] قُرَاضَةُ المَالِ (assumed tropical:) [The refuse, or] what is bad, vile, paltry, or of no account, of property. (TA.) b4: قُرَاضَةٌ also relates to an evil action, and an evil saying, which one man directs against another. (TA.) [What is meant by this is not clear to me.]

قَرَّاضَةٌ A certain creeping insect (دُوَيْبَّة) that eats wool. (TA.) b2: [And hence, app.,] (assumed tropical:) A man who defames others, or speaks evil of them, behind their backs, or otherwise; syn. مُغْتَابٌ لِلنَّاسِ. (TA.) اِبْنُ مِقْرَضٍ, (S, M, A, Msb,) [in one copy of the S, ابن مُقْرِضٍ, and in another, ابن مُقَرَّضٍ,] like مِقْوَد, (Msb,) [A species of weasel;] a certain small beast (دُوَيْبَّة), (S, M, Msb,) called in Persian دَلَهٌ, (S, Msb,) or دَلَّهٌ, (as in one copy of the S,) whence the arabicized word دَلَقٌ, (Msb,) which kills pigeons, (S, M, A,) seizing upon their throats, and it is a species of rat; (A;) the longbacked quadruped that kills pigeons: (Lth, O, Msb:) this last explanation is given by the author of the Bári', after saying that it is a small beast (دويبّة), like the cat, which is in houses, and, when angry, gnaws clothes: (Msb:) accord. to some, i. q. النِّمْسُ [q. v.]: (Msb:) pl. بَنَاتُ مِقْرَضٍ. (A, (Msb.) مُقَرِّضَاتُ الأَسَاقِى A [kind of] small creeping thing (دُوَيْبَّة), which makes holes in, and cuts, skins used for water or milk. (M.) مِقْرَاضٌ is the sing. of مَقَارِيضُ; (S, Msb, K;) and a pair thereof is called مِقْرَاضَانِ: (Msb, K:) the مِقْرَاض is [A single blade of a pair of shears or scissors;] a thing with which one [shears, or clips, or] cuts; and when you speak of the two together, you do not say مِقْرَاضٌ, as the vulgar say, but مِقْرَاضَانِ; (Msb;) which last is syn. with جَلَمَانِ [a pair of shears]; a word, accord. to the lexicologists having no sing.; but Sb mentions مِقْرَاضٌ, thus using the sing. form: (M:) or مِقْرَاضٌ and مِقْرَاضَانِ signify the same; [a pair of shears;] like جلَمٌ and جَلَمَانِ, and قَلَمٌ and قَلَمَانِ: (Msb in art. جلم:) or مِقْرَاضٌ signifies جَلَمٌ صَغِيرٌ [a small pair of shears; i. e. a pair of scissors]: (JK:) 'Adee Ibn-Zeyd uses the expression شَفْرَتَا مِقْرَاضٍ [the two blades of a pair of shears or scissors] in a poem; (IB;) and other poets use the sing., مقراض: (TA:) and مِفْرَاصٌ, with ف and ص, signifies the same. (IB.) Hence the saying, لِسَانُ فُلَانِ مِقْرَاضُ الأَعْرَاضِ (tropical:) [The tongue of such a one is the detractor of reputations]. (TA.) مَقْرُوضٌ pass. part. n. of قَرَضَهُ. b2: See قَرِيضٌ.
قرض
قَرَضَهُ يَقْرِضُهُ قَرْضاً: قَطَعَهُ، هَذَا هُوَ الأَصلُ فِيهِ، ثمَّ اسْتُعملَ فِي قَطْعِ الفَأْرِ والسَّلَفِ والسَّيرِ، والشِّعْرِ، والمُجازاة، ويُقَالُ: قَرَضَهُ قَرْضاً جازاهُ كقَارَضَهُ مُقارَضَةً. وَمن الأَخيرِ قَوْلُ أَبي الدَّرْداءِ: إنْ قارَضْتَ النَّاسَ قارَضُوكَ، وإنْ تركتَهُمْ لمْ يَتْرُكوكَ، وإنْ هَرَبْتَ منهمْ أَدْرَكوكَ. وَقد سبقَ ذِكرُ الحديثِ فِي ع ر ض، يَقُول: إنْ فعلتَ بهم سوءا فَعَلوا بكَ مِثْلَهُ، وإنْ تركتَهُمْ لم تسلَمْ منهمْ وَلم يَدَعوكَ، وإنْ سبَبْتَهُمْ سَبُّوكَ، ونِلتَ مِنْهُم ونالوا مِنْك. ذَهَبَ بِهِ إِلَى القولِ فيهِمْ والطَّعْن عَلَيْهِم، وَهَذَا من القَطْع. وقَرَضَ الشِّعْرَ قَرْضاً: قالَهُ خاصَّةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبيدٍ. قالَ شَيْخُنَا: وَمن قالَ: إنَّ قَرْضَ الشِّعْر من قَرَضَ الشَّيْءَ، إِذا قَطَعَهُ، كالسَّيِّدِ قُدِّسَ سرُّه فِي حواشيهِ عَلَى شرح المِفْتاح، فَقَدْ أَبعدَ، كَمَا أَوْضحتُه فِي حَاشِيَة المُخْتَصَرِ. انْتَهَى. قُلْتُ: لم يُبعد السَّيِّدُ فِيمَا قالَهُ فإِنَّ القَرْضَ أَصلُه فِي القَطْعِ، ثمَّ تُفرَّعُ عَلَيْهِ الْمعَانِي كلُّها بحسَبِ المراتبِ، ويشهدُ لذَلِك قَوْل الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب. والتَّركيبُ يدلُّ عَلَى القَطْعِ، وَكَذَلِكَ قَوْل أَبي عُبيدٍ: القَرْضُ فِي أَشْياءَ، فذكرَ فِيهَا قَرْضَ الفأْرِ وسَيْر البلادِ وقَرْضَ الشِّعْر والسَّلف والمُجازاةِ فَإِذا شُبِّه الشِّعْرُ بالثَّوبِ، وجُعلَ الشَّاعرُ كَأَنَّهُ يَقْرِضُهُ، أَي يَقْطَعُهُ ويُفصِّلُه ويُجزِّئهُ، فأَيّ بُعْدٍ فِيهِ فَتَأَمَّلْ. قالَ شَيْخُنَا ثمَّ ظاهِرُ المُصَنِّفِ كالصّحاح وغيرِهِ أنَّ قَرْضَ الشِّعْر هُوَ قَوْلُهُ. وَالَّذِي ذَكَرَه أَئمَّةُ الأَدب، كحَازِمٍ وغيرِهِ أَنَّ قَرْضَ الشِّعْر هُوَ نَقْدُه ومعرفَةُ جَيِّدِه مِنْ رَديئه قَوْلاً ونَظَراً. قُلْتُ: هَذَا الَّذي ذَكَرَهُ شَيْخُنَا عَن أئمَّةِ الأَدبِ إنَّما هُوَ فِي التَّقْريضُ دونَ القَرْضِ، كَمَا سَيَأْتِي فتأَمَّلْ.
وَمن المَجازِ: جاءَنا وَقد قَرَضَ رِباطَه، ذَكَرَ الجَوْهَرِيّ هَذَا اللَّفظَ عَقِيبَ قولهِ: قَرَضْتُ الشَّيْءَ أَقْرِضُه بالكَسْرِ قَرْضاً: قَطَعْتُه، ثمَّ قالَ: يُقَالُ: جاءَ فلانٌ وَقد قَرَضَ رِباطَهُ. والفأْرَةُ تَقْرِضُ الثَّوبَ، هَذَا سِياقُ كلامِه، فَهَذَا يدلُّ عَلَى أَنَّهُ أَرادَ بقولِهِ قَرَضَ رِباطَهُ تَبْيينَ القَرْضِ بمَعْنَى القَطْعِ وتأكيدَه، وليسَ كَذلِكَ، بَلْ مَعْنَاهُ كَمَا قالهُ ابنُ الأَعْرَابيّ، أَي ماتَ. والرِّباطُ: رِباطُ القلبِ،)
وَمن قُطعَ رِباطُ قلبِهِ فَقَدْ هَلَك. أَو مَعْنَاهُ: إِذا جاءَ مَجْهوداً وَقَدْ أَشرفَ عَلَى الموتِ. وَهُوَ قَوْل أَبي زيدٍ، كَمَا نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ. وَقَالَ غيرُهُ: أَي جاءَ فِي شدَّةِ العَطَشِ والجوعِ. وقَرَضَ فِي سيرِهِ يُقْرِضُ قَرْضاً: عدلَ يُمنةً ويُسرةً وقالَ الجَوْهَرِيّ: ويقولُ الرَّجُلُ لصاحِبه: هلْ مَرَرْتَ بمكانِ كَذَا وكَذا، فيقولُ المسؤول: قَرَضْتُهُ ذاتَ اليمينِ لَيْلًا. يُقَالُ: قَرَضَ المكانَ يَقْرِضُهُ قَرْضاً: عَدَلَ عَنهُ وتَنَكَّبَهُ، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:
(إِلَى ظُعُنٍ يقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ ... شِمالاً وعَنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوَارِسُ)
ومُشرفٌ والفَوارسُ موضِعان. يَقُولُ: نظرتُ إِلَى ظُعُنٍ يَجُزْنَ بَيْنَ هذينِ المَوْضِعَيْنِ. انْتَهَى.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: العربُ تَقول: قَرضْتُهُ ذاتَ اليمينِ، وقَرَضْتُهُ ذاتَ الشِّمالِ، وقُبُلاً، ودُبُراً، أَي كنتُ بِحِذائِه من كلِّ ناحيةٍ. وقَرَضَ الرَّجُلُ: ماتَ، هَكَذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كقَرِضَ، بالكَسْرِ، وَهَذِه عَن ابنُ الأَعْرَابيّ. وَقَدْ جمعَ بَيْنَهما الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب، ونبَّه عَلَيْهِ فِي التَّكْمِلَة أَيْضاً. وَمن أَمثالِهمْ: حَال الجَريضُ دُونَ القَرِيضِ قَالَه عَبِيد بنُ الأَبرص حينَ أَرادَ المُنذِرُ قتلَهُ فقالَ: أَنْشِدْني مِنْ قولكَ، فقالَ ذَلِك، وَقَدْ تَقَدَّم فِي ج ر ض قيلَ: الجَريضُ: الغُصَّةُ. والقَريضُ: مَا يردُّهُ البَعيرُ من جِرَّتهِ، كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقالَ اللَّيْثُ: القَريضُ: الجِرَّةُ، لأنَّهُ إِذا غُصَّ لم يقْدِرْ عَلَى قَرْضِ جِرَّتِهِ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: قَرَضَ البعيرُ جِرَّتهُ يَقْرِضُها قَرْضاً، وَهِي قَريضٌ: مَضَغَها أَو ردَّها. وَقَالَ كُراع: إنَّما هِيَ الفَريضُ بالفاءِ وَقَدْ تَقَدَّم فِي موضِعِهِ. وَقيل الجرِيضُ فِي المثَلِ: الغَصَصُ، والقَريضُ الشِّعْرُ، كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، أَي حالَ مَا هالهُ دُون شِعْره، وَلذَا صارَ يَقُولُ: أَقْفَرَ من أَهْلِهِ عَبِيدُ فاليَوْمَ لَا يَبْدِي وَلَا يَعيدُ والشِّعْرُ قَريضٌ، فَعيلٌ بمَعْنَى مفْعولٍ، كالقَصيدِ ونَظَائِرِه. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقَدْ فرَّقَ الأَغْلبُ العِجْلِيُّ بَيْنَ الرَّجَزِ والقَريضِ بقَوْله: أَرجزاً تُريدُ أَمْ قَرِيضا كِلَيْهِما أُجِيدُ مُسْتَرِيضَا والقُراضَةُ: بالضَّمِّ: مَا سقطَ بالقَرْضِ، أَي بقَرْضِ الفأْر من خُبزٍ، أَو ثوبٍ، أَو غيرِهِما، وَكَذَلِكَ قُراضاتُ الثَّوبِ الَّتِي يَقْطَعُها الخيَّاطُ ويَنْفيها الجَلَمُ، وكَذلِكَ قُراضَةُ الذَّهبِ والفِضَّةِ. والمِقْراضُ:)
واحدُ المقاريضِ، هَكَذا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ بالإِفْراد. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعَدِيٍّ بنِ زَيْدٍ:
(كلُّ صعْلٍ كأَنَّما شَقَّ فيهِ ... سَعَفَ الشرْيِ شَفْرَتَا مِقْراضِ)
وقالَ ابنُ مَيَّادَةَ:
(قَدْ جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرَةً ... إِذا اسْتَوَى مُغْفِلاتُ البِيدِ والحدَب)
وَقَالَ أَبو الشِّيص:
(وجنَاحِ مقْصُوصٍ تَحيَّفَ ريشَهُ ... رَيْبُ الزَّمانِ تَحَيُّفَ المِقْراضِ)
فَقَالُوا مِقْراضاً فأَفْرَدوه. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: ومثلُهُ المِفْراصُ، بالفاءِ والصَّاد، وَقَدْ تَقَدَّم فِي مَوْضِعه. وهما مِقْراضانِ تثنيَةُ مِقْراض. وَقَالَ غيرُ سِيبَوَيْه من أَئمَّةِ اللُّغةِ: المِقْراضانِ: الجَلَمانِ، لَا يُفردُ لَهما واحدٌ. والقَرْضُ، بالفَتْحِ كَمَا هُوَ الْمَشْهُور، ويُكسرُ، وَهَذِه حَكَاهَا الكِسائِيُّ، كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ثعلبٌ: القَرْضُ الْمصدر، والقَرْضُ الاسمُ. قالَ ابنُ سِيدَه: لَا يُعْجِبُني. وَفِي اللّسَان: هُوَ مَا يَتَجازَى بِهِ النَّاسُ بَيْنَهم ويَتَقاضَوْنَهُ، وجمْعُهُ قُرُوضٌ. قالَ الجَوْهَرِيّ: هُوَ مَا سلَّفْتَ مِنْ إِساءةٍ أَوْ إِحسان، وَهُوَ مَجازٌ عَلَى التَّشبيهِ، وأَنْشَدَ للشَّاعرِ، وَهُوَ أُميَّةُ ابنُ أَبي الصَّلْتِ:
(كُلُّ امرئٍ سوفَ يُجْزَى قَرْضَهُ حَسَناً ... أَوْ سَيِّئاً أَوْ مَدِيناً مِثْلَ مَا دَانَا)
وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لِلَبيدٍ، رَضِيَ الله عَنْه:
(وَإِذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِهِ ... إنَّما يَجْزِي الفَتَى لَيْسَ الجَمَلْ)
وَفِي اللّسَان: مَعْنَاهُ إِذا أُسدِيَ إليكَ معروفٌ فكافِئْ عَلَيْهِ. وَفِي الصّحاح: القَرْضُ: مَا تُعْطيهِ من المالِ لتُقْضَاهُ. وَقَالَ أَبو إسحاقَ النَّحَوِيُّ فِي قَوْله تَعَالَى مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً قالَ: معنى القَرْضِ: البلاءُ الحَسَنُ. تقولُ العربُ: لكَ عندِي قَرْضٌ حسنٌ، وقَرْضٌ سيِّئٌ.
وأَصلُ القَرْضِ: مَا يُعطيهِ الرَّجُلُ أَو يفعلَهُ ليُجازَى عَلَيْهِ. وَالله عَزَّ وَجَلّ لَا يَسْتَقْرِضُ مِنْ عَوَزٍ ولكنَّه يبلو عبادَهُ، فالقَرْضُ كَمَا وَصَفْنا. قالَ: وَهُوَ فِي الْآيَة اسمٌ لكُلِّ مَا يُلْتَمَسُ عَلَيْهِ الجَزاءُ، وَلَو كانَ مصدرا لكانَ إِقْراضاً. وأَمَّا قَرَضْتُهُ قَرْضاً فمعناهُ جازَيْتُهُ، وأَصلُ القَرْضِ فِي اللُّغة القَطْعُ. وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي قَوْله تَعَالَى يُقْرِضُ أَي يفعلُ فعلا حَسَناً فِي اتِّباعِ أَمرِ اللهِ وطاعَتِه.
والعربُ تقولُ لكلِّ من فعلَ إِلَيْه خيرا: قَدْ أَحْسَنْتَ قَرْضِي، وَقَدْ أَقْرَضْتَني قَرْضاً حسنا. فِي الحَدِيث: أَقْرِضْ مِنْ عِرْضِك ليَوْمِ فَقْرِكَ يَقُولُ: إِذا اقْتَرَضَ عِرِضَكَ رَجُلٌ فَلَا تُجازِهِ وَلَكِن)
اسْتَبْقِ أَجرَهُ موْفوراً لكَ قَرْضاً فِي ذِمَّتهِ مِنْهُ يومَ حاجَتِكَ إِلَيْه. وقَوْلُه تَعَالَى: وَإِذا غَرَبتْ تُقْرِضُهُم ذاتَ الشِّمالِ فِي الصّحاح: قالَ أَبو عُبَيْدَة، كَذَا فِي أَكثرِ النُّسخِ، وَفِي بعضِها: أَبو عُبَيْدٍ: أَي تُخَلِّفُهُمْ شِمالاً، وتجاوِزُهُمْ وتقطَعُهُمْ وتترُكهم عَلَى شِمالِها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَقَدْ تَقَدَّم مَا يتعلَّقُ بِهِ قَريباً، عِنْد قَوْله: قَرَضَ المكانَ: عَدَلَ عَنهُ وتَنَكَّبَه، ولوْ ذَكَرَ الآيَةَ هُناك كانَ أَحسنَ وأَشْمَلَ. وقَرضَ الرَّجُلُ، كسَمِعَ: زالَ من شيءٍ إِلَى شيءٍ، عَن ابنُ الأَعْرَابيّ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وصاحبُ اللّسَان، وَقَدْ تَقَدَّم عنهُ أَيْضاً قَرِضَ، بالكَسْرِ، إِذا ماتَ، فالمُصَنِّفُ فرَّقَ قوْلَيْهِ فِي محَلَّيْنِ. والمَقارِضُ: الزَّرْعُ القليلُ، عَن ابنِ عبَّادٍ، قالَ: وَهِي أَيْضاً المواضِعُ الَّتي يَحْتاجُ المُسْتَقِي إِلَى أَنْ يَقْرِضَ، أَي يَميحَ الماءَ مِنْهَا. قالَ: وشِبْهُ مَشَاعِلَ يُنْبَذُ فِيهَا، وَنَحْوهَا مِنْ أَوعيَةِ الخمرِ، قالَ: والجِرارُ الكِبارُ: مَقَارِضُ، أَيْضاً. وأَقْرَضَهُ المالَ وغيرَهُ: أَعطاهُ إيَّاهُ قَرْضاً، قالَ الله تَعَالَى: وأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً ويُقَالُ: أَقْرَضْتُ فلَانا، وَهُوَ مَا تُعطيهِ ليَقْضِيَكَهُ، وَلم يقلْ فِي الآيَةِ إقْراضاً، إلاَّ أَنَّهُ أَرادَ الاسمَ، وَقَدْ تَقَدَّم البحثُ فِيهِ قَرِيبا. وَقَالَ الشَّاعر:
(فَيَا لَيْتَني أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبَابَتِي ... وأَقْرَضَني عَن الشَّوْقِ مُقْرِضُ)
وأَقْرَضَهُ: قَطَعَ لَهُ قِطعةً يُجازِي عَلَيْهَا، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وَقَدْ يكونُ مُطاوِعَ اسْتَقْرضَهُ. والتَّقْريضُ مثلُ التَّقْريظ: المَدْحُ أَو الذَّمُّ، فَهُوَ ضِدٌّ. ويُقَالُ التَّقْريضُ فِي الخيرِ والشَّرِّ، والتَّقْريظُ فِي المَدْحِ والخَيرِ خاصَّةً، كَمَا سَيَأْتِي. وانْقَرَضوا: دَرَجوا كلُّهم، وكَذلِكَ قَرضُوا، وعِبَارَةُ الصّحاح: وانْقَرَضَ القومُ: دَرَجوا وَلم يبقَ مِنْهُم أَحَدٌ فاخْتَصَرَها بقولهِ: كلُّهُم، وَهُوَ حَسَنٌ.
واقْتَرَضَ مِنْهُ، أَي أَخَذَ القَرْضَ. واقْتَرَضَ عِرْضهُ: اغْتابَهُ لأنَّ المُغْتاب كَأَنَّهُ يقطَعُ من عِرْضِ أَخيهِ. ومِنْهُ الحَدِيث: عِبادَ الله، رفَعَ اللهُ عنَّا الحَرَجَ إلاَّ منِ اقْتَرَضَ امْرأً مُسلِماً وَفِي رِوَايَة: منِ اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ. أَراد قطَعَه بالغِيبة والطَّعن عَلَيْهِ والنَّيْلِ مِنْهُ، وَهُوَ افْتِعالٌ من القَرْضِ. والقِراضُ والمُقارَضَةُ، عِنْد أَهلِ الحِجازِ: المُضارَبَةُ، ومِنْهُ حَدِيث الأّزْهَرِيّ: لَا تَصْلُحُ مُقارَضَةُ مَنْ طُعْمتُهُ الحَرامُ كَأَنَّهُ عقدٌ عَلَى الضَّربِ فِي الأَرضِ والسَّعْيِ فِيهَا وقطْعِها بالسَّيرِ. من الْقَرْض فِي السّير وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَصلُها من القَرْضِ فِي الأَرضِ وَهُوَ قطْعُها بالسًّيْرِ فِيهَا. قالَ: وكَذلِكَ هِيَ المُضارَبَةُ أَيْضاً من الضَّرْبِ فِي الأَرضِ. وَفِي حديثِ أَبي مُوسى: اجْعَلْهُ قِراضاً وصُورتُهُ، أَي القِراض، أَنَ يَدْفَعَ إِلَيْهِ مَالا ليَتَّجِرَ فِيهِ، والرِّبْحُ بَيْنَهما عَلَى مَا يَشْتَرِطانِ، والوَضيعَةُ عَلَى المالِ، وَقَدْ قارَضَه مُقارَضَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هكَذَا. وَقَالَ) أَيْضاً: هُما يَتَقارَضَانِ الخيرَ والشَّرَّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِر:
(إِنَّ الغَنِىَّ أَخُو الغَنِيِّ وإِنَّما ... يَتَقَارَضَانِ وَلَا أَخَا للمُقْتِرِ)
وَقَالَ غيرُه: هُما يَتَقَارَضانِ الثَّناءَ بَيْنَهُمْ، أَي يَتَجَازَيانِ. وَقَالَ ابنُ خالَويْه: يُقَالُ: يَتَقَارَظَانِ الخيرَ والشَّرَّ. بالظَّاء أَيْضاً، وَقَالَ أَبو زيدٍ: هُما يَتَقارَظانِ المَدْحَ، إِذا مَدَحَ كلُّ واحدٍ منهُما صاحبهُ ومثلهُ يتقارضان، بالضَّاد، وسَيَأْتِي. قالَ الجَوْهَرِيّ: والقِرْنانِ يَتَقارَضَانِ النَّظَر، أَي ينظُرُ كلٌّ منهُما إِلَى صاحبهِ شَزْراً. قُلْتُ: ومِنْهُ قَوْل الشَّاعر:
(يَتَقارَضونَ إِذا الْتَقَوْا فِي مَوْطِنٍ ... نَظَراً يُزيلُ مواطِئَ الأَقْدامِ)
أَرادَ ينظُرُ بعضُهُمْ إِلَى بعضٍ بالعَداوَةِ والبَغْضاءِ. وكانتِ الصَّحابَةُ، وَهُوَ مأْخوذٌ مِنْ حديثِ الحَسَنِ البَصْرِيّ قيلَ لهُ: أَكانَ أَصحابُ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم يَمْزَحون قالَ: نعم، ويَتَقارَضون، وَهُوَ منَ القَرِيضِ للشِّعرِ أَي يَقُولُونَ القَرِيضَ ويُنْشِدونَه. وأَمَّا قَوْلُ الكُميت:
(يُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجمِي ... لُ من التَّآلُفِ والتَّزاوُرْ)
فمَعْناهُ أنَّهُمْ كَانُوا مُتَآلِفينَ يَتَزاوَرون ويَتَعاطَوْنَ الجميلَ، كَمَا فِي العُبَاب. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: التَّقْريضُ: القَطْعُ، قَرَضَهُ وقَرَّضَهُ بِمَعْنى، كَمَا فِي المُحكم. وابنُ مِقْرِضٍ: دُويْبَّةٌ يُقَالُ لَهَا بالفارِسِيَّة دَلَّهْ، وَهُوَ قَتَّالُ الحَمَام، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَضَبطه هَكَذا كمِنْبَر، وَفِي التَّهْذيبِ: قالَ اللَّيْثُ: ابنُ مِقْرِضٍ. ذُو القَوائمِ الأرْبَعِ، الطَّويلُ الظَّهْرِ قَتَّالُ الحَمَامِ. وَنقل فِي العُبَاب أَيْضاً مثله.
وزادَ فِي الأَساس: أَخَّاذٌ بحُلُوقِها، وَهُوَ نوعٌ من الفيرانِ. وَفِي المُحكم تَخْرِقُها وتَقْطَعُها.
والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَغفلَ عَن ذِكرِهِ. وقارَضَهُ، مِثْلُ أَقْرَضَهُ، كَمَا فِي اللّسَان.
واسْتَقْرَضْتُ مِنْ فلانٍ: طلبتُ مِنْهُ القَرْضَ، فأَقْرَضَني، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. والقُراضَةُ تكونُ فِي العملِ السيِّئِ والقولِ السَّيِّئِ يَقْصِدُ الإِنسانُ بهِ صاحِبُهُ. واسْتَقْرَضَهُ الشَّيْءَ: اسْتَقْضاهُ، فأَقْرَضَهُ: قَضَاهُ. والمَقْروضُ: قَرِيضُ البَعير. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. والقَرْضُ: المَضْغُ. والتَّقْريضُ: صِناعَةُ القَرِيضِ، وَهُوَ معرفَةُ جَيِّدِهِ مِنْ رَديئِهِ بالرَّوِيَّةِ والفِكْرِ قولا ونَظَراً. وقَرَضْتُ قَرْضاً، مِثْلُ حَذَوْتُ حَذْواً. ويُقَالُ: أَخَذَ الأَمر بقراضَتِه أَي بطَرَاءَتِهِ، كَمَا فِي اللّسَان. ويُقَالُ: مَا عَلَيْهِ قِراضٌ وَلَا خِضَاضٌ، أَي مَا يقْرِضُ عَنهُ العُيونَ فيَسْتُرُه، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عَن ابنِ عبَّادٍ. وذكَرَ اللَّيْثُ هُنَا التَّقْريضَ بمَعْنَى التَّحْزِيزِ. قالَ الأّزْهَرِيّ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، والصَّوابُ بالفاءِ وَهَكَذَا روى بَيْت الشَّمّاخ، وَقَدْ تَقَدَّم فِي ف ر ض. وقُراضَةُ المالِ: رَديئُه وخَسيسُه. والقَرَّاضَةُ، بالتَّشديد،)
المُغْتابُ للنَّاسِ، وأَيضاً دُوَيْبَّةٌ تَقْرِضُ الصُّوفَ. وَمن المَجازِ قَوْلهم: لِسانُ فلانٍ مِقْراضُ الأَعْراضِ. والمَقْروضَةُ: قريةٌ باليمنِ ناحِيةَ السّحول، وَمِنْهَا أَبو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يحيَى الهَمْدانيُّ الفَقيهُ.
قرض
القَرْضُ: ضرب من القطع، وسمّي قطع المكان وتجاوزه قَرْضاً، كما سمّي قطعا. قال: وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ
[الكهف/ 17] ، أي: تجوزهم وتدعهم إلى أحد الجانبين، وسمّي ما يدفع إلى الإنسان من المال بشرط ردّ بدله قَرْضاً، قال: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً
[البقرة/ 245] ، وسمّي المفاوضة في الشّعر مُقَارَضَةً، والقَرِيضُ للشّعر، مستعار استعارة النّسج والحوك.

قصر

قصر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس قُصِر الرجالُ على أَربع من أجل أَمْوَال الْيَتَامَى. قَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْمُنْذر عَن سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: قُصِر الرِّجَال على أَربع يَعْنِي أنّهم حُبسوا على أَربع وَلم يُؤذَن لَهُم فِي نِكَاح أَكثر منهنّ وَذَلِكَ لقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى: {وإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوْا فِي اليْتَاَمَى فَأنْكِحُوْا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} . قَالَ: حدّثنَاهُ ابْن علية عَن أَيُّوب عَن سعيد بن جُبَير فِي هَذِه الْآيَة وَذكروا الْيَتَامَى فَنزلت {وإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا} إلىقوله: {فَاِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوْا فَوَاِحَدةٌ} يَقُول: فَكَمَا خِفْتُمْ أَن لَا تقسطوا فِي الْيَتَامَى فَكَذَلِك خَافُوا أَن لَا تعدلوا بَين النِّسَاء. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا تَأْوِيل قَوْله: قُصِر الرِّجَال على أَربع من أجل أَمْوَال الْيَتَامَى.

قصر


قَصَرَ(n. ac. قُصُوْر)
a. ['An], Fell short of, did not reach; failed to attain, to
accomplish; left, relinquished; desisted, abstained from;
quitted, ceased from.
b. [Bi], Fell short, failed; was cheap.
c. [Fī], Stopped, became remiss in.
d. Ceased, left off.
e.(n. ac. قَصْر), Shortened; cut, clipped; curtailed, contracted;
abridged, abbreviated; narrowed, cramped.
f.(n. ac. قَصْر), Confined, restricted; restrained.
g. [acc. & Fī], Secluded, shut, pent up in.
h. [acc. & 'Ala], Restricted to; confided exclusively to (
affair ).
i. ['Ala], Appropriated, retained for (himself).
j. [acc. & 'An], Withheld, debarred from.
k.(n. ac. قَصْر
قِصَاْرَة), Cleaned, whitened, bleached, fulled (
cloth ).
l. see IV (e)
قَصِرَ(n. ac. قَصَر)
a. Had a stiff neck.

قَصُرَ(n. ac. قَصْر
قِصَر
قِصَاْرَة)
a. Was, became short; was too short.
b. ['An], Was too short for.
c. Was niggardly.

قَصَّرَa. Shortened, curtailed; clipped.
b. see I (a) (c), (k).
e. [Fī], Was slow over, remiss in; failed over.
f. Was stingy over.

قَاْصَرَ
a. [ coll. ], Punished, chastised.

أَقْصَرَa. see I (a) (f).
c. Ceased, left off (rain).
d. Was weak, powerless; was old.
e. Was afternoon, evening; was late; came in the
afternoon, in the evening.
f. Brought forth short children.

تَقَصَّرَa. Became shortened, contracted; shrank.
b. [Bi], Clung, was attached to.
c. see I (d)
تَقَاْصَرَa. Appeared, feigned himself short, small.
b. Became abject, contemptible.
c. see I (a)
& V (a).
إِقْتَصَرَ
a. ['Ala], Limited, restricted himself to.
b. ['Ala
or
Bi], Was satisfied, contented with.
إِسْتَقْصَرَa. Deemed short, too short; considered remiss.

قَصْرa. Shortness, brevity, smallness, littleness.
b. Remissness, negligence, slothfulness;
powerlessness.
c. Restriction.
d. Limit, end; utmost.
e. Afternoon; evening.
f. (pl.
قُصُوْر), Castle, palace; pavilion; fortress; mansion.
g. Fire-wood.

قِصْرَىa. see 4t (c)
قِصْرِيّa. Corn left in the ear ( after threshing ).

قُصْرَةa. see 1 (a) (b).
قُصْرَىa. see 4t (c)b. The shortest rib.
c. (pl.
قُصَر), fem. of
أَقْصَرُ
(a).
قَصَرa. see 1 (b)b. Stiff neck.
c. see 4t (c)
قَصَرَة
(pl.
قَصَر
أَقْصَاْر
38)
a. Base of the neck; nape; neck.
b. Piece, fragment; remains.
c. Husks of corn.

قِصَرa. see 1 (a)
أَقْصَرُ
(pl.
أَقَاْصِرُ)
a. Shorter; shortest.
b. (pl.
قُصْر), One having a stiff neck.
مَقْصَر
(pl.
مَقَاْصِرُ
مَقَاْصِيْرُ)
a. see 1 (e)b. Insufficiency; smaller quantity; less.

مَقْصَرَةa. see 1 (e)
مَقْصِرa. see 1 (e) & 17
(b).
مِقْصَر
مِقْصَرَة
20ta. Stick, staff, beater.

قَاْصِرa. see 25 (a)b. Minor; ward.
c. Cold (water).
قَصَاْرa. see 1 (b) (d).
قِصَاْرa. Shortening, clipping ( of hair ).

قِصَاْرَةa. Cleaning, bleaching, fulling.

قُصَاْرa. see 1 (d)
قُصَاْرَةa. see 4t (c)b. see مَقْصُوْرَة
(a).
قُصَاْرَىa. see 1 (d)
قَصِيْر
(pl.
قِصَاْر قُصَرَآءُ)
a. Short; small; dwarfish; dwarf.
b. Short, contracted; restricted.

قَصِيْرَة
(pl.
قِصَاْر قَصَاْئِرُ
& reg. )
a. fem. of
قَصِيْر
(a), (b).
c. Confined, secluded; kept at home.

قَصُوْرَةa. see 25t (c)b. Nuptial chamber, alcove.

قُصُوْرa. see 1 (b)
قَصَّاْرa. Cleaner, bleacher, fuller.

قَصْرَآءُa. fem. of
أَقْصَرُ
(b).
مَقَاْصِرُ
a. [art.], The close of the evening.
مَقَاْصِيْرُa. see 44
N. P.
قَصڤرَa. Shortened; limited, restricted; restrained.
b. Terminating with a single alif (noun).
c. Cleaned, bleached, whitened, fulled.
d. [ coll. ], Bleached cloth.

N. Ag.
قَصَّرَa. Niggardly, stingy.
b. see 28c. Impotent; incapable.

N. Ac.
قَصَّرَa. Shortening; contraction; curtailment;
abridgment.
b. Incapacity; incompetency; insufficiency;
inadequateness.
c. see 1 (b)
مَقْصُوْرَة (pl.
مَقَاْصِرُ
مَقَاْصِيْرُ)
a. Enclosure: chamber, apartment, sanctuary; cabinet
closet.
b. Chancel ( of a church ).
c. see 25t (c) & 26t
(b) & N. P.
قَصڤرَ
تِقْصَار تِقْصَارَة (pl.
تَقَاْصِيْر)
a. Collar, necklace.

قَوْصَرَّة (pl.
قَوَاصِر)
a. Date-basket.
b. Woman.

قَاصِر الطَّرْف
a. Modest, unpretentious.

قَاسِر اليَد
a. Powerless, impotent.
b. Niggardly.

قَصِيْر النَّسَب
a. One whose father is well-known.

هُوَ مُقَاصِرِي
a. His palace, mansion &c. is opposite mine.

هُوَ إِبْن عَمِّي
قَُصْرَةً
هُوَ إِبْن عَمِّي
قَصِيْرَةً
a. He is my cousin german.

قَُصَارُك أَن تَفْعَل
هٰذَا
قُصَارَاك أَن تَفْعَل
هٰذَا
a. That will be as much as thou canst do.

جَآءَ مُقْصِرًا
a. He came at dusk.
رَضِيَ بِمَقْصَِر مِمَّا كَان
يُحَاوِلُ
a. He was content with less than he was seeking.

لَيْسَ عَنْعُ مِن مَقْصَر
a. It is impossible to keep him off.

قَيْصَر
a. see under
قَيَصَ

قَصْطَل
a. Dust.
باب القاف والصاد والراء معهما ق ص ر، ص ق ر، ق ر ص، ر ق ص مستعملات

قصر: القَصْرُ: الغاية، وهو القُصار والقُصَارى، قال العباس بن مرداس:

للهِ دركَ لم تمنى موتنا ... والموتُ، ويحكَ، قصرُنا والمرجعُ

والقَصْرُ: المجدل أي الفدن الضخم. وجمع المَقصُورةِ مقاصيرُ، وهو حيث يقوم الإمام في المسجد. وهذا قَصْرُكَ أي أجلك وموتك وغايتك. واقتَصَرَ على كذا أي قنع به. وقال في وصية: والشك لبني عمي قَصْرة أي يُقْصرٌ به عليهم خاصة لا يعطى غيرهم. واقتَصَرَ على أمري أي أطاعني. والقَصْرُ: كفك نفسك عن شيء، وقَصَرْتُ نفسي على كذا أقصرها قصرا. وقَصَرْتُ طرفي أي لم أرفعه إلى ما لا ينبغي. وقاصِرُ الطرف قريب من الخاشع. قاصِراتُ الطَّرْفِ*

في القرآن أي قَصَرْنَ طرفهن على أزواجهن لا يرفعن إلى غيرهم ولا يردن بدلاً. وقَصرْت لجام الدابة. وقَصرْتُ الصلاة قَصْراً وقصرتها. والقاصِرُ: كل شيء قَصَرَ عنك، وأقصَرَ عما كان عليه. وتقاصَرَتْ إليه نفسه ذلاً. وقَصَرْتُ عن هذا الأمر أقْصُرُ قُصُوراً وقَصْراً، وأقْصَرْتُ عنه أي كففت، قال الشاعر:

لولا حبائلُ من نعم علقتُ بها ... لأقْصَرَ القلبُ عنها أي إقصارِ

وقَصَر عني الوجع قُصُوراً أي ذهب. وقَصَرَ عني الغضب مثله إذا لم تغضب ونحو ذلك. وامرأة مقصورةُ الخطو، شبهت بالمقيد الذي يُقَصِّر القيد خطوه. وقَصَرْتُ بفلان أي أعطيته مخسوساً، والتَّقصير فيما يشبه من هذا المعنى. وقَصُرَ الشيء قِصَراً، وهو خلاف طال طولاً وقَصَّرْتُه أي صيرته قَصيراً. والمقصُورةُ: المحبوسة في بيتها وخدرها لا تخرج، قال:

من الصيفِ مقصُورٌ عليها حجالها

والمقصُورُ من نعت الحجال، والقصيرةُ: المرأة المحجوبة في الحجلة. وتقاصَرْتُ عن الشيء إذا لم أبلغه على عمد. والمقصُورةُ: كل ناحية الدار على حيالها محصنة، قال:

ومن دون ليلى مصمتات المقاصِرِ

والقُصَيْرَى: الضلع التي تلي الشاكلة بين الجنب والبطن، والقصرى جائز. والقَصَارُ يَقصُرُ الثوب قَصْراً وقِصارةً، والقِصارةُ فِعله. والقَوْصَرَّة: وعاء للتمر من قصب، ويخفف في لغة، قال:

أفلحَ من كانَ له قَوْصَرَّهْ ... يأكلُ منها كلَّ يومٍ مَرَّهْ

والقَصَرُ: كعابر الزرع الذي يخرج من البر وفيه بقية من الحب، وهي القُصْرى والقُصارةُ. والقَصَرةُ: أصل العنق، وكذلك عنق النخلة أيضاً، ويجمع القَصَرَ والقَصَراتِ. وقال أبو عبيدة: كان الحسن يقرأ إنها ترمي بشرر كالقَصَرِ، كأنه جمالات صفر ويفسر أن الشرر يرتفع فوقهم كأعناق النخل ثم ينحط عليهم كالأينق السود. والقَصَرُ داء يأخذ في القَصَرةِ فتغلظ، وبعير قَصِرٌ، ويجوز في الشعر أقصَرُ، قد قَصِرَ قَصَراً من قَصِرٌ، وهو الكزاز. وجاءت نادرة عن الأعشى [وهي] جمع قصيرة على قِصارة قال:

لا ناقصي حسب ولا ... أيد إذا مدت قِصاره

والقَصرُ معروف، وجمعه قصور والقَصْرُ: قبل اصفرار الشمس لأنك تقتصِرُ على أمر قبل غروب الشمس سميت بهذا. وأقصرَنْا: صرنا في ذلك الوقت.

صقر: الصَّقْرُ من الجوارح، وبالسين جائز. والصّاقِرةُ والصّاقُورة: النازلة الشديدة، لم يسمع إلا بالصاد والصّاقُورةُ: اسم السماء الدنيا. والصّاقُورةُ: باطن القحف المشرف على الدماغ فوقه كأنه قعر قصعة. والصّاقُورةُ: المطرقة. والصَّقْر لغة في السَّقر، وهو شدة الوقع، قال:

إذا مالت الشمس اتقى صَقَراتِها

يعني شدة وقع الشمس. والصَّقرُ: ما تحلب من العنب والتمر من غير عصر. وما مصل من اللبن فآنمازت خثارته، وصفت صفوته فإذا حمضت كانت صباغاً طيباً، ويجوز بالسين. والصَّوْقَريرُ: حكاية صوت طائر يُصوقِرُ ، في صياحه تسمع نحو هذه النغمة في صوته. ولا تنكر السين في كل صاد تجيء قبل القاف.

قرص: قَرَصَه بلسانه وإصبعه يَقْرُصُه قَرْصاً أي تقبض على الجلد بإصبعين غمزة توجعه. ولا تزال تقرصني منهم قَرْصةٌ أي كلمة مؤذية، قال:

قَوارصُ تأتيني وتحتقرونَها ... وقد يملأ القطرُ الإِناء فيفعمُ

والقُرْصُ من الخبز وشبهه، والجميع القِرَصة، والواحدة الصغيرة قُرْصةٌ، والتذكير أعم. والقُرصُ: عين الشمس عند الغروب. ولبن وشراب قارِصٌ: يحذي اللسان. والقَريصُ لغة في القريس. وقَرصتُ العجين: قطعته قُرْصةً. وكل ما أخذت شيئاً بين شيئين وعصرت أو قطعت فقد قَرَصْتَه. والقُرّاصُ: نبات، قال الأخطل:

كأنه من ندى القُرّاصِ مختضب

الواحدة قُرّاصةٌ

رقص: الرَّقصُ والرِّقصُ والرَّقصانُ ثلاث لغات. ولا يقال يَرقُصُ إلا للاعب والإبل ونحوه، وما سوى ذلك ينقز ويقفز. والسراب أيضاً يرقُصُ، والحمار إذا لاعب عانته، قال:

حتى إذا رَقَصَ اللوامع بالضحَى ... واجتابَ أرديةَ السرابِ ركامُها

والنبيذ إذا جاش [فهو يرقُصُ] ، قال حسان:

بزجاجةٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها ... رَقْصَ القَلوصِ براكب مستعجل
قصر: {قاصرات الطرف}: قصرن أبصارهن على أزواجهن. {مقصورات}: مخدرات، والحجلة تسمى المقصورة.
(قصر) فلَان عَن الْأَمر تَركه وَهُوَ لَا يقدر عَلَيْهِ وَفِي الْأَمر تهاون فِيهِ وَفِي الْعَطِيَّة قللها فَهُوَ مقصر وَالشَّيْء صيره قَصِيرا وَالصَّلَاة قصرهَا وشعره وَمن شعره حذف مِنْهُ شَيْئا وَلم يستأصله وَالثَّوْب دقه وبيضه فَهُوَ مقصر
القصر: في اللغة الحبس، يقال، قصرت اللقحة على فرس، إذا جعلت لبنها له لا لغيره، وفي الاصطلاح: تخصيص شيء بشيء وحصره فيه، ويسمى الأمر الأول: مقصورًا، والثاني: مقصورًا عليه، كقولنا في القصر بين المبتدأ والخبر: إنما زيد قائم وبين الفعل والفاعل، نحو: ما ضربت إلا زيدا، والقصر في العروض: حذف ساكن السبب الخفيف، ثم إسكان متحركه، مثل إسقاط نون فاعلاتن وإسكان تائه، ليبقى: فاعلات، ويسمى: مقصورًا.

القصر الحقيقي: تخصيص الشيء بالشيء بحسب الحقيقة وفي نفس الأمر بأن لا يتجاوزه إلى غيره أصلًا، والقصر الإضافي، هو الإضافة إلى شيء آخر، بألا يتجاوزه إلى ذلك الشيء، وإن أمكن أن يتجاوزه إلى شيء آخر في الجملة.
(قصر) - في حديث سَلْمانَ: "قال لَأبي سُفيانَ - رضي الله عنهما - لقد كَان في قَصَرة هذا مَوَاضِعُ لَسُيُوفِ المُسلمين"
القَصَرَةُ: أَصْلُ الرَّقَبة والشَّجَرة.
والقَصَرُ: دَاءٌ يأخذ في العُنُق فيَلْتَوِى منه.
: أي كان في الأَوْقات أَهْلًا لأن يُقتَل لو كانوا حُرصَاءَ علي قَتْلِهِ.
- في الحديث: "لئِنْ كنْتَ أقْصَرْتَ الخُطبةَ لقد أعْرَضْتَ المسأَلةَ"
: أي جِئتَ بالخُطبة قَصيرةً.
وأَقْصَرَتْ: ولدَت قِصارًا، وأَعْرضَتْ: ولدت عِراضًا.
- في حديث عمر: "أنّه مَرَّ برجُل قَدْ قَصَر الشَعرَ في السُّوقِ فعاقَبَه"
: أي جَزَّه. وإنما عاقَبَه لأنّ الرِّيحَ تَحْمِلُه فتُلقيه في الَأطعِمةِ.
- في حديث عَلْقَمَةَ: "إذَا خَطَب في نِكاحٍ قَصرَّ دون أَهلِهِ " : أي خَطَب إلى مَنْ هو دُونَه.
(قصر)
عَن الْأَمر قصورا عجز وكف عَنهُ والسهم عَن الهدف لم يبلغهُ وَالطَّعَام نقض وغلا وَالنَّفقَة بالقوم لم تبلغ بهم مقصدهم وَالشَّيْء قصرا أَخذ من طوله فَجعله أقل طولا والقيد ضيقه وَيُقَال قصر لَهُ من قَيده قَارب وَالصَّلَاة وَمِنْهَا صلى ذَات الْأَرْبَع الرَّكْعَات اثْنَتَيْنِ بِحَسب ترخيص الشَّرْع وَالشعر قصّ مِنْهُ شَيْئا وَلم يستأصله وَالشَّيْء على الْأَمر رده إِلَيْهِ وَيُقَال قصر الشَّيْء على كَذَا لم يُجَاوز بِهِ إِلَى غَيره وَقصر در نَاقَته على فرسه جعلهَا لَهُ خَاصَّة وَقصر غلَّة كَذَا على عِيَاله جعلهَا لَهُم خَاصَّة وقصرها على نَفسه أمْسكهَا لنَفسِهِ وَالشَّيْء حَبسه وَيُقَال قصر نَفسه على كَذَا حَبسهَا عَلَيْهِ وألزمها إِيَّاه وَالدَّار حصنها بالحيطان وَالثَّوْب قصرا وقصارة دقه وبيضه واللون أزاله أَو خففه (محدثة)

(قصر) قصرا أَخذه وجع فِي عُنُقه فالتوى فَهُوَ قصر وأقصر وَهِي قصرة وقصراء

(قصر) الشَّيْء قصرا وقصرا وقصارة ضد طَال فَهُوَ قصير (ج) قصار وقصراء وَهِي قَصِيرَة (ج) قصار وقصارة
قصر ربع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمُزَارعَة أَن أحدهم كَانَ يشْتَرط ثَلَاثَة جداول والقُصارة وَمَا سقِِي الرّبيع وَنهى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن ذَلِك.قَوْله: يشْتَرط ثَلَاثَة جداول يَعْنِي أَنَّهَا كَانَت تشْتَرط على الْمزَارِع أَن يَزْرَعهَا خَاصَّة لربّ المَال. وَأما القُصارة فَإِنَّهُ مَا بَقِي فِي السنبل من الْحبّ بَعْدَمَا يداس ويُدْرَس وَأهل الشَّام يسمونه القِصْري. وَكَذَلِكَ [يرْوى -] فِي حَدِيث جَابر بن عبد الله قَالَ: كُنَّا نخابر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنصيب من القِصْري وَمن ذكا وكَذَا فَقَالَ النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو يمنحها أَخَاهُ. وَأما مَا سقِِي الرّبيع فَإِن الرّبيع النَّهر الصَّغِير مثل الْجَدْوَل وَالسري وَنَحْوه وَجمعه أربعاء. وَإِنَّمَا كَانَت هَذِه شُرُوطًا يشترطها رب المَال لنَفسِهِ خَاصَّة سوى الشَّرْط على الثُّلُث وَالرّبع فنرى أَن نهي النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن الْمُزَارعَة إِنَّمَا كَانَ لهَذِهِ الشُّرُوط لِأَنَّهَا مَجْهُولَة لَا يدْرِي أتسلم أَو تعطب فَإِذا كَانَت الْمُزَارعَة على غير هَذِه الشُّرُوط بِالثُّلثِ أَو الرّبع أَو النّصْف فَهِيَ طيبَة إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
ق ص ر : قَصَّرْتُ الصَّلَاةَ وَمِنْهَا قَصْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْقُرْآنُ قَالَ تَعَالَى {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} [النساء: 101] وَقُصِرَتْ الصَّلَاةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ مَقْصُورَةٌ.
وَفِي حَدِيثٍ «أَقَصُرَتْ الصَّلَاةُ» وَفِي لُغَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَقْصَرْتُهَا وَقَصَّرْتُهَا وَقَصَرْتُ الثَّوْبَ قَصْرًا بَيَّضْتُهُ وَالْقِصَارَةُ بِالْكَسْرِ الصِّنَاعَةُ وَالْفَاعِلُ قَصَّارٌ وَقَصَرْتُ عَنْ الشَّيْءِ قُصُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ عَجَزْتُ عَنْهُ وَمِنْهُ قَصَرَ السَّهْمُ عَنْ الْهَدَفِ قُصُورًا إذَا لَمْ يَبْلُغْهُ وَقَصَرَتْ بِنَا النَّفَقَةُ لَمْ تَبْلُغْ بِنَا مَقْصِدَنَا فَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ مِثْلُ خَرَجْتُ بِهِ وَأَقْصَرْتُ عَنْ الشَّيْءِ بِالْأَلِفِ أَمْسَكْتُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ قَصَرْتُ قَيْدَ الْبَعِيرِ قَصْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ ضَيَّقْتُهُ وَقَصَرْتُ عَلَى نَفْسِي نَاقَةً أَمْسَكْتُهَا لِأَشْرَبَ لَبَنَهَا فَهِيَ مَقْصُورَةٌ عَلَى الْعِيَالِ يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا أَيْ مَحْبُوسَةٌ وَقَصَرْتُهُ قَصْرًا حَبَسْتُهُ وَمِنْهُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] وَمَقْصُورَةُ الدَّارِ الْحُجْرَةُ مِنْهَا وَمَقْصُورَةُ الْمَسْجِدِ أَيْضًا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِيَ مُحَوَّلَةٌ عَنْ اسْمِ الْفَاعِلِ وَالْأَصْلُ قَاصِرَةٌ لِأَنَّهَا حَابِسَةٌ كَمَا قِيلَ حِجَابًا مَسْتُورًا أَيْ سَاتِرًا وَأَقْصَرْتُ عَلَى كَذَا اكْتَفَيْتُ بِهِ وَقَصُرَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ قِصَرًا وِزَانُ عِنَبٍ خِلَافُ طَالَ فَهُوَ قَصِيرٌ وَالْجَمْعُ قِصَارٌ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ قَصَّرْتُهُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27] .
وَفِي لُغَةٍ قَصَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَقْصَرْتُهُ إذَا أَخَذْتَ مِنْ طُولِهِ وَقَصْرُ الْمَلِكَ مَعْرُوفٌ جَمْعُهُ قُصُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْقَوْصَرَّةُ بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ وِعَاءُ التَّمْرِ يُتَّخَذُ مِنْ قَصَبٍ. 
ق ص ر: (الْقَصْرُ) وَاحِدُ (الْقُصُورِ) . وَقَوْلُهُمْ: (قَصْرُكَ) أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وَ (قَصَارُكَ) بِفَتْحِ الْقَافِ فِيهِمَا وَ (قُصَارَاكَ) بِضَمِّ الْقَافِ أَيْ غَايَتُكَ وَآخِرُ أَمْرِكَ وَمَا اقْتَصَرْتَ عَلَيْهِ. وَ (الْقَوْصَرَّةُ) بِالتَّشْدِيدِ مَا يُكْنَزُ فِيهِ التَّمْرُ مِنَ الْبَوَارِي وَقَدْ تُخَفَّفُ. وَ (الْقَصَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَصْلُ الْعُنُقِ وَالْجَمْعُ (قَصَرٌ) وَمِنْهُ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: « {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ} [المرسلات: 32] » وَفَسَّرَهُ بِقَصَرِ النَّخْلِ يَعْنِي أَعْنَاقَهَا. قُلْتُ: قَالَ الْهَرَوِيُّ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَرَّهُ بِأَعْنَاقِ الْإِبِلِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فُسِّرَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ بِأَعْنَاقِ الْإِبِلِ وَبِأَعْنَاقِ النَّخْلِ. وَ (قَصَرَ) الشَّيْءَ حَبَسَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (مَقْصُورَةُ) الْجَامِعِ. وَ (قَصَرَ) عَنِ الشَّيْءِ عَجَزَ عَنْهُ وَلَمْ يَبْلُغْهُ وَبَابُهُ دَخَلَ يُقَالُ: قَصَرَ السَّهْمُ عَنِ الْهَدَفِ. وَ (قَصُرَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ ضِدُّ طَالَ يَقْصُرُ (قِصَرًا) بِوَزْنِ عِنَبٍ. وَ (قَصَرَ) مِنَ الصَّلَاةِ وَقَصَرَ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا لَمْ يُجَاوِزْ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَامْرَأَةٌ (قَاصِرَةُ) الطَّرْفِ لَا تَمُدُّهُ إِلَى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَ (قَصَرَ) الثَّوْبَ دَقَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَمِنْهُ (الْقَصَّارُ) وَ (قَصَّرَهُ تَقْصِيرًا) مِثْلُهُ. وَالتَّقْصِيرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَالشَّعْرِ مِثْلُ الْقَصْرِ. وَالتَّقْصِيرُ فِي الْأَمْرِ التَّوَانِي فِيهِ. وَ (الْقَصِيرُ) ضِدُّ الطَّوِيلِ وَالْجَمْعُ (قِصَارٌ) . وَ (قَيْصَرُ) مَلِكُ الرُّومِ. وَ (الِاقْتِصَارُ) عَلَى الشَّيْءِ الِاكْتِفَاءُ بِهِ. وَ (أَقْصَرَ) عَنْهُ كَفَّ وَنَزَعَ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ. فَإِنْ عَجَزَ قُلْتَ: قَصَرَ عَنْهُ بِلَا أَلِفٍ مَعَ فَتْحِ الصَّادِ. وَ (أَقْصَرَ) مِنَ الصَّلَاةِ لُغَةٌ فِي قَصَرَ. وَأَقْصَرَتِ الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ أَوْلَادًا قِصَارًا وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وَإِنَّ الْقَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ» وَ (اسْتَقْصَرَهُ) عَدَّهُ مُقَصِّرًا أَوْ قَصِيرًا. 
(ق ص ر) : (الْقَصْرُ) الْحَبْسُ (وَمِنْهُ) مَقْصُورَةُ الدَّارِ لِحُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهَا (وَمَقْصُورَةُ) الْمَسْجِدِ مَقَامُ الْإِمَامِ (وَقَصْرُ الصَّلَاةِ) فِي السَّفَرِ أَنْ يُصَلِّيَ ذَاتَ الْأَرْبَعِ رَكْعَتَيْنِ (وَقَصْرُ الثِّيَابِ) أَنْ يَجْمَعَهَا الْقَصَّارُ فَيَغْسِلَهَا (وَحِرْفَتُهُ الْقِصَارَةُ) بِالْكَسْرِ (وَالْقُصُورُ) الْعَجْزُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فِي حَجَرِ الْكَعْبَةِ (قَصَرَتْ) بِهِمْ النَّفَقَةُ وَيَشْهَدُ لِهَذَا لَفْظُ مُتَّفَقِ الْجَوْزَقِيِّ عَجَزَتْ بِهِمْ النَّفَقَةُ وَالْبَاء فِيهِمَا لِلتَّعَدِّيَةِ وَالْمَعْنَى عَجَزُوا عَنْ النَّفَقَةِ كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَالْفِعْلُ مِنْهَا كُلِّهَا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْقِصَرُ) خِلَافُ الطُّولِ (وَالْقُصْرَى) تَأْنِيثُ الْأَقْصَرِ تَفْضِيل الْقَصِير وَأُرِيدَ بِسُورَةِ النِّسَاء (الْقُصْرَى) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: 1] (وَفِيهَا) {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ} [الطلاق: 4] وَالْمَشْهُورَة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} [النساء: 1] (وَبِالطُّولَى) سُورَةُ الْبَقَرَةِ (وَفِيهَا) {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] وَالْغَرَضُ مِنْ نُزُولِ تِلْكَ بَعْدَ هَذِهِ بَيَانُ حُكْمِ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَأَمَّا الْقُصْوَى بِالْوَاوِ فَتَصْحِيفٌ (وَأُمِرْنَا بِإِقْصَارِ) الْخُطَبِ أَيْ بِجَعْلِهَا قَصِيرَةً وَمِنْهُ لَئِنْ (أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ) لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ أَيْ جِئْتَ بِهَذِهِ قَصِيرَةً مُوجَزَةً وَبِهَذِهِ عَرِيضَةً وَاسِعَةً وَالْحَلْقُ أَفْضَلُ مِنْ (التَّقْصِيرِ) وَهُوَ قَطْعُ أَطْرَافِ الشَّعْرِ وَفِي التَّنْزِيلِ {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: 27] (وَالْقَصْرُ) وَاحِدُ الْقُصُورِ (وَقَصْرُ) ابْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ الْكُوفَةِ وَبَغْدَادُ مِنْهُ عَلَى لَيْلَتَيْنِ (وَالْقُصَارَةُ) مَا فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ السُّنْبُلِ بَعْدَ التَّنْقِيَةِ وَكَذَلِكَ (الْقِصْرِيُّ) بِكَسْرِ الْقَاف وَسُكُون الصَّادِ (وَالْقُصْرَى) بِوَزْنِ الْكُفُرَّى السَّنَابِلُ الْغَلِيظَةُ الَّتِي تَبْقَى فِي الْغِرْبَالِ بَعْدَ الْغَرْبَلَةِ (وَالْقَوْصَرَّة) بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ وِعَاءُ التَّمْرِ يُتَّخَذُ مِنْ قَصَبٍ (وَقَوْلُهُمْ) وَإِنَّمَا تُسَمَّى بِذَلِكَ مَا دَامَ فِيهَا التَّمْرُ وَإِلَّا فَهِيَ زِنْبِيلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى عُرْفِهِمْ.
قصر
القَصْرُ: المِجْدَلُ. وفلان مُقاصِري: أي قَصْرُه بقبالةِ قَصْري.
والمَقْصًورَةُ - والجميع المَقاصِيرُ -: الدّارُ الواسِعَةُ المُحَصنَةُ الحِيطانِ. وحَيْثُ يَقُومُ الإِمامُ في المَسْجِد. والقَصْرُ: غايَةُ الشَّيْءِ، وهو القَصارُ والقُصَارى.
وهذا قَصْرُه: أي أجَلُهُ ومَوْتُه. وقُصْرَانُكَ أنْ تَهْرَمَ.
واقْتَصِرْ على هذا الأمْرِ: أي أقْنَعْ به. والقُصُرَة والقُصْرَةُ: الأقرَبُ من الرَّجُلَ.
والقَصْرُ: كَفُّكَ نَفْسَكَ عن شَيْءٍ، قَصَرْتُ نَفْسي أقْصُرُها قَصراً.
وقَصَرْتُ اللِّجامَ، وكذلك الصَّلاةَ، قَصْراً، وقَصرْتُها تَقْصِيراً.
والقاصِرُ: كل شَيْءٍ قَصُرَ عنكَ. واقْتَصَرَ فلان على أمري: أي أطاعَني.
وتَقَاصَرَتْ نفسُه ذُلاً. وقَصَرْتُ اللِّقْحَةَ على فلانٍ لِيَشْرَبَ لَبَنَها.
وهو ابنُ عَمّي مَقْصًورةً وقُصْرَةً: أي دِنْيَةً، وكذلك قَصِيرةً وقَصْرَةً.
ورَضِيَ فلانٌ بِمَقْصَرٍ: أي بأرْضٍ دُوْنٍ.
وأقصرَ الرَّجُلُ عن الأمْرِ إقْصاراً: انْتَهى عنه. وقَصرْتُ عن الأمْرِ أقْصُرُ عنه قَصْراً وقُصُوراً.
وقَصَرَ السَّهْمُ عن الهَدَف، والرَّجُلُ عن الغَضَب. وقَصَّرَ رَأيَهُ تَقْصِيراً.
وقَصَرْتُ طَرْفي: إذا لم تَرْفَعْه إلى ما لا يَنْبَغي، ومنه قولُه عزَّ وجلَّ: " قاصرَاتُ الطَّرْفِ ": أي اقْتَصَرْنَ على أزْواجِهنَّ. وقيل: المَقْصُورة المَحْبُوسَةُ في بَيْتها وخدْرِها لا تَخْرُجُ. ومَقْصُوْرَةُ الخَطْوِ: شُبِّهَتْ بالمُقَيَّدِ. والمَقْصُوْرُ: من نَعْتِ الحِجَال.
والقَصَائرُ من النِّساء: التي تُحْجَبُ عن الناس، وامْرَأةٌ قَصُورٌ وقَصِيرةٌ بمعنىً.
والمُقَصرُ: الذي يُخِسُّ العَطِيَّةَ ويُقِلُّ، قَصَّرْتُ بفلانٍ.
والقِصَرُ: نَقِيْض الطُّول، قَصُرَ يَقْصُرُ قِصَراً، وقَصَّرْتُه أنا تَقْصِيراً: إذا جَعَلْتَه كذلك. والقِصارَةُ: القَصِيرةُ؛ نادِرٌ.
والقَصْرُ: قبل اصْفِرارِ الشَّمْس، لأنَّ الإنسانَ يَقْصُر عن قَضَاء حاجَتِه. وآخِرُ النَّهار، ويُقال منه: قَصَرْنا واقْتَصَرْنا، وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُرُ قُصُوراً وقَصْراً ومَقْصِراً، وقَصَرْنا وأقْصَرْنا: من قَصْرِ العَشِيِّ.
والقَصّارُ: يَقْصُرُ الثَّوْبَ قَصْراً وقِصَارة.
والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِّلَع التي تَلي الشاكِلَةَ بين الجَنْبِ والبَطْنِ.
والقُصَيْرى والقُصَيْرَيَاتُ: الأفْعى من الحَياتِ.
والقَصَرَةُ: أصْلُ العنق، والقُصَيْرى أيضاً. وقَصَرَةُ النَّخْل كذلك، وجَمْعُه قَصَرَات.
والاقْتِصارُ: القَبْضُ بالرَّقَبَة. وهو - أيضاً -: داءٌ يأْخُذُ في القَصَرَةِ حتّى يَغْلُظَ من داءٍ، بَعِيرٌ قَصِرٌ وأقْصَرُ، وهو كالكُزَاز.
والتَّقْصيرُ: كَيَّةٌ على كُلِّ دابَّةٍ فَرُبَّما بَرَأ، تقول: قَصَّرْتُ عُنُقَ البَعِيرِ أقَصِّرُها.
والقِصَارُ: مِيْسَمٌ أسْفَلَ العُنُقِ، قَصَرْتُ البَعِيرَ أقْصُرُه فهو مَقْصُور.
والقَصَرُ: كَعابِرُ الزَّرْع الذي يَخْلُصُ من البُرِّ وفيه بَقِيَّةٌ من الحَبِّ.
والقَصَرُ: بَقِيَّةُ الشَّجَرِ. والزًّمِكّى للطائرِ. وقَيْصَرُ: اسْمُ مَلِكٍ رُوْمِيّ.
والقَوْصَرَّةُ: وِعاءٌ من قَصَبِ للتَّمْرِ، وُيخَفَّف.
وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ: إذا تَدَاخَلَ وتَقَاصَرَ.
والقَصَاوِرُ: من أسماء الأسَدِ؛ كالقَسَاوِرِ.
والتِّقْصارُ: القلادة، وكذلك المِقْصَرُ يكونُ من المِسْكِ.
والمِقْصَرَةُ: العِقْدُ الذي يكونُ في العُنُقِ، وجَمْعُها مَقَاصِرُ. وقيل: المَقَاصِرُ السُّتُورُ، والواحدة مَقْصُورَةٌ. وهي الإِكَامُ، الواحد مَقْصِرٌ. ومَخَاصِرُ الطُّرقِ. والغِيْرَانُ.
وشاةٌ مُقْصِرَةٌ وقد أقْصَرَتْ إقْصاراً: وهي التي كُفَّ أطرافُ أسنانِها وقَصُرَتْ وكُفَّتْ ثَنِيتُها.
وأقْصَرَتِ النَعْجَةُ: أسَنَّتْ، فهي مُقْصِر. وقَصَرَه على هذا الأمْرِ: أي قَسَرَه وَقَهَرَه. وقَصَرَ الطَّعامُ قُصُوراً: غَلا وارْتَفَعَ.
وتَقَصرْتُ بِفلانٍ: تعللت به؛ تقصراً. الأقَيْصِرُ: صَنَمٌ.
[قصر] القَصْرُ: واحد القُصورِ. وقَصْرُ الظلام اختلاطه، وكذلك المقصرة . والجمع المقاصر، عن أبى عبيد. وأنشد لابن مقبل يصف ناقته: فبعثتها تقص المقاصر بعدما * كربت حياة النار للمتنور - وقد قصر العشى يقصر قصورا، إذا أمسيت. قال العجاج:

حتى إذا ما قصر العشى * ويقال: أتيته قصرا، أي عشيا. وقال : كأنهم قصرا مصابيح راهب * بموزن روى بالسليط ذبالها - وقولهم: قصرك أن تفعل ذاك، وقُصاراك أن تفعل ذاك بالضم ، وقَصاراكَ أن تفعل ذاك بالفتح، أي غايتك وآخر أمرك وما اقتصرت عليه. قال الشاعر: إنما أنفسنا عارية * والعَوارِيُّ قُصارى أن تُرَدّْ - ورضي فلان بِمَقْصِرٍ مما كان يحاول، بكسر الصاد، أي بدون ماكان يطلب. ويقال: هو ابن عمه قصرة بالضم، ومقصروة أيضا، أي دِنْياً. والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِلْعُ التي تلي الشاكِلةَ، وهي الواهنةُ في أسفل الأضلاع. والقُصَيْرى أيضاً: أفعى. والقوصرة بالتشديد: هذا الذى يُكنَز فيه التمر من البواريِّ. قال الراجز : أفلح من كانت له قوصرة * يأكل منها كل يوم مره - وقد يخفَّفُ. والقَصَرَةُ بالتحريك: أصل العنق. والجمع قصر. وبه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما:

(إنها ترمى بشرر كالقصر) *، وفسره بقصر النخل، يعنى الاعناق . والقصارة بالضم: ما بقي في السُنبل من الحبّ بعد ما يُداس، وكذلك القصرى بالكسر، وهو منسوب. والقصر أيضا، داءٌ يأخذ في القَصَرَةِ، يقال: قَصِرَ البعيرُ بالكسر يَقْصَرُ قَصَراً. قال ابن السكيت: هوداء يُصيبه في عنقه فيلتوي، فيُكْوى في مفاصل عنقه فربَّما برأ. وقَصِرَ الرجلُ أيضاً، إذا اشتكى ذلك. وقصرت الشئ بالفتح أقصره قَصْراً: حبسته، ومنه مَقْصورةُ الجامع. وقَصَرْنا، من قَصْرِ العَشِيِّ، أي أمسينا. وقَصَرْتُ السِتْر: أرخيته. وقَصَرْتُ عن الشئ قصورا: عجزت عنه ولم أبلغه. يقال: قَصَرَ السهمُ عن الهدف. وقصر الشئ بالضم يَقْصُرُ قِصَراً: خلافُ طالَ. وقَصَرْتُ من الصلاة بالفتح أقْصُرُ قَصْراً. وقصرت الشئ على كذا، إذا لم تجاوز به إلى غيره. يقال: قصرت اللحقة على فرسى، إذا جعلتَ دَرَّها له. وامرأة قاصِرَةُ الطرفِ: لا تمدُّه إلى غير بعلها. وماءٌ قاصِرٌ، أي بارد. وقَصَرْتُ الثوبَ أقْصُرُهُ قَصْراً: دَقَقْتُهُ، ومنه سمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثوبَ تَقْصيراً، مثلُه. والتَقْصيرُ من الصلاة، ومن الشَعْرِ، مثل القَصْرِ. والتَقْصير في الأمر: التواني فيه. والقَصيرُ: خلاف الطويل، والجمع قِصارٌ. والأقاصِرُ: جمع أقْصَرَ، مثل أصْغَرَ وأصاغِرَ. وأنشد الأخفش:

وأصْلالُ الرجالِ أقاصره * وأما قولهم في المثل: " لا يطاع لقصير أمر "، فهو قصير بن سعد اللخمى، صاحب جذيمة الابرش . وفرس قصير، أي مقربة لا تُتْرَكُ أن تَرودَ لنفاستها. قال الشاعر : تراها عنذ قبتنا قصيرا * ونبذ لها إذا باقت بؤوق - وامرأةٌ قَصيرَةٌ وقَصورةٌ، أي مَقصورةٌ، في البيت لا تترك أن تخرج. قال كثير: وأنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصيرَةٍ * إليَّ وما تدري بذاكَ القَصائِرُ - عَنيتُ قَصيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ * قِصارَ الخُطى شَرُّ النساءِ البَحاتِرُ - وأنشد الفراء: " قصورة "، وكذا ابن السكيت. والبحاتر مر ذكره. وقيصر: ملك الروم. والاقتصار على الشئ: الاكتفاء به. وأقْصَرْتُ عنه: كففت ونزعت مع القدرة عليه، فإن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا ألفٍ. وأقْصَرْنا، أي دخلنا قصر العشى، كما تقول: أمسينا من المساء. وأقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قصرت. وأقصرت المرأة: ولدت أولاد قصارا. وفى الحديث: " إن الطويلة قد تقصر، وإن القصيرة قد تطيل ". وأقصرت النعجة والمعز، فهى مُقْصِرٌ، إذا أسَنَّتا حتَّى تَقْصُرَ أسنانهما. حكاها يعقوب. واستقصره، أي عده مقصرا، وكذلك إذا عده قَصيراً. والتِقْصارُ والتِقْصارَةُ، بكسر التاء: قلادةٌ شبيهةٌ بالمخنقة، والجمع التقاصير. 
[قصر] فيه: من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به ومن لم يكن فليجعل له بها أصلًا ولو «قصرة»، وهو بالفتح والحركة أصل الشجرة، وجمعها قصر، أراد فليتخذ له بها ولو نخلة واحدة، والقصرة أيضًا العنق وأصل الرقبة. ومنه ح سلمان لأبي سفيان: لقد كان في «قصرة» هذا مواضع لسيوف المسلمين، وذا قبل أن يسلم فإنهم كانوا حراصًا على قتله، وقيل: بعد إسلامه. وح: إني لأجد في بعض ما أنزل من الكتب الأقبل «القصير القصرة» صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء وأهل الأرض. وح: «ترمي بشرر «كالقصر»» كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاثة أذرع أو أقل ونسميه القصر، يريد قصر النخل وهو ما غلظ من أسفلها، أو أعناق الإبل جمع قصرة. وح: من شهد الجمعة فصلى ولم يؤذ أحدًا «بقصره» إن لم يغفر له جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارته في الجمعة التي تليها، يقال: قصرك أن تفعل كذا، أي حسبك وغايتك، وكذا قصاراك وقصارك، وهو من معنى القصر: الحبس، لأنك إذا بلغت الغاية حبستك، والباء زائدة، وجمعته - بالنصبأخف من الحلق، وكان فيهم من بادر إلى الطاعة وحلق ولم يراجع فقدمهم في الدعاء، وذلك في حجة الوداع، وقيل: في الحديبية حين أمرهم بالحلق فلم يفعلوا طمعًا في دخول مكة. وح: ثم «أقصر» عن الصلاة، بفتح همزة من الإقصار وهو الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه يقول: قصرت عنه - بلا ألف؛ قوله: أخبرني عن الصلاة، أي عن وقتها.
قصر
قصَرَ بـ/ قصَرَ عن يَقصُر، قُصُورًا، فهو قاصِر، والمفعول مَقْصور به
• قصَرتِ النفسُ بكذا: طلبت القليلَ الخسيس منه "قصَر الشّحاذُ بلقمة عيشه- قاصر الطموح/ الرؤية/ النظر/ الفكر".
• قصَر عن تسديد دَيْنِه: عَجَزَ عنه "قصَر السهمُ عن
 الهدف: لم يبلغه". 

قصَرَ يَقصُر ويَقْصِر، قَصْرًا، فهو قاصِر، والمفعول مَقْصور
• قصَر الثَّوبَ: أخذ من طوله فجعله أقلَّ طولاً، ضدّ مدّه "قصَر الشَّعْر: قصَّ منه ولم يستأصله".
• قصَر الصَّلاةَ: صَلَّى ذات الأرْبَع الرَّكَعَات رَكْعتين فقط حسب ترخيص الشّرْع " {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ} ".
• قصَر الطَّرْفَ: غضَّهُ أو حبسه عن النظر.
• قصَر المحادثةَ على موضوع واحد: حصرها فيه، لم يتجاوزه إلى غيره "قصَر نفقته على عياله- قصَر نفسَه على فعل الخير- قصَر نشاطَه على السِّياسة".
• قصَر فلانًا في بيته: حبسَه وألزمه إيّاه. 

قصُرَ يَقصُر، قِصَرًا وقَصْرًا، فهو قصير
• قصُر فلانٌ/ قصُر الشّيءُ: قلّ طولُه وامتدادُه، عكس طال "قصُر النَّهارُ في فصل الشتاء- لا تمدَّنَّ إلى المعالي يدًا قصُرت عن المعروف: الحثّ على عمل المعروف". 

أقصرَ/ أقصرَ عن يُقصر، إقصارًا، فهو مُقْصِر، والمفعول مُقْصَر
• أقصر الثَّوبَ: قصَره، جعله قصيرًا، أخذ من طوله، عكس طوَّله.
• أقصر الكلامَ: جاء به قصيرًا.
• أقصر عن فعل الخير: كفّ عنه وهو يقدِرُ عليه. 

استقصرَ يستقصر، استقصارًا، فهو مُسْتقصِر، والمفعول مُسْتَقْصَر
• استقصر الشَّيءَ: عدّه قصيرًا "استقصرتِ الثَّوبَ فلم تَرْتَدِه".
• استقصر فلانًا: عدّه مُقصِّرًا "استقصره في المهمّة التي أوكلها إليه". 

اقتصرَ على يَقْتصِر، اقْتِصارًا، فهو مُقْتصِر، والمفعول مُقْتصَرٌ عليه
• اقتصر على الضَّروريّ: اكْتَفَى به ولم يجاوزه إلى غيره "اقْتَصَر على تناول وَجْبَةٍ واحِدةٍ في اليَوْم- كانت المظاهرات مُقتصرة على طلاّب الجامعة". 

تقاصرَ/ تقاصرَ عن يتقاصر، تقاصُرًا، فهو مُتقاصِر، والمفعول مُتقاصَرٌ عنه
• تقاصر الظِّلُّ: دنا وتقلَّص.
• تقاصرت نفسُه: تضاءلت وتصاغرت "تقاصر طموحُه أمام الكبار".
• تقاصر عن متابعة القضيَّة: أمْسَكَ عن متابعتها، تركها وهو يقدر عليها.
• تقاصر عن الوصول إلى هدفه: كفَّّ عنه وعجز. 

قصَّرَ/ قصَّرَ عن/ قصَّرَ في/ قصَّرَ من يقصِّر، تَقْصِيرًا، فهو مُقصِّر، والمفعول مُقصَّر
• قصَّر السِّرْوالَ: صَيَّره قصيرًا، عكسه طوّله "قصَّر الخُطْبةَ: اختصرها أو أخّرها- الحديث الحلو يقصِّر الأيامَ والليالي [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: يوم السرور قصير".
• قصَّر شَعْرَهُ/ قصَّر من شَعْرِه: قصَّ منه شيئًا ولم يستأصله " {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} ".
• قصَّر المريضُ عن أداء الصَّلاة: تركها لِعَجْز.
• قصَّر عن عمله/ قصَّر في عمله:
1 - أهمله وتهاون فيه، أمسَك عنه وهو قادِر عليه، تأخّر عن إتمامه، وأخلَّ به "قصَّر في العطيّة: قلَّلها وأخسَّها- قصَّر في/ عن واجباته: لم يَعْتنِ بها" ° لم يُقَصِّرْ في عمله: اجْتَهَد.
2 - كفّ وامتنع " {ثُمَّ لاَ يُقَصِّرُونَ} [ق]: يكفّون ويمتنعون". 

قاصِر [مفرد]: ج قاصِرون وقُصَّر، مؤ قاصِرة، ج مؤ قاصِرات وقُصَّر:
1 - اسم فاعل من قصَرَ وقصَرَ بـ/ قصَرَ عن.
2 - (قن) مَنْ لم يبلغ سنّ الرُّشْد فيوضع تحت حماية وعناية وصيّ "ولد قاصِر". 

قاصِرة [مفرد]: مؤنَّث قاصِر: مَنْ لم تبلغ سنَّ الرُّشْد "فتاة قاصِرة".
• قاصِرَةُ الطَّرْف: المرأة الخجولة الحييَّة التي لا تمُدُّ عينيها
 إلى غير زوْجها " {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}: نساء حيّيات عفيفات". 

قُصارَى [مفرد]: غاية الجُهْدِ، أو جهد وغاية "بذل قُصارَاه في الامتحان- بذل قُصارَى جُهْده في إحلال السّلام: غاية جُهْده" ° قُصاراك أن تفعل كذا: حسبُك، كفايتك، أو غاية جُهْدك- قُصارَى القول/ قُصارَى الأمر: باختصار/ خلاصتُه- قُصارَى المتمنّي الخيبة: وصف من يتمنّى المحال من دون سعي أو عمل. 

قَصْر [مفرد]: ج قُصُور (لغير المصدر):
1 - مصدر قصَرَ وقصُرَ.
2 - بِناية فَخْمة واسعة، بيت فاخر "قَصْر الملك/ المؤتمرات/ الرِّئاسة" ° بنى في خياله قصورًا: عاش على الأوهام.
3 - ما عظم من أصول النَّخل أو الشَّجر " {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} ".
• القَصْر:
1 - خلاف المَدّ.
2 - (بغ) تخصيص شيء بآخر والهدف منه تمكين الكلام وتقريره في الذِّهْن ويكون القَصْر بأساليب متعدِّدة منها: النَّفي، والاسْتِثناء، والعطف بـ (لا) أو بـ (بل)، وتقديم ما حقّه التَّأخير "ما أنت إلاّ كريم- ما كريم إلاّ يوسف".
3 - (عر) حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التَّفعيلة وتسكين المتحرِّك الذي قبله فتصير (فعولن) (فعولْ).
• قَصْر العَيْنيّ: مقرّ المدرسة الطبيّة في القاهرة منذ الحملة الفرنسيّة اتّخذه نابليون مستشفى لجيشه ثم أنشأ فيه محمد علي مدرسة للطبِّ حوالي عام 1241 هـ/ 1825 م.
• مسحوق القَصْر: (كم) مسحوق كيماويّ أبيض يستخدم في إزالة الألوان أو تخفيفها من ألياف النَّسيج. 

قِصَر [مفرد]: مصدر قصُرَ ° قِصَر القامة- قِصَر النَّظر: وصفٌ لمن كان محدود الرُّؤية، ضيِّق الأفق. 

قصور [مفرد]:
1 - مصدر قصَرَ بـ/ قصَرَ عن ° سنّ القصور: سنّ ما قبل البلوغ- قُصور الذَّاكرة: ضعفها- قُصور المعرفة: ألاّ يكون عند المرء المعرفة اللازمة لإقرار شيء أو التحدّث عنه.
2 - (حي) نقص في أداء وظيفة عضو من أعضاء الجسم أو في جزء منه.
3 - (حي) افتقار إلى مادَّة أساسيّة كالفيتامين الذي هو ضروريّ لصحّة الكائن الحيّ.
• قصور القلب: (طب) عدم قدرة القلب على ضخِّ الدم بمعدّله الكافي فينتج عنه بعض المشاكل الصحّيّة.
• القصور الذَّاتيّ: (فز) قصور الجسم عن تغيير حالته سكونًا كانت أو حركة بسرعة منتظمة في خطٍّ مستقيم، كما يحدث من اختلال في توازن راكب سيّارة توقَّفت فجأة. 

قَصير [مفرد]: ج قِصار وقُصَراءُ، مؤ قصيرة، ج مؤ قصيرات وقصَائِرُ وقِصار:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قصُرَ: "رجل قَصِير القامة" ° طيران قصير: منخفض.
2 - محدود "منذ زمن قصير- الحياة قصيرة غير أنّها حلوة" ° دَيْن قَصِير الأجل: مستحقّ الدفع خلال فترة زمنيّة قصيرة- فلانٌ قَصير العلم: قليله- قَصِير الباع: بخيل، عاجز، غير متضلِّع، قليل الخبرة والمعرفة- قَصِير المَدَى: مُصمَّم أو محدَّد للمسافات القصيرة- قَصِير النَّظر: ليس حاذقًا، لا يفكِّر في عواقب الأمور، محدود التفكير- قَصِير النَّفَس: يتنفّس بصعوبة، يلهث سريعًا- قَصِير اليد: عاجز لا يستطيع التصرُّف في الأمور، بخيل ممسك.
• قِسْمة قَصِيرة: (جب) تقسيم عدد على آخر دون كتابة كلّ الخطوات خاصّةً إذا كان المقسوم عليه خانة واحدة.
• قِصَّة قَصِيرة: (دب) قطعة نثرية روائيّة فيها عدد قليل من الشخصيّات وتهدف إلى وحدة التأثير.
• موجة قَصِيرة: موجة كهرومغناطيسيّة لاسلكيّة طولها من 20 إلى 200 متر أو أقلّ.
• عَرْض قَصِير: فيلم قَصِير يُعرض قبل عرض الفيلم السينمائي. 

مقصور [مفرد]: اسم مفعول من قصَرَ.
• المقصور من العروض أو الضَّرب: (عر) ما حدث فيه قَصْر، وهو حذف ساكن السَّبب الخفيف وتسكين ما قبله.
• الاسم المقصور: (نح) كل اسم مُعرَب آخره ألف لازمة، مفتوح ما قبلها، مثل الغِنى. 

مَقْصورَة [مفرد]: ج مَقْصُورات ومقاصِرُ ومَقاصيرُ
• مَقْصُورَة الدار أو المسرح: حجرة خاصّة مفصُولة عن الغرف المجاورة "مَقْصُورَة ملابس التمثيل- مَقْصُورَة الحريم/

السيِّدات".
• مَقْصُورَة الإمام في المسجد: حُجْرَة يَخْتلي فيها.
• المَقْصُورَة من الشِّعر: (دب) ما كانت قافيته مختومة بألف مَقْصُورَة "قرأت مَقْصُورَة ابن دريد".
• المَقْصُورَة من النِّساء: المصونة المُخَدَّرة التي لا يُسْمَح لها بالخروج من بيتها " {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ". 
الْقَاف وَالصَّاد وَالرَّاء

الْقصر، وَالْقصر فِي كل شَيْء: خلاف الطول انشد ابْن الْأَعرَابِي:

عَادَتْ محورته إِلَى قصر

قَالَ: مَعْنَاهُ: إِلَى قصر، وهما لُغَتَانِ.

قصر قصراً، وقصارة، الْأَخِيرَة عَن اللحياني فَهُوَ قصير، وَالْجمع: قصراء، وقصار. وَالْأُنْثَى: قصيرةٌ، وَالْجمع: قصارٌ وَقَالُوا: لَا وفائت نَفسِي الْقصير، يعنون النَّفس: لقصر وقته، الْفَائِت هُنَا: هُوَ الله عز وَجل. وَقَوله:

لَو كنت حبلاً لسقيتها بيه ... أَو قاصراً وصلته بثوبيه

أرَاهُ على النّسَب، لَا على الْفِعْل. وَجَاء قَوْله: " هابيه "، وَهُوَ مُنْفَصِل، مَعَ قَوْله: " ثوبيه "، لِأَن ألفها حِينَئِذٍ غير تأسيس، وَإِن كَانَ الروى حرفا مضمرا مُفردا إِلَّا انه لما اتَّصل بِالْيَاءِ قوى، فَأمكن فَصله.

وتقاصر: اظهر الْقصر.

وَقصر الشَّيْء. جعله قَصِيرا.

والقصير من الشّعْر: خلاف الطَّوِيل.

وَقصر الشّعْر: كف مِنْهُ وغض حَتَّى قصر، وَفِي التَّنْزِيل: (مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ) وَالِاسْم مِنْهُ: الْقصار، عَن ثَعْلَب، قَالَ: وَقَالَ الْفراء: قَالَ لي اعرابي بمنى: الْقصار احب إِلَيْك أم الْحلق؟ يُرِيد التَّقْصِير احب إِلَيْك أم حلق الرَّأْس.

وانه لقصير الْعلم " على الْمثل ".

وَالْقصر: خلاف الْمَدّ، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر.

والمقصور من عرُوض المديد والرمل: مَا أُسقط آخِره وأُسكن، نَحْو: " فاعلاتن " حذفت نونه وأسكنت تاؤه، فَبَقيَ " فاعلات " فَنقل إِلَى " فاعلان " نَحْو قَوْله:

لَا يغرن امْرأ عيشه ... كل عَيْش صائر للزوال

وَقَوله فِي الرمل:

ابلغ النُّعْمَان عني مألكاً ... أنني قد طَال حبسي وانتظار

هَكَذَا انشده الْخَلِيل، بتسكين الرَّاء، وَلَو اطلقه لجَاز مَا لم يمْنَع مِنْهُ مَخَافَة إقواء. وَقَول ابْن مقبل:

نازعت البابها لبي بمقتصر ... من الْأَحَادِيث حى زدنني لينًا

إِنَّمَا أَرَادَ: بقصير من الْأَحَادِيث فزدنني بذلك لينًا.

وقصرك أَن تفعل كَذَا، وقصارك، وقصارك، وقصيراك، وقصاراك: أَي جهدك وغايتك. قَالَ:

لَهَا تفرات تحتهَا وقصارها ... إِلَى مشرة لم تعتلق بالمحاجن

وَقصر عَن الْأَمر يقصر قصورا، وأقصر، وَقصر، وتقاصر، كُله تنْهى، قَالَ:

إِذا غم خرشاء الثمالة انفه ... تقاصر مِنْهَا للصريح فأقنعا وَقيل: التقاصر، هَاهُنَا: من الْقصر: أَي قصر عُنُقه عَنْهَا.

وَقيل: قصر عَنهُ: تَركه، وَهُوَ لَا يقدر عَلَيْهِ.

وأقصر: تَركه وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ. وَقَوله انشده ثَعْلَب:

يَقُول وَقد نكبتها عَن بلادها ... أتفعل هَذَا يَا حييّ على عمد

فَقلت لَهُ قد كنت فِيهَا مقصرا ... وَقد ذهبت فِي غير اجْرِ وَلَا حمد

قَالَ: هَذَا لص، يَقُول صَاحب الْإِبِل لهَذَا اللص: تَأْخُذ إبلي وَقد عرفتها. وَقَوله:

فَقلت لَهُ قد كنت فِيهَا مقصرا

يَقُول: كنت لَا تهب وَلَا تَسْقِي مِنْهَا.

قَالَ اللحياني: وَيُقَال للرجل إِذا أَرْسلتهُ فِي حَاجَة فقصر دون الَّذِي امرته بِهِ إِلَّا انك احببت الْقصر.

وَالْقصر: والقصرة: أَي أَن تقصر.

وتقاصرت نَفسه: تضاءلت.

وتقاصر الظل: دنا وقلص.

ورضى بمقصر مِمَّا كَانَ يحاول: أَي بِدُونِ مِنْهُ.

ورضيت من فلَان بمقصر، ومقصر: أَي أَمر دون.

وَقصر سَهْمه عَن الهدف قصوراً: خبا فَلم ينْتَه إِلَيْهِ.

وَقصر عني الوجع وَالْغَضَب، يقصر قصوراً، وَقصر: سكن.

وَقصرت أَنا عَنهُ، وَقصرت لَهُ من قَيده اقصر قصرا: قاربت.

وقصره على الْأَمر قصرا: رده إِلَيْهِ.

وَقصر الشَّيْء يقصره قصراً: حَبسه. قَالَ أَبُو دَاوُد يصف فرسا:

فقصرن الشتَاء بعد عَلَيْهِ ... وَهُوَ للذود أَن يقسمن جَار

أَي: حبسن عَلَيْهِ يشرب البانها فِي شدَّة الشتَاء. قَالَ ابْن جني: وَهَذَا جَوَاب كم. كَأَنَّهُ قَالَ: كم قصرن عَلَيْهِ؟؟ و" كم " ظرف، ومنصوبة الْموضع فَكَانَ قِيَاسه أَن يَقُول: سِتَّة اشهر، لِأَن كم سُؤال عَن قدر من الْعدَد مَحْصُور، فنكرة هَذَا كَافِيَة من مَعْرفَته، أَلا ترى أَن قَوْله: عشرُون، وَالْعشْرُونَ، وعشروك، فَائِدَته فِي الْعدَد وَاحِدَة، لَكِن الْمَعْدُود معرفَة فِي جَوَاب كم مرّة، ونكرة أُخْرَى، فَاسْتعْمل الشتَاء وَهُوَ معرفَة فِي جَوَاب " كم "، وَهَذَا تطوع بِمَا لَا يلْزم، وَلَيْسَ عَيْبا بل زَائِد على المُرَاد. وَإِنَّمَا الْعَيْب أَن يقصر فِي الْجَواب عَن مُقْتَضى السُّؤَال، فَأَما إِذا زَاد عَلَيْهِ فالفضل لَهُ. وَجَاز أَن يكون الشتَاء جَوَابا لكم من حَيْثُ كَانَ عددا فِي الْمَعْنى. أَلا ترَاهُ سِتَّة اشهر.

قَالَ: ووافقنا أَبُو عَليّ رَحمَه الله وَنحن بحلب على هَذَا الْموضع من الْكتاب وَفَسرهُ وَنحن بحلب، فَقَالَ: إِلَّا فِي هَذَا الْبَلَد فَإِنَّهُ ثَمَانِيَة اشهر.

وَمعنى قَوْله:

وَهُوَ للذود أَن يقسمن جَار

أَي انه يجيرها من أَن يغار عَلَيْهَا فتقسم، وَمَوْضِع: " أَن " نصب كَأَنَّهُ قَالَ: لِئَلَّا يقسمن، وَمن أَن يقسمن، فَحذف واوصل.

ومراة قصورة، وقصيرة: مصونة محبوسة. قَالَ كثير:

وَأَنت الَّتِي حببت كل قَصِيرَة ... إِلَيّ وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القصائر

عنيت قصيرات الحجال وَلم ارد ... قصار الخطى شَرّ النِّسَاء البحاتر

فَأَما قَوْله:

واهوى من النسوان كل قَصِيرَة ... لَهَا نسب فِي الصَّالِحين قصير

فَمَعْنَاه: أَنه يهوى من النِّسَاء كل مَقْصُورَة، يغنى بنسبها إِلَى ابيها إِلَى جدها لشهرته.

وسيل قصير: لَا يسيل وَاديا مسمىًّ، إِنَّمَا يسيل فروع الأودية وأفناء الشعاب وعزاز الأَرْض.

وَالْقصر من الْبناء: مَعْرُوف.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ الْمنزل. وَقيل: هُوَ كل بَيت من حجر، قرشية، سمي بذلك لِأَنَّهُ تقصر فِيهِ الْحرم: أَي تحبس. وَجمعه: قُصُور. وَفِي التَّنْزِيل: (ويَجْعَل لَك قصورا) .

والمقصورة: الدَّار الواسعة المحصنة. وَقيل: هِيَ اصغر من الدَّار، وَهُوَ من ذَلِك أَيْضا.

والقصورة، والمقصورة: الحجلة، عَن اللحياني.

وَاقْتصر على الْأَمر: لم يُجَاوِزهُ.

وَمَاء قَاصِر: يرْعَى المَال حوله لَا يُجَاوِزهُ. وَقيل: هُوَ الْبعيد عَن الْكلأ. وَقَوله انشده ثَعْلَب فِي صفة نخل:

فهن يروين بظمء قَاصِر

قَالَ: عَنى أَنَّهَا تشرب بعروقها.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المَاء الْبعيد من الْكلأ: قَاصِر، ثمَّ باسط، ثمَّ مطلب.

وكلأ قَاصِر: بَينه وَبَين المَاء نبحة كلب أَو نظرك باسطا.

وكلأ باسط: قريب. وَقَوله انشده ثَعْلَب:

كَذَاك ابْنة الأغيار خافي بسالة ال ... رجال وأضرار الرِّجَال أقاصره

لم يفسره، وَعِنْدِي: أَنه عَنى: حبائس قصائر.

والقصارة، والقصرى، والقصرة، والقصرى، والقصرى، وَالْقصر، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: مَا يبْقى فِي المنخل بعد الانتخال.

وَقيل: هُوَ مَا يخرج من القت بعد الدوسة الأولى، وَقيل: القشرتان اللَّتَان على الْحبَّة، سفلاهما الحشرة، وعلياهما القصرة.

والقصرة: أصل الْعُنُق. قَالَ اللحياني: إِنَّمَا يُقَال لأصل الْعُنُق قصرة، إِذا غلظت، وَالْجمع: قصر. وَفسّر بَعضهم قَوْله عز وَجل: (إِنَّهَا ترمى بشرر كالقصر) .

وأقصار: جمع الْجمع.

وَقَالَ كرَاع: القصرة: أصل الْعُنُق، وَالْجمع اقصار، وَهَذَا نَادِر إِلَّا أَن يكون على حذف الزَّائِد.

وَقيل: الْقصر: اعناق الرِّجَال وَالْإِبِل. قَالَ: لَا تدلك الشَّمْس إِلَّا حَذْو مَنْكِبه ... فِي حومة تحتهَا الهامات وَالْقصر

والقصارة: سمة على الْقصر.

وَقد قصرهَا.

وَالْقصر: أصُول النّخل وَالشَّجر وَسَائِر الْخشب. وَقيل: هِيَ بقايا الشّجر، وقريء: (إِنَّهَا ترمي بشرر كالقصر) و" كالقصر ".

فالقصر: أصُول النّخل وَالشَّجر، وَالْقصر: من الْبناء. وَقيل: الْقصر، هُنَا: الْحَطب الجزل، حَكَاهُ اللحياني عَن الْحسن.

وَالْقصر: يبش فِي الْعُنُق.

قصر قصراً، فَهُوَ قصرٌ، وأقصرُ. وَالْأُنْثَى: قصراء.

والتقصارة: القلادة، للزومها قصرة الْعُنُق.

والقصرةُ: زبرة الْحداد، عَن قطرب.

وقصرَ الصَّلَاة، وَمِنْهَا، يقصر قصراً، وَقصر: نقص.

وَقصر الطَّعَام يقصر قصوراً: نما وغلا.

وَقيل: نقص وَرخّص " ضد ".

والقصرُ، والمقصرُ، والمقصرةُ: العشيُّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يحقر: الْقصير، استغنوا عَن تحقيره بتحقير الْمسَاء.

والمقاصر، والمقاصير، الْأَخِيرَة نادرة: العشايا.

والقصريان، والقصريان: ضلعان تليان الطفطفة. وَقيل: هما اللَّتَان تليان الترقوتين.

والقصيرى: اسفل الأضلاع. وَقيل: هُوَ آخر ضلع فِي الْجنب. فَأَما قَوْله انشده اللحياني:

لَا تعدليني بظرب جعد ... كز القصيري مقرف الْمعد فعندي: أَن القصيري إِحْدَى هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي ذكرنَا فِي القصيري. وَأما اللحياني فَحكى أَن القصيري هُنَا: أصل الْعُنُق، وَهَذَا غير مَعْرُوف فِي اللُّغَة إِلَّا أَن يُرِيد القصيرة، وَهُوَ تَصْغِير القصرة من الْعُنُق، فأبدل الْهَاء لاشْتِرَاكهمَا فِي أَنَّهُمَا علما تَأْنِيث.

والقصرى، والقصيرى: ضرب من الافاعي، يُقَال: قصرى قبال، وقصيري قبال.

والقصرة: الْقطعَة من الْخشب.

وَقصر الثَّوْب قصارة، عَن سِيبَوَيْهٍ، وقصره، كِلَاهُمَا: حوره.

والقصار، والمقصر: المحور للثياب، لِأَنَّهُ يدقها بالقصرة إِلَى هِيَ الْقطعَة من الْخَشَبَة.

وحرفته: القصارة.

والمقصرة: خَشَبَة الْقصار.

وَالتَّقْصِير: إخساس الْعَطِيَّة.

وَهُوَ ابْن عمي قصرةً، ومقصورةً: أَي داني النّسَب. وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

رهطُ التّلبِّ هؤلا مَقْصُورَة

قَالَ: مَقْصُورَة: أَي خلصوا فَلم يخالطهم غَيرهم من قَومهمْ. وَقَالَ اللحياني: تقال هَذِه الاحرف فِي ابْن الْعمة وَابْن الْخَالَة وَابْن الْخَال.

وتقوصر الرجل: دخل بعضه فِي بعض.

والقوصرة، والقوصرة: وعَاء من قصب يرفع فِيهِ التَّمْر. قَالَ:

افلح من كَانَت لَهُ قوصرة ... يَأْكُل مِنْهَا كل يَوْم مره

قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا احسبه عَرَبيا.

وَقَيْصَر: اسْم ملك يَلِي الرّوم.

والأقيصر: صنم كَانَ يعبد فِي الْجَاهِلِيَّة. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

وأنصاب الأقيصر حِين أضحت ... تسيل على مناكبها الدِّمَاء وَابْن أُقَيْصِر: رجل بَصِير بِالْخَيْلِ.

وقاصرون، وقاصرين: مَوضِع، وَفِي النصب والخفض: قاصرين.
قصر: قصر: لهذا الفعل معان مختلفة ومن الصعب أن أقرر إن كان من الباب الأول أومن الباب الثاني أو إنه يستعمل في كلا البابين. (معجم البلاذري).
وقارن ما جاء في كتاب الخطيب (ص23 ق) وهو: على قصور في المعارف، ما جاء في طرائف كوسج (ص119) وهو: تقصيرهم في العلوم.
قصر، والمصدر قصر: كان منخفضا غير عال يقال: قصر الجدار، وقصر الباب (أماري ص390، المقري 1: 368) وفي رياض النفوس (ص98 و): فانحنى لقصر الباب. (انظر: قصير).
قصر: ضعف، وهن، وهي. ففي ماري (ص325): قصرت عزائمهم وفتر حربهم.
قصر. وقصر على: حضر، قيد، ولم يتجاوزه. ففي كتاب عبد الواحد (ص200) في كلامه عن مستشفى أنشأه السلطان: ولم يقصره على الفقراء دون الأغنياء بل كل من مرض بمراكش من غريب حمل إليه وعولج إلى أن يستريح أو يموت. وفي المقدمة (2: 45): فقصروا الآلة من الطبول والبنود على السلطان وحظروها على من سواه من عماله، وفيها (1: 20): قصرت عليهم الآمال أي حضرت فيهم الآمال ولم تتجاوزهم. وفي ملر (ص 7): شابلها مقصور على فصل، أي لا يوجد شابلها (وهو سمك يشبه السريدين يتوالد في المياه الحلوة) إلا في فصل واحد من فصول السنة.
قصر ب: نقص، أعوز، عجز. يقال مثلا: قصرت بهم النفقة= عجزت بهم النفقة= عجزوا عن النفقة. (معجم البلاذري).
قصر ب: منع من الشيء عاقه عن المشي وحبسه. يقال مثلا: قصر بهم الليل والبرد والجوع، وقد فسرت بحبسهم عن السير (معجم البلاذري).
قصر: داس، درس، دعس، وطئ برجليه، دعك، والمصدر قصارة. (فوك، ابن العوام 1: 686، 687) وانظر مادة مقصور.
قصر: ماقاله فريتاج في: قصر به القول في، لم يذكر في شرح البيت الخامس والخمسين من معلقة عمرو بن كلثوم الذي نقله، فأحذفهن وانظره في مادة قصر.
قصر (بالتشديد): انظر قصر في البداية.
قصر الشعر: قصة واجتزه. (فوك).
فصر الدركين: سحب عنان الفرس (بوشر) ولم تشدد الصاد في موضع آخر منه.
قصر أيديهم عن الضعفاء إلى الغاية: حبسهم ومنعهم من الــإساءة إلى الضعفاء جدا (أبو الفدا تاريخ ما قبل الإسلام ص90). وفي معجم فليشر قصر بلا تشديد، ولا أدري إن كان هذا تصحيحا.
قصر: تأخر، يقال: قصرت الساعة (بوشر) قصر. ضربه وما قصر: ضربه وحسنا فعل (بوشر).
قصر الفرس: كل عن المشي في السفر (محيط المحيط).
قصر. من فصر به عملة: من لم تكفه أعماله الحسنة في الدخول إلى الجنة، من قعد به عمله عن ذلك. غير أن الفعل قصر يستعمل تقريبا في نفس المعنى. (معجم البلاذري) وفي كليلة ودمنة (ص191): وصاحب حسن العمل وإن قصر به القول في مستقبل الأمر كان فضله بينا في العاقبة والاختبار. أي وإن لم يستطع التكهن بالمستقبل متيقنا من ذلك.
قصر به: أهمله، لم يراع حقه. (معجم الطرائف).
قصر به: احتقره، ازدراه، استخف به (فوك) وفي شرح البيت الخامس والخمسين من معلقة عمرو بن كلثوم طبعة كوسجارتن: ازدراه وازدرابه قصر به واحتقره.
قصر بعهده: اخلف الوعد. (بوشر).
قصر عن: لم يدرك الغاية. ففي قلائد العقيان (ص58): وله نظم ونثر ما فصرا عن الغاية. (وقد جاء قصرا في المطبوع من القلائد كما جاء في المخطوطتين رقم (1 ورقم ج).
قصر بفلان عن: حبسه ومنعه عن الغاية.
ففي ابن خلكان 1: 562): قال فما لي لا أذكر مع الفحول قال قصر بك عن غايتهم بكاؤك في الدمن وصفتك للابعار والعطن.
قصر في: ترك، أغفل، أهمل. يقال مثلا: قصر في واجباته، وقصر في الواجب. (فوك).
قصر في حقه: لم يحترمه ولم يراعه، لم يقم بما يجب عليه نحوه. (بوشر). ويقال أيضا:
قصر معه. ففي ألف ليلة (1: 80): ما قصر اليوم معنا. وقد ترجمها لين إلى الإنكليزية بما معناه: لم يكن عاجزا أو مقصرا في خدمته في هذا اليوم.
وفي نفس هذا المعنى: لا قصرت في جواريك هؤلاء (الأغاني ص40) أي لم أتهاون في تلقين جواريك الغناء.
قصر. ما قصر في؛ ما أساء إليه، ما راعاه، ما أشفق عليه. (بوشر).
قاصر: عاقب، قاص، أخذه بذنوبه. (هلو).
تقصر: ديس عليه، وطئ عليه. (فوك).
انقصر: قصر، ضد طال. (بوشر).
اقتصر: قصر، ضد طال. (بوشر).
اقتصر على: اكتفى ب، (بوشر، دي ساسي طرائف 2: 264، عبد الواحد ص61).
استقصره: عده مقصرا فيما يجب عليه. ففي حيان (ص77 ق): وكان أبن حفصون يقوم بغارات مستمرة على إقليم قرطبة وقد انزعج أهل قرطبة من خوفه واستقصروا الأمير عبد الله في الاقصار عنه.
استقصره: لامه على قلة عطائه. ففي الأخبار (ص116): كتب إلى عبد الرحمن -يستقصره فيما يجريه عليه ويسئل له الزيادة.
استقصر على: اقتصر على، اكتفى ب. (أبو الوليد ص635).
قصر: قاعة، ردهة، حجر. (معجم (المعجم الإدريسي) وغرفة، حجرة في الطابق العلوي (همبرت ص 192). والطابق العلوي من المنزل (المعجم اللاتيني- العربي. وفي ترجمة لين ألف ليلة (2: 340 رقم 25) إلى الإنكليزية ما معناه: جناح من مبنى، سرادق، أو مجموعة شقق منفردة أو متصلة مع القسم من البناية في طرف منها. أو غرفة، حجرة في الطابق العلوي تكون في الغالب منفردة أو منفردة تقريبا. (وانظر معجم الإدريسي).
قصر: ثكنة، مركز الجند. (معجم الإدريسي).
قصر: في نجد (ابن جبير ص208) وفي أفريقية: قرية ذات سور. (معجم الإدريسي).
قصر: منع القاصر من التصرف. (بوشر).
قصر الأولاد: قصورهم الشرعي، كونهم غير راشدين. (بوشر).
قصر: قصر، إيجاز. (بوشر).
قصرة، والجمع قصرات وقصر واقصار: عنق. (معجم مسلم، ديوان امرؤ القيس ص30) وقد فسر أحد اللغويين (ص99) قصرات بأصول الأعناق.
قصرين، وقصارين: تبن، قش، موص، (باين سميث 1778).
قصرية، والجمع قصار وعند العامة قصاري نسبة إلى قصر والمصدر قصر بمعنى دعك.
ويراد المنصوري: اجانة اسم للقصعة الكبيرة التي تغسل بها الثياب وتسمى عندنا القصرية، قال ابن السيد هي منسوبة إلى القصر. وفي رحلة ابن جبير (ص110): وعلى جانب الطريق دكان مستطيل تصف عليه كيزان الماء ومراكن مملوءة للوضوء وهي القصارى الصغار.
وقصرية؛ مركن أو سطل السماك الذي يحفظ فيه السمك. ففي حيان -بسام (3: 142 ق): وطافوا بالرأس وقد محا الطين رسمه فغسلوه في قصرية سماك بسوق الحوت.
وقصرية: حوض دباغ الجلود. (بوسييه) وقصيرية: وعاء، إناء، مركن. (المعجم اللاتيني- العربي، فوك) وهي في اللغة القطلانية: تعريب Castillan وعاء من الخزف (ابن العوام 2: 402، أماري ص210 وانظر ملحفه، الجريدة الآسيوية 1849، 2: 266 رقم 1: 2: 272 رقم 1). وفي رياض النفوس (ص18 و)، فإذا رجل أسود ميت على مغسل وإذا بقصرية مملوءة ماء وكساء اسود معلق على وتد. وفي ابن ليون (ص38 ق):
فعفن الخيار في قصرية ... وحكه لغسله في قفة
ويقول فيه في كلامه في حفظ العلات: وما يقل ضعه في قصرية. (ألف ليلة 1: 576).
قصرية: وعاء من غضار تزرع فيه النباتات والرياحين والأزهار، غضارة، أصيص. (ابن العوام 1: 173، 174، 187، 310، 311، 312، 318، 643، 2: 272). وفي مخطوطة الاسكوريال (ص496) يقول: المعمار: كيف انتم مزروعين في قصرية.
قصرية: مبولة، وعاء يوضع في غرفة النوم يبال فيه (بوشر، برجرون، همبرت ص 203) وفي رياض النفوس (ص97 ق): كانت لي امرأة صالحة وكانت أقعدت وامتنعت من الصيام والقيام واحتاجت إلى القصرية. وفي ألف ليلة (2: 118): فقال له واحد منهم هات لي قصرية فاتاه بها فتغوط فيها وقال له ارم الغائط فرماة. وفي محيط المحيط: القصرية عند العامة إناء مستطيل يوضع في خرق من سرير الطفل ليندفع إليه ما يخرج منه من الفضلات.
قصور: نقص، خطأ، ما يفقد الاحترام، يقال صار منه قصور، أي اخطأ. وصار منه قصور في حقه، أي لم يفعل ما يجب عليه نحوه. (بوشر).
قصير. الكرم القصير: ضد الكرم المعرش (ابن العوام 1: 210).
قصير منخفض، غير عال، غير مرتفع. (معجم الطرائف، البكري ص29، الإدريسي ص113، أماري ص385، ابن العوام 2: 389، المقدمة 2: 218، ألف ليلة 2: 564) وانظر عبارة رياض النفوس في مادة نوالة.
قصير: يظهر أن معناها مقصر بمعنى معتوه وابله في كتاب محمد بن الحارث (ص280) ففيه أن القاضي أحمد بن زياد قد أقنعه كاتبه عمرو، الذي كان يرغب أن يحل محله، أن يقدم استقالته إلى السلطان ولو لم يقبلها، ثم: فلما خرج الكتاب من حكمه دخل عليه من خاصته رجل فقال له أنت قصير وكاتبك قصير وأنا قصير فاحذر أن يغلبك ويغلبني كاتبك عمرو، وبعد ذلك (ص281) في رواية تختلف عن هذه بعض الاختلاف: قال له أيها القاضي أن هذا الخارج عنك يعني عمرو قصير وأنا قصير وليس فينا خير.
قصير الباع: غير قادر على شيء، من ليس له قدرة ولا إمكان ولا طاقة. (بوشر).
فرس قصير المحبس (القلائد ص96) بالمعنى التي في المعاجم لفرس قصير.
قصير الرقبة: جاحد، ناكر الجميل، كافر النعمة، كنود. (فوك).
قصير القعر: قليل العمق، ويقال أيضا: قصير فقط بهذا المعنى. (معجم الإدريسي) وعند كاريت (جغرافية ص124): الطويلة والقصيرة: بئران إحداهما عميقة العمق.
قصير (اسم): قاع، منخفض رملي، والجمع قصائر واقصار، وجمع الجمع أقاصير (معجم الإدريسي) وفي ابن البيطار (2: 131) على حجارة اقاصير البحر. وفيه: بل هو شيء يوجد في بحر المشرق وببلاد الروم وباقاصير اسفاقس. وفيه: يرصدها في الاقاصير.
قصير اليد: بخيل، شحيح، وتدل قصير فقط على هذا المعنى أيضا (معجم البلاذري).
قصارة: شحة الماء ونقصه في النهر. وقد أخبرني السيد سيمونيه إنه وجد هذا المعنى في مساحة أرض بلنسية في القرن السادس عشر.
قصارين: انظر قصرين.
قاصر: عند الصرفيين من الأفعال خلاف المتعدي. (محيط المحيط).
القاصر: عند الفقهاء العاجز عن التصرفات الشرعية.
قاصر، والجمع قصر: من لم يبلغ الرشد، (بوشر).
قاصر بالغ: أمر نهائي، أمر ختامي. (الكالا).
القاصر بالغ: بالنتيجة، ختاما. (الكالا).
قاصر: طريق مختصر عرضيا، مقربة. (ابن بطوطة (1: 283).
تقصير: قصور، نقص، خطأ، ما يفقد الاحترام (بوشر).
تقصيرة: هراوة، عصا ضخمة. (بوشر) وفي حكاية باسم الحداد (ص8): فكل من مديده منكم ضربته بهذه التقصيرة كسرت يده، وقام إلى الحائط ونزل من المسمار تقصيره بتجي ذراع ونصف وحطها تحت يده (بتجي عامية تجي فأهل الشام ومصر يضيفون ب إلى الفعل المضارع). وفيه: أن ضرب أحد منا ضربه بهذه التقصيرة قتله.
مقصر: مدعكة، معمل يدعك فيه الجوخ والجلد، معمل اللباد. (ملر ص5).
مقصر: البطيء والمتأخر من الجند، وهي من مصطلح الجندية. (بوشر).
مقصر: معتوه، ابله. (جوليوس، ألف ليلة 1: 8).
مقصرة: معمل اللباد، مدعكة (بوشر).
مقصور: نسيج من الكتان مبيض (بوشر) وهو ضد النسيج الخام غير المبيض. وفي محيط المحيط: والمقصور أيضا عند العامة نسيج ابيض رقيق من القطن. ولذلك أرى أن تترجم عبارة مائة عمامة مقصورة التي ذكرت في الحلل السندسية (ص9 ق) بمائة عمامة مبيضة.
مقصور فرنجي: كريتون، قماش قطني متين مطبع وهو نوع من القماش. (بوشر).
مقصورة. مقصورة: خاصة. (ديوان الهذليين ص52، البيت السادس).
مقصورة، والجمع مقاصر أيضا. (فوك، عباد 1: 65، القلائد ص54، ملر ص18 مخطوطة 1) وقد وردت هذه الكلمة في بيت من الشعر في مخطوطة 1 وقد نشره ويجرز (ص22) كما وردت في مادة غرابة من قبل.
مقصورة: قصر. ففي عباد (1: 65).
هاتيك قينته وذلك قصره ... من بعد أي مقاصر وقيان
وفي قلائد العقيان (ص 54): وحين وصل المعتصم إلى بج آوى منها إلى جنات ومقاصر.
مقصورة: حجرة (فريتاج، كليلة ودمنة ص27، ص29) وبخاصة حجرة في حرم النساء. (فريتاج طرائف ص49، المقري 1: 225، ملر ص18).
مقصورة: حجيرة مستقلة (همبرت ص192، شيرب ديال ص75) وحجرة جانبية منفصلة (ميشيل ص97، ص144، ص229) وفي محيط المحيط: وعند المولدين هي حجرة صغيرة مرتفعة.
مقصورة: في المساجد: حجرة محاطة بسياج هي مكان الأمير حين يؤم الناس في الصلاة. وهي في الموضع الذي يجلس فيه جماعة المرتلين (الخورس) في كنائسنا. وتوجد أيضا كلمة قورة وقد فسرت بمقصورة المحراب (سيمونيه ص354) وأول من أنشأ المقصورة معاوية فيما يقال على إثر محاولة الخارجي اغتياله في المسجد بضربة بالسيف. (المقدمة 2: 62 مع تعليقه السيد دي سلان، مملوك 1، 1: 164، 2، 1: 283، لين عادات 1: 116، فوك).
وتوجد في المساجد الكبيرة أحيانا عدد من المقصورات، ففي جامع دمشق ثلاث مقصورات، يجتمع في إحداها السادة الحنفية للتدريس (مملوك 2، 1: 283)، وأن في جامع قرطبة مقصورات للنساء. (المقري 1: 360، 361).
مقصورة، خزانة الدولة، بيت المال، خزانة تحفظ فيها واردات الدولة. ففي بدرون (ص210): ودخل دمشق وكسر باب المقصورة وأخذ الأموال.
مقصورة: جوسق (في يستان). (دي ساسي طرائف 1: 13).
مقصورة: مسجد فيه ضريح. (ألف ليلة 1: 338).
مقصورة: بيت الحمام، قفص الحمام، وكوة غير نافذة يلجأ إليها الحمام (مملوك 1، 1: 164).
مقصورة للكلاب: وجار الكلاب، مرقد الكلاب. (ألف ليلة 2: 178).
مقصورة: درابزين. ففي المقري (1: 371): حظرت حول المنبر مقصورة عجيبة الصنعة.
مقصورة: درابزين من الخشب أو من البرونز يحيط بقبر تذكاري لولي من الأولياء: (لين عادات 1: 359، 2: 242، 235، برتون 1: 302).
مقصورة: سلسلة. (فوك).
مقاصري أو مقاصري: وصف يوصف به خشب الصندل الأبيض، أو الصندل الليموني اللون وهو أصهب اللون. (الكالا) وفيه صندل مقاصري أي صندل ابيض. وعند ابن وافد (ص19 ق) وفي منهاج الدكان (مخطوطة رقم 1532) في مادة جوارشن صندل: صفحة صندل مقاصري، وفي رحلة ابن بطوطة (4: 149): صفحة صغيرة فيها الصندل المقاصري. وعند ابن الجوزي (ص143 و): الصندل جيده المقاصري الأبيض، وفي رحلة ابن بطوطة (3: 250): منبر من الصندل الأبيض المقاصري.
وعند شكوري (ص211 و، ص214 و): صندل أصفر مقاصري.
وكان دودنيس يعرف هذه الكلمة لأنه في كلامه عن خشب الصندل يقول (1548): (الصنف الأصفر الباهت منه ويسمى في الصيدليات: Santalum citrinum.
وباللاتينية: santalum pallidum أو santalum odoratum وبعضهم يطلق عليه الوصف العربي مها سري، ومشازري، ومكاسري، أو مزفراني، وهذه الأخيرة هي مزغفراني أما كلمة مقاصري فقد ذكرها النويري (مخطوطة رقم 273 ص796) فقال: (يوجد عدة أصناف من الصندل أجوده الصندل الأصفر كأنه مصبوغ بالزعفران ورائحته عطرية ويسمى المقاصيري) ولم تتفق الآراء حول أصل هذه الكلمة، فبعضهم يقول إنها نسبة إلى بلد يسمى مقاصير، وبعضهم يزعم إن أحد الخلفاء العباسيين صنع من هذا الخشب مقاصير لزوجاته ومحضياته الأثيرات لديه ولذلك أطلق هذا الوصف على الصندل فقيل صندل مقاصيري.
والرأي الأول هو الأفضل لأنهم كانوا يجلبون هذا الخشب من بلدين في أقاصي الهند أحدهما اسمه مقاصير والآخر الجور، ومن هذا قيل لهذين الصنفين من الصندل المقاصيري والجوري وهذا الأخير هو الأبيض. ومن سفالة يجلب هذان الصنفان من الصندل. وكان العرب يجلبون هذا الخشب من أفريقية (انظر كرونتيز المجلد 136 ص95) وفي النص الذي لدينا يراد بها سفالة الهند كما يقول ابن البيطار (2: 224).
اقتصار. اختصار وبالاقتصار: بالاختصار، اختصارا، إيجازا (بوشر).
اقتصار في حروف الأسماء والألقاب: اختصار حروف الأسماء والألقاب وحذف بعضها. (بوشر).
مقتصر: مختصر، موجز، وجيز، (بوشر).
برهان مقتصر: قياس إضماري، قياس صوري، قياس بمقدمة واحدة، قياس مؤلف من مقدمة ونتيجة. (بوشر).
مقتصر: مجمل، خلاصة، ملخص. (بوشر).

قصر

1 قَصُرَ, aor. ـُ inf. n. قِصَرٌ (S, M, Msb, K, &c.) and قَصْرٌ (IAar, M, K) and قَصَارَةٌ, (Lh, M, K,) It (a thing, S, Msb, i. e. anything, M) was, or became, short; contr. of طَالَ. (S, M, Msb, K.) b2: [And It was, or became, too short. and قَصُرَ عَنْهُ It was, or became, too short for him, or it. b3: Hence, قَصُرَتْ يَدُهُ, and قَصُرَ بَاعُهُ, (tropical:) He had little, or no, power: and he was, or became, niggardly.]

A2: And قَصَرَ السَّهْمُ عَنِ الهَدَفِ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. قُصُورٌ, (M, Msb,) The arrow fell short of the butt; did not reach it; (S, Msb;) fell upon the ground without reaching the butt: (M:) and قَصَرَ عَنْ مَنْزِلِهِ [he fell short of his place of alighting or abode; did not reach it]. (TA.) b2: [Hence,] قَصَرَ عَنِ الأَمْرِ, (S, Msb, K,) [and قَصَرَ دُونَهُ,] aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. قُصُورٌ; (S, Msb, K;) and ↓ اقصر, (K,) inf. n. إِقَصَارٌ; (TA;) and ↓ قصّر, (K,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (TA;) and ↓ تقاصر; (K;) [He fell, or stopped, or came, short of doing the thing, or affair; he failed of doing, or accomplishing, it;] he lacked power, or ability, to do, or accomplish, the thing, or affair; (S, Msb, K;) he could not attain to it: (S:) or the first has this signification; (ISk, S, Msb;) and [in like manner] عَنْهُ ↓ قصّر, (M, K,) inf. n. تَقْصِيرٌ, (TA,) he left or relinquished it, or abstained from it, being unable to do or accomplish it: (M, K:) but عَنْهُ ↓ اقصر, he desisted or abstained from it, being able to do or accomplish it: (ISk, S, M, Msb:) such, at least, is generally the case, though both sometimes occur in one and the same sense, that which اقصر عنه generally bears: (TA:) and فِى الأَمْرِ ↓ قصّر [he fell, or stopped, or came, short in the affair: it signifies nearly the same as اقصر عنه, i. e., he fell short of accomplishing the affair; he fell short of doing what was requisite, or due, or what he ought to have done, (عَمَّا كَانَ يَنْبَغِى, or the like, being understood,) in, or with respect to, the affair: a meaning very common, and implied, though not expressed, in the M: and] he flagged, or was remiss, in the affair; syn. تَوَانَى: (S, TA:) or ↓ قصّر signifies he left, desisted from, neglected, or left undone, a thing, or part thereof, from inability: but ↓ اقصر, he left it, &c., or part thereof, with ability to do it. (Kull p. 128.) [And ↓ قصّر دُونَهُ He fell short of reaching, or attaining, it: see an ex. voce يَعْقُوبٌ.] [Hence also,] قَصَرَتْ بِنَا النَّفَقَةُ The money for expenses [fell short of what we required;] did not enable us to attain our object; (Msb;) meaning, that they were unable to pay the expenses: (Mgh:) and بِهِ ↓ قَصَّرَ

أَمَلُهُ [his hope fell short of what he required]: 'Antarah says, فَالْيَوْمَ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكَ الأَمَلُ [but to-day, hope hath fallen short of extending to the meeting with thee]. (TA.) [And hence, app.,] بِكَذَا نَفْسُكَ ↓ قَصَّرَتْ [Thy mind, or wish, fell short of what was requisite with respect to such a thing], said to him who has sought, or desired, little, and a mean share or lot. (TA.) And, بِفُلَانٍ ↓ قَصَّرَ [He fell short of what was required by such a one, or due to him; or] he acted meanly, and sparingly, with such a one, in a gift. [&c.] (JK [see مُقَصِّرٌ: and see two exs. of قَصَّرَ بِهِ voce أَزْرَى in art. زرى.] b3: [Also, قَصَرَ عَنِ الأَمْرِ, (M, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. قُصُورٌ; and ↓ اقصر; and ↓ قصّر and ↓ تقاصر; (M, K;) He refrained, abstained, or desisted, from the thing, or affair. (M, K.) A poet says, إِذَا غَمَّ خِرْشَآءُ الثُّمَالَةِ أَنْفَهُ مِنْهَا لِلصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا ↓ تَقَاصَرَ [When the froth of the water remaining in the drinking-trough covers his nose, he refrains from it, turning to the clear, and raises his head]: or منها ↓ تقاصر here signifies he contracts his neck from it: and it is said that عنه ↓ قصّر signifies as explained above, he left or relinquished it, &c. (M.) قَصَرَ عَنِّى الوَجَعُ, and الغَضَبُ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. قُصُورٌ, (M,) The pain, and anger, ceased from me; quitted me; (M, K;) as also قَصِرَ; (M, TA;) which latter is erroneously written in the copies of the K, قَصَّرَ: (TA:) and قَصَرْتُ أَنَا عَنْهُ [I ceased from it]. (M.) and الْمَطَرُ ↓ أَقْصَرَ The rain left off. (TA.) A3: قَدْ قَصَرَ العَشِىُّ, aor. ـُ inf. n. قُصُورٌ, [The afternoon, or evening, has come,] is said when you enter upon the مَسَآء [i. e. afternoon, or evening]: (S:) or it means has almost drawn near to night. (TA.) [See also قَصْرٌ, below.] b2: Hence, (S,) قَصَرْنَا and ↓ أَقْصَرْنَا We entered upon the عَشِىّ [i. e. afternoon, or evening]; (M, K;) the former signifies أَمْسَيْنَا; and the latter, دَخَلْنَا فِى قَصْرِ العَشِىِّ, like as you say أَمْسَيْنَا from المَسَآءُ: (S:) or the former, we came to be in the last part of the day; and the latter, we entered upon the last part of the day. (IKtt.) A4: قَصَرَهُ, (Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) or ـِ (K,) inf. n. قَصْرٌ; (TA;) and ↓ قصّرهُ, (M, Msb, TA;) inf. n. تَقْصِيرٌ; (TA;) and ↓ اقصرهُ; (Msb;) He made it short; (M, K, TA;) he shortened it; took from its length. (Msb.) You say قَصَرَ الشَّعَرَ, (M, Msb, K,) and قَصَرَ مِنَ الشَّعَرِ, (S,) aor. ـُ (Msb,) or ـِ (K;) and ↓ قصّره, (Mgh, Msb, TA,) and مِنْهُ ↓ قصّر; (S;) and ↓ اقصرهُ; (Msb;) He shortened the hair; (M, K, * TA;) took from its length; (Msb;) cut its ends; (Mgh;) clipped, or shore, it. (TA.) And قَصَرَ الصَّلَاةَ, (M, Msb, TA,) and قَصَرَ مِنَ الصَّلَاةِ, (S, M, Msb,) aor. ـُ inf. n. قَصْرٌ; (S, M, Msb, TA;) and ↓ قصّرها, (M, Msb, TA,) and ↓ قصّر منها, (S, M,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (S;) and ↓ اقصرها, (Msb, TA,) and ↓ اقصر منها; (S;) but اقصرها is extr.; (TA;) He curtailed [or contracted] the prayer; (M;) he performed a prayer of four rek'ahs (رَكَعَات) making it of two; (Mgh;) in a journey. (Mgh, TA.) and الخُطْبَةَ ↓ اقصر He made the [form of words called] خطبة [delivered from the pulpit] short, or concise: (Mgh, TA: *) the doing so being commanded. (Mgh.) قَصْرٌ also signifies the contr. of مَدٌّ; (M, K;) and the verb is قَصَرَ [He contracted, or straitened]. (M.) You say قَصَرْتُ قَيْدَ البَعِيرِ; (Msb;) and قَصَرْتُ لَهُ مِنْ قَيْدِهِ; (M;) aor. ـُ inf. n. قَصْرٌ; (M, Msb;) I contracted the shackles of the camel; syn. صَيَّقُتُهُ; (Msb;) and I contracted his shackles; syn. قَارَبْتُ. (M.) [And in like manner, العَطِيَّةَ ↓ قَصَّرَ, inf. n. تَقْصِيرٌ, He made the gift scanty, or mean: or, accord. to the TK, قصّر فِى العَطِيَّةِ, which properly signifies he fell short of what he ought to have done with respect to the gift: but, though each of these phrases is doubtless correct, the former expression I hold to be that which is indicated when it is said that] التَّقْصِيرُ signifies إِخْسَاسُ العَطِيَّةِ. (M, K.) A5: قَصَرَهُ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. قَصْرٌ, (S, M, Msb, K,) He confined, restricted, limited, kept within certain bounds or limits, restrained, withheld, hindered or prevented, him, or it; syn. حَبَسَهُ. (S, M, Msb, K. *) It is said in a trad. of Mo'ádh, لَهُ مَا قَصَرَ فِى بَيْتِهِ To him belongeth what he hath held confined in, or kept within, his house or tent: (TA:) or what he hath held in possession &c. (Az, TA in art. خمر: see 10 in that art.) Yousay also قَصَرْتُ الدَّارَ, inf. n. as above, I [confined and so] defended the house by walls. (TA.) and قَصَرَ الجَارِيَةَ بِالْحِجَابِ He [confined and so] kept safe the girl by means of the veil, or covering, or the like: and in like manner you say of a horse. (TA.) And in a trad. of 'Omar it is said, قَصَرَ بِهِمُ اللَّيْلُ, (TA,) or ↓ قَصَّرَ, (L,) The night withheld them; namely a company of riders upon camels on other beasts. (L, TA.) You also say قَصَرَ الرَّجُلَ عَنِ الأَمْرِ [and قَصَرَ بِهِ and به ↓ قصّر] He withheld the man from the thing, or affair, that he desired to do. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce طَلَّاع.] And قَصَرْتُ نَفَسِى عَنْ شَىْءٍ I withheld, or restrained, myself from a thing: (JK, TA: *) and I restrained myself from inordinate desire of a thing. (TA.) Lebeed says فَلَسْتُ وَإِنْ أَقْصَرْتُ عَنْهُ بِمُقْصِرِ meaning, But although thou blame in order that I may be restrained, I do not refrain from that which I desire to do. (El-Mázinee, L.) Also, قَصَرْتُ طَرْفِى [I restrained my eye, or eyes;] I did not raise my eye, or eyes, towards that at which I ought not to look. (TA.) And قَصَرَ البَصَرَ He turned away the eye. (TA.) It is also said in a trad. of I'Ab, قُصِرَ الرِّجَالُ عَلَى أَرْبَعٍ مِنْ أَجْلِ

أَمْوَالِ اليَتَامَى Men were restricted to marrying no more than four [because of the property of the orphans which they might leave]. (TA.) and one says قَصَرْتُ نَفْسِى عَلَى الشَّىْءِ I confined, or restricted, myself to the thing, and obliged myself to do it. (TA.) [See also 8.] Hence what is said of Thumámeh, in a trad., فأَبَى أَنْ يُسْلِمَ قَصْرًا But he refused to become a Muslim by constraint and compulsion: or by force, as some say, from القَسُرُ; the س being changed into ص, as is done in many other cases. (TA.) You say also قَصَرْتُ الشَّىْءَ عَلَى كَذَا I restricted the thing to such a thing. (S, TA.) And قَصَرَهُ عَلَى الأَمْرِ, meaning, رَدَّهُ إِلَيْهِ, (M, K,) i. e., [He reduced him, to the thing, or affair; or] he appropriated him [or it, restrictively,] to the thing, or affair. (TK.) [Hence,] قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ عَلَى فَرَسِى I appropriated the milk of the milch-camel [restrictively] to my horse. (S, TA.) [And hence,] قَصَرْتُ عَلَى نَفْسِى نَاقَةً I retained for myself [restrictively] a she-camel, that I might drink her milk. (Msb.) Aboo-Du-ád says, describing a horse, فَقُصِرْنَ الشِّتَآءَ بَعْدُ عَلَيْهِ وَهُوَ لِلذَّوْدِ أَنْ يُقَسَّمْنَ جَارٌ meaning, So they were restricted to him, that he might drink their milk, during the severity of the winter, afterwards; and he is a protector to the few she-camels from their being suddenly attacked and divided in shares; مِنْ being understood before أَنْ. (M.) A6: قَصَرَ الثَّوْبَ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (S,) inf. n. قَصْرٌ (S, Mgh, Msb) and قِصَارَةٌ; (Sb, M, TA;) and ↓ قصّرهُ, (S, M,) inf. n. تَقْصِيرٌ; (S;) He beat, (S, TA,) washed, (Mgh,) and whitened, (M, Msb, TA,) the cloth, or garment. (S, M, &c.) 2 قَصَّرَ see 1, throughout.4 أَقْصَرَ see 1, throughout.

A2: أَقْصَرَتْ She brought forth short children: hence the saying, إِنَّ الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وَإِنَّ القَصِيرَةَ قَدْ تُطِيلُ [Verily the tall woman sometimes brings forth short children, and verily the short woman sometimes brings forth tall children]. (S, K. *) J is in error in saying that this is in a trad. (Sgh, K.) But IAth also asserts it to be a trad. (MF in art. طول.) 6 تقاصر He feigned, or pretended, (أَظْهَرَ,) shortness; (M, Sgh, K;) as also ↓ تَقَوْصَرَ: (Sgh, K:) or, accord. to some, these two verbs have different significations: see the latter below. (TA.) b2: [And He contracted himself, or drew himself together. (See R. Q. 1 in art. فذ.)] b3: تقاصرت نَفْسُهُ (assumed tropical:) He (lit. his spirit, or soul,) became abject, mean, contemptible, or despicable; syn. تَضَآءَلَتْ. (M.) b4: تقاصر الظِّلُّ (tropical:) The shade became contracted. (M, TA.) b5: See also 1, in two places.8 اقتصر عَلَى الأَمْرِ He confined, restricted, or limited, himself to the thing, or affair; did not exceed it. (M, K. *) b2: اقتصر عَلَى الشَّىْءِ, (S,) or على كَذَا, (Msb,) [and بِكَذَا,] He was satisfied, or content, (S, Msb,) with the thing, (S,) or with such a thing. (Msb.) b3: اقتصر عَلَى أَمْرِى He obeyed my command. (JK.) 10 استقصرهُ He reckoned, or held, him, or it, to be short. (S.) b2: He reckoned him, or held him, to fall short of doing what he ought to do: or to flagg, or be remiss: عَدَّهُ مُقَصِّرًا. (S.) Q. Q. 2 تَقَوْصَرَ, said of a man, (M,) He became contracted; lit., one part of him entered into another part; (M, K;) as though he became like a قَوْصَرَّة, from which word the verb is derived. (Z, TA.) b2: See also 6.

قَصْرٌ and ↓ قَصَرٌ and ↓ قُصْرَةٌ [like the inf. n. قُصُورٌ] The falling, or stopping, or coming, short of accomplishing an affair; or of doing what one ought, or is commanded, to do; or flagging, or remissness: you say to a man whom you have sent to accomplish some needful affair, and who has fallen short of doing what you commanded him to do, on account of heat or some other cause, مَا مَنَعَكَ أَنْ تَبْلُغَ المَكَانَ الَّذِى أَمَرْتُكَ بِهِ إِلَّا

أَنَّكَ أَحْبَبْتَ القَصْرَ, and القَصَرَ, and القُصْرَةَ, i. e. أَنْ تُقَصِّرَ [Nothing prevented thy reaching the place to which I commanded thee to go but thy loving to fall short &c.; or to flag, or be remiss]. (M, K *.) And ↓ قَصَرَةٌ, (K,) or ↓ قَصَرٌ, without ة, accord. to the Nawádir of IAar, as cited in the L, and so in the handwriting of Sgh, (TA,) and ↓ قَصَارٌ, (K,) signify Laziness; slothfulness. (IAar, Sgh, K.) An Arab of the desert is related to have said ↓ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ فَمَنَعَنِى القَصَارُ [I desired to come to thee, but laziness prevented me]. (TA.) A2: قَصْرُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا and ↓ قَصَارُكَ, (S, M, K,) and ↓ قُصَارُكَ, (M, K,) and ↓ قُصَارَاكَ, (S, M, K,) and ↓ قُصَيْرَاكَ, (M, K,) Thine utmost, or the utmost of thy power or of thine ability or of thy deed, (جُهْدُكَ, M, K, [or app., جَهْدُكَ, (see art. جهد,)] and غَايَتُكَ, S, M, K,) and the end of thy case, and that to which thou hast confined or restricted or limited thyself, (S, TA,) [or that to which thou art confined or restricted or limited,] is, or will be, thy doing such a thing. (S, M, K.) It is from قَصْرٌ signifying the “ act of confining, restricting, limiting,” &c. (TA.) And ↓ قُصْرَى also signifies the end of an affair. (Sgh, TA.) A poet says إِنَّمَا أَنْفُسُنَا عَارِيَّةٌ وَالْعَوَارِىُّ قَصَارٌ أَنْ تُرَدْ [Our souls are only a loan: and the end of loans is their being given back; تُرَدْ being for تُرَدَّ]. (S, TA.) You also say, كُلِّ بَلَآءٍ وَشِدَّةٍ ↓ المَوْتُ قُصَارِى

[Death is the end of every trial and distress]. (TA, art. حمأ.) A3: قَصْرٌ (S, M) and ↓ مَقْصَرٌ (K) and ↓ مَقْصَرَةٌ and ↓ مَقْصِرٌ (M, K) The afternoon: or evening: syn. عَشِىٌّ: (S, M, K:) or the first signifies the last part of the day: (IKtt:) or the time before the sun becomes yellow: (JK:) or the first and second signify the time of the approach of the عَشِىّ, a little before the عَصْر: (A, TA:) and the first (S, K) and second (A'Obeyd, TA) and third, (A'Obeyd, S, TA,) [the time of] the mixing of the darkness: (A'Obeyd, S, K, TA:) pl. of the second (TA) and third (S, M) and fourth, (M,) مَقَاصِرُ (S, M) and مَقَاصِيرُ, which latter is extr.; (M;) in the first sense, as signifying عَشَايَا; (M;) or in the last sense; (S;) not signifying, as it is said to do in the K, العِشَآءُ الآخِرَةُ; for this is a great mistake, app. occasioned by F's seeing the passage [in the T] of Az, [or in the M, in which I find it,] وَالمَقَاصِرُ وَالمَقَاصِيرُ العَشَايَا الأَخِيرَةُ نَادِرَةٌ, and not properly considering it. (TA.) Sb says, that قَصْرٌ has no dim.; the Arabs being content to use in its stead the dim. of مَسَآءٌ. (M.) You say أَتَيْتُهُ قَصْرًا I came to him in the afternoon, or evening; syn. عَشِيًّا. (S.) And جِئْتُ قَصْرًا, and ↓ مَقْصَرًا, I came at the approach of the عَشِىّ, a little before the عَصْر. (A, TA.) And العِشَآءِ ↓ أَقْبَلَتْ مَقَاصِيرُ [The times of the mixing of the darkness of nightfall came, or advanced]. (A, TA.) A4: قَصْرٌ [A palace: a pavilion, or kind of building wholly or for the most part isolated, sometimes on the top of a larger building, i. e., a belvedere, and sometimes projecting from a larger building, and generally consisting of one room if forming a part of a larger building or connected with another building; the same as the Turkish كوشك: to such buildings we find the appellation to have been applied from very early times to the present day:] a well-known kind of edifice: (M:) a mansion, or house; syn. مَنْزِلٌ: (Lh, M, K:) or any house or chamber (بَيْت) of stone; (M, K;) of the dial. of Kureysh: (M:) so called because a man's wives and the like are confined in it: (M:) pl. قُصُورٌ. (S, M, Msb.) قَصْرُ الْمَلِكِ [The palace, or pavilion, of the king]. (Msb.) A5: Also قَصْرٌ Large and dry, or large and thick, or dry, fire-wood; حَطَبٌ جَزْلٌ. (M, K.) So in the Kur, lxxvii. 32, accord. to El-Hasan, as related by Lh. (M.) قَصَرٌ: see قَصْرٌ, in two places.

A2: The necks of men, and of camels: (M, K:) a pl. [or rather coll. gen. n.], of which the sing. [or n. un.] is قَصَرَةٌ: (M:) [see an ex. in the first paragraph of art. سندر:] or [so accord. to the M, but in the K and] ↓ قَصَرَةٌ signifies the base of the neck; (S, M, K;) the base of the neck at the place where it is set upon the upper part of the back: (Nuseyr, TA:) or the base of the neck when thick; not otherwise: (Lh, M:) pl. [or coll. gen. n.] قَصَرٌ, and pl. pl. [or pl. of قَصَرٌ] أَقْصَارٌ: (M:) or this latter is pl. of قَصَرَةٌ, (M, K,) accord. to Kr, but this is extr., unless the augmentative letter in the sing. be disregarded in its formation. (M.) I'Ab reads كَالْقَصَرِ, in the Kur, lxxvii. 32, (S, M, * TA,) and explains it as meaning Like the thick bases of necks, (M, * TA,) or as meaning كَقَصَرِ النَّخْلِ, i. e. الأَعْنَاق. (S.) [See the next signification.] You say ذَلَّتْ قَصَرَتُهُ [His neck or] the base of his neck became in a state of subjection. (TA.) And إِنَّهُ لَنَامُّ القَصَرَةِ Verily he has a large, or thick, neck. (Aboo-Mo'ádh the Grammarian.) b2: And hence, (Aboo-Mo'ádh,) (tropical:) The trunks, or lower-parts, (أُصُول, M, K, or أَعْنَاق, I'Ab, S,) of palm-trees: (S, M, K:) so explained in the Kur, ubi supra, (S, M,) by I'Ab: (S:) sing. [or n. un.] ↓ قَصَرَةٌ: the palm-tree is cut into pieces of the length of a cubit, to make fires therewith in the winter: (Aboo-Mo'ádh:) and [in the TA or] so of other trees: (M, K:) or of large trees: (Ed-Dahhák:) or [accord. to the M, but in the K and] the remains of trees. (M, K.) قَصْرَةٌ: see قُصْرَةٌ.

قُصْرَةٌ: see قَصْرٌ.

A2: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ قُصْرَةً, (S, M, K,) and ↓ قَصْرَةً, (K,) and ↓ مَقْصُورَةً, (S, M, K,) and ↓ قَصِيرَةً, (K,) [He is his cousin on the father's side,] nearly related; (S, M, K;) i. q. دِنْيًا (S, TA) and دُنْيًا: (TA:) and in like manner you say of the ابن العَمَّة and ابن الخَالَة and ابن الخَال. (Lh, M.) قُصْرَى: see قَصْرٌ.

A2: القُصْرَى (Az, S) and ↓ القُصَيْرَى (A'Obeyd, Az, S) The rib that is next to the شَاكِلَة [or flank], (A'Obeyd, Az, S,) also called الوَاهِنَةُ, (S,) and ضِلَعُ الخِلْفِ, (A'Obeyd,) at the bottom of the ribs, (S,) between the side and the belly: (Az:) or the former is the lowest of the ribs, and the latter is the highest of the ribs: (AHeyth:) or the latter is the lowest of the ribs: or the last rib in the side: or the قُصْرَيَانِ and ↓ قُصَيْرَيَانِ are the two ribs that are next to the طَفْطَفَة [or flank]: or that are next to the two collar-bones. (M, K.) قَصَرَةٌ: see قَصْرٌ: A2: and قَصَرٌ, in two places: A3: and مِقْصَرَةٌ.

قَصَارٌ: and قَصَارُكَ and قُصَارُكَ: see قَصْرٌ.

قِصَارٌ, a subst., The shortening [or clipping] of the hair. (Th, M, K. *) Fr says, An Arab of the desert said to me in Minè, القِصَارُ أَحَبُّ إِلَيْكَ

أَمِ الحَلْقُ, meaning, Is the shortening [or clipping] more pleasing to thee, or the shaving of the head? (M.) قَصِيرٌ Short; and low, i. e. having little height; contr. of طَوِيلٌ; (S, M, Msb, K;) and so ↓ قَاصِرٌ, app. a kind of rel. or possessive n., not a verbal epithet: (M:) fem. of the former [and of the latter] with ة: (M, K:) pl. of the former, masc., (S, M, Msb, K,) and fem., (M, K,) قِصَارٌ, (S, M, &c.,) and pl. masc. [applied to rational beings,] قُصَرَآءُ, (M, K,) and pl. fem. قِصَارَةٌ; (K;) ة being added by the Arabs to any pl. of the measure فِعَالٌ, as in جِمَالَةٌ and حِبَالَةٌ and ذِكَارَةٌ and حِجَارَةٌ; (Fr;) or قِصَارَةٌ is syn. with قَصِيرَةٌ, and is extr. (Sgh, K.) b2: قَصِيرَةٌ مِنْ طَوِيلَةٍ

[lit. A short thing from a tall thing; meaning,] a date from a palm-tree: a proverb; alluding to the abridgment of speech or language. (K.) b3: هُوَ قَصِيرُ اليَدِ, [and البَاعٍ, (tropical:) He has little, or no, power: or is niggardly:] and لَهُمْ أَيْدٍ قِصَارٌ [they have little, or no, power: or are niggardly]. (TA.) b4: قَصِيرُ الهِمَّةِ [Having little ambition]. (O in art. بجل.) b5: إِنَّهُ لَقَصِيرُ العِلْمِ (tropical:) [Verily he has little knowledge]. (M.) b6: قَصِيرُ النَّسَبِ [Having a short pedigree;] whose father is well known, so that when the son mentions him it is sufficient for him, without his extending his lineage to his grandfather. (K.) [See also a verse below, in this paragraph.] b7: حَدِيثٌ قَصِيرٌ, and ↓ مُقْتَصَرٌ, A [concise, or] comprehensive, and profitable, story, or narration. (TA.) A2: [I. q.

↓ مَقْصُورٌ and ↓ مَقْصُورَةٌ, Shortened; contracted: and confined; restricted; limited; &c.] b2: إِمْرَأَةٌ قَصِيرُ الخُطَى, and الخَطْوِ ↓ مَقْصُورَةُ, [A woman whose steps are shortened, or contracted;] likened to one who is shackled, whose steps are shortened, or contracted, by the shackles. (Fr.) b3: فَرَسٌ قَصِيرٌ A mare that is brought near [to the tent or dwelling], and treated generously, and not left to seek for pasture, because she is precious: (S, K:) and a mare that is kept confined. (TA.) b4: قَصِيرَةٌ, [which is extr., for by rule it should be without ة,] and ↓ قَصُورَةٌ, (Az, S, M, K,) and ↓ مَقْصُورَةٌ, (K,) A woman confined in the house, or tent, not suffered to go forth: (S, M, K:) a woman kept behind, or within, the curtain: (TA, in explanation of the last of these three epithets:) a girl kept with care, that does not go out: (Az:) the pl. of قصورة is قَصَائِرُ:] [and so, app., of قصيرة:] when you mean short in stature, you say قَصِيرَةٌ [only], and the pl. is قِصَارٌ. (TA.) Kutheiyir says وَأَنْتِ الَّتِى حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

إِلَىَّ وَمَا تَدْرِى بِذَاكَ القَصَائِرُ عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ قِصَارَ الخُطَى شَرُّ النِّسَآءِ البَحَاتِرُ (S, M) or, as Fr relates it, كُلَّ قَصُورَةً (S) [and thou art the person who hath made every female confined within the house to be an object of love to me, while the females confined within the house know not that: I mean those confined within the curtained canopies: I do not mean the short in step: the worst of women are the short and compressed]. And a poet says وَأَهْوَى مِنَ النِّسوَانِ كُلَّ قَصِيرَةٍ

لَهَا نَسَبٌ فِى الصَّالِحِينَ قَصِيرُ [And I love, of women, every one that is confined within the house, that has a short pedigree, among the good]; i. e., every ↓ مَقْصُورَة, of whom it suffices to mention her descent from her father, because of his being well known. (M.) Hence, in the Kur, [lv. 72,] حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِى

الخِيَامِ [Damsels having eyes whereof the white is intensely white and the black intensely black,] confined in the pavilions, (Az, Msb,) which are of pearls, for their husbands; (Az;) concealed by curtains: (Az, Bd:) or confined to their husbands, and not raising their eyes to others: (Fr:) or having their eyes restricted to their husbands. (Bd.) And ↓ نَاقَةٌ مَقْصُورَةٌ, (TA,) or مَقْصُورَةٌ عَلَى العِيَالِ, (Msb,) A she-camel retained [restrictively] for the household, that they [alone] may drink her milk. (Msb, TA. *) b5: See also قُصْرَةٌ.

قُصَارَةٌ: see مَقْصُورَةٌ.

قِصَارَةٌ The art of [beating and] washing (Mgh) and whitening (M, Msb) clothes. (M, Mgh, Msb.) قَصُورَةٌ: see مَقْصُورَةٌ: and قَصِيرٌ.

قُصَارَى. b2: قُصَارَاكَ: see قَصْرٌ.

قُصَيْرَى. b2: قُصَيْرَاكَ: see قَصْرٌ.

A2: See also قُصْرَى.

قَصَّارٌ One who beats (S) and washes (Mgh) and whitens (M, Msb, K) clothes; (S, M, &c.;) as also ↓ مُقَصِّرٌ. (M, K.) قَاصِرٌ: see قَصِيرٌ, first signification.

A2: إِمْرأَةٌ قَاصِرَةُ الطَّرْفِ A woman restraining her eyes from looking at any but her husband. (S, K.) b2: ظِلٌّ قَاصِرٌ (tropical:) Contracting shade. (TA.) قَوْصَرَّةٌ, and (sometimes, S,) قَوْصَرَةٌ, without teshdeed, A receptacle for dates, or for dried dates, (S, M, Mgh, Msb, K,) in which they are stored, made of mats, (S,) of reeds: (M, Mgh, Msb, K:) in common conventional language only so called as long as it contains dates: otherwise it is called زَبِيلٌ: (Mgh:) thought by IDrd to be not Arabic; (M;) and he doubts respecting the authenticity of a verse in which it is mentioned, ascribed to 'Alee: (TA:) pl. قَوَاصِرُ: (K, art. كنز; &c.:) the dim. is قُوَيْصِرَّةٌ and قُوَيْصِرَةٌ. (TA.) b2: (tropical:) A woman, or wife; (IAar, K;) as also قَارُورَةٌ [q. v.]. (IAar, TA.) أَقْصُرُ More, and most, short: fem. قُصْرَى: (Mgh:) the pl. of أَقْصَرُ is أَقَاصِرُ. (S, K.) تِقْصَارٌ (S, M, K) and تِقْصَارَةٌ (S, K) A necklace, or collar, or the like, syn. قِلَادَةٌ, (S, M, K,) resembling a مِخْنَقَة: (S:) so called because it cleaves to the قَصَرَة [or base] of the neck: (M:) or a مِخْنَقَة proportioned to the قَصَرَة [or base of the neck]: (A, TA:) pl. تَقَاصِيرُ. (S, K.) رَضِىَ بِمَقْصَرٍ مِنَ الأَمْرِ, and مِنْهُ ↓ بِمَقْصِرٍ, He was content with less than he was seeking, of the thing. (TA.) And مِمَّا كَانَ يُحَاوِلُ ↓ رَضِىَ بِمُقْصِرٍ

with kesr to the ص, (S,) or بِمَقْصَرٍ مِنْهُ, (as in a copy of the M,) He was content with less than he was seeking. (S, M.) And رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ

بِمَقْصَرٍ, and ↓ بِمَقْصِرٍ, I was content with an inferior thing from such a one. (M.) A2: See also قَصْرٌ.

مَقْصِرٌ: see مَقْصَرٌ: A2: and قَصْرٌ.

جَآءَ فُلَانٌ مُقْصِرًا Such a one came when the afternoon, or evening, was almost drawing near to night. (TA.) مَقْصَرَةٌ: see قَصْرٌ.

مِقْصَرَةٌ (M, K) and ↓ قَصَرَةٌ (M, TA) The wooden implement of the قَصَّار, (M, K,) with which he beats clothes: (M:) and the ↓ latter, a piece of wood, (M, K,) of any kind; or of the jujube-tree, specially. (TA.) مُقَصِّرٌ act. part. n. of 2, q. v. and see قَصَّارٌ. b2: [Deficient in liberality or bounty:] one who makes a gift scanty, or mean. (TA.) A poet says فَقُلْتُ لَهُ قَدْ كُنْتَ فِيهَا مُقَصِّرًا [And I said to him Thou hast been deficient in liberality with respect to them; app. meaning she-camels or the like;] i. e., thou hast not given of them nor given to drink from them [of their milk]. (M.) مَقْصُورٌ and مَقْصُورَةٌ: see قَصِيرٌ, in five places. b2: See also قُصْرَةٌ. b3: مَقْصُورَةٌ An ample or a spacious [house or mansion such as is called a]

دار, which is defended by walls: (M, * K, * TA:) or it is less than a دار; (M, K;) as also ↓ قُصَارَةٌ; and is not entered by any but the owner: (K:) such a part of a house is called the مقصورة of a دار, and the قصارة thereof: (Useyd, TA:) any apartment (نَاحِيَةٌ), by itself, of a دار, when the latter is ample, or spacious, and defended by walls: (Lth, TA:) a [chamber such as is called a] حُجْرَة, of a house: (Mgh, Msb:) pl. مَقَاصِيرُ and مَقَاصِرُ. See an ex. voce مُصْمَتٌ. (Lth, TA.) And المَقْصُورَةٌ, (Lth,) and مَقْصُورَةُ مَسْجِدٍ, (Mgh, Msb,) and مَقْصُورَةُ جامِعٍ, (S,) The part which is the station of the Imám [or Khaleefeh] in a mosque: (Lth, Mgh:) so called because confined [by a railing or screen]: (S:) or, accord. to some, مقصورة, thus applied, is changed from its original form, which is قَاصِرَةٌ, an act. part. n.: (Msb:) [and, as used in the present day, that part of a mosque which is the principal place of prayer, when it is partitioned off from the rest of the building: and the railing, or screen, which surrounds the oblong monument of stone or brick or wood over a grave in a mosque; sometimes enclosing a kind of baldachin over the monument.

مَقْصُورَةٌ also signifies The chancel of a church: see مَذْبَحٌ.] And مَقْصُورَةٌ and ↓ قَصُورَةٌ A حَجَلَة [or kind of curtained canopy or baldachin, such as is prepared for a bride]. (Lh, M, K.) and the former word, A piece of ground which none but the owner thereof is allowed to tread. (TA.) مَقْصُورَةٌ: see مَقْصُورٌ.

حَدِيثٌ مُقْتَصَرٌ: see قَصِيرٌ.

قصر: القَصْرُ والقِصَرُ في كل شيء: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

عادتْ مَحُورَتُه إِلى قَصْرِ

قال: معناه إِلى قِصَر، وهما لغتان. وقَصُرَ الشيءُ، بالضم، يَقْصُرُ

قِصَراً: خلاف طال؛ وقَصَرْتُ من الصلاة أَقْصُر قَصْراً. والقَصِيرُ: خلاف

الطويل. وفي حديث سُبَيْعَةَ: نزلت سورة النساء القُصْرَى بعد الطُّولى؛

القُصْرَى تأْنيث الأَقْصَر، يريد سورة الطلاق، والطُّولى سورة البقرة

لأَن عِدَّة الوفاة في البقرة أَربعة أَشهر وعشر، وفي سورة الطلاق وَضْعُ

الحمل، وهو قوله عز وجل: وأُولاتِ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ

حَمْلَهِنّ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً جاءه فقال: عَلِّمْني عملاً

يُدْخِلُني الجنّة، فقال: لئن كنتَ أَقْصَرْتَ الخِطْبة لقد أَعْرَضْتَ

المسأَلةَ؛ أَي جئت بالخِطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة عريضة يعني قَلَّلْتَ

الخِطْبَةَ وأَعظمت المسأَلة. وفي حديث عَلْقَمة: كان إِذا خَطَبَ في نكاح

قَصَّرَ دون أَهله أَي خَطَبَ إِلى من هو دونه وأَمسك عمن هو فوقه، وقد قَصُرَ

قِصَراً وقَصارَة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو قَصِير، والجمع قُصَراء

وقِصارٌ، والأُنثى قصِيرة، والجمع قِصارٌ. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً إِذا

صَيَّرْته قَصِيراً. وقالوا: لا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون

النَّفَسَ لقِصَرِ وقته، الفائِتُ هنا هو الله عز وجل. والأَقاصِرُ: جمع أَقْصَر

مثل أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش:

إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالةَ الـ

ـرِّجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ

ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كلِّ شَرْمَحٍ

طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ

يقول لها: لا تعيبيني بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرجال ودُهاتَهم

أَقاصِرُهم، وإِنما قال أَقاصره على حدّ قولهم هو أَحسنُ الفتيان وأَجْمَله،

يريد: وأَجملهم، وكذا قوله فإِن الأَقصرين أَمازره يريد أَمازِرُهم، وواحدُ

أَمازِرَ أَمْزَرُ، مثل أَقاصِرَ وأَقْصَر في البيت المتقدم، والأَمْزَرُ

هو أَفعل، من قولك: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فهو مَزِيرٌ، وهو أَمْزَرُ

منه، وهو الصُّلْبُ الشديد والشَّرْمَحُ الطويل. وأَما قولهم في المثل: لا

يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فهو قَصِيرُ بن سَعْد اللَّخْمِيّ صاحب جَذِيمَة

الأَبْرَشِ. وفرس قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ

لنفاستها؛ قال مالك بن زُغْبة، وقال ابن بري: هو لزُغْبَةَ الباهليّ وكنيته

أَبو شقيق، يصف فرسه وأَنها تُصانُ لكرامتها وتُبْذَلُ إِذا نزلت

شِدَّةٌ:وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ،

كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ

تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ،

كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ

تَراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً،

ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ

البَؤُوقُ: الداهيةُ. وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم. وقوله: وذاتُ

مَناسب يريد فرساً منسوبة من قِبَلِ الأَب والأُم. وسَراتُها:

أَعلاها.والكَرُّ، بفتح الكاف هنا: الحبل. والمَشِيقُ: المُداوَلُ. وتُنِيفُ:

تُشْرِفُ. والصَّلْهَبُ: العُنُق الطويل. والسَّحُوقُ من النخل: ما طال. ويقال

للمَحْبُوسة من الخيل: قَصِير؛ وقوله:

لو كنتُ حَبْلاً لَسَقَيْتُها بِيَهْ،

أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَهْ

قال ابن سيده: أُراه على النَّسَب لا على الفعل، وجاء قوله ها بيه وهو

منفصل مع قوله ثوبيه لأَن أَلفها حينئذ غير تأْسيس، وإِن كان الروي حرفاً

مضمراً مفرداً، إِلا أَنه لما اتصل بالياء قوي فأَمكن فصله.

وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ. وقَصَّرَ الشيءَ: جعله قَصِيراً.

والقَصِيرُ من الشَّعَر: خلافُ الطويل. وقَصَرَ الشعرَ: كف منه وغَضَّ حتى

قَصُرَ. وفي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِين رُؤُوسَكم ومُقَصِّرينَ؛ والاسم منه

القِصارُ؛ عن ثعلب. وقَصَّرَ من شعره تَقْصِيراً إِذا حذف منه شيئاً ولم

يستأْصله. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مر برجل قد قَصَّر الشَّعَر

في السوق فعاقَبه؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عاقبه لأَن الريح

تحمله فتلقيه في الأَطعمة.وقال الفراء: قلت لأَعرابي بمنى: آلْقِصارُ

أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُف يريد: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حلق الرأْس.

وإِنه لقَصِير العِلْم على المَثَل.

والقَصْرُ: خلاف المَدِّ، والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر. والمَقْصُور:

من عروض المديد والرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت

نونه وأُسكنت تاؤه فبقي فاعلات فنقل إِلى فاعلان، نحو قوله:

لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه،

كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ

وقوله في الرمل:

أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً:

انَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل بتسكين الراء ولو أَطلقه لجاز، ما لم

يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل:

نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ

من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنَني لِينا

إِنما أَراد بقَصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً. والقَصْرُ:

الغاية؛ قاله أَبو زيد وغيره؛ وأَنشد:

عِشْ ما بدا لك، قَصْرُكَ المَوْتُ،

لا مَعْقِلٌ منه ولا فَوْتُ

بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه،

زال الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

وفي الحديث: من شَهِدَ الجمعة فصَلى ولم يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لم

يُغْفَرْ له جُمْعَتَه تلك ذُنوبُه كلُّها أَن تكون كفارتُه في الجمعة التي

تليها أَي غايته. يقال: قَصْرُك أَن تفعل كذا أَي حسبك وكفايتك وغايتك،

وكذلك قُصارُك وقُصارَاك، وهو من معنى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بلغت

الغاية حَبَسَتْك، والباء زائدة دخلت على المبتدإِ دُخُولَها في قولهم:

بحسبك قولُ السَّوْءِ، وجمعته منصوبة على الظرف. وفي حديث معاذ: فإِنَّ

له ما قَصَرَ في بيته أَي ما حَبَسَه. وفي حديث أَسماء الأَشْهَلِيَّة:

إِنا مَعْشَرَ النساء، محصوراتٌ مقصوراتٌ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِذا

هم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليلُ أَي حبسهم. وفي حديث ابن عباس: قُصِرَ

الرجالُ على أَربع من أَجل أَموال اليتامى أَي حُبِسُوا أَو منعوا عن نكاح

أَكثر من أَربع. ابن سيده: يقال قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ

وقُصارَاكَ أَن تفعل كذا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وما اقْتَصَرْتَ

عليه؛ قال الشاعر:

لها تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها

إِلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

وقال الشاعر:

إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ،

والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ

ويقال: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ. والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عن

أَمر وكفُّكها عن أَن تطمح بها غَرْبَ الطَّمَع. ويقال: قَصَرْتُ نفسي عن

هذا أَقْصُرها قَصْراً. ابن السكيت: أَقْصَر عن الشيءِ إِذا نَزَع عنه وهو

يَقْدِر عليه، وقَصَر عنه إِذا عجز عنه ولم يستطعه، وربما جاءَا بمعنى

واحد إِلا أَن الأَغلب عليه الأَول؛ قال لبيد:

فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عنه، بمُقْصِر

قال المازني: يقول لستُ وإِن لمتني حتى تُقْصِرَ بي بمُقْصِرٍ عما

أُريد؛ وقال امرؤ القيس:

فتُقْصِرُ عنها خَطْوَة وتَبوصُ

ويقال: قَصَرْتُ بمعنى قَصَّرْت؛ قال حُمَيْد:

فلئن بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً،

ولئن قَصَرْتُ لكارِهاً ما أَقْصُرُ

وأَقْصَر فلان عن الشيء يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عنه وانتهى.

والإِقْصار: الكف عن الشيء. وأَقْصَرْتُ عن الشيء: كففتُ ونَزَعْتُ مع القدرة

عليه، فإِن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا أَلف. وقَصَرْتُ عن الشيء قصوراً:

عجزت عنه ولم أَبْلُغْهُ. ابن سيده: قَصَرَ عن الأَمر يَقْصُر قُصُوراً

وأَقْصَر وقَصَّرَ وتَقَاصَر، كله: انتهى؛ قال:

إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه،

تَقاصَرَ منها للصَّرِيحَ فأَقْنَعا

وقيل: التَّقاصُر هنا من القِصَر أَي قَصُر عُنُقُه عنها؛ وقيل: قَصَرَ

عنه تركه وهو لا يقدر عليه، وأَقْصَرَ تركه وكف عنه وهو يقدر عليه.

والتَّقْصِيرُ في الأَمر: التواني فيه. والاقْتصارُ على الشيء: الاكتفاء

به. واسْتَقْصَره أَي عَدَّه مُقَصِّراً، وكذلك إِذا عَدَّه قَصِيراً.

وقَصَّرَ فلانٌ في حاجتي إِذا وَنى فيها؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يقولُ وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها:

أَتَفْعَلُ هذا يا حُيَيُّ على عَمْدِف

فقلتُ له: قد كنتَ فيها مُقَصِّراً،

وقد ذهبتْ في غير أَجْرٍ ولا حَمْدِ

قال: هذا لِصٌّ؛ يقول صاحب الإِبل لهذا اللِّص: تأْخذ إِبلي وقد عرفتها،

وقوله: فقلت له قد كنت فيها مقصِّراً، يقول كنت لا تَهَبُ ولا تَسْقي

منها قال اللحياني: ويقال للرجل إِذا أَرسلته في حاجة فَقَصَر دون الذي

أَمرته به إِما لحَرّ وإِما لغيره: ما منعك أَن تدخل المكان الذي أَمرتك به

إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ والقَصَرَ والقُصْرَةَ أَي أَن تُقَصِّرَ.

وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تضاءلت. وتَقَاصَر الظلُّ: دنا وقَلَصَ.

وقَصْرُ الظلام: اختلاطُه، وكذلك المَقْصَر، والجمع المَقاصر؛ عن أَبي

عبيد؛ وأَنشد لابن مقبل يصف ناقته:

فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعدما

كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

قال خالد بن جَنْيَة: المقاصِرُ أُصولُ الشجر، الواحد مَقْصُور، وهذا

البيت ذكره الأَزهري في ترجمة وقص شاهداً على وَقَصْتُ الشيء إِذا

كَسَرْتَه، تَقِصُ المقاصر أَي تَدُقُّ وتكسر. ورَضِيَ بمَقْصِرٍ، بكس الصاد مما

كان يُحاوِلُ أي بدونِ ما كان يَطْلُب. ورضيت من فلان بمَقْصِرٍ

ومَقْصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ. وقَصَرَ سهمُه عن الهَدَف قُصُوراً: خَبا فلم ينته

إِليه. وقَصَرَ عني الوجعُ والغَضَبُ يَقْصُر قُصُوراً وقَصَّر: سكن،

وقَصَرْتُ أَنا عنه، وقَصَرْتُ له من قيده أَقْصُر قَصْراً: قاربت. وقَصَرْتُ

الشيء على كذا إِذا لن تجاوز به غيره. يقال: قَصَرْتُ اللِّقْحة على فرسي

إِذا جعلت دَرَّها له. وامرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لا تَمُدُّه إِلى غير

بعلها. وقال أَبو زيد: قَصَرَ فلانٌ على فرسه ثلاثاً أَو أَربعاً من

حلائبه يَسْقِيه أَلبانها. وناقة مَقْصورة على العِيال: يشربون لبنها؛ قال

أَبو ذؤيب:

قَصَر الصَّبوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها

بالتيِّ، فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ

قَصَره على الأَمر قَصْراً: رَدّه إِليه. وقَصَرْتُ السِّتْر: أَرخيته.

وفي حديث إِسلام ثُمامة: فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه، يعني

حَبساً عليه وإِجباراً. يقال: قَصَرْتُ نفسي على الشيء إِذا حبستها عليه

وأَلزمتها إِياه، وقيل: أَراد قهراً وغلبةً، من القسْر، فأَبدل السين صاداً،

وهما يتبادلان في كثير من الكلام، ومن الأَول الحديث: ولتَقْصُرَنَّه على

الحق قَصْراً. وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حبسه؛ ومنه مَقْصُورة

الجامع؛ قال أَبو دُواد يصف فرساً:

فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عليه، * وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ

أَي حُبِسْنَ عليه يَشْرَبُ أَلبانها في شدة الشتاء. قال ابن جني: هذا

جواب كم، كأَنه قال كم قُصِرْن عليه، وكم ظرف ومنصوبه الموضع، فكان قياسه

أَن يقول ستة أَشهر لأَن كم سؤال عن قدرٍ من العدد محصور، فنكرة هذا

كافية من معرفته، أَلا ترى أَن قولك عشرون والعشرون وعشرون؟؟ فائدته في العدد

واحدةً لكن المعدود معرفة في جواب كم مرة، ونكرة أُخرى، فاستعمل الشتاء

وهو معرفة في جواب كم، وهذا تطوّع بما لا يلزم وليس عيباً بل هو زائد على

المراد، وإِنما العيب أَن يُقَصِّرَ في الجواب عن مقتضى السؤَال، فأَما

إِذا زاد عليه فالفضل له، وجاز أَن يكون الشتاء جوباً لكم من حيث كان عدداً

في المعنى، أَلا تراه ستة أَشهر؟ قال: ووافقنا أَبو علي، رحمه الله

تعالى، ونحن بحلب على هذا الموضع من الكتاب وفسره ونحن بحلب فقال: إِلا في

هذا البلد فإِنه ثمانية أَشهر؛ ومعنى قوله:

وهو للذود أَن يقسَّمن جار

أَي أَنه يُجيرها من أَن يُغار عليها فَتُقْسَمَ، وموضع أَن نصبٌ كأَنه

قال: لئلا يُقَسَّمْنَ ومن أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل. وامرأَة

قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة محبوسة مقصورة في البيت لا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛

قال كُثَيِّر:

وأَنتِ التي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ

إِليَّ، وما تدري بذاك القَصائِرُ

عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، ولم أُرِدْ

قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساء البَحاتِرُ

وفي التهذيب: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، ويقال للجارية المَصونة التي

لا بُروزَ لها: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الفراء:

وأَنتِ التي حببتِ كلَّ قَصُورة

وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التهذيب: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قال الله تعالى:

حُورٌ مقصورات في الخيام، أَي محبوسات في خيام من الدُّرِّ مُخَدَّرات

على أَزواجهن في الجنات؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة. وقال الفرّاء في

تفسير مَقْصورات، قال: قُصِرْنَ على أَزواجهن أَي حُبِسْن فلا يُرِدْنَ

غيرهم ولا يَطْمَحْنَ إِلى من سواهم. قال: والعرب تسمي الحَجَلَةَ

المقصورةَ والقَصُورَةَ، وتسمي المقصورة من النساء القَصُورة، والجمع

القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ القامة قالوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ

قِصاراً. وأَما قوله تعالى: وعندهم قاصراتُ الطَّرْفِ أَترابٌ؛ قال

الفراء:قاصراتُ الطَّرْف حُورٌ قد قَصَرْنَ أَنفسهنَّ على أَزواجهن فلا يَطْمَحْنَ

إِلى غيرهم؛ ومنه قول امرئ القيس:

من القاصراتِ الطَّرْفِ، لو دَبَّ مُحْوِلٌ

من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرا

وقال الفراء: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شبهت بالمقيَّد الذي قَصَرَ

القيدُ خَطوَه، ويقال لها: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد:

قَصِيرُ الخطى ما تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى،

ولا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما

التهذيب: وقد تُجْمَعُ القَصِيرةُ من النساء قِصارَةً؛ ومنه قول

الأَعشى:لا ناقِصِي حَسَبٍ ولا

أَيْدٍ،إِذا مدَّتْ قِصارَه

قال الفراء: والعرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعالٍ، يقولون:

الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قال: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابن سيده:

وأَما قول الشاعر:

وأَهْوى من النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ،

لها نَسَبٌ، في الصالحين، قَصِيرُ

فمعناه أَنه يَهْوى من النساء كل مقصورة يُغْنى بنسبها إِلى أَبيها عن

نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زيد: يقال أَبْلِغ هذا الكلامَ بني فلان

قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دون الناس، وقد سميت المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها

قُصِرَت على الإِمام دون الناس. وفلان قَصِيرُ النسب إِذا كان أَبوه

معروفاً إِذ ذِكْره للابن كفايةٌ عن الانتماء إِلى الجد الأَبعد؛ قال

رؤبة:قد رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني

باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني

ودخل رُؤْبةُ على النَّسَّابة البَكْريّ فقال: من أَنتف قال: رؤبة بن

العجاج. قال: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وسَيْلٌ قَصِير: لا يُسِيل وادِياً

مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ

الأَرضِ. والقَصْرُ من البناء: معروف، وقال اللحياني: هو المنزل، وقيل: كل

بيت من حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سمي بذلك لأَنه تُقصَرُ فيه الحُرَمُ أَي

تُحْبس، وجمعه قُصُور. وفي التنزيل العزيز: ويجْعَل لك قُصُوراً.

والمَقْصُورة: الدار الواسعة المُحَصَّنَة،وقيل: هي أَصغر من الدار، وهو من ذلك

أَيضاً. والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عن اللحياني. الليث:

المَقْصُورَة مقام الإِمام، وقال: إِذا كانت دار واسعة مُحَصَّنة الحيطان فكل

ناحية منها على حِيالِها مَقْصُورة، وجمعها مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛

وأَنشد:ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ

المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. وقُصارَةُ الدار: مَقْصُورة منها لا يدخلها غير

صاحب الدار. قال أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طائفة منها قَصِيرَة قد علم

صاحبها أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نبتاً قدر خمسين ذراعاً أَو

أَكثر، وقُصارَةُ الدار: مَقْصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار، قال:

وكان أَبي وعمي على الحِمى فَقَصَرَا منها مقصورة لا يطؤها غيرهما.

واقْتَصَرَ على الأَمر: لم يُجاوزه.

وماء قاصِرٌ أَي بارد. وماء قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لا يجاوزه،

وقيل: هو البعيد عن الكلإِ. ابن السكيت: ماء قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كان

مَرْعاه قريباً؛ وأَنشد:

كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا،

ولم أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا

والنُّزُعُ: جمع النَّزُوعِ، وهي البئر التي يُنْزَعُ منها باليدين

نَزْعاً، وبئر جَرُورٌ: يستقى منها على بعير؛ وقوله أَنشده ثعلب في صفة

نخل:فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ

قال: عَنى أَنها تشرب بعروقها. وقال ابن الأَعرابي: الماء البعيد من

الكلإِ قاصِرٌ باسِطٌ ثم مُطْلِبٌ. وكَلأ قاصِرٌ: بينه وبين الماء نَبْحَةُ

كلب أَو نَظَرُك باسِطاً. وكَلأ باسِطٌ: قريب؛ وقوله أَنشده ثعلب:

إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الر

جالِ، وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ

لم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى حَبائسَ قَصائِرَ.

والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والِقُصْرى والقَصَرُ؛ الأَخيرة عن

اللحياني: ما يَبْقى في المُنْخُلِ بعد الانتخال، وقيل: هو ما يَخْرُجُ

من القَثِّ وما يبقى في السُّنْبُل من الحب بعد الدَّوْسَةِ الأُولي،

وقيل: القِشْرتان اللتان على الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما

القَصَرة. الليث: والقَصَرُ كَعابِرُ الزرع الذي يَخْلُص من البُرِّ وفيه

بقية من الحب، يقال له القِصْرَى، على فِعْلى. الأَزهري: وروى أَبو عبيد

حديثاً عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في المُزارَعة أَن أَحدهم كان

يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بالضم: ما سَقى الربيعُ،

فنه النبي،صلى الله عليه وسلم، عن ذلك. قال أَبو عبيد: والقُصارة ما بقي في

السنبل من الحب مما لا يتخلص بعدما يداس، قال: وأَهل الشام يسمونه

القِصْرِيَّ بوزن القِبْطِيِّ، قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنيه ابن هاجَك عن ابن

جَبَلة عن أَبي عبيد، بكسر القاف وسكون الصاد وكسر الراء وتشديد الياء،

قال: وقال عثمان ابن سعيد: سمعت أَحمد بن صالح يقول هي القُصَرَّى إِذا

دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فالسنابل الغليظة هي القُصَرَّى، على فُعَلَّى.

وقال اللحياني: نُقِّيَتْ من قَصَره وقَصَلِه أَي من قُماشِه. وقال أَبو

عمرو: القَصَلُ والقَصَرُ أَصل التبن. وقال ابن الأَعرابي: القَصَرةُ قِشْر

الحبة إِذا كانت في السنبلة، وهي القُصارَةُ. وذكر النضر عن أَبي الخطاب

أَنه قال: الحبة عليها قشرتان: فالتي تلي الحبة الحَشَرَةُ، والتي فوق

الحَشَرة القَصَرَةُ. والقَصَرُ: قِشْر الحنطة إِذا يبست. والقُصَيْراة:

ما يبقى في السنبل بعدما يداس. والقَصَرَة، بالتحريك: أَصل العنق. قال

اللحياني: إِنما يقال لأَصل العنق قَصَرَة إِذا غَلُظَت، والجمع قَصَرٌ؛ وبه

فسر ابن عباس قوله عز وجل: إِنها تَرْمي بشَرَرٍ كالقَصَر، بالتحريك؛

وفسره قَصَرَ النخلِ يعني الأَعْناقَ. وفي حديث ابن عباس في وقوله تعالى:

إِنها ترمي بشرر كالقصر؛ هو بالتحريك، قال: كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث

أَذرع أَو أَقل ونسميه القَصَر، ونريد قَصَر النخل وهو ما غَلُظَ من

أَسفلها أَو أَعناق الإِبل، واحدتها قَصَرة؛ وقيل في قوله بشرر كالقَصَر، قيل:

أَقصارٌ جمعُ الجمع. وقال كراع: القَصَرة أَصل العنق، والجمع أَقصار،

قال: وهذا نادر إِلا أَن يكون على حذف الزائد. وفي حديث سلْمانَ: قال لأَبي

سفيان وقد مر به: لقد كان في قَصَرة هذا موضع لسيوف المسلمين، وذلك قبل

أَن يسلم، فإِنهم كانوا حِراصاً على قتله، وقيل: كان بعد إِسلامه. وفي

حديث أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ في بعض ما أُنْزِلَ من الكتب الأَقْبَلُ

القَصِيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يلعنه أَهلُ

السماء وأَهل الأَرض، وَيْلٌ له ثم ويل له وقيل: القَصَر أَعناق الرجال

والإِبل؛ قال:

لا تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حذْوَ مَنْكِبِه،

في حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَصَرُ

وقال الفراء في قوله تعالى: إِنها ترمي بشَرَرٍ كالقَصْر، قال: يريد

القَصْر من قُصُورِ مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان. قال: ومثله:

سَيُهْزَمُ الجمع ويُولُّون الدُّبُرَ، معناه الأَدبار، قال: ومن قرأَ كالقَصَر،

فهو أَصل النخل، وقال الضحاك: القَصَرُ هي أُصول الشجر العظام. وفي

الحديث: من كان له بالمدينة أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك به، ومن لم يكن فليجعل له

بها أَصلاً ولو قَصَرةً؛ القَصَرةُ، بالفتح والتحريك: أَصل الشجرة، وجمعها

قَصَر؛ أَراد فليتخذ له بها ولو أَصل نخلة واحدة. والقَصَرة أَيضاً:

العُنُق وأَصل الرقبة. قال: وقرأَ الحسن كالقَصْر، مخففاً، وفسره الجِذْل من

الخشب، الواحدة قَصْرة مثل تمر وتمرة؛ وقال قتادة: كالقَصَرِ يعني أُصول

النخل والشجر. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ به قَصَرةُ العُنق.

يقال: قَصَرْتُ الجمل قَصْراً، فهو مَقْصورٌ. قال: ولا يقال إِبل

مُقَصَّرة. ابن سيده: القِصارُ سِمَة على القَصَر وقد قَصَّرها. والقَصَرُ: أُصول

النخل والشجر وسائر الخشب، وقيل: هي بقايا الشجر، وقيل: إِنها ترمي بشرر

كالقَصْر، وكالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النخل والشجر، والقَصْر من

البناء، وقيل: القَصْر هنا الحطب الجَزْلُ؛ حكاه اللحياني عن الحسن. والقَصْرُ:

المِجْدَلُ وهو الفَدَنُ الضخمُ، والقَصَرُ: داء يأْخذ في القَصَرة.

وقال أَبو معاذ النحوي: واحد قَصَر النخل قَصَرة، وذلك أَن النخلة تُقْطَعُ

قَدْرَ ذراع يَسْتَوْقِدُون بها في الشتاء، وهو من قولك للرجل: إِنه

لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كان ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَصَرُ يُبْسٌ في العنق؛

قَصِرَ، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً، فهو قَصِرٌ وأَقْصَرُ، والأُنثى

قَصْراء؛ قال ابن السكيت: هو داء يأْخذ البعير في عنقه فيلتوي فَيُكْتَوَى في

مفاصل عنقه فربما بَرَأَ. أَبو زيد: يقال قَصِرَ الفرسُ يَقْصَرُ قَصَراً

إِذا أَخذه وجع في عنقه، يقال: به قَصَرٌ. الجوهري: قَصِرَ الرجلُ إِذا

اشتكى ذلك. يقال: قَصِرَ البعير، بالكسر، يَقْصَرُ قَصَراً.

والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بكسر التاء: القِلادة للزومها قَصَرَةَ

العُنق، وفي الصحاح: قلادة شبيهة بالمِخْنَقَة، والجمع التَّقاصِيرُ؛ قال

عَدِيُّ بن زيد العِبَادي:

ولها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها،

عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارا

وقال أَبو وَجْزة السَّعْدِي:

وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى

وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها

قالوا: قِصارُها أَطواقها. قال الأَزهري: كأَنه شبه بقِصارِ المِيْسَمِ،

وهو العِلاطُ. وقال نُصَير: القَصَرَةُ أَصل العنق في مُرَكَّبِهِ في

الكاهل وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قال: ويقال لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ.

والقَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عن قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زيد:

قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضم شيئاً إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَصَرَ

قَيْدَ بعيره قَصْراً إِذا ضيقه، وقَصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْصُرها قَصْراً

في السفر. قال الله تعالى: ليس عليكم جُناحٌ أَن تَقْصُروا من الصلاة، وهو

أَن تصلي الأُولى والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين، فأَما العشاءُ

الأُولى وصلاة الصبح فلا قَصْرَ فيهما، وفيها لغات: يقال قَصَرَ الصلاةَ

وأَقْصَرَها وقَصَّرَها، كل ذلك جائز، والتقصير من الصلاة ومن الشَّعَرِ

مثلُ القَصْرِ. وقال ابن سيده: وقَصَرَ الصلاةَ، ومنها يَقْصُر قَصْراً

وقَصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ. وأَقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قَصَرْتُ.

وفي حديث السهو: أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت؛ يروى على ما لم يسم

فاعله وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص. وفي الحديث: قلت لعمر إِقْصارَ الصلاةِ

اليومَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية من أَقْصَرَ الصلاةَ، لغة

شاذة في قَصَر. وأَقْصَرَتِ المرأَة: ولدت أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا

ولدت أَولاداً طِوالاً. وفي الحديث: إِن الطويلة قد تُقْصِرُ وإِن

القَصيرة قد تُطِيل؛ وأَقْصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فهي مُقْصِرٌ، إِذا

أَسَنَّتا حتى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حكاها يعقوب. والقَصْرُ والمَقْصَرُ

والمَقْصِرُ والمَقْصَرَةُ: العَشِيّ. قال سيبويه: ولا يُحَقَّرُ

القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عن تَحْقيره بتحقير المَساء. والمَقاصِر والمَقاصِير:

العشايا؛ الأَخيرة نادرة، قال ابن مقبل:

فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعدما

كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

وقَصَرْنا وأَقْصَرْنا قَصْراً: دخلنا في قَصْرِ العَشِيِّ، كما تقول:

أَمْسَيْنا من المَساء. وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً إِذا

أَمْسَيْتَ؛ قال العَجَّاجُ:

حتى إِذا ما قَصَرَ العَشِيُّ

ويقال: أَتيته قَصْراً أَي عَشِيّاً؛ وقال كثير عزة:

كأَنهمُ قَصْراً مَصابيحُ راهِبٍ

بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها

همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه،

قَرابِينُ أَرْدافاً لها وشِمالَها

الأَردافُ: الملوك في الجاهلية، والاسم منه الرِّدافة، وكانت

الرِّدافَةُ في الجاهلية لبني يَرْبوعٍ. والرِّدافَةُ: أَن يجلس الرِّدْف عن يمين

الملك، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بعده قبل الناس، وإِذا

غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مكانه فكان خليفة على الناس حتى يعود

المَلِكُ، وله من الغنيمة المِرْباعُ. وقَرابينُ الملك: جُلَساؤه وخاصَّتُه،

واحدهم قُرْبانٌ. وقوله: هم أَهل أَلواح السرير أَي يجلسون مع الملك على

سريره لنفاستهم وجلالتهم. وجاء فلان مُقْصِراً حين قَصْرِ العِشاء أَي كاد

يَدْنُو من الليل؛ وقال ابن حِلِّزَة:

آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القـ

ـناصُ قَصْراً، وقَدْ دنا الإِمْساءُ

ومَقاصِيرُ الطريق: نواحيها،واحدَتُها مَقْصَرة، على غير قياس.

والقُصْرَيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وقيل:

هما اللتان تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ. والقُصَيرَى: أَسْفَلُ

الأَضْلاعِ، وقيل هي الضِّلَعُ التي تلي الشاكلَةَ، وهي الواهِنةُ، وقيل: هي آخر

ضِلَعٍ في الجنب. التهذيب: والقُصْرَى والقُصَيْرى الضِّلَعُ التي تلي

الشاكلة بين الجنب والبطن؛ وأَنشد:

نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه

وقال أَبو دُواد:

وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْسا

ءِ نَبَّاحٍ من الشَّعْب

أَبو الهيثم: القُصَرَى أَسفل الأَضلاع،والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛

وقال أَوس:

مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه

من اللحمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ

قال: وقُصْرَى ههنا اسم، ولو كانت نعتاً لكانت بالأَلف واللام. قال: وفي

كتاب أَبي عبيد: القُصَيْرَى هي التي تلي الشاكلة، وهي ضِلَعُ الخَلْفِ؛

فأَما قوله أَنشده اللحياني:

لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ،

كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ

قال ابن سيده: عندي أَن القُصَيْرَى أَحد هذه الأَشياء التي ذكرنا في

القُصَيْرَى؛ قال: وأَما اللحياني فحكى أَن القُصَيْرَى هنا أَصلُ العُنُق،

قال: وهذا غير معروف في اللغة إِلا أَن يريد القُصَيْرَة، وهو تصغير

القَصَرة من العُنق، فأَبدل الهاء لاشتراكهما في أَنهما علما تأْنيث.

والقَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قال الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رواية عن ابن

الأَعرابي:

وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ،

كأَنَّ في مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ،

أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ في آثارِ ذَرّ

ويروى:

كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ

ابن الأَعرابي: القَصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ. وقال أَعرابي: أَردت أَن

آتيك فمنعني القَصارُ، قل: والقَصارُ والقُصارُ والقُصْرَى والقَصْرُ، كله

أُخْرَى الأُمور. وقَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وقال عَمْرُو ابن

كُلْثُوم:

أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دينا

ويقال: ما رضيت من فلان بِمَقْصَرٍ ومَقْصِرٍ أَي بأَمر من دون أَي

بأَمر يسير، ومن زائدة. ويقال: فلان جاري مُقاصِرِي أَي قَصْرُه بحذاء

قَصْرِي؛ وأَنشد:

لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ،

فما بي إِليها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ

يقول: لا حاجة لي في جوارهم. وجَسْرٌ: من محارب. والقُصَيْرَى

والقُصْرَى: ضرب من الأَفاعي، يقال: قُصْرَى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ.

والقَصَرَةُ: القطعة من الخشب.

وقَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عن سيبويه، وقَصَّرَه، كلاهما: حَوَّرَه

ودَقَّهُ؛ ومنه سُمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثوب تَقْصِيرا مثله.

والقَصَّارُ والمُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ للثياب لأَنه يَدُقُّها بالقَصَرَةِ التي

هي القِطْعَة من الخشب، وحرفته القِصارَةُ. والمِقْصَرَة: خشبة

القَصَّار. التهذيب: والقَصَّارُ يَقْصُر الثوبَ قَصْراً. والمُقَصِّرُ: الذي

يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله. والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العطية. وهو ابن عمي

قُصْرَةً، بالضم، ومَقْصُورةً ابن عمي دِنْيا ودُنْيا أَي داني النسب وكان ابنَ

عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

رَهْطُ الثِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورةً

قال: مقصورةً، أَي خَلَصُوا فلم يخالطهم غيرهم من قومهم؛ وقال اللحياني:

تقال هذه الأَحرف في ابن العمة وابن الخالة وابن الخال. وتَقَوْصَرَ

الرجلُ: دخل بعضه في بعض. والقَوْصَرَة والقَوْصَرَّةُ، مخفف ومثقل: وعاء من

قصب يرفع فيه التمر من البَوارِي؛ قال: وينسب إِلى عليّ، كرم الله وجهه:

أَفْلَحَ من كانتْ له قَوْصَرَّه،

يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه

قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً. ابن الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عن

المرأَة بالقارُورةِ والقَوْصَرَّة. قال ابن بري: وهذا الرجز ينسب إِلى علي؛

عليه السلام، وقالوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة وبالأَكل النكاح. قال

ابن بري: وذكر الجوهري أَن القَوْصرَّة قد تخفف راؤها ولم يذكر عليه

شاهداً. قال: وذكر بعضهم أَن شاهده قول أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي:

وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ:

مَتَى رَأَى بي عن العُلى قَصْرا؟

قال: وقالوا ابن قَوْصَرة هنا المَنْبُوذ. قال: وقال ابن حمزة: أَهل

البصرة يسمون المنبوذ ابن قَوْصَرة، وجد في قَوصَرة أَو في غيرها، قال: وهذا

البيت شاهد عليه.

وقَيْصَرُ: اسم ملك يَلي الرُّومَ، وقيل: قَيْصَرُ ملك الروم.

والأُقَيْصِرُ: صنم كان يعبد في الجاهلية؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأَنْصابُ الأُقَيْصِرِ حين أَضْحَتْ

تَسِيلُ، على مَناكِبِها، الدِّماءُ

وابن أُقَيْصِر: رجل بصير بالخيل.

وقاصِرُونَ وقاصِرِينَ: موضع، وفي النصب والخفض قاصِرِينَ.

قصر
. القَصْرُ، بالفَتْح، والقِصَرُ، كعِنَب، فِي كلّ شئٍ: خِلافُ الطُّولِ، لُغَتَانِ، كالقَصَارَة، بالفَتْح، وَهَذِه عَن اللَّحْيَانيّ. قَصُرَ الشيءُ، ككَرُمَ، يَقْصُر، قِصَراً، وقَصَارَةً: خِلافُ طالَ. فَهُوَ قَصِيرٌ من قُصَرَاءَ، وقِصَارٍ، وقَصِيرةٌ من قِصَارٍ وقِصَارَةِ، وَمن الأَخِير قولُ الأَعْشَى:
(لَا نَاقِصِي حَسَبٍ وَلَا ... أَيْدٍ إِذا مُدَّتْ قِصَارَهْ)
قَالَ الفَرّاءُ: والعَرَب تُدْخِل الهاءَ فِي كُلّ جمع على فِعال، يقولُون: الجِمَالَةُ والحِبَالَةُ والذِّكارَةُ والحِجَارَةُ. أَو القِصَارَةُ: القَصِيرةُ، وَهُوَ نادِرٌ، قَالَه الصّاغَانِيّ والأَقَاصِرُ: جَمْعُ أَقْصَر، مِثْلُ أَصْغَرَ وأَصاغِرَ. وأَنشد الأَخْفَش:
(إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَغْيَارِ خافِى بَسالَةَ الرِّ ... جالِ وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ)

(وَلَا تَذْهَبَنْ عَيْنَاكِ فِي كلِّ شَرْمَخٍ ... طُوَالٍ فإِنّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ)
يَقُول لَهَا: لَا تَعِيبِينِي بالقِصَرِ فإِنّ أَصْلالَ الرِجَال ودُهَاتَهم أَقَاصِرُهم، وإِنّمَا قَالَ: أَقاصِرُه على حَدِّ قَوْلهم: هُوَ أَحْسَنُ الفِتْيَانِ وأَجْمَلُه، يُرِيد: وأَجْمَلُهم: وَكَذَلِكَ قَوْله: فإِنّ الأَقْصَرِين أَمازِرثه.
وقَصَرَه يَقْصِرُه، بالكَسْر، قَصْراً: جَعَلَهُ قَصِيراً. والقَصِيرُ من الشَّعر: خِلافُ الطَّوِيلِ.الأَوّل الحديثُ: ولَتَقْصُرَنَّه على الحقِّ قَصْراً وَقَالَ أَبو دُوَادٍ يَصف فَرَساً:
(فقُصِرْنَ الشِّتَاءَ بَعْدَ عَلَيْه ... وهْوَ للذَّوْدِ أَنْ يُقْسَّمْنَ جارُ)
أَي حُبِسْنَ عَلَيْهِ يَشْرَبُ أَلْبَانَهَا فِي شِدَّةِ الشِّتَاءِ. والقَصْرُ: الحَطَبُ الجَزْلُ، وَبِه فَسَّرَ الحَسَنُ قولَه تَعَالَى: تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ والوَاحِدَة قَصْرَةٌ كتَمْر وتَمْرَة كَذَا حكى اللّحْيَانيّ عَنهُ. والقَصْرُ من البِنَاءِ، مَعْرُوفٌ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: هُوَ المَنْزِلُ أَو كُلُّ بَيْت من حَجَرٍ: قَصْرٌ قُرَشِيَّةٌ، سُمِّيَ بذلك لأَنّه يُقْصَرُ فِيهِ الحُرَم، أَي يُحْبَسْن. وَجمعه قُصُورٌ. وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز: ويَجْعَل لكَقُصُوراً. والقَصْرُ: عَلَمٌ لِسَبْعَةٍ وخَمْسِينَ مَوْضِعاً: مَا بَيْنَ مَدِينةٍ، وقريةٍ، وحِصْن، ودارٍ فَمِنْهَا: قَصْرُ مَسْلَمَةَ بَيْنَ حَلَب وبالِس، بناهُ مَسْلَمَةُ بنُ عبدِ المَلِك، مِن حِجَارَة، فِي قَرْيَةٍ اسمُها ناعُورَة.
وقَصْرُ نَفِيسٍ، على مِيْلَيْنِ من المَدِينَة، يُنْسَب إِلى نَفِيسِ بنِ محمّد، من مَوالِي الأَنْصَار. وقَصْرُ عِيسَى بنِ عَلِيٍّ عَلَى دِجْلَةَ. وقَصْرُ عَفْرَاءَ بالشَّأْم، ذكره المصنّف فِي عفر. وقَصْرُ المَرْأَةِ بالقُرْبِ من البَصْرَةِ. وقَصْرُ المُعْتَضِدِ، على نَهْرِ الثَّرْثَار. وقَصْرُ الهُطَيْفِ على رَأْسِ وادِي سَهَام لِحِمْيَرَ. وقَصْرُ عِسْل بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة بالبَصْرَة، قريب من خِطّة بني ضَبّة.
وقَصْر بَنِي الجَدْماءِ بالقُرْب من المَدِينَةِ. وقَصْرُ كُلَيْبٍ بنواحِي قُوص. وقَصْرُ خاقَانَ بالجِيزَة.
وقَصْرُ المَعْنِيّ بالشَّرْقِيّة. والقَصْرُ: حِصْنٌ من حُدُودِ الوَاحِ. وجَزيرةُ القَصْرِ، وشِيبِين القَصْرِ: كِلاهُمَا فِي الشَّرْقِيّة. وقَصْرُ الشَّوْقِ: خِطّة بمِصْرَ، وتُعْرَف الْآن بالشّوك. والقَصْرُ: مدينةٌ كَبِيرَةٌ بالمَغْرِب، مِنْهَا الإِمامُ أَبو الحَسَنِ إِسماعيلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله القَصْرِيّ والإِمَامُ أَبو محمّد عَبْدُ الجَلِيلِ بنِ مُوسَى بنِ عبدِ الجَلِيلِ الأَوْسِيُّ المَعْرُوف بالقَصْرِيّ صاحبُ شعَبِ الإِيمانِ والإِمامُ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ خَلَفِ بنِ غالِب الأَنْدَلُسِيّ القَصْرِيُّ، المُتَوَفَّى بالقَصْر سنة وغَيْرُهم. والقَصْرُ: قَرْيَةٌ بالقُرْبِ مِنْ مالَقَة، وَمِنْهَا الإِمَام أَبو البَرَكَاتِ عبدُ القادِرِ بن عَلِيّ بنِ يُوُسُفَ الكَنَانيّ القَصْرِيّ، جُدُودُهُم مِنْهَا، ونَزَلُوا بفاسَ، وتَدَيَّرُوا بهَا، وَبهَا وُلِدَ سنة، وتُوُفِّي سنة ووَالِدُهُ أَبو الخَيْرِ عليّ تُوُفِّيَ سنة، وعَمّه محمّدٌ العَرَبِيّ بن يُوُسُفَ وعَمُّ والِدِه أَبو المَعَارِف عبدُ الرَّحْمن وإِخْوَتُه وابنُ عَمِّه مُفْتِي الحَضْرَة الفاسِيّة الآنَ شَيْخُنَا الفَقِيه النَّظّار عُمَرُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ يُوسُفَ بنِ العَرَبِيّ: مُحَدِّثون، وَقد حَدَّثَ عَنهُ شيوخُ) مَشَايِخِنا عالِياً. والقَصْرُ: مَوضعٌ خارِجُ القَاهِرَة. وقَصْرُ اللُّصُوص: بالعَجَم. أَعْجَبُهَا قَصْر بالعَجَم، بَناهُ بَهْرام جُوْرَ مَلِكُ الفُرْسِ من حَجَرٍ وَاحِد، قُرْبَ هَمَذَانَ. وقَصَرَه عَلَى الأَمْرِ قَصْراً: رَدَّه إِليْه. ويُقَال: قصَرْتُ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا، إِذا لم تُجَاوِزْ بِهِ غَيْرَه. وتقولُ: قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ على فَرَسِي: إِذا جَعَلْتَ دَرَّهَا لَهُ. وامْرَأَةٌ قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لَا تَمُدُّه إِلى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَقَالَ أَبو زَيْد: قَصَرَ فلانٌ على فَرَسِه ثَلَاثًا أَو أَرْبَعاً من حَلائِبِه تَسْقِيهِ أَلْبَانَهَا. وقَصَرَ عَنِ الأَمْرِ يَقْصُرُ قُصُوراً كقُعُودٍ، وأَقْصَرَ، إِقْصَاراً، وقَصَّرَ تَقْصِيراً، وتَقَاصَرَ، كُلّه: انْتَهَى، كَذَا فِي المُحْكَم، وأَنشد:
(إَذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمَالَةِ أَنْفَهُ ... تَقَاصَرَ مِنْهَا للصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا)
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَقْصَرَ عَن الشَّيْءِ، إِذا نَزَعَ عَنهُ وهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه، وقَصَرَ عَنهُ، إِذا عَجَزَ عَنهُ وَلم يَسْتَطِعْه، وَرُبمَا جاءَا بِمَعْنى واحدٍ إِلاّ أَنّ الأَغْلَبَ عَلَيْهِ الأَوّل. وقَصَرَ عَنِّى الوَجَعُ والغَضَبُ يَقْصُرُ قُصُوراً، بالضَّمّ: سَكَنَ، كقَصَّرَ، المَضْبُوط عندنَا بقلم النّساخ بالتَّشْدِيد، والصَّواب كفَرِحَ.
وقِيلَ: قَصَّر عَنهُ تَقْصيراً: تَرَكَهُ وَهُوَ لَا يَقْدِر عَلَيْهِ، وأَقْصَرَ: تَرَكَهُ وكفَّ عَنهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْه.
وَقَالَ اللّحْيَانيّ: وَيُقَال للرَّجُلِ إِذا أُرْسِلَ فِي حاجَةٍ فقَصَرَ دُونَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ: مَا مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ المَكانَ الَّذِي أُمِرَ بِه إِلاَّ أَنَّه أَحَبَّ القَصْرَ، بفَتْحٍ فَسُكُونٍ، ويُحَرَّكُ، والقُصَرَة، بالضمّ، أَي أَنْ يُقَصِّر. والتَّقْصِيرُ فِي الأَمْرِ: التَّوانِي فِيهِ. وامْرَأَةٌ مَقْصُورَةٌ، وقَصُورَةٌ، وقَصِيرَةٌ: مَحْبُوسَةٌ فِي البَيْتِ لَا تُتْرَكُ أَنْ تَخْرُجَ، قَالَ كُثَيِّر:
(وأَنْتِ الَّتي حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليّ وَمَا تَدْرِي بِذاكَ القَصَائِرُ)

(عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ وَلم أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ)
وَفِي التَّهْذِيب: قَصُورَاتِ الحِجالِ. وَهَكَذَا أَنْشَدَه الفَرّاءُ. وَفِيه: شَرُّ النّسَاءِ البَهَاتِرُ. وَاقْتصر الأَزْهريّ على القَصِيرَة والقَصُورَة، قَالَ: وَهِي الجارِيَةُ المَصُونَةُ الَّتِي لَا بُرُوزَ لَهَا. وَيُقَال: امرأَةٌ مَقْصُورَةٌ، أَي مُخَدَّرة، وتُجْمَع القَصُورة على القَصَائِر. قَالَ: فإِذا أَرادُوا قِصَرَ القامةِ قالُوا: امرأَة قَصِيرَةٌ، وتُجْمَع قِصَاراً. وسَيْلٌ قَصِيرٌ: لَا يَسِيلُ وَادِياً مُسَمَّىً، وإِنَّمَا يُسِيل فُرُوعَ الأَوْدِيَةِ وأَفْنَاءَ الشِّعَابِ وعَزَازَ الأَرْضِ. ويُقَال: هُوَ يَسْكُنُ مَقْصُورَةً من مَقَاصِيرِ دارِ زُبَيْدَة، المَقْصُورَةُ: الدّارُ الواسِعَة المُحَصَّنة بالحِيطَانِ، أَو هِيَ أَصْغَرُ من الدّارِ، وَقَالَ اللَّيْث: المَقْصُورَة: مَقَامُ الإِمَامِ. وَقَالَ: وإِذا كانَت دَارا واسِعَةً مُحَصَّنةَ الحِيطَانِ، فكُلُّ ناحِيَةٍ مِنْهَا على حِيَالِهَا مَقْصُورَةٌ. وجَمْعُهَا مَقَاصِرُ ومَقَاصِيرُ. وأَنشد: وَمن دُونِ لَيْلَى مُصْمَتَاتُ المَقَاصِرِ.)
المُصْمَتُ: المُحْكَم، كالقُصَارَة، بالضمّ، وَهِي المَقْصُورَة من الدّارِ لَا يَدْخُلُها إِلاّ صاحِبُهَا، وَقَالَ أُسَيْدٌ: قُصَارَةُ الدارِ: مَقْصُورَةٌ مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غيرُ صاحِبِ الدّارِ. قَالَ: وَكَانَ أَبِي وعَمِّي على الحِمَى، فقَصَرَا مِنْهَا مَقصورَةً لَا يَطَؤُهَا غَيْرُهما. والمَقْصُورَةُ: الحَجَلَةُ، كالقَصُورَة، كصَبُورَة، كِلاهُما عَن اللّحيانيّ. وقَصَرَهُ على الأَمْرِ، واقْتَصَرَ عَلَيْه: لم يُجَاوِزْه إِلى غَيْرِة. وماءٌ قاصِرٌ، ومُقْصِرٌ كمُحْسِنٍ: يرْعَى المالُ حَوْلَه لَا يُجَاوِزُه، أَو بَعِيدٌ عَن الكَلإِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: الماءُ البَعِيدُ عَن الكَلإِ قاصرٌ، ثمّ باسِطٌ، ثمّ مُطْلِبٌ. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: ماءٌ قاصرٌ، ومُقْصِرٌ، إِذا كَانَ مَرْعَاهُ قَرِيباً، وأَنشد:
(كانتْ مِيَاهِي نُزُعاً قَوَاصِرا ... ولمْ أَكُنْ أُمَارِسُ الجَرَائِرَا) النُّزُعُ: جَمْعُ نَزُوعٍ، وَهِي البِئر الَّتِي يُنْزَعُ مِنْهَا باليَدِيْن نَزْعاً، وبِئْرٌ جَرُورٌ: يُسْتَقَى مِنْهَا على بَعِيرٍ. أَو ماءٌ قاصِرٌ: بارِدٌ، وَقد قَصَرَ قَصْراً قَالَه ابنُ القَطّاع. والقُصَارَةُ بالضَّمِّ والقِصْرَى بالكَسْر والقَصَرُ، وَهَذِه عَن اللّحيانيّ، والقَصَرَةُ محرَّكَتَيْن والقُصْرَى كبُشْرَى: مَا يَبْقَى فِي المُنْخُلِ بعد الانْتِخَال، أَو هُوَ مَا يَخْرُج من القَتِّ ويَبْقَى فِي السُّنْبُل من الحَبِّ بَعْدَ الدَّوْسَةِ الأُولى، وَقَالَ اللَّيْث: القَصَرُ: كَعَابِرُ الزَّرْعِ الَّذِي يَخْلُصُ من البُرِّ وَفِيه بَقِيَّةٌ من الحَبِّ، يقَال لَهُ: القِصْرَى، على فِعْلَى، أَو، القَصَرَةُ: القِشْرَةُ العُلَيا من الحَبَّةِ إِذا كانَت فِي السُنْبُلَة، كالقُصَارَة قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَذكر النَّضْرُ عَن أَبي الخَطّابِ أَنّه قَالَ: الحَبَّة عَلَيْهَا قِشْرَتَانِ: فالَّتِي تَلِي الحَبَّةَ: الحَشَرَةُ، والَّتِي فَوْقَ الحَشَرَة: القَصَرَةُ. وَقَالَ غيرُه: القَصَرَةُ والقَصَرُ: قِشْرُ الحِنْطَةِ إِذا يَبِسَتْ. والقَصَرَةُ، محرّكَة: زُبْرَةُ الحَدّادِ، عَن قُطْرُب. والقَصَرَةُ: القِطْعَةُ من الخَشَب أَيَّ خَشَبٍ كَانَ، وَمِنْهُم من خَصّه بالعُنّاب. والقَصَرَةُ: الكَسَلُ، وَفِي النَّوَادِرِ لابنِ الأَعْرَابِيّ: القَصَرُ بِغَيْر هاءٍ كَذَا نَقَلَه صاحِبُ اللّسَان، وجَوَّدَهُ الصاغَانِيّ، وضَبَطَه هَكَذَا بخَطِّه، كالقَصَارِ، كسَحابٍ، وَقَالَ أَعرابيّ: أَرَدْتُ أَنْ آتيَك فمَنَعَنِي القَصَارُ. وَقَالَ الأَزهريّ: أَنشدني المُنْذِريّ رِوَايَةً عَن ابْن الأَعرابيّ:
(وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغلالَ القَصَرْ ... كَأَنّ فِي مَتْنَتِه مِلْحاً يُذَرْ)
أَو زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ فِي آثَارِ ذَر ّ قَالَ: ويُرْوَى: كأَنّ فَوْقَ مَتْنِه مِلْحاً يُذَّرْ. والقَصَرَةُ: زِمِكَّى الطائرِ، وَهَذِه نقلهَا الصاغانيّ.
والقَصَرَةُ: أَصْلُ العُنُقِ وَمِنْه قَوْلُهم: ذَلَّتْ قَصَرَتُه. وَقَالَ نُصَيْرٌ: القَصَرَةُ: أَصْلُ العُنُق وَمِنْه)
قَوْلهم: ذلت قصرته وَقَالَ نصر القصيرة أصل الْعُنُق فِي مَرْكَّبه فِي الكاهِل، قَالَ: ويُقَال لعُنُقِ الإِنْسَانِ كُلِّه قَصَرَةٌ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: إِنّمَا يُقَال لأَصْلِ العُنُق قَصَرَةٌ إِذا غَلُظَت، والجَمْع قَصَرٌ، وَبِه فَسَّر ابنُ عبّاس قولَه تَعَالَى: إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَر كالقَصَرِ. وَقَالَ كُراع: وَج القَصَرَةِ أَقْصَارٌ، قَالَ الأَزْهريّ: وَهَذَا نادرٌ إِلاّ أَنْ يَكُونَ على حَذْفِ الزَّائِد. وَفِي حديثِ سَلْمَانَ، قَالَ لأَبِي سُفْيَانَ، وَقد مَرَّ بِهِ: لقد كانَ فِي قَصَرَةِ هَذَا مَوْضِعٌ لِسُيُوف المُسْلِمِينَ. وذلِك قَبْلَ أَن يُسْلِمَ فإِنّهُم كانُوا حِراصاً على قَتْلِه. وَقيل: كانَ بَعْدَ إِسْلامِه. وَفِي حَدِيث أَبي رَيْحَانَةَ: إِنّي لأَجِدُ فِي بَعْضِ مَا أُنْزِلَ من الكُتُب: الأَقْبَلُ، القَصِيرُ القَصَرَةِ، صاحِبُ العِرَاقَيْنِ، مبدِّل السُّنَّة يَلْعَنُهُ أَهلُ السَّمَاءِ وأَهْلُ الأَرْضِ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمّ وَيْلٌ لَهُ. وَقَالَ القِصَارُ ككِتَابٍ: سِمَةٌ عَلَيْهَا، أَي على القَصَرَة، وأَرادَ بهَا قَصَرَةَ الإِبِل، وَقد قَصَّرَها تَقْصِيراً: إِذا وَسَمَها بهَا، وَلَا يُقَال: إِبِلٌ مُقَصَّرَةٌ، قَالَه ابنُ سِيدَه.
وَقَالَ النَّضْرُ: القِصَارُ: مَيسَمٌ يُوسَمُ بِهِ قَصَرَةُ العُنُقِ، يُقَال: قَصَرْتُ الجَمَلَ قَصْراً، فَهُوَ مَقْصُورٌ.
والقَصَرُ، مُحَرَّكةً: أُصولُ النَّخْلِ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: بِشَرَر كالقَصَرِ. وَقَالَ أَبو مُعَاذ النَّحْوِيّ: واحِدُ قَصَرِ النَّخْلِ قَصَرَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّخْلَة تُقْطَعُ قَدْرَ ذِرَاع يَسْتَوْقِدُون بهَا فِي الشِّتَاءِ، وَهُوَ من قَوْلك للرَّجُل: إِنّه لَتامُّ القَصَرَةِ، إِذا كانَ ضَخْمَ الرَّقَبَةِ. وصرَّحَ فِي الأَسَاسِ أَيضاً أَنّه مَجاز. وقِيلَ: القَصَرُ: أُصولُ الشَّجَر العِظَامِ قَالَه الضَّحّاك، وقِيل: هِيَ بَقَاياها، أَي الشَّجَرِ.
وَفِي الحَدِيث: مَنْ كانَ لَهُ فِي المَدِينَةِ أَصْلٌ فَلْيَتَمَسَّكْ بِهِ، وَمن لَمْ يَكُنْ فَلْيَجْعَلْ لَهُ بِهَا أَصْلاً وَلَو قَصَرَةً، أَرادَ وَلَو أَصْلَ نَخْلَةٍ واحِدَة. وَقيل: القَصَرُ: أَعْنَاقُ النّاسِ وأَعْناقُ الإِبِلِ، جَمْع قَصَرَةٍ، والأَقْصَارُ جَمْعُ الجَمْع. قَالَ الشاعِرُ:
(لَا تَدْلُكُ الشَّمْسُ إِلاّ حَذْوَ مَنْكِبِه ... فِي حَوْمَة تَحْتَها الهامَاتُ والقَصَرُ)
والقَصَرُ: يُبْسٌ فِي العُنُق، وَفِي الْمُحكم: داءٌ يأْخُذُ فِي القَصَرَة. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: هُوَ داءٌ يأْخُذُ البَعِيرَ فِي عُنُقِه فيَلْتَوِي، فتُكْوَى مَفاصِلُ عُنُقِه فرُبَّمَا بَرَأَ. وَفِي الصّحاح: قَصِرَ البَعِيرُ، كفَرِحَ، يَقْصَرُ قَصَراً فَهُوَ قَصِرٌ، وقَصِرَ الرَّجُلُ، إِذا اشْتَكَى ذَلِك. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: قَصِرَ الفَرَسُ يَقْصَر قَصَراً، إِذا أَخَذَه وَجَعٌ فِي عُنُقِه، يُقَال: بِهِ قَصَرٌ، وَهُوَ قَصِرٌ وأَقْصَرُ، وَهِي قَصْرَاءُ. وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: وقَصِرَ البَعِيرُ وغَيْرُه قَصَراً: وَجْعَتْه قَصَرَتُه: أَصْلُ عُنُقِهِ. والتَّقْصارُ، والتَّقْصَارَةُ، بكَسْرِهما: القِلادَة، لِلُزومِها قَصَرَةَ العُنُقِ. وَفِي الصَّحاح: قِلادَةٌ شَبِيهَةٌ بالمِخْنَقَة. وَفِي الأساس: وتَقَلَّدَتْ بالتَّقْصارِ: بالمِخْنَقَة على قَدْرِ القَصَرَة، ج تَقاصِير قَالَ عَدِيّ:)
(وأَحْوَرِ العَيْنِ مَرْبُوعٍ لَهُ غُسَنٌ ... مُقَلَّدٍ مِنْ نِظَامِ الدُّرِّ تِقْصَارَا)
وقَصَرَ الطَّعَامُ قُصُوراً، بالضمّ: نَمَا. وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: قَصَرَ قُصُوراً: غَلاَ، وقَصَر قُصُورً: نَقَصَ، وَمِنْه قُصُورُ الصَّلاةَ، وقَصَرَ قُصُوراً: رَخُصَ، وَهُوَ ضِدّ. والمَقْصرُ، كمَقْعَدٍ ومَنْزِل ومَرْحَلَةِ: العَشِىّ، وَكَذَلِكَ القَصْرُ. وقَصَرْنَا وأَقْصَرْنا: دَخَلْنَا فِيهِ، أَي فِي قَصْرِ العَشِىِّ، كَمَا تَقُولُ: أَمْسَيْنَا من المَسَاءِ. والمَقَاصِرُ والمَقَاصِيرُ: العِشَاءُ الآخِرَةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوابُ: والمَقَاصِرُ والمَقَاصِيرُ: العَشَايَا، الأَخِيْرَة نادِرَةٌ كَذَا هُوَ عبارَة الأَزهريّ، وكأَنّه لَمّا رَأَى الأَخِيرَةَ لم يَلْتَفِتْ لمَا بَعْدَه، وجَعله وَصفا للعشاءِ، وَهُوَ وَهَمٌ كبيرٌ فإِنّ المقاصِيرَ اسمٌ للعِشاءِ، وَلم يُقَيِّده أَحدٌ بالآخِرَة. وَفِي التَّهْذِيب لابْنِ القَطّاع: قَصَرَ صارَ فِي قَصْرِ العَشِىِّ آخِرَ النّهَار، وأَقْصَرْنَا: دَخَلْنَا فِي قَصْرِ العَشِىّ. انْتهى. وَفِي الأساس: جئتُ قَصْراً، ومَقْصِراً، وذلِك عِنْدَ دُنُوِّ العَشِىِّ قُبَيْلَ العَصْرِ، وأَقْبَلَتْ مَقَاصِيرُ العَشِىِّ. فظَهَر بذلك كُلّه أَنَّ قَيْدَ العِشَاءِ بالآخِرَة فِي قَول المُصَنّف وَهَمٌ وغَلَط، فَتَنَبَّه. وَقَالَ سِيبَوَيْه: وَلَا يُحَقَّر القَصْر، اسْتَغْنَوْا عَن تَحْقِيرِه بتَحْقِيرِ المَساءِ. قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(فبَعَثْتُهَا تَقِصُ المَقَاصِرَ بَعْدَما ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النارِ للمُتَنوِّرِ)
ومَقَاصِيرُ الطَّبَقِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وهُو غَلَط، والصَّوابُ: مَقَاصِيرُ الطَّرِيقِ: نَوَاحِيهَا، واحدتُهَا مَقْصَرَةٌ، على غَيْر قِيَاس. والقُصْرَيَانِ، والقُصَيْرَيَانِ، بضَمّهما: ضِلْعانِ يَلِيَانِ الطِّفْطِفَةَ أَوْ يَلِيَانِ التَّرْقُوَتَيْن. والقُصَيْرَى، مَقْصُورَةً مَضْمُومَةً: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، وقِيلَ هِيَ الضَّلَع الَّتِي تَلِي الشاكِلَةَ، وَهِي الوَاهِنَةُ، أَو آخِرُ ضِلَعٍ فِي الجَنْبِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: القُصْرَى والقُصَيْرَى: الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشّاكِلَةَ بَيْنَ الجَنْبِ والبَطْن. وأَنشد: نَهْدُ القُصَيْرَى يَزِينُه خُصْلَهْ.وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: القُصْرَى: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، والقُصَيْرَى: أَعْلَى الأَضْلاعِ. وَقَالَ أَوْسٌ:
(مُعَاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه ... من اللَّحْمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ)
قَالَ: وقُصْرَى هُنَا اسمٌ، وَلَو كانَت نَعْتاً لكانَت بالأَلف والّلام. وَفِي كتاب أَبِي عُبَيْدٍ: القُصَيْرَي: هِيَ الَّتِي تَلِي الشاكِلَةَ، وَهِي ضِلَعُ الخَلْفِ، وَحكى اللّحْيَانيّ أَنَّ القُصَيْرَى أَصْلُ العُنُقِ، وأَنشد:
(لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْد ... كَزِّ القُصَيْرَى مُقْرِفِ المَعَدِّ)
قَالَ ابنُ سيدَه: وَمَا حَكَاه اللِّحْيَاني فَهُوَ قولٌ غير مَعْرُوفٍ إِلاّ أَنْ يُريدَ القُصَيْرة، وَهُوَ تصغيرُ القَصَرَة من العُنُق، فأَبْدَلَ الهاءَ لاشْتِرَاكهمَا فِي أَنّهما عَلَمَا تَأْنيثٍ. والقَصَرَى كجَمَزَى)
وبُشْرَى والقُصَيْرَى، مُصَغَّراً مَقْصوراً: ضَرْبٌ من الأَفَاعي صَغيرٌ يَقْتُلُ مَكَانَه، يُقَال: قَصَرَى قِبَالٍ وقُصَيْرَى قِبَال، وسيأْتي فِي ق ب ل. والقَصّارُ، والمُقَصِّر، كشَدّادٍ ومُحَدِّث: مُحَوِّرُ الثِّيَاب ومُبَيِّضُها، لأَنّه يَدُقُّها بالقَصَرَة الَّتِي هِيَ القطْعَةُ من الخَشَب، وَهِي من خَشَب العُنّاب، لأَنّه لَا نَارَ فِيهِ، كَمَا قَالُوا، وحِرْفَتُه القِصَارَة، بالكَسْر على القيَاس. وقَصَرَ الثوبَ قِصَارَةً، عَن سِيبَوَيْهٍ، وقَصَّرَه، كلاهُمَا: حَوَّرَه ودَقَّه. وخَشَبَتُه المِقْصَرَة، كمِكْنَسةٍ، والقَصَرَةُ، مُحَرَّكَةً، أَيضاً.
والمُقَصِّر: الذّي يُخِسُّ العَطيَّةَ ويُقِلُّهَا. . والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ العَطيَّةِ وإِقلالُهَا. والتَّقْصيرُ: كَيَّةٌ للدَّوَابِّ، واسمُ السِّمَة القِصَارُ، كَمَا تَقَدّم، وهُوَ العِلاَطُ، يُقَال فِيهِ القَصْرُ والتَّقْصِيرُ، فَفِي اقْتصارِه على التَّقْصِير نوعٌ من التَّقْصِير، كَمَا لَا يَخْفَى على البَصِير. وَهُوَ ابنُ عَمِّي قَصْرَةً ويُضَمّ ومَقْصُورَةً، وقَصِيرَةً، كَقَوْلِهِم: ابنُ عَمِّي دِنْيا ودُنْيا، أَي دانِىَ النَّسَب، وكَانَ ابنَ عَمِّه لَحّاً. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: نُقَالُ هَذِه الأَحرُف فِي ابْن العَمَّة وابنْ الْخَالَة وَابْن الْخَال. وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ: دَخَلَ بَعْضُه فِي بَعْضٍ، قَالَ الزمخشريُّ: وَهُوَ من القَوْصَرة، أَي كأَنَّهُ صارَ مِثْلَه. وَقد تقدّم للمُصَنّف ذِكْرُ تَقَوْصَرَ مَعَ تَقاصَر، تَبَعاً للصغانيّ، وَهَذَا نَصّ عِبَارَتِه: وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ مِثْلُ تَقَاصَر. وَلَا يَخْفَى أَنّ التَّداخُل غَيْرُ الإِظْهَار. وَلَو ذَكَرَ المصنّف الكُلَّ فِي مَحَلٍّ واحِد كانَ أَفْوَد. والقَوْصَرَّةُ، بالتَّشْدِيدِ وتُخَفَّف: وِعَاءٌ للتَّمْرِ من قَصَبٍ. وقِيلَ: من البَوَارِيّ. وقَيَّد صاحبُ المُغرِب بأَنَّها قَوْصَرّة مَا دَامَ بِهَا التَّمْر، وَلَا تُسَمَّى زَنْبيلاً فِي عُرْفهم هَكَذَا نَقله شَيْخُنَا. قلتُ: وَهُوَ المَفْهُوم من عبارَة الجَوْهَرِيّ قَالَ الأَزهريّ: ويُنْسَبُ إِلى عليٍّ كَرَّم الله وَجْهَه:
(أَفْلحَ مَنْ كانَتْ لَهُ قَوْصَرَّهْ ... يَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ يوْمٍ تَمْرَهْ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرة: لَا أَحْسَبُه عَرَبيّاً، وَلَا أَدْري صحَّةَ هَذَا البَيْت. والقَوْصَرّةُ: كنَايَةٌ عَن المَرْأَة، قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: والعَرَبُ تَكْنِى عَن المَرْأَة بالقَارُورَة والقَوْصَرَّة. قَالَ ابنُ بَرّيّ فِي شرح البَيْت السَّابِق: وَهَذَا الرَّجَزُ يُنْسَب إِلى عليّ رَضِيَ الله عَنهُ، وَقَالُوا: أَرادَ بالقَوْصَرَّةِ المَرْأَةَ، وبالأَكْل النِّكَاحَ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَذكر الجوهريّ أَنَّ القَوْصَرَّةَ قد تُخفَّفُ، وَلم يَذْكُر عَلَيْهِ شاهِداً. قَالَ وذَكَرَ بعضُهم أَنّ شاهِدَه قولُ أَبِي يَعْلَى المُهَلَّبِيّ:
(وسائِلِ الأَعْلَمَ بنَ قَوْصَرَةٍ ... مَتَى رَأَى بِي عَن العُلاَ قصرَا)
وقَيْصَرُ: لَقَبُ مَنْ مَلَكَ الرُّومَ، ككِسْرَى لَقَبُ مَنْ مَلَك فارِسَ، والنَّجَاشِيّ مَنْ مَلَك الحَبَشَة.
والأُقَيْصِر، كأُحَيْمِر: صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الجاهِلِيَّة، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:)
(وأَنْصَابُ الأُقَيْصِرٍ حِينَ أَضْحَتْ ... تَسِيلُ على مَنَاكِبها الدِّمَاءُ)
وابنُ أُقَيْصِر: رجلٌ كَانَ بَصِيراً بالخَيْلِ وسِيَاسَتِه ومَعْرِفَةِ أَمَارَاتِه. وقاصِرُونَ: ع، وَفِي النَّصْبِ والخَفْضِ: قاصِرِينَ، وَهُوَ من قُرَى بالِسَ. ويُقَال: قَصْرُك أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، بالفَتْح، وقَصَارُك ويُضمّ وقُصَيْرَاكَ، مُصَغَّراً مَقْصُوراً، وقُصَارَاكَ، بضمّهما، أَي جُهْدُك وغايَتُك وآخِرُ أَمرِكَ وَمَا اقْتَصَرْت عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(إِنّمَا أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والعَوَارِيُّ قُصَارٌ أَنْ تُرَدُّ)
ويُقَال: المُتَمَنِّي قُصَارَاهُ الخَيْبَةُ. ورُوِيَ عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه كتب إِلى مُعَاوِيَةَ: غَرَّك عِزُّك، فَصَارَ قَصَارُ ذلِكَ ذُلَّك، فاخْشَ فاحِشَ فِعْلِك، فعَلَّك تَهْدَا بِهَذَا. وَهِي رِسَالَة تَصْحِيفِيّةٌ غريبةٌ فِي بَابهَا، وتقدّم جَوابُهَا فِي ق د ر فراجِعْه. وأَنشد أَبو زَيْد:
(عِشْ مَا بَدا لَكَ قَصْرُك المَوْتُ ... لَا مَعْقِلٌ مِنْهُ وَلَا فَوْتُ)

(بَيْنَا غِنَى بَيْتٍ وبَهْجَتِه ... زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ)
قَالَ: القَصْرُ: الغايَةُ، وَكَذَلِكَ القَصَارُ، وَهُوَ من مَعْنَى القَصْرِ بِمَعْنى الحَبْسِ، لأَنّك إِذا بَلَغْتَ الغَايَةَ حَبَسْتْك. وأَقْصَرَتِ المَرْأَةُ: وَلَدَتْ أَوْلاداً قِصَاراً وأَطالَتْ، إِذا وَلَدَتْ والاً. وأَقَصَرَتِ النَّعْجَةُ أَو المَعزُ: أَسَنَّتْ، ونَصُّ يَعْقُوبَ فِي الإِصْلاحِ: وأَقْصَرَتِ النَّعْجَةُ والمَعْزُ: أَسَنَّتَا حَتَّى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسْنَانِهِمَا، فَهِيَ مُقْصِرٌ، ونصّ ابْن القَطّاع فِي التَّهْذِيب: وأَقْصَرَت البَهِيمَةُ: كَبِرَتْ حَتَّى قَصُرَت أَسْنَانُهَا. ويُقَال: إِنَّ الطَوِيْلَةَ قد تُقْصِرُ، والقَصِيرَةَ قد تُطِيلُ. وقولُ الجوهريِّ فِي الحَدِيث وَهَمٌ، فإِنّه لَيْسَ بحديثٍ بَلْ هُوَ من كَلامِ الناسِ، كَمَا حَقَّقه الصَّاغَانِي وتَبِعَه المُصَنِّف. ويُقَالُ: هُوَ جارِى مُقَاصرِى: أَي قَصْرُه بحِذاءِ قَصْرِى، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
(لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصَى مُبَاعَدَةٍ جَسْرُ ... فَمَا بِي إِلَيْهَا من مُقَاصَرَةٍ فَقْرُ)
يقولُ: لَا حَاجَةَ لي فِي مُجَاوَرَتِهم. وجَسْرٌ من مُحَارِب. والقُصَيْر، كزُبَيْرٍ: د، بساحلِ بحرِ اليَمَنِ من بَرِّ مِصْرَ وَهُوَ أَحَدُ الثُّغُورِ التّسْعَة بالدِيارِ المِصْرِيَّة. والقُصَيْرُ: ة، بدِمَشْقَ على فَرْسَخ مِنْهَا. والقُصَيْرُ: ة، بظاهِرِ الجَنَدِ باليَمَن. والقُصَيْرُ: جَزِيرَةٌ صغيرةٌ عالِيَة قُرْبَ جزيرةِ هَنْكَامَ، قَالَ الصّاغَانِيّ: ذُكِر لي أَنّ بهَا مَقَامَ الأَبْدَالِ والأَبْرَارِ. قَالَ شَيْخُنَا: وَلم يَذْكُر جَزِيرَةَ هَنْكَام فِي هَذَا الكتَاب، فَهُوَ إِحَالَةٌ على مَجْهُولٍ، والمُصنّف يَصْنَعه أَحْيَاناً. وقِصْرَانِ: ناحِيَتَانِ بالرَّيِّ، نَقله الصاغانيّ. والقَصْرَانِ: دارانِ بالقَاهِرَة مَعْرُوفَتَانِ، وخِطّهُما مشهورٌ، وهُمَا من بِنَاءِ الفَوَاطِم) مُلُوك مِصْرَ العُبَيْدِيِّين، وحَدِيثُهُمَا فِي الخِطَطِ للمقْرِيزِيّ. وتَقَصَّرْتُ بِهِ: تَعَلَّلْتُ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَسَاس. وقُصَائِرَةُ، بالضَمّ: جَبَلٌ. ويُقَال: فُلانٌ قَصِيرُ النَّسَبِ: أَبُوه مَعْرُوفٌ، إِذا ذَكَرَه الابنُ كَفَاهُ عَن الانْتِمَاءِ إِلى الجَدِّ الأَبْعَدِ، وهِيَ بهاءٍ، قَالَ رُؤْبَة: قَدْ رَفَعَ العُجّاجُ ذِكْرِى فادْعُنِيباسْمٍ إِذا الأَنْسابُ طالَتْ يَكْفِنِي ودَخَل رُؤْبَةُ عَلَى النَّسَّابَة البَكْرِىّ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ قَالَ: رؤُبَةُ بنُ العَجّاج. قَالَ: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وأَنشدَ ابنُ دُرَيْد:
(أُحِبُّ مِنَ النَّسْوانِ كُلَّ قَصِيرَةٍ ... لَها نَسبٌ فِي الصالِحِين قَصِيرُ)
مَعْنَاهُ أَنّه يَهْوَى من النّساءِ كُلَّ مَقْصُورَة تَغْنَى بنَسَبِهَا إِلى أَبِيها عَن نَسَبِهَا إِلى جَدِّهَا. وَقَالَ الطائيّ:
(أَنْتُمْ بَنُو النَّسَبِ القَصيرِ وطولُكُم ... بادٍ عَلَى الكُبَراءِ والأَشْرَافِ)
قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ مِمّا يُتمادَحُ بِهِ ويُفْتَخَر، وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: أَنا فلانٌ، فيُعْرَف، وَتلك صِفَةُ الأَشْرَاف، وَمن لَيْس بشَرِيفٍ لَا يُعْلَم، وَلَا يُعْرَف حتَّى يَأْتِيَ بنَسَبٍ طَوِيل يبلغُ بِهِ رَأْسَ القَبِيلَة.
وَقَالَ أُسَيْدٌ: قُصَارَةُ الأَرْضِ، بالضَّمّ: طائفةٌ قَصِيرَة مِنْهَا، وَهِي أَسْمَنُهَا أَرْضاً، وأَجْوَدُهَا نَبْتاً، قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعاً أَو أَكْثَرَ، هَكَذَا نَقله صاحبُ اللّسان والتكملة، وَهُوَ قَوْلُ أُسَيْد، وَله بَقِيّة، تَقدَّم فِي قُصَارَة الدّارِ، وَلَو جَمَعَهُمَا بالذَّكْر كَانَ أَصْوَبَ. ورَوَى أَبو عُبَيْدٍ حَدِيثا عَن النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي المُزارَعة أَنّ أَحَدَهُم كَانَ يَشْترِطُ ثلاثَةَ جَدَاوِلَ والقُصَارَةَ، وفَسَّرَه فَقَالَ: هُوَ مَا بَقِيَ فِي السُّنْبُلِ من الحَبِّ مِمَّا لَا يَتَخَلَّصُ بَعْدَ مَا يُدَاسُ، فنَهَى النبيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم عَن ذَلِك. كالقِصْرِىّ، كهِنْدِىّ، قَالَه أَبو عُبَيْد، وَقَالَ: هُوَ بِلُغَة الشَّأْم. قَالَ الأَزهريّ: هَكَذَا أَقْرَأَنيهِ ابْن هَاجك عَن ابْن جَبَلَةَ عَن أَبِي عُبَيْد بِكَسْر القَاف، وسُكُونِ الصادِ، وكَسْرِ الرَّاءِ، وتَشْدِيد الياءِ.
قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ: سمِعتُ أَحْمَدَ بنَ صالِح يقولُ: إِذا دِيسَ الزَّرْعُ فغُرْبِلَ، فالسَّنابِلُ الغَلِيظَةُ هِيَ القُصَرَّى، على فُعْلَّى. وَقَالَ اللَّيْث: القَصَرُ: كَعابِرُ الزّرْعِ الَّذِي يَخْلُصُ من البُرِّ وَفِيه بَقِيَّةٌ من الحَبّ يُقال لَهُ القِصْرَى، على فِعْلى. وَفِي المَثضل: قَصِيرَةٌ من طَوِيلَةٍ: أَي تَمْرَةٌ من نَخْلَة، هَكَذَا فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَقَالَ: يُضْرَبُ فِي اخْتِصَارِ الْكَلَام. وقَصِيرُ بنُ سَعْدٍ اللَّخْمِيّ: صاحِبُ جِذَيْمَةَ الأَبْرَشِ، وَمِنْه المَثل: لَا يُطَاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ. وفَرَسٌ قَصِيرٌ، أَي مُقْرَبَةٌ، كمُكْرَمَة، لَا تُتْرَكُ أَنْ تَرُودَ لِنَفاسَتِهَا. قَالَ زُغْبَةُ الباهِلِي يَصِفُ فَرَسَه وأَنّهَا تُصَانُ لِكَرَامَتِهَا)
وتُبْذَل إِذا نَزَلَتْ شِدَّةٌ:
(وذاتِ مَنَاسِبٍ جَرْدَاءَ بِكْرٍ ... كَأَنّ سَرَاتَهَا كَرٌّ مَشِيقُ)

(تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخَيْلِ عالٍ ... كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ)

(تراهَا عِنْد قُبَّتِنَا قَصِيراً ... ونَبْذُلُها إِذا باقتَ بَؤُوقُ)
والبَؤُوق: الدّاهيَةُ. ويقالُ للمَحْبُوسةِ من الخَيْل: قَصِيرٌ. وامرأَةٌ قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لَا تَمُدُّهُ، أَي طَرْفَها، إِلى غَيْرِ بَعْلِها. وَقَالَ الفَرَّاء فِي قولِه تَعَالَى: وعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْف أَتْرابٌ. قَالَ: حُورٌ قَصرْنَ أَنْفُسَهُنَّ على أَزْوَاجِهنَّ فَلَا يَطْمَحْنَ إِلى غَيْرِهم. وَمِنْه قولُ امرِئ الْقَيْس:
(منَ القَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبَّ مُحَوِلٌ ... مِنَ الذَّرِّ فَوْقَ الإِتْبِ مِنْهَا لأَثَّرَا) وَفِي حَدِيث سُبَيْعَة: نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ القُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى، تُرِيدُ سُورة الطَّلاقِ، والطُّولَى: سُورةُ البَقَرَة، لأَنّ عِدَّةَ الوَفاةِ فِي البَقَرَة أَرْبَعةُ أَشْهُر وعَشْر، وَفِي سُورة الطَّلاقِ وَضْعُ الحَمْلِ، وَهُوَ قولُه عزّ وجلّ: وأُولَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَقْصَرَ الخُطْبَةَ: جاءَ بهَا قَصِيرَةً. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً: صَيَّرْتُه قَصِيراً. وقالُوا: لَا وقائتِ نَفَسِي القَصِير يَعْنُونَ النَّفَسَ لقِصرِ وقْتِه، والقَائِتُ هُنَا: هُوَ الله عَزَّ وجَلَّ، من القَوْتِ. وقَصَّرَ الشَّعَرَ تَقْصِيراً: جَزَّه. وإِنَّهُ لقَصِيرُ العِلْمِ، على المَثَل. والمَقْصُورُ من عَرُوضِ المَدِيدِ والرَّمَل: مَا أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ، نحوَ فاعِلاتُن حُذِفَتْ نُونُه وأُسْكِنَتْ تاؤُه فبَقِي فاعِلاتْ، فَنُقِلَ إِلى فاعِلانْ، نَحْو قَوْله:
(لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه ... كُلُّ عَيْشٍ صائِرٌ للزَّوالْ)
وقولُه فِي الرَّمْل:
(أَبْلَغ النُّعْمَانَ عَنّي مَأْلُكاً ... أَنَّنِي قَدْ طالَ حَبْسِي وانْتِظَارْ)
والأَحَادِيثُ القِصَارُ: الجامِعَةُ المُفِيدَة. قَالَ ابنُ المُعْتَزّ:
(بَيْنَ أَقْدَاحِهم حَدِيثٌ قَصِيرٌ ... هُوَ سِحْرٌ وَمَا سواهُ كَلامُ)
وقولُه أَيضاً:
(إِذا حَدَّثْتَنِي فَاكْسُ الحَدِيثَ ال ... ذِي حَدَّثْتَنِي ثَوْبَ اخْتِصَارْ) (فَمَا حُثَّ النَّبِيذُ بمِثْلِ صَوْتِ الْ ... أَغانِي والأَحَادِيثِ القِصَارْ)
هَكَذَا أَنْشدَهُ شَيْخُنَا رَحمَه الله تعالَى. قلُت: ومثلُه قولُ ابنِ مُقْبِل:
(نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّى بمُقْتَصِرٍ ... من الأَحادِيثِ حَتَّى زِدْنَني لِينَا)
) أَراد بقَصْرٍ من الأَحادِيثِ. والقُصْرَى، كبُشْرَى: آخِرُ الأَمرِ نَقله الصاغانيّ. والقَصْرُ: كَفُّك نَفْسَك عَن أَمرٍ، وكَفَّكَها عَن أَنْ يَطْمَحَ بهَا غَرْبُ الطَّمَعِ. وَقَالَ المازِنيُّ: لستُ وإِنْ لُمْتَنِي حتّى تُقْصِرَ بِي بمُقْصِرٍ عَمّا أُرِيد والقُصُور: التَّقْصِير، قَالَ حُمَيْد:
(فلئنْ بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً ... وَلَئِن قَصَرْتُ لَكَارِهاً مَا أَقْصُرُ)
والاقْتِصارُ على الشَّيْءِ: الاكْتِفَاءُ بِهِ. واسْتَقْصَرَهُ: عَدَّه مُقْصِّراً، وَكَذَلِكَ إِذَا عَدَّه قَصِيراً، كاسْتَصْغَرَه. وتَقاصَرَتْ نَفْسُه: تَضاءَلتْ. وتَقاصَرَ الظِّلُّ: دَنَا وقَلَص. وظِلٌّ قاصِرٌ، وَهُوَ مَجاز.
والمَقْصَر، كمَقْعَدٍ: اخْتِلاطُ الظَّلامِ عَن أَبِي عُبَيْدٍ، والجمعُ المَقَاصِرُ. وَقَالَ خالِدُ بن جَنَبَة: المَقَاصِرُ: أُصُولُ الشَّجَرِ، الوَاحِدُ مَقْصُورٌ. وأَنشد لاِبْنِ مُقْبِل يَصِفُ ناقَتَه:
(فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقَاصِرَ بعدَمَا ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ)
وتَقِصُ: من وَقَصْتُ الشَّيْءَ، إِذا كَسَرْتَه، أَي تَدُقُّ وتَكْسِرُ. ورَضِيَ بمَقْصرٍ من الأَمر، بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا: أَي بدُونِ مَا كانَ يَطْلُبُ. وقَصَرَ سَهْمُه عَن الهَدَفِ قُصُوراً: خَبَا فَلم يَنْتِهِ إِليه.
وقَصَرْتُ لهُ من قَيْدِه أَقْصُرُ قَصْراً: قارَبْتُ. والمَقْصُورَةُ، ناقَةٌ يَشْرَبُ لَبَنَهَا العِيَالُ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
(قَصَرَ الصَّبُوحَ لَهَا فَشَرَّجَ لَحْمضهَا ... بالنِّيِّ فَهْيَ تَتُوخُ فِيهِ الإِصْبَعُ)
وَيُقَال: قَصَرْتُ الدارَ قَصْراً: إِذا حَصَّنْتَهَا بالحِيطانِ. وقَصَرَ الجارِيَةَ بالحِجَابِ: صانَهَا، وَكَذَلِكَ الفَرَس. وقَصَرَ البَصَرَ: صَرَفَه. وقَصَرَ الرَّجلَ عنِ الأَمْرِ: وَقَفه دونَ مَا أَرادَه. وقَصَر لِجام الدَّابَّةِ: دَقَّه قَالَه ابنُ القَطّاع. وقَصَرْتُ السِّتْرَ: أَرْخَيْتُه. قَالَ حاتِمٌ:
(ومَا تَشْكَيِنِي جارَتِي غَيْرَ أَنَّنِي ... إِذا غابَ عَنْهَا زَوْجُهَا لَا أَزُورُهَا)

(سَيْبلُغُها خَيْرِي ويَرْجعُ بَعْلُهَا ... إِلَيْهَا وَلم تُقْصَرْ عَلَىَّ ستُورُهَا)
هَكَذَا أَنشده الزمخشريّ فِي الأَساس، والمصَنِّف فِي البَصَائِر. والقَصْر: القَهْر والغَلَبَة، لُغَة فِي القَسْرِ، بالسّين، وهمَا يَتبادَلان فِي كثير من الْكَلَام. وَقَالَ الفرّاءُ: امرَأَةٌ مَقْصورَةُ الخَطْوِ، شُبِّهَتْ بالمقَيَّدِ الَّذِي قَصَرَ القَيْدُ خَطْوَه، ويقَال لَهَا: قَصِيرُ الخُطَا، وأَنشد:
(قَصِيرُ الخُطَا مَا تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَا ... وَلَا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّمَا)
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: أَبْلِغ هَذَا الكَلامَ بَنِي فُلانٍ قَصْرَةً، ومَقْصُورَةً: أَي دُونَ النَّاسِ. واقْتَصَرَ عَلَى الأَمْرِ: لَم يُجَاوِزْه. وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: كَلاءٌ قاصِرٌ: بَيْنَه وبَيْنَ الماءِ نَبْحَةُ كَلْب.)
والقَصَرُ، مَحَرَّكَةً: القَصَلُ، وَهُوَ أَصْل ُ التِّبْنِ قالهُ أَبو عَمْرو. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: يقَال: نُقِّيَتْ من قَصَرِه وقَصَلِه، أَي من قُمَاشِه. والقُصَيْراةُ: مَا يَبْقَى فِي السُّنْبُلِ بَعْدَمَا يُدَاسُ هَكَذَا فِي اللِّسَان.
وقَال أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً، إِذا ضَمَّ شَيْئا إِلى أَصْله الأَوّلِ. قَالَ المُصَنّف فِي البَصَائِر: وَمِنْه سُمِّىَ القَصْرُ. وقَصَرَ فلانٌ صَلاَتَهُ يَقْصُرُها قَصْراً فِي السَّفَر، وأَقْصَرَها، وقَصَّرَها، كلُّ ذَلِك جائزٌ، والثانِيَةُ شاذَّة. وقَصَرَ العَشِىُّ يَقْصُرُ قُصُوراً، إِذا أَمْسَيْتَ. قَالَ العجّاج: حَتَّى إِذَا مَا قَصَرَ العِشىُّ. ويُقَال: أَتْيْتُه قَصْراً، أَي عَشِيّاً. وَقَالَ كُثَيّرُ عَزَةَ:
(كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابِيحُ راهِبٍ ... بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيطِ ذُبَا لَهَا)

(هُمُ أَهْلُ أَلْوَاحِ السَّرِيرِ ويَمْنِه ... قَرَابِينُ أَرْدافاً لَهَا وشِمَالَهَا)
وجاءَ فلانٌ مُقْصِرً: حينَ قَصَرَ العَشِىُّ، أَي كادَ يَدْنُو من اللَّيْل. وقَصْرُ المَجْدِ: مَعْدِنُه. قَالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ: أَباحَ لنا قُصَورَ المَجْدِ دِينَا. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: قَالَ ابنُ حمْزَةَ: أَهْلُ البَصْرة يُسَمُّون المَنْبُوذَ ابنَ قَوْصَرَةَ، بالتَّخْفيف، وُجِدَ فِي قَوْصَرَةٍ أَو فِي غَيْرِهَا. وقَيْصَرَانُ، فِي قَوْل الفَرَزْدَقِ:
(عَلَيْهِنّ رَاحُولاتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ ... مِنَ الشَأْمِ أَوْ مِنْ قَيْصَرَانَ عِلاَمُهَا)
ضَرْبٌ من الثِّيَابِ المَوْشِيَّة. وَقيل: أَرادَ من بِلادِ قَيْصَرَ قَالَه الصاغانيّ. وقَصَرْتُ طَرْفِي: لم أَرْفَعْهُ إِلَى مَا لَا يَنْبَغِي. وقَصَّرَ عَن مَنْزِلِه، وقَصَّرَ بِهِ أَمَلُه. قَالَ عَنْتَرَةُ:
(أَمّلْتُ خَيْرَك هَلْ تَأْتِي مَواعِدُهُ ... فاليَوْمُ قَصَّرَ عَنْ تِلْقَائِكَ الأَمَلُ)
وقَصَّرَتْ بِكَ نفْسُك، إِذا طَلَبَ القَلِيلَ والحَظَّ الخَسِيسَ. واقْتَصَرْتُه ثمَّ تَعَقَّلْتُه، أَي قَبَضْتُ بَقَصَرتِه ثمّ رَكِبْتُه ثَانِيًا رِجْلِي أَمامَ الرَّحلِ. وقَصَّرْتُ نَهارِي بِهِ. وعِندَه قُوَيْصِرَّةٌ من تَمْر بالتَّشْدِيد والتَّخْفِيف: تصغيرُ قَوْصَرّة. وَهُوَ قَصيرُ اليَدِ، ولَهُم أَيْدٍ قِصَارٌ: وَهُوَ مَجاز. وأَقْصَرَ المَطَرُ: أَقْلَعَ. قَالَ امْرُؤ القَيْس: سَمَا لَكَ شَوْقٌ بَعْدَما كانَ أَقْصَرَا. ومُنْيَةُ القَصْرِىّ: قَرْيَتَان بمِصْرَ من السَّمَنُّودِيَّة والمُنُوفِيّة. والقُصَيْر، وكَوْمُ قَيْصَر: قَرْيَتان بالشَّرْقِيّة. وفيهَا أَيضاً مُنْيَةُ قَيْصَر. وأَمّا تَلْبَنْت قَيْصَر فَفِي الغَرْبِيّة. وقَصْرانُ، بالفَتْح: مَدِينَة بالسِّنْد. ووَادِي القُصُورِ: فِي دِيَارِ هُذَيْل، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ يصف سحاباً:
(فأَصْبَحَ مَا بَيْنَ وَادِي القُصُو ... رِ حَتَّى يَلَمْلَمَ حَوْضاً لَقِيفَا)
وقاصِرِينُ: من قُرَى بالِسَ. وحِصْنُ القَصْرِ: فِي شَرْقِيّ الأَنْدَلُس. وقُصُورُ: بلدةٌ باليَمَن، مِنْهَا)
عبدُ العَزِيزِ بنِ أَحْمَدَ القُصُورِىُّ، لَقِيَه البُرْهَانُ البِقَاعِيُّ فِي إِحْدَى قُرَى الطائفِ، وكَتَبَ عَنهُ شِعْراً. والأُقْصُرَيْنِ مُثَنَّى الأَقْصُر: مدينةٌ من أَعْمَالِ قُوص. وَمِنْهَا الوَلِيُّ المَشْهُورُ أَبُو الحَجّاجِ يُوسُفُ بنُ عبدِ الرَّحِيم بن عَربيٍّ القُرَشِيُّ المَهْدَوِيُّ، نزيلُ الأَقْصُرَيْن ودَفِينُهَا، وحَفِيدُه الشيخُ المُعَمَّرُ شَمْس الدِّين أَبو عَلِي محَمّد بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ يوسفَ، لبِسْنَا من طَرِيقهِ الخِرْقَةَ المَدينيّة. والقَصِير، كأَمِير: لَقَب رَبِيعَةَ بنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيّ من أَعْيَان التَّابِعين. ومحمّد بنُ الحَسَنِ بنِ قَصِيرٍ: شَيْخٌ لابْنِ عَدِيّ. وبالتَّصْغِيرِ والتَّثْقِيل: أَبو المَعَالِي محمّد بنُ عليِّ بنِ عبدِ المحْسِنِ الدِّمَشْقِيّ القُصَيِّر، رَوَى عَن سَهْلِ بنِ بِشْرٍ الإِسْفَراينيّ. والقُصَيْر، كزُبَيْرٍ: قريةٌ بلِحْفِ جَبَلِ الطَّيْرِ بالصَّعِيد. والمَقَاصِرَةُ: قَبِيلةٌ باليَمَن. وككَتّانٍ: لقب الإِمامِ المحَدّثِ النَّسَّابَةِ أَبِي عَبْدِ الله محمدِ بنِ القاسِمِ الغَرْنَاطِيّ الشهير بالقَصّار، حَدَّثَ عَن محمّدِ بنِ خَروفٍ التُّوْنُسِيّ، وأَبِي عبدِ الله البُسْتِيّ، والخَطِيبِ أَبي عبد الله بن جَلالٍ التِّلْمْسَانِيّ، ورِضْوَانَ الجِنَوِيِّ، وأَبِي العَبّاسِ النّسولِيّ، والبَدْرِ القَرَافِيّ، ويَحْيَى الحَطّاب، وأَبي القَاسِمِ الفيحمجيّ، وأَبي العَبّاس الركالِيّ، وغيرِهم وعَنْهُ الإِمام أَبو زَيْد الفاسيُّ، وأَبو مُحَمّدِ بن عاشِر الأَنْدَلُسِيُّ، وأَبو العَبّاسِ بنُ القَاضِي، وغَيْرُهم
قصر
القِصَرُ: خلاف الطّول، وهما من الأسماء المتضايفة التي تعتبر بغيرها، وقَصَرْتُ كذا: جعلته قَصِيراً، والتَّقْصِيرُ: اسم للتّضجيع، وقَصَرْتُ كذا: ضممت بعضه إلى بعض، ومنه سمّي الْقَصْرُ، وجمعه: قُصُورٌ. قال تعالى:
وَقَصْرٍ مَشِيدٍ [الحج/ 45] ، وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً [الفرقان/ 10] ، إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ [المرسلات/ 32] ، وقيل: الْقَصْرُ أصول الشّجر، الواحدة قَصْرَةٌ، مثل: جمرة وجمر، وتشبيهها بالقصر كتشبيه ذلك في قوله:
كأنّه جمالات صفر [المرسلات/ 33] ، وقَصَرْتُه جعلته: في قصر، ومنه قوله تعالى:
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ
[الرحمن/ 72] ، وقَصَرَ الصلاةَ: جعلها قَصِيرَةً بترك بعض أركانها ترخيصا. قال: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ
[النساء/ 101] وقَصَرْتُ اللّقحة على فرسي: حبست درّها عليه، وقَصَرَ السّهمِ عن الهدف، أي: لم يبلغه، وامرأة قاصِرَةُ الطَّرْفِ: لا تمدّ طرفها إلى ما لا يجوز. قال تعالى: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ
[الرحمن/ 56] . وقَصَّرَ شعره: جزّ بعضه، قال: مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
[الفتح/ 27] ، وقَصَّرَ في كذا، أي: توانى، وقَصَّرَ عنه لم: ينله، وأَقْصَرَ عنه: كفّ مع القدرة عليه، واقْتَصَرَ على كذا: اكتفى بالشيء الْقَصِيرِ منه، أي: القليل، وأَقْصَرَتِ الشاة: أسنّت حتى قَصَرَ أطراف أسنانها، وأَقْصَرَتِ المرأة: ولدت أولادا قِصَاراً، والتِّقْصَارُ: قلادة قَصِيرَةٌ، والْقَوْصَرَةُ معروفة .
ق ص ر

قصرته: حبسته. وهو كالنّازع المقصور: الذي قصره قيده. وقصرت نفسي على هذا الأمر إذا لم تطمح إلى غيره. وقصرت طرفي: لم أرفعه إلى ما لا ينبغي، وهنّ قاصرات الطرف: قصرنه على أزواجهن. وقصر السّتر: ارخاه. قال حاتم:

وما تشتكيني جارتي غير أنني ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها

سيبلغها خيري ويرجع بعلها ... إليها ولم تُقصَر عليّ ستورها

وجارية مقصورة، ومقصورة الخطو وقصيرةٌ وقصورة. وفرس قصير: مقرّبة. قال مالك ابن زغبة:

تراها عند قبّتنا قصيرا ... ونبذلها إذا باقت بؤوق

وقصرت هذه اللقحة على عيالي وعلى فرسي ولهم إذا جعل درّها لهم. وقصر من الصلاة قصراً وأقصر وقصّر. وأمر بإقصار الخطب. وأقصر عن الأمر: كفّ عنه وهو يقدر عليه. وقصر عنه قصوراً: عجز عنه ولم ينله. يقال: أقصر عن الصِّبا وأقصر عن الباطل. وهو يسكن مقصورة من مقاصير دار زبيدة وهي الحجرة من حجر دار كبيرة محصّنة بالحطيان. واقتصر على هذا: لا تجاوزه، واقتصرته عليه، وقصرك وقصارك وقصارك أن تفعل كذا. وجئت قصراً ومقصراً: وذلك عند دنو العشي قبيل العصر، وأقبلت مقاصر العشيّ ومقاصر الظلام، وأقصرنا. وجاء فلان مقصراً، كما تقول: موصلاً، وقصر العشيّ: دنا قصراً ومقصراً. وخذ مخاصر الطّرق ومقاصرها وهي ما يختصر منها. وثوب مقصور، وقد قصر قصراً، وقصّر ثوبك. والحلق أفضل من التقصير. وقصّر في حاجته. وقصّر عن منزلته. وقصّر به عمله. قال عنترة:

أمّلت خيرك هل تأتي مواعده ... فاليوم قصّر عن تلقائك الأمل

وقصرت بك نفسك إذا طلب القليل والحظّ الخسيس. واستقصرت فلاناً من التقصير. واستقصرت الثوب من القصر. وضرب قصراه وقصيراه: واهنته وهي أسفل أضلاعه. وهو ابن عمه قصرةً: دنيا. ورضي بمقصر ومقصر: مما كان يحاول بدونه. وذلّت قصرته وقصرهم وهي أصل العنق. وتقلّدت بالتّقصار: بالمخنقة على قدر القصرة. قال عديّ بن زيد:

وأحور العين مربوع له غسن ... مقلد من نظام الدر تقصارا

واقتصرته ثم تعقلته أي قبضت بقصرته ثم ركبته ثانياً رجلي أمام الرّحل. وتقصّرت بفلان. تعللت به. وقصّرت نهاري به. وعنده قوصرةٌ من تمر بالتخفيف والتثقيل، ومنه: تقوصر الرجل إذا تداخل.

ومن المجاز: هو قصير اليد، ولهم أيدٍ قصار. وأقصر المطر: أقلع. وقال امرؤ القيس:

سما لك شوقٌ بعد ما كان أقصرا

وقصر الظل، وظلٌّ قاصرٌ إذا عقل. وقطع قصرة النخلة. وقرأ الحسن: " بشررٍ كالقصر " أي كأعناق النخل.

قصد

(قصد) الشَّاعِر الشّعْر نقحه وجوده وهذبه وَالْعود كَسره بِالنِّصْفِ
قصد
القَصْدُ: استقامة الطريق، يقال: قَصَدْتُ قَصْدَهُ، أي: نحوت نحوه، ومنه: الِاقْتِصَادُ، والِاقْتِصَادُ على ضربين: أحدهما محمود على الإطلاق، وذلك فيما له طرفان: إفراط وتفريط كالجود، فإنه بين الإسراف والبخل، وكالشّجاعة فإنّها بين التّهوّر والجبن، ونحو ذلك، وعلى هذا قوله: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ
[لقمان/ 19] وإلى هذا النحو من الاقتصاد أشار بقوله: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا [الفرقان/ 67] . والثاني يكنّى به عمّا يتردّد بين المحمود والمذموم، وهو فيما يقع بين محمود ومذموم، كالواقع بين العدل والجور، والقريب والبعيد، وعلى ذلك قوله: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
[فاطر/ 32] ، وقوله: وَسَفَراً قاصِداً
[التوبة/ 42] أي: سفرا متوسّط غير متناهي هي البعد، وربما فسّر بقريب. والحقيقة ما ذكرت، وأَقْصَدَ السّهم: أصاب وقتل مكانه، كأنه وجد قَصْدَهُ قال:
فأصاب قلبك غير أن لم تقصد
وانْقَصَدَ الرّمحُ: انكسر، وتَقَصَّدَ: تكسّر، وقَصَدَ الرّمحَ: كسره، وناقة قَصِيدٌ: مكتنزة ممتلئة من اللّحم، والقَصِيدُ من الشّعر: ما تمّ شطر أبنيته .
قصد: إلى قصد إلى: عمرة للرأس بشكل عمامة. (بوشر).
بَاب الْقَصْد

أمه وقصده وصمده وانتابه وانتحاه وتعمده وجشمه وتوخاه وتحراه واعتفاه واجتداه واختبطه
(قصد) : القَصَدُ: الجُوعُ وقد تَقَصَّدَت الدَّوابُّ: إذا جاعَتْ إذا أصابها القُرُّ، فحُبِسَتْ في البَيْتِ. 
(قصد) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}
: أي اعدِلْ فيه فلا تَتكبَّر، ولا تَدِبُّ دَبيبًا.
والقَصْدُ: ما بَينْ الإِسْرَاف والتَّقْصِير في كلِّ شيَءٍ.
- وفي شِعْرِ حُمَيْد بنِ ثَوْر:
* أَصبَحَ قَلْبِي مِنْ سُلَيمَى مُقْصَدَا * الإِقْصَاد: أن يُرْمَى الرجُلُ فَلا تُخْطَأَ مَقَاتِلُه فيُقتَلَ في الحَالِ.
ق ص د: (الْقَصْدُ) إِتْيَانُ الشَّيْءِ وَبَابُهُ ضَرَبَ تَقُولُ: (قَصَدَهُ) وَقَصَدَ لَهُ وَقَصَدَ إِلَيْهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَ (قَصَدَ) قَصْدَهُ أَيْ نَحَا نَحْوَهُ. وَ (الْقَصِيدُ) جَمْعُ (الْقَصِيدَةِ) مِنَ الشِّعْرِ مِثْلُ سَفِينٍ وَسَفِينَةٍ. وَ (الْقَاصِدُ) الْقَرِيبُ يُقَالُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ لَيْلَةٌ (قَاصِدَةٌ) أَيْ هَيِّنَةُ السَّيْرِ لَا تَعَبَ فِيهَا وَلَا بُطْءَ. وَ (الْقَصْدُ) بَيْنَ الْإِسْرَافِ وَالتَّقْتِيرِ يُقَالُ: فُلَانٌ (مُقْتَصِدٌ) فِي النَّفَقَةِ. وَ (اقْصِدْ) فِي مَشْيِكِ وَ (اقْصِدْ) بِذَرْعِكَ أَيِ ارْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ. وَ (الْقَصْدُ) الْعَدْلُ. 
ق ص د

قصدته وقصدت له، وقصدت إليه، وإليك قصدي ومقصدي، وبابك مقصدي وأخذت قصد الوادي وقصيد الوادي. قال القطاميّ:

أرمى قصيدهم طرفي وقد سلكوا ... بين المجيمر فالرّوحاء فالوادي

وتنجّزت منه أغراضي ومقاصدي. ورماه فأقصده وتقصّده: قتله مكانه. قال أبو حية النّميريّ:

رمين فأقصدن القلوب ولم تجد ... دما ماثراً إلا جوًى في الحيازم

وعضته الحية فأقصدته، وأقصدته المنيّة. وتقصّدت الرماح: تكسّرت. ورمح قصدٌ: سريع الانكسار، والرماح بينهم قصد. وشعر مقصّد ومقطع، ولم يجمع في المقطعات مثل ما جمع أبو تمام ولا في المقصّدات مثل ما جمع المفضّل، وهذه من أجود القصيد والقصائد.

ومن المجاز: قصد في معيشته واقتصد. وقصد في الأمر إذا لم يجاوز فيه الحدّ ورضي بالتّوسط لأنه في ذلك يقصد الأسد. وهو على القصد، وعلى قصد السبيل إذا كان راشداً. وله طريق قصد وقاصدة، خلاف قولهم: طريق جور وجائرة، وسير قاصد. وبيننا ليلة قاصدة، وليال قواصد: هيّنة السير. وعليك بما هو أقسط وأقصد. وسهم قاصد وسهام قواصد: مستويّة نحو الرميّة.
قصد
القَصْدُ: اسْتِقامَةُ الطَّرِيْقةِ، قَصَدَ يَقْصِدُ قَصْداً. وأخَذَ قَصِيْدَ الوادي: أي قَصْدَه.
والقَصْدُ في المَعِيشَةِ: تَرْكُ الإِسْرافِ من غَيْرِ تَقْتِيرٍ.
والقَصِيدُ من الشَعْرِ: ما تَمَ شَطْرُ أبْنِيَته، وهو مأخوذ من قَصَدَ الشَيْءَ: أي كَسَرَه.
والقَصِيدةُ: المُخَةُ إذا أخْرِجَتْ من العَظْم، فإذا انْفَصَلَتْ منه قيل: انْقَصَدَتْ، ومنه ناقَةٌ قَصُودٌ. ومُخُّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ: دُوْنَ السَّمِين وفوق المَهْزُول.
وانْقَصَدَ الرُّمْحُ: انْكَسَرَ، وكل قِطْعَةٍ: قِصْدَة، والجميع قِصَدٌ، وتَقصَدَ أيضاً.
والقَصدةُ: مَشْرَةُ العِضَاهِ أيامِ الخَرِيف وهو أنْ تَخْرُجَ بعد الوَرَقِ أغصان غَضةٌ رِخَاصٌ تُسمّى كل واحدةٍ قَصَدَة. ويقولون: أقْصَدَ الشَّجَرُ: إِذا فعَلَ ذلك.
والإِقْصَادُ: القَتْلُ مَكانَه. والمُقْتَصِدُ من الرِّجال: الذي ليس بجَسِيم ولا قَصِيرٍ.
والمُقَصَّدُ: إلى ال
قِصَرِ ما هو. والأقْصَادُ: الأعناقُ، واحدتها قَصَدةٌ.
والقَصَائدُ: العِصِيُّ، الواحدة قَصيدةٌ. وقيل: الدَّمُ أيضاً. والعُوذَةُ الرقْيَةُ.
والقَصِيدُ: اليابِسُ من اللَّحْم.
وقَصَدَ العُرْفُطُ وأقْصَدَ. وقَصْدُه: نَباتُه وبَراعِيْمُ ما لانَ منه قَبْل أنْ يَعْسُوَ.
والمُقَصَدَةُ: سِمَة من سِمَاتِ الإِبل في الأذُنِ.
[قصد] نه: فيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض «مقصدًا»، هو من ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأن خلقه يجيء به القصد من الأمور والمعتدل الذي لا يميل إلى أحد طرفي التفريط والإفراط. ن: وهو بفتح صاد مشددة. نه: وفيه: «القصد القصد» تبلغوا، أي عليكم بالقصد من الأمرو في القول والفعل وهو الوسط بين الطرفين، وهو منصوب على المصدر. ومنه: كانت صلاته «قصدًا». ط: أصله الاستقامة في الطريق ثم استعير للتوسط، أي كانت صلاته متوسطة لا في غاية الطول ولا في غاية القصر، وهو لا يقتضي تساوي الخطبة والصلاة. نه: ومنه ح: عليكم هديًّا «قاصدًا»، أي طريقًا معتدلًا. وح: ما عال من «اقتصد»، أي ما افتقر من لا يسرف في الإنفاق ولا يقتر. ط: وح: لو «قصد» في قوله كان خيرًا له، أي أخذ في كلامه الطريق المستقيم والقصد بين الإفراط والتفريط. ومنه: «الاقتصاد» جزء من أربعة وعشرين، الاقتصاد ما كان بين محمود ومذموم، كالتوسط بين الجور والعدل والبخل والجود، وهذا أريد بقوله تعالى «فمنهم «مقتصد»» وما كان بين إفراط وتفريط كالجود بين الإسراف والبخل، وهو محمود مطلق. غ: «سفرًا «قاصدًا»» أي غير شاق. و ««قصد» السبيل» تبيينه «ومنها جائر» أي غير قاصدة. نه: وفيه: «أقصدت» بأسهمها، أقصدت الرجل - إذا طعنته أو رميته بسهم فلم تخطئ مقاتله، فهو مقصد. ومنه ش: أصبح قلبي من سليمي «مقصدًا». وفيه: كانت المداعسة بالرماح حتى «تقصدت»، أي تكسرت وصارت قصدًا أي قطعًا.
[قصد] القصد: إتيان الشئ . تقول قَصَدْتُهُ، وقَصَدْتُ له، وقَصَدْتُ إليه بمعنًى. وقَصَدْتُ قَصْدَهُ: نحوْت نحوه. وقَصَدْتُ العودَ قَصْداً: كسرته. والقِصْدَةُ بالكسر القطعة من الشئ إذا انكسر، والجمع قِصَدٌ. يقال: القَنا قِصَدٌ. وقد انْقَصَدَ الرمح. وتَقَصَّدَتِ الرماح: تَكَسَّرَت. ورمحٌ أقْصادٌ. قال الأخفش: هذا أحد ما جاء على بناء الجمع. وتَقَصَّدَ الكلبُ وغيره، أي مات. قال لبيد: فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ وضُرِّجَتْ * بدَمٍ وغورد في المكر سحامها - وأقصد السهم، أي أصاب فقتل مكانه. وأقْصَدَته حَيَّةٌ: قتلته. قال الأخطل: فإن كنتِ أقْصَدْتِني إذ رَمَيْتِني * بسَهْمَيْكِ فالرامي يَصيد ولا يَدْري - أي ولا يَخْتِلُ. والقصيدُ: جمعُ القصيدةِ من الشعر، مثل سَفينٍ جمع سفينةٍ. والقَصيدُ: اللحم اليابس. والقاصِدُ: القريب، يقال: بيننا وبين الماء ليلة قاصدة، أي هينة السيرِ، لا تعبَ فيه ولا بطءَ. والقَصْدُ: بين الإسراف والتقتير. يقال: فلانٌ مقتصِدٌ في النفقة. وقوله تعالى:

(واقْصِدْ في مَشْيكَ) *. واقصِدْ بذَرْعِكَ، أي ارْبَعْ على نفسك. والقصد: العدل. وقال الشاعر : على الحكم المأتى يوما إذا قضى * قضيته أن لا يجور ويقصد - قال الاخفش: أراد وينبغى أن يقصد، فلما حذفه وأوقع يقصد موقع ينبغى رفعه لوقوعه موقع المرفوع. وقال الفراء: رفعه للمخالفة، لان معناه مخالف لما قبله، فخولف بينهما في الاعراب.

قصد


قَصَدَ(n. ac. قَصْد
مَقْصَد)
a. [acc.
or
La
or
Ila], Repaired, betook himself to, went to; tended to;
aimed at; purposed, intended, meant, resolved upon; wished
desired, sought.
b. [acc.
or
La & Bi], Repaired to with; brought to.
c.(n. ac. قَصْد) [Fī], Took the right course in; was just, moderate, kept
within due bounds in; acted gently in; went at a moderate pace
in (walking).
d. Acted justly, rightly, fairly.
e. Was direct (road).
f. Composed (poem).
g. Broke, broke in half (stick).
h. [pass.] [La], Received a little.
قَصُدَ(n. ac. قَصَاْدَة)
a. Became fat (camel).
قَصَّدَa. see I (f) (g).
أَقْصَدَ
a. [acc. & Ila], Caused to repair to; caused to seek, to aim at
&c.
b. Hit, struck; pierced; shot; killed; bit (
serpent ).
c. see I (f)
تَقَصَّدَa. Was killed; died.
b. see VII
إِنْقَصَدَa. Broke, snapped; became broken.
b. Came forth (marrow).
إِقْتَصَدَa. see I (c) (f).
قَصْدa. Intention, aim, object, purpose; endeavour; resolution
determination.
b. Straight, direct way, right course.
c. A little.
d. see 21 (a) & 25
(b).
قَصْدَةa. Direction.

قِصْدَة
(pl.
قِصَد)
a. Piece, fragment.

قَصَدa. Briar.

قَصِدa. Broken (spear).
مَقْصَد
(pl.
مَقَاْصِدُ)
a. Aim, object, design; intention, purpose.
b. Sense, meaning, purport, drift ( of a
speech ).
مَقْصِد
(pl.
مَقَاْصِدُ)
a. Destination.

قَاْصِد
(pl.
قُصَّاْد)
a. Direct, straight, right.
b. Near; easy, short (journey).
c. [ coll. ], Papal Nuncio
apostolic delegate.
قَاْصِدَةa. see 21 (a) (b).
قِصَاْدَة
a. [ coll. ], Apostolic delegation.

قَصِيْدa. Aimed at, sought, desired; purposed, intended.
b. Fat.
c. Marrow; bone full of marrow.
d. Staff.
e. see 5 & 25t
(a).
قَصِيْدَة
(pl.
قَصَاْئِدُ)
a. Poem, ode.
b. see 25 (b)c. (d).
قَصُوْدa. see 25 (c)
أَقْصَاْدa. see 5
N. P.
قَصڤدَa. see 25 (a)b. (pl.
مَقَاْصِيْدُ)
see 17 (a)
N. P.
قَصَّدَa. Of middle height & build;
well-proportioned.

N. P.
أَقْصَدَa. One who has died suddenly.

N. Ag.
إِقْتَصَدَa. see N. P.
قَصَّدَ
N. Ac.
إِقْتَصَدَa. Middle course; moderation.
بِقَصْدٍ
a. Purposely, deliberately, intentionally.

هُوَ عَلَى قَصْدٍ
a. He is in the right way, has taken the right
course.

هُوَ قَصْدَُكَ
a. He is before thee.

قَصَدْتُ قَصْدُهُ
a. I repaired, betook myself to him or it.
b. I pursued the same course as he did.

قِصْدِيْر
a. Tin.
ق ص د : قَصَدْتُ الشَّيْءَ وَلَهُ وَإِلَيْهِ قَصْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ طَلَبْتُهُ بِعَيْنِهِ وَإِلَيْهِ قَصْدِي وَمَقْصِدِي بِفَتْحِ الصَّادِ وَاسْمُ الْمَكَانِ بِكَسْرِهَا نَحْوُ مَقْصِدٍ مُعَيَّنٍ وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ جَمَعَ الْقَصْدَ عَلَى قُصُودٍ.
وَقَالَ النُّحَاةُ: الْمَصْدَرُ الْمُؤَكِّدُ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ جِنْسٌ وَالْجِنْسُ يَدُلُّ بِلَفْظِهِ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْجَمْعُ مِنْ الْكَثْرَةِ فَلَا فَائِدَةَ فِي الْجَمْعِ فَإِنْ كَانَ الْمَصْدَرُ عَدَدًا كَالضَّرْبَاتِ أَوْ نَوْعًا كَالْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ جَازَ ذَلِكَ لِأَنَّهَا وَحَدَاتٌ وَأَنْوَاعٌ جُمِعَتْ فَتَقُولُ ضَرَبْتُ ضَرْبَتَيْنِ وَعَلِمْتُ عِلْمَيْنِ فَيُثَنَّى لِاخْتِلَافِ النَّوْعَيْنِ لِأَنَّ ضَرْبًا يُخَالِفُ ضَرْبًا فِي كَثْرَتِهِ وَقِلَّتِهِ وَعِلْمًا يُخَالِفُ عِلْمًا فِي مَعْلُومِهِ وَمُتَعَلَّقِهِ كَعِلْمِ الْفِقْهِ وَعِلْمِ النَّحْوِ كَمَا تَقُولُ عِنْدِي تُمُورٌ إذَا اخْتَلَفَتْ الْأَنْوَاعُ وَكَذَلِكَ الظَّنُّ يُجْمَعُ عَلَى ظُنُونٍ لِاخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِ لِأَنَّ ظَنًّا يَكُونُ خَيْرًا وَظَنًّا يَكُونُ شَرًّا.
وَقَالَ الْجُرْجَانِيُّ: وَلَا يُجْمَعُ الْمُبْهَمُ إلَّا إذَا أُرِيدَ بِهِ الْفَرْقُ بَيْنِ النَّوْعِ وَالْجِنْسِ وَأَغْلَبُ مَا يَكُونَ فِيمَا يَنْجَذِبُ إلَى الِاسْمِيَّةِ نَحْوُ الْعِلْمِ وَالظَّنِّ وَلَا يَطَّرِدُ أَلَا تَرَاهُمْ لَمْ يَقُولُوا فِي قَتْلٍ وَسَلْبٍ وَنَهْبٍ قُتُولٌ وَسُلُوبٌ وَنُهُوبٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ لَا يُجْمَعُ الْوَعْدُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فَدَلَّ كَلَامُهُمْ عَلَى أَنَّ جَمْعَ الْمَصْدَرِ
مَوْقُوفٌ عَلَى السَّمَاعِ فَإِنْ سُمِعَ الْجَمْعُ عَلَّلُوا بِاخْتِلَافِ الْأَنْوَاعِ وَإِنْ لَمْ يُسْمَعْ عَلَّلُوا بِأَنَّهُ مَصْدَرٌ أَيْ بَاقٍ عَلَى مَصْدَرِيَّتِهِ وَعَلَى هَذَا فَجَمْعُ الْقَصْدِ مَوْقُوفٌ عَلَى السَّمَاعِ وَأَمَّا الْمَقْصِدُ فَيُجْمَعُ عَلَى مَقَاصِدَ وَقَصَدَ فِي الْأَمْرِ قَصْدًا تَوَسَّطَ وَطَلَبَ الْأَسَدَّ وَلَمْ يُجَاوِزْ الْحَدّ وَهُوَ عَلَى قَصْدٍ أَيْ رُشْدٍ وَطَرِيقٌ قَصْدٌ أَيْ سَهْلٌ وَقَصَدْتُ قَصْدَهُ أَيْ نَحْوَهُ. 
قصد: قصد. قصد إلى فلان: اقترب منه ودنا منه (هلو).
يقصد الإشارة: يطلق السهام نحو الهدف (فوك).
قصد فلانا ب: يقال مثلا: قصد بالمكروه أي أراد الــإساءة إليه والإضرار به. (دي ساسي طرائف 2: 19).
قصدوهم بأنواع من العقاب: حاولوا انتهاز الفرص لإيذائهم وإيقاع أنواع من العقاب بهم (دي ساسي طرائف 2: 23).
وكان في أول أمره مقلا حتى احتاج إلى القصد بشعره: كان في أول أمره فقيرا حتى احتاج إلى أن يتجه إلى الأغنياء بمدحه ليتكسب الدراهم. (المقري 1: 505) = جعل الشعر بضاعته أي جعل الشعر مرتزقه وكسب ما يعيش به. (المقري 1: 505).
قصد: سأل، استعطى، طلب، ابتهل، توسل، تضرع. (الكالا).
قصد: كدى، تسول، تكفف، شحذ. (فوك).
قصد: اقتصد، وفر، ادخر. (همبرت ص219. هلو).
قصد (بالتشديد): نظم القصائد (المقري 1: 73). وفيه مقصد اسم الفاعل من قصد.
قصد: أنشد أماديح النبي (صلى الله عليه وسلم) = صلى على النبي. (شيرب ديال ص178، 188).
قاصد فلانا: قصده وتوجه إليه. وهذا هو صواب الكلمة فيما أرى. (عباد 2: 194 رقم 27، 3: 234). تقصد: أزمع، اعتزم، وتأمل وتبصر (بوشر).
اقتصد: توسط في النفقة فلم يسرف ولم يقتر. ولا يقال اقتصد في فقط بل اقتصد على أيضا، ففي النويري (مصر 2: 180 ق): وكان مقتصدا على ملبسه. (المعجم اللاتيني- العربي).
قصد. يقال بدل الطريق القصد أي الطريق المستقيم الطريق القصدة (البيان 2: 191) وهذا غير صحيح لأن كلمة قصد مصدر يستعمل استعمال لصفة قلا يؤنث. وقد قرأتها في الشرح القصدة غير أن كلمة قصد لا تدل على مستقيم. وتستعمل كلمة القصد وحدها بمعنى الطريق المستقيم (معجم الإدريسي، ابن بطوطة 2: 361). ويقال أيضا مهيع القصد. (المقري 2: 111).
قصدا: في خط مستقيم، في خط مباشر. ففي الإدريسي (القسم الأول والفصل السابع ص7): لابد من القيام بدورة كبيرة لأنه جون كبير يعوق عن الطريق قصدا. (أماري ص 22).
قصد: اعتدال، توسط (المعجم اللاتيني- العربي).
قصد: ما كان وسطا. ففي البيضاوي (2: 184): هو الخطاب القصد الذي ليس فيه اختصار مخل ولا إشباع ممل. وفي حيان (ص 29و).
اقتصد مع ذلك في الإنفاق عليها، وبعد هذا غير أن ابتناءه كان قصدا مشبها بفعله في جميع شؤونه.
قصدا، بالقصد، على قصد: عمدا، عن عمد، متعمدا. (بوشر، مارسيل).
قصدا: اصطناعيا. ففي الإدريسي (ص195): مدينة صغيرة على منقع ماء مصنوع قصدا. وقد جاء هذا المعنى في معجم الكالا أيضا.
قصد: خلاصة، خاتمة. (الكالا) وفيه: Colusion وقد ترجمها بكلمة قصد قصد ومضمن. غير أن هذه الكلمة لا تلائم هذا المعنى ويجب إبدالها بكلمة conclusion ( لأنه يذكر في الظروف).
en conclusion القصد الكلام (كذا). وانظرها في مادة مقصود.
قصدة= قصد: نية، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة عند الماوردي (ص125) غير أني أشك في ذلك.
قصدة: صفة للرمح الهش العود السهل المكسر. يقال: القنا القصد، والكلمة الأولى مفردة مذكرة والثانية جمع مثل: رمح اقصاد. (عباد 1: 52، 3: 22).
قصدي: عمدي. (بوشر).
قصاد: أمام، تجاه، قدام، إزاء، حذاء، قبالة، ومن قصاد: قبالة، إزاء، حذاء، تجاه، حيال، قصد. (بوشر، ميهرن ص33).
قصود: لا أدري ما تعني هذه الكلمة التي وردت في بيت نقله المقري (1: 915) وفيه إن أندلسيا اشتكى من المصريين فقال:
لا تبصر الدهر من يراعي ... معنى قصيد ولا قصود
قصيد: يقول السيد رايت وجدت الجمع قصد في كتاب أمين شلبي.
قصيدة: رثاء، مرثاة، تأبين. (الكالا).
قصيدة: ترتيلة، تسبيح لله عز وجل. (الكالا).
قاصد: مسافر، سائح. (ألف ليلة 1: 402، 545).
قاصد: رسول، مبعوث، مرسل، ساع، بريد، فيج. (بوشر، هلو، جروس 1: 10، رنجرز ص130).
قاصد: سفير. (أماري ديب ص182، 183، 185).
قاصد، عند الكاثوليك: نائب البابا في بلد من مملكته.
وسفير البابا. (هلو، محيط المحيط)، قاصد رسولي. (بوشر).
قاصد: رقيب، مأمور قضائي، محضر (ألف ليلة برسل 7: 77).
قاصد: عند بعض أهالي القرى رجل من أهل القرية يقام لأجل جباية الرواتب السلطانية ونحو ذلك. (محيط المحيط).
قاصد: متسول، شحاذ، مكدي. (فوك).
اقصد، الطريق الاقصد: الطريق الأكثر استقامة، الطريق الأقرب: (البكري ص12). وفي رحلة ابن جبير (ص64)، في كلامه عن طريق: وهي أقصد مسافة.
مقصود. يقال محل مقصود ورجل مقصود وهو الذي يقصده كل أحد ويذهب إليه، من هذا يقال: المصر المقصود، والمدينة المقصودة (المقري 1: 94) العاصمة.
ويقال أيضا: تجارة مقصودة بمعنى بضاعة يرغب كل أحد في شرائها، بضاعة رائجة. (معجم الإدريسي).
المقصود: الخلاصة، أخيرا، في النهاية، في الخاتمة. (الكالا).
المقصود، عند الصوفية: الغاية التي يريدون الوصول إليها، وهي الاتحاد مع الله (زيشر 16: 272).
متقصد: صفة للرمح الهش العود السهل المكسر. (عباد 3: 22، معجم مسلم).
الْقَاف وَالصَّاد وَالدَّال

الْقَصْد: استقامة الطَّرِيق. وَقَوله تَعَالَى: (وعلى الله قصد الطَّرِيق) أَي: على الله تَبْيِين الطَّرِيق الْمُسْتَقيم إِلَيْهِ بالحجج والبراهين.

وَطَرِيق قَاصد: سهل مُسْتَقِيم.

وسفر قَاصد: سهل قريب. وَفِي التَّنْزِيل: (لَو كَانَ عرضا قَرِيبا وسفراً قَاصِدا لاتّبعوك) .

وَالْقَصْد: الِاعْتِمَاد ولأَمَ.

قَصده يَقْصِدهُ قصدا، وَقصد لَهُ. واقصدني إِلَيْهِ الْأَمر.

وَهُوَ قصدك وقصدك: أَي تجاهك، وَكَونه اسْما اكثر فِي كَلَامهم.

وَالْقَصْد فِي الشَّيْء: خلاف الإفراط.

وَقد اقتصد. ز فِي الحَدِيث: " مَا عَال مقتصدٌ وَلَا يعيلُ ".

وَرجل قصد، ومقتصد. وَالْمَعْرُوف: مقصد: لَيْسَ بالجسيم وَلَا الضئيل.

والقصدة من النِّسَاء: الْعَظِيمَة التَّامَّة الَّتِي لَا يَرَاهَا أحد إِلَّا اعجبته.

والمقصدة: الَّتِي إِلَى الْقصر.

وبيننا وَبَين المَاء لَيْلَة قاصدة: لَا تَعب وَلَا بطء.

والقصيد من الشّعْر: مَا تمّ شطر ابياته، سمي بذلك لكماله وَصِحَّة وَزنه. وَقَالَ ابْن جني: سمي قصيداً، لِأَنَّهُ قصد وَاعْتمد، وَإِن كَانَ مَا قصر مِنْهُ واضطرب بِنَاؤُه، نَحْو: " الرمل " " وَالرجز " شعرًا مرَادا مَقْصُودا، وَذَلِكَ أَن مَا تمّ من الشّعْر وتوفر آثر عِنْدهم وَأَشد تقدما فِي أنفسهم مِمَّا قصر واختل، فسمّوا مَا طَال ووفر قصيداً: أَي مرَادا مَقْصُودا وَإِن كَانَ " الرمل " و" الرجز " أَيْضا مرادين مقصودين وَالْجمع: قصائد.

وَرُبمَا قَالُوا: قصيدةٌ. وَالْجمع: قصائد، وقصيدٌ.

قَالَ ابْن جني: فَإِذا رَأَيْت القصيدة الْوَاحِدَة قد وَقع عَلَيْهَا " القصيد " بِلَا هَاء، فَإِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ وضع على الْوَاحِد اسْم جنس اتساعا، كَقَوْلِك: خرجت فَإِذا السَّبع: وَقتلت الْيَوْم الذِّئْب، وأكلت الْخبز، أَو شربت المَاء.

وَقصد الشَّاعِر، واقصد: أَطَالَ وواصل عمل القصائد. قَالَ:

قد وَردت مثل الْيَمَانِيّ الهزهاز

تدفع عَن اعناقها بالأعجاز

أعيت على مقصدنا والرجاز

ف " مفعل " إِنَّمَا يُرَاد بِهِ هَاهُنَا: " مفعل "، لتكثير الْفِعْل، يدل على أَنه لَيْسَ بِمَنْزِلَة محسن ومجمل وَنَحْوه مِمَّا لَا يدل على تَكْثِير، لِأَنَّهُ لَا تَكْرِير عين فِيهِ، أَنه قرنه بالرَّجّاز، وَهُوَ " فعال "، وفعال: مَوْضُوع للكثرة. وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش: وَمَا لَا يكَاد يُوجد فِي الشّعْر البيتان الموطآن لَيْسَ بَينهمَا بَيت، والبيتان الموطآن، وَلَيْسَ لبقصيدة إِلَّا ثَلَاثَة أَبْيَات. فَجعل القصيدة مَا كَانَ على ثَلَاثَة أَبْيَات.

قَالَ ابْن جني: وَفِي هَذَا القَوْل من الْأَخْفَش جَوَاز، وَذَلِكَ لتسميته مَا كَانَ على ثَلَاث أَبْيَات قصيدة. قَالَ: وَالَّذِي فِي الْعَادة أَن يُسمى مَا كَانَ على ثَلَاثَة أَبْيَات أَو عشرَة أَو خَمْسَة عشر: قِطْعَة، فَأَما مَا زَاد على ذَلِك فَإِنَّمَا تسميه الْعَرَب قصيدة.

وَقَالَ الْأَخْفَش مرّة: القصيد من الشّعْر: هُوَ الطَّوِيل، والبسيط التَّام، والكامل التَّام، والمديد التَّام، والوافر التَّام، وَالرجز التَّام، يُرِيد: أتم مَا جَاءَ مِنْهَا فِي الِاسْتِعْمَال. اعني: الضربين الاولين مِنْهُمَا. فَأَما أَن يجيئا على اصل وضعهما فِي دائرتيهما فَذَلِك مرفوض مطرح.

قَالَ ابْن جني: أصل مَادَّة " ق ص د " ومواقعها فِي كَلَام الْعَرَب: الاعتزام، والتوجه، والنهود، والنهوض نَحْو الشَّيْء، على اعْتِدَال كَانَ ذَلِك أَو جور. هَذَا اصله فِي الْحَقِيقَة، وَإِن كَانَ قد يخص فِي بعض الْمَوَاضِع بِقصد الاسْتقَامَة دون الْميل. أَلا ترى إِنَّك تقصد الْجور تَارَة كَمَا تقصد الْعدْل أُخْرَى، فالاعتزام والتوجه شَامِل لَهما جَمِيعًا.

وَالْقَصْد: الْكسر فِي أَي وَجه كَانَ. وَقيل: هُوَ الْكسر بِالنِّصْفِ.

قصدته أقصده قصدا، وقصدته فانقصد، وتقصد. انشد ثَعْلَب:

إِذا بَركت خوت على ثفناتها ... على قصب مثل اليراع الْمَقْصد

شبه صَوت النَّاقة بالمزامير.

والقصدة: الكسرة مِنْهُ.

ورمح قصد، وقصيد: مكسور.

وَقصد لَهُ قصدة من عظم، وَهِي الثُّلُث أَو الرّبع من الْفَخْذ أَو الذِّرَاع أَو السَّاق أَو الْكَتف.

وَقصد المخة قصدا، وقصدها: كسرهَا وفصَّلها، وَقد انقصدت، وتقصدت.

والقصيد: المخ الغليظ السمين. واحدته: قصيدة.

وَعظم قصيد: ممخ، انشد ثَعْلَب: وهم تركوكم لَا يطعم عظمكم ... هزالًا وَكَانَ الْعظم قبل قصيداً

أَي ممخا، وَإِن شِئْت قلت: أَرَادَ ذَا قصيد: أَي مخ.

وناقة قصيدٌ، وقصيدةٌ: سَمِينَة بهَا نِقْىٌ: أَي مخٌّ. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَخفت بقايا النقى إِلَّا قصيبة ... قصيد السلَامِي أَو لموسا سنامها

والقصيد، أَيْضا: اللَّحْم الْيَابِس. قَالَ الأخطل:

وسيروا إِلَى الأَرْض الَّتِي قد علمْتُم ... يكن زادكم فِيهَا قصيد الأباعر

والقصدة: الْعُنُق. وَالْجمع: أقصاد، عَن كرَاع، وَهَذَا نَادِر. اعني: أَن يكون " أَفعَال " جمع " فعلة "، إِلَّا على طرح الزَّائِد. وَالْمَعْرُوف: " القصرة ".

الْقَصْد، وَالْقَصْد، وَالْقَصْد، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة: كل ذَلِك مشرة العضاه، وَهِي براعيمها وَمَا لَان مِنْهَا قبل أَن يعسو.

وَقد اقصدت العضاه، وقصدت.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الْقَصْد ينْبت فِي الخريف، إِذا برد اللَّيْل من غير مطر.

والقصيد: المشرة، عَن أبي حنيفَة، انشد:

وَلَا تشعفاها بالجبال وتحميا ... عَلَيْهَا ظليلات يرف قصيدها

والاقتصاد: أَن تضرب الشَّيْء أَو ترميه فَيَمُوت مَكَانَهُ.

والمقصد: الَّذِي يمرض ثمَّ يَمُوت سَرِيعا.

وقصده قصدا: قسره.

والقصيد: الْعَصَا، سميت بذلك لِأَنَّهُ بهَا يقْصد الْإِنْسَان وَهِي تهديه وتؤمه، كَقَوْل الْأَعْشَى:

إِذا كَانَ هادي الْفَتى فِي البلا ... د صدر الْقَنَاة أطَاع الأميرا

وَالْقَصْد: العوسج، يَمَانِية. 
قصد
قصَدَ/ قصَدَ إلى/ قصَدَ في/ قصَدَ لـ يَقصِد، قَصْدًا، فهو قاصِد، والمفعول مَقْصود (للمتعدِّي)
• قصَد الشاعرُ: أنْشأ القصائِدَ ونظمها "قصَد الشّاعرُ قصيدة جديدة".
• قصَد المكانَ/ قصَد إلى المكان/ قصَد للمكان: توجَّهَ إليه عامدًا "قصَد الحِجازَ- يقصُد الحجَّاجُ البيتَ الحرام كلَّ عام" ° قصَد قصدَه: نحا نحوه.
• قصَد السفرَ: نواه، عَزَمَ عليه.
• قصَدَ الشَّيءَ: عناه، أراده "قصَد أن يُبرهن لك- نِسْيان مقصود- لم أقصد أحدًا في كلامي: لا ألمِّح إلى أحد".
• قصَد في الأمر: توسَّط واعتدل، لم يُفْرط ولَمْ يُفرِّط، توسَّط، ضدّ أفرط "قصَد في النفقة- {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}: توسَّط فيه بين الدَّبيب والإسراع- {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَتَّبَعُوكَ}: سهلاً غير شاقّ". 

اقتصدَ/ اقتصدَ في يقتصد، اقْتِصادًا، فهو مُقْتَصِد، والمفعول مُقتصَد
• اقتصد الشَّخصُ بعضَ دخله: ادّخَره "يقتصد كُلَّ شهْرٍ مبلغًا من المال- اقتصد في شبابك لتَصْرِف في شيخوختك [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى الحديث الشريف: خذ من دنياك لآخرتك، ومن شبابك لهرمك، ومن صحّتك لسقمك".
• اقتصد في النَّفقة/ اقتصد في معيشته: توسَّط بين الإفراط والتقتير، ضدّ أفرط "اقتصد في المصروفات/ استهلاك المياه- لم يهلك من اقتصد ولم يفتقر من زهد [مثل]- ألا فاستقم في كُلِّ أمرك واقتصد ... فذلك نهجٌ للصِّراط قويمُ- {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ}: طائفة معتدلة". 

قصَّدَ يقصِّد، تَقْصِيدًا، فهو مُقصِّد، والمفعول مُقَصَّد
• قصَّد الشاعرُ الشِّعرَ: نقّحَهُ وجوّده وهذّبه "كان الشّاعر زهير يقصِّد شِعرَه قبل روايته للنّاس". 

اقْتِصاد [مفرد]:
1 - مصدر اقتصدَ/ اقتصدَ في.
2 - (قص) علم يبحث في الإنتاج وفي توزيع الثّرْوة وطُرْق اسْتِهلاكها "أستاذ في الاقْتِصاد السِّياسيّ- الاقْتِصاد الرَّأسماليّ/ الاشتراكيّ/ الحرّ" ° اللِّيبراليّة الاقتصاديَّة: نظريّة اقتصاديَّة تتبع سياسة عدم التدخُّل والسوق الحرّة وقاعدة الذهب.
• الاقتصاد السِّياسيّ: (قص) علم يهتمّ بدراسة القوانين التي تتحكَّم في عمليّة الإنتاج وتوزيع الوسائل التي يُشبع بها الإنسانُ حاجاته.
• اقْتِصاد اجتماعيّ: (قص) مَجْموع المعارف الخاصّة بالوَضْع العُمّاليّ وتحْسينه.
• اقْتِصاد مُوجَّه: نظام تتولَّى فيه الدَّولةُ توجيهَ الاقْتِصاد ومسئوليَّة الأمور الاقْتِصاديّة بكاملها.
• اقتصاد السُّوق: حركة الإنتاج والتوزيع والتبادل وفق قواعد الاقتصاد الحرّ، المعتمِد على حرّيّة التجارة ورأس المال بعيدًا عن قبضة الدَّولة. 

اقتصادويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اقْتِصاد: على غير قياس "تبنَّى النظريّة الاقتصادويّة".
2 - مصدر صناعيّ من اقْتِصاد: نزعة تميل إلى تبسيط الأمور واختزالها "يتبيَّن لنا من موقف العرب تجاه الحرب على العراق أننا حيال اقتصادويّة عربيّة".
• الاقتصادويَّة الماركسيَّة: (قص) مذهب كارل ماركس القائل بأنَّ الأحداث والقُوَى الاقتصاديّة هي أساس جميع الظَّواهر التّاريخيّة والاجتماعيّة ومحرّكها الرّئيسيّ. 

اقْتِصادِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اقْتِصاد: كلّ ما له علاقة بالاقْتِصاد "تنمية/ وسيلة نقل اقْتِصادِيّة- حصار اقْتِصادِيّ: تضييقٌ اقتصاديٌّ على بلد من البلدان- انطلاقة/ آليَّة / أزمة اقْتِصادِيّة" ° الاستكفاء الاقْتِصادِيّ: حالة بلد يكفي نفسه بنفسِه في الحقل الاقْتِصادِيّ أي يستغني عن الخارج لسدّ احتياجاته- الاقْتِصادِيّات: عناصر الاقْتِصاد عامّة- عقوبات اقْتِصادِيّة: إجراء اقتصادي تطبِّقه دولةٌ على أخرى كمقاطعة بضائعها أو الامتناع عن التَّصدير لها.
2 - مُتخَصِّص في الاقْتِصاد "باحث اقْتِصادِيّ".

• التَّوازُن الاقتصاديّ: (قص) نظريَّة اقتصاديّة حديثة مفادها أنّ هناك أسبابًا متعدِّدة تؤثِّر في تحديد قيم السِّلع بسبب التَّرابط بين جميع الظَّواهر الاقتصاديّة.
• النُّمُوّ الاقتصاديّ: (قص) زيادة في القيمة الاقتصاديّة لإنتاج السِّلع والخدمات، ويعبِّر ذلك النموّ عن القوة الاقتصاديّة لدولةٍ ما من خلال ناتجها الاقتصاديّ القوميّ.
• الإغراق الاقتصاديّ: (قص) تدفّق السِّلع نتيجة لفتح أبواب الاستيراد ممّا يؤدِّي إلى عجز الإنتاج المحلّيّ عن المنافسة إمّا لعدم جودة الإنتاج وإما لارتفاع التكلِفة. 

قاصِد [مفرد]: ج قواصِدُ، مؤ قاصِدة، ج مؤ قاصِدات وقواصِدُ: اسم فاعل من قصَدَ/ قصَدَ إلى/ قصَدَ في/ قصَدَ لـ.
• سفرٌ قاصِدٌ: سَهْل قريب " {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَتَّبَعُوكَ} ". 

قَصْد [مفرد]: ج قُصود (لغير المصدر):
1 - مصدر قصَدَ/ قصَدَ إلى/ قصَدَ في/ قصَدَ لـ.
2 - هدف، ونيَّة، عَمْد "أساء إليه من غير قَصْد- قَصْدي كذا- حسن القَصْد" ° فعل كذا قَصْد كذا: فعله لأجله- فلانٌ على قَصْد: على رُشْدٍ- قَصْدًا: بنيّة واضحة وصريحة.
3 - استقامة الطريق.
4 - بيان الطريق الموصِل إلى الحقّ " {وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}: المراد: بيان الطريق المستقيم".
5 - تُجاه "هو قَصْدك". 

قَصْديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قَصْد: "حاسبه على أعماله القصديَّة".
2 - مصدر صناعيّ من قَصْد: إرادة "الحكم على المتَّهم مرتبط بقصديَّة سلوكه".
• القَصْديَّة: (نف) صفة لمواقف نفسيَّة موجَّهة، مكيَّفة وَفْق مستقبل قريب أو مباشر، وقيل هي تحضير فعل أو حالة ضميريّة بقصد أو عن عمد. 

قصيد [مفرد]: ج قصائِدُ
• القصيد من الشِّعر:
1 - سبعة أبيات فأكثر ° بَيْتُ القصيد: الأمر المهمّ، خلاصة الموضوع، أحسن أبيات القصيدة وأنفسها.
2 - شعر مجوَّد منقَّح. 

قصيدة [مفرد]: ج قصائِدُ: مجموعة من الأبيات الشِّعريّة متّحدة في الوزن والقافية والرَّويّ وهي تتكوّن من سبعة أبيات فأكْثر "قصيدة غزليّة" ° بَيْتُ القصيدة: البيت المتضمّن غاية الشّاعر، أو أنفس أبياتها، أو مثل يُضرب في تفضيل بعض الشَّيء على كُلّه- مطلع القصيدة: أوّل بيت منها. 

مَقْصَد [مفرد]: ج مقاصِدُ: مصدر ميميّ من قصَدَ/ قصَدَ إلى/ قصَدَ في/ قصَدَ لـ: قَصْد واتِّجاه "إلى مكَّة مَقْصَدي- سيّئ المقاصد". 

مَقْصِد [مفرد]: ج مقاصِدُ:
1 - اسم مكان من قصَدَ/ قصَدَ إلى/ قصَدَ في/ قصَدَ لـ: "مَقْصِدي مكّة".
2 - غاية، فحوى "مَقْصِدي من فعل كذا مساعدته- مقاصد الشريعة: الأهداف التي وضعت لها- مقاصد الكلام: ما وراء السطور أو ما بينها". 

قصد

1 قَصَدَهُ, and قَصَدَلَهُ, and إلَيْهِ, (S, M, A, L, Msb, K,) and نَحْوَهُ, (A in art. سمت, &c.,) aor. ـِ (M, Msb, K, &c.,) inf. n. قَصْدٌ, (S, M, Msb, K, &c.,) from which the pl. قُصُودٌ is formed by some of the professors of practical law; [and مَقْصَدٌ, q. v., is also an inf. n.;] (Msb;) He tended, repaired, or betook himself, or went, to, or towards, him, or it; (originally and properly, either in a direct course, in which sense it is in some places specially used, or indirectly; IJ, M, L;) he directed himself, or his course or aim, to, or towards, him, or it; he made for, or towards, him, or it; he made him, or it, his object; he aimed at him, or it: he sought, endeavoured after, pursued, or endeavoured to reach or attain, or obtain, him, or it: he desired it, or wished for it: he intended it; purposed it; or meant it: syn. تَوَجَّهَ وَنَهَدَ وَنَهَضَ نَحْوَهُ, (IJ, M, L,) and نَحَاهُ, (S, L,) and أَتَاهُ, (S, A, L,) and طَلَبَهُ بِعَيْنِهِ, (Msb,) and أَمَّهُ, and اِعْتَمَدَهُ, (M, L, K,) and اِعْتَزَمَهُ. (IJ, M, L.) b2: قَصَدْتُ قَصْدَهُ: see قَصْدَهُ, below. b3: قَصَدْتُهُ بِكَذَا and قَصَدْتُهُ لَهُ بِهِ [I brought to him such a thing: lit. I directed, or betook, myself to him with such a thing: see an ex. in the first para. of art. بى] (Ham. p. 41.) إِلَيْكَ قَصْدِى, and ↓ مَقْصَدِى, (the latter with fet-h to the ص, Msb), To thee is my tending, or repairing, &c. (A.) b4: قَصَدَ فِى الأَمْرِ, [aor. ـِ (A, Msb,) inf. n. قَصْدٌ; (S. M, L, Msb, K) and فِيهِ ↓ اقتصد; (M, L, K;) (tropical:) He pursued a right, or direct, course in the affair: (L:) or he followed the middle and most just way in the affair; and did not exceed the due bounds therein: (Msb:) or he acted in a moderate manner, in a manner between that of prodigality and that of parsimoniousness, in the affair: (S, L:) or he acted in a manner the contrary of that of extravagance in the affair: (M, L, K:) or he kept within the due bounds in the affair, and was content with a middle course: (A:) and in like manner, فى النَّفَقَةِ in expense: (L:) and فِى مَعِيشَتِهِ with respect to his means of subsistence. (A, L.) See also 8. b5: قَصَدَ فِى مَشْيِهِ He (a man) walked at an equable, or a moderate, pace; syn. مَشَى مُسْتُوِيًا. (L.) وَاقْصِدْ فِى مَشْيِكَ [in the Kur xxxi. 18,] (S) meansAnd go thou at a moderate pace in thy walking; neither slowly nor quickly. (Beyd, Jel.) b6: اِقْصِدْ بِذَرْعِكَ Deal thou gently with thyself; moderate thyself; restrain thyself; i. q. اِرْبَعْ عَلَى

نَفْسِكَ. (S.) b7: القَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا Keep ye to the middle way: keep ye to the middle way in affairs; in sayings and actions: so shall ye attain [to that which ye should desire]: القصد being in the accus. case as a corroborative inf. n.; and it is repeated also for the sake of corroboration. (L, from a trad.) b8: قَصَدَ, aor. ـِ (L,) inf. n. قَصْدٌ, (M, L, K,) (tropical:) It (a road, or way,) was direct, or right; had a direct, or right, tendency. (M, L, K.) عَلَى اللّٰهِ قَصْدُ السَّبِيلِ [Kur xvi. 9,] Upon God it rests to show the direct, or right way, (M, Beyd, L,) [or the right direction of the way] which leads to the truth, (Beyd,) and to invite to it by evident proofs: (M, L:) or upon God it rests to make the way direct, or right, in mercy and favour: or upon God depends one's directing his course to the [right] way. (Beyd.) b9: قَصَدَ, aor. ـِ (S, L,) inf. n. قَصْدٌ, (S, L, K,) (tropical:) He acted with justice, or equity. (S, L, K.) Abu-l-Lahhám Eth-Thaalebee says, عَلَى الحَكَمِ المَأْتِىِّ يَوْمًا إِذَا قَضَى

قَضِيَّتَهُ أَن لَّا يَجُورَ وَيَقْصِدُ (S, L) meaning, It is encumbent on the judge who is come to, any day, when he decides his case, that he do not deviate from what is right, but (بَلْ) act with justice, or equity. (IB, L.) Akh says, He means وَيَنْبَغِى أَنْ يَقْصِدَ; but as he makes an ellipsis, and puts يقصد in the place, syntactically, of ينبغى, he makes it marfooa, because it has the place of that which is [virtually] marfooa: and Fr says, he makes it marfooa because of the disagreement; for as its meaning disagrees with that of the preceding verb, it is made to disagree therefore in desinential syntax. (S, L.) A2: قَصَدَ, (S, L,) aor. ـِ (L,) inf. n. قَصْدٌ, (S, L, K,) [and قَصِدَ, see 7] He broke a stick: (S, L:) he broke in any way or manner: or he broke in halves: as also ↓ قصّد, inf. n. تَقْصِيدٌ: (L, K:) [or the latter signifies he broke many things; or broke in many pieces: see 7.]

A3: قُصِدَ لَهُ He was given a little. (S, O, K, art. قصد.) A4: قَصُدَ, aor. ـُ inf. n. قَصَادَةٌ, He (a camel, TA) became fat. (K.) A5: See also 4.2 قَصَّدَ see 1 last sentence but one.

A2: And see 4.4 أَقْصَدَنِى إِلَيْهِ الأَمُرْ The affair caused me to tend, repair, betake myself, or direct my course, to, or towards, him, or it; to aim at him, or it; to seek, endeavour after, pursue, or endeavour to reach, attain, or obtain, him, or it; to desire it, or wish for it; to intend it, or purpose it. (M, L.) b2: (tropical:) It (an arrow) hit its object, and killed on the spot. (S, K.) b3: He pierced a man with a spear, (K,) or shot him with an arrow, (TA,) and did not miss him: (K:) he struck, or shot, a thing so that it died on the spot: (As:) he killed on the spot: (Lth:) it (a serpent) killed a person (Lth, S) on the spot: (Lth:) or bit him so as to kill him. (K, * TA.) أَقْصَدَتْهُ المَنِيَّةُ Destiny killed him on the spot. (A.) A2: اقصد, (inf. n. إِقْصَادٌ, TA,) He composed [odes, or] poems of the kind termed قَصِيد; a verb similar to أَرْمَلَ and أَهْزَجَ and أَرْجَزَ: (Ibn-Buzurj, L:) also, (L, TA,) or ↓ اقتصد, inf. n. إِقْتِصَادٌ, accord. to the K, but the former is the correct form, (TA,) [or the latter is probably correct, as being similar to إِرْتَجَزَ, as well as the former, of which the act. part. n. occurs in a verse,] and ↓ قَصَدَ, inf. n. قَصْدٌ; (K;) or ↓ قَصَّدَ; (as in the M and L;) he continued uninterruptedly, (L, K,) and prolonged, (L,) the composition of [odes, or] poems of the kind termed قَصَائِد. (L, K.) See مُقْصدٌ.5 تقصّد He (a dog &c.) died. (S.) b2: and see 7, in three places.7 انقصد and ↓ تقصّد; (L, K;) and ↓ قَصِدَ, aor. ـَ inf. n. قَصَدٌ; but this form of the verb is seldom used; (L;) It broke, or became broken, in any way or manner: or it broke, or became broken, in halves: (L, K:) [but they are differently used: you say,] انقصد الرُّمْحُ [the spear broke: or] (S, L) the spear broke in halves: (L:) and الرِّمَاحُ ↓ تقصّدتِ the spears broke in many pieces. (S, A, L.) A2: انقصد and ↓ تقصّد It (marrow) became detached, or came forth, from its place. (TA.) 8 اقتصد: see 1. b2: He aimed at that which was right and just. (A, art. صيد. See 1 in that art.) A2: And see 4.

قَصْدٌ, [inf. n. of 1, q. v. b2: Used as a subst., The tending, self-direction, aim, or course of a person b3: Hence, An object of aim, of endeavour or pursuit, of desire or wish, or of intention or purpose; one's intention, intent, or meaning; as also ↓ مَقْصُودٌ. See مَقْصِدٌ] b4: A thing that is right, of what is said and of what is done; syn. سَدَادٌ and صَوَابٌ. (S, voce تَسْدِيدٌ, &c.) هُوَ عَاَى قَصْدٍ, He is following a right way, or course. (Msb.) See also قَاصِدٌ. b5: Conforming, or conformable, to the just mean. (M in art. ام.) See also مُقَصَّدٌ.

A2: A little that is given. (S, O, K, art. قصد.) A3: See also قَصِيدٌ.

قَصْدَهُ In the direction of, or towards, him, or it. Ex. قَصَدْتُ قَصْدَهُ I tended, repaired, betook myself, or directed my course, towards him, or it: (S, Msb:) [like صَمَدْتُ صَمْدَهُ, and حَرَدْتُ حَرْدَهُ, and شَدَا شَدْوَهُ, &c.:] also signifying, [I purposed his purpose, or] I pursued his (another's) way, or course, doing [and thinking] as he did. (L, in art. وكد.) أَخَذَ قَصْدَ الوَادِى, and ↓ قَصِيدَهُ, [He went towards the valley]. (A.) b2: هُوَ قَصْدَكَ, and قَصْدُكَ, He is before thee, before thy face. It is more commonly used as a subst. (M, L.) رُمْحٌ قَصِدٌ, and ↓ قَصِيدٌ, (M, L, K,) and ↓ أَقْصَادٌ, (S, L,) which is one of the words [used as a sing. epithet] having a pl. form, (Akh, S,) A spear broken: (M, L:) [or, broken in halves:] or broken in many pieces. (K.) قِصْدَةٌ A fragment; a piece of a thing that is broken: (S, K:) and any piece [of a thing]: (TA:) pl. قِصَدٌ. (S, K.) Ex. القَنَا قِصَدٌ [The spears are broken into fragments]. (S.) b2: قِصْدَةٌ مِنْ عَظْمٍ A piece of a bone; meaning, a third, or a quarter, of the thigh, or arm, or skin, or shoulder; (M, L;) less than the half; as much as the third, or quarter. (IKtt.) قَصُودٌ A camel having compact marrow. (ISh, L.) See also قَصِيدٌ.

قَصِيدٌ and ↓ مَقْصُودٌ Aimed at, sought, desired, intended, or purposed. (L.) A2: Fat marrow: (K:) or thick and fat marrow, that breaks in pieces (يَتَقَصَّدُ) by reason of its fatness: a piece thereof is termed قَصِيدَةٌ: (L:) or the former word and ↓ قَصُودٌ signify marrow inferior to that which is fat (A, O, K) but superior to that which is lean: (A, O:) and قَصِيدَةٌ, a piece of marrow that has come forth from the bone. (L.) b2: and (L, K), or ذُو قَصِيدٍ, (L,) A bone containing marrow. (L, K.) b3: Dry, or tough, (يَاسِس,) fleshmeat; (Lth, S, L, K;) as also ↓ قَصْدٌ; and, as some say, fat fleshmeat. (L.) b4: A fat she-camel, (L, K,) plump and corpulent, (L,) and having marrow in her bones; as also قَصِيدَةٌ. (L, K.) b5: A fat camel's hump. (K.) A3: A staff; (L, K;) as also قَصِيدَة; (K;) or the latter has not been heard: (TA:) pl. قَصَائِدُ. (L.) A4: Poetry, or a poem, trimmed, pruned, or free from faults, well executed, (K,) and composed with premeditation; (TA;) as also قَصِيدَةٌ: (TA:) [but the latter is used as a subst.] b2: قَصِيدٌ, a gen. n., applied properly to poetry, and, by extension of the signification, to a single poem, for قَصِيدَةٌ; (IJ, L;). or it is pl. of قَصِيدَةٌ, like as سَفِينٌ is of سَفِينَةٌ; (S, L;) and so is قَصَائِدُ; (L;) [but properly, قَصِيدٌ is a coll. gen. n., and قَصِيدَةٌ is its n. un., and قَصَائِدُ is pl. of the latter;] Poetry, or a poem, [or an ode, (for it was always designed to be chanted or sung,)] of which the bipartition (شَطْر) of the verses is complete; (M, L, K;) [i. e., of which the hemistichs are complete, not curtailed; (see الرَّمَلُ;)] consisting of three verses or more; (Akh, M, L, K;) or of sixteen or more; (M, L, K;) for it is usual to call that which consists of three verses, or ten, or fifteen, قِطْعَةٌ, and what consists of more than fifteen the Arabs call قصيدة: (IJ, M, L:) or, as Akh has once said, what is of the metre called الطَّوِيل, and البَسِيط that is complete, and الكَامِل that is complete, and المَدِيد that is complete, by which he means the first species thereof, which is the most complete that is in use, and الوَافِر that is complete, by which, in like manner, he means the first species thereof, and الرَّجَز that is complete, and الخَفِيف that is complete, and [any ode, or] any poem that is sung by persons riding; but, he adds, we have not heard them sing what is of the metre called الخفيف: (M, L:) such poetry is thus termed because composed with purpose and consideration, and earnest endeavour to make it excellent; from قَصْدٌ as syn. with أَمٌّ: or because composed with care, and trimmed with excellent expressions and choice meanings, from قَصِيدٌ signifying “ thick and fat marrow; ” for the Arabs tropically apply to chaste, or eloquent, or excellent, language the epithet سَمِين, or “ fat: ” (L:) or because of its completeness, and the soundness of its measure. (M, L.) For the meanings of بَيْتُ القَصِيدَةِ, see بَيْتٌ; last sentence.

A5: See also قَصِدٌ.

قَصِيدَةٌ: see قَصِيدٌ throughout.

طريق قَاصِدٌ, (M, L,) and قَاصِدَةٌ, (A,) and ↓ قَصْدٌ, (A, Msb,) (tropical:) A direct, or right road, or way; a road, or way, having a direct, or right, tendency: (A, L:) an even, and a direct, or right, road, or way: (M, L:) an even road, or way. (Msb.) b2: سَهْمٌ قَاصِدٌ (tropical:) An arrow rightly directed towards the animal at which it is shot: pl. سِهَامٌ قَوَاصِدُ. (A.) b3: قَاصِدٌ Near. (S, K.) b4: سَفَرٌ قَاصِدٌ An easy, short journey: (TA:) [a moderately easy and short journey:] a journey not difficult, nor extremely far. (Ibn-'Arafeh.) b5: بَيْنَنَا وَبَيْنَ المَآءِ لَيْلَةٌ قَاصِدَةٌ (tropical:) Between us and the water is an easy night's journey (S, K) without fatigue or tardiness: (S:) pl. لَيَالٍ قَوَاصِدُ. (TA.) b6: مَآءٌ قَاصِدٌ Water of which the herbage, or pasture, is near. (IAar, TA, voce مُطْلِبٌ.) أَقصَدُ [A more, or most, direct road]. (S, voce أَرْشَدُ.) b2: عَلَيْكَ بِمَا هُوَ أَقْصَدُ وَأَقْسَطُ (tropical:) Keep thou to that which is most right and most just. (A.) أَقْصَادٌ: see قَصِدٌ.

مَقْصَدُ الكَلَامِ means the intended sense of the saying; the meaning thereof: (see مَعْنًى in art. عنى:) مَقْصَدٌ being an inf. n. used as in the sense of the pass. part. n. of its verb, i. e. in the sense of ↓ مَقْصُودٌ; like as is generally said of its syn. مَعْنًى, of which مَقْصُودٌ is one of the explanations: hence it has a pl. مَقَاصِدُ: in the CK in art. غزو it is erroneously written مَقْصِد, which is the n. of place and of time from قَصَدَ. b2: And in like manner مَقْصَدٌ signifies also A thing aimed at, intended, or purposed; an object of aim or pursuit: see 1: and ↓ مَقْصِدٌ, tropically used, has the same meaning.]

مَقْصِدٌ, with kesr to the ص, A place to, or towards, which one tends, repairs, or betakes himself; to which one directs his course; at which one aims; which one seeks, pursues, endeavours to reach, desires, or wishes for; [pl. مَقَاصِدُ.] Ex.

لَهُ مَقْصِدٌ مَعَيَّنٌ He has a specified place to which, or towards which, he tends, or repairs, &c. (Msb.) بَابُكَ مَقْصِدِى Thy door, or gate, is the place to which, or towards which, I tend, or repair, &c. (A.) b2: مَقَاصِدُ الطَّرُقِ [The right places to which roads tend]; i. q. مَرَاشِدُهَا. (S, L, K, art. رشد.) See also مَقْصَدٌ.

مُقْصَدٌ One who falls sick and quickly dies. (K.) مُقْصِدٌ [One who composes poems of the kind termed قَصَائِد: see 4: also,] and ↓ مُقَصِّدٌ, one who continues uninterruptedly, and prolongs, the composition of poems of the kind termed قصائد. (M, L.) مَقْصَدَةٌ [lit., A thing that causes people to repair to, or seek, or endeavour after, or desire, it]. b2: A woman great, and perfect, or complete, who pleases every one (K) that beholds her. (TA.) b3: Also, (or, as some write it, ↓ مُقَصَّدَةٌ, TA,) A woman inclining to shortness. (K.) مَقْصُودٌ: see قَصْدٌ, قَصِيدٌ, and مَقْصَدٌ.

مُقَصَّدٌ (tropical:) A man neither corpulent nor thin; as also ↓ مُقْتَصِدٌ and ↓ قَصْدٌ: (L, K:) or a man of moderate, or middle, stature; (ISh, L;) neither tall nor short, nor corpulent; (IAth, L;) as also قَصْدٌ: (ISh:) or a man &c. neither corpulent nor short. (Lth, L.) See مَقْصَدَةٌ.

مُقَصِّدٌ: see مُقْصِدٌ.

فُلَانٌ مُقْتَصِدٌ فِى النَّفَقَةِ (tropical:) Such a one acts in a moderate manner, in a manner between that of prodigality and that of parsimoniousness, in expense. (S, L.) See 1. And see مُقَصَّدٌ.
قصد
: (القَصْدُ: استقامَةُ الطَّرِيقِ) ، وهاكذا فِي المُحكم والمُفْرَدات للراغب. قَالَ الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} (سُورَة النَّحْل، الْآيَة: 9) أَي على الله تَبْيِينُالجَوْرَ تارَةً كَمَا تَقْصِد العَدْلَ أُخْرَى؟ فالاعتزامُ والتَّوَجُّه شامِلٌ لَهما جَميعاً (و) عَن ابْن بُزُرْج: القَصْد (: مُوَاصَلَةُ الشاعِرِ عَمَلَ القَصائدِ) وإِطالَتُه، (كالاقْتِصادِ) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالصَّوَاب: كالإِقْصَادِ، قَالَ:
قَدْ وَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِي الهَزْهَازْ
تَدْفَعُ عَنْ أَعْنَاقِها بِالأَعْجَازْ
أَعْيَتْ عَلَى مُقْصِدِنا والرَّجَّازِ
قَالَ ابْن بُزُرْج: أَقْصَدَ الشاعرُ، وأَرْمَل، وأَهْزَج، وأَرْجَزَ، من القَصِيد والرَّمَل والهَزَج والرَّجَز. (و) القَصْدُ (: رَجُلٌ لَيْسَ بالجَسيمِ وَلَا بالضَّئيلِ) ، وكُلُّ مَا بَيْنَ مُسْتَوٍ غيرِ مُشْرِفٍ وَلَا ناقِصٍ فَهُوَ قَصْدٌ، (كالمُقْتَصِدِ والمُقَصَّدِ، كمُعَظَّم) ، وَالثَّانِي هُوَ الْمَعْرُوف وَفِي الحَدِيث عَن الجَرِيرِيّ قَالَ (كنت أَطوفُ بالبَيْتِ مَعَ أَبي الطُّفَيل، فَقَالَ: مَا بَقِي أَحدٌ رأَى رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمغيري، قَالَ: قلتُ لَهُ: وَرَأَيْتَه؟ قَالَ: نعم، قلتُ: فَكيف كانَ صِفَتُه؟ قَالَ: كَانَ أَبيضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً:) . قَالَ: أَراد المُقَصَّدِ أَنه كَانَ رَبْعَةً. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: المُقَصَّدُ من الرجالِ يكون بمعنَى القَصْدِ وَهُوَ الرَّبْعَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: المُقَصد من الرِّجَال: الَّذِي ليسَ بِجَسيمٍ وَلَا قَصيرٍ. وَقد يُسْتَعْمَل هاذا النعْتُ فِي غير الرِّجال أَيضاً. وَقَالَ ابنُ الأَثير فِي تَفْسِير المُقْصَّد فِي الحَدِيث: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بطَويلٍ وَلَا قَصيرٍ وَلَا جَسيم، كأَنّ خَلْقَه نُحِيَ بِهِ القَصْدُ من الأُمورِ، والمُعْتَدِل الَّذِي لَا يَمِيل إِلى أَحدِ طَرَفِي التفريطِ والإِفراط. (و) القَصْدُ (: الكَسْرُ بأَيِّ وَجْهٍ) . وَفِي بعض الأُمهات: فِي أَيّ وَجْهٍ (كَانَ) ، تَقول: قَصَدْتُ العُودَ قَصْداً: كَسَرْتُه (أَو) هُوَ الكَسْرُ (بِالنِّصْفِ، كالتَّقْصِيد) قَصَدْتُه أَقْصِدُه، وقَصَّدْتُه تَقْصيداً (وانْقَصَدَ وتَقَصَّدَ) ، أَنشد ثَعْلَب:
إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ عَلَى ثَفِنَاتِهَا
عَلَى قَصَبٍ مِثْلِ اليَرَاعِ المُقَصَّدِ
شَبَّه صوْتَ الناقَة بالمَزاميرِ. وَقد انقَصَد الرُّمْحُ: انكَسَرَ بِنِصْفِيْنِ حَتَّى يَبِينَ، وَفِي الحَدِيث: (كَانَت المُدَاعَسَةُ بالرِّماحِ حَتَّى تَقَصَّدَتْ) . أَي تَكَسَّرَتْ وصارَت قِصَداً، أَي قِطَعاً. (و) القَصْدُ (: العَدْلُ) قَالَ أَبو اللحام التَّغْلبيّ:
عَلَى الحَكَمِ المَأْتِيِّ يَوْماً إِذَا قَضَى
قَضِيَّتَهَ أَنْ لاَ يَجُورَ وَيَقْصِدُ
قَالَ الأَخفش: أَراد: ويَنْبَغِي أَن يَقْصِد، فَلَمَّا حَذَفه وأَوْقَع يَقْصِد مَوقِعَ يَنْبَغِي رفَعه، لوُقُوعه موقع المَرْفُوعِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: رَفعه للمخالفةِ، لأَن مَعْنَاهُ مُخَالِفٌ لما قَبْلَه، فخُولِف بَينهمَا فِي الإِعراب. قَالَ ابْن بَرِّيّ: مَعْنَاهُ: على الحَكَمِ المَرْضِيِّ بِحُكْمهِ المَأْتِيِّ إِليه لِيَحْكُمَ أَن لَا يَجُورَ فِي حُكْمِه، بل يَقْصِد أَي يَعْدِل، ولهاذا رَفعه وَلم يَنصبه عَطفاً على قَوْله أَن لَا يَجُورَ، لفسادِ الْمَعْنى، لأَنه يَصيرُ التقديرُ عَلَيْهِ أَن (لَا يجوز وَعَلِيهِ أَن) لَا يَقْصِد، وَلَيْسَ المَعْنَى على ذالك، بل المَعْنَى: ويَنْبَغِي لَهُ أَن يَقْصِد، وَهُوَ خَبَرٌ بمعنَى الأَمْرِ، أَي وليَقْصِدْ. وَفِي الحَدِيث (القَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا) أَي عَلَيْكُم بالقَصْدِ فِي الأُمور، فِي القَوْل والفِعل، وَهُوَ الوَسَطُ بَين الطَرفَينِ، وَهُوَ منصوبٌ على المَصْدَرِ المُؤَكَّد، وتَكراره للتأْكيد. وَفِي بعض النّسخ: وَالْقَوْل، بدل، وَالْعدْل، وَهُوَ غلط. (و) القَصْدُ (التَّقْتِيرُ) ، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي أُخرى مُصحَّحَة التَّفْسِير، وكلٌّ مِنْهُمَا غير ملائمٍ للمقامِ، وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ كلامُ أَئمة الغَرِيب: والقَصْدُ: القَسْرُ، بِالْقَافِ وَالسِّين، فَفِي اللِّسَان: قَصَدَه قَصْداً: قَسَرَه، أَي قَهَره، وَهُوَ الصوابُ. وَالله أَعلم.
(و) القَصَدُ، (بالتَّحرِيكِ: العَوْسَجُ) ، يَمانية، عَن أَبي حنيفَة، (وقَصَدُ العَوْسَجِ ونَحْوِهِ) ، كالأَرْطَى والطَّلْحِ (: أَغْصَانُه النَّاعِمَةُ) وغَبَلُه، وَقد قَصَّدَ العَوْسَجُ إِذا أَخرجَ ذالك، كَذَا فِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع. (و) القَصَدُ (: الجُوعُ، و)القَصَد (: مَشْرَةُ العِضَاهِ) ، وَهِي بَرَاعِيمُها وَمَا لاَنَ قَبحلَ أَنْ يَعْثُوَ، وَقد أَقْصَدَت العِضَاهُ وقَصَّدَتْ، كالقَصِيد، الأَخيرةُ عَن أَبي حنيفَة، وأَنشد:
وَلاَ تَشْعَفَاها بالجِبَال وَتَحْمِيَا
عَلَيْهَا ظَلِيلاتٍ يَرِفُّ قَصِيدُهَا
وَعَن اللَّيْث: القَصَدُ: مَشْرَةُ العِضَاه (أَيَّامَ الخَرِيف) ، تُخْرِج بعْدَ القَيْطِ الوَرقَ فِي العِضَاهِ أَغصانٌ رَطْبَةٌ غَضَّةٌ رِخَاصٌ، تُسَمَّى كُلُّ واحدةٍ مِنْهَا قَصَدَةً. (أَو القَصَدَةُ مِنْ كُلِّ شَجرةٍ شائِكَةٍ) أَي ذَات شَوْك (: أَنْ يَظْهَرَ نَبَاتُهَا أَوَّلَ مَا تَنْبُتُ) . وهاذا عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) قَصُدَ البَعِيرُ، (كَكَرُمَ، قَصَادَةً) ، بِالْفَتْح (: سَمِنَ) ، فَهُوَ قَصِيدٌ. نقَلَه الصاغانيّ.
(والقِصْدَةُ: بِالْكَسْرِ: القِطْعَةُ مِمَّا يُكْسَرُ، ج) قِصَدٌ (كعِنَبٍ) وكلُّ قِطْعَةٍ قِصْدَة (ورُمْحٌ قَصِدٌ، ككَتِفٍ، وقَصِيدٌ) كأَمِيرٍ، بَيِّنُ القَصَدِ (و) رُمْحٌ (أَقْصَادٌ) أَي (مُتَكَسِّرٌ) وَفِي الأَساسِ: رُمْحٌ قَصِيدٌ: سَريع الانكسارِ، وَفِي التَّهْذِيب: وإِذا اشْتَقُّوا لَهُ فِعْلاً قَالُوا: انْقَصَد، وقَلَّمَا يَقولون قَصِدَ، إِلاَّ أَنَّ كُلَّ نَعْتٍ على فَعِلٍ لَا يمْنَع صُدُورُه من انْفَعَلَ. وأَنشد أَبو عُبَيدٍ لقَيْس بنِ الخَطِيمِ:
تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّهَا
تَذَرُّعُ خُرْصَانٍ بِأَيْدِي الشَّوَاطِبِ
وَقَالَ آخر:
أَقْرُو إِلَيْهِم أَنَابِيبَ القَنَا قِصَدا
يُرِيد: أَمشى إِلَيْهِم على كِسَرِ الرِّماح؛ وَقَالَ الأَخفش فِي رُمْحٍ أَقْصَادٍ: هاذا أَحَدُ مَا جاءَ على بِنَاءِ الجَمْعِ. وَفِي اللِّسَان: وقَصَدَ لَهُ قِصْدَةً مِنْ عَظْمٍ، وَهِي الثُّلُث أَو الرُّبعُ من الفَخِذ أَو الذِّراعِ أَو السَّاقِ أَو الكَتِف؛ وَالَّذِي فِي أَفعال ابنِ القَطَّاع وقَصَدَ مِن العَظْمِ قِصْدَةً: دون نِصْفِه إِلى الثُّلُث أَو الرُّبع.
(والقَصِيدُ) مِن الشِّعْرِ (: مَا تَمَّ شَطْرُ أَبْيَاتِه) . وَفِي التَّهْذِيب: شَطْرُ أَبْنِيَتِهِ، سُمِّيَ بذالك لكَماله وصِحَّةِ وَزْنه، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: سُمِّيَ قَصِيداً لأَنه قُصِدَ واعْتُمِدَ، وإِن كانَ مَا قَصُرَالكلامِ الفصيحِ، فَتَقول: هاذا كَلاَمٌ سَمِينٌ، أَي جَيِّد وَقَالُوا: شِعْرٌ قُصِّدَ، إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّب، وَقيل: سُمِّيَ الشِّعْرُ التامُّ قَصيداً لأَن قائلَه جَعَلَه مِن بَالِه فَقَصَدَ لَهُ قَصْداً وَلم يَحْتَسه حَسْياً على مَا خَطَر بِبَالِه وجَرَى على لِسَانِه، بل رَوَّى فِيهِ خاطِرُه. واجْتَهَد فِي تَجْوِيده، وَلم يَقْتَضِبْهُ اقْتِضَاباً، فَهُوَ فَهيلٌ مِن القَصْدِ، وَهُوَ الأَمُّ، وَمِنْه قولُ النابِغَةِ:
وقَائِلَةٍ مَنْ أَمَّهَا واهْتَدَى لَهَا
زِيَادُ بْنُ عَمْرٍ وأَمَّهَا وَاهْتَدَى لَهَا
أَرادَ قَصِيدَته الَّتِي يَقُول فِيهَا:
يَا دَارَميصةَ بِالعَلْياءِ فَالسَّنَدِ
والقَصِيدةُ: المُخَّةُ إِذا خَرَجَتْ مِنَ العَظْمِ، وإِذا انْفَصلَتْ مِن مَوْضعِها أَو خَرجتْ، قيل: انْقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ، وَقد قَصَدَهَا قَصْداً، وقَصَّدَهَا: كَسَرَهَا. (أَو دُونَ، كالقَصُودِ) ، بِالْفَتْح، قَالَ أَبو عُبَيْدة: مُخُّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ، وَهُوَ دونَ السَّمِين وفوقَ المَهْزُولِ، (و) القَصِيد (: العَظْمُ المُمِخُّ) ، وعَظْمٌ قَصِيدٌ: مُمِخٌّ، أَنشد ثلعبٌ:
وهُمْ تَرَكُوكُمْ لَا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ
هُزَالاً وكانَ العَظْمُ قَبْلُ قَصِيدَا
أَي مُمِخًّا، وإِن شِئتَ قُلتَ: أَرادَ ذَا قَصِيدٍ، أَي مُخَ. (و) عَن اللَّيْث: القَصِيدُ (: اللَّحْمُ اليَابِسُ) ، وأَنشد قولَ أَبي زُبَيْدِ:
وإِذَا القَوْمُ كَازَادُهُمُ اللَّحْ
مَ قَصِيداً مِنْهُ وغَيْرَ قَصِيدِ
وَقيل: القَصِيدُ: السَّمِين هَا هُنَا وأَنشدَ غيرُه للأَخْطَل:
وَسِيرُوا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي قَدْ عَلِمْتُمُ
يَكُنْ زَادُكُمْ فِيها قَصِيدَ الأَباعِرِ
(و) القَصِيدُ من الإِبل (: النَّاقَةُ السَّمِينةُ) المُمْتَلِئةُ الجَسِيمَةُ الَّتِي (بِهَا نَقْيٌ) ، بِالْكَسْرِ، أَي مُخٌّ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
وخَفَّتْ بَقَايَا النِّقْيِ إِلاَّ قَصِيبَةً
قَصِيدَ السُّلاَمَى أَوْ لَمُوساً سَنَامُها
وَقَالَ الأَعشى:
قَطَعْتُ وصَاحِبِي سُرُحٌ كِنَازٌ
كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قَصِيدُ
(و) القَصِيد (: العَصَا) ، والجَمْعُ القَصَائِدُ، قَالَ حُمَيْد بن ثَوْرٍ:
فَظَلَّ نِسَاءُ الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً
رُؤُوسَ عِظَامٍ أَوْ ضَحَتْهَا القَصَائدُ
وَفِي اللِّسَان: سُمِّيَ بِذالك لأَن بهَا يُقْصَدُ الإِنْسانُ، وَهِي تَهْدِيه وتَؤُمُّه، كقولِ الأَعْشَى:
إِذَا كَانَ هَادِي الفَتَى فِي البِلاَ
دِ صَدْرَ القَنَاةِ أَطَاعَ الأَمِيرَا
(كالقصِيدَة، فِيهِمَا) ، أَي فِي الناقَةِ والعَصَا، أَما الناقَة فقد جاءَ ذالك عنِ ابنِ شُمَيْلٍ، يُقَال: ناقَةٌ قَصِيدٌ وقَصِيدَةٌ. وأَما فِي العَصَا فَلم يُسْمَع إِلاَّ القَصِيد.
(و) القَصِيد: (السَّمِينُ مِنَ الأَسْنِمَةِ) ، قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ:
وأَيْقَنْتُ إِنْ شاءَ إِلاهُ بِأَنَّه
سَيُبْلِغُنِي أَجْلاَدُهَا وقَصِيدُهَا
(و) القَصِيد (مَنَ الشِّعْرِ: المُنَقَّحُ المُجَوَّدُ) المُهَذَّب، الَّذِي قد أَعْمَلَ فِيهِ الشاعرُ فِكْرتَه وَلم يَقْتَضِبْه اقْتِضَاباً، كالقَصِيدة، كَمَا تقدَّمَ.
(و) فِي الأَفعال لِابْنِ القطَّاع: (أَقْصَدَ) السَّهْمُ: أَصَابَ فَقَتَلَ مَكَانَه.
(و) أَقْصَدَ الرجلُ (فُلاناً: طَعَنَه) أَو رَماه بسَهْمٍ (فلمْ يُخْطِئْهُ) ، أَي لم يُخْطِىءُ مَقَاتِلَه، فَهُوَ مُقْصَدٌ، وَفِي شعر حُمَيدِ بن ثَورٍ:
أَصْبَح قَلْبِي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدَا
إِنْ خَطَأً مِنْهَا وإِنْ تَعَمُّدَا
(و) أَقْصَدَته (الحَيَّةُ: لَدَغَتْ فقَتَلَتْ) ، قَالَ الأَصمعيُّ: الإِقصادُ: أَنْ تَضْرِبَ الشَّيْءَ أَو تَرْمِيَه فيَمُوتَ مَكَانَه، وَقَالَ الأَخْطَلُ:
فإِنْ كُنتِ قَدْ أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيْتِنِي
بِسَهْمَيْكِ فَالرَّامِي يَصِيدُ وَلَا يَدْرِي
أَي وَلَا يَخْتلُ. وَفِي حديثِ عَلِيَ: (وأَقْصَدَتْ بأْسْهُمِها) . وَقَالَ اللَّيْث: الإِقصادُ هُوَ القَتْلُ علَى المَكَانِ، يُقَال: عَضَّتْه حَيَّةٌ فأَقْصَدَتْه.
(والمُقَصَّدَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: سِمَةٌ للإِبِلِ فِي آذَانِهَا) ، نقَلَه الصاغانيّ.
(و) المُقْصَد، (كمُكْرَمٍ: مَنْ يَمْرَضُ سَرِيعاً) ، وَفِي بعض الأُمهات: ثمَّ يَموت.
(والمَقْصَدَةُ كالمَحْمَدَةِ: المَرْأَةُ العَظيمةُ التَّامَّةُ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالَّذِي فِي السان وغيرِه: العَظِيمةُ الهامَةِ الَّتِي (تُعْجِبُ كُلَّ أَحَدٍ) يَرَاها.
(و) لمَقْصَدَةُ، وهاذه ضَبَطَهَا بعضُهُم كمُعَظَّمةٍ، وَهِي المرأَة (الَّتِي) تَمِيل (إِلى القِصَر) .
(والقَاصِدُ: القَرِيبُ) ، يُقَال: سَفَرٌ قاصِدٌ، أَي سهْلِ قَرِيبٌ. وَفِي التزيلِ العَزيزِ {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 42) قَالَ ابْن عَرَفَة: سَفَراً قاصِداً، أَي غَيْرَ شَاقَ وَلَا مُتَنَاهِي البُعْدِ؛ كَذَا فِي البَصَائِر، وَفِي الحَدِيث عَلَيْكُمْ هَدْياً قَاصِداً) أَي طَرِيقاً (مُعْتَدِلاً) وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع. وقَصَدَ الشيءُ: قَرُبَ.
(و) من الْمجَاز، يُقَال: (بَيْنَنَا وَبَيْنَ الماءِ لَلَةٌ قاصِدَةٌ) ، أَي (هَيِّنَةُ السَّيْرِ) لَا تَعَبَ وَلَا بُطءِ، وكذالك لَيَالٍ قَواصِدُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَصُدَ قَصَادَةً: أَتَى.
وأَقْصَدَني إِليه الأَمْرُ.
وَهُوَ قَصْدُك وقَصْدَكَ أَي تُجَاهَكَ، وكونُه اسْما أَكْثَرُ فِي كلامهِم، وقَصَدْتُ قَصْدَه، (نَحَوْتُ) . نَحْوَه.
وقَصَدَ فُلاَنٌ فِي مَشْيِه، إِذا مَشَى مُسْتَوِياً. واقْتَصَد فِي أَمْرِه: استَقَامَ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجِ: أَقْصَدَ الشاعِرُ، وأَرْمَلَ، وأَهْزَج وأَرْجَزَ. منِ القَصِيدِ والرَّمْلِ والهَزَجِ والرَّجَزِ.
وَعَن ابْن شُمَيْلٍ: القَصُودُ من الإِبِل (الجامِسُ المُخِّ.
والقَصْدُ: اللَّحْمُ اليابِسُ، كالقَصِيد.
والقَصَدَةُ، مُحَرَّكَةً: العُنُق، والجمْع أَقْصَادٌ، عَن كُراع، وهاذا نادِرٌ قَالَ ابْن سِيدَه.: أَعْنِي أَن يَكون أَفْعَالٌ جَمْعَ فَعَلَةٍ إِلاَّ عَلَى طَرْحِ الزائدِ، والمَعروف القَصَرَةُ.
وَعَن أَبي حَنيفة: القَصْدُ يَنْبُتُ فِي الخَرِيف إِذا بَرَدَ الليْلُ من غَيْرِ مَطَرٍ.
وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع: تَقَصَّدَ الشيْءُ، إِذا ماتَ، وَفِي اللِّسَان: تَقَصَّدَ الكَلْبُ وغيرُه، أَي مَاتَ، قَالَ لَبِيدٌ:
فَتَقَصَّدَت مِنْهَا كَسَابِ وَضُرِّجَتْ
بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُحَامُهَا
وَفِي البصائر: سَهْمٌ قاصِدٌ، وسِهَامٌ قَوَاصِدُ: مُسْتَوِيَةٌ نَحْوَ الرَّمِيَّةِ، ومثلُه فِي الأَساس.
وبابُك مَقْصِدِي. وأَخَذْت قَصْدَ الوادِي وقَصِيدَه.
وأَقْصَدتْه المَنِيَّةُ.
وشِعْرٌ مُقَصَّد ومُقَطَّع، وَلم يُجْمَع فِي المُقَطَّعَات كَمَا جَمَعَ أَبو تَمَّام، وَلَا فِي المُقَصَّدَات كَمَا جَمَع المُفَضَّل.
وَمن الْمجَاز: عَلَيْكَ بِمَا هُوَ أَقْصَدُ وأَقْسَطُ، كُل ذالك فِي الأَساسِ.
(قصد) : اتْبَعْ قَصِيدَ القَوْمِ: أي أَثرهُم.
(قصد)
الطَّرِيق قصدا استقام والشاعر أنشأ القصائد وَله وَإِلَيْهِ توجه إِلَيْهِ عَامِدًا وَيُقَال قَصده وَفِي الْأَمر توَسط لم يفرط وَلم يفرط وَفِي الحكم عدل وَلم يمل نَاحيَة وَفِي النَّفَقَة لم يسرف وَلم يقتر وَفِي مَشْيه اعتدل فِيهِ وَالشَّيْء قطعه قصدا
باب القاف والصاد والدال معهما ق ص د، ص د ق يستعملان فقط

قصد: القَصْدُ استقامة الطريقة، وقَصَدَ يقصِدُ قَصْداً فهو قاصد. والقَصْدُ في المعيشة ألا تسرف ولا تقتر.

وفي الحديث: ما عال مقتصد ولا يعيل.

والقَصيدُ: ما تم شطرا أبنيته من الشعر. والقَصيدةُ: مخة العظم إذا خرجت وانقَصَدَتْ أي انفصلت من موضعها وخرجت. وانقَصَدَ الرمح أي انكسر نصفين حتى يبين، وكل قطعة منه قِصدَةٌ، ويجمع على قِصَدٍ، ورمح قَصِدٌ أي قُصِمَ نصفين أو أكثر، بين القَصْدِ، قال:

أقرو إليهم أنابيب القنا قِصَدا

أي قطعاً. وانقَصَدَ الرمح، وقلما يقال: قَصِدَ إلا أن كل نعت على فعل لا يمتنع صدوره من انفعل. والقَصَدُ مشرة العضاه أيام الخريف تخرج بعد القيظ الورق في العضاه أغصان غضة رخاص تسمى كل واحدة منها قَصْدَةً. والمُقتَصِدُ من الرجال الذي ليس بقصير ولا جسيم ويستعمل في غير الرجال، [وكذلك] المُقَصَّد من الرجال . والإِقصادُ: القتل مكانه ، قال:

يا عينُ ما بالي أرَى الدمعَ جامداً ... وقد أَقْصَدَتْ ريبُ المنية خالدا  صدق: الصِّدْق: نَقيض الكذب. ويقال للرجل الجواد والفرس الجواد: إنه لذو مَصْدَقٍ، أي صادِقُ الحملة. وصَدَقْتَه: قلت له صِدْقاً، وكذلك من الوعيد إذا أوقعتهم قلت: صَدَقْتُهم. وهذا رجل صِدقٍ، مضاف، بمعنى نعم الرجل هو، وامرأة ِصْدقٍ، وقوم صِدْقٍ. فإذا نعته قلت: هو الرجل الصَّدْقُ، وهي الصَّدْقَةُ، وقوم صَدْقُونَ، ونساء صَدْقاتٌ، قال:

مقذوذة الأذان صَدْقاتُ الحَدَقْ

أي نافذة الحدق. وفلان صَديقي، وفلانة صديقتي، وإن قيل: هي له صَديقٌ على التكرار جاز، قال:

وإذا أم عمار صديق مساعف

والصَّدقُ: الكامل من كل شيء. والصِّدِّيق من يُصَدِّقُ بكل أمر الله والنبي- عليه السلام- لا يتخالجه شك في شيء. والصَّداقةُ مصدر الصَّديقِ، وقد صادَقَه مُصادقَةً أي يَصْدُقُه النصيحة والمودة. والصِّداقُ والصُّدْقَةُ والصَّدُقَةُ: المهر. والمُتَصَدِّقُ: المعطي للصدقة. وأصَدَّقُ: آخذ الصدقات من الغنم، قال الأعشى:

ود المُصَدِّق من بني عمروٍ ... أن القبائل كلها غنم

قصد: القصد: استقامة الطريق. قَصَد يَقْصِدُ قصداً، فهو قاصِد. وقوله

تعالى: وعلى الله قَصْدُ السبيل؛ أَي على الله تبيين الطريق المستقيم

والدعاءُ إِليه بالحجج والبراهين الواضحة، ومنها جائر أَي ومنها طريق غير

قاصد. وطريقٌ قاصد: سهل مستقيم. وسَفَرٌ قاصدٌ: سهل قريب. وفي التنزيل

العزيز: لو كان عَرَضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك؛ قال ابن عرفة: سفراً

قاصداً أَي غيرَ شاقٍّ. والقَصْدُ: العَدْل؛ قال أَبو اللحام التغلبي، ويروى

لعبد الرحمن بن الحكم، والأَول الصحيح:

على الحَكَمِ المأْتِيِّ، يوماً إِذا قَضَى

قَضِيَّتَه، أَن لا يَجُورَ ويَقْصِدُ

قال الأَخفش: أَراد وينبغي أَن يقصد فلما حذفه وأَوقع يَقْصِدُ موقع

ينبغي رفعه لوقوعه موقع المرفوع؛ وقال الفراء: رفعه للمخالفة لأَن معناه

مخالف لما قبله فخولف بينهما في الإِعراب؛ قال ابن بري: معناه على الحكم

المرْضِيِّ بحكمه المأْتِيِّ إِليه ليحكم أَن لا يجور في حكمه بل يقصد أَي

يعدل، ولهذا رفعه ولم ينصبه عطفاً على قوله أَن لا يجور لفساد المعنى

لأَنه يصير التقدير: عليه أَن لا يجور وعليه أَن لا يقصد، وليس المعنى على

ذلك بل المعنى: وينبغي له أَن يقصد وهو خبر بمعنى الأَمر أَي وليقصد؛ وكذلك

قوله تعالى: والوالداتُ يُرْضِعْنَ أَولادهُنَّ؛ أَي ليرضعن. وفي

الحديث: القَصدَ القصدَ تبلغوا أي عليكم بالقصد من الأمور في القول والفعل، وهو

الوسط بين الطرفين، وهو منصوب على المصدر المؤكد وتكراره للتأكيد. وفي

الحديث: عليكم هَدْياً قاصداً أَي طريقاً معتدلاً. والقَصْدُ: الاعتمادُ

والأَمُّ. قَصَدَه يَقْصِدُه قَصْداً وقَصَدَ له وأَقْصَدَني إِليه

الأَمرُ، وهو قَصْدُكَ وقَصْدَكَ أَي تُجاهَك، وكونه اسماً أَكثر في كلامهم.

والقَصْدُ: إِتيان الشيء. تقول: قصَدْتُه وقصدْتُ له وقصدْتُ إِليه بمعنى.

وقد قَصُدْتَ قَصادَةً؛ وقال:

قَطَعْتُ وصاحِبي سُرُحٌ كِنازٌ

كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قصِيدٌ

وقَصَدْتُ قَصْدَه: نحوت نحوه.

والقَصْد في الشيء: خلافُ الإِفراطِ وهو ما بين الإِسراف والتقتير.

والقصد في المعيشة: أَن لا يُسْرِفَ ولا يُقَتِّر. يقال: فلان مقتصد في

النفقة وقد اقتصد. واقتصد فلان في أَمره أَي استقام. وقوله: ومنهم مُقْتَصِدٌ؛

بين الظالم والسابق. وفي الحديث: ما عالَ مقتصد ولا يَعِيلُ أَي ما

افتقر من لا يُسْرِفُ في الانفاقِ ولا يُقَتِّرُ. وقوله تعالى: واقْصِدْ في

مشيك واقصد بذَرْعِك؛ أَي ارْبَعْ على نفسِك. وقصد فلان في مشيه إِذا مشى

مستوياً، ورجل قَصْد ومُقْتَصِد والمعروف مُقَصَّدٌ: ليس بالجسيم ولا

الضئِيل.

وفي الحديث عن الجُرَيْرِيِّ قال: كنت أَطوف بالبيت مع أَبي الطفيل،

فقال: ما بقي أَحد رأَى رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، غيري، قال: قلت له:

ورأَيته؟ قال: نعم، قلت: فكيف كان صفته؟ قال: كان أَبيضَ مَلِيحاً

مُقَصَّداً؛ قال: أَراد بالمقصد أَنه كان رَبْعة بين الرجلين وكلُّ بَيْن

مستوٍ غيرِ مُشْرفٍ ولا ناقِص فهو قَصْد، وأَبو الطفيل هو واثلة بن الأَسقع.

قال ابن شميل: المُقَصَّدُ من الرجال يكون بمعنى القصد وهو الربعة. وقال

الليث: المقصَّد من الرجال الذي ليس بجسيم ولا قصير وقد يستعمل هذا النعت

في غير الرجال أَيضاً؛ قال ابن الأَثير في تفسير المقصد في الحديث: هو

الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأَنَّ خَلْقه يجيءُ به القَصْدُ من

الأُمور والمعتدِلُ الذي لا يميل إِلى أَحد طرفي التفريط والإِفراط.

والقَصْدَةُ من النساء: العظيمة الهامةِ التي لا يراها أَحد إِلاَّ

أَعجبته. والمَقْصَدَةُ: التي إِلى القِصَر.

والقاصد: القريب؛ يقال: بيننا وبين الماء ليلة قاصدة أَي هينة السير لا

تَعَب ولا بُطء.

والقَصِيدُ من الشِّعْر: ما تمَّ شطر أَبياته، وفي التهذيب: شطر ابنيته،

سمي بذلك لكماله وصحة وزنه. وقال ابن جني: سمي قصيداً لأَنه قُصِدَ

واعتُمِدَ وإِن كان ما قَصُر منه واضطرب بناؤُه نحو الرمَل والرجَز شعراً

مراداً مقصوداً، وذلك أَن ما تمَّ من الشِّعْر وتوفر آثرُ عندهم وأَشَدُّ

تقدماً في أَنفسهم مما قَصُر واختلَّ، فسَمُّوا ما طال ووَفَرَ قَصِيداً

أَي مُراداً مقصوداً، وإِن كان الرمل والرجز أَيضاً مرادين مقصودين، والجمع

قصائد، وربما قالوا: قَصِيدَة. الجوهري: القَصِيدُ جمع القَصِيدة

كسَفِين جمع سفينة، وقيل: الجمع قصائدُ وقصِيدٌ؛ قال ابن جني: فإِذا رأَيت

القصيدة الواحدة قد وقع عليها القصيد بلا هاء فإِنما ذلك لأَنه وُضِعَ على

الواحد اسمُ جنس اتساعاً، كقولك: خرجت فإِذا السبع، وقتلت اليوم الذئب،

وأَكلت الخبز وشربت الماء؛ وقيل: سمي قصيداً لأَن قائله احتفل له فنقحه

باللفظ الجيِّد والمعنى المختار، وأَصله من القصيد وهو المخ السمين الذي

يَتَقَصَّد أَي يتكسر لِسِمَنِه، وضده الرِّيرُ والرَّارُ وهو المخ السائل

الذائب الذي يَمِيعُ كالماء ولا يتقصَّد، إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّبَ؛

وقيل: سمي الشِّعْرُ التامُّ قصيداً لأَن قائله جعله من باله فَقَصَدَ له

قَصْداً ولم يَحْتَسِه حَسْياً على ما خطر بباله وجرى على لسانه، بل

رَوَّى فيه خاطره واجتهد في تجويده ولم يقتَضِبْه اقتضاباً فهو فعيل من

القصد وهو الأَمُّ؛ ومنه قول النابغة:

وقائِلةٍ: مَنْ أَمَّها واهْتَدَى لها؟

زيادُ بنُ عَمْرٍو أَمَّها واهْتَدَى لها

أَراد قصيدته التي يقول فيها:

يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ

ابن بُزُرج: أَقصَدَ الشاعرُ وأَرْملَ وأَهْزَجَ وأَرْجَزَ من القصيد

والرمَل والهَزَج والرَّجَزِ. وقَصَّدَ الشاعرُ وأَقْصَدَ: أَطال وواصل عمل

القصائد؛ قال:

قد وَرَدَتْ مِثلَ اليماني الهَزْهاز،

تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجاز،

أَعْيَتْ على مُقْصِدِنا والرَّجَّاز

فَمُفْعِلٌ إِنما يراد به ههنَا مُفَعِّل لتكثير الفعل، يدل على أَنه

ليس بمنزلة مُحْسِن ومُجْمِل ونحوه مما لا يدل على تكثير لأَنه لا تكرير

عين فيه أَنه قرنه بالرَّجَّاز وهو فعَّال، وفعَّال موضوع للكثرة. وقال

أَبو الحسن الأَخفش: ومما لا يكاد يوجد في الشعر البيتان المُوطَآن ليس

بينهما بيت والبيتان المُوطَآن، وليست القصيدة إِلا ثلاثة أَبيات فجعل

القصيدة ما كان على ثلاثة أَبيات؛ قال ابن جني: وفي هذا القول من الأَخفش جواز،

وذلك لتسميته ما كان على ثلاثة أَبيات قصيدة، قال: والذي في العادة أَن

يسمى ما كان على ثلاثة أَبيات أَو عشرة أَو خمسة عشر قطعة، فأَما ما زاد

على ذلك فإِنما تسميه العرب قصيدة. وقال الأَخفش: القصيد من الشعر هو

الطويل والبسيط التامّ والكامل التامّ والمديد التامّ والوافر التامّ والرجز

التامّ والخفيف التامّ، وهو كل ما تغنى به الركبان، قال: ولم نسمعهم

يتغنون بالخفيف؛ ومعنى قوله المديد التامُّ والوافر التامّ يريد أَتم ما جاء

منها في الاستعمال، أَعني الضربين الأَوّلين منها، فأَما أَن يجيئا على

أَصل وضعهما في دائرتيهما فذلك مرفوض مُطَّرَحٌ. قال ابن جني: أَصل «ق ص

د» ومواقعها في كلام العرب الاعتزام والتوجه والنهودُ والنهوضُ نحو

الشيء، على اعتدال كان ذلك أَو جَوْر، هذا أَصله في الحقيقة وإن كان قد يخص في

بعض المواضع بقصد الاستقامة دون الميل، أَلا ترى أَنك تَقْصِد الجَوْرَ

تارة كما تقصد العدل أُخرى؟ فالاعتزام والتوجه شامل لهما جميعاً.

والقَصْدُ: الكسر في أَيّ وجه كان، تقول: قصَدْتُ العُود قَصْداً كسَرْتُه،

وقيل: هو الكسر بالنصف قَصَدْتُهُ أَقْصِدُه وقَصَدْتُه فانْقَصَدَ

وتَقَصَّدَ؛ أَنشد ثعلب:

إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ على ثَفِناتِها

على قَصَبٍ، مِثلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ

شبه صوت الناقة بالمزامير؛ والقِصْدَةُ: الكِسْرة منه، والجمع قِصَد.

يقال: القنا قِصَدٌ، ورُمْحٌ قَصِدٌ وقَصِيدٌ مكسور. وتَقَصَّدَتِ الرماحُ:

تكسرت. ورُمْحٌ أَقصادٌ وقد انْقَصَدَ الرمحُ: انكسر بنصفين حتى يبين،

وكل قطعة قِصْدة، ورمح قَصِدٌ بَيِّنُ القَصَد، وإِذا اشتقوا له فِعْلاً

قالوا انْقَصَدَ، وقلما يقولون قَصِدَ إِلا أَنَّ كل نعت على فَعِلٍ لا

يمتنع صدوره من انْفَعَلَ؛ وأَنشد أَبو عبيد لقيس بن الخطيم:

تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كأَنها

تَذَرُّعُ خُرْصانٍ بأَيدي الشَّواطِبِ

وقال آخر:

أَقْرُو إِليهم أَنابِيبَ القَنا قِصَدا

يريد أَمشي إِليهم على كِسَرِ الرِّماحِ. وفي الحديث: كانت المُداعَسَةُ

بالرماح حتى تَقَصَّدَتْ أَي تَكسَّرَت وصارت قِصَداً أَي قطعاً.

والقِصْدَةُ، بالكسر: القِطْعة من الشيء إِذا انكسر؛ ورمْحٌ أَقْصادٌ. قال

الأَخفش: هذا أَحد ما جاء على بناء الجمع. وقَصَدَ له قِصْدَةً من عَظْم وهي

الثلث أَو الربُع من الفَخِذِ أَو الذراعِ أَو الساقِ أَو الكَتِفِ.

وقَصَدَ المُخَّةَ قَصْداً وقَصَّدَها: كَسَرَها وفَصَّلَها وقد انقَصَدَتْ

وتَقَصَّدَتْ.

والقَصِيدُ: المُخُّ الغليظُ السمِينُ، واحدته قَصِيدَةٌ. وعَظْمٌ

قَصِيدٌ: مُمخٌّ؛ أَنشد ثعلب:

وهمْ تَرَكُوكمْ لا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ

هُزالاً، وكان العَظْمُ قبْلُ قَصِيدَا

أَي مُمِخًّا، وإِن شئت قلت: أَراد ذا قَصِيدٍ أَي مُخٍّ. والقَصِيدَةُ:

المُخَّةُ إِذا خرجت من العظم، وإِذا انفصلت من موضعها أَو خرجت قيل:

انقَصَدَتْ. أَبو عبيدة: مُخٌّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ وهو دون السمين وفوق

المهزول. الليث: القَصِيدُ اليابس من اللحم؛ وأَنشد قول أَبي زبيد:

وإِذا القَوْمُ كان زادُهُمُ اللحـ

ـمَ قَصِيداً منه وغَيرَ قَصِيدِ

وقيل: القَصِيدُ السمين ههنا. وسنام البعير إِذا سَمِنَ: قَصِيدٌ؛ قال

المثقب:

سَيُبْلِغُني أَجْلادُها وقَصِيدُهَا

ابن شميل: القَصُودُ من الإِبل الجامِسُ المُخِّ، واسم المُخِّ الجامِس

قَصِيدٌ. وناقة قَصِيدٌ وقصِيدَةٌ: سمينة ممتلئة جسيمة بها نِقْيٌ أَي

مُخٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وخَفَّتْ بَقايا النِّقْيِ إِلا قَصِيبَةً،

قَصِيدَ السُّلامى أَو لَمُوساً سَنامُها

والقَصيدُ أَيضاً والقَصْدُ: اللحمُ اليابس؛ قال الأَخطل:

وسيرُوا إِلى الأَرضِ التي قَدْ عَلِمْتُمُ،

يَكُنْ زادُكُمْ فيها قَصِيدُ الإِباعِرِ

والقَصَدَةُ: العُنُقُ، والجمع أَقْصادٌ؛ عن كراع: وهذا نادر؛ قال ابن

سيده: أَعني أَن يكون أَفعالٌ جمع فَعَلَةٍ إِلا على طرح الزائد والمعروف

القَصَرَةُ والقِصَدُ والقَصَدُ والقَصْدُ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة: كل

ذلك مَشْرَةُ العِضاهِ وهي بَراعيمُها وما لانَ قبْلَ أَن يَعْسُوَ، وقد

أَقصَدتِ العِضاهُ وقصَّدَتْ. قال أَبو حنيفة: القَصْدُ ينبت في الخريف

إِذا بَرَدَ الليل من غير مَطَرٍ. والقَصِيدُ: المَشْرَةُ؛ عن أَبي حنيفة؛

وأَنشد:

ولا تَشْعفاها بالجِبالِ وتَحْمِيا

عليها ظَلِيلاتٍ يَرِفُّ قَصِيدُها

الليث: القَصَدُ مَشْرَةُ العِضاهِ أَيامَ الخَريفِ تخرج بعد القيظ

الورق في العضاه أَغْصان رَطْبة غَضَّةٌ رِخاصٌ، فسمى كل واحدة منها قَصَدة.

وقال ابن الأَعرابي: القَصَدَةُ من كل شجرة ذات شوك أَن يظهر نباتها

أَوَّلَ ما ينبت.

الأَصمعي: والإِقْصادُ القَتْل على كل حال؛ وقال الليث: هو القتل على

المكان، يقال: عَضَّتْه حيَّةٌ فأَقْصَدَتْه. والإِقْصادُ: أَن تَضْرِبَ

الشيءَ أَو تَرْمِيَه فيموتَ مكانه. وأَقصَد السهمُ أَي أَصاب فَقَتَلَ

مكانَه. وأَقْصَدَتْه حية: قتلته؛ قال الأَخطل:

فإِن كنْتِ قد أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيتِنِي

بِسَهْمَيْكِ، فالرَّامي يَصِيدُ ولا يَدري

أَي ولا يخْتُِلُ. وفي حديث عليّ: وأَقْصَدَت بأَسْهُمِها؛ أَقْصَدْتُ

الرجلَ إِذا طَعَنْتَه أَو رَمَيتَه بسهم فلم تُخْطئْ مَقاتلَه فهو

مُقْصَد؛ وفي شعر حميد ابن ثور:

أَصْبَحَ قَلْبي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدا،

إِنْ خَطَأً منها وإِنْ تَعَمُّدا

والمُقْصَدُ: الذي يَمْرَضُ ثم يموت سريعاً. وتَقَصَّدَ الكلبُ وغيره

أَي مات؛ قال لبيد:

فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ وضُرِّجَتْ

بِدَمٍ، وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها

وقَصَدَه قَصْداً: قَسَرَه. والقصيدُ: العصا؛ قال حميد:

فَظَلَّ نِساء الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً

رُؤُوسَ عِظامٍ أَوْضَحَتْها القصائدُ

سمي بذلك لأَنه بها يُقْصَدُ الإِنسانُ وهي تَهدِيهِ وتَو مُّه، كقول

الأَعشى:

إِذا كانَ هادِي الفَتى في البِلا

دِ صَدْرَ القناةِ، أَطاعَ الأَمِيرا

والقَصَدُ: العَوْسَجُ، يَمانِيةٌ.

نذر

نذر: نذر: نذر على وجه اللجاج أو نذر اللجاج هو (على سبيل المثال) حين يقال إن كلمت فلانا فعلي كذا (معجم التنبيه).
نذر: هو باللاتينية، في (فوك): defidare وفيه (انذر، وانذر من وانتذر) إلا أنني لم أفهم بأي معنى اشتق هذه الاشتقاقات ولعله قصد المعنى المعتاد الذي هو قريب منه: ( avetir نبه، حذر، نصح باتخاذ الحيطة).
نذر ب: انذر، حذر، اظهر عيوب شيء ما أو عمل معين (بوشر).
انذره ب: (حين يتعدى إلى مفعولين بحرف الجر) (رياض النفوس 100) وانذر الناس بموته (البكري 176: 8): وهم ينذرون بجلوسه بطبل.
انذر الناس بشيء (بوشر، ابن جبير 76: 18): أثار حدثانية وقعت بأيدي بعضهم أنذرت لشيء: حذر أحدهم بأنه ينبغي أن يفعل شيئا أمره به (المقري 1: 243) أنذره لشهود صنيع. انظر المثلين الأخيرين).
انتذر: انظرها في (فوك) في مادة premonere أي كان قد انذر (سعديا المزمور 19).
نذر. نذر الرهبنة: (الرهبنة عند بعض النصارى هو العفة والطاعة والفقر الاختياري) (محيط المحيط).
موضع النذور: الموضع الذي تحفظ فيه القرابين الدينية (ألف ليلة 515).
نذري: مختص بالنذر (بوشر).
نادر: خاضع للنذور الدينية (بوشر).
إنذار والجمع إنذارات: مصطلح طبي يتعلق بالعلامات المنذرة بسوء الأحوال الصحية (معجم المنصوري): ارابيع جمع اربوع وهو عد الأيام من اليوم إلى رابعه ويعني به أيام البحارين وإنذاراتها.
إنذار: تكهن، تنبؤ (ابن جبير 49: 20) إنذار من الإنذارات الحدثانية.
منذر: هي prexo باللاتينية عند (فوك). المنذر بالجنازة هو الذي يقود مراسيم التشييع (المقري 1: 487) أو الذي يعطي إشارة الرحيل.
المنذرية: اسم أحد الطوائف (انظر معجم الجغرافيا).
النذر: إيجاب عين الفعل المباح على نفسه؛ تعظيمًا لله تعالى.
نذر: {نذير}: محذر وإنذار. {أنذرتهم}: أعلمتهم ولا يكون إلا مع الحذر.
(نذر)
الشَّيْء نذرا ونذورا أوجبه على نَفسه يُقَال نذر مَاله لله وَنذر على نَفسه أَن يفعل كَذَا

(نذر) بالشَّيْء نذرا ونذارة علمه فحذره يُقَال نذروا بالعدو
(نذر) - في الحديث: "فَلمَّا عرف أن قد نَذِروا به هَرَبَ"
: أي شَعَروا به وأحَسُّوا وعَلِمُوا بمَكانِه، وهو لازِم أنذرتُه.
- وفي حديث آخَرَ: "انْذَرِ القَومَ"
: أي احْذَر منهم، واستَعِدَّ لهم .
باب الذّال والرّاء والنّون معهما ن ذ ر يستعمل فقط

نذر: النَّذْر: ما ينذُر الإنسانُ فيجعلُه على نفسه نَحْباً واجباً. والنَّذْر: اسمُ الإِنذار. والنُّذُر: جماعة النَّذير، وتقول: أنذَرْتُهم فنُذِروا ولم يستعملوا مصدراً . والتَّناذُر: إِنذار بعضِهم بعضاً. والنَّذيرُ: اسمُ الشيء الذي يُعطَى. ورُبُّما جَعَلَتِ اليهودية وَلَدَها نَذيرةً للكنيسة، والجمع النَّذائر. ونَذَر القومُ بالعَدُوِّ أي عَلِموا بمسيرهم. ومُناذر اسمُ رجل، ومنذر كذلك. 
ن ذ ر: (الْإِنْذَارُ) الْإِبْلَاغُ وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي التَّخْوِيفِ، وَالِاسْمُ (النُّذُرُ) بِضَمَّتَيْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 16] أَيْ إِنْذَارِي. وَ (النَّذِيرُ الْمُنْذِرُ) وَ (الْإِنْذَارُ) أَيْضًا. وَ (النَّذْرُ) وَاحِدُ (الْنُذُورِ) وَقَدْ (نَذَرَ) لِلَّهِ كَذَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَيُقَالُ: (نَذَرَ) عَلَى نَفْسِهِ (نَذْرًا) وَ (نَذَرَ) مَالَهُ (نَذْرًا) وَتَنَاذَرَ الْقَوْمُ كَذَا خَوَّفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (نَذِرَ) الْقَوْمُ بِالْعَدُوِّ عَلِمُوا، وَبَابُهُ طَرِبَ. 
نذر: النَّذْرُ: ما يَنْذِرُه الإِنْسَانُ فيَجْعَلُه نَحْباً؛ كأرْشِ الجُرْحِ. واسْمٌ للإِنْذَارِ، أنْذَرْتُه إنْذَاراً ونُذُراً ونُذْراً، والنُّذُرُ: جَمَاعةُ النَّذِيْرِ، والتَّنَاذُرُ: إنْذَارُ بَعْضِهم بَعْضاً.
والنَّذِيْرَةُ: اسْمُ الشَّيْءِ الذي تُعْطي، والجَمِيْعُ النَّذَائِرُ.
ونَذرَ القَوْمُ بالعَدُوِّ: عَلِمُوا بمَسِيْرِه. ونَذِيْرَةُ الجَيْشِ: طَلِيْعَتُهم الذي يُنْذِرُهم.
ويقولونَ: عُذْرَاكَ لا نُذْرَاكَ: أي أعْذِرْ ولا تُنْذِرْ.
ومُنَاذِرٌ: اسْمُ رَجُلٍ، ومُنْذِرٌ أيضاً. وأبو المَنَاذِرِ: كُنْيَةٌ.
والنُّذْرُ: جِلْدُ المُقْلِ.
ن ذ ر : نَذَرْتُ لِلَّهِ كَذَا نَذْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي حَدِيثٍ «لَا تَنْذِرُوا لِلَّهِ فَإِنَّ النَّذْرَ لَا يَرُدُّ قَضَاءً وَلَكِنْ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مَالُ الْبَخِيلِ» .

وَأَنْذَرْتُ الرَّجُلَ كَذَا إنْذَارًا أَبْلَغْتُهُ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي التَّخْوِيفِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ} [غافر: 18] أَيْ خَوِّفْهُمْ عَذَابَهُ وَالْفَاعِلُ مُنْذِرٌ وَنَذِيرٌ وَالْجَمْعُ نُذُرٌ بِضَمَّتَيْنِ وَأَنْذَرْتُهُ بِكَذَا فَنَذَرَ بِهِ مِثْلُ أَعْلَمْتُهُ بِهِ فَعَلِمَ وَزْنًا وَمَعْنًى فَالصِّلَةُ فَارِقَةٌ بَيْنَ الْفِعْلَيْنِ. 
ن ذ ر

نذر القوم بالعدوّ: علموا به فحذروه واستعدّوا له وأنذرتهم به، وأنذرتهم إيّاه، وهو نذير القوم ومنذرهم، وهم نذر القوم. " فستعلمون كيف نذير " أي إنذاري " فكيف كان عذابي ونذر ": وإنذاراتي. وهو نذيرة القوم: لطليعتهم الذي ينذرهم العدوّ. وتناذروه: خوف منه بعضهم بعضاً. قال النابغة:

تناذرها الرّاقون من سوء سمّها

وقال في صفة كتيبة المنذر:

وما تنفك محلولاً عراها ... على متناذر الأكلاء طامي

لا تزال تنزل المكان المخوف. وقالت الخنساء:

يا صخر ورّاد ماء قد تناذره ... أهل الموارد ما في ورده عار

ومن المجاز: أعطيت الرجل نذر جرحه، والقوم نذور جراحهم: أروشها لأنها مما نذر رسول الله أي أوجب كما يوجب الرّجل على نفسه وهو من كلام أهل الحجاز.

نذر


نَذَرَ(n. ac.
نَذْر
نُذُوْر)
a. ['Ala], Bound (himself), took a vow, vowed.
b. [acc. & La], Dedicated, consecrated to.
c. Placed in front.

نَذِرَ(n. ac. نَذَر
نَذَاْرَة
نِذَاْرَة)
a. [Bi], Knew, was on his guard.
أَنْذَرَ
a. [acc. & Bi], Warned, cautioned against; informed, advised of
admonished about.
تَنَاْذَرَa. Warned each other.
b. [acc. & Min], Held in check.
إِنْتَذَرَa. see I (a)
إِسْتَنْذَرَ
a. [Ila], Warned.
نَذْر
(pl.
نُذُر
نُذُوْر
27)
a. Vow.
b. Votive offering; gift.
c. Mulct, fine.
d. see 3
نُذْرa. Warning, admonition; exhortation; commination.

نُذْرَى
نُذُرa. see 3
نَاْذِرa. A name of Mecca.
b. Gazer.

نَذَاْرَة
نِذَاْرَةa. see 3b. Fear, dread.

نَذِيْر
(pl.
نُذُر)
a. Consecrated, dedicated; sacred, holy.
b. Nazarite.
c. Warner: preacher; prophet; apostle.
d. Scout, spy.
e. see 3
نَذِيْرَة
(pl.
نَذَاْئِرُ)
a. Votive offering; person dedicated to God.
b. Front rank; vanguard.
c. see 3 & 25
(d).
نَذَاْرِ4َةa. Title of certain Arabian kings.

N. P.
نَذڤرَa. see 25 (a)
N. Ag.
نَذَّرَa. see 21 (b)
N. Ag.
أَنْذَرَa. Warner, exhorter, admonisher; preacher.
b. [art.], Name of a certain Arabian king.
N. Ac.
أَنْذَرَa. see 3
N. Ag.
تَنَاْذَرَa. Object of warning.
b. [art.], Lion.
أَبُو مُنْذِر
a. The cock, chanticleer.
[نذر] الانذار: الابلاغ، ولايكون إلا في التخويف. والاسم النُذَرُ، ومنه قوله تعالى:

(فكيفَ كان عذابي ونذر) *، أي إنذاري. والنذير: المُنْذِرُ. والنَذيرُ: الإنْذارُ والنَذْرُ: واحد النُذورِ. وأمَّا قول ابن أحمر: كم دون ليلى من تنو فية * لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذُرْ - فيقال: إنَّه جمع نَذْرٍ مثل رَهْنٍ ورُهُنٍ، ويقال إنه جمع نَذيرٍ بمعنى مَنْذورٍ، مثل قتيلٍ وجديدٍ. وقد نَذَرْتُ للهِ كذا، أنْذُرُ وأَنْذِرُ. قال الأخفش: تقول العرب: نَذَرَ على نفسه نَذْراً، ونَذَرْتُ مالى فأنا أنذره نذرا. أخبرنا بذلك يونس عن العرب. وابن مناذر: شاعر، فمن فتح الميم منه لم يصرفه، ويقول: إنه جمع منذر، لانه محمد بن منذر بن منذر. ومن ضمها صرفه. وهم المناذرة، يريد آل المنذر أو جماعة الحى، مثل المهالبة والمسامعة. وقولهم: " النذير العريان "، قال ابن السكيت: هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذى الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته. وتناذر القومُ كذا، أي خوَّف بعضُهم بعضاً. وقال النابغة يصف حيَّة: تَناذَرَها الراقونَ من سُوءِ سَمِّها * تطلقه حينا وحينا تراجع - ونذر القوم بالعدو، بكسر الذال، إذا علموا.
نذر
النّذر: أن تُوجِب على نفسك ما ليس بواجب لحدوثِ أمر، يقال: نَذَرْتُ لله أمراً، قال تعالى:
إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً [مريم/ 26] ، وقال: وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ
[البقرة/ 270] ، وَالإِنْذارُ: إخبارٌ فيه تخويف، كما أنّ التّبشير إخبار فيه سرور. قال تعالى:
فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى
[الليل/ 14] ، أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ [فصلت/ 13] ، وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ
[الأحقاف/ 21] ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ [الأحقاف/ 3] ، لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ [الشورى/ 7] ، لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ [يس/ 6] ، والنَّذِيرُ: المنذر، ويقع على كلّ شيء فيه إنذار، إنسانا كان أو غيره. إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ
[نوح/ 2] ، إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ [الحجر/ 89] ، وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ [الأحقاف/ 9] ، وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر/ 37] ، نَذِيراً لِلْبَشَرِ [المدثر/ 36] . والنّذر:
جمعه. قال تعالى: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى
[النجم/ 56] أي: من جنس ما أُنْذِرَ به الذين تقدَّموا. قال تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ
[القمر/ 23] ، وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ [القمر/ 41] ، فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ
[القمر/ 18] ، وقد نَذِرْتُ. أي: عَلِمْتُ ذلك وحَذِرْتُ.
[ن ذ ر] النَّذْرُ النًّحْبُ وجَمْعُه نُذُورٌ وقد نَذَرَ على نَفْسِه يَنْذِرُ ويَنْذُرُ نَذْرًا ونُذُورًا والنَّذِيرَةُ الابنُ يَجْعَلُه أَبَواه قَيِّمًا أو خادِمًا لِكَنِيسَةٍ وقَدْ نَذَرَه وفي التَّنْزِيلِ {إني نذرت لك ما في بطني محررا} آل عمران 35 ونَذِرَ بالشًّيْءِ نَذْرًا عَلِمه فحَذِرَه وأَنْذَرْتُه بالأَمْرِ إِنْذارًا ونُذْرًا عن كُراعٍ واللِّحْيانِيِّ أَعْلَمْتُه والصًّحِيحُ أَنَّ النُّذْرَ الاسمُ والإِنْذارَ المَصْدرُ وأَنْذَرَه أيضًا خَوًّفَه وحَذَّرَه وفي التَّنْزِيلِ {وأنذرهم يوم الآزفة} غافر 18 وكذلك حَكَى الزَّجّاجِيُّ أَنْذَرْتُه إِنْذارًا ونَذِيرًا والجَيِّدُ أَنَّ الإِنْذارُ المصدر والنذير الاسم وفي التنزيل {فستعلمون كيف نذير} الملك 17 والنذيرة: الإنذار والنَّذِيرُ المُنْذِرُ والجمعُ نُذُرٌ وكَذلِكَ النَّذِيرَةُ قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ

(فإذَا تُحُومِيَ جانِبٌ يَرْعَوْنَه ... وإِذا تَجِيءُ نَذِيرَةٌ لم يَهْرُبُوا)

وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ النَّذِيرُ صَوْتُ القَوْسِ لأَنَّه يُنْذِرُ الرَّمِيًّةَ وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ

(وصَفْراءَ من نَبْعٍ كأنَّ نَذِيرَها ... إِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ أَفْكَلُ)

وتَناذَرَ القَوْمُ أَنْذَرَ بعضُهم بَعْضًا والاسمُ النُّذْرُ والنَّذِيرُ المُحَذِّرُ فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِل والجَمْعُ نُذُرٌ وقولُه عَزَّ وجَلَّ {وجاءكم النذير} فاطر 37 قال ثَعْلَبٌ هو الرسول وقِيلَ هو الشَّيْبُ والنَّذِيرُ العُرْيانُ رَجُلٌ من خَثْعَمَ ومُنْذِرٌ ومُناذِر اسمان وباتَ بلَيْلَةِ ابنِ مُنْذِرٍ يَعْنِي النُّعْمانَ أي بلَيلَةٍ شَدِيدةٍ قالَ ابن أَحْمَر

(وباتَ بَنُو أُمِّي بلَيْلَةٍ مُنْذِرٍ ... وأَبْناءُ أَعْمامِي عُذُوباً صوادِيًا)

عُذُوبٌ وُقُوفٌ لا ماءَ لَهُم ولا طَعام
[نذر] نه: فيه: كان إذا خطب احمرت عيناه واشتد غضبه كأنه "منذر" جيش، هو المعلم أي يعرف القوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره، وهو المخوف أيضًا، وأصل الإنذار: الإعلام، أنذرته: أعلمته، فأنا منذر ونذير أي معلم ومخوف ومحذر، ونذرت به- إذا علمت. ن: و"نذروا" بها- بفتح نون وكسر ذال- أي علموها. ك: ومنه: إن القوم "نذروا"، وهو من باب "وأن أحد من المشركين استجارك". نه: ومنه: فلما عرف أن قد "نذروا" به هرب، أي قد علموا وأحسوا بمكانه. ومنه ح: "انذر" القوم، أي احذرهم واستعد لهم وكن منهم على علم وحذر. غ: الإنذار: الإعلام بشيء يحذر منهن وكل منذر معلم بلا عكس، "فكيف كان "نذير"" أي إنذاري. مد: "عذرًا أو "نذرًا"" هما مصدرا عذر- إذا محا الــإساءة، وأنذر- إذا خوف على فعل، بدلان من "ذكرا" أو مفعول له. ش: "فأنذر" بالردة، أي أعلم بوقوعها بعده صلى الله عليه وسلم فإنه ارتد بعد قبضه عامة العرب إلا أهل الحرمين والبحرين، وكفى الله أمرهم بيد الصديق. ك: يركض "نذيرًا"، أي منذرًا ومعلمًا بمجيء الجيش، يهبط- بضم أوله. نه: وفيه ذكر "النذر"، نذرت أنذر وأنذر- إذا أوجبت على نفسك شيئًا تبرعًا من عبادة أو صدقة أو غير ذلك، وتكرر النهي عنه تأكيدًا لأمره وتحذيرًا عن التهاون به بعد غيجابه إذ لو كان للمنع لم يلزم الوفاء إذ يصير معصية، فالنهي إعلام بأن لا يجر لهم نفعًا عاجلًا ولا يصرف عنهم ضرًا ولا يرد قضاء فلا تنذروا على أن تدركوا به شيئًا لم يقدر أو تصرفوا عنكم القضاء، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا فأوفوه فإنه لازم لكم. ن: "لا تنذروا"- بكسر ذال وضمها، وجه النهي أن الناذر يؤدي نذره ضرورة بغير نشاط، أو كونه أتيا بالقربة على صورة المعاوضة، أو كون بعض الجهلة يظن أن النذر يرد القدر، قوله: يستخرج به من البخيل، أي لا يأتيه تطوعًا بل معاوضة ولا في معصية. ط: وجهه أن تعليق المبار بحصول المسار من فعل بخلاء لا تطاوعهم أنفسهم بإخراج شيء إلا بعوض، غذ السخي يتقرب إلى الله مستعجلًا، فنهى عنه فإنه لا يغني أي لا يسوق إليه خيرًا ولا يرد عنه شيئًا لكنه قد يوافق القدر فيخرج من البخيل ماله. ك: فإن قيل: الصدقة ترد البلاء والنذر التزام صدقة! قلت: لا يلزم من رد الصدقة رد التزامها. ز: المذنب: سره أن الصدقة تقدم على البلية فتدفعها، والنذر يؤدي بعد اندفاع البلية فلا يمكن دفعه لها، وإلا يلزم تحصيل الحاصل. ن: لا "نذر" في معصية ولا فيما يملكه، كان شفى الله مريضي أعتق عبد فلان أو أشرب خمرًا. ط: واختلف في المباح، واستدل المجوز بحديث: أوفى بنذرك، لقائلة: إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف، وأجاب المانع بأنها قصدت به إظهار الفرح لمقدمه صلى الله عليه وسلم والمسرة بنصر الله المؤمنين ومساءة الكفار والمنافقين، فالتحقت بالقربات، كما استحب في النكاح لتميزه عن السفاح. نه: وفيه: قضيا فيالملطاة بنصف "نذر" الموضحة، أي بنصف ما يجب فيها من الأرش والقيمة، والنذر في الحجاز: الأرش.
باب نر
نذر
نذَرَ يَنذُر ويَنذِر، نذْرًا ونُذورًا، فهو ناذِر، والمفعول مَنْذور
• نذَر الشّخصُ الشّيءَ: أوجبَه على نفسه، صدقة كان أو إحسانًا أو غير ذلك "نذر مالَه لله- نذر نفسَه لخدمة العلم: خصّصها وفرّغها- نذر أموالَه لخدمة الفقراء- نذر جهودَه لخدمة السَّلام- {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} ". 

أنذرَ يُنذر، إنذارًا، فهو مُنذِر، والمفعول مُنذَر
• أنذر الشَّخصَ الأمرَ/ أنذر الشَّخصَ بالأمر/ أنذر الشَّخصَ من الأمر: أعلمه به، وخوّفه منه قبل وقوعه، وحذّره من عواقبه "أنذره بتسليم نفسه- أنذره الخطر/ شفهيًّا- {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} " ° قد أعذر من أنذر: أي من نبَّه على الخطأ فقد أزال عذر المخطئ. 

تناذرَ يتناذر، تناذُرًا، فهو مُتناذِر
• تناذر القومُ: أنذر بعضُهم بعضًا شرًّا "تناذروا العدوّ/ الكارثةَ/ الهجومَ عليهم". 

إنذار [مفرد]: ج إنذارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أنذرَ.
2 - إبلاغ وإعلام ولا يكون إلاّ في التَّخويف "إنذار بالمثول أمام القضاء- دقّ جرسُ الإنذار" ° أجهزة الإنذار: أجهزة تستخدم في الحروب والكوارث- بقِيَ في حالة الإنذار: بقي متأهّبًا ومستعدًّا لكلِّ طارئ.
3 - عقوبة معنويّة تواجه مخالفات لا يكتفى فيها بلفت نظر الموظف إلى عدم العودة إلى المخالفة "وجّهت الإدارةُ إنذارًا إلى الموظّف المقصِّر".
4 - (حس) تنبيه سمعيّ أو مرئيّ يحذِّر مُستخدم الحاسب الآلي أو يُعلمه بحدوث خطأ ما.
5 - (سة) تحذير توجّهه دولة إلى دولة أخرى قبل إعلان الحرب "وجَّه إنذارًا نهائيًّا للمتمردين طالبًا منهم الاستسلام- إنذار نهائيّ/ بالحرب".
6 - (قن) إخطار رسميّ يعقبه اتخاذ إجراءات قضائيّة في حالة عدم الاستجابة. 

مُنذِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أنذرَ.
2 - رسول، رجلٌ يعرف الأشياء فيُعْلِمُها قوْمَه " {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ}: مُعْلِم ومُبلِّغ- {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} " ° أبو مُنْذِر: كُنية الدِّيك. 

نَذْر [مفرد]: ج نُذور (لغير المصدر):
1 - مصدر نذَرَ.
2 - ما يقدِّمه المرءُ لربِّه أو يوجبه على نفسه من صدقة أو عبادة أو نحوهما "قد تنَسى النذور المنذورة في الأزمات بعد انحسارها [مثل أجنبيّ]- {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} " ° أوفى نذرَه: قضى نَحْبَهُ- نذْر العفَّة: نذْر يفرض الامتناع كلِّيًّا عن الملذّات الجنسيّة- نَذْر المجازاة: أن يلتزم الشَّخصُ واجبًا إذا حدثت له نعمة. 

نُذْر [مفرد]: إنذار بالتَّخويف من العذاب " {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا. عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} ". 

نُذور [مفرد]: مصدر نذَرَ. 

نذير [مفرد]: ج نُذُر:
1 - إنذار "نذير الخطر/ أزمة- {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} - {إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ. نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} " ° نذير شؤم/ نذير سوء: علامةُ وقوعِ مكروه، ما ينبئ بشرّ ويبعث
 على الخوف.
2 - مُنذِر ومخوِّف ومخدِّر "نذير بمصيبة- طقس نذير بعاصفة- {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} " ° نذيرٌ هاجِس: حدث يعدّ- باعتقاد باطل- دليلاً على حادث وقع بعيدًا.
3 - رسول " {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ} ". 

نذيرة [مفرد]: ج نذائرُ: ما يُعطيه المرءُ نَذْرًا "جعل جزءًا من ماله نذيرة لله" ° هو نذيرة الجيش: طليعتهم الذي يُعلمهم ويُنذرهم بأمر العدُوِّ.
• نذيرة الجيش: (سك) الغرفة العسكريّة التي تقوم بمهامّ المُراقبة لتنذر الجنودَ بتحرُّكات العدوّ. 

نذر

1 نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ, (Yoo, Akh, T, S, M, A, * K,) aor. ـِ and نَذُرَ, (M, K,) inf. n. نَذْرٌ (Yoo, Akh, S, M, K,) and نُذُورٌ, (M, K,) [He made a vow; imposed upon himself a vow; أَنْ يَفْعَلَ كَذَا that he would do such a thing; either absolutely, or conditionally, as will be explained below;] he made [a future action] binding, or obligatory, on himself; (T, M, A, K;) as also ↓ انتذر. (K.) And نَذْرًا ↓ انتذر signifies the same as نَذَرَ [He vowed a vow]. (Sgh.) You say also نَذَرْتُ مَالِى, aor. ـُ [and نَذِرَ as implied in the K] inf. n. نَذْرٌ, [I vowed my property; made a vow to give it.] (Yoo, Akh, S, K. *) And نَذَرْتُ لِلّٰهِ كَذَا, (S, Msb, K,) aor. ـُ and نَذِرَ, (S, Msb,) inf. n. نَذْرٌ, (Msb,) I made it binding, or obligatory, on myself, [i. e., I vowed,] of my own free will, to do or to give such a thing to God; namely, some religious service, or an alms, &c.: (TA:) or نَذْرٌ signifies the promising conditionally; as when one says, “Such a thing shall be obligatory on me if God restore to health my sick [son or other]: ”

this is termed نَذْرٌ: but the saying “ I impose upon myself the giving a deenár as alms,” is not so termed. (K.) The doing this is repeatedly forbidden in traditions: but what is meant thereby is, one's doing so in the belief that he may attain by it something which God has not decreed to betide him, or that he may divert from himself something decreed to befall him: yet if he do so, fulfilment is obligatory on him. (IAth.) Yousay also, نَذَرَ الوَلَدَ, (M, K,) and نَذَرَتْهُ, (M,) He (the father, M, K) and she (the mother, M) appointed the child [by a vow] to be a minister or servant to the church, (M, K,) or to a place appropriated to religious services or exercises, or acts of devotion: (TA:) so in the Kur, iii. 31. (M.) A2: نَذِرَ بِالشَّىْءِ, aor. ـَ (M, IKtt, Msb, K,) inf. n. نَذَرٌ (M, IKtt) and نَذَارَةٌ and نِذَارَةٌ, (IKtt,) or, as some assert, it has no inf. n., like عَسَى &c., the Arabs being content to use in its stead أَنْ followed by the verb, as is said in the 'Ináyeh, on the Kur, chap. xiv., (MF,) He knew of the thing: (Msb:) or he knew of the thing and was cautious of it or on his guard against it or in fear of it. (M, K.) You say also نَذِرَ القَوْمُ بالعَدُوِّ (S, A) The people knew of the enemy: (S:) or knew of the enemy and prepared themselves for them: (A:) or knew of the enemy and were cautious of them or on their guard against them or in fear of them. (TA.) And it is said in a trad., إِنْذَرِ القَوْمَ Have thou knowledge of the people and be cautious of them or on thy guard against them or in fear of them. (TA.) 4 أَنْذَرْتُهُ بِالأَمْرِ, (M, K,) and انذرته الشَّىْءَ, (Msb,) inf. n. إِنْذَارٌ (T, S, M, Msb, K) and نُذْرٌ (M, K) the latter accord. to Kr, but correctly it is a simple subst., (M,) and نُذُرٌ, (T, K,) or this is pl. of نَذِيرٌ, (T,) and نَذْرٌ, (K,) accord. to Lh and Kr, (TA,) [but this is properly a simple subst.,] and نَذِيرٌ, (M, K,) accord. to Zj, (M,) or Ez-Zejjájee, (TA,) but this should rather be regarded as a simple subst., (T, M,) I informed him, or advised him, of the thing: (M, K, TA:) this is the primary signification: (TA:) and [I warned him of the thing;] I cautioned him, or put him on his guard, against the thing, and put him in fear, (M, * K,) in my communication or announcement: (K:) in this sense the verb is used in the Kur, xl. 18: (M, TA:) or I announced to him the thing, (S, * Msb,) generally in a case of putting in fear the person addressed, or frightening him, (Msb,) or never otherwise than in such a case: (S:) and thus the verb is used in the Kur, ubi supra., وَأَنْذرْهُم يَوْمَ آلازِفَةِ [and warn them and put them in fear of the day of the approaching event, the day of resurrection] meaning, put them in fear of its punishment: (Msb:) and أَنْذَزْتُهُ بِكَذَا I informed him, or advised him, of such a thing. (Msb.) انذرهُ also signifies He (a spy) informed him, or advised him, of the state of the enemy: in the copies of the K, نَذَرَهُ; but this is a mistake. (TA.) And you say, أَنْذَرْتُ القَوْمَ مَسِيرَ العَدُرِّ

إِلَيْهِمْ I informed the people of the march of the enemy towards them, to put them on their guard. (T.) And أَنْذَرْتُ القَوْمَ بِالعَدُوِّ, and أَنْذَرْتُهُمُ العَدُوَّ, signify the same. (A.) It is said in a proverb, قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ, meaning, He hath become excused, and averted from himself the blame of men, who hath warned thee that he will punish thee for a future evil deed proceeding from thee, if thou then do the evil deed and he punish thee. (T.) See also أَعْذَرَ, in two places: and see عُذْرٌ.6 تناذر القَوْمُ The people warned, or cautioned, one another, or put one another in fear, (M, K,) of a terrifying evil. (TA.) You say تناذر القَوْمُ كَذَا The people warned one another, (S,) and put one another in fear, of such a thing. (S, A.) A poet says, (S,) namely, En-Nábighah, (T, TA,) describing a serpent, (T,) and his being threatened by En-Noamán so that he passed the night as though he had been stung, turning over and over upon his bed, (TA,) تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ سُوْءِ سَمِّهَا تُطَلِّقُهُ طَوْرًا وَطَوْرًا تُرَاجِعُ [Of which the charmers have warned one another, and put one another in fear, on account of the evil nature of its poison, which it discharges one time and one time draws back]. (T, S, TA.) 8 إِنْتَذَرَ see نَذَرَ, in two places.10 استنذر إِلَيْهِ He offered warning to him (A, TA, art. عذر.) See استعذر.

نَذْرٌ A vow, which a man makes to be binding, or obligatory, on himself; (T, M, * K, * TA;) [either absolutely, or conditionally: (see نَذَرَ:)] pl. نُذُورٌ: (S, M, K: *) and in the following verse of Ibn-Ahmar, some say that نُذُر is pl. of نَذْرٌ, like as رُهُنٌ is pl. of رَهْنٌ; but others say that it is pl. of نَذِيرٌ in the sense of مَنْذُورٌ: كَمْ دُونَ لَيْلَى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ

لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ [How many a waterless desert glistening with the mirage, in which vows, or things vowed, are vowed, lie in the way to Leylà!]. (S.) b2: Also, (tropical:) The mulct for an intentional wound; used in this sense by Esh-Sháfi'ee, (T, TA,) and of the dial. of El-Hijáz; (TA;) i. q. أَرْشٌ, (T, A, K, TA,) which is of the dial. of the people of El-'Irák: (T, TA:) pl. نُذُورٌ: (T, A, K:) said by Aboo-Nahshal to be only for wounds, small and great. (T, K. *) You say, لِى قِبَلَ فُلَانٍ نَذْرٌ, (T, TS, L,) or عِنْدَ فُلَانٍ, (K,) (tropical:) A mulct for a wound is owed to me. (T, K, &c.) And أَعْطَيْتُهُ نَذْرَ جُرْحِهِ (tropical:) I gave him the mulct for his wound. (A.) Aboo-Sa'eed Ed-Dareer says that it is thus called لِأَنَّهُ نُذِرَ فِيهِ, i. e., because it is made binding, or obligatory, for it; [namely, for the wound;] from the phrase نَذَرْتُ علَى نَفْسِى. (T, TA.) b3: [A votive offering].

A2: See also نُذْرٌ.

نُذْرٌ (M) and ↓ نُذُرٌ (T, S, K) [and ↓ نَذْرٌ (see 4)] and ↓ نَذِيرٌ (S, M) and ↓ نَذِيرَةٌ (M) and ↓ نِذَارَةٌ (Esh-Sháfi'ee, K) and ↓ نُذْرَى (K) are substs. in the sense of إِنْذَارٌ [meaning An informing, or advising, of a thing: and a warning, or cautioning, and putting one on his guard, against a thing, and putting one in fear of a thing; &c.: (see 4:)] (T, S, M, K:) or a putting one in fear in announcing a thing. (TA.) عُذْرًا

أَوْ نُذْرًا and عُذُرًا أَوْ نُذُرًا, accord. to different readings, in the Kur, lxxvii. 6, put in the accus. case as causal complements, signify لِلْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ [For excusing and warning]. (Zj, T.) [See also art. عذر.] And in like manner, ↓ نُذُرِ, in the Kur, liv. 16, &c., signifies إِنْذَارِى. (S, K.) And so ↓ نَذِيرِ, in the Kur, lxvii. 17. (T, M.) Hence also the saying of the Arabs, عُذْرَاكَ لَا نُذْرَاكَ, meaning, أَعْذِرُ وَلَا تُنْذِرْ [i. e. Do thou that for which thou wilt be excused, by inflicting punishment when it is deserved, and do not merely warn and put in fear]. (TA.) نُذُرٌ: see نُذْرٌ.

نُذْرَى: see نُذْرٌ.

نَذِيرٌ i. q. ↓ مُنْذِرٌ, (T, S, M, A, Msb, K,) as also ↓ نَذِيرَةٌ; (M;) i. e. [One who gives information, or advice, of a thing, or things: and one who warns;] one who cautions; (M, TA;) and who puts in fear: (TA:) one who gives notice to a people of an enemy, or other thing, that has come upon them; (TA;) a spy who gives notice, to a people, of an enemy, to put them on their guard; (A;) and in like manner ↓ نَذِيرَةٌ, a spy who informs an army of the state of the enemy: (T, K:) نَذِيرٌ is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفْعِلٌ: (M, L:) or its verb was نَذَرَ, but this has become obsolete: (T:) its pl. is نُذُرٌ; (M, Msb, K;) occurring in the Kur, liv. 23, [&c.]. (TA.) b2: [Hence,] ابو مُنْذِرٍ The cock (Har. p. 644). b3: [And also,] النَّذِيرُ The apostle: (M, K:) so in the Kur, xxxv. 34, accord. to Th: (M:) the prophet Mohammad: (T, K:) so, accord. to most of the expositors, in that verse of the Kur. (T.) b4: Hoariness, or whiteness of the hair: (T, M, K:) so, accord. to some, in the verse of the Kur, last referred to: (T, M:) but the explanation immediately preceding is more probable. (T.) b5: The sound of a bow: (AHn, M, K:) because it warns, or frightens, (يُنْدِرُ,) that which is shot at. (AHn, M.) A2: I. q. مَنْذُورٌ [i. e. Vowed]: pl. نُذُرٌ. (S.) See نَذْرٌ.

A3: See also نُذْرٌ.

نِذَارَةٌ: see نُذْرٌ.

نَذِيرَةٌ [A votive gift;] that which he gives who makes a vow. (M, K.) b2: A child appointed by the father (M, K) and mother (M) [by a vow] to be a minister, or servant to the church, (M, K,) or to a place appropriated to religious services, or exercises, or acts of devotion: (T:) pl. نَذَائِرُ. (T.) A2: See also نَذِيرٌ, in two places.

A3: And see نُذْرٌ.

نَاذِرٌ: see مُنَذِّرٌ.

مُنْذِرٌ: see نَذِيرٌ.

مَنْذُورٌ: see نَذِيرٌ.

فُلَانٌ مُنَذِّرٌ إِلَىَّ بِعِيْنِهِ, and ↓ نَاذِرٌ, Such a one is looking at me hard or intently, and making his eye prominent. (T, in TA, art. زنر.) مُتَنَاذَرٌ [A thing of which people warn or caution one another, or of which they put one another in fear]: applied to a disease [&c.]. (TA, art. خبر voce خَيْبَرَى.) b2: [Hence,] المُتَنَاذَرُ (assumed tropical:) The lion. (Sgh, K.)
نذر
النَّذْرُ: النَّحْبُ، وَهُوَ مَا يَنْذِرُهُ الإنسانُ فيجعلُه على نفسِه نَحباً واجِباً، والشَّافِعِيُّ رَضِي الله عَنهُ سَمَّى فِي كتاب جِراحِ العَمْدِ مَا يجب قي الجِراحات من الدِّيات نَذْراً. قَالَ: ولُغَةُ أَهل الْحجاز كَذَلِك، وأَهل الْعرَاق يُسَمُّونه الْأَرْش كَذَا فِي اللِّسَان. وَفِي التكملة: وَهِي لُغَة أَهل الْحجاز، ج نُذورٌ، أَو النُّذورُ: لَا تكون إلاّ فِي الجِراح صِغارِهاهَذَا فاخرجوا عَنهُ بِالْوَفَاءِ، فإنَّ الَّذِي نَذَرْتُموه لازمٌ لكم.
والنَّذيرةُ: مَا تُعْطيه، فَعيلَة بِمَعْنى مَفعُولَة. والنَّذيرة: اسمُ الولَد الَّذِي يجعلُهُ أَبوه قَيِّماً أَو خادِماً للكنيسة أَو المُتَعَبَّد، ذَكَراً كَانَ أَو أُنْثى، وَقد نَذَرَهُ أَبوه أَو أُمُّه، وَالْجمع: النَّذائرُ. النَّذيرةُ من الجَيْشِ: طليعَتُهم الَّذِي يُنْذِرُهم أَمْرَ عَدُوِّهم، وَقد نَذِرَهُ، هَكَذَا فِي سَائِر النَّسخ، وَالَّذِي فِي التكملة: يُنذِرهم من الْإِنْذَار، فحَقُّه أَن يَقُول: وَقد أَنذَرَه. وَفِي اللِّسَان: نَذيرةُ الْجَيْش: هم الَّذِي ينذرهم أمرَ عّدُوِّهم، أَي يُعْلِمُهم. ونَذِرَ بالشَّيءِ وَكَذَلِكَ بالعَدوّ، كفَرِح، نذرا عَلِمَهُ فَحَذِرَهُ، وَمِنْه الحَدِيث أَنْذِرِ القَوْمَ أَي احْذَرْ مِنْهُم وَكن مِنْهُم على عِلْمٍ وحَذَرٍ. ونقلَ شيخُنا أَنَّهم صَرَّحوا بأَنَّه لَيْسَ لَهُ مَصْدَرٌ صريحٌ، وَلذَلِك قَالُوا: إنَّه مثلُ عَسى من الأَفعال الَّتِي لَا مَصادِرَ لَهَا. وقيلَ إنَّهم استَغْنَوا بأَنْ والفِعْل عَن صَرِيح)
الفِعْل، كَمَا فِي الْعِنَايَة أَثناء سُورَة إِبْرَاهِيم. قلتُ: وَقد ذَكَر ابْن القطّاع لَهُ ثَلَاثَة مصادرَ، حَيث قَالَ: نَذَرْتُ بالشَّيءِ نَذَارَةً ونِذَارَةً ونَذَراً: عَلمْتُه. وأَنْذَرَه بالأَمْر إنْذاراً ونَذْراً، بِالْفَتْح عَن كُراع واللّحياني ويُضَمُّ، وبِضَمَّتينِ، وَنَذِيرا، الأَخير حَكَاهُ الزَّجّاجِيّ، أَي أَعْلَمُه، وَقيل: حَذَّرَه وخَوَّفَه فِي إبلاغه، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وأَنْذِرْهُمْ يومَ الآزِفَة ِ والاسمُ، أَي من الْإِنْذَار بِمَعْنى التَّخويف فِي الإبلاغ، النُّذْرَى، بالضّم، كبُشرى، والنُّذُرُ، بضمَّتين، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فكيفَ كانَ عَذابي ونُذُرِ أَي إنذاري، وَقيل: إنَّ النُّذْرَ اسمٌ والإنذارُ مَصْدَرٌ على الصَّحِيح، وَقَالَ الزّجاجيُّ: الجيِّد أَنَّ الإنْذارَ الْمصدر والنَّذير الِاسْم. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله عزّ وجلّ عُذراً أَو نُذراً قَالَ مَعْنَاهُمَا الْمصدر، وانتصابهما على الْمَفْعُول لَهُ، الْمَعْنى فالمُلْقيات ذِكراً للإعذار والإنذار. قَالَ الله تَعَالَى فستعلمونَ كيفَ نَذِيرِ، أَي إنذاري، كالنَّذارة، بِالْكَسْرِ، وَهَذِه عَن الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعيّ رَضِي الله عَنهُ. قلتُ: وَجعله ابْن القطّاع من مصَادر نَذِرْتُ بالشيءِ إِذا علمْته، كَمَا تقدَّم. النَّذير: المُنْذِرُ، وَهُوَ المُحّذِّر، فَعِيل بِمَعْنى مُفْعِل، وَقيل: المُنْذِر: المُعْلِم الَّذِي يُعَرِّف القومَ بِمَا يكون قد دهمهم من عَدُوٍّ أَو غَيره، وَهُوَ المُخَوِّف أَيضاً. وأَصل الْإِنْذَار الْإِعْلَام. ج نُذُرٌ، بضمَّتين، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى كَذَّبَتْ ثَمودُ بالنُّذُر، قَالَ الزَّجّاج: النُّذُر جمع نَذير. قَالَ أَبُو حنيفَة: النَّذيرُ: صَوتُ القوسِ، لأَنَّه يُنْذِرُ الرَّمِيَّةَ، وأَنشدَ لأَوسِ بن حجَر:
(وصفْراءَ من نبعٍ كأَنَّ نَذيرَها ... إِذا لَمْ تُخَفِّضْه عَن الوحْشِ أَفكَلُ)
قَوْله عزَّ وجلّ وجاءَكُمُ النَّذير قَالَ ثعلبٌ: هُوَ الرَّسول، وَقَالَ بعضُهم: النذير هُنَا الشَّيْبُ. قَالَ الأَزهريُّ: والأَوّل أَشْبَهُ وأَوضح. قَالَ أَهلُ التَّفْسِير: بِعني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسلّم، كَمَا قَالَ عزّ وجلّ إنّا أَرسلْناكَ شَاهدا ومُبَشِّراً ونَذيراً. وَفِي الحَدِيث: كَانَ إِذا خَطَبَ احْمَرَّتْ عيناهُ وَعلا صوتُه واشتدَّ غضبُه، كأَنَّه مُنْذِرُ جيشٍ يَقُول صَبَّحَكُم ومسَّاكُم. وتَناذَروا: أَنْذَرَ بعضُهم بَعضاً شَرّاً مَخُوفاً، قَالَ النّابِغةُ يصف أَنَّ النُّعمانَ تَوعَّدَه فباتَ كأَنَّه لَديغٌ يَتَمَلْمَلُ على فِراشِه:
(فَبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئيلَةٌ ... من الرُّقْشِ فِي أَنيابِها السّمُّ ناقِعُ)

(تَناذَرَها الرَّاقُونَ من سوءِ سمِّها ... تُطَلِّقُه طَوْراً وطَوراً تُراجِعُ)
والنَّذيرُ العُريانُ: رجُلٌ من خَثْعَمَ حَمَلَ عَلَيْهِ يومَ ذِي الخَلَصَة عَوفُ بن عامِرٍ فقطَعَ يدَهُ ويدَ امْرأَتِه. وحَكَى ابنُ برّيّ فِي أَماليه عَن أبي الْقَاسِم الزّجّاجيّ فِي أَماليه، عَن ابْن دُرَيْد قَالَ: سأَلتُ أَبا حاتِمٍ عَن قَوْلهم: أَنا النَّذيرُ العُريانُ فَقَالَ: سمعتُ أَبَا عُبَيدَةَ يَقُول: هُوَ الزُّبير بنُ عَمروٍ الخَثْعَمِيّ، وَكَانَ ناكِحاً فِي بني زُبَيْد، فأَرادَتْ بَنو زُبَيْد أَن يُغيروا على خَثْعَمَ، فخافوا أَنْ يُنْذِرَ قومَه فأَلْقَوا عَلَيْهِ بَراذِعَ وأَهداماً واحتفَظوا بِهِ، فصادَفَ غِرَّةً فحاضَرَهم وكانَ لَا يُجارَى شَدّاً فأَتى قومَه فَقَالَ:)
(أَنا المُنْذِرُ العُريانُ يَنْبِذُ ثوبَه ... إِذا الصِّدْقُ لَا يَنْبِذْ لكَ الثَّوْبَ كاذِبُ)
أَو كُلُّ مُنْذِرٍ بحَقٍّ، وَنقل الأَزْهَرِيّ عَن أبي طالبٍ قَالَ: إنَّما قَالُوا أَنا النَّذيرُ العُريانُ لأَنَّ الرَّجُلَ إِذا رأَى الغارَةَ قد فَجَأَتْهُمْ وأَرادَ إنذارَ قومِه تَجرَّدَ من ثيابِه وأَشارَ بهَا ليُعْلِمَ أَنْ قد فَجِئَتْهُمُ الغارَةُ، ثمَّ صَار مثلا لكلِّ شيءٍ يُخافُ مُفاجأَتُهُ، وَمِنْه قولُ خُفافٍ يصف فرَساً:
(نَمِلٌ إِذا ضُفِزَ اللِّجامَ كأَنَّه ... رجُلٌ يُلَوِّحُ باليدين سَليبُ)
وكأَمير وزُبَيْر ومُحْسِن، ومُناذِرٌ بالضَّمِّ، ومُنَيْذِرٌ مُصَغَّراً: أَسماءٌ. وفاتَه ناذِرٌ، كصَاحب، فمِن الأَوّل: نَذيرٌ المُحارِبيّ وَابْنه جَناح بن نَذِير شَيخٌ للبيهَقيّ وَآخَرُونَ، وَمن الثَّانِي إياسُ بنُ نُذَيْرٍ الضَّبِّيّ، عَن أَبيه وأَبو قَتادَة تميمُ بنُ نُذَيْرٍ العَدَويّ، عَنهُ ابنُ سيرينَ ورِفاعَةُ بن إِيَاس بن نُذَير، عَن أَبيه عَن جدِّه، وَابْن عمِّه مُحَمَّد بن الحجّاج بن جَعْفَر بن إِيَاس بن نُذَير، عَن عبد السّلام بن حَرْب وغيرِه. وأَبو نُذَيْرٍ مُسلِم بن نُذَير عَن عليٍّ وحُذَيْفَةَ، وثابتُ بنُ نُذَيْرٍ، مَغرِبيٌّ مَاتَ سنة. يُقَال: باتَ بليلةِ ابنِ مُنْذِرٍ، يَعْنِي النُّعمانَ ملكَ الْحيرَة، أَي بلَيْلَةٍ شَديدةٍ، كَمَا يُقَال: باتَ لَيْلَة نابِغِيَّة، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(وباتَ بَنو أُمِّي بلَيْلِ ابنِ مُنْذِرٍ ... وأَبناءُ أَعمامي عُذُوباً صَوادِيا)
وناذِرُ من أَسماءِ مَكّةَ شرَّفها الله تَعَالَى. والمُتَناذِرُ: الأَسدُ، ضَبَطَه الصَّاغانِيّ بِفَتْح الذّال الْمُعْجَمَة. وجُدَيْعُ بنُ نُذَيرٍ المُرادِيُّ الكَعبيّ بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا، خادمٌ للنَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، لَهُ صُحْبَة. قلت: وحفيدُه أَبو ظَبيان عبدُ الرّحمن بن مَالك بن جُدَيْعٍ، مِصريّ، ذكره ابْن يُونُس. وابنُ مَناذِرَ، بِالْفَتْح ممنوعٌ من الصَّرف، ويُضَمُّ فيُصرَف، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هم مُحَمَّد بن مَناذِر شاعرٌ بَصريٌّ فمَن فتح الْمِيم مِنْهُ لمْ يصرفُه وَيَقُول: إنَّه جَمع مُنذِر، لأَنَّه مُحَمَّد بن المُنذِر بن الْمُنْذر بن المُنذِر، وَمن ضمَّها صَرَفَه. قلت وَقد روى عَن شُعْبَة. قَالَ الذَّهبيّ: قَالَ يحيى: لَا يَروي عَنهُ مَن فِيهِ خيرٌ، وهم المناذِرَة، أَي آلُ المُنْذِر، أَو جمَاعَة الحَيِّ مثْل المَهالِبة والمَسامِعة. ومَناذِرُ، كَمَساجِدَ: بلدَتان بنواحي الأَهواز، وَفِي المعجم: بنواحي خوزستان كبرى وصُغرى، أَوَّل من كَوَّرَه وحَفَرَ نهرَه أَرْدَشيرُ بن بَهْمَنَ الأَكبرُ بن اسْفَنْديار بن كشاسف، وَقد اختُلِفَ فِي ضَبطِه، فضَبَطَه بِالْفَتْح فِي الْبَلَد وَاسم الرّجل. وذَكَر الغَوريّ فِي اسْم الرجل الْفَتْح والضّمّ وَفِي اسْم الْبَلَد الْفَتْح لَا غير. وَقد رُويَ بالضّمّ، وَمِمَّا يؤكِّد الْفَتْح مَا ذكره المُبَرِّد أَنَّ مُحَمَّد بن مُناذِرٍ الشّاعر كَانَ إِذا قيل ابْن مَناذِرَ بِفَتْح الْمِيم يغضَبُ وَيَقُول: أَمَنَاذِر الْكُبْرَى أم مناذِر الصُّغرى. وهما كُورَتانِ من كُوَرِ الأَهواز افتَتَحهُما سلْمى بن القَيْن وحَرْمَلَةُ بنُ مُرَيْطَة فِي سنة ثَمَان عشرَة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: النَّذيرة: الإنْذار، قَالَ ساعِدَةُ:
(وَإِذا تُحُومِيَ جانِبٌ يَرْعوْنَهُ ... وَإِذا تَجيءُ نَذيرَةٌ لمْ يَهْرُبوا)

والنُّذُر، بضمَّتين: جَمع نَذْرٍ كرَهْن ورُهُن، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(كمْ دونَ ليلى مِن تَنوفِيَّةٍ ... لَمّاعَةٍ تُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ)
وَيُقَال إنَّه جمع نَذير بِمَعْنى مَنْذور. والإنذار: الإبلاغ، وَلَا يكون إلاّ فِي التَّخويف، وَمن أَمثالهم: قد أَعذَرَ مَن أَنْذَر، أَي مَن أَعلمَكَ أَنَّه يُعاقِبك على الْمَكْرُوه مِنْك فِيمَا يستقبِلُه ثمَّ أَتيتَ المَكروهَ فعاقبَكَ فقد جعَلَ لنفسِه عُذراً يكُفُّ بِهِ لائمَةَ النَّاس عَنهُ. وَالْعرب تَقول: عُذْراكَ لَا نُذراكَ. أَي أَعذِر وَلَا تُنْذِر. وانْتَذَرَ نّذْراً، أَي نَذَرَ، قَالَه الصَّاغانِيّ، وأَنشد لمُدرِك بن لأْيٍ:
(كأَنَّهُ نَذْرٌ عَلَيْهِ مُنْتَذَرْ ... لَا يبرَحُ التّاليَ مِنْهَا إنْ قَصَرْ)
والمَنْذورُ: حِصْنٌ يمانيٌّ لقُضاعةَ. ومحمّد بن الْمُنْذر بن عبيد الله، حدَّث عَن هِشَام بن عروةَ، تَركَه ابنُ حِبّان، قَالَه الذَّهبيّ، وَمُحَمّد بن الْمُنْذر بن أَسدٍ الهَرَويّ، وَمُنْذِر بن مُحَمَّد بن المُنذِر، وَمُنْذِر بن المغيرَة، وَمُنْذِر أَبو يحيى، وَمُنْذِر بن أبي المُنذر. وَمُنْذِر أَبو حيّان، وَمُنْذِر بن زيادٍ الطّائيّ، ومنذرُ بن سعيد، محَدِّثون.

نذر: النَّذْرُ: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه

نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور، والشافعي سَمَّى في كتاب جِراحِ العَمْد

ما يجب في الجِراحات من الدِّيات نَذْراً، قال: ولغة أَهل الحجاز كذلك،

وأَهل العراق يسمونه الأَرْش. وقال أَبو نَهْشَل: النَّذْرُ لا يكون إِلا

في الجِراح صِغارها وكِبارها وهي مَعاقِل تلك الجِراح. يقال: لي قِبَل

فلان نذْر إِذا كان جُرْحاً واحداً له عَقْل؛ وقال أَبو سعيد الضرير: إِنما

قيل له نَذْر لأَنه نُذِرَ فيه أَي أَوجب، من قولك نَذَرتُ على نفسي أَي

أَوجبْت. وفي حديث ابن المسيَّب: أَن عمر وعثمان، رضي الله عنهما، قَضَيا

في المِلْطاة بنصف نَذْرِ المُوضِحَة أَي بنصف ما يجب فيها من الأَرْش

والقِيمة؛ وقد نَذَرَ على نفسه لله كذا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً

ونُذُوراً.

والنَّذِيرة: ما يُعطيه. والنَّذِيرة: الابن يجعله أَبواه قَيِّماً أَو

خادماً للكَنيسة أَو للمتعبَّد من ذكر وأُنثى، وجمعه النَّذَائر، وقد

نَذَرَه.

وفي التنزيل العزيز: إِني نَذَرْتُ لكَ ما في بطني مُحَرَّراً؛ قالته

امرأَة عِمران أُمُّ مريم. قال الأَخفش: تقول العرب نَذَرَ على نفسه

نَذْراً ونذَرتُ مالي فأنا أَنذِرُه نذْراً؛ رواه عن يونس عن العرب. وفي الحديث

ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً؛ تقول: نذَرْتُ أَنذِرُ وأَنذُر نذْراً إِذا

أَوجبتَ على نفسِك شيئاً تبرعاً من عبادة أَو صدقة أَو غيرِ ذلك. قال ابن

الأَثير: وقد تكرّر في أَحاديثه ذِكْرُ النهي عنه وهو تأْكيدٌ لأَمرِه

وتحذيرٌ عن التَّهاوُن به بعد إِيجابه؛ قال: ولو كان معناه الزَّجْرُ عنه

حتى لا يُفعلَ لكان في ذلك إِبطالُ حُكمِهِ وإِسقاطُ لُزُومِ الوَفاء به،

إِذْ كان بالنهي يصير معصية فلا يَلزمُ، وإِنما وجهُ الحديث أَنه قد

أَعلمهم أَن ذلك أَمرٌ لا يَجرُّ لهم في العاجل نفعاً ولا يَصرِف عنهم

ضَرًّا ولا يَرُدَ قضاء، فقال: لا تَنْذِرُوا على أَنكم تُدرِكون بالنَّذرِ

شيئاً لم يُقدِّرْه الله لكم أَو تَصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم،

فإِذا نذَرْتم ولم تعتقدوا هذا فاخرُجوا عنه بالوَفاء فإِن الذي

نذَرْتُمُوه لازم لكم.

ونَذِرَ بالشيء وبالعدوّ، بكسر الذال، نذْراً: عَلِمَهُ فحَذِرَه.

وأَنذَرَه بالأَمر

(* قوله «وأنذره بالامر إلخ» هكذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة

القاموس مع شرحه: وأَنذره بالأمر انذاراً ونذراً، بالفتح عن كراع

واللحياني ويضم وبضمتين، ونذيراً) إِنْذاراً ونُذْراً؛ عن كراع واللحياني:

أَعلَمَهُ، والصحيح أَن النُّذْر الاسم والإِنذار المصدرُ. وأَنذَره أَيضاً:

خوّفه وحذَّره. وفي التنزيل العزيز: وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ؛

وكذلك حكى الزجاجي: أَنذَرْتهُ إِنذاراً ونذِيراً، والجيِّد أَن الإِنذار

المصدر، والنذِير الاسم.

وفي التنزيل العزيز: فستعلمون كيف نَذِير. وقوله تعالى: فكيف كان

نَذِيرِ؛معناه فكيف كان إِنذاري. والنذِير: اسمُ الإِنذار. وقوله تعالى:

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنُّذُرِ؛ قال الزجاج: النُّذُر جمع نَذِير. وقوله عز وجل:

عُذْراً أَو نُذْراً؛ قرئت: عُذُراً أَو نُذُراً، قال: معناهما المصدر

وانتصابُهما على المفعول له، المعنى فالمُلْقِيات ذكراً للإِعذارِ أَو

الإِنذار. ويقال: أَنذَرْتُه إِنذاراً. والنُّذُر: جمع النذِير، وهو الاسم

من الإِنذار. والنذِيرة: الإِنذار. والنذِيرُ: الإِنذار. والنذِير:

المُنْذِر، والجمع نُذُرٌ، وكذلك النذِيرة؛ قال ساعدة بن جُؤيَّة:

وإِذا تُحُومِيَ جانبٌ يَرْعَوْنَه،

وإِذا تَجيء نَذِيرة لم يَهْربوا

وقال أَبو حنيفة: النذيرُ صَوْت القَوْس لأَنه يُنْذِر الرَّمِيَّة؛

وأَنشد لأَوس بن حجر:

وصَفْراء من نَبْعٍ كأَن نذِيرَها،

إِذا لم تُخفِّضه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ

وتَناذَر القوم: أَنذر بعضُهم بعضاً، والاسم النُّذْر. الجوهري. تَناذرَ

القومُ كذا أَي خَوّف بعضُهم بعضاً؛ وقال النابغة الذُّبياني يصف حَيَّة

وقيل يصف أَن النعمان توعَّده فبات كأَنه لديغ يَتململ على فِراشه:

فبِتُّ كأَني ساوَرَتْني ضَئِيلَةٌ

من الرُّقْشِ، في أَنيابِها السُّمُّ ناقِعُ

تَناذَرَها الرَّاقُون من سُوء سَمِّها،

تُطَلّقُه طَوْراً، وطَوْراً تُراجِعُ

ونَذِيرة الجيش: طَلِيعَتُهم الذي يُنْذِرُهم أَمرَ عَدُوّهم أَي

يُعلمهم؛ وأَما قول ابن أَحمر:

كَم دون لَيْلى من تَنُوفِيَّةٍ

لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ

فيقال: إِنه جمع نَذْر مثل رَهْن ورُهُن. ويقال: إِنه جمع نَذِير بمعنى

مَنْذُور مثل قَتيل وجَديد. والإِنذارُ: الإِبلاغ، ولا يكون إِلا في

التخويف، والاسم النُّذُر. ومنه قوله تعالى: فكيف كان عذابي ونُذُرِ أَي

إِنذاري. والنَّذِير: المُحذِّر، فعيل بمعنى مُفْعِل، والجمع نُذُر. وقوله عز

وجل: وجاءكُمُ النَّذِيرُ؛ قال ثعلب: هو الرسول، وقال أَهل التفسير:

يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: إِنا أَرسَلْناك شاهِداً

ومُبَشِّراً ونَذِيراً. وقال بعضهم: النَّذِير ههنا الشَّيْب، قال

الأَزهري: والأَوّل أَشبَه وأَوضح. قال أَبو منصور: والنذِيرُ يكون بمعنى

المُنْذِر وكان الأَصلَ وفعلُه الثُّلاثيُّ أُمِيتَ، ومثله السميعُ بمعنى

المُسمِعِ والبديعُ بمعنى المُبدِعِ. قال ابن عباس: لما أَنزل الله تعالى:

وأَنْذِرْ عَشِيرتَكَ الأَقْرَبِين، أَتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

الصَّفا فصعَّد عليه ثم نادى: يا صباحاه فاجتمع إِليه الناسُ بين رجُل

يَجيء ورجُل يَبعثُ رسوله، قال: فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يا بني

عبدِ المطَّلِب، يا بني فلان، لو أَخبرْتُكم أَن خَيْلاً ستَفْتَحُ هذا

الجبَلَ

(* قوله« ستفتح هذا الجبل» هكذا بالأصل؛ والذي في تفسير الخطيب

والكشاف بسفح هذا الجبل) تُريدُ أَن تُغِيرَ عليكم صدّقتُموني؟ قالوا:

نعم. قال: فإِني نَذِيرٌ لكم بين يَدَيْ عذابٍ شديدٍ، فقال أَبو لَهَب:

تَبًّا لكم سائرَ القَومِ أَما آذنْتُمونا إِلا لهذا؟ فأَنزل الله تعالى:

تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ وتَبَّ. ويقال: أَنذَرْتُ القومَ سَيْرَ العدُوّ

إِليهم فنَذِروا أَي أَعلمتُهم ذلك فعَلِموا وتحرّزوا.

والتَّناذُر: أَن يُنْذِر القومُ بعضُهم بعضاً شرًّا مَخُوفاً؛ قال

النابغة:

تَناذَرَها الرَّاقُون من شرِّ سَمِّها

يعني حيَّة إِذا لَدَغَتْ قتلت.

ومن أَمثال العرب: قد أَعذَرَ من أَنذَر أَي من أَعلَمك أَنه يُعاقِبُك

على المكروهِ منك فيما يَستقبِله ثم أَتيتَ المكروه فعاقَبَك فقد جَعَل

لنفسه عُذْراً يكُفُّ به لائِمَةَ الناس عنه. والعرب تقول: عُذْراك لا

نُذراك أَي أَعْذِر ولا تُنْذِر.

والنَّذِيرُ العُرْيانُ: رجُل من خَثْعَمَ حَمَلَ عليه يومَ ذِي

الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عامر فقطَع يَده ويَدَ امرأَتِه؛ وحكى ابن بَرّي في

أَماليه عن أَبي القاسم الزجاجي في أَماليه عن ابن دريد قال: سأَلت أَبا حاتم

عن قولهم أَنا النَّذِيرُ العُرْيان، فقال: سمعت أَبا عُبيدة يقول: هو

الزبير بن عمرو الخثْعَمي، وكان ناكِحاً في بني زُبَيْد، فأَرادت بنو زبيد

أَن يُغِيروا على خَثْعَمَ فخافوا أَن يُنْذِر قومَه فأَلقَوْا عليه

بَراذِعَ وأَهْداماً واحتَفَظوا به فصادف غِرّة فحاضَرَهم وكان لا يُجارَى

شَدًّا، فأَتى قومَه فقال:

أَنا المُنْذِرُ العُرْيان يَنْبِذ ثَوبَه،

إِذا الصَّدْقُ لا يَنْبِذْ لَكَ الثَّوبَ كاذِبُ

الأَزهري: من أَمثال العرب في الإِنذار: أَنا النَّذِيرُ العُرْيان؛ قال

أَبو طالب: إِنما قالوا أَنا النذِيرُ العريان لأنّ الرجُل إِذا رأَى

الغارة قد فَجِئَتْهُم وأَراد إِنذار قومه تجرّد من ثيابه وأَشار بها

ليُعلم أَن قد فَجِئَتْهُم الغارة، ثم صار مثلاً لكل شيء تخاف مُفاجأَته؛ ومنه

قول خُفاف يصف فرساً:

ثَمِلٌ إِذا صَفَرَ اللِّجامُ كأَنه

رجُل، يُلوِّحُ باليدَيْن، سَلِيبُ

وفي الحديث: كان إِذا خَطَب احْمرَّت عيناه وعلا صَوْتُه واشتدّ غضبُه

كأَنه مُنذِر جَيش يقول صَبَّحَكُم ومَسَّاكم؛ المُنْذِر: المعلِم الذي

يُعْرّف القومَ بما يكون قد دهَمَهم من عَدُوّ أَو غيره، وهو المخوِّف

أَيضاً، وأَصل الإِنذار الإِعلام. يقال: أَنذَرْته أُنْذِرُه إِنْذاراً إِذا

أَعلمته،فأَنا مُنْذِر ونَذير أَي مُعْلِم ومُخوِّف ومُحذِّر. ونَذِرْت

به إِذا عَلِمْت؛ ومنه الحديث: انذَرِ القوم أَي احْذَرْ منهم واستعِدّ

لهم وكُنْ منهم على عِلم وحَذَرٍ.

ومُنذِر ومُناذِر: اسْمان. وبات بليلة ابن المُنذِر يعني النعمان، أَي

بليلة شديدة؛ قال ابن أَحمر:

وبات بنو أُمّي بِليلِ ابنِ مُنذِر،

وأَبناءُ أَعمامي عذُوباً صَوادِيا

عذُوب: وُقُوف لا ماء لهم ولا طعام. ومُناذِر ومحمد بن مَناذِر، بفتح

الميم: اسم، وهُمُ المَناذِرة يريد آل المُنذِر أَو جماعةَ الحيّ مثل

المَهالِبة والمَسامِعة؛ قال الجوهري: ابن مناذِر شاعر، فمن فتح الميم منه لم

يصرفه، ويقول إِنه جمع مُنذِر لأَنه محمد بن مُنذِر بن مُنذِر بن مُنذِر،

ومن ضمها صرَفه.

ما

ما: ما: حرفٌ يكونُ جحداً [كقوله تعالى: ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ . ويكون جزماً [كقوله تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ . ويكون صلةً كقوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ*

أي: بنقضهم ميثاقهم. ويكون اسماً يجرى في غير الآدميين. 
ما جَمِيعًا النحيف الْجِسْم الدَّقِيق وَمِنْه قيل للأَفعى: ضئيلة لِأَنَّهَا لَيْسَ يعظم خَلقها كَسَائِر الْحَيَّات قَالَ النَّابِغَة: [الطَّوِيل]

فَبِتُّ كَأَنِّي ساوَرَتْني ضَئيلةٌ ... من الرُّقْشِ فِي أنيابها السَمُّ ناقِعُ ... يَعْنِي الأفعى وَكَذَلِكَ الشَّخْت والشخيت: الدَّقِيق قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: [الْبَسِيط]

شَخْت الْجُزارةِ مثل الْبَيْت سائره ... من المُسُوحِ خِدَبُّ شوقَبٌ خَشِبُ ... فالجزارة: عُنُقه وقوائمه وَهِي دِقاق كلهَا. وَقَوله: إِنِّي مِنْهُم لضليع الضليع: الْعَظِيم الْخلق. وَقَوله: إِلَّا خرج وَله خبج الخبج الضُّراط وَهُوَ الحبج أَيْضا بِالْحَاء وَله أَسمَاء سوى هذَيْن كَثِيرَة. وَمن الضئيل الحَدِيث الْمَرْفُوع أَن إسْرَافيل لَهُ جَناح بالمشرق وجَناح بالمغرب وَالْعرش على جَناحه وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل الأحيان لِعَظَمَة الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حَتَّى يعود مثل الوَصَع. يُقَال فِي الوَصع: إِنَّه طَائِر مثل العصفور أَو أَصْغَر مِنْهُ.
[ما] ما: حرف يتصرف على تسعة أوجه: الاستفهام، نحو ما عندك. والخبر، نحو: رأيت ما عندك، وهو بمعنى الذى. والجزاء، نحو: ما تفعل أفعل. وتكون تعجبا نحو: ما أحسن زيدا. وتكون مع الفعل في تأويل المصدر نحو: بلغني ما صنعت، أي صنيعك. وتكون نكرة يلزمها النعت، نحو: مررت بما معجب لك، أي بشئ معجب لك. وتكون زائدة كافة عن العمل، نحو إنما زيد منطلق، وغير كافة نحو قوله تعالى: (فبما رحمة من الله) . وتكون نفيا نحو: ما خرج زيد، وما زيد خارجا. فإن جعلتها حرف نفى لم تعملها في لغة أهل نجد لانها دوارة وهو القياس، وأعملتها على لغة أهل الحجاز تشبيها بليس، تقول: ما زيد خارجا، وما هذا بشرا. وتجئ محذوفة منها الالف إذا ضممت إليها حرفا، نحو بم، ولم، و (عم يتساءلون) . قال أبو عبيد: تنسب القصيدة التى قوافيها على ما: ماوية. وماء: حكاية صوت الشاء، مبنى على الكسر. وهذا المعنى أراد ذو الرمة بقوله: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ وزعم الخليل أن مهما أصلها ما ضمت إليها ما لغوا، وأبدلوا الالف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون مه كإذ، ضم إليها ما. وقول الشاعر : إما ترى رأسي تَغَيَّرَ لونُه * شَمَطاً فأصبَحَ كالثغام الممحل يعنى إن ترى رأسي. وتدخل بعدالنون الخفيفة والثقيلة، كقولك إما تقومن أقم. ولو حذفت ما لم تقل إلا: إن تقم أقم، ولم تنون. وتكون إما في معنى المجازاة، لانه إن قد زيد عليها ما. وكذا مهما فيها معنى الجزاء.
م ا: (مَا) عَلَى تِسْعَةِ أَوْجُهٍ: الِاسْتِفْهَامُ: نَحْوُ مَا عِنْدَكَ؟ وَالْخَبَرُ نَحْوُ رَأَيْتُ مَا عِنْدَكَ. وَالْجَزَاءُ نَحْوُ مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. وَالتَّعَجُّبُ نَحْوُ مَا أَحْسَنَ زَيْدًا!. وَمَا مَعَ الْفِعْلِ فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ نَحْوُ: بَلَغَنِي مَا صَنَعْتَ أَيْ صَنِيعُكَ. وَنَكِرَةٌ يَلْزَمُهَا النَّعْتُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِمَا مُعْجِبٍ لَكَ أَيْ بِشَيْءٍ مُعْجِبٍ لَكَ. وَزَائِدَةٌ كَافَّةٌ عَنِ الْعَمَلِ نَحْوُ إِنَّمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. وَغَيْرُ كَافَّةٍ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159] . وَنَافِيَةٌ نَحْوُ مَا خَرَجَ زَيْدٌ وَمَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَالنَّافِيَةُ لَا تَعْمَلُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ تَشْبِيهًا بِلَيْسَ، تَقُولُ: مَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا هَذَا بَشَرًا} [يوسف: 31] . وَتَجِيءُ مَحْذُوفَةً مِنْهَا الْأَلِفُ إِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهَا حَرْفًا نَحْوُ: لَمْ وَبِمَ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى مَا مَاوِيَّةً. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِمَّا تَرَيْ يَعْنِي إِنْ تَرَيْ. وَتَدْخُلُ بَعْدَهَا النُّونُ الْخَفِيفَةُ وَالثَّقِيلَةُ كَقَوْلِكَ: إِمَّا تَقُومَنَّ أَقُمْ. وَلَوْ حَذَفْتَ «مَا» لَمْ تَقُلْ إِلَّا إِنْ تَقُمْ أَقُمْ وَلَمْ تُنَوِّنْ. قُلْتُ: يُرِيدُ وَلَمْ تُدْخِلِ النُّونَ الْمُؤَكِّدَةَ. قَالَ: وَتَكُونُ إِمَّا فِي مَعْنَى الْمُجَازَاةِ لِأَنَّهَا إِنْ زِيدَ عَلَيْهَا مَا. وَكَذَا مَهْمَا فِيهَا مَعْنَى الْجَزَاءِ. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ مَهْمَا أَصْلُهَا «مَا» ضُمَّتْ إِلَيْهَا «مَا» لَغْوًا وَأَبْدَلُوا الْأَلِفَ هَاءً. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَهْ كَإِذْ ضُمَّ إِلَيْهَا مَا. 
تستعمل ما:، في بعض الأحوال، بدلا من للعاقل خلافا للقاعدة وذلك عند الاستفهام (فقالوا ما هو في موضع من) (عباد 3: 94 معجم الطرائف).
ماذا: تستعمل ماذا في موضعين أولهما استفهاما -استفهام -المترجم- بمعنى لماذا وثانيهما للكثرة بمعنى كم (المقري 2: 517).
ما: (انظر الجريدة الآسيوية 520، 22 لسنة 1869 و2: 180 معجم مسلم).
مالي: لماذا تطلب مني ذلك؟ (بدرون 12: 217): فقال يا خالد أين كنت قلت مالي.
ما: تقابل عند (فريتاج) الكلمتين اللاتينيتين alquid quid أي: بعض الناس، بعض الأشياء، أي واحد أي شيء وأن ما هلك من تلك .. الخ، (معجم البلاذري). وتستعمل عند الإنكار والرفض لا سيما في موضع ترد فيه جملة: دون سلطة أو دون تفويض أو دون سلطان، دون اعتبار له، دون ثقة ب (معجم الجغرافيا).
شيء ما: (معجم البلاذري).
ما المصدرية: تستعمل ما المصدرية في الموضع الذي تظهر فيه، على ما يبدو، كما لو أنها زائدة (انظر فليشر في شروحه على عباد 3: 29 وعلى المقري 2: 580، وانظر بريشت: 4: 105 وما بعدها حيث لاحظ أن هذه الزيادة ليست حشوا وتطويلا ولا تتجاوز ظاهر الكلام وضرب مثلا لذلك جملة من قبله ما طوت معناها من قبله طوت إلا أن الأولى معناها، في الظاهر، أن (الأمر قبله قد ذهب) والثانية (لقد ذهب، قبله، الأمر).
ما علمت: بمقدار علمي (عبد الواحد 8: 243): فإنه ما علمت صوام قوام مجتهد في دينه ... الخ.
ما: حين تأتي قبل الضمائر يكون معناها: قليلا أو كافيا أو مقبولا أو إلى حد معين (الخفاجي 210) وفي حديث الحلية أزهر اللون إلى البياض ما هو أي مائل إليه وليس هو بعينه (عبد الواحد 5: 4): وكانت أذهانهم إلى الغليظ ما هي (1، 169 و9: 189): كان إلى الطول ما هو (الأدريسي كلم 2 القسم السادس في حديثه عن سمكة): له رأس مربع فيه قرنان في طول الإصبع إلى الرقة ما هي (ابن البيطار 1: 18): وله أصل أدق من إصبع لونه أسود ما هو (وفي ص246 ينقل ابن البيطار عن الادريسي قوله): وله رأس مربع ما هو) وفيه (2: 269 c) طعمه حريف ما هو بيسير حلاوة (وفي 269 e) : أطرافها محددة ما هي (وفي 284 c) هذه النبتة مزغبة ما هي. هذه الأمثلة التي يسهل علينا ذكر المئات منها كثيرا ما تتردد في كتابات بعض الكتاب وعند ابن البيطار خاصة. وقد نجم عن هذا أن جملة، من هذا القبيل، أربكت السيد دي كوج واربكتني أيضا وذلك في قوله (انظر 284 e) لونه أخضر ماهر فقلنا أنها ينبغي أن تكتب ما هو بدلا من ماهر. وفي بعض الأحيان تأتي ما وضميرها الذي بمعني: كثيرا: كبيرا، جدا (انظر فليشربت 7: 100 في عبارة نقلها عن الخفاجي: حية خبيثة ما هي (ياقوت 6، 583): وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي.
ما: ويصاحب فلان ما فعلت هذا: كيف تجرأت ان تفعل هذا الأمر مع صديق هذا الرجل؟ (معجم الجغرافيا).
ما: من. وما: ما الفرق بين؟ وما حين يأتي بعدها واو العطف (انظر فريتاج في مادة I) ( باسم 114): والله ما هذا الخل من ذلك الزيت أي يا للفرق بين عنب اليوم وزيت البارحة! ما: فيما (أبو الفداء تاريخ ما قبل الإسلام 3: 108): قتل ما بين حران والرها.
لما: بسبب (فوك، معجم مسلم، بيدبا 202: 2 معجم الجغرافيا) وكذلك مما وعندما (معجم مسلم).
غيز ما: أكثر من واحد، عدة أشخاص أو أشياء (انظر مادة غير).
ما: فما هو إلا أن دخل خرج الحاجب (معجم الطرائف).
مائية (فريتاج 146) (دي ساسي كرست 1: 267 بدرون 2: 1 بيروني 1: 5).
ما
مَا في كلامهم عشرةٌ: خمسة أسماء، وخمسة حروف. فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنَّث على حدّ واحد، ويصحّ أن يعتبر في الضّمير لفظُه مفردا، وأن يعتبر معناه للجمع.
فالأوّل من الأسماء بمعنى الذي نحو:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ
[يونس/ 18] ثمّ قال: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ [يونس/ 18] لمّا أراد الجمع، وقوله:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً 
الآية [النحل/ 73] ، فجمع أيضا، وقوله: بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ [البقرة/ 93] .
الثاني: نكرة. نحو: نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
[النساء/ 58] أي: نعم شيئا يعظكم به، وقوله:
فَنِعِمَّا هِيَ [البقرة/ 271] فقد أجيز أن يكون ما نكرة في قوله: ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها [البقرة/ 26] ، وقد أجيز أن يكون صلة، فما بعده يكون مفعولا. تقديره: أن يضرب مثلا بعوضة .
الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبّر به عن الأشخاص الناطقين ، كقوله تعالى: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ
[المؤمنون/ 6] ، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 42] وقال الخليل: ما استفهام. أي:
أيّ شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك، لأنّ «ما» هذه لا تدخل إلّا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا. الرّابع: الجزاء نحو:
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
الآية [فاطر/ 2] . ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التّعجّب نحو: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
[البقرة/ 175] . وأمّا الحروف:
فالأوّل: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبَل. نحو: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ [البقرة/ 3] فإنّ «ما» مع رَزَقَ في تقدير الرِّزْق، والدّلالة على أنه مثل «أن» أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدّر فيه، وعلى هذا حمل قوله: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة/ 10] ، وعلى هذا قولهم: أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ
[البقرة/ 20] ، كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة/ 64] ، كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً [الإسراء/ 97] . وأما قوله: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ
[الحجر/ 94] فيصحّ أن يكون مصدرا، وأن يكون بمعنى الذي . واعلم أنّ «ما» إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلّا حرفا، لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك: أريد أن أخرج، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنّفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو: ما هذا بَشَراً
[يوسف/ 31] .
الثالث: الكافّة، وهي الدّاخلة على «أنّ» وأخواتها و «ربّ» ونحو ذلك، والفعل. نحو:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر/ 28] ، إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً [آل عمران/ 178] ، كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ [الأنفال/ 6] وعلى ذلك «ما» في قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحجر/ 2] ، وعلى ذلك:
قَلَّمَا وطَالَمَا فيما حكي.
الرابع: المُسَلِّطَة، وهي التي تجعل اللفظ متسلِّطا بالعمل، بعد أن لم يكن عاملا. نحو:
«ما» في إِذْمَا، وحَيْثُمَا، لأنّك تقول: إذما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجرَّدهما في الشّرط، ويعملان عند دخول «ما» عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم: إذا مَا فعلت كذا، وقولهم: إمّا تخرج أخرج. قال:
فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً
[مريم/ 26] ، وقوله: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما [الإسراء/ 23] .
[ما] نه: فيه: "ما" أنا بقارئ، هي نافية، وقيل: استفهامية، ويؤيده رواية: كيف أقرأ. ن: أي لا أحسن القراءة، وهو نص على أن "أقرأ" أول ما نزل لا "المدثر"، واستدل به على أن التسمية ليست من السور، ولا دليل لجواز نزوله في وقت حين نزل باقي السورة. ك: "ذلك "ما" كنا نبغ" أي فقدان الحوت الذي نطلبه علامة على وجدان المقصود. وح: فأيكم "ما" صلى، "ما" زائدة. وح: و"ما" لهم أن لا يفعلوا، نافية أو استفهامية. وح: "ما" ينفر صيدها؟ أي ما الشيء الذي ينفر صيدها، هو أي التنفير أن تنحى المستقر من الظل، تنزل مكانه- بالخطاب حالية، وهو تنبيه بالأدنى على الأعلى. وح: "ما" لا ينفر صيدها؟ استفهامية أي ما الغرض من لفظ: لا ينفر صيدها. وح: لا يبالي "ما" أخذ منه، ضمير منه- "لما" الموصولة أو الموصوفة. ن: "ما" أدنى أهل الجنة، أي ما صفته وعلامته. وح: "ما" لك في ذلك من خير- قاله لمن سأله عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع الإتيان بمثلها لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلفت ذلك شق عليك ولم تحصله، فيكون قد تركت السنة مع علمك. ز: "ما" يحدث، أي أي شيء يكون حدثًا. قس: وكان "مما" يحرك، أي كان العلاج ناشئًا من تحريك شفتيه، أو "ما" موصولة أي يعجل بالقراءة وينازع جبرئيل بها خشية أن ينفلت شيء، وتحريك الشفة واللسان متلازمان فلا ينافي الآية، وفيه نظر بل هو من الحذف أي يحرك شفتيه ولسانه. ك: ما كان في القرآن "و"ما" أدراك" فقد أعلمه، أي كل ما جاء بالماضي فقد أعلم الله رسوله به، يريد أنه يعرف ليلة القدر، قوله: وايما حفظ- برفع أي وإضافته إلى حفظ بزيادة "ما"، وخبره حفظناه- مقدر، وفي بعضها بنصبه مفعول مطلق له، ومن الزهري- متعلق بحفظنا المذكور. ن: عجبت "ما" عجبت، وفي بعضها: مما عجبت- وهو المشهور. وح: "ما" أنت هكذا؟ سؤال عن صفته. وح: "ما" هذا يا رسول الله؟ ظن سعد أن جميع أنواع البكاء محظور وأنه صلى الله عليه وسلم نسيه فذكر، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن مجرد البكاء من غير شكاية باللسان ومن غير سخط لحكمه ليس بحرام بل فضيلة وناشئة من رحمة ورقة قلب. وح: إن رأى الناس "ما" في الميضأة ماء- بالمد والقصر. وح: "ما" يوم الخميس! معناه تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده ابن عباس وهو الامتناع عن كتابته وإن كان هو الصواب- ومر. وح "ما" تركنا صدقة- بالرفع، و"ما" موصولة. وح:
وفي سبيل الله "ما" لقيت
بكسر تاء، أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله. وح: "ما" المسئول عنها بأعلم، أي ليس الذي سئل عن وقت الساعة بأعلم، أي لست بأعلم منك يا جبرئيل. وح: قلت: و"ماذا"؟ أي بعدها. ط: وتعمل في ذكر الله، قال: و"ماذا"؟ أي وما أصنع بعده. وح: "ما" السنة فيبملاحظة ناحية الشيء ببعضه، وسيد الأرض مالكه.
ما: تأتي اسْمِيَّةٌ، وحَرْفِيَّةً. فالاسْمِيَّةُ ثلاثةُ أقْسامٍ:
الأَوَّلُ: مَعْرِفَةً، وتكونُ ناقِصةً: {ما عِندَكُمْ يَنْفَدُ وما عِندَ الله باقٍ} ، وتامَّةً، وهي نَوْعانِ: عامَّةٌ، وهي مُقَدَّرَةٌ بِقَوْلِكَ الشيء، وهي التي لم يَتَقَدَّمْها اسمٌ: {إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هي} ، أي: فَنِعْمَ الشيءُ هي، وخاصَّةٌ: وهي التي يَتَقَدَّمُها ذلك، ويُقَدَّرُ من لَفْظِ ذلك الاسمِ، نحوُ: غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا، أي: نِعْمَ الغَسْلُ.
الثاني: نَكِرَةً مجردةً عن معنى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصةً، وهي الموصوفةُ، وتُقَدَّرُ بِقَوْلِكَ: شيءٍ، نحوُ: مَرَرْتُ بما مُعْجِبٍ لك، أي: بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتامَّةً: وتَقَعُ في ثلاثةِ أبوابٍ: التَّعَجُّبُِ: ما أحْسَنَ زيْداً، أيْ: شيءٌ أحْسَنَ زَيْداً، وبابُ نِعْمَ وبِئْسَ، نحو: غَسَلْتُه غَسلاً نِعِمَّا، أي: نعْمَ شَيئاً. وإذا أرادُوا المبالَغَةَ في الإِخْبارِ عن أحَدٍ بالإِكْثارِ من فِعْلٍ كالكِتابةِ، قالوا: إنْ زَيْداً مما أن يَكْتُبَ، أي: أنه مَخْلُوقٌ من أمْرٍ، ذلك الأمرُ هو الكِتابَةُ.
الثالثُ: أن تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معنى الحَرْفِ، وهي نَوْعانِ: أحدُهما الاسْتِفْهامِيَّةُ، ومعناها أيُّ شيءٍ، نحوُ: {ماهي} ، {ما لَوْنُها} ، {وما تِلْكَ بِيَمينكَ} ، ويجب حَذْفُ ألفها إذا جُرَّتْ، وإبقاءُ الفَتْحَةِ دَلِيلاً عليها كفِيمَ وإِلامَ وعَلامَ، ورُبَّمَا تَبِعَتِ الفتحةُ الألِفَ في الشِّعْرِ، نحوُ:
يا أبَا الأسْوَدِ لِمْ خَلَّفْتَنِي.
وإذا رُكِّبَتْ ما الاسْتِفْهامِيَّةُ مع ذا، لم تُحْذَفْ ألِفُها.
وماذا: تأتي على أوْجُهٍ، أحدُها: تكونُ ما اسْتفْهاماً وذا إشارَةً، نحوُ: ماذا التَّوانِي، ماذَا الوُقُوفُ. الثاني: تكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا موصُولةً، كقولِ لَبِيدٍ:
ألاَ تَسْألانِ المَرْءِ ماذَا يُحاوِلُ ... أنَحْبٌ فَيُقْضَى أمْ ضلالٌ وباطِلُ
الثالثُ: يكونُ ماذَا كُلُّهُ استفهاماً على التَّرْكِيبِ، كقولِكَ: لماذَا جِئْتَ. الرابعُ: أن يكونَ ماذا كلُّه اسمَ جِنْسٍ، بمعنَى شيءٍ، أو بمعنَى الذي، كقولِهِ:
دَعِي ماذَا عَلِمْتُ سَأتَّقيهِ ... ولكِنْ بالمَغِيبِ فَنَبِّئينِي.
وتكونُ ما زائِدةً وذا إِشارَةً، نحوُ:
أنَوْراً سَرْعَ ماذَا يا فَروقُ.
وتكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا زائدةً، في نحوِ: ماذَا صَنَعْتَ. وتكون ما شَرْطِيَّةً غيرَ زَمانِيَّةٍ: {ما تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} {ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نَنْسأْها} ، وزَمانِيَّةً: {فما اسْتَقَامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} .
وأما أوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ، فأحَدُها: أن تكونَ نافِيَةً، فإِنْ دَخَلَتْ على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أعْمَلَهَا الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنَّجْدِيُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ، نحوُ: {ما هذا بَشَرًا} ، {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} . ونَدَرَ تَرْكِيبُها مع النَّكِرَةِ تَشْبيهاً بِلا، كقولِه:
وما بأسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً ... قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها
(وقد يُسْتَثْنَى بما: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، وتكونُ مَصْدَرِيَّةً غيرَ زَمَانِيَّة، نحوُ: {عَزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ} ، {وَدُّوا ما عَنِتُّم} ، {فَذُوقُوا بما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ} ، وزَمانِيَّةً، نحوُ: {ما دُمْتُ حَيًّا} ، {فاتَّقُوا اللهَ ما اسْتَطَعْتُمْ} ، وتكونُ ما زائدةً، وهي نَوْعانِ، كافَّةٌ: وهي على ثَلاثَةِ أنْواعٍ: كافَّةٌ عن عَمَلِ الرَّفْعِ، ولا تَتَّصِلُ إلاَّ بِثَلاثَةِ أفْعالٍ: قَلَّ وكثُرَ وطالَ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وهي المُتَّصِلَةُ بِإِنَّ وأخَواتِها: {إنَّما اللهُ اِلهٌ واحِدٌ} ، {كأنَّما يُساقُونَ إلى المَوْتِ} ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ الجَرِّ: وتَتَّصِلُ بأحْرُفٍ وظُروفٍ، فالأحْرُفُ: رُبَّ:
رُبَّما أوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ
والكافُ:
كما سَيْفُ عَمْرٍو لم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ
والباءُ:
فَلَئِنْ صِرْتَ لا تُحِيرُ جَواباً ... لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ
ومِنْ:
وإنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً.
والظّروفُ: بَعْدُ:
أعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدَ ما ... أفْنانُ رأسِكِ، كالثُّغَامِ المُخْلِسِ
وبَيْنَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعًا ... إذ أتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ
وغَيْرُ الكافَّةِ نَوْعانِ: عِوَضٌ، وغَيْرُ عِوَضٍ، فالعِوَضُ في مَوْضِعَيْنِ، أحدُهما في قَوْلِهِم: أمَّا أنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ، والثاني: افْعَلْ هذا إمَّا لاَ، ومَعْناهُ: إنْ كُنْتَ لا تَفْعَلُ غيرَهُ. وغيرُ العِوَضِ يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ، نحوُ: شَتَّانَ ما زَيْدٌ وعَمْرٌو،
وقولِه: لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها ... رُمِّلَ ما أنْفُ خاطِبٍ بِدَمِ
وبعدَ الناصِبِ الرافِعِ: لَيْتَمَا زَيْدٌ قائِمٌ، وبعدَ الجازِمِ: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ} ، {أيّامَا تَدْعُوا} ، وبعدَ الخافِضِ، حَرْفاً كانَ: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} ، أو اسْماً: {أيَّما الأجَلَيْنِ} . وتُسْتَعْمَلُ ما مَوْضِعَ مَنْ: {ولا تَنْكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ} ، {فانْكِحوا ما طابَ لَكُمْ} . وقَصيدَةٌ مَوَوِيَّةٌ وماوِيَّةٌ: آخِرُها ما.

ما: حَرْفُ نَفي وتكون بمعنى الذي، وتكون بمعنى الشَّرط، وتكون عِب

ارة عن جميع أَنواع النكرة، وتكون موضُوعة موضع مَنْ، وتكون بمعنى

الاسْتِفهام، وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ؛قال الراجز:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ،

إِنْ لم أُرَوِّها فَمَهْ

قال ابن جني: يحتمل مَهْ هنا وجهين أَحدهما أَن تكون فَمَهْ زَجْراً منه

أَي فاكْفُفْ عني ولستَ أَهلاً للعِتاب، أَو فَمَهْ يا إنسانُ يُخاطب

نفسَه ويَزْجُرها، وتكونُ للتعجُّب، وتكون زائدة كافَّةً وغير كافة،

والكافة قولهم إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ، وغير الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق،

تريد إن زيداً منطلق. وفي التنزيل العزيز: فِبما نَقْضِهم مِيثاقَهم،

وعَمَّا قليل ليُصْبِحُنَّ نادِمين، ومِمَّا خَطيِئَاتِهم أُغْرِقُوا؛ قال

اللحياني: ما مؤنثة، وإن ذُكِّرَت جاز؛ فأَما قول أَبي النجم:

اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ،

مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِمَتْ

صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ،

وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ

فإِنه أَراد وبَعْدِما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز:

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ

فلما صارت في التقدير وبعدمَهْ أَشبهت الهاء ههنا هاء التأْنيث في نحو

مَسْلمةَ وطَلْحة، وأَصلُ تلك إِنما هو التاء، فشبَّه الهاء في

وبَعْدِمَهْ بهاء التأَنيث فوَقَفَ عليها بالتاء كما يَقِفُ على ما أَصله التاء

بالتاء في مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ، فهذا قِياسُه كما قال أَبو

وَجْزَة:العاطِفُونَتَ ، حين ما مِنْ عاطِفٍ،

والمُفْضِلونَ يَداً، وإذا ما أَنْعَمُوا

(*قوله «والمفضلون» في مادة ع ط ف: والمنعمون.)

أَراد: العاطِفُونَهْ، ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنيث التي أَصلها

التاء فَوَقَفَ بالتاء كما يَقِفُ على هاء التأْنيث بالتاء. وحكى ثعلب

وغيره: مَوَّيْتُ ماء حَسَنةً، بالمدِّ، لمكان الفتحة مِن ما، وكذلك لا أَي

عَمِلْتها، وزاد الأَلف في ما لأَنه قد جعلها اسماً، والاسم لا يكون على

حرفين وَضْعاً، واختار الأَلف من حروف المدِّ واللِّين لمكان الفتحة، قال:

وإذا نسبت إِلى ما قلت مَوَوِيٌّ. وقصيدة ماويَِّةٌ ومَوَوِيَّةٌ:

قافيتها ما. وحكى الكسائي عن الرُّؤاسي: هذه قصيدة مائِيةٌ وماوِيَّةٌ

ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ، قال: وهذا أَقْيسُ. الجوهري: ما

حرف يَتَصَرَّف على تسعة أَوجه: الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك، قال ابن بري:

ما يُسأَلُ بها عَمَّا لا يَعْقِل وعن صفات من يَعْقِل، يقول: ما عَبْدُ

اللهِ؟ فتقول: أَحْمَقُ أَو عاقلٌ، قال الجوهري: والخَبَر نحو رأيت ما

عِنْدَك وهو بمعنى الذي، والجزاء نحو ما يَفْعَلْ أَفْعَلْ، وتكون تعجباً

نحو ما أَحْسَنَ زيداً، وتكون مع الفِعل في تأْويل المَصدر نحو بَلَغَني

ما صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك، وتكون نكرة يَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما

مُعْجِبٍ لك أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما

زيد مُنْطَلِقٌ، وغير كافَّة نحو قوله تعالى: فبِما رَحْمَةٍ من اللهِ

لِنْتَ لهم؛ وتكون نفياً نحو ما خرج زيد وما زَيْدٌ خارِجاً، فإن جعلْتَها

حرفَ نفيٍ لم تُعْمِلْها في لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ، وهو

القِياس، وأَعْمَلْتَها في لغةِ أَهل الحِجاز تشبيهاً بليس، تقول: ما زيدٌ

خارِجاً وما هذا بَشراً، وتجيء مَحْذُفَةً منها الأَلفُ إِذا ضَمَمتَ إِليها

حرفاً نحو لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول:

وتجيء ما الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِليها حرفاً جارًّا.

التهذيب: إِنما قال النحويون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل، ومعنى إِنَّما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونَفْيٌ لما سِواه كقوله: وإِنَّما يُدافِعُ عن

أَحْسابِهم أَنا أَو مِثْلي؛ المعنى ما يُدافعُ عن أَحسابهم إِلاَّ أَنا

أَو مَنْ هو مِثْلي، والله أَعلم. التهذيب: قال أَهل العربية ما إِذا كانت

اسماً فهي لغير المُمَيِّزِين من الإِنس والجِنِّ، ومَن تكون

للمُمَيِّزِين، ومن العرب من يستعمل ما في موضع مَنْ، مِن ذلك قوله عز وجل: ولا

تَنكِحوا ما نَكَح آباؤكم من النِّساء إِلا ما قد سَلَفَ؛ التقدير لا

تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم، وكذلك قوله: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من

النِّساء؛ معناه مَنْ طابَ لكم. وروى سلمة عن الفراء: قال الكسائي تكون ما اسماً

وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً وتكون شرطاً وتكون تَعَجُّباً وتكون

صِلةً وتكون مَصْدَراً. وقال محمد بن يزيد: وقد تأْتي ما تَمْنَع العامِلَ

عَملَه، وهو كقولك: كأَنَّما وَجْهُكَ القمرُ، وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا. قال

أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا؛ رُبَّ

وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فيها ما جُعلت للفعل؛ وقد تُوصَلُ ما بِرُبَّ

ورُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله:

ماوِيَّ، يا رُبَّتَما غارةٍ

شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ

يريد يا رُبَّتَ غارة، وتجيءُ ما صِلَةً يُريد بها التَّوْكِيدَ كقول

الله عز وجل: فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهُم؛ المعنى فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم،

وتجيء مصدراً كقول الله عز وجل: فاصْدَعْ بما تؤمر؛ أَي فاصْدَعْ بالأَمر،

وكقوله عز وجل: ما أَغْنى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ أَي وكَسْبُه، وما

التَّعَجُّبِ كقوله: فما أَصْبَرَهم على النار، والاستفهام بما كقولك: ما

قولُك في كذا؟ والاسْتِفهامُ بما من الله لعباده على وجهين: هل للمؤمنِ

تَقْريرٌ، وللكافر تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ، فالتقرير كقوله عز وجل لموسى: وما

تِلكَ بيَمِينك يا موسى قال هي عَصايَ، قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ

أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً، والشَّرْطِ كقوله عز وجل: ما يَفْتَح

الله للناسِ من رَحْمَة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ لَه،

والجَحْدُ كقوله: ما فَعَلُوه إِلاَّ قَليلٌ منهم، وتجيء ما بمعنى أَيّ

كقول الله عز وجل: ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها؛ المعنى

يُبَيِّن لنا أَيُّ شيء لَوْنُها، وما في هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء

ومُرافِعُها قوله لَوْنُها، وقوله تعالى: أَيّاً ما تَدْعُوا فله

الأَسْماء الحُسْنى؛ وُصِلَ الجَزاءُ بما، فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ

بما وإِنما يُوصَلُ إِذا كان جزاء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي قول حَسَّانَ:

إِنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَديثٌ،

فبما يأْكُلُ الحَدِيثُ السِّمِينا

قال: فبما أَي رُبَّما. قال أَبو منصور: وهو مَعْروف في كلامهم قد جاءَ

في شعر الأَعشى وغيره. وقال ابن الأَنباري في قوله عز وجل: عَما قَلِيل

ليُصْبحُنَّ نادِمينَ. قال: يجوز أَن يكون معناه عَنْ قَليل وما

تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون المعنى عن شيءٍ قليل وعن وَقْتٍ قليل فيصير ما اسماً

غير تَوكيد، قال: ومثله مما خَطاياهُمْ، يجوز أَن يكون من إِساءَة خَطاياهم

ومن أَعْمال خَطاياهم، فنَحْكُمُ على ما من هذه الجِهة بالخَفْض،

ونَحْمِلُ الخَطايا على إِعرابها، وجَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا

المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكذلك فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهم، معناه

فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وما تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون التأْويل

فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم.

والماءُ، المِيمُ مُمالةٌ والأَلف مَمْدُودةٌ: حكاية أَصْواتِ الشاءِ؛

قال ذو الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَهُ

داعٍ يُناديه، باسْم الماء، مَبْغُومُ

وماءِ: حكايةُ صوتِ الشاةِ مبني على الكسر. وحكى الكسائي: باتَتِ الشاءُ

ليلَتَها ما ما وماهْ وماهْ

(*قوله« ما ما وماه ماه» يعني بالامالة

فيها.) ، وهو حكاية صوتها. وزعم الخليل أَن مَهْما ما ضُمَّت إِليها ما

لَغْواً، وأَبدلوا الأَلف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون كإِذْ ضُمَّ إِليها

ما؛ وقول حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَوْنُه

شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس

(* قوله «المخلس» أي المختلط صفرته بخضرته، يريد اختلاط الشعر الأبيض

بالأسود، وتقدم انشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس، وفي الصحاح هنا

المحول.)

يعني إِن تَرَيْ رأْسي، ويدخُل بعدها النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كقولك:

إِما تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً، ولو حذفت ما لم تقل إِلاَّ إِنْ لم

تَقُمْ أَقُمْ ولم تنوّن، وتكون إِمّا في معنى المُجازاة لأَنه إِنْ قد

زِيدَ عليها ما، وكذلك مَهْما فيها معنى الجزاء. قال ابن بري: وهذا مكرر

يعني قوله إِما في معنى المُجازاة ومهما. وقوله في الحديث: أَنْشُدُكَ بالله

لَمَّا فعلت كذا أَي إِلاَّ فَعَلْته، وتخفف الميم وتكون ما زائدة،

وقرئ بهما قوله تعالى: إِنَّ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافظ؛ أَي ما كلُّ

نَفْسٍ إِلا عليها حافظ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ.

مَا
: ( {مَا) : قالَ اللَّحْياني: مُؤَنَّثَة وَإِن ذُكِّرَتْ جازَ.
وَقد أَلَّفَ فِي أَنْواعِها الإمامُ أَبو الحُسَيْن أَحمدُ بنُ فارِس بنِ زَكَريَّا رِسالَةً مُسْتقلةً، ونحنُ نُوردُ لكَ إنْ شاءَ اللهاُ تَعَالَى خُلاصَتَها فِي أَثْناءِ سِياقِ المصنِّفِ.
(تأْتي اسِميَّةً وحَرْفِيَّةً. فالاسمِيَّةُ ثلاثَةُ أَقْسام.
(الأوَّلُ) : تكونُ (مَعْرِفَةً) بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ لَها مِن صِلَةٍ كَمَا لَا بُدَّ للَّذي مِن صِلَةٍ، (وتكونُ ناقِصَةً) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِند الله باقٍ} ؛ و) تكونُ (تامَّةً وَهِي نَوعانِ: عامَّةٌ وَهِي مُقَدَّرَةٌ بقَوْلِكَ الشيءَ، وَهِي الَّتِي لم يَتَقَّدَمْها اسمٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنْ تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هِيَ} ، أَي فَنِعْمَ الشَّيءُ هِيَ) ، وقيلَ: التَّقْديرُ فِي الآيةِ: فنِعْمَ الشيءُ شَيْئا إبداؤُها فحُذِفَ الإبْداءُ وأُقِيم المَكْنيُ مقامَه أَعْنِي هِيَ فَمَا حينَئِذٍ نَكِرَة؛ قالَهُ ابنُ فارِس. (وخاصَّةً: وَهِي الَّتِي يَتَقَدَّمُها ذلكَ ويُقَدَّرُ مِن لَفْظِ ذلكَ الاسْمِ، نحوُ) قولِهم: (غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا أَي نِعْمَ الغَسْلُ) .
(الْقسم (الثَّاني) مِن الأَقْسامِ الثَّلاثَةِ: تكونُ (نَكِرَةً مُجَرّدَة عَن معْنَى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصَةً وَهِي المَوْصوفةُ) ؛ وقالَ الجَوْهرِي: يَلْزَمُها النَّعْت (وتُقَدَّرُ بقَوْلِكَ شيءٍ نحْو: مَرَرْتُ} بِمَا مُعْجِبٍ لكَ أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لكَ؛يضْرب مثلا شَيْئا بَعوضَة فَشَيْئًا قَالَ وَمن النكرَة قَوْله ربَّما تكره النُّفُوسُ مِن الأَمْرِ.
فَمَا هَذِه نَكِرَةٌ تَقْديرُه رُبَّ شيءٍ تَكْرَهه. (وَإِذا أَرادُوا المُبالَغَةَ فِي الإِخْبارِ عَن أَحَدٍ بالإكْثارِ مِن فِعْلٍ كالكِتابَةِ قَالُوا: إنَّ زَيْداً {مِمَّا أَن يَكْتُبَ، أَي أَنَّه مَخْلُوقٌ مِن أَمْرِ، ذلكَ الأَمْرُ هُوَ الكِتابَةُ) .
(القسْمُ (الثَّالثُ) مِن الأقْسامِ الثَّلاثَةِ: (أَنْ تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معْنَى الحَرْفِ وَهِي نَوْعانِ) ؛ ذكرَ النَّوْع الأوَّل كَمَا تَرَى وَلم يذكر النَّوْع الثَّانِي إلاَّ بَعْد مَاذَا فليُتَنَبَّه لذلكَ؛ (أَحَدُهما: الاسْتِفْهامِيَّةُ ومَعْناها أَيُّ شيءٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا هِيَ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا لَوْنُها} ، وَقَوله تَعَالَى: {} وَمَا تِلْكَ بيَمِينكَ} . قالَ ابنُ برِّي: مَا يُسْأَلُ بهَا عَمَّا لَا يَعْقِل وَعَن صِفاتِ مَنْ يَعْقِل، تَقول: مَا عَبْدُ اللهاِ؟ فتقولُ: أَحْمَقُ أَو عاقِلٌ. وَقَالَ الأزْهرِي: الاسْتِفْهامُ! بِمَا، كَقَوْلِك: مَا قوْلُكَ فِي كَذَا؟ والاسْتِفْهامُ بِمَا مِن اللهاِ لعِبادِه على وَجْهَيْن: هُوَ للمُؤْمنِ تَقْرِيرٌ، وللكافِرِ تَقْريعٌ وتَوْبيخٌ، فالتَّقريرُ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ، لموسَى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمينِكَ يَا مُوسَى قالَ هِيَ عَصايَ} ، قَرَّره اللهُ أَنَّها عَصا كَراهَة أَنْ يَخافَها إِذا حوَّلَها حَيَّةً، قَالَ: وتَجِيءُ مَا بمعْنَى أَيّ كقولِه، عزَّ وجلَّ: {ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا مَا لَوْنُها} ، المَعْنى أَيُّ شيءٍ لَوْنُها، وَمَا فِي هَذَا المَوْضِعِ رَفْعٌ لأنَّها ابْتِداءٌ ورَافِعُها قولُه لَوْنُها. وَقَالَ ابنُ فارِس: الاسْتِفْهامُ {عَمَّا يَعْقِل} وعَمَّا لَا يَعْقِل إِذا قالَ القائِلُ: مَا عنْدَكَ مُسْتفهماً؟ فجوابُه: الإخبارُ بِمَا شاءَ المُجِيبُ مِن قوْلِه رَجُلٌ أَو فَرَسٌ أَو غَيْر ذلكَ مِن سائِرِ الأنواعِ، فأَما أَنْ يقولَ زَيْدٌ أَو عَمْرٌ وفلا يَجوزُ ذلكَ، وناسٌ قد أَوْمَأوا إِلَى إجازَتِه على نِيَّةِ أَن تكونَ مَا بمعْنَى مَنْ؛ وسَيَأْتي تَفْصِيلُ ذلكَ آخِرَ التَّرْكيبِ. (ويَجبُ حَذْفُ أَلِفِها) ، أَي إِذا كانتْ اسْتِفْهامِيَّةً تأْتي مَحْذوفَةَ الألِفِ، (إِذا جُرَّتْ) ، أَي جَرَرْتها بحَرْفٍ جارَ، (وإبْقاءُ الفَتْحةِ) على مَا قَبْل المَحْذُوفِ لتكونَ (دَلِيلاً عَلَيْهَا) ، أَي على الألِفِ المَحْذوفَةِ، ( {كفِيمَ} وإِلام {وعَلامَ) } ولِمَ {وبِمَ وعمَّ، (ورُبَّما تَبِعَتِ الفتحةُ الأَلِفَ فِي الشِّعْرِ) ضَرُورةً (نحوُ) قولِ الشاعرِ:
(يَا أَبَا الأَسْوَدٍ} لِمْ خَلَّفْتَنِي بسكونِ المِيم.
(وَإِذا رُكِّبَت مَا الاسْتِفْهامِيَّةُ مَعَ ذَا) للإشارَةِ (لم تُحْذَفْ أَلِفُها) .
ثمَّ شرعَ فِي بَيانِ! مَاذَا وَإِنَّمَا لم يفردْ لَهُ تَرْكيباً مُسْتَقلاًّ لكَوْنه مُرَكَّباً مِن مَا وَذَا، وَلذَا ذَكَرَه بعضُ الأَئِمةِ فِي تَرْكيبِ ذَا فقالَ: (وماذا: تأْتي على أَوْجُهٍ:.
(أَحدُها) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا إشارَةً نحوُ) قَوْلهم: (! مَاذَا التَّوانِي) ، و (مَاذَا الوُقوفُ) ، تَقْديرُه: أَيّ شيءٍ هَذَا التَّواني وَهَذَا الْوُقُوف.
(الثَّانِي:) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا مَوْصولةً، كقولِ لبيدٍ:
(أَلا تَسْأَلانِ المَرْء مَاذَا يُحاوِلُ (أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ (الثَّالث: يكونُ مَاذَا كُلّه اسْتِفْهاماً على التَّرْكِيبِ كقولِكَ: لماذا جِئْتَ.
(الَّرابعُ: أَنْ يكونَ مَاذَا كُلُّه اسمَ جِنْسٍ بمعْنَى شيءٍ أَو بمعْنَى الَّذِي) ، قَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فتقولُ: خَيْرٌ وخَيْراً، الرَّفْعُ على مَعْنى الَّذِي صَنَعْت خَيْرٌ، وكَذلكَ رفع قَول الله، عزَّ وجلَّ: {ويَسْألُونَك مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوُ} ، أَي الَّذِي يُنْفِقُونَ هُوَ العَفْوُ مِن أَمْوالِكُم. وَقَالَ الزجَّاج: مَعْنى مَاذَا يُنْفِقُونَ على ضَرْبَيْن: أَحدُهما: أنْ يكونَ ذَا فِي معْنَى الَّذِي ويكونَ يُنْفِقُونَ مِن صِلَتِه، المَعْنَى يَسْأَلُونَك أَيُّ شَيْء، يُنْفِقُونَ، كأَنَّه بَيَّنَ وجْهَ الَّذِي يُنْفِقُون لأنَّهم يَعْلمونَ مَا المُنْفَق، ولكنَّهم أَرادُوا عِلم وَجْهِه، قالَ: وجائِزٌ أَنْ يكونَ مَا مَعَ ذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ، وَيكون المَوْضِعُ نَصْباً بيُنْفِقُون، المَعْنى أَيُّ شيءٍ، يُنْفِقُونَ، قالَ: وَهَذَا إجْماعُ النَّحويِّين، وكذلكَ الأوَّل إجْماعٌ أَيْضاً، وَقَوْلهمْ: مَا وَذَا بمنْزلَةِ اسْمٍ واحِدٍ (كَقَوْلِه:
(دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سأَتَّقِيهِ (ولكِن بالمُغَيَّبِ فنَبِّئينِي) ويُرْوى: وَلَكِن بالمغيب نَبِّئينِي، ويُرْوى: خَبِّرِيني، كأَنّه بمعْنَى دَعِي الَّذِي عَلِمْت.
وَقَالَ ابنُ فارِس: فأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {مَاذَا أَنْزلَ رَبّكُم} ؟ فقالَ قَوْمٌ: مَا وَذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ. وقالَ آخَرُونَ: ذَا بمعْنَى الَّذِي مَعْناهُ مَا الَّذِي أنزلَ رَبُّكُم.
(وتكونُ مَا زائِدةً وذَا إشارَةً نحوُ) قولِ الشَّاعرِ، هُوَ مالِكُ ابنُ زغبةَ الباهِليّ:
(أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَروقُ)
(وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكثٌ حَذِيقُ أَرادَ: سرع فخفَّف، والمَعْنى أَنَوْراً ونفاراً يَا فَروقُ، فَمَا صِلَةٌ أَرادَ سَرْعَ ذَا نَوْراً، وَقد ذُكِرَ فِي سرع.
(وتكونُ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا زائِدَةً فِي نحوِ) قَوْلك: (ماذَا صَنَعْتَ) ، أَي أَيُّ شيءٍ صَنَعْتَ.
قُلْتُ: وَمِنْه قولُ جرير:
يَا خزر تَغْلب مَاذَا بالَ نِسْوتُكُم قَالَ ابنُ فارِسِ: فليسَ ذَا بمنْزِلَةِ الَّذِي وَلَا يَصْلحُ مَا الَّذِي بالَ نِسْوتُكم، وَكَانَ ذَا زِيادَةً مُسْتَغْنًى عَنْهَا إلاَّ فِي إقامَةِ وَزْنِ الشِّعرْ.
(وتكونُ مَا شَرْطِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ) ، هَذَا هُوَ النَّوعُ الثَّانِي للنَّكِرَةِ المُضَمَّنَة معْنَى الحَرْف نَحوُ قَوْله تَعَالَى: {مَا تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ااُ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسأْها} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا يَفْتَحُ ااُ للناسِ مِن رَحْمةٍ فَلَا مُمْسِك لَها وَمَا يُمْسِك فَلَا مُرْسِل لَهُ} . (أَو زَمانِيَّةً) : كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} ؛ قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ شَرْطاً وجَزاءً فكقولِ المُتكلِّم: مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ، قَالَ عُلماؤُنا: مَوْضِعُها مِن الإعْرابِ حَسَبَ العامِلِ، فإنْ كانَ الشَّرْطُ فعْلاً لَا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعولٍ فمَوْضِعُ مَا رَفْعٌ، يقولُ البَصْريون: هُوَ رَفْعٌ بالابْتِداءِ، ويكونُ رَفْعاً عنْدَنا بالغَايَةِ، وَإِن كانَ الفِعْلُ مُتعدِّياً كانتْ مَا مَنْصوبَةً، وَإِن دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ خَفْضٍ أَو أُضِيفَ إِلَيْهِ اسْمٌ فَهُوَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ.
(وأَمَّا أَوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ) ؛ لمَّا فَرَغَ مِن بَيانِ مَا الاسْمِيَّة شَرَعَ يَذْكُر مَا الحَرْفِيَّة ووُجُوهَها الأَرْبَعةَ، وَهِي: أَنْ تكونَ نافِيَةً، وأنْ تكونَ مَعَ الفِعْلِ بِمنْزِلَةِ المَصْدَر، وأَنْ تكونَ زائِدَةً، وأنْ تكونَ كافَّةً؛ فقالَ:
(فأَحدُها: أَنْ تكونَ نافِيَةً) للحالِ نحوُ: مَا يَفْعَل الآنَ، وللماضِي القَرِيبِ مِن الحالِ نَحْو: مَا فَعَل، وَلَا يَتَقَدَّمُها شيءٌ ممَّا فِي حَيِّزِها، فَلَا يقالُ: مَا طَعامُك يَا زَيْد آكُل خِلافاً للكُوفِيِّين، وَنَحْو قولِ الشاعرِ:
إِذا هِيَ قامَتْ حاسراً مُشْمَعِلَّةً
نَخيبُ الفُوادِ رأْسُها مَا تَقْنعُمع شُذوذهِ مُحْتَمل للتَّأْوِيلِ. (فإنْ ادخلت على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أَعْمَلَها الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنّجْديُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ) عنْدَ أَئِمَّةِ النَّحْو فِي كُتْبِهم وَفِي الصِّحاح: فإنْ جَعَلْتها حَرْفَ نَفْيٍ لم تُعْمِلْها فِي لُغَةِ أهْلِ نَجْدٍ لأنَّها دَوَّارةٌ، وَهُوَ القِياسُ، وأَعْمَلْتَها فِي لغةِ أَهْلِ الحِجازِ تَشْبيهاً بليسَ (نحوُ) : مَا زَيْدٌ خارِجاً، وقَوْله تَعَالَى: {مَا هَذَا بَشَراً} ) ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا هُنَّ أُمَّهاتِهِم} قالَ ابنُ فارِس: قولُ العَرَبِ. مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً فِيهِ لُغتانِ: مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً، وَمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، فمَنْ نَصَبَ فلأنَّه أَسْقَطَ الباءَ أَرادَ بمُنْطَلقٍ: فلمَّا ذهَبَتِ الباءُ انْتَصَب، وقومٌ يَجْعلُون مَا بمعْنَى ليسَ كأنَّه ليسَ زَيْدٌ مُنْطلقاً. (ونَدَرَ تَرْكِيبُها مَعَ النَّكِرَةِ تَشْبِيهاً بِلا كقولِه) ، أَي الشَّاعرِ:
( {وَمَا بأْسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً (قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها (وَقد يُسْتَثْنَى} بِمَا) ، قَالَ ابنُ فارِس: وذَكَرَ لي أَبي عَن أَبي عبد اللهاِ محمدِ بنِ سَعْدان النّحَوي قالَ: تكونُ مَا بمعْنَى إلاَّ فِي قولِ العَرَبِ: (كلُّ شيءٍ مَهَهٌ مَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، أَي إلاَّ النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، هَذَا كَلامُه، وَقد يُرْوَى مَهَاهُ ومَهَاهَة؛ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي حرف الهاءِ هَذَا المَثَلَ بخِلافِ مَا أَوْرَدَه هُنَا، فإنَّه قالَ: مَا خَلاَ النِّساءِ وذِكْرَهُنَّ، وذَكَرْنا هُنَاكَ أَنَّ ابنَ برِّي قالَ: الرِّوايَةُ بحَذْفِ خلا، وقولُ شيْخِنا أنَّه مَنْصوبٌ بعَدَا محذوفة دلَّ عَلَيْهَا المقامُ وَلَا يُعْرَفُ اسْتِعْمالُ مَا فِي الاسْتِثْناءِ، انتَهَى، غَيْرُ صَحِيح لمَا قدَّمْناه عَن ابنِ فارِس، ويدلُّ لَهُ رِوايَةُ بعضِهم: إلاَّ حدِيثَ النِّساءِ، وَقد مَرَّ تَفْصِيلُه فِي حرْفِ الهاءِ فراجِعْه.
(وتكونُ) مَا (مَصْدَرِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {عَزيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمِكُم} .
(وزَمانِيَّةً نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا دُمْتُ حَيًّا} ، وَقَوله تَعَالَى: {فاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ مَعَ الفِعْل: بِمَنْزِلَةِ المَصْدَر وذلكَ قَوْلك: أَعْجَبَني مَا صَنَعْت، أَي أَعْجَبَني صُنْعَك، وَتقول: ائْتِني بَعْدَما تَفْعَل ذاكَ، أَي بَعْدَ فِعْلِكَ ذاكَ. وقالَ قوْمٌ مِن أَهْلِ العَرَبيَّةِ: ومِن هَذَا البابِ قولُهم: مَرَرْتُ برَجُلٍ مَا شِئْتَ مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وتَأْوِيلُه مَرَرْتُ برَجُلٍ مشيئك مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وَمِنْه قولُكَ: أَتانِي القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً فَمَا مَعَ عَدا بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ، وتَأْوِيلُه: أَتانِي القَوْمُ مُجاوَزَتهم زَيْداً لأنَّ عَدا أَصْلُه المُجاوَزَة، مِثْلُه فِي الكَلامِ كَثِيراً جَلَسَ مَا جلَسْت، وَلَا أُكَلّمُه مَا اخْتَلَفَ الملوان؛ وَقَوله تَعَالَى: {، مَا دُمْت فيهم} ، وَلَا بُدَّ أَن يكونَ فِي قَوْلهم اجْلِسْ مَا جَلَسْت إضْمارٌ لزَمانٍ أَو مَا أَشْبَهه، كأنَّك قُلْتَ اجْلِسْ قَدْرَ جلوسِك أَو زَمانَ جلوسِك؛ قَالُوا: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كلَّما أَضَاءَ لَهُم مَشوافيه} ، و {كلّما أَوْقَدُوا نَارا} ، و {كلّما خَبَتْ زدْناهُم سَعِيراً} ، حَقِيقَةُ ذلكَ أَنَّ مَا مَعَ الفِعْلِ مَصْدرٌ ويكونُ الزَّمانُ مَحْذوفاً، وتَقْديرُه كلُّ وقْتِ إضاءَةٍ مشوافيه. وأَمَّا قولهُ تَعَالَى: {فاصْدَعْ! بِمَا تُؤْمَرُ} ، فمُحْتَمل أَنْ يكونَ بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ مِن أَنْ يكونَ مَعَه عائِدٌ كأنَّه قالَ بِمَا تُؤْمَرُ بِهِ، ويُحْتَمَل أنْ يكونَ الفِعْلُ الَّذِي بَعْدَ مَا مَصْدراً كأَنَّه قالَ فاصْدَعْ بالأمْرِ.
(وتكونُ مَا زائِدَةً، وَهِي نَوْعانِ: كافَّةٌ وَهِي على ثلاثَةِ أَنْواعٍ:
(كافَّةٌ عَن عَمَلِ الرَّفْعِ وَلَا تَتَّصِلُ إلاَّ بثَلاثَةِ أَفْعالٍ قَلَّ وكثُرَ وطالَ) ، يقالُ: قلَّما وَكثر مَا وطالَما؛.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وَهِي المُتَّصِلَةُ بإنَّ وأَخَواتِها) وَهِي: أَنَّ، بالفَتْح، ولكنَّ وكأنَّ ولَيْتَ ولعلَّ، وتُسَمى هَؤُلاء السِّتَّة المُشَبَّهَة بالفِعْلِ، مِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {إنَّما ااُ إلهٌ واحِدٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {إنَّما أَنتَ مُنْذرٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {كأنَّما يُساقُونَ إِلَى المَوْتِ} ؛ وتقولُ فِي الكَلامِ: كأنَّما زَيْدٌ أَسَدٌ، ولَيْتما زَيْدٌ مُنْطلقٌ؛ ومِن الْبَاب: {إنَّما يَخْشَى ااَ مِن عِبادِه العُلماءُ} ، و {إنَّما نملي لَهُم ليَزْدادُوا إثْماً} . قَالَ المبرِّدُ وَقد تأْتي مَا لمنْعِ العامِلِ عَمَله وَهُوَ كقولِكَ: كأنَّما وَجْهُك القَمَرُ، وإنَّما زَيْدٌ صَدِيقُنا. وَقَالَ الأزْهري: إنّما قالَ النّحويّون إنَّ أَصْلَ إنّما مَا مَنَعَتْ إنَّ مِن العَمَلِ، ومَعْنى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ، كَقَوْلِه: وإنَّما يُدافِعُ عَن أحْسابِهم أَنا أَو مثْلِي.
المَعْنى مَا يُدافِعُ عَن أحْسابهم إلاَّ أَنا أَو مَنْ هُوَ مِثْلي.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ الجَرِّ وتَتَّصِلُ بأَحْرُفٍ وظُروفٍ فالأَحْرُفُ رُبَّ) ورُبَّتَ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {رُبَّما يَوَدُّ الذينَ كَفَرُوا} ، فرُبَّ وُضِعَتْ للأسْماءِ فلمّا أُدْخِل فِيهَا مَا جُعِلَتْ للفِعْل؛ وَقَالَ الشاعرُ:
(رُبَّما أوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ (تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ) أَوْفَيْتُ: أَشْرَفْتُ وصَعَدْتُ فِي عَلَمٍ أَي على جَبَلٍ، والشَّمالاتُ: جَمْعُ شمالٍ، وَهِي الرِّيحُ الَّتِي تهبُّ من ناحِيَةِ القُطْبِ وَهُوَ فاعِلُ تَرْفَعَنْ، والجُمْلةُ فِي محلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِن فاعِلِ أَوْفَيْتُ؛ وكقولِ الشاعرِ:
ماوِيَّ يَا ربَّمَا غارةٍ
شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يُريدُ يَا رُبَّتَ غارَة، ورُبَّما أُعْمِلَت رُبّ مَعَ مَا، وكقولِ الشَّاعرِ:
رُبَّما ضَرْبَةٍ بسَيْفٍ صَقِيلٍ
دُونَ بُصْرَى بطَعْنَةٍ نَجْلاءَ (والكافُ) : كَقَوْل الشَّاعرِ:
( {كَمَا سَيْفُ عَمْرٍ وَلم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ يُريدُ: كسَيْفِ عَمْرٍ و.
(والباءُ) : كقولِ الشاعرِ:
(فَلَئِنْ صِرْتَ لَا تُحِيرُ جَواباً (} لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ) (ومِن) ، نحوُ: إنِّي لمِمَّا أَفْعَل؛ قالَ المبرِّدُ: أُرِيدَ لرُبَّما أَفْعَل؛ وأَنْشَدَ:
(وإنَّا! لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً)
على رأْسِه تُلْقِي اللِّسانَ مِن الفَمِ (والظّروفُ: بَعْدُ) ، كقولِ الشَّاعرِ، وَهُوَ المرَّارُ الفَقْعَسيُّ يخاطِبُ نَفْسَه: (أَعَلاقَةً أُمَّ الوَلِيدِ بعدَما 2 أفْنانُ رأْسِكِ كالثُّغامِ المُخْلِسِ (وبَيْنَ) : كقولِ الشَّاعرِ:
(بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعاً (إِذْ أَتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ (و) الَّزائِدَةُ (غَيْرُ الكافَّةِ نَوْعان: عِوَضٌ) عَن فِعْلٍ (وغَيْرُ عِوَضٍ. فالعِوَضُ فِي مَوْضِعَيْن: أَحدُهما: فِي قَوْلِهِم: {أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ) مَعَك، كأنَّه قالَ إِذا صِرْتَ مُنْطلقاً، وَمن ذلكَ قولِ الشَّاعرِ:
أَبا خراشة أَما أَنْتَ ذَا نَفَرٍ
فإنَّ قَوْمِي لم تَأْكُلْهم الضَّبُعكأنَّه قَالَ: أَأنْ كُنْتَ ذَا نَفَرٍ. (والثَّاني) : فِي قَوْلِهِم: (افْعَلْ هَذَا} إمَّا لاَ، ومَعْناهُ إنْ كُنْتَ لَا تَفْعَلُ غيرَهُ) ، فَهُوَ يدلُّ على امْتِناعِهِ مِن فِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ. وَقَالَ الجَوْهرِي فِي تَرْكيبِ لَا وقَوْلهم: إمَّا فافْعَلْ كَذَا بالإمَالَةِ أَصْلُه إنْ لَا وَمَا صِلَةٌ، ومَعْناهُ إنْ لَا يَكُنْ ذلكَ الأَمْر فافْعَلْ كَذَا. وَفِي اللُّبابِ: وَلَا لنَفْي الاسْتِقْبالِ نَحْو: لَا تَفْعَل، وَقد حُذِفَ الفِعْل فجرَتْ مَجْرَى النَّائِب فِي قوْلِهم: افْعَلْ هَذَا! إمّا لَا وَلِهَذَا أمالُوا أَلِفَها، انتَهَى. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وَقد أَمالَتِ العَرَبُ لَا إمالَةً خَفِيفَةً، والعَوامُّ يُشْبِعونَ إمالَتَها فتَصِيرُ أَلِفُها يَاء، وَهُوَ خَطَأٌ، وَهَذِه كَلمةٌ تَرِدُ فِي المُحاوَراتِ كَثِيراً، وَقد جاءَتْ فِي غيرِ مَوْضِعٍ مِن الحديثِ، ومِن ذلكَ فِي حديثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: (إمَّا لَا فَلَا تَبايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمَرِ) ؛ وَفِي حديثِ جابِرٍ: (رأَى جَمَلاً نادًّا فقالَ: لمَنْ هَذَا الجَمَلُ؟ وَفِيه: فقالَ: أَتبِيعُونَه؟ قَالُوا: لَا بل هُوَ لَكَ، فَقَالَ: إِمَّا لَا فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُه) . قَالَ الأزْهري: أَرادَ إنْ لَا تَبِيعُوه فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ، وَمَا صِلَةٌ، والمَعْنى: إلاَّ فوُكَّدَتْ بِمَا، وإنْ حَرْفُ جَزاءٍ هُنَا. قَالَ أَبو حاتِمٍ: الْعَامَّة رُبَّما قَالُوا فِي مَوْضِعِ افْعَلْ ذلكَ إِمَّا لَا افْعَلْ ذلكَ بارى، وَهُوَ فارِسِيٌّ مَرْدودٌ، والعامة تقولُ أَيْضاً: أُمَّالي فيَضُمُّونَ الألِفَ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، قالَ: والصَّوابُ إمَّا لَا غَيْرُ ممالٍ لأنَّ الأدواتَ لَا تُمالُ.
قُلْتُ: وتبدلُ العامَّةُ أَيْضاً الهَمْزَةَ بالهاءِ مَعَ ضَمِّها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قولُهم: إِمَّا لَا فافْعَلْ كَذَا، إنَّما هِيَ على مَعْنى إنْ لَا تَفْعَلْ ذلكَ فافْعَلْ ذَا، ولكنَّهم لمَّا جَمَعُوا هَؤُلاء الأَحْرُفَ فصِرْنَ فِي مَجْرَى اللَّفْظِ مُثقلة فصَارَ لَا فِي آخرِها، كأنَّه عَجُزَ كَلِمةٍ فِيهَا ضَمِيرُ مَا ذكَرَت لَكَ فِي كَلامٍ طَلَبْتَ فِيهِ شَيْئا فرُدَّ عَلَيْك أَمْرُكَ فقُلْت! إمَّا لَا فافْعَلْ ذَا. وَفِي المِصْباح: الأَصْلُ فِي هَذِه الكَلِمةِ أنَّ الرَّجُلَ يَلْزمُه أَشْياءٌ ويُطالبُ بهَا فيَمْتَنع مِنْهَا فيَقْنع مِنْهُ ببعضِها، وَيُقَال لَهُ إمَّا لَا فافْعَلْ هَذَا، أَي إنْ لم تَفْعَل الجَمِيع فافْعَلْ هَذَا، ثمَّ حُذِفَ الفِعْل لكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ وزِيدَتْ مَا على إنْ تَوْكيداً لمَعْناها. قالَ بعضم: وَلِهَذَا تُمالُ لَا هُنَا لنِيابَتِها عَن الفِعْلِ كَا أُمِيلَتْ بَلَى وَيَا فِي النِّداءِ، ومِثْلُه: مَنْ أَطاعَكَ فأَكْرِمْه وَمن لَا فَلَا تَعْبَأْ بِهِ، وَقيل: الصَّوابُ عَدَمُ الإمالَةِ لأنَّ الحُروفَ لَا تُمالُ. .
(وغَيْرُ العِوَضِ) عَن الفِعْل، (يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ نحوُ: شَتَّانَ مَا زَيْدٌ وعَمْرٌ و) ، وشَتَّانَ مَا هُما، وَهُوَ ثابِتٌ فِي الفَصِيحِ وصَرَّحُوا بأنَّ مَا زائِدَةٌ، وزَيْد فاعِلُ شَتَّانَ، وعَمْرٌ وعَطْفٌ عَلَيْهِ؛ وشاهِدُه قولُ الأعْشى:
شَتَّانَ مَا يَومي على كُورِها
ويومُ حيّانَ أخي جابرِكذا فِي أَدَبِ الكِتابِ لابنِ قتيبَةَ. وأَمَّا قولُهم شَتَّانَ مَا بَيْنهما، فأثْبَتَه ثَعْلَب فِي الفَصِيح، وأَنْكَرَه الأصْمعي، وتقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي شتت. (وقولُه) ، أَي مُهَلْهلُ بنُ ربيعَةَ أَخي كليبٍ لمَّا نزلَ بعدَ حَرْبِ البَسُوس فِي قَبائِل جنب فحَطَبُوا إِلَيْهِ أُخْتَه فامْتَنَعَ فأَكْرَهُوه حَتَّى زَوّجَهم وَقَالَ:
أنكَحَها فقْدُها الأراقمَ فِي
جَنْبٍ وَكَانَ الخِبَاءُ من أَدَمِ (لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها (ضرج مَا أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ) هان على تَغْلبَ الَّذِي لقيتْ
أُخْت بَني المالكينَ مِن جُشَمِلَيْسُوا بأَكْفائِنا الكِرام وَلَا
يُغْنون من غلَّةٍ وَلَا كرمِ (وبعدَ النَّاصِبِ الَّرافِعِ) كقولِكَ: (لَيْتَما زَيْدٌ قائِمٌ.
(وبعدَ الجازِمِ) ، كقولهِ تَعَالَى: { {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ) مِن الشَّيْطانِ نَزْغ فاسْتَعِذْ بااِ} ، وَقَوله تَعَالَى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} فلَّهُ الأَسْماء الحُسْنَى، وُصِلَ الجَزاء بِمَا، فَإِذا كانَ اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ بِمَا وإنَّما يُوصَلُ إِذا كانَ جَزاءً.
(وبعدَ الخافِضِ حَرْفاً كانَ) ، كقولهِ تَعَالَى: {} فَبِما رَحْمَةٍ مِن اللهِ} ) لِنْتَ لَهُم، وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {فَبِما نَقْضِهم مِيثَاقَهم} ؛ وَقَوله تَعَالَى: { {ممَّا خطيآتهم} . وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي فِي قولِه، عزَّ وجلَّ {} عَمَّا قَلِيلٍ ليُصْبحُنَّ نادِمِينَ} : يجوزُ أَنْ يكونَ عَنْ قَلِيلٍ وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ المعْنى عَن شيءٍ، قَلِيلٍ وَعَن وَقْتٍ قَلِيلٍ فيكونُ مَا اسْماً غَيْر تَوْكِيدٍ، ومِثْلُه { {ممَّا خَطَاياهُمْ} ، يَجوزُ أَنْ يكونَ مِن إساءَةِ خَطَاياهُمْ ومِن أَعْمال خَطاياهُم، فتحْكُمُ على مَا مِن هَذِه الجِهَةِ بالخَفْضِ، وتحْمِلُ الخَطايَا على إعْرابِها، وجَعَلْنا مَا مَعْرِفَةً لإِتْباعِنا المَعْرِفَةَ إيَّاها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكَذلكَ {} فَبِمَا نَقْضِهم مِيثاقَهم} ، وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ التَّأْوِيلُ فبِإساءَتِهم نَقْضِهم مِيثاقَهُم. وَقَالَ ابنُ فارِس: وكثيرٌ مِن عُلمائِنا يُنْكِرُونَ زِيادَةَ مَا ويقولونَ لَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي كتابِ اللهاِ، جلَّ عِزّهُ، حَرْفٌ يَخْلو مِن فائِدَةٍ ولَها تَأْوِيل يَجوزُ أَنْ يكونَ جِنْساً مِن التَّأْكِيدِ، ويَجوزُ أَن يكونَ مُخْتصراً مِن الخِطابِ وتَأْوِيلُه فِبما أَتَوه مِن نَقْضِ المِيثاقِ، وتكونُ الباءُ فِي معْنى مِن أَجْل، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَالَّذين هُم بِهِ مُشْرِكُون} ، أَي مِن أَجْلِه وَله.
(أَو اسْماً) ، كقولهِ تَعَالَى: {أَيَّما الأَجَلَيْنِ) قَضَيْت} ، تَقْديرُه أَيْ الأَجَلَيْن.
(وتُسْتَعْملُ مَوْضِعَ مَنْ) ، كقولهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنْكِحوا مَا نَكَحَ آباؤُكُم} مِن النِّساءِ إلاَّ مَا قد سَلَفَ، التَّقديرُ مَنْ نَكَحَ؛ وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {فانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ} ، مَعْناهُ مَنْ طابَ لَكُم؛ نقلَهُ الأزْهري. قَالَ ابنُ فارِس: ومِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {ويَعْبِدُونَ مِن دُون ااِ مَا لَا يَضرُهم وَلَا يَنْفَعُهم} فَوحد، ثمَّ قَالَ: {وَيَقُولُونَ: هَؤُلاء شُفَعاؤُنا عنْدَ ااِ} ، فجرَتْ مَا مَجْرَى مَنْ فإنَّها تكونُ للمُفْرد والجَمْع، قَالَ: وحدَّثني عليُّ بنُ إِبْرَاهِيم عَن جَعْفرِ بنِ الحارِثِ الأسَدِي عَن أَبي حاتمٍ عَن أبي زيْدٍ أنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ: سُبْحانَ مَا يُسَبّح الرَّعْدُ بحَمْدِه.
(و) إِذا نَسَبْتَ إِلَى {مَا قُلْتَ: مَوَوِيٌّ.
و (قَصِيدَةٌ} مَوَوِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ: آخِرُها مَا) . وَحكى الكِسائي عَن الرُّؤَاسِي: هَذِه قَصِيدَةٌ} مائِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تُبْدَلُ مِن أَلِفِ مَا الهاءُ؛ قَالَ الراجزُ:
قدْ وَرَدَتْ مِن أَمْكِنَهْمِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إنْ لم أُروّها} فَمَهْ يُريدُ: فَمَا، وَقيل: إنَّ مَهْ هُنَا للزَّجْرِ أَي فاكْفُفْ عنِّي؛ قالَهُ ابنُ جنِّي؛ وَقَالَ أَبُو النّجْم:
مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِ! مَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَوْمِ عِنْدَ الغَلْصَمَتْ وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ أَرادَ: وبَعْدِما أَبْدَلَ الألِف هَاء، فلمَّا صَارَتْ فِي التَّقْدير وبَعْدمَهْ أَشْبَهَت الهاءُ هاءَ التَّأْنيثِ فِي نَحْو مَسْلَمَة وطَلْحَةَ، وأَصْلُ تِلْكَ إنَّما هُوَ التاءُ، فشبَّه الهاءَ فِي وبَعْدِمَهْ بهاءِ التأْنِيثِ فوَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ كَمَا وَقَفَ على مَا أَصْله التَّاء بالتاءِ فِي الغَلْصَمَتْ، هَذَا قِياسُه.
وحَكَى ثَعْلب: مَوَّيْتُ مَاء حَسَنَةً: كَتَبْتُها.
والماءُ: الميمُ ممُالَةٌ والألفُ مَمْدودةٌ: أَصْواتُ الشاةِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي هُنَا، وَقد تقدَّمَ فِي حَرْفِ الْهَاء.
وابنُ مَا مَا: مَدينَةٌ؛ قالَ ياقوتُ هَكَذَا فِي كتابِ العمراني وَلم يزدْ:
مهمة
وفيهَا فوائِدٌ: (الأولى:) قولهُ تَعَالَى: {فَلَا تَعْلَم نَفْسٌ مَا أَخْفى لَهُم} ، قَالَ ابنُ فارِس: يمكِنُ أَن تكونَ بمعْنَى الَّذِي وتكونُ نَصْباً بتَعْلَم نَفْسٌ، ومَنْ جَعَلَها اسْتِفْهاماً وقَرَأَ مَا أخْفى بسكونِ الياءِ كانَ مَا نَصْباً بأَخْفى. قَالَ الفرَّاء: إِذا قُرِىءَ مَا أخْفى لَهُم وجُعِل مَا فِي مَذْهَب أَي كانتْ مَا رَفْعاً بأَخْفى لأنَّك لم تُسَمِّ فاعِلَه، ومَنْ قَرَأَ أخْفى بإرْسالِ الياءِ وجعلَ مَا فِي مَذْهبِ الَّذِي كانتْ نَصْباً، وزَعَمَ بعضُ أهْلِ البَصْرةِ أنَّ مَنْ قَرَأَ مَا أخْفى، فَمَا ابْتِداءٌ، وأخفى خَبَرُه، قَالَ وَلَا يكونُ رفعا بأخفى كَمَا إنَّا نقولُ: زَيْدٌ ضَرَبَ، لَا يكونُ زَيْدٌ رَفْعاً بضَرَبَ.
الثَّانِيَةُ:) قَالَ ابنُ فارِس: فِي كتابِ سِيبَوَيْهٍ كلمةٌ أُشْكِلَ مَعْناها، وَهُوَ قولهُ: مَا أغفلَه عَنْك شَيْئا أَي دَعِ الشَّكَّ، واضْطَرَبَ أَصْحابُه فِي تَفْسيرِه وَلَكِن سَمِعْتُ أَبي يقولُ: سأَلْتُ أَبا عبدِ اللهاِ مُحَمَّد بن سَعْدان البَصِير النّحوي بهَمَذان عَنْهَا فَقَالَ: أَمّا أَصْحابه مِن المبرِّدِ وغيرِهِ فَلم يُفَسِّروها، وذَكَرَ مِنْهُم ناسٌ أنَّ مَا اسْتِفْهامٌ فِي اللّفْظِ تَعَجُّبٌ فِي المَعْنى ويَنْتَصِبُ شَيْئا بكَلامٍ آخر، كأَنَّه قالَ: دَعْ شَيْئا هُوَ غَيْر مَعْنيَ بِهِ، ودَعَ الشَّكَّ فِي أنَّه غَيْر مَعْنيَ بِهِ، فَهَذَا أَقْرَبُ مَا قيل فِي ذلكَ.
الثَّالثة:) مَا قَدْ تكونُ زائِدَةً بَيْنَ الشَّرْط والجَزاءِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَأَما تَرين مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقولِي} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَما نذهَبن بكَ فإنَّا مِنْهُم مُنْتَقِمُون} ، المَعْنى أَن نَذْهَب بكَ، وتكونُ النونُ جُلِبَتْ للتَّأكِيدِ فِي قولِ بعضِ النّحويِّين، وجائِزٌ فِي الكَلامِ إِسْقاطُ النونِ؛ أنْشَدَ أَبو زَيْدٍ: زَعَمَتْ تماضر أنَّني إِمَّا أَمت
تسدّ ولشَوْهاء الأصَاغِر خُلَّتيالَّرابعةُ:) مَاذَا قَدْ تأْتي بمعْنَى التّكْثيرِ كَمَا أَثْبَته ابنُ حُبَيْش واستدلَّ لَهُ بنَحْو مائَةِ شاهِدٍ نقَلَها الْمقري فِي نَفْحِ الطِّيب، وأَغْفَلَها المصنِّفُ وأَكْثَر النَّحويِّين، وَلم يَعْلَقْ بذهْنِي مِن تِلْكَ الشواهِدِ إلاَّ قولَ الشاعرِ:
وماذا بمِصْر مِن المُضْحِكَاتِ فراجِعِ الكِتابَ المُذكورَ فإنَّه بَعُدَ عَهْدي بِهِ.
الْخَامِسَة:) ذُكِرَ فِي أَنْواعِ الكافَّةِ المُتَّصِلَةُ بالظُّروفِ مَا يَتَّصِلُ ببَعْدو بَيْنَ، وَقد تُكَفّ إِذْ وحيثُ بِمَا عَن الأضافَةِ، والأوَّل للزَّمانِ وَالثَّانِي للمَكانِ، ويَلْزمُهما النَّصْبُ كَمَا فِي اللَّبابِ.
السَّادِسَة: قد تَأْتي {فَبِما بمعْنَى رُبَّما، أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي قولَ حسَّان:
إنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَدِيثٌ
فبِما يأْكُلُ الحَدِيثُ السَّمِيناقال: فبِما أَي رُبَّما. قَالَ الأزْهري: وَهُوَ صَحِيحٌ مَعْروفٌ فِي كَلامِهم، وَقد جاءَ فِي شِعْر الأعْشى وغيرِه.

محا

(محا)
الشَّيْء محوا أذهب أَثَره فَهُوَ ممحو وَيُقَال محت الرّيح السَّحَاب والمطر الجدب وَالصُّبْح اللَّيْل وَالْإِحْسَان يمحو الْــإِسَاءَة
م ح ا: (مَحَا) لَوْحَهُ مِنْ بَابِ عَدَا وَرَمَى وَيَمْحَاهُ أَيْضًا (مَحْيًا) فَهُوَ (مَمْحُوٌّ) وَ (مَمْحِيٌّ) . وَ (امَّحَى) انْفَعَلَ مِنْهُ. وَ (امْتَحَى) لُغَةٌ فِيهِ ضَعِيفَةٌ. 
[محا] مَحا لوحه يَمْحوهُ مَحْواً، ويَمْحيهِ مَحْياً، ويَمْحاهُ أيضاً، فهو ممحى وممحو، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها، فأدغمت في الياء التى هي لام الفعل. وأنشد الاصمعي:

كما رأيت الورق الممحيا * وامحى انفعل منه، وامْتَحى لغةٌ فيه ضعيفة. ومَحْوَةُ: ريحُ الشمال، لأنَّها تذهب بالسَحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها ألف ولام. قال الراجز: قد بكرت محوة بالعجاج * فدمرت بقية الرجاج ويقال: تركت الأرض مَحْوَةً واحدةً، إذا طبَّقها المطر. والمِمْحاةُ: خِرقة يُزال بها المنى ونحوه. ومحو: اسم موضع، قال يعقوب: وأنشدني أبو عمرو : لتجر المنية بعد الفتى ال‍ * مغادر بالمحو أذلالها

محا: مَحا الشيءَ يَمْحُوه ويَمْحاه مَحْواً ومَحْياً: أَذْهَبَ

أَثَرَه. الأَزهري: المَحْوُ لكل شيء يذهب أَثرُه، تقول: أَنا أَمْحُوه

وأَمْحاه، وطيِّء تقول مَحَيْتُه مَحْياً ومَحْواً. وامَّحى الشيءُ يَمَّحِي

امِّحاءً، انْفَعَلَ، وكذلك امتَحى إِذا ذهب أَثرُه، وكره بعضهم امْتَحى،

والأَجود امَّحى، والأَصل فيه انْمَحى، وأَما امْتَحى فلغة رديئة. ومحَا

لَوْحَه يَمْحُوه مَحْواً ويَمْحِيه مَحْياً، فهو مَمْحُوٌّ ومَمْحِيٌّ،

صارت الواو ياء لكسرة ما قلبها فأُدغمت في الياء التي هي لام الفعل؛ وأَنشد

الأَصمعي:

كما رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا

قال الجوهري: وامْتَحى لغة ضعيفة.

والماحي: من أَسماء سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، مَحا الله به

الكفرَ وآثارَه، وقيل: لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن

الله.والمَحْوُ: السواد الذي في القمر كأَن ذلك كان نَيِّراً فمُحِي.

والمَحْوة: المَطْرة تمحُو الجَدْبَ؛ عن ابن الأَعرابي. وأَصبحت الأَرض

مَحْوةً واحدة إِذا تَغَطَّى وجْهُها بالماء حتى كأَنها مُحِيَتْ. وتركتُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ، وفي المحكم: إِذا جِيدَتْ

كلُّها، كانت فيها غُدْرانٌ أَو لم تكن. أَبو زيد: تَرَكْتِ السماءُ

الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ. ومَحوَة: الدَّبُورُ لأَنها

تمحو السحابَ معرفة، فإِن قلت: إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها في كلامهم

إِنما هو على الأَعيان المرئِيَّاتِ، فالريح وإِن لم تكن مرئية فإِنها على

كل حال جسم، أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام، وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم

جِرْمٌ لا مَحالة، فإِن قيل: ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في

الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص؟ قيل: لأَن الأَعيان

أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى

ولا يشاهد حسّاً، وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً، وليست من معلوم

الضرورة للمشاهدة، وقيل: مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛

وقال الشاعر:

سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ

وقيل: هي الشَّمال. قال الأَصمعي وغيره: من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ،

غير مصروفة. قال ابن السكيت: هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛

وأَنشد:

قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ بالعَجَاجِ،

فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ

وقيل: هو الجَنوب، وقال غيره: سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو

السحابَ وتَذْهَبُ بها. ومَحْوة: ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ

بالسحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام؛ قال ابن بري: أَنكر علي بن

حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به، قال:

وهذا موجود في الجَنوب؛ وأَنشد للأَعشى:

ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْـ

رِ، كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما

ومَحْوٌ: اسم موضع بغير أَلف ولام. وفي المحكم: والمَحْوُ اسم بلد؛ قالت

الخنساء:

لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى الْـ

ـمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالهَا

والأَذْلالُ: جمع ذِلّ، وهي المسالك والطُّرُق. يقال: أُمورُ الله

تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها.

والمِمْحاةُ: خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه.

ميز

ميز
عن الفارسية من ميز بمعنى منضدة.
(ميز) الشَّيْء مازه

ميز


مَازَ (ي)(n. ac. مَيْز)
a. Swaggered.
ميز: {ليميز}: ليخلص. {وامتازوا}: اعتزلوا. {تميز}: تشقق.
[ميز] مزت الشئ أميزه ميزا: عزلته وفرزته. وكذلك ميزته تمييزا، فانماز، وامتاز، وتميز، واستماز، كله بمعنى. يقال: امتاز القوم، إذا تميز بعضهم من بعض. وفلان يكاد يتميز من الغيظ، أي يتقطع.
(ميز) - في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "أنَّه كان إذَا صلَّى الجمعة يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فيَرْكَع"
: أي يُفارِق مَقامَه الذي صلَّى فيه. من قولهم: مِزْتُ الشَّىءَ مِن الشَّىءِ؛ إذَا فرَّقت بينهما، فانمازَ وامْتَاز، وَمَيَّزْتُه فتَميَّز.
م ي ز

رجل مميّز وميّاز. ومازه منه، وميّزوه، وانماز وامتاز واستماز وتميّز. قال الأخطل:

فإن لم تغيّرها قريش بملكها ... يكن عن قريش مستماز ومزحل

ومايزت بين الشيئين. وتمايز القوم: تفرّقوا.

ومن المجاز: " تكاد تميّز من الغيظ ".
م ي ز: (مَازَ) الشَّيْءَ عَزَلَهُ وَفَرَزَهُ وَبَابُهُ بَاعَ، وَكَذَا (مَيَّزَهُ تَمْيِيزًا فَانْمَازَ) وَ (امْتَازَ) وَ (تَمَيَّزَ) وَ (اسْتَمَازَ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. يُقَالُ: (امْتَازَ) الْقَوْمُ إِذَا تَمَيَّزَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. وَفُلَانٌ يَكَادُ يَتَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ أَيْ يَتَقَطَّعُ. 
ميز
المَيْزُ: التمْيِيْزُ للأشياءِ، مِزْتُ بَعْضَه من بَعْضٍ أمِيْزُه مَيْزاً، وانْمَازَ هُوَ. وامْتَازَ القَوْمُ: تَفَرقُوا نَوَاحِيَ، وكذلك اسْتَمَازُوا. ومازَيْتُ بين الشَّيْئَيْنِ. وفي المَثَلِ: " مازِ رَأسَكَ " أي مُد عُنُقَكَ للقَتْلِ، وأصْلُه: مازِنُ؛ فَرُخمَ. ورَجل مِيَز: شَدِيْدُ العَضَلِ يَتَمَئز ُلَحْمُه، ومِيَز - خَفِيْفٌ -. والمَآزُ: النمامُ يَمْأزُ بَيْنَ الناسِ.
[ميز] نه: فيه: لا تهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايل و"التمايز"، أي يتحزبون أحزابًا ويتميز بعضهم من بعض ويقع التنازع، ومزته منه- إذا فرقت بينهما، فانماز وامتاز، وميزته فتميز. ش: في "ميزه"- بفتح ميم وسكون تحتية، من مزته ميزًا: عزلته، وميزته تمييزًا بمعناه. نه: ومنه ح: من "ماز" أذى فالحسنة بعشر أمثالها، أي نحاه وأزاله. وح ابن عمر: كان إذا صلى "ينماز" عن مصلاه فيركع، أي يتحرك عن مقامه الذي صلى فيه. وح النخعي: "استماز" رجل من رجل به بلاء فابتلى به، أي انفصل عنه وتباعد، استفعل من الميز.
ميز
المَيْزُ والتَّمْيِيزُ: الفصل بين المتشابهات، يقال: مَازَهُ يَمِيزُهُ مَيْزاً، ومَيَّزَهُ تَمْيِيزاً، قال تعالى:
لِيَمِيزَ اللَّهُ
[الأنفال/ 37] ، وقرئ: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ
. والتَّمْيِيزُ يقال تارة للفصل، وتارة للقوّة التي في الدّماغ، وبها تستنبط المعاني، ومنه يقال: فلان لا تمييز له، ويقال: انْمَازَ وامْتَازَ، قال: وَامْتازُوا الْيَوْمَ
[يس/ 59] وتَمَيَّزَ كذا مطاوعُ مَازَ. أي: انْفَصَلَ وانْقَطَعَ، قال تعالى: تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ
[الملك/ 8] .
م ي ز : مِزْتُهُ مَيْزًا مِنْ بَابِ بَاعَ عَزَلْتُهُ وَفَصَلْتُهُ مِنْ غَيْرِهِ وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَذَلِكَ يَكُونُ فِي الْمُشْتَبِهَاتِ نَحْوُ {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الأنفال: 37] وَفِي الْمُخْتَلِطَاتِ نَحْوُ {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس: 59] وَتَمَيَّزَ الشَّيْءُ انْفَصَلَ عَنْ غَيْرِهِ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ سِنُّ التَّمْيِيزِ وَالْمُرَادُ سِنٌّ إذَا انْتَهَى إلَيْهَا عَرَفَ مَضَارَّهُ وَمَنَافِعَهُ وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ مَيَّزْتُ الْأَشْيَاءَ إذَا فَرَّقْتَهَا بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهَا وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ التَّمْيِيزُ قُوَّةٌ فِي الدِّمَاغِ يُسْتَنْبَطُ بِهَا الْمَعَانِي. 

ميز


مَازَ (ي)(n. ac. مَيْز)
a. [acc. & Min], Separated, removed from.
b. Distinguished; discriminated; discerned.
c. Gave preference to.
d. [Min & Ila], Removed from.... to.
مَيَّزَأَمْيَزَa. see I (a) (b).
تَمَيَّزَa. Pass. of I (a), (b).
c. [Min], Burst with (rage).
d. ['Ala
or
Bi], Was preferred before.
إِنْمَيَزَإِمْتَيَزَa. Pass. of I (a), (b).

إِسْتَمْيَزَa. Pass. of I (a), (b)
c. Kept aloof.

مَيْزa. Muscular; brawny.

مَيِيْزa. see 1
N. Ag. .
a. II, Discriminating; rational.
b. Specificative, determinative.

N. Ac.
مَيَّزَa. Separation; distinction.
b. Discernment, discrimination.
c. Determination; specification; classification.

N. Ag.
تَمَيَّزَa. Separate, distinct.
b. Distinguished, remarkable.

مُمْتَاز [ N. P.
a. VIII]
see N. Ag.
تَمَيَّزَ
إِمْتِيَاز [ N.
Ac.
a. VIII], Distinction; privilege.
b. (pl.
إِمْتِيَازَات), [ coll. ], Warrant, commission
&c.
مِيْزَاب
P.
a. see under
أَزَبَ
[م ي ز] مَازَ الشَّيءَ مَيْزاً، ومِيزَةً، ومَيَّزَه: فَصَلَ بَعْضَه من بَعْضِ، وفي التَّنْزِيلِ: {حتى يميز الخبيث من الطيب} [آل عمران: 179] . وقَدْ قُرِئِ: {حتى يميز الخبيث من الطيب} وقَدْ تَمَيَّزَ وَانْمَازَ وامْتَازَ واسْتَمازَ، إلاَّ أَنَّهُم إذاَ قَالُوا: مِزْتُه فلم يَنْمَزْ، لم يَتَكَلَّمُوا بِهِما جَمِيعاً إلا عَلَى هاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ، كَمَا أَنَّهم إذَا قَالُوا: زِلْتُه فَلْمْ يَنْزَلْ، لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِه إِلا على هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ، لا يَقُولُونَ: مَيَّزْتُه فلَمْ يَتَمَيَّزْ، ولا زَيَّلْتُه فلم يَتَزَيَّلْ، وهَذا قَوْلُ اللِّحيْاَنِيّ. وتَمَيَّزَ القَوْمٌ، وامْتَازُوا: صَِارُوا في نَاحِيَةٍ، وفي التَّنْزِيلِ: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} [يس: 59] أيْ: انْفَردُوا مِن المُؤمِنِينَ. واسْتَمَازَ عَن الشَّيءِ: تَبَاعَدَ عنه، وهو مِنْ ذَلِكَ، وفي حَدِيثِ إبْراهيم النَّخَعِيِّ: ((اسْتَمَارَ رَجُلٌ عَنْ رَجْلٍ به بَلاءٌ فابتُلِيَ به)) حَكاهُ الهَرَوِيُّ. وتَمَيَّزَ من الغَيْظِ: تَقَطَّعَ، وفي التَّنْزِيلِ: {تكاد تميز من الغيظ} [الملك: 8]

ميز: المَيْزُ: التمييز بين الأَشياء. تقول: مِزْتُ بعضه من بعض فأَنا

أَمِيزُه مَيْزاً، وقد أَمازَ بعضَه من بعض، ومِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه

مَيْزاً: عزلته وفَرَزْتُه، وكذلك مَيَّزْتُه تمييزاً فانْمازَ. ابن سيده:

مازَ الشيءَ مَيْزاً ومِيزَةً ومَيَّزَهُ: فصل بعضه من بعض. وفي التنزيل

العزيز: حتى يَمِيزَ الخَبِيثَ من الطَّيِّبِ، قرئ: يَمِيزَ من مازَ

يَمِيزُ، وقرئ: يُمَيِّزْ من مَيَّزَ يُمَيِّزُ، وقد تَمَيَّزَ وامَّازَ

واسْتَمازَ كله بمعنى، إِلاَّ أَنهم إِذا قالوا مِزْتُه فلم يَنْمَزُ لم

يتكلموا بهما جميعاً إِلا على هاتين الصيغتين، كما أَنهم إِذا قالوا زِلْتُه

فلم يَنْزَلْ لم يتكلموا به إِلا على هاتين الصيغتين لا يقولون مَيَّزْته

فلم يَتَمَيَّزْ ولا زَيَّلْتُه فلم يَتَزَيَّلْ؛ وهذا قول اللحياني.

وتَمَيَّزَ القومُ وامْتازوا: صاروا في ناحية. وفي التنزيل العزيز:

وامْتازوا اليومَ أَيُّها المُجْرِمُونَ؛ أَي تَمَيَّزوا، وقيل: أَي

انْفَرِدُوا عن المؤمنين. واسْتَمازَ عن الشيء: تباعد منه، وهو من ذلك. وفي حديث

إِبراهيم النخعي: اسْتَمازَ رجلٌ عن رجل به بَلاءٌ فابْتُلِيَ به أَي

انفصل عنه وتباعد، وهو اسْتَفْعَلَ من المَيْزِ. ابن الأَعرابي: مازَ الرجلُ

إِذا انتقل من مكان إِلى مكان. ويقال: امْتاز القومُ إِذا تنحَّى

عِصابَةٌ منهم ناحيةً، وكذلك اسْتَمازَ، قال الأَخطل:

فإِن لا تُعَيِّرْها قريشٌ بِمَلْكِها،

يكن عن قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَرْحَلُ

ويقال: امتازَ القومُ إِذا تميز بعضهم من بعض. وفي الحديث: لا تَهْلِكُ

أُمتي حتى يكون بينهم التَّمايُلُ والتَّمايُزُ أَي يتحزبون أَحزاباً

ويتميز بعضهم من بعض ويقع التنازع. يقال: مِزْتُ الشيءَ من الشيءِ إِذا

فَرَّقْتَ بينهما فانْمازَ وامْتازَ، ومَيَّزْتُه فَتَمَيَّزَ؛ ومنه الحديث:

من مازَ أَذًى فالحسَنةُ بعشر أَمثالها أَي نَحَّاه وأَزاله؛ ومنه حديث

ابن عمر: أَنه كان إِذا صلى يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فيركع أَي يتحول عن

مُقامه الذي صلى فيه.

وتَمَيَّزَ من الغَيْظِ: تَقَطَّع. وفي التنزيل العزيز: تَكادُ

تَمَيَّزُ من الغَيْظِ.

ميز

1 مَازَهُ, aor. ـِ inf. n. مَيْزٌ; (S, A, Msb, K;) and ↓ ميّزهُ (S, K,) inf. n. تَمْيِيزٌ; (S;) or the latter has an intensive signification; (Msb;) He put it, or set it, apart, away, or aside; removed it; or separated it; (S, A, Msb, K;) from another thing, or other things; (Msb;) as also ↓ امازهُ: (K:) [or the second, rather, he did so much, or greatly, or widely; like زَيَّلَهُ.] Yousay, مَازَهُ مِنْهُ, and ↓ ميّزهُ. (A.) Ex. مَازَ الأَذَى مِنَ الطَّرِّيق He put aside, or removed, what was hurtful from the road. (TA.) And it is said in the Kur, [viii. 38,] لِيَمِيزَ اللّٰهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ [That God may separate, or sever, the evil from the good]. (Msb.) [It seems also, from what is said in the A, that مَايَزْتُ بَيْنَهُمَا signifies I separated them two: besides having another signification, which see below.] Yousay also مَازَ الشَّىْءَ, (aor. and inf. n. as above, TA,) meaning, He separated one part of the thing from another; فَصَلَ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ, (M, TA,) or عَنْ بَعْضٍ: (as in a copy of the A:) expl. in the K as signifying فَضَّلَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ [he judged, or made, part of the thing to excel, or to have excelled, another]; but the explanation in the M is the right. (TA.) And الأَشْيَآءَ ↓ ميّز He separated the things after knowledge of them. (Msb.) b2: [Hence, He distinguished it, or discriminated it, or discerned it. And مَازَ بَيْنَ الأَشْيَآءِ, and بَيْنَهَا ↓ مَيَّزَ, He distinguished, or discriminated, or discerned, between the things. This is what is meant by its being said,] المَيْزُ also signifies التَّمْيِيزُ بَيْنَ الأَشْيَآءِ. (TA.) You say also, بَيْنَهُمَا ↓ مَايَزْتُ [I distinguished, or discriminated, or discerned, between them two]. (A.) From ميّز الاشيآء, meaning as explained above, is [also], app., derived the phrase سِنُّ التَّمْيِيزِ, used by the doctors of practical law, as signifying, [The age of discrimination;] the age at which one knows what things are beneficial to him and what are hurtful to him: or, accord. to some, التَّمْيِيز is a faculty in the brain whereby meanings are elicited. (Msb.) A2: مَازَ [is also intrans., and signifies] He (a man) removed from one place to another. (IAar, K.) See also 8.2 مَيَّزَ see مَازَهُ, throughout.3 مَاْيَزَ see مَازَهُ, in two places.4 أَمْيَزَ see مَازَهُ, first signification.5 تَمَيَّزَ see 8, throughout. b2: You say also, فُلَانٌ يَكَادُ يَتَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ Such a one almost bursts asunder with wrath, or rage. (S, K. *) The like is said in the Kur, lxvii. 8, tropically, of hell. (A, TA.) 6 تَمَاْيَزَ see 8, throughout.7 إِنْمَيَزَ see 8, throughout.8 امتاز, and ↓ تميّز, (S, A, Msb, K,) and ↓ انماز. (S, A, K,) and ↓ إِمَّازَ, (Lh, TA,) [the last being a variation of that immediately preceding,] and ↓ استماز, (S, A, K,) It was, or became, put, or set, apart, away, or aside; or removed; or separated; (S, A, * Msb, * K;) from another thing, or other things: (Msb:) and the last, ↓ استماز, he went, or withdrew, aside, or to a distance, (K, TA,) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (TA.) All these forms are syn.; but in the phrase مِزْتُهُ فَلَمْ يَمَّزْ [as though signifying I put it, or set it, apart, &c., but it did not remain so] Lh allows the verbs to be only in these two forms: (TA:) [though ↓ انماز is used in other cases; for] you say انماز ↓ عَنْ مُصَلَّاهُ He shifted from his place of prayer; or quitted it for another. (TA.) [See also 1, last signification.] You say also, امتار القَوْمُ, meaning, تميّز ↓ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ [The people were, or became, put, or set, apart, &c., one from another]: (S, TA:) and, as also ↓ تميّزوا, they became on one side: or they became alone, or separate: and the former, they withdrew, in a company or troop, aside; as also ↓ استمازوا: (TA:) and [in like manner] ↓ تمايزوا they became separated: (A:) and they formed themselves into separate companies, or troops, and went away, one from another. (TA. [التَّمَايُزُ being there said to signify التَّحَزُّبُ وَالتَّنَافُرُ.]) b2: [امتاز, and the other forms mentioned above, in the first sentence of the paragraph, as syn. with it, also signify It was, or became, distinguished, or discriminated, or discerned: in which sense, ↓ تميّز is the most common. You say also, تميّز ↓ فُلَانٌ بِالْكَرَمِ Such a one was, or became, distinguished by generosity. And تَمَايَزَتِ ↓ الأَشْيَآءُ and ↓ تُمَيَّزَت The things were, or became, distinguished, or discriminated, one from another; or distinct.]10 إِسْتَمْيَزَ see 8, throughout.

مَيْزٌ inf. n. of 1, q. v. b2: Also, High or elevated rank or condition or state [by which one is distinguished from others]. (TA.) مِيزَةٌ [The act of putting, or setting, apart, away, or aside; of removing, or separating]: a subst. from مَازَهُ. (TA.) b2: [Discrimination, or discernment: and hence,] understanding. (TA.) رَجُلٌ مَيَّازٌ, and ↓ مُمَيِّزٌ, [A man of much discrimination or discernment.] (A.) مُمَيِّزٌ [Distinguishing, or discriminating: and hence, a rational animal]. رَجُلٌ مُمَيِّزٌ: see مَيَّازٌ.
ميز: ميز عن غيره: (بوشر): فصل -ولعله يقصد من غيره. المترجم-.
ميز: له القدرة على التمييز بين الحق والباطل (معجم الماوردي. معجم التنبيه، حيان بسام 1: 143).
ميز: قدر، عرف، تعرف (فوك) (الكالا) ( conocer ميز conocide ser غير مميز desconocido) ( البكري 148:2): وهم يلتزمون النقاب فإذا حسر أحدهم عن وجهه لم يميزه أحد من أهله. (وفيه 170:14 و173:6): وهم يميزون موضعه من النيل بتحرك الماء على ظهره. (في عباد 1: 54): و (فوك) ميز روحه، وعن روحه: recognoscere.
ميز: نظر، تأمل (البكري 87:8): ينادي بعضهم ميز ميز أي انظر وفي (ألف ليلة برسل 2: 232): فجعل الغلام يميزها وفي (8: 191) فنظر أبو نواس وميزهم وفي رواية (نظر إلى): ففي (2: 327): وجعلها نميز إلى تلك القدرة.
ميز: أشار (ألف ليلة 13: 703): فقالا لهم ميزوهم لنا بأعيانهم مميزوهم لهما.
ميز: تتعدى إلى المفعول به بنفسها أو بعلى. استعرض الجند (معجم الأسبانية: 83، النويري أفريقية 54): التمييز ومعناه العرض (مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية 14، 15، 20 [ثلاثة مرات] 24 الحلل 58) وأمر بعرض الجيوش والتمييز عليهم فميزوا.
تميزا: اشتهر، برع (عبد الواحد 18، 5): سمع الحديث وتميز في ذلك (المقري 1: 136).
رجل متميز: مشهور، متفوق، ممتاز (أماري 2: 511).
متميز عن: متغاير الخواص والعناصر (حيان 92): أمير العرب المتميزين عن اضدادهم المولودين والعجم والمنضمين إلى أمثالهم ممن هم على شاكلتهم ففي (ص38): حين اندلعت الحرب بين العرب، من جهة، والمولدين والأسبان المسيحيين من جهة أخرى تميزت أحزابهم بعض إلى بعض بكل جهة (وفيه) تميزت إليهم نصارى الذمة، (وفيه 40): عندما تميزت الأحزاب بالعصبية (50، 92).
تميز: انظر (فوك) في مادة cognoscere.
تميز: احتمى، وقع في، هجم على، ارتمى في، اختفى، تسلل إلى (حيان 92): تميز بهم سوار إلى المدينة بغرناطة.
تميز: (متعديا بنفسه): رمق، تأمل (ألف ليلة، برسل 2: 22): فنظر السلطان إلى نور الدين وزير مصر وتميزه فلاق بخاطره (وفيه 93) فتميز نواحي الدار ونظرها، تميز في: (عنتر 64: 2): والملك كسرى يتميز في طوله وعرضه ويسمع كلامه ولفظه.
تميز ب: حاز على، استحوذ على (البربرية 2: 32).
تمايز: امتاز (معجم مسلم).
تمايز: استقل بميزة (معجم مسلم).
تمايز: تأمل، أمعن النظر (ألف ليلة، برسل 2: 187) وتمايزت جسده فرأيت عليه أثر ضرب المقارع.
امتاز: تميز (دي ساسي كرست 2: 267) وأما قاضي القضاة الشافعي فرسمه الطرحة وبها يمتاز أي رداؤه الذي يختص به.
امتاز ذا من ذا: اختلف هذا من ذاك (فوك).
امتاز إلى: اتحد، انضم إلى (أخبار 58:4).
امتاز: ارتمى إلى، احتمى، انسحب إلى (حيان 49): فامتاز ابن عمرون ومن قام معه إلى حصن قرقبة واعتصموا به.
امتاز ب: سيطر على، هيمن على، قهر، كبح (البربرية 1: 45).
ميز: تمييز (عبد الواحد 218، 2، المقري 1، 12).
ميز: معرفة (الكالا).
قلة ميز: عقوق، نكران، كفران (الكالا desconocimiento = غير شاكرين).
ميز: في (المغرب) استعراض الجند (معجم الأسبانية 82 - 3) وفي (مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية 122): فلما خرج غمراسان برسم الميز من تلمسان واجتمع عليه الأجناد والقواد (123): ولما وقف أبو يحيى للميز قدم المسلمين وميزهم.
ميز: السجل الذي تدون فيه أسماء الجنود (معجم الأسبانية).
ميز: القرار، وهو ما يصدر، بعد المداولة، من تنفيذ عزم قبائل الجزائر (القبيلي) في نزع السلاح (دوماس قبيلي 45، 264).
ميز: غنيمة (بوشر).
مياز: انظرها في (فوك) في مادة ( discrecio) .
أميز: أكثر تميزا، أكثر أهمية (ألف ليلة 1: 149): وكان الصغير أميز من الكبير في الصباحة والملاحة (ابن الشحنة، مخطوطة رقم 1444:89): وإليها تنسب الكورة وإن كان فيها ما هو أميز منها (وفي 100): ومما اختصت به أن سائر الأقوات التي تكون بها من قمح وشعير وغيرهما من الحبوب أرصن وأرجح وزنا وأميز وأقوى وأرخى منها في غيرها (هذه العبارات لم تقدم من السيد دي غوغ إلي ثم أنني قد صححت العبارة الثانية).
تمييز: حول يوم التمييز (لابن تومرت) انظر (ابن الأثير 10: 406).
مميز: خاص. اسم مميز: اسم علم (الكالا)، كتبة مميزة: مكتوبة بخط المؤلف (الكالا كتبها مميز بدلا من مميزة).
مميز: مشهور، ذائع الصيت (الكالا).
مميازة: تمييز، اختلاف، مفضلة، لها الصدارة، متفردة أولها امتياز وأفضلية (بوشر).
امتياز: والجمع امتيازات وفي (محيط المحيط) (الامتياز .. عند أرباب السياسة أنعام مختص يعطى من الحكومة لرجل أو جماعة لبيع صنف من البضاعة أو عمل من الأعمال مانعة من سواهم عن تعاطيه وذلك يكون في الغالب إلى مدة معينة).
ميز
مازَ يَمِيز، مِزْ، مَيْزًا ومِيزَةً ومَيزةً، فهو مائِز، والمفعول مَمِيز
• ماز الشَّيءَ:
1 - عزله وفرزه عن غيره.
2 - فضَّل بعضَه على بعض، فضَّله على سواه "ماز فلانًا على فلان- ماز الأبُ ولده مَيْزةً لمَّا حاز المركزَ الأوّل- {لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ". 

أمازَ يُميز، أَمِزْ، إمازةً، فهو مُمِيز، والمفعول مُماز
• أماز الثِّمارَ الفاسدةَ من الصالحة: مازها، فصلها، وفرزها، وعزلها " {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [ق] ". 

امتازَ يمتاز، امْتَز، امتيازًا، فهو مُمتاز
• امتاز الشَّخصُ/ امتاز الأمرُ:
1 - تفوَّق، بدا فضلُه على مثله "امتاز اللاعبُ بتسجيل الأهداف كلّها- يمتاز على أقرانه- معلِّم ممتاز".
2 - انفصل وانعزل عن غيره "امتاز لكبريائه- {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} ". 

امّازَ يمّاز، فهو مُمَّاز
• امَّاز الشَّيءُ/ امَّاز الشَّخصُ:
1 - انماز، بدا فضلُه على مثله.
2 - انفصل عن غيره وانعزل "امَّاز السائلُ". 

انمازَ ينماز، انْمَزْ، انميازًا، فهو مُنماز
• انماز الشَّيءُ/ انماز الشَّخصُ: مُطاوع مازَ: امتاز، انفصل، وانعزل عن غيرِه " {وَانْمَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [ق] ". 

تمايزَ يتمايز، تمايُزًا، فهو مُتمايِز
• تمايز القومُ: تفرَّقوا واختلف بعضُهم عن بعض وتنافسوا وتحزَّبوا "تمايز أفرادُ الجماعة وتوزَّعوا بين عدّة أحزاب".
• تمايز الشَّيئان: اختلفا على وجه التغاير "تتمايز اللوحتان في أسلوب الرّسم". 

تميَّزَ/ تميَّزَ من يتميَّز، تميُّزًا، فهو مُتميِّز، والمفعول مُتميَّز منه
• تميَّزَ الشَّيءُ: امتاز، اختلف عن سواه بعلاماتٍ فارقة ° تميَّز بكذا: عُرِف به.
• تميَّز الرَّجلُ: انفرد عن غيره بصفة أو عمل عُرف به واشتهر، انفصل عن غيره وانعزل.
• تميَّز الشَّخصُ من الغيظ: تقطَّع، تمزَّق منه " {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} ". 

ميَّزَ يميِّز، تَميِيزًا، فهو مُمَيِّز، والمفعول مُمَيَّز
• ميَّز الغثَّ من السَّمين: عزَله وفرزه عنه، فرَّق بينهما "ميَّز الأشكالَ بوضوح- ميَّز بين الواقع والخيال".
• ميَّز الشَّيءَ: مازه، فضّله على غيره "ميَّز الأخَ من/ على أخيه". 

إمازة [مفرد]: مصدر أمازَ. 

امتياز [مفرد]: ج امتيازات (لغير المصدر):
1 - مصدر امتازَ.
2 - تمكينُ شخصٍ أو جماعة من القيام بعمل دون سِواهم "امتياز الشركة ببيع نوع من السيارات".
3 - رُخْصَة "صاحب امتياز الجريدة: مديرها المسئول عنها قانونيًّا" ° الامتيازات: مجموعة الحصانات والإعفاءات والتسهيلات التي يتمتَّع بها الديبلوماسيُّون وموظّفو المنظّمات الدَّوليَّة- الامتيازات الأجنبيَّة: السُّلطة التي تُمنَح إلى دولة أجنبيَّة في أرضٍ ما- مَنطِقة الامتياز: المَنطِقة أو الحدود التي ضمنها تكون الحصانة فاعلة.
4 - صفة لأعلى المراتب الأكاديميّة "حصل على تقدير/ درجة امتياز". 

انمياز [مفرد]: مصدر انمازَ. 

تمايزيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تمايُز: "قيم تمايزيَّة".
• السِّمات التَّمايزيَّة: (لغ) الصفات التي تميّز أفراد حقل دلاليّ عن أفراد حقل دلاليّ آخر، أو التي تميّز بين أفراد الحقل الواحد، مثل وظيفة الكلمة أو شكلها الخارجيّ "صدر معجم للسّمات التمايزيّة في اللُّغة". 

تميُّز [مفرد]: ج تميُّزات (لغير المصدر): مصدر تميَّزَ/ تميَّزَ من.
• التَّميُّز الوظيفيّ: (حي) التَّخالف والتَّفارق، أي: أداء كلّ مجموعة من الخلايا وظيفة حياتيّة معيَّنة.
• تميُّز الخلايا: (حي) تحوُّل الخلايا الجينيّة وفقًا لبنيانها ولما تؤدِّيه من وظيفة. 

تَميِيز [مفرد]: ج تمييزات (لغير المصدر):
1 - مصدر ميَّزَ.
2 - معرفة الضارّ من النافع والتفرقة بين المشروع وغير المشروع ° التَّمييز العنصريّ: تفرقة بين الناس في حقوقهم وواجباتهم لاختلاف أجناسهم وألوانهم- حسن تمييز: فطرة سليمة، الحكم على الأشياء بصورة صائبة، ذكاء- سنّ التمييز: هي التي إذا انتهى الإنسانُ إليها عرف مضارَّه ومنافعه.
3 - (نح) اسم نكرة يوضِّح إبهامَ ما قبله ويكون منصوبًا أو مجرورًا "له خمسون كتابًا- تصدّقت بمائة دينار- اشتريت رطلاً من التِّين".
• محكمة التَّمييز: (قن) محكمة النقض؛ أعلى المحاكم درجةً تنظر في مطابقة الحُكْم أو عدم مطابقته للقانون. 

تمييزيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تَميِيز: "معاملة/ قدرة تمييزيّة".
2 - مصدر صناعيّ من تَميِيز: سياسة تفضيل شخصٍ أو جماعةٍ أو جنسٍ والــإساءة للآخرين واستضعافهم وفقًا لاعتبارات معيَّنة "مازالت الازدواجيّة والتمييزيّة أهم سمات القرار الأمريكيّ".
• النِّيابة العامّة التَّمييزيَّة: (قن) هيئة قانونيَّة تمثّل الحقّ العام في محاكم الاستئناف وتختصُّ بالنَّظر في مطابقة الأحكام أو عدم مطابقتها للقانون. 

مائز [مفرد]: اسم فاعل من مازَ. 

مُمتاز [مفرد]:
1 - اسم فاعل من امتازَ.
2 - متفوِّق، من الدرجة الأولى "نال درجة علميَّةً ممتازة".
3 - خاصٌّ "عدد ممتاز من المجلَّة". 

مُميز [مفرد]: اسم فاعل من أمازَ. 

مُنْماز [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انمازَ.
2 - اسم مفعول من انمازَ. 

مَيْز [مفرد]:
1 - مصدر مازَ.
2 - محاباةٌ أو معاملةٌ خاصّة "الميز الدينيّ" ° الميز العنصريّ: نزعة التَّفرقة بين النَّاس في حقوقهم وواجباتهم لاختلاف أجناسهم وألوانهم. 

مَيْزة/ مِيزَة [مفرد]:
1 - مصدر مازَ.
2 - مَزِيَّة، صفة تميِّز الشَّيءَ عن غيره "مِيزَتُه الصّراحة في أقواله- العقل مِيزة الإنسان عن غيره من المخلوقات".
• ميزة نسبيَّة: (قص) قدرة بلدٍ ما على إنتاج سلعة بنفقة أقلّ من نفقة إنتاجها في بلد آخر، أو بنفقة أقلّ من نفقة إنتاج نفس البلد لسلعة أخرى. 
ميز
{مازَه} يَميزُه {مَيْزَاً: عَزَلَه وفَرَزَه،} كأمازَه {ومَيَّزَه، والاسمُ} المِيزَةُ بالكَسْر، {فامْتازَ} وانْمازَ {وَتَمَيَّزَ} واسْتَمازَ، وَكَذَلِكَ {امّازَ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: حَتَّى يَميزَ الخَبيثَ من الطَّيِّب قُرِئَ} يَميزَ من {مازَ} يَمِيزُ، وَقُرِئَ " {يُمَيِّز " من} مَيَّز {يُمَيِّز، وَمَا ذَكَرَه المُصَنِّف من الْأَفْعَال المُطاوعة كلِّها بِمَعْنى واحدٍ، إلاّ أَنهم إِذا قَالُوا:} مِزْتُه فَلم {يَنْمَزْ، لم يتكلَّموا بهما جَمِيعًا، إلاّ على هاتَيْن الصِّيغتَيْن، كَمَا أنّهم إِذا قَالُوا: زِلتُه فَلم يَنْزَلْ، لم يتكلَّموا بِهِ إلاّ على هاتَيْن الصِّيغتَيْن، لَا يَقُولُونَ:} مَيَّزْتُه فَلم {يَتَمَيَّز، وَلَا زَيَّلْتُه فَلم يَتَزَيَّلْ، وَهَذَا قَوْلُ اللِّحْيانيِّ.} مازَ الشيءَ {يَميزُه} مَيْزَاً: فَضَّلَ بعضَه على بعضٍ، هَكَذَا فِي سائرِ الْأُصُول الْمَوْجُودَة، وَالَّذِي فِي المُحكَم: فضَّلَ بعضَه من بعضٍ، وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب.! مازَ فلانٌ، إِذا انتقلَ من مكانٍ إِلَى مَكَان، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. يُقَال: رجلٌ {مَيْزٌ} ومَيِّزٌ، كهَيْنٍ وهَيِّن: شديدُ العَضَل.
{واسْتَمازَ القومُ: تنَحَّى عِصابةٌ مِنْهُم نَاحيَة،} كامْتازَ، قَالَ الأخطل:
(فإنْ لَا تُغَيِّرْها قُرَيْشٌ بمُلْكِها ... يكن عَن قُرَيْشٍ {مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ)
وَ} تَمَيَّزَ الرجلُ من الغَيْظ: تقطَّع، وَمِنْه قَوْله تَعالى: تكادُ {تَمَيَّزُ من الغَيْظ وَهُوَ مَجاز. وقولُ القاتلِ للمَقتول: مازِ رَأْسَك وَقد يَقُول: مازَ، ويسكُت مَعْنَاهُ مُدَّ عنُقَك أَو رَأْسَك. قَالَ اللَّيْث: فَإِذا قَالَ: أَخْرِجْ رَأْسَك، فقد أَخطَأ. قَالَ أَبُو مَنْصُور الأَزْهَرِيّ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ، ونصُّه فِي التَّهْذِيب: لَا أعرفُ مازِ رَأْسَك بِهَذَا الْمَعْنى إلاّ أَن يكون بِمَعْنى مايِز، فأَخَّرَ الياءَ فَقَالَ: مازِي، وحذفَ الياءَ لِلْأَمْرِ، ونصُّ التَّهْذِيب: وَسَقَطت الياءُ فِي الْأَمر. ابْن الأَعْرابِيّ فِي نوادره: أصلُه أنّ رجلا أرادَ قَتْلَ رجل اسمُه مازِنٌ فَقَالَ: مازِ رَأْسَك والسَّيْف ترخيمُ مازنٍ، فَصَارَ مُستعمَلاً، وَتَكَلَّمَتْ بِهِ الفُصَحاء. واقْتصرَ صاحبُ اللِّسان على مَا ذكره الأَزْهَرِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} المَيْز: {التَّمْيِيزُ بَين الْأَشْيَاء.} والمَيْز: الرِّفعَة. {والمِيزَة، بالكَسْر: التَّنَقُّل.} وَتَمَيَّزَ القومُ {وامْتازوا: صَارُوا فِي نَاحيَة، وَقيل انفرَدوا.} واسْتمازَ عَن الشيءِ: تَباعدَ مِنْهُ، {واستمازَ عَن الشَّيْء: انفصلَ مِنْهُ.} وامْتازَ القومُ: {تميَّزَ بَعْضُهم من بعض.} والتَّمايُز: التَّحَزُّبُ والتَّنافُس. {ومازَ الْأَذَى من الطَّرِيق: نَحَّاه وأزاله.} وانْمازَ عَن مُصَلاّه: تحَوَّل عَنهُ.

خطأ

خطأ: الخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصواب. وقد أَخْطَأَ، وفي التنزيل:وليسَ عليكم جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُم به» عدَّاه بالباء لأَنه في معنىعَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ وقول رؤْبة:

يا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِيتُ، * فأَنتَ لا تَنْسَى، ولا تمُوتُ

فإِنه اكْتَفَى بذكر الكَمال والفَضْل، وهو السَّبَب من العَفْو وهو

الـمُسَبَّبُ، وذلك أَنّ من حقيقة الشرط وجوابه أَن يكون الثاني مُسَبَّباً عن الأَول نحو قولك: إِن زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عن الزيارة، وليس كونُ اللّه سبحانه غير ناسٍ ولا مُخْطِئٍ أَمْراً مُسبَّباً عن خَطَإِ رُؤْبَة، ولا عن إصابته، إِنما تلك صفة له عزَّ اسمه من صفات نفسه لكنه كلام محمول على معناه، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ، فاعْفُ عني لنَقْصِي وفَضْلِك؛ وقد يُمدُّ الخَطَأُ وقُرئَ بهما قوله تعالى: ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً. وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بمعنى، ولا تقل أَخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وأَخْطَأَه(1)

(1 قوله «وأخطأه» ما قبله عبارة الصحاح وما

بعده عبارة المحكم ولينظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا.) وتَخَطَّأَ له في هذه المسأَلة وتَخَاطَأَ كلاهما: أَراه أَنه مُخْطِئٌ فيها، الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل. وأَخْطَأَ الطَّرِيقَ: عَدَل عنه. وأَخْطَأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لم يُصِبْه.

وأَخْطَأَ نَوْؤُه إِذا طَلَبَ حاجتَه فلم يَنْجَحْ ولم يُصِبْ شيئاً. وفي

حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما: أَنه سُئل عن رَجُل جعلَ أَمْرَ امرَأَتِه بيدِها فقالت: أَنتَ طالِقٌ ثلاثاً. فقال: خَطَّأَ اللّه نَوْأَها

أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها؛ يقال لمَنْ طَلَبَ حاجةً فلم يَنْجَحْ: أَخْطَأَ

نَوْؤُكَ، أَراد جعل اللّه نَوْأَها مُخطِئاً لا يُصِيبها مَطَرُه.

ويروى: خَطَّى اللّه نَوْأَها، بلا همز، ويكون من خَطَط، وهو مذكور في موضعه، ويجوز أَن يكون من خَطَّى اللّه عنك السوءَ أَي جعله يتَخَطَّاك، يريد يَتَعدَّاها فلا يُمْطِرُها، ويكون من باب المعتلّ اللام، وفيه أَيضاً حديث عثمان رضي اللّه عنه أَنه قال لامْرأَة مُلِّكَتْ أَمْرَها فطَلَّقت زَوْجَها: إِنَّ اللّه خَطَّأَ نَوْأَها أَي لم تُنْجِحْ في فِعْلها ولم تُصِب ما أَرادت من الخَلاص. الفرَّاء: خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ، لُغتانِ(1)

(1 قوله «خطئ السهم وخطأ لغتان» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التهذيب عن الفراء عن أبي عبيدة وكذا في صحاح الجوهري عن أبي عبيدة خطئ وأخطأ لغتان بمعنى وعبارة المصباح قال أبو عبيدة: خطئ خطأ من باب علم

واخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد. وقال غيره خطئ في الدين واخطأ في كل شيء عامداً كان أو غير عامد وقيل خطئ إِذا تعمد إلخ. فانظره وسينقل المؤلف نحوه وكذا لم نجد فيما بأيدينا من الكتب خطأ عنك السوء ثلاثياً مفتوح الثاني.)

والخِطْأَةُ: أَرض يُخْطِئها المطر ويُصِيبُ أُخْرى قُرْبَها.

ويقال خُطِّئَ عنك السُّوء: إِذا دَعَوْا له أَن يُدْفَع عنه السُّوءُ؛

وقال ابن السكيت: يقال: خُطِّئَ عنك السُّوء؛ وقال أَبو زيد: خَطَأَ عنك السُّوءُ أَي أَخْطَأَك البَلاءُ. وخَطِئَ الرجل يَخطَأُ خِطْأً

وخِطْأَةً على فِعْلة: أَذنب.

وخَطَّأَه تَخْطِئةً وتَخْطِيئاً: نَسَبه إِلى الخَطا، وقال له أَخْطَأْتَ. يقال: إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْني، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لي قد أَسَأْتَ. وتَخَطَّأْتُ له في المسأَلة أَي أَخْطَأْتُ. وتَخَاطَأَه وتَخَطَّأَه أَي أَخْطَأَهُ. قال أَوفى بن مطر المازني:

أَلا أَبْلِغا خُلَّتي، جابراً، * بأَنَّ خَلِيلَكَ لم يُقْتَلِ

تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ، * وأَخَّرَ يَوْمِي، فلم يَعْجَلِ

والخَطَأُ: ما لم يُتَعَمَّدْ، والخِطْء: ما تُعُمِّدَ؛ وفي الحديث:

قَتْلُ الخَطَإِ دِيَتُه كذا وكذا هو ضد العَمْد، وهو أَن تَقْتُلَ انساناً

بفعلك من غير أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه، أَو لا تَقْصِد ضرْبه بما قَتَلْتَه

به. وقد تكرّر ذكر الخَطَإِ والخَطِيئةِ في الحديث.

وأَخْطَأَ يُخْطِئُ إِذا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَإِ عَمْداً وسَهْواً؛ ويقال:

خَطِئَ بمعنى أَخْطَأَ، وقيل: خَطِئَ إِذا تَعَمَّدَ، وأَخْطَأَ إِذا لم

يتعمد. ويقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره أَو فعل غير الصواب: أَخْطَأَ.

وفي حديث الكُسُوفِ: فأَخْطَأَ بدِرْعٍ حتى أُدْرِكَ بِرِدائه، أَي

غَلِطَ.قال: يقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره: أَخْطَأَ، كما يقال لمن قَصَد ذلك، كأَنه في اسْتِعْجاله غَلِطَ فأَخَذ درع بعض نِسائهِ عوَض ردائه. ويروى: خَطا من الخَطْوِ: المَشْيِ، والأَوّل أَكثر.

وفي حديث الدّجّال: أَنه تَلِدُه أُمّه، فَيَحْمِلْنَ النساءُ بالخطَّائِين: يقال: رجل خَطَّاءٌ إِذا كان مُلازِماً للخَطايا غيرَ تارك لها، وهو من أَبْنِية الـمُبالغَة، ومعنى يَحْمِلْن بالخَطَّائِينَ أَي بالكَفَرة والعُصاة الذين يكونون تَبَعاً <ص:67>

للدَّجَّال، وقوله يَحْمِلْنَ النِّساءُ: على قول من يقول: أَكَلُوني البَراغِيثُ، ومنه قول الآخر:

بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ

وقال الأُموي: الـمُخْطِئُ: من أَراد الصواب، فصار إِلى غيره،

والخاطِئُ: من تعمَّد لما لا ينبغي، وتقول: لأَن تُخْطِئ في العلم أَيسَرُ من أَن تُخْطِئ في الدِّين. ويقال: قد خَطِئْتُ إِذا أَثِمْت، فأَنا أَخْطَأُ وأَنا خاطِئٌ؛ قال الـمُنْذِري: سمعتُ أَبا الهَيْثَم يقول: خَطِئْتُ: لما صَنَعه عَمْداً، وهو الذَّنْب، وأَخْطَأْتُ: لما صَنعه خَطَأً، غير عمد. قال: والخَطَأُ، مهموز مقصور: اسم من أَخْطَأْتُ خَطَأً وإِخْطاءً؛ قال: وخَطِئتُ خِطْأً، بكسر الخاء، مقصور، إِذا أَثمت. وأَنشد:

عِبادُك يَخْطَأُونَ، وأَنتَ رَبٌّ * كَرِيمٌ، لا تَلِيقُ بِكَ الذُّمُومُ

والخَطِيئةُ: الذَّنْبُ على عَمْدٍ. والخِطْءُ: الذَّنْبُ في قوله

تعالى: انَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كَبيراً؛ أَي إِثْماً. وقال تعالى: إِنَّا

كُنَّا خاطِئينَ، أَي آثِمِينَ.

والخَطِيئةُ، على فَعِيلة: الذَّنْب، ولك أَن تُشَدّد الياء لأَنَّ كل

ياء ساكنة قبلها كسرة، أَو واو ساكنة قبلها ضمة، وهما زائدتان للمدّ لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة ، فإِنك تَقْلِبُ الهمزة بعد الواو واواً وبعد الياء ياءً وتُدْغِمُ وتقول في مَقْرُوءٍ مَقْرُوٍّ، وفي خَبِيءٍ خَبِيٍّ، بتشديد الواو والياء، والجمع خَطايا، نادر؛ وحكى أَبو زيد في جمعه خَطائئُ، بهمزتين، على فَعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانية ياء لأَن قبلها كسرة ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو مع ذلك معتل، فقلبت الياء أَلِفاً ثم قلبت الهمزة الاولى ياءً لخفائها بين الأَلفين؛ وقال الليث: الخَطِيئةُ فَعيلة، وجمعها كان ينبغي أَن يكون خَطائِئَ، بهمزتين، فاستثقلوا التقاء همزتين، فخففوا الأَخيرةَ منهما كما يُخَفَّف جائئٌ على هذا القياس، وكَرِهوا أَن تكون عِلَّتهُ مِثْلَ عِلّةِ جائِئٍ لأَن تلك الهمزة زائدة، وهذه أَصلية، فَفَرُّوا بِخَطايا إِلى يَتَامى، ووجدوا له في الأَسماء الصحيحة نَظِيراً، وذلك مثل: طاهِرٍ وطاهِرةٍ وطَهارَى. وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى نَغْفِرْ لكم خَطاياكم. قال: الأَصل في خطايا كان خَطايُؤاً، فاعلم، فيجب أَن يُبْدَل من هذه الياء همزةٌ فتصير خَطائِيَ مثل خَطاعِعَ، فتجتمع همزتان، فقُلِبت الثانية ياءً فتصير خَطائِيَ مثل خَطَاعِيَ، ثم يجب أَن تُقْلب الياء والكسرة إِلى الفتحة والأَلف فيصير خَطاءا مثل خَطاعا، فيجب أَن تبدل الهمزة ياءً لوقوعها بين ألفين، فتصير خَطايا، وإِنما أَبدلوا الهمزة حين وقعت بين أَلفين لأَنَّ الهمزة مُجانِسَة للالفات، فاجتمعت ثلاثة أَحرف من جنس واحد؛ قال: وهذا الذي ذكرنا مذهب سيبويه.

الأَزهري في المعتل في قوله تعالى: ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ

الشَّيْطانِ، قال: قرأَ بعضهم خُطُؤَات الشَّيطان مِنَ الخَطِيئَةِ: الـمَأْثَمِ.

قال أَبو منصور: ما علمت أَنَّ أَحداً من قُرّاء الأَمصار قرأَه بالهمزة ولا معنى له. وقوله تعالى: والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئتِي يوم الدِّين؛ قال الزجاج: جاء في التفسير: أَنّ خَطِيئَته قولهُ: إِنَّ سارةَ أُخْتِي، وقولهُ: بَلْ فَعَلهُ كبِيرُهم؛ وقولهُ: إِنِّي سَقِيمٌ. قال: ومعنى خَطيئتِي أَن الأَنبياء بَشَرٌ، وقَد تجوز أَن تَقَعَ عليهم

الخَطِيئةُ إِلا أَنهم، صلواتُ اللّه عليهم، لا تكون منهم الكَبِيرةُ لأَنهم مَعْصُومُونَ، صَلواتُ اللّه عليهم أَجمعين.

وقد أَخْطَأَ وخَطِئَ، لغَتان بمعنى واحد. قال امرؤ القَيْسِ:

<ص:68> يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا

أَي إِذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا؛ قال: وَوَجْهُ الكَلامِ فيه: أَخْطَأْنَ

بالأَلف، فردّه إِلى الثلاثي لأَنه الأَصل، فجعل خَطِئْنَ بمعنى أَخْطَأْنَ، وهذا الشعر عَنَى به الخَيْلَ، وإِن لم يَجْرِ لها ذِكْر، وهذا مثل قوله عزَّ وجل: حتى تَوارَتْ بالحِجاب. وحكى أَبو علي الفارس عن أَبي زيد: أَخْطَأَ خاطِئةً، جاءَ بالمصدر على لفظ فاعِلةٍ، كالعافيةِ والجازيةِ. وفي التنزيل: والـمُؤْتَفِكاتِ بالخاطِئةِ. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهمَا، أَنهم نصبوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها وقد جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ من نَبْلِهم، أَي كلَّ واحِدةٍ لا تُصِيبُها، والخاطِئةُ ههنا بمعنى المُخْطِئةِ.وقولُهم: ما أَخْطَأَه !إِنما هو تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لا مِنْ أَخطَأَ.

وفي الـمَثل: مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ، يُضْرَبُ للذي يُكثر

الخَطَأَ ويأْتي الأَحْيانَ بالصَّواب. وروى ثعلب أَن ابنَ الأَعرابي

أَنشده: ولا يَسْبِقُ المِضْمارَ، في كُلِّ مَوطِنٍ، * مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ، إِلاَّ عِرابُها

لِكُلِّ امْرئٍ ما قَدَّمَتْ نَفْسُه له، * خطاءَاتُها(1)، إِذ أَخْطأَتْ، أَو صَوابُها

(1 قوله «خطاآتها» كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالأفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة.)

ويقال: خَطِيئةُ يومٍ يمُرُّ بِي أَن لا أَرى فيه فلاناً، وخَطِيئةُ

لَيْلةٍ تمُرُّ بي أَن لا أَرى فلاناً في النَّوْم، كقوله: طِيل ليلة وطيل

يوم(2)

(2 قوله «كقوله طيل ليلة إلخ» كذا في النسخ وشرح القاموس.)

خطأ: {خِطأ}: إثما، يقال: خطِئ وأخطأ واحد، وقيل: خطئ في الدين وأخطأ في كل شيء.
الخطأ: هو ما ليس للإنسان فيه قصد، وهو عذر صالح لسقوط حق الله تعالى إذا حصل عن اجتهاد، ويصير شبهة في العقوبة حتى لا يؤثم الخاطئ، ولا يؤاخذ بحد ولا قصاص، ولم يجعل عذرًا في حق العباد حتى وجب عليه ضمان العدوان، ووجبت به الدية، كما إذا رمى شخصًا ظنه صيدًا أو حربيًا، فإذا هو مسلم، أو غرضًا فأصاب آدميًا، وما جرى مجراه، كنائم ثم انقلب على رجل فقتله.
خ ط أ: (الْخَطَأُ) ضِدُّ الصَّوَابِ وَقَدْ يُمَدُّ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا خَطَأً، وَ (أَخْطَأَ) وَ (تَخَطَّأَ) بِمَعْنًى، وَلَا تَقُلْ: أَخْطَيْتُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. وَ (الْخِطْءُ) الذَّنْبُ وَهُوَ مَصْدَرُ (خَطِئَ) بِالْكَسْرِ وَالِاسْمُ (الْخَطِيئَةُ) وَيَجُوزُ تَشْدِيدُهَا وَالْجَمْعُ (الْخَطَايَا) . أَبُو عُبَيْدَةَ (خَطِئَ) وَ (أَخْطَأَ) بِمَعْنًى وَمِنْهُ الْمَثَلُ: مَعَ (الْخَوَاطِئِ) سَهْمٌ صَائِبٌ. الْأُمَوِيُّ (الْمُخْطِئُ) مَنْ أَرَادَ الصَّوَابَ فَصَارَ إِلَى غَيْرِهِ وَالْخَاطِئُ مَنْ تَعَمَّدَ مَا لَا يَنْبَغِي. وَ (تَخَطَّأَ) لَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَخْطَأَ. 
(خ ط أ) : (فِي حَدِيثِ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا أَلَا طَلُقَتْ نَفْسَهَا أَيْ جَعَلَهُ مُخْطِئًا لَا يُصِيبُهَا مَطَرُهُ وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهَا إنْكَارًا لِفِعْلِهَا وَيُقَالُ لِمَنْ طَلَبَ حَاجَةً فَلَمْ يَنْجَحْ أَخَطَأَ نَوْءُك وَيُرْوَى خَطَّى بِالْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ مِنْ الْخَطِيطَةِ وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطُورَتَيْنِ وَأَصْلُهُ خَطَّطَ فَقُلِبَتْ الطَّاءُ الثَّالِثَةُ يَاءً كَمَا فِي التَّظَنِّي وَأَمْلَيْت الْكِتَابَ فَأَمَّا خَطَّ فَلَمْ يَصِحَّ وَالنَّوْءُ وَاحِدُ الْأَنْوَاءِ وَهِيَ مَنَازِلُ الْقَمَرِ وَتُسَمَّى نُجُومُ الْمَطَرِ وَتَحْقِيقُ ذَلِكَ فِي شَرْحِنَا لِلْمَقَامَاتِ.
(خطأ) - في حَديث ابنِ عَبَّاس: "خَطَّأَ اللهُ نوءَها"
: أي جعله مُخطِئا لها، لا يُصِيبها مَطَر. ويقال لمَن طَلَب حاجةً فلم يَنْجَح: أَخَطَأ نَوؤُك.
ويروى: خَطَّى بلا هَمْز، ويكون أَصْله: خَطَط من الخَطِيطة، وهي الأرض التي لم تُمْطرَ، فقلبت الطَّاءُ الثّالثةُ حرف لِين كالتَّظنّى، وتَقَضَّى البَازى.
وروى بهذا المعنى: خَطّ، وما أَظنُّه صَحِيحا، ولو يكون من خَطَّى اللهُ عنك السُّوءَ: أي جعله يتخَطَّاها فلا يُمْطِرُها.
- ومنه حديث عُثْمان: "أَنَّه قال لامرأة مُلِّكَت أَمرَها فطَلَّقت زوجَها: إنَّ الله خَطَّأَ نَوءَها"
: أي لم تَنْجَح في فِعْلِها، ولم تُصِب مَا أَرادَت من الخَلاصِ. 
خ ط أ

أخطأ في المسئلة وفي الرأي. وخطيء خطأ عظيماً إذا تعمد الذنب " وما كنا خاطئين " ويقال: لأن تخطيء في العلم خير من أن تخطيء في الدين، وقيل هما واحد. وفي مثل: " مع الخواطيء سهم صائب " وقال امرؤ القيس:

يا لهف هند إذ خطئن كاهلاً ... القاتلين الملك الحلا حلا

خير معد حسباً ونائلاً

والغالب في الاستعمال الأول. وتقول: إن أخطأت فخطّئني، وإن أسأت فسوّيء عليّ وسوّئني؛ وتخطّأت له بالمسئلة وفي المسئلة أي تصدّيت له طالباً لخطئه.

ومن المجاز: لن يخطئك ما كتب لك. وما أخطاك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. وأخطأ المطر الأرض: لم يصبها. ويوم خاطيء النوء. وخطّأ الله نوءك أي لا ظفرت بحاجتك. قال:

وإذا السنون الدبس خطّيء نوءها ... وترومق النمر الغرور الكاذب

أي ترامقت العيون السحاب النمر. وتخاطأته النبل: تجاوزته. قال القطاميّ:

أهل المدينة لا يحزنك شأنهم ... إذا تخاطأ عبد الواحد الأجل

وتخطأته. وناقتك هذه من المتخطّئات الجيف، أي تمضي لقوتها وتخلف وراءها التي سقطت من الحسري. واستخطأت الناقة: لم تحمل سنتها. وخطأت القدر بزبدها عند الغليان: قذفت به.
[خطأ] الخطأ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (ومن قَتل مؤمناً خَطَأً) تقول منه: أخطأت، وتخطَّأت، بمعنى واحد. ولا تقل: أخطيت: وبعضهم يقوله. والخِطْءُ: الذنْبُ، في قوله تعالى: (إن قتلهم كان خطأ كبيرا) ، أي إثْماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خطأ وخِطْأَةً، على فِعْلَةً، والاسم: الخَطيئَةُ، على فَعيلة. ولك أن تشدد الياء، لان كل ياء ساكنة قبلها كسرة، أو واو ساكنة قبلها ضمة - وهما زائدتان للمد لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة - فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا، وبعد الياء ياء، وتدغم فتقول في مقروء: مقرو، وفى خبئ: خبى، بتشديد الواو والياء. وقولهم: ما أَخْطَأَهُ، إنما هو تعجُّبٌ من خَطِئَ، لا من أخطأ. أبو عبيدة: خَطِئَ وأخطأ لغتان بمعنى واحد. وأنشد:

يا لهف هند إذ خطئن كاهلا * أي أخطأن. قال: وفى المثل: " مع الخَواطِئِ سهمٌ صائبٌ "، يضرب للذي يُكْثرُ الخطأ، ويأتي الأحيان بالصواب. قال الاموى: المخطئ من أراد الصواب، فصار إلى غيره، والخاطئ: من تعمَّد لما لا ينبغي. وتقول: خَطَّأْتُه تخطئة وتخطيئاً، إذا قلت له: أخطأت، يقال: إن أخطأت فخطئني. وتخطأت له في المسألة أي أخطأت. وتخاطأه أي أخطأه، قال أَوْفى بن مَطَرٍ المازنيُّ: ألا أَبْلِغا خُلَّتي جابراً * بأنّ خليلكَ لم يُقْتَلِ تخاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه * وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ وجمع الخطيئة خطايا، وكان الاصل خطائئ ، - على فعائل - فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لان قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة الاولى ياء، لخفائها بين الالفين.
خطأ
الخَطَأ: العدول عن الجهة، وذلك أضرب:
أحدها: أن تريد غير ما تحسن إرادته فتفعله، وهذا هو الخطأ التامّ المأخوذ به الإنسان، يقال:
خَطِئَ يَخْطَأُ، خِطْأً، وخِطْأَةً، قال تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً [الإسراء/ 31] ، وقال:
وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ [يوسف/ 91] .
والثاني: أن يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال: أَخْطَأَ إِخْطَاءً فهو مُخْطِئٌ، وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل، وهذا المعنيّ بقوله عليه السلام: «رفع عن أمّتي الخَطَأ والنسيان» وبقوله: «من اجتهد فأخطأ فله أجر» ، وقوله عزّ وجلّ: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [النساء/ 92] . والثّالث: أن يريد ما لا يحسن فعله ويتّفق منه خلافه، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو الذي أراده في قوله:
أردت مساءتي فاجتررت مسرّتي وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري
وجملة الأمر أنّ من أراد شيئا فاتّفق منه غيره يقال: أخطأ، وإن وقع منه كما أراده يقال:
أصاب، وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن، أو أراد إرادة لا تجمل: إنه أخطأ، ولهذا يقال :
أصاب الخطأ، وأخطأ الصّواب، وأصاب الصّواب، وأخطأ الخطأ، وهذه اللّفظة مشتركة كما ترى، متردّدة بين معان يجب لمن يتحرّى الحقائق أن يتأمّلها. وقوله تعالى: وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ [البقرة/ 81] . والخَطِيئَةُ والسّيّئة يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا إليه في نفسه، بل يكون القصد سببا لتولّد ذلك الفعل منه، كمن يرمي صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره، والسبب سببان: سبب محظور فعله، كشرب المسكر وما يتولّد عنه من الخطإ غير متجاف عنه، وسبب غير محظور، كرمي الصّيد، قال تعالى:
وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب/ 5] ، وقال تعالى:
وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً
[النساء/ 112] ، فالخطيئة هاهنا هي التي لا تكون عن قصد إلى فعله، قال تعالى: وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا [نوح/ 24] ، مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ [نوح/ 25] ، إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا [الشعراء/ 51] ، وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 12] ، وقال تعالى: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء/ 82] ، والجمع الخطيئات والخطايا، وقوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ [البقرة/ 58] ، فهي المقصود إليها، والخاطِئُ هو القاصد للذّنب، وعلى ذلك قوله: وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ [الحاقة/ 36- 37] ، وقد يسمّى الذّنب خَاطِئَةً في قوله تعالى: وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ [الحاقة/ 9] ، أي:
الذنب العظيم، وذلك نحو قولهم: شعر شاعر.
فأما ما لم يكن مقصودا فقد ذكر عليه السلام أنّه متجافى عنه، وقوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ [البقرة/ 58] ، فالمعنى ما تقدّم.
[خطأ] خطيء في دينه خطأ، إذا أثم فيه، والخطأ الذنب، وأخطأوروى بجيم وهو خبر ما، والمستثنى منه مقدر أي ما منكم رجل متصف بهذه الأوصاف كائن على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة، وعليه تنزل سائر الاستثناءات، وإن لم يصرح النفي فيها لونها في سياقه بالعطف، وكذا فن هو قام فصلى - إلخ، والضمير المرفوع فاعل محذوف، وجوابه محذوف أي لا يتصرف في شيء من الأشياء إلا خرج من خطيئة هيئة ولادته. ج: فاقسم "أخطئها" رجل، يعني أنهم غفلوا عن رجل منهم فلم يعطوه التمرة التي تخصه نسيانا، فانطلقنا ننعشه أي نشهد له كأنه عثر فانتعش، فقام فأخذها لما أعطيها. غ: "بالخاطئة" أي الخطأ العظيم، مصدر على فاعلة. وح: كل بني آدم "خطاؤن" يجيء في كل.
خطأ
خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان.
والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ.
والخَطْءُ - بفتح الخاء وسكون الطاء -، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ - بالكسر -: الذنب في قوله تعالى:) إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً (أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً - على فِعْلَةَ -، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ - على فَعَائِلَ -، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين.
والخَطِيْئَةُ - أيضاً -: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة.

وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس:
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا ... القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا
هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة. وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد. وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى:) بالخاطِئة (أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة. وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً.
وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ. وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر
ألا أبْلِغا خُلَّتي جابراً ... بأنَّ خَليلَكَ لم يُقْتَلِ
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه ... وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ
وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني. ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء. وسُئل ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي:
إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول الباعَ بَدَرْ ... تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ
والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل.
والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه.
خطأ
خطِئَ يَخطَأ، خَطَأً وخِطْئًا، فهو خاطِئ وخطِئ
• خطِئَ الشَّخصُ:
1 - حاد عن الصَّواب، غلِط، ضدّ أصاب "خطِئ في رأيه- هو بشَر يخطأ ويصيب".
2 - أذنب، تعمّد الذَّنبَ " {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} ".
• خطِئ السَّهمُ الهدفَ: تجاوزه، لم يُصِبْه. 

أخطأَ/ أخطأَ عن/ أخطأَ في يُخطئ، إخطاءً، فهو مخطِئ، والمفعول مُخطَأ
• أخطأ الهدفَ ونحوَه/ أخطأ عن الهدف ونحوه: تجاوزه ولم يصبه "أخطأته الرصاصةُ- أخطأه الحظُّ/ التوفيقُ: لم يحالفه- مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ [حديث] ".
• أخطأ التَّقديرَ/ أخطأ في التَّقدير: خطِئ، غلِط وضَلَّ، حاد عن الصَّواب "أخطأ في حقِّ جاره- أخطأ في العنوان/ الفتوى- وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْر [حديث] ".
• أخطأَ الرَّجلَ: أوقعه في الخطأ.
• أخطأَ الرَّجلُ عن جهل: أذنب، ارتكب الذَّنبَ على غير عمد " {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} ". 

خطَّأَ يُخطِّئ، تخطئةً وتخطيئًا، فهو مخطِّئ، والمفعول مخطَّأ
• خطَّأ فلانًا:
1 - نسب إليه الخطأ "مازال يُخطِّئه حتى غضب".
2 - قال له أخطأتَ "إن أخطأتُ فخطِّئني- خطَّأ آراءه: أنكرها وأظهر خطأها". 

تخطئة [مفرد]: مصدر خطَّأَ. 

خاطِئة [مفرد]: ج خاطئات وخَوَاطِئُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خطِئَ ° مِنْ الخواطئ سهم صائب [مثل]: يُضرب للذي يخطئ مرارًا ويصيب مرّة.
2 - ذنب عظيم (بمعنى المصدر) " {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ} ". 

خِطْء [مفرد]: ج أخطاء (لغير المصدر):
1 - مصدر خطِئَ.
2 - ذنب أو ما تُعُمِّد منه " {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} ". 

خطَأ [مفرد]: ج أخطاء (لغير المصدر):
1 - مصدر خطِئَ ° التَّجربة والخطأ: مبدأ للتوصُّل إلى الحلّ الصحيح أو النتيجة المقنعة عن طريق استخدام الوسائل والنظريّات حتى يتمّ تقليل الخطأ أو تصحيحه.
2 - ارتكاب ذنب بغير تعمُّد، عكس صواب "خطأ إملائيّ/ كتابيّ/ لغويّ/ مطبعيّ- رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ [حديث]- {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} " ° أوقعه في خطأ: جعله يخطئ- ارتكب خطأً: أخطأ- خطأ فادح/ خطأ جسيم: خطأ كبير- على خطأ: مُخطِئ- مِنْ الخطأ أن: ليس من الصواب أن- وقَع في خطأ: أخطأ.
3 - (نف) نقص في جهاز أو طريق أو إجراء يؤثِّر على صدق النتائج.
• القتل الخطأ: ما ليس للإنسان فيه قصد، قتل عن غير تعمّد. 

خَطِئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خطِئَ. 

خَطِيئة [مفرد]: ج خَطِيئات وخَطايا:
1 - ما عظُم من الذَّنب، مخالفة الشَّريعة الإلهيَّة، إساءة تستلزم الصفح أو التعويض "اعترف بخطيئته- {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ} ".
2 - (سف) خطأ أخلاقيّ صادر عن إرادة شِرِّيرة ينطوي على عصيان لوصايا الله عزّ وجلّ "من نسِيَ خطيئته استعظم خطيئة غيره". 

خط

أ1 خَطڤاَخَطِئَ is syn. with ↓ اخطأ, inf. n. إِخْطَآءٌ and ↓ خَاطِئَةٌ, (K,) which latter, mentioned by AAF, on the authority of Az, is extr. in the case of a triliteral [unaugmented] verb, and more so in the case of a quadriliteral [i. e. a triliteral augmented by one letter]; (TA;) and with ↓ تخطّأ; signifying He did wrong; or committed a mistake, or an error: (K:) [and if this and similar explanations be correct, خَطَأْ may be an inf. n. of the first of these verbs, and a quasi-inf. n. of the second and third:] or ↓ اخطأ and ↓ تخطّأ have this signification: (S:) and خَطِئَ, aor. ـَ inf. n. خِطْءٌ and خِطْأَةٌ, (S, K,) signifies he committed a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserved punishment: (S, K: *) or he committed a fault or an offence or an act of disobe dience [in an absolute sense]: (K, * TA:) or, accord. to AO, (Msb,) or A' Obeyd, (TA,) خَطِئَ, inf. n. خِطْءٌ, signifies he committed a fault, an offence, or an act of disobedience, unintentionally; as also ↓ اخطأ: (Msb, TA:) or, as others say, خَطِئَ means [he committed a fault, &c.,] in religion; and ↓ اخطأ, in anything; intentionally or unintentionally: (Msb:) خَطِئَ, in religion; and ↓ اخطأ, in calculation [&c.]: (As, M, TA:) or, accord. to Ibn-'Arafeh, (TA,) you say, خَطِئَ فِى دِينِهِ, (K, TA, [in a MS. copy of the K and in the CK, * فى ذَنْبِهِ,]) and ↓ اخطأ, meaning he pursued a wrong way in his religion, intentionally or otherwise: (K, TA:) or خَطِئَ signifies he committed an act of disobedience intentionally; (Msb, TA;) so accord. to the 'Ináyeh, and the like is said in the A; (TA;) and ↓اخطأ, he did wrong, meaning to do right: (Az, Msb, TA:) [and this distinction is agreeable with general usage:] accord. to AHeyth, you say, خَطِئْتَ بِمَا صَنَعْتُهُ [Thou didst wrong, in that which thou didst,] intentionally; and ↓أَخْطَأْتَ مَا صَنَعْتَهُ [or بِمَا صنعتة or فِيمَا صنعته Thou didst wrong, in that which thou didst,] unintentionally. (TA.) b2: See also 4, in two places.

A2: خَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِهَا, aor. ـَ (tropical:) The cooking-pot threw up its froth, or foam, or scum, (K, TA,) in boiling. (TA.) 2 خطّأهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَخْطِئَةٌ and تَخْطِىْءٌ, (S, K,) He said to him, أَخْطَأْتَ [meaning Thou hast done wrong, or committed a mistake or an error]: (S, Msb, K:) or he pronounced him, or asserted him, to be doing wrong, or committing a mistake or an error. (Msb.) You say, إِنْ

أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِى [If I do wrong, &c., tell me that I have done so]. (S.) b2: Also He made it to miss: so in the saying, خَطَّأَ اللّٰهُ نَوْءَهَا God made, or may God make, its [i. e. a land's] star, or asterism, to miss; so that the rain which the star or asterism should have brought did not, or shall not, fall upon it. (TA.) This was [also] said by I'Ab [in a tropical sense] with reference to a woman, as an imprecation, in disapproval of her conduct. (Mgh.) As some relate this saying, the verb is خَطَّى, (Mgh, TA,) and the meaning, God made, or may God make, its [rain-giving] star or asterism, to pass it over, and not send rain upon it: and in this case it may be, (TA,) or it is, (Mgh,) from خَطِيطَةٌ, signifying “ a land not rained upon (Mgh, TA) between two lands that have been rained upon; ” (Mgh;) the verb being originally خَطَّطَ, and the final ط being changed into ى. (Mgh, TA. [See art خط.]) نَوْء is [here] the sing. of أَنْوَآءٌ meaning the “ Mansions of the Moon,” also called the “ stars, or asterisms, of rain. ” (Mgh.) [See more in the first paragraph of art. خط: and see also 4 in the present art.] Accord. to Fr, خَطَّى السَّهْمَ and خَطَّأَهُ are syn. [as meaning He made the arrow to pass over, or to miss, the mark]. (TA.) One says also, خُطِّئُ عَنْكَ السُّوْءُ [May evil be made to miss thee;] i. e. may evil be repelled from thee. (ISk.) And خَطَّأَ عَنْكَ السُّوْءُ [app. for ↓تَخَطَّأَ] Evil missed thee, or may evil miss thee. (Az.) 4 اخطأ, inf. n. إِخْطَآءٌ and خَاطِئَةٌ: see 1, in eight places. أَخْطَيْتُ, for أَخْطَأْتُ, should not be said: (S:) it is a word of weak authority; or a mispronunciation: (K:) but some use it; (S, Sgh, TA;) because a change of this kind is generally allowed by some of the writers on inflection. (TA.) See also 5.

A2: اخطأهُ, (S, K,) which signifies, He [or it] missed, or failed of hitting, it [or him], (TA,) and ↓تخاطأهُ (S, K) and ↓تخطّأهُ (K) and لَهُ ↓تخطّأ (TA) [and ↓خَطِئَهُ, as will be seen from what follows,] are syn. (S, K, TA.) [See also 2, last sentence.] You say, اخطأ الرَّامِى الغَرَضَ The archer, or thrower, missed the mark; or failed of hitting it. (TA.) And اخطأهُ السَّهْمُ The arrow [missed it, or him, or] passed beyond it, or him: and you may also say, أَخْطَاهُ, suppressing the ء (Msb.) And اخطأ الطَّرِيقَ [He missed the way; or] he deviated from the way. (TA.) And اخطأ نَوْؤُهُ [(assumed tropical:) His star, or asterism, missed]; said of him who has sought an object of want and not succeeded in attaining it: (TA:) and to a person in this case one says, اخطأ نَوْؤُكَ [(assumed tropical:) Thy star, or asterism, has missed]. (Mgh. [See also 2.]) And اخطأهُ The right, or due, was, or became, [out of his reach,] or far from him. (Msb.) Owfà Ibn-Matar ElMázinee says, النَّبْلُ أَحْشَآءَهُ↓تَخَاطَأَتِ [meaning The arrows missed his bowels]. (S.) And AO, (S,) or A' Obeyd, (TA,) says that ↓خَطِئَ and اخطأ are syn.; citing, as an ex., the saying of Imra-el-Keys, يَا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كَاهِلَا (S, TA,) meaning [O the grief of Hind,] when they (the troop of horse) missed the sons of Káhil; (TA;) خطئن being here used in the sense of أَخْطَأْنَ, (S, TA,) which latter, accord. to Az, is the more proper in this case. (TA.) A3: مَا أَخْطَأَهُ is an expression of wonder [meaning How sinful, or criminal, or intentionally-disobedient, or intentionally-wrongdoing, is he !] from خَطِئَ, not from أَخْطَأَ. (S.) 5 تَخَطَّاَ see 1, in two places: b2: and see also 2, last sentence; and 4, in two places. b3: تخطّأ لَهُ فِى

المَسْأَلَةِ He addressed to him the question with the desire of causing him to make a mistake: (TA:) or i. q. ↓أَخْطَأَ. (S.) A2: تَخَطُّؤٌ also signifies The feigning a wrong action, a mistake, or an error. (KL. [See also 6.]) A3: And The charging another with a wrong action, a mistake, or an error. (KL. [See also 2.]) 6 تخاطأ He imputed to himself a wrong action, a mistake, or an error, not having committed any. (KL. [See also 5.]) A2: See also 4, in two places.10 استخطأت She (a camel) did not conceive, or become pregnant. (TA. [See also the part. n., below.]) خَطْءٌ:see خَطَأٌ.

خِطْءٌ: see خَطِيْئَةٌ.

خَطَأٌ A wrong action; a mistake, or an error; contr. of صَوَابٌ; as also ↓خَطَآءٌ (S, Msb, K) and ↓خَطْءٌ: (K:) accord. to some, it is syn. with خَطِيْئَةٌ and خِطْءٌ; and is an inf. n. used as a simple subst; but accord. to others, (TA,) it signifies an unintentional fault or offence or disobedience; (K, TA;) a subst. from أَخْطَأَ: (M, Msb: [see 1, first sentence:]) and accord. to the M, ↓خَطَآءٌ is a subst. from خَطِئ [and therefore syn. with خَطِيْئَةٌ accord. to the general acceptation of خَطِئَ]. (TA.) خطأة [so in the TA, app. خَطْأَةٌ,] A land which the rain misses, while it falls upon another near it. (TA. [See 2.]) خَطَآءٌ: see خَطَأٌ, in two places.

خَطِيْئَةٌ (S, K) and خَطِيَّةٌ, a change of this kind being allowable in this and in similar cases, (S, TA,) A fault, an offence, or an act of disobedience; (S, K;) or such as is intentional; (K;) like ↓خِطْءٌ, (S, K;) which is an inf. n., thus used as a subst.; (Msb;) meaning a sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment: (S:) pl. خَطَايَا, (Lth, S, K,) originally خَطَائِئُ; (Lth, S;) and خَطَائِى also, (K, TA, [in a MS. copy of the K خَطَائِئُ,]) or this is [anomalous and] incorrect, unless with the art. ال, being otherwise خَطَآءٌ; (MF;) and خَطَائِىُّ, [an anomalous pl.,] of which Th gives an ex. in the following verse, related to him by IAar; لِكُلِّ امْرِئٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُهُ لَهُ خَطَائِيُّهَا إِنْ أَخْطَأَتْ وَصَوَابُهَا [For every man is appointed, in the world to come, the recompense of what his soul has prepared, or laid up in store, for him, its wrong actions, if it have done wrong; and its right action]. (L.) b2: خَطِيْئَةٌ يَوْمٌ and خَطِيْئَةٌ لَيْلَةٌ are expressions like طِيلٌ يَوْمٌ and طِيلٌ لَيْلَةٌ: you say, خَطِيْئَةٌ يَوْمٌ يَمُرُّ بِى إِلَّا أَرَى فِيهِ فُلَانًا [app. meaning It were a crime that a day should pass with me without my seeing in it such a one; or perhaps, it is a rare event that a day passes with me &c. : see what follows]. (TA.) b3: A little, or small quantity; or a few, or small number; of anything. (K, TA.) You say, عَلَى النّخْلَةِ خَطِيْئَةٌ مِنْ وَحْشٍ

[Upon the palm-tree are a few fresh ripe dates]: and خَطَّآءٌ [In the land of the sons of such a one is] a small number of wild animals that have missed their [wonted] places and are in what are not their accustomed places. (TA.) خَاطِئٌ A man who constantly adheres to faults, offences, sins, crimes, or acts of disobedience for which he deserves punishment. (TA.) خَاطِئٌ Intentionally doing that which is not right; (El-Umawee, S;) intentionally pursuing a wrong way in his religion; (K;) intentionally doing that which he is forbidden to do. (Msb.) [See خَطِئَ, of which it is the part. n.] b2: [Also Missing the mark. Hence the saying,] مَعَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ [With those that miss is an arrow that goes right, or hits the mark]; (S, K;) خَوَاطِئُ being pl. of خَاطِئَةٌ, meaning that misses the butt: (Har p. 481:) a prov., (S,) applied to him who frequently errs, but sometimes does right; (S, K;) or to the niggard who sometimes gives notwithstanding his niggardliness. (A 'Obeyd.) خَاطِئَةٌ : see 1, first sentence.

مُخْطِئٌ [act. part. n. of 4, q. v.;] One who does wrong, meaning to do right. (El-Umawee, S.) مَتَخَطِّىٌ signifies the same as مُتَخَطٍّ, or nearly so: and hence the saying,] نَاقَتُكَ مِنَ المُتَخَطِّئَاتِ الجيف, (TA in the present art.,) or نَاقَتُكَ هٰذِهِ مِنَ المُتَخَطِّيَاتِ الجيف, [the last word being app. الجِيَفَ, and the lit. meaning, Thy she-camel, or this thy she-camel, is of those that step over the carcasses;] i. e. she is hardy and strong, such as will go on, and leave behind [others that have fallen down and died] (تخلف [so in the TA, app.تُخَلِّفُ,]) until she [herself] has fallen down (الى مأ سقطت). (Az, TA in art. خطو.) مُسْتَخْطِئَةٌ, applied to a she-camel, (tropical:) i. q. حَائِلٌ [i. e. Not conceiving, or not becoming pregnant during a year, or two years, or some years; &c.: see its verb, 10]. (K, TA.)
خطأ
: (} الخَطْءُ) بِفَتْح فَسُكُون مثل وَطْء، وَبِه قرأَ عُبيد بن عُمَير ( {والخَطَأُ) محركة (} والخَطَاءُ) بالمدّ، وَبِه قرأَ الْحسن والسُّلَمِي وإِبراهيم والأَعمش فِي النِّساء (ضدّ الصَّوابِ وَقد {أَخطَأ} إِخْطَاءً) على الْقيَاس، وَفِي التَّنْزِيل {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ {أَخْطَأْتُمْ بِهِ} (الْأَحْزَاب: 5) عدّاه بِالْبَاء لأَنه فِي معنى عَثَرتم أَو غَلِطْتُم وَقَالَ رُؤْبَةُ:
يَا رَبِّ إِنْ} أخْطَأْتُ أَوْ نَسِيتُ
فَأَنْتَ لاَ تَنْسَى وَلاَ تَمُوتُ (و) حكى أَبو عليَ الفارسيّ عَن أَبي زيدِ: أَخْطَأَ ( {خَاطِئَةً) جاءَ بِالْمَصْدَرِ على لفظ فاعِلَةٍ، كالعافِيَة والجَازِيَة، وَهُوَ مَثَلٌ من الثلاثّي نادِرٌ، وَمن الرباعي أَكثَرُ نِدْرَةً، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} بِالْخَاطِئَةِ} (الحاقة: 9) .
( {وَتَخَطَّأَ) } كأَخطأَ ( {وخَطِئَ) وَقَالَ أَبو عُبيد:} خَطِئَ {وأَخطأَ لُغَتَانِ بِمَعْنى واحدٍ، وأَنشد لامرىء الْقَيْس:
يَا لَهْفَ هِنْدِ إِذْ خَطِئْن كَاهِلاَ
القَاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاَحِلاَ
هِنْد هِيَ بنت ربيعَة بن وَهْب، كَانَت تَحت حُجْر أَبي امرِىء القَيس، فخلف عَلَيْهَا امرؤُ القَيْس، أَي} أَخطأَت الخيلُ بني كاهلٍ وأَوقَعْن ببني كنَانَة، قَالَ الأَزهري: ووجْهُ الكلامِ فِيهِ أَخطأْنَ، بالأَلف، فردَّه إِلى الثلاثيّ، لأَنه الأَصل، فَجعل {خَطِئْن بِمَعْنى} أَخطَأْنَ (و) لَا تقل (أَخْطَيْتُ) بإِبدال الْهمزَة يَاء، وَمِنْهُم من يَقُول إِنها (لُغَيَّةٌ رَديئة أَو لُثْغة) قَالَ الصَّاغَانِي: وَبَعْضهمْ يَقُوله.
قلت: لأَن بعض الصرفيين يُجَوِّزون تسهيل الْهمزَة، وَقد أَوردها ابْن القُوطِيَّة وابنُ القطَّاع فِي المعتلّ اسْتِقْلَالا بعد ذكرهَا فِي المهموز، كَذَا فِي (شرح شَيخنَا) .
( {والخَطِيئَة: الذَّنْبُ) وَقد جُوِّز فِي همزتها الإِبدال، لأَن كلّ يَاء سَاكِنة قبلهَا كسرةٌ، أَو واوٍ سَاكِنة قبلهَا ضَمَّةٌ وهما زائدتان للمد لَا للإِلحاق وَلَا هما من نَفْس الْكَلِمَة، فإِنك تَقلِب الهمزَة بعد الْوَاو واواً، وَبعد الْيَاء يَاء، فتُدْغِم فَتَقول فِي مَقْروءٍ مَقْرُوٌّ وَفِي خَبِيءٍ خَبِيٌّ بتَشْديد الْوَاو وَالْيَاء (أَو مَا تُعُمِّد مِنْهُ،} كالخِطْءِ بالكَسْرِ) قَالَ الله تَعَالَى: {إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ {خِطأً كَبِيرًا} (الْإِسْرَاء: 31) أَي إِثماً، وَكَذَلِكَ} الخَطَأَ محركة، تَسْمِية بِالْمَصْدَرِ (و) قيل (الخَطَأُ) محركةً: (مَا لم يُتَعَمَّدْ) مِنْهُ، وَفِي (المُحكم) : {خَطِئْتُ أَخْطَأُ خَطَأً وَالِاسْم} الخَطَاءُ بِالْمدِّ، وأَخطَأْتُ {إِخطَاءً وَالِاسْم الخَطَأُ مَقْصُورا (ج} خَطَايَا) على الْقيَاس (و) حكى أَبو زيدٍ (! خَطَائِئ) على فعائل، وَمِنْهُم من ضَبطها كَغَوَاشِي، وَبَعض شَدَّدَ ياءَها، قَالَ شَيخنَا وكلُّ ذَلِك لم يصحّ إِلا أَن أُريد من وزن الغَواشي الإِعلامُ بأَنها من المنقوص. وَفِي (اللِّسَان) روى ثعلبٌ أَن ابنَ الأَعرابيّ أَنشده:
وَلَا يَسْبِقُ المِضْمَارَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ إِلاَّ عِرَابُهَا
لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُه لَهُ
{خَطَاءَتُها إِنْ أَخْطَأَتْ وَصَوَابُهَا
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَطِيئَة فَعِيلَة، وَجَمعهَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يكون خَطَائِيءُ بهمزتين فاستثقلوا التقاءَ همزتين، فخفّفوغا الآخِرة مِنْهُمَا، كَمَا يُخفَّف جائِيءٌ على هَذَا الْقيَاس، وكرهوا أَن تكون علَّتُه علَّة جائيء، لأَن تِلْكَ الهمزةَ زائدةٌ، وَهَذِه أَصليّة، ففَرُّوا} بِخطايا إِلى يَتامَى، ووجدوا لَهُ فِي الأَسماء الصَّحِيحَة نظيراً، مثل طاهرٍ وطاهرة وطَهَارَي، وَفِي (الْعباب) وجَمْعُ خَطِيئَة خَطَايَا وَكَانَ الأَصل خطائيء على فعائل، فَلَمَّا اجْتمعت الهمزتان قُلِبت الثَّانِيَة يَاء، لأَن قبلهَا كسرة، ثمَّ استثقلت والجمعُ ثقيلٌ، وَهُوَ معتلُّ مَعَ ذَلِك، فقُلبت الْيَاء أَلفاً قُلِبت الْهمزَة الأُولى يَاء، لخفائها بَين الأَلفين.
(و) تَقول ( {خَطَّأَه} تَخْطِئَةً {وتَخْطِيئاً) إِذا (قَالَ لَهُ: أَخَطأْتَ) وَيُقَال: إِن أَخطَأْتُ} فَخَطِّئْني، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني و (خَطِيءَ) الرجل ( {يَخْطَأُ) كَفرِح يفرَح (خِطْأً} وخِطْأَةً بكسرهما) : أَذنب، وَفِي الْعِنَايَة: خَطِيء خَطَأً: تعَمَّد الذَّنب، وَمثله فِي الأَساس.
( {والخَطِيئَة) أَيضاً (: النَّبْذُ اليَسيرُ مِن كلِّ شيءٍ) يُقَال على النَّخْلَة} خَطِيئَةٌ من رُطَبٍ، وبأَرضِ بني فُلان خَطِيئَةٌ من وَحْشٍ، أَي نَبْذٌ مِنْهُ أَخْطَأَتْ أَمْكِنَتَها فظَلَّت فِي غير مواضِعها المُعتادة (و) قَالَ ابْن عَرَفَة (خَطِيءَ فِي دِينه وأَخطأَ) إِذا (سَلَك سَبِيل خَطَإٍ عَامِدًا أَو غَيْرَه) وَقَالَ الأُمويّ:! المُخطِئُ: من أَراد الصَّوَاب فَصَارَ إِلى غَيره (أَو الخاطيءُ مُتَعَمِّدُهُ) أَي لِمَا لَا يَنْبَغِي، وَفِي حَدِيث الكُسوف (فأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ) أَي غلط، قَالَ الأَزهريّ: يُقَال لمن أَراد شَيْئا وَفعل غَيره: أَخطأَ، كَمَا يُقَال لمن قَصدَ ذَلِك، كأَنه فِي اسْتِعْمَاله غَلِط فأَخذَ دِرْعَ بعضِ نِسَائِهِ، وَفِي (الْمُحكم) : وَيُقَال: أَخطأَ فِي الحِساب وخَطِيءَ فِي الدِّين، وَهُوَ قولُ الأَصمعيّ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : قَالَ أَبو عُبيد: خَطِيءَ خطْأً من بَاب عَلم، وأَخْطَأَ بِمَعْنى وَاحِد لمن يُذْنِب على غير عمدٍ، وَقَالَ المُنذِريُّ: سَمِعت أَبا الهَيْثَم يَقُول: خَطِئْتُ، لما صنَعْتَه عَمْداً، وَهُوَ الذَّنب، وأَخطأْت لما صَنَعْتَه خَطَأً غير عَمْدٍ، وَفِي (مُشكل الْقُرْآن) لِابْنِ قُتيبة فِي سُورَة الأَنبياء فِي الحَدِيث (إِنه لَيْسَ مِنْ نَبِيَ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ غيرَ يَحْيَى بن زَكَرِيَّا، لأَنه كَانَ حَصُوراً لَا يأْتِي النساءَ وَلَا يُرِيدُهُنَّ) .
(و) فِي المَثل (مَع {الخَواطِئِ سهْمٌ صَائِبٌ. يُضْرَب لِمَنْ يُكْثِرُ الخَطَأَ ويُصِيبُ أَحياناً) وَقَالَ أَبو عبيد: يُضْرَب للبخيل يُعطِي أَحياناً على بُخْله.} والخَواطِئُ هِيَ الَّتِي {تُخْطِئُ القِرْطَاسَ، قَالَ الْهَيْثَم: وَمِنْه مَثلُ العَامَّة (رُبَّ رَمْيَةِ. مِنْ غَيْرِ رَامٍ) .
(و) من الْمجَاز (} خَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِها، كَمَنَع: رَمَتْ) بِهِ عِنْد الغَلَيانِ. (و) يُقَال ( {تَخَاطَأْه) حَكَاهُ الزجاجي (} وتَخَطَّأَهُ) وتَخَطَّأَ لَهُ، أَي (أَخْطَأَه) قَالَ أَوْفَى بنُ مَطَر المازِنيُّ.
أَلاَ أَبْلِغَا خُلَّتِي جَابِراً
بِأَنَّ خَلِيلَكِ لَمْ يُقْتَلِ
{تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ
وَأُخِّرَ يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَلِ
(و) من الْمجَاز (} المُسْتَخْطِئَةُ) من الإِبل (: النَّاقَة الحائُل) يُقَال استخطَأَتِ الناقةُ، أَي لم تَحْمِل.
والتركيب يدُلُّ على تَعدّي الشيءِ وذَهابِه عَنهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَخطأَ الطريقَ: عدَلَ عَنهُ، وأَخطأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لم يُصِبْه، وأَخطَأَ نَوْؤُهُ إِذا طَلب حاجَتَه فَلم يَنْجَح وَلم يُصِبْ شَيْئا، وخَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا أَي جَعَله! مُخْطِئاً لَهَا لَا يُصِيبها مَطَرُه، ويروى بِغَيْر همز، أَي يتخطَّاها وَلَا يُمْطِرُها، وَيحْتَمل أَن يكون من الخَطِيطة، وَهِي الأَرض الَّتِي لم تُمْطَر، وأَصله خطّط، فقلبت الطَّاء الثَّالِثَة حرْفَ لِينٍ.
وَعَن الْفراء خَطِيءَ السهْمُ وخَطَأ، لغتانِ.
{والخِطْأَة: أَرضٌ يُخطئُها المَطَر ويُصِيب أُخرى قُرْبَها.
وَيُقَال} خُطِّئَ عَنْك السُّوء إِذا دَعَوْا لَهُ أَن يُدْفَع عَنهُ السُّوءُ، قَالَه ابنُ السّكيت.
قَالَ أَبو زيد: خَطَأَ عَنك السُّوء أَي أَخطأَك البلاءُ.
وَرجل {خَطَّاءٌ إِذا كَانَ ملازماً للخَطايا غيرَ تاركٍ لَهَا.
وَذكر الأَزهري فِي المعتل فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُواتِ الشَّيْطَانِ} (الْبَقَرَة: 168) .
قَالَ: قرأَ بَعضهم} خُطُآتِ، من الخَطِيئة: المَأْثَمِ، ثمَّ قَالَ أَبو مَنْصُور: مَا عَلِمْتُ أَحداً من قُرَّاءِ الأَمصار قَرَأَه بِالْهَمْز، وَلَا معنى لَهُ.
وَيُقَال خَطِيئَةُ يَوْم يَمُرُّ بِي أَلاَّ أَرى فِيهِ فُلاناً، وخَطيئَةُ لَيْلَةٍ تَمُرُّ أَلاَّ أَرَى فُلاناً فِي النَّوْمِ، كَقَوْلِك طِيلُ لَيْلَةٍ وطِيلُ يومٍ.
وتَخَطَّأْت لَهُ فِي المسأَلة إِذا تَصدَّيْتَ لَهُ طَالبا {خَطَأَهُ، وناقَتْكَ من} المُتَخَطَّئَاتِ الجِيَف.

جزي

جزي


جَزَى(n. ac. جَزَآء [] )
a. [acc. & 'Ala
or
Bi], Repaid, remunerated, recompensed, rewarded
requited, compensated for.
b. Satisfied, sufficed.
c. ['An], Served instead of, as a substitute, a satisfaction
for.
جَاْزَيَ
a. [acc. & Bi]
see I (a)
أَجْزَيَ
a. ['An], Compensated, satisfied.
تَجَاْزَيَ
a. [acc.
or
Bi], Demanded repayment, compensation, for.

إِجْتَزَيَa. Asked for payment.

جِزْيَة [] (pl.
جِزًى [ ]جِزَآء [] )
a. Capitation-tax, poll-tax.
b. Land-tax.

جَزَاْيa. Repayment; remuneration, recompense, requital
compensation.
جزي: {الجزية}: الخراج المجعول على رأس الذمي. {لا تجزي}: لا تقضي ولا تغني. 
ج ز ي: (جَزَاهُ) بِمَا صَنَعَ يَجْزِيهِ (جَزَاءً) وَ (جَازَاهُ) بِمَعْنًى، وَ (جَزَى) عَنْهُ هَذَا أَيْ قَضَى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] وَيُقَالُ: (جَزَتْ) عَنْهُ شَاةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «تُجْزِي عَنْكَ وَلَا تُجْزِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» أَيْ تَقْضِي. وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ: (أَجْزَأَتْ) عَنْهُ شَاةٌ بِالْهَمْزِ. وَ (تَجَازَى) دَيْنَهُ أَيْ تَقَاضَاهُ فَهُوَ (مُتَجَازٍ) أَيْ مُتَقَاضٍ وَ (الْجِزْيَةُ) مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَالْجَمْعُ (الْجِزَى) مِثْلُ لِحْيَةٍ وَلِحًى. 
ج ز ي

الله يجزيك عني ويجازيك. قال لبيد:

وإذا جوزيت قرضاً فاجزه ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل

وكما تجازي تجازي. وأحسن إليه فجزاء خيراً إذا دعا له بالمجازاة. وهذا رجل جازيك من رجل أي كافيك. وهذا لا يجزي عنك أي لا يقضي، ومنه جزية أهل الذمة لأنها تقضي عنهم. يقال: أدّوا جزيتهم وجزاهم. واشترى من دهقان أراضاً على أن يكفيه جزيتها أي خراجها.

ومن المجاز: جزتك الجوازي أي أفعالك أي وجدت جزاء ما فعلت. قال:

جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب

أو ألطاف الله وأسباب رحمته. قال الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

أو أراد جمع جازية بمعنى الجزاء.
ج ز ي : جَزَى الْأَمْرُ يَجْزِي جَزَاءً مِثْلُ: قَضَى يَقْضِي قَضَاءً وَزْنًا وَمَعْنًى وَفِي التَّنْزِيلِ {يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] وَفِي الدُّعَاءِ جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا أَيْ قَضَاه لَهُ وَأَثَابَهُ عَلَيْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أَجْزَأَ بِالْأَلِفِ وَالْهَمْزِ بِمَعْنَى جَزَى وَنَقَلَهُمَا الْأَخْفَشُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ فَقَالَ الثُّلَاثِيُّ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ لُغَةُ الْحِجَازِ وَالرُّبَاعِيُّ الْمَهْمُوزُ لُغَةُ تَمِيمٍ وَجَازَيْتُهُ بِذَنْبِهِ عَاقَبْتُهُ عَلَيْهِ وَجَزَيْتُ الدَّيْنَ قَضَيْتُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ لَمَّا أَمَرَهُ أَنْ يُضَحِّيَ بِجَذَعَةٍ مِنْ الْمَعْزِ «تَجْزِي عَنْكَ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» قَالَ الْأَصْمَعِيُّ أَيْ وَلَنْ تَقْضِيَ وَأَجْزَأَتْ الشَّاةُ بِالْهَمْزِ بِمَعْنَى قَضَتْ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْقَطَّاعِ وَأَمَّا أَجْزَأَ بِالْأَلِفِ وَالْهَمْزِ فَبِمَعْنَى أَغْنَى قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ فِيهِ أَجْزَى مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ وَلَمْ أَجِدْهُ لِأَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ وَلَكِنْ إنْ هُمِزَ أَجْزَأَ فَهُوَ بِمَعْنَى كَفَى هَذَا لَفْظُهُ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ إنْ أَرَادَ امْتِنَاعَ التَّسْهِيلِ فَقَدْ تَوَقَّفَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ التَّوَقُّفِ فَإِنَّ تَسْهِيلَ هَمْزَةِ الطَّرَفِ فِي الْفِعْلِ الْمَزِيدِ وَتَسْهِيلَ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ قِيَاسِيٌّ فَيُقَالُ أَرْجَأْتُ الْأَمْرَ وَأَرْجَيْتُهُ وَأَنْسَأْتُ وَأَنْسَيْتُ وَأَخْطَأْتُ وَأَخْطَيْتُ وَأَشْطَأَ الزَّرْعُ إذَا أَخْرَجَ شَطْأَهُ وَهُوَ أَوْلَادُهُ وَأَشْطَى وَتَوَضَّأْتُ وَتَوَضَّيْتُ وَأَجْزَأْتُ السِّكِّينَ إذَا جَعَلْتُ لَهُ نِصَابًا وَأَجْزَيْتُهُ وَهُوَ كَثِيرٌ فَالْفُقَهَاءُ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ التَّخْفِيفُ وَإِنْ أَرَادَ الِامْتِنَاعَ مِنْ وُقُوعِ أَجْزَأَ مَوْقِعَ جَزَى فَقَدْ نَقَلَهُمَا الْأَخْفَشُ لُغَتَيْنِ كَيْفَ وَقَدْ نَصَّ النُّحَاةُ عَلَى أَنَّ الْفِعْلَيْنِ إذَا تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا جَازَ وَضْعُ أَحَدِهِمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ وَفِي هَذَا مَقْنَعٌ لَوْ لَمْ يُوجَدْ نَقْلٌ وَأَجْزَأَ الشَّيْءُ مَجْزَأَ غَيْرِهِ كَفَى وَأَغْنَى عَنْهُ وَاجْتَزَأْتُ بِالشَّيْءِ اكْتَفَيْت وَالْجُزْءُ مِنْ الشَّيْءِ الطَّائِفَةُ مِنْهُ وَالْجَمْعُ أَجْزَاءٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَجَزَّأْتُهُ تَجْزِيئًا وَتَجْزِئَةً جَعَلْتُهُ أَجْزَاءً مُتَمَيِّزَةً فَتَجَزَّأَ تَجَزُّؤًا وَجَزَأْتُهُ مِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ وَالْجِزْيَةُ مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَالْجَمْعُ جِزًى مِثْلُ:
سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 
جزي
جزَى يَجزي، اجْزِ، جزاءً، فهو جازٍ، والمفعول مَجْزيّ
• جزَى عامِلاً: كافأه "النَّاسُ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ، إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ [حديث]: من قول ابن عباس رضي الله عنه- {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَانُ} - {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} " ° جزاك الله خيرًا: يُقال ذلك في الشكر أو في الدعاء للمخاطب.
• جزاه بالخير: كافأه به "جزاه بوسام التفوُّق العلميّ".
• جزاه على صنيعه:
1 - كافأه عليه "جزاه على إخلاصِه".
2 - عاقبه "جزاه على كذبه- {وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} " ° جزاه الصَّاعَ بالصَّاع: ردّ عليه بمثل فعله أو قوله- جزاه جزاء سِنِمَّار [مثل]: يُضرب لمن يقابل الإحسان بالــإساءة.
• جزَى صديقُه عنه الدَّيْنَ: كفاه، قضاه عنه "فَهَلْ تُجْزِئُ عَنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ [حديث]: المقصود الأُضْحية- {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}: لا تُغني عنها، ولا تسُدُّ مسدّها". 

أجزى/ أجزى عن يُجزي، أَجْزِ، إجزاءً، فهو مُجْزٍ، والمفعول مُجْزًى
• أجزى الشَّخصَ:
1 - جزَاه؛ كفاه، أغناه.
2 - كافأه " {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} ".
3 - عاقَبَه " {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} ".
• أجزى عنه: كفاه، أغناه "هذا العملُ يُجزي عن ذاك" ° أجزى مُجْزَى فلان: قام مقامه. 

تجازى/ تجازى بـ يتجازى، تَجازَ، تَجازيًا، فهو مُتجازٍ، والمفعول مُتجازًى
• تجازى دَينَه/ تجازى بدَينه: طالب به وتقاضاه "أنَّ رَجُلاً كَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ وَمُتَجَازٍ [حديث] ". 

جازى يجازي، جازِ، مُجازاةً، فهو مُجازٍ، والمفعول مُجازًى
• جازى الشَّخْصَ على عمله/ جازى الشَّخْصَ عن عمله: أثابه عليه، كافأه ° جازاك الله خيرًا: عبارة تُقال في الشُّكر أو الدُّعاء للمخاطب.
• جازاه بذنبه: عاقبه عليه "جازاه على سوء تصرُّفه- {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إلاَّ الْكَفُورَ} ". 

إجزاء [مفرد]: مصدر أجزى/ أجزى عن. 

جَزاء [مفرد]:
1 - مصدر جزَى ° الجزاء من جنس العمل.
2 - (قن) عقوبة مفروضة بنصّ قانونيّ على فعل ممنوع قانونًا "نال المقصِّرون الجزاءات المناسبة" ° جزاء نقديّ: عقوبة ماليّة- قانون جزائيّ: قانون العقوبات.
• ضَرْبَة جزاء: (رض) ضربة عقابيّة موجّهة إلى الهدف من نقطة الجزاء لا يتعرّض لصدّها إلاّ حارس المرمى، وهي أن تطلق الكرة مباشرة على الهدف على بُعد أمتار معيّنة.
• محكمة الجزاء: (قن) محكمة جزائيّة؛ نوع من المحاكم له
 صلاحية النَّظر في الجرائم والدَّعاوي الجنائيَّة. 

جزائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى جَزاء: "عقوبة جزائيَّة" ° إجراءات جزائيَّة: مجموعة القواعد القانونيّة التي تتّصل بالتحقيق في الجرائم وإقامة الدّعوَى وتنفيذ الأحكام على المتّهمين.
• محكمة جزائيّة: محكمة الجزاء؛ نوع من المحاكم له صلاحية النَّظر في الجرائم والدَّعاوي الجنائيَّة. 

جِزْيَة [مفرد]: ج جِزْيات وجِزًى وجِزاء وجِزْي:
1 - خَراجُ الأرض.
2 - ما كان يُؤخذ من أهل الذِّمَّة نظير حمايتهم " {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} ".
3 - ضريبة كان المنتصر يفرضها على المغلوب. 
جزي
: (ى ( {الجَزاءُ: المُكافَأَةُ على الشَّيءِ) .
وقالَ الرَّاغبُ: هُوَ مَا فِيهِ الكِفايَةُ إِن خَيْراً فخَيْرٍ وَإِن شرّاً فشرَ.
(} كالجازِيَةِ) ، اسمٌ للمَصْدرِ كالعافِيَةِ. يقالُ: ( {جَزَاهُ) كَذَا و (بِهِ، وَعَلِيهِ جَزاءً) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {ذَلِك جَزاءُ مَنْ تزكَّى} ، {فَلهُ جَزاءُ الحسْنَى} ، {} وجَزاءُ سَيِّئةٍ سَيِّئةٌمثْلُها} ، { {وجَزاهُم بمَا صَبَرُوا جنَّة وحَرِيراً} ، {أُولئك} يجزونَ الغرفَةَ بِمَا صَبَرُوا} {وَلَا {تُجْزَوْنَ إلاَّ مَا كُنْتُم تَعْملونَ} .
(} وجازَاهُ {مُجازاةً} وجِزاءً) ، بالكسْرِ.
قالَ أَبُو الهَيْثمِ: الجَزاءُ يكونُ ثَواباً وعقاباً؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَمَا {جَزاؤُه إنْ كُنْتم كاذِبِينَ} ، أَي مَا عقابُه.
وسُئِلَ أَبو العباسِ عَن} جَزَيْته! وجازَيْتَه فقالَ: قالَ الفرَّاءُ: لَا يكونُ {جَزَيْته إلاّ فِي الخَيْرِ} وجازَيْته يكونُ فِي الخيْرِ والشرِّ؛ قالَ: وغيرُهُ يُجِيزُ جَزَيْتُه فِي الخَيْرِ والشرِّ وجازَيْتُه فِي الشرِّ.
وقالَ الرَّاغبُ: لم يَجِىءْ فِي القُرآنِ إلاَّ {جَزَى دونَ} جَازَى، وذلِكَ أنَّ {المُجازَاةَ هِيَ المُكافَأَةُ وَهِي المُقابَلَةُ مِن كلِّ واحِدٍ من الرَّجُلَيْن، والمُكافَأَةُ هِيَ مُقابَلَةُ نعْمَةٍ بنَعْمةٍ هِيَ كفْؤُها، ونعْمَةُ اللَّهِ تَتَعَالى عَن ذلِكَ، فَلهَذَا لَا يُسْتَعْملُ لَفْظُ المُكافَأَةِ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَهَذَا ظاهِرٌ.
(} وتَجازَى دَيْنَه وبدَيْنِه) ، وعَلى الأُولى اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ، (تَقاضَاهُ) . يقالُ: أَمَرْتُ فلَانا {يتَجازَى ديني، أَي يتَقَاضَاهُ.
} وتَجازَيْتُ دَيْني على فلانٍ: تَقاضَيْتُه.
{والمُتَجازِي: المُتَقاضِي.
(} واجْتَزاهُ: طَلَبَ مِنْهُ الجَزاءَ) ؛ قالَ:
{يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا مَا} يُجْتَزَى ( {وجَزَى الشَّيءُ} يَجْزِي: كَفَى؛ و) مِنْهُ جَزَى (عَنهُ) هَذَا الأَمْرُ: أَي (قَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {لَا! - تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَفْسَ شَيْئا} ، أَي لَا تَقْضِي.
وقالَ أَبو إسْحاق: مَعْناه لَا تَجْزِي فِيهِ نفسٌ عَن نفسٍ شَيْئا، وحذْفُ فِيهِ هُنَا سائِغٌ لأنَّ فِي مَعَ الظروفِ مَحْذوفَةٌ.
وَفِي حدِيثِ صلاةِ الحائِضِ: (فأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ) ، أَي يَقْضِينَ.
وَفِي حدِيثٍ آخَرٍ: (تَجْزِي عنْكَ وَلَا تَجْزِي عَن أَحدٍ بعْدَكَ) .
قالَ الأصْمَعيُّ: هُوَ مأْخُوذٌ مِن جَزَى عنِّي هَذَا الأمرُ يَجْزِي عنِّي، وَلَا هَمْز فِيهِ؛ والمعْنَى لَا تَقْضِي عَن أَحْدٍ بعْدَكَ، أَي الجَذَعة.
ويقالُ: {جَزَتْ عَنْك شاةٌ، أَي قَضَتْ.
وبنُو تمِيمٍ يَقُولونَ: أَجْزَأَتْ عَنهُ بالهَمْزةِ.
وتقولُ: إِن وضعْتَ صدقَتَكَ فِي آلِ فلانٍ جَزَتْ عنْكَ فَهِيَ جازِيَةٌ عنْكَ.
(} وأَجْزَى كَذَا عَن كَذَا: قامَ مَقامَهُ وَلم يَكْفِ) ؛ نَقَلَهُ الزجَّاجُ فِي كتابِ فعلت وأفعلت.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يَجْزِي قَلِيلٌ من كثيرٍ {ويَجْزِي هَذَا من هَذَا، أَي كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا يقومُ مَقامَ صاحِبِه.
ويقالُ اللحْمُ السَّمِينُ} أَجْزَى مِن المَهْزولِ.
(وأَجْزَى عَنهُ {مُجْزَى فلانٍ} ومُجْزأتَه، بضمِّهما وفَتْحِهما) ، الأخيرَةُ على توهّم طَرْحِ الزائِدِ، أَي: (أَغْنَى عَنهُ، لُغَةٌ فِي الهَمْزَةِ) ، وَقد تقدَّمَ.
( {والجِزْيَةُ، بالكسرِ: خَراجُ الأرضِ. و) مِنْهُ (مَا يُؤْخَذُ من الذِّمِّيِّ) .
قالَ الرّاغبُ: سُمِّيَت بذلِكَ} للإجْتِزاءِ بهَا عَن حقنِ دَمِهم.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: {الجِزْيَةُ عبارَةٌ عَن المالِ الَّذِي يَعْقِدُ الكِتابيُّ عَلَيْهِ الذِّمَّة، وَهِي فِعْلَةٌ من الجَزاءِ كأَنَّها جَزَتْ عَن قَتْلِه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {حَتَّى يُعْطوا الجِزْيَةَ عَن يدٍ وهُم صاغِرُونَ} .
وَفِي الحديثِ: (ليسَ على مُسْلم} جِزْيَة) ، أَرادَ أنَّ الذِّميَّ إِذا أَسْلَمَ وَقد مَرَّ بعضُ الحَوْلِ لم يُطالَبْ من الجِزْيَةِ بحِصَّةِ مَا مَضَى من السَّنَةِ؛ وقيلَ: أَرادَ أَن الذِّمي إِذا أَسْلمَ وَكَانَ فِي يدِهِ أرضٌ صُولِحَ عَلَيْهَا بِخَراجٍ يُوضعُ عَن رقبته الجِزْيَةَ وَعَن أرضِهِ الخراجَ وَمِنْه الحَدِيث مَنْ أَخَذَ أَرضًا {بجِزْيَتِها) ، أَرادَ بِهِ الخَراجَ الَّذِي يُؤَدَّى عَنْهَا، كأَنَّه لازمٌ لصاحِبِ الأرْضِ كَمَا تَلْزِم الجِزْيةُ الذِّميَّ.
وَفِي حدِيثِ عليَ: (إنَّ دِهْقاناً أَسْلم على عهْدِهِ فَقَالَ لَهُ: إِن أَقَمْتَ فِي أَرْضِك رَفَعْنَا الجِزْيَةَ عَن رأْسِكَ وأَخَذْنَاها من أَرْضِكَ، وَإِن تَحوَّلْتَ عَنْهَا فنحنُ أَحقُّ بهَا) .
(ج} جِزىً) ، كلِحْيَةٍ ولِحىً؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ ( {وجِزْيٌ) بكسْرٍ فسكونٍ، (} وجِزاءٌ) ككِتابٍ.
وقالَ أَبو عليَ: {الجِزَى} والجِزْيُ واحِدٌ كالمِعَى والمِعْيِ لواحِدِ الأَمْعاء، والإِلَى والإِلْيِ لواحِدِ الآلاءِ، والواحِدُ جِزاءٌ؛ قالَ أَبو كبيرٍ:
وَإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى
نَذَرُ البِكارَةَ فِي {الجِزاءِ المُضْعَفِ (وأَجْزَى السِّكِّينَ) : لُغةٌ فِي (أَجْزأَهُ) ، أَي جَعَلَ لَهُ جُزْأَةً.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كيفَ ذلكَ لأنَّ قِياسَ هَذَا إنَّما هُوَ أجْزَأَ إلاَّ أَن يكونَ نادِراً.
(وجِزْيٌ، بالكَسْرِ، وكسُمَيَ وعليَ: أَسْماءٌ) .
فمِنَ الأوّل: خزيمةُ بنُ} جِزْي: صحابيٌّ، قالَ الدَّارْقطْنِيُّ: أَهْلُ الحدِيثِ يكْسِرُونَ الجيمَ، وقالَ الخطيبُ هُوَ بسكونِ الزّاي والصَّوابُ أنَّه كعليَ.
ومِن الثَّانِي: ابنُ! جُزَيَ البلنسيٌّ الَّذِي اخْتَصَرَ رحْلَةَ ابنِ بطوطة. ومِن الثالثِ: أَبو {جَزِيٌّ عبدُ اللَّهِ بنُ مطرف بنِ الشَّخِيرِ، وآخَرُونَ.
(} والجازِي: فَرَسٌ) الحارِثِ بنِ كعبِ بنِ عَمْروٍ.
(ومحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ {جازِيَةَ الآخُرِي مُحدِّثٌ) عَن أبي مَسْعُودٍ البجليّ، وَهُوَ فَرْدٌ كنْيَته أَبو عَمْروٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الجَوازِي: جَمْعُ {جازِيَة أَو} جازٍ أَو {جَزَاءٍ، وبكلَ فُسِّر قَوْلُ الحُطَيْئة:
منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمُ} جَوازِيَهُ ويقالُ: {جَزَتْكَ عنِّي الجَوازِي: أَي جَزَتْكَ} جَوازِي أَفْعالِكَ المَحْمودَة؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فإنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً
فَتلك الجَوازِي عُقْبُها ونَصِيرُهاأَي {جُزِيتَ كَمَا فَعَلْتَ، وذلكَ لأنَّه اتَّهَمَه فِي خَليلَتِهِ؛ وقالَ القُطاميُّ:
وَمَا دَهْرِي يُمَنِّيني ولكنْ
} جَزتْكُم يَا بَني جُشَمَ الجَوازِيأَي جَزَتْكُم جَوازِي حُقُوقِكم وذِمامِكُم وَلَا مِنَّةَ لي عَلَيْكُم.
{والجازِيَةُ: بَقَرُ الوَحْشِ؛ قالَ أَبو العَلاءِ المَعَرِّي فِي قصيدَةٍ لَهُ:
كم باتَ حَوْلَكَ من رِيمٍ} وجازِيَةٍ
يَسْتَجْد نائِل حسن الدّلِّ والحورِقالَ الحافِظُ: وأَكْثَر مَنْ يَقْرؤُه بالراءِ وَهُوَ غَلَطٌ. ويقالُ: {جازَيْتُه} فَجَزَيْتُه، أَي غَلَبْتُه.
وَهُوَ ذُو جَزاءٍ: أَي ذُو غَناءٍ.
{وجَزَيْتُ فلَانا حَقَّه: أَي قضيْتَه.
} وجَزَى عَنهُ وأَجْزَى: أَغْنَى.
وجَزَى عَنهُ فلَانا: كَافَأَهُ.
{وأَجْزَتْ عَنْك شاةٌ بمعْنَى جَزَتْ.
وَمَا} يُجْزَيني هَذَا الثَّوْبُ: أَي مَا يُكْفِيني.
ويقالُ: هَذِه إبِلٌ {مَجازٍ يَا هَذَا أَي تَكْفِي الحملُ، الواحِدُ} مُجْزٍ.
وفلانٌ بارِعٌ {مَجْزىً لأمْرِه: أَي كافٍ أَمْرَه.
} وجِزَّاي، بكسْرٍ فتَشْديدٍ: قَرْيةٌ بجِيزَةِ مِصْرَ.
وَهَذَا رجُلٌ {جازِيكَ مِن رجُلٍ: أَي حَسْبك.

جزي: الجَزاءُ: المُكافأََة على الشيء، جَزَاه به وعليه جَزَاءً وجازاه

مُجازاةً وجِزَاءً؛ وقول الحُطَيْئة:

منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ

قال ابن سيده: قال ابن جني: ظاهر هذا أَن تكون جَوازِيَه جمع جازٍ أَي

لا يَعْدَم جَزاءً عليه، وجاز أَن يُجْمَع جَزَاءٌ على جَوازٍ لمشابهة اسم

الفاعل للمصدر، فكما جمع سَيْلٌ على سَوائِل كذلك يجوز أَن يكون

جَوَازِيَهُ جمع جَزَاءٍ. واجْتَزاه: طَلبَ منه الجَزاء؛ قال:

يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا ما يُجْتَزَى

والجازِيةُ: الجَزاءُ، اسم للمصدر كالعافِية. أَبو الهيثم: الجَزاءُ

يكون ثواباً

ويكون عقاباَ. قال الله تعالى: فما جَزاؤُه إِن كنتم كاذبين، قالوا

جَزاؤُه من وُجِدَ في رَحْله فهو جَزاؤُه؛ قال: معناه فما عُقُوبته إِنْ

بان كَذِبُكم بأَنه لم يَسْرِقْ أَي ما عُقُوبة السَّرِقِ عندكم إِن

ظَهَر عليه؟ قالوا: جزاء السَّرِقِ عندنا مَنْ وُجِدَ في رَحْله أَي الموجود

في رحله كأَنه قال جَزاء السَّرِقِ عندنا استرقاق السارِقِ الذي يوجد في

رَحْله سُنَّة، وكانت سُنَّة آل يعقوب. ثم وَكَّده فقال فهو جَزاؤه.

وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته فقال: قال الفراء لا يكون جَزَيْتُه

إِلاَّ في الخير وجازَيْته يكون في الخير والشر، قال: وغيره يُجِيزُ

جَزَيْتُه في الخير والشر وجازَيْتُه في الشَّرّ. ويقال: هذا حَسْبُك من

فلان وجازِيكَ بمعنىً واحد. وهذا رجلٌ جازِيكَ من رجل أَي حَسْبُك؛ وأَما

قوله:

جَزَتْكَ عني الجَوَازي

فمعناه جَزتْكَ

جَوازي أَفعالِك المحمودة. والجَوازي: معناه الجَزاء، جمع الجازِية

مصدر على فاعِلةٍ، كقولك سمعت رَوَاغِيَ الإِبل وثَوَاغِيَ الشاءِ؛ قال أَبو

ذؤَيب:

فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً،

فتلك الجَوازي عُقْبُها ونَصِيرُها

أَي جُزِيتَ كما فعَلْتَ، وذلك لأَنه اتَّهَمه في خليلتِه؛ قال

القُطاميُّ:

وما دَهْري يُمَنِّيني ولكنْ

جَزتْكُمْ، يا بَني جُشَمَ، الجوازي

أَي جَزَتْكُم جَوازي حُقُوقكم وذِمامِكم ولا مِنَّةَ لي عليكم.

الجوهري: جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً. ويقال: جازَيْتُه

فجَزَيْتُه أَي غَلَبْتُه. التهذيب: ويقال فلانٌ ذو جَزاءٍ وذو غَناءٍ. وقوله

تعالى: جَزاء سيئة بمثلها؛ قال ابن جني: ذهب الأَخفش إِلى أَن الباء فيها

زائدة، قال: وتقديرها عنده جَزاءُ سيئة مثلُها، وإِنما استدل على هذا

بقوله: وجَزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها؛ قال ابن جني: وهذا مذهب حسن واستدلال

صحيح إِلا أَن الآية قد تحتمل مع صحة هذا القول تأْويلين آخرين: أَحدهما

أَن تكون الباء مع ما بعدها هو الخبر، كأَنه قال جزاءُ سيئة كائنٌ

بمثلها، كما تقول إِنما أَنا بك أَي كائنٌ موجود بك، وذلك إِذا صَغَّرت نفسك

له؛ ومثله قولك: توكلي عليك وإِصغائي إِليك وتوَجُّهي نحوَك، فتخبر عن

المبتدإِ بالظرف الذي فِعْلُ ذلك المصدر يتَناوَلُه نحو قولك: توكلت عليك

وأَصغيت إِليك وتوجهت نحوك، ويدل على أَنَّ هذه الظروفَ في هذا ونحوه

أَخبار عن المصادر قبلها تَقَدُّمها عليها، ولو كانت المصادر قبلها واصلة

إِليها ومتناولة لها لكانت من صلاتها، ومعلوم استحالة تقدُّم الصِّلة أَو

شيءٍ منها على الموصول، وتقدُّمُها نحوُ قولك عليك اعتمادي وإِليك توجهي

وبك استعانتي، قال: والوجه الآخر أَن تكون الباء في بمثلها متعلقة بنفس

الجزاء، ويكون الجزاء مرتفعاً بالابتداء وخبرة محذوف، كأَنه جزاءُ سيئة

بمثلها كائن أَو واقع. التهذيب: والجَزاء القَضاء. وجَزَى هذا الأَمرُ

أَي قَضَى؛ ومنه قوله تعالى: واتَّقُوا يوماً لا تَجْزي نفسٌ عن نفس

شيئاً؛ يعود على اليوم والليلة ذكرهما مرة بالهاء ومرة بالصفة، فيجوز ذلك

كقوله: لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً، وتُضْمِرُ الصفةَ ثم تُظْهرها فتقول

لا تَجْزي فيه نفسٌ عن نفس شيئاً، قال: وكان الكسائي لا يُجِيزُ إِضمار

الصفة في الصلة. وروي عن أَبي العباس إِضمارُ

الهاء والصفةِ واحدٌ عند الفراء تَجْزي وتَجْزي فيه إِذا كان المعنى

واحداً؛ قال: والكسائي يضمر الهاء، والبصريون يضمرون الصفة؛ وقال أَبو

إِسحق: معنى لا تَجْزي نفس عن نفس شيئاً أَي لا تَجْزي فيه، وقيل: لا

تَجْزيه، وحذف في ههنا سائغٌ لأَن في مع الظروف محذوفة. وقد تقول: أَتيتُك

اليومَ وأَتيتُك في اليوم، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتيتك فيه، ويجوز أَن تقول

أَتَيْتُكه؛ وأَنشد:

ويوماً شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً

قَليلاً، سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ، نَوافِلُهْ

أَراد: شهدنا فيه. قال الأَزهري: ومعنى قوله لا تَجْزي نفسٌ عن نفس

شيئاً، يعني يوم القيامة لا تَقْضِي فيه نفْسٌ شيئاً: جَزَيْتُ فلاناً

حَقَّه أَي قضيته. وأَمرت فلاناً يَتَجازَى دَيْني أَي يتقاضاه. وتَجازَيْتُ

دَيْني على فلان إِذا تقاضَيْتَه. والمُتَجازي: المُتَقاضي. وفي الحديث:

أَن رجلاً كان يُدايِنُ الناس، وكان له كاتبٌ ومُتَجازٍ، وهو المُتَقاضي.

يقال: تَجازَيْتُ دَيْني عليه أَي تقاضَيْته. وفسر أَبو جعفر بن جرير

الطَّبَرِيُّ قوله تعالى: لا تَجْزي نفْسٌ عن نفس شيئاً، فقال: معناه لا

تُغْني، فعلى هذا يصح أَجْزَيْتُك عنه أَي أَغنيتك. وتَجازَى دَيْنَه:

تقاضاه. وفي صلاة الحائض: قد كُنَّ نساءُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

يَحِضْنَ أَفأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ أَي يَقْضين؟ ومنه قولهم: جَزاه الله

خيراً أَي أَعطاه جَزاءَ ما أَسْلَف من طاعته. وفي حديث ابن عمر: إِذا

أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ جَزَى عنك، وروي بالهمز. وفي الحديث: الصومُ

لي وأَنا أَجْزي به؛ قال ابن الأَثير: أَكثَرَ الناسُ في تأْويل هذا

الحديث وأَنه لِمَ خَصَّ الصومَ والجَزاءَ عليه بنفسه عز وجل، وإِن كانت

العباداتُ كلها له وجَزاؤها منه؟ وذكروا فيه وُجُوهاً مدارُها كلها على أَن

الصوم سرٌّ بين الله والعبد، لا يَطَّلِع عليه سواه، فلا يكون العبد

صائماً حقيقة إِلاَّ وهو مخلص في الطاعة، وهذا وإِن كان كما قالوا، فإِن غير

الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة كالصلاة على غير طهارة، أَو في

ثوب نجس، ونحو ذلك من الأَسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إِلاَّ

الله وصاحبها؛ قال: وأَحْسَنُ ما سمعت في تأْويل هذا الحديث أَن جميع

العبادات التي ُتقرب بها إِلى الله من صلاة وحج وصدقة واعتِكاف وتَبَتُّلٍ

ودعاءٍ وقُرْبان وهَدْي وغير ذلك من أَنواع العبادات قد عبد المشركون بها

ما كانوا يتخذونه من دون الله أَنداداً، ولم يُسْمَع أَن طائفة من طوائف

المشركين وأَرباب النِّحَلِ

في الأَزمان المتقدمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقرَّبت إِليها به، ولا

عرف الصوم في العبادات إِلاَّ من جهة الشرائع، فلذلك قال الله عزَّ وجل:

الصومُ لي وأَنا أَجْزي به أَي لم يشاركني فيه أَحد ولا عُبِدَ به غيري،

فأَنا حينئذ أَجْزي به وأَتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أَكِلُه إِلى أَحد

من مَلَك مُقَرَّب أَو غيره على قدر اختصاصه بي؛ قال محمد بن المكرم: قد

قيل في شرح هذا الحديث أَقاويل كلها تستحسن، فما أَدري لِمَ خَصَّ ابن

الأَثير هذا بالاستحسان دونها، وسأَذكر الأَقاويل هنا ليعلم أَن كلها حسن:

فمنها أَنه أَضافه إِلى نفسه تشريفاً وتخصيصاً كإِضافة المسجد والكعبة

تنبيهاً على شرفه لأَنك إِذا قلت بيت الله، بينت بذلك شرفه على البيوت،

وهذا هو من القول الذي استحسنه ابن الأَثير، ومنها الصوم لي أَي لا يعلمه

غيري لأَن كل طاعة لا يقدر المرء أَن يخفيها، وإِن أَخفاها عن الناس لم

يخفها عن الملائكة، والصوم يمكن أَن ينويه ولا يعلم به بشر ولا ملك، كما

روي أَن بعض الصالحين أَقام صائماً أَربعين سنة لا يعلم به أَحد، وكان

يأْخذ الخبز من بيته ويتصدق به في طريقه، فيعتقد أَهل سوقه أَنه أَكل في

بيته، ويعتقد أَهل بيته أَنه أَكل في سوقه، ومنها الصوم لي أَي أَن الصوم

صفة من صفات ملائكتي، فإِن العبد في حال صومه ملك لأَنه يَذْكُر ولا يأْكل

ولا يشرب ولا يقضي شهوة، ومنها، وهو أَحسنها، أَن الصوم لي أَي أَن الصوم

صفة من صفاتي، لأَنه سبحانه لا يَطْعَم، فالصائم على صفة من صفات الرب،

وليس ذلك في أَعمال الجوارح إِلاَّ في الصوم وأَعمال القلوب كثيرة كالعلم

والإرادة، ومنها الصوم لي أَي أَن كل عمل قد أَعلمتكم مقدار ثوابه

إِلاَّ الصوم فإِني انفردت بعلم ثوابه لا أُطلع عليه أَحداً، وقد جاء ذلك

مفسراً في حديث أَبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كل عمل

ابن آدم يُضاعَفُ الحسنةُ عشر أَمثالها إِلى سبعمائة ضِعْفٍ، قال الله عز

وجل: إِلاَّ الصوم فإِنه لي وأَنا أَجْزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامه من

أَجلي، فقد بيَّن في هذا الحديث أَن ثواب الصيام أَكثر من ثواب غيره من

الأَعمال فقال وأَنا أَجزي به، وما أَحال سبحانه وتعالى المجازاة عنه على

نفسه إِلاَّ وهو عظيم، ومنها الصوم لي أَي يَقْمَعُ عدوِّي، وهو الشيطان

لأَن سبيل الشيطان إِلى العبد عند قضاء الشهوات، فإِذا تركها بقي الشيطان

لا حيلة له، ومنها، وهو أَحسنها، أَن معنى قوله الصوم لي أَنه قد روي في

بعض الآثار أَن العبد يأْتي يوم القيامة بحسناته، ويأْتي قد ضرَب هذا

وشَتَم هذا وغَصَب هذا فتدفع حسناته لغرمائه إِلاَّ حسنات الصيام، يقول

الله تعالى: الصوم لي ليس لكم إِليه سبيل. ابن سيده: وجَزَى الشيءُ يَجْزِي

كَفَى، وجَزَى عنك الشيءُ قضَى، وهو من ذلك. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، قال لأَبي بُرْدة بن نِيَارٍ حين ضَحَّى بالجَذَعة: تَجْزِي

عنك ولا تَجْزِي عن أَحد بعدَك أَي تَقْضِي؛ قال الأَصمعي: هو مأْخوذ من

قولك قد جَزَى عني هذا الأَمرُ يَجْزِي عني، ولا همز فيه، قال: ومعناه

لا تَقْضِي عن أَحد بعدك. ويقال: جَزَتْ عنك شاةٌ أَي قَضَتْ، وبنو تميم

يقولون أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز أَي قَضَت. وقال الزجاج في كتاب

فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ: أَجْزَيْتُ عن فلان إِذا قمتَ مَقامه. وقال بعضهم:

جَزَيْتُ عنك فلاناً كافأْته، وجَزَتْ عنك شاةٌ وأَجْزَتْ بمعنىً. قال: وتأْتي

جَزَى بمعنى أَغْنَى. ويقال: جَزَيْتُ فلاناً بما صنع جَزَاءً، وقَضَيْت

فلاناً قَرْضَه، وجَزَيْتُه قرضَه. وتقول: إِن وضعتَ صدقَتك في آل فلان

جَزَتْ عنك وهي جازِية عنك. قال الأَزهري: وبعض الفقهاء يقول أَجْزَى

بمعنى قَضَى. ابن الأَعرابي: يَجْزِي قليلٌ من كثير ويَجْزِي هذا من هذا أَي

كلُّ واحد منهما يقوم مقام صاحبه. وأَجْزَى الشيءُ عن الشيء: قام مقامه

ولم يكف. ويقال: اللحمُ السمين أَجْزَى من المهزول؛ ومنه يقال: ما

يُجْزِيني هذا الثوبُ أَي ما يكفيني. ويقال: هذه إِبلٌ مَجازٍ يا هذا أَي

تَكْفِي، الجَملُ الواحد مُجْزٍ. وفلان بارع مَجْزىً لأَمره أَي كاف أَمره؛

وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لبعض بني عمرو بن تميم:

ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً،

جَزاءَ العُطاسِ، لا يموت المُعاقِب

قال: يقول عجلنا إِدراك الثَّأْر كقدر ما بين التشميت والعُطاس،

والمُعاقِبُ الذي أَدرك ثَأْره، لا يموت المُعاقِب لأَنه لا يموت ذكر ذلك بعد

موته، لا يَمُوت من أَثْأَرَ أَي لا يَمُوت ذِكْرُهُ. وأَجْزَى عنه

مُجْزَى فلان ومُجْزاته ومَجْزاه ومَجْزاته؛ الأَخيرة على توهم طرح الزائد

أَعني لغة في أَجْزَأَ. وفي الحديث: البَقَرَةُ تُجْزِي عن سبعة، بضم التاء؛

عن ثعلب، أَي تكون جَزَاءً عن سبعة. ورجلٌ ذو جَزَاءٍ أَي غَناء، تكون من

اللغتين جميعاً.

والجِزْيَةُ: خَراجُ الأَرض، والجمع جِزىً وجِزْيٌ. وقال أَبو علي:

الجِزَى والجِزْيُ واحد كالمِعَى والمِعْيِ لواحد الأَمْعاء، والإِلَى

والإِلْيِ لواحد الآلاءِ، والجمع جِزاءٌ؛ قال أَبو كبير:

وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى،

تَذَرُ البِكارةَ في الجِزَاءِ المُضْعَفِ

وجِزْيَةُ الذِّمِّي منه. الجوهري: والجِزْيةُ ما يؤخذ من أَهل الذمة،

والجمع الجِزَى مثل لِحْيةٍ ولِحىً. وقد تكرر في الحديث ذكر الجِزْية في

غير موضع، وهي عبارة عن المال الذي يَعْقِد الكتابيُّ عليه الذمة، وهي

فِعْلَةٌ من الجَزاء كأَنها جَزَتْ عن قتلِه؛ ومنه الحديث: ليس على مسلم

جِزْية؛ أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وقد مر بعضُ الحول لم يُطالَبْ من

الجِزْية بِحِصَّةِ ما مضى من السَّنة؛ وقيل: أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وكان

في يده أَرض صُولح عليها بخراج، توضع عن رقبته الجِزْيةُ وعن أَرضه

الخراج؛ ومنه الحديث: من أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد به الخراج الذي

يُؤَدَّى عنها، كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْىةُ الذميَّ؛ قال

ابن الأَثير؛ هكذا قال أَبو عبيد هو أَن يسلم وله أَرض خراج، فتُرْفَعُ

عنه جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عليه أَرضُه يؤدي عنها الخراجَ؛ ومنه حديث

علي، رضوان الله عليه: أَن دِهْقاناً أَسْلَم على عَهْدِه فقال له: إِن

قُمْتَ في أَرضك رفعنا الجِزْْيةَ عن رأْسك وأَخذناها من أَرضك، وإِن

تحوّلت عنها فنحن أَحق بها. وحديث ابن مسعود، رضي الله عنه، أَنه اشترى من

دهْقان أَرضاً على أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها؛ قيل: اشترَى ههنا بمعنى

اكْتَرَى؛ قال ا بن الأَثير: وفيه بُعْدٌ لأَنه غير معروف في اللغة، قال:

وقال القُتَيْبي إِن كان محفوظاً، وإِلا فَأَرى أَنه اشتري منه الأَرضَ قبل

أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها للسنة التي وقع فيها البيعُ فضمّنه أَن يقوم

بخَراجها. وأَجْزَى السِّكِّينَ: لغة في أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً؛ قال

ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك لأَن قياس هذا إِنما هو أَجْزَأَ، اللهم

إِلا أَن يكون نادراً.

الْجِيم وَالزَّاي وَالْيَاء

الجَزَاء: الْمُكَافَأَة على الشَّيْء.

جزاه بِهِ، وَعَلِيهِ، جَزاءاً، وجازاه مجازاة، وجِزاء وَقد اجتزاه: إِذا طلب مِنْهُ الْجَزَاء قَالَ:

يجزون بالقَرض إِذا مَا يجتزي

وَقَول الحطيئة:

من يفعل الْخَيْر لَا يعدَم جوازيه

قَالَ ابْن جني: ظَاهر هَذَا أَن يكون " جوازيه ": جمع جَازَ: أَي لَا يعْدم شاكرا عَلَيْهِ، وَيجوز أَن يكون جمع جَزَاء: أَي لَا يعْدم جَزَاء عَلَيْهِ.

وَجَاز أَن يجمع جَزَاء على جَوَاز لمشابهة اسْم الْفَاعِل الْمصدر، فَكَمَا جمع سيل على سوائل كَذَلِك يجوز أَن يكون جوازيه جمع جَزَاء.

وجَزَتك الجوازي عني خيرا.

والجازِية: الْجَزَاء، اسْم للمصدر كالعافية.

وَقَوله تَعَالَى: (جَزَاء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا) . قَالَ ابْن جني: ذهب الْأَخْفَش إِلَى أَن الْبَاء فِيهَا زَائِدَة، قَالَ: وتقديرها عِنْده: جَزَاء سَيِّئَة مثلهَا. وَإِنَّمَا اسْتدلَّ على هَذَا بقوله: (وجَزَاء سيّئة سيّئة مِثْلُها) . قَالَ ابْن جني: وَهَذَا مَذْهَب حسن واستدلال صَحِيح، إِلَّا أَن الْآيَة قد تحْتَمل مَعَ صِحَة هَذَا القَوْل تأويلين آخَرين.

أَحدهمَا: أَن تكون الْبَاء مَعَ مَا بعْدهَا هُوَ الْخَبَر، كَأَنَّهُ قَالَ: جَزَاء سَيِّئَة كَائِن بِمِثْلِهَا، كَمَا تَقول. إِنَّمَا أَنا بك أَي كَائِن مَوْجُود بك، وَذَلِكَ إِذا صغرت نَفسك لَهُ، وَمثله قَوْله: توكلي عَلَيْك وإصغائي إِلَيْك وتوجهي نَحْوك، فيخبر عَن الْمُبْتَدَأ بالظرف الَّذِي فعل ذَلِك الْمصدر يتَنَاوَلهُ، نَحْو قَوْلك: توكلت عَلَيْك وأصغيت إِلَيْك وتوجهت نَحْوك، ويدلك على أَن هَذِه الظروف فِي هَذَا وَنَحْوه أَخْبَار عَن المصادر قبلهَا تقدمها عَلَيْهَا، وَلَو كَانَت المصادر قبلهَا واصلة إِلَيْهَا ومتناولة لَهَا كَانَت من صلَاتهَا، وَمَعْلُوم اسْتِحَالَة تقدم الصِّلَة أَو شَيْء مِنْهَا على الْمَوْصُول، وتقدمها نَحْو قَوْلك: عَلَيْك اعتمادي وَإِلَيْك تَوَجُّهِي، وَبِك استعانتي.

قَالَ: وَالْوَجْه الآخر: أَن تكون الْبَاء فِي " بِمِثْلِهَا " مُتَعَلقَة بِنَفس الْجَزَاء، وَيكون الْجَزَاء مرتفعا بِالِابْتِدَاءِ، وَخَبره مَحْذُوف. كَأَنَّهُ جُزْء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا كَائِن أَو وَاقع.

وتجازَى دينه: تقاضاه.

وجَزَى الشَّيْء يَجْزِى: كفى.

وجزى عَنْك الشَّيْء: قضى، وَهُوَ من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث أَنه قَالَ لأبي بردة حِين ضحى بالجذعة: " لَا تَجْزِي عَن أحد بعْدك ".

وأجزى الشَّيْء عَن الشَّيْء: قَامَ مقَامه وَلم يَكْفِ.

وأجزى عَنهُ مُجْزَى فلَان، ومجزاته، ومجزاه، ومجزاته، الْأَخير على توهم طرح الزَّائِد: أغْنى، لُغَة فِي أَجْزَأَ، وَفِي الحَدِيث: " الْبَقَرَة تُجْزِي عَن سَبْعَة " بِضَم التَّاء عَن ثَعْلَب: أَي تكون جَزَاءً عَن سَبْعَة.

وَرجل ذُو جَزَاء: أَي غناء، يكون فِي اللغتين جَمِيعًا.

والجِزْيَة: خراج الأَرْض.

وَالْجمع: جِزىً، وجِزْىٌ.

وَقَالَ أَبُو عَليّ: الجِزَى، والجِزْيُ، وَاحِد كالمعي والمعي لوَاحِد الامعاء، والإلى والإلى لوَاحِد الآلاء.

وَالْجمع: جِزَاء؛ قَالَ أَبُو كَبِير:

وَإِذا الكُماةُ تعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكارةِ فِي الجِزَاء المُضْعَفِ وجِزْية الذِّمِّيّ مِنْهُ.

وأجْزَى السكين: لُغَة فِي أجْزَأها: جعل لَهُ جُزْأة، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك؛ لِأَن قِيَاس هَذَا إِنَّمَا هُوَ أَجْزَأَ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون نَادرا.

جرم

جرم
أصل الجَرْم: قطع الثّمرة عن الشجر، ورجل جَارِم، وقوم جِرَام، وثمر جَرِيم. والجُرَامَة:
رديء التمر المَجْرُوم، وجعل بناؤه بناء النّفاية، وأَجْرَمَ: صار ذا جرم، نحو: أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامّة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره: جَرْم، وقول الشاعر في صفة عقاب:

جريمة ناهض في رأس نيق
فإنه سمّى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور، أو لأنّه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم: ما ذو ولد- وإن كان بهيمة- إلا ويذنب لأجل أولاده.
- فمن الإجرام قوله عزّ وجل: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ [المطففين/ 29] ، وقال تعالى: فَعَلَيَّ إِجْرامِي [هود/ 35] ، وقال تعالى: كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ [المرسلات/ 46] ، وقال تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ [القمر/ 47] ، وقال عزّ وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ، فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ [الزخرف/ 74] .
- ومن جَرَم، قال تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ [هود/ 89] ، فمن قرأ بالفتح فنحو: بغيته مالا، ومن ضمّ فنحو: أبغيته مالا، أي أغثته.
وقوله عزّ وجلّ: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا [المائدة/ 8] ، وقوله عزّ وجل: فَعَلَيَّ إِجْرامِي
[هود/ 35] ، فمن كسر فمصدر، ومن فتح فجمع جرم.
واستعير من الجرم- أي: القطع- جَرَمْتُ صوف الشاة، وتَجَرَّمَ الليل .
والجِرْمُ في الأصل: المجروم، نحو نقض ونفض للمنقوض والمنفوض، وجعل اسما للجسم المجروم، وقولهم: فلان حسن الجرم، أي: اللون، فحقيقته كقولك: حسن السخاء.
وأمّا قولهم: حسن الجرم، أي: الصوت .
فالجرم في الحقيقة إشارة إلى موضع الصوت لا إلى ذات الصوت، ولكن لمّا كان المقصود بوصفه بالحسن هو الصوت فسّر به، كقولك: فلان طيب الحلق، وإنما ذلك إشارة إلى الصوت لا إلى الحلق نفسه. وقوله عزّ وجل: لا جَرَمَ
قيل: إنّ «لا» يتناول محذوفا، نحو «لا» في قوله تعالى: لا أُقْسِمُ [القيامة/ 1] ، وفي قول الشاعر:
لا وأبيك ابنة العامري 
ومعنى جرم: كسب، أو جنى. و: أَنَّ لَهُمُ النَّارَ [النحل/ 62] ، في موضع المفعول، كأنه قال: كسب لنفسه النار.
وقيل: جَرَمَ وجَرِمَ بمعنى، لكن خصّ بهذا الموضع «جرم» كما خصّ عمر بالقسم، وإن كان عمر وعمر بمعنى، ومعناه: ليس بجرم أنّ لهم النار، تنبيها أنهم اكتسبوها بما ارتكبوه إشارة إلى قوله تعالى: وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها [الجاثية/ 15] . وقد قيل في ذلك أقوال، أكثرها ليس بمرتضى عند التحقيق .
وعلى ذلك قوله عزّ وجل: فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ [النحل/ 22] ، لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ [النحل/ 23] ، وقال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ [النحل/ 109] .
الْجِيم وَالرَّاء وَالْمِيم

جَرَمه يَجْرِمه جَرْما: قطعه.

وشجرة جَرِيمة: مَقْطُوعَة.

وجَرَم النّخل وَالتَّمْر يجرِمه جَرْما، وجِراما، وجَرَاما: صرمه عَن اللحياني.

وتمر جَرِيم، ومجروم: مصروم.

وأَجرم: حَان جِرَامُه.

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

سادٍ تَجرَّم فِي البَضِيع ثمانيا ... يُلْوِى بعَيْقات البِحار ويُجْنَبُ

يَقُول: قطع ثَمَانِي لَيَال مُقيما فِي البضيع يشرب المَاء.

والجَرِيم: النَّوَى، واحدته: جَرِيمة، وَهُوَ الجَرَام أَيْضا، وَلم أسمع للجَرَام بِوَاحِد.

وَقيل: الجَرِيم، والجَرَام: التَّمْر الْيَابِس، قَالَ:

يرى مجدا ومكرُمة وعِزّا ... إِذا عَشَّى الصّديق جَرِيمَ َتْمِر

والجُرَامة: التَّمْر المجروم.

وَقيل: هُوَ مَا يُجرم مِنْهُ بعد مَا يصرم، يلقط من الكرب.

والجُرَامة: قصد الْبر وَالشعِير، وَهِي أَطْرَافه تدق ثمَّ تنقى، والأعرف: الجدامة، بِالدَّال. وَكله من الْقطع.

وجَرَم النّخل جَرْما، واجترَمه: خرصه.

والجُرْم: الذَّنب.

وَالْجمع: اجرام، وجُرُوم.

وَهُوَ الجَرِيمة.

وَقد جَرَم يَجْرِم جَرْما، واجترم، وأَجرم، فَهُوَ مُجْرِم وجَرِيم وَقَوله تَعَالَى: (حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِياط وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين) قَالَ الزّجاج: المجرمون هَاهُنَا، وَالله أعلم: الْكَافِرُونَ لِأَن الَّذِي ذكر من قصتهم التَّكْذِيب بآيَات الله والاستكبار عَنْهَا.

وتجرَّم: ادّعى عَلَيْهِ الجُرْم وَإِن لم يُجْرِم، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

قد يُعتزَى الهِجرانُ بالتجرُّمِ

وَقَالُوا: اجترَم الذَّنب، فعدوه، قَالَ الشَّاعِر أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَترى اللبيب مُحَسَّدا لم يَجْتَرِم ... عِرْضَ الرِّجَال وعِرْضُه مشتومُ

وجَرَم عَلَيْهِم، وإليهم، جَرِيمة، وأجرم: جنى جِنَايَة، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا معشَر شُوسُ العُيون كَأَنَّهُمْ ... إليَّ وَلم أُجْرِم بهم طالبو ذَحْل

قَالَ: أَرَادَ لم أُجرم اليهم أَو عَلَيْهِم، فأبدل الْبَاء مَكَان إِلَى أَو على.

وجَرَم يَجْرِم، واجترم: كسب.

وَهُوَ يَجْرِم لأَهله، ويجترم: يتكسب وَيطْلب ويحتال.

وجَرِيمة الْقَوْم: كاسبهم، قَالَ الْهُذلِيّ يصف عقَابا ترزق فرخها وتكسب لَهُ:

جَرِيمةَ ناهض فِي رأْس نِيقٍٍ ... ترى لعظام مَا جَمَعَتْ صَلِيبا

والجِرْم: الْجَسَد. وَالْجمع الْقَلِيل: أَجرام، قَالَ يزِيد بن الحكم الثَّقَفِيّ:

وَكم موطنٍ لولاي طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بأجرامه من قُلَّة النِّيق مُنْهَوٍ

وَجمع كَأَنَّهُ صير كل جُزْء من جِرْمه جِرْما. وَالْكثير: جُرُوم، وجُرْمان، عَن الْفَارِسِي، وجُرُم، قَالَ:

مَاذَا تَقول لأشياخ أولى جُرُمٍ ... سُودِ الْوُجُوه كأمثال المَلاَجيب

وَألقى عَلَيْهِ أَجْرامه، عَن اللحياني وَلم يفسره، وَعِنْدِي: أَنه يُرِيد ثقل جِرْمه. وَجمع على مَا تقدم فِي بَيت يزِيد.

وَرجل جَرِيم: عَظِيم الجِرْم، وَأنْشد ثَعْلَب:

وَقد تزدري العينُ الْفَتى وهْو عَاقل ... ويُؤْفَن بعضُ الْقَوْم وهْو جَرِيم

ويروى: " وَهُوَ حزيم " وَقد تقدم، وَالْأُنْثَى: جَرِيمة.

وإبل جريم: عِظَام الأجرام.

حكى يَعْقُوب عَن أبي عَمْرو: جلة جَرِيم، وَفَسرهُ فَقَالَ: عِظَام الأجرام.

والجِرْم: الْحلق، قَالَ معن بن أَوْس:

لأستلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حتّى استللته ... وَقد كَانَ ذَا ضِغْن يضيق بِهِ الجِرْمُ

يَقُول: هُوَ أَمر عَظِيم لَا يسيغه الْحلق.

والجِرْم: الصَّوْت، قَالَ: وَقيل جهارته، وكرهها بَعضهم.

والجِرْم: اللَّوْن، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وحول مُجَرَّم: تَامّ، وَقد تَجَرَّم.

وجَرَّمْنا الْقَوْم: خرجنَا عَنْهُم.

وَلَا جَرَم: أَي لابدَّ.

وَقيل: مَعْنَاهُ: حَقًا، قَالَ:

وَلَقَد طعنتَ أَبَا عُيَينة طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فزارةَ بعْدهَا أَن يغظبوا أَي حقت لَهَا الْغَضَب.

وَقيل: مَعْنَاهُ: كسبتها الْغَضَب، قَامَ سِيبَوَيْهٍ: فَأَما قَوْله تَعَالَى: (لَا جَرَم أَن لَهُم النَّار) فَإِن جَرَم عملت لِأَنَّهَا فعل، وَمَعْنَاهَا: لقد حق أَن لَهُم النَّار، وَلَقَد اسْتحق أَن لَهُم النَّار. وَقَول الْمُفَسّرين: مَعْنَاهَا: حَقًا أَن لَهُم النَّار يدلك أَنَّهَا بِمَنْزِلَة هَذَا الْفِعْل إِذا مثلت. فجرم عملت بعد فِي أَن.

وَزعم الْخَلِيل: أَن جَرَم إِنَّمَا تكون جَوَابا لما قبلهَا من الْكَلَام. يَقُول الرجل: كَانَ كَذَا وَكَذَا، وفعلوا كَذَا فَتَقول: لَا جرم أَنهم سيندمون أَو أَنه سَيكون كَذَا وَكَذَا.

وَقَالَ ثَعْلَب: وَالْفراء وَالْكسَائِيّ يَقُولَانِ: لَا جَرَم تبرئة.

وَيُقَال: لَا جَرَم، وَلَا ذَا جرم، وَلَا أَنْ ذَا جرم، وَلَا عَنْ ذَا جرم، وَلَا جَرَ، حذفوه لِكَثْرَة استعمالهم إِيَّاه.

وَأَرْض جَرْم: حارة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: دفيئة.

وَالْجمع: جُرُوم.

وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَرض جَرْم: تُوصَف بِالْحرِّ، وَهُوَ دخيل.

والجَرْم: زورق من زوارق الْيمن.

وَالْجمع من كل ذَلِك: جُرُوم.

وجَرْم: بطْنَان: بطن فِي قضاعة، وَالْآخر فِي طَيء.

وَبَنُو جارِم: بطْنَان بطن فِي بني ضبة وَالْآخر فِي بني سعد.
(جرم) : جَرمَ به الدَّمُ: لَصِقَ به.
(ج ر م) : (الْجِرْمُ) اللَّوْنُ وَالصَّوْتُ وَالْجَسَدُ.
(جرم) : جَرِيمُ الطَّعام: ما كانَ فيه من مَدَرٍ، وعِيدان، وغيرهنا.
(جرم) يُقَال لَا جرم لَآتِيَن لَا بُد وَلَا محَالة أَو حَقًا
(جرم) - في الحَدِيث: "لا تَذهَبُ مِائَةُ سَنةٍ وعلى الأَرضِ عَينٌ تَطرِف، يُرِيدُ بذلك تَجَرُّمَ ذلك القَرْن".
: أي تَصَرُّمَه وانْقِراضَه، والجَرْمُ: القَطْع، والجِرامُ: صِرامُ النَّخل ويُروَى "تَخَرّم " بالخَاء المُعجَمة.
(جرم)
جرما أذْنب وَيُقَال جرم نَفسه وَقَومه وجرم عَلَيْهِم وإليهم جنى جِنَايَة وَفُلَان لأَهله كسب وَالرجل أكسبه جرما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا يجرمنكم شنآن قوم على أَلا تعدلوا اعدلوا هُوَ أقرب للتقوى} لَا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء عَلَيْهِم وَالشَّيْء قطعه وَالنَّخْل وَنَحْوه جرما وجراما جنى ثمره وَالتَّمْر جناه

(جرم) جرامة عظم جرمه

(جرم) لَونه جرما صفا

جرم


جَرَمَ(n. ac. جَرْم)
a. Cut, cut off.
b. [La], Gained, earned for.
c. ['Ala], Sinned, offended against.
جَرَّمَa. Lopped off, cut off, cut out.

أَجْرَمَ
a. ['Ala]
see I (c)
تَجَرَّمَa. Was cut off.
b. Was ended; passed; was completed.
c. ['Ala], Accused falsely.
إِجْتَرَمَ
a. ['Ala], Offended, transgressed against.
جَرْم
(pl.
جُرُوْم)
a. Boat, bark.

جِرْم
(pl.
جُرُم
جُرُوْم
أَجْرَاْم
38)
a. Body; bulk, volume.

جُرْم
(pl.
جُرُوْم أَجْرَاْم)
a. Fault, crime, offence.

جَرَاْمa. Dried dates.

جَرِيْم
(pl.
جِرَاْم)
a. Cut, cut off.
b. Bulky.

جَرِيْمَة
(pl.
جَرَاْئِمُ)
a. see 3b. A fine, mulct.

N. Ag.
أَجْرَمَa. Criminal; culprit.

لَا جَُرْمَ
a. Verily, assuredly.
[جرم] نه فيه: أعظم المسلمين "جرما" من سأل. هو الذنب، جرم واجترم وتجرم. وفيه: لا تذهب مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف، يريد "تجرم" ذلك القرن، من تجرم القرن أي انقضى، من الجرم القطع، ويروى بخاء معجمة من الخرم القطع. ومنه: "لا جرم" لأفلن حدها، هي كلمة تجيء للتحقيق بمعنى لابد، وقيل: جرم بمعنى كسب، وقيل: بمعنى وجب ولا رد لما قبلها، نحو "لا جرم أن لهم النار" أي ليس الأمر كما قالوا، ثم ابتدأ: وجب لهم النار، وقيل في "لا يجرمنكم" شقاقي" لا يحملنكم ويحدوكم. وفي ح على: اتقوا الصبحة فإنها مجفرة منتنة "للجرم" أي للبدن. ومنه: كان حسن "الجرم" وقيل أي حسن الصوت. وفيه: والذي أخرج العذق من "الجريمة" أي النواة.
ج ر م: (الْجُرْمُ) وَ (الْجَرِيمَةُ) الذَّنْبُ تَقُولُ مِنْهُ: (جَرَمَ) وَ (أَجْرَمَ) وَ (اجْتَرَمَ) . وَ (الْجِرْمُ) بِالْكَسْرِ الْجَسَدُ وَ (جَرَمَ) أَيْضًا كَسَبَ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 2] أَيْ لَا يَحْمِلَنَّكُمْ وَيُقَالُ لَا يُكْسِبَنَّكُمْ. وَ (تَجَرَّمَ) عَلَيْهِ أَيِ ادَّعَى عَلَيْهِ ذَنْبًا لَمْ يَفْعَلْهُ. وَقَوْلُهُمْ: (لَا جَرَمَ) قَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ كَلِمَةٌ كَانَتْ فِي الْأَصْلِ بِمَنْزِلَةِ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ فَجَرَتْ عَلَى ذَلِكَ وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى الْقَسَمِ وَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ حَقًّا فَلِذَلِكَ يُجَابُ عَنْهَا بِاللَّامِ كَمَا يُجَابُ بِهَا عَنِ الْقَسَمِ أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: لَا جَرَمَ لَآتِيَنَّكَ، قَالَ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ جَرَمْتُ حَقَقْتُ بِشَيْءٍ.
ج ر م : جَرَمَ جَرْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَذْنَبَ وَاكْتَسَبَ الْإِثْمَ وَبِالْمَصْدَرِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ بَنُو جَرْمٍ وَالِاسْمُ مِنْهُ جُرْمٌ بِالضَّمِّ وَالْجَرِيمَةُ مِثْلُهُ وَأَجْرَمَ إجْرَامًا كَذَلِكَ وَجَرَمْتُ النَّخْلَ قَطَعْتُهُ وَالْجِرْمُ بِالْكَسْرِ الْجَسَدُ وَالْجَمْعُ أَجْرَامٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْجَرْمُ أَيْضًا اللَّوْنُ فَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ نَجَاسَةٌ لَا جَرْمَ لَهَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ وَقَوْلُهُمْ لَا جَرَمَ قَالَ الْفَرَّاءُ هِيَ فِي الْأَصْلِ بِمَعْنَى لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ ثُمَّ كَثُرَتْ فَحُوِّلَتْ إلَى مَعْنَى الْقَسَمِ وَصَارَتْ بِمَعْنَى حَقًّا وَلِهَذَا يُجَابُ بِاللَّامِ نَحْوَ لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ.

وَالْجُرْمُوقُ مَا يُلْبَسُ فَوْقَ الْخُفِّ وَالْجَمْعُ الْجَرَامِيقُ مِثْلُ: عُصْفُورٍ وَعَصَافِيرَ. 
ج ر م

جرم النخل، وجرم صوف الغنم، وهو زمن الجرام. وهذه نخلة كثيرة الجريم أي التمر. وهب لنا جرامة نخلك وهو ما يترك على الكرب. قال الأعشى:

فلو كنتم تمراً لكنتم جرامة ... ولو كنتم نبلاً لكنتم معاقصا وتجرم العام، والشتاء، والصيف: تصرم. وجرمناه: قطعناه وأتممناه، وعام مجرم. وأقمت عنده تم عام مجرم. ويقول أهل الحجاز: أعطيته كذا جريماً من التمر، وهو مد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجرم فلان، وأجرم، وهو جارم على نفسه وقومه. قال:

وإن جار لهم جرمت يداه ... وحلوه البلاء عن النعيم

كفوه ما جنى حدباً عليه ... بطول الباع والحسب العميم

ومالي في هذا جرم، وأخذ فلان بجريمته، وهم أهل الجرائم، وهذا جريمة أهله، وجارمتهم وجارحتهم أي كاسبهم. والعقاب جريمة فرخها. ولا جرم لأحسنن إليك. ورجل جريم: عظيم الجرم، وامرأة جريمة، وجلة جريم. ورمي عليه بأجرامه. وما عرفته إلا بجرم صوته أي بجهارته. وهذه بلاد جرم وبلاد صرد أي حر وبرد. وجمع جراميزه إذا تقبض ثم وثب عليه.
[جرم] الجُرْمُ: الذَنْبُ، والجريمةُ مثله. تقول منه: جَرَمَ وأَجْرَمَ واجْتَرَمَ بمعنىً. والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسيٌّ معرّبٌ. والجرومُ من البلادِ: خلاف الصُرود. وجرم: بطنان من العرب، أحدهما في قضاعة، وهو جرم بن زبان، والآخر في طيئ. وبنو جارم: قوم من العرب. وقال:

والجارمى عميدها * والجَرْمُ: القطعُ. وقد جَرَمَ النخلَ واجْتَرَمَهُ، أي صَرَمَهُ فهو جارِمٌ. وقومٌ جُرَّمٌ وجُرَّامٌ. وهذا زمن الجِرامِ والجَرامِ. وجَرَمْتُ صوفَ الشاة، أي جَزَزْتُهُ. وقد جَرَمْتُ منه، إذا أخذتَ منه، مثل جَلَمْتُ. والجِرْمُ بالكسر: الجسدُ. والجِرْمُ: اللون. والجرم: الصوت، حكاه ابن السكيت وغيره. وقال أبو حاتم: قد أولعت العامة بقولهم: فلان صافى الجرم، أي الصوت أو الحلق. وهو خطأ. والجرمة: القوم الذين يجترمون النخل، (*) أي يصرمون. قال امرؤ القيس: علون بأنطاكية فوق عقمة كجرمة نخل أو كجنة يثرب وجرم يجرم، أي كسب. وفلان جريمة أهله، أي كاسبهم. وقال أبو خراش: جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا وقوله تعالى: (ولا يجر منكم شنان قوم) ، أي لا يَحْملنّكم، ويقال: لا يكسبنّكم. والجُرامَةُ بالضم: ما سَقَطَ من التمر إذا جُرِمَ. والجَريمُ: التمرُ المصروم. وحكى أبو عمرو: الجَرامُ بالفتح. والجريم: النوى. قال: وهما أيضا التمر اليابس، ذكره ابن السكيت في باب فعيل وفعال، مثل شحاح وشحيح، وكهام وكهيم، وبجال وبجيل، وصحاح الاديم وصحيح. وأما الجرام بالكسر، فهو جمع جريم، مثل كريم وكرام. ويقال: جِلَّةٌ جَريمٌ، أي عظام الأَجْرامِ. والجِلَّةُ: الإِبلُ المَسَانُّ. وحَوْلٌ مَجَرَّمٌ وسنة محرمة، أي تامة. وتجرمت السنونَ، أي انقضَتْ. وتَجَرَّمَ الليل: ذهب. وقول لبيد: * دمن تجرم بعد عَهْدِ أَنيسِها * أي تَكَمَّلَ. وتَجَرَّمَ عَليَّ فلان، أي ادَّعى ذنباً لم أفعله. قال الشاعر: تَعُدُّ عَلَيَّ الذَنْبَ إنْ ظَفِرَتْ به وإن لا تجذ ذنبا على تجرم وقولهم: لاجرم، قال الفرّاء: هي كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بدّ ولا محالة، فجرت على ذلك وكثُرت حتَّى تحوّلت إلى معنى القَسَمِ، وصارت بمنزلة حقاً، فلذلك يجاب عنه باللام، كما يجاب بها عن القَسَم. ألا تراهم يقولون لا جرم لآتينك. قال: وليس قول من قال جرمت: حققت، بشئ، وإنما لبس عليهم الشاعر بقوله: ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا فرفعوا فزاره كأنه حق لها الغضب. قال: وفزارة منصوبة. أي جرمتهم الطعنة أن يغضبوا قال أبو عبيدة: أحقت عليهم الغضب، أي أحقت الطعنة فزارة أن يغضبوا. وحقت أيضا من قولهم: لا جرم لافعلن كذا، أي حقا. (*)
جرم: الجَرْمُ: نَقِيْضُ الصَّرْدِ، أرْضٌ جَرْمٌ. والجِرْمُ: ألْوَاح؛ ُ الجَسَدِ وجُثْمانُه. ورَجُلٌ جَرِيْمٌ ومَجْرُوْمٌ. وامْرَأَةٌ جَرَيْمَةٌ. ذاتُ جِرْمٍ وجِسْمٍ عَظِيمٍ. ويُقال: جُرْمَانٌ مِثْلُ جُسْمَانٍ. وهي الرائحَةُ أيضاً. ورَمى بأجْرَامِه: أي بِجِسْمِه. وجِرْمُ الصَّوْتِ: جَهَارَتُه. والجُرْمُ: الذَّنْبُ، وجَمْعُه أجْرَامٌ. والمُجْرِمُ: المذْنِبُ، والجارِمُ: مُِْلُه. والجُرْمُ: الباطِلُ، حَلَفْتَ يَمِيناً ما فيها جُرُماتٌ: أي أباطِيْلُ. وأصابَهُ ذاكَ من جَرَمِك: أي من جَرِيمَتِكَ وجِنَايَتِكَ. ومالي عِنْدَه جَرِمَةٌ. وقَرَأ يَحْيَى بن وثّابٍ: " لاَ يُجْرِمَنَّكُم " برَفْعِ الياء؛ من أجْرَمَ أجْرَاماً. وقَوْلُه: " لاَ جَرَمَ " أيْ لا بُدَّ، وقيل: حَقّاً. وجَرَمَ له كذا: أي حَقَّ له. وفي " جَرَم " لُغَاتٌ: لا جَرَم ولا جرمَ ولا جَرَ بحَذْفِ الميم ولا ذا جَرَمَ ولا أنْ ذا جَرَمَ ولا جَرُمَ بوَزْنِ كَرُمَ. ومَعْنى لا ذا جَرَمَ: أي أسْتَغْفِرُ اللهَ. وأقَمْتُ عِنْدَهم حَوْلاً مُجَرَّماً: أي تامّاً. وجَرَّمْنا هذه السَّنَةَ: أي خَرَجْنَا منها. وتَجَرَّمَتِ الٍسنَةُ والشِّتاءُ. وفلانٌ جَرِيْمَةُ أهْلِه: أي كاشِبُهم، وكذلك الجارِمُ. والجَرِيْمُ من الإِبِلِ: الجِلَّةُ التي لَبْسَ فيها حَشْوٌ. واعْطُوا الرامِيَ جَرِيْمَتَه: أي زَوِّدُوْه. والأجْرَامُ: مَتَاعُ الراعي. والجَرِيْمَةُ: آخِرُ وَلَدُ الرَّجُلُ. والجَرِيْمُ والجَرَامُ: النَّوى، الواحِدُ جَرِيْمَةٌ. وقيل: التَّمْرُ اليابِسُ. والجَرَامُ: صِرَامُ النَّخْلِ. والجُرَامَةُ: ما الْتُقِطَ من التَّمْرِ بَعْدَمَا يَصْرَمُ. والجُرّامُ: الصُّرّامُ. والجَرْمُ: القَطْعُ، جَرَمَ صُوْفَ الشاةِ: إذا جَزَّه عنها. والأَجْرَامُ من السَّمَكِ: لَوْنَانِ مُسْتَدِيْرٌ بِلَوْنٍ؛ وأسْوَدُ له أجْنِحَةٌ. وجَرْمٌ: قَبِيلَةٌ من اليَمَنِ. وجَرْجَمَه فلانٌ: أي صَرَعَه. والجُرْجُوْمُ: نَعْتٌ؛ منه. وجَرْجَمْتُ الشَّيْءَ بَعْضَه على بَعْضٍ: أي أسْقَطتَه. وتَجَرْجَمَ: أي تَجَدَّلَ. والتَّجَرْجُمُ: الانْحِدَارُ في البِئْرِ. وتَجَرْجَمَ الوَحْشِيُّ في وِجَارِهِ: أي تَقَبَّضَ فيه. والتَّجَرْجُمُ: التَّقَوُّضُ والانْهِدَامُ. وتَجَرْجَمَ في الأكْلِ والشُّرْبِ: أكْثَرَ. ورَجُلُ جُرْجُمَانٌ. والجُرْجُوْمُ: العُصْفُرُ. والجَرِيْمُ والجَرِيْنُ: للتَّمْرِ والزَّبِيْبِ. وجَرْجَمْتُ القَدَحَ: أتَيْتَ على ما فيه. وتَجَرْ<َمَ: تَدَحْرَجَ. والجَرَاجِمُ: صَوْتُ اللَّبِنِ في الوَطْبِ. والجَرْمُ: مَصْدَرُ الجارِمِ الذي يجْرِمُ على نَفْسِه وقَوْمِه شّرَّاً. واجْتَرَمَ سَيئَّةً: اقْتَرَفَها. ومعنى: " لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ " بمعنى لا باطلَ. وجَرَّمْتُ الكَلامَ عن نَفْسي تَجْرِيماً: نَفَّذْته عَنّي. وجَرَمَ النَّخْلَ يَجْرِمُه جَرْماً وجَرَاماً. وهذا زَمَنُ الجَرَامِ والجِرَامِ: أي الصَّرَام. والجَرَامُ: ما دقَّ من النَّوى.
جرم: جرم: غَرم (بوشر، همبرت 214، محيط المحيط).
جرم اللحم عن العظم: جرده (محيط المحيط).
وجَرُم على في معجم فوك.
وربما كان معناها اجترأ عليه، مثل جَرُؤَ على التي يذكرها في نفس المادة. وجرم= جَرَن: درس القمح بالنورج (ميهرن 26).
جَرَّم، جَرَّمه: نسب إليه الجرم (محيط المحيط).
تَجرَمَّ: اجترم، ارتكب جريمة، ذكره لين. ومثاله في بيان (2: 284).
جَرْم: كثير من الرحالة يتكلمون عن هذا النوع من الزوارق التي تستخدم في مصر. يقول ببلون الذي يكتبه جرب خطأ: إنه كمن زوارق النيل وإن منه ثلاثة أنواع أو أربعة ويذكر صفاتها.
ويقول كوبان (119): (جرم زورق منبسط مكشوف مثل هذه التي تحمل الملح في نهر الرون).
ويقول دارفيو (1: 183): (جروم: إنها لا سطوح لها، وهي طويلة بعض الطول مثل هذه التي تحمل الخشب إلى باريس).
ويقول فانسليب (106): (جروم زوارق طويلة جدا جعلت لتفريغ المكراكب ولسحبها من وحاف الرمال).
ويقول ترنر (2: 302): (وكان الزورق جرما كبيرا ذا ثلاثة صوار، لا سقف له كما هو مألوف في مثل هذه الزوارق، غير أن سطحه واسع فسيح).
وأنظر أيضاً: جيستل 182، 235، وشوايجر 256، ومنجازا 82 ومواضع أخرى، وبراون 1: 51، وفيسكيه 60، وريشتر 7، وأماري ديب 424.
جِرْم. جرم محذوف: قذيفة، جسم مقذوف (بوشر). ومعناه الأصلي جسم، ويستعمل بمعنى حجم الشيء وامتداده ومقدار كتلته.
ففي حيان - بسام (49 ق): صخرة عظيمة الجِرم، (عبد الواحد 182).
وأجرام (جمع جِرم): كتل عظيمة من الحجر. (المقدمة 2: 206) - وعمارات كبيرة (المقدمة 2، 201، 319، 323).
وفي ألف ليلة (3: 29) في الحديث عن مسخ (غول) شاذ الخلقة له أذنان مثل الجرَمْين، وأرى أن معناه مثل كتلتين كبيرتين من الحجر. وقد ترجمها لين، الذي وجدها في ألف ليلة، وهي أيضاً موجودة في طبعة بولاق، بما معناه (جرن أو مهراس)، غير أن كلمة جرم لم تدل على هذا المعنى.
وجرم وحدها من غير أن توصف بفلكي تعني أيضاً: فلك، وأحد أجرام السماء وهي نجومها وكواكبها (بوشر).
وجرم البَريّة، التي وردت في شعر يمدح ملك الفرس، يظهر أن معناها: إنه بين البريّة جرم سماوي أو الشمس (أنظر التعليقات على ابن بدرون 45). حسّ جرم: صوت غليظ، خفيض وعميق (بوشر).
جُرْم: جرأة، جسارة (فوك) وفي المعجم اللاتيني: abstinatio صوابه obstinatio وجُرْم: قَصْوَة (صوابه قَسْوَة).
وعَاشَر الأجْرام: عاشر المجرمين، عاشر أرذال الناس أو سفلتهم (بوشر).
جَرْمَة: مِسجّة، مِيسعة، مالج (همبرت 83، هلو).
جُرْمَة: إناء كبير يستعمله الخلالون (باعة الخل) (صفة مصر 12: 37، 437).
جُرْمَيْر: (مركبة من جَرْم ومن اللاحقة الأسبانية ( ero) : جريء، جسور (فوك).
جَرِيم: جريء، جسور (فوك).
جَرَامَة: جرأة، جسارة (فوك).
جَرِيمَة. سجن الجرائم: سجن يلقي فيه من ارتكب جريمة. (ابن خلكان 1: 107، 108). ويظن دي سلان في تعليقه على ترجمة هذا النص أن هذا الاسم أطلق على هذا السجن لتمييزه عن مَطْبق أي سجن الدولة.
وجريمة: ضرر أو أذى يصاب به الإنسان (فوك) - وتهمة (رولاند) - وغرامة (كاترمير في جريدة الجنوب 1834، 397 - 398، همبرت 214، بوشر، محيط المحيط، المقري: 159، وأنظر إضافات وتصحيحات).
جروميّ. الفواكه الجرومية: يظهر أن معناها الفواكه ذات البذر، ففي الادريسي (2 فصل 1): الفواكه الجرومية من الموز والرومان والتين والعنب ونحو ذلك.
جَرِّيمة: ذنب، ذيل، (دومب 66، بوشر) أجْرَمُ: أعظم جُرْما (عباد 1: 51 وأنظر 3، 21).
تَجْرِيم: لقد علمنا مما ذكره فانسليب أن الزوارق التي يطلق على واحدها اسم جَرْم تستخدم لتفريغ المراكب، وأعتقد أن كلمة تجريم تعني نقل البضاعة من المراكب الأرصفة بزوارق الجرم، غير أن هذه الكلمة عند أماري (ديب 132) تعني الأجرة التي تدفع لهذا النقل، كما أن كلمة تفريغ التي تليها، ومعناها الأصلي إنزال الحمولة، تدل هنا على نفس المعنى وهي الأجرة التي تدفع لنقل البضاعة من الراكب. إن العبارتين التي بعدها وهما: من أجر معتادة، ومن غير زيادة لا تدعان مجالا للشك في هذا الموضوع.
مُجْرم: نذل، صعلوك، متشرد (بوشر) ومحكوم بالأشغال الشاقة (بوشر) وفي المعجم اللاتيني هي broce بوضوح ولم أفهم ما تعني.
وقد جعلها سكاليجر brocus ولا أدري كيف أن الكلمة العربية أصبحت تدل على معنى الكلمات اللاتينية broccus و brocchus الخ.
جرم
جرَمَ يَجرِم، جَرْمًا وجَريمةً، فهو جارِم، والمفعول مجروم (للمتعدِّي)
• جرَم الشَّخْصُ: أذنب واكتسب الإثم "لا يجرِم الظالمُ إلاّ على نفسه" ° جرَم نفسَه/ جرَم قومَه/ جرَم على نفسه/ جرَم على قومه: جنَى جنايةً.
• جرَمه على السَّرقة: حمله عليها " {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا} ". 

جرُمَ يجرُم، جَرَامَةً، فهو جارم
• جرُمَ الشَّخْصُ: عَظُمَ جُرمُه "جَرُم بحقِّ وطنه وأسرته ونفسه". 

أجرمَ يُجرم، إجرامًا، فهو مُجْرِم، والمفعول مُجْرَم (للمتعدِّي)
• أجرم الرَّجُلُ: ارتكب ذنبًا أو جنَى جناية "يُجرم بعض الآباء في حقّ أبنائهم- اعتاد الإجرام من صغره- {وَمَا أَضَلَّنَا إلاَّ الْمُجْرِمُونَ} - {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ} " ° سوابق مجرم: الأفعال أو الوقائع الخاصَّة بحياته الماضية- مجرم حرب: من يُتَّهم بارتكاب الجرائم خلال العمليّات الحربيّة- مجرم عائد: مَنْ يكرِّر الجريمة.
• أجرم الشَّخصَ: ألصق به الجُرْمَ أو الذَّنْبَ "مؤامرة مجرمة- أجرم شريكَه وبرّأ ساحته". 

جرَّمَ يجرِّم، تجريمًا، فهو مُجرِّم، والمفعول مُجرَّم
• جرَّم الشَّخْصَ: (قن) اتَّهمه بجُرْم أو أثبت جُرْمَه ° قانون تجريم: قرار تشريعيّ يحكم على الشخص بأنّه مذنب بقضية الخيانة ويتعرّض خلالها للإعدام والتجريد من الحقوق
 المدنيّة دون محاكمة. 

إجرام [مفرد]: مصدر أجرمَ.
• علم الإجرام: علم يدرس أسباب الجريمة وطرق معالجتها ومعالجة المجرمين مستندًا إلى علوم النفس والاجتماع والإحصاء. 

جِرام [مفرد]: (انظر: ج ر ا م - جِرام). 

جَرامة [مفرد]: مصدر جرُمَ. 

جَرْم [مفرد]: مصدر جرَمَ. 

جَرَم [مفرد]
• لا جَرَمَ: لابُدَّ، لا محالة، وتأتي بمعنى حقًّا فتكون كالقَسَم " {لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} ". 

جُرْم [مفرد]: ج أجرام وجُرُوم:
1 - ذنب، خطأ "ارتكب جُرْمًا- ما لي في هذا جُرْم".
2 - (قن) كُلُّ فعل يُخالف القانون. 

جِرْم [مفرد]: ج أجرام وجُرُم وجُرُوم: جسم كُلِّ شيء من حيوان وغيره "أجرام سماويّة" ° الأجرام الفلكيّة: الأجسام التي في الفلك مع مافيها- جِرْم سماويّ: نجم أو كوكب. 

جَريمة [مفرد]: ج جرائمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جرَمَ.
2 - كلُّ عمل يجلب الأذى المعنويّ العميق لقيم مجتمعٍ ما.
3 - (قن) بوجه عامّ: كُلّ أمر إيجابيّ أو سلبيّ يُعاقب عليه القانون سواء أكانت مُخالَفة أم جُنحة أم جناية أم تُهمة وبوجه خاصّ: جناية "ارتكب جريمة- ضُبط متلبِّسًا بالجريمة" ° جريمة أخلاقيّة: جريمة تَمَسّ العرض والشرف، كُلُّ جُرْم أو ذنب يقترفه الموظَّف في أثناء القيام بأعمال وظيفته- قانون الجرائم- مَسْرَح الجريمة: المكان الذي ارتكبت فيه.
• علم الجريمة: (قن) العلم الذي يبحث في التصرُّف الجُرْميّ والإصلاحات الخاصَّة به.
• جَريمة حرب: (سك) أية جريمة من الجرائم مثل التطهير العرقيّ أو إساءة معاملة سجناء الحرب وغير ذلك مما يُعدّ خرقًا لأعراف الحرب. 

سنتجرام [مفرد]: ج سنتجرامات: وحدة من وحدات الوزن تساوي جزءًا من مائة جزء من الجرام. 
باب الجيم والراء والميم معهما ج ر م، ر ج م، م ر ج، ر م ج، ج م ر، م ج ر، مستعملات

جرم: أرض جَرمٌ، وأرضٌ صَردٌ دَخيلانِ مُستعملانِ في الحر والبردِ. والجِرمُ، ألواح الجَسدِ وجُثمانهُ. ورجل جَريمٌ وامرأةٌ جَريمةٌ أي ذات جِرمٍ أي جِسمٍ. وجِرمُ الصَّوتِ: جهارتهُ، تقول: ما عَرفته إلا بِجِرمِ صوته. وفُلانٌ له جَريمةٌ أي جُرمٌ، وهو مصدر الجارِم الذي يَجرِمُ على نفسه وقومهِ شراً، وهو الجارمُ، قال الشاعر:

وإن جارٌ لهم جَرِمَتْ يداه ... وحَوَّله البلاءُ عن النعيمِ  والجرم: الذنب، وفِعله الإجرام، والمُجرمُ: المذنب، والجارِمُ: الجاني، قال:

ولا الجارِمُ الجاني عليهم بمُسلمِ

ولا جَرَمَ يَجري مَجرَى لا بدَّ، ويُفسَّر حقاً. وجَرمٌ: قبيلةٌ من اليمن. وأقمتُ عنده حولاً مًجَرَّماً، أي حولاً تاماً حتى انقضى، وقال أبو طالب:

شهوراً وأياماً علينا مُجَرَّما

وجَرَّمنا هذه السنةَ أي خرجنا منها، وتَجَرَّمتِ السَّنَةُ والشِّتاء والصَّيف، قال الشاعر:

دِمَنٌ تَجَرَّمَ بعد عهدِ أنيسِها ... حِجَجٌ خَلون حلاُلها وحرامُها

رجم: الرَّجمُ في القرآن القتل في شأن نُوح- عليه السلام-. والرَّجمُ: اسم لما يُرجمُ به الشيء، والجميع الرجوم، وهي الحِجارةُ. والرُّجُومُ: التي تُرمى بها الشّياطين، والشَّيطانُ رجيم مرجوم ملعُونٌ. والرَّجمُ: الرَّميُ بالحجارة، والرَّجم: القذفُ بالغيب وبالظنِّ، ومنه قوله تعالى: لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا

أي لأقولن فيك ما تكرهُ. والرَّجمُ: القبرُ ويُجمع على أرجامٍ. والرُّجمةُ: حِجارةٌ مجموعة كأنها قُبورُ عادٍ، وتجمع رِجاماً، ورَجَمتُ القبر: جَعلتُ فوقه رجمة. والرِّجامانِ: خشبتان تُنصبانِ على رأس البئرِ يُنصبُ القَعرُ ونحوه من المَساقي، وقول زهير:

وما هو عنها بالحَديثِ المَرَجمِ

أي قوله بالغيب والظَّنِّ. ورجلٌ مِرجم: مدافعٌ عن حسبه ونَسبه في الحرب. وبعير مِرجَم: يَرجُم الأرض بأخفافه رجماً، وهو الثقيل المشي من غير بطء.

مرج: المَرجُ: أرضٌ واسعة فيها نبتٌ كثيرُ تُمرَجُ فيها الدَّوابُّ، قال العَجاج:

رعى بها مَرجَ ربيعٍ مُمرَجَا

وقوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ

أي لاقى بين البحر العذبِ والمِلحِ قد مرجا فالتقيا، لا يختلط أحدهما بالآخر. والمارِجُ من النّارِ: الشُّعلة السّاطعة، ذات لهبٍ شديد، ومنه قوله تعالى: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ . وأمرٌ مَريجٌ أي مُلتبِسٌ قد مَرجَ مَرَجاً وغُصنٌ مَريجٌ: قد التَبَسَت شناغيبه، قال:

فجالت فالتَمَست به حَشاها ... فَخَرَّ كأنَّه خُوطٌ مَريجُ

وفي الحديث: قد مَرِجَت عُهُودُهُم وأمرَجُوها

أي لم يَفُوا بها وخلطُوها.

رمج: الرامِجُ: المِلواحُ الذي تُصاد به الصُقُورةُ ونحوها من جَوارِحِ الطَّير. والتَّرميج: إفساد السطور بعد كتابتها، وكذلك تقول: رَمَّجَه بالتُّرابِ حتى يُفسده.

جمر: الجَمرُ: المُتَّقِدُ، فإذا برد فهو فَحمٌ. والمِجمَرُ قد تؤنَّثُ، وهي التي تدخن بها الثَّيابُ. وثوبٌ مُجمَّر إذا دخن عليه. ورجلٌ جامِرٌ أي يلي ذلك، من غير أن يقال: جمر، قال:

وريح يلنجوج يذكيه جامره

والتجمير: ترك الجند في نحر العدو فلا يقفلون، وقد نُهي أن يُجَمِّر غُزاةُ المسلمين في ثُغورِ المُشركين. والجَمرةُ: كلُّ قومٍ يَصيرونَ إلى قِتال من قاتلهم لا يُخالِفون أحداً ولا ينضَمُّون إلى أحدٍ، وتكون القبيلة نفسها جَمرةً تَصبرُ لمُقارعةِ القبائل، كما صَبَرَت عبس لقيسٍ كُلَّها. وبلغنا أن عُمَرَ بن الخطاب سأل الحطيئة عن ذاك، فقال: يا أمير المؤمنين كنّا ألف فارسٍ كأنَّنا ذهبةٌ حمراءُ لا تَستَجمرِ ولا تُحالِفُ. وبعضُ الناس يقول: كانت القبيلة إذا اجتمع فيها ثلاثمائةِ فارسٍ صارت جَمرَةً. والجَمرةُ: المُرماة الواحدة من جِمارِ المَناسكِ، وهي ثلاثُ جَمَرات، وكُلُّ جَمرةٍ تُرمَى بسبع حَصَباتٍ، مع كُلِّ حصاةٍ تكبيرهٌ. وحافرٌ مُجمرٌ، ومنسِمٌ مُجمَرٌ، وهو الذي نَكبته الحِجارةُ وصَلُبَ. وأجمَرَ البعيرُ إجماراً أي أسرع، قال لبيد:

وإذا حركت غرزي أجمرت ... أو قرابي عدو جون قد أبل  والجُمّارُ: شَحمُ النخل الذي في قِمةِ رأسهِ، تُقطع قِمتُه ثم يكشط عن جُمّارِةٍ في جوفها بيضاء كأنَّها قطعةُ سَنامٍ ضخمةٌ، رخصةٌ تتفتَّتُ بالفَمِ، تؤكلُ بالعسل. والكافورُ يُخرجُ من جَوف الجُمّار بين مَشقِّ السعفَتين، وهو الكُفرَّى. والاستجمارُ: استِنجاءٌ بالحجارة. وشعرٌ مُجمَّرٌ أي مُلبدٌ. وابن جَميرٍ: اللَّيلة التي لا يطلعُ فيها القمرُ.

مجر: المَجرُ: الدهم، وهم قومٌ في حربٍ عليهم السِّلاحُ، قال:

جئنا بدَهمٍ يَدحَرُ الدُّهُوما ... مجَرٍ كأنَّ فوقه النُّجُوما

وقيل للجيش الضَّخم: مَجرٌ. وشاةٌ مَجارٌ إذا حَملت فقلَّ ما تسلم أن يعظُمَ بطنها فتهزل فترمي به. وأمجرت فهي مُمجِرٌ. والمَجرُ: بيعُ المضامين والملاقيحِ، والفعل منه المُماجَرةُ. والمِجارُ: العِقالُ. ويقال: أمجَرتُ في البيعِ إمجاراً، والملاقيحُ: الحَوامِلُ، والمضامينُ: ما في الأصلابِ، والواحد ملقوح ومضمون. 

جرم

1 جَرَمَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. جَرْمٌ, (S,) [like جَزَمَهُ,] He cut it, or cut it off. (S, K.) b2: جَرَمَ الشَّاةَ, (K,) or جَرَمَ صُوفَ الشَّاةِ, (S,) inf. n. as above, (TA,) He shore, or sheared, or cut off the wool of, the sheep. (S, K, * TA.) And جَرَمْتُ مِنْهُ I took [or clipped somewhat] from it; [namely, the wool;] like جَلَمْتُ. (S.) b3: جَرَمَ النَّخْلَ, (S, Msb, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. جَرْمٌ (K) and جَرَامٌ and جِرَامٌ, (S, * K,) He cut the palmtrees; (Msb;) [meaning] he cut off the fruit of the palm-trees; (S, K;) as also ↓ اجترمهُ: (S:) and in like manner, جَرَمَ التَّمْرَ he cut off the dates. (TA.) You say, هٰذَا زَمَنُ الجَرَامِ and الجِرَامِ, (S,) i. e. [This is] the time of the cutting off of the fruit of the palm-trees. (TA.) b4: and جَرَمَ النَّخْلَ, inf. n. جَرْمٌ, He computed by conjecture the quantity of fruit upon the palm-trees; (K;) and so ↓ اجترمهُ: (Lh, K:) [like جَزَمَهُ and اجتزمهُ.]

A2: جَرَمَ, (S, K,) aor. ـِ (S,) inf. n. جَرْمٌ, (TK,) also signifies He gained, acquired, or earned, [wealth, &c.,] (S, K,) لِأَهْلِهِ for his family; and so ↓ اجترم. (K.) And you say, خَرَجَ يَجْرِمُ لِأَهْلِهِ and يَجْرِمُ أَهْلَهُ, meaning He went forth seeking [sustenance], and practising skill, or artifice, for his family. (TA.) b2: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ, in the Kur [v. 3 and 11], is explained by some as meaning And let not a people's hatred by any means occasion you. or cause you: or it means let not a people's hatred by any means induce you, or incite you. (S, TA.) Some read ↓ لا يُجْرِمَنَّكُمْ, with damm to the ى; and Zj says that جَرَمْتُ and أَجْرَمْتُ signify the same: but some say that the meaning is, let it not by any means lead you into crime, or sin; أَجْرَمْتُهُ being like آثَمْتُهُ, I led him into sin, &c. (TA.) b3: Fr says that the asserting جَرَمْتُ to mean حَقَقْتُ [or rather حُقِقْتُ, for this is evidently, I think, the right reading, though I find حَقَقْتُ in the TA as well as in a copy of the S, in another copy of which I find جَرَمَتْ and حَقَّقَتْ, suggesting that the right reading may perhaps be جَرَمَتْ and حُقَّتْ,] is nought: they who so explain it having been confused in their judgment by the saying of the poet Aboo-Asmà, (S, TA,) or, as some say, El-Howfazán, (TA,) or, accord. to some, 'Ateeyeh Ibn-'Ofeyf, (IB, TA,) وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً

جَرَمَتْ فَزَارَةَ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا in which they made فزارة to be in the nom. case, as though the meaning were حُقَّ لَهَا الغَضَبُ [it was right, or fit, or proper, for it, (the tribe of Fezárah,) to be angry; nearly agreeing with an explanation of جَرَمَ given by Golius as on the authority of Ibn-Maaroof, namely, “meritus, dignus fuit ”]: but, he says, فزارة is in the accus. case; the meaning being, جَرَمَتْهُمُ الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا [which will be found explained, on the authority of IB, in what follows]: AO says that the meaning is, أَحَقَّتْ عَلَيْهِمُ الغَضَبَ, i. e., أَحَقَّتِ الطَّعْنَةُ فَزَارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا, and حَقَّت also, [both having the same signification, i. e., the thrust required Fezá-rah to be angry,] from لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا meaning حَقًّا [Verily I will do thus]: (S, TA:) accord. to Fr, the meaning is, كَسَبَتْ فَزَارَةَ الغَضَبَ عَلَيْكَ, the right reading being, وَلَقَدْ طَعَنْتَ, with fet-h to the ت; [so that the verse means And verily thou didst thrust Aboo-'Oyeyneh with a thrust of thy spear that occasioned, or caused, Fezárah, after it, to be angry against thee:] for he is addressing Kurz El-'Okeylee, bewailing his death; and Kurz had thrust Aboo-'Oyeyneh, who was Hisn Ibn-Hudheyfeh Ibn-Bedr El-Fezáree. (IB, TA.) b4: And جَرَمَ, (S, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. جَرْمٌ, (Msb,) He committed a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience; (S, Msb, K;) syn. أَذْنَبَ, (Msb, K,) and اِكْتَسَبَ الإِثْمَ; (Msb;) [perhaps because he who does so brings upon himself the consequence thereof; as though originally جَرَمَ نَفْسَهُ اولِنَفْسِهِ أَثَرَ جُرْمٍ he drew upon himself the effect of a sin, &c.; (compare كَسَبَ and اِكْتَسَبَ;)] as also ↓ اجرم, (S, Msb, K,) inf. n. إِجْرَامٌ; (Msb;) and ↓ اجترم; (S, K;) and ↓ تجرّم. (El-'Okberee, Har p. 207.) Yousay, جَرَمَ عَلَيْهِمْ جَرِيمَةً, and إِلَيْهِمْ, (K,) and بِهِمْ, used by a poet for عليهم or اليهم, (IAar, TA,) He committed against them a crime, or an offence for which he should be punished; as also ↓ اجزم. (K.) They said also, الذَّنْبَ ↓ اجرم [He committed the sin, or crime, amp;c.]; making the verb trans. (TA.) And a poet says, وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحَسَّدًا لَمْ يَجْتَرِمْ عِرْضَ الرِّجَالِ وَعِرْضُهُ مَشْتُومٌ

[And thou seest the intelligent envied, or much envied: he has not injured the honour of men, while his honour is reviled]. (Th, TA.) A3: جَرِمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. جَرَمٌ, (TK,) He (a man, TA) betook himself to eating the جُرَامَة [in the CK, erroneously, جَرامَة,] of the palm-trees, (AA, K,) [i. e., the dates which had fallen in the cutting, and] which were among the branches. (AA, TA.) A4: جَرِمَ, said of a man, also signifies عَظُمَ جُرْمُهُ [His sin, or crime, &c., was, or became, great]; and so جَرُمَ, like كَرُم: [both are thus explained, in different places in this art, by the author of the TA; and the explanation in the latter case is followed by اى اذنب, i. e., he committed a six, &c.; probably added by him to show that the reading found by him was جُرْمُهُ, not جِرْمُهُ: but [think that the right reading is عَظُمَ جِرْمُهُ his body became great; and this is confirmed by what here follows:] ↓ اجرم explained in the copies of the K by عَظُمَ [in the TK عظم يعنى جرمه وجسده] should be جَرِمَ, a triliteral; and the meaning is عَظُمَ جُرْمُهُ: and in like manner, the three significations here following, assigned in the K to ↓ اجرم, belong to جَرِمَ. (TA.) A5: It (his colour) was, or became, clear. (K, * TA.) b2: He (a man, TA) was, or became, clear in his voice. (K, * TA.) A6: جَرِمَ بِهِ It (blood) stuck to him, or it: (K, * TA, and so in a marginal note in a copy of the S:) and in like manner, tar to a camel. (The same marginal note.) 2 جَرَّمَ [جرّم He cut off vehemently, or much. (Golius, on the authority of a gloss in the KL.)]

b2: جَرَّمْنَا هُمْ, inf. n. تَجْرِيمٌ, We went forth from them. (Lth, K.) b3: جَرَّمْنَا الشِّتَآءَ We completed the winter. (TA.) [See also 5.]4 اجرم التَّمْرُ The dates attained to the time for their being cut off. (TA.) A2: See also 1, in six places.5 تجرّم [It became cut off. b2: And hence,] (tropical:) It (a year, حَوْلٌ) became completed; (Az, K, TA;) as though it became cut off from the preceding year: (Az, TA:) it ended; (S;) and so the winter: (TA:) and it (a night) passed away, (S, K,) and became completed; (K;) it ended. (TA.) A2: تجرّم ثَمَانِيًا, a phrase used by Sá'ideh Ibn-Ju-eiyeh, means He passed eight nights. (TA.) [See also 2]

A3: تجرّم عَلَيْهِ He accused him of a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience, (Abu-l-'Abbás, S, K,) which he had not committed, (Abu-l-'Abbás, S,) or though he had not committed any (K.) b2: and تجرّم He guarded against the commission of sin, or crime, &c; like تأثّم. (Har p. 207.) b3: See also 1.

A4: Also He called, cried out, shouted, or vociferated; from جِرْمٌ meaning صَوْتٌ. (Har p. 207. [But see جِرْمٌ.]) 8 إِجْتَرَمَ see 1, in five places.

جَرْمٌ Hot; syn. حَرٌّ, (S,) or [rather] حَارٌّ; (K;) contr. of صَرْدٌ; (Lth, TA;) a Persian word, (S,) arabicized; (S, K;) originally گَرْم. (TA.) Yousay أَرْضٌ جَرْمٌ A warm land: (AHn, TA:) or a hot land: (IDrd, TA:) or a vehemently hot land: (K:) pl. جُرُومٌ, (AHn, TA,) which, applied to countries, or regions, means the contr. of صُرُودٌ. (S.) A2: A boat (زَوْرَقٌ) of El-Yemen; (K;) also called نَقِيرَةٌ: (TA:) pl. as above. (K.) [In the dial. of Egypt, The largest kind of Egyptian boat used on the Nile for the conveyance of grain and merchandise in general, but used only when the river is high, and also in the coastingtrade, and generally carrying from 5,000 to 15,000 bushels of grain.]

جُرْمٌ A sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience, syn. ذَنْبٌ, (S, Msb, * K,) whether intentional or committed through inadvertence; (Kull voce إِثْمٌ;) as also ↓ جَرِيمَةٌ; (S, Msb, K;) and ↓ جَرِمَةٌ: (K:) transgression: (TA:) pl. [of pauc.] أَجْرَامٌ and [of mult.] جُرُومٌ, (K,) both of جُرْمٌ: the pl. of جَرِيَمةٌ is جَرَائِمُ. (TA.) A2: See also جَرَامٌ.

A3: لَا جُرْمَ: see لَا جَرَمَ.

جِرْمٌ The body; syn. جَسَدٌ; (S, Msb, K;) or بَدَنٌ; (Th, TA;) as also ↓ جِرْمَانٌ: (K:) or the أَلْوَاحِ [pl. of لَوْح q. v.] and جُثْمَان [q. v.] of the جَسَد: (T, TA:) pl. (of pauc., TA) أجْرَامٌ, (Msb, K,) which is also used as a sing., (TA,) and (of mult., TA) جُرُومٌ and جُرُمٌ. (K.) أَلْقَى عَلَيْهِ أَجْرَامَهُ is a phrase mentioned, but not explained, by Lh: ISd thinks that it means He threw upon him the weight of his body; as though the term جِرْمٌ applied to each separate part of his body. (TA.) b2: [Hence,] الأَجْرَامُ الفَلَكِيَّةُ The [heavenly] bodies that are above the عَنَاصِر, of the orbs and stars. (KT.) A2: The throat, or fauces; syn. حَلْقٌ. (K.) The phrase يَضِيقُ بِهِ الجِرْمُ, used by the poet Maan Ibn-'Ows, means (assumed tropical:) It is a great, or formidable, thing, or matter: [properly,] the throat (الحَلْقُ) will not easily swallow it. (TA.) b2: The voice; (S, K;) mentioned by ISk and others; (S;) and so explained as used in the phrase إِنَّ فُلَانًا لَحَسَنُ الجِرْمِ [Verily such a one is good in respect of voice]: (TA:) or highness, or loudness, of the voice: (K, TA:) you say, مَا عَرَفْتُهُ إِلَّا بِجِرْمِهِ [I knew him not save by his voice, or his highness, or loudness, of voice]: but some disapprove this: (TA:) AHát says that the vulgar are addicted to saying, فُلَانٌ صَافِى الجِرْمِ Such a one is clear in voice, or in throat: but it is a mistake. (S, TA.) A3: Colour. (IAar, S, Msb, K.) One may say, of نَجَاسَة [or filth], لَا جِرْمَ لَهَا, meaning It has no colour. (Msb.) A4: الأَجْرَامُ (app. as pl. of جِرْمٌ, TA) The utensils, or apparatus, of the pastor. (K.) لَا جَرَمَ (S, Msb, K, &c.) and لَا ذَا جَرَمَ, (IAar, K,) ذا being here a redundant connective as in several other instances, (IAar, TA,) and لَا أَنْ ذَا جَرَمَ and لَا عَنْ ذَا جَرَمَ (K) and لَا جَرَ, (Ks, K, [in the CK لا جَرْمَ,]) in which the م is elided in consequence of frequency of usage, as the ى is in حَاشَ لِلّهِ for حَاشَى لِلّٰهِ, and the ى and ء in أَيْشَ for أَىُّ شَىْءٍ, (Ks, TA,) and لَا ذَا جَرَ (IAar, TA) and ↓ لَا جَرُمَ and ↓ لَا جُرْمَ, (K,) originally i. q. لَا بُدَّ and لَامَحَالَةٌ [There is no avoiding it; it is absolutely necessary; &c.]: then, by reason of frequency of usage, employed in the manner of an oath, as meaning حَقًّا [verily, or truly]; wherefore, as in the case of an oath, ل is prefixed to its complement, (Fr, S, Msb, K, *) so that they say, لَا جَرَمَ لَآتِيَنّكَ [Verily I will come to thee], (Fr, S, K,) and لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا [Verily I will do thus], (S, Msb, *) and لَا جَرَمَ لَقَدْ كَانَ كَذَا and لَا ذَا جَرَمَ and لَا ذَا جَرَ [Verily it was thus, or verily such a thing happened]: (IAar, TA:) ISd says, Kh asserts that جَرَمَ [or لَا جَرَمَ] is only a reply to something said before it; as when a man says, “They did such a thing,” and you say, لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ سَيَنْدَمُونَ, or أَنَّهُ سَيَكُونُ كَذَا وَكَذَا; and Az says that لا in لَا جَرَمَ is said to be a [mere] connective; and the meaning [of the former of the last two phrases] is كَسَبَ لَهُمْ عَمَلُهُمُ النَّدَمَ [It (their deed) will earn for them, or occasion them, repentance; and that of the latter, it will occasion that such and such things shall happen]: and some say that جَرَمَ means وَجَبَ, and حَقَّ, and that لا is a contradiction to the words preceding it, and that a new proposition then begins; as in the Kur [xvi. 64] where it is said, لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ, i. e., [Nay, or] the case is not as they have said: the fire [of Hell] is their due. (TA.) لَا جَرُمَ: see the paragraph next preceding.

جِرْمَةٌ People cutting off the fruit of palmtrees. (S, K, TA.) [In this sense it is app. a pl. of pauc., or a quasi-pl. n., of جَارِمٌ, q. v.] b2: Also Ripening dates cut off from the trees: and this sense, not the former as is implied in the S, is meant by Imra-el-Keys, where he says, عَلَوْنَ بِأَنْطَاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ

كَجِرْمَةٍ نَخْلٍ أَوْ كَجَنَّةِ يَثْرِبَ [They mounted, at Antioch, upon a variegated cloth, like the ripening dates cut off from palmtrees, or like the garden of Yethrib]: he likens the variegated cloth and wool upon the هَوْدَج to red and yellow ripening dates, or to the garden of Yethrib because it abounded with palm-trees. (TA.) جَرِمَةٌ: see جُرْمٌ.

جِرْمَانٌ: see جِرْمٌ.

جَرَامٌ (erroneously said in the K to be [جُرَامٌ] like غُرَابٌ, TA) and ↓ جَرِيمٌ Dry dates: (AA, S, M, K:) mentioned by ISk among [syn.] words of the measures فَعَالٌ and فَعِيلٌ, like شَحَاحٌ and شَحِيحٌ, and بَجَالٌ and بَجِيلٌ, &c. (S.) b2: Also, both these words, (AA, S, K, *) but the former not heard in this sense by ISd, (TA,) Datestones; (AA, S, K;) and so ↓ جُرْمٌ: (mentioned in one copy of the S, but not in the TA, [probably an interpolation in the copy of the S above mentioned:]) and ↓ جَرِيمَةٌ a date-stone; as in the saying of 'Ows Ibn-Háritheh, لَا وَالَّذِى أَخْرَجَ العَذْقَ مِنَ الجَرِيمَةِ وَالنَّارَ مِنَ الوَثِيمَةِ [No, by Him who has produced the palm-tree with its fruit from the date-stone, and fire from broken stones]. (TA.) جَرِيمٌ Dates (تَمْرٌ) cut off from the tree; (S, TA;) as also ↓ مَجْرُومٌ. (TA.) And شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ A cut tree. (TA.) b2: See also جَرَامٌ, with which it is syn. in two senses: in the latter sense having جَرِيمَةٌ for its n un. b3: Also A thing with which date-stones are brayed, or crushed. (TA.) A2: See also مُجْرِمٌ.

A3: Also Large-bodied; (S, * K;) and so ↓ مَجْرُومٌ: (K:) pl. (of the former, S) جِرَامٌ. (S, K.) The fem. of the former is with ة: (K:) [but] one says also جِلَّةٌ جَرِيمٌ, meaning Largebodied camels advanced in age. (S.) A4: In El-Hijáz, The [measure commonly termed] مُدّ is thus called; accord. to Z, the مُدّ of the Prophet. (TA.) جُرَامَةٌ i. q. جُذَامَةٌ; (K;) i. e., (TA,) The dates that have fallen when they are cut off from the tree: (S, TA:) so says As: (TA:) [but see the latter word as explained on the authority of the S in art. جذم:] and, (K,) or as some say, (TA,) dates cut off from the tree: or what are gotten (يُجْرَمُ) thereof, after their being cut off, being picked up from the lower ends of the branches. (K, TA. [See جَرِمَ.]) And The قَصَل of wheat and barley; i. e., the extremities thereof, which are bruised, and then cleared, or picked: (K, TA:) but the term more known is جُذَامَةٌ, with ذال. (TA.) جَرِيمَةٌ The last of one's offspring: (K:) as though there were a cutting off after it. (TA.) A2: See also جَارِمٌ: A3: and see جُرْمٌ: A4: and جَرَامٌ.

جَارِمٌ Cutting off, or one who cuts off, the fruit of the palm-tree: pl. جُرَّمٌ and جُرَّامٌ. (S.) [See also جِرْمَةٌ.]

A2: جَارِمُ أَهْلِهِ (TA) and أَهْلِهِ ↓ جَرِيمَةُ (S, K *) The gainer, acquirer, or earner, [of the sustenance] of his family. (S, K, TA.) A3: See also مُجْرِمٌ, in two places.

مُجْرِمٌ A sinner; a criminal; committing, or a committer of, a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience; as also ↓ جَرِيمٌ (K) and ↓ جَارِمٌ: (TA:) and المُجْرِمُونَ particularly signifies the unbelievers: (Zj, K:) so in the Kur vii. 38. (Zj, TA.) You say, عَلَى نَفْسِهِ ↓ هُوَ جَارِمٌ وَقَوْمِهِ, [as also مُجْرِمٌ,] He is committing a crime, or an offence for which he should be punished, against himself and his people or party. (TA.) مُجَرَّمٌ, (fem. with ة, S,) A complete year (S, K) and month; (Ibn-Háni, TA;) a year past, completed. (Az, TA.) مَجْرُومٌ: see جَرِيمٌ, in two places.

جرم: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً: قطعه. وشجرة

جَرِيمَةٌ: مقطوعة. وجَرَمَ النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً

وجَراماً واجْتَرَمه: صَرَمَه: عن اللحياني، فهو جارمٌ، وقوم جُرَّمٌ

وجُرَّام، وتمر جَرِيم: مَجْرُوم. وأَجْرَمَ: حان جِرامُه؛ وقول ساعدة بن

جؤية:

(* قوله «وقول ساعدة بن جؤية» أي يصف سحاباً كما في ياقوت وقبله:

أفعنك لا برق كأنّ وميضه * غاب تشيمه ضرام مثقب

قال الأزهري: ساد أي مهمل، وقال أَبو عمرو: السادي الذي يبيت حيث يمسي.

وتجرم أي قطع ثمانياً في البضيع وهي جزيرة بالبحر. يلوي بماء البحر: أي

يحمله ليمطره ببلده).

سَادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثمانِياً،

يَلْوِي بعَيْقاتِ البحار ويَجْنُبُ

يقول: قطع ثماني ليال مقيماً في البضيع يشرب الماء؛ والجَرِيم:

النَّوَى، واحدته جَرِيمة، وهو الجَرامُ أَيضاً؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع للجَرام

بواحد، وقيل: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفتح، التمر اليابس؛ قال:

يَرَى مَجْداً ومَكْرُمَةً وعِزّاً،

إذا عَشَّى الصَّديِقَ جَرِيمَ تمرِ

والجُرامَة: التمر المَجْرُوم، وقيل: هو ما يُجْرَمُ منه بعدما يُصْرَمُ

يُلْقَطُ من الكَرَب؛ وقال الشماخ:

مُفِجُّ الحَوامِي عن نُسُورٍ، كأَنَّها

نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عن جَرِيم مُلَجْلَجِ

(* قوله «عن نسور» الذي في نسخة التهذيب: من، بالميم).

أَراد النوى؛ وقيل: الجَرِيم البُؤْرَةُ التي يُرْضَحُ فيها النَّوَى.

أَبو عمرو: الجَرام، بالفتح، والجَرِيمُ هما النوى وهما أَيضاً التمر

اليابس؛ ذكرهما ابن السكيت في باب فَعِيل وفَعالٍ مثل شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ

وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح.

قال: وأَما الجِرام، بالكسر، فهو جمع جَرِيم مثل كريم وكرام. يقال: جِلَّةٌ

جَرِيمٌ أي عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّة: الإبلُ المَسانُّ. وروي عن

أَوْس بن حارثَةَ أنه قال: لا والذي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَريمة والنارَ

من الوثِيمةِ؛ أَراد بالجريمة النواةَ أَخرج الله تعالى منها النخلة.

والوَثِيمةُ: الحجارة المكسورة. والجَريمُ: التمر المَصْرُوم.

والجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ والشعير، وهي أَطرافه تُدَقُّ ثم تُنَقَّى،

والأعرفُ الجُدَامَة، بالدال، وكله من القَطْع.

وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه: خَرَصَه وجَرَّه.

والجِرْمةُ: القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أي يَصْرِمُون؛ قال امرؤ القيس:

عَلَوْنَ بأَنْطاكِيَّةٍ، فَوْقَ عَقْمَةٍ،

كجِرْمةِ نَخْلٍ أو كجَنَّة يَثْرِبِ

الجِرْمَةُ: ما جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْر، شبه ما على الهودج من وَشْيٍ

وعِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر والأَصفر، أو بجنة يثرب لأنها كثيرة النخل،

والعَقْمةُ: ضرب من الوَشْيِ.

الأصمعي: الجُرامة، بالضم، ما سقط من التمر إذا جُرِمَ، وقيل: الجُرامة

ما الْتُقِطَ من التمر بعدما يُصْرَمُ يُلْقَط من الكَرَبِ. أَبو عَمْرو:

جَرِمَ الرجل

(* قوله «أبو عمرو جرم الرجل إلخ» عبارة الازهري: عمرو عن

أبيه جرم إلخ) إذا صار يأْكل جُرامة النخل بين السَّعَفِ. ويقال: جاء

زمنُ الجِرامِ والجَرام أي صِرامِ النخل. والجُرَّامُ: الذي يِصْرِمونَ

التمر. وفي الحديث: لا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وعلى الأرض عَيْنٌ تَطْرِفُ،

يريد تَجَرُّم ذلك القَرْنِ. يقال: نَجَرَّم ذلك القَرْنُ أي انْقَضَى

وانْصَرَم، وأصله من الجَرْم القَطْعِ، ويروى بالخاء المعجمة من الخَرْم، وهو

القطع.

وجَرَمْتُ صُوفَ الشاة أَي جَزَزْته، وقد جَرَمْتُ منه إذا أَخذت منه

مثل جَلَمْتُ.

والجُرْمُ: التَّعدِّي، والجُرْمُ: الذنب، والجمع أَجْرامٌ وجُرُومٌ،

وهو الجَرِيَمةُ، وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم، فهو

مُجْرِم وجَرِيمٌ. وفي الحديث: أَعظمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من

سأَل عن شيء لم يُجَرَّمْ عليه فَحُرِمَ من أجل مسألته؛ الجُرْم: الذنب.

وقولُه تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخياط وكذلك نَجْزي

المُجْرِمين؛ قال الزجاج: المُجْرِمون ههنا، والله أعلم، الكافرون لأن الذي ذكر من

قِصَّتهم التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها.

وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أي ادَّعَى ذنباً لم أفعله؛ قال الشاعر:

تَعُدُّ عَليَّ الذَّنْبَ، إنْ ظَفِرَتْ به،

وإلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَليَّ تَجَرَّم

ابن سيده: تَجَرَّم ادَّعَى عليه الجُرْمَ وإن لم يُجْرِم؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

قد يُعْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّم

وقالوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قال الشاعر أَنشده ثعلب:

وتَرَى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ

عِرْضَ الرجالِ، وعِرْضُه مَشْتُومُ

وجَرَمَ إليهم وعليهم جَرِيمة وأَجْرَم: جَنَى جِناية، وجَرُمَ إذا

عَظُمَ جُرْمُه أي أَذنب. أَبو العباس: فلان يَتَجَرَّمُ علينا أي يَتَجَنَّى

ما لم نَجْنه؛ وأَنشد:

ألا لا تُباتلي حَرْبَ قَومٍ تَجَرَّمُوا

قال: معناه تَجَرَّمُوا الذنوب علينا. والجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وكذلك

الجَرِيمَةُ؛ قال الشاعر:

فإنَّ مَوْلايَ ذو يُعَيِّرُني،

لا إحْنَةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ

وقوله أَنشده ابن الأعرابي:

ولا مَعْشَرٌ شُوسُ العُيون كأَنَّهم

إليَّ، ولم أجْرِمْ بهم، طالِبُو ذحْلِ

قال: أَراد لم أجْرِم إليهم أَو عليهم فأَبدل الباء مكان إلى أو على.

والجُرْم: مصدر الجارِم الذي يَجْرِم نَفْسَه وقومه شَرّاً. وفلان له

جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم. والجارمُ: الجاني. والمُجْرِم: المذنب؛ وقال:

ولا الجَارِمُ الجاني عليهم بمُسْلَم

قال: وقوله عز وجل: ولا يَجْرِمَنَّكم شنَآنُ قوم، قال الفراء:

القُرّاءُ قرؤوا ولا يَجْرِمَنَّكم، وقرأَها يحيى بن وَثَّابٍ والأَعْمَشُ ولا

يُجْرِمَنَّكم، من أَجْرَمْتُ، وكلام العرب بفتح الياء، وجاء في التفسير:

ولا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قوم أن تَعْتَدُوا، قال: وسمعت العرب يقولون

فلان جَريمَة أَهله أي كاسبهم. وخرج يَجْرِمُ أَهْلَه أي يَكْسبهم، والمعنى

فيهما متقارب لا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قوم أن تعتدوا. وجَرَمَ يَجْرِمُ

واجْتَرم: كَسَبَ؛ وأنشد أبو عبيدة للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص

بني سَعْد:

طَريدُ عَشِيرةٍ، ورهينُ جُرْمٍ

بما جَرَمَتْ يَدي وجنَى لِساني

وهو يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ: يَتَكَسَّبُ ويطلب ويَحْتالُ.

وجَريمةُ القوم: كاسِبُهم. يقال: فلان جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أي كاسبهم؛

قال أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يصف عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ له:

جَريمَةُ ناهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ،

تَرى لِعظامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبا

جَريمَةُ: بمعنى كاسبة، وقال في التهذيب عن هذا البيت: قال يصف عُقاباً

تصيد فَرْخَها الناهضَ ما تأْكله من لحم طير أكلته، وبقي عظامه يسيل منها

الودك. قال ابن بري: وحكى ثعلب أن الجَريمة النَّواة. وقال أَبو إسحق:

يقال: أَجْرَمَني كذا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بمعنى واحد، وقيل في

قوله تعالى لا يُجْرِمنَّكم: لا يُدْخِلَنَّكم في الجُرم، كما يقال

آثَمْتُه أي أَدخلته في الإثم. الأَخفش في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم

أي لا يُحِقَّنَّ لكم لأن قوله: لا جَرَمَ أن لهم النار، إنما هو حَقٌّ

أن لهم النار؛ وأَنشد:

جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها أن يَغْضَبوا

يقول: حَقَّ لها. قال أَبو العباس: أما قوله لا يُحِقَّنَّ لكم فإنما

أَحْقَقْتُ الشيءَ إذا لم يكن حَقّاً فجعلته حقّاً، وإنما معنى الآية،

والله أَعلم، في التفسير لا يَحْملَنَّكُم ولا يَكْسبَنَّكم، وقيل في قوله

ولا يَجْرِمَنَّكم قال: لا يَحْمِلَنَّكم

(* قوله «وقيل في قوله ولا

يجرمنكم قال لا يحملنكم»، هذا القول ليونس كما نص عليه الأزهري)، وأنشد بيت أبي

أَسماء.

والجِرْمُ، بالكسر: الجَسَدُ، والجمع القليل أَجرام؛ قال يزيدُ بن

الحَكَمِ الثَّقَفيُّ:

وكم مَوْطِنٍ، لَوْلاي، طِحْتَ كما هَوى

بأَجْرامِه من قُلَّة النِّيقِ مُنْهَوي

وجَمَعَ، كأنه صَيَّر كل جزء من جِرْمه جِرْماً، والكثير جُرُومٌ

وجُرُم؛ قال:

ماذا تقُولُ لأَشْياخ أُولي جُرُمٍ،

سُودِ الوُجوهِ كأمْثالِ المَلاحِيبِ

التهذيب: والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه. وأَلقى عليه أَجْرامه؛

عن اللحياني ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أنه يريد ثَقَلَ جِرْمِه،

وجمع على ما تَقَدَّم في بيت يزيد. وفي حديث عليّ: اتّقُوا الصُّبْحة فإنها

مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم؛ قال ثعلب: الجِرْمُ البَدَنُ. ورجل جَريمٌ:

عظيم الجِرْم؛ وأَنشد ثعلب:

وقد تَزْذَري العينُ الفَتى، وهو عاقِلٌ،

ويُؤفَنُ بَعْضُ القومِ، وهو جَريمُ

ويروى: وهو حزيم، وسنذكره، والأُنثى جَريمة ذات جِرْم وجِسْم. وإبل

جَريمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حكى يعقوب عن أَبي عمرو: جِلَّةٌ جَريمٌ، وفسره

فقال: عِظام الأَجْرام يعني الأَجسام. والجِرْم: الحَلْقُ؛ قال مَعْنُ بن

أَوْسٍ:

لأسْتَلّ منه الضِّغْنَ حتى اسْتَلَلْتُه،

وقد كانَ ذا ضِغْنٍ يَضِيقُ به الجِرْمُ

يقول: هو أمر عظيم لا يُسِيغُه الحَلْقُ. والجِرْمُ: الصوت، وقيل:

جَهارَتُه، وكرهها بعضهم. وجِرْمُ الصوت: جَهارته. ويقال: ما عرفته إلا

بِجِرْم صوته. قال أَبو حاتم: قد أُولِعَتِ العامَّةُ بقولهم فلان صافي الجِرْم

أي الصوت أو الحَلْق، وهو خطأٌ. وفي حديث بعضهم: كان حَسَنَ الجِرْم؛

قيل: الجِرْم هنا الصوت، والجِرْمُ البَدَنُ، والجِرْم اللَّوْنُ؛ عن ابن

الأعرابي. وجَرِمَ لونُه

(* قوله «وجرم لونه» وكذلك جرم إذا عظم بدنه،

وبابهما فرح كما ضبط بالأصل والتهذيب والتكملة وصوّبه السيد مرتضى على قول

المجد: وأَجرم عظم لونه وصفا) إذا صفا.

وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. وسنة مُجَرَّمة: تامَّة، وقد تَجَرَّم. أَبو

زيد: العامُ المُجَرَّمُ الماضي المُكَمَّلُ؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن

أَبي ربيعة:

ولكنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْني ثلاثَةً

مُجَرَّمةً، ثم اسْتَمَرَّتْ بنا غِبَّا

ابن هانئ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ وشهر مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فيهما، ويوم

مُجَرَّمٌ وكَريتٌ، وهو التام، الليث: جَرَّمْنا هذه السنةَ أي خَرَجْنا منها،

وتَجَرَّمَتِ السنةُ أي انقضت، وتَجَرَّمَ الليلُ ذهب؛ قال لبيد:

دِمَنٌ، تَجَرَّم، بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها،

حِجَجٌ خَلَوْنَ: حَلالُها وحَرامُها

أي تَكَمَّل؛ قال الأَزهري: وهذا كله من القَطْع كأَنّ السنة لما مضت

صارت مقطوعة من السنة المستقبلة. وجَرَّمْنا القومَ: خرجنا عنهم.

ولا جَرَم أي لا بدّ ولا محالة، وقيل: معناه حَقّاً؛ قال أَبو أسماء بن

الضَّريبَةِ:

ولقد طَعَنْتُ أبا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً

جَرَمَتْ فَزارةَ، بعدَها، أن يَغْضَبُوا

أي حَقَّتْ لها الغَضَبَ، وقيل: معناه كسَبَتْها الغَضَبَ. قال سيبويه:

فأما قوله تعالى: لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ، فإن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها

فعل، ومعناها لقد حَقَّ أن لهم النار، وقول المفسرين: معناها حَقّاً أن

لهم النارَ يَدُلُّك على أنها بمنزلة هذا الفعل إذا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ

عَمِلَتْ بعدُ في أَنّ، والعرب تقول: لا جرم لآتِيَنَّك، لا جَرَم لقد

أَحْسَنْتَ، فتراها بمنزلة اليمين، وكذلك فسرها المفسرون حَقّاً أنهم في

الآخرة هم الأَخْسَرُون، وأصلها من جَرَمْتُ أي كَسَبْتُ الذنبَ؛ وقال

الفراء: وليس قول من قال إن جَرَمْتُ كقولك حُقِقْتُ أو حَقَقْتُ بشيء، وإنما

لَبَّس عليه قولُ الشاعر:

جَرَمَتْ فَزارةُ بعدها أن يَغْضَبُوا

فرفعوا فَزارة وقالوا: نجعل الفعل لفَزارة كأَنها بمنزلة حَقَّ لها أو

حُقَّ لها أن تَغْضَبَ، قال: وفزارة منصوب في البيت، المعنى جَرَمَتْهُم

الطعنةُ الغَضَبَ أي كَسَبَتْهم. وقال غير الفراء: حقيقة معنى لا جَرَم أن

لا نَفْيٌ ههنا لَمَّا ظنوا أنه ينفعهم؛ فرُدَّ ذلك عليهم فقيل: لا

ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال:

جَرَم أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرونَ؛ أي كَسَبَ ذلك العملُ لهم

الخُسْرانَ، وكذلك قوله: لا جَرَم أن لهم النارَ وأنهم مُفْرَطُونَ؛ المعنى لا

ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لهم عذابَ النار أي

كَسَبَ بهم عَذابَها. قال الأزهري: وهذا من أَبْيَن ما قيل فيه. الجوهري:

قال الفراء لا جَرَم كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة،

فَجَرتْ على ذلك وكثرت حتى تَحَوَّلتْ إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة حقّاً،

فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم، ألا تراهم يقولون لا جَرَم

لآتينك؟ قال: وليس قول من قال جَرَمْتُ حَقَقْتُ بشيء، وإنما لبس عليه

الشاعر أَبو أَسماء بقوله: جَرَمْتَ فَزارة؛ وقال أَبو عبيدة: أَحَقّت

عليهم الغضَبَ أي أَحَقَّتْ الطعنةُ فزارة أن يغضبوا، وحَقَّتْ أيضاً: من

قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أي حَقّاً؛ قال ابن بري: وهذا القول ردٌّ

على سيبويه والخليل لأنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أي

بالغَضَبِ فأسقط الباء، قال: وفي قول الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجرّ فيه

لأن تقديره عنده كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عليك، قال: والبيت لأَبي أَسماء

بن الضَّريبة، ويقال لعَطِية بن عفيف، وصوابه: ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة،

بفتح التاء، لأَنه يخاطب كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه؛ وقبل البيت:

يا كُرْزُ إنَّك قد قُتِلْتَ بفارسٍ

بَطَلٍ، إذا هابَ الكُماةُ وجَبَّبُوا

وكان كُرْزٌ قد طعن أبا عيينة، وهو حِصْنُ بن حذيفة بن بَدْر الفَزاريّ.

ابن سيده: وزعم الخليل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام،

يقول الرجل: كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول: لا جَرَمَ أنهم سيندمون، أو

أَنه سيكون كذا وكذا. وقال ثعلب: الفراء والكسائي يقولان لا جَرَمَ

تَبْرِئةٌ. ويقال: لا جَرَم

(* قوله «ويقال لا جرم إلخ» زاد الصاغاني: لا جرم

بضم فسكون، ولا جرم بوزن كرم، ومعنى لا ذا جرم ولا أن ذا جرم استغفر

الله، والاجرام: متاع الراعي. والاجرام من السمك: لونان مستدير بلون وأسود له

أجنحة) ولا ذا جَرَم ولا أنْ ذا جَرَم ولا عَنْ ذا جَرَم ولا جَرَ،

حذفوه لكثرة استعمالهم إياه. قال الكسائي: من العرب من يقول لا ذا جرم ولا أن

ذا جرم ولا عن ذا جرم ولا جَرَ، بلا ميم، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت

الميم، كما قالوا حاشَ للهِ وهو في الأصل حاشَى، وكما قالوا أَيْشْ وإنما

هو أيُّ شيء، وكما قالوا سَوْ تَرَى وإنما هو سوفَ تَرَى. قال الأزهري:

وقد قيل لا صلة في جَرَم والمعنى كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم؛ وأَنشد

ثعلب:

يا أُمَّ عَمْرٍو، بَيِّني لا أو نَعَمْ،

إن تَصْرمِي فراحةٌ ممن صَرَمْ،

أو تَصِلِي الحَبْلَ فقد رَثَّ ورَمّ

قُلْتُ لها: بِينِي فقالت: لا جَرَمْ

أنَّ الفِراقَ اليومَ، واليومُ ظُلَمْ

ابن الأعرابي: لا جَرَ لقد كان كذا وكذا أي حقّاً، ولا ذا جَرَ ولا ذا

جَرَم، والعرب تَصِلُ كلامها بذي وذا وذو فتكون حَشْواً ولا يُعْتَدُّ

بها؛ وأَنشد:

إن كِلاباً والِدِي لا ذا جَرَمْ

وفي حديث قَيْس بن عاصم: لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها؛ قال ابن

الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ بمعنى تحقيق الشيء، وقد اختلف في تقديرها فقيل أصلها

التبرئة بمعنى لا بُدَّ، وقد استعملت في معنى حقّاً، وقيل: جَرَمَ بمعنى

كَسَب، وقيل: بمعنى وَجَبَ وحَقَّ ولا رَدٌّ لما قبلها من الكلام ثم

يبتدأُ بها كقوله تعالى: لا جَرَم أن لهم النار؛ أي ليس الأْمْرُ كما قالوا،

ثم ابتدأَ وقال: وَجَبَ لهم النار.

والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسي معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حارّة، وقال أَبو

حنيفة: دَفِيئةٌ، والجمع جُرُومٌ، وقال ابن دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ توصف

بالحرِّ، وهو دخيل. الليث: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يقال: هذه أَرض جَرْمٌ

وهذه أَرض صَرْدٌ، وهما دخِيلان

(* قوله «وهما دخيلان إلخ» عبارة

التهذيب: دخيلان مستعملان). في الحرِّ والبرد. الجوهري: والجُروُمُ من البلاد

خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ من زوارقِ اليَمَن، والجمع من كل

ذلك جُرُومٌ.

والمُدّ يُدْعَى بالحجاز: جَرِيماً. يقال: أَعطيته كذا وكذا جَرِيماً من

الطعام.

وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ في قُضاعة وهو جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، والآخر في

طيِّء. وبنو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ في بني ضَبَّة، والآخر في بني سَعْدٍ.

الليث: جَرْمٌ قبيلة من اليمن، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ من العرب؛ وقال:

إذا ما رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ

إلى رَمْلِها، والجارمِيُّ عَمِيدُها

(* قوله «إذا ما إلخ» تقدم في عمد: شمساً بدل حرباً والجلهمي بدل

الجارميّ، والذي هناك هو ما في المحكم).

عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وقد يثقل، وهو أَيضاً اسم قبيلة.

جرم

(جَرَمَهُ يَجْرِمُهُ) جَرْماً (قَطَعَهُ) .
(و) جَرَمَ (النَّخْلَ) يَجْرِمُهُ (جَرْماً) وَكَذلِكَ التَّمْرَ (وَجَراماً) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ) : أَي: (صَرَمَهُ) ، فَهُوَ جارِمٌ. يُقال: جَاءَ زَمَنُ الجَرامِ والجِرام، أَي: صِرام النَّخْلَ. (و) جَرَمَ (النَّخْلَ جَرْماً: خَرَصَهُ) وَجَزَّهُ، (كاجْتَرَمَهُ) ، عَن اللِّحيانّي. (و) جَرَمَ (فُلانٌ) جَرْماً: (أَذْنَبَ، كأَجْرَمَ واجْتَرَمَ، فَهُوَ مُجْرِمٌ وجَريمٌ) .
(و) جَرَمَ (لأَهْلِهِ: كَسَبَ) لَهُم، يُقال: خَرَجَ يَجْرِمُ لأهْلِهِ ويَجْرِمُ أَهْلَه، أَي: يَطْلُبُ وَيَحْتالُ (كاجْتَرَمَ) ، وَهُوَ جارِمُ أَهْلِه: كاسِبُهم، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدة لِلهَيْرُدانِ أَحَدُ لُصُوصِ بَنِي سَعْدٍ:
(طَرِيدُ عَشِيرَةٍ وَرَهِينُ جُرْمٍ ... بِمَا جَرَمَتْ يَدِي وجَنى لِسانِي)

وَقد فُسِّرَت الْآيَة: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ} بِهَذَا المَعْنَى، أَي: لَا يَكْسِبَنَّكُم، وَقيل: لَا يَحْمِلَنَّكم. (و) جَرَمَ (عَلَيْهِم، وإِلَيْهِم، جَرِيمَةً: جَنَى جِنايَةً) ، وَقَول الشاعِر، أنشدَه ابنُ الأعرابيّ:
(ولاَ مَعْشَرٌ شُوسُ العُيونِ كَأَنَّهُمْ ... إِلَيَّ ولَمْ أَجْرِمْ بهم طالِبُو ذَحْلِ)

قَالَ: أرادَ لم أَجْرِمْ إِلَيْهِم أَو عَلَيْهم، فَأَبْدَلَ الباءَ مكانَ إِلَى أَو عَلَى، (كَأَجْرَمَ) إِجْراماً، يُقَال: هُوَ جارِمٌ على نَفْسِهِ وقَوْمِهِ.
(و) جَرَمَ (الشّاةَ) جَرْماً: (جَزَّهَا) أَي: جَزَّ صُوفَها، وَقد جَرَمْتُ مِنْهُ: إِذا أَخَذْتَ مِنْهُ، مثل جَلَمْتُ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
(والجِرْمَةُ، بالكَسْرِ: القَوْمُ) الّذين (يَجْتَرِمُونَ النَّخْلَ) ، أَي: يَصْرِمُون، نَقله الجوهريُّ وَأنْشد لامْرِئ القَيْس:
(عَلَوْنَ بأنْطاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ ... كجِرْمَةِ نَخْلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثْرِبِ)

هَكَذَا أنشدَهُ الجوهريُّ شاهِداً على الجِرْمَة بِمَعْنى القَوْم، والصَّحيحُ أَنَّ الجِرْمَةَ هُنا مَا جُرِم وصُرِمَ من البُسْرِ، شَبَّه مَا على الهَوْدَجِ من وَشْي وعِهْنٍ بالبُسْرِ الأَحْمَرِ والأَصْفَرِ، أَو بجَنَّةِ يَثْرِبَ؛ لأَنَّها كثيرةُ النَّخْل.
(والجُرْمُ، بالضَّمِّ: الذَّنْبُ كالجَرِيمَةِ) ، كسفينة، (والجَرِمَةِ كَكَلِمَة) ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُنِي ... لَا إِحْنَةٌ عِنْدَهُ وَلَا جَرِمَهْ)

(ج: أَجْرامٌ وجُرُومٌ) كِلاهُما جَمْعان للجُرْمِ، وَأما الجَريمَةُ فَجَمْعُها الجَرائِمُ وَفِي الحَديث: " أَعظَمُ المُسْلِمِين جُرْماً مَنْ سَأَلَ عَن شَيْءٍ لم يُحَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِّمَ من أَجْلِ مَسْئَلَتِه ".
(و) الجُرامَةُ، (كَثُمامَةٍ: الجُذامَةُ) وَهُوَ مَا سَقَط من التَّمْرِ إِذا جُرِمَ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، (و) قيل: هُوَ (التَّمْرُ المَجْرُومُ) أَي: المَصْرُومُ، (أَو مَا يُجْرَمُ مِنْهُ، بَعْدَ مَا يُصْرَمُ، يُلْقَطُ من الكَرَبِ؛ و) أَيضاً: (قِصَدُ البُرِّ والشَّعِيرِ وَهِي أَطْرافُه تُدَقُّ ثُمَّ تُنَقَّى) ، والأَعْرَف الجُدامَةُ، بالدّال، وكُلُّه من القَطْع.
(و) الجَرِيمُ والجُرامُ، (كَأَمِيرٍ وغُرابٍ: التَّمْرُ اليابِسُ) وَفِي الصِّحاح: المَصْرُومُ، وَاقْتصر على الأُوْلَى، يُقَال: تَمْرٌ جَرِيمٌ أَي: مَجْرُومٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(يَرَى مَجْداً وَمَكْرُمَةً وعِزاً ... إِذا عَشَّى الصَّدِيِقَ جَرِيمَ تَمْرِ)

ثمَّ قولُ المُصَنِّف: وغُراب، غَلَطٌ ظاهِر، والصَّوابُ: كَأَمِير وسَحابٍ، وَهَكَذَا ضَبَطه أَبو عَمْرو، ومثلُه فِي المُحْكَم، قَالَ: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفَتْحِ: التَّمْرُ اليابِسُ. (و) فِي الصِّحَاح: الجَرامُ، بالفَتْح، والجَرِيمُ: (النَّوَى) وهُما أَيْضا التَّمْرُ اليابِسُ، ذَكَرَه ابنُ السِّكِّيت فِي بَاب فَعِيلِ وفَعالٍ، مثل: شَحاجٍ وشَحِيجٍ، وَعَقامٍ وَعَقِيمٍ، وكَهامٍ وَكَهِيمٍ، وبَجالٍ وَبَجِيلٍ، وصَحاحِ الأَدِيمِ وصَحِيح، وَقَالَ الشمّاخ:
(مُفَجُّ الحَوامِي عَنْ نُسُورٍ كَأَنَّها ... نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عَن جَرِيمٍ مُلَجْلَجِ)

أَرَادَ النَّوَى، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَع للجَرامِ بِمَعْنى النَّوَى بواحِدٍ.
(والمُجْرِمُونَ) فِي قَوْله تعالَى: {وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين} : (الكافِرُونَ) لأنَّ الّذِي ذُكِرِ مِنْ قِصَّتِهم التَّكْذِيبُ بآياتِ الله والاسْتِكْبارُ عَنْهَا، قَالَه الزجّاج.
(وَتَجَرَّمَ عَلَيْه) : إِذا (ادَّعَى عَلَيْه الجُرْمَ وإِنْ لَمْ يُحْرِمْ) ، نَقله ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَأنْشد: (قد يُفْتَرَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ ... )

وَقَالَ غَيْرُه: تَجَرَّم عَلَيْهِ: ادَّعَى ذَنْباً لم يَفْعَلْه، وَأنْشد:
(تَعُدُّ عَلَيَّ الذَّنْبَ إِنْ ظَفِرَتْ بِهِ ... وَإِلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَلَيَّ تَجَرَّمِ)

وَقَالَ أَبُو العَبّاس: فُلانٌ يَتَجَرَّم عَلَيْنا، أَي: يَتَجَنَّى مَا لَمْ نَجْنِه، وَأنْشد:
(أَلاَ لَا تُبالِي حَرْبَ قَوْمٍ تَجَرَّمُوا ... )

(و) تَجَرَّم (اللَّيْلُ: ذَهَبَ وَتَكَمَّلَ) وانْقَضَى، وَهُوَ مجَاز.
(وَجَرِيمَةُ القَوْمِ: كاسِبُهُم) ، قَالَ أَبُو خِراشٍ يذكر عُقاباً تَزُقُّ فَرْخَها وَتَكْسِبُ لَهُ:
(جَرِيَمةُ ناهِضٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ ... تَرَى لِعظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيباً)

(والجِرْمُ، بالكَسْرِ: الجَسَدُ) وَفِي حَدِيثٍ: " اتَّقُوا الصُّبْحَةَ فَإِنَّها مَجْفَرَةٌ مَنْتَنَةٌ للجِرْم " قَالَ ثَعْلَب: الجِرْمُ: البَدَن، (كالجِرْمانِ) بِالْكَسْرِ أَيْضا. (ج) فِي القَلِيلِ: (أَجْرامٌ) ، قَالَ يَزِيدُ ابْن الحَكَم الثَّقَفيُّ:
(وَكَمْ مَوْطِنٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بِأَجْرامِهِ من قُلَّةِ النَّيقِ مُنْهَوِي)

وَجَمَع كَأَنَّه صَيَّر كُلَّ جزءٍ من جِرْمِهِ جِرْماً، (و) فِي الكَثِير: (جُرُومٌ وجُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، قَالَ:
(ماذَا تَقُولُ لأَشْياخٍ أُولِي جُرُمٍ ... سُودِ الوُجُوهِ كَأَمْثالِ المَلاحِيبِ)

وَفِي التَّهْذِيب: الجِرْمُ: أَلْواحُ الجَسَد وجُثْمانُه، وَأَلْقَى عَلَيْه أَجْرامَه، عَن اللّحْيانيّ وَلم يُفَسِّرْه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه يريدُ ثَقَلَ جِرْمِه، وَجُمِعَ على مَا تَقَدَّم فِي بَيْت يَزيد.
(و) الجِرْمُ (الحَلْقُ) ، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْس: لأَسْتَلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُه
وَقد كانَ ذَا ضِغْنِ يَضِيق بِهِ الجِرْمُ يقولُ: هُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسِيغُه الحَلْقُ.
(و) الجِرمُ: (الصَّوْتُ) حَكَاهُ ابنُ السِكِّيت وَغَيْرُه، وَبِه فَسّر قَول بَعضهم: إِنّ فُلاناً لَحَسَن الجِرْمِ أَي: الصَّوْت.
(أَو) جِرْمُ الصَوْتِ: (جِهارَتُهُ) ، يُقَال: مَا عَرَفْتُه إِلا بجِرْمِ صَوْتِه، وَقد كَرِهَها بعضُهم، وَفِي الصِّحَاح قَالَ أَبُو حَاتِم: أُولِعَت العامّةُ بقَوْلهمْ: فلانٌ صافِي الجِرْم، أَي: الصَّوْت أَو الحَلْقِ، وَهُوَ خَطَأٌ. (و) الجِرْمُ: (اللَّوْنُ) ، نَقله الجوهريُّ وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ.
(والجَرِيمُ) ، كأمِيرٍ (العَظِيمُ) الجِرْمِ أَي: (الجَسَد) ، أنْشد ثَعْلَب:
(وَقد تَزْدَرِي العَيْنُ الفَتَى وَهْوَ عاقِلٌ ... ويُؤْفَنُ بَعْضُ القَوْمِ وَهْوَ جَرِيمُ)

ويُرْوَى وَهُوَ حَزِيمُ، (وَهِي) جَرِيمَةٌ (بهاءٍ) أَي: ذَات جِرْمٍ وجِسْمٍ، (كالمَجْرُومٍ، ج: جِرامٌ) بالكَسْر، كَكَرِيم وكِرامٍ، نَقله الجوهريُّ، قَالَ: ويُقال: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أَي: عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّةُ: الإِبِل المَسانّ.
(وَحَوْلٌ مُجَرَّمٌ، كَمُعَظَّم) أَي: (تامٌّ) ، وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: العامُ المُجَرَّمُ: الماضِي المُكَمَّل، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمَرَ بنِ أبِي رَبِيعَةَ:
(ولكِنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْنِي ثَلاثَةً ... مُجَرَّمَةً ثُمَّ اسْتَمَرَّت بِنا غِبَّا)

وَقَالَ ابنُ هانِئ: سَنَةٌ مُجَرَّمَةٌ، وشَهْرٌ مُجَرَّمٌ وَكَرِيتٌ، وَهُوَ التامُّ، (وَقد تَجَرَّمَ) أَي: انْقَضَى، قَالَ لَبِيد:
(دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْد عَهْدِ أَنِيسِها ... حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُها وحَرامُها)

أَي: تَكَمَّل، قَالَ الأزهريّ، وَهَذَا كُلُّه من القَطْعِ، كأنَّ السَّنَة لمّا مَضَتْ صَارَت مَقْطُوعة من المُسْتَقْبَلَة.
(وَجَرَّمْناهُمْ تَجْرِيماً) أَي: (خَرَجْنا عَنْهُم) ، نَقله اللَّيث.
(وَلَا جَرَمَ، و) يُقَال (لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أَنْ ذَا جَرَمَ، وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا جَرَ) ، بِلَا مِيم، قَالَ الكسائِيُّ: حُذِفَت الْمِيم لِكَثْرَة استِعمالهم إِيّاه، كَمَا قَالُوا: حاشَ لِلَّه وَهُوَ فِي الأَصْل حاشَا لِلّه، وكما قالُوا: أَيْش، وإِنَّما هُوَ أَيُّ شَيْءٍ، وكما قَالُوا: سَوْ تَرَى، وَإِنَّما هُوَ سَوْفَ تَرَى. (و) يُقال أَيْضا: (لَا جَرُمَ، كَكَرُمَ، وَلَا جُرْمَ، بِالضَّمِّ) ، كُلُّ ذَلِك (أيْ: لَا بُدَّ، أَو) مَعْناه: (حَقَّا، أًوْ لَا مَحاَلَة، أوْ هَذَا أَصْلُه، ثمَّ كَثُرَ) اسْتِعْمالُهُم إِيَّاه (حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَعْنَى القَسَمِ) . وَنَصُّ الصِّحَاح: قَالَ الفَرّاءُ: لَا جَرَمَ كلمةٌ كانَتْ فِي الأَصْلِ بِمَنْزِلَة لَا مَحالَةَ وَلَا بُدَّ، فَجَرَت على ذلِكَ، وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى القَسَم، وصارَتْ بمنزلةِ حَقَّاً، (فَلِذلِكَ يُجابُ عَنْهُ) ، كَذَا بِخَطِّ أبي زَكَرِيَّا، وَفِي سَائِر نسخ الصِّحَاح: عَنْها، (باللَّامِ) كَمَا يُجابُ بهَا عَن القَسَمِ (فيُقالُ) وَفِي الصِّحَاح: أَلاَ تَراهُم يَقولُون: (لَا جَرَمَ لآتِيَنَّكَ) ، قَالَ: ولَيْسَ قَوْلُ من قَالَ: جَرَمْتُ: حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّما لَبَّسَ عَلَيْهِم قَوْلُ الشاعِرِ وَهُوَ أَبُو أَسْماءَ بنِ الضَّرِيبَة، وَيُقَال للحَوْفَزانِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: ويُقال لِعَطيَّةَ بن عَفِيفٍ:
(وَلَقَدْ طَعَنْت أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزارَة بَعْدَها أَنْ يَغْضَبُوا)

فرفَعُوا فَزارَة كَأَنَّه قَالَ: حَقَّ لَهَا الغَضَبُ، قَالَ: وفَزارَةُ مَنْصُوبَة، أَي: جَرَمَتْهُم الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَحَقَّتْ عَلَيْهِم الغَضَبَ، أَي: أَحَقَّت الطَّعْنَةُ فَزارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا؛ وَحَقَّتْ أَيْضا مِنْ قَوْلهم: لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنّ كَذَا، أَي: حَقَّاً. قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا القَوْلُ رَدٌّ على سِيبَوَيْه والخَلِيلِ؛ لأنّهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةُ الغَضَب، أَي: بالغَضَبِ، فأسقط الْبَاء. قَالَ: وَفِي قَوْل الفَرَّاء لَا يحْتَاج إِلَى إِسْقاطِ حَرْفِ الجَرِّ فِيهِ؛ لأنَّ تقديرَهُ عِنْده كَسَبَتْ فَزارَةَ الغَضَبَ عَلَيْك. قَالَ: والصَّوابُ فِي إِنشاد البَيْتِ ولَقَد طَعَنْتَ بِفَتْح التاءِ؛ لأنّه يُخاطِبُ كُرْزاً العُقَيْلِيَّ يَرْثِيه، وقَبْلَ الْبَيْت:
(يَا كُرْزُ إِنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ بفارِسٍ ... بَطَلٍ إِذا هابَ الكُماةُ وَجَبَّبُوا)

وكانُ كُرْزٌ قد طَعَنَ أَبَا عُيَيْنَة، وَهُوَ حِصْنُ بن حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزارِيّ.
قَالَ ابنُ سَيّده: وَزَعَم الخَلِيلُ أَنَّ جَرَمَ إِنّما تكونُ جَواباً لٍ مَا قَبْلَها من الكَلامِ، يَقُول الرجلُ: كَانَ كَذا وكَذا، وفَعَلُوا كَذَا، فَتَقُولُ، لَا جَرَمَ أَنَّهم سَيَنْدَمُون، أَو أنّه سَيَكُونُ كَذَا وَكَذا.
وَقَالَ ثَعْلَب: الْفراء والكِسائِيُّ يَقُولان: لَا جَرَمَ تَبْرِئَةٌ. قَالَ الأزهريُّ: وَقد قيل: لَا، صِلَةٌ فِي لَا جَرَمَ، والمَعنى: كَسَبَ لَهُم عَمَلُهُمُ النَّدَمَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ: لَا جَرَمَ لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا ذَا جَرَ وَلَا ذَا جَرَمَ، والعَرَبُ تَصِل كلامَها بِذِي وَذَا وَذُو فَتكون حَشْواً وَلَا يُعْتَدّ بهَا، وَأنْشد:
(إِنّ كِلاباً والِدِي لَا ذَا جَرَمْ ... )

وَقَالَ ابْن الْأَثِير: لَا جَرَمَ كلمةٌ تَرِدُ بِمَعْنى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ وَقد اخْتُلِف فِي تَقْدِيرِها فَقيل: أَصْلُها التَّبْرِئةُ بِمَعْنى لَا بُدَّ، وَقد استُعْمِلَت فِي مَعْنى حَقَّاً. وَقيل: جَرَمَ بِمَعْنى كَسَبَ، وَقيل: بمَعْنَى وَجَبَ وَحَقَّ، وَلَا: رَدٌّ لِما قَبْلها من الكَلامِ، ثمَّ يُبْتَدَأُ بهَا كَقَوله تعالَى: {لَا جرم أَن لَهُم النَّار} أَي: لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثمَّ ابْتَدَأ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُم النارُ. قُلتُ: وَقد حَقَّق الكَلامَ فِيهِ ابنُ هِشام فِي المُغْنِي فِي بَحْث " لَا "، والجَلالُ فِي هَمْع الهَوامِعِ أثْنَاء بَحْثِ " إِنَّ " والقَسَم، والخَفاجِي فِي العِنايَةِ أَثْناءَ غافِرٍ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أثناءَ النَّحْلِ، وَفِيمَا أَوْرَدْناه كِفايَة.
(والجَرْمُ: الحارُّ) ، فارِسي (مُعَرَّب) كَرْم. (و) أَيْضا: (الأَرْضُ الشَّدِيدَةُ الحَرِّ) . وَقَالَ أَبُو حَنيِفَةَ: أرضٌ جَرْمٌ دَفِيئَةٌ والجَمْع جُرُومٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أرضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحَرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرْمُ: نقيضُ الصَّرْدِ، يُقَال: هَذِه أَرْضٌ جَرْمٌ، وهذهِ أَرْضٌ صَرْدٌ، وهُما دَخِيلانِ فِي الحَرّ والبَرْدِ. وَقَالَ الجوهريّ: الجُرُوم من الْبِلَاد: خِلافُ الصُّرُودِ.
(و) الجَرْمُ: (زَوْرَقٌ يَمَنِيٌّ، ج: جُرُومٌ) ، وَهِي النَّقِيرَة، جَمْعُها نَقائِرُ.
(و) جَرْمٌ: (بَطْنٌ فِي طيِّئٍ) ، وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بنُ عَمْرِو بن الغَوْثِ بن جُلْهُمَةَ وَهُوَ طَيِّئ، مَساكِنهُم صَعِيدُ مِصْرَ، قَالَه صاحبُ العِبَر، وَمِنْهُم بَقِيَّةٌ فِي نَواحِي غَزَّةَ، وَمن وَلَدِه حَيّانُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وَإِلَيْهِ يَنْتَسِب أَبُو عبد الله محمَدُ بنُ مالِكٍ النَّحْوِيُّ المِصْرِيُّ، وَعَمْرُو بنُ سَلَمَة الجَرْمِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو قِلابَة عَبْدُ الله بنُ يَزيدَ الجَرْمِيُّ البَصْريُّ تابِعِيٌّ جَليلٌ، وَأَبُو عُمَر صالحُ ابْن إِسْحَاق الجَرمِيُّ، لُغَوِيٌّ مَشْهُورٌ، أَخَذَ عَن الأَخْفَشِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وأبِي ذَرِّ والأَصْمَعِيِّ، ورَوَى الحَدِيثَ، توفِّي سنة مائتَيْنِ وخَمْسٍ وعِشْرِين.
(و) جَرْمُ (بْنُ زَبَّانَ) بنِ حُلوان بن عِمْرانَ بنِ الحافِي: (بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ) ، مِنْهُم: شِهابُ بنُ المَجْنونِ، صَحابِيٌّ، وَأَخُوهُ عامِرٌ مَدْرَجُ الرِّيحِ، شاعِرٌ، وَهَوْذَةُ بن عَمْرٍ والجَرْمِيُّ، لَهُ وِفادَةٌ.
(و) الجِرْمُ، (بالكَسْرِ: بلادٌ) وَرَاء وَلْوالِج (قُرْبَ بَذَخْشانَ) وَلم يَذْكُر المُصَنَّفِّ بَذخْشانَ فِي مَوْضِعِه، وَمِنْهَا الفَقِيهُ أَبُو عَبْد الله سَعِيدُ بنُ حَيْدَر الجِرْمِيّ، سَمِعَ أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بنَ أَيوُّبَ الهَمْدانِيّ، توفِّيَ بِبَلَدِهِ سنة خَمْسِمائةٍ وثلاثٍ وَأَرْبَعِين.
(وَبَنُو جارِمٍ، بَطْنان) ، أحَدُهُما فِي بني ضَبَّةَ، والآخَرُ فِي بني سَعْدٍ، فالتي فِي ضَبَّةَ هم بَنو جارِم بن مالِك بن بَكْرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّة، ذكره ابنُ الكَلْبِيّ، وَكَانَ لَهُ خطّة بالبَصْرة، وَأنْشد الجوهريُّ:
(إِذا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ ... إِلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيدُها)
وَأنْشد الحافِظُ فِي التَبْصِير للفرزدق:
(ولَوْ أَنَّ مَا فِي سُفْنِ دارِينَ صَبَّحَتْ ... بِنِي جارِمٍ مَا طَيَّبَتْ رِيحَ خَنْبَشِ)

(و) جَرِمَ الرجلُ (كَفَرِحَ: صَار يَأْكُلُ جُرامَةَ النَّخْلِ) بَين السَّعَف، عَن أبي عَمْرو.
(وَأَجْرَمَ) الرجلُ: (عَظُمَ) جِرْمُهُ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّواب جَرِمَ ثلاثياً، (و) كَذَا مَا بَعْدَه: جَرِمَ (لَوْنُه) : إِذا (صَفَا، و) جَرِم (الدَّمُ بِهِ: لَصِقَ، و) جَرِمَ الرَّجُلُ: (صَفَا صَوْتُهُ) .
(وجاجَرْمُ) بِسُكُون الرَّاء: (د) بَين نَيْسابُور وجُرْجانَ، مِنْهُ أَبُو القاسِم عبدُ العَزِيز بن مُحَمّد بن مُحَمّد الجاجَرْمِي النَّيْسابُوريّ، أحدُ مَشايخ أبي مُحَمّد عبد الْعَزِيز بن أبي بَكْرٍ النَّخْشَبِيّ، تُوُفّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وأَرْبَعِمائَة.
(و) أَجْرَمُ، (كَأَحْمَدَ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ) وَهَكَذَا نَقله الحافِظُ أَيْضا. (والجَرِيمَةُ) ، كَسَفينة: (آخِرُ وَلَدِكَ) ، كَأَنَّهُ جَرَم بَعْدَه، أَي: قطع.
(والأَجْرامُ: مَتاعُ الرَّاعِي) ، كَأَنَّه جمع جِرْمٍ، بالكَسْر. (و) الأَجْرامُ: (لَوْنانِ من السَّمَكِ) .
(و) مُجْرِمٌ، (كَمُحْسِنٍ: اسمٌ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ: مَقْطُوعَة.
وقَوْمٌ جُرَّمٌ وجُرّامٌ، كَسُكَّرٍ وَرُمّانٍ: جَمْعا جارِمٍ للصَّارِمِ.
وأَجْرَمَ التَّمْرُ: حانَ جِرامُه، وَقَول ساعدَة بن جُؤية:
(سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِيَا ... )

أَي: قَطَعَ ثمانِيَ لَيالٍ مُقيماً فِي البَضِيعِ يَشْرَبُ الماءَ.
والجَرِيمُ، كَأَمِيرٍ: مَا يُرْضَخُ بِهِ النَّوَى.
والجَرِيمَةُ: النَّواةُ، وَمِنْه قولُ أَوْسِ ابْن حارِثَة: لَا والَّذِي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَرِيمَة، والنارَ من الوَثِيمَة. أَي: أَخْرَج النَّخْلَة من النَّواةِ، والنارِ من الحِجارَةِ المَكْسُورَة.
والجِرْمَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْرِ.
وَفِي الحَدِيث: " لَا تَذْهَبُ مائةُ سَنَةٍ وعَلى الأَرْضِ عَيْنٌ تَجَرَّمُ " أَي: تَطْرِفُ. يُرِيد: تَجَرُّمَ ذَلِك القَرْنِ وانقِضَائِهِ.
وَأَبُو مُجْرَم، كَمُحْسِنٍ، كُنْيَة أبي مُسْلِم صاحبِ الدَّوْلَة، هَكَذَا كَناهُ المَنْصُور.
والجُرْم، بالضَّمِّ: التَّعِّدي.
وقالُوا: اجْتَرَمَ الذَّنْبَ فَعَدُّوه. قالَ الشَّاعِر: أَنشده ثَعْلَب:
(وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحسَّداً لم يَجْتَرِمْ ... عِرْضَ الرِّجالِ وعِرْضُه مَشْتُومُ)

وَجَرُمَ الرجلُ كَكَرُمَ: إِذا عَظُمَ جُرْمُه، أَي: أَذْنَب. وَجعله المُصَنِّف أَجْرَم، وَهُوَ غَلَظٌ من النُّسّاخ.
والجارِمُ: الجانِي، قَالَ:
(وَلَا الجارِمُ الجانِي عَلَيْهِم بمُسْلَمِ ... )

وَقَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثاب والأَعْمَش {لَا يجرمنكم} بِضَمّ الْيَاء. قَالَ الزجّاج: جَرَمْتُ وَأَجْرَمْتُ بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل مَعْناه لَا يُدْخِلَنَّكُم فِي الجُرْم، مِن أَجْرَمَهُ، كَمَا يُقَال: آثَمْتُه، أَدْخَلْتُه فِي الإِثْم.
والمُدّ بالحِجاز يُدْعَى جَرِيماً، يُقَال: أَعْطَيْتُه كَذَا وَكَذَا جَرِيماً. قَالَ الزَّمَخشريّ: هُوَ مُدُّ رَسُول الله - صلى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم -.
وَتَجَرَّمَ الشِّتاءُ: انْقَضَى.
وجَرَمْناهُ: أَتْمَمْناه. وَفِي بَجِيلَةَ جَرْمُ بن عَلَقَة بن أَنْمار.
وَفِي عامِلَة: جرم بنُ شَعْلِ بن مُعاوِية، بُطُونٌ من العَرَب.
وابنُ آجُرُّوم: مؤلّف الأَجُرُّومِيّة مشهورٌ.
وجارِمُ بن هُذَيْلٍ شاعرٌ قَدِيمٌ من الأَعْراب.
(جرم) السّنة أتمهَا
(جرم) : الجُرْمُ: النَّوَى. 
جرم: {يجرمنكم}: يكسبنكم. {المجرمين}: أصحاب الجرم وهو الذنب. {لا جرم}: قيل لا رد. وجرم بمعنى كسب. وقيل: لا جرم بمعنى حقا. 

بُرَجَّانِيّ

بُرَجَّانِيّ
اسم مركب من السابقة ب ورجاني من (ر ج ن) نسبة إلى الرَجَّان بمعنى كثير الإقامة بالمكان، وكثير حبس الدابة وإساءة علفها حتى تهزل، وكثير الحياء من غيره.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.