Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أصل

موت

الموت: صفة وجودية خلقت ضدًا للحياة، وباصطلاح أهل الحق: قمع هوى النفس، فمن مات عن هواه فقد حَيَى بهداه.
بَاب الْمَوْت

مَاتَ وَفَاتَ وفطس ورهق وَتلف وَهلك وباد وفاد وفاظت نَفسه وَقضى نحبه ودعي فَأجَاب
بَاب أَسمَاء الْمَوْت

الْمَوْت والحتف والمنون وشعوب والسام وَالْحمام والردى والحين والثكل والوفاة والهلاك 
الموت الأحمر: مخالفة النفس.

الموت الأبيض: الجوع؛ لأنه ينور الباطن، ويبيض وجه القلب، فمن ماتت بطنته حَيَتْ فطنته. 

الموت الأخضر: لبس المرقع من الخرق الملقاة التي لا قيمة لها، لاخضرار عيشه بالقناعة.

الموت الأسود: هو احتمال أذى الخلق، وهو الفناء بالله لشهود الأذى منه برؤية فناء الأفعال في فعل محبوبه.
موت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي [عَلَيْهِ] السَّلَام حِين قَالَ لعوف بن مَالك: امْسِك سِتا تكون قبل السَّاعَة: أولهنَّ موت نَبِيكُم عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَا وَكَذَا وموتان تكون فِي النَّاس كقُعاص الْغنم وهدنة تكون بَيْنكُم وَبَين بني الْأَصْفَر فيغدرون بكم فيسيرون إِلَيْهِم فِي ثَمَانِينَ غَايَة تَحت كل غَايَة اثْنَا عشر ألفا وَبَعْضهمْ يَقُول: غابة. 
(م و ت) : (الْمَوَاتُ) الْأَرْضُ الْخَرَابُ وَخِلَافُهُ الْعَامِرُ وَعَنْ الطَّحَاوِيِّ (هِيَ) مَا لَيْسَ بِمِلْكٍ لَأَحَدٍ وَلَا هِيَ مِنْ مَرَافِقِ الْبَلَدِ وَكَانَتْ خَارِجَةَ الْبَلَدِ سَوَاءٌ قَرُبَتْ مِنْهُ أَوْ بَعُدَتْ فِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - (أَرْضُ الْمَوَاتِ) هِيَ الْبُقْعَةُ الَّتِي لَوْ وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى أَدْنَاهُ مِنْ الْعَامِرِ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ لَمْ يَسْمَعْهُ أَقْرَبُ مَنْ فِي الْعَامِرِ إلَيْهِ (مَاتَ مَوْتًا) مِنْ بَابَيْ طَلَبَ وَلَبِسَ (وَالْمَوْتَةُ) الْمَرَّةُ وَالْمِيتَةُ الْحَالَةُ وَالْمَيِّتَةُ لَمْ تُدْرَكْ ذَكَاتُهَا (وَمَوَّتَتْ الْبَهَائِمُ) وَقَعَ فِيهَا الْمَوْتَانُ أَيْ الْمَوْتُ الْعَامُّ (وَبَلَدٌ مَيْتٌ وَأَرْضٌ مَيْتَةٌ) هَامِدَةٌ لَا نَبَاتَ بِهَا.
م و ت: (الْمَوْتُ) ضِدُّ الْحَيَاةِ. (مَاتَ) يَمُوتُ وَيَمَاتُ أَيْضًا فَهُوَ (مَيِّتٌ) وَ (مَيْتٌ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَقَوْمٌ (مَوْتَى) وَ (أَمْوَاتٌ) وَ (مَيِّتُونَ) وَ (مَيْتُونَ) مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [الفرقان: 49] وَلَمْ يَقُلْ: مَيِّتَةً. وَ (الْمَيْتَةُ) مَا لَمْ تَلْحَقْهُ الذَّكَاةُ. وَ (الْمُوَاتُ) بِالضَّمِّ الْمَوْتُ. وَ (الْمَوَاتُ) بِالْفَتْحِ مَا لَا رُوحَ فِيهِ. وَالْمَوَاتُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ. وَ (الْمَوَتَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ: (أَمَاتَهُ) اللَّهُ وَ (مَوَّتَهُ) أَيْضًا. وَ (الْمُتَمَاوِتُ) مِنْ صِفَةِ النَّاسِكِ الْمُرَائِي. 
موت: موت: دونت ما يأتي: أشهر موته، أعلن عن وفاته (ألف ليلة، برسل 276) إلا أنني اعتقد أن هناك خطأ ما في هذا النص أو الاستشهاد.
تموت: جدها عند (فوك) في مادة mori؛ وانظر فيما بعد (اسم المفعول).
استموت (وردت عند فريتاج والأغلب 14 والبربربة 1: 486، 1، 505 .. الخ).
استومت: أغمي عليه، سكنت حركته كالميت (فوك: esmortir) وإذا أريد لهذا الفعل أن يكون مطابقا لمعناه في اللهجة القطالونية يصبح مرادفا ل: esmortu irse.
استومت: انطفأ، خبا، همد النار أو الفتيل ... الخ (الكالا).
موت: قاحل تماما ففي (البكري 7: 147): جبل موت لا عمارة حوله (وفيه 3: 158): جبل كبير موت -كذا. المترجم- لا ينبت شيئا.
موت: اصطلاح هندي، نوع من أنواع الحبوب، انظر (ابن بطوطة 3: 131 - 2 مع الملاحظة).
ميت، ميت والجمع موتان: (دي يونج).
ميت: فإن، بائد، قابل للموت، مميت، قاتل (القرآن الكريم، كليلة ودمنة 250، 1 وملاحظات ص107).
ميت: ماء راكد (معجم الجغرافيا).
ميت: الخمرة التي فقدت طعمها بسبب الطبخ (معجم الطرائف).
موتة وتجمع بإضافة الألف والتاء: الموت، طريقة الموت (بوشر، محيط المحيط، معجم الجغرافيا، ألف ليلة 1، 24، 1): تمن علي أي موتة تمون بها وأي قتلة تقتل بها.
موتان: طاعون. وباء. (معجم المنصوري، البكري 177: 6، موللر 1863: 2، 9 و1: 7) (انظر الهامش السابق المرقم 284 - المترجم).
موات والجمع مواتات: الصحارى (أماري 5: 19) (انظر الهامش السابق المرقم 284).
مواتة: جاء في (فوك): يعمل مواته على esmortiment facit؛ وهذا التعبير بالقطالونية معناها غثيان أو انها، كما يقال، أغمي عليه ولعلها لمن تظاهر بالسقوط مغشيا عليه.
تمويت: غنغرة، حالة الجسد الذي فارقته الحياة ودب فيه التفسخ (بوشر).
غير مماتي: خالد (المعجم اللاتيني العربي). خطيئة مميتة: عند النصارى خلاف العرضية (انظر الهامش السبق المرقم 284 - محيط المحيط).
متموت: مشرف على الموت، محتضر، منازع (وباللاتينية moribundus) .
متماوت: الذي يبدو عليه الموت (انظر الكلمة في مادة قلطي).

موت


مَاتَ (و),(n. ac. مَوْت)
a. Died; expired; passed away.
b. Ceased; died away, died down ( wind & c. ); became motionless.
c.(n. ac. مَوَاْت
مَوَتَاْن), Was barren, waste, deserted (land).
d. Became as though dead.
e. Slept.
f. Was worn (garment).
g. [Min], Died of (envy).
h. Became poor &c.
i. Became old.

مَوَّتَa. Caused to die; put to death, killed.
b. Died in great numbers (cattle).
c. see IV (d)
مَاْوَتَa. Tolerated.

أَمْوَتَa. see II (a)b. Lost by death, was bereaved of.
c. Mortified (passions).
d. Cooked thoroughly.
e. [pass.], Was obsolete (word).
f. Had plague-stricken cattle.
g. Beggared.

تَمَاْوَتَa. Feigned death.
b. Mortified himself.

إِسْتَمْوَتَa. Sought, courted death.
b. [La], Sought eagerly after; slaved at.
c. Regained flesh.

مَوْتa. Death; lifelessness; decease.

مَيْتa. see 25 (a)
مَوْتَة []
a. see 1
مَيْتَة []
a. Corpse; carcase; carrion.
b. Unfruitful, barren.

مِيْتَة [] (pl.
مِيَط [ ])
a. Manner of death; death.

مُوْتَة []
a. Epilepsy; lipothymy; swoon.
b. Insanity.

مَمَات []
a. Death.

مَائِت []
a. Dying; moribund.

مَوَاتa. Inanimate thing; thing.
b. Uncultivated land.

مُوَاتa. see 33 (a) (b).
مَيِّت [] (pl.
مَوْتَى []
أَمْوَات [ 38 ] & reg. )
a. Dead; lifeless; inanimate.
b. see 1tI (b)c. Unbeliever.

مَوَّات []
a. see 21
مَوْتَان []
a. Cattle-plague, murrain, epizooty.
b. Pest, plague.
c. see 25 (a)
مُوْتَان []
a. see 33 (a) (b).
مَوَتَان []
a. Death; mortality.
b. Property; immovables.
c. see 22 (b)
مُمِيْت [ N. Ag.
a. IV], Deadly, mortal.
b. Bereaved.

مُمَات [ N. P.
a. IV], Mortified.
b. Obsolete (word).
إِمَاتَة [ N.
Ac.
a. IV], The putting to death.
b. Mortification.

مُتَمَاوِت [ N.
Ag.
a. VI], Feigning death.
b. Ascetic, anchorite.

مُسْتَمِيْت [ N.
Ag.
a. X], Seeking death; intrepid.
b. Strenuous.
c. Pellicle of an egg.

مَيْتُوْتَة
a. see 1
مَوْت أَبْيَض
a. Natural death.

مَوْت أَحْمَر
a. Death by the sword.

مَوْت أَسْوَد
a. Strangulation.

مَوْت مَائِت
a. Violent death.

مَوْتَان الفُؤَاد
a. Apathetic, phlegmatic, inert.

مَا أَمْوَتَهُ
مَا أَمْوَتَ قَلْبُهُ
a. How apathetic, phlegmatic, inert he is!
[موت] الموتُ: ضدُّ الحياة. وقد مات يموت ويمات أيضا. قال الراجز: بنيتي سيدة البنات * عيشي ولا نأمن أن تماتى فهو ميِّتٌ ومَيْتٌ. وقومٌ مَوْتى وأمواتٌ، وميتون وميتون. وأصل ميت ميوت على فيعل، ثم أدغم. ثم يخفف فيقال ميت. قال الشاعر وقد جمعهما في بيت: ليس من مات فاستراح بمَيْت * إنَّما المَيْتُ ميت الاحياء ويستوى فيه المذكر والمؤنث، قال الله تعالى: (لنُحْيِيَ به بلدَةً مَيْتاً) ولم يقل ميتة. قال الفراء: يقال لمن لم يمت: إنه مائت عن قليل وميت. ولا يقولون لمن مات: هذا مائِتٌ. والمَيْتَةُ: ما لم تلحقه الذكاة . والميتة بالكسر، كالجِلسة والرِكبة. يقال: مات فلان مِيتةً حسنةً. وقولهم: ما أَمْوَتَهُ، إنما يراد به ما أموت قَلْبَهُ، لأنَّ كلَّ فعل لا يتزيَّد لا يتعجَّب منه. والمُواتُ، بالضم: الموت. والمَواتُ بالفتح: ما لا روحَ فيه. والمَواتُ أيضاً: الأرض التي لا مالكَ لها من الآدميِّين، ولا ينتفع بها أحد. ورجلٌ مَوْتانُ الفؤادِ، وامرأةٌ موتانة الفؤاد. والموتان، بالتحريك: خلاف الحيَوان. يقال: اشترِ المَوَتانَ ولا تشترِ الحيوان، أي اشترِ الأرضَ والدُورَ ولا تشترِ الرقيقَ والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأرض: التي لم تُحْيَ بعد. وفي الحديث: " مَوَتانُ الأرضِ لله ولرسوله، فمن أحيا منها شيئاً فهو له ". والمُوتانُ بالضم: موتٌ يقع في الماشية. يقال: وَقَعَ في المال موتانٌ. وأماتَه الله ومَوَّتَهُ، شدِّد للمبالغة. وقال: فعُرْوَةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً وها أنذا أُمَوَّتُ كُلَّ يومِ وأَماتَتِ الناقةُ، إذا مات ولدها، فهي مُميتٌ ومُميتَةٌ. قال أبو عبيد: وكذلك المرأة. وجمعها مَماويتُ. ابن السكيت: أَماتَ فلانٌ، إذا مات له ابنٌ أو بَنون. والمُتَماوِتُ، من صفة الناسك المُرائي. وموتٌ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ، يؤخذ من لفظه ما يؤكَّد به. والمستميت للأمر: المسترسِل له. قال رؤبة : وزَبَدُ البحرِ له كَتيتُ * والليلُ فوقَ الماءِ مستميتُ والمستميت أيضاً: المستقتِل الذي لا يبالي في الحرب من الموت. والموتة بالضم: جنس من الجنون والصَرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمالُ عقله، كالنائم والسكران. ومؤتة بالهمز: اسم أرض قتل بها جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه.
موت
أنواع الموت بحسب أنواع الحياة:
فالأوّل: ما هو بإزاء القوَّة النامية الموجودة في الإنسان والحيوانات والنّبات. نحو قوله تعالى:
يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها
[الروم/ 19] ، وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً [ق/ 11] .
الثاني: زوال القوّة الحاسَّة. قال: يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا
[مريم/ 23] ، أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [مريم/ 66] .
الثالث: زوال القوَّة العاقلة، وهي الجهالة.
نحو: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
[الأنعام/ 122] ، وإيّاه قصد بقوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى
[النمل/ 80] .
الرابع: الحزن المكدِّر للحياة، وإيّاه قصد بقوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ
بِمَيِّتٍ
[إبراهيم/ 17] .
الخامس: المنامُ، فقيل: النّوم مَوْتٌ خفيف، والموت نوم ثقيل، وعلى هذا النحو سمّاهما الله تعالى توفِّيا. فقال: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام/ 60] ، اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها
[الزمر/ 42] ، وقوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ
[آل عمران/ 169] فقد قيل: نفي الموت هو عن أرواحهم فإنه نبّه على تنعّمهم، وقيل: نفى عنهم الحزن المذكور في قوله: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ
[إبراهيم/ 17] ، وقوله: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران/ 185] فعبارة عن زوال القوّة الحيوانيَّة وإبانة الرُّوح عن الجسد، وقوله:
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ
[الزمر/ 30] فقد قيل: معناه: ستموت، تنبيها أن لا بدّ لأحد من الموت كما قيل:
والموت حتم في رقاب العباد
وقيل: بل الميّت هاهنا ليس بإشارة إلى إبانة الرُّوح عن الجسد، بل هو إشارة إلى ما يعتري الإنسان في كلّ حال من التّحلُّل والنَّقص، فإن البشر ما دام في الدّنيا يموت جزءا فجزءا، كما قال الشاعر:
يموت جزءا فجزءا
وقد عَبَّرَ قوم عن هذا المعنى بِالْمَائِتِ، وفصلوا بين الميّت والمائت، فقالوا: المائت هو المتحلّل، قال القاضي عليّ بن عبد العزيز :
ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والْمَيْتُ: مخفَّف عن الميِّت، وإنما يقال: موتٌ مائتٌ، كقولك: شِعْرٌ شَاعِرٌ، وسَيْلٌ سَائِلٌ، ويقال: بَلَدٌ مَيِّتٌ ومَيْتٌ، قال تعالى: فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ
[فاطر/ 9] ، بَلْدَةً مَيْتاً
[الزخرف/ 11] وَالمَيْتةُ من الحَيوان: ما زال روحه بغير تذكية، قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [المائدة/ 3] ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً [الأنعام/ 145] والْمَوَتَانُ بإزاء الحيوان، وهي الأرض التي لم تَحْيَ للزَّرع، وأرض مَوات. ووقع في الإبل مَوَتَانٌ كثير، وناقة مُميتةٌ، ومُميتٌ:
مات ولدها، وإِمَاتَةُ الخمر: كناية عن طَبْخها، والمُسْتَمِيتُ المتعرِّض للموت، قال الشاعر:
فأعطيت الجعالة مستميتا
والمَوْتَةُ: شِبه الجنون، كأنه من موْتِ العلم والعقل، ومنه: رجل مَوْتَانُ القلب، وامرأة مَوْتانةٌ.
م و ت

مات موتةً لم يمتها أحد، ومات ميتة سوء، وأماته الله، وهو ميّت وميت، وهم موتى وأموات وميتون. وموّتت البهائم. وأكل الميتة. وفلان مستميت: مسترسل للموت كمستقتل. قال:

فأعطيت الجعالة مستميتاً ... خفيف الحاذ من فتيان جرم

واستميتوا صيدكم ودابتكم: انتظروا حتى تبينوا أنه قد مات. ووقع في الناس والمال موتان وموتان بالفتح والضم مع سكون الواو. وتماوت الثعلب.

ومن المجاز: أحيا الله البلد الميت، وهو يحي الموات والموتان، واشتر من الموتان، ولا تشتر من الحيوان. وأمات الشيء طبخاً، وأميتت الخمر: طبخت. ورجل موتان الفؤاد إذا لم يكن حركاً حي القلب. وامرأة موتانة الفؤاد. وهو مستميت إلى كذا: مستهلك إليه يظن أنه إن لم يصل إليه مات. قال:

وصاحب صاحبته زميت ... ليس إلى الزاد بمستميت

واستمات الشيء: استرخى. قال:

قامت تريك بشراً مكنوناً ... كغرقىءِ البيض استمات ليناً

وماتت النار: خمدت. قال ذو الرمة:

ربلاً وأرطى نفت عنه ذوائبه ... كواكب القيظ حتى ماتت الشهب

ومات العجاج: سكن. قال ذو الرمة:

سخاويّ ماتت فوقها كل هبوة ... من القيظ واعتمّت بهنّ الحزاور

السخواء: الأرض السهلة وجمعها: سخاويّ. ومات الثوب: أخلق. ومات الطريق: انقطع سلوكه. وبلد تموت فيه، الريح كما يقال: تهلك فيه أشواط الرياح. قال محمد بن ذؤيب:

فلاة تموت الريح في حجراتها ... يحار القطا فيها عن الأفرخ الطحل

وماتت الريح: سكنت. قال أبو النجم:

بحر يكلّل بالسديف جفانه ... حتى تموت شمال كلّ شتاء

ومات فوق الرحل إذا استثقل في نومه. قال ذو الرمة:

إذا مات فوق الرحل أحييت روحه ... بذكراك والصهب المراسيل جنّح

مائلة في السير. وماوت قرنه: صابره وثابته. قال يصف ثوراً وكلاباً:

فأيقنّ أن لاقينه أن يومه ... بذي الرّمث إن ماوتنه يوم أنفس

أي يوم أنفسها: أطولها عمراً. وفلان مات من الغمّ، ويموت من الحسد، وموتٌ مائتٌ: شديد. وأمات فلان بنين: ماتوا له، كما يقال: أشبّ فلان بنين إذا شبّوا له. قال الأخطل:

مدمية حراً من الوجه حاسراً ... كأن لم تمت قبلي غلاماً ولا كهلاً

وبه موتة: فتور في العقل. وأخذته الموتة: الغشي. وبها موتة: فتور في عينيها كأنها وسنى. قال الأخطل:

فقد تهازلني المستبعلات وقد ... يعتاقني عند ذات الموتة الأنق

وفلان متماوت: يسكّن أطرافه رياء. وفي حديث عائشة: لا تمت علينا ديننا أماتك الله. وأمات غضبه: سكّنه. قال أبو النجم:

نهذهم هذّ الحريق القصبا ... بالمشرفيّات يمتن الغضبا
م و ت : مَاتَ الْإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتًا وَمَاتَ يُمَاتُ مِنْ بَابِ خَافَ لُغَةٌ وَمِتُّ بِالْكَسْرِ أَمُوتُ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ وَهِيَ مِنْ بَابِ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَمِثْلُهُ مِنْ الْمُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ وَزَادَ ابْنُ الْقَطَّاعِ كِدْتَ تَكُودُ وَجِدْتَ تَجُودُ وَجَاءَ فِيهِمَا تَكَادُ وَتَجَادُ فَهُوَ مَيِّتٌ
بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ فَقَالَ
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ... إنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
وَأَمَّا الْحَيُّ فَمَيِّتٌ بِالتَّثْقِيلِ لَا غَيْرُ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] أَيْ سَيَمُوتُونَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَمَاتَهُ اللَّهُ وَالْمَوْتَةُ أَخَصُّ مِنْ الْمَوْتِ وَيُقَالُ فِي الْفَرْقِ مَاتَ الْإِنْسَانُ وَنَفَقَتْ الدَّابَّةُ وَتَنَبَّلَ الْبَعِيرُ وَمَاتَ يَصْلُحُ فِي كُلِّ ذِي رُوحٍ وَتَنَبَّلَ عِنْدَ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ كَذَلِكَ.

وَالْمُوَاتُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ مِثْلُ الْمَوْتِ وَمَاتَتْ الْأَرْضُ مَوَتَانًا بِفَتْحَتَيْنِ وَمَوَاتًا بِالْفَتْحِ خَلَتْ مِنْ الْعِمَارَةِ وَالسُّكَّانِ فَهِيَ مَوَاتٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَقِيلَ الْمَوَاتُ الْأَرْضُ الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ وَالْمَوَتَانُ الَّتِي لَمْ يَجْرِ فِيهَا إحْيَاءٌ وَمَوَتَانُ الْأَرْضِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْمَوَتَانُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَوْتُ وَهُوَ أَيْضًا ضِدُّ الْحَيَوَانِ يُقَالُ اشْتَرِ مِنْ الْمَوَتَانِ وَلَا تَشْتَرِ مِنْ الْحَيَوَانِ وَكَانَتْ الْعَرَبُ تُسَمِّي النَّوْمَ مَوْتًا وَتُسَمِّي الِانْتِبَاهَ حَيَاةً وَرَجُلٌ مَوْتَانُ الْفُؤَادِ وِزَانُ سَكْرَانَ أَيْ بَلِيدٌ وَالْمِيتَةُ بِالْكَسْرِ لِلْحَالِ وَالْهَيْئَةِ وَمَاتَ مِيتَةً حَسَنَةً وَالْمَيْتَةُ مِنْ الْحَيَوَانِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وَالْجَمْعُ مَيْتَاتٌ وَــأَصْلُــهَا مَيِّتَةٌ بِالتَّشْدِيدِ قِيلَ وَالْتُزِمَ التَّشْدِيدُ فِي مَيِّتَةِ الْأَنَاسِيِّ لِأَنَّهُ الْــأَصْلُ وَالْتُزِمَ التَّخْفِيفُ فِي غَيْرِ الْأَنَاسِيِّ فَرْقًا بَيْنَهُمَا وَلِأَنَّ اسْتِعْمَالَ هَذِهِ أَكْثَرُ مِنْ الْآدَمِيَّاتِ فَكَانَتْ أَوْلَى بِالتَّخْفِيفِ وَالْمَوْتَى جَمْعُ مَنْ يَعْقِلُ وَالْمَيِّتُونَ مُخْتَصٌّ بِذُكُورِ الْعُقَلَاءِ وَالْمَيِّتَاتُ بِالتَّشْدِيدِ لِإِنَاثِهِمْ وَبِالتَّخْفِيفِ لِلْحَيَوَانَاتِ كُلُّ جَمْعٍ عَلَى لَفْظِ مُفْرَدِهِ وَالْأَمْوَاتُ جَمْعُ مَيْتٍ مِثْلُ بَيْتٍ وَأَبْيَاتٍ قَالَ تَعَالَى {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26] وَالْمُرَادُ بِالْمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ مَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ أَوْ قُتِلَ عَلَى هَيْئَةٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ إمَّا فِي الْفَاعِلِ أَوْ فِي الْمَفْعُولِ فَمَا ذُبِحَ لِلصَّنَمِ أَوْ فِي حَالِ الْإِحْرَامِ أَوْ لَمْ يُقْطَعْ مِنْهُ الْحُلْقُومُ مَيْتَةٌ وَكَذَا ذَبْحُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَا يُفِيدُ الْحِلَّ وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لِلْحِلِّ مَا فِيهِ نَصٌّ

وَمُؤْتَةُ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ قَرْيَةٌ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ بِطَرَفِ الشَّامِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ أَهْلُهُ إلَى الْحِجَازِ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ الْكَرْكِ وَبِهَا وَقْعَةٌ مَشْهُورَةٌ قُتِلَ فِيهَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ. 
(موت) - في الحديث : "الحمد لله الذي أَحيانَا بعد ما أَماتَنَا"
معنى الإمَاتة هَا هُنا مع إحاطَةِ العِلم مِنَّا: أَنَّ الحياةَ في حالتَى اليَقظَةِ والنومِ غَيرُ زائلة؛ هو أنه جَعَل النومَ الذي يَكُون معه زَوَالُ العَقلِ، وسُكُون الحَرَكات بمَنزِلَةِ الموتِ الذي يَكُون بهِ عدَمُها وبُطْلَانها؛ تَشبِيهاً وتَمِثيلاً، لا تَحِقيقًا.
وقال بَعضُ أهْلِ الُّلغَةِ: اَلموتُ في كَلامِ العَرَبِ: السُّكُونُ.
يُقالُ: ماتَتِ الرِّيحُ: سَكَنَت وَرَكَدَت، وأنشَد:
يا لَيْت شِعْرِى هل تَمُوتُ الرِّيحُ
فأسْكُنَ اليَومَ وأَسْتَرِيحُ
ثُمّ عَقَّبَه بقَوْلهِ عليه الصَّلاة والسَّلام: "وإليه النُّشُور"؛ ليَدُلَّ بإعَادَةِ اليَقَظةِ بَعْدَ النَّوْمِ علَى إثباتِ البعْثِ بَعدَ الموْتِ.
وقيل: الموتُ أنواعٌ بحَسَبَ أَنواعِ الحَياةِ: الأوَّل: ما هُوَ بإِزَاءَ القُوَّةِ النامِيَةِ الموَجُودةِ في الَحيواناتِ والنَّباتِ، نحو قوله تعالى: {يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} .
الثاني؛ زَوَال القُوَّة الحِسِّيَّةِ، نحو قَولِهِ تَعالى - في قِصَّةِ مَرْيَم عليها السَّلامُ -: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} ، وقولُه تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ} .
الثالث؛ زَوال القُوَّة العَاقِلَة؛ وهي الجَهالَة نَحو قَولِه تَعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ، {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} .
الرابعُ؛ الحُزنُ المُكَدِّرُ لِلحياةِ، قال: وإيَّاه قَصَد بقَوْله تعالى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} ،
وَمِنه الحديث: "مَثَل ابنِ آدم وإلى جنبه تِسعَةٌ وتِسعون مَنِيَّةً، إن أَخطأتْه اَلمنايَا وقع في الهَرَم حتى يَمُوت "
الخامِسُ: المَنَام وقد قيل: المنَامُ : المَوْتُ الخفيفُ، والمَوتُ: النَّوْمُ الثَّقِيلُ؛ ولهذَا قيل: النَّوم أَخُو الموت وأَنشدَ:
ليْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بمَيْتٍ
إنَّما الميْتُ مَيّتُ الأَحْيَاءِ
وقال آخر:
المَوتُ مَوْتانِ: مَوتٌ دنا أَجلٌ
ومَوتُ وَالٍ يقُال قد عُزِلَا
وقال آخر:
لا تَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلَي
إنَّما الموتُ سُؤالُ الرِّجال
وقال آخر :
مَوْتُ التَّقِىّ حَياةٌ لا انِقطاعَ لها
قَدْ ماتَ قَوْمٌ وهُم في النَّاسِ أَحْياءُ
ولغَيْره:
مَن شَاخِ قد ماتَ وهو حيٌّ
يَمْشى على الأرضِ مَشْيَ الهالكِ - في الخبر: "أَوَّلُ مَن مات إبلِيسُ؛ لأَنَّه أَوَّل مَنْ عَصىَ"
- وفي قِصَّة موسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "قيل له: إنَّ هامانَ قد ماتَ، فَلَقِيَه موسى حَيًّا، فَسأَل رَبَّهُ تَبارَك وتعالى، فقال له: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ مَن أَفْقَرتُه فَقَدْ أَمَتُّه"
قال أبُو عُبيد: يقال مَيِّتٌ لمَن لَم يَمُت، وَمَيْتٌ لِمن مَاتَ، كَأَنَّه ذَهَبَ إلى قَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} هذا لمَن لَم يَمُتْ وسيموت.
- في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "اللَّبَنُ لا يَمُوتُ"
قيل: أَراد أَنَّ الصَّبِىَّ إذَا رَضَعَ امْرأةً مَيِّتَةَ حَرُمَ عَلَيْه مِن ولَدِها، وقَراباتِها مَن يُحرَّم عليه مِن قَراباتِ الحيَّةِ ووَلَدِها إذا رَضَعَها.
وقيل: معناه إذا فُصِلَ اللَّبنُ من الثَّدْى فأُوجِرَه الصَّبِىُّ أَو أُدِمَ له، أو دِيفَ في دَواءٍ، أَو سُقْيَة، أَوْ سُعِط به، لم يَكُن رَضاعًا، ولكنَّه يَحرُم به ما يَحرُم بالرَّضاعِ، لِأَنَّ اللبن لا يبطُل عَمَلُه بِمُفارقَةِ الثَّدْىَ . - في الحديث: "مَوَتَانُ الأَرضِ لله وَلرَسُولِهِ"
يعنى المَواتَ مِن الأَرْضِ، وقيل: فيه لُغتَان: سُكُون الوَاوِ وَفَتحها.
وَرجلٌ مَوْتانُ الفؤاد: مَيِّتُه، وامرأةٌ موتانَةُ الفُؤادِ.
- وفي الحديث : "مُوْتَانٌ يأخُذُ فيكم كقُعَاص الغَنَمِ"
: أي مَوْتٌ. يُقالُ: وقَعَ المُوتانُ في الغَنَم ونحوه. ومنه المُوات - بضَمِّ المِيمِ -، والقُعَاص: الهَلاكُ المُعَجَّلُ.
- في الحديث: "ولا مُتَماوِتِين "
يُقَال: تَماوَتَ؛ إذَا أظْهَرَ مِن نَفسِهِ العِبادَةَ والزُّهْدَ، وهو مِن بِناء التَّكلُّف، مِثْل تناوَمَ.
- ونَظَرَتْ عَائشَةُ - رضي الله عنها: "إلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخَافُتًا، فَقالَت: ما لِهذَا ؟ فقيل: إنَّه مِن القُرَّاءِ، فقالَت: كان عُمَرُ - رضي الله عنه - سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إذَا مَشَى أَسْرَعَ، وإذَا قال أسْمَع، وإذَا ضَرَبَ أوْجَعَ"
- ورَأى عُمَرُ - رضي الله عنه - رَجُلًا يَمْشى مُطَأْطِئًا، فقال: "ارفَع رَأْسَك، فإنَّ الإسلامَ لَيْسَ بمَرِيضٍ"
- ورأى رجُلاً مُتَماوتًا، فقال: "لا تُمِتْ علَيَنا دِينَنَا، أماتَكَ الله "
[موت] نه: فيه: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما "أماتنا"، أي أنامنا، وهو تشبيه في زوال العقل والحركة لا تحقيق، وقيل: الموت في العرب يطلقالشديد والوصب المؤلم والإملال الذي يفضي إلى كفران النعمة ونسيان الذكر. مف: ميتة السوء- بفتح سين، كالهدم والتردي والغرق والحرق واللدغ والإدبار في الغزو. ط: كيف أنت إذا عليك أمراء "يميتون" الصلاة عن أوقاتها، أي ما حالك حين ترى من هو حاكم عليك متهاونًا في الصلاة يؤخرها عن وقتها المختار، إن صليت معهم فأتتك فضيلة أول وقتها، وإن خالفته خفت أذاه وفاتتك فضيلة الجماعة، وعليك- خبر كان، شبه الصلاة المؤخرة بجيفة منتنة تنفر عنها الطباع، وفيه حث على الجمع بين الفضيلتين، ولو اختار أحدهما فالمختار الانتظار إن لم يفحش التأخير حذرًا من الفتنة، وقد وقع هذا التأخير زمن بني أمية، قوله: فهي لكم وهي عليهم، يعني إذا صليتم في أول وقتها ثم تصلون معهم يكون منفعة صلاتكم لكم ومضرة الصلاة عليهم لتأخيرهم، فصلوا عليهم ما صلوا القبلة- أي نحو القبلة. وفيه: فاقرؤها عند "موتاكم"، أي إذا كان يس تمحو الخطايا فاقرؤها عند من شارف الموت حتى يسمعها ويجريها على قلبه فيغفر له ما أسلفه. وح: جيء "بالموت"، أي يمثل بكبش أعين فيذبح، ليشاهدوه بأعينهم، ثم إن المعاني ينكشف للناظرين انكشاف الصور في هذه الدار- هذا وما أحببنا أن نؤثر الإقدام في سبيل لا معلم بها فاكتفينا بالمرور عن الإلمام. ش: حياتي خير لكم و"موتى" خير لكم، وتمامه: أما حياتي فأسن لكم السنن وأشرع لكم الشرائع، وأما موتى فإن أعمالكم تعرض علي، فما رأيت منها حسنًا حمدت الله، وما رأيت منها سيئًا استغفرت الهل تعالى. وح: إحياء سنة "أميتت"- مر في سن. غ: "و "لا تموتن" إلا وأنتم مسلمون" هو أمر بالإقامة على الإسلام. و"كنتم "أموتًا"" نطفًا في الأرحام.
موت
ماتَ1 يَموت، مُتْ، مَوْتًا، فهو مائِت ومَيْت ومَيِّت
• مات الحيُّ: فارقته الحياةُ، فارقت الرُّوحُ جسدَه "مات رمْيًا بالرُّصاص/ شَنْقًا- {إِنَّكَ مَائِتٌ وَإِنَّهُمْ مَائِتُونَ} [ق]- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} - {قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} " ° مات حَتْفَ أنفِه: مات على فراشه بصورة طبيعيّة من غير قتل أو حرق أو غرق أو ما شابه ذلك- مات عن ثمانين سنة: بلغ عمره ثمانين سنة حين فارقته الحياةُ- مات من الجوع: كان به جوعٌ شديد.

• ماتَتِ الرِّيحُ: سكنت، همدت.
• ماتتِ النّارُ: خمدت، بَرَدَ رَمَادُها فلم يبق من الجمر شيءٌ.
• ماتت مشاعِرُه نحو الآخرين: تبلَّدت "ماتت أحاسيسُه"? مات حِسّه الفَنِّي: فُقِدَ ذلك الحسّ.
• مات اللَّفظُ: أُهمل وتُرك استعمالُه.
• مات فلانٌ: نام واستثقل في نومه. 

ماتَ2 يموت، مُتْ، مَوَاتًا، فهو مَوَات
• ماتَتِ الأرضُ أو المكانُ: خلت من العمارة والسُّكّان "عمّر أرضًا مواتًا- ماتتِ المدينةُ بعدما أصابها الزلزال" ° مات الطريقُ: لم يسلكه أحد. 

أماتَ يُميت، أمِتْ، إماتةً، فهو مُمِيت، والمفعول مُمَات
• أمات الشَّخصَ: قتله وقضى عليه "أمات الوباءُ جمهرةً من النَّاس- {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} - {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} - {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} " ° أُمِيتَتِ الكلمةُ: تُرِك استعمالُها، هُجِرت- السَّبع المميتة: الغضب، والغيرة، والحَسَد، والشَّره، والشَّهوة، والكِبْر، والكسَل تعتبر مميتة للرّوح.
• أمات غرائِزَه/ أمات شهواتِه: كبتها وسيطر عليها "أمات غضبَه: سكّنه- أمات نفسَه: قهرها وأذلّها". 

استماتَ/ استماتَ لـ يستميت، اسْتَمِتْ، استماتةً، فهو مُستمِيت، والمفعول مستماتٌ له
• استمات الشَّخصُ:
1 - طاب نفسًا بالموت وثبت غير مبالٍ، طلب الموتَ "استمات الجُنديُّ دفاعًا عن وطنه- ما كان في الجيش إلاّ كلّ مستميت مقدام".
2 - ذهب في طلب الشّيءِ كلّ مذهب "إنّه مستميت في الحصول على الجائزة- استمات العالمُ في الدفاع عن مكتشفاته العلميّة".
• استمات للأمر: استرسل فيه "جاهد جهاد المُستميت- استمات لهواها- كان مستميتًا في أداء واجبه". 

تماوتَ يتماوت، تَماوُتًا، فهو مُتماوِت
• تماوَت الشَّخصُ:
1 - تظاهر بالموت وهو حيٌّ "تَمَاوَت الثَّعلبُ- تماوت البطلُ في المسرحيَّة".
2 - أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزُّهد والصَّوْم. 

مَوَّتَ يموِّت، تمويتًا، فهو مُمَوِّت، والمفعول مُموَّت
• موَّتهُ: أماتَهُ، قتله وقضى عليه "موَّت الزلزالُ سكّانَ القرية". 

إماتة [مفرد]: مصدر أماتَ. 

استماتة [مفرد]: مصدر استماتَ/ استماتَ لـ. 

مُسْتميت [مفرد]: اسم فاعل من استماتَ/ استماتَ لـ. 

مَمات [مفرد]: مَوْت " {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} ". 

مُميت [مفرد]: اسم فاعل من أماتَ.
• المُميت: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: جاعل الحيّ ميِّتًا بسلب الحياة، وإحداث الموت فيه. 

مَوات [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ2.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ2.
3 - أرض خالية من السُّكّان لا ينتفع بها أحد، وليست ملكًا لأحد "يتمنّى هذا الفلاح الحصولَ على أرض موات فيجعلها خصبة- إحياء المَوَات". 

مَوْت [مفرد]:
1 - مصدر ماتَ1.
2 - ما يضعف الطبيعة ولا يلائمها، كالخوف والحزن " {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} " ° خطر الموت: يقصد بهذه العبارة تنبيه الأشخاص بعدم لمس أو الاقتراب من أي شيء مسجَّل عليه: خطر الموت- فلانٌ بين الحياة والموت: يعاني سكرات الموت- فلانٌ على فِراش الموت: يحتضر.
• مَوْت الملك: (رض) نقلة حجر في لعبة الشطرنج تحصر الملك وتُنْهي اللّعبة.
• الموت المدنيّ: (قن) الحرمان من الحقوق المدنيّة نتيجة الإدانة بالخيانة أو جريمة كبرى أخرى.
• أمنية الموت: (نف) رغبة في هدم الذّات يرافقها عادة اكتئاب ويأس وتقريع للذّات. 

مَيْت [مفرد]: ج أَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيِّت، مَنْ فارق الحياةَ، الشّخص الذي مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ" ° دَمُ الميْت في عنقه: أي: كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميت وليس به " {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ". 

مَيْتَة [مفرد]: ج مَيْتات ومَيَتات: (حن) حيوان مات حَتْف أنفه، أو على هيئة غير مشروعة، وهو ممّا يُحرَّمُ أكلُه عند المسلمين "دجاجة ميتة- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} ". 

مِيتَة [مفرد]: ج مِيتات: اسم هيئة من ماتَ1: حال من أحوال الموت "مات فلان مِيتَةً سوِيَّة/ جاهليّة- مات مِيتة الأبطال". 

مَيِّت [مفرد]: ج مَيِّتُون وأَمْوات ومَوْتَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ماتَ1: مَيْت، مَنْ فارق الحياةَ، الشَّخص الذي
 مات حديثًا "ليس مَنْ ماتَ فاستراح بمَيْتٍ ... إنَّما المَيْتُ ميِّتُ الأحياءِ- {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} " ° دَمُ الميِّت في عنقه: أي كان مسئولاً عن موته.
2 - مَنْ في حكم الميّت وليس به " {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ". 

موت: الأَزهري عن الليث: المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى. غيره:

المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة. والمُواتُ، بالضم: المَوْتُ. ماتَ

يَمُوتُ مَوْتاً، ويَمات، الأَيرة طائيَّة؛ قال:

بُنَيَّ، يا سَيِّدةَ البَناتِ،

عِيشي، ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي

(* قوله «بني يا سيدة إلخ» الذي في

الصحاح بنيتي سيدة إلخ. ولا نأمن إلخ.)

وقالوا: مِتَّ تَموتُ؛ قال ابن سيده: ولا نظير لها من المعتل؛ قال

سيبويه: اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ، ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ، قال:

ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل، ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في

فَعِل. قال كراع: ماتَ يَمُوتُ، والــأَصْلُ فيه مَوِتَ، بالكسر، يَمُوتُ؛

ونظيره: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هو دَوِمَ، والاسم من كل ذلك المَيْتةُ.

ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ؛ وقيل: المَيْتُ الذي ماتَ، والمَيِّتُ

والمائِتُ: الذي لم يَمُتْ بَعْدُ. وحكى الجوهريُّ عن الفراء: يقال لمنْ لم يَمُتْ

إِنه مائِتٌ عن قليل، ومَيِّتٌ، ولا يقولون لمن ماتَ: هذا مائِتٌ. قيل:

وهذا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قال الله

تعالى: إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ؛ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ

الرَّعْلاء، فقال:

ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ،

إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ

إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً،

كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ

فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً،

وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ

فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ.

وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون.

وقال سيبويه: كان بابُه الجمع بالواو والنون، لأَن الهاء تدخل في أُنثاه

كثيراً، لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة

والسكون، كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد. والقولُ في

مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ، لأَنه مخفف منه، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة

ومَيْتٌ، والجمع كالجمع. قال سيبويه: وافق المذكر، كما وافقه في بعض ما

مَضى، قال: كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ. وفي التنزيل العزيز: لِنُحْيِيَ به

بَلدةً مَيْتاً؛ قال الزجاج: قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد؛ وقد

أَماتَه اللهُ. التهذيب: قال أَهل التصريف مَيِّتٌ، كأَنَّ تصحيحَه

مَيْوِتٌ على فَيْعِل، ثم أَدغموا الواو في الياء، قال: فَرُدَّ عليهم وقيل إِن

كان كما قلتم، فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ، فقالوا: قد علمنا

أَن قياسه هذا، ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه، فرددناه إِلى

لفظ فَيْعِلٍ، لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل. وقال آخرون: إِنما كان في

الــأَصل مَوْيِت، مثل سَيِّد سَوْيدٍ، فأَدغمنا الياء في الواو، ونقلناه فقلنا

مُيِّتٌ. وقال بعضهم: قيل مَيْت، ولم يقولوا مَيِّتٌ، لأَن أَبنية ذوات

العلة تخالف أَبنية السالم. وقال الزجاج: المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد،

إِلاَّ أَنه يخفف، يقال: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعنى واحد، ويستوي فيه

المذكر والمؤَنث؛ قال تعالى: لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً، ولم يقل مَيْتةً؛

وقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت؛ إِنما معناه،

والله أَعلم، أَسباب الموت، إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا

مَحالَة.وموتُ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ؛ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ

به.وفي الحديث: كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ، هو أَمر بالموت؛

والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة، مع حصول الغَرضِ

للشِّعار، فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة

الليل؛ وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ: من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي

فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما.

وقوله تعالى: فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون؛ قال أَبو إِسحق: إِن

قال قائل كيف ينهاهم عن الموت، وهم إِنما يُماتون؟ قيل: إِنما وقع هذا

على سعة الكلام، وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قال: والمعنى الزَمُوا

الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين. والمِيتَةُ: ضَرْبٌ من

المَوْت. غيره: والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت، كالجِلْسة والرِّكْبة؛

يقال: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً؛ وفي حديث الفتن: فقد ماتَ مِيتةً

جاهليةً، هي، بالكسر، حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال

والفُرقة، وجمعُها مِيَتٌ.

أَبو عمرو: ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ. والمَيْتةُ: ما لم

تُدْرَكْ تَذْكيته. والمَوْتُ: السُّكونُ. وكلُّ ما سَكنَ، فقد ماتَ، وهو

على المَثَل. وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فلم يَبْقَ من

الجمر شيء. وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ. وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ

وسَكَنَتْ؛ قال:

إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ،

فأَسْكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ

ويروى: فأَقْعُدَ اليوم. وناقَضُوا بها فقالوا: حَيِيَتْ. وماتَت

الخَمْرُ: سكن غَلَيانُها؛ عن أَبي حنيفة. وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا

نَشَّفَتْه الأَرضُ، وكل ذلك على المثل. وفي حديث دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لله

الذي أَحيانا بعدما أَماتنا، وإِليه النُّشُور. سمي النومُ مَوْتاً

لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لا تحقيقاً. وقيل:

المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون؛ يقال: ماتت الريحُ أَي

سَكَنَتْ. قال: والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة: فمنها ما هو

بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات، كقوله تعالى:

يُحْيي الأَرضَ بعد موتها؛ ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة، كقوله تعالى:

يا ليتني مِتُّ قبل هذا؛ ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة، وهي الجهالة،

كقوله تعالى: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه، وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى؛

ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة، كقوله تعالى: ويأْتيه الموتُ

من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ؛ ومنها المَنام، كقوله تعالى: والتي لم

تَمُتْ في مَنامها؛ وقد قيل: المَنام الموتُ الخفيفُ، والموتُ: النوم

الثقيل؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ

والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية، وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَوّلُ من ماتَ إِبليس

لأَنه أَوّل من عصى. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قيل

له: إِن هامان قد ماتَ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه، فقال له: أَما تعلم أَن من

أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه؟ وقول عمر، رضي الله عنه، في الحديث:

اللَّبَنُ لا يموتُ؛ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً، حَرُمَ عليه

من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم، لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها؛

وقيل: معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي، وأُسْقِيه الصبيُّ، فإِنه

يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي، فإِنَّ كلَّ

ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ، لضرورة

الاستعمال.

وفي حديث البحر: الحِلُّ مَيْتَتُه، هو بالفتح، اسم ما مات فيه من

حيوانه، ولا تكسر الميم.

والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، يقع في المال

والماشية. الفراء: وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ، وهو الموتُ. وفي الحديث:

يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم. المُوتانُ، بوزن البُطْلانِ:

الموتُ الكثير الوقوع.

وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد للمبالغة؛ قال الشاعر:

فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً،

فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ

ومَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فيها الموتُ.

وأَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، وفي الصحاح: إِذا مات له ابنٌ أَو

بَنُونَ.

ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، وكذلك الناقةُ

إِذا مات ولدُها، والجمع مَمَاويتُ. والمَوَتانُ من الأَرض: ما لم

يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر، على المَثل؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ، من ذلك. وفي

الحديث: مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله، فمن أَحيا منها شيئاً، فهو له.

المَواتُ من الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً

لأَحَدٍ، وفيه لغتان: سكون الواو، وفتحها مع فتح الميم، والمَوَتانُ: ضِدُّ

الحَيَوانِ. وفي الحديث: من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به؛ المَواتُ: الأَرض

التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ، ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد، وإِحْياؤُها

مُباشَرة عِمارتِها، وتأْثير شيء فيها. ويقال: اشْتَرِ المَوَتانَ، ولا

تشْتَرِ الحَيَوانَ؛ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ، ولا تشتر الرقيق

والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد. ورجل يبيع

المَوَتانَ: وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح، وما كان ذا روح فهو

الحيوان. والمَوات، بالفتح: ما لا رُوح فيه. والمَواتُ أَيضاً: الأَرض

التي لا مالك لها من الآدميين، ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ.

ورجل مَوْتانُ الفؤَاد: غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه

بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ. وقولهم: ما أَمْوَتَه

إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ، لا

يُتَعَجَّبُ منه. والمُوتةُ، بالضم: جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري

الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران. والمُوتة:

الغَشْيُ. والمُوتةُ: الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كانَّ يتَعوَّذُ بالله من

الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه، فقيل له: ما هَمْزُه؟ قال: المُوتةُ. قال

أَبو عبيد: المُوتَةُ الجُنونُ، يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس

والغَمْزِ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وقال ابن شميل: المُوتةُ

الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ؛ وقال اللحياني: المُوتةُ

شِبْهُ الغَشْية.

وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ.

واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت.

والمُسْتَمِيتُ: الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون. والمُسْتَميتُ: الذي

يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه، ولهذا حتى يُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ

كفَر النعمة.

ويقال: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ، وهو حيٌّ.

والمُتَماوِتُ: من صفةِ الناسِك المُرائي؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد:

سمعت ابنَ المُبارك يقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ.

ويقال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا؟ وذلك إِذا

أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته. وقال ابن المبارك: المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من

نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ، وليس كذلك.

وفي حديث أَبي سلمَة: لم يكن أَصحابُ محمد، صلى الله عليه وسلم،

مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين. يقال: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه

التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ، مِن العبادة والزهد والصوم؛ ومنه حديث عمر،

رضي الله عنه: رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ

الإِسلام ليس بمريض؛ ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً، فقال: لا تُمِتْ علينا

ديننا، أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَظَرَتْ إِلى رجل

كادً يموت تَخافُتاً، فقالت: ما لهذا؟ قيل: إِنه من القُرَّاءِ، فقالت:

كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إِذا مشى أَسْرَعَ، وإِذا قال أَسْمَعَ،

وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع.

والمُسْتَمِيتُ: الشُّجاع الطالبُ للموت، على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ

هذا النحو.

واسْتماتَ الرجلُ: ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قال:

وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، ولم أُضِعْ

سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ

يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي. وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة: ذهب فيهما

كلَّ مَذْهَب؛ قال:

قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا،

كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا

أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب. والمُسْتَميتُ للأَمْر:

المُسْتَرْسِلُ له؛ قال رؤْبة:

وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ،

والليلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِيتُ

ويقال: اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ.

والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي، في الحرب، الموتَ. وفي

حديث بَدْرٍ: أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين، وهم الذي

يُقاتِلون على الموت. والاسْتِماتُ: السِّمَنُ بعد الهُزال، عنه أَيضاً؛

وأَنشد:

أَرى إِبِلي، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ،

تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخِرَ الليلِ، نِيبُها

جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال، كقوله تعالى: وإِقامَ الصلاةِ.

ومُؤْتة، بالهمز: اسم أَرْضٍ؛ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب، رضوان الله

عليه، بموضع يقال له مُوتة، من بلاد الشام. وفي الحديث: غَزْوة مُؤْتة،

بالهمز. وشيءٌ مَوْمُوتٌ: معروف، وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ.

موت
: ( {مَاتَ} يَمُوتُ) {مَوْتاً.
(و) } مَاتَ ( {يَمَاتُ) ، وَهَذِه طَائِيّة، قَالَ الراجز:
بُنَيَّتِي سَيِّدَةَ البَنَاتِ
عِيشِي وَلَا نَأْمَنُ أَنْ} - تَمَاتِي
(و) مَاتَ ( {يَمِيتُ) .
قَالَ شَيخنَا. وظاهِرُه أَنّ التَّثْلِيثِ فِي مضارِع ماتَ مُطْلَقاً، وليسَ كَذَلِك، فإِنّ الضّمَّ إِنّما هُوَ فِي الوَاوِيّ كَيقُولُ، من قَالَ قَوْلاً، والكسْرُ إِنّما هُوَ فِي اليَائِيّ كيَبِيعُ، من بَاعَ، وَهِي لُغَةٌ مَرْجُوحة، أَنكرها جماعةٌ، وَالْفَتْح إِنّما هُوَ فِي المَكْسورِ الماضِي، كَعَلِمِ يَعْلَم، ونَظِيره من المُعْتَلّ خَافَ خَوْفاً.
وَزَاد ابْن القطاع وَغَيره:} مِتَّ، بالكسرِ فِي الْمَاضِي،! تَمُوتُ بالضَّم، من شواذِّ هَذَا البابِ لِما قَرَّرْناه مَرّات: أَنّ فَهَلَ المَكْسور لَا يكون مضارعُه إِلاّ مَفْتُوحاً كعَلِم يَعْلَمُ، وشذّ من الصّحيح نَعِمَ يَنْعُم، وفَضِلَ يَفْضُل، فِي أَلفاظِ أُخَرَ، وَمن المُعْتَلّ العينِ {مِتّ بالكَسْر} تَمُوت، ودِمْتَ تَدُوم.
وجماعةٌ اقتصروا هُنَا على هاذه اللُّغَةِ، وجَعَلُوها ثالِثَةً، وَلم يَتَعَرَّضوا {لماتَ كَباعَ؛ لأَنّه أَقَلُّ من هاذا، ومنْهِمُ الشِّهابُ الفَيُّومِيّ فِي المِصْبَاح فإِنَّه قَالَ: مَاتَ الإِنْسَانُ يَمُوتُ مَوْتاً، وماتَ يَماتُ من بَاب خَافَ (لُغَةٌ) ومِتُّ بالكَسْرِ أَمُوت، لُغةٌ ثَالِثَة، وَهِي من بابِ تَدَاخِلِ اللُّغَتَيْنِ، وَمثله من المُعْتَلِّ دِمْتَ تَدُومُ، وَزَاد ابنُ القَطَّاع: كِدْتَ تَكُودُ، وجِدْتَ تَجُودُ، وجاءَ فيهمَا تَكَادُ وتَجَاد. انْتهى.
قلت: وَهُوَ مأْخُوذٌ من كلامِ ابنِ سِيدَه، وَقَالَ كُراع: مَاتَ يَمُوتُ، والــأَصْلُ فِيهِ مَوِتَ بالكَسْرِ يَمُوت، ونظيرهُ دِمْت تَدُوم، إِنما هُوَ دَوِمَ.
(فَهُوَ} مَيْتٌ) ، بالتَّخْفيف، ( {ومَيِّتٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، هاكذا فِي نسختنا، وَالَّذِي فِي الصّحاح تَقْدِيمُ المُشَدَّد على المُخَفَّفِ بضَبْطِ القَلَم.
وماتَ (ضِدُّ حَيِيَ) ، قَالَ الأَزْهَريّ عَن اللَّيْث:} المَوْتُ خَلْقٌ من خَلْق الله تَعالَى. وَقَالَ غيرُه: المَوْتُ {والمَوَتَانُ ضِدّ الْحَيَاة.
(و) من المَجاز: المَوْتُ: السُّكُون، يقالُ: (ماتَ: سَكَنَ) ، وكل مَا سَكَنَ فقد مَاتَ، وَهُوَ على المَثَل، وَمن ذَلِك قولُهم: ماتَت الرِّيحُ، إِذا رَكَدتْ وسَكَنَتْ، قَالَ:
إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَمُوتَ الرِّيحُ
فأَسْكُنُ اليَوْم وأَسْتَريحُ
وَمن ذَلِك قولُهم؛} ماتَت الخَمْرَة: سَكَن غَلَيَانُها، عَن أَبي حنيفةَ.
(و) من المَجاز أَيضاً: مَاتَ الرَّجُلُ، وهَمَدَ، وهَوَّمَ إِذا (نَام) ، قَالَه أَبو عَمْرو. وَمن الْمجَاز أَيضاً: ماتَت النّارُ مَوْتاً: بَرَدَ رَمادُها، فَلَمْ يَبْقَ من الجَمْر شَيْءٌ.
وماتَ الحَرُّ والبرْدُ: بَاخَ.
وماتَ الماءُ بهاذا المَكان، إِذا نَشَّفَتْهُ الأَرْضُ.
(و) ماتَ الثَّوْبُ (: بَلِيَ) ، وكلُّ ذالكَ على المَثَل.
وعبارَةُ الأَساس: وَمَات الثَّوْبُ: أَخْلَقَ، وماتَ الطَّريقُ: انْقَطَع سُلوكُه، وبلدٌ يَمُوت فِيهِ الرِّيحُ، كَما يُقَالُ: تَهْلِكُ فِيهِ أَشْواطُ الرِّياح. وَمَات فَوْقَ الرَّحْل: اسْتَثْقَلَ فِي نَوْمِه، كلُّ ذَلِك على المَثَل.
وَفِي اللّسان فِي دعاءِ الانْتباه: (الحَمْدُ لله الّذِي أَحيانَا بعد مَا {أَماتَنا وإِلَيْه النُّشُورُ) سَمَّى النَّومَ} موْتاً؛ لأَنّه يزولُ مَعَه العَقْلُ والحَركةُ، تمثيلاً وتَشْبيهاً، لَا تحْقيقاً.
وَقيل: المَوْتُ فِي كَلَام العَرَب يُطْلَقُ على السُّكُون.
وقالَ الأَزْهريّ ومِثلُه فِي المُفْردات لأَبي القَاسم الرَّاغب مَا نَصُّه: الموتُ يَقَعُ على أَنْواعٍ بحَسَبِ أَنواعِ الحَياة؛ فَمِنْهَا مَا هُوَ بإِزاءِ القُوَّةِ النّامِيَةِ المَوْجُودَةِ فِي الحَيَوان والنّباتِ، كقولِه تَعَالَى: {يُحْىِ الاْرْضَ بَعْدَ {مَوْتِهَا} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 50) وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ الحِسِّيَّةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يالَيْتَنِى} مِتُّ قَبْلَ هَاذَا} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 23) .
وَمِنْهَا: زَوالُ القُوَّةِ العَاقِلَة، وَهِي الجَهَالَةُ؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَوَ مَن كَانَ {مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (سُورَة الْأَنْعَام، الْآيَة: 122) {فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ} الْمَوْتَى} (سُورَة الرّوم، الْآيَة: 52) .
وَمِنْهَا: الحُزْنُ والخَوْفُ المُكَدِّرُ للحَية، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ {بِمَيّتٍ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 17) .
وَمِنْهَا: المَنامُ، كقولِه تَعالى: {وَالَّتِى لَمْ} تَمُتْ فِى مَنَامِهَا} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 42) وَقد قِيل: المنامُ: المَوْتُ الخَفيفُ، والمَوْتُ: النَّومُ الثَّقِيلُ.
وَقد يُسْتَعارُ الْمَوْت للأَحوالِ الشَّاقّةِ، كالفَقْرِ، والذُّلِّ، والسُّؤالِ، والهرم، والمَعْصِيَةِ وغيرِ ذالك، وَمِنْه الحَدِيث: (أَوَّل من ماتَ إِبْلِيسُ؛ لأَنّه أَوّلُ من عَصَى) وَفِي حَدِيثِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلَام، (قيلَ لَهُ: إِنَّ هامَانَ قد مَاتَ، فلَقِيَه فسَأَلَ ربَّه، فقالَ لَهُ: أَما تَعْلَمُ أَنَّ من أَفْقَرْتُه فقَدْ {أَمتُّه؟ :) وقَولُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ فِي الحَدِيث: (اللَّبَنُ لَا يمُوت) أَرادَ أَنَّ الصَّبِيَّ إِذا رَضِعَ امْرأَةً مَيّتةً حرُمَ عَلَيْهِ من وَلدِها وقَرابَتِها مَا يَحْرُمُ عليهِ مِنْهُم لَو كَانَت حيَّةً وَقد رَضِعَها، وَقيل: مَعْنَاهُ: إِذا فُصِل اللَّبَنُ من الثَّدْي وأُسْقِيَه الصَّبِيُّ فإِنه يَحْرُم بِهِ مَا يُحْرُم بالرَّضاع، وَلَا يَبْطُل عملُه بمفَارقَة الثَّدْي، فإِنّ كلَّ مَا انْفَصَل من الحَيّ} ميِّتٌ إِلا اللَّبَنَ والشَّعَرَ والصُّوفَ، لِضَرُورةِ الاستِعْمالِ. انْتهى.

(أَو المَيْتُ، مُخَفَّفَةً: الَّذِي ماتَ) بالفِعْل.
(والمَيِّتُ) ، مشدّدة، (والمَائِتُ) ، على فَاعل: (الَّذِي لم يَمُتْ بَعْدُ) ، ولاكنه بصَدَدِ أَن يَمُوت.
قَالَ الخليلُ: أَنشَدني أَبو عَمْرو:
أَيا سَائِلي تَفْسِيرَ مَيْتٍ ومَيِّتٍ
فَدُونك قد فَسَّرْتُ إِن كُنْتَ تَعْقِلُ
فمَن كَانَ ذَا رُوحٍ فذالك مَيِّتٌ
وَمَا المَيْتُ إِلاّ مَن إِلى القَبْرِ يُحْمَلُ
وَحكى الجوهريّ عَن الفرّاءِ: يُقال لِمَنْ لم يَمُتْ: إِنّه مائِتٌ عَن قليلٍ، ومَيِّتٌ، وَلَا يَقُولون لمن مَاتَ: هَذَا مَائِتٌ.
قيل: وَهَذَا خَطَأُ، وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُح لما قَدْ ماتَ وَلما سَيَمُوت، قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قلتُ: وَمن هُنا أَخَذَ صاحبُ القَامُوس مَا جَعَله تَحْقِيقاً، وَقد تَحامَل عَلَيْهِ شيخُنا فِي شَرْحه. وجَمَعَ بَين اللُّغَتَين عدِيُّ بنُ الرَّعْلاءِ فَقَالَ:
لَيْسَ من ماتَ فاسْتراحَ بِمَيْت
إِنّما {المَيْتُ} ميِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّما {المَيْتُ من يَعِيشُ شَقِيّاً
كاسِفاً يُمَصَّصُون ثِماداً
فأُناسٌ يُمَصَّصُون ثِماداً
وأُناسٌ حُلُوقُهم فِي الماءِ
فجعلَ المَيْتَ} كالمَيِّتِ.
وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ أَهلُ التَّصْرِيف: مَيِّتٌ كأَنَّ تَصْحِيحَه {مَيْوِتٌ على فَيْعل، ثمَّ أَدْغَمُوا الواوَ فِي الياءِ، قَالَ: فَرُدَّ علَيْهِم، وقِيل: إِنْ كَانَ كَمَا قُلْتُم فيَنْبَغِي أَن يكونَ مَيِّتٌ على فَعِّل، فَقَالُوا: قد عَلمنا أَنّ قياسَه هاذا، ولاكِنّا تَركْنا فِيهِ القياسَ مَخافَةَ الاشتباهِ، فردَدْناه إِلى لَفْظِ فَيْعِل، لأَنّ ميِّت على لَفْظِ فَيْعِلٍ.
وَقَالَ آخَرُونَ: إِنّما كَانَ فِي الــأَصْل مَوْيِت مثل سيِّدٍ وسَوْيِدٍ، فأَدْغَمْنا الياءَ فِي الْوَاو، ونَقَلْناه، فقُلْنا: مَيِّت.
وَقَالَ بَعضهم: قيل: مَيْتٌ وَلم يَقُولوا: مَيِّتْ؛ لأَنَّ أَبنية ذَواتِ العِلَّة تُخالِفُ أَبنيةَ السَّالِم.
وَقَالَ الزجّاج: المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشديد، إِلَّا أَنَّه يُخَفَّف، يُقَال: مَيْتٌ} ومَيِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد، ويَستَوِى فِيهِ المذكَّرُ والمُؤَنَّث، قَالَ تَعَالَى: {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {مَّيْتاً} (سُورَة الْفرْقَان الْآيَة: 49) وَلم يَقُل} مَيْتَةً، انْتهى.
وَقَالَ شَيْخُنا بعد أَن نَقَلَ قولَ الخليلِ عَن أَبي عَمْرو مَا نصُّه: وعَلى هَذِه التَّفْرقة جماعةٌ من الفُقَهاءِ والأُدباءِ، وعندِي فِيهِ نَظَرٌ؛ فإِنهم صَرّحوا بأَنّ المَيْتَ مخفَّفَ الياءِ مأَخُوذٌ ومُخَفَّفٌ من المَيِّتِ المُشَدّد، وإِذا كَانَ مأْخُوذاً مِنْهُ فَكيف يُتَصَوَّرُ الفرقُ فيهمَا فِي الإِطْلاقِ، حتَّى قَالَ العَلاّمة ابْن دِحْيَة فِي كتاب التَّنْوِير فِي مولِد البَشِير النَّذِيرِ: بأَنَّه خطأٌ فِي القياسِ ومُخالِفٌ للسّماع، أَما القياسُ: فإِن (مَيْت) المُخَفَّفَ إِنما أَصْلُــه مَيِّتٌ المُشَدّد، فخُفِّف، وتَخفيفُه لم يُحْدِث فِيهِ مَعْنًى مخالِفاً لمعناه فِي حَال التَّشْديدِ، كَمَا قَالَ: هَيْنٌ وهيِّن ولَيْنٌ ولَيِّن، فَكَمَا أَن التَّخْفِيفَ فِي هيِّن ولَيِّنٍ لم يُحِلْ مَعْنَاهُمَا، كذالك تخفيفُ مَيِّتٍ. وأَما السَّماع فإِنّا وَجَدْنا العربَ لم تَجْعَل بينَهُما فَرْقاً فِي الاستعمالِ، وَمن أَبْيَنِ مَا جاءَ فِي ذَلِك قَوْلُ الشّاعر:
لَيْسَ منْ ماتَ فاسْتَراحَ بِمَيْت
نّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ
وَقَالَ آخر:
أَلا يَا لَيْتَنِي والمَرْءُ مَيْتُ
وَمَا يُغْنِي عَن الحَدَثانِ لَيْتُ
فَفِي البيتِ الأَوّل سَوّى بيْنَهُما، وَفِي الثّاني جعَلَ المَيْتَ المُخَفَّفَ للحَيِّ الَّذِي لم {يَمُتْ، أَلاَ تَرى أَنّ مَعْنَاهُ: والمرءُ} سَيَمُوت، فجَرَى مَجْرَى قولهِ: {إِنَّكَ {مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ} مَّيّتُونَ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 30) .
قَالَ شيْخُنا: رَأَيْتُ فِي المِصْباح فَرْقاً آخر، وَهُوَ أَنّه قَالَ: المَيْتَةُ من الحَيَوانِ جمعهَا {مَيْتات، وأَصلُــها مَيِّتَة بالتَّشْدِيد، قيل: والتُزِم التَّشْديدُ فِي مَيِّتَةِ الأَناسِيّ؛ لأَنّه الــأَصلُ، والْتُزِم التَّخفِيف فِي غير الأَناسِيِّ فَرْقاً بينَهُما؛ ولأَن استعمالَ هاذه أَكثرُ فِي الآدِمّيات، وكانتْ أَوْلى بالتَّخْفِيفِ.
(ج:} أَمْواتٌ {ومَوْتَى،} ومَيِّتُونَ {ومَيْتُونَ) .
قَالَ سيبويهِ: كانَ بابُه الجمعَ بالواوِ والنّون؛ لأَنّ الهاءَ تدخل فِي أُنثاه كثيرا، لاكنّ فَيْعَلاً لمّا طابق فاعِلاً، فِي العِدّة والحَرَكةِ والسّكون، كَسَّروه على مَا قَدْ يُكَسَّر عَلَيْهِ فاعِلٌ؛ كشاهدٍ وأَشهادٍ، والقولُ فِي} مَيْتٍ كالقَوْل فِي {ميِّتٍ لأنّه كالقول فِي مخَفَّفٍ مِنْهُ.
وَفِي المصْباح: مَيْتٌ} وأَمْواتٌ كبَيْتٍ وأَبْياتٍ.
(وَهِي) الأُنْثى ( {مَيِّتَةٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، (} ومَيْتَةٌ) ، بالتَّخفيف، (! ومَيِّتٌ) ، مُشَدّداً بِغَيْر هاءٍ، ويُخَفّف، والجمعَ كالجَمْعِ.
قَالَ سيبويهِ: وافقَ المُذَكَّر كَمَا وافَقَه فِي بعضِ مَا مَضَى، قالَ: كأَنّه كُسِّرَ معيْت، وَفِي التَّنْزِيلِ: الْعَزِيز {لّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً {ميْتاً} (سُورَة الْفرْقَان، الْآيَة: 49) .
قَالَ الزَّجّاج: قَالَ: ميْتاً؛ لأَنّ البَلْدَة والبَلَدَ واحدٌ، وَقَالَ فِي محلَ آخرَ المَيْتُ: المَيِّتُ، بالتّشْدِيدِ، إِلا أَنّه يُخَفّف، يقالُ: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، والمعْنى واحدٌ، ويستوى فِيهِ المُذَكّر والمُؤَنّث.
(} والمَيْتَةُ: مَا لَمْ تلْحقْهُ الذَّكاةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
والمَيْتة: مَا لَمْ تُدْرَكح تَذْكِيَتُه.
وَقَالَ النَوويّ فِي تَهذيبِ الأَسماءِ واللّغات: قَالَ أَهلُ اللّغةِ والفقهاءُ: الميْتَةُ: مَا فارقَتْه الرُّوحُ بِغَيْر ذَكاة، وَهِي مُحَرَّمةٌ كُلُّها إِلاّ السَّمَكَ والجَراد فإِنَّهما حلاَلانِ بإِجْماع المُسْلِمينَ.
وَفِي الْمِصْبَاح: المرادُ {بالمَيْتَةِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ: مَا ماتَ حَتْفَ أَنْفِه، أَو قُتِلَ على هَيْئَةٍ غيرِ مَشْروعة، إِمّا فِي الفاعِلِ أَو فِي المَفْعُول.
قَالَ شيخُنا: فَقَوله: فِي عُرْفِ الشَّرعِ، يُشيرُ إِلى أَنّه لَيْسَ لُغَةً مَحْضَةً، وَنسبه النَّووِيّ للفُقهاءِ وأَهلِ اللّغةِ إِمّا مُرادَفةً، أَو تَخْصِيصاً، أَو نَحْو ذالك. مِمَّا لَا يَخْفى.
(و) المِيتَةُ، (بالكَسْرِ، للنَّوْعِ) من الموْت.
وَفِي اللِّسَان: المِيتَ: الحالُ من أَحْوالِ المَوْتِ، كالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ، يُقَال: ماتَ فلانٌ مِيتَةً حَسَنَةً، وَفِي حديثِ الفِتَنِ (فَقَدْ ماتَ} مِيتَةً جاهِلِيَّةً) هِيَ بالكَسْرِ: حالةُ المَوْتِ، أَي كَمَا يَمُوت أَهلُ الجَاهِليّة من الضَّلالِ والفُرْقةِ، وجَمعُها {مِيَتٌ.
(و) قَوْلهم: (مَا} أَمْوَتَه، أَي مَا! أَمْوَتَ قَلْبَه؛ لأَنَّ كلَّ فِعْل لَا يَتَزَيَّدُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْه) تَبِع فِيهِ الجَوْهَرِيَّ وغيرَه، وَهُوَ إِشارةٌ إِلى أَنّه يَبْبَغي أَن يُحْمَلَ على مَوْتِ القَلْبِ؛ لأَنَّ الموتَ لَا يُتَعجَّبُ مِنْه؛ لأَنَّ شرطَ التَّعَجُّب أَن يكونَ مِمَّا يَقْبلُ الزّيادةَ والتّفاضُلَ، وَمَا لَا يَقْبَلُ ذَلِك {كالمَوْتِ والفَناءِ والقَتْل لَا يجوزُ التَّعجُّبُ مِنْهُ، كَمَا عُرف فِي العَربِيَّة.
(} والمُواتُ، كغُراب: المَوْتُ) مُطلقًا، وَمِنْهُم من خَصَّه {بالموتِ يَقَعُ فِي الماشِيَةِ كَمَا يأْتي.
(و) من المجازِ: أَحيَا الله البلدَ الميِّتَ، وَهُوَ يُحْيِي الأَمْواتَ.
} والمَوَاتُ هُوَ (، كسَحَابٍ: مالاَ رُوحَ فيهِ،) .
(وأَرضٌ) مَواتٌ: (لَا مَالِكَ لَهَا) من الآدَمِيِّينَ، وَلَا يُنْتَفعُ بِها، وَزَاد النَّوَويّ: وَلَا ماءَ بهَا، كَمَا يُقال: أَرْضٌ مَيِّتَةٌ.
( {والموَتانُ بالتَّحرِيكِ: خلافُ الحَيَوانِ، أَو أَرْضٌ لم تُحْيَ بَعْدُ) ، وَهُوَ قَول الفرّاءِ، وَقَالُوا: حُرِّك حَمْلاً على ضِدّه وَهُوَ الحَيَوان، وكِلاهُما شاذَ؛ لأَن هاذا الوَزنَ من خصائصِ المصَادِرِ، فاستعمالُه فِي الأَسماءِ على خلافِ الــأَصْل، كَمَا قُرِّرَ فِي التَّصْريفِ.
وَفِي اللِّسان:} الموَتَانُ من الأَرْضِ: مَا لمْ يُسْتَخْرَجْ وَلَا اعْتُمِرَ، على المَثَل، وأَرضٌ مَيِّتَةٌ ومَوَاتٌ، من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: ( {مَوَتَانُ الأَرْضِ لله ولِرَسُولِه، فَمن أَحْيَا مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ لَه) المَوَاتُ من الأَرْضِ مثلُ} المَوَتَانِ، يَعني {مَواتَها الَّذِي ليسَ مِلْكاً لأَحَد. وَفِيه لُغتانِ: سُكونُ الواوِ، وفَتْحُها مَعَ فتحِ الْمِيم.
وَفِي الحَدِيث: (من أَحْيَا} مَوَاتاً فَهُوَ أَحَقُّ بهِ) المَوَاتُ: الأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ وَلم تُعْمَرْ، وَلَا جَرَى عَلَيْهَا مِلْكُ أَحَدٍ، وإِحْياؤُها: مُباشَرَةُ عِمارَتِها، وتَأْثِيرُ شَيْءٍ فِيهَا.
ويُقالُ: اشْتَرِ المَوَتَانَ، وَلَا تَشْتَرِ الحَيَوانَ، أَي اشْتَرِ الأَرَضينَ والدُّورَ، وَلَا تَشْتَرِ الرّقيقَ والدَّوابَّ.
وَيُقَال: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ، وَهُوَ الَّذِي يَبِيعُ المَتاعَ، وكلَّ شيْءٍ غيرِ ذِي رُوحٍ، وَمَا كَانَ ذَا روح فَهُوَ الحَيَوانُ. (و) {المُوتَان} والمُوَاتُ (، بالضّمّ: مَوْتٌ يَقَعُ فِي المَاشِيَةِ) والمالِ (ويُفْتحُ) وهاذا نَقَلَه أَبو زَيْد فِي (كتاب خبئة) عَن أَبي السَّفَرِ، رَجُلٍ من تميمٍ.
وقالَ الفرّاءُ: وقَعَ فِي المَال مَوْتانٌ ومُوَاتٌ، وَهُوَ المَوْتُ، وَفِي الحَدِيث (يكونُ فِي النّاس مُوتَانٌ كقُعاصِ الغَنَمِ) ، وَهُوَ بوَزْنِ البُطْلان: الموتُ الكثيرُ الوُقوعِ، وَزَاد ابْن التِّلِمْسانِيّ أَنّ الضَّمَّ لُغةُ تميمٍ، والفَتْح لغةُ غيرِهم.
قلتُ: وَهُوَ يُخالِف مَا نَقَله أَو زيدٍ عَن رَجخل من بني تَميمٍ، كَمَا تقدم.
(و) من المَجاز: أَماتَ الرَّجُلُ: ماتَ وَلَدُه، وَعبارَة الأَساس: وأَماتَ فُلانٌ بَنِينَ: مَاتُوا لَهُ، كَمَا يُقَال: أَشَبَّ (فلَان) بَنِينَ: (إِذا) شَبُّوا لَهُ، وَفِي الصّحاح: أَماتَ الرَّجُلُ: إِذا ماتَ لَهُ ابنٌ أَو بَنُون.
و (أَماتَتِ المَرْأَةُ والنَّاقَةُ) ، إِذا (ماتَ وَلَدُها) ، قالَ الجَوْهَرِيّ: مَرْأَة {مُمِيتٌ} ومُمِيتَةٌ: مَاتَ وَلَدُها، أَو بَعْلُها، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ إِذا ماتَ وَلَدُها، والجمعُ مَمَاوِيتُ.
(و) من المَجازِ: يُقَال: ضَرَبْتُه {فَتَماوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
و (} المُتَماوِتُ) : من صفةِ (النَّاسِكِ المُرائِي) الَّذِي يُظْهِرُ أَنه {كالمَيِّتِ فِي عِباداتِه رِياءً وسُمْعَةً، قالُوا: هُوَ الَّذِي يُخْفِي صَوْتَه، ويُقِلُّ حَرَكاتِه، كأَنّه ممّن يَتَزَيّا بزِيِّ العُبَّادِ، فكأَنّه يَتَكَلَّفُ فِي اتّصافِه بِمَا يَقْرُبُ من صِفاتِ الأَمواتِ، ليُتَوَهَّمَ ضَعْفُه من كثرةِ العِبادَةِ.
وَفِي الأَساس: يقَالُ: فلانٌ} مُتَماوِتٌ، إِذا كَانَ يُسَكِّنُ أَطْرَافَه رِيَاءً.
وَفِي اللّسان: قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمّاد: سَمِعْتُ ابنَ المُبارَكِ يَقُول:! المُتَماوِتُون: المُراءُونَ. وَفِي حَدِيث أَبي سَلَمةَ: (لم يَكُنْ أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُتَحَزّقِينَ وَلَا {مُتَماوِتِينَ) يُقَال:} تَماوَتَ الرَّجُلُ إِذا أَظهَر من نَفْسِه التَّخَافُتَ والتَّضاعُفَ من العِبادَةِ والزُّهْدِ والصَّوْمِ، وَمِنْه حديثُ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ (رأَى رَجُلاً مُطَأْطِئاً رأْسَه فقالَ: ارْفَعْ رأْسَكَ فإِنّ الإِسْلامَ ليْسَ بِمَرِيض) (ورأَى رَجُلاً مُتَماوِتاً فقالَ: لَا {تُمِتْ عَلَيْنا دِينَنَا} أَماتَكَ الله) . وَفِي حديثِ عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا (نَظَرتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يَموتُ تَخَافُتاً فقالَتْ: مَا لهذَا؟ قيل: إِنّه من القُرّاءِ، فَقَالَت: كَانَ عُمَرُ سيِّدَ القُرّاءِ، كَانَ إِذا مَشَى أَسْرَعَ (وإِذا قَالَ أَسْمَعَ) وإِذا ضَرَبَ أَوْجَعَ) .
وَيُقَال: ضَرَبْتُه {فتَمَاوَتَ، إِذا أَرَى أَنّه مَيِّتٌ وَهُوَ حَيٌّ.
(و) من المَجازِ قولُهم: (رَجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ) أَي (بَلِيدٌ) غيرُ ذَكِيَ وَلَا فَهِمٍ، كأَنَّ حَرارَةَ فَهْمِهِ بَرَدَتْ} فماتَتْ.
وَفِي الأَساس: رجُلٌ مَوْتانُ الفُؤادِ لم يَكُنْ حَرِكاً حَيَّ القَلْبِ.
(وَهِي بهاءٍ) ، يُقَال: امرأَةٌ {مَوْتَانَةُ الفُؤاد.
(و) من المَجازِ: وبِهِ} مُوتَةٌ، (! المُوتَةُ، بالضَّمِّ: الغَشْيُ) وفُتُورٌ فِي العَقْل، (والجُنُونُ) ؛ لأَنّه يَحْدُث عَنهُ سُكونٌ كالمَوْتِ.
وَفِي اللِّسَان: المُوتَةُ: جِنْسٌ من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَرِي الإِنْسانَ، فإِذا أَفاقَ عادَ إِلَيْه عَقْلُه، كالنّائمِ والسَّكْرانِ.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان يَتَعَوَّذُ بِاللَّه من الشَّيْطانِ وهَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه، فَقيل لَهُ: مَا هَمْزُه؟ قالَ: المُوتَةُ) .
قَالَ أَبُو عُبيدٍ: المُوتَة: الجُنُون، يُسَمَّى هَمْزاً؛ لأَنّه جَعَلَه من النَّخْسِ والغَمْزِ، وكلُّ شيْءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: المُوتَةُ: الَّذِي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غَيْرِه، ثمَّ يُفِيقُ.
وَقَالَ اللِّحْيانيّ: المُوتَةُ: شِبْهُ الغَشْيَةِ.
(و) {مُؤْتَةُ بالهَمْزَةِ: اسْمُ (أَرْضٍ بالشَّام) ، وَقد جاءَ ذِكحرُه فِي الحَدِيثِ (وذُكهر فِي مأَت) وإِنّما أَعادَه هُنَا إِشارةً إِلى أَنّه قد رَوَاهُ غيرُ واحدٍ من أَهل الغَرِيبِ بِغَيْر هَمْزٍ، فَفِي المِصْباح: مُؤْتَةُ، بالهَمْزِ، وِزَانُ غُرْفة، ويَجُوز التّخفيفُ: قَرْيَةٌ من البلْقاءِ بطَرِيقِ الشامِ الَّذِي يخْرُج مِنْهُ أَهلُه للحِجاز، وَهِي قَريبَةٌ من الكَرَكِ.
(وذُو المُوتَةِ: فَرَسٌ لبَنهي أَسَدٍ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَمثله للصّاغانيّ، والصّوابُ: لبَنِي سَلُولَ، كَمَا حقَّقَه ابنُ الكَلْبِيّ، من نَسْلِ الحَرُون، كَانَ يأْخُذُه شِبْهُ الجُنُونِ فِي الأَوْقات، قَالَ ابنُ الكَلْبيّ: وكانَ إِذا جَاءَ سَابِقاً أَخَذَتْه رِعْدَةٌ فيَرْمِي نَفْسَه طَوِيلاً، ثمَّ يَقُوم فيَنْتَفِض ويُحَمْحِمُ، وَكَانَ سَابق النَّاس، فأَخَذَهُ بِشْرُ بن مَرْوانَ بالكُوفَةِ بأَلْفِ دِينارٍ، فبَعَثَ بِهِ إِلى عبد المَلِكِ.
(و) من المَجاز: (} المُسْتَمِيتُ: الشُّجاعُ الطَّالِبُ {للمَوْتِ) ، على حدّ مَا يجِىءُ عَلَيْهِ بَعْضُ هَذَا النَّحْوِ.
وَفِي اللِّسَان: المُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الَّذِي لَا يُبالهي فِي الحَرْبِ من المَوتِ، وَفِي حَدِيث بَدْرٍ: (أَرَى القَوْمَ} مُسْتَمِيتِينَ) أَي مُسْتَقْتِلِينَ، وهم الَّذين يُقاتِلُون على المَوْت.
(و) المُسْتَمِيتُ (: المُسْتَرْسِلُ للأَمْرِ) ، قَالَ رُؤْبَة:
وزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ
واللَّيْلُ فوقَ الماءِ! مُسْتَمِيتُ
وَفِي الأَساس: فِي الْمجَاز: وهُوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذا: مُسْتَهْلِكٌ إِليه يَظُنُّ أَنّه إِن لم يَصِلْ إِليه ماتَ. وَفِيه فِي الْحَقِيقَة: وفُلانٌ مُسْتَمِيتٌ: مُسْتَرْسِلٌ للمَوْتِ، كمُسْتَقْتِلٍ.
{واسْتَمِيتُوا صَيْدَكُم، ودَابَّتَكُم، أَي انْتَظِرُوا حَتَّى تَتَبَيَّنُوا أَنّه ماتَ.
(و) المُسْتَمِي: (غِرْقِيىءُ البَيْضِ) ، قَالَ:
قَامَتْ تريكَ بَشَراً مَكْنُونَا
كغرْقِىءِ البَيْضِ} اسْتَماتَ لِينَا
أَي ذَهَبَ فِي اللِّينِ كُلَّ مَذْهَبٍ، كَمَا سَيَأْتِي.
(و) القَومُ ( {أَماتُوا) ، إِذا (وَقَعَ المَوْتُ فِي إِبِلهِمْ) .
(و) } أَماتَ الله (الشَّيْءَ) و (مَوَّتَه) ، بالتَّشْدِيدِ للمُبالَغَة، قَالَ الشَّاعِر:
فَعُرْوَةُ ماتَ {مَوْتاً مُسْتَرِيحاً
فها أَنَذَا} أُمَوَّتُ كُلَّ يوْمِ
(و) من المَجازِ: أَماتَ (اللَّحْمَ) ومَوّتَهُ، إِذا (بالَغَ فِي نُضْجِهِ وإِغْلائِه) .
{وأُمِيتَتِ الخَمْرُ: طُبِخَتْ، وسَكَنَ غَلَيانُها، وَفِي حَدِيثِ البَصَلِ والثُّومِ ((من أَكلَهما) } فَلْيُمِتْهُما طَبْخاً) أَي يُبالغ فِي نُضْجِهما وطَبْخِهما؛ لتَذْهَبَ حِدَّتُهما ورائِحَتُهما.
(و) من المَجازِ أَيضاً: فلَان {يُمَاوِتُ قِرْنَه، (} المُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ) والمُثَابَتَةُ.
( {واسْتَماتَ) الرَّجُلُ، (: ذهَبَ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ كُلَّ مَذْهَبٍ، قَالَ:
وإِذْ لَمْ أُعْطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ولَمْ أُضِعْ سِهَامَ الصِّبَا} للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يَعْنِي الَّذِي اسْتَماتَ فِي طَلَبِ الصِّبَا واللَّهْوِ والنِّساءِ، كلّ ذَلِك عَن ابْن الأَعْرابيّ.
وَقَالَ: سْتَماتَ الشَّيْءُ فِي اللِّينِ والصَّلابَةِ: ذَهَبَ مِنْها كُلَّ مَذْهَبٍ.
(و) اسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا (سَمِن بعدَ هُزَال) ، عَن ابْن الأَعرابي (والمَصْدَرُ {الاسْتِماتُ) وأَنشد:
أَرَى إِبِلِي بَعْدَ} اسْتِماتٍ ورَتْعَةٍ
تُصِيتُ بِسَجْعٍ آخِرَ اللَّيْلِ نِيبُها جاءَ بهِ على حَذْفِ الهاءِ مَعَ الإِعْلالِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِقَامَ الصَّلواة} (سُورَة الْأَنْبِيَاء، الْآيَة: 73) .
وَفِي الأَساسِ: فِي الْمجَاز: {واسْتَماتَ الشَّيْءُ اسْتَرْخَى.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} مَوَّتَتِ الدَّوابُّ: كثرَ فِيهَا المَوْتُ.
وماتَ الرَّجُلُ، إِذا خَضَعَ لِلْحَقِّ.
واسْتَماتَ الرَّجُلُ، إِذا طَابَ نَفْساً بِالمَوْتِ.
{والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَجَانُّ وليسَ بِمَجْنُونٍ.
والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَخَاشَعُ ويَتَواضَعُ لهَذَا حتّى يُطْعِمَه، وَلِهَذَا حتّى يُطْعِمَه، فإِذا شَبِعَ كَفَرَ النِّعْمَةَ.
وَيُقَال: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم، أَي انْظُرُوا أَماتَ أَم لَا؛ وَذَلِكَ إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ فِي مَوْتِه.
وَقَالَ ابْن المُبارك: المُسْتَميتُ: الَّذِي يُرِى من نَفْسِه الخَيْرَ والسُّكونَ وَلَيْسَ كَذَلِك.
وشيْءٌ مَوْمُوتٌ: مَعْرُوف، وَقد ذُكِرَ فِي أَمت.
وَيُقَال: اسْتَماتَ الثَّوْتُ ونَامَ، إِذا بَلِيَ.
وَمن المجازِ: فلانٌ} مائِتٌ من الغَمِّ ويَمُوتُ من الحَسَدِ.
ومَوْتٌ مائِتٌ: شَديدٌ.
وأَبو بَكْرٍ يَمُوتُ بن المُزَرّع بن يَمُوتَ العَبحديّ، مُحَدِّث، واسْمه مُحَمّد، ولقبُه يَمُوتُ.
{وتَمُوتُ، بالفوقيّة: امرأَةٌ قَالَ فِيهَا أَبُوها أَبو فِرْعَوْنَ:
سَمَّتْتُها إِذْ وُلِدَتْ تَمُوتُ
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ
ليْسَ لمن ضُمِّنَهُ تَرْبِيتُ
موت
ماتَ يَمُوْتُ. ومَيتٌ أصْلُــه مَيْوِتٌ، ويقولونَ: مَيْت. والمَيْتَةُ: ما لم تُدْرَكْ ذَكاتُه. والمِيْتَةُ: المَوْت. والمَوْتَةُ: الواحِدَةُ منه، والمُوْتَانُ والمُوَاتُ كذلك. ومُوْتَانُ الأرْضِ: التي لم تُعْمَرْ بَعْدُ. والمَوَاتُ: ما لم يَكُنْ ذا رُوْحٍ. والمَوَتَانُ مِثْل المَوَاتِ في الأرْضِ. والمُوْتَةُ: الجُنُوْنُ. ومُؤْتَةُ: اسْمُ أرْض. وهو مُسْتَمِيْتٌ إلى كذا: أي يَظُن أنه إنْ لم يَصِلْ إليه ماتَ. وقيل: هو الخاضِعُ الذَّلِيْلُ، واسْتَمَاتَ الشيْءُ: اسْتَرْخَى. وقيل: هو الذي يَتَجَانُ وليس بمَجْنُوْنٍ. والمُسْتَقْتِلُ في الحَرْبِ. والمُوْتَةُ في الكلامِ: فُتُوْر وضَعْفٌ؛ منه.
ورَجُل مَوْتَانُ الفُؤادِ: إذا لم يَكنْ حَرِكاً. والمُمَاوَتَةُ: المُصَابَرَةُ في الحَرْب. وناقَةٌ مُمِيْتٌ ومُمِيْتَةٌ: تَمُوْتُ أولادُها. وأمَاتَ فلانٌ بَنِيْنَ: أي ماتَ له بَنُوْنَ. وأمَاتَ الناسُ: وَقَعَ المَوتُ في إبِلِهم. ومَوْتٌ مائتٌ: شَدِيْد. وهو يَمَاتُ من الوَجَعِ: إذا اشْتَدَّ وَجَعُه.

موت

1 مَاتَ, aor. ـُ (inf. n. مَوْتٌ; Msb,) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, like خَافَ, originally خَوِفَ, MF) [sec. per. مِتَّ,] aor. ـَ (S, K,) which latter is of the dial. of Teiyi; (TA;) and مَاتَ, (in which the medial radical letter is originally ى, like بَاعَ, MF) aor. ـِ (K,) a form which some have disapproved; (MF;) and مَاتَ, (originally مَوِتَ, Kr,) sec. Pers\. مِتَّ, aor. ـُ like دَامَ, (originally دَوِمَ, Kr,) aor. ـُ (Kr, Msb, &c.,) and like the sound verbs نَعِمَ, aor. ـْ and فَضِلَ, aor. ـْ (TA,) of the class of words in which two dial. forms are intermixed; (Msb;) He died; contr. of حَيِى. (K,) b2: [مَاتَ عَنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ He died having passed away from, i. e. leaving behind him, sons and daughters. And مَاتَ عَنْ ثَمَانِينَ سَنًة He died having passed beyond eighty years; i. e. being eighty years old.] b3: اللَّبَنُ لَا يَمُوتُ [The milk will not die], in a saying of 'Omar, in a trad., means, that if a child sucks the milk of a dead woman, it becomes unlawful for him afterwards to marry any of her relations who would be unlawful to him if he sucked her milk while she was living: or it means, that, if milk taken from the breast of a woman is given to a child to drink, and he drinks it, the consequence is the same; that the effect of the milk in producing this consequence is not annulled by its separation from the breast; for whatever is separated from a living being is termed ميت, or dead, except the milk and hair and wool on account of the necessity of making use of these. (TA.) b4: مَاتَتِ الأَرْضُ, inf. n. مَوَتَانٌ and مَوَاتٌ, (tropical:) The land became destitute of cultivation and of inhabitants. (Msb.) b5: مَاتَ (tropical:) It (soil) became deprived of vegetable life. Hence an expression in the Kur, xxx. 18. (Az, Er-Rághib.) b6: مَاتَ (tropical:) He became deprived of sensation; [dead as to the senses]. So in the Kur, xix. 23: [but this appears to me doubtful]. (Az, Er-Rághib.) b7: مَاتَ (tropical:) He became deprived of the intellectual faculty; [intellectually dead;] or ignorant. Hence an expression in the Kur, vi. 122; and another in the Kur, xxvii. 82; and xxx. 51. (Az, Er-Rághib.) b8: مَاتَ (tropical:) [He became as though dead with grief, or sorrow, and fear;] he experienced grief, or sorrow, and fear, that disturbed his life. Hence what is said in the Kur, xiv. 20. (Az, Er-Rághib.) b9: مَاتَ (tropical:) He or it, was or became, still, quiet, or motionless. (K.) b10: ماتَتِ الرِّيح (tropical:) The wind became still, or calm. (TA.) b11: مَاتَ (tropical:) He slept. (AA, K.) b12: مَاتَتِ النَّارُ, inf. n. مَوْتٌ, (tropical:) [The fire died away;] the ashes of the fire became cold, or cool, and none of its live coals remained. (TA.) b13: مَاتَ (tropical:) It (heat or cold) became assuaged. (TA.) b14: مَاتَ (tropical:) It (water) became dried up by the earth. (TA.) b15: مَاتَ (and ↓ استمات, TA.) (tropical:) It (a garment, TA,) wore out; became worn out. (A, K.) b16: مات (tropical:) It (a road) ceased to be passed along. (TA.) b17: بَلَدٌ تَمُوتُ فِيهِ الرِّيحُ [A town, or country, &c., in which the wind becomes broken, or loses its force]. (TA.) b18: مَاتَ فُوقُ الرَّجُلِ (tropical:) The man slept heavily; became heavy in his sleep. (TA.) b19: يَمُوتُ مِنَ الحَسَدِ (tropical:) [He dies, or will die, of envy]. (TA.) b20: مَاتَ (tropical:) He became poor; was reduced to poverty: he became a beggar. (TA.) b21: (tropical:) He became base, abject, vile, despicable, or ignominious. (TA.) b22: (tropical:) He became extremely aged, old and weak, or decrepit. (TA.) b23: (tropical:) He became disobedient, or rebellious. Iblees is said, in a trad., to be أَوَّلُ مَنْ مَاتَ because he was the first who became disobedient, or rebellious. (TA.) b24: مَاتَ (assumed tropical:) He (a man) became lowly, humble, or submissive, to the truth. (TA.) 2 مَوَّتَتِ الدَّوَابُّ The beasts of carriage died in great numbers; or deaths amongst them were frequent. (TA.) b2: See 4.3 مَاْوَتَ [ماوتهُ,] inf. n. مُمَاوَتَةٌ, He vied with him in patience, (K,) and in firmness, or steadiness, or the like. (TA.) [In the K, the inf. n. is expl. by مُصَابَرَة; and in the TA, by مُثَابَتَة also.]4 اماتهُ and ↓ موّتهُ (but the latter has an intensive signification, S,) He (God) caused him to die; put him to death; killed him. (S, K.) b2: امات (tropical:) He (a man) lost a son, or sons, by death. (ISk, S.) b3: امات فُلَانٌ بَنِينَ Such a man lost sons by death. (A.) b4: اماتت She (a woman, AO, S, K, and a camel, S, K.) lost her offspring by death. (S, K.) b5: اماتوا Death [or a mortal disease] happened among their camels. (K.) b6: مَا أَمْوَتَهُ signifies مَا أَمْوَتَ قَلْبَهُ [(tropical:) How dead is his heart !] for one does not wonder at any action that does not increase: (S, K:) therefore what is here meant is not literally death. (TA.) b7: اماتهُ (tropical:) He (God) rendered him poor; reduced him to poverty. (TA, from a trad.) b8: اماتهُ (tropical:) He [or it] caused him to sleep. Ex., in a prayer said on awaking, الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا Praise be to God who hath awaked us after having caused us to sleep ! (L.) b9: يُمِيتُ اللَّيْلَ (assumed tropical:) He sleeps during the night. (W, p. 9.) b10: امات اللَّحْمَ, (and ↓ موّتهُ, TA,) He took extraordinary pains in thoroughly cooking, and in boiling, the meat. (K.) And in like manner, onions, and garlic, so as to deprive them of their strong taste and odour. (TA.) b11: أُمِيتَتِ الخَمْرُ The wine was cooked, and ceased to boil. (TA.) b12: [اماتهُ is also employed in various other senses, agreeably with the senses of the primitive verb.]6 ضَرَبْتُهُ فَتَمَاوَتَ (tropical:) I beat him and he feigned himself dead, being alive. (TA.) b2: (tropical:) He pretended to be weak and motionless by reason of acts of devotion and fasting: [see the act. part. n. below]. (TA.) 10 استمات [He sought death: &c.: see مُسْتَمِيتٌ]. b2: إِسْتَمِيتُوا صَيْدَكُمْ, and دَابَّتَكُمْ, Wait until ye ascertain that your game, and your beast of carriage, has died. (A.) b3: استمات [properly, He sought, or courted, death;] i. q. استقتل; (S, K; in art. قتل;) meaning he cared not for death, by reason of his courage. (JM, in art. قتل.) b4: استمات (assumed tropical:) He (a man) was pleased with death; content to die. (TA.) b5: استمات (assumed tropical:) He (a man, TA.) tried every way, or did his utmost, in seeking a thing. (IAar, K.) b6: استمات, inf. n. إِستِمَاتٌ, (occurring thus with the final ة elided, (TA,) (assumed tropical:) He (a man, and a camel, IAar,) became fat after having been emaciated, (IAar, K.) b7: استمات (tropical:) It (a thing) became relaxed, loose, or flabby. (A.) b8: استمات لِينًا (assumed tropical:) It attained the utmost degree of softness: said of a fine skin, that is likened to the thin pellicle that adheres to the white of an egg: and of other things, as also استمات فِى اللِّينِ: and in like manner, فِى الصَّلَابَةِ, in hardness. (TA.) See مُسْتَمِيتٌ b9: And see 1.

مَوْتٌ (and ↓ مَوَتَانٌ, TA,) Death; lifelessness; contr. of حَيَاةٌ: (S, TA:) as also ↓ مُوَاتٌ, (S, K,) and ↓ مَمَاتٌ. [Occurring in the Kur, vi. 163, xvii. 77, and xlv. 20,] (S, * TA, in art. حى, and Jel, in vi. 163.) [See also مُوتَانٌ, below: and see 1.] Or ↓ مَوَتَانٌ, signifies much death, like as حَيَوَانٌ signifies much life. (Msb, in art. حى.) b2: المَوْتُ الأَبْيَضُ, and الجَارِفُ, and اللَّافِتُ, and الفَاتِلُ, Sudden death. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b3: المَوْتُ الأَحْمَرُ Death by slaughter with the sword. (IAar, in T, TA, art. فلت.) b4: المَوْتُ الأَسْوَدُ Death by drowning, and by suffocation. (IAar, in T and TA, art. فلت.) b5: بَنَاتُ المَوْتِ (assumed tropical:) [The daughters of death;] meaning deadly arrows. (A, TA, voce جَعْبَةٌ, q. v.) مَيْتٌ: see مَيِّتٌ. b2: أَرْضٌ مَيْتَةٌ: see مَوَاتٌ: Unfruitful land; like as ارض حَيَّةٌ means fruitful land, or land abounding with herbage. (TA, in art. حى.) b3: مَيْتَةٌ Carrion: whatsoever hath not been killed in the manner prescribed by the law. (K, Jel, ii. 168.) See مَيِّتٌ.

مُوتَةٌ (tropical:) A fainting, or swoon; (K;) and languor in the intellect: (TA:) or [an affection] like a fainting, or swoon: (Lh:) madness, or insanity, or diabolical possession; syn. جُنُونٌ; (AO, K;) because it occasions a stillness like death: (TA:) or a kind of madness or diabolical possession (جُنُونٌ), and epilepsy, that befalls a man; on the recovery from which, his perfect reason returns to him, as to one who has been sleeping, and to one who has been drunk. (S.) [See هُمْزٌ.]

مِيتَةٌ A kind, mode, or manner, of death: (S, K:) pl. مِيَتٌ. (TA.) b2: مَاتَ فُلَانٌ مِيتَةً

حَسَنَةً Such a one died a good kind of death. (S.) b3: مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً He died a pagan kind of death, in error and disunion. (TA, from a trad.) مَوْتَانُ الفُؤَادِ (tropical:) A man who is [dead, or] not lively, in heart: (A:) a man who is stupid, dull, unexcitable, or not to be rendered brisk, sprightly, or lively; (S,. K;) as though the heat of his intelligence had cooled and died: (TA:) fem. with ة. (S, K.) b2: See مُوتَانٌ and مَوَاتٌ.

مُوتَانٌ (Fr, S, K) and ↓ مَوْتَانٌ (K) and ↓ مُوَاتٌ (Fr) Death, [or a mortal disease, or a murrain,] that befalls camels or sheep or the like. (Fr, S, K.) The first is of the dial. of Temeem: the second, of the dial. of others. (Et-Tilimsánee.) b2: وَقَعَ فِى المَالِ مُوتَانٌ, and ↓ مُوَاتٌ, Death [or a mortal disease] happened among the camels &c. (Fr.) b3: Also, The like among men. Ex., from a trad., يَكُونُ فِى النَّاسِ مُوتَانٌ كَقُعَاصِ الغَنَمِ There will be, among men, a mortality, or much death, [or mortal disease], like the قُعَاص that befalls sheep or goats. (TA.) مَوَتَانٌ (assumed tropical:) Inanimate things, or goods; dead stock; such as lands and houses [&c.]; (S;) contr. of حَيَوَانٌ [q. v.] (S, K.) It is made of this measure to agree in measure with its contr.

حيوان: both these words deviate from the constant course of speech; being of a measure properly belonging to inf. ns. (TA.) [See also مَوَاتٌ.] b2: إِشْتَرِ المَوَتَانَ وَلا تَشْتَرِ الحَيَوَانَ Buy lands and houses [or the like], and buy not slaves and beasts of carriage [&c.]. (S.) b3: رَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتَانَ A man who sells utensils or furniture or the like, and anything but what has life. (L.) b4: See also مَوْتٌ.

مَوَاتٌ That wherein is no spirit or life; an inanimate thing. (S, K.) [See also مَوَتَانٌ.]

b2: مَوَاتٌ (you say أَرْضٌ مَوَاتٌ, TA,) (tropical:) Land that has no owner (S, K) of mankind, and of which no use is made, or from which no advantage is derived, (S,) and in which is no water: such as is also called ↓ أَرْضٌ مَيْتَةٌ: (En-Nawawee:) land that has not been sown, nor cultivated, nor occupied by any man's camels

&c.: ↓ مَوَتَانٌ signifies the same as مُوَاتٌ (مَوَاتٌ?), namely, land that is no man's property; and is also written مَوْتَانٌ: (L:) or مَوَتَانٌ signifies land that has not yet been brought into a state of cultivation: (Fr, S, L, K:) in a trad. it is said, that such land is the property of God and his Apostle; and whosoever brings into a state of cultivation such land, to him it belongs. (S.) مُوَاتٌ: see مَوْتٌ and مُوتَانٌ.

مَيِّتٌ and ↓ مَيْتٌ signify the same, [Dead, or dying]: (Zj, S, K:) the former is originally مَيْوِتٌ, of the measure فَيْعِلٌ: (S:) the latter is contracted from the former; and is both masc. and fem.; (Zj, S;) as is also the former. (Zj.) 'Adee Ibn-Er-Raalà says, ↓ لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ

إِنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَآءِ [He who has died and become at rest is not dead: the dead is only the dead of the living]. (S, TA.) Or ↓ مَيْتٌ signifies One who has died (actually, TA,); and مَيِّتٌ, as also ↓ مَائِتٌ, one who has not yet died, (K,) but who is near to dying: or, accord. to a verse cited by AA, to Kh, مَيْتٌ is applied to him who is borne to the grave; [i. e., who is dead, or lifeless]; and مَيِّتٌ, to him who [is dying, but] has life in him. (TA.) Fr says, you say of him who has not died, إِنَّهُ مَائِتٌ, عَنْ قَلِيلٍ ↓ and مَيِّتٌ; but you do not say of him who has died ↓ هذا مَائِتٌ: (S:) but some say, that this is an error, and that مَيِّتٌ is applicable to that which will soon die. Those who assert that ميّت is applicable only to the living adduce the following words of the Kur, [xxxix. 31,] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ: (TA:) i. e. Verily thou wilt die, and verily they will die. (Msb.) MF observes, that مَيْتٌ is asserted to be contracted from مَيِّتٌ; and if so, that there can be no difference in their meanings: that the making a difference between them is contrary to analogy; agreeably with which, they should be like هَيْنٌ and هَيِّنٌ, and لَيْنٌ and لَيِّنٌ: and also contrary to what has been heard from the Arabs; for they made no difference in their use of these two words. (TA.) [See also what is said of مَيْتَةٌ, below.] The pls. are أَمْوَاتٌ and مَوْتَى and مَيِّتُونَ and مَيْتُونَ. (S, K.) The first of these is pl. of مَيِّتٌ, and consequently of مَيْتٌ, because this latter is contracted from the former: as مَيِّتٌ is of the measure فَيْعِلٌ, and this measure resembles فَاعِلٌ, it has received a form of pl. which is sometimes applicable to the measure فاعل: (Sb:) or اموات is [only] pl. of مَيْتٌ. (Msb.) [The second form (which is applied to rational beings, Msb,) is also pl. of ميّت and ميت.] The third and fourth are [only] applied to rational beings. (Msb.) The fem. epithet is مَيِّتَةٌ and مَيْتَةٌ and مَيِّتٌ (K, TA) and مَيْتٌ. (TA; and so in some copies of the K, in the place of مَيِّتٌ.) مَيِّتَةٌ is an epithet applied to a female rational being; [and its pl. is مَيِّتَاتٌ:] مَيْتَةٌ, to a female brute, for the sake of distinction; and its pl. is مَيْتَاتٌ: the latter is contracted because it is more in use than the former epithet applied to a female rational being: (Msb:) the pl. of ميّت and ميت as fem. epithets is as above [أَمْوَاتٌ and مَوْتَى]. (TA.) b2: ↓ مَيْتَةٌ signifies That which has not been slaughtered (AA, S, K) [in the manner prescribed by the law, i. e., carrion]: or that of which the life has departed without slaughter: so in the classical language and in the language of practical law: all such is unlawful to be eaten, except fish and locusts, which are lawful by universal consent of the Muslims: (En-Nawawee:) or, in the common acceptation of the language of law, what has died a natural death, or been killed in a state or manner different from that prescribed by the law, either the agent or the animal killed not being such as is so prescribed; as that which is sacrificed to an idol, or slaughtered [by a person] in the state of إِحْرَام, or not by having the throat cut, and that which it is unlawful to eat, such as a dog: (Msb:) [and any separated part of an animal of which the flesh is not lawful food: see عَاجٌ.] b3: بَلَدٌ مَيِّتٌ A tract of land without herbage, or pasture, (Msb, in art. بلد.) b4: مَيِّتٌ (assumed tropical:) An unbeliever; like as حَىٌّ means a Muslim. (TA, in art. حى.) مَيِّتٌ and مَيْتٌ are employed in various other senses, agreeably with the senses of the verb.]

مَائِتٌ: see مَيِّتٌ. b2: فُلَانٌ مَائِتٌ فى الغَمِّ (tropical:) [Such a one is dying, or absorbed, in grief]. (TA.) b3: مَوْتٌ مَائِتٌ A severe, painful, or violent, death: (TA:) like لَيْلٌ لَائِلٌ: the latter word being added to corroborate the former. (S.) مَمَاتٌ: see مَوْتٌ.

مُمِيتٌ and مُمِيتَةٌ (tropical:) A woman, and a she-camel, that has lost her offspring by death: (S:) and a woman who has lost her husband by death: (TA:) pl. مَمَاوِيتُ. (S.) مُتَمَاوِتٌ (tropical:) [Feigning himself dead]. b2: (tropical:) An epithet applied to A hypocritical devotee, (S, K,) who pretends to be like one dead in his devotion, who lowers his voice, and moves little: as though he were one who put on the outward appearance of devotees, and constrained himself to characterize himself by the characteristics of the dead, that he might be imagined to be weak by reason of much devotion. (TA.) مُسْتَمِيتٌ A courageous man, who seeks, or courts death: (K:) a man who seeks to be slain; who cares not, in war, for death: (S:) abandon-ing, or devoting, himself to death, (مسْتَرْسِلٌ لِلْمَوْتِ,) as also مُسْتَقْتِلٌ. (A.) b2: (assumed tropical:) Abandoning, or devoting himself to a thing, or affair; syn. مُسْتَرْسِلٌ لِأَمْرٍ. (S, K.) b3: هَوَ مُسْتَمِيتٌ إِلَى كَذَا, as also مُسْتَهْلِكٌ, (tropical:) He [is devoted to such a thing, so that he] imagines that he shall die if he do not attain it. (A.) b4: Ru-beh says, وَزَبَدُ البَحْرِ لَهُ كَتِيتُ وَاللَّيْلُ فَوْقَ المَاءِ مُسْتَمِيتُ [And to the froth of the sea there was a sound like that of boiling, and night impended over the water]. (S.) [It is implied in the S that مستميت here signifies مُسْتَرْسِل.] b5: (assumed tropical:) One who feigns himself to be insane, or possessed by a devil; not being really so. (TA.) b6: (assumed tropical:) One who feigns lowliness, or submissiveness, in voice, &c., to this man until he feeds him, and to this until he feeds him, and, when he is satiated, is ungrateful to his benefactors. (TA.) b7: (assumed tropical:) One who makes a show of being good and quiet or tranquil, and is not so in reality. (Ibn-El-Mubárak.) A2: مُسْتَمِيتٌ The thin pellicle that adheres to the white of an egg. (K.) [See 10: and see also مُسْتَمِيثٌ, in art. ميث.]

أثل

أثل
قال تعالى: ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ/ 16] .
أَثْل: شجر ثابت الــأصل، وشجر متأثّل:
ثابت ثبوته، وتأثّل كذا: ثبت ثبوته.
وقوله صلّى الله عليه وسلم في الوصيّ: «غير متأثّل مالًا» أي: غير مقتنٍ له ومدّخر، فاستعار التأثّل له، وعنه استعير: نحتّ أثلته: إذا اغتبته .
(أثل) الرجل كثر عِنْده الْغنم أَو الصُّوف وفمه سَقَطت أَسْنَانه وَالشَّيْء هَدمه
أثل: تأثل: حاول الاستيلاء على مدينة والتولي عليها (بربر 2: 135). أَثْل: أثل العذبة: شجر الأثل (بوشر).
أُثال: في اصطلاح الكيمياء أوعية أو امبيقات مفتوحة من أعلاها وأسفلها متداخل بعضها في البعض الآخر بحيث يمكن أن يكون منها أنبوب يختلف طولا وقصرا حسب ما يراد منه (معجم الأسبانية 187، ديفي 28).
أ ث ل: (الْأَثْلُ) شَجَرٌ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الطَّرْفَاءِ، الْوَاحِدَةُ (أَثْلَةٌ) وَالْجَمْعُ أَثَلَاتٌ وَ (التَّأَثُّلُ) اتِّخَاذُ أَصْلِ مَالٍ، وَفِي الْحَدِيثِ فِي وَصِيِّ الْيَتِيمِ «أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنْ مَالِهِ غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالًا» . 
(أثل) - قال الله تَعالَى: {وأَثْلٍ} .
الأَثْلُ: شَجَرٌ شَبيهٌ بالطرَّفاء إلا أنه اعظَمُ منه. تُصنَع منه الأقداحُ.
- ومن ذلك الحديث: "أَنَّ مِنبرَ النبىِّ - صلى الله عليه وسلم - كان من أَثْل الغَابَة".
والغَابَة بالبَاءِ المنقوطة بواحدة: أَرضٌ على تِسعَةِ أميالٍ من المَدِينة، كانت إِبلُ النبىِّ - صلى الله عليه وسلم - مُقِيمةً بها للرَّعْى، وبها وَقَعَت قِصَّةُ العُرَنِيِّينَ الذين أغارُوا على سَرْحِه.
(أثل)
أثولا تــأصل وَقدم

(أثل) أثالة أثل فَهُوَ أثيل يُقَال شرف أثيل أصيل

(أثل) كثر مَاله وَالشَّيْء أَصلــه قَالَ امْرُؤ الْقَيْس

(ولكنما أسعى لمجد مؤثل وَقد يدْرك الْمجد المؤثل أمثالي)
ومالا ادخره ليستثمره وَفِي الحَدِيث فِي الْوَصِيّ على الْيَتِيم إِنَّه يَأْكُل من مَاله غير متأثل مَالا وَمَاله نماه وَأَهله كساهم وأعزهم وَفُلَانًا بِمَال أَو بِرِجَال أعزه بهم
أث ل

الأثلة السمرة، وقيل شجرة من العضاه طويلة مستقيمة الخشبة تعمل منها القصاع والأقداح، فوقعت مجازاً في قولهم تحت أثلته إذا تنقصه، وفلان لا تنحت أثلته. قال الأعشى:

ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل

ولفلان أثلة مال أي أصل مال. ثم قالوا: أثلت مالاً وتأثلته، وشرف مؤثل وأثيل. وقد أثل أثالة، حتى سمي المجد بالأثال بالفتح. تقول: له أثال، كأنه أثال، أي مجد كأنه الجبل.
[أثل] فيه ح: منبره من "أثل" الغابة، وهو شجر شبيه بالطرفاء إلا أنه أعظم منه. وح: فليأكل منه غير "متأثل" مالا- أي غير جامع، وأثلة الشيء أصلــه. ومنه: وإنه لأول مال "تأثلته". قس: وهو متكلم ماضي التفعل. و"أثل" الغابة بمفتوحة فساكنة شجر لا شوك له وخشبه جيد يعمل منه القصاع، وورقه اشنان، وخمط وأثل أي شجر الطرفاء. ن: "تأثلته" أي اقتنيته فليأكل بالمعروف أي بالمعتاد. ط ومنه: كل من مال يتيمك غير مبادر ولا "متأثل" أي جامع مالا عن مال اليتيم فيتجر فيه فإذا بلغ أعطاه رأس ماله وأخذ الربح لنفسه و"مبادر" في "الباء".
(أ ث ل) : (الْأَثْلُ) شَجَرٌ يُشْبِهُ الطَّرْفَاءَ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو قُتَيْلَةَ صَبْرًا وَ (تَأَثَّلَ) الْمَالَ جَمَعَهُ وَاتَّخَذَهُ لِنَفْسِهِ أَثْلَةً أَيْ أَصْلًــا وَ (مِنْهُ) الْحَدِيثُ غَيْرَ (مُتَأَثِّلٍ) مَالًا وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ «غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ» وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ لُغَةً (وَالْأُثَالُ) بِالضَّمِّ الْمَالُ وَالْمَجْدُ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ الْحَنَفِيِّ وَإِيَّاكَ وَالتَّصْحِيفَ.
أثل
أَثْل [جمع]: جج أُثول، مف أَثْلَة: (نت) شجر طويل مستقيم الخشب جيِّده يكثر قرب المياه في الأراضي الرمليّة، وتصنع من خشبه القصاع والجفان، وثمره حبّ أحمر لا يؤكل " {وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} ". 

أَثيل [مفرد]: أصيل ذو مكانة، نبيل كريم، شريف الــأصل "مجد أثيل".
• الأثيل: (كم) مجموعة أحاديّة التكافؤ، مكوّنة من ذرّتين من الكربون وخمس ذرات من الهيدروجين. 

مُؤثَّل [مفرد]: عريق الأصول، شريف قديم، أصيل "ولكنّما أسعى لمجد مؤثَّل ... وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي". 
أثل: الأَثْلُ: شَجَرَةٌ كالطَّرْفَاءِ إلاَّ أنَّه أعْظَمُ منه؛ تُصْنَعُ منه الأقْدَاحُ.
والأَثْلَةُ من النَّبَاتِ: كالخِذْرَافِ. وأثَّلَ فلانٌ تَأْثِيْلاً وتَأَثَّلَ: كَثُرَ مالُه.
وأثَّلَ الله مُلْكَه: أي عَظَّمَه، وتَأثَّلَ المُلْكُ، وأَثَلَ أيضاً يَأْثِلُ أُثُوْلاً.
والأَثَالُ: المالُ.
وأثْلَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أصْلُــه. ومالٌ أثِيْلٌ: أَصِيْلٌ.
والاسْتِيْثَالُ: أخْذُ المالِ قَهْراً وظُلْماً.
ومَجْدٌ مُؤثَّلٌ: قَدِيْمٌ، وآثِلٌ: مِثْلُه. والأَثَالُ: المَجْدُ.
وتَأَثَّلْتُ البِئْرَ: إذا حَفَرْتَها.
والمُتَأَثِّلُ من فُرُوْعِ الأشْجَارِ: الأَثِيْثُ.
وشَعرٌ أثِيْلٌ: أَثِيْثٌ.
وتَأَثَّلَتْ أُمُوْرُه: أي اجْتَمَعَتْ. وفلانٌ أثْلٌ مالٍ: أي يَجْمَعُه.
أخَذْتُ أثْلَةَ الشِّتَاءِ: أي أُهْبَتَه.
وأثَّلْتُ عليه الدُّيُوْنَ: أي جَمَّعْتها عليه.
وأُثَالُ: جَبَلٌ.
[أث ل] أَثَلَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَصْلُــه وأَثَلَ يَأْثِل أُثُولاً وتَأثَّلَ تَــأَصًّلَ وأَثَّلَ مالَه أَصَّلَــه وتَأَثَّلَ مالاً اكْتَسَبَه واتَّخَذَه وأَثَّلَ اللهُ مالَه زَكّاهُ وأَثَّلَ مُلْكَه عَظَّمَه وتَأَثَّلَ هُوَ عَظُمَ وكُلُّ شَيْءٍ قِدِيمٍ مُؤَصَّلٍ أَثِيلٌ ومُؤثَّلٌ ومُتَأَثّلٌ والأثالُ المَجْدُ ومَجْدٌ مُؤَثَّلٌ قَدِيمٌ منه والأَثْلَةُ والأَثَلَةُ مَتاعُ البَيْتِ وبِزَّتُه وتَأَثًّلَ فُلانٌ بعدَ حاجَةٍ أَي اتَّخَذَ أَثْلَةً والأَثْلَةُ الميرَةُ وأَثَلَ أَهْلَه كَساهُم أَفْضَلَ الكُسْوَةِ وقِيلَ أَثَّلَهُم كَساهُم وأَحْسَنَ إِليهم وأَثَّلَ كَثُرَ مالُه قالَ طُفَيْلٌ

(فأَثَّلَ واسْتَرْخَى بهِ الخَطْبُ بَعْدَما ... أَسافَ ولَوْلا سَعْيُنا لَمْ يُؤَثَّلِ)

وروايَةُ أَبي عُبَيْدٍ فأَبَّلَ ولم يُؤَبِّلِ وتَأَثَّلَ البِئْرَ حَفَرَها قال أَبو ذُؤَيْبٍ وشَبَّهَ القَبْرَ بالبِئْرِ

(وقَدْ أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم فَتأَثَّلُوا ... قَلِيبًا سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ)

وقَوْلُه أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ

(تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عليَّ القَضاءَ ... فرَبِّي يُغَيِّرُ أَعْمالَها)

فَسَّرَه فقالَ تُؤَثِّل أَي تُلْزِمُنِي ولا أَدْرِي كَيْفَ هذا والأَثَلُ شَجَرٌ يُشْبِه الطَّرْفاءَ إِلاّ أَنّه أَعْظَمُ منه وأَجْوَدُ عُودًا قالَ أَبو حَنِيفَةَ قال أَبُو زِيادٍ من العِضانِ الأَثْلُ وهو طُوَالٌ في السَّماء مُسْتَطِيلُ الخَشَبِ وخَشَبُه جَيِّدٌ يُحْمَلُ إِلى القُرَى فتُنْبَى عليه بُيوتُ المَدَرِ ووَرَقُه هَدَبٌ طُوالٌ دُقاقٌ وليسَ له شَوْكٌ ومنه تُصْنَعُ القِصاعُ والجِفانُ وله ثَمَرةٌ حَمْراءُ كأَنَّها أُبْنَةٌ يَعْنِي عُقْدَةَ الرِّشاءِ واحِدَتُه أَثْلَةٌ وجَمْعُه أُثُولٌ كتَمْرٍ وتُمُورٍ قال طُرَيْحٌ

(ما مُسْبِلٌ زَجِلُ البعُوضِ أَنِيسُه ... يَرْمِي الجِراعَ أُثُولَها وأَراكَهَا)

قالَ ولسُمُوِّ الأَثْلَةِ واسْتِوائها وحُسْنِ اعْتِدالِها شَبَّهَ الشُّعراءُ المَرْأَة إِذا تَمَّ قَوامُها واسْتَوَى خَلْقُها بها قال كُثَيِّرٌ

(وإِنْ هِيَ قامَتْ فما أَثْلَة ... بعَلْيَا تُناوِحُ رِيحًا أَصِيلاً)

(بأَحْسَنَ مِنْها وإِنْ أَدْبَرَتْ ... فَإِرْخٌ بجُبَّةَ تَقْرُو خَمِيلاً)

الأَرْخُ والإرْخُ الفَتِيُّ من البَقَرِ وأُثالُ بالقَصِيم مِن بِلادِ بَنِي أَسَد قالَ

(قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلاَ وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ)

وذُو المَأْثُولِ وادٍ قال كُثَيِّرُ عَزَّة

(فلمّا أَنْ رَأَيْتُ العِيسَ صَبَّت ... بِذي المَأْثُولِ مُجْمَعَةَ التَّوالِي)

أثل: أَثْلَةُ كل شيء: أَصلــه؛ قال الأَعشى:

أَلَسْتَ مُنْتَهياً عن نَحْتِ أَثْلَتِنا؛

ولَسْتَ ضائِرَها، منا أَطَّتِ الإِبلُ

يقال: فلان يَنْحَِتُ أَثْلَتَنا إِذا قال في حَسبَه قبيحاً.

وأَثَلَ يأْثِل أُثولاً وتَأَثَّل: تــأَصَّل. وأَثَّل مالَه: أَصَّلــه.

وتَأَثَّل مالاً: اكتسبه واتخذه وثَمَّره. وأَثَّل اللهُ مالَه: زكاه.

وأَثَّل مُلْكَه: عَظَّمه. وتَأَثَّل هو: عَظُم.

وكلُّ شيء قديم مُؤَصَّلٍ: أَثيلٌ ومُؤَثَّل ومُتأَثِّل، ومال مؤَثَّل.

والتَّأَثُّلُ: اتخاذ أَصل مال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه قال في وصيّ اليتيم: إِنه يأْكل من ماله غَيْرَ مُتَأَثِّل مالاً؛ قال:

المتأَثل الجامع، فقوله غير متأَثل أَي غير جامع، وقال ابن شميل في

قوله، صلى الله عليه وسلم: ولمن وليها أَنْ يَأْكُل ويُؤْكِلَ صَديقاً غيرَ

مُتَأَثِّلٍ مالاً، يقال: مال مُؤَثَّل ومَجْدٌ مؤثَّل أَي مجموع ذو أَصل.

قال ابن بري: ويقال مال أَثِيلٌ؛ وأَنشد لساعدة:

ولا مال أَثِيل

وكل شيء له أَصل قديم أَو جُمِعَ حتى يصير له أَصل، فهو مُؤَثَّل؛ قال

لبيد:

لله نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضل،

وله العُلى وأَثِيثُ كُلِّ مُؤَثَّل

ابن الأَعرابي: المؤَثَّل الدائم. وأَثَّلْتُ الشيءَ: أَدَمْتُه. وقال

أَبو عمرو: مُؤَثَّل مُهَيَّأٌ له. ويقال: أَثَّلَ اللهُ مُلْكاً آثِلاً

أَي ثَبَّته؛ قال رؤبة:

أَثَّل مُلْكاً خِنْدِفاً فَدَعَما

وقال أَيضاً:

رِبابَةً رُبَّتْ ومُلْكاً آثِلا

أَي ملكاً ذا أَثْلَةٍ. والتأْثيل: التأْصيل. وتأْثيل المجد: بناؤه. وفي

حديث أبي قتادة: إِنه لأَوَّلُ مال تَأَثَّلْتُه. والأَثال، بالفتح:

المحد، وبه سمي الرجل. ومجد مُؤَثَّل: قديم، منه، ومجد أثيل أَيضاً؛ قال

امرؤ القيس:

ولكِنَّما أَسْعى لمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ،

وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المؤثَّل أَمثالي

والأَثْلَةُ والأَثَلَةُ: متاع البيت وبِزَّتُه. وتَأَثَّلَ فلان بعد

حاجة أَي اتخذ أَثْلَةً، والأَثْلة: المِيرةُ. وأَثَّل أَهْلَه: كساهم

أَفضل الكُسوة، وقيل: أَثَّلهم كساهم وأَحسن إِليهم. وأَثَّلَ: كَثُرَ مالُه؛

قال طفيل:

فَأَثَّلَ واسْتَرْخَى به الخَطْبُ بعدما

أَسافَ، ولولا سَعْيُنا لم يُؤَثِّل

ورواية أَبي عبيد: فأَبّل ولم يُؤَبِّل. ويقال: هم يَتَأَثَّلون الناسَ

أَي يأْخذون منهم أَثالاً، والأَثال المال. ويقال: تأَثَّل فلان بئراً

إِذا احتفرها لنفسه. المحكم: وتَأَثَّلَ البئر حَفَرها؛ قال أَبو ذؤيب يصف

قوماً حفروا بئراً، وشبه القبر بالبئر:

وقد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم، فَتَأَثَّلوا

قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِد

أَراد أَنهم حفروا له قبراً يُدْفَن فيه فسماه قليباً على التشبيه،

وقيل: فتأَثّلوا قليباً أَي هَيَّأُوه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَليَّ القَضاء،

فَرَبِّي يُغَيِّرُ أَعمالَها

فَسَّره فقال: تؤثل أَي تُلْزِمني، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.

والأَثْلُ: شجر يشبه الطَّرْفاء إِلا أَنه أَعظم منه وأَكرم وأَجود

عُوداً تسوَّى به الأَقداح الصُّفْر الجياد، ومنه اتُّخِذ مِنبر سيدنا محمد

رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ وفي الصحاح: هو نوع من الطَّرْفاء.

والأَثْل: أُصول غليظة يسوّي منها الأَبواب وغيرها وورقه عَبْلٌ كورق الطرفاء.

وفي الحديث: أَن منبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان من أَثْل

الغابة، والغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة، قال

أَبو حنيفة: قال أَبو زياد من العضاه الأَثْل وهو طُوَال في السماء مستطيل

الخشب وخشبه جيد يحمل من القرى فتبنى عليه بيوت المدر، وورقُه هَدَبٌ

طُوَال دُقَاق وليس له شوك، ومنه تُصنع القِصَاع والجِفَان، وله ثمرة حمراء

كأَنها أُبْنَة، يعني عُقْدة الرِّشاء، واحدته أَثْلة وجمعه أُثول كتَمْر

وتُمور؛ قال طُرَيح:

ما مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه،

يَرْمي الجِراعَ أُثُولَها وأَراكَها

وجمعه أَثَلاث. وفي كلام بَيْهَسٍ الملقب بنَعامةَ: لكِنْ بالأَثَلات

لَحْمٌ لا يُظَلِّل؛ يعني لحم إِخوته القَتْلى؛ ومنه قيل للــأَصل أَثْلة؛

قال: ولسُمُوّ الأَثلة واستوائها وحسن اعتدالها شبه الشعراء المرأَة إِذا

تم قَوامها واستوى خَلْقها بها؛ قال كُثَيِّر:

وإِنْ هِيَ قامت، فما أَثْلَةٌ

بعَلْيا تُناوحُ رِيحاً أَصيلا،

بأَحْسَنَ منها، وإِن أَدْبَرَتْ

فأَرْخٌ بِجُبَّةَ تَقْرْو خَمِيلا

الأَرْخُ والإِرْخُ: الفَتيُّ من البَقَر. والأُثَيْل: مَنْبِتُ

الأَراك.وأُثَيْل، مصغَّر: موضع قرب المدينة وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب

عليه السلام.

وأُثال، بالضم: اسم جبل، وبه سمي الرجل أُثالاً. وأُثالة: اسم. وأَثْلة

والأَثِيل: موضعان؛ وكذلك الأُثَيْلة. وأُثال: بالقَصِيم من بلاد بني

أَسد؛ قال:

قاظَتْ أُثَالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ

بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَع

وذو المأْثول: وادٍ، قال كُثَيِّر عَزَّة:

فلما أَنْ رأَيْتُ العِيسَ صَبَّتْ،

بِذِي المأْثولِ، مُجْمِعَةَ التَّوالي

أثل
{أَثَلَ} يَأْثِلُ {أُثُولاً بالضمِّ} وتَأَثَّلَ أَي: تَــأَصَّلَ.
{وأثَّلَ اللهُ تَعالَى مالَه} تَأْثِيلاً: زَكّاهُ، وقِيلَ: أَصَّلَــهُ وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه مَجْدٌ {مُؤَثَّلٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيسِ:
(ولكنّما أَسْعَى لمَجْدٍ مُؤثَّلٍ ... وقَدْ يُدْرِكُ المَجْدَ المؤُثَّلَ أَمْثالِي)
وَقيل: المَجْدُ} المُؤثَّلُ: هُوَ القَدِيمُ.
(و) {أثَّلَ اللهُ مُلْكَه، أَي: عًظّمَه.
وأثَّلَ الأَهْلَ: إِذا كَساهُم أَفْضَلَ كِسوَةٍ وأَحْسَنَ إِلَيهِم.
وأثَّلَ الرَّجُلُ: كَثُرَ مالُه وَهُوَ مجَاز.
} وتَأَثَّلَ: عَظُمَ.
(و) {تَأَثَّلَ المالَ: اكْتَسَبَه وجَمَعَه واتَّخَذَه لنَفْسِه، وَهُوَ مجازٌ، وَبِه فُسرَ الحَدِيث فِي وَصِيِّ اليتِيمِ: أنّه يَأْكُلُ مِنْ مالِه غَيرَ} مُتَأثِّلٍ أَي: غير جامِع.
وتَأَثَّلَ البِئْرَ: احْتَفَرَها لنَفْسِه قَالَ أَبُو ذُؤيب:
(وَقد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم {فتَأَثَّلُوا ... قَلِيبًا سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ)
وتَأَثَّلَ فُلانٌ بعدَ حاجَةٍ: اتَّخَذَ} أَثْلَةً، أَي: مِيرَةً وقِيل:! التَّأثل: اتِّخاذُ أَصْلِ مالٍ، ومِنْه حَدِيثُ جابِرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُ فِي اليتِيمِ: غير واقٍ مالَكَ بمالِه وَلَا مُتَأثل من مالِه مَالا. وتأَثَّل الشَّيْء: تجَمَّع.
{والأَثْلةُ بالفتْحِ ويُحَرَّكُ: مَتاعُ البَيتِ وبزَّتُه.
} والأَثْلُ بالفتحِ: شَجر وَهُوَ نَوْعٌ من الطَّرفاءِ واحِدَتُه أَثْلَةٌ وَقد خالَفَ هُنَا اصْطِلاحَه، وَفِي الأَساسِ: هِيَ السَّمُرَةُ، أَو عِضاهَةٌ طَوِيلَةٌ قَوِيمَةٌ يُعْمَلُ مِنْها نَحْو الأَقْداحِ ج: {أَثَلاتٌ مُحَرَّكَة، وأثُولٌ بالضمِّ قَالَ طُرَيْحٌ:
(مَا مُسبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه ... يَرمِي الجِراعَ} أثُولَها وأَراكَها)
وَفِي كلامِ بَيهَسٍ المُلَقَّبِ بالنَّعامَةِ: لكِنَّ {بالأَثَلاثِ لَحْمٌ لَا يُظَلَّلُ يَعْنِي لَحْمَ إِخْوَتِه القَتْلَى، ويُروَى} بالأَثْلاثِ، وَقد تَقَدّم.
{والأَثالُ، كسَحابٍ وغُراب: المَجْدُ والشَّرَفُ تَقُول: لَهُ} أَثالٌ كأَنَّه أثالٌ: أَي مَجْدٌ كأَنَّه الجَبَلُ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) {أُثالٌ كغُراب: عَلَمٌ مُرتَجَلٌ، أَو من قولِهِم:} تَأَثَّلْتُ بِئْراً: إِذا حَفَرتَها، وَهُوَ جَبَل، وقِيل: ماءٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِ النّاسُ إِذا خَرَجوا من البَصْرَةِ إِلى المَدِينَةِ ثَلاثَة أَمْيالٍ لعَبس بنِ بَغِيضٍ، وَهُوَ مَنْزِلٌ لأَهْلِ البَصْرَةِ إِلى المَدِينَةِ بعد قَو، وقَبل النّاجِيَة أَو حِصْنٌ بِبِلادِ عَبسٍ، بالقربِ من بلادِ بني أَسَدٍ.)
وأُثالُ أَيْضًا: بالقاعَةِ يُقالُ لَهَا: أُثالُ مالِكٍ، مِلكٌ لبني سَعْدِ.
وأَيْضًا: اسمُ وادٍ يَصُبُّ فِي وادِي السِّتارَةِ وَهُوَ المَعْرُوف بقُدَيْدٍ، يَسِيلُ فِي وادِي خَيمَتَى أُمِّ مَعْبَدٍ، قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلاَ وتَرَبَّعَت ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ)
وأَيْضًا: ماءٌ قُربَ غُمازَةَ وغُمازَةُ كثمامَةٍ: عينُ ماءٍ لقومٍ من بني تَمِيمٍ ولِبني عائِذَةَ بنِ مالِكٍ، قَالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّي:
(وأَقْرَبُ مَوْرِدٍ مِنْ حَيثُ راحَا ... أُثالٌ أَوْ غُمازَةُ أَو نَطَاعُ) وقالَ كُثَيِّرٌ:
(إِذْ هُنَّ فِي غَلَسِ الظّلامِ قَوارِبٌ ... أَوْرادُ عَيْنٍ من عُيُونِ أُثالِ)
وأَيْضًا: بَيْنَ الغُمَيرِ وبُستان ابنِ عامِرٍ وَبِه فُسرَ قولُ كُثَيرٍ الَّذِي سبق.
وأُثالُ: فَرَسُ ضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ النَّهْشَلِي وَهُوَ القائِلُ فِيهِ:
(فَلَو لاقَيتَني {وأثالُ فِيها ... أَعَنْتَ العَبدَ يَطْعُنُ فِي كُلاهَا)
وأُثالُ بنُ النُّعْمانِ: صَحَابِيّ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ غلطٌ، إِنّما الصحابيُ هُوَ ثُمامَةُ بنُ أُثالِ بنِ النّعْمانِ من بني حَنِيفَةَ، كَمَا هُوَ فِي المَعاجِمِ، وَهُوَ الَّذِي رَبَطُوهُ بسارِيَةٍ فِي المَسجِدِ، ثمَّ أَسْلَمَ، قَالَ محمَّدُ بنُ إِسحاق: لمَّا ارْتدَّ أَهلُ اليَمامَةِ ثَبَتَ ثُمامَةُ فِي قومِه على الإِسْلام، وَكَانَ مُقِيمًا باليمامَةِ يَنْهاهُم عَن اتِّباعِ مُسيلِمَةَ، فَلَمَّا عَصَوْهُ فارَقَهُم، وخَرجَ فِي طائِفَةٍ يُرِيدُ البَحْرَيْن، وصادَفَ مُرُور العَلاءِ بن الحَضْرَمي لقِتالِ الحُطَمِ ومَنْ تَبِعَه من المُرتَدِّينَ، فشَهِدَ مَعَهُ قِتالَهم، فأَعْطَى العَلاء ثُمامَةَ خَمِيصةً للحُطَمِ يَفْتَخِرُ بِها، فاشْتَراها ثُمامَةُ، فَلَمَّا رجَعَ ثُمامَةُ قالَ جماعَةُ الحطم أَنْت قَتَلْتَ الحُطَمٍ، قَالَ: لم أَقْتُلْه وَلَكِن اشْتَرَيت خَمِيصَة من المَغْنَمِ، فقَتَلُوه وَلم يَسمَعُوا مِنْهُ رَضِي الله تعالَى عَنهُ.
} والأَثْلَةُ: الأُهْبَةُ يُقال: أَخَذْتُ {أَثْلَةَ الشتاءِ، أَي أهْبتَه، عَن ابنِ عَبّادٍ.
قالَ: (و) } الأَثْلَةُ أَيْضًا: الــأَصْلُ يُقال: لَهُ أَثْلَةُ مالٍ، أَي: أَصْلُ مالٍ. {إِثالٌ كجِبالٍ.
وَمن المَجازِ: هُوَ يَنْحِتُ فِي} أَثْلَتِنا هكَذَا فِي النسَخِ، والصوابُ {أَثْلَتَنا، أَي: يَطْعَنُ فِي حَسَبنا وَفِي العُبابِ: يَنْحِتُ أَثْلَتَنا: إِذا قَالَ فِي حَسَبِهِ قَبِيحًا، قالَ الأَعْشَى:
(أَلَستَ مُنْتَهِيًا عَن نَحْتِ أَثْلَتِنا ... ولَستَ ضائِرَها مَا أَطَّت الإِبِلُ)
وَفِي الأَساسِ: نَحَتَ} أَثْلَتَه: تَنَقَّصَه وذَمَّه، وَكَذَا فلَان لَا تُنْحَت أَثلاتُه، وَمن أَبْياتِ الحَماسَةِ: مَهْلاً بني عَمِّنا عَنْ نَحْتِ أَثْلَتِنَا)
جعلَ الأَثْلَةَ مَثَلاً للعِرضِ، قالَهُ المرزُوقيُ فِي شَرحِ الحَماسَةِ، وَقَالَ المُناوِيّ فِي التَّوْقِيفِ: نَحَتَ أَثْلَةَ فُلانٍ: إِذا اغْتابَهُ ونَقَصَه، وَهُوَ لَا تُنْحَتُ أَثْلَتُه، أَي لَا عَيبَ فيهِ وَلَا نَقْص.
والأَثْلَةُ: قُربَ المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ، قَالَ قَيسُ بنُ الخَطِيمِ:
(بَلْ لَيتَ أَهْلِي وأَهْلَ أَثْلَةَ فِي ... دارٍ قَرِيبٍ مِنْ حَيْث تَخْتَلِفُ)
هكَذا فَسّرَه الصّاغاني وياقُوت، زَاد الأَخِيرُ: والظّاهِرُ أَنّه اسمُ امْرَأَة. قلتُ: ويُؤيدُ هَذَا القَولَ قولُ أبي الطَّيِّبِ، وَهُوَ حُجَةٌ:
(دَرَّ دَرُّ الصَّبى أأيّامَ تَجْرِي ... رِ ذُيُولِي بدارِ أَثْلَةَ عُودِي)
والأَثْلَةُ: ببَغْدادَ على فَرسَخٍ واحِدٍ بالجانِب الغَربي.
والأَثْلَةُ: ببِلادِ هُذَيْلٍ وقدْ أَهْمَلَه ياقُوت والصّاغاني.
(و) {أُثَيلٌ، كزُبَيرٍ: وادٍ بنَواحِي المَدِينَةِ على ساكِنها أَفضَلُ الصّلاةِ والسَّلامِ. أَو هُوَ ذُو أُثَيل: بينَ بَدْرٍ ووادِي الصَّفْراءِ كَثِيرُ النَّخْلِ وهُناكَ عينُ ماءٍ، وَهُوَ لآلِ جَعْفَر بنِ أَبي طالِبٍ، قالَتْ قُتَيلَةُ بِنْتُ النَّضْرِ:
(يَا راكِبًا إِنَّ الأُثَيلَ مَظِنَّةٌ ... من صُبحِ خامِسَةٍ وأَنْتَ مُوَفَّقُ)
(و) } أَثِيلٌ كأَمِيرٍ: فِي بلادِ هُذَيْلٍ بتِهامَةَ، قَالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُ:
(بَغَيتُهُمُ مَا بَيْنَ حَدّاءَ والحَشَا ... وأَوْرَدْتُهُم ماءَ {الأَثِيلِ وعاصِمَا)
وذُو} المَأْثُولِ، وذاتُ! الأَثْلِ، {والأثَيلَةُ كجُهَينَةَ: مواضِعُ. أَما ذُو} المَأْثُولِ فَفِي قَوْلِ كُثَيِّرٍ:
(فلَمّا أَنْ رَأَيْتُ العِيسَ صَبَّتْ ... بذِي المَأْثُولِ مُجْمِعَةَ التَّوالِي)
وأَما ذاتُ {الأَثْلِ فَفي بلادِ تَيمِ الله بنِ ثَعْلَبَةَ كَانَت لَهُم بِها وَقْعَةٌ مَعَ بني أَسَد، ولَعًلّ الشاعِرَ إِيّاها عَنَى بقولِهِ:
(فإِنْ تُرجِعِ الأَيّام بَيني وبَينَها ... بِذِى الأَثْلِ صَيفًا مِثْلَ صَيفي ومَربَعي)
وأَمّا} الأُثَيلَة فإِنّها لبني ضَمرَةَ من كِنانَةَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: فلانٌ {أَثْلُ مَال: أَي يَجْمَعُه، عَن ابنِ عَبّاد.
} وأَثَلَ المُلْكُ أُثُولاً: عَظُمَ.
ويُقال: شَعْرٌ {أَثِيلٌ، أَي: أَثِيثٌ.)
} وأثّلْتُ عَلَيْهِ الديُونَ {تَأثِيلاً: جَمَعْتُها عليهِ.
} وأثَّلْتُه برِجالٍ: كَثَّرته بهم، قَالَ الأَخْطَلُ:
(أَتَشْتُمُ قَوْمًا {أثَّلُوكَ بنَهْشَلٍ ... ولَوْلاهُمُ كُنْتُمْ كعُكْلٍ مَوالِيَا)
} والتَّأْثِيلُ: اتِّخاذُ أَصْلِ المالِ.
{وأثَيلَةُ، كجُهَينَةَ: من أَعلامِ النِّساءِ، قَالَ وَضّاحُ بنُ إِسْماعِيلَ:
(صَبَا قَلْبِي وَمَال إِليكِ مَيلاَ ... وأَرَّقَنِي خَيالكِ يَا} أُثَيلاَ)
وَكَذَا {أَثْلَةُ من أَعلامِهنَّ، وَبِه فُسِّرَ قولُ قَيسِ بنِ الخَطِيمِ السابِقُ.
} وأَثَلَ مَالا أُثُولاً: مثل {تَأَثَّلَه.
وشَرَفٌ} أَثِيلٌ: قَدِيمٌ، وَقد {أَثُلَ} أَثالَةً.
وأُثالٌ، كغُرابٍ: اسمُ ماءٍ لبني سُلَيمٍ، كَذَا فِي كِتابِ الجامِعِ للغُورِيِّ.
وأَيْضًا: موضِعٌ باليَمامَةِ لبني حَنِيفَةَ، نَقَلَه ياقوت. {والأَثْلُ: مَوْضِعٌ قَالَ حَضْرَمِي بنُ عامِرٍ:
(وَقد عَلِمُوا غَداةَ} الأَثْلِ أَنِّي ... شَديدٌ فِي عَجاجِ النّقْعِ ضَرى)
وقِيلَ: ذاتُ الأَثْلِ بعَينِه الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ.
{وأُثَيلٌ، مُصَغَّراً مُشَدَّدا: موضِعٌ وَهُوَ وادٍ مُشْتَرَكٌ بينَ بني شيبَةَ وضَمْرَةَ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ السِّكِّيتِ، وأَنْشَدَ قولَ بِشْر:
(فشِراجِ ريمَة قَدْ تَقادَمَ عَهْدُها ... بالسَّفْحِ بينَ} أثَيلٍ فبَعَالِ)
{وأثَّلَ} تَأْثِيلاً: كَثُرَ مالُه، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ طُفَيل:
(فأَثَّلَ واسْتَرخَى بِهِ الخَطْبُ بَعْدَما ... أَسافَ ولَوْلاَ سَعْيُنا لَم {يُؤَثَّلِ)
ويُروَى بالباءِ، وَقد تَقدَّم.
وَذُو} الأثولِ: موضِعٌ فِي أَرْضِ خُوزِسْتانَ لَهُ ذِكْرٌ فِي الفُتُوحِ، قَالَ سَلْمَى ابنُ القَيْنِ:
(قَتَلْنَاهُمْ بأَسْفَلِ ذِي {أُثُولٍ ... بخَيفِ النَّهْرِ قَتْلاً عَبقَرِيّا)
أَي هُوَ عَبقَرِي، نَقله ياقوت.
وقالَ ابنُ الأَعْرابِي} المُؤَثَّلُ: الدّائِمُ وَقد {أثَّلْتُ الشَّيْء: أَدَمْتُه.
وَقَالَ أَبو عَمْرو:} مُؤَثَّلٌ: مُهَيَّأ لَهُ.)
ومُلْكٌ {آثِلٌ: ذُو} أَثْلَةٍ.
وهم {يَتَأَثَّلُوِنَ النّاسَ، أَي يَأْخُذُونَ مِنْهُم} أَثالاً، {والأثالُ: المالُ.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ فِي قَوْلٍ الشّاعِرِ:
(} تُؤَثِّلُ كَعْبٌ علَىَ القَضاءَ ... فرَبِّي يُغَيِّرُ أَعْمالَها)
أَي تُلْزِمْني، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كيفَ هَذَا.
{والأَثْلَةُ: المَرأَةُ إِذا تَمَّ قَواِمُها فِي حُسنِ الاعْتِدالِ، على التَّشْبِيهِ} بالأثْلَةِ لسُمُوِّها. {والأَثِيلُ: مَنْبِتُ الأَراكِ.
أثل: الأثْل: شجر شبيه بالطرفاء.
أثل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي ولي الْيَتِيم أَنه يَأْكُل من مَاله غير متأثل مَالا. قَالَ أَبُو عُبَيْد: المتأثل الْجَامِع وكل شَيْء لَهُ أصل قديم أَو جمع حَتَّى يصير لَهُ أصل فَهُوَ مؤثل ومتأثل قَالَ لبيد: [الْكَامِل]

لله نافلةُ الأجَلَ الْأَفْضَل ... وَله العلى وأثيث كلِ مؤثَّلِ

وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: [الطَّوِيل]

ولكِنَّمَا أسْعَى لِمَجْدٍ مُؤَثَّل ... وَقَدْ يُدْرِكُ الْمَجْدَ الْمُؤثَّلَ أمثاليِ

وأثلة الشَّيْء أَصلــه وَأنْشد الْأَعْشَى: [الْبَسِيط]

أَلَسْت مُنْتَهِياً عَن نَحْتِ أثْلَتِنَا ... وَلَسْتَ ضائرَها مَا أطَتِ الإبلَ

وَمن ذَلِك حَدِيث عُمَر فِي أرضه بِخَيْبَر الَّتِي أمره رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَن يحبس أَصْلــهَا ويجعلها صَدَقَة فَفعل وَاشْترط فَقَالَ: ولمن وَليهَا أَن يَأْكُل مِنْهَا ويؤكل صديقا غير متأثل فِيهِ - ويروى: غير مُتَمَوّل. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَن الرجل / إِذا وقف وَقفا فَأحب أَن 23 / الف يشْتَرط لنَفسِهِ أَو لغيره فِيهِ شرطا سوى الْوَجْه الَّذِي جعل الْوَقْف فِيهِ كَانَ لَهُ ذَلِك بمالمعروف. أَلا ترَاهُ يَقُول: ويؤكل صديقا فَهَذَا لَيْسَ من الْوَقْف فِي شَيْء ثُمَّ اشْترط شرطا آخر فَقَالَ: غير متأثل فِيهِ - أَو غير مُتَمَوّل [فِيهِ -] فَإِنَّمَا هُوَ بِالْقَصْدِ وَالْمَعْرُوف وَكَذَلِكَ الشَّرْط على ولي الْيَتِيم.

الْحمل

(الْحمل) فلَان حمل على أَهله إِذا كَانَ ثقيل الْمَرَض وَمَا كَانَ فِي بطن أَو على شجر والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج (ج) أحمال وحمول وحمال

(الْحمل) مَا يحمل على الظّهْر وَنَحْوه والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج و (فِي الرياضيات) الثّقل أَو الْجِسْم الَّذِي يرفع أَو يجر بوساطة الْآلَات (مج)(ج) أحمال وحمول

(الْحمل) الصَّغِير من الضَّأْن (ج) حملان وأحمال وبرج فِي السَّمَاء من البروج الربيعية
الْحمل: بِالْكَسْرِ بار وبالفتح بار برداشتن وبارشكم وهرباري كه باشد. وَالْحمل مُخْتَصّ بالإنسان كالنتاج بِالْحَيَوَانِ وَلذَا قيل فِي كتب الْفِقْه الْحمل مَا فِي بطن الْإِنْسَان وَأَقل مُدَّة الْحمل سِتَّة أشهر بالِاتِّفَاقِ وَفِي أَكْثَرهَا اخْتِلَاف عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله وَأَصْحَابه سنتَانِ لما رُوِيَ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت لَا يبْقى الْوَلَد فِي رحم أمه أَكثر من سنتَيْن وَلَو بِقدر ظلّ مغزل وَمثل هَذَا لَا يعرف قِيَاسا بل سَمَاعا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله أَربع سِنِين لما رُوِيَ أَن الضَّحَّاك ولد لأَرْبَع سِنِين وَقد بَدَت ثناياه وَهُوَ يضْحك فَسُمي ضحاكا وَعند لَيْث بن سعد الفهمي رَحمَه الله ثَلَاث سِنِين وَعند الزُّهْرِيّ رَحمَه الله سبع سِنِين. وبرج من البروج الاثْنَي عشر من الْفلك الْأَعْظَم.وَالْحمل عِنْد أَرْبَاب الْمَعْقُول يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على ثَلَاثَة معَان:

الأول: الْحمل اللّغَوِيّ، وَالثَّانِي: الْحلم الاشتقاقي، وَالثَّالِث: حمل المواطأة. (أما الْحمل اللّغَوِيّ) فَهُوَ الحكم بِثُبُوت شَيْء بِشَيْء أَو انتفائه عَنهُ وَحَقِيقَته الإذعان وَالْقَبُول. (وَأما الْحمل الاشتقاقي) فَهُوَ الْحمل بِوَاسِطَة (فِي) أَو (ذُو) أَو (لَهُ) وَحَقِيقَته الْحُلُول فَإنَّك إِذا قلت زيد ذُو مَال فقد حملت المَال على زيد بِوَاسِطَة (ذُو) . فَإِن قلت: إِن المَال مَحْمُول على زيد بِوَاسِطَة ذُو وَلَيْسَ حَالا فِيهِ فَكيف يَصح أَن حَقِيقَته الْحُلُول. قلت: الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وَالْمَال وَهُوَ التَّمَلُّك. وَلَا شكّ أَن التَّمَلُّك حَال فِي زيد والتملك مَحْمُول على زيد فِي ضمن التَّمَلُّك الْمُشْتَقّ مِنْهُ كَمَا أَن الْكِتَابَة مَحْمُول على زيد فِي ضمن الْكَاتِب وَالْكَاتِب مَحْمُول عَلَيْهِ بالاشتقاق وَلِهَذَا سمي هَذَا الْحمل بالاشتقاق وَقس عَلَيْهِ زيد فِي الدَّار وَزيد أَب لعَمْرو فَإِن الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وداره وَبَين زيد وَعَمْرو وَهِي الظَّرْفِيَّة والأبوة والنبوة.
وَأما حمل المواطأة فَهُوَ حمل شَيْء بقول على مثل الْإِنْسَان حَيَوَان يَعْنِي الْحَيَوَان مَحْمُول على الْإِنْسَان وَحَقِيقَته هُوَ هُوَ. وَبِعِبَارَة أُخْرَى نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِن كَانَت بِلَا وَاسِطَة وَهُوَ القَوْل على الشَّيْء فَهِيَ الْحمل بالمواطأة وَهَذَا الْحمل يرجع إِلَى اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من اتِّحَاد الْوُجُود بِحَسب نَحْو آخر من أنحائه فَإِن كَانَ الْمَحْمُول ذاتيا فَهُوَ حمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا فَهُوَ حمل بِالْعرضِ. فَفِي حمل الذاتيات اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَفِي حمل العرضيات اتِّحَاد بِالْعرضِ.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحمل بالمواطأة يَنْقَسِم إِلَى قسمَيْنِ: الأول: حمل الشَّيْء على نَفسه، وَالثَّانِي: الْحمل الْمُتَعَارف وَيُسمى الْحمل الشَّائِع أَيْضا. ثمَّ من الْقسم الأول الْحمل الأولي وَهُوَ يُفِيد أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَة الْمَوْضُوع وَإِنَّمَا سمي حملا أوليا لكَونه أولي الصدْق أَو الْكَذِب. وَمِنْه حمل الشَّيْء على نَفسه مَعَ تغاير بَين الطَّرفَيْنِ بِأَن يُؤْخَذ. أَحدهمَا: مَعَ حيثية أَو بِدُونِ التغاير بَينهمَا بِأَن يتَكَرَّر الِالْتِفَات إِلَى شَيْء وَاحِد ذاتا واعتبارا فَيحمل ذَلِك الشَّيْء على نَفسه من غير أَن يَتَعَدَّد الملتفت إِلَيْهِ وَالْأول صَحِيح غير مُفِيد وَالثَّانِي غير صَحِيح وَغير مُفِيد ضَرُورَة أَنه لَا يعقل النِّسْبَة إِلَّا بَين اثْنَيْنِ وَلَا يُمكن أَن يتَعَلَّق بِشَيْء وَاحِد التفاتان من نفس وَاحِدَة فِي زمَان وَاحِد والتغاير من جِهَة الِالْتِفَات لَا يَكْفِي هَا هُنَا لِأَن الِالْتِفَات لَا يلْتَفت إِلَيْهِ حِين الِالْتِفَات والتعدد فِي الِالْتِفَات لَا يتَصَوَّر إِلَّا بالتعدد فِي أحد هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة الملتفت والملتفت إِلَيْهِ وَالزَّمَان. وَالْحمل الْمُتَعَارف يُفِيد أَن يكون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو مَا هُوَ فَرد لأَحَدهمَا فَرد للْآخر وَإِنَّمَا سمي متعارفا لتعارفه وشيوع اسْتِعْمَاله.
وَرُبمَا يُطلق الْحمل الْمُتَعَارف فِي الْمنطق على الْحمل المتحقق فِي المحصورات سَوَاء كَانَت حَقِيقَة كَمَا هُوَ الظَّاهِر أَو حكما كالمهملات. فالحمل فِي قَوْلنَا الْإِنْسَان كَاتب مُتَعَارَف على كلا الاصطلاحين وَفِي قَوْلنَا الْإِنْسَان نوع مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الأول وَغير مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الثَّانِي.
ثمَّ اعْلَم أَن الفارابي جعل الْحمل على أَرْبَعَة أَقسَام: حمل الْكَلْبِيّ على الجزئي مثل زيد إِنْسَان. وَحمل الْكَلْبِيّ على الْكُلِّي مثل الْإِنْسَان حَيَوَان وَالْإِنْسَان إِنْسَان وَحمل الجزئي على الجزئي مثل هَذَا زيد وَهَذَا الْإِنْسَان هَذَا الْكَاتِب. قَالَ الْفَاضِل الزَّاهِد فِي الْهَامِش على حَوَاشِيه على شرح المواقف أَن الأول وَالثَّالِث حمل مُتَعَارَف وَالْمرَاد بالفرد الْوَاقِع فِي تَعْرِيفه مَا صدق عَلَيْهِ مُطلقًا. وَالثَّانِي يحْتَمل أَن يكون متعارفا أَو غير مُتَعَارَف لِامْتِنَاع أَن يصدق جزئي على جزئي آخر إِلَّا بِأَن يكون الجزئي حِصَّة كحصة من الْإِنْسَان أَو الْكَاتِب فَحمل تِلْكَ الْحصَّة حملا متعارفا على حِصَّة أَو على جزئي آخر أَو عَكسه بِالنّظرِ إِلَى الْوُجُود بِالذَّاتِ أَو الْوُجُود بِالْعرضِ انْتهى.
وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية كَون الجزئي الْحَقِيقِيّ مقولا على وَاحِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الظَّاهِر وَإِمَّا بِحَسب الْحَقِيقَة فالجزئي الْحَقِيقِيّ لَا يكون مَحْمُولا مقولا على شَيْء أصلــا بل يُقَال وَيحمل عَلَيْهِ المفهومات الْكُلية فَهُوَ مقول عَلَيْهِ لَا مقول بِهِ وَكَيف لَا وَحمله على نَفسه لَا يتَصَوَّر قطعا إِذْ لَا بُد فِي الْحمل الَّذِي هُوَ النِّسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول أَن تكون بَين أَمريْن متغائرين وَحمله على غَيره بِأَن يُقَال زيد عَمْرو إِيجَابا مُمْتَنع أَيْضا وَأما قَوْلك هَذَا زيد فَلَا بُد فِيهِ من التَّأْوِيل لِأَن هَذَا إِشَارَة إِلَى الشَّخْص الْمعِين فَلَا يُرَاد بزيد ذَلِك الشَّخْص الْمعِين وَإِلَّا فَلَا حمل من حَيْثُ الْمَعْنى كَمَا عرفت بل يُرَاد مَفْهُوم مُسَمّى بزيد أَو صَاحب اسْم زيد وَهَذَا الْمَفْهُوم كلي. وَإِن فرض انحصاره فِي شخص وَاحِد فالمحمول أَعنِي الْمَقُول على غَيره لَا يكون إِلَّا كليا انْتهى.
وَقَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين مَوْلَانَا عبد الْحَكِيم رَحمَه الله قَوْله لَا يكون مقولا على شَيْء لِأَن منَاط الْحمل الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن وجودا وَاحِدًا قَائِم بهما لِامْتِنَاع قيام الْعرض الْوَاحِد بمحلين بل مَعْنَاهُ أَن الْوُجُود لأَحَدهمَا بالإصالة وَللْآخر بالتبع بِأَن يكون منتزعا عَنهُ وَلَا شكّ أَن الجزئي هُوَ الْمَوْجُود إصالة والأمور الْكُلية سَوَاء كَانَت ذاتية أَو عرضية منتزعة عَنهُ على مَا هُوَ تَحْقِيق الْمُتَأَخِّرين. فَالْحكم باتحاد الْأُمُور الْكُلية مَعَ الجزئي صَحِيح دون الْعَكْس فَإِن وَقع مَحْمُولا كَمَا فِي بعض الْإِنْسَان زيد فَهُوَ مَحْمُول على الْعَكْس أَو على التَّأْوِيل فَانْدفع مَا قيل إِنَّه يجوز أَن يُقَال زيد إِنْسَان فليجز الْإِنْسَان زيد لِأَن الِاتِّحَاد من الْجَانِبَيْنِ فَظهر أَنه لَا يُمكن حمله على الْكُلِّي وَأما على الجزئي فَلِأَنَّهُ إِمَّا نَفسه بِحَيْثُ لَا تغاير بَينهمَا أصلــا بِوَجْه من الْوُجُوه حَتَّى بالملاحظة والالتفات على مَا قَالَ بعض الْمُحَقِّقين لَهُ إِذا لوحظ شخص مرَّتَيْنِ وَقيل زيد زيد كَانَ مغائرا بِحَسب الملاحظة وَالِاعْتِبَار قطعا وَيَكْفِي هَذَا الْقدر من التغاير فِي الْحمل فَلَا يُمكن تصور الْحمل بَينهمَا فضلا عَن إِمْكَانه. وَإِمَّا جزئي آخر مغائر لَهُ وَلَو بالملاحظة والالتفات فالحمل وَإِن كَانَ يتَحَقَّق ظَاهرا لكنه فِي الْحَقِيقَة حكم بتصادق الاعتبارين على ذَات وَاحِدَة فَإِن معنى الْمِثَال الْمَذْكُور أَن زيدا الْمدْرك أَولا هُوَ زيد الْمدْرك ثَانِيًا. وَالْمَقْصُود مِنْهُ تصادق الاعتبارين عَلَيْهِ وَكَذَا فِي قَوْلك هَذَا الضاحك هَذَا الْكَاتِب الْمَقْصُود اجْتِمَاع الوصفين فِيهِ فَفِي الْحَقِيقَة الجزئي مقول عَلَيْهِ للاعتبارين. نعم على القَوْل بِوُجُود الْكُلِّي الطبيعي فِي الْخَارِج حَقِيقَة كَمَا هُوَ رَأْي الأقدمين والوجود الْوَاحِد إِنَّمَا قَامَ بالأمور المتعددة من حَيْثُ الْوحدَة لَا من حَيْثُ التَّعَدُّد يَصح حمله على الْكُلِّي لِاسْتِوَائِهِمَا فِي الْوُجُود والاتحاد من الْجَانِبَيْنِ وَلَعَلَّ هَذَا مَبْنِيّ على مَا نقل عَن الفارابي وَالشَّيْخ من صِحَة حمل الجزئي انْتهى.
وَقَالَ الباقر فِي الْأُفق الْمُبين نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِمَّا بِوُجُود (فِي) أَو توَسط (ذُو) أَو (لَهُ) بَين هُوَ هُوَ وَيُقَال لَهَا الْحمل الاشتقاقي. وَإِمَّا بقول (على) وَيُقَال لَهَا حمل المواطأة أَي الِاتِّحَاد بَين الشَّيْئَيْنِ بهو هُوَ وَهُوَ يُفِيد إِعْطَاء الِاسْم وَالْحَد وَيُشبه أَن يكون قَول الْحمل عَلَيْهِمَا باشتراك الِاسْم أَي بالاشتراك اللَّفْظِيّ دون الْمَعْنى وَالْآخر وَهُوَ مفَاد الْهَيْئَة التركيبية الحملية حَقِيقَة اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من أنحاء لحاظ التعقل بِحَسب نَحْو آخر من أنحاء الْوُجُود اتحادا بِالذَّاتِ أَو بِالْعرضِ وَفَوق ذَلِك ذكر سيقرع سَمعك إِن شَاءَ الله تَعَالَى تَفْصِيله فِي تبصرة حمل شَيْء على شَيْء. إِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه أَخذ مَحْمُولا على أَن يتَكَرَّر إِدْرَاك شَيْء وَاحِد بِتَكَرُّر الِالْتِفَات إِلَيْهِ من دون تكَرر فِي الْمدْرك والملتفت إِلَيْهِ أصلــا وَلَو بِالِاعْتِبَارِ وَهُوَ حمل الشَّيْء على نَفسه وتأبى الضَّرُورَة الفطرية إِلَّا أَن تشهد بِبُطْلَانِهِ وَإِن وَقع بعض الأذهان فِي مَخْمَصَة تجويزه فَإِن صَحَّ فَكيف يَصح أَن تلْتَفت نفس وَاحِدَة إِلَى مَفْهُوم وَاحِد ذاتا واعتبارا فِي زمَان بِعَيْنِه مرَّتَيْنِ. وَإِمَّا أَن يَعْنِي ذَلِك لَكِن على أَن يَجْعَل تكَرر الْإِدْرَاك حيثية تقيدية يتكثر بحسبها الْمدْرك فَيحكم بِأَن الْمدْرك بِأحد الإدراكين هُوَ نفس الْمدْرك بالإدراك الآخر وَلَا يلحظ تعددا إِلَّا من تِلْكَ الْجِهَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال إِنَّه ضرب مَنْصُور من حمل الشَّيْء على نَفسه وَلكنه هدر غير مُفِيد. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه نفس الْمَوْضُوع بعد أَن يلحظ التغاير الاعتباري أَي هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَته لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَيُسمى الْحمل الأولي الذاتي لكَونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب غير معنى بِهِ إِلَّا أَن هَذَا الْمَفْهُوم هُوَ نفس ذَاته وعنوان حَقِيقَته. فَإِذا اعْتبر بَين المفهومات المتغائرة فِي جليل النّظر رُبمَا احْتِيجَ تعْيين الْإِيجَاب أَو السَّلب إِلَى تَدْقِيقه كَمَا يَقُول الْوُجُود هُوَ الْمَاهِيّة أَو لَيْسَ والوجود هُوَ الْوحدَة أَو لَيْسَ يحْتَاج فِي الأذهان إِلَى الْبُرْهَان. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمول ذاتا ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو كَون مَا هُوَ فَرد أَحدهمَا هُوَ فَرد الآخر وَيُسمى الْحمل الْعرفِيّ الْمُتَعَارف لشيوعه بِحَسب التعارف الصناعي وينقسم بِحَسب كَون الْمَحْمُول ذاتيا للموضوع أَو عرضيا لَهُ إِلَى الْحمل بِالذَّاتِ وَالْحمل بِالْعرضِ.
ثمَّ إِن فِي الْحمل الْمُتَعَارف قد يكون الْمَوْضُوع فَردا حَقِيقِيًّا للمحمول وَهُوَ مَا يكون أخص بِحَسب الصدْق كالإنسان بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَيَوَان وَقد يكون فَردا اعتباريا وَهُوَ مَا يكون أخصيته بِحَسب نَحْو الِاعْتِبَار كمفهوم الْمَوْجُود الْمُطلق بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَعْيِينه وَكَذَلِكَ الْمُمكن الْعَام وَالْمَفْهُوم والكلي وَمَا ضاهاها فتلطف فِي سرك تنتصر انْتهى. وَإِنَّمَا قَالَ وَيُشبه الخ لِأَن معنى حمل المواطأة أَعنِي الِاتِّحَاد الْمَخْصُوص لَا يصلح مقسمًا لَهُ وللحمل الاشتقاقي كَمَا لَا يخفى.
وَفِي الْأَسْفَار اعْلَم أَن حمل الشَّيْء على الشَّيْء واتحاده مَعَه يتَصَوَّر على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: الشَّائِع الصناعي الْمُسَمّى بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَهُوَ عبارَة عَن مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمل ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد مَفْهُوم الْمَحْمُول سَوَاء كَانَ الحكم على نفس مَفْهُوم الْمَوْضُوع كَمَا فِي الْقَضِيَّة الطبيعية أَو على أَفْرَاده كَمَا فِي القضايا المتعارفة من المحصورات وَغَيرهَا سَوَاء كَانَ الْمَحْكُوم بِهِ ذاتيا للمحكوم عَلَيْهِ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا لَهُ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالْعرضِ والجميع يُسمى حملا عرضيا. وَثَانِيهمَا: أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه نفس مَاهِيَّة الْمَحْمُول وَمَفْهُومه بعد أَن يلحظ نَحْو من التغاير أَي هَذَا بِعَيْنِه عنوان مَاهِيَّة ذَلِك لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الذَّات والوجود وَيُسمى حملا ذاتيا أوليا. أما ذاتيا فلكونه لَا يجْرِي وَلَا يصدق إِلَّا فِي الذاتيات. وَأما أوليا فلكونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب. فكثيرا مَا يصدق ويكذب مَحْمُول وَاحِد على مَوْضُوع وَاحِد بل مَفْهُوم وَاحِد على نَفسه بِخِلَاف اخْتِلَاف هذَيْن الحملين كالجزئي واللامفهوم واللاممكن بالإمكان الْعَام واللاموجود بالوجود الْمُطلق وَعدم الْعَدَم والحرف وَشريك الْبَارِي والنقيضين وَلذَلِك اعْتبرت فِي التَّنَاقُض وحدة أُخْرَى سوى المشروطات الثَّمَانِية الْمَشْهُورَة وَتلك هِيَ وحدة الْحمل والجزئي مثلا جزئي بِالْحملِ الذاتي لَيْسَ بجزئي بل كلي بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَمَفْهُوم الْحَرْف حرف بِالْأولِ اسْم بِالثَّانِي انْتهى. وَإِنَّمَا أطنبت الْكَلَام. فِي هَذَا الْمقَام. لِأَنَّهُ زل فِيهِ اقدام الْإِعْلَام. ونقلت أَيْضا مَا ذكره الْعلمَاء الْكِرَام. عَسى أَن يَتَّضِح بِهِ المرام. حمل النقيض على النقيض: جَائِز عِنْد الْجُمْهُور. فَإِن قلت. حق النقيض أَن يكون مُخَالفا للنقيض لَا مُوَافقا لَهُ فَكيف يحمل أَحدهمَا على الآخر. قلت: النقيض لَهُ طرفان طرف للثبوت وطرف للنَّفْي فَيحمل أَحدهمَا على الآخر لاشْتِرَاكهمَا فِي كَونهمَا طرفين فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة حمل النظير لَا حمل النقيض على النقيض وَقد نبه على هَذَا الشَّيْخ عبد القاهر قدس سره فِي النظير.
(بَاب الْحمل)
يُقالُ للمرأةِ أَوَّلُ مَا تَحْمِلُ (280) : قد نُسِئَتْ تُنْسَأُ نَسْأً، وامرأةٌ نَسِئٌ ونِسْوَةٌ نَسْئٌ ونُسُوءٌ. ثُمَّ يُقالُ لَهَا: حامِلٌ وحُبْلَى. والحَبَلُ إنَّما هُوَ الامتلاءُ. ويُقالُ: حِبِلَ الرجلُ من الشرابِ: إِذا امتلأَ مِنْهُ، ورَجُلٌ حَبْلانُ، وامرأةٌ حَبْلَى. وكأَنَّ الحُبْلَى مُشْتَقٌ من ذَلِك. ورجلٌ حَبْلانُ: إِذا امْتَلَأَ غَضَباً. ويُقال لَهَا إِذا عَظُمَ بَطْنُها: امرأةٌ مُثْقِلٌ، وَقد أَثْقَلَتْ، وَمِنْه قولُ اللهِ عزَّ وجّلَّ: (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) (281) . ويُقالُ [أَيْضا] : امرأةٌ مُجِحٌ، للحامِلِ المُقْرِبِ. وأَصْلُ ذَلِك فِيويُقالُ لبَيْضِها: المَكْنُ، والواحدةُ مَكْنَةٌ. ويُقالُ فِي (308) مِثْلِ ذلكَ مِن ذِي الجَناحِ: جَمَّعَ الطائرُ تَجْمِيعاً. وأَمْكَنَتِ الجرادةُ إِذا جَمَعَتِ البَيْضَ [فِي جوفِها] . وسَرَأَتْ: إِذا باضَتْ، وسَرْؤُها: بَيْضُها مِثالُ سَوْعِها (309) . ويُقالُ: أَرْتَجَتِ الدَّجاجةُ، إِذا امتلأَ بَطْنُها بَيْضاً وأَمْكَنَتْ فَهِيَ مَكُونٌ. ويُقالُ: أَقْطَعَتْ وأَقْفَّتْ، إِذا انقَطَعَ بَيْضُها.

مأى

م

أى1 مَأَى (like مَاءَ) It (a cat) mewed. (TA, voce مَاءَ, art. موأ.)
(مأى)
الشّجر مأيا طلع أَو أَوْرَق وَفِي الشَّيْء بَالغ وتعمق والسقاء وَسعه ومده حَتَّى يَتَّسِع وَبَين الْقَوْم أفسد ونم وَالْقَوْم تممهم بِنَفسِهِ مائَة فهم ممئيون
مأى: مائة: وتجمع على مئين (معجم مسلم).
مايه: شهر مايس (فوك، ابن جبير 21: 53)؛ وهو مايو أيضا (الجريدة الآسيوية 1845، 2: 338)؛ وفي الشعر ماية (المقري 2: 832). (انظر عباد).
ماية: (بالفارسية مايه): مقام موسيقي (سلفادور 33: 41 وهو يكتبها ماياه) (وصف مصر 15: 30)؛ رمل الماية: مقام موسيقي آخر (هويست 258 سلفادور 54).
ماية: هو الاسم الذي يطلق على وتر العود الثاني أي الذي يجاور (بم) العود (انظر الكالا في مادة: Sous Cuerda de laud) .
ميئني (الكلمة مكونة من ميئن التي هي جمع مائة) (مقدمة ابن خلدون 3: 171) واقرأ فيه أيضا الوفق الميئني العددي وهو الطلسم أو الحرز (الحجاب) ذو المائة ضعف المكون من الأرقام ذات المريع السحري (والمربع السحري هو اللوحة التي توزع فيها الأعداد بحيث تعطي المجموع نفسه في كل سطر وكل عمود وكل قطر) (انظر أيضا في مقدمة ابن خلدون 3: 135 الملاحظة التي دونت في الترجمة).
مأى: المَأَى: النَّميمةُ.. مَأَيْتُ بينهم، لا يكون إلاّ بالشّرّ، فإذا ضربت بَعْضَهم ببعض فقد مَأَيتَ بهم، قال:

ومَأى بينهم أَخُو نكراتٍ ... لم يزلْ ذا نميمةٍ مَئّاء 

وقال العجّاج: 

ويعتلون من مأى في الدَّحْسِ

وامرأة مئّاءةٌ: نمّامةٌ على وزن فعّالة ... ومستقبله: يمأى. والمِئَةُ: حُذِفَ من آخرها واو ... وقيل: حرف لين لا يُدْرَى أواوٌ هو [أم] ياء. والجميع: المئون، والمئين على تقدير المسلمون والمسلمين.. ومنهم من يجعل النّون خَلَفاً في الجماعة من الحرف المحذوف. و [يكون] الإعراب في المئين على النّون. تقول: مئينٌ كما ترى، وقبضت مئيناً. وقيل: المحذوف من المئة ياءٌ، وأصلــها: مِئْية مثل: مِعية، وهو مثل قول الشاعر:

أَدْنَى عطيّتِه إيّايَ مِئيات 

ولولا ذلك لقال: مِئوات، والدليل على أنّه ياء: أنّك تقول: مأيت القوم بنفسي، أي: أَتمَمْتهم مئة. ولو كانت واوا لقلت: مأوتهم. 
[مأى] مَأَوْتُ الجِلد مَأْوًا، ومَأَيْتُهُ مأيا، إذا مددته حتى يتسع. وتمأى الجلد يتمأى تمئيا: اتسع، وهو تفعل. وقال: دلو تمأى دبغت بالحلب * ومائة من العدد، وأصلــه مِئًى مثال مِعًى، والهاء عوض من الياء. وإذا جمعت بالواو والنون قلت مِئُونَ بكسر الميم، وبعضهم يقول مئون بالضم. قال ابن السكيت: قال الأخفش: ولو قلت مئات، مثال معات، لكان جائزا. وبعض العرب يقول مائة درهم، يشمون شيئا من الرفع في الدال ولا يبينون، وذلك الاخفاء. وقال سيبويه: يقال ثلثمائة، وكان حقه أن يقولوا ثلاث مئين أو مئات، كما تقول ثلاثة آلاف، لان ما بين الثلاثة إلى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة رجال وعشرة رجال، شبهوه بأحد عشر وثلاثة عشر. ومن قال مئين ورفع النون بالتنوين ففى تقديره قولان: أحدهما فعلين مثال غسلين، وهو قول الاخفش، وهو شاذ. والآخر فعيل بكسر الفاء لكسرة ما بعده، وأصلــه مئى ومئى، مثل عصى وعصى، فأبدل من الياء نونا. وأما قول الشاعر :

وحاتم الطائى وهاب المئى * قول مزرد: وما زودوني غير سحق عمامة * وخمس مئ منها قسى وزائف فهما عند الاخفش محذوفان مرخمان. وحكى عن يونس أنه جمع بطرح الهاء مثل تمرة وتمر. وهذا غير مستقيم، لانه لو أراد ذلك لقال مئى مثال معى، كما قالوا في جمع لثة لثى، وفى جمع ثبة ثبى. وأمْأَى القوم: صاروا مائَةً. وأَمْأَيْتُهُمْ أنا. أبو زيد: أَمْأَتْ غنمُ فلان، إذا صارت (*) مائة. وأمأيتها لك: جعلتها مائَةً. ومَأتِ السنَّور تَموءُ مُواءً، إذا صاحت، مثل أَمَتْ تَأْمو أُماءً. ويقال: مَأَى ما بينهم مَأياً، أي أفسد. قال العجاج:

ويعتلون من مأى في الدحس * وقد تَمَأَّى ما بينهم، أي فسد.
مأى
: (ي (} مَأَى فِيهِ، كسَعَى: بالَغَ وتعَمَّقَ) ، والمَصْدرُ: {مَأْيٌ كسَعْيٍ.
(و) مَأَى (الشَّجَرُ: طَلَعَ أَو أَوْرَقَ) ؛) كلُّ ذَلِك فِي المُحْكم.
(و) يقالُ: مَأَى مَا (بَيْنَهم) :) أَي (أَفْسَدَ) ، زادَ ابنُ سِيدَه: ونَمَّ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:
وَيَعْتِلُونَ مَن مأَى فِي الدَّحْسِ وَفِي التَّهْذيب:} مَأَيْت بينَ القَوْمِ إِذا دَبَبْتُ بَيْنهم بالنَّمِمية؛ قالَ:
{ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ
لم يَزَلْ ذَا نَمِيمَةٍ مأآءَ (و) مَأَى (القومَ: تَمَّمَهُم بنفسِهِ} مائَةً، فهم {مَمْئِيُّونَ) ؛) وَإِذا تمَّمَهُم بغيرِهِ فقد} أَمآهُم؛ عَن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ الأزْهرِي.
( {وَتَمأَّى السِّقاءُ) } تَمَئِّياً: (تَوَسَّعَ وَامْتَدَّ) ، وَهُوَ تَفَعّل وَقد تقدَّمَ عَن الجَوْهرِي؛ وَهُوَ مُطاوِعُ {مَأَيْته} مَأْياً، والأوَّل الَّذِي ذُكِرَ فِي الواوِ مُطاوِعُ مَأَوْته مَأْواً، فَلَيْسَ بتكْرارٍ كَمَا يظنُّه بعضٌ.
ووَقَعَ فِي نسخِ التَّهذيبِ: تَمَاءَى الجِلْدُ والسِّقاءُ على تَفاعَل وَهُوَ صَحِيحٌ أَيْضاً.
(وامْرَأَةٌ {ماءَةٌ، كمَاعَةٍ) ، أَي (نمَّامَةٌ) ، مَقْلوب، (وقِياسُه} مآةٌ كمَعاةٍ) ؛) كَذَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
وَفِي التهْذِيبِ: امرأَةٌ مآءَةٌ، كمعاعةٍ، نمَّامَةٌ.
( {والمِائَةُ) ، بالكسْر، وإنَّما أَطْلَقَه لشُهْرتِهِ، (عَدَدٌ) مَعْروفٌ؛ قالَ الزَّمَخْشرِي: واشْتِقاقُه مِن} مَأَيْت الجِلْدَ مَدَدْته لأنَّه عَدَدٌ مُمْتد، وَهُوَ (اسمٌ يُوْصَفُ بِهِ) ؛) حَكَى سِيبَوَيْهٍ: (مَرَرْتُ برَجُلٍ {مِائةٍ إِبِلُهُ) ، قالَ: (والوَجْهُ الرَّفْعُ) .
(وقالَ الجَوْهرِي: أَصْلُــه} مِئىً كمِعًى، والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ.
ونقلَ الأزْهرِي عَن اللّيْث: المِائَةُ حذفَ مِن آخرِها يَاء، وقيلَ: حَرْفٌ لَين لَا يُدْرَى أَواوٌ هُوَ أَو ياءٌ.
ونقلَ الجَوْهرِي عَن الأَخْفَش قالَ: بعضُ العَرَب يَقُولُونَ مِائَةَ دِرْهَمٍ يُشمُّون شَيْئا مِن الرَّفْعِ فِي الدالِ وَلَا يبينونَ، وذلكَ الإخْفاءُ.
ونقلَ عَن ابنِ السِّكِّيت: قالَ الأخْفَش: لَو قُلْتَ فِي (ج) جَمْع مِائَةٍ ( {مِئاتٌ) ، كمِعاتٍ، لكانَ جائِزاً؛ (و) إِذا جَمَعْت بِالْوَاو والنونِ قُلْتَ (} مِئُونَ) ، بكسْر الميمِ، وبعضُهم يَقُول: مُؤُونَ، بِضَم الميمِ، (ومِيءٌ، كمِعٍ) ، وأَنْكَرَ هَذِه سِيْبَوَيْه، لأنَّ بناتَ الحَرْفَيْن لَا يُفْعل بهَا كَذَا، يَعْني أنَّهم لَا يَجْمَعونَ عَلَيْهَا مَا قد ذَهَبَ مِنْهَا فِي الإفْرادِ ثمَّ حذفَ الْهَاء فِي الجَمْعِ لأنَّ ذلكَ إجْحافٌ فِي الاسْمِ، وإنَّما هُوَ عنْدَ أَبي عليَ! مِئَيٌ؛ وقولُ الشاعِرِ: وحاتِمُ الطائِيُّ وهَّابُ {المِئِي إِنَّما أَرادَ} المِئِيَّ فحذَفَ؛ وَفِي المُحْكم: فخفَّف؛ كَمَا قالَ:
أَلَمْ تكُنْ تَحْلِفُ باللَّهِ العَلِيّ
إنَّ مطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِيومِثْلُه قولُ مُزَرّد:
وَمَا زَوّدُوني غيرِ سَحْقِ عَمامَةٍ
{وخَمْسِمِىءٍ مِنْهَا قَسِيٌّ وزائفُ أَرادَ:} مُئِيٌّ فُعُول كحِلْيةٍ وحُلِيَ.
(و) قَالُوا: ( {ثَلَثُمِائَةٍ أَضافُوا أَدْنَى العَدَدِ إِلَى الواحِدِ لدَلالتِهِ على الجَمْعِ) كقولِهِ:
فِي حَلْقِكُم عَظْمٌ وَقد شَجِينا وَهُوَ (شاذٌ. و) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يقالُ ثَلَثُمائةٍ، وكانَ حَقّه أَن (يقالَ: ثلاثٌ مِئاتٍ و) ثلاثُ (} مِئِينَ) كَمَا تَقول ثلاثَةُ آلافُ، لأنَّ مَا بينَ الثلاثَةِ إِلَى العَشرةِ يكون جماعَةً نَحْو ثَلاثَة رجالٍ وعَشرة رِجال ولكنَّهم شبَّهوه بأَحَد عَشَرَ وثَلاثَة عَشَر، كَمَا نقلَهُ الجَوْهرِي.
قالَ ابنُ سِيدَه: (والأَوَّلُ أَكْثَرُ) على شُذوذِهِ.
قالَ الجَوْهرِي: ومَنْ قَالَ مِئِينٌ ورَفَع النونَ بالتَّنْوينِ فَفِي تَقْديرِهِ قَوْلان: أَحَدُهما: فِعْلِينٌ مِثال غِسْلينٍ، وَهُوَ قولُ الأخْفَش وَهُوَ شاذٌّ؛ والآخَرُ: فِعِيل، كسرَ الفَاء لكَسْرةِ مَا بَعْده، وأَصْلُــه: مِئِيٌّ! ومُئِيٌّ مِثالُ عِصِيَ وعُصِيَ، فأَبْدلَ من الياءِ نوناً. وأَمَّا قولُ الشاعِرَيْن: وهَّابُ المِئِي، وخَمْسِمِىءٍ، فهما عنْد الأخْفَش مَحْذُوفانِ مُرَخَّمان.
وحُكِيَ عَن يُونُس: أَنه جمعٌ بطَرْحِ الهاءِ مِثْل تَمْرةٍ وتَمْرٍ، وَهَذَا غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ لأنَّه لَو أَرادَ ذلكَ لقالَ مِأًى مِثالُ مِعًى، كَمَا قَالُوا فِي جَمْع لِثةٍ لِثًى، وَفِي جَمْع ثُبةٍ ثُبًى، اه.
(والنِّسْبَةُ) إِلَى {المِائَةِ فِي قولِ سِيْبَوَيْه وَيُونُس جمِيعاً فيمَنْ رَدَّ اللامَ (} مِئَوِيٌّ) ، كمِعَوِيَ؛ ووَجْهُ أنَّ مِائَةٌ أَصْلُــها، عنْدَ الجماعَةِ، {مِئْيَة ساكِنَة العَيْن، فلمَّا حُذِفَتِ اللامُ تَخْفِيفاً جاوَرَتِ العَيْنُ تاءَ التَّأَنِيثِ فانْفَتَحَتْ على العادَةِ والعُرْفِ فقيلَ مائَة، فَإِذا رَدَدْت اللامَ فمذْهَب سِيبَوَيْهٍ أَنْ تقرَّ العَيْنِ بحالِها متحرِّكةً، وَقد كانتْ قَبْلَ الرَّدّ مَفْتوحةً فتَنْقَلِب لَهَا اللَّام أَلِفاً فيَصِيرُ تَقْديرُها} مِئاً كثِناً، فَإِذا أَضْفَت إِلَيْهَا أَبْدَلْت الألفَ واواً فقُلْت: مِئَويٌّ كثِنَويَ.
وأمَّا مَذْهب يُونُس فإنَّه كانَ إِذا نَسَبَ فَعْلة أَو فِعْلة ممَّا لامَه يَاء أَجْراهُ مُجْرى مَا أَصْلَــه فَعِلة أَو فِعِلة، فَيَقُول فِي الإضافَةِ إِلَى ظَبْيَة ظَبَوِيٌّ، ويحتجُّ بقولِ العربِ فِي النّسَبِ إِلَى بطْيَة بِطَويّ وَإِلَى زِنْيَة زِنَوِيّ، فقِياسُ هَذَا أنْ يجْرِي فِئَة وَإِن كانتْ فِعْلة مَجْرى فِعَلة فَيَقُول مِنْهَا مِئَوِيٌّ فيَتَّفِقُ اللَّفْظان من أَصْلَــيْن مُخْتَلِفَيْن.
( {وأَمْأَى القومُ: صارُوا مِائَةٌ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ (فَهُم} مُمْؤُونَ) ، كمُعْطُون، أَصْلُــه ممأوون؛ ( {وأَمْأَيْتُهم أَنا) :) تَمَّمْتهم مِائَةً، وتقدَّمَ عَن ابنِ الأَعْرابي الفَرْقَ بينَ مَأَى القَوْم وأَمْأَى.
وقالَ الكِسائي: كانَ القومُ تِسْعَة وتِسْعِين} فَامْأَيْتُهم، بأَلِفٍ مِثْل أَفْعَلْتُهم، وَكَذَا فِي الألْف آلَفْتُهم، وَكَذَا إِذا صارُوا هم كَذلكَ قُلْت: {أَمْأَوْا وآلَفُوا إِذا صارُوا مِائَةً وأَلْفاً؛ نقلَهُ الأزْهري.
وَفِي المُحْكم:} أَمْأَتِ الدَّراهِمُ والإِبِلُ وسائِرُ الأنْواعِ: صارَتْ مِائَةً؛ {وأَمْأَيْتُها: جَعَلْتُها مِائَةً.
(وشارَطْتُه} مُماءآةً: أَي على مِائةٍ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي؛ (كمُؤَالَفَةً على أُلْفٍ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
( {مَأَيْتُ الجِلْدَ} مَأْياً: مَدَدْته؛ {وتَمَاءَى الجِلْدُ على تَفَاعَل.
(ورجُلٌ} مآءٌ، كشدَّاد: نمَّامٌ؛ وأَنْشَدَ اللَّيْث:
( {ومَأَى بَيْنَهُم أَخُو نُكُراتٍ لم يُزَلْ ذَا نَمِيمةٍ مآء

كلا

كلا
كَلَّا: ردع وزجر وإبطال لقول القائل، وذلك نقيض «إي» في الإثبات. قال تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ إلى قوله كَلَّا
[مريم/ 77- 79] ، وقال تعالى: لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا [المؤمنون/ 100] إلى غير ذلك من الآيات، وقال: كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ [عبس/ 23] .
كلا
كِلَا في التّثنية ك «كلّ» في الجمع، وهو مفرد اللفظ مثنّى المعنى. عبّر عنه بلفظ الواحد مرّة اعتبارا بلفظه، وبلفظ الاثنين مرّة اعتبارا بمعناه. قال: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما
[الإسراء/ 23] ويقال في المؤنّث: كِلْتَا. ومتى أضيف إلى اسم ظاهر بقي ألفه على حالته في النّصب والجرّ والرّفع، وإذا أضيف إلى مضمر قلبت في النّصب والجرّياء، فيقال: رأيت كِلَيْهِمَا، ومررت بكليهما، قال: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها
[الكهف/ 33] . وتقول في الرفع:
جاءني كِلَاهُمَا.
كلا
عن السلافية بمعنى زهرة التيوليب. يستخدم للإناث.
[كلا] كَلاَّ: كلمة زجْرٍ وردعٍ، ومعناها انْتَهِ لا تفعلْ، كقوله تعالى: (أَيَطْمَعُ كلُّ امرئٍ أن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعيمٍ. كَلاَّ) أي لا يطمع في ذلك. وقد تكون بمعنى حقًّا، كقوله تعالى: (كَلاَّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعا بالناصية) .
[كلا] نه: فيه: تقع فتن كأنها الظلل، فقال أعرابي: "كلا" يا رسول الله، هو ردع في الكلام وتنبيه وزجر بمعنى انته، وقد ترد بمعنى حقًا نحو ""كلا" لئن لم ينته"، والظلل: السحاب. ن: وفي ح خديجة: "كلا"، أي لا يصيبك مكروه لما فيك من مكارم أخلاق تقي مصارع السوء، وفيه جزالة رأى خديجة.
باب كم
ك ل ا: (كَلَّا) كَلِمَةُ زَجْرٍ وَرَدْعٍ مَعْنَاهُ انْتَهِ لَا تَفْعَلْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا} [المعارج: 38] أَيْ لَا يَطْمَعُ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى حَقًّا كَقَوْلِهِ: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15] . 

كلا: الجوهري: كلاَّ كلمة زَجْر ورَدْع، ومعناها انْتَهِ لا تفعل كقوله

عز وجل: أَيَطْمَعُ كلُّ امْرئٍ منهم أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعيم

كلاَّ؛ أَي لا يَطمَع في ذلك، وقد يكون بمعنى حقّاً كقوله تعالى: كلاَّ لَئِن

لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بالناصيةِ؛ قال ابن بري: وقد تأْتي كلا بمعنى لا

كقول الجعدي:

فَقُلْنا لَهُمْ: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها،

فقالوا لنا: كَلاَّ فقلنا لهم: بَلَى

وقد تقدَّم أَكثر ذلك في المعتل.

(ك ل ا) : (كِلَا) اسْمٌ مُفْرَدُ اللَّفْظِ مُثَنَّى الْمَعْنَى وَهُوَ مِنْ الْأَسْمَاءِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ وَلَا يُضَافُ إلَّا إلَى مُثَنًّى مُظْهَرٍ أَوْ مُضْمَرٍ (وَتَأْنِيثُهُ كِلْتَا) وَالْحَمْلُ عَلَى اللَّفْظِ هُوَ الشَّائِعُ الْكَثِيرُ قَالَ كِلَا الرَّجُلَيْنِ أَفَّاكٌ أَثِيمٌ وَفِي التَّنْزِيلِ {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف: 33] وَقَدْ جَاءَ الْحَمْلُ عَلَى الْمَعْنَى مِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ
جَدَّ الْحَرْبُ بَيْنَهُمَا ... قَدْ أَقْلَعَا وَكِلَا أَنْفَيْهِمَا رَابِي
وَعَلَى ذَا قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - كِلَاهُمَا نَجِسَانِ وَإِنْ كَانَ الْفَصِيحُ الْإِفْرَادَ وَكِلَاهُ فِي (ع ب) .
(كلا) اسْم مَقْصُور لَفظه مُفْرد وَمَعْنَاهُ مثنى وَهُوَ يلْزم الْإِضَافَة إِلَى معرفَة وَله استعمالان
الأول أَن يُضَاف إِلَى ضمير نَحْو جَاءَ الرّجلَانِ كِلَاهُمَا وَرَأَيْت الفتيين كليهمَا فيعرب إِعْرَاب الْمثنى الْمَقْصُور
وَالثَّانِي أَن يُضَاف إِلَى ظَاهر مثل جَاءَ كلا الرجلَيْن وقرأت كلا الْكِتَابَيْنِ فَيلْزم الْألف فِي آخِره فِي جَمِيع الْحَالَات وَيعود الضَّمِير إِلَيْهِ على لَفظه نَحْو كلا الصديقين أحسن الْمَوَدَّة ويقل عود الضَّمِير إِلَيْهِ على مَعْنَاهُ نَحْو كلا الصديقين أحسنا الْمَوَدَّة قَالَ الفرزدق
(كِلَاهُمَا حِين جد الجري بَينهمَا ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي)
فأرجع الضَّمِير إِلَى كِلَاهُمَا مرّة مثنى وَمرَّة مُفردا
كلاّ
: ( {كَلاَّ: تكونُ صِلَةً لمِا بعدَها؛ و) تكونُ (رَدْعاً وزَجْراً) ، مَعْناها انْتَهِ لَا تَفْعَلْ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يَطْمَعُ كلُّ امْرىءٍ مِنْهُم أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيم كَلاَّ} ، أَي لَا يَطْمَعُ فِي ذلكَ.
(و) قد تكونُ (تَحْقِيقاً) كَقَوْلِه تَعَالَى: {كَلاّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً} ، أَي حَقّاً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) يقالُ: (} كَلاَّكَ واللهاِ، وبَلاَّكَ واللهاِ، أَي كَلاَّ واللهاِ، وبَلَى واللهاِ) .
قَالَ أبَو زيْدٍ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ ذلكَ.
قَالَ الأزْهري: والكافُ لَا مَوْضِعَ لَهَا مِن الإعْرابِ.
(ولابنِ فارِسٍ) أَحْمد بن الحُسَيْنِ بنِ زَكَرِيّا صاحِب المُجْمل وغيرِه (فِي أَحْكامِ كَلاَّ مُصَنَّفٌ مُسْتَقِلٌّ) .
وحاصِلُ مَا فِيهِ وغَيْرِه مِن الكُتُبِ مَا أَوْرَدَه المصنِّفُ فِي البَصائِرِ قالَ: هِيَ عنْدَ سِيبَوَيْه والخليلِ والمبرِّد والَّزجَّاج وأَكْثَر نُحَّاةِ البَصْرةِ حَرْفٌ مَعْناهُ الرَّدْعُ والزَّجْر لَا مَعْنى لَهُ سِواهُ، حَتَّى إنَّهم يُجِيزُونَ الوَقْفَ عَلَيْهَا أَبَداً والابْتِداء بِمَا بعْدَها، حَتَّى قالَ بعضُهم: إِذا سَمِعْت! كَلاَّ فِي سُورَةٍ فاحْكُم بأنَّها مَكِّيَّة لأنَّ فِيهَا مَعْنى التَّهْديدِ والوَعِيدِ، وأَكْثَرَ مَا نَزَلَ ذلكَ بمكَّةَ، لأنَّ أَكْثَر العُتُوِّ كانَ بهَا، وَفِيه نَظَرٌ، لأنَّ لزومَ المكِّيَّة إنَّما يكونُ عَن اخْتِصاصِ العُتُوِّ بهَا لَا عَن غَلَبةٍ ثمَّ إنَّه لَا يَظْهَر مَعْنى الزَّجْر فِي كَلاَّ المَسْبُوقَة بنَحْو {فِي أَي صُورَةٍ مَا شَاءَ ركبك} {يقومُ الناسُ لرَبِّ العالَمِين} {ثمَّ إنَّ عَلَيْنا بَيانَه} ، وقولُ مَنْ قالَ: فِيهِ رَدْعٌ عَن تَرْكِ الإيمانِ بالتَّصْويرِ فِي أَيِّ صُورَةٍ شاءَ اللهاُ، وبالبَعْث، وَعَن العَجَلةِ بالقُرْآنِ فِيهِ تَعَسُّفٌ ظاهِرٌ، والوَارِدُ مِنْهَا فِي التَّنْزيلِ ثلاثَةٌ وثَلاثَونَ مَوْضِعاً كُلُّها فِي النِّصْف الأخيرِ.
ورَوَى الكِسائي وجماعَةٌ: أَنَّ مَعْنى الرَّدْعِ ليسَ مُسْتمرًّا فِيهَا، فَزَادوا ومَعْنًى ثانِياً يصحُّ عَلَيْهِ أَنْ
وَقَالَ ثَعْلَب: كَلاَّ مُرَكَّبَةٌ مِن كافِ التّشْبيِه وَلَا النَّافيةِ، وإنَّما شُدِّدَتْ لامُها لتَقْوِيَةِ المَعْنى ولدَفْع تَوَهّم بَقَاء مَعْنى الكَلِمَتَيْن؛ وعنْدَ غَيْرِهِ بَسِيطة كَمَا ذَكَرْنا. هَذَا آخِرُ مَا أَوْرَدَه المصنِّفُ فِي البَصائِرِ.
وقالَ ابنُ برِّي: قد تَأْتي كَلاّ بمعْنَى لَا، كقولِ الجَعْدي:
فقُلْت لَهُم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها،
فَقَالُوا لنا: كَلاَّ، فقُلْنا لهُم: بَلَى (

كلا: ابن سيده: كِلا كلمة مَصُوغة للدلالة على اثنين، كما أَنَّ كُلاًّ

مصوغة للدلالة على الجمع؛ قال سيبويه: وليست كِلا من لفظ كلٍّ، كلٌّ

صحيحة وكِلا معتلة. ويقال للأُنثيين كِلْتا، وبهذه التاء حُكم على أَن أَلف

كِلا منقلبة عن واو، لأَن بدل التاء من الواو أَكثر من بدلها من الياء،

قال: وأَما قول سيبويه جعلوا كِلا كَمِعًى، فإِنه لم يرد أَن أَلف كِا

منقلبة عن ياء كما أَنَّ أَلف مِعًى منقلبة عن ياء، بدليل قولهم معيان،

وإِنما أَراد سيبويه أَن أَلف كلا كأَلف معى في اللفظ، لا أَن الذي انقلبت

عليه أَلفاهما واحد، فافهم، وما توفيقنا إِلا بالله، وليس لك في إِمالتها

دليل على أَنها من الياء، لأَنهم قد يُمِيلون بنات الواو أَيضاً، وإِن كان

أَوَّله مفتوحاً كالمَكا والعَشا، فإِذا كان ذلك مع الفتحة كما ترى

فإِمالَتُها مع الكسرة في كِلا أَولى، قال: وأَما تمثيل صاحب الكتاب لها

بَشَرْوَى، وهي من شريت، فلا يدل على أَنها عنده من الياء دون الواو، ولا من

الواو دون الياء، لأَنه إِنما أَراد البدل حَسْبُ فمثل بما لامه من

الأَسماء من ذوات الياء ،مبدلة أَبداً نحو الشَّرْوَى والفَتْوَى. قال ابن جني:

أَما كلتا فذهب سيبويه إِلى أَنها فِعْلَى بمنزلة الذِّكْرَى

والحِفْرَى، قال: وأَصلــها كِلْوا، فأُبدلت الواو تاء كما أُبدلت في أُخت وبنت،

والذي يدل على أَنَّ لام كلتا معتلة قولهم في مذكرها كِلا، وكِلا فِعْلٌ

ولامه معتلة بمنزلة لام حِجاً ورِضاً، وهما من الواو لقولهم حَجا يَحْجُو

والرِّضْوان، ولذلك مثلها سيبويه بما اعتلَّت لامه فقال هي بمنزلة شَرْوَى،

وأَما أَبو عُمر الجَرْمِي فذهب إِلى أَنها فِعْتَلٌ، وأَن التاء فيها

علم تأْنِيثها وخالف سيبويه، ويشهد بفساد هذا القول أَن التاء لا تكون

علامة تأْنيث الواحد إِلا وقبلها فتحة نحو طَلحة وحَمْزَة وقائمة وقاعِدة،

أَو أَن يكون قبلها أَلف نحو سِعْلاة وعِزْهاة، واللام في كِلتا ساكنة كما

ترى، فهذا وجه، ووجه آخر أَن علامة التأْنيث لا تكون أَبداً وسطاً، إِنما

تكون آخراً لا محالة، قال: وكلتا اسم مفرد يفيد معنى التثنية بإِجماع من

البصريين، فلا يجوز أَن يكون علامة تأْنيثه التاء وما قبلها ساكن،

وأَيضاً فإِن فِعتَلاً مثال لا يوجد في الكلام أَصلــاً فيُحْمَل هذا عليه، قال:

وإِن سميت بكِلْتا رجلاً لم تصرفه في قول سيبويه معرفة ولا نكرة، لأَن

أَلفها للتأْنيث بمنزلتها في ذكْرى، وتصرفه نكرة في قول أَبي عمر لأَن

أَقصى أَحواله عنده أَن يكون كقائمة وقاعدة وعَزَّة وحمزة، ولا تنفصل كِلا

ولا كِلتا من الإِضافة. وقال ابن الأَنباري: من العرب من يميل أَلف كلتا

ومنهم من لا يميلها، فمن أَبطل إمالتها قال أَلفها أَلف تثنية كأَلف غلاما

وذوا، وواحد كلتا كِلت، وأَلف التثنية لاتمال، ومن وقف على كلتا

بالإِمالة فقال كلتا اسم واحد عبر عن التثنية، وهو بمنزلة شِعْرَى وذِكْرَى.

وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال: العرب إِذا أَضافت

كُلاًّ إِلى اثنين لينت لامها وجعلت معها أَلف التثنية، ثم سوّت بينهما في

الرفع والنصب والخفض فجعلت إِعرابها بالأَلف وأَضافتها إِلى اثنين وأَخبرت

عن واحد، فقالت: كِلا أَخَوَيْك كان قائماً ولم يقولوا كانا قائمين، وكِلا

عَمَّيْك كان فقيهاً، وكلتا المرأَتين كانت جميلة، ولا يقولون كانتا

جميلتين،. قال الله عز وجل: كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَت أُكُّلَها، ولم يقل

آتَتا. ويقال: مررت بكِلا الرجلين، وجاءني كلا الرجلين، فاستوى في كلا

إِذا أَضفتها إِلى ظاهرين الرفع والنصب والخفض، فإِذا كنوا عن مخفوضها

أَجروها بما يصيبها من الإِعراب فقالوا أَخواك مررت بكليهما، فجعلوا نصبها

وخفضها بالياء، وقالوا أَخواي جاءاني كلاهما فجعلوا رفع الاثنين بالأَلف،

وقال الأَعش في موضع الرفع:

كِلا أَبَوَيْكُمْ كانَ فَرْعاً دِعامةً

يريد كلّ واحد منهما كان فرعاً؛ وكذلك قال لبيد:

فَغَدَتْ، كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّه

مَوْلى المَخافةِ: خَلْفَها وأَمامها

غَدَتْ: يعني بقرة وحشية، كلا الفرجين: أَراد كلا فرجيها، فأَقام الأَلف

واللام مُقام الكِناية، ثم قال تحسب، يعني البقرة، أَنه ولم يقل أَنهما

مولى المخافة أَي وليُّ مَخافتها، ثم تَرْجَم عن كِلا الفَرْجين فقال

خلفها وأَمامها، وكذلك تقول: كِلا الرجلين قائمٌ وكِلْتا المرأَتين قائمة؛

وأَنشد:

كِلا الرَّجُلَيْن أَفَّاكٌ أَثِيم

وقد ذكرنا تفسير كلٍّ في موضعه. الجوهري: كِلا في تأْكيد الاثنين نظير

كلٍّ في المجموع، وهو اسم مفرد غير مُثَنّى، فإِذا ولي اسماً ظاهراً كان

في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالأَلف، تقول: رأَيت كِلا

الرجلين، وجاءني كِلا الرجلين، ومررت بكلا الرجلين، فإِذا اتصل بمضمر قلَبْت

الأَلف ياء في موضع الجر والنصب، فقلت: رأَيت كليهما ومررت بكليهما، كما

تقول عليهما، وتبقى في الرفع على حالها؛ وقال الفراء: هو مثنى مأْخوذ من كل

فخففت اللام وزيدت الأَلف للتثنية، وكذلك كلتا للمؤنث، ولا يكونان إِلا

مضافين ولا يتكلم منهما بواحد، ولو تكلم به لقيل كِلٌ وكِلْتٌ وكِلانِ

وكِلْتانِ؛ واحتج بقول الشاعر:

في كِلْتِ رِجْلَيْها سُلامى واحدهْ،

كِلتاهما مقْرُونةٌ بزائدهْ

أَراد: في إِحدى رجليها، فأَفْرد، قال: وهذا القول ضعيف عند أَهل

البصرة، لأَنه لو كان مثنى لوجب أَن تنقلب أَلفه في النصب والجر ياء مع الاسم

الظاهر، ولأَن معنى كِلا مخالف لمعنى كلّ، لأَن كُلاًّ للإِحاطة وكِلا يدل

على شيءٍ مخصوص، وأَما هذا الشاعر فإِنما حذف الأَلف للضرورة وقدّر

أَنها زائدة، وما يكون ضرورة لا يجوز أَن يجعل حجة، فثبت أَنه اسم مفرد

كَمِعى إِلا أَنه وضع ليدل على التثنية، كما أَن قولهم نحن اسم مفرد يدل على

الاثنين فما فوقهما؛ يدل على ذلك قول جرير:

كِلا يَومَيْ أُمامةَ يوْمُ صَدٍّ،

وإِنْ لم نَأْتِها أِلاَّ لِماما

قال: أَنشدنيه أَبو علي، قال: فإِن قال قائل فلم صار كِلا بالياء في

النصب والجرّ مع المضمر ولزمت الأَلف مع المظهر كما لزمت في الرفع مع

المضمر؟ قيل له: من حقها أَن تكون بالأَلف على كل حال مثل عصا ومعى، إِلا أَنها

لما كانت لا تنفك من الإِضافة شبهت بعلى ولدي، فجعلت بالياء مع المضمر

في النصب والجر، لأَن على لا تقع إِلا منصوبة أَو مجرورة ولا تستعمل

مرفوعة، فبقيت كِلا في الرفع على أَصلــها مع المضمر، لأَنها لم تُشَبَّه بعلى

في هذه الحال، قال: وأَما كلتا التي للتأْنيث فإِن سيبويه يقول أَلفها

للتأْنيث والتاء بدل من لام الفعل، وهي واو والــأَصل كِلْوا، وإِنما أُبدلت

تاء لأَن في التاء علم التأْنيث، والأَلف في كلتا قد تصير ياء مع المضمر

فتخرج عن علم التأْنيث، فصار في إِبدال الواو تاء تأْكيد للتأْنيث. قال:

وقال أَبو عُمر الجَرْمي التاء ملحقة والأَلف لام الفعل، وتقديرها عنده

فِعْتَلٌ، ولو كان الأَمر كما زعم لقالوا في النسبة إِليها كِلْتَويٌّ،

فلما قالوا كِلَويٌّ وأَسقطوا التاء دلّ أَنهم أَجْروها مُجْرى التاء التي

في أُخت التي إِذا نَسَبت إِليها قلت أَخَوِيٌّ؛ قال ابن بري في هذا

الموضع: كِلَويٌّ قياس من النحويين إِذا سميت بها رجلاً، وليس ذلك مسموعاً

فيحتج به على الجرمي.

الأَزهري في ترجمة كلأَ عند قوله تعالى: قل مَن يَكْلَؤُكُم بالليل

والنهار؛ قال الفراء: هي مهموزة ولو تَركتَ همزة مثله في غير القرآن قلت

يَكْلَوْكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل يخشاكم، ومن جعلها

واواً ساكنة قال كَلات، بأَلف،يترك النَّبْرة منها، ومن قال يَكلاكم قال

كَلَيْتُ مثل قَضَيْت، وهي من لغة قريش، وكلٌّ حسن، إِلا أَنهم يقولون في

الوجهين مَكْلُوَّة ومَكْلُوّ أَكثر مما يقولون مَكْلِيٌّ، قال: ولو قيل

مَكليّ في الذين يقولون كلَيْتُ كان صواباً؛ قال: وسمعت بعض العرب ينشد:

ما خاصَمَ الأَقوامَ من ذي خُصُومةٍ

كَوَرْهاء مَشْنِيٍّ، إِليها، حَلِيلُها

فبنى على شَنَيْتُ بترك النبرة.

أَبو نصر: كَلَّى فلانٌ يُكَلِّي تَكْلِية، وهو أَن يأْتي مكاناً فيه

مُسْتَتَر، جاء به غير مهموز.

والكُلْوةُ: لغة في الكُلْية لأَهل اليمن؛ قال ابن السكيت: ولا تقل

كِلوة، بكسر الكاف.

الكُلْيَتان من الإِنسان وغيره من الحيوان: لحمَتان مُنْتَبِرَتان

حَمْراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كُظْرَين من الشحم، وهما

مَنْبِتُ بيت الزرع، هكذا يسميان في الطب، يراد به زرع الولد. سيبويه: كُلْيةٌ

وكُلًى، كرهوا أَن يجمعوا بالتاء فيحركوا العين بالضمة فتجيء هذه الياء

بعد ضمة، فلما ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزؤوا ببناء الأَكثر، ومن خفف قال

كُلْيات.

وكَلاه كَلْياً: أَصاب كُلْيته. ابن السكيت: كَلَيْتُ فلاناً فاكْتَلى،

وهو مَكْلِيٌّ، أَصبت كُلْيَته؛ قال حميد الأَرقط:

من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ

وإِذا أَصبت كَبِدَه فهو مَكْبُود. وكَلا الرجلُ واكْتَلى: تأَلَّمَ

لذلك؛ قال العجاج:

لَهُنَّ في شَباتِه صَئِيُّ،

إِذا اكْتَلَى واقْتَحَمَ المَكْلِيُّ

ويروى: كَلا؛ يقول: إِذا طَعن الثورُ الكلبَ في كُلْيَته وسقط الكلبُ

المَكْلِيُّ الذي أُصيبت كُلْيَتُه. وجاء فلان بغنمه حُمْرَ الكُلَى أَي

مهازيل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا الشَّوِيُّ كَثُرتْ ثَوائِجُهْ،

وكانَ مِن عندِ الكُلَى مَناتِجُهْ

كثرت ثَوائجُه من الجَدْب لا تجد شيئاً ترعاه. وقوله: مِن عند الكلى

مَناتِجُه، يعني سقطت من الهُزال فَصاحِبها يَبْقُر بطونها من خَواصِرها في

موضع كُلاها فيَستخرج أَولادها منها. وكُلْيَةُ المَزادة والرّاوية:

جُلَيْدة مستديرة مشدودة العُروة قد خُرِزَتْ مع الأَديم تحت عُروة المَزادة.

وكُلْية الإِداوَةِ: الرُّقعة التي تحت عُرْوَتها، وجمعها الكُلَى؛

وأَنشد:

كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَب

الجوهري: والجمع كُلْياتٌ وكُلًى، قال: وبنات الياء إِذا جمعت بالتاء لم

يحرّك موضع العين منها بالضم. وكُلْيَةُ السحابة: أَسفلُها، والجمع

كُلًى. يقال: انْبَعَجَت كُلاه؛ قال:

يُسِيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عارِضُ الذُّرى،

أَهِلَّة نَضَّاخِ النَّدى سابِغُ القَطْرِ

(* قوله« عارض» كذا في الــأصل والمحكم هنا، وسبق الاستشهاد بالبيت في عرس

بمهملات.)

وقيل: إِنما سميت بكُلْية الإِداوة؛ وقول أَبي حية:

حتى إِذا سَرِبَت عَلَيْهِ، وبَعَّجَتْ

وَطْفاء سارِبةٌ كُلِيّ مَزادِ

(* قوله « سربت إلخ» كذا في الــأصل بالسين المهملة، والذي في المحكم وشرح

القاموس: شربت، بالمعجمة.)

يحتمل أَن يكون جَمَع كُلْية على كُلِيّ، كما جاء حِلْيَة وحُلِيّ في

قول بعضهم لتقارب البناءِين، ويحتمل أَن يكون جمعه على اعتقاد حذف الهاء

كبُرْد وبُرُود. والكُلْيَةُ من القَوس: أَسفل من الكَبِد، وقيل: هي

كَبِدُها، وقيل: مَعْقِد حَمالتها، وهما كُلْيَتان، وقيل: كُلْيَتها مِقدار

ثلاثة أَشبار من مَقْبِضها. والكُلْية من القوس: ما بين الأَبهر والكبد،

وهما كُلْيَتان. وقال أَبو حنيفة: كُليتا القوس مَثْبَت مُعَلَّق حَمالتها.

والكليتان: ما عن يمين النَّصل وشِماله. والكُلَى: الرّيشات الأَربع التي

في آخر الجَناح يَلِينَ جَنْبه.

والكُلَيَّةُ: اسم موضع؛ قال الفرزدق:

هل تَعْلَمونَ غَداةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ،

بالسَّفْح بينَ كُلَيَّةٍ وطِحال؟

والكُلَيَّان: اسم موضع؛ قال القتال الكلابي:

لِظَبْيَةَ رَبْعٌ بالكُلَيَّيْنِ دارِسُ،

فَبَرْق نِعاجٍ، غَيَّرَتْه الرَّوامِسُ

(* قوله« فبرق نعاج» كذا في الــأصل والمحكم، والذي في معجم ياقوت: فبرق

فعاج، بفاء العطف.)

قال الأَزهري في المعتل ما صورته: تفسير كَلاَّ الفراء قال: قال الكسائي

لا تَنْفِي حَسْبُ وكلاَّ تنفي شيئاً وتوجب شيئاً غيره، من ذلك قولك

للرجل قال لك أَكلت شيئاً فقلت لا، ويقول الآخر أَكلت تمراً فتقول أَنت

كَلاَّ، أَردت أَي أَكلت عسلاً لا تمراً، قال: وتأْتي كلاًّ بمعنى قولهم

حَقّاً، قال: رَوى ذلك أَبو العباس أَحمد بن يحيى. وقال ابن الأَنباري في

تفسير كلاًّ: هي عند الفراء تكون صلة لا يوقف عليها، وتكون حرف ردّ بمنزلة

نعم ولا في الاكْتفاء، فإِذا جعلتها صلة لما بعدها لم تَقِف عليها كقولك

كَلاً ورَبّ الكعبة، لا تَقِف على كَلاً لأَنها بمنزلة إِي واللهِ، قال

اللهُ سُبحانه وتعالى: كلاً والقَمَرِ؛ الوقف على كَلاًّ قبيح لأَنها صلة

لليمين. قال: وقال الأَخفش معنى كَلاًّ الرَّدْع والزَّجر؛ قال الأَزهري:

وهذا مذهب سيبويه

(*قوله «مذهب سيبويه» كذا في الــأصل، والذي في تهذيب الازهري: مذهب

الخليل.*

وإِليه ذهب الزجاج في جميع القرآن. وقال أَبو بكر بن الأَنباري: قال

المفسرون معنى كَلاًّ حَقّاً، قال: وقال أَبو حاتم السجستاني جاءت كلاًّ في

القرآن على وجهين: فهي في موضع بمعنى لا، وهو ردّ للأَوَّل كما قال

العجاج:

قد طَلَبَتْ شَيْبانُ أَن تُصاكِمُوا

كَلاَّ، ولَمَّا تَصْطَفِقْ مآتِمُ

قال: وتجيء كَلاًّ بمعنى أَلا التي للتنبيه كقوله تعالى: أَلا إِنهم

يَثْنُون صُدورهم ليستخفوا منه؛ وهي زائدة لو لم تأْتِ كان الكلام تامّاً

مفهوماً، قال: ومنه المثل كلاًّ زَعَمْتَ العِيرُ لا تُقاتلُ؛ وقال

الأَعشى:

كَلاَّ زَعَمْتُمْ بأَنَّا لا نُقاتِلُكُمْ،

إِنَّا لأَمْثالِكُمْ، يا قَوْمَنا، قُتُلُ

قال أَبو بكر: وهذا غلط معنى كَلاَّ في البيت. وفي المثل: لا، ليس

الأَمر على ما تقولون. قال: وسمعت أَبا العباس يقول لا يوقف على كلاَّ في جميع

القرآن لأَنها جواب، والفائدةُ تقع فيما بعدها، قال: واحتج السبجستاني

في أَنَّ كَلاَّ بمعنى أَلا بقوله جل وعز: كلا إِنَّ الإِنسان ليَطْغَى،

فَمعْناه أَلا؛ قال أَبو بكر: ويجوز أَن يكون بمعنى حقاً إِن الإِنسان

ليطغى، ويجوز أَن يكون ردًّا كأَنه قال: لا، ليس الأَمر كما تظنون. أَبو

داود عن النضر: قال الخليل قال مقاتل بن سليمان ما كان في القرآن كلاَّ فهو

ردّ إِلا موضعين، فقال الخليل: أَنا أَقول كله ردّ. وروى ابن شميل عن

الخليل أَنه قال: كلُّ شيء في القرآن كلاَّ ردّ يردّ شيئاً ويثبت آخر. وقال

أَبو زيد: سمعت العرب تقول كلاَّكَ واللهِ وبَلاكَ واللهِ، في معنى

كَلاَّ واللهِ، وبَلَى واللهِ. وفي الحديث: تَقع فِتَنٌ كأَنَّها الظُّلَلُ،

فقال أَعرابي: كَلاَّ يا رسولَ اللهِ؛ قال: كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه

وزَجْر، ومعناها انْتهِ لا تَفْعَل، إِلا أَنها آكَدُ في النفي

والرَّدْع من لا لزيادة الكاف، وقد ترِد بمعنى حقّاً كقوله تعالى: كَلاَّ لئن لم

يَنْتَهِ لنَسْفَعنْ بالناصِيةِ. والظُّلَلُ: السحاب، وقد تكرر في

الحديث.

(كلا) كلمة تَجِيء لمعان أَرْبَعَة

قَفَعَ 

(قَفَعَ) الْقَافُ وَالْفَاءُ وَالْعَيْنُ كَلِمَاتٌ تَدُلُّ عَلَى تَجَمُّعٍ فِي شَيْءٍ. يُقَالُ: أُذُنٌ قَفْعَاءُ، كَأَنَّهَا أَصَابَتْهَا نَارٌ فَانْزَوَتْ. وَالرِّجْلُ الْقَفْعَاءُ: الَّتِي ارْتَدَّتْ أَصَابِعُهَا إِلَى الْقَدَمِ مِنَ الْبَرْدِ. وَالْقَفْعَةُ: شَيْءٌ يُتَّخَذُ مِنْ خُوصٍ يُجْتَنَى فِيهِ الرُّطَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْجَرَادِ: " «لَيْتَ عِنْدَنَا مِنْهُ قَفْعَةً أَوْ قَفْعَتَيْنِ» ". وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.

ٌ وَمِنْهُ مَا لَهُ أَدْنَى قِيَاسٍ، وَمِنْهُ مَا وُضِعَ وَضْعًا.

مِنْ ذَلِكَ (الْقَفَنْدَرُ) : الشَّيْخُ. وَالْقَفَنْدَرُ: اللَّئِيمُ الْفَاحِشُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ، ثُمَّ يَكُونُ مَنْحُوتًا مِنَ الْقَفْدِ وَالْقَفْرُ: الْخَلَاءُ مِنَ الْأَرْضِ، وَالْقَفْدُ مِنْ قَفَدْتُهُ، كَأَنَّهُ ذَلِيلٌ مَهِينٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقَلَمَّسُ) : السَّيِّدُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ اللَّامُ، وَهُوَ مِنَ الْقَمْسِ وَالْقَامُوسِ، وَهُوَ مُعْظَمُ الْمَاءِ، شُبِّهَ بِقَامُوسِ الْبَحْرِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقَلَهْذَمُ) ، يُقَالُ هُوَ صِفَةٌ لِلْمَاءِ الْكَثِيرِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ اللَّامُ وَالْهَاءُ، وَهُوَ مِنَ الْقَذْمِ وَهُوَ الْكَثْرَةُ، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقَصَنْصَعُ) ، وَهُوَ الْقَصِيرُ، وَهُوَ مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ وَكُرِّرَتْ صَادُهُ، وَهُوَ مِنَ الْقَصْعِ. وَقَدْ قُلْنَا إِنَّ الْقَصْعَ يَدُلُّ عَلَى مُطَامَنَةٍ فِي شَيْءٍ وَهَزْمٍ فِيهِ، كَأَنَّهُ قُصِعَ. وَمِنْ ذَلِكَ (الْقُرْشُومُ) وَهُوَ الْقُرَادُ، وَقَدْ زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَــأَصْلُــهُ الْقِرْشُ، وَهُوَ الْجَمْعُ، سُمِّيَ قَرْشُومًا لِتَجَمُّعِ خَلْقِهِ.

وَمِنْ ذَلِكَ الْحَسَبُ (الْقُدْمُوسُ) : الْقَدِيمُ، وَهُوَ مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ السِّينُ وَــأَصْلُــهُ مِنَ الْقِدَمِ. وَرَجُلٌ قُدْمُوسٌ: سَيِّدٌ، وَهُوَ ذَلِكَ الْمَعْنَى.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقُرْضُوبُ) هُوَ اللِّصُّ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَــأَصْلُــهُ قَطْعُ الشَّيْءِ. يُقَالُ: قَرْضَبْتُهُ: قَطَعْتُهُ. وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْأَصْمَعِيُّ صَحِيحٌ، وَالْكَلِمَةُ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مَنْ قَرَضَ وَقَضَبَ، وَمَعْنَاهُمَا جَمِيعًا: الْقَطْعُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقِنْعَاسُ) وَهُوَ الشَّدِيدُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ، وَــأَصْلُــهُ مِنَ الْأَقْعَسِ وَالْقَعْسَاءِ، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ.

وَمِنْهُ رَجُلٌ (قُنَاعِسٌ) : مُجْتَمِعُ الْخَلْقِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقَمْطَرِيرُ) : الشَّدِيدُ، وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ وَكُرِّرَتْ تَأْكِيدًا لِلْمَعْنَى، وَالْــأَصْلُ قَمَطَ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ، وَأَنَّ مَعْنَاهُ الْجَمْعُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ بَعِيرٌ قِمَطْرٌ: مُجْتَمِعُ الْخَلْقِ. وَالْقِيَاسُ كُلُّهُ وَاحِدٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ (اقْفَعَلَّتْ) يَدُهُ: تَقَبَّضَتْ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ اللَّامُ، وَهُوَ مَنْ تَقَفَّعَ الشَّيْءُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقَلْفَعُ) ، وَهُوَ مَا يَبِسَ مِنَ الطِّينِ عَلَى الْأَرْضِ فَيَتَقَلَّفُ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ: مِنْ قَفَعَ، وَقَلَعَ، وَقَلَفَ، وَقَدْ فُسِّرَ. وَمِنْ ذَلِكَ (الْقَرَقُوسُ) ، وَهُوَ الْقَاعُ الْأَمْلَسُ، وَــأَصْلُــهُ مِنَ الْقَرَقِ، وَالسِّينُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقَنَازِعُ) مِنَ الشَّعْرِ، وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ وَطَالَ، وَــأَصْلُــهُ مِنَ الْقَزْعِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقُرْفُصَاءُ) ، وَهُوَ أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ قِعْدَةَ الْمُحْتَبِي ثُمَّ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى سَاقَيْهِ كَأَنَّهُ مُحْتَبٍ بِهِمَا. وَيُقَالُ: قَرْفَصْتُ الرَّجُلَ: شَدَدْتُهُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ، وَــأَصْلُــهُ مِنَ الْقَفْصِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (أُمُّ قَشْعَمٍ) : الْمَنِيَّةُ وَالدَّاهِيَةُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَالْــأَصْلُ الْقَشْعُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (قُرْمُوصُ) الصَّائِدُ: بَيْتُهُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ، وَــأَصْلُــهُ الْقُمُصُ وَقَدْ مَرَّ.

وَمِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ذَكَرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: بَعِيرٌ (قُرَامِلُ) : عَظِيمُ الْخَلْقِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ لَامُهُ، وَــأَصْلُــهُ الْقَرْمُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْقُطْرُبُ) ، وَهُوَ دُوَيْبَةٌ تَسْعَى نَهَارَهَا دَائِبًا. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْقَافُ، وَالْــأَصْلُ الطَّرَبُ: خِفَّةٌ تُصِيبُ الْإِنْسَانَ; فَسُمِّيَ قُطْرُبًا لِخِفَّتِهِ فِي سَعْيِهِ. وَيَقُولُونَ: الْقُطْرُبُ: الْجُنُونُ. وَالْقُطْرُبُ: الْكَلْبُ الصَّغِيرُ، وَقِيَاسُهُ وَاحِدٌ. وَمِمَّا وُضِعَ وَضْعًا (الْقَلَهْبَسَةُ) : الْهَامَةُ الْمُدَوَّرَةُ.

وَ (الْقِطْمِيرُ) : الْحَبَّةُ فِي بَطْنِ النَّوَاةِ.

وَ (الْقِرْمِيدُ) : الْآجُرُّ.

وَيَقُولُونَ: (الْقُرْقُوفُ) : الْجَوَّالُ.

وَيَقُولُونَ (اقْرَنْبَعَ) فِي جِلْسَتِهِ: تَقَبَّضَ.

وَ (اقْمَعَدَّ) : عَسُرَ.

وَ (اقْذَعَلَّ) : عَسُرَ.

وَ (الْقَبَعْثَرُ) الْعَظِيمُ الْخَلْقِ.

وَ (الْقَرَبُوسُ) لِلسَّرْجِ.

وَ (الْقِنْدَأْوَةُ) : الْعَظِيمُ.

وَيَقُولُونَ: مَا عَلَيْهِ (قِرْطَعْبَةٌ) ، أَيْ خِرْقَةٌ.

وَمَا عَلَيْهِ (قُذَعْمِلَةٌ) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

غدو

غدو


غَدَا(n. ac. غَدْو
غُدُوّ)
a. Went forth in the early morning.
b. Was in the morning.
c.(n. ac. غُدْوَة
غُدُوّ) ['Ala], Came to, visited in the early morning.
غدو
غَدا يَغْدُو غُدُوّاً، واغْتَدى يَغْتَدي اغْتِداءً. والغُدى: جَمْعُ غُدْوَةٍ، والغُدُوًّ: جَمْعُ غَدَاةٍ.
والغَدَاءُ: معروفٌ. ورَجُلٌ غَدْيانٌ وامْرَأة غَدْيَا، وغَدْوانٌ أيضاً. وغدِيَ الرَّجُلُ: تَغَدّى.
والغادِيَة: سَحابَةٌ تَنْشَا صَبَاحاً، والجميع الغَوادي.
والغدَوِيُّ: كلُّ ما في بُطُونِ الحَوامِل، ومنهم مَنْ يَجْعَلُه في الشّاءِ خاصةً.
وغَدٌ: اسْمٌ ناقص، يقولون: غَدا غدُكَ (9) وغَدا غَدْوُكَ.
(غ د و) : (الْغُدُوُّ) الذَّهَابُ غُدْوَةً ثُمَّ عَمَّ (وَمِنْهُ) الْحَدِيث «ثُمَّ اُغْدُ يَا أُنَيْسُ» (وَغَادِيَةُ الْيَهُود) الْجَمَاعَة الَّتِي تَغْدُو مِنْهُمْ (وَبِهَا كُنِّيَ) أَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيّ (وَالْغَدَاءُ) طَعَامُ الْغَدَاةِ كَمَا أَنَّ الْعَشَاءَ طَعَامُ الْعَشِيِّ هَذَا هُوَ الْمُثْبَتُ فِي الْأُصُولِ (وَأَمَّا) فِي قَوْلِهِ فِي الْمُخْتَصَرِ الْغَدَاءُ الْأَكْلُ مِنْ طُلُوع الْفَجْر إلَى الظُّهْر وَالْعَشَاءُ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَالسُّحُورُ مِنْ نِصْف اللَّيْل إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ فَتَوَسُّعٌ وَمَعْنَاهُ أَكْلُ الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
غ د و

أتردد إليه بالغدوات والعشيات، وآتيه 
بالغدايا والعشايا. وهو ابن غداتين أي ابن يومين. قال ابن مقبل:

إبن غداتين موشيٌّ أكارعه ... لمّا تشدّد به الأرساغ والزمع

وقد أغتدي والطير في وكناتها

واركب إليه غديّةً. وغاديته مع صدح الدّيك، وغادونا بالقتال. واغد عني بمعنى اذهب. ونشأت غادية وادقة، وسقتك الغوادي الغوادق. وهذا الطعام لا يغدّيني، ولا يعشّيني، وهو عندنا غديان وغشيان، وهي غديانة وعشيانة. وتقول: فلان يغاديه ويرواحه، ثم يعاديه ويكاوحه.

ومن المجاز: قول أربد لعامر: هل لك أن تتغدّى به قبل أن يتعشّى بنا؟: يريد أن نهلكه قبل أن يهلكنا.
غ د و : غَدَا غُدُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ ذَهَبَ غُدْوَةً وَهِيَ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ وَجَمْعُ الْغُدْوَةِ غُدًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى هَذَا أَصْلُــهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِي الذَّهَابِ وَالِانْطِلَاقِ أَيَّ وَقْتٍ كَانَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ «وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ» أَيْ وَانْطَلِقْ.

وَالْغَدَاةُ الضَّحْوَةُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَلَمْ يُسْمَعْ تَذْكِيرُهَا وَلَوْ حَمَلَهَا حَامِلٌ عَلَى مَعْنَى أَوَّلِ النَّهَارِ جَازَ لَهُ التَّذْكِيرُ وَالْجَمْعُ غَدَوَاتٌ.

وَالْغَدَاءُ بِالْمَدِّ طَعَامُ الْغَدَاةِ وَإِذَا قِيلَ تَغَدَّ أَوْ تَعَشَّ فَالْجَوَابُ مَا بِي مِنْ تَغَدٍّ وَلَا تَعَشٍّ قَالَ ثَعْلَبُ وَلَا يُقَالُ مَا بِي غَدَاءٌ وَلَا عَشَاءٌ لِأَنَّ الْغَدَاءَ نَفْسُ الطَّعَامِ وَإِذَا قِيلَ كُلْ فَالْجَوَابُ مَا بِي أَكْلٌ بِالْفَتْحِ وَغَدَّيْتُهُ تَغْدِيَةً أَطْعَمْتُهُ الْغَدَاءَ فَتَغَدَّى.

وَالْغَدُ الْيَوْمُ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ يَوْمِكَ عَلَى أَثَرِهِ ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أُطْلِقَ عَلَى الْبَعِيدِ الْمُتَرَقَّبِ وَــأَصْلُــهُ غَدْوٌ مِثْلُ فَلْسٍ لَكِنْ حُذِفَتْ اللَّامُ وَجُعِلَتْ الدَّالُ حَرْفَ إعْرَابٍ قَالَ الشَّاعِرُ
لَا تَقْلُوَاهَا وَادْلُوَاهَا دَلْوَا ... إنَّ مَعَ الْيَوْمِ أَخَاهُ غَدْوًا. 
غدو: غَدِي: تغدّى، أكل الغذاء، وقد كتب المصدر منه غدا في مخطوطة رحلة بن جبير (ص335). والذال في المطبوع منها من تغيير الناشر. وقد أعاد فليشر الدال في تعليقاته على أماري.
غَدَّي (بالتشديد): غَدَى، أطعمه الغَداء (بوشر).
غادَى. غُودِيَ بالحرب: بوكِر بالحرب، حورب غدوة. ففي حيّان (ص 103ق): ثم غودروا (غوادوا) بالحرب في اليوم الآخر.
ويقال أيضاً: غادَى القتال أي بدأ القتال غدوة أي في الصباح الباكر، ففي بدرون (ص141) فكانوا يغادون القتال ويراوحونه.
تغدَّى: أكل الغداء، يستعمل متعدياً إلى المفعول. ففي كتاب محمد بن الحارث (330) وكان السوقيُّ قد اخرج في كمّه من بيته خُبْزاً يتغدّاه في حانوته. ويقال أيضاً تغدّى ب. المقري (2: 762). وانظر في مادة عشو.
غَد. غداً: في الحياة الآخرة. (معجم بدرون).
غَدّا: عامية غَدّ. وليلة غدا: الليلة المقبلة، وبعد غدا، وبالبربرية غير غدا: بعد غدٍ. (بوشر).
غَدَاة. وَقْت الغداة الصُغْرَى (ابن جبير ص41) وهو تعبير لا ادري ما هو معناه الدقيق غُدْوَة= غداء. طعام الغَدوة، وأكله الظهيرة وهي من كلام العامة فيما يقول صاحب تاج العروس وهي موجودة في بيت من الشعر لأبي نواس الحكمي (الكامل ص134).
غدوة بلاش: أكلة دسمة لا تكلف شيئاً. (بوشر).
غَدْوَة= الشمس. (الثعالبي لطائف ص38) وهذا هو صواب الكلمة.
غَدْوَة، بالبرية: غَدٌ، وبعد غدوة: بعد غدٍ. (بوشر).
غَدَاء: أكلة الظهر. (بوشر) وأكلة خفيفة في وسط النهار. (برتون 1: 78، 187، 287).
غَدَاء: موضع الغداء في السفر (بوشر).
فطور غَدَائِيّ: وآخر يقوم مقام الغداء (بوشر).
غادٍ= غادية: سحابة تنشأ فتمطر غُدوة. (معجم مسلم).
غادِيَة. غادية اليهود: الجماعة التي تغدو منهم (محيط المحيط) نقلاً عن المطرّزي.
مَغْدَى: اسم زمان، ومغدى الضُّحى: طلوع الفجر (معجم مسلم).
الْغَيْن وَالدَّال وَالْوَاو

الغدوة: البكرة.

وغدوة من يَوْم بِعَيْنِه، غير مجراة: علم للْوَقْت.

والغداة: كالغدوة، وَجَمعهَا: غدوات.

وَقَالُوا: إِنِّي لآتيه بالغدايا والعشايا.

والغداة: لَا تجمع على الغدايا، وَلَكنهُمْ كسروه على ذَلِك ليطابقوا بَين لَفظه وَلَفظ العشايا فَإِذا افردوه لم يكسروه.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: " غدية ": لُغَة فِي " غدْوَة " كضحية: لُغَة فِي ضحوة، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فغدية وغدايا: كعشية وعشايا، وعَلى هَذَا لَا تَقول: إِنَّهُم كسروا الغدايا، من قَوْلهم: إِنِّي لآتيه بالغدايا والعشايا، على الإتباع للعشايا، إِنَّمَا كسروه على وَجهه، لِأَن " فعيلة " بَابه أَن يكسر على " فعائل ". انشد ابْن الْأَعرَابِي:

أَلا لَيْت حظي من زِيَارَة أُميَّة ... غديات قيظ أَو عشيات اشتيه

قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ: غديات قيظ أَو عشيات اشتية، لِأَن غديات القيظ أطول من عشياته، وعشيات الشتَاء أطول من غدياته.

والغدو: جمع غَدَاة، نادرة.

واتيته غديانات، على غير قِيَاس، كعشيانات حَكَاهُمَا سِيبَوَيْهٍ. وَقَالَ: هما تَصْغِير شَاذ.

وَغدا عَلَيْهِ غدوا وغدوا، واغتدى: بكر.

وغاداه: باكره.

والغادية: السحابة الَّتِي تنشأ غدْوَة.

وَقَالَ اللحياني: هِيَ المطرة الَّتِي تكون بِالْغَدَاةِ.

وَقيل لابنَة الخس: مَا احسن سيء؟ قَالَت: " اثر غادية فِي إِثْر سَارِيَة فِي ميثاء رابية ".

والغداء: طَعَام الغدوة، وَالْجمع: اغدية، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الْغَدَاء: رعي الْإِبِل أول النَّهَار.

وَقد تغدت.

وتغدى الرجل، وغديته.

وَرجل غديان، وَامْرَأَة غدياء، واصلها الْوَاو وَلكنهَا قلبت اسْتِحْسَانًا لَا عَن قُوَّة عِلّة.

وَإِذا قيل لَك: تغد. قلت: مَا بِي من تغد وَلَا تقل: مَا بِي غداء. حَكَاهُ يَعْقُوب.

والغد: ثَانِي يَوْمك، مَحْذُوف اللَّام، وَرُبمَا كنى بِهِ عَن الزَّمن الْأَخير. وَفِي التَّنْزِيل: (سيعلمون غَدا من الْكذَّاب الاشر) يَعْنِي: يَوْم الْقِيَامَة. وَقيل: عَنى: يَوْم الْفَتْح.

وَاصل الْغَد: الغدو. قَالَ:

إِن مَعَ الْيَوْم اخاه غدوا وَيُقَال: غَدا غدوك، وَغدا غدك.

وَمَا ترك من أَبِيه مغدى وَلَا مراحا، ومغداة وَلَا مراحة: أَي شبها، حَكَاهُمَا الْفَارِسِي.

والغدوى: كل مَا فِي بطُون الْحَوَامِل، وَقوم يجعلونه فِي الشَّاء خَاصَّة.

والغدوى: أَن يُبَاع الْبَعِير اوغيره بِمَا يضْرب الْفَحْل.

وَقيل: هُوَ اتِّبَاع الشَّاة بنتاج مَا نزا بِهِ الْكَبْش ذَلِك الْعَام. قَالَ الفرزدق:

ومهور نسوتهم إِذا مَا انكحوا ... غدوى كل هبنقع تنبال

وَالْمَحْفُوظ عِنْد أبي عبيد: الغذوي، بِالذَّالِ.

وغادية: امْرَأَة من بني دبير: وَهِي غادية بنت قزعة.
غدو
غدَا1 يَغدُو، اغْدُ، غُدُوًّا، فهو غادٍ
• غدا الشَّخصُ:
1 - ذهب وقتَ الغداة، نقيض راح "أين يذهب هذا الغادي في هذا الوقت المبكر- تَغْدُو خِمَاصًا وَتَعُودُ بِطانًا [حديث]- {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} - {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ} " ° غدا وراح: ذهب وجاء.
2 - ذهب وانطلق في أيّ وقت "سوف يغدو إلى السُّوق فور انتهاء المطر- {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} " ° اغدُ عنِّي: اذهبْ عنِّي وانصرِف. 

غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على يغدو، اغْدُ، غَدْوًا وغُدْوةً وغُدُوًّا، فهو غادٍ، والمفعول مَغدوٌّ إليه
• غدا العاملُ إلى عمله اليوم/ غدا العاملُ على عمله اليوم: بكَّر إليه.
• غدا التلميذُ سعيدًا بنجاحه: صار كذلك، من أخوات كان، يرفع الاسمَ وينصب الخبرَ "نزل المطر فغدا المكانُ أخضرَ".
• غدَت الحبيبةُ تكتب الرسائلَ إلى حبيبها: شرَعت في ذلك "غدا يسقي الزَّرعَ". 

اغتدى إلى يغتدي، اغْتَدِ، اغتداءً، فهو مغتدٍ، والمفعول مُغْتَدًى إليه
• اغتدى العمَّالُ إلى عملهم اليوم: غَدَوْا، ذهبوا إليه وقت الغداة "*وقد أَغْتَدي والطَّيرُ في وُكُنَاتها*". 

تغدَّى يتغدَّى، تغدَّ، تغدّيًا، فهو متغدٍّ
• تغدَّى الرَّجلُ: أكل طعامَ الغداء، وهو وجبة الظهيرة أو أوّل النهار "يتغدَّى في السَّاعة الثانية بعد الظهر كلّ يوم- تغدّى في المنزل" ° ادنُ فتغدَّ- ما بي تغدٍّ ولا تعشٍّ: لا يقال ما بي غداء ولا عشاء- هل لك أن تتغدّى به قبل أن تتعشى بنا: تهلكه قبل أن تهلكنا. 

غادى يغادي، غادِ، مُغاداةً، فهو مُغادٍ، والمفعول مُغادًى
• غاداه مع صياح الدِّيك: باكره "لم يكن مغاديًا عمله طيلة حياته". 

غدَّى يغدِّي، غَدِّ، تغديةً، فهو مُغَدٍّ، والمفعول مُغدًّى
• غدَّى ضيفَه: أطعمه الغداء في الظهيرة أو أوّل النهار "كان مُغدِّيًا لجميع أصدقائه في الشهر الماضي". 

اغتداء [مفرد]: مصدر اغتدى إلى. 

تَغْدِية [مفرد]: مصدر غدَّى. 

غادٍ [مفرد]: مؤ غادية، ج مؤ غاديات وغوادٍ: اسم فاعل من غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على. 

غادِية [مفرد]: ج غاديات وغوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - سحابة تنشأ فتمطر غُدوة، أي في وقت مبكر من النهار.
3 - مطرةُ الغداة، ويقابلها الرَّائحة "ابتلّت الأرضُ من غوادي أمس- سقتِ الغوادي والرَّوائحُ قبرَه ... كم كان عفًّا وافرَ الحسناتِ". 

غَد [مفرد]
• الغَدُ:
1 - اليوم الذي يأتي بعد اليوم الذي أنت فيه "أرجأ عمله إلى الغد- سيصل المسافرُ غدًا أو بعد غدٍ- {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا} " ° لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد.
2 - اليوم المترقَّب وإن كان بعيدًا، ظرف للمستقبل من الزمان "فكَّر في الغد- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} " ° إنَّ غدًا لناظره لقريب: ليس الغد بعيدًا، نصح المتعجِّلَ بالصَّبر والانتظار- في ذات غد: في يوم محدَّد في المستقبل.
3 - يوم القيامة " {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ". 

غَداء [مفرد]: ج أَغْدِية: أكلة الظَّهيرة، وجبة أوّل النَّهار أو وسطه، وجبة الطعام الرئيسيّة "تناول طعامَ الغداء- {ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} ". 

غَداة [مفرد]: ج غَدَوات: وقت ما بين الفجر وطلوع الشمس، بُكْرَة، أوّل النهار "اعتاد ممارسة التدريبات الرياضيّة غداة كلّ يوم- {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} " ° في غَدَواته ورَوْحاته: في ذهابه وإيابه. 

غَدْو [مفرد]: مصدر غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على. 

غُدْوة [مفرد]: ج غُدُوات (لغير المصدر {وغُدْوات} لغير المصدر {وغُدًا} لغير المصدر) وغُدُوّ (لغير المصدر):
1 - مصدر غدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - غَدَاة؛ وقت ما بين الفجر وطلوع الشَّمس "الغُدْوة والرَّوحة- {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغُدْوَةِ وَالْعَشِيِّ} [ق] ". 

غُدُوّ [مفرد]:
1 - مصدر غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على.
2 - غداة، وقت ما بين الفجر وطلوع الشَّمس " {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}: أوائل النهار وأواخره". 

غديَّة [مفرد]: ج غَدايا: غداة، وقت ما بين الفجر وطلوع الشمس "أتيته غديَّة" ° العشايا والغدايا: أواخر النهار وأوائله. 

مَغْدًى [مفرد]:
1 - اسم مكان من غدَا1 وغدَا2/ غدَا إلى/ غدَا على: "نظر إلى مغْدى الطُّيور من أوكارها" ° ما ترك من أبيه مغدًى ولا مراحًا: شبهًا.
2 - زمان الغدوّ "سأل عن مَغْدَى أوَّل أيام العيد ليُؤَدِّي صلاته". 

غدو

1 غَدَا, (S, M, Msb, K,) aor. ـْ (S, M, Msb,) inf. n. عُدُوٌّ (S, M, Mgh, Msb, K) and غَدْوٌ (M, TA, and so accord. to the CK instead of غُدُوٌّ [which is the only inf. n. commonly known]) and غُدْوَةٌ, (K,) He went, or went away, in the time called غُدْوَة, (Mgh, Msb,) i. e. [the early part of the morning,] the period between the prayer of daybreak and sunrise: this is the primary signification: (Msb:) or i. q. بَكَّرَ [he went forth early in the morning; in the first part of the day; or between the time of the prayer of daybreak and sunrise]; so in the phrase غَدَا عَلَيْهِ [he went forth early in the morning, &c., to him, or it]; (K;) as also ↓ اغتدى: (S, * K:) and ↓ غاداهُ signifies the same as غَدَا عَلَيْهِ; (S;) or the same as بَاكَرَهُ [which is syn. with بَكَّرَ عَلَيْهِ as expl. above; and signifies also, like بَكَّرَ عَلَيْهِ, he hastened to it, or to do it, at any time, morning or evening]: (ISd, K, TA:) الغُدُوُّ is the contr of الرَّوَاحُ [inf. n. of رَاحَ]. (S.) Hence, in the Kur [lxviii. 22], أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ [Saying, Go ye forth early, &c., to your land's produce]: and the saying of a poet, وَالطَّيْرُ فِى وُكُنَاتِهَا ↓ وَقَدْ أَغْتَدِى

[And sometimes, or often, I go forth early, &c., while the birds are in their nests]. (TA.) b2: Afterwards, by reason of frequency of use, it became employed as meaning He went, or went away, or departed, at any time. (Mgh, * Msb, TA.) Hence the saying, (Mgh, Msb,) of the Prophet, (Msb,) in a trad., (Mgh,) اُغْدُ يَا أُنَيْسُ, (Mgh, Msb,) meaning Depart then, O (??) (Msb.) b3: [Freytag bas erroneously assigned to it another meaning, i. e. “ Nutrivit ” misled by his finding تَغْدُوْ put for تَغْذُو in art. طلى in the CK.] b4: غَدِىَ: see 5.2 غَدَّيْتُهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَغْدِيَةٌ, (Msb, K,) I fed him with the meal called غَدَآء [q. v.]. (S, * Msb, K.) 3 غَاْدَوَ see 1, first sentence. One says, أَنَا أُعَادِيهِ وَأُرَاوِحُهُ expl. in the first paragraph of art. روح.5 تغدّى [He ate the meal called غَدَآء, q. v.; properly,] he ate in the first part of the day; (S, Msb, * K;) as also ↓ غَدِىَ, (IKtt, K, TA,) inf. n. غَدًا. (TK: but in the TA written غداء.) When it is said to thee, تَغَدَّ [Eat thou the غَدَآء], thou sayest, مَا بِى مِنْ تَغَدٍّ [I have no desire for eating the غَدَآء]; and not مَا بِى غَدَآءٌ, for [the] غَدَآء is the meal itself. (S, Msb. See also 5 in art. عشو.) تَغَدَّى فِى رَمَضَانَ means تَسَحَّرَ [i. e. He ate the meal, or drank the draught of milk, called سَحُور, q. v.]. (TA.) b2: And تَغَدَّتِ الإِبِلُ means The camels pastured in the first part of the day. (AHn, TA.) 8 إِغْتَدَوَ see 1, first and second sentences. [10. استغدى accord. to Freytag is syn. with تَغَدَّى; but for this I do not find any authority.]

غَدٌ, meaning The morrow, the day next after the present day, (Msb,) is originally ↓غَدْوٌ, (S, Msb, K,) the و being elided, (S, Msb,) without any substitution, (S,) and the د being made a letter of declinability. (Msb.) And one says غَدًا meaning [I will do such a thing, &c.,] tomorrow: and بَعْدَ غَدٍ the day after to-morrow. (MA.) See also غَدَاةٌ. b2: And its signification has been extended so that it is applied to a remote time that is expected, (Msb, TA,) and to a near time. (Nh, TA.) b3: It is not used in its complete form except in poetry: (Nh, TA:) Lebeed, (S, TA,) or Dhu-r-Rummeh, (TA,) has thus used it in his saying, وَمَا النَّاسُ إِلَّا كَالدِّيَارِ وَأَهْلُهَا بَلَاقِعُ ↓ بِهَا يَوْمَ حَلُّوهَا وَغَدْوًا [And mankind are no other than the like of dwellings, the occupants thereof being in them daring the day in which they have alighted in them, and to-morrow they are vacant]: (S, TA:) or, accord. to the M, one says, هٰذَا عَدُكَ and ↓ هٰذَا غَدْوُكَ [This is thy morrow]. (TA.) b4: It has no diminutive. (Sb, S, in art. امس.) غَدْوٌ: see the next preceding paragraph, in there places.

غَدَاةٌ: see غُدْوَةٌ, in four places: though [properly] fem., and not heard as made mase., it may be made mase. if meant to be understood as signifying the “ first part of the day: ” (IAmb, Msb:) it is originally غَدَوَةٌ, because its pl. is غَدَوَاتٌ. (IHsh, TA.) One says, ↓ آتِيكَ غَدَاةَ غَدٍ

[I will come to thee in the early part of the morning, &c., of to-morrow]. (S, TA.) بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ in the Kur [vi. 52 and xviii. 27] means After the prayer of daybreak and [after] the prayer of [the period of the afternoon called] the عَصْر: or, accord. to some, [it means in the morning and the evening, or rather in the forenoon and the afternoon, for they say that] it denotes constancy of religious service: Ibn-'Ámir and Aboo-'Abd-erRahmán Es-Sulamee read وَالْعَشِىِّ ↓ بِالْغُدْوَةِ; but the former is the common reading; and A 'Obeyd says, we think that they read thus following the handwriting, for it is written in all the copies of the Kur-án with و like الصَّلَوة and الزَّكَوة, and this is not an indication of the reading [which they have adopted], as the و in الصلوة and الزكوة is not pronounced [otherwise than as an] of prolongation except that it requires the fet-hah that follows to be uttered with a somewhat broad sound]. (TA.) b2: هُوَ ابْنُ غَدَاتَيْنِ means He is a son of two days [i. e. he is two days old]. (TA.) b3: The dim. is ↓ غُدَيَّةٌ: (TA:) or this is the dim. of ↓ غُدْوَةٌ: (EM p. 56:) one says, أَرْكَبُ

إِلَيْهِ غُدَيَّةً [I will ride to him, or it, in a short period of an early part of a morning, &c.]: and one says also, ↓ ذَتَيْتُهُ غُدَيَّانَاتٍ [I came to him, or it, in short periods of early parts of mornings, &c.]; an anomalous [pl.] dim. like عُشَيَّانَات; both of which are mentioned by Sb. (TA.) غَدْوَةٌ A journey in the first part of the day: [an inf. n. un. of غَدَا:] opposed to رَوْحَةٌ. (TA.) b2: See also the next paragraph. b3: And see غَدَآءٌ.

غُدْوَةٌ, (S, Msb, K, &c.,) and ↓ غَدْوَةٌ, said by MF to be well known, and ↓ غِدْوَةٌ, said by him to be rare, or disapproved, (TA,) The early part of the morning; the first part of the day; (K;) or the period between the time of the prayer of daybreak and sunrise; (S, Msb, K;) as also ↓ غَدَاةٌ, and ↓ غَدِيَّةٌ, (K, TA,) the last [in the CK غَدْيَةِ, but correctly] a dial. var. of غُدْوَةٌ, like ضَحِيَّةٌ a dial. var. of ضَحْوَةٌ: (IAar, TA:) or ↓ غَدَاةٌ is syn. with ضَحْوَةٌ [meaning the early part of the forenoon, after sunrise; accord. to some, when the sun is yet low; or, accord. to others, when the sun is somewhat high]: (Msb:) [it may therefore be generally rendered morning, before, or after, sunrise:] the pls. are غُدًى, which is pl. of غُدْوَةٌ; (S, Msb, TA;) and غَدَوَاتٌ, (S, Msb, K, TA,) which is pl. of ↓ غَدَاةٌ; (S, Msb, TA;) and ↓ غُدُوٌّ, (K, TA,) which is a pl. of غُدْوَةٌ, formed by rejecting the ة [of the sing.], or, accord. to the M, an anomalous pl. of ↓ غَدَاةٌ, or, as J says, [in the S,] referring to the phrase بِالْغَدُوِّ وَالْآصَالِ, in the Kur [vii. 204 and xiii. 16 and xxiv. 36], بِالغُدُوِّ there means بِالغَدَوَاتِ, and is a verb [i. e. an inf. n.] used to denote the time, as [is طُلُوع] in the saying طُلُوعَ الشَّمْسِ meaning فِى وَقْتِ طُلُوعِ الشمس; (TA;) and غَدِيَّاتٌ, (IAar, K, TA, [in the CK, erroneously, غَدَياتٌ,]) which is pl. of ↓ غَدِيَّةٌ; (TA;) and غَدَايَا, (K, TA,) which is likewise a pl. of ↓ غَدِيَّةٌ, accord. to IAar, and, if so, regularly formed from غَدَايِوُ, in the same manner as has already been expl. in the case of عَشَايَا [pl. of عَشِيَّةٌ, q. v. voce عَشِىٌّ]; by some said to be a pl. of غُدْوَةٌ, but this has been controverted by IHsh in the Expos. of the “ Kaabeeyeh ” and by its commentator ['AbdEl-Kádir] El-Baghdádee; (TA;) or غَدَايَا is not used except in conjunction with عَشَايَا; (K, TA;) one says, إِنِّى لَآتِيهِ بِالغَدَايَا وَالعَشَايَا [Verily I come to him in the early parts of mornings and in the late parts of evenings], for the purpose of conformity. (S, TA.) Zj says that when غُدْوَة means The بُكْرَة [or early part of the morning, &c.,] of the present day, or of a particular day, it is imperfectly decl.: and AHei says that it is thus accord. to the opinion commonly obtaining, as is also بُكْرَة, each as being a generic proper name, like أُسَامَةُ; and that when you mean to generalize, you say, غُدْوَةٌ وَقْتُ نَشَاطٍ [An early part of a morning is a time of briskness, liveliness, or sprightliness]; and when you mean to particularize, لَأَسِيرَنَّ اللَّيْلَةَ إِلَى غُدْوَةَ [I will assuredly journey to-night until the early part of the morning]: (TA:) [in the latter case also] one says, أَتَيْتُهُ غُدْوَةَ [I came to him in the early part of the morning of this, or of a particular, day]; غدوة being here imperfectly decl. because it is determinate, like سَحَرَ; but it is of those adv. ns. that may be used otherwise than as adv. ns.: you say, سِيرَ عَلَى فَرَسِكَ غُدْوَةَ and غُدْوَةً [i. e. Journeying was performed on thy horse, or mare, in the غُدْوَة of this, or of a particular, day, and in a غُدْوَة,] and غُدْوَةٌ and غُدْوَةٌ [i. e. the journey of the غُدْوَة of this, or of a particular, day, and the journey of a غُدْوَة, was performed (lit. was journeyed) on thy horse, or mare, غُدْوَةُ and غُدْوَةٌ being for. مَسِيرَةُ غُدْوَةَ and مَسِيرَةُ غُدْوَةٍ, like as شَهْرٌ in the Kur xxxiv. 11 is for مَسِيرَةُ شَهْرٍ]; what is with tenween, of these, being indeterminate, and what is without tenween being determinate. (S. [In one of my copies of the S, سِرْ is put in the place of سِيرَ: that the latter is the right is shown by the addition of غُدْوَةُ and غُدْوَةٌ; for each of these must be what is termed نَائِبٌ عَنْ فَاعِلٍ i. e. a substitute for an agent.]) See also غَدَاةٌ, in two places.

غِدْوَةٌ: see the next preceding paragraph.

غَدَوِىٌّ: see غَدِىٌّ. b2: Also Whatever [offspring] is in [any of] the bellies of pregnant animals (AO, K, TA) of camels and of sheep or goats: (AO, TA:) or peculiarly of sheep or goats; (K, TA;) thus in the dial. of the Prophet: (TA:) or it [virtually, in a trad. mentioned in what follows,] means the selling a camel, or other [animal], for what the stallion begets: or the selling a sheep for the offspring begotten by the ram: (K:) in all of which senses غَذِىٌّ and غَذَوِىٌّ are [said to be] syn.: (K in art. غذو:) or غَدَوِىٌّ, (TA,) or غَذَوِىٌّ, or, as some relate a verse of El-Farezdak in which it occurs, غَدَوِىٌّ, (S in art. غذو,) means the selling a thing for the offspring begotten by the ram [or, as appears from what follows, by the stallioncamel] in that year: غَدَوِىٌّ being a rel. n. from غَدٌ: as though they rendered one desirous by saying, “Our camels will bring forth and we will give thee to-morrow (غَدًا): ” (S in art. غذو, and TA:) what is thus termed is forbidden in a trad.: a man used to buy, for a camel or a she-goat or money, what was in the bellies of pregnant animals; and this is a hazardous proceeding, and was therefore forbidden. (Nh, TA.) See also art. غذو. b3: And see عَدَوِيَّةٌ, in art. عدو.

غَدْيَانُ Eating the meal called غَدَآء: (S, K: *) fem. غَدْيَا, of the measure فَعْلَى, applied to a woman; (S;) or غَدْيَآءُ: (so in copies of the K:) they are originally with و [in the place of the ى], on the ground of preference, as is said in the M: and غَدْيَانَةٌ is mentioned by Z, as applied to a woman, coupled with عَشْيَانَةٌ. (TA.) غَدَآءٌ The morning-meal, that is eaten between daybreak and sunrise; i. e. the meal, or repast, of the غُدْوَة; (K;) or of the غَدَاة; (Msb;) the meal, or repast, that is the contr. of the عَشآء: (S:) [it may therefore be rendered breakfast: but it is now commonly applied to dinner, which is eaten soon after the prayer of noon, and which is a lighter repast than the عَشَآء, i. e. supper:] الغدوة [app. ↓ الغَدْوَةُ] as meaning الغَدَآءُ is vulgar: (TA voce عَشْوَةٌ:) the pl. of غَدَآءٌ is أَغْذِيَةٌ. (K.) And The [meal, or the draught of milk, called]

سَحُور is thus termed; because it is to the person fasting the like of what it is to him who is not fasting. (TA.) b2: Also The pasture of camels in the first part of the day. (TA.) غُذُوٌّ: see غُدْوَةٌ.

غَدِىٌّ Of, or relating to, the morrow; the rel. n. from غَدٌ; as also ↓ غَدَوىٌّ; (S, K;) the latter allowable. (S.) b2: See also عَدَويَّةٌ, in art. عدو.

غَدِيَّةٌ: see its syn. غُدْوَةٌ, in three places.

غُدَيَّةٌ: and see غَدَاةٌ, last sentence.

غُدَيَّانَاتٌ: see غَدَاةٌ, last sentence.

الغَادِى The lion: (K, TA:) because he goes forth in the early part of the morning against the prey. (TA.) غَادِيَةٌ A cloud that rises (S, K) in the صَبَاح (S) or in the غُدْوَة (K) [i. e. in the first part of the day]: or a rain of the [period of the morning called] غَدَاة: (K, TA:) thus says Lh: the pl. is غَوَادٍ. (TA.) [See a verse in the Ham p. 429.]

مَغْدًى and ↓ مَغْدَاةٌ [A place to which people go, or to which they return, in the period of the morning called غُدْوَة; opposed to مَرَاحٌ and مَرَاحَةٌ]. b2: [Hence] one says, مَا تَرَكَ فُلَانٌ مِنْ أَبِيهِ مَغْدًى

وَلَا مَرَاحًا, and وَلَا مَرَاحَةً ↓ مَغْدَاةً, expl. in art. روح. (S in art. روح, and K in the present art.) مَغْدَاةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.
غدو
: (و ( {الغُدْوَةُ، بالضَّمِّ: البُكْرةُ) .) } وغُدْوَةٌ، من يَوْم بعَيْنِهِ، غَيْرُ مُجْراة: عَلَمٌ للوَقْتِ.
وقالَ الجَوْهرِي: يُقَال: أَتَيْته {غُدْوَةَ يَا هَذَا، غَيْرُ مَصْروفَةٍ لأنَّها مَعْرفةٌ، مثْلُ سَحَر إلاَّ أَنَّها من الظّروفِ المُتَمكِّنَةِ، تقولُ: سِرْ على فَرَسِكَ غُدْوَةَ وغُدْوَةً وغُدْوَةُ، وغُدْوَةٌ فَمَا نُوِّنَ مِن هَذَا فَهُوَ نَكِرَةٌ، وَمَا لم يُنوَّنْ فَهُوَ مَعْرفةٌ.
وَقَالَ أَبُو حيَّان فِي الارْتِشافِ: والمَشْهورُ أنَّ مَنْعَ صَرْف غُدْوَة وبُكْرَة للعِلْميةِ الجِنْسِيَّة كأُسامَة فيَسْتَوِيان فِي كوْنِهما أُرِيدَ بهما أنَّهما مِن يَوْم مُعَيَّن، أَو لم يُرَد بهما التَّعْيِينِ فتقولُ: إِذا قَصَدْت التَّعْمِيم: غُدْوَة وَقْت نَشَاطٍ، وَإِذا قَصدْتَ التَّعْيِين: لأَسِيرَنَّ الليْلَةَ إِلَى غُدْوة، وبُكْرَة فِي ذَلِك،} كغُدْوَة.
وَقَالَ الزجَّاج: إِذا أَردْتُ بُكْرَة يَوْمِك وغُدْوَة يَوْمِك لم تَصْرِفْهما، وَإِذا كانَا نَكِرَتَيْن صَرَفْتهما، وَإِذا مُنِعا الصَّرْف فَهَل ذلكَ لِعِلْمِيَّتِه بالجِنْس كأُسامَة، أَو لِعِلْمِيَّة أَنَّه يُرادُ بهما الوَقْتُ المُعَيَّن مِن يَوْم مُعَيَّن؟ .
وَقد وسَّعَ الكَلامَ فِيهِ عبدُ القادِرِ البَغْدادِي فِي حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.
(أَو) الغُدْوَةُ: (مَا بينَ صَلاةِ الفَجْرِ) ؛) وَفِي الصِّحاح: صَلاة {الغَدَاةِ، وَفِي المِصْباح: صَلاةِ الصُّبْح؛ (وطُلوعِ الشَّمسِ) ، والجَمْعُ} غُدًى كمُدْيَةٍ ومُدًى.
( {كالغَداةِ) ، يقالُ: آتِيكَ} غَداةَ غَدٍ.
وَفِي المِصْباح: الغَداةُ الضّحْوَةُ، وَهِي مُؤنَّثَة.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: وَلم يُسْمَع تَذْكِيرها، وَلَو حَمَلَها حامِلٌ على مَعْنى أَوَّل النَّهارِ جازَ لَهُ التَّذْكِير؛ وقولُه تَعَالَى: { {بالغَدَاةِ والعَشيِّ} ؛ أَي بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْر؛ وقيلَ: يَعْني بهما دَوامَ عِبادَتِهم.
قالَ ابنُ هِشام فِي شَرْح الكَعْبيةِ: أَصْلُ الغُداةِ} غَدَوَة بالتحْريك لقَوْلهم فِي جمعِها {غَدَوَاتٌ؛ أَي فقُلِبَتِ الواوُ ألِفاً لتَحَركِها وانْفِتاح مَا قَبْلها. وقَرَأَ ابنُ عامِرٍ وأَبو عبدِ الرحمنِ السّلمِي {} بالغَدَوةِ والعَشيِّ} ، وقراءَةُ العامَّةِ {! بالغَداةِ} ، قالَ أَبو عبيدٍ: نَراهُما قَرآ كذلكَ إتباعاً للخطِّ لأنَّها رُسِمَتْ فِي جميعِ المَصاحِف بالواوِ كالصَّلاةِ والزَّكاةِ وليسَ فِي إثباتِهم الْوَاو فِي الكِتابَةِ دَليلٌ على أنَّها القِراءَةُ، لأنَّهم قد كَتَبُوا الصَّلاةَ والزَّكاةَ بالواوِ ولَفْظَهما على تَرْكِها، فكَذلكَ الغَدَاةَ على هَذَا وَجَدْنا أَلْفاظَ العَرَبِ.
وقالَ ابنُ النحَّاس: وحقُّ بَاب غُدْوَة أَنْ يكونَ مَعْرفةً إلاَّ أنَّه يجوزُ أَن تُنَكَّر كَمَا ننكَّرُ الأسْماءُ والأعْلامُ.
( {والغَدِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ، عَن ابنِ الْأَعرَابِي قالَ: هِيَ لُغَةٌ فِي} الغَدْوَةِ كضَحِيَّة لُغَة فِي ضَحْوة، (ج غَدَواتٌ) ، محرَّكةً، هُوَ جَمْعُ غَدَاةٍ كقَطاةٍ وقَطَواتٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ ( {وغَدِيَّاتٌ) هُوَ جَمْعُ} غَدِيَّةٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي فِي نوادِرِه:
أَلا لَيْتَ حَظِّي من زِيارَة أُمِّيَهْ
{غَدِيَّاتُ قَيْظٍ أَو عَشِيَّاتُ أَشْتِيَهْقال: كأنَّ قائِلَ هَذَا مُشْتاقاً إِلَى زِيارَةِ أُمِّه فتمَنَّى أَن يَجْعَل اللهُ زِيارَتَها نَهار الصَّيْف أَو لَيالِي الشِّتاءِ لطُولِ كلَ مِنْهُمَا حَتَّى يَتَملَّى برُؤْيتِها؛ والهاءُ فِي أُمِّيَه للسَّكْت.
(} وغَدايا) :) هُوَ أَيْضاً جَمْعُ غَدِيَّة على قوْلِ ابنِ الأعْرابي، فَإِذا كانَ كَذَا فَهُوَ على القِياسِ، والــأصْلُ فِيهِ غَدَايو عمل بِهِ كَمَا تقدَّمَ فِي عَشَايا خمْسَة أَعْمالٍ فرَاجِعْه.
وَمِنْهُم مَنْ قالَ: هُوَ جَمْعُ غدْوَةٍ، وَقد أنْكَرَه ابنُ هِشَامٍ فِي شَرْح الكَعْبيةِ وقالَ: يأبَى هَذَا أَمْران فذَكَرَهما، وحاصِلُ أَحَدهما: أنَّ {الغَدَايا إِذا جُعِلَت جَمْعاً} لغدْوَةٍ كَانَ القِياسُ غَدَاوَى بإثباتِ الواوِ.
وقالَ محشيه البَغْدادِي: ويأْباهُ أَمْرٌ ثالثٌ أَيْضاً: وَهُوَ كَوْنُ {غدْوَة ثلاثِيًّا ومُفْرَد فَعائِل لَا بدَّ أَن يكونَ على أَرْبعةِ أَحْرُف ثالِثُها حَرْفُ لينٍ غير تاءِ التَّأْنيثِ لأنَّها فِي حُكْم الكلمةِ المُسْتَقلةِ.
(} وغُدُوٌّ) :) جَمْعُ غَدْوةٍ بحذْفِ الهاءِ؛ وَفِي المُحْكم: جَمْعُ غَدَاةٍ نادِرٌ؛ فَفِي الكَلامِ نشْرٌ ولفٌّ غيرُ مرتَّبٍ.
وقالَ الجَوْهرِي: قولُه تَعَالَى: { {بالغُدُوِّ والآصالِ} أَي} بالغَدَواتِ فعبَّر بالفعْلِ عَن الوَقْت كَمَا يقالُ: أَتَيْتُكَ طُلوعَ الشمسِ أَي وَقْتِ طُلوعِ الشمسِ.
(أَو لَا يقالُ {غَدايا إلاَّ مَعَ عَشَايا) ؛) قالَ الجَوْهرِي: قوْلُهم: إنِّي لآتِيه} بالغَدَايا والعَشَايا، هُوَ لازْدِواجِ الكَلامِ كَمَا قَالُوا: هَنَأَني الطَّعامُ ومَرَأَني، وإنَّما هُوَ أَمْرَأَني، انتَهَى.
قُلْت: فَهَذَا إيماءٌ إِلَى القوْلِ المَشْهورِ فإنَّهم قَالُوا لَا تُجْمَعُ الغَداةُ على غَدايا، وإنَّما هُوَ للازْدِواجِ، وَهَذَا عنْدَ مَنْ لم يُثْبِت {الغَدِيَّة، وَبِهَذَا سَقَطَ اعْتِراضُ الشَّهاب فِي شرْح الدَّرَّةِ على المصنِّفِ؛ والجوْهرِي اقْتَصَرَ على الغداةِ وَلم يَذْكُر الغَدِيَّة فذَكَرَ الازْدِواجَ، والمصنِّفُ جَمَعَ بينَ الأقوالِ فاحْتاجَ إِلَى أَن يُشيرَ إِلَيْهِ. وقالَ أَبُو حيَّان فِي تَذْكرتِه مَا نَصّه: يزيلون اللّفْظَ عمَّا هُوَ بِهِ أَوْلى لأجْلِ التّوافقِ والازْدِواجِ نحْو: (أَنْفِق بِلَالًا) ، وَلَا تَخْشَ من ذِي العَرْشِ إقْلالاً، وارْجَعَنَّ مأْزُورَات غَيْر مأْجُورَات، وليسَ من ذَلِك إنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشَايا، لأنَّ الغَدَايا ليسَ جَمْع غَدَاةٍ وإنَّما هُوَ جَمْعُ} غَدِيَّة بمعْنَى {غَدَاةٍ.
قُلْت: فَهَذَا كُلّه تأْييدٌ لمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ الأعْرابي، وَقد وسَّع الكَلامَ فِيهِ البَغْدادي فِي حاشِيَةِ الكَعْبِيةِ.
(} وغَدا عَلَيْهِ) غَدْواً، بالفَتْح كَمَا فِي المُحْكم، و ( {غُدُوًّا) ، كسُمُوَ كَمَا فِي الصِّحاح والمُحْكم، (} وغُدْوَةً، بالضَّم، و) كَذلكَ ( {اغْتَدَى) : أَي (بَكَّرَ) ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} غُدُوَّها شَهْر ورَواحُها شَهْر} ، وقولُه تَعَالَى: {أَن {اغْدُوا على حرثِكُم} ؛ وقولُ الشاعِرِ:
وَقد} أَغْتَدِي والطَّيْر فِي وكناتِها وتقدَّمَ الكَلامُ على {غَدْوَةٍ قرِيباً.
وَفِي المِصْباح: غَدا غُدُوًّا، من بابِ قَعَدَ، ذَهَبَ} غدْوَةً، هَذَا أَصْلُــه، ثمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِل فِي الذَّهابِ والانْطِلاقِ أَيّ وَقْتٍ كانَ، وَمِنْه الحديثُ: ( {واغْد يَا إبْلِيس) أَي انْطَلِقْ.
(} وغادَاهُ) {مُغادَاةً: (باكَرَهُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وَفِي الصِّحاح:} غادَاهُ {غَدَا عَلَيْهِ.
(} والغَدُ: أَصْلُــه {غَدْوٌ) ، حذَفُوا الواوَ بِلا عِوَضٍ؛ قالَ لبيدٌ أَو ذُو الرُّمَّة:
وَمَا النَّاسُ إلاَّ كالدِّيارِ وأَهْلِها
بهَا يومَ حَلُّوها} وغَدْواً بَلاقِعُفجاءَ بِهِ على أصْلِــه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي النَّهايَةِ: {الغَدْوُ أَصْلُ} الغَدِ، وَهُوَ اليَوْمُ الَّذِي يأْتِي بعْدَ يَوْمِك، فحذِفَتْ لامُه وَلم يُسْتَعْملْ تامًّا إلاَّ فِي الشِّعْرِ؛ وَمِنْه قولُ عبدِ المطَّلبِ فِي قصَّةِ الفِيل:
لَا يَغْلِبَنَّ صَليبُهُم
ومِحالُهُمْ {غَدْواً مِحالَك ْقالَ: وَلم يُرِدْ عبدُ المطَّلب الغَدَ بعَيْنِه، وإنَّما أَرادَ القريبَ من الزَّمانِ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم: يقالُ غَدَا غَدُك} وغَدا {غَدْوُكَ، ناقصٌ وتامٌّ، وَمِنْه مَا قَدَّمْت} لغَدٍ، بِلا واوٍ، فَإِذا صَرَفُوها قَالُوا: {غَدَوْتُ} أَغْدو غَدْواً! وغُدُوًّا، فأَعادُوا الواوَ.
وَفِي المِصْباح: الغَدُ اليومُ الَّذِي بعْدَ يومِك على أَثرِهِ ثمَّ توسَّعُوا فِيهِ حَتَّى أُطْلِق على البَعِيدِ المُتَرقَّبِ، وأَصْلُــه غِدْوٌ كفِلْسٍ لَكِن حُذِفَتِ اللامُ وجُعِلت الدالُ حَرْف إعْراب؛ قالَ الشاعرُ:
لَا تَعْلُواها وادْلُواها دَلْواً
إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاه غَدْوَا (وَهُوَ) ، أَي المَنْسوب إِلَى الغَدِ، ( {غَدِيٌّ) ، على الــأصْلِ، (و) إِن شِئْتَ (} غَدَوِيٌّ) بإثْباتِ الواوِ.
( {والغادِيَةُ: السَّحابَةُ تَنْشَأُ غُدْوَةً) ؛) وَفِي الصِّحاح: صَباحاً.
(أَو مَطْرَةُ الغَداةِ) ، هَذَا قولُ اللّحْياني.
وقيلَ لابْنةِ الخُسِّ: مَا أَحْسَنُ شَيْء؟ قَالَت: أَثرُ} غادِيَةٍ فِي إثرِ سارِيَةٍ فِي مَثياء رابيَةٍ؛ والجَمْعُ {الغَوادِي، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
من قبل أَن تَرْشَفَ شمْسُ الضُّحَى
رِيقَ الغَوادِي من ثغورِ الأقَاحِ (} والغَداءُ) ، كسَحابٍ: (طَعامُ الغُدْوَةِ) .
(وَفِي الصِّحاح: الطّعامُ بعَيْنِه، وَهُوَ خِلافُ العَشاءِ؛ (ج {أَغْدِيَةٌ.
(} وتَغَدَّى أَكَلَ أَوَّلَ النَّهارِ، {كغَدِيَ، كرَضِيَ) ، غداءً، وَهَذِه عَن ابْن القطَّاع.
(} وغَدَّيْتُه {تَغْدِيَةً) :) أَطْعَمْتُه فِي ذلكَ الوقْتِ، (فَهُوَ} غَدْيانُ، وَهِي {غَدْيا) ، وأَصْلُــها الواوُ لَكِن قُلِبَتْ اسْتِحْساناً لَا عَن قوّةِ علَّةٍ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
قَالَ الجَوْهرِي: إِذا قيلَ لكَ ادْنُ} فتَغَدَّ، قلتَ: مَا بِي من {تَغَدَ وَلَا تَعَشِّ، وَلَا تَقُل مَا بِي} غَدَاءٌ وَلَا عَشاءٌ، لأنَّه الطَّعامُ بعَيْنِه.
(وأَبو! الغادِيَةِ: يَسارُ بنُ سَبُعٍ) الجهنيُّ (صَحابيٌّ) بايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ قاتِلُ عمَّار بن ياسِرٍ، رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، مَذْكُور فِي تاريخِ دِمَشْق. وَفِي الصَّحابةِ: أَبو الغادِيَةَ المُزَنِي، قيلَ هُوَ غَيْرُ الأوّل، وقيلَ: هُوَ مُخْتَلف فِي اسْمِه.
( {والغادِي: الأسَدُ) } لغُدوِّه على الصَّيْد.
( {والغَدَّاءُ بنُ كَعْبٍ) بنِ بهوشِ بنِ عامرِ بنِ غنمة بنِ ثَعْلَبَة بنِ تيمِ اللهِ، (مُشدَّدٌ) ، وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بنِ عرْوَةَ الشاعِرِ.
(وَمَا تَرَكَ مِن أبيهِ} مَغْدًى وَلَا مَراحاً {ومَغْداةً وَلَا مَراحَةٌ) ، أَي (شَبَهاً) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والغَدَوِيُّ، كَعَربِيَ: كلُّ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ) من الإبِلِ والشاءِ، عَن أبي عُبيدَةَ؛ (أَو خاصٌّ بالشَّاءِ) ، كَذَا هُوَ فِي لغَةِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَو) هُوَ (أَنْ يُباعَ البَعيرُ أَو غيرُهُ بِمَا يَضْربُ الفَحْلُ، أَو أَنْ تُباعَ الشَّاةُ بِمَا نَزَا بِه الكَبْشُ) .
(وَفِي الصِّحاح: أَنْ يُباعَ الشيءُ بِمَا نَزَا بِهِ الكَبْشُ ذلكَ العامَ؛ قالَ الفَرَزْدَق:
ومُهورُ نِسْوتِهِمْ إِذا مَا أَنْكَحوا {غَدَوِيٌّ كلّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِقالَ: مَنْسوبٌ إِلَى غَدٍ كأَنَّهم يمنونه فيقولونَ: تَضَعُ إِبلُنا فنُعْطِيك} غَداً.
وَفِي النهايَةِ فِي حديثِ يَزِيد بنِ مُرَّة: نُهِي عَن {الغَدَوِيِّ، وَهُوَ كلُّ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، كانَ الرَّجلُ يَشْتري بالجَمَلِ أَو العَنْز أَو الدَّراهمِ مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، وَهُوَ غَرَرٌ فنُهِي عَنهُ، انتَهَى؛ وَقَالَ الشاعِرُ:
أَعْطَيْت كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ} بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِوعاجِلاتِ آجلِ السِّخَالِفي حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأقْفالِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {الغُدَى، كهُدَى: جَمْعُ غُدْوَةٍ، وَمِنْه قولُ الشاعِر:
} بالغُدَى والأَصائِلِ ونقلَ شيْخُنا فِي {الغَدْوَة الفَتْح والكَسْر، فَهُوَ مُثَلَّثٌ، قالَ: والفَتْح مَشْهورٌ والكَسْر قَليلٌ أَو مُنْكرٌ.
وقالَ ابنُ الأَثير:} الغَدْوَةُ، بالفَتْح، المرَّةُ من {الغُدُوِّ، وَهُوَ سَيْرُ أَوَّلِ النَّهارِ، ويُقابِلُها الرَّوْحَة ويُسَمَّى السُّحُور غَدَاء لأنَّه للصَّائم بمنْزِلَتِه للمُفْطِرِ؛ وَمِنْه} تغَدَّى فِي رَمَضانَ أَي تَسَحَّرَ.
{والغَداءُ: رَعْيُ الإِبِلِ فِي أوَّلِ النَّهارِ، وَقد} تَغَدَّتْ؛ عَن أَبي حنيفَةَ.
وَهُوَ ابنُ {غَداتَيْنِ: أَي ابنُ يَوْمَيْن.
وارْكَبْ إِلَيْهِ} غُدَيَّة، كسُمَيَّة، تَصْغِيرُ {غَداةٍ.
وامْرأَةٌ} غَدْيانَةٌ عَشْيانَةٌ، نقلَهُ الزَّمَخْشري.
وأَتَيْته {غُدَيَّانات، على غيرِ قِياسٍ، كعُشَيَّانات، حَكَاهُما سِيْبَوَيْه، وقالَ: هُما تَصْغيرٌ شاذٌّ.
(و) } غادِيَةُ بنْتُ قَزَعَةَ، امْرأَةٌ من بَنِي دُبَيْرٍ.
وَأَبُو {الغادِي: الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ رَوَى عَنهُ الحاكِم.
وأَبو السيَّار} غادِي بنُ سندٍ كتَبَ عَنهُ السَّلفِي.

هبو

هبو:
هبّا: أجاع، قطع الغذاء (بقطر) تهبّا: استحال إلى غبار (باين سميث 861).
هـ ب و : الْهَبَاءُ بِالْمَدِّ دُقَاقُ التُّرَابِ وَالشَّيْءُ الْمُنْبَثُّ الَّذِي يُرَى فِي ضَوْءِ الشَّمْسِ. 
هبو: {هباء}: ما يدخل البيت من الكوة مثل الغبار إذا طلعت عليه الشمس وليس له مس ولا يُرى في الظل. {هباء منبثا}: أي ترابا منتشرا. والهباء المنبث: ما سطع من سنابك الخيل، وهو من الهبوة. والهبوة: الغبار.

هبو

1 هَباَ الرَّمَادُ

, (JK, TA,) aor. ـْ (TA,) The ashes became mixed with dust, and extinguished: (JK, TA:) and هَباَ الجَمْرُ. (M, art. رمد.) هُبَةٌ

: see أَهْبَةٌ.

هَبْوَةٌ Dust rising, or spreading, in the sky like smoke. (JK.) هَبَآءٌ The motes that are seen in the rays of the sun: (TA:) see an ex. voce غُثَآءٌ.
هـ ب و

سطعت الهبوة والهبوات. وصار هباءً وهو دقاق التراب الساطع في الجوّ كالدخان وما ينبث في ضوء الشمس. وتراب ورماد هاب. قال مالك بن الرّيب:


ترى جدثاً قد جرّت الريح فوقه ... تراباً كلون القسطلانيّ هابيا

وهبا الغبار يهبو. وأهبى الفرس: أثار الغبار.

هبو


هَبَا(n. ac. هُبُوّ)
a. Rose, flew about (dust).
b. Fled, ran away.
c. Died; turned to ashes.

أَهْبَوَa. Raised ( the dust ).
تَهَبَّوَa. Shook his hands.

هَبْوَة []
a. Dust-cloud; whirlwind.
b. Dust-colour.

هَابٍ (pl.
هُبَّى [] )
a. Dusty; hidden by the dust.

هَبَآء [] (pl.
أَهْبَاْو]
a. Dust; motes, specks.

هُبَايَة []
a. Bark ( of a tree ); liber, sap-wood.

مُتَهَبٍّ [ N.
Ag.
a. V], Weak-sighted.

أَلهَابِي
a. The grave, the dust.

هَبَيّ
a. Boy, lad.

هَبَيَّة
a. Girl, lass.
هبو وهبى الهبو حي من الأحياء. والهبوة غبار ساطع في السماء كأنه دخان. وهبا يهبو سطع. وهبا الرماد اختلط بالتراب وهمد. وتراب هاب. والهباء المنبث ما تراه في ضوء الشمس في البيت. والإهباء إهباء الزوبعة. ومر يتهبى أي يمشي اختيالاً، وقيل بلا معنى. ويقال للضعيف البصر متهب. وإذا جاء خائفا قيل جاء يتهبى. وهبا يهبو هبواً مشى مشياً بطيئاً. ويقال للصبي هبي؛ وللصبية هبية. وهبى نجم قد حال الهباء دونها، الواحد هاب، وأنشد
كعين الكلب في هبى قباع
وذهبت الريح بهبابة الشجرة: وهي قشرها، كأنها مما تهبو به الريح: أي تذهب به.
بهو البهو البيت المتقدم أمام البيوت، والجميع أبهاء. وكناس واسع للثور. ومن كل شيء حامل مقيل الولد بين الوركين. والبهي السني 113أ. والبهاء ما علا العين حسنه، والفعل بها يبهي؛ وبهو يبهو بهاء، وبهي يبهى بهاءة. وفي الحديث " أبهوا الخيل " أي عطلوها. وباهاني فبهوته وبهيته أي كنت أبهى منه. وأبهيت الإناء فرغته. والبيت الخالي باه. و " المعزى تبهى ولا تبنى " يضرب لمن يضر ولا ينفع. وهو من أبهيت البيت إذا خرقته، وبيت مبهى. وبهأت بالشيء أنست به، فأنا أبهؤ به بهوءاً - مهموز -، وبهئت به مثله. ونافة بهاء وهي التي إذا حلبت سكنت. وفي الحديث " دعا بإناء يربض الرهط فحلب ثجا حتى علاه البهاء " أي الرغوة. وهو في النتاج إذا عظم بطنها، وقد أبهت فهي مبهية، ونوق مباه، وناقة بهي.
الْهَاء وَالْبَاء وَالْوَاو

الهَبْوَةُ: الغبرة.

والهَباءُ: الْغُبَار، وَقيل: هُوَ غُبَار شبه الدُّخان، وَالْجمع أهْباءٌ على غير قِيَاس، وأهباءُ الزوبعة: شبه الْغُبَار يرْتَفع فِي الجو.

وهَبا يَهْبُو هُبُوًّا: سَطَعَ.

والهَباءُ: دقاق التُّرَاب ساطعه ومنثوره على وَجه الأَرْض.

وأهْبَى الْفرس: آثَار الهَباءَ، عَن ابْن الجني. وهَبا الرماد يَهْبُو: اخْتَلَط بِالتُّرَابِ وهمد.

والهَباءُ: مَا ترَاهُ فِي ضوء الشَّمْس فِي الْبَيْت فِي الْحر شَبِيها بالغبار، وَقَوله عز وَجل: (فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثوراً) تَأْوِيله أَن الله تَعَالَى أحبط أَعْمَالهم حَتَّى صَارَت بِمَنْزِلَة الهَباءِ المنثور، وَقَوله:

يَكونُ بِها دَليلُ القَوْمِ نَجْماً ... كَعَينِ الكَلْبِ فِي هُبَّى قِباعِ

قَالَ ابْن قيبة فِي تَفْسِيره: شبه النَّجْم بِعَين الْكَلْب لِكَثْرَة نُعَاس الْكَلْب، لِأَنَّهُ يفتح عَيْنَيْهِ تَارَة ثمَّ يغضي، فَكَذَلِك النَّجْم يظْهر سَاعَة ثمَّ يخفي بالهَباءِ، وهُبًّى: نُجُوم قد استترت بالهباء، وَاحِدهَا هابٍ، وقباع: قابعة فِي الهَباءِ أَي دَاخِلَة فِيهِ.

والهَباءُ من النَّاس: الَّذين لَا عقول لَهُم.

والهَبْوُ: الظليم.
هـبو
هبا يهبُو، اهْبُ، هَبْوًا وهُبُوًّا، فهو هابٍ
• هبا الغبارُ: ثار وارتفع.
• هبا العطرُ: سطَع "هبت رائحة العطور النِّسائيّة".
• هبا الرَّمادُ: اختلط بالتُّراب وهمد. 

هَباء [مفرد]: ج أهْباء وأَهْبيَة:
1 - غبار، تراب تطيِّره الرِّيحُ ويلزق بالأشياء، أو ينبثُّ في الهواء فلا يبدو إلاّ في ضوء الشَّمس "هَباء الزَّوبعة".
2 - ما تطاير في البيت وتراه في ضوء الشَّمس شبيهًا بالدُّخان، ويُضرب به المثل لما لا يُعتدّ به " {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا. فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} " ° ذهَب عملُه هَباءً: أي: هدرًا، انتهى إلى لا شيء، بدون جدوى.
3 - قليلو العقل من النَّاس.
• هَباء جَوِّيّ: (كم) مزيج غازيّ معلَّق من ذُرَيْرات صلبة أو سائلة. 

هَباءَة [مفرد]: قطعة من الهباء. 

هَبْو [مفرد]:
1 - مصدر هبا.
2 - ما همَد من لهيب النَّار قدر ما يستطيع الإنسان أن يقرِّب يده منها. 

هَبْوَة [مفرد]: ج هَبْوات وهَبَوات وأهْباء: ريحٌ تهبُّ بالغبار فيرتفع في الجوِّ "عطَّلت سفرَنا أهباءُ الزَّوبعة". 

هُبُوّ [مفرد]: مصدر هبا. 
باب الهاء والباء و (وا يء) معهما هـ ب و، ب هـ و، وهـ ب، هـ ي ب، هـ وب، ب وهـ، أب هـ، أهـ ب

هبو: الهَبْوَةُ: غبار ساطع في الهواء كأنَه دخانٌ. يقال: هبا يَهْبُو هَبْواً، قال :

في قِطَعِ الآلِ وهَبْوات الدُّقَقْ

وهبا الرّمادُ يَهْبو هَبْواً إذا اختلط بالتُّراب، وترابٌ هابٍ، قال:

تَرَى جَدَثاً قد جرت الزيح فوقَهُ ... تُرابا كُلْونِ القَسْطَلانيِّ هابيا والهَباءُ دُقاقُ التُّراب ساطعُه ومنشورُه على وجه الأرض. والهَباءُ المُنْبَثّ ما يظهر في الكُوَي من ضوء الشمّس

بهو: البَهْوُ: البيتُ المُقَدًّم أمامَ البُيوت، والجميع: الأبهاء. والبَهْو، كِناسٌ واسع يتّخذه الثَّوْرُ في أَصْل الأَرْطَى، قال:

أَجْوَفَ بَهَّي بَهْوَهُ فاستوسعا

والبَهْوُ من كل حامل: مقبل الواد بين الوَرِكَيْنِ. والبَهِيُّ الشّيءُ ذو البهاء مما يملأُ العَيْنَ رَوْعُهُُ وحُسْنُهُُ. بَها يَبْهَى، وبَهْوَ يَبْهو بَهاءً.

وفي الحديث: أَبْهُوا الخَيْل

، أي: عَطِّلوها، فقد وضعت أوزارها، قال هذا عند الفتح . وأَبْهَيْتُ الإِناء: فَرَّغْتُه، والبيت الخالي: باهٍ: [ومن أمثالهم] : المِعْزَي تَبْهِي ولا تُبْيِني أي: تُخرّق الخيامَ وتُعطِّلها، وأَبْنَيْته: أعطيته بيتاً.

وهب: وَهَبَ الله لك الشَّيءَ، يَهَبُ هِبَةً. وتَواهَبَهُ النّاسُ بينهمُْ، والموهوبُ: الوَلَد، ويجوز أن يكون ما يُوهب لك.

وعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. لقد هَمَمْتُ ألاّ أَتَّهِبَ إلاّ من قُرَشيّ، أو أَنْصاريّ. أو ثقفيّ ،

أي: لا أقبل هِبَةٌ إلاّ من هؤلاء. هيب: الهابُ: زَجْرُ الإِبِل عندَ السَّوْق، يُقال: هابِ هابِ، وقد أهابَ بها الرَّجل، قال :

والزَّجْرُ هابِ وهَلاَ تَرَهَبُّهْ

وقال :

أهِيبا بها يا ابنَيْ صباح فإنّها ... جَلَتْ عنكما أعناقها لون عِظْلم

والهَيْبةُ: إجلالٌ ومَهابة. ورجلٌ هَيُوبٌ: جبان يخاف كلّ شيء. والمَهِيبُ الّذي يُرَى له هَيْبة.

هوب: الهَوْبُ: الأَحْمَقُ الكثيرُ الكلام، والجميع: أهواب

بوه: البُوهةُ: ما طارتْ به الرّيح من جُلال التُّراب. يُقال: هو أهونُ عليه من صُوفةٍ في بُوهةٍ. والبُوهةُ: الضَّعيفُ من الرِّجال، الطّائش. قال:

أيا هِندُ لا تَنْكِحي بُوهةً ... [عليه عَقيقتُهُ أحْسَبا]

. والباهُ: الحُظوة في النِّكاح. ومن كلامهم: طلبْنَ الجاه إذْ فاتَهُنَّ الباهُ.

وفي الحديث: أن أمرأةً مات عنها زوجُها فمر بها رجلٌ وقد تَزَيَّنَتْ للباه

أي: للنكاح.

أبه: الأُبَّهَةُ: العَظَمَةُ،

وفي الحديث: ما فَعَلَتْ أَبَّهَتُكُمْ.

ويقال: للأبح: أبه أهب: الأُهْبَةُ: العدّة، وجمعُها: أُهَبٌ] . وتَأَهَّبُو للمسّير: أخذوا أُهْبَتَهُ. [والإِهابُ: الجلد، وجَمْعُهُ: أُهُبٌ]
هبو
: و ( {الهَبْوَةُ: الغَبَرَةُ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه. والجَمْعُ} هَبَواتٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهري لرُؤْبة: تَبْدُو لنا أَعْلامُه بعدَ الغَرَقْ
فِي قِطَعِ الآلِ {وهَبْواتِ الدُّقَقْقالَ ابنُ برِّي: الدُّقَقُ مَا دَقَّ مِن التُّرابِ، والواحِدُ مِنْهُ الدُّقَّي كَمَا تقولُ الجُلَّى والجُلَلِ.
وَفِي حديثِ الصَّوْم: (وَإِن حالَ بَيْنَكم وبَيْنه سَحابٌ أَو} هَبْوَةٌ فأَكْمِلُوا العِدَّة) أَي دون الهِلالِ.
( {والهَباءُ) ، كسَماءٍ: (الغُبارُ) مُطْلقاً، (أَو) غُبارٌ (يُشْبِهُ الدُّخَانَ) ساطِعٌ فِي الهَواءِ.
(و) قيلَ: هُوَ (دُقاقُ التُّراب ساطِعةً ومَنْثُورَةً على وَجهِ الأرضِ) .
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: هُوَ التُّرابُ الَّذِي تُطَيِّرُه الرِّيح فتَراهُ على وُجُوهِ الناسِ وجُلُودِهم وثيابهم يَلْزَقُ لُزوقاً، وقالَ: أَقولُ أَرَى فِي السَّماءِ} هَباءً، وَلَا يقالُ يَوْمُنا ذُو هَباءٍ وَلَا ذُو! هَبْوةٍ.
وَفِي الصِّحاح: هُوَ الشَّيءُ المُنْبَثُّ الَّذِي تَراهُ فِي البَيْتِ مِن ضَوءِ الشمْسِ، وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {فجعَلْناه هَباءً مَنْثوراً} ، أَي صارَتْ أَعْمالُهم بمنْزلَةِ الهَباءِ المَنْثور.
وَنقل الأزْهري عَن أَبي إسْحاق: مَعْناه أَنَّ الجِبالَ صارَتْ غُباراً، وقيلَ الهَباءُ هُوَ مَا تُثِيرُه الخَيْلُ بحوافِرِها مِن دُقاقِ الغُبارِ؛ وقيلَ لمَا يَظْهَر فِي الكُوَى مِن ضَوْءِ الشمْسِ (و) مِن المجازِ: الهَباءُ: (القَلِيلُو العُقولِ من النَّاسِ) ؛ وَبِه فُسِّر حديثُ الحَسَن: (ثمَّ اتَّبَعه من النَّاسِ {هَباءٌ رَعاعٌ) .
قَالَ ابنُ سِيدَه: هُم الَّذين لَا عُقولَ لَهُم.
وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ فِي الــأصْلِ مَا ارْتَفَعَ مِن تَحْت سَنابِكِ الخَيْل، والشيءُ المُنْبَثُّ الَّذِي تَراهُ فِي الشمسِ فشَبّه بهَا أَتْباعَه. (ج أَهْباءٌ) على غيرِ قِياسٍ، وَمِنْه} أهْباءُ الزَّوْبَعةِ لمَا يَرْتفِعُ فِي الجوِّ.
(و) يقالُ للغُبارِ إِذا ارْتَفَعَ: ( {هَبَا) } يَهْبُو ( {هُبُوًّا) ، كعُلُوَ، أَي (سَطَعَ،.
(و) هَبَا أَيْضاً: (فَرَّ) ، عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) أَيْضاً: (ماتَ) ؛ عَنهُ أَيْضاً.
(} وأَهْبَى الفَرَسُ) {إهْباءً: (أَثارَ} الهَباءَ) ؛ عَن ابنِ جنِّي.
( {والهابِي: تُرابُ القَبْرِ) ؛ وأَنْشد الأصْمعي:
} وهابٍ كجُثْمانِ الحَمامةِ أَجْفَلَتْ
بِهِ رِيحُ تَرْجٍ والصَّبا كلّ مُجْفَلِ (وَفِي الحديثِ: أنَّ سُهَيْلَ بنَ عَمْرو (جاءَ {يَتَهَبَّى) كأنَّه جَمَلٌ آدَم (أَي) جاءَ فارِعاً (يَنْفُضُ يَدَيْهِ) ؛ قالَهُ الأصْمعي: وَهَذَا كَمَا يقالُ: جاءَ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه.
(ونُجومٌ} هُبَّى، كرُبَّى) : أَي ( {هابِيَةٌ) قد (اسْتَتَرَتْ بالهَباءِ) ، واحِدُها} هابٍ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الشاعرِ، وَهُوَ أَبُو حَيَّة النميري أَنْشَدَه أَبو الهَيْثم:
يكونُ بهَا دَليلَ القَومِ نَجْماً
كعَينِ الكَلْبِ فِي! هُبًّى قِباعِ قِباعٌ بكسْر القافِ: القَنافِذُ، الواحِدُ قباع.
قالَ ابنُ قتيبَةَ فِي تَفْسِيرِه: شبّه النّجْم بعَيْنِ الكَلْبِ لكثْرةِ نعاسِ الكَلْبِ لأنَّه يَفْتَح عَيْنَيْه تارَةً ثمَّ يَغْفَى، فكذلكَ النَّجمْم يَظْهَر ساعَةً ثمَّ يَخْفَى بالهَباءِ، وقِباعٌ: قابعة فِي الهَباءِ أَي داخِلَةٌ فِيهِ.
وَفِي التَّهذيبِ: وَصَفَ النَّجْمَ الهابي الَّذِي فِي {الهَباءِ فشَبَّهه بعَيْنِ الكَلْبِ نَهَارا، وذلكَ أَنَّ الكلْبَ بالليْلِ حارِسٌ، وبالنهارِ ناعِسٌ، وعَيْنُ الناعِسِ مُغْمِضة، ويَبْدو من عَيْنَيْه الخَفاءُ، فكذلكَ النَّجْم الَّذِي يُهْتَدى بِهِ هُوَ} هابٍ كعَيْنِ الكلْبِ فِي خَفائِه، وقالَ فِي {هُبًّى: هُوَ جَمْعُ هابٍ كغَزًّى جَمْع غازٍ، والمَعْنى أنَّ دَليلَ القَوْمِ نَجْمٌ هابٍ، فِي هُبًّى تَخْفى فِيهِ إلاَّ قَلِيلا مِنْهُ، يَعْرفُ مِنْهُ الناظِرُ أَيَّ نَجْمِ هُوَ، وَفِي أَيِّ ناحِيَةٍ هُوَ فيَهْتدِي بِهِ، وَهُوَ فِي نُجومٍ هُبًّى أَي} هابِيَةٍ إلاَّ أَنَها قِباعٌ كالقَنافِذِ إِذا قَبَعَتْ فَلَا يُهْتَدَى بِهَذِهِ القِباع. إنَّما يُهْتَدَى بِهَذَا النَجْمِ الواحِدِ الَّذِي هُوَ هابٍ غَيْر قابِعٍ فِي نُجومٍ هابِيَةٍ قابِعَةٍ، وجمعَ القابِعَ على قِباعٍ كصاحِبٍ وصِحابٍ. ( {والمُتَهَبِّي) : الرَّجُلُ (الضَّعيفُ البَصَرِ) ، كأنَّه غطى بَصَره بالهَباءِ.
(} والهَبْوُ) ، بِالْفَتْح: (حَيٌّ) مِن العَرَبِ؛ ومَرَّ لَهُ فِي الهَمْز بِعَيْنِه.
( {والهَباءَةُ) ، كسَحابَةٍ: (أرْضٌ لغَطَفانَ وَلها يَوْمٌ) .
قَالَ الجَوْهرِي: يَوْمُ} الهَباءَة لِقَيْسِ بنِ زهيرٍ العَبْسي على حُذيفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزَاري قَتَلَه فِي جفرِ الهَباءَةِ، وَهُوَ مُسْتَنْقع بهَا.
وَقَالَ ياقوتُ: قُتِلَ بهَا حذيفَةُ وأَخُوه بَدْر.
وقالَ عرَّام: الجَفْر جَبَلٌ فِي بلادِ بَني سُلَيْم فَوْق السّوارقيةِ وَفِيه ماءٌ يقالُ لَهُ الهَباءَةُ، وَهِي أَفْواهُ آبارٍ كَثِيرة مُخَرَّقة الأسافِلِ يفرغُ بعضُها فِي بعضٍ الماءَ العَذْبَ الطيِّبَ، ويُزْرَعُ عَلَيْهَا الحِنْطَةُ والشَّعيرُ وَمَا أَشْبَهه؛ وقرأْتُ فِي الحَماسَةِ لقيسِ بنِ زهيرٍ:
تعلّم أَنَّ خَيْرَ الناسِ مَيتٌ
على جَفْرِ الهَباءَةِ لَا يريمُولَوْلا ظُلْمه مَا زِلْتُ أَبْكِيعليه الدّهْر مَا طَلَعَ النّجُومُولكِنَّ الفَتَى حَمْل بن بَدْر
بَغَى والبَغْيُ مَصْرعُه وَخِيمُأَظنُّ الحلْمَ دلَّ عليَّ قَوْمِي
وَقد يُسْتَجْهل الرَّجُلُ الحَلِيمُومارَسْتُ الرِّجالَ ومارَسُوني
فَمُعْوَجٌّ عليَّ ومُسْتَقِيم (! وهَبِي) ، بكسْر الموحَّدَةِ المُخَفَّفة: (زَجْرٌ للفَرَسِ، أَي) تَوسَّعِي و (تَباعَدِي) ، قَالَ الكُمَيْت: نُعَلِّمها هَبِي وهَلا وأَرْحِبْ
وَفِي أَبْياتِنا ولَنا افْتُلِينا ( {والهَبَيُّ، بِفَتْح الهاءِ والباءِ) مَعَ تَشْديدِ الياءِ: (الصَّبيُّ الصَّغيرُ وَهِي} هَبَيَّةٌ) ؛ كَذَا نَصُّ المُحْكَم، وَقد غفلَ عَن اصْطِلاحِه هُنَا سَهْواً.
قالَ ابنُ سِيدَه: حكَاهُما سِيبَوَيْهٍ قالَ: ووَزْنها فَعَلٌّ وفَعَلَّةٌ، وليسَ أصْل فَعَلّ فِيهِ فَعْلَلاً وإنَّما بُني مِن أَوَّل وَهْلَةٍ على السّكونِ، وَلَو كانَ الــأَصْل فَعْلَلاً لقلْت {هَبْياً فِي المُذكَّر} وهَبْياةً فِي المُؤنَّث، قالَ: فَإِذا جمعْتَ هَبَيًّا قلْت هَبائيٌّ لأنَّه بمنْزلَةِ غَيْر المُعْتل نَحْو مَعدّ وجُبُنّ.
وَفِي الصِّحاح: {الهَبَيُّ} والهَبَيَّةُ الجارِيَةُ الصَّغيرَةُ، وَلم يَضْبِطهما، وَهُوَ فِي أَكْثرِ نسخِها كغَنِيَ وغَنِيَّةٍ؛ والصَّوابُ مَا للمصنِّفِ.
( {وهُبايَةُ: الشَّجَرِ بالضمِ قِشْرُها) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَهْبَى الغُبارَ: أَثارَهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه أَهْبَى الفَرَسُ التُّرابَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ جنِّي:
أَهْبَى الترابَ فَوْقَه {إهْبَايا جاءَ} بإهْبابا على الــأصْل؛ وَهِي {الأَهابيّ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:
أَهابِيَّ سَفْساف منَ التُّرْبِ تَوْأَم} وهَبَا الرَّمادُ! يَهْبُو: اخْتَلَطَ بالتُّرابِ وهَمَدَ.
قالَ الأصْمعي: إِذا صارَتِ النارُ رَماداً قيلَ {يَهْبُو، وَهُوَ} هابٍ غَيْر مَهْمَوز.
قَالَ الْأَزْهَرِي: فقد صَحَّ {هَبَا للتُّرابِ وللرَّمادِ مَعاً.
قْلت: وَمِنْه} هَبْو النَّار لمَا هَمَدَ مِن لَهيبها قَدْرَ مَا يَسْتَطِيعُ إنْسانٌ أَن يقربَ يَدَه مِنْهَا، وَهُوَ اسْتِعْمالٌ عاميٌّ، وَلَكِن لَهُ أَصْلٌ صَحِيحٌ.
{وهَبَا} يَهْبُو: إِذا مَشَى مَشْياً بَطِيئاً؛ وَمِنْه التَّهَبِّي لمَشْي المُخْتالِ المُعْجَب؛ نقلَهُ ابنُ الْأَثِير.
وموضِعٌ {هابِي التُّراب: كأَنَّ تُرابَه مِثْل} الهَباءِ فِي الدِّقَّة.
{والهابِي مِن التُّراب: مَا ارْتَفَعَ ودَقَّ؛ وَمِنْه قولُ هَوْبرٍ الحارِثي:
تَزَوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أُذْنَيْهِ ضَرْبةً
دَعَتْه إِلَى} هابي التُّرابِ عَقِيم {والهَبْوُ: الظَّليمُ.
} وتَهْبِيةُ الثَّريدِ: تَسْوِيَتهُ.
{والهَبَاتَانِ: مَوْضِعٌ، عَن ياقوت.

حنظل

حنظل: تحنظل: صار مرا كالحنظل (الماتريدي ص99) حيث صواب قراءتها تحنظلت بد فحنظلت.
حنظل: الحَنْظَلُ معروفٌ. 
الحاء والذال
حنظل
حَنْظَل [جمع]: مف حَنظَلة: (نت) نبتٌ مفترشٌ من الفصيلة القرعيّة ثماره في حجم البرتقالة ولونها خضراء مُرَقَّشة أو صفراء وخضراء منقّطة بحجم الليمون، فيها لُبٌّ شديدُ المرارة، وهو مُسْهِلٌ شديد "أمرّ من الحنظل- أكل/ شرب الحنظلَ ليتداوى به- طعمُه/ كلامُه مُرٌّ كالحنظل". 

حنظل: الحَنْظَل: الشجر المُرُّ، وقال أَبو حنيفة: هو من الأَغْلاث،

واحدته حَنْظَلة. الجوهري: الحَنْظَل الشَّرْيُ. وقد حَظِل البعيرُ، بالكسر،

إِذا أَكثر من الحَنْظَل، فهو حَظِلٌ، وإبل حَظَالى. قال ابن سيده:

الحنظل شجر اختلف في بنائه فقيل ثلاثي، وقيل رباعي. وبعيرٌ حَظِل: يَرْعَى

الحَنْظَل، قال: وليس هذا مما يشهد أَنه ثلاثي، أَلا ترى إِلى قول

الأَعرابية لصاحبتها: وإِن ذكرت الضَّغَابيس فإِنِّي ضَغِبة؛ ولا محالة أَن

الضَّغَابِيس رُبَاعيٌّ، لكنها وقفت حيث ارْتَدَع البناءُ، وحَظِلٌ مثله وإِن

اختلفت جهتا الحذف؟ وقال أَبو حنيفة: حَظِلَ البعيرُ فهو حَظِلٌ رَعَى

الحَنْظَل فَمَرِض عنه. قال الأَزهري: بعير حَظِل إِذا أَكل الحَنْظَل،

وقَلَّما يأْكله، وهم يحذفون النون فمنهم من يقول: هي زائدة في البناء،

ومنهم من يقول: هي أَصلــية والبناء رباعي، ولكنها أَحَقُّ بالطرح لأَنها أَخف

الحروف، قال: وهم الذين يقولون قد أَسْبَلَ الزَّرْعُ، بطرح النون، ولغة

أُخرى قد سَنْبَلَ الزَّرْعُ. والحَمْظَل: الحَنْظَل، ميمه مُبْدَلة من

نون حَنْظَل. وذات الحَنَاظِل: موضع.

وحَنْظَلة: اسم رجل. وحَنْظَلة: قبيلة. قال الجوهري: حَنْظَلة أَكْرَمُ

قبيلة في تميم، يقال لهم حَنْظَلة الأَكرمون وأَبوهم حَنْظَلة بن مالك بن

عمرو ابن تميم.

حنظل
الحَنْظل م معروفٌ كلامُه صريحٌ فِي كَونه رُباعيّاً وَالَّذِي صَرَّح بِهِ أئمَّةُ العَرييَّة أَن النونَ زائدةٌ، لقولِهم: حَظِلَ البَعِيرُ: إِذا مَرِض مِن أَكْلِ الحَنْظَلِ، وَكَذَلِكَ ذكره أئمَّةُ الصَّرْفِ واللغةِ، كالجوهريّ والصاغاني فِي ح ظ ل. قَالَ شيخُنا: وصَرَّح بزِيادتها الشيخُ ابنُ مَالك، وَأَبُو حَيّان، وابنُ هِشام، وغيرُ واحدٍ. انْتهى. قلت: قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هَذَا ممّا يَشْهَد بِأَنَّهُ ثُلاثِيٌّ، أَلا تَرَى قولَ الأعرابيّة لِصاحِبَتها: وَإِن ذَكَرتِ الضَّغابِيسَ فَإني ضَغِبَةٌ. وَلَا مَحالَةَ أَن الضَّغابِيسَ رُباعِيٌّ، وَلكنهَا وَقَفَتْ حَيْثُ ارتَدَعَ البِنَاءُ، وحَظِلٌ مِثلُه، وَإِن اختَلَفَت جِهتا الحَذْف.
قلت: فَهَذَا هُوَ الجوابُ عَن المصنِّف فِي ذِكرها هُنَا. هُوَ أنواعٌ، وَمِنْه ذَكَرٌ وَمِنْه أنثَى، والذَّكَر لِيفِيٌّ والأنثَى رِخْوٌ أبْيَضُ سَلِسٌ. المُخْتارُ مِنْهُ أصْفَرُه وَالَّذِي فِي القانون للرئيس أَن المُختارَ مِنْهُ هُوَ الأَبيضُ الشَّديدُ البياضِ اللَّينُّ، فإنّ الأسوَد مِنْهُ رَديءٌ، والصُّلْبَ رديءٌ، وَلَا يُجْتَنَى مَا لم يَأخُذْ فِي الصُّفْرة، وَلم تَنْسَلِخْ عَنهُ الخُضْرَةُ بتَمامِها، وإلّا فَهُوَ ضارٌّ رَدِيءٌ. شَحْمه يُسهِلُ البَلْغَمَ الغَلِيظَ المُنصَبَّ فِي المَفاصِلِ والعَصَبِ شُرباً مِنْهُ بمِقدار اثنَي عَشَر قِيراطاً أَو إِلْقَاء فِي الحُقَنِ، نافِعٌ للمالِيخُولِيا والصَّرعِ والوَسْواسِ وداءِ الثَّعْلَبِ والجُذام وداءِ الفِيلِ، دَلْكاً على الثَّلاثَة، والنِّقْرِسِ البارِدِ ومِن لَسعِ الأفاعِي والعَقارِبِ، لَا سِيِّما أصْلُــه ونَص القانون: والمُجْتَنَى أخْضَرَ يُسهلُ بإفْراطٍ، ويُقَيِّئ بإفراط ويُكْرِبُ حتّى رُّبما أصْلُــه نافِعٌ للَدْغ الأفاعِي، وَهُوَ من أنفَع الأدْوِية للَدْغِ العَقْرَب، فقد حَكى واحدٌ أَنه سَقَى واحِداً مِن العَرب لَدغَتْه العَقربُ فِي أَرْبَعَة مَواضِعَ، دِرهماً، فبَرأ على المَكان، وَكَذَلِكَ يَنْفَعُ مِنْهُ، طِلاءً. ولِوَجَعِ السِّنِّ تَبَخُّراً بِحَبِّه، ولَقَتْلِ البَراغِيثِ، رَشّاً بطَبيخِه، وللنَّسا دَلْكاً بأَخضَرِه. ويُطْبَخُ أصلُــه مَعَ الخَلِّ ويُتَمَضْمَضُ بِهِ لوَجعِ الْأَسْنَان، ويُطْبَخ الخَل فِيهِ فِي رَمادٍ حارٍّ، وَإِذا طُبخ فِي الزَّيت كَانَ ذَلِك الزَّيتُ قَطُوراً نافِعاً من الدَّوِيِّ فِي الآذان. ويَنْفَع مِن القُولَنْجِ الرَّطْب الرِّيحِيّ، ورُبمّا أسْهَلَ الدَّمَ. ويُحْتَمَلُ فيَقْتُل الجَنِينَ. وَمَا على شَجَرِه حَنْظَلَةٌ واحِدةٌ فَهِيَ قَتَّالَةٌ رديئةٌ، يُتَجَنَّبُ استعمالُها. وحَنْظَلُ بنُ ضِرارِ بن حُصَين:) صَحابِي رَضِي الله عَنهُ، أدْرك الجاهِليَّةَ، رَوى عَنهُ حُمَيدُ بن عبد الرَّحْمَن الحِمْيرِيُّ فَقَط.
وحَنْظَلَةُ أربعةَ عَشَر صحابِيّاً وهم: حَنْظَلَةُ بن أبي حَنْظَلةَ الأنصارِيّ، وحَنْظَلَة بن حِذْيَم، أَبُو عُبيد المالِكي، وحَنْظَلَة بن جُؤَيَّةَ الكِناني، وحَنْظَلَة بن الرَّبيع الأسَيِّدِيّ، وحَنْظَلة السَّدُوسِي، وحَنْظَلةُ بنُ الطُّفَيل السلَمِي، وحَنْظَلَة بن أبي عَامر الأَؤسِي، وحَنْظَلة العَبشَمِي، وحَنْظَلَة بن قَسامَةَ الطَّائِي، وحَنْظَلَة بن قَيس الظَّفَرِيّ، وحَنْظَلة بن قَيس الزرَقي، وحَنْظَلَة بن النُّعمان، وحَنْظَلَة بن هَوْذةَ العامِرِيّ، وحَنْظَلَةُ آخَرُ، غيرُ مَنْسُوب. وخَمسةٌ مُحَدِّثُون مِنْهُم: حَنْظَلَةُ بن سُوَيْد، وحَنْظَلَة الشَّيبانِيُّ، وابنُ خُوَيْلد الغَنَوِيّ، وابنُ نُعَيم العَنْبَرِيّ، وَابْن عُبَيد الله السَّدُوسِي.
هؤُلاءِ تابِعِيُّون. وحَنْظَلةُ بن فتان، أَبُو مُحَمَّد، وحَنْظَلَة أَبُو خَلَدةَ، تابِعِيّان مِن الثِّقاتِ. وحَنْظَلَة بن عليٍّ المَدَنيّ، عَن أبي هُرَيرة. وحَنْظَلَةُ بن أبي سُفيان الجُمَحِي، سَمِع طاوُساً. وحَنْظَلَة بنُ سَبرَهَ الفَزارِى يّ، عَن عَمَّته ابنةِ المُسَيّب. وحَنْظَلَة بن سَلَمَة، عَن عمِّه مُنْقِذ بن حَبَّان العَمِّي.
وحَنْظَلَةُ بنُ عمر الزُّرَقِي المَدَنِي. مُحدِّثون، واقتِصارُ شيخِنا على الخَمْسَة قُصورٌ ظاهِرٌ. حَنْظَلةُ بنُ مالكِ بنِ عَمْرو بن تَمِيمٍ أَكْرَمُ قَبيلةٍ فِي تَمِيم، يُقَال لَهُم: حَنْظَلةُ الأَكْرَمونَ. ودَرْبُ حَنْظَلَة بالرَّيِّ نُسِب إِلَيْهِ بعضُ المُحَدِّثين. والحُنَيظِلَةُ هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب: الحَنْظَلِيَّة، كَمَا فِي العُباب: ماءَةٌ لبَني سَلُولٍ يَرِدُها حاجُّ اليَمامَةِ. وذُو الحَناظِلِ: نُكْرَةُ بن قَيس بن مُنْقِذ بن طَرِيف الأَسَدِيّ فارِسٌ شُجاعٌ لُقِّب بِهِ، لِأَنَّهُ تَقدَّم طَلِيعةً فنَزَل عَن فَرسِه، وجَعل يَجْنِي الحَنْظَل، فأدركه الْعَدو، فمالَ فِي مَتن فَرَسِه والحَنْظَلُ فِي رُدْنِه، وجَعل يُقاتِلُهم والحَنْظَلُ ينتَثِرُ من رُدْنِه، قَالَه الصاغانيُّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حَنْظَلَت الشَّجَرةُ: صَار ثَمَرُها مُرّاً، نَقله أَبُو حيّانَ. وحَنْظَلَةُ: اسمُ النَّبِع المُرسَل أبي أهلِ الرَّسِّ.

حنظل

Q. 1 حَنْظَلَتِ الشَّجَرَةُ The tree became bitter in its fruit [like the حَنْظَل]. (AHei, TA.) حَنْظَلٌ [The colocynth; cucumis colocynthis;] a certain bitter plant; (Msb;) [and its fruit;] well known; (K;) i. q. شَرْىٌ: (S:) n. un. with ة: (S, Msb, K: *) [accord. to Freytag (who refers to Avic. p. 175, and Sprengel. hist. rei herb. vol. i. p. 269,) applied also to the momordica elaterium, or cucumis prophetarum:] there is a male species, and a female; the former fibrous; the latter soft, or easily broken, white, and easy to swallow: (TA:) the choice sort of it is the yellow; (K;) or, accord. to the “ Kánoon ” of the Ra-ees [Ibn-Seenà, from which the description of its properties and uses, in the K and TA, is, with some slight variations, taken], the white, very white, and soft; for the black and the hard are bad, and it is not plucked until it becomes yellow, and the greenness has completely gone from it; (TA:) its pulp attenuates the thick phlegmatic humour that flows upon the joints (K, TA) and tendons, (TA,) when swallowed (K, TA) in the dose of of twelve keeráts, (TA,) or used in the manner of a cluster: it is beneficial for melancholy, and epilepsy, and the [sort of doting termed] وَسْوَاس, and alopecia (دَآء الثَّعْلَب), and elephantiasis (الجُذَام), (K, TA,) and [the disease of the tumid leg, termed] دَآء الفِيل; for these three used by rubbing; and for the cold نِقْرِس [i. e. arthritis, or gout], (TA,) and for the bite of vipers, and the sting of scorpions, especially its root; (K, TA;) for this last being the most beneficial of medicines; a drachm of its root, administered to an Arab stung by a scorpion in four places, being said to have cured him on the spot: that which is plucked green relaxes [the bowels] excessively, and produces excessive vomiting: so in the “ Kánoon: ” (TA:) it is also beneficial for the tooth-ache, by fumigating with its seeds; and for killing fleas, by sprinkling what is cooked thereof; and for the sciatica, by rubbing with what is green thereof: (K, TA:) its root is cooked with vinegar, and one rinses the mouth with it for the tooth-ache; and the vinegar is cooked in it in hot ashes: when cooked in olive-oil, that oil, being dropped [into the ear-hole], is beneficial for ringing in the ears: it is beneficial also for the moist and flatulent colic: and sometimes it attenuates the blood: administered as a suppository in the vagina, it kills the fœtus: (TA:) when the plant bears a single fruit, this is very deadly. (K, TA.) [See also هَبِيدٌ.] Accord. to [many of] the leading authorities among the Arabs, (TA,) the ن in this word is augmentative; (Msb, TA;) because of their saying, حَظِلَ البَعِيرُ, meaning “ the camel became sick from eating حَنْظَل; ” and J and Sgh [and Fei and others] have mentioned it in art. حظل: but ISd says that this is not an evidence of its being radically triliteral; and that حَظِلَ is like ضَغْبَةٌ (as an epithet applied to a woman) from الضَّغَابِيسُ, which must be acknowledged to be radically quadriliteral. (TA.)

سبط

سبط: {والأسباط}: في بني إسرائيل كالقبائل في بني إسماعيل.
(سبط)
سبطا كَانَ سبطا فَهُوَ سبط وسبط

(سبط) فلَان حم فَهُوَ مسبوط

(سبط) سبوطا وسبوطة وسباطة كَانَ سبطا
(س ب ط) : (السُّبَاطَةُ) الْكُنَاسَةُ وَالْمُرَادُ بِهَا فِي الْحَدِيثِ مُلْقَى الْكُنَاسَةِ عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَحَلِّ بِاسْمِ الْحَالِّ عَنْ الْخَطَّابِيِّ (وَالسَّابَاطُ) سَقِيفَةٌ تَحْتَهَا مَمَرٌّ (وَأَسْبَاطُ) عَلَى لَفْظِ (جَمْعِ) سِبْطٍ هُوَ أَبُو يُوسُفَ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ يَرْوِي عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ.

سبط


سَبِطَ(n. ac. سَبَط)
a. Was loose, flowing, lank (hair).

سَبُطَ(n. ac. سَبَاْطَة
سُبُوْط
سُبُوْطَة)
a. see supra.
b.(n. ac. سَبَاْطَة), Was abundant, plentiful.
أَسْبَطَa. Fell down; was prostrate.
b. [Bi], Lay on ( the ground ).
c. Was silent, was cowered.
d. ['An], Neglected (affair).
سِبْط
(pl.
أَسْبَاْط)
a. Tribe ( of the Israelites ).
b. Grandchild.

سَبِطa. Tall.

سَبَاْطa. Fever.

سَبَاْطَةa. Downpour, abundance of rain.

سُبَاْط
G.
a. February.

سُبَاْطَةa. Sweepings.

سَبَّاْط
(pl.
سَبَاْبِيْطُ)
a. Shoe.

سَابَاط
a. Roof ( of a corridor ).
سبط
أصل السَّبْط: انبساط في سهولة، يقال: شَعْرٌ سَبْطٌ، وسَبِطٌ، وقد سَبِطَ سُبُوطاً وسَبَاطَةً وسَبَاطاً، وامرأة سَبْطَةُ الخلقة، ورجل سَبْطُ الكفّين:
ممتدّهما، ويعبّر به عن الجود، والسِّبْطُ: ولد الولد، كأنه امتداد الفروع، قال: وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ
[البقرة/ 136] ، أي: قبائل كلّ قبيلة من نسل رجل، وقال تعالى:
وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً [الأعراف/ 160] ، والسَّابَاطُ: المنبسط بين دارين. وأخذت فلانا سَبَاطِ، أي: حمّى تمطّه، والسُّبَاطَةُ خط من قمامة، وسَبَطَتِ النّاقة ولدها، أي: ألقته.
س ب ط : سَبِطَ الشَّعْرُ سَبَطًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ
سَبِطٌ بِكَسْرِ الْبَاء وَرُبَّمَا قِيلَ سَبَطٌ بِالْفَتْحِ وَصْفًا بِالْمَصْدَرِ إذَا كَانَ مُسْتَرْسِلًا وَسَبُطَ سُبُوطَةً فَهُوَ سَبْطٌ مِثْلُ: سَهُلَ سُهُولَةً فَهُوَ سَهْلٌ لُغَةٌ فِيهِ وَالسِّبْطُ وَلَدُ الْوَلَدِ وَالْجَمْعُ أَسْبَاطٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالسِّبْطُ أَيْضًا الْفَرِيقُ مِنْ الْيَهُودِ يُقَالُ لِلْعَرَبِ قَبَائِلُ وَلِلْيَهُودِ أَسْبَاطٌ وَالسُّبَاطَةُ الْكُنَاسَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالسَّابَاطُ سَقِيفَةٌ تَحْتهَا مَمَرٌّ نَافِذٌ وَالْجَمْعُ سَوَابِيطُ. 
س ب ط: شَعْرٌ (سَبَطٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا أَيْ مُسْتَرْسِلٌ غَيْرُ جَعْدٍ وَقَدْ (سَبِطَ) شَعْرُهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَرَجُلٌ (سَبِطُ) الشَّعْرِ وَ (سَبِطُ) الْجِسْمِ وَ (سَبْطُ) الْجِسْمِ أَيْضًا. مِثْلُ: فَخِذٍ وَفَخْذٍ إِذَا كَانَ حَسَنَ الْقَدِّ وَالِاسْتِوَاءِ. وَ (السِّبْطُ) وَاحِدُ الْأَسْبَاطِ وَهُمْ وَلَدُ الْوَلَدِ. وَ (الْأَسْبَاطُ) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَالْقَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} [الأعراف: 160] إِنَّمَا أَنَّثَ لِأَنَّهُ أَرَادَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الْفِرَقَ أَسْبَاطٌ وَلَيْسَ الْأَسْبَاطُ بِتَفْسِيرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ بَدَلٌ مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لِأَنَّ التَّفْسِيرَ لَا يَكُونُ إِلَّا وَاحِدًا مُنَكَّرًا كَقَوْلِكَ: اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا وَلَا يَجُوزُ دَرَاهِمُ. وَ (السَّابَاطُ) سَقِيفَةٌ بَيْنَ حَائِطَيْنِ تَحْتَهَا طَرِيقٌ وَالْجَمْعُ (سَوَابِيطُ) وَ (سَابَاطَاتٌ) . وَ (السُّبَاطَةُ) بِالضَّمِّ الْكُنَاسَةُ. وَ (سُبَاطُ) اسْمُ شَهْرٍ بِالرُّومِيَّةِ. 
سبط: سُبُوطة اليدين أن تكون الأصابع طويلة رخصة لا يرى موضع المفاصل منها. وكذلك سبوطة أي عضو من أعضاء الجسم (معجم المنصوري) سِبْط (العبرية شبت) وجمعها أسباط: صولجان، عصا الملك. (الكالا).
وسِبْط (عند الشيعة) إمام، لأن الحسن والحسين كانا سِبْطي الرسول أي ابني ابنته فاطمة (المقدمة 1: 358) مع تعليق السيد دي سلان.
سِبِطّ = شِبتُ: شِبتُ (الجواليقي ص94، معجم المنصوري في مادة شِبتّ).
سِبِطّ: لوف قبطي: فيلجوش، آذان الفيل (بوشر).
سَبَّاط وجمعه سبابط وسبابيط حذاء أصفر لا كعب له. وحذاء أحمر لا يستر الكعب، (فوك، الكالا) وسَبَّاط (معجم البربر: محيط المحيط، هاملتون ص13) (وعليه اعتمدت في تعريفي لسبّاط)، اورمسبي ص75، كارثرون ص176، ودنانت ص201، تعليقات امام قسطنطينة، دومب ص82، وفيه: سُباط وسِباط) وآخرون يكتبونها: صَبَّاط (المعجم اللاتيني - العربي، مارتن ص127، هلو) وصُبَّاط (بوشر)، وصَبَاط (برجرن، همبرت ص21) وصباط (همبرت ص21). وهي الكلمة الأسبانية Zapato ( بالفرنسية Savate وهي من أصل باسكي (انظر مان أصول اللغة الرومانية وتاريخها ص16) سِبَّاط: منطقة (من جلد). ففي ألف ليلة (برسل 11: 364): في أوساطهم سِبابيط جلد (11: 371).
سَبَابِطيّ: صانع السبابيط، اسكاف، كندرجي، (بوشر بربرية) وهو يكتبها بالصاد سَبَّاطَيْر (أسبانية): اسكاف، كندرجي (الكالا).
سِيباط: عامية ساباط (محيط المحيط).
أسْبُطُ وجمعه مُسبط: قنزعة الطير (فوك).
سبط
السَّبَطُ: نَباتٌ كالنبْلِ؛ يَطُوْلُ؛ وَينْبُتُ فى الرمَالِ، الواحِدَةُ سَبَطَةٌ، والجَميعُ الأسْبَاطُ. والسبْطُ: الشعرُ لا جُعُوْدَةَ فيه، ورَجُلٌ سَبِط وامْرَأة سَبِطَةٌ، وقد سَبُطَ سُبُوْطاً، بَينُ السبْطِ والسُبُوْطِ والسُّبُوْطَةِ والسَّبَاطَةِ.
وسَبِطُ الأصابع: طَوِيْلُها، وكذلك إذا كانَ سَمْحَ الكَفَّيْنِ. وسَبُطَ مَعْرُوفُ الرجُلِ سُبُوْطَةً، وسَبِطَ سَبَاطَةً. ورَجُلٌ سَبِطُ المَعْرُوْفِ؛ من قَوْمٍ سِبَاطٍ. والسّابَاطُ: سَقِيْفَةٌ بَيْنَ دارَيْنِ تَحْتَها طَرِيْقٌ. وفي المَثَلِ: " أفْرَغُ من حَجام سابَاطَ ".

والسبْطُ من أسْبَاطِ اليَهُوْدِ: بمنزِلةِ القَبِيْلةِ. وسُبَاطُ: اسْمُ شَهْرٍ تُسَميه الرُّوْمُ. والسبَطَانَةُ: قَنَاةٌ جَوْفاءُ يُرْمى فيها بسِهَامٍ صِغَارٍ. ويُقال للمَرْأةِ إذا وَلَدَتْ لغَيْرِ تَمَام: قد سَبَّطَتْه تَسْبِيْطاً فهي مُسَبطٌ، وأسْبَطَتْ فهي مُسْبِطٌ. ً ومَشى الرجُلُ من الدَّوَاء حَتّى أسْبَطَ: أي وَقَعَ فلا يَقْدِرُ أنْ يَتَحَرَّكَ. وتَرَكْتُه مُسْبِطاً.
وأسْبَطَ - أيضاً -: أطْرَقَ وانْبَسَطَ بالأرْضِ. وأسْبَطَ المَريضُ: سَكَنَ فلم يُرَ فيه هَلَع. وأسْبَطَ في نوْمِه: غَمضَ.
وأسْبَطَ عن الأمْرِ: تَغَابى.
والحُمّى تُسَمّى: سَبَاطِ. وُيقال للكُسَاحَةِ: سُبَاطَةٌ.
[سبط] شِعْرٌ سَبْطٌ وسِبْطٌ، أي مسترسِلٌ غير جعدٍ. وقد سَبِطَ شعره بالكسر يَسْبَطُ سَبَطاً. ورجلٌ سَبِطُ الشعرِ وسَبِطُ الجسم وسَبْطُ الجسم أيضا مثل فخذ وفخذ إذا كان حسن القَدِّ والاستواءِ. قال الشاعر : فجاءتْ به سَبْطَ العظامِ كأنَّما * عِمامتُه بَيْنَ الرجالِ لِواءُ * وقولهم: مالي أراك مُسْبِطاً، أي مُدَلِّياً رأسَك كالمهتمّ مسترخيَ البدن. وأَسْبَطَ الرجلُ، أي امتدَّ وانْبَسَطَ على الأرض من الضرب  والتبسيط في الناقة، كالرِجاعِ. ويقال: سَبَّطَتِ الناقةُ بولدها، إذا ألقتْه وقد أَشعَرَ. ويقال أيضاً: سَبَّطَتِ النعجةُ، إذا أسقطتْ. والسِبْطُ: واحد الأسْباطِ، وهم وَلَدُ الولد. والاسباط من بنى إسرائيل كالقبائل من العرب. وقوله تعالى: {وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما} ، فإنما أنث لانه أراد اثنتى عشرة فرقة، ثم أخبر أن الفرق أسباط، وليس الاسباط بتفسير ولكنه بدل من اثنتى عشرة، لان التفسير لا يكون إلا واحدا منكورا، كقولك اثنى عشر درهما. ولا يجوز دراهم. والساباط: سقيفة بين حائطين تحتها طريق، والجمع سَوابيطُ وساباطاتٌ. وقولهم في المثل: " أفرغ من حجام ساباط "، قال الاصمعي: هو ساباط كسرى بالمدائن، وبالعجمية بلاس آباد. وبلاس: اسم رجل. ومنه قول الاعشى:

بساباط حتى مات وهو محرزق * يذكر النعمان بن المنذر، وكان أبرويز حبسه بساباط ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة. والسباطة: الكناسة. وسباط: اسم شهر بالرومية. والسبط بالتحريك: نبت، الواحدة سَبَطَةٌ. قال أبو عبيد: السَبَطُ: النَصِيُّ ما دام رطْباً، فإذا يبِس فهو الحَليُّ. ومنه قول ذي الرمة يصف رملاً:

على جوانبه الأَسْباطُ والهَدَبُ * وأرْضٌ مسبطة: كثيرة السبط . 
سبط
سبُطَ يَسبُط، سَباطَةً وسُبوطًا وسُبوطَةً، فهو سَبْط وسَبِط
• سبُط الشَّيءُ: طال، استرسل، ضدّ جعُد "سبُطتِ الأصابعُ/ القامةُ- شعرٌ سبْط/ سبِط". 

سبِطَ يَسبَط، سَبَطًا، فهو سَبْط وسَبِط
• سبِط الشَّعْرُ: سبُط؛ طال، استرسل، ضدّ جعُد. 

سَباطَة [مفرد]: مصدر سبُطَ. 

سُباطَة [مفرد]: عُرجون النَّخل يكون فيه ثمرُه. 

سَبْط/ سَبِط [مفرد]: ج سِباط: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سبُطَ وسبِطَ ° امرأةٌ سَبْطة الخَلْق: ليِّنَة- سَبْط الجسم: حَسَن القدِّ والاستواء- سَبْط اليدين/ سَبْط الكفّ: سَخيّ كريمٌ. 

سَبَط [مفرد]: مصدر سبِطَ. 

سِبْط [مفرد]: ج أسْباط: حَفيد، ولد الابن والابنة "تزوّج ابنُه وأنجب، فأصبح له سِبْط".
• السِّبط عند اليهود: القبيلة " {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} " ° الأسباط: أولاد يعقوب عليه السلام، وعددهم اثنا عشر، وَلَد كلُّ رجل منهم أمَّة من الناس.
• سِبْطا النَّبيّ: هما حفيداه صلّى الله عليه وسلّم: الحسَنُ والحُسَيْن. 

سُبوط [مفرد]: مصدر سبُطَ. 

سُبوطَة [مفرد]: مصدر سبُطَ. 
[سبط] في صفته صلى الله عليه وسلم: "سبط" القصب، هو بسكون باء وكسرها الممتد الذي ليس فيه تعقد ولا نتو، والقصب يريد بها ساعديه وساقيه. وفيه: إن جاءت به "سبطا" فهو لزوجها، أي ممتد الأعضاء تام الخلق. ومنه ح شعره: ليس "بالسبط" ولا الجعد القطط، السبط من الشعر المنبسط المسترسل، والقطط الشديد الجعودة، أي كان شعره وسطا بينهما. ك: "سبط" الشعر، النووى: بكسر سين وفتحها مع سكون باء وكسرها وفتحها. نه: الحسين "سبط" من "الأسباط" أي أمة من الأمم في الخير، والأسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل، جمع سبط. ج: حسين سبط من الأسباط، جعله النبى صلى الله عليه وسلم واحدا من أولاد الأنبياء يعنى أنه من جملة أسباط هم أولاد يعقوب. ط: السبط ولد الولد، أي هو من أولاد أولادى، أكد به البعض كما أكد بقوله: منى، وذلك لما عرف ما سيحدث بينه وبين القوم فحص على وجوب المحبة نفيا للتعرض والمحاربة، والسبط يقال للقبيلة فمعناه أن ينشعب منه قبيلة ويكون من نسله خلق كثير، وكذا وقع. نه: ومنه ح: الحسن والحسين "سبطا" رسول الله، أي طائفتان وقطعتان منه، وقيل الأسباط خاصة الأولاد، وقيل: أولاد الأولاد، وقيل: أولاد البنات. وح: إن الله غضب على "سبط" من بنى إسرائيل فمسخهم دواب. وفي ح عائشة: كانت تضرب اليتيم يكون في حجرها حتى "يسبط" أي يمتد على وجه الأرض، من أسبط على الأرض إذا وقع عليه ممتدا من ضرب أو مرض. وفيه: أتى "سباطة" قوم فبال قائما، هي والكناسة موضع يرمى فيه التراب والأوساخ وما يكنس من المنازل، وقيل: هي الكناسة، وإضافتها إلى القوم للتخصيص لا للملك لأنها كانت مواتا مباحة، وبال قائما لأنه لم يجد موضعا للقعود لأن الظاهر أن لا يكون موضع السباطة مستويا، أو لمرض منعه عن القعود، أو لتداوى من وجع الصلب؛ وفيه أن مدافعة البول مكروه لأنه بال قائما فيها ولم يؤخره. ط: وهى تكون مرتفعة عن وجه الأرض غالبا لا يرتد فيها البول على البائل ويكون سهلا. تو: وهذا لبيان الجواز فلا ينافي ح أنه إذا ذهب المذهب أبعد، ولأن أمر البول أخف، ولحصول الاستتار بإرخاء الذيل. ك: هي بضم مهملة وخفة موحدة خلف حائط أي بستان.
(سبط) - في الحديث: "أنه أَتَى سُبَاطة قَوم فَبالَ قائِماً ".
قال حُذَيْفة - رضي الله عنه -: فدعاني حتى كنت عند عَقِبه
قال ابن الأعرابي: السُّباطَة والقُمَامة والخُمامة: هيِ الكُناسَة ومُلقَى التُّراب والقُمام ونحوه، يكون بفِناءِ الدار مَرْفِقاً للقَوم.
قيل: وإضافَتُها إلى القوم ليست إضافة مِلْك. بل كانت في ديارهم ومَحَلَّتهم، وكانت مَوَاتاً مُبَاحةً.
وأمّا قَولُه: "قائما" فَلعَلّه لم يجد موضعاً للقُعودِ؛ لأنَّ الظاهرَ من السُّبَاطة أن لا يكون موضعها مُسْتَويا.
وقيل: كان برِجْله جُرْحٌ لم يتمكَّن من القُعود معه.
وفي رواية أخرى: لِعلَّةٍ بِمَأْبِضَيْه.
وأخبرنا الإمام أبو نَصرْ أحمد بن عُمَر قال: أخبرنا مسعودُ بن ناصر، أنا على بن بُشْرَى، أنا محمد بن الحسين بن عاصم، حدثني إبراهيم بن محمد بنِ المُوَلّد الرَّقِّى بالرَّقَّة، أَملَاه عَلَىّ عن الحُسَين بن الضَّحَّاك عن الربيع قال:
جاء حَفْصٌ الفَرْدُ إلى الشافعي، وكان يُبطِل أخبارَ الآحاد، قال: فقال للشافِعيِّ: يا أبَا عبدِ الله. تَقولُون: إنه لم يُرْوَ للنّبى - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ إلاّ وفيه فائدةٌ، فأيُّ فائدةٍ فيما رُوِىَ عنه:
"أنّه أَتَى سُبَاطَةَ قَوم فَبالَ قائماً؟ "
قال: فقال الشّافعي - رحمه الله -: وَيْلكَ يا حَفْص، في هذا أكبرُ الفَوائِد، أما تَعلَم أنّ العربَ تقول: إذا كان بالرجل وجَعُ الظَّهْرِ شَفَاه البَولُ قائماً؛ وإنما بال النبي - صلى الله عليه وسلم - قائما يَطلُب الشفاءَ ثم تَرَك.
وقد رُوى: "أنَّ عمر بَالَ قائما، ثم قال: البَولُ قائِماً أحصَنُ للدُّبُر"
يريد إذا تَفَاجّ قَاعِداً ستَرخَت مَقْعَدَته.
وقَولُ حُذَيْفة: "دَعَاني حتى كُنتُ عند عَقِبه"
قيل: أراد أن يكون سِتْراً بينه وبين النَّاس؛ لأن السُّباطَةَ في الأفنِيةِ لا تكَادُ تخلو من المارَّة.
وقيل: السُّباطة: الكُناسَة، كَنَى عن مَوضِعها بها.
وقيل: السُّباطَة، من سَبَط عليه العَطاءَ؛ إذا تابعه؛ لأن السُّباطَة تُطْرح بالأفنية كلّ وقت فتكْثُر. - في حديث المُلاعَنة: "إن جاءت به أمَيْغِر سَبْطا فهو لزوجها - أي تام الخلقِ -، وإن جاءت به أُدَيْعج جَعْداً - أي قصِيراً - فهو للذى يُتَّهَم".
السين والطاء والباء س ب ط

السَّبَطُ والسَّبِطُ والسَّبْطُ نَقِيضُ الجَعْدِ والجمع سِباطٌ قال سيبويه هذا هو الأكْثُر فيما كان على فَعْلٍ وقد سَبُطَ سُبُوطاً وسُبُوطة وسَبَاطة وسَبْطا الأخيرة عن سيبويه ورجل سَبْط الشَّعَرِ وسَبطُهُ وسَبِطُ الجسمِ طويل الألواح ورَجُلٌ سَبْطٌ بالمعروف سَهْلٌ وقد سَبُطَ سَباطةً وسَبَطَ سَبَطاً وقيل رَجُلٌ سَبْطُ اليَدَيْن بَيِّنُ السُّبُوطَةِ سَخِيٌّ ورجُلٌ سَبِطٌ بَيِّن السَّباطَةِ طَويلٌ قال

(أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ ... )

أي هو في خِلْقِته التي خَلَقَهُ اللهُ فيها لم يَزِدْ طُولاً وامرأة سَبْطَةُ الخَلْقِ وسَبِطَةٌ رَخْصَةٌ ليِّنةٌ والسُّباطَةُ ما سقَط من الشَّعَر إذا سُرِّح والسُّبَاطَةُ الكُناسةُ وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سُباطَةَ قومٍ فَبَالَ فيها والسَّبَطُ الرَّطْبُ من الحَلِيِّ وهو من نَباتِ الرَّمْلِ وقال أبو حنيفة قال أبو زيادٍ السَّبَطُ من الشَّجرِ وهو سَلِبٌ طُوَالٌ في السَّماء دُقَاقُ العيدان تأكله الإِبلُ والغنمُ وليس له زهرةٌ ولا شَوْكٌ وله وَرَقٌ دِقاقٌ على قدْرِ الكُرَّاثِ قال وأخبرني أعرابيٌّ من عَنَزَةَ أنّ السَّبَطَ نباتُهُ نباتُ الدُّخْنِ الكِبارِ دُونَ الذُّرةِ وله حَبٌّ كَحبِّ البِزْرِ لا يخرجُ من أَكِمَّتِهِ إلا بالدَّقِّ والناسُ يَسْتَخْرِجُونه ويأكلونَه خَبْزاً وطَبْخاً سَبَطَةٌ وجَمْعُ السَّبَطِ أسْبَاطٌ وأرضٌ مُسْبطَةٌ من السَّبَطِ والسِّبْط ولَدُ الابْنِ والابْنَةِ ومنه الحَسَنُ والحسينُ سِبْطا رسول الله صلى الله عليه وسلم والسِّبطُ من اليَهُودِ كالقبيلَةِ من العَرَبِ وهم الذين يرجعون إلى أبٍ واحدٍ سمّي سِبْطاً ليُفْرَقَ بين ولَد إسماعيلَ ووَلَدِ إسحاق والجمع أسْباطٌ وقوله تعالى {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما} الأعراف 160 ليس أسباطاً بتمييزٍ لأنَّ المُمَيَّزَ إنما يكون واحداً لكنَّه بَدَلٌ من قوله اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كأنَّه قال جعَلناهُم أسْباطَا وأما قوله

(كأنّه سِبْطٌ من الأسباطِ ... )

فإنَّه ظَنَّ السِّبْطَ الرَّجُلَ فغَلطَ وسَبَّطَتِ الناقةُ وهي مُسَبِّطٌ أَلْقتْ ولَدَها لغير تَمامٍ وأَسْبَطَ الرَّجُلُ إذا انبسطَ وامْتدَّ من الضَّرْبِ وأسْبَطَ وقَعَ فلم يَقْدِرْ على التحرُّكِ من الضَّعْفِ وذلك من شُربِ الدّواءِ أو غيره عن أبي زيدٍ وأسْبطَ بالأرضِ لَزِقَ بها عن ابن جَبَلَةَ وأسْبطَ الرجلُ أيضاً سَكَتَ من فَرَقٍ والسَّبَطانَةُ قناةٌ جَوفاءُ يُرْمَى بها الطَّيْرُ والسَّاباطُ سَقِيفَةٌ بين دارَيْنِ وساباطُ موضعٌ قال الأعشى

(هُنالِكَ ما أَغْنَتْهُ عِزّةُ مُلْكِه ... بِسَاباطَ حتَّى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ)

وَسَباطِ من أسماء الحُمَّى قال المُتنخِّلُ الهُذَلِيُّ

(أَجَزْتُ بَفِتْيَةٍ بيضٍ كرامٍ ... كأنَّهم تَمَلَّهُمُ سَبَاطِ)

وسُبَاطٌ الشهرُ الذي بين الشِّتاءِ والرَّبيع والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ نَخْلةٌ تُدرِكُ آخرَ القَيْظِ وسابِطٌ وسُبَيْطٌ اسمان وسابُوطٌ دابَّةٌ من دَوابِّ البَحْرِ
سبط
شَعَر سَبَطٌ - بالتحّريك - وسبطِ - مثالُ كتفٍ - وسبْط - بالفتحْ -: أي مُسْترْسلّ غير جعدٍ لا حجنةَ فيه. وكان شَعرَ رُسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا جعدْاً ولا سبطاً. وقد سبطِ شعرهُ - بالكسرْ - يسبطُ سبطاً الرّجلُ - بالضمُ - سبوْطاص وسبوطةّ وسباطةَ من قوْم سباطٍ، قال:
هل يروْياً ذَوْدَك نزْعّ معدُ ... وساقيانِ سبطّ وجعدُ
؟؟ آخرُ قالت سلَيْمى:
لا أحِبَّ الجعْديْنْ ... ولا السباطَ إنهم مناتيْنْ
ورجلّ سبطْ الجسمِ وسبطِ الجسمِ - مثال فخذٍ وفخذٍ -: إذا كان حسن القدّ والاسْتواءِ، قال:
فجاءَتْ به سبطْ العظام كأنَّما ... عمِامتهُ بين الرّجالِ لواءُ
وسبطةُ بن المنذرِ السّلْيحيّ كان يلي جبايةَ بني سَلْيحٍ.
والسبطُ - بالتحريكِ -: نَبْتّ، وقال أبو عبيدٍ: السبطُ: النصيّ مادامَ رطباً فإذا يبسَ فهو الحليّ، وقال الدّينوري: قال أبو زيادٍ: من الشجرٍ السبطُ ومنبتهُ الرّمالُ؛ سلُبّ طوالّ في السماءِ دقاق العيْدانِ تأكله الغنمّ والإبلُ ويحتشه الناسُ فَيبْيعونهَ على الطرقّ؛ وليس له زهرة ولاشوْكة؛ وله ورَقً دقاقِ على قدْرِ الكرّاث أولّ ما يخرجُ الكرّاثُ. وفي تصداقَ مناَبتهِ من الرّمْل قال ذو الرمةّ:
برّاقةُ الحيدْ واللبّاتُ واضحةَ ... كأنها ظبيةً أفْضى بها لبَبُ
بين النهارّ وبين اللّيلْ من عَقدٍ ... على جوانبه الأسْباطُ والهدَبُ
والبسط - أيضاً -: مماّ إذا جفّ ابيضْ وأشبهَ الشّيْب؛ بمنزلة الثغام، ولذلك قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلَمة بن عامرِ بن هرْمةَ:
رأتْ شمطاً تخصّبه المنايا ... شواةَ الرّأس كالسّبِط المحْيلِ
قال: وزَعَم بعضُ الرواةِ أن أن العَربَ تقولُ: الصليانُ خبزُ الإبلِ والسبطُ، قال وأخْبرني أعرابيّ من عنزةَ قال: السبطُ نباتهُ نباتُ الدخنِ الكبارِ دونَ الذرِة وله حبَ كحبُ البزْرِ لا يخرجُ من أكمتهِ إلاّ بالدقُ، والناسُ يسْتخرجونهِ ويأكُلونهَ خبزا وطبْخاً.
وقال غيره: أرضّ مسْبطة: كثيرةُ السبطِ.
وقال اللْيثُ: السبطانةَ: قناةُ جوْفاءُ مضروْبةّ بالعقَبِ يرمىْ فيها بسهامٍ صغارٍ تنفخُ نفخاً فلا تكادُ تخطي.
وسباطِ - مثالُ -: اسْمّ للحمّى، قال المتنّخلُ الهذليّ:
أجزْتُ بقتيةٍ بيضْ خفافٍ ... كأنهمُ تملهمُ سباطِ ويقال: سباطِ حمىً نافّض، يقال: سبِطَ - على ما لم يسُمّ فاعله -: إذا حُمّ، وذلك أنَّ الإنسان يسبط إذا أخذتهْ أي يتمددُ ويستْرْخي وسباطُ وشباطُ - بالسينّ والشين وبالضمّ فيهما -: اسْمُ شهرٍ من الشّهور بالرّوِميةْ، ذكر ذلك أبو عمر الزّاهد في يلاقوتهِ الجلْعَمِ وقال: يصْرَفُ ولا ممَطْبخةُ يصْرفُ.
والبساطة: الكناسةُ، وروى المغيرةُ بن شعْبة: أن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أتى سباطة قومٍ فبالَ قائماً وتوضأ ومسحَ على ناصيته وخفيهْ، وإنما بالَ قائماً لجرحٍ كان بمأبضه. وهي الكناسة التي تطرحَ كلّ يومٍ بأفنيةِ البيوتِ فَتكثرُ: من: سبطَ عليه العطاءَ: إذا تابعه وأكثره.
والسّاباطُ: سقْيفَةً بين حائطيْنِ تحتهْا طريقّ، والجمعُ: سوابيطُ وساباطاتّ، وفي المثلِ: أفارَغُ من حجام ساباطَ، قال الأصمعيُّ: هو ساباطُ كسْرى بالمدَائن: وهو بالعجميةَ بلاسْ أبادْ، قال:
وبلاسُ اسْمُ رجلٍ، من الموتٍ ربهُ ... بساباطَ حتىّ مات وهو محزرَقُ
ويروْى: " فأصْبحَ لم يمنعْه كيْدّ وحْيّةَ بساباط "، ويرْوى: " محرزق "، يذكر النعمانَ بن المنذرِ وكان أبروِيْز حبسهَ بساباط ثمّ ألقاه تحت أرجلِ الفيلةِ.
وحَجّامُ ساباطَ: كان حجّاماً مُلازِماً ساباطَ المدائنِ؛ فإذا مّر به جندّ قد ضرب عليهم البعْثُ حجَمهم نَسيْئةً بِدانقٍ واحدٍ إلى وَقْتِ قُفوْلهم، وكان معَ ذلك يمرّ عليه الأسبوعُ والأسبوعانِ ولا يدْنو منه أحدّ، فَعْند ذلك كان يخرجُ أمّة فَيحْجمها ليريّ الناسَ أنه غيرُ فارغٍ ولئلاّ يقرعَ بالبطالةِ، فما زالّ ذلك دَأبه حتى أنزْفَ دمهاَ فماتتْ فجاءَةُ، فصارَ مثلاً، قال:
مَطْبخهُ قفْرً وطباخهُ ... أفْرَغُ من حَجامِ ساباطِ
وقيل: انه حجمَ كِسْرى أبرويزَ مرّةً في سَفرِه ولم يعدْ: لأنه أغْناه عن ذلم.
وساباطُ: بليْدَة بما وراءَ النهرِ.
والسبطْ: واحدُ الأسْباطِ، وهم وَلدُ الوَلدِ.
والحسنُ والحسْينُ - رضيَ الله عنهما -: سِبْطا رَسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وقال الأزهري: الأسْبّاطُ في بنيَ إسحاق: بمنزلة القبائل في بنيَ إسماعيل - صلواتُ الله عليهما -، يقال: سموْا بذلك ليفَصلَ بين أولادِهما. قال: ومعنىْ القبيلةِ معْنى الجماعةِ، يقال لكل جماعةٍ من أبٍ ولأمٍ: قبيلةّ، ويقال لكل جمع من آباءٍ شَتّى: قبيلّ وهو شجرةَ لها أغْصان كثيرةُ وأصْلُــها واحدّ كأنّ الوالدَ بمنزلةِ الشّجرة والأولاد بمنزلة أغُصانهاِ.
وفي حديث النبي: - صلى الله عليه وسلم -: حسيّنْ منيّ وأنا من حُسيْنٍ؛ أحبّ الله منْ أحب حسيْناً، حسينّ سبطّ من الأسْباط. قال أبو بكر: أي الأعْرابيّ عن الأعْرابيّ عن الأسْباطُ فقال: هم خاصةُ الأوْلاد.
والأسْباطُ من بني إسرائيل كالقبائل من العرب. وقوله تعالى:) وقطعْناهم اثْنتيْ عشرةَ أسْباطاً أمماّ (فإنما أنث لأنه أرادَ اثنتي عشرةَ فرقةً، ثم أخْبر أنّ الفارق أسبْاطّ، وليس الأسباطُ بتفسْير ولكنه بدلّ من اثنتي عشرة، لأن التفسير لا يكونُ إلاّ واحداً منكوْراً كقولك: اثنا عشر درهماً ولا يجوز دراهم.
وقال ابن دريدٍ: غلطَ العجاج أو روبة فقال:
كأنه سبط من الأسباط ... أرادَ رجلاً،
وهذا غلط. قال الصغاني مؤلفُ هذا الكتاب: لرؤبة أرْجوزة أولها:
شُبَّتْ لعينيْ غزلٍ مياطِ ... سعْدية حلتْ بذي أرَاطِ
وللعجّاج أرْجوزةّ أولها ... وبلْدةٍ بعيدةِ النياطِ
مجْهولةٍ تغْتالُ خَطوَ الخاطي
والمشَطورُ الذي شكّ ابن دريدٍ في قائلهِ من هذه الأرجوزة.
ورجلّ سبطِ بالمعارْف: إذا كان سَهْلاً.
وقال شمر: مطر سبطّ: أي متدارك سحّ، وسباطته: سعته وكثرتهُ، قال القطاميّ:
صَافتْ تعمجُ أعْناق السيولِ به ... من باكرٍ سبطٍ أو رائحٍ يبلُ
أرادَ بالسبطِ: المطرَ الواسعَ الكثيرَ. وإذا كان الرجلُ سْمعَ الكفينِ قيل: إنهَ لسبطُ الكفينِ.
وسبْسَطيةُ: بلدّ من نواحي فلسطين من أعمالِ نابلس فيه قبرُ زكرياءَ ويحيى - صلوات الله عليهما - وأسْبطَ: أطَرقَ وسكنَ.
وأسَبط في نوَمهِ: غَمّض وأسْبطَ عن الامْرِ: تغابي وقولهم: مالي أراك مَسْبطاً: أي مدلياً رأسكَ كالمهتمّ مستْرخيَ البدنِ. وأسْبطَ: أي امتْدّ وانْبسطَ من الضربْ، ومنه حدَيث عائشة - رضي الله عنها -: أنها كانت تضرّبُ اليَتيم يكون في حجرْهاِ حتىّ يسبِط: أي يمتدّ على وَجْه الأرضِ. يقال: دَخْلتُ على المريضِ فتركْتهُ مُسْبطاً: أي ملقى لا يتحركُ ولا يتكلُم، قال:
قد لبِثَتْ من لذّضةِ الخلاَطِ ... قد أسْبطتْ وأيما إسباطِ
يعْني امرأةً أتيتْ فلما ذاقَتِ العسْيلة مدتْ نفسها على الأرْض.
والتسْبيطُ في النّاقةِ كالرحاَع. ويقالُ أيضاً: سبطتٍ النعْجةُ: إذا أسْقَطتْ. وقال أبو زَيدٍ: يقال للنّاقةِ إذا ألقتْ ولدها قبلَ أن يسْتَبيْنَ خلْقُه: قد سبطتْ، وكذلك قاله الأصمعي.
والترْكيبُ يدلّ على امتْدادِ الشْيءِ.

سبط

1 سَبِطَ, aor. ـَ (Sb, S, M, Msb, K;) and سَبُطَ, aor. ـُ (M, Msb, K;) inf. n. سَبَطٌ, of the former verb, (S, Msb,) or سَبْطٌ, (so in the K, as is remarked in the TA,) and سُبُوطَةٌ, (M, Msb, K,) which is of the latter verb, (M, Msb,) and سَبَاطَةٌ and سُبُوطٌ, (M, K,) which are also of the latter verb; (M;) It (hair, S, Msb) was, or became, lank, not crisp: (S, M, * Msb, K: *) or the former verb is used in this sense, said of hair; and the latter is said of a man, signifying he was, or became, lank, not crisp, in his hair. (TA.) b2: سَبَاطَةٌ, relating to a man, also signifies The being tall: (M:) or the being long in the [bones called]

أَلْوَاح [pl. of لَوْحٌ], and even therein. (TA.) b3: Also سَبُطَ, inf. n. سَبَاطَةٌ; (M, TA;) and سَبِطَ, inf. n. سَبَطٌ; (M;) (tropical:) He (a man) was, or became, easy, or facile, بِالْمَعْرُوفِ in beneficence. (M, TA.) And سُبُوطَةٌ is likewise expl. as signifying (tropical:) The being liberal, bountiful, or munificent. (M, TA.) b4: And سَبَاطَةٌ, relating to rain, (tropical:) The being abundant and extensive. (Sh, K, TA.) [b5: See also the part. n. سَبِطٌ.]

A2: سَبَطَ عَلَيْهِ العَطَآءَ (tropical:) He gave to him successive and large gifts. (Sgh, TA.) A3: سُبِطَ He was affected with fever. (Sgh, K.) [See سَبَاطِ.]2 سَبَّطَتْ, (M, K, &c.,) inf. n. تَسْبِيطٌ, (S, K,) She (a camel, Az, As, M, K, and a ewe, K) cast her young one, or fœtus, in an incomplete state: (M, K:) or before its form was apparent; (Az, K;) like أَجْهَضَتْ and رَجَعَتْ: (Az:) or when its fur had grown, before completion; as also سَبَّغَتٌ: (As, TA:) or سبّطت بِوَلَدِهَا she (a camel) cast her young one when its hair had grown: and سبّطت she (a ewe) cast her young one, or fœtus, abortively. (S.) The epithet applied to her in this case is ↓ مُسَبِّطٌ [without ة]. (M, K.) 4 اسبط He (a man, S, M) extended himself, or became extended or stretched, (S, M, K, TA,) upon the ground, (S, TA), in consequence of being beaten, (M, K, TA,) &c.: (TA:) he fell (M, K, TA) upon the ground, (TA,) and was unable to move, (M, K, TA,) by reason of weakness, (M, TA,) or from drinking medicine, or some other cause; on the authority of Az: (M:) he fell upon the ground, and became extended or stretched, in consequence of being beaten, or from disease, and in like manner from drinking medicine. (TA.) And اسبط بِالأَرْضِ He clave to the ground. (Ibn-Jebeleh, M, K.) b2: He was silent, by reason of fear, or fright: (M, L, K:) he was silent and still; or he lowered his eyes, looking towards the ground, and was still. (O.) b3: اسبط فِى نَوْمِهِ He shut, or closed, his eyes, or eyelids, in his sleep. (Sgh, K.) b4: اسبط عَنِ الأَمْرِ He feigned himself negligent of the thing or affair, inattentive to it, or heedless of it. (Sgh, K.) سَبْطٌ: see سَبِطٌ, throughout.

سِبْطٌ A grandchild; (S, Msb, K;) a son's child, and a daughter's child: (M, TA:) pl. أَسْبَاطٌ; (S, Msb, TA;) which is commonly used by the vulgar as signifying daughters' children; distinguished by them from أَحْفَادٌ [which they apply to son's children, pl. of حَفِيدٌ]; but the leading lexicologists expressly declare that it includes sons' children and daughters' children, as it is said to do by ISd: IAar explained سِبْطٌ and سِبْطَانِ and أَسْبَاطٌ as signifying the particularly distinguished, and choicest, of children. (TA.) It is said in a trad., (TA,) الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سِبْطَا رَسُولِ اللّٰهِ El-Hasan, and El-Hoseyn are the two grandsons of the Apostle of God. (M, TA. *) b2: A tribe of the Jews: pl. أَسْبَاطٌ: (M, Msb, K:) سِبْطٌ (M) and أَسْبَاطٌ (S, Msb) in relation to the Jews, (M, Msb,) or [rather] the Children of Israel, (S,) being like قَبِيلَةٌ (M) and قَبَائِلُ (S, Msb) in relation to the Arabs: (S, M, Msb:) and the former are thus called to distinguish them from the children of Ishmael. (M, TA.) In the phrase, وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا [And we divided them into twelve divisions, tribes], (S, M, K,) in the Kur [vii. 160], (S, M,) اسباطا is a substitute (S, M, K) for اثنتى عشرة, (S, M,) not a specificative, (S, M, K,) because the specificative may only be a sing.; (S, M;) the meaning being وقطّعناهم اثنتى عشرة فِرْقَةً

اسباطًا, (Akh, Zj, S,) and therefore the numeral is fem.; (Akh, S;) or this is a mistake; for it should be فِرَقًا اثنتى عشرة; and therefore the numeral is fem. (Abu-l-'Abbás, TA.) Accord. to Ktr, you say, هٰذَا سِبْطٌ and هٰذِهِ سِبْطٌ, and هٰؤُلَآءِ سِبْطٌ and using سبط as a pl., meaning فِرْقَةٌ. (TA.) The saying كَأَنَّهُ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ is [asserted to be] a mistake, inasmuch as its author imagined that سِبْطٌ meant a man: (M:) IDrd ascribes it to El-'Ajjáj or Ru-beh: it occurs in an أُرْجُوزَة by the latter. (Sgh, TA.) [But it is applied to a single man: for] it is said in a trad., (TA,) حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ, i. e. Hoseyn is [as though he were] a nation of the nations (أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ K) in goodness; so expl. by Aboo-Bekr: (TA:) or one of the fathers of tribes; because of the multitude of his descendants: or one of the sons of daughters. (So in a marginal note in a copy of the “ Jámi' es-Sagheer ” of Es-Suyootee.) b3: Also A generation (قَرْن) that comes after another. (Zj, TA.) A2: And سِبْطٌ رِبْعِيَّةٌ, (TA in the present art. and in art. ربع,) or رِبْعِيَّةٌ ↓ سَبَطٌ, (so accord. to a copy of the M, in the present art.,) A palmtree of which the fruit ripens in the end of the summer, or hot-season. (M, TA.) سَبَطٌ: see the next paragraph, first sentence.

A2: Also Such as is fresh of the [plant called] حَلِىّ; one of the plants of the sands; (M;) [i. e.] the [plant called] نَصِىّ, while fresh; (A'Obeyd, S, O, K;) when it has dried up, called حَلِىّ; (A'Obeyd, S, O;) a plant like the ثِيل [q. v.], except that it becomes tall; growing in the sands: (Lth, TA:) n. un. with ة: (Lth, S:) it is one of those that, when they dry up, become white, [as is said of the حَلِىّ,] resembling hoariness, like the ثُمَام [or panic grass]: (AHn, O: in the TA, the نَمَّام:) it is asserted that the Arabs say, “The صِلِّيَان is the bread of the camels, and the سَبَط is their خَبِيص: ” (AHn, O:) its manner of growth is like [that of] دُخْن [q. v.]; and it is a good pasture: (K:) AHn says, a desert-Arab, of 'Anazeh, told me that its manner of growth is like that of large دُخْن, falling short of [so I render دُونَ, but this also signifies exceeding,] ذُرَة [q. v.], and it has grain like the grain termed بَزْر [q. v.], which will not come forth from its envelopes but by bruising, or pounding, and men extract it and eat it, made into bread, and cooked: (M, O:) the n. un. is with ة: and the pl. is أَسْبَاطٌ. (M.) Also The tree that has many branches and one أَصْل [meaning stem]: (K:) so says Az.; adding that hence is derived أَسْبَاطٌ [pl. of سِبْطٌ]; as though the father represented the tree and the children represented the branches: (TA: [but this is questionable:]) accord. to Abo-Ziyád, a certain tree, (AHn, M, O,) growing in the sands, (AHn, O,) tall, having slender branches, eaten by the camels and the sheep or goats, (AHn, M, O,) and collected by men, who sell it upon the roads (عَلَى الطُّرُقِ), (AHn, O,) or with the tamarisk (مَعَ الطَّرْفَآءِ); (so in the TA;) without blossom and without thorns, having thin leaves of the size of [those of] the كُرَّاث [or leek] (AHn, M, O) when this first comes forth. (AHn, O.) b2: See also the last sentence of the next preceding paragraph.

سَبِطٌ and ↓ سَبْطٌ and ↓ سَبَطٌ, (the first and third of these in one copy of the S, and the second alone in another copy of the S, and all in the M and Msb and K,) the first of the dial. of El-Hijáz, (TA,) from سَبِطَ, and the second from سَبُطَ, the last being an inf. n. used as an epithet, (Msb,) Lank, not crisp; (S, M, * Msb, K; *) applied to hair: (S, Msb:) pl. سِبَاطٌ, which is said by Sb to be of the measure most common for a pl. of an epithet of the measure فَعَلٌ, (M,) or فَعْلٌ. (TA.) b2: سَبِطُ الشَّعَرِ, (S, M,) and ↓ سَبْطُهُ, (M,) A man having lank hair: (S, M:) and in like manner سِبَاطٌ, alone, applied to a number of persons. (TA.) ↓ سَبْطٌ is also metonymically applied to (tropical:) A foreigner, like as [its contr.] جَعْدٌ is to an Arab. (TA.) b3: سَبِطٌ also signifies Tall; (M, K;) applied to a man: (M:) or, as also ↓ سَبْطٌ, (TA,) or سَبِطُ الجِسْمِ, (M,) so applied, long in the [bones called] أَلْوَاح [pl. of لَوْح], (M, TA,] and even therein: (TA:) or سَبِطُ الجِسْمِ or ↓ سَبْطُهُ, (accord. to different copies of the K,) or both, (S, TA,) goodly in stature, or person, or proportion, (S, K,) and evenness. (S.) Also Having extended limbs, and perfect in make. (TA.) And سَبِطُ القَصَبِ, and ↓ سَبْطُهَا, A man [long and even, or] extended, and without protuberances, in the bones of the fore arms and the shanks. (TA.) And سَبِطُ البَنَانِ and ↓ سَبْطُهَا, (tropical:) Long in the fingers. (TA.) And سَبِطُ الخَلْقِ A man lank in make: (L in art. رد:) and سَبِطَةُ الخَلْقِ, and ↓ سَبْطَتُهُ, (tropical:) a woman lank, or soft, or tender, in make. (M, Z, TA.) And سَبِطُ السَّاقَيْنِ A man soft, or flaccid, or uncompact, in the shanks. (Ham p. 238.) b4: اليَدَيْنِ ↓ سَبْطُ, (M, K, TA,) and سَبِطُهُمَا, (TA, and so in the CK,) and سَبِطُ الكَفَّيْنِ, (TA,) (tropical:) A man who is liberal, bountiful, or munificent. (M, K, TA.) And سَبِطٌ بِالْمَعْرُوفِ (tropical:) A man easy, or facile, in beneficence. (M, TA.) b5: مَطَرٌ سَبِطٌ, (Sh, TA,) and ↓ سَبْطٌ, (Sh, K,) (tropical:) Rain pouring abundantly and extensively, (Sh, K,) and consecutively. (Sh, TA.) سِبِطٌّ: see سِبِتٌّ.

سَبَاطِ Fever: (M, O, K:) so called because the man attacked by it extends himself, and becomes relaxed: (Skr, O:) or fever attended with shivering, or trembling. (O.) سُبَاطٌ (AA, S, M, K) and سُبَاطُ, being perfectly and imperfectly decl., (AA, K,) and also written with ش, (TA, and K in art. شبط, ) The name of a month in Greek; (S;) a certain month, [next] before آذَارُ; (K;) the month that is between the winter and the spring; (M;) [the fifth month of the Syrian year, corresponding with February O. S.;] it is in the winter-quarters, and in it is the completion of the day whereof the fractions circulate in the years: when the said day is complete in that month, the people of Syria call that year عَامُ الكَبِيسِ; and when a child is born, or a person arrives from a country, in that year, they consider it fortunate. (Az, TA.) [See كَبِيسٌ.]

سُبَاطَةٌ Sweepings, syn. كُنَاسَةٌ, (S, M, Mgh, Msb, K,) which are thrown every day in the courts of houses. (K.) b2: Also A place in which sweepings (Mgh, TA) and dirt (TA) are thrown: occuring in a trad., (Mgh, TA,) and so expl. by El-Khattábee: (Mgh:) but some assign to it there the former meaning. (TA.) [It should be observed that كُنَاسَةٌ also is said to have both these meanings.] b3: Also What falls from, or of, hair when it is combed. (M, TA.) A2: A raceme of a palm-tree, with its fruit-stalks (عَرَاجِين) and its fresh ripe dates: of the dial. of Egypt. (TA.) سَابَاطٌ A roof (S, M, Mgh, Msb, K) between two walls, (S,) or between two houses, (M, K,) having beneath it a road, or way, or passage, (S, Mgh, Msb, K,) which is a thoroughfare: (Mgh:) pl. سَوَابِيطُ (S, Msb, K) and سَابَاطَاتٌ. (S, K.) مَا لِى أَرَاكَ مُسْبِطًا Wherefore do I see thee hanging down thy head like one in grief, or anxiety, lax in body? (S.) And تَرَكْتُهُ مُسْبِطًا I left him (meaning a sick person) not moving nor speaking. (TA.) A2: أَرْضٌ مُسْبِطَةٌ, (M, and so in some copies of the S,) or ↓ مَسْبَطَةٌ, (thus in other copies of the S, and in the O,) Land abounding with سَبَط [q. v.]. (S, M, * O.) مَسْبَطَةٌ: see what next precedes.

مُسَبِّطٌ: see 2.

سبط: السَّبْطُ والسَّبَطُ والسَّبِطُ: نقيض الجَعْد، والجمع سِباطٌ؛

قال سيبويه: هو الأَكثر فيما كان على فَعْلٍ صِفةً، وقد سَبُطَ سُبُوطاً

وسُبُوطةً وسَباطةً وسَبْطاً؛ الأَخيرة عن سيبويه. والسَّبْطُ: الشعر الذي

لا جُعُودة فيه. وشعر سَبْطٌ وسَبِطٌ: مُسْتَرْسِلٌ غير جَعْدٍ. ورجل

سبْطُ الشعر وسَبِطُه وقد سَبِطَ شعرُه، بالكسر، يَسْبَطُ سَبَطاً. وفي

الحديث في صفة شعره: ليس بالسَّبْطِ ولا بالجَعْدِ القَطِطِ؛ السَّبْطُ من

الشعر: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، والقَطِطُ: الشدِيدُ الجُعُودةِ، أَي

كان شعره وسَطاً بينهما. ورجل سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه: طَويلُ الأَلواحِ

مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ، مثل فَخِذٍ وفَخْذ، من قوم سِباطٍ إِذا

كان حَسَنَ القَدِّ والاستواء؛ قال الشاعر:

فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما

عِمامَتُه، بَيْنَ الرِّجالِ، لِواء

ورجل سَبْطٌ بالمَعْروف: سَهْلٌ، وقد سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً،

ولغة أَهل الحجاز: رجل سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ. ورجل سَبْطُ

اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة: سَخِيٌّ سَمْحُ الكفين؛ قال حسان:

رُبَّ خالٍ لِيَ، لَوْ أَبْصَرْتَهُ،

سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْم الخَصِرْ

شمر: مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ، وسَباطَتُه سَعَتُه

وكثرته؛ قال القطامِيُّ:

صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ به

من باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ يَبِلِ

(* قوله «أعراف» كذا بالــأصل، والذي في الاساس وشرح القاموس: أعناق.)

أَراد بالسبط المطَر الواسِع الكثير. ورجل سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ:

طويل؛ قال:

أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ

أَي هو في خِلْقته التي خلقه اللّه تعالى فيها لم يزد طولاً. وامرأَة

سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ: رَخْصةٌ ليِّنَةٌ. ويقال للرجل الطويلِ

الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع. وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: سَبْط

القَصَبِ؛ السبْطُ والسِبطُ، بسكون الباء وكسرها: الممتدُّ الذي ليس فيه

تَعَقُّدٌ ولا نُتوء، والقَصَبُ يريد بها ساعِدَيه وساقَيْه. وفي حديث

المُلاعَنةِ: إِن جاءت به سَبطاً فهو لزوجها أَي ممتدّ الأَعضاء تامَّ

الخلْقِ.والسُّباطةُ: ما سقَط من الشعر إِذا سُرِّحَ، والسُّباطةُ: الكُناسةُ.

وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَتى سُباطةَ قومٍ

فبالَ فيها قائماً ثم توضأَ ومسَح على خُفَّيْه؛ السُّباطةُ والكُناسةُ:

الموضع الذي يُرْمى فيه الترابُ والأَوْساخُ وما يُكْنَسُ من المنازل،

وقيل: هي الكُناسةُ نفسها وإِضافَتُها إِلى القوم إِضافةُ تَخْصِيصٍ لا

مِلْكٍ لأَنها كانت مَواتاً مُباحة، وأَما قوله قائماً فقيل: لأَنه لم يجد

موضعاً للقعود لأَنَّ الظاهر من السُّباطة أَن لا يكون موضعُها مُسْتوياً،

وقيل: لمرض منعه عن القعود، وقد جاء في بعض الروايات: لِعِلَّةٍ

بمَأُبِضَيْهِ، وقيل: فعَله للتَّداوِي من وجع الصُّلْبِ لأَنهم كانوا يتَداوَوْنَ

بذلك، وفيه أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مكروهة لأَنه بالَ قائماً في

السُّباطة ولم يؤخِّرْه.

والسَّبَطُ، بالتحريك: نَبْتٌ، الواحدة سَبَطةٌ. قال أَبو عبيد: السبَطُ

النَّصِيُّ ما دام رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فهو الحَلِيُّ؛ ومنه قول ذي

الرمة يصف رملاً:

بَيْنَ النهارِ وبين الليْلِ مِن عَقَِدٍ،

على جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ

وقال فيه العجّاج:

أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ

ابن سيده: السبَطُ الرَّطْبُ من الحَلِيِّ وهو من نباتِ الرمل. وقال

أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السبَطُ من الشجر وهو سَلِبٌ طُوالٌ في السماء

دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل والغنم، وليس له زهرة ولا شَوك، وله ورق

دِقاق على قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قال: وأَخبرني أَعرابي من عَنَزة أَن السبَطَ

نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دون الذُّرةِ، وله حبّ كحبّ البِزْرِ لا

يخرج من أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ، والناس يستخرجونه ويأْكلونه خَبْزاً

وطَبْخاً. واحدته سبَطةٌ، وجمع السبَطِ أَسْباطٌ. وأَرض مَسْبَطةٌ من

السَّبَطِ: كثيرة السبَطِ. الليث: السبَطُ نبات كالثِّيل إِلا أَنه يطول

وينبت في الرِّمال، الواحدة سبَطةٌ.

قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابي ما معنى السِّبْط في كلام العرب؟

قال: السِّبْطُ والسّبْطانُ والأَسْباطُ خاصّة الأَولاد والمُصاصُ منهم،

وقيل: السِّبْطُ واحد الأَسْباط وهو وَلد الوَلدِ. ابن سيده: السِّبْطُ

ولد الابن والابنة. وفي الحديث: الحسَنُ والحُسَينُ سِبْطا رسولِ اللّه،

صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنهما، ومعناه أَي طائفتانِ وقِطْعتان منه،

وقيل: الأَسباط خاصة الأَولاد، وقيل: أَولاد الأَولاد، وقيل: أَولاد

البنات، وفي الحديث أَيضاً: الحسينُ سِبْطٌ من الأَسْباط أَي أُمَّةٌ من الأُمم

في الخير، فهو واقع على الأُمَّة والأُمَّةُ واقعة عليه. ومنه حديث

الضِّبابِ: إِنَّ اللّه غَضِبَ على سِبْطٍ من بني إِسرائيل فمسخهم دَوابَّ.

والسِّبْطُ من اليهود: كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إِلى أَب

واحد، سمي سِبْطاً ليُفْرَق بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، وجمعه أَسْباط.

وقوله عزّ وجلّ: وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عَشْرةَ أَسْباطاً؛ أُمماً ليس

أَسباطاً بتمييز لأَن المميز إِنما يكون واحداً لكنه بدل من قوله اثنتي عشرة

كأَنه قال: جعلناهم أَسْباطاً. والأَسْباطُ من بني إِسرائيل: كالقبائل من

العرب. وقال الأَخفش في قوله اثنتي عشرة أَسباطاً، قال: أَنَّث لأَنه أَراد

اثنتي عشرة فِرْقةً ثم أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ ولم يجعل العدد

واقعاً على الأَسباط؛ قال أَبو العباس: هذا غلط لا يخرج العدد على غير الثاني

ولكن الفِرَقُ قبل اثنتي عشرة حتى تكون اثنتي عشرة مؤنثة على ما فيها

كأَنه قال: وقطَّعناهم فِرَقاً اثنتي عشرة فيصح التأْنيث لما تقدم. وقال

قطرب: واحد الأَسباط سِبْطٌ. يقال: هذا سِبْط، وهذه سبط، وهؤلاء سِبْط جمع،

وهي الفِرْقة. وقال الفراء: لو قال اثْنَيْ عشَر سِبْطاً لتذكير السبط

كان جائزاً، وقال ابن السكيت: السبط ذَكَرٌ ولكن النية، واللّه أَعلم،

ذهبت إِلى الأُمم. وقال الزجاج: المعنى وقطَّعناهم اثنتي عشْرةَ فِرْقة

أَسباطاً، فأَسباطاً من نعت فرقة كأَنه قال: وجعلناهم أَسباطاً، فيكون

أَسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة، قال: وهو الوجه. وقال الجوهري: ليس أَسباطاً

بتفسير ولكنه بدل من اثنتي عشرة لأَن التفسير لا يكون إِلا واحداً منكوراً

كقولك اثني عشر درهماً، ولا يجوز دراهم، وقوله أُمماً من نعت أَسْباطٍ،

وقال الزجاج: قال بعضهم السِّبْطُ القَرْنُ الذي يجيء بعد قرن، قالوا:

والصحيح أَن الأَسْباط في ولد إِسحق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد

إِسمعيل، عليهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِمعيل قبيلةٌ، وولد كلِّ ولد

من ولَدِ إِسحق سِبْطٌ، وإِنما سمي هؤلاء بالأَسباط وهؤلاء بالقبائل

ليُفْصَلَ بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، عليهما السلام. قال: ومعنى إِمعيل في

القبيلة( ) قوله «قال ومعنى إسماعيل في القبيلة إلخ» كذا في الــأَصل.

معنى الجماعة، يقال لكل جماعة من أَب واحد قبيلة، وأَما الأَسباط فمشتق من

السبَطِ، والسبَطُ ضرْب من الشجر ترعاه الإِبل، ويقال: الشجرةُ لها

قبائل، فكذلك الأَسْباطُ من السبَط، كأَنه جُعل إِسحقُ بمنزلة شجرة، وجعل

إِسمعيل بمنزلة شجرة أُخرى، وكذلك يفعل النسابون في النسب يجعلون الوالد

بمنزلة الشجرة، والأَولادَ بمنزلة أَغْصانها، فتقول: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ

وفلانٌ من شجرة مباركة. فهذا، واللّه أَعلم، معنى الأَسْباط والسِّبْطِ؛

قال ابن سيده: وأَما قوله:

كأَنه سِبْطٌ من الأَسْباطِ

فإِنه ظن السبْطَ الرجل فغَلِط.

وسَبَّطَتِ الناقةُ وهي مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لغير تمام.

وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كانت تَضْرِب اليَتيم يكون في حَجْرِها

حتى يُسْبِطَ أَي يَمتدّ على وجه الأَرض ساقطاً. يقال: أَسْبَطَ على

الأَرض إِذا وقع عليها ممتدّاً من ضرب أَو مرَض. وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً

إِذا انْبَسَطَ على وجه الأَرض وامتدّ من الضرب. واسْبَطَرَّ أَي امتدّ،

منه؛ ومنه حديث شُرَيْحٍ: فإِن هي دَرَّتْ واسْبَطَرَّت؛ يريد امتدَّتْ

للإِرْضاع؛ وقال الشاعر:

ولُيِّنَتْ من لَذّةِ الخِلاطِ،

قد أَسْبَطَتْ، وأَيُّما إِسْباطِ

يعني امرأَة أُتِيَتْ، فلما ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها على

الأَرض، وقولهم: ما لي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ

مُسْتَرْخِيَ البدَنِ. أَبو زيد: يقال للناقة إِذا أَلقَتْ ولدَها

قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه: قد سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً.

وقال الأَصمعي: سبَّطتِ الناقةُ بولدها وسبَّغَت، بالغين المعجمة، إِذا

أَلقته وقد نبَت وبَرُه قبل التَّمام. والتَّسْبِيطُ في الناقة:

كالرِّجاعِ. وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت. وأَسْبَط الرجلُ: وقع فلم يقدر على

التحرُّك من الضعْف، وكذلك من شُرب الدَّواء أَو غيره؛ عن أَبي زيد.

وأَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بها؛ عن ابن جَبلة. وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً: سكَت

مِن فَرَقٍ.

والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بها الطيرُ،

وقيل: يرمى فيها بِسهام صِغار يُنْفَخُ فيها نَفْخاً فلا تكاد تُخْطِئ.

والسَّاباطُ: سَقيفةٌ بين حائطين، وفي المحكم: بين دارين، وزاد غيره: من

تحتها طريق نافذ، والجمع سَوابِيطُ وساباطاتٌ. وقولهم في المثل:

أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطٍ؛ قال الأَصمعي: هو ساباطُ كسْرى بالمدائنِ

وبالعجمية بَلاس آبادْ، وبَلاس اسم رجل؛ ومنه قول الأَعشى:

فأَصْبَحَ لم يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ * بِساباطَ حتى ماتَ وهو مُحَرْزَق

(* هكذا روي صدر هذا البيت في الــأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين

تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه)

يذكر النعمان بن المنذر وكان أَبْرَويز حبَسه بساباط ثم أَلقاه تحت

أَرْجُل الفِيَلةِ. وساباطُ: موضع؛ قال الأَعشى:

هُنالِكَ ما أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه * بِساباطَ، حتى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ

(* هكذا روي صدر هذا البيت في الــأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين

تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه)

وسَباطِ: من أَسماء الحمَّى، مبنيّ على الكسر؛ قال المتنخل الهذلي: أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ، * كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ

وسُباط: اسم شهر بالرومية، وهو الشهر الذي بين الشتاء والربيع، وفي

التهذيب: وهو في فصل الشتاء، وفيه يكون تمام اليوم الذي تَدُور كسُوره في

السنين، فإِذا تَمَّ ذلك اليومُ في ذلك الشهر سمّى أَهلُ الشام تلك السنةَ

عامَ الكَبِيسِ، وهم يَتَيَمَّنُونَ به إِذا وُلد فيه مولود او قَدِم

قادِمٌ من سَفَرٍ.

والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ: نخلة تُدرك آخر القَيْظِ.

وسابِطٌ وسُبَيْطٌ: اسْمانِ. وسابُوطٌ: دابّةٌ من دواب البحر.

ويقال: سبَط فلان على ذلك الأَمْرِ يميناً وسَمَط عليه، بالباء والميم،

أَي حلَف عليه. ونعْجة مَبْسُوطةٌ إِذا كانت مَسْمُوطةً مَحْلوقة.

سبط
السَّبْطُ، بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ، وككَتِفٍ، الأخيرُ لُغَةُ الحِجازِ: نَقيضُ الجَعْدِ من الشَّعرِ: المُسْتَرْسِلُ الَّذي لَا حُجْنَةَ فِيهِ، وَكَانَ شَعَرُ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم لَا جَعْداً وَلَا سَبْطاً، أَي كانَ وَسَطاً بَيْنَهُما. وقَد سَبُطَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ، وسَبِطَ شَعرُه، مِثْلُ فَرِحَ، سَبْطاً، بالفَتْحِ كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ عِنْدَنا، أَو هُوَ بالتَّحريك كَمَا فِي الصّحاح، وسُبوطاً وسُبوطَةً، بضمِّهما، وسَباطَةً، بالفَتْحِ، وَهُوَ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ. والسَّبِطُ، ككَتِفٍ: الطَّويلُ الأَلْواحِ من الرِّجالِ المُسْتَويها، بَيِّنُ السَّباطَةِ، وكَذلِكَ السَّبْطُ بالفَتْحِ، مِثْلُ فَخِذٍ وفَخْذٍ، قالَ: أَرْسَلَ فِيهَا سَبِطاً لم يَخْطَلِ أَي هُوَ فِي خِلْقَتِه الَّتِي خَلَقه الله تَعَالَى فِيهَا لم يَزِدْ طولا.
وَمن المَجَازِ: رَجُلٌ سَبْطُ اليَدَيْنِ، أَي سَخِيٌّ سَمْحُ الكَفَّيْنِ بَيِّن السُّبوطَةِ، وكَذلِكَ سَبِطُ اليَدَيْنِ ككَتِفٍ، قالَ حَسّان رَضِيَ الله عَنْه:
(رُبَّ خالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْتِهِ ... سَبِطِ الكَفَّيْنِ فِي اليَوْمِ الخَصِرْ) وكَذلِكَ: رَجُلٌ سَبْطٌ بالمَعْروفِ: إِذا كانَ سَهْلاً، وَقَدْ سَبُطَ سَباطَةً. ورَجُلٌ سَبِطُ الجِسْمِ، بالفَتْحِ، وككَتِفٍ: حَسَنُ القَدِّ والاسْتِواءِ، من قَوْمٍ سِباطٍ، بالكَسْرِ قالَ الشّاعر:)
(فجاءتْ بهِ سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما ... عِمامَتُه بَيْنَ الرِّجالِ لِواءُ)
كَذَا فِي الصّحاح، والشّاعِرُ هُوَ أَبُو حُنْدُج. وَفِي صِفَتهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم سَبِط القَصَبِ رُوِيَ بِسُكُون الْبَاء وبكَسْرها، وَهُوَ المُمْتَدُّ الَّذي لَيْسََ فِيهِ تَعَقُّدٌ وَلَا نُتوءٌ، والقَصَبُ يُريدُ بهَا ساعِدَيْهِ وساقَيْهِ. وَفِي حَديثِ المُلاعَنَةِ: إنْ جاءتْ بِهِ سَبْطاً فَهُوَ لِزَوْجِها، أَي مُمْتَدَّ الأَعضاءِ تامَّ الخَلْقِ.
ويُقَالُ للرَّجُلِ الطَّويل الأَصابِعِ: إنَّه لَسَبْطُ البَنانِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجَازِ: مَطَرٌ سَبْطٌ وسَبِطٌ، أَي مُتَدارِكٌ سَحٌّ، قالَهُ شَمِرٌ. قالَ: وسَباطَتُه: كَثْرَتُه وسَعَتُه، قالَ الْقطَامِي:
(صافَتْ تَعَمَّجُ أَعْناقُ السُّيولِ بِهِ ... من باكِرٍ سَبِطٍ أَو رائحٍ يَبِلُ)
أَرادَ بالسبِط: المَطَرَ الواسِعَ الكَثيرَ. والسَّبْطُ، مُحَرَّكَةً: نَباتٌ كالثِّيل إلاَّ أنَّه يَطولُ ويَنْبُتُ فِي الرِّمال، الواحِدَةُ سَبَطةٌ، قالَهُ اللَّيْثُ. وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: السَّبَطُ الرَّطْبُ من النَّصِيّ، فَإِذا يَبِسَ فَهُوَ الحَلِيُّ، وقالَ ابْن سِيدَه: السَّبَط: الرَّطْبُ من الحَلِيِّ، وَهُوَ من نَباتِ الرَّمْلِ، وقالَ أَبُو حَنيفَةَ: وأَخْبَرَني أَعْرابِيٌّ من عَنَزَةَ أنَّ السَّبَطَ نَباتُه كالدُّخْنِ الكِبارِ دونَ الذُّرَةِ، وَله حَبٌّ كحَبِّ البَزْرِ لَا يَخْرُجُ من أَكِمَّتِهِ إلاَّ بالدَّقِّ، والنّاسُ يَسْتَخْرِجونَهُ ويَأكُلونَهُ خَبْزاً وطَبْخاً، وَهُوَ مَرْعًى جَيِّدٌ. قالَ أَبُو حَنيفَة: وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّ العَرَبَ تَقول: الصِّلِّيانُ خُبْزُ الإبِلِ، والسًّبَطُ: خَبيصُها. وقالَ أَبُو زِيادٍ: من الشَّجَرِ السَّبَطُ ومَنْبِتُه الرِّمالُ، سُلُبٌ طِوالٌ فِي السَّماءِ، دِقاقُ العيدانِ يَأكُلُه الغَنَم والإبِلُ، وتَحتَشُّه النّاسُ فيَبيعونَه عَلَى الطُّرُقِ، وَلَيْسَ لَهُ زَهْرَةٌ وَلَا شَوْكَةٌ، وَله وَرَقٌ دِقاقٌ عَلَى قَدْرِ الكُرّاثِ أَوَّل مَا يَخْرُج الكُرّاثُ. قالَ الصَّاغَانِيّ: والسَّبَطُ مِمّا إِذا جَفَّ ابْيَضَّ، وأَشْبَه الشَّيْبَ بمَنْزِلَةِ الثَّغامِ، ولِذا قالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(رَأَتْ شَمَطاً تَخُصُّ بِهِ المَنايا ... شَواةَ الرَّأْسِ كالسَّبَطِ المُحيلِ)
وقالَ الأّزْهَرِيّ: السَّبَط: الشَّجَرَةُ لَهَا أَغْصانٌ كَثيرَةٌ وأَصْلُــها واحِدٌ. قالَ ومِنْهُ اشْتِقاقُ الأَسْباطِ، كأَنَّ الوالِدَ بمَنْزِلَة الشَّجَرَةِ، والأَوْلادَ بمَنْزِلَة أَغْصانِها. والسِّبْطُ، بالكَسْرِ: وَلَدُ الوَلَدِ، وَفِي المُحْكَمِ: وَلَدُ الابنِ والابْنَةِ. وَفِي الحَديث: الحَسَنُ والحُسَيْنُ سِبْطا رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم ورَضِيَ عَنْهُما. والسِّبْطُ: القَبيلَةُ من اليَهودِ وهُمُ الَّذين يَرْجِعونَ إِلَى أَبٍ واحِدٍ، سُمِّيَ سِبْطاً لِيُفْرَقَ بَيْنَ وَلَدِ إسماعيلَ ووَلَدِ إِسْحَاق عَلَيْهِمَا السَّلام، ج أَسْباطٌ. وقالَ أَبُو العبّاسِ: سأَلْتُ ابْن الأَعْرَابِيّ: مَا مَعْنَى السِّبْطِ فِي كلامِ العَرَب قالَ: السِّبْطُ والسِّبْطانُ والأَسْباطُ: خاصَّةُ الأَوْلادِ والمُصاصُ مِنْهُم. وقالَ غَيْرُه: الأَسْباط: أَولادُ الأوْلادِ وقِيل: أَوْلادُ البَناتِ. قُلْتُ: وَهَذَا القَوْل)
الأخيرُ هُوَ المَشْهورُ عندَ العامَّة، وَبِه فَرَّقوا بَيْنَها وَبَين الأحْفادِ، ولكنَّ كلامَ الأئمَّةِ صَريحٌ فِي أنَّه يَشْمَلُ وَلَدَ الابنِ والابْنَة، كَمَا صَرَّحَ بِهِ ابْن سِيدَه. وقالَ الأّزْهَرِيّ: الأَسْباطُ فِي بَني إسحاقَ بمَنْزِلَة القبائِلِ فِي بَني إسماعيلَ، صَلَوات الله عَلَيْهِمَا. يُقَالُ: سُمُّوا بذلك ليُفْصَلَ بَيْنَ أَوْلادِهما.
قالَ: ومَعْنَى القَبيلَة مَعْنَى الجَماعة، يُقَالُ لِكُلِّ جَماعةٍ من أَبٍ وأُمٍّ: قَبيلَةٌ، ويُقَالُ لكلّ جمعٍ من آباءٍ شَتَّى: قَبيلٌ، بِلَا هاءٍ. وَقَوله تَعَالَى: وقَطَّعْناهُم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً أَسْباطٌ: بَدَلٌ من قَوْله اثْنَتَيْ عَشْرَة، وَلَا تَمْييزٌ، لأنَّ المُمَيِّز إنّما يَكون واحِداً. وقالَ الزَّجّاجُ: المَعْنى: وقَطَّعْناهُم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً أَسْباطاً، فأَسْباطاً من نَعْتِ فِرْقة، كَأَنَّهُ قالَ: وجَعَلْناهُم أَسْباطاً. قالَ: وَهُوَ الوَجْه. وَفِي الصّحاح: وإنَّما أَنَّث لأنَّه أَرادَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً، ثمَّ أَخْبَرَ أنَّ الفِرَقَ أَسْباطٌ، وَلَيْسَ الأَسْباطُ بتَفْسيرٍ، ولكنَّه بَدَلٌ من اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، لأنَّ التَّفْسيرَ لَا يَكُونُ إلاَّ واحِداً مَنْكوراً، كقَولك: اثْنا عَشَر دِرْهَماً، وَلَا يَجوز دَراهِمَ. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هُوَ قَوْلُ الْأَخْفَش، غيرَ أنَّه قالَ بعد قَوْله: ثمَّ أَخْبَرَ أنَّ الفِرَقَ أَسْباطٌ، وَلم يَجْعَل العَدَدَ واقِعاً عَلَى الأَسْباطِ. قالَ أَبُو العَبّاسِ: هَذَا غَلَطٌ، لَا يَخْرُج العَدَدُ عَلَى غَيْرِ الثّاني، ولكنّ الفِرَقَ قبل اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، حتَّى يَكُونَ اثْنَتَيْ عَشْرَة مُؤَنَّثَةً عَلَى مَا فِيهَا، كأَنَّه قالَ: وقَطَّعْناهُم فِرَقاً اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فيَصِحُّ التَّأنيثُ لما تَقَدَّم.
وقالَ قُطْرُبٌ: واحدُ الأَسْباط سِبْط، يُقَالُ: هَذَا سِبْطٌ وَهَذِه سِبْطٌ، وَهَؤُلَاء سِبْطٌ، جَمْعٌ، وَهِي الفِرْقَةُ. وَفِي الحَديثِ: حُسَيْنٌ مِنِّي وأَنا من حُسَيْنٍ، أَحَبَّ الله مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً، حُسَيْنٌ سِبْطٌ من الأَسْباطِ. قُلْتُ: رَواه يَعْلَى بنُ مُرَّةَ الثَّقَفيُّ رَضِيَ الله عَنْه، أَخْرَجَهُ التِّرمِذيُّ عَن الحَسَنِ عَن ابْن عَيّاشٍ، قالَ: حَدَّثَني عَبْدِ اللهِ بنُ عُثْمان بن خُثَيْمٍ عَن سَعيد بن راشدٍ عَن يَعْلَى، وقالَ: حَديثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ ابنُ ماجَةَ من حَديثِ يَحْيَى بن سُلَيْم ووَهْب عَن ابْن خُثَيْم وأَخْرَجَهُ البَغَوِيُّ عَن إِسْمَاعِيل ابْن عَيّاشٍ الحِمْصِيِّ عَن ابْن خُثَيْمٍ، ولَفْظُه: حُسَيْنٌ سِبْطٌ من الأَسْباط، مَنْ أَحَبَّني فَلْيُحِبَّ حُسَيْناً:، قالَ أَبُو بَكْرٍ: أَي أُمَّةٌ من الأُمَم فِي الخَيْر، فَهُوَ واقِعٌ عَلَى الأُمَّةِ، والأُمَّةُ، واقِعَةٌ عَلَيْهِ، ومِنْهُ حَديثُ الضِّبابِ: إنَّ الله غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ من بَني إسْرائيل فمَسَخَهُم دَوابَّ.
وسَبَّطَتِ النَّاقَةُ والنَّعْجَةُ تَسْبيطاً، وَهِي مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها لِغَيْرِ تَمامٍ، والَّذي فِي الصّحاح: التَّسْبيطُ فِي النّاقَةِ كالرِّجاعِ. ويُقَالُ أَيْضاً: سَبَّطَتِ النَّعْجَةُ، إِذا أَسْقَطَت، وَفِي العُبَاب: أَو سَبَّطت النَّاقةُ، إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبْلَ أنْ يَسْتَبينَ خَلْقُه، هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، قالَ: وكَذلِكَ قالَهُ الأَصْمَعِيّ، وأَوْرَدَه فِي التَّكْمِلَة مُسْتَدْرِكاً بِهِ عَلَى الجَوْهَرِيّ، مَعَ أنَّ قَوْلَ الجَوْهَرِيّ: كالرِّجاع إشارةٌ إِلَى) قَوْلِ أَبي زَيْدٍ هَذَا، فإِنَّ نَصَّه فِي نَوادِرِه: يُقَالُ للنَّاقَةِ إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبْلَ أنْ يَسْتَبينَ خَلْقُه: قَدْ سَبَّطَت، وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً. وَقَوله: وكَذلِكَ قالَهُ الأَصْمَعِيّ، ونَصُّه: سَبَّطَتِ النّاقَةُ بولَدِها وسَبَّغَت، بالغَيْنِ المُعْجَمَة، إِذا أَلْقَتْه وَقَدْ نَبَتَ وَبَرُهُ قبلَ التَّمامِ. وأَسْبَطَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُسْبِطٌ: سَكَتَ. هَكَذا هُوَ فِي النُّسَخِ بالتَّاءِ، فَرَقاً، أَي من الفَرَقِ ومثلُه فِي اللِّسان، وَفِي العُبَاب: أَطْرَقَ وسَكَن. وأَسْبَطَ بالأرْضِ: لَصِقَ بهَا عَن ابْن جَبَلَةَ. وأَسْبَطَ الرَّجُلُ، إِذا وَقَعَ عَلَى الأرْضِ وامْتَدَّ وانْبَسَطَ من الضَّرْبِ أَو منَ المَرَضِ، وكَذلِكَ من شُرْبِ الدَّواءِ، قالَهُ أَبُو زَيْدٍ، ومِنْهُ قولُهم: مَالِي أَراكَ مُسْبِطاً، أَيتَقَدَّم فِي السِّين، قالَ الجَوْهَرِيّ، ومِنْهُ قَوْلُ الأعْشَى:
(فذاكَ وَمَا أَنْجَى من المَوْتِ رَبَّه ... بساباطَ حتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَرْزَقُ)
يذكرُ النُّعْمانَ بن المُنْذِرِ وَكَانَ أَبْرَويزُ قَدْ حَبَسَه بساباطَ، ثمَّ أَلْقاهُ تَحْتَ أَرْجُلِ الفِيَلَةِ. قُلْتُ: ويُرْوَى: فأَصْبَح لم يَمْنَعْه كَيْدٌ وحيلَةٌ)
ويُرْوَى: مُحَزْرَق ومِنْهُ المَثل: أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطَ، قِيل: لأنَّه حَجَمَ كِسْرَى أَبَرْوِيْزَ مَرَّةً فِي سَفَرِه، فأَغْناهُ فَلم يَعُدْ للحِجامَةِ ثانِياً، أَو لِأَنَّهُ كانَ مُلازِماً ساباط المَدائِنِ، وَكَانَ يَحْجِمُ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ من الجَيْشِ الَّذي ضُرِبَ عليهُم البَعْثُ بدانِقٍ واحِدٍ نَسيئَةً إِلَى وَقْتِ قُفولِهِم، وَكَانَ مَعَ ذلِكَ يَمُرُّ عَلَيْهِ الأُسْبوعُ والأُسْبوعانِ وَلَا يَقْرَبُه أحَدٌ، فحينئِذٍ كانَ يُخْرِجُ أُمَّهُ فيَجْجُمُها ليُرِيَ النّاسَ أَنَّهُ غيرُ فارِغٍ، ولئلاَّ يُقَرَّعَ بالبَطالَة. فَمَا زالَ ذلِكَ دَأْبَه حتَّى أَنْزَفَ دَمَها وماتَتْ فَجْأَةً. فَصَارَ مَثَلاً قالَ:
(مَطْبَخُهُ قَفْرٌ وطَبَّاخُه ... أَفْرَغُ من حَجّامِ ساباطِ)
وسَباطِ، كقَطامِ: من أَسْماءِ الحُمَّى، مَبْنِيُّ عَلَى الكسْرِ، قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:
(أَجَزْتُ بِفتْيَةٍ بيضٍ كِرامٍ ... كأَنَّهُمُ تَمُلُّهُمُ سَباطِ)
قالَ السُّكَّرِيّ: وإنَّما سُمِّيَتْ بِسَباطِ لأنَّها إِذا أَخَذَت الإنْسانَ امْتَدَّ واسْتَرْخَى، قالَ الصَّاغَانِيّ: ويُقَالُ: سَبَاطِ: حُمَّى نافِضٌ. وَقَدْ سُبِطَ الرجل، كعُنِيَ، إِذا حُمَّ. وَمن المَجَازِ: وُلِدَ فُلانٌ فِي سُباطٍ، كغُرابٍ، بالسِّين والشِّين قالَ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ: يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ: اسمُ شَهْرٍ بالرُّومِيَّة قَبْلَ آذار يَكُونُ بَيْنَ الشِّتاء والرَّبيع، قالَ الأّزْهَرِيّ: هُوَ من فُصول الشِّتاء، وَفِيه يَكُونُ تَمامُ اليَوْمِ الَّذي تَدورُ كُسورُه فِي السِّنين، فَإِذا تَمَّ ذلِكَ اليَوْمُ فِي ذلِكَ الشَّهْرِ سَمَّى أَهلُ الشَّامِ تلْكَ السَّنَةَ عامَ الكَبيسِ، وَهُوَ الَّذي يُتَيَمَّنُ بِهِ إِذا وُلِدَ مَوْلودٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، أَو قَدِمَ قادِمٌ من بَلَدٍ.
والسُّباطَةُ، بالضَّمِّ: الكُناسَةُ الَّتِي تُطْرَحُ كُلَّ يَوْمٍ بأَفْنِيَةِ البُيوتِ، وأَمَّا الَّذي فِي حَديثِ المُغيرَة: أَتَى سُباطَةَ قَوْمٍ فبالَ قائِماً فَهُوَ المَوْضِع الَّذي يُرْمَى فِيهِ الأوْساخُ وَمَا يُكْنَسُ من المَنازِلِ.
وقِيل: هِيَ الكُناسَةُ نَفْسُها، وإضافَتُها إِلَى القَوْمِ إضافَةُ تَخْصيصٍ لَا مِلْك لأنَّها كَانَت مَواتاً مُباحَةً. وأَمّا قولُه: قائِماً، فَقيل: لأنَّه لم يَجِدْ مَوْضِعاً للقُعودِ لأنَّ الظَّاهِرَ من السُّباطَة أَن لَا يَكُونَ مَوْضِعُها مُسْتَوِياً. وقِيل: لِمَرَضٍ مَنَعَه عَن القُعود. وَقَدْ جَاءَ فِي بعض الرِّوايات: لِعِلَّةٍ بمَأْبِضِه. وقِيل: فَعَلَه للتَّداوي من وَجَعِ الصُّلْبِ لأنَّهُمْ كَانُوا يَتَداوَوْنَ بذلك. وَفِيه أنَّ مُدافَعَة البَوْلِ مَكْروهَةٌ لأنَّهُ بالَ قائِماً فِي السُّباطَةِ وَلم يُؤَخِّرْه. وسابِطٌ وسُبَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: اسْمان، فَمن الأوّل: سابِطُ بن أبي حُمَيْضَة ابْن عَمْرو بن وَهْبِ بن حُذافَةَ الجُمَحِيّ، لَهُ صُحبَةٌ، رَوَى عَنهُ ابنُه عبدُ الرَّحمن، وَله صُحْبَة أَيْضاً. وَعبد الرَّحمن بن سابِطٍ الشَّاميّ تابعيُّ وقِيل: هُوَ الجُمَحِيّ. وسَبْسَطِيَّة كأَحْمَدِيَّة ويُقَالُ: سَبَطْيَة، بفَتْحِ السِّين وَالْبَاء وسُكونِ الطّاءِ وتَخْفيفِ الْيَاء،)
وَهَكَذَا وُجِدَ مَضْبوطاً فِي التَّكْمِلَة: د، من عَمَلِ نابُلُسَ، من أَعْمالِ فِلَسْطين، فِيهِ قَبْرُ زَكريَّا ويَحْيَى عَلَيْهِمَا الصَّلاة والسَّلام. وسابوطُ: دابَّةٌ بَحْرِيَّة، كَمَا فِي اللِّسان. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: جمعُ السَّبْطِ من الشَّعْرِ سِباطٌ، بالكَسْرِ، قالَ سِيبَوَيْه: هُوَ الأكْثَرُ فِيمَا كانَ عَلَى فَعْلٍ صِفَةٍ، والسِّباطُ أَيْضاً: ذَوو الشَّعرِ المُسْتَرْسِل قالَ: قالَت سُلَيْمَى لَا أُحِبُّ الجَعْدينْ وَلَا السِّباطَ إنّهم مَناتِينْ ويُكْنَى بالسَّبِطِ عَن العَجَميِّ، كَمَا يُكْنَى عَن العَرَبِيِّ بالجَعْدِ، قالَ: هَلْ يُرْوِيَنْ ذَوْدَك نَزْعٌ مَعْدُ وساقيانِ سَبِطٌ وجَعْدُ وجَمع السَّبَطِ، مُحَرَّكَةً، للنَّباتِ: أَسْباطٌ، قالَ ذُو الرُّمَّة يَصِف رَمْلاً:
(بَيْنَ النَّهارِ وَبَين اللَّيْلِ من عَقَدٍ ... عَلَى جَوانِبِه الأَسْباطُ والهَدَبُ)
وأَرْضٌ مَسْبَطَةٌ، بالفَتْحِ: كثيرةُ السَّبَط، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَفِي بعض النُّسَخ مُسْبَطَة، بالضَّمِّ.
وسَبَطَ عَلَيْهِ العَطاءَ، إِذا تابَعَه وأَكْثَرَه، وَهُوَ مجَاز، قِيل: ومِنْهُ اشتقاقُ السَّباطَةِ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: غَلِطَ العَجّاجُ أَو رُؤْبَةُ فَقَالَ: كَأَنَّهُ سِبْطٌ من الأسْباطِ أَراد رجلا، وَهَذَا غَلَطٌ، كَمَا فِي المُحْكَمِ قالَ الصَّاغَانِيّ: لرُؤْبة أُرْجوزَةٌ أَوَّلُها: شُبَّت لِعَيْنيَ غَزِلٍ مَيّاطِ سَعْدِيَّةٌ حَلَّتْ بِذِي أراطِ وللعَجّاج أُرْجوزةٌ أَولهَا: وبَلْدَةٍ بَعيدَةِ النِّياطِ مَجْهولَةٌ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي والمَشْطور الَّذي شَكَّ ابْن دُرَيْدٍ فِي قائِلِه من هَذِه الأُرْجوزة. وامْرَأةٌ سَبْطَةُ الخَلْقِ، وسَبِطَتُه: رَخْصَتُه لَيِّنَتُه، وَهُوَ مَجازٌ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والسُّباطَةُ، بالضَّمِّ: مَا سَقَطَ من الشَّعرِ إِذا سُرِّحَ.
والسُّباطَةُ أَيْضاً: عِذْقُ النَّخْلَةِ بعَراجينِها ورُطَبِها. مِصْرِيَّةٌ. والسِّبْطُ بالكَسْرِ: القَرْنُ الَّذي يَجيءُ بعْدَ القَرْنِ، نَقَلَهُ الزَّجَّاجُ عَن بَعْضِهِم. والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ: نَخْلَةٌ تُدْرِك آخِرَ القَيْظِ. ويُقَالُ: سَبَطَ) فُلانٌ عَلَى ذلِكَ الأمْرِ يَميناً، وسَمَطَ عَلَيْهِ، بالباءِ وَالْمِيم، أَي حَلَفَ عَلَيْهِ. ونَعْجَةٌ مَسْبوطَةٌ إِذا كَانَت مَسْموطَةً مَحْلوقَةً. وسبْطَةُ بن المُنْذِر السَّليحيّ كانَ يَلِي جِباياتِ بَني سَليحٍ. وسُوَيْبِطُ بن حَرْمَلَة القُرَشِيّ العَبْدَرِيّ، بَدْرِيٌّ هاجَرَ إِلَى الحَبَشَة. وَقَدْ سَمُّوا سِبْطاً، بالكَسْرِ. وكأَميرٍ: المُنْذِر بن سَبيطِ بن عَمْرو بن عَوْفٍ. أَوْرَدَه الحافِظُ فِي التَّبْصير. ومَنْ عُرِفَ بالسِّبْطِ: جَماعَةٌ من المُحَدِّثين. وجَرادُ بن سَبيط بن طَارق، رَوى عَنهُ قَيْلُ بن عَرادَةَ.
س ب ط

هو سبطه وهم أسباطه، والحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. وتقول: كيف يتفق الأسباط والأقباط. ويقال: قبائل العرب وأسباط اليهود، وقريظة والنضير سبطان. وشعر سبط بالفتح والكسر والسكون: غير جعد. قال:

وساقيان سبط وجعد

وقد سبط وسبط سباطة وسبوطة. وبال في سباطة القوم وهي كناستهم. وقعدت في الساباط وهي سقيفة بين دارين تحتها طريق نافذ.

ومن المجاز: رجل سبط الأصابع وسبط البنان وسبط اليدين والكفين. وامرأة سبطة الخلق: رخصة ليّنة، ورجل سبطر. ورواق مسبطر، واسبطرت الكواكب: امتدت. قال ذو الرمة:

تلوم يهياه بياه وقد مضى ... من الليل جوز واسبطرت كواكبه

هو من أصوات الرعاة أي قال الراعي: ياه وانتظر أن يقول له الآخر: ياه ياه. وولد فلان في سباط إذا كان كثير الرياح وهو آخر شهور الشتاء.

الحذف

الحذف:
إلغاء الحرف دون خَلَفٍ له، وبُعبَّر عنه بـ (الإسقاط)، وأكثر ما يكون في الهمز، ويشمل الحذف ما ثبت رسماً، كما في قراءة من وقف بالياء على: {وَكَأَيِّنْ}، كما يشمل الحذف ما ثبت لفظاً، وهو كثير مثل حذف صلة ميم الجمع وقفاً عند من قرأ بصلتها وصلاً.
الحذف:
[في الانكليزية] Omission ،ellipsis
[ في الفرنسية] Omission ،retranchement ،ellipse
بالفتح وسكون الذال المعجمة في اللغة هو الإسقاط. وفي اصطلاحات العلوم العربية يطلق على إسقاط خاص. فعند أهل العروض يطلق على إسقاط السبب الخفيف من آخر الجزء، فبقي من مفاعيلن مثلا فعولن لأن مفاعي لما كان غير مستعمل وضع موضعه فعولن، هكذا في رسالة قطب الدين السرخسي وجامع الصنائع وغيرهما.
وعند أهل البديع يطلق على بعض المحسّنات الخطية. وبهذا المعنى ليس من علم البديع حقيقة وإن ذكره البعض فيه أي في علم البديع، ولعله جعله من الملحقات وهو إسقاط الكاتب أو الشاعر بعض الحروف المعجم من رسالته أو خطبته أو قصيدته كذا في المطول.

وأورد في مجمع الصنائع: الحذف هو أن يلتزم الكاتب أو الشاعر بأن لا يستعمل كلاما فيه حرف معيّن أو أكثر، سواء كان الحرف معربا أو معجما. مثاله: صنعت صدر مسند دستور من برد زينت بهشت برين. ومعناه صنعة الصدر المسند (آخذ الأمر) هي زينة الجنة العليا. وقد تخلّى عن استخدام حرف الألف في جميع الكلمات. والحذف المعتبر في هذه الصناعة هو قسمان: تعطيل ومنقوط ... وقد ذكر صاحب جامع الصنائع أنّ الطّرح بمعنى الحذف. والأنسب باصطلاح الصرفيين أنّ الحذف هو إسقاط حرف أو أكثر أو حركة من كلمة.
وسمي إسقاط الحركة بالإسكان كما لا يخفى.

قال الرضي في شرح الشافية: قد اشتهر في اصطلاحهم الحذف الإعلالي للحذف الذي يكون لعلة موجبة على سبل الاطراد كحذف ألف عصا وياء قاض. والحذف الترخيمي والحذف لا لعلة للحذف الغير المطرد كحذف لام يد ودم انتهى. والأنسب باصطلاح النحاة وأهل المعاني والبيان أنّه إسقاط حركة أو كلمة أكثر أو أقل، وقد يصير به الكلام المساوي موجزا، وسمّاه أي الحذف ابن جنّي سجاعة العربية، وهذا المعنى أعمّ من معنى الصرفيين. في الإتقان وهو أنواع الاقتطاع والاكتفاء والاحتباك ويسمّيه البعض بالحذف المقابلي أيضا. والرابع الاختزال فالاقتطاع حذف بعض الكلمة، والاكتفاء هو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط، فيكتفى بأحدهما لنكتة، والاحتباك هو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول، ويجيء تحقيق كل في موضعه.
والاختزال هو ما ليس واحدا مما سبق، وهو أقسام، لأنّ المحذوف إمّا كلمة اسم أو فعل أو حرف، وإمّا أكثر من كلمة انتهى. فمنه أي من الاختزال حذف المضاف سواء أعطي للمضاف إليه إعرابه نحو وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أي أهل القرية، أو أبقي على إعرابه عند مضي إضافة أخرى مثلها نحو تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ بالجرّ في قراءة. أي عرض الآخرة. وإذا احتاج الكلام إلى حذف يمكن تقديره مع أول الجزءين ومع آخره، فتقديره مع الثاني أولى لأنّ الحذف من آخر الجملة أولى نحو الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ أي الحجّ حج أشهر لا أشهر حج، ويجوز حذف مضافين نحو فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ أي من [أثر] حافر فرس الرسول، أو ثلاثة نحو فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أي فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب. ومنه حذف المضاف إليه. وهو يكثر في الغايات نحو قبل وبعد، وفي المنادى المضاف إلى ياء المتكلم نحو ربّ اغفر لي، وفي أيّ وكل وبعض، وجاء في غيرها كقراءة فلا خوف عليهم بضم خوف بلا تنوين، أي فلا خوف شيء عليهم. ومنه حذف المبتدأ ويكثر في جوانب الاستفهام نحو وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ، نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أي هي نار الله، وبعد فاء الجواب نحو مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ أي فعمله لنفسه، وبعد القول نحو إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أي هو ساحر، وبعد ما يكون الخبر صفة له في المعنى نحو التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ أي هم العابدون، ونحو صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، ووجب في النعت المقطوع إلى الرفع ووقع في غير ذلك. ومنه حذف الخبر نحو فَصَبْرٌ جَمِيلٌ أي فأمري صبر. ومنه حذف الموصوف نحو وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أي حور قاصرات. ومنه حذف الصفة نحو يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ أي صالحة. ومنه حذف المعطوف عليه نحو أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فانفلق أي فضرب فانفلق.
وحيث دخلت واو العطف على لام التعليل ففي تخريجه وجهان: أحدهما أن يكون تعليلا معلّله محذوف كقوله تعالى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً فالمعنى وللإحسان إلى مؤمنين فعل ذلك. وثانيهما أنه معطوف على علة أخرى مضمرة ليظهر صحّة العطف أي فعل ذلك ليذيق الكافرين بأسه وليبلي الخ. ومنه حذف المعطوف مع العاطف نحو لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ أي ومن أنفق بعده. ومنه حذف حرف العطف وبابه الشعر وقد خرّج على ذلك قوله تعالى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ أي ووجوه عطفا على وجوه يومئذ خاشعة. وقيل أكلت خبزا لحما تمرا من هذا الباب. وقيل من باب بدل الإضراب. وأمّا حذف المعطوف بدون حرف العطف فغير جائز فيجب معه حذف العاطف. ومنه حذف المبدل منه خرّج عليه وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ أي لم تصفه والكذب بدل من الهاء. ومنه حذف المؤكّد وبقاء التوكيد، فسيبويه والخليل أجازاه وأبو الحسن ومن تبعه منعوه. ومنه حذف الفاعل وهو لا يجوز إلّا في فاعل المصدر نحو لا يسأم الإنسان من دعاء الخير أي من دعائه الخير. ومنه حذف المفعول وهو كثير في مفعول المشيئة والإرادة، ويرد في غيرهما أيضا، لكن حذف المقول وبقاء القول غريب نحو قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أي هو سحر بدليل أسحر هذا. ومنه حذف الحال يكثر إذا كان قولا أغنى عنه المقول نحو وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ أي قائلين [ذلك]. ومنه حذف واو الحال نحو قول الشاعر:
نصف النهار الماء غامره أي انتصف النهار، والحال أنّ الماء غامر هذا الغائص. ومنه حذف المنادى نحو «ألا يا اسجدوا» أي ألا يا قوم اسجدوا. ومنه حذف حرف النداء نحو قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ ومنه حذف العائد ويقع في أربعة أبواب: الصلة نحو أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا أي بعثه. والصفة نحو وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ أي فيه. والخبر نحو وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى أي وعده، والحال. ومنه حذف المخصوص بالمدح أو الذم نحو نِعْمَ الْعَبْدُ أي أيوب. ومنه حذف الموصول الاسمي أجازه الكوفيون والأخفش وتبعهم ابن مالك، وشرط في بعض كتبه كونه معطوفا على موصول آخر، ومن حجتهم آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ أي والذي أنزل إليكم لأنّ الذي أنزل إلينا ليس هو الذي نزل من قبلنا، ولهذا أعيدت ما في قوله قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وهو الذي أنزل من قبلنا. ومنه حذف الموصول الحرفي، قال ابن مالك لا يجوز إلّا في أن نحو وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ أي أن يريكم، ونحو تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. قال في المغني وهو مطرد في مواضع معروفة وشاذ في غيرها. ومنه حذف الصلة وهو جائز قليلا لدلالة صلة أخرى أو دلالة غيرها. ومنه حذف الفعل وحده أو مع مضمر مرفوع أو منصوب أو معهما. ومنه حذف التمييز نحو كم صمت أي كم يوما صمت. وقال الله تعالى عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وقوله إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ، وهو شاذ في باب نعم نحو من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة. ومنه حذف الاستثناء أي المستثنى وذلك بعد إلّا وغير المسبوقين بليس.
يقال قبضت عشرة ليس إلّا وليس غير أي لي إلّا عشرة. وأجاز البعض ذلك بعد لم يكن وهو ليس بمسموع.
وأما حذف أداة الاستثناء فلم يجزه أحد إلّا أنّ السهيلي قال في قوله تعالى وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً، إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ أنّ التقدير إلّا قائلا إلّا أن يشاء الله، فتضمّن كلامه حذف أداة الاستثناء والمستثنى جميعا، والصواب أن يقال الاستثناء مفرّغ وأنّ المستثنى مصدر أو حال أي إلّا قولا مصحوبا بأن يشاء الله، أو إلّا ملتبسا بأن يشاء الله. وقد علم أنه لا يكون القول مصحوبا بذلك إلّا مع حرف الاستثناء فطوي ذكره لذلك فالباء محذوفة من أن.
ومنه حذف فاء الجواب وهو مختصّ بالضرورة وقد خرّج عليه الأخفش قوله تعالى إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ أي فالوصية. وقال غيره الوصية فاعل ترك. ومنه حذف قد في الحال الماضي نحو أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي قد حصرت. ومنه حذف لا التبرئة، حكى الأخفش لا رجل وامرأة بالفتح وأصلــه ولا امرأة. ومنه حذف لا النافية يطّرد ذلك في جواب القسم إذا كان المنفي مضارعا نحو قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ أي لا تفتأ ويقل مع الماضي ويسهله تقدّم لا على القسم كقول الشاعر:
فلا والله نادى الحي قومي وسمع بدون القسم وقد قيل به في قوله تعالى: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا أي لئلا تضلّوا. وقيل المضاف محذوف أي كراهة أن تضلّوا، ومنه: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ أي لا يطيقونه. ومنه حذف لام الأمر وهو مطّرد عند بعضهم في نحو قل له يفعل وجعل منه وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا وقيل هو جواب شرط محذوف أو جواب الطلب. والحقّ أنّ حذفها مختص بالشعر. ومنه حذف لام التوطئة نحو وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أي لئن لم ينتهوا. ومنه حذف لام لقد وهو لام جواب القسم ويحسن مع طول الكلام نحو قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها. ومنه حذف الجار وهو يكثر مع أنّ وإنّ وقد يحذف مع بقاء الجر نحو الله لأفعلن كذا، وأما حذفه مع المجرور فكثير. ومنه حذف ما النافية جوّزه ابن معط في جواب القسم خلافا لابن الخباز. ومنه حذف ما المصدرية قاله أبو الفتح في قوله: يأتيه تقدمون الخيل شعثا. ومنه حذف كي المصدرية أجازه السيرافي في نحو جئت لتكرمني، وإنّما يقدّر الجمهور هنا أن لأنها أمّ الباب فهي أولى بالتجوز. ومنه همزة الاستفهام خرّج عليه هذا ربي. ومنه حذف نون التأكيد يجوز في لافعلن للضرورة، ويجب في الخفيفة إذا لقيها ساكن نحو اضرب الغلام بفتح الباء والــأصل اضربن وفي غيره ضرورة. وقيل جاء في النثر أيضا كقراءة ألم نشرح بالفتح.
ومنه حذف نوني التثنية والجمع يجب عند الإضافة وشبهها نحو لا غلامي لزيد إذا لم يقدّر اللام مقحمة وعند تقصير الصّلة نحو الضاربا زيدا والضاربو عمروا وعند اللام الساكنة قليلا نحو لذائقو العذاب فيمن قرأ بالنصب وعند الضرورة. ومنه حذف التنوين يحذف لزوما لدخول أل، وللإضافة وشبهها، ولمنع الصرف، وللوقف في غير النصب، ولاتصال الضمير، ولكون الاسم علما موصوفا بما اتصل به وأضيف إلى علم آخر من ابن او ابنة اتفاقا أو بنت عند قوم. ويحذف لالتقاء الساكنين قليلا وعليه قرئ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ بترك تنوين أحد. ولا يحذف تنوين مضاف بغير مذكور باطراد إلّا أن أشبه في اللفظ المضاف نحو قطع الله يد ورجل من قالها. ومنه حذف أل التعريف تحذف للإضافة المعنوية والنداء.
وسمع سلام عليكم بغير تنوين. ومنه حذف لام الجواب وذلك ثلاثة: حذف لام جواب لو نحو لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً، وحذف لام لأفعلن وهو مختص بالضرورة، وحذف لام جواب القسم كما سبق. ومنه حذف حركة الإعراب والبناء كقراءة فتوبوا إلى بارئكم ويأمركم وبعولتهن أحق بسكون الثلاثة. ومنه حذف الكلام في الجملة ويقع ذلك باطراد في مواضع: أحدها بعد حرف الجواب يقال أقام زيد فنقول نعم. وثانيها بعد نعم وبئس إذا حذف المخصوص. وقيل إنّ الكلام جملتان. وثالثها بعد حرف النداء في مثل يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ إذ قيل إنه على حذف المنادى أي يا هؤلاء، ورابعها بعد إن الشرطية كقوله: [لرؤبة بن العجاج]
قالت بنات العمّ يا سلمى وإن كان عيا معدما قالت وإن أي وإن كان كذلك رضيته أيضا. وخامسها في قولهم افعل هذا أمّا لا أي إن كنت لا تفعل غيره فافعله. ومنه حذف أكثر من جملة نحو فارسلون يوسف أي فارسلون إلى يوسف لاستعبره الرؤيا ففعلوا فأتاه فقال له يا يوسف.
ومنه حذف جملة القسم وهو كثير جدا وهو لازم مع غير الباء. وحيث قيل لأفعلن أو لقد فعل أو لئن فعل ولم يقدم جملة قسم يكون القسم مقدرا نحو لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً. واختلف في نحو لزيد قائم وإنّ زيدا قائم أو لقائم هل يجب كونه جوابا للقسم أو لا. ومنه حذف جواب القسم، يجب إذا تقدّم عليه أو اكتنفه ما يغني عن الجواب. فالأول نحو زيد قائم والله.
والثاني نحو زيد والله قائم. فإن قلت زيد والله إنّه قائم أو لقائم احتمل كون المتأخّر عنه خبرا عن المتقدّم أو جوابا وجملة القسم وجوابه الخبر، ويجوز في غير ذلك نحو وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً الآية لنبعثن بدليل ما بعده. ومنه حذف جملة الشرط وهو مطّرد بعد الطلب نحو فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ. وحذف جملة الشرط بدون الأداة كثير. ومنه حذف جواب الشرط نحو فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ أي لعذّبكم، وهو واجب في مثل: هو ظالم إن فعل، ومثل: هو إن فعل ظالم، أي فعليه لعنة الله. ومنه حذف جملة مبيّنة عن المذكور نحو ليحق الحق ويبطل الباطل أي فعل ما فعل. هذا كله خلاصة ما في الإتقان والمطوّل.
فائدة:
الحذف الذي يلزم النحوي النظر فيه هو ما اقتضته الصناعة وذلك كأن يجد خبرا بدون مبتدأ أو بالعكس أو شرطا بدون جزاء أو بالعكس أو معطوفا بدون معطوف عليه أو بالعكس أو معمولا بدون عامل. وأما قولهم سرابيل تقيكم الحرّ على كون التقدير والبرد فضول في علم النحو، وإنما ذلك للمفسّر.
وكذا قولهم يحذف الفاعل لعظمته أو حقارته ونحو ذلك فإنه تطفّل منهم على صناعة البيان. فائدة:
في ذكر شروط الحذف وهي ثمانية.
الأول وجود دليل حالي أو مقالي إذا كان المحذوف جملة بأسرها نحو قالُوا سَلاماً أي سلمنا سلاما، ونحو وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً. أو أحد ركنيها نحو قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ أي سلام عليكم أنتم قوم منكرون، فحذف خبر الأولى ومبتدأ الثانية. أو لفظا يفيد معنى فيها هي مبنية عليه نحو تالله تفتؤا. وأما إذا كان المحذوف فضلة فلا يشترط لحذفه وجدان الدليل ولكن يشترط أن لا يكون في حذفه ضرر معنوي كما في قولك ما ضربت إلّا زيدا، أو صناعي كما في قولك زيدا ضربته وقولك ضربني وضربت زيد.
ولاشتراط الدليل امتنع حذف الموصوف في نحو رأيت رجلا أبيض بخلاف رأيت رجلا كاتبا.
وحذف المضاف في نحو غلام زيد بخلاف جاء ربك. وحذف المبتدأ إذا كان ضمير الشأن.

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 1 637 فائدة: ..... ص: 637

حذف المضاف في نحو غلام زيد بخلاف جاء ربك. وحذف المبتدأ إذا كان ضمير الشأن.
ومن الأدلة ما هو صناعي أي تختصّ بمعرفة النحو فإنه إنما عرف من جهة الصناعة وإعطاء القواعد وإن كان المعنى مفهوما كقولهم في لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ أنّ التقدير لأنا أقسم وذلك لأنّ فعل الحال لا يقسم عليه. ويشترط في الدليل اللفظي أن يكون طبق المحذوف فلا يجوز زيد ضارب وعمرو أي ضارب، ويراد بالمحذوف معنى يخالف المذكور. ومن الأدلة العقل حيث يستحيل صحة الكلام عقلا إلّا بتقدير محذوف، ثم تارة يدل على أصل الحذف من غير دلالته على تعيينه بل يستفاد التعيين من دليل آخر نحو حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ فإنّه لمّا لم تصح إضافته إلى الإحرام دلّ العقل على حذف شيء، وأمّا تعيينه وهو التناول فمستفاد من قوله عليه السلام والصلاة «إنّما حرم أكلها». وتارة يدل على التعيين أيضا نحو وَجاءَ رَبُّكَ أي أمر ربك بمعنى عذابه لأنّ العقل دلّ على استحالة مجيء الربّ تعالى، وعلى أنّ الجائي أمره. وتارة يدلّ على التعيين عادة نحو فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ دلّ العقل على الحذف لأنّ يوسف لا يصلح ظرفا للّوم. ثم يحتمل أن يقدّر لمتنني في حبه لقوله تعالى قَدْ شَغَفَها حُبًّا وفي مراودته لقوله تعالى تُراوِدُ فَتاها، والعادة دلّت على الثاني لأنّ الحبّ المفرط لا يلام صاحبه عليه عادة لأنه ليس اختياريا بخلاف المراودة. وتارة يدلّ عليه التصريح به في موضع آخر وهو أقواها نحو رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ أي من عند الله بدليل وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. ومن الأدلة علي أصل الحذف العادة بأن يكون العقل غير مانع عن إجراء اللفظ على ظاهره من غير حذف نحو قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ أي مكان قتال. والمراد مكانا صالحا للقتال لأنّهم كانوا أخبروا الناس بالقتال ويتغيّرون بأن يتفوّهوا بأنهم لا يعرفونه، فالعادة تمنع إرادة حقيقة القتال. ومن الأدلة الشروع في الفعل نحو: بسم الله الرحمن الرحيم، فيقدّر ما جعلت التسمية مبدأ له قراءة كان أو فعلا. الثاني أن لا يكون المحذوف كالجزء، فلا يحذف الفاعل ولا نائبه ولا شبهه كاسم إنّ وأخواتها. الثالث أن لا يكون مؤكّدا لأنّ الحذف مناف للتأكيد لأنه مبني على الاختصار والتأكيد مبني على الطّول، ومن ثمّ ردّ الفارسي على الزّجاج في قوله تعالى قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ أي إن هذان لهما ساحران، فقال الحذف والتأكيد باللام متنافيان.
وأما حذف الشيء لدليل وتأكيده فلا تنافي بينهما لأنّ المحذوف بالدليل كالثابت. ولذا قال ابن مالك: لا يجوز حذف عامل المصدر المؤكّد.
الرابع أن لا يؤدّي حذفه إلى اختصار المختصر فلا يحذف اسم الفعل دون معموله لأنه اختصار الفعل. الخامس أن لا يكون عاملا ضعيفا كالجار والناصب للفعل والجازم إلّا في مواضع قويت فيها الدلالة وكثر فيها الاستعمال لتلك العوامل ولا يجوز القياس عليها. السادس أن لا يكون عوضا عن شيء فلا يحذف ما في أمّا أنت منطلقا انطلقت، ولا كلمة لا في قولهم افعل هذا أمّا لا، ولا التاء من عدة. السابع والثامن أن لا يؤدي حذفه إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه، ولا إلى إعمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل القوي.
وللأمر الأول منع البصريون حذف مفعول الفعل الثاني من نحو ضربني وضربته زيد لئلّا يتسلّط على زيد ثم يقطع عنه برفعه بالفعل الأول.
ولاجتماع الأمرين امتنع عندهم أيضا حذف المفعول من زيد ضربته لأنّ في حذفه تسليط ضرب على العمل في زيد مع قطعه عنه وإعمال الابتداء مع التمكّن من إعمال الفعل، ثم حملوا على ذلك زيدا ضربته أو هل زيدا ضربته، فمنعوا الحذف وإن لم يؤدّ إلى ذلك.
فائدة:
اعتبر الأخفش في الحذف التدريج حيث أمكن. ولهذا قال في قوله تعالى وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ أنّ الــأصل لا تجزئ فيه، فحذف حرف الجر ثم الضمير، وهذه ملاطفة في الصناعة ومذهب سيبويه أنهما حذفا معا.
فائدة:
الــأصل أن يقدّر الشيء في مكانه الــأصلــي لئلّا يخالف الــأصل من وجهين: الحذف ووضع الشيء في غير محله، فيجب أن يقدّر المفسّر في زيدا رأيته مقدما عليه. وجوز البيانيون تقديره مؤخرا لإفادة الاختصاص كما قاله النحاة إذا منع منه مانع نحو وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فإنّ النحاة على أنه يقدّر مؤخرا هاهنا إذ لا يلي أمّا فعل.
فائدة:
ينبغي تقليل المقدّر مهما أمكن لتقلّ مخالفة الــأصل، ولذلك كان تقدير الأخفش في ضربي زيدا قائما ضربه قائما أولى. من تقدير باقي البصريين، وهو حاصل إذا كان قائما. قال الشيخ عز الدين ولا يقدّر من المحذوفات إلّا أشدها موافقة للغرض وأفصحها. ومهما تردّد المحذوف بين الحسن والأحسن وجب تقدير الأحسن في التنزيل لأنّ الله وصف كتابه بأنه أحسن الحديث.
فائدة:
إذا دار الأمر بين كون المحذوف فعلا والباقي فاعلا وبين كونه مبتدأ والباقي خبرا فالثاني أولى لأنّ المبتدأ عين الخبر، فالمحذوف عين الثابت فيكون حذفا كلا حذف. فأمّا الفعل فإنه غير الفاعل، اللهم إلّا أن يعتضد الأول برد آية أخرى في ذلك الموضع أو بموضع آخر يشبهه. وإذا دار بين كونه مبتدأ وخبرا فقال الواسطي كونه مبتدأ أولى لأنّ الخبر محط الفائدة. وقال العبدي الأولى الخبر لأنّ التجوّز في آخر الجملة أسهل. وإذا دار الأمر بين كونه أولا وثانيا فالثاني أولى، ومن ثمّ رجّح أنّ المحذوف في نحو أتحاجّونّي نون الوقاية لا نون الرفع.
فائدة:
في حذف المفعول اختصارا واقتصارا جرت عادة النحاة أن يقولوا بحذف المفعول اختصارا واقتصارا ويريدون بالاختصار الحذف بدليل، وبالاقتصار الحذف بغير دليل، ويمثلونه بنحو كلوا واشربوا أي أوقعوا هذين الفعلين.
والتحقيق أن يقال كما قال أهل البيان تارة يتعلّق الغرض بالإعلام بمجرّد وقوع الفعل من غير تعيين من أوقعه ومن أوقع عليه فيجاء بمصدره مسندا إلى فعل كون عام، فيقال: حصل حريق أو نهب، وتارة يتعلّق بالإعلام بمجرّد إيقاع الفاعل للفعل فيقتصر عليه، ولا يذكر المفعول ولا ينوى لأنّ المنوي كالثابت، ولا يسمّى محذوفا لأنّ الفعل ينزّل لهذا القصد منزلة ما لا مفعول له، ومنه قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وتارة يقصد إسناد الفعل إلى فاعله وتعليقه بمفعوله فيذكران. وهذا النوع إذا لم يذكر مفعوله قيل إنه محذوف. وقد يكون في اللفظ ما يستدعيه فيحصل الجزم بوجوب تقديره نحو أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا.
وقد يشتبه الحال في الحذف وعدمه نحو قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ قد يتوهّم أنّ معناه نادوا فلا حذف، أو سمّوا فالحذف واقع.
فائدة:
اختلف في الحذف فالمشهور أنه من المجاز وأنكره البعض لأنّ المجاز استعمال اللفظ في غير موضعه والحذف ليس كذلك.
وقال ابن عطية حذف المضاف وهو عين المجاز ومعظمه وليس كل حذف مجازا. وقال الفراء في الحذف أربعة أقسام. قسم يتوقف عليه صحة اللفظ ومعناه من حيث الإسناد نحو وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أي أهلها إذ لا يصح إسناد السؤال إليها. وقسم يصح بدونه لكن يتوقف عليه شرعا كقوله تعالى فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ أي فافطر فعدة. وقسم يتوقّف عليه عادة لا شرعا نحو أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فضربه فانفلق. وقسم يدلّ عليه دليل غير شرعي ولا هو عادة نحو فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ دلّ الدليل على أنه إنما قبض من أثر حافر فرس الرسول وليس في هذه الأقسام مجاز إلّا الأول. وقال الزنجاني في المعيار إنّما يكون مجازا إذا تغيّر حكم، فأمّا إذا لم يتغيّر كحذف خبر المبتدأ فليس مجازا، إذ لم يتغيّر حكم ما بقي من الكلام. وقال القزويني في الإيضاح متى تغيّر إعراب الكلمة بحذف أو زيادة فمجاز وإلّا فلا. وقد سبق في لفظ المجاز.
فائدة:
للحذف فوائد كالاختصار والاحتراز عن العبث بظهوره وكالتنبيه على ضيق الوقت كما في التحذير والإغراء وكالتفخيم والإعظام لما فيه من الإبهام وكالتخفيف لكثرته في الكلام، كما في حذف حرف النداء وغير ذلك، مما بيّن في كتب البيان. وإن شئت توضيح تلك المباحث فارجع إلى المغني والإتقان.

زمم

زمم


زَمَّ(n. ac. زَمّ)
a. Fastened, tied, bound; strapped.
b. Bridled; muzzled (camel).
c. Filled.
d. Carried off, fastened upon ( a lamb: wolf).
e. [Bi], Raised, lifted ( the head ).

أَزْمَمَa. see I (a)
إِنْزَمَمَa. Was tied, fastened &c.

إِزْتَمَمَ
(د)
a. Carried his head high, was proud, haughty
supercilious.
b. see I (d)
زَمَمa. Face-to-face, opposite.

زِمَاْم
(pl.
أَزْمِمَة)
a. Strap, thong; cord; nose-rein; bridle.
ز م م : الزِّمَامُ لِلْبَعِيرِ جَمْعُهُ أَزِمَّةٌ وَزَمَمْتُهُ زَمًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ شَدَدْتُ عَلَيْهِ زِمَامه قَالَ بَعْضُهُمْ الزِّمَامُ فِي الْــأَصْلِ الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ فِي الْبُرَةِ أَوْ فِي الْخِشَاشِ ثُمَّ يُشَدُّ إلَيْهِ الْمِقْوَدُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الْمِقْوَدُ نَفْسُهُ.

وَزَمْزَمُ اسْمٌ لِبِئْرِ مَكَّةَ وَلَا تَنْصَرِفُ لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّةِ. 
ز م م: (الزِّمَامُ) الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ فِي الْبُرَةِ أَوْ فِي الْخِشَاشِ ثُمَّ يُشَدُّ فِي طَرَفِهِ الْمِقْوَدُ وَقَدْ يُسَمَّى الْمِقْوَدُ زِمَامًا، وَ (زَمَّ) الْبَعِيرَ خَطْمَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَزَمَّ أَيْ تَقَدَّمَ فِي السَّيْرِ. وَزَمَّ بِأَنْفِهِ تَكَبَّرَ فَهُوَ (زَامٌّ) . وَ (الزَّمْزَمَةُ) صَوْتُ الرَّعْدِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ، وَهِيَ أَيْضًا كَلَامُ الْمَجُوسِ عِنْدَ أَكْلِهِمْ. وَ (زَمْزَمُ) اسْمُ بِئْرِ مَكَّةَ. 
(ز م م) : (زِمَامُ) النَّعْلِ سَيْرُهَا الَّذِي بَيْنَ الْأُصْبُعِ الْوُسْطَى وَاَلَّتِي تَلِيهَا يُشَدُّ إلَيْهِ الشِّسْعُ مُسْتَعَارٌ مِنْ زِمَامِ الْبَعِيرِ وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ فِي الْبُرَةِ أَوْ فِي الْخِشَاشِ ثُمَّ يُشَدُّ إلَيْهِ الْمِقْوَدُ وَقَدْ يُسَمَّى بِهِ الْمِقْوَدُ نَفْسُهُ وَقَدْ أَحْسَنَ الْمُتَنَبِّي فِي وَصْفِ النَّعْلِ حَيْثُ قَالَ
شِرَاكُهَا كُورُهَا وَمِشْفَرُهَا ... زِمَامُهَا وَالشُّسُوعُ مِقْوَدُهَا
خَلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ حَقِّهِ أَنْ يَقُولَ وَزِمَامُهَا مِشْفَرُهَا كَمَا فَعَلَ قَبْلُ وَبَعْدُ (وَزَمَّ) النَّعْلَ وَأَزَمَّهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ زَمَّ الْبَعِيرَ إذَا وَضَعَ عَلَيْهِ الزِّمَامَ (وَقَوْلُهُ زَمَّ نَفْسَهُ وَكَسَرَ شَهْوَتَهُ) أَيْ مَنَعَهَا مَأْخُوذٌ مِنْهُ.
زمم
زمَّ زَمَمْتُ، يَزُمّ، ازْمُمْ/ زُمَّ، زَمًّا، فهو زامّ، والمفعول مَزْموم
• زمّ فلانٌ الشَّيءَ: شدّه بالزِّمام وهو سَير يُربط به ويُشدّ "زمّ المريضُ رأسَه بسبب الصداع- زمَّ الرّجلُ البعيرَ: جعلَ له زِمامًا- زمّ النَّعلَ". 

انزمَّ ينزمّ، انْزَمِمْ/ انْزَمَّ، انزمامًا، فهو مُنزَمّ
• انزمَّ الشَّيءُ: مُطاوع زمَّ: رُبِط. 

زمَّمَ يزمِّم، تزميمًا، فهو مُزمِّم، والمفعول مُزمَّم
• زمَّم الجملَ: شدَّ عليه الزِّمام. 

زِمام [مفرد]: ج أَزِمَّة: ما يُشَدّ به الحيوان من حبل ونحوه لقيادته أو لإمساكه بإحكام "أمسك بزمام فرسه" ° أفلت الزِّمام من يده: فقد السيطرة على الأمر، أو عجز عن ضبطه- ألقى في يده زمامَ الأمر: فوضه إليه، جعل له الرأي فيه يقضي بما يشاء- تولَّى زمام الأمر/ تولَّى زمام الحكم: تولى السلطة- قبَض على أزمّة الأمور: تولاّها- ملك زِمام الأمر: سيطر عليه وتحكَّم فيه- هو زمام قومه: مقدَّمهم وصاحب أمرهم.
• زِمام النَّعل: سيرُها.
• زِمام القرية: جملة الأرض الزراعيّة التي تستغلّها "لم يُعطهم الزِّمام هذا العام غلّة كافية". 

زَمّ [مفرد]: مصدر زمَّ. 
[زمم] الزِمامُ: الخيطُ الذي يُشَدُّ في البُرَةِ أو في الخِشاشِ ثم يشَدُّ في طرفه المِقودُ. وقد يسمى المقود زماما. وزمام النعل: ما يُشَدُّ فيه الشِسْعُ. تقول: زمَمْتُ النعل. وزَمَمْتُ البعير: خطمته. وقول الراجز: يا عجبا وقد رأيت عجبا حمار قبان يسوق أرنبا خاطمها زأمها أن تذهبا فقلت أزدفنى فقال مرحبا أراد " زامها " فحرك الهمزة ضرورة، لاجتماع الساكنين، كما جاء في الشعر اسوأدت، بمعنى اسوادت. وزم، أي تقدم في السير. وزَمَّ بأنفه، أي تكبَّرَ، فهو زامٌّ. وقومٌ زُمَّمٌ، أي شمخ بأنوفهم من الكبر. قال الراجز :

شداخة تفذغ هام الزمم * وزمم الجِمالُ، شدّد للكثرة. ويقال: أخذَ الذئبُ سَخْلَةً فذهبَ بها زامَّاً رأسَه، أي رافعاً. وقد زَمَّها الذئب وازدمها، بمعنى. والزمزمة: صوت الرعد، عن أبي زيد. والزَمْزَمَةُ: كلامُ المجوس عند أكلهم. وزمزم أيضا، بالفتح: اسم بئر مكة شرفها الله تعالى. وزمزم وعيطل: اسمان لناقة، وقد ذكرناه في اللام. والزمزمة، بالكسر: الجماعة من الناس. وقال :

إذا تَدانى زِمْزِمٌ من زِمْزِم * وقال الشيبانيّ: الزِمْزِمُ أيضاً: الجِلَّةُ من الإبل. قال: وكذلك الزمزيم. ودارى من داره زَمَمٌ، أي قريبٌ. وقال أعرابيٌّ: لا والذي وجهي زَمَمَ بَيْتِهِ ما كان كذا وكذا، أي تجاهه وتلقاءه. وأمر نبى فلانٍ زَمَمٌ، أي قصدٌ كما يقال أمم. وزم بالضم: موضع. قال الاعشى: ونظرة عين على غرة محل الخليط بصحراء زم يقول: ما كان هواها إلا عقوبة.
ز م م

زممت بعيري أزمه، وبعير مزموم، وزممت الجمال، وإبل مزممة: مخطمة. وزمزم العلج عند الأكل والشرب وهو صوت مبهم يديره في خياشيمه وحلقه وهو مطبق فاه لا يعمل لساناً ولا شفة. والرعد يزمزم. قال:

يهدّ بين السحر والغلاصم ... هداً كهد الرعد ذي الزمازم

وسمعت زمازم الرعد وزمازم النار. وفي مثل " خول الصليان الزمزمة " لأن الصليان يقطع للخيل التي لا تفارق الحي مخافة الغارة فهي تزمزم حوله وتحمحم، وروي الزمزمة بالكسر وهي الجماعة. وزم الزنبور يزم زميماً: صوت.

ومن المجاز: هو زمام قومه وهم أزمة قومهم. قال ذو الرمة:

بني ذوأد إني وجدت فوارسي ... أزمة غارات الصباح الدوالق

الدلقة: الدفعة الشديدة. وألقى في يده زمام أمره، وهو يصرف أزمة الأمور. وما تكلمت بكلمة حتى أخطمها وأزمها. وزم النعل وأزمها: جعل لها زماماً. وهو على زمام من أمره: على شرف من قضائه، وهو زمام الأمر أي ملاكه. وزممت القوم: تقدمتهم، وزمت الناقة الإبل كانت زماماً لها تتقدمها. قال ذو الرمة:

مهرية بازل سير المطيّ بها ... عشية الخمس بالموماة مزموم

وقال أيضاً:

تزم بي الأركوب أدماء حرة ... نهوز وإن تستذمل العيس تذمل

وقال أيضاً:

كأني ورحلي فوق سيد عانة ... من الحقب زمام تلوح ملاحبه

آثار حوافره بالأرض. وزم بأنفه عنى: رفع رأسه كبرا، ورأيته زاماً: شامخاً لا يتكلم. والذئب يأخذ الشاة فيذهب بها زاماً: رافعاً رأسه. وزمّ ناب البعير، وزم بأنفه إذا نجم. قال ذو الرمة:

خدب الشوى لم يعد في آل مخلف ... إن اخضر أو إن زم بالأنف بازله

وملأ سقاءه حتى زم زموماً أي فاض وطلع من جوانبه، وزممته: ملأته. وداري زمم داره. ولا والذي وجهي زمم بيته ما كان كذا. وقال:

فقلت لأصحابي هل النار منكمو ... على زمم أو قصد أرض نريدها

وخرجت معه أزامه وأخازمه: أعارضه، ومنه الزمم.
[ز م م] زَمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمّا، فانزَمَّ: شَدَّه. والزِّمامُ: ما زُمَّ به والجمعُ أزِمَّةٌ. والزِّمامُ: الحَبْلُ الذي يُجْعَلُ في البُرَة والخَشَبَةِ وقد زَمَّ البعيرَ بالزِّمامِ، وقولُ أمِّ خَالَد الخَثْعَمِيّة:

(فَلَيْتَ سِمَاكِيّا يَحارُ رَبابُه ... يُقادُ إلى أَهْلِ الغَضَا بزِمَامِ)

إنَّما أرادَتْ مِلْكَ الريحِ للسَّحابِ وصَرْفَها إيّاه إلى جَحْوَشٍ حَتّى كأنَّ الريحَ تَمْلِكُ هذا السَّحابَ فتُصَرِّفُه بزِمامٍ مِنْها، ولو أسقَطَتْ قولَها ((بزِمامِ)) لنَقَصَ دُعاؤُها؛ لأَنَّه إذا لم تَكُفَّه بمِثْلِ الزِّمامِ من شِدّتِها أمْكَنَه أن يَنصَرِفَ إلى غَيْر تِلقاءِ أهْلِ الغَضَا، فَيذْهبَ شَرْقاً وغَرْباً، وغَيرهما من الجِهاتِ، وليسَ هُنالِكَ زِمامٌ ألبَتَّةَ، إنَّما ضَرَبَتِ الزِّمامَ مَثَلاً لِملْكِ الرِّيح إيّاه، وهو مُسْتعارٌ؛ إذ الزِّمامُ المَعرُوفُ مَجَسَّمٌ، والرِّيحُ غَيرُ مُجَسَّمةٍ. وزَمَّ الذِّئبُ السَّخْلَةَ، وازْدَمَّها: رَفَعَ رَأسَهُ ذاهِباً بها. وزَمَّ البعيرُ بأَنْفِه زَمّا: إذا رَفَعَ رَأْسَه من ألَمٍ يَجِدهُ. وزَمَّ برَأْسِه زَمّا رَفَعَه. وزَمَّ بأَنْفِه يَزُمُّ زَمّا: شَمَخَ. وزَمَّ يَزُمُّ زَمّا: تَقَدَّمَ. وزَمَّتِ القِرْبَةُ زُمُوماً: امتَلأَتْ. وقالُوا: لا والذي وَجْهِي زَمَمَ بَيْتِه؛ أي: قُبَالَتَه، وأُراه لا يُستَعْمَلُ إلاّ ظَرْفاً. وأمْرُ بَنِي فُلانٍ زَمَمٌ، اي: هَيِّنٌ لم يُجاوِزِ القَدْرَ، عن اللِّحيانِيّ. والزُّمَّام مُشَدَّدٌ: العُشْبُ المُرتَفِعُ عن اللُّعاعِ. وإزْمِيمُ: لَيْلَةٌ من لَيَالِي المِحاقِ. وإزْمِيمٌ: من أَسماءِ الهِلالِ، حُكِيَ عن ثَعْلَبٍ. وإزمِيمٌ: مَوْضِعٌ. والزَّمْزَمةُ: تَراطُنُ العُلُوجِ عندَ الأَكْلِ وهم صُمُوتٌ، لا يَسْتَعِملونَ اللِّسانَ ولا الشَّفَةَ في كَلامِهم، لَكِنَّه صَوْتٌ تُدِيره في خيَاشِيمها وحُلُوقِها، فيفْهَمُ بعضُها عن بَعْضٍ. والزَّمزَمةُ من الصَّدْرِ إذا لمْ يُفصِحْ. وزَمْزَمةُ الرَّعْدِ: تَتَابُعُ صَوتِه، وقِيلَ: هو أحْسَنُه صَوْتاً، وأَثْبَتُه مَطَراً. قالَ أبو حَنِيفةَ: الزَّمْزَمَةُ من الرَّعْدِ: ما لم يَعْلُ ويُفْصِحْ. وسَحابٌ زَمْزامٌ. والزَّمْزَمَةُ: الصَّوتُ البعيدُ تَسْمَعُ له دَويّا. وزَمْزَمَ الأَسَدُ: صَوَّتَ. وتَزَمْزَمَتِ الإِبلُ: هَدَرَتْ. والزِّمْزِمَةُ: الخَمْسونَ ونَحْوُها من النّاسِ والإِبلِ، وقيل: هي الجَماعةُ ما كانَتْ، كالصِّمْصِمةِ، وليسَ أَحدُ الحَرْفينِ بَدَلاً من صاحبِه، لأنَّ الأَصْمَعيَّ قد أثْبتَهُما معاً، ولم يَجْعلْ لأَحَدِهما مَزِيَّةً على صاحبه، والجمعُ: زِمْزِمٌ، قال: (إذا تَدانَى زِمْزِمٌ لِزِمْزِم ... )

(من كُلِّ جيشٍ عَتِدٍ عَرَمْرَمِ ... )

(وجَالَ مَوَّارُ العَجَاجِ الأقْتَمِ ... )

(نَضربُ رأسَ الأبْلخِ الغَشَمْشَمِ ... )

والزِّمْزِمةُ: القِطعةُ من السِّباعِ أو الجنِّ. والزِّمْزِيمُ: الجماعةُ من الإبلِ إذا لم يكُنْ فيها صِغارٌ، قال نُصَيْبٌ:

(يَعُلُّ بَنِيِه المَحْضَ من بَكَرَاتِها ... ولم يُحْتَلَبْ زِمْزِيمُها المُتَجرِثْمُ)

وماءٌ زَمْزَمٌ، وزُمازِمٌ: كثيرٌ. وزَمْزَمُ: بِئْرُ مَكَّةَ. وزُمٌّ: مَوْضِعٌ، قال أوْسُ بن حَجَر:

(كأنَّ جِيادهُنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ ... جَرادٌ قد أطاعَ له الوَرَاقُ)

زمم: زَمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمّاً فانْزَمَّ: شده. والزِّمامُ: ما

زُمَّ به، والجمع أَزِمَّةٌ. والزِّمامُ: الحبل الذي يجعل في البُرَةِ

والخشبة، وقد زمَّ البعير بالزِّمام. الليث: الزَّمُّ فعل من الزِّمام، تقول:

زَمَمْتُ الناقة أَزُمُّها زَمّاً. ابن السكيت: الزَّمُّ مصدر زَمَمْتُ

البعير إذا علَّقْت عليه الزِّمام. الجوهري: الزِّمام الخيط الذي يشد في

البُرَةِ أَو في الخِشاشِ ثم يشد في طرفه المِقْوَد، وقد يسمى المِقوَد

زِماماً. وزِمام النعل: ما يشد به الشِّسْع. تقول: زَمَمْتُ النعل.

وزَمَمْتُ البعير: خَطَمْته. وفي الحديث: لا زِمام ولا خِزام في الإسلام؛ أَراد

ما كان عُبَّادُ بني إسرائيل يفعلونه من زمِّ الأُنوف، وهو أَن يُخْرَق

الأَنفُ ويجعل فيه زِمام كزِمام الناقة ليُقاد به؛ وقول الشاعر:

يا عَجَباً وقد رأَيتُ عَجَبا:

حِمارَ قَبَّانٍ يَسُوق أَرْنبا

خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهبا،

فقلت: أَرْدِفْني، فقال: مَرْحَبا

أَراد زامَّها فحرك الهمزة ضرورة لاجتماع الساكنين، كما جاء في الشعر

اسْوأَدَّتْ. وزُمِّمَ الجِمال، شدد للكثرة؛ وقول أُمّ خَلَفٍ

الخَثْعَمِيّة:

فليتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه،

يُقادُ إلى أَهل الغَضَى بزِمامِ

إنما أَرادت مِلْكَ الرِّيحِ السحابَ وصرفها إياه. ابن جحوش: حتى كأنَّ

الريح تملك هذا السحاب فتصرفه بزمامٍ منها، ولو أَسقطتْ قولها بزِمام

لنقص دعاؤها لأَنها إذا لم تكُفَّه

(* كذا بياض بالــأصل) . . . أَمكنه أَن

ينصرف إلى غير تِلْقاء أَهل الغَضى فتذهب شرقاً وغرباً وغيرهما من الجهات،

وليس هنالك زِمامٌ البَتَّةَ إلاّ ضربَ الزِّمام مَثَلاً لمِلْكِ الريح

إياه، فهو مستعار إذ الزِّمام المعروف مجسَّمٌ والريح غير مجسَّم.

وزَمَّ البعير بأَنفه زَمّاً إذا رفع رأْسه من أَلَمٍ يجده. وزَمَّ

برأْسه زَمّاً: رفعه. والذئب يأْخذ السَّخْلةَ فيحملها ويذهب بها زامّاً أَي

رافعاً بها رأْسه. وفي الصحاح: فذهب بها زامًّا رأْسه أَي رافعاً.

يقال:زَمَّها الذئب وازْدَمَّها بمعنى. ويقال: قد ازْدَمَّ سخلة فذهب بها.

ويقال: ازْدَمَّ الشيءَ إليه إذا مدَّه إليه. أَبوعبيد: الزَّمُّ فعل من

التقدم، وقد زَمَّ يَزِمُّ إذا تقدم، وقيل:إذا تقدم في السير؛ وأَنشد:

أَن اخْضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأَنف بازِلُهْ

(* قوله «أن اخضر» صدره كما في الأساس:

خدب الشوئ لم يعد في ال مخلف).

وزَمَّ الرجلُ بأَنفه إذا شَمَخ وتكبر فهو زامّ. وزَمَّ وزامَّ

وازْدَمَّ كله إذا تكبر. وقوم زُمَّمٌ أَي شُمَّخٌ بأُنوفهم من الكبر؛ قال

العجاج:إذ بَذَخَتْ أَرْكانُ عِزٍّ فَدْغَمِ،

ذي شُرُفاتٍ دَوْسَرِيٍّ مِرْجَمِ،

شَدَّاخَةٍ تَقْدَحُ هام الزُّمَّمِ

وفي شعر: يَقْرَعُ، بالباء. وفي الحديث: أَنه تلا القرآن على عبد الله

بن أُبَيٍّ وهو زامٌّ

لا يتكلم أَي رافع رأْسه لا يُقْبِلُ عليه. والزَّمُّ: الكبر؛ وقال

الحربي في تفسيره: رجل زامٌّ

أَي فَزِعٌ. وزَمَّ بأَنفه يَزِمُّ زَمّاً: تقدم. وزَمَّت القربةُ

زُموماً: امتلأَت.

وقالوا: لا والذي وجهي زَمَمَ بيتِهِ ما كان كذا وكذا أي قُبالتَه

وتُجاهَه؛ قال ابن سيده: أَراه لا يستعمل إلا ظرفاً. وأَمْرُ بني فلان زَمَمٌ

أَي هيَّن لم يجاوز القَدْرَ؛ عن اللحياني، وقيل أَي قَصْدٌ كما يقال

أَمَمٌ. وأَمر زَمَمٌ

وأَمَمٌ وصَدَرٌ أَي مقارب. وداري من داره زَمَمٌ أَي قريب.

والزُّمَّامُ، مشدّد: العُشَبُ المرتفع عن اللُّعاع.

وإزْمِيم: ليلة من ليالي المِحاقِ. وإزْمِيمٌ: من أَسماء الهلال؛ حكي عن

ثعلب. التهذيب: والإزْمِيمُ الهلال إذا دَقَّ في آخر الشهر واسْتَقْوس؛

قال: وقال ذو الرُّمَّةِ أَو غيره:

قد أَقْطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاء لاهيةً،

كأنما آلُها في الآلِ إزْمِيمُ

شبَّه شخصها فيما شَخَصَ من الآل بالهلال في آخر الشهر لضُمْرِها.

وإزْميم: موضع.

والزَّمْزَمَةُ: تَراطُنُ العُلوج عند الأَكل وهم صُمُوت، لا يستعملون

اللسان ولا الشَّفة في كلامهم، لكنه صوت تديره في خيَاشيمها وحلوقها

فيَفْهم بعضُها عن بعض. والزَّمْزَمَة من الصدر إذا لم يُفْصِح. وزَمْزَمَ

العِلْجُ إذا تكلف الكلام عند الأَكل وهو مطبق فمه؛ قال الجوهري:

الزَّمْزَمَةُ كلام المجوس عند أكلهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كتب إلى أَحد

عُمّالِهِ في أمر المجوس: وانْهَهُم عن الزمْزَمَة؛ قال: هو كلام يقولونه

عند أَكلهم بصوت خفيّ. وفي حديث قَباث بن أَشْيَمَ: والذي بعثك بالحق ما

تحرك به لساني ولا تَزَمْزَمَتْ به شَفَتايَ؛ الزَّمْزَمَةُ: صوت خفي لا

يكاد يُفهم. ومن أَمثالهم: حول الصِّلِّيان الزَّمْزَمَةُ؛ والصِّلِّيانُ

من أَفضل المَرْعى، يضرب مثلاً للرجل يَحُوم حول الشيء ولا يُظهر

مَرامَه، وأَصل الزَّمْزَمة صوت المَجوسيّ وقد حَجا، يقال: زَمْزَمَ وزَهْزَمَ،

والمعنى في المثل أَن ما تسمع من الأَصوات والجَلَب لطلب ما يؤكل ويتمتع

به. وزَمْزَمَ إذا حفظ الشيء، والرَّعْدُ يُزَمْزِمُ ثم يُهَدْهِدُ؛ قال

الراجز:

يَهِدُّ بين السَّحْرِ والغَلاصِمِ

هَدّاً كهَدِّ الرَّعْدِ ذي الزِّمازِمِ

والزَّمْزَمَةُ: صوت الرعد. ابن سيده: وزَمْزَمَةُ الرعد تتابُعُ صوته،

وقيل: هو أَحسنه صوتاً وأَثْبَتُهُ مطراً. قال أَبو حنيفة: الزَّمْزَمَةُ

من الرعد ما لم يَعْلُ ويُفْصِح، وسحاب زمزام. والزَّمْزَمَةُ: الصوت

البعيد تسمع له دَوِيّاً. والعصفور يَزِمُّ بصوت له ضعيف، والعظام من

الزنابير يفعلْنَ ذلك. أَبو عبيد: وفرس مُزَمْزِمٌ في صوته إذا كان يُطَرِّبُ

فيه. وزَمازِمُ النار: أَصوات لهبها؛ قال أَبو صَخْرٍ الهذلي:

زَمازِمُ فَوَّار مِن النار شاصِب

والعرب تحكي عَزيف الجن بالليل في الفَلَواتِ بزيزِيم؛ قال رؤبة:

تسمع للجن به زيزيما

وزَمْزَمَ الأَسد: صوَّت. وتَزَمْزَمَتِ الإبل: هَدَرَتْ.

والزِّمْزِمة، بالكسر: الجماعة من الناس، وقيل: هي الخمسون ونحوها من

الناس والإبل، وقيل: هي الجماعة ما كانت كالصِّمْصِمَة، وليس أحد الحرفين

بدلاً من صاحبه، لأَن الأَصمعي قد أَثبتهما جميعاً ولم يجعل لأَحدهما

مَزِيَّةً على صاحبه، والجمع زِمْزِمٌ؛ قال:

إذا تَدانى زِمْزِمٌ لزِمْزِمِ،

من كل جيش عَتِدٍ عَرَمْرَمِ

وحارَ مَوَّارُ العَجاج الأَقْتَمِ،

نضرب رأْس الأَبْلَجِ الغَشَمْشَمِ

وفي الصحاح:

إذا تَدانى زِمزِمٌ من زِمْزِمِ

قال ابن بري: هو لأَبي محمد الفَقْعَسي؛ وفيه:

من وَبِراتٍ هَبِراتِ الأَلْحُمِ

وقال سيف بن ذي يَزَنَ:

قد صَبَّحَتْهُمْ من فارِسٍ عُصَبٌ،

هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزِمُها

والزِّمزِمةُ: القطعة من السباع أَو الجن. والزِّمْزِمُ والزِّمْزيمُ:

الجماعة. والزِّمْزيمُ: الجماعة من الإبل إذا لم يكن فيها صِغار؛ قال

نُصَيْبٌ:

يَعُلُّ بَنِيها المَحْض من بَكَرَاتها،

ولم يُحْتَلَبْ زِمْزيمها المُتَجَرْثِمُ

ويقال: مائة من الإبل زُمْزُومٌ مثل الجُرْجُور؛ وقال الشاعر:

زُمْزُومُها جِلَّتها الكِبارُ

وماء زَمْزَمٌ وزُمازِمٌ: كثير. وزَمْزَمُ، بالفتح: بئر بمكة. ابن

الأَعرابي: هي زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ، وهي الشُّباعةُ وهَزْمَةُ

المَلَكِ ورَكْضَة جبريل لبئر زَمْزَمَ التي عند الكعبة؛ قال ابن بري: لزَمْزَم

اثنا عشر

(* قوله «لزمزم اثنا عشر إلخ» هكذا بالــأصل وبهامشه تجاهه ما نصه:

كذا رأيت اهـ. وذلك لأن المعدود أحد عشر) اسماً: زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ،

مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا، الرَّواءُ، رَكْضَةُ جبريل، هَزْمَةُ

جبريل، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفيرة عبد المطلب. ويقال: ماء

زَمْزَمٌ وزَمْزامٌ وزُوازِمٌ وزُوَزِمٌ إِذا كان بين المِلْحِ والعَذْبِ،

وزَمْزَمٌ وزُوَزِمٌ؛ عن ابن خالوَيْهِ، وزَمْزامٌ؛ عن القزّاز، وزاد:

وزُمازِمٌ، قال: وقال ابن خالويه الزَّمْزامُ العيكث

(* قوله «العيكث» كذا هو

بالــأصل) الرعَّادُ؛ وأَنشد:

سَقى أَثْلةً بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ،

من الصيف، زَمْزامُ العَشِيِّ صَدُوقُ

وزَمْزَمٌ وعَيْطَلٌ: اسمان لناقة، وقد تقدم في اللام؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر:

باتَتْ تباري شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا،

فهي تُسَمَّى زَمْزماً وعَيْطلا

وزُمٌّ، بالضم: موضع؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

كأَنَّ جيادَهُنَّ، برَعْنِ زُمٍّ،

جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ

وقال الأَعشى:

ونَظْرَةَ عينٍ على غِرَّةٍ

محلَّ الخَليطِ بصَحْراء زُمّ

يقول: ما كان هواها إِلا عقوبة؛ قال ابن بري: من قال ونظرةَ بالنصب

فلأَنه معطوف على منصوب في بيت قبله وهو:

وما كان ذلك إِلاَّ الصَّبا،

وإِلاَّ عِقاب امْرِئٍ قد أَثِمْ

قال: ومن خفض النظرة، وهي رواية الأَصمعي، فعلى معنى رُبَّ نظرةٍ.

ويقال: زُمٌّ بئر بحفائر سعد بن مالك. وأَنشد بيت أَوس بن حَجَرٍ. التهذيب في

النوادر: كَمْهَلْتُ المال كَمْهَلَةً، وحَبْكَرْتُهُ حَبْكَرةً،

ودَبْكَلْتُه دَبْكلةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً،

وصَرْصَرْته وكَرْكَرْتُه إِذا جمعه ورددت أَطراف ما انتشر منه، وكذلك

كَبْكَبْته.

زمم

( {زَمَّه) } يزُمّه {زَمًّا (} فانْزَمَّ) أَي: (شَدَّه. و) {الزِّمام (كَكِتاب: مَا} يُزَمُّ بِهِ) ، وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُجعل فِي البُرَةِ والخَشَبةِ. قَالَ الجوهريّ: أَو فِي الخِشاش، ثمَّ يُشدُّ فِي طَرفه المِقْوَد، وَقد يُسمَّى المِقْوَد {زِمامًا، (ج:} أَزِمَّة) .
(و) {زَمَّ (البَعِيرُ بِأَنْفِه) زَمًّا إِذا (رَفَعَ رأسَه لأَلَم) يَجِدُه (بِهِ) .
(و) من الْمجَاز: زَمَّ (بِرَأْسِهِ) زَمًّا: (رَفَعَه) . والذّئبُ يَأْخُذ السَّخلة فيَحْمِلها ويذَهبُ بهَا زَمًّا أَي: رَافعا بهَا رأسَه. وَفِي الصّحاح: فذَهَب بِها} زامًّا رأسَه أَي: رافِعًا: (و) زَمَّ الرَّجلُ (بِأَنْفِه) : إِذا (شَمَخ) وتَكَبَّرَ فَهُوَ {زَامٌّ، (و) من الْمجَاز: زمّ (القِربَةَ) زَمًّا: (مَلأَها} فزَمَّت {زُمومًا: امتَلأَت) فَهُوَ (لازِمٌ مُتَعَدّ. و) زمّ (البَعِيرَ) يَزُمُّه زَمًّا: (خَطَمَه) ، وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: عَلَّق عَلَيْهِ} الزِّمام. (و) زم {يَزُمّ زمًا، (تَقَدَّم) ، وَقيل: تَقدمَّ (فِي السَّيْر) ، قَالَه أَبُو عُبَيْد.
(و) زَمَّ زَمًّا: (تَكَلّم) .
} والزَّمْزَمَةُ: الصَّوتُ البَعِيد) يُسمَع (لَهُ دَوِيٌّ. و) {الزَّمزمة: صَوتُ الرَّعْد. وَفِي المُحْكَم: (تَتَابُعُ صَوتِ الرَّعْد. و) قيل: (هُوَ أَحسنُهُ صَوتًا، وأثبَتُه مَطَرًا) .
(و) الزَّمْزَمَة: (تَراطُنُ العُلوج على أَكِلِهم وهم صُموتٌ، لاَ يَسْتَعْمِلون لِساناً وَلَا شَفَةً) فِي كَلَامهم (لكنّه صَوْتٌ تُدِيره فِي خياشِيمها وحُلُوقِها فيَفْهَم بَعْضُها عَن بَعْض) ، وَقد زَمزَم العِلْج: إِذا تَكلَّف الكَلامَ عِنْد الأكلِ وَهُوَ مُطبِقٌ فمَه. وَقَالَ الجوهَرِيّ: الزَّمْزَمَة: كَلامُ المُجوسِ عِنْد أَكْلِهِم، زَاد ابْن الْأَثِير: بِصَوْتٍ خَفِيّ.
(و) الزَّمْزَمَةُ: (صَوتُ الأَسد) ، وَقد} زَمزَم. (و) {الزِّمْزِمَةُ (بالكَسْر: الجَماعةُ) من النَّاس مَا كَانت، (أَو) هِيَ (خَمْسُون) ونَحْوُها (من الإِبِل والنَّاس) كالصِّمْصِمَة، وَلَيْسَ أحدُ الحَرْفَين بَدَلا من صاحِبهِ؛ لأَنّ الأصمعيّ قد أَثبتَهما جَمِيعًا وَلم يَجْعل لأحدِهما مَزِيّة على صاحِبه، وَالْجمع: زَمزَم، وأنشدَ الجوهرِيّ لأبي مُحمّدٍ الفَقْعَسِيّ:
(إِذا تَدانَى} زِمزِمٌ من زَمْزِم)

(من كلّ جَيْش عَتِدٍ عَرَمْرَمِ)

(وحار موّارُ العَجاجِ الأقتَمِ ... )

(و) قيل: الزِّمْزِمَة: (قِطْعَةٌ من الجِنّ أَو مِنَ السِّباع) .
(و) أَيْضا: (جَماعَةُ الإِبِل مَا فِيهَا صِغارٌ، {كالزَّمْزِيم) بالكَسْر أَيْضا: قَالَ نُصَيْب:
(يَعُلّ بَنِيها المَحْض من بَكَراتِها ... وَلم يُحْتَلَبْ} زِمْزِيمُها المُتَجَرْثِمُ)

( {وزُمزُومُها) بالضَّم: (خِيارُها، أَو مِائَةٌ مِنْهَا) مثل الجرجور قَالَ:
(} زُمزومُها جِلَّتُها الكِبار ... )

(و) {الزُّمزُوم (من الْقَوْم: سِرّهم) ، أَي: خُلاصَتُهم وخِيارُهم، وَفِي نُسْخَة: شَرُّهم، بالشِّين الْمُعْجَمَة.
(وماءٌ زمْزَمٌ كَجَعْفَر وعُلابِطٍ) أَي: (كَثير. و) قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: (زَمَّم كَبَقَّم} وَزَمْزَم كَجَعْفَر، و) {زُمازِم مِثْل (عُلابِط) ، وَهَذِه عَن غَيْرِ ابنِ الأَعرابيّ: (بِئْر عِنْد الكَعْبة) ، قَالَ ابنُ بَرّيّ:} لزمزم اثْنَا عشر اسْما: زَمْزَم، مَكْتُومَة، مَضْنُونَة، شُباعَة، سُقْيا، الرَّواء، رَكْضَةُ جِبْرِيل، هَزْمَةُ جِبْرِيل، شِفاءُ سُقْم، طَعامُ طُعْم، حَفِيرةُ عبد الْمطلب. قُلتُ: وَقد جمعت أسماءها فِي نبذة لَطِيفَة، فجاءَت على مَا ينيّف على سِتِّينَ اسْما ممّا استَخرجتُها من كُتب الحَدِيث واللغة، وَفِي الحَدِيث: " مَاء زَمْزَم لما شُرِب لَهُ ".
( {وتَزَمْزَم الجَمَل) : إِذا (هَدَر) .
} والزُّمَّان كَرُمَّان: العُشْبُ المُرْتَفِع) عَن اللُّعاع.
( {والإِزْمِيم بالكَسْر: لَيلَةٌ من لَيالِي المَحاق) .
(و) } إِزْمِيم: (ع) ، وضَبَطه يَاقُوت بالرَّاء، وَقد تَقَدَّم.
(و) {الإِزْمِيم: (الهِلال) إِذا دَقَّ فِي (آخرِ الشَّهْر) واسْتَقْوَس، نَقله الأزهريّ، وَأنْشد لذِي الرُّمَّة:
(قد أَقطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاء لأهِيةً ... كَأَنَّمَا آلُها فِي الْآل إِزْمِيمُ)

أَي: كَأَن شَخْصَها فِيمَا شَخَص من الْآل هِلال آخر الشّهر لضُمْرِها.
وَقَالَ ثَعلب: إِزْميمٌ من أَسمَاء الهِلال.
(و) قَالُوا: لَا والَّذِي (وَجْهِي} زَمَمَ بَيْتِه) مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا (مُحَرَّكَة) أَي: قُبالَتَه و (تُجاهَه) . قَالَ ابنُ سِيدَه: أُراه لَا يُستَعمل إِلاّ ظَرْفًا. (و) من المَجازِ: (دَارِي زَمَمَ دَارِه) ، {وَزَمَمٌ من دَارِه أَي: (قَرِيبٌ مِنْها. و) يُقال: (أَمرُهُم زَمَم) ، و (أَممٌ) ، وصَدَدٌ: أَي مُقارِبٌ.
(} وَزَمٌّ) بالفَتْح: (د بِشَطِّ جَيْحُون) ، وَقَالَ نَصْر: مَدِينَة بحَرِية، أظنُّها بَين البَصْرة وعُمان، وَأَيْضًا مَدِينة بخُراسَان. (و) زُمّ (بالضَّمِّ: ع) فِي أدنى طَريقِ الكُوفة إِلَى مَكَّة والبَصْرة من دِيار بني عِجْل. وَيُقَال: بِئْر بحَفائِر سَعْد ابنِ مالِك، وَقيل: جَبَل. قَالَ أَوسُ ابنُ حجر: (كأَنَّ جِيادَهُنّ برَعْنِ زُمٍّ ... جَرادٌ قد أَطاع لَهُ الوَرَاقُ)

وَقَالَ الأَعْشَى:
(ونَظْرَةَ عَيْنٍ على غِرِّةٍ ... مَحَلَّ الخَلِيطِ بِصَحْراءِ {زُمّ)

(} وزِمْزَم كحِمْير: ع بِخُوزِسْتان) . ( {وازْدَمّ) } ازْدِمَامًا: إِذا (تَكَبَّر) .
(و) {ازدَمَّ (الذِّئبُ السَّخْلَةَ) : إِذا (أَخَذَها) } مُزدَمًّا أَي: (رافِعًا) بهَا (رأسَه) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب كَمَا فِي المُحْكَم والصّحاح: {زَامًّا، (} كَزَمَّها) زَمًّا، وَقد تَقَدَّم.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{زِمامُ النَّعل: مَا يُشَدّ بِهِ الشِّسْع. وَقد} زَمَّها زَمًّا، وَهُوَ مجَاز. وَفِي الحَدِيث " لَا زِمامَ وَلَا خِزامَ فِي الْإِسْلَام) ، أَرَادَ مَا كَانَ عُبّادُ بني إِسْرَائِيل يَفْعَلُونَهُ من {زَمِّ الأنوف كَمَا يُفْعَل بالنّاقة لتُقادَ بِهِ.} وَزَمَّم الجِمالَ شُدِّد للكَثْرةَ، وازدَمّ الشيءَ إِلَيْهِ: إِذا مدَّه إِلَيْهِ. {وزامّ} مَزامَّة: تكبَّر. وَقوم زُمَّم كسُكَّر: شُمَّخٌ بأُنوفِهم من الكِبْر، قَالَ العجاج:
(إِذا بَذَخَتْ أَركانُ عِزٍّ فَدْغَمِ ... )

(ذِي شُرُفاتٍ دَوْسَرِيٍّ مِرْجَمِ ... )

(شَدَّاخَةٍ يَقْرَعُ هَامَ {الزُّمَّمِ ... )

وَرجل} زَامٌّ: فِزَعٌ قَالَه الحَرْبي. وأَمرُ بني فلانِ! زَمَمٌ محركة أَي: هَيِّن لم يُجاوِز القَدْر، عَن اللحياني. وَقيل: أَي: قَصْد. {والزَّمْزَمَةُ من الصَّدر: إِذا لم يُفْصِح.} وتَزَمْزَمَت بِهِ شَفَتاه: تَحَرَّكت. وَمن أَمثالِهم. " حَوْلَ الصِّلِّيان {الزَّمْزَمة "، يُضْرَب للرَّجل يَحْومُ حولَ الشَّيْء وَلَا يُظهر مرامه. والصِّلِّيان: من أَفْضل المَراعِي. وَالْمعْنَى فِي المَثَل: أَنّ مَا تَسْمَع من الأَصوات والجَلَب لطلب مَا يُؤكَل ويُتَمَتَّع بِهِ. وَقَالَ الزّمخشرِي: لِأَن الصِّلِّيان يُقْطع للخَيل الَّتِي لَا تُفارِق الحَيَّ خوفَ الغَارَة، فَهِيَ تُزْمْزِم حَوْلَه، وتُحَمْحِم.} وَزَمْزَم: إِذا حَفِظ الشَّيْء.
ورَعْد ذُو زَمَازِم وَهَداهِدَ، قَالَ الراجز:
(يَهِدّ بَين السَّحْرِ والغَلاصِمِ ... )

(هَدًّا كَهَدِّ الرَّعدِ ذِي {الزَّمازِمِ ... )

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة:} الزَّمزمَةُ من الرَّعد: مَا لم يَعْلُ ويُفْصِح. وسحاب {زَمْزَام.
والعُصْفُور} يَزِمّ بِصَوْت لَهُ ضَعِيف، والعِظام من الزَّنَابِير يَفْعَلن ذَلِك.
وَفرس {مُزَمْزِم فِي صَوْتِه: إِذا كَانَ يُطَرِّب فِيهِ، قَالَ أَبُو عُبَيْد.
} وزَمازِم النّار: أصواتُ لَهَبِها. قَالَ أَبُو صَخْرٍ الهُذَلِيّ:
( {زَمازِمِ فَوَّار من النّار شاصِبِ ... )

وَالْعرب تَحْكِي عَزِيفَ الجِنّ باللِّيل فِي الفَلَواتِ} بِزِيزِيم، قَالَ رُؤْبَة:
(تَسْمَع للجِنّ بِهِ {زِيزِيما ... )

وزُمَزِم كَعُلَبِط: من أَسْماء زَمْزَم، عَن ابنِ الأعرابيّ.
وَيُقَال: مَاء} زُمَزِم كعُلَبِط عَن ابْن خالَوَيْه. {وَزَمْزَام} وزُمَازِم كِلَاهُمَا عَن القَزَّاز، أَي: بَيْن المِلْح والعَذْب.
وَقَالَ ابنُ خَالَوَيْه: {الزَّمَزامُ: العنكث الرَّعّادُ، وأَنْشَد:
(سَقَى أَثلةً بالفِرْقِ فرقِ حَبَوْنَنٍ ... من الصّيف زَمزَامُ العَشِيّ صَدُوقُ)

وَزَمْزَم وعَيْطَل: اسْمان لِناقَة، نَقلَه الجوهَرِيّ، وَقد تقدّم فِي اللاَّم. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(باتَتْت تُبارِي شَعْشَعاتٍ ذُبَّلاَ ... فَهِيَ تُسَمَّى} زَمزَمًا وعَيْطَلاَ)

وَفِي النَّوَادِر: كَمْهَلْتُ المَالَ كَمْهَلَةً، {وَزَمْزَمْته} زَمْزَمَةً: إِذا جمعتَه وردَدْت أطرافَ مَا انْتَشَر مِنْهُ. وَنقل مُؤَرِّخُو المَدِينة، على ساكِنِها أَفضلُ الصّلاة وَالسَّلَام، أنّ بهَا بِئْرًا تُسَمَّى زَمْزم مَشْهورة، يُتَبَرَّك بهَا ويُشرَب ماؤُها ويُنْقَل، ذكره السَّخاوِيّ فِي التُّحْفَة اللَّطِيفة فِي تارِيخ المَدِينة الشَّرِيفة، نَقَلَه شَيخُنا.
{والزِّمامِيّةُ بالكَسْر: رِباط بَمَكَّة بَين بَاب العُمْرة وَبَاب إِبْرَاهِيم.
وبَعِيرٌ} مَزْمُومٌ: مَخْطُوم. وإبل {مُزَمَّمَة: مُخَطَّمة شُدِّد للكَثْرة.
وَيُقَال: هُوَ} زِمامُ قَومِه، وهم {أَزمَّة قومِهم، وألقَى فِي يَدَيْهِ زِمامَ أَمْرِه، ويصرِّف أَزِمَّةَ الأمورِ، وَمَا أتَكَلّم بِكَلِمَةٍ حَتَّى أَخْطِمَها وَأَزُمّها.
} وأَزمَّ النَّعْلَ: جعل لَهَا {زِمامًا.
وَهُوَ على زِمامٍ من أَمرِه. على شَرَف من قَضائِه.
} وزِمامُ الْأَمر: مِلاكهُ.
والناقةُ زِمامُ الْإِبِل: إِذا كَانَت تَتقدَّمُهُنّ.
ورأَيتُه زَمًّا شامِخًا: لَا يَتَكَلَّم.
{وزَمَّ نابُ البَعِير: ارتفَع.
وخَرَجتُ مَعَه} أُزامُّه وأُخازِمُه أَي: أُعارِضُه.
! والزَّمْزَمِيُّون: جَماعة فُقَهَاء مُحدَّثُون نُسِبوا إِلَى خَدَمة زَمْزَم. 
[زمم] فيه: لا "زمام" لا خزام في الإسلام، أراد ما اعتاد عباد بني إسرائيل من زم الأنوف بأن يخرق الأنف ويعمل فيه زمام ليقاد به. ك: رأى رجلًا يطوف "بزمامهم" أي بزمام مربوط في يده وأخر يقوده أو غيره، أي غير زمام منديل ونحوه فقطعه لأنه فعل البهائم. ن: الزمام ما يجعل في أنف البعير دقيقًا، وقيل: ما يشد به رؤسها من حبل وسير. نه: والزمام سير يعقد فيه الشسع. وفيه: إنه تلا القرآن على عبد الله بن أبي وهو "زام" لا يتكلم، أي رافع رأسه لا يقبل عليهن والزم الكبر، وزم بأنفه إذا شمخ وتكبر، الحربي في تفسيره: زام أي فزع. 

هود

هود: قال الجواليقي: الهود واليهود أعجمي.
هود: {هدنا}: تبنا. {هودا}: أي يهود، فحذفت الياء الزائدة كذا قيل.
(هود) مَشى رويدا وَفُلَان صات صَوتا ضَعِيفا وَيُقَال هود بالصوت رَجَعَ بِهِ فِي لين وغنى وَسكن ونام وَأكل الهودة وَفُلَانًا حوله إِلَى مِلَّة الْيَهُود وطربه وألهاه وَالشرَاب فلَانا أسكره أَو فتره فأنامه
هـ و د

لعنت الهود واليهود، ويهود، وهاد الرجل وتهود، وهوّد ابنه. وهاد المذنب إلى الله: رجع وتاب هوداً " إنّا هدنا إليك ". وهوذد في مشيه تهويداً إذا مشي مشياً ساكناً فاتراً. وفي حديث عمران بن الحصين رضي الله تعالى عنه: " إذا مت فأخرجتموني فأسرعوا بي المشي ولا تهوّدوا كما تهوّد اليهود والنصارى ". وهاوده: وادعه مهاودة، وبينهم مهاودة وهوادة . وما في فلان هوادة أي لين ورفق.

هود


هَادَ (و)(n. ac. هَوْد)
a. Repented.
b. [Ila], Returned to.
c. Became a Jew.
d.(n. ac. تَهْوَاْد)
see II (b) (d).
هَوَّدَa. Made a Jew.
b. Trilled; sang.
c. Walked slowly.
d. Spoke softy.
e. Intoxicated.
f. Rested, slept.
g. [ coll. ], Descended.

هَاْوَدَa. Became reconciled to.
b. Was kind to.
c. [Fī] [ coll. ], Dealt honestly in.

تَهَوَّدَa. see I (a) (c) & II (c), (
d ).
e. Allied himself to.

تَهَاْوَدَ
a. [ coll. ], Fell (
price ).
هَوْدَةa. see 4t
هُوْدa. Jews.
b. Man's name.

هَوَدَة
(pl.
هَوَد)
a. Camel's hump.

هَاْوِد
(pl.
هُوْد)
a. Repentant, contrite;penitent.

هَوَاْدَةa. Gentleness, lenity; indulgence.
b. Good-will, amity; peaceableness; peace.
c. Bond, tie; relationship.

N. Ag.
هَوَّدَa. Warbling.
b. Gladdening.

N. Ag.
تَهَوَّدَa. Allied.

N. Ac.
تَهَوَّدَa. Conversion; penitence.

يَهُوْد
a. Jews.

يَهُوْدِيّ
a. Jew; Jewish.

يَهُوْدِيَّة
a. Jewess.
b. Judaism, the Jewish religion.
c. Judea.

هَوْدَج (pl.
هَوَادِج)
a. Woman's litter.
هـ و د: (هَادَ) تَابَ وَرَجَعَ إِلَى الْحَقِّ وَبَابُهُ قَالَ فَهُوَ (هَائِدٌ) وَقَوْمٌ (هُودٌ) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (التَّهَوُّدُ) التَّوْبَةُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، وَيُقَالُ أَيْضًا: (هَادَ) وَ (تَهَوَّدَ) أَيْ صَارَ (يَهُودِيًّا) . وَ (الْهُودُ) بِوَزْنِ الْعُودِ الْيَهُودُ. وَ (هُودٌ) اسْمُ نَبِيٍّ يَنْصَرِفُ، تَقُولُ: هَذِهِ هُودُ إِذَا أَرَدْتَ سُورَةَ هُودٍ، فَإِنْ جَعَلْتَ هُودًا اسْمَ السُّورَةِ لَمْ تَصْرِفْهُ وَكَذَلِكَ نُوحٌ وَنُونٌ. وَ (التَّهْوِيدُ) الْمَشْيُ الرُّوَيْدُ مِثْلُ الدَّبِيبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَسْرِعُوا الْمَشْيَ فِي الْجِنَازَةِ وَلَا تُهَوِّدُوا كَمَا (تُهَوِّدُ) الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى» . وَالتَّهْوِيدُ تَصْيِيرُ الْإِنْسَانِ يَهُودِيًّا، وَفِي الْحَدِيثِ: «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ» . 
[هود] نه: فيه: لا تأخذه في الله "هوادة"، أي لا يسكن عند وجوب حد ولا يحابي فيه أحدًا، والهوادة: السكون والرخصة والمحاباة. وفي ح عمر: أتى بشارب فقال: لأبعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك "هوادة". وفي ح عمران: إذا مت فخرجتم بي فأسرعوا المشي و"لا تهودوا" كما تهود اليهود والنصارى، هو المشى الرويد المتأني مثل الدبيب ونحوه، من الهوادة. ومنه: إذا كنت في الجدب فأسرع السير و"لا تهود"، أي لا تفتر. ج: لا "هوادة" عند السلطان، هو السكون والموادعة والرضاء بحالة يرجى معها السلامة. وفي كتاب اللغة: صار الهود في العرف: التوبة، ومنه:"إنا هدنا إليك"، قيل: ومنه: لفظ اليهود، وكان اسم مدح ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازمًا لهم وإن زال عنه المدح، وهاد- إذا تحرى طريقة اليهود، ومنه: "والذين هادوا" وتهود في مشيته - إذا مشى مشيًا رقيقًا كاليهود في حركتهم عند القراءة. وهود جمع هائد أي تائب، واسم نبي. غ: أو أراد يهودا فحذف ياؤه. وح: فأبواه "يهودانه"، يعلمانه دين اليهود.
هـ و د : هُودٌ اسْمُ نَبِيٍّ عَرَبِيٍّ وَلِهَذَا يَنْصَرِفُ وَهَادَ الرَّجُلُ هَوْدًا إذَا رَجَعَ فَهُوَ هَائِدٌ وَالْجَمْعُ هُودٌ مِثْلُ بَازِلٍ وَبُزْلٍ وَسُمِّيَ بِالْجَمْعِ وَبِالْمُضَارِعِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: 135] وَيُقَالُ هُمْ يَهُودُ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لِلْعَلَمِيَّةِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ وَيَجُوزُ دُخُولُ الْأَلِفِ وَاللَّامِ فَيُقَالُ الْيَهُودُ وَعَلَى هَذَا فَلَا يَمْتَنِعُ التَّنْوِينُ لِأَنَّهُ نُقِلَ عَنْ وَزْنِ الْفِعْلِ إلَى بَابِ الْأَسْمَاءِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ يَهُودِيٌّ وَقِيلَ الْيَهُودِيُّ نِسْبَةٌ إلَى يَهُودَا بْنِ يَعْقُوبَ هَكَذَا أَوْرَدَ الصَّغَانِيّ يَهُودَا فِي بَابِ الْمُهْمَلَةِ وَهَوَّدَ الرَّجُلُ ابْنَهُ جَعَلَهُ يَهُودِيًّا.

وَتَهَوَّدَ دَخَلَ فِي دِينِ الْيَهُودِ. 
هود
الْهَوْدُ: الرّجوع برفق، ومنه: التَّهْوِيدُ، وهو مشي كالدّبيب، وصار الْهَوْدُ في التّعارف التّوبة.
قال تعالى: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ
[الأعراف/ 156] أي: تبنا، قال بعضهم: يَهُودُ في الــأصل من قولهم: هُدْنَا إليك، وكان اسم مدح، ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازما لهم وإن لم يكن فيه معنى المدح، كما أنّ النصارى في الــأصل من قوله: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ [الصف/ 14] ثم صار لازما لهم بعد نسخ شريعتهم. ويقال:
هَادَ فلان: إذا تحرّى طريقة الْيَهُودِ في الدّين، قال الله عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا
[البقرة/ 62] والاسم العلم قد يتصوّر منه معنى ما يتعاطاه المسمّى به. أي: المنسوب إليه، ثم يشتقّ منه. نحو: قولهم تفرعن فلان، وتطفّل: إذا فعل فعل فرعون في الجور، وفعل طفيل في إتيان الدّعوات من غير استدعاء، وتَهَوَّدَ في مشيه: إذا مشى مشيا رفيقا تشبيها باليهود في حركتهم عند القراءة، وكذا: هَوَّدَ الرّائض الدابّة: سيّرها برفق، وهُودٌ في الــأصل جمع هَائِدٍ. أي: تائب وهو اسم نبيّ عليه السلام.
هود [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عمرَان بن الْحصين أنّه أوصى عِنْد مَوته: إِذا مت فخرجتم بِي فَأَسْرعُوا الْمَشْي وَلَا تُهَوِّدُوا كَمَا تُهَوّد الْيَهُود وَالنَّصَارَى قَالَ: حدّثنَاهُ ابْن علية عَن سَلمَة بْن عَلْقَمَة عَن الْحسن عَن عمرَان بن الْحصين. قَوْله: لَا تُهَوِّدُوا التَهْويد: الْمَشْي الروَيْدُ مثل الدَبيب وَنَحْوه وَكَذَلِكَ التهويد فِي الْمنطق هُوَ السَّاكِن قَالَ الرَّاعِي يصف نَاقَة: (الطَّوِيل)

وَخُوْدٌ من اللائي يُسَمِّعْنَ بالضُّحَى ... قَريضَ الرُّدَافَي بالغِنَاء المُهَوِّدِ

أَرَادَ النَّاقة قَالَ: وخود. قَالَ أَبُو عبيد: ونرى أَن أَصلــه من الهَوادة] . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عمرَان بن الْحصين أَن فِي المَعاريض عَن الْكَذِب لَمَنْدُوَحةً. قَوْله: مَنْدُوْحَة يَعْنِي سَعَة وفُسْحة
[هود] هاد يهودا هودا: تاب ورجع إلى الحقّ، فهو هائدٌ وقوم هود: مثل حائل وحول، وبازل وبزل. وقال أعرابي:

إنى امرؤ من مدحه هائد * قال أبو عبيدة: التهَوُّدُ: التوبة والعمل الصالح. ويقال أيضاً: هادَ وتَهَوَّدَ، إذا صار يهوديًّا. والهودُ: اليهودُ. وأرادوا باليهود اليهودِيِّينَ، ولكنهم حذفوا ياء الإضافة كما قالوا زنجى وزنج، وإنما عرف على هذا الحد فجمع على قياس شعيرة وشعير، ثم عرف الجمع بالالف واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الالف واللام عليه، لانه معرفة مؤنث، فجرى في كلامهم مجرى القبيلة، ولم يجعل كالحى. وأنشد على بن سليمان النحوي للاسود ابن يعفر: فرت يهود وأسلمت جيرانها * صمى لما فعلت يهود صمام - وهود: اسم نبى ينصرف، تقول: هذه هود، إذا أردت سورة هود. وإن جعلت هودا اسم السورة لم تصرفه، وكذلك نوح ونون. والتهويد: المشي الرُوَيْدُ، مثل الدبيبِ. وأصلــه من الهوادَةِ. وفي الحديث: " أسرِعوا المشى في الجنازة ولا تهدوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى ". وكذلك التهويدُ في المنطِق، هو الساكنُ. يقال غِناءٌ مُهَوَّدٌ. والتهويدُ أيضاً: النومُ. وتهويدُ الشرابِ: إسكارُهُ. والتهويدُ: أن يصيَّرَ الإنسان يهودِيًّا. وفي الحديث: " فأبَواهُ يُهَوِّدانِه ". والهَوادةُ: الصلحُ والميلُ. والمُهاوَدَةُ: المصالحةُ والممايلةُ. والهَوَدَةُ: بالتحريك: السَنامُ، والجمع هَوَدٌ. وقال الشاعر:

كومٌ عليها هَوَدٌ أنْضادُ * وتسكن الواو فيقال هودة.
هود:
هوّد: هبط descendre ( بوسويه)؛ هوّد الليل: نزل الليل (ألف ليلة برسل 156:4) (مكررة).
هوّد: في (محيط المحيط): (هوّد .. رجع الصوت في لين ومشى رويداً وصوّت بصوت ضعيف لين .. هوّد الشراب فلاناً أسكره ... وهوّد في السير أبطأ والعامة تستعملُ التهويد بمعنى (التهويت)). أي الصياح cier.
هاود: رافق فلاناً accom pagner ( الكالا): في الحديث عمن هو اقل رتبة ممن رافق الذي أغلى منه، بينما صاحبَ تعني لازمَ مَنْ في مُقامه (معجم البيان).
هاود، هاود في البيع، عاملَ المشتري معاملة جيدة، رخّص الأسعار له، باعه بسعر معتدل. وفي (محيط المحيط): (المهاودة في البيع عند التجار المساهلة في الثمن). وعند (ديلاب 104): ساوم.
هاود فلاناً راعى وطاوع أو انقاد لفلان (بقطر) هاوده: هدأ من طبعه، مزج خمرته بماء، أرخى يده (بقطر).
تهوّد: تساوم (هلو).
تهاود مع: اتفق مع (فوك): تهاودا على السومة اتفقوا على السعر (ديلاب 173).
هودة (تصحيف وهدة أو هوتة): أرض غائرة وواطئة (معجم الجغرافيا).
هوادة: إفراط في التسامح، سهولة في التسامح والعفو عما ينبغي أن يخضع للعقاب، فسْح المجال لعمل الأمور التي ينبغي أن يتم الاعتراض على القيام بها (محمد بن الحارث 245 في الحديث عن أحد القضاة): وقد أعلمته إن ابن بشير صاحب حق لا هوادة عنده فيه لأحد. وعن قاضٍ آخر (عبد الواحد 14:177): وهو عندنا من المشهورين بالتصميم والتبتل في دينه وممن لا تأخذه هوادة في الحق. وعن ثالث (ابن الخطيب 23): واستظهر بجزالة أمضت حكمه وانقباض عافاه عن الهوادة. وفي (المقدمة 15:379:1): فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة. وفي (5:385): ظنّوا بعلي هوادة في السكوت عن نصر عثمان من قاتليه. مهاود: مسترخ، لين، فاتر، فاسق dissolu ( بقطر).
مهاودة: مراعاة، مجاراة (بقطر) complaisance.
مهاودة: غفو، غفران، هبوط، نقصان، خمود المرض (بقطر).
باب الهاء والدال (وا يء) معهما هـ ود، د هـ و، وهـ د، هـ د ي، هـ ي د، د هـ ي، د هـ د ي هـ د أمستعملات

هود: الهَوْد: التَّوْبة. قال الله جلّ وعزّ: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ

أي: تُبْنا إليك. والهُودُ: اليهود. هادوا يَهودون هَوْداً. وسُمّيت اليهود اشتقاقاً من هادوا، أي: تابوا، ويُقال: نسبوا إلى يهوذا وهو أكبرُ ولد يعقوبَ، وحُوّلت الذّال إلى الدّال حين عُرِّبت. والتّهويد: شبه الدَّبيب في المَشْي، والسُّكون في الكلام، والهَوادةُ: البقية من القوم يُرجى بها صلاحهم. قال.

فمن كان يرجو في تميم هوادةً ... فليس لحرم في تميم أواصر

دهو دهي: الدَّهْوُ والدَّهْيُ، لغتان في الدَّهاء، يقال: دَهَوْته ودَهَيْتُه دَهَوْاً ودَهْياً فهو مَدْهُوٌّ ومَدْهِيٌّ. ودَهُوتُهُ ودَهَيْتُه: نسبتُه إلى الدّهاء. ورجلٌ داهيةٌ: منكر بصير بالأمور. وَتَدَهَّى فلانٌ: فَعَل فِعْلَ الدُّهاة. وكلّما أصابك مُنْكَر من وَجْه المَأْمَن، أو خُتَلتَ عن أمرٍ فقد دُهِيتَ. والدَّهْياءُ: الدّاهيةُ من شَدائدِ الدَّهْر، قال :

وأخو محافظةٍ إذا نزلتْ به ... دَهْياءُ داهيةٌ من الأَزْلِ

وهد: الوَهْدُ: المكانُ المنخفض، كأنّه حُفْرة. تقول: أرضٌ وَهْدة، ومكانٌ وَهْدٌ ويكون الوَهْدُ اسماً للحُفرة، قال خلف بن خليفة: يصف الحائك :

تعاوره قذفها باليمين ... حثيثاً ورجلاك في وهدهِ

هدي: الهَدِيَّةُ: ما أهديت إلى ذي مودّة من برٍّ ويجمع: هدايا، ولغة أهل المدينة: هداوَي، بالواو. والِإهداء: أن تُهديَ إلى إنسانٍ مديحاً أو هجاء شعراً. والهَدِيُّ والهَدْيُ، يُثَقَّل ويُخَفَّف: ما أهديت إلى مكة وكلّ شيء تُهديه من مالٍ أو مَتاعٍ فهو هَدْيٌّ، قال :

[فإن تكن النّساء مُخَبَّاتٍ] ... فَحُقَّ لكل مُحْصَنةٍ هِداءُ

والهَدِيُّ والهدي، يثقل ويخفف: ما أهديت إلى مكة. وكل تُهديه من مالٍ أو متاع فهو هدي، قال :

حلفتُ بربِّ مكّةَ والمُصَلَّى ... وأعناقِ الهَدِيّ مُقَلَّداتِ

والهِداءُ: الرجل البليد الضعيف. والتَّهادِي: مَشْيٌ في تَمايُلٍ يميناً وشِمالاً كمَشْيِ النِّساءِ، والإِبلِ الثِّقال والهَدْيُ: السُّكونُ، قال الأخطل :

حتّى تناهَيْنَ عنهُ سامياً حَرِجاً ... وما هَدَى هدي مهزوم، وما نكلا

يقول: لم يُسْرِعْ إسراعَ المُنْهزم، ولكن على سكونٍ وهديٍ حسنٍ والهُدَى: نقيضُ الضَّلالة. هُدِيَ فإهْتَدَى. والهادي من كلِّ شيءٍ: أَوَّلُهُ. أقبلتْ هَوادي الخَيْل، أي: بَدَتْ أعناقُها. وقد هَدَتْ تَهْدي، لأنّها أوَّلُ الشَّيءِ من أجسادِها، وقد تكون الهَوادي أوّل رعيل يَطْلُع منها، لأنّها المُتَقَدِّمة. وسُمِّيت العصا هادياً، لأنّ [الرجل] يُمْسِكُها فهي تَهديه، تتقدّمه. والدَّليلُ يُسَمَّى هادياً، لتقدُّمهِ القومَ بهدايته. والهادي: العُنُق والرّأسُ. قال

طوال الهوادي مشرفات المناكب

والهادي والهاديةُ: كلّ ثور أو بقرة تهدي العانة، أي: تتقدّم، يعني: تَهدي الصِّوار. وغُرّةُ كلِّ شجرةٍ: هاديتها، حتى النَّصْلُ: هادي الرّيش. ولُغَةُ أهلِ الغَوْر: هَدَيْتُ لك، أي: بَيَّنْتُ لك، وبها نزلت: أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ .

هيد: الهَيْدُ: الحركة. هِدْتُه أَهِيدُهُ هيداً، كأنّك تُحرّكه ثم تُصْلِحُه. وهِدْته أَهِيدُهُ هَيْداً وهاداً إذا زجرتَه عن شيءٍ وصرفتَهُ عنه، قال :حتىّ استقامَت لهُ الآفاقُ طائعةً ... فما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ

أي: لا يُمْنَعُ من شيء. وهادَهُ هَيْدٌ، أي: كربه أمرٌ. قال .

ألِمّا عليها وانْعَتانَيَ وانْظُرا ... اتُنصبها ذِكْرَيَّ أم لا تَهِيدُها

والهِيدُ في الحُداء، قال الكميت :

[معاتبة لهن حلا وحوبا] ... وجُلُّ غِنائِهِنَّ هَيا وهِيدِ

لَأَّن الحادي إذا أراد الحُداء قال: هِيدِ هِيدِ، ثم زَجَل بصوته.

دهدي: تقول: تَدَهْدَي الحجرُ وغيرُه تَدَهْدِياً، أي: تَدَحْرج، ودَهْدَيْتُه دَهْداةً، ودِهْداءً إذا دحرجته. والدُّهْدِيَّةُ: الخَراء المَسْتَدير الذي يُدَهُدِيهِ الجُعَلُ.

هدأ: هَدَأ يهدأ هدوء، أي: سَكَنَ من صَوْتٍ أو حَرَكةٍ وهدأ فلان [بالمكان] أي: أقام به، وأتانا بعد هدوءٍ من اللَّيْل، أي حين سكن النّاس. ولا أهدأَهُمُ الله، أي: لا أَسْكَنَ عنَاءَهم ونَصَبَهُمْ. ورجل هادىء: وديعٌ ساكن، ذو هَدءٍ وسكون والهَدَأُ: مصدرُ الأَهْدأ، رجلٌ أَهْدَأٌ، وامرأةٌ هَدْاء، أي: مُنْخفِض المَنْكِب مُستويه، أو يكون مائلاً نحو الصَّدر، غير مُنْتَصب، ويُقالُ: مَنْكِبٌ أَهْدَأ [أي: دَرِمَ أعلاهُ واسترخى حبله] . 
هـود
هادَ/ هادَ في يَهُود، هُدْ، هَوْدًا، فهو هائد، والمفعول مَهُود فيه
• هاد الشَّخصُ:
1 - تاب ورجع إلى الحقّ "هاد المذنبُ إلى الله- {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} ".
2 - دان باليهوديَّة " {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} ".
• هاد الشّخصُ في كلامِه: أدّاه بسكون ورفق. 

تهوَّدَ يتهوَّد، تهوُّدًا، فهو مُتهوِّد
• تهوَّد الشَّخصُ:
1 - تحوَّل إلى الدِّين اليهوديّ، أو دخل فيه.
2 - هاد؛ تاب ورجع إلى الحقّ وعمل صالحًا. 

هاودَ/ هاودَ في يهاود، مهاودةً وهِوادًا، فهو مُهاوِد، والمفعول مُهاوَد
• هاود الشَّخصَ:
1 - وادعه.
2 - جاراه ولم يخالفه.
3 - هادَنه، صالحه ولم يخالفه "هاود خصمَه".
• هاود فلانًا في السِّعر: خفّضه له وتسامح معه فيه.
• هاود فلانٌ في سيره: أبطأ فيه. 

هوَّدَ يهوِّد، تهويدًا، فهو مُهوِّد، والمفعول مُهوَّد (للمتعدِّي)
 • هوَّد الشَّخصُ:
1 - مشى رويدًا "فأسرعوا المشي ولا تهوِّدوا".
2 - نامَ "هوّد الراعي في ظلّ شجرة".
3 - غنَّى، رجَّع الصَّوتَ في لين.
• هوَّد فلانًا:
1 - حوَّله إلى دين اليهود "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ [حديث] ".
2 - طرَّبه وألهاه "هوَّدت الأمُّ طفلَها".
• هوَّده الشَّرابُ: أسكرهُ فأنامه. 

تَهْويد [مفرد]: مصدر هوَّدَ.
• تَهْويد القدس: عمليّة نزع الطابع الإسلاميّ والمسيحيّ عن القدس، وفرض الطابع اليهوديّ عليها. 

تهويدة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من هوَّدَ.
2 - (سق) أغنيّة هادئة رقيقة تغنّيها الأمّ لتُشجِّع طفلها على النوم، وتعتمد هذه الأغنية على التكرار وعلى الإيقاع البسيط والكلام الذي يجذب خيال الأطفال. 

تهويديَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَهْويد.
• سياسة تهويديَّة: سياسة تقوم على إضفاء الطابع اليهوديّ على بلدٍ أو شعبٍ أو شيء "تحاول إسرائيل فرض سياسة تهويديّة على القدس المحتلَّة". 

هائد [مفرد]: اسم فاعل من هادَ/ هادَ في. 

هَوادة [مفرد]:
1 - لين ورفق وحلم "يعامل النَّاس بهَوادة- حرب لا هَوادة فيها".
2 - سُكون "جعلتني هَوادةُ اللَّيل أشعر بالرَّهبة".
3 - محاباة، وهي ميل إلى رجل مع انحراف عن العَدْل.
4 - ما يُرجى به الخير والصَّلاح بين القوم. 

هَوْد [مفرد]: مصدر هادَ/ هادَ في. 

هُود1 [جمع]: مف هائد: يهود " {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا} ". 

هُود2 [مفرد]:
1 - اسم نبيّ أُرسل إلى قومه عاد، وكانوا عبدة أوثانٍ فلم يستجيبوا له، فأرسل الله عليهم ريحًا عاصفًا فأهلكتهم " {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 11 في ترتيب المصحف، مكيَّة، عدد آياتها ثلاثٌ وعشرون ومائة آية. 

يَهُود [جمع]: مف يهوديّ
• اليهود: بنو إسرائيل، وهم قوم موسى عليه السَّلام ويُطلق عليهم العبرانيّون، من نسل إبراهيم عليه السَّلام، عاشوا في مصر فترة من الزَّمن فاضطهدهم فرعون، فأنقذهم موسى؛ أتباع الديانة اليهوديَّة " {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ} " ° جَمَل اليهود: الحرباء. 

يهودِيّ [مفرد]: ج يَهود:
1 - اسم منسوب إلى يَهُود.
2 - واحِد اليهود " {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} ". 

يهوديَّة [مفرد]
• اليهوديَّة: ديانة سماويّة انتشرت قديمًا بين العبرانيّين على يد موسى عليه السَّلام "يدين باليهوديّة". 

هود: الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ ورجع

إِلى الحق، فهو هائدٌ. وقومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ

وبُزْلٍ؛ قال أَعرابي:

إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد

وفي التنزيل العزيز: إِنَّا هُدْنا إِليك؛ أَي تُبْنا إِليك، وهو قول

مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم. قال ابن سيده: عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى

رجعنا، وقيل: معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة؛ وكذلك قوله

تعالى: فتُوبوا إِلى بارِئِكم؛ وقال تعالى: إِن الذين آمنوا والذين هادوا؛

وقال زهير:

سِوَى رُبَعٍ لم يَأْتِ فيها مَخافةً،

ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد

قال: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ. شمر: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ

بِهَوادةٍ إِليه؛ قال: قاله ابن الأَعرابي. والتَّهَوُّدُ: التوبةُ والعمل

الصالح.

والهَوادَةُ: الحُرْمَةُ والسبب. ابن الأَعرابي: هادَ إِذا رجَع من خير

إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير، وهادَ إِذا عقل. ويَهُودُ: اسم للقبيلة؛

قال:

أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ،

إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب

وقيل: إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال دالاً؛ قال ابن

سيده: وليس هذا بقويّ. وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على

إِرادة النسب يريدون اليهوديين. وقوله تعالى: وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا

كلَّ ذي ظُفُر؛ معناه دخلوا في اليهودية. وقال الفراء في قوله تعالى: وقالوا

لَنْ يَدْخُلَ الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى؛ قال: يريد يَهُوداً

فحذف الياء الزائدة ورجع إِلى الفعل من اليهودية، وفي قراءة أُبيّ: إِلا

من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً؛ قال: وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً

واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق، والجمع حُول وعُوط، وجمع اليهوديّ

يَهُود، كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ عجم وعرب.

والهُودُ: اليَهُود، هادُوا يَهُودُون هَوْداً. وسميت اليهود اشتقاقاً من

هادُوا أَي تابوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء

الإِضافة كما قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج، وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع

على قياس شعيرة وشعير، ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام، ولولا ذلك لم يجز

دخول الأَلِف واللام عليه لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة

ولم يجعل كالحيّ؛ وأَنشد علي بن سليمان النحوي:

فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها،

صَمِّي، لِما فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمامِ

قال ابن برِّيّ: البيت للأَسود بن يعفر. قال يعقوب: معنى صَمِّي اخْرسي

يا داهيةُ، وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا

صَمامِ؛ ومنهم من يقول: الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا

أُذُن لما فعلتْ يَهُود. وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء.

وهَوَّدَ الرجلَ: حَوّلَه إِلى ملة يَهُودَ. قال سيبويه: وفي الحديث:

كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون أَبواه يُهَوِّدانِه أَو

يُنَصِّرانِه، معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويُدْخِلانه

فيه. والتَّهْوِيدُ: أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا. وهادَ وتَهَوَّد

إِذا صار يهوديّاً.

والهَوادةُ: اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين القوم. وفي الحديث: لا

تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا يُحابي فيه

أَحداً. والهَوادةُ: السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه، أُتِيَ بِشاربٍ فقال: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك

هَوادةٌ. والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ في

السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ. والتَّهْوِيدُ: المشيُ الرُّوَيْدُ مثل

الدَّبيب ونحوه، وأَصلــه من الهَوادةِ. والتَّهْوِيدُ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ.

وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه أَوْصَى عند موتِه: إِذا مُتُّ

فَخَرَجْتُمْ بي، فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ

والنصارى. وفي حديث ابن مسعود: إِذا كنتَ في الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ

ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ. قال: وكذلك التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ

وهو الساكِنُ؛ يقال: غِناءٌ مُهَوِّد؛ وقال الراعي يصف ناقة:

وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحى،

قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ

قال: وخُود الواو أَصلــية ليست بواو العطف، وهو من وَخَدَ يخد إِذا

أَسرعَ. أَبو مالك: وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن. وهَوَّدَ إِذا غَنَّى. وهَوَّدَ

إِذا اعتَمد على السير؛ وأَنشد:

سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ

ذا قُحَمٍ، وليس بالتَّهْوِيدِ

أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن. والتهوِيدُ أَيضاً: النومُ. وتَهْوِيدُ

الشراب: إِسكارُه. وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه؛ وقال

الأَخطل:ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه،

وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا

والهَوادَةُ: الصُّلْحُ والمَيْلُ. والتهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصوتُ

الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ. والتهوِيدُ: هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ

صوتها فيه. والتَّهْوِيدُ: تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها

وضَعْفِها؛ قال الراعي:

يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ به،

كما يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ

وقال ابن جَبَلَةَ: التهوِيدُ الترجيعُ بالصوت في لِين. والهَوادةُ:

الرُّخْصة، وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة.

والمُهاوَدةُ: المُوادَعَةُ. والمُهاوَدةُ: المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ.

والمُهَوِّدُ: المُطْرِبُ المُلْهِي؛ عن ابن الأَعرابي. والهَوَدَةُ،

بالتحريك: أَصل السنامِ. شمر: الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه،

والجمع هَوَدٌ؛ وقال:

كُومٌ عليها هَوَدٌ أَنضادُ

وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ.

وهُودٌ: اسم النبي، صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم، ينصرف، تقول:

هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ، وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم

تصرفه، وكذلك نُوحٌ ونُونٌ، والله أَعلم.

هود
: ( {الهَوْدُ: التَّوْبَةُ والرُّجوعُ إِلى الحَقِّ) } هادَ {يَهُودُ} هَوْداً، {وتَهَوَّدَ، فَهُوَ} هائِدٌ وقَوْمٌ {هُودٌ، مثل حائكِ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ قَالَ أَعرابيّ:
إِنّي امْرُءٌ مِنْ مَدْحِهِ} هَائِدُ
وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {إِنَّا {هُدْنَا إِلَيْكَ} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 156) أَي تُبْنَا إِليك، وَهُوَ قولُ مُجَاهِدٍ وسعيدِ بن جُبَيحر وإِبراهِيمَ، قَالَ ابنُ سِيده: عَدّاه بابلى لأَن فِيهِ معنَى رَجَعْنا.
(و) } الهَوَدُ، (بالتَّحْرِيكِ: الأَسْنِمَةُ) . وَقيل: أَصْلُ السَّنامِ (جَمْعُ {هَوْدَة) (، وَقَالَ شَمِرٌ:} الهَوَدَةُ مُجْتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه والجَمْعُ {هَوَدٌ، وَقَالَ:
كُومٌ عَلَيْهَا} هَوَدٌ أَنْضَادُ
وتسكَّن الْوَاو فَيُقَال هَوحدَة.
(و) {الهُودُ، (بالضَّمْ:} اليَهُودُ) ، اسمُ قَبِلَةٍ، وَقيل: إِنما اسمُ هاذه القبيلةِ يَهُوذ، فعُرِّب بقلب الذالِ دَالا، كَمَا سيأْتي للمصنّف أَيضاً، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هاذا بِقَوِيَ، وَقَالُوا: اليَهود، فأَدخلوا الأَلف واللامَ فِيهَا على إِرادَةِ النَّسَب، قَالَ الله تَعَالَى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ {هُودًا أَوْ نَصَارَى} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 111) قَالَ الفَرَّاءُ: يُرِيد يَهُوداً، فَحذف الياءَ الزائدةَ، ورجَع إِلى الفِعْل من} اليَهُودِيّة، وَفِي قِرَاءَة أُبَيَ، إِلاَّ مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَو نَصْرَانِيًّا) قَالَ: وَقد يجوز أَن يَجعل هُوداً جَمْعاً واحِدُه هائدٌ، مثل حائلٍ وعائطٍ من النُّوقِ، وَالْجمع حُول وعُوطٌ، وجمْع {- اليَهُودِيّ} يَهودٌ، كَمَا يُقَال فِي المَجوسِيّ مَجُوسٌ، وَفِي العَجَمِيّ والعَرَبِيّ عَجَمٌ وعَرَبٌ، وسُمِّيَت اليَهود اشتقاقاً مِن {هَادُوا، أَي تابُوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ، وَلَكنهُمْ حَذَفُوياءَ الإِضافَة كَمَا قَالُوا زِنْجِيّ وزِنْج.
(و) } هُودٌ (اسمُ نَبِيَ) مَعْرُوف، صلَّى الله على نَبيّنا محمّدٍ وَعَلِيهِ وسلَّمَ، عَرَبِيٌّ، ولهاذا يَنْصَرِف، وكذالك كلُّ اسمٍ أَعجمِيَ ثلاثيَ فإِنه مُنْصَرِف، قَالَ ابنُ هشامٍ وابنُ الكَلْبيّ، هُوَ عابِر بن إِرمَ بن سَامِ بن نُوحٍ، وَفِي شرْح القَسْطَلانيّ: هُوَ بن شارخ بن أَرفخشد ابْن سَام، وَقيل: هُوَ هود بن عبد الله بن رِيَاح، أَقوالٌ، (و) قد (يُجْمَعُ {يَهودُ عَلى} يُهْدَانٍ) ، بضّم فسُكون، قَالَ حَسَّان رَضِي الله عَنهُ يَهجو الضّحَّاكَ ابْن خَلِيفَةَ، رَضِيا لله عَنهُ، فِي شأْنِ بَنِي قُرعيْظَةَ، وَكَانَ أَبو الضَّحَّاكِ مُنَافِقاً:
أَتُحِبُّ {يُهْدَانَ الحِجَازِ وَدِينَهُمْ
عَبْدَ الحِمَارِ وَلَا تُحِبُّ مُحَمَّدَا
صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم.
(} وهَوَّدَه) {تَهوِيداً (: حَوَّلَه إِلى مِلَّةِ} يَهُودَ) ، قَالَ سيبويهِ: وَفِي الحَدِيث (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتّى يَكونَ أَبواه {يُهَوِّدَانِه أَو يُنْصَرَانِه) ، مَعْنَاهُ أَنهما يُعَلِّمَانِه دِينَ اليَهُودِيَّة والنَّصَارَى ويُدْخِلانِه فِيهِ.
(} والهَوَادَةُ: اللِّينُ) والرِّفْقُ، عَن الزَّمَخْشَرِيّ. (ومَا يُرْجَى بِهِ الصَّلاَحُ) بينَ القَوْمِ، وَفِي الحَدِيث (وَلاَ تَأْخُذُه فِي الله {هَوَادَةٌ) ، أَي لَا يَسْكُنُ عِنْدَ حَدِّ الله وَلَا يُحَابِي فِيهِ أَحَداً.
(و) } الهَوَادَة: (الرُّخْصَةُ) والمُحَابَاةُ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (أُتِيَ بِشَارِبٍ فقالَ: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رَجُلٍ لَا تَأْخُذُه فِيك هَوَادَةٌ) .
( {والتَّهْوِيد: تَجَاوُبُ الجِنِّ) ، لِلِينِ أَصْوَاتِهَا وضَعْفِهَا، قَالَ الرَّاعي:
يُجَاوِبُ البُومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ بِهِ
كَمَا يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ
(و) قَالَ ابْن جَبَلَةَ: التَّهْوِيد: (التَّرجِيعُ بالصَّوْتِ فِي لِينٍ) ، وَمِنْه أُخِذَ الهَوَادَةُ بِمَعْنى الرُّخْصَة، لأَن الأَخْذَ بهَا أَلْيَنُ مِن الأَخْذ بالشِّدَّةِ.
(و) التَّهْوِيد (: التَّطْريبُ والإِلْهَاءُ) وَهُوَ} مُهَوِّدٌ: مِلْهٍ مُطَرِّبٌ.
(و) {التَّهْويد (: المَشْيُ الرُّوَيْدُ) ، مثل الدَّبِيبِ ونَحْوِه، وأَصلُــه من} الهَوَادَةِ وأَنشد:
سَيْراً يُرَاخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ
ذَا قُحَمٍ ولَيْسَ بِالتَّهْوِيدِ أَي لَيْسَ بالسَّيْرِ اللَّيِّنِ.
(و) التَّهْوِيد (: إِسْكَارُ الشَّرَابِ) ، {وهَوَّدَه الشَّرَابُ إِذا فَتَّرَهُ فأَنَامَه، وَقَالَ الأَخْطَل:
ودَافَعَ عَنِّي يَوْمَ جِلَّقَ غَمْرَةً
وَصَمَّاءَ تُنْسِينِي الشَّرَابَ} المُهَوِّدَا
(و) التَّهْوِيدُ (: الصَّوْتُ الضَّعِيفُ اللَّيِّنُ) ، الفاتِرُ، ( {كالتَّهْوَادِ) بِالْفَتْح،} والتَّهَوُّدِ. (و) {التَّهْوِيدُ (: الإِبطاءُ فِي السَّيْر) وَهُوَ السَّيْر الرَّفِيق وَفِي حَدِيث عِمْرَان بنِ حُصَيْنٍ رَضِي الله عَنهُ (إِذا مُتّ فخَرَجْتُم بِي فأَسْرِعُوا المَشْيَ وَلَا} تُهَوِّدُوا كَمَا {تُهَوِّد} اليَهودُ والنَّصَارَى) .
(و) {التَّهْوِيدُ (السُّكُونُ فِي المَنْطِقِ) ، يُقَال: غِنَاءٌ} مُهَوِّد، وَقَالَ الرَّاعِي يَصِف نَاقَة:
وَخُودٌ مِن اللائِي تَسَمَّعْنَ بالضُّحَى
قَرِيضَ الرُّدَافَى بِالغِنَاءِ {المُهَوِّدِ
وَقَالَ أَبو مالِكٍ:} وهَوَّدَ الرَّجُلُ، إِذا سَكَنَ، وَهَوَّدَ، إِذا غَنَّى، {وهَوَّدَ، إِذا اعْتَمَدَ على السَّيْرِ، (} كالتَّهَوُّدِ {والتَّهْوَادِ) بِالْفَتْح.
(} والمُهَاوَدَةُ: المُوَادَعَةُ) هاذا هُوَ الصَّوَاب، يُقَال هَاوَدَه، إِذا وَادَعَه، وبَينهم {مُهَاوَدَةٌ، كَمَا فِي الأَساس، وَيُوجد فِي النّسخ كُله المواعدة، وَهُوَ تَحْرِيف (و) } المُهاوَدةُ (: المُصَالَحة) والمُهَاوَنة (والمُمَايَلَةُ والمُعَاوَدَةُ) ، وهاذا نَصُّ الصاغَانيّ، وَهُوَ مَقْلُوب المُوَادَعَةَ، كلُّ ذالك من الهَوَادَةِ، وَهُوَ الصُّلْح والمَيْلُ.
( {وأَهْوَدُ، كأَحْمَدَ) ، اسْم (يَوْم الاثْنين) فِي الجاهلِيَّة، وكذالك أَوْهَدُ وأَهْوَنَ، (و) } أَهودُ اسمُ (قَبِيلَة) من الْعَرَب.
( {وتَهَوَّدَ) الرجُلُ (: صارَ} يَهُودِيًّا) {كهَادَ.} وتَهَوَّدَ فِي مَشْيه: مَشَى مَشْياً رَفِيقاً تَشَبُّهاً! باليهودِ فِي حَرَكَتهم عِنْد القِراءَة. قَالَ المُصَنّف فِي البصائر بعد سِيَاق هاذه الْعبارَة: وهاذا يُعَدُّ من الأَضْدَاده. قلْت: وَهُوَ مَحَلُّ تأَمّل.
(و) تَهَوَّدَ. إِذا (تَوَصَّلَ بِرَحِمٍ أَو حُرْمَةٍ) ، من الهَوَادَة، وَهِي الحُرْمَةُ والسَّبَبُ. وَزَاد فِي البصائر: وتَقَرَّبَ بِإِحْدَاهُمَا، وأَنشد قَول زُهير:
سِوَى رِبَعٍ لَمْ يَأْتِ فِيهِ مَخَانَةً
ولاَ رَهَقاً مِنْ عَانِدٍ {مُتَهَوِّدِ
قلت: قَالَ ابْن سَيّده:} المُتَهَوِّد: المُتَقَرِّب، وَقَالَ شَمِرٌ: المُتَهَوِّدُ: المُتَوَصِّلُ {بِهَوادَةٍ إِليه، قَالَ: قَالَه ابنُ الأَعرابيّ.
(} وهَوَّدَ {تَهْوِيداً: أَكَلَ) } الهَوَدَة، وَهِي أَصلُ (السَّنَام) ومُجْتَمَعُ، كَا تقَدَّم.
( {ويَهُودَا: أَخو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ) من أَبيه، (عَلَيْهِمَا السلامُ) ، قيل: هُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة. وَفِي شفاءِ الغَليل) } يَهُودَا، مُعَرَّب يَهُوذا، بذال معجمةٍ، ابنُ يَعقوبَ عَلَيْهِ السلامُ، قلْت: وَكَذَا قَالُوا فِي هُودٍ إِن أَصلَــه بِالذَّالِ المُعجمة، ثمَّ عُرِّب بِالدَّال الْمُهْملَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
التَّهَوُّد: التَّوْبَة والعَمَلُ الصالِحُ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: هَادَ، إِذا رَجَع مِن خَيْرٍ إِلى شَرَ، أَو مِن شَرَ إِلى خَيْرٍ.
{والتَّهْوِيد} والتَّهْوَادُ {والتَّهَوُّدُ: اللِّينُ والتَّرَفُقُّ.
والتَّهْوِيد: النَّوْمُ.
والتَّهْوِيد: هَدْهَدَةُ الرِّيح فِي الرَّمْل ولِينُ صَوْتِها فِيهِ.
} والهَوَادَة: الصُّلْحُ.
{والمُهَاوَدَة: المُرَاجَعَة.
والهَوَادَةُ: الحُرْمَة والسَّبَبُ.
نبي عربي من قوم عاد، وهو جمع هائد أي تائب وراجع إلى الحق.
(هود) - قوله تعالى: {كُونُوا هُودًا}
: أي يَهُودًا، فَحُذِفت الياءُ زائدَةً؛ وَيقالُ: كانُوا ينسَبُونَ إلى يَهُوذَا بن يعقُوب، فعُرِّبت الذَّال فسُمّوا يَهُودَ، وَيهودُ وَمَجُوسُ معرفتان، والأَلفُ واللام فيهما زَائِدتان؛ لأن الاسم لا يُعرَّفُ مِن وَجهَين، والدليل على أنّه معرفة: - قوله عليه السَّلام في القَسَامَةِ: "تُبرِئكم يَهُودُ بِخَمسِين يَميناً".
وقال الشّاعِرُ:
* كَنارِ مَجُوسَ تَضْطَرمُ اضْطِرامَا *
هود التهويد في المشي الرويد شبه الدبيب. وفي المنطق سكون. وغناء مهود مخفوض. والهوادة اللين والرفق. والهود التوبة، من قوله عز وجل " إنا هدنا إليك ". والهود هم اليهود، هادوا يهودون هؤوداً. والهودية اليهودية. وبعير عظيم الهودة أي السنام. والمطمئن من الأرض إذا كان مستديراً هودة. والمهاودة الموادعة. وتهودت إلى فلان أي توسلت إليه، من قولهم بيننا هوادة. وهود الرجل تهويداً مشى مشياً ساكناً. 
؟ هيد الهيد الحركة، هدته أهيده. والإصلاح. والزجر أيضاً. ومصدر قولك هادني هيداً أي كربني. وهيدت الرجل قلت له هيد؛ وهاد؛ زجر وردعٌ. والهيد الحداء لقولهم هيد هيد إذا أردوا زجر الإبل، ويقولون هييد يا هييد، وهاديا هاديا مثله، وهد أيضاً. ولقيته فقال يا هيد ما أصحابك ويا هيد ما لأصحابك ويا هيد مالك أي ما أمرك. وهيدة اسم ردهة بأعلى المضجع.

هود

1 هَادَ, aor. ـُ (S, L, &c.,) inf. n. هَوْدٌ, (S, L, K, &c.,) He returned (IAar, A, L, Msb) from evil to good or from good to evil: (IAar, L:) he repented, (S, A, L, K;) and returned to the truth; (S, L, K;) as also ↓ تهوّد: (L:) and the latter, he repented and did righteously. (AO, S, A, L.) b2: هُدْنَا إِلَيْكَ We have turned unto Thee with repentance. (Kur, vii, 155.] So accord. to Mujáhid and Sa'eed Ibn-Jubeyr and Ibráheem. (L.) It is made trans. by means of الى because implying the meaning of رَجَعْنَا. (ISd, L.) b3: هَادَ, (S, A, L,) aor. ـُ inf. n. هَوْدٌ; (L;) and ↓ تَهوّد; (S, A, L, Msb, K;) He became a Jew; (S, A, L, K;) he became of the Jewish religion. (L, Msb.) 2 هوّدُه, (L, Msb, K,) inf. n. تَهْوِيدٌ, (S,) He made him (his son [for instance] Msb) a Jew; (S, L, Msb;) he turned him to the religion of the Jews; (L, K;) taught him that religion, and initiated him in it. (L.) A2: تَهْوِيدٌ The talking together of jinn, or genii: (L, K:) so termed because of the gentleness and weakness of their voices. (L.) b2: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ, He reiterated his voice, or quavered, or trilled, gently. (Ibn-Jebeleh, L, K.) b3: هوّد, (L,) inf. n. تَهْوِيدٌ, (K,) He sang; syn. غَنَّى: (Aboo-Málik, L:) he sang, or gladdened, and diverted; syn. طَرَّبَ وَأَلْهَى. (K.) See also مُهَوِّدٌ.

A3: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ, He went, or proceeded, gently, or in a leisurely manner, (S, L, K,) like the manner termed دَبِيبٌ: from الهَوَادَةُ. (S, L, K.) It is said in a trad., أَسْرِعُوا المَشْىَ فِى الجَنَازَةِ وَلَا تُهَوِّدُوا كَمَا تُهَوِّدُ اليَهُودُ والنَّصَارَى [Make ye your pace to be quick at a funeral, and go ye not in a gentle or leisurely manner like as go the Jews and the Christians]. (S.) See also 5. b2: هوّد, (L,) inf. n. تَهْوِيدٌ, (S, L, K,) It beverage, or wine,) intoxicated (S, L, K) a person: and rendered him languid, and caused him to sleep. (L.) b3: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ and تَهْوَادٌ; (L, K;) and ↓ تهوّد; (TA;) He uttered a weak, gentle, (L, K,) and languid, (L,) voice. (L, K.) b4: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ (S, L, K) and تَهْوَادٌ; and ↓ تهوّد; (K;) He was low, not loud, in speech, or utterance. (S, L, K) b5: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ (L, K) and تَهْوَادٌ; and ↓ تهوّد; (L;) He was slow, or tardy, in his pace, (L, K,) and gentle. (L.) b6: هوّد He (a man) rested; or was still, quiet, or at rest. (Aboo-Málik, L.) b7: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ, He slept. (S, L.) b8: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ and تَهْوَادٌ; and ↓ تهوّد; He was gentle; he acted, or behaved, in a gentle manner. (L.) b9: Also, The murmuring and gentle sounding of the wind over sand. (L.) A4: هوّد, inf. n. تَهْوِيدٌ, He ate of a camel's hump; (K;) or what is termed هَوَدَة. (TA.) 3 هاودهُ, (A,) inf. n. مُهَاوَدَةٌ. (S, A, L, K,) He made peace with him; reconciled himself with him; (A;) syn. of the inf. n. مُوَادَعَةٌ; (A, L;) in the K, مُوَاعَدَةٌ, which is a mistake; (TA;) and مُصَالَحَةٌ, (S, L,) and مُهَادَنَةٌ: (TA:) and also مُرَاجَعَةٌ [app. signifying the restoring a person, or taking him back, into one's favour]. (TA.) b2: He inclined towards him reciprocally; syn. مَايَلَهُ: and هَاوَدَا They two inclined each towards the other; syn. مَايَلَا: (TK:) syn. of the inf. n. مُمَايَلَةٌ. (S, L.) b3: He returned to him, or it, time after time; syn. عَاوَدَهُ: (TK:) syn. of the inf. n. مُعَاوَدَةٌ. (K.) 5 تَهَوَّدَ see 1 and 2. b2: تهوّد فِى مَشْيِهِ He walked gently, imitating the motions of the Jews in their reciting or reading. (El-Basáïr.) See also 2. b3: تهوّد He became allied, or allied himself, or sought to ally himself, (تَوَصَّلَ, K, and تَقَرَّبَ, ElBasáïr,) by a bond of relationship; or by some other sacred or inviolable bond or tie, or a quality &c. to be regarded as sacred or inviolable or rendering him entitled to respect or reverence. (K, El-Basáïr.) See also مُتَهَوِّدٌ.

الهُودُ: see يَهُودُ.

هَوْدَةٌ: see هَوَدَةٌ.

هَوَدَةٌ A camel's hump: (S, K:) or the base of the hump: (Sh, L:) as also ↓ هَوْدَةٌ: (L:) pl. هَوَدٌ: (S, L, K:) [or rather, this is a coll. gen. n., and هَوَدَةٌ is the n. un.].

هَوَادَةٌ Gentleness; lenity; (A, L, K;) and that kind of conduct whereby one hopes to effect the adjustment of an affair between a people: (L, K:) quietness: (L:) peace, or reconciliation: inclination, or affection: (S, L:) favour, or partiality: (L:) facilitation, whereby a person is indulged in an affair. (L, K.) Ex. لَا تَأْخُذُهُ فِى اللّٰهِ هَوَادَةٌ Quietness with respect to a restrictive ordinance of God, with favour or partiality towards any one, will not affect him, or influence him. And لَا تَأْخُذُهُ فِيكَ هَوَادَةٌ Favour or partiality with respect to thee will not affect him, or influence him. (L, each from a trad.) b2: هَوَادَةٌ also signifies A sacred or inviolable bond or tie; or a quality &c. to be regarded as sacred or inviolable, or rendering one entitled to respect or reverence: and a bond of relationship. (L.) هَائِدٌ Returning (Msb) [from evil to good or from good to evil: see 1:] repenting and returning to the truth: (S, L:) pl. هُودٌ, (S, A, L, Msb,) like as بُزْلٌ is pl. of بَازِلٌ. (S, L, Msb.) يَهُودُ and اليَهُودُ and ↓ الهُودُ [the second of which is the most common,] signify the same, (S, A, L, Msb, K,) A certain tribe; [namely, the Jews:] (L:) يَهُودُ is said by some to be originally يَهُوذُ, and arabicized by the change of ذ into د; but ISd disapproves of this assertion: others say, that it is from هَادَ “ he repented: ” (L:) it is imperfectly decl., because it is a proper name and of the measure of a verb; and [of the fem. gen., as it is said to be in the S and L,] because it means a قَبِيلَة: but it is allowable to prefix to it the art. ال, and to say اليَهُودُ: (Msb:) this, however, is allowable only on the ground of its being, with the art. prefixed, for اليَهُودِيُّونَ; for it is of itself determinate: (S, L:) [thus]

يَهُودُ is [as it were] pl. of ↓ يَهُودِىٌّ; (L;) which is the rel. n. of يهود, or, accord. to Sgh, of يَهُودَا [or Judah], thus written by him with the unpointed د in this instance, the son of يَعْقُوب [or Jacob]: (Msb:) يَهُودُ (sometimes, TA) has يَهْدَانٌ as a pl.: (K:) this pl. occurs in a poem of Hassán: (TA:) Fr, says, of هُودًا, in the Kur, ii, 105, that it is for يَهُودًا [app. a mistake for يَهُودَ]; or that it may be pl. of هَائِدٌ. (L.) يَهُودِىٌّ: see يَهُودُ.

اليَهُودِيَّةُ The Jewish religion. (L.) غِنَآءٌ مُهَوِّدٌ [in some copies of the S, مُهَوَّدٌ,] A low, not loud, singing. (S, L.) b2: مُهَوِّدٌ also signifies Gladdening, and diverting; syn. مُطْرِبٌ and مُلْهٍ. (IAar, L.) مُتَهَوِّدٌ Allied, or allying himself, or seeking to ally himself, (مُتَوَصِّلٌ, IAar, Sh,) by what is termed هَوَادَةٌ. (IAar, Sh, L.) See 5.

كتم

(كتم) الشَّيْء بَالغ فِي كِتْمَانه
(كتم)
السقاء كتاما وكتوما أمسك اللَّبن أَو الشَّرَاب وَالْفرس الربو كتما ضَاقَ منخره عَن نَفسه وَالشَّيْء كتما وكتمانا ستره وأخفاه فَهُوَ كاتم وكتام وكتامة وكتوم وَرُبمَا عدي كتم إِلَى مفعولين فَيُقَال كتمت فلَانا الحَدِيث وتزاد (من) جَوَازًا فِي الْمَفْعُول الأول فَيُقَال كتمت من زيد الحَدِيث
(كتم) - في الحديث: "كان يَخضِبُ رأسَه بالحِنّاءِ والكَتَمِ "
والكَتْمِ: مُخفَّف في قول الفارَابى، وذكَرَه أبو عُبَيد بتشديد التَّاء، وهو شجَرٌ يُختَضَبُ به.
وقيل: إنّه غيرُ الوَسْمَةِ. ويشبِه أن يُريدَ استِعمالَ الكَتَم مُفرَدًا عن الحِنَّاء، فإنّ الحِنَّاءَ إذا خُضب مع الكَتَم جاء أسود، يعني: فلا يجوز . - حديث عبد المطلب: "احْفِرْ تُكْتَم"
يعني زَمْزَم، وهو مِن أسمائِها؛ لأنها كانت مَكْتُومةً.
ك ت م: (كَتَمَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (كِتْمَانًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ وَ (اكْتَتَمَهُ) . وَسِرٌّ (كَاتِمٌ) أَيْ (مَكْتُومٌ) وَ (مُكَتَّمٌ) بِالتَّشْدِيدِ بُولِغَ فِي كِتْمَانِهِ. وَ (اسْتَكْتَمَهُ) سَرَّهُ سَأَلَهُ أَنْ يَكْتُمَهُ وَ (كَاتَمَهُ) سِرَّهُ. وَرَجُلٌ (كُتَمَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ إِذَا كَانَ يَكْتُمُ سِرَّهُ. وَ (الْكَتَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ نَبْتٌ يُخْلَطُ بِالْوَسْمَةِ يُخْتَضَبُ بِهِ. 
ك ت م

كتمته السّر كتماً وكتماناً، وكتّمه: بالع في كتمه، وسرّ وحديث مكتّم، واستكتمته أمري، وهو كتّام وكتّامة للأسرار، وكاتمته العداوة: ساترته، وفلان لا يكتتم أي لا يكتم أمره وسرّه، وهو ظهرة وليس بكتمة.

ومن المجاز: ناقة كتومٌ: لا ترغوا إذا ركبت. قال:

كتوم الهواجر ما تنبس

وقال الشماخ:

قد تبطّنت بهلواعة ... عبر أسفار كتوم البغام

وكتوم ومكتام: لا تشول بذنبها وهي لاقح. وقوس كتوم: لا ترنّ. وسحاب مكتتم: لا رعد فيه ولا برق. ومزادة كتوم: ذهب مرحها وهو سيلان مائها عند التّسريب.
(ك ت م) : (الْكَتْمُ) إخْفَاءُ مَا يُسِرُّ وَفِعْلُهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَهُوَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ (وَمِنْهُ) وَلَوْ كَتَمَهَا الطَّلَاقَ (وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ مِنْهُ) كُنِّيَتْ وَالِدَةُ جَدِّ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ خَلِيفَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الصَّلَاةِ بِالنَّاسِ فِي بَعْضِ الْمَغَازِي وَكَانَ أَعْمَى (وَالْكَتَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ شَجَر الْجِبَالِ وَرَقُهُ كَوَرَقِ الْآسِ وَهُوَ شِبَابٌ لِلْحِنَّاءِ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ نَبْتٌ فِيهِ حُمْرَةٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ (وَالْكَتَمِ) وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا ضِرَامُ عَرْفَجٍ.

كتم


كَتَمَ(n. ac. كَتْم
كِتْمَاْن)
a. Hid, concealed; restrained, secreted (
anger ).
b.(n. ac. كُتُوْم
كِتْمَاْن), Held, contained.
c. [ coll. ], Was constipated.

كَتَّمَa. see I (a)
كَاْتَمَa. Hid, kept secret from.

تَكَاْتَمَa. Hid, kept secret from each other.

إِنْكَتَمَa. Was hid &c.; hid, secreted himself.

إِكْتَتَمَa. see I (a)
إِسْتَكْتَمَa. Asked to keep, confided, intrusted ( a
secret ) to.
كَتْمa. Concealment, hiding.

كِتْمَةa. Secrecy; stealthiness; reserve.

كَتَمa. Plant used for dyeing the hair black.

كُتَمَةa. Reticent, reserved; discreet.

أَكْتَمُa. Bigbellied, paunchy.
b. Satiated.

كَاْتِمa. Hiding; hider, concealer.
b. Hidden, secret.
c. [ coll. ]. Constipated.

كِتَاْم
a. [ coll. ], Constipation.

كَتُوْم
(pl.
كُتُم)
a. see 9t & 21
(a).
c. Solid, sound (bow).
كُتْمَاْنa. see 1
N. P.
كَتڤمَإِكْتَتَمَa. see 21 (b)
كَاتِم الْأَسْرَار
a. Secretary, private secretary.
[كتم] فيه: كنا نمتشط مع أسماء قبل الإحرام وندهن "بالمكتومة"، وهو دهن أحمر يجعل فيه الزعفران، وقيل: يجعل فيه الكتم وهو نبت يجعل مع الوسمة ويصيغ به الشعر أسود، وقيل: هو الوسم. ومنه: إن أبابكر كان يصبغ بالحناء و"الكتم"، ويشبه أن يراد استعمال الكتم مفردًا عن الحناء إذ معه يوجد السواد وقد صح النهي عنه، ولعل الحديث بالحناء أو الكتم على التخيير، قال أبو عبيد: الكتم مشدد التاء، والمشهور التخفيف. ن: الكَتَم- بفتحتين وقيل: بتشديد التاء. نه: وفيه: قيل لعبد المطلب في النوم: احفر "تُكتم" بين الفرث والدم، تكتم اسم بئر زمزم، لأنها كانت قد اندفنت بعد جُرْهُم وصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب. و"المكتوم" قوس النبي صلى الله عليه وسلام لانخفاض صوتها إذا رمى عنها. ج: وفيه: من سئل علمًا "فكتمه" ألجم بلجام- مر في العلم. ن: لولا أن "أكتم" علمًا ما كتبت إليه، أي لولا أني إذا تركت الكتابة أصير مستحقًا لو عبد كتم العلم ما كتبت الجواب إلى نجدة، لأنه يدعى خارجي.
[كتم] كتمت الشئ كتما وكتمانا، واكْتَتَمْتُهُ أيضاً. وسحابٌ مُكْتَتِمٌ: لا رعد فيه. وسرٌّ كاتِمٌ، أي مَكْتومٌ. ومُكَتّمٌ بالتشديد: بولغ في كِتْمانِهِ. واسْتَكْتَمْتُهُ سرّي: سألته أن يَكْتُمَهُ. وكاتَمني سرَّه: كَتَمَهُ عني. ورجل كتمة، مثال همزة، إذا كان يكتم سره. ويقال للفرس إذا ضاق مَنْخِرُهُ عن نَفَسْه: قد كَتَمَ الرَبْوَ. قال بشر: كأنَّ حَفيفَ مَنْخِرِهِ إذا ما كَتَمْنَ الرَبْوَ كيرٌ مُسْتَعارُ يقول: مَنْخِرُهُ واسعٌ لا يَكْتُمُ الربو إذا كَتَمَ غيره من الدواب نَفَسَه من ضيق مَخرجِه. والكَتومُ: القوس التي لا شقَّ فيها. وقال : كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مِلْئِها ولا عَجْسُها عن موضع الكَفِّ أفْضَلا وناقةٌ كتومٌ: لا ترغو إذا رُكِبَت. وخَرْزٌ كَتيمٌ: لا يخرج منه الماء. وسقاءٌ كَتيمٌ. والكتم بالتحريك: نبت يخلط بالوسمة يختضب به. وكتمان بالضم: اسم جبل. وكتامة: قبيلة من البربر.
ك ت م : كَتَمْتُ زَيْدًا الْحَدِيثَ كَتْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَكِتْمَانًا بِالْكَسْرِ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَيَجُوزُ زِيَادَةُ مِنْ فِي الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ فَيُقَالُ كَتَمْتُ مِنْ زَيْدٍ الْحَدِيثَ مِثْلُ بِعْتُهُ الدَّارَ وَبِعْتُ مِنْهُ الدَّارَ وَمِنْهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} [غافر: 28] وَهُوَ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ وَالْــأَصْلُ يَكْتُمُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ إيمَانَهُ وَهَذَا الْقَائِلُ يَقُولُ لَيْسَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ وَحَدِيثٌ مَكْتُومٌ وَبِهِ كُنِيَتْ الْمَرْأَةُ فَقِيلَ أُمُّ مَكْتُومٍ.

وَالْكَتَمُ بِفَتْحَتَيْنِ نَبْتٌ فِيهِ حُمْرَةٌ يُخْلَطُ بِالْوَسْمَةِ وَيُخْتَضَبُ بِهِ لِلسَّوَادِ.
وَفِي كُتُبِ الطِّبِّ الْكَتَمُ مِنْ نَبَاتِ الْجِبَالِ وَرَقُهُ كَوَرَقِ الْآسِ يُخْضَبُ بِهِ مَدْقُوقًا وَلَهُ ثَمَرٌ كَقَدْرِ الْفُلْفُلِ وَيَسْوَدُّ إذَا نَضِجَ وَقَدْ يُعْتَصَرُ مِنْهُ دُهْنٌ يُسْتَصْبَحُ بِهِ فِي الْبَوَادِي. 
باب الكاف والتاء والميم معهما ك ت م، ك م ت، ت ك م، م ت ك، ت م ك مستعملات

كتم: الكَتَمُ: نبات يخلط مع الوسمة للخضاب الأسود، قال:

وأصبح الأفق كمسود الكَتَمْ

والكتِمانُ: نقيض الإعلان. وناقة كَتُومٌ، أي: لا ترغو إذا ركبت، قال:

كَتُومُ الهواجر ما تنبس

والكاتِمُ من القسي: التي لا ترن إذا أنبضت، وربما جاءت في الشعر: كاتمة وكَتُوم. [وقيل: هي التي لا شق فيها] . وأكثر القول: هي التي لا صدع في نبعها.

كمت: الكُمَيْتُ: لون ليس بأشقر، ولا أدهم. والكُمَيْتُ: من أسماء الخمر فيها حمرة وسواد. وقد كَمُتَ كَماتةً وكُمْتَةً، وكُمْتَتُه: جودته. وآكماتًّ أكميتاتاً.

تكم: التُّكمةُ: مشي الأعمى بلا قائد. وتكمة بنت مر أم سليم. متك: المتكُ: أنف الذباب. والمُتْكُ: الوترة أمام الإحليل، وعرق بظر المرأة، يقال [في السب] يا ابن المَتْكاء، أي: عظيمة ذلك. والمُتْكَةُ: أترجة واحدة، ومنه قوله [جل وعز] : وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً بلا همز، ومنهم من قرأ. مُتَّكَأً أراد المرافق.

تمك: تَمَكَ السنامُ يَمْتُكُ تموكاً فهو تامك، إذا تر واكتنز.
كتم: كَتَم: أخفى، ويقال: كتم عن فلان (بوشر).
كتم: اشتق منه المعنى الرابع في معجم فرتياج وهو عند الفلاحين كِتَام أغصان الشجر أغصان الشجر لإمساكها الماء، وكذلك كِتَام المَعِدة لقبضها. (محيط المحيط).
كتم: ردّ، دفع إلى الداخل، أعاد الأخلاط إلى داخل الجسم.
كاتِم: في مصطلح الطب دواء دافع، رادّ. (بوشر).
اكتتم: اختفى، أختبأ، توارى. (معجم ابن جبير، عباد 297:1).
كَتَم: أرى إنه الياسمين ( terne) ويترجم دي يونج فان رودنبرج الكتم باللغة الألمانية steenlinde ومعنى هذه فيلورا، العُتُم، الزغبيج، زيتون جبلي حسب ما تذكره المعاجم التي استعملُها وفيالموركس التي ذكرها ديسقوريدوس (125:1) هي الياسمين ( terene) عند دودنس (1306)، وكل من بوسييه الذي يترجمها بكلمة filaria ( شجرة) والمستعيني يؤيد هذا. ويقول المستعيني أن أهل الأندلس يطلقون في أيامه على الكتم الاسم أطرنه وهذه من دون شك تحريف الكلمة اللاتينية القديمة tronus ( عند دوكانج) و troene بالفرنسية أي ياسمين. ويكتبها فورسكال (لغة صر العربية ص159) قَتم وهو خطأ ويترجمها بكلمة Buxua dioica ( أنظر أيضاً: ابن البيطار 348:2، وابن العوام 382:2)، أما الآراء الخطأ فانظر كاشف الرموز لعبد الرزاق الجزَيْري).
كِتَامَة السرّ: منصب أو وظيفة كاتم السر (أنظر: كاتم السر). (مملوك 2، 320:2) كَتَّام: مبالغة اسم الفاعل من كَتَم بمعنى أخفى وأسرّ (الكامل ص413).
كاتِم السرّ: رئيس الديوان، مهردار. أنظر: (مملوك 2، 317:2 وما يليها).
اكْتَم. أكتم اللحية (ألف ليلة برسل: (300:10): يظهر أن معناها: كثّ اللحية.
مَكْتُوم: صنف من التمر. (نيبور رحلة 215:2).
الْكَاف وَالتَّاء وَالْمِيم

كتم الشَّيْء يَكْتُمهُ كتماً، وكتمانا، وكتمه، قَالَ أَبُو النَّجْم:

وَكَانَ فِي الْمجْلس جم الهذرمه

ليثاً على الداهية المكتمه

وكتمه إِيَّاه، قَالَ النَّابِغَة:

كتمتك لَيْلًا بالجمومين ساهراً ... وهمين هماًّ مستكناًّ وظاهرا

أَحَادِيث نفس تَشْتَكِي مَا يريبها ... وَورد هموم لَا يجدن مصادرا

وكاتمه إِيَّاه: ككتمه، قَالَ:

تعلم وَلَو كاتمته النَّاس أنني ... عَلَيْك وَلم اظلم بذلك عَاتب فَقَوله: " وَلم اظلم ": اعْتِرَاض بَين " أَن وخبرها ".

وَالِاسْم: الكتمة، وَحكى اللحياني: إِنَّه لحسن الكتمة.

وكتمه عَنهُ، وكتمه إِيَّاه، أنْشد ثَعْلَب:

مرّة كالذعاف أكتمها النا ... س على حَرْمَلَة كالشهاب

وَرجل كاتم للسر، وكتوم.

وسر كاتم: أَي مَكْتُوم، عَن كرَاع.

واستكمته الْخَبَر: سَأَلَهُ كتمه.

وناقة كتوم: لَا تشول بذنبها عِنْد اللقَاح وَلَا يعلم بحملها.

كتمت تكْتم كتوما.

والكتوم، أَيْضا: النَّاقة الَّتِي لَا ترغو إِذا ركبهَا صَاحبهَا.

وَالْجمع: كتم، قَالَ الْأَعْشَى:

كتوم الرُّغَاء إِذا هجرت ... وَكَانَت بَقِيَّة ذود كتم

والكتوم، والكاتم من القسي: الَّتِي لَا ترن.

وَقيل: الَّتِي لَا صدع فِي نبعها.

وَقيل: الَّتِي لَا صدع فِيهَا، كَانَت من نبع أَو غَيره.

وَقد كتمت كتوما.

وكتم السقاء يكتم كتمانا، وكتوما: أمسك مَا فِيهِ من اللَّبن وَالشرَاب، وَذَلِكَ حِين تذْهب عينته ثمَّ يدهن السقاء بعد ذَلِك، فَإِذا أَرَادوا أَن يَسْتَقُوا فِيهِ سربوه، والتسريب: أَن يصبوا فِيهِ المَاء بعد الدّهن حَتَّى يكتم خرزه، ويسكن المَاء ثمَّ يستقى فِيهِ.

وخرز كتيم: لَا ينضح المَاء وَلَا يخرج مَا فِيهِ.

والكاتم: الخارز من الْجَامِع، لِابْنِ الْقَزاز، وَأنْشد فِيهِ:

وسالت دموع الْعين ثمَّ تحدرت ... وَللَّه دمع ساكب ونموم

فَمَا شبهت إِلَّا مزادة كاتم ... وهت أَو وهى من بَينهُنَّ كتوم وَهُوَ كُله من الكتم: لِأَن إخفاء الخارز بِمَنْزِلَة الكتم لَهَا.

وَحكى كرَاع: لَا تسالوني عَن كتمة، بِسُكُون التَّاء: أَي كلمة.

وَرجل اكتم: عَظِيم الْبَطن.

وَقيل: شبعان.

والكتم: نَبَات يخلط مَعَ الوسمة للخضاب الْأسود.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: يشبب الْحِنَّاء بالكتم ليشتد لَونه، قَالَ: وَلَا ينْبت الكتم إِلَّا فِي الشواهق وَلذَلِك يقل.

وَقَالَ مرّة: الكتم: نَبَات لَا يسمو صعدا، وينبت فِي اصعب الصخر فيتدلى تدليا، خيطانا لطافا، وَهُوَ اخضر، وورقه كورق الآس أَو اصغر، قَالَ الْهُذلِيّ، وَوصف وَعلا:

ثمَّ ينوش إِذا آد النَّهَار لَهُ ... بعد الترقب من نيم وَمن كتم

ومكتوم، وكتيم، وكتيمة: أَسمَاء، قَالَ:

وأيمت منا الَّتِي لم تَلد ... كتيم بنيك وَكنت الحليلا

أَرَادَ: كتيمة، فرخم فِي غير النداء اضطرارا.

وَابْن أم مَكْتُوم: مُؤذن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤذن بعد بِلَال، لِأَنَّهُ كَانَ أعمى، وَكَانَ يَقْتَدِي ببلال وَبَنُو كتامة: حَيّ من حمير صَارُوا إِلَى بربر حِين افتتحها إفريقس الْملك.

وكتمان: مَوضِع، قَالَ ابْن مقبل:

قد صرح السّير عَن كتمان وابتذلت ... وَقع المحاجن بالمهرية الذقن
كتم
كتَمَ يَكتُم ويَكتِم، كَتْمًا وكِتْمانًا، فهو كاتِم، والمفعول مَكْتوم
• كتَم الخبرَ: أخفاه ولم يفشه وكان شديد التَّحفّظ عليه، أو ستره وطمسه "كتَم غضبَه/ غيظَه/ نزواته/ عواطفَه/ دموعَه/ الضوضاءّ/ الصوتَ- مسدَّس كاتم الصوت: يطلق بدون صوت- {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} - {وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ}: تخفوها" ° كتَم أنفاسَه: أطبق على رقبته ليخنقه/ أسكته ومنعه الكلام.
• كتَمَ النارَ: أخمدها، أطفأها.
• كتَم الشّخصَ الحديثَ/ كتَم عن الشّخص الحديثَ: أخفاه عنه " {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} ". 

استكتمَ يستكتم، استكتامًا، فهو مُستكتِم، والمفعول مُستكتَم
• استكتمه الخبرَ أو السِّرَّ: سأله أن يُخفيه، طلَب منه ألاَّ يبوح به "استكتم السرَّ من لا يكتمه". 

اكتتمَ يَكتتم، اكتتامًا، فهو مُكتتِم، والمفعول مُكتتَم
• اكتتم الحديثَ: بالغ في إخفائه. 

انكتمَ ينكتم، انكتامًا، فهو مُنكتِم
• انكتم السِّرُّ: مُطاوع كتَمَ: اختفى. 

تكاتمَ يتكاتم، تكاتمًا، فهو مُتكاتِم، والمفعول مُتكاتَم
• تكاتم القومُ الأمرَ: أخفاه بعضُهم من بعض "تكاتم الناسُ الإسلامَ في بدايته- تكاتموا السرَّ فلم يشِع- تكاتموا حقيقةَ الأمر". 

تكتَّمَ/ تكتَّمَ على يتكتَّم، تكتُّمًا، فهو مُتكتِّم، والمفعول مُتكتَّم
• تكتَّم الخبرَ/ تكتَّم على الخبر: تَستَّر عليه وأخفاه محتفظًا به لنفسه "تحدَّث إليه بتكتُّم شديد- تكتّموا الفضيحةَ- تكتُّم الخلافات لصالح الأمّة". 

كاتمَ يكاتم، مُكاتَمةً، فهو مُكاتِم، والمفعول مُكاتَم
• كاتم فلانًا السِّرَّ/ كاتم من فلانٍ السِّرَّ: أخفاه عنه ° كاتمني ذات صَدْره: أسرّ عنِّي ذات نفسه- كاتمه العداوةَ: ساتره إيّاها، لم يكاشفه بها. 

كتَّمَ يكتِّم، تكتيمًا، فهو مُكتِّم، والمفعول مُكتَّم
• كتَّم الخبرَ: بالغ في إخفائه "*ما لي أكتِّم حُبًّا قد برَى جسدي*". 

كاتِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كتَمَ ° مسدّس كاتِم للصَّوت: لا ينطلق منه صوت عالٍ.
2 - (فز) أداة تستخدم في النظام الكهربائيّ لتقليل كميَّة الكهرباء غير المرغوب فيها.
• كاتِم السِّرّ: سكرتير، أمين السِّرِّ.
• القِدْر الكاتمة: وعاء للطّبخ محكم التَّغطية، لإنضاج الطَّعام بسرعة ويسمّى كذلك حلّة ضغط. 

كَتّام [مفرد]: صيغة مبالغة من كتَمَ: كثير التكتُّم أو شديد المحافظة على الأسرار. 

كَتْم [مفرد]: مصدر كتَمَ. 

كَتَم [جمع]: (نت) نبت قريب من الآس، ينبت في المناطق الجبليّة، ثمرته تشبه الفُلْفُل، وبها بزرة واحدة، وتسمّى: فلفل القرود يخضّب به الشَّعر، ويصنع منه المداد للكتابة. 

كِتْمان [مفرد]: مصدر كتَمَ ° أحاط الأمرَ بالكتمان: أخفاه عن النّاس أو تعهَّده بالكتمان- تحت طيّ الكتمان: مخفِيّ/ من دفائن الغيب وخباياه- في طيّ الكتمان: سِرِّيّ. 

كَتُوم [مفرد]: ج كُتُم: صيغة مبالغة من كتَمَ: كثير التكتّم أو الإخفاء "يمكنك الاطمئنان إلى الكتوم فهو لا يُفشي أسرارَك". 

كتم: الكِتْمانُ: نَقِيض الإعْلانِ، كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً

وكِتْماناً واكْتَتَمه وكَتَّمه؛ قال أَبو النجم:

وكانَ في المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ،

لَيْثاً على الدَّاهِية المُكَتَّمهْ

وكَتَمه إياه؛ قال النابغة:

كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَينِ ساهِراً،

وهمَّيْن: هَمّاً مُسْتَكِنّاً، وظاهرا

أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها،

ووِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا

وكاتَمه إياه: ككَتَمه؛ قال:

تَعَلََّمْ، ولوْ كاتَمْتُه الناسَ، أَنَّني

عليْكَ، ولم أَظْلِمْ بذلكَ، عاتِبُ

وقوله: ولم أَظلم بذلك، اعتراض بين أَنّ وخبرِها، والاسم الكِتْمةُ.

وحكى اللحياني: إنه لحَسن الكِتْمةِ.

ورجل كُتَمة، مثال هُمَزة، إذا كان يَكْتُمُ سِرَّه. وكاتَمَني سِرَّه:

كتَمه عني. ويقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِرهُ عن نفَسِه: قد كَتَمَ

الرَّبْوَ؛ قال بشر:

كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه، إذا ما

كتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ

يقول: مَنْخِره واسع لا يَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غيره من الدَّوابِّ

نفَسَه من ضِيق مَخْرَجه، وكتَمه عنه وكتَمه إياه؛ أَنشد ثعلب:

مُرَّةٌ، كالذُّعافِ، أَكْتُمها النَّا

سَ على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ

ورجل كاتِمٌ للسر وكَتُومٌ. وسِرٌّ كاتمٌ أَي مَكْتُومٌ؛ عن كراع.

ومُكَتَّمٌ، بالتشديد: بُولِغ في كِتْمانه. واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ :

سأَله كَتْمَه. وناقة كَتُوم ومِكتامٌ: لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح

ولا يُعلَم بحملها، كتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً؛ قال الشاعر في وصف فحل:

فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ،

إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ

ابن الأَعرابي: الكَتِيمُ الجَمل الذي لا يَرغو. والكَتِيمُ: القَوْسُ

التي لا تَنشَقُّ. وسحاب مَكْتُومٌ

(* قوله «وسحاب مكتوم» كذا في الــأصل

وقد استدركها شارح القاموس على المجد، والذي في الصحاح والأساس: مكتتم): لا

رَعْد فيه. والكَتُوم أَيضاً: الناقة التي لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها،

والجمع كُتُمٌ؛ قال الأَعشى:

كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ،

وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ

وقال آخر:

كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ

وقال الطِّرِمّاح:

قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ

عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ

(* قوله «عبر أسفار» هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع

هنا في الــأصل وهو تصحيف).

وناقة كَتُوم: لا تَرْغُو إذا رُكِبت. والكَتُومُ والكاتِمُ من

القِسِيَِّ: التي لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ، وربما جاءت في الشعر كاتمةً، وقيل:

هي التي لا شَق فيها، وقيل: هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها، وقيل: هي

التي لا صدع فيها كانت من نَبْع أو غيره؛ وقال أَوس بن حجر:

كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها،

ولا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا

قوله طِلاعُ الكَفِّ أي مِلْءٌ الكف، قال: ومثله قول الحسن أَحَبُّ

إليَّ من طِلاع الأرض ذهباً. وفي الحديث: أَنه كان اسم قَوْسِ سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، الكَتُومَ؛ سميت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمي

عنها، وقد كتَمت كُتوماً. أَبو عمرو: كتَمَت المَزادةُ تَكْتُم كُتوماً

إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب، وهي

مَزادة كَتُوم. وسِقاءٌ كَتِيم، وكتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْماناً

وكُتوماً: أَمسك ما فيه من اللبن والشراب، وذلك حين تذهب عيِنته ثم يدهن

السقاءُ بعد ذلك، فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرَّبوه، والتسريب: أن يصُبُّوا

فيه الماءَ بعد الدهن حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسكن الماء ثم يستقى فيه.

وخَرْز كَتِيم: لا يَنْضَح الماء ولا يخرج ما فيه. والكاتِم: الخارِز، من

الجامع لابن القَزاز، وأَنشد فيه:

وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثم تَحَدَّرَتْ،

وللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ

فما شَبَّهَتْ إلاَّ مَزادة كاتِمٍ

وَهَتْ، أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ

وهو كله من الكَتم لأن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها، وحكى

كراع: لا تسأَلوني عن كَتْمةٍ، بسكون التاء، أي كلمة. ورجل أَكْتمُ: عظيم

البطن، وقيل: شعبان.

والكَتَمُ، بالتحريك: نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود. الأَزهري:

الكَتَم نبت فيه حُمرة. وروي عن أَبي بكر، رضي الله عنه، أَنه كان

يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم، وفي رواية: يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم؛ قال أُمية

بن أَبي الصلت:

وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ

بالجِلْب هِفّاً كأَنه كَتَمُ

قال ابن الأَ ثير في تفسير الحديث: يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم

مفرداً عن الحناء، فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح

النهي عن السواد، قال: ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير، ولكن

الروايات على اختلافها بالحناء والكتم. وقال أَبو عبيد: الكَتَّم، مشدد

التاء، والمشهور التخفيف. وقال أبَو حنيفة: يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ

لونه، قال: ولا ينبت الكتم إلاَّ في الشواهق ولذلك يَقِلُّ. وقال مرة:

الكتم نبات لا يَسْمُو صُعُداً وينبت في أَصعب الصخر فيَتَدلَّى تَدَلِّياً

خِيطاناً لِطافاً، وهو أَخضر وورقه كورق الآس أَو أصغر؛ قال الهذلي ووصف

وعلاً:

ثم يَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له،

بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ

وفي حديث فاطمة بنت المنذر: كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإحرام

ونَدَّهِنُ بالمَكْتومة؛ قال ابن الأَثير: هي دُهن من أَدْهان العرب أَحمر يجعل

فيه الزعفران، وقيل: يجعل فيه الكَتَم، وهو نبت يخلط مع الوسْمة ويصبغ به

الشعر أَسود، وقيل: هو الوَسْمة.

والأَكْثَم: العظيم البطن. والأَكثم: الشبعان، بالثاء المثلثة، ويقال

ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره.

ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة: أَسماء؛ قال:

وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ

كُتَيْمَ بَنِيك، وكنتَ الحليلا

(* قوله «وأيمت» هذا ما في الــأصل، ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا:

وأَيتمت، من اليتم).

أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً. وابنُ أُم مَكْتُوم: مؤذن

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يؤذن بعد بلال لأنه كان أَعمى

فكان يقتدي ببلال. وفي حديث زمزم: أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل:

احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم؛ تُكْتَمُ: اسم بئر زمزم، سميت بذلك لأنها

كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب. وبنو

كُتامة: حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك، وقيل:

كُتام قبيلة من البربر. وكُتمان، بالضم: موضع، وقيل: اسم جبل؛ قال ابن

مقبل:قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ، وابتُذِلَت

وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ

وكُتُمانُ: اسم ناقة.

كتم

(كَتَمَهُ) يَكْتُمُه (كَتْمًا وكِتْمَانًا) ، بالكَسْر (وكَتَّمَهُ) بالتَّشْدِيدِ: بَالَغَ فِي كَتْمِه، (واكتَتَمَهُ) أَيْضا (وكَتَمَهُ إيَّاهُ) قَالَ النَّابِغَةُ:
(كَتمتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْن سِاهِرًا ... وهَمَّيْنِ: هَمًّا مُسْتَكِنًّا وظَاهِرَا)

(أحَادِيثَ نَفْسٍ تَشْتَكِي مَا يَرِيبُها ... ووِرْدَ هُمُومٍ لَا يَجِدْنَ مَصَادِرَا)

قَالَ شَيْخُنا: تَعدِية كَتَمَ بِنَفْسِهِ إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وتَعْدِيَتُه بمِن إِلَى الثَّانِي ذَكَرَهُ فِي المِصْباح، وَإِلَى المَفْعُولَيْن حَكَاه بَعْضُهم، وأنشَد عَلَيْهِ البَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ فِي تُحْفَةِ الغَرِيبِ قَولَ زُهَيْرٍ: (فَلَا تَكْتُمُنَّ الله مَا فِي صُدُورِكُمْ ...لِيَخْفَى ومَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ)

واسْتَبْعَدَه أقوامٌ، ولَيْسَ بِبَعِيدٍ بَلْ هُوَ وَارِدٌ. (وكاتَمَهُ) إيَّاه: كَتَمَه عَنهُ قَالَ:
(تَعَلَّمْ ولَوْ كَاتَمْتُهُ النَّاسَ أَنَّنِي ... عَلَيْكَ ولَمْ أَظْلِمْ بِذَلِكَ عَاتِبُ)

(والاسْمُ الكِتْمَةُ، بِالكَسْرِ) ، وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إنَّه لَحَسَنُ الكِتْمَةِ.
(و) رجل كَتُومٌ، (كَصَبُورٍ، وهُمَزَةٍ: كاتِمُ السِّرِّ) .
(وسِرٌّ كَاتِمٌ) ، أَيْ: (مَكْتُومٌ) ، عَن كُرَاعٍ.
(ونَاقَةٌ كَتُومٌ، ومِكْتَامٌ، بِالكَسْرِ: لَا تَشُولُ بِذَنَبِهَا عِنْدَ اللِّقَاحِ وَلَا يُعْلَمُ بِحَمْلِهَا، وَقد كَتَمَتْ) تَكْتُم (كُتُومًا) وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ فَحْلٍ:
(فَهْوَ لجَوْلاَنِ القِلاَصِ شَمَّامْ ... إِذا سَمَا فَوْق جَمُوحٍ مِكْتَامْ)

(ج: كُتُمٌ، ككُتُبٍ) قَالَ الأعشَى:
(وكانَتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ ... )
(و) من المَجازِ: (قَوْسٌ كَتِيمٌ، وكَتُومٌ، وكَاتِمٌ) : لَا تُرِنُّ إذَا أَنْضَبَتْ. (و) رُبَّما جَاءَتْ فِي الشِّعْرِ (كاتِمَة) ، وقِيل: هِيَ الَّتِي لَا شَقَّ فِيهَا، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وقيلَ: هِيَ الّتِي (لَا صَدْعَ فِي نَبْعِهَا) ، وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا صَدْعَ فِيهَا كانَتْ من نَبْعٍ أَو غَيْرِه، وأنشَدَ الجَوْهِريُّ لأَوْسِ [ابنِ حَجَر] :
(كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لَا دُونَ مِلْئِها ... وَلَا عَجْسُها عَن مَوْضِع الكَفِّ أفْضَلاَ)

(وَقد كَتَمَتْ) تَكْتُم (كُتُومًا، و) كَتَم (السِّقاءُ كِتَامًا) ، بالكَسْر، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ كِتْمانًا، والأُولَى الصَّوابُ، (وكُتُومًا) بِالضَّمِّ: (أَمْسَكَ) مَا فِيهِ من (اللَّبَن والشَّراب) وذَلِكَ حِينَ تَذْهبُ عِينَتُه ثُمَّ يُدْهَنُ السِّقَاءُ بعد ذَلِكَ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَسْتَقُوا فِيهِ سَرَّبُوهُ. والتَّسْرِيبُ: أَن يَصُبُّوا فِيهِ المَاءَ بَعْدَ الدُّهْنِ حَتَّى يَكْتُمَ خَرْزُه، ويَسْكُنَ الماءُ، ثُمَّ يُسْتَقَى فِيهِ، وَهُوَ مَجَاز.
(والكاتِمُ الخارزُ) ، نَقَلَه القَزَّازُ فِي الجَامِع، وأنْشَدَ:
(وسَالَتْ دُمُوعُ العَيْن ثمَّ تَحَدَّرَت ... وَللَّه دَمْعٌ سَاكِبٌ ونَمُومُ)

(فَمَا شَبَّهَتْ إلاَّ مَزادَةَ كاتِمٍ ... وهَتْ أَوْ وَهَى من بَيْنِهِنَّ كَتُومُ)

(وخَرْزٌ كَتِيمٌ: لَا يَنْضَحُ) ، وَفِي الصِّحاحِ: لَا يَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ.
(ورجُلٌ أَكْتَمُ: عَظِيمُ البَطْنِ أَوْ شَبْعَانُ) ، ويُقالُ فِيهِما بالمثَلَّثَةِ أَيْضا.
(والكَتَمُ، مُحَرَّكَةً، والكُتْمانُ، بالضَّمِّ: نَبْتٌ يُخْلَطُ بِالحِنَّاءِ ويُخْضَبُ بِهِ الشَّعْرُ فَيَبْقَى لَونُه) . قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أبِي الصَّلْتِ:
(وسَوَّدَتْ شَمْسُهم إِذَا طَلَعَتْ ... بِالجُلْبِ هِفًّا كأَنَّه كَتَمُ)

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُشَبُّ الحِنَّاءُ بِالكَتَمِ ليَشْتَدَّ لَونُه، وَلَا يَنْبُتُ الكَتَمُ إِلَّا فِي الشَّوَاهِقِ، ولِذَلِكَ يَقِلُّ. وَقَالَ مَرَّةً: الكَتَمُ: نَباتٌ لَا يَسْمُو صُعُدًا، ويَنْبُت فِي أصْعَبِ الصَّخْرِ فَيَتَدّلَّى تَدَلِّيًا خِيطَانًا لِطَافًا، وَهُوَ أخْضَرُ، وَوَرقُه كَوَرَقِ الآسِ أَو أَصْغَرُ. قَالَ الهُذَلِيُّ يَصِفُ وَعْلاً:
(ثُمَّ يَنُوشُ إِذَا آدَ النَّهارُ لَهُ ... بَعْدَ التَّرَقُّب مِنْ نِيمٍ ومِنْ كَتَمِ)

أَصلُــه إِذَا طُبِخَ بِالماءِ كَانَ مِنْه مِدادٌ لِلكَتَابَةِ) .
(ومَكْتُومٌ، وكَأَمِيرٍ، وجُهَيْنَةَ: أسْمَاءٌ) .
(و) كُتْمَانُ، (كَعُثْمَانَ ع) وقِيل: جَبَلٌ، قَالَ ابنُ مُقْبَلٍ:
(قَدْ صَرَّحَ السَّيرُ عَن كُتْمَانَ وابْتُذِلَتْ ... وَقَعُ المَحَاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُن)

(و) فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بنتِ المنْذِر: " كُنَّا نَمْتَشِطُ مَعَ أَسْماءَ قَبْلَ الإحْرَامِ ونَدَّهِنُ بِالمَكْتُومَةِ ". قَالَ ابنُ الأثِيرِ: (المكْتُومَةُ: دُهْنٌ) من أدْهَانِ العَرَبِ أَحْمَرُ، (يُجْعَلُ فِيه الزَّعْفَرَانُ، أَوْ الكَتَمُ) وَهُوَ نَبْتٌ يُخْلَطُ مَعَ الوَسْمَةِ، أَو هُوَ الوَسْمَةُ.
(و) كُتْمَى، (كَحُبْلَى: جَبَلٌ) .
(وكُتْمَةُ: بِالضَّمِّ: ع) .
(وتُكْتَمُ، على مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُه) : اسمُ (امرأَة) .
(و) أَيْضا: (اسمُ بِئْرِ زَمْزَمَ، كَمَكْتُومَةَ) ، وجَاءَ فِي حَدِيثِه أَنَّ عَبْدَ المطَّلب رأَى فِي المنَامِ قِيل: احفِرْ تُكْتَمَ بَيْنَ الفَرْثِ والدَّمِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لأنّها كانَت [قد] انْدَفَنَتْ بَعْدَ جُرْهُمٍ فَصَارَتْ مَكْتُومَةً حَتَّى أَظْهَرَها عبدُ المطَّلِبِ.
(ومَكْتُومٌ: فَرَسٌ لِغَنِيِّ بنِ أَعْصُرَ) بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ، وَهُوَ أَحَدُ المُنْجَباتِ الخَمْسِ، وأنشَدَ ابنُ الكَلْبِيّ لِطُفَيْلٍ [الغَنَوِيّ] :
(دِقَاقٌ كَأَمْثَالِ الشَّواجِنِ ضُمَّرٌ ... ذَخَائِرُ مَا أَبْقَى الغُرابُ ومُذْهَبُ)

(أبُو هُنَّ مَكْتُومٌ وأَعْوَجُ أَنَجَبا ... وِرَادًا وُحُوًّا لَيْسَ فِيهِنَّ مُغْرَبُ)

(وعَبدُ الله أَو عَمْرُو بنُ قَيْسِ) بنِ زَائدةَ العَامِرِيُّ هُوَ (ابْن اُمِّ مَكْتُومٍ المؤَذِّنُ الأعْمَى صَحَابِيٌّ) رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ، شَهِدَ القَادِسِيَّةَ وَمَعَهُ اللِّوَاءُ فَقُتِلَ، هاجَرَ إِلَى المدِينَةِ، واستَخْلَفَه النَّبِي صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وَسلم غَيرَ مَرَّةٍ على المدِينَةِ؟
(والاكْتِتامُ: الاصْفِرَارُ) .
(و) يُقالُ: (مَا راجَعْتُه كَتَمَةً) ، بِفَتْحٍ فَسُكُون أَي: (كَلِمَةً) ، وحَكَى كُراعٌ: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ كَتْمَةٍ أَيْ: كَلِمَةٍ.
(وجَمَلٌ كَتِيمٌ: لَا يَرْغُو) عَن ابنِ الأَعْرابِيّ.
(وكُتْمُ، بالضَّمِّ: د) . [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يُقَال للفَرَسِ إذَا ضَاقَ مَنْخِرُه عَن نَفَسِه: قد كَتَم الرَّبْوَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وأنشَدَ لِبشْرٍ:
(كَأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرُه إِذَا مَا ... كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعَارُ)

يَقُول: مَنْخِرُهُ وَاسِعٌ لَا يكْتُمُ الرَّبْوَ إذَا كَتَم غَيرُه من الدَّوَابِّ نَفَسَه من ضِيقِ مَخْرَجِه.
وسِرٌّ مُكْتَّمٌ، كَمُعْظَّمٍ: بولِغَ فِي كِتْمَانِه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
واسْتَكْتَمَه الخَبَرَ والسِّرَّ: سَأَلَه كَتْمَه.
وَهُوَ كَتَّامٌ، وَهِي كَتَّامَةٌ للأسْرارِ.
وسَحابٌ كَتُومٌ، ومُكَتَّمٌ: لَا رَعْدَ فِيه، وَهُوَ مَجازٌ.
والكَتُومُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا تَرْغُو إِذا رَكِبَها صَاحِبُها، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
(قد تَجَاوَزْتُ بِهَلْوَاعَةٍ ... عُبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغَامِ)

والكَتُومُ: اسمُ قَوْسٍ لِلنَّبِيّ صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم جَاءَ ذِكْرُها فِي الحَدِيثِ، سُمِّيَت بِهِ لانْخِفاض صَوْتِها إِذا رُمِيَ عَنْها.
ومَزادةٌ كَتُومٌ: ذَهَب سَيَلانُ الماءِ من مَخَارِزِها، عَن أبي عَمْرو.
وسِقاءٌ كَتِيمٌ مِثلُ ذَلِك. والكَتَّمُ، كَشَمَّرّ لُغَةٌ فِي الكَتَمِ، بِالتَّحْرِيك، عَن أبي عُبَيْدٍ:
وكُتْمانُ، بِالضَّمِّ: اسْمُ نَاقَة، وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ ابْن مُقبِلٍ السَّابقَ.
وكُتامَةُ، بِالضَّمِّ: قَبِيلَةٌ من البَرْبَرِ كَمَا فِي الصّحاحِ. وقِيلَ: حَيٌّ من حِمْيَر صَارُوا إِلَى بَرْبَرَ حِين افْتَتَحَها إفْرِيقِش المَلِك، وَقد نُسِبَ إِلَيْهِم خَلْقٌ كَثِيرٌ.
وأَمَّا يَحْيى بنُ مُخْتارِ بنِ عبدِ الله أَبُو زَكَرِيّا الشِّيرَازِيُّ الكُتَامِيُّ فَإلَى أُمِّه كُتَامَةَ العَالِمَةِ: من شُيُوخِ ابنِ عَسَاكِر، مَاتَ سنة سَبعٍ وخَمْسِين وخَمْسِمِائة.
وَذكر ابنُ الكَلْبِيِّ أَنَّ جَميعَ قَبائِل البَرَابِرَةِ عَمَالِقَةٌ، إلاَّ صِنْهَاجَةَ وكُتَامَةَ، فإِنَّهم من إفْرِيقِشَ بنِ قَيْسِ بنِ صَفِيِّ بنِ سَبَاِ الأصْغَر، كَانُوا مَعَه لَمَّا قَدِمَ المغْرِبَ وفَتَحَ إفْرِيقِيَّة، فلمَّا رَجَعَ إِلَى بِلادِه تَخَلَّفُوا عَنهُ عُمَّالاً لَهُ على تِلك البِلادِ فَتَنَاسَلُوا. قُلتُ: وإليهم نُسِبَتْ حَارةُ كُتامةَ بِمَصْر، أنزلَهم بِها جَوْهَرٌ العُبَيْدِيُّ، وإليها نُسِبَ مُحمدُ بنُ أبِي بَكرٍ الكُتَامِيُّ نَقِيبُ الحُكْم عِنْد البَدْرِ العَيْنِيِّ، تُوفِّي سنة اثْنَتَيْن وأربَعِين وثَمَانِمائة.
والكُتامية، ومنية كُتَامَة: قَرْيَتَانِ بِمصْر. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

كتم

1 كَتَمَ , aor. ـُ , inf. n. كَتْمٌ [and كِتْمَانٌ], doubly trans., He concealed, or suppressed, a secret. (Mgh.) b2: كَتَمَ الرَّبْوَ: see a verse cited in the last paragraph of art. عور.5 تَكَتَّمَ (K, art. دلس) He (a man) concealed, or hid, himself. (T, K, same art.) 6 تَكَاتَمُوا They practised concealment, one with another: see تَدَافَنُوا.

كَتُومٌ A strict concealer of secrets.

كَاتِمٌ meaning مَكْتُومٌ: see دَافِقٌ, in two places. b2: فِى كَاتِمِ السِّرِّ: see a verse cited in conj. 3 of art. عرض.
كتم
الكَتَمُ: نَباتٌ يُخْلَطُ مَعَ الوَسْمَةِ للخِضَاب.
والاكْتِتَامُ: الصُّفْرَةُ.
والكُتْمَانُ: الكَتَمُ.
والكِتْمَانُ: نَقِيْضُ الإعلانِ.
وناقَةٌ كَتُوْمٌ: وهي التي لا تَرْغُو إِذا رَكِبَها صاحِبُها.
والكاتِمُ من القِسِيِّ: التي لا ترِنُّ إِذا أُنْبِضَتْ، وربَّما قيل: كاتِمَةٌ.
وما راجَعْتُه كَتْمَةً: أي كَلِمَةً.
ومَكْتُوْمَةُ: اسْمُ زَمْزَمَ.
وكُتَامَةُ: جَبَل بالمَغْرِب.
كتم
الْكِتْمَانُ: ستر الحديث، يقال: كَتَمْتُهُ كَتْماً وكِتْمَاناً. قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ
[البقرة/ 140] ، وقال:
وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
[البقرة/ 146] ، وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ
[البقرة/ 283] ، وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [آل عمران/ 71] ، وقوله: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النساء/ 37] فَكِتْمَانُ الفضل: هو كفران النّعمة، ولذلك قال بعده:
وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً [النساء/ 37] ، وقوله: وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً [النساء/ 42] قال ابن عباس: إنّ المشركين إذا رأوا أهل القيامة لا يدخل الجنّة إلّا من لم يكن مشركا قالوا: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام/ 23] فتشهد عليهم جوارحهم، فحينئذ يودّون أن لم يكتموا الله حديثا . وقال الحسن: في الآخرة مواقف في بعضها يكتمون، وفي بعضها لا يكتمون، وعن بعضهم: لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً [النساء/ 42] هو أن تنطق جوارحهم.

هدل

(هـ د ل) : (رَجُلٌ أَهْدَلُ) مُسْتَرْخِي الشَّفَةِ السُّفْلَى.
هدل:
هَدِل: مائل قليلاً إلى أسفل، متهدل (بقطر) هداول: (؟) تكررت مرتين عند (باين سميث 1365 - 5): اسم لآلة قاطعة.
هـ د ل

هدل الحمام هديلاً. وتهدّلت الثمرة. وتهدّل الثوب: استرسل؛ وهدّلته هدلاً. ومشفر أهدل ومشافر هدلٌ. وشفة هدلاء، وبها هدلٌ.

هدل

1 هَدَلَ He uttered a cry: see هَدَرَ, in two places.5 تَهَدَّلَ It hung down; [it dangled;] said of a branch of a tree, (S, TA,) and of fruit; it hung loosely; said of the former. (TA.) مِشْفَرٌ أَهْدَلُ [A camel's lip] flaccid, or pendulous. (K, TA.)
[هدل] نه: فيه: أعطهم صدقتك وإن أتاك "أهدل" الشفتين، هو المسترخي الشفة السفلى الغليظها، أي وإن كان الأخذ أسود حبشيًا أو زنجيًا، وضمير أعطهم للولاة وأولي الأمر. ومنه ح: أهدب "أهدل". وفي ح قس: وروضة قد "تهدل" أغصانها، أي تدلت واسترخت لثقلها بالثمرة. وح: من ثمار "متهدلة".
(هدل)
الْحمام أَو الْغُلَام هديلا صَوت وَالشَّيْء هدلا أرْسلهُ إِلَى أَسْفَل وأرخاه

(هدل) الْبَعِير هدلا استرخى مشفره وَيُقَال هدل مشفر الْبَعِير وَالرجل استرخت شفته السُّفْلى والسحاب تدلى هيدبه فَهُوَ هادل وهدل وَهُوَ أهدل وَهِي هدلاء (ج) هدل

هدل


هَدَلَ(n. ac. هَدِيْل)
a. Cooed.
b.(n. ac. هَدْل), Let hang down.
هَدِلَ(n. ac. هَدَل)
a. Hung down, dangled.
b. Had an ulcerated & hanging lip ( camel).
تَهَدَّلَa. see (هَدِلَ) (a).
هِدْلa. Thick milk.

هَدِلa. Having a hanging lip.

أَهْدَلُ
(pl.
هُدْل)
a. Hanging (lip).
b. see 5
هَاْدِل
(pl.
هَوَاْدِلُ)
a. Cooing.
b. see 5 & 14
(a).
هَدَاْلa. Hanging branches.

هَدَاْلَةa. Crowd, throng.
b. (pl.
هِدَاْل), A certain tree.
هَدِيْلa. Cooing.
b. Young pigeon.

هِدْلِق
a. Sieve.
b. Lax, flabby.
هدل
هَدَلَتِ الحَمامَةُ تَهْدِلُ هَدِيلاً، والغُلامُ: صَوَّتَ. وهَدِيْلُها: فَرْخها. وهو الذَّكَرُ من الحَمَام أيضاً. والهَدَلُ: اسْتِرْخاءُ المِشْفَر، مِشْفَرٌ هادِلٌ وأهْدَلٌ. وشَفَةٌ هَدْلاء. والتَّهَدُّلُ: اسْتْرِخَاءُ جِلْدَةِ الخُصْيَةِ. وهَدَلْتُ الشَّيْءَ أَهْدِلُه: أرْسَلْتَه إلى أسْفَلَ. والهَدَالُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ. وكُلُّ غُصْنٍ يَنْبُتُ مُسْتَقيماً في أرَاكةٍ أو طَلْحَةٍ فهي: هَدَالةٌ. ورأيتُ هَدَالةً من الناس: أي جَمَاعَةً. ويقال للعَنْزِ إذا دُعِيَتْ للحَلَب: أهْدِ هَدَالَةَ أسِي سَيَالَة.
هـ د ل: (الْهَدِيلُ) الذَّكَرُ مِنَ الْحَمَامِ. وَهُوَ أَيْضًا صَوْتُ الْحَمَامِ، يُقَالُ: (هَدَلَ) الْقُمْرِيُّ يَهْدِلُ بِالْكَسْرِ (هَدِيلًا) . وَ (الْهَدِيلُ) أَيْضًا فَرْخٌ كَانَ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَصَادَهُ جَارِحٌ مِنْ جَوَارِحِ الطَّيْرِ، قَالُوا: فَلَيْسَ مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ. وَ (هَدَلَ) الشَّيْءَ أَرْخَاهُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى أَسْفَلَ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (تَهَدَّلَتْ) أَغْصَانُ الشَّجَرِ أَيْ تَدَلَّتْ. 
(هدل) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إن أتاكَ أهْدَلُ الشَّفَتَيْن، منفَّشُ المَنْخَرين فأعْطِه الصَّدَقة"
الأَهدَلُ: المُسْتَرْخِى الشَّفَة السُّفْلَى الغَليظُها، وشفَة هَدْلَاء، وجمعُهُ هُدْلٌ، ومِشْفَرٌ هَدِلٌ: إذا كان طَوِيلاً؛ وتهَدَّلَ الغُصْنُ؛ إذا أثقلَه الثَّمرُ فاسْتَرخَى، وسَقطَ بَعْضُه على بَعضٍ، وقد هَدِلَ وهدَلْتُه أنَا؛ أي لَوْ كان الطالِبُ أسْوَدَ حَبَشِيًّا أو زِنْجِيًّا. كما في الحدِيث الآخَرِ: "ولَوْ سُلِّطَ عليكم غُلَامٌ مُجَدَّعٌ"
: أرادَ الطَاعَة لِلوُلاةِ.
- ومنه في حديث زياد: "طَوِيل العُنُق أهْدَبُ أهْدَل"
- وفي حديث الأحنف: "مِن ثِمارٍ مُتَهَدِّلَةٍ"
: أي مُتَدَلِّيةٍ.
[هدل] الهَديلُ: الذكرُ من الحمام. قال جِرانُ العَوْدِ: كأنَّ الهَديلَ الظالعَ الرِجلِ وَسْطها من البَغْي شِرِّيبٌ يُغَرِّدُ مُنْزَفُ والهَديلُ: صوت الحمام. يقال: هَدَلَ القُمْرِيُّ يَهْدِلُ هَديلاً، مثل يَهْدِرُ. قال ذو الرمّة: أرى ناقَتي عندَ المُحَصَّبِ شاقَها رَواحُ اليماني والهَديلُ المُرَجَّعُ والهديل: فرخ كان على عهد نوح عليه السلام فصاده جارح من جوارح الطير. قالوا: فليس من حمامة إلا وتبكى عليه. قال الشاعر : وما من تهتفين به لنصر بأسرع جابة لك من هديل وهدلت الشئ أهدله هدلا، إذا أرخيته وأرسلته إلى أسفل. ويقال: هَدَلَ البعيرُ هَدْلاً، وهو أن تأخذه القَرحةُ فيَهْدِلُ مِشْفَرُهُ، فهو فَصيلٌ هادِلٌ. وبعيرٌ هَدِلٌ، إذا كان طويل المِشفر، وذلك ممَّا يُمْدَحُ به. وقد هَدِلَ بالكسر يهدل هدلا. قال الراجز:

بكل شعشاع صهابى هدل * وبعير أهدل أيضا. وقد تَهَدَّلَتْ شفتُهُ، أي استرختْ. وتَهَدَّلَتْ أغصانُ الشجرة، أي تدلَّتْ. والهَدالُ بالفتح: ما تدلَّى من الغُصن. وقال: يدعو الهَديلُ وساقُ حر فوقه أصلــا بأودية ذوات هدال
باب الهاء والدال واللام معهما هـ د ل، د هـ ل، ل هـ د، د ل هـ مستعملات هـ ل د، ل د هـ مهملان

هدل: هَدَلَتِ الحَمامةُ تَهْدِلُ هديلاً. [ويقالُ] : هديلُها فرخُها. والهَدَل : استرخاءٌ في المِشْفَر الأسفل. مِشْفَرٌ هادلٌ، وأَهْدَلُ، وشَفةٌ هَدْلاء: مُنقلبةٌ على الذَّقَنِ. والتَهَدُّل: استرخاءُ جِلْدةِ الخصية ونحوها. قال  كأنّ خُصْيَيْهِ من التّهدُّلِ ... ظرف عجوز فيه ثنتا حَنْظلِ

والهَدَالُ: ضربُ من الشّجر، ويُقال: كلُّ غُصْنٍ ينبت في أراكة أو طلحةٍ مستقيماً فهو هَدالة. كأنّه مُخالفٌ لغيره من الأغصان، وربما يُداوَى به من السِّحْر والجنون.

دهل: لا دَهْلَ بالنَّبطَية: لا تَخَفْ، قال بشّار يَهْجو الطرماح :

فقلت له: لا دهل ما لكمل بعد ما ... مَلاَ نَيْفَقَ التُّبّانِ منه بعاذِرِ

لهد: اللَّهْدُ: الصّدْمُ الشَّديدُ في الصَّدْر. والبَعيرُ اللَّهيدُ: الذي أصاب جنَبْهَ ُضَغْطَةٌ من حِمْلٍ ثَقيلٍ، فأَورثه داءً أفسد عليه رِئَتَهُ، فهو مَلْهودٌ. قال الكميت :

نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكوم ... ولم نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورا

ورجلٌ مُلَهَّدٌ، أي: مُدَفَّعٌ من الذُّلِّ. ولَهَدْتُ الرَّجلَ أَلْهَدُهُ لَهْداً، إذا دفعتُه فهو مَلْهُوٌد.

دله: الدَّلَهُ: ذَهابُ الفُؤاد من هَمٍّ، كما تُدَلَّهُ المرأةُ على وَلَدها إذا فَقَدَتْهُ، وكما يُدَلَّهُ العَقْلُ من عِشقٍ أو غيره، يُقال: دُلِّهَ الرجل تدليها. 
الْهَاء وَالدَّال وَاللَّام

الهَدِيلُ: صَوت الْحمام، وَخص بَعضهم بِهِ وحشيها كالدباسي والقماري وَنَحْوهَا، هَدَل يَهْدِل هَدِيلا. وَقيل: الهَديلُ: ذكر الْحمام، وَقيل: هُوَ فرخها، وَقَالَ بَعضهم: تزْعم الْأَعْرَاب فِي الهَديلِ أَنه فرخ كَانَ على عهد نوح فَمَاتَ ضَيْعَة وعطشا، فَيَقُولُونَ: إِنَّه لَيْسَ من حمامة إِلَّا وَهِي تبْكي عَلَيْهِ، قَالَ نصيب:

فَقُلتُ أتَبكي ذاتُ طَوْقٍ تذَكَّرَتْ ... هَدِيلاً وقدْ أودَى وَمَا كانَ تُبَّعُ

يَقُول: وَلم يخلق تبع بعد.

وهَدَلَ الشَّيْء يَهدِلُه هَدْلا: أرْسلهُ إِلَى أَسْفَل.

والهَدَلُ: استرخاء المشفر الْأَسْفَل، هَدِلَ يَهَدُل هَدَلا، وَهُوَ هادِلٌ وأهْدَلُ، وشفة هَدْلاءُ: منقلبة عَن الذقن.

وهَدِلَ الْبَعِير هَدَلا: أَخَذته القرحة فَهدِلَ مشفره.

وهَدِلَ فَهُوَ هَدِلٌ: طَال مشفره، وَذَلِكَ مِمَّا يمدح بِهِ قَالَ الشَّاعِر:

بكُلِّ شَعْشاعٍ صُهابِيٍّ هَدِلْ

وَقيل: الهَدَلُ فِي الشّفة: عظمها واسترخاؤها، وَذَلِكَ للبعير، وَإِنَّمَا يُقَال: رجل أهدَلُ، وَامْرَأَة هَدلاءُ مستعارا من الْبَعِير.

والتَّهَدُّلُ: استرخاء جلدَة الخصية وَنَحْو ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:

كأنَّ خُصْيَيْهِ منَ التَّهَدُّلِ

ويروى: من التَّدَلْدُلِ.

والهَدالُ: مَا تهدَّلَ من الأغصان، قَالَ الْأَعْشَى:

ظَبيَةٌ مِنْ ظِباءِ وَجْرَةَ أدْما ... ءُ تَسُفُّ الكَباثَ تَحتَ الهَدالِ والهَدَالَةُ: شَجَرَة تنْبت فِي السمر لَيست مِنْهُ، وتنبت فِي اللوز وَالرُّمَّان، وَفِي كل شَجَرَة، وثمرتها بَيْضَاء، وَقيل: الهدالة: كل غُصْن نبت مُسْتَقِيمًا فِي طَلْحَة أَو أراكة، وَهُوَ مِمَّا يشفى بِهِ المطبوب، وَالْجمع هَدالٌ.

والهَدالُ: شجر بالحجاز لَهُ ورق عراض أَمْثَال الدَّرَاهِم الضخام، لَا ينْبت إِلَّا مَعَ شجر السّلع والسمر، يسحقه أهل الْيمن ويطبخونه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: لبن هِدْلٌ، لُغَة فِي إدل: لَا يُطَاق حمضا، وَأرَاهُ على الْبَدَل.
هـدل
هدَلَ1 يهدِل، هَدْلاً، فهو هادل، والمفعول مَهْدول
• هدَل السِّتارَ ونحوَه: أرسله إلى أسفل وأرخاه "هَدَل الشَّعْرَ". 

هدَلَ2 يَهدِل، هَديلاً، فهو هادل
• هدَل الحَمامُ: صوَّت "هدَل الغلامُ- وكأنَّ تسبيحًا هديلُ حمامةٍ ... في مجد ربِّك أُلِّفَتْ سجعاتُها". 

هَدِلَ يَهدَل، هَدَلاً، فهو هادل وأهْدَلُ وهَدِل
• هَدِلَ الشخصُ: استرخت شفتُه السُّفلى "هدِلَ البعيرُ: أخذته القرحة فاسترخى مِشْفرُه".
• هدِل السَّحابُ: تدلَّى، دنا من الأرض. 

تهدَّلَ يتهدَّل، تََهدُّلاً، فهو مُتهدِّل
• تهدَّلَ شعرُ الفتاة: هدِلَ؛ استرخى، استرسل "تهدَّلت شفتُه/ أغصانُ الشَّجرة- تَهدّلت الثَّمرةُ: تدَّلت". 

أهدلُ [مفرد]: ج هُدْل، مؤ هَدْلاءُ، ج مؤ هدلاوات وهُدْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هَدِلَ. 

مُتهدِّل [مفرد]: اسم فاعل من تهدَّلَ ° قبَّعة متهدِّلة: قبّعة ناعمة ذات حافة عريضة مرنة.
• الصَّفصاف المتهدِّل: (نت) نوع من النّباتات موجود في الصِّين له أغصان متهدِّلة، وأوراق رفيعة. 

هَدَال [جمع]: مف هدالة:
1 - ما تهدّل من أغصان الشجر.
2 - (نت) نبات طفيليّ من الفصيلة العِنبيَّة يعيش على أغصان بعض الأشجار المثمرة، ويمتصَّ نسغها ويسمَّى الدِّبق، له أوراق دائمة الخضرةَ، وهو على أنواع منها أبيض الثِّمار يظهر في فصل الشِّتاء على اللََّوز والتّفّاح، ومنها أحمر الثِّمار يظهر على أغصان الزَّيتون. 

هدْل [مفرد]: مصدر هدَلَ1. 

هدَل [مفرد]: مصدر هَدِلَ. 

هدِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هَدِلَ. 

هَديل [مفرد]: مصدر هدَلَ2. 

هدل: الأَزهري: هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت؛ قال ذو الرمة:

طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه

عليهنَّ، إِذْ وَلَّى، هَدِيلُ غُلام

أَي غِناءُ غُلام. ابن سيده: الهَدِيل صوتُ الحمام، وخصَّ بعضهم به

وحْشِيَّتها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونحوها، هَدَل القُمْرِيُّ، وفي

المحكم: هَدَل يَهْدِل هَدِيلاً؛ قال ذو الرمة:

إِذا ناقَتي عند المُحَصَّب شاقَها

رَواحُ اليَماني، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ

(* قوله «إذا ناقتي» في الصحاح:ارى ناقتي).

وأَنشد ابن بري:

ما هاجَ شَوْقَك من هَدِيلِ حمامةٍ،

تَدْعُو على فَنَنِ الغُصُون حَماما

قال ابن بري: وقد جاء الهَدِيل في صوت الهُدْهُد؛ قال الراعي:

كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ،

يَدْعُو بِقارِعِه الطريقِ هَدِيلا

قال: وهذا تصغير هُدْهُد أُبْدِلت من يائه أَلف، قال: ومثله دُوابَّةٌ،

حكاهما أَبو عمرو ولم يُعْرَف لهما ثالث. وهَدَلت الحمامة تَهْدِل

هَدِيلاً، وقيل: الهَدِيل ذكَرُ الحمام، وقيل: هو فَرْخها؛ قال جِرانُ

العَوْد:كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها،

من البَغْي، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ

وقال بعضهم: تزعم الأَعراب في الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ غلى عهد نوح،

عليه السلام، فمات ضَيْعةً وعطَشاً فيقولون إِنه ليس من حمامة إِلاَّ وهي

تبكي عليه؛ قال نُصيب

(* قوله «قال نصيب إلخ» في المحكم: قال نصيب، ولم

يذكر خلافاً، وفي التهذيب: قال الاموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي

لنصيب).وقيل هو لأَبي وجزة:

فقلت: أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ

هَدِيلاً، وقد أَوْدى وما كان تُبَّعُ؟

يقول: ولم يخلق تُبَّع بعدُ، قال: ويقال صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ من

جَوارِح الطير؛ وأَنشد الكميت الأَسدي:

وما مَنْ تَهْتِفِينَ به لِنَصْرٍ

بأَسْرَعَ، جابةً لكِ، من هَدِيلِ

فمرّة يجعلونه الطائرَ نفسَه، ومرَّة يجعلونه الصَّوْت. والهَدِيلُ

أَيضاً: الرجل الكثير الشعَر، وقيل: هو الأَشْعَث الذي لا يسرِّح رأْسه ولا

يدهنه؛ أَنشد أَبو زيد:

هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، وصاحِبُ عُلْبة،

هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ

النِّقال: النِّعالُ الخُلْقان. ورجل هَدِيل: ثقيل. وتَهَدَّلتِ

الثِّمارُ وأَغصان الشجرة أَي تدلَّت، فهي مُتَهَدِّلة. وفي حديث قُسّ: وروضةٍ

قد تَهَدَّلت أَغصانها أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بالثمر. وفي حديث

الأَحْنف: من ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ.

وهَدَل الشيءَ يَهْدِله هَدْلاً: أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه. والهَدَل:

استرخاه المِشْفَر الأَسفل، هَدِل هَدَلاً. ومِشْفَر هادِلٌ وأَهْدَل

وشَفة هَدْلاء: مُنْقَلِبة عن الذَّقَن. وهدِل البعير يَهْدَل هَدَلاً فهو

أَهْدَل: أَخذته القرحة فهَدِل مِشْفَره وطال. وهَدِل يَهْدَل هَدلاً فهو

هَدِل: طال مِشْفره، وبعير هَدِل منه. وبعير أَهْدَل، وذلك مما يمدح به؛

قال أَبو محمد الحَذْلَمي:

يُبادِر الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ،

بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ

(* قوله «يبادر الحوض إلخ» هكذا في الــأصل، وانشده للعجاج في شعشع بلفظ:

تبادر الحوض إذا الحوض شغل * بشعشعانيّ صهابيّ

هدل

والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا).

وقد تَهَدَّلتْ شَفَته أَي استرختْ، وقيل: الهَدَل في الشفة عِظَمُها

واسترخاؤها وذلك للبعير، وإِنما يقال رجل أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مستعاراً

من البعير. وفي حديث ابن عباس: أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل

الشفتين؛ الأَهْدَلُ: المسترخي الشفة السفلى الغليظها، أَي وإِن كان الآخذ

أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً، والضمير في أَعْطِهم للوُلاة وأُولي

الأَمْرِ. وفي حديث زياد: أَهْدَبُ أَهْدَلُ: والسحاب إِذا تدلَّى هَيْدَبُه

فهو أَهدَل؛ قال الكميت:

بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ

ويقال: شِدْق أَهدَل؛ قال الراجز:

يُلْقِيه في طُرْقٍ أَتتها من عَلِ

قُذْف لها جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ

(* قوله «يلقيه في طرق إلخ» هكذا في الــأصل مضبوطاً).

والتَّهَدُّل: استرخاء جلدة الخُصْية ونحو ذلك؛ قال:

كأَنَّ خُصْيَيْهِ من التَّهَدُّلِ،

ظَرْفُ عَجُوز فيه ثِنْتا حَنْظَلِ

ويروى: من التَّدَلْدُل.

والهَدال: ما تَهَدَّل من الأَغصان؛ قال الأَعشى:

ظَبْيَةٌ من ظِباء وَجْرَة أَدْما

ءُ، تَسُفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ

الجوهري: والهَدالُ ما تَدَلَّى من الغصن؛ وقال:

يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه،

أُصُلــاً، بأَوديةٍ ذَواتِ هدالِ

وأَنشد ابن بري:

طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ

والهَدالةُ: شجرة تنبت في السَّمُر ليست منه وتنبت في اللَّوْز والرمّان

وفي كل شجرة

(* قوله «وفي كل شجرة» كذا في الــأصل والمحكم، وفي الصاغاني:

وفي كل الشجر). وثمرتها بيضاء، وقيل: الهَدالة كلُّ غصن نبت مستقيماً في

طَلْحة أَو أَراكة، وهو مما يُشْفَى به المَطْبوب، والجمع هَدَالٌ،

ويقال: كل غصن ينبت في أَراكة أَو طَلْحة مستقيمة فهي هَدالةٌ، كأَنها مخالفة

لسائرها من الأَغصان، وربما دَاوَوْا به من السِّحْر والجُنون.

والهَدَال: ضرْب من الشجر. والهَدَال: شجر بالحجاز له ورَق عِراض أَمثال

الدَّراهِم الضِّخام لا ينبت إِلاَّ مع أَشجار السَّلَع والسَّمُر؛ يَسْحَقه

أَهلُ اليمن ويطبُخُونه. وقال أَبو حنيفة لَبَن هِدْلٌ لغة في إِدْلٍ لا

يُطاق حَمَضاً، قال ابن سيده: وأُراه على البدَل.

هـدل
(الهَدِيْلُ) ، كَأَمِيْرٍ: (صَوْتُ الحَمامِ، أَو خَاصٌّ بِوَحْشِيِّها) كالدَّباسِيّ والقَمارِيّ وَنَحْوِها، كَذا فِي المُحْكَم، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(إِذا نَاقَتِي عِنْدَ المُحَصَّبِ شَاقَهَا ... رَواحُ اليَمانِي والهَديْلُ المُرَجَّعُ)
وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي: (مَا هاجَ شَوْقَكَ مِنْ هَدِيْلِ حَمامَةٍ ... تَدْعُو عَلَى فَنَنِ الغُصُونِ حَمامَا)
(هَدَلَ يَهْدِلُ) هَدِيْلًا: إِذا دَعا. (و) قِيْلَ: الهَدِيْلُ: (فَرْخُها) ، الاسْمُ والمَصْدَرُ وَاحِد، وَكَذلِكَ أَهْدَرَ يَهْدِرُ هَدِيْرًا، الاسْمُ والمَصْدَر فِيْهِ وَاحِد ذَكَرَهُ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهَِّ بنِ مُحَمَّد الأَصْبَهانِيّ فِي كِتابِهِ: " غَرائِبُ الحَمام الهديّ "، وَأَنْشَدَ لِلْشَّاعِر:
(أَأَنْ نَادَى هَدِيلاً يَوْمَ بَلْجٍ ... مَعَ التَّشْرافِ مِنْ فَنَنِ الحَمامِ)
وَأَنْشَدَ أَيْضًا:
(وَوَرْقاءَ يَدْعُوهَا الهَدِيْلُ بِسَجْعِهِ ... يُجاوِبُ ذَاكَ السَّجْعَ مِنْها هَدِيْرُها)
(أَو) الهَدِيْلُ: (ذَكَرُها) ، وَأَنْشَدَ الأَصْبهانِيُّ لِجرانِ العَوْدِ النُّمَيْرِيِّ:
(كَأَنَّ الهَدِيْلَ الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها ... مِنَ البَغْيِ شِرِّيبٌ يُغَرِّدُ مُنْزَفُ)
(أَو هُوَ فَرْخٌ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَاتَ عَطَشًا وَضْيَعةً، أَوْ صَادَهُ جَارِحٌ مِنْ) جَوارحِ (الطَّيْرِ فَما مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِي تَبْكِي عَلَيْهِ) ، هكَذا تَزْعُمُ العَرَب، قَالَ نُصَيْبٌ:
(وَيَوْمَ اللِّوَى أَبْكَاكَ نَوْحُ حَمامَةٍ ... هَتُوفِ الضُّحَى بِالنَّوْحِ ظَلَّتْ تَفَجَّعُ)

(فَقُلْتُ أَتَبْكِي ذَاتُ طَوْقٍ تَذَكَّرَتْ ... هَدِيلًا وَقَدْ أَوْدَى وَمَا كَانَ تُبَّعُ)

(وَأَدْري وَلَا أَبْكِي وَتَبْكِي وَمَا دَرَتْ ... بَعَوْلَتِهَا غَيْرُ البُكَى كَيْفَ تَصْنَعُ)

(وَلَمْ تَرَ مَا تَبْكِي وَأَتْرُكُ مَا أَرَى ... وَتَحْفَظُ مَا تَبْكِي لَهُ وَأُضَيِّعُ)
هكَذَا أَنْشَدَهُنَّ الأَصْبَهَانِي، وَقِيْلَ: الأَبْيَاتُ لِأَبِي وَجْزَة. وَقَالَ الكُمَيْت: (وَمَا مَنْ تَهْتِفِيْنَ بِهِ لِنَصْرٍ ... بِأَسْرَع جَابَةً لَكِ مِنْ هَدِيْلِ)
فَمَرَّةً يَجْعَلُوَنَهُ الطَّائِرَ نَفْسهُ، وَمَرَّةً يَجْعَلُونَهُ الصَّوْت. (وَهَدَلَهُ يَهْدِلُهُ هَدْلاً: أَرْسَلَهُ اِلَى أَسْفَلَ وَأَرْخاهُ. وَهَدِلَ المِشْفَرُ، كَفَرِحَ) هَدَلاً: (اسْتَرْخَى، فَهُوَ هَادِلٌ وَأَهْدَلُ) مُسْتَرْخٍ. (و) هَدَلَ (البَعِيْرُ) هَدْلاً: (أَخَذَتْهُ القَرْحَةُ فَاسْتَرْخَى مِشْفَرُهُ) فَهُوَ فَصِيْلٌ هَادِلٌ. وَبَعِيْرٌ هَدِلٌ وَأَهْدَلُ: إِذا كَانَ طَوِيْلَ المِشْفَرِ، وَذلِكَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ، قَالَ ابْنُ شَوال، وَيُقَالُ لِأَبي مُحَمَّد الحَذْلَمِيّ:
(يُبادِرُ الحَوْضَ إِذَا الحَوْضُ شُغِلْ ... )

(بَكُلِّ شَعْشَاعٍ صُهابِيِّ هَدِلْ ... )
(وَشَفَةٌ هَدْلَاءُ: مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الذَّقَنِ) وَقِيْلَ: الهَدَلُ فِي الشَّفَةِ عِظَمُها وَاسْتِرْخاؤُها، وَذلِكَ لِلْبَعِير، وَإِنَّمَا يُقَالُ: رَجُلٌ أَهْدَلُ وَامْرَأَةٌ هَدْلَاءُ مُسْتَعارًا مِنَ البَعِيْرِ. وَفِي حَدْيثِ ابْنِ عَبَّاس: " أَعْطِهِمْ صَدَقَتَكَ وَإِنْ أَتَاكَ أَهْدَلُ الشَّفَتَيْن " أَيْ المُسْتَرْخِي الشّفَة السُّفْلَى الغَلِيْظُها، أَيْ: وَإِنْ كَانَ الآخِذُ حَبَشِيَّا أَوْ زِنْجِيًّا. قُلْتُ: وَبِهِ لُقِّبَ قُطْبُ اليَمَنِ أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ عُمَرَ الأَهْدَل قَدَّس اللَّهُ سِرَّهُ صَاحِبُ المَقامِ العَظِيمِ بِالمُراوَعَة، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ طَيِّبَةٌ كَثَّرَ اللَّهُ مِنْ أَمْثَالِهِمْ، يُقَالُ لَهُمْ المَهَادِلَة، قَدْ ذَكَرْتُهُم فِي مُشَجَّرِي. (والتَّهَدُّلُ: اسْتِرخاءُ جِلْدِ الخُصْيَةِ) ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(كَأَنَّ خُصْيَيْهِ مِنَ التَّهَدُّلِ ... )

(ظَرْفُ عَجُوزٍ فِيْهِ ثِنْتا حَنْظَلِ ... )
وَيُرْوَى: " مِنَ التَّدَلْدُلِ ". (و) الهَدَالُ، (كَسَحابٍ: مَا تَهَدَّلَ مِنَ الأَغْصانِ) ، أَيْ: تَدَلىَّ، وَقَالَ الجَعْدِيُّ:
(يَدْعُو الهَدِيْلُ وَسَاقُ مُرِّ فَوْقَهُ ... أُصُلــاً بِأَوْدِيَةٍ ذَواتِ هَدَالِ)
(و) الهَدَالَةُ، (بِهاءٍ: الجَماعَةُ) يُقَالُ: رَأَيْتُ هَدَالَةً. (و) الهَدَالَةً: (شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي السَّمُرِ) وَفِي اللَّوْزِ والرُّمّانِ وَكُلِّ الشَّجَرِ، (وَلَيْسَتْ مِنْهُ) ، وَثَمَرَتُها بيَضْاء، رَواهُ أَبُو حَنِيْفَةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍ و، (ج: هَدالٌ) ، قَالَ: وَقَالَت الكِلَابِيَّة: الهَدالُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِالحِجَازِ يَلْتَبِسُ بِالشَّجَر، لَهُ وَرَقٌ عِراضٌ أَمْثَالُ الدَّراهِم الضٍّ خام، وَلَا يَنْبُتُ وَحْدَهُ إِلَّا مَعَ شَجَرةٍ، وَأَهْلُ اليَمَنِ يَطْبُخونَ وَرَقَهُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي:
(طَامٍ عَلَيْهِ وَرَقُ الهَدالِ ... )
وَيُقَالُ: كُلُّ غُصْنٍ نَبَتَ فِي أَراكَهٍ أَوْ طَلْحَةٍ مُسْتَقِيْمةٍ فَهِىَ هَدَالَة، كَأَنَّها مُخالِفَةٌ لِسَائِرِهَا مِنَ الأَغْصَانِ، وَرُبَّمَا دَاوَوْا بِهِ مِنَ السِّحْرِ والجُنُون. (و) هَدَالَةُ: (ة، بِاليَمَنِ) فِي أَوَائِلها مِن قُرَى " عَثَّر " مِن جِهَةِ القِبْلَة. (والهَيْدَلَةُ: الحُداءُ) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(كَأَنَّهُ صَوْتُ غُلَامٍ لَعّابْ ... )

(هَبْهَبَ أَو هَيْدَلَ بَعْدَ الهَبْهَابْ ... )
كَذا فِي العُباب. (و) قَالَ أَبُو حَنِيْفَة: (لَبَنٌ هِدْلٌ، بِالكَسْرِ) ، فِي (إِدْل) : لَا يُطاقُ حَمْضًا، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: وَأُراهُ عَلَى البَدَلِ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: هَدَلَ الغُلاَمُ وَهَدَرَ: إِذا صَوَّتَ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(طَوَى البَطْنَ زَمّامٌ كَأَنَّ سَحِيْلَهُ ... عَلَيْهِنَّ إِذْ وَلَّى هَدِيْلُ غُلَامِ) أَيْ: غِنَاءُ غُلاَمٍ، كَمَا فِي التَّهذِيب، قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَقَدْ جَاءَ الهَدِيْلُ فِي صَوْتِ الهُدْهُد، قَالَ الرَّاعِي:
(كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ ... يَدْعُو بِقارِعَةِ الطَّرِيْقِ هَدِيْلاَ)
قُلْتُ: لَيْسَ الهُداهِدُ الهُدْهُدَ كَمَا ظَنَّهُ، بَلْ هُوَ ذَكَرُ الحَمَامِ، حَقَّقَهُ الحَسَنُ بِنُ عَبْدِ اللَّه الأَصْبَهانِيُّ فِي كِتَابِهِ، وَأَنْشَدَ هذَا البَيْت، فَتَأَمَّل ذلِك. وَتَهَدَّلَتِ الثِّمارُ: تَدَلَّت، وَكَذلِكَ الأَغْصانُ، فَهِيَ مُتَهَدِّلَة، وَفِي حَدِيْثِ قُسٍّ: " وَرَوْضَةٌ قَدَْتَهَدَّلَت أَغْصَانُها "، أَيْ: تَدَلَّت وَاسْتَرْخَت لِثقلِها بِالثَّمَرة. وَتَهَدَّلَت شَفَتُهُ: اسْتَرْخَت. والسَّحابُ إِذا تَدَلَّى هَيْدَبُهُ فَهُوَ أَهْدَلُ، قَالَ الكُمَيْت:
(بِتَهْتانِ دِيْمَتِهِ الأَهْدَلِ ... )
والهَدِيْلُ: الثَّقِيْلُ مِنَ الرِّجَالِ. وَيُقَالُ لِلْعَنْزِ إِذا حُلِبَت: اهْدِ هَدالَة أَسِي سَيالَة. والتَّهْدَالُ، بِالفَتْحِ: تَفْعَالٌ مِنَ الهَدِيْلِ، وَأَنْشَدَ الأَصْبهانِي:
(صَدُوحُ الضُّحَى مَعْروفةُ اللَّحْنِ لَمْ تَزَلْ ... يَقُودُ الهَوَى تَهْدَالُها وَيَقُودُها)

زنم

[زنم] فيه: "الزنيم" الدعي في النسب الملحق بالقوم وليس منه تشبيهًا له بالزنمة وهي شيء يقطع من أذن الشاة وينزل معلقًا بها وهي أيضًا هنة مدلاة في حلق الشاة كالملحقة بها. ج: وهما "زنمتان" في حلق المعزى. نه: ومنه ح على وفاطمة:
بنت نبي ليس "بالزنيم"
وح: الضائنة "الزنمة" أي ذات الزنمة. ويروى: الزلمة - بمعناه.

زنم


زَنَمَ
زُنَاْمa. Misfortune.

زَنِيْمa. Intruder.

N. P.
زَنَّمَa. see 25
زنم: {زنيم}: ملصق بالقوم وليس منهم. وقيل: الذي له زنمة من الشر يعرف بها.
(زنم)
الشَّاة أَو الْبَعِير زنما قطع من أُذُنه هنة فَتَركهَا معلقَة

(زنم) زنما صَارَت لَهُ زنمة فَهُوَ زنم وأزنم
(زنم) - في حديث عمر : "الضَّائِنَة الزَنمة".
وهي ذات الزَّنَمة، وهي شيءٌ يُقطَع من أُذُنِها ويُتْرك مُعلَّقا، ويروى: "الزَّلَمة" بمعناه. 
(زنم) : زَنَمُ, اإليَّ هذا الخَصْمَ: إذا بَعَثُوه ليُخاصِمَهُ (زأَب) : إنَّ انْقِلاب، وقد زَأَبَه الدَّهْرُ. وقيلَ: الصَّواب لذُو زّوْآب، وقد زاءَ بهِ الدَّهْرُ.
ز ن م

له عنز مزنمة وذات زنمتين.

ومن المجاز: وضع الوتر بين الزنمتين وهما شرخا الفوق. وفي فلان زنمة خير وزنمة شر: علامة. وفلان زنيم ومزنم: دعي معلق بمن ليس منه. قال:

زنيم تداعاه الرجال زيادةكما زيد في عرض الأديم الأكارع وهم يقتفون المزنم وهو ما صغر من النعم لأ التزنيم يكون في حال الصغر.
زنم
الزَّنِيمُ والْمَزَنَّمُ: الزّائد في القوم وليس منهم، تشبيها بِالزَّنمَتَيْنِ من الشّاة، وهما المتدلّيتان من أذنها، ومن الحلق، قال تعالى:
عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ
[القلم/ 13] ، وهو العبد زلمة وزَنْمَةً، أي: المنتسب إلى قوم معلّق بهم لا منهم، وقال الشاعر:
فأنت زَنِيمٌ نيط في آل هاشم كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
ز ن م : رَجُلٌ زَنِيمٌ دَعِيٌّ وَمُزَنَّمٌ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مُشَبَّهٌ بِزَنَمَةِ الْعَنْزِ وَهِيَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِأُذُنِهَا وَالزَّنَمَةُ مِثَالُ قَصَبَةٍ أَيْضًا الْمُتَدَلِّيَةُ مِنْ الْحَلْقِ.
وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - رَأَى نُغَاشِيًّا يُقَالُ لَهُ زُنَيْمٌ فَخَرَّ سَاجِدًا وَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ وَهُوَ بِصِيغَةِ الْمُصَغَّرِ عَلَمٌ لِهَذَا الشَّخْصِ وَيُوضَعُ الْوَتْرُ بَيْنَ الزَّنَمَتَيْنِ وَهُمَا شَرْخَا الْفُوقِ. 
ز ن م: فِي الْحَدِيثِ «الضَّائِنَةُ (الزَّنِمَةُ) » أَيِ الْكَرِيمَةُ. وَ (الزَّنِيمُ) الْمُسْتَلْحَقُ فِي قَوْمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فَكَأَنَّهُ فِيهِمْ (زَنَمَةٌ) وَهِيَ شَيْءٌ يَكُونُ لِلْمَعْزِ فِي أُذُنِهَا كَالْقُرْطِ. وَهِيَ أَيْضًا شَيْءٌ يُقْطَعُ مِنْ أُذُنِ الْبَعِيرِ وَيُتْرَكُ مُعَلَّقًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13] . قَالَ عِكْرِمَةُ: هُوَ اللَّئِيمُ الَّذِي يُعْرَفُ بِلُؤْمِهِ كَمَا تُعْرَفُ الشَّاةُ بِزَنَمَتِهَا. 
زنم
زَنَمَتَا الفُوْقِ: شَرْخاها.
وزَنَمَتَا العَنْزِ: من الأذُنِ. وهو في الشَّفَةِ: كالعَلَمِ، وفي الفَرْجِ: كالبَظْرِ. والزَنِيْمُ: الدَّعِيُ، وكذلك المُزًّنمُ. وعَطَاء مُزَنَمٌ: أي مُزَنَّدٌ. وزَنَّمْتُ له دِرْهَماً: اسْتَصْغَرْته له. وزَنَمْتُ أذُنَ البَعِيرِ حَتَى تَدَلّى منها زَنَمَةٌ. والمُزَنَمُ؛ صِغَارُ الإِبلِ والغَنَمِ. والزنَمَة: بَقْلَةٌ من شَرِّ البَقْلِ في الأوْدِيَةِ. وأزْنَمَتِ الشَّجَرَةُ: صارتْ لها زَنَمَةٌ وهي كهَيْئَةِ الحِمّصِ. والزَنَمُ: شِدَّةُ الزَمَانِ والدَّهْرِ. وُيقال لها: الأزْنَمُ الجَذَعُ. والزنَامُ: الدَاهِيَةُ، وكذلك الأزْنَمُ. و " هو العَبْدُ زُنْمَة " وزَنَمَةً: أي بحَقّ.
[زنم] يقال: هو العبد زَنْمَةٌ وزُنْمَةٌ، وزَنَمَةٌ وزُنَمَةٌ، أي قَدُّهُ قَدُّ العبيد. وقال الكسائيّ: أي حقا. والزنمة: شئ يقطع من أذن البعير فيترك معلٌّقاً. وإنَّما يفعل ذلك بالكِرام من الإبل. يقال: بعيرٌ زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّمٌ، وناقةٌ زَنِمَةٌ وزَنْمَاءُ ومُزَنَّمَةٌ. والزَنَمُ: لغةٌ في الزَلَمِ الذي يكون خلْفَ الظِلفِ. وأمّا الذي في الحديث: " الضائنةُ الزَنِمَةُ " فهي الكريمة: لأنَّ الضأن لا زَنَمَةَ لها، وإنَّما يكون ذلك في المعز. قال الشاعر : وجاءت خلعة دهس صفايا يصوع عنوقها أحوى زنيم والزَنيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَق في قومٍ ليس منهم، لا يُحتاج إليه، فكأنَّه فيهم زَنَمَةٌ. والمُزَنَّمُ أيضاً: صغار الابل. ويقال المزنم: اسم فحل. ويروى قول زهير * من إفال مزنم * وقوله تعالى: (عتل بَعْدَ ذَلِكَ زَنيم) قال عكرمة: هو اللئيم الذي يُعْرَف بلؤمه كما تعرف الشاة بزنمتها. وأزنم: بطن من بنى يربوع. وقال : ولو أنها عصفورة لحسبتها مسومة تدعو عبيدا وأزنما
زنم
زنُمَ يَزنُم، زَنامةً، فهو زَنِيم
• زنُم الشَّخصُ: كان في غاية اللُّؤم " {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}: لئيم يُعرَف بلؤمه كما تُعرف الشَّاة بزَنمتها". 

زَنامة [مفرد]: مصدر زنُمَ. 

زَنَمة [مفرد]: ما يُقْطَع من أذن البعير أو الشَّاة فيُترك معلَّقًا، ويُفْعَل ذلك بكرام الإبل.
• زَنَمة التَّيْس: الهَنة المُتدلّية تحت حلقه، وهما زَنَمتان. 

زَنِيم1 [مفرد]: ج زنيمون وزُنَماءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زنُمَ: لئيم له علامة من علامات الشَّرِّ تُميِّزه. 

زَنِيم2 [مفرد]: ج زنيمون وزَنْمى: دعِيّ، ملتصق بغير قومه "فلان زَنِيم لا يُعرف له نسب". 
(ز ن م) : (الزَّنِيمُ) الدَّعِيُّ وَفِي الْحَلْوَائِيِّ «كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إذَا مَرَّ بِزَنِيمٍ سَجَدَ لِلَّهِ شُكْرًا» ثُمَّ قَالَ الزَّنِيمُ الْمُقْعَدُ الْمُشَوَّهُ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَسْمَعهُ وَأَرَى أَنَّهُ تَصْحِيفُ زَمَنٍ وَاَلَّذِي يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ السِّيَرِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِرَجُلٍ بِهِ زَمَانَةٌ فَسَجَدَ» عَلَى أَنَّ الصَّحِيحَ مَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي كِتَابِ السُّنَنِ الْكَبِيرِ بِإِسْنَادِهِ إلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا نُغَاشِيًّا يُقَالُ لَهُ زُنَيْمٌ فَخَرَّ سَاجِدًا وَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ» فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْمُ عَلَمٍ لِرَجُلٍ بِعَيْنِهِ وَالزَّايُ فِيهِ مَضْمُومَةٌ وَلَمَّا ظَنُّوهُ وَصْفًا فَتَحُوا زَايَهُ وَفَسَّرُوهُ بِمَا لَيْسَ تَفْسِيرًا لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ هَيْئَةُ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمُسَمَّى بِزُنَيْمٍ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
باب الزاي والنون والميم معهما ز ن م، ز م ن، ن ز م، م ز ن مستعملات

زنم: زَنَمَتا العَنز من الأُذُن، وزَنَمَتا الفُوق من السَّهْم، والزَّنَمَة: اللَّحْمة المُتدلِّية في الحلق، تسمى ملازة. والزَّنَمةُ والزُّنمةُ شيءٌ واحد. والزَّنَمَةُ: سمة تحزّ ثم تُتْرك. والزَّنيم: الدَّعيّ، ومنه قوله [تعالى] : عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ . والمزنّم: المُستَعْبَدُ، قال :

[فإنّ نِصابي إن سألتَ ومَنْصِبي ... من النّاس] قومٌ يَقتَنُونَ المُزَنَّما

والمُزَنَّم: صِغارُ الإبل، وكلُّ مُسْتَلْحَقٍ فهو مزنم.

زمن: الزَّمَنْ: من الزَّمان. والزَّمِنُ: ذو الزّمانة، والفِعل: زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزَمانة، والجميع: الزَّمْنَى في الذّكر والأنثى. وأَزْمَن الشَّيءُ: طال عليه الزمان. نزم: النَّزْمُ: شدَّةُ العضّ، والمِنْزَمُ: السِّنّ بلُغَةِ أهلِ اليَمَن كُلِّهم، قال :

ولا أظنّك إن عضّتك نازمةٌ ... من النّوازم الاّ سوف تدعوني

مزن: مَزَنَ [فلانٌ] يَمْزُنُ مزوناً، إذا مضى لوجهه. والمُزْنُ: السَّحابُ، والقطعة: مُزْنة. والمازِنُ: بيضُ النَّمْل. ومازن: حيّ من تميم. [ومُزَينة: قبيلة من مضر، وهو] : مُزَينة بن أُدّ بن طابخة.
[ز ن م] زَنَمتَا الأُذُنِ: هَنَتَانِ تَلِيانِ الشَّحْمةَِ وتُقابلانِ الوَتَرةَ. وزَنَمتَا الفُوقِ، وَزَنْمتَاه، والأُولَى أفْصَحُ: أعْلاهُ وحَرْفَاهُ. والمُزَنَّمُ من الإبِلِ: المَقْطُوع طَرَفِ الأُذُنِ، قال أَبو عُبَيْدٍ: وإنَّما يُفْعَلُ ذلك بالكرامِ منها، والتَّزْنيمُ: اسمُ تلك السِّمَة، اسم كالتَّنْبِيتِ، وقِيلَ: المُزنَّمُ: صِغَارُ الإبِلِ، وقولُه:

(مَغَانِمُ شَتَّى من إفالٍ مُزَنَّمِ ... )

هو من باب السِّمام المُزْعِفِ، والحِجال المُسَجَّف، لأنَّ معنى الجَماعةِ والجَمْعِ سَواءٌ، فَحَملَ الصِّفَةَ علَى الجَمْعِ، ورواه أبو عُبَيدةَ: ((مِنْ إفالِ المُزَنَّمِ)) نَسَبهَ إليه، كأَنَّه من إضافَةِ الشَّىءِ إلى نَفْسِه. وقولُه تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} [القلم: 13] ، قيلَ: مَوْسومٍ بالشَّرِّ؛ لأنَّ قَطْعَ الأُذُنِ وَسْمٌ. وزَنَمَةُ الشَّاةِ وزُنْمَتُها: هَنَةٌ مُعَلّقَةٌ في حَلْقِها تَحْتَ لَحْيَيْها، وخَصَّ بعضُهم به العَنْزَ، قال: ومن كَلامِ بَعْضِ فِتيْان العَرَب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَم: ((كأَنَّ زَنَمتَيَهْا تَتْوا فُسَيْلةٍ)) . والزُّنْمَةُ: شَجرةٌ لا وَرَقَ لها، كأنَّها زُنْمَةُ الشَّاةِ. والزَّنَمةُ: نَبْتهٌ سُهْلِيَّةٌ، ولها وَرَقٌ، وهى من شَرِّ النَّبات، وقال أبو حَنيفةَ: الزَّنَمةُ: بَقْلةٌ قد ذَكَرَها جَمَاعَةٌ من الرُّواةِ، قال: ولا أحْفَظُ لها عَنُهُم صِفَةً. والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ المُتَعلَّقُ به البَلايا، وقيلَ: لأنَّ البلاَيَا مَنُوطَةٌ بِه مُتَعَلِّقَةٌ تَابِعَةٌ لُهُ، وقِيلَ: هو الشَّديدُ، وقد تَقَدَّم عامَّةُ ذَلِكَ في اللامِ. والزَّنِيمُ، والمُزَنَّمُ: الدَّعِىُّ، قال:

(ولكِنَّ قَوْمِى يَقْتِنُونَ المُزَنَّما ... )

وهو العَبْدُ زَنْماً، وزَنْمَةً، وزُنْمَةً، وزَنَمَةً، وزُنَمَةً أي: قَدُّه قَدُّ العَبِد، وقالَ اللِّحيْانِىُّ: هو العَبْدُ زُنْمَةًَ، وزَنَمةً، وزَنْمَةً، وزُنَمَةً، أي: حَقّا. وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ: بَطنان من بني يَرْبُوعٍ. وقالَ ابنُ الأعرابىّ: بنُو أَزْنَمَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّهُ مَنْسُوبةٌ إليهم، وأَنشد:

(يَتْبَعنَ قَيْنَى أَزْنَمِىٍّ شَرْجَبِ ... )

(لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ ... )

يقُولُ: هذه الإبلُ تَرْكَبُ قَيْنَى هذا البَعيرِ؛ لأَنَّه قُدَّامَ الإبِل. وابنُ الزُّنَيْمِ - على لَفْظِ التَّصغِيِر - من شُعرَائِهم.

زنم

2 تَزْنِيمٌ [inf. n. of زنّم] The cutting a small portion of the ear of a camel or other animal, and leaving it hanging thereto. (KL. [See زَنَمَةٌ.]) b2: [And hence,] The act of marking with a sign or token. (KL. [See also the same word as a subst. properly so termed, expl. below.]) b3: And The conjoining any one with a people, or party, to which he does not belong. (KL.) b4: زَنَّمُوا إِلَىَّ هٰذَا الخَصْمُ, (inf. n. تَزْنِيمٌ, TA,) They sent to me this adversary in order that he might contend in an altercation, dispute, or litigate, with me. (K.) 4 ازنم الشَّجَرُ (tropical:) The tress had a ↓ زَنَمَة (K, TA) [i. e. an excrescence] resembling the زَنَمَة of the شَاة [app. here meaning sheep as well as goat; though sheep are said in the S, and in one place in the TA, to have no زَنَمَة]. (TA.) زَنَمٌ The [projecting] thing that is behind the cloven hoof; also called زَلَمٌ; (S, K;) of which it is a dial. var. (S.) زَنِمٌ A camel having a ↓ زَنَمَة, i. e. a thing [or portion] of the ear cut (S, K) and left hanging down [therefrom], (S,) which is done to camels of generous race (S, K) only; (S;) as also ↓ أَزْنَمُ and ↓ مُزَنَّمٌ: fem. زَنِمَةٌ and ↓ زَنْمَآءُ and ↓ مُزَنَّمَةٌ: (S, K:) pl. of pauc. أَزْنُمُ and زَنِمَاتٌ. (Yákoot, TA.) [See also أَزْلَمُ.] b2: ضَائِنَةٌ زَنِمَةٌ (assumed tropical:) A ewe that is held in high estimation; [not signifying having a زَنَمَة, as meaning “ having a kind of wattle; ”] for [it is asserted that] the sheep has no زَنَمَة; that pertaining only to the goat. (S. [But see زَنَمَةٌ.]) هُوَ العَبْدُ زَنْمَةً and ↓ زُنْمَةً and ↓ زَنَمَةً and ↓ زُنَمَةً (S, K) i. q. زَلْمَةً &c., (K,) He is one whose proportion, or conformation, is that of the slave: or, as Ks says, (or Lh, TA,) the meaning is, truly. (S.) [See also زَلْمَة.] b2: زَنْمَتَا الفُوقِ: see زَنَمَةٌ.

زُنْمَة: see what next precedes.

A2: زُنْمَةٌ also signifies A certain tree, having no leaves, as though it were the زَنَمَة of the شَاة [app. here meaning sheep as well as goat: see زَنَمَةٌ]. (TA.) زَنَمَةٌ of the ear of a camel: see زَنِمٌ: but accord. to El-Ahmar, it is a mark made by cutting off a portion of the ear. (TA.) b2: [Of the ear of a man, it is app. The antitragus and also a small prominence of the antihelix immediately above the antitragus: for it is said that] زَنَمَتَا الأُذُنِ signifies two small things (هَنَتَانِ) next to the شَحُمَة [or lobule], opposite to the وَتَرَة [an evident mistranscription for وَتِدَة i. e. tragus]. (K. [So in all the copies that I have seen.]) b3: Also [A kind of wattle, i. e.] a thing, (Msb,) or piece of flesh, (TA,) hanging from the حَلْق [here meaning throat, externally], (Msb, TA,) beneath each ear, (S and A and K in art. رعث,] of the شَاة [i. e., app., sheep as well as goat; though it is said in the S that “ the sheep has no زَنَمَة; that pertaining only to the goat; ” app. because it is uncommon in sheep]. (TA.) [See also زَلَمَةٌ; and see رَعِثَتْ and رَعْثَةٌ and رَعْثَآءُ.] b4: To this is likened the زَنَمَة of a tree: see 4. (TA.) b5: And [as the زَنَمَة of the ear of a camel, or of a goat or sheep, serves to distinguish it,] it signifies also (assumed tropical:) A mark, sign, or token. (TA.) b6: زَنَمَتَا الفُوقِ (tropical:) The two edges [or cusps] of the notch of an arrow, (Msb, K, TA,) between which is put the bow-string; (Msb, TA;) as also الفوق ↓ زَنْمَتَا; (K;) but the former is the more chaste: (TA:) also called شَرْخَا الفُوقِ. (S in art. شرخ, and A and TA.) b7: See also أُذُنَا القَلْبِ, voce أُذُنٌ. b8: الزَّنَمَةُ also signifies (assumed tropical:) A certain herb, or leguminous plant, (K, TA,) of which AHn had heard mention made, but remembered not any description: it is said to grow in plain, or soft, tracts, and in the form of the زَنَمَة of the ear; to have leaves; and to be one of the worst of plants. (TA.) b9: See also زَنْمَة.

زُنَمَة: see زَنْمَة.

زُنَامٌ A calamity, misfortune, or evil accident. (K.) A2: See also زُنَامِىٌّ.

زَنِيمٌ, applied to a goat, [and app. to a sheep also,] Having [two wattles, such as are termed]

زَنَمَتَانِ [of which see the sing., زَنَمَةٌ]; as also ↓ مُزَنَّمٌ. (TA.) b2: Also, and ↓ مُزَنَّمٌ, (tropical:) One adopted among a people to whom he does not belong, (Fr in explanation of the former word as used in the Kur lxviii. 13, and S and K,) to which some add, (TA,) not being needed; as though he were a زَنَمَة among them: (S, TA:) and i. q. دَعِىٌّ [as meaning likewise one who is adopted among a people or by a person (though understood in some other sense by F)]; (Mbr, Mgh, Msb, TA;) conjoined [with them or him]: thus the former was expl. by I 'Ab as used in the Kur ubi suprà: (Mbr, TA:) but Az says that the latter word has only the meaning assigned to it above, voce زَنِمٌ as an epithet applied to a camel. (TA.) And the former word, (tropical:) Base, ignoble, or mean; known by his baseness, ignobleness, or meanness, (S, K, TA,) or his evil character, (K, TA,) like as the شَاة [i. e. sheep or goat] is known by its زَنَمَة: (S, TA: [in the latter of which is added, “because the cutting of the ear is a mark: ” but by its زنمة is here meant “ its wattle; ” for the cutting of the ear of the camel is a mark of generous race:]) thus expl. by 'Ikrimeh as used in the Kur ubi suprà. (S.) And (assumed tropical:) The son of an adulteress or a fornicatress. (TA.) b3: Also A commissioned agent, a factor, or a deputy. (TA.) b4: الأَبَدُّ الزَّنِيمُ The lion. (M and K in art. بد, q. v.) نَاىٌ زُنَامِىٌّ A ناى [or flute], so called because invented by ↓ زُنَام, a skilful زَمَّار [or player upon the musical reed] in the service of Er-Rasheed and El-Moatasim and El-Wáthik: vulgarly called زُلَامِىّ; said by Esh-Shereeshee to be thus miscalled by the common people of the West. (TA.) أَزْنَمُ, and its fem. (زَنْمَآءُ): see زَنِمٌ. b2: الأَزْنَمُ الجَذَعُ i. q. الأَزْلَمُ الجَذَعُ [q. v.]; (K, TA;) meaning (tropical:) Time, or fortune, to which trials are appendant: or, as some say, hard, or rigorous, in its course. (TA.) A2: See also what next follows.

أَزْنَمِىٌّ A camel of those called الأَزْنَمِيَّةُ; thus called in relation to [a sub-tribe (بَطْن) of بَنُو يَرْبُوعٍ or of تَمِيم named] ↓ بَنُو أَزْنَمَ. (IAar, TA.) تَزْنِيمٌ inf. n. of 2 [q. v.]. (TA.) b2: And also a subst. like تَنْبِيتٌ and تَمْتِينٌ, signifying A certain mark of camels. (TA.) مُزَنَّمٌ, and its fem. (with ة): see زَنِمٌ. b2: See also زَنِيمٌ, in two places. b3: Also Small in body; like مُزَلَّمٌ. (IAar, TA in art. زلم.) b4: Also The young ones of camels. (S, K.) b5: And A certain stallion [-camel]; (S, K;) accord. to some, who read thus, in a verse of Zuheyr, مَغَانِمُ شَتَّى مِنْ إِفَالِ مُزَنَّمِ [Sundry spoils consisting of the young camels the offspring of Muzennem]: (S:) thus A'Obeyd read, instead of إِفَالٍ مُزَنَّمِ, in which the latter word is used for مُزَنَّمَةٍ, [by poetic license,] because إِفَالٌ is of a measure common to masc. and fem. words. (EM p. 120.)

زنم: زَنَمَتا الأُذن: هنتان تليان الشحمة، وتقابلان الوَتَرَةَ.

وزَنَمَتا القُوقِ وزُنْمتاه

(* قوله «وزنمتا الفوق وزنمتاه» كذا هو مضبوط في

الــأصل بضم الزاي وسكون النون في الثاني، ومقتضى القاموس فتح الزاي).

والأَول أَفصح: أَعلاه وحرفاه. الزَّنَمَتان: زَنَمَتا الفُوق، وهما شَرَجا

الفُوق، وهما ما أَشرف من حرفيه.

والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ: الذي تقطع أُذنه ويترك له زَنَمَةٌ. ويقال:

المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الكريم. والمُزَنَّمُ من الإِبل: المقطوع طرف

الأُذن؛ قال أَبو عبيد: وإِنما يفعل ذلك بالكرام منها؛ والتَّزْنيمُ: اسم

تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبيت. الأَحمر: من السِّمات في قطع الجلد

الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلَّقاً، ومنها الزَّنَمةُ،

وهو أَن تَبِين تلك القطعة من الأُذن، والمُفْضاة مثلها. الجوهري:

الزَّنَمَةُ شيء يقطع من أُذن البعير فيترك معلقاً، وإِنما يفعل ذلك بالكِرام

من الإِبل. يقال: بعير زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وناقة زَنِمَةٌ

وزَنْماء ومُزَنَّمَةٌ. والزَّنَمُ: لغة في الزَّلَمِ الذي يكون خلف الظِّلْفِ،

وفي حديث لقمان: الضائنة الزَّنِمَةُ أَي ذات الزَّنَمَةِ، وهي الكريمة،

لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها وإِنما يكون ذلك في المعز؛ قال المُعَلَّى

بن حَمّال العبدي:

وجاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا،

يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ

يُفَرِّقُ بينها صَدْعٌ رَباع،

له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ

والخَلْعَةُ: خيار المال. والزَّنِيمُ: الذي له زَنَمَتان في حلقه،

وقيل: المُزَنَّمُ صغار الإِبل، ويقال: المُزَنَّمُ اسم فحل؛ وقول زهير:

فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ، من تِلادِكُمْ،

مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُزَنَّمِ

قال ابن سيده: هو من باب السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأَن

معنى الجماعة والجمع سواء، فحمل الصفة على الجمع، ورواه أَبو عبيدة: من

إِفال المُزَنَّمِ، نسبه إِليه كأَنه من إِضافة الشيء إِلى نفسه.

وقوله تعالى: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل: موسوم بالشر لأَن قطع

الأُذن وَسْمٌ.

وزَنَمَتا الشاة وزُنْمتها

(* قوله «وزنمتها» كذا هو مضبوط في الــأصل بضم

فسكون): هنة معلقة في حَلْقها تحت لِحْيتها، وخص بعضهم به العنز، والنعت

أَزْنَمُ، والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ؛ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ

النَّهْشَليّ يهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن

المُنْذِرِ:

تَرَكْتَ بني ماء السماءِ وفِعْلَهُمْ،

وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما

ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالحٍ،

فإِنَّ له عِنْدي يُدِيّاً وأَنْعُما

قال: ومن كلام بعض فِتْيانِ العرب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَمِ: كأَنَّ

زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة. الليث: وزَنَمتا العنز من الأُذن.

والزَّنَمَةُ أَيضاً: اللحمة المُتَدَلِّيَةُ في الحلق تسمى ملاده

(* قوله

«تسمى ملاده» كذا هو في الــأصل).

والزَّنِيمُ: ولد العَيْهَرَةِ. والزَّنِيمُ أَيضاً: الوكيل.

والزُّنْمةُ: شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة. والزَّنَمةُ: نَبْتَة

سُهَيلية تنبت على شكل زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق وهي من شر النبات؛ وقال أَبو

حنيفة: الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة، قال: ولا أَحفظ لها

عنهم صفة.

والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدهر المعلَّق به البلايا، وقيل: لأَن البلايا

مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له، وقيل: هو الشديد المرّ، وقد تقدم عامة ذلك

في ترجمة زلم. ويقال: أَوْدى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ

الجَذَعُ؛ قال رؤبة يصف الدهر:

أَفْنى القُرونَ وهو باقي زَنَمَهْ

وأَصل الزَّنَمَةِ العلامة. والزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ. والمُزَنَّمُ:

الدَّعيُّ؛ قال:

ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما

أَي يستعبدونه؛ قال أَبو منصور: قوله في المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ

وإِنه صغار الإِبل باطل، إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكريم الذي جعل له

زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ، وأما الدَّعِيُّ فهو الزَّنِيمُ، وفي التنزيل

العزيز: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم؛ وقال الفراء: الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ

المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم، وقيل: الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم

كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها. والزَّنَمَتانِ: المعلقتان عند حُلوق

المِعْزَى، وهو العبد زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي

قَدُّه قَدُّ العبد. وقال اللحياني: هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً

وزُنَمَةً أَي حَقّاً. والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَقُ في قوم

ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ؛ ومنه قول حَسَّان:

وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ،

كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ

وأَنشد ابن بري للخَطِيم التميمي، جاهلي:

زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً،

كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وجدت حاشية صورتها: الأَعْرَفُ أَن هذا البيت لحَسَّان؛ قال: وفي الكامل

للمبرد روى أَبو عبيد وغيره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالى

عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ: ما الزَّنِيمُ؟ قال: هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ،

أَما سمعت قول حَسَّان بن ثابت:

زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً،

كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وورد في الحديث أَيضاً: الزَّنِيمُ وهو الدَّعِيُّ في النَّسَب؛ وفي

حديث علي وفاطمة، عليهما السلام:

بِنْتُ نَبيٍّ ليس بالزَّنِيمِ

وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ: بطنان من بني يَرْبوعٍ. الجوهري: وأَزْنَمُ بطن من

بني يَرْبُوعٍ؛ وقال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ:

فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها

مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا

وقال ابن الأَعرابي: بنو أَزْنَمَ بن عُبَيْد بن ثَعْلبَةَ بن

يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ منسوبة إِليهم؛ وأَنشد:

يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ،

لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ

يقول: هذه الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هذا البعير لأَنه قُدَّام الإِبل.

وابن الزُّنَيْمِ، على لفظ التصغير: من شعرائهم.

زنم

(زُنَيْم كَزُبَير: والدُ سَارِيَةَ) من بني الدُّئِل من كِنانةَ (الصَّحابِيّ) ، ذكره ابنُ سَعْد وأَبو مُوسى، وَلم يذكرَا مَا يَدُل لَه على صُحْبة لكنه أَدْرَك، وَهُوَ (الَّذي نَادَاه) أَمِيرُ المُؤْمنين (عُمرُ) بنُ الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بالمَدِينة على المِنْبر (وَهُوَ بنَهَاوَنْد) مَدِينة فِي قبْلَة همذان، بَينهمَا ثَلَاثَة أيّام: " يَا سارِيةُ الجَبَلَ الجَبَلَ "، وَكَانَت وَقْعَة نَهاونْد فِي سنةِ إِحْدَى وعِشْرِين فِي أيَّام سَيّدنا عُمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُ أَمير المُؤْمنين، وأَمِيرُ المُسلِمين النُّعمانُ ابْن مقرّن المُزَنيّ، وَبهَا قُتِل، فأَخَذَ الرايةَ حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَكَانَ الفَتْحُ على يَدَيْهِ صُلْحًا، وَقيل سنةَ تِسْعَ عشرةَ لِسَبْعٍ مَضَيْن من خِلافة سَيّدنا عمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَلم يَقُم للفُرس بعد هَذِه الوَقْعة قائِم، فسَمَّاها الْمُسلمُونَ فَتْحَ الفُتُوح.
قُلتُ: ومَقامُهُ فِي قَلْعة الْجَبَل بِمصْر، نُسِب إِلَيْهِ، وتَزعُم الْعَامَّة أَنه قَبْر سارِيَةَ المَذْكور، وَقد بُنِي عَلَيْهِ مَشْهَد عَظِيم، وبِجانِبه مَسْجِد بَدِيع الوَصْف، وَقد زُرتُه مِرارًا، وَلم أَر أحدا من الْأَئِمَّة ذكر ذَلِك فلْيُنْظَر.
(و) زُنَيْم أَيْضا: (نُغَاشِيٌّ) ، وَهُوَ بالضّم أقصرُ مَا يكون من الرّجال الضَعِيف الْحَرَكَة النّاقِص الخَلْق (رَآهُ النَّبِي [
] فسَجَد شُكْراً) ، ونصُّ الحَدِيث " فخَرِّ سَاجِدًا " وَقَالَ: أسألُ اللهَ العافِيَة " وَقد ذُكِر فِي الشّين، وأوردَه الطَّبَرانِيُّ فِي الصَّحابة.
(و) زُنَيم (والِدُ ذُؤَيْب الطَهَوِيّ، (و) أَيْضا (جَدُّ أَنَسِ بنِ أَبِي إِياس الشاَّعِرَيْن) ، وَيعرف الْأَخير بِابْن الزُّنَيْم.
(وَزَنَمَتا الأُذُن مُحَرَّكَتَين: هَنَتان تَلِيان الشَّحْمَة وتُقابِلان الوَتَرَةَ) .
(و) من المَجاز: وضع الوَتَر بَين الزَّنَمَتَيْن، وهما (من الفُوقِ: حَرْفَاه) وأَعْلاه، وَفِي الأساس: شَرْخاه، (وتُسَكَّن نُونُه) . والأولُ أفصَح.
(و) يُقَال: (هُوَ العَبْدُ زَنْمه كَزلْمَةٍ فِي لُغاتِه ومَعانِيه) أَي: قَدّه قَدّ العَبْد. وَقَالَ اللِّحياني أَي: حَقًّا.
(والزّنَمَة مُحَرَّكَة: بَقْلَة) . قَالَ أَبُو حَنِيفَة: قد ذكرهَا بَعضُ الرّواة وَلَا أحفَظ لَهَا عَنْهُم صِفَة. وَقَالَ غَيرُه: هِيَ نَبْتَة سُهْلِيّة تَنْبُت على شكل زَنَمة الأُذُن، لَهَا وَرَق، وَهِي من شَرّ النّبات.
(و) الزَّنَمَةُ: (شَيْءٌ يُقْطَع من أُذُن البَعِير فيُتْرَك مُعَلَّقًا) ، وَإِنَّمَا (يُفْعَل) ذَلِك (بِكرامِها) أَي: الْإِبِل، قَالَه الجوهَرِيُّ.
وَقَالَ الأَحْمَرُ: " من السِّمات فِي قطع الْجلد الرَّعْلَة، وَهُوَ أَن يُشَقَّ من الأُذُن شَيْء، ثمَّ يُتْرك مُعلَّقًا، وَمِنْهَا الزَّنَمَة، وَهُوَ أَن تَبِين تِلْك القِطْعَةُ من الأُذُن. والمُفضاةُ مِثلُها ". قَالَ الْجَوْهَرِي: (بَعِير زَنِم) أَي: كَكَتِف (وأَزْنَم ومُزَنَّم كَمُعَظَّم) ، وَكَذَلِكَ مُزَلَّم، (وناقة زَنِمَة وَزَنْماءُ ومُزَنّمَةٌ) .
والزّنَم) مُحَرّكة: لُغَة فِي (الزَّلم الَّذي) يَكُون (خَلْف الظِّلْفِ) .
(و) من المَجاز: (الزِّنِيم) كَأَمِير: (المُسْتلْحَق فِي قَوْم لَيْس مِنْهُم) ، وَبِه فَسَّر الفَرَّاءُ قولَه تَعَالَى {عتل بعد ذَلِك زنيم} زَاد غيرُه: لَا يحُتاج إِلَيْهِ، فكأنّه فيهم زَنَمة، وَمِنْه قَولُ حَسَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(وَأَنت زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هاشِم ... كَمَا نِيط خَلْف الرَّاكِب القَدَحُ الفَرْدُ) (و) فِي الحَدِيث: الزَّنِيمُ: (الدَّعِيُّ) فِي النَّسَب، وَفِي الْكَامِل للمُبرِّد: روى أَبُو عُبَيْد [وَغَيره] أنّ نَافِعًا سَأَلَ ابنَ عَبَّاس عَن قَوْله تَعَالَى: {عتل بعد ذَلِك زنيم} قَالَ: هُوَ الدَّعِيّ المُلزَق، أَمَا سَمِعْتَ قولَ حسّان بنِ ثابِت:
(زَنِيمٌ تَدَاعاه الرِّجال زِيادةً ... كَمَا زِيدَ فِي عَرْضِ الأدِيمِ الأكارُع)

وَفِي حَدِيثِ عليّ وَفَاطِمَة رَضِي الله تعَالى عَنْهُمَا:
بِنْتُ نَبِيٍّ لَيْسَ بالزَنِيم (كالمُزَنَّم كمُعَظَّم فِيهِما) ، وَبِه فُسّر قَوْله:
ولكنّ قَوِمي يَقْتَنُون المُزَنَّما
أَي: يَسْتَعْبِدُونه. وَأنْكرهُ الأزهرِيّ: وَقَالَ: " إِنَّمَا المُزنَّم من الْإِبِل: الكَرِيم الَّذِي جُعِل لَهُ زَنمةٌ عَلامَة لِكَرِمِه. وَأما الدَّعِيّ فَهُوَ زَنِيم.
(و) من الْمجَاز: الزَّنِيم: (اللَّئِيم المَعْرُوف بِلُؤْمه أَو شَرِّه) كَمَا تُعرَف الشَّاة بزَنَمتِها. وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا؛ لِأَن قَطْعَ الأُذُن وَسْم.
(و) المُزَنّم (كَمُعَظَّم: صِغارُ الإِبِل) ، يُقَال: هم يَقْتنُون المُزنَّم. قَالَ الزمخشريُّ: لِأَن التزنيم فِي الصِّغَر، وَأنْكرهُ الأزهريّ. (و) يُقَال: المُزَنَّم: اسمُ (فَحْل) ، وَمِنْه قَولُ زُهَيْر:
(فأَصْبَح يَجْرِي فيهم من تِلادِكُم ... مَغانِمَ شَتَّى من إفالٍ مُزَنَّمِ)

(وأَزْنَمُ: بَطْن من بَنِي يَرْبُوعٍ) ، قَالَه الجوهَرِيّ. ويَرْبُوع هُوَ ابنُ مَالِك بنِ حَنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زَيْد مَناة بنِ تَمِيم. قَالَ العوَّامُ بنُ شَوْذَب الشَّيبانِيّ:
(فَلَو أنَّها عُصفْورَةٌ لحَسِبْتُها ... مُسَوَّمةً تَدْعُو عُبَيْدًا وأَزْنَمَا)

وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: بَنو أَزْنَم بنِ عُبَيْد بن ثَعْلَبة بنِ يَرْبُوع. قُلتُ: من وَلَده سَلِيطُ بنُ سَعْد بن مَعْدَان بن عُمَيْرة بنِ طَارِق بن حُصَيْبَة بنِ أَزْنَم.
(و) أَزَنَمُ (بنُ جُشَم) بن الْحَارِث ابْن كَعْب بن سَعْد بن زَيْد مَناة بن تَمِيم: (أَبُو بَطْن من تَمِيم) ، مِنْهُم زُهْرة بن جُؤبة بن عبد الله بن قَتادَة بن مَرْثَد بن مُعاوِية بن قَطَن ابْن مالِك بن أَزْنَم، شهد القادسِيَّة، وقَتَل الجَالِينُوس.
(و) أَزْنَم: (ع) مَا بَيْن عَقَبة أيلَة والمَدِينة، وَهُوَ الْمَعْرُوف الْآن بالأَزْلَم، وَهُوَ أحد المَناهِل لحُجَّاج مصر، وَهَكَذَا ضَبَطه القاضِي شَمْسُ الدّين محمدُ بنُ محمدِ بنِ ظَهِير الدّين الطرابلسيّ فِي مَناسِكه، وضَبَطه ياقوت بضّم النّون، وَأنْشد لكُثّيِّر بنِ عَبدِ الرَّحْمن:
(تأملتُ من آياتِها بعدَ أهْلَها ... بأَطراف أعظام فأذنابِ أَزنُم) (مَحانِيَ آناءٍ كَأَن رُؤُوسَها ... رُؤُوسُ الجَوابِي بعد حَوْلٍ مُجرَّمِ)

ويروى بالرَّاء أَيْضا، وَقد تقدَّمت الإشارةُ إِلَيْهِ.
(و) الزُّنام (كَغُرابٍ: الدَّاهِيَة) .
(و) زُنَام: (زَمَّار حَاذِق كانَ للرَّشِيد) هَارُون العَبَّاسيّ. وَفِي طِرازِ الْمجَالِس: هُوَ الَّذِي أَحْدَثَ النَّايَ فِي زَمَن المُعْتَصِم، فَيُقَال: نايٌ زُنَامِيٌّ، والعامة تُسَمِّيه زلامِيّ. وَقَالَ الشَّرِيشِيّ فِي شرح المقامة الثَّانِيَة عشرَة: هُوَ الَّذِي تَدْعوه عامَّتُنا بالمَغْرب الزّلامِيّ، فصحَّفوه بإبدال نُونِه لامًا، وَإِنَّمَا هُوَ زُنَامِيّ وَأنشَد:
(إِنّ فِي ناي زُنامٍ شُغُلا ... يَشْغَل العَاقِل عَن نَايِ زُنام)

وَفِي المُضافِ والمَنْسُوب للثَّعالِبِيّ: عُودُ بَنان، ونايُ زُنام: صَدْرا مُطرِبي المُتَوَكّل، وكُلُّ مِنْهُمَا مُنْقَطِعُ القَرِين فِي طَبَقَتِه، فَإِذا اجْتَمَعا على الضَّرب والزَّمر أحسَنا وأَعْجَبا رِقَّةً، قَالَ البُحْتَرِيّ:
(هَل العَيْشُ إِلا ماءُ كَرْم مُصفَّقٍ ... يُرَقْرِقُه فِي الكاس ماءُ غَمام)

(وعُود بَنانٍ حِينَ ساعد شّدْوَه ... على نَغَم الأَلْحان نايُ زُنامِ)

وَفِي شرح المُطَرّزي للمقَامات: أَنه كَانَ من جُملة خَدَم الرشيد، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ يَوْمًا وَأَرَادَ أَن يخرج إِلَى مُتَصَيَّدَه: تَأَهَّب لِلْخُرُوجِ مَعِي، فَقَالَ: بِمَ أتأهب؟ الرِّيح فِي فَمِي، والنَّاي فِي كُمِّي، قَالَ شَيْخُنا: هَذَا موافِق لكَلاَم المصنّف، وَمَا قبله فِيهِ نوع مُخالَفَة فِي مَخْدُوم زنام، وَالله أعلم.
قلت: بل هُوَ خَدَم كُلاًّ من الرشيد والمُعْتَصِم وابْنِه الوَاثِق كَمَا يُومِئ إِلَيْهِ سِيَاق الشَّرِيشِي وَغَيره. (و) يُقَال: (زَنَّموا لي هَذَا الخَصْم) تَزْنِيمًا (أَي: بَعَثُوه ليُخاصِمَنِي) .
(و) من الْمجَاز: (أَزنَم الشَّجَر) : إِذا (صَارَت لَهُ زَنَمَةٌ) كَزَنَمة الشَّاة.
(والأَزْنُم الجَذَعُ) : الدَّهْر المُعلَّق بِهِ البَلايا، وَقيل: هُوَ الشَّدِيدُ المَرّ (كالأَزْلَم) الجَذَع، وَقد تقدّم مَا فِيهِ فِي ز ل م. .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
التَّزنِيمُ: سِمةٌ من سِمات الْإِبِل، اسْم كالتَّنْبيت والتَّمْتِين.
والضائنة الزَّنِمة أَي: ذَات الزَّنَمَة، وَهِي الكريمةُ، لأنّ الضَّأْن لَا زَنَمةً لَهَا، وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِي المَعِز، ومَعِز زَنِيمٌ كأمير: لَهُ زَنَمتان. قَالَ المُعلَّى بن حَمّال العَبْدِيّ:
(وجاءتْ خُلعةٌ دُهْس صَفَايا ... يَصُوعُ عنوقها أَحْوى زَنِيمُ)

ويُجْمَع بَعِيرٌ أزنَم على أَزنُم بضمّ النّون، وَزَنَمات فِي القِلّة، نَقله ياقوت، وتَيْس مُزنَّم: لَهُ زَنمَتان. قَالَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرة النَّهْشَلِيّ يَهجو الأسودَ بنَ المُنذِر بنِ مَاء السَّماء:
(تَركْتَ بَنِي ماءِ السَّماء وفِعْلَهُم ... وأَشْبَهتَ تَيْسًا بالحِجازِ مُزَنَّما)

والزَّنَمَةُ محرّكةً: اللَّحمةُ المُتدلِّيةُ فِي الحَلْق، قَالَه اللَّيْث، وَأَيْضًا العَلامةُ.
والزَّنِيم: وَلَدُ العَيْهَرة، عَن ابْن الأعرابيّ، وَأَيْضًا: الوَكِيل.
والزُّنْمة بالضّمّ: شَجَرَةٌ لَا ورقَ لَهَا كأنَّها زَنمةُ الشّاة.
وَبَنُو زُنَيْم كَزُبَيْر: بَطْن فِي بني يَرْبُوع.
والأزنَمِيَّةُ: إبل منسوبة إِلَى بَنِي أَزْنَم، عَن ابنِ الأعرابيّ، وَأنْشد:
(يَتْبَعْن قَيْنَي أَزَنْميٍّ شَرْجَبِ ... لَا ضَرَع السِّنِّ وَلم يُثَلَّبِ)

[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: 
زنم: زنم: تمثال (فوك).
زنم وجمعها ازنام = صَنَم (أبو الوليد ص234).
زَنِيمِيّ وهي زنيمية وهم زنيميون (فوك) وزُنُوم (فوك، ألكالا)، زنيم: دعي، فاسق، زان (المعجم اللاتيني - العربي، فوك، ألكالا).
شراب مزنم: شراب ممزوج، شراب عذب، شراب اتخذ من عنب جفف في الشمس (ألكالا).
مِزْنام وجمعه مَزَانِم: محتال، مكار (فوك).

الجمع

الجمع:
القراءة بأكثر من رواية في ختمة واحدة، ويعمل به في مقام التعليم، بشروط وأحكام مفصلة، ويسمى عند المغاربة بـ (الإرداف) لأنه يتبع الوجه تلو الوجه، وفي كيفية الأخذ به طرق عدة وهي:
الجمع: ضم ما شأنه الافتراق والتنافر ذكره الحرالي.

وقال الراغب: ضم الشيء بعضه من بعض. والجماع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا، وأجمعت كذا وأكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكر، ويقال أجمع المسلمون على كذا اجتمعت آراؤهم عليه.

الجمع عند أهل الحقيقة: إشارة إلى حق بلا خلق، وقيل مشاهدة العبودية، وقيل الفرق ما نسب إليك، والجمع ما سلب عنك، ومعناه أن ما يكون كسبا للعبد من إقامة وظائف العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق، وما يكون من قبل الحق من إبداء معان وابتداء لطائف وإحسان فهو جمع، ولا بد للعبد منهما، ومن لا تفرقة له لا عبودية له، ومن لا جمع له لا معرفة له، فقول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُد} إثبات للتفرقة بأثبات العبودية، وقوله {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} طلب للجمع، فالتفرقة بداية الإرادة والجمع نهايتها.
الجمع:
[في الانكليزية] Groupe of people ،crowd ،addition ،sum ،plural ،union
[ في الفرنسية] Groupe de gens ،foule ،addition ،somme ،pluriel
بالفتح وسكون الميم في اللغة بمعنى الجميع، وجماعة الناس، ومصدر بمعنى ضمّ الأشياء، وجمع الاسم الواحد. والنخل الوافر الثمر. كما في المنتخب. وعند المحاسبين هو زيادة عدد على عدد آخر وما حصل من تلك الزيادة يسمى مجموعا وحاصل الجمع. وفي تقييد العدد بالآخر إشارة إلى أنه لا بدّ من التغاير بين العددين حقيقة، كأن يكون أحدهما خمسة والآخر ستة، لا أن يكون كل منهما خمسة مثلا إذ حينئذ لا يسمّى جمعا بل تضعيفا، هكذا يفهم من شرح خلاصة الحساب.
وعند أهل البديع هو من المحسّنات المعنوية وهو أن يجمع بين شيئين أو أشياء في حكم كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا جمع المال والبنون في الزينة كذا في الإتقان والمطول. وعند الأصوليين والفقهاء هو أن يجمع بين الــأصل والفرع لعلّة مشتركة بينهما ليصحّ القياس، ويقابله الفرق وهو أن يفرّق بينهما بإبداء ما يختصّ بأحدهما لئلّا يصحّ القياس كذا في شرح المواقف في المقصد السادس من مرصد النظر، وتلك العلّة المشتركة تسمّى جامعا كما مرّ في لفظ التمثيل. وعند المنطقيين هو كون المعرّف أي بالكسر بحيث يصدق على جميع أفراد المعرّف أي بالفتح، ويسمّى بالعكس والانعكاس أيضا كما يجئ، وذلك المعرّف أي بالكسر يسمّى جامعا ومنعكسا، وبهذا المعنى يستعمله الأصوليون والمتكلّمون وغيرهم في بيان التعريف. ويطلق على معنى آخر أيضا يجئ ذكره في لفظ المغالطة.

عند أهل البديع هو من المحسّنات المعنوية وهو أن يجمع بين شيئين أو أشياء في حكم كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا جمع المال والبنون في الزينة كذا في الإتقان والمطول. وعند الأصوليين والفقهاء هو أن يجمع بين الــأصل والفرع لعلّة مشتركة بينهما ليصحّ القياس، ويقابله الفرق وهو أن يفرّق بينهما بإبداء ما يختصّ بأحدهما لئلّا يصحّ القياس كذا في شرح المواقف في المقصد السادس من مرصد النظر، وتلك العلّة المشتركة تسمّى جامعا كما مرّ في لفظ التمثيل. وعند المنطقيين هو كون المعرّف أي بالكسر بحيث يصدق على جميع أفراد المعرّف أي بالفتح، ويسمّى بالعكس والانعكاس أيضا كما يجئ، وذلك المعرّف أي بالكسر يسمّى جامعا ومنعكسا، وبهذا المعنى يستعمله الأصوليون والمتكلّمون وغيرهم في بيان التعريف. ويطلق على معنى آخر أيضا يجئ ذكره في لفظ المغالطة.
وعند النحاة والصرفيين هو اسم دلّ على جملة آحاد مقصودة بحروف مفردة بتغيّر ما، ويسمّى مجموعا أيضا. فالآحاد أعمّ من أن تكون جملة أو متفرقة فيشتمل أسماء العدد ورجل ورجلان وأسماء الأجناس كتمر ونخل، فإنّها وإن لم تدل عليها وضعا فقد تدلّ عليها استعمالا وأسماء الجموع كرهط ونفر. وبإضافة الجملة إليها خرجت الواحد والاثنان ورجل ورجلان وبقيت البواقي. وقولنا مقصودة أي يتعلق بها القصد في ضمن ذلك الاسم. وقولنا بحروف مفردة أي بحروف هي مادة لمفرده أي لواحده كما هي مادة له أيضا. فالقصد والدلالة بحروف المفرد بمعنى المدخلية لحروف المفرد فيه لا الاستقلال، إذ الهيئة لها أيضا مدخل في الدلالة. والمراد بحروف مفرده أعمّ من حروف مفرده المحقّق كما في رجال، ومن حروف مفرده المقدّر كما في نسوة فإنه يقدّر له مفرد لم يوجد في الاستعمال، وهو نساء على وزن غلام فإن فعلة من الأوزان المشهورة للجمع لمفرد على فعال بضم الفاء. فبقولنا مقصودة خرجت أسماء الأجناس إذا قصد بها نفس الجنس لا أفراده. وإذا قصد بها الأفراد استعمالا فخرجت بقولنا بحروف مفرده. وخرج بقولنا بحروف مفرده أسماء الجموع وأسماء العدد أيضا.
فإن قيل لم يقدر المفرد في نحو إبل وغنم وقوم ورهط لتدخل في الجمع كما قدّر في نسوة. قيل لعدم جريان أحكام الجمع فيها بل المانع متحقق وهو جريان أحكام المفرد فيها بخلاف نحو نسوة. وبالجملة فنحو نسوة ورجال لمّا كان على أوزان الجموع واستعمالها في التأنيث والرّدّ في التصغير إلى الــأصل وامتناع النسبة ومنع الصرف عند تحقق منتهى الجموع اعتبر له واحد محقق أو مقدر. وأما نحو إبل وغنم وخيل ونحوها من أسماء الجموع، فلمّا لم يكن له أحكام الجمع بل أحكام المفرد لم يعتبر له واحد لا محقق ولا مقدر، فإنّ نحو ركب مثلا وإن وافق الراكب في الحروف لكن الراكب ليس بمفرد له، بل كلاهما مفردان، بدليل جريان أحكام المفرد فيهما من التصغير وكون الركب على غير صيغ القلّة وعود ضمير الواحد إليه ونحو ذلك. وهكذا الحال في نحو تمر مما الفارق بينه وبين واحده التاء، فإنه اسم جنس لا جمع وإليه ذهب سيبويه. وقال الأخفش أسماء الجموع التي لها آحاد من تراكيبها جمع فالركب جمع راكب.
وقال الفرّاء وكذا أسماء الأجناس. كتمر فإنه جمع تمرة. وأما اسم جمع أو جنس لا واحد له من لفظه نحو إبل وغنم فليس بجمع على الاتفاق بل الإبل اسم جنس والغنم اسم جمع. ثم الفرق بينهما أنّ اسم الجنس يطلق على القليل والكثير أي يقع على الواحد والاثنين فصاعدا وضعا بخلاف اسم الجمع. فإن قيل الكلم لا يقع على الكلمة والكلمتين وهو جنس.
قيل ذلك بحسب الاستعمال لا بالوضع على أنه لا ضير في التزام كون الكلم اسم جمع وقد مرّ أيضا في لفظ اسم الجنس. ثم إضافة حروف إلى مفرده للجنس أي بجميع حروف مفرده كرجال أو بعضها كسفارج في سفرجل وفرازد في فرزدق. وقولنا بتغيّر ما أي أعم من أن يكون التغير بزيادة كرجال جمع رجل وكما في الجمع السالم أو نقصان ككتب جمع كتاب أو اختلاف في الحركات والسكنات كأسد جمع أسد، ومن أن يكون حقيقة كعامة الجموع أو حكما كما في فلك وهيجان حيث يتّحد فيهما الواحد والجمع حرفا وهيئة، لكنه اعتبر الضمة في فلك والكسر في هيجان في حال الجمع عارضيتين، وفي حال الإفراد أصلــيتين، فحصل التغير بهذا الاعتبار.
التقسيم
الجمع نوعان صحيح ويسمّى سالما وجمع السلامة أيضا ومكسر ويسمّى جمع التكسير.
فجمع التكسير ما تغيّر بناء واحده أي من حيث نفسه وأموره الداخلة فيه كما هو المتبادر بخلاف جمع السلامة، فإن تغير بناء واحده بلحوق الحروف الخارجة فتغيّر نحو أفراس باعتبار الأمور الداخلة حيث عرض للفاء السكون وصيرورته حرفا ثانيا بعد أن كان أولا، والفصل بين الراء والسين بعد أن كانا متصلين وليس كذلك تغير نحو مسلمون لبقاء بناء مفرده وهو مسلم في التلفظ. فالفرق بين التكسير والتصحيح إنما هو باختصاص التكسير بالتغير بالأمور الدخلة، هكذا ذكر المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية وفيه إشارة إلى جواز إطلاق جمع التصحيح على الجمع السالم. ثم قال والأوجه أن يقال المراد التغيّر بغير إلحاق الواو والياء والنون والألف والتاء، بل لا حاجة إلى مثل هذه التكلفات أصلــا إذ في الجمع السالم لم يتغيّر بناء المفرد أصلــا فإنّ البناء وهو الصيغة لا يتغيّر بتغيّر الآخر فإنّ رجلا ورجل ورجل بناء واحد وقد سبق ذلك في بيان تعريف علم الصرف في المقدمة. ثم المتبادر من التغيّر تغيّر يكون بحصول الجمعية فلا ينتقض بمثل مصطفون فإنّ تغير الواحد فيه يلزم بعد حصول الجمعية.
ثم لما عرفت في تعريف الجمع أنّ التغير أعمّ من الحقيقي، والاعتباري لم يخرج من تعريف جمع التكسير نحو فلك وهيجان.
والجمع الصحيح بخلافه أي بخلاف جمع التكسير وهو تارة يكون للمذكّر وتارة للمؤنث.
فالجمع الصحيح المذكّر ما لحق آخر مفرده واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة نحو مسلمون ومسلمين جمع مسلم.
والجمع الصحيح المؤنّث ما لحق آخر مفرده ألف وتاء نحو مسلمات جمع مسلمة، وحذف التاء من مسلمة لئلا يجتمع علامتا التأنيث.
وأيضا الجمع إمّا جمع قلّة وهو ما يطلق على عشرة فما دونها إلى الثلاثة بطريق الحقيقة وإمّا جمع كثرة وهو ما يطلق على ما فوق العشرة إلى ما لا نهاية له وقيل على ثلاثة فما فوقها. ثم الجمع الصحيح كله ونحو أفلس وأفراس وأرغفة وغلمة جمع قلة، وما عدا ذلك جمع كثرة. وإذا لم يجئ للفظ إلّا جمع القلّة كأرجل أو جمع كثرة كرجال فهو مشترك بينهما.
وقد يستعار أحدهما للآخر مع وجود ذلك الآخر كقوله تعالى ثَلاثَةَ قُرُوءٍ مع وجود أقراء.
وقد يجمع الجمع ويسمّى جمع الجمع يعني يقدر الجمع مفردا فيجمع على ما يقتضيه الأصول. أما في أوزان القلة ليحصل التكثير ولذلك قل جمع السلامة فيها. وفي جموع الكثرة الغرض من جمعها معاملتها معاملة المفرد ولذلك كثر فيه السّلامة رعاية لسلامة الآحاد.
فمثال جمع التكسير أكالب جمع أكلب جمع كلب، وأناعيم جمع أنعام جمع نعم. ومثال جمع السلامة جمالات جمع جمال جمع جمل، وكلابات جمع كلاب جمع كلب، وبيوتات جمع بيوت جمع بيت.
ثم اعلم أنّ جمع الجمع لا يطلق على أقل من تسعة كما أنّ جمع المفرد لا يطلق على أقل من ثلاثة إلّا مجازا، هكذا يستفاد من شروح الكافية كالفوائد الضيائية وغاية التحقيق والحاشية الهندية وشروح الشافية كالجاربردي.
وعند الصوفية هو إزالة الشعث والتفرقة بين القدم والحدث لأنّه لما انجذب بصيرة الروح إلى مشاهدة جمال الذات استتر نور العقل الفارق بين الأشياء في غلبة نور الذات القديمة، وارتفع التمييز بين القدم والحدث لزهوق الباطل عند مجيء الحقّ، وتسمّى هذه الحالة جمعا. ثم إذا أسبل حجاب العزّة على وجه الذات وعاد الروح إلى عالم الخلق وظهر نور العقل لبعد الروح عن الذات وعاد التمييز بين الحدث والقدم تسمّى هذه الحالة تفرقة.
ولعدم استقرار حال الجمع في البداية يتناوب في العبد الجمع والتفرقة، فلا يزال يلوح له لائح الجمع ويغيب إلى أن يستقرّ فيه بحيث لا يفارقه أبدا. فلو نظر بعين التفرقة لا يزول عنه نظر الجمع، ولو نظر بعين الجمع لا يفقد نظر التفرقة، بل يجتمع له عينان ينظر باليمنى إلى الحقّ نظر الجمع وباليسرى إلى الخلق نظر التفرقة، وتسمّى هذه الحالة الصحو الثاني والفرق الثاني وصحو الجمع وجمع الجمع، وهي أعلى رتبة من الجمع الصرف لاجتماع الضدّين فيها ولأن صاحب الجمع الصرف غير متخلّص عن شرك الشرك والتفرقة بالكلية. ألا ترى أنّ جمعه في مقابلة التفرقة متميّز عنها وهو نوع من التفرقة، وهذه مشتملة على الجمع والتفرقة، فلا تقابل تفرقة ولهذا سميت جمع الجمع. وصاحب هذه الحالة يستوي عنده الخلطة والوحدة ولا يقدح المخالطة مع الخلق في حاله، بخلاف صاحب الجمع الصرف فإنّ حاله ترتفع بالمخالطة والنظر إلى صور أجزاء الكون. وصاحب جمع الجمع لو نظر إلى عالم التفرقة لم ير صور الأكوان إلّا آلات يستعملها فاعل واحد، بل لا يراها في البين فيجمع كل الأفعال في أفعاله وكل الصفات في صفاته وكل الذات في ذاته، حتى لو أحسّ بشيء يراه المحسّ ونفسه الحسّ والحسّ صفة المحسّ، فتارة يكون هو صفة المحبوب وآلة علمه، وتارة يكون المحبوب صفة وآلة علمه وتصرفه كقوله سبحانه كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا؛ وكما لا يتطرق السّكر إلى الصحو الثاني فكذلك لا تصيب التفرقة هذا الجمع لأنّ مطلعه أفق الذات المجردة وهو الأفق الأعلى، ومطلع الجمع الصرف أفق اسم الجامع وهو الأفق الأدنى.
والجمع الصرف يورث الزندقة والإلحاد ويحكم برفع الأحكام الظاهرية، كما أنّ التفرقة المحضة تقتضي تعطيل الفاعل المطلق. والجمع مع التفرقة يفيد حقيقة التوحيد والتمييز بين أحكام الربوبية والعبودية. ولهذا قالت المتصوّفة: الجمع بلا تفرقة زندقة والتفرقة بلا جمع تعطيل، والجمع مع التفرقة توحيد، ولصاحب الجمع أن يضيف إلى نفسه كل أثر ظهر في الوجود وكل فعل وصفة وأثر لانحصار الكلّ عنده في ذات واحدة. فتارة يحكي عن حال هذا وتارة عن حال ذاك، ولا نعني بقولنا قال فلان بلسان الجمع إلّا هذا، والجمع واد ينصبّ إلى بحر التوحيد، كذا في شرح القصيدة الفارضية. وفي كشف اللّغات يقول: الجمعية في اصطلاح السّالكين إشارة إلى الانتقال من مشاهدة الكلّ إلى الواحد. والتفرقة: عبارة عن تعلّق القلب بأمور متعدّدة فيتشتّت. وقيل:
الجمعية (اجتماع الخاطر) هي أن يصل السّالك إلى مرتبة المحو بحيث يغيب عن حسّه بالناس وبنفسه. ويقولون أيضا: الجمع شهود الحقّ بدون الخلق. وجمع الجمع شهود الخلق قائمين بالحقّ.
[الجمع] لصاب ولُصوبٌ. وفلانٌ لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يعطي شيئاً. ولَصِبَ الخاتَمُ في الإصبع، وهو ضدُّ قَلِقَ. واللواصب في شعر كثَيِّر : الآبار الضيقة البعيدة القعر.

النّظم

(النّظم) المنظوم يُقَال نظم من لُؤْلُؤ وَيُقَال أَتَانَا نظم من جَراد صف كثير مِنْهُ وَالْكَلَام الْمَوْزُون المقفى وَهُوَ خلاف النثر وَيُقَال نظم الْقُرْآن عِبَارَته الَّتِي تشْتَمل عَلَيْهَا الْمَصَاحِف صِيغَة ولغة وَيُطلق على بعض الْكَوَاكِب المنتظمة وَمِنْهَا الثريا
النّظم: فِي اللُّغَة در رشته كشيدن جَوَاهِر - وَفِي اصْطِلَاح الْعرُوض الْكَلَام وَالشعر. وَعند الْأُصُولِيِّينَ هُوَ الْكَلَام الْمنزل وَحَدِيث رَسُولنَا الْأَكْمَل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَيُقَال نظم الْقُرْآن ونظم الحَدِيث الشريف وَهُوَ بِاعْتِبَار وَصفه على أَرْبَعَة أَقسَام - خَاص - وعام - مُشْتَرك - ومأول.
النّظم:
[في الانكليزية] Stringing ،threading ،syntax ،versification
[ في الفرنسية] Enfilage des perles ،syntaxe ،versification
بالفتح وسكون الظاء المعجمة في اللغة جمع اللؤلؤ في سلك. وفي الاصطلاح كما في چلپي المطول يطلق على معان: أحدها بحسب اللفظ مفردا كان أو مركّبا كما في تقسيم نظم القرآن إلى الظاهر والنّصّ وغيرهما. والثاني تركيب الألفاظ على وفق ترتيب يقتضيه إجراء أصل المعنى حتى لو قيل في: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل. قفا من حبيب ذكرى ومنزل. كان لفظا لا نظما لعدم كونه على وفق ترتيب يقتضيه إجراء أصل المعنى، وهذا بخلاف نظم الحروف فإنّه تواليها من غير اعتبار معنى يقتضيه، حتى لو قيل مكان ضرب ربض لم يخلّ بنظم الحروف. والثالث ترتيب الألفاظ متناسبة المعاني متناسقة الدلالات على وفق ما يقتضيه العقل أو الألفاظ المترتّبة بهذا الاعتبار. فالنظم بهذا شامل لرعاية ما يقتضيه علم المعاني والبيان بخلاف النّظم بالمعنى الثاني فهو أعمّ منه، ومنه نظم القرآن. والشيخ عبد القاهر يسمّي إيراد اللفظ على طبق ما اعتبر من المعاني الزائدة على أصل المعنى نظما وكأنّه بالغ في أنّ الفضيلة في تطبيق الكلام على مقتضى الحال وإلّا فالنظم عند المحقّقين ما عرفت من ترتيب الألفاظ متناسبة المعاني متناسقة الدلالات، أو الألفاظ المترتّبة كذلك، هكذا يستفاد من الأطول في الخطبة وفي بحث التعقيد. والرابع:

الكلام الموزون. يقول في جامع الصنائع: النّظم في صنعة الشّعر هو الكلام الموزون ويقول في مجمع الصنائع: الكلام المنظوم عشرة أقسام:
الغزل، والقصيدة، والتّشبيب، والقطعة، والرّباعي، والفرد، والمثنوي، والترجيع، والمسمّط، والمستزاد.

هَراقَ

هَراقَ الماءَ يُهَرِيقُه، بفتح الهاءِ، هِراقَةً، بالكسر،
وأهْرَقَهُ يُهْرِيقُه إهْراقاً،
وأهْراقَهُ يُهْرِيقُه إهْرِياقاً، فهو مُهَرِيقٌ، وذاك مُهَراقٌ ومُهْراقٌ: صَبَّهُ، وأصْلُــه: أراقَهُ يُريقُه إراقَةً، وأصْلُ أراقَ: أرْيَقَ، وأصْلُ يُريقُ: يُرْيِقُ، وأصْلُ يُرْيِقُ: يُؤَرْيِقُ، وقالوا: أُهَرِيقُه، ولم يقولوا: أُأَرِيقُه، لاسْتِثْقالِ الهمزتين، وزِنَةُ يُهَرِيقُ، بفتح الهاءِ: يُهَفْعِلُ، ومُهَراقٌ، بالتحريك: مُهَفْعَلٌ، وأمَّا يُهْرِيقُ ومُهْراقٌ، بتسكينِ هائِهما، فلا يُمْكِنُ أن يُنْطَقَ بهما، لأَنّ الهاءَ والفاءَ جميعاً ساكِنان.
والمُهْرَقُ، كمُكْرَمٍ: الصَّحيفةُ، مُعَرَّبٌ، ج: مَهارِقُ، والصَّحْراءُ المَلْساءُ.
ومَطَرٌ مُهْرَوْرِقٌ: صَيِّبٌ.
ويقالُ: هَرِّقْ على خَمْرِكَ، أي: تَثَبَّتْ.
والمُهْرُقانُ، كمُسْحُلانٍ ومَلْكَعانٍ، وبضم الميمِ وفتح الراءِ: البَحْرُ أو المَوْضِعُ الذي فاضَ فيه الماءُ،
وبالضم: د بساحِلِ بَحْرِ البَصْرَةِ، مُعَرَّبُ: ما هي رويانْ.
وهَريقوا عليكم أوّلَ الليلِ، أي: انْزِلوا.
وهَوْرَقانُ: ة بمَرْوَ.
والهِرْقُ، بالكسر: الثَّوبُ الخَلَقُ.

رَضِي

رَضِي
: (و ( {رَضِيَ عَنهُ وَعَلِيهِ) : إِذا عُدِّي بعلَى فَهُوَ بمعْنَى عَنهُ وَبِه وَهُوَ قَلِيلٌ؛ وأَنْشَدَ الأخْفَشَ للقُحَيْف العُقَيْلي:
إِذا} رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَني {رِضاها كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: عَدَّاه بعلَى لأنَّها إِذا رَضِيَتْ عَنهُ أَحَبَّتْه وأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ، فَلِذَا اسْتَعْمل على بمعْنَى عَن.
قالَ ابنُ جنِّي: وَكَانَ أَبُو عليَ يَسْتَحْسِن قَوْلَ الكِسائي فِي هَذَا لأنَّه قالَ: لمَّا كانَ} رَضِيتُ ضِدَّ سَخِطْت عَدَّاه بعلَى حَمْلاً للشَّيءِ على نَقِيضِه كَمَا يُحْمَلُ على نَظِيرِه، وَقد سَلَك سِيْبَوَيْه هَذِه الطَّريقَ فِي المصادِرِ كثيرا فقالَ: وَقَالُوا كَذَا كَمَا قَالُوا كَذَا، وأَحدُهما ضِدُّ الآخَرِ.
وقَوْلُه تَعَالَى: { {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم} ورَضوا عَنهُ} ؛ تأوِيلُه أنَّه تَعَالَى رَضِيَ عَنْهُم أَفْعَالَهم ورَضوا عَنهُ مَا جَازَاهُم بِهِ.
وقالَ الَّراغبُ: {رِضا العَبْد عَن اللَّهِ أَنْ لَا يَكْرَه مَا يجْرِي بِهِ قَضاؤُه،} ورِضا اللَّه عَن العَبْد هُوَ أَنْ يَراهُ مُؤْتَمِراً لأمْرِه ومُنتهياً عَن نَهْيِه.
وَفِي المِصْباح: {رَضِيت عَلَيْهِ لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ.
(} يَرْضَى) ؛ قالَ شيُخنا: هَذَا ممَّا أَخلَّ بِهِ فِي الاصْطَلاحِ، فإنَّ رَضِيَ مِن أَوْزانِه المَشهُورِة وَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَضْبَطه الضَّبْط التامَّ كأَنْ يقولَ مَثلاً هُوَ بكَسْرِ الْمَاضِي وفَتْح المُضارِعِ، أَو يقولَ كفَرِحَ أَو نَحْو ذلكَ، وأمَّا كَلامُه فإنَّه يَقْتضِي مِن اصْطِلاحِه أنَّ الماضِي مَفْتوحٌ والمُضارِعُ مَكْسورٌ على قاعِدَةِ مَا فِي الخطْبَةِ، اه.
وَمَا ذَكَرَه شيْخنا فَهُوَ سَدِيدٌ إلاَّ أنَّه لشُهْرتِه لم يُراعِ اصْطِلاحَه السَّابق لأَمْن اللبْسِ، فتأَمَّل.
( {رِضاً) ، بالكسْرِ مَقْصوراً مَصْدَرٌ مَحْضٌ، وأَمَّا بالمدِّ فَهُوَ اسمٌ، عَن الأخْفَش، أَو مَصْدَر رَاضاهُ رِضاءً؛ (} ورِضْواناً) ، بالكسْرِ أَيْضاً، (ويُضَمَّانِ) ، الضَّمُّ فِي الأخيرِ عَن سِيْبَوَيْه ونَظَّرَه بشُكْران ورُجْحان.
وَفِي المِصْباحِ: إنَّ الضمَّ لُغَةُ قَيْسٍ وتمِيمٍ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: القرَّاءُ كُلُّهم قَرَأُوا {الرِّضْوان، بالكَسْر إلاَّ مَا رُوِي عَن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ بالضمِّ.
وقالَ الراغبُ: ولمَّا كانَ أَعْظَم} الرِّضا {رِضا اللَّهِ تَعَالَى خُصَّ بلَفْظِ} الرّضْوَان فِي القُرْآن بِمَا كانَ مِن اللَّهِ تَعَالَى.
( {ومَرْضاةً) ، أَصْلُــه مرضوة؛ كلُّ ذلكَ (ضِدُّ سَخِطَ) .
قالَ الجوهريُّ: وإنَّما قَالُوا} رَضِيتُ عَنهُ {رِضاً، وَإِن كانَ مِن الواوِ، كَمَا قَالُوا شَبِعَ شِبَعَاً، وَقَالُوا} رَضِيَ لمَكانِ الكَسْر وحَقُّه رَضُوَ، اه.
وَفِي المُحْكَم: قالَ سِيْبَوَيْه: وَقَالُوا رَضْيُوا أَسْكن العينَ، وَلَو كَسَرَها لحذفَ لأنَّه لَا يَلْتَقي ساكِنان حيثُ كانتْ لَا تدْخلُها الضمَّة وقَبْلها كَسْر، وراعَوْا كسْرَةَ الضادِ فِي الــأصْلِ فلذلكَ أَقَرّوها يَاء، وَهِي مَعَ ذلكَ كُلّه نادِرَةٌ.
(فَهُوَ {راضٍ مِن) قوْمَ (} رُضاةٍ) ، كقُضاةٍ، ( {ورَضِيّ) ، كغَنِيَ، (من) قوْم (} أَرْضِياءَ {ورُضاةٍ) ، هَذِه عَن اللَّحيانيِّ وَهِي نادِرَةٌ، أَعْنِي تَكْسِير رَضِيَ على} رُضاةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّه جَمْعُ {راضٍ لَا غيْر.
(} ورَضٍ مِن) قَوْمٍ ( {رَضِينَ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
(} وأَرْضاهُ: أَعطاهُ مَا {يُرْضِيهِ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} يُرْضُونَكُم بأفْواهِهِم وتَأْبَى قُلوبُهم} .
( {واسْتَرضاهُ} وتَرضَّاهُ: طَلَبَ {رِضاهُ) بحمدٍ؛ وقيلَ:} تَرضَّاهُ {أَرْضاهُ بَعْدَ جهدٍ؟ قالَ الشَّاعِرُ:
إِذا العَجوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ
وَلَا} تَرَضَّاها وَلَا تَمَلَّقِ أَثْبَتَ الألِفَ فِي ترضَّاها لئَلاَّ يَلْحَقَ الجُزْءَ خَبْنٌ.
( {ورَضِيتُهُ) ، أَي الشَّيءَ، (و) } رَضِيتُ (بِهِ) {رِضاً: اخْتَرْته.
} ورَضِيَهُ لهَذَا الأَمْرِ: رآهُ أَهْلاً لَهُ، (فَهُوَ مَرْضُيٌّ) ، بضمِّ الضَّادِ وتَشْديد الياءِ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ {مَرْضُوٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم والتَّهْذِيبِ والمِصْباحِ؛ (} ومَرْضِيٌّ) ، كمَرْمِيَ وَهُوَ أَكْثَر مِن {مَرْضُوِّ.
قالَ الجَوهرِيُّ. وَقد قَالُوا مَرْضُوٌّ فجَاؤُوا بِهِ على الــأصْل.
(} وارْتَضاهُ لصُحْبَتِهِ وخِدْمَتِهِ) : اخْتارَهُ ورآهُ أَهْلاً.
( {وتراضَياهُ: وَقَعَ بِهِ} التَّراضِي) .
وَفِي الأساسِ: {وتَراضَياهُ ووَقَعُ بِهِ التَّراضِي، بزِيادَةِ الواوِ وَهُوَ تَفاعلٌ مِن الرِّضا؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إنَّما البَيْعُ عَن} تَراضٍ) .
وقوْلُه تَعَالَى: {إِذا! تَراضَوْا بَيْنهم بالمَعْروفِ} ، أَي أَظْهَرَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُم {الرِّضا بصاحِبِه} ورَضِيةُ.
( {واسْتَرْضاهُ: طَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ} يُرْضِيَهُ) ؛ نقلَهُ الزمَخْشريُّ.
(وَمَا فَعَلْتُه إلاّ عَن {رِضْوَته، بالكسْرِ) : أَي (} رِضاهُ) ، نقلَهُ الزَّمخشريُّ.
( {والرِّضاءُ) ، ككِتابٍ: (} المُراضَاةُ) ، مَصْدَرُ {رَاضاهُ} يُراضِيَهُ؛ (وبالقَصْرِ) مَصْدَرٌ مَحْضٌ بمعْنَى ( {المَرْضَاةُ) ، وَقد تقدَّمَ.
قالَ الجَوهرِيُّ (و) سَمِعَ الكِسائِي (} رِضَوانِ) وحِمَوانِ فِي تَثْنِيَةِ {الرِّضا والحِمَى، قالَ: (و) الوَجْهُ (} رِضَيانِ) وحِمَيانِ، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُهما بالياءِ على الــأصْلِ، وَالْوَاو أَكْثر.
وقالَ ابنُ سِيدَه: الأُوْلى على الــأصْلِ والأُخْرى على المُعاقَبَةِ، وكأنَّ هَذَا إنَّما ثُنِّي على إرادَةِ الجنْسِ.
(و) قوْلُه تَعَالَى: {عِيَشَةٌ {راضِيَةٌ} : أَي (} مَرْضِيَّةٌ) ، كقوْلِهم: هَمٌّ ناصِبٌ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم عَن سِيْبَوَيْه: هُوَ على النَّسَبِ أَي ذَات رِضاً (و) قَالُوا: ( {رُضِيَتْ مَعِيشَتُه، كعُنِيَتْ) ، أَي بالبِناءِ للمَفْعولِ، و (لَا) يقالُ (} رَضِيَتْ بالفتْحِ) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
( {ورَاضانِي) فلانٌ} مُراضاةً {ورِضاءً (} فَرَضَوْتُه {أَرْضُوه) ، بالضمِّ، (غَلَبْتُه) فِيهِ، لأنَّه مِن الواوِ.
وَفِي المُحْكَم: كنْتُ أَشَدَّ} رِضاً مِنْهُ، وَلَا يُمَدُّ {الرِّضا، إلاَّ على ذلكَ.
(ورجُلٌ} رِضاً) ، بالكَسْر والقَصْرِ، من قوْمِ رِضاً: قُنْعانٌ (! مَرْضِيٌّ) ، وُصِفُوا بالمصْدَرِ؛ قالَ زهيرٌ:
هُمُ بَيْنَنا فَهُمْ رِضاً فهُمُ عَدْلُ وصَفَ بالمَصْدَرِ الَّذِي بمعْنَى المَفْعولِ كَمَا وُصِفَ بالمَصْدرِ الَّذِي فِي مَعْنى فاعِلٍ فِي عَدْلٍ وخَصْمٍ.
( {والرَّضِيُّ) ، كغَنِيَ: (الضَّامِنُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، ومِثْلُه فِي التكمِلَةِ.
ووُجِدَ فِي نسخِ التهذيبِ، الضَّامِرُ.
(و) أَيضاً: (المُحِبُّ) ؛ كلُّ ذلكَ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) } رَضِيّ، بِلا لامٍ: (والِدُ غَنِيَّةَ) الجذَميَّةِ (التَّابِعِيَّةِ) عَن عائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وعنها حَوْشبُ بنُ عقيلٍ.
(و) {الرِّضَى: (لَقَبُ) الإمامِ ابنِ الحَسَنِ (عليِّ بن مُوسَى بنِ جَعْفرِ) بنِ حَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ.
(و) أَيْضاً: (لَقَبُ جَعْفرِ) بنِ عليَ الرَّبَعيِّ (بنِ دَبُوقَا) الكاتِبُ (المُقْرِىءُ) تَلا بالسَّبع على السّخاوي، وماتَ سَنَة 691.
(} ورُضاً، كسُدىً: ابنُ زاهِرٍ) المُرَادِيُّ.
(وعبْدُ {رُضاً الخَوْلانيُّ لَهُ صُحْبَةٌ) كُنْيَته أَبو مكنفٍ، لَهُ وِفادَةٌ وشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.
(} ورُضاً: بَيْتُ صَنَمٍ لرَبيعَةَ) ، وَبِه سَمَّوا عَبْد رُضاً.
( {ورَضْوَى، كسَكْرَى: فَرَسُ) سعْدِ بنِ شُجَاع السّدوسيّ، كَذَا فِي المُحْكَم.
(و) أيْضاً: اسمُ (جَبَلٍ) بعَيْنه (بالمَدينَةِ) على سَبْع مَراحِلَ مِنْهَا، ومِن يَنْبُع على يَوْم؛ قالَهُ نَصْر؛ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} رَضَوِيٌّ.
(وَذُو {رِضْوانَ: جَبَلٌ) وَفِي بعضِ النُّسخِ: و، د.} رِضْوان جَبَلٌ (وخازِنُ الجنَّةِ) ؛ أَي {ورَضْوَى بَلَدٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المَراضِي: جَمْعُ {مَرْضاةٍ، أَو جَمْعُ الرِّضا على غيرِ قِياسٍ.
} ورَضَّاهُ تَرْضِيَةً: أَرْضاهُ.
! والرَّضِيُّ، كغَنِيَ: المُطِيعُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ. {ورَضْوَى: اسمُ امْرأَةٍ؛ قالَ الأَخْطَل:
عَفا واسِطٌ مِن آلِ} رَضْوَى فَتَبْتَلُ
فمُجْتَمَعُ الحرين فالصَّبْرُ أَجْمَلُومِن أَسْمائِهنَّ: {رُضَيَّا زِنَةَ ثُرَيَّا، تَصْغِيرُ} رَضْوَى وثَرْوَى.
{ورُضَا، بالضمِّ: بَطْنٌ مِن مُراد.
وعبدُ اللَّهِ بنُ كُلَيْب بنِ كَيْسان مَوْلى رُضا شيْخٌ لأبي الطاهِرِ بنِ السَّرْحِ ماتَ سَنَة 193.
وعبدُ رُضَا بنُ جذيمَة فِي طيِّىءٍ من ولدِه زيْدُ الخَيْل الطَّائي وغيرُهُ.
وعبدُ} رُضا بنُ جبيل فِي بَني كِنانَةَ.
{ورُضَا بنُ شقرَةَ فِي بَني تمِيمٍ.
وأَبو} الرِّضَا، بالكسْرِ: كُنْيةُ جماعَةٍ مِنْهُم: نفيسُ الْخصي الطَّرْسوسيُّ حَدَّثَ عَن محمدِ بنِ مصعبٍ القرقسائي.
والشَّرِيفُ {الرَّضِيُّ هُوَ محمدُ بنُ الحَسَنِ المُوسَوِيُّ الشاعِرُ، وأَخُوه الشَّريفُ} المُرْتَضى، مَشْهُورانِ.
{والمُرْتَضَى أَيْضاً لَقَبُ أَميرِ المُؤْمِنين عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ.
} ورَضِيّ بنُ أَبي عقيلٍ حدَّثَ عَن أَبي جَعْفرٍ البَاقِر.
{ورَضْوَى: مَوْلاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَكَرَها المُسْتَغْفري.
ورَضْوَى بِنْتُ كَعْبٍ تابِعِيَّة رَوَى عَنْهَا قَتادةُ.
} والرَّضَويُّون أَوْلادُ عليِّ {الرِّضَا مِن العَلَويِّين؛ وأَيْضاً أَهْلُ مَشْهد الرِّضا.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.