Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: إذا_ما

رَبَعَ

(رَبَعَ)
(س) فِي حديث القيامة «ألَم أذَرْك تَرْبَعُ وتَرْأس» أي تأخُذ رُبع الْغَنِيمَةِ.
يُقَالُ رَبَعْتُ القومَ أَرْبُعُهُمْ: إِذَا أخَذْت رُبع أَمْوَالِهِمْ، مِثْلَ عَشَرْتُهم أعشُرُهم. يُرِيدُ أَلَمْ أجْعَلْكَ رَئِيسًا مُطاعا؛ لِأَنَّ الْمَلِكَ كَانَ يأخذُ الرُّبع مِنَ الْغَنِيمَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ دُون أَصْحَابِهِ، ويُسَمَّى ذَلِكَ الرُّبعُ: الْمِرْبَاعُ.
(هـ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِعديّ بْنِ حَاتِمٍ «إِنَّكَ تأكُلُ المِرْبَاعَ وَهُوَ لَا يَحِل لَكَ فِي دِينِك» وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمِرْبَاع فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ شِعْرُ وَفْدِ تَمِيمٍ.
نَحْنُ الرُّءُوس وفِينَا يُقْسمُ الرُّبُع يُقَالُ رُبْعٌ ورُبُعٌ، يُرِيدُ رُبُعَ الغَنِيمة، وَهُوَ واحدٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسة «لَقَدْ رَأيتُني وَإِنِّي لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ» أَيْ رَابِعُ أهْل الإسْلام، تَقَدَّمَنِي ثَلَاثَةٌ وَكُنْتُ رابعَهم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ» أي واحِداً من أربعَة. (س) وَفِي حَدِيثِ الشَّعبي فِي السِّقْط «إِذَا نُكِسَ فِي الخَلْق الرَّابِعِ» أَيْ إِذَا صَارَ مُضْغَة فِي الرَّحم؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ، ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: حَدِّثِ امْرَأَةً حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبَت فَأَرْبَع» هَذَا مَثلٌ يُضْرب لِلْبَليد الَّذِي لَا يَفْهم مَا يقالُ لَهُ، أَيْ كرِّر الْقَوْلَ عَلَيْهَا أربعَ مَرَّاتٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرويه بِوَصْلِ هَمْزَةِ أرْبع بِمَعْنَى قِفْ واقْتِصر، يَقُولُ حَدِّثها حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبتْ فَأَمْسك وَلَا تُتْعِب نَفْسَكَ.
(س) وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ «فَجَاءَتْ عَيناه بِأَرْبَعَةٍ» أَيْ بدمُوع جَرت مِنْ نَوَاحِي عَيْنَيْهِ الْأَرْبَعِ.
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «إِنَّهُ لمَّا رُبِعَ يَوْمَ أحُد وشَلَّت يَدُه قَالَ لَهُ: بَاءَ طلحةُ بِالْجَنَّةِ» رُبِعَ:
أَيْ أُصيبَتْ أَرْبَاع رأسه وهى نواحيه. وقيل أصَابه حَمَّى الرِّبْع. وَقِيلَ أُصِيب جَبِينُه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سُبَيعة الْأَسْلَمِيَّةِ «لمَّا تَعلَّت مِنْ نِفَاسها تَشوّفَت للخُطَّاب، فَقِيلَ لَهَا لَا يَحِل لَكِ، فسألَت النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: ارْبَعِي عَلَى نَفْسِكِ» لَهُ تَأْويلاَن: أحدُهما أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى التَّوقُّف والانْتظار، فيكونُ قَدْ أمَرها أَنْ تكُفَّ عن التزوُّج وأن تنتظر تَمام عِدَّةِ الْوَفَاةِ، عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ عِدَّتَهَا أبْعدُ الْأَجَلَيْنِ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ يَرْبَعُ إِذَا وقَف وانْتظر، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مِنْ رَبَعَ الرجُل إِذَا أخْصَب، وأَرْبَع إِذَا دَخَل فِي الرَّبِيعِ: أَيْ نَفِّسي عَنْ نَفْسِك وأخْرِجيها مِنْ بُؤُس العدِّة وسُوء الحالِ. وَهَذَا عَلَى مَذهب مَنْ يَرَى أَنَّ عِدّتها أدْنى الْأَجَلَيْنِ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَر: إِذَا ولدَت وزوْجُها عَلَى سَرِيره- يَعْنِي لَمْ يُدْفَنْ- جَازَ أَنْ تتَزوَّج.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنَّهُ لَا يَرْبَع عَلَى ظَلْعك مَنْ لَا يَحْزُنه أمْرُك» أَيْ لَا يَحْتَبس عَلَيْكَ ويَصْبِرُ إلاَّ مَن يَهُمُّه أمْرُك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ «ارْبَعِي عَلَيْنَا» أَيِ ارْفُقي واقْتَصري.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلَة بْنِ أشْيَم «قُلْتُ أَيْ نَفْسُ، جُعِل رزْقُك كَفَافا فَارْبَعِي فَرَبَعْتُ وَلَمْ تَكُدّ» أَيِ اقْتَصري عَلَى هَذَا وارضى به. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ «ويُشْتَرطُ مَا سَقى الرَّبِيعُ والْأَرْبِعَاءُ» الرَّبِيعُ: النهرُ الصغيرُ، والْأَرْبِعَاء: جمعُه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمَا يَنْبُتُ عَلَى رَبِيعِ السَّاقي» هَذَا مِنْ إضافَة الموصُوف إِلَى الصِّفة:
أَيِ النَّهر الَّذِي يَسْقي الزَّرع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعدل إِلَى الرَّبِيعِ فتطَهَّر» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُمْ كَانُّوا يُكْرُون الأرضَ بِمَا يَنْبُت عَلَى الْأَرْبِعَاءِ» أَيْ كَانُوا يُكْرُون الْأَرْضَ بِشَيْءٍ مَعْلُوم ويَشْتَرِطُون بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُكْتَرِيها مَا يَنْبُتُ عَلَى الْأَنْهَارِ والسَّواقي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ «كَانَتْ لَنَا عَجُوز تأخُذُ مِنْ أًصُول سِلْق كُنَّا نغْرسه عَلَى أَرْبِعَائِنَا» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَل القُرآنَ رَبِيعَ قَلْبي» جَعَله رَبِيعاً لَهُ لِأَنَّ الإنْسَانَ يَرْتَاحُ قلبُه فِي الرَّبِيعِ مِنَ الأزْمَان ويميلُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ «اللَّهُمَّ اسْقنا غَيثاً مُغِيثاً مُرْبِعاً» أَيْ عَامًّا يُغْني عَنِ الارْتِياد والنُّجْعَة، فَالنَّاسُ يَرْبَعُونَ حَيْثُ شَاءُوا: أَيْ يُقِيمون وَلَا يحتاجُون إِلَى الِانْتِقَالِ فِي طَلب الْكَلَأِ، أَوْ يَكُونُ مِنْ أَرْبَعَ الغيثُ إِذَا أنْبَت الرَّبِيعَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ جَمَّع فِي مُتَرَبَّعٍ لَهُ» الْمَرْبَعُ والْمُتَرَبَّعُ والْمُرْتَبَعُ:
الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْزل فِيهِ أَيَّامَ الرَّبِيع، وَهَذَا عَلَى مَذْهب مَنْ يَرَى إِقَامَةَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِ الْأَمْصَارِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مِرْبَع» بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ مَالُ مِرْبَعٍ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حارِثة، فَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَهُوَ جَبلٌ قُرْب مَكَّةَ.
(س) وَفِيهِ «لَمْ أَجِدْ إِلَّا جَمَلًا خِيارا رَبَاعِيّاً» يُقَالُ للذَّكر مِنَ الْإِبِلِ إِذَا طلعتْ رَبَاعِيَتِهِ رَبَاعٌ، والأنثَى رَبَاعِيَةٌ بِالتَّخْفِيفِ، وَذَلِكَ إِذَا دَخَلَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مُرِي بَنِيك أَنْ يحسِنوا غِذاء رِبَاعِهِمْ» الرِّبَاعُ بِكَسْرِ الراءِ جَمْعُ رُبَعٍ، وَهُوَ مَا وُلد مِنَ الْإِبِلِ فِي الرَّبيع. وَقِيلَ مَا وُلد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ، وإحْسانُ غِذائِها أَنْ لَا يُسْتقصَى حَلب أُمهاتها إبْقَاءً عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير «كَأَنَّهُ أخْفاف الرِّبَاع» وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «سَأَلَهُ رجلٌ مِنَ الصَّدقة فَأَعْطَاهُ رُبَعَةً يَتْبَعُها ظْئْراها» هُوَ تأنيثُ الرُّبَع.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ:
إنَّ بَنِيَّ صبْيَةٌ صَيْفِيُّون ... أفْلَحَ مَنْ كَان لَهُ رِبْعِيُّونَ
الرِّبْعِيُّ: الَّذِي وُلِد فِي الرَّبِيع عَلَى غيرِ قياسٍ، وَهُوَ مَثلٌ للعَرَب قَديمٌ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ فِي وَصْفِ ناقةٍ «إنَّها لَمِرْبَاعٌ مِسْيَاع» هِيَ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَلِد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ. وَقِيلَ هِيَ الَّتِي تُبَكِّر فِي الحَمل. ويُروى بِالْيَاءِ، وسيُذْكر.
وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَهَلْ تَرك لَنَا عِقِيل مِنْ رَبْعٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «مِنْ رِبَاع» الرَّبْعُ: المنزِل ودارُ الإقامةِ. ورَبْعُ الْقَوْمِ مَحِلَّتُهم، والرِّبَاعُ جَمْعُهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَرَادَتْ بَيْعَ رِبَاعِهَا» أَيْ مَنازِلها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الشُّفعة فِي كُلِّ رَبْعَةٍ أَوْ حائطٍ أَوْ أرضٍ» الرَّبْعَةُ أخَصُّ مِنَ الرَّبْع.
وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ «ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَالرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ» الرَّبْعَةُ: إِنَاءٌ مُرَبَّعٌ كالجُونة.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ «إِنَّهُمْ أمَّةٌ واحدةٌ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ» يُقَالُ الْقَوْمُ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ ورِبَاعِهِمْ: أَيْ عَلَى اسْتقامتِهم، يُرِيدُ أَنَّهُمْ عَلَى أمرِهم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ. ورِبَاعَةُ الرجُل: شأنُه وحالُه الَّتِي هُوَ رَابِعٌ عَلَيْهَا: أَيْ ثابتٌ مقيمٌ.
وَفِي حَدِيثِ المُغيرة «إِنَّ فُلَانًا قَدِ ارْتَبَعَ أمرَ الْقَوْمِ» أَيِ انْتظر أَنْ يُؤَمَّر عَلَيْهِمْ.
وَمِنْهُ «الْمُسْتَرْبِعُ» المُطِيقُ لِلشَّيْءِ. وَهُوَ عَلَى رِبَاعَةِ قومِه: أَيْ هُوَ سيِّدهم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجرا» ويُرْوى يَرْتَبِعُونَ. رَبْعُ الْحَجَرِ وارْتِبَاعُهُ: إشالتُه ورَفْعُه لإظْهارِ القُوَّة. ويُسمَّى الْحَجَرَ الْمَرْبُوعَ والرَّبِيعَةَ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ بِالْمَكَانِ إِذَا ثَبَت فِيهِ وَأَقَامَ.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أطْوَل مِنْ الْمَرْبُوعِ» هُوَ بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ.
يُقَالُ رجلٌ رَبْعَةٌ ومَرْبُوعٌ.
(هـ) وَفِيهِ «أغِبُّوا عِيادة الْمَرِيضِ وأَرْبِعُوا» أَيْ دَعُوه يَوْمَيْنِ بَعْدَ العِيادة وأْتُوه الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وأصلُه مِنَ الرِّبْعِ فِي أَوْرَادِ الإبِل، وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وتُتْركَ يَوْمَيْنِ لَا تُسْقى، ثُمَّ تَرِد الْيَوْمَ الرَّابِعَ.

هيج

هـ ي ج : هَاجَ الْبَقْلُ يَهِيجُ اصْفَرَّ وَهَاجَ الشَّيْءُ هَيَجَانًا وَهِيَاجًا بِالْكَسْرِ ثَارَ وَهِجْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَهَيَّجْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَهَاجَتْ الْحَرْبُ هَيْجًا فَهِيَ هَيْجٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَهَيْجَاءُ أَيْضًا وَتُمَدُّ وَتُقْصَرُ
جَارِيَةٌ 
(هـ ي ج) : (هَاجَهُ) فَهَاجَ أَيْ هَيَّجَهُ وَأَثَارَهُ فَثَارَ وَبَعَثَهُ فَانْبَعَثَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (وَالْهَيْجُ) اسْمٌ لِلْحَرْبِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَقِيلَ هُوَ اخْتِلَاطُ الْأَصْوَاتِ فِي حَرْبٍ وَغَيْرِهَا (وَمِنْهُ) فَإِنْ هَاجَهُمْ هَيْجٌ مِنْ اللَّيْلِ كَانُوا مُسْتَعِدِّينَ (وَقَوْلُهُ) وَإِنْ لَمْ يُهِجْ الدَّابَّةَ بِشَيْءٍ أَيْ لَمْ يُحَرِّكْهَا بِضَرْبٍ أَوْ نَخْسٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
هـ ي ج: (هَاجَ) الشَّيْءُ ثَارَ وَبَابُهُ بَاعَ وَ (هِيَاجًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَ (هَيَجَانًا) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (اهْتَاجَ) وَ (تَهَيَّجَ) مِثْلُهُ، وَ (هَاجَهُ) غَيْرُهُ مِنْ بَابِ بَاعَ لَا غَيْرُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَ (هَيَّجَهُ تَهْيِيجًا) وَ (هَايَجَهُ) بِمَعْنًى. وَ (هَاجَ) النَّبْتُ يَهِيجُ (هِيَاجًا) بِالْكَسْرِ أَيْ يَبِسَ. وَ (الْهَيْجَاءُ) الْحَرْبُ تُمَدُّ وَتُقْصَرُ. 
هـ ي ج

هاج به الدم والمرّةُ. وهاج الغبار، وهاجه وهيّجه. وهايجوه فلم يجد محيصاً. وهاجت له الدار الشوق فاهتاج. قال:

هيه وإن هجناك يا ابن الأطول ... ضرباً بكفّي بطل لم ينكل

وهيّجت الناقة فانبعثت، وناقة مهياج: نزوع إلا وطنها. وشهدت الهيج والهياج والهيجاء.

ومن المجاز: هاج الشرّ بين القوم، وهيّجه فلان. وهاج الفحل هيجاً وهياجاً: هدر. وإذا استقلّ الرجل غضباً قيل: هاج هائجه. وهاج المخبّل بالزّبرقان فهجاه، وهاج الهجاء بينهما. وهاج البقل إذا أخذ في اليبس. وهاجت الأرض، وأرض هائجة. وكلّ ضررٍ عرض فقد هاج.

هيج


هَاجَ (ي)(n. ac. هَيْج
هِيَاْج
هَيَجَاْن)
a. Was stirred up, roused.
b.(n. ac. هِيَاْج
هُيُوْج
هَيَجَاْن), Became excited, brayed (stallion).
c. [Bi], Was provoked against.
d. Was cloudy.
e.(n. ac. هَيْج
هِيَاْج), Withered.
f. Thirsted.
h.(n. ac. هَيْج), Stirred up; roused; provoked; disquieted.
i. Ran.

هَيَّجَa. see I (h)
& IV (b).
هَاْيَجَa. Fought with.
b. see I (h)
أَهْيَجَ
(ا)
a. Dried up.
b. ( ي) Found desolate (land).
تَهَيَّجَa. see I (a)
تَهَاْيَجَa. Fought together.

إِهْتَيَجَa. see I (a)
هَيْجa. Excitement.
b. Conflict.
c. Yellowness.
d. Storm.

هَاجَة []
a. Frog.

هَيْجَى []
a. see 42
هَائِج []
a. Wrath.
b. Excited.
c. Dry, yellow.

هَائِجَة []
a. fem of
هَاْيِجb. Dried up.

هِيَاجa. see 42
هَيِّجa. see 21 (b)
هَيُوْج []
a. Exciting.

هَيَّاج []
a. Roused.

هَيْجَان []
a. see 1 (a)
هَيْجَآء []
a. War.

مِهْيَاج []
a. see 26b. Thirsty.
[هيج] نه: فيه: "هاجت" السماء فمطرنا، أي تغيمت وكثرت ريحها، هاج الشيء يهيج هيجًا واهتاج - إذا ثار، وهاجه غيره. ومنه: رأى مع امرأته رجلًا "فلم يهجه"، أي لم يزعجه ولم ينفره. وفيه: تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى "تهيج" أي تيبس وتصفر، من هاج النبت هيجانًا، أي يبس واصفر، وأهاجته الريح. ومنه ح: أو كان مقطوعًا قد "هاج" ورقه. وح: "لا يهيج" على التقوى زرع قوم، أي من عمل لهل لم يفسد عمله ولم يبطل كما يهيج الزرع فيهلك. وفي ح الديات: وإذا "هاجت" الإبل رخصت، من هاج الفحل - إذا طلب الضراب، وذلك مما يهزله فيقل ثمنه. ج: وفيه: ما "يهيجهم" قبل ذلك شيء، من هاجه العدو: حركه وخافه وأزعجه. ك: "لا يهيج" الرسل، أي لا ينالهم منه مكروه. نه: وفيه: ولا ينكل في "الهيجاء"، أي لا يتأخر في الحرب، وهو بمد وقصر. ومنه شعر كعب:
من نسج داود في الهيجا سرابيلُ
[هيج] هاج الشئ يهيج هيجا وهَيَجاناً، واهْتاجَ وتهَيَّجَ، أي ثارَ. وهاجَهُ غيرُهُ، يتعدى ولا يتعدى. وهيَّجَهُ وهايَجَهُ بمعنًى. والهائج: الفحل الذي يشتهي الضراب. وهاجَ النبتُ هياجا، أي يبس. وأرض هائجة: يبس بقلها أو اصفرّ. وأهاجَت الريحُ النبت: أيبسته. وأهْيَجْنا الأرض، أي وجدناها هائجة النبات. قال رؤبة:

وأهيج الخلصاء من ذات البرق * وهاج هائجُهُ، أي ثار غضبه. وهَدَأَ هائِجُهُ أي سكنت فَوْرته. والهَيْجا: الحرب يمدّ ويقصر. ويومُ الهِياج: يوم القتال. وتهايَجَ الفريقان، إذا تواثَبا للقتال. وناقةٌ مِهْياجٌ، أي نزوع إلى وطنها. 
هيج:
هاج: هاجت غلماته: ثارت شهوتهُ (كليلة ودمنة 9:214).
هاج: نزو (طلب إناث الحيوانات الدواجن للفحل أي للسفاد في أوقات معلومة) (ابن العوام 326:1). يقال أنثى هائجة أي في حالة طلب السفاد (بقطر).
هاج: غضب (همبرت 242): هاج به أثاره وبعثه (كليلة ودمنة 128:2): هائج فائر (بقطر، همبرت 242، بدرون 3:28).
هاج: ثار (وعلى سبيل المثال): هاجت الفتنة (ابن خلدون 3:4): هاج أمر المسوّدة في (أخبار 4:50) إلا أن تركيب الجملة يشير، بما فيه الكفاية، إلى أن كل ما أعقبها من مرادفات قد ابتعدت عن موضعها وجانبها الصواب (وهكذا الأمر سواء في المخطوطة أو المطبوع).
هاج: ثار على (معجم البلاذري)، أي أعلن الثورة على فلان (أخبار 11:38و 4:42).
هاج: جرى إلى، عدا إلى، سعى إلى، جال courir ( سعدي كليستان 2:64، طبعة سلمبت).
هاج: يقابل الكلمة في معجم (فوك) باللاتينية multiplicare وقد انفرد هذا المعجم بهذا المعنى دون غيره.
هيّج: أقلق، أزعج (معجم الطرائف، القلائد مخطوط 84:1): (تذكار هذه الفتاة هيّجه وأقلقه).
هيّج: أثار وعلى سبيل المثال تهييج فتنة (ميرخوند سلجوق 4:27، طبعة فولرز).
هيّج: في معجم (فوك) تجدها في multiplicare.
أهاج: أثار، حرّض (اورينتاليا) (138:2)؛ أهاج أهوية النفس: أضرم عواطفها (بقطر).
تهيج: مرادف هيّج: انتفخ (معجم المصنوري انظر تهيج).
تهيج: انظر الكلمة في (فوك) مادة multiplicare.
أهتاج: ثار، حث، حض. (ويجرز 1:22).
استهاج: استثار، استحث، حرّض (البيان 281:2).
هَيْج: عصيان، تمرد، حرب (معجم البلاذري، أخبار 4:133، عباد 5:182:2).
هَيجة: سرعة الغضب (بقطر).
هيجة: ثورة، عصيان (معجم البلدان).
هيجان: غلمة الحيوانات (كليلة ودمنة 8:214).
هيجان: غضب (همبرت 242).
مهيج العشق: أقحوان chrysantheme من أنواع البهار (ابن العوام 275:2)
(هـ ي ج)

هاجَ الشَّيْء هَيْجاً واهْتاجَ: ثار لمَشَقَّة أَو ضَرَر، وهاجَه، وهَيَّجَه.

وَشَيْء هَيُوجٌ، على التَّعَدِّي، وَالْأُنْثَى هَيوجٌ، أَيْضا، قَالَ الرَّاعِي:

قَلا دِينَهُ واهْتاجَ للشَّوْقِ إِنَّهَا ... عَلى الشَّوْقِ إخوانَ العَزاءِ هَيوجُ

ومِهْياجٌ، كهَيُوجٍ.

وهاجَ الْإِبِل هَيْجاً: حركها بِاللَّيْلِ إِلَى المورد والكلأ.

وهاجَ هائِجُهُ: اشْتَدَّ غَضَبه.

والهَيْجُ، والهِياجُ، والهَيْجا، والهَيْجاءُ: الْحَرْب، لِأَنَّهَا موطن غضب، قَالَ لبيد:

وأرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا إِذا مَا ... تَقَعَّرَتِ المشاجِرُ بالفِئامِ وَقَالَ آخر:

إِذا كانتِ الهَيجاءُ وانشَقَّتِ العَصا ... فَحَسبُكَ والضَّحاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ

وهاجَ الْفَحْل يَهِيجُ هِياجاً، وهُيوجاً، وهَيَجاناً، واهْتاجَ: هدر وَأَرَادَ الضراب، وفحل هِيَّجٌ: هائِجٌ، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي، وَفِي بعض النّسخ هيخ بِالْخَاءِ، وَلم يفسره أحد، وَهُوَ خطأ.

والهاجَةُ: النعجة الَّتِي لَا تشْتَهي الْفَحْل، وَهُوَ عِنْدِي على السَّلب، كَأَنَّهَا سلبت الهِياجَ.

والهِيجُ: الرّيح الشَّدِيدَة.

وهاجَ البقل هِياجاً، فَهُوَ هائِجٌ، وهَيْجٌ: اصفرَّ، وَفِي التَّنْزِيل: (ثُمَّ يَهِيجُ فَتراهُ مُصْفَرًّا) وهاجَت الأَرْض هَيْجاً وهَيَجاناً: يبس بقلها، وأهيَجها: وجدهَا هائِجَةَ النَّبَات، قَالَ رؤبة:

وأهْيَجَ الخَلْصاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ

والهاجَةُ: الضفدعة، والنعامة، وَالْجمع هاجاتٌ، وتصغيرها بِالْيَاءِ وَالْوَاو.

وهِيجِ، كسر بِغَيْر تَنْوِين: من زجر النَّاقة خَاصَّة، قَالَ:

تَنْجُو إِذا قالَ حادِيها لَها هِيجِ

هيج: هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، وهاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً

وهِياجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ، وتَهَيَّجَ: ثار لمشقة أَو ضرر. تقول هاج به

الدم وهاجَه غيرُه وهَيَّجَه. يتعدَّى ولا يتعدَّى. وهَيَّجَه وهايَجَه،

بمعنى؛ وقوله:

إِذا تَغَنَّى الحمامُ الوُرْقُ هَيَّجَني،

ولو تَعَزَّيْتُ عنها، أُمَّ عَمَّارِ

اكتفى فيه بالمسبب الذي هو التهييج مِن السبب الذي هو التذكير، لأَنه

لمَّا قال هَيَّجني، دلَّ على ذَكَّرني فنصبها به.

وشيءٌ هَيُوجٌ على التعدِّي، والأُنثى هَيُوجٌ أَيضاً؛ قال الراعي:

قَلَى دِينَه واهْتاجَ للشَّوْقِ، إِنها

على الشَّوْقِ، إِخوانَ العَزاءِ، هَيُوجُ

ومِهْياج كَهَيُوج.

وأَهاجَتِ الريحُ النبتَ: أَيبسته. ويوم الهِياج: يوم القتال. وتَهايَجَ

الفَريقان إِذا تواثبا للقتال. وهاجَ الشَّرُّ بين القوم

(* يريد أَنه

يقال: هاج الشر بين القوم أي ثار.).

والهَيْجُ والهِياجُ والهَيْجا والهَيْجاءُ: الحرب، بالمد والقصر،

لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ. وفي الحديث: لا يَنْكَلُ في الهَيجاء أَي لا يتأَخر

في الحرب؛ ومنه قصيد كعب:

من نَسْجِ داودَ في الهَيجا سَرابيلُ

وقال لبيد:

وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا، إِذا ما

تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالفِئامِ

وقال آخر:

إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا،

فحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ

وتقول: هَيَّجْتُ الشَّرَّ بينهم.

وهاجَ الإِبلَ هَيْجاً: حركها بالليل إِلى المورد والكلإِ. والمِهْياجُ

من الإِبل: التي تَعْطَشُ قبل الإِبل.

وهاجتِ الإِبلُ إِذا عَطِشَتْ. والمِلْواحُ مثل المِهْياج. وهاجَ

هائجُه: اشتد غضبه وثار. وهَدَأَ هائِجُه: سَكَنَتْ فَوْرَتُه. وفي حديث

الاعتِكاف: هاجت السماءُ فَمُطِرْنا أَي تَغَيَّمَتْ وكثرت ريحها. وفي حديث

الملاعنة: رأَى مع امرأَته رجلاً فلم يَهِجْه أَي لم يزعجه ولم يُنَفِّره.

وهَيَّجْتُ الناقة فانبعثت، ويقال: هِجْتُه فهاجَ؛ قال الشاعر:

هِيْهِ، وإِن هِجْناكَ، يا ابنَ الأَطْولِ

وناقة مِهْياجٌ أَي نَزُوعٌ إِلى وَطَنها. والهائجُ: الفَحْلُ الذي

يشتهي الضِّرابَ. وهاجَ الفَحْلُ يَهيجُ هِياجاً وهُيوجاً وهَيَجاناً

واهْتاجَ: هَدَرَ وأَراد الضِّرابَ. وفحْلٌ هِيَّجٌ: هائج، مثَّل به سيبويه

وفسره السيرافي، وفي بعض النسخ هِيَّخٌ، بالخاء المعجمة، ولم يفسره أَحد؛ قال

ابن سيده: وهو خطأٌ، وفي حديث الدِّيات: وإِذا هاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ

ونَقَصَتْ قيمتها. هاجَ الفحلُ إِذا طلب الضِّرابَ، وذلك مما يُهْزِلُه

فيقل ثمنُه.

والهاجَةُ: النعجة التي لا تشتهي الفحل؛ قال ابن سيده: وهو عندي على

السلب كأَنها سُلِبَتِ الهِياجَ.

والهَيْجُ: الريح الشديدة. والهَيْجُ: الصُّفْرة. والهَيْجُ: الجَفاف.

والهَيْجُ: الحَركة. والهَيْجُ: الفتنة. والهَيْجُ: هَيَجَانُ الدم أَو

الجماع أَو الشَّوْقِ.

وهاجَ البقلُ هِياجاً، فهو هائج

(* قوله «فهو هائج» كذا بالأصل، وهو

مستدرك مع ما قبله.) وهَيْجٌ: يبس واصفرَّ وطال، فهو هائج. وفي التنزيل: ثم

يَهِيجُ فتراه مُصْفَرًّا؛ وأَرض هائجة: يَبِسَ بَقْلُها أَو اصفرَّ؛ وفي

الحديث: تَصْرَعُها مرةً وتَعْدِلُها أُخرى حتى تَهيجَ أَي تَيْبَسَ

وتَصْفَرَّ؛ ومنه الحديث: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأَمر

بغُصْنٍ فقُطِعَ أَو كان مقطوعاً قد هاجَ ورَقهُ؛ وفي حديث علي، رضوان الله

عليه: لا يَهِيجُ على التقوى زَرْعُ قوم؛ أَراد: من عمل لله عملاً لم يفسد

عمله ولم يبطل، كما يهيج الزرع فَيَهْلِكُ. وهاجتِ الأَرضُ هَيْجاً

وهَيَجاناً: يبس بقلها. وأَهْيَجها: وجَدَها هائجة النبات؛ قال رؤبة:

وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ من ذاتِ البُرَقْ

ويقال: يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي يوم غَيْمٍ ومطرٍ. ويومُنا يومُ هَيْجٍ

أَيضاً أَي يوم ريح؛ قال الراعي:

ونارِ وَدِيقَةٍ، في يومِ هَيْجٍ

من الشِّعْرَى، نَصَبْتُ له الحَنِينا

ويروى: يوم ريح. الأَصمعي: يقال للسحاب أَوّل ما يَنْشَأُ: هاجَ له

هَيْجٌ حَسَنٌ؛ وأَنشد للراعي:

تُراوِحُها رَواغَةُ كلِّ هَيْجٍ،

وأَرْواحٌ أَطَلْنَ بها الحَنِينا

والهاجَةُ: الضِّفْدَعَة الأُنثى والنعامة، والجمع هاجاتٌ، وتصغيرها

بالواو والياء هُوَيْجَةٌ، ويقال هُيَيْجة، وجمعُ الهاجَةِ هاجاتٌ. وهِيجِ،

كسر بغير تنوين: مِن زجر الناقة خاصة؛ قال:

تَنْجُو إِذا قال حادِيها لها: هِيجِ

هيج

1 هَاجَ, aor. ـِ inf. n. هَيْجٌ and هَيَجَانٌ [the most common form]; and هِيَاجٌ; and ↓ اهتاج, and ↓ تهيّج; It (a thing, S) became raised, roused, excited, stirred up, or provoked; syn. ثَارَ: (S, L, K:) it became so by reason of distress, or difficulty; or of harm, or injury: you say هَاجَ بِهِ الدَّمُ, inf. n. هَيْجٌ and هَيَجَانٌ, The blood became roused, or stirred up, in him: (A, L:) and in like manner, المِرَّةُ the gall, or bile: and الغُبَارُ the dust. (A.) See also هَائِجٌ. b2: هَاجَ, inf. n. هِيَاجٌ and هُيُوجٌ and هَيَجَانٌ; and ↓ اهتاج; (tropical:) He (a stallion-camel) became excited by lust; initum appetivit; brayed, and became excited by lust. When this is the case, he becomes lean, and his price is lessened. (L.) b3: هَاجَتْ عَيْنُهُ, (S, art. مرح; and L, art. رمد; &c.) inf. n. هَيَجَانٌ, (K, art. رمد; &c.) His eye became inflamed; painful and swollen; affected with ophthalmia; (L, art. رمد;) i. q. رَمِدَ. (S, art. رمد; and L, K, * in the same art.) b4: هَاجٌ به فَهَجَاهُ (tropical:) [He became excited against him, or attacked him, and satirized him]. (A.) b5: هَاجَ الهِجَآءُ بَيْنَهُمَا (tropical:) [Satire was excited between them two. (A.) b6: هَاجَتِ الحَرْبُ (inf. n. هَيْجٌ, Msb) (tropical:) War became excited, or raised. (A, Msb.) b7: هَاجَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ (tropical:) Evil become excited among them. (A.) b8: هَاجَ, inf. n. هَيْجٌ, He, or it, was in a state of commotion. (L.) b9: هَاجَتِ السَّمَآءُ فَمُطِرْنَا The sky became cloudy and windy, and we were rained upon. (TA.) b10: هَاجَ; (S, K;) [followed by an accus., and also by ب;] and ↓ هيّج, inf. n. تَهْيِيجٌ, the most common form;] and ↓ هَايَجَ; (S;) He, or it, raised, roused, excited, stirred up, or provoked, (S, K,) a thing; (S;) syn. أَثَارَ. (K.) Thus the first of these verbs is trans. as well as intrans. (S.) All have the same meaning: (S:) or the second has an intensive signification. (Msb.) b11: هَاجَ الغُبَارَ, and ↓ هيّجهُ, [which is more common,] He raised the dust. (TA.) b12: الشَّرَّ ↓ هيّج (tropical:) He excited evil among a people. (A) b13: النَّاقَةَ فَانْبَعَثَتْ ↓ هَيَّجْتُ I roused the she-camel, and she became roused. (A.) b14: هِجْتُهُ فَهَاجَ I roused him, and he became roused. (TA.) b15: هَاجَتْ لَهُ الدَّارُ الشَّوْقَ The dwelling excited his longing desire. (A.) b16: هَاجَ He, or it, disquieted, and scared, a person. (L.) b17: هَاج الإِبَلَ, inf. n. هَيْجٌ, He put the camels in motion, by night, towards the watering-place and pasture. (L.) b18: هَاجَتِ الإِبِلُ The camels thirsted. (K.) b19: هَاجَ, (inf. n. هِيَاجٌ, S, and هَيْجٌ, TA,) (tropical:) It (a plant, or herbage,) dried up: (S, K:) [it withered:] it (a leguminous plant) became yellow: (Msb:) or dried up and became yellow: and became tall. (L.) b20: هَاجَتِ الأَرْضُ, inf. n. هِيَاجٌ and هَيْجٌ and هَيَجَانٌ, (tropical:) The plants, or herbage, or leguminous plants, of the land dried up. (L.) 2 هَيَّجَ see 1 and 4.3 هايجهُ, (TK,) inf. n. هِيَاجٌ, (S, K,) He fought with him; engaged in a conflict, or combat, with him. (TK.) b2: يَوْمُ الهِيَاجِ The day of fight, conflict or combat. (S, K. *) b3: See 1.4 أَهَاجَتِ الرِّيحُ النَّبْثَ (tropical:) The wind dried up, or caused to dry up, the plants, or herbage: (S, K *:) and [so] ↓ هَيَّجَتْهُ. (O, K in art. صوع.) b2: أَهْيَجْنَا الأَرْضَ (tropical:) We found the land to have its plants or herbage, dried up. (S, K.) 5 تَهَيَّجَ see 1.6 تَهَايَجُوا (assumed tropical:) They leaped, or sprung up, together, to fight, one against another. (S, K.) 8 إِهْتَيَجَ see 1.

هِجْ: see هِيج.

هَيْجٌ Civil war; or conflict and faction; or discord, or dissension; syn. فِتْنَةٌ. (L.) See هَيْجَآءُ. b2: Excitement of the blood: or, of coitus: or, of longing desire. (L.) b3: يَوْمُ هَيْجٍ A day of wind: or, of clouds, or mist, and rain. (K, TA: [but accord. to some copies of the K, instead of “ and rain,” “ or, of rain. ”]) b4: هَاجَ لَهُ هَيْجٌ حَسَنٌ, said with respect to a cloud, or body of clouds, when first rising; (As;) [meaning, It hath had a good rising, or hath risen well, so as to present, at its first rising, a good, or promising, appearance: an expression like لَهُ نَشْءٌ حَسَنٌ, q. v., art. نشأ]. b5: هَيْجٌ, (assumed tropical:) Yellowness: [app. in a plant]: (L:) or a state of drying up. (IAar, L.) See هَائِجٌ.

هِيجِ, indecl., with kesreh for its termination, and ↓ هِجْ, Cries by which a she-camel is chidden. (K.) [See also هَجْهَجَ, in art. هج.]

هَاجَةٌ A ewe that does not desire the ram: as though deprived of excitement. (M.) b2: هَاجَةٌ A female frog. (L, K.) See an ex. in a verse cited voce صُبَارَةٌ. b3: An ostrich. (L.) Pl. of both, هَاجَاتٌ. (L. K.) Dim. هُوَيْجَةٌ and هُيَيْجَةٌ. (L.) هَيْجَى: see هَيْجَآءُ.

هَيْجَآءُ and ↓ هَيْجَى (S, L, K) and ↓ هَيْجٌ and ↓ هِيَاجٌ (L) the third [as also the fourth] originally an inf. n., (Msb,) War. (S, L, K.) هَيِّجٌ: see هَائِجٌ.

هِيَاجٌ: see 1 and 3; and هَيْجَآءُ.

شَيْءٌ هَيُوجٌ, and ↓ مِهْيَاجٌ, A thing, or person, that raises, rouses, excites, stirs up, or provokes, much: each of these epithets having a trans. signification. The former is also used as a fem. epithet. (L.) هَائِجٌ (tropical:) Anger; an ebullition of anger, rage, or passion; syn. فَوْرَةٌ. (S, K.) Ex. هَاجَ هَائِجُهُ (tropical:) His anger became roused, or excited; (S;) became violent; (TA;) he became inflamed with anger. (A.) And هَدَأ هَائِجُهُ (tropical:) The ebullition of his anger, rage, or passion, became appeased. (S.) b2: هَائِجٌ (S, K) and ↓ هَيِّجٌ (TA) (tropical:) A stallion excited by lust; initum appetens. (S, K.) b3: أَرْضٌ هَائِجَةٌ (tropical:) Land of which the leguminous plants have dried up, or become yellow: (S, K:) or, as in some lexicons, [and as in one copy of the S in my hands,] and become yellow: (TA:) or, of which the leguminous plants have dried up. (TA.) بَقْلٌ هَائِجٌ, and ↓ هِيْجٌ, (tropical:) Leguminous plants dried up, or drying up, [and yellow]. (L.) مِهْيَاجٌ A she-camel that is excited by desire for its accustomed place, and hastens thither. (S, K.) b2: See هَبُوجٌ. b3: مِهْيَاجٌ A camel that thirsts before [other] camels. (K.)
هـيج
هاجَ1 يهيج، هِجْ، هَيْجًا وهَيَجانًا وهِياجًا، فهو هائج، والمفعول مَهِيج (للمتعدِّي)
• هاج البحرُ: اضطرب وتحرَّكت أمواجُهُ ° هاجتِ السَّماءُ: تغيَّمت وكثُر ريحُها.
• هاج القومُ: ثاروا وغضبوا لضررٍ أو عسرٍ "هاج النّاسُ من ارتفاع الأسعار"? هاج هائجُه: ثار غضبُه.
• هاجَ الفحلُ: هدَر، اشتهى الضّرابَ.
• هاجتِ الحربُ بينهم: اشتعلت بعد صلح.
 • هاج الشَّيءَ: أثاره "هاجني الشَّوقُ إلى الوطن". 

هاجَ2 يَهيج، هِجْ، هَيْجًا، فهو هائج
• هاج النَّباتُ: جفّ ويَبِس واصفرَّ " {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا} ". 

أهاجَ يُهيج، أَهِجْ، إهاجةً، فهو مُهيج، والمفعول مُهاج
• أهاج الشَّعبَ ضدّ الحكومة: أثاره وهيَّجه "أهاجت غربتهُ شوقَه إلى وطنه- أهاجهم مشهدُ القتل".
• أهاجتِ الرِّيحُ النَّباتَ: أيبسته. 

اهتاجَ يهتاج، اهْتَجْ، اهتياجًا، فهو مُهتاج
• اهتاج النَّاسُ: ثاروا لضررٍ أو مشقّة "اهتاج الثورُ لرؤية اللَّون الأحمر". 

تهايجَ يتهايج، تهايُجًا، فهو مُتهايِج
• تهايج القومُ: تواثبوا للقتال. 

تهيَّجَ يتهيَّج، تهيُّجًا، فهو مُتهيِّج
• تهيَّجَ الجمهورُ: ثار، تنبَّه "تهيَّجت أعصابُهُ". 

هايجَ يُهايج، مُهَايجةً، فهو مُهايِج، والمفعول مُهايَج
• هايجه: أثاره وقاتله "هايج الكلبُ الذِّئبَ". 

هيَّجَ يُهيِّج، تهييجًا، فهو مُهيِّج، والمفعول مُهيَّج
• هيَّجَ الشَّرَّ بينهم: أهاجه، أثاره واستفزّه "هيَّج النّاسَ ضدّ التُّجَّار الجشعين- فإن تبكِ للبرق الذي هيَّج الهوى ... أُعِنْكَ وإن تصبرْ فلستُ بصابرِ".
• هيَّج فلانًا: أثاره لفعل شيء مكروه. 

إهاجة [مفرد]: مصدر أهاجَ ° الإهاجة الذَّاتيّة: إشباع الشَّهوة الجنسيّة دون مؤثِّر خارجيّ. 

اهتياج [مفرد]:
1 - مصدر اهتاجَ ° شديد الاهتياج: عنيف بشكل مدمِّر.
2 - هيجان أو صخب، حالة من الاضطراب أو القلق الشَّديد.
3 - (حي) قدرة الكائن الحيّ على الاستجابة للمنبِّهات الخارجيّة أو الدَّاخليّة، وهي خصيصة تميّزه عن الشَّيء غير الحيّ. 

تهيُّج [مفرد]: مصدر تهيَّجَ.
• قابليَّة التَّهيُّج: (حي) خاصَّة أوّليّة من خصائص الحياة من شأنها أن تجعل الكائنَ الحيّ يستجيب للمنبِّه. 

تهيُّجيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تهيُّج.
• التَّهيُّجيَّة: الحساسيّة المفرطة. 

مُهْتاج [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اهتاجَ.
2 - اسم مفعول من اهتاجَ. 

مُهيِّج [مفرد]: اسم فاعل من هيَّجَ.
• عقار مُهيِّج: مثير للشَّهوة.
• المُهيِّج المضادّ: (طب) عامل مثير لالتهاب موضعيّ لتخفيف الالتهاب في الأنسجة المحيطة أو التّحتيّة. 

هائج [مفرد]: اسم فاعل من هاجَ1 وهاجَ2. 

هِياج [مفرد]:
1 - مصدر هاجَ1.
2 - (نف) حالة الانفعال التَّي تدعو إلى نشاط يظهر في صورة حركات اندفاعيّة. 

هَيْج [مفرد]:
1 - مصدر هاجَ1 وهاجَ2.
2 - ريح شديدة.
3 - حرب.
4 - فتنة. 

هَيْجاءُ [مفرد]: حرب "صمد الجنودُ في الهيجاء". 

هَيَجان [مفرد]: مصدر هاجَ1 ° هَيَجان الجماهير: حركة اضطرابها في مختلف الاتّجاهات. 
هيج
: ( {هاج) الشّيْءُ (} يَهيجُ {هَيْجاً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (} وهَيَجَاناً) ، محرَّكةً، ( {وهِيَاجاً، بِالْكَسْرِ: ثارَ) لمَشَقةٍ أَو ضَرَرٍ. تقولُ: هاجَ بِهِ الدَّمُ} وهَاجَه غَيْرُه {وهَيَّجه، يتَعدَّى، وَلَا يَتعدّى،} وهَيَّجَه {وهَايَجَه: بِمَعْنى، (} كاهْتاجَ {وتَهيَّجَ) .
وشَيْءٌ} هَيُوجٌ. والأُنثَى {هَيُوجٌ أَيضاً. قَالَ الرّاعي:
قَلَى دِينَه} واهْتَاجَ للشَّوْقِ إِنها
على الشَّوقِ إِخوانَ العَزاءِ هَيوجُ
ومِهْيَاجٌ كهَيُوجٍ.
(و) هاجَ الإِبلَ: إِذا حَرَّكَها و (أَثارَ) بالّليل إِلى المَوْرِد والكَلاءِ.
(و) {المِهْيَاجُ من الإِبل: الَّتِي تَعْطَش قبلَ الإِبِل.
} وهَاجَتِ (الإِبلُ) : إِذا (عَطِشَت) . والمِلْواحُ مِثْلُ {المِهْيَاجِ. (و) هاجَ (النَّبْتُ) يَهيجُ} هَيْجاً: إِذا (يَبِسَ) . وَكَذَا هَاجَت الأَرضُ.
( {والهائجُ: الفَحْلُ) الّذي (يَشْتَهِي الضِّرَابَ) . وَقد} هَاجَ {يَهِيجُ} هِيَاجاً {وهُيُوجاً} وهَيَجَاناً، {واهْتَاجَ، إِذا هَدَرَ وأَرادَ الضِّرَابع، وَهُوَ مَجاز.
وفَحْلٌ} هِيَّجٌ: هائج، مَثَّلَ بِهِ سيبويهِ، وفَسّرَه السّيرافيّ. وَفِي بعض النُّسخ بالخاءِ الْمُعْجَمَة، وَلم يُفَسِّرْه أَحَدٌ. قَالَ ابْن سَيّده: وَهُوَ خَطأُ. وَفِي حَدِيث الدَّيَاتِ: (وإِذَا هَاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ ونَقَصَتْ قِيمَتُها) . هاجَ الفحلُ: إِذا طَلَبَ الضِّرابَ، وذالك مِمَّا يُهْزِلُه فيَقلّ ثَمنُه.
(و) {الهائج: (الفَوْرَةُ، والغَضَبُ) يُقَال:} هاجَ {هائِجُه: إِذا اشتدَّ غَضَبُه وثارَ. وهَدَأَ} هائِجُه: سَكَنَتْ فَوْرَتُه. وَفِي الأَساس فِي الْمجَاز: وإِذا اشْتعلَ الرَجُلُ غَضَباً، قيل: هاجَ هائجُه.
{وهاجَ المُخبَّلُ بالزِّبْرِقانِ فهَجَاه. وهَاجَ الهِجَاءُ بَينهمَا.
(و) من الْمجَاز: شَهِدّتُ} الهَيُجَ {والهِيَاجَ، و (} الهَيْجَاء: الحَرْب) ، يُمدّ (ويُقْصَر) ، لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ، وكلُّ حَربٍ ظَهَرَ فقد هاجَ. (و) يَوْمُ (! الهِيَاج، بِالْكَسْرِ) : يَوْم (القِتَال) . (و) {هَيَّاجٌ (كشدَّادٍ ابنُ بَسَّامٍ) وَفِي نُسخةٍ: ابنُ عِمْرَانَ (و) هَيّاجُ (بنُ بِسْطَامٍ، مُحَدِّثانِ) . وممّا فَاتَهُ: هَيّاجُ بنُ عِمْرَانَ بن الفُضَيلِ البُرْجُميّ التَّميميّ، من أَهْلِ البَصرةِ، يَرْوِى عَن عِمْرَانَ بنِ الحُصَين، وسَمُرَةَ، وَعنهُ الحَسن، وأَبو} الهَيّاجِ حَيّانُ بنُ حُصَينٍ، يَرْوِى عَن عليَ وعمَّارِ بنِ ياسرٍ.
{وهَيَّجَ الغُبَارَ وهَاجَه.
(و) يُقَال: (} تَهَايَجُوا) ، إِذا (تَوَاثَبُوا) للقِتَال.
وهاجَ الشَّرُّ بينَ القَوْمِ.
( {والمهْيَاجُ) ، بِالْكَسْرِ: (النّاقةُ النَّزُوعُ إِلى وَطَنِهَا) .
وَقد} هَيَّجْتُهَا فانْبعَثَتْ.
وَيُقَال: {هِجْتُه} فهَاجَ.
(و) {المِهْيَاجُ: (الجَمَلُ الّذِي يَعْطَش قَبْلَ الإِبلِ) .
وَقد هاجَتْ: إِذا عَطِشَت، كَمَا تقدّم. (} والهَاجَة: الضِّفْدَعَة الأُنثى) والنَّعَامَةُ، (ج {هَاجَاتٌ) ، وتُصغِّرها بِالْوَاو والياءِ:} هُوَيْجَةٌ، وَيُقَال: {هُيَيْجَةٌ.
(و) يُقَال: يَوْمُنَا (يومُ} هَيْجٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، أَي يَوْمُ (رِيحٍ) . قَالَ الرّاعي:
وتَارِ وَدِيقَةٍ فِي يَوْمِ هَيْجٍ
مِن الشِّعْرَى نَصَبْتُ لَهَا الجَبِينَا
(أَو) يَوْمُ (غَيْمٍ ومَطَرٍ) . قَالَ الأَصمعيّ: يُقَال للسَّحاب أَوّلَ مَا يَنشأُ: {هَاجَ لَهُ} هَيْجٌ حَسَنٌ. وأَنشد للرَّاعِي.
تُراوِحُها رَوَاعِدُ كُلِّ {هَيْجٍ
وأَرْوَاحٌ أَطَلْنَ بهَا الحَنِينَا
(} والهائِجَةُ: أَرُضٌ يَبِسَ بَقْلُها أَو اصْفَرّ) ، هاكذا فِي (الصِّحَاح) . وَفِي غَيره: واصْفَرَّ وَهُوَ مجَاز
وَقد هاج البقل فَهُوَ {هائج
} وهيج: يبس واصفر وَطَالَ. وَفِي التَّنْزِيل: {6. 016 ثمَّ {يهيج فتراه مصفر} (الزمر: 21) .} وهاجتِ الأَرضُ {هَيْجاً} وهَيَجَاناً: يَبِسَ بَقْلُها.
( {وأَهاجَه: أَيْبَسَه) . يُقَال: أَهاجتِ الرِّيحُ النَّبتَ: إِذا أَيْبَسَتْه. (} وأَهْيَجَها وَجَدَها {هائجَةَ النصبَات) ، قَالَ رُؤبةُ:
} وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ
( {وهِيجِ، بِالْكَسْرِ، مَبنيًّا على الْكسر،} وهِجْ بالسُّكون) مَعَ كسر أَوله: كِلَاهُمَا (من زَجْرِ النّاقةِ) قَالَ:
تَنْجُو إِذا قَالَ حادِيها لَهَا: {هِيجِ
وَقد تقدَّم طَرفٌ من ذالك فِي هَجّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} هاجَتِ السّماءُ فمُطِرْنا، أَي تَغيَّمَت وكَثْرَت رِيحُها. وَفِي حَدِيث المُلاعنة: (رَأَى معَ أَمرأَتِه رَجُلاً فلمْ {يَهِجْه) . أَي لم يُزْعِجْه وَلم يُنفِّرُه.
} والهَاجَةُ: النَّعْجةُ الَّتِي لَا تَشتهِي الفَحْلَ. قَالَ ابْن سِيدَه: وَهُوَ عِنْدِي على السَّلْبِ، كأَنّها سُلِبَتِ {الهِيَاجَ.
} والهَيْجُ الصُّفْرَةُ، وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: هُوَ الجَفَافُ، والحَرَكَةُ، والفِتْنَةُ، {وهَيَجَانُ الدَّمِ أَو الجِمَاعِ أَو الشَّوْقِ.
} وهَيْج: مَوضعٌ؛ عَن أَبي عمرٍ و؛ وَكَذَا فِي (المعجم) .
{والهَيْجَة: قَرْيَةٌ عَظيمةٌ بمعالي القحرية، وَقد خَرِبَتْ مُنْذُ مدَّةٍ طَوِيلَة، وكانتْ مبنيَّةً بالحِجارة والمَدَرِ، وسكنَتْها بَنو أَبي الدَّيْلَم من قبائل عَكّ؛ كَذَا فِي أَنسب الْبشر.

عَوَلَ

(عَوَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ النَّفقة «وَابْدأ بِمَنْ تَعُولُ» أَيْ بِمَنْ تَمُونُ وتَلْزَمُك نفَقَتُه مِنْ عِيَالِك، فإنْ فَضَل شَيْءٌ فلْيَكُنْ لِلْأَجَانِبِ. يُقَالُ: عَالَ الرجلُ عِيَالَه يَعُولُهم إِذَا قَامَ بِمَا يَحْتَاجُون إِلَيْهِ مِنْ قُوت وكِسْوة وَغَيْرِهِمَا.
وَقَالَ الكِسائي: يُقَالُ: عَالَ الرجُل يَعُولُ إِذَا كَثُر عِيَالُه. واللُّغة الَجّيدة: أَعَالَ يُعِيلُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ كَانَتْ لَهُ جاريةٌ فعَالَهَا وعَلمها» أَيْ أنْفقَ عَلَيْهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْفَرَائِضِ وَالْمِيرَاثِ ذِكْر «العَوْل» يُقَالُ: عَالَتِ الفَريضةُ: إِذَا ارْتَفَعت وَزَادَتْ سِهامُها عَلَى أصْل حِسابِها المُوجَب عَنْ عَدَد وَارثيها، كَمن ماتَ وخلَّف ابْنَتَين، وأَبَوَيْن، وزَوْجَة، فللابْنَتين الثُّلثان، وللأبَويْن السُّدُسَانِ، وَهُمَا الثُّلْثُ، وَلِلزَّوْجَةِ الثُّمُنُ، فَمَجْمُوعُ السِّهام واحِد وثمُن وَاحِدٍ، فأصلُها ثَمَانِيَةٌ، والسِّهام تِسْعَةٌ، وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ تُسَمَّى فِي الْفَرَائِضِ:
المْنَبريَّة، لأنَّ عليَّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِل عَنْهَا وَهُوَ عَلَى المنْبَر فَقَالَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّة: صَارَ ثُمُنها تُسْعا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ «وعَالَ قلمُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ» . أَيِ ارْتَفَع عَلَى الْمَاءِ.
(س) وَفِيهِ «المُعْوَل عَلَيْهِ يُعَذَّب» أَيِ الَّذِي يُبْكَى عَلَيْهِ مِنَ المَوْتَى، يُقَالُ: أَعْوَلَ يُعْوِلُ إِعْوَالًا إِذَا بكَى رَافِعًا صَوْته.
قِيلَ: أَرَادَ بِهِ مَنْ يُوصِي بِذَلِكَ. وقَيل: أَرَادَ الْكَافِرَ. وَقِيلَ: أَرَادَ شَخْصًا بَعْينه عَلِمَ بالوَحْي حَالَه، وَلِهَذَا جَاءَ بِهِ مُعَرَّفا. ويُروى بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ، مِنْ عَوَّلَ لِلْمُبَالَغَةِ.
(س) وَمِنْهُ رجَزُ عامِر: وبِالصَّياح عَوَّلُوا عَلَيْنَا
أَيْ اجْلَبُوا واسْتَعانُوا. والعَوِيل: صَوْت الصَّدْر بالبُكاء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ شُعْبة «كَانَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ أخَذه العَوِيل والزَّوِيل حَتَّى يَحْفَظَه» وَقِيلَ:
كلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَهُوَ مُعْوِلٌ، بالتَّخفيف، فأمَّا التَّشْدِيدُ فَهُوَ مِن الاسْتِعانة، يُقَالُ:
عَوَّلْتُ بِهِ وَعَلَيْهِ: أَيِ اسْتَعَنْت.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَطِيح «فَلَمَّا عِيلَ صَبْرُه» أَيْ غُلِبَ. يُقَالُ: عَالَنِي يَعُولُنِي إِذَا غَلَبَني.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «كَتَبَ إِلَى أهل الكُوفة: إِنِّي لستُ بميزَان لَا أَعُول» أَيْ لَا أمِيل عَنِ الاسْتِواء والاعْتدال. يُقَالُ: عَالَ الميزانُ إِذَا ارْتفَع أحَدُ طَرَفَيْه عَنِ الْآخَرِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمة «قَالَتْ لِعَائِشَةَ: لَوْ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْهَد إليكِ عُلْتِ» أَيْ عَدَلْتِ عَنِ الطَّرِيقِ ومِلْتِ.
قَالَ القُتَيْبي: وسْمِعت مَنْ يَرْويه «عِلْتِ» بِكَسْرِ الْعَيْنِ، فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنْ عَالَ فِي البِلادَ يَعِيلُ، إِذَا ذَهَبَ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ عَالَهُ يَعُولُه إِذَا غَلَبَهُ: أَيْ غُلِبْتِ عَلَى رَأْيِكِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: عِيلَ صَبْرك.
وَقِيلَ: جَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ: أَيْ لَوْ أرادَ فَعَل، فَتَركَتْهُ لدِلالة الْكَلَامِ عَلَيْهِ. وَيَكُونُ قولُها «عُلْتُ» كَلَامًا مُسْتأنَفاً.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ «إِنَّهُ دَخَلَ بِهَا وأَعْوَلَتْ » أَيْ ولَدَتْ أَوْلَادًا، وَالْأَصْلُ فِيهِ: أَعْيَلَتْ: أَيْ صَارَتْ ذاتَ عِيَال. كَذَا قال الهروي. وَقَالَ الزَّمَخْشَري: «الْأَصْلُ فِيهِ الْوَاوُ، يُقَال: أَعَال وأَعْوَلَ إِذَا كَثُرَ عِيَالُه، فأمَّا أَعْيَلَتْ فَإِنَّهُ فِي بِنائه منْظُورٌ إِلَى لفْظِ عِيَال لَا أصْله، كَقَوْلِهِمْ: أقْيال وأعْياد» .
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «مَا وِعاءُ العَشَرَة؟ قَالَ: رجلٌ يُدْخِل عَلَى عَشَرةِ عَيِّلٍ وِعَاءً مِنْ طَعَامٍ» يُرِيد عَلَى عَشَرة أنْفُس يَعُولُهم، العَيِّل: واحِد العِيَال، والجمْع: عَيَائِل، كجَيِّد وجِيادٍ وجَيَائد. وَأَصْلُهُ: عَيْوِل، فَأُدْغِمَ. وَقَدْ يَقَعُ عَلَى الجمَاعة، وَلِذَلِكَ أَضَافَ إِلَيْهِ العَشَرة فَقَالَ: عَشرة عَيِّل، وَلَمْ يَقُل: عَيَائِل. وَالْيَاءُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ. قَالَهُ الخطَّابي.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَنْظَلة الْكَاتِبُ «فَإِذَا رجعْت إِلَى أهْلي دنَتْ مِنَّي المرأةُ وعَيِّلٌ أَوْ عَيِّلَان» .
(س) وَحَدِيثُ ذِي الرُّمَّةِ ورُؤْبَةَ فِي القَدَر «أترَى اللهَ قَدَّر عَلَى الذِّئب أَنْ يَأْكُلَ حَلُوبَةً عَيَائِلَ عَالَة ضَرائِك» والعَالَة: جمعُ عَائِل، وَهُوَ الفَقِير.

نَفَسَ

(نَفَسَ)
[هـ] فِيهِ «إِنِّي لأَجِدُ نَفَسَ الرحمنِ مِن قِبَلِ اليَمَن» وَفِي رِوَايَةٍ «أجِدُ نفَسَ رَبِّكم» قِيلَ: عَنَى بِهِ الْأَنْصَارَ؛ لأنَّ اللَّه نَفَّسَ بِهِمُ الكَرْبَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، وهُم يَمَانُون؛ لأنَّهم مِنَ الأزْد. وَهُوَ مُسْتَعارٌ مِنْ نَفَسِ الْهَوَاءِ الَّذِي يَرُدّه التَّنَفُّس إِلَى الجَوف فَيُبْرِدُ مِنْ حَرارته ويُعَدِّلُها، أَوْ مِن نَفَسِ الرِّيح الَّذِي يَتَنَسَّمه فيَسْتَروِح إِلَيْهِ، أَوْ مِن نَفَسِ الرَّوضة، وَهُوَ طِيبُ رَوائحها، فَيَتَفرّج بِهِ عَنْهُ. يُقَالُ: أَنْتَ فِي نَفَسٍ مِنْ أمْرِك، وَاعْمَلْ وَأَنْتَ فِي نَفَسٍ مِنْ عُمْرك: أَيْ فِي سَعَة وفُسْحة، قَبْل المرَض والهَرَمِ ونَحْوِهما. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَسُبُّوا الرِّيح، فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمَنِ» يُريد بِهَا أنَّها تُفَرِّج الكَرْب، وتُنْشِىء السَّحاب، وتَنْشُر الغَيْث، وتُذْهِب الجَدْب.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: النَّفَسُ فِي هَذيْن الحَديثَين اسْمٌ وُضِعَ مَوْضعَ المصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، مِنْ نَفَّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً، كَمَا يقالُ: فَرّج يُفَرِّجُ تَفْريجا وفَرَجاً، كَأَنَّهُ قَالَ: أجِدُ تَنْفيسَ ربِّكُم مِنْ قِبَلِ اليَمنِ، وإنَّ الرِّيح مِنْ تَنْفِيسِ الرَّحْمَنِ بِهَا عَنِ الْمَكْرُوبِينَ.
قَالَ العُتْبي: هَجَمْتُ عَلَى وَادٍ خَصِيبٍ وَأَهْلُهُ مُصْفَرَّةٌ ألوانُهم، فسألتُهم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ شَيْخ مِنْهُمْ: لَيْسَ لَنا رِيحٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَن نَفَّسَ عَنْ مُؤمنٍ كُرْبة» أَيْ فرَّج.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثُمَّ يَمشي أَنْفَسَ مِنْهُ» أَيْ أفسَحَ وأبْعَدَ قَلِيلًا.
وَالْحَدِيثُ الآخَر «مَن نَفَّسَ عَنْ غَريمه» أَيْ أخَّر مُطالَبَته.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عمَّار «لَقَدْ أبْلَغْتَ وأوْجَزْت، فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ» أَيْ أطَلْتَ. وَأَصْلُهُ أَنَّ المُتكَلم إِذَا تَنَفَّسَ اسْتَأْنَفَ القَولَ، وسَهُلَت عَلَيْهِ الْإِطَالَةُ.
(س) وَفِيهِ «بُعِثْتُ فِي نَفَسِ السَّاعَةِ» أَيْ بُعِثْتُ وَقَدْ حَانَ قِيامُها وقَرُب، إِلَّا أنَّ اللَّه أخَّرها قَلِيلًا، فبَعَثَني فِي ذَلِكَ النَّفَس، فَأَطْلَقَ النَّفَس عَلَى القُرْبِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ جَعل لِلسَّاعَةِ نَفَساً كَنَفَسِ الْإِنْسَانِ، أرادَ إنِّي بُعِثْتُ فِي وَقْتٍ قَرِيب مِنْهَا أحُسُّ فِيهِ بنَفَسها، كَمَا يُحسُّ بنَفَسِ الْإِنْسَانِ إِذَا قَرُب مِنْهُ. يَعْنِي بُعِثْت فِي وقْتٍ بانَت أشراطُها فِيهِ وظَهَرت علاماتُها.
ويُروَى «فِي نَسَم السَّاعَةِ» وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّنَفُّس فِي الْإِنَاءِ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «أَنَّهُ كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا» يَعْنِي فِي الشُّرْب. الحَديثان صَحِيحَانِ، وهُما باخْتِلاف تَقْديريْن: أحدُهما أَنْ يَشْرَب وَهُوَ يَتَنَفَّس فِي الْإِنَاءِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُبينَه عَنْ فِيه، وَهُوَ مَكْرُوهٌ. والآخَرُ أَنْ يَشْرَب مِنَ الْإِنَاءِ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ يَفْصِل فِيهَا فَاهُ عَنِ الْإِنَاءِ. يُقَالُ:
أكْرعَ فِي الْإِنَاءِ نَفَساً أَوْ نَفَسَيْنِ، أَيْ جُرْعةً أو جرعتين. (س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «كُنَّا عِنْدَهُ فَتَنَفَّسَ رجُل» أَيْ خَرج مِنْ تَحْتهِ ريحٌ. شبَّه خروجَ الرِّيح مِنَ الدُّبُر بخُروج النَّفَس مِنَ الفَمِ.
(هـ) وَفِيهِ «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ رِزقُها وأجَلُها» أَيْ مَولُودة. يُقال:
نُفِسَتِ المرأةُ ونَفِسَتْ، فَهِيَ مَنْفوسة ونُفَسَاءُ، إِذَا وَلَدَت. فَأَمَّا الحَيْضُ فَلَا يُقال فِيهِ إِلَّا نَفِسَتْ، بِالْفَتْحِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّ أسماءَ بنتَ عُمَيس نَفِسَتْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ» والنِّفَاسُ: وِلَادُ الْمَرْأَةِ إِذَا وَضَعَتْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَلَمَّا تَعَلَّت مِنْ نِفاسِها تَجَمَّلَت للخُطَّاب» أَيْ خَرَجَت مِنْ أيَّام وِلادَتِها.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ أجْبَر بَنِي عَمّ عَلَى مَنْفُوس» أَيْ ألزَمَهُم إرضاعَه وتَرْبِيَتَه.
(س) وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّهُ [صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] صَلّى عَلَى مَنْفُوسٍ» أَيْ طِفْل حِينَ وُلِدَ. وَالْمُرَادُ أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ وَلَمْ يَعْمَل ذَنْبا.
(هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ المسيَّب «لَا يَرِثُ المَنْفوسُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صارِخا» أَيْ حَتَّى يُسْمَعَ لَهُ صَوْتٌ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلمة «قَالَتْ: حِضْتُ فانْسَلَلتُ، فَقَالَ: مَا لَكِ، أَنَفِسْتِ؟» أَيْ أحضتِ. وَقَدْ نَفِسَت المرأةُ تَنْفَسُ، بِالْفَتْحِ، إِذَا حاضَتْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُها بِمَعْنَى الوِلادة والحَيْض.
وَفِيهِ «أخْشَى أَنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَت عَلَى مَن كَانَ قَبْلَكم، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوها» التَّنَافُسُ مِنَ الْمُنَافَسَةِ، وَهِيَ الرّغْبةُ فِي الشَّيْءِ والانْفِرادُ بِهِ، وَهُوَ مِنَ الشَّيءِ النَّفِيسِ الجَيّد فِي نَوْعِه. ونَافَسْتُ فِي الشيءِ مُنَافَسَةً ونِفَاساً، إِذَا رَغِبْتَ فِيهِ. ونَفُسَ بِالضَّمِّ نَفَاسَةً:
أَيْ صَارَ مَرْغوبا فِيهِ. ونَفِسْتُ بِهِ، بِالْكَسْرِ: أَيْ بَخِلْتُ بِهِ. ونَفِسْتُ عَلَيْهِ الشيءَ نَفَاسَةً، إِذَا لَمْ تَره لَهُ أهْلا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَقَدْ نِلْتَ صِهْر رسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ» .
(س) وَحَدِيثُ السَّقِيفة «لَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ» أَيْ لَمْ نَبْخَل.
(س) وَحَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «سَقِيم النِّفَاسِ» أَيْ أسقَمَتْه المَنافَسةُ والمُغالَبة عَلَى الشَّيْءِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «أَنَّهُ تَعَلَّم العَرِبيَّةَ وأَنْفَسَهُمْ» أَيْ أعْجَبَهم.
وَصَارَ عندهُم نَفِيساً. يُقَالُ: أَنْفَسَنِي فِي كَذَا: أَيْ رَغّبَني فِيهِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرُّقْيَة إِلَّا فِي النَّمْلة والحُمَة والنَّفْسِ» النَّفْسُ: الْعَيْنُ. يُقَالُ:
أصابَت فُلَانًا نَفْسٌ: أَيْ عَيْن. جعَله القُتيبيّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ سيرينَ وَهُوَ حديثٌ مَرفوعٌ إِلَى النبيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنَسٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ مَسَح بَطْنَ رافِع، فألْقى شَحْمَةً خَضْراء، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهَا أنْفُسُ سَبْعَةٍ» يُريدُ عُيُونَهم. وَيُقَالُ للعَائن: نَافِسٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «الكِلاب مِنَ الجِنّ، فَإِنْ غَشِيَتْكم عِنْدَ طَعامِكم فألْقُوا لَهُنّ؛ فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً وأعْيُنا» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخعَي «كُلُّ شيءٍ لَيست لَهُ نَفْسٌ سَائلة، فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّس الْمَاءَ إِذَا سَقَط فِيهِ» أَيْ دَمٌ سَائلٌ.

عَتَقَ 

(عَتَقَ) الْعَيْنُ وَالتَّاءُ وَالْقَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَجْمَعُ مَعْنَى الْكَرَمِ خِلْقَةً وَخُلُقًا، وَمَعْنَى الْقِدَمِ. وَمَا شَذَّ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ ذُكِرَ عَلَى حِدَةٍ.

قَالَ الْخَلِيلُ: عَتَقَ الْعَبْدُ يَعْتِقُ عَتَاقًا وَعَتَاقَةً وَعُتُوقًا، وَأَعْتَقَهُ صَاحِبُهُ إِعْتَاقًا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: عَتَقَ فُلَانٌ بَعْدَ اسْتِعْلَاجٍ، إِذَا صَارَ رَقِيقَ الْخِلْقَةِ بَعْدَ مَا كَانَ جَافِيًا. وَيُقَالُ: حَلَفَ بِالْعَتَاقِ، وَهُوَ مَوْلَى عَتَاقَةٍ. وَصَارَ الْعَبْدُ عَتِيقًا. وَلَا يُقَالُ عَاتِقٌ فِي مَوْضِعِ عَتِيقٍ إِلَّا أَنْ تَنْوِيَ فِعْلَهُ فِي قَابِلٍ، فَتَقُولَ عَاتِقٌ غَدًا. وَامْرَأَةٌ عَتِيقَةٌ حُرَّةٌ مِنَ الْأُمُوَّةِ. وَامْرَأَةٌ عَتِيقَةٌ أَيْضًا، أَيْ جَمِيلَةٌ كَرِيمَةٌ. وَفَرَسٌ عَتِيقٌ: رَائِعٌ بَيِّنُ الْعِتْقِ، وَثَوْبٌ نَاعِمٌ عَتِيقٌ. وَالْعَتِيقُ أَيْضًا: الْكَرِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَدْ عَتَقَ وَعَتُقَ، إِذَا أَتَى عَلَيْهِ زَمَنٌ.

قَالَ الْخَلِيلُ: جَارِيَةٌ عَاتِقٌ، أَيْ شَابَّةٌ أَوَّلَ مَا أَدْرَكَتْ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ عَاتِقًا لِأَنَّهَا عَتَقَتْ مِنَ الصِّبَا وَبَلَغَتْ أَنْ تَدَرَّعَ. قَالُوا: وَالْجَوَارِحُ مِنَ الطَّيْرِ عِتَاقٌ لِأَنَّهَا تَصِيدُ وَلَا تُصَادُ، فَهِيَ أَكْرَمُ الطَّيْرِ، وَكَأَنَّهَا عَتَقَتْ أَنْ تُصَادَ، وَذَلِكَ كَالْبَازِي وَمَا أَشْبَهَهُ. قَالَ لَبِيدٌ:

فَانْتَضَلْنَا وَابْنُ سَلْمَى قَاعِدٌ ... كَعَتِيقِ الطَّيْرِ يُغْضِي وَيُجَلُّ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَعْتَقْتُ الْمَالَ فَعَتَقَ، أَيْ أَصْلَحْتُهُ فَصَلُحَ. وَيُقَالُ: عَتَقَتِ الْفُرْسُ، إِذَا سَبَقَتْ.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَكُنْتُ بِالْمِرْبَدِ فَأُجْرِيَ فَرَسَانِ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: هَذَا أَوَانُ عَتَقَتِ الشَّقْرَاءُ، أَيْ سَبَقَتْ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِعْتَاقُ الْوَسِيقَةِ، إِذَا طَرَدَ طَرِيدَةً أَنْجَاهَا وَسَلِمَ بِهَا. وَيُقَالُ: مَا أَبْيَنَ الْعِتْقَ فِي وَجْهِ فُلَانٍ، أَيِ الْكَرَمَ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْبَيْتُ الْعَتِيقُ: الْكَعْبَةُ، لِأَنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29] . وَيُقَالُ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أُعْتِقَ مِنَ الْغَرَقِ أَيَّامَ الطُّوفَانِ فَرُفِعَ. وَيُقَالُ أُعْتِقُ مِنَ الْحَبَشَةِ عَامَ الْفِيلِ وَيُقَالُ: أُعْتِقَ مِنْ أَنْ يَدَّعِيَهُ أَحَدٌ فَهُوَ بَيْتُ اللَّهِ - تَعَالَى.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَمْثَالِهِمْ: " لَوْلَا عِتْقُهُ لَقَدْ بَلَى "، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذَا ثَبَتَ وَدَامَ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعَاتِقُ مِنَ الطَّيْرِ فَوْقَ النَّاهِضِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ أَخَذَ فَرْخَ قَطَاةٍ عَاتِقًا، إِذَا اسْتَقَلَّ وَطَارَ. وَنَرَى أَنَّهُ مَنْ عَتَقَتِ الْفُرْسُ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: طَيْرٌ عَاتِقٌ، إِذَا كَانَ فَوْقَ النَّاهِضِ، لِأَنَّهُ قَدْ خَرَجَ عَنْ حَدٍّ الزَّقِّ. فَأَمَّا الْعَاتِقُ مِنَ الزِّقَاقِ فَهُوَ الْوَاسِعُ الْجَيِّدُ، وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ بِالشَّيْءِ الْكَرِيمِ. قَالَ لَبِيدٌ:

أُغْلِيَ السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِقٍ ... أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وَفُضَّ خِتَامُهَا

وَقَالَ الْخَلِيلُ: شَرَابٌ عَاتِقٌ، أَيْ عَتِيقٌ. قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:

لَا تَبْعُدَنَّ إِدَاوَةٌ مَطْرُوحَةٌ ... كَانَتْ زَمَانًا لِلشَّرَابِ الْعَاتِقِ

وَيُقَالُ لِلْبِئْرِ الْقَدِيمَةِ عَاتِقَةٌ. وَالْخَمْرُ الْعَتِيقَةُ: الَّتِي عُتِّقَتْ زَمَانًا حَتَّى عَتَقَتْ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَسَبِيئَةٍ مِمَّا تُعَتِّقُ بَابِلٌ ... كَدَمِ الذَّبِيحِ سَلَبْتُهَا جِرْيَالَهَا

قَالَ بَعْضُهُمْ: الْعَاتِقُ فِي وَصْفِ الْخَمْرِ الَّتِي لَمْ تُفَضَّ وَلَمْ تُبْزَلْ، ذَهَبَ إِلَى الْجَارِيَةِ الْعَاتِقِ الَّتِي لَمْ تَبِنْ عَنْ أَبَوَيْهَا. وَيُقَالُ: بَلِ الْخَمْرُ الْعَاتِقُ مِنَ الْقِدَمِ، وَكُلُّ شَيْءٍ تَقَادَمَ فَهُوَ عَاتِقٌ وَعَتِيقٌ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: كُلُّ شَيْءٍ بَلَغَ إِنَاهُ فَقَدْ عَتَقَ، وَسُمِّيَ الْعَبْدُ عَتِيقًا لِأَنَّهُ بَلَغَ غَايَتَهُ. فَأَمَّا قَوْلُ عَنْتَرَةَ:

كَذَبَ الْعَتِيقُ وَمَاءُ شَنٍّ بَارِدٌ ... إِنْ كُنْتِ سَائِلَتِي غَبُوقًا فَاذْهَبِي فَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّهُ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ الْعَتِيقِ. وَمَعْنَى كَذَبَ، أَيْ عَلَيْكَ بِهَذَا النَّوْعِ. وَيُقَالُ بَلِ الْعَتِيقُ: الْمَاءُ; وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَجَلُّ الْأَشْرِبَةِ، وَفِيهِ الْحَيَاةُ.

وَمِنَ الْقِدَمِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَوْلُهُمْ: عَتُقَتْ عَلَيْهِ يَمِينٌ، أَيْ قَدُمَتْ وَوَجَبَتْ. قَالَ:

عَلَيَّ أَلِيَّةٌ عَتَقَتْ قَدِيمًا ... فَلَيْسَ لَهَا وَإِنْ طُلِبَتْ مَرَامُ

وَيُقَالُ لِكُلِّ كَرِيمٍ عَتِيقٌ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ: عَاتِقَا الْإِنْسَانِ، وَهُمَا مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ وَالْعُنُقِ، وَالْجَمْعُ الْعَوَاتِقُ. وَيُقَالُ الْعَاتِقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ فُلَانٌ أَمْيَلُ الْعَاتِقِ إِذَا كَانَ مَوْضِعُ الرِّدَاءِ مِنْهُ مُعْوَجًّا. وَقَالَ فِي تَأْنِيثِ الْعَاتِقِ:

لَا صُلْحَ بَيْنِي فَاعْلَمُوهُ وَلَا ... بَيْنَكُمْ مَا حَمَلَتْ عَاتِقِي

سَيَفِي وَمَا كُنَّا بِنَجْدٍ وَمَا ... قَرْقَرَ قُمْرُ الْوَادِ بِالشَّاهِقِ

قَالَ

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ

: الْعَاتِقُ: الْقَوْسُ الَّتِي تَغَيَّرَ لَوْنُهَا وَاسْوَدَّتْ، وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْقِدَمِ رَاجِعٌ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ.

صَوت

(صَوت) مُبَالغَة فِي صات وَبِه ناداه وَله أيده بإعطائه صَوته فِي الانتخاب (محدثة) والطست وَنَحْوه جعله يصوت
صَوت
: ( {صاتَ} يَصُوتُ) ، كقالَ يَقولُ. (و) {صاتَ (} يَصَاتُ) ، كخاف يَخافُ، {صَوْتاً، فيهمَا، فَهُوَ صائتٌ، أَي: صائحٌ.} والصَّوْتُ: الجَرْسُ، معروفٌ، مُذكَّر؛ وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: الصَّوْتُ: {صَوتُ الإِنسانِ وغيرِه. والصّائتُ: الصّائح.
وَفِي الصَّحاح: فأَمّا قولُ رُوَيْشِدِ بْنِ كَثِيرٍ الطّائيّ:
يَا أَيُّهَا الرَاكِبُ المُزْجِي مَطِيَّتَهُ
سائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هذِهِ} الصَّوْتُ فإِنَّما أَنثهُ؛ لأَنّه أَراد الضَّوْضاءَ والجَلَبَة والاستِغاثة.
قَالَ ابنُ مَنْظُور: قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وهاذا قبيحٌ من الضَّرُورَة، أَعني تأْنيث المُذكَّرِ؛ لأَنّه خُرُوجٌ عَن أَصلٍ إِلى فرْع، وإِنّما المُستجازُ من ذالك رَدُّ التَّأْنِيث إِلى التَّذكير؛ لأَنّ التَّذكير؛ هُوَ الأَصْل، بِدَلالة أَنَّ الشَّيْءَ مُذكَّر، وَهُوَ يقعُ على المُذكَّر والمُؤنَّث، فعُلِم بذالك عُمُوم التَّذْكِير، وأَنّه هُوَ الأَصلُ. وَالْجمع: {أَصواتٌ.
} وصاتَ: إِذا (نادَى، {كأَصَاتَ،} وصَوَّتَ) بِه {تَصْويتاً، فَهُوَ} مُصَوِّتٌ. وكذالك إِذا {صَوَّتَ بإِنسان فدعاهُ، وَعَن ابْن بُزُرْجَ:} أَصاتَ الرَّجُلُ بالرَّجُلِ: إِذا شهَّرَه بأَمْرِ لَا يَشتهِيهِ.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ {صاتٌ) ، وحمارٌ صاتٌ: (} صَيِّتٌ) ، أَي: شديدُ الصَّوتِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يجوزُ أَن يكون {صاتٌ فاعِلاً، ذهبتْ عَيْنُهُ، وأَن يكونَ فَعِلاً مكسور العَيْنِ؛ قَالَ النَّظّارُ الفَقْعَسِيُّ:
كأَنَّنِي فَوْقَ أَقَبَّ سَهُوَقٍ
جَأْبٍ إِذا عَشَّرَ صاتِ الإِرْنَانْ
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا كَقَوْلِهِم: رَجُلٌ مالٌ: كثيرُ المالِ، ورَجُلٌ نالٌ: كثيرُ النَّوال، وكَبْشٌ صافٌ: كثيرُ الصُّوف، ويَوْمٌ طانٌ: كثيرُ الطِّينِ؛ وبئْرٌ ماهَةٌ، ورجُلٌ هاعٌ لاعٌ، ورجلٌ خافٌ. وأَصل هاذه الأَوصافِ كلِّها فَعِلٌ بِكَسْر الْعين. انْتهى.
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ العَبّاسُ رَجُلاً} صَيِّتاً) ، أَي: شديدَ الصَّوْتِ عالِيَهُ، يُقَال: هُوَ {صَيِّتٌ} وصائتٌ، كمَيِّتٍ ومائتٍ، وأَصلُه الْوَاو، وبِناؤُه فَيْعِلٌ فقُلِبَ وأُدْغِمَ.
( {والصِّيتُ، بالكَسْرِ: الذِّكْرُ) ، يُقَال: ذَهبَ فِي النّاس} صِيتُه، أَي ذِكْرُه، وخَصَّه بعضُهم بالذِّكْرِ (الحَسَنِ) . وَفِي الصَّحاح: الجَميل الّذِي يَنتشِر فِي النّاس دُونَ القَبِيح، وأَصلُه من الْوَاو، وإِنّما انقلبتْ يَاء، لانكسارِ مَا قبلَها، كَمَا قَالُوا: رِيحٌ، من الرَّوْح، كأَنّهُمْ بَنَوْهُ على فِعْلٍ، بِكَسْر الفاءِ، للفَرْقِ بينَ الصَّوْتِ المسموع وبينَ الذِّكْرِ الْمَعْلُوم. وَفِي الحَدِيث: (مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ {صِيتٌ فِي السَّمَاءِ) أَي ذِكْرٌ وشُهْرَةٌ وعِرْفان قَالَ: ويكونُ فِي الخَير والشَّرِّ (} كالصّاتِ {والصَّوْتِ،} والصِّيتَةِ) ، ورُبَّما قَالُوا: انتَشَر {صَوتُه فِي النّاس، بِمَعْنى} الصِّيت. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: والصَّوْت فِي الصِّيت، لُغَةٌ. وَقَالَ لَبِيدٌ:
وكَمْ مُشْتَرٍ مِنْ مالِهِ حُسْنَ صِيتَةٍ
لآِبائِه فِي كُلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ
وَفِي الحَدِيث: فَصْلُ مَا بَيْنَ الحلالِ والحرامِ، {الصَّوْتُ، والدُّفُّ) يُرِيدُ إِعلانَ النِّكاح، وذَهَابَ الصَّوْت والذِّكْرَ بِهِ فِي النّاس، يُقال: لَهُ صَوْتٌ وصِيتٌ، أَي ذِكْرٌ.
(و) } الصِّيتُ: (المِطْرَقَةُ) نَفْسُها، (و) قيل: الصِّيتُ: (الصّائِغُ. و) قيل: (الصَيْقَلُ) ، نَقله الصّاغانِيُّ.
( {والمِصْوَاتُ) ، بِالْكَسْرِ: (} المُصَوِّتُ) .
(و) قولُهُم: دُعِيَ، {ف (انْصاتَ) : أَي (أَجابَ وأَقْبَلَ) .
(و) انْصاتَ الرّجلُ: (ذَهَبَ فِي تَوَارٍ) ، نقلَهُ الصّاغَانيّ.
(و) } انْصَاتَ (المُنْحَنِي) : إِذا (اسْتَوَى) هاكذا فِي النُّسَخِ، وَفِي أُخْرَى: اسْتَوَى قَائِما، وصوابُه، على مَا فِي الصَّحاح وغيرِه: استَوَتْ (قَامَتُهُ) بعدَ انْحناءٍ، كأَنّه اقْتَبَلَ شَبَابُهُ.
{والمُنْصاتُ: القَوِيمُ القامَةِ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ، وَقيل للعَبّاس بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَميّ:
ونَصْرُ بْنُ دُهْمَانَ الهُنيْدَةَ عاشَها
وتِسْعِينَ حَوْلاً ثُمَّ قُوِّمَ} فانْصاتَا
وعادَ سَوادُ الرَّأْسِ بعدَ ابْيِضاضِهِ
ورَاجَعَهُ شَرْخُ الشِّبَابِ الّذِي فاتا
وراجَعَ أَيْداً بَعْدَ ضَعْفِ وقُوَّةٍ
ولاكِنَّهُ من بَعْدِ ذَا كُلِّهِ مَاتَا (و) انْصاتَ (بهِ الزَّمَانُ) {انْصِيَاتاً: إِذا (صَار مشْهُوراً) .
(و) يُقَالُ: (مَا بالدَّارِ} مِصْوَاتٌ) ، أَي: (أَحَدٌ) يُصَوِّتُ. وَفِي بعض النُّسَخِ: {مُصَوِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد.
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ:
} أَصات الرجلُ بالرَّجُلِ: إِذا شَهَّرَهُ بأَمْر لَا يَشتهيه. وَفِي الحَدِيث: (أَنّهم كانُوا يَكرهون الصَّوْتَ عندَ القِتالِ) هُوَ أَنْ يُنادِيَ بعْضُهم بَعْضًا، أَو يفعَلَ أَحَدُهُم فعلا لَهُ أَثرٌ، فيَصِيحَ، ويُعَرِّفَ بنفْسِه على طَرِيق الْفَخر والعُجْب. والعَربُ تقولُ: أَسْمَعُ صَوْتاً، وأَرَى فَوْتاً: أَي أَسْمَعُ صَوتاً، وَلَا أَرى فِعْلاً. ومِثلُه: إِذا كُنْت تَسْمَعُ بالشَّيْءِ، ثمّ لَا تَرى تَحْقِيقا، يقالُ: ذِكْرٌ وَلَا حَساسِ.
من أَمثالهم فِي هَذَا الْمَعْنى: لَا خَيْرَ فِي رَزَمَةٍ لَا دِرَّة مَعهَا، أَي: لَا خَيرَ فِي قَولٍ وَلَا فِعْلَ مَعَه.
وكُلُّ ضرْبٍ من الغِناءِ، صَوْتٌ؛ والجمعُ الأَصواتُ. وقولُه، عزَّ وجلَّ: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ {بِصَوْتِكَ} (الْإِسْرَاء: 64) ، قيل:} بأَصواتِ الغِناءِ والمَزامِيرِ.
{وأَصَاتَ القَوْسَ: جَعلَها} تُصَوِّتُ.
وَفِي الأَساسِ: سابَّ المُخَبَّلُ الزِّبْرِقانَ، فَقَالَ لصَحْبِه: كَيفَ رَأَيْتمُوني؟ قَالُوا: غَلَبَك بِرِيقٍ سَيِّغٍ، {وصَوْتٍ} صَيِّتٍ. 
ساقطٌ برمَّته من الصِّحَاح، وثابت فِي لِسَان الْعَرَبِيّ والتكملة.

اللفيف من السين

باب اللفيف


ما أوَّلُهُ السِّيْنُ
السيْءُ - مَهْمُوْز -: اللبَن القَليلُ قَبْلَ أنْ تَجْتَمِعَ الدِّرةُ. وتَسَيَّأتِ النّاقَة: إذا أرْسَلَتْ لَبَنَها من غَيْرِ حَلَب. وسَيأتْ؛ اجْتَمَعَ في ضَرْعِها السيْءُ. وناقَةٌ سَيُوء - على فَعوْلٍ -. والسُّيَاءةُ السيْءُ. والسِّيُّ: المَكانُ المُسْتَوي.
وسِيّانِ: مَعْنَاه سَوَاءانِ، وجَمْعُها سَوَاسِي. و " وَقَعَ في سِيِّ رَأْسِه ": أي فيما يُسَاوي رَأْسَه من الخِصْبِ والخَيْرِ، و " في سِوَاءِ رأْسِه ". ولو جَعَلْتَني في سِيِّ رَأْسي ما عَمِلْتُه: أي فيما يُسَاوي رَأْسي.
ونَزَلَ في كَلإَ سِيّ: أي كثِيرٍ. وسَوَّيْتُ الشّيءَ تَسْوِيَةً. وقَوْلُهم في البَيْعِ: لا يَسْوى ولايُسَاوي: أي لا يكونُ هذا مَعَ هذا سِيَّيْنِ، من السوَاء. والمُسَاوَاةُ: مِثْلُه، وكذلك التسْوِيَةُ والسَّوِيَّةُ. والسَّوَاء: الذي سَوّى اللهُ خَلْقَه، وهو السوِيُّ.
وبَعَثْنا إلى فلانٍ بالسَّوَاءِ واللِّوَاءِ والسِّيَاءِ والليَاءِ: أي قُلْنا لهم: وافَقْناكُم فأَعِيْنُوْنا. وهم سِيَة وسَوَاسِيَةٌ وسَوَاسِوة وسَوَاسٍ: أي مُسْتَوُوْنَ. ومَثَلٌ: " سَوَاسِيَةٌ كأسْنَانِ الحِمَارِ ". والسوَاسِيَةُ: القَزَمُ القِصَارُ من الناسِ.
وسَوِيَ - نادِرَة -، لا يُقال منه يَسْوى. وهو - بمعنى غَيْرٍ - مَقْصُوْرٌ. والسَّوَاءُت وَسَطُ الشَّيْءِ - مَمْدُوْدٌ -، وتَصْغِيْره سُوَي.
ومَكانٌ سُوىً: أي مَعْلَمٌ، وسِوىً: مِثْلُه. ولا سِيما فُلانٌ ولا سِيةَ ولا سِيَّ فلانٌ: أي ولا مِثْلُه، ولا سِوى ما فلانٌ ولا سَوْمَا.
وسِوَى: بمعنى القَصْدِ أيضاً. وسِوَى: بمعنى وَسَطٍ. وسِوَاءَ - بالمَدِّ -: بمعنى حِذَاءَ. وسَوَاءٌ - أيْضاً -: وَسَطٌ.
وماتَ فلانٌ سِوى أهْلِه. ورَجُلَانِ سَوَاءانِ، وقَوْمٌ أسْوَاءٌ. والسيُ: مَوْضِعٌ بالبادِيَةِ أمْلَسُ. والماءُ الكَثِيرُ، وهو السَّوَاءُ أيضاً. والسوِيةُ: قَتَبٌ عَجَمِيٌّ للبَعِيرِ، والجَميعُ السوَايا. وسُوَيةُ: نَعْتُ امْرَأةٍ. والسوْءُ: نَعْتٌ لكُلِّ شَيْءٍ رَدِيْءٍ، والفِعْلُ: سَاءَ يَسُوْءُ - لازِمٌ ومجَاوِزٌ -.
وساءَ الشيْءُ: إذا قَبُحَ. والسُوْءُ: الاسْمُ الجامِعُ للآفاتِ والداءِ، سُؤْتُ وَجْهَ فُلانٍ أَسُوْؤُهُ مَسَاءةً ومَسَائيَةً ومَسَايَةً وسَوَاءةً وسَوَائيَةً. وأسَأْتُ إليه في الصُّنْعِ. واسْتَاى فلان: من السُوْءِ. وسُؤْتُ فلاناً، وسُؤْتُ له وَجْهَه. ولَسَاءَ ما صَنَعَ فلانٌ: في مَوْضِعِ الفِعْلِ. وأخْطَأْتَ فَأَسْوَأْتَ: بمعنى أسَأْتَ.
والسَّيئ والسيئَةُ: عَمَلانِ قَبِيْحَانِ؛ كالخَطِيْئَةِ. والسُّوْأى: اسْمٌ للفَعْلَةِ السيئةِ.
ورَجُلٌ أسْوَأُ، وامْرَأةٌ سَوْءاء: قَبِيْحَة. والسوءةُ السَّوءاءُ: الفَعْلَةُ القَبِيْحَةُ. والمَرْأةُ المُخَالِفَةُ. وسَوْءةً لفُلانٍ، نَصَبْتَه لأنَه ليس بخَبَرٍ لكِنَه شَتْم. وهذا رَجُلُ سَوْءٍ، والرَّجُلُ السَّوء. وقَوْلُهم: ضَرَبَ فلانٌ على فلانٍ سايَةً: أي فَعْلَة؛ من السُّوْءِ، وأصْلُها ساءةٌ، وقيل: هي فَعَلَةٌ من سَوَّيْت، والأصْلُ سَوَيَةٌ. ولَيْلَةُ السوَاءِ: لَيْلَةُ ثَلاثَ عَشرةَ من الشهْرِ. وأمْرٌ سَوَاءٌ: تامٌ. وخِمْسٌ سَوَاء. والسوْءةُ: فَرْجُ الرَّجُلِ والمَرْأةِ. وسَوأْتُ على فلانٍ ما صَنَعَ: إذا قُلْتَ له: أَسَأْتَ. وسُؤْتُ له ظَنّاً وأسَأْت: بمعنىً.
واسْتَاءَ مَكاني: أي ساءه ذاكَ. ورَجُلٌ مُسْتَاءٌ: ساءه أمْرٌ. وقيل في قَوْلهم: ماساءَكَ وماناءَكَ: ساءَكَ: أبْرَصَكَ، وناءَكَ: إتْبَاعٌ. والسُّوْءُ: البَرَصُ.
وأسْوى فلان حَرْفاً من كتابِ اللهِ: أي أسْقَطَه وأغْفَلَه.
وأسْوى - أيضاً -: إذا أحْدَثَ. وإذا وَضَعَ الشَيْءَ مُسْتَوِياً. وأسْوى الرجُلُ: إذا كانَ خَلْقُه سَوِيّاً. وأسْوَيْته بفُلانٍ: بمعنى سَوَّيْته.
وساواه الشبَابُ: أي قاسَمَه وأعْطَاه السَّوِيَةَ. وُيقال: كَيْفَ أمْسَيْتُم؛ فيُقال: مُسْوُوْنَ صالِحُوْنَ. ومن أمْثالِهم: " الخَيْلُ تَجْري على مَسَاوِيها " أي على جَرْيِها الأولِ المَعروْفِ منها.
ويقولون: سَويا فلان ولا تُسَو: أي أصْلِحْ ولا تُفْسِدْ. ويقولونَ: " ساواكَ عَبْدُ غَيْرِكَ "، و " مَنْ سَره بَنُوه ساءَتْه نَفْسُه ".
وسِيَةُ القَوْسِ - غير مَهْمُوْزَةٍ -: رَأْسُ قابِها. وسِيةُ الأسَدِ: عِرِّيْسَتُه - مُثَقَل -. وسؤاتُ: اسْمُ حَف من قيس بن عامِر.
والساْوُ: بُعْدُ الهَم والنزَاعُ، إنه لَذُو سَأوٍ بَعِيدٍ. والسُوْسُ والسّاسُ: العُثَّةُ في الثِّيَابِ والطَّعَامِ. وساسَ الطَّعَامُ وأسَاسَ وسَوسَ: وَقع فيه السُّوْسُ، وسَوِسَ - أيضاً - وسِيْسَ فهو مَسُوْسٌ، وسَئِسَ.
والسُوْسُ والتُوْسُ: الطبْعُ والخَلِيْقَةُ، وقيل: الأصْلُ. والسيَاسَةُ: فِعْلُ السّائسِ. والوالي يَسُوْسُ رَعِيتَه. وسُوِّسَ فلانٌ أمْرَ بَني فلانٍ: أي كُلفَ سِيَاسَتَهم. وأنْتَ سَوَّست هذا الأمْرَ وأَسَسته.
والسوَسُ: مَصْدَرُ الأسْوَسِ، وهو داءٌ في عَجُزِ الدابَّةِ بَيْنَ الفَخِذِ والوَرِكِ.
والسوَاسُ: شَجَرٌ - الواحِدَةُ سَوَاسَة - يُتَخَذُ منه الزَنْدُ، وهو مِثْلُ المَرْخِ. وأسَاست الشاةُ أشَدَّ الإسَاسَةِ؛ وسَالت تَسَاسُ سَوَساً: إذا قَمِلَتْ وكَثُرَ القَمْلُ في أُصُوْلِ صُوْفِها، فهي مُسِيْسٌ. وسَوسَ له أمْراً فَرَكِبَه: بمعنى سَولَ.
وأبو سَاسَانَ: كُنْيَةُ كِسْرى. والسيْسَاءُ: مِنْسَجُ الحِمَارِ والبَغْلِ. وقيل: هو مُجْتَمَعُ دَأَيَاتِ البَعِيْرِ، وجَمْعُه سَيَاسِي.
وحَمَلْتُه على سِيْسَاءِ الحَقَ: أي حَده. والسأْسَأَةُ: من قَوْلِكَ للشّاءِ: سَأْسَأْ؛ لِتَحْتَبِسَ. وسَأَوْتُ ثَوْبَه: أي شَقَقْت، وسَأَيْتُه - أيضاً - سَأْياً. والسقَاءَ: وَسعْتَه.
وسَأَوْتُ بَيْنَ القَوْمِ: أفْسَدْت. والسأْوُ: الطيةُ والفَتْقُ. والسايَةُ: القِرْبَةُ الجَشِبَةُ الغَلِيْظَةُ. وتَسَيأَ فلانٌ بحَقْي: أقَرَّ به بَعْدَ إنْكارِه.
وإنه ليتَسيأُ لي بالشيْءِ: أي يَلِيْنُ به.


ما أوُلهُ الوَاو الوَسْوَسَةُ: حَدِيْثُ النَّفْسِ. والصوْتُ الخَفِيُّ، وبه شُبِّهَ صَوْتُ الحُلِيِّ. وفُلانٌ مُوَسْوَسٌ. وأوْسَيْتُ الشيْءَ إيْسَاءً: قَطَعْته، ومنه المُوْسى - وهو مُذَكَّرٌ -. وأوْسَيْتُ رَأْسَه: حَلَقْته. ومُوْسى القَوْنَسِ: طَرَفُ البَيْضَةِ. ووَيْس: كَلِمَةٌ في مَوْضِعِ الرأْفَةِ والاسْتِمْلاَح، يقولون: ويحَهُ ووَيسَهُ ما أمْلَحَه.
وويس له: أي فَقْرٌ له. وأُسْهُ أوْساً: أي سُدَّ وَيْسَه.


ما أوَّلُهُ الألِف
أوْسٌ: قَبِيْلَةٌ من اليَمَنِ، وهو من آسَ يَؤوْسُ أَوْساً، والاسْمُ الإيَاسُ. وهو العِوَضُ. واسْتَآسَني فأُسْتُه.
والأوْسُ: العَطَاءُ. والنُّهْزَةُ أيضاً. وأَوس: زَجْرٌ للعَنْزِ والبَقَرِ، يقولونَ: أَوْسْ أوْسْ. وهو - أيضاً -: من أسْمَاءِ الذَئْبِ، وكذلك أويس. وأَيْسٌ: كَلِمَة قد أُمِيْتَتْ، إلا أَنَّهم يقولون: " ائْتِ به من حَيْثُ أَيْسَ ولَيْسَ ".
والتأيِيْسُ: الاسْتِقْلالُ، ما أيسْنَا من فلانٍ خَيْراً. وأَيسْتُه: لَينْته. والآسُ: شَجَرٌ مَعْروْفٌ، الواحِدَةُ آسَةٌ. وهو - أيضاً -: شَيْءٌ من العَسَلِ للصبيان.
وما بَقِيَ في الدّارِ آسٌ: أي أثَرٌ خَفِي. والإيَاسُ: انْقِطاعُ الطمَعِ. واليَأسُ: نَقِيْضُ الرجاءِ، وآيَسْتُ من كذا إيْئاساً.
وايسْتُ الشَّيْءَ تَأيِيْساً: إذا جَعَلْت له أسِيّاً أي أصْلاً. والأسُّ: أصْلُ التأسِيْسِ في البِنَاء، وفي لُغَة: أَسس، والجَميعُ الآساسُ - مَمْدُوْدٌ -. وكذلك أُسنُ الرَّمَادِ: ما بَقِيَ منه في المَوْقِدِ. وكانَ ذاكَ على أُسِّ الدهْرِ وإسه وأَسه واسْتِه: أي على قِدَمِ الدَّهْرِ. والأسِيةُ: ما أُسَس من بُنْيَانٍ فأحْكِمَ، وكذلك الآسِيَةُ. وهي الأسْطُوَانَةُ. ولفُلانٍ عندي آسِيَة: أي أَخِيةٌ. والتأسِيْسُ في الشعْرِ: أَلِفٌ تَلْزَمُ القافِيَةَ بَيْنَها وبَيْنَ حَرْفِ الروِيِّ حَرْفٌ. والأسن - مَقْصُوْر -: شِدةُ الحُزْنِ على الشيْءِ، أَسِيَ يَأْسن أسى؛ فهو أسْيَانُ، والمَرْأةُ أَسْيَا، والجَميعُ أَسَايَا وأَسْيَانُوْنَ. وأَشَيْتُه: أي عَزَيْتُه، وتَأَسّى هو.
والأسَا: مَصْدَرُ الإسْوَةِ، وقيل: جَماعَةُ الإسْوَةِ، من المُوَاساةِ والتَّأَسِّي.
وهو يَأتَسِي بفُلانٍ: أي يَرى أنَّ له فيه إسْوَةً. وآسَيْتُ فلاناً إيْسَاءً ومُوَاساةً: أي شارَكْته. وهُما أَسِيانِ: أي مِثْلانِ، وهُمْ أُسَوَاءُ، ومُؤتَسِيَانِ، ومُتَاَسِّيَانِ: مِثْلُه. وآسِيَةُ: اسْمُ امْرَأةِ فِرْعَوْنَ. والأسْوُ: عِلَاجُ الطَّبِيْبِ الجِرَاحاتِ، أسَا يَأسُو أَسْواً. والأسِي: الطبِيْبُ. وائْتَسَى العَظْمُ: إذا انْجَبَرَ وبَرَأَ.
والإسَاءُ: الدوَاءُ. وهو - أيضاً -: جَمْعُ الأسي. وفي المَثَلِ: " يَشُجُّ مَرةً وَيأسُو أُخْرى ". والمُوَاسَاةُ: الإصْلَاحُ.
والأسِىُ: الأصْلُ. وآثَارُ الحَيِّ إذا ارْتَحَلوا من الرمَادِ والبَعْرِ، وجَمْعُها أوَاسِيُّ. وآسَيْتُ المالَ وأتْلَفْتُه: بمعنىً واحِدٍ. وأنَا مُؤْسٍ - بالهَمْزِ -.
وأَس فلان سهمَه يَؤُسُّه أساً؛ فهو مَأسُوْسٌ: إذا حَددَه. وُيقال للشاةِ إذا زَجَرْتَها: أُسَّ أُسَّ وأُسُّ أُسُّ، وأُسْ أسْ.


؟ ما أوَلُه اليَاء
؟ اليَأسُ: نَقِيْضُ الرجَاءِ، يَئسْتُ يَأساً وإيَاساً. وأيْاسْتُه فاسْتَيْأسَ. ويقولونَ في مَعْنى العِلْمِ: يَئسْتُ أنَّكَ رَجُلُ صِدْقٍ: أي عَلِمْت. وقَوْلُهُ عَزَّ وجَل: " أفَلَمْ يَيْأَسِ الذينَ أمَنُوا " بمَعْناه. واليَآسَةُ: هي اليَأسُ.

الكتاب

الكتاب:
رسم المصحف العثماني.
الكتاب:
[في الانكليزية] Book ،the koran
[ في الفرنسية] Livre ،le Coran
بالكسر وتخفيف المثناة الفوقانية لغة اسم للمكتوب، والفرق بينه وبين الرسالة بالكمال فيه وعدمه في الرسالة كما سبق، ثم غلب في عرف الشرع على القرآن كما غلب في عرف أهل العربية، وهو كما يطلق في الشرع على مجموع القرآن كذلك يطلق على كلّ جزء منه، كما أنّ لفظ القرآن أيضا كذلك. وبالنظر إلى الإطلاق الثاني قالوا أدلة الشرع أربعة: الكتاب والسّنّة والإجماع والقياس هكذا يستفاد من التلويح والعضدي. وفي اصطلاح المصنّفين يطلق على طائفة من ألفاظ دالّة على مسائل مخصوصة من جنس واحد تحته في الغالب، أمّا الأبواب الدالّة على الأنواع منها وأمّا الفصول الدالة على الأصناف وأمّا غيرها، وقد يستعمل كلّ من الأبواب والفصول مكان الآخر، هكذا في جامع الرموز وشرح المنهاج. وفي اصطلاح الصوفية يطلق على الوجود المطلق الذي لا عدم فيه كما سبق في أمّ الكتاب.
الكتاب
قال أبو عُبَيدَةَ وغيره من أهل اليمنِ: يُسَمَّى الكِتَابُ كتاباً لتأليف حروفه وانضمام بعضها إلى بعض وكلُّ شيءٍ جمعتَهُ وضممتَ بعضَهُ إلى بعض فقد كتبتَهُ. قال الشاعر:
لا تأمَنَنَّ فَزَارِيَّاً خَلَوتَ به ... على قَلُوصِكَ واكتُبها بأَسيَارِ
أي: ضُمَّ شُفرَي حَيائِها واجمَعهُما.
وتَقولُ: قد كتبتُ الكِتَابَ كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً ومَكتبةً إذا جَمَعتَ بين حروفه وضممتَ بعضَها إلى بعض وأنا كاتبٌ والجمعُ: كاتِبون وكُتَّاب وكَتَبَة وكتب.
ويُقالُ للخيلِ إذا جُمِعَت وضُمَّ بَعضُها إلى بعضٍ: كَتِيبَة.
ويُقالُ: كَتَبَ الرَّجُلُ إذا خَطَّ وأكتَبَ يكتبُ إكتاباً إذا صارَ حَاذِقاً بالكتابِ.
ويُقالُ: أَتَيتُ فُلانَاً فأَكتَبتُهُ إذا وجدتَه كَاتباً كقولهم: أبخلتُهُ: وجَدتُهُ بخيلاً وأَسخَيتُهُ: وجَدته سَخِيَّاً.
ويُقالُ: قد استكتبَ فُلان: إذا ادَّعى أن يكونَ كَاتباً.
والمُكَتِّبُ: المُعَلِّمُ. والمَكتَبُ: الموضعُ الذي يكتب فيه. والمُكُتَّب: الموضع الذي يتعلم فيه الكتابة.
وتَقولُ: قد كَتَّبتُ الغلامَ أُكَتِّبُهُ تكتيباً وأكتَبتُهُ إكتاباً إذا علَّمتَهُ الكتابَةَ.
وتَقولُ: قد كاتبتُ فُلاناً أي: خايرته فكتبتُهُ أي: غلبته في جودةِ الخَطِّ فكنت أَكتَبَ منه فهو مَكتوبٌ كقولك: فاخرته ففَخَرتُهُ أي: فكنت أَفخَرَ منه. وفاطَنتُهُ ففطَنتُهُ أي: كنتُ أَفطَنَ منه.
ويُقالُ للحافِظ العَالِم: الكاتبُ ومنه قول الشاعر:
أَوصَيتُ بالحَسنَاءِ قَلبَاً كاتباً
وزخرفته: إذا حَسَّنتَه وزيَّنتَه ونَمَّقتَه.
وأنشد المُرَقِّشُ:
الدَّارُ وَحشٌ والرسومُ كما ... رَقَّشَ في ظَهرِ الأديِمِ قَلَم
وبهذا البيت سُمِّي المُرَقِّش.
وتَقولُ العربُ: زَبَرتُ الكتابَ أَزبُرُهُ زَبراً وزَبورَاً إذا كتبتَهُ.
والزُّبُرُ: الكُتُبُ واحدها زَبور وهو فَعول في موضع مفعول كما قالوا: ناقة رَكُوب حَلُوب أي: مركوبة ومحلوبة. وقد يكون زَبور بمعنى زابِر أي: كاتِب كقولك: ضارِب وضَروب قالَ امرُؤُ القَيس:
أَتَت حِجَجٌ بعدي عليها فأَصبَحَت ... كخَطِّ زَبُورٍ في صحائفِ رُهبانِ
أي: بخطِ كاتِبٍ وقالَ أبو ذُؤَيب:
عَرَفتُ الدِّيَارَ كرَقمِ الدَّوا ... ةِ يَزبُرُهُ الشَّاعِرُ الحِميَرِيُّ
أي: يكتبه. ومَن رَواه: يَذبُرُهُ بالذَّال أراد: يقرؤه. وقوله: كرَقمِ الدَّواةِ أي: بالكتابة بالدَّواة. قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: (كِتابٌ مَرقُومٌ) وقال الشَّاعرُ:
سأَرقُمُ بالماءَ القَرَاح إليكُمُ ... على نَأيِكُم إن كانَ للمَاءِ رَاقِمُ
المَطُّ المَطُّ في الكتاب والمَدُّ سواء تَقولُ: مَطَطتُ الحرفَ أي: مَدَدتُهُ وهو حرفٌ مَمطوطٌ وأنا ماطٌّ والأصل: ماطِطٌ على وزن فاعِل أُدغِمَت إحدى الطَّاءَين في الأخرى.
فإذا أمرتَ قُلتَ إذا أَدغَمتَ: مُطَّ حُروفكَ يا فتى.
والطَّاءُ والتَّاءُ والدَّالُ يتعاقَبنَ فَجَعَلَ بَعضَهُنَّ مكانَ بعضٍ لأنَهنَّ مهجورات متقاربات المخارج من الفَم. ومنه يُقالُ: مَتَتْتُ إلى فُلان بكذا وكذا أي: مددتُ إليه به فالتَّاءُ في موضع الدَّال لقُربها منها.

عَقَّ 

(عَقَّ) الْعَيْنُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ [عَلَى الشَّقِّ] ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ بِلُطْفِ نَظَرٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: أَصْلُ الْعَقِّ الشَّقُّ. قَالَ: وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الْعُقُوقُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الشَّعْرُ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْجِلْدُ. وَهَذَا الَّذِي أَصَّلَهُ الْخَلِيلُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - صَحِيحٌ. وَبَسْطُ الْبَابِ بِشَرْحِهِ هُوَ مَا ذَكَرَهُ فَقَالَ: يُقَالُ عَقَّ الرَّجُلُ عَنِ ابْنِهِ يَعُقُّ عَنْهُ، إِذَا حَلَقَ عَقِيقَتَهُ، وَذَبَحَ عَنْهُ شَاةً. قَالَ: وَتِلْكَ الشَّاةُ عَقِيقَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: " كُلُّ امْرِئٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ ". وَالْعَقِيقَةُ: الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ بِهِ. وَكَذَلِكَ الْوَبَرُ. فَإِذَا سَقَطَ عَنْهُ مَرَّةً ذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ الِاسْمُ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

يَا هِنْدُ لَا تَنْكِحِي بُوهَةً ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أَحْسَبَا

يَصِفُهُ بِاللُّؤْمِ وَالشُّحِّ. يَقُولُ: كَأَنَّهُ لَمْ يُحْلَقْ عَنْهُ عَقِيقَتُهُ فِي صِغَرِهِ حَتَّى شَاخَ. وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ الْحِمَارَ:

أَذَلِكَ أَمْ أَقَبُّ الْبَطْنِ جَأْبٌ ... عَلَيْهِ مِنْ عَقِيقَتِهِ عِفَاءُ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الشُّعُورُ وَالْأَصْوَافُ وَالْأَوْبَارُ كُلُّهَا عَقَائِقُ وَعِقَقٌ، وَاحِدَتُهَا عِقَّةٌ. قَالَ عَدِيٌّ:

صَخِبُ التَّعْشِيرِ نَوَّامُ الضُّحَى ... نَاسِلٌ عِقَّتُهُ مِثْلُ الْمَسَدْ

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

طَيَّرَ عَنْهَا اللَّسُّ حَوْلِيَّ الْعِقَقْ وَيُقَالُ أَعَقَّتِ النَّعْجَةُ، إِذَا كَثُرَ صُوفُهَا، وَالِاسْمُ الْعَقِيقَةُ. وَعَقَقْتُ الشَّاةَ: جَزَزْتُ عَقِيقَهَا، وَكَذَلِكَ الْإِبِلُ. وَالْعَقُّ: الْجَزُّ الْأَوَّلُ. وَيُقَالُ: عُقُّوا بَهْمَكُمْ فَقَدَ أَعَقَّ، أَيْ جُزُّوهُ فَقَدْ آنَ لَهُ أَنْ يُجَزَّ. وَعَلَى هَذَا الْقِيَاسِ يُسَمَّى نَبْتُ الْأَرْضِ الْأَوَّلُ عَقِيقَةً. وَالْعُقُوقُ: قَطِيعَةُ الْوَالِدَيْنِ وَكُلِّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ. يُقَالُ عَقَّ أَبَاهُ فَهُوَ يَعُقُّهُ عَقًّا وَعُقُوقًا. قَالَ زُهَيْرٌ:

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ ... بَعِيدَيْنِ فِيهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ

وَفِي الْمَثَلِ: " ذُقْ عُقَقُ ". وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ لِحَمْزَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ مَقْتُولٌ: " ذُقْ عُقَقُ " يُرِيدُ يَا عَاقُّ. وَجَمْعُ عَاقٍّ عَقَقَةٌ. وَيَقُولُونَ: " الْعُقُوقُ ثُكْلُ مَنْ لَمْ يَثْكَلْ "، أَيْ إِنَّ مَنْ عَقَّهُ وَلَدُهُ فَكَأَنَّهُ ثَكِلَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَحْيَاءً. وَ " هُوَ أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ " ; لِأَنَّ الضَّبَّ تَقْتُلُ وَلَدَهَا. وَالْمَعَقَّةُ: الْعُقُوقُ.

قَالَ النَّابِغَةُ:

أَحْلَامُ عَادٍ وَأَجْسَادٌ مُطَهَّرَةٌ ... مِنَ الْمَعَقَّةِ وَالْآفَاتِ وَالْأَثَمِ

وَمِنَ الْبَابِ انْعَقَّ الْبَرْقُ. وَعَقَّتِ الرِّيحُ الْمُزْنَةَ، إِذَا اسْتَدَرَّتْهَا، كَأَنَّهَا تَشُقُّهَا شَقَّا. قَالَ الْهُذَلِيُّ: حَارَ وَعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ وَانْ ... قَارَ بِهِ الْعَرْضُ وَلَمْ يُشْمَلِ

وَعَقِيقَةُ الْبَرْقِ: مَا يَبْقَى فِي السَّحَابِ مِنْ شُعَاعِهِ; وَبِهِ تُشَبَّهُ السُّيُوفُ فَتُسَمَّى عَقَائِقَ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الْخَطِّيِّ لُدْنٍ ... وَبِيضٍ كَالْعَقَائِقِ يَخْتَلِينَا

وَالْعَقَّاقَةُ: السَّحَابَةُ تَنْعَقُّ بِالْبَرْقِ، أَيْ تَنْشَقُّ. وَكَانَ مُعَقِّرُ بْنُ حِمَارٍ كُفَّ بَصَرُهُ، فَسَمِعَ صَوْتَ رَعْدٍ فَقَالَ لِابْنَتِهِ: أَيَّ شَيْءٍ تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: " أَرَى سَحْمَاءَ عَقَّاقَةً، كَأَنَّهَا حِوَلَاءُ نَاقَةٍ، ذَاتَ هَيْدَبٍ دَانٍ، وَسَيْرٍ وَانٍ ". فَقَالَ: " يَا بِنْتَاهُ، وَائِلِي بِي إِلَى قَفْلَةٍ فَإِنَّهَا لَا تَنْبُتُ إِلَّا بِمَنْجَاةٍ مِنَ السَّيْلِ ". وَالْعَقُوقُ: مَكَانٌ يَنْعَقُّ عَنْ أَعْلَاهُ النَّبْتُ. وَيُقَالُ انْعَقَّ الْغُبَارُ. إِذَا سَطَعَ وَارْتَفَعَ. قَالَ الْعَجَّاجُ:

إِذَا الْعَجَاجُ الْمُسْتَطَارُ انْعَقَّا

وَيُقَالُ لِفِرِنْدِ السَّيْفِ: عَقِيقَةٌ. فَأَمَّا الْأَعِقَّةُ فَيُقَالُ: إِنَّهَا أَوْدِيَةٌ فِي الرِّمَالِ. وَالْعَقِيقُ: وَادٍ بِالْحِجَازِ. قَالَ جَرِيرٌ:

فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَمَنْ بِهِ ... وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نَوَاصِلُهْ

وَقَالَ فِي الْأَعِقَّةِ:

دَعَا قَوْمَهُ لَمَّا اسْتُحِلَّ حَرَامُهُ ... وَمِنْ دُونِهِمْ عَرْضُ الْأَعِقَّةِ فَالرَّمْلُ وَقَدْ قُلْنَا: إِنَّ الْبَابَ كُلَّهُ يَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ. [وَ] مِنَ الْكَلَامِ الْبَاقِي فِي الْعَقِيقَةِ وَالْحَمْلِ قَوْلُهُمْ: أَعَقَّتِ الْحَامِلُ تُعِقُّ إِعْقَاقًا; وَهِيَ عَقُوقُ، وَذَلِكَ إِذَا نَبَتَتِ الْعَقِيقَةُ فِي بَطْنِهَا عَلَى الْوَلَدِ، وَالْجَمْعُ عُقُقٌ. قَالَ:

سِرًّا وَقَدْ أَوَّنَ تَأْوِينَ الْعُقُقْ

وَيُقَالُ الْعَقَاقُ الْحَمْلُ نَفْسُهُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

أَبَنَّ عَقَاقًا ثُمَّ يَرْمَحْنَ ظَلْمَهُ ... إِبَاءً وَفِيهِ صَوْلَةٌ وَذَمِيلُ

يُرِيدُ: أَظْهَرْنَ حَمْلًا. وَقَالَ آخَرُ:

جَوَانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبَا ... ءِ لَمْ يَتَّرِكْنَ لِبَطْنٍ عَقَاقَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ. الْعَقَقُ: الْحَمْلُ أَيْضًا. قَالَ عَدِيٌّ:

وَتَرَكْتُ الْعِيرَ يُدْمَى نَحْرُهُ ... وَنَحُوصًا سَمْحَجًا فِيهَا عَقَقْ

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " الْأَبْلَقُ الْعَقُوقُ " فَهُوَ مَثَلٌ يَقُولُونَهُ لِمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، قَالَ يُونُسُ: الْأَبْلَقُ ذَكَرٌ، وَالْعَقُوقُ: الْحَامِلُ، وَالذَّكَرُ لَا يَكُونُ حَامِلًا، فَلِذَلِكَ يُقَالُ: " كَلَّفْتَنِي الْأَبْلَقَ الْعَقُوقَ "، وَيَقُولُونَ أَيْضًا: " هُوَ أَشْهَرُ مِنَ الْأَبْلَقِ الْعَقُوقِ " يَعْنُونَ بِهِ الصُّبْحَ; لِأَنَّ فِيهِ بَيَاضًا وَسَوَادًا. وَالْعَقُوقُ: الشَّنَقُ. وَأَنْشَدَ: فَلَوْ قَبِلُونِي بِالْعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ ... بِأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ مِنَ الْمَالِ أَقْرَعَا

يَقُولُ: لَوْ أَتَيْتُهُمْ بِالْأَبْلَقِ الْعَقُوقِ مَا قَبِلُونِي. فَأَمَّا الْعَوَاقُّ مِنَ النَّخْلِ فَالرَّوَادِفُ، وَاحِدُهَا عَاقٌّ، وَتِلْكَ فُسْلَانٌ تَنْبُتُ فِي الْعُشْبِ الْخُضْرِ، فَإِذَا كَانَتْ فِي الْجِذْعِ لَا تَمَسُّ الْأَرْضَ فَهِيَ الرَّاكِبَةُ. وَالْعَقِيقَةُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ فِي بَطْنِ الْوَادِي. قَالَ كُثَيِّرٌ:

إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا ... مُعَوَّذُهُ وَأَعْجَبَتْهَا الْعَقَائِقُ

وَقِيَاسُ ذَلِكَ صَحِيحٌ; لِأَنَّ الْغَدِيرَ وَالْمَاءَ إِذَا لَاحَا فَكَأَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ. يَقُولُ: إِذَا خَرَجَتْ رَأَتْ حَوْلَهَا نَبْتَهَا مِنْ مُعَوَّذِ النَّبَاتِ وَالْغُدْرَانِ مَا يَرُوقُهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَقْعَقُ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ أَبْلَقُ بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ أَذْنَبُ يُعَقْعِقُ بِصَوْتِهِ، كَأَنَّهُ يَنْشَقُّ بِهِ حَلْقُهُ. وَيَقُولُونَ: " هُوَ أَحْمَقُ مِنْ عَقْعَقٍ "، وَذَلِكَ أَنَّهُ يُضَيِّعُ وَلَدَهُ.

وَمِنَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ " نَوَى الْعَقُوقِ ": نَوًى هَشٌّ رِخْوٌ لَيِّنُ الْمَمْضَغَةِ تَأْكُلُهُ الْعَجُوزُ أَوْ تَلُوكُهُ، وَتُعْلَفُهُ الْإِبِلُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، لَا تَعْرِفُهُ الْبَادِيَةُ.

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الْعَقَّةُ: الْحُفْرَةُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَتْ عَمِيقَةً. وَهُوَ مِنَ الْعَقِّ، وَهُوَ الشَّقُّ. وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْعَقِيقُ: الْوَادِي الْمَعْرُوفُ. فَأَمَّا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: نَصَبْتُمْ غَدَاةَ الْجَفْرِ بِيضًا كَأَنَّهَا ... عَقَائِقُ إِذْ شَمْسُ النَّهَارِ اسْتَقَلَّتِ

فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعَقَائِقُ مَا تُلَوِّحُهُ الشَّمْسى الْحَائِطِ فَتَرَاهُ يَلْمَعُ مِثْلَ بَرِيقِ الْمِرْآةِ. وَهَذَا كُلُّهُ تَشْبِيهٌ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ عَقَائِقَ الْبَرْقِ. وَهُوَ كَقَوْلِ عَمْرٍو:

وَبِيضٌ كَالْعَقَائِقِ يَخْتَلِينَا

وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: أَعَقَّ الْمَاءَ يُعِقُّهُ إِعْقَاقًا، فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ، لِأَنَّ هَذَا مَقْلُوبٌ مِنْ أَقَعَّهُ، أَيْ أَمَرَّهُ. قَالَ:

بَحْرُكَ عَذْبُ الْمَاءِ مَا أَعَقَّهُ ... رَبُّكَ وَالْمَحْرُومُ مَنْ لَمْ يَلْقَهُ

قخم

قخم القيخمان الكثير الصنعة.

قخم: القَيْخَمُ: الضِّخم العظيم؛ قال العجاج:

وشَرَفاً ضَخْماً وعِزّاً قَيْخَما

والقَيْخمان: كبير القَرية ورأْسُها؛ قال العجاج:

أَو قَيْخَمانِ القَرْيةِ الكبير

أي يسقط؛ وقال جرير في التقدم:

همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت

قَرابِيسُها، وازدادَ مَوجاً لُبُودها

والقُحَمُ: الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد. وللخصومة قُحَم

أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده. وفي حديث عليّ، كرم الله

وجهه: أَنه وكَّلَ عبدَالله بن جعفر بالخُصومة، وقال: إن للخُصومةِ قُحَماً،

وهي الأُمور العظام الشاقة، واحدتها قُحْمةٌ، قال أَبو زيد الكلابي:

القُحَم المَهالك؛ قال أَبو عبيد: وأَصله من التَّقَحُّم، ومنه قُحْمة

الأَعْراب، وهو كله مذكور في هذا الفصل؛ وقال ذو الرمة يصف الإبل وشدة ما تلقى

من السير حتى تُجْهِض أَولادها:

يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها،

على قُحَمٍ، بينَ الفَلا والمَناهِل

وقال شمر: كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي

قُحَم؛ وأَنشد لرؤْبة:

مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد

قال: قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته؛ قال ساعدة بن جؤية:

والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ، لا دواءَ له

للمَرءِ كان صََحيحاً صائِبَ القُحَمِ

يقول: إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ؛ قال: وقال ابن

الأَعرابي في قوله:

قومٌ إذا حارَبوا، في حَرْبِهم قُحَمُ

قال: إقدام وجُرأَة وتقَحُّم، وقال في قوله: مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم

جَراثِيمَ جهنم؛ قال شمر: التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة

وشدّة بغير روية ولا تثبت؛ وقال العجاج:

إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ

يقول: صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه. وقُحَمُ الطريق: ما صَعُبَ منها.

واقْتَحَم المنزل: هَجَمه. واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ: اهْتَجَمها من

غير أَن يُرْسَلَ فيها. الأَزهري: المَقاحِيمُ من الإبل التي تَقْتَحِم

فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها، والواحد مِقْحام؛ قال الأزهري: هذا من

نعت الفُحول. والإقْحامُ: الإرْسال في عجلة. وبعير مُقْحَم: يذهب في

المفازة من غير مُسِيم ولا سائق؛ قال ذو الرمة:

أو مُقْحَم أَضْعفَ الإبْطانَ حادِجُه،

بالأَمْسِ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ

قال: شبَّه به جَناحَي الظليم. وأَعْرابي مُقْحَم: نشأَ في البَدْو

والفَلوَات لم يُزايِلها. وقَحَم المنازل: طَواها؛ وقول عائذ بن منقذ

العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي:

تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ

فسره فقال: تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً

منزلاً يصف إبلاً؛ وقوله:

مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ

يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه، وقوله ظَنونَ

الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا.

والقُحْمة: الانْقِحام في السير؛ قال:

لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما،

كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما

والمُقْحَم، بفتح الحاء: البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة

فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها، ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو

السَّيِّءِ الغذاء. الأَزهري: البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو

مُقْحَم، قال: وذلك لا يكون إلاَّ لابن الهَرِمَين؛ وأَنشد ابن بري لعمرو

بن لجإٍ:

وكنتُ قد أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمي،

كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ

وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط. وأُقْحِمَ البعير: قُدِّم إلى سن

لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه،

أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً، وقيل:

المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل. وقُحْمة الأَعراب: أن تصيبهم

السنة فتُهْلِكَهم، فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف.

وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا؛ الأُولى عن ثعلب،

وقُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب.

وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر: أَدْخَلَتْهم إياه. وكلُّ ما أَدْخلتَه

شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه؛ قال:

في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها،

ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ

الجوهري: القُحْمة السنة الشديدة. يقال: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا

أَصابهم قَحْط. وفي الحديث: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي

أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضََر. والقُحمة: ركوب الإثْم؛ عن ثعلب.

والقُحمة، بالضم: المهلكة.

وأَسودُ قاحِمٌ: شديد السواد كفاحم.

والتَّقْحِيمُ: رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه؛ قال:

يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبُهْ

ويقال: تقَحَّمَتْ بفلان دابته، وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها

وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به؛ قال الراجز:

أَقولُ، والناقةُ بي تقَحَّمُ،

وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ:

ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها، يا عَلْكَمُ؟

يقال: إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها

إذا سَمَّى أُمِّها وقفت. وعَلْكَم: اسم ناقة. وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ

فانْقَحَم، واقْتَحم النهر أَيضاً: دخَله. وفي حديث عمر: أَنه دخلَ عليه

وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال: ما هذا الغلام؟ قال: إنه

تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني. والقُحْمةُ: الوَرْطةُ

والمَهْلكة. وقَحَمَ إليه يَقْحَم: دَنا.

والقُحَمُ: ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى

الشمس.

واقْتَحمَتْه عيني: ازْدَرَتْه، قال: وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك

فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو

جَذَعاً.

وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا

تَقْتَحِمهُ عَين من قِصَر أي لا تتجاوَزُه إلى غيره احتقاراً له. وكل شيء

ازْذَرَيْتَه فقد اقتحَمْتَه؛ أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العينُ

ولا تَزْدَرِيه لقِصَرِه. وفلان مُقْحَمٌ أي ضعيف. وكلُّ شيء نُسِبَ إلى

الضعف فهو مُقْحَم؛ ومنه قول النابغة الجَعْدي:

عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ

قال: وأَصل هذا وشبهه من المُقحم الذي يتحوَّل من سنّ إلى سنّ في سنة

واحدة؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي:

من الناسِ أَقْوامٌ، إذا صادَفوا الغِنى

توَلَّوْا، وقالوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا

فسره فقال: أَغْلَظُوا عليه وجَفَوه.

جخخ

جخخ


جَخَّ(n. ac. جَخّ)
a. Sank down.
b. Roved, wandered about.
c. Was sumptuously attired.

جَخَّةa. Luxury, sumptuosity; dandiness.
[جخخ] فيه: كان إذا سجد "جخ" أي فتح عضديه عن جنبيه وجافاهما عنهما، ويروى: جخى، بالياء.
[جخخ] جَخَّ ببوله: رمى به. وجخجخت الرجل: صرعته. وجَخَّ فلان وجَخْجَخَ وتَجَخْجَخَ، إذا اضطجع وتمكن واسترخى. وقال الاغلب العجلى:

إن سرك العز فجخجخ بجشم

جخخ: جَخَّ ببوله: رَمى به؛ وقيل: جَخَّ به إِذا رَغَّاه حتى يَخُدَّ به

الأَرض، كذا حكاه ابن دريد بتقديم الجيم على الخاء؛ قال ابن سيده: وأُرى

عكسَ ذلك لغة. وجَخَّ برجله: نَسَفَ بها التراب في مشيه كَخَجَّ، حكاهما

ابن دريد معاً، قال: وجَخَّ أَعلى. وجَخَّت النجومُ تَجْخِيَةً وخَوَّتْ

تَخْوِيَةً إِذا مالت للمغيب. وجَخَّ الرجلُ: تَحوَّل من مكان إِلى

مكان.وجَخْجَخَ: لم يُبْدِ ما في نفسه كخَجْخَجَ. وجَخْجَخَ: صاح ونادى؛ وفي

الحديث: إِن أَردت العِزَّ فجَخْجِخْ في جُشَم؛ وقال الأَغلبُ

العِجْليّ:إِن سَرَّك العِزُّ فجَخْجِخْ في جُشَمْ،

أَهلِ النَّباهِ والعَديدِ والكَرَمْ.

قال الليث: الجَخْجَخَة الصياح والنداء؛ ومعنى الحديث: صِحْ وناد فيهم

وتحوَّل إِليهم. وقال أَبو الهيثم في معنى قول الأَغلب: فَجَخْجخْ بجشم

أَي ادْعُ بها تُفاخِرْ معك. وفي الحواشي: الجَخْجَخة التعريض.

معناه أَي عَرِّضْ بها وتعرَّضْ لها؛ ويقال: بل جَخْجِخْ بها أَي ادخل

بها في معظمها وسوادها الذي كأَنه ليل.

وقد تَجَخْجَخَ إِذا تراكب واشتدّت ظلمته؛ قال وأَنشد أَبو عبدالله:

لمن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخا

طافَ بنا، والليلُ قد تَجَخْجَخا؟

(* قوله «من ميدخا» كذا بضبط الأصل ولم نجد هذه اللفظة في مظانها مما

بأيدينا من الكتب)

قال أَبو الفضل: وسمعت أَبا الهيثم يقول: جَخْجَخَ أَصله من جَخْ جَخْ،

كما تقول بَخْ بَخْ عند تفضيلك الشيء.

والجَخْجَخَةُ: صوت تكثير الماء.

وجَخْ: زجر للكبش.

وجَخْ جَخْ: حكاية صوت البطن؛ قال:

إِن الدقيقَ يَلْتَوي بالجُنْبُخِ،

حتى يقولَ بطنُه: جَخٍ جَخِ

وجَخْجَخْتُ الرجلَ: صَرَعْتُه. وجَخْجَخَ وتَجَخْجَخَ إِذا اضطجع وتمكن

واسترخى. وفي حديث البراء بن عازب: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان

إِذا سجد جَخَّ؛ قال شمر: يقال: جَخَّ الرجل في صلاته إِذا رفع بطنه،

فمعناه أَي فتح عضديه عن جنبيه وجافاهما عنهما؛ أَبو عمرو: جَخَّ إِذا

تفتَّح في سجوده وغيره؛ وقيل في تفسير حديث البراء: معنى جَخَّ إِذا فتح عضديه

في السجود؛ وكذلك جَخَّى واجلَخَّ، كله إِذا فتح عضديه في السجود، وقال

الفراء: جَخَّ تحوَّل من مكان إِلى مكان؛ قال الأَزهري: والقول ما قال

أَبو عمرو.

وجَخَّى تَجْخِيةً إِذا جلس مستوفزاً في الغائط؛ وقال ابن الأَعرابي:

ينبغي له أَن يُجَخَّيَ ويُخَوِّيَ. قال: والتَّجْخِية إِذا أَراد الركوع

رفع ظهره.

قال أَبو السَّمَيْدَع: المُجَخِّي الأَفْحَجُ الرجلين.

جخخ
: ( {جَخَّ) الرَّجُلُ: (تَحوَّلَ مِنَ مكانٍ إِلى) مَكَان (آخَرَ. و) قَالَ الفرّاءُ فِي حَدِيث البَرَاءِ بن عَازِب: (أَنّ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان إِذا سَجَد جَخَّ) قَالَ شَمِرٌ: يُقَال جَخَّ الرَّجلُ فِي صَلاته إِذا (رَفَعَ بَطْنَه. و) قيل فِي تَفْسِيره معنَى جخّ إِذَا (فَتَحَ عَضُدَيْهِ) عَن جَنْبَيْه (فِي السُّجْود) ، وكذالك اجْلَخّ، وَفِي روايةٍ (} جَخَّى) ، وَهُوَ الأَكثرُ، كَمَا فِي النّهاية. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: يَنْبَغِي لَهُ أَن {يُجَخِّيَ ويُخَوِّيَ. قَالَ: والتَّجخَيَة إِذا أَراد الرّكوعَ رَفع ظَهْرَه. وَقَالَ أَبو السَّمَيدَعِ: المُجخِّى: الأَفحجُ الرِّجْلين.
(و) جَخَّ (بِبَوْلِه: رَمَى) بِهِ، وَقيل جَخَّ بِهِ إِذا رغَّى بِهِ حَتَّى يَخُدَّ بِهِ الأَرضَ كَذَا حَكَاهُ ابْن دُرَيْد بِتَقْدِيم الْجِيم على الخاءِ. قَالَ ابْن سَيّده: وأُرى عكْس ذالك لُغة.
(و) جَخَّ (برجْلِه: نَسَفَ بهَا التُّرَابَ) فِي مَشْيِه،} كخَجَّ، حَكَاهُمَا ابنُ دُرَيْد مَعًا قَالَ: وخجَّ أَعلَى.
(و) جَخّ الرجلُ: (اضْطَجَعَ مُتمكناً مُسْتَرخِياً. و) {جَخَّ (جارِيَتَه مَسَحَها) ، أَي نَكحَها، (} كَجَخْجَخَ {وتَجَخْجخَ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب أَنّ فِي معنى النِّكاح ثلاثَ لُغَات:} جَخَّها {وجَخْجَخَها وخَجْخَجَهَا، وَقد تقدّم.
(} وجَخْجَخَ) الرّجلُ: (كَتَمَ مَا فِي نَفْسِهِ) وَلم يُبدِه. كَخَجْخَج.
(و) {جَخْجَخَ: (صَاحَ ونَادَى) . وَفِي الحَدِيث: (إِنْ أَردْت العِزّ} فجَخْجِخْ فِي جُشَم) . قَالَ الأَغلبُ العِجليّ.
إِنْ سَرَّكَ العِزُّ {فجَخْجِخْ فِي جُشَمْ
أَهْلِ النَّبَاهِ والعَدِيدِ والكَرَمْ
قَالَ اللَّيْث:} الجَخْجَخَةُ الصِّياحُ والنّدَاءُ، ومعنَى الحَدِيث صِحْ فيهم ونادِهم وتَحوَّلْ إِليهم. وَقَالَ أَبو الهَيثم: أَي ادْعُ بهَا تُفاخِرْ مَعَك.
(وَقَالَ) أَبو الْفضل: وسمعتْ أَبا الهَيثم يَقُول: {جَخْجخ أَصله من (} جَخْ جَخْ) كَمَا تَقول بَخ بَخ عِنْد تفضيلك الشيْءَ.
(و) جَخْجَخَ إِذا (دَخَلَ فِي مُعْظَمِ الشَّيْءِ) ، وَبِه فسَّرَ بعضُهُم قَول الأَغْلب العِجليّ:
(و) جَخْجَخَ (فُلاناً: صَرَعَه. {وجَخْجَخَ) } وتَجَخْجَخَ، إِذا اضطَجعِ وتمكَّنَ و (اسْتَرْخَى) ، وَلَا يَخفَى أَنّه مَعَ مَا قبلَه تَكرارٌ. (و) يُقَال فِي قَول الأَغلب العِجليّ: {جَخْجِخْ بهَا، أَي ادْخلْ بهَا فِي مُعطٍ مها وسَوَادِهَا الذِي كأَنّه لَيل.
وَقد} تَجخجَخَ (اللَّيْلُ) إِذا (تَرَاكَمَ) وتَرَاكَبَ واشتَدَّ (ظَلاَمُه) . وأَنشد أَبو عبد الله:
لمَنْ خَيالٌ زارَنا مِنْ مَيْدَخَا
طافَ بِنَا واللَّيلُ قد {تَجَخْجَخا
(} والجَخُّ) ! والجَخَّاخ (: الهِلْبَاجَة) ، وَقد تقدّم فِي بَابه (و) هُوَ (الوَخْمُ الثَّقِيل) الفَدْمُ الأَكْولُ النَّؤومُ. 9
( {وجَخْ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (بمعنَى بَخْ) ، وَقد تقدّم عَن أَبي الْهَيْثَم مَا يُفسّره.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الجَخْجخَةُ: التّعريضُ، وَبِه فُسِّر بعضُ قَولِ الأَغلبِ أَي عَرِّضِ بهَا وتَعَرَّضْ لَهَا.
والجَخْجَخَة: صَوتُ تكثيرِ الماءِ.
وجَخْ، زَجرٌ للكَيش} وجَخِ جَخِ
بِالْكَسْرِ: حكايةُ صَوتِ البطنِ. قَالَ:
إِنّ الدَّقيقَ يلْتَوِي بالجُنْبُخِ
حتَّى يَقولَ بَطنُه {جَخٍ جَخِ
وَذكر فِي (اللِّسَان) هُنَا:} جَخَّت النُّجومُ! تَجْخِيَةً، وخَوَّتْ تَخْوِيَةً، إِذَا مالَت للمَغِيب، وَالصَّوَاب ذِكْره فِي المعتل كَمَا سيأْتي إِن شاءَ الله تَعَالَى.

اللفيف من الذال

بابُ اللَّفِيْفِ


ما أوَّلُه الذّال
ذُوْ: اسْمٌ ناقِصٌ، وتَفْسِيْرُه: صاحِبُ ذاكَ، والتَّثْنِيَةُ ذَوَان، والجَمْعُ ذَوُوْنَ، والأُنْثى ذات وذَوَات، ويَجُوْزُ ذَاتَا في الشِّعْرِ.
والذَّوُوْنَ: هُمُ الأدْنَوْنَ الأوَّلُوْنَ.
ولَقِيْتُه ذا صَبَاحٍ وذاتَ صَبَاحٍ.
وعَرَفَه من ذاتِ نَفْسِه: يَعْني سَرِيْرَتَه المُضْمَرَةَ.
وتَقُولُ: " لَقِيْتُه أوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ " أي أوَّلَ إنْسَانٍ.
وأتَيْنَا ذا يَمَنٍ: أي اليَمَنَ و " ذا " زائدَةٌ، ولا ذا جَرَمَ مِثْلُه تَقْدِيْرُه: لا جَرَمَ. ويقولونَ: لا بذِي تَسْلَمُ، كأنَّه قال له: افْعَلْ كذا، فقُلْتَ: لا بسَلاَمَتِكَ؛ تَفْسِيْرُه: لا تَعَنَّهْ وتَدْعُو له أي سَلِمْتَ.
وذاتُ: ناقِصَةٌ؛ تَمَامُها ذَوَات، وتَصْغِيْرُها ذُوَيَّةٌ.
ويُقال من الأوَّلِ للاثْنَيْنِ: لا بِذِي تَسْلَمَانِ، وللجَمِيْعِ: لا بذِي تَسْلَمُوْنَ: أي لا بالذي يُسَلِّمُكَ.
فأمَّا ذا وذِهِ في هذا وهذِهِ فاسْمَانِ مَكْنِيّانِ، ولَيْسَ فيهما من نَفْسِ البِنَاءِ غَيْرُ الذّالِ. وتَصْغِيْرُها: ذَيّا.
والذي: تَعْرِيْفُ ذا، ويُقال: اللَّذْ؛ واللَّذُوْنَ والَّذِيْنَ، واللَّذَا فَعَلَ ذاكَ. واللَّذَيّا: تَصْغِيْرُ الذي، فإذا جَمَعْتَه قُلْتَ: اللَّذَيُّوْنَ. واللَّذِيُّ بتَشْدِيْدِ الياءِ: لُغَةٌ في الذي. واللَّذَانِّ: مُثَقَّلٌ بمَعْنى المُخَفَّفِ.
ويقولونَ: هذا ذُوْ قالَ ذاكَ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ: بمَعْنى الذي.
وسَمِعْتُ ذا فيه: أي كَلامَه، وذاتَ فيه.
ووَضَعِ المَرْأةُ ذاتَ بَطْنِها: أي حَمْلَها.
ورَمى بذي بَطْنِه: أي بعَذِرَتِه، وقيل: قَيْئِه.
وجاءَ القَوْمُ من ذي أنْفُسِهم ومن ذاتِ أنْفُسِهم: أي من هِمَّتِها ورَأْيها إذا جاؤوا طائِعِيْنَ.
وقَلَّتْ ذاتُ يَدِه: أي مِلْكه.
وجَعَلَ اللهُ ما بَيْنَنا في ذاتِه: أي في سُبُلِه ومَرْضَاتِه.
وأتَيْنا ذا يَمَنٍ: أي اليَمَنَ.
وكانَ من الأمْرِ ذَيّا وذَيّاءُ بالمَدِّ وذَيَّةُ وذَيَّةَ وذَيَةَ؛ وذَيْتَ وذَيْتَ؛ ويُكْسَرَانِ: بمَعْنَى كَيْتَ وكَيْتَ.
وتُوْضَعُ " الذي " مَوْضِعَ الجَمِيْعِ فيُقال: هُمُ الذي كانُوا كذا: أي الَّذِيْنَ.
ويُقالُ في تَصْغِيْرِ ذاكَ: ذَيّاكَ، وفي ذلك: ذَيّالِكَ، وفي ذانِكَ: ذَيّانِكَ.
ويُوْضَعُ ذلك في مَوْضِع هذا؛ ومَعْنَاه: ذَيّانِكَ.
ويقولونَ: أتَنْطَلِقُ أمْ كَذَاَ: أي أمْ تَرى رَأْيَكَ.
وهو رَجُلٌ كَذَاكَ: أي دُوْنٌ.
وذَأَى يَذْأَى ذَأْياً: وهو ضَرْبٌ من عَدْوِ الإِبِلِ. ويُوْصَفُ به حِمَارُ الوَحْشِ يُقال: حِمَارٌ مِذْأىً مَهْمُوْزٌ مَقْصُوْرٌ.
وذَأَيْتُه ذَأْياً وذَأَوْتُه: أي طَرَدْته وسُقْته. والذَّأْوُ: السَّوْقُ، وحادٍ مِذْأىً.
وذَيَّأْتُ اللَّحْمَ وقد تَذَيَّأَ: إذا انْفَصَلَ عن العَظْمِ بفَسَادٍ أو طَبْخٍ.
وتَذَيَّأَ وَجْهُه: إذا وَرِمَ وانْتَفَخَ ثُمَّ تَشَقَّقَ، وكذلك الثَّوْبُ إذا تَمَزَّقَ.
وذَوى النَّبْتُ يَذْوِي ذَيّاً: ذَبَلَ ولانَ وَعُفَ، وقيل: ذَأَى العُوْدُ. وذَوِيَ البَقْلُ يَذْوى: لُغَةٌ غَيْرُ فَصِيْحَةٍ.
والذّأْوَةُ: المَهْزُوْلَةُ من الغَنَمِ، والجَمِيْعُ الذَّأَوَاتُ.
والذَّأْذَأَةُ: من قَوْلِكَ مَرَّ يَتَذَأْذَأُ: أي يَضْطَرِبُ في المَشْيِ.
والذَّوَاةُ: قِشْرُ الحَنْظَلَةِ أو العِنَبَةِ. وقيل بالدال أيضاً.
وذَأَوْتُ المَرْأَةَ: إذا نَكَحْتها.


ما أوَّلُه الواو
وَذَأَتِ العَيْنُ عَنِ الشَّيْءِ تَذَأُ وَذْءاً: إذا نَبَتْ عنه. ووَذَأَتْهُ عَيْني.
ووَذَأْتُه فاتَّذَأَ: أي زَجَرْتَه فانْزَجَرَ. وكذلك إذا عِبْتَه أو شَتَمْتَه. والوَذْءُ: الشَّتْمُ.
وما به وَذْيَةٌ: أي عِلَّةٌ ووَجَعٌ، وقيل: عَيْبٌ. وبَرْدٌ أيضاً.
وما به أَذِيَّةٌ ووَذْيَةٌ: أي شَيْءٌ يَتَأَذَّى به. وما به وَذَاةٌ.
والوَذْيَةُ: الماءُ القَلِيْلُ.
والوَذْوَذَةُ: المَرْأَةُ الخَفِيْفَةُ الطَّيّاشَةُ. وذِئْبٌ وَذْوَاذٌ: خَفِيْفٌ.


ما أوَّلُه الألِف
إذْ: لِمَا مَضى.
وإذا: لِمَا يُسْتَقْبَلُ؛ لِوَقْتَيْنِ من الزَّمَانِ. وقد يُجْعَلُ أحَدُهُما بَدَلَ صاحِبِه.
وتَجِيْءُ إذْ بمَعْنى إنْ.
وإذَنْ: جَوَابُ تَوْكِيْدِ الشَّرْطِ.
وإذا أُضِيْفَتْ إلى " إذْ " كَلِمَةٌ جُعِلَتْ غايَةً للوَقْتِ ونُوِّنَتْ وجُرَّتْ؛ كقَوْلِكَ: يَوْمَئِذٍ وعَشِيَّتَئِذٍ.
وأنْتَ إذٍ: أي أنْتَ إذْ صَبيٌّ.
والأذَى: ما تَأذَّيْتَ به. ورَجُلٌ أَذٍ: شَدِيْدُ التَّأَذّي، أَذِيَ يَأْذى. وما بِهِ أَذِيَّةٌ: أي ما يُؤْذِيْه.
وبَعِيْرٌ أَذٍ وناقَةٌ أَذِيَةٌ: إذا كانَ لا يَقِرُّ في مَكانٍ من غَيْرِ وَجَعٍ.
وأذَّه يَؤُذُّه: إذا قَطَعَه. وشَفْرَةٌ أَذُوْذٌ. وأذَأْتُه إلى كذا: ألْجَأْته إليه.
وآذَا: لُغَةٌ في هذا.

حَمُمَ

(حَمُمَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الرَّجْم «أَنَّهُ مَرَّ بِيَهُودِيٍّ مُحَمَّمٍ مَجْلُود» أَيْ مُسْوَدّ الوَجْه، مِنَ الحُمَمَة: الفَحْمَة، وجَمْعُها حُمَمٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا مُتُّ فأحْرِقوني بِالنَّارِ حَتَّى إِذَا صِرْتُ حُمَمًا فاسْحَقُوني» .
(هـ) وَحَدِيثُ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ «خُذِي مِنِّي أَخِي ذَا الحُمَمَةِ» أَرَادَ سَوادَ لَوْنِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ إِذَا حَمَّمَ رأسُه بِمَكَّةَ خَرج واعْتَمر» أَيِ اسْوَدّ بَعْد الحَلْق بِنَبات شَعره. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ لَا يُؤخر العُمْرة إِلَى المُحرّم، وإنَّما كَانَ يَخْرُج إِلَى الْمِيقَاتِ ويَعْتَمِر فِي ذِي الْحِجَّةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ زِمْل «كأنَّما حَمَّمَ شعرُه بالماءِ» أَيْ سُوِّدَ؛ لِأَنَّ الشَّعر إِذَا شَعِثَ اغْبَرَّ، فَإِذَا غُسِل بِالْمَاءِ ظَهَر سَوادُه. ويُروى بِالْجِيمِ: أَيْ جُعِل جُمَّة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسّ «الوَافدُ فِي اللَّيْلِ الأَحَمِّ» أَيِ الأسْوَد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ «أَنَّهُ طَلَّق امْرَأَتَهُ ومَتَّعَها بِخَادِمٍ سَوْدَاءَ حَمَّمَها إيَّاها» أَيْ مَتَّعَها بِهَا بَعْد الطَّلاق وَكَانَتِ العَرب تُسَمّى المُتْعَة التَّحْمِيم.
وَمِنْهُ خُطْبة مَسْلَمة «إِنَّ أقلَّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا هَمًّا أقَلُّهم حَمًّا» أَيْ مَالاً ومَتَاعا، وَهُوَ مِنَ التَّحْمِيم: المُتْعَة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «إِنَّ أَبَا الأعْوَر السُّلَميَّ قَالَ لَهُ: إنَّا جِئْنَاكَ فِي غَيْر مُحِمَّةٍ، يُقَالُ أَحَمَّتِ الْحاجَة إِذَا أهَمَّت ولَزِمتْ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: المُحِمَّةُ: الحاضِرَة، مِنْ أَحَمَّ الشّىءُ إِذَا قَرُب ودَنا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ: إِذَا الْتَقَى الزَّحْفان وعنْد حُمَّةِ النَّهضَات» أَيْ شِدَّتِهَا ومُعْظَمها وحُمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ مُعْظَمه. وأصلُها مِنَ الحَمّ: الحَرارة، أَوْ مِنْ حُمَّة السِّنان وَهِيَ حِدَّتُه.
(هـ) وَفِيهِ «مَثَل العالِم مَثَل الحَمَّة» الحَمَّة: عَيْنُ مَاءٍ حَارٍّ يَسْتَشْفِي بِهَا المَرْضَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّالِ: أخْبِرُوني عَنْ حَمَّة زُغَرَ» أَيْ عَيْنِها. وزُغَرُ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِل بالحَمِيم» هُوَ الْمَاءُ الحارُّ.
وَفِيهِ «لَا يبُولَنّ أحدُكم فِي مُسْتَحَمِّهِ» المُسْتَحَمّ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُغْتَسل فِيهِ بالحَمِيم، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ: الْمَاءُ الحارُّ، ثُمَّ قِيلَ للاغتِسال بأيِّ مَاءٍ كَانَ اسْتِحْمَامٌ. وَإِنَّمَا نُهي عَنْ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْلَك يَذْهَب فِيهِ البَوْل، أَوْ كَانَ الْمَكَانُ صُلْبا فيُوهِم المُغْتَسِلَ أَنَّهُ أَصَابَهُ مِنْهُ شَيْءٌ فيَحْصُل مِنْهُ الوَسْواس.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ بَعْضَ نِسَائِهِ اسْتَحَمَّتْ مِنْ جَنابة فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِمُّ مِنْ فضلِها» أَيْ يَغْتسِل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مُغَفَّل «أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ البَوْل في المُسْتَحَمِّ» . (س) وَفِي حَدِيثِ طَلْق «كُنَّا بأرضٍ وبيئةٍ مَحَمَّةٍ» أَيْ ذَاتِ حُمَّى، كالمأسَدة والمَذْأَبَةِ لَموْضع الأسُود والذِّئاب. يُقَالُ: أَحَمَّتِ الْأَرْضُ: أَيْ صَارَتْ ذَاتَ حُمَّى.
وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ «الحِمَام» كَثِيرًا وَهُوَ المَوْت. وَقِيلَ هُوَ قَدَرُ الْمَوْتِ وقَضاؤه، مِنْ قَوْلِهِمْ حُمَّ كَذَا: أَيْ قُدِّرَ.
وَمِنْهُ شِعْر ابْنِ رَوَاحَةَ فِي غَزوة مُؤتة:
هَذَا حِمَامُ المَوْت قَدْ صَلِيتِ
أَيْ قَضاؤه.
(س) وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ «أَنَّهُ كَانَ يُعْجبه النَّظَر إِلَى الأُتْرُجّ والحَمَامِ الْأَحْمَرِ» قَالَ أَبُو مُوسَى:
قَالَ هِلال بْنُ العَلاء: هُوَ التُّفَّاح. قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ لَمْ أرَهُ لِغَيْرِهِ.
وَفِيهِ «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أهلُ بَيْتي وحَامَّتِي، أذْهب عَنْهُمُ الرِّجْس وطَهّرْهم تَطْهِيرًا» حَامَّةُ الْإِنْسَانِ:
خاصَّتُه وَمَنْ يَقْرُب مِنْهُ. وَهُوَ الحَمِيم أَيْضًا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «انْصَرَفَ كُلُّ رَجُلٌ مِنْ وَفْدِ ثَقيف إِلى حَامَّتِهِ» .
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ الْجِهَادِ «إِذَا بُيِّتُّم فَقُولُوا حم
... لَا يُنْصَرُونَ» قِيلَ مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ لَا يُنْصرون، ويُريد بِهِ الخَبر لَا الدُّعاء؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ دُعاء لَقَالَ لَا يُنْصَرُوا مَجْزوماً، فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَا يُنْصَرُون.
وَقِيلَ إِنَّ السُّوَر الَّتِي فِي أَوَّلِهَا حم سُوَرٌ لَها شَأن، فَنَبَّه أَنَّ ذِكْرها لِشَرف مَنْزِلتها مِمَّا يُسْتَظْهَر بِهِ عَلَى اسْتِنْزال النَّصْر مِنَ اللَّهِ. وَقَوْلُهُ لَا يُنْصَرُونَ: كَلَامٌ مُسْتَأْنَف، كأَنه حِين قَالَ قُولُوا حم
، قِيلَ: مَاذَا يَكُونُ إِذَا قُلنا؟ فَقَالَ: لَا يُنْصَرُونَ.

زيادة «الباء» على المبتدأ التالي «إذا» الفجائية

زيادة «الباء» على المبتدأ التالي «إذا» الفجائية
الأمثلة: 1 - جَاء الطبيب فإذا بالمريض قد مات 2 - دخلت المدرسة فإذا بالناظر يدق الجرس 3 - دخلت فإذا به منتظر 4 - نزلت البحر فإذا بالماء بارد
الرأي: مرفوضة
السبب: لزيادة الباء في المبتدأ الوارد بعد «إذا» الفجائية.

الصواب والرتبة:
1 - جاء الطبيب فإذا المريض قد مات [فصيحة]-جاء الطبيب فإذا بالمريض قد مات [فصيحة]
2 - دخلت المدرسة فإذا الناظر يدق الجرس [فصيحة]-دخلت المدرسة فإذا بالناظر يدق الجرس [فصيحة]
3 - دخلت فإذا به منتظر [فصيحة] دخلت فإذا هو منتظر [فصيحة]
4 - نزلت البحر فإذا الماء بارد [فصيحة]-نزلت البحر فإذا بالماء بارد [فصيحة]
التعليق: ورد في القرآن الكريم المبتدأ بعد «إذا» الفجائية بدون الباء كقوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} الأعراف/108، وهذا هو الكثير في لغة العرب. ولكن وردت أمثلة مسموعة عنهم زيدت فيها الباء قبل المبتدأ كقولهم: نظرت فإذا بالطيور مهاجرة، وقد اختلف اللغويون حول إطلاق دخولها أو الاقتصار على المسموع، والأفضل الأخذ بالرأي الذي يفيد العموم، فيبيح زيادة الباء في صدر المبتدأ التالي «إذا» الفجائية مطلقًا، وهو الرأي الأقوى الذي تؤيده شواهد كثيرة.

بصص

[بصص] فيه: حتى "تبص" كأنها متن أهالة أي تبرق وتلألأ ضوؤها.

بصص


بَصَّ(n. ac. بَصّ
بَصِيْص)
a. Shone, beamed, gleamed, glimmered.
b. Glared at.

بَصَّةa. Burning-coal, ember.
b. Spark.

بَصَّاْصa. Spy.
b. Sentinel; outpost, vedette.

بَصَّاْصَةa. Eye.
[بصص] البَصيصُ: البريقُ. وقد بَصَّ الشئ يبص: لمع. والبصاصة: العين. ويقال بَصَّصَ الجَرْوُ: فتح عينيه، مثل جصص . وبصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبَهُ. والتَبَصْبُصُ: التملُّقُ . وخِمْسٌ بَصْباصٌ، أي جادٌّ ليس فيه فُتور.
ب ص ص: (الْبَصِيصُ) الْبَرِيقُ وَقَدْ (بَصَّ) الشَّيْءُ لَمَعَ يَبِصُّ بِالْكَسْرِ (بَصِيصًا) . وَ (بَصْبَصَ) الْكَلْبُ وَ (تَبَصْبَصَ) أَيْ حَرَّكَ ذَنَبَهُ وَ (التَّبَصْبُصُ) التَّمَلُّقُ. 
ب ص ص

له بصيص أي بريق. ورماه بالبصاصة وهي العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصة وهي العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصه، فما رمقني بذنب البصاصة. وبصص الجرو وبصر: فتح عينيه.

ومن المجاز: بصص النور إذا تفتح. وبصبص عندي بذنبه إذا تملق.
بصص
بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ بَصَصْتُ، يَبِصّ، ابْصِصْ/ بِصَّ، بَصًّا وبصيصًا، فهو باصّ، والمفعول مبصوص به
• بصَّ الشَّخصُ بعينه: نَظَر بتَحْديق وتدقيق "بصّ بعينه مستطلعًا حقيقة ما تراءى له".
• بصَّ في الشَّيء: نظر فيه، وأخذ يدرسه.
• بصَّ لفلان: حدجه ببصره. 

بَصّ [مفرد]: مصدر بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ. 

بَصّاص [مفرد]: صيغة مبالغة من بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ ° البصَّاصة: العين الناظرة بتحديق وتدقيق. 

بَصيص [مفرد]:
1 - مصدر بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ.
2 - شُعاع، لَمَعان وبريق، ضوء متلألئ "لاح لي بَصيص من الأمل- ألقى بصيصًا من النور/ الضوء على كذا" ° بصيص الضَّوء: وميضه، ولمعانه الخفيف.
3 - أثر خفيف. 
ب ص ص

بَصَّ الفَرْجُ بَصِيصاً صوَّت وبصَّ الشيءُ يَبِصُّ بصّا وبَصيصاً بَرَقَ قال

(يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِص ... كَدْرَّةِ البَحْرِ زَهاهَا الغائِصْ) والبصَّاصَةُ العَيْنُ في بعضِ اللُّغاتِ صِفَةٌ غالِبةٌ وبَصّصَ الشجرُ تَفَتَّح للإِيراقِ وبَصْبَصَ بِسَيْفِه لَوَّحَ وبصَّ الشيءُ يَبِصُّ بَصّا وبَصيصاً أضاء وبَصَّصَ الجِرْوُ فَتَحَ عَيْنَيْه وبَصْبَص لُغَة والبَصِيصُ لَمَعَانُ حَبِّ الرُّمَّانِة وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ وهي الرِّعدة والالْتواءُ من الجَهْدِ وبَصْبَصَ الكَلْبُ بِذَنَبِه ضَرب به وقيل حرَّكَه وقولُ الشاعرِ

(ويَدُلُّ ضَيْفِي في الظَّلامِ على القِرَى ... إشْراقُ نارِي وارِتْياحُ كِلابِي)

(حتى إذا أبْصَرْنَهُ وعَلِمْنَهُ ... حَيَّيْنه بِبَصَابص الأذناب)

يجوز أن يكون جمع بصبصةٍ كأن كلَّ كلب منها له بصبصةٌ وهو كذلك ويجوز أن يمون جمع مُبَصبصٍ وكذلك الإبل إذا حُدى بها والبصبصةُ تحريك الظباء أذنابها وقربٌ بصباصلإ شديدٌ لا اضراب فيه ولا فتور وسَيْرٌ بصْبَاصٌ كذلك وقولُ أُمَيَّةَ ابن أبي عائذٍ الهُذَليِّ

(إدْلاَجُ لَيْلٍ قامِصٍ بِوَطِيسَةٍ ... وَوِصَال يَوْمٍ واصِبٍ بَصْبَاصِ)

أراد شديدٍ بِحَرِّهِ ودَوَمانِه وخِمْسٌ بصْبَاص بَعيدٌ والبَصْباصُ من الطَّرِيفَةِ الذي يَبْقَى على عُودٍ كأنه أَذْنابُ اليَرابِيعِ

بصص: بَصّ القومُ بَصِيصاً: صَوَّتَ.

والبَصِيصُ: البَريقُ. وبَصّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصيصاً: بَرَقَ

وتلأْلأَ ولَمَع؛ قال:

يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِصُ،

كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ

وفي حديث كعب: تُمْسَكُ النارُ يوم القيامة حتى تَبِصّ كأَنها مَتْنُ

إِهالةٍ أَي تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها. والبَصّاصةُ: العَينُ في بعض

اللغات، صفة غالبة.

وبَصَّص الشجرُ: تَفَتَّحَ للإِيراقِ، يقال: أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً

وأَوْبَصَت إِيباصاً أَوّل ما يظهر نبتُها. ويقال: بَصَّصَت البَراعِيمُ

إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الرياضِ. وبَصْبَصَ بسَيفِه: لَوَّحَ. وبَصَّ

الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصِيصاً: أَضاءَ. وبَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِيصاً:

فتَحَ عَيْنَيه، وبَصْبَصَ لغةٌ. وحكى ابن بري عن أَبي عَليٍّ القالي قال:

الذي يَرْوِيه البصريون يَصَّصَ، بالياء المثناة، لأَن الياء قد تبدل

منها الجيم لقربها في المخرج ولا يمتنع أَن يكون بَصَّصَ من البَصِيصِ وهو

البَريق لأَنه إِذا فَتَح عينيه فَعَل ذلك. والبَصِيصُ: لَمَعانُ حَبِّ

الرُّمّانة. وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ: وهي الرِّعْدةُ والالتواءُ من

الجَهْد.وبَصْبَصَ الكلبُ وتَبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه. والبَصْبَصةُ: تحريكُ

الكلب ذنَبه طمعاً أَو خوْفاً، والإِبِل تفعل ذلك إِذا حُدي بها؛ قال رؤبة

يصف الوحش:

بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ

والتَّبَصْبُصُ: التملّق؛ وأَنشد ابن بري لأَبي داودٍ:

ولقد ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ

المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ

وفي حديث دانِيال، عليه السلام، حين أُلْقِيَ في الجُبّ: وأُلْقِي عليه

السباعُ فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه ويُبَصْبِصْنَ إِليه؛ يقال: بَصْبَصَ

الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه وإِنما يَفْعل ذلك من طمع أَو خوف. ابن سيده:

وبَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ به، وقيل: حرّكه؛ وقول الشاعر:

ويَدُلّ ضَيْفي، في الظَّلامِ، على القِرى،

إِشْراقُ ناري، وارْتِياحُ كِلابي

حتى إِذا أَبْصَرْنه وعَلِمْنَه،

حَيّيْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ

يجوز أَن يكون جمع بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ منها له بَصْبَصَةٌ وهو

كذلك؛ قال: ويجوز أَن يكون جمع مُبَصْبِص، وكذلك الإِبلُ إِذا حُدِي بها.

والبَصْبَصةُ: تحريكُ الظِّباء أَذْنابها. الأَصمعي: من أَمثالهم في فِرارِ

الجَبانِ وخُضوعِه: بَصْبَصْنَ إِذ حُدِينَ بالأَذْنابِ؛ قال: ومثله

قولهم: دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَي ذَلّ وخَضَع. وقَرَبٌ بَصْباصٌ:

شديدٌ لا اضطرابَ فيه ولا فُتُورَ، وفي التهذيب: إِذا كان السيرُ

مُتْعِباً. وقد بَصْبَصَت الإِبلُ: قَرَبَها إِذا سارت فأَسْرَعَتْ؛ قال

الشاعر:وبَصْبَصْنَ بينَ أَداني الغَضا،

وبَيْنَ غُداتةَ شَأْواً بَطِينا

أَي سِرْنَ سيراً سريعاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَرى كُلَّ ريحٍ سوف تَسْكُنُ مُرّةً،

وكلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ

فإِنَّكَ، والأَضيافَ في بُرْدةٍ معاً،

إِذا ما تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ

لِحافي لحافُ الضَّيْفِ، والبَيتُ بيتُه،

ولم يُلْهِني عنه غَزالٌ مُقَنَّعُ

(* هذا البيت والذي بعده رُويا لعروة بن الورد.)

أُحَدِّثهُ أَن الحديثَ من القِرى،

وتَعْلَمُ نفْسي أَنَّه سوف يَهْجَع

أَي يَشْبَع فيَنامُ. وتنزع أَي تجري إِلى المغرِب. وسيرٌ بَصْباصٌ

كذلك؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

إِدْلاج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ،

ووِصال يوم واصِبٍ بَصْباصِ

أَراد: شديدٍ بِحرِّه ودَوَمانه. وخِمْسٌ بَصْباصٌ: بعيدٌ جادٌّ مُتْعِب

لا فُتورَ في سيره. والبَصْباصُ من الطَّريفة: الذي يبقى على عُودٍ

كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع. وماءٌ بَصْباصٌ أَي قليلٌ؛ قال أَبو النجم:

ليس يَسِيل الجَدْوَلُ البَصْباصُ

بصص
. {بَصَّ الشيءُ} يَبِصُّ {بَصِيصاً} وبَصّاً: بَرَقَ ولَمَعَ، وتَلأْلَأَ. وبَصَّ لِي بيَسِيرٍ: أَعْطَانِي، وَهُوَ مَجازٌ.
وبَصَّ المَاءُ: رَشَحَ {كأَبَصَّ. وَفِي التَّكْمِلَةِ: كبَضَّ.} والبَصّاصَةُ: العَيْنُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِش، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، قِيلَ: لأَنَّهَا {تَبِصُّ، أَيْ تَبْرُقُ، ومِنْهُ قَوْلُ العَامَّةِ: هُوَ يَبصُّ لي.} والبَصِيصُ، كأَمِيرٍ: الرِّعْدَةُ والالْتِوَاءُ مِنَ الجَهءدِ، ومِنْهُ قَوْلُهم: أَفْلَتَ ولَهُ {بَصِيصٌ. وحَصِيصُهُمْ،} وبَصِيصُهُم كَذا، أَيْ عَدَدُهُم كَذَا، وسَيَأْتِي فِي الْحَاء. وقَرَبٌ {بَصْبَاصٌ: جادّ، أَيْ شَدِيدٌ لَا اضْطِرابَ فيهِ وَلَا فُتُور، وَفِي الصّحاح: خِمْسٌ بَصْبَاصٌ، أَيْ جادٌّ لَيْسَ فِيهِ فُتُورٌ. وبَعِيرٌ بَصْبَاصٌ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي التَّكْمِلَة شَعِيرٌ بَصْبَاصٌ، وَهُوَ غَلَط، أَيْ دَقِيقٌ ضامِرٌ.} والبَصْباصُ: اللَّبَنُ، لأَنَّهُ {يَتَبَصْبَصُ فِي مَجَارِيه إِذا جَرَى إِلَى الضَّرْعِ. و} البَصْبَاصُ مِنَ المَاءِ القَلِيلُ، قالَ أَبو النَّجْمِ: لَيْسَ يَسِيلُ الجَدْوَلُ البَصْبَاصُ.
والبَصْبَاصُ مِنَ الكَلإِ: مَا يَبْقَى على عُودٍ كأَنَّهُ أَذْنَابُ اليَرَابِيعِ. والبَصْبَاصُ: الخُبْزُ، وبِهِ فُسِّرَ قولُ الأَغْلَبِ العِجْلِيّ: بالأَبْيَضَيْنِ الشَّحْمِِ! والبَصْبَاص ِِ قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلَو فُسِّرَ باللَّبَنِ لم يَبْعُد. ويُقَال: كُمَيْتٌ {بُصَابِصٌ، بالضّمِّ، للَّذي تَعْلُوهُ شُقْرَةٌ.
ومِنَ المَجَازِ:} بَصْبَصَتِ الأَرْضُ، إِذا ظَهَرَ مِنْهَا أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْ نَبْتِهَا، {كبَصَّصَتْ،} وأَبَصَّتْ، وأَوْبَصَتْ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ. ويُقَال: {بَصَّصَ الشَّجَرُ، إِذا تَفَتَّح للإِيْراقِ، وبَصَّصَت البَرَاعِيمُ، إِذا تَفَتَّحَت أَكِمَّةُ الرِّيَاضِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَرَبٌ} بَصْبَاصٌ، إِذا كانَ السَّيْرُ مُتْعِباً، وقَدْ {بَصْبَصَت الإِبِلُ قَرَبَها، إِذَا سَارَتْ فأَسْرَعَتْ، قَالَ الشّاعِرُ:
(} وبَصْبَصْنَ بَيْنَ أَدانِى الغَضَى ... وبَيْنَ غُدَانَةَ شَأْواً بَطِينَا)
أَي سِرْنَ سَيْراً سَرِيعاً. و {بَصْبَصَ الكَلْبُ: حَرَّكَ ذَنَبَهُ، وإِنَّمَا يَقْعَلُ ذلِكَ مِنْ طَمَعٍ أَوْ خَوْفٍ، ومِنْهُ حَدِيثُ دَانيَال، عَلَيْه السّلام، حِينَ أُلْقِىَ فِي الجُبِّ وأُلْقِى عَلَيْه السِّباعُ، فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه} ويُبَصْبِصْنَ إِلَيْه. وقالَ ابنُ سِيدَه: {بَصْبَصَ الكَلْبُ بذَنَبِه: ضَرَبَ بِهِ، وقِيلَ: حَرّكَه، وقَوْلُ الشّاعِرِ:
(ويَدُلُّ ضَيْفِي فِي الظَّلامِ على القِرَى ... إِشْرَاقُ نارِي وارْتِيَاحُ كِلاَبِي)

(حَتَّى إِذا أَبْصَرْنَه وعَلَمْنَه ... حَيَّيْنَه} ببَصَابِصِ الأَذْنَابِ)
قالَ: هُوَ جَمْعُ {بَصْبَصَةٍ، كَأَنَّ كلَّ كلبٍ مِنْهَا لَهُ} بَصْبَصَةٌو {بَصْبَصَ الجِرْوُ: فَتَحَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ ابنُ) دُرَيْد: إِذا نَظَرَ قَبْلَ أَنْ تَنْفَتِحَ عَيْنُه،} كبَصَّصَ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَن أَبِى زَيْدٍ، وحَكَى ابنُ بَرّيّ عَن أَبِى عليٍّ القالِي قالَ: الَّذِي يَرْوِيه البَصْرِيُّونَ عَن أَبِي زَيْدٍ: يَصَّصَ، باليَاءِ التَّحْتِيَّة لأَنَّهَا قد تُبْدَل جيماً كَثِيراً، لقُرْبِهَا فِي المَخْرَجِ، كإِيَّل وإِجَّل، وَلَا يَمْتَنِع أَنْ يَكُونَ {بَصَّصَ من} البَصِيصِ، وهُوَ البَرِيقُ لأَنَّهُ إِذا فَتَح عَيْنَيْه فَعَلَ ذلِك، وهكذَا فِي الرَّوْضِ الأُنُف. {وتَبَصَّصَ الشَّيْءُ: تَبَلَّقَ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، والصَّوابُ} تَبَصْبَصَ، إِذا تَمَلّقَ، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: {بَصْبَصَ بسَيْفِهِ، إِذا لَوَّحَ بِهِ.} والبَصِيصُ: لَمَعَانُ حَبِّ الرُّمَّانَةِ. {والبَصْبَصَةُ: التَّمَلُّقُ وتَحْرِيكُ الظِّباءِ أَذْنَابَها، وكَذا الإِبِلُ إِذا حُدِىَ بِها، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: من أَمْثَالِهم فِي فِرارِ الجَبَانِ وخُضُوعِه قَوْلُهم:} بَصْبَصْنَ إِذْ حُدِينَ بالأَذْنَابِ. وهذَا كَقَوْلِهِم: دَرْدَبَ لمّا عَضّهُ الثِّقَافُ. ويَوْمٌ {بَصْبَاصٌ: شَدِيدُ الحَرِّ.} وبُصّان، كُرّمانٍ: اسْمٌ لرَبِيعٍ الآخِرِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، هَكَذَا ضَبَطَه صاحِبُ الجَمْهَرَةِ، وأَوْرَدَه المُصَنّف فِي بَصن، وَهَذَا مَحَلُّه لأَنَّهُ من {البَصِيصِ. وبِئْرُ} البُصَّةِ، بالضَّمّ: إِحْدَى الآبَارِ السَّبْعَة بالمَدِينَة، يُقَال: غَسَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم رَأْسَه، وصَبّ غُسَالَةَ رَأْسِه ومُرَاقَةَ شَعْرِه فِيهَا.

اللفيف من الجيم

بابُ الَّفِيْفِ من الجِيْم
ما أوَّلُهُ الجِيْمُ 
الجَوُّ: الهَوَاءُ. وكانتِ اليَمَامَةُ اسْمُها جَوّاً. والهَجْلُ من الأرْضِ يُسَمّى: جَوّاً، وجَمْعُه جِوَاءُ. والوَسَطُ من كُلِّ شَيْءٍ. وقَوْلُه [231أ] : خَلاَ لكِ الجَوُّ: أي وَسَطُ المَفَازَةِ. والجَوَاءُ: الواسِعُ من الأوْدِيَةِ. والجِوَاءُ: خِيَاطَةُ حَيَلءِ النّاقَةِ. واسْمُ موْضِعٍ. والفُرْجَةُ التي بَيْنَ مَحَلَّةِ القَوْمِ وَسْطَ البُيُوتِ. والجِوَاءُ: مِثْلُ جَوْرَبٍ] َجْعَلُ فيه الراعي كِنْفَه وزادَه، وجَمْعُه أجْوِيَةٌ. والجِئْوَةُ: قِطْعَةُ نَعْلٍ يُرَقَّعُ بها نَعْلٌ، يُقال: أجِىءْ هذه النَّعْلَ: أي اخْرِزْها بِجِئْوَةِ. وهو السَّيْرُ الذي يُخَاطُ به أيضاً. وجَاَوْنُها أجْأَها جَأْواً. وجَوَيْتُ السِّقَاءَ: إذا خَرَزْتَه بالجُوَّةِ وهي رُقْعَةٌ فيه. والجَوى مَقْصُوْرٌ: داءٌ يَأْخُذُ في البَطْنِ لا يُسْتَمَرَأُ منه الطَّعَامُ، رَجلٌ جَوٍ وامْرَأَةٌ جَوِيَةٌ. واسْتَجوَيْنَا الطَّعامَ واجْتَوَيْناه. والاجْتِوَاءُ: الكَرَاهِيَةُ والبُغْضُ، اجْتَوَيْتُ البِلادَ: إذا كَرِهْتَها وإنْ كُنْتَ في نَعْمَةٍ. والجِيَةُ على مِثالِ سِيَةٍ: اسْمٌ منه، وتُصَغَّرُ جُبيَّةً. والجَوِيُّ بتَشْدِيد الياءِ: الضَّيِّقُ الصَّدْرِ لا يُبَيَّنُ عنه لِسَانُه. والجُؤْوَةُ بوَزنِ الجُعْوَةِ: لَوْنُ الأَجْأى وهو سَوَادٌ في غُبْرَةٍ وحُمْرَةٍ. ومنه كَتِيْبَةٌ جَأْوَاءُ. وبَعِيرٌ أجْأى بَيِّنُ الجَأَى والجُؤْوةِ. وجَويَ: إذا اسْوَدَّ. وجَوِيَتِ الإِبلُ من الرَّبِيْعُ: إذا عَلاها سَوَادٌ. والجِئَةُ: مُجْتَمَعُ ماءٍ في هَبْطَةٍ حَوَالي الحُصُونِ. والجَيْأَةُ بوَزْنِ جَيِعَةٍ والجِيَاءُ والجِوَاءُ: وِعَاءٌ تُوْضَعُ فيه القِدْرُ، ويُقال جِئاوَةٌ وجِيَاءَةٌ. وجَأَوْتُ البُرْمَةَ أجْأَها جَأْواً؛ وجَأَيْتُها جَأْياً: جَعَلْتَها في جِوَائِها، وأجأَيْتُها أيضاً وأجْوَيْتُها. وتُجْمَعُ الجِيَاءُ أَجْئِيَةً؛ والجِوَاءُ أجْوِيَةً. وفي الحَدِيثِ: " لأَنْ أَطَّلِيَ بَجَوَاءِ قِدْرٍ أحَبُّ إِلَيَّ من أنْ أَطَّلِيَ بَزَعْفَرانٍ. والجَيْئَةُ والجَيْءُ والمَجِيْءُ: مَصْدَرَانِ لَقْولِكَ جاءَ يَجِيْءُ. ويقولونَ: أنا أجْؤُ بها: بمعنى أجِيْءُ. وللاثْنَيْنِ: جاءا وجايا. وهو جائيٌ على وَزْنِ جائع على الأصل. وجاءاني فَجِئْتُه: أي غالَبَنِي في كَثْرَةِ المَجِيْءِ فَغَلَبْتُه. وقيل في قَوْلِ ساعِدَةَ: وأسْفَلُهُ جَيٌّ إنَّهُ المَهْوَى، وجَمْعُه جِيَاءٌ بوَزْنِ جِيَاعِ. والجَأْجَأَةُ: قَوْلُكَ للبَعِيرِ جِىءْ جِىءْ للشُرْبِ وجُؤْجُؤْ [أيضاً] . وجَأْجَأْتُ بها وجاجَيْتُ. والجُؤْجُؤْ: عِظَامُ الصَّدْرِ من الطائرِ، والجَمِيعُ الجَأَجِىءُ. وصَدْرُ السَّفِيْنَةِ: جُؤْجُؤْها. وتَجَأْجَأْتُ عن الشَّيىْءِ: كَفَفْت عنه. وما يَجْأَى سِقَاؤكَ شَيْئاً: إذا لم يَحْبِسْ شَيْئاً. و " أحْمَقُ لا يَجْأى مَرْغَه " أي لا يَحْبِسُه. وجَأَوْتُ مَرْغَه: مَسَحْتَه. وسَمِعْتُ سِرَّاً فما جَأَيْتُه: أي ما كَتَمْتُه. وما جَأيْتُ كذا: أي ما مَسَسْته، والمَصْدَرُ الجَأْيُ كالجَعْيِ. والراعي لا يَجْأَى الغَنَمَ: أي لا يَحْفَظُها. وجَأى على الشَّيْءِ: عَضَّ عليه. وجايَاني الشَّيْءُ: أي وافَقَني. ولو جاوَزْتَ هذا المَكَانَ جايَأْتَ الغَيْثَ. وجايَيْتُ القَوْمَ: لاقَيْتهم. وجايا بَيْنَ ناحِيَتَي خُرْجِه: أي جَمَعَ بَيْنَهما. والجايَةُ: الوَعْيُ؛ يَعْني المِدَّةَ في القَرْحَةِ، وكذلك الجايِيَةُ بياْيْنِ. والجاجَةُ: خَرَزَةٌ كالوَدَعِ يُصْقَلُ به. وما أصَبْتُ منه جَاجَةً ولا جاجاً: أي شيْئاً. والجَيْءُ والهَيْءُ: الأكْلُ والشُّرْبُ، يقولونَ: لَوْ كانَ في الهَيْءِ والجَيْءِ ما نَفَعَه. والجُوَّةُ. ما اطْمَأَنَّ من الأرْضِ. والجُؤْوَةُ مَهْمُوْزَةٌ: الأكَمَةُ الغَلِيْظَةُ. والجَوُّ: الهجْلُ من الأرْضِ. وماءٌ جَوىً: مُنْتِنٌ مُتَغَيِّرٌ، وقد جَوِيَ يَجْوى جَوىً. ومِيَاهٌ جَوىً: كذلك. والجِئآوِيُّ: مَنٍُْوْبٌ إلى الجِئَا قَبِيْلَةٍ.
ما أوَّلُه الألِف الإِجَاءُ: الإِلْجَاءُ، أجَأْتُه إلى كذا، ومَثَلٌ: " شَرُّ ما أجَاءَكَ إلى مُخَّةِ عُرْثُوبٍ " لأنَّه لا مُخَّ له. وأجَّتِ النّارُ أجِيْجاً، وأجَّجْتُها تَأْجِيجاً. واءْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً: إذا اشْتَدَّ. والأْجَاجُ: شِدَّةُ الحَرِّ. والماءُ المُرُّ المِلْحُ. وأُجَاجُ الشَّمْسِ: نُوْرُها. وأجِيْجُ الماءِ: صَوْتُه. واشْتَدَّتْ أجَّةُ الصَّيْفِ. والأَجُّ: السُّرْعَةُ، أجَّ الفَرَسُ يَؤْجُّ. والمِئَجَّةُ من النَّسَاءِ: السَّرِيعَةُ إلى الشَّرِ، وجَمْعُها مِئْجّاتٌ. وسَمِعْتُ أجَّةَ النّاسِ: أي حَفِيْفَ مَشْيِهم واخْتِلاَطَ كَلاَمِهِم. والأجاجِي: الملاَبُ، ولَيْسَ من كلامِ العَرَبِ. وأجَاءَتِ المَرْأةُ: أرْخَتْ فُضُوْلَ ثِيابِها؛ فهي مَجِئَةٌ.
ما أوَّلُه الياء.
يَأْجُوْجُ ومَأْجُوْجُ: مَهْمُوْزَتانِ، وإذا لم يُهْمَزا من: يَجَّ ومَجَّ. ويَأْجَجُ: اسْمُ مَوْضِعٍ، ويُضَمُّ الجِيْمُ. وياجِجْ وأيَاجِجْ: من زَجْرِ الإِبل.
ما أوَّلُه الواو
الوَيْجُ: خَشَبَةُ الفَدّان بِلُغَةِ عُمَانَ. والوَجءُ: باليَدِ والسِّكِّينِ، وَجَأْتُه أجْؤُه وَجْأً. وهو الصَّرْعُ أيضاً. والنِّكاحُ، وَجأَها وَجْأَ. والوِجَاءُ: أنْ تُدَقَّ خُصْيَتَيْه، وَجَأَه يَجَأْه فهو مَوْجُوْءٌ. وفي الحَدِيث: " الصَّوْمُ وِجَاءٌ " أي يَقْطَعُ الشَّهْوَةَ. و " ضَحّى بِكَبْشَيْنِ مَوْجُوْءَيْنِ " و " مَوْجِيَّيْنِ " بِتَرْكِ الهَمْزَةِ. ودابَّةٌ وَجِيَةٌ. وإِنَّه لَيَتَوَجّى في مِشْيَتِه. وهو وَجٍ بَيِّنُ الوَجى. والوَجى: الحَفَا. والوَجْيُ: جِلْدُ عُنُقِ الحُوَارِ يُدْبَغُ وتَجْعَلُ فيه المَرْأةُ حِنّاءَها.
والوَجُّ: عِيْدانٌ، يُتَداوى به.
ووَجٌ: مَوْضِعٌ بالبادِيةِ وهذه بِئْرٌ وَجْيٌ: لَيْسَ فيه مَاءٌ، وناقَةٌ وَجْيٌ: لَيْسَ بها دَرٌّ.
وإِنَّه لَضَيِّقٌ وَجْيٌ. وأوْجَيْتُه: أي وَجَدْته وَجِيّاً لا خَيْرَ عِنْدَه.
وحَفَرَ فَأَوْجَى: إذا بَلَغَ إلى صَلاَبَةٍ ولم يُنْبِطْ. ومنه أوْجى الصائدُ: إذا أخْفَقَ. وهو من أوْجَيْتُه عَنّي: أي مَنَعْتُه ولم أُعْطِه شَيْئاً، وكذلك إذا كَفَفْته.
وسَأَلْنا فلاناً فَوَجَّيْناه: أي بَخَّلْنَاه.
وأوْجَتْ نَفْسُه عن كذا: ارْتَدَعَتْ.
والوَجِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ: التَّمْرُ يُدَقُّ حتّى يَخْرُجَ نَواه ثُمَّ يُبَلُّ بلَبَنٍ أو سَمْنٍ حَتّى يَلْزَمَ بَعْضُه بَعْضاً فَيُؤْكَل وهو أيضاً: الجَرَادُ يُدَقُّ ثُمَّ يُلَتُّ بزَيْتٍ فيُؤْكَل.
وكَنَزْتُ التَّمْرَ حَتّى اتَّجَأَ: أي بَخَّلْنَاه.
وأوْجَتْ نَفْسُه عن كذا: ارْتَدَعَتْ.
والوَجِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ: التَّمْرُ يُدَقُّ حَتّى يَخْرُجَ نَواه ثُمَّ يُبَلُّ بلَبَن أو سَمْنٍ حَتّى يَلْزَمَ بَعْضُه بَعْضاً فَيُؤكَل وهو أيضاً: الجَرَادُ يُدَقُّ ثُمَّ ثُمَّ يُلَتُّ بزَيْتٍ فيُؤْكَل.
وكَنَزْتُ التَّمْرَ حَتّى اتَّجَأَ: أي اكْتَنَزَ.
واتَّجَأَ المَكانُ: غَلُظَ واشْتَدَّ.
والوَأْجُ: الجُوْعُ الشَّدِيْدُ.
وتَوَجْوَجَ في البَيْع: إذا كَذَبَ.

جخا

(جخا)
بِرجلِهِ جخرا نسف بهَا التُّرَاب والكوز كَبه
ج خ ا: فِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (جَخَّى) فِي سُجُودِهِ» أَيْ خَوَّى وَمَدَّ ضَبْعَيْهِ وَتَجَافَى عَنِ الْأَرْضِ. 

جخا: الجَخْوُ: سَعَة الجِلْدِ، رجل أَجْخَى وامرأَةٌ جَخْواءُ. أَبو

تراب: سمعت مدركاً يقول رجل أَجْخَى وأَجْخَرُ إذا كان قليل لحم الفخذين

وفيهما تَخاذُلٌ من العظام وتَفَاحُجٌ. وجَخَّى الليلُ: مالَ فذهب. وجَخَّى

الليلُ تَجْخِيَّة إذا أَدْبر. والتَّجْخِية: المَيْلُ. وجَخَّت

النجومُ: مالت، وعم أَبو عبيدة به جميع الميل. وجَخَا برجله: كَخَجَا؛ حكاهما

ابن دريد معاً. وجَخَوْت الكُوز فَتَجَخَّى: كببته فانكبّ؛ هذه عن ابن

الأَعرابي؛ ومنه حديث حذيفة حين وصف القلوب فقال: وقلبٌ مُرْبَدٌّ كالكُوزِ

مُجَخِّياً، وأَمالَ كفَّه، أَي مائلاً؛ والمُجَخِّي: المائِل عن

الاستقامة والاعتدال، فشبه القلبَ الذي لا يَعِي خيراً بالكوز المائل الذي لا

يثبت فيه شيء لأَن الكوز إذا مال انصب ما فيه؛ وأَنشد أَبو عبيد:

كَفَى سَوْأَةً أَن لا تزالَ مُجَخيِّاً

إلى سَوْأَةٍ وَفْراءَ، في استِكَ عُودُها

ويقال: جَخَّى إلى السَّوْأَةِ أَي مال إليها. ويقال للشيخ إذا حناه

الكبر: قد جَخَّى وجَخَّى الشيخ: انْحنى؛ وقال آخر:

لا خَيْرَ في الشيخ إذا ما جَخَّا،

وسَالَ غَرْبُ عَيْنِه ولَخَّا

وكان أَكْلاً قاعداً وشَخَّا،

تحتَ رُواقِ البيت يَغْشَى الذُّخَّا

وانْثَنَتِ الرِّجل فصارت فَخَّا،

وصارَ وَصْلُ الغَانِياتِ أَخَّا

ويروى:

لا خيرَ في الشيخ إذا ما اجْلَخَّا

وفي الحديث: أَنه كان إذا سجد جَخَّى في سجوده أَي خَوَّى ومَدَّ

ضَبُعَيْهِ وتجافَى عن الأَرض. وقد جَخَّ وجَخَّى إذا خَوَّى في سجوده، وهو أَن

يرفع ظهره حتى يُقلَّ بطنه عن الأَرض. ويقال: جَخَّى إذا فَتَح عَضُديه

في السجود، وهو مثل جَخَّ،وقد تقدم.أَبوعمرو: جَخَّى على المِجْمَر

وتَجَخَّى وجَبَّى وتَجَبَّى وتَشَذَّى إذا تَبَخَّر.

رَوَحَ 

(رَوَحَ) الرَّاءُ وَالْوَاوُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ كَبِيرٌ مُطَّرِدٌ، يَدُلُّ عَلَى سَعَةٍ وَفُسْحَةٍ وَاطِّرَادٍ. وَأَصْلُ [ذَلِكَ] كُلِّهِ الرِّيحُ. وَأَصْلُ الْيَاءِ فِي الرِّيحِ الْوَاوُ، وَإِنَّمَا قُلِبَتْ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. فَالرُّوحُ رُوحُ الْإِنْسَانِ، وَإِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الرِّيحِ، وَكَذَلِكَ الْبَابُ كُلُّهُ. وَالرَّوْحُ: نَسِيمُ الرِّيحِ. وَيُقَالُ أَرَاحَ الْإِنْسَانُ، إِذَا تَنَفَّسَ. وَهُوَ فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ. وَيُقَالُ أَرْوَحَ الْمَاءُ وَغَيْرُهُ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ.

وَالرُّوحُ: جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ} [الشعراء: 193] . وَالرَّوَاحُ: الْعَشِيُّ; وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِرَوْحِ الرِّيحِ، فَإِنَّهَا فِي الْأَغْلَبِ تَهُبُّ بَعْدَ الزَّوَالِ. وَرَاحُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَذَلِكَ مِنْ لَدُنْ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى اللَّيْلِ. وَأَرَحْنَا إِبِلَنَا: رَدَدْنَاهَا ذَلِكَ الْوَقْتَ. فَأَمَّا قَوْلُ الْأَعْشَى:

مَا تَعِيفُ الْيَوْمَ فِي الطَّيْرِ الرَّوَحْ ... مِنْ غُرَابِ الْبَيْنِ أَوْ تَيْسٍ بَرَحْ

فَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ الْمُتَفَرِّقَةُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الرَّائِحَةُ إِلَى أَوْكَارِهَا. وَالْمُرَاوَحَةُ فِي الْعَمَلَيْنِ: أَنْ يَعْمَلَ هَذَا مَرَّةً وَ [هَذَا] مَرَّةً. وَالْأَرْوَحُ: الَّذِي فِي صُدُورِ قَدَمَيْهِ انْبِسَاطٌ. يُقَالُ رَوِحَ يَرْوَحُ رَوْحًا. وَقَصْعَةٌ رَوْحَاءُ: قَرِيبَةُ الْقَعْرِ. وَيُقَالُ الْأَرْوَحُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي يَتَبَاعَدُ صُدُورُ قَدَمَيْهِ وَيَتَدَانَى عَقِبَاهُ; وَهُوَ بَيِّنُ الرَّوَحِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَرَاحُ لِلْمَعْرُوفِ، إِذَا أَخَذَتْهُ لَهُ أَرْيَحِيَّةٌ. وَقَدْ رِيحَ الْغَدِيرُ: أَصَابَتْهُ الرِّيحُ. وَأَرَاحَ الْقَوْمُ: دَخَلُوا فِي الرِّيحِ. وَيُقَالُ لِلْمَيِّتِ إِذَا قَضَى: قَدْ أَرَاحَ. وَيُقَالُ أَرَاحَ الرَّجُلُ، إِذَا رَجَعَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ بَعْدَ الْإِعْيَاءِ. وَأَرْوَحَ الصَّيْدُ، إِذَا وَجَدَ رِيحَ الْإِنْسِيِّ. وَيُقَالُ: أَتَانَا وَمَا فِي وَجْهِهِ رَائِحَةُ دَمٍ. وَيُقَالُ أَرَحْتُ عَلَى الرَّجُلِ حَقَّهُ، إِذَا رَدَدْتَهُ إِلَيْهِ. وَأَفْعَلُ ذَلِكَ فِي سَرَاحٍ وَرَوَاحٍ، أَيْ فِي سُهُولَةٍ. وَالْمَرَاحُ: حَيْثُ تَأْوِي الْمَاشِيَةُ بِاللَّيْلِ. وَالدُّهْنُ الْمُرَوَّحُ: الْمُطَيَّبُ. وَقَدْ تَرَوَّحَ الشَّجَرُ، وَرَاحَ يَرَاحُ، مَعْنَاهُمَا أَنْ يَتَفَطَّرَ بِالْوَرَقِ. قَالَ:

رَاحَ الْعِضَاهُ بِهِمْ وَالْعِرْقُ مَدْخُولُ أَبُو زَيْدٍ: أَرْوَحَنِي الصَّيْدُ إِرْوَاحًا، إِذَا وَجَدَ رِيحَكَ. وَأَرْوَحْتُ مِنْ فُلَانٍ طِيبًا. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: " «لَمْ يُرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» " مِنْ أَرَحْتُ. وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ " لَمْ يَرَحْ " مِنْ رَاحَ يَرَاحُ، إِذَا وَجَدَ الرِّيحَ. وَيُقَالُ خَرَجُوا بِرِيَاحٍ مِنَ الْعَشِيِّ وَبِرَوَاحٍ وَإِرْوَاحٍ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَاحَتِ الْإِبِلُ تَرَاحُ، وَأَرَحْتُهَا أَنَا، مِنْ قَوْلِهِ جَلَّ جَلَالُهُ: {حِينَ تُرِيحُونَ} [النحل: 6] . وَرَاحَ الْفَرَسُ يَرَاحُ رَاحَةً، إِذَا تَحَصَّنَ. وَالْمَرْوَحَةُ: الْمَوْضِعُ تُخْتَرَقُ فِيهِ الرِّيحُ. قِيلَ: إِنَّهُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقِيلَ بَلْ تَمَثَّلَ بِهِ:

كَأَنَّ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ ... إِذَا تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ

وَالرَّيِّحُ: ذُو الرَّوْحِ; يُقَالُ يَوْمٌ رَيِّحٌ: طَيِّبٌ. وَيَوْمٌ رَاحٌ: ذُو رِيحٍ شَدِيدَةٍ. قَالُوا: بُنِيَ عَلَى قَوْلِهِمْ كَبْشٌ صَافٌ كَثِيرُ الصُّوفِ. وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ:

وَمَاءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَُوْرَةٍ ... كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا

فَذَلِكَ وِجْدَانُهُ الرَّوْحَ. وَسُمِّيَتِ التَّرْوِيحَةُ فِي شَهْرِ [رَمَضَانَ] لِاسْتِرَاحَةِ الْقَوْمِ بَعْدَ كُلِّ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ. وَالرَّاحُ: جَمَاعَةُ رَاحَةِ الْكَفِّ. قَالَ عُبَيْدٌ: دَانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الْأَرْضِ هَيْدَبُهُ ... يَكَادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قَامَ بِالرَّاحِ

الرَّاحُ: الْخَمْرُ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَقَدْ أَشْرَبُ الرَّاحَ قَدْ تَعْلَمِي ... نَ يَوْمَ الْمُقَامِ وَيَوْمَ الظَّعَنْ

وَتَقُولُ: نَزَلَتْ بِفُلَانٍ بَلِيَّةٌ فَارْتَاحَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ، لَهُ بِرَحْمَةٍ فَأَنْقَذَهُ مِنْهَا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

فَارْتَاحَ رَبِّي وَأَرَادَ رَحْمَتِي ... وَنِعْمَتِي أَتَمَّهَا فَتَمَّتِ

قَالَ: وَتَفْسِيرُ ارْتَاحَ: نَظَرَ إِلَيَّ وَرَحِمَنِي. وَقَالَ الْأَعْشَى فِي الْأَرْيَحِيِّ:

أَرْيَحِيٌّ صَلْتٌ يَظَلُّ لَهُ القَوْ ... مُ رُكُودًا قِيَامَهُمْ لِلْهِلَالِ

قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَاسِعٍ أَرْيَحُ، وَمَحْمِلٌ أَرْيَحُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَحْمِلٌ أَرْوَحُ. وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ ذَمَّهُ; لِأَنَّ الرَّوَحَ الِانْبِطَاحُ، وَهُوَ عَيْبٌ فِي الْمَحْمِلِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَرْيَحِيُّ مَأْخُوذٌ مِنْ رَاحَ يَرَاحُ، كَمَا يُقَالُ لِلصَّلْتِ أَصْلَتِيٌّ.

دعق

[دعق] في ح الفتنة: حتى "تدعق" الخيل في الماء، أي تطأ فيه، من دعقت الدواب الطريق إذا أثرت فيه.

دعق


دَعَقَ(n. ac. دَعْق)
a. Trod down ( a road ).
b. Spoilt ( a reservoir: camel ).
c. Urged on (horse).
d. Forced through.

دَعْقa. Trodden, beaten ( track, road ).

دَعْقَةa. Troop of camels.
دعق
دَعَقَت الدواب: أثرَتْ في الأرض لشدة الوطْء، دَعْقاً. والموضع: الدعْق. ودَعَقْتُ الغارةَ: بَثَثْتَها. والإدْعاقُ والدَّعْقُ: الطرْدُ الشديد. والدعْقَة: الصيْحة. والحَمْلَة.
وأصابَتْنا دَعْقَة شديدةٌ من المَطَر: أي دُفْعَة. والدَّعْق: الجَماعةُ من الناس. ودَعَقْتُ الدابَّةَ: رَكَضْتَها. وأدْعَقْتُ: أحْضَرْتُ على رجلي.
دعق: دعق: أدخل بعنف (محيط المحيط).
وفي المعجم اللاتيني العربي: Clamitat يَدْعِق ويصيح. و obstrepit يَدْعَق. وأرى أنها تصحيف صعق أي أصابته الصاعقة. وتستعمل مجازاً بمعنى أرعد وأبرق، أي هدد وتوعد لأنه يذكر أيضاً: intona بمعنى يدعق ويرعد.
دَعْقَة: كثرة ملازمة الرجل لصاحبة (محيط المحيط).
وفي المعجم اللاتيني العربي: tumults ثورة وصياح وضوضاء وعويل ودعقة. وفيه: Turbo عجاج ودعقة وهول وعصار. ويبدو لي أنها تصحيف صَعْقة - صاعقة.
دَعْقاق: ذكرت في المعجم اللاتيني العربي مقابل لفظة: cicbalum ولا وجود لهذه الكلمة. وقد قرأها رافلنجيوس أو صححها ب ( Cimbalum) ، غير أن هذه الكلمة الأخيرة قد ذكرت بعد نصف عمود من الأولى. دِعْويقة الطيون: عصفور صغير (محيط المحيط).
[دعق] دُعِقَ الطريقُ فهو مَدْعوقٌ، أي كثر عليه الوطئ. ودعقته الدواب: أثرت فيه. يقال: دعقت الإبل الحوضَ دَعْقاً، إذا خبطتْه حتَّى ثلَّمَتْه من جوانبه. والدَعْقَةُ: جماعةٌ من الإبل. وخيلٌ مَداعيقُ: تدوس القومَ في الغارات. والدَعْقُ أيضاً: الهَيْجُ والتنفير. وقد دَعَقَهُ دَعْقاً، ولا يقال: أَدْعَقَهُ. وأمَّا قول لبيد في جميع حافظى عَوْراتِهِمْ لا يَهُمُّونَ بأَدْعاقِ الشَلَلْ فيقال: هو جمع دَعْقٍ، وهو مصدر فتوهَّمه اسماً. أي أنَّهم إذا فزِعوا لا يُنفِّرون إبلَهم فيهربون، ولكن يجمعونها ويقاتلون دونها لعزهم.
(د ع ق)

الدَّعْق: شدَّة وَطْء الدَّابَّة، دَعَقت الأَرْض تَدْعَقُها دَعْقا.

وَطَرِيق دَعْق: مَدْعوق، قَالَ رؤبة:

زُوْراً تَجاَفى عَنْ أشاءَاتِ العُوَقْ

فِي وَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ

والدَّعْقُ: الدَّقّ.

وَقَالَ بعض ضعفة أهل اللُّغَة: الدَّعْقُ: الدق، وَالْعين الزَّائِدَة، كَأَنَّهَا بدل من الْقَاف الأولى، وَلَيْسَ بِصَحِيح.

ودَعَقَت الْإِبِل الْحَوْض: إِذا خبطته، حَتَّى تثلمه من جوانبه. ودَعَق المَاء دَعْقا: فجره. قَالَ رؤبة:

يضرِبُ عِبْرَيْهِ ويَغْشَى المَدْعَقا

ودَعَقَه يَدْعَقُه دَعْقا: أجهز عَلَيْهِ. والدَّعْقَة: الدفعة. ودَعَقُوا عَلَيْهِم الْغَارة دَعْقا: دفعوها، وَالِاسْم: الدَّعْقَة. وَقيل: الدَّعْقة: المصبوب عَلَيْهِم الْغَارة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وخيل مَداعيق: مُتَقَدّمَة فِي الْغَارة.

وأدْعَق إبِله: أرسلها.

ووشل دَعْقٌ: شَدِيد.

دعق: الدَّعْقُ: شِدَّةُ وطء الدابة. دَعَقت الدوابُّ الأَرضَ

تَدْعَقُها دَعْقاً: أَثَّرت فيها. وفي حديث علي، رضي الله عنه، وذكر فتنة فقال:

حتى تَدْعقَ الخيلُ في الدِّماءِ أي تطأ فيه. وطريقٌ دعْقٌ ومَدْعُوق.

ودُعِقَ الطريقُ: كثِر عليه الوطء؛ قال الراجز:

يَرْكَبْن ثِنْيَ لاحبٍ مَدْعُوقِ،

نائي القَراديدِ من البُثُوق

(* قوله «نائي إلخ» تقدم في مادة قرد:

نايي القراديد من البؤوق).

وقد دَعقَه الناسُ. وطريق دَعْق وعْثٌ أَي مَوطوء كثير الآثار، وطريق

دَعِق

(* قوله «دعق» كذا ضبط في الأصل وقال شارح القاموس ككتف وشاهده قول

رؤبة زوراً تجافى إلخ كدعق بالسكون ملخصاً فانظره، وضبط في مادة دعس

بفتحتين تبعاً لما وقع في بعض نسخ الصحاح). قال رؤبة:

زَوْراً تجافى عن أَشاآتِ العُوَقْ

في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ

ويقال دعقَت الإبلُ الحوضَ دعْقاً إذا وردت فازدحمت على الحوض؛ قال

الراجز:

كانت لنا كدَعْقةِ الوِرْدِ الصَّدِي

والدَّعْقُ: الدَّقُّ. وقال بعض ضعَفَة أَهل اللغة: الدعُقُ الدَّقُّ،

والعين زائدة كأَنها بدل من القاف الأُولى، وليس بصحيح. ودعَقَت الإبلُ

الحوض إذا خبَطَتْه حتى تُثَلِّمه من جوانبه. ودَعَق الماء دَعْقاً.

فَجَّره؛ قال رؤبة:

يَضْرِبُ عِبْرَيْه ويَغْشَى المَدْعَقا

ودَعَقه يَدْعَقُه دَعْقاً: أَجهز عليه. والدَّعْقة: الدُّفْعة. ويقال:

أَصابتْنا دَعقة من مطر أَي دُفْعة شديدة. ودعق عليهم الخيلَ يَدْعَقُها

دَعْقاً إذا دفَعها عليهم في الغارة. ودعَقوا عليهم الغارة دَعْقاً:

دفعوها، والاسم الدَّعْقة، وقيل: الدَّعْقة المَصْبوب عليهم الغارة؛ عن ابن

الأَعرابي. والدَّعْقة: جماعة من الإبل. وخيل مَداعِيقُ: متقدِّمة في

الغارة تدُوس القوم في الغارات. وأَدْعَقَ إبله: أَرسلها. وشَلٌّ دَعْقٌ:

شديد. وفي نوادر الأَعراب: مَداعِقُ الوادي ومَثادِقُه ومَذابِحُه

ومَهارِقُه مَدافِعُه. والدَّعْقُ: الهَيْج والتَّنْفِير، وقد دَعَقَه دَعْقاً ولا

يقال أَدعَقَه؛ وأَما قول لبيد:

في جَمِيعٍ حافِظي عَوْراتِهمْ،

لا يَهُمُّونِ بِإِدْعاقِ الشَّلَلْ

فيقال: هو جمع دَعْق وهو مصدر فتوهَّمه اسماً، أي أَنهم إذا فزِعوا لا

يُنَفِّرون إبلهم، ولكن يجمعونها ويقاتلون دونها لعِزِّهم؛ قال الأصعمي:

أَساءَ لبيد في قوله:

لا يهمون بإِدعاق الشلل

وقال غيره: دعَقها وأَدعَقها لغتان.

دعق
دَعَقَ الطَّرِيقَ، كمَنَعَ يَدْعَقُه، دَعْقاً: وَطِئَهُ وَطْئاً شَدِيدًا عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وقالَ اللَّيْثُ: دَعَقَتِ الدَّوابُّ الترابَ بالأَرْضِ لِشِدَّةِ الوَطْءَ حَتَّى يَصِيرَ فِيها من دَعْقِها آثارٌ.
ودَعَقَ الغارَة: إِذا بَثَّها وقَدَّمَها، كَمَا فِي المُحيط.
ودَعَقَ الفَرَس: إِذا رَكَضَهُ ودَفعه.
كأَدعَقَه: إِذا دَفَعَه فِي الغارَةِ، نقلَهُ الصّاغانِيُّ.
ودَعَقَه دَعْقاً. هاجَهُ ونَفَّرَهُ وقالَ رَجُلٌ من بَني الصَّوْبِ يُخاطِبُ بَعِيرَه: حَوْبُ حَوْبُ، إِنّه يَوْمُ دَعْقٍ وشَوْب، لالَعاً لبَنِي الصَّوْب، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقال: أَدْعَقَه، وأَنْشَدَ لَبِيدٌ:
(فِي جمِيعٍ حافِظيِ، عَوْرَاتِهم ... لَا يَهموُّنَ بأَدْعاقِ الشَّلَلْ) قالَ: يُقال: هُوَ جَمْعُ دَعْقٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، فتًوَهَّمَه اسْماً، أَي أنَّهم إِذا فَزِعُوا لَا ينَفّرُونَ إبِلَهم فيَهْرَبُوا، ولكِنَّهم يَجْمَعونَها ويقاتِلُونَ دونَها لعِزِّهِمْ، قالَ الصّاغانِيًّ: ورُوى بإِدْعاقِ بِكَسْر الهَمْزة، وقالَ: هُوَ من الزجْرِ والسوقِ الشَدِيد، وَكَذَلِكَ رَواهُ الأَصْمَعِي، وقالَ: أَساءَ لَبِيدٌ فِي قولِه: لَا يهمُّون بإِدْعاقِ الشَّلَلْ وقالَ غيرُه: دَعَقَها ودْعَقَها، لُغَتان.)
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: دَعَقَت الإِبِلُ الحَوْضَ: إِذا خَبَطَتْهُ حَتّى تَثْلِمَهُ أَي: تكسِرَه من جَوانِبِه وقالَ غيرُه: إِذا وَرَدَت فازْدَحَمَت على الحَوْضِ.
والدِّعْقَةُ: الجَماعَةُ من الإِبِلِ نَقَله الجَوْهَرِي، قَالَ الرّاجِزُ: كانَتْ لنا كدَعْقَةِ الوِرْدِ الصَّدِى والدَّعْقَةُ: الدَّفعَةُ من المَطَرِ يُقال: أَصابتنا دعقَةٌ من مَطَر: دَفعَة شَدِيدَة مِنْهُ.
وَفِي نَوادِرِ الأعْرابِ: مَداعِقُ الوادِي ومَثادِقُه، ومَذابِحُه ومَهارِقه: مَدافِعُه.
وخَيْلٌ مَداعِيقُ: تَدُوسُ القَوْمَ فِي الغاراتِ نَقَله الجَوهَرِي، زادَ غَيره. مُتَقَدَمَةً فِيهَا.
وطَرِيقٌ دَعْق، ومَدْعُوقٌ أَي: مَوْطُوءٌ هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخ دَعْق بِالْفَتْح، فَيكون مَصْدَرًا بمَعْنَى مَفْعُول، كَمَا فِي التَّكْمِلة، وأَيضاً: طَرِيق دَعِق، ككَتِفٍ، وشاهِدُه قولُ رُؤْبَةَ: زُوراً تَجافَى عَن أَشاءَات العُوَقْ فِي رَسْم آثارٍ ومِدْعاسِ دَعِقْ وَقد دعَقَ دَعْقاً: إِذا أكثْرَ عَلَيْهِ الدَّعْسَ والوَطْءَ، وَقَالَ الزَّفَيانُ: وراجِفاتٍ بُزَّلِ ونُوقِ يَرْكَبْنَ نَيْرَىْ لاحِبٍ مَدْعُوقِ وداعِقٌ: فَرَسٌ لبَني أسَد. وقالَ ابنُ عَباد: أَدْعَقْتُ: أَحْضَرْتُ عَلَى رِجْلَيَّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: دَعَقَت الخَيْل فِي الدِّماءَ: إِذا وَطِئَتْ فيهِ.
والمَدْعَق: موضِعُ دَعْقِ الدَّوابِّ الترابَ بالأرْضِ، قالَهُ اللَّيْثُ.
والمَدْعَقُّ: مَفْجَرُ الماءَ، وَقد دَعَقَه دَعْقاً: إِذا فَجروَه، قَالَ رُؤْبَةُ: يَضْرِبُ عِبْرَيْهِ ويَغْشَى المَدْعَقَا ودَعَقَه دَعْقاً: أَجْهَزَ عَلَيْهِ.
والدَّعقَة: الحَمْلَةُ والصَّيْحَة.
وأدْعَقَ إِبِلَه: أرْسَلَها.
والدَّعْقُ: الدَّقُّ وَقَالَ بعضُ أهْلِ اللُّغَه: والعينُ زائِدَة، كأنَّها بدَلٌ من القافِ الأُولَى، وَلَيْسَ بِصَحِيح.)
وأرضٌ مَدْعُوقَةٌ: أصابَها مَطَر وابِلٌ شَدِيد، كَذَا فِي نَوادِرِ العَرَب.

مثث

مثث


مَثَّ(n. ac. مَثّ)
a. Wiped, cleansed.
b. Greased, pomaded.
c.(n. ac. مَثّ), Sweated; exuded moisture, oozed.
مَثَّاْثa. Moist (plant).
[مثث] نه: في ح عمر: إن رجلًا سأله قال: هلكت وأنت تمث مث الحميت، أي ترشح وتعرق من السمن، ويروى: تنث- بنون. وفيه: كأن له منديل "يمث" به الماء إذا توضأ، أي يمسح به أثر الماء.
(مثث) - في حديث أَنس - رضي الله عنه -: "أنّه كانَ لهُ مِنديلٌ يَمُثُّ بهِ الماءَ إذَا تَوضَّأَ"
اِلمَثُّ: مَسْحُك أصَابِعَكَ بمندِيل من دَسَمٍ أَو غيره . ومَثَّ شَارِبُه بِالدَّسَمِ؛ إذَا بَقِى عليه شىء ممَّا أَكل.
- في حديث عمر "وَأَنتَ تَمُثُّ"
: أي تَرْشَح مِن السَّمَنِ. ويُروَى: "تَنِثُّ"
[مثث] مَثَّ يده يَمُثّها، إذا مسحها بمنديل أو حشيش لغة في مَشَّ. ويقال: مَثَّ شاربَه، إذا أطعمه شيئاً دسماً . ومَثَّ النِحْيُ: نَتَحَ ورَشَحَ، ولا يقال فيه نضح. والمثمثة: التخليط. يقال مثمث أمرهم إذا خلَّطه. ومَثْمَثَهُ أيضاً مثل مَزْمَزَهُ، عن الأصمعيّ. يقال أخذه فمَثْمَثَهُ ومَزْمَزَهُ، إذا حرَّكه وأقبلَ به وأدبر. وأنشد: ثمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَهُ اسْتِحْثاثا * نَكَفْتُ حيث مَثْمَثَ المِثْماثا قال: يقول: انْتَكَفْتُ أثَرَهُ. والأفعى تُخَلِّطُ المشيَ، فأراد أنَّه أصاب أثراً مخلَّطاً. والمِثْماثُ بكسر الميم: المصدر، وبالفتح الاسم.
[م ث ث] مَثَّ العَظْمُ مَثّا سالَ ما فِيه من الوَدَكِ ومَثَّ شارِبُه يَمُثُّ مَثّا أَصابَه الدَّسَمُ فرَأَيْتَ له وَبِيصًا قال ابنُ دُرَيْدٍ أَحْسِبُ أَن مَثَّ ونَثَّ بمَعْنًى واحد وقد تَقَدَّمَ نَثَّ في النُّون ومَثَّ السِّقاءُ والزِّقٌّ يَمُثُّ وتَمَثْمَثَ رَشَح وقِيلَ نَتَح من دَهْنِهِم له ومَثَّ الرَّجُلُ يَمُثُّ عَرِقَ من سِمَنٍ ورُوِي في حَدِيثِ عُمَرَ يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ وقد تقدم يَنِثُّ وهي المَثْمَثَةُ وجاءَ يَمُثُّ إِذا جاءَ سَمِينًا يُرَى عَلَى سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثْلُ الدُّهْنِ قالَ الفَرَزْدَق (تَقُولُ كُلَيْبٌ حِينَ مَثَّتْ جُلُودُها ...وأَخْصَبَ من مَرُّوتِها كُلُّ جانِبٍ)

ونَبْثٌ مَثّاثٌ نَدٍ قالَ

(أَرْعَلَ مَجّاجَ النَّدَى مَثّاثًا ... )

ومَثَّ أصابِعَه بالمِنْدِيلِ أو بالحَشِيش ونحوِه مَثّا مَسَحَها وقِيلَ كُلٌّ ما مَسَحْتَه فقَد مَثَثْتَه مَثّا قال ابنُ دُرَيْدٍ أَحْسِبُه مَقْلُوبًا عن ثَمَمْتَ ومَثْمَثُوه تَعْتَعُوه عن ابن الأَعْرابِيِّ انقضى الثنائي

مثث: مَثَّ العَظمُ مَثًّا: سال ما فيه من الوَدَك؛ قال أَبو تراب: سمعت

أَبا مِحْجَنٍ الضَّبَابِيَّ يقول: مُثَّ الجُرْحَ ومُشَّه أَي انْفِ

عنه غَثِيثَتَهُ؛ ومَثَّ شاربَهُ إِذا أَطعمه شيئاً دَسِماً. ابن سيده:

مَثَّ شارِبُهُ يُمُثُّ مَثّاً: أَصابه الدَّسَمُ فرأَيت له وَبِيصاً. قال

ابن دُرَيْدٍ: أحْسَبُ أَن مَثَّ ونَثَّ بمعنى واحد، وسيأْتي ذكر نَثَّ؛

قال أَبو زيد: مَثَّ شارِبَهُ يَمُثُّهُ مثّاً إِذا أَصابه دَسَمٌ فمسحه

بيديه، ويُرى أَثَرُ الدَّسَمِ عليه. قال أَبو تراب: سمعت واقعاً يقول:

مَثَّ الجرحَ ونَثَّهُ إِذا دَهَنَهُ؛ وقال ذلك عرام. ومثَّ السِّقاءُ

والزِّقُّ يَمُثُّ، وتَمَثْمَثَ: رَشَحَ؛ وقيل: نَتَحَ من مَهْنِهمْ له؛ قال

الجوهري: ولا يقال فيه: نَضَح. ومَثَّ الرجلُ يَمُثُّ: عَرِقَ من سِمَنٍ.

وروي في حديث عمر: يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ. ومَثَّ الحَمِيتُ: رَشَحَ،

وهي المَثْمَثَةُ. وجاء يَمُثُّ إِذا جاء سَمِيناً يُرى على سَحْنَتِه

وجلْده مثلُ الدُّهن؛ قال الفرزدق:

تَقُولُ كُلَيْبٌ، حِينَ مَثَّتْ جُلُودُها،

وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ

وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه يسأَله قال: هَلَكْتُ قال: أَهَلَكْتَ

وأَنت تَمُثُّ مثَّ الحَميتِ؟ أَي تَرْشَحُ من السمن، ويروى بالنون.

ونَبْتٌ مَثَّاثٌ: نَدٍ؛ قال:

أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدى مَثَّاثا

ومَثَّ يده وأَصابعه بالمِنْدِيل أَو بالحَشِيشِ ونحوه مثًّا: مسحها،

لغةٌ في مَشَّ؛ وفي حديث أَنس: كان له منديل يَمُثُّ به الماءَ إِذا توضأَ

أَي يَمْسَحُ به أَثَرَ الماء وينشفه؛ وقيل: كل ما مسحته فقد مَثَثْتَهُ

مَثًّا، وكذلك مَثّاً؛ قال امرؤ القيس:

نَمُثُّ بأَْعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا،

إِذا نَحْنُ قُمْنا عن شِواءِ مُضَهَّبِ

ورواه غيره: نَمُشُّ؛ قال ابن دُرَيد: أَحْسَبُه مقلوباً عن ثَمَمْتُ.

ومَثْمَثُوه، كَثَمْثَمُوه؛ عن ابن الأَعرابي. ومَثْمَثَ الرجلُ إِذا

أَشبع الفَتيلَةَ من الدُّهْنِ؛ ويقال: مَثْمِثُوا بنا ساعَةً، وثَمْثِمُوا

بنا ساعة، ولَثلِثوا ساعة أَي رَوِّحُوا بنا قليلاً. والمَثْمَثَةُ:

التَّخلِيط؛ يقال: مَثْمَثَ أَمْرَهُم إِذا خَلَّطه. ومَثْمَثَه أَيضاً:

مِثْلُ مَزْمَزَه، عن الأَصمعي. يقال: أَخذه فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه إِذا

حرَّكه، وأَقبل به وأَدْبَر؛ قال الشاعر:

ثم اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا،

نَكَفْتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِثْماثا

قال: يقول انْتَكَفْتُ أَثرَه، والأَفْعَى تَخْلِطُ المَشْيَ؛ فأَراد

أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً.

والمِثْمَاثُ، بكسر الميم: المصدر، بالفتح الاسم.

مثث
: ( {مَثَّ) العَظْمُ: سَالَ مَا فِيهِ من الوَدَكِ.
} ومَثَّ (النِّحْيُ) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الزِّقُّ، {يَمُثُّ} مَثًّا (: رَشَحَ) ، وقِيلَ: نَتَح قَالَ الجوهريّ: وَلَا يُقَال فِيهِ: نَضَحَ، وروى فِي حَدِيث عُمَرَ: ( {يَمُثُّ} مَثَّ الحَمِيتِ) . ومَثَّ الحَمِيتُ: رَشحَ ( {كَمَثْمَثَ) ، ووُجدَ فِي بعض النّسخ: تَمَثمثَ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَنَّ رَجُلاً جاءَ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُه، قَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: أَهَلَكْتَ وأَنْتَ} تَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ؟) أَي تَرْشَحُ من السِّمَنِ، ويروى بالنُّون.
(و) مَثَّ (اليَدَ) والأَصابِعَ بالمِنْدِيلِ، أَو بالحَشِيشِ ونحوِه مَثًّا: (مَسَحَها) ، لُغَة فِي مَشَّ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (كانَ لَهُ مِنْدِيلٌ يَمُثَّ بِهِ المَاءَ إِذا تَوَضَّأَ) أَي يَمْسَحُ بِهِ أَثرَ الماءِ وينَشِّفُه، وَقيل: كلّ مَا مَسَحْتَه فقدْ {مَثَثْتَه مَثًّا، وكذالك مَشَشْتَه، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
} نَمُثُّ بأَعْرَافِ الجِيَادِ أَكُفَّنَا
إِذا نَحْنُ قُمْنَا عَن شِوَاءٍ مُضَهَّبِ
ويروى (نَمُشُّ) .
(و) مَثَّ (الشَّارِبَ) إِذا (أَطْعَمَه) شَيْئا: (دَسِماً) ، وَعَن ابْن سِيدَهَ: مَثَّ شارِبُه يَمُثُّ مَثًّا: أَصابَهُ الدَّسَمُ فرأَيتَ لَهُ وَبِيصاً.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُ أَنّ مَثَّ ونَثَّ بِمَعْنى واحدٍ، وسيأْتي ذِكْرُ (نثّ) .
وَقَالَ أَبو زيد: مَثَّ شارِبَهُ! يَمُثُّه مَثًّا إِذا أَصابَهُ دَسَمٌ فمَسَحَه بيَدَيْهِ، ويُرَى أَثَرُ الدَّسَمِ عليهِ. (و) قَالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعتُ أَبا مِحْجَنٍ الضبابِيَّ يَقُول: مَثَّ (الجُرْحَ) ومَشَّهُ أَي (نَفَى عَنهُ غَثِيثَتَه) . وَقَالَ أَبُو ترابٍ أَيضاً: سَمِعتُ واقِعاً يَقُول: مَثَّ الجُرْحَ، ونَثَّه، إِذا أَدْهَنَه، وَقَالَ ذالك عَرّام.
قَالَ شيخُنا: وَوَقع فِي رَوْضِ السُّهَيْليّ فِي خبرِ أَبرهة: كلّما سَقَطتْ منهُ أُنْمُلَةٌ تَبِعَتْهَا مِدَّةٌ تَمُثُّ قَيْحاً ودَماً، قَالَ السُّهَيْليّ: (أَلْفَيْتُه) فِي نسخةِ الشَّيْخ: تَمُثّ وتَمِثّ بالضّمّ وَالْكَسْر، فعلى رِوايَةِ الضّمّ يكون الفِعْلُ مُتَعَدِّيا، وقَيْحاً: مفعولُه، وعَلى روايعة الْكسر يكون غيرَ متعدَ وقَيْحاً تمييزٌ فِي قولِ أَكثرهم وَهُوَ نَظِير تَصَبَّبَ عَرَقاً وتَفَقَّأَ شَحْماً، وكذالك كَانَ شيخُنا أَبو الْحسن بن الطَّرَاوةِ يَقُول فِي مثله هَذَا، انْتهى. ( {ومثمث) الرجل، إِذا أشْبع الفتيلة بالدهن) وَفِي نُسْخَة: من الدّهن
(و) } مثمثت {مثمثه: خلط يُقَال} مثمث أَمرهم، إِذا خلطه ومثمث أَيْضا (تعتع وتحرك مثْل مَزْمَزَ، عَن الأَصمعيّ، يُقَال: أَخذَه {فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه، إِذا حرَّكَه وأَقْبَلَ بِهِ وأَدْبَرَ.
(و) مَثْمَثَ: (غَطَّ فِي الماءِ، و) قَالَ الشَّاعِر:
ثُمّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثَاثَا
نَكَفْتُ حَيثُ مَثْمَثَ} المِثْماثَا
(! المِثْمَاثُ) ، بِالْكَسْرِ، (المَصْدَرُ، وبالفتح، الاسْمُ) ، يَقُول: انَتْكَفْتُ أَثَرَه، والأَفْعَى تُخَلِّطُ المَشْىَ، فأَراد أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً. هاكذا ذكره الجوهريّ فِي تَفْسِير الرَّجَزِ، قَالَ الصّاغَانيّ: والرّواية: نَكَّفَ، يُريد أَن الحيَّةَ يَستَحِثّ نَفْسهَ إِذا طَلَبَ شَيئاً، والصَّوابُ فِي التَّفْسِير انْتَكَفَ أَثَرَه، والرَّجز من الأَراجيزِ الأَصمَعِيّات.
(و) يُقَال: ( {مَثْمِثُوا بِنَا) سَاعَة، وثَمْثِمُوا (كلَثْلِثُوا) ، أَي رَوِّحُوا بِنَا قَليلاً، وَقد تقدّم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَثَّ الرجلُ يَمُثُّ: عَرِقَ من سَمِنٍ.
وجاءَ يَمُثّ، إِذا جاءَ سَمِيناً يُرَى على سَحْنَتِه وجِلْدِه مثلُ الدُّهْن، قَالَ الفرزدق:
تَقُولُ كُلَيْبٌ حِين} مَثَّتْ جُلُودُهعا:
وأَخْصَبَ من مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
واستدرك شيخُنَا هُنَا:
{مَثَّى بالمثلّثة: لُغَة فِي مَتَّى، وعَزَاه إِلى لِسَان الْعَرَب عَن أَبي العلاءِ، وَقد ذكرنَا ف الْمَادَّة الَّتِي قبلهَا أَنه: مَتْثَى. بالمثنّاة ثمَّ بالمثلّثة، على الصّواب، لَا مَا ذكره شَيخنَا.
ونَبْتٌ} مَثّاثٌ: نَدٍ، قَالَ:
أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى! مَثّاثَا
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.