Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب): http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=11331#df80ae
(أَنَــى) الْهَمْزَةُ وَالنُّونُ وَمَا بَعْدَهُمَا مِنَ الْمُعْتَلِّ، لَهُ أُصُولٌ أَرْبَعَةٌ: الْبُطْءُ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنَ الْحِلْمِ وَغَيْرِهِ، وَسَاعَةٌ مِنَ الزَّمَانِ، وَإِدْرَاكُ الشَّيْءِ، وَظَرْفٌ مِنَ الظُّرُوفِ. فَأَ [مَّا ا] لْأَوَّلُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: الْــأَنَــاةُ الْحِلْمُ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ تَــأَنَّــى وَتَأَيَّا. وَيُنْشِدُ قَوْلَ الْكُمَيْتِ:
قِفْ بِالدِّيَارِ وُقُوفَ زَائِرْ ... وَتَــأَنَّ إِنَّكَ غَيْرُ صَاغِرْ
وَيُرْوَى: " وَتَأَيَّ " وَيُقَالُ لِلتَّمَكُّثِ فِي الْأُمُورِ التَّــأَنِّــي. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: «رَأَيْتُكَ آذَيْتَ وَآنَيْتَ» يَعْنِي أَخَّرْتَ الْمَجِيءَ وَأَبْطَأْتَ، وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ:
وَآنَيْتُ الْعِشَاءَ إِلَى سُهَيْلٍ ... أَوِ الشِّعْرَى فَطَالَ بِيَ الْــأَنَــاءُ
وَيُقَالُ مِنَ الْــأَنَــاةِ رَجُلٌ أَنِــيٌّ ذُو أَنَــاةٍ. قَالَ:
وَاحْلُمْ فَذُو الرَّأْيِ الْــأَنِــيُّ الْأَحْلَمُ
وَقِيلَ لِابْنَةِ الْخُسِّ: هَلْ يُلْقِحُ الثَّنِيُّ. قَالَتْ: نَعَمْ وَإِلْقَاحُهُ أَنِــيٌّ، أَيْ: بَطِيٌّ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ خَيْرُهُ أَنِــيٌّ، أَيْ: بَطِيٌّ. وَالْــأَنَــا مِنَ الْــأَنَــاةِ وَالتُّؤَدَةِ. قَالَ:
طَالَ الْــأَنَــا وَزَايَلَ الْحَقَّ الْأَشَرْ
وَقَالَ:
أَنَــاةً وَحِلْمٍا وَانْتِظَارًا بِهِمْ غَدًا ... فَمَا أَنَــا بِالْوَانِي وَلَا الضَّرَعِ الْغُمْرِ
وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: إِنَّهُ لَذُو أَنَــاةٍ، أَيْ: لَا يَعْجَلُ فِي الْأُمُورِ، وَهُوَ آنٍ وَقُورٌ. قَالَ النَّابِغَةُ:
الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالْــأَنَــاةُ سَعَادَةٌ ... فَاسْتَــأْنِ فِي رِفْقٍ تُلَاقِ نَجَاحَا
وَاسْتَــأْنَــيْتُ فُلَانًا، أَيْ: لَمْ أُعْجِلْهُ. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الْحَلِيمَةِ الْمُبَارَكَةِ أَنَــاةٌ، وَالْجَمْعُ أَنَــوَاتٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْــأَنَــاةُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي فِيهَا فُتُورٌ عِنْدَ الْقِيَامِ.
وَأَمَّا الزَّمَانُ فَالْإِنَى وَالْــأَنَــى، سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ، وَالْجَمْعُ آنَاءٌ، وَكُلُّ إِنًى سَاعَةٌ. وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: أُنِــيٌّ فِي الْجَمِيعِ. قَالَ:
يَا لَيْتَ لِي مِثْلَ شَرِيبِي مِنْ غَنِيِّ ... وَهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الْــأَنِــيِّ
إِذِ الدِّلَاءُ حَمَلَتْهُنَّ الدُّلِيُّ
يَقُولُ: فِي أَيِّ سَاعَةٍ جِئْتَهُ وَجَدْتَهُ يَضْحَكُ. وَأَمَّا إِدْرَاكُ الشَّيْءِ فَالْإِنَى، تَقُولُ: انْتَظَرْنَا إِنَى اللَّحْمِ، أَيْ إِدْرَاكَهُ. وَتَقُولُ: مَا أَنَــى لَكَ وَلَمْ يَــأْنِ لَكَ، أَيْ: لَمْ يَحِنْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ يَــأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحديد: 16] ، أَيْ: لَمْ يَحِنْ. وَآنَ يَئِينُ. وَاسْتَــأْنَــيْتُ الطَّعَامَ، أَيِ انْتَظَرْتُ إِدْرَاكَهُ. وَ {حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44] قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ. وَالْفِعْلُ أَنَــى الْمَاءُ الْمُسَخَّنُ يَــأْنِــي. وَ " {عَيْنٍ آنِيَةٍ} [الغاشية: 5] " قَالَ عَبَّاسٌ:
عَلَانِيَةً وَالْخَيْلُ يَغْشَى مُتُونَهَا ... حَمِيمٌ وَآنٍ مِنْ دَمِ الْجَوْفِ نَاقِعُ
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: آنَ يَئِينُ أَيْنًا وَــأَنَــى لَكَ يَــأْنِــي أَنْــيًا، أَيْ: حَانَ. وَيُقَالُ: أَتَيْتُ فَلَانًا آيِنَةً بَعْدَ آيِنَةٍ، أَيْ: أَحْيَانًا بَعْدَ أَحْيَانٍ، وَيُقَالُ: تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] . وَأَمَّا الظَّرْفُ فَالْإِنَاءُ مَمْدُودٌ، مِنَ الْآنِيَةِ. وَالْأَوَانِي جَمْعُ جَمْعٍ، يُجْمَعُ فِعَالٌ عَلَى أَفَعِلَةٍ.