Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أخير

غوز

غوز: غاز: اسم نبات (دوماس حياة العرب ص381).
(غوز) الْمَادَّة (كيماويا) حولهَا إِلَى غاز (مج)

غوز


غَاز (و)(n. ac. غَوْز)
a. Sought; purposed.

غَاز a. [ coll. ], Gas.
b. Paraffineoil; petroleum.

غَوْش
P.
a. Birch-tree.

غَوْشَة
a. Tumult.

غوز: قال الأَزهري في ترجمة غَزا: الغَزْو القصد، وكذلك الغَوْزُ، وقد

غَزاه وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قصده. والأَغْوَزُ: البارُّ

بأَهله.

غوز
غوَّزَ يغوِّز، تغويزًا، فهو مغوِّز، والمفعول مغوَّز
• غوَّز المادَّةَ: (كم) حوّلها إلى غاز. 

غاز [مفرد]: ج غازات: (انظر: غ ا ز - غاز). 
غوز
{غازَه} غَوْزَاً، أهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: أَي قَصَدَه، لغةٌ فِي غَزاه، نَقله الأَزْهَرِيّ فِي غَزا. {والأَغْوَز: البارُّ بأهلِه وقَرابَتِه كالغازِّ، بِالتَّشْدِيدِ. أَبُو مَريحَةَ حُذَيْفةُ بنُ أَسِيدِ بنِ خالدِ وَفِي أَنْسَاب ابنِ الكلبيّ: أُميّة بنِ} الأَغْوَزِ، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَيُقَال: الأَغْوَسِ بِالسِّين، الغِفاريّ، بايعَ تحتَ الشجرةِ، وتُوفِّيَ بالكُوفة. ورَبيعةُ بنُ الغازِ الجُرَشيُّ، وَيُقَال: ربيعةُ بنُ عَمْرِو بنِ {الغازِ، وَهُوَ جدُّ هشامِ بنِ الْغَاز، وَكَانَ يُفتي الناسَ زَمَنَ معاويةَ، وقُتِلَ بمَرجِ راهِط سنة صَحابِيَّان، الــأخيرُ مُختَلَفٌ فِيهِ، قلتُ: وَمن ولَدِ الْــأَخير: عبدُ الوهّابِ بنُ هشامِ بنِ الغازِ، روى عَنهُ الوليدُ بنُ يزيدَ البَيْروتيّ، وابنُه مُحَمَّد بن عبدِ الوهّاب، روى عَنهُ النَّبَّاشُ بنُ الوليدِ البَيْروتيّ، وولَدُه أَبُو الليثِ مُحَمَّد بنُ عبد الوهّاب، من شيوخِ ابنِ جَميع. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} الغازُ بنُ جَبَلَةَ حَديثُهُ فِي طَلاقِ المُكرَه، وَرَوَاهُ البُخاريُّ بالراء، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعه.

غمض

غمض: {إلا أن تغمضوا}: تسامحوا.
(غمض) - في حَدِيثِ مُعاذَ: "إيَّاكُم ومُغْمِضَاتِ الأُمورِ"
وفي رواية: "المُغْمِضَاتِ من الذُّنوب"
وقال النَّضْر: هي التي يَركَبُها الرَّجُل على مَعْرِفَة لكِنّه يُغمِّضُ عنها.
(غمض) فلَان ارْتكب الذُّنُوب وَهُوَ يعرفهَا وعَلى هَذَا الْأَمر مضى وَهُوَ يعلم مَا فِيهِ وَعَن الشَّيْء تجَاوز وأغضى وَفِي البيع تساهل وَعَيْنَيْهِ أغمضهما وَالْمَيِّت أغمضه وَالْكَلَام جعله غامضا
غ م ض : غَمَضَ الْحَقُّ غُمُوضًا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَفِيَ مَأْخَذُهُ وَغَمُضَ بِالضَّمِّ لُغَةٌ وَنَسَبٌ
غَامِضٌ لَا يُعْرَفُ وَأَغْمَضْتُ الْعَيْنَ إغْمَاضًا وَغَمَّضْتُهَا تَغْمِيضًا أَطْبَقْتُ الْأَجْفَانَ وَمِنْهُ قِيلَ أَغْمَضْتُ عَنْهُ إذَا تَجَاوَزْتَ. 
غمض
الغَمْضُ: النّوم العارض، تقول: ما ذقت غَمْضاً ولا غِمَاضاً، وباعتباره قيل: أرض غَامِضَةٌ، وغَمْضَةٌ، ودار غَامِضَةٌ، وغَمَضَ عينه وأَغْمَضَهَا: وضع إحدى جفنتيه على الأخرى ثمّ يستعار للتّغافل والتّساهل، قال: وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ
[البقرة/ 267] .
(غمض)
الْمَكَان غموضا انخفض انخفاضا شَدِيدا حَتَّى لَا يرى مَا فِيهِ وَالشَّيْء وَالْكَلَام خَفِي وَالدَّار بَعدت عَن الشَّارِع وعينه نَامَتْ وَيُقَال مَا غمضت مَا نمت والخلخال فِي السَّاق غاص فِيهَا لسمنها والكعب غطاه اللَّحْم فأخفاه وَفُلَان فِي الأَرْض غمضا وغموضا ذهب فِيهَا وَغَابَ فَهُوَ غامض وَعنهُ فِي البيع أَو الشِّرَاء غمضا تساهل

(غمض) الْمَكَان غماضة وغموضة غمض وَالشَّيْء وَالْكَلَام غمض
غمض: غمض: والمصدر منه غُموضة، صعب وخفي (فوك).
غَمَّض عينَه: أغمض عينيه، أطبق جفنيهما. وغمَّض عينَه: مات وأغلق عينيه، وهذا من المجاز (بوشر).
غَمَّض: أطفأ. ففي المعجم اللاتيني العربي: ( Extinguet يطفي ويغمّض).
أَغْمض عن: أغضى عن، تغاضى عن. (ويجرز ص38).
تغمَّض: غمض، خفي. (فوك).
تغمَّض: أغمض عِينيه. أطبق جفنيهما، (فوك).
غَمْضَة: نومة (فوك).
غُمَّيْضَة: إستغماية. (بوشر، محيط المحيط).
غامِض. لمعنى غامض: لسبب بعيد عويص. (المقدمة 3: 205).
أَغْمَضُ: أخفى، أكثر خفاءً. (عباد 2: 12).
إغْماضَة: بُرهة، لحظة، آوانة، وقت قصير (معجم الطرائف).
غ م ض: (الْغَامِضُ) مِنَ الْكَلَامِ ضِدُّ الْوَاضِحِ وَبَابُهُ سَهُلَ. وَ (غَمَّضَهُ) الْمُتَكَلِّمُ (تَغْمِيضًا) . وَ (تَغْمِيضُ) الْعَيْنِ (إِغْمَاضُهَا) . وَ (غَمَّضَ) عَنْهُ إِذَا تَسَاهَلَ عَلَيْهِ فِي بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ وَ (أَغْمَضَ) أَيْضًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267] يُقَالُ: أَغْمِضْ إِلَيَّ فِيمَا بِعْتِنِي أَيْ زِدْنِي مِنْهُ لِرَدَاءَتِهِ أَوْ حُطَّ عَنِّي مِنْ ثَمَنِهِ. وَ (انْغِمَاضُ) الطَّرْفِ انْغِضَاضُهُ. 
(غ م ض) : (أَغْمَضَ) عَيْنَيْهِ وَغَمَّضَهُمَا إذَا أَطْبَقَ أَجْفَانَهُمَا وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَسْتَقْصِيَ فِي غَمْضِ عَيْنَيْهِ فِي الْوُضُوءِ صَوَابُهُ إغْمَاضِ أَوْ تَغْمِيضِ (وَفِي) الْحَدِيث أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ حِين شَقَّ بَصَرُهُ وَمَاتَ أَيْ ضَمَّ أَجْفَانَهُ وَأَطْبَقَهَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَمِنْ الْمَجَاز أَغْمَضَ عَنْهُ إذَا أَغْضَى عَنْهُ وَتَغَافَلَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ مَبْنَى الصُّلْح عَلَى الْحَطِّ وَالْإِغْمَاضِ يَعْنِي التَّسَامُح.
[غمض] فيه: كان "غامضًا" في الناس، أي مغمورًا غير مشهور. ج: أي خفيًا معتزلًا عن الناس راغبًا فيما عند الله. نه: وفيه: إياكم و"مغمضات" الأمور، هي أمور عظيمة يركبها الرجل وهو يعرفها فكأنه يغمض عينيه عنها تعاشيًا وهو يبصرها، وروي بفتح ميم وهي ذنوب صغار، سميت مغمضات لأنها تدق وتخفى فيركبها الإنسان بضرب من الشبهة ولا يعلم أنه مؤاخذ بارتكابها. وفيه: "إلا "أن تغمضوا" فيه"، وروي: لم يأخذه إلا على إغماض، أي مساهلة ومسامحة، أغمض في البيع- إذا استزاده من المبيع واستحطه من الثمن فوافقه عليه. غ: "اغمض" لي، زدني لمكان ردائة أو حط لي من ثنمه. ش: والكشف عن "غوامض" ودقائق ومعرفة النبي، هو بالجر عطفًا على دقائق، وعطفها على غوامض لتغائر اللفظ، جمع غامضة: ما لا تدرك إلا بعد تأمل. ن: "فأغمضه"، استحب الإض لئلا يقبح منظره.
غمض
الغَمْضُ: ما تَطَامَنَ من الأرض، وجَمْعُه غُمُوض.
ودارٌ غامِضَةٌ: غَيْرُ شارِعَةٍ.
وأمْرٌ غامِضٌ، قد غَمضَ غُمُوضاً.
وفي الحديث: " إيِّاكم والمُغَمَضَّات من الذُّنوب ". وهي العِظامُ.
والغامِضُ: الفاتِرُ عن الحَمْلة.
وخَلْخالٌ غامضٌ: قد غَمَضَ في الساق. وكَعْبٌ غامِضٌ.
والسَّيْفُ يَغْمُضُ في اللَّحْم: أي يَغِيب.
والغُمَّضُ: النوْمُ، ما ذُقْتُ غُمْضاً ولا غَمَاضاً، ولا غَمضْتُ ولا أغمَضْتُ، وما اغتَمَضْتُ.
وأغمِضْ لي في البَيَاعَة: أي حُط من ثَمَنِه، ومنه قولُه عَز وجل: " ولَسْتُم بآخِذِيه إلا أن تُغْمِضُوا فيه ".
ويقال للرَّجُل إذا أحْسَنَ النظَرَ وجاء برأي جَيدٍ: قد أغْمَضْتَ في النظَر إغماضاً حَسَناً.
واغتَمَضْتُ فلاناً واغتَمَضَتْه عَنني: إذا ازْدَرَيْته. وكذلك إذا حاضَرْتَه فسَبَقْتَه بعدما سَبَقَكَ.
وما في فلانٍ غَمِيْضَة: أي عَيْبٌ.
وفي الحديث: كانَ غامِضاً في الناس أي مَغْمُوراً غير مَشْهُورٍ.
والغَوَامِضُ من الإبل: التي لم تَتَعوَّد ما السِّنَاوَةَ. وهي - أيضاً -: صِغارُها وحَشْوُها.
[غمض] الغامِضُ من الأرض: المطمئنُّ. وقد غَمَضَ المكانُ بالفتح يَغْمُضُ غموضا. وكذلك غمض بالضم غموضة وغَماضَةً ومكانٌ غَمْضٌ، والجمع غُموضٌ وأغْماضٌ. وكذلك المَغامِضُ، واحدها مَغْمَضٌ، وهو أشدَّ غوراً. والغامِضُ من الكلام: خلافُ الواضح. وقد غَمُضَ غُموضَةً، وغَمَّضْتُهُ أنا تَغْميضاً. وتَغْميضُ العين: إغْماضُها. وغَمَّضْتُ عن فلان، إذا تساهلت عليه في بيعٍ أو شراءٍ، وأغْمَضْتُ. قال الله تعالى: {ولستم بآخِذيه إلا أن تُغْمِضوا فيه} . يقال: أغْمِضْ لي فيما بعتني ; كأنَّك تريد الزيادة منه لرداءته والحطَّ من ثمنه. وانْغِماضُ الطرفِ: انغضاضه. وغَمَّضَتِ الناقةُ، إذا ردَّت عن الحوض فحملت على الذائد مغمضة عينيها فوردت. قال أبو النجم:

يرسلُها التَغْميضُ إن لم تُرْسَلِ * ويقال: ما اكتحلت غَماضاً ولا غِماضاً ولا غُمضاً بالضم، ولا تَغْميضاً ولا تَغْماضاً، أي ما نِمتُ، وما اغْتَمَضَتْ عينايَ. وما في هذا الأمر غَميضَةٌ، أي عيبٌ. ورجلٌ ذو غَمْضٍ، أي خاملٌ ذليلٌ. قال كعب بن لُؤَيّ لأخيه عامر بن لؤيّ: لئن كنت مثلوجَ الفؤاد لقد بدا * بجمع لؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذي غَمْضٍ

غمض


غَمَضَ(n. ac. غُمُوْض)
a. Was obscure; was hidden, concealed, invisible.
b. ['Ala], Was easy to.
c. ['An & Fī], Yielded to; was easy, accommodating with ...in.
d. Was low, flat, depressed (ground).
e.
( n. ac.
غَمْض) [Fī], Penetrated, travelled into, explored (
country ).
غَمِضَ(n. ac. غَمَض)
a. see supra
(d)
غَمُضَ(n. ac. غُمُوْض)
a. see supra
(a) (b).
c.(n. ac. غَمَاْضَة
غُمُوْضَة) ['Ala], Was difficult to.
d. see supra
(d)
غَمَّضَa. Shut, closed ( the eyes ).
b. ['Ala], Shut his eyes to, winked at; connived at;
overlooked, passed by; supported, bore.
c. Used obscure, equivocal (language).
d. see I (c)
أَغْمَضَa. see I (c)
& II (a), (b).
d. Regarded with disdain.

إِنْغَمَضَa. Was closed; shut, closed (eye).

إِغْتَمَضَa. see VII
غَمْض
(pl.
غُمُوْض
أَغْمَاْض
38)
a. Flat, low ground.

غُمْضa. Wink.
b. Sleep; nap.

مَغْمَض
(pl.
مَغَاْمِضُ)
a. Flat, low ground; plain; lowland.

غَاْمِض
(pl.
غَوَاْمِضُ)
a. Unperceived; unapparent; hidden; invisible.
b. Obscure, vague, ambiguous, equivocal; enigmatical;
recondite, abstruse (speech).
c. Low, flat (ground).
d. Despicable, base; obscure; unknown.

غَاْمِضَة
( pl.
reg. &
غَوَاْمِضُ)
a. fem. of
غَاْمِضb. Secret, mystery; enigma.

غَمَاْض
غِمَاْضa. see 3
غَمِيْضَةa. Fault, defect, vice.

تَغْمَاْضa. see 3
N. P.
غَمَّضَa. Shut, closed (eye).
b. see 21 (b)
N. Ac.
غَمَّضَأَغْمَضَa. see 3
مُغْمِضَات
a. Wilful sins.

ذُوْ غَمْص
a. Despised, slighted, scorned.

أَتَانِي ذَلِكَ عَلَى
ا@غْتِمَاضٍ
a. That came to me without trouble.
غ م ض

يقال للأمر الخفيّ والمعتاص: أمر غامض. وكلام غامض: غير واضح. وهذه مسئلة فيها غوامض. ومكان غامض وغمض: مطمئن. وسلكوا غموض الفلاة. وغمض في الأرض غموضاً إذا ذهب وعاب. ودار فلان غامضة: ليست بشارعة وهي التي تنحّت عن الشارع. وحسب غامض: مغمور غير مشهور. وخلخال غامض: غاصّ وقد غمض في الساق غموضاً. وضربته بالسيف فغمض في اللحم غمضةً. وأغمض الميت وغمّضه. وما أغمضت البارحة، وما ذقت غمضاً وغماضاً. وغمّضت الناقة إذا ذيدت فحملت على الذائد مغمّضةً عينيها حتى وردت. قال أبو النجم:

يرسلها التغميض إن لم ترسل

وغمض حد السيف: رقّقه.

ومن المجاز: سمعت كذا فأغمضت عنه وغمّضت واغتمضت إذا أغضبت وتغافلت. قال:

ومن لا يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب

وأغمضت المفازة على القوم إذا لم يظهروا فيها كأنما أغمضت عليهم أجفانها. قال ذو الرمة:

إذا الشخص فهيا هزة الآل أغمضت ... عليه كأغماض المغضّي هجولها وأتاني كذا على اغتماض أي عفوا من غير تكلّف له. قال أبو النجم:

والشعر يأتيني على اغتماض ... كرهاً وطوعاً وعلى اعتراض

أي أعترضه فآخذ منه حاجتي. ويقال لمن جاء برأي سديد: لقد أغمضت في النظر إغماضاً. وأغمض لي فميا بعته أي زدني فيه لرداءته أو حُطّ لي من ثمنه " إلا أن تغمضوا فيه ". وتقول: لا تمرّض في إحسان أخيك بعض التمريض، وغمّض عن إساءته كلّ التغميض.
غمض
غمَضَ يَغمُض، غُمُوضًا، فهو غامِض
• غمَضت عينُه: نام، انضمَّ جَفناها وانطبقا "لم تَغمُض لي اللَّيلةَ الماضيةَ عينٌ" ° لم يغمُض له جَفن: لم يعرف النَّوم أو الرَّاحة.
• غمَض الكلامُ/ غمَض الأمرُ: خفِي مأخذه ومعناه، لم يفهم "غمَض كلامُه فلم أفهم منه شيئًا- صِيغ القرارُ بصورة غامضة- أسلوب غامض". 

غمُضَ يَغمُض، غُمُوضًا، فهو غامِض
• غمُضت عينُه: غمَضت؛ نام، انضمّ جفناها وانطبقا "لم تغمُض لي الليلةَ عين".
• غمُض الكلامُ: غمَض؛ خفِي مأخذه، ولم يُدرك مغزاه "عبارات غامضة- وضعٌ/ مقال غامض". 

أغمضَ/ أغمضَ في يُغمض، إغماضًا، فهو مُغمِض، والمفعول مُغمَض
• أغمض عينيه:
1 - أطبق جفنيهما "سار مُغمَض العينين" ° أغمض الميتَ: أغلق عينيه- أغمضتِ العينُ فلانًا: ازدرتْه- ما أغمضت عيني: ما نمتُ.
2 - غضّ البصرَ.
• أغمض الحقيقةَ: أخفاها.
• أغمض عينيه عنه/ أغمض طرفَه عنه: أغضى عنه، تجاوزه، تساهل معه وتسامح، تظاهر بعدم الانتباه إليه "أغمضت عينيّ عن عيوبه وإساءته إليّ".
• أغمض في السِّلعة: تساهل في بيعها أو شرائها، استحطّ من ثمنها لرداءتها، أو طلب أن يُزاد منها بالثَّمن نفسه " {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}: لا تفعلوا مع الله ما لا ترضَوْنه لأنفسكم". 

تغمَّضَ في يتغمَّض، تَغَمُّضًا، فهو مُتَغَمِّض، والمفعول مُتَغَمَّض فيه
• تغمَّض في الأمر: ترخَّص فيه، تساهل. 

غمَّضَ/ غمَّضَ عن/ غمَّضَ في يُغمِّض، تغميضًا، فهو مُغمِّض، والمفعول مغمَّض (للمتعدِّي)
• غمَّض عينيه:
1 - أغمضهما؛ أطبق جفنيهما ° غمَّض جفونَه على القذى: تحمّل الأذى صابرًا.
2 - غضّ البصرَ.
• غمَّض الكلامَ: جعله غامضًا مُبْهَمًا.
• غمَّضَ عن عَيْبٍ: تجاوز، أغضى عنه "غمَّض عن إساءة".
• غمَّض في الأمر: ترخّص فيه وتساهل " {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إلاَّ أَنْ تُغَمِّضُوا فِيهِ} [ق] ". 

غامض [مفرد]: ج غامضون وغوامِضُ: اسم فاعل من غمَضَ وغمُضَ ° بيوتٌ غامضة: متنحيّة عن الشوارع- جريمة غامضة: فيها التباس وسرٌّ مُبْهَم- حسَبٌ غامض/ نسَب غامض: غير معروف، مغمور، غير مشهور- شعور غامض: مشكوك فيه- مكان غامض: مبهم، غير واضح. 

غَماض/ غُماض/ غِماض [مفرد]: نوم "ما اكتحلت عينه غَماضًا: لم يَنَمْ". 

غُمْض [مفرد]: غماض؛ نوم "ما اكتحلت عينه غُمْضًا". 

غَمْضَة [مفرد]: ج غَمَضات وغَمْضات: اسم مرَّة من غمَضَ: انطباقُ الجَفْنَيْن وانفتاحُهما ° في غمضة عين: في لمحة بصر، بسرعة شديدة، في وقت قصير جدًّا. 

غُمِّيضة [مفرد]: لُعبة تُغمّض فيها عينُ الصبيّ فيختبئ رفاقُه، ثمَّ يفتحهما ويجري للبحث عنهم. 

غُموض [مفرد]: مصدر غمَضَ وغمُضَ ° مُحاطٌ بالغموض: تكتنفُه الأسرار، مبهم غير واضح- يوضِّح غُموضه: يجعله سهلاً. 

مُغمِضات [جمع]: مف مُغْمِضَة: مُغمِّضات؛ ما يرتكبه الإنسانُ من الذنوب العظيمة وهو يعرفها "مُغْمضاتُ الذّنوب". 

مُغمِّضات [جمع]: مف مُغَمِّضة: مُغْمِضات؛ ما يرتكبه الإنسانُ من الذنوب العظيمة وهو يعرفها "مُغمِّضات الذّنوب". 

غمض: الغُمْضُ والغَماضُ والغِماضُ والتَّغْماضُ والتَّغْمِيضُ

والإِغْماضُ: النوم. يقال: ما اكتَحَلْتُ غَماضاً ولا غِماضاً ولا غُمْضاً،

بالضم، ولا تَغْمِيضاً ولا تَغْماضاً أَي ما نمت. قال ابن بري: الغُمْضُ

والغُمُوضُ والغِماضُ مصدر لفعل لم ينطق به مثل القَفْر؛ قال رؤبة:

أَرَّقَ عَيْنَيْكَ، عن الغِماضِ،

بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهَّاضِ

وما اغْتَمَضَتْ عَيْنايَ وما ذُقْتُ غُمْضا ولا غِماضاً أَي ما ذقت

نوماً، وما غَمَضْتُ ولا أَغْمَضْتُ ولا اغْتَمَضْتُ لغات كلها؛ وقوله:

أَصاحِ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ،

يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقا

إِنما أَراد لم يَسْكُن لَمَعانُه فعبر عنه بيغتمِض لأَن النائم تسكُن

حركاته. وأَغْمَضَ طرْفَه عنِّي وغَمَّضه: أَغْلَقَه، وأَغْمَضَ الميِّتَ

إِغْماضاً وتَغْمِيضاً. وتغميضُ العين: إِغْماضُها. وغَمَّضَ عليه

وأَغْمَضَ: أَغْلَقَ عينيه؛ أَنشد ثعلب لحسين بن مطير الأَسدي:

قَضَى اللّهُ، يا أَسماءُ، أَن لَسْتُ زائِلاً،

أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ

وغَمَّضَ عنه: تجاوَزَ. وسَمِعَ الأَمرَ فأَغْمَضَ عنه وعليه، يكنى به

عن الصبر. ويقال: سمعت منه كذا وكذا فأَغْمَضْتُ عنه وأَغْضَيْتُ إِذا

تَغافَلْتَ عنه. وأَغْمَضَ في السِّلْعة: اسْتَحَطَّ من ثمنها لرداءتِها،

وقد يكون التَّغْمِيض من غير نوم. ويقول الرجل لبيِّعه: أَغْمِضْ لي في

البِياعةِ أَي زِدْني لمكان رداءته أَو حُطَّ لي من ثمنه. قال ابن الأَثير:

يقال أَغْمَضَ في البيع يُغْمِضُ إِذا استزاده من المَبيعِ واستحطَّه من

الثمن فوافقه عليه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي طالب:

هُما أَغْمَضا للقوْمِ في أَخَوَيْهِما،

وأَيْدِيهِما من حُسْنِ وصْلِهِما صِفْرُ

قال: وقال المتنخل الهذلي:

يَسُومُونَه أَن يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها،

وقد حاوَلُوا شِكْساً عليها يُمارِسُ

وفي التنزيل العزيز: ولَسْتم بآخذيه إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فيه؛ يقول:

أَنتم لا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فكيف تعطونه في الصَّدَقةِ؟ قاله الزجاج،

وقال الفراء: لستم بآخذيه إِلاَّ على إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ، ويدُلّك

على أَنه جزاء أَنك تجد المعنى إِن أَغْمَضْتم بعد الإِغماض أَخذتموه.

وفي الحديث: لم يأْخذه إِلا على إِغْماضٍ؛ الإِغْماضُ: المُسامَحةُ

والمُساهَلةُ. وغَمَضْتَ عن فلان إِذا تَساهَلْتَ عليه في بيع أَو شراء،

وأَغْمَضْت. الأَصمعي: أَتاني ذاك على اغْتِماضٍ أَي عَفْواً بلا تَكَلُّفٍ ولا

مَشَقَّةٍ؛ وقال أَبو النجم:

والشِّعْرُ يأْتِيني على اغْتِماضِ،

كَرْهاً وطَوْعاً وعلى اعْتِراضِ

أَي أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فآخذ منه حاجتي من غير أَن أَكون قدّمت

الروِيّة فيه.

والغَوامِض: صغار الإِبل، واحدها غامِضٌ. والغَمْضُ والغامِضُ: المطمئنّ

المنخفض من الأَرض. وقال أَبو حنيفة: الغَمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً

يَطمئِنُّ حتى لا يُرَى ما فيه، ومكان غَمْض، قال: وجمعه غُمُوضٌ

وأَغماضٌ؛ قال الشاعر:

إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَمْضا

وأَنشد ابن بري لرؤبة:

بلالِ، يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ،

لَيْسَ بأَدْناسٍ ولا أَغْماضِ

جمع غَمْض وهو خلاف الواضح، وهي المَغامِضُ، واحدها مَغْمَضٌ وهو أَشدُّ

غُؤُوراً.

وقد غَمَضَ المكانُ وغَمُضَ وغَمَضَ الشيءُ وغَمُضَ يَغْمُضُ غُموضاً

فيهما: خفي. اللحياني: غَمَض فلان في الأَرض يَغْمُضُ ويَغْمِضُ غُموضاً

إِذا ذهب فيها. وقال غيره: أَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشخُوص إِذا لم تظهر

فيها لتغْييبِ الآلِ إِيّاها وتَغَيُّبِها في غُيوبِها؛ وقال ذو الرمة:

إِذا الشخْصُ فيها هَزَّه الآلُ، أَغْمَضَتْ

عليه كإِغْماضِ المُغَضِّي هُجُولُها

أَي أَغْمَضَت هُجُولُها عليه. والهُجُولُ: جمع الهَجْل من الأَرض. وفي

الحديث: كان غامِضاً في الناس أَي مَغْموراً غير مشهور.

وفي حديث معاذ: إِيّاكم ومُغَمِّضاتِ الأُمور

(* قوله «ومغمضات الأمور

إلخ» هذا ضبط النهاية بشكل القلم وعليه فمغمضات من غمض بشد الميم، وفي

القاموس مغمضات كمؤمنات من اغمض، واستشهد شارحه بهذا الحديث فلعله جاء

بالوجهين.)، وفي رواية: المُغَمِّضاتِ من الذنوب، قال: هي الأُمور العظيمة

التي يَرْكَبُها الرجل وهو يعرفها فكأَنه يُغَمِّضُ عينيه عنها تَعامِياً

وهو يُبْصِرُها، قال ابن الأَثير: وربما روي بفتح الميم وهي الذنوب الصغار،

سميت مُغَمِّضاتٍ لأَنها تَدِقُّ وتخفى فيركبها الإِنسان بِضَرْب من

الشُّبْهة ولا يعلم أَنه مُؤاخذ بارتكابها. وكلُّ ما لم يَتَّجِهْ لك من

الأُمور، فقد غَمَضَ عليك. ومُغْمِضاتُ الليلِ: دَياجِير ظُلَمِه، وغَمُضَ

يَغْمُضُ غُمُوضاً وفيه غُمُوضٌ. قال اللحياني: ولا يكادون يقولون فيه

غُموضةٌ. والغامِضُ من الكلام: خلافُ الواضحِ، وقد غَمُضَ غُموضةً

وغَمَّضْتُه أَنا تَغْمِيضاً؛ قال ابن بري: ويقال فيه أَيضاً غَمَضَ، بالفتح،

غَمُوضاً، قال: وفي كلام ابن السراج قال: فتأَمله فإِنّ فيه غُمُوضاً

يَسِيراً. والغامِضُ من الرجال: الفاتِرُ عن الحَمْلةِ؛ وأَنشد:

والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ،

لا يَسْتَطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ

ويقال للرجل الجيِّدِ الرأْي: قد أَغْمَضَ النظر. ابن سيده: وأَغْمَضَ

النظر إِذا أَحْسَنَ النظر أَو جاء برأْي جيِّد. وأَغْمَضَ في الرأْي:

أَصابَ. ومسأَلة غامِضةٌ: فيها نَظر ودِقّةٌ. ودارٌ غامِضةٌ إِذا لم تكن على

شارع، وقد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً. وحَسَبٌ غامِض: غير مشهور.

ومعنىً غامِضٌ: لطِيف. ورجل ذُو غَمْضٍ أَي خامل ذلِيل؛ قال كعب بن لؤيّ

لأَخيه عامر بن لؤيّ:

لئن كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لقد بَدَا

لِجَمْعِ لُؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذي غَمْضِ

وأَمرٌ غامِض وقد غَمَضَ، وخَلْخالٌ غامِض: قد غاصَ في السَّاق، وقد

غَمَضَ في السَّاق غُموضاً. وكعْبٌ غامِض: واراه اللحم. وغَمَضَ في الأَض

يَغْمِضُ ويَغْمُضُ غُموضاً: ذهَب وغاب؛ عن اللحياني. وما في هذا الأَمر

غَمِيضةٌ وغُمُوضةٌ أَي عَيْب. وغَمَّضَتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عن الحَوْض

فحمَلَت على الذّائد مُغمِّضة عَيْنَيْها فَوَرَدَت؛ قال أَبو النجم:

يُرْسِلُها التغْمِيضُ، إِنْ لم تُرْسَلِ،

خَوْصاء، ترمي باليَتِيمِ المُحْثَلِ

غمض

1 غَمَضَ, and غَمُضَ, aor. of each ـُ and inf. n. of each غُمُوضٌ, It (a thing) was, or became, unperceived, unapparent, hidden, or concealed. (TA.) b2: غَمَضَ الحَقُّ, aor. and inf. n. as above; and غَمُضَ; The way of attaining, or obtaining, the right, or due, was, or became, unapparent, or hidden. (Msb.) b3: غَمُضَ الكَلَامُ, inf. n. غُمُوضَةٌ; (S, Sgh, K;) and غَمَضَ, aor. ـُ inf. n. غُمُوضٌ; (IB, K; [but IB seems to express a doubt of the correctness of the latter form of the verb in this case;]) The speech, or language, was unapparent to the mind, not plain or perspicuous, obscure, recondite, or abstruse. (S, IB, Sgh, K.) b4: غَمُضَ عَلَيْهِ الأَمْرُ The affair was not easy to him; (L, TA; *) and you say also, غَمَضَ الأَمْرُ, inf. n. غُمُوضٌ: and فِيهِ غُمُوضٌ [In it is a want of easiness]: but, Lh says, they scarcely ever, or never, say فِيهِ غُمُوضَةٌ. (TA.) b5: غَمَضَ المَكَانُ, aor. ـُ inf. n. غُمُوضٌ; and غَمُضَ, inf. n. غُمُوضَةٌ and غَمَاضَةٌ; The place was, or became, low, or depressed; (S, K;) [because a place that is so is unseen from a distance.] b6: غَمَضَ الخَلْخَالُ فِى

السَّاقِ, inf. n. غُمُوضٌ, The anklet was, or became, depressed in the leg; lit., choked therein. (A, TA.) b7: غَمَضَتِ الدَّارُ, aor. ـُ inf. n. as above, The house was not upon a common thoroughfare-road or street. (Lth, L.) b8: غَمَضَ السَّيْفُ فِى اللَّحْمِ, (Ibn-'Abbád, A, K,) aor. ـُ (Ibn-'Abbád,) The sword became hidden in the flesh. (Ibn-'Abbád, K.) b9: غَمَضَ فِى الأَرْضِ, (Lh, A, K,) in [some of] the copies of the K, فى الأَمْرِ, which is a mistake, (TA,) aor. ـُ and غَمِضَ, (K,) inf. n. غُمُوضٌ, (A,) He went away in, or into, the land, or country: (Lh:) or he went away and disappeared therein: (A, L:) or he went away and journeyed therein. (K.) b10: And غَمَضَ, aor. ـُ also signifies It (a thing) was, or became, small. (IKtt.) A2: See also 4, under اغمص عنه, in four places.2 غمّض الكَلَامَ, (S, K,) inf. n. تَغْمِيضٌ, (S,) He made the speech, or language, unapparent to the mind, not plain or perspicuous, obscure, recondite, or abstruse. (S, K, TA.) b2: غمّض حَدَّ السَّيْفِ, (A, TA,) inf. n. as above, (TA,) He made the edge of the sword thin [so that it might become hidden in the flesh when one smote with it]; (A, TA;) as also ↓ أَغْمَضَهُ. (K.) A2: See also 4, in twelve places.4 اغمض حَدَّ السَّيْفِ: see 2. b2: اغمض عَيْنَيْهِ, (Mgh,) or العَيْنَ, (Msb,) inf. n. إِغْمَاضٌ; (S, Msb;) and ↓ غَمَّضَهُمَا, (Mgh,) or غَمَّضَهَا, (Msb,) inf. n. تَغْمِيضٌ; (S, Msb;) He shut, or closed, (Mgh, Msb,) [his eyes, or] his eyelids, (Mgh,) or [the eye, or] the eyelids. (Msb.) b3: [Hence,] مَا أَغْمَضْتُ, (A, TA,) and ↓ مَا غَمَّضْتُ, (TA,) I have not slept; (TA;) and ↓ مَا اغْتَمَضْتُ [signifies the same]; (JK;) and so مَا اكْتَحَلْتُ إِغْمَاضًا, (ISd, K,) and ↓ تَغْمَاضًا (S, Sgh, K) and تَغْمِيضًا, (S, K,) [two inf. ns. of 2,] and ↓ غَمَاضًا, and ↓ غِمَاضًا, and ↓ غُمْضًا with damm, (S, Sgh, K,) [and app. ↓ غُمَاضًا, and ↓ غُمُوضًا, and ↓ غَمْضًا, for] IB says that غَمْضٌ and غُمُوضٌ and غُمَاضٌ are inf. ns. of a verb not used: (TA:) and مَا ذُقْتُ

↓ غُمْضًا, [in a copy of the A ↓ غَمْضًا,] and ↓ غَمَا ضًا, I have not tasted sleep. (JK.) [And hence,] البَرْقُ ↓ اغتمض (tropical:) The lightning ceased to gleam; as though sleeping. (TA.) b4: You say also, اغمض طَرْفَهُ عَنِّى, and ↓ غمّضهُ, He shut, or closed, his eye, or eyes, at, or upon, or against, me: and اغمض عَلَيْهِ, and ↓ غمّض, he shut, or closed, his eyes at, or upon, or against, him, or it. (TA.) b5: And [hence,] اغمض عَنْهُ, and عَلَيْهِ, (tropical:) [He shut his eyes at it, or upon it, or against it], namely a thing that he had heard: a metonymical phrase, denoting patience. (TA.) And اغمض عَنْهُ (tropical:) He connived at it; feigned himself neglectful of it; passed it by; (A, Mgh, Msb, TA;) as also عَنْهُ ↓ غمّض, inf. n. تَغْمِيضٌ; and ↓ غَمَضَ; and ↓ اغتمض; namely a thing that he had heard; and an evil action: (A, TA:) and عَيْنَيْهِ ↓ غمّض عَنْهُ he feigned himself blind to it. (TA.) and اغمض عَنْهُ فِى البَيْعِ, (S, K,) or الشِّرَآءِ, (S, TA,) (tropical:) He acted, or affected to act, in an easy, or a facile, manner towards him, (تَسَاهَلَ عَلَيْهِ,) in selling, (S, K,) or buying; (S;) as also ↓ غَمَضَ عَنْهُ, (S, K,) aor. ـِ (K.) And أَغْمِضْ لِى فِيمَا بِعْتَنِى, (S, A, K, TA,) in [some of] the copies of the K like اِضْرِبْ, [i. e. ↓ اِغْمِضْ,] but the former is the right reading, (TA,) [though the latter is perhaps allowable, as will presently be seen,] meaning, (A, TA,) or as though it meant, (S, K, TA,) (tropical:) Give thou to me more of what thou hast sold to me, on account of its badness; or [so in the A, but in the S and K “ and,”] lower thou to me the price thereof; (S, A, K, TA;) as also لِى فِيهِ ↓ غَمِّضْ. (K, TA.) And اغمض فِى البَيْعِ (tropical:) He demanded that another should give him more of the thing sold; and that he should lower the price [thereof]; and he complied with his demand. (IAth.) And اغمض فِى السِّلْعَةِ (tropical:) He demanded a lowering of the price of the commodity, on account of its badness. (TA.) It is said in the Kur [ii. 270], وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ, (S, A, * K,) or, accord. to one reading, ↓ تَغْمِضُوا, (TA,) i. e. (tropical:) When ye do not take it unless ye lower the price; (Lth, Zj, * K;) meaning, عَلَى

إِغْمَاضٍ, or بِإِغْمَاضٍ. (Fr.) b6: [Hence also,] فُلَانٌ عَلَى هٰذَا الأَمْرِ ↓ غَمَّضَ (assumed tropical:) Such a one executed, performed, or accomplished, this affair: or kept, or applied himself, constantly, or perseveringly, to it; (مَضَى عَلَيْهِ;) [as though he shut his eyes at it;] knowing what was in it. (O, K.) And النَّاقَةُ ↓ غَمَّضَتِ, (S, A, K,) inf. n. تَغْمِيضٌ, (K,) The she-camel, being driven away (رُدَّتْ, as in the K, and in some copies of the S, or ذِيدَتْ, as in other copies of the S, and in the A, as is said in the TA,) from the watering-trough, (S, K,) rushed upon the driver, (الذَّائِد, [in the CK, erroneously, الزائِد,]) closing her eyes, and came to the water. (S, A, K.) ↓ تَغْمِيضٌ also signifies The embarking [in an affair], or undertaking [it], blindly. (TA.) b7: [Hence also,] أَغْمَضَتِ المَفَازَةُ عَلَيْهِمْ (tropical:) [The desert concealed them;] they did not appear in the desert, (A, TA,) being concealed by the mirage, and in the depressed parts; (TA;) as though it closed its eyelids upon them. (A, TA.) b8: اغمض النَّظَرَ (tropical:) He considered, or judged, well, and gave a good opinion: (M, TA:) and اغمض فِى النَّظَرِ (tropical:) he gave a right opinion: (A:) or (assumed tropical:) he considered, or judged, minutely. (IKtt.) b9: أَغْمَضَتِ العَيْنُ فُلَانًا (assumed tropical:) The eye despised such a one: (K, TA:) or you say أَغْمَضَتْهُ عَيْنِى meaning I despised him: b10: and likewise meaning I vied, or contended, in running with him, (حَاضَرْتُهُ,) and outstripped him, after he had outstripped me: (Ibn-'Abbád, O:) or اغمض فُلَانٌ فُلَانًا meansSuch a one vied, or contended, in running with such a one, (حَاضَرَهُ,) and outstripped him, after having been outstripped by him. (K.) b11: اغمض المَيِّتَ, (A, Mgh, TA,) inf. n. إِغْمَاضٌ; (TA;) and ↓ غَمَّضَهُ, (A, TA,) inf. n. as above; (TA;) He closed the eyelids of the dead man. (Mgh.) 7 انغمض الطَّرْفُ i. q. اِنْغَضَّ: (S, Sgh, K:) [or the former more probably signifies The eye, or eyes, became closed: and the latter, the eye, or eyes, became contracted. See also 8.]8 مَا اغْتَمَضَتْ عَيْنَاىَ My eyes slept not, or have not slept. (S, * Sgh, K.) See also 4, in the first half of the paragraph, in three places. b2: أَتَانِى

ذٰلِكَ عَلَى اغْتِمَاضٍ (tropical:) That came to me easily, without trouble, or pains-taking. (As, A, K.) غَمْضٌ: see غَامِضٌ, in four places: b2: See also 4, in the third sentence, in two places.

غُمْضٌ: see 4, in the third sentence; the first and second in two places.

غَمَاضٌ: see 4, in the third sentence; the first and second in two places.

غُمَاضٌ: see 4, in the third sentence; the first and second in two places.

غِمَاضٌ: see 4, in the third sentence; the first and second in two places.

غُمُوضٌ: see 4, in the third sentence; the first and second in two places.

غُمُوضَةٌ: see what next follows.

مَا فِى هٰذَا الأَمْرِ غَمِيضَةٌ, (S, O, L, K,) and ↓ غُمُوضَةٌ, (L,) There is not, in this affair, any fault, (S, O, L, K,) لِى [to be imputed to me]. (TA, where this is added next after ما.) غَامِضٌ [Unperceived; unapparent; hidden, or concealed. (See 1, first signification.)] b2: Unapparent to the mind, not plain or perspicuous, obscure, recondite, or abstruse, speech, or language. (S, A, K.) You say also, مَعْنًى غَامِضٌ A nice, subtile, or quaint, meaning. (TA.) and مَسْأَلَةٌ غَامِضَةٌ A question in which is matter for consideration, and subtility, or nicety. (TA.) And مَسْأَلَةٌ فِيهَا غَوَامِضُ [A question in which are obscurities, abstrusities, subtilities, or niceties: the last word being pl. of ↓ غَامِضَةٌ, an epithet in which the quality of a subst. predominates]. (A.) b3: Obscure; not well known: (A:) or not known: (Msb, K:) applied to rank or quality (حَسَب), (A, K,) or to parentage or relationship (نَسَب): (Msb:) pl. أَغْمَاضٌ, like as أَصْحَابٌ is pl. of صَاحِبٌ: or, as some say, this is pl. of ↓ غَمْضٌ. (TA.) b4: Obscure, or of no reputation; low, mean, or vile; (K, TA;) applied to a man: (TA:) such is termed ↓ ذُو غَمْضٍ, (S, O, TA,) also. (TA.) [And hence, perhaps,] A man remiss in the charge, or in rushing on the enemy: (Lth, K:) pl. غَوَامِضُ [which is anomalous, like فَوَارِسُ &c.]. (Lth.) b5: Low, or depressed; applied to land, (S, A, K,) and a place; (A;) [because unseen from a distance;] as also ↓ غَمْضٌ; (S, A, K;) applied to a place: (S, A:) or this latter signifies land very low, or very much depressed, so that what is in it is not seen: (AHn:) and in like manner ↓ مَغْمَضٌ, a place more depressed (S, TA) than what is termed غَمْضٌ: (TA:) pl. of the first, غَوَامِضُ: (K:) and of ↓ the second, أَغْمَاضٌ [a pl. of pauc.] (S, K) and غُمُوضٌ: (S, A, K:) and of the third, مَغَامِضُ. (S.) b6: An anklet depressed, lit. choked, (غَاصٌّ, [in the CK غاضّ,]) in the leg: (JK, A, L, K:) and, applied to an ankle-bone, concealed by the flesh: (TA:) or fat: (K:) and in this latter sense applied to a leg, or shank. (K, TA.) b7: A house not upon a common thoroughfare-road or street; (Lth, A, L, K;) retired therefrom. (A, TA.) A2: A young camel; the young one of a camel: pl. غَوَامِضُ: (TA:) which also signifies camels not accustomed to drawing water. (JK.) غَامِضَةٌ; pl. غَوَامِضُ: see the next preceding paragraph.

مَغْمَضٌ; pl. مَغَامِضُ: see غَامِضٌ as applied to land, and a place.

مُغَمَّضَاتُ اللَّيْلِ The darknesses of night. (TA.) b2: See also the following paragraph.

المُغَمِّضَاتُ مِنَ الذُّنُوبِ, (O, K, * TA,) or مُغَمِّضَاتُ الأُمُورِ, accord. to different relations of a trad. in which it occurs, (TA,) Sins, or offences, which a man commits knowing them [to be such]: (O, K, TA:) or enormities which a man commits knowing them [to be such]; as though he closed his eyes upon them, feigning himself blind while he saw them: (TA:) IAth says that accord. to one relation it is with fet-h to the second م, [↓ مُغَمَّضَات,] and means small sins, or offences; so called because minute and unapparent, so that a man commits them with a kind of doubt, not knowing that he will be punished for committing them. (TA.)
غمض
الغَامِضُ: المُطْمَئِنُّ المُنْخَفِضُ من الأَرْضِ. ج غَوَامِضُ، كالغَمْضِ، بالفَتْح. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَمْضُ: أَشَدُّ الأَرْضِ تَطَامُناً، يَطْمَئِنُّ حَتَّى لَا يُرَى مَا فِيهِ. ومَكَانٌ غَمْضٌ. قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا اعْتَسَفْنَا رَهْوَةً أَو غَمْضَا فَيْفاً كأَنَّ آلَهُ المُبْيَضَّا مُلاءُ غَسّالٍ أَجَادَ الرَّحْضَا ج غُمُوضٌ وأَغْمَاضٌ. قَالَ رُؤْبَةُ أَيْضاً يَمْدَحُ بِلاَلَ بْنَ أَبي بُرْدَةَ: أَنْتَ المُجَلِّي ظُلَمَ الأَغْمَاضِ كالبَدْرِ يَجْلُو اللَّيْلَ بالبَيَاضِ هَكَذَا أَنْشَدَه الصّاغَانِيُّ. وَقد غَمَضَ المَكَانُ يَغْمُضُ غُمُوضاً، من حَدَّ نَصَرَ، غَمُضَ، ككَرُمَ، غُمُوضَةً وغَمَاضَةً، كَذَا نَقَلَه الجَوْهَريُّ والجَمَاعَةُ.الخَلاَخِل فِي السّاقِ، وَقد غَمَضَ فِي السّاقِ غُمُوضاً: غضَّ. وَفِي اللّسَان: غاصَ. الغَامِضُ مِنَ الكُعُوبِ: مَا وَارَاه اللَّحْمُ. من السُّوقِ: السَّمينُ. غَمَضَ يَغْمِضُ، من حَدّ ضَرَبَ، من قَوْلهمْ غَمَضَ عَنهُ فِي البَيْعِ أَو الشِّرَاءِ يَغْمِضُ، إِذَا تَسَاهَلَ عَلَيْهِ، كأَغْمَضَ، كَذَا فِي العُبَاب والصّحاح. وَمن الْبَاب الأَوَّلِ قِرَاءَةُ الجَمَاعَة إِلاَّ أَنْ تَغْمِضُوا فِيهِ كَمَا سَيَأْتي قَريباً. وَفِي الحَديث لم تَأْخُذْه إِلاَّ على إِغْمَاضٍ الإِغْمَاضُ: المُسَامَحَةُ والمُسَاهَلَة. وَيُقَال: غَمَضَ عَنْه، إِذا تَجَازوَزَ. غَمَضَ فِي الأَمْرِ، هكَذا فِي سَائِر الأُصُول، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ كَمَا فِي نَوَادِرِ اللّحِيَانيّ غَمَضَ فِي الأَرْضِ يَغْمُضُ ويَغْمِضُ، من حَدّ نَصَرَ وضَرَبَ، غُمُوضاً، إِذا ذَهَلَ فِيهَا، إِلى هُنَا نَصّ النَّوَادر، وسارَ، وَهُوَ بمَعْنَاه.
وَفِي الأَسَاسِ واللّسَان: غَابَ، بَدَلُ: سَارَ، وَهُوَ نَصُّ اللِّحْيَانيّ أَيْضاً فِي اللّسَان. غَمَضَ السَّيْفُ فِي اللَّحْمِ يَغْمُضُ، من حَدّ نَصَرَ: غَابَ، عَن ابْنِ عَبّدٍ. وَفِي الأَسَاس: ضَرَبْتُه بالسَّيْفِ فغَمَضَ فِي اللَّحْمِ غَمْضَةً. ودَارٌ غامِضَةٌ: غَيْرُ شَارِعَةٍ، وَقد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً، قالَهُ اللَّيْثُ.
وَفِي اللِّسَان: إِذَا لَمْ تَكُنْ على شَارِعٍ. وَفِي الأَسَاسِ: وَهِي الَّتي تَنَحَّتْ عَن الشَّارِع. وَمَا اكْتَحَلْت غَمَاضاً، بالفَتْح ويُكْسَر، وَلَا غُمْضاً، بالضَّمِّ، وَلَا تَغْمَاضاً، وَلَا تَغْمِيضاً، بفَتْحِهِما، ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ، وَلم يَذْكُرِ الصَّاغَانِيُّ الــأَخِيرَ. زَاد ابنُ سِيدَه وَلَا إِغْمَاضاً، بالكَسْرِ، وأَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ، أَي مَا نِمْتُ. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: الغُمْضُ والغُمُوضُ والغِمَاضُ: مَصْدَرٌ لِفِعْل لم يُنْطَقْ بِهِ، مثل الفَقْر، قَالَ رُؤْبَةُ: أَرَّق عَيْنَيْك عَنِ الغِمَاضِ بَرْقٌ سَرَى فِي عَارِضٍ نَهَّاضِ يُقَالُ: مَا لي فِي هذَا الأَمْر غَمِيضَةٌ، وغَميزة، أَي عَيْبٌ، كَمَا فِي العُبَاب والصّحاح. واغْمِضْ لي فيمَا بِعْتَنِي، هُوَ من حَدّ ضَرَبَ فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوَاب أَغْمِضْ، كأَكْرِمْ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي الصّحاح والعُبَاب، وغَمِّضْ، من بَاب التَّفْعِيل، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ وابنُ سِيدَه، كأَنَّكَ تُرِيدُ الزِّيَادَةَ مِنْهُ لرَدَاءَتِهِ والحَطَّ من ثَمَنَهِ، فَاسْتعْمل التَّغْمِيض هُنَا فِي غَيْرِ النَّوْمِ. يُقَال: أَغْمَضَ فِي السِّلْعَةِ، إِذَا اسْتَحَطَّ من ثَمَنِهَا لرَدَاءَتِهَا، ويَقُولُ الرَّجُل لبَيِّعِهِ: غَمِّضْ لي فِي البِيَاعَة، مثل أَغْمِضْ لي، أَيْ زِدْنِي، لمَكَانِ رَدَاءَتِهِ، أَو حُطَّ لي من ثَمَنِه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ مَجَازٌ.)
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: يُقال: أَغْمَضَ فِي البَيْع يُغْمِضُ، إِذَا اسْتزادَهُ من المَبِيعِ واسْتَحَطَّه من الثَّمَنِ فوَافَقَهُ عَلَيْهِ. وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبي طالِبٍ:
(هُمَا أَغْمَضَا لِلْقَوْمِ فِي أَخَوَيْهِمَا ... وأَيْدِيهِمَا من حُسْنِ وَصْلِهِمَا صِفْرُ)
قَالَ: وَقَالَ المُتَنَحِّل الهُذَلِيّ:
(يَسُومُونَه أَنْ يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَهَا ... وَقد حَاوَلُوا شِكْساً عَلَيْهَا يُمَارِسُ)
وأَغْمَضَ حَدَّ السَّيْفِ: رَقَّقَهُ، كغَمَّضَه تَغْمِيضاً، الــأَخيرُ عَن الزَّمَخْشَرِيّ. عَن ابْن عَبَّادٍ: أَغْمَضَت العَيْنُ فُلاَناً، إِذا ازْدَرَتْهُ، أَيْ احْتَقَرَتْهُ. كَذَا أَغْمَضَ فُلانٌ فُلاناً، إِذَا حَاضَرَه فسَبَقَهُ بَعْدَ مَا سَبَقَه ذَلكَ، عَن ابْنِ عَبّادٍ أَيْضاً، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ. يُقَالُ: إِنَّ المُغْمِضَات من الذُّنُوبِ الَّتِي يَرْكَبُهَا الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْرِفُهَا، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: وَهُوَ فِي حَديث مُعَاذٍ: إِيَّاكُم ومُغْمِضَاتِ الأُمُورِ وَفِي روايَة: والمُغْمِضَاتِ منَ الذُّنُوبِ. وَهِي الأُمُورُ العَظِيمَة ث الَّتي يَرْكَبُهَا وَهُوَ يَعْرِفُهَا، فكأَنَّه يُغْمِضُ عَيْنَيْه عَنْهَا تَعَامِياً وَهُوَ يُبصِرُهَا. قَالَ ابنُ الأَثير، ورُبَّمَا رُوِيَ بفَتْحِ الْمِيم، وَهِي الذُّنُوبُ الصّغار، سُمِّيَت لأَنَّهَا تَدِقُّ وتَخْفَى فيَرْكَبُهَا الإِنْسَانُ بضَرْبٍ من الشُّبْهَة وَلَا يَعْلَمُ أَنَّه مُؤَاخَذٌ بارْتِكَابِهَا. وغَمَّضَت النَّاقَةُ تَغْمِيضاً: رُدَّت، هَكَذَا فِي نُسَخِ الصّحاح، وَفِي بَعْضهَا: ذِيدَتْ، ومثلُه فِي الأَسَاسِ، عَن الحَوْض فحَمَلَتْ على الَّذائِدِ مُغَمَّضَةً عَيْنَيْهَا فوَرَدَتْ.
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبي النَّجْمِ، زادَ الصَّاغَانِيُّ: يَصف نَاقَةً: تَخَبِّطُ الذائدَ إِنْ لم يَزْحَلِ تَغْشَى العَصَا والزَّجْرَ إِنْ قَالَ حَلِ يُرْسِلُهَا التَّغْمِيضُ إِنْ لم تُرْسَلِ قلت: وَبعده: خَوْصَاءَ تَرْمِي باليَتِيم المُحْثَلِ يُقَال: غَمَّضَ فُلانٌ عَلَى هذَا الأَمْرِ، إِذَا مَضَى وَهُوَ يَعْلَمُ مَا فِيهِ، كَمَا فِي العُبَاب. غَمَّضَ الكَلامَ: أَبْهَمَهُ وَهُوَ خِلافُ أَوْضَحَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَمَا اغْتَمَضَتْ عَيْنَايَ، أَي مَا نَامَتَا، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ والصّاغَانِيّ. قَالَ الأَصْمَعيُّ: يُقَال: أَتَانِي ذلكَ عَلَى اغْتِمَاضٍ، أَي عَفْواً بِلَا تَكَلّفٍ وَلَا مَشَقَّةٍ، وَهُوَ مَجَاز. قَالَ أَبُو النَّجْم: والشَّعْرُ يَأتِينِي على اغْتِمَاضِ) طَوْعاً وكَرْهاً وعَلى اعْتِرَاضِ أَي أَعْتَرِضُه اعْتِرَاضاً فآخُذُ مِنْهُ حَاجَتِي، من غَيْر أَنْ أَكُونَ قَدَّمْتُ الرَّوِيَّةَ فِيهِ. وانْغِمَاضُ الطَّرْفِ: انْغِضَاضُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ. والمُصَنِّفُ لم يَذْكُر انْغِضَاضَ الطَّرْفِ فِي مَوْضِعِهِ، فَهُوَ إِحَالَةٌ على غَيْر مَذْكُور. قَالَ اللِّيْثُ: جَاءَ رَجُلٌ بصَدَقَةٍ من حَشَفِ التَّمْرِ فأَلْقَاهُ فِي خِلاَلِ الصَّدَقَةِ، فأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُون ولَسْتُمْ بآخِذِيه إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ أَي لَا تُنْفِقْ فِي قَرْضِ رَبِّكَ خَبِيثا، فإِنَّك لَو أَرَدْتَ شِرَاءَهُ لَمْ تَأْخُذْهُ حَتَّى تُغْمِضَ فِيهِ، أَي تَحُطَّ من ثَمَنِهِ. وقَال الزَّجَّاجُ: أَي أَنْتُمْ لَا تَأْخُذُونَه إِلاّ بوَكْسٍ، فكَيْفَ تُعْطُونَهُ فِي الصَّدَقَةِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: لَسْتُم بآخِذِيهِ إِلاَّ عَلَى إِغْمَاضٍ أَو بإِغْمَاضٍ. ويَدُلُّك على أَنَّهُ جَزَاءٌ أَنَّكَ تَجِدُ المَعْنَى: إِنْ أَغْمَضْتُمْ بَعْدَ الإِغْمَاض أَخَذْتُمُوهُ. وقَرَأَ البَرَاءُ بنُ عازِبٍ، رَضِيَ اللهُ عنهُ، والحَسَنُ البَصْرِيُّ، وأَبُو البَرَهْسَم إِلاَّ أَن تَغْمِضُوا فِيهِ بفَتْحِ التّاءِ، وَقد سَبَقَ مَعْنَاهُ. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: مَا غَمَضْتُ، وَلَا أَغْمَضْتُ، وَلَا اغْتَمَضْت، أَي مَا نمْتُ. لُغَاتٌ كُلُّهَا. واغْتَمَضَ البَرْقُ: سَكَنَ لَمَعَانهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، كالنَّائِم تَسْكُنُ حَرَكَاتُه، قَالَ:
(أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ ... يَمُوتُ فُوَاقاً ويَشْرَى فُوَاقَا) وأَغْمَضَ طَرْفَه عَنّي وغَمَّضَه: أَغْلَقَه. وأَغْمَضَ المَيِّتَ وغَمَّضَه، إِغْمَاضا وتَغْميضاً. وتَغْميضُ العَينِ: إِغْماضُها وغَمَّضَ عَلَيْه وأَغْمَضَ: أَغْلَقَ عَيْنَيْه. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لحُسَيْن بن مُطَيْر الأَسَديِّ:
(قَضَى اللهُ يَا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائلاً ... أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ)
وسَمِعَ الأَمْرَ فَأَغْمَضَ عَنْهُ، وعَلَيْهِ، يُكْنَى بِه عَن الصَّبْرِ. ويُقَالُ: سَمِعْتُ مِنْهُ كَذَا وكَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْه وأَغْضَيْتُ، إِذا تَغَافَلْتَ عَنهُ. وَفِي الأَسَاس: التَّغْمِيضُ عَن الإِسَاءَةِ هُوَ الإِغْضَاءُ والتَّغَافُلُ، وكَذلِك الاغْتِمَاضُ، وهُوَ مَجَازٌ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ:
(ومَنْ لَمْ يُغَمِّضْ عَيْنَهُ عَن صَدِيقِهِ ... وعَنْ بَعْضِ مَا فِيِهِ يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ)
والغَوَامِضُ: صِغَارُ الإِبلِ، وَاحِدُهَا غَامِضٌ. والمَغَامِضُ وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ، وَهُوَ أَشَدُّ غُؤُوراً، نَقله الجَوْهَرِيّ، أَي من الغَمْضِ. وأَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشُّخُوصِ: إِذَا لم تَظْهَرْ فيهَا لِتَغْيِيبِ الآلِ إِيَّاهَا وتَغَيُّبِها فِي غُيُوبِهَا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَصفُ صَحْرَاءَ:
(إِذَا الشَّخْصُ فِيهَا هَزَّةُ الآلُ أَغْمَضَتْ ... عَلَيْه كإِغْمَاضِ المُقَضِّي هُجُولُهَا)
أَي أَغْمَضَت هُجُولُهَا عَلَيْه، أَي يَدْخُل الشَّخْصُ فِي الهُجُول وَلَا يُرَى كَمَا يُغْمِضُ الإِنْسَانُ على)
الشَّيْءِ. والهُجُولُ: جَمْع الهَجْل من الأَرْض، كَمَا فِي اللِّسَان والعُبَاب. وَفِي اللِّسَان: أَغْمَضَت المَفازَةُ عَلَيْهم: لم يَظْهَرُوا فِيهَا كَأَنَّمَا أَغْمَضَتْ عَلَيْهِم أَجْفَانهَا، وَهُوَ مَجازٌ. وغَمَضَ الشَّيْءُ وغَمُضَ، من حَدِّ نَصَرَ وكَرُم، غُمُوضاً، فيهمَا، أَيْ خَفِيَ. وغَمَضَ الشَّيْءُ من حَدِّ نَصَرَ: صَغُرَ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وكُل مَا لَمْ يَتِّجِهْ عَلَيْكَ من الأُمُور فَقَد غَمَضَ عَلَيْك. ومُغْمِضَاتُ اللَّيْل: دَيَاجِيرُهَا. وغَمُضَ الأَمْرُ غُمُوضاً وَفِيه غُمُوضٌ. قَالَ اللِّحِيَانيّ: وَلَا يَكادُونَ يَقُولُون: فِيهِ غُمُوضَةٌ. ويُقَال لِلرَّجلِ الجَيِّد الرَّأْيِ: قد أَغْمَضَ النَّظَرَ. وَفِي الأَساس: لمَنْ جاءَ برَأْيٍ سَدِيدٍ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي المُحْكَم: أَغمَضَ النَّظَرَ، إِذا أَحْسَنَ النَّظَرَ، أَوْ جاءَ برَأْيٍ جَيِّدٍ. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: أَغْمَضَ فِي النَّظَر: أَدَقَّ. ومَعْنىً غامِضٌ، أَي لَطِيفٌ. وَمَا فِي هذَا الأَمْر غُمُوضَةٌ مثْل غَمِيضَةٍ، كَمَا فِي اللّسَان. والتَّغْمِيضُ: الرُّكُوبُ على العَمِيَاءِ. وَقَالَ مُنْتَجِعٌ لرَجُلٍ من أَهْل البادِيَةِ: أَيَسُرُّكَ كَذَا وكَذَا قَالَ: ويَكُون خَيْراً، قَالَ: لَا ولكنْ على المَغْمَضَةِ.

غسق

غسق


غَسَقَ(n. ac. غَسْق
غَسَق
غَسَقَاْن)
a. Was dark, gloomy.
b. Rained, drizzled.
c.(n. ac. غُسُوْق
غَسَقَاْن), Was dimmed with tears (eye).

غَسِقَ(n. ac. غَسَقَاْن)
a. see I (c)
أَغْسَقَa. Was dark, gloomy.

غَسَقa. Darkness, gloom; nightfall.

غَاْسِقa. see 4
غَسَاْق
غَسَّاْقa. Intense cold.
b. Putrid, stinking.
c. Ichor.
غسق: غَسِيق: نجم مذنّب. (ألكالا).
غسق
الغاسِقُ: اللَّيْلُ، إذا غابَ الشَّفَقُ أقْبَلَ الغَسَقُ.
وغَسَقَتْ عَيْنُه غَسَقاناً.
وقَوْلُه عَز وجل: " إلا حَمِيماً وكَسّاقاً " يعني مُنْتِناً.
وغَسَقَ اللَّيْلُ وأغسَقَ: أظْلَمَ.
(غسق)
اللَّيْل غسقا وغسوقا وغسقانا أظلم وَالْقَمَر أظلم بالخسوف وعينه سَالَ دمعها وَالسَّمَاء أظلمت وأمطرت وَاللَّبن انصب من الضَّرع وَالْجرْح سَالَ مِنْهُ مَاء أصفر
غسق: {الغسق}: الظلمة. و {الغاسق}: الليل. ويقال: القمر. و {غساقا}: ما يسيل من صديد أهل النار. وقيل: البارد الذي يحرق كما تحرق النار. 
باب الغين والقاف والسين معهما غ س ق يستعمل فقط

غسق: الغاسِقُ: الليلُ إذا غاب الشَّفَقُ. وغَسَقَتْ عينه تَغسِقُ غُسُوقاً وغَسْقاً وغَسَقاناً، قال:

فالعين مطروفةٌ لبينهمُ ... تَغْسِقُ ما في دموعها سَرَعُُ

أخبر أنه فاسدُ العين. وقوله تعالى: إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً أي منتناً.
غسق
غَسَقُ الليل: شدّة ظلمته. قال تعالى: إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ
[الإسراء/ 78] ، والْغَاسِقُ: الليل المظلم. قال: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ
[الفلق/ 3] ، وذلك عبارة عن النائبة بالليل كالطارق، وقيل: القمر إذا كسف فاسودّ.
والْغَسَّاقُ: ما يقطر من جلود أهل النار، قال:
إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً
[عمّ/ 25] . 
غ س ق: (الْغَسَقُ) أَوَّلُ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَقَدْ (غَسَقَ) اللَّيْلُ أَظْلَمَ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَ (الْغَاسِقُ) اللَّيْلُ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 3] قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ اللَّيْلُ إِذَا دَخَلَ وَقِيلَ إِنَّهُ الْقَمَرُ. وَ (الْغَسَّاقُ) الْبَارِدُ الْمُنْتِنُ يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 25] . 
[غسق] الغَسَقُ: أول ظلمة الليل. وقد غسَق الليل يَغْسِقُ، أي أظلم. والغاسقُ: الليلُ إذا غاب الشفق. وقوله وتعالى: {ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ} قال الحسن: الليل إذا دخل، ويقال إنه القمر. وغَسَقَتْ عينه غَسْقاً: أظلمت. وغَسَقَ الجرح غَسَقاناً، إذا سال منه ماء أصفر. وأغسق المؤذن، أي أخَّر المغرب إلى غَسَقِ الليل. والغَسَّاقُ: البارد المَنْتِنُ، يخفف ويشدد. وقرأ أبو عمرو: {إلا حميما وغساقا} بالتخفيف، والكسائي بالتشديد.
غسق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الرّبيع بن خثيم أَنه كَانَ يَقُول لمؤذنه يَوْم الْغَيْم: أغْسِقْ أغْسِقْ. [قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: أغْسِقْ -] يَقُول: أخِّر الْمغرب حَتَّى يَغْسِقَ اللَّيْل وَهُوَ إظلامه يَعْنِي أَنه يستحبّ تَــأْخِير الْمغرب فِي الْيَوْم المتغيّم. [وَكَذَلِكَ يرْوى عَن الْحسن قَالَ حَدثنَا عباد بن عباد عَن هِشَام عَن الْحسن أَنه كَانَ يسْتَحبّ تَــأْخِير الظّهْر وتعجيل الْعَصْر وَتَــأْخِير الْمغرب فِي يَوْم الْغَيْم. وَيُقَال: يَغْسِقُ وأغْسَقَ -] .

حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع رَحمَه الله
غ س ق

يقولون: من الغسق إلى الفلق. وهو دخول أول الليل حين يختلط الظلام، وقد غسق الليل يغسق غسقاً وغسوقاً. وبنو تميم على أغسق. قال ابن قيس:

إن هذا الليل قد غسقا ... واشتكيت الهمّ والأرقا

وقال جسّاس:

أزور إذا ما أغسق الليل خلّتي ... حذار العدي أو أن يرجّم قائل

ونحوهما: دجا الليل وأدجى. وغسق القمر: أظلم بالخسوف، وأغسقنا: دخلنا في الغسق. وكان الربيع بن خيثم يقول لمؤذّنه يوم الغيم: أغسق أغسق أي ادخل في الغسق ثم أذّن أو أغسق بالأذان، كقول: أبردوا بالظهر. وتقول: أعوذ بالله من الغاسق إذا وقب، ومن القاسق إذا وثب.

ومن المجاز: غسقت العين، وعين غاسقة إذا أظلمت ودمعت، ومنه: الغساق وهو ما يسيل من جلودهم أسود. وتقول: ألا إن بصدد الفسّاق، تجرّع الصديد والغسّاق.
[غسق] لو أن دلوا من "غساق" يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا، هو بالتخفيف والتشديد من صديد أهل النار وغسالتهم أو من دموعهم، أو الزمهرير- أقوال. وفيه: تعوذي بالله من هذا- يعني القمر- فإنه "الغاسق" إذا وقب، من غسق غسوقًا وأغسق- إذا أظلم، والقمر إذا خسف وأخذ في المغيب أظلم. ط: ووقوبه دخوله في الكسوف واسوداده، واستعاذ من كسوفه لأنه من آيات الله الدالة على حدوث بلية ونزول نازلة، ولذا قام فزعًا خشي الساعة. ((ومن شر "غاسق")) أي الليل "إذا وقب" أي غاب الشفق واحتكر ظلامه. ج: وإنما سمى صلى الله عليه وسلم القمر غاسقًا لأنه إذا أخذ في الطلوع والغروب يظلم لونه لما تعرض دونه الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند الأفق. ك: غسق عينه: سال، وغسق الجرح: سال منه ماء أصفر. نه: ومنه ح: فجاء صلى الله عليه وسلم بعد ما "أغسق"، أي دخل في الغسق، وهي ظلمة الليل. وح الصديق: أمر عامر بن فهيرة وهما في الغار أن يروح عليهما غنمه "مغسقًا". وح: لا تفطروا حتى "يغسق" الليل على الظراب، أي يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. وح: يقول لمؤذنه يوم غيم: "أغسق"، أي أخر المغرب حتى يظلم الليل. 
غسق
غسَقَ يَغسِق، غَسْقًا وغُسوقًا، فهو غاسِق
• غسَقَ اللَّيلُ: أظلم، اشتدَّت ظلمتُه "أتيته حين غسَق الليلُ- من الغَسَق إلى الفَلق".
• غسَق القمرُ: أظلم بالخسوف.
• غسَقتِ السَّماءُ: أظلمت وأمطرت "غسَقَتِ العينُ: أظلمت ودَمعت- غسَق الغيمُ: نزل مطرًا- غسَق الماءُ: انصبّ". 

أغسقَ يُغسق، إغساقًا، فهو مغسِق
• أغسق اللَّيلُ: غسَق؛ أظلم، اشتدَّت ظلمتُه.
• أغسق فلانٌ: صار في الغَسَق، أي ظُلْمة الليل.
• أغسق المؤذِّنُ: أخَّر أذانَ المغرب إلى غسَق اللّيل، أي أوله حين يختلط الظلام. 

غاسِق [مفرد]: اسم فاعل من غسَقَ ° عين غاسِقة: إذا أظلمت ودمعت.
• الغاسِق:
1 - اللَّيل إذا غاب شفقُه واشتدّت ظلمتُه.
2 - القمر إذا أظلم بالخسوف " {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}: اللَّيل إذا دخل، أو الثُّريّا إذا سقطت لكثرة الطَّواعين والأسقام عند سقوطها". 

غسَاق [مفرد]: ما يسيل من جلود أهل النار من صديد وغيره " {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَاقٌ} [ق] ". 

غَسَّاق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غسَقَ.
2 - ما يسيل من جلود أهل النار وصديدهم من قيحٍ ونحوه " {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ. هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} ".
3 - ماء منتن، ولكنه بارد. 

غَسْق [مفرد]: مصدر غسَقَ. 

غَسَق [مفرد]:
1 - ظلمة اللّيل.
2 - دخولُ أوّله حين يختلط الظّلامُ "يستمّر في عمله من الصباح حتَّى الغسَق- {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ". 

غَسْقِيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات من مختلفات القرون ورتبة حرشفيّات الأجنحة. 

غُسوق [مفرد]: مصدر غسَقَ. 

غسق: غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً: دمعت، وقيل: انصبَّت،

وقيل: أَظلمت. والغَسَقان: الانصباب. وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انصب من

الضَّرْع. وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً: انصبَّت وأَرَشَّتْ؛

ومنه قول عمر، رضي الله عنه: حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل

على الجبال. وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر؛

وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل:

أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة،

تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق

أي سائل وليس من الظلمة في شيء. أَبو زيد: غَسَقت العين تَغْسِق

غَسْقاً، وهو هَمَلان العين بالعَمَش

والماء. وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ؛ عن ثعلب:

انصبّ وأَظلم؛ ومنه قول ابن الرُّقَيّات:

إن هذا الليل قد غَسَقا،

واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا

قال: ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب؛ وغَسَقُ الليل:

ظلمته، وقيل أَول ظلمته، وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ. وأَغسَقَ المؤذِّن

أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل. وفي حديث الربيع بن خثيم: أنه قال

لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل، وهو

إظلامه، لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث. وقال الفراء في قوله تعالى: إلى

غَسَقِ الليل، هو أَول ظلمته، الأخفش: غَسَقُ الليل ظلمته.

وقوله تعالى: ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ؛ قيل: الغاسِقُ هذا الليل إذا

دخل في كل شيء، وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه، وقيل إذا خَسَفَ. ابن

قتيبة: الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ

ويُظلم. غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم. قال ثعلب: وفي الحديث أن

عائشة، رضي الله عنها، قالت: أَخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيدي لما

طلع القمر ونظر إليه فقال: هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره

أي من شره إذا كُسِفَ. وروي عن أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ، قال: الثُّرَيّا؛ وقال الزجاج: يعني

به الليل، وقيل لِلَّيل غاسِقٌ، والله أعلم، لأنه أَبرد من النهار.

والغاسِق: البارد. غيره: غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين. ابن

شميل: غَسَقُ الليل دخول أَوَّله؛ يقال: أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط

ويعتكر ويسدّ المَناظرَ، يغْسِقُ غَسْقاً. وفي الحديث: فجاء رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل.

وفي حديث أبي بكر: أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح

عليهما غنمه مُغْسِقاً. وفي حديث عمر: لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على

الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. والغاسِقُ: الليل؛ إذا

غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ. وروي عن الحسن أَنه قال: الغاسِقُ أَول

الليل. والغَسَّاقُ: كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة؛ وقول أبي صخر الهذلي:

هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ،

ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ

قال السكري: الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة. والغَسَّاق: ما يَغْسِقُ

ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه.

وفي التنزيل: هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ، وقد قرأَه أَبو عمرو

بالتخفيف، وقرأَه الكسائي بالتشديد، ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد

الله، وخففها الناس بعد، واختار أَبو حاتم غَساق، بتخفيف السين، وقرأَ حفص

وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة، ومثله في عَمَّ يتساءلون، وقرأَ الباقون

وغَسَاقاً، خفيفاً في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ

غَسّاق، وبالتشديد، وفسَّراه الزَّمْهَرِير. وفي الحديث عن أبي سعيد عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في

الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا؛ الغَساق، بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من

صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم، وقيل: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغَسَاق

والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم،

وقيل: البارد فقط؛ قال الفراء: رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا

مقدَّماً ومؤخراً، والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه.

الفراء: الغَسَق من قُماشِ الطَّعام. ويقال: في الطَّعام زَوَانٌ

وزُوَانٌ وزُؤَانٌ، بالهمز، وفيه غَسَقٌ وغَفاً، مقصور، وكَعابِير ومُرَيْراء

وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام.

غسق
الغَسَق، مُحرَّكةً: ظُلْمَةُ أوّلِ اللّيْلِ. وقولُه تَعَالَى:) الى غسَقِ اللّيْلِ (قَالَ الفَرّاءُ: هُوَ أولُ ظُلْمتِه.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ، دخولُ أوّلِه، وقيلَ: حينَ يُطَخْطِخُ بَين العِشاءَيْنِ، وَذَلِكَ حينَ يعْتَكِرُ ويَسُدُّ المَناظِر. وَقَالَ الأخفَش: غسَقُ اللّيلِ: ظُلْمَتُه. وَقَالَ غيرُه: إِذا غابَ الشَّفَق. والغَسَقُ: شَيْءٌ من قُماشِ الطّعامِ، كالزُّؤانِ ونَحْوه. قَالَ الفَرّاءُ: يُقالُ فِي الطّعام: زَوانٌ وزُوَانٌ وزُؤانٌ، بالهَمْزِ، وَفِيه غسَقٌ وغَفاً، مَقْصُور، وكَعابِيرُ ومُرَيْراءُ وقَصَلٌ، كلُّه من قُماشِ الطّعام. وغَسَقَت عينُه، كضَرَبَ وسمِعَ تغْسِقُ غسْقاً، بِالْفَتْح، وغُسوقاً كقُعودٍ وغَسَقاناً، مُحرّكةً: أظْلَمَت، أَو دَمَعَت أَو انصَبّتْ، وَهُوَ مَجازٌ. وغَسَق الجُرْحُ غَسْقاً وغَسَقاناً: سالَ مِنْهُ ماءٌ أصْفَر. وأنشَد شَمِرٌ فِي الغاسِقِ بمعنَى السّائِلِ:
(أبْكي لفَقْدِهِمُ بعَيْنٍ ثَرّةٍ ... تجْري مسارِبُها بعَيْنٍ غاسِقِ)
أَي: سائلٍ، وَلَيْسَ من الظُلْمَة فِي شَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زيْد: غسَقَتِ العيْنُ تغسِق غسْقاً، وَهُوَ هَمَلان العَيْن بالعَمَشِ والماءِ. وغَسَقَت السّماءُ تغْسِقُ من حَدِّ ضَرَب غَسْقاً بالفَتْح وغَسَقاناً مُحركةً: انصبّتْ وأرَشَّت. وغَسَق اللّبَنُغَسْقاً: انْصَبّ من الضّرعِ. وغَسَقَ اللّيلُ من حَدّ ضرَب غَسْقاً بالفَتْح، ويُحَرّك، وغَسَقاناً بالتّحْريك، وأغْسَقَ عَن ثعْلَبٍ، قَالَ الزّمَخْشَريّ: هِيَ لُغة بني تَميم، ومثلُه: دَجا اللّيلُ، وأدْجَى، أَي: انْصَبّ واشتدّتْ ظُلْمَتُه وَمِنْه قولُ ابنِ قيْسِ الرُقَيّات:
(إنّ هَذَا اللّيْلَ قد غَسَقا ... واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأرَقا)

وَفِي حَديثِ عُمَر رضيَ الله عَنهُ: حينَ غسَقَ اللّيلُ على الظِّرابِ أَي: انْصَبّ على الجِبالِ الصِّغارِ، وغَشّى عَلَيْهَا بظُلْمَته. والغَسَقانُ، مُحَرَّكةً: الانْصِبابُ عَن ثَعْلَبٍ. والغاسِقُ: القَمَر إِذا كُسِفَ فاسْوَدّ، وَبِه فُسِّرت الْآيَة، كَمَا سَيَأْتِي. وَقَالَ ابنُ قُتَيبَة: سُمّي القَمرُ غاسِقاً لأنّه يُكسَفُ فيغْسِقُ، أَي: يذْهَبُ ضوْؤُه ويسْوَدُّ ويُظْلِم، غسَق يغْسِقُ غُسوقاً: إِذا أظْلَمَ. أَو اللّيلُ المُظْلِم، وَذَلِكَ إِذا غابَ الشّفَقُ. واختُلِفَ فِي قولِه تَعالى:) وَمن شَرِّ غاسِقٍ إِذا وقَب (فَقَالَ الحسَن: أَي اللّيلِ إِذا دَخَل، نَقله الجَوْهَريُّ. زَاد غيرُه: فِي كُلِّ شَيْءٍ. وروى عَن الحسَن أَيْضا أنّ الغاسِقَ أوّلُ اللّيْلِ.
وَقَالَ الزّجّاج: يَعْني بالغاسِقِ اللّيْلَ. وقيلَ لَهُ ذَلِك لأنّه أبْرَدُ من النّهار. والغاسِقُ: البارِدُ. وَقَالَ الجوهريُّ. ويُقال: إنّه القَمَر. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الحَدِيث: أنّ عائِشَة رضيَ الله عَنْهَا قالَتْ: أخذَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي لمّا طَلَع القَمرُ ونظَر إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا الغاسِق إِذا وقَبَ، فتعوّذي بِاللَّه من شرِّه أَي: إِذا كُسِفَ. أَو معْناه الثُرَيّا إِذا سَقَطتْ، روى ذلِك، عَن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عَنهُ مرْفوعاً، لكَثْرةِ الطّواعينِ والأسْقامِ عِنْد سُقوطِها وارْتِفاعِها عِنْد طُلوعِها، لِما ورَد فِي الحَديث: إِذا طلَعَ النّجمُ ارتَفَعت العاهاتُ. قَالَ السُهَيْليُّ، وابنُ العَرَبيِّ، وَقَالَ الإِمَام تُرجُمان القُرآن الحَبْرُ ابْن عبّاس رضيَ الله عَنْهُمَا وجَماعةٌ من المُفسّرين: أَي من شَرِّ الذَّكَرِ إِذا قَامَ وَهُوَ غَريبٌ، وتقدّم للْمُصَنف فِي وق ب نقَله عَن الإِمَام أبيحامدٍ الغَزاليّ، وَغَيره كَالْإِمَامِ التّيفاشِيّ، وجَماعة عَن ابْن عبّاس. ومجْموعُ مَا ذُكِر هُنَا من الْأَقْوَال فِي الغاسِق ثَلاثةٌ: اللّيلُ، والثُرَيّا، والذَّكَر. وسَبَق لَهُ أوّلاً تفْسيرُه بِمَعْنى القَمَر أَيْضا كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ، وَهُوَ المَفْهوم من حَدِيث السّيدةِ عائِشةَ رَضِي الله عَنْهَا. وقيلَ: الشّمسُ إِذا غرَبتْ، أَو النّهار إِذا دخَل فِي اللّيْلِ، أَو الأسْوَد من الحَيّاتِ. ووَقْبُه: ضَرْبُه، أَو انْقِلابُه، أَو إبْليس، ووَقْبُه: وسْوَسَتُه، نقَلَه ابنُ جُزَيّ عَن السُّهَيْليّ، فَصَارَ الجَميعُ ثمانيةَ أقوالٍ، وَقد سَردْناها فِي وق ب فراجِعْه، فإنّ المُصنِّفَ قد ذكَرَ بعضَ الأقْوال هُنا وأعْرَضَ عَن بعض، وذَكَر هُناك بعضَها وأعْرَضَ عَن بعْضٍ مَعَ تَكْرارِه فِي القَوْل الغَريبِ المَحْكيّ عَن ابنِ عبّاس، فتأمّل. والغُسوقُ بالضّمّ والإغْساقُ: الإظْلامُ، وَقد غسَقَ الليلُ غُسوقاً، وأغسَقَ، وَهَذَا فِيهِ تكْرَار، غير أنّه لم يذْكُر فِي مصادرِ غسَق اللّيل الغُسوق، وَقد ذكَرَه الزّمخشريُّ وغيرُه. وَأما الإغْساقُ فقد تقدّم عَن ثَعْلب، وَأَنه لُغة بَني تَميم. والغَسَاقُ، كسَحاب، وشَدّاد: مَا يغسِقُ من جُلودِ أهلِ النارِ من الصَّديد والقَيْح، أَي: يَسيل ويَقْطُر. وَقيل: من غُسالَتِهم. وقيلَ: من دُموعِهم. وَفِي التّنزيل:) هَذَا)
فلْيَذوقُوهُ حَميمٌ وغَسّاقٌ (. قرأَه أَبُو عَمْرو بالتّخْفيف وقرأَه الكِسائيُّ بالتّشْديد. ثقّلها يَحْيَى بن وَثّاب، وعامّة أَصْحَاب عبد الله، وخفّفَها النّاسُ بعد. واخْتار أَبُو حاتمٍ التّخفيفَ. وقرأَ حفْصٌ وحَمْزَة والكِسائي. وغسّاق بالتّشديد، ومِثلُه فِي) عَمّ يتَساءَلونَ (. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: وغَسَاقاً خَفيفاً فِي السّورَتيْن. ورُوِي عَن ابنِ عبّاس وابنِ مسْعودٍ أنّهما قرآ بالتّشديدِ، وفسّراه بالزمْهَريرِ. وَقيل: إِذا شدّدتَ السّينَ فالمُراد بِهِ مَا يقْطُرُ من الصّديدِ، وَإِذا خفّفْتَ فَهُوَ البارِدُ الشّديدُ البَرْدِ الَّذِي يُحرِقُ من بَرْدِه كإحْراقِ الحَميم. وَقَالَ اللّيثُ: الغَساقُ: المُنْتِنُ، ودَلّ على ذَلِك قولُ النّبي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم:) لَو أنّ دَلْواً من غَساقٍ يُهْراق فِي الدُنْيا لأنْتَنَ أهلُ الدُنيا (. وأغْسَقَ: إِذا دخَل فِي الغَسَق أَي: فِي أوّلِ الظُلْمة. وَمِنْه حَديثُ عَامر بنِ فُهَيرَة: فَكَانَ يروِّحُ بالغَنَم عَلَيْهِمَا مُغْسِقاً أَي: فِي الغارِ. وأغْسَقَ المؤذِّنُ: إِذا أخّر المَغْرِبَ الى غسَقِ اللّيْل كأبْردَ بالظُهْر. وَفِي حَدِيث الرّبيع بنِ خُثَيم أنّه قَالَ لمؤذِّنه يَوْم الغَيْم: أغسِقْ أغسِقْ أَي: أخِّر المَغْرِب حتّى يغسِق اللّيلُ، وَهُوَ إظْلامه. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: لم نسْمع ذلِك فِي غيْرِ هَذَا الحَدِيث. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: الغاسِقُ: البارِدُ. والأسْود من الحيّات. وإبْليس. والغَسّاق كالغاسِق، وكِلاهُما صِفَة غالبة. والغَسيقات: الشّديداتُ الحُمْرة، وَبِه فسّر السُكَّريُّ قولَ أبي صخْر الهُذَلي:
(هِجانٌ فَلَا فِي اللّونِ شامٌ يَشينُهُ ... وَلَا مَهَقٌ يغْشَى الغَسيقاتِ مُغرَبُ)
وَقَالَ صاحبُ المُفْرَداتِ فِي تفْسيرِ قولِه تَعَالَى:) ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وقَب (عبارَة عَن النائِبَة باللّيلِ كالطّارِق. ويُزاد هَذَا على مَا ذُكِر، فتَصيرُ الوجوهُ تِسْعة.

غسق

1 غَسَقَ, said of the night, aor. ـِ (S, O, K,) inf. n. غُسُوقٌ (O, K, * TA) and غَسْقٌ and غَسَقٌ and غَسَقَانٌ, (K,) It became dark; (S, O;) as also ↓ اغسق, (Th, O,) said by Z to be of the dial. of the Benoo-Temeem: (TA:) or both signify it became intensely dark. (K.) Hence, in a trad., غَسَقَ اللَّيْلُ عَلَى الظِّرَابِ i. e. The night poured down upon the small mountains and covered them with its darkness. (TA.) b2: And, said of the moon, It lost its light, and became black and dark. (TA.) b3: And غَسَقَتْ عَيْنُهُ, (S, O, K,) aor. ـِ (O, K;) and غَسِقَتْ, aor. ـَ (K;) inf. n. غَسْقٌ, (S, O,) or غُسُوقٌ, (K,) or both, (TA,) and غَسَقَانٌ; (K, TA;) (assumed tropical:) His eye became dark: (S, O, K, TA:) or (assumed tropical:) shed tears: (K, TA:) or (tropical:) poured forth [tears]: (TA:) or غسقت العَيْنُ means (assumed tropical:) the eye overflowed with water. (Az, TA.) b4: And غَسَقَ الجُرْحُ, inf. n. غَسَقَانٌ (S, O, K) and غَسْقٌ also, (TA,) The wound had yellow water flowing from it; (S, O, K;) and so غَسِقَ. (K, by implication.) And غَسَقَتِ السَّمَآءُ, (O, K, TA,) aor. ـِ inf. n. غَسْقٌ and غَسَقَانٌ, (K, TA,) The sky rained; or let fall a little rain, such as is termed رَشٌّ: (O, K, TA:) and [the rain] poured forth; syn. اِنْصَبَّت: (TA:) [and in this latter sense غَسَقَ is app. said of any fluid; for,] accord. to Th, (O, TA,) غَسَقَانٌ is syn. with اِنْصِبَابٌ. (O, K, TA.) [Hence,] غَسَقَ اللَّبَنُ, (K,) inf. n. غَسْقٌ (TA) [and app. غَسَقَانٌ], The milk poured forth from the udder. (TA.) 4 اغسق: see 1, first sentence. b2: Also He entered upon the غَسَق, (O, K, TA,) i. e. the beginning of the darkness. (TA.) And, said of the مُؤَذِّن, He delayed, or deferred, the [call to prayer of] sunset to the غَسَق of the night. (S, O, K.) غَسَقٌ The beginning of the darkness of night: (Fr, S, O:) or the darkness of the night: (Akh, TA:) or the darkness of the beginning of the night: (K:) or [the time] when the شَفَق [or redness in the horizon after sunset] disappears: or the time of the blending of the عِشَاآنِ, [see رُوَان, last sentence,] which is when the darkness becomes confused, and obstructs [the view of] the aspects of things: or, accord. to Sh, the entering-in of the beginning of the darkness. (TA.) A2: Also Refuse that is found among wheat, such as رُوَان [or darnel-grass, &c.], and the like. (Fr, O, K.) غَسَاقٌ and ↓ غَسَّاقٌ, (S, O, K, TA,) occurring in the Kur [xxxviii. 57 and] lxxviii. 25, accord. to different readings, (S, O, TA,) The ichor, or watery matter, (O, TA,) and thick purulent matter, (TA,) that will flow and drip (O, * TA) from the skins of the inmates of the fire [of Hell]: (O, TA:) or the washings of them: or their tears: (TA:) or, as some say, the latter of the words has the first of these meanings: (O, TA:) and the former word signifies cold, (O,) or intensely cold, (TA,) that burns by reason of its coldness (O, TA) like the hot wind: (TA:) or, accord. to Lth, stinking: (O, TA:) the latter word is expl. by I'Ab and Ibn-Mes'ood as signifying intense cold: (TA:) or both signify cold and stinking. (S, O.) غَسِيقَاتٌ Intensely red; [applied to she-camels;] thus expl. by Skr as occurring in a verse of Sakhr [?] El-Hudhalee. (TA.) غَسَّاقٌ: see غَسَاقٌ: b2: and see also the paragraph here following, near the end.

الغَاسِقُ signifies The night; (Zj, TA;) and [hence] وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (in the Kur [cxiii. 3], S, O) means [And from the mischief] of the night when it cometh in; (S, O, K;) accord. to El-Hasan (S, O) El-Basree: (O:) or the beginning of the night; as El-Hasan is related to have said: (TA:) or the night when the شَفَق [or redness in the horizon after sunset] disappears: (S, O, K:) and the night is said to be so called because it is colder than the day: (O, TA:) [for]

الغَاسِقُ signifies [also] the cold (البَارِدُ) [like الغَسَاقُ] (TA:) or what is meant in the verse of the Kur-án cited above is the accident in the night: (Er-Rághib, TA:) or الغَاسِقُ signifies the moon; (K;) and this is said to be meant in the verse of the Kur-án; (S, TA;) so the Prophet is related to have said to Áïsheh; i. e. the verse means, [the mischief of] the moon when it is eclipsed: (Th, O, * TA:) or what is meant in that verse is, الثُّرَيَّا [i. e. the asterism called the Pleiades] when it sets [aurorally (see ثُرَيَّا)], because diseases and pestilences are frequent at that period. (O, K, TA,) and become removed at that period of its [auroral] rising [in the opposite season of the year], (O, TA,) as is related in a trad. (TA:) or the sun when it sets: or the day when it enters upon the night. or the serpent called الأَسْوَد when it smites, or turns over: or, accord. to Sub. Iblees when he suggests evil: (TA:) or, accord. to I'Ab and several others, from the mischief of the ذَكَر when it becomes erect; (K, TA:) a strange explanation: and ↓ الغَسَّاقُ is like الغَاسِقُ; [but in what sense or senses is not said;] each is an epithet in which the quality of a subst. is predominant. (TA.) b2: غَاسِقٌ also signifies Flowing; applied by a poet in this sense to a source, or spring; and having to relation to darkness. (Sh. TA.)

يَدّ

يَدّ
الجذر: ي د ي

مثال: وضع يدَّه على صاحبه
الرأي: مرفوضة
السبب: لتشديد الحرف الــأخير.

الصواب والرتبة: -وَضَعَ يدَه على صاحبه [فصيحة]-وَضَعَ يدَّه على صاحبه [صحيحة]
التعليق: الكلمات «دم»، و «أب»، و «أخ»، و «يد»، و «فم» الأفصح فيها تخفيف الحرف الــأخير، وليس تشديده، وهي ثلاثية الأصول، ولكن الحرف الثالث محذوف، وهو الواو في «أب»، و «أخ»، و «فم»، والياء في «دم»، و «يد». ولكن سُمع فيها لغة أخرى بتشديد الحرف الــأخير بعد الحذف، وقد وَرَدَ في القاموس والتاج والوسيط «يَدّ» بتشديد الدال.

الحرف

الحرف: الزائد، ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.
الحرف: الأصلي، ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظا أو تقديرا.
الحَرف: أعني حرف المباني وهي الحروف الهجائية قال القاري: "قالوا في تعريف الحرف: هو صوتٌ معتمد على مقطع محقق وهو أن يكون اعتمادُه على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة أو مقطع مقدرٌ وهو هواء الفم".
الحرف:
[في الانكليزية] Particle
[ في الفرنسية] Particule
في اصطلاح النحاة كلمة دلّت على معنى في غيره ويسمّى بحرف المعنى أيضا، وبالأداة أيضا. ويسمّيه المنطقيون بالأداة. ومعنى قولهم على معنى في غيره على معنى ثابت في لفظ غيره، فإنّ اللام في قولنا الرجل مثلا يدلّ بنفسه على التعريف الذي هو في الرجل، وهل في قولنا هل قام زيد يدلّ بنفسه على الاستفهام الذي هو في جملة قام زيد. وقيل المعنى على معنى حاصل في غيره أي باعتبار متعلّقه لا باعتباره في نفسه. وهذا هو التحقيق؛ وقد مرّ ذلك مستوفى في لفظ الاسم.
ثم الحروف بعضها عاملة جارة كانت أو جازمة أو ناصبة صرفة كان وأخواتها، أو مع الرفع كالحروف المشبّهة بالفعل وهي إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر على عكس ما ولا المشبّهتين بليس، وبعضها غير عاملة كحروف العطف كالواو وأو وبل ونحوها مما يحصل به العطف، وحروف الزيادة التي لا يختلّ بتركها أصل المعنى كإن المكسورة المخففة وتسمّى بحروف الصّلة كما يجيء في لفظ الصلة. وحروف النفي الغير العاملة، وحروف النداء التي يحصل بها النداء كيا، وحروف الاستثناء وحروف الاستفهام، وحروف الإيجاب كنعم وبلى، وحروف التنبيه كها وألا، وحروف التحضيض كهلا وألّا، وحروف التفسير كأي، وحروف التنفيس كالسين وسوف، وحرف التوقّع كقد، وحرف الردع أي الزجر والمنع وهو كلّا، وغير ذلك. وإن شئت تفاصيل هذه فارجع إلى كتب النحو.
الحرف:
* " صوت مُعتمد على مقطع محقق أو مقدر "، وهو ما يتألف منه الكلام، وهي (أ، ب، ت .. إلخ، والمشهور في عدتها تسعة وعشرون حرفاً، منها عشرة أحرف زائدة، وتسعة عشر حرفاً أصلياً، أما (الحروف الزائدة) فمجموعة في (سألتمونيها) وهي التي لا يقع في كلام العرب حرف زائدة في اسم ولا فعل إلا من هذه الأحرف العشرة، والمقصود بالزيادة هناك أن يأتي زائداً على وزن (فعل) أي ليس بفاء الكلمة ولا عينها ولا لامها، نحو (استكبر)، وتقع هذه الزوائد في مواضع أخرى أصلاً، ولذلك تلقب بـ (الحروف المذبذبة) وأما (الحروف الأصلية) فهي ما عدا الحروف الزائدة المذكورة وعدتها تسعة عشر حرفاً، وإنما سميت بذلك لأنها لا تقع في كلام العرب إلا أصولاً. وثمة خمسة حروف فرعية زائدة على التسعة والعشرين مستعملة في كلام العرب ونزل بها القرآن الكريم وهي النون الخفيفة والألف الممالة والألف المغلظة كما في طريق الأزرق (ت في حدود 240 هـ) عن ورش (ت 197 هـ) في تغليظ اللامات والصاد المشمة صوت الزاي كما في (صراط) وما أشبه عن حمزة (ت 156 هـ) والهمزة المسهلة بَينَ بَينَ، ويقال لها: (الحروف المشربة) و (الحروف المشوبة) و (الحروف المخالطة)؛ لأنها مشربة بغيرها وتتخالط في اللفظ مع غيرها.
القراءة، " فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً، كما يقال: قرأ بحرف نافع وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، وكذلك قراءة كل إمام تسمى حرفاً ".
الحرف:
[في الانكليزية] Letter ،phoneme
[ في الفرنسية] Lettre ،phoneme
بالفتح وسكون الراء المهملة في العرف أي عرف العرب كما في شرح المواقف يطلق على ما يتركب منه اللفظ نحو اب ت لا ألف وباء وتاء، فإنّها أسماء الحروف لا أنفسها كما في النظامي شرح الشافية ويسمّى حرف التهجي وحرف الهجاء وحرف المبني. وماهيته واضحة بديهية وجميع ما ذكر في تعريفها المقصود منها التنبيه على خواصها وصفاتها.
وبهذا الاعتبار عرفه القرّاء بأنه صوت معتمد على مقطع محقّق وهو أن يكون اعتماده على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة، أو مقطّع مقدّر وهو هواء الفم إذ الأنف لا معتمد له في شيء من أجزاء الفم بحيث إنه ينقطع في ذلك الجزء، ولذا يقبل الزيادة والنقصان ويختصّ بالإنسان وضعا كذا في تيسير القاري.
وعرّفه ابن سينا بأنه كيفية تعرض للصوت بها أي بتلك الكيفية يمتاز الصوت عن صوت آخر مثله في الحدة والثقل تمييزا في المسموع. فقوله كيفية أي هيئة وضعية. وقوله تعرض للصوت أراد به ما يتناول عروضها له في طرفه عروض الآن للزمان، فلا يرد ما قيل إنّ التعريف لا يتناول الصوامت كالتاء والطاء والدال فإنها لا توجد إلّا في الآن الذي هو بداية زمان الصوت أو نهايته فلا تكون عارضة له حقيقة، إذ العارض يجب أن يكون موجودا مع المعروض، وهذه الحروف الآنية لا توجد مع الصوت الذي هو زماني. وتوضيح الدفع أنها عارضة للصوت عروض الآن للزمان والنقطة للخط، فإنّ عروض الشيء للشيء قد يكون بحيث يجتمعان في الزمان وقد لا يكون، وحينئذ يجوز أن يكون كلّ واحد من الحروف الآنية طرفا للصوت عارضا له عروض الآن للزمان. وقوله مثله في الحدّة والثقل ليخرج عن التعريف الحدّة والثّقل فإنّهما وإن كانتا صفتين مسموعتين عارضتين للصوت يمتاز بهما ذلك الصوت عما يخالفه في تلك الصفة العارضة، إلّا أنه لا يمتاز بالحدّة صوت عن صوت آخر يماثله في الحدّة ولا بالثقل صوت عما يشاركه فيه. وقوله تمييزا في المسموع ليخرج الغنّة وهي التي تظهر من تسريب الهواء بعضها إلى جانب الأنف وبعضها إلى الفم مع انطباق الشفتين، والبحوحة التي هي غلظ الصوت الخارج من الحلق، فإنّ الغنّة والبحوحة سواء كانتا ملذتين أو غير ملذتين صفتان عارضتان للصوت يمتاز بهما عما يشاركه في الحدّة والثّقل، لكنهما ليسا مسموعين، فلا يكون التمييز الحاصل منهما تمييزا في المسموع من حيث هو مسموع ونحوهما كطول الصوت وقصره، وكونه طيبا وغير طيب، فإنّ هذه الأمور ليست مسموعة أيضا. أما الطول والقصر فلأنهما من الكميات المحضة والمأخوذة مع الإضافة ولا شيء منهما بمسموع وإن كان يتضمن هاهنا المسموع، فإنّ الطول إنما يحصل من اعتبار مجموع صوتين صوت حاصل في ذلك الوقت وهو مسموع وصوت حاصل قبل ذلك الوقت وهو ليس بمسموع. وأمّا كون الصوت طيبا أي ملائما للطبع أو غير طيب فأمر يدركه الوجدان دون السمع فهما مطبوعان لا مسموعان، إذ قد تختلف هذه الأمور أعني الغنّة والبحوحة ونحوهما والمسموع واحد، وقد تتّحد والمسموع مختلف، وذلك لأنّ هذه الأمور وإن كانت عارضة للصوت المسموع إلّا أنها في أنفسها ليست مسموعة فلا يكون اختلافها مقتضيا لاختلاف المسموع، ولا اتحادها مقتضيا لاتحاده، بخلاف العوارض المسموعة فإنّ اختلافها يقتضي اختلاف المسموع الذي هو مجموع الصوت وعارضه واتحادها يقتضي اتحاد المسموع لا مطلقا بل باعتبار ذلك العارض المسموع. والحق أنّ معنى التمييز في المسموع ليس أن يكون ما به التمييز مسموعا بل أن يحصل به التمييز في نفس المسموع بأن يختلف باختلافه ويتّحد باتحاده، كالحرف بخلاف الغنّة والبحوحة ونحوهما، كذا في شرح المواقف في مبحث الأصوات.
ويعرّف الحرف عند أهل الجفر بأنّه بناء مفرد مستقل بالدلالة وتسمّى دلالة الحروف دلالة أولية، ودلالة الكلمة دلالة ثانية، وهو موضوع علم الجفر، وبهذا صرح في بعض رسائل الجفر. ولذا يسمّى علم الجفر بعلم الحروف.
تقسيمات حروف الهجاء
الأول إلى المعجمة وهي المنقوطة وغير المعجمة وهي غير المنقوطة وتسمى بالمهملة أيضا. الثاني إلى نوراني وظلماني. قال أهل الجفر الحروف النورانية حروف فواتح السور ومجموعها صراط علي حق نمسكه والباقية ظلمانية. ومنهم من يسمّى الحروف النورانية بحروف الحق والظلمانية بحروف الخلق. ومنهم من قال: النورانية تسمّى الأعلى والظلمانية قسمان. منها سبعة حروف تسمّى الأدنى وهي:
ب، ت، د، ذ، ض، و، غ، والسبعة الباقية تسمّى أدنى الأدنى. كذا في بعض رسائل الجفر. الثالث: إلى المسروري والملبوبي والملفوظي. وفي بعض رسائل الجفر: الحروف ثلاثة أقسام: 1 - ملفوظى: وهي التي تلفظ بواسطة 3 حروف مثل: ألف وجيم ودال. وهذه 13 حرفا تنحصر في قسمين: قسم زائد الحركة مثل الألف التي وسطها متحرك وقسم زائد الأول وهو ثلاثة حروف: الميم والنون والواو.
2 - 
ملبوبي: وهو ما يلفظ بحرفين وهي 12 حرفا. انتهى كلامه. وينبغي أن يعلم أنّ الحرف الملفوظي يشترك فيه أن لا يكون أوّله وآخره نفس الحرف، وإلّا فالمسروري يمكن اعتباره من الملفوظي. فحينئذ يلغي التقابل بين الأقسام. وهذا مبطل للتّقسيم الثلاثي ومؤيّد لما ذكره في قاموس جهانگيري حيث قال: إنّ علماء العربية ذكروا أنواع الحروف وقسّموها إلى ثلاثة أقسام: الأول: مسروري وهو ما يتم لفظه بواسطة حرفين اثنين وعددها: 12 حرفا وهي با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا ها يا.

والثاني: ملفوظى: وهو ما يلفظ بثلاثة أحرف لا يكون آخرها مثل أوّلها: وهي 13 حرفا: الف جيم دال ذال سين شين صاد ضاد عين غين قاف كاف لام.

والقسم الثالث: يقال له: ملبوبي ومكتوبي:
وهو ثلاثي الحروف وآخره مثل أوله ومجموعه 3 أحرف هي: الميم والنون والواو. انتهى.
ولا يخفى أنّه في هذا الكلام أطلق اسم الملبوبي على المسروري بعكس الكلام السابق.

الرابع: إلى المنفصلة وغيرها في أنواع البسط يأتي بالألف والدال والذال والراء والزاي والواو ولا، ويسمّيها الحروف السبعة المنفصلة وما عداها يقال لها: غير منفصلة.

الخامس: إلى المفردة والمتزاوجة التي تسمّى بالمتشابهة أيضا. ويقول في أنواع البسط:
الحروف إما متشابهة، وتسمّى أيضا متزاوجة، وهي الحروف التي لا اختلاف بينها في الصورة إلّا في النقط مثل الحاء والخاء.

وإمّا مفردة: وهي التي ليست كذلك. السادس إلى المصوّتة والصامتة فالمصوتة حروف المدّ واللين أي حروف العلّة الساكنة التي حركة ما قبلها مجانسة لها. والصامتة ما سواها سواء كانت متحركة أو ساكنة ولكن ليس حركة ما قبلها من جنسها. فالألف أبدا مصوتة لوجوب كونها ساكنة وما قبلها مفتوحا. وإطلاق اسم الألف على الهمزة بالاشتراك اللفظي. وأما الواو والياء فقد تكونان صامتتين أيضا كذا في شرح المواقف. السابع إلى زمانية وآنية. وفي شرح المواقف الحروف إمّا زمانية صرفة كالمصوتة فإنها زمانية عارضة للصوت باقية معه زمانا بلا شبهة. وكذا بعض الصوامت كالفاء والقاف والسين والشين ونحوها ممّا يمكن تمديدها بلا توهّم تكرار، فإنّ الغالب على الظنّ أنها زمانية أيضا. وإمّا آنية صرفة كالتاء والطاء وغيرهما من الصوامت التي لا يمكن تمديدها أصلا فإنها لا توجد في آخر زمان حبس النفس كما في لفظ بيت وفرط، أو في أوله كما في لفظ تراب، أو في آن يتوسطهما، كما إذا وقعت تلك الصوامت في أوساط الكلم فهي بالنسبة إلى الصوت كالنقطة والآن بالنسبة إلى الخط والزمان. وتسميتها بالحروف أولى من تسميتها بغيرها لأنها أطراف الصوت والحرف هو الطرف. وأما آنية تشبه الزمانية وهي أن تتوارد افرادا آنية مرارا فيظن أنها فرد زماني كالراء والحاء والخاء، فإنّ الغالب على الظن أنّ الراء في آخر الدار مثلا راءات متوالية، كلّ واحد منها آني الوجود، إلّا أنّ الحسّ لا يشعر بامتياز أزمنتها فيظنها حرفا واحدا زمانيا، وكذا الحال في الحاء والخاء كذا في شرح المواقف. الثامن إلى المتماثلة والمتخالفة. فالمتماثلة ما لا اختلاف بينها بذواتها ولا بعوارضها المسمّاة بالحركة والسكون كالياءين المتحركين بنوع واحد من الحركة. والمتخالفة ما ليس كذلك سواء كانت متخالفة بالذات والحقيقة كالياء والميم، أو بالعرض كالياء الساكنة والمتحركة كذا في شرح المواقف. هذا لكن المذكور في فن الصرف أنّ المتماثلة هي المتفقة في الحقيقة وإن كانت مختلفة بالعوارض. قال في الإتقان في بحث الإدغام نعني بالمتماثلين ما اتفقا مخرجا وصفة كالياءين واللامين، وبالمتجانسين ما اتفقا مخرجا واختلفا صفة كالطاء والتاء والظاء والثاء، وبالمتقاربين ما تقاربا مخرجا أو صفة كالدال والسين والضاد والشين انتهى. فالحروف على هذا أربعة أقسام. المتماثلة والمتجانسة والمتقاربة وما ليس شيئا منها. التاسع إلى المجهورة والمهموسة فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحركه. والمهموسة بخلافها أي ما لا ينحصر جري النفس مع تحركه.
والانحصار الاحتباس وهي السين والشين والحاء والخاء والثاء المثلثة والتاء المثناة الفوقانية والصاد المهملة والفاء والهاء والكاف.
والمجهورة ما سواها، ففي المجهورة يشبع الاعتماد في موضعه. فمن إشباع الاعتماد يحصل ارتفاع الصوت، والجهر هو ارتفاع الصوت فسمّيت بها. وكذا الحال في المهموسة لأنه بسبب ضعف الاعتماد يحصل الهمس وهو الإخفاء، فإذا أشبعت الاعتماد وجرى الصوت كما في الضاد والزاء والعين والغين والياء فهي مجهورة رخوة، وإذا أشبعته ولم يجر الصوت كالقاف والجيم والطاء والدال فهي مجهورة شديدة. قيل المجهورة تخرج أصواتها من الصدر، والمهموسة تخرج أصواتها من مخارجها في الفم وذلك مما يرخي الصوت، فيخرج الصوت من الفم ضعيفا. ثم إن أردت الجهر بها وإسماعها أتبعت صوتها بصوت من الصدر لتفهم. وتمتحن المجهورة بأن تكرّرها مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، رفعت صوتك بها أو أخفيته، سواء أشبعت الحركات حتى تتولّد الحروف نحو قا قا قا، أو قو قو قو، أو قي قي قي، أو لم تشبعها نحو ققق فإنّك ترى الصوت يجري ولا ينقطع، ولا يجري النّفس إلّا بعد انقضاء الاعتماد وسكون الصوت. وأما مع الصوت فلا يجري وذلك لأنّ النّفس الخارج من الصدر وهو مركّب الصوت يحتبس إذا اشتدّ اعتماد الناطق على مخرج الحرف، إذ الاعتماد على موضع من الحلق أو الفم يحبس النّفس وإن لم يكن هناك صوت، وإنّما يجري النّفس إذا ضعف الاعتماد. وإنّما كرّرت الحروف في الامتحان لأنك لو نطقت بواحد منها غير مكرّر فعقيب فراغك منه يجري النّفس بلا فصل فيظن أنّ النفس إنّما خرج مع المجهورة لا بعده، فإذا تكرّر وطال زمان الحرف ولم يخرج النّفس مع تلك الحروف المكرّرة عرفت أنّ النطق بالحروف هو الحابس للنفس. وإنّما جاز إشباع الحركات لأنّ الواو والألف والياء أيضا مجهورة، فلا يجري مع صوتها النّفس. وأما المهموسة فإنّك إذا كرّرتها مع إشباع الحركة أو بدونها فإنّ جوهرها لضعف الاعتماد على مخارجها لا يحبس النّفس، فيخرج النّفس ويجري كما يجري الصوت نحوك، وقس على هذا. العاشر إلى الشديدة والرخوة وما بينهما. فالشديدة ما ينحصر جري صوته في مخرجه عند إسكانه فلا يجري الصوت والرخوة بخلافها. وأما ما بينهما فحروف لا يتم لها الانحصار ولا الجري. وإنما اعتبر إسكان الحروف لأنّك لو حرّكتها، والحركات أبعاض الحروف من الواو والياء والألف وفيها رخاوة ما، لجرت الحركات لشدة اتصالها بالحروف الشديدة إلى شيء من الرخاوة فلم يتبين شدتها. فقيد الإسكان لامتحان الشديدة من الرخوة. فالحروف الشديدة الهمزة والجيم والدال والطاء المهملتان والباء الموحدة والتاء المثناة الفوقانية والكاف والقاف. والرخوة ما عدا هذه الحروف المذكورة، وما عدا حروف لم يرو عنا فإنها ليست شديدة ولا رخوة فهي مما بينهما. وإنّما جعل هذه الأحرف الثمانية أي اللام والميم والياء المثناة التحتانية والراء المهملة والواو والعين المهملة والنون والألف مما بينهما أي بين الشديدة والرخوة لأنّ الشديدة هي التي ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف، وهذه الأحرف الثمانية ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف أيضا لكن يعرض لها إعراض توجب حصر الصوت من غير مواضعها.
أما العين فينحصر الصوت عند مخرجه لكن لقربه من الحاء التي هي من المهموسة ينسلّ صوته قليلا فكأنّك وقفت على الحاء. وأما اللام فمخرجها أعني طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه من الحنك عند النطق به، فلا يجري منه صوت، لكن لمّا لم يسدّ طريق الصوت بالكلية كالدال بل انحرف طرف اللسان عند النطق به خرج الصوت عند النطق به من متشدّق اللسان فويق مخرجه. وأمّا الميم والنون فإنّ الصوت لا يخرج عن موضعهما من الفم، لكن لمّا كان لهما مخرجان في الفم والخيشوم جرى الصوت من الأنف دون الفم لأنّك لو أمسكت أنفك لم يجر الصوت بهما. وأمّا الراء فلم يجر الصوت في ابتداء النطق به لكنه جرى شيئا لانحرافه وميله إلى اللام كما قلنا في العين المائل إلى الحاء، وأيضا والراء مكرّر فإذا تكرّر جرى الصوت معه في أثناء التكرير. وكذلك حروف العلّة لا يجري الصوت معها كثيرا، لكن لمّا كان مخارجها تتسع لهواء الصوت أشدّ من اتساع غيرها من المجهورة كان الصوت معها يكثر فيجري منه شيء. واتساع مخرج الألف لهواء صوته أكثر من اتساع مخرجي الواو والياء لهواء صوتهما، فلذلك سمّي الهاوي أي ذا الهواء كالناشب والنابل. وإنّما كان الاتساع للألف أكثر لأنّك تضم شفتيك للواو فتضيق المخرج وترفع لسانك قبل الحنك للياء. وأما الألف فلا يعمل له شيء من هذا، فأوسعهنّ مخرجا الألف ثم الياء ثم الواو، فهذه الحروف أخفى الحروف لاتساع مخارجها وأخفاهن الألف لسعة مخرجها أكثر.
اعلم أنّ الفرق بين الشديدة والمجهورة أن الشديدة لا يجري الصوت بها بل إنّك تسمع به في آن ثم ينقطع. والمجهورة لا اعتبار فيها لعدم جري الصوت بل الاعتبار فيها لعدم جري النّفس عند التصويت بها. هذا كله ما ذهب إليه ابن الحاجب واختاره الرضي. وبعضهم أخرج من المجهورة الأحرف السبعة التي هي من الرخوة أي الضاد والطاء والذال والزاء والعين والغين والياء، فيبقى فيها الحروف الشديدة، وأربعة أحرف مما بينهما وهي اللام والميم والواو والنون، فيكون مجموع المجهورة عنده اثنى عشر حرفا، وهي حروف ولمن أجدك قطبت. وهذا القائل ظنّ أنّ الرخاوة تنافي الجهر وليس بشيء لأنّ الرخاوة أن يجري الصوت بالحرف، والجهر رفع الصوت بالحرف سواء جرى الصوت أو لم يجر. الحادي عشر إلى المطبقة والمنفتحة. فالمطبقة ما ينطبق معه الحنك على اللسان لأنّك ترفع اللسان إليه فيصير الحنك كالطبق على اللسان، فتكون الحروف التي يخرج بينهما مطبقا عليهما، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء. وأما قول ابن الحاجب من أنّها ما ينطبق على مخرجه الحنك فليس بمطّرد لأنّ مخرج الضاد حافّة اللسان وحافته ينطبق عليها الأضراس وباقي اللسان ينطبق عليه الحنك. قال سيبويه لولا الإطباق في الصاد لكان سينا وفي الظاء لكان ذالا وفي الطاء لكان دالا، ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيء من الحروف في موضعها غيرها.
والمنفتحة بخلافها لأنه ينفتح ما بين اللسان والحنك عند النطق بها، وهي ما سوى الحروف الأربعة المطبقة. الثاني عشر إلى المستعلية والمنخفضة. فالمستعلية ما يرتفع بسببها اللسان وهي الحروف الأربعة المطبقة والخاء والغين المعجمتان والقاف لأنه يرتفع بهذه الثلاثة أيضا اللسان، لكن لا إلى حدّ انطباق الحنك عليها. والمنخفضة ما ينخفض معه اللسان ولا يرتفع وهي ما عدا المستعلية. وبالجملة فالمستعلية أعمّ من المطبقة إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق ويلزم من الإطباق الاستعلاء.
ولذا يسمّى الأحرف الأربعة المطبقة مستعلية مطبقة. الثالث عشر إلى حروف الذّلاقة والمصمتة، فحروف الذّلاقة ما لا ينفك عنه رباعي أو خماسي إلّا شاذا كالعسجد والدهدقة والزهزقة والعسطوس، وهي الميم والراء المهملة والباء الموحدة والنون والفاء واللام. والمصمتة بخلافها وهي حروف ينفك عنها رباعي وخماسي وهي ما سوى حروف الذلاقة.
والذلاقة الفصاحة والخفة في الكلام، وهذه الحروف أخفّ الحروف. ولذا لا ينفك عنها رباعي وخماسي فسمّيت بها. والشيء المصمت هو الذي لا جوف له فيكون ثقيلا فسمّيت بذلك لثقلها على اللسان. الرابع عشر إلى حروف القلقلة وغيرها. فحروف القلقلة ما ينضم إلى الشدّة فيها ضغط في الوقف وذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة معا. فالجهر يمنع النّفس أن يجري معها، والشدّة تمنع الصوت أن يجري معها، فلذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلّم عند النطق بها ساكنة فيحتاج إلى قلقلة اللسان وتحريكه عن موضع، حتى يجري صوتها فيسمع، وهي القاف والدال المهملة والطاء المهملة والباء الموحدة والجيم. وقال المبرّد ليس القاف منها بل الكاف وغيرها ما سواها.
الخامس عشر إلى حروف الصفير وغيرها.
فحروف الصفير ما يصفر بها أي يصوت بها وهي الزاء المعجمة والصاد والسين المهملتان، سمّيت بها لوجود الصفير عند النطق بها وغيرها غيرها. السادس عشر إلى حروف العلّة وغيرها. فحروف العلة الألف والواو والياء، سمّيت بها لكثرة دورانها على لسان العليل فإنّه يقول واي وغيرها غيرها. وحروف العلّة تسمّى بالحروف الجوفية أيضا لخروجها من الجوف. ثم إنّ حروف العلّة إذا سكنت تسمّى حروف لين، ثم إذا جانسها حركة ما قبلها فتسمّى حروف مدّ، فكلّ حرف مدّ حرف لين ولا ينعكس. والألف حرف مدّ أبدا والواو والياء تارة حرفا مدّ وتارة حرفا لين، هكذا ذكر في بعض شروح المفصل. وكثيرا ما يطلقون على هذه الحروف حرف المدّ واللين مطلقا، فهو إمّا محمول على هذا التفصيل أو تسمية الشيء باسم ما يئول إليه. هكذا في جاربردي شرح الشافية في بحث التقاء الساكنين. وقيل بتباين المدّ واللين وعدم صدق أحدهما على الآخر، لكن من المحققين من جعل بينهما عموما وخصوصا مطلقا كذا في تيسير القاري. السابع عشر إلى حروف اللين والمدّ وغيرها وقد عرفت قبيل هذا. الثامن عشر إلى الأصلية والزائدة.
فالأصلية ما ثبت في تصاريف اللفظ كبقاء حروف الضرب في متصرفاته. والزائدة ما سقط في بعضها كواو قعود في قعد. ثم إذا أريد تعليم المتعلمين فالطريق أن يقال إذا وزن اللفظ فما كان من حروفه في مقابلة الفاء والعين واللام الأولى والثانية والثالثة فهو أصلي وما ليس كذلك فهو زائد. وليس المراد من الزائد هاهنا ما لو حذف لدلّ الكلمة على ما دلّت عليه وهو فيها، فإنّ ألف ضارب زائدة لو حذفت لم يدل الباقي على اسم الفاعل، كذا في جاربردي حاشية الشافية. وحروف الزيادة حروف: اليوم تنساه، أعني أنه إذا وجد في الكلمة زائد لا يكون إلّا من تلك الحروف لا من غيرها.
ولمعرفة الزائد من الأصلي طرق كالاشتقاق وعدم النظير وغيرهما يطلب من الشافية وشروحه في بحث ذي الزيادة.
والحروف في اصطلاح الصوفية الصورة المعلومية في عرضة العلم الإلهي قبل انصباغها بالوجود العيني. كذا قال الشيخ الكبير صدر الدين في النفحات. ويجيء في لفظ الكلمة. وفي الإنسان الكامل في باب أم الكتاب: أمّا الحروف فالمنقوطة منها عبارة عن الأعيان الثابتة في العلم الإلهي، والمهملة منها نوعان، مهملة تتعلق بها الحروف ولا تتعلّق هي بها وهي خمسة: الألف والدال والراء والواو واللام، فالألف إشارة إلى مقتضيات كمالاته وهي خمسة، الذات والحياة والعلم والقدرة والإرادة إذ لا سبيل إلى وجود هذه الأربعة إلّا للذات، فلا سبيل إلى كمالات الذات إلّا بها.
ومهملة تتعلّق بها الحروف وتتعلّق هي بها وهي تسعة. فالإشارة بها إلى الإنسان الكامل لجمعه بين الخمسة الإلهية والأربعة الخلقية وهي العناصر الأربع مع ما تولّد منها فكانت أحرف الإنسان الكامل غير منقوطة لأنّه خلقها على صورته، ولكن تميّزت الحقائق المطلقة الإلهية عن الحقائق المقيّدة الإنسانية لاستناد الإنسان إلى موجد يوجده. ولو كان هو الموجد فإنّ حكمه أن يستند إلى غيره. ولذا كانت حروفه متعلّقة بالحروف وتتعلّق الحروف بها. ولما كان حكم واجب الوجود أنّه قائم بذاته غير محتاج في وجوده إلى غيره مع احتياج الكلّ إليه.
كانت الحروف المشيرة إلى هذا المعنى من الكتاب مهملة تتعلّق بها الحروف ولا تتعلق هي بحرف منها. ولا يقال إنّ لام ألف حرفان فإن الحديث النبوي قد صرّح بأن لام ألف حرف واحد فافهم.
واعلم أنّ الحروف ليست كلمات لأنّ الأعيان الثابتة لا تدخل تحت كلمة كن إلّا عند الإيجاد العيني، وأمّا هي ففي أوجهها وتعيينها العلمي فلا يدخل عليها اسم التكوين، فهي حقّ لا خلق، لأنّ الخلق عبارة عمّا دخل تحت كلمة كن، وليست الأعيان في العلم بهذا الوصف، لكنها ملحقة بالحدوث إلحاقا حكميا لما تقتضيه ذواتها من استناد وجود الحادث في نفسه إلى قديم. فالأعيان الموجودة المعبّر عنها بالحروف ملحقة في العالم العلمي بالعلم الذي هو ملحق بالعالم فهي بهذا الاعتبار الثاني قديمة انتهى كلامه.

وقال الشيخ عبد الرزاق الكاشي: إنّ حروف الحقائق بسيطة وهي من الأعيان، وأمّا الحروف العالية فهي للشئون الذاتية وهي كامنة في غيب الغيوب، كالشّجرة في النواة. واعلم أنّ أهل الجفر يقولون لبعض حروف الزمام حروف أوتاد. وذلك كالأوّل والرابع، ومثل هذين الحرفين يتجاوزونهما ويأخذون الحرف الثالث كما سيرد في بحث الوتد. ويقول بعضهم: الحروف أدوار. وهي دائما أربعة:

الأول: حرف زمام، والثاني: الحرف الــأخير، والثالث: الحرف الأول للزمام الــأخير. والحرف الرابع: الحرف الــأخير لذلك. ويسمّى بعضهم الحروف قلوبا. وتلك الحروف هي التي وسط الزمام. وعليه فإذا كانت الحروف والسطور كل منها شفعا فتكون حروف القلوب أربعة وهي وسط جميع الحروف، وإذا كانت مفردة كلاهما. فهو واحد (أي حرف القلب) وفي غير هذا الشّكل حروف القلوب اثنان. مثلا: إذا كان عدد الحروف والسطور كلّ منها تسعة. وعليه فحرف القلب هو الخامس من السطر الخامس.
وإذا كان عدد الحروف ثمانية وعدد السطور أربعة فالحرف الرابع والخامس من كلّ من السطر الثاني والثالث هي حروف قلوب. يعني كل أربعة وإذا كانت الحروف سبعة والسطور أربعة، فالحرف الرابع من كلّ السطرين الثاني والثالث هي حروف قلوب. وإذا كانت الحروف عشرة والسطور خمسة، فالخامس والسادس من السطر الثالث هي حروف قلوب. وعلى هذا فقس. كذا في أنواع البسط. 

فرع

الفرع: خلاف الأصل، وهو اسم لشيء يبنى على غيره.
(فرع) فلَان ذبح الْفَرْع وَبَين المتخاصمين فرق وَأصْلح وَفِي قومه طَال وَمن الأَصْل الْمسَائِل استخرجها وَجعلهَا فروعا يُقَال فلَان حسن التَّفْرِيع للمسائل والجبل وَفِي الْجَبَل صعد وَالْأَرْض وفيهَا فرع
(ف ر ع) : (الْفَرَعُ) أَوَّلُ مَا تَلِدُهُ النَّاقَةُ وَكَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ (وَالْفَرَعَةُ) مِثْلُهُ (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «لَا فَرَعَةَ وَلَا عَتِيرَةَ» وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَتْ (فُرَيْعَةُ) بِنْتُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ.
(فرع)
الشَّيْء فراعة طَال وَعلا فَهُوَ فارع وَالشَّيْء فرعا وفروعا علاهُ وَيُقَال فرع قومه علاهم وجاهة وشرفا وَالْأَرْض جول فِيهَا وفرسه كبحها وَبَين المتخاصمين فصل بَينهم وَالْبكْر افتضها

(فرع) فرعا غزر شعره فَهُوَ أفرع وَهِي فرعاء (ج) فرع وفرعان
ف ر ع: (فَرْعُ) كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ. وَ (الْفَرْعُ) أَيْضًا الشَّعْرُ التَّامُّ. وَ (الْفَرَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَوَّلُ وَلَدٍ تُنْتِجُهُ النَّاقَةُ كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ فَيَتَبَرَّكُونَ بِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» وَ (الْأَفْرَعُ) ضِدُّ الْأَصْلَعِ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَعَ. وَ (تَفَرَّعَتْ) أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ كَثُرَتْ. 
(فرع) - في الحديث: "أَىُّ الشَّجَرِ أَبعدُ من الخَارِف ؟ قالوا: فَرعُها. قال: وكَذلِك الصَّفُّ الأَولُ"
فَرعُ كُلِّ شيءٍ: أَعلاه؛ وقد فَرعَ الشيءَ: عَلَاه.
- ومنه حديثُ عَطاءٍ: "وسُئِل من أَينَ أَرمِي الجَمْرتَيْن؟ قال: تَفْرَعُهُما"
: أي تَقِف على أَعلَاهُما فتَرْمِيهما. - في حديث عَلْقَمَةَ: "أنَّه كان يُفَرِّع بين الغَنَم ."
ذَكَرَه الهَرَوِيُّ في القَافِ، وذَكرتُه في الهَفَواتِ.
فرع
فَرْعُ الشّجر: غصنه، وجمعه: فُرُوعٌ. قال تعالى: أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ
[إبراهيم/ 24] ، واعتبر ذلك على وجهين:
أحدهما: بالطّول، فقيل: فَرَعَ كذا: إذا طال، وسمّي شعر الرأس فَرْعاً لعلوّه، وقيل: رجل أَفْرَعُ، وامرأة فَرْعَاءُ، وفَرَّعْتُ الجبل، وفَرَّعْتُ رأسَهُ بالسّيف، وتَفَرَّعْتُ في بني فلان: تزوّجت في أعاليهم وأشرافهم. والثاني: اعتبر بالعرض، فقيل: تَفَرَّعَ كذا، وفُرُوعُ المسألة، وفُرُوعُ الرّجل: أولاده.
و (فِرْعَوْنُ) : اسم أعجميّ، وقد اعتبر عرامته، فقيل: تَفَرْعَنَ فلان: إذا تعاطى فعل فرعون، كما يقال: أبلس وتبلّس، ومنه قيل للطّغاة: الفَرَاعِنَةُ والأبالسة.
فرع قَالَ أَبُو عُبَيْد: الحمم الفحم واحدتها حممة وَبِه سمي الرجل حممة وَقَالَ طرفَة: [المديد]

أشْجاكَ الربعُ أم قِدَمُهْ ... أم رَمَادٌ دارس حممه

[و -] قَوْله: أضلّ اللَّه - أَي أضلّ عَنْهُ فَلَا يقدر عَليّ. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا فرعة وَلَا عتيرة. قَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الفرعة وَالْفرع - بِنصب الرَّاء قَالَ: وَهُوَ أول ولد تلده النَّاقة وَكَانُوا يذبحون ذَلِك لآلهتهم فِي الْجَاهِلِيَّة فنهوا عَنْهُ وَقَالَ أَوْس بْن حجر يذكر أزمة فِي سنة شَدِيدَة الْبرد: [المنسرح]

وشُبِّهَ الهَيْدبُ العَبَامُ من الأقوام ... سقبا مُجَلَّلاً فرعا يَعْنِي أَنه قد لبس جلد السقب من شدَّة الْبرد. يُقَال: قد أفرع الْقَوْم - إِذا فعلت إبلهم ذَلِك.
ف ر ع

الفرع ينبت حوله الغصن. وتقول: بنو هاشم ولدهم أشرف، وفروع الدوحة ظلها أورف.

ومن المجاز: فلان فرع قومه أي شريفهم، وهو من فروعهم. قال الأعشى:

كلا أبويكم كان فرعاً دعامةً ... ولكنهم زادوا وأصبحت ناقصاً

وفرع فرع أذنه. ونزلوا فرع الوادي أي أعلاه. وأجلست فرع فلان أي فوقه. وامرأة طويلة الفروع وهي الشعر، ولها فرع تطؤه، وتقول: لابدّ للقرعاء، من حسد الفرعاء؛ وهي ذات الفرع. وضربه على فرعي أليتيه وهما المماستان للأرض إذا قعد. وقال الشماخ:

حتى إذا انجرد النسيل وقد بدا ... فرع من الجوزاء لم يتصوب

أراد أولها، ومنه: فرع رأسه بالسيف أو العصا. وجبل فارع: مرتفع، وفرعت الجبل وفيه وتفرّعت: صدعت. قال عبد الله بن عنمة:

كأني غداة الصمد لما دعوته ... تفرّعت حصناً لا يرام ممدّدا

وأفرعت في الوادي وفرّعت: انحدرت. وسمع أعرابي يقول: لقيت فلاناً فارعاً مفرعاً أي صاعداً أنا، منحدراً هو. وفرع قومه وتفرّعهم: علاهم شرفاً مثل تذرّاهم. وتفرّعت في بني فلان: تزوّجت سيّدتهم. قال:

وتفرّعنا من ابني وائل ... هامة العزّ وخرطوم الكرم

وتفرع فلان القوم: ركبهم بالشتم والأذى. وأتِ فرعة من فراع الجبل فانزلها وهي ذروته. وأتيته في فرعة من النهار وهي الصدر. وهو مفترع أبكار المعاني. وهو حسن التفريع للمسائل. وفرع بين المتخاصمين وفرّع إذا فرّق بينهما.

فرع


فَرَعَ(n. ac. فَرْع)
a. [acc.
or
Fī], Ascended (mountain).
b. [acc.
or
Min], Descended.
c. [acc. & Bi], Smote, hit with.
d.(n. ac. فَرْع
فُرُوْع), Surpassed, excelled; overtopped.
e. [acc. & Bi], Pulled in, stopped by the ( bridle:
horse ).
f. [Bain], Interposed between; reconciled.
g. see IV (e)
& VIII (a).
فَرِعَ(n. ac. فَرَع)
a. Had abundant hair.

فَرَّعَa. see I (a) (b), (f) & IV (
e ).
e. [acc. & Min], Deduced, derived from.
f. [ coll. ], Sprouted, branched
out.
g. [ coll. ], distributed.

فَاْرَعَa. Took the responsibility of.

أَفْرَعَ
a. [Fī]
see I (a)b. [Min]
see I (b)c. see X (b)d. [Bi], Alighted at; came upon ( a company ).
e. Explored (country).
f. Commenced, began.
g. Caused to bleed.
h. [La], Blood appearid upon ( a woman ).
i. [ coll. ]
see II (f) (g).
تَفَرَّعَa. Became plentiful, numerous (branches).
b. [Min], Was deduced from.
c. Espoused the best of ( a tribe's women ).
d. Set upon.
e. see I (d)
& VIII (a).
إِفْتَرَعَa. Defloured, devirginated.
b. Began; originated.

إِسْتَفْرَعَa. see IV (f)b. Slaughtered ( young camel & c. ).
فَرْع
(pl.
فُرُوْع)
a. Uppermost; upperpart, top.
b. Branch; derivative; sub-division; consequence;
conclusion; corollary.
c. Abundant hair.
d. Nobleman; chief.
e. (pl.
فِرَاْع), Ravine.
f. Bow.
g. Property.
h. see 1t (a)
فَرْعَة
(pl.
فِرَاْع)
a. Louse.
b. Summit (mountain).
c. [ coll. ]
see 4t (b)
فَرْعِيّa. Deduced, derived.

فَرَع
(pl.
فُرُع)
a. Firstling (sacrificed).
b. Portion, share.
c. see 1 (g) & 1t
(a).
فَرَعَةa. see 1t (b)b. Upper leather, vamp (shoe).
أَفْرَعُ
(pl.
فُرْع فُرْعَاْن)
a. Long-haired; hairy.

مِفْرَع
(pl.
مَفَاْرِعُ)
a. Peacemaker, reconciler; restrainer.

فَاْرِعa. High, tall; overtopping.
b. Comely.
c. (pl.
فَرَعَة), Body-guard (sultan).
فَاْرِعَة
(pl.
فَوَاْرِعُ)
a. fem. of
فَاْرِعb. see 1t (b)
فَرَّاْعَة
a. [ coll. ], Hatchet.
N. Ac.
فَرَّعَa. Ramification.
b. Derivation, deduction; development.
c. [ coll. ], Distribution.

N. P.
أَفْرَعَa. see 21 (a)
الفُرُوْع وَالأُصُوْل
a. Conclusions & principles.
فرع: فرع الخشب: فلعه، ومشقه، وفلقه. (بوشر، همبرت ص74).
فرع: شذب، عضد، قلم. (بوشر).
فَرَع: نبت، نتش. كما في السيريانية والعبرية (نرث). (موكس ارشيف 1: 176).
فرَّعَ (بالتشديد). فرع النبات: أخرج فروعا وفسائل (فوك). ويقال: فرع فروعا. (بوشر أبو الوليد ص586).
فرع: جدل أغصان الشجرة. (الكالا).
فرَّع أو أفرع: أنبت، انتش النبات، أخرج رأسه من الأرض قبل أن تشتد عروقه فيها (موكس أرشيف 1: 176).
فرعنى بنصله: علاني به (ديوان الهذليين ص291 البيت الثالث) وانظر لين في مادة فرع، يقال: فرعت رأسه بالعصا.
تفرع: صار ذا فروع، تشعب، ويقال مجازا تفرع إلى (المقري 1: 135) وفي كتاب الخطيب (ص28 و): وتفرع الكلام على قولي.
متفرع: علامة، ذو علوم ومعارف متنوعة (بسان 3: 86و).
متفرع: صادر عن، ناشئ عنه تنشأ أغصان الشجرة وتتكاثر (عباد 1: 168).
متفرع: نابت، منتش (سركس أرشيف 1: 176).
انفرع: نبت، انتشى. (سركس أرشيف 1: 176).
افترع: فتح البلد واستولى عليه بقوة السلاح. فعند ابن القوطية (ص10 ق): افترعنا البلد. (المقري 1: 179). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص45 و) افترع بالفتح أرضا.
فرع: غصن صغير، برعم، زمعة، بتيلة، فسيلة تنبت في أسفل ساق الشجر. (بوشر).
فرع: فسل، قضيب الغرس، سرغ، (قلم) وهو قضيب صغير يقطع من بعض الشجر كالكرم مثلا ويغرس. (بوشر).
فرع: أغصان وأفنان تفرعت من نفس الساق. وأجزاء الشيء المركب. (بوشر).
فروع: نوع من الشجر ضئيل أعقف. (بارت 1: 131).
فرع: علم خاص (المقري) (1: 526) وقد أراد فليشر أن يقرأها نوع. غير أن طبعة بولاق تؤيد ما جاء في نص المقري.
فرع: صور، نسخة، (في القسم الأول من معجم فوك)، وشبيه، مثيل، نظير. (في القسم الثاني منه).
فرع: رأس غنم، نعجة، (المقدمة 3: 363).
فرعة: غشاء المهبل، طية غشائية تكون عادة في مدخل المهبل (وهو قناة تصل الشفر بعنق الرحم) عند العذارى. (معجم مسلم).
فرعة: جلدة تزداد في القربة، وجلدة تخاط في النعل، ويقال فرعة أيضا. (معجم مسلم). فرعة: أنظر المادة السابقة.
فروع. قولهم فيح نجم الفروع الذي ذكره لين موجود في ديوان الهذليين (ص186، البيت 31) غير أنها بالغين. وأنظر فروع الصبح في الكامل (ص160).
فرَّاع حطب: فالق حطب، كسار حطب (بوشر).
فرَّاعة: فأس. (بوشر، همبرت ص84 و) (محيط المحيط).
فاروعة: فأس. (محيط المحيط).
تفريع، والجمع تفاريع: من مصطلح العمارة ولعله أعلى البرج، قمة القبة. ففي رسائل مخطوطة (2: 21و) للخطيب: الطاعن في نحر الجو بالجامور الهائل والتاج المفخم المتعدد القسي والتفافيج والتفاريع. وفيها: بحسب الأماكن والشوكات والتفاريع.
مفرع: ذو فروع وأغصان وأفنان (بوشر).
فرع وَله وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سُئِلَ عَن الفَرَع فَقَالَ: حِقّ وَأَن تتركه حَتَّى يكون ابْن مَخَاض أَو ابْن لبون زُخْزُبّا خير من أَن تكفأ إناءك وتولَّه نَاقَتك وتذبحه يلصق لَحْمه بوبره. قَوْله: الْفَرْع هُوَ أول شَيْء تنتجه النَّاقة فَكَانُوا يجعلونه لله فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: هُوَ حقّ وَلَكنهُمْ كَانُوا يذبحونه حِين يُولد فكره ذَلِك وَقَالَ: دَعه حَتَّى يكون ابْن مَخَاض أَو ابْن لبون فَيصير لَهُ طعم قَالَ أَوْس بن حجر: [المنسرح]

ٍوشُبِّه الهيدبُ العبامُ من ال ... أَقوام سَقْبا مُجَلَّلا فّرَعا

والزُّخْرُبّ: هُوَ الَّذِي قد غلظ جِسْمه وَاشْتَدَّ لَحْمه. وَقَوله: خير من أَن تكفأ إناءك يَقُول: إِنَّك إِذا ذبحته حِين تضعه أمه بقيت الأُم بِلَا ولد ترْضِعه فَانْقَطع لذَلِك لَبنهَا يَقُول: فَإِذا فعلت ذَلِك فقد كفأت إناءك وهرقته وَإِنَّمَا ذكر الْإِنَاء هَهُنَا لذهاب اللَّبن وَمن هَذَا الْمَعْنى قَول الْأَعْشَى يمدح رجلا: [الْخَفِيف]

رُبّ رَفْد هرقته ذَلِك اليو ... م وَأسرى من معشر أقتالِ

فالرفد: هُوَ الْإِنَاء الضخم فَأَرَادَ بقوله: هرقته ذَلِك الْيَوْم [إِنَّك -] استقت الْإِبِل فَتركت أَهلهَا ذَاهِبَة ألبانهم فارغة آنيتهم مِنْهَا. وَأما قَوْله: تولَّه نَاقَتك فَهُوَ ذبحك وَلَدهَا وكل أُنْثَى فقدت وَلَدهَا فَهِيَ واله وَمِنْه الحَدِيث الآخر فِي السَّبي أَنه نهى أَن توله وَالِدَة عَن وَلَدهَا يَقُول: لَا يفرق بَينهمَا فِي البيع. وَإِنَّمَا جَاءَ هَذَا النَّهْي من النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْفَرْع أَنهم كَانُوا يذبحون ولد النَّاقة أول مَا تضعه وَهُوَ بِمَنْزِلَة الغراء أَلا تسمع قَوْله: يخْتَلط أَو يلصق لَحْمه بوبره فَفِيهِ ثَلَاث خِصَال من الْكَرَاهَة: إِحْدَاهُنَّ أَنه لَا ينْتَفع بِلَحْمِهِ وَالثَّانيَِة أَنه إِذا ذهب وَلَدهَا ارْتَفع لَبنهَا وَالثَّالِثَة أَنه يكون قد فجعها بِهِ فَيكون آثِما فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: دَعه حَتَّى يكون ابْن مَخَاض وَهُوَ ابْن سنة أَو ابْن لبون وَهُوَ ابْن سنتَيْن ثمَّ اذبحه حِينَئِذٍ فقد طَابَ لَحْمه واستمتعت بِلَبن أمه سنة وَلَا يشقّ عَلَيْهَا مُفَارقَته لِأَنَّهُ قد اسْتغنى عَنْهَا وَكبر.
[فرع] فرع كل شئ: أعلاه. ويقال: هو فرْعُ قومه، للشريف منهم. والفَرْعُ أيضاً: الشَعْرُ التامُّ. والفَرْعُ أيضاً: القوسُ التي عُمِلَتْ من طرف القضيب. يقال: قوس فرع، أي غير مشقوق. وقوس فلق، أي مشقوق. وقال: أرمى عليها وهى فرع أجمع * وهى ثلاث أذرع وإصبع * ويقال أيضا: ائْتِ فَرْعَةً من فِراعِ الجبل فانزِلها. وهي أماكن مرتفعة منه. وفَرَعْتُ رأسَه بالعصا، أي عَلَوْتُهُ، وبالقاف أيضا. وفرعت قومي، أي علوتهم بالشرف أو بالجمال. وجبلٌ فارْعٌ، إذا كان أطول مما يليه. وفَرَعْتُ فرسي باللجام، أي قدعته. قال أبو النجم:

نفرعه فرعا ولسنا نعتله * وفرعت بينهما، أي حجزت وكففت، عن أبى نصر. وفارع: اسم حصن. وفارعة: اسم امرأة. وفارعة الجبل: أعلاه، يقال: انْزل بفارِعَةِ الوادي واحْذَر أسفله. وتِلاعٌ فَوارِعُ، أي مشرفاتُ المسايل. وفَرَعْتُ الجبلَ: صعدته. وأفْرَعْتُ في الجبل: انحدرت. قال رجل من العرب: لقيت فلانا فارعا مفرعا. يقول: أحدنا مصعد والآخر منحدر. قال الشمّاخ: فإنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنبِ سَخَطي * لا يدْهَمَنَّكَ إفْراعي وتَصْعيدي * وفرعت في الجبل تفريعا، أي انحدرت. وفرعت [في ] الجبل أيضاً: صَعَّدْتُ، وهو من الأضداد. وفُروعُ الجوزاء: أشدُّ ما يكون من الحر. قال أبو خراش: وظلَّ لنا يومٌ كأن أواراه * ذكا النارِ من نَجْمِ الفروعِ طويلُ * قرأته على أبى سعيد بالعين غير معجمة. وأفرعنا بفلان فما أحمدناه، أي نزلنا به. ورجلٌ مُفْرَعُ الكتف، أي عريضها. وأفرع بنو فلان، أي انتحعوا في أوَّل الناس. ويقال: بئس ما أفْرَعْتَ به، أي ابتدأت. وأفرعت الارض، أي جولت فيها فعرفت خبرها. والفَرَعُ بالتحريك: أوَّل ولدٍ تنتجه الناقة، وكانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك. قال أوس ابن حجر يذكر أزمة في سنةٍ شديدة البرد: وشبِّه الهَيْدَبُ العَبَامُ من ال‍ * أقوامِ سقبا مجللا فرعا * أي جلد فرع. وفى الحديث: " لا فرع ولا عتيرة ". تقول منه: أفرع القوم، إذا ذبحوه. والفرع أيضا: المال الطائل المعد، واسم موضع. والفرعة: القملة، تسكن وتحرك، والجمع فرع وفرع. وبتصغيرها سمِّيت فُرَيْعَةُ. والفَرَعُ أيضاً: مصدر الأفْرَعِ، وهو التامُّ الشعر. وقال ابن دريد: امرأةٌ فرعاءُ كثيرة الشعر. قال: ولا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية أو الجمَّةِ أفْرَعُ وإنَّما يقال رجلٌ أفرع لضد الاصلع. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرع. وتفرعت أغصان الشجر، أي كثرت. وتَفَرَّعْتُ بني فلانٍ، أي تزوَّجتُ سيِّدة نسائهم. وافترعت البكر، إذا اقتضضتها .
[فرع] فيه: لا "فرعة" ولا عتيرة، الفرعة بالفتح، والفرع أول ما تلد الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم فنهى عنه، وقيل: كانوا في الجاهلية من تمت إبله مائة قدم بكرًا فنحره لصنمه وهو الفرع، وكان يفعله المسلمون أولًا فنسخ. ن: ومنه: في كل سائمة "فرع"، أي في كل مائة، وهو بفتحتين. نه: ومنه" "فرعوا" إن شئتم ولكن لا تذبحوه غراة حتى يكبر، أي صغيرا لحمه كالغراة. وهي القطعة من الغراء- ومر في غ. وح: إنه سئل عن "الفرع" فقال: حقرسول الله صلى الله عليه وسلم "أفرع"، هو جمع أفرع، وهو الوافي الشعر، وقيل: من له جمة، وكان صلى الله عليه وسلم ذا جمة. وفيه: لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا "أفرع"، أي الموسوس. و"الفرع"- بضم فاء وسكون راء: موضع بين الحرمين. ك: "يفترعها" الحر، هو بفاء وراء ومهملة، أي يفتضها، يقيم ذلك الحكم- أي الحاكم أي القاضي بموجب الافتراع، قوله: ذلك الافتراع- أي موجبه ومقتضاه ومقدر ثمنها، أي يقسط قيمتها- يعن يأخذ الحاكم من الرجل المفترع من أجل الأمة دية الافتراع بنسبة إلى أرش النقص، وهو التفاوت بين كونه بكرًا أو ثيبًا، ويقيم بمعنى يقوم.
فرع
فرَعَ يَفرَع، فَرَاعةً، فهو فارِع، والمفعول مَفْرُوع (للمتعدِّي)
• فرَع قَوَامُه: طال، علا، حسُن "فارِع القامة/ الطول/ الشَّعْر".
• فرَعت الشّجرةُ سائرَ أشجار الحديقة: علتهم طولاً ° فارع الطُّولِ: واسع الغنى واليسار- فَرَع قومَه جاهًا: علاهم شرفًا. 

تفرَّعَ/ تفرَّعَ عن/ تفرَّعَ من يتفرَّع، تفرُّعًا، فهو مُتفرِّع، والمفعول مُتفرَّعٌ عنه
• تفرَّعتِ الأغصانُ: كثُرت؛ أطلقَت فروعًا.
• تفرَّعتِ المسائلُ: تشعّبت "تفرّعت القضيَّة/ المشكلة" ° تفرّعت الشَّركة إلى فروع متعدِّدة: فتحت مقارَّ جديدة لها، تعدَّدت نشاطاتها ولم تقتصر على نشاط واحد.
• تفرَّع عنه/ تفرَّع منه: كان فرْعًا له، نجم ونتج منه أو عنه "تفرَّع من الأصل/ العائلة الأمّ- تفرَّعت كُلُّ هذه المذاهب من الدِّين الإسلاميّ- لكلِّ واحد من العلوم الفلسفيَّة فروع تتفرّع عنه". 

فرَّعَ يفرِّع، تفريعًا، فهو مُفرِّع، والمفعول مُفرَّع
• فرَّع المسألةَ: جعلها فروعًا أي شُعبًا "فرَّع الأستاذُ الموضوعَ لتلاميذه ليسْهُل فهمه" ° فرّع بينهم: فرَّق- فرّع في قومه: طال. 

تفريعة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من فرَّعَ.
2 - أحد الانقسامات التي يحدثها مجرى مائيّ عن يمينه وشماله، وقد تكون هذه الانقسامات صناعيَّة، ولا تلتقي مع المجرى المائيّ إلا عند نقطة الانقسام "تفريعة قناة السويس". 

فارِعة [مفرد]: ج فارعات وفَوَارع: صيغة المؤنَّث لفاعل فرَعَ.
• الفارعة من النِّساء: الطَّويلة. 

فَراعة [مفرد]: مصدر فرَعَ. 

فرَّاعة [مفرد]: (رع) فأس كبيرة لقطع الحطب والشجر والأخشاب. 

فَرْع [مفرد]: ج أفْرُع وفُروع:
1 - غُصْن، شُعْبَة؛ امتداد خشبيّ قصير يخرج من الجذع الرئيسيّ للشّجرة، يقابله أصل "فروع الشجرة: أغصانها- {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} ".
2 - ما يتفرَّع من غيره، يقابله أصل "فروع المسألة: أقسامها، ما تفرَّع منها- ينتمي إلى الفرع الفقير من العائلة" ° فروع الرَّجل: أولاده- فروع الشَّركة: مكاتبها.
3 - (شر) كلَّ ما يخرج متشعِّبًا من أصل كالأوردة والشرايين والأعصاب ونحوها.
• فرع النَّهر: (جو) مجرى مائيّ يتفرَّع من نهر ولا يعود إليه. 

فَرْعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَرْع: ثانويّ "طريق/ عنوان فرعيّ- مسألة فرعيّة- تواصل اللجان الفرعيّة أعمالها" ° الخطّ الفرعيّ: خطّ متفرِّع من خطّ حديديّ رئيسيّ- انتخاب فرعيّ: يتناول مقعدًا فرديًّا أو بعض مقاعد- طريق فرعيّ: طريق سريع يمرُّ حول أو على جانب واحد من منطقة مغلقة أو مزدحمة. 
فرع
فَرَّعَ فُرُوْعاً. وأفْرَعَ: في مَعْنى صَعِدَ وهَبَطَ جميعاً. ويُقال في الهُبُوط: فَرَّعَ؛ أيضاً. وفَرَعْتُه: عَلَوْتَه. وفَرَعْتُ أرْضَ كذا: جَوَّلْتُ فيها فَعَلِمْتُ خَبَرَها. وفَرَعْتُ الفَرَسَ: قَدَعْتَه. وفَرَعْتُ بينهم: حَجَزْتَ. ورَجُلٌ مِفْرَعٌ وقَوْمٌ مَفَارِعُ: إِذا كَفُّوا بين النّاس وَقَوَوْا على ذلك، وفي الحديث: " أنَّ جارِيَتَيْنِ أخَذَتا بِرُكْبَتَي النبيِّ صلّى الله عليه وآلِهِ وسَلَّم - وهو في الصَّلاة فَفَرَّع بينهما " أي فَرَّقَ.
وفَرَعًها وافْتَرَعَها: اقْتَضَّها. وأَفْرَعَتْ: رأتِ الدَّمَ عندَ الوِلادَة أوْ في أوَّل ما حاضَتْ.
وهو أوَّلُ صَيْدٍ فَرَعْنا دَمَه: أي صَبَبْناه. وأفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغَنَم: أفْسَدَتْ وأدْمَتْ، وكذلك أفْرَعَ اللِّجَامُ الفَرَسَ: أي أدْمى فاه. ورُوِيَ عنهم: بِئسَ ما أفْرَعْتَ: أي ابْتَدَأْتَ.
وأفْرَعُوا الفَرَعَةَ واسْتَفْرَعوا وفَرَّعُوا: نَحَروْها. والفَرَعَةُ: أوَّل نِتَاج الناقَة، وكانوا يَتَبَرَّكُونَ بنَحْرِه. وقيل: كانوا إِذا بَلَغَ الإبِلُ المائةَ نَحَروا واحِداً وأُطْعِمَ الناس وهو الفَرَعَة. ويُقال: أَفْرَعَتِ الإبِلُ: أي نُتِجَتِ الفَرَعَ. وأفْرَعُوا: فَعَلَتْ إبِلهم ذلك.
والفَرَعُ: القِسْم. وأتَيْتُه في فَرْع الضُّحى: أي في أوَّله. وفَرَعَةُ الجَبَل وفارِعتُه: قُلَّتُه. والفُرْعَانُ: الشِّعَابُ في الجِبَال، والواحِد: فَرَعٌ. والفَرَعَةُ: القَمْلةُ الصَّغيرة، وقيل الكَبيرة، والجَميعُ: الفَرَعُ. ويُقال: الفَرْعَةُ - بِسُكُون الرّاء -؛ والفَرْعُ الجَمْع، ومنه: حَسَّانُ بن الفُرَيْعَة. والفَرَعَة: جِلْدَةٌ تُزَادُ في القِرْبَة أو الجِراب إِذا ضَاقَ.
وأُفْرِعَ بِسَيِّد بَني فلانٍ: أي أخَذُه. وأفْرَعُوا: انْتَجَعُوا في أَوَّل الناس. ووَادٍ مُفْرعٌ: كَفَى أهْلَه. وأفْرَعَ فلانٌ: طالَ وارتَفَعَ. وأفْرَعْتُ به فما أحْمَدْتُه: نَزَلْتُ به. وفارِعَة الوادي: أعْلاه. والفَرْعُ: أعْلى كُلِّ شيءٍ. وقَوْسٌ فَرْعٌ: إِذا اتُّخِذَتْ من رَأْسِ القَضِيْب.
والفَرْعُ: المالُ المُعَدُّ: والشَّعَرُ؛ جميعاً، يُقال: فَرِعَ وهو أفْرَعُ وفارعٌ. الجَميعُ: الفُرْعَان.
وفَرْعَةُ الطَّريْق وفارِعَتُه: حَوَاشِيْه. وقيل: الفارِعَةُ: ما ارْتَفَعَ منه وظَهَرَ؛ والجَميعُ: الفَوَارعُ. والفَرْعَاءُ والمَفْرَعُ مِثْلُه. وهو مُفْرَعُ الكَتِفِ؛ أي عَرِيْضُها. وتَفَرَّعْتُم: تَزَوَّجْتَ في سادَتِهم.
والمُفْرِعُ: الطَّويلُ من كُلِّ شَيءٍ. وفَوَارِعُ: مَوَاضِع. وفارعٌ: اسْمُ حِصْنٍ كان المَدينَةِ لحسّان بن ثابِت. فأمّا قَوْلُ الهُذَليِّ:
وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُوْع
فهي فُروعُ الجَوْزاء، وهو أشَدُّ ما يَكون من الحَرِّ، ويُرْوى: الفُرُوْغِ؛ بالغَيْن مُعْجَمَةً.
وقَوْلُ أُمَيَّةَ:
حَيِّ داوودَ وابنَ عَادٍ ومُوسى ... وفُرَيْعٌ بُنْيَانُه بالثِّقَالِ
فيُقال: أرادَ ب فُرِيْعٍ فِرْعَوْنَ.
رفع: المَرْفُوْعُ من سَيْرِ الفَرَس: دُوْنَ الحُضْر وفَوْقَ المَوْضوع، ويُقال: أرْفَعْ من دابَّتِكَ.
والرَّفْعَةُ: مِثْلُ جَرْي الفَرَس إِذا فَعَلَه البَعيرُ. ورافَعَني فلانٌ وخَافَضَني: داوَرَني كُلَّ مُدَاوَرَةٍ. ورَفُعَ رَفَاعَةً فهو رَفِيْعٌ. ورَفَّعَ الحِمَارُ في العَدْو: إِذا كان بعضُه أرْفَعَ من بعضٍ. والرَّفِيْعَةُ: ما تَرْفَعُه على غيرك عند السُّلْطان. والرِّفْعَة: نَقِيْضُ الذِّلَّة. والرِّفَاعَةُ: ما تُنَفِّجُ به المرْأَةُ عَجِيْزَتَها. وأرْفَعَ بهم: أتَّقى عليهم. ورَافَعْتُه: تارَكْتَه. ورَفَّعْتُهم: باعَدْتَهم في الحَرْب. ورَفَعْتُه رَفْعاً: خَبَأْتَه وَأَحْرَزْتَه. وقيل: في قَوْل جَرير:
رَفَعْنَ الكُسَا والعَبْقَرِيَّ المُرَقَّما.
اتَّخَذْتَها رَفِيْعَةً فاخِرة. وفي صَوْتِه رُفَاعَةٌ رَفَاعَةٌ: أي ارتِفاعٌ. ورَفَعْتُه: نَسَبْتَه، ومنه: حَدِيْثٌ مَرْفُوْعٌ. وهذا زَمَنُ رَفَاعِ الزَّرْعِ ورِفَاعِه: وذلك حين يُحْصَدُ فَيُرْفَع.
(ف ر ع)

فَرْعُ كل شَيْء: أَعْلَاهُ. وَالْجمع فُرُوعٌ لَا يكسر على غير ذَلِك، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

مِن المنطِياتِ الموْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرَى فِي فُرُوعِ المُقْلَتَينِ نُضُوبُ

إِنَّمَا يُرِيد أعاليها.

وقوس فَرْعٌ: عملت من رَأس الْقَضِيب وطرفه، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الفَرْعُ من خير القسي، يُقَال قَوس فَرْعٌ وفَرْعَةٌ. قَالَ أَوْس:

عَلى ضَالَةٍ فَرْعٍ كأنَّ نَذِيرَها ... إِذا لم يُخَفِّضْهُ عَنِ الوَحْشِ أفكَلُ

وفَرَعَ الشَّيْء يَفْرَعُه فَرْعا وفُرُوعا وتَفَرَّعَهُ: علاهُ.

وفَرَعَ الْقَوْم وتَفَرَّعَهُم: فاقهم. قَالَ:

تُعَيِّرُني سَلْمَى ولَيْسَ بِقُضْأةٍ ... ولَوْ كُنْتُ من سَلْمى تَفَرعتُ دارِما

والفَرَعَةُ رَأس الْجَبَل وَأَعلاهُ خَاصَّة وَجَمعهَا فِرَاعٌ.

وجبل فارِعٌ، ونقا فارِعٌ: عَال أطول مِمَّا يَلِيهِ.

وفَرَعَةُ الجلة: أَعْلَاهَا من التَّمْر.

وكتف مُفْرَعَةٌ عالية مشرفة عريضة.

وكل عَال طَوِيل مُفْرَعٌ.

وفَرْعَةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه كُله: أَعْلَاهُ ومنقطعه، وَقيل: مَا ظهر مِنْهُ وارتفع، وَقيل: فارِعَتُهُ: حَوَاشِيه.

والفُرُوع: الصعُود.

وفَرَع رَأسه بالعصا وَالسيف فَرْعا: علاهُ.

وأفْرَع فلَان: طَال وَعلا.

وأفْرَع فِي قومه وفَرَّعَ: طَال وارتفع. قَالَ لبيد: فَأفْرَعَ بِالرَّبابِ يَقُودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عَنِ السِّخالِ

شبه الْبَرْق بِالْخَيْلِ البلق فِي أول النَّاس.

وتَفَرَّّعَ الْقَوْم: ركبهمْ بالشتم وَنَحْوه وعلاهم.

وتَفَرَّعَهُم: تزوج سيدة نِسَائِهِم وعلياهن.

وفَرَّعَ وأفْرَع: صعد، وَانْحَدَرَ، قَالَ الشماخ:

فإنْ كَرِهْتُ هِجائي فاجتنب سَخَطِي ... لَا يُدْرِكَنَّكَ إفْرَاعِي وتَصْعيدي

وفَرَعَ - بِالتَّخْفِيفِ - صعد وَعلا عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وأصْعَدَ فِي لؤمه وأفْرَعَ: أَي انحدر.

وَبئسَ مَا أفْرَعَ بِهِ: أَي ابْتَدَأَ.

والفَرَعُ والفَرَعَةُ: أول نتاج الْإِبِل وَالْغنم. وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يذبحونه لآلهتهم وَجمع الفَرَعِ فُرُعٌ، أنْشد ثَعْلَب:

كَفَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رَأسَهُ ... فُرُعٌ بَينَ رِئاسٍ وحامِ

رئاس وَحَام: فحلان.

وأفْرَعُوا: أنتجوا.

والفَرَعُ والفَرَعَةُ: ذِبْحٌ كَانَ يُذبح إِذا بلغت الْإِبِل مَا يتمناه صَاحبهَا، وجمعهما، فِرَاعٌ.

والفَرَعُ: بعير كَانَ يذبح فِي الْجَاهِلِيَّة. إِذا كَانَ للْإنْسَان مائَة بعير نحر مِنْهَا بَعِيرًا كل عَام فأطعم النَّاس وَلَا يذوقه هُوَ وَلَا أَهله.

والفَرَعُ: طَعَام يصنع لنتاج الْإِبِل كالخرس لولاد الْمَرْأَة.

والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفصيل فيلبسه آخر وَتعطف عَلَيْهِ نَاقَة سوى أمه فتدر عَلَيْهِ. قَالَ أَوْس بن حجر:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الْ ... أقوامِ سَقْبا مُجَلَّلاً فَرَعا والفَرَعُ: المَال الطائل الْمعد قَالَ:

فَمَنَّ واسْتَبْقى وَلم يَعْتَصِرْ ... مِنْ فَرْعِه مَالا وَلَا المَكْسِرِ

أَرَادَ من فَرَعِهِ فسكن للضَّرُورَة. والمكسر: مَا يكسر من أصل مَاله، وَقيل: إِنَّمَا الفَرْعُ هَاهُنَا الْغُصْن، فكنى بالفَرْعِ عَن حَدِيث مَاله وبالمكسر عَن قديمه، وَهُوَ الصَّحِيح.

وأفْرَعَ الْوَادي أَهله: كفاهم.

وفارَعَ الرجل: كَفاهُ وَحمل عَنهُ، قَالَ حسان بن ثَابت:

وأنْشُدُكُمْ والبغْىُ مُهْلكُ أهْلِهِ ... إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ لهُ منْ يُفارِعهْ

وفَرِعَ فَرَعا فَهُوَ أفْرَع: كثر شعره.

والأفْرَعُ: ضد الأصلع وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعان.

وفَرْعُ الْمَرْأَة: شعرهَا، وَجمعه فُروعٌ.

وَامْرَأَة فارعة وفَرْعاءُ: طَوِيلَة الشّعْر.

وأفْرَع بِهِ: نزل.

وفَرَعَ الأَرْض وفَرَّعَ فِيهَا: جَوَّل فِيهَا وَعلم علمهَا.

وفرَعَ بَين الْقَوْم يَفْرَع فَرْعا: حجز وَأصْلح.

وأفْرَع سَفَره وَحَاجته: أَخذ فيهمَا.

وأفْرَعُوا من سفرهم: قدمُوا وَلَيْسَ ذَلِك أَوَان قدومهم.

وفَرَعَ فرسه يَفْرَعُه فَرْعا: كبحه وكفه قَالَ:

نَفْرَعُه فَرْعا ولسنا نعتله

وأفْرَعَتِ الْمَرْأَة: حَاضَت.

وأفْرَعَها الْحيض: أدماها والإفْرَاعُ: أول مَا ترى الماخض من النِّسَاء أَو الدَّوَابّ دَمًا.

وأفْرَعَ لَهَا الدَّم: بدا لَهَا. وأفْرَعَ اللجام الْفرس: أدماه، قَالَ الْأَعْشَى:

صَدَدْتُ عَن الأعْدَاءِ يَوْمَ عُباعِبٍ ... صدَودَ المذَاكي أفْرَعَتْها المساحِلُ

المساحل: اللجم، وَاحِدهَا مسحل، يَعْنِي أَن المساحل أدمتها كَمَا أفْرَع الْحيض الْمَرْأَة بِالدَّمِ.

وافْترَع الْمَرْأَة: اقتضَّها.

والفُرْعَةُ: دَمهَا.

وَهَذَا أوَّلُ صيد فَرَعَهُ: أَي أراق دَمه.

والفَرَعُ: القِسم وَخص بِهِ بَعضهم المَاء.

وأُفْرِعَ بِسَيِّد بني فلَان: أُخذ فَقتل.

وأفْرَعَتِ الضبع فِي الْغنم: قتلتها وأفسدتها أنْشد ثَعْلَب:

أفْرَعْتِ فِي فُرَارِي كأنَّما ضِرَارِي ... أرَدْتِ يَا جَعارِ

وَهِي أفسد شَيْء رئى. والفرار: الضَّأْن.

والفَرَعة: القملة الْعَظِيمَة، وَقيل: الصَّغِيرَة، وَجَمعهَا فِرَاعٌ.

والفِرَاعُ: الأودية.

والفَوَارِعُ: مَوضِع.

وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعَةُ وفارِعَةُ كلهَا أَسمَاء رجال.

وفارِعَةُ اسْم امْرَأَة، وفُرْعانُ: اسْم رجل.

ومنازل بني فُرْعان: من رَهْط الْأَحْنَف ابْن قيس.

والأفْرَعُ: بطن من حمير.

وفَرْوَعٌ: مَوضِع.

قَالَ البريق الْهُذلِيّ: وقَد هاجني مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ ... وأجْزَاعِ ذِي اللَّهْبَاءِ مَنزِلَةٌ قَفْرُ

وفارِعٌ: حصن بِالْمَدِينَةِ، يُقَال: أنَّه حصن حسان بن ثَابت.

والفارِعان: اسْم أَرض. قَالَ الطرماح:

ونحْنُ أجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هامُنا ... طُهَيَّةَ يوْمَ الفارِعَيْنِ بِلا عَقْدِ

والفُرْعُ: مَوضِع، وَهُوَ أَيْضا مَاء بِعَيْنِه، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

تربَّعَ الفُرْعَ بمرعىً محمودْ

فرع: فَرْعُ كلّ شيء: أَعْلاه، والجمع فُرُوعٌ، لا يُكَسَّر على غير

ذلك. وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة: كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ

أَي أَعالِيها. وفَرْعُ كل شيء: أَعلاه. وفي حديث قيام رمضان: فما كنا

نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر؛ ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ: على أَن لهم

فِراعَها؛ الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ؛ ومنه حديث عطاء:

وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين؟ فقال: تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على

أَعْلاهما وتَرْمِيهما. وفي الحديث: أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ؟ قالوا:

فَرْعُها، قال: وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما

يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ

إِنما يريد أَعالِيَهما. وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ

وطرَفه. الأَصمعي: من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فالقضيب التي عملت من

غُصْنٍ واحد غير مشقوق، والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب. وقال أَبو

حنيفة: الفَرْعُ من خير القِسِيِّ. يقال: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قال

أَوس:على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها،

ِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ

يقال: قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق؛ وقال:

أَرْمي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ،

وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ

وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وبالقاف أَيضاً. وفَرَعَ الشيءَ

يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه. وقيل: تَفَرَّعَ فلانٌ

القومَ عَلاهم؛ قال الشاعر:

وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ،

هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ

وفَرَعَ فلان فلاناً: عَلاه. وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قال:

تُعَيِّرُني سَلْمَى، وليسَ بِقَضْأَةٍ،

ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دارما

والفَرْعةُ: رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة، وجمعها فِراعٌ؛ ومنه قيل: جبل

فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ. ويقال: ائْتِ فَرْعةً

من فِراعِ الجبل فانْزِلْها، وهي أَماكنُ مرتفعة. وفارعةُ الجبل:

أَعلاه. يقال: انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله. وتِلاعٌ فَوارِعُ:

مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وبذلك سميت المرأَة فارِعةً. ويقال: فلان فارِعٌ. ونَقاً

فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طويل. والمُفْرِعُ: الطويلُ من كل شيء. وفي حديث شريح:

أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث، وكان مسروق يجعله الفارِعَ من

المال.والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ. والفارِعُ: العالي.

والفارِعُ: المُسْتَفِلُ. وفي الحديث: أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ

(* قوله« أعطى

يوم حنين إلخ» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: اعطى العطايا إلخ.)

فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ.

وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها من التمر. وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عالية مُشْرِفة

عريضة. ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وقيل مرتفعها، وكل عالٍ طويلٍ

مُفْرِعٌ. وفي حديث ابن زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي

يَطُولُهم ويَعْلُوهم، ومنه حديث سودةَ: كانت تَفْرَعُ الناسَ

(* قوله«تفرع

الناس» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: النساء.) طُولاً. وفَرْعةُ الطريقِ

وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كله: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وقيل: ما

ظهر منه وارتفع، وقيل: فارِعتُه حواشِيه. والفُرُوعُ: الصُّعُود.

وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه. وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً:

عَلاه. ويقال: هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم. وفَرَعْتُ قوْمي أَي

عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ. وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا. وأَفْرَعَ في

قومِه وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد:

فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً

مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ

شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ. وتَفَرَّعَ القومَ:

رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه. وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم

وعُلْياهُنَّ. يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم

والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم. وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ

وانْحَدَرَ. قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول:

أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى

الانْحِدارِ:

فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي،

لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي

إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر:

إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها،

ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد

وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل:

صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد. وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ

في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ. وحكى ابن بري عن

أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في

التفريع بمعنى الانحدار:

فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا

جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا

قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛

قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛

وبعده:

فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه

مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا

وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد:

إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني،

وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي

قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو

الانْحِدارُ. وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نزلت. قال ابن

الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن

همّام السّلُولي:

فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي،

أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ

(* قوله «سراً» تقدم انشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.)

وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ

صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها

وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ. وبئس ما أَفْرَعَ به أَي

ابتدأَ. ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.

والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان

أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون،

وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب:

كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه

فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ

رئاس وحام: فحلانِ. وفي الحديث: لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ. تقول: أَفْرَعَ

القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم. وأَفْرَعُوا:

نُتِجُوا. والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما

يتمناه صاحبها، وجمعهما فِراعٌ. والفَرَعُ: بعير كان يذبح في الجاهلية

إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا

يَذُوقُه هو ولا أَهلُه، وقيل: إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم

بكراً فنحره لصنمه، وهو الفَرَع؛ قال الشاعر:

إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا،

كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ

وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ؛ ومنه الحديث:

فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه

كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ

فقال: حق، وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن

تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، وقيل: الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل

كالخُرْسِ لولادِ المرأَة. والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ

فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه؛ قال أَوس بن حجر يذكر

أَزْمةً في شدَّة برد:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الـ

ـأَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا

أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله:واسأَلِ القرية

أَي أَهل القرية. ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك

والهَيْدَبُ:الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال. والعَبامُ: الثَّقِيلُ.

والفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال:

فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ،

مِنْ فَرْعِه، مالاً ولا المَكْسِرِ

أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة. والمَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله،

وقيل: إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله

وبالمَكْسِرِ عن قديمه، وهو الصحيح.

وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه: كَفاهُم. وفارَعَ الرجلَ: كفاه وحَمَلَ عنه؛

قال حسان بن ثابت:

وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه،

إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ

والفَرْعُ: الشعر التام. والفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، وهو التامُّ

الشعَر. وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ: كثر شعَره.

والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ. وفَرْعُ المرأَة:

شعَرُها، وجعه فُرُوعٌ. وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طويلة الشعر، ولا يقال

للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ

لضدّ الأَصْلَع، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَفْرَعَ ذا جُمَّة. وفي

حديث عمر: قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُففقال: الفُرعان،

قيل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافي الشعر، وقيل: الذي له جُمَّةٌ.

وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت. والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد في

القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة.

وأَفرَعَ به: نزل. وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به.

وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس. وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها

وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بين

القوم يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وفي الحديث: أَن جاريتين جاءتا

تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي فأَخذتا بركبتيه

فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق؛ ويقال منه: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً،

وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد. وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال: كنت

عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده

في البيت، فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم. وفي حديث علقمة: كان

يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ، قال ابن الأَثير: وذكره الهرويّ في

القاف، وقال: قال أَبو موسى وهو من هَفَواته. والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ،

وجمعه فَرَعةٌ، وهو مثل الوازِعِ. وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فيهما.

وأَفْرَعُوا من سفَره: قدموا وليس ذلك أَوانَ قدومهم. وفرَعَ فرسَه

يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قال أَبو النجم:

بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ

نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ

(* قوله« بمفرع إلخ» سيأتي إِنشاده في مادة عتل) :

من مفرع الكتفين حر عطله

شمر: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قال الشاعر

يرثي عبيد بن أَيوب:

ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَنِي،

إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا

وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ. وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها.

وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة. والإِفْراعُ: أَوّلُ ما تَرَى

الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً. وأَفْرَعَ لها الدمُ: بدا لها. وأَفْرَعَ

اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قال الأَعشى:

صَدَدْت عن الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ،

صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ

المَساحِلُ: اللُّجُمُ، واحدها مِسْحَلٌ، يعني أَنَّ المَساحِل

أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم.

وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دمها، وقيل له افْتِراعٌ

لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه. قال

يزيد بن مرة: من أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قال: وهو مُشَبَّه

بأَوَّلِ النِّتاجِ. والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء. وأُفْرِعَ

بسيد بني فلان: أُخِذَ فقتل. وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم: قتلتها

وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثعلب:

أَفْرَعْتِ في فُرارِي،

كأَنَّما ضِرارِي

أرَدْتِ، يا جَعارِ

وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ. والفُرارُ: الضأْن، وأَما ما ورد في الحديث: لا

يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ؛ الأَفْرَعُ ههنا:

المُوَسْوِسُ.

والفَرَعةُ: القَمْلةُ العظيمة، وقيل: الصغيرةُ، تسكن وتحرك، وبتصغيرها

سميت فُرَيْعةُ، وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ. والفِراعُ:

الأَوْدِيةُ.والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كلها:

أَسماء رجال. وفارِعة: اسم امرأَة. وفُرْعانُ: اسم رجل. ومَنازِلُ بن

فُرْعانَ: من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ. والأَفْرَعُ: بطن من حِمْيَرٍ.

وفَرْوَعٌ: موضع؛ قال البريق الهذلي:

وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ،

وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ

وفارِعٌ: حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت؛ قال مِقْيَسُ بن

صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه:

قَتَلْتُ به فِهْراً، وحَمَّلْتُ عَقْلَه

سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ

وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً،

وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ

والفارِعانِ: اسم أَرض؛ قال الطِّرِمّاحُ:

ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا

طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ

والفُرْعُ: موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود

وفي الحديث ذكر الفُرْع، بضم الفاء وسكون الراء، وهو موضع بين مكة

والمدينة، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ ما يكون من الحَرّ، قال أَبو

خِراشٍ:وظَلَّ لَنا يَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه

ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ

قال: وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة؛ قال أَبو سعيد في قول

الهذلي:

وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو

عِ، مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال

قال: هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين، وهو أَشدّ ما يكون من الحر، فإِذا

جاءت الفروغُ، بالغين، وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا

فَيْحَ يومئذ.

فرع

1 فَرَعَ [He, or it, overtopped, or surpassed in height or tallness: this seems to be the primary signification]. It is said in a trad., يَكَادُ يَفْرَعُ النَّاسَ طُولًا (O, TA) He is, or was, near to overtopping the people, or surpassing them in tallness. (TA.) And one says, فَرَعَ فِى قَوْمِهِ i. e. طَالَ [app. meaning He surpassed in tallness among his people or party]; as also ↓ افرع. (TA.) And فَرَعَ القَوْمَ, (K,) or فَرَعْتُ قَوْمِى, (S, O,) inf. n. فَرْعٌ and فُرُوعٌ, (assumed tropical:) He was, or became, superior to the people or party, (K,) or I was, or became, superior to my people or party, (S, O,) in eminence, or nobility, or in beauty, or goodliness. (S, O, K.) And فَرَعَ صَاحِبَهُ (assumed tropical:) He was, or became, superior to his companion; he excelled him. (IAar, TA in art. برع.) [See also 5.] b2: And فَرَعَ, (O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. فَرْعٌ (TK [as is indicated in the K, and, in the former of the two senses here following, فُرُوعٌ also, said in the TA to be syn. with صُعُودٌ]), (tropical:) He (a man, O) ascended: and also he descended: thus having two contr. significations: (O, K, TA:) or, accord. to IAar, it has the former meaning, and ↓ افرع has the latter meaning: (TA: [but see what follows:]) you say, فَرَعْتُ الجَبَلَ (S, TA) and فِى الجَبَلِ, (TA,) I ascended the mountain; (S, TA;) as also ↓ فَرَّعْتُهُ, (S, O, * K, *) inf. n. تَفْرِيعٌ: (S, O, K:) and فِى الجَبَلِ ↓ فَرَّعْتُ I descended the mountain; as also فِيهِ ↓ أَفْرَعْتُ: (S, O, K:) or, as IB says, on the authority of A 'Obeyd, فِى الجَبَلِ ↓ افرع means he ascended the mountain: and مِنْهُ ↓ افرع he descended it. (TA.) b3: And فَرَعْتُ رَأْسَهُ بِالعَصَا, (S, O, K, * TA, *) inf. n. فَرْعٌ; (O, TA;) as also قَرَعْتُهُ, (S, O,) inf. n. قَرْعٌ; (O;) (tropical:) I smote his head, [or assailed it, smiting,] syn. عَلَوْتُهُ (S, O, K, * TA) بِهَا (K, TA) ضَرْبًا, (TA,) [with the staff, or stick], and بِالسَّيْفِ [with the sword]. (TA.) b4: فَرَعْتُ فَرَسِى بِاللِّجَامِ, (S, O, K, *) aor. ـَ inf. n. فَرْعٌ, (S, O,) (assumed tropical:) I pulled in my horse by the bridle and bit, to stop him. (S, O, K.) b5: فَرَعْتُ بَيْنَهُمَا, (S, O,) or بَيْنَهُمْ, (K, TA,) aor. ـَ inf. n. فَرْعٌ, (TA,) (tropical:) I interposed, or intervened as a barrier, (S, O, K, TA,) between them two, (S, O, TA,) or between them, (K, TA,) and restrained (S, O, K, TA) them two, (S, O, TA,) or them, and made peace, or effected a reconciliation, between them: (K, TA:) and ↓ فرّع بَيْنَ القَوْمِ, inf. n. تَفْرِيعٌ, (assumed tropical:) He made a separation, and interposed, or intervened as a barrier, between the people, or party: and hence the saying in a trad., بَيْنَ الغَنَمِ ↓ كَانَ يُفَرِّعُ i. e. He was making a separation between the sheep, or goats: IAth says that Hr has mentioned it as with ق; but, he adds, Aboo-Moosà says, it is one of his mistakes. (TA.) A2: هٰذَا أَوَّلُ صَيْدٍ فَرَعَهُ meansThis is the first object of the chase of which he shed, or has shed, the blood. (TA. [See also 4.]) b2: See also 8.

A3: فَرَعَ الأَرْضَ: see 4.

A4: فَرِعَ, [aor. ـَ (TA,) inf. n. فَرَعٌ, (S, O, K, TA,) He (a man) was, or became, abundant, (TA,) or free from deficiency, (S, O, K,) in respect of the hair [of the head]. (S, O, K, TA.) [See أَفْرَعُ.]2 فَرَّعَ see 1, near the middle, in two places.

A2: فَرَّعْتُ مِنْ هٰذَا الأَصْلِ مَسَائِلَ, (Msb, K, but in the latter فَرَّعَ,) inf. n. تَفْرِيعٌ, (TA,) (tropical:) I derived, or deduced, questions, or problems, or propositions, from this fundamental axiom or principle; (Msb;) or made questions to be the فُرُوع [i. e. the branches, meaning derivatives,] of this fundamental axiom or principle: (K, TA:) a tropical phrase. (TA.) A3: See again 1, latter half, in two places.

A4: And see also 4, former half, in three places.3 فارع الرَّجُلَ He sufficed the man; and bore, or took upon himself, a responsibility for him. (TA.) 4 أَفْرَعَ see 1, in five places. b2: You say افرع بِهِم meaning He alighted at their abode [as a guest]; syn. نَزَلَ. (K.) And أَفْرَعْنَا بِفُلَانٍ فَمَا أَحْمَدْنَاهُ i. e. نَزَلْنَا بِهِ [We alighted as guests at the abode of such a one, and we did not find him to be such as should be commended]. (S, O.) b3: And افرع فى لومه [app. فِى لُؤْمِهِ] i. e. اِنْحَدَرَ [as though meaning (tropical:) He lowered himself in his meanness, or sordidness; but I suspect it to be a mistranscription]; a tropical phrase. (TA.) A2: افرع الأَرْضَ He went round, or about, or round about, (S, O, K, TA,) or did so much, (S, O, TA,) in the land, (S, O, K, TA,) as also ↓ فَرَعَهَا, and ↓ فرّعها, (TA,) and consequently knew its state, or case, or circumstances. (S, O, K, TA.) A3: افرعت الإِبِلُ The camels brought forth the [firstlings, or] first offspring (الفَرَعَ). (O, K.) b2: And أَفْرَعُوا, (O,) or القَوْمُ افرع, (K,) They, (O,) or the people, or party, (K,) were, or became, persons whose camels had brought forth the first offspring. (O, K.) b3: And افرع القَوْمُ The people, or party, sacrificed the فَرَع [or firstling of a camel, or of a sheep or goat]: (S, Msb:) or افرع الفَرَعَةَ he sacrificed the فَرَعَة, (O, K,) which signifies the same as the فَرَع; (Mgh, Msb;) and so الفَرَعَةَ ↓ استفرع; (O;) or [simply] ↓ استفرع; (K;) and افرع [alone]; (O;) and ↓ فرّع, (O, K,) inf. n. تَفْرِيعٌ; (K;) he sacrificed the فَرَعَ; (O, K;) whence the trad., ↓ فَرِّعُوا

إِنْ شَئْتُمْ وَلٰكِنْ لَا تَذْبَحُوا غَرَاةً حَتَّى يَكْبَرَ i. e. Slaughter ye the firstling [of a camel, or of a sheep or goat], but slaughter not one that is little, whose flesh is like glue, [until it be full-grown.] (O, TA. *) b4: And [hence, perhaps,] أَفْرَعْتُهُ I made him to bleed. (Msb.) And أَفْرَعَتِ الضَّبُعُ الغَنَمَ, (O, K, TA,) so says Ibn-'Abbád, (O, TA,) or فِى الغَنَمِ, so in the L, (TA,) The hyena, or female hyena, injured, and made to bleed, (O, K, TA,) or killed, and injured, (L, TA,) the sheep or goats. (O, L, K, TA.) And افرع اللِّجَامُ الفَرَسَ The bit made the mouth of the horse to bleed. (O, K. [See also 1, near the end.]) and افرع المَرْأَةَ, said of menstruating, It made the woman to bleed. (TA.) And [hence, app.,] افرع العَرُوسَ He accomplished his want in respect of the compressing of the bride. (AA, O, K. * [See also 8.]) b5: And افرعت She (a woman) saw blood on the occasion of childbirth: (O, K:) or, as some say, before childbirth: (A'Obeyd, TA:) or at the first of her menstruating: (Ibn-'Abbád, O, K:) or she menstruated: (A'Obeyd, L, TA:) or she (a woman, or a beast,) first saw blood when taken with the pains of parturition, or near to bringing forth: and افرع لَهَا الدَّمُ the blood appeared to her. (L, TA.) A4: And افرع He began, or commenced, discourse, or a narration; (K;) and so ↓ استفرع; (Sh, O, K, TA;) and ↓ افترع: (Sh, TA:) and likewise, as also ↓ استفرع, a thing. (K.) One says, بِئْسَ مَا أَفْرَعْتَ بِهِ Very evil is that with which thou hast begun, or commenced: (S, O:) and نِعْمَ مَا أَفْرَعْتَ [or أَفْرَعْتَ بِهِ] Very good is that which [or with which] thou hast begun. (Msb.) And افرع سَفَرَهُ, and حَاجَتَهُ, He began, commenced, or entered upon, his journey, and his needful affair. (TA.) And افرعوا مِنْ سَفَرِهِمْ They came, or arrived, from their journey when it was not the proper time for their coming. (TA.) b2: And افرعوا They sought after herbage in its place (اِنْتَجَعُوا) among the first, or foremost, of the people. (S, O, K.) A5: افرع أَهْلَهُ, thus in all the copies of the K, expl. as meaning كَفَلَهُمْ, and likewise in the O, is a mistranscription by Sgh, whom the author of the K has here followed: it is correctly, افرع الَوادِى أَهْلَهُ i. e. The valley sufficed its people; syn. كَفَاهُمْ. (TA.) A6: أُفْرِعَ بِسَيِّدِ بَنِى فُلَانٍ, (O, K,) with damm, (K,) means The chief of the sons of such a one was taken (O, K, TA) and slain. (TA.) 5 تفرّعت أَغْصَانُ الشَّجَرِ The branches of the trees became abundant. (S, O, K. *) b2: and [hence,] تفرّع الوَادِى (assumed tropical:) [The valley branched forth]. (TA.) b3: [See also an ex. in a verse cited voce فَظِيعٌ.] b4: تَفَرَّعَتْ مِنْ هٰذَا الأَصْلِ مَسَائِلُ (O, Msb, K, TA) (tropical:) Questions, or problems, or propositions, were derived, or deduced, from this fundamental axiom or principle; (Msb;) or were made to be the فُرُوع [i. e. the branches, meaning derivatives,] thereof; (K, TA;) [they ramified therefrom;] is a tropical phrase. (TA.) A2: تَفَرَّعَهُمْ (tropical:) He set upon them (O, K, TA) with reviling and the like; as in the A and L: (TA:) and he was, or became, superior to them, (O, K, TA,) in eminence, or nobility; and excelled them: (TA: [see also 1:]) or it signifies, (S, K, TA,) or signifies also, (O,) (tropical:) he married, or took to wife, the chief of their women, (S, O, K, TA,) and the highest of them: (TA:) and تَفَرَّعْتُ بِبَنِى فُلَانٍ (tropical:) I married among the noble and high of the sons of such a one; like تَذَرَّيْتُهُمْ and تَنَصَّيْتُهُمْ. (TA.) 8 افترع: see 4, latter half. b2: Hence, (TA,) He devirginated a maid; (S, O, Msb, K, TA;) as also ↓ فَرَعَهَا. (K.) b3: And hence, افترع قَصِيدَةَ كَذَا (tropical:) [He broached such an ode], and مَعَانِىَ كَذَا [such meanings]: (Har p. 61:) and يَفْتَرِعُ أَبْكَارَ المَعَانِى (tropical:) [He broaches virgin meanings]. (TA, and Har ubi suprà.) 10 إِسْتَفْرَعَ see 4, former half, in two places: A2: and the same again, latter half, in two places.

فَرْعٌ The upper, or uppermost, part of anything; (S, O, Msb, K;) the فَرْع being what branches forth (يَتَفَرَّعُ) from the lower, or lowest, part thereof: (Msb:) pl. فُرُوعٌ only. (TA.) It is said in a trad. أَىُّ الشَّجَرِ أَبْعَدُ مِنَ الخَارِفِ قَالُوا فَرْعُهَا قَالَ وَكَذٰلِكَ الصَّفُّ الأَوَّلُ [What part of trees is furthest from the plucker of the fruit? they said, The uppermost part thereof; he said, And such like is the first row of the persons worshipping in the mosque]. (TA.) Thus فَرْعُ الأُذُنِ signifies The upper, or uppermost, part of the ear; (K, * MF, TA;) pl. as above. (TA.) And فُرُوعُ المُقْلَتَيْنِ The upper, or uppermost, parts of the two eyeballs. (TA.) b2: [Hence,] A branch of a tree or plant: (KL, TA:) or the head of a branch: or a great branch: and a branch of anything. (MA.) b3: [And hence, (assumed tropical:) A branch, or subdivision, or derivative, of anything that is regarded as a fundamental or a whole;] a thing that is built, or founded, upon another thing; opposed to أَصْلٌ: (K, TA:) [the pl. فُرُوعٌ, as opposed to أُصُولٌ meaning “ fundamentals,” signifies, in the conventional language of the lawyers and the men of science in general, the derivative institutes of the law, &c.: see 2:] عِلْمُ الفُرُوعِ [the science of the derivative institutes of the law] is what is commonly known by the appellation of عِلْمُ الفِقْهِ [the science of jurisprudence; because it is mainly concerned with institutes derived from fundamentals]. (Hájjee Khaleefeh.) b4: And (tropical:) The hair of a woman: pl. as above [app. used in a collective sense like the French “ cheveux ”]: (K, TA:) one says اِمْرَأَةٌ طَوِيلَةُ الفُرُوعِ [meaning (tropical:) A long-haired woman]. (TA.) And (K) (tropical:) Full [or abundant] hair. (S, O, K, TA.) b5: And (tropical:) The noble, or man of eminence, of a people or party: (S, O, K, TA:) pl. as above: (TA:) one says, هُوَ فَرْعُ قَوْمِهِ (tropical:) He is the noble, or man of eminence, of his people or party, (S, O, TA, *) and مِنْ فُرُوعِهِم of their nobles, &c. (TA.) b6: And [app. from the same word as signifying “ a branch of a tree,”] (assumed tropical:) A valley branching off. (TA.) And (assumed tropical:) A channel in which water runs to the شِعْب (K, TA) i. e. the وَادِى [here meaning the water-course in a low tract or between the two acclivities of two mountains]: (TA:) [but] in this sense its pl. is فِرَاعٌ. (K, TA.) A2: Also [or قَوْسٌ فَرْعٌ] A bow that is made from the extreme portion of a branch, (As, S, O, K, TA,) from the head thereof: (As, TA:) and (K) a bow that is not [made from a branch] divided lengthwise (S, O, K, TA) is called قَوْسٌ فَرْعٌ; (S, O, TA;) such as is [made from a branch] divided lengthwise being called قَوْسٌ فِلْقٌ: (S, O:) or the فَرْع is [one] of the best of bows: (AHn, K, TA:) and [this word is used as an epithet, i. e.] one says قَوْسٌ فَرْعٌ and فَرْعَةٌ. (K.) A3: Also, i. e. فَرْعٌ, Property that is beneficial, or serviceable, and made ready, or prepared: (O, K, TA:) or, accord. to the S, it is ↓ فَرَعٌ which has this signification; but this is said by Sgh [app. in the TS], and after him by the author of the K, to be a mistake; and a verse in which it occurs with the ر quiescent is cited in the O and K as an ex. of it in this sense: it may be, however, that the poet has made the ر quiescent of necessity [by poetic license, for the sake of the metre]; or it may here [properly] signify

“ a branch,” and be metonymically used as meaning recent property. (TA.) A4: See also the next paragraph, latter half.

فَرَعٌ The firstling of the camel, (S, Mgh, O, Msb, K,) or of the sheep or goat, (L, K,) which they used to sacrifice to their gods, (S, Mgh, O, Msb, K,) looking for a blessing thereby; (S, O, Msb;) and ↓ فَرَعَةٌ signifies the same: (Mgh, Msb:) hence, (Mgh, O, K,) it is said in a trad., [implying the prohibition of this custom,] لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةٌ, (S, O, K, *) or وَلَا عَتِيرَةَ ↓ لَا فَرَعَةَ: (Mgh: [see عَتِيرَةٌ:]) or when the camels amounted to the number for which their owner wished, they sacrificed [a firstling]: (TA:) or when one's camels amounted to a complete hundred, (K, TA,) he sacrificed a he-camel thereof every year, and gave it to the people to eat, neither he nor his family tasting it, or rather, it is said, (TA,) he sacrificed a young, or youthful, he-camel to his idol: and the Muslims used to do it in the first part of ElIslám: then it was abrogated: (K, TA:) accord. to the Bári' and the Mj, the firstling of camels and also that of sheep or goats are thus called: (Msb:) the pl. [of فَرَعٌ] is فُرُعٌ, with two dammehs. (K.) It is said in a prov., أَوَّلُ الصَّيْدِ فَرَعٌ [The first of what are taken by the chase or the like is a فرع] as being likened to a firstling: so says Yezeed Ibn-Murrah. (TA. [See Freytag's Arab. Prov., i. 35.]) b2: The poet Ows Ibn-Hajar, (S, O,) or Bishr Ibn-Abee-Kházim, has used it as meaning The skin of a فَرَع; (S, O; *) suppressing the prefix جِلْد: (S:) for they used to clothe with its skin another young one of a camel, in order that the mother of the one sacrificed might incline to it [and yield her milk]. (O; and the like is said in the TA.) A2: Also, and ↓ فَرْعٌ, Lice: (S, K:) or, as some say, small lice: (TA:) and one thereof is termed ↓ فَرَعَةٌ and ↓ فَرْعَةٌ: (S, K:) or, accord. to some, فرعة signifies a large louse. (TA.) A3: And the former (فَرَعٌ), Food that is prepared [app. for persons invited to partake of it] on the occasion of camels' bringing forth; like as خُرْسٌ signifies such as is on the occasion of a woman's bringing forth. (TA.) b2: And A portion, or share; syn. قِسْمٌ: (O, K, TA:) accord. to some, peculiarly of water. (TA.) b3: See also فَرْعٌ, last quarter.

A4: It is also the inf. n. of فَرِعَ. (TA. [See 1, last sentence.]) فَرْعَةٌ A high, or an elevated, place of a mountain: pl. فِرَاعٌ: so in the saying, اِيْتِ فَرْعَةً مِنْ فِرَاعِ الجَبَلِ فَانْزِلْهَا [Come thou to one of the high places of the mountain and descend it]: (S, TA:) or, as some say, it signifies particularly the head of a mountain. (TA. [See also فَارِعَةٌ.]) b2: and فَرْعَةُ الجُلَّةِ The highest, or uppermost, of the dates of the [receptacle called] جُلَّة [q. v.]. (TA.) b3: And فرعة الطريق [i. e. فَرْعَةُ الطَّرِيقِ] and فرعته [sic, app. ↓ فَرَعَتُهُ,] and ↓ فَرْعَاؤُهُ and ↓ فَارِعَتُهُ all signify The highest part of the road, and the place where it ends: or the conspicuous and elevated part thereof: or ↓ فَارِعَتُهُ signifies the sides, or borders, thereof. (TA. [See also قَارِعَةُ الطَّرِيقِ.]) b4: and one says, أَتَيْتُهُ فِى فَرْعَةٍ مِنَ النَّهَارِ (tropical:) I came to him in a first part of the day. (TA.) A2: See also فَرَعٌ, latter half.

فُرْعَةٌ The blood of the virgin on the occasion of devirgination.

فَرَعَةٌ: see فَرْعَةٌ.

A2: [Also] A piece of skin that is added in the قِرْبَة [or water-skin] when the latter is not full-sized, or complete. (O, K.) A3: See also فَرَعٌ, first quarter, in two places: A4: and the same again, latter half, in one place.

A5: It is also a pl. of فَارِعٌ [q. v.]. (O, K.) فُرُوعُ الجَوْزَآءِ means The most intense degree of heat: (S, O, TA:) [or rather الفُرُوعُ is a name of a certain asterism of الجَوْزَآءُ (which is an appel-lation of Orion and of Gemini, either whereof may be here appropriately meant,) at the season of the auroral rising of which the heat becomes most intense:] Aboo-Khirásh says, وَظَلَّ لَهَا يَوْمٌ كَأَنَّ أُوَارَهُ ذَكَا النَّارِ مِنْ نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ

[And a day continued to them, the heat whereof was as though it were the blazing of fire, from the asterism of the فُرُوعِ; a long day]: (S, * O, TA:) in the S, وَظَلَّ لَنَا; but correctly لَهَا, meaning to the she-asses: (TA:) and Aboo-Sa'eed related it as above with the unpointed ع in الفروع: (S, * TA:) in the same manner, also, it is expl. by him as used in the phrase فَيْحُ نَجْمِ الفُرُوعِ [which I would render the vehement raging of the heat of the asterism of the فروع] in a verse of Umeiyeh Ibn-Abee-'Áïdh: El-Jumahee related it differently, with غ; but the فُرُوغ [or rather the فَرْغَانِ] are of the stars of Aquarius; and the season thereof [i. e. of their auroral rising] is cold; there is then no فيح. (TA.) فُرَيْعٌ, occurring [with tenween, perfectly decl.,] in a verse of Umeiyeh Ibn-Abi-s-Salt, (O, K,) i. q. ↓ فِرْعَوْنُ, (O,) which is a proper name of such as was King of the Amalekites [or rather of the ancient Egyptians, in general], like as قَيْصَر was of the Room [or Greeks of the Lower Empire], and كِسْرَى of the Persians, (Ksh in ii.

46,) [and also] a foreign word, (Msb,) [wherefore it is imperfectly decl., in Hebr.

פַּרְעֹה, i. e. Pharaoh,] a dial. var. of فِرْعَوْنُ, or used by poetic license: (K:) the pl. of the latter is فَرَاعِنَةٌ. (Msb.) فِرْعَوْنُ: see the next preceding paragraph.

فَارِعٌ [Overtopping, or surpassing in height or tallness: this seems to be the primary signification]. You say جَبَلٌ فَارِعٌ A mountain higher, or taller, than what is next to it. (S, O.) b2: and High, or tall; applied to a man, and to an extended gibbous piece of sand. (TA.) b3: and High, or elevated; goodly in form or aspect or appearance; beautiful: (Aboo-'Adnán, O, K:) or [simply] high [app. in rank or dignity]: (IAar, O:) and also low, ignoble, or mean: (IAar, O, K:) thus having two contr. significations. (O, K.) b4: And a man of the Arabs said, ↓ لَقِيتُ فُلَانًا فَارِعًا مُفْرِعًا, meaning [I met such a one] one of us ascending and the other descending. (S, O, TA.) A2: Also sing. of فَرَعَةٌ, which signifies The armed attendants, or guards, of the Sultán, or sovereign: (O, K, TA:) it is like وَازِعٌ. (TA.) فَارِعَةٌ The higher, or highest, part of a mountain [and of a valley]: one says, اِنْزِلْ بِفَارِعَةِ الوَادِى

وَاحْذَرْ أَسْفَلَهُ [Alight thou in the higher, or highest, part of the valley, and beware of its lower, or lowest, part]. (S, O.) See also فَرْعَةٌ, in two places. b2: الفَارِعَةُ مِنَ الغَنَائِمِ means The surplus that is deducted [so I render المُرْتَفِعَةُ الصَّاعِدَةُ, app. such things as cannot be divided and are therefore removed,] from the main stock of the spoils before they are divided into fifths. (TA.) b3: And فَوَارِعٌ, (pl. of فَارِعَةٌ, TA,) applied to تِلَاع, [a word variously explained, here, I think, used as signifying either high, or low, grounds, (see its sing. تَلْعَةٌ,)] (S, O, * K, *) means Of which the channels wherein the torrents flow are in high, or elevated, parts. (S, O, K.) فَيْفَرْعٌ (K, TA) and فَيْفَرَعٌ (TA) A species of trees. (K, TA.) أَفْرَعُ Free from deficiency in the hair [of the head]; (S, O, K;) contr. of أَصْلَعُ; (IDrd, S, O, K;) used only in this sense; not applied to a man who is large in the beard or in the whole head of hair: (IDrd, S, O:) the Prophet was أَفْرَع, (S, O,) and so was Aboo-Bekr, (O, K,) and 'Omar was أَصْلَع: (O:) fem. فَرْعَآءُ; (S, O, K;) accord. to IDrd, applied to a woman as meaning having much hair: (S, O:) pl. فُرْعَانٌ, (O, K,) like its contr. صُلْعَانٌ; (O;) and also فُرْعٌ. (K.) 'Omar, being asked, “Are the صُلْعَان better or the فُرْعَان,” said “ The فرعان are better,” meaning to assert the superior excellence of Aboo-Bekr over himself. (O.) b2: فَرْعَآءُ الطَّرِيقِ: see فَرْعَةٌ.

A2: Also i. q. مُوَسْوِسُ [app. as meaning Such as is subject to diabolical promptings or suggestions]: so in the trad., لَا يَؤُمَّنَّكُمُ الأَفْرَعُ [The افرع shall by no means act as your Imám]. (Nh, K, TA.) مُفْرَعٌ Anything tall. (TA.) b2: مُفْرَعُ الكَتِفِ A man broad in the shoulder-blade: (S, O, TA:) or high therein. (TA.) And كَتِفٌ مُفْرَعَةٌ A shoulder-blade high, projecting, and broad. (TA.) مُفْرِعٌ: see فَارِعٌ, last sentence but one.

مِفْرَعٌ One who interposes as a restrainer between persons [at variance], (O, K, TA,) and makes peace, or effects a reconciliation, between them: (TA:) pl. مَفَارِعُ. (S, O, K.)
فرع
فَرْعُ كلِّ شيءٍ: أَعْلَاهُ، والجمعُ: فُروعٌ، لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: أيُّ الشجَرِّ أَبْعَدُ من الخارِف قَالُوا: فَرْعُها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الصَّفُّ الأوّل. منَ المَجاز: الفَرْعُ من القومِ: شَريفُهم، يُقَال: هُوَ من فُروعِهم، أَي من أَشْرَافِهم. الفَرْعُ: المالُ الطائلُ المُعَدُّ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ فحرَّكَه.
قلتُ: لم يَضْبِطْه الجَوْهَرِيّ بِالتَّحْرِيكِ، وإنّما ذَكَرَه بعدَ قولِه: وَفِي الحَدِيث: لَا فَرْعَ ثمّ قَالَ: والفَرْعُ أَيْضا ففُهِمَ مِنْهُ أنّه مُحرَّكٌ. قَالَ الشُّوَيْعِرُ:
(فَمَنَّ واسْتَبقى وَلم يَعْتَصِرْ ... من فَرْعِهِ مَالا وَلم يَكْسِرِ)
هَكَذَا أنشدَه فِي العُباب، وَفِي اللِّسان: مَالا وَلَا المَكْسِرِ. ومِثلُه فِي التكملة، وَهُوَ الصوابُ، ثمّ إنّ المُصَنِّف قلَّدَ الصَّاغانِيّ فِي تَوهيمِه الجَوْهَرِيّ فِي ذِكرِه، والصوابُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهَرِيّ تبَعاً لغيرِه من الأئمّة. وأمّا قولُ الشاعرِ فيُجابُ عَنهُ بجوابَيْن: الأوّلُ: أنّه أرادَ من فَرْعِهِ، فسكَّنَ للضَّرُورَة، وَالثَّانِي: لأنّ الفَرْعَ هُنَا الغُصْنَ، كنى بِهِ عَن حديثِ مالِه، وبالكَسْر عَن قَديمِه، وَهُوَ الصَّحِيح، فتأمَّلْ. الفَرْع: الشَّعْرُ التّامُّ وَهُوَ مَجاز، قَالَ امرؤُ القَيسِ:
(وفَرْعٍ يَزينُ المَتْنَ أَسْوَدَ فاحِمٍ ... أَثيثٍ كقِنْوِ النخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ) الفَرعُ: القَوسُ عُمِلَتْ من طرف القضيبِ ورأْسِه، قَالَه الأَصمعيُّ. والقَوسُ: الفَرعُ: الغَيرُ المَشقوقَة، والفِلْقُ: المَشْقوقَةُ، أَو الفَرْع: من خَيرِ القِسِيِّ قَالَه أَبو حنيفةَ، قَالَ الشَّاعِر:
(أَرمي عَلَيْهَا وَهِي فَرْعٌ أَجمعُ ... وهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصبَعُ)
وَقَالَ أَوسٌ:
(على ضالَةٍ فَرعٍ كأَنَّ نَذيرَها ... إِذا لم تُخَفِّضْهُ عَن الوَحشِ أَفْكَلُ)
وَيُقَال: قوسٌ فَرْعٌ وفَرْعَةٌ. الفَرْعُ من المرأَة: شَعرُها، يُقال: لَهَا فَرْعٌ تَطَؤُه، ج: فُروعٌ، يُقَال: امرأَةٌ طَويلَةُ الفُروعِ، وَهُوَ مَجازٌ. الفَرْعُ: مَجرى المَاء إِلَى الشِّعْبِ، وَهُوَ الْوَادي، ج: فِراعٌ، بالكَسرِ. الفَرْعُ من الأُذُنِ فَرْعُه، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، قَالَ شيخُنا: وَفِيه نظَرٌ ظاهرٌ لَفظاً ومَعنىً، أَمّا لَفظاً فَلَا يَخفى أَنَّ الأُذُنَ مؤَنَّثَةٌ إِجْمَاعًا، فَكَانَ الصّوابُ فرعَها، والتَّأْويلُ بالعُضْوِ ونَحوِه لَا يَخفى مَا فِيهِ، وأَمّا مَعنىً فَلَا يَخفى مَا فِيهِ من الرَّكاكَةِ، فَهُوَ كقولِه: وفَسَّرَ الماءَ بعدَ الجُهْدِ بالماءِ. بل تفسيرُ المَاء بالماءِ أَسهَلُ، وحَقُّ العِبارَةِ: ومِنْ الأُذُنِ: أَعلاها، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ فِي حَدِيث افْتِتَاح الصَّلاةِ: كانَ يَرفَهُ يَدَيْهِ إِلَى فُروع أُذُنَيْهِ. أَي أَعاليها،)
وفَرعُ كُلِّ شيءٍ: أَعلاه، فبيَّنَ المُرادَ. انْتهى. الفُرْعٌ، بالضَّمِّ: ع، بالحِجاز، وَهُوَ من أَضخَم أَعراضِ المَدينةِ، على ساكِنِها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام. قلتُ: وَهِي قريَةٌ بهَا مِنبَرٌ ونَخْلٌ ومِياهٌ، بَين مكَّةَ والرَّبَذَةِ عَن يسارِ السُّقيا، بَينهمَا وَبَين الْمَدِينَة ثمانيةُ بُرُدٍ، وَقيل: أَربَعُ ليالٍ. الفُرْعُ أَيضاً: فَرْعٌ، أَي وادٍ يتفرَّعُ من كَبْكَبٍ بعرَفاتٍ، ويُفتَحُ، وَبِه ضَبَطَ البَكرِيُّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الفُرْعُ: ماءٌ بعينِه، وأَنشدَ: تَرَبَّعَ الفُرْعُ بِمَرْعىً مَحمودْ الفُرْعُ: جمعُ الأَفْرَعِ، لِضِدِّ الأَصْلَعِ، كالفُرعانِ، بالضَّمِّ، كالصُّمّانِ والعُميانِ والعُورانِ والكُسْحانِ والصُّلْعانِ، فِي جموع الأَصَمِّ والأَعمى، والأَعوَرِ والأَكْسَحِ والأَصْلَعِ. وسُئلَ عُمرُ رَضِي الله عَنهُ: آلصُّلْعانُ خَيرٌ أَم الفُرْعانُ فَقَالَ: الفُرعانُ خَيرٌ. أَرادَ تفضيلَ أبي بَكْرٍ رَضِي الله عَنهُ على نفسِه، وَقد تقدَّم فِي صلع. وَقَالَ نصرُ بنُ الحَجّاجِ، حينَ حلَقَ عمَرُ رَضِي الله عَنهُ لِمَّتَهُ:
(لقدْ حسَدَ الفُرْعانُ أَصْلَعَ لم يَكُنْ ... إِذا مَا مَشى بالفَرْعِ بالمُتَخايِلِ)
الفَرْعُ، بالتَّحريكِ: أَوَّلُ ولَدٍ تُنتِجُهُ النّاقَةُ، كَمَا فِي الصحاحِ، أَو الغَنَمُ، كَمَا فِي اللسانِ. وَكَانُوا يَذبَحونَه لآلِهَتِهِم، يتبرَّكونَ بذلكَ، وَلَو قَالَ: أَوّلُ نِتاجِ الإبِلِ والغَنَمِ كانَ أَخْصَرَ، وَمِنْه الحديثُ: لَا فَرَعَ وَلَا عَتيرَةَ، أَو كَانُوا إِذا بلَغَت الإبِلُ مَا يتمنّاهُ صاحِبُها ذبَحوا، أَو إِذا تَمَّتْ إبِلُ وَاحِدِ مائةٍ نحَرَ مِنْهَا بَعِيرًا كلَّ عامٍ، فأَطعَمَه النّاسَ، وَلَا يَذوقُهُ هُوَ، وَلَا أَهلُه، وَقيل: بل قدَّمَ بَكْرَهُ، فنَحَرَهُ لِصَنَمِهِ، قَالَ الشاعِرُ:
(إذْ لَا يَزالُ قَتيلٌ تحتَ رايَتِنا ... كَمَا تَشَحَّطَ سَقْبُ النّاسِكِ الفَرَعُ)
قد كانَ المسلِمونَ يفعلونَه فِي صدر الْإِسْلَام ثمَّ نُسِخَ، وَمِنْه الحديثُ: فَرِّعوا إنْ شِئتُمْ، ولكنْ لَا تَذْبَحوهُ غَراةً حتّى يَكْبَرَ أَي اذْبَحوا الفَرَعَ، وَلَا تَذبحوهُ صَغيراً لَحمُهُ مُلْتَصِقٌ كالغِراءِ، ج: فُرُعٌ بضَمَّتينِ، أَنشدَ ثعلَب:
(كغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه ... فُرُعٌ بينَ رِئاسٍ وحَامْ)
رِئاسٌ وحَام: فَحلانِ. الفَرَعُ: القِسْمُ، وخَصَّ بِهِ بعضُهُم الماءَ. الفَرَعُ: ع، بَين البَصرة والكُوفَةِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ:
(حَلَّ أَهلي حَيثُ لَا أَطْلُبُها ... جانِبَ الحِصْنِ وحَلَّتْ بالفَرَعْ)

وَقَالَ الأَعشى:
(بانَتْ سُعادُ وأَمْسى حَبْلُها انْقَطَعا ... واحْتَلَّت الغَمْرَ فالجُدَّيْنِ فالفَرَعا)
الفَرَعُ: مَصدَرُ الأَفرَعِ للرَّجُلِ، والفَرْعاءُ للتّامِّ الشَّعرِ، الــأَخيرُ عَن ابْن دُرَيْدٍ. وَقد فَرِعَ فَرَعاً: إِذا كَثُرَ شَعرُه، وَهُوَ ضِدُّ صَلِعَ، وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: لابُدَّ للقَرْعاءِ من حَسَدِ الفَرْعاءِ، وَكَانَ أَبو بَكْرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَفرَعَ، أَي وافِيَ الشَّعْرِ، وَقيل: ذَا جُمَّةٍ. وَكَانَ عُمَرَُ رَضِي الله عَنهُ أَصلَعَ، وَقد تقدَّم. وَفِي الحَدِيث: كَانَ رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أَفرَعَ ذَا جُمَّةٍ، وَيُقَال: إنَّه لَا يُقال للرَّجُلِ إِذا كَانَ عظيمَ اللِّحيَةِ والجُمَّةِ: أَفرَعُ، وإنَّما يُقال: رَجُلٌ أَفرَعُ لِضِدِّ الأَصلَعِ. قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. الفرَعُ: القَمْلُ، وَقيل: هُوَ الصَّغيرُ مِنْهُ، ويُسَكَّنُ. والفَرَعَةُ واحِدَتُها، وتُسَكَّنُ، وَيُقَال: الفَرَعَةُ: القَمْلَةُ العَظيمَةُ، وبتَصغيرِها سُمِّيَتْ فُرَيْعَةُ. وجَمْعُها أَفْراعٌ. الفَرَعَةُ: جِلْدَةٌ تُزادُ فِي القِرْبَةِ إِذا لَمْ تكُنْ وَفراءَ تامَّةً. وفَرَعَ الرَّجُلُ فِي الجَبَلِ، كمنَعَ، إِذا صَعِدَ وعَلا، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنشدَ
(أَقولُ وَقد جاوَزْنَ من صَحْنِ رابِغٍ ... صَحاصِحَ غُبْراً يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها)
قَالَ غيرُه: فَرَعَ، إِذا نزَلَ وانْحَدَرَ، فَهُوَ ضِدُّ. فَرَعَ البِكْرَ: افْتَضَّها، كافْتَرَعَها، الــأَخيرُ عَن الجَوْهَرِيِّ، وَقيل لَهُ: افْتِراعٌ، لأَنَّهُ أَوَّلُ جِماعِها. منَ المَجاز: فَرَعَ رأْسَهُ بالعَصا والسَّيْفِ فرْعاً: عَلاهُ بهَا ضَرْباً، ويُروَى بالقافِ أَيضاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ. فَرَعَ القَومَ فَرْعاً وفُروعاً: عَلاهُم بالشَّرَفِ أَو بالجَمالِ. وَفِي حديثِ ابْن زِمْلٍ: يَكادُ يَفرَعُ النّاسَ طُولاً، أَي يَعلوهُم، وَفِي حَدِيث سَودَةَ: كَانَت تَفرَعُ النّاسَ طُولاً. فَرَعَ الفَرَسَ باللِّجامِ يَفرَعُه فَرْعاً: قدَعَهُ، كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غيرُه: وكَبَحَهُ وكَفَّهُ، قَالَ أَبو النَّجم:
(بِمُفْرِعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَيْطَلُهْ ... نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسنا نَعْتِلُه)
منَ المَجاز: فَرَعَ بينَهُم يَفرَعُ فَرعاً: حجَزَ، وكَفَّ، وأَصلَحَ، وعِبارةُ الصِّحاحِ: وفَرَعْتُ بينَهُما، أَي حجَزْتُ وكَفَفْتُ، عَن أَبي نَصْرٍ. عَن أَبي عَدنانَ: الفارِعُ: المُرتَفِعُ العالي الهَيِّئُ الحَسَنُ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الفارِعُ: العالي، والفارِعُ: المُسْتَفِلُ، فَهُوَ ضِدُّ. وفارِعٌ: ْنٌ بالمدينةِ، يُقَال: إنَّه حِصْنُ حسّانَ بنِ ثابتِ، قَالَ مِقْيَسُ بنُ صُبابَةَ حينَ قتل رجلا من فِهْرٍ بأَخيه هِشامِ بنِ صُبابَةَ اللَّيْثِيِّ رَضِي الله عَنهُ، ولَحِقَ مكَّةَ مُرْتَدّاً:
(ثأَرْتُ بهِ فِهْراً وحَمَّلْتُ عَقْلَهُ ... سَراةَ بَني النَّجَّارِ أَرْبابَ فارِعِ)

(وأَدرَكْتُ ثأْري واضْطَجَعْتُ مُوَسَّداً ... وكنتُ إِلَى الأَوثانِ أَوَّلَ راجِعِ)
وَقَالَ كُثَيِّرٌ يصفُ سَحاباً:
(رَسا بينَ سَلْعٍ والعَقيقِ وفارِعٍ ... إِلَى أُحُدٍ لِلمُزْنِ فيهِ غَشامِرُ)
فارِعُ: ة، بوادي السَّراةِ قُربَ سايَةَ، وسايَةُ: وادٍ عظيمٌ قربَ مَكَّةَ. فارِعٌ: ع، بالطَّائف. قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الفَرَعَةُ، مُحَرَّكَةً: أَعوانُ السُّلطانِ، جَمْعُ فارِعٍ، وَهُوَ مِثلُ الوازِعِ. والفَوارِعُ: تِلاعٌ مُشرِفاتُ المَسايِلِ، جمعُ فارِعَةٍ. الفَوارِعُ أَيضاً: ع، قَالَ النّابِغَةُ الذُّبيانِيُّ:
(عَفا ذُو حُسىً مِنْ فَرْتَنَى فالفَوارِعُ ... فجَنبَا أَريِكٍ فالتِّلالُ الدَّوافِعُ)
وكُجَهَيْنَةَ: فُرَيعَةُ بنتُ أَبي أُمامَةَ أَسعدَ بنِ زُرارَةَ، أَوصى بهَا أَبوها وبأُخْتَيْها إِلَى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. فُرَيْعَةُ بنتُ رافِع بنِ مُعاوِيَةَ، فُرَيْعَةُ بنتُ عُمَرَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ ولمْ أَجِدْ لَهَا ذِكْراً فِي المَعاجِمِ. فُرَيْعَةُ بنتُ قَيسٍ، من بَني جَحْجَبَى، ذكَرَها ابنُ إسحاقَ. فُرَيْعَةُ بنتُ مالِكِ بنِ الدَّخْشَمِ،صاعِدٌ، لأَنَّ مُصْعِداً بمَعنى مُنحَدِر.)
قلتُ: ومثلُه فِي الأَساسِ، وَعِنْدِي فِي ذلكَ نظَرٌ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ للشّمّاخِ:
(فإنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي ... لَا يُدْرِكَنَّكَ إفراعِي وتَصعيدي)
إفْراعي: انحِداري، ومثلُه لِبَشْرٍ:
(إِذا أَفْرَعَتْ فِي تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بهَا ... وَمن يطلُبِ الحاجاتِ يُفرِعْ ويُصْعِدِ)
كفَرَّعَ تَفريعاً، قَالَ مَعنُ بنُ أَوْسٍ:
(فَسَارُوا فأَمّا جُلُّ حَيِّى ففَرَّعوا ... جَميعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فصَعَّدوا)
أَفرَع بهم: نزَلَ، يُقَال: أَفْرَعنا بفُلانٍ فَمَا أَحْمَدْناه، أَي نَزَلنا بِهِ. أَفرَعَ الفَرَعَةَ، مُحَرَّكَةً: نَحَرَها، وَمِنْه الحَدِيث: أَفرِعوا، وَقد تقدَّم. أَفرعَتِ الإبِلُ: نُتِجَت الفَرَعَ، مُحَرَّكَةً، وَهُوَ أَوَّلُ النَّتاجِ. أَفْرَعَ القومُ: فعلَتْ إبلُهُم ذلكَ: أَي نُتِجَت الفَرَع. أَفرعَ بَنو فُلانٍ، أَي انْتَجَعوا فِي أَوَّل النّاسِ. أَفرَعَ فُلانٌ أَهْلَهُ: كَفَلَهُمْ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، ومثلُه فِي العبابِ، وَهُوَ تَحريفٌ وقعَ فِيهِ الصَّاغانِيُّ، فقلَّدَه المُصَنِّفُ، وصوابُه: وأَفرَع الْوَادي أَهلَه: كفاهُم، فتأَمَّلْ. أَفرَعَ اللِّجامُ الفرَسَ: أَدْمَى فاهُ، قَالَ الأَعشى:
(صَدَدْتَ عَن الأَعداءِ يومَ عُباعِبٍ ... صُدودَ المَذاكِي أَفرَعَتْها المَساحِلُ) يَعْنِي أَنَّ المَساحِلَ أَدْمَتْها، كَمَا أَفرَعَ الحَيْضُ المرأَةَ بالدَّمِ. أَفرَعَ الحديثَ والشيءَ: ابتدأَه، يُقال: بئسَ مَا أَفرعْتَ بِهِ، أَي ابتدأْتَ بِهِ، كاسْتَفْرَعَهُ، وَهَذَا عَن شَمِرٍ، قَالَ الشاعِرُ يَرثي عُبيدَ بنَ أَيُّوبَ:
(ودَلَّهْتَني بالحُزْنِ حتّى تَرَكْتَني ... إِذا اسْتَفرَعَ القومُ الأَحاديثَ سَاهِيا)
أَفرَعَ الأَرضَ: جَوَّلَ فِيهَا، فعرَفَ خبرَها، وعلِمَ عِلْمَها. قَالَ أَبو عَمروٍ: أَفرَعَ فُلانٌ العَروسَ: فَرَغَ، أَي قضى حاجَتَه من غِشْيانِها، أَي من غِشْيانِه بهَا. أَفرَعَت المَرأَةُ: رأَت الدَّمَ عندَ الوِلادَةِ، كَمَا فِي العبابِ، وَقيل: قَبلَ الوِلادَة، كَمَا هُوَ نَصُّ أَبي عُبيدٍ، وَفِي اللِّسانِ: الإفراعُ: أَوَّل مَا تَرى الماخِضُ من النِّساءِ أَو الدَّوابِّ دَماً. أَفرَعَ لَهَا الدَّمُ: بَدا لَهَا. أَفرعَتْ: رأَتْ دَماً فِي أَوَّلِ مَا حاضَتْ، كَمَا فِي المُحيطِ، وَفِي اللِّسانِ: أَفرَعَتْ: حاضَتْ. وَهُوَ نَصُّ أَبي عُبيدٍ. فِي المُحيطِ: أَفرَعَتْ الضَّبُعُ الغَنَمَ: أَفسَدَتْ وأَدْمَتْ، وَفِي اللِّسانِ: أَفرَعَت الضَّبُعُ فِي الغَنَمِ: قتلَتْها وأَفسَدَتها، وأَنشدَ ثعلبٌ:
(أَفْرَعْتِ فِي فُراري ... كأَنَّما ضِراري)
) أَرَدْتِ ياجَعارِ وَهِي أَفْسَدُ شيءٍ رُئِيَ، والفُرارُ: الضَّأْنُ. وأُفْرِعَ بسَيِّدِ بَني فُلانِ، بالضمِّ: أَخذوه فَقَتَلُوهُ. وفرَّعَ تَفْرِيعا: انحَدَرَ، وصَعِدَ، ضِدُّ، نَقله الجَوْهَرِيّ وغيرُه، وَلَا يَخفى أَنَّ التَّفريعَ بِمَعْنى الانحِدارِ قد سبَقَ لهُ قَرِيبا، فإعادَتُه ثَانِيًا كأَنَّه لِبَيانِ الضِّدِّيَّةِ، وسَبَقَ شاهِدُهُ أَوَّلاً، وَيُقَال: فرَّعْتُ فِي الجَبَلِ تَفريعاً، أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ فِي الجَبَلِ، أَي صَعَّدت، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: أَفْرَعَ: هَبَطَ، وفَرَّعَ: صَعَّدَ. فرَّعَ الرَّجُلُ تَفْرِيعا: ذَبَحَ الفَرَعَ، مُحَرَّكَةً، وَمِنْه الحَدِيث: فَرِّعوا إنْ شِئتُمْ، وَلَكِن لَا تَذبَحوا غَراةً ويُروَى: أَفرِعوا، وَقد تقدَّمَ، كاسْتَفْرَعَ، وأَفْرَعَ، نَقله الصَّاغانِيُّ. يُقَال: فرَّعَ من هَذَا الأَصلِ مسائلَ، أَي جعلَها فروعَهُ، فتَفَرَّعَتْ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقال: هُوَ حسَنُ التَّفريعِ للمسائلِ.
وتَفَرَّعَ القَومَ: رَكِبَهُم بالشَّتْمِ ونَحوِه، كَمَا فِي اللِّسَان والأَساسِ، وَهُوَ مَجازٌ. قيل: تَفَرَّعَهُم: عَلاهُمْ شَرَفاً، وفَاقَهُم، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وتَفَرَّعْنا من ابْنَيْ وائلٍ ... هامَةَ العِزِّ وجُرثومَ الكَرَمْ)
تَفَرَّعَهُم: تزَوَّجَ سيِّدَةَ نِسائهم وعُلْياهُنَّ. ويُقال: تَفَرَّعْتُ ببَني فُلانٍ، أَي تزَوَّجْتُ فِي الذِّرْوَةِ مِنْهُم والسَّنامِ، وكذلكَ تذَرَّيْتُهُم وتنَصَّيْتُهُم، وَهُوَ مَجازٌ. تَفَرَّعَتِ الأَغصانُ: كَثُرَتْ فُروعُها. وفَرْوَعٌ، كجَدْوَلٍ: ع، قَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ:
(وَقد هاجَني مِنْهَا بوَعساءِ فَرْوَعٍ ... وأَجزاعِِ ذِي اللَّهْباءِ مَنزِلَةٌ قَفْرُ)
ورواهُ الأَصمعيُّ لعامر بن سَدوسٍ، ويُروَى: بوَعساءِ قَرْمَدٍ ... فأَذْناب. قَالَ أَبو زَيدٍ فِي كتاب الأَشْجارِ: الفَيْفَرعُ، كفَيْفَعلٍ: شَجَرٌ، ضُبِطَ بِسُكُون الرَّاءِ وفتحِها. فُرَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: لقبُ ثعلبةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ ثعلبةَ بنِ جَذيمَةَ بنِ عوفِ بنِ بكرِ بنِ أَنمارِ بنِ عَمرو بنِ وَديعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ أَفصى بنِ عبدِ القَيْسِ، هَكَذَا ضبطَه الرُّشاطِيُّ وابنُ السَّمعانِيّ، وتعقَّبَهُ الرَّضِيُّ الشَّاطِبِيُّ بأَنَّه بالقافِ. فُرَيْع: لُغَةٌ فِي فِرْعَوْنَ، أَو ضَرورَةُ شِعْرٍ فِي قَول أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلت:
(حَيِّ داوودَ وابْنَ عادٍ ومُوسَى ... وفُرَيْعٌ بُنْيانُه بالثِّقالِ)
أَي: وفِرْعَون، كَمَا فِي العُباب. وفُرْعانُ بنُ الأعْرَف، بالضَّمّ: أحَدُ بَني النَّزَّال بنِ سعدٍ المِنْقَريِّ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لنَفسِه وَهُوَ يَجودُ بهَا: اخْرُجي لَكاعِ. وفُرْعانُ بنُ الأعْرَف أَيْضا: أحدُ بَني مُرَّةَ بنِ عُبَيْدِ بنِ الحارثِ بنِ عَمْرِو بن مُقاعِسِ بن كَعْبِ بنِ زَيْدِ مَناة: شاعرٌ لِصٌّ.
أَبُو عبد الرحمنِ عَبْد الله بنُ لَهيعَةَ بنِ عُقبَةَ بنِ فُرْعانَ بنِ رَبيعَةَ الحَضْرَميُّ قَاضِي مِصر،) مُحدِّثٌ، وَسَيَأْتِي للمُصنِّف فِي لهع ونذكرُ ترجمتَه هُنَاكَ. والمَفارِع: الَّذين يَكُفُّون بينَ الناسِ ويُصلِحون، الواحدُ مِفْرَعٌ كمِنبَرٍ، يُقَال: رجلٌ مِفْرَعٌ، من قومٍ مَفارِعَ. وَفِي الحَدِيث: لَا يَؤُمَنَّكُم الأَفْرَع. نصُّ الحَدِيث: لَا يَؤُمَنَّكم أَنْصَرُ، وَلَا أزَنُّ، وَلَا أَفْرَعُ أَي المُوَسْوَسُ كَمَا فِي النِّهَايَة، والأنْصَر: تقدّم مَعْنَاهُ، والأزَنُّ سَيَأْتِي. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الفِراع، بالكَسْر: مَا علا من الأرضِ وارتفعَ، جَمْعُ فَرْعَةٍ، وَيُقَال: ائتِ فَرْعَةً من فِراعِ الجبَل فانْزِلْها، وَهِي أماكنُ مرتفعَةٌ، وَقيل: الفَرْعَة: رأسُ الجبلِ خاصّةً، وفارِعَةُ الجبلِ: أَعْلَاهُ، يُقَال: انزِلْ بفارِعَةِ الْوَادي، واحذَرْ أَسْفَله. وَيُقَال: فلانٌ فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: مُرتفِعٌ طويلٌ. والمُفْرِع: الطويلُ من كلِّ شيءٍ. وفُروعُ المُقْلَتَيْن: أعاليهما، وأنشدَ ثعلبٌ:
(من المُنْطِيَاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرى فِي فروعِ المُقلتَيْنِ نُضوبُ)
وَفَرَعَ فلانٌ فلَانا فَرْعَاً وفُروعاً: عَلاه والفارِعَةُ من الْغَنَائِم: المُرتفِعةُ الصاعِدةُ من أصلِها قبل أَن تُخَمَّسَ. وفَرْعَةُ الجُلَّة: أَعْلَاهَا من التَّمْر. وكَتِفٌ مُفْرِعَة: عالِيَةٌ مُشرِفَةٌ عريضةٌ، ورجلٌ مُفْرِعُ الكَتفِ: عريضُها، وَقيل: مُرتفِعُها. وفَرْعَةُ الطريقِ، وفَرَعَتُه، وفَرْعَاؤُه، وفارِعَتُه، كلُّه: أَعْلَاهُ ومُنقَطَعُه، وَقيل: مَا ظَهَرَ مِنْهُ وارتفعَ، وَقيل: فارِعَتُه: حَواشيه. والفُروع: الصُّعود.
وأَفْرَعَ فِي قَوْمِه، وفرَّعَ: طالَ، قَالَ لَبيدٌ:
(فَأَفْرَعَ بالرُّبابِ يَقودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عَن السِّخَالِ)
شبَّه البَرقَ بالخَيلِ البُلُقِ فِي أوّلِ النَّاس. وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن أبي عُبَيْدٍ: أَفْرَعَ فِي الجبلِ: صَعَّدَ، وأَفْرَعَ مِنْهُ: نزلَ، ضِدٌّ، وَأنْشد ابنُ برِّيٍّ فِي الإفْراعِ بِمَعْنى الإصْعادِ:
(إنِّي امرؤٌ من يَمانٍ حِين تَنْسُبني ... وَفِي أُميَّةَ إفْراعي وتَصْويبي)
قَالَ: فالإفْراعُ هُنَا: الإصعاد لأنّه ضمَّه إِلَى التصويب، وَهُوَ الانحدار، وَقَالَ عَبْد الله بنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيُّ:
(فإمّا تَرَيْني اليومَ مُزْجي ظَعينَتي ... أُصَعِّدُ سِرَّاً فِي البلادِ وأُفْرِعُ)
وأَصْعَدَ فِي لُؤمِه وأَفْرَعَ، أَي انحدر، وَهُوَ مَجاز. وَضَرَبه على فَرْعَيْ أَلْيَتَيْه، وهما المُماسَّانِ للأرضِ إِذا قعدَ، وَهُوَ مَجاز. والفَرَعُ، محرّكةً: طعامٌ يُصنَعُ لنَتاجِ الْإِبِل، كالخُرْسِ لوِلادِ الْمَرْأَة. والفرَع: أَن يُسلَخَ جِلدُ الفَصيلِ فيُلبَسَه آخَرُ، وتُعطَفَ عَلَيْهِ ناقةٌ سوى أمِّه، فتَدِرُّ عَلَيْهِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لأوسِ بنِ حَجَرٍ يذكرُ أَزْمَةً فِي شِدّةِ بَرْدٍ:)
(وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من ال ... أقوامِ سَقْبَاً مُجَلّلاً فَرَعَا)
أرادَ مُجَلّلاً جِلْدَ فَرَعِ، فاختَصرَ الكلامَ. وَيُقَال: قد أَفْرَعَ القومُ، إِذا فَعَلَت إبلُهم ذَلِك. والهَيْدَب: الجافي الخِلقَةِ، الكثيرُ الشَّعرِ من الرِّجال، والعَبام: الثقيل. وفارَعَ الرجلَ: كَفاه، وحملَ عَنهُ، قَالَ حَسّانُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله عَنهُ:
(وأُنشِدُكم والبَغْيُ مُهلِكُ أَهْلِه ... إِذا الضيفُ لم يوجَدْ لَهُ من يُفارِعُهْ)
وَفَرَعَ الأرضَ، وفَرَّعَها: جَوَّلَ فِيهَا، كَأَفْرَعَها. وفرَّعَ بَين القومِ تَفْرِيعاً: فرَّقَ وَحَجَزَ، وَمِنْه حديثُ عَلْقَمةَ: كَانَ يُفَرِّعُ بَين الغنَمِ. أَي يُفَرِّق. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَذكره الهرَويُّ فِي الْقَاف.
وَقَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: وَهُوَ من هَفَوَاتِه. وأَفْرَعَ سَفَرَه وحاجتَه: أخذَ فيهمَا. وأَفْرَعوا من سفَرِهم: قدِموا وليسَ ذَلِك أوانَ قُدومِهم. وافْتَرَعوا الحديثَ: ابْتَدَؤُوه، عَن شَمِرٍ. وأَفْرَعها الحَيضُ: أَدْمَاها. والفُرْعَة، بالضَّمّ: دَمُ البِكرِ عِنْد الافْتِضاض. وَيُقَال: هَذَا أوّلُ صَيْدٍ فَرَعَه، أَي أراقَ دَمَه. قَالَ يزيدُ بنُ مُرَّةَ: من أمثالِهم: أوّل الصيدِ فَرَعٌ. قَالَ: وَهُوَ مُشبَّهٌ بأوّلِ النِّتاج.
وفارِعٌ وفُرَيْعةٌ، وفارِعَةٌ: أسماءُ رجالٍ، وَمن الثَّانِي: عَبْد الله بنُ مُحَمَّد بنِ فُرَيْعةَ الأزْديُّ، عَن عَفّانَ. ومُنازِلُ بنُ فُرْعانَ: من رَهْطِ الأحنفِ بنِ قَيْسٍ. قلتُ: وَهُوَ أَخُو فُرْعانَ بنِ الأعْرَفِ الَّذِي ذَكَرَه. والأفْرَع: بطنٌ من حِمْيَرَ. والفارِعان: اسمُ أرضٍ، قَالَ الطِّرْماحُ: ونحنُ أجارَتْ بالأُقَيْصِرِ هامُناطُهَيَّةَ يَوْمَ الفارِعَيْنِ بِلَا عَقْدِ وفُروعُ الجَوْزاءِ: أشَدُّ مَا يكون من الحرِّ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لأبي خَراشٍ:
(وظَلَّ لنا يَوْمٌ كأنَّ أُوارَهُ ... ذَكا النارِ من نَجْمِ الفُروعِ طَويلُ)
قلتُ: والروايةُ: وظلَّ لَهَا. أَي للأُتُن، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ: الفُروع بالعَين المُهمَلةِ، وَقَالَ فِي قولِ الهُذَليِّ وَهُوَ أُميَّةُ بنُ أبي عائِذٍ:
(وَذَكَرها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُو ... عِ من صَيْهَبِ الحَرِّ بَرْدَ الشَّمالِ)
قَالَ: هِيَ فُروعُ الجَوْزاءِ بِالْعينِ، وَهُوَ أشدُّ مَا يكون من الحَرِّ، فَإِذا جاءتْ الفُروع، بالغين، وَهِي من نجومِ الدَّلْوِ، كَانَ الزمانُ حينَئِذٍ بارِداً وَلَا فَيْحَ حينئذٍ. قلتُ: وَرَوَاهُ الجُمَحيُّ بالغين، وَسَيَأْتِي. وَمُحَمّد بنُ عُمَيْرةَ بن أبي شَمِرِ بنِ فُرْعانَ بن قَيْسِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْد الله: شاعرٌ، وَهُوَ المعروفُ بالمُقَنَّع، كَانَ مُقَنَّعاً الدهرَ، وَسَيَأْتِي فِي قنع. وأَتَيْتُه فِي فَرْعَةٍ من النَّهَار، وَهِي الصَّدْرُ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: هُوَ يَفْتَرِعُ أَبْكَارَ الْمعَانِي، وَهُوَ مَجاز. وفُرَيْعُ بنُ سَلامان،)
كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ من الأَزْدِ. واختُلِفَ فِي عَبْد الله بنِ عِمْرانَ التَّميميِّ الفُرَيْعيِّ الَّذِي روى عَن مُجاهِدٍ، وَعنهُ شُعبَةُ، فَقيل: بِالْفَاءِ، وَقيل: بِالْقَافِ، كَمَا سَيَأْتِي. ومُوسَى بنُ جابرٍ الجُعْفِيُّ يعرفُ بابنِ الفُرَيْعَة: شاعرٌ. وفُرْعانُ الكِنْديُّ المُلقَّبُ بِذِي الدُّروعِ، ذَكَرَه المُصَنِّف فِي درع والفَرْعُ بالفَتْح: مَوْضِعٌ وراءَ الفُرُكِ. وَذُو الفَرْعِ: أَطْوَلُ جبَلٍ بأَجَأَ، بأَوْسَطِها.
ف ر ع : الْفَرْعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ وَهُوَ مَا يَتَفَرَّعُ مِنْ أَصْلِهِ وَالْجَمْعُ فُرُوعٌ وَمِنْهُ يُقَالُ فَرَّعْتُ مِنْ هَذَا الْأَصْلِ مَسَائِلَ فَتَفَرَّعَتْ أَيْ اسْتَخْرَجْتُ فَخَرَجَتْ وَالْفَرَعُ بِفَتْحَتَيْنِ أَوَّلُ نِتَاجِ النَّاقَةِ وَكَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ وَيَتَبَرَّكُونَ بِهِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ وَالْمُجْمَلِ أَوَّلُ نِتَاجِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ

وَأَفْرَعَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ ذَبَحُوا الْفَرَعَ وَالْفَرَعَةُ بِالْهَاءِ مِثْلُ الْفَرْعِ وَالْفُرْعُ وِزَانُ قُفْلٍ عَمَلٌ مِنْ أَعْمَالِ الْمَدِينَةِ وَالصَّفْرَاءُ وَأَعْمَالُهَا مِنْ الْفُرْعِ وَكَانَتْ مِنْ دِيَارِ عَادٍ.

وَافْتَرَعْتُ
الْجَارِيَةَ أَزَلْتُ بَكَارَتَهَا وَهُوَ الِافْتِضَاضُ قِيلَ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَفْرَعْتُهُ وِزَانُ أَكْرَمْته إذَا أَدْمَيْته وَقِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ نِعْمَ مَا أَفْرَعْتَ أَيْ ابْتَدَأْتَ.

وَفِرْعَوْنُ فِعْلَوْنُ أَعْجَمِيٌّ وَالْجَمْعُ فَرَاعِنَةٌ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ فِرْعَوْنُ الْخَلِيلِ وَاسْمُهُ سِنَانٌ وَفِرْعَوْنُ يُوسُفَ وَاسْمُهُ الرَّيَّانُ بْنُ الْوَلِيدِ وَفِرْعَوْنُ مُوسَى وَاسْمُهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُصْعَبٍ.

هدر

(هـ د ر) : (الْهَدْرُ) مَصْدَرُ هَدَرَ الْبَعِيرُ وَالْحَمَامُ إذَا صَوَّتَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ الْقُرَشِيِّ فِي السِّيَرِ وَهُوَ جَدُّ الْمُنْكَدِرِ وَرَبِيعَةَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْمُنْكَدِرُ هَذَا يَرْوِي عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ صَاحِبُ الْجَرْحِ وَلَا تَثْبُتُ لَهُ صُحْبَةٌ (وَأَمَّا هُرَيْرٌ) بِرَاءٍ مُكَرَّرَةٍ فَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ابْنِ خَدِيجٍ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ.
(هدر) : رُجلٌ هِدْرٌ: ثَقِيلٌ. 
(هدر) بَالغ فِي الهدير وَفِي الْمثل (كالمهدر فِي الْعنَّة) يضْرب لمن يَصِيح ويجلب وَلَا ينفذ قَوْله وَلَا فعله
[هدر] نه: فيه: "فأهدره"، أي أبطل سن من عض يده، من ذهب دمه هدرًا - إذا لم يدرك بثأره. ومنه: من اطلع في دار بغير إذن فقد "هدرت" عينه، أي إن فقؤها ذهبت باطلة، هدر دمه: بطل، وأهدره السلطان. وفيه: "هدرت" فأطنبت، الهدير: ترديد صوت البعير في حنجرته. و"الهدار" في ح مسيلمة بفتح هاء وتشديد دال: ناحية باليمامة كان بها مولده.
هـ د ر: (هَدَرَ) دَمُهُ بَطَلَ وَبَابُهُ ضَرَبَ، وَ (أَهْدَرَهُ) السُّلْطَانُ أَيْ أَبْطَلَهُ وَأَبَاحَهُ. وَذَهَبَ دَمُهُ (هَدْرًا) بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا أَيْ بَاطِلًا لَيْسَ فِيهِ قَوَدٌ وَلَا عَقْلٌ. وَ (هَدَرَ) الْحَمَامُ صَوَّتَ. وَهَدَرَ الْبَعِيرُ رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي حَنْجَرَتِهِ، تَقُولُ مِنْهُمَا: هَدَرَ يَهْدِرُ بِالْكَسْرِ (هَدِيرًا) . 
هـ د ر : هَدَرَ الْبَعِيرُ هَدْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَوَّتَ.

وَهَدَرَ الدَّمُ هَدْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ بَطَلَ وَأَهْدَرَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَهَدَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَهْدَرْتُهُ أَبْطَلْتُهُ يُسْتَعْمَلَانِ مُتَعَدِّيَيْنِ أَيْضًا وَالْهَدَرُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْهُ وَذَهَبَ دَمُهُ هَدْرًا بِالسُّكُونِ وَالتَّحْرِيكِ أَيْ بَاطِلًا لَا قَوَدَ فِيهِ.

وَهَدَرَ الْحَمَامُ يَهْدُرُ وَيَهْدِرُ هَدِيرًا سَجَعَ فَهُوَ هَادِرٌ وَالْجَمْعُ هَوَادِرُ. 
هدر
الهَدَرُ: ما يَبْطُلُ، هَدَرَ دَمُه يَهْدِر هَدْراً، وأهْدَرْناه إهْداراً. وهَدَرَ البَعِيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيْراً. والحَمَامَةُ تَهْدِرُ. والأرضُ الهادِرَةُ. والعُشْبُ الهادِرةُ: الكَثِير. والهِدْرُ: الرَّجُلُ الذي فيه طَرْقَةٌ من حُمْقٍ، بَيِّنُ الهَدَارَةِ. وهو - أيضاً -: المِنْطِبْقُ ويُجْمَع هِدَرَةً، والثَّقِيْلُ أيضاً، وكذلك الهُدَرَة.
والأهْدَرُ: المُنْتَفِخُ. والمَهْدَرَةُ: ما صَغُرَ من الثَّنايا، وهي المَهَادِرُ. والشِّعْبُ يُمْسِكُ الماءَ. وكلُّ ما هَدَرَ فيه السَّيْلُ هَدِيْرَ الحَمام، وهي المُهَيْدِرَة. وإذا انْشَقَّ كافورُ النَّخْلِ قيل: هَدَرَ. وضَرَبْتُه فَهَدَرَ: أي سَقَطَ، هُدُوْراً. وقَوْلُهم: أنت كالمُهَدَّرِ في العُنَّة. وإذا خَثُرَ أعلى اللَّبَن وأسْفَلُه رَقِيْقٌ فهو: هادِرٌ.
هدر:
هدر: هلك، مات (مخطوطة ابن الآبار 59): هدر غرقاً في البحر.
هدرت الجناية: راحت الجناية دون عقاب (البربرية 23:1).
هدر عن: باللاتينية dimitere ( فوك).
هدر: بمعنى غلا (الشراب) وهدير اسم المصدر (معجم مسلم).
هدَرَ: نهق (هربرت 60، هلو).
هدر: جأر، خار (الثور) (هلو).
هدر: خرّ، كركر (الماء) دوّى، قصف (الريح) دمدم، تذمر، بربر (الإنسان) همس (الإنسان أيضاً) (هلو).
هدر: واسم المصدر هدير لصوت الطبل (البربرية 4:202:2) هدرت طبوله وفي (293:1 منه) هدير طبولهم (هرّ واسم المصدر هرير تستعمل للمعنى نفسه) أو، بالأحرى، لصوت المدفع: هدير المدفع (دومب 81) والكلمة عند (المقري وهو) هدير للدوّي (أنظر قرطاس 20): هدير المياه والأنهار التي كان (كاترمير في جريدة العلماء 1847، ص480) قد صححها وجعلها هدير، وكان على حق في ذلك (في عبارة أخرى، في الجريدة نفسها، ص 190 كانت كلمة هدير تشير إلى زئير الأسد، وبالرغم من ذلك كانت قد أوردت الخطأ نفسه أي هرير بدلاً من هدير).

هدر


هَدَرَ(n. ac.
هَدْر
هَدَر)
a. Went for nothing, was unavenged (blood)
Was useless ( efforts & c. ).
b.(n. ac. هَدْر), Shed with impunity; wasted; lavished; took no account
of.
c.(n. ac. هَدْر
هَدِيْر), Roared, bellowed, brayed; rumbled; sounded.
d.(n. ac. هَدْر
هَدِيْر
تَهْدَاْر), Cooed (pigeon).
e.(n. ac. هَدْر
هَدِيْر
تَهْدَاْر), Fermented (wine).
f.(n. ac. هَدِيْر
هُدُوْر), Was luxuriant.
هَدَّرَa. Bellowed.

أَهْدَرَa. Took on account of (blood).
b. [acc. & 'An], Remitted.
تَهَاْدَرَa. Shed each other's blood with impunity.

هَدْرa. see 4
هِدْرa. Heavy, clumsy, awkward, loutish; lout.

هَدَرa. Impunity.
b. Worthless, of no account; contemptible.

هَدَرَة
هِدَرَة
هُدَرَةa. see 4 (b)
أَهْدَرُa. Swollen.

هَاْدِر
(pl.
هَدَرَة)
a. see 4 (b) & 28
(a).
c. Sonorous; fluent.

هَاْدِرَة
(pl.
هَوَاْدِرُ)
a. Land overgrown with vegetation.

هَدِيْرa. Roaring; braying. rumbling.

هَدُوْرa. Fermenting.

هَدَّاْرa. Braying.
b. Loud.

N. P.
هَدڤرَa. Wasted.

N. Ag.
هَدَّرَa. Brayer.

هَدَْرًا
a. Uselessly; with impunity.

هَدَارِيْس
a. Misfortunes.
(هدر) - في الحديث: "مَنِ اطَّلَع في دَارٍ بغَيْر إذْنٍ فقد تَهدَّرَتْ عَيْنُه"
: أي إنْ فَقَأْوها بَطلَتْ لا قِصَاصَ فيها ولَا دِيَة، وبه قال عُمرُ وأبو هُريرة - رضي الله عنهما - والشَّافِعىُّ، وتأَوَّلَه أبو حَنِيفَة على معنَى التَّغلِيظِ والوِعِيدِ.
وقيل: إنَّما يَكُون لَه فقءُ عَينِه إذا تقدَّم إليه في ذلك، فلم يَنْزجِر، كاللِّصّ إنما يُباحُ له قَتلُه ودَفعُه عن نَفسِه، إذا لم يَنْصرِف عنه بدُونِه.
- وفي الحديث: "أنَّ رَجُلاً عَضَّ يَدَ آخَر، فانتَزع المعضُوضُ يَدَه، فنَدَرَ سِنُّ العَاضِّ فأهْدَرَه"
: أي أبطَلَه، وحَكَمِ بأنه هَدَرٌ لا يَجِب فيه شىَءٌ، وذَهَب دَمُه هَدْرًا، إذا لم يُدْرِك بثأرِه.
وقد هَدَر دَمُه: بَطَل.
- وفي حديث الأنِيسِ: "هَدَرْتَ فأطْنَبْتَ"
الهديرُ: تَرْدِيدُ صَوْتِ البَعِير في حَنْجَرَتِه. 
هـ د ر

 
ذهب دمه هدراً، وهدر دمه يهدر ويهدر، وأهدره السلطان وهدره: أبطله وأسقطه. وهدر الفحل هدراً وهديراً وتهداراً، وفحل هادر وهدّار، وهدّر: كرّر. وفي مثل " كالمهدّر في العنّة " لمن يصيّح وليس وراءه شيء. قال الوليد بن عقبة يخاطب معاوية رضي الله تعالى عنه:

قطعت الدهر كالسدم المعنّى ... تهدّر في دمشق وما تريم

يريد المعنّن. وفي معناه قول ابن هرمة:

فاهدر مكانك مطوياً على حنق ... هدر المعنّى على أذواده السّدم

ومن المجاز: ضربه فهدرت رئته إذا سقطت. وقوم هدرةٌ: ساقطون. وفلان فحل هادر، وقد هدرت شقشقته، وهو يهدر في منطقه وفي خطبته. وجرة النبيذ تهدر. قال:

وجرّةٍ خضراً لها هديريظل منها الشيخ يستدير وأرض هادرة، وعشب هادر إذا تحرّك وطال. وهدر كافور النخل: انشقّ. وهدر اللبن: خثر وراب. وهدر الرعد، ورعد هدّار، وسمعت هديره. وهدر الحمام: قرقر وكرّر صوته في حنجرته.
[هدر] هَدَرَ دمه يَهْدِرُ هَدْراً، أي بَطَلَ. وأَهْدَرَ السلطان دَمَهُ، أي أبطله وأباحه. وهَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً، أي غَلا. قال الأخطل يصف خمراً: كُمَّتْ ثلاثة أحوالٍ بِطينتِها * حتَّى إذا صَرَّحَتْ من بعد تهدار - وذهب دم فلان هَدْراً وهَدَراً بالتحريك، أي باطلاً ليس فيه قَوَدٌ ولا عَقْلٌ. ويقال أيضاً: بنو فلان هَدَرَةٌ بالتحريك، أي ساقطون ليسوا بشئ. ورجل هدرة، مثال همزة، أي ساقط. قال الراجز :

إنى إذا حار الجبان الهدره * وهو بالدال في هذا الموضع أجود منه بالذال، وهو رواية أبى سعيد. وضربه فهدرت رئته تهدر هُدوراً، أي سقطتْ. وهَدَرَ الحمامُ هديرا، أي صوت. وهدر البعير هَديراً، أي ردَّد صوته في حنجرته. وإبلٌ هَوادِرٌ. وكذلك هَدَّرَ تهديرا. وفى المثل: " كالمهدر في العنة "، يضرب مثلا للرجل يصيح ويجلب وليس وراء ذلك شئ، كالبعير الذى يحبس ويمنع من الضراب وهو يهدر. قال الوليد بن عقبة، يخاطب معاوية: قطعت الدَهرَ كالسَدِمِ المُعَنَّى * تُهَدِّرُ في دمشق فما تريم - والهادر: اللبن إذا خثر أعلاه وأسفله. قال أبو عبيد: وذلك بعد الحزور. وجوف أهدر، أي منتفخٌ. وهَدَرَ العَرْفَجُ، أي عظُم نباته.
باب الهاء والدّال والرّاء معهما هـ د ر، هـ ر د، د هـ ر، ر هـ د، د ر هـ، ر د هـ

هدر: الهَدْرُ: ما يَبْطُلُ. هَدَرَ دَمُهُ يَهْدِرُ هَدْرا، وأَهْدَرْتُه أنا إهداراً. وهَدَرَ البعير يَهْدِر هديراً وهدرا. والحمامةُ تَهْدِر، وجرّةُ النَّبيذ تَهْدِرُ. والأرضُ الهادرة. والعُشْبُ الهادِرُ: الكثير. وبنو فُلانٍ هِدَرَةٌ، أي: ساقطون ليسوا بشيء.

هرد: الهُرْدِيَّةُ قَصَباتٌ مَلْويّة مَطْويّة تُضَمُّ بطاقات الكَرْم [يُرْسَلُ عليها قُضبانُ الكَرْم] . وهَرَّدتُ اللّحم فهو مُهَرَّدْ، أي شَوَيْتُه [فهو مَشْويٌ] . وقد هَرِد اللَّحْم. [نَفِجَ] .

دهر: الدَّهْر: الأبد الممدود. ورجل دُهْرٌِي: قديمٌ، والدُّهْرِيُّ [الذي يقولُ ببقاءِ الدهر و] لا يؤمن بالآخرة. ودَهْوَريُّ الصَّوتِ. أي: صلب الصوت. والدهارير: أوّلُ الدَّهْرِ من الزَّمانِ الماضي [يُقال: كان ذلك في دَهْر الدَّهاريرُ] ، ولا يُفْرَد منه دِهْرِير. والدَّهْرُ: النّازلة. دَهَرَهُمْ أَمْرٌ، أي: نَزَل بِهِمْ مكروهٌ. وما دَهْري كذا وكذا، أي: ما هِمّتي. والدَّهْوَرةُ: جَمْعُ الشَّيء ثمّ قَذْفُه في مَهْواة.

وقوله: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإنّ الله هو الدَّهْرُ .

يعني: ما أصابك من الدهر فاللهُ فاعِلُهُ، ليس الدّهرِ، فإذا سَبَبْتَ الدَّهْر أردتَ به الله عزّ وجلّ.

رهد: الرَّهيدُ: النّاعم، والمصدر: الرَّهادة. وفتاةٌ رَهِيدةٌ، أي: رَخْصَة.

دره: أُمِيتَ فِعلُهُ، إلاّ [قولهم: رجلٌ] مِدْرَهُ حَرْبٍ، و [هو] مِدْرَهُ القومِ، أي: الدّافع عنهم.

رده: الرَّدْهُ: شِبْهُ أَكمَةٍ خَشِنَةٍ، كثيرةِ الحِجارة. والواحدةُ: رَدْهة، والجميع: رَدَهٌ. ورُبّما جاءت الرَّدْهة في وصْفِ بئرٍ تُحْفَرُ في القُفِّ، أو تكون خِلْقةٌ فيه. ويُقالُ للبيتِ العظيم الذي لا أعظمَ منه: الرَّدْهة، وجمعُه: الرِّداهُ، وقد رَدَهتِ المرأةُ بيتَها تَرْدَهُهُ رَدْهاً.
الْهَاء وَالدَّال وَالرَّاء

الهَدْرُ: مَا يبطل من دم وَغَيره، هَدَرَ يَهْدُرُ ويَهْدِرُ هَدْراً وهَدَراً، وهَدَرْتُه وأهدَرْتُه.

ودماؤهم هَدَر بَينهم، أَي مُهْدَرَة.

وتَهادَرَ الْقَوْم: أهدَروا دِمَاءَهُمْ.

وضربه فهَدَرَ سحره، أَي أسْقطه.

والهَدْرُ والهادِرُ: السَّاقِط، الأولى عَن كرَاع. وَبَنُو فلَان هِدَرَةٌ، وهُدَرَةٌ، وهَدَرَةٌ: ساقطون لَيْسُوا بِشَيْء، وَالْفَتْح أَقيس، لِأَنَّهُ جمع هادر، فَهُوَ مثل كَافِر وكفره، وَأما هِدَرَة فَلَا يكسر عَلَيْهِ فَاعل من الصَّحِيح وَلَا المعتل، إِلَّا انه قد يكون من أبنية الجموع، وَأما هُدَرَة فَلَا يُوَافق مَا قَالَه النحويون، لِأَن هَذَا بِنَاء من الْجمع لَا يكون إِلَّا للمعتل دون الصَّحِيح نَحْو غزَاة وقضاة، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون اسْما للْجمع، وَالَّذِي روى هُدَرَة بِالضَّمِّ إِنَّمَا هُوَ ابْن الْأَعرَابِي وَقد أنكر ذَلِك عَلَيْهِ.

وَرجل هَدَرَةٌ: سَاقِط، وَكَذَلِكَ الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث.

وهَدَرَ الْبَعِير يَهدِر هَدْرا وهَدِيرا: صوَّت فِي غير شقشقة، وَكَذَلِكَ الْحمام، والجرة تَهدِرُ هَديرا وتَهْدارا، قَالَ الأخطل:

كُمَّتْ ثلاثةَ أحوالٍ بِطينَتِها ... حَتَّى إِذا صَرَّحَتْ مِنْ بَعْدِ تَهْدارِ

وجرة هَدُورٌ بِغَيْر هَاء، قَالَ:

دَلَفْتُ لهُمْ بِباطِيةٍ هَدورِ

والهادِرُ: اللَّبن الَّذِي قد خثر أَعْلَاهُ ورق أَسْفَله، وَذَلِكَ بعد الحزور.

وهَدَرَ العشب هَدِيرا: كثر وَتمّ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهادِرُ من العشب: الَّذِي لَا شَيْء أطول مِنْهُ، وَقد هَدَرَ يَهدِرُ هُدُورا.

وَأَرْض هادِرَةٌ: كَثِيرَة العشب متناهية.

والهَدَّار: مَوضِع، أَو وَاد.

وَأَبُو الهَدَّارِ: اسْم شَاعِر، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

يَمْتَحِقُ الشَّيخُ أَبُو الهَدََّارِ

مِثلَ أمتِحاقِ قمَرِ السِّرارِ
هـدر
هدَرَ1 يهدُر ويهدِر، هَدْرًا وهَدَرًا، فهو هادر، والمفعول مهدور (للمتعدِّي)
• هدَر الدَّمُ وغيرُه: بطَل "هدر العقدُ لاختلال شروطه- مَنِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ هُدِرَتْ [حديث] " ° ذهَب دَمُه هَدْرًا/ ذهَب دَمُه هَدَرًا: بَطُلَ، بدون أن يُقْتَصّ من قاتله.
• هدَر فلانٌ الدَّمَ: أبطله.
• هدَر الأموالَ: أضاعَهَا، فقَدها "هدَر طاقَتَهُ/ الجُهْدَ". 

هدَرَ2 يَهدِر، هَدِيرًا وهَدْرًا، فهو هادر
• هدَر الحَمَامُ: ردَّد صوتَه في حنجرته وسجع "هدير الأمواج".
• هدَرت القدرُ: غلى الماءُ فيها "هدَر الشَّرابُ". 

أهدرَ يُهدر، إهدارًا، فهو مُهدِر، والمفعول مُهدَر
• أهدرَ حقَّه: هدَرَه، أبطله، أضاعه "أهدر فرصةً/ أموالاً/ وقته".
• أهدرَ كرامةَ فلانٍ: أسقطها، أذلَّه "أبى المجاهدون أن تُهدرَ كرامة الأمَّة".
• أهدر دمَه: أباح قتلَه وأسقط فيه القِصاصَ والدِّية "أهدر القاضي دمَ القاتل". 

تهادرَ يتهادر، تهادُرًا، فهو مُتهادِر
• تهادر القومُ: أبطلوا دماءَهم بينهم وأباحوها "لا يجوز للمسلمين أن يتهادروا". 

هادِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هدَرَ1 وهدَرَ2.
2 - لبن رائب خثِر أعلاه، وأسفله رقيق. 

هدّارة [مفرد]: شلاَّل، مَسْقَط ماء "اهتمت الدولة بحفر الآبار وإقامة الهدّارات والحواجز المجمِّعة للمياه". 

هدَر [مفرد]:
1 - مصدر هدَرَ1 ° ذهَب دَمُه هَدَرًا: لم يؤخَذ بثأره، ولم تُؤدَّ فيه دية- ذهَب سعيُه هَدَرًا: باطلاً.
2 - أَسْقاط من ناس لا خير فيهم "فشاور العقلَ واترك غيره هَدَرًا ... فالعقل خير مُشيرٍ ضمَّه النّادي". 

هَدْر [مفرد]: مصدر هدَرَ1 وهدَرَ2 ° ذهَب دَمُه هَدْرًا: لم يُؤخَذ بثأره، ولم تُؤدَّ فيه دية- ذهَب سعيُه هَدَرًا: باطلاً. 

هَدير [مفرد]: مصدر هدَرَ2. 

هدر: الهَدَرُ: ما يَبْطُلُ من دَمٍ وغيره. هَدَرَ يَهْدِرُ، بالكسر،

ويَهْدُر، بالضم، هَدْراً وهَدَراً، بفتح الدال، أَي بطل. وهَدَرْتُه

وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ: أَبطله وأَباحه. ودماؤهم

هَدَرٌ بينهم أَي مُهْتَدَرَةٌ* قوله « أي مهتدرة» عبارة القاموس مهدرة

مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية. وتَهادَرَ القوم: أَهْدَرُوا

دماءهم. وذَهَبَ دَمُ فلان هَدْراً وهَدَراً، بالتحريك، أَي باطلاً ليس فيه

قَوَدٌ ولا عَقْلٌ ولم يُدْرَكْ بثأْره. وفي الحديث: أَن رجلاً عَضَّ يَدَ

آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله. وفي الحديث: من اطَّلَع في

دار بغير إِذن فقد هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذهبت باطلةً لا

قصاص فيها ولا دية. وضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه، وفي الصحاح:

ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سقطت.

والهَدْرُ والهادِرُ: الساقط؛ الأُولى عن كراع. وبنو فلان هَدَرَةٌ

وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ: ساقطون ليسوا بشيء؛ قال ابن سيده: والفتح أَقيس لأَنه

جمع هادِرٍ فهو مثل كافر وكَفَرَةٍ، وأَما هِدَرَةٌ فلا يُكَسَّرُ عليه

فاعل من الصحيح ولا المعتل، إِلا أَنه قد يكون من أَبنية الجموع، وأَما

هُدَرَةٌ فلا يوافق ما قاله النحويون لأَن هذا بناء من الجمع لا يكون إِلا

للمعتل دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة، اللهمّ إِلا أَن يكون اسماً للجمع،

والذي روى هُدَرَةً، بالضم، إِنما هو ابن الأَعرابي وقد أُنْكِرَ ذلك

عليه. ورجل هُدَرَةٌ، مثال هُمَزة، أَي ساقط؛ قال الحُصَين بن بكير

الرَّبَعِيُّ:

إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه،

رَكِبْتُ من قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه

والمَنْجَر: الطريق المستقيم. قال: وهو بالدال هنا أَجود منه بالذال

المعجمة، وهي رواية أَبي سعيد. قال ابن سيده: وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛

قال الأَزهري: هذا الحرف رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي بفتح الهاء

وهُدَرَة بضم الهاء وبُدَرَة، قال: وقال بعضهم واحد الهِدَرَةِ هِدْرٌ مثل

قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، وأَنشد بيت الحصين بن بكير؛ وقال أَبو صخر الهذلي:

إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ

وقال الباهلي في وقول العجاج:

وهَدَرَ الجَدُّ من الناسِ الهَدَرْ

فَهَدَرَ ههنا معناه أَهْدَر، أَي الجَدُّ أَسقط من لا خير فيه من

الناس. والهَدَرُ: الذين لا خير فيهم.

وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً: صَوَّتَ في غير

شِقْشِقَةٍ، وكذلك الحمام يَهْدِرُ، والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً

وتَهْداراً؛ قال الأَخطل يصف خمراً:

كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها،

حتى إِذا صَرَّحَتْ من بعدِ تَهْدارِ

وجَرَّةٌ هَدُورٌ، بغير هاء؛ قال:

دَلَفْتُ لهم بباطِيَةٍ هَدُور

الجوهري: هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صوته في حَنْجَرَتِه. وفي

الحديث: هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ؛ الهَدِيرُ: تَرَدُّدُ صوت البعير في

حنجرته، وإِبل هَوادِرُ، وكذلك هَدَّرَ تَهْدِيراً. وفي المثل: كالمُهَدِّرِ

في العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للرجل يصيح ويُجَلِّبُ وليس وراء ذلك شيء

كالبعير الذي يحبس في الحظيرة ويمنع من الضِّرابِ، وهو يُهَدِّرُ؛ قال

الوليد بن عقبة يخاطب معاوية:

قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى،

تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تَرِيمُ

وجَرَّة النبيذ تَهْدِرُ، وهَدَرَ الطائر وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ

هَدِيراً وهَدِيلاً. الأَصمعي: هَدَرَ الغلام وهدَلَ إِذا صوّت. قال أَبو

السَّمَيْدَعِ: هَدَرَ الغلام إِذا أَراغَ الكلامَ وهو صغير. وجَوْفٌ

أَهْدَرُ أَي منتفخ. وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه. والهادِرُ:

اللبنُ الذي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله، وذلك بعد الحُزُور. وهَدَرَ

العُشْبُ هَدِيراً: كَثُرَ وتَمَّ. وقال أَبو حنيفة: الهادِرُ من العشب الكثيرُ،

وقيل: هو الذي لا شيء أَطول منه، وقد هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً. وأَرض

هادِرَة: كثيرة العشب متناهية. ابن شميل: يقال للبَقْلِ قد هَدَر إِذا بلغ

إِناه في الطُّول والعِظَمِ، وكذلك قد هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا

انتهى بقلها طولاً.

والهَدَّارُ: موضع أَو واد، وفي حديث مُسَيْلِمة ذكر الهَدَّار، هو بفتح

الهاء وتشديد الدال، ناحية باليمامة كان بها مولد مسيلمة. وقوله في

الحديث: لا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً أَي عجوزاً أَدبرت شهوتها وحَرارَتُها،

وقيل: هو بالذال المعجمة من الهَذْر، وهو الكلام الكثير، والياء زائدة. وأَبو

الهَدَّار: اسم شاعر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ،

مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ

الجوهري: هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى.

هدر

1 هَدَرَ, aor. ـِ (S, A, Msb, K) and هَدُرَ, (Msb, K,) inf. n. هَدْرٌ (S, Msb, K) and هَدَرٌ, (K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) It (a man's blood, S, A, Msb, K, or another thing, K) went for nothing; [meaning, in the case of blood, unretaliated, and uncompensated by a mulet; as shown below, voce هَدَرٌ;] it was, or became, of no account, null, or void; (S, A, Msb, K;) as also ↓ اهدر. (Msb.) A2: هَدَرَهُ, (A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) He (a man, Msb, K, or the Sultán, S, A,) made it (a man's blood) to go for nothing; [meaning, unretaliated, and uncompensated by a mulct;] he made it to be of no account; (A, Msb, K;) as also ↓ اهدرهُ; (S, A, Msb, K;) which means he made it (a man's blood) allowable to be taken, or shed. (S, TA.) Thus these two verbs are trans. as well as intrans. (Msb.) It is said in a trad, مَنِ اطَّلَعَ فِى دَارٍ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَقَدْ هُدِرَتْ عَيْنُهُ [Whoso looketh into a house without permission, his eye shall be allowed to be put out; or] the putting out of his eye shall go for nothing, unretaliated, and uncompensated by a mulct. (TA.) One says also, هَدَرْتَنِى بِإِسْقَاطِ الحَدِّ عَنِّى

[Thou hast made me (meaning my offence) to pass unnoticed, or host taken no account of me, by annulling in respect of me the prescribed castigation]. (K, art. بهرج.) And El-'Ajjáj says, وَهَدَرَ الجَدَّ مِنَ النَّاسِ الهَذَرْ which El-Báhilee explains as meaning, And the worthless people have made good fortune to become of no account. (TA.) A3: هَذَرَ, (S, K,) aor. ـِ (K) [and app. هَدُرَ also], inf. n. هَدِيرٌ (S, K) and هَدْرٌ (K) and هُدُورٌ, (TA,) said of a camel, (S, K,) that is advanced in age, (S, in art. نقض,) [He brayed; i. e.,] he reiterated his voice in his حَنْجَرَة [or windpipe, or the head of his windpipe]: (S:) or he uttered his voice, not in a شِقْشِقَة [q. v.]: (K:) and ↓ هدّر, (S, K,) inf. n. تَهْدِيرٌ, (S,) signifies the same: (S, K:) Z mentions also تَهْدَارٌ as an inf. n. of هَدَرَ said of a stallion, [meaning a stallioncamel.] (TA.) b2: Hence the saying, (TA,) هُوَ يَهْدِرُ فِى مَنْطِقِهِ, and فِى خُطْبَتِهِ, (tropical:) [He is sonorous and fluent in his speech, and in his oration:] and هَدَرَتْ شِقْشِقَتُهُ (tropical:) [His utterance was sonorous and fluent.] (A, TA.) b3: هَدَرَ is also said of a calf, [signifying, (assumed tropical:) He lowed] (TA, art. كت, from the Nh.) b4: Also, of a lion, [signifying, (assumed tropical:) He roared.] (S, TA, voce قَبْقَبَ.) b5: Also هَدَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K) and هَدُرَ, (Msb,) inf. n. هَدِيرٌ (S, IKtt, Msb, TA) and هَدْرٌ and تَهْدَارٌ, (K,) said of a pigeon (tropical:) It uttered a cry: (S, K:) or cooed, syn. قَرْقَرَ, (A,) or سَجَعَ, (Msb,) and reiterated its voice, or cry, in its حَنْجَرَة [or windpipe, or the head of its windpipe]: (A:) its cry being apparently likened to the هَدِير of the camel: and هَدَلَ signifies the same. (TA.) b6: Also هَدَرَ said of a boy, (As.) when he desires to speak, being young, or little, (Abu-s-Semeyda',) (assumed tropical:) He uttered a sound, or cry; as also هَدَلَ. (As, TA.) b7: It is also said of thunder; inf. n. هَدِيرٌ; signifying (tropical:) It made a [loud, or rumbling,] sound, or noise, (A.) b8: You say also, of شَرَاب [or wine], هَذَرَ, (S, K,) aor. ـِ inf. n. هَدْرٌ and تَهْدَارٌ, (S, TA,) meaning, (assumed tropical:) It fermented; syn. غَلَى. (S, K.) And هَدَرَتْ جَرَّةٌ النَّبِيذِ, (TA,) aor. ـِ (A, TA,) inf. n. هَدِيرٌ and تَهْدَارٌ, (TA,) (tropical:) [The jar of نبيذ fermented.] El-Akhtal says, describing wine, كُمَّتْ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ بِطِينَتِهَا حَتَّى إِذَا صَرَّحَتْ مِنْ بِعْدِ تَهْدَارِ [It was stopped three years with its lump of clay, until, when it became free from froth, after fermenting]. (S, TA.) 2 هدّر, said of a camel: see 1.4 اهدر: see هَدَرَ.

A2: اهدرهُ: see هَدَرَهُ.6 تهادروا They made one another's blood to go for nothing; [meaning, unretaliated, and uncompensated by a mulct;] they made it to be of no account. (K, TA.) هَدْرٌ: see هَدَرٌ: A2: and see also هَادِرٌ.

هِدْرٌ: see هَادِرٌ.

هَدْرٌ, a subst. from هَدَرَ in the first of the senses explained above. (Msb.) You say, ذَهَبَ دَمُهُ هَدَرًا, (S, A, Msb,) and هَدْرًا, (S, Msb,) His blood went for nothing, or as a thing of no account, (S, A, Msb,) unretaliated, (S, Msb,) and uncompensated by a mulct. (S, TA.) b2: Also, applied to blood, &c., A thing that goes for nothing; [meaning, in the case of blood, unretaliated, and uncompensated by a mulct;] what is of no account, ineffectual, null, or void; (A, K;) [as also جُبَارٌ.] You say, دِمَاؤُهُمْ هَدَرٌ بَيْنَهُمْ Their blood (lit, bloods) is made to go for nothing, or to be of no account, among them; (K, * TA:) is allowed to be taken, or shed. (TA.) b3: See also هَادِرٌ.

هُدَرَةٌ: see هَادِرٌ; the former, in two places.

هِدَرَةٌ: see هَادِرٌ; the former, in two places.

جَرَّةٌ هَدُورٌ (tropical:) [A jar of wine or نَبِيذ fermenting much]. (TA.) فَحْلٌ هَدَّارٌ [A stallion- camel that brays much]. (TA.) See also هَادِرٌ. b2: رَعْدٌ هَدَّارٌ (tropical:) [Loud, or rumbling, thunder]. (A.) هَادِرٌ, applied to a man, (tropical:) Low; ignoble; mean; of no account; worthless; (K;) as also ↓ هَدْرٌ, (Kr, K,) and ↓ هُدَرَةٌ; (S, K;) which last is also applied to a woman: (K, TA: [in the former of which it seems to be implied that هَدَرَةٌ and ↓ هِدَرَةٌ are also applied, each, to a man and to a woman; but it appears from what is said in the TA that this is not the case:]) pl. هَدَرَةٌ and هُدَرَةٌ and هِدَرَةٌ; the first of which is the most agreeable with analogy, like كَفَرَةٌ, pl. of كَافِرٌ; the second being of a measure exclusively belonging to words which are unsound [in the last radical letter], as in the instances of غُزَاةٌ and قُضَاةٌ, [originally غُزَوَةٌ and قُضَيَةٌ, pls. of غَازٍ and قَاضٍ,] unless, indeed, it be a quasi-pl. n.; and some disapprove it, finding fault with IAar who relates it: the third, moreover, is not a pl. of a form, [regularly] belonging to a sing. of the measure فَاعِلٌ, whether sound or unsound: (ISd, TA:) [or, accord. to Sb, it is a quasi-pl. n.:] or it is pl. of ↓ هِدْرٌ. (TA,) which signifies a heavy man, (K, TA,) in whom is no good; analogous with قِرَدَةٌ, pl. of قِرْدٌ. (TA:) and ↓ هَدَرٌ [a quasi-pl. n. of هَادِرٌ, like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ,] signifies low, ignoble, or mean, people, in whom is no good. (TA.) You say, هُمْ هَدَرَةٌ, (S, A, K,) and هِدَرَةٌ, (IAar, TS, K,) and هُدَرَةٌ, (IAar, ISd, K,) (tropical:) They are low, ignoble, or mean, people; of no account, or worthless. (IAar, S, A, * K, &c.) A2: [A braying camel: fem. with ة pl. of the latter, هَوَادِرُ. You say,] إِبِلٌ هَوَادِرٌ [Braying camels;] camels reiterating their voices in their حَنَاجِر. (S.) See also مُهَدِّرٌ, and مُبَحْثِرٌ. and هَدَّارٌ. b2: [Hence the saying,] فُلَانٌ فُحْلٌ هَادِرٌ (tropical:) [app. Such a one is a vigorous orator of sonorous and fluent speech]. (A.) كَالْمُهَدِّرِ فِى العُنَّةِ [Like the brayer in the enclosure of wood, or canes, or trees]: a proverb: applied to a man who raises a cry and clamour which is followed by nothing, (S, A, *) or who raises a cry and clamour and does not make his saying or action to have effect: (A, K) like the camel that is confined in the enclosure of wood or canes or trees, prevented from covering, and brays. (S, K.)
(هدر)
هدرا وهدرا بَطل وَيُقَال هدر الشَّيْء أبْطلهُ (لَازم ومتعد) وَالْبَعِير أَو الْحمام هدرا وهديرا ردد صَوته فِي حنجرته وَيُقَال هدر الْغُلَام أراغ الْكَلَام وَهُوَ صَغِير وَالشرَاب غلا وَاللَّبن خثر أَعْلَاهُ والجوف انتفخ فَهُوَ هادر وهدار وَالشَّيْء هدورا سقط والعشب طَال وَكثر وَتمّ
هدر
الهَدَرُ، محرّكةً: مَا يَبْطُل من دَمٍ وغيرِه، يُقَال: هَدَرَ يَهْدِرُ، بِالْكَسْرِ، ويهدُرُ بالضمّ هَدْرَاً وهَدَرَاً، محرّكةً، أَي بَطَلَ، وهَدَرْتُه. لازمٌ مُتَعدٍّ، وأَهْدَرْتُه أَنا إهْداراً. فَعَلَ وأَفْعَلَ فِيهِ بِمَعْنى واحدٍ، وأَهْدَرهُ السُّلطانُ: أباحَه وأَبْطَله. ودِماؤُهم هَدَرٌ بَينهم، محرّكةً، أَي مُهدَرَةٌ مُباحةٌ. وَيُقَال: ذهبَ دمُ فلانْ هَدْرَاً وهَدَرَاً، أَي بَاطِلا لَا قَوَدَ فِيهِ وَلَا عَقْل، وَلم يُدرِك بثأْرِه، وَفِي الحَدِيث: مَن اطَّلعَ فِي دارٍ بغيرِ إذنٍ فقد هَدَرَتْ عَيْنُه، أَي إنّ فَقَووها ذهبتْ باطِلةً لَا قِصاصَ فِيهَا وَلَا دِيَة. وتَهَاَدَروا: أَهْدَروا دِماءَهم: أَبْطَلوها. منَ المَجاز: الهادِرً: اللبَن ُ الرَّائبُ الَّذِي خَثُرَ أَعْلَاهُ، وأسفلُه رَقيقٌ، وَذَلِكَ بعد الحُزور، وَلَو قَالَ: ورَقَّ أَسْفَلُه، كَانَ مناسباً. والهَدْرُ، بِالْفَتْح، والهادِرُ: الساقطُ، الأوّل عَن كُراع وَهُوَ مَجاز. يُقَال: هُمْ هَدَرَةٌ، محرّكةً، وهُدْرَة، كعِنَبةٍ وهُمَزَة، أَي ساقِطون لَيْسُوا بشيءٍ، قَالَ ابنُ سِيده: والفتحُ أَقْيَس، لأنّه جمع هادر، مثل كافِر وكَفَرَة. وَأما هِدَرَةٌ، بِالْكَسْرِ، فَلَا يُكَسَّر عَلَيْهِ فَاعل من الصَّحِيح وَلَا من المعتلّ، إلاّ أنّه قد يكون من أبنية الجموع، وَأما هُدَرَةٌ بالضمّ، فَلَا يُوافق مَا قَالَه النَّحويّون، لِأَن هَذَا بناءٌ من الْجمع لَا يكون إِلَّا للمُعتَلّ دون الصَّحِيح، نَحْو غُزاة وقُضاة، اللهُمّ إلاّ أَن يكون اسْما للْجمع، وَالَّذِي روى هُدَرَة، بالضمّ إِنَّمَا هُوَ ابْن الأَعْرابِيّ، وَقد أُنكِر ذَلِك عَلَيْهِ. وَكَذَا الواحدُ والأُنثى، يُقَال: رجلٌ هُدَرَةٌ، مثل هُمَزةٍ: ساقِط، قَالَ الحُصَيْن بن بُكَيْر الرَّبَعيّ:
(إنّي إِذا حارَ الجَبَانُ الهُدَرَهْ ... رَكِبْتُ مِن قصدِ السبيلِ مَثْجَرَهْ)
وَهُوَ بالدّال هُنَا أَجْوَدُ مِنْهُ بالذّالِ الْمُعْجَمَة، وَهِي روايةُ أبي سعيد، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد عَن الأصمعيّ بِفَتْح الهاءِ، قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: هُدَرةٌ بُدَرةٌ، بالضمّ، قَالَ: وَقَالَ بعضُهم واحدُ الهدَرَة هِدْرٌ، مثل قِرَدةٌ وقِرْد وَأنْشد بيتَ الحُصين بن بُكَيْر الرَّبَعيّ. قلتُ: وَفِي التكملة: وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: بَنو فلانٍ هِدَرَةٌ بِكَسْر الهاءِ وَفتح الدَّال أَي ساقطون، وَأنْشد لحُصَين بن بُكَيْر الرَّبَعيّ: إنِّي إِذا حارَ الجَبانُ الهِدَرَهْ)
بِكَسْر الْهَاء، وَيُقَال: الجَبان ُ هُنَا خَرَجَ مَخْرَجَ قَول الجعديّ:
(يَمْشُونَ والماذِيُّ فَوْقَهُمُ ... يَتَوَقَّدون توَقُّدَ النَّجْمِ)
أَرَادَ النجومَ. وَهُوَ مخالفٌ لما فِي الْمُحكم، فتأَمَّلْ. وَهَدَرَ البعيرُ يَهْدِر، بِالْكَسْرِ، هَدْرَاً، بِالْفَتْح، وهَديراً وهُدوراً، كَذَلِك هَدَّرَ تَهْدِيراً، إِذا كرَّرَ، وَقيل: صوَّتَ فِي غَيْرِ شِقْشِقَةٍ، وَفِي الصّحاح: ردَّدَ صَوْتَه فِي حَنْجَرَتِه، وإبلٌ هَوادِرُ، وَفِي المثَل: كالمُهَدِّر فِي العُنَّة. يُضرَبُ لمن يَصِيح وَلَيْسَ وراءَه شيءٌ. فِي الأساس أَو يُجلَّبُ وَلَا يُنفَّذُ قَوْلُه وَلَا فِعلُه، كالبعير الَّذِي يُحبَس فِي العُنَّة، أَي الحَظيرة، مَمْنُوعًا من الضِّراب، وَهُوَ يُهَدِّرُ تَهْدِيراً. قَالَ الوليدُ بن عُقبَةَ يُخاطِبُ مُعَاوِيَة:
(قَطَعْتَ الدَّهرَ كالسَّدِمِ المُعنَّى ... تُهَدِّرُ فِي دمشقَ فَمَا تَريمُ)
منَ المَجاز: هَدَرَ الحَمامُ يَهْدِر، بِالْكَسْرِ، هَدْرَاً، بِالْفَتْح، وهَديراً، نَقله ابنُ القَطَّاع، وَكَذَلِكَ هَدَلَ يَهْدِل هَديلاً، وتَهْداراً، بِالْفَتْح، وَكَذَلِكَ التَّهْدال، إِذا صوَّتَ. وَفِي الأساس: قَرْقَرَ وكرَّرَ صَوْتَه فِي حَنْجَرته، كأنّه على التَّشبيه بهَديرِ الْبَعِير.
وقرأتُ فِي كتاب غَرِيب الحَمام لِلْحسنِ بن عَبْد الله الأصبهانيّ مَا نصُّه: وَهَدَرَ يَهْدِرُ هَديراً، الاسمُ والمصدرُ واحدٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(وَوَرْقاءَ يَدْعُوها الهَديلُ بسَجعِه ... يُجاوِبُ ذاكَ السَّجْعَ مِنْهَا هَديرُها)
فِي الصّحاح: هَدَرَ الشَّرابُ يَهْدِرُ هَدْرَاً وتَهْدَاراً، أَي غَلا، وَفِي كَلَام المصنّف نَظَرٌ من وجوهٍ: أوّلاً فإنّه ترك ذِكرَ الهَديرِ، وَهُوَ فِي الأساس وكتُب الْغَرِيب. وَثَانِيا: أَوْرَدَ التَّهْدارَ فِي مصَادر هَدَرَ الحَمامُ، وَلم يَذْكُره أهلُ الْغَرِيب فِيهَا مُطلقاً، وإنّما ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ فِي مصادرِ هَدَر َ الشّرابُ، كَمَا ترى، والزَّمَخْشَرِيّ فِي مصادرِ هَدَرَ الفَحلُ وثالثاً: فرَّقَ بَين هَدَرَ البعيرُ وهَدَرَ الحمَامُ فِي الذِّكْرِ وهما وَاحِد فِي المصادر والاستعمال، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: وهَدَرَ البعيرُ، إِلَى آخرِه، ثمَّ يَقُول: وَكَذَا الحمَامُ، كَمَا فَعَلَه الأَزْهَرِيّ وابنُ القَطّاع، ليَكُون أَنْسَبَ للاختِصار. منَ المَجاز: هَدَرَ النَّخلُ يَهْدِرُ هَدْرَاً: انْشقَّ كافورُه. منَ المَجاز: هَدَرَ العُشبُ يَهْدِرُ هُدوراً كقُعود، عَن أبي حنيفَة، وهَديراً، عَن ابْن شُمَيْل، إِذا تحرّكَ وطالَ جِدّاً وكَثُرَ وتَمَّ. وأرضٌ هادِرَةٌ: كثيرةُ العشبِ مُتناهِيَةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهادِرُ من العشب: الْكثير، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا شيءَ أطولُ مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال للبَقْل: قد هَدَرَ، إِذا بَلَغَ إناهُ فِي الطُّول والعِظَم، وَكَذَلِكَ قد هَدَرَت الأرضُ هَديراً، إِذا انْتهى بَقْلُها طُولاً. الهَدَارُ كَسَحَاب، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه كشَدَّاد، كَمَا ضَبَطَه ابنُ الْأَثِير والصَّاغانِيّ وغيرُهما: ع، أَو: وادٍ باليَمامة، وُلدَ بِهِ مُسَيْلَمة بنُ حبيب الكَذّاب، وَبِه نَشَأَ وَكَانَ من أَهْلِه، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ طَوِيٌّ فَسمِعت بِهِ بَنو حنيفَة فكاتَبوه واسْتَجْلَبوه فأنزلوه حَجْرَاً، وَلما قُتِل سَبَىَ خالدٌ أَهْلَها وأَسْكَنها بني الأَعْرَج، وهم بَنو الْحَارِث بن كَعْب بن سعد بن زَيْد مَناةَ بن تَميم، فهم أَهْلُها إِلَى الْآن.)
وَأَبُو الهَدّارِ، مُشدَّدةً، قد خَالف هُنَا اصْطلاحه فإنّه لَو قَالَ: كشَدَّاد، لأَصاب، اسمُ شَاعِر، عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَأنْشد:
(يَمْتَحقُ الشّيخُ أَبُو الهَدَّارِ ... مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ)
ونُعَيْمُ بن هَدّارٍ أَو هَبَّارٍ أَو هَمَّارٍ أَو خَمَّار أَو حمَار، وَالصَّحِيح، هَمّار، غَطَفَانيّ نَزَلَ الشامَ، روى عَنهُاهْدَوْدَرَ المطرُ إِذا انْصبَّ وانْهَمَرَ، أنْشد شَمِرٌ: مُهْدَوْدِراً مُعَنْدِراً جُفَالا المُعَنْدِرُ مثلُ المُهْدَوْدِر. قلتُ: وَهُوَ مَجاز. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الهَدَرُ، محرّكةً: الأَسْقاطُ من النَّاس الَّذين لَا خَيْرَ فيهم، وَبِه فسَّر الباهليُّ قولَ العَجّاج: وَهَدَر الجِدُّ من الناسِ الهَدَر أَي أسقطَ الجِدّ منْ لَا خَيْرَ فِيهِ من النّاس. وَهَدَرَ الفحلٌُ تَهْدَاراً، وفحلٌ هَدَّارٌ. منَ المَجاز: هُوَ فحلٌ هادِرٌ، وَهَدَرَتْ شِقْشِقَتُه، وَهُوَ يَهْدِرُ فِي مَنْطِقه وَفِي خُطبَتِه، كلّ ذَلِك على التَّشْبِيه، وَهَدَرتْ جَرَّةُ النّبيذ تَهْدِر هَدْرَاً وهَديراً، وتَهْدَاراً وَهُوَ مَجاز. قَالَ الأخطلُ يصفُ خَمْرَاً:
(كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوَالٍ بطِينَتِها ... حَتَّى إِذا صَرَّحتْ من بَعْدِ تَهْدَارِ)
وجَرَّةٌ هَدورٌ، بِغَيْر هاءٍ، قَالَ:) دَلَفْتُ لَهُم بباطِيَةٍ هَدُورِ وَقَالَ الأصمعيّ: هَدَرَ الغلامُ وهَدَلَ: إِذا صوَّتَ. وَقَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: هَدَرَ الْغُلَام: إِذا أراغَ الكلامَ وَهُوَ صغيرٌ. وَهُوَ مَجاز. وَكَذَلِكَ هَدَرَ العَرْفَجُ، إِذا عَظُمَ نباتُه. وَرَعْدٌ هَدّارٌ، وسمعتُ هَديرَه، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَدِيث: لَا تتزوَّجَنَّ هَيْدَرةً أَي عجوزاً أَدْبَرتْ شَهْوَتُها وحَرارتُها، وَقيل: هُوَ بالذّالِ المُعجمَة، وَسَيَأْتِي. والهَدَادِرَةُ: بطنٌ من شُرفاءِ المِخْلاف السُّلَيْمانيّ بِالْيمن، بيتُ عِلم وصَلاحٍ، مِنْهُم ابْن دَعْسَق الْمَشْهُور، وَولده الْمَشْهُور بِولد السَّيِّد، المُتوفَّى بتَعِزّ، والشريف السنيّ عَبْد الله بن مهنّا سَاكن وَادي مُور. وهُدَيْرة، كجُهَيْنة: بطنٌ من عَكِّ بن عَدْنَان، بِالْيمن، وهم بَنو عَبْد الله بن زَيْد بن كَثير بن عَامر بن غَنْم.

كري

(ك ر ي) : (وَالْكَرَوْيَا) تَابِلٌ مَعْرُوفٌ.
(ك ر ي) : (كَرَيْتُ) النَّهْرَ كَرْيًا حَفَرْتُهُ.
(كري) الرجل كرى نَام فَهُوَ كرّ وَكري وكريان يُقَال أصبح فلَان كريان الْغَدَاة وَهِي كريه

كري


كَرِيَ(n. ac. كَرًى [ ])
a. Dozed, took a nap, slumbered.
b. Was spindle-legged, bow-legged.

كَاْرَيَa. Let, let out to ( house & c.).
b. Was a muleteer, a donkeydriver.
أَكْرَيَa. see III (a)b. Increased; grew.
c. Decreased, diminished, lessened.
d. Delayed.
e. Prolonged, lengthened.

تَكَرَّيَa. Slept.

تَكَاْرَيَإِكْتَرَيَإِسْتَكْرَيَa. Hired; rented (house).
كَرْوa. Letting out; hire; renting-

كَرْوَة []
a. see 1
كِرْوَة []
a. see 23
كُرْوa. see 1
كَرٍ (كَرِي ) []
a. Dozing, napping, slumbering; drowsy, sleepy.

أَكْرَى []
a. Thin (leg).
b. Spindlelegged; bow-legged.

كِرَآء []
a. Hire; rent ( of a house ).
b. Wages, salary.
c. [ coll. ], Mule's load.

كَرِيّ [] (pl.
أَكْرِيَآء [] )
a. Hirer-out, muleteer &c.
b. see 5
كَرْيَان []
a. see 5
كَرَوَان [] (pl.
كِرْيَاْن
&
a. كَرَاوُيْن ), A species of
partridge.
كَرَوَانَة []
a. fem. of
كَرْيَاْنُ
مُكَرٍّ [ N. Ag.
a. II], Slow (camel).
مُكَارٍ [ N. Ag.
a. III ], (pl.
مُكَارُوْن

مُكَارِيَّة )
a. see 25 (a)
مُكْرٍ [ N. Ag.
a. IV], Hirer-out.

مُكْرًى [ N. P.
a. IV], Hired; rented.

إِكْرَآء [ N.
Ac.
a. IV], Hire.

إِكْتِرَآء [ N.
Ac.
a. VIII]
see N. Ac.
IV
كُرَة (pl.
كُرَات
كُرًى )
a. Ball, globe; sphere.

كُرَة الكَوَاكِب
a. Celestial sphere.

كُرَة الأَرْض
a. Terrestrial globe.

كُرِيّ كُرَوِيّ
a. Spherical.

كَرَوْيَا كَرَاوِيَآء
a. Caraway (plant);
كِرْيَاس
a. see under
كَرَسَ
ك ر ي : الْكِرَاءُ بِالْمَدِّ الْأُجْرَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ كَارَيْتُهُ مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالْفَاعِلُ مُكَارٍ عَلَى النَّقْصِ وَالْجَمْعُ مُكَارُونَ وَمُكَارِينَ مِثْلُ قَاضُونَ وَقَاضِينَ وَمُكَارِيُّونَ بِالتَّشْدِيدِ خَطَأٌ وَأَكْرَيْتُهُ الدَّارَ وَغَيْرَهَا إكْرَاءً فَاكْتَرَاهُ بِمَعْنَى آجَرْتُهُ فَاسْتَأْجَرَ وَالْفَاعِلُ مُكْتَرٍ وَمُكْرٍ بِالنَّقْصِ أَيْضًا وَجَمْعُهُمَا كَجَمْعِ الْمَنْقُوصِ وَالْكَرِيُّ عَلَى فَعِيلٍ مُكْرِي الدَّوَابِّ.

وَالْكَرَوَانُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالرَّاءِ طَائِرٌ طَوِيلٌ الرِّجْلَيْنِ أَغْبَرُ نَحْوُ الْحَمَامَةِ وَلَهُ صَوْتٌ حَسَنٌ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ الْكَرَوَانُ الْقَبَجُ وَجَمْعُهُ كِرْوَانٌ بِالْكَسْرِ وَمِثْلُهُ وَرَشَانٌ يُجْمَعُ عَلَى وِرْشَانٍ وَقِيلَ الْكَرَوَانُ الْحُبَارَى وَيُقَالَ هُوَ الْكُرْكِيُّ وَالْكُرَةُ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ وَعُوِّضَ عَنْهَا الْهَاءُ وَالْجَمْعُ كُرَاتٌ يُقَالُ كَرَوْتُ بِالْكُرَةِ كَرْوًا إذَا ضَرَبْتُهَا لِتَرْتَفِعَ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا كُرَيٌّ وَكُرَيَّةٌ عَلَى لَفْظِهَا.

وَالْكَرَا مِثَالُ عَصَا النُّعَاسُ وَكَرَيْتُ النَّهْرَ كَرْيًا مِنْ بَابِ رَمَى حَفَرْتُ فِيهِ حُفْرَةً جَدِيدَةً. 
ك ر ي

أكراني داره أو دابّته، وهو يكري الدوابّ ويكاريها، وهو كريٌّ من الأكرياء، ومكارٍ من المكارين، ويقال: كريّ الإبل ومكاري الدواب. واكتريت منه داراً أو دابة واستكريت. وكريت النّهر: حفرته. وأمر الأمير بطيّ الآبار، وكري الأنهار. وكروت بالكرة: لعبت بها، والغلام يكرو، وكأنها كرات غلام وكرو غلام. والظلّ يكري: ينقص. قال ابن أحمر:

فتواهقت أخفافها طبقاً ... والظلّ لم يفضل ولم يكر

وأكرى الزّاد، وأكراه صاحبه. قال لبيد:

كذي زادٍ متى ما يكرِ منه ... فليس وراءه ثقةٌ بزاد

وهو يحتمل الأمرين. وأكرى الأمر: أخّره. قال الحطيئة:

وأكريت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الأناء

وفي الحديث " من أراد النّساء ولا نساء فليكر العشاء وليباكر الغداء " وكرّى الرجل وتكرّى: نام. قال جندل:

ظلّت على فراشها تكرّى ... لم يحطها النّيّ ولا المهرّى

فهي لكلّ سوأة تحرّى

وتمضمض الكرى في عينيه. ويقال للكروان: " أطرق كرى، إنّك لن ترى " فإذا سمعها لبد بالأرض فيلقى عليه ثوبٌ فيصاد.

ومن المجاز: فلان طويل الكرى أي غافل، وتقول للغافللا: يا كرى، إنك لطويل الكرى.
(ك ر ي)

الكَرَي: النُّعاس.

وَالْجمع: أكراء، قَالَ:

هاتكتُه حَتَّى انجلَتْ أكراؤه كَرِىَ كَرًي، فَهُوَ كّرٍ، وكَرِىّ، وكَرْيان.

وكَرَى النَّهر كَرْيا: استحدَث حَفْره.

وكَرَى الرجل كَرْيا: عَدَا عَدْوا شَدِيدا، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَيْسَ باللغة الْعَالِيَة.

واكرى الشَّيْء: أخّره.

وَالِاسْم: الكَرَاء، قَالَ الحطيئة:

وأكريتُ العَشَاء إِلَى سُهَيل ... أَو الشِّعْرى فطال بِيَ الكَرَاءُ

واكرى الشَّيْء: زَاد، وَنقص، ضدّ، قَالَ ابْن احمر:

وتواهقت أخفافُها طَبَقاً ... والظِّلّ لم يَفْضُل وَلم يُكْرِ

وأكرى الرجل: قلَّ مالُه أَو نَفِد زَاده.

والمُكَرِّي من الْإِبِل: الَّذِي يعدو.

وَقيل: هُوَ الليّن البطيء. قَالَ الْقطَامِي:

مِنْهَا المكرِّي وَمِنْهَا الليّن السّادي

وكَرَت النَّاقة برجليها: قلبتهما فِي العَدْو.

وَكَذَلِكَ كَرَى الرجل بقدميه، وَإِنَّمَا حملنَا هَذِه الْكَلِمَات، اعني من أكرى الشَّيْء: أَخّرهُ إِلَى كرى الرجل بقدميه، على الْبَاء لِأَنَّهَا لَام، وانقلاب الْألف لاما عَن الْيَاء أَكثر من انقلابها عَن الْوَاو.

والكِريَّة: شَجَرَة تنْبت فِي الرمل بِنَجْد ظَاهِرَة على نبتة الجعدة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكرِىّ، بِغَيْر الْهَاء: عشبة من المرعى لم أجد من يصفها، قَالَ: وَقد ذكرهَا العجاج فِي وصف ثَوْر وَحش فَقَالَ: حِين غَدا واقتادَه الكَرِىُّ

والكَرَوْيا: من البِزْر، وَزنهَا " فَعَوْلَل " ألِفها منقلبة عَن يَاء، وَلَا تكون " فَعَوْلَى " وَلَا " فَعَلْياً " لِأَنَّهُمَا بناءان لم يثبتا فِي الْكَلَام، إِلَّا انه قد يجوز أَن يكون " فَعَوْلَي " فِي قَول من ثَبت عِنْده قَهَوْباة.

وَحكى أَبُو حنيفَة: كَرَوْياء، بالمدّ، وَقَالَ مرّة أُخْرَى: لَا أَدْرِي أيمدّ الكَرَوْيا أم لَا؟؟ فَإِن مد فَهِيَ أُنْثَى. قَالَ: وَلَيْسَت الكَرَوْيا بعربية.
كري
كرِيَ يَكرَى، اكرَ، كرًى، فهو كرٍ وكَرِيّ وكَرْيانُ/ كَرْيانٌ
• كرِيَ الرَّجلُ: نامَ "غلبه الكرى وهو في مجلس القوم". 

استكرى يستكري، اسْتَكْرِ، استكراءً، فهو مُستكرٍ، والمفعول مُستكرًى
• استكرى خادمًا: اكتراه؛ استأجره "استكرى الدّارَ". 

اكترى يكتري، اكْتَرِ، اكتِراءً، فهو مُكترٍ، والمفعول مُكترًى
• اكترى خادمًا: استكراه؛ استأجره "اكترى الدارَ/ سيّارةً". 

تكارى يتكارى، تَكارَ، تَكاريًا، فهو مُتكارٍ، والمفعول متكارًى
• تكارى الدَّارَ وغيرَها: اكتراها، استأجرها. 

كارى يكاري، كارِ، كِراءً ومكاراةً، فهو مُكارٍ، والمفعول مُكارًى
• كاراه خادمًا: آجره إيّاه "كاراه الدارَ أو الدّابّةَ/ السّيارةَ". 

استكراء [مفرد]: مصدر استكرى. 

اكتراء [مفرد]: مصدر اكترى. 

كَرٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

كِراء [مفرد]:
1 - مصدر كارى.
2 - أجرة، ما يعطي مقابل شيء "قيمة كِراء المنزل- أخذ الأجيرُ كِراءه". 

كَرًى [مفرد]: ج أكراء (لغير المصدر):
1 - مصدر كرِيَ.
2 - نُعاس ° ران الكرى في عينيه: إذا غلبه النُّعاسُ.
3 - نوم. 

كَرْيانُ/ كَرْيانٌ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

كَرِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

مُكارٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كارى.
2 - من يكري الدوابَّ، ويغلب على البغّال والحمّار "يعمل مُكاريًا في القرية". 
كري
: (ي ( {كَرِيَ) الَّرجُلُ، (كرَضِيَ) } يَكْرَى ( {كَرًى) :) نامَ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لجميلٍ:
لَا تُسْتَمَلُّ وَلَا} يَكْرَى مُجالِسُها
وَلَا يَمَلُّ من النَّجْوى مُناجيهاوقال القالِي: {الكَرَى، مَقْصورٌ، النَّوْمُ؛ يُكْتَب بالياءِ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي:
وأَطْرَقَ إطْراقَ الكَرَى مَن أُحارِبُهْ وقالَ: لَهُ مَذْهبانِ يَجوزُ أَن يكونَ المَصْدَر، ويَجوزُ أَن يكونَ الاسْمَ، أَي كَمَا يَطْرِقُ النَّوْمُ بصاحِبِهِ؛ وقالَ الحُطَيْئة:
أَلا هَبَّتْ أمامَةُ بَعْدَ هدءٍ
على لَوْمي وَمَا قَضَّتْ} كَرَاها وقالَ بِشْرٌ:
فَلاةٌ قد سَرَيْتُ بِها هُدُوا
إِذا مَا العَيْنُ طافَ بهَا {كَراها (فَهُوَ} كرٍ) ، مَنْ قصوصٌ، ( {وكَرْيانٌ} وكَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: يقالُ: أَصْبَحَ فلانٌ {كَرْيانَ الغَداةِ: أَي ناعِساً؛ وَقَالَ الشاعرُ:
مَتى تَبِتْ ببَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ
تَتْرُكْ بِهِ مِثْلَ} الكَرِيِّ المُنْجَدِلْ أَي مَتى تَبِتْ هَذِه الإِبلُ فِي مكانٍ أَو تَقِل بِهِ نَهَارا تَتْرُك بِهِ زقًّا مَمْلوءً لَبَناً كأَنَّه رجلٌ نَائِمٌ يَصِفُ إِبِلاً بكَثْرةِ الحَلْبِ.
(وَهِي {كَرِيَةٌ، مُخَفَّفَةً) ، أَي على فَعِلَةٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(نَعِسَ) تَفْسِيرٌ} لكَرِيَ.
(و) {كَرِيَ الرَّجُلُ: (عَدا) عَدْواً (شَدِيداً) ، صَرِيحُه أنَّه كرَضِيَ وليسَ كذلكَ بل هُوَ من حَدِّ رَمَى. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهرةِ:} كَرَى {كَرْياً؛ قالَ: وليسَ باللغَةِ العالِيَةِ.
(و) } كَرَى (النَّهْرَ) {كَرْياً، وَهَذَا أيْضاً مِن حَدِّ رَمَى: (اسْتَحْدَثَ حَفْرَهُ) .
(وَفِي الصِّحاح:} كَرَيْت النَّهْرَ، بالفَتْح، {كَرْياً: حَفَرْته.
(و) } كَرَتِ (النَّاقَةُ بِرِجْلَيْها) {كَرْياً: (قَلَبَتْهُما فِي العَدْوِ) ؛) وكَذلِكَ} كَرَى الرَّجلُ بقَدَمَيْه، وَهَذَا أَيْضاً من حَدِّ رَمَى.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه الكلِماتُ يائِيَّةٌ لأنَّ ياءَها لامٌ، وانْقِلاب الألِفِ يَاء عَن اللامِ أَكْثَرِ مِن انْقِلابِها عَن الواوِ.
(! وأَكْرَى) الشَّيءُ: (زادَ ونَقَصَ؛ ضِدٌّ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي للبيدٍ:
كذِي زادٍ مَتى مَا يُكْرِمنه
وليسَ وَراءَه ثِقَةٌ بزادِ يقالُ: أَكْرَى زادُه: أَي نَقَصَ؛ وقالَ ابنُ أَحْمَر:
وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً
والظِّلُّ لم يقلصْ وَلم {يُكْرِ أَي لم يَنْقصْ، وذلكَ عنْدَ انْتِصافِ النّهارِ، ويُرْوَى: لم يَفْضُلْ وَلم} يُكْرِ.
وقالَ آخِرُ يصِفُ قِدْراً:
يُقَسِّمُ مَا فِيهَا فإنْ هِيَ قَسَّمَتْ
فَذاكَ وإنْ أَكْرَتْ فَعَن أَهْلِها {تُكْرِي أَي إِن نَقَصَتْ فَعَن أَهْلِها تَنْقُص.
(و) } أَكْرَى: (سَهِرَ فِي طاعَةِ اللَّهِ) ، عَزَّ وَجَلَّ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) {أَكْرَى (العَشاءَ: أَخَّرَهُ) ؛) وكَذلكَ غَيْر العَشاءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للحُطَيْئة:
} وَأَكْرَيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ
أَو الشِّعْرَى فطالَ بِي الأَناءُقيلَ: هُوَ يَطْلُع سَحَراً وَمَا أُكِلَ بَعْده فليسَ بعَشاءٍ؛ يقولُ: انْتَظَرْت مَعْروفَكَ حَتَّى أَيِسْت؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ فَقِيهُ العَرَبِ: مَنْ سَرَّه البَقاءُ وَلَا بَقاء {فليُكْرِ العَشاءَ وليُبَاكِر الغَداءَ وليُخَفِّفِ الرِّداءَ وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ.
(و) } أَكْرَى (الحديثَ) اللَّيْلةَ: (أَطالَهُ) ؛) وَمِنْه حديثُ ابنِ مَسْعودٍ: (كنّا عنْدَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَأَكْرَيْنا فِي الحديثِ) ، أَي أَطَلْناهُ وأَخَّرناهُ.
(و) } الكَرِيُّ؛ (كغَنِيَ:! المُكارِي) ، وَهُوَ الَّذِي {يُكْرِيكَ دابَّتَه، فَعِيلٌ بمعْنَى مُفْعِلٍ؛ قالَ عُذافِرُ الكِنْدِي:
وَلَا أَعودُ بعْدهَا} كَرِيّاً
أُمارِسُ الكَهْلَةَ والصَّبِيّا (و) {الكَرِيُّ: (نَبْتٌ) .
(قَالَ أَبو حنيفَةَ: عُشْبَةٌ من المَرْعَى، وَلم أَجِدْ مَن يَصِفها، وَقد ذَكَرها العجَّاجُ فِي وصْفِ ثوْرِ وَحْشٍ فقالَ:
حَتَّى غَدا واقْتادَه الكَرِيُّوسَرْسَرٌ وقَسْوَرٌ بصريّوهذه نُبوتٌ غَضَّة، وقوْلُه: اقْتادَه أَي دَعاهُ.
(واحِدَتُه بهاءٍ) .) ويقالُ:} الكَرِيَّةُ غَيْر {الكَرِيِّ؛} الكَرِيَّةُ على فَعِيلَةٍ: شَجَرةٌ تَنْبتُ فِي الرَّمْلِ فِي الخَصبِ بنَجْدٍ.
(و) {الكَرِيُّ: (الكثيرُ من الشَّيءِ) .) يقالُ:} كَرِيٌّ من بُرَ أَي كثيرٌ مِنْهُ.
( {والكَرَوْيَا، ويُمَدُّ: بِزْرٌ م) مَعْروفٌ، (وَزْنُهُ فَعَوْلَلٌ) ، أَلِفُها مُنْقَلِبَة عَن ياءٍ، وَلَا يكونُ فَعَوْلَى وَلَا فَعْلَيا لأنَّهما بِناآنِ لم يثبُتا فِي الكَلامِ، إلاَّ أَنه قد يَجُوزُ أَنْ يكُونَ فعولى فِي قوْلِ من ثَبَتَ عَنهُ قَهَوْباة؛ والمدُّ حكَاهْ أَبُو حنيفَةَ. وقالَ مرَّةُ: لَا أَدْرِي أَيمُدُّ الكَرَوْيا أَمْ لَا، فَإِن مدَّ فَهِيَ أُنْثَى؛ قالَ: وليسَتِ} الكَرَوْيا بعَرَبِيَّة.
قُلْت: وَهُوَ الَّذِي تقولُ العامّة الكَراويا بزِيادَةِ الألِفِ.
وقالَ ابنُ برِّي: الكَرَوْيا مِن هَذَا الفَصْل؛ قالَ: وذَكَرَه الجَوْهرِي فِي قردم مَقْصوراً على وَزْنِ زَكَرِيَّا، قالَ: ورأَيْتها أَيْضاً {الكَرْوِياء بسكونِ الراءِ وتخْفيفِ الياءِ مَمْدودة، قالَ: ورأَيتها فِي النسخةِ المقْروءَةِ على ابنِ الجواليقي} الكَرَوْياء بسكونِ الْوَاو وتخْفيفِ الياءِ مَمْدودةً، قالَ: وَكَذَا رأَيْتها فِي كتابٍ ليسَ لابنِ خالَوَيْه {كَرَوْيا، كَمَا رأَيْتها فِي التكْمِلَةِ لابنِ الجَوالِيقِي، وكانَ يجبُ على هَذَا أَنْ تَنْقلبَ الواوُ يَاء لاجْتِماعِ الواوِ والياءِ وكَوْن الأوَّل مِنْهُمَا ساكِناً إلاَّ أنْ يكونَ ممَّا شَدَّ نَحْو ضَيْونُ وحَيْوةٍ وصَيْوانٍ وغَوْية، فَتكون هَذِه لَفْظَة خامِسَةٌ.
(} والكِرْوَةُ {والكِرَاءُ، بكسْرِهِما: أُجْرَةُ المُسْتَأْجَرِ) ، الــأخيرُ مَمْدودٌ لأنَّه مَصْدرُ، (} كارَاهُ {مُكاراةً} وكِراءً) ، والدَّليلُ على ذلكَ أنَّكَ تقولُ: رجُلٌ {مُكَارٍ، ومُفاعِلٌ إنَّما هُوَ مِن فاعَلْت، وَهُوَ مِن ذواتِ الواوِ. فذِكْرُ المصنِّف إيَّاهُ هُنا} كالكَرِيِّ وَهْمٌ.
(و) يقالُ: {كارَاهُ و (} اكْتَراهُ وأكْرانِي دابَّتَه) ودارَهُ، فَهِيَ {مُكْراةٌ، والبَيْتُ} مُكْرًى، (والاسْمُ: {الكَرْوَةُ} والكَرْوُ) بفَتْحِهما، الــأخيرَــةُ عَن اللِّحْياني، (ويُضَمُّ) أَي الــأخيرُ؛ وَالَّذِي يَظْهَرُ من سِياقِ المُحْكم أنَّ الكَرْوَةَ تُثَلَّثُ. ويقالُ: أَعْطِ الكَرِيَّ {كِرْوَتَه، حَكَاها أَبُو زيْدٍ بالكسْرِ، أَي كِراءَهُ. (وجَمْعُ} المُكارِي: {أَكْرِياءُ} ومُكارُونَ) ؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ أنَّ {الأَكْرياءَ إنَّما هُوَ جَمْعُ} كَرِيَ على فَعِيلٍ، يقالُ: هُوَ {كَرِيٌّ مِن} الأكْرِياءِ، صَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيدَه والأزْهرِي والزَّمَخْشري؛ كأنَّه سَقَطَ من العِبارَةِ: وَجَمْعُ {الكَرِيِّ والمُكارِي} أَكْرِياءُ {ومُكارُونَ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ ابنُ سِيدَه.
قالَ الجَوْهَرِي: جَمْعُ} المُكارِي {مُكارُونَ، سَقَطَتِ الياءُ لاجْتِماعِ الساكِنَيْن، تقولُ: هؤلاءُ} المُكارُونَ، وَذَهَبْتُ إِلَى المُكارِينَ، وَلَا تَقُل المُكَارِيِّين، بالتَّشْدِيدِ، وَإِذا أَضَفْتَ! المُكارِي إِلَى نَفْسِك قُلْتَ: هَذَا {مُكارِيَّ، بياءٍ مَفْتوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وكذلكَ الجَمْع تقولُ: هؤلاءُ مُكارِيَّ، سَقَطَتْ نونُ الجَمْع للإضافَةِ وقَلبْتَ الواوَ يَاء وفَتَحْت ياءَكَ وأَدْغَمْت لأنَّ قَبْلَها ساكِناً، وهذانِ} مُكارِيايَ تَفْتَح ياءَكَ، وكذلكَ القَوْل فِي قاضِيَّ ورامِيَّ وَنَحْوهمَا، انتَهَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الكَرِيُّ، كغَنِيَ: الَّذِي} أَكْرَيْته بَعِيرِكَ، والجَمْعُ كالجَمْعِ لَا يكسَّر على غيرِ ذلكَ، وأَنا {كَرِيُّكَ وأَنتَ} كَرِيّي؛ قَالَ الراجزُ:
{كَرِيَّة مَا تُطْعِم} الكَرِيَّا
بالليلِ إلاَّ جِرْجِراً مَقْلِيَّا {واكْتَرَيْت مِنْهُ دابَّةً} واسْتَكْرَيْتها بمعْنًى. ويقالُ: {اسْتَكْرَى} وتَكَارَى بمعْنًى.
{والمُكارِي: الَّذِي} يَكْرُو بيدِهِ فِي مَشْيِه، وَبِه فُسِّر قولُ جريرٍ:
لَحِقْتُ وأَصْحابي على كُلِّ جسِرةٍ
مَرُوحٍ تُبارِي الأحْبَشِيَّ {المُكارِيا وفُسِّر الأحْبَشِيّ بظِلِّ الناقَةِ، ويُرْوَى: الأحْمَسِيّ مَنْسوبٌ إِلَى أَحْمَس رجُلٌ مِن بَجِيلَةَ،} والمُكارِي على هَذَا الحادِي؛ نقلَهُ ابنُ برِّي.
{وأَكْراهُ: أَطالَهُ؛ وأَيْضاً قَصرَهُ؛ ضِدٌّ: عَن ابنِ القطَّاع.
} وأَكْرَى: طالَ؛ وأَيْضاً: لازِمٌ متعدَ.
! وأَكْرَى الزَّادَ: نَقصَه صاحِبُه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري. {وأَكْرَى الكَأسَ: أَبْطَأَ بهَا.
} وأكْرَتِ الكأسُ: أَبْطَأَتْ؛ عَن ابنِ القطَّاع.
{وأَكْرَى الرَّجلُ: ذَهَبَ مالُه؛ عَن ابْن القطَّاع.
} والمُكَرِّي مِن الإبِلِ، كمُحدِّثٍ: اللَّيِّنُ السَّيرِ البَطِيءُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ للقطامي:
وكلُّ ذلكَ مِنْهَا كُلَّما دَفَعَتْ
مِنْها {المُكَرِّي ومِنها اللَّيِّن السَّادِيويُرْوَى: كلَّما رَفَعَتْ أَي فِي سَيْرِها.
ونَصّ أبي عبيدٍ: المُكَرِّي السَّيْرُ الليِّنُ البَطِيءُ.
وَقَالَ الأصْمعي: هَذِه دابَّةٌ} تُكَرِّي {تَكْرِيَةً إِذا كانَ كأنَّه يَتَلقَّفُ بيدِه إِذا مَشَى.
} والأَكْراءُ: جَمْعُ {كَرًى للنَّوْم؛ قالَه الراجزُ:
مَا تَكْتُه حَتَّى انْجَلَتْ} أَكْراؤُه ويقالُ للغافلِ: هُوَ طَويلُ {الكَرَى.} والكَرْيُ: كالرَّمْي: فِناءُ الزَّادِ؛ عَن ابنِ خَالَوَيْه.
{وأَكْرَى مَنْهَلٌ على طرِيقِ حاجِّ مِصْر، ماؤُهُ أُجاجٌ بَيْنه وبَيْنَ الوَجْه ثَلاثُ مَراحِلَ، الأُولى وادِي عَرْجاء، والثانِيَة وادِي الأراكِ.

قسس

قسس: {قسيسين}: رؤساء النصارى. واحدهم: قسيس فعيل من قسستُ وقصصت.
ق س س : الْقِسِّيسُ بِالْكَسْرِ عَالِمُ النَّصَارَى وَيُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ تَغْلِيبًا لِجَانِبِ الِاسْمِيَّةِ وَالْقَسُّ لُغَةٌ فِيهِ وَجَمْعُهُ قُسُوسٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
[قسس] فيه: نهي عن لبس «القسى»، وهي ثياب من كتان مخلوط بحرير نسبت إلى قرية قس - بفتح قاف, وقيل: بكسرها، وقيل: أصله: قزي - بالزاي نسبة إلى القز: ضرب من الإبريسم، فأبدلت سينا. ك: هو بمهملة وتحتية مشددتين، وفسر بثياب مضلعة فيها حرير أمثال الأترنج أو كتان مخلوط بحرير. ش: «القسيس» - بكسر سين: العالم في لغة الروم.
قسس
القِسُّ والْقِسِّيسُ: العالم العابد من رؤوس النصارى. قال تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً
[المائدة/ 82] وأصل القُسِّ: تتبّع الشيء وطلبه بالليل، يقال: تَقَسَّسْتُ أصواتهم بالليل، أي: تتبّعتها، والْقَسْقَاسُ والْقَسْقَسُ:
الدّليل بالليل.
(ق س س) : (يَوْمُ قُسِّ) النَّاطِفِ عَلَى الْفُرْسِ قُتِلَ فِيهِ عُبَيْدٌ الثَّقَفِيُّ وَقَسَطَ تَصْحِيفٌ (وَأَمَّا قَسَّ) بِالْفَتْحِ فَمِنْ بِلَادِ مِصْرَ يُنْسَبُ إلَيْهَا الثِّيَابُ الْقَسِّيَّة (وَمِنْهُ) نُهِيَ عَنْ لِبْس الْقَسِّيِّ (وَقِيلَ) لِعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَا الْقَسِّيَّةُ فَقَالَ ثِيَابٌ تَأْتِيَنَا مِنْ الشَّامِ أَوْ مِصْرَ مُضَلَّعَةٌ أَيْ مُنَقَّشَةٌ عَلَى شَكْلِ الْأَضْلَاعِ فِيهَا أَمْثَال الْأُتْرُجِّ.
ق س س: (الْقَسُّ) رَئِيسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ النَّصَارَى فِي الدِّينِ وَالْعِلْمِ وَكَذَا الْقِسِّيسُ بِكَسْرِ الْقَافِ. وَ (الْقَسِّيُّ) ثَوْبٌ يُحْمَلُ مِنْ مِصْرَ يُخَالِطُهُ الْحَرِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ نَهَى عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى بِلَادٍ يُقَالُ لَهَا (الْقَسُّ) . وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَقُولُونَهُ بِكَسْرِ الْقَافِ وَأَهْلُ مِصْرَ بِالْفَتْحِ. وَ (قُسُّ) بْنُ سَاعِدَةَ الْإِيَادِيُّ أُسْقُفُّ نَجْرَانَ وَكَانَ أَحَدَ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ. 
ق س س

هو قسّ النصارى وقسّيسهم: رأسهم وكبيرهم. ولفلان القسوسة والقسّيسيّة. وتقول: هو ممن دخل القوس، وصحب القسوس. قال ذو الرمة:

على أمر منقدّ العفاء كأنه ... عصا قسّ قوس لينها واعتدالها

" وأبلغ من قسّ ". وفلان قتّات قسّاس، وهو يتجسس الأخبار ويتقسّسها. وتقسّس أصوات الناس بالليل: تسمعها. وبات يعس ويقس. وقسّ ما على العظم من اللحم: تتّبعه حتى لم يترك منه شيأ. وهو يلبس القوهيّ والقسّيّ وهي جنس من ثياب كتّان فيها رحير تجلب من مصر منسوب إلى القسّ قرية على ساحل البحر، وقيل: هو القزّيّ، وقيل: نسب إلى القسّ وهو الصقيع لنصوع بياضه. وأنشد لأبي دؤاد:

بعد حيّ تغدو القيان عليهم ... في الدّمقس القسّي براح سبيّه

قسس


قَسَّ(n. ac. قَسّ
قِسّ
قُسّ
قَسَس)
a. Sought after, pursued.
b. Slandered, calumniated, defamed.
c.(n. ac. قَسّ), Gnawed, picked (bone).
d. Tended, pastured well (cattle).
e.(n. ac. قِسِّيْسَة
قُسُّوْسَة), Became a priest.
قَسَّسَa. see I (d)
تَقَسَّسَa. see I (a)b. Listened to, heard.

إِقْتَسَسَa. Sought after food (lion).
قَسّ
(pl.
قُسُوْس), S.
a. Priest, presbyter, ecclesiastic.
b. Good herdsman.
c. Hoar-frost, rime.

قَسَّةa. Hamlet, village.

قَسِّيّa. Bad, spurious, counterfeit (money).
b. A certain garment.

قَسِّيَّةa. see 1yi (b)
قِسّ
a. [ coll. ]
see 1 (a)
قَسِيْسa. see 1 (a)
قُسُوْسَةa. Priesthood.

قُسُوْسِيّa. Priestly, sacerdotal, ecclesiastical.

قُسُوْسِيَّة
a. [ coll. ]
see 27t
قَسَّاْسa. Slanderer, calumniator, defamer
mischief-maker.

قِسِّيْس
( pl.
reg.
أَقْسِسَة
قُسَّاْن
قَسَاوِسَة &
a. قَسَاقِسَة )
see 1 (a)
قِسِّيْسِيَّةa. see 27t
قِسِّيْس
a. see 1 (a)
قسس
قَسَّ قَسَسْتُ، يَقُسّ، اقْسُسْ/ قُسَّ، قُسوسَةً، فهو قَسّ وقِسِّيس
• قسَّ الشَّخصُ: صار قِسّيسًا. 

قَسّ [مفرد]: ج قُسُوس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَسَّ.
2 - (دن) عند المسيحيِّين: كاهن، وهو من كان بين الأسقفّ والشَّمّاس، وهو خادمُ دين المسيحيين، وإمامهم في أمور عبادتهم "ترفَّع الشَّمّاس إلى مرتبة القَسّ في الكنيسة". 

قِسِّيس [مفرد]: ج قِسِّيسون وقَساوِسَة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَسَّ.
2 - (دن) قَسّ، وهو خادم دين المسيحيين وإمامهم في أمور عبادتهم، له الصلاحية في إقامة المناسك " {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} ". 

قُسوسَة [مفرد]: مصدر قَسَّ. 
[قسس] القس: تتبع الشئ وطلبه. قال الراجز:

يصبحن عن قس الاذى غوافلا * وتَقَسَّسْتُ أصواتهم بالليل، أي تسمَّعْتها. والقَسُّ: النميمةُ. والقَسُّ أيضاً: رئيسٌ من رؤساء النصارى في الدين والعلم، وكذلك القِسِّيسُ. والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَلُ من مصر يخالطه الحرير. وفي الحديث " أنَّه نهى عن لبس القسى ". قال أبو عبيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القس. قال: وقد رأيتها. ولم يعرفها الاصمعي. قال: وأصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف، وأهل مصر بالفتح. وقس بن ساعدة الايادي: أسقف نجران، وكان أحد حكماء العرب. والقَسوسُ: الناقة التي ترعى وحدها، مثل العسوس، عن أبى زيد. والكسائي مثله. وقد قَسَّتْ تَقُسُّ، أي رعت وحدها. وقساس بالضم: جبل لبنى أسد. وقال شمر: القساس: معدن الحديد بأرمينية. والقُساسِيُّ: سيفٌ منسوب إليه. وأنشد: إنَّ القُساسِيُّ الذي يُعْصى به * يختصم الدارع في أثوابه * وقرب قسقاس، أي سريع ليس فيه وتيرةٌ. والقَسْقاسُ: الدليل الهادي. قال أبو عمرو: القَسْقَسَةُ: دَلَجُ الليل الدائب. يقال: سير قِسْقيسٌ، أي دائبٌ. ويقال: القَسْقاسُ: شدة الجوع والبرد. وينشد : أتانا به القسقاس ليلا ودونه * جراثيم رمل بينهن نفانف * وقسقست بالكلب، إذا صحتَ به وقلت له: قوس قوس. 

قسس: ابن الأَعرابي: القُسُسُ العُقَلاء، والقُسُسُ السَّاقة الحُذّاق،

والقُِسُّ النَّميمة، والقَسّاس النَّمَّام. وقَسَّ يَقُسُّ قَسّاً: من

النميمة وذِكرِ الناس بالغِيبَة. والقَِسُّ: تَتَبُّع الشيء وطَلَبه.

اللحياني: يقال للنمَّام قَسَّاس وقَتَّات وهَمَّاز وغَمَّاز ودَرَّاج.

والقَِس في اللغة: النميمة ونشْرُ الحديث؛ يقال: قَسَّ الحديث يقُسُّه قَسّاً.

ابن سيده: قَسَّ الشيء يقُسُّه قَسّاً وقَسَساً تتبَّعه وتطلبه؛ قال

رؤبة بن العجاج يصف نساء عفيفات لا يتتبعن النَّمائم:

يُمْسِينَ من قَسَّ الأَذى غَوافِلا،

لا جَعْبَريّات ولا طَهامِلا

الجَعْبَرِيّات: القِصار، واحدتها جَعْبَرة، والطَّهامِل الضِّخام

القِباح الخلقة، واحدتها طَهْمَلة. وقَسَّ الشيءً قَسّاً: تتلاه وتَبَغَّاه.

واقْتَسَّ الأَسدُ: طَلب ما يأْكل.

ويقال: تَقَسَّسْت أَصواتَ الناس بالليل تَقَسُّساً أَي تسمَّعتها.

والقَسْقَسَة: السؤال عن أَمْرِ الناس. ورجل قَسْقاسٌ: يسأَل عن أُمور الناس؛

قال رؤبة:

يَحْفِزها ليلٌ وحادٍ قَسْقاسُ،

كأَنهنَّ من سَراءٍ أَقْواسْ

والقَسْقاس أَيضاً: الخفيف من كل شيء. وقَسْقَس العظم: أَكل ما عليه ن

اللحم وتَمَخَّخَه؛ يمانيَة. قال ابن دريد: قَسَسْت ما على العظم أَقُسُّه

قَسّاً إِذا أَكلتَ ما عليه من اللحم وامْتَخَخْتَه. وقَسْقَسَ ما على

المائدة: أَكَلَه. وقَسَّ الإِبل يَقُسُّها قَسّاً وقَسْقَسَها: ساقَها،

وقيل: هُما شدَّة السَّوْق.

والقَسُوس من الإِبل: التي تَرْعى وحدَها، مثل العَسُوس، وجمعها

قُسُسٌّ، قَسَّتْ تَقُسُّ قَسّاً أَي رَعَتْ وحدها، واقْتَسَّتْ، وقَسَّها:

أَفرَدَها من القَطيع، وقد عَسَّتْ عند الغَضَب تَعُسّ وقَسَّتْ تَقُسُّ.

وقال ابن السكيت: ناقَة عموس وقَسُوس وضَرُوس إِذا ضجِرت وساء خُلُقها عند

الغَضَب. والقَسُوس: التي لا تَدِرّ حتى تَنْتَبذ. وفلان قَسُّ إِبل أَي

عالم بها؛ قال أَبو حنيفة: هو الذي يلي الإِبل لا يفارقُها. أَبو عبيد:

القَسُّ صاحب الإِبل الذي لا يفارقُها؛ وأَنشد:

يتبعُها تَرْعِيَّةٌّ قَسٌّ ورَعْ،

تَرى برجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ،

لم تَرْتمِ الوَحْشُ إِلى أَيدي الذَّرَعْ

جمع الذَّريعَة وهي الدَّريئَة. وقال أَبو عبيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ

دَّابَّتَه قَسّاً أَي يَسُوقُها. والقَسُّ: رَئيس من رُؤساء النصارى في

الدِّين والعِلْم، وقيل: هو الكَيِّس العالم؛ قال:

لو عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ،

أَشْعَثَ في هَيْكَلِه مُنْدَسِّ،

حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِّ

والقِسِّيسُ: كالقَسِّ، والجمع قَساقِسة على غير قياس وقِسِّيسُون. وفي

التنزيل العزيز: ذلك بأَن منهم قِسِّيسِينَ ورُهْباناً؛ والاسم

القُسُوسَة والقِسِّيسِيَّة؛ قال الفرَّاء: نزلت هذه الآية فيمن أَسلم من النصارى،

ويقال: هو النجاشي وأَصحابه. وقال الفراء في كتاب الجمع والتفريق: يُجمع

القِسِّيس قِسِّيسين كما قال تعالى، ولو جمعه قُسُوساً كان صواباً

لأَنهما في معنى واحد، يعني القَسَّ والقِسِّيس، قال: ويجمع القِسِّيس

قَساقِسة

(* قوله «ويجمع القسيس قساقسة إلخ» هكذا في الأصل هنا وفيما مر. وعبارة

القاموس: قساوسة، وبها يظهر قوله بعد فأبدلوا إحداهن واواً. ويؤخذ من شرح

القاموس أن فيه الجمعين حيث نقل رواية البيت بالوجهين.) جمعوه على مثال

مَهالِبة فكثرت السينات فأَبدلوا إِحداهن واواً وربما شدّد الجمع

(* قوله

«وربما شدد الجمع إلخ» الظاهر في العبارة العكس بدليل ما قبله وما بعده.)

ولم يشدّد واحده، وقد جمعت العرب الأَتُّون أَتاتين؛ وأَنشد لأُمية:

لو كان مُنْفَلتٌ كانت قَساقِسَةٌ،

يُحْييهمُ اللَّه في أَيديهم الزُّبُرُ

والقَسَّة: القِرْبَة الصغيرة.

قال ابن الأَعرابي: سئل المُهاصِر بن المحلّ عن ليلة الأَقْساسِ من

قوله:عَدَدْتُ ذنوبي كُلَّها فوجدتُها،

سوى ليلةٍ الأَقْساسِ، حِمْلَ بَعير

فقيل: ما ليلة الأَقْساس؟ قال: ليلة زنيت فيها وشربت الخمر وسرقت. وقال

لنا أَبو المحيَّا الأَعرابي يَحْكيه عن أَعرابي حجازي فصيح إِن القُساس

غُثاء السَّيْل؛ وأَنشدنا عنه:

وأَنت نَفِيٌّ من صَناديد عامِرٍ،

كما قد نَفى السيلُ القُساسَ المُطَرَّحا

وقَسٌّ والقَسُّ: موضع، والثياب القَِسِّيَّة منسوبة إِليه، وهي ثياب

فيها حرير تجلب من نحو مصر. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه: أَنه، صلى

اللَّه عليه وسلم، نهى عن لبس القَسِّيّ؛ هي ثياب من كتان مخلو بحرير يؤْتى

بها من مصر، نسبت إِلى قرية على ساحل البحر قريباً من تِنِّيس، يقال لها

القَسُّ، بفتح القاف، وأَصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف، وأَهل مصر

بالفتح، ينسب إِلى بلاد القَسِّ؛ قال أَبو عبيد: هو منسوب إِلى بلاد يقال لها

القَسّ، قال: وقد رأَيتها ولم يعرفها الأَصمعي، وقيل: أَصل القَسِّيّ

القَزِّيّ، بالزاي، منسوب إِلى القَزّ، وهو ضرب من الإِبريسم، أُبدل من

الزاي سين؛ وأَنشد لربيعة بن مَقْرُوم:

جَعَلْنَ عَتِيقَ أَنْماطٍ خُدُوراً،

وأَظْهَرْنَ الكَرادي والعُهُونا

(* قوله «وأَظهرن الكرادي» هكذا في الأصل وشرح القاموس. وفي معجم

البلدان لياقوت: الكراري، بالراء بدل الدال.)

على الأَحْداجِ، واسْتَشْعَرْن رَيْطاً

عِراقِيّاً، وقَسِّيّاً مَصُونا

وقيل: هو منسوب إِلى القَسِّ، وهو الصَقيعُ لبَياضه. الأَصمعي: من

أَسماء السُّيوف القُساسِيّ. ابن سيده: القُساسيُّ ضرْب من السيوف، قال

الأَصمعي: لا ادري إِلى أَي شيء نسب.

وقُساس، بالضم: جبل فيه معدن حديد بأَرْمِينِيَّة، إِليه تنسب هذه

السيوف القُساسيَّة؛ قال الشاعر:

إِن القُساسِيَّ الذي يُعْصى به،

يَخْتَصِمُ الدَّارِعَ في أَثوابه

وهو في الصحاح: القُساسُ مُعَرَّفٌ. وقُساس، بالضم: جبل لبني أَسد.

وقَساس: اسم. وقُسُّ بن ساعدة الإِياديُّ: أَحد حكماء العرب، وهو أُسْقُفُّ

نَجْران. وقُسُّ النَّاطف: موضع. والقَسْقَس والقَسْقاس: الدليل الهادي

المُتفقِّد الذي لا يَغْفُل إِنما هو تَلَفُّتاً وتنَظُّراً. وخِمْسٌ

قَسْقاس أَي سريع لا فُتور فيه. وقَرَبٌ قَسْقاس: سريع شديد ليس فيه فُتور ولا

وَتِيرَة، وقيل: صعب بعيد. أَبو عمرو: القَرَب القَسِّيّ البعيد، وهو

الشديد أَيضاً؛ قال الأَزهري: أَحسبه القسين

(* قوله «القسين» هكذا في

الأصل.) لأَنه قال في موضع آخر من كتابه القسين.

والقِسْيَبُّ: الصُّلْب الطويل الشديد الدُّلجة كأَنه يعني القَرَب،

واللَّه أَعلم.

الأَصمعي: يقال خِمْس قَسْقاس وحَصْحاص وبَصْباص وصَبْصاب، كل هذا:

السير الذي ليست فيه وَتيرة، وهي الاضطراب والفُتور. وقال أَبو عمرو: قَرَبٌ

قِسْقِيس. وقد قَسْقَس ليله أَجمع إِذا لم يَنَمْ؛ وأَنشد:

إِذا حداهُنَّ النَّجاء القِسْقِيس

ورجل قَسْقاس: يسوق الإِبل. وقج قَسَّ السير قَسّاً: أَسرع فيه.

والقَسْقَسَة: دَلْجُ الليل الدَّائب. يقال: سَيْرٌ قِسْقِيس أَي دائب. وليلة

قَسْقاسَة: شديدة الظلمة؛ قال رؤبة:

كَمْ جُبْنَ من بِيدٍ ولَيْلٍ قَسْقاسْ

قال الأَزهري: ليلة قَسْقاسة إِذا اشتد السير فيها إِلى الماء، وليست من

معنى الظلمة في شيء. وقَسْقَسْت بالكلب: دعوت. وسيفٌ قَسْقاسٌ: كَهامٌ.

والقَسقاس: بقلة تشبه الكَرَفْسَ؛ قال رؤبة:

وكُنْتَ من دائك ذا أَقْلاسِ،

فاسْتَسقِيَنْ بثمر القَسْقاسِ

يقال: اسْتقاء واسْتَقى إِذا تَقَيَّأَ.

وقَسْقَس العصا: حَرَّكها. والقَسْقاسُ: العصا. وقوله، صلى اللَّه عليه

وسلم، لفاطمة بنت قيس حين خطبها أَبو جَهْم ومعاوية: أَمَّا أَبو جَهْم

فأَخاف عليك قَسْقَاسَته؛ القَسْقاسة: العصا؛ قيل في تفسيره قولان:

أَحدهما أَنه أَراد قَسْقَسَتَه أَي تحريكه إِياها لضربك فأَشبع الفتحة فجاءت

أَلفاً، والقول الآخر انه أَراد بِقسقاسَته عصاه، فالعصا على القول

الأَول

(* قوله «العصا على القول الأول إلخ» هذا إِنما يناسب الرواية الآتية.)

مفعول به، وعلى القول الثاني بدل. أَبو زيد: يقال للعصا هي القَسْقاسة؛

قال ابن الأَثير: أَي أَنه يضربها بالعصا، من القَسْقَسة، وهي الحركة

والإِسراع في المَشْي، وقيل: أَراد كثرة الأَسفار. يقال: رفع عصاه على عاتقه

إِذا سافر، وأَلْقَى عصاه إِذا أَقام، أَي لا حظَّ لك في صحبته لأَنه كثير

السَّفر قليل المُقام؛ وفي رواية: إِني أَخاف عليك قَسْقاسَتَه العصا،

فذكر العصا تفسيراً للْقُسْقاسة، وقيل: أَراد بِقَسْقَسَةِ العصا تحريكه

إِياها فزاد الأَلف ليفْصل بين توالي الحركات. وعن الأَعراب القُدمِ:

القَسْقاس نبت أَخضر خبيث الريح ينبت في مَسيل الماء له زهرة بيضاء.

والقَسْقاس: شدَّة الجوع والبَرْد؛ وينشَد لأَبي جهيمة الذهلي :

أَتانا به القَسْقاسُ ليلاً، ودونه

جَراثِيمُ رَمْلٍ، بينهنَّ قِفافُ

وأَورده بعضهم: بينهنَّ كِفاف؛ قال ابن بري: وصوابه قِفافُ، وبعده:

فأَطْعَمْتُه حتى غَدا وكأَنه

أَسِيرٌّ يُداني مَنْكِبَيْه كِتافُ

وصفَ طارقاً أَتاه به البرد والجُوع بعد أَن قطع قبل وُصوله إِليه

جراثيم رمل، وهي القِطَع العظام، الواحدة جُرْثُومة، فأَطعمه وأَشبعه حتى إِنه

إِذا مشى تظن أَن في منكِبَيْه كتافاً، وهو حَبْل تشدُّ به يد الرجل

إِلى خلقه. وقَسْقَسْت بالكلب إِذا صِحْتَ به وقلت له: قُوسْ قُوسْ.

قسس
القَسُّ - بالفتح -: تَتَبُّع الشَّيْئِ وطَلَبُه، قال رؤبة:
يُصْبِحْنَ عن قَسِّ الأذى غَوافِلا ... يَمْشِيْنَ هَوْناً خُرَّداً بَهَالِلا
لا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهَامِلا
والقَسُّ: النَّميمَة، قال رؤبة:
باعَدَ عَنْكَ العَيْبَ والتَّدْنِيسا ... ضَرْحُ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيْسا
فَحْشَاءَهُ والكَذِبَ المَنْدُوْسا ... والشَّرَّ ذا النَّمِيْمَةِ المَقْسُوْسا
وقال الليث: القَسُّة - بلغة أهل السَّوَاد -: القرية الصغيرة.
والقَسُّ والقِسِّيْسُ: رئيس النصارى في الدِّيْن والعِلْمِ، وجمع القَسّ: قُسُوْس، وجمع القِسِّيْس: قِسِّيْسُوْنَ وقَسَاوِسَة وقُسُوْس - أيضاً -، قال الله تعالى:) قِسِّيْسِيْنَ ورُهْبَاناً (. والقَسَاوِسَة على قول الفرّاء: جمعٌ مِثل مَهَالِبَة؛ فَكَثُرَت السِّيْنات فأبْدَلوا من إحداهُنَّ واواً، وأنشد لأُمَيَّةَ ابن أبي الصَّلْتِ الثَّقَفيّ:
لو كانَ مُنْفَلِتٌ كانَت قَسَاوِسَةً ... يُحْيِيْهم اللهُ في أيْدِيْهم الزُّبُرُ
وقَسَسْتُ القَوْمَ: آذَيْتُهم بالكلام القَبيح.
وقال ابن دريد: قَسَسْتُ ما على العَظْمِ قَسّاً: إذا أكَلْتَ ما عليه من اللَّحْمِ وامْتَخَخْتَه.
والقَسُّ - بالفتح -: صاحِب الإبل الذي لا يُفارِقُها. وقال ابن السكِّيت: ناقَةٌ قَسُوْس: إذا ضَجَرَت وساءَ خٌلٌقٌها عند الحَلِب.
والقَسُوْس - أيضاً -: التي ترعى وَحْدَها، وقد قَسَّتْ تَقُسُّ.
وقال أبو عمرو: القَسُوْس: الناقة التي ولّى لَبَنُها.
وقال أبو عُبَيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ دابَّتَه: أي يَسُوْقُها.
والقَسُّ - أيضاً -: الصَّقيع.
وقَسَسْتُ الإبِلَ: أحْسَنْتُ رِعْيَتَها.
وليلة قَسِّيَّة: بارِدَة.
ودِرْهَم قَسِّيٌّ وقَسِيٌّ - بالتشديد والتخفيف -: أي رديءٌ.
والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَل من مِصر يُخالِطُه الحرير، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - عن لِبْسِ القَسِّيِّ.
قال أبو عُبَيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القَسُّ، قال: وقد رأيْتُها، ولم يَعْرِفْها الأصمَعيّ، قال: وأصحاب الحديث يقولونها بكسر القاف وأهل مِصر بالفتح. وقال شَمِر: قال بعضُهم هي القَزِّيُّ، أُبْدِلَتِ الزَّايُ سِيناً، قال ربيعة بن مَقْروم الضَّبِّيُّ يَصِف الظُّعن:
جَعَلْنَ عَتيقَ أنْماطٍ خُدُوْراً ... وأظْهَرْنَ الكَوادِنَ والعُهُوْنا
على الأحْداجِ واسْتَشْعَرْنَ رَيْطاً ... عِراقِيّاً وقَسِّيّاً مَصُوْنا
ويروى: الكَرادِيَ.
وقُسُّ بن ساعِدَة بن عمرو بن شَمِرٍ - وقيل: عمرو بن عمرو - بن عَدِيِّ بن مالِك بن أيْدَعَانَ بن النَّمِر بن وائلَة بن الطَّمَثَان بن عَوْذِ مَناةَ بن يَقْدُمَ بن أفْصى بن دُعْمِيِّ بن أياد: الخطيب الحكيم البَليغ الذي يُضْرَب به المَثَل في الفصاحة. ولمّا قَدِمَ وَفْدٌ إيادٍ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلّم - قال لهم: أيُّكُم يَعْرفُ قُسَّ بن ساعِدَة الإيادِيَّ؟ قالوا: كُلُّنا يَعْرفُه، قال: فما فَعَلَ؟ قالوا: ماتَ، قال: يَرْحَم الله قُسّاً؛ إنِّي لأرجو أن يأتي يومَ القِيامَة أُمَّةً وَحْدَه. ومن كلام قَسِّ بن ساعِدَة: أقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً بَرّ إلاّ إثْمَ فيه: ما لِلّهِ على الأرضِ دينٌ هو أًحَبُّ إليه من دين قد أظلَّكم زَمَانُه وأدْرَكَكُم أوانُه، طُوْبى لِمَن أدْرَكَه واتَّبَعَه، ووَيْلٌ لِمَنْ أدْرَكَه فَفَارَقَه. ثُمَّ أنْشَأ يقول:
في الذَاهِبِيْنَ الأوَّلِيْ ... نَ من القُرُونِ لنا بَصَائرْ
لَمّا رَأيْتُ مَوارِداً ... لِلْمَوْتِ ليس لها مَصَادِرْ
ورَأيْتُ قَوْمي نَحْوَها ... تَمْضي الأصاغِرُ والأكابِرْ
لا يَرْجِعُ الماضي إلَ ... يَ ولا من الباقِيْنَ غابِرْ
أيْقَنْتُ أنّي لا مَحَا ... لَةَ حَيْثُ صارَ القَوْمُ صائرْ
وقُسُّ النّاطِف: موضِع قريب من الكوفة على شاطئ الفُرات، كانَت عِنْدَهُ وَقْعَة بين الفُرْسِ وبين المُسْلِمين في خلافة عمر - رضي الله عنه -.
وقُسَيْس - مُصَغَّراً -: مَوضِع، قال امرؤ القيس:
أجَادَ قُسَيْسَاً فالصُّهَاءَ فَمِسْطَحاً ... وجَوّاً ورَوّى نَخْلَ قَيْسٍ بن شَمَّرا
وقُسَاس: جبل لِبَني أسد، قال أوْفى بن مَطَر المازِنيّ:
ألا أبْلِغا خُلَّتي جابِراً ... بأنَّ خَلِيْلَكَ لم يُقْتَلِ
تحاوَزْتَ جُمران عن ساعةٍ ... وقلتَ قُسَاسٌ من الحَرْمَلِ
وقال شَمِر: القُسَاس: مَعْدِن الحديد بإِرْمِيْنِيَةَ. والقُسَاسِيّ من السُّيُوف: منسوب إليه، وأنشد:
إنَّ القُسَاسِيَّ الذي يَعْصَى بِهِ ... يَخْتَضِمُ الدّارِعَ في أثْوَابِهِ
وقَرَبٌ قَسْقَاسٌ: أي سريع لَيْسَت فيه وَتيرَة.
والقَسْقَاس: الدليل الهادي، قال رؤبة:
وضُمَّرٍ في لِيْنِهِنًّ أشْرَاسْ ... يَحْفِزُها اللَّيلُ وحادٍ قَسْقَاسْ
والقَسْقَاس: شِدَّة البَرْد والجوع، قال أبو جُهَيْمَة الذُّهْليّ:
أتانا به القَسْقَاسُ ليلاً ودُوْنَهُ ... جَرَاثيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ قِفَافُ
فأطْعَمْتُهُ حتى غَدا وكأنَّهُ ... أسيرٌ يُدَاني مَنْكِبَيْهِ كِتَافُ
وقال أبو عمرو: رِشاءٌ قَسْقَاسٌ: أي جَيِّدٌ.
وسَيف قَسْفَاس: إذا كان كَهاماً.
والقَسْقَاس: نَبْتٌ، وقال الدِّيْنَوَريّ: ذَكَروا أنَّ القَسْقَاسَ بَقْلَةٌ تُشْبِهُ الكَرَفْسَ، قال:
وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ ... فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقَاسِ ولَيْل قَسْقَاس: مُظْلِم. وقال الأزهريّ: ليلة قَسْقَاس: إذا اشْتَدَّ السَّيْرُ فيها إلى الماء، وليس من الظُّلْمَةِ في شيءٍ.
وقال أبو زيد: القَسْقَاسَة والنَسْنَاسَة: العَصا. وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ فاطِمَة بنت قيس - رضي الله عنها - أتَتْهُ تَسْتَأذِنْهُ وقد خَطَبَها أبو جَهْمٍ ومُعاوِيَة - رضي الله عنهما -، فقال: أمّا أبو جَهْم فأخافُ عليكِ قَسْقَاسَتَه العصا، وأمّا مُعاوِيَة فَرَجُلٌ أخْلَقُ من المالِ، قالتْ: فَتَزَوَّجْتُ أُسامَة بن زَيد - رضي الله عنه - بعد ذلك. قَسْقَاسَتَهُ: يعني تَحْريكَهُ إيّاها عند الضَّرْب. وكان يَنْبَغي أن يَقولَ: قَسْقَسَتَهُ العصا، وإنّما زِيْدَت الألف لئلاّ تتوالى الحَرَكات، ويُشْبِهُ أن تكونَ العَصا في الحَديثِ تَفْسِيراً للقَسْقاسَة، وفيه وَجْهٌ آخَرُ: وهو أنْ يُرَادَ به كَثْرَةُ الأسْفارِ، يقول: لا حَظَّ لكَ في صُحْبَتِهِ، لأنَّه يُكْثِرُ الظَّعنَ ويُقِلُّ المُقَامَ.
والقَسْقَاسُ والقَسْقَسُ - وهو مَقْصُورٌ منه - والقُسَاقِسُ: الأسَدُ.
وقال ابن الأعرابي: القُسُسُ - بضمَّتَين -: العُقَلاء.
والقُسُس - أيضاً -: السّاقَةُ الحُذّاقُ.
والقُسُوْسَة والقِسِّيْسِيَّةِ: مَصْدَر القَسِّ. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلّم - لِنَصارى أهْلِ نَجْران: لا يُغَيَّرُ واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه - ويُروى: وِهافَتِه، ويُروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه - ولا قِسِّيْسٌ عن قِسِّيْسِيَّتِه.
وقَسَاس - مثال أساس - بن أبي شَمِر بن مَعْدِي كَرِب: شاعِر.
وقَسٍّسْتُ الإبِلَ تَقْسِيْساً: مثل قَسَسْتُها قَسّاً: إذا أحْسَنْتَ رِعْيَةَ الإبِلِ.
والتَّقَسُّسْ: التَّتَبُّعْ.
ويقال تَقَسَّسْتُ أصْواتُهُم باللَّيْل: أي تَسَمَّعْتُها.
والقَسْقَسَة: دَلَجُ اللَّيْلِ الدّائبُ.
وقَسْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا صِحْتُ بِهِ.
وقَسْقَسْتُ العِظامَ: إذا أكَلْتَ ما عليها من اللحم وامْتَخَخْتَه، مثل قَسَسْتُ، لغة يمانيّة.
وقَسْقَسَ الشَّيء: حَرَّكه.
وقَسْقَسَ: أسْرَعَ، يقال: ما زالَ يُقَسْقِسُ اللَّيْلَةَ كُلّها: إذا أدْأبَ السَّيْرَ.
والتركيب يدل على تَتَبُّع الشيء، وقد يشِذُّ عنه ما يُقارِبُه في اللَّفْظ.
قسس
{القسّ: مُثلَّثةً: تَتَبُّعُ الشَّيْءِ وطَلَبُه، وَالصَّاد لغةٌ فِيهِ} كالتِّقَسُّسِ. والقسُّ: النَّمِيمَةُ، ونَشْرُ الحَدِيث، وذِكْرُ النّاسِ بالغِيبَةِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يقَالُ للنَّمّام: {قَسّاسٌ وقَتّاتٌ وهَمّازٌ وغَمّازٌ ودَرّاجٌ. ويقَال: فُلانٌ} قَسُّ إِبلٍ، بالفَتْح، أَي عَالِمٌ بهَا، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ رحمَه اللهُ تَعَالَى: هُوَ الَّذي يَلِي الإِبلَ لَا يفَارِقُهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وأَبو عَمْروٍ: هُوَ صاحِبُ الإِبل الّذِي لَا يُفارقُها، وأَنشَدَ لأَبي محَمَّدٍ الفَقْعَسيّ: يَتْبَعُهَا تِرْعِيَّةٌ قَسٌّ وَرَعْ تَرَى برِجْلَيْه شُقُوقاً فِي كَلَعْ لم تَرْتَمي الوَحْشُ إِلى أَيْدِي الذَّرَعْ والقَسُّ: رَئيسُ النَّصَارى فِي الدِّين والعِلْم، وقيلَ: هُوَ الكَبيرُ العالِمُ، قالَ الراجزُ: لَوْ عَرَضَتْ لأَيْبليٍّ قَسِّ أَشْعَثَ فِي هَيْكَلِهِ مُنْدَسِّ حَنَّ إِلَيْهَا كحَنِينِ الطَّسِّ {كالقِسِّيس، كسِكِّيتٍ، ومَصْدَره القُسُوسَةُ، بالضّمِّ، والقِسِّيسَةُ بِالْكَسْرِ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ والصَّواب:} القِسِّيسِيَّة، وَهُوَ هَكَذَا فِي نَصِّ اللَّيْث. ج {القَسِّ} قُسُوسٌ، بالضَّمِّ. وجَمْع {القِسِّيس} قِسِّيسُونَ، ونَقَلَه الفَرّاءُ فِي كتاب الجَمْع والتَّفْريق، قَالَ: يُجْمَع القِّسِيسُ أَيضاً على {قَسَاوِسَة، على غير قِياسٍ، كمَهَالِبَةٍ فِي جَمْع المُهَلَّب. كَثُرَت السِّيناتُ فأَبْدَلُوا مَن إِحداهنَّ وَاواً فقالُوا: قَسَاوِسَةٌ، كَمَا هُوَ. هَكَذَا فِي بَعْض النُّسَخ، ومِثْلُه فِي التَّكْملَة، قَالَ الفَرّاءُ: وربّما شُدِّدَ الجَمْعُ وَلم يُشَدَّد وَاحدُه، وَقد جَمَعَت العَرَبُ الأَتُّونَ أَتَاتِينَ، وأَنْشَدَ لأُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْت:
(لَوْ كَانَ مُنْفَلِتٌ كَانَتْ} قَسَاقِسَةً ... يُحْيِيهمُ اللهُ فِي أَيْدِيهمُ الزُّبُرُ) هَكَذَا رَوَاه الأَزْهَريُّ، وَرَوَاهُ الصّاغَانيُّ: قَسَاوِسَة. والقَسُّ: الصَّقِيعُ، قيل: وإِليه نُسِبَت الثِّيَابُ القَسِّيَّةُ، لبَياضِه. والقَسُّ: لَقَب عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الله. ويقَال: عبد الله بنُ عَبْد الرّحْمن بن أَبي عَمّارٍ المَكِّيِّ العابِد التّابِعيِّ الَّذي كانَ هَوِىَ سَلاَّمَةَ المُغَنِّيَةَ ثمَّ أَنابَ، ولُقِّبَ بِهِ لِعبَادَتِه. والقَسُّ: إِحْسَانُ رَعْيِ الإِبلِ، {كالتَّقْسِيس، ويقَالُ هُوَ} قَسٌّ بهَا، للعَالِم بهَا، كَمَا تَقدَّم. والقَسُّ: السَّوْقُ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ، {كالقَسْقَسَة، يقَال: قَسَّ الإِبِلَ} يَقُسُّها {قَسّاً،} وقَسْقَسَهَا: سَاقَهَا، وقيلَ: همَا لِشِدَّةِ السَّوْقِ.)
والقَسُّ: ع، بَيْنَ العَرِيِش والفَرَماءِ، مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بينَهَا وبَيْنَ الفَرَماءِ سِتَّةُ بُرُدٍ فِي البَرِّ تَقْريباً، وقالَ بَعْضُهُم: دونَ ثلاثِينَ مِيلاً، وَهُوَ على ساحِل بحرِ الْمِلْحِ، فِيمَا بَين السَّوَادَةِ والوَارِدَةِ، وَقد خَرِبَ مِن زمَانٍ، وآثارُه باقِيّةٌ إِلى اليَوْمِ، وَهُنَاكَ تَلٌّ عَظِيمٌ من رَمْلٍ خارِجٍ فِي البَحْر الشامِيّ، وبالقُرْب مِن التَّلِّ سِبَاخٌ يَنْبُتُ فِيهِ الْمِلحُ تَحْمِله العُرْبَانُ إِلى غَزَّةَ والرَّمْلَةِ، وبِقُرْبِ هَذَا السِّباخِ آبارٌ تَزْرَع عِنْدَها العُربانُ مَقَاثِئ تِلْكَ البَوَادِي. كَذَا فِي تاريخِ دِمْيَاطَ. وَمِنْه الثِّيَابُ {القَسِّيَّةُ، وَهِي ثِيَابٌ مِن كَتَّانٍ مَخْلوطٍ من حَرِيرٍ كانَتْ تُجْلَب مِن هُناكَ، وَقد وَرَدَ النَّهْيُ عَن لُبْسِهَا، وَقد يُكسَرُ القَافُ، وَهَكَذَا يَنْطِق بِهِ المُحَدِّثون، وأَهلُ مِصْرَ يَقُولُونه بالفَتْحِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ} - القَسِّيُّ، مَنسوبٌ إِلى بلادٍ يُقَال لَهَا: القَسُّ، قَالَ: وَقد رَأَيْتُهَا، وَلم يَعْرِفْها الأَصْمَعِيُّ. أَو هِيَ القَزِّيَّةُ، مَنسوبٌ إِلى القَزِّ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِن الإِبْرِيَسم فأُبْدِلت الزّيُ سِيناً، عَن شَمِرٍ، قَالَ رِبيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ:
(جَعَلْنَ عَتِيقَ أَنْمَاطٍ خُدُوراً ... وأَظْهَرْنَ الكَرَادِيَ والعُهُونَا)

(عَلَى الأَحْدَاجِ وإسْتَشْعَرْنَ رَيْطاً ... عِرَاقِيّاً وقَسِّيّاً مَصُونَاً)
وقِيلَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى القَسِّ، وَهُوَ الصَّقِيعُ، لِنُصُوعِ بَيَاضِه، وَقد تَقَدَّم. والقَسُّ: سَاحِلٌ بأَرْضِ الهِنْد، وَهُوَ مُعَرَّبُ كَشّ، أَو قَصّ، كَمَا يأْتِي فِي الصّادِ. ودَيْرُ القَسِّ: بِدِمَشْقَ. ودِرْهَمٌ {- قَسِّيٌّ، وتُخَفَّفُ سِينُه، أَي رَدِيءٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.} والقَسَّةُ: القَرْيَةُ الصَّغِيرَةُ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: القِرْبَةُ، بِكَسْر القافِ وبالمُوَحَّدة. {وقَسَّهُم: آذَاهُم بِكَلامٍ قَبِيحٍ، كأَنَّهُ تَتَبَّعَ أَذَاهَم وتَبَغَّاه. (و) } قَسَّ مَا عَلَى العَظْمِ {يَقُسُّه} قَسّاً: أَكَلَ لَحْمَه وإمْتَخَخَهُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، {كقَسْقَسَه، وهذِه لغةٌ يمانِيَةٌ.} والقَسُوسُ، كصَبُورٍ: ناقَةٌ تَرْعَى وَحْدَها، مِثْلُ العَسُوسِ، وَقد {قَسَّتْ} تَقُسُّ {قَسّاً: رَعَتْ وَحْدَهَا، والجَمْع:} القُسُّ.
(و) {القَسُوسُ أَيضاً: الَّتي ضَجِرَتْ وسَاءَ خُلُقُها عنْدَ الحَلبِ كالعَسُوس والضَّرُوسِ، وَهَذَا عَن ابْن السِّكِّيت. أَو القَسُوسُ: الَّتي وَلَّى لَبَنُهَا فَلَا تَدُرُّ حَتَّى تَنْتَبِذَ.} وقُسُّ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَمْرو بنِ عَديِّ بن مَالك بن أَيدعان بن النَّمِر ابْن وَائلة بن الطَّمَثان الإِيَاديُّ، بالضَّمِّ: بَلِيغٌ مَشْهُورٌ، وَهُوَ حَكِيم العرَبِ، وَهُوَ أَسْقُفُّ نَجْرَانَ، كَمَا فِي اللِّسَان، وإِيادٌ: هُوَ ابنُ نِزار بن مَعَدّ. وَمِنْه الحَديثُ: يَرْحَمُ اللهُ {قُسّاً، إِنِّي لأَرْجو يَوْمَ القِيَامَة أَنْ يُبْعَث أُمَّةً وَحْدَه. ونصُّ الحَديث: لمَا قَدِم وَفْدُ إِيادٍ عَلى رَسول الله صَلَّى الله عَليْه وسَلَّم قَالَ: أَيُّكُم يَعْرِفُ قُسّاً قالُوا: كُلُّنا نَعْرفُه، قَالَ: فَمَا فَعَل قالُوا: ماتَ، قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ قُسّاً، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَه. وقُسُّ النَّاطِفِ: ع، قُرْبَ)
الكُوفة، على شاطئِ الفُرَات، كانتْ عِنْدَه وَقْعَةٌ بَيْن الفُرْس وَبَين المُسْلمين، وَذَلِكَ فِي خِلافَة سيِّدِنا عُمَرَ، رَضِي الله تعَالَى عَنهُ، قُتِل فِيهِ أَبو عبَيْدِ بنُ مَسْعودٍ الثَّقفيّ. (و) } قُسَيْسٌ، كزٌ بَيْرٍ: ع، قَالَ امْرؤُ القيْس:
(أَجادَ {قُسَيْساً فالصُّهَاءَ فمِسْطَحاً ... وجَوّاًَ ورَوَّى نَخْل قَيْس بنِ شَمَّرَا)
وقُسَيْسٌ: جَدُّ عبد الله بن ياقُوت بن عبدِ الله، المحَدِّث ويُعْرَف} بالقُسَيْس، سَمع ابْن الأَخْضر وكسَحَابٍ {قَسَاسُ بنُ أَبي شِمْر بن مَعْدِي كَرِبَ، شاعِرٌ. وكغُرَابٍ:} قُسَاسٌ: اسمُ جَبَلٍ فِيهِ مَعْدِنُ الحَديد بإِرْمِينِيَة، مِنْهُ السُّيوفُ {القُسَاسيَّةُ. وَفِي المحْكم:} - القُسَاسِيُّ: ضَرْبٌ من السُّيوفِ، وَقَالَ الأَصْمَعيّ: لَا أَدْرِي إِلى أَيِّ شيْءٍ نُسِبَ، وَقَالَ الشّاعر: إِنّ القُسَاسِيَّ الَّذي يَعْصَى بِهِ يَخْتَصِمُ الدَّارِعَ فِي أَثْوَابِه قلتُ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدة مثْلَ قَولِ الأَصْمَعيّ، كَمَا نَقَله السُّهَيْليُّ: فِي الرَّوض. وقُسَاسٌ: جَبَلٌ بدِيَار بَني نُمَيْرٍ، وَقيل: بَني أَسَدٍ، فِيهِ مَعْدِنُ حَديدٍ، الــأَخيرُ نَقله السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض، قَالَ: ويقالُ فِيهِ أَيضاً: ذُو قُسَاسٍ، كَمَا يُقَال: ذُو زَيْدٍ، وأَنشدَ قولَ الرّاجز يَصف فَأْساً. إَخْضَرُ منْ مَعْدِنِ ذِي قُسَاسِ كَأَنَّهُ فِي الحَيْد ذِي الأَضْراسِ تَرْمِي بِهِ فِي البَلَدِ الدَّهَاسِ {والقَسْقَاس، بالفَتْح: السَّريعُ، ويقَال: صَوَابُه:} قِسْقِيسٌ، يُقَال: خِمْسٌ {قَسْقَاسٌ، أَي سَرِيعٌ لَا فُتُورَ فِيهِ، وقَرَبٌ قَسْقاسٌ: سَرِيعٌ شَديدٌ ليسَ فِيهِ فُتُورٌ وَلَا وَتِيرَةٌ، قالَه الأَصْمَعيُّ: وَقيل: صَعْبٌ بَعيدٌ.
وَفِي كَلَام المصنِّف، رَحمَه اللهُ، قُصورٌ. (و) } القَسْقَاس: الدَّليلُ الهَادِي والمُتَفَقِّد الَّذِي لَا يَغْفُلُ، إِنَّمَا هُوَ تَلَفُّتاً وتَنَظُّراً. والقَسْقَاس: شِدَّةُ البَرْدِ والجُوعِ، قَالَ أَبو جُهَيْمَةَ الذُّهْليّ:
(أَتَانَا بِهِ القَسْقاسُ لَيْلاً ودُونَه ... جَرَاثِيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ قِفَافُ)

(فأَطْعَمْتُه حَتَّى غَدَا وكَأَنَّه ... أَسِيرٌ يَدَانِي مَنْكِبَيْهِ كِتَافُ)
وَصَفَ طارِقاً أَتاهُ بِهِ البَرْدُ والجُوعُ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ قبلَ وُصُولهِ إِليه جَرَاثِيمَ رَمْلٍ، فأَطْعَمه وأَشْبَعَه، حتّى إِنّه إِذا مَشَى تَظُنُّ أَنّه فِي مَنْكِبَيْهِ كِتَافٌ، وَهُوَ حَبْلٌ تُشَدُّ فِيهِ يَدُ الرَّجلِ إِلى خَلْفِه.
والقَسْقَاس: الجَيِّدُ مِنَ الرِّشاءِ. والقَسْقَاس: الكَهَامُ مِنَ السُّيُوفِ، هُنَا ذَكَره الأَزْهَرِيُّ وغيرُه من)
الأَئِمَّةِ، كالصّاغَانِيُّ، وَقد تَقَدَّم للمصَنِّف فِي ف س ف س، أَيضاً، وَلم يَذْكُرْه هُنَاكَ أَحّدٌ إِلاّ الصّاغَانِيّ، وكَأَنَّه تَصَحَّف عَلَيْهِ. والقَسْقَاس: المُظْلِمُ مِن اللَّيالِي. ولَيْلَةٌ {قَسْقَاسَةُ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ.
قَالَ رؤْبَةُ: كَمْ جُبْنَ مِنْ بِيدٍ ولَيْلٍ قَسْقَاسْ أَو} القَسْقَاس مِن اللَّيَالِي: مَا إشْتَدَّ السَّيْرُ فِيهِ إِلى الماءِ، ولَيْسَتْ من الظُّلْمَةِ فِي شيْءٍ. قالَه الأَزْهَرِيُّ. والقَسْقَاس: نَبْتٌ أَخْضَرُ خَبِيثُ الرّائحَةِ، يَنْبُتُ فِي مَسِيلِ الماءِ، لَهُ زَهْرَةٌ بَيْضَاءُ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَه الله: ذَكَرُوا أَنَّهَا بَقْلَةٌ كالكَرَفْسِ، قَالَ رُؤْبَةُ: وكُنْتَ مِن دَائِكَ ذَا أَقْلاسِ فإسْتَقِئَنْ بَثَمَرِ القَسْقَاسِ قالَ الصّاغانِيُّ: وَلَيْسَ لرُؤْبَةَ على هَذَا الرَّوَيِّ شيْءٌ. والقَسْقَاسُ: الأَسَدُ، {كالقَسْقَسِ} والقُسَاقِسِ، الــأَخِيرُ بالضَّمَّ، نَقله الصّاغَانِيُّ. {والقَسْقَسَةُ: بمعنَى الإِسْراع والحَرَكةِ فِي الشْيءِ. وَقَالَ أَبو زَيْد:} القَسْقَاسَةُ والنَّسْنَاسَةُ: العَصَا، وَمِنْه قَولُه صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لفَاطِمَةَ بنتِ قَيْسٍ، حينَ خَطَبَهَا أَبو جَهْمٍ ومُعَاوِيَةُ: أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فأَخَافُ عَلَيْكِ {قَسْقَاسَتَه، أَي العَصَا. أَو} قَسْقَاسَةُ العَصَا،! وقَسْقَسَتُه: تَحْرِيكُه إِيّاها، فعَلَى هَذَا، العَصَا مَفْعُولٌ بهِ، وعَلى الأَوَّلِ بَدَلٌ. وقِيلَ: أَرادَ بذلِكَ كَثْرَةَ الأَسْفَارِ، يُقَال: رَفَع عَصَاهُ على عاتِقِهِ، إِذا سافَرَ. وأَلَقَى عَصَاهُ مِن عاتِقِه، إِذا أَقامَ، أَي لَا حَظَّ لكِ فِي صُحْبَتهِ، لأَنَّه كثيرُ السَّفَرِ قَلِيلُ المُقَامِ. قَالَه ابنُ الأَثِير. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: {القُسُسُ، بضَمَّتْينِ: العُقَلاءُ. والقُسُسُ: السَّاقَةُ الحُذَّاقُ. وقالَ غيرُه:} تَقَسْقَسَ الصَّوْتَ باللَّيْلِ: تَسَمَّعَه. {وقَسْقَسَ فِي السَّيْرِ: أَسْرَعَ فِيهِ. (و) } قَسْقَسَ بالكَلْبِ: صاحَ بِه فقالَ لَهُ: {قُوسْ} قُوسْ. (و) {قَسْقَسَ الشَّيْءَ: حَرَّكَه، وَمِنْه قَسْقَسَ العَصَا، إِذا حَرَّكَهَا، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وقَسْقَسَ اللَّيْلَ أَجْمَعَ: أَدْأَبَ السَّيْرَ فيهِ وَلم يَنَمْ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} اقْتِسَّ الأَسَدُ: طَلَبَ مَا يَأْكُلُ. {والقَسْقَسَةُ: السُّؤَالُ عَن أَمْرِ النّاسِ. ورَجُلٌ} قَسْقَاسٌ: يَسأَلُ عَن أُمُورِ النّاسِ. {والقَسْقَاسُ: الخَفِيفُ من كُلِّ شَيْءٍ.} وقَسْقَسَ مَا عَلَى المائِدَةِ: أَكَلَه. {واقْتَسَّتِ النَّاقَةُ: رَعَتْ وَحْدَهَا،} كقَسَّتْ. {وقَسَّها الرّاعِيِ: أَفْرَدها من القَطيعِ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: سُئِل المُهَاصِرُ بنُ المُحِلِّ عَن لَيْلَةِ الأَقْساسِ من قولِه:
(عَدَدْت ذُنُوبِي كُلَّها فوَجَدْتُها ... سِوَى لَيْلَةِ الأَقْسَاسِ حِمْلَ بَعِيرِ)
فقِيلَ: ومَا لَيْلَةُ الأَقْسَاسِ قَالَ: لَيْلَةٌ زَنَيْتُ فِيهَا وشَرِبْتُ الخَمْرَ وسرَقْتُ. وقالَ لَنَا أَبو المُحَيَّا)
الأَعْرَابِيُّ يَحْكِيه عَن أَعْرَابِيٍّ حِجَازِيٍّ فَصِيحٍ: إِنَّ القُسَاسَ غُثَاءُ السَّيْلِ، وأَنْشدَنا عَنهُ:
(وأَنْتَ نفِيٌّ مِن صَنَادِيدِ عامِرٍ ... كَمَا قدْ نَفَى السَّيْلُ} القُسَاسَ المُطَرَّحَا)
وسَمَّوْا {قُسَاساً.} والقَسْقَسُ: المُتَفَقِّدُ الَّذِي لَا يَغْفُل، {كالقَسْقَاسِ. والقَرَبُ} - القَسِّيُّ: البَعِيدُ والشَّدِيدُ، قَالَه أَبو عَمرو، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: أَحسَبُه القِسْينُّ. وَقَالَ أَبُو عَمرُوٍ أَيضاً: قَرَبٌ {قِسْقِيسٌ، وأَنشد: إِذا حَدَاهُنَّ النَّجَاءُ} القِسْقِيسْ ورجُلٌ {قَسْقاسٌ: يسُوقُ الإِبِلَ، وَقد قَسَّ السَّيْرَ قسّاً: أَسْرَعَ فِيهِ.} والقَسْقَسَةُ: دَلَجُ اللَّيْلِ الدَّائبُ، يُقَال: سَيْرٌ {قِسْقِيس: أَي دائِبٌ.} والقَسَّةُ: القِرْبَةُ، بلُغَةِ السَّوَاد، نقلَه اللَّيْثُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
(قسس) : القَسُوس: الناقةُ التي ولَّى لبَنُها.

نفس

نفس: النَّفْس: الرُّوحُ، قال ابن سيده: وبينهما فرق ليس من غرض هذا

الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين: أَحدهما

قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي

في رُوعِه، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء

وحقيقته، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك

بذاته كلِّها وحقيقتِه، والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس؛ قال أَبو خراش

في معنى النَّفْس الروح:

نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ،

ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا

قال ابن بري: الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش كما زعم

الجوهري، وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم يُفْلِتْ

إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً، والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن

سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا

جَفْنَ سيف، وجفن السيف منقطع منه، والنفس ههنا الروح كما ذكر؛ ومنه

قولهم: فَاظَتْ نَفْسُه؛ وقال الشاعر:

كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ،

إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ

قال ابن خالويه: النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس ما يكون به التمييز،

والنَّفْس الدم، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بمعنى عِنْد، والنَّفْس قَدْرُ

دَبْغة. قال ابن بري: أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به

التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه: اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها،

فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة، والنَّفْس الثانية التي تزول

بزوال العقل؛ وأَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل:

تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا،

ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ

وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه، وأَما النَّفْس

بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه: فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على

أَنْفُسِكم، وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى، على نبينا

محمد وعليه الصلاة والسلام: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛ أَي

تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عندك، والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري: إِن

النَّفْس هنا الغَيْبُ، أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة

أُوقِعَتْ على الغَيْبِ، ويشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله: إِنك أَنت

عَلاَّمُ الغُيُوب، كأَنه قال: تعلم غَّيْبي يا عَلاَّم الغُيُوبِ. والعرب قد

تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد

تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي

تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول

الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ،

أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟

وأَنشد الطوسي:

لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها،

عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ

وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً

فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ

وقال آخر:

فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ،

تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها

ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ

كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا

والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ.

وكقوله تعالى: أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب

اللَّه؛ قال ابن سيده: وقوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛

أَي تعلم ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا

ما عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما

تعلَمُ. وقوله تعالى: ويحذِّرُكم اللَّه نَفْسَه؛ أَي يحذركم إِياه، وقوله

تعالى: اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: لكل

إسنسان نَفْسان: إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز، والأُخرى نَفْس

الرُّوح الذي به الحياة. وقال أَبو بكر بن الأَنباري: من اللغويين من

سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة

والرُّوح مذكر، قال: وقال غيره الروح هو الذي به الحياة، والنفس هي التي بها

العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه، ولا يقبض الروح

إِلا عند الموت، قال: وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها

واتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به، وقال

الزجاج: لكل إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التمييز وهي التي تفارقه إِذا

نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى، والأُخرى نفس

الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ، والنائم يَتَنَفَّسُ، قال: وهذا الفرق

بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ؛ قال: ونفس

الحياة هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به، والنَّفْس الدمُ؛ وفي

الحديث: ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات

فيه، وروي عن النخعي أَنه قال: كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء

فإِنه يُنَجِّسه، أَراد كل شيء له دم سائل، وفي النهاية عنه: كل شيء ليست له

نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه أَي دم سائل.

والنَّفْس: الجَسَد؛ قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم

قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن عَمْرو ابن

شمر

(* قوله «عمرو بن شمر» كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي

العكس.) الحنفي قتله:

نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا

أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر

فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ

شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ

والتامُورُ: الدم، أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه

ونفسه. اللحياني: العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت

نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وكذلك

جميع العدد، قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع،

قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه: وقالوا ثلاثة أَنْفُس

يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِمنسان، أَلا ترى أَنهم

يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء؟ قال: وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال

ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس،

وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء؛ وقال الحطيئة:

ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ،

لقد جار الزَّمانُ على عِيالي

وقوله تعالى: الذي خلقكم من نَفْس واحدة؛ يعي آدم، عليه السلام، وزوجَها

يعني حواء. ويقال: ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً. وقوله في

الحديث: بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد حان قيامُها وقَرُبَ

إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس، وأَطلق النَّفَس

على القرب، وقيل: معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان،

أَراد: إِني بعثت في وقت قريب منها، أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس

الإِنسان إِذا قرب منه، يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت

علاماتها؛ ويروى: في نَسَمِ الساعة، وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس: ذو

النَّفَس. ونَفْس الشيء: ذاته؛ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل،

ونَفْسُ الجبل مُقابِلي، ونَفْس الشيء عَيْنه يؤكد به. يقال: رأَيت

فلاناً نَفْسه، وجائني بَنَفْسِه، ورجل ذو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ، وثوب ذو

نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة. والنَّفْس: العَيْن. والنَّافِس: العائن.

والمَنْفوس: المَعْيون. والنَّفُوس: العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس

ليُصيبَها، وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه؛ هذه عن اللحياني.ويقال: أَصابت

فلاناً نَفْس، ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين. وفي الحديث: نهى

عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس؛ النَّفْس: العين،

هو حديث مرفوع إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، عن أَنس. ومنه الحديث:

أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال: إِنه كان فيها أَنْفُس

سَبْعَة، يريد عيونهم؛ ومنه حديث ابن عباس: الكِلابُ من الجِنِّ فإِن

غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً. ويقالُ:

نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك. ابن الأَعرابي:

النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة

والنَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره، والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس

العين التي تصيب المَعِين.

والنَّفَس: الفَرَج من الكرب. وفي الحديث: لا تسبُّوا الريح فإِنها من

نَفَس الرحمن، يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر

الغيث ويُذْهب الجدبَ، وقيل: معناه أَي مما يوسع بها على الناس، وفي الحديث:

أَنه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن، وفي

رواية: أَجد نَفَس الرحمن؛ يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز

وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم، وهم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد،

ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم، وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده

التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَس الريح

الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها

فينفرج به عنه، وقيل: النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر

الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً،كما يقال فَرَّجَ

يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً، كأَنه قال: اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ

اليمن، وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين، والتَّفْريج مصدر

حقيقي، والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر؛ وكذلك قوله: الريح من نَفَس الرحمن

أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين. قال العتبي:

هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ

منهم: ليس لنا ريح. والنَّفَس: خروج الريح من الأَنف والفم، والجمع

أَنْفاس. وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس.

والتَنَفُّس: استمداد النَفَس، وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس

الصُّعَداء، وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودواب الماء لا رِئاتَ لها. والنَّفَس

أَيضاً: الجُرْعَة؛ يقال: أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي

جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه، والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب؛ قال

جرجر:

تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها

بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ

وفي الحديث: نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء. وفي حديث آخر: أَنه كان

يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً يعني في الشرب؛ قال الأَزهري: قال بعضهم

الحديثان صحيحان. والتَنَفُّس له معنيان: أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في

الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه وهو مكروه، والنَّفَس الآخر أَن

يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل

نَفَسٍ. ويقال: شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا

ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه، وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه

ثم لا يعود له؛ وقال أَبو وجزة السعدي:

وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نََفَسٍ،

في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ

ابن الأَعرابي: شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ وريٌّ؛ قال محمد بن

المكرم: قوله النَّفَس الجُرْعة، وأَكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين

أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه، فيه نظر، وذلك أَن النّفَس الواحد

يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع، يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس

الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة

عدة جُرَع. ويقال: فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد، واللَّه أَعلم.

ويقال: اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ، ونَفَّسْتُ عنه

تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ. يقال: نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها.

وفي الحديث: من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من

كُرَب الآخرة، معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه

كُرْبة من كُرَب يوم القيامة. ويقال: أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة،

واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض

والحوادث والآفات. والنَّفَس: مثل النَّسيم، والجمع أَنْفاس.

ودارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع. وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي

أَعرض وأَطول وأَمثل. وهذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع. وفي

الحديث: ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح وأَبعد قليلاً. ويقال: هذا المنزل

أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما، وهذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما

أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما.

ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج ووسع. وفي الحديث: من نَفَّس عن غريمه أَي

أَخَّر مطالبته. وفي حديث عمار: لقد أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت

تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ؛ وأَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول

وسهلت عليه الإِطالة. وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد ماؤها. وقال

اللحياني: إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً، وقال ابن

الأَعرابي: أَي رِيّاً؛ وأَنشد:

وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ،

في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ

أَي في وقت كوكب. وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عن اللحياني.

ويقال: بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع. ويقال: لك في هذا الأَمر

نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ. وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير

نهاراً بيّناً. وتَنَفَّس النهار وغيره: امتدَّ وطال. ويقال للنهار إِذا زاد:

تَنَفَّسَ، وكذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ. وقال اللحياني: تَنَفَّس

النهار انتصف، وتنَفَّس الماء. وقال اللحياني: تَنَفَّس النهار انتصف،

وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، وتنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع؛

أَنشد ثعلب:

ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها،

تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا

وقال الفراء في قوله تعالى: والصبح إِذا تَنَفَّسَ، قال: إِذا ارتفع

النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح. وقال مجاهد: إِذا

تَنَفَّس إِذا طلع، وقال الأَخفش: إِذا أَضاء، وقال غيره: إِذا تنَفَّس إِذا

انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه. ويقال: كتبت كتاباً نَفَساً أَي

طويلاً؛ وقول الشاعر:

عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا

أَي ساعة بعد ساعة. ونَفَسُ الساعة: آخر الزمان؛ عن كراع.

وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب. ونَفْسَ الشيء، بالضم،

نَفاسَةً، فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ: رَفُعَ وصار مرغوباً فيه، وكذلك رجل نافِسٌ

ونَفِيسٌ، والجمع نِفاسٌ. وأَنْفَسَ الشيءُ: صار نَفيساً. وهذا أَنْفَسُ مالي

أَي أَحَبُّه وأَكرمه عندي. وقال اللحياني: النَّفِيسُ والمُنْفِسُ

المال الذي له قدر وخَطَر، ثم عَمَّ فقال: كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ

ومُنْفِس؛ قال النمر بن تولب:

لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه،

فإِذا هَلَكْتُ، فعند ذلك فاجْزَعي

وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً. ويقال: إِن

الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه. وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني:

رغَّبني فيه؛ الــأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً،

ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ

أَي رغَّبني فيه. وأَمر مَنْفُوس فيه: مرغوب. ونَفِسْتُ عليه الشيءَ

أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه. ونَفِسَ عليه

بالشيء نَفَساً، بتحريك الفاء، ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً، الــأَخيرة نادرة:

ضَنَّ. ومال نَفِيس: مَضْمون به. ونَفِسَ عليه بالشيء، بالكسر: ضَنَّ به

ولم يره يَسْتأْهله؛ وكذلك نَفِسَه عليه ونافَسَه فيه؛ وأَما قول

الشاعر:وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها،

تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها

فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا، وإِما أَن يريد تُنافِسُ

أَهلَ دُنْيا. ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت.

وتَنافَسْنا ذلك الأَمر وتَنافَسْنا فيه: تحاسدنا وتسابقنا. وفي التنزيل

العزيز: وفي ذلك فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب

المتَراغبون. وفي حديث المغيرة: سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه

المُنافَسة والمغالبة على الشيء. وفي حديث إِسمعيل، عليه السلام: أَنه

تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار عندهم نَفِيساً. ونافَسْتُ في

الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم.

وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا. وفي الحديث: أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما

بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها؛ هو من

المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية، وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في

نوعه.ونَفِسْتُ بالشيء، بالكسر، أَي بخلت. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه:

لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فما نَفِسْناه عليك.

وحديث السقيفة: لم نَنْفَسْ عليك أَي لم نبخل.

والنِّفاسُ: ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ. والنَّفْسُ:

الدم. ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ، بالكسر، نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي

نُفَساءُ ونَفْساءُ ونَفَساءُ: ولدت. وقال ثعلب: النُّفَساءُ الوالدة

والحامل والحائض، والجمع من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس؛ عن

اللحياني، ونُفُس ونُفَّاس؛ قال الجوهري: وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على

فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ، ويجمع أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات؛

وامرأَتان نُفساوان، أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً. وفي الحديث: أَن

أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت؛ ومنه الحديث:

فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها. وحكى ثعلب:

نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول. وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن

يُنْفَس أَي يولد. الجوهري: وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ

فلان أَي قبل أَن يولد؛ قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن

صعصعة:

وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً

على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ

لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ،

كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ

أَي بولد. وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء

إِذا طَرَّقَتْ بولدها، والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك،

ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً، وخص تطريق البِكر لأَن ولادة

البكر أَشد من ولادة الثيب. وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما

تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من

قرابة؛ وقولُ امرئ القيس:

ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ

أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه وربما كان داعَية للهلاك.

والمَنْفُوس: المولود. وفي الحديث: ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد

كُتِبَ مكانها من الجنة والنار، وفي رواية: إِلا :كُتِبَ رزقُها وأَجلها؛

مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة. قال: يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ، فأَما الحيض فلا

يقال فيه إِلا نَفِسَتْ، بالفتح. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه

أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه. وفي حديث

أَبي هريرة: أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد، والمراد أَنه

صلى عليه ولم يَعمل ذنباً. وفي حديث ابن المسيب: لا يرثُ المَنْفُوس حتى

يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت.

وقالت أُم سلمة: كنت مع النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في الفراش

فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ ثيابي ثم رجعت، فقال: أَنَفِسْتِ؟ أَراد:

أَحضتِ؟ يقال: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بالفتح، إِذا حاضت.

ويقال: لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير. يقال: ما سرَّني بهذا

الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ.

وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خرج من

تحته ريح؛ شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم.

وتَنَفَّسَت القوس: تصدَّعت، ونَفَّسَها هو: صدَّعها؛ عن كراع، وإِنما يَتَنَفَّس

منها العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ، وأَما الفِلْقَة فلا

تَنَفَّسُ. ابن شميل: يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها، وتَنَفَّس

القِدْح والقوس كذلك. قال ابن سيده: وأَرى اللحياني قال: إِن النَّفْس

الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها، قال: ولست منه على ثقة. والنَّفْسُ من

الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره.

يقال: هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر:

أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ

في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ؟

قال الأَصمعي: بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت:

تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي

فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر

دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به. المَنِيئَةُ: المَدْبَغة وهي

الجلود التي تجعل في الدِّباغ، وقيل: النَّفْس من الدباغ مِلءُ الكفِّ،

والجمع أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثعلب:

وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به،

على الماء، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس

يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ.

والنَّافِسُ: الخامس من قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: وفيه خمسة فروض

وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز، وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم

يفز، ويقال هو الرابع.

ن ف س : نَفُسَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ نَفَاسَةً كَرُمَ فَهُوَ نَفِيسٌ وَأَنْفَسَ إنْفَاسًا مِثْلُهُ فَهُوَ مُنْفِسٌ وَنَفِسْتُ بِهِ مِثْلُ ضَنِنْتُ بِهِ لِنَفَاسَتِهِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَنُفِسَتْ الْمَرْأَةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ نُفَسَاءُ وَالْجَمْعُ نِفَاسٌ بِالْكَسْرِ وَمِثْلُهُ عُشَرَاءُ وَعِشَارٌ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ نَفِسَتْ تَنْفَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهِيَ نَافِسٌ مِثْلُ حَائِضٍ وَالْوَلَدُ مَنْفُوسٌ وَالنِّفَاسُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا اسْمٌ مِنْ ذَلِكَ وَنَفِسَتْ تَنْفَسُ مِنْ بَابِ تَعِبَ حَاضَتْ وَنُقِلَ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ نُفِسَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَيْضًا وَلَيْسَ بِمَشْهُورٍ فِي الْكُتُبِ فِي الْحَيْضِ وَلَا يُقَالُ فِي الْحَيْضِ نُفِسَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مِنْ النَّفْسِ وَهُوَ الدَّمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةً أَيْ لَا دَمَ لَهُ يَجْرِي وَسُمِّيَ الدَّمُ نَفْسًا لِأَنَّ النَّفْسَ الَّتِي هِيَ اسْمٌ لِجُمْلَةِ الْحَيَوَانِ قِوَامُهَا بِالدَّمِ وَالنُّفَسَاءُ مِنْ هَذَا.

وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ وَجَادَ بِنَفْسِهِ إذَا كَانَ فِي السِّيَاقِ وَالنَّفْسُ أُنْثَى إنْ أُرِيدَ بِهَا الرُّوحُ قَالَ تَعَالَى {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] وَإِنْ أُرِيدَ الشَّخْصُ فَمُذَكَّرُ وَجَمْعُ النَّفْسِ أَنْفُسٌ وَنُفُوسٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالنَّفَسُ بِفَتْحَتَيْنِ نَسِيمُ الْهَوَاءِ وَالْجَمْعُ أَنْفَاسٌ وَتَنَفَّسَ أَدْخَلَ النَّفَسَ إلَى بَاطِنِهِ وَأَخْرَجَهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ تَنْفِيسًا كَشَفَهَا 
ن ف س

النَّفْسُ الرُّوح أُنْثَى وبينهما فَرْقٌ ليس من غَرَضِ هذا الكتاب قال أبو إسحاق النّفْسُ في كلامِ العَرَبِ تَجْرِي على ضَرْبيْن أحدُهما قولك خَرَجَتْ نفْسُ فُلانٍ وفي نَفْسِ فُلانٍ يَفْعلُ كذا وكذا والضَّربُ الآخرُ معْنَى النفْسِ فيه معنى جُملَةِ الشَّيءِ وحقيقَتِه تقول قَتَلَ فلانٌ نفسَه وأهْلَكَ نفْسَهُ أي أَوْقعَ الإِهلاكَ بذاتِه كلها وحَقِيقَته والجمعُ من كل ذلك أنْفُسٌ ونُفوسٌ وقوله تعالى {تعلم ما في نفسي} أي تَعْلَمُ ما أُضْمِرُ {ولا أعلم ما في نفسك} المائدة 116 أي لا أعلمُ ما في حقيقِتك ولا ما عندَك عِلْمُه بالتَّأْويلِ تعْلَم ما أعْلَمُ ولا أعلمُ ما تعْلَمُ وقال اللحيانيُّ والعربُ تقول رأيْتُ نَفْساً واحِدَةً فتؤنِّثُ وكذلكِ رأيتُ نفْسَيْنِ ثنْتَيْنِ فإذا قالوا رأيتُ ثلاثةَ أنْفُسٍ وأرْبَعَةَ أنْفُسٍ ذكَّروا وكذلك جميع العَدَدِ قال وقد يجوز التذكيرُ في الواحِدِ والاثنيْن والتأنيثُ في الجميع قال حُكِيَ جميع ذلك عن الكسائي وقال سيبويه وقالوا ثلاثةُ أنْفُسٍ يُذَكِّرُونَه لأنَّ النَّفْسَ عندهم إنْسَانٌ فهم يريدون به الإِنسان أَلا ترى أنَّهم يقولونَ نَفْسٌ واحِدٌ فلا يُدْخِلُونَ الهاءَ قال وزَعَم يُونُس عن رُؤْبةَ أنه قالَ ثَلاَثُ أنْفُسٍ على تأْنيث النَّفْسِ كما تقول ثلاثُ أعْيُنٍ للعَيْنِ من النَّاسِ وكما قالوا ثلاثَةُ أَشْخُصٍ في النساءِ وقال الحطيئة

(ثلاثةُ أنْفُسٍ وثَلاثُ ذَوْدٍ ... لقدْ جارَ الزمانُ عَلى عِيالِي) وقولُه تعالى {الذي خلقكم من نفس واحدة} الاعراف 189 يعني آدَمَ عليه السَّلام وزَوْجَها يعني حوّاء والمُتَنَفِّسُ ذُو النَّفَسِ ونَفْسُ الشيءَ ذاتُه ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نَزَلْتُ بنَفْسٍ من الجَبَل ونَفْسُ الجَبَلِ مُقَابلي ورجُلٌ ذو نَفْسٍ أي خُلُقٍ وجَلَدٍ وثَوْبٌ ذو نَفَسٍ أي أُكْلٍ وقُوّةٍ والنَّفْسُ العينُ والنافِسُ العائِن والمَنْفُوسُ المَعْيونُ والنَّفُوسُ الحسُودُ المُتَعَيْن لأموالِ الناس ليُصيبَها وما أنْفَسَهُ أي ما أشَدَّ عيْنَه هذه عن اللحْيانيِّ والنَّفَس خُروج الرِّيح من الأنْفِ والفَمِ والجمع أنْفاسٌ وكلُّ تَرَوُّحٍ بين شَربْتَيْن نَفَسٌ والتَّنَفُّسُ اسْتِمدادُ النَّفَسِ وأنت في نَفَسٍ من أَمْرِك أيْ سَعَةٍ وفي الحديث لا تسبُّوا الرِّيحَ فإنَّها من نَفَسِ الله أي ما يُوَسْعُ بها على النَّاسِ والنّفَس مثل النَّسِيمِ والجمع أنفاسٌ ودارُكَ أنْفَسُ من دارِي أي أوْسَعُ وهذا الثَّوبُ أنْفَسُ من هذا أي أعْرَضُ وأطْول وأمْثَلُ وهذا المكانُ أَنْفَسُ من هذا أي أبْعدُ وأَوْسعُ ونَفَّسَ اللهُ عنك أي فَرَّج ووَسَّع وقال اللِّحيانيُّ إنَّ في الماءِ نَفَساً لي ولَكَ أي مُتَّسَعاً وفَضْلاً وقال ابن الأعرابيِّ أيْ رِيّا وأنشد

(وشَرْبَةٌ من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَس ... فَي كَوْكبٍ من نُجُومِ القَيْظِ وهَّاج)

أي في وَقْتِ كَوْكبٍ وزدْني نَفَساً في أَجَلِي أي طُولَ الأَجَلِ عن اللّحيانيِّ وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ امْتَدَّ حتى يَصيِرَ نهاراً بَيِّناً وتنفَّسَ النهارُ وغيْرُهُ امْتَدَّ وطالَ وقال اللحيانيُّ تنفَّسَ النَّهارُ انْتَصَفَ وتنفَّسَ أيْضاً بَعُدَ وتَنَفَّسَ العُمْرُ منْهُ إمَّا تَرَاخَى وتَباعَدَ وإمَّا اتَّسَعَ أنشد ثعلب (ومُحْسِبَةٍ قد أخطأَ الحَقُّ غَيْرَها ... تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فهي كالشِّوَى)

ونَفَسُ الساعةِ آخِر الزَّمانِ عن كُراع ونَفُسَ الشَّيءُ نَفاسَةً فهْوَ نَفيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وكذلك رَجُلٌ نافِسٌ ونفيسٌ والجمع نِفاسٌ وأنْفَسَ الشيءُ صارَ نَفِيساً وقال اللحيانيُّ النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المالُ الذي له خَطَرٌ ثم عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ فهْوَ نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ

(لا تَجْزعِي إنْ مُنْفِساً أهْلكْتُهُ ... فإذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعِي)

وأنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبَنِي الــأخيرة عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشد

(بأحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فيه الحِمَامُ المُعجَّلُ)

وأمْرٌ مَنْفوسٌ فيه مَرْغوبٌ ونَفِسَ عليه بالشَّيءِ نَفَساً بتَحْريك الفاءِ ونَفَاسةً ونَفَاسِيَةً الــأخيرةُ نادِرةٌ ضَنَّ ومَالٌ نَفِيسٌ مَضنونٌ به ونَفِسَ عليه بالشيءِ لم يَرَهُ يَسْتَأهِلُهُ وكذلك نِفسَهُ عليه ونافَسهُ فيه وأما قولُ الشاعرِ

(وإنَّ قُرَيْشاً مُهْلَكٌ مَنْ أطَاعَها ... تُنَافِسُ دُنْيَا قد أجَمَّ انْصِرامُها)

فإما أن يكونَ أراد تُنافِسُ في دُنْيا وإما أن يريد تُنافِسُ أَهْلَ دُنْيا وتَنافَسْنا ذلك الأمْرَ وتَنافَسْنا فيه تحاسَدْنا وتسَابقْنا والنَّفْسُ الدَّمُ ونُفِسَتِ المرْأةُ ونَفِسَتْ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً وهي نُفَسَاءُ ونَفَسَاءُ ونَفْسَاءُ وَلَدَتْ وقال ثَعْلَب النُّفَسَاءُ الوالِدة والحامِلُ والحائِضُ والجمعُ من كلِّ ذِلكَ نُفَسَاوَاتٌ ونِفاسٌ ونُفَاسٌ ونُفَّسٌ ونُفَسٌ عن اللِّحْيانيِّ ونُفُسٌ ونُفَّاسٌ وحَكَى ثَعْلَبٌ نُفِسَتْ وَلَدَاً على فِعْلِ المفْعولِ ووَرِث فلانٌ هذا المالَ في بَطْنِ أمِّه قبل أن يُنْفَسَ أيْ يُولَد والمنْفُوسُ الموْلودُ وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ تَصَدَّعتْ ونَفَّسَها هُوَ صَدَّعَها عن كُراع وإنما يَتَنَفَّس منها العِيدانُ التي لم تُفْلَقْ وهي القِسِيُّ وأمَّا الفِلْقَةُ فلاَ تَنَفَّسُ وتَنَفَّسَ القِدْحُ كذلك وأَرَى اللحيانيَّ قال إِنَّ النَّفْسَ الشَّقُّ في القَوْسِ والقِدْح ولَسْتُ منه على ثِقَةٍ والنَّفْسُ من الدّباغِ قَدْرُ دَبْغَةٍ وقيل هي مِلءُ الكَفّ والجمع أَنْفُس أنشد ثعلبٌ

(وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثلاثٍ رَمَتْ بِه ... على الماءِ إحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِسِ)

يَعْنِي الوَطْبَ من اللَّبَنِ الذي دُبغَ بهذا القَدْرِ من الدّباغِ والنافِس الخامِسُ من قِداح المَيْسرِ قال اللحيانيُّ وفيه خَمسةُ فُروضٍ وله غُنْم خَمْسَةٍ أَنْصِباء إن فازَ وعليه غُرْمُ خمسة أنْصباء إنْ لم يَفُزْ
نفس
النَّفْسُ: الرُّوحُ، وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهَا قَريباً. وَقَالَ أَبو إِسحَاقَ: النَّفْسُ فِي كلامِ العَرَبِ يَجْرِي على ضَرْبَيْن: أَحَدُهما قولُك: خَرَجَتْ نَفْسُه، أَي رُوحُه، والضَّرْبُ الثانِي: مَعْنَى النَّفْسِ فِيهِ جُملةُ الشْيءِ وحقِيقتُه، كَمَا سَيَأْتِي فِي كَلاَمِ المصنِّف، وعَلى الأَوّلِ قالَ أَبو خِراشٍ:
(نَجَا سالِمٌ والنفْسُ مِنْهُ بشِدْقِهِ ... وَلم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرَاً)
أَي بِجَفْنِ سَيْفٍ ومِئْزَرٍ، كَذَا فِي الصّحاحِ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلم أَجِدْه فِي شِعْر أَبي خِراشٍ. قلتُ: قَالَ ابنُ بَرِّيّ: إعْتَبَرْتُه فِي أَشْعَارِ هُذَيْلٍ فوَجَدْتُه لحُذَيفَةَ بنِ أَنَسٍ وليسَ لأَبِي خِراشٍ، والمَعْنَى: لم يَنْجُ سالِمٌ إِلاّ بجَفْنِ سَيْفه ومِئْزَرِه، وانْتِصَابُ الجَفْنِ على الإسْتِثْنَاءِ المنْقَطِع، أَي لم يَنْجُ سالمٌ إِلاّ جَفْنَ سَيْفٍ، وجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ مِنْهُ. ومِن الْمجَاز: النَّفْسُ: الدَّمُ يُقَال: سالَتْ نَفْسُه، كَمَا فِي الصّحاحِ، وَفِي الأَسَاس: دَفَق نَفْسَه، أَي دَمَه. وَفِي الحَدِيث: مَا لَا نَفْسَ لَهُ، وَقَع فِي أُصُولِ الصّحاحِ: مَا لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فإِنّه لَا يُنَجِّسُ المَاءَ إِذا مَاتَ فِيهِ. قلت: وَهَذَا الِّذي فِي الصّحاحِ مُخَالِفٌ لِمَا فِي كُتُبِ الحَدَيثِ، وَفِي رَوَايَةِ أُخْرَى: مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ، ورُويَ عَن النَّخَعِيّ أَنّه قَالَ: كُلُّ شّيْءٍ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فماتَ فِي الإِنَاءِ فإِنّه يُنَجِّسُه، وَفِي النِّهَايَةِ عَنهُ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فإِنه لَا يُنَجِّسُ الماءَ إِذا سَقَطَ فِيهِ، أَي دَمٌ سائِلٌ، ولذَا قالَ بعضُ مَن كَتَبَ على الصِّحّاحِ: هَذَا الحَدِيثُ لم يَثْبُتْ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وإِنّمّا شاهِدُه قولُ السَّمَوْأَلِ:
(تَسِيلُ عَلى حَدِّ الظُّبَاةِ نُفُوسُنَا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظُّباة تَسِيلُ)
قَالَ وإِنّمَا سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً، لأَنّ النَّفْسَ تَخْرُج بخُرُوجِه. والنَّفْسُ: الجَسَدُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ أَوسُ بنُ حَجَرٍ، يُحَرِّضُ عَمْرو بنَ هِنْدٍ عَلى بَنِي حَنِيفَةَ، وهم قَتَلَةُ أَبيه المُنْذِر بنِ ماءِ السماءِ، يومَ عَيْنِ أَبَاغٍ، ويزْعُم أَن عَمْروَ بن شَمِرَ الحَنَفِيّ قَتَله:
(نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا ... أَبْيَاتَهُم تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ)
فَلَبِئْسَ مَا كَسَبَ ابنُ عَمْروٍ رَهْطَهُ شَمِرٌ وَكَانَ بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ: الدّمُ، أَي حَمَلُوا دَمَه إِلى أَبْيَاتِهِم. والنَّفْسٌ: العَيْنُ الَّتِي تُصِيبُ المَعِينَ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَال: نَفَسْتُه بنَفْسٍ، أَي أَصّبْتُه بِعَيْنٍ، وأَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ، أَي عَيْنٌ، وَفِي الحَديث، عَن أَنَسٍ رَفَعَهُ: أَنَّه نَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ إِلاّ فِي النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنِّفْسِ، أَي العَيْنِ، والجَمْعُ، أَنْفُسٌ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنه مَسَح بَطْنَ رافِعٍ فأَلْقَى شَحْمَةً خَضْرَاءَ، فَقَالَ: إِنه كانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ، يريدِ عُيُونَهُم. ورَجُلٌ نافِسٌ: عائِنٌ، وَهُوَ) مَنْفُوسٌ: مَعْيُونُ. والنَّفْسُ: العِنْدُ، وشَاهِدُه قولُه تعالَى، حِكَايَةً عَن عِيسَى عَليه وعَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ أَي تَعْلَمُ مَا عِنْدِي، وَلَا أَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ، وَلَكِن يَتَعَيَّن أَنْ تَكُونَ الظَّرفِيَّةُ حِينَئذٍ ظرفيَّةَ مَكَانَةٍ لَا مَكَانٍ، أَو حَقِيقَتي وحَقِيقَتَكَ، قَالَ ابنُ سِيْدَه: أَي لَا أَعْلَمُ مَا حَقِيقَتُك وَلَا مَا عِنْدَكيَتَوَفَّاهَا الله تَعَالَى، والأُخْرَى: نَفْسُ الحَيَاة، وإِذَا زَالَت زالَ مَعَهَا النَّفِسُ، والنَّائمَ يَتَنَفَّسُ، قَالَ: وَهَذَا الفَرْقُ بينَ تَوفِّي نَفْسِ النائِم فِي النَّوْم، وتَوَفِّي نَفْسِ الحَيِّ. قَالَ: ونَفْسُ الحَيَاة هِيَ الرُّوحُ وحَرَكَةُ الإِنْسَان ونُمُوُّه يكون بِهِ. وَقَالَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض: كَثُرت الأَقَاويلُ فِي النَّفْس والرُّوح، هَل هُمَا وَاحِدٌ أَو النَّفْسُ غيرُ الرُّوح وتَعَلَّقَ قومٌ بظَوَاهرَ من الأَحاديثِ، تدُلُّ على أَنَّ الرُّوحَ هِيَ النَّفْسُ، كَقَوْل بلالٍ أَخَذَ بِنَفْسِك، مَعَ قولهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: إِنّ الله قَبضَ أَرْوَاحَنا وقولِه تعالَى:: الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ والمَقْبُوضُ هُوَ الرُّوحُ، وَلم يَفَرِّقُوا بَيْنَ القَبْضِ والتَّوَفِّي، وأَلْفَاظُ الحَدِيثِ مُحْتَملَةُ التَّأْويلِ، ومَجَازَاتُ العَرَبِ وإتِّسَاعاتُها كَثِرَةٌ: والحَقُّ أَنَّ بَيْنَهما فَرْقاً، وَلَو كانَا اسْمَيْنِ بِمَعْنىً وَاحِدْ، كاللَّيْثِ والأَسَدِ، لَصَحَّ وُقُوعُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهما مكانَ صاحِبِه،)
كَقَوْلِه تَعَالَى: ونَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوِحِي، وَلم يَقْلْ: مِن نَفْسِي. وَقَوله: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلم يَقُلْ: مَا فِي رُوحي. وَلَا يَحْسُنُ هَذَا القَولُ أَيضاً مِن غيرِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ. ويَقُولُونَ فِي أَنْفُسهمْ ولاَ يَحْسَن فِي الْكَلَام: يَقُولُون فِي أَرْوَاحهم. وَقَالَ: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ وَلم يقَل: أَنْ تَقُولَ رُوحٌ، وَلَا يَقُولُه أَيْضاً عَرَبيٌّ، فَأَيْنَ الفَرَقُ إِذا كَانَ النَّفْسُ والروَّحُ بمَعْنىً وَاحدٍ وإِنّمَا الفَرْقُ بينَهما بالإعْتبَارَاتِ، ويَدُلُّ لذَلِك مَا رَوَاهُ ابنُ عَبْد البَرِّ فِي التَّمْهِدِ، الحَديث: إِن اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ وجَعَلَ فِيه نَفْساً ورُوحاً، فَمن الرُّوحِ عَفَافُه وفَهْمُه وحِلْمُه وسَخاؤُه ووَفَاؤُه، ومِن النَّفْسِ شَهْوَتُه وطَيْشُه وسَفَهُه وغَضَبُه فَلَا يُقَالُ فِي النَّفْسِ هِيَ الرُّوحَ عَلى الإِطْلاق حَتَّى يُقَيَّدَ، وَلَا يُقَال فِي الرُّوحِ هِيَ النَّفْسُ إِلاّ كَمَا يُقَالُ فِي المَنِيِّ هُوَ الإِنْسَانُ، أَو كَمَا يُقَالُ للمَاءِ المُغَذِّي لِلكَرْمَةِ هُوَ الخَمْرُ، أَو الخَلُّ، على معنَى أَنه سيُضَافُ إِليه أَوصَافٌ يُسَمَّى بهَا خَلاًّ أَو خَمْراً، فتَقَيُّدُ الأَلْفَاظِ هُوَ مَعْنَى الكلامِ، وتَنْزِيلُ كُلِّ لَفْظٍ فِي مَوْضِعه هُوَ مَعْنَى البَلاغةِ، إِلى آخِر مَا ذَكرُه. وَهُوَ نَفِيسٌ جدا، وَقد نَقَلْتُه بالإخْتصَار فِي هَذَا المَوْضع، لأَنّ التَّطْويِلَ كَلَّتْ مِنْهُ الهِمَمُ، لاسَّيمَا فِي زَماننا هَذَا. والنَّفْسُ: قَدْرُ دَبْغَةٍ، وعَلَيْه اقْتصر الجَوْهَرِيُّ، وَزَاد غيرُه: أَو دَبْغَتَيْن.
والَّدِبْغَةُ، بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا ممَّا يُدْبَغُ بِهِ الأَديمُ من قَرَظٍ وَغَيره، يُقَال: هَبْ لي نَفْساً مِن دِبَاغٍ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لَا تَسِيرُ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَعثَت امرأَةٌ مِن العربِ بِنْتاً لَهَا إِلى جارَتِهَا، فَقَالَت لَهَا: تقولُ لَك أُمِّي: أَعْطِينِي نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِه مَنِيئَتي فإِنِّي أَفِدَةٌ. أَي مُسْتَعْجِلَةٌ، لَا أَتفرَّغُ لإتِّخاذِ الدِّباغِ مِن السُّرْعَةِ. انتَهَى. أَرَادَتْ: قَدْرَ دَبْغَة أَو دَبْغَتَيْن من القَرَظ الّذِي يُدْبَغُ بِهِ. المَنِيئَةُ: المَدْبَغَةُ، وَهِي الجُلُودُ الّتِي تُجْعَلُ فِي الدِّباغ. وَقيل: النَّفْسُ مِن الدِّباغِ: مِلْءُ الكَفِّ، والجَمْعُ: أَنْفُسٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ ... عَلَى المَاءِ إِحْدَى اليّعْمَلاتِ العَرامِسِ)
يَعْنِي الوَطْبَ مِن اللبَنِ الذِي طُبَخَ بِهَذَا القَدْرِ مِن الدِّبَاغِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: النَّفْسُ: العَظَمَةُ والكِبْرُ، والنَّفْسُ: العِزَّةُ. والنَّفْسُ: الأَنْفَةُ. والنَّفْسُ: العَيْبُ، هَكَذَا فِي النُّسخِ بالعَيْنِ المُهْمَلَة، وصَوَابُه بالغَيْنِ المُعْجَمَةُ، وَبِه فَسَّر ابْنُ الأَنْبَارِيّ قَوْله تعالَى: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي الآيَةَ، وسَبَقَ)
الكلامُ عَلَيْهِ. والنَّفْسُ: الإِرادَةُ. والنَّفْسُ: العُقُوبَةُ، قيل: وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ أَي عُقُوبَتَه، وَقَالَ غيرُه: أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه. وَقد تَحَصَّل مِن كلامِ المصنِّف، رحمَه الله تَعَالَى، خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنىً للنَّفْسِ، وَهِي: الرُّوح، والدَّمُ، والجَسَدُ، والعَيْنُ، والعِنْدُ، والحَقِيقَةُ، وعَيْنُ الشَّيْءِ، وقَدْرُ دَبْغَةٍ، والعَظَمَةُ، والعِزَّةُ، والهِمَّةُ، والأَنَفَةُ، والغَيْبُ، والإِرادَةُ، والعُقُوبةُ، ذَكر مِنْهَا الجَوْهَرِيُّ: الأَوّلَ، والثّانِي، والثالثَ، والرّابِعَ، والسابِعَ، والثامنَ، وَمَا زدْناه على المُصَنِّف، رحِمَه الله، فسيأْتي ذِكْرُه فِيمَا اسْتُدْرِك عَلَيْهِ.
وجَمْعُ الكُلِّ: أَنْفُسٌ ونُفُوسٌ. والنَّفَسُ، بالتَّحْرِيك: وَاحِدُ الأَنْفَاسِ، وَهُوَ خُرُوجُ الرِّيحِ من الأَنْفِ والفَمِ، ويُرَادُ بِهِ السَّعَةُ، يُقَال: أَنتَ فِي نَفَسٍ مِن أَمْرِك، أَي سَعَةٍ، قَالَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّ فِي الماءِ نَفَساً لِي ولَكَ، وأَي مُتَّسَعاً وفَضْلاً. ويُقَال: بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ نَفَسٌ، أَي مُتَّسَعٌ. والنَّفَسُ أَيضاً: الفُسْحَةُ فِي الأَمْرِ، يُقَال: إعْمَلْ وأَنْتَ فِي نَفَسٍ، أَي فُسْحَةٍ وسَعَةٍ، قَبْلَ الهَرَمِ والأَمْرَاضِ والحَوَادِثِ والآفاتِ. وفِي الصّحاح: النَّفَسُ: الجَرْعَةُ، يُقَال: اكْرَعْ فِي الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ، أَي جُرْعَةً أَو جُرْعَتَيْنِ وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ. والجَمْع: أَنْفَاسٌ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، قَالَ جَرِيرٌ:
(تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيهَا ... بأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ)
إنتَهَى. قَالَ مُحَمدُ بن المُكَرّم: وَفِي هَذَا القَوْل نَظَرٌ. وَذَلِكَ لأَن النَّفسَ الوَاحدَ يَجْرَع فِيهِ الإِنْسَان عِدَّةَ جُرَعٍ، يَزيدُ ويَنْقصُ علَى مقْدَار طُولِ نَفَسِ الشّارب وقَصِره، حتّى إِنّا نَرَى الإِنْسَانَ يَشربُ الإِنَاءِ الكَبِيرَ فِي نَفَسٍ وَاحِدٍ على عِدَّةِ جُرَعٍ. ويُقَال: فُلانٌ شَرِبَ الإِنَاءَ كُلَّه عَلَى نَفَسٍ وَاحدٍ.
وَالله تَعَالَى أَعْلَم. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيِّ: النَّفَسُ الرِّيّ، وسيأْتي أَيْضاً قَرِيبا. والنَّفَسُ: الطَّويل من الكَلام، وَقد تَنَفَّسَ. وَمِنْه حَدِيث عَمّارٍ: لقد أَبْلَغْتَ وأَوْجَزْتَ، فلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ، أَي أَطَلْت.
وأَصْله: أَنَّ المَتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ إستأْنَفَ القَوْل وسَهُلَت عَلَيْهِ الإِطالَة. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَتَبْت كِتَاباً نَفَساً، أَي طِويلاً. وَفِي قَوْله صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وَسلم: ولاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ، الوَاو زَائِدَة، وَلَيْسَت فِي لَفْظ الحَديث، فإِنَّهَا منْ نَفَسِ الرحْمن. وَكَذَا قَوْله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكمْ، وَفِي رِوايَة: نَفَسَ الرَّحْمن، وَفِي أَخرَى: إِنّي لأَجدُ منْ قِبَل اليَمَن، قَال الأَزْهَريُّ: النَّفَسُ فِي هذَيْن الحَديثَيْن: اسْمٌ وُضَعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحَقيقيِّ مِن نَفَّسَ، يُنَفِّسُ تَنْفيساً ونَفَساً، أَي فَرَّجَ عَنهُ الهَمَّ تَفْريجاً، كأَنَّه قَالَ: تَنْفيسَ رَبِّكم من قِبَل اليَمَنِ. وإِنَّ الرِّيحَ مِن تَنْفِيسِ الرَّحْمنِ بهَا عَن)
المَكْرُوبِينَ، فالتَّفْرِيج: مَصْدّرٌ حقيقيّيٌّ، والفَرَجُ، اسمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المصدرِ، والمَعْنَى: أَنَّهَا، أَي الرِّيحُ تُفَرِّجُ الكَرْبَ، وتُنْشِيءُ السَّحابَ، وتَنْشُرُ الغَيْثَ، وتُذْهِبُ الجَدْبَ، قَالَ القُتَيْبِيُّ: هَجَمْتُ على وَادٍ خَصِيبٍ وأَهْلُه مُصْفَرَّةٌ أَلوَانُهُم، فسأَلْتُهُم عَن ذَلِك، فَقَالَ شيخٌ مِنْهُم: ليسَ لنا رِيحٌ.
وقولُه فِي الحَدِيثِ: مِن قِبَل اليَمَن، المُرَادُ واللهُ أَعْلَمُ: مَا تَيَسَّر لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ منْ أَهْل المَدينَةِ المُشَرَّفَة وهَم يَمَانُونَ يَعْني الأَنْصارَ، وهم من الأَزْد، والأَزْدُ من اليَمَن، من النُّصْرَةِ والإِيواءِ لَهُ، والتَّأْييد لَهُ برِجَالهم وَهُوَ مُسْتَعَارٌ من نَفَس الهَوَاءِ الَّذي يُرَدِّدُه المُتَنَفِّسُ إِلى الجَوْف، فيُبَرِّدُ من حَرَارتِه ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَسَ الرِّيح الّذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِحُ إِليه ويُنَفِّس عَنهُ أَو من نَفَس الرَّوْضة، وَهُوَ طِيبُ رَوائحها فيَنْفَرجُ بِهِ عَنهُ. وَيُقَال: شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ: فِيهِ سَعَةٌ ورِيٌّ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَقد تقدَّم للمصنِّف ذِكْرُ مَعْنَى السَّعِةِ والرِّيِّ، فَلَو ذَكَرَ هَذَا القولَ هُنَاكَ كانَ أَصابَ، ولعلَّه أَعادَه ليُطَابقَ مَعَ الكَلام الّذي يَذْكُرُه بَعْدُ، وَهُوَ قَوْله: ومِن المَجازِ: يُقَال شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ، أَي كَرِيه الطِّعْمِ آجِنٌ مُتَغَيِّرٌ، إِذا ذاقَه ذائِقٌ لم يَتَنَفَّسْ فِيه، وإِنَّمَا هِيَ الشَّرْبَةُ الأُولَى قَدْرَ مَا يُمْسِك رَمَقَه، ثُمَّ لَا يَعُودُ لَهُ، قَالَ الرَّاعِي ويُرْوَي لأَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيَ:
(وشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابٍ غَيْرِ ذِي نَفَسٍ ... فِي كَوْكَبٍ مِن نُجُومِ القَيْظِ وَهّاج)

(سَقَيْتُهَا صَادِيَاً تَهْوِي مَسامِعُهُ ... قدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي)
أَي فِي وَقْتِ كَوْكَبٍ، ويُرْوَي: فِي صَرَّةٍ. والنَّافِسُ: الخَامِسُ مِن سَهَام المَيْسِرِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَفِيه خَمْسَةُ فُرُوضٍ، وَله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازِ، وعَلَيْه غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُزْ، ويُقَالُ: هُو الرابِعُ، وَهَذَا القَوْلُ مَذْكورٌ فِيالصّحاح، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ فِي تَرْكِه. وشَيءٌ نَفِيسٌ ومَنْفُوسٌ ومُنْفِسٌ كمُخْرِجٍ، إِذا كانَ يُتَنَافَسُ فِيهِ ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه، قَالَ جَرِيرٌ:
(لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوسِ)
المُطَّرَف: المُسْتَطْرَف. وَقَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ، رَضِي الله تَعالَى عَنهُ:
(لَا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... فَإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِكَ فاجْزَعِي)
وَقد نَفُسَ، ككَرُمَ، نَفَاسَةً، بالفَتْحِ، ونِفَاساً، بالكَسْرِ، ونَفَساً، بالتَّحْرِيك، ونُفُوساً، بالضّمّ. والنَّفِيسُ: المالُ الكَثِيرُ الّذِي لَهُ قَدْرٌ وخَطَرٌ، كالمُنْفِسِ، قالَه اللِّحْيَانِيُّ، وَفِي الصّحاحِ: يُقَال: لفُلانٍ مُنْفِيٌ ونَفِيسٌ، أَي مالٌ كَثِيرٌ. وَفِي بعض النُّسَخ: مُنْفِسٌ نَفِيسٌ، بِغَيْر واوٍ. ونَفِسَ بِهِ، كفَرِحَ، عَن فُلانٍ: ضَنَّ عَلَيْه وَبِه، وَمِنْه قَوْلَه تَعَالَى ومَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسه والمَصْدَرُ: النَّفَاسَةُ)
والنَّفَاسِيَةُ، الــأَخيرَــةُ نادرَةٌ. ونَفِسَ عَلَيْه بخَيْرٍ قَليلٍ: حَسَدَ، وَمِنْه الحَديثُ: لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ. ونَفِسَ عَلَيْه الشَّيْءَ نَفَاسَةً: ضَنَّ بِهِ، وَلم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه، أَي أَهْلاً لَهُ، وَلم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه. ومِن المَجَازِ: النِّفَاسُ، بالكَسْر: وِلاَدَةُ المَرْأَة وَفِي الصّحاحِ وِلاَدُ المَرْأَةِ، مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ، بمَعْنَى الدَّمِ، فإِذا وَضَعَتْ فيهي نُفَسَاءُ، كالثُّؤَبَاءِ، ونَفْسَاءُ، بالفَتْح، مِثَالُ حَسْنَاءُ، ويُحَرِّكُ، وقَال ثَعْلِبٌ: النُّفَساءُ: الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ،َ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ فِي اَقلَّ من ذلِك، أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ، وطُولُ هَذَا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من الشَّرْقِ إِلى الغَربِ، وبينَه وبينَ طَرَابُلُسَ ثلاثَةُ أَيّامٍ، وإِلى القَيْروَانِ سِتَّةُ أَيّامٍ، وَفِي هَذَا الجَبلِ نَخْلٌ وزَيْتُونٌ وفَوَاكِهُ، وإفْتَتَح عَمْرُو ابْن العاصِ، رضيَ الله تَعَالَى عَنهُ، نَفُوسَةَ، وكانُوا نَصَارَى. نَقَلَه ياقُوت. وأَنْفَسهُ الشَّيْءُ: أَعْجَبَهُ بنَفْسَه، ورَغَّبَه فِيهَا، وَقَالَ ابنُ القَطّاعِ: صَار نَفِيساً عِنْدَه، وَمِنْه حَدِيثُ إِسماعِيلَ عَلَيْهِ السّلاَمُ: أَنَّهُ تَعَلَّم العَرَبَيَّةَ وأَنْفَسَهُم. وأَنْفَسَه فِي الأَمْرِ: رَغَّبَهُ فِيهِ. ويُقَالُ مِنْهُ: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفِسٌ، كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ، الــأَخِيرُ عَن الفَرّاءِ: أَي نَفِيسٌ، وقيلَ: كَثِيرٌ، وَقيل: خَطيرٌ، وعَمَّه اللِّحْيَانِيُّ فَقَالَ: كُلُّ شيْءٍ لَهُ خَطَرٌ فَهُوَ نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ. ومِن المَجَازِ: تَنَفَّسَ الصُّبْحُ) أَي تَبَلَّجَ وامتدَّ حَتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً، وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قولِه تعالَى والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ قَالَ: إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً. وَقَالَ مَجَاهِدٌ: إِذا تنفس إِذا اطلع وَقَالَ الْأَخْفَش إِذا أَضاءَ، وَقَالَ غيرُه: إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ مِنْهُ. ومِن المَجَاز: تَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَتْ، ونَفَّسَها هَو: صَدَّعَها، عَن كُرَاع، وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ، وَهُوَ خَيْرُ القِسِيِّ، وأَمّا الفِلْقَةُ فَلَا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زَاد: تَنَفَّسَ وَكَذَلِكَ المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وَهُوَ مَجَازٌ.
وتَنَفَّس فِي الإِناءِ: شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عَن فِيهِ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وتَنفَّسَ أَيضاً: شَرِبَ منيكونُ التَّذِكيرُ فِي الواحِدِ والإثْنَيْنِ، والتَّأْنِيثُ فِي الجَمْعِ، قَالَ: وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ، يَذكِّرُونَه، لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون بِهِ الإِنْسَانَ أَلا ترى أَنهم يَقُولُونَ: نفس وَاحِدٌ، فَلَا يُدخِلون الهاءَ، قالَ: وزَعَم يُونُسُ عَن رَؤْبَةَ أَنَّه قَالَ: ثَلاثُ أَنْفُسٍ، على تَأْنِيثِ النَّفْسِ، كَمَا تَقُول: ثلاثُ أَعْيُنٍ، للعَيْنِ مِن النّاسِ، وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ فِي النِّساءِ،)
وَقَالَ الحُطَيْئَةُ:
(ثَلاَثَةُ أَنْفُسِ وثَلاَثُ ذَوْدٍ ... لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ علَى عِيَالِي)
وقَولُه تعَالَى: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ يَعْنَي آدَم، وَزوجهَا يَعْنِي حَوَّاءَ، عليهِمَا السَّلَام.
وَيُقَال: مَا رأَيتُ ثَمَّ نَفْساً، أَي أَحَداً. ونَفَسُ السَّاعَةِ، بالتَّحْرِيك: آخِرُ الزَّمَانِ، عَن كُراع.
والمُتّنَفِّسُ: ذُو النَّفَسُ، ورَجُلٌ ذُو نَفس، أَي خُلُقٍ. وثَوْبٌ ذُو نَفسٍ، أَي جَلَدٍ وقُوَّةٍ. والنَّفُوسُ، كصَبُورٍ، والنَّفْسَانِيُّ: العَيُونُ الحَسُودُ المُتّعَيِّنُ لأَموالِ النَّاسِ لِيُصِيبَها، وَهُوَ مَجَازٌ، وَمَا أَنْفَسَهُ، أَي مَا أَشَدَّ عَيْنَه، هذهِ عَن اللِّحْيَانِيّ، وَمَا هَذَا النَّفَسُ أَي الحَسَدُ، وَهُوَ مَجَازٌ. والنَّفَسُ: الفَرَجُ مِن الكَرْبِ، ونَفَّسَ عَنهُ: فَرَّج عَنهُ، ووَسَّع عَلَيْهِ، ورَفَّه لَهُ، وكُلُّ تَرَوُّحٍ بَيْنَ شَرْبَتَيْن: نَفَسٌ.
والتَّنَفُّسُ: إستِمْدادُ النَّفَسِ، وَقد تَنَفَّسَ الرجُلُ، وتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ. وكُلّ ُ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودَوَابُّ الماءِ لَا رِئَاتِ لَهَا. ودَارُكَ أَنْفَسُ مِن دَارِي أَي أَوْسَعُ، وَهَذَا الثَّوبُ أَنْفَسُ مِن هَذَا، أَي أَعْرَضُ وأَطْوَلُ وأَمْثَلُ. وَهَذَا المكانُ أَنْفَسُ مِن هَذَا، أَي أَبْعَدُ وأَوسَعُ. وتَنَفَّس فِي الكلامِ: أَطالَ وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ: زادَ ماؤُها. وزِدْنِي نَفَساً فِي أَجَلِي أَي طَوِّلِ الأَجَلَ. عَن اللِّحْيَانِيّ، وَعنهُ أَيضاً: تَنَفَّسَ النَّهَارُ: إنتصَفَ، وتَنَفَّس أَيضاً: بعد. وتَنَفَّسَ العَمْرُ، مِنْه، إِمّا تَرَاخَى وتَبَاعَدَ، وإِمّا إتَّسَع.
وجَادَتْ عينْه عَبْرَةً أَنْفَاساً، أَي سَاعَة بَعْدَ ساعةٍ. وشيءٌ نافِسٌ: رَفُعَ وصارَ مَرْغُوباً فِيهِ وكذلِكَ رجُلٌ نافِسٌ ونَفِيس، والجَمْع: نِفَاس. وأَنْفَسَ الشَّيْءُ: صَار نَفِيساً. وَهَذَا أَنْفَسُ مالِي، أَي أَحَبُّه وأَكْرَمُه عِنْدِي، وَقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفَاساً. ونَفَّسَنِي فِيهِ: رَغَّبَني، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ:
(بأَحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فِيه الحِمَامُ المَعَجَّلُ)
قلت: هُوَ لأُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ، يَرْثِي ابْناً لَهُ، أَو أَخاً لَهُ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه فِي هبرز. ومالٌ نَفِيسٌ: مَضْنُونٌ بِه. وَبلَّغَكَ اللهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ. وَفِي عُمُرِه تَنَفُّسٌ ومَتَنَفَّسٌ. وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ: بَعِيدٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُجْمَعُ النُّفسَاءُ أَيضاً علَى نُفَّاسٍ ونُفَّسٍ، كرُمّانٍ وسُكَّرٍ، الــأَخِيرَــةُ عنِ اللِّحْيَانِيّ. وتَنَفَّسَ الرجُلُ: خَرَجَ مِن تَحْتِه رِيحٌ، وَهُوَ على الكِنَايَةِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: نَفَّسَ قَوْسَه، إِذا حَطَّ وَتَرَهَا، وتَنَفَّسَ القِدْحُ، كالقَوْسِ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ: أَفْطَسَ، وَهُوَ مَجازٌ. وفُلانٌ يُؤامِرُ نَفْسَيْهِ: إِذا اتَّجَه لَهُ رَأْيَانِ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ. قلتُ: وبَيَانُه أَنَّ العَرَبَ قد تَجعلُ النَّفْسَ الّتي يكونُ بهَا التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن، وذلِكَ أَنَّ النَّفْسَ قد تَأْمُره بالشَّيْءِ أَو تَنْهَاه عَنهُ، وذلِكَ عندَ الإِقْدامٍ على أَمْرٍ مَكْرُوه، فجَعَلُوا الّتِي تَأْمُره نَفْساً، والّتِي تَنْهَاه كأَنَّهَا نَفْسٌ أُخْرَى، وعَلى ذَلِك قولُ الشاعِرِ:)
(يُؤامِرُ نَفْسَيْه وَفِي العَيْش فُسْحَةٌ ... أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبانَ أَمْ لاَ يَطُورُها)
وأَبُو زُرْعَةَ محمّدُ بنُ نُفَيْسٍ المَصيصِيُّ، كزُبَيْرٍ، كتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ بحَلَبَ. وأَمّ القاسِمِ نَفِيسَةُ الحَسَنِيَّةُ، صاحِبةُ المَشْهَدِ بمِصْرَ، معروفةٌ، وإِليها نَسِبَت الخِطَّةُ. وبنُو النَّفِيسِ، كأَمِيرٍ: بَطْنٌ من العَلَويِّينَ بالمَشْهَدِ. ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّزَّاقِ بنِ نَفِيسٍ الدِّمَشْقِيُّ، سَمِع علَى الزَّيْنِ العِراقِيّ ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نُفْيَاسُ، بالضّمّ: قَرْيَةٌ بَشَرقِيَّة مِصْرَ ونُفْيُوسُ: أُخْرَى مِن السَّمَنُّودِيَّةِ.
نفس: {تنفس}: انتشر وتتابع ضوءه.
(نفس) عَنهُ رفه وَعنهُ كربته فرجهَا وكشفها والقوس صَدعهَا
(نفس) : نُفِسَتِ المَرْأَةُ، أَي حاضَتْ، لغةٌ في نَفِسَتْ.
(نفس) الشَّيْء نفاسة ونفاسا ونفوسا ونفسا كَانَ عَظِيم الْقيمَة فَهُوَ نَفِيس ونافس (ج) نِفَاس
ن ف س: (النَّفْسُ) الرُّوحُ، يُقَالُ: خَرَجَتْ نَفْسُهُ. وَالنَّفْسُ الدَّمُ، يُقَالُ: سَالَتْ نَفْسُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إِذَا مَاتَ فِيهِ» ، وَالنَّفْسُ الْجَسَدُ. وَيَقُولُونَ: ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُونَهُ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ الْإِنْسَانَ. وَ (نَفْسُ) الشَّيْءِ عَيْنُهُ يُؤَكَّدُ بِهِ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فُلَانًا نَفْسَهُ وَجَاءَنِي بِنَفْسِهِ. وَ (النَّفَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ (الْأَنْفَاسِ) وَقَدْ (تَنَفَّسَ) الرَّجُلُ وَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ. وَكُلُّ ذِي رِئَةٍ (مُتَنَفِّسٌ) . وَدَوَابُّ الْمَاءِ لَا رِئَاتِ لَهَا. وَ (تَنَفَّسَ) الصُّبْحُ تَبَلَّجَ. وَشَيْءٌ (نَفِيسٌ) أَيْ يُتَنَافَسُ فِيهِ وَيُرْغَبُ. وَهَذَا أَنْفَسُ مَالِي أَيْ أَحَبُّهُ وَأَكْرَمُهُ عِنْدِي. وَنَفِسَ بِهِ أَيْ ضَنَّ وَبَابُهُ سَلِمَ. وَ (نَفُسَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ صَارَ مَرْغُوبًا فِيهِ. وَ (نَافَسَ) فِي الشَّيْءِ (مُنَافَسَةً) وَ (نِفَاسًا) بِالْكَسْرِ إِذَا رَغِبَ فِيهِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَارَاةِ فِي الْكَرَمِ. وَ (تَنَافَسُوا) فِيهِ أَيْ رَغِبُوا. وَ (نَفَّسَ) عَنْهُ (تَنْفِيسًا) أَيْ رَفَّهَ. وَيُقَالُ: (نَفَّسَ) اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ أَيْ فَرَّجَهَا. وَ (النِّفَاسُ) وِلَادَةُ الْمَرْأَةِ إِذَا وَضَعَتْ فَهِيَ (نُفَسَاءُ) وَنِسْوَةٌ (نِفَاسٌ) وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَلَاءُ يُجْمَعُ عَلَى فِعَالٍ غَيْرُ نُفَسَاءَ وَعُشَرَاءَ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (نُفَسَاوَاتٍ) وَعُشَرَاوَاتٍ. وَامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ وَقَدْ (نَفِسَتِ) الْمَرْأَةُ بِالْكَسْرِ (نِفَاسًا) وَ (نُفِسَتِ) الْمَرْأَةُ غُلَامًا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَالْوَلَدُ (مَنْفُوسٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ» . 
ن ف س

شيء نفيس ومنفس، وقد نفس نفاسة وأنفس إنفاساً. وأنشد سيبويه:

لا تجزعي إن منفساً أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى

وأنفسته في الشيء ونفّسته فيه: رغّبته. وتنافسوا فيه: تراغبوا، ونافس صاحبه في كذا، وشيء متنافس فيه. وقد نفست عليّ بخير قليل. ونفست علي خيراً قليلاً حسدتني عليه ولم ترني أهلاً له نفساً ونفاسةً. وفلان ما ينفس علينا الغنيمة والظّفر. وما هذا النفس؟ أي الحسد.

ومن المجاز: دفق نفسه أي دمه. وعن النخعيّ: كلّ شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء. ومنه: النّفاس والنفساء، وقد نفست فهي منفوسة، ونفست بولدها فهو منفوس. قال:

كما سقط المنفوس بين القوابل

وأصابته نفس: عين. وفلان نفوس ونفساني. وشرب الماء بنفس واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشرب الماء بنفسٍ واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشربت من الماء نفساً وأنفاساً. قال جرير:

تعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشّم القراح

وشراب غير ذي نفس: كريه الطعم لا تنفّس فيه شاربه. قال الراعي:

وشربة من شراب غير ذي نفسٍ ... في كوكبٍ من نجوم الصيف وهاج

ومالي نفسٌ أي فرج. ونفّس الله عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نفسٍ من أمرك: في سعة. وتنفّس الصبح، وتنفّس النهار: طال. وتنفّس به العمر. وبلّغك الله أنفس الأعمار. وفي عمره تنفّس ومتنفس. قال عديّ بن الرعلاء الغسّانيّ:

والشيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمراً يكون خلاله متنفّس وغائط متنفّس: بعيد. وهذا الثوب أنفس الثوبين: أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفس من أرضك. وهذا المنزل أنفس المنزلين. وأنشد الأصمعيّ:

ولكن تنحّى جنبةً بعد ما دنا ... فكان كقاب القوس أو هو أنفس

وبيني وبينه نفس: بعد. وأنفٌ متنفّس: أفطس. وتنفّست القوس: تصدّعت. وفلان يؤامر نفسيه إذا اتجه له رأيان.
(نفس) - في الحديث: "بُعِثْتُ في نَفَسِ السَّاعَةِ"
قيل: فيه مَعْنَيان؛ أحدُهما أن يكُون المُراد به بُعِثْتُ في قُرْب الساعة، كقِوْله علَيه الصلاة والسَّلام: "مَن نَفَّس عن غَرِيمِه"  : أي بُعِثْتُ وقد حانَ قِيامُ السَّاعَةِ، إلَّا أنَّ الله عزّ وجلّ أخَّرهَا قلِيلًا، فبَعَثَنى في ذلك النَّفَسِ .
والآخر: أنَّهَ جَعَلَ للسّاعَة نفَسًا كنَفَس الإنسانِ، وأرَادَ إنّي بُعِثْتُ فىِ وَقْتِ أحُسُّ بنَفَسِها وقُربها، كما يُحَسُّ بنَفَس الإنسَان إذا قَرُبت منه: أي في وقتٍ بَانَ أشراطُها، وظهرت عَلاَمَاتُ قِيَامِها.
- وفي رِوَاية: "بُعِثْتُ في نَسَمِ السَّاعَةِ"
- في حديث عمرَ - رضي الله عنه -: "كُنَّا عنده فَتَنَفَّسَ رَجُلٌ"
يعنى أفاخَ، وخَرَج من تَحْتِه رِيح، شَبَّه خُروجَ الرِّيح مِن الدُّبُر بِخُروج النَّفَس مِن الفَم.
- وفي حديث أبى هُريرة - رضي الله عنه -: "أنّه [صلى الله عليه وسلم] صَلَّى على مَنْفُوسٍ"
: أي طِفْلٍ، يُقِالُ للَوَلَدِ حِين يُولَدُ: مَنْفوسٌ.
والمُراد من هذا: أَنّه صَلَّى عليه ولم يَعْمَل ذَنْبًا.
- ومنه حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أنّه أجبرَ بَنى عَمٍّ على مَنْفُوس"
: أي على إرْضَاعِه وتَرْبيَتِه.
- وفي الحديث: "ثم يَمشِىَ أنفَسَ منه"
: أي أَبْعَدَ قليلًا.
يُقَال أنت فِىِ نفَسٍ من أَمْرك: أي سَعَةٍ، وبينَ الفريقَين نفَسٌ، وفي الأمر نَفَسٌ؛ أي مُهْلةٌ، وهو أَنْفَسُ المنزِلَين.
: أي أبعَدهُمَا، وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ: أي بَعِيد بَطِين  - وقوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}
: أي من غَسَقِ اللّيل، كِالمتَنفِّسِ من الكَرْبِ.
وتَنَفَّسَ الِإناءُ والقَوْسُ: انشَقَّا وانصَدَعَا.
- في حديث المغيرة: "سَقِيمُ النِّفاس"
: أي أسقَمَتْه المُنافَسةُ ، والحسد.
- ومنه في حديث السَّقِيفة: "لم نَنْفَسْ عليك".
يقال: نفَس عليه بالشىء؛ إذا لم يَرَه أملَا له، وبَخِل به عليه
قال الخليل: نَفِسْت به عنه كبَخِلْت عليه وعنه.
- قال الله تعالى: {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} .

نفس


نَفَسَ(n. ac. نَفْس)
a. Injured.

نَفِسَ(n. ac. نَفَس)
a. [Bi], Was miserly, tenacious of.
b.(n. ac. نَفَاْسَة) ['Ala & acc.
or
Bi], Envied; thought unworthy of.
c.(n. ac. نَفَس
نَفَاْسَة
نِفَاْس), Was confined, delivered (woman). _ast;

نَفُسَ(n. ac. نَفَس
نَفَاْسَة
نِفَاْس
نُفُوْس)
a. Was precious, costly.
b. [pass.], Brought forth, bore.
c. [pass.], Was born.
نَفَّسَa. Cheered, comforted, refreshed.
b. [acc. & 'An], Relieved, rid of.
c. Cracked.

نَاْفَسَ
a. [Fī], Desired, aspired after.
b. [acc. & Fī], Strove with... for; envied.
أَنْفَسَa. Pleased.
b. [acc. & Fī], Made to desire.
c. see (نَفُسَ) (a).
تَنَفَّسَa. Breathed, drew breath.
b. Heaved ( a sigh ).
c. Appeared, shone, dawned; advanced (day);
became long, protracted.
d. Rose (water).
e. Split, became cracked.
f. Was relieved.

تَنَاْفَسَa. see III (a)b. [Fī], Strove for.
نَفْس
(pl.
أَنْفُس
نُفُوْس
27)
a. Soul; spirit; breath of life; vital principle
life.
b. Blood, life-blood.
c. Self; person, individual.
d. Essence, substance; reality.
e. Desire, will; purpose, intent, mind; appetite
passion.
f. Pride; disdain, scorn.
g. (pl.
أَنْفُس), Evil eye.
h. (pl.
أَنْفَاْس), Handful.
i. Vice.
j. Punishment.

نَفْسِيّa. Vital.
b. Psychological.
c. Sensual.

نُفْسَةa. Delay; breathing-time.

نَفَس
(pl.
أَنْفَاْس)
a. Breath; respiration.
b. Draught; gulp.
c. Pause; interval.
d. Free scope, freedom.
e. Long-winded speech.
f. Style.
g. Appetite, passion.

أَنْفَسُa. More esteemed &c.
b. Ampliest; longest.

مَنْفَس
(pl.
مَنَاْفِسُ)
a. Opening; breathinghole, air-hole, vent-hole.

نَاْفِسa. Smiting with the evil eye; evillooking
sinister.
b. The fourth arrow in a game.
c. see 25 (a) & 42
(a).
نِفَاْسa. Childbirth, confinement.

نَفِيْس
(pl.
نِفَاْس)
a. Precious, valuable, costly; highly-prized.
b. Much, abundant.

نَفِيْسَة
(pl.
نَفَاْئِسُ)
a. fem. of
نَفِيْس
نَفُوْسa. Envious.
b. Selfish.

نُفُوْسa. Strife.

نَفْسَاْنُa. see 33yi (a) (b).
c. see 26 (a)
نَفْسَاْنِيّa. Selfish-
b. Sensual, libidinous, voluptuous; voluptuary.
c. see 1yi
نَفْسَاْنِيَّةa. Selfishness.
b. Sensuality, voluptuousness.

نَفْسَآءُ
نُفَسَآءُ
(pl.
نُفْس
نُفَس
نُفُس نُفَّس
نِفَاْس
نُفَاْس
نُفَّاْس
نَوَاْفِسُ
&
a. نُفَسَاوَات ), In childbed
confined.
b. Pregnant.
c. Menstruating.

N. P.
نَفڤسَa. New-born.
b. see 25 (a)c. Smitten.

N. Ac.
نَفَّسَa. Amplification ( particle of ).
N. Ag.
أَنْفَسَa. see 25 (a) (b).
c. Wealth, valuables.

N. P.
أَنْفَسَa. see 25 (b)
N. Ag.
تَنَفَّسَa. Breathing; animate.

N. P.
تَنَفَّسَa. Mouth, air-passage &c.

N. Ac.
تَنَفَّسَa. Respiration, breathing.

مُنْفَِسَة
a. Valuable; treasure.

نَفَسَآء
a. see 42
أَنْفَاسًا
a. At intervals.

مَنْفُوْس بِهِ
a. مُتَنَافِس فِيْهِ In great request
highly prized.
إِشْرَب نَفَس
a. [ coll. ], Smoke a water-pipe.

هُوَ فِى نَفَس مِن
أُمُوْرِهِ
a. He acts as he pleases.

بِنَفْسِهِ
a. or
جَآءَ فِى نَفْسُهُ He came
himself.
نَفْس الأَمْر
a. The essence of the matter.

نَفْس الشَّيْء
a. The thing itself.

شَرَاب ذُو نَفَس
a. Agreeable drink.
النفس: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية، وسماها الحكيم: الروح الحيوانية، فهو جوهر مشرق للبدن فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه. وأما في وقت النوم فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه، فثبت أن النوم والموت من جنس واحد؛ لأن الموت هو الانقطاع الكلي، والنوم هو الانقطاع الناقص، فثبت أن القادر الحكيم دبر تعلق جوهر النفس بالبدن على ثلاثة أضرب: الأول إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن ظاهره وباطنه، فهو اليقظة، وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه، فهو النوم، أو بالكلية، فهو الموت.

النفس الأمَّارة: هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الحسية، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية، فهي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة.

النفس اللوامة: هي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن سنة الغفلة، كلما صدرت عنها سيئة، بحكم جبلتها الظلمانية، أخذت تلوم نفسها وتتوب عنها.

النفس المطمئنة: هي التي تم تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة، وتخلقت بالأخلاق الحميدة.

النفس النباتي: هو كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولد ويزيد ويغتذي، والمراد بالكمال: ما يكمل به النوع في ذاته، ويسمى: كمالًا أول، كهيئة السيف للحديدة، أو في صفاته، ويسمى كمالًا ثانيًا، كسائر ما يتبع النوع من العوارض، مثل القطع للسيف، والحركة للجسم، والعلم للإنسان.

النفس الحيواني: هو كمال أول لجسم طبيعي، آلي من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة. 

النفس الإنساني: هو كمال أول لجسم طبيعي، آلي من جهة ما يدرك الأمور الكليات ويفعل الأفعال الفكرية.

النفس الناطقة: هي الجوهر المجرد عن المادة في ذواتها مقارنة لها في أفعالها، وكذا النفوس الفلكية، فإذا سكنت النفس تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت مطمئنة، وإذا لم يتم سكونها ولكنها صارت موافقة للنفس الشهوانية ومعترضة لها، سميت: لوامة؛ لأنها تلوم صاحبها عن تقصيرها في عبادة مولاها، وإن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان، سميت: أمارة.

النفس القدسية: هي التي لها ملكة استحضار جميع ما يمكن للنوع أو قريبًا من ذلك، على وجه يقيني، وهذا نهاية الحدس.

النفس الرحماني: عبارة عن الوجود العام المنبسط على الأعيان عينًا، وعن الهيولي الحاملة لصور الموجودات، والأول مرتب على الثاني، سمي به تشبيهًا لنفس الإنسان المختلف بصور الحروف مع كونه هواء ساذجًا في نفسه، وعبر عنه بالطبيعة عند الحكماء. وسميت الأعيان كلمات، تشبيهًا بالكلمات اللفظية الواقعة على النفس الإنساني بحسب المخارج، وأيضًا كما تدل الكلمات على المعاني العقلية كذلك تدل أعيان الموجودات على موجدها وأسمائه وصفاته وجميع كمالاته الثابتة له بحسب ذاته ومراتبه، وأيضًا كل منها موجود بكلمة كن، فأطلق عليها الكلمة إطلاق اسم السبب على المسبب.

نفس الأمر: هو عبارة عن العلم الذاتي الحاوي لصور الأشياء كلها، كلياتها وجزئياتها، وصغيرها وكبيرها، جملةً وتفصيلًا، عينية كانت أو علمية. 
نفس: نفس: رأى أن فلانا جدير ب: وكذلك نفس ب ضن ومن وعليه بخبر حسده عليه (معجم الطرائف).
نفس: حسده بشيء ما وكذلك لم ير الشيء أهلا له (معجم الطرائف، عبد الواحد 194) واسم المصدر فيه نفاسة (95: 8).
نفس: الوليد الذي يلي مولودا سبقه (الكالا).
نفس: زفر، أخرج الهواء الذي استنشقه (الكالا).
نفس: شهق، أخذ الهواء إلى رئته (نبريجا).
نفس: أخرج بخارا، فاح، انتشرت رائحته (فيكتور).
نفس: عرضه للهواء (بوشر).
نفس الشجر: أزال التربة عن أسفل الأشجار وهذا ما يدعى بالتنفيس (ابن العوام 1: 518 و 1: 545 و 1: 546).
نفس عن أحدهم: خفف عنه، ارتخى بعد أن كان متشددا وتشبيها نفس عن يد فلان (النويري أسبانيا 497): (لما كانوا قد ربطوا منه اليدين قال: نفسوا عني وأطلقوا يدي لأستريح ساعة. فنفسوا عن يده فاخرج من خفه سكينا كالبرق ... الخ).
نفس تحت الماء: عام تحته (ديلاب 160).
نفس: عز (فوك).
نافس: حسده على شيء من الأشياء أو حسده في أمر من الأمور (غوليوس) (كليلة ودمنة 239: 4). منافسة: envie رغبة، ميل، غيرة، حسد (المقدمة 1: 21، 8 و22، 13 المقري 1: 132).
نافسه في: نازعه أو خاصمه في أمر من الأمور (بوشر).
نافس: زاحم، بارى أو تبارى مع فلان (عباد 1: 239 رقم 73: 2: 158).
نافس: بذل جهده في (عباد 1: 239 رقم 73).
نافسته نفسه إلى: صبا الى، تطلع إلى، تاق الى، طمح إلى (معجم الجغرافيا).
أنفس: أجود (محيط المحيط).
ما أنفس نفسه: يا لنبل روحه! (معجم بدرون).
تنفس: أخذ نفسا (عباد 1: 258).
تنفس: بمعنى عاش (المقري 1: 259): لو تنفس صاحب هذا القبر.
تنفس الصعداء: أي بعمق حين تستعمل الكلمة وحدها (عباد 1: 324 و387 ورقم 276 وابن خلكان 1: 347 ومولر 27: 15 ألف ليلة 11: 8).
تنفس: عصفت الريح (ابن جبير 71: 10 و12).
تنفس: نشر رائحة طيبة (معجم البيان).
تنفس: عرض نفسه للهواء (معجم المنصوري): فياح هو المكان الواسع المتنفس الطيب الهواء (ابن الجوزي 146): ينبغي لمن شوى لحما أن يتركه يتنفس ولا يغمه فإنه يضر.
تنفس: عز، ارتفع سعره (فوك).
تنافس: تخاصم على شيء (معجم بدرون ومسلم) (بوشر).
تنافسوا: تخاصموا بينهم على شيء (أي حين يتعلق الأمر بأكثر من واحد من المنافسين) (المقدمة 2: 345، دي ساسي كرست 2: 9) وكذلك عند تعلقه بشخص واحد وهناك أيضا تنافس مع (المصدر نفسه) وتنافس كل منهما مع الآخر.
تنافس: في الحديث عن شخصين طلبا الزواج من امرأة واحدة (عادات 3).
استنفس: حكم بأنه (نفيس) أي حكم بنفاسته (معجم ابن جبير).
نفس. النفس: اصطلاح فلسفي، النفس الكونية (المقدمة 1: 180).
في نفسك تسئلني -المفروض: تسألني. المترجم- عن ابنتك: أي انك تنوي ان تسألني عنها (ألف ليلة 1: 91).
نفسه صغيرة: متواضع (بوشر).
مالي نفس حتى: لست بسبيل أن، لست مواظبا على، لا أرتاح ل، لا رغبة لي في (بوشر).
نفس: الداخل، الباطن، المنزل الخاص (المبنى) (على سبيل المثال) (دي ساسي كرست 1: 137): كانت تشرب (القهوة) في نفس الجامع. من نفس القناة (مثال ثان) (حيان بسام 3؛ 49): فانهارت في نفس ذلك السرب صخرة عظيمة الجرم صفوانة الخلق من حجارة بنائه الأول سدت السرب بأسره فعدموا الماء ويئسوا من الحياة.
في نفس الأمر: في الحقيقة، حقيقة (ألف ليلة رقم 239: 4).
حسب مع نفسه: جمعه في ذهنه (الماوردي 344: 2) (المقدمة 2: 16).
نبت لنفسه: نما (الزرع) ذاتيا دون أن يزرعه أحد أو يعني به (ابن العوام 1: 60): منابت تنبت لنفسها لا يصلحها ولا يفلحها الناس (249: 16و 253: 9) حيث يجب أن تقرأ الجملة وفقا لمخطوطتنا يشبه الأرض الجبلية التي ينبت لنفسه فيها (255: 17 و21 ابن البيطار 2: 547).
في نفسه: نفس، عين، وعلى سبيل المثال حضرموت في نفسها (معجم الجغرافيا).
بنفس ما: في اللحظة نفسها (المقري 1: 121) ويؤتى بالحيات والعقارب إلى سرقسطة حية فبنفس ما تدخل في جوف البلد تموت -لاحظ انتشار العامية في الأندلس. المترجم-.
في نفسه مثل بنفسه: مستقلا (معجم الجغرافيا).
نفس: شهية، ذوق، الميل للطعام (على سبيل المثال): (ماله نفس يأكل ليس له شهوة إلى الطعام) (بوشر، رايسك) (عند فريتاج) ذكر نفس وعدها مرادفا للشهية إلا أنه أخطأ ففي (محيط المحيط): (والعامة تستعملها بمعنى طلب يقول -في المخطوطة الأولى تقول- ليس لي نفس للأكل).
نفوس: انفعالات، هوى، شهوات، وجد، شغف، نزق، حدة، شجار، نزاع، جدال، أن الأمثلة التي ضربها (فريتاج) ليست بعيدة وكان الأجدر به أن يقدم الأمثلة التي قدمها (دي ساسي كرست 1: 139 و10: 445 رقم 5).
بيت النفس؟. (ألف ليلة 3: 216): وتقدم منجم قد صادفه رجل في بيت النفس: الشرح الذي قدمه (هابيشت) في معجمه (ص 6) غير مقبول.
نفس: تأوه، حسرة، تنهد (عباد 1: 64).
نفس: كل صوت بين اللفظ أو غير بين، يرافق إخراج الهواء من الرئتين، يقال كذلك ولت بأنفاس خافته، أي هربوا يتهامسون، فيما بينهم، لكي لا يراهم العدو أو لأن قواهم اضمحلت (فليشر على المقري 2: 574، 8 برشت 102) (انظر المقري 1: 136: 12): ترد كلمة نفس في معرض الحديث عن رجل يشتغل بالفلسفة أو الفلك فيتهمه الناس بالزندقة فيقال قيدت عليه أنفاسه فأصبح لا يستطيع أن لا يتلفظ كلمة ما دون ان يثيروا عليه الثائرة.
نفس: نفخة ريح (ابن جبير 71: 13، القلايد 54: 10) وساعدته الريح بنفس. وعنده (331: 2) نقرأ أيضا: نفس ناري يخرج من فوهات براكين صقلية.
نفس: رائحة زكية (معجم البيان).
نفس: في (محيط المحيط): (والنفس من التنبك ما يشرب منه بمرة).
نفس في (محيط المحيط): (نفس الشاعر أو المؤلف طريقة كتابته باعتبار اللغة وترتيب الألفاظ).
نفس الانتصاب: في (محيط المحيط): (نفس الانتصاب عند الأطباء هو أن لا يتأتى النفس للشخص إلا بانتصاب الرقبة).
النفس المنتصف: في (محيط المحيط): (والنفس المنتصف عند الأطباء هو أن تكون الآفة في منتصف الرئة والنصف الآخر سالم). -هل المقصود أن تكون الآفة في إحدى الرئتين وتكون الأخرى سالمة؟ المترجم-. نفس: احذف من (فريتاج) appetitus لأنها نفس (انظرها في الفاء الساكنة).
نفسه: هو ما يدعى بالفارسية كاوشير (باين سميث 1627 و1630) وعود الجاوشير نفسه.
نفسة: نسمة (معجم الجغرافيا).
روح نفساني: انظر العبارة المذكورة في (معجم المنصوري) المذكور في مادة (بطن).
نفساني: أي خاص بالنفس (المقدمة 1: 194)؛ الكلام النفساني: حديث الروح الكونية (المقدمة 1: 177).
نفساني: شخصي (بوسييه، المقري 3: 61): بعد أن قص أحد سفراء سلطان غرناطة الذي اطلع على محتوى رسالة (ابن الخطيب) إلى أحد الملوك المسيحيين الذي أثارته الرسالة إلى حد البكاء فصاح (هل يقتل مثل هذا الرجل؟!!) وقد أضاف المؤلف، موجها الخطاب إلى القارئ: فانظر بكاء العدو والكافر على هذا العلامة وقتل إخوانه في الإسلام له على حظ نفساني أي أن ابن الطيب قد حكم عليه بالموت من قبل إخوان له في الدين، لسبب شخصي.
نفاس: الزمن الذي يعقب الولادة وهي محرمة من وجهة نظر الدين (لين عادات 2: 309).
نفاس البيض: وضع البيض (الكالا).
نفيس: قديس، محترم، إنسان فاضل جدا (معجم الجغرافيا).
نفيسة والجمع نفساء عند (فوك) ونفائس (الكالا) المرأة إذا وضعت، وهناك مثل يقول يبعث الصبيان إلى النفائس أي (يرسل الصبيان إلى النساء اللواتي في المخاض) أو يقترف الحماقات.
نفاسة: نبل الأخلاق (معجم الادريسي): لأهلها همة ونفاسة (هوجفلايت 47: 3): وكانا (طفلاه) كوكبي رئاسته ووارثى نفاسته.
نفاسة حسنهن: أي جمالهن البارع (معجم الادريسي).
نفاسي. استفراغات نفاسية: جريان دم المخاض (بوشر).
نفوسي: نعت لقماش يصنع في مدن نفوسة (معجم الجغرافيا).
نفاسة: برودة الحمى (بيرتون 1: 370).
أنفس: نبيل جدا (معجم الادريسي).
أنفس: في (محيط المحيط): (والعامة تقول هذا انفس من ذاك أي أكبر منه قليلا).
تنفسة: تنهيدة (الأغاني 1: 146) (بولاق).
تنفيس: تنفس (بوشر).
تنفيس: انظر نفس.
تنفيس: حرف التنفيس (انظر لقي- تلقى القسم في حرف التنفيس) اصطلاح في النحو (دي ساسي نحو 1: 504).
تنافيس: من أمراض الجلد (سانج).
منفس والجمع منافس: فتحة لدخول الضوء أو لدخول الهواء إلى مكان تحت الأرض (بوشر، هلو، فوك): مروحة هوائية (شيرب: بكري 87): غار عظيم وفي أعلاه منافس كأفواه الآبار (كارتاس 118: 7): أخذ قوما من اتباعه ودفنهم أحياء وجعل لكل واحد منهم متنفسا في قبره إلا أن الكلمة يجب أن تقرأ منفسا لأننا سنجد فيما بعد (1: 5): فأغلق على أصحابه الذين دفنهم المنافس التي ترك لهم (كلمة كانت التي وردت في النص زائدة؛ فضلا عن عدم ورودها في مخطوطتنا) (عباد 2: 215) وكان الموضوع يتعلق بغرفة الحمام: وسد المنافس للهواء دونهم إلى أن هلكوا (انظر منفذ).
منفس: منفذ القناة، فتحة يمر منها الماء (ابن جبير 261: 7): سقاية لها منافس ينصب منها الماء في سقاية صغيرة (الادريسي، كليم 4 القسم الثالث): وفي هذه القنطرة منافس تفرغ من البحر إلى البحيرة ومن البحيرة إلى البحر (معجم الجغرافيا)؛ انظر منفذ.
منفذ: كوة مستديرة (بوسييه، البكري 2: 77) أبواب هذه المدينة محنية كلها عليها منافس.
منفس: منفذ يخرج منه الدخان (فوك) (ابن بطوطة 2: 337).
منافس: منافذ هوائية، فتحات في الأفران مغطاة بحواجز مشبكة، شبكة، حاجز مشبك (بوشر).
منفس: فوهة البركان (ابن جبير 331: 2، أماري 118: 4، 136، 3، القزويني 1: 166: 14).
منفس: سم (والجمع مسام) (بوشر)؛ منافس الشعر؛ مسام الشعر (بوسييه).
منافس: ربلات الساق (مرض يصيب الخيل فيسبب ارتخاء ربلة الساق) (دوماس حياة العرب 190).
[نفس] نه: فيه: لأجد "نفس" الرحمن من قبل اليمن، قيل: عني به الأنصار، لأن الله نفس بهم الكرب عن المؤمنين وهم يمانون لأنهم من الأزد، وهو مستعار من نفس الهواء الذي يرده التنفس إلى الجوف فيبرد من حرارته ويعدلها، أو من نفس الريح الذي يتنسمه فيستروح إليه، أو من نفس الروضة وهو طيب روائحها فينفرج به عنه، يقال: أنت في نفس من أمرك، واعمل وأنت في نفس من عمرك أي في سعة وفسحة قبل المرض والهرم ونحوهما. ومنه ح:نافس. وح: الكلاب من الجن فإن غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن فإن لهن "أنفسًا" وأعينًا. ن: من شر كل "نفس"، أي نفس الآدمي أو عينه، فإن النفس يطلق على العين، كرجل نفوس أي يصيب الناس بعينه. نه: وفيه: كل شيء ليست له "نفس" سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه. ط: على رقبته "نفس" له صياح، أي نفس مملوكة يكون قد غلها من السبي. وفيه: كما يلهمون "النفس"، فيه مشاكلة أي لا تكليف ولا تعب لهم في التسبيح كما لا تعب في النفس- أي التنفس، وهو لازم لهم لزوم التنفس للحيوان. وفيه: ما حدثت به "أنفسها"- برفع سين، أي حدثت به بغير اختيار، وبنصبها إرادة لنوع يستجلبه الطبع فيتبعه النفس. ن: هو بالنصب لحديث: إن أحدنا يحدث "نفسه"، وأهل اللغة يرفعونه يريدون بغير اختيارها، لقوله تعالى: "ونعلم ما توسوس به "نفسه"". ك: "نفسي نفسي" أي نفسي هي التي يستحق أن يشفع لها. ن: ذكرته في "نفسي"، أي ذاتي، ويجيء بمعنى الغيب نحو "تعلم ما في "نفسي"" أي غيبي، أي إذا ذكره العبد خاليًا أثابه بما لا يطلع عليه أحد. وح: أصدقها "نفسها"، هو من خصائصه صلى الله عليه وسلم نكاحه بلا مهر برضاها. غ: خرجت "نفسه": روحه؛ الأزهري: هما نفسان: أحدهما يزول بزوال العقل، والثاني يزول بزوال الحياة. و"إلا "كنفس" واحدة" أي كخلق نفس واحدة. كنز: أقدم إليك بين يدي كل "نفس"، هو بالحركة: دم.
نفس
النَّفْسُ: الرُّوْحُ، يقال: خَرَجَتْ نَفْسُه، قال:
نَجَا سالِمٌ والنَّفْسُ منه بِشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إلاّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا
أي بِجِفْنِ سَيْفٍ وبِمِئْزَرِ.
والنَّفْسُ - أيضاً -: الجَسَدُ، قال أوس بن حَجَر:
نُبِّئْتُ أنَّ بَني سُحَيْمٍ أدْخَلُوا ... أبْيَاتَهم تامُوْرَ نَفْسِ المُنْذِرِ
والتّامُور: الدّم.
وأمّا قَوْلُهم: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُوْنَه، لأنَّهُم يُرِيْدونَ بِهِ الإنْسَانَ. والنَّفْسُ: العَيْنُ، يقال: أصابَتُ فلان نَفْسٌ. ونَفَسْتُكَ بنَفْسٍ: أي أصَبْتُكَ بِعَيْنٍ. والنّافِس: العائنُ. وفي حديث محمّد بن سِيْرِين أنَّه قال: نُهِيَ عن الرُّقى إلاّ في ثَلاثٍ: النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنَّفْسِ. ومنه حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: الكِلابُ مِنَ الجِنِّ، فإذا غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعامشكم فألْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً. ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - حِيْنَ مَسَحَ بَطْنَ رافِع - رضي الله عنه -: فألقى شَحْمَةً خَضْرَاءَ كانَ فيها أنْفُسُ سَبْعَةٍ. يَرِيْدُ عَيَوْنَهم.
وقوله تعالى:) ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بأنْفُسِهم خَيْراً (، قال ابنُ عَرَفَة: أي بأهْلِ الإيمان وأهْلِ شَرِيْعَتِهم.
وقوله تعالى:) ما خَلْقُكُم ولا بَعْثُكُمُ إلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ (أي كَخَلْقِ نَفْسٍ واحِدَة، فَتُرِكَ ذِكْرُ الخَلْقِ وأُضِيْفَ إلى النَّفْسِ، وهذا كما قالَ النابِغة الذُبْيَاني:
وقد خِفْتُ حتى ما تَزِيْدَ مَخافَتي ... على وَعِلٍ في ذي المَطَارَةِ عاقِلِ
أي على مَخَافَةِ وَعِلٍ.
والنَّفْسُ - أيضاً -: العِنْدُ، قال الله تعالى:) تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في نَفْسِكَ (أي تَعْلَمُ ما عِندِي ولا أعْلَمُ ما عِنْدَك، وقال ابن الأنباريّ: أي تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في غَيْبكَ، وقيل: تَعْلَمُ حَقيقَتي ولا أعْلَمُ حَقِيْقَتَك.
ونَفْسُ الشيء: عَيْنُه، يُوَكَّدُ به، يقال: رأيْتَ فلان نَفْسَه وجاءني بِنَفْسِه.
والنَّفْسُ - أيضاً -: دَبْغَةٍ مِمّا يُدْبَغُ به الأدِيْمُ من القَرَظ وغيرِه، يقال هَبْ لي نَفْساً من دِباغٍ. قال الأصمَعيّ: بَعَثَتِ امرأةٌ مِنَ العَرَبِ بِنْتاً لها إلى جارَتِها فقالَت: تقولُ لَكِ أُمِّي: أعْطِيْني نَفْساً أو نَفَسَيْنِ أمْعَسُ به مَنِيْئتي فإنّي أفِدَةٌ؛ أي مُسْتَعْجِلَةٌ؛ لا أتَفَرَّغُ لاتِّخاذِ الدِّباغِ من السُّرْعَةِ.
وقال ابن الأعرابيّ: النَّفْسُ: العَظَمَة. والنَّفْسُ: الكِبْرُ. والنَّفْسُ: العِزَّة. والنَّفْسُ: الهِمَّة. والنَّفْسُ: الأنَفَة.
والنّافِسُ: الخامِسُ من سِهَامِ المَيْسَر، ويقال: هو الرَّابِع.
والنَّفَسُ - بالتحريك -: واحِدُ الأنْفاسِ، وفي حديث النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسَلَّم -: أجِدُ نَفَسَ رَبِّكُم من قِبَلِ اليَمَن. هو مُسْتَعار من نَفَسِ الهَوَاءِ الذي يَرُدُّه المُتَنَفِّسُ إلى جَوْفِهِ فَيُبَرِّد مِن حَرَارَتِه ويُعَدِّلُها، أو مِن نَفَسِ الرِّيح الذي يَتَنَسَّمُه فَيَسْتَرْوِح إليه ويُنَفِّسُ عنه، أو مِن نَفَسِ الرَوْضَةِ وهو طِيْبُ رَوائحِها الذي يَتَشَمَّمْه فَيَتَفَرَّج به، لِمَا أنْعَمَ به رَبُّ العِزَّة مِنَ التَّنْفيسِ والفَرَجِ وإزالَة الكُرْبَة. ومنه قولُه - صلى الله عليه وسلّم -: لا تَسُبُّوا الرِيْحَ فإنَّها من نَفَسِ الرحمن. يُريدُ بها أنَّها تُفَرِّجُ الكُرَبَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُنْشِئُ السَّحَابَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ. وقولُه: " من قِبَلِ اليَمَنِ " أرادَ به ما تَيَسَّرَ له من أهل المَدينَة - على ساكِنيها السّلام - من النُّصْرَة والإيْواءِ، ونَفَّسَ اللهُ الكُرَبَ عن المؤمِنينَ بأهْلِها، وهم يَمَانُوْنَ.
ويقال: أنتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَةٍ. واعْمَلْ وأنْتَ في نَفَسٍ من عُمُرِكَ: أي في فُسْحَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والمَرَضِ وَنَحوِهما. وقال الأزهَريّ: النَّفَسُ في هذَين الحَدِيْثَيْنِ: اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحقيقيّ، من نَفَّسَ يُنَفِسُّ تَنْفِيْساً ونَفَساً، كما يقال: فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْرِيْجاً وفَرَجاً، كأنَّه قال: أجِدُ تَنْفِيْسَ رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَنِ، وكذلك قولُه - صلى اله عليه وسلّم -: فإنَّها من نَفَسِ الرَّحمن، أي من تَنْفِيْسِ الله بها عن المَكْرُوْبِيْنَ.
وقَوْلُه:
عَيْنَيَّ جُوْدا عَبْرَةً أنْفاسا
أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ.
وقال أبو زَيد: كَتَبْتُ كِتَاباً نَفَساً: أي طَويلاً. والنَّفَسُ - أيضاً -: الجُرْعَةُ، يقال: اكْرَعْ في الإناءِ نَفَساً أو نَفَسَيْنِ ولا تَزِدْ عليه. والشُّرْبُ في ثَلاثَةِ أنْفاسٍ سُنَّة. ومثال نَفَسٍ وأنْفاسٍ: سَبَبٌ وأسْبابٌ، قال جَرير:
تُعَلِّلُ وهي ساغِبَةُ بَنِيها ... بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
ويقال: شَرَابٌ غَيرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِيْهَ الطّعْمِ آجِناً إذا ذاقَه ذائقٌ لم يَتَنَفَّسْ فيه، وإنَّما هي الشَّرْبَةُ الأولى قَدْرُ ما يُمْسِك رَمَقَه ثمَّ لا يَعُودُ له لأجُوْنَتِه، قال الراعي:
وشَرْبَةٍ من شَرَابِ غَيرِ ذي نَفَسٍ ... في كَوْكَبٍ من نجومِ القَيْظِ وهّاجِ
سَقَيْتَها صادِياً تَهْوِي مَسامِعَه ... قد ظَنَّ أنْ لَيْسَ من أصْحَابِهِ ناجِ
ويُروى: " غَيرِ ذي قَنَعٍ " أي ذي كَثْرَةٍ؛ أي هِيَ أقَلُّ من أنْ تَشْرَبَ منها ثَمَّ تَتَنَفَّسَ.
وقال ابن الأعرابيّ: شَرَابٌ ذو نَفَسٍ: أي فيه سَعَةٌ ورِيٌّ.
وشَيْءٌ نَفِيْسٌ ومَنْفوسٌ: يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ، قال جَرير:
لو لم تُرِد قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ ... مِمّا يُخالِط حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوْسِ
المُطَّرَفُ: المُسْتَطْرَفُ.
ولفلان نَفِيْس: أي مال كثير. وما يَسُرُّني بهذا الأمْرِ نَفِيْسٌ.
وهذا أنْفَسُ مالي: أي أحَبُّه وأكْرَمُه عندي.
ونَفِسَ به - بالكسر -: أي ضَنَّ به.
ونَفِسْتُ عليه الشَّيْء نَفَاسَة: إذا لم تَرَهُ أهْلاً له.
ونَفِسْتَ عَلَيَّ بِخَيْرٍ قَليل: أي حَسَدْتَ. وقال أبو بكر - رضي الله عنه - يومَ سَقِيْفَة بَني ساعِدَة: مِنّا الأُمَراءُ ومنكم الوُزَراءُ، والأمرُ بَيْنَنا وبَيْنَكُم كَقَدِّ الأُبْلُمَةِ، فقال الحُبَابُ بن المُنْذِر - رضي الله عنه -: أمَا واللهِ لا نَنْفَسُ أنْ يكونَ لكم هذا الأمْرُ، ولكنّا نَكْرَهُ أنْ يَلِيَنا بَعْدَكم قَوْمٌ قَتَلْنا آباءهم وأبْناءهم. قال أبو النَّجْمِ:
يَرُوْحُ في سِرْبٍ إذا راحَ انْبَهَرْ ... لم يَنْفَسِ اللهُ عَلَيْهِنَّ الصُّوَرْ
أي لم يَبْخَلْ عليهنَّ بتَحْسِيْنِ صُوَرِهِنَّ. يقال: نَفِسْتُ عليكَ الشَّيْء: إذا لم تَطِبْ نَفْسُكَ له به. ونَفِسْتُ به عن فلان: كقَوْلهم: بَخِلْتُ به عليك وعنه، ومنه قوله تعالى:) ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عن نَفْسِه (.
ونَفُسَ الشَّيْءُ - بالضم - نَفَاسَةً: أي صارَ مَرْغُوباً فيه.
والنِّفَاسُ: وِلادُ المَرْأةِ، قال أوْس بن حَجَرٍ:
لنا صَرْخَةٌ ثُمَّ إسْكاتَةٌ ... كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ
فإذا وَضَعَتْ فهي نُفَسَاءُ ونَفْسَاءُ - مثال حَسْنَاءَ - ونَفَسَاءُ - بالتحريك -. وجمع النُّفَسَاءِ: نِفَاسٌ - بالكسر -، وليس في الكلام فُعَلاَءُ يُجْمَعُ على فِعَالٍ غيرِ نُفَسَاءَ وعُشَرَاءَ، وتُجْمَعَانِ - أيضاً - نُفَسَاواتٍ وعُشَراواتٍ. وامْرَأَتانِ نُفَسَاوانِ؛ أبْدَلُوا من همزة التَّأنيثِ واواً. وقد نَفِسَت المَرْأَةُ؟ بالكسر -، ويقال أيضاً: نُفِسَت المرأة غُلاماً؟ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -، والوَلَدُ مَنْفُوْسٌ. وفي حديث النَّبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوْسَة إلاّ وقد كُتِبَ مكانُها من الجَنَّة والنّار. وفي حديث سعيد بن المُسَيَّب: لا يَرِثُ المَنْفوسَ حتى يَسْتَهِلُ صارِخاً. ومنه قولُهم: وَرِثَ فلان هذا قَبْلَ أنْ يُنْفَسَ فلان: أي قَبْلَ أن يُوْلَدَ.
ونَفِسَت المَرْأةُ - بالكسر -: أي حاضَت، وقال أبو حاتِم: ويقال: نُفِسَت - على ما لَم يُسَمّ فاعِلُه -. ومنه حديث أُمُّ سَلَمَة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: كُنتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - في الفِرَاشِ، فَحِضْتُ فانْسَلَلْتُ، وأخْذْتُ ثِيابَ حِيْضَتي ثُمَّ رَجَعْتُ، فقال: أنَفِسْتٍ؟؛ أي أحِضْتِ؟. وفي حديثٍ آخَرَ: أنَّ أسْماء بِنْت عُمَيْس - رضي الله عنها - نَفِسَتْ بالشَّجَرة، فأمَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلّم - أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - أنْ يَأْمُرَها بأنْ تَغْتَسِلَ وتُهِلَّ.
ونَفِيْسٌ: من الأعْلام.
وقَصْرُ نَفِيْسٍ: على مِيْلَيْنِ من المّدينَة - على ساكنيها السلام -، يُنْسَبُ إلى نَفِيْسٍ بن محمد من مَوالي الأنْصَارِ.
ولكَ في هذا الأمر نُفْسَةٌ - بالضم -: أي مُهْلَةٌ. ونَفُوْسَةُ: جِبال بالمَغْرِب بَعْدَ إفْرِيْقِيَة.
وأنْفَسَني فلان في كذا: أي رَغَّبَني فيه. وأنْفَسَه كذا: أي أعْجَبَه بنَفْسِه ورَغَّبَه فيها. وفي حديث سعيد بن سالِم القَدّاح وذَكَرَ قِصَّة إسماعيل وما كانَ من إبراهيم - صلوات الله عليهما - في شأنِهِ حينَ تَرَكَه بِمَكَّةَ مع أُمِّه، وأنَّ جُرْهُمَ زَوَّجُوه لَمّا شَبَّ، وتَعَلّمَ العَرَبِيّة، وأنْفَسَهُم، ثمَّ إنَّ إبراهيم - صلوات الله عليه - جاءَ يُطالِع تَرْكَتَه. ومنه يقال: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفَسٌ أيضاً، قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ رضي الله عنه:
لا تَجْزَعي إنْ مُنْفِساً أهْلَكْتَهُ ... وإذا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذلكَ فاجْزَعي
ويقال: ما يَسُرُّني بهذا الأمرِ مُنْفِسٌ: أي نَفِيْسٌ. ولفلانٍ مُنْفِس: أي مالٌ كثيرٌ.
ونَفَّسْتُ فيه تَنْفِيْساً: أي رَفَّهْتُ، يقال: نَفَّسَ الهُ عنه كُرْبَتَه: أي فَرَّجَها، قال رؤبة:
ذاكَ وأشْفي الكَلِبَ المَسْلُوْسا ... كَيّاً بِوَسْمِ النّارِ أو تَخْيِيْساً
بِمِخْنَقِ لا يُرْسِلُ التَّنْفِيْسا
وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: مَنْ نَفَّسَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُنْيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يوم القِيامَة.
وتَنَفَّسَ الرَّجُل. ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التَّنَفُّسِ في الإناء. وفي حديث آخَر إنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - كانَ يَتَنَفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. والحَديثانِ ثابِتان، والتَّنَفُّس له مَعْنَيَان: أحَدُهما أن يَشْرَبَ ويَتَنَفَّسَ في الإناء من غيرِ أن يُبِيْنَه عن فيه؛ وهو مَكروه؛ والتَّنَفُّس الآخَر أن يَشْرَب الماءَ وغيره مِنَ الإناء بثلاثَةِ أنْفاسٍ فَيُبِيْنَ فاهُ عن الإناءِ في كُلِّ نَفَسٍ.
وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ: إذا تَبَلَّجَ، قال الله تعالى:) والصُّبْحِ إذا تَنَفَسَّ (، قال العجّاج يَصِفُ ثوراً:
حتى إذا ما صُبْحُهُ تَنَفَّسا ... غَدا يُباري خَرَصاً واسْتَأْنَسا
وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَت.
ويقال للنَهارِ إذا زادَ: تَنَفَّسَ، وكذلك المَوجُ إذا نضخ الماءَ.
وتَنَفَّسَتْ دِجْلَةُ: إذا زادَ ماؤها.
ونافَسْتُ في شَيْءٍ: إذا رَغِبْتَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم.
وتَنَافَسوا فيه: أي رَغِبوا فيه، ومنه قوله تعالى:) وفي ذلك فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنافِسُونَ (.
والتركيب يدل على خُروج النَّسِيم كيفَ كانَ من ريحٍ أو غَيْرِها، وإلَيْهِ تَرْجِعُ فُرُوعُه.
نفس
نفَسَ يَنفُس، نَفْسًا، فهو نافِس، والمفعول مَنْفوس
• نفَس ولدَ جارِه: حسَدَه، أصابَه بعَيْن "استعذتُ بالله من النَّافِس". 

نفُسَ يَنفُس، نفاسَةً ونُفوسًا ونِفَاسًا ونَفَسًا، فهو نافس ونَفِيس
• نفُس الشّيءُ: كان عظيم القيمة "نفُس الذّهبُ/ المعدنُ/ الحجرُ الكريمُ- معدِنٌ نفيس". 

نفِسَ/ نفِسَ بـ ينفَس، نِفاسًا ونَفَسًا ونَفاسةً، فهو نُفَساءُ، والمفعول منفوس به
• نفِستِ المرأةُ: ولَدت "امرأةٌ نُفساءُ- دم النِّفاس" ° نُفِست المرأةُ: صارت نُفساء.
• نَفِس بالشّيءِ: ضَنَّ به وبخل. 

تنافسَ/ تنافسَ في يتنافس، تنافُسًا، فهو مُتنافِس، والمفعول مُتنافَس فيه
• تنافس التلاميذ/ تنافس التَّلاميذُ في المذاكرة: نافس بعضُهم بعضًا، تسابقوا وتباروا فيها دون أن يَضرّ أحدهم بالآخر "تتنافس الدَّولتان في تنمية الصِّناعة- {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} ". 

تنفَّسَ يتنفَّس، تنفُّسًا، فهو مُتنفِّس
• تنفَّس الشَّخصُ أو الحيوانُ: أدخل الهواءَ إلى رئتيه وأخرجه منهما "تنفّس بارتياح/ من فمه/ بصعوبة" ° تنفَّس الصُّعداء: تنفّس نفَسًا طويلاً من همٍّ أو تعَب/ أحسّ بالراحة والاطمئنان- تنفَّس النَّفسَ الــأخير: مات.
• تنفَّس الصُّبْحُ: ظهر وتبلّج " {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} ". 

نافسَ/ نافسَ في ينافس، مُنافسةً، فهو مُنافِس، والمفعول مُنافَس
• نافس زميلَه في العَمل: سابَقَه وباراه فيه دون أن يُلحق الضّررَ به "نافس الطَّالبُ زميلَه في الحصول على المرتبة الأولى".
• نافس فيه: غالى فيه وزايد "زايد منافسَه: عرض في المزاد أكثر منه" ° أسعار لا تُنافَس: لا يدانيها سعرٌ في انخفاضها. 

نفَّسَ/ نفَّسَ عن ينفِّس، تنفيسًا، فهو مُنفِّس، والمفعول مُنفَّس
• نفَّس عنه همومَه: خفَّفها، وفرَّجها عنه "نفّس اللهُ كربتَه: كشفها- مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ [حديث] ".
• نفَّس عن ولدِه: رفّهه، ولطّف عنه "يفضّل التَّنفيس عن تلاميذه- نفَّس عن غضبه: أخرج بعضًا منه، استراح قليلاً" ° يُنفّس عن نفسه: يُفضفض، يشفي غليله. 

تنافُس [مفرد]:
1 - مصدر تنافسَ/ تنافسَ في.
2 - (حي) ما تبذله الكائنات الحيَّة من جهد تنازُعًا على البقاء وطمعًا في السِّيادة ° التَّنافُس الاجتماعيّ: تنافُس بين الطَّوائف والطَّبقات في المجتمع الواحد.
3 - (نف) نزعة فطريّة تدعو إلى بذل الجهد في سبيل التفوّق "تنافُس شريف". 

تنفُّس [مفرد]:
1 - مصدر تنفَّسَ.
2 - (حي) عمليّة الشَّهيق

والزّفير، عمل وظيفيّ تقوم به الكائنات الحيَّة، غايتُه امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء منها "جهاز التَّنفُّس: نظام متكامل يتضمَّن استنشاق وتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الكائنات الحيَّة والبيئة" ° مجال تنفُّس: مساحة كافية تسمح بسهولة التنفّس والحركة.
• التَّنفُّس الباطنيّ: (حي) العمليَّة الأيضيَّة التي تتنفَّس عن طريقها الخلايا الحيَّةُ الأكسجينَ وتطلق ثاني أكسيد الكربون.
• التَّنفُّس الاصطناعيّ: (طب) استنشاق الغاز أو البخار أو الهواء بواسطة أداة مخصّصة لذلك، أو طريقة يدويَّة للحفاظ على التَّنفُّس في جسْم الإنسان الذي توقّف عن التَّنفُّس الطبيعيّ "جهاز تنفُّس اصطناعيّ: جهاز مزوّد بالأكسجين أو مزيج من الأكسجين والهواء ويستخدم خاصّة في التنفُّس الاصطناعيّ".
• مِقياس التَّنفُّس: آلة توضع حول الصّدر أو الوسط لتقيس التغيُّرات التَّنفُّسيَّة. 

تنفُّسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تنفُّس: "أمراض تنفُّسيّة".
• أزمة تنفُّسيَّة: (طب) توقُّف فجائيّ يحدث في عمليَّة التنفُّس.
• صعوبات تنفُّسيَّة: (طب) ضيق في عمليّة التنفُّس بسبب الأدخنة أو الأتربة أو الغازات، أو ناتج عن ضيق في أحد أعضاء الجهاز التنفُّسيّ.
• تمرينات تنفُّسيَّة: (رض) تمرينات رياضيّة الغرض منها رفع كفاءة أعضاء الجهاز التنفسيّ كالشّهيق والزفير من الأنف لمدَّة معيَّنة وفي وضع معيَّن.
• الجهاز التَّنفُّسيّ: (شر) مجموعة من الأعضاء في جسم الكائن الحيّ تقوم بوظيفة التّنفُّس، وتتألَّف عند الإنسان من: التّجويف الأنفي، والبلعوم، والحنجرة، والقصبة الهوائيَّة، والشُّعبتين، والرّئتين. 

تنفيس [مفرد]:
1 - مصدر نفَّسَ/ نفَّسَ عن.
2 - (نف) تعبير لفظيّ عن المخاوف والأفكار والذِّكريات القديمة ممّا ينتج عنه التَّخفيف من التَّوتُّر والقلق وبالتالي القدرة على القيام بالوظائف الطبيعيّة للإنسان. 

مُتنفَّس [مفرد]:
1 - اسم مكان من تنفَّسَ.
2 - مساحة كافية تسمح بسهولة التنفّس والحركة.
3 - راحة وارتياح "وجد مُتنفّسًا في التَّمارين الرِّياضيَّة".
4 - (شر) فتحة خارجيّة للجهاز التنفُّسي وبالأخصّ فتحة القصبة الهوائيّة التي تمتدّ على البطن والصدر في الحشرات. 

مُنافَسة [مفرد]:
1 - مصدر نافسَ/ نافسَ في.
2 - (نف) بذلُ شخصَيْن أو أكثر أقصى جهدٍ لتحقيق غرضٍ ما وبخاصَّة حين يكون التفُّوق هو الهدف "منافسَة عادلة/ مشروعة" ° عَمَلٌ خارج المنافسة- منافسة شريفة: مشروعة. 

مَنْفوس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نفَسَ.
2 - مولود "منفوس في الصَّيف- هنّأتُ الأمَّ بمنفوسها الجديد".
3 - محسود، مَن أصابته العين "طفل منفوس- ربَّما يكون منفوسًا" ° شيء منفوس: نفيس، مرغوبٌ فيه. 

نِفَاس [مفرد]:
1 - مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ.
2 - حالة المرأة خلال الولادة أو بعدها مباشرةً، تعقبُ الوضْعَ لتعودَ فيها الرَّحمُ والأعضاء التَّناسليَّة إلى حالتها الطبيعيَّة، ومدّتها نحو ستّةِ أسابيع "ألم/ حُمَّى النِّفاس- ماتت في النِّفاس".
3 - دم يجري بعد الولادة.
• حُمَّى النِّفاس: (طب) مرض ناتج عن عَدْوى بطانة الرَّحم بعد الولادة أو الإجهاض، ومن أعراضها الحُمَّى وتعفُّن الدَّم، وسببها عادةً عدمُ التَّعقيم.
• سُخونة النِّفاس: (طب) ارتفاع درجة حرارة الأمّ في المدَّة التي تلي الولادة. 

نَفاسة [مفرد]: مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ ° نفاسةُ معدنه: طيب أصله. 

نِفاسيّة [مفرد]: اسم منسوب إلى نِفاس.
• الحمّى النِّفاسيَّة: (طب) حُمَّى النِّفاس؛ مرض ناتج عن عدوى بطانة الرَّحم بعد الولادة أو الإجهاض، ومن أعراضها الحمَّى وتعفُّن الدَّم، وسببها عادة عدم التَّعقيم. 

نَفْس [مفرد]: ج أَنْفُس (لغير المصدر) ونفوس (لغير المصدر):
1 - مصدر نفَسَ ° النَّفْسُ النَّاطقة: نفس الإنسان.
 2 - عين، حسَد "فلانٌ أصابته نفس".
3 - حقيقة "في الأمر نَفْسِه".
4 - ذات، الجسم والرُّوح " {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} " ° ألقى بنفسه في أحضان صديقه: وجد راحتَه عنده- الاعتداد بالنَّفس: احترامها وتقديرها- انطوى على نفسه: اعتزل النَّاس- بالأصالة عن نفسي: باسمي الشَّخصيّ- بناتُ النَّفس: الهموم والوساوس- تحامل على نفسه: تكلَّف الشّيء على مشقَّة- تمالُك النَّفس: تحكُّم الشّخص بمشاعره أو رغباته أو ميوله- جال في نفسه: فكّر فيه وتذكَّره- حزَّ في نفسه: أحزنه وأثّر فيه- خائر النَّفس: واهن العزيمة- خبايا النَّفوس: أسرارها وخفاياها وأعماقها- خرَجت نفسُه/ جاد بنفسه/ فاضت نفسُه: مات، تُوفِّي- صانع نفسه: عصاميّ- ضبَط نفسَه: سيطر على عواطفه- طيِّب النّفس: كريم، سَمْح- عِزَّة النَّفسِ: الأنفة والإباء- فلانٌ ذو نفس: ذو جلَد وخُلُق- في نَفْس الوقت/ في الوقت نَفْسه- في نفسي أن أفعل كذا: قصدي ومرادي- منكسر النّفس: حزين مهموم.
5 - ضمير وقلب " {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} " ° النَّفْسُ الأمَّارة: التي تميل إلى الطبيعة البدنيّة وتأمر بالذات والشهوات الحسِّيَّة وتجذب القلبَ إلى الجهة السفليّة، فهي مأوى الشرور ومنبع الأخلاق الذميمة- النَّفْسُ اللَّوَّامة: التي تلوم صاحبَها لومًا شديدًا على ارتكاب الشّرّ أو التقصير في عمل الخير- النَّفْسُ المطمئنَّة: التي يتمّ تنوّرها بنور القلب حتى انخلعت صفاتها الذميمة وتخلَّقت بالأخلاق الحميدة.
6 - جنس " {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ".
• طبّ النَّفْس: (طب) فرع من الطِّبّ المتعلِّق بالاختلالات العقليَّة والنفسيَّة.
• طب النَّفس الاجتماعيّ: (طب) فرع من طب النَّفس يبحث في العلاقة بين البيئة الاجتماعيّة والمرض العقليّ.
• كفالة النَّفس: (فق) الالتزام بجلب المدين لدائنه، وذلك يعني أن الكفيل يلتزم بإحضار المكفول إلى الدَّائن ساعة يطلبه هذا الــأخير، وتُسمَّى أيضا: كفالة الوجه أو المواجهة.
• الدِّفاع عن النَّفْس: حالة من يُضطر إلى الإقدام على فعل لحماية نفسه.
• علم النَّفس: (نف) علم موضوعه الإنسان من حيث هو كائن حيّ يرغب ويُحسّ ويدرك وينفعل فيبحث في انفعالات النَّفس ووقائعها "درس علم النَّفس التجريبيّ في الجامعة".
• علم النَّفس الاجتماعيّ: فرع من فروع علم النَّفس الإنسانيّ الذي يبحث في سلوك المجموعات وتأثير العوامل الاجتماعيّة على الفرد.
• علم النَّفس المرضيّ: (نف) دراسة مصدر مَنْشَأ الاضطرابات العقليَّة والسلوكيَّة.
• مناجاة النَّفس: شكْل من أشكال المحادثة المسرحيَّة أو الأدبيَّة حيث تُعبِّر الشَّخصيّةُ عن مشاعر معيَّنة عندما يكون الشَّخص وحيدا أو عند عدم إدراكه وجود أيَّة شخصيَّة أخْرى أو ممثلين آخرين. 

نَفَس [مفرد]: ج أنفاس (لغير المصدر):
1 - مصدر نفُسَ ونفِسَ/ نفِسَ بـ.
2 - (حي) هواء الشهيق والزفير عند التَّنفُّس "نفَس متقطِّع- منقبض/ طويل النَّفس" ° أحصى عليه أنفاسَه/ عدّ عليه أنفاسَه: راقبه، تعقبه، ضيّق عليه- إلى آخر نفس: حتَّى النهاية- التقط أنفاسَه/ استردَّ أنفاسَه: استراح، هدأ، اطمأن- بيني وبينه نفس: بُعْد- حبَس أنفاسَه/ كتم أنفاسَه: منعها وقطعها من دهشة أو خوف- فاضت أنفاسُه/ لفظ أنفاسَه الــأخيرة: مات- مقطوع النَّفس: لاهث، يتنفس بصعوبة- هو في نَفَس من أمره: في سعةٍ وفُسحة- يأخذ نفسًا: يستريح- يسلبه أنفاسَه: يَخْلف لُبّه- يوفِّر أنفاسه: يوفّر على نفسه عناء الكلام والنَّصيحة.
3 - جرعة "أخذ نَفَسًا من الإناء- شرِب الإناء كلَّه على نَفَسٍ واحد".
4 - طريقة وأسلوب "أحمد شوقي له نَفَس مميَّز في نظم الشّعر". 

نَفْساءُ/ نُفَساءُ1 [مفرد]: ج نُفَساوات ونُفاس ونِفاس: امرأة وضعت حديثًا "تُحاط النُّفساءُ بكلِّ عناية". 

نُفَساءُ2 [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نفَسَ. 

نَفْسانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نَفْس: على غير قياس:

عَقْليّ "طبيب/ مرض نفسانِيّ- آلام/ ظواهر/ معالجة نفسانيّة".
• الطِّبّ النَّفسانيّ: (طب) الطِّبّ النَّفسيّ؛ فرع من الطِّب يهتمُّ بحالات المرض العقليّ وتحليل الاضطرابات النَّفسيَّة.
• الطِّبّ النَّفسانيّ التَّقويميّ: (طب) الدِّراسة المتعلِّقة بالوقاية والمعالجة النَّفسيّة للمشاكل العاطفيَّة والسُّلوكيَّة وخاصَّةً تلك التي تظهر خلال مراحل النموّ الأولى.
• جراحة نفسانيَّة: (طب) معالجة جراحيَّة لبعض الأمراض العقليَّة، مداواة الاضطرابات النَّفسيّة بالجراحة. 

نَفْسانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَفْس: على غير قياس "اطمأنَّ على حالة صديقه النفسانيّة- يعاني من بعض الضغوط النفسانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من نَفْس: مشاعر وسلوك وإحساسات وطريقة تصرُّف لدى الفرد أو الجماعة "راعى في كتاباته نفسانيّة القُرَّاء- تركت المعركةُ آثارًا سيّئة على نفسانيّة السكان".
3 - (نف) نظرية تحاول ردّ الفلسفة إلى علم النفس، أو نظرية تحاول تغليب وجهة النظر النفسيّة على وجهة نظر علم آخر. 

نَفْسيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نَفْس: "مريض نفسيّ- حالة نفسيّة".
2 - نابع من العقل والعواطف.
• الطِّبُّ النَّفسيّ: (طب) الطِّبّ النَّفسانيّ؛ فرع من الطِّب يهتم بحالات المرض العقليّ وتحليل الاضطرابات النَّفسيَّة أو الانفعاليَّة عن طريق كشف الصِّراعات الدَّاخليَّة "عالِم نفسيّ: شخص مدرَّب ومؤهَّل لإجراء الأبحاث والاختبارات والعلاج النَّفسيّ".
• المرض النَّفسيّ: (طب) مجموعة من الأعراض تصحبها أحيانًا مظاهر جسميّة شاذّة ناشئة عن عوامل نفسيّة كالانفعالات المكبوتة والصَّدمات والصِّراع بين الدَّوافع المتناقضة.
• التَّحليل النَّفْسيّ: (نف) فرع من الطِّبّ النَّفسيّ الحديث، يبحث في العقل الباطن محاولاً إبراز ما فيه من عُقد ورغبات مكبوتة تمهيدًا لعلاجها.
• المُحلِّل النَّفسيّ: (نف) الشَّخص المؤهّل لاستخدام التَّحليل النَّفسيّ في معالجة اضطرابات السّلوك. 

نَفْسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَفْس ° الصِّحَّة النَّفسيّة: ما يحلّ بالنَّفس من تأثّر أو انفعال شديد- حَرْبٌ نفسيَّة: محاولة التَّأثير على المعنويَّات في أوقات الحرب.
2 - مصدر صناعيّ من نَفْس: مشاعر وسلوك وإحساسات وطريقة تصرف لدى الفرد والجماعة "تترك المعارك الحربية آثارًا نفسية سيئة عند الشعوب".
• النَّفسيَّة: (نف) الحالة العامة في الإنسان النَّاتجة عن مجمل ما انطوت عليه نفسه من ميول ونزعات وانطباعات ومشاعر "نفسيّة شَعْب". 

نُفوس [مفرد]: مصدر نفُسَ. 

نَفيس [مفرد]: ج نِفاس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نفُسَ: غالٍ، ذو قيمة.
2 - مال كثير "بذل النَّفس والنَّفيس- لفلان منفس ونفيس". 

نفس

1 نَفُسَ, aor. ـُ inf. n. نَفَاسَةٌ (S, M, A, Msb, K) and نِفَاسٌ and نَفسٌ (K) and نُفُوسٌ; (TA;) and ↓ أَنْفَسَ, (M, A, Msb,) inf. n. إِنْفَاسٌ; (A, Msb;) It was, or became, high in estimation, of high account, or excellent; (M, Msb, TA;) [highly prized; precious, or valuable;] and therefore, (TA,) was desired with emulation, or in much request: (S, K, TA:) and the ↓ latter verb, said of property, it was, or became, loved, and highly esteemed. (TA.) A2: نَفِسَ بِهِ, (S, M, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. نَفَسٌ (M) [and app. نَفْسٌ as will be shown below] and نَفَاسَةٌ and نَفَاسِيَةٌ, which last is extr., (M, TA,) He was, or became avaricious, tenacious, or niggardly, of it, (S, M, Msb, K,) because of its being in high estimation, or excellent. (Msb.) Hence the saying in the Kur, [xlvii. 40,] فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ [app. meaning He is only avaricious from his avarice.] (TA.) You say, نَفِسَ عَلَيْهِ بِالشَّىْءِ, (M,) or عَنْهُ [in the place of عليه], (TA,) He was, or became, avaricious, &c., of the thing, towards him, or withholding it from him. (M, TA.) And نَفِسَ عَلَيْهِ الشَّىْءَ, (S, M, K, TA,) and بِالشَّىْءِ, (M,) inf. n. نَفَاسَةٌ. (S, K, TA,) He was, or became, avaricious, &c., of the thing, towards him, and thought him not worthy of it, and was not pleased at its coming to him: (TA:) or [simply] he thought him not worthy of it: (S, M, K;) as also نافسهُ ↓ فِيهِ ; of which last verb we have an ex. in the phrase تُنَافِسُ دُنْيَا, used by a poet in speaking of the tribe of Kureysh, meaning either تُنَافِسُ فِى دُنْبَا [they think others not worthy of worldly good]. or تُنَافسُ أَهْلَ دُنْيَا [they think the possessors of worldly good unworthy thereof]. (M.) [See also 3, below.] You say also, نَفِسْتَ عَلَىَّ بِخَيْرٍ, (A, K,) or بِخَيْرٍ قَلِيل, (S,) and نَفِسْتَ عَلَىَّ خَيْرًا كَثِيرًا, (A,) inf. n. نَفْسٌ and نَفَاسَةٌ, (A,) Thou enviedst me (S, A, K) good, (A, K,) or a little good, (S,) and much good, (A.) and didst not consider me worthy of it. (A.) And فُلَانٌ مَا يَتَنَغَّسُ عَلَيْنَا الغَنِيمَةَ وَالظَّفَرَ [app. meaning Such a one does not envy us the spoil and the victory.] (A, in continuation of what here immediately precedes.) And مَا هٰذَا النَّفَسُ What is this envying? (A, TA.) A3: نُفِسَتْ; (S, M, A, Msb, K;) and نَفِسَتْ, (S, M, Msb, K,) as some of the Arabs say, (Msb.) aor. ـ, (Msb, K:) inf. n. نِفَاسٌ and نِفَاسةٌ (S, M) and نَفَسٌ, (M, TA,) or the first of these ns. is a simple subst.; (Msb;) (tropical:) She (a woman) brought forth; (S, M, K;) and نُفِسَتْ وَلَدًا [she brought forth a child]: (Th, M:) and نُفِسَتْ بِوَلَدِهَا [she brought forth her child]. (A.) You say also, وَرِث فُلَانٌ هٰذَا قَبْلَ أَنْ يَنْفَسَ فُلَانٌ, meaning, Such a one inherited this before such a one was born. (S.) b2: Also, both these verbs, (Msb, K,) or the latter, نَفِسَتْ, only, (Az, Mgh, TA,) or the latter is the more common, (K.) the former, which is related on the authority of As, not being well known, (Msb,) (tropical:) She (a woman) menstruated. (Az, Mgh, Msb, K.) [In the CK, a confusion is made by the omission of a و before the verb which explains this last signification.] This signification and that next preceding it are from نَفْسٌ meaning “ blood. ” (Mgh.) A4: نَفَسْتُهُ بِنَفْسِ (tropical:) I smote him with an [evil or envious] eye. (S, K, TA.) 2 نفّسهُ فِيهِ, or بِهِ: see 4.

A2: نفّس كُرْبَتَهُ, (A, Mgh, Msb, K, *) and نفّس عَنْهُ كُرْبَتَهُ, (S,) inf. n. تَنْفِيسٌ (S, Msb, K) and [quasi-inf. n.] نَفَسٌ, (K,) (tropical:) He (God) removed, or cleared away, his grief, or sorrow, or anxiety: (S, A, Mgh, Msb, K *:) and نفّس عَنْهُ signifies the same; (M, Mgh;) and He made his circumstances ample and easy; (M, TA;) and he (a man) eased him, or relieved him, syn. رَفَّهَ: (S, TA:) and also, this last phrase, he granted him a delay: the objective compliment being omitted: and نَفِّسْنِى is used as meaning grant thou to me a delay: or, elliptically, نَفِّسْ كَرْبِى or غَمِّى [remove thou my grief, &c.]. (Mgh.) b2: [Hence] حَرْفُ تَنْفِيسٍ, applied to the prefix سَ [and its variants سَوْفَ &c.], meaning A particle of amplification; because changing the aor. from the strait time which is the present, to the ample time, which is the future. (Mughnee, in art. س.) A3: نفّس القَوْسَ (tropical:) He cracked the bow: (Kr. M:) [see 5:] accord. to ISh, he put (حَطَّ) its string [upon the bow]. (TA.) 3 نافس فِى الشَّىْءِ, (S, K. *) inf. n. مُنَافَسَةٌ and نِفَاسٌ, (S,) He desired the thing, [or aspired to it.] with generous emulation; (S, K;) as also ↓ تنافس: (K:) and نافس صَاحِبَهُ فِيهِ [he vied with his companion in desire for it]: (A:) or تنافسوا ↓ فيه CCC signifies they desired it [or aspired to it]: (S:) or they vied, one with another, in desiring it: or they desired it with emulation; syn. فَراغَبَوا: (A, TA:) [and يُنَنَافسُ فيه it is emulously desired, or in request; or in great request:] or مُنَافَسَهٌ and ↓ تَنَافُسٌ signify the desiring to have a thing, and to have it for himself exclusively of any other person; from نَفِيسٌ, signifying a thing “ good, or goodly, or excellent, in its kind: ” (TA:) and تَنَافَسْنَا ذٰلِكَ الأَمْرَ and تنافسنا فيه we envied one another for that thing, and strove for priority in attaining it. (M.) See also تَفِسَ عَلَيْهِ الشَّىْءَ, with which نَافَسَهُ فِيهِ is syn. (M.) 4 انفس: see نَفُسَ, in two places.

A2: انفسهُ It (a thing, TA) pleased him, (K, TA,) and made him desirous of it: (TA:) or became highly esteemed by him. (IKtt.) b2: أَنْفَسَنى فِيهِ He made me desirous of it; (S, M, A, K:) as also تَفَّسَنِى فيه, (IAar, M, TA,) or بِهِ. (So in my copy of the A.) A3: مَا أَنْفَسَهُ How powerful is his evil, or envious, eye! (Lh, M.) 5 تنفّس [He breathed] is said of a man and of every animal having lungs: (S:) [or it signifies] he drew (اِسْتَمَدَّ) breath: (M:) or [he respired, i. e.] he drew breath with the air-passages in his nose; to his inside, and emitted it. (Msb.) Yousay also, تنفّس الصُّعَدَآءَ [He sighed: see also art. صعد]. (S.) b2: (tropical:) He (a man) emitted wind from beneath him. (TA.) b3: Also, (TA,) or تنفّس فِى الإِنَآءِ, (K,) (tropical:) He drank (K, TA) from the vessel (TA) with three restings between draughts, and separated the vessel from his mouth at every such resting: (K, TA.) and, contr., the latter phrase, (assumed tropical:) he drank [from the vessel] without separating it from his mouth: (K, TA:) which latter mode of drinking is disapproved. (TA.) b4: Also تنفّس (assumed tropical:) He lengthened in speech; he spoke long; for when a speaker takes breath, it is easy to him to lengthen his speech; and تنفس فِى الكَلَامِ signifies the same. (TA.) b5: (tropical:) It (said of the day, M, A, and of the dawn, A, and of other things, M) became extended; (M;) it became long; (M, A;) or, said of the day, accord. to Lh, it advanced so that it became noon: (M:) or it increased: (S:) and it extended far: and hence it is said of life, meaning either it became protracted, and extended far, or it became ample: (M:) and, said of the dawn, it shone forth, (Akh, S, K, TA,) and extended so that it became clear day: (Fr, TA:) or it broke, so that things became plain in consequence of it: (TA:) or it rose: (Mujáhid:) or its dusty hue shone at the approach of a gentle wind. (Bd, lxxxi. 18.) You say also, تنفّس بِهِ العُمُرُ (tropical:) [Life became long, or protracted, &c., with him]. (A.) And تنفّست دِجْلَةُ (assumed tropical:) The water of the Tigris increased. (TA.) b6: تنفّس المَوْجُ (tropical:) The waves sprinkled the water. (S, K.) b7: تنفّست القَوْسُ (tropical:) The bow cracked. (S, M, K.) It is only the stick that is not split in twain that does so; and this is the best of bows. And تنفّس in the same sense is said of an arrow. (M.) A2: [تنفّس عَلَيْهِ الشَّىْءَ app. signifies the same as نَفِسَ عليه الشىء, q. v.]6 تَنَاْفَسَ see 3, throughout.

نَفْسٌ The soul; the spirit; the vital principle; syn. رُوحٌ: (S, M, A, Msb, K:) but between these two words is a difference [which must be fully explained hereafter, though ISd says, that it is not of the purpose of his book, the M, to explain it]: (M:) in this sense it is fem.: (Msb:) pl. [of pauc.] أَنْفُسٌ and [of mult.] نُفُوسٌ. (M, Msb.) You say, خَرَجَتْ نَفْسُهُ [His soul, or spirit, went forth]; (Aboo-Is-hák, S, M, Msb, K;) and so جَادَتْ نَفْسُهُ. (Msb.) And a poet says, not Aboo-Khirásh as in the S, but Hudheyfeh Ibn-Anas, (IB,) نَجَا سَالِمٌ والنَّفْسُ مِنْهُ بِشِدْقِهِ وَلَمْ يَنْجُ إِلَّا جَفْنَ سَيْفٍ وَمِئْزَرَا i. e., [Sálim escaped when the soul was in the side of his mouth; but he escaped not save] with the scabbard of a sword and with a waist-wrapper. (S.) In the same sense the word is used in the saying. فِى نَفْسِ فُلَانٍ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا [but this seems rather to mean, It is in the mind of such a one to do so and so]. (Aboo-Is-hák, M.) Some of the lexicologists assert the نَفْس and the رُوح to be one and the same, except that the former is fem., and the latter [generally or often] masc.: others say, that the latter is that whereby is life; and the former, that whereby is intellect, or reason; so that when one sleeps, God takes away his نفس, but not his روح, which is not taken save at death: and the نَفْس is thus called because of its connexion with the نَفَس [or breath]. (IAmb.) Or every man has نَفْسَانِ [two souls]: (I'Ab, Zj:) نَفْسُ العَقْلِ [the soul of intellect, or reason, also called النَّفْسُ النَّاطِقَةُ (see رُوحٌ)], whereby one discriminates, [i. e., the mind,] (I'Ab,) or نَفْسُ التَّمْيِيزِ [the soul of discrimination], which quits him when he sleeps, so that he does not understand thereby, God taking it away: (Zj:) and نَفْسُ الرُّوحِ [the soul of the breath], whereby one lives, (I'Ab,) or نَفْسُ الحَيَاةِ [the soul of life], and when this quits him, the breath quits with it; whereas the sleeper breathes: and this is the difference between the taking away of the نفس of the sleeper in sleep and the taking away of the نفس of the living [at death.] (Zj.) Much has been said respecting the نَفْس and the رُوح; whether they be one, or different: but the truth is, that there is a difference between them, since they are not always interchangeable: for it is said in the Kur, [xv. 29 and xxxviii. 72,] وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى [And I have blown into him of my spirit.]; not مِنْ نَفْسِى: and [v. 116,] تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى [to be explained hereafter]; not فِى رُوحِى, nor would this expression be well except from Jesus: and [lviii. 9,] وَيَقُولُونَ فِى أَنْفُسِهِمْ [And they say in their souls, or within themselves]: for which it would not be well to say فِى أَرْوَاحِهِمْ: and [xxxix. 57,] أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ [That a soul shall say]; for which no Arab would say أَنْ تَقُولَ رُوحٌ: hence, the difference between them depends upon the considerations of relation: and this is indicated by a trad., in which it is said that God created Adam, and put into him a نَفْس and a رُوح; and that from the latter was his quality of abstaining from unlawful and indecorous things, and his understanding, and his clemency, or forbearance, and his liberality, and his fidelity; and from the former, [which is also called النَّفْسُ الأَمَّارَةُ, q. v., in art. أمر,] his appetence, and his unsteadiness, and his hastiness of disposition, and his anger: therefore one should not say that نَفْسٌ is the same as رُوحٌ absolutely, without restriction, nor رُوحٌ the same as نَفْس. (R.) The Arabs also make the discriminative نَفْس to be two; because it sometimes commands the man to do a thing or forbids him to do it; and this is on the occasion of setting about an affair that is disliked: therefore they make that which commands him to be a نفس, and that which forbids him to be as though it were another نفس: and hence the saying, mentioned by Z, فُلَانٌ يُؤَامِرُ نَفْسَيْهِ (tropical:) [Such a one consults his two souls, or minds]; said of a man when two opinions occur to him. (TA.) [بِنَفْسِى فُلَانٌ is an elliptical phrase sometimes used, for بِنَفْسِى فُلَانٌ مَفْدِىٌّ, which see in art. فدى.] b2: (assumed tropical:) A thing's self; (S, M, A, K, TA;) used as a corroborative; (S, TA;) its whole, (Aboo-Is-hák, M, TA,) and essential constituent: (Aboo-Is-hák, M, A, K, TA:) pl. as above, أَنْفُسٌ and نُفُوسٌ. (M.) You say, رَأَيْتُ فُلَانًا نَفْسَهُ (assumed tropical:) I saw such a one himself, (S,) and جَآءَنِى بِنَفْسِهِ [or, more properly, حَآءَنِى هُوَ بِنَفْسِهِ (see, under the head of بِ, a remark on that preposition when used in a case of this kind, redundantly,)] He came to me himself. (S, K.) And وَلِىَ الأَمْرَ بِنَفْسِهِ [He superintended, managed, or conducted, the affair in his own person]. (K, in art. بشر, &c.) And حَدَّثَ نَفْسَهُ [He talked to himself; soliloquized]. (Msb, in art. بلو; &c.) and قَتَلَ فُلَانٌ نَفْسَهُ (assumed tropical:) [Such a one killed himself]: and أَهْلَكَ نَفْسَهُ (assumed tropical:) made his whole self to fall into destruction. (Aboo-Is-hák, M.) And hence, (TA,) from نَفْسُ الشَّىْءِ signifying ذَاتُهُ, (M,) the saying mentioned by Sb, نَزَلْتُ بِنَفْسِ الجَبَلِ (assumed tropical:) [I alighted in the mountain itself]: and نَفْسُ الجَبَلِ مُقَابِلِى (assumed tropical:) [The mountain itself is facing me]. (M, TA.) [Hence also the phrase] فِى نَفْسِ الأَمْرِ [meaning (assumed tropical:) in reality; in the thing itself]: as in the saying, قَلَّلَهُ فِى نَفْسِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَلِيلًا فِى نَفْسِ الأَمْرِ (assumed tropical:) [He held it to be little in his mind though it was not little in reality]. (Msb, art. قل.) The words of the Kur, [v. 116,] تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ mean (assumed tropical:) Thou knowest what is in myself, or in my essence, and I know not what is in thyself, or in thine essence: (Bd, K:) or Thou knowest what I conceal (M, Bd, Jel) in my نفس [or mind], (Bd, Jel,) and I know not what is in thyself, or in thine essence, nor that whereof Thou hast the knowledge, (M.) or what Thou concealest of the things which Thou knowest; (Bd, Jel;) so that the interpretation is, Thou knowest what I know, and I know not what Thou knowest: (M:) or نفس is here syn. with عِنْد; and the meaning is, تَعْلَمُ مَا عِنْدِى وَلَا أَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ; (K, * TA;) [i. e., Thou knowest what is in my particular place of being, and I know not what is in thy particular place of being; for] the adverbiality in this instance is that of مَكَانَة, not of مَكَان: (TA:) but the best explanation is that of IAmb, who says that نفس is here syn. with غَيْب; so that the meaning is, Thou knowest غَيْبِى [my hidden things, or what is hidden from me, and I know not thy hidden things, or what Thou hidest]; and the correctness of this is testified by the concluding words of the verse, إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ [for Thou art he who well knoweth the hidden things]: (TA:) [and here it must be remarked that] العَيْبُ, which occurs afterwards in the K as one of the significations of النَّفْسُ, is a mistake for الغَيْبُ, the word used by IAmb in explaining the above verse. (TA.) b3: (assumed tropical:) A person; a being; an individual; syn. شَخْصٌ; (Msb;) a man, (Sb, S, M, TA,) altogether, his soul and his body; (TA;) a living being, altogether. (Mgh, Msb.) In this sense of شخص it is masc.: (Msb:) or, accord to Lh, the Arabs said, رَأَيْتُ نَفْسًا وَاحِدَةً (assumed tropical:) [I saw one person], making it fem.; and in like manner, رَأَيْتُ نَفْسَيْنِ ثِنْتَيْنِ (assumed tropical:) [I saw two persons]; but they said, رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ أَنْفُسٍ (assumed tropical:) [I saw three persons], and so all the succeeding numbers, making it masc.: but, he says, it is allowable to make it masc. in the sing. and dual., and fem. in the pl.: and all this, he says, is related on the authority of Ks: (M:) Sb says, (M.) they said ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ, (S, M,) making it masc., (S,) because they mean by نفس “ a man,” (S, M,) as is shown also by their saying نَفْسٌ وَاحِدٌ: (M:) but Yoo asserts of Ru-beh, that he said ثَلَاثُ أَنْفُسٍ, making نفس fem., like as you say ثَلَاثُ أَعْيُنٍ, meaning, of men; and ثَلَاثَةُ أَشْخُصٍ, meaning, of women: and it is said in the Kur, [iv. l, &c.,] اَلَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (assumed tropical:) [who created you from one man], meaning, Adam. (M.) You also say, مَا رَأَيْتُ ثَمَّ نَفْسًا (assumed tropical:) I saw not there any one. (TA.) b4: (assumed tropical:) A brother: (IKh, IB:) a copartner in religion and relationship: (Bd, xxiv. 61:) a copartner in faith and religion. (Ibn-'Arafeh.) (assumed tropical:) It is said in the Kur, [xxiv. 61,] فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ and when ye enter houses, salute ye your brethren: (IB:) or your copartners in religion and relationship. (Bd.) And in verse 12 of the same chapter.

بِأَنْفُسِهِمْ means (assumed tropical:) Of their copartners in faith and religion. (Ibn-'Arafeh.) b5: (tropical:) Blood: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) [or the life-blood: in this sense, fem.:] pl. [of pauc. أَنْفُسٌ and of mult.] نُفُوسٌ: (IB:) so called [because the animal soul was believed by the Arabs, as it was by many others in ancient times, (see Gen. ix. 4, and Aristotle, De Anim. i. 2, and Virgil's Æn. ix. 349.) to diffuse itself throughout the body by means of the arteries: or] because the نَفْس [in its proper sense, i. e. the soul,] goes forth with it: (TA:) or because it sustains the whole animal. (Mgh, Msb.) You say, سَالَتْ نَفْسُهُ (tropical:) [His blood flowed]. (S.) And نَفْسٌ سَائِلَةٌ (tropical:) [Flowing blood]. (S, A, Mgh.) And دَفَقَ نَفْسَهُ (tropical:) He shed his blood. (A, TA.) b6: (tropical:) The body. (S, A, K.) b7: (assumed tropical:) [Sometimes it seems to signify The stomach. So in the present day. You say, لَعِبَتْ نَفْسُهُ, meaning He was sick in the stomach. See غَثَتْ نَفْسُهُ, in art. غثى; and مَذِرَتْ مَعِدَتُهُ and نَفْسُهُ, in art. مذر.] b8: (assumed tropical:) [The pudendum: so in the present day: in the K, art. حشو, applied to a woman's vulva.] b9: [From the primary signification are derived several others, of attributes of the rational and animal souls; and such are most of the signification here following.] b10: (assumed tropical:) Knowledge. (A.) [See, above, an explanation of the words cited from ch. v. verse 116 of the Kurn.] b11: (assumed tropical:) Pride: (A, K, TA:) and self-magnification; syn. عِزَّةٌ. (A, K.) b12: (assumed tropical:) Disdain, or scorn. (A, K.) b13: (assumed tropical:) Purpose, or intention: or strong determination: syn. هِمَّةٌ. (A, K.) b14: (assumed tropical:) Will, wish, or desire. (A, K.) b15: [Copulation: see 3, art رود.] b16: [(assumed tropical:) Stomach, or appetite.] b17: (tropical:) An [evil or envious] eye, (S, M, A, K, TA,) that smites the person or thing at which it is cast: pl. أَنْفُسٌ. (TA.) [See 1, last signification.] So in a trad., in which it is said, that the نَمْلَة and the حُمَة and the نَفْس are the only things for which a charm is allowable. (TA.) You say, أَصَابَتْ فُلَانًا نَفْسٌ (tropical:) [An evil or envious eye smote such a one]. (S.) and Mohammad said, of a piece of green fat that he threw away, كَانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ, meaning, (tropical:) There were upon it seven [evil or envious] eyes. (TA.) b18: (assumed tropical:) Strength of make, and hardiness, of a man: and (assumed tropical:) closeness of texture, and strength, of a garment or piece of cloth. (M.) A2: Punishment. (A, K.) Ex. وَيُحَذِّرُكُم اللّٰهُ نَفْسَهُ, (K,) in the Kur, [iii. 27 and 28, meaning, And God maketh you to fear his punishment]; accord. to F; but others say that the meaning is, Himself. (TA.) A3: A quantity (S, M, K,) of قَرَظ, and of other things, with which hides are tanned, (S, K,) sufficient for one tanning: (S, M, K:) or enough for two tannings: (TA:) or a handful thereof: (M:) pl. أَنَفُسٌ. (M.) You say, هَبْ لِى نفْسًا مِنْ دِبَاغٍ [Give thou to me a quantity of material for tanning sufficient for one tanning, or for two tannings, &c.]. (S.) نَفَسٌ [Breath;] what is drawn in by the airpassages in the nose, [or by the mouth,] to the inside, and emitted, (Msb;) what comes forth from a living being in the act of تَنَفُّس. (Mgh:) or the exit of wind from the nose and the mouth: (M:) pl. أَنْفَاسٌ. (S, M, A. Mgh, Msb, K.) b2: A gentle air: pl. as above. (M, Msb.) You say also, نَفَسُ الرِّيحِ [The breath of the wind]: and نَفَسُ الرَّوْصَةِ the sweet [breath or] odour [of the meadow, or of the garden, &c.]. (TA.) b3: [Hence, app., its application in the phrase] نَفَسَ السَّاعَةِ [The blast of the last hour; meaning,] the end of time. (Kr, M.) b4: [Hence also, (assumed tropical:) Speech: and kind speech: (see an ex. voce أَمْلَحَ:) so in the present day.] b5: [and (assumed tropical:) Voice, or a sweet voice, in singing: so in the present day.] b6: A gulp. or as much as is swallowed at once in drinking: (S, L, K:) but this requires consideration; for in one نَفَس a man takes a number of gulps, more or less according to the length or shortness of his breath, so that we [sometimes] see a man drink [the contents of] a large vessel in one نَفَس, at a number of gulps: (L:) [therefore it signifies sometimes, if not always, a draught, or as much as is swallowed without taking breath:] pl. as above. (S.) You say, إِكْرَعْ فِى الإِتَآءِ نَفَسًا أَوْ نَفَسَيْنِ (tropical:) [Put thou thy mouth into the vessel and drink] a gulp, or two gulps: [or a draught, or two draughts:] and exceed not that. (S; And شَربْتُ نَفَسًا وَأَنْفَاسًا (tropical:) [I drank a gulp, and gulps: or a draught, and draughts]. (A.) And فُلَانٌ شَرِبَ الإِنَآءَ كُلَّهُ عَلَى نَفَسٍ وَاحِدٍ (tropical:) [Such a one drank the whole contents of the vessel at one gulp or at one draught]. (L.) b7: (tropical:) Every resting between two draughts: (M, TA:) [pl. as above.] Yousay, شَرِبَ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ (tropical:) [He drank with one resting between draughts]. (A.) And شَربَ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ (tropical:) [He drank with three restings between draughts]. (A. K.) [And hence,] شَرَابٌ ذُو نَفَسِ (tropical:) Beverage in which is ampleness, [so that one pauses while drinking it, to take breath,] and which satisfies thirst. (IAar, K.) And شَرَابٌ غَيْرُ ذِى نَفَسٍ (tropical:) Beverage of disagreeable taste, (A, K, *) changed in taste and odour, (K,) in drinking which one does not take breath (A, K) when he has tasted it; (K;) taking a first draught, as much as will keep in the remains of life, and not returning to it. (TA.) b8: [and hence it is said that] نَفَسٌ signifies (assumed tropical:) Satisfaction, or the state of being satisfied, with drink; syn. دِىَّ. (IAar, K.) b9: [Hence also.] (tropical:) Plenty, and redundance. So in the saying إِنّ فِى المَآءِ نَفَسًا لِى وَلَكَ [Verily in the water is plenty, and redundance, for me and for thee]. (Lh, M.) b10: (tropical:) A wide space: (TA:) (tropical:) a distance (A.) You say, بَيْنَ الفَر يقَيْن نَفَسٌ (tropical:) Between the two parties is a wide space. (TA.) And بَيْنِى وَبَيْنَهٌ نَفَسٌ (tropical:) Between me and him is a distance. (A.) b11: (tropical:) Ample scope for action &c.; and a state in which is ample scope for action &c., syn. سعةٌ, (S, M, A, Mgh, K,) and فُسْحَةٌ, (A, K,) in an affair. (S, M, A, K.) You say, لَك فِى هٰذَا نَفَسٌ [There is ample scope for action &c. for thee in this. (Mgh.) And أَنْتَ فِى نَفِس مِنْ أَمْرِكَ (tropical:) [Thou art in a state in which is ample scope for action &c. with respect to thine affair. (S, M.) And إِعْملْ وَأَنْتَ فِى نَفَسٍ مِنْ أَمْرِكَ (tropical:) Work thou while thou art in a state in which is ample scope for action &c. (فِى فُسْحَةٍ وَسَعَة) with respect to thine affair, before extreme old age, and diseases, and calamities. (TA.) See also نُفْسَةٌ. b12: (tropical:) Length. (M.) So in the saying زِدْنى نَفَسًا فِى أَجَلِى (tropical:) [Add thou to me length in my term of life]: (M:) or lengthen thou my term of life. (TA.) You say also, ↓ فِى عُمُرِهِ مُتَنَفَّسٌ (tropical:) [In his life is length: see 5]. (A, TA.) b13: The pl., in the accus. case, also signifies (assumed tropical:) Time after time. So in the saying of the poet, عَيْنَىَّ جُودَا عَبْرَةً أَنْفَاسَا [O my two eyes, pour forth a flow of tears time after time]. (S.) A2: نَفَسٌ is also a subst. put in the place of the proper inf. n. of نَفَّسَ; and is so used in the two following sayings, (K, TA,) of Mohammad. (TA.) لَا تَسبُوُّا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمٰنِ, i. e. (tropical:) [Revile not ye the wind, for] it is a means whereby the Compassionate removes grief, or sorrow, or anxiety, (K, TA,) and raises the clouds, (TA,) and scatters the rain, and dispels dearth, or drought. (K, TA.) and أَجِدُ نَفَسَ رَبَِّكُمْ مِنْ قِبَلِ اليَمَنِ (tropical:) I perceive your Lord's removal of grief, &c., from the direction of El-Yemen: meaning, through the aid and hospitality of the people of El-Medeeneh, who were of El-Yemen; (K, TA;) i. e., of the Ansár, who were of [the tribe of] El-Azd, from ElYemen. (TA.) It is [said by some to be] a metaphor, from نَفَسُ الهَوَآءِ, which the act of breathing draws back into the inside, so that its heat becomes cooled and moderated: or from نَفَسُ الرِّيِح, which one scents, so that thereby he refreshes himself: or from نَفَسُ الرَّوْضَةِ. (TA.) You also say, مَا لِى نَفَسٌ, meaning, (tropical:) There is not for me any removal, or clearing away, of grief. (A.) A3: It is also used as an epithet, signifying (assumed tropical:) Long; (Az, K;) applied to speech, (K,) and to writing, or book, or letter. (Az, K.) نُفْسَةٌ, (S, Mgh, K,) with damm, (K,) [in a copy of the S, نَفْسَةٌ,] (assumed tropical:) Delay; syn. مَهْلَةٌ; (S, Mgh, K;) and ample space, syn. مُتَّسَعٌ. (TA.) Ex. لَكَ فِى هٰذَا الأَمْرِ نُفْسَةٌ (assumed tropical:) [Thou shalt have, in this affair, a delay, and ample space]. (S, Mgh, * TA.) See also نَفَسٌ.

نَفْسِىٌ Relating to the نَفْس, or soul, &c.: vital: and sensual; as also ↓ نَفْسَانِىٌّ.]

نُفَسَآءُ (Th, S, M, Mgh, Msb, K, &c.) and نَفَسَآءُ and نَفْسَآءُ (M, K) (tropical:) A woman in the state following childbirth: (S, M, * Mgh, * Msb, * K:) or bringing forth: and pregnant: and menstruating: (Th, M:) and نَافِسٌ signifies the same; (Msb;) and so ↓ مَنْفُوسَةٌ: (A:) [see نُفِسَتْ:] dual نُفَسَاوَانِ; the fem. ء being changed into و as in عُشَرَاوَانِ: (S:) pl. نِفَاسٌ, (S, M, Mgh, Msb, K,) like as عِشَارٌ is pl. of عُشَرَآءُ, (S, Msb, K,) the only other instance of the kind, (S, K,) and نُفَاسٌ, (M, K,) which is also the only instance of the kind except عُشَارٌ, (K,) and نُفَّاسٌ, and نُفَّسٌ and نُفَسٌ (M) and نُفُسٌ (M, K) and نُفْسٌ (K) and نُفَسَاوَاتٌ (S, M, K) and [accord. to analogy, of نَافِسٌ,] نَوَافِسُ. (K.) نَفْسَانٌ, or نَفْسَانِىٌّ: see نَفُوسٌ.

نَفْسَانِىٌّ: see نَفْسِىٌّ: b2: and نَفُوسٌ.

نِفَاسٌ (tropical:) Childbirth (S, K) from نَفْسٌ signifying “ blood. ” (Msb, TA.) See نُفِسَتْ. b2: [And The state of impurity consequent upon childbirth. See 5, in art. عل.] b3: Also, (tropical:) The blood that comes forth immediately after the child: an inf. n. used as a subst. (Mgh.) b4: A poet says, (namely, Ows Ibn-Hajar, O, in art. طرق,) لَنَا صَرْخَةٌ ثُمَّ إِسْكَاتَةٌ كَمَا طَرَّقَتْ بِنِفَاسٍ بِكِرْ [We utter a cry; then keep a short silence; like as when one that has never yet brought forth experiences resistance and difficulty in giving birth to a child, or young one]; meaning, بِوَلَدٍ. (S.) نَفُوسٌ An envious man: (M, TA:) (tropical:) one who looks with an evil eye, with injurious intent, at the property of others: (M, A, * TA:) as also ↓ نَفْسَانٌ, (TA,) or ↓ نَفْسَانِىٌّ. (A.) نَفِيسٌ A thing high in estimation; of high account; excellent; (Lh, M, Msb, TA;) [highly prized; precious; valuable; and therefore (TA) desired with emulation, or in much request; (S, K, TA;) good, goodly, or excellent, in its kind; (TA;) and ↓ نَافِسٌ signifies the same, (M,) and so does ↓ مُنْفِسٌ, (Lh, M, A, Msb, K,) and ↓ مَنْفُوسٌ: (K:) it signifies thus when applied to property, as well as other things; as also ↓ مَنْفِسٌ: (Lh, M:) and, when so applied, of which one is avaricious, or tenacious: (M:) or ↓ مُنْفِسٌ, so applied, abundant; much; (K;) as also ↓ مُنْفَسٌ: (Fr, K:) and ↓ نَافِسٌ, a thing of high account or estimation, and an object of desire: (TA:) this last is also applied, in like manner, to a man; as also نَفِيسٌ: and the pl. [of either] is نِفَاسٌ (M, TA) Youalso say, ↓ أَمْرٌ مَنْفُوسٌ فِيهِ, meaning, A thing that is desired. (M.) And فِيهِ ↓ شَىْءٌ مُتَنَافَسٌ A thing emulously desired, or in much request. (A.) b2: Also, [as an epithet in which the quality of a subst. predominates,] Much property; (S, A, K;) and so ↓ مُنْفِسٌ. (S.) You say, لِفُلَانٍ مُنْفِسٌ and نَفِيسٌ Such a one has much property. (S.) And مَا يَسُرُّنِى بِهٰذَا الأَمْرِ مَنْفِسٌ and نَفِيسٌ [Much property does not rejoice me with this affair]. (S.) نَافِسٌ: see نَفِيسٌ, in three places.

A2: See also نُفَسَآءُ.

A3: (tropical:) Smiting with an evil, or envious, eye. (S, M, K.) A4: The fifth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, M, K;) which has five notches; and for which one wins five portions if it be successful, and loses five portions if it be unsuccessful: (Lh, M:) or, as some say, the fourth. (S.) هٰذَا أَنْفَسُ مَالِى This is the most loved and highly esteemed of my property. (S, TA.) A2: بَلَّغَكَ اللّٰهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ (tropical:) [May God cause thee to attain to the most protracted, or most ample, of lives: see 5]. (A, TA.) And دَارُكَ أَنْفَسُ مِنْ دَارِى (tropical:) Thy house is more ample, or spacious, than my house: (M:) and the like is said of two places: (M:) and of two lands. (A.) And هٰذَا التَّوْبُ أَنْفَسُ مِنْ هٰذَا (tropical:) This garment, or piece of cloth, is wider and longer and more excellent than this. (M.) And ثَوْبٌ أَنْفَسُ الثَّوْبَيْنِ (tropical:) A garment, or piece of cloth, the longer and wider of the two garments, or pieces of cloth. (A.) مُنْفَسٌ: see نَفِيسٌ; for the latter, throughout.

مُنْفِسٌ: see نَفِيسٌ; for the latter, throughout.

مَنْفُوسٌ: see نَفِيسٌ, in two places.

A2: (tropical:) Brought forth; born. (S, M, A, Msb, K.) It is said in a trad., مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَذْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الجَنَّةِ أَوِ النَّارِ (tropical:) [There is not any soul born but its place in Paradise or Hell has been written]. (S.) b2: مَنْفُوسَةٌ applied to a woman: see نُفَسَآءُ.

A3: (tropical:) Smitten with an evil, or envious, eye. (M.) مُتَنَفَّسٌ A place of passage of the breath.] b2: فى عُمُرِهِ مُتَنَفَّسٌ: see نَفَسٌ. b3: See also سَحَرٌ.

مُتَنَفِّسٌ [Breathing;] having breath: (TA:) or having a soul: (so in a copy of the M:) an epithet applied to everything having lungs. (S, TA.) b2: غَائِطٌ مُتَنَفِّسٌ (tropical:) A depressed expanse of land extending far. (A, TA.) b3: أَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ (tropical:) A nose of which the bone is wide and depressed; or depressed and expanded; or a nose spreading upon the face: syn. أَفْطَسُ. (A, TA.) شَىْءٌ مُتَنَافَسٌ فِيهِ: see نَفِيسٌ.
(ن ف س) : (النِّفَاسُ) مَصْدَرُ نُفِسَتْ الْمَرْأَةُ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا إذَا وَلَدَتْ فَهِيَ نُفَسَاءُ وَهُنَّ نِفَاسٌ (وَقَوْلُ) أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنَّ أَسْمَاءَ نَفِسَتْ أَيْ حَاضَتْ وَالضَّمُّ فِيهِ خَطَأٌ وَكُلُّ هَذَا مِنْ النَّفْسِ وَهِيَ الدَّمُ فِي قَوْلِ النَّخَعِيِّ كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ (نَفْسٌ سَائِلَةٌ) فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إذَا مَاتَ فِيهِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّفْسَ الَّتِي هِيَ اسْمٌ لِجُمْلَةِ الْحَيَوَانِ قِوَامُهَا الدَّمُ (وَقَوْلُهُمْ) النِّفَاسُ هُوَ الدَّمُ الْخَارِجُ عَقِيبَ الْوَلَدِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ كَالْحَيْضِ سَوَاءٌ وَأَمَّا اشْتِقَاقُهُ مِنْ تَنَفُّسِ الرَّحِمِ أَوْ خُرُوجِ النَّفَسِ بِمَعْنَى الْوَلَدِ فَلَيْسَ بِذَاكَ لِأَنَّ النَّفَسَ الَّتِي بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ الْأَنْفَاسِ وَهُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ الْحَيِّ حَالَ التَّنَفُّسِ وَمِنْهُ لَكَ فِي هَذَا (نَفَسٌ) أَيْ سَعَةٌ (وَنُفْسَةٌ) أَيْ مُهْلَةٌ (وَنَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَكَ) أَيْ فَرَّجَهَا وَيُقَالُ (نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ) إذَا فَرَّجَ عَنْهُ (وَنَفَّسَ عَنْهُ) إذَا أَمْهَلَهُ عَلَى تَرْكِ الْمَفْعُولِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي كِتَابِ الْإِقْرَارِ لَوْ قَالَ نَفِّسْنِي فَعَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى أَمْهِلْنِي أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَيْ نَفِّسْ كَرْبِي أَوْ غَمِّي (وَشَيْءٌ نَفِيسٌ وَمُنْفِسٌ) .
نفس
النَفْسُ: مَعْرُوْفَةٌ، والجَميعُ النُّفُوْسُ. والرُّوْحُ - أيضاً -: نَفْسٌ، وكذلك الدَّمُ. ورَجُلٌ له نَفْس: أي خَلْقٌ وجَلَادَة وسَخَاء.
وماتَ حَتْفَ نَفْسِه: إذا ماتَ على فِرَاشِه. وأنْمتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَة. والأنْفَاسُ: الساعَاتُ.
وزِدْني في أجَلي نَفَساً: أي طُوْلَ الأجَلَ. وبَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ نَفَس: أي مُتَّسَعٌ. وهو أنْفَسُ المَنْزِلَيْنِ: أي أبْعَدُهما. وغائطٌ مُتَنَفَس: أي بَطِيْن بَعِيْدٌ.
والنفَسُ: التَنَفُّسُ؛ وهو خُرُوْجُ النسِيْمِ من الجَوْفِ. وشَرِبَ الماءَ بنَفَس، وجَمْعُها نِفَاسٌ.
وكَتَبْتُ كِتاباً نَفَساً: أي طَوِيلاً.
وفي هذا الأمْرِ نفْسَةٌ: أي مهْلَةٌ. وفي عُمُرِه تنَفُّسٌ: أي طُوْل. وأنا بَيْنَ نَفْسَيْنِ: أي رَأْيَيْنِ. وهو شَيْءٌ مَنْفوسٌ فيه: أي مَرْغُوْبٌ فيه.
وإنَه لَعَيوْن نَفُوْسٌ: أي خَبِيْثُ العَيْنِ، ويُقال: نَفْسَاني؛ وما أنْفَسَه: أي ما أشَد عَيْنَه. والنافِسُ: العائنُ.
ودَبَغْتُ الإهَابَ نَفْساً أو نَفْسَيْنِ: وهو قَدْرُ دَبْغَةٍ من الدِّبَاغِ، وقد يُحَرَّكُ الفاءُ. وهذا شَرَاب غَيْرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِهَ الطَّعْمِ لا يَتَنَفَّسُ فيه صاحِبُه. والشيْءُ النَفِيْسُ: المُتَنَافَسُ فيه، يُقال: نَفِسْتُ به نَفَاسَةً. ونَفُسَ الشَّيْءُ: صارَ نَفِيْساً. والمُنْفِسُ: النَّفِيْسُ. والنَفَاسُ: ولادَةُ المَرْأةِ، فإذا وَضَعَتْ قيل: نُفَسَاءُ حَتّى تَطْهُرَ، وقد نُفِسَتْ وهي مَنْفُوْسَةٌ. ونَفِسَتْ: إذا حاضَتْ ودَمِيَتْ. وسُمِّيَتْ نُفَسَاءَ لسَيَلانِ الدمِ. والمَوْلُوْدُ: مَنْفُوْسٌ به. وُيقال: نُفَسَاءُ ونَفَسَاءُ ونَفْسَاءُ - لُغَاتٌ -. والخامِسُ من القِدَاح يُسَمى النّافِسَ.
نفس
الَّنْفُس: الرُّوحُ في قوله تعالى: أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ
[الأنعام/ 93] قال: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ [البقرة/ 235] ، وقوله: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ
[المائدة/ 116] ، وقوله:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
[آل عمران/ 30] فَنَفْسُهُ: ذَاتُهُ، وهذا- وإن كان قد حَصَلَ من حَيْثُ اللَّفْظُ مضافٌ ومضافٌ إليه يقتضي المغايرةَ، وإثباتَ شيئين من حيث العبارةُ- فلا شيءَ من حيث المعنى سِوَاهُ تعالى عن الاثْنَوِيَّة من كلِّ وجهٍ. وقال بعض الناس: إن إضافَةَ النَّفْسِ إليه تعالى إضافةُ المِلْك، ويعني بنفسه نُفُوسَنا الأَمَّارَةَ بالسُّوء، وأضاف إليه على سبيل المِلْك. والمُنَافَسَةُ: مُجَاهَدَةُ النَّفْسِ للتشبه بالأفاضلِ، واللُّحُوقِ بهم من غير إِدْخال ضَرَرٍ على غيرِه. قال تعالى: وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ
[المطففين/ 26] وهذا كقوله:
سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد/ 21] والنَّفَسُ: الرِّيحُ الداخلُ والخارجُ في البدن من الفَمِ والمِنْخَر، وهو كالغِذاء للنَّفْسِ، وبانْقِطَاعِهِ بُطْلانُها ويقال للفَرَجِ: نَفَسٌ، ومنه ما رُوِيَ: «إِنِّي لَأَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ» »
وقوله عليه الصلاة والسلام: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا مِنْ نَفَسِ الرَّحْمَنِ» أي: ممَّا يُفَرَّجُ بها الكَرْبُ. يقال: اللَّهُمَّ نَفِّسْ عَنِّي، أي: فَرِّجْ عَنِّي. وتَنَفَّسَتِ الرِّيحُ: إذا هَبَّتْ طيِّبةً، قال الشاعر:
فَإِنَّ الصَّبَا رِيحٌ إِذَا مَا تَنَفَّسَتْ عَلَى نَفْسِ مَحْزُونٍ تَجَلَّتْ هُمُومُهَا
والنِّفَاسُ: وِلَادَةُ المَرْأَةِ، تقول: هي نُفَسَاءُ، وجمْعُها نُفَاسٌ ، وصَبَّيٌّ مَنْفُوسٌ، وتَنَفُّسُ النهار عبارةٌ عن توسُّعِه. قال تعالى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ [التكوير/ 18] ونَفِسْتُ بِكَذَا: ضَنَّتْ نَفْسِي بِهِ، وشَيْءٌ نَفِيسٌ، ومَنْفُوسٌ بِهِ، ومُنْفِسٌ.
[نفس] النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش: نجا سالِمٌ والنَفْسُ منه بِشِدْقِهِ * ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا * أي بجفن سيف ومئزر. والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ. وفي الحديث: " ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه ". والنَفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر : نُبِّئْتُ أنَّ بني سُحَيْمٍ أَدخلوا * أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ * والتامورُ: الدمُ. وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان. والنَفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ. ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ. والنافِسُ: العائِنُ. والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع. ونفس الشئ: عينه يؤكد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ. والنَفْسُ: أيضاً قَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لي نفسا من دباغ. قال الاصمعي. بعثت امرأة من العرب بنتا لها إلى جارتها فقالت لها: تقول لك أمي: أعطيني نفسا أو نفسين أمعس به منيئتى فإنى أفدة. أي مستعجلة لا أتفرغ لاتخاذ الدباغ، من السرعة. والنفس بالتحريك: واحد الأَنْفاسِ. وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء. وكلُّ ذي رئةٍ مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها. وتَنَفَّسَ الصبح، أي تَبَلَّج. وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ. ويقال للنهار إذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء. وقول الشاعر:

عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا * أي ساعة بعد ساعة. والنَفْسُ أيضاً: الجُرعة. يقال اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جرعة أو جرعتين، ولا تزد عليه. والجمع أنفاس، مثل سبب وأسباب. قال جرير: تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيها * بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ القَراحِ * ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعة. وشئ نفيس، أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ. وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ عندي. وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه. ولفلان مُنْفِسٌ ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ ونَفيسٌ. ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشئ نفاسة إذا لم تره يستأهله. ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدت. ونفس الشئ بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه. ونافست في الشئ منافسة ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم وتنافسوا فيه، أي رغِبوا. وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ. ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ الله عنه كربته، أي فرَّجها. والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوة نقاس. وليس في الكلام فعلاء يجمع على فعال غير نفساء وعشراء. ويجمع أيضا على نفساوات وعشراوات، وامرأتان نفساوان وعشراوان، أبدلوا من همزة التأنيث واوا. وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً. ويقال أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمَّ فاعلُه، والولد منْفوسٌ. وفي الحديث: " ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ مكانُها من الجنَّة والنار ". وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي قبل أن يولد. قال الشاعر : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ * كما طرقت بنفاس بكر * أي بولد *.

خوض

(خوض) المَاء وَالشرَاب فِي الْإِنَاء خاضه وبالسيف فِي بطن فلَان خاضه (شدد للْمُبَالَغَة)
(خ و ض) : (الْمَخَاضَةُ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَوْضِعُ (الْخَوْضِ) فِي الْمَاءِ وَهُوَ الدُّخُولُ فِيهِ وَخُضْتُ السَّوِيقَ بِالْمِخْوَضِ جَدَحْتُهُ بِهِ وَهُوَ أَنْ تَصُبَّ فِيهِ مَاءً وَتَضْرِبَهُ لِيَخْتَلِطَ وَسَوِيقٌ مَخُوضٌ.

خوض


خَاض (و)(n. ac. خَوْض [ ]خِيَاض [] )
a. Entered, plunged into; waded through, forded (
water ).
b. Mixed, stirred up.
c. [Fī], Engaged in (conversation).
d. Braved, risked.

خَاْوَضَأَخْوَضَa. Made to enter, plunge into.
b. see V
تَخَوَّضَ
a. [Fī], Entered, plunged into; engaged in (
conversation ).
تَخَاْوَضَa. see V
إِخْتَوَضَa. see I (a)
مَخَاضَة [] (pl.
مَخَاوِض [] )
a. Ford.

خَوَّاض []
a. Plunger; diver.
خ و ض: (خَاضَ) الْمَاءَ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (خِيَاضًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ، وَالْمَوْضِعُ (مَخَاضَةٌ) وَهُوَ مَا جَازَ النَّاسُ فِيهِ مُشَاةً وَرُكْبَانًا وَجَمْعُهَا (مَخَاضٌ) وَ (مَخَاوِضُ) وَ (أَخَاضَ) فِي الْمَاءِ دَابَّتَهُ. وَ (خَاضَ) الْغَمَرَاتِ اقْتَحَمَهَا وَخَاضَ الْقَوْمُ فِي الْحَدِيثِ وَ (تَخَاوَضُوا) أَيْ تَفَاوَضُوا فِيهِ. 
(خوض) - قَولُه تَعالَى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} . : أي كخَوْضِهم، والعَرب تَجعَل ما والَّذى، وأَنْ صِلَتها بِمَنْزِلة المَصْدر.
- في الحديث: "رب مُتَخَوِّضٍ في مَالِ اللهِ تَعالَى".
أصل الخَوْضِ المَشْي في المَاءِ وتَحْرِيكُه، ثم يُستَعمل في التَّلبُّس بالأَمْر والتَّصَرُّف فيه، والتَّخَوُّض تَفعُّل منه: أي رُبَّ مُتَصرِّفٍ فيه بِمَا لا يَرضاه الله عَزَّ وجل .
[خوض] خُضْتُ الماءَ أَخوضُهُ خَوْضاً وخِياضاً. والموضعُ مَخاضَةٌ، وهو ما جازَ الناسُ فيها مُشاةً وركباناً. وجمعها المخاض، والمخاوض أيضا، عن أبى زيد. وأخضت في الماء دابَّتي. وأَخاضَ القومُ، أي خاضَتْ خيلُهم الماءَ. وخُضْتُ الغَمَراتِ: اقتحمتُها. ويقال: خاضَهُ بالسيف، أي حرك سيفه في المضروب. وخَوَّضَ في نجيعه، شدِّد للمبالغة. والمخوض للشراب كالمجدح للسويق. يقال: خُضْتُ الشرابَ. وخاضَ القومُ في الحديث وتَخاوَضوا، أي تَفاوَضوا فيه.
خ و ض :
خَاضَ الرَّجُلُ الْمَاءَ يَخُوضُهُ خَوْضًا مَشَى فِيهِ وَالْمَخَاضَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الْخَوْضِ وَالْجَمْعُ مَخَاضَاتٌ وَخَاضَ فِي الْأَمْرِ دَخَلَ فِيهِ وَخَاضَ فِي الْبَاطِلِ كَذَلِكَ وَأَخَاضَ الْمَاءُ بِالْأَلِفِ قَبِلَ أَنْ يُخَاضَ وَهُوَ لَازِمٌ عَلَى عَكْسِ الْمُتَعَارَفِ فَإِنَّهُ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي لَزِمَ رُبَاعِيُّهَا وَتَعَدَّى ثُلَاثِيُّهَا وَمَخُوضٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ الثُّلَاثِيِّ وَمُخِيضٌ بِضَمِّهَا اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ الرُّبَاعِيّ اللَّازِمِ. 
خوض
الخَوْضُ: هو الشّروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الأمور، وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذمّ الشروع فيه، نحو قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ: إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
[التوبة/ 65] ، وقوله: وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا
[التوبة/ 69] ، ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ
[الأنعام/ 91] ، وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ [الأنعام/ 68] ، وتقول: أَخَضْتُ دابّتي في الماء، وتخاوضوا في الحديث:
تفاوضوا.
[خوض] فيه: رُب "متخوض" في مال الله، أصل الخوض المشي في الماء وتحريكه ثم استعمل في التلبيس بالأمر والتصرف فيه، أي رب متصرف في مال الله بما لا يرضاه الله، وقيل: هو التخليط في تحصيله من غير وجه كيف أمكن. ك: أي يتصرفون في بيت المال ويستبدون بمال المسلمين بغير قسمة. ن: "فخاض" الناس، أي تكلموا وتناظروا. وفيه: إن أمرتنا أن "نخيضها" البحر، أي الخيل، اختبر صلى الله عليه وسلم هل يوافقونه على الخروج إذ لم يبايعوه عليه، وإنما بايعهم على أن يمنعوه ممن يقصده فأجابوه أحسن جواب. والمخاض الطلق ووجع الولادة. غ: "وخضتم" كالذي "خاضوا" أي كخوضهم، والذي مصدرية. قا: "نخوض" مع "الخائضين" أي نسرع بالباطل مع السارعين.
خ و ض

خاض الماء خوضاً وخياضاً وخوضة. واقتحم المخاضة. وأخضته دابتي، وأخاضوا الماء إذا خاضوه بدوابهم، وخاوضته في الماء. وخضت السويق بالمخوض: جدحته، وخوّضته.

ومن المجاز: خاضوا في الحديث وتخاوضوا فيه. وهو يخوض مع الخائضين أي يبطل مع المبطلين " وهم في خوض يلعبون " وخضته بالسيف إذا وضعته في أسفل بطنه ثم رفعته إلى فوق، وخضت بقدحي في القداح: ألقيته فيها. وخاوضه في البيع: عارضه. وخاوضوا السرى. قال أبو النجم:

إليك خاوضنا السرى على السرى ... بالعيس يخضبن الحصى عبد الحضى

وخاض إليه الرماح حتى أخذه. وخاض البرق الظلام. وخاضت الإبل لج السراب.
باب الخاء والضاد و (وا يء) معهما خ وض، وخ ض، وض خ، ض وخ مستعملات

خوض: خُضْتُ الماء خَوْضاً وخِياضاً، واختضُتُ، وخَوَّضُتُ تَخويضاً أي: مَشَيْتُ فيه. والخَوْضُ: اللبس في الأمر. والخَوْض من الكلام: ما فيه الكذب والباطل. والمِخْوَضُ: المجدح الذي تخُوضُ به السويق.

وخض: الوَخْضُ: طَعْنٌ غير جائف.

وضخ: المُواضَخَةُ: التباري والمبالغة في العدو، قال:

تُواضِخُ التَّقريبَ قِلْواً مِحْلَجا

وأصله في الاستقاء من البِئْر، يبادر الرجلان فينظر أيهما أكثر استقاءً وأقوى. فاستعمل على الاستعارة في كل شيء. ويقال للفرسين يتجاذبان : هما يَتَواضَخانِ. ويقال للرجل إذا استقى فنفحَ بالدلو نَفْحاً شَديداً: قد أوضَخَ بها.

ضوخ: ضاخ: موضعٌ بالبادية.
خوض: خاض: تستعمل مجازاً بمعنى جال في البلاد وطاف فيها، وأوغل فيها، ففي كوسج لطائف (ص102): أقبل يخوض البلاد حتى صار إلى أفريقية. وفي أخبار (ص5): خضها بالسرايا أي جل في هذه البلاد بالسرايا من الجند بمعنى اقتحمها. وتوغل بها ويقال مجازاً أيضاً: خاض في تيه الضلالة أي أوغل وتوغل في تيه الضلالة (دي ساسي طرائف 2: 68).
ويقال في الكلام عن جّراح: خاض حشى الداء: أدخل المبضع في حشى المريض ليسبره (عباد 1: 57).
ويقال أيضاً: خاض في ظلام الليل أي توغل في ظلام الليل (ألف ليلة 1: 20) وخاض الليل إلى: أي توغل في الليل للذهاب إلى بمعنى سار أثناء الليل (تاريخ البربر 2: 318).
خاض في عرقه: غمره العرق (بوشر).
وخاض: خضّ، حرك، (الكالا) راجع فكتور.
خوّض (بالتشديد) خّوض الماء: خاضه أي حركه وخلطه (بوشر) وعكره وكدره (فوك، الكالا) ومُخَوّض: مخلوط بالخضّ ومخضخض.
وخوّض في معجم الكالا مقابل baratar التي فسرها فكتور ب (اتجر، تكسب، وأبدل، واستدان المال بربا فاحش ليفي به ديناً رباه أقل)، وفي معجم نوفيز: اشترى أو باع شيئاً بثمن أقل من قيمته.
وخوَّض: باع بثمن عال دينا ما اشتراه بثمن بخس نقداً (الكالا).
وخَوّض في معجم الكالا مقابل trafagar أي تكسب. وعند فكتور: أتجر، وخلط، وأربك، واستدان مالاً من شخص ليدفع به إلى آخر سداداً لدينه.
وخوَّض: احتال فابتز مالاً، واستدان مالاً وهو لا ينوي وفاءه (الكالا).
تخوَّض، ينخاض: سهل الخوض والعبور فيه (بوشر).
خواض: ذكر الكالا هذه الكلمة بمعنى نصل لونه، وأظن أن هذه الكلمة الرباعية فريدة من فعل ثلاثي بإضافة الألف الممدود بين الحرف الثاني والثالث منه. وهذه الأفعال تبين مرحلة الانتقال من حالة إلى أخرى، فهي تناسب الألوان ولا يمكن اعتبارها تحريفاً للفعل افعل مزيد الفعل الثلاثي فعل. (راجع شربونو في الجريدة الآسيوية (1855، 2: 557) وهو يذكر عدداً منها مثل بياض أي بيض، وحمار أي حمر، وشيان أي أضعف، قدم أي أسنّ، تقدم في السن.
خَوْض: مخاض، مخافة، مكان ضحل في النهر (بوشر).
خَوْض: مشتق من خاض القوم في الحديث أي تفاوضوا فيه، ففي معجم اللطائف: إني اسمع من خوض الناس ما لا تسمع.
وخَوْض: لؤلؤ، وفريتاج ولا يذكر إلا خوضة. ففي تاريخ البربرة (2: 492): امتلأ من خوض اللسان نظمه ونثره.
خَوْضّة: كدر، عكر، رفق (فوك).
وخَوُضة: مهاترة (الكالا).
خَوْضّي: محتال، مبتز الأموال (الكالا).
خياض: نظرية، مذهب علمي (بوشر).
خاوض: مكذر، معكر، رنق (مارتن ص33).
مَخْوض، بدل مخوض: كدر (مارتن ص146).
مَخاضة: تجمع على مخائض (انظر لين) وكذلك في معجم فوك ومعجم الكالا.
مِخْواض: مخْوَض (ابن العوام 2: 426) واقرأه مخواض كذلك في (2: 424).

خوض: خاض الماءَ يَخُوضه خَوْضاً وخِياضاً واخْتاضَ اخْتِياضاً

واخْتاضَه وتَخَوَّضَه: مَشَى فيه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنه في الغَرْضِ، إِذْ تَرَكَّضَا،

دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا

أَي هو ماء صافٍ، وأَخاضَ فيه غيره وخَوَّضَ تَخْويضاً. والخَوْضُ:

المَشْيُ في الماء، والموضع مَخاضةٌ وهي ما جازَ الناسُ فيها مُشاةً

ورُكْباناً، وجمعها المَخاضُ والمَخاوِضُ أَيضاً؛ عن أَبي زيد. وأَخَضْتُ في

الماء دابَّتي وأَخاضَ القومُ أَي خاضَتْ خيلُهم في الماء. وفي الحديث: رُبَّ

مُتَخَوِّضٍ في مال اللّه تعالى؛ أَصْل الخَوْض المشيُ في الماء

وتحريكُه ثم استعمل في التلبس بالأَمر والتصرف فيه، أَي رُبَّ متصرف في مال

اللّه تعالى بما لا يرضاه اللّه، والتَّخَوُّضُ تفعُّل منه، وقيل: هو التخليط

في تحصيله من غير وجهه كيف أَمكن. وفي حديث آخر: يَتَخَوَّضُون في مال

اللّه تعالى. والخَوْضُ: اللَّبْسُ في الأَمر. والخَوْضُ من الكلام: ما

فيه الكذب والباطل، وقد خاضَ فيه. وفي التنزيل العزيز: وإِذا رأَيْتَ الذين

يَخُوضون في آياتنا. وخاضَ القومُ في الحديث وتَخاوَضُوا أَي تفاوضوا

فيه. وأَخاضَ القومُ خيلَهم الماءَ إِخاضةً إِذا خاضوا بها الماء.

والمَخاضُ من النهر الكبير: الموضعُ الذي يَتخَضْخَضُ ماؤُه فَيُخاضُ

عند العُبور عليه، ويقال المَخاضَةُ، بالهاء أَيضاً.

والمِخْوَضُ للشراب: كالمِجْدَحِ للسَّويق، تقول منه: خُضْتُ الشرابَ.

والمِخْوَضُ: مِجْدَحٌ يُخاضُ به السَّوِيقُ. وخاضَ الشرابَ في المِجْدَحِ

وخَوَّضَه. خلَطه وحَرَّكَهُ؛ قال الحطيئة يصف امرأَة سَمَّتْ بَعْلَها:

وقالتْ: شَرابٌ بارِدٌ فاشْرَبَنّه،

ولم يَدْرِ ما خاضَتْ له في المَجادِح

والمِخْوَضُ: ما خُوِّضَ فيه. وخُضْتُ الغَمراتِ: اقْتَحَمْتُها: ويقال:

خاضَه بالسيف أَي حَرَّكَ سيْفه في المَضْرُوبِ. وخَوَّضَ في نَجِيعِه:

شُدِّدَ للمبالغة. ويقال: خُضْتُه بالسيف أَخُوضُه خَوْضاً وذلك إِذا

وضعت السيف في أَسفل بطنه ثم رفعته إِلى فوق.

وخاوَضَه البيعَ: عارضه؛ هذه رواية عن ابن الأَعرابي، ورواية أَبي عبيد

عن أَبي عمرو بالصاد.

والخِياضُ: أَن تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتعاراً بين قِداح المَيْسِرِ

يُتَيَمَّنُ به، يقال: خُضْتُ في القِداحِ خِياضاً، وخاوَضْتُ القِداحَ

خِواضاً؛ قال الهذلي:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه،

خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

خَضْخَضْتُ تكرير من خاضَ يَخوضُ لما كرره جعله متعدياً. والمُدابِرُ:

المَقْمور يُقْمَرُ فيستعير قِدْحاً يَثِقُ بفوزه ليعاوِدَ من قَمَره

القِمارَ.

ويقال للمَرْعَى إِذا كثُر عُشْبُه والتَفّ: اخْتاضَ اخْتِياضاً؛ وقال

سلمة بن الخُرْشُبِ:

ومُخْتاض تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيه،

تُحُوميَ نَبْتُه فَهْوَ العَمِيمُ

أَبو عمرو: الخَوْضةُ اللُّؤْلُؤَةُ. وخَوْضُ الثَّعْلَب: موضع

باليمامة، حكاه ثعلب.

خوض
خاضَ/ خاضَ في يَخوض، خُضْ، خَوْضًا، فهو خائض، والمفعول مَخُوض (للمتعدِّي)

• خاض القومُ: أمعنوا في الباطل وتوغَّلوا فيه " {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا} ".
• خاض الشَّخصُ الماءَ/ خاضَ الشَّخصُ في الماءِ: دخله ومشى فيه، توغَّل فيه "خاض البحر- خاض في الوحل- يخوض غِمار الحياة/ الحرب" ° خاض الغمرات: اقتحم الشدائد والمكاره- يخوض المنايا: أي: يُلقي بنفسه في المهالك.
• خاض القومُ في الحديث: تبادلوه وتفاوضوا فيه " {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} "? خاض في أعراض النَّاس: اغتابهم. 

أخاضَ يُخيض، أخِضْ، إخاضةً، فهو مُخِيض، والمفعول مُخاض
• أخاض القومُ الماءَ: خاضوه بدوابِّهم، توغَّلوا فيه عابرين للجانب الآخر "وجدوا ألاَّ طريق لهم إلاَّ أن يُخيضوا الماء".
• أخاضَه الماءَ: جعله يخوضه، أي: يتوغَّل فيه عابرًا للجانب الآخر "أخاضَ فرسَه النهَر". 

تخاوضَ في يتخاوض، تخاوضًا، فهو مُتخاوِض، والمفعول مُتخاوَض فيه
• تخاوضوا في الحديث: تفاوضوا فيه وتبادلوه "أحبّ أن أتخاوض معهم في أحاديث العلم". 

تخوَّضَ يتخوَّض، تخوُّضًا، فهو مُتخوِّض، والمفعول مُتَخَوَّض
• تخوَّض الصَّيادُ الماءَ: خاضه، دخله ومشى فيه. 

خوَّضَ/ خوَّضَ في يُخوِّض، تخويضًا، فهو مُخوِّض، والمفعول مُخوَّض
• خوَّض الماءَ/ خوَّض في الماء: خاضه، اجتازه، دخله ومشى فيه. 

إخاضة [مفرد]: مصدر أخاضَ. 

خائض [مفرد]: اسم فاعل من خاضَ/ خاضَ في. 

خَوْض [مفرد]:
1 - مصدر خاضَ/ خاضَ في.
2 - مكان ضحل في النهر. 

خوَّاض [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خاضَ/ خاضَ في: كثير الخَوْض في الماء، غطَّاس "صيَّادٌ خوّاض".
2 - من يخوض الغمرات، مُقتحم للشدائد والأهوال "للأهوالِ خوّاضُ". 

مَخاضَة [مفرد]: ج مخاضات ومَخاض ومخاوضُ: اسم مكان من خاضَ/ خاضَ في: مكان ضحل الماء يخوضه النَّاس مشاةً أو رُكبانًا. 

مِخْوض [مفرد]: ج مخاوضُ: آلة لخلط الشَّراب وتحريكه. 

خوض

1 خَاضَ المَآءَ, aor. ـُ inf. n. خَوْضٌ (S, A, Msb, K) and خِيَاضٌ, (S, A, K,) [He waded, or forded, through the water;] he passed through the water walking or riding: (S:) or he entered into the water; (A, K;) as also ↓ خَوَّضَهُ, (K,) inf. n. تَخْوِيضٌ; (TA;) [or this latter has an intensive signification, as it is said to have in a phrase below;] and ↓ اختاضهُ: (K:) or he walked in, or through, the water; (Msb;) as also ↓ تخوّضهُ: (TA:) or he entered into the water and walked in it, or through it. (TA.) You say also, خَاضَ بِالفَرَسِ, meaning He brought the horse to the water; as also ↓ اخاضهُ, (K,) inf. n. إِخَاضَهُ; (Az;) and ↓ خاوضهُ, (K,) or خاوضهُ فِى المَآءِ, inf. n. مُخَاوَضَةٌ, as in the A: (TA:) or ↓ اخاضوا المَآءَ signifies خَاضُوهُ بِدَوَابِّهِمْ [They waded or forded through the water, or entered into it, &c., with their beasts]: and you say also, ↓ خَاوَضْتُهُمْ فى المَآءِ [I waded or forded with them through the water; &c.; meaning with men, not with beasts]: (so I find in a copy of the A:) and القَوْمُ ↓ اخاض signifies خَاضَتْ خَيْلُهُمُ المَآءَ [The people's horses waded or forded through the water]. (S.) b2: خَاضَتِ الإِبِلُ لُجَّ السَّرَابِ (tropical:) [The camels passed through the great expanse of mirage]. (A.) b3: خَاضَ البَرْقُ الظَّلَامَ (tropical:) [The lightning penetrated through the darkness]. (A, TA.) b4: خَاضَ إِلَيْهِ الرِّمَاحَ حَتَّى أَخَذَهُ (tropical:) [He forced his way to him through the spears until he took him, or it]. (A, TA. *) b5: خَاضَ القَوْمُ فِى الحَدِيثِ, (S, A,) and فِيهِ ↓ تخاوضوا, (S, A, K,) (tropical:) The people, or company of men, entered [or waded] together into discourse. (S, A, K.) b6: خَاضَ الغَمَرَاتِ, (S, K,) aor. as above, inf. n. خَوْضٌ, (TA,) (tropical:) He plunged into the submerging floods of ignorance, or the like; syn. اِقْتَحَمَهَا. (S, K, TA.) b7: خَاضَ فِى

الأَمْرِ (assumed tropical:) He entered [or plunged] into the affair. (Msb.) b8: In like manner you say, [خَاضَ فِى

البَاطِلِ and] البَاطِلَ ↓ اخاض (assumed tropical:) He entered [or plunged] into false, or vain, discourse or speech: (Msb:) and خَاضَ, alone, signifies (tropical:) He said, or spoke, what was false. (A.) It is said in the Kur [lxxiv. 46], (TA,) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ, i. e. فِى البَاطِلِ (tropical:) [And we used to enter into false, or vain, discourse or speech, with those who entered thereinto]; (Bd, Jel, K;) syn. نَشْرَعُ: (Bd:) or and we used to follow the erring, &c. (O, K.) And again, [lii. 12,] الَّذِينَ هُمْ فِى

خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (tropical:) [Who amuse themselves in entering into false, or vain, discourse or speech]; (TA;) فى الباطل being here, again, understood. (Bd.) And again, [ix. 70,] وَخُضْتُمْ كَالَّذِى خَاضُوا, i. e. كَخَوْضِهِمْ (tropical:) [And ye have entered into false, or vain, discourse or speech, like their entering thereinto]. (K.) And again, [vi. 67,] الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى آيَاتِنَا (tropical:) [Who enter into false, or vain, discourse or speech respecting our signs; meaning the Kur-án]. (TA.) خَاضَ فِيهِ is also explained as signifying (assumed tropical:) He said what was false respecting it. (TA.) And خَوْضٌ signifies (assumed tropical:) The confusing, or confounding, in an affair. (TA.) b9: خَاضَ, (S, A, Mgh, K,) and ↓ خوّض, (A, TA,) also signify He mixed, (S, * K, TA,) and stirred about, (TA,) the beverage, or wine: (S, K, TA:) or he stirred about the سَوِيق with the مِخْوَض. (A, Mgh. *) b10: خَاضَهُ بِالسَّيْفِ (tropical:) He moved about the sword in him, having smitten him: (S, K, * TA:) or he put [or thrust] the sword into the lower part of his belly, and then raised it upwards. (A, * TA.) b11: خُضْتُ بِقِدْحٍ فِى القِدَاحِ, (A, TA,) inf. n. خِيَاضٌ; and القِدَاحَ ↓ خَاوَضْتُ, inf. n. خِوَاضٌ; (TA;) (tropical:) I put an arrow, (A, TA,) which I had borrowed, and by which I expected to have good luck, (TA,) among the [other] arrows (A, TA) used in the game called el-meysir: (TA:) see an ex. (a verse of Sakhr-el-Gheí) in art. خض.2 خَوَّضَ see 1, first signification: b2: and again in the latter part of the paragraph. b3: خَوَّضَ فِى

نَجِيعِهِ [app. meaning He wallowed in his effused blood] is with teshdeed to render the signification intensive. (S.) 3 خَاْوَضَ see 1, second sentence, in two places: and again in the last sentence.4 أَخَضْتُ فِى المَآءِ دابَّتِى [I made my beast to wade, or ford, through the water]. (S, A. *) اخاض القَوْمُ خَيْلَهُمُ المَآءَ [The people, or company of men, made their horses to wade, or ford, through the water] is said when they wade, or ford, with their horses through the water. (TA.) اخاض القَوْمُ: and اخاضوا المَآءَ: [which are evidently elliptical phrases:] and اخاض الفَرَسَ: see 1, second sentence. b2: اخاض البَاطِلَ: see 1.

A2: اخاض المَآءُ The water admitted of being walked [or waded or forded] in or through: contr. to general rule; being intrans. while the unaugmented verb is trans. (Msb.) 5 تَخَوَّضَ see 1, first sentence. b2: تخوّض also signifies He constrained himself to wade, or ford, in, or through, water. (K, * TA.) This is the primary signification: and hence, b3: تخوّض فِى الأَمْرِ (tropical:) He employed, or occupied, himself in the affair: and he used art or artifice or cunning, or his own judgment or discretion, in the affair, or in the disposal or management thereof: and so in the phrase تخوّض فى المَالِ: or, accord. to some, this means he acted wrongly in acquiring the property in an improper manner, in whatsoever way it was possible. (TA.) 6 تَخَاْوَضَ see 1, near the middle of the paragraph.8 إِخْتَوَضَ see 1, first sentence.

مَخَاضٌ: see مَخَاضَةٌ.

مِخْوَضٌ [The instrument with which beverage, or wine, is mixed and stirred about]; it is, for beverage, or wine, like the مِجْدَح for سَوِيق: (S, K:) or the instrument with which سويق is stirred about. (A, Mgh.) مَخَاضَةٌ [A ford; i. e.] a place where people pass through water, walking or riding: (S, A, K:) or a place where one walks through water: (Msb:) pl. ↓ مَخَاضٌ, (S, K,) [or this is rather a coll. gen. n.,] or مَخَائِضُ, (as in one copy of the S,) and مَخَاوِضُ (Az, S, K) and مَخَاضَاتٌ. (Msb, TA.)
خوض
{خاضَ الماءَ} يَخُوضُه {خَوْضاً وخِيَاضاً، بالكَسْرِ: دَحَلَهُ ومَشَى فِيهِ،} كخَوَّضَه {تَخْوِيضاً،} واخْتاضَهُ. و {خَاضَ بالفَرَسِ: أَوْرَدَه الماءَ} كأَخَاضَهُ {إِخَاضَةً، الــأَخِيرُ عَن أَبِي زَيْدٍ، كَذلِكَ خَاوَضَه فِيهِ} مُخَاوَضَةً كَمَا فِي الأَسَاس. خَاضَ الشَّرَابَ فِي المِجِدَحِ: خَلَطَه وحَرَّكَهُ، وكَذلِكَ {خَوَّضَهُ، قَالَ الحُطَيْئَةُ يَصِفُ امْرَأَةً سَمَّتْ بَعْلَها:
(وقَالتْ شَرَابٌ بَارِدٌ فاشْرَبَنَّهُ ... ولَمْ يَدْرِ مَا} خَاضَتْ لَهُ فِي المَجَادِحِ)
من المَجَازِ: خاضَ الغَمَراتِ {يَخُوضُهَا} خَوْضاً: اقْتَحَمها، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. خَاضَهُ بالسَّيْفِ: حَرَّكَهُ فِي المَضْرُوبِ، كَمَا فِي الصّحاح، وذلِكَ إِذَا وَضَعْتَ السَّيْفَ فِي أَسْفَلِ بَطْنِه، ثمّ رَفَعْتَهُ إِلى فَوْق. وهُوَ مَجَازٌ. {والمُخَاضَةُ: مَا جَازَ النَّاسُ فِيهِ مُشَاةً ورُكْبَاناً، وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي} يَتَخَضْخَضُ مَاؤُه! فيُخَاضُ عِنْدَ العُبُور عَلَيْه. ج {مَخَاضٌ} وَمَخَاوِضُ. الــأَخِيرُ عَن أَبِي زَيْدٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. مِنَ المَجَاز قَوْلُه تَعَالَى: وكُنَّا {نَخُوضُ مَعَ} الخَائِضِين، أَي فِي البَاطِلِ ونَتْبَعُ الغاوِينَ، كَمَا فِي العُبَاب، وَكَذَا قولُهُ تَعَالى: وهُمْ فِي {خَوْضٍ يَلْعَبُون، قولُه تعالَى:} وخُضْتُم كالَّذِي {خَاضُوا أَي} كخَوْضِهِم والعَرَبُ تَجْعَل مَا والَّذِي وأَنْ مَعَ صِلاَتِهَا بِمَنْزِلة المَصَادِرِ، وكَذلك قَوْلُه تَعَالَى: وإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ {يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا.} والخَوْضُ: اللَّبْسُ فِي الأَمْرِ. وَمن الكَلامِ: مَا فِيه الكَذِبُ والبَاطِلُ، وَقد {خَاضَ فِيهِ.} والمِخْوَضُ، كمِنْبَرٍ، لِلشَّرابِ، كالمِجْدَحِ للسَّوِيقِ. تَقُولُ مِنْهُ: {خَضْتُ الشَّرَابَ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ أَبو المُثْلَّم الهُذَلِيّ:
(وأَسْعُطْكَ بالأَنْفِ مَاءَ الأَبا ... ءِ مِمَّا يُثَمَّلُ} بالمِخْوَضِ)
ويروى: فِي المَوْفِض. {والخَوْضُ: بَلَدٌ. كَمَا قَالَهُ أَبو عَمْرٍ و. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: وَادٍ بشِقّ عُمَانَ. قَالَ ابنُ مُقبل:
(أَجَبْتُ بَنِي غَيْلاَنَ والخَوْضُ دُونَهُمْ ... بأَضْبَطَ جَهْمِ الوَجْهِ مُخْتَلِفِ الشَّجْرِ)
} وخَوْضُ الثَّعْلَبِ: ع باليَمَامَةِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وقِيلَ: وَرَاءَ هَجَرَ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مَحَلٌّ خَلْفَ عُمَانَ. وضَبَطَهُ بالحَاءِ. وَهُوَ تَصْحِيفٌ. ويُقَالُ: لَيْتَه وَرَاءَ! خَوْضِ الثَّعْلَبِ يُضْرَب فِيمَن يَتَمَنَّى)
البُعْدَ لِصَاحِبِه. وَقَالَ مُقَاتِلُ بنُ رِيَاحٍ الدُّبَيْرِيّ. وَكَانَ خَرَبَ إِبِلاً أَيّامَ حَطْمَةِ المَهْدِيّ: إِذَا أَخْذِتَ إِبِلاً من تَغْلِبِ فَلاَ تُشَرِّقْ بِي ولكِنْ غَرِّبِقدْحاً مُسْتَعَاراً بَيْنِ قِدَاحِ المَيْسِرِ، يتَيَمَّنُ بِهِ. ويُقَال: {خُضْتُ بِهِ فِي القِدَاحِ خِيَاضاً.} وخَاوَضْتُ القِدَاحَ {خِوَاضاً. قَالَ الهُذَلِيُّ يَصِف مَاء وَرَدَه:
(فخَضْخَضْت صُفْنِيَ فِي جَمِّهِ ... خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا)
خَضْخَضْت تَكْرِيرٌ من خَاضَ يَخُوضُ، لَمَّا كَرَّرَه جعَله مُتَعَدِّياً. والمُدَابِرُ: المَقْمُورُ يُقْمَرُ فيَسْتَعِيرُ قِدْحاً يَثِقُ بفَوْزِه ليُعَاوِدَ مَنْ قَمَرَه القِمَارَ. ويُقَال للمَرْعَى إِذا كَثُرَ عُشْبُه والْتَفَّ: اخْتَاضَ)
اخْتِيَاضاً. وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ:
(ومُخْتاضٍ تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيهِ ... تُحُومِيَ نَبْتُه فَهوَ العَمِيمُ.)

(غَدَوْتُ لَهُ يُدَافِعُني سَبُوحٌ ... فِرَاشُ نُسُورِهَا عَجْمٌ جَرِيمُ)
وَقد تُجْمَع} المَخَاضَةُ على {مَخَاضَاتٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَبْرَةَ الحَرَشِيّ:
(إِذا شَالَتِ الجَوْزاءُ والنَّجْمُ طالِعُ ... فكُلُّ مَخَاضاتِ الفُرَاتِ مَعابِرُ)
} وخاضَ إِلَيْه حتّى أَخَذَه. وخاضَ البَرْقُ الظَّلامَ. {وخَاضَتِ الإِبِلُ: لَجَّتْ فِي السَّرَاب، وكُلُّ ذلِك مَجَازٌ.
خوض
خُضْتُ الماءَ خَوْضاً وخِيَاضاً: أي مَشَيْت فيه، واخْتَاضَ اخْتِياضاً، وخَوَّضَ تَخْوِيضاً. والخَوْضُ: اللًبْسُ في الأمر. وهو من الكلام: ما فيه كَذِبٌ وباطِلٌ. والمِخْوَضُ: مِجْدَحٌ يُخَوَّضُ به السوِيْقُ.

وثب

(وثب)
و ث ب: (وَثَبَ) طَفَرَ وَبَابُهُ وَعَدَ وَ (وُثُوبًا) أَيْضًا وَ (وَثِيبًا) وَ (وَثَبَانًا) بِفَتْحِ الثَّاءِ. (ثِبْ) بِالْكَسْرِ فِي لُغَةِ حِمْيَرَ بِمَعْنَى اقْعُدْ. 
و ث ب : وَثَبَ وَثْبًا مِنْ بَابِ وَعَدَ قَفَزَ وَوُثُوبًا وَوَثِيبًا فَهُوَ وَثَّابٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَوْثَبْتُهُ وَوَاثَبْتُهُ بِمَعْنَى سَاوَرْتُهُ مِنْ الْوُثُوبِ وَالْعَامَّةُ تَسْتَعْمِلُهُ بِمَعْنَى الْمُبَادَرَةِ وَالْمُسَارَعَةِ. 
و ث ب

وثب من مكان إلى مكان وثباً ووثوباً ووثيباً، ووثب إليه، وواثبه، وتواثبوا. وظبي وثّاب.

ومن المجاز: توثّب على منزلته، وتوثّب على أخيه في أرضه: استولى عليها ظلماً. وقد وثب إلى الشّرف وثبةً. قال الكميت:

ووثبةٍ لك في الأحساب بالغةٍ ... كذاك إنّك في المعروف ذو وثب

كنوبة ونوبٍ. وفرس وثّابة: سريعة.

وثب


وَثَبَ
a. [ يَثِبُ] (n. ac.
وَثْب
وِثَاْب
وَثِيْب
وُثُوْب
وَثَبَاْن), Leapt, bounded.
b. ['Ala]
see III (a)c.(n. ac. وَثْب
وُثُوْب), Sat down.
وَثَّبَa. Seated; spread for (cushion).

وَاْثَبَa. Assailed, aggressed.
b. [ coll. ], Hastened.

أَوْثَبَa. Made to leap & c.

تَوَثَّبَ
a. [Fī], Seized.
b. [ coll. ], Yawned.
وَثْبa. Leaping & c.
b. Abruptness.

وَثْبَةa. Leap, bound.
b. Assault; aggression; aggressiveness.
b. Spiritedness.

وَثَبَىa. see 28 (a)
مِوْثَبa. see 28 (a)b. Level or high ground.
c. Recumbent, seated.

وِثَاْبa. Seat : chair; couch.
b. see 1t (a) (b).
وَثَّاْبa. Leaping; impetuous; leaper, jumper.
b. [ coll. ], Nervous contraction
neuralgia.
ثُبَة
a. see under
ثبَى
مُوْثَبَان
a. Unwarlike (prince).
وثب: الوَثْبُ: الطَّفْرُ، وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً ووَثَبَاناً ووُثُوْباً. وفي لُغَة حِمْيَرَ: القُعُوْدُ.
والوِثَابُ: الوِسَادَةُ. ومَقْعَدٌ من مَقَاعِدِ الفَرْشِ. وقيل: هو السَّرِيْرُ، ويُسَمُّوْنَ المَلِكَ: مَوْثَبَانَ؛ لأنَّه على السَّرِيْرِ.
والوَثْبَةُ: سُوْرَةُ المَجْدِ والشَّرَفِ. وهي الرُّتْبَةُ، وجَمْعُها وُثَبٌ.
ووَثُبَ: ارْتَفَعَ. والمِيْثَبُ من الأرْضِ: مُرْتَفِعٌ منها، وجَمْعُها مَآثِبُ ومَوَاثِبُ.
والوَثَبَى: الوَثّابَةُ السَّرِيعَةُ الوَثْبِ.
وفي الوَعِيْدِ: لأَجْعَلَنَّ نَوْمَكَ تَوْثَاباً: أي تَفْزَعُ في مَنَامِكَ فتَثِبُ.
والوَثِيْبُ: لُغَةٌ في الوُثُوْبِ.
(وثب) - في حديث فَارِعةَ بنتِ أَبى الصَّلْتِ: "قَدِم أخى من سَفَرٍ فوثَبَ على سَريرِى"
: أي اتَّكأ عليه أَو نامَ، وهي لُغَةٌ حِمْيريَّةٌ.
وقد وَثَبَ: إذا قعَدَ واسْتَقَرَّ، ووَثَب؛ ارْتفَع.
وَمنه قِصَّةُ الرَّجُل الذي دَخَل على بَعضِ مُلُوك حِميَر، وَأرَادَ إكْرامَهُ فقال له: ثِبْ، يعنى اجلِسْ؛ فوثبَ الرَّجُلُ؛ أي طَفرَ.
- وفي حدِيث صِفّين: "قَدَّم للوَثْبَة يدًا وَأخَّرَ للنّكُوصِ رِجْلاً"
: أي إنْ أَصَابَ فُرْصَتَه وَثَبَ، وإلاّ نكَصَ وخَلاَّه.
- في الحديث : "أبو بكر يَتَوَثَّبُ عَلَى وَصِىِّ رَسُولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم! " : أي يَسْتَوْلى علَيه.
[وثب] وثب وثباً ووثوباً ووَثباناً: طفر. والوثيب، مثل الوثب. وقال يصف كبره: فما أرمى فأقتلها بسهم * ولا أعدو فأدرك بالوثيب يقول: ما أنا والوحش، يعنى الجوارى. ونصب أقتلها وأدرك على جواب الجحد بالفاء. وأوثبته أنا. وواثبه، أي ساوره. وتقول: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضيعةٍ لي، أي استولى عليها ظُلماً. والوِثابُ، بكسر الواو: المقاعد. قال أمية:

وهى لهم وثاب * يعنى أن السماء مقاعد للملائكة. وثب في لغة حمير: اقعد. قال الاصمعي: ودخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير فقال له الملك: ثب. فوثب الرجل فتكسر فقال الملك: ليس عندنا عربيت، من دخل ظفار حمر . قوله عربيت، يريد العربية، فوقف على الهاء بالتاء، وكذلك لغتهم. ويقولون للملك إذا قعد ولم يَغْزُ: مَوْثَبانُ . وتقول: وَثَّبَهُ توثيباً، أي أقعده على وسادةما قالوا: وَثَّبَهُ وسادةً، إذا طرحها له ليقعد عليها.
[وثب] نه: فيه: أتاه عامر "فوثبه" وسادة، وروي: فوثب له وسادة، أي ألقاها له وأقعده عليها، والوثاب: الفراش. ومنه: "فوثب" على سريري، أي قعد عليه واستقر، والوثوب في غير لغة حمير: النهوض والقيام. ك: لما كان ابن زياد بن أبي سفيان ومروان بن الحكم ابن عم عثمان بالشام ومات معاوية بن يزيد بن معاوية "وثب" ابن الزبير، أي نهض عبد الله ابنه إلى الإمارة، و"وثب" القراء، جمع قارئن وهم طائفة ندموا على ترك مساعدة الحسين وكان أميرهم سليمان بن صرد، كان فاضلًا قارئًا عابدًا وكان دعوتهم أنا نطلب دم الحسين وثأره، غلبوا على البصرة. مق: القراء: علماء البصرة ومتكلموهم، فإنه لما مات يزيد بن معاوية وتفرقت الآراء بايع خطباء البصرة عبيد الله بن زياد وتركوه بعد ثلاثة أشهر ومالوا إلى بيعة ابن الزبير ولم يفوا به أيضًا، ثم بايعوا عبد الله بن الحارث ثم تركوه، ثم ولى عبد الله بن معاوية على ابصرة. ن: "وثب" أي قام بسرعة حين سمع الإقامة. نه: وفي ح على يوم صفين: قدم "للوثبة" يدًا وأخر للنكوص رجلًا، أي إن أصاب فرصة نهض إليها وألا رجع وترك. وفيه: أ "يتوثب" أبو بكر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم! ود أبو بكر أنه وجد عهدًا منه صلى الله عليه وسلم وأنه خزم أنفه بخزامة، أي يستولي عليه ويظلمه! أي لو كان علىّ معهودًا إليه بالخلافة لكان في أبي بكر من الطاعة والانقياد إليه ما يكون في الجمل الذليل المنقاد بخزامته.
[وث ب] الوَثْبُ الطَّفْرُ وَثَبَ وَثْبًا ووَثَبَانًا ووُثُوبًا ووِثابًا ووَثِيبًا قال

(وزَعْتُ بكَالْهِراوَةِ أَعْوَجِيّا ... إذا وَنَت الرِّكابُ جَرَى وِثابَا)

ويُروى وَثَابَا على أنه فَعَل وقد تَقَدَّمَ وقالَ

(وما أُمِّي وأُمُّ الوَحْشِ لَمّا ... تَفَرَّع في مَفارِقِيَ المَشِيبُ)

(فما أَرْمِي فأَقْتُلْها بسَهْمِي ... ولا أَعْدُو فأُدْرِكَ بالوَثِيبِ)

وأَوْثَبَه المَوْضِعَ جَعَلَه يَثِبُه والوَثَبَى من الوَثْبِ ومَرَةٌ وَثَبَى سَرِيعةُ الوَثْب والوَثْبُ القُعُودُ بلغَةِ حِمْيَر ودَخَلَ رَجُلٌ من العَرَبِ على مَلِكٍ من مُلُوكِ حِمْيَرَ فقالَ له ثِبْ أَي اقْعُدْ فوَثَبِ فتَكَسَّرَ فقالَ المَلِكُ لَيْسَ عِنْدَنا عَرَبِيَّتْ من دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تَكَلَّمَ بالحِمْيَرِيَّةِ ورَواهُ بَعْضُهُمْ ليس عِنْدَنا عَرَبِيَّةٌ كَعَرَبِيَّتِكم وهُو الصَّوابُ عِنْدِي لأنَّ المَلِكَ لم يَكُنْ ليُخْرِجَ نَفْسَه من العَرَبِ والفِعْل كالفِعْل والوِثابُ السَّرِيرُ والمَوْثَبانُ المَلِكُ الَّذِي يَلْزَمُ السَّرِيرَ ولا يَغْزُو والمِيثَبُ اسمُ مَوْضِعٍ قالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ (أَتاهُنَّ أنَّ مِياهَ الذُّهابِ ... فالأَوْقِ فالمِلْحِ فالمِيثَب)

وثب: الوَثْبُ: الطَّفْرُ. وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً، ووثَباناً، ووُثوباً،

ووِثاباً، ووَثيباً: طَفَرَ؛ قال:

وَزَعْتُ بكالـهِراوة أَعْوَجِـيّاً، * إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا

ويروى وَثابا، على أَنه فَعَلَ، وقد تَقدَّم؛ وقال يصف كبره:

وما أُمِّي وأُمُّ الوحْش، لـمَّا * تَفَرَّعَ في مَفارِقِـيَ الـمَشِـيبُ؟

فَما أَرْمِي، فأَقْتُلَها بسَهْمِي، * ولا أَعْدُو، فأُدْرِكَ بالوَثِـيب

يقول: ما أَنا والوحشُ؟ يعني الجَواريَ، ونصب أَقْتُلَها وأَدْركَ، على جواب الجَحْد بالفاءِ.

وفي حديث علي، عليه السلام، يومَ صِفِّينَ: قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً،

وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلاً، أَي إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِليها،

وإِلاَّ رَجَعَ وتَرَك. وفي حديث هُذَيْل: أَيَتَوَثَّبُ أَبو بكر على

وَصِـيِّ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم؟ وَدَّ أَبو بكر أَنه وَجَدَ

عَهْداً من رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وأَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ أَي يَسْتَوْلي عليه ويظلِمه !معناه: لو كان عَليٌّ، عليه السلام، مَعْهوداً إِليه بالخلافة، لكان في أَبي بكر، رضي اللّه عنه، من الطاعة والانْقياد إِليه، ما يكون في الجَمَل الذليل، الـمُنْقاد بخِزامَتهِ.

ووَثَبَ وثْبةً واحدة، وأَوْثَبْتُه أَنا، وأَوْثَبَه الموضعَ: جَعله

يَثِـبُه. وواثبَه أَي ساوَرَه. ويقال: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضَيْعةٍ لي أَي

اسْتَوْلى عليها ظلماً. والوَثَبَـى: من الوَثْب. ومَرَةٌ وثَبـى: سريعةُ

الوَثْبِ. والوَثْبُ: القُعُود، بلغة حِمْير.

يقال: ثِبْ أَي اقْعُدْ. ودَخَلَ رَجُل من العَرب على مَلِكٍ من ملوك

حِمْيَر، فقال له الملِكُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فقال الملك: ليس عندنا عَرَبِـيَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالـحِمْيَرية؛ وقوله: عَرَبِـيَّت، يُريد العربيةَ، فوقف على الهاءِ بالتاءِ.

وكذلك لغتهم، ورواه بعضُهم: ليس عندنا عَرَبيَّة كعَرَبِـيَّتكُم. قال

ابن سيده: وهو الصواب عندي، لأَنَّ الملك لم يكن لِـيُخْرِجَ نَفْسَه من العرب، والفعل كالفعل. والوِثابُ: الفِراشُ، بلغتهم. ويقال وثَّبْتُه وِثاباً أَي فرَشْت له فِراشاً.

وتقول: وَثَّبَهُ تَوْثِـيباً أَي أَقْعَدَه على وِسادة، وربما قالوا وثَّبَه وسادةً إِذا طَرَحها له، ليَقْعُدَ عليها. وفي حديث فارعة، أَخت

أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْتِ، قالت: قَدِمَ أَخي من سَفَرٍ، فوَثَبَ على

سريري أَي قَعَدَ عليه واسْتَقَرَّ.

والوُثوبُ، في غير لغةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ والقيامُ. وقَدِمَ عامِرُ

بنُ الطُّفَيْلِ على سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فوَثَّبَ له وِسادةً أَي أَقعَدَه عليها؛ وفي رواية: فوَثَّبَه وِسادةً أَي أَلقاها

له. والـمِـيثَبُ: الأَرضُ السَّهْلة؛ ومنه قول الشاعر يصفُ نَعامة:

قَرِيرَةُ عَينٍ، حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها * خَراشِـيَّ قَيْضٍ، بين قَوْزٍ ومِـيثَبِ

ابن الأَعرابي: الـمِـيثَبُ: الجالسُ، والـمِـيثَبُ: القافِزُ. أَبو عمرو: الـمِـيثَبُ الجَدْوَلُ. وفي نوادر الأَعراب: الـمِـيثَبُ ما ارتفع من

الأَرض. والوِثابُ: السَّريرُ؛ وقيل: السرير الذي لا يَبْرَحُ الـمَلِكُ

عليه. واسم الـملِك: مُوثَبَان. والوِثابُ، بكسر الواو: الـمَقاعِدُ؛

قال أُمية:

بإِذنِ اللّه، فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ * على مَلْكين، وهْي لـهُمْ وِثابُ

يعني أَن السماءَ مقاعدُ للملائكة. والـمُوثَبانُ بلغتهم: الملِكُ الذي

يَقْعُد، ويَلْزَم السَّريرَ، ولا يَغْزو. والـمِـيثَبُ: اسم موضع؛ قال

النابغة الجَعْدِيُّ:

أَتاهُنَّ أَنَّ مِـياهَ الذُّهاب * فالأَوْرَقِ، فالـمِلْحِ، فالـمِيـثَبِ

وثب
وثَبَ/ وثَبَ إلى/ وثَبَ على يثِب، ثِبْ، وَثْبًا ووُثوبًا ووَثَبانًا ووَثيبًا، فهو واثِب، والمفعول مَوْثُوب

إليه
• وثَب الشَّخصُ/ وثَب الشَّخصُ إلى المكان:
1 - قفَز "وثَب الرياضيُّ وثبةً رائعة- وثَب إلى الشّرف والمجد" ° وثَب إلى المكان العالي: بلغه.
2 - نهض وقام "وثبت الفتاةُ قائمةً".
• وَثَب على الشَّخص: غالَبه وساوَرَه "وثب على العدُوّ- كالذِّئب إذا طُلِب هرب، وإن تمكَّن وثَب [مثل]: وصف من يغدر ويمكر- إنّ العدوَّ وإنْ أبدى مُسَالمةً ... إذا رأى منك يومًا فُرصة وثَبَا". 

أوثبَ يُوثب، إيثابًا، فهو مُوثِب، والمفعول مُوثَب
• أوثبه الموضعَ: جعلهُ يثبهُ، أي يقفزه "أوثب المدرِّب الرياضيّ اللاّعبَ- أوثبه حاجزًا ارتفاعه متران". 

تواثبَ يتواثب، تَواثُبًا، فهو مُتواثِب
• تواثب القومُ: تغالبوا، وثب كلٌّ منهما على الآخر "تواثَب الخُصومُ- تواثب الأولادُ في أثناء لعبهم". 

توثَّبَ/ توثَّبَ على يتوثَّب، توثُّبًا، فهو مُتوثِّب، والمفعول مُتوثَّب عليه
• توثَّب اللاَّعبُ: وثَب، قفز.
• توثَّب عليه في أرضه: استولى عليها ظُلمًا "رفع المالكُ دعوى على من توثَّب على أرضه". 

واثبَ يواثب، مواثبةً ووِثابًا، فهو مُواثِب، والمفعول مُواثَب
• واثب الأسدُ السَّبُعَ: صاوله، وثب كلُّ منهما على الآخر "واثب المصارعُ خصْمَه". 

وَثْب [مفرد]:
1 - مصدر وثَبَ/ وثَبَ إلى/ وثَبَ على ° الوثب الثلاثي/ الوثب الطويل/ الوثب العالي: من رياضات ألعاب القوى.
2 - (دب) مبادرة الشاعر إلى مقصده بدون البدء بالنسيب.
• مِنصَّة الوَثب: (رض) لوح مرن ذو طرف مُثبّت يُستخدم في الألعاب الرِّياضيَّة للوَثْب، لوح الغطس. 

وَثَبان [مفرد]: مصدر وثَبَ/ وثَبَ إلى/ وثَبَ على. 

وَثْبَة [مفرد]: ج وَثَبات ووَثْبَات: اسم مرَّة من وثَبَ/ وثَبَ إلى/ وثَبَ على: "وثبةُ الأسد مخيفة- قام الرياضيُّ بوَثْبَةٍ ثُلاثيَّة رائعة- وثبة إلى الأمام" ° في وَثْبَة أخيرة: في انتفاضة أخيرة، في مجهود أخير.
• وثبة تصالُبيَّة: (فن) وَثْبَة يُصالِب فيها راقص الباليه رجلَيْه تكرارًا وأحيانًا يقرع إحداهما بالأخرى. 

وَثّاب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من وثَبَ/ وثَبَ إلى/ وثَبَ على.
2 - (طب) داءٌ تنتفخ منه عضلات الظَّهر وتتشنّج ويُوجع الرَّأس، يكون من شدَّة البرد أو الحرّ أو غير ذلك من الأسباب. 

وُثوب [مفرد]: مصدر وثَبَ/ وثَبَ إلى/ وثَبَ على. 

وَثيب [مفرد]: مصدر وثَبَ/ وثَبَ إلى/ وثَبَ على. 

وثب

1 وَثَبَ, aor. ـِ inf. n. وَثْبٌ and وُثُوبٌ (the latter agreeable with analogy, TA,) and وَثَبَانٌ and وَثِيبٌ (S, K) and وِثاَبٌ (K; but this is generally affirmed to be an inf. n. of وَاثَبَ, TA;) and ثِبَةٌ, (Ibn-Málik and others) He leaped; jumped; sprang; bounded: (S, K:) or he leaped down, or downwards. (Mgh, Msb, art. طفر.) b2: وَثَبَ المَوْضِعَ [He leaped, or jumped, upon, or over the place]. (TA.) b3: وَثَبَ إِلَى الشَّرَفِ وَثْبَةً (tropical:) [He made a single leap to eminence, or nobility]. (TA.) b4: وَثَبَ إِلَيْهِ [app., He leaped, or sprang up, or he hastened, to him]. (TA.) b5: الوُثُوبُ, except in the dial. of Himyer, signifies The act of rising, or standing up. (TA.) b6: It is also much used by the vulgar as signifying The act of hastening to a thing; as observed by MF, who is wrong in saying that there is nothing in the lexicons that favours its being so used. (TA.) A2: وَثَبَ, [aor. ـِ inf. n. وَثْبٌ, in the dial. of Himyer signifies He sat; sat down. (K, TA, from a trad.) ثِبْ in that dial. signifies Sit; sit down. (S.) It is related that Zeyd Ibn-Abd-Allah Ibn-Dárim came as an envoy to one of the kings of Himyer, and found him at a hunting-place belonging to him, on a high mountain, and he saluted him, and mentioned to him his lineage, or relationship; whereupon the king said to him ثِبْ, meaning إِجْلِسْ, Sit; but the man thought that he commanded him to leap from the mountain; and he said, “Thou shalt find me, O king, very obedient: ” then he leaped from the mountain, and perished. So the king said, “What ailed him? ” And they explained to him his case, and his mistake respecting the word: upon which he said لَيْسَتْ عِنْدَنَا عَرَبِيَّتْ مَنْ دَخَلَ ظَفَارِ حَمَّرَ i. e., [“ Arabic is not current with us: ” (for, probably, in the time of this king, the term عَرَبِيَّة was only applied to the general language of Arabia:) “ whoso entereth Dhafári,] let him learn [or, rather, speak, as MF says,] the Himyeree language. ” (Mz., 16th نوع.) [The principal facts of this anecdote are also mentioned in the S, on the authority of As.] By the king's saying عَرَبِيَّتْ was meant العَرَبِيَّةُ: the ة is pronounced ت in the case of a pause (which is the case here) in their dialect. (S.) Or, accord. to another relation of the above anecdote, the king said لَيْسَ عِنْدَنَا عَرَبِيَّتْ كَعَرَبِيَّتْكُمْ [“ Arabic like your Arabic is not current with us: ”] and this, says ISd, is the right reading in my opinion: for the king did not mean to exclude himself from the Arabs. (MF.) 2 وتّبه, inf. n. تَوْثِيبٌ, He seated him upon a cushion: (S, K:) asserted to be of the dial. of Himyer. (MF.) b2: وثّبه وِسَادَةً, (S, K,) in some copies of the K وَثَبَهُ, (TA,) He threw to him a cushion (S, L, K) that he might sit upon it: (S:) [app. in the dial. of Himyer]. b3: وَثَّبْتُهُ وِثَابًا I spread for him a bed, or the like. (TA.) 3 واثبه He leaped, or sprang, upon him, or at him; he assaulted or assailed him; syn. سَاوَرَهُ (S, K) and ثَاوَرَهُ. (K, art. ثور) and صَاوَلَهُ. (K, art. صول.) b2: [Also, perhaps, He contended with him in leaping, jumping, springing, or bounding.] b3: [واثبه is also mentioned in the TA as having a signification not explained in the K: app., He contended with him in hastening to a thing.]4 اوثبه He made him to leap, jump, spring, or bound. (S, Msb.) b2: اوثبه المَوْضِعَ [He made him to leap, or jump, upon, or over, the place]. (TA.) 5 توثّب فُلَانٌ فِى ضَيْعَةٍ لِى (tropical:) Such a one took possession unjustly of an estate belonging to me; he seized upon it unjustly. (S, K.) b2: توثّب فِى

أَرْضِهِ عَلَى أَخِيهِ (tropical:) He took possession of his land with injustice towards his brother. (A.) b3: توثّب عَلَى مَنْزِلَتِهِ (tropical:) He took possession unjustly of the place occupied by him. (A.) 6 هُمْ يَتَوَاثَبُونَ عَلَى كَذَا They leap, or rush, together upon such a thing [in an evil, or injurious, or a contentious manner]. (S, art. كلب.) التَّوَاثُبُ is syn. with التَّكَالُبُ. (S, K, art. كلب.) وَثْبَةٌ A single leap, jump, spring, a bound: (TA:) or a leap down, or downwards. (Mgh, Msb, art. طفر.) ثُبَةٌ An assembly; a company; a troop; a congregated body. (K.) [But it seems rather to belong to the root ثبى, as remarked by Freytag; or, accord. to some, to art. ثوب. See arts. ثبى and ثوب.]

وَثَبَى: see وَثَّاتٌ.

وِثَابٌ A throne, or couch; syn. سَرِيرٌ; (K;) accord. to some, that is always occupied by the king; or that the king does not cease to occupy: (TA:) [app. of the dial. of Himyer]. b2: A bed; or what is spread to lie or recline upon: (K:) ex. وَتَّبْتُهُ وِثَابًا I spread for him a bed, or the like: (TA:) or places where persons sit; syn. مَقَاعِدُ: (S, K:) in which case it is a pl., as some have expressly affirmed it to be: (TA:) accord. to IF and others, of the dial. of Himyer. (MF.) Applied to heaven (السَّمَاءُ) as being the sittingplaces of the angels. (S.) ظَبْىٌ وَتَّابٌ An antelope that leaps, jumps, springs, or bounds, quickly. فَرَسٌ وَثَّابَةٌ A mare that leaps, &c., quickly. (TA.) b2: ↓ وَثَبَى i. q. وَثَّابَةٌ; (K;) i. e., That leaps, &c., quickly. (TA.) مَوْثَبَانٌ A king who sits still, and does not undertake military expeditions: (S, K:) asserted to be of the dial. of Himyer. (MF.) مِيثَبٌ A plain, or level, land, or tract of land. (K.) b2: A leaper, or jumper. (IAar, K.) b3: Also, [contr.,] A sitter: (IAar., K:) [app. in the dial. of Himyer]. b4: What is elevated, of land. (K.) b5: A rivulet, stream, or streamlet: syn. جَدْوَلٌ. (K.)
وثب
: (} الوَثْبُ: الطَّفْرُ) ، يُقَال: ( {وَثَبَ،} يثِبُ، {وَثْباً) كالضَّرْب، (} وَوَثَبَاناً) مُحرَّكةً، لِما فِيهِ من الحَركةِ والاضْطرابِ ( {ووُثُوباً) ، بالضَّمّ على الْقيَاس، (} ووِثَاباً) بِالْكَسْرِ؛ قَالَ:
إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى {وِثابا
وأَثبَتَ الجماهيرُ أَنّه مصدرُ:} وَاثَبَهُ {مُوَاثَبَةً، وَلذَا ضبطَه بعضُهم بِالْفَتْح، وَهُوَ غيرُ صَوَاب، (} ووَثِيباً) ، على فَعِيلٍ، قَالَ نافِع بْن لَقِيطٍ يَصِف كِبَرَهُ:
فمَا أُمِّي وأُمُّ الوَحْشِ لَمّا
تَفَرَّعَ فِي مَفارِقِيَ المَشِيبُ
فَمَا أَرْمِي فأَقْتَلَهَا بِسَهْمِي
وَلَا أَعْدُو فأُدْرِكَ {بالوَثِيبِ
يَقُول: مَا أَنَا والوَحش؟ يَعْنِي الجَوارِيَ، ونصَبَ أَقْتلَها وأُدْرِكَ، على جوابِ الجَحْد بالفاءِ.
قَالَ شَيخنَا: وممّا بَقِيَ على المصنِّف من مصَادر هاذا البابِ:} ثِبَةٌ، كعِدَة، وَهِي مَقِيسةٌ، ذكرَها أَربابُ الأَفعال، ونبّه عَلَيْهَا الشّيخ ابْن مَالك وغيرُهُ.
(و) {الوَثْبُ: (القُعُود، بلُغَةِ حِمْيَرَ) خاصّةً، يُقَال: ثِبْ، أَي: اقْعُدْ. ودخَلَ رجلٌ من الْعَرَب على مَلِكٍ من مُلوك حِمْيَرَ، فَقَالَ لَهُ الْملك:} ثِبْ، أَي: اقْعُدْ. {فوَثَبَ، فتَكَسَّر. فَقَالَ: لَيْسَ عندَنَا عَرَبِيَّتْ كعربيَّتكم، منْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ. أَي: تَكَلَّم بالحِمْيَرِيّة. حَكَاهُ فِي المُزْهِر. وعَرَبِيَّتْ: يُرِيدُ العَرَبِيَّةَ، فَوقف على الهاءِ بالتاءِ، وكذالك لغتهم، قَالَه الجوهَريّ، وَنَقله ابْنُ سِيدَهْ وابْن مَنْظُور، زَاد ابْنُ سيدَهْ فِي آخرِ الْكَلَام: والفِعْلُ كالفِعْلِ.
(} والوِثَابُ، ككِتَابٍ: السَّرِيرُ) ، وَقيل: السَّرِيرُ الّذي لَا يبْرَحُ الملِكُ عَلَيْهِ.
(و) {الوِثابُ بلغَتِهِم: (الفِرَاشُ) ، يُقَال:} وَثَّبْتُهُ! وِثَاباً، أَي: فَرَشْتُ لَهُ فِرَاشاً. (أَو) {الوِثَاب: (المَقَاعِدُ) ، فَيكون الوِثَابُ جَمْعاً، كَمَا صرّحَ بِهِ بعضُهم؛ قَالَ أُميَّةُ:
بِإِذْنِ اللَّهِ فَاشْتَدَّتْ قُوَاهُمْ
على مَلْكَيْنِ وَهْيَ لَهُمْ وِثَابُ
يَعْنِي أَنّ السَّماءَ مقاعِدُ للملائكةِ، كَذَا فِي الصَّحاح.
(} والمَوْثَبَانُ) بِفَتْح الأَوّل والثّالث بلغتهم: (المَلِكُ إِذا قَعَدَ) ، ولَزِمَ الوِثَابَ، أَي السَّرِيرَ (وَلم يَغْزُ) . وَبِه لُقِّبَ عَمرُو بْن أَسْعد، أَخو حسّانَ من مُلوكِ حِمْيَرَ، لِلُزومِه الوِثَابَ، وقِلَّةِ غَزْوِه، كَمَا قَالَه القُتَيْبِيُّ.
( {والمِيثَبُ، بكَسْرِ المِيمِ) وَفتح الثّاءِ المثلَّثة، قَالُوا: (الأَرْضُ السَّهْلَةُ) ؛ وَمِنْه قَول الشّاعر يَصِف نَعامةً:
قَرِيرَة عَيْنٍ حِينَ فَضَّتْ بِخَطْمِها
خَرَاشِيَّ قَيْضٍ بَين قَوْزٍ ومِيثَبِ
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ:} المِيثَبُ: (القافِزُ، والجَالِسُ) . وَنقل عَنهُ غير واحدٍ بِتَقْدِيم الْجَالِس على القافز.
(و) فِي نَوَادِر الأَعْراب: المِيثَبُ: (مَا ارتَفَعَ مِن) ، وَفِي نُسْخَة: عَن (الأَرْضِ) . قَالَ ياقوت: وكُلُّه مِفْعَلٌ، من وَثَبَ.
(و) قَالَ الأَصمَعِيُّ: المِيثَبُ: (ماءٌ لِعُبَادَةَ) بالحِجَاز. (و) المِيثَبُ (ماءٌ لعُقَيْلٍ) بنَجْد ثمَّ للمُنْتَفِق، واسْمُهُ مُعَاويةُ بنُ عُقَيْل.
وَقَالَ غيرُهُ: مِيثَبٌ: وادٍ من أَوْدِيةِ الأَعْرَاضِ الّتي تَسِيل من الحِجاز فِي نَجْد، اختلَطَ فِيهِ عُقَيْلُ بْنُ كَعْب وزُبيْدٌ من الْيمن.
(و) مِيثَبٌ: (مالٌ بالمَدِينَة) الشَّرِيفة، من (إِحْدَى صَدَقاتِه، صلى الله) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسَلَّمَ) ، وَله فِيهَا سَبعةُ حِيطانٍ، كَانَ أَوْصَى بهَا مُخَيْرِيقٌ اليهوديُّ للنَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أَسلَمَ. فلمّا حضرتْه الوفاةُ، وَصَّى بهَا لرسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَسماءُ هاذه الحِيطانِ: بَرْقَةُ، {ومِيثَبُ، والصّافَةُ، وأَعْواف، وحَسْنَى والزَّلال ومشْرَبَةُ أُمّ إِبراهِيمَ. كَذَا فِي المعْجم. (هَكَذَا وقَعَ فِي كتبِ اللُّغَة) ، بل وَفِي أَسماءِ الْمَوَاضِع والبِقاع، كالمراصدِ، والمُعْجَم لياقوت، وغيرِهما ومُصَنَّفاتِ أَبي عُبَيْد. (و) قَوْله: (هُوَ غَلَطٌ صَرِيحٌ) ، فِيهِ مَا فِيهِ؛ لاِءَنّه لَيْسَ لَهُ فِي تخطئته نَصٌّ صَحِيح. (و) قَوْله: (الصَّوابُ مِيثٌ، كَمِيل) مأْخوذ (من الأَرْضِ المَيْثاءِ) وَهِي السَّهْلَة، لَا يَنهَض دَلِيلا على مَا قالَه، بل المُعْتَمَدُ مَا ذهب إِليه الأَئمّة. وَقد سبَقَ الكلامُ عَلَيْهِ. وأَيضاً هاذا الّذِي ادّعاهُ أَنَّه الصَّواب، إِنّما هُوَ ذُو المِيثِ: موضعٌ بِعَقيقِ الْمَدِينَة.
(و) المِيثَبُ: (ع بِمَكَّةَ) المُشرَّفةِ (عِنْد غَدِير خُمَ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: عندَ بِئرِ خُمّ، كَذَا فِي المعجم، وذالك لأَنَّ خُمَّ بئرٌ جاهليٌّ بمَكَّةَ، وثَمَّ شِعْبُ خُمّ يَتَدَلَّى على أَجْياد الْكَبِير. وأَمّا الّذِي يُضَاف إِليه الغَديرُ، فإِنّه دُونَ الجُحْفَة، على مِيلٍ، وسيأْتي بَيَان ذَلِك فِي مَحلّه. وَفِي اللّسان: اسمُ موضعٍ، وَلم يُقَيِّدْ؛ قَالَ النّابغةُ الجَهْدِيُّ:
أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُّهابِ
فالأْوْرَقِ فالمِلْحِ فالمِيثَبِ
(و) عَن أَبي عَمرٍ و: المِيثَبُ: (الجَدْوَلُ) .
(} ومَوْثبٌ، كمَجْلِسٍ، ومَقْعد) ، الْفَتْح رَوَاهُ ابْنُ حَبيبٍ: (ع) ، قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِيادِيُّ:
تَرْقَى ويرْفعُها السَّرابُ كأَنَّها
من عُمْ مَوْثِبَ أَوْ ضِنَاكِ خَدادِ
عُمّ، أَي طِوال، وضِناك، أَي ضخْم. وَقيل: العُمّ: النَّخْلُ الطِوالُ، والضِنَاكُ: شَجرٌ عَظِيمٌ، كَذَا فِي المُعْجَم.
(و) تقولُ: ( {وَثَّبَهُ} تَوْثِيباً) ، أَي (أَقْعَدَه على وِسَادَةٍ) . (و) {وَثَبَ} وَثْبَةً وَاحِدَةً، {وأَوْثَبْتُه أَنا،} وأَوْثَبَهُ المَوْضِعَ: جعلَهُ {يَثِبُه.
و (} وَاثَبَهُ: ساوَرَهُ) ، هاكَذا بِالسِّين المُهْملَة، ومثلُه فِي الصَّحاح، وَفِي أُخرى بالمُعْجَمَة، وَهُوَ غلط.
(و) ربّمَا قالُوا ( {وَثَّبَهُ وِسَادَةً) } تَوْثِيباً، هاكذا فِي نسختنا مضبوط بالتّشديد، وَفِي غَيرهَا، ثلاثيّاً، كوَعَدَ: (إِذا طَرَحَها لَهُ) ، ليَقْعُد عَلَيْهَا. وَفِي حديثِ فارِعةَ أُخْتِ أُمَيَّة بْنِ أَبي الصَّلْتِ، قَالَت: (قَدِمَ أَخي من سَفَرٍ، فوَثَبَ على سَرِيرِي) ، أَي: قَعَد عَلَيْهِ، واستَقَرَّ.
{والوُثُوبُ فِي غَيْرِ لُغَةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ وَالْقِيَام. وقَدِمَ عامرُ بْنُ الطُّفَيْل على سيّدنا رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فوَثَّب لَهُ وِسادةً، أَي: أَقعَدَه عَلَيْهَا. وَفِي رِوَايَة:} فوَثَّبَهُ وِسادَةً، أَي: أَلقاها لَهُ. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وَبِه تَعلَمُ أَنّ قولَ شيخِنا: وَقد كثَرَ استعمالُ العامَّةِ {الوُثوبَ فِي معنى المُبَادَرَةِ للشَّيْءِ والمُسارَعةِ إِليه، لَيْسَ فِي أُمَّهات اللُّغَة مَا يساعِدُهُ، يَدُلُّ على عدمِ اطِّلاعه لِما نَقَلْنَاهُ. وَفِي حَدِيث عليّ، رضِيَ الله عَنهُ، يومَ صِفِّينَ: (قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً وللنُّكُوص رِجْلاً) أَي: إِنْ أَصابَ فُرْصةً، نهَضَ إِليها، وإِلاّ رجَعَ وتَرَكَ.
(و) من المَجَاز: (} تَوَثَّب) فلانٌ (فِي ضَيْعَتِي) . وعبارةُ الصِّحاح: فِي ضيعةٍ لي، أَي (اسْتَوْلَى علَيْها ظُلْماً) . وَفِي الأَساس: {تَوَثَّبَ على مَنْزِلته،} وتَوَثَّبَ على أَخِيهِ فِي أَرْضِه استولَى عَلَيْهَا ظُلْماً. وَفِي لِسَان الْعَرَب: فِي حديثِ هُذَيْلٍ: (! أَيتَوَثَّبُ أَبو بكر على وَصِيّ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودَّ أَبو بكْر أَنّهُ وَجَدَ عهْداً، من رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأَنَّهُ خُزِمَ أَنْفُهُ بخِزامَةٍ) ، أَي أَيَسْتَوْلي عَلَيْهِ ويظلِمُهُ؟ مَعْنَاهُ: لَو كَانَ عليٌّ، رَضِيَ الله عَنهُ، معهوداً إِليه بالخِلافة، لَكَانَ فِي أَبي بكرٍ، رَضِيَ الله عَنهُ، من الطّاعَة والانقياد إِليه مَا يكون فِي الجمَل الذَّليلِ المُنْقاد بخِزامَتهِ. ( {والثُّبة، كَحُمَةٍ: الجَمَاعَةُ) ، وَقد تقدّم الْبَحْث فِيهِ فِي ثوب.
(} والوَثَبَى، كجَمَزَى) ، من الوَثْب، وَهِي ( {الوَثَّابَة) ، أَي: سَريعة الوَثْبِ، نَقله الصّاغانيُّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} واثَبَهُ، {ووَثَبَ إِليه. وظَبْيٌ} وثّابٌ.
ويَحْيَى بْنُ {وَثَّابٍ المُقْرِىءُ الكُوفيّ، مَاتَ سنة ثلاثٍ ومِائَة. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: مَوْلَى بَنِي أَسَد، عَن ابْن عَبّاس وابْنِ عُمَرَ.
وَمن المَجَاز:} وَثَبَ إِلى الشَّرَف وَثْبَةً.
وفَرَسٌ وَثَّابَةٌ: سريعةُ الوَثْبِ.
(و ث ب) : (قَوْلُهُ) «الشُّفْعَةُ لِمَنْ وَاثَبَهَا» أَيْ لِمَنْ طَلَبَهَا عَلَى وَجْهِ الْمُسَارَعَةِ وَالْمُبَادَرَةِ مُفَاعَلَةٌ مِنْ الْوُثُوبِ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ.

ولج

ولج:
ولج: هناك أيضاً ولج علي: (المقري 19:214:2): وقد ولج ظلام الشعر
على وجهه المشرق.
ولج في: دخل في، ساهم وشارك في conocourira ( المقري 20:135:1).
ولّج الأمر أو ولّج إليه الأمر: في (محيط المحيط): (ولّج ماله توليجاً جعله في حياته لبعض أولاده فيتسامع الناس فيقعدون عن سؤاله. وولّجه وإليه الأمر فوّض إليه الأمر فولّجه. أو مولدتان. وتوّلج إليه أوتلج إيلاجاً دخل). وهناك أيضاً ولّج لفلان (الحلل 34): فما كان من نظره الجميل ورأيه الأصيل من توليج الأمر لابنه في حياته.
(ولج) : الوالِجَةُ: الدُّبَيْلَة، والرَّجُلُ مَوْلُوجٌ.
ولج: {وليجة}: كل شيء أدخلته في شيء وليس منه. {تولج}: تدخل.
(ولج) مَاله جعله فِي حَيَاته لبَعض أَوْلَاده فيتسامع النَّاس فيقعدون عَن سُؤَاله
(ولج) الشَّيْء فِي غَيره (يلج) لجة وولوجا دخل فِيهِ وَالْبَيْت دخله فَهُوَ والج وَهِي والجة

(ولج) فلَان أُصِيب بالوالجة فَهُوَ مولوج وَهِي مولوجة
و ل ج : وَلَجَ الشَّيْءُ فِي غَيْرِهِ يَلِجُ مِنْ بَابِ وَعَدَ وُلُوجًا وَأَوْلَجْتُهُ إيلَاجًا أَدْخَلْتُهُ.

وَالْوَلِيجَةُ الْبِطَانَةُ. 
و ل ج

ولج في البيت، وتولّج، وامرأة خرّاجة ولاّجة. ودخلوا الولج والولجة وهو ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه، والتجأوا إلى الولجاته والأولاج. ودخل الظبي في التّولج: في الكناس. وهو وليجةٌ من الولائج: بطانة.
و ل ج: (وَلَجَ) يَلِجُ بِالْكَسْرِ (وُلُوجًا) أَيْ دَخَلَ، وَ (أَوْلَجَهُ) غَيْرُهُ أَدْخَلَهُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} [الحج: 61] أَيْ يَزِيدُ مِنْ هَذَا فِي ذَلِكَ وَمِنْ ذَلِكَ فِي هَذَا. وَ (وَلِيجَةُ) الرَّجُلِ خَاصَّتُهُ وَبِطَانَتُهُ. 
(ولج) - في الحديث عن ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنّ أنَسًا كان يَتَوَلَّجُ على النسَاءِ وهُنَ مُكَشَّفَاتُ الرؤُوسِ"
: أي يَدخُل عليهنّ؛ يُريد أنه لِصِغَرِه كُنّ لا يحْتَجِبْنَ منه.
- في حديث أُمّ زَرع: "لا يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ"
: أي لا يُدخِل يدَهُ في ثوبِها ليَعْلمَ العَيبَ الذي بها، مِمَّا يُحزن المرأةَ به لو اطَّلع الزَّوْجُ عليه، تَصِفُه بالكَرَم، قاله أبو عُبيْدٍ، وقيل: إنّها تَذُمُّ زَوجَها بأنه لا يتفَقَّدُ أَحوالَ البيتِ وأَهلهِ. 
ولج: الوُلُوْجُ: الدُّخُوْلُ، وَلَجَ يَلِجُ، وأوْلَجْتُه إيْلاَجاً. والوَلِيْجَةُ: بِطَانَةُ الرَّجُلِ ودِخْلَتُه. والتَّوْلَجُ: كِنَاسُ الظَّبْيِ، يُقال: اتَّلَجَ الظَّبْيُ في تَوْلَجِه. وأتْلَجَه الحَرُّ فيه وأوْلَجَه. والوَلَجَةُ: شِبْهُ مَحْنِيَةٍ في الرَّمْلِ، وكذلك الوَلَجُ. وهو أيضاً: ما ولَجَتَ فيه من كَهْفٍ أو غارٍ، والجَميعُ الأوْلاجُ. والوالِجَةُ: السِّبَاعُ والحَيّاُ؛ لِوُلُوْجِها بالنَّهَارِ في الأوْلاجِ. والوِلاَجُ: بابٌ صَغِيرٌ في خَلِيَّةِ النَّحْلِ. وهو أيضاً: بَيْتٌ في جَوْفِ بَيْتٍ يَكُونُ لِمَرَافِقِ الحَيِّ. وهم وَشِيْجَةٌ ووَلِيْجَةٌ: أي حِشْوَةٌ.
ولج
الوُلُوجُ: الدّخول في مضيق. قال تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ
[الأعراف/ 40] ، وقوله: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ
[الحج/ 61] فتنبيه على ما ركّب الله عزّ وجلّ عليه العالم من زيادة الليل في النهار، وزيادة النهار في الليل، وذلك بحسب مطالع الشمس ومغاربها. والوَلِيجَةُ:
كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمدا عليه، وليس من أهله، من قولهم: فلان وَلِيجَةٌ في القوم: إذا لحق بهم وليس منهم، إنسانا كان أو غيره. قال تعالى: وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً
[التوبة/ 16] وذلك مثل قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ [المائدة/ 51] ورجل خرجة وَلِجَةٌ : كثير الخروج والوُلُوجِ.

ولج


وَلَجَ
a. [ يَكِجُ] (n. ac.
لِجَة [] وُلُوْج) [acc.
or
Fī], Entered; penetrated; crept into.
b. [Fī], Undertook.
c. [pass.], Suffered.
وَلَّجَa. Disposed of during his life-time ( property).
b. [acc. & Fī] [ coll. ], Intrusted to.

أَوْلَجَ
(a. و
or
ت ) [acc. & Fī], Made, caused to enter; put, inserted into.

تَوَلَّجَ
a. [Ila]
see I (a)b. [ coll. ]
see I (b)
إِوْتَلَجَ
(ت)
a. [acc.]
see I (a)b. Introduced.

وَلَجa. Sandy road.

وَلَجَة
(pl.
وَلَج
أَوْلَاْج
38)
a. Cavern; grotto.
b. Bend of a valley.

وُلَجa. Young eagle.

وُلُجa. Streets.
b. Shores, coasts.
c. Spoons.

مَوْلِج
(pl.
مَوَاْلِجُ)
a. Entrance, entry.

وَاْلِجَةa. Pain.
b. Misfortune.
c. see
N. P.
وَلڤجَ
وَلِيْجَةa. Adherent, partisan, follower; confidant;
familiar.

وَلَّاْجa. Penetrating.

N. P.
وَلڤجَa. Suffering, in pain.

N. Ac.
وَلَّجَa. Deed of gift.

تَوْلَج
a. Lair, den.

وُلَجَة خُرَجَة
a. Restless.

خَرَّاج وَلَّاج
a. Artful.
[ولج] وَلَجَ يَلِجُ وُلوجاً ولِجَةً، أي دخل قال سيبويه: إنما جاء مصدره ولوجا، وهو من مصادر غير المتعدى، على معنى ولجت فيه. وأولجه: أدخله. وقوله تعالى: (يولِجُ الليلَ في النهار ويولِجُ النهارَ في الليْل) ، أي يزيد من هذا في ذاك ومن ذا في هذا. واتَّلَجَ موالج، على افتعل، أي دخل مداخل. والولجة، بالتحريك: موضعٌ أو كهفٌ تستَتِرُ فيه المارَّةُ من مطر وغيره، والجمع ولج وأولاج. وقولهم: رجل خرجة ولجة، مثل همزة أي كثير الخروج والدخول. ووَليجَةُ الرجل: خاصَّته وبِطانته. والوالِجة: وجعٌ يأخذ الإنسان. والتَوْلَجُ: كِناسُ الوحِش الذي يَلِجُ فيه، مثل الدولج. قال سيبويه: التاء مبدلة من الواو، وهو فوعل لانك لا تكاد تجد في الكلام تفعل اسما، وفوعل كثير. وقال يصف ثورا تكنس في عضاه:

متخذا في ضعوات تولجا
[ولج] نه: وفيه: "لا يولج" الكف، أي لا يدخل يده في ثوبها ليعلم منها ما يسوؤها إذا اطلع عليه، تصفه بالكرم وحسن الصحبة، وقيل تذمه بأنه لا يتفقد أحوال البيت وأهله، والولوج: الدخول، ولج يلج، وأولج غيره. ك: أي لا يدخل يده في ثوبي ليعلم البث، أي حزني بعدم ذلك ومحبتي له، أي لا يلمسني ولا يباشرني، وصفته بالبخل وسوء المعاشرة وقلة الاشتغال بها وعدم المضاجعة، وقيل: كان في يديها عيب أو داء وكان لا يدخل يده لئلا يشق عليها فوصفته بأن فيه بعض مروءة وخلق. نه: منه: عرض عليّ كل شيء "تولجونه"، أي تدخلونه وتصيرون إليه من جنة أو نار. ن: وقبر وحشر. نه: ومنه: إياك والمناخ على ظهر الطريق فإنه منزل "الوالجة"، يعني السباع والحيات، سميت به لاستتارها بالنهار في الأولاج وهو ما ولجت فيه من شعب أو كهف. ومنه: إن أنسًا كان "يتولج" على النساء وهن مكشفات الرؤوس، أي يدخل عليهن وهو صغير ولا يحتجبن منه. ط: خير "المولج" - بكسر لام، وقيل: بفتحها، والمراد المصدر أو الموضع. نه: وفي ح على: أقر بالبيعة وادعى"الوليجة"، وليجة الرجل: بطانته ودخلاؤه وخاصته.
ولج
ولَجَ/ ولَجَ في يلِج، لِجْ، وُلوجًا، فهو والج، والمفعول مَوْلوج
• ولَج الشَّخصُ البيتَ ونحوَه/ ولَجَ الشَّخْصُ في البيت ونحوِه: دخَله "بسم الله خرجنا وبسم الله وَلَجْنا".
• ولَج الشَّيءُ في غيره: دخَل فيه " {وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} - {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا}: ما يغيب في باطنها من ماء وكنوز ومعادن وغيرها". 

أولجَ يُولج، إيلاجًا، فهو مُولِج، والمفعول مُولَج
• أولج المفتاحَ في القُفْل: أدخله فيه " {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}: يدخل أحدهما في الآخر فيتعاقبان طولاً وقصرًا". 

وُلوج [مفرد]: مصدر ولَجَ/ ولَجَ في. 

وَليجَة [مفرد]: ج وَلائِج: بطانة الرّجل وحاشيته، خاصَّته من الرِّجال، أو من يتَّخذه معتمدًا عليه من غير أهله " {وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} ". 
(ول ج)

الولُوُج: الدُّخُول.

وَلَج الْبَيْت وُلُوجا، وتَوَلَّجه. فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَذهب إِلَى اسقاط الْوَسِيط، وَأما مُحَمَّد بن يزِيد فَذهب إِلَى انه مُتَعَدٍّ بِغَيْر وسيط. وَقد أوْلَجه.

والمَوْلَج: الْمدْخل.

والوِلاج: الْبَاب.

والوِلاج: الغامض من الأَرْض والوادي.

وَالْجمع: وُلُج، ووُلُوج، الْــأَخِيرَــة نادرة؛ لِأَن فِعالا لَا يكسر على فعول.

وَهِي: الوَلَجة، وَالْجمع: وَلَج، قَالَ طُريح:

أَنْت ابنُ مُسْلَنطِح البطاح وَلم ... تُدْرَج عَلَيْك الحِنِىُّ والوُلُجُ

والوَلَج، والوَلَجة: شَيْء يكون بَين يَدي فنَاء الْقَوْم. فإمَّا أَن يكون من بَاب حق وحقة أَو من بَاب تمر وَتَمْرَة.

ووِلاَجا الخلية: طبقاها من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا.

وَقيل: هُوَ بَابهَا، وَكله من الدُّخُول.

وَرجل خَرّاج ولاَّج، وَخُرُوج وَلُوج، قَالَ:

قد كنتُ خَرَّاجا وَلُوجا صَيْرَفاً ... لم تَلْتَحصْنِي حَيْص بَيْص لَحَاصِ

ووَلِيجة الرجل: بطانته ودخلته، وَفِي التَّنْزِيل: (ولم يتخذوا من دون الله وَلَا رَسُوله وَلَا الْمُؤمنِينَ وليجة) .

التَّوْلَج: كناس الظبي، التَّاء فِيهِ بدل من الْوَاو.

والدَّوْلَج: لُغَة فِيهِ، داله عِنْد سِيبَوَيْهٍ بدل من تَاء، فَهُوَ على هَذَا بدل من بدل وعده كرَاع فوعلا، وَلَيْسَ بِشَيْء، وَأنْشد يَعْقُوب:

وبادَرَ العُفْرَ تَؤُمّ الدَّوْلجا

وَقد اتّلج الظبي فِي كناسه، وأتلجه فِيهِ الْحر. وشرّ تالج: والج.

ولج

1 وَلَجَ, aor. ـِ inf. n. وُلُوجٌ and لِجَةٌ; and ↓ إِتَّلَجَ; (S, K;) and ↓ تولّج; (L;) He, or it, entered. (S, K.) You say وَلَجَ البَيْتَ, and ↓ اتّلجه, and ↓ تولّجهُ, He entered the house. (L.) And وَلَجَ الشَّىْءُ فِى غَيرِهِ The thing entered into another thing. (Msb.) As is said in the S and L, Sb says that وَلَجَ has for its inf. n. وُلُوجٌ, which is of one of the measures of the inf. ns. of intrans. verbs, because the meaning [of وَلَجْتُ البَيْتَ] is وَلَجْتُ فِيهِ: and it is said in the M, that Sb holds the intermediate particle to be dropped: but Mohammad Ibn-Yezeed holds the verb to be trans. without an intermediate particle. MF observes, that Sb's words appear to make ولج a trans. verb, which no one asserts it to be: that if he mean that it has as its complement a noun in the acc. case as an adverbial noun of place, it is like دَخَلْتُ and other intrans. verbs: but if he mean that it governs a simple objective complement, like ضَرَبْتُ زَيْدًا, his opinion is not correct. (TA.) 4 اولج, (S, K,) inf. n. إِيلَاجٌ; (Msb;) and ↓ إِتَّلَجَ, as in the CK and in several MS. copies of the K) or أَتْلَجَ, (as in the L, and all the copies of the K consulted by SM, in this art., and in art. تلج,) in which ت is substituted for و, and this is the correct reading; (TA;) He, or it, caused to enter; introduced; inserted. (S, K.) b2: The expression in the Kur. [xxii. 60; and other chapters,] يُولِجُ اللَّيلَ فِى النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِى اللَّيْلِ signifies He maketh the night, by increasing it, to enter into, [or encroach upon,] the day, and maketh the day, in like manner, to enter into, [or encroach upon,] the night: (Jel:) or He increaseth the night with a part of the day, by taking from the latter and adding to the former, and in like manner increaseth the day with a part of the night. (S.) b3: [اولج is often used for اولج ذكره; and hence as meaning Inivit.]5 تَوَلَّجَ see 1.8 إِوْتَلَجَ see 1 and 4.

رَجُلٌ خُرَجَةٌ وُلَجَهٌ, (S,) and ↓ خَرَّاجٌ وَلَّاجٌ, and ↓ خَرُوجٌ وَلُوجٌ, (TA,) A man frequently going, or coming, out and in. (S, TA.) [This is the primary meaning: for others see art. خرج.]

وَلَجَةٌ A place, (S,) or a cavern, in which passengers shelter themselves from rain &c.: pl. أَوْلَاجٌ and وَلَجٌ, (S, K,) [or rather the latter, which is omitted in the CK, is a coll. gen. n., of which ولجة is the n. un.] or وُلُجٌ. (L.) b2: Also, A bend, or place of bending, of a valley: (IAar:) pl. as above. (K.) وَلُوجٌ and وَلَّاجٌ: see وُلْجَةٌ.

وَلِيجَةٌ Anything that is introduced, or inserted, into a thing, and that does not belong to it: any such thing is termed a وليجة of a thing. (A'Obeyd.) b2: هُوَ وَلِيجَتُهُمْ He is an adherent to them; (K;) one who has entered, or become introduced, or included, among them,] and not belonging to them. (TA.) Pl. وَلَائِجُ. (TA.) b3: وَلِيجَةٌ (assumed tropical:) A particular, or special, intimate, friend, or associate, of a man; syn. خَاصَّةٌ (S, K) and بِطَانَةٌ (S) and دَخِيلَةٌ: (K:) by these syns. A'Obeyd explains it in the Kur. ix. 16: and it is applied to one and to more than one: (TA:) or one whom a person takes to rely upon, or to place confidence in, not being of his family: (K:) and so some explain the word in the verse above referred to: (TA:) or it there signifies an intimate friend who is one of the polytheists. (Fr.) وَالِجَةٌ i. q. دُبَيْلَةٌ, (K,) i. e., A certain disease in the belly. (TA.) A pain that attacks a man; or a pain in a man; وَجَعٌ يَأْخُذُ الإِنْسَانَ, (so in two copies of the S, and in the L,) or وَجَعٌ فِى الإِنْسَانِ: (so in the TA and a MS. copy of the K:) or a pain that attacks the teeth; or a pain in the teeth; وجع يأخذ الأَسْنَانَ, (so in a copy of the S,) or وجع فى الأَسْنَانِ. (So in the CK.) أَوْلَجُ [More, or most, penetrating]: applied to language or discourse. [TA, in art. جمع: see an ex. voce مُجْمَعٌ.]

تَوْلَجٌ The hiding place of a wild beast, (or antelope, TA,) among trees, (S, K,) into which he enters (الَّذِى يَلِج فِيهِ); like دَوْلَجٌ: the ت, says Sb, is substituted for و, and the word is of the measure فَوْعَلٌ; for تَفْعَلٌ is scarcely found in Arabic as the measure of a subst., whereas فَوْعَلٌ is frequent. (S.) مَوْلِجٌ A place of entrance; a place into which one enters: (TA:) pl. مَوَالِجُ. (S.) [See its contr. مَخْرَجٌ.]

مَوْلُوجٌ A man attacked by the disease called وَالِجَة, or دُبَيْلَة. (K, TA.)
ولج
: ( {وَلَجَ) البَيتَ (} يَلِجُ {وُلُوجاً) ، بالضّمّ، (} وِلجَةً) ، كعِدَةٍ، {وتَولَّجَ، إِذا (دَخَلَ) .
فِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) : قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنما جَاءَ مصدرُه وُلُوجاً، وَهُوَ من مصادرِ غير المتعَدّى، على معنى} وَلَجْتُ فِيهِ.
وَفِي (الْمُحكم) : فأَمّا سِيبَوَيْهٍ، فذَهبَ إِلى إِسقاطِ الوَسَط، وأَمَّا محمّدُ بنُ يَزيدَ فذَهبَ إِلى أَنه مُتعدَ بغيرِ وسطٍ.
قَالَ شَيخنَا: قلت: فظاهِرُ كلامِ سِيبَوَيْهٍ أَنّ {وَلَجَ من الأَفعالِ المتعدِّيَة، وَلَا قائلَ بِهِ، فإِن أَرادَ تعديتَه للظّرف} كوَلَجْت المكَانَ ونحوَه، فَهُوَ كدَخَلْت وغيرِه من الأَفعال الَّلازمة الَّتِي تَنصب الظُّروفَ. وإِن أَراد أَنه يَتعدَّى لمفعول بِهِ صَرِيح كضربْت زيدا، فَلَا يَصِحّ وَلَا يَثْبُتُ. وَكَلَام سيبويهِ أَوَّلَه السِّيرافيّ وغيرُه ووَهَّمَه كثيرٌ من شُرَّاحِهِ. انْتهى. ( {كاتَّلَج) مَوالِجَ، (على افْتَعَل) ، أَي دَخَلَ مَدَاخِلَ. أَصلُه} اوُتَلَج، أُبدِلت الوَاوُ تَاء ثمّ أُدغِمَت.
( {وأَوْلَجْتُه} وأَتْلَجْته) ، بِمَعْنى، أَي (أَدْخَلْته. قَالَ شَيخنَا: فَفِيهِ استعمالُ افتعَلَ لَازِما ومتعدِّياً. قلت: لَيْسَ الأَمر مَا ذَكَر، وإِنّما هُوَ {أَتْلَجْتهُ من بَاب الإِفعال، والتاءُ منقلِبة عَن الْوَاو، وَهَكَذَا مضبوط فِي سَائِر النَّسخ.
وَفِي (اللِّسَان) : (قد} اتَّلَج الظبيُّ فِي كِناسِه {وأَتْلَجَه فِيهِ الحَرُّ، أَي} أَوْلَجه.
(و) فِي التَّنْزِيل: {وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ {وَلِيجَةً} (التَّوْبَة: 16) قَالَ أَبو عُبيد: (} الوَليجة) : البِطَانة، و (الدَّخيلة، وخاصَّتُك من الرِّجَال) ، تُطلَق على الواحدِ وغيرهِ. وَفِي الْعِنَايَة، فِي آل عمرَان: استُعيرت لمَنْ اخْتَصَّ بك بِدَلِيل قَوْلهم: لَبِسْتُ فُلاناً، إِذا اخْتَصَصْتَه. قلت: فَهُوَ إِذنْ مَجاز. (أَو) الوَلِيجة: (مَنْ تَتَّخِذه مُعتمِداً عَلَيْهِ من غير أَهلِك) ، وَبِه فَسَّرَ بعضٌ من المُشركين. وَقَالَ أَبو عُبيد: وَليجة، كلّ شيءٍ {أَوْلجتَه فِيهِ وَلَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ وَليجَتُه. (وَهُوَ} وَلِيجَتُهم، أَي لَصِيقٌ بهم) وَلَيْسَ مِنْهُم. وجمعُ {الوَليجةِ} الوَلائجُ.
( {والوَلَجَةُ، محرَّكةً) : موضعٌ أَو (كَعْفٌ تَسْتَتِرُ فِيهِ المارَّةُ من مَطَر وغيرِه، ومَعْطِفُ الوَادِي) ، الــأَخير عَن ابْن الأَعرابيّ، وجمعُه عِنْده} وِلاَجٌ، بِالْكَسْرِ. و (ج) {الوَلَجَة (} أَوْلاَجٌ {ووَلَجٌ) ، الــأَخير محرَّكة.
(} والوالِجة: الدُّبَيْلَةُ) ، وَهُوَ دَاءٌ فِي الجَوْف.
(والرَّجلُ {المَوْلوجُ) : الَّذِي أَصابَتْه} الوالِجةُ.
(و) الوالِجَة: (وَوَجعٌ فِي الإِنسان) .
( {والتَّوْلَجُ: كِنَاسُ) الظَّبْيِ أَو (الوَحْشِ) الَّذي} يَلِجُ فِيهِ. التاءُ فِيهِ مبدَلَةٌ من الواوِ.! والدَّوْلَجُ لغةٌ فِيهِ. وداله عِنْد سيبويهِ بَدَل من تاءٍ، فَهُوَ على هاذا بدَلٌ من بَدَلٍ. وَعدَّه كُراع فَوْعَلاً. قَالَ ابْن سِيده: وَلَيْسَ بشْيءٍ. قَالَ جَريرٌ يَهجو البَعِيثَ المُجاشِعِيَّ:
كأَنّه ذِيخٌ إِذا مَا مَعَجا
مُتَّخِذاً فِي ضَعَوَاتٍ {تَوْلَجَا
وأَنشد ابْن الأَعرابيّ لطُرَيحٍ يمدحُ الوَلِيدَ بنَ عبدِ المَلِك:
أَنت ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ ولمْ
تَعْطِفْ عليكَ الحُنِيُّ} والوُلُجُ
قَالَ: الحُنِيّ، (والوُلُجُ، بضمّتين: النَّواحِي والأَزِقَّة. و) {الوُلُج: (مَغَارِفُ العَسَل) ، جمعُ} وِلاَجٍ بِالْكَسْرِ. وللخَلِيَّةِ {وِلاَجَانِ، هما طَبَقَاهَا من أَعَلاهَا إِلى أَسفلِها. وَقيل:} وِلاَجُهَا: بابُها.
(و) الوَلَجُ، (بالتَّحريك: الطَّريقُ فِي الرَّمْل) .
( {والتُّلَج كصُرَدٍ: فَرْخُ العُقابِ) ، وَقد تقدّم فِي المثنّاة (أَصْلُه وُلَجٌ) ، قلبَت الواوُ تَاء.
(و) فِي (التَّهذيب) من نَوَادِر الأَعرابِ:} وَلَّجَ مالَه {تَوليجاً. (} تَوْليجُ المالِ: جَعْلُه فِي حَياتك لبعضِ وَلَدِك فيَتسامَعُ النَّاسُ) بذالك (فَينْقَدِعونَ) أَي يَنْكَفُّون (عَن سُؤالِكَ) ، لعدَمِ دُخُولِه فِي حَوْزَةِ المِلْك.
( {ووَلْوَالِجُ) ، بِالْفَتْح (: د، بِبَذَخْشَانَ) ، خلفَ بَلْخ وطَخارِسْتانَ. قَالَ فِي (المعجم) : وأَحْسَب أَنها مدينةُ مُزاحِمِ بنِ بِسْطامٍ، يُنحسَب إِليها أَبو الْفَتْح عبدُ الرَّشيدِ بنُ أَبي حَنيفَةَ النُّعْمَانِ بنِ عبدِ الرُّزّاقِ بن عبدِ الله} الوَلْوَالِجِيّ، إِمامٌ فاضلٌ، سَكَن سَمَرْقَنْد، وسمِعَ الحَديثَ وَرَوَاهُ، وُلِدَ ببلدِه سنة 467، سَمِعَ ببَلْخ أَبا الْقَاسِم أَحمدَ بنَ مُحَمَّدٍ الخَليليَّ وأَبا جَعْفَر محمّدَ بنَ الحُسين السِّمِنْجانيّ، وبِبُخَارَا أَبا بَكْرٍ محمّدَ بنَ منصورِ بنِ الحَسن النَّسَفيَّ، وغيرَهم، وَلم يَذكر وَفاتَه. قلت: وتُوُفِّيَ تَقْرِيبًا بعد الأَربعينَ وخَمْسِمائةٍ، كَذَا فِي لُبابِ الأَنسابِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{المَوْلَجُ: المَدْخَلُ.
} وتَولَّجَ: دَخَلَ. قَالَ الشَّاعِر:
فإِنَّ القَوافِي {يَتَّلِجْنَ} مَوَالِجاً
تَضايَقُ عَنْهَا أَنْ {تَوَلَّجهِا الإِبَرْ
} والوِلاَجُ: البابُ. والوِلاَجُ: الغامضُ من الأَرْض والوَادِي. والجمْعُ {وُلُجٌ} ووُلُوجٌ، الــأَخيرة نادرةٌ لأَن فِعالاً لَا يُكسَّر على فُعُولٍ.
{والوَالِجةُ: السِّباعُ والحَيَّاتِ، لاسْتارِها بالنَّهارِ فِي الأَوْلاَج. وَقد جاءَ فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود.
} والوَلَجُ {والوَلَجَةُ: شَيْءٌ يكون بَين يَدَيْ فِنَاءِ القَوْم.
وَرجل خَرّاجٌ} وَلاّجٌ، وخَرُوجٌ {وَلُوجٌ، وخُرَجَةٌ} وُلَجَةٌ، مِثَال هُمَزَةٍ: أَي كثيرُ الدُّخُولِ والخُروجِ.
وشَرّ {تالِجٌ. وَقَالَ اللّيث: جاءَ فِي بعض الرُّقَى: أَعوذُ باللَّهِ من شرِّ كلِّ تالجٍ ومَالجٍ.
} والوالِجة مَدينة مُزاحِمِ بنِ بسْطامٍ. قيل: وَهِي {وَلْوَالِجُ.
} والوَلْجَتانِ: هما وَلْجَةُ عِمرانَ، {ووَلْجَةُ عَليّ،} وتَلِيجَةُ، الثَّلاثةُ من قُرَى الضَّواحِي.
{وتَلُّوجُ، كتَنُّور، فِي نَواحِي دِمياطَ، وتُنسب إِليها شَبْرَا؛ كَذَا فِي قوانين ابْن الجيعان.
} والوَلَجَةُ: ناحيةٌ بالمغرِب، من أَعمال تاهَرْتَ؛ ذكَرها الحافظُ السِّلَفيّ؛ وموضِعٌ بأَرضِ العِراق عَن يَسارِ القاصِدِ لمَكَّةَ من القادِسِية، وَبَينهَا وَبَين القادِسِيَّة فَيْضٌ من فُيُوضِ ماءِ الفُرات. {والوَلَجَةُ: بأَرْض كَسْكَرَ، موْضع ممّا يَلِي البَرَّ، واقَعَ فِيهِ خالدُ بنُ الْوَلِيد جَيشَ الفُرْسِ فهزَمَهم؛ ذكره فِي الْفتُوح، (فِي صفر سنة 12) وَقَالَ القَعْقاعُ بنُ عَمْرٍ و:
وَلم أَرَ قَوْماً مِثلَ قَومٍ رَأَيتُهم
على} وَلَجَاتِ البَرِّ أَحْمَى وأَنْجَبَا
كَذَا فِي (المعجم) .

ولج: ابن سيده: الوُلُوجُ الدخولُ. وَلَجَ البيتَ وُلُوجاً ولِجَةً،

فأَما سيبويه فذهب إِلى إِسقاط الوسط، وأَما محمد بن يزيد فذهب إِلى أَنه

متعد بغير وسط؛ وقد أَولَجَه.

والمَوْلَجُ: المَدْخَلُ.

والوِلاجُ: الباب. والوِلاجُ: الغامض من الأَرض والوادي، والجمع وُلُجٌ

ووُلُوجٌ، الــأَخيرة نادرة لأَن فِعالاً لا يُكسَّر على فُعول، وهي

الوَلَجَةُ، والجمع وَلَجٌ. ابن الأَعرابي: وِلاجُ الوادي

(* قوله «ولاج الوادي

إلخ» بكسر الواو، وقوله واحدتها ولجة، أي بالتحريك، وقوله والجمع ولج أي

جمع ولاج، بالكسر: ولج بضمتين، هكذا يفهم من شرح القاموس ومن سياق عبارة

المؤلف المارة قريباً.) معاطفه، واحدتها وَلَجَةٌ، والجمع الوُلُجُ؛

وأَنشد لِطُرَيْحٍ يمدح الوليد بن عبد الملك:

أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، ولم

تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ

لو قلتَ للسَّيْلِ: دَعْ طَريقَكَ، والـ

ـمَوْجُ عليه كالهَضْبِ يَعْتَلِجُ،

لارْتَدَّ أَوْ ساخَ، أَو لكانَ له

في سائرِ الأَرضِ، عنكَ، مُنْعَرَجُ

وقال: الحُنِيُّ والوُلُجُ الأَزِقَّةُ. والوُلُجُ: النَّواحي.

والوُلُجُ: مَغارِفُ العسلِ. والوَلَجَةُ، بالتحريك: موضع أَو كَهْف يستتر فيه

المارَّةُ من مطر أَو غيره، والجمع وَلَجٌ وَأَولاجٌ.

وفي حديث ابن مسعود: إِياكم والمُناخَ على ظهر الطريق فإِنه منزل

الوالِجَةِ، يعني السباع والحيات، سمِّيت والِجَةً لاستتارها بالنهار في

الأَوْلاجِ، وهو ما وَلَجْتَ فيه من شِعْب أَو كهف وغيرهما.

والوَلَجُ والوَلَجَةُ: شيء يكون بين يَدَيْ فِناء القوم، فإِما أَن

يكون من باب حِقٍّ وحِقَّةٍ أَو من باب تَمْر وتَمْرَةٍ.

ووِلاجَا الخَلِيَّة: طَبَقاها من أَعلاها إِلى أَسفلها، وقيل: هو

بابها، وكله من الدخول.

ورجل خَرّاجٌ وَلاّجٌ، وخَرُوجٌ وَلُوجٌ؛ قال:

قد كنتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً،

لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ

ورجل خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ، مثل هُمَزَة، أَي كثير الدخول والخروج.

ووَلِيجةُ الرجل: بِطانَتُه وخاصته ودِخْلَتُه؛ وفي التنزيل: ولم يتخذوا

من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وَلِيجَة؛ قال أَبو عبيدة:

الوَلِيجَة البِطانَةُ، وهي مأْخوذة من وَلَجَ يَلِجُ وُلُوجاً وَلِجَةً إِذا دخل

أَي ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دَخِيلَةَ مَوَدّةٍ؛ وقال أَيضاً:

ولِيجةً. كلُّ شيء أَولَجْته فيه وليس منه، فهو وَلِيجَة؛ والرجل يكون في

القوم وليس منهم، فهو وَلِيجَة فيهم، يقول: ولا يتخذوا أَولياء ليسوا من

المؤمنين دون الله ورسوله؛ ومنه قوله:

فإِن القَوافي يَتَّلِجْنَ مَوالِجاً،

تَضايَقُ عنها أَنْ تَوَلَّجَها الإِبَرْ

وقال الفرّاء: الوَليجَة البطانة من المشركين، قال سيبويه: إِنما جاء

مصدره وُلُوجاً، وهو من مصادر غير المتعدي، على معنى وَلَجْتُ فيه،

وأَولَجَه: أَدخله. وفي حديث عليّ: أَقَرَّ بالبَيْعَةِ وادَّعى الوَلِيجةَ؛

وَلِيجة الرجلِ: بِطانَتُه ودُخلاؤه وخاصته.

واتَّلَجَ مَوالِجَ، على افْتَعَل، أَي دخل مَداخل. وفي حديث ابن عمر:

أَن أَنساً كان يَتَوَلَّجُ على النساء وهنَّ مُكَشَّفاتُ الرؤوس أَي يدخل

عليهن، وهو صغير، ولا يحتجبن منه. التهذيب: وفي نوادرهم: وَلَّجَ مالَه

تَوْلِيجاً إِذا جعله في حياته لبعض وَلَده، فتسامعَ الناسُ بذلك

فانْقَدَعُوا عن سؤاله.

والوالِجةُ: وجع يأْخذ الإِنسان.

وقوله تعالى: يُولِجُ الليلَ في النهار ويولج النهار في الليل: أَي يزيد

من هذا في ذلك ومن ذلك في هذا. وفي حديث أُمِّ زَرْع: لا يُولِجُ

الكَفَّ ليَعْلَمَ البَثِّ أَي لا يدخل يده في ثوبها ليعلم منها ما يسوءُه إِذا

اطلع عليه، تصفه بالكرم وحسن الصحبة، وقيل: إِنها تذمه بأَنه لا يتفقد

أَحوال البيت وأَهله. والوُلوجُ: الدخول. وفي الحديث: عُرِضَ عليَّ كلُّ

شيء تُولَجُونَه، بفتح اللام، أَي تُدْخَلُونه وتصيرون إِليه من جنة أَو

نار.

والتَّوْلَجُ: كناس الظبي أَو الوحش الذي يلج فيه، التاء فيه مبدلة من

الواو، والدَّولَجُ لغة فيه، داله عند سيبويه بدل من تاء، فهو على هذا بدل

من بدل، وعَدَّه كُراعٌ فَوْعَلاً؛ قال ابن سيده: وليس بشيء؛ وأَنشد

يعقوب:

وبادَرَ العُفْر تَؤُمُّ الدَّولَجَا

الجوهري: قال سيبويه التاء مبدلة من الواو، وهو فَوْعَل لأَنك لا تجد في

الكلام تَفْعَلٌ اسماً، وفَوعَل كثير؛ وقال يصف ثوراً تَكَنَّسَ في

عِضاه، وهو لجرير يهجو البَعِيثَ:

قد غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حَجِجَا،

على السَّوايا ما تَحُفُّ الهَوْدَجا،

فوَلَدتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا،

كأَنه ذِيخٌ إِذا ما مَعَجا،

مُتَّخِذاً في ضَعَواتٍ تَوْلَجا

غَبَرَت: بقيت. والسَّوايا: جمع سَوِيَّة، وهو كساء يجعل على ظهر

البعير، وهو من مراكب الإِماء. وقوله: ما تحف الهودَجا أَي ما توطئه من جوانبه

وتَفْرُشُ عليه تجلس عليه. والذِّيخُ: ذَكَر الضِّباع. والأَعْثى: الكثير

الشعر. والعُنْبُجُ: الثقيل الوَخِمُ. ومَعَجَ: نفش شعره. والضَّعَواتُ:

جمع ضَعَةٍ لنبتٍ معروف.

وقد اتَّلَجَ الظبي في كناسه وأَتْلَجَه فيه الحَرُّ أَي أَوْلَجه.

وشَرٌّ تالِجٌ والِجٌ؛ الليث: جاء في بعض الرُّقَى: أَعوذ بالله من شرِّ

كلِّ تالِجٍ ومالِجٍ

العلم

العلم:
[في الانكليزية] Knowledge ،science ،understanding
[ في الفرنسية] Savoir ،science ،connaissance
بالكسر وسكون اللام في عرف العلماء يطلق على معان منها الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا، يقينيا أو غير يقيني، وإليه ذهب الحكماء. ومنها التصديق مطلقا يقينيا كان أو غيره. قال السيّد السّند في حواشي العضدي:
لفظ العلم يطلق على المقسم وهو مطلق الإدراك وعلى قسم منه وهو التصديق إمّا بالاشتراك بأن يوضع بإزائه أيضا، وإمّا بغلبة استعماله فيه لكونه مقصودا في الأكثر، وإنّما يقصد التصوّر لأجله. ومنها التصديق اليقيني. في الخيالي العلم عند المتكلّمين لا معنى له سوى اليقين.
وفي الأطول في باب التشبيه العلم بمعنى اليقين في اللغة لأنه من باب أفعال القلوب انتهى.
ومنها ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا. في شرح التجريد العلم يطلق تارة ويراد به الصورة الحاصلة في الذهن ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط، ويطلق تارة ويراد به ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا انتهى. وقيل هذا هو مذهب المتكلّمين كما ستعرفه. ومنها التعقّل كما عرفت. ومنها التوهّم والتعقّل والتخيّل. في تهذيب الكلام أنواع الإدراك إحساس وتخيّل وتوهّم وتعقّل. والعلم قد يقال لمطلق الإدراك وللثلاثة الــأخيرة وللــأخير وللتصديق الجازم المطابق الثابت. ومنها إدراك الكلّي مفهوما كان أو حكما. ومنها إدراك المركّب تصوّرا كان أو تصديقا، وسيذكر في لفظ المعرفة. ومنها إدراك المسائل عن دليل. ومنها نفس المسائل المدلّلة.
ومنها الملكة الحاصلة من إدراك تلك المسائل.
والبعض لم يشترط كون المسائل مدلّلة وقال العلم يطلق على إدراك المسائل وعلى نفسها وعلى الملكة الحاصلة منها. والعلوم المدوّنة تطلق أيضا على هذه المعاني الثلاثة الــأخيرة وقد سبق توضيحها في أوائل المقدّمة. ومنها ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها، ويقال لها الصناعة أيضا كذا في المطول في بحث التشبيه. ورده السيّد السّند بأنّ الملكة المذكورة المسمّاة بالصناعة فإنّما هي في العلوم العملية أي المتعلّقة بكيفية العمل كالطب والمنطق، وتخصيص العلم بإزائها غير محقّق.
كيف وقد يذكر العلم في مقابلة الصناعة. نعم إطلاقه على ملكة الإدراك بحيث يتناول العلوم النظرية والعملية غير بعيد مناسب للعرف انتهى.
اعلم أنّ في العلم مذاهب ثلاثة الأول أنّه ضروري يتصوّر ماهيته بالكنه فلا يحدّ، واختاره الرازي. والثاني أنّه نظري لكن يعسر تحديده وبه قال إمام الحرمين والغزالي، وقالا فطريق معرفته القسمة والمثال. أمّا القسمة فهي أن تميّزه عما يلتبس به من الاعتقادات فنقول مثلا الاعتقاد إمّا جازم أو غيره، والجازم إمّا مطابق أو غير مطابق، والمطابق إمّا ثابت أو غير ثابت. فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت وهو العلم بمعنى اليقين، فقد تميّز عن الظّنّ بالجزم وعن الجهل المركّب بالمطابقة وعن تقليد المصيب بالثابت الذي لا يزول بتشكيك المشكّك. قيل القسمة إنّما تميّز العلم التصديقي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لمعرفة مطلق العلم. أقول لا اشتباه للعلم بسائر الكيفيات النفسانية ولا العلم التصوّري إنّما الاشتباه للعلم التصديقي والقسمة المذكورة تميّزه عنهما فحصل معرفة العلم المطلق. وأمّا المثال فكأن يقال العلم هو المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال هو كاعتقادنا أنّ الواحد نصف الاثنين.
والثالث أنّه نظري لا يعسر تحديده وذكر له تعريفات. الأول للحكماء أنّه حصول صورة الشيء في العقل. وبعبارة أخرى أنّه تمثّل ماهية المدرك في نفس المدرك، وهذا مبني على الوجود الذهني. وهذا التعريف شامل للظّنّ والجهل المركّب والتقليد والشكّ والوهم.
وتسميتها علما يخالف استعمال اللّغة والعرف والشرع، إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركّبا ولا على الظّان والشاك والواهم أنّه عالم في شيء من تلك الاستعمالات. وأمّا التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازا ولا مشاحة في الاصطلاح. والمبحوث عنه في المنطق هو العلم بهذا المعنى لأنّ المنطق لما كان جميع قوانين الاكتساب فلا بدّ لهم من تعميم العلم.
ثم العلم إن كان من مقولة الكيف فالمراد بحصول الصورة الصورة الحاصلة. وفائدة جعله نفس الحصول التنبيه على لزوم الإضافة، فإنّ الصورة إنّما تسمّى علما إذا حصلت في العقل، وإن كان من مقولة الانفعال فالتعريف على ظاهره لأنّ المراد بحصول الصورة في العقل اتصافه بها وقبوله إياها.
اعلم أنّ العلم يكون على وجهين أحدهما يسمّى حصوليا وهو بحصول صورة الشيء عند المدرك ويسمّى بالعلم الانطباعي أيضا لأنّ حصول هذا العلم بالشيء إنّما يتحقّق بعد انتقاش صورة ذلك الشيء في الذهن لا بمجرّد حضور ذلك الشيء عند العالم، والآخر يسمّى حضوريا وهو بحضور الأشياء أنفسها عند العالم كعلمنا بذواتنا والأمور القائمة بها. ومن هذا القبيل علمه تعالى بذاته وبسائر المعلومات.
ومنهم من أنكر العلم الحضوري وقال إنّ العلم بأنفسنا وصفاتنا النفسانية أيضا حصولي، وكذلك علم الواجب تعالى. وقيل علمه تعالى بحصول الصورة في المجرّدات فإن جعل التعريف للمعنى الأعم الشامل للحضوري والحصول بأنواعه الأربعة من الإحساس وغيره وبما يكون نفس المدرك وغيره، فالمراد بالعقل الذات المجرّدة ومطلق المدرك وبالصورة ما يعمّ الخارجية والذهنية أي ما يتميّز به الشيء مطلقا، وبالحصول الثبوت والحضور سواء كان بنفسه أو بمثاله، وبالمغايرة المستفادة من الظرفية أعمّ من الذاتية والاعتبارية، وبفي معنى عند كما اختاره المحقّق الدواني. ولا يخفى ما فيه من التكلّفات البعيدة عن الفهم. وإن جعل التعريف للحصولي كان التعريف على ظاهره. والمراد بالعقل قوة للنفس تدرك الغائبات بنفسها والمحسوسات بالوسائط، وبصورة الشيء ما يكون آلة لامتيازه سواء كان نفس ماهية الشيء أو شبحا له، والظرفية على الحقيقة. اعلم أنّ القائلين بأنّ العلم هو الصورة فرقتان. فرقة تدّعي وتزعم أنّ الصور العقلية مثل وأشباح للأمور المعلومة بها مخالفة لها بالماهية، وعلى قول هؤلاء لا يكون للأشياء وجود ذهني بحسب الحقيقة بل بحسب المجاز، كأن يقال مثلا النار موجودة في الذهن ويراد أنّه يوجد فيه شبح له نسبة مخصوصة إلى ماهية النار، بسببها كان ذلك الشبح علما بالنار لا بغيرها من الماهيات، ويكون العلم حينئذ من مقولة الكيف ويصير العلم والمعلوم متغايرين ذاتا واعتبارا. وفرقة تدّعي أنّ تلك الصورة مساوية في الماهية للأمور المعلومة بها، بل الصور هي ماهيات المعلومات من حيث إنّها حاصلة في النفس، فيكون العلم والمعلوم متّحدين بالذات مختلفين بالاعتبار. وعلى قول هؤلاء يكون للأشياء وجودان خارجي وذهني بحسب الحقيقة. والتعريف الثاني للعلم مبني على هذا المذهب. وعلى هذا قال الشيخ؛ الإدراك الحقيقة المتمثّلة عند المدرك. والثاني لبعض المتكلمين من المعتزلة أنّه اعتقاد الشيء على ما هو به، والمراد بالشيء الموضوع أو النسبة الحكمية أي اعتقاد الشيء على وجه ذلك الشيء متلبّس به في حدّ ذاته من الثبوت والانتفاء. وفيه أنّه غير مانع لدخول التقليد المطابق فزيد لدفعه عن ضرورة أو دليل أي حال كون ذلك الاعتقاد المطابق كائنا عن ضرورة أو دليل واعتقاد المقلّد، وإن كان ناشئا عن دليل لأنّ قول المجتهد حجة للمقلّد إلّا أنّ مطابقته ليست ناشئة عن دليل، ولذا يقلده فيما يصيب ويخطئ، لكنه بقي الظّنّ الصادق الحاصل عن ضرورة أو دليل ظنّي داخلا فيه، إلّا أن يخصّ الاعتقاد بالجازم اصطلاحا. ويرد أيضا عليهم خروج العلم بالمستحيل فإنّه ليس شيئا اتفاقا، ومن أنكر تعلّق العلم بالمستحيل فهو مكابر للبديهي ومناقض لكلامه، لأنّ هذا الإنكار حكم على المستحيل بأنّه لا يعلم فيستدعي العلم بامتناع الحكم على ما ليس بمعلوم، إلّا أن يقال المستحيل شيء لغة ولو مجازا، وفيه أنّه يلزم حينئذ استعمال المجاز في التعريف بلا قرينة. وأيضا يرد عليهم خروج العلم التصوّري لعدم اندراجه في الاعتقاد فإنّه عبارة عن الحكم الذهني. والثالث للقاضي أبي بكر الباقلاني أنّه معرفة المعلوم على ما هو به فيخرج عنه علم الله تعالى إذ لا يسمّى علمه معرفة إجماعا لا لغة ولا اصطلاحا مع كونه معترفا بأنّ لله تعالى علما حيث أثبت له تعالى علما وعالمية وتعلّقا إمّا لأحدهما أو لكليهما كما سيجيء، فيكون العلم المطلق مشتركا معنويا عنده بين علم الواجب وعلم الممكن، فلا بدّ من دخوله في تعريف مطلق العلم بخلاف المعتزلة فإنّهم لا يعترفون العلم الزائد ويقولون إنّه عين ذاته تعالى. فلفظ العلم عندهم مشترك لفظي، فالتعريف المذكور يكون لمطلق العلم الحادث إذ لا مطلق سواه، ولذا لم يورد النقض عليهم بعلمه تعالى وأيضا ففيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم ومعناه ما من شأنه أن يعلم أي أن يتعلّق به العلم، فلا يعرف إلّا بعد معرفته.
وأيضا فقيد على ما هو به قيد زائد إذ المعرفة لا تكون إلّا كذلك لأنّ إدراك الشيء لا على ما هو به جهالة لا معرفة، إذ لا يقال في اللغة والعرف والشرع للجاهل جهلا مركّبا أنّه عارف.
كيف ويلزم حينئذ أن يكون أجهل الناس أعرفهم. والرابع للشيخ أبي الحسن الأشعري فقال تارة بالقياس إلى متعلّق العلم هو إدراك المعلوم على ما هو به وفيه دور، وتارة بالقياس إلى محلّ العلم هو الذي يوجب كون من قام به عالما وبعبارة أخرى هو الذي يوجب لمن قام بهبها إخراجا لإدراك الحواس الباطنة فإنّه إدراك المعاني الجزئية ويسمّى ذلك الإدراك تخيّلا وتوهّما. فالعلم عنده بمعنى التعقّل، وبقوله لا يحتمل النقيض أي لا يحتمل ذلك الشيء المتعلّق نقيض ذلك التمييز بوجه من الوجوه خرج الظّنّ والشكّ والوهم لأنّها توجب لمحلّها تمييزا يحتمل النقيض في الحال، وكذا الجهل المركّب والتقليد فإنّهما يوجبان تمييزا يحتمل النقيض في المآل. أمّا في الجهل فلأنّ الواقع يخالفه فيجوز أن يطلع عليه، وأمّا في التقليد فلعدم استناده إلى موجب من حسّ أو بديهة أو عادة أو برهان، فيجوز أن يزول بتقليد آخر.
قيل فيه أنّ إخراج الشكّ والوهم من التعريف مما لا يعرف وجهه لأنّ كلاهما تصوّران على ما بيّن في موضعه، والتصوّر داخل في التعريف بناء على أن لا نقيض للتصوّر أصلا وسيجيء تحقيقه في لفظ النقيض فلا وجه لإخراجه، بل لا وجه لصحته أصلا. قلت الشكّ والوهم من حيث إنّه تصوّر للنسبة من حيث هي هي لا نقيض له، وهما بهذا الاعتبار داخلان في العلم. وأمّا باعتبار أنّه يلاحظ في كلّ منهما النسبة مع كلّ واحد من النفي والإثبات على سبيل تجويز المساوي والمرجوح. ولذا يحصل التردّد والاضطراب فله نقيض، فإنّ النسبة من حيث يتعلّق بها الإثبات تناقضها من حيث يتعلّق بها النفي، وهما بهذين الاعتبارين خارجان عن العلم صرّح بهذين الاعتبارين السيّد السّند في حاشية العضدي. ثم إن كان المعرّف شاملا لعلم الواجب وغيره يجب أن يراد بالإيجاب أعمّ سواء كان بطريق السببية كما في علم الواجب أو بطريق العادة كما في علم الخلق، وإن كان المعرّف علم الخلق يجب تخصيصه بالإيجاب العادي على ما هو المذهب من استناد جميع الممكنات إلى الله تعالى ابتداء، فالمعنى أنّ العلم صفة قائمة بالنفس يخلق الله تعالى عقيب تعلّقها بالشيء أن يكون النفس. مميزا له تمييزا لا يحتمل النقيض. فعلى هذا الضمير في لا يحتمل راجع إلى المتعلّق الدال عليه لفظ التمييز فإنّ التمييز لا يكون إلّا بشيء. فعدم الاحتمال صفة لمتعلّقه وإنّما لم يكن راجعا إلى نفس التمييز لأنّه إن كان المراد به المعنى المصدري أعني كون النفس مميزا فلا نقيض له أصلا لا في التصوّر ولا في التصديق، وإن كان ما به التمييز أعني الصورة في التصوّر والنفي والإثبات في التصديق فلا معنى لاحتماله نقيض نفسه إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما مع مخالفته لما اشتهر من أنّ اعتقاد الشيء كذا، مع العلم بأنّه لا يكون إلّا كذا علم ومع الاحتمال بأنّه لا يكون كذا ظنّ، فإنّه صريح في أنّ المتعلّق أعني الشيء محتمل، ثم المتعلّق للصورة الماهية وللنفي والإثبات الطرفان. ثم المراد بالنقيض إمّا نقيض المتعلّق كما قيل وحينئذ المراد بالتمييز إمّا المعنى المصدري، فالمعنى صفة توجب لمحلّها أن يكشف لمتعلقها بحيث لا يحتمل المتعلّق نقيضه، وحينئذ يكون الصفة نفس الصورة والنفي والإثبات لا ما يوجبها أو ما به التمييز، وحينئذ تكون الصفة ما يوجبها. ولا يخفى ما فيه لأنّ الشيء لا يكون محتملا لنقيضه أصلا من الصورة والنفي والإثبات كما مرّ، إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما فلا وجه لذكره أصلا، إلّا أن يقال المتعلّق وإن لم يكن محتملا لنقيضه في نفس الأمر لكن يحتمله عند المدرك بأن يحصل كلّ منهما بذلك الآخر، وهذا غير ظاهر. وإمّا نقيض التمييز كما هو التحقيق كما قيل أيضا وحينئذ إمّا أن يراد بالتمييز المعنى المصدري وهو حاصل التحرير الذي سبق وهذا أيضا بالنظر إلى الظاهر لأنّ التمييز بالمعنى المصدري ليس له نقيض يحتمله المتعلّق أصلا، وإمّا ما به التمييز وهذا هو التحقيق الحقيقي.
فخلاصة التعريف أنّ العلم أمر قائم بالنفس يوجب لها أمرا به تميّز الشيء عما عداه بحيث لا يحتمل ذلك الشيء نقيض ذلك الأمر. فإذا تعلّق علمنا مثلا بماهية الإنسان حصل عند النفس صورة مطابقة لها لا نقيض لها أصلا، بها تميّزها عما عداه. وإذا تعلّق علمنا بأنّ العالم حادث حصل عندها إثبات أحد الطرفين للآخر بحيث تميّزها عما عداهما، لكن قد يكون مطابقا جازما فلا يحتمل النقيض، أعني النفي وقد لا يكون فيحتمله. فالعلم ليس نفس الصورة والنفي والإثبات عند المتكلّمين بل ما يوجبها فإنّهم يقولون إنّه صفة حقيقية ذات إضافة يخلقها الله تعالى بعد استعمال العقل أو الحواس أو الخبر الصادق تستتبع انكشاف الأشياء إذا تعلّقت بها، كما أنّ القدرة والسمع والبصر كذلك. وما هو المشهور من أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فهو مذهب الفلاسفة القائلين بانطباع الأشياء في النفس وهم ينفونه، والتقسيم إلى التصوّر والتصديق ليس بالذات عندهم، بل العلم باعتبار إيجابه النفي والإثبات تصديق، وباعتبار عدم إيجابه لهما تصوّر؛ وعلى هذا قيل بأنّه إن خلا عن الحكم فتصوّر وإلّا فتصديق. والمراد بالصورة عندهم الشّبح والمثال الشبيه بالمتخيّل في المرآة، وليس هذا من الوجود الذهني، فإنّ من قال به يقول إنّه أمر مشارك للوجود الخارجي في تمام الماهية فلا يرد أنّ القول بالصورة فرع الوجود الذهني، والمتكلمون ينكرونه. والمراد بالنفي والإثبات المعنى المصدري وهو إثبات أحد الطرفين للآخر وعدم إثبات أحدهما له، ولذا جعلوا متعلّقهما الطرفين لا إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة كما هو مصطلح الفلاسفة، فلا يرد أنّ النفي والإثبات ليسا نقيضين لارتفاعهما عن الشّكّ وإرادة الصورة عن التمييز ليس على خلاف الظاهر، بل مبني على المساهلة والاعتماد على فهم السامع للقطع بأنّ المحتمل للنقيض هو التمييز بمعنى الصورة والنفي والإثبات دون المصدري فتأمّل، فإنّ هذا المقام من مطارح الأذكياء. وقيل المراد نقيض الصفة وقوله لا يحتمل صفة للصفة لا للتمييز، وضمير لا يحتمل راجع إلى المتعلّق، فالمعنى صفة توجب تمييزا لا يحتمل متعلّقها نقيض تلك الصفة، فالتصوّر حينئذ نفس الصورة لا ما يوجبها وكذا التصديق نفس الإثبات والنفي والتمييز بالمعنى المصدري. ولا يخفى أنّه خلاف الظاهر، والظاهر أن يكون لا يحتمل صفة للتمييز ومخالف لتعريف العلم عند القائلين بأنّه من باب الإضافة. وقالوا إنّه نفس التعلّق وعرّفوه بأنّه تمييز معنى عند النفس لا يحتمل النقيض، فإنّه لا يمكن أن يراد فيه نقيض الصفة، والتمييز في هذا التعريف بمعنى الانكشاف، وإلّا لم يكن العلم نفس التعلّق؛ فالانكشاف التصوّري لا نقيض له وكذا متعلّقه، والانكشاف التصديقي أعني النفي والإثبات كلّ واحد منهما نقيض الآخر ومتعلّقه قد يحتمل النقيض وقد لا يحتمله. وقد أورد على الحدّ المختار العلوم العادية فإنّها تحتمل النقيض، والجواب أنّ احتمال العاديات للنقيض بمعنى أنّه لو فرض نقيضها لم يلزم منه محال لذاته غير احتمال متعلّق التمييز الواقع فيه، أي في العلم العادي للنقيض، لأنّ الاحتمال الأول راجع إلى الإمكان الذاتي الثابت للممكنات في حدّ ذاتها، حتى الحسّيات التي لا تحتمل النقيض اتفاقا.
والاحتمال الثاني هو أن يكون متعلّق التمييز محتملا لأن يحكم فيه المميز بنقيضه في الحال أو في المآل ومنشأه ضعف ذلك التمييز إمّا لعدم الجزم أو لعدم المطابقة أو لعدم استناده إلى موجب، وهذا الاحتمال الثاني هو المراد.
والتعريف الأحسن الذي لا تعقيد فيه هو أنّه يتجلّى بها المذكور لمن قامت هي به، فالمذكور يتناول الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل بلا خلاف، ويتناول المفرد والمركّب والكلّي والجزئي، والتجلّي هو الانكشاف التام فالمعنى أنّه صفة ينكشف بها لمن قامت به ما من شأنه أن يذكر انكشافا تاما لا اشتباه فيه. واختيار كلمة من لإخراج التجلّي الحاصل للحيوانات العجم فقد خرج النور فإنّه يتجلّى به لغير من قامت به، وكذا الظّنّ والجهل المركّب والشّكّ والوهم واعتقاد المقلّد المصيب أيضا لأنّه في الحقيقة عقدة على القلب، فليس فيه انكشاف تام. هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشيته وحاشية الخيالي.
فائدة:
قال المتكلّمون لا بدّ في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها يكون العالم عالما بذلك المعلوم والمعلوم معلوما لذلك العالم، وهذه الإضافة هي المسمّاة عندهم بالتعلّق. فجمهور المتكلّمين على أنّ العلم هو هذا التعلّق إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدّد العلم بتعدّد المعلومات كتعدّد الإضافة بتعدّد المضاف إليه. وقال قوم من الأشاعرة هو صفة حقيقية ذات تعلّق، وعند هؤلاء فثمة أمر أنّ العلم وهو تلك الصفة والعالمية أي ذلك التعلّق، فعلى هذا لا يتعدّد العلم بتعدّد المعلومات إذ لا يلزم من تعلّق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة، إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلّقات بأمور متعدّدة.
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده وأثبت معها تعلّقا، فإمّا للعلم فقط أو للعالمية فقط، فههنا ثلاثة أمور: العلم والعالمية والتعلّق الثابت لأحدهما، وإمّا لهما معا، فههنا أربعة أمور: العلم والعالمية وتعلّقاهما. وقال الحكماء العلم هو الموجود الذهني إذ يعقل ما هو عدم صرف بحسب الخارج كالممتنعات والتعلّق إنّما يتصوّر بين شيئين متمايزين ولا تمايز إلّا بأن يكون لكلّ منهما ثبوت في الجملة، ولا ثبوت للمعدوم في الخارج فلا حقيقة له إلّا الأمر الموجود في الذهن، وذلك الأمر هو العلم. وأمّا التعلّق فلازم له والمعلوم أيضا فإنّه باعتبار قيامه بالقوة العاقلة علم، وباعتباره في نفسه من حيث هو هو معلوم، فالعلم والمعلوم متّحدان بالذات مختلفان بالاعتبار؛ وإذا كان العلم بالمعدومات كذلك وجب أن يكون سائر المعلومات أيضا كذلك، إذ لا اختلاف بين أفراد حقيقة واحدة نوعية، كذا في شرح المواقف.
قال مرزا زاهد هذا في العلم الحصولي وأما في الحضوري فالعلم والمعلوم متّحدان ذاتا واعتبارا، ومن ظنّ أنّ التغاير بينهما في الحضوري أيضا اعتبارا كتغاير المعالج والمعالج فقد اشتبه عليه التغاير الذي هو مصداق تحقّقهما بالتغاير الذي هو بعد تحقّقهما، فإنّه لو كان بينهما تغاير سابق لكان العلم الحضوري صورة منتزعة من المعلوم وكان علما حصوليا. وفي أبي الفتح حاشية الحاشية الجلالية أمّا القائلون بالوجود الذهني من الحكماء وغيرهم فاختلفوا اختلافا ناشئا من أنّ العلم ليس حاصلا قبل حصول الصورة في الذهن بداهة واتفاقا، وحاصل عنده بداهة واتفاقا، والحاصلة معه ثلاثة أمور: الصورة الحاصلة وقبول الذهن من المبدأ الفيّاض وإضافة مخصوصة بين العالم والمعلوم.
فذهب بعضهم إلى أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فيكون من مقولة الكيف، وبعضهم إلى أنّه الثاني فيكون من مقولة الانفعال، وبعضهم إلى أنّه الثالث فيكون من مقولة الإضافة. والأصح المذهب الأول لأنّ الصورة توصف بالمطابقة كالعلم، والإضافة والانفعال لا يوصفان بها، لكن القول بأنّ الصورة العقلية من مقولة الكيف إنّما يصحّ إذا كانت مغايرة لذي الصورة بالذات قائمة بالعقل كما هو مذهب القائلين بالشّبح والمثال الحاكمين بأنّ الحاصل في العقل أشباح الأشياء لا أنفسها. وأمّا إذا كانت متّحدة معه بالذات مغايرة له بالاعتبار على ما يدلّ عليه أدلة الوجود الذهني وهو المختار عند المحقّقين القائلين بأنّ الحاصل في الذهن أنفس الأشياء لا أشباحها فلا يصحّ ذلك. فالحقّ أنّ العلم من الأمور الاعتبارية والموجودات الذهنية، وإن كان متحدا بالذات مع الموجود الخارجي إذا كان المعلوم من الموجودات الخارجية سواء كان جوهرا أو عرضا كيفا أو انفعالا أو إضافة أو غيرها. انتهى في شرح المواقف.
قال الإمام الرازي قد اضطرب كلام ابن سينا في حقيقة العلم فحيث بيّن أنّ كون الباري عقلا وعاقلا ومعقولا يقتضي كثرة في ذاته، فسّر العلم بتجرّد العالم والمعلوم من المادة. وردّ بأنّه يلزم منه أنّ يكون كلّ شخص إنساني عالما بجميع المجرّدات، فإنّ النفس الإنسانية مجرّدة عندهم. وحيث قرّر اندراج العلم في مقوله الكيف بالذات وفي مقولة الإضافة بالعرض جعله عبارة عن صفة ذات إضافة. وحيث ذكر أنّ تعقّل الشيء لذاته ولغير ذاته ليس إلّا حضور صورته عنده جعله عبارة عن الصورة المرتسمة في الجوهر العاقل المطابقة لماهية المعقول.
وحيث زعم أنّ العقل البسيط الذي لواجب الوجود ليس عقليته لأجل صور كثيرة بل لأجل فيضانها حتى يكون العقل البسيط كالمبدإ الخلّاق للصور المفصّلة في النفس جعله عبارة عن مجرّد إضافة.

التقسيم:
للعلم تقسيمات. الأول إلى الحضوري والحصولي كما عرفت. الثاني إلى أنّ العلم الحادث إمّا تصوّر أو تصديق، والعلم القديم لا يكون تصوّرا ولا تصديقا، وقد سبق في لفظ التّصوّر. الثالث إلى أنّ الأشياء المدركة أي المعلومة تنقسم إلى ما لا يكون خارجا عن ذات المدرك أي العالم وإلى ما يكون. أما في الأول فالحقيقة الحاصلة عند المدرك هي نفس حقيقتها، وأمّا في الثاني فهي تكون غير الحقيقة الموجودة في الخارج بل هي إمّا صورة منتزعة من الخارج إن كان الإدراك مستفادا من خارج كما في العلم الانفعالي أو صورة حصلت عند المدرك ابتداء، سواء كانت الخارجية مستفادة منها كما في العلم الفعلي، أو لم تكن. وعلى التقديرين فإدراك الحقيقة الخارجية بحصول تلك الصورة الذهنية عند المدرك والاحتياج إلى الانتزاع إنّما هو في المدرك المادي لا غير، كذا في شرح الإشارات. وفي شرح الطوالع الشيء المدرك إمّا نفس المدرك أو غيره، وغيره إمّا غير خارج عنه أو خارج عنه، والخارج عنه إمّا مادي أو غير مادي، فهذه أربعة أقسام.
الأول ما هو نفس المدرك. والثاني ما هو غيره لكنه غير خارج عنه. والثالث ما هو خارج عنه لكنه ماديّ. والرابع ما هو خارج عنه لكنه غير مادي. والأوّلان منها إدراكهما بحصول نفس الحقيقة عند المدرك فيكون إدراكهما حضوريا والأول بدون حلول والثاني بالحلول، والآخران لا يكون إدراكهما بحصول نفس الحقيقة الخارجية بل بحصول مثال الحقيقة، سواء كان الإدراك مستفادا من الخارجية أو الخارجية مستفادة من الإدراك، والثالث إدراكه بحصول صورة منتزعة عن المادة مجرّدة عنها، والرابع لم يفتقر إلى الانتزاع، الرابع إلى واجب أي ممتنع الانفكاك عن العالم كعلمه بذاته وممكن كسائر العلوم. الخامس إلى فعلي ويسمّى كلّيا قبل الكثرة وهو ما يكون سببا لوجود المعلوم في الخارج كما نتصوّر السرير مثلا ثم نوجده، وانفعالي ويسمّى كلّيا بعد الكثرة وهو ما يكون مسبّبا عن وجود العالم بأن يكون مستفادا من الوجود الخارجي كما يوجد أمرا في الخارج كالسماء والأرض ثم نتصوّره، فالفعلي ثابت قبل الكثرة والانفعالي بعدها، فالعلم الفعلي كلّي يتفرّع عليه الكثرة وهي الأفراد الخارجية والعلم الانفعالي كلّي يتفرّع على الكثرة. وقد يقال إنّ لنا كلّيا مع الكثرة لكنه من قبيل العلم ومبني على وجود الطبائع الكلّية في ضمن الجزئيات الخارجية.

قال الحكماء: علم الله تعالى بمصنوعاته فعلي لأنّه السّبب لوجود الممكنات في الخارج؛ لكن كون علمه تعالى سببا لوجودها لا يتوقّف على الآلات، بخلاف علمنا بأفعالنا، ولذلك يتخلّف صدور معلومنا عن علمنا. وقالوا إنّ علمه تعالى بأحوال الممكنات على أبلغ النّظام وأحسن الوجوه بالقياس إلى الكلّ من حيث هو كلّ، هو الذي استند عليه وجودها على هذا الوجه دون سائر الوجوه الممكنة، وهذا العلم يسمّى عندهم بالعناية الأزلية. وأمّا علمه تعالى بذاته فليس فعليا ولا انفعاليا أيضا، بل هو عين ذاته بالذات وإن كان مغايرا له بالاعتبار.
السادس إلى ما يعلم بالفعل وهو ظاهر وما يعلم بالقوة كما إذا في يد زيد اثنان فسألنا أزوج هو أو فرد؟ قلنا نعلم أنّ كلّ اثنين زوج، وهذا اثنان، فنعلم أنّه زوج علما بالقوة القريبة من الفعل وإن لم نكن نعلم أنّه بعينه زوج، وكذلك جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلّيات فإنّها معلومة بالقوة قبل أن يتنبّه للاندراج. فالنتيجة حاصلة في كبرى القياس، هكذا قال بعض المتكلّمين. السابع إلى تفصيلي وإجمالي، والتفصيلي كمن ينظر إلى أجزاء المعلوم ومراتبه بحسب أجزائه بأن يلاحظها واحدا بعد واحد، والإجمالي كمن يعلم مسئلة فيسأل عنها فإنّه يحضر الجواب الذي هو تلك المسألة بأسرها في ذهنه دفعة واحدة وهو أي ذلك الشخص المسئول متصوّر للجواب لأنّه عالم بأنه قادر عليه، ثم يأخذ في تقرير الجواب، فيلاحظ تفصيله، ففي ذهنه أمر بسيط هو مبدأ التفاصيل؛ والتفرقة بين الحالة الحاصلة دفعة عقيب السؤال وبين حالة الجهل الثابتة قبل السؤال وملاحظة التفصيل ضرورية وجدانية، إذ في حالة الجهل المسماة عقلا بالفعل ليس إدراك الجواب حاصلا بالفعل بل النفس في تلك الحالة تقوى على استحضاره بلا تجشّم كسب جديد، فهناك قوة محضة. وفي الحالة الحاصلة عقيب السؤال قد حصل بالفعل شعور وعلم ما بالجواب لم يكن حاصلا قبله. وفي الحالة التفصيلية صارت الأجزاء ملحوظة قصدا ولم يكن حاصلا في شيء من الحالتين السابقتين، وشبه ذلك بمن يرى نعما كثيرة تارة دفعة فإنّه يرى في هذه الحالة جميع أجزائه ضرورة، وتارة بأن يحدّق البصر نحو واحد واحد فيفصّل أجزاؤه. فالرؤية الأولى إجمالية والثانية تفصيلية. وأنكر الإمام الرازي العلم الإجمالي.
فائدة:
العلم الإجمالي على تقدير جواز ثبوته في نفسه هل يثبت لله تعالى أولا؟ جوّزه القاضي والمعتزلة، ومنعه كثير من أصحابنا وأبو الهاشم. والحقّ أنّه إن اشترط في الإجمالي الجهل بالتفصيل امتنع عليه تعالى، وإلّا فلا.
الثامن إلى التعقّل والتوهّم والتخيّل والإحساس وقد سبق في لفظ الإحساس. التاسع إلى الضروري والنظري، وعلم الله تعالى عند المتكلّمين لا يوصف بضرورة ولا كسب، فهو واسطة بينهما وأما عند المنطقيين فداخل في الضروري وقد سبق. فائدة:
الفرق بين العلم بالوجه وبين العلم بالشيء من وجه أنّ معنى الأول حصول الوجه عند العقل ومعنى الثاني أنّ الشيء حاصل عند العقل لكن لا حصولا تاما، فإنّ التصوّر قابل للقوة والضعف كما إذا تراءى لك شبح من بعيد فتصوّرته تصورا ما، ثم يزداد انكشافا عندك بحسب تقاربك إليه إلى أن يحصل في عقلك كمال حقيقته. ولو كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه على ما ظنّه من لا تحقيق له لزم أن يكون جميع الأشياء معلومة لنا مع عدم توجّه عقولنا إليها، وذلك ظاهر الاستحالة، كذا في شرح المطالع في بحث الموضوع. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في المقصد الرابع من مقاصد العلم في الموقف الأول: اعلم أنّهم اختلفوا في علم الشيء بوجه وعلم وجه الشيء. فقال من لا تحقيق له إنّه لا تغاير بينهما أصلا. وقال المتأخّرون بالتغاير بالذات إذ في الأول الحاصل في الذهن نفس الوجه وهو آلة لملاحظة الشيء، والشيء معلوم بالذات، وفي الثاني الحاصل في الذهن صورة الوجه وهو المعلوم بالذات من غير التفات إلى الشيء ذي الوجه. وقال المتقدّمون بالتغاير بالاعتبار إذ لا شكّ في أنّه لا يمكن أن يشاهد بالضاحك أمر سواه، إلا أنّه إذا اعتبر صدقه على أمر واتحاده معه كما في موضوع القضية المحصورة كان علم الشيء بالوجه، وإذا اعتبر مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه كما في موضوع القضية الطبيعية.
فائدة:
أثبت أبو هاشم علما لا معلوم له كالعلم بالمستحيل فإنّه ليس بشيء والمعلوم شيء وهذا أمر اصطلاحي محض لا فائدة فيه.
فائدة:
محلّ العلم الحادث سواء كان متعلّقا بالكلّيات أو بالجزئيات عند أهل الحقّ غير متعيّن عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلق الله تعالى في أيّ جوهر أراد من جواهر البدن؛ لكنّ السّمع دلّ على أنّه القلب. قال تعالى: فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها. وقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها. هذا وقد اختلف المتكلّمون في بقاء العلم، فالأشاعرة قضوا باستحالة بقائه كسائر الأعراض عندهم. وأما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية والمكتسبة التي لا يتعلّق بها التكليف. واختلفوا في العلوم المكتسبة المكلّف بها، فقال الجبائي إنّها ليست باقية وإلّا لزم أن لا يكون المكلّف بها حال بقائها مطيعا ولا عاصيا ولا مثابا ولا معاقبا مع تحقق التكليف وهو باطل بناء على أنّ لزوم الثواب أو العقاب على ما كلّف به. وخالفه أبو هاشم في ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقا. وقال الحكماء محلّ العلم الحادث النفس الناطقة أو المشاعر العشر الظاهرة والباطنة وقد سبق في لفظ الحسّ.
فائدة:
علم الله سبحانه بذاته نفس ذاته، فالعالم والمعلوم واحد وهو الوجود الخاص، كذا في شرح الطوالع، أي واحد بالذات، أمّا بالاعتبار فلا بدّ من التغاير. ثم قال: وعلم غير الله تعالى بذاته وبما ليس بخارج عن ذاته هو حصول نفس المعلوم، ففي العلم بذاته العالم والمعلوم واحد، والعلم وجود العالم والمعلوم والوجود زائد، فالعلم غير العالم والمعلوم، والعلم بما ليس بخارج عن العالم من أحواله غير العالم والمعلوم والمعلوم أيضا غير العالم، فيتحقّق في الأول أمر واحد وفي الثاني اثنان وفي الثالث ثلاثة؛ والعلم بالشيء الذي هو خارج عن العالم عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم فيتحقّق أمور أربعة: عالم ومعلوم وعلم وصورة. فالعلم حصول صورة المعلوم في العالم، ففي العلم بالأشياء الخارجة عن العالم صورة وحصول تلك الصورة وإضافة الصورة إلى الشيء المعلوم وإضافة الحصول إلى الصورة. وفي العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم حصول نفس ذلك الشيء الحاصل وإضافة الحصول إلى نفس ذلك الشيء. ولا شكّ أنّ الإضافة في جميع الصور عرض. وأمّا نفس حقيقة الشيء في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم يكون جوهرا إن كان المعلوم ذات العالم لأنّه حينئذ تكون تلك الحقيقة موجودة لا في موضوع ضرورة كون ذات الموضوع العالم كذلك، وإن كان المعلوم حال العالم يكون عرضا. وأمّا الصورة في العلم بالأشياء الخارجة عن العالم فإن كانت صورة لعرض بأن يكون المعلوم عرضا فهو عرض بلا شكّ، وإن كانت صورة لجوهر بأن يكون المعلوم جوهرا فعرض أيضا انتهى. وهذا مبني على القول بالشّبح، وأمّا على القول بحصول ماهيات الأشياء في الذهن فجوهر.
فائدة:

قال الصوفية: علم الله سبحانه صفة نفسية أزلية. فعلمه سبحانه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد غير منقسم ولا متعدّد، لكنه يعلم نفسه بما هو له ويعلم خلقه بما هم عليه، ولا يجوز أن يقال إنّ معلوماته أعطته العلم من أنفسها كما قال الامام محي الدين العربي لئلّا يلزم كونه استفاد شيئا من غيره، فلنعذره. ولا نقول كان ذلك مبلغ علمه ولكنّا وجدناه سبحانه بعد هذا يعلمها بعلم أصلي منه غير مستفاد مما هي عليه فيما اقتضته بحسب ذواتها، غير أنّها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه عليها فحكم له ثانيا بما اقتضته وهو ما علمها عليه. ولمّا رأى الإمام المذكور أنّ الحقّ حكم للمعلومات بما اقتضته من نفسها ظنّ أنّ علم الحقّ مستفاد من اقتضاء المعلومات، فقال إنّ المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها وفاته أنّها إنّما اقتضت ما علمها عليه بالعلم الكلّي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها، فإنّها ما تعيّنت في العلم الإلهي إلّا بما علمها لا بما اقتضته ذواتها، ثم اقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها أمورا هي عين ما علمها عليه أوّلا، فحكم لها ثانيا بما اقتضته، وما حكم إلّا بما علمها عليه فتأمّل، فيسمّى الحقّ عليما بنسبة العلم إليه مطلقا وعالما بنسبة معلومية الأشياء إليه، وعلّاما بنسبة العلم ومعلومية الأشياء إليه معا. فالعليم اسم صفة نفسية لعدم النظر فيه إلى شيء مما سواه، إذ العلم ما يستحقّه النفس في كمالها لذاتها. وأمّا العالم فاسم صفة فعلية وذلك علمه للأشياء سواء كان علمه لنفسه أو لغيره فإنّها فعلية، يقال عالم بنفسه أي علم نفسه وعالم بغيره أي علم غيره، فلا بدّ أن تكون صفة فعلية. وأمّا العلّام فبالنظر إلى النسبة العلمية اسم صفة نفسية كالعليم وبالنظر إلى نسبة معلومية الأشياء إليه اسم صفة فعلية، ولذا غلب وصف الخلق باسم العالم دون العليم والعلّام، فيقال فلان عالم ولا يقال عليم ولا علّام مطلقا، إلّا أن يقال عليم بأمر كذا، ولا يقال علّام بأمر كذا، بل إن وصف بشخص فلا بدّ من التقييد، فيقال فلان علّام في فنّ كذا، وهذا على سبيل التوسّع والتجوّز. وليس قولهم فلان علّامة من هذا القبيل لأنّه ليس من أسماء الله تعالى، فلا يجوز أن يقال إنّ الله علّامة فافهم، كذا في الانسان الكامل. والعالم في اصطلاح المتصوفة: هو الذي وصل إلى علم اليقين بذات وصفات وأسماء الله، وليس بطريق الكشف والشّهود.
كذا في كشف اللغات.
العلم: بالتحريك، ما وضع "لشيء" وهو العلم القصدي، أو غلب والعلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة، أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا ولم يتناول الشبيه.
العلم:
[في الانكليزية] Proper name
[ في الفرنسية] Nom propre
بفتح العين واللام عند النحاة قسم من المعرفة، وهو ما وضع لشيء بعينه غير متناول غيره بوضع واحد. فقولهم لشيء بعينه أي متلبس بعينه أي لشيء معيّن شخصا كان وهو العلم الشخصي كزيد، أو جنسا وهو العلم الجنسي، وعلم الجنس والعلم الذهني كأسامة. واحترز بهذا عن النّكرة والأعلام الغالبة التي تعيّنت لفرد معيّن لغلبة الاستعمال فيه داخلة في التعريف لأنّ غلبة استعمال المستعملين بحيث اختصّ العلم الغالب لفرد معيّن بمنزلة الوضع من واضع المعيّن، فكأنّ هؤلاء المستعملين وضعوه للمعيّن. وقولهم غير متناول غيره أي حال كون ذلك الاسم الموضوع لشيء معيّن غير متناول غير ذلك الشيء باستعماله فيه، واحترز به عن المعارف كلّها. والقيد الــأخير لئلّا يخرج الأعلام المشتركة كذا في الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ هذا التعريف مبني على مذهب المتأخرين الذاهبين إلى أنّ ما سوى العلم معارف وضعية أيضا لا استعمالية كما هو مذهب الجمهور، إذ لو لم يكن كذلك فقولهم غير متناول غيره مما لا يحتاج إليه لخروج ما سوى العلم من المعارف بقيد الوضع لأنّها ليست موضوعة لشيء معيّن بل لمفهوم كلّي، إلّا أنه شرط حين الوضع أن لا يستعمل إلّا في معيّن كما سيأتي في لفظ المعرفة. واعترض عليه بأنّ العلم الشخصي ليس موضوعا لشيء معيّن لأنّ الموضوع للشخص من وقت حدوثه إلى فنائه لفظ واحد، والتشخّص الذي لوحظ حين الوضع يتبدل كثيرا، فلا محالة يكون اللفظ موضوعا للشخص، لكلّ تشخّص تشخّص ملحوظ بأمر كلّي، فالعلم كالمضمر. وأجيب بأنّ وجود الماهية لا ينفكّ عن تشخّص باق ببقاء الوجود يعرف بعوارض بعده وتلك العوارض تتبدّل ويأخذ العقل العوارض المتبدلة أمارات يعرف بها ذلك التشخّص. فاللفظ موضوع للشخص بذلك التشخّص لا للمتشخّص بالعوارض، ولو كان التشخّص بالعوارض لكان للجزئي أشخاص متّحدة في الوجود، وما اشتهر من أنّ التشخّص بالعوارض مسامحة مؤوّلة بأنّه أمر يعرف بعوارض. وأمّا أنّ ذلك التشخّص هل هو متحقّق مبرهن أو مجرّد توهّم فموكول إلى علم الكلام والحكمة ولا حاجة لنا إليه في وضع اللفظ للمشخّص لأنّ أيّا ما كان يكفي فيه. بقي أنّ العلم لو كان موضوعا للشخص بعينه لم يصح تسمية الآباء أبناءهم المتولّدة في غيبتهم بأعلام، وتأويله بأنّه تسمية صورة أو أمر بالتسمية حقيقة أو وعد بها بعيد، وأنّ الوضع في اسم الله مشكل حينئذ لعدم ملاحظته بعينه وشخصه حين الوضع وبعد لم يعلم بالوضع له بشخصه للمخاطبين به، وإنّما يفهم منه معيّن مشخّص في الخارج بعنوان ينحصر فيه، ولذا قيل إنّه اسم للمفهوم الكلّي المنحصر فيه تعالى من الواجب لذاته أو المستحقّ بالعبودية لذاته، إلّا أن يراد بالشيء بشخصه كونه متعيّنا بحيث لا يحتمل التعدّد بحسب الخارج ولا يطلب له منع العقل عن تجويز الشركة فيه. وقال بعض البلغاء: العلم ما وضع لشيء بشخصه وهذا إنّما يصح إن لم يكن علم الجنس علما عند أصحاب فنّ البلاغة لأنّه دعت إليه ضرورات نحوية، وهم في سعة عنه، ولا يكون غير العلم موضوعا لشيء بشخصه بناء على أنّ ما سوى العلم معارف استعمالية كما هو مذهب الجمهور. هكذا يستفاد من الأطول في باب المسند إليه في بيان فائدة جعله علما. قيل الأعلام الجنسية أعلام حقيقة كالأعلام الشخصية، إذ في كلّ منهما إشارة بجوهر اللفظ إلى حضور المسمّى في الذهن بخلاف المنكّر إذ ليس فيه إشارة إلى المعلوم من حيث هو معلوم. وقيل علم الجنس من الأعلام التقديرية واللفظية لأنّ الأحكام اللفظية من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك هي التي اضطرتهم إلى الحكم بكونه علما حتى تكلّفوا فيه ما تكلّفوا، هكذا يستفاد مما ذكر في المطول وحاشيته للسّيد السّند. والفرق بين علم الجنس واسم الجنس قد مرّ في لفظ اسم الجنس. وفي بعض حواشي الألفية اسم الجنس موضوع للفرد لا على التعيين كالأسد، وعلم الجنس موضوع للحقيقة فقط. وعلم النوع موضوع للفرد المعيّن لا على التعيين كغدوة وعلم الشخص للفرد المعيّن على الخصوص. فاسم الجنس نكرة لفظا ومعنى، وعلم الجنس معرفة لفظا لا معنى، وعلم الشخص معرفة لفظا ومعنى، وعلم النوع كذلك. فالحاصل أنّ الفرد المعيّن يتعدّد في العلم النوعي ويتّحد في العلم الشخصي انتهى.
التقسيم
العلم إمّا قصدي وهو ما كان بالوضع شخصيا كان أو جنسيا، أو اتفاقي وهو الذي يصير علما لا بوضع واضع معيّن بل إنّما يصير علما لأجل الغلبة وكثرة استعماله في فرد من افراد جنسه بحيث لا يذهب الوهم عند إطلاقه إلى غيره مما يتناوله اللفظ، كذا في العباب.
والعلم الموضوع أي القصدي إمّا منقول أو مرتجل، فإنّ ما صار علما بغلبة الاستعمال لا يكون منقولا ولا مرتجلا كما في شرح التسهيل وفي اللّب العلم الخارجي أي الشخصي منقول أو مرتجل فخرج من هذا العلم الذهني، أي الجنسي. والمنقول وهو ما كان له معنى قبل العلمية ثم نقل عن ذلك المعنى وجعل علما لشيء إمّا منقول عن مفرد سواء كان اسم عين كثور وأسد، أو اسم معنى كفصل وإياس، أو صفة كحاتم، أو فعلا ماضيا كشمّر وكعسب، أو فعلا مضارعا كتغلب ويشكر، أو أمرا بقطع همزة الوصل لتحقّق النقل كاصمت بكسر الهمزة والميم، أو صوتا كببّة وهو لقب عبد الله بن حارث، أو عن مركّب سواء كان جملة نحو تأبّط شرا أو غير جملة سواء كان بين أجزائه نسبة كالمضاف والمضاف إليه كعبد مناف أو لم يكن كبعلبك وسيبويه، هكذا في اللّب والمفصّل. وقيل الأعلام كلّها منقولة ولا يضرّ جهل أصلها وهو ظاهر مذهب سيبويه كذا في شرح التسهيل. والمرتجل هو ما وضع حين وضع علما ابتداء إمّا قياسي وهو ما لم يعرف له أصل مادة بل هيئة بأن يكون موافقا لزنة أصل في أسماء الأجناس والأفعال ولا يكون مخالفا لأصل فيها من الإظهار والإدغام والإعلال والإبدال ونحو ذلك مما ثبت في أصول الأوزان نحو عطفان، وإمّا شاذ وهو ما لم يعرف له أصل هيئة بأن يكون مخالفا لأوزان الأصول بتصحيح وما يعلّل مثله نحو مكوزة والقياس مكازة كمفازة، أو بالعكس كحياة علما لرجل والقياس حية، بانفكاك ما يدغم كمحبب اسم رجل والقياس محبّ، أو بالعكس وبانفتاح ما يكسر كوهب بفتح الهاء اسم رجل والقياس الكسر، أو نحو ذلك. ويمكن في المرتجل الشاذ القول بالنقل وأنّ التغيير شاذ حدث بعد النقل كذا في الإرشاد وشرح اللب. ثم في شرح اللب إنّما لم يقسم المصنف المرتجل إلى المفرد والمركّب كما قسّم المنقول إليهما لعدم مجيئه في ذلك انتهى. والعلم الذهني أي الجنسي إمّا اسم عين كأمامة وإمّا اسم معنى وهو على نوعين: حدث أي مصدر كسبحان علم التسبيح أو وقت كغدوة علم لجنس غدوة اليوم الذي أنت فيه، وكذا سحر فإنّه علم لجنس سحر الليلة التي أنت فيه، والدليل على علميتها منع الصّرف. وإمّا لفظ يوزن به كقولهم قائمة على وزن فاعلة وإمّا كناية كفلان وفلانة فإنّهما كنايتان عن زيد ومثله وعن فاطمة ومثلها فيجريان مجرى المكني عنه أي يكونان كالعلم كذا في شرح اللب. والعلم الاتفاقي على قسمين مضاف نحو ابن عمر فإنّه غلب بالإضافة على عبد الله بن عمر من بين إخوته، ومعرّف باللام نحو النّجم فإنّه غلب على الثّريا بالاستعمال والصّعق فإنّه غلب بالاستعمال على خويلد بن نفيل، ومنه ما لم يرد بجنسه الاستعمال كالدّبران والعيّوق والسّماك والثّريا لأنّها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بهذه الأوصاف، وإن كانت في الأصل أسماء أجناس. وإنما قيل منه لأنّها ليست في الظاهر صفات غالبة كالصعق وإنما هي أسماء موضوعة باللام في الأصل أعلام لمسمّياتها ولا تجري صفات وما لم يعرف بالاشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف كالمشتري والمريخ، كذا في العباب. فالأعلام الاتفاقية لا تكون إلّا مركّبة لحصرها في القسمين. ولذا قال صاحب العباب لما كان اسم الجنس إنّما يطلق على بعض أفراده المعيّن إذا كان معرّفا باللام أو بالإضافة كان العلم الاتفاقي قسمين: معرّفا باللام أو مضافا.

وأيضا العلم ثلاثة أقسام: لقب وكنية واسم لأنّه إمّا مصدّر بأب أو أمّ أو لا، الأوّل الكنية، والثاني إمّا مشعر بالمدح أو الذّم أو لا، الأول اللّقب، والثاني الاسم. فعلى هذا يتقابل الأقسام بالذات. وفي شرح الأوضح ناقلا عن الإمام أنّ من الكنية ما صدّر بابن أو بنت. وقال الفاضل الشريف في شرح المفتاح: الكنية علم صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت، واللّقب علم يشعر بمدح أو ذمّ مقصود منه قطعا، وما عداهما من الأعلام يسمّى أسماء. فعلى ما ذكره الاسم المقابل للّقب قد يشعر بالمدح أو الذّمّ ولا يكون المشعر بالمدح أو الذم مطلقا لقبا، بل إذا كان المقصود به عند إطلاقه المدح أو الذّمّ. ولذا قيل الغرض من وضع الألقاب الإشعار بالمدح والذّمّ، وقد يتضمنها الأسماء، وإن لم يقصد بالوضع إلّا تمييز الذات لكون تلك الأسماء منقولات من معان شريفة أو خسيسة كمحمد وعلي وكلب، أو لاشتهار الذات في ضمنها بصفة محمودة أو مذمومة كحاتم ومادر انتهى. والفرق بين اللّقب والكنية بالحيثية، فإشعار بعض الكنى بالمدح أو الذّم كأبي الفضل وأبي الجهل لا يضرّ. وبعض أئمة الحديث يجعل المصدّر بأب أو أم مضافا إلى اسم حيوان أو إلى ما هو صفة الحيوان كنية وإلى غير ذلك لقبا كأبي تراب. ثم إشعار العلم بالمدح أو الذّمّ باعتبار معناه الأصلي فإنّه قد يلاحظ في حال العلمية تبعا، ولذلك ينهى شرعا أن يذكر الشخص بعلمه الدّال في أصله على ذمّ إذا كان يتأذّى به ويتحاشى عادة أن يذكر من يقصد توقيره بمثل هذا. وقد يطلق الاسم على ما يعمّ الأقسام الثلاثة. هذا كله خلاصة ما في الأطول وما ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطوّل والتلويح. وفي بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة قيل: العلم إن دلّ على مدح أو ذم فلقب صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت أو لا، وإن صدّر بأحدها فكنية دلّ عليه أو لا، والاسم أعمّ، كذا قاله التفتازاني انتهى. وإذا اجتمع للرجل اسم غير مضاف ولقب يضاف الاسم إلى اللقب نحو سعيد كرز كما في المفصل.
فائدة:
وقد سمّوا ما يتّخذونه ويألفونه من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم بأعلام، كلّ واحد منها مختصّ بشخص بعينه يعرفونه به كالأعلام في الأناسي نحو اعوج ولاحق وشدقم وعليان ونحوها، وما لا يتّخذ ولا يؤلف فيحتاج إلى التمييز بين أفراده كالطير والوحش وغير ذلك، فإنّ العلم فيه للجنس بأسره ليس بعضه أولى به من بعض. فإذا قلت أبو براقش وابن دابّة وأسامة وثعالة فكأنّك قلت الضرب الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ما له اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثّعلب وثعالة وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض وحمار قبّان، وقد يوضع للجنس اسم وكنية كما قالوا للأسد أسامة وأبو الحارث، ومنها ما له اسم ولا كنية له كقولهم قثم للضبعان، وما له كنية ولا اسم كأبي براقش كذا في المفصّل.
فائدة:
ومن العلم ما لزم فيه اللام كالمسمّى معها نحو الفرزدق وكالغالب بها نحو الصّعق كما مرّ، وكالعلم الذي ثنّي نحو الزيدان أو جمع كالزيدون والفواطم، وكالكناية عن أعلام البهائم كالفلان كناية عن نحو لاحق وشدقم والفلانة كناية عن نحو خطّة وهيلة. ومنه ما جازت اللام فيه كالعلم الذي كان قبل العلمية مصدرا نحو الفضل، أو مشتقا نحو الحارث، أو كان مؤوّلا بواحد من جنسه أي بفرد من أفراد حقيقته الكلّية الموضوع لها العلم بالاشتراك الاتفاقي، وذلك لأنّه لما وضعه الواضع لمسمّى ثم وضعه لمسمّى آخر صارت نسبته إلى الجميع بعد ذلك نسبة واحدة فأشبه رجلا فأجري مجراه. وبهذا الاعتبار قيل: جاز اللام فيه حتى اجترئ لذلك على إضافته أيضا نحو زيدنا. فعلى هذا الطريق لا ينكّر علم الجنس لأنّ من شرطه أن يوجد الاشتراك في التسمية والمسمّى بعلم الجنس واحد لا تعدّد فيه، اللهم إلّا أن يوجد اسم مشترك أطلق على نوعين مختلفين، ثم ورود الاستعمال فيه مرادا به واحد من المسمّيين به. وقيل طريق التنكير أن يشتهر العلم بمعنى من المعاني فيجعل العلم بمنزلة اسم الجنس كما في قولهم لكلّ فرعون موسى أي لكلّ جبار مبطل قهّار محق. فعلى هذا الطريق لا شبهة في إمكان تنكير علم الجنس مثل أن يقال فرست كلّ أسامة أي كلّ بالغ في الشجاعة كذا في العباب، وهو أي تنكير العلم قليل كما في شرح اللب. فائدة:
إذا استعمل اللّفظ للفظ كان علما له ولا اتحاد إذ الدّال محض اللّفظ والمدلول لفظ ذو دلالة أو عديمها، وعلى هذا كان نحو جسق مما لم يوضع لمعنى موضوعا أيضا كزيد، ويجري هذا الوضع في كلّ لفظ موضوع اسما كان أو فعلا أو حرفا أو مركّبا تاما أو غيره، أو غير موضوع ولا يثبت الاشتراك كما في المنقولات. وليس أحدهما بالنسبة إلى الآخر مجازا بخلاف المنقولات لأنّ وضع العلم لا يختصّ بقوم دون قوم فيكون مسمّى العلم بالنسبة إلى كلّ قوم حقيقة كذا في العضدي.
والعلم عند المهندسين عبارة عن مجموع المتمّمين وأحد الشّكلين المتوازيين أضلاعا اللذين يكونان بينهما أي بين المتمّمين. فالعلم مجموع ثلاث مربعات هكذا:
فمجموع المتمّمين وهما مربّع ب أومربع رع مع مربّع ف هـ أو مع مربّع أف علم، هكذا يستفاد من تحرير أقليدس وحواشيه.
وفي تحرير الأقليدس تعريف العلم مذكور بهذه العبارة- العلم هو مجموع المتمّمين وأحد متوازي الأضلاع الذين بينهما. وتعريف المتمّم سيأتي في المتن.
العلم: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع، إذ هو صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض، أو هو حصول صورة الشيء في العقل والأول أخص.

زأبق

(زأبق)
الشَّيْء طلاه بالزئبق
زأبق: زِئْبَق: والعامة تقول زَيْبَق (محيط المحيط، فوك).
الزئبق الحلو: كالوحل، ذرور يتخذ مسهلاً (بوشر).
تراب الزئبق: هو الزئبق المقتول، وهو أن يُسْحَق الزئبق مع بعض الأدوية الترابيَّة بالخل حتى تغيب عيونه (معجم المنصوري)، والزئبق المقتول مذكور عند ابن البيطار: هو أن يسحق حتى تغيب عيونه.
(ز أب ق) : (زَأْبَقَ) الدَّرَاهِمَ طَلَاهَا بِالزِّئْبَقِ بِكَسْرِ الْبَاءِ بَعْدَ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ وَهُوَ الزَّاوُوقُ وَدِرْهَمٌ مُزَأْبَقٌ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ مُزْبَقٌ حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ (وَمِنْهُ) كَرِهَ أَبُو يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الدَّرَاهِمَ الْمُزْبَقَةَ.
(ز ن ب ق) : (الزَّنْبَقُ دُهْنُ الْيَاسَمِينِ) .

ز

أبقQ. 1 زَأْبَقَ He did over dirhems, or pieces of money, with زِئْبِق [i. e. quicksilver]. (Mgh.) [It is said that] the verb [from زئبق, or rather its inf. n.,] is التَّزْبِيقُ: (TA:) [but see مَزَأْبَقٌ, below.]

زِئْبِقٌ, (S, Mgh, Msb, K,) thus pronounced by some, (S,) and this is the form preferred by ElMeydánee, and that which is in the Fs and its Expositions, (TA,) rendered quasi-coordinate to زِئْبِرٌ and ضِئْبِلٌ, (S, in which it is mentioned in art. زبق,) also pronounced زِئْبَقٌ, (S, K, [in both of which it is implied that this is the more common form, and such is the case now,]) and it is allowable to pronounce it زِيبِقٌ, (Msb,) an arabicized word, (S, K,) of well-known meaning, [i. e. Quicksilver,] (Msb, K,) originally Pers\. [Cِيوَهْ and زِيبَقْ or زِيبِقْ]; (S;) i. q. زَاوُوقٌ: (Mgh, TA:) some of it is drawn in a fluid state from its mine, and some is extracted from stones of the mine by means of fire: its smoke, or vapour, puts to flight serpents and scorpions from the house, or kills such of them as remain [therein]. (K.) b2: Hence, as being likened thereto, (TA,) زِئْبِقٌ and زِئْبَقٌ signify also (tropical:) A man who is light, inconstant, unsteady, irresolute, or fickle. (Ibn-'Abbád, TA.) زِئْبَقِىٌّ Of, or relating to, quicksilver. b2: and A seller of quicksilver.]

دِرْهَمٌ مُزَأْبَقٌ, (Lth, S, Mgh, TA,) said by Th to be correctly مَزَأْبِقٌ, with kesr to the ب, (TA in art. زبق, [but this is app. a mistake,]) or مُزَيْبَقٌ, with fet-h to the ب, (Msb,) A dirhem, or piece of money, done over with زئبق [i. e. quicksilver]: (Lth, Mgh, Msb, TA:) the vulgar say مُزَبَّقٌ. (S, Mgh.)
زأبق
زأبقَ يزأبق، زأبقةً، فهو مُزأبِق، والمفعول مُزأبَق
• زأبق الزُّجاجَ: طلاه بالزِّئبق.
• زأبق الدَّواءَ: جعل فيه الزِّئبق. 

زِئبَق [مفرد]: (كم) عنصر فِلزِّيّ فِضِّيّ اللون، سائل في درجة الحرارة العاديَّة، ويتجمد عند درجة أربعين تحت الصفر، وهو المعدن الوحيد السائل الذي يُوجد في الطبيعة منفردًا أو متحدًا بعناصر أخرى مختلفة التركيب، أملاحه سامَّة، ومركباته عديدة، تُستخدم في مختلف الأغراض الصّناعيّة والطبيَّة، كما يُستعمل في البارومتر والترمومتر "مرهم زئبقيّ: محتوٍ على الزِّئبق- ميزان الحرارة الزئبقيّ" ° شخصٌ زئبقيّ: كثير التهرُّب. 

زِئْبَقِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى زِئبَق: "لن تتراجع إسرائيل عن الوعود الزئبقيّة- اضطرّ لاستخدام الوسائل الزئبقيّة في تحقيق أهدافه".
2 - مصدر صناعيّ من زِئبَق: حالة من المراوغة أو التلوّن، يتميّز بها بعض الأشخاص أو الهيئات أو الدول، وهي خاصِّيّة مواكبة للتخلُّف الحضاريّ "حاولت بعض الهيئات فرض حصار على الزئبقيّة ومنعها من الانتشار".
3 - (طب) تسمُّم بالزئبق، أو بمستحضرات تحتوي على الزئبق. 
زأبق
{الزِّئْبَقُ: م معروفٌ، وَهُوَ كدِرهَمٍ، وزِبْرِجٍ وعَلَى الــأخِيرِ فَهُوَ مُلْحَقٌ بزئْبِرٍ، وضِئْبِل، فارِسِي معَرَّبٌ أُعْرِبَ بالهَمْزَةِ، وَهُوَ الزّاوُوق، وَفِي المُغْرِب أنّه يُقال بِالْيَاءِ وبالهَمْزِ، واختارَ المَيدانِي فِي أَنّه بالهمزِ وكسرِ الباءَ، وَهُوَ الذِي فِي الفَصِيح وشُرُوحِه، وَقَالَ اللَّيْثُ: وتُلَيَّنُ فِي لُغَةٍ، والفِعْلُ مِنْهُ التَّزبِيقُ. وَهُوَ أنْواعٌ: مِنْه مَا يُستَقَى من مَعدِنِه، وَمِنْه مَا يُسْتَخْرَجُ من حِجارَةٍ مَعدنيَّةٍ بالنّارِ، ودُخانُه يُهَرِّبُ الحَيّاتِ والعَقارِبَ من البَيْتِ، وَمَا أقامَ مِنْها فيهِ قَتَلَهُ. وبهاءٍ: أَبُو القاسِم هِبَةُ اللهُ ابنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمّدِ بن} زِئْبَقَةَ عَن أبِي عَلِي بنِ المَهْدِيّ. وأَبُو أحمَدَ هَكَذَا فِي النًّسَخ، والصّوابُ: أَبو بَكْر أحمَدُ بنُ مُحَمدِ بن زئبقَةَ التَّمّارُ سَمعَ قاضِي المَارِسْتَان وإِسماعِيلُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ سَوّارٍ الشَّيْبانِي البَصْرِيُّ عَن إِبراهيمَ بنِ طَهْمانَ، والثَّوْرِيِّ، وَعنهُ ابنُ حَنبَلٍ.
وأَحْمَدُ بنُ عَبْدَةَ هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّبْصِير: أحمدُ بنُ عَمرٍ و {الزِّئْبَقِيّانِ: مُحَدِّثُونَ الــأَخِيرُ شَيْخ للطَّبَرانِيِّ، وابنُه أَبو بَكرٍ مُحَمَّدٌ، سَمِعَ يَحْيَى بنَ جَعْفَرِ بنِ الزِّبْرِقانِ.
وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:} الزِّئبِقُ، كزِبْرِج: الرجُلُ الطّائِشُ، وَقد تُفْتَحُ الباءُ، قالهُ ابنُ عَبّادٍ. قلتُ: وَهُوَ عَلَى التَّشبِيهِ.
ودِرْهَمٌ {مُزَأبَقٌ: مَطْلِيٌّ} بالزِّئْبَقِ، نَقَلَه اللَّيْثُ.

النِّسَاء

النِّسَاء: بِالْكَسْرِ وَالْمدّ جمع امْرَأَة لَا عَن لَفظهَا. وبالفتح وَالْقصر التَّــأْخِير وبازبس انداختن دَامَ ازكسى يُقَال بِعته بنسا أَي بِتَــأْخِير ثمن. وَأَيْضًا اسْم عرق يَمْتَد عَن مفصل الورك وَيَنْتَهِي إِلَى آخر الْقدَم وَرَاء الْعقب وَهُوَ عرق وَاحِد يُسمى فِي الْيَد أكحل وَفِي الْفَخْذ النسا. وَيُطلق عرق النسا على الوجع الَّذِي يحدث فِي الْعرق الْمَذْكُور ويبتدي غَالِبا من الورك وَينزل إِلَى الرّكْبَة وَقد ينزل إِلَى الْعقب أَو إِلَى أَصَابِع الرجل ويمتد بطول الزَّمَان وَكَثْرَة الْمَادَّة وَيُؤَدِّي إِلَى العرج.
(النِّسَاء) التَّــأْخِير
(النِّسَاء) جمع امْرَأَة من غير لَفْظَة

سنو

سنو


سَنَا(n. ac. سَنْوسِنَاوَة []
.
سِنَايَة []
سُنُوّ [] )
a. Watered, irrigated.
b. [La], Drew water for.
c. Shone, gleamed; flared, flamed, blazed.
سنو: {سنا}: ضوء. {بالسنين}: بالجدوب، واحدها سنة، أصلها سنوة أو سنهة، فلامها واو أو هاء، وقالوا في تصغيرها سنية وسنيهة.
(س ن و) : (السَّنَةُ) وَالْحَوْلُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَجَمْعُهَا سِنُونَ وَسَنَوَاتٌ وَقَدْ غَلَبَتْ عَلَى الْقَحْطِ غَلَبَةَ الدَّابَّةِ عَلَى الْفَرَسِ (وَمِنْهَا) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَا قَطْعَ فِي عَامِ سَنَةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ أَيْ لَا يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي الْقَحْطِ وَفِي الْحَدِيثِ «كَسِنِي يُوسُفَ» (وَالسَّانِيَةُ) الْبَعِيرُ يُسْنَى عَلَيْهِ أَيْ يُسْتَقَى مِنْ الْبِئْرِ وَمِنْهَا سَيْرُ السَّوَانِي سَفَرٌ لَا يَنْقَطِعُ وَيُقَالُ لِلْغَرْبِ مَعَ أَدَوَاتِهِ (سَانِيَةٌ) أَيْضًا (وَالْمُسَنَّاةُ) مَا يُبْنَى لِلسَّيْلِ لِيَرُدَّ الْمَاءَ.
س ن و

أقمت عنده سنوات وسنيات، ووقعوا في السنيات البيض وهي سنوات اشتددن على أهل المدينة. وأكريته مساناة ومسانهة. ولم يتسن: لم تغيره السنون. وسنوت الماء سناية. و" أذل من السانية " وهي البعير يسنى عليه، وأعرني سانيتك: غربك مع أداته، واستنى القوم: سنوا لأنفسهم. وسنيت العقدة والقفل: فتحتهما، وتسنى القفل: انفتح. قال:


هما غزوتان جميعاً معاً ... تسنى شبا قفلها المبهم

وعقدوا مسناة ومسنيات: لحبس الماء. وهذا أمر سني. وإنه لسني الحسب، وقد سني يسنى سناء. وأجازه بجائزة سنية، وولاه ولاية سنية، وأسنى له الجائزة. وجاورته فأسنى جواري. ورأيت سنا البدر والبرق، وأسنى البرق: أضاء سناه.

ومن المجاز: السحاب يسنو المطر، وسناك الغيث. قال:

شحيح غادرت منه السواني ... ككحل العين دقته اليهود وسانيت فلاناً حتى استخرجت ما عنده: تلطفت به وداريته. وأخذهم الله تعالى بالسنة وبالسنين. وسنيت لك الأمر: يسرته. قال:

فلا تيأسا واستغورا الله إنه ... إذا الله سنى عقد أمر تيسرا
سنون وسنين. وسن سكينه بالمسن والسنان. قال:

وزرق كستهن الأسنة هبوة ... أرق من الماء الزلال كليلها

وأسننت الرمح: جعلت له سناناً. وسنّ أسنانه بالسنون وهو السواك. وما أحسن سنة وجهه: صورته إذا كانت معتدلة.

ومن المجاز: كبرت سنه، وهو حديث السن وكبير السن، وقد أسن. وهو من مسان الإبل وجلتها. وله ابن سن ابنك وسنينة ابنك، وأولاد أسنان بنيك. قال أبو النجم:

إن يك أمسى الرأس كالثغام ... وشاب أسناني من الأقوام

وبعت شيطاني بالإسلام

وأعطني سناً من رأس الثوم وأسناناً منه. وكلت أسنان المنجل والمنشار. وأصلح أسنان مفتاحك. و" وقع في سن رأسه ": في عدد شعر رأسه من الخير والنعم، وروي: في سني رأسه. وشق الأرض بالسنة والسكة. ورجل مسنون الوجه: مخروطه كأن اللحم قد سن عنه. وسن إبله: أحسن رعيتها وصقلهاكما يسن السيف. قال مالك بن نويرة:

قاظت أثال إلى الملا وتربعت ... بالحزن عازبة تسن وتودع

وقال أبو عبيد السلامي:

منازل قوم دمّنوا تلعاتها ... وسنوا السوام في الأنيق المنور

وسن الأمير رعيته: أحسن سياستها. وفرس مسنونة: متعهدة يحسن القيام عليها. وسن فلان فلاناً: مدحه وأطراهز وهذا مما يسنك على الطعام: يشحذك على أكله ويشهيه إليه. والحمض يسن الإبل على الخلة. وسن الله على يدي فلان قضاء حاجتي: أجراه. وسن عليه درعه حصبّها وأما شن الغارة فمعجم. وجاء بالحديث على سننه: على وجهه. واستن المطر. قال عمر بن أبي ربيعة:

قد جرت الريح بها ذيلها ... واستن في أطلالها الوابل

وهذا مستن السيل. واستنت الطرق: وضحت. قال:

ولو شهدت مقامي بالحسام على ... حدّ المسناة حيث استنت الطرق

واستن به الهوى حيث أراد إذا ذهب به كل مذهب. قال:

دعاني إلى ما يشتي فأجبته ... وأصبح بي يستن حيث يريد يعني الهوى.
سنو
السّانِيَة والسَّوَاني: النّاقَةُ التي تُسْقى عليها الأرَضُوْنَ، وقد سَنَتْ تَسْنُو: إذا أسْقَتْ.
وسَنَوْتُ الماءَ سَنْواً وسِنَايَةً وسِنَاوَةً. والسّانِيَةُ: الغَرْبُ وأدَاتُه. وفي المَثَلِ: " أذَلُّ من السّانِيَةِ " يَعْني البَعِيْرَ.
والسَّحَابَةُ تَسْنُو المَطَرَ. والقَوْمُ يَسْنُوْنَ: إذا سَنَوْا لأنْفُسِهم. وسَنَا الغَيْثُ الأرْضَ سَنْواً وسِنَاوَةً: جادَها. وأرْضٌ مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ.
والسوَاني: السَّحَابُ، وكذلك سَنَا يَسْني سِنَايَةً وسَنْياً. وأسْنى فُلانٌ جِوَارَ فلانٍ: وَفى له وأحسَنَ إليه، وكذلك تَسَنَّيْتُه.
وسانَيْتُ الرجُلَ: راضَيْته وأحْسَنْت مُعَاشَرَتَه ولاطَفْته، وكذلك إذا انْفَتحَ لكَ وَجْهُ الصُّلْحِ بَيْنَكَ وبَيْنَه.
والمُسَانَاةُ: المُدَاجاةُ. وسَنَيْتُ العَقْدَ: حَلَلْته، والبابَ: فَتَحْته. وسَنَّيْتُ لكَ الأمْرَ وَيسرْتُه: أي وَطَّأْته.
وتَسَناها: عَلَاها للضِّرَابِ. وكُلُ شَيْءٍ عَلاَ شَيْئاً فقد تَسَنّاه. وتَسَنيْتُه: تَهَيَّأْتُ له. وسَنَّيْتُ السَّبِخَةَ: طَيَّنْتها.
والسنَةُ: مَنْقُوْصٌ، وجَمعها سَنَوات.
وقولُه عَزَّ وجل: " لم يَتَسَنَّهْ " أي لم تُغَيِّرْهُ السِّنُوْنَ. وطَعَامٌ سَنٍ وسَنِهٌ: أتَتْ عليه السنُوْنَ. وسانَيْتُه مُسَانَاةً: بمعنى سانَهْتُه.
وأرْض سِنُوْنَ وسِنِيْنَ: أي مُجْدِبَةٌ. ومَرتْ علينا سِنِيْنَ شِدَاد - وأبى أنْ يقولَ سِنُوْنَ -. وإنَه لَسَنِيُ الحَسَبِ، وقد سَنُوَ يَسْنُو. وسَنَا إلى مَعَالي الأمُوْرِ يَسْنُو سُنُوّاً وسَنَاءً: بمعنى سَمَا. وسَنَا في مَشْيِه: إذا رَكِبَ صَدْرَه كما يَفْعَلُه الدّالِفُ. وسَنِيَ الرجُلُ يَسْنى سَنَاءً: صارَ ذا رِفْعَةٍ وشَرَفٍ. ورَجُلٌ سَنَايَاءُ - بالمَد -: إذا كانَ شَرِيفاً عَزِيزاً لا يكلم. وُيقال - أيضاً -: سَنِيَ يَسْنى.
والسنْوَةً: السنَاءُ من المَجْدِ. والسنَا: شَجَر مِثْلُ العِشْرِقِ. وهو - أيضاً -: نباتٌ له حَمْلٌ إذا يَبِسَ فَحَركَتْه الريْحُ سَمِعْتَ له زَجَلاً، الواحِدَةُ سَنَاةٌ.
والسنَاءُ - بالمَ -: نَبْتٌ.
والسنَا - بالقَصْرِ -: ضرْب من الحَرِيْرِ.
السين والنون والواو س نوسَنَتِ النارُ تَسْنُو سَنَاءً عَلاَ ضَوْءُها والسَّنَا مقصورٌ ضَوْءُ النار والبَرق وفي التنزيل {يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار} النور 43 وأنشد سيبويه

(ألم تَرَ أنِّي وابنَ أَسْوَدَ ليلةً ... لَنَسْرِي إلى نارَيْنِ يَعْلُو سَناهُما)

وسَنَا البَرْقُ أضَاءَ قال تَمِيمُ بن مُقْبلٍ

(بِجَوْنِ شآمٍ كلما قُلْتُ قد وَنَى ... سَنَا والقوارِي الخُضْرُ في الدَّجْنِ جُنَّحُ)

وأَسْنَى النارَ رَفَع سَنَاها واسْتَنَاها نَظَر إلى سَنَاها عن ابن الأعرابي وأنشد

(ومُسْتَنْبَحٍ يَعْوِي الصَّدَى لِعُوائِه ... تَنَوَّر نارِي فاسْتَناهَا وأَوْمَضَا)

أومَضَ نَظَرَ وأَسْنَى البَرْقُ سَطَع وسَنَا إلى مَعَالِي الأُمُور سَنَاءً ارتفع وسَنُوَ في حَسَبِه سَنَاءً فهو سَنِيٌّ ارْتَفَع فأما قراءة من قرأ {يكادُ سَنَاءُ بَرْقِه} ممدوداً فَلَيْس السَّنَاءُ ممدوداً لغة في السَّنَا المقصور ولكن إنما عنى به ارتفاعَ البَرْق ولُمُوعَه صُعُداً كما قالوا بَرْق رافع وسَنَّى الشيءَ عَلاَه قال ابنُ أَحْمَر

(تُرْبِي له فهو مَسْرُورٌ بغَفْلَتِها ... طَوراً وطَوْراً تَسَنَّاهُ مَتَعتْكِرُ)

وسَنَا سُنُواً وسِنايَةً وسِنَاوَةً سَقَى والسانِيَةُ الغَرْبُ وأداتُه والسانِيَةُ الناقةُ التي يُسْقَى عليها والمَسْنَوِيَّةُ البِئْرُ التي يُسْنَى منها واسْتَنَى لنَفْسِه وسَنَتِ السَّحَابَةُ بالمَطَرِ تَسْنُو وتَسِنْي وأرضٌ مَسْنُوَّةٌ ومَسِنْيَّةٌ مَسْقِيَّة ولم يعرف سيبويه سنيتُها وأما مَسْنِيَّةٌ عنده فعلى يَسْنُوها وإنما قلبوا الواو ياءً لخِفَّتِها وقُرْبِها من الطرف وشُبِّهَت بمَسْنِيٍّ كما جعلوا غِطاءَةً بمنزلة غِطاءٍ وسَاناه راضاهُ والسَّنَةُ من الزَّمَن من الواو ومن الهاء وقد تقدم تصريفها في حرف الهاء والجمع سَنَواتٌ وسُنُون وقد تقدمت سَنَهاتٌ وسُنُونَ في الهاء وعللنا جمعها بالواو والنون هنالِك وأصابَتهم السَّنَة يَعْنون به المُجْدِبةَ وعلى هذا قالوا أَسْنَتُوا فَأَبْدَلُوا التَّاءَ من الياء التي أصلها الواو لا يُسْتَعْمل ذلك إلا في الجَدْبِ ضد الخِصْب وأرضٌ سَنَةٌ مُجْدِبة على التَّشْبِيه بالسَّنَة من الزَّمَان وجمعها سِنُونَ وحكى اللحيانيُّ أرضٌ سُنُون كأنهم جعلوا كل جزء منها أرضاً سَنَةً ثم جَمَعُوه على هذا وأَسْنَى القومُ أَتَى عليهم العَامُ وساناهُ مُساناةً وسِنَاءً اسْتَأْجَرَهُ السَّنةَ وعامَلَهُ مُسَاناةً واسْتَأْجَرَهُ مُسَاناةً كقولك مُسَانَهَةً وأصابتهُم السَّنةُ السَّنْواءُ أي الشَّدِيدة والسَّنَا والسَّنَاءُ نَبْتٌ يُكْتَحَلُ به يُمَدُّ ويُقْصرُ واحدته سَنَاةٌ وسَناءَةٌ الــأخيرة قياسٌ لا سماعٌ وقولُ النابغة الجعديِّ

(كأَنَّ تَبَسُّمَها مَوْهِناً ... سَنَا المِسْك حين تُحِسُّ النُّعامَى)

يجوز أن السَّنَا هاهنا هذا النبات كأنه خالط المِسْكَ ويجوز أن يكون من السَّنا الذي هو الضَّوْءُ لأنّ الفَوْحَ انتشارٌ أيضا وهذا كما قالوا سَطَعَت رائحتُه أي فاحَتْ ويُرْوى كأن تَنَسُّمَها وهو الصحيح قال أبو حنيفة السَّنَا شجيرة من الأغْلاَث تخلط بالحناء فيشبُّه ويقوِّي لونه ويُسَوّدُهُ وله حمل إذا يَبِس فَحَرَّكَتْهُ الريح سَمِعْتَ له رَجَلاً قال حميد

(صَوْت السَّنَا هَبَّتْ به عُلْوِيَّةٌ ... هَزَّتْ أعالِيَهُ بسَهْبٍ مُقْفِرِ)

وتَثْنِيَتُه سَنَوان وقد تقدمت سَنَيان
باب السين والنون و (وأ يء) معهما س ن و، ن س و، ن وس، وس ن، س ي ن، ن س ي، ن سء، ء س ن، ء ن س مستعملات

سنو: السّانيةُ: النّاقة يُسقَى عليها للأرضين. سَنَتِ السّانية تَسْنُو سُنُوّاً وسِناية، إذا اسْتَقَتْ. وسَنَوْتُ الماءَ سُنُوّاً وسِناوة. والسّانية: اسم الغرْب وأَداته، والجميعُ: السّواني. والسّحابُ يسنو المطر، والقَوْمُ يستنون، إذا اسْتَنَوْا لأنفسهم، قال رؤبة:

بأيّ غربٍ إذ غَرَفْنا نستني

والمساناة: الملاينة في المطالبة. ويقال: إنّ فلاناً لسنيّ الحَسَب، وقد سنا يسنو سنوا. وسَناء: ممدود.. والسَّنا مقصور: حدّ مُنْتَهَى ضوء البدر والقمر. والسّنا: نبات له حمْلٌ إذا يَبِسَ فحركته الريح سمعت له زجلا والواحدة: سناة، قال حُمَيْد:

صوتُ السّنا هبّت به عُلويّةً ... هزّتْ أعالَيهُ بسَهْبٍ مُقفِرِ

نسو: النِّسْوَةُ والنّسوان والنّسُون كلّه: جملة النِّساء، لا واحِدَ لهُ من لفظه.

نوس: النَّوْس: تَذَبْذُبُ الشّيء. ناس يَنُوس نَوْسا. وأصل النّاس: أُناس، إلاّ أنّ الألف حذفت من الأناس فصارت: ناساً. وسُمِّي ذو نُواس، لذُؤابَتَيْنِ كانتا عليه تتحرّكان.

وسن: الوَسَنُ: ثَقْلَةُ النَّوْم.. وَسِنَ فلانٌ: أخذه شبه النُّعاس، وعَلَتْهُ سِنةٌ، ورجل وَسِنٌ وَسنان، وامرأة وسنانة وَسنَى، أي: فاترة الطَّرْف.

سين: السِّينُ: حَرْفُ هجاء يُذَكَّر ويُؤنَّث، فمن أنّث فعلى توهّم الكَلِمة، ومن ذكَّر فعلى توهّم الحَرْف. وطُور سِناء: جَبَل. وسينين: اسم جبل بالشّام.

نسي: نَسِيَ فلانٌ شيئاً كان يَذْكُرُهُ، وإنّه لنسيٌّ، أي: كثير النّسيان، من قوله جلّ وعزّ: وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا . والنَّسْي: الشّيء المَنسِيّ الذي لا يُذكر. يقال: منه قوله تعالى: وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا . ويقال: هو خِرقه الحائض إذا رمت به. ونَسِيتُ الحديث نسيانا. ويقال: أَنْسَيتُ إنساءً، ونَسِيتُ: أجود، قال الله [تعالى] : فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ، ولم يقل: أنسيت، ومعنى أنسيت: أخّرت. وسمِّي الإنسان من النِّسيان. والإنسانُ في الأصل: إنْسيان، لأنّ جماعته: أناسيّ وتصغيرُه أُنَيسِيان، يرجع المدّ الذي حذف وهو الياء، وكذلك إنسانُ العين، جمعه: أناسيّ، قال :

[إذا استوحَشَتْ آذانُها استأنست لها] ... أَناسِيُّ ملحود لها في الحواجب

وقال الله عز وجل: وَأَناسِيَّ كَثِيراً . والإنسانُ: صخرةٌ في رأس الجَبَل، قال: علوتُ على إنسانِ نِيقٍ مثبت ... ربيئة أقوام يخافون من دهمِ

والإنسان : الأَنملة ، قال:

تَمري بإِنْسانِها إنسانَ مُقلَتِها ... إنسانةٌ، في سَوادِ اللّيلِ، عُطْبُولُ

والنَّسا: عِرْقٌ يأخذ من مُنْشقّ ما بينَ الفَخِذَيْن، فيستمرَ في الرِّجلين. وهما: نَسَيان اثنان، وجمعُهُ: أَنساءٌ. وجَمَل أَنْسَى، أي: أخذه داءٌ في نَساه حتّى يقطع.

نسا: نسئت المرأة فهي نسء، إذا تأخّر حَيضُها. ونَسَأْتُ الشّيء: أخّرته. ونَسَأْته: بعته بتــأخير. والأسمُ: النّسيئة. والنّسيء: المَذْق في اللَّبَنِ الحليب، قال :

سقاني أبو زبّان إذْ عتم القرى ... نَسِيئاً وما هذا بحين نسيءِ

ونَسَأت ناقتي: دفعتها في السير، والمِنسأة: العصا تَنْسأُ بها. والمُنْتَسَأُ من الإبل: المباعَدُ لجرَبه، والانتساءُ: التَّباعُد. وما أَجِدُ عنه مُنتَسأً. ومُنْسَأً، أي: متباعداً، قال : إذا ما انْتَسَوا فوتَ الرِّماحِ أتتهُمُ ... عوائزُ نَبْلٍ كالجَراد تُطيرها

ونَسَأَ في الظِّمْء: زاد فيه، قال :

هما غزوتان جميعا معاً ... سأنسا شبا قفلها المبهم

والنَّسيئة: تــأخير الشّيء ودفعه عن وقته، ومنه النَّسيء، وهو شهر كانت العرب تؤخرُه في الجاهليّة، من الأَشْهُر الحُرُم، قال :

أَلَسنا النّاسئين على مَعَدٍّ ... شهور الحِلِّ نَجْعَلُها حَراما

وذلك أن العرب إذا نفروا من الموسم قال بعضهم: أحللت شهر كذا، وحرمت شهر كذا. والناسىء: الرجل المؤخر الأمور غيرِ المُقدِّم، وكذلك: النّسّاء. وبعت الشّيءَ بنُسْأة، كما تقول: بكُلأَة، أي: بنسيئة. وكان عُبَيْد بن عُمَيرة يقول في قوله عزّ وجلّ: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها

، أي: نؤخِّرْها، ونُنْسِها، أي: نتركها. والمِنْسَأَةُ: العصا، لأنّ صاحِبَها ينسأ من نفسه وعن طريقه الأَذَى، وبها سميت عصا سليمان عليه السّلام: منسأة. أسن: أَسَنَ الماء يأْسِنُ أَسْناً وأُسُوناً فهو آسِنٌ، أي: متغير الطَّعم. وأَسِنَ الرَّجُلُ أَسَناً فهو أسِنٌ، إذا دخل بئرا فأصابه ريحُ الماءِ الآسن فغُشِيَ عليه أو مات، وأسِنَ، إذا دار رأسُه من ريحٍ تصيبه، قال :

يغادر القِرْنَ مُصْفَرّاً أنامِلُهُ ... يَمِيدُ في الرُّمْح مَيْدَ المائح الأسن

وتأسن عَهْدُ فلانٍ ووُدُّهُ، أي: تغيّر، قال رؤبة:

راجِعةٌ عَهْداً من التَّأَسُّنِ

وتأسَّنَ عليّ تَأَسُّناً، أي: اعتلّ وأبطأ. والأُسُنُ: قديم الشَّحم، ويقال: العُسُن، والجميع: الآسان. و [يقال] : هذا على آسانِ ذاك، أي: شبيهه. والأَسِينةُ: سَيْرٌ من سيور تضفر جميعا، فتُجعَل نِسْعاً أو عناناً كأَعِنَّة البغال، وكذلك كلُّ قّوةٍ من قُوَى الوَتَر: أسينة، والجميع: أسائن. أنس: الإنسُ: جماعةُ النّاس، وهم الأنس، [تقول] : رأيت بمكان كذا أَنَساً كثيراً، أي: ناساً. وإِنْسِيُّ القَوْس: ما أقبل عليك، والوحشيُّ: ما أدبر عنك. وإنْسيُّ الإنسان: شِقُّهُ الأيسر، ووحشيُّهُ: شقُّهُ الأيمن، وكذلك في كل شيء. والاستئناس والأُنْسُ والتَّأنُّسُ واحد، وقد أَنِسْتُ بفلان، وقيل: إذا جاء اللّيل استأنس كلُّ وحشي، واستوحش كل إنسي. والآنِسةُ: الجارية الطَّيِّبة النَّفْس التّي تحبّ قربها وحديثها. وآنَستُ فزعاً وأنَّسته، إذا أحسستَ ذاك ووجدته في نفسك. والبازي يَتأنَّسُ، إذا جَلَّى ونظر رافعاً رأسه. وآنست شخصاً من مكان كذا، أي: رأيت. وآنستُ من فلانٍ ضعفاً، أو حَزْماً، [أي: علمته] . وكلبُ أَنوس، وهو نقيض العَقور، وكلابٌ أُنُسٌ.
سنو
: (و (} السَّنَةُ: العامُ) ؛ وَقد تقدَّمَ مَا فِيهِ قرِيباً، وإنَّما أَعادَه ثانِياً لكوْنِهِ واوِيّاً يائِيّاً،
وَلَو جعلَ فِي الأوّل إشارَةَ الواوِ والياءِ وذَكَر مَا فِي هَذِه التَّرْجمةِ فِي الَّتِي قَبْلها لكانَ أَحْسَن.
(ج {سِنونَ) ، بالكسْرِ.
وضَبَطَه ابنُ أُمِّ قَاسم بالضمِّ أَيْضاً.
وَفِي المِصْباحِ: وتُجْمَعُ} السَّنَة كجَمْع المُذَكَّر السالِم فيُقالُ سِنونَ {وسِنِين، وتُحْذَفُ النُّون للإضافةِ، وَفِي لُغَة تثبتُ الياءُ فِي الأَحْوالِ كُلِّها، وتُجْعَل النّون حَرْف إعْراب تُنَوَّن فِي التَّنْكِير وَلَا تُحْذَف مَعَ الإضافَةِ، كأنَّها من أُصُول الكلمةِ، وعَلى هَذِه اللّغةِ الحَدِيث: (اللهُمَّ اجْعَلْها عَلَيْهِم} سِنِينا {كسِنِين يُوسُفَ) .
(} وسَنَواتٌ) ، محرَّكةً، وهما ممَّا يَدُلاَّن على أنَّ أَصْلَ السَّنَة الْوَاو، ويقالُ: أَقَمْت عنْدَه {سِنِينَ} وسَنَوات.
(و) قَالُوا: ( {سَنَهاتٌ) بالهاءِ عنْدَ مَنْ يقولُ إنَّ أَصْلَها هاءٌ، وَقد تقدَّمَ فِي موْضِعه؛ وَمِنْه تَصّغيرُها} سُنَيْهَة.
(و) مِن المجازِ: أفأَخَذَهُمُ اللَّهُ {بالسَّنَةِ} والسِّنِيْن، أَي (الجَدْب والقَحْط) ؛ ويقالُ: شِدَّة القَحْط.
يَقُولُونَ: أَكَلَتْهم {السَّنَة، وَهَذَا أَكْثَر اسْتِعْمال لَفْظ السَّنَة بخِلافِ الْعَام كَمَا تقدَّمَ.
(و) مِنْهُ (} أَسْنَتُوا) : إِذا أَجْدَبُوا، أَبْدَلُوا التاءَ مِن الياءِ الَّتِي أَصْلها الْوَاو، ووَزْنه افْعَتُوا أَو افْعَلوا كَمَا تقدَّم، قالَ الشاعِرُ: لَهَا درج من حَوْلها غَيْر {مُسْنت (و) مِن المجازِ: السَّنَةُ (الأرضُ المُجْدِبَةُ) ، على التَّشْبيهِ} بالسَّنَة مِن الزَّمان. يقالُ: أَرْضٌ {سَنَةٌ؛ (ج} سِنُونَ) ، بالكسْر.
وحكَى اللّحْياني: أَرْضٌ {سِنُون، كأنَّهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ مِنْهَا أَرْضاً} سَنَةً ثمَّ جمعُوهُ على هَذَا.
ومِن {السِّنِين جَمْع السَّنَة بمعْنَى الجَدْب قوْلُه تَعَالَى: {وَلَقَد أَخَذْنا آلَ فِرْعَون} بالسِّنِين} ، أَي بالجدوبِ والقحوطِ.
( {وسَاناهُ} مُساناةً {وسِناءً) ، ككِتابٍ: (اسْتَأْجَرَهُ} لسَنَةٍ) ، وعامَلَهُ مُساناةً واسْتأْجَرَهُ مُساناةً كَذلِكَ، كقَوْلكَ {مُسانَهَة.
(و) أصابَتْهم (} سَنَةٌ {سَنْواءُ) ، أَي (شَدِيدَةٌ.
(} والسَّنا) : نَبْتٌ، (تَقَدَّمَ) ، واوي، فَلِذَا أَعادَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تُجْمَعُ {السَّنَةُ أَيْضاً على} سُنِيَ كعُتِيَ، وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
مَا كانَ أزمانُ الهُزال {والسِّنىَ قالَ الرَّاغبُ: ليسَ بمرخم وإنَّما جمع فِعْلاً على فُعولٍ كمائَةٍ ومِئُون.
وأَرْضٌ} سَنْواءُ: أَصابَتْها السَّنَةُ.
{وسَناسَنا: كلمةٌ حَبَشيَّةٌ جاءَ ذِكْرُها فِي حديثِ أُمِّ خالِدٍ ومَعْناها حَسَنٌ، تُخَفَّفُ نُونُها وتشدَّدُ؛ ويُرْوى: سَنَهْ سَنَهْ؛ وَفِي أُخْرى:} سَنّاهْ {سَنَّاهْ بالتَّشْديدِ والتَّخْفيفِ فيهمَا، كَذَا فِي النهايَةِ.

سمك

(س م ك) : (فِي الْحَدِيثِ) «وَالْمَسْجِدُ قَرِيبُ السَّمْكِ» أَيْ السَّقْفِ.
(سمك)
سموكا علا وارتفع فَهُوَ سامك يُقَال سَنَام سامك وَالشَّيْء سمكًا رَفعه
س م ك: (سَمَكَ) اللَّهُ السَّمَاءَ رَفَعَهَا وَبَابُهُ نَصَرَ. وَسَمَكَ الشَّيْءُ ارْتَفَعَ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (سَمْكُ) الْبَيْتِ بِالْفَتْحِ سَقْفُهُ. وَ (السَّمَكُ) مَعْرُوفٌ وَاحِدَتُهُ (سَمَكَةٌ) وَجَمْعُ السَّمَكِ (سِمَاكٌ) وَ (سُمُوكٌ) . 
[سمك] فبه: وبارىء "المسموكات" أي السماوات السبع، والسامك العالى المرتفع، وسمكه رفعه. وفي ح ابن عمر: إنه نظر فاذا هو "بالسماك" فقال: دنا طلوع الفجر فأوتر بركعة، السماك نجم معروف، وهما سما كان: رامح وأعزل، والرامح لانوء له وهو إلى جهة الشمال، والأعزل من كواكب الأنواء، وهما في برج الميزان، وطلوع السماك الأعزل مع الفجر يكون في التشرين الأول.
سمك
السَّمْكُ: سَمْكُ البيت، وقد سَمَكَهُ أي:
رفعه. قال: رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها
[النازعات/ 28] ، وقال الشاعر:
إنّ الذي سَمَكَ السماء بنى لنا
وفي بعض الأدعية: (يا بارئ السموات الْمَسْمُوكَات) ، وسنام سَامِكٌ: عال. والسِّمَاكُ:
ما سَمَكْتَ به البيت، والسِّمَاكُ: اسم نجم، والسَّمَكُ معروف.
س م ك

سمك الله السماء و" رفع سمكها ". وهو رب المسموكات السبع. واطب لي سماكاً أسمك به الحائط والسقف. وسنام سامك تامك: مرتفع.

ومن المجاز: بعير طويل السمك، وإبل طوال السمك. قال ذو الرمة:

نجائب من نتاج بني غرير ... طوال السمك مفرعة نبالا

وفرس مسموك الجوانح: وثيقها. قال مكحول ابن عبد الله:

ذريني وعدي من عيالك شطبة ... عنوداً ومسموك الجوانح أقودا

سمك


سَمَكَ(n. ac. سَمْك)
a. Raised, uplifted, reared.
b.(n. ac. سُمُوْك), Was high, lofty, uplifted.
سَمُكَ(n. ac. سَمَاْكَة)
a. see supra
(b)
سَمَّكَa. Increased, thickened.

تَسَمَّكَa. see I (b)
سَمْكa. Roof.
b. Height; depth; thickness, breadth.

سَمَك
(pl.
سِمَاْك
سُمُوْك
أَسْمَاْك
38)
a. Fish.

سَمَكَةa. Fish.
b. [art.], Pisces ( sign of the zodiac ).

سِمَاْكa. Spica virginis: one of the Mansions of the
Moon.
b. Arcturus.

سَمِيْكa. High, lofty; deep, profound; thick, broad.

سَمَّاْكa. Fishmonger.

مِسْمَاْك
(pl.
مَسَاْمِيْكُ)
a. Forked tent-pole.

N. P.
سَمڤكَa. see 25
المَسْمُوْكَات
a. The Heavens, the sky.
سمك
السَّمَكُ: مَعْروفٌ، الواحدةُ سَمَكَةٌ. والسَّمَكَةُ: بُرْجٌ من بُرُوْج الفَلَكِ.
والسِّمَاكُ: ما سَمَكْتَ به حائطاً أو سَقْفاً. والسَّمْكُ: السَّقْفُ. وسَمَاءٌ مَسْمُوْكَةٌ: مَرْفُوْعَةٌ. وسَنَامٌ سامِكٌ: مُرْتَفِعٌ تارٌّ.
والسِّمَاكانِ: كَوْكَبَانِ. ويقول الساجِعُ: إِذا طَلَعَ السِّمَاكْ، ذَهَبَ العِكَاكْ، فأصْلِحْ فِنَاكْ وأجد حِذَاكْ، فإِن الشِّتَاءَ قد أتاك. والمِسْمَاكُ: العُوْدُ. والمَسْمُوْكُ من الخَيْل: الوَثيْقُ. وسِمَاكُ التَّرْقُوَةِ من الزَّوْرَةِ: ما يَليها.
وسَمْكٌ: اسْمُ ماءٍ من تَيْمَاء إِمَّةَ القِبْلَةِ.
[سمك] سمَكَ الله السماءَ سَمْكاً: رفعها. وسمك الشئ سموكا: ارتفع. وسنامٌ سامِكٌ تامِكٌ، أي عالٍ. والمَسْموكاتُ: السمواتُ. ويقال: اسْمُكْ في الرَيْمِ، أي اصعدْ في الدرجةِ. وسمك البيت: سقفه. والمساك: عود ٌيكون في الخِباءِ يُسْمَكُ به البيت. قال ذو الرمة: كان رجليه مسما كان من عشر صقبان لم يتقشر عنها النجب و " صقبان " بدل من مسماكين. والسماكان: كوكبان نيرا: السماك الأعزلُ، وهو من منازل القمر، والسِماكُ الرامحُ وليس من المنازل. ويقال إنَّهما رِجْلاَ الأسد. والسَمَكْ من خَلْقِ الماء، الواحدة سمكةٌ، وجمع السَمَكِ سِمَاكٌ وسُموكٌ. والسُمَيْكاءُ الحساس .
(سمك) - في حديث ابن عمر: "أنه نظر فإذا هو بالسِّماك فقال: قد دَنَا طُلوعُ الفَجْر، فأوتَر بركْعَةٍ".
قال الحربي: إنما يكون هذا في أول تَشْرين الأول، لأنَّ السِّماك يَطلُعُ في عشرين منه مع الفَجْر فيمكث، يطَلعُ مع الفَجْر عَشْر ليال وخَمسَ عَشْرة ليلة مع الصَّبَا ، [والسِّماك] ، ثم يتقدم طُلوعه فَيُرى في كل درجة عَشْراً أو خَمْسَ عَشْرة حتى يُرَى مع المَغْرب وهما سماكان: السِّماكُ الرامحُ: وهو الذي يتوسَّط الفَلَك، والسِّماكُ الأَعزلُ أَسفلَ منه، مِمّا يلى القِبْلة، وهو كوكب أَزْهَر، ويقال لسُقوطه بالغَداة نَوْءُ لَيلة: أي ما كان فيه من مطر نُسِب إليه، وله بَارِحُ لَيلة: أي ما كان من ريح فمنسوب إليه. وأكثر العرب يُعجِبهم المطَرُ بنَوءِ السِّماكِ ويستَحِبُّونه ويَسْتَسْقُون به، وكَرِهَه بعضُهم لا للمطر ولكن لِما ينبُت عنه من المَرْعى، لأن نَوْءه يَجِىءُ وقد هاجَت الأَرضُ: أي يَبِس نَباتُها إلا أن في عِرْقِه بقيةً من النَّدَى ، فيُصِيب المَطرُ العِرقَ، فينبت فيه الرُّطْبُ ، فيَتَّصِل بالنَّبتِ القديم فتَأكُلهُ الماشيةُ، وذلك السُّمُّ، ويصيب الماشيةَ منه السُّهَامُ؛ وهو داء يصيب الإبل، لأن سقوطه في سبعٍ من نَيْسان.
وسُمِّى السِّماكَان بارتفاعهما، وسَمَك الله السماءَ: رفعها.
(س م ك)

السّمك: الْحُوت، واحدته: سَمَكَة.

والسمكة: برج من بروج الْفلك، أرَاهُ على التَّشْبِيه، لِأَنَّهُ برج ماوي.

وسمك الشَّيْء يسمكه سمكًا فسمك: رَفعه فارتفع.

والسماك: مَا سمك بِهِ الشَّيْء.

وَالْجمع: سمك.

والسماكان: نجمان، أَحدهمَا: السماك الاعزل وَالْآخر: السماك الرامح.

والسمك: السّقف، وَقيل: هُوَ من أَعلَى الْبَيْت إِلَى اسفله، وَجَاء فِي الحَدِيث عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ: " اللَّهُمَّ رب المسمكات السَّبع وَرب المدحيات السَّبع ... " وَهِي: المسموكات والمدحوات. فِي قَول الْعَامَّة، وَقَول عَليّ صَوَاب.

وَبَيت مستمك، ومنسمك: طَوِيل السّمك قَالَ رؤبة:

صعدكم فِي بَيت مجد مستمك

وسنام سامك وتامك: تار مُرْتَفع.

وسمك يسمك سموكا: صعد.

والمسماك: عود يكون فِي الخباء يسمك بِهِ الْبَيْت قَالَ ذُو الرمة:

كَأَن رجلَيْهِ مسماكان من عشر ... سقبان لم يتقشر عَنْهُمَا النجب

عَنى بِالرجلَيْنِ: السَّاقَيْن. 
سمك:
سَمَّك (بالتشديد): جعله غليظاً ثخيناً (محيط المحيط) استمسك الثياب: اختار السميك منها (محيط المحيط).
استمسك: أكل السمك (محيط المحيط).
سَمْك ويجمع على سُموك (فوك المقري 2: 38).
سُمْك: غلظ، ثخانة، متانة النسيج (بوشر).
سَمَك: حيوان من خلق الماء، ويجمع على اسماك (بوشر، محيط المحيط) وسموكات (بوشر) سَمَت: تروُتة، سمك منقوش نهري وبحري من السَملونيات (فوك).
سمك التُرس: شفنين بحري، لباء، سمك الليما، وَرَنْك، وهو سمك بحري مسطح على شكل الترس (بوشر، همبرت ص69) وشبوط سمك بحْري مفلطح (بوشر).
سمك حوت: تُنْ، تُنَّة، سمك بحري كبير من فصيلة الاسقمريات ورتبة شائكة الزعانف (بوشر) سمك حية أو حيات، وثعبان سمك أيضاً: انقليس شلك، جري، صِلّوْر (بوشر).
سمك حيات بحري: شلق، جلكا، سمك بحري أسطواني الشكل يشبه الحنكليس (بوشر).
سمك سلطان إبراهيم: طرستوج، سمنك بحري احمر (بوشر).
سمك عنكبوت: عنكبوت البحر، مايا، نوع من السرطان البحري (بوشر).
سمك الكراكي: زنجور، جنس اسماك نهرية مستطيلة الشكل واسعة الشدق من فصيلة الزنجوريات (بوشر).
سمك كوسج: سيفي، سمك عظيم من الخليج المكسيكي ذنبه طويل شبيه بالسيف، ويسمى أسبارون أيضاً (بوشر).
سمك موسى: ليمند، سمك بحري مسطح (بوشر).
سمك يونس: حوت، دال، بال، افال (بوشر).
سمكة منقوشة: تروتة، سمكة نهرية وبحرية من السلمونيات (بوشر).
سَمِك: سميك، ضد رقيق (بوشر، محيط المحيط) سَميك: ضد رقيق (بوشر).
سَمَاكة: بيع السمك (ألف ليلة 3: 461) سَمَاكة: غلظ، ضد رقة (بوشر).
سُمِيْكَة: انظر عن السمكة الصغيرة المسماة سمكية صيدا (وهي فيما يقول سونثيمرّ: Callyonimus Dracunculus ابن البيطار (2: 55). سميكات: في المشرق لا في المغرب: نوع من صغار السمك يكبس في المري أي الماء المملح (معجم المنصوري).
سميكة: دويبة تأكل ورق الكتابة (محيط المحيط) سميكات: خصل اللحم من نواحي الزور (محيط المحيط).
سَمَّاك: لا يعني بياع السمك فقط (لين، بوشر) بل صياد السمك أيضاً (زيشر 22: 165).
سوماك وجمعها سواميك: وتد (بوشر).
مِسْماك وجمعها مساميك: وتد (بوشر).
مِسْماك الكرم: ما يرفع به عن الأرض (محيط المحيط).
مسموك: نفس المعنى السابق (محيط المحيط).

سمك: السَّمَكُ: الحُوتُ من خُلْق الماء، واحدته سَمَكَة، وجمعُ

السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ. والسَّمَكَةُ: بُرْجٌ

في السماء من بُرُوج الفَلَك؛ قال ابن سيده: أَراد على التشبيه لأنه

بُرْجٌ ماوِيٌّ، ويقال له الحُوتُ.

وسَمَكَ الشيء يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فارتفع.

والسَّمَاكُ: ما سُمِكَ به الشيءُ، والجمع سُمُكٌ. التهذيب: والسِّماكُ

ما سَمَكْتَ حائطاً أَو سَقْفاً. والسِّماكانِ: نجمان نَيِّرانِ أحدهما

السِّماك الأَعْزَل والآخر السِّماكُ الرامِحُ، ويقال إنهما رجلا الأسد،

والذي هو من منازل القمر الأَعْزَلُ وبه ينزل القمر وهو شَآمٍ، وسمي

أَعزلَ لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأعْزَل الذي لارمح معه، ويقال: سمي

أعزل لأنه إذا طلع لا يكون في أَيامه ريح ولا برد وهو أَعزل منها،

والرامح وليس هو من المنازل. وفي حديث ابن عمر: أنه نظر فإذا بالسِّماكِ فقال:

قد دنا طُلُوعُ الفجر فأوتر بركعة؛ السِّماكُ: نجم معروف، وهما

سِماكانِ: رامح وأعزل، والرامح لا نَؤْءَ له وهو إلى جهة الشَّمالِ، والأعْزَلُ

من كواكبِ الأَنْواءِ وهو إلى جهة الجَنُوبِ، وهما في برج الميزان، وطلوعُ

السِّماكِ الأَعزل مع الفجر يكون في تَشْرِين الأَول. وسَمْكُ البيت:

سَقْفُه. والسَّمْكُ: السَّقْف، وقيل: هو من أَعلى البيت إلى أَسفله.

والسَّمْكُ: القامَة من كل شيء بعيد طويل السَّمْكِ؛ وقال ذو الرمة:

نَجائِبَ من نِتاجِ بني عُزَيْرٍ،

طَِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا

وفي الحديث عن عليّ، رضوان الله عليه: أنه كان يقول في دعائه: اللهم

رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع ورَبَّ المَدْحِيَّاتِ السبع؛ وهي المَسْمُوكاتُ

والمَدْحوَّاتُ في قول العامّة، وقول عليّ، رضي الله عنه، صواب.

والسَّمْك يجيء في مواضع بمعنى السقف. والسماء مَسْمُوكة أي مرفوعة كالسَّمْكِ.

وجاء في حديث علي، رضي الله عنه، أيضاً: اللهم بارئَ المَسْمُوكاتِ السبع

ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ؛ فالمسموكات السموات السبع، والمَدْحُوَّات

الأَرَضُون.

وروي عن علي، رضي الله عنه، أنه كان يقول: وسَمَكَ الله السماء سَمْكاً

رفعها. وسَمَكَ الشيء سُمُوكاً: ارتفع. والسَّامِكُ: العالي المرتفع.

وبيت مُسْتَمِكٌ ومُنْسَمِكٌ: طويل السَّمْك؛ قال رؤبة:

صَعَّدَكم في بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ

ويروى مُنْسَمِك. وسنَام سامِكٌ وتامِكٌ: تارٌّ مرْتفع عالٍ. وسَمَكَ

يَسْمُك سُمُوكاً: صَعِدَ. ويقال: اسْمُكْ في الرَّيْم أَي اصعد في

الدَّرَجةِ.

والسُّمَيْكاء: الحُساسُ، والحُساسُ هي الأرَضَةُ.

والمِسْماكُ: عمود من أَعمدة الخباء، وفي المحكم: يكون في الخباء

يُسْمَك به البيت؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ

سَقْبانِ، لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ

عنى بالرجلين الساقين، وفي الصحاح صقبان، بالصاد، وصقبان بدل من

مسماكين.

سمك
سمَكَ1 يسمُك، سُمُوكًا، فهو سَامِك
• سمَك الشَّيءُ: علا وارتفع "سِنَامٌ سَامِكٌ". 

سمَكَ2 يَسمُك، سَمْكًا، فهو سامِك، والمفعول مَسْموك
• سمَك اللهُ السَّماءَ: رفعها وأعلاها "سمَكَ البناءَ: رفعَ سقفَهُ- إنّ الذي سَمَك السَّماءَ بنى لنا ... بيتًا دعائمه أعزُّ وأطولُ". 

سمَّكَ يسمِّك، تسميكًا، فهو مُسمِّك، والمفعول مُسمَّك
• سمَّك الجدارَ: زاد من سُمْكه، جعله أكثر سماكة. 

سِماكان [مثنى]: مف سِماك: (فك) نجمان نَيِّران، أحدهما في الشَّمال وهو السِّماك الرَّامح، والآخر في الجنوب وهو السِّماك الأعزل. 

سَماكة [مفرد]: سُمْك، غِلَظ وثخانة "اشترى لوحًا خشبيًّا أكثر سَماكة". 

سِماكة [مفرد]:
1 - تربية السّمك.
2 - تجارة السّمك. 

سَمْك [مفرد]: ج سُمُوك (لغير المصدر):
1 - مصدر سمَكَ2.
2 - سَقْف " {ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا. رَفَعَ
 سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} ".
3 - (جب) البُعد الثالث بعد الطّول والعرض، ويعبّر عنه بالارتفاع. 

سَمَك [جمع]: جج أسْماك، مف سَمَكَة:
1 - (حن) حيوان فقاريّ مائيّ خيشوميّ التَّنفس، وهو أنواع كثيرة لكلِّ نوع اسم خاصّ يميّزه "صيّاد السَّمَك- السمك الكبير يأكل الصغير- سمك بياض/ مرجان" ° خياشيم السَّمك: أعضاء التنفُّس فيه- سَمَكيّ الشَّكل: له شكل سَمَكة.
2 - (طب) مرض جلديّ خلقيّ وراثيّ، يصيب البشرة ويجعلها خشنة ومتقشّرة باستمرار.
• سَمَك القِرْش: (حن) أسماك كبيرة ذات أفواهٍ مقوّسةٍ مزوّدة بأسنانٍ حادّة، وهي ماهرة في السباحة وتفترس الأحياء من كلّ نوع، وهي خطيرة على حياة الإنسان.
• عَيْن السَّمكة: (طب) غِلَظ في صلابة، يكون في الجلد، ينشأ من ضغط أو احتكاك، كما يحدث في أصابع القدم من ضغط الحذاء. 

سُمْك [مفرد]
• سُمْك الشَّيء: غلظه وثخانته "سُمْك كتاب- سُمْك اللوح الخشبيّ ثلاثة سنتيمترات". 

سَمّاك [مفرد]: بائع السّمك "يعمل سَمّاكًا". 

سُمُوك [مفرد]: مصدر سمَكَ1. 

سَمِيك [مفرد]: غليظ، ثخين، عكس رقيق "شريحة سَمِيكة من اللحم- نَسيج سَمِيك- سميك الجلد". 

سُميكاءُ [مفرد]
• السُّمَيْكاء: (حن) الحُساس؛ سمك صغير يصل طوله إلى عشرة سنتيمترات جسمه أسطوانيّ فضيّ اللَّون إلى خضرة، يعيش في البحر الأحمر والبحرين والمحيط الهندي، يؤكل مجفَّفًا. 

مِسْماك [مفرد]: ج مَسامِيكُ: عمود يُرفع به الخِباء أو أيّ شيءٍ آخر كالكَرمة. 

مَسْمَكة [مفرد]: ج مَسامِكُ:
1 - مكان بيع السّمك "في المسمكة اليوم سمَك طازج".
2 - حوض يُجدّد ماؤُه ويُربّى فيه السَّمَك. 

سمك

1 سَمَكَ, [aor. ـُ inf. n. سُمُوكٌ, It (a thing) rose, or became high or elevated or lofty. (S, K.) b2: And, aor. and inf. n. as above, He ascended. (TA.) One says, اُسْمُكْ فِى الرَّيْمِ Ascend thou the stairs. (S, TA. [See رَيْمٌ.]) A2: and سَمَكَهُ, (S, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. سَمْكٌ, He raised, elevated, upraised, or uplifted, it. (S, K.) So in the phrase, سَمَكَ اللّٰهُ السَّمَآءَ [God raised the heaven]. (S.) سَمْكٌ The roof of a house, or chamber: (S, Mgh, * K: *) or the interior uppermost part [i. e. the ceiling] of a house, or chamber; the exterior uppermost part thereof being called صَهْوَةٌ: (Ham p. 725:) or [the height] from the top to the bottom of a house or chamber. (K.) [and hence, The canopy of the heaven or sky: or] the measure of the height of the heaven from the earth: or the thickness thereof, upwards. (Bd in lxxix. 28.) And The stature, or height in a standing posture, or anything: (K:) thus expl. by Lth: one says بِعِيرٌ طَوِيلُ السَّمْكِ [A camel tall of stature]. (TA.) [In the present day, it signifies The extent of anything from top to bottom; its height, depth, and thickness: and is vulgarly pronounced سُمْك.]

سَمَكٌ Fish; syn. حُوتٌ; (K;) a kind of aquatic creatures: [a coll. gen. n.:] n. un. with ة: pl. of the former سِمَاكٌ and سُمُوكٌ. (S, TA.) شَوَى

فِى الحَرِيقِ سَمَكَتَهُ [He broiled his fish in the fire of a burning house] is a post-classical prov. of the people of Baghdád, relating to the concealing, disguising, or cloaking, of a fault, for the purpose of seizing an opportunity; orginating from the fact that the thief used, when he saw the fire of a burning house in a place, to go thither for the purpose of theft; and if it were in his power, he did what he desired; and if he were lighted on, he said, I came to broil a fish. (Mtr, in Har pp. 481-2.) b2: السَّمَكَةُ [is a name of (tropical:) The constellation Pisces; also called السَّمَكَتَانِ;] a certain sign of the Zodiac; (K, TA;) thought by ISd to be so called because it is a watery sign; and also called الحُوتُ. (TA.) سِمَاكٌ A thing with which a thing is raised, elevated, upraised, or uplifted; (K, TA;) whether a wall or a roof: (TA:) pl. سُمُكٌ. (K.) A2: السِّمَاكَانِ is the name of Two bright stars; السِّمَاكُ الأَعْزَلُ and السِّمَاكُ الرَّامِحُ: (S, O, K:) the former is a star [namely a] in Virgo, called by astrologers السُّنْبُلَةُ [or Spica Virginis]; (Kzw;) and is one of the Mansions of the Moon, (S, O, and Kzw in his descr. of the Mansions of the Moon,) the Fourteenth thereof; (Kzw ibid.;) it is one of the أَنْوَآء [pl. of نَوْءٌ, q. v.], and rises aurorally in تِشْرِينُ الأَوَّلُ [October, O. S.; its auroral rising, in Central Arabia, about the commencement of the era of the Flight, began on the 4th of that month]; it is called الا عزل because it has no star [near] before it, like the اعزل that has with him no spear; or, as some say, because, when it rises [aurorally], it is not accompanied by wind nor by cold: (TA:) the latter سِمَاك, i. e. الرَّامِحُ, [thus called for a reason expl. in art. رمح, q. v., is the star Arcturus, and] is not of the Mansions of the Moon, (S, O, TA,) and has not any نَوْء [here meaning supposed influence in bringing rain &c.]; it is towards the north; the former being towards the south; (TA;) and is also called السِّمَاكُ المِرْزَمُ: (Az, TA in art. رمح:) [it is erroneously said that] the سماكان are in the sign of Libra: (TA:) and it is said that they are the two kind legs of Leo (رِجْلَا الأَسَدِ): (S, O, K: *) [for it appears, as I have before observed, (voce ذِرَاعٌ,) that the ancient Arabs, or many of them, extended the figure of Leo (as they did also that of Scorpio) far beyond the limits which we assign to it: and hence,] السماك الا عزل was also called سَاقُ الأَسَدِ [the thigh, or the hind shank, of Leo]. (Kzw in his descr. of Virgo.) The rhyming-proser says, إِذَا طَلَعَ السِّمَاكْ ذَهَبَ العِكَاكْ فَأَصْلِحْ فِنَاكْ وَأَجِدَّ حِذَاكْ فَإِنَّ الشِّتَآءَ قَدْ أَتَاكْ [When السماك rises aurorally, (i. e. السماك الا عزل,) the sultriness has gone, therefore do thou put thy court, or yard, in good condition, and renew thy sandal, for the winter has come to thee: فِنَاك and حِذَاك being contractions of فِنَآءَك and حِذَآءَك, for the sake of the rhyme]. (O, TA.) The نَوْء [here app. meaning the rain consequent upon the auroral setting] of السماك الاعزل [about the 4th of April, O. S. in Central Arabia] is abundant, but disapproved, because it gives growth to the نَشْر [q. v.], which diseases the camels that pasture upon it. (Kzw in his descr. of the Mansions of the Moon.) [The epithet ↓ سِمَاكِىٌّ is applied to the rain above mentioned.] b2: السِّمَاكُ also signifies, (K,) or سِمَاكُ التَّرْقُوَةِ, (Ibn-'Abbád, O,) The upper part of the chest, next to the collar-bone. (Ibn-'Abbád, O, K.) سِمَاكِىٌّ: see the next preceding paragraph.

سُمَيْكَآءُ i. q. حُسَاسٌ; (S, O, K;) i. e. Certain small fish, which are dried; also called هِفٌّ. (O, TA.) سَمَّاكٌ A fishmonger. (MA.) سَنَامٌ سَامِكٌ A high, (S, TA,) or long and high, and plump, (TA,) camel's hump. (S, TA.) b2: شَرَفُكَ تَامِكٌ وَإِقْبَالُكَ سَامِكٌ (tropical:) [Thy nobility is lofty, and thy good fortune is high]. (A and Ta in art. تمك.) المُسْمَكَاتُ The heavens; (K;) which are seven in number: (TA:) or so ↓ المَسْمُوكَاتُ: (S:) or this is wrong; or it is a dial. var.: (K:) the latter word is used by the vulgar, but is correct. (TA.) مِسْمَاكٌ A pole of a [tent such as is called] خِبَآء, (S, K,) which latter is raised thereby. (S.) مَسْمُوكٌ Tall; (IDrd, O, K;) applied to a man. (IDrd, O.) b2: And, applied to a horse, [من الحَبْلِ in the CK being a mistake for مِنَ الخَيْلِ,] (tropical:) Firm (Ibn-'Abbád, Z, O, K, TA) in the [ribs called] جَوَانِح. (Z, TA.) b3: المَسْمُوكَاتُ: see المُسْمَكَاتُ.

بَيْتٌ مُسْتَمِكٌ and ↓ مُنْسَمِكٌ A tall house or tent. (TA.) مُنْسَمِكٌ: see what next precedes.
سمك
السَّمَكُ، مُحَرَّكَةً: الحُوتُ من خَلْقِ الماءِ، واحِدَتُه سَمَكَةٌ والجمعُ أَسْماكٌ وسُمُوكٌ وسِماكٌ. والسَّمَكَةُ بهاءٍ: بُرجٌ فِي السَّماءِ من بُرُوج الفَلَكِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أراهُ على التَّشْبِيهِ لِأَنَّهُ برج مائيٌّ، ويُقالُ لَهُ الحُوتُ، وعَلى هَذَا فَلَا عِبرَةَ بإنْكار شيخِنا على المُصَنِّفِ بِأَنَّهُ لَا يَعْرف فِي دَواوِينِ الفَلَكِ. وسَمَكَه يسمُكُه سَمْكاً فسَمَكَ سُمُوكاً أَي: رَفَعَهُ فارْتَفَعَ فاللاّزمُ والمُتَعَدِّى سواءٌ، وإِنّما يَخْتَلِفان بالمَصادِرِ. والسِّماكُ ككِتابٍ: مَا سُمِكَ بِهِ الشّيءُ أَي رُفِعَ حائِطاً كَانَ أَو سَقْفاً سُمُكٌ ككُتُب. والسِّماكانِ: الأَعْزَلُ والرامِحُ: نَجْمانِ نَيِّران وسُمِّيَ أَعْزَل لأَنّه لَا شَيءَ بَين يَدَيْهِ من الكَواكِبِ الأَعْزَلِ الَّذِي لَا رُمحَ مَعَه، يُقال: لِأَنَّهُ إِذا طَلِع لَا يَكُون فِي أيّامِه رِيحٌ وَلَا بردٌ، وَهُوَ أعْزَلُ مِنْهَا، وَهُوَ من مَنازِلِ القَمَرِ، والرّامِحُ ليسَ من مَنازِلِه، وَلَا نَوْءَ لَهُ، وَهُوَ إِلى جِهَة الشَّمالِ، والأَعْزَلُ من كواكِبِ الأَنْواءِ، وَهُوَ إِلى جِهَةِ الجَنُوبِ وهُما فِي بُرجِ المِيزانِ، وطُلُوع السِّماكِ الأَعْزَلِ مَعَ الفَجْرِ يكونُ فِي تَشْرينَ الأَوّل أَوْ هُما رِجْلا الأَسَد ويَقُولُ السّاجعُ: إِذا طَلَعَ السِّماكْ، ذَهَبَ العِكاكْ، فأصْلِحْ فِناكْ،الحارِث بنِ ثابِتِ بنِ الخَزْرَجِ الأَنْصاريّ، وذكَرَه أَبو حاتِمٍ. وسِماكُ بنُ النُّعْمانِ بنِ قَيسٍ الأَنْصارِيُّ، شَهِد أُحُداً. وَمن التابِعِينَ: سِماكُ بنُ الوَلِيدِ الحَنَفي اليَماميُّ، كُنْيَتُه أَبُو زُمَيل، يروِي عَن ابنِ عَبّاس، وَعنهُ شُعْبَةُ ومسعَرُ وعِكْرِمَةُ بنُ عَمّار. وسِماكُ بنُ سَلَمَةَ الضَّبيُ، من أَهْل الكُوفَةِ، رَوَى عَن ابنِ عَبّاس، وَعنهُ المُغِيرَةُ بنُ مِقْسَمٍ وأَبُو نَهِيك، ذكرَهُم ابنُ حبانَ. وسَمّاكٌ كشَدّادٍ: جَدُّ أبي العَبّاس مُحَمَّدِ)
بنِ صُبيحٍ العابِدِ المُحَدِّثِ المَذْكُور مولى بني عِجْل، ومُقْتَضَى كلامِ أَئِمَّةِ النَّسَبِ أَنّه يُعْرَف بابنِ السَّمّاكِ، لَا أَنّ جَدَّه سَمّاكٌ، وَقد رَوَى عَن إِسْماعِيلَ بنِ أبي خالِد، وهِشامٍ، والأَعْمَش، وَعنهُ أَحْمَدُ، وحُسَينُ بنُ عَلي الجُعْفي، وَمَات سنة. وجَدُّ أبي عَمْرو عُثْمانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُبيدِ اللَّهِ بنِ يَزِيدَ الدَّقّاقِ شيخِ الإِمامِ أبي الحَسَن الدَّارَقُطْنيِّ رحِمَه الله تعالَى. قلتُ: وَهَذَا ابْنُه يُعْرَف بابنِ السَّمّاكِ، لَا أَنّ جَدَّه يُسَمَّى سَمّاكاً، وَهُوَ بَغْداديٌّ ثِقَةٌ صَدُوقٌ، رَوَى عَن الحَسَنِ بنِ مُكْرَمٍ وَابْن المُنادِيّ، وَعنهُ أَبو عَلِي شاذانُ والدّارَقُطْني، وَمَات سنة وَفِي سِياقِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ ظاهِرٌ.
واخْتُلِفَ فِي سَمّاكِ بنِ مُوسَى الضَّبّيِّ الَّذِي يَروِي عَن مُوسَى بنِ أَنَسٍ، وعَنْهُ جَرِير، فَقَالَ عبد الغَني إِنّه كشَدّاد، قَالَ الحافِظُ: وَهُوَ علَى هَذَا فَردٌ فِي الأَعلامِ. قلت: وَبِه تَعْلَمُ أَنَّ المَذْكُورَيْنِ يُعْرَفان بابنِ السَّمّاكِ، لَا أَنَّ جَدَّهُما سَمّاكٌ، فتأَمّل. والسَّمْك: السَّقْفُ، أَو هُوَ مِنْ أَعْلَى البَيتِ إِلى أَسْفَلِه. وَقَالَ اللّيثُ: السَّمْكُ: القامَةُ من كُلِّ شيءٍ يُقَال: بَعِيرٌ طَوِيلُ السَّمْكِ، قَالَ ذُو الرمة:
(نَجائِبَ من نِتاجِ بني غُرَيْر ... طِوالَ السمكِ مُفْرِعَةً نِبالاَ) وسَمْكٌ بِلَا لَام: ماءٌ بتيماءَ جِهَةَ القِبلَة. والمِسماكُ: عُودٌ يَكُونُ للخِباءِ يُسمَكُ بِهِ البيتُ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(كأَنَّ رِجْلَيهِ مِسماكانِ مِنْ عُشَر ... سَقْبانِ لم يَتَقَشّر عَنْهُما النَّجَبُ)
والمُسمَكاتُ كمُكْرَماتٍ: السَّماواتُ وَمِنْه حَدِيث عَلي رَضي اللَّهُ عَنهُ أَنّه كانَ يَقُولُ فِي دُعائِه: اللهُمَّ رَبَّ المُسمَكاتِ السَّبعِ ورَبَّ المُدْحَياتِ السَّبعِ. والمَسموكاتُ على مَا جَرَى علىِ أَلْسِنَةِ العامَّةِ لَحْنٌ أَو هِيَ لُغَةٌ والــأخِيرُ هُوَ الصَّوابُ، فإِنّه قد وَرَدَ فِي الحَديث المَذْكُورِ أَيضاً ذَلِك فِي رِوايَة أُخْرَى من طَرِيقٍ آخر. والمسمُوكُ من الرجالِ: الطَّوِيلُ عَن ابنِ دُرَيْد. والمسمُوكُ من الخَيلِ: الوَثِيقُ الجَوانِحِ، عَن ابنِ عَبّادِ والزَّمَخْشَرِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ. والسُّمَيكاءُ: الحُساسُ وَهُوَ سَمَكٌ صِغارٌ يُجَفَّفُ، وَهُوَ الهِفُّ. وسَمَكَةُ، مُحَرَكَةً: اسمٌ. قَالَ الصّاغاني: والتركِيبُ يَدُلُّ على العُلُوِّ، وَقد شَذَّ عَن هَذَا التركِيبِ السَّمَكُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: بَيتٌ مُستَمِكٌ، ومُنْسَمِكٌ: طَوِيلُ السَّمْكِ، قَالَ رُؤْبَةُ: صَعَّدَكُم فِي بيتِ مَجْدٍ مُستَمِكْ ويروى: مُنْسَمِك. وسَنامٌ سامِكٌ تامِكٌ: تارٌّ مُرتَفِعٌ عَال. وسَمَكَ سُمُوكاً: صَعَدَ، يُقال: اسْمُكْ فِي الرَيْم: أَي اصْعَدْ فِي الدرَجَة. وأَبُو طاهِر مُحمَّدُ بنُ أبي الفَرَجِ بن عَبدِ الجَبّارِ السُّميكي المَعْروف بِابْن سُميكَةَ، عَن ابنِ المُظَفَّرِ، وَعنهُ الخَطِيبُ، وَقَالَ: مَاتَ سنة. وسَمْكُ، بِالْفَتْح: وادٍ نَجدِيٌّ، ذَكَرَه نَصْرٌ. 

السّجع

السّجع:
[في الانكليزية] Rhyming prose
[ في الفرنسية] Prose rimee
بالفتح وسكون الجيم عند أهل البديع من المحسنات اللفظية. وهو قد يطلق على نفس الكلمة الــأخيرة من الفقرة باعتبار كونها موافقة للكلمة الــأخيرة من الفقرة الأخرى. وبهذا الاعتبار قال السكاكي: السّجع في النثر كالقافية في الشعر. فعلى هذا السجع مختصّ بالنثر.
وقيل بل يجري في النظم أيضا. ومن السجع على هذا القول أي القول بعدم الاختصاص بالنثر ما يسمّى بالتصريع وبالتشطير وقد يطلق على التوافق المذكور الذي هو المعنى المصدري. وبهذا الاعتبار قيل السجع تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر، والتواطؤ التوافق كذا في المطول. وقد يطلق على الكلام المسجع أي الكلام الذي فيه السّجع. قال في المطوّل في بيان التشطير:
ويجوز أن تسمّى الفقرة بتمامها سجعة تسمية للكلّ باسم جزئه؛ وأيضا يدلّ عليه تقسيمهم السّجع إلى قصير وطويل. قال في المطول:
السجع إمّا قصير وإمّا طويل، والقصير أحسن لقرب الفواصل المسجوعة من سمع السامع ولدلالته على قوة المنشئ. وأحسن القصير ما كان من لفظين نحو يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ. منه ما يكون من ثلاثة إلى عشرة، وما زاد عليها فهو من الطويل. ومنه ما يقرب من القصير بأن يكون تأليفه من إحدى عشرة إلى اثنتي عشرة، وأكثره خمس عشرة لفظة كقوله تعالى وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً الآية. فالآية الأولى إحدى عشرة، الثانية ثلاث عشرة. وفي الإتقان قالوا أحسن السّجع ما كان قصيرا وأقله كلمتان، والطويل ما زاد على العشر، وما بينهما متوسّط كآيات سورة القمر انتهى. اعلم أنّ السّجع بالمعنى الأول ثلاثة أقسام. في المطول:
السّجع ثلاثة أضرب. مطرّف إن اختلفت الفاصلتان في الوزن نحو ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً فالوقار والأطوار مختلفان وزنا وإلّا فإن كان جميع ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثره مثل ما يقابله أي ما يقابل إحدى القرينتين من الأخرى في الوزن والتقفية أي التوافق على الحرف الــأخير فترصيع، نحو: فهو يطبع الإسجاع بجواهر لفظه ويقرع الأسماع بزواجر وعظه، فجميع ما في القرينة الثانية يوافق ما يقابله من الأولى في الوزن والتقفية. وأما لفظة هو فلا يقابلها شيء من القرينة [الثانية]، وإلّا أي وإن لم يكن ما في إحدى القرينتين أو أكثرها مثل ما يقابله من الآخر فهو المتوازي، وذلك بأن يكون ما في إحدى القرينتين أو أكثر وما يقابله من الأخرى مختلفين في الوزن والتقفية جميعا نحو فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ أو في الوزن فقط نحو:
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً، فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً أو في التقفية فقط كقولنا: حصل الناطق والصامت وهلك الحاسد والشامت، أو لا يكون لكل كلمة من إحدى القرينتين مقابل من الأخرى نحو: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ.
وفي الإتقان في نوع الفواصل قسّم البديعيون السجع ومثله الفواصل إلى أقسام الأول المطرف وهو أن تختلف الفاصلتان في الوزن وتتفقان في حرف السجع نحو ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً.
والثاني المتوازي، وهو أن تتفقا وزنا وتقفية ولم يكن ما في الأولى مقابلا لما في الثانية في الوزن والتقفية نحو فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ والثالث المتوازن وهو أن تتفقا وزنا دون التقفية نحو: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ والرابع المرصّع وهو أن تتفقا وزنا وتقفية ويكون ما في الأولى مقابلا لما في الثانية كذلك نحو: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ وإِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. والخامس المتماثل وهو أن تتساويا في الوزن دون التقفية وتكون أفراد الأولى مقابلة لما في الثانية فهو بالنسبة إلى المرصّع كالمتوازن بالنسبة إلى المتوازي نحو:
وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ، وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. فالكتاب والصراط متوازنان وكذا المستبين والمستقيم واختلفا في الحرف الــأخير انتهى.
فائدة: قالوا أحسن السجع ما تساوت قرائنه نحو: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ثم بعد أن لم تتساو قرائنه فالأحسن ما طالت القرينة الثانية نحو: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى أو القرينة الثالثة نحو: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ. قال ابن الأثير: الأحسن في الثانية المساواة وإلّا فأطول قليلا، وفي الثالثة أن تكون أطول، ويجوز أن تجيء مساوية لهما.

وقال الخفاجي: لا يجوز أن تكون الثانية أقصر من الأولى.
فائدة: مبنى الإسجاع والفواصل على الوقف والسكون ولهذا ساغ مقابلة المرفوع بالمجرور وبالعكس، كقوله تعالى إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ مع قوله عَذابٌ واصِبٌ وقوله بِماءٍ مُنْهَمِرٍ مع قوله قَدْ قُدِرَ، لأنّ الغرض من السجع أن يزاوج بين القرائن، ولا يتم ذلك في كلّ صورة إلّا بالوقف والبناء على السكون كقولهم: ما أبعد ما فات وما أقرب ما [هو] آت، فإنه لو اعتبرت الحركة لفات السجع لأنّ التاء من فات مفتوح ومن آت مكسور منون هكذا في المطول.
فائدة: قال ابن الأثير: السجع يحتاج إلى أربع شرائط: اختيار المفردات الفصيحة واختيار التأليف الفصيح وكون اللفظ تابعا للمعنى لا عكسه وكون كلّ واحدة من الفقرتين دالّة على معنى آخر، وإلّا لكان تطويلا.
فائدة: حروف الفواصل إمّا متماثلة كما مرّ أو متقاربة مثل الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. قال الإمام فخر الدين وغيره فواصل القرآن لا تخرج عن هذين القسمين بل تنحصر في المتماثلة والمتقاربة.
فائدة: هل يجوز استعمال السجع في القرآن؟ فيه خلاف. والجمهور على المنع لأنّ أصله من سجع الطير أي صات، والقرآن من صفاته تعالى، ولا يجوز وصفه بصفتهم ما لم يرو الإذن بها. قال الرماني في إعجاز القرآن: ذهب الأشعرية إلى امتناع أن يقال في القرآن سجع بل فواصل، وفرّقوا بأنّ السجع هو الذي يقصد في نفسه ثم يحال المعنى عليه، والفواصل هي التي تتبع المعاني ولا تكون مقصودة في نفسها. قال: ولذلك كانت الفواصل بلاغة والسجع عيبا وتبعه على ذلك القاضي أبو بكر الباقلاني. ونقله عن نص أصحابنا كلهم وأبي الحسن الأشعري. قال ذهب كثير من غير الأشاعرة إلى إثبات السجع في القرآن وزعموا أنّ ذلك مما يبين به فضل الكلام وأنّه من الأجناس التي يقع بها التفاضل في البيان والفصاحة، كالجناس والالتفات ونحوهما. قال وأقوى ما استدلوا به الاتفاق على أنّ موسى أفضل من هارون، ولمكان السجع قيل في موضع هارون وموسى. ولما كانت الفواصل في موضع آخر بالواو والنون قيل موسى وهارون.
قالوا وهذا يفارق أمر الشّعر لأنّه لا يجوز أن يقع في الخطاب إلّا مقصودا إليه، وإذا وقع غير مقصود إليه كان دون القدر الذي نسميه شعرا، وذلك القدر مما يتفق وجوده من المفخّم، كما يتفق وجوده من الشاعر. وما جاء في القرآن من السجع فهو كثير لا يصحّ أن يتفق كله غير مقصود إليه، وبنوا الأمر في ذلك على تجديد معنى السجع، فقال أهل اللغة: هو موالاة الكلام على حدّ واحد. وقال ابن دريد:
سجعت الحمامة معناه ردّدت صوتها. قال القاضي: وهذا غير صحيح. ولو كان القرآن سجعا لكان داخلا في أساليب كلامهم، وحينئذ لم يقع بذلك الإعجاز، ولو جاز أن يقال هو سجع معجز لجاز أن يقولوا شعر معجز. وكيف السجع مما كان بالغه الكهان من العرب ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفي الشّعر، لأنّ الكهانة تنافي النّبوات بخلاف الشّعر، وقد قال صلى الله عليه وسلم «أسجع كسجع الكهان» فجعله مذموما. وقصته أنّ امرأة ضربت بطن صاحبتها بعمود فسطاط فألقت جنينا ميتا فاختصم أولياؤها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام لأولياء الضاربة «دوه فقالوا أندي من لا صاح ولا استهلّ ولا شرب ولا أكل ومثل دمه بطل. فقال عليه السلام: أسجع كسجع الكهان. قوموا فدوه» هكذا في الكفاية شرح الهداية. قال وما توهموا أنّه سجع باطل لأنّ مجيئه على صورته لا يقتضي كونه سجعا لأنّ السجع يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدّي السجع، وليس كذلك ما اتفق مما هو في معنى السجع من القرآن، لأنّ اللفظ وقع فيه تابعا للمعنى.
قال وللسجع منهج محفوظ وطريق مضبوط، من اخلّ به وقع الخلل في كلامه، ونسب إلى الخروج عن الفصاحة. كما أنّ الشاعر إذا خرج عن الوزن المعهود كان مخطئا. وأنت ترى فواصل القرآن متفاوتة، بعضها متداني المقاطع، وبعضها يمتد حتى يتضاعف طوله عليه. وترد الفاصلة في ذلك الوزن الأول بعد كلام كثير، وهذا في السجع غير مرضي ولا محمود. وأمّا ما ذكروه من تقديم موسى على هارون في موضع وعكسه في موضع فلفائدة أخرى وهو إعادة القصة الواحدة بألفاظ مختلفة تؤدّي معنى واحدا، وذلك من التفنن، فإنّ ذلك أمر صعب تظهر به الفصاحة والبلاغة. ولهذا أعيدت كثير من القصص على ترتيبات متفاوتة تنبيها بذلك على عجزهم عن الإتيان مبتدأ ومتكررا بمثله. ولو أمكنتهم المعارضة لقصدوا تلك القصة وعبّروا عنها بألفاظ لهم تؤدّي إلى تلك المعاني. ونقل صاحب عروس الأفراح عن القاضي أنّه ذهب في الانتصار إلى جواز تسمية الفواصل سجعا. وقال الخفاجي في سر الفصاحة:
قول الرماني إنّ السجع عيب والفواصل بلاغة غلط فإنّه إن أراد بالسجع ما يتبع المعنى وهو غير مقصود فذلك بلاغة، والفواصل مثله. وإن أراد به ما تقع المعاني تابعة له وهو مقصود بتكلّف فذلك عيب والفواصل مثله. قال وأظن الذي دعاهم إلى تسمية كل ما في القرآن فواصل ولم يسمّوا ما تماثلت حروفه سجعا رغبتهم في تنزيه القرآن عن الوصف اللائق بغيره من الكلام المروي عن الكهنة وغيرهم، وهذا الغرض في التسمية قريب والحقيقة ما قلناه.
قال والتحرير أنّ الإسجاع حروف متماثلة في مقاطع الفواصل.

قال: فإن قيل: إذا كان عندكم أنّ السجع محمود فهلّا ورد القرآن كله مسجوعا؟ قلنا: إنّ القرآن نزل بلغة العرب وعلى عرفهم، وكان الفصيح منهم لا يكون كلامه كله مسجوعا لما فيه من أمارات التكلّف فلم يرد كله مسجوعا.

وقال ابن النفيس: يكفي في حسن السجع ورود القرآن به ولا يقدح فيه خلوّه في بعض المواضع لأنّ المقام قد يقتضي الانتقال إلى أحسن منه.
وكيف يعاب السجع على الإطلاق وإنّما نزل القرآن على أساليب الفصيح من كلام العرب، فوردت الفواصل فيه بإزاء ورود الإسجاع في كلامهم. وإنما لم يجيء على أسلوب واحد لأنّه لا يحسن في الكلام جميعا أن يكون مستمرا على نمط واحد لما فيه من التكلّف وملال الطّبع، ولأنّ الافتنان في ضروب الفصاحة أعلى من الاستمرار على ضرب واحد. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى الإتقان.

عدم

(عدم) المَال عدما وعدما فَقده فَهُوَ عادم وَعدم وَالْمَفْعُول مَعْدُوم وعديم وَيُقَال مَا يعدمني هَذَا الْأَمر مَا يعدوني
عدم
عَدِمْتُه عَدَماً وعُدْماً: فَقَدْته. والعَدِيْمُ: الفَقيرُ. وأعْدَمَ: صَارَ ذا علْم. والعَدَائمُ: نَوْع من الرُّطَبِ بالمدينة يكونُ في آخِرِ زَمان الرطَب.
ع د م : عَدِمْتُهُ عَدَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَقَدْتُهُ وَالِاسْمُ الْعُدْمُ وِزَانُ قُفْلٍ وَيَتَعَدَّى إلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ لَا أَعْدَمَنِي اللَّهُ فَضْلَهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ عَدِمَنِي الشَّيْءُ وَأَعْدَمَنِي فَقَدَنِي وَأَعْدَمْتُهُ فَعُدِمَ مِثْلُ أَفْقَدْتُهُ فَفُقِدَ بِبِنَاءِ الرُّبَاعِيِّ لِلْفَاعِلِ وَالثُّلَاثِيِّ لِلْمَفْعُولِ وَأَعْدَمَ بِالْأَلِفِ افْتَقَرَ فَهُوَ مُعْدِمٌ وَعَدِيمٌ. 
(عدم) - في الحديث : "تَكْسِبُ المَعْدُومَ"
قال الخَطَّابي: المَعْدُومُ لا يَدخُل تَحَت الأَفْعال، والصواب المُعدَم.
وقال غيره: المُرادُ به الفَقِير الذي صار من شِدَّة حاجَتِه وغاية اضْطِراره كالمَعْدُوم. وقيل: أي تكْسِب الناسَ المعدومَ من كلِّ ما لا يَجدونه مما يَحْتاجون إليه، فعَلَى القَولِ الأولِ: أي تُعِطى الفقير المالَ والمحذوف هو المال، وعلى القول الــأَخِيرِ المَحْذوفُ هو الفَقِير المحتاج

عدم


عَدِمَ(n. ac. عَدَم
عُدَم)
a. Was, became non-existent; was wanting, missing, not
forth-coming; was lost.
b. Lacked, was wanting in, destitute of; missed;
lost.
c. [ coll. ], Perished; was spoilt.

أَعْدَمَa. Deprived, bereft, despoiled, robbed of.
b. Missed.
c. Was impoverished, became poor, needy.

إِنْعَدَمَa. Disappeared; was lost; was destroyed, ruined; was
annihilated; became nonexistent.

عُدْم
عَدَم
4a. Lack, need, want; loss.
b. Non-existence.
c. Destruction, annihilation.

عَدِمa. see 25 (a)
عُدُمa. see 4
عَدِيْم
(pl.
عُدَمَآءُ)
a. Poor, needy, destitute.
b. Lacking, void, destitute of; without.
c. Stupid, demented.

N. Ag.
أَعْدَمَa. see 25 (a)
ع د م: (عَدِمْتُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ طَرِبَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ أَيْ فَقَدْتُهُ. وَ (الْعَدَمُ) أَيْضًا الْفَقْرُ وَكَذَا (الْعُدْمُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ. وَنَظِيرُهُمَا الْجُحْدُ وَالْجَحَدُ وَالصُّلْبُ وَالصَّلَبُ وَالرُّشْدُ وَالرَّشَدُ وَالْحُزْنُ وَالْحَزَنُ. وَ (أَعْدَمَهُ) اللَّهُ. وَ (أَعْدَمَ) الرَّجُلُ افْتَقَرَ فَهُوَ (مُعْدِمٌ) وَ (عَدِيمٌ) . وَ (الْعَنْدَمُ) الْبَقَّمُ وَقِيلَ: دَمُ الْأَخَوَيْنِ. 
[عدم] عدمت الشئ بالكسر: أعدمه عَدَماً، بالتحريك على غير قياس، أي فَقَدته. والعَدَمُ أيضاً: الفقرُ، وكذلك العدم، إذا ضممت أوله خففت، وإن فتحت ثقلت. وكذلك الجحد والجحد، والصلب والصلب، والرشد والرشد، والحزن والحزن. قال الشاعر: متهلل بنَعَمْ بِلا مُتَبَاعِدٌ سِيّانِ منه الوفر والعدم وقال آخر: ولقد علمتُ لَتأْتِيَنَّ عَشِيَّةٌ ما بعدها خوفٌ عَلَيَّ ولا عَدَمُ وأعْدَمَهُ الله. وأعْدَمَ الرجلُ: افتقرَ، فهو مُعْدِمٌ وعَديمٌ. ويقال: ما يُعْدِمُني هذا الأمر، أي ما يَعْدوني. قال لبيد: ولقد أغدو وما يُعْدِمُني صاحبٌ غيرُ طويلِ المُحْتَبَلْ يقول: ليس معي أحدٌ غير نفسي وفرسي. والعِدائِمُ: نوع من الرطب يكون بالمدينة يجئ آخر الرطب. وعدامة: ماء لبنى جشم. والعندم: البقم، ويقال دم الاخوين. وقال: أما ودماءٍ مائِراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العزى وبالنسر عندما
عدم: عدم: يذكر بوشر المصدر عَدَم (بدل اسم المفعول معَدوم) بمعنى: هلك، باد، تلف، تلاشى.
عَدَّم (بالتشديد): نَضَى، جرّد، عرّى (فوك).
تعدَّم: تجرّد، تعرّى (فوك).
انعدم: جُرّد، عُرّي (فوك).
الانعدام: فقد الكيان، فقد الجوهر، فقد الذات.
(المقدمة 3: 228).
عدمِيّ: خلاف الوجودي، ما لا وجود له (محيط المحيط).
عَدَمِي: غزال، ظبي من أكبر الأنواع (دوماس مجلة الشرق والجزائر 13: 162، كولومب ص41، بوسييه).
عدمِيَّة: فقد صفة في شخص لا يستطيع الحصول عليها بوشر).
عَدِيم: وجمعها عَدْما وعُدَما (فوك).
عَدِيم: بائد، عرضة للهلاك، قابل للتلف.
ففي كوسج (طرائف ص55): لا تغرنك مغريات السلطة والملذات والشهوات وغيرها فإن الذي أنت فيه جسيم، لولا إنه عديم.
عَدِيم: ميت، وفي مختارات كرانجره دي لنكراج: يعدونه من الأحياء وهو عديم.
عَدِيم: نهم. جشع (بوشر).
عادم: منبسط، مستو، بدون ملح، بدون طعم، بدون لذة (بوشر).
مَعْدُوم: ميت. (دي ساسي طرائف 2: 15) مَعْدُوم: عليل، مريض، شديد المرض، مريض ميؤس منه (دومب ص107).
[عدم] نه: فيه: إنك تكسب "المعدوم"، يقال: هو يكسب المعدوم، إذا كان محظوظًا، أي يكسب ما يحرمه غيره، وقيل: أراد تكسب الناس ما يعدمونه مما يحتاجون إليه، وقيل: أراد بالمعدوم الفقير الصابر من شدة حاجته كالمعدوم، وتكسب على الأول متعد إلى واحد ككسبت مالًا، وعلى الآخرين إلى اثنين ككسبته مالًا أي أعطيته، ومعناهما تعطي الناس الشيء المعدوم وتعطي الفقير المال، فحذف المفعول الأول من الثاني والثاني من الثالث، يقال: عدمته، إذا فقدته، وأعدمته أنا وأعدم فهو معدم وعديم إذا افتقر. وفيه: من يقرض غير "عديم"، أي من لا شيء عنده. ط: غير "عدوم" ولا ظلوم، أي غنيًا لا يعجز عن أداء حقه وعادلًا لا يظلم المقرض بنقص حقه وتــأخير أدائه عن وقته، وخصا لأنهما مانعان من الإقراض غالبًا. غ: "عدم" حمق. ك: باب من باع بيد المفلس أو "المعدم"- بكسر دال الفقير، والكلام يحتمل اللف والنشر. وفيه: "لا يعدمك" من صاحب المسك، هو بفتح دال من عدمه بالكسر إذا فقده، وتشتريه فاعله بتأويل المصدر، ولفظ أما زائدة. ش: الباطن تقدسًا لا "عدمًا"، بضم فسكون من سمع، أي الباطن بحقيقته فلا يدرك كنهه العقول تقدسًا أي تنزهًا وتعاليًا.
الْعين وَالدَّال وَالْمِيم

العَدَمُ والعُدْم والعُدُمُ: فقدان الشَّيْء، وَقد غلب على فقدان المَال وقلته. عَدِمَهُ عَدَما وعُدْما.

وأعْدَمه غَيره.

وأعْدَمَني الشَّيْء: لم أجدْهُ، قَالَ لبيد:

وَلَقَد أغْدُو ومَا يُعْدِمُنِي ... صَاحِبٌ غَيرُ طَوِيلِ المُحْتَبَلْ يَعْنِي فرسا، والمُحْتَبَلُ: مَوضِع الْحَبل فَوق العرقوب، وَطول ذَلِك الْموضع عيب.

وأعْدَمَ إعدَاما وعُدْما: افْتقر، عَن كرَاع، قَالَ: وَنَظِيره: أحضر الرجل إحضاراً وحُضراً وأيسر إيساراً ويُسراً، وأعسر إعساراً وعُسراً وأنذر إنذاراً ونُذراً، وَأَقْبل إقبالا وقُبلا، وَأدبر إدباراً ودُبراً، وأفحش إفحاشاً وفُحشاً وأهجر إهجاراً وهجراً، وَأنكر إنكاراً ونُكراً. قَالَ: وَقيل: بل الْفِعْل من ذَلِك كُله الِاسْم، والإفعال الْمصدر. وَهُوَ الصَّحِيح، لِأَن فَعْلاً لَيْسَ مصدر أفْعَلَ.

والعَدِيمُ: الْفَقِير. وَجمعه عُدَماءُ.

وأعْدَمَه: مَنعه.

وَأَرْض عَدْماءُ: بَيْضَاء.

وشَاة عَدْماءُ: بَيْضَاء الرَّأْس وسائرها مُخَالف لذَلِك.

والعَدائمُ: نوع من الرطب بِالْمَدِينَةِ يَجِيء آخر الزَّمَان.

وعَدْمٌ: وَاد بحضرموت كَانُوا يزرعون عَلَيْهِ فغاض مَاؤُهُ قبيل الْإِسْلَام فَهُوَ كَذَلِك إِلَى الْيَوْم.

عدم: العَدَمُ والعُدْمُ والعُدُمُ: فِقدان الشيءِ وذهابه، وغلبَ على

فَقْد المال وقِلَّته، عَدِمَه يَعْدَمُه عُدْماً وعَدَماً، فهو عَدِمٌ،

وأَعدَم إذا افتقرَ، وأَعدَمَه غيرُه. والعَدَمُ: الفقرُ، وكذلك العُدْم،

إذا ضَمَمْتَ أَوَّله خَفَّفت فقلت العُدْم، وإن فتحتَ أَوَّله ثَقَّلْت

فقُلت العَدَم، وكذلك الجُحْد والجَحَد والصُّلْب والصَّلَب والرُّشْد

والرَّشَد والحُزْن والحَزَن. ورجلٌ عَديمٌ: لا عقلَ له. وأَعدَمَني الشيءُ:

لم أَجِدْه؛ قال لبيد:

ولقَدْ أَغْدُو، وما يَعْدِمُني

صاحِبٌ غيرُ طَويلِ المُحْتَبَل

يعني فرساً أَي ما يَفْقِدُني فرسي، يقول: ليس معي أَحدٌ غيرُ نَفْسي

وفرَسي، والمُحتَبلُ: موضع الحبل فوق العُرْقوب، وطولُ ذلك الموضع عيْبٌ،

وما يُعْدِمُني أَي لا أَعدَمُه. وما يَعْدَمُني هذا الأَمرُ أَي ما

يَعْدُوني. وأَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً: افتقر وصار ذا عُدْمٍ؛ عن كراع، فهو

عَديمٌ ومُعدِمٌ لا مالَ له، قال: ونظيره أَخضَر الرجلُ إحضاراً

وحُضْراً، وأَيسَرَ إيساراً ويُسْراً، وأَعسَرَ إعساراً وعُسْراً، وأَنذَرَ

إنذاراً ونُذْراً، وأَقبَلَ إقبالاً وقُبْلاً، وأَدْبرَ إدْباراً ودُبْراً،

وأَفحَشَ إفحاشاً وفُحْشاً، وأَهجَرَ إهجاراً وهُجْراً، وأَنْكَرَ إنكاراً

ونُكْراً؛ قال: وقيل بل الفُعْلُ من ذلك كلِّه الاسمُ والإفعالُ المصدر؛

قال ابن سيده: وهو الصحيح لأَن فُعْلاً ليس مصدر أَفعَل.

والعَديمُ: الفقير الذي لا مالَ له، وجمعه عُدَماء. وفي الحديث: مَنْ

يُقْرِضُ غيرَ عديمٍ ولا ظَلومٍ؛ العَديمُ: الذي لا شيء عنده، فعِيلٌ بمعنى

فاعل. وأَعدَمَه: مَنَعه. ويقول الرجل لحبيبه: عَدِمْتُ فَقْدَك ولا

عَدِمتُ فضلَك ولا أَعدَمني الله فضلَك أَي لا أَذهبَ عني فضلَك. ويقال:

عَدِمتُ فلاناً وأَعدَمنِيه اللهُ؛ وقال أَبو الهيثم في معنى قول

الشاعر:وليسَ مانِعَ ذي قُرْبى ولا رَحِمٍ،

يَوْماً، ولا مُعْدِماً من خابِطٍ وَرَقا

قال: معناه أَنه لا يفتقر من سائلٍ يسأله ماله فيكون كخابطٍ وَرَقاً؛

قال الأَزهري: ويجوز أَن يكون معناه ولا مانعاً من خابطٍ وَرَقاً

أَعْدَمْتُه أَي مَنعتُه طَلِبتَه. ويقال: إنه لعَدِيمُ المعروفِ وإنه لعديمةُ

المعروف؛ وأَنشد

إني وَجدْتُ سُبَيْعَة ابْنَة خالدٍ،

عند الجَزورِ، عَدِيمةَ المَعْروفِ

ويقال: فلانٌ يَكسِبُ المَعْدومَ إذا كان مَجْدوداً يكسِبُ ما يُحْرَمُه

غيرُه. ويقال: هو آكَلُكُم للمَأْدُومِ وأَكْسَبُكم للمعدوم وأَعْطاكم

للمحروم؛ قال الشاعر يصف ذئباً:

كَسُوب له المَعْدومَ مِن كَسْبِ واحِدٍ،

مُحالِفُه الإقْتارُ ما يتمَوَّلُ

أَي يَكسِبُ المعدومَ وحدَه ولا يتموَّلُ. وفي حديث المَبْعث: قالت له

خديجةُ كلا إنك تَكْسِبُ المعدومَ وتَحْمِلُ الكَلَّ؛ هو من المَجْدُودِ

الذي يَكْسِبُ ما يُحْرَمُه غيرُه، وقيل: أَرادت تَكسِبُ الناسَ الشيءَ

المعدومَ الذي لا يَجِدونَه مما يحتاجون إليه، وقيل: أَرادات بالمعدوم

الفقيرَ الذي صارَ من شدَّة حاجته كالمعدوم نفْسِه، فيكون تَكْسِبُ على

التأْويل الأَولِ متعدِّياً إلى مفعول واحد هو المعدومُ، كقولك كَسَبْتُ

مالاً، وعلى التأْويل الثاني والثالث يكون متعدِّياً إلى مفعولين؛ تقول:

كَسَبْتُ زيداً مالاً أَي أَعطيتُه، فمعنى الثاني تُعْطي الناسَ الشيءَ

المعدومَ عندهم فحذف المفعول الأَول، ومعنى الثالث تعطي الفقراءَ المالَ فيكون

المحذوفُ المفعولَ الثاني. وعَدُمَ يَعْدُمُ عَدامةً إذا حَمُقَ، فهو

عَدِيمٌ أَحْمقُ.

وأَرض عَدْماءُ: بيضاءُ. وشاةٌ عَدْماءُ: بيضاء الرأْسِ وسائرُها

مُخالِفٌ لذلك.

والعَدائمُ: نوع من الرُّطَب يكون بالمدينة يجيءُ آخرَ الرُّطَب.

وعَدْمٌ: وادٍ بحَضْرَمَوْتَ كانوا يزرعون عليه فغاضَ ماؤه قُبَيْلَ

الإسلامِ فهو كذلك إلى اليوم. وعُدامةُ: ماءٌ

لبني جُشَم؛ قال ابن بري: وهي طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ للعرب؛ قال الراجز:

لما رأَيْتُ أَنه لا قامَهْ،

وأَنه يَوْمُك من عُدامَهْ

(* زاد في التكملة: ويقولون قد عدّموه أي بتشديد الدال أي قالوا إنه

مجنون. وقول العامة من المتكلمين: وجد فانعدم خطأ والصواب وجد فعدم أي

مبنيين للمجهول).

عدم

1 عَدِمَهُ, with kesr to the د, (S, MA, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (S,) inf. n. عَدَمٌ, (S, MA, Msb, K,) which is anomalous [as the verb is trans.], (S,) and عُدْمٌ, (S, MA, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He had it not, was destitute of it, was without it, lacked it, wanted it, found it not, or lost it; (S, * MA, Msb, * K; *) syn. فَقَدَهُ, (S, Msb, K; *) or لَمْ يَجِدْهُ; so says Ibn-El-Kemál in the Exposition of the Hidáyeh. (TA.) And عَدِمْتُ فُلَانًا [I wanted, or lost, such a one]. (TA.) And عُدِمَ, [inf. n. عَدَمٌ,] It lacked, wanted, was wanting, was not found, did not exist, or was lost; syn. فُقِدَ. (AHát, Msb.) [See also عَدَمٌ below.] b2: لَا يَعْدَمُنِى هٰذَا الأَمْرُ means مَا يَعْدُونِى [i. e. This thing, or affair, does not pass from me]. (S, K, TA. [In the CK, erroneously, ما يُعْدِمُنِى.]) A2: عَدِمَ as intrans.: see the next paragraph, last sentence.

A3: عَدُمَ, (K, TA,) inf. n. عَدَامَةٌ, (TA,) He was, or became, foolish, or stupid; (K, TA;) being destitute of intellect, or understanding. (TA.) 4 اعدمهُ is syn. with أَفْقَدَهُ [meaning He made him to lack, want, or lose, it, or him]: (AHát, Msb:) and has a second objective complement: one says, لَا أَعْدَمَنِى اللّٰهُ فَضْلَهُ [May God not make me to lack, want, or lose, his bounty]: (Msb:) or لَا أَعْدَمَنِى فَضْلَكَ May He (i. e. God) not make thy bounty to depart from me: and اعدمنى اللّٰهُ فُلَانًا [God made me to lack, want, or lose, such a one]. (TA.) b2: And He denied him, or refused him, (Az, MA, K, TA,) what he sought, (Az, TA,) or a thing. (MA.) b3: And He rendered him poor, needy, or destitute: (S, * K, * TA: [in the S, this meaning seems to be indicated by the context; but in the K, the context seems rather to indicate the first of the meanings expl. in this paragraph:]) in this sense, said of God. (S, K, TA) b4: أَعْدَمَنِى الشَّىْءُ means [app. The thing excited my want, or made me to want it; and hence, the thing was not found by me; or] I did not find the thing. (K.) b5: [and اعدمهُ signifies also He made it to have no existence; to be non-existent; or he annihilated it; or did away with it; agreeably with explanations of the inf. n. (إِعْدَامٌ) in the KL and PS &c., and with present usage.]

A2: اعدم as intrans., (Kr, S, Msb, K,) inf. n. إِعْدَامٌ and ↓ عُدْمٌ, (Kr, K, TA,) like إِيسَارٌ and يُسْرٌ as inf. ns. of أَيْسَرَ, and إِعْسَارٌ and عُسْرٌ as of أَعْسَرَ, and إِفْحَاشٌ and فُحْشٌ as of أَفْحَشَ, or rather the latter in every one of these instances is a simple subst., as ISd says, (TA,) signifies He (a man, S) was, or became, poor, needy, or destitute; (Kr, S, Msb, K;) as also ↓ عَدِمَ. (TA.) 7 انعدم in the phrase of the Muslim theologians وُجِدَ الشَّىْءُ فَانْعَدَمَ [meaning The thing existed, and became non-existent,] is a barbarism. (K, * TA.) عُدْمٌ: see the next paragraph.

عَدَمٌ and ↓ عُدْمٌ are inf. ns. of the trans. verb عَدِمَ, (S, M, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and each signifies, as also ↓ عُدُمٌ, Lack, or want, as meaning non-possession; or loss; [of a thing, and of a quality, or faculty, &c.;] and by predominance of application, lack, &c., of property or wealth; (K, TA;) and departure thereof; and paucity thereof; (TA;) or poverty, neediness, or destitution. (S in explanation of the first and second; respecting the latter of which, see 4, last sentence.) [Also Non-performance of an act; and non-observance of a duty &c. and Lack, or want, as meaning non-existence; and absence; or the state of being lost.]

عَدِمٌ: see عَدِيمٌ.

عُدُمٌ: see عَدَمٌ.

أَرْضٌ عَدْمَآءُ Land such as is termed بَيْضَآءُ; (K, TA;) i. e., without, as though [meaning] lacking, plants, or herbage. (TA.) b2: And شَاةٌ عَدْمَآءُ A sheep, or goat, of which the head is white and the rest differing therefrom. (K.) عَدَامٌ: see عَدَائِمُ.

عَدِيمٌ Not having, being without, lacking, wanting, not finding, or having lost: one says, هُوَ عَدِيمُ النَّظِيرِ He is one not having, without, lacking, &c., the likes [or like]; and عَدِيمُ المَعْرُوفِ [destitute of goodness, gentleness, beneficence, &c.]: and هِىَ عَدِيمَةُ المَعْرُوفِ [She is destitute of goodness, &c.]. (TA.) b2: And Poor, needy, or destitute; (S, Msb, K;) as also ↓ عَدِمٌ, (K,) and ↓ مُعْدِمٌ, (S,) and ↓ مَعْدُومٌ, (Msb, TA,) which last occurs in a trad. as meaning the poor who has become, by reason of the pressure of his want, as though himself were not existing, or lost: عَدِيمٌ signifies having no property; as also ↓ مُعْدِمٌ: and having nothing: it is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ: and its pl. is عُدَمَآءُ; erroneously said in the K to be pl. of عَدِمٌ. (TA.) b3: Also Stupid; foolish; (K, TA;) destitute of intellect, or understanding. (TA.) And Insane; demented. (IAar, Az, K, * TA.) عَدَائِمُ, (K, and so in copies of the S) or ↓ عَدَامٌ, (so accord. to other copies of the S,) A sort of fresh ripe dates found in El-Medeeneh, (S, K,) that are late [in ripening], (K,) or that come the last of fresh ripe dates. (S.) مُعْدِمٌ: see عَدِيمٌ, in two places.

مَعْدُومٌ [Lacking, wanting, not found, not existing, or lost: see عُدِمَ, of which it is the part. n.]. b2: يَكْسِبُ المَعْدُومَ means He is fortunate, or possessed of good fortune; [properly,] he attains what others are denied. (K.) It is said in a trad., إِنَّكَ لَتَكْسِبُ المَعْدُومَ وَتُطْعِمُ المَأْدُومَ. (M and TA in art. ادم: expl. voce أَدِيمٌ.) b3: See also عَدِيمٌ.
عدم
عدِمَ يَعدَم، عَدَمًا وعُدْمًا، فهو عادِم وعَدِم، والمفعول مَعْدوم وعَديم
• عدِم الشَّخصَ/ عدِم الشَّيءَ: فقده ولم يجدْه، خسِره وافتقر إليه "عدِم مالَه- سيَّانٌ عندي وجودُك وعَدَمُك- قد لا تَعدَم الحسناءُ ذامًا [مثل]: يُضرب لاستحالة خُلُوّ الإنسان من العيب" ° المعدوم: خلافُ الموجود. 

أعدمَ يُعدِم، إعدامًا، فهو مُعدِم وعديم، والمفعول مُعدَم (للمتعدِّي)
• أعدم الشَّخصُ: صار فقيرًا "أعدَم من بعد غِنًى- كَم تشتكي وتقول إنّك مُعْدَمُ ... والأرضُ ملكُكَ والسَّما والأنجمُ- {وَوَجَدَكَ عَدِيمًا فَأَغْنَى} [ق] ".
• أعدم القاتلَ: نفَّذ فيه حكم الموت قِصاصًا "جريمة تستحقّ الإعدام- يحكم على نفسه بالإعدام سياسيًّا" ° أمر إعدام: إذن رسميّ يُصرِّح بإعدام شخص- الحُكم بالإعدام: الحكم بالموت قِصاصًا- عقوبة الإعدام: القصاص القاضِي بقتل المجرم- كتيبة الإعدام: فرقة مكلَّفة بتنفيذ حُكم الإعدام رَمْيًا بالرصاص.
• أعدمه الشَّيءَ: أفقده إيّاه "لا أعدمني اللهُ إحسانَك". 

انعدمَ ينعدم، انعدامًا، فهو منعدِم
• انعدم الأمنُ: مُطاوع عدِمَ: اختفى ولم يَعُدْ يوجد، انقرض وزال "انعدم الإحساسُ- منعدِم الضَّمير- انعدامُ الأمانة انتشر في زماننا" ° انعدام الوزن: الحالة التي يخفّ بها الإحساسُ بالوزن نظرًا لانعدام الجاذبيّة. 

إعدام [مفرد]: مصدر أعدمَ.
• كتائب الإعدام: مجموعات من الجنود، مهمَّتهم قتل الفارّين من مواجهة العدُوّ، كي يجبروا الجنود على القتال والدفاع عن أرضهم. 

انعداميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انعدام: "لديه أفكار انعداميّة".
2 - مصدر صناعيّ من انعدام: حالة من الغياب وعدم الوجود "انعداميَّة الرَّبط بين الأحداث صعّبت الوصول إلى نتائج". 

عادِم [مفرد]: ج عادمون وعوادِمُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من عدِمَ.
2 - (كم) ناتج احتراق الوقود "عادمُ الفرنِ/ السَّيَّارات- عوادمُ المصانعِ تُلوِّث الجوّ" ° أنبوب العادم في السَّيَّارة: أنبوبٌ يَخرُجُ ناتجُ احتراق الوقود منها. 

عَدَم [مفرد]: مصدر عدِمَ.
• العَدَم:
1 - ضدّ الوجود، فهو نفي شيء من شأنه أن يُوجد، الفقدان وغلَب على فقدان المال والفقر "الوجود والعَدَم- مررت برجل سواءٍ والعَدَمُ: مستوٍ هو والعَدَم- في حكم العَدَم" ° عدَمُ الأهليّة: حرمان المرء من حقٍّ أو تصرف- ينهض من العَدَم: يُبعث من جديد.
2 - كلمة تسبق المصدر فتؤدّي معنًى مضادًّا لمعناه "عدم الحضور/ الوجود: الغياب- عدم الرّسوب: النَّجاح- عدم القبول: الرّفض".
• عدم الانحياز: (سة) سياسة الدَّولة المحايدة التي ترفض اتّباع سياسةٍ مُنْحازةٍ لإحدى الدُّول الكُبْرَى المتخاصمة. 

عَدِم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عدِمَ.
2 - فقير، فاقد لشيء "عدِمٌ لصحَّته/ لمالِه". 

عُدْم [مفرد]:
1 - مصدر عدِمَ.
2 - فقر، فقدان، وغلب على فُقدان المال والفقر. 

عَدَميَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من عَدَم.
2 - (سة) تيار سياسيّ استهدف تقويض جميع البنى والمؤسّسات الاجتماعيَّة، وقد ظهرت هذه الحركة لدى المثقّفين الروس الأحرار أيّام القيصر إسكندر الثاني.
3 - (سف) إنكار أيّ معتقد. 

عَديم [مفرد]: ج عُدماءُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من عدِمَ: "عديم الذَّكاء/ الرَّائحة/ الإحساس/ الحركة/ الأهميَّة" ° عديم المسئوليَّة: غير مُعَرَّض للمحاسبة من قِبل سُلْطة عُلْيا- عديم المعروف: مانعه- عديم النَّظير: لا شبيه له.
2 - فقير لا مالَ عنده "كان عديمًا ثمَّ اغتنى".
• عديم الجنس:
1 - (حي) مفتقر للمميِّزات والخصائص الجنسيَّة.
2 - (نت) لا تزاوجيّ. 

منعدمة [مفرد]
• الزَّاوية المنعدمة: (هس) ما كان ضلعاها منطبقين. 
عدم

(العُدْمُ بالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْنِ، وبالتَّحْرِيكِ: الفِقْدَانُ) والذَّهَابُ. (و) قَدْ (غَلَبَ على فِقْدَانِ المَالِ) وقِلَّتِه.
(عَدِمَهُ، كَعَلِمَهُ، عُدْمًا، بِالضَّمِّ، وبِالتَّحْرِيكِ) الــأَخِيرُ على غَيْر قِياسٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ: والعَدَمُ أَيْضًا: الفَقْرُ. وكَذَلِك العُدْمُ، إِذا ضَمَمْتَ أَوَّلَه خَفَّفَتَ. وَإِن فَتَحْتَ ثَقَّلْتَ. قَالَ أَبو دَهْبَلٍ:
(مُتَهَلِّلٌ بِنَعَمْ، بِلاَ مُتباعِدٌ ... سِيَّانِ مِنْهُ الوَفْرُ والعُدْمُ)

وَقَالَ عامِرُ بنُ حَوْطٍ:
(وَلَقَد عَلِمْتُ لَتَاْتِيَنَّ عَشِيَّةٌ ... لَا بَعْدَها خَوْفٌ عليَّ وَلَا عَدَمُ)

قَالَ: وَكَذَلِكَ الجُحْدُ والجَحْدُ، والصُّلْبُ والصَّلَبُ، والرُّشْدُ والرَّشَدُ، والحُزْنُ والحَزَنُ.
(وأَعْدَمَهُ اللَّهُ) تَعَالَى، أَيْ أَفْقَرَهُ.
(وأَعْدَمَنِي الشَّيْءُ: لم أَجِدْهُ) ، وَبِه فُسِّر قَولُ لَبِيد:
(ولَقَدْ أَغْدُو وَمَا يُعْدِمُنِي ... صَاحِبٌ غَيرُ طَوِيلِ المُحْتَبَلْ)

يَقولُ: لَيْسَ مَعِي أَحدٌ غَيْرُ نَفْسِي وفَرَسِي. والمُحْتَبَلُ: مَوْضِعُ الحَبْلِ فَوقَ العُرْقُوبِ، وطُولُ ذَلِك المَوْضِع عَيْبٌ، هَكذا هُوَ بِضَمِّ الباءِ فِي نُسَخِ التَّهْذِيب، وَهِي رِوَايَة أَبِي عَمْرو. (وأَعدَمَ) الرَّجلُ (إِعْدَامًا وعُدْمًا، بالضَّمِّ: افْتَقَرَ) وصارَ ذَا عُدْمٍ، عَن كُرَاعٍ، فَهُوَ عَدِيمٌ ومُعْدِمٌ، لَا مالَ لَهُ، قالَ: ونَظيرُه أَيْسَرَ إِيْسارًا ويُسْرًا، وأَعْسَرَ إِعْسارًا وعُسْرًا، وأَفْحَشَ إِفْحاشًا وفُحْشًا، قَالَ: وقِيلَ: بَلِ الفُعْلُ من ذلِك كُلّه الاسمُ، والإِفْعَالُ المَصْدَرُ. قَالَ ابنُ سيدَه: ((وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ لأنَّ فُعْلاً لَيْسَ مَصْدَرَ أَفْعَل)) ، انْتَهَى. وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ فِي مَعْنَى قَولِ الشَّاعر:
(وليسَ مانِعَ ذِي قُرْبَى وَلَا رَحِمٍ ... يَومًا وَلَا مُعْدِمًا من خابِطٍ وَرَقَا)

أَي: لَا يَفْتَقِرُ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُه مَالَه، فَيَكُون كَخابِطٍ وَرَقَا. قالَ الأَزْهَرِيُّ: (و) يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَعدَمَ (فُلانًا) ، إِذا (مَنَعَه) طَلِبَتَه، والمَعْنَى: وَلَا مانِعًا من خابطٍ وَرَقًا.
(و) العَدِمُ، (كَكَتِفٍ: الفَقِيرُ) ، وَقد عَدِمَ بالكَسْرِ، (ج: عُدَمَاءُ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ أَنَّه جَمْعُ العَدِيمِ لَا العَدِمِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غَيرُ وَاحدٍ.
(وأَرْضٌ عَدْماءُ: بَيْضَاءُ) أَي: لَا نَباتَ بهَا، فإنَّها عَدِمَت النَّباتَ.
(وشَاةٌ عَدْماءُ: بَيْضَاءُ الرَّأْسِ وسائِرُها مُخالِفٌ لَهُ) .
(والعَدَائِمُ: رُطَبٌ) يَكُونُ (بالمَدِينَةِ) - على ساكِنَها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام - (يَتَأَخَّرُ) ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَجِيءُ آخِرَ الرُّطَبِ.
(والعَدِيمُ: الأَحْمَقُ) لِفِقْدَانِ عَقْلِهِ، (وقَدْ عَدُمَ - كَكَرُمَ -) عَدَامَةً.
(و) العَدِيمُ: (المَجْنُونُ) لَا عَقْلَ لَهُ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عَن ابنِ الأَعرابِيّ.
(و) العَدِيمُ: (الفَقِيرُ) لَا مَالَ لَهُ وَلَا شَيْءَ عِنْدَه، فَعِيلٌ بمَعْنَى فاعِل. وَفِي الحَدِيثِ:
((مَنْ يُقْرِضُ غيرَ عَدِيمٍ وَلَا ظَلُومٍ)) وجَمْعُهُ عُدَمَاء. (وقَولُ المُتَكَلِّمِين: وُجِدَ) الشَّيءُ (فانْعَدَمَ) مِنْ (لَحْنِ) العَامَّةِ، وَوَجَّهُوه بأَنَّ الفِعلَ مُطاوِعُ فَعِلَ، وَقد جَاءَ مُطاوِع أَفعلَ، كَأَسْقَفْتُه فانْسَقَفَ، وأَزْعَجْتُه فانْزَعَج قَلِيلاً، ويُخَصُّ بالعِلاجِ والتَّأْثير، فَلَا يُقالُ: عَلِمْتُه فانْعَلَمَ، وَلَا عَدِمْتُه فانْعَدَمَ، وقالَ ابنُ الكَمالِ فِي شَرْحِ الهِدَاية: فإنَّ عَدِمْتُه بِمَعْنى لم أَجِدْه، وحَقِيقَتُه تَعودُ لِقَوْلِك: مَاتَ، وَلَا مُطَاوِعَ لَهُ، وَكَذَا أَعْدَمْتُ؛ إذْ لَا إِحداثَ فِعْل فِيهِ وَفِي المُفَصَّل للزَّمَخْشَرِي: وَلَا يَقَع أَي: انْفَعَل حَيثُ لَا عِلاجَ وَلَا تَاْثِيرَ، ولِذَا كَانَ قَولُهم: انْعَدَم خَطَاً.
(وعَدَامَةُ: ماءٌ لِبَنِي جُشَمَ) نَقلَه الجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهِي طَلُوبٌ أبعدُ ماءٍ للْعَرَب، قالَ الراجزُ:
(لَمَّا رَأَيتُ أَنَّه لَا قَامَهْ ... )

(وأَنَّه يَومُك مِن عُدَامَةْ ... )
قُلتُ: وَقَالَ نَصْر: عُدَامَة: ماءٌ لِبَنِي نَصْر بنِ مُعاوِيَة بن هَوَزان، وَهِي طَلوبٌ أبعدُ ماءٍ بِنَجْدٍ قَعْرًا.
(و) يُقَال: (وَهُوَ يَكْسِبُ المَعْدُومَ، اي مَجْدودٌ يَنَالُ مَا يُحْرَمُه غَيرُه) ، وَفِي حَديثِ المَبْعَثِ: قَالَت لَهُ خَدِيجَةُ: ((كَلاَّ إِنَّك تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ)) هُوَمن ذلِك وَقيل: أَرادَتْ تَكْسِبُ النَّاسَ الشَّيءَ المَعْدُومَ الَّذِي لَا يَجِدونَه، مِمّا يَحْتَاجُون إِلَيْهِ، فَيَكُونُ على الأَوَّلِ مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولٍ واحدٍ كَقوْلك: كَسَبْتُ مَالاً، وعَلى الثَّاني إِلَى مَفْعُولَين، تقولُ: كَسَبتُ زيدا مَالاً، أَي: أَعْطَيْتُه، أَي تُعطِي النَّاسَ الشيءّ المَعْدُومَ عِنْدَهم، فَحَذَف المَفعولَ الأَولَ.
(وَمَا يَعْدِمُنِي هَذَا الأَمْرُ) أَي: (مَا يَعْدُونِي) . نَقلَه الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسِّرَ قَولُ لَبِيدٍ السَّابِقُ، هَكَذا يُرْوَى بِفَتْحِ الياءِ بِخَطِّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيِّ، ورَوَاهُ أَبُو عَمْرو وغَيرُه بضَمِّ الْيَاء، وَقد تَقدَّم.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يُقالُ: لَا أَعْدَمَنِي اللَّه فَضْلَكَ، أَي: لَا أَذْهَبَه عَنِّي.
ويُقال: عَدِمتُ فُلانًا، وأَعْدَمَنِيه اللَّهُ.
وَهُوَ عَديمُ النَّظِيرِ، أَي: فَاقِدُ الأَشْباهِ.
وعَدِيمُ المَعْرُوفِ، وَهِي عَدِيمَةُ المَعْرُوفِ، قَالَ:
(إنِّي وَجَدتُ سُبَيْعَةُ ابنةَ خالِدٍ ... عندَ الجَزُورِ عَدِيمَةَ المَعْرُوفِ)

ويُروَى فِي حَدِيثِ خَدِيجَة ((المَعْدُوم)) بمَعْنَى الفَقِير الّذي صَارَ مِن شِدَّةِ حاجَتِه كالمَعْدُومِ نَفْسِه، وعَلَى هَذَا فَهُوَ مُتَعَدٍ إِلَى مَفْعُولَين، كالوَجْهِ الثّاني الَّذِي تَقَدّم، أَي: تُعطي الفَقِيرَ المَالَ، فحَذَفَ المَفعولَ الثَّانِي.
وعَدَمٌ، مُحَرَّكَةً: وادٍِحَضْرَ مَوْتَ، كَانُوا يَزْرَعُون عَلَيْهِ، فَغَاضَ ماؤُه قُبَيْلَ الإسْلاَمِ، فَهُوَ كذلِك إِلَى اليومِ.
والشَّرِيفُ العَدَّامُ: هوَ يَحْيَى الجُوطِيُّ الحَسَنِيُّ: أَحدُ مُلُوك فَاس. والعَدِيمُ - كأمِيرٍ - لقَبُ هارُونَ بنِ مُوسَى بنِ عِيسَى العامِرِيِّ، من وَلَدِه الصَّاحبُ كَمالُ الدينِ أَبُو القاسِمُ عُمرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ، أَحَدُ شُيوخِ الشَّرَف الدِّمياطيِّ، وَهُوَ الَّذِي صَنَّفَ تارِيخًا كَبِيرًا لِحَلَبَ.
باب العين والدّال والميم معهما ع د م- ع م د- د ع م- م ع د- د م ع مستعملات م د ع- مهملة

عدم: العَدَمُ: فقدانُ الشيء وذهابه، والعُدْمُ لغة. إذا أرادوا التثقيل فتحوا العين، وإذا أرادوا التخفيف ضمُّوها. عَدِمْتُ فلاناً أَعْدَمُهُ عَدَماً، أي: فقدته أفقده فقداً وفقداناً، أي: غاب عنك بموت أو فقدٍ لا يقدر عليه. وأَعْدَمَهُ الله مني كذا، أي: أفاتَه. ورجلٌ عديمٌ لا مالَ له، وقد عَدِمَ مالَه وفَقَدَهُ وذهَبَ عنه. والعديمُ: الفقيرُ، لأنّه فقد الغنى، وأَيِسَ منه، ويجوز جمعُه على: عُدَماء، كما يجمع الفقير فُقَراء. قال :

فعَديمُنا متعفّفٌ متكرِّمٌ ... وعلى الغنيّ ضمانُ حقِّ المُعْدِمِ

وأَعْدَمَ فهو مُعْدِمٌ، وأفقر فهو مفقر، أي: نزل به العُدْمُ والفقر فهو صاحبه. قال حسان بن ثابت :

ربّ حِلْمٍ أضاعه عدم المال ... وجهلٍ غطَّى عليه النّعيم لأنّه إذا كان فقيراً لم ير النّاسُ له قيمةً، ولا ينتفعون بحِلْمِه، ولا يهابونه، وإذا كان غنيّاً هِيبَ واحتُمِلَ له، وإن كان جهولاً طَمَعاً فيما عنده. قال :

أما تَرَيْني اليومَ لا أعدو غَنَمْ ... أعينُ ما اسطعْتُ وعَوْني كالعَدَمْ

قال حمّاس: قوله: لا أعدو غنم، أي: ليس لي فضل على الغنم. أي: على حفظها، ويكون المعنى ليس عندي منفعة، ولا كفاية إلا مثل كفاية شاة من الغنم.

عمد: عَمَدْتُ فلاناً أَعْمِدُهُ عَمْداً، أي: قصدته وتعمّدته مثله. والعَمْدُ: نقيض الخطأ. والعمدان: تعمّد الشيء بعمادٍ يمسكه ويعتمد عليه. والعُمُد: جمع عِمادٍ، والأَعْمِدَةُ جمع العَمود من حديد أو خشب. وعَمُود الخباء من خشب قائم في الوسط. وأهل عَمُود وعِماد: أصحاب الأخبية، لا ينزلون غيرها. وقوله: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ

أي: في شبه أخبية من نار ممدودة، ويقرأ في عُمُد، لغة، وهما جماعة عَمُود، وعَمَد بمنزلة أديم وأَدَم، وعُمُد بمنزلة رسول ورُسُل. ويقال: هي أوتاد أطباق تطبق على أهل النّار، ولا يدخل جهنّم بعد ذلك ريحٌ ولا يخرج منها تنفّس. والعُمُدُّ: الشابّ الشديدُ الممتلىءُ شباباً. يقال: عُمُدٌّ وعُمُدّانيّ وعُمُدّانيّون، والمرأة: عُمُدّانيّة، أي: ذات جسم وعبالة، وهو أملأ الشباب وأردؤه. الدّال شديدة في كله. عُمْدان: اسم جبل. والعمود عرق الكبد الذي يسقيها. ويقال للوتين: عمود السَّحر. وعمود البطن شبه عرق ممدود من لدن الرُّهابَة إلى دُوَيْن السُّرّة في وسطه يشقّ من بطن الشّاة. وعَمودُ السّنان ما توسّط شفرتيه من أصله، وهو الذي فيه خيط العَيْر. ورجلا الظّبي عموداه. وعَمودُ الأمر: قوامُه الذي يستقيم به. وعمود الأذن: معظمها وقوامها الذي تثبت عليه الأذن. وعميد القوم: سيّدهم الذي يعتمدون عليه في الأمور، إذا حَزَبَهُمْ أمرٌ فزعوا إليه وإلى رأيه. والعميد: المعمود الذي لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ بالوسائد. ومنه اشتق القلب العميد وهو المعمود المشغوف الذي قد هدّه العشق وكسره فصار كشيء عُمِدَ بشيء. قال امرؤ القيس :

أأذكرتَ نفسَكَ ما لن يَعُودا ... فهاج التّذكُّرُ قلباً عميدا

يقال: قلب عميد معمود معمّد. قال جميل :

فقلتُ لها يا بَثْنُ أوصيتِ كافيا ... وكل امرىء لم يرعَهُ الله معمودُ

والعَمْدُ: ارتكابك أمراً بجدٍّ ويقين. تقول: فعلته عَمْداً على [عين] وعمد عين، وتعمّدت له وأتيت ذلك الأمر متعمّداً ومعتمداً بمعناه. قال :

فزادك الله غمًّا إذا كلفت بها ... وإذا أتيت الذي أبلاك معتمدا وعَمِدَ السّنام يَعْمَدُ عَمَداً فهو عَمِدٌ إذا كان ضخماً وارياً فحمل عليه ثقل فكسره ومات فيه شحمه فلا يستوي فيه أبداً كما يَعْمَدُ الجُرْحُ إذا عسر قبل أن ينضج بيضته فَيرِم. وبعيرٌ عَمِدٌ، وسنام عَمِدٌ، وناقة عَمِدَةٌ. وثرىً عَمِدٌ، أي: بلّته الأمطار، وأنشد أبو ليلى :

وهل أحطبن القومَ بعد نُزولِهِمْ ... أصولَ ألاء في ثرى عمد جعد

وبعير معمود، وهو داءٌ يأخذه في السّنام. وقوله خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها . يقال: إنّ الله عجّب الخلق من خلق السّماوات في الهواء من غير أساس وأعمدة، وبناؤهم لا يثبت إلا بهما، فقال: خلقتهما من غير حاجة إلى الأعمدة ليعتبر الخلق ويعرفوا قدرته. وقال آخر: بغير عَمَدٍ ترونها، أي: لها عَمَدٌ لا ترونها. ويقال: عَمَدُها جَبَلُ قافٍ، وهي مثلُ القُبّة أطرافُها على ذلك الجَبَلِ والجَبَلُ محيط بالدّنيا من زبرجَدَةٍ خَضْراءَ وخضرةُ السّماءِ منه، فإذا كان يوم القيامة صيّره الله ناراً تحشر النّاس من كلّ أَوْبٍ إلى بيت المقدس. وأمّا قول ابن ميّادة :

وأَعْمَدُ من قومٍ كفاهم أخوهم

فإنهُ يقول: هل زدنا على أن كفينا إخواننا. قال عرّام: يقول: إنّي أجدُ من ذلك أَلَماً ووجعاً، أي: لا أعمد من ذاك. ويعني بقول أبي جهل حين صرع: أعمد من سيّد قتله قومه، أي: هل زاد على سيّدٍ قتله قومه، والعرب تقول: أعْمَدُ من كَيْلٍ مُحِقَ، أي: هل زاد على هذا؟دعم: الدَّعْمُ : أن يميلَ الشيءُ فَتَدْعَمَهُ بِدِعامٍ، كما تَدْعَمُ عروشَ الكَرْمِ ونحوه فَتَدْعَمُهُ بشيءٍ يَصيرُ له مِساكاً. وجمعُهُ: دعائم. قال:

لمّا رأيت أنّه لا قامَه ... وأنّه النزعُ على السآمة

جذبت جذباً زعْزَعَ الدِّعامة

وقال:

لأَدْعَمَنَّ العيسَ دَعْماً أيَّما ... دعمٍ يثنّي العاشقَ المتيّما

وقال:

لا دَعْمَ بي لكنْ بليلى دَعْمُ ... جارية في وَرِكّيْها شحم

قوله: لا دعم بي، أي: لا سِمَنَ بي يدعمني، أي: يقوّيني. والدِّعامتان: خشبتا البكرة، بمنزلة القائمتين من الطين. والدِّعامة: اسم الخشبة التي يُدْعَم بها. والمدعومُ الذي يميل فَتَدْعَمُهُ ليستمسك. والمدعومُ الذي يُحْملُ عليه الثِّقلُ من فوق كالسَّقف يُعْمَدُ بالأساطين المنصوبة. دُعْمِيّ: اسم أبيٍّ حي من ربيعة، ومن ثقيف. ويقال للشيء الشّديد الدِّعام: إنّه لدُعْمِيّ. قال رؤبة : حاول منه العرضُ طولاً سَلْهَبا ... أكْتَدَ دُعْميَّ الحوامي جسزبا

ودُعْمِيُّ كلِّ شيءٍ أشدُّه وأكْثَرُهُ. والدَّعْمُ: تقويةُ الشيءِ الواهنِ، نحو: الحائط المائل فتدعَمه بدِعامةٍ من خلفه، وبه يشبّه الرّجل السيّد يقال: دِعامةُ العشيرة، أي: به يتقوَّوْن. ودعائم الأمور: ما كان قوامها.

معد: الْمَعِدَةُ: [ما] يستوعبُ الطعام من الإنسان، والمِعْدَةُ لغةٌ. قال:

معداً وقلْ لجارتَيْك تمعدا ... إنّي أرى المعد عليها أجودا

قال هذا ساقٍ يسقي إبِلَهُ فاستعان بجاريته إذ لا أعوان له يقول: امعدْ ونادِ جاريتك. والمَعْدُ: أن تأخذَ الشيء من الرّجل ويأخذَهُ منك. والمَعْدُ: نزعُ الماء من البئر. ومُعِدَ الرّجل فهو [مَمْعُودٌ ] ، أي: دويت معدته فلم يستمرىء ما يأكل واشتكاها. ويجوز جمعه على المِعَدِ. مَعَدّ: اسم أبي نزار. والتّمعدُدُ: الصبر على عيشهم في سفر وحضر. تَمَعْدَدَ فلانٌ. وكذلك إذا عاد إليهم بعد التحوّل عنهم إلى غيرهم. والمَعَدُّ مشددة الدّال: اللحم الذي تحت الكتف، أو أسفل منه قليلاً، من أطيب لحم الجنب . ويقال: المَعَدّان من الفرس ما بين كتفيه إلى مؤخر متنيه. قال ابن أحمر :

وإمّا زالَ سرجٌ عن معدٍّ ... وأَجْدِرْ بالحوادثِ أن تكونا

وقال :

وكأنّما تحتَ المعدِّ ضئيلةٌ ... ينفي رُقادَكَ لَدْغُها وسِمامُها

ومَثَلٌ تضربه العرب: قد يأكلُ المعدّيّ أكل السوء، وهو في الإشتقاق يخرج على مَفْعَل، وعلى تقدير فَعَلٍّ على مثال عَلَدٍّ ونحوه، ولم يشتقّ منه فِعْلٌ. مَعْدان: اسم رجل، ولو اشتق منه من سعة المعدة فقيل: معدان واسع المعدة لكان صواباً. والمُعَيْديْ: رجل من كنانة صغير الجثة عظيم الهيبة قال له النّعمان: أن تسمع بالمعَيْديْ خير من أن تراه فذهب مثلا. والمعد: الجَذْبُ. مَعَدْته مَعْداً. ويقال: امْعَدْ دَلْوَكَ، أي: انزَعْها وأَخْرِجْها من البئر. قال الراجز :

يا سعدُ يا ابن عَمَل يا سَعْدُ ... هل يُروِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ معد والمَعْدُ: الغضّ من الثّمار. والتَّمَعْدُدُ: التّردُّد في الّلصوصيّة.

دمع: دَمِعَتِ العينُ تدمَعُ دَمَعاً ودَمْعاً ودُمُوعاً. من قال: دمعت قال: دمعا، ومن قال: دَمَعَتْ قال: دَمْعاً. وعين دامعة، والدّمْع: ماؤها. والدَّمْعَة القطرة. والمَدْمَعُ: مجتمع الدّمع في نواحيها. يقال: فاضت مدامعي ومدامع عيني. والماقيان من المدامع، وكذلك المؤخّران. وامرأة دَمِعَةٌ: سريعة الدمعة والبكاء، وإذا قلت: ما أكثر دَمْعَتَها خفّفت، لأنّ ذلك تأنيث الدمع. قال :

قد بليت مهجتي وقد قرح المد ... مع ...

ويقال للماء الصّافي: كأنّه دمعة. والدَّمّاع من الثّرى ما تراه يتحلّب عنه النّدى، أو يكاد. قال :

من كلِّ دمَّاعِ الثَّرَى مُطَلَّلِ ... يُثِرْنَ صيفيّ الظّباءِ الغُفَّلِ

ودُمّاعُ الكَرْمِ ما يسيل منه أيّام الربيع. والدَّمّاعُ: ما تحرّك من رأس الصبيّ إذا ولد ما لم يشتدّ، وهي اللّمّاعة والغاذية أيضاً. وشجّة دامعة: تسيل دما. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.