Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أثناء

مواليا

مواليا
مَوالِيَا [مفرد]: (دب) فنّ مُستحدث من فنون الشِّعر، يُنظم باللُّغة الملحونة التي تلتزم تسكينَ أواخر الكلمات، ولا يتقيَّد أحيانًا بقافية واحدة ولا برويّ واحد، بل ينوِّع بينهما.
• المَوالِيَا: (دب) نوع من الشِّعر العاميّ، كان العبيد يتغنّوْنَ به في أسفارهم أو في أثناء عملهم، ويقولون في آخر كلّ مقطوعة منه، يا مواليا، إشارة إلى ساداتهم، نشأ في العصر العباسيّ، وهو من بحر البسيط وأجزاؤه: (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن). 

إِسْتِماع

إِسْتِماع
الجذر: س م ع

مثال: عَقَدَ لهم جلسة إِسْتِماع
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لنطق همزة الوصل همزة قطع.

الصواب والرتبة: -عقد لهم جلسة اسْتِماع [فصيحة]
التعليق: الهمزة في «افتعل»، و «انفعل»، و «افعلّ» ومصادرها همزة وصل لا تكتب، وتنطق في بداية الكلام وتسقط أثناءــه. وكلمة «استماع» مصدر «استمع»؛ لذا فهمزتها همزة وصل.

أُخْ

أُخْتُطِفُوا
الجذر: خ ط ف

مثال: الأَطْفَال أُخْتُطِفُوا يوم أمس
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لنطق همزة الوصل همزة قطع.

الصواب والرتبة: -الأطفال اخْتُطِفُوا يوم أمس [فصيحة]
التعليق: الهمزة في «افتعل»، و «انفعل»، و «افعلّ» ومصادرها همزة وصل لا تكتب، وتنطق في بداية الكلام وتسقط أثناءــه. وكلمة «اختطف» وزنها «افتعل»؛ لذا فهمزتها همزة وصل.

القَاضِي

(القَاضِي) الْقَاطِع للأمور الْمُحكم لَهَا وَمن يقْضِي بَين النَّاس بِحكم الشَّرْع وَمن تعينه الدولة للنَّظَر فِي الْخُصُومَات والدعاوى وإصدار الْأَحْكَام الَّتِي يَرَاهَا طبقًا للقانون ومقره الرسمي إِحْدَى دور الْقَضَاء (ج) قُضَاة وَيُقَال سم قَاض قَاتل
القَاضِي: من الْقَضَاء وَهُوَ مَا سَيَجِيءُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَيعلم القَاضِي مِنْهُ وَمن لَهُ أَهْلِيَّة الشَّهَادَة لَهُ أَهْلِيَّة الْقَضَاء وَالْفَاسِق أهل للْقَضَاء إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يُقَلّد وَسَائِر أَحْكَام القَاضِي فِي كتب الْفِقْه.
وَاعْلَم أَن الْقَضَاء بِالْحَقِّ من أقوى الْفَرَائِض بعد الْإِيمَان وَمن أشرف الْعِبَادَات قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّا جعلناك خَليفَة فِي الأَرْض فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ} . وَجَمِيع الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام مأمورون بِهِ وَقَضَاء يَوْم بِالْحَقِّ وَالْعدْل أحب من جِهَاد سنة فِي سَبِيل الله وأجز عَدَالَة يَوْم أفضل من أجر صلوَات سبعين سنة فِي الْبَيْت خَالِصَة لله. أما ترك الدُّخُول فِي الْقَضَاء والامتناع عَن قبُوله أصلح فِي الدُّنْيَا وَالدّين وَإِن كَانَ فِي الْمصر جمَاعَة لكل وَاحِد مِنْهُم صَلَاحِية الْقَضَاء وَالْوَاحد مِنْهُم يمْتَنع عَن قبُوله لَا يَأْثَم وَإِن كَانَ هُوَ مُتَعَيّنا بأهلية الْقَضَاء يَأْثَم بالامتناع لِأَن قبُول الْقَضَاء فرض عَلَيْهِ وتارك الْفَرْض آثم. وَقَالَ بَعضهم لَا يجوز قبُول الْقَضَاء إِلَّا بِالْإِكْرَاهِ وَأَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى كلف بِالْقضَاءِ ثَلَاث مَرَّات وَضرب فِي كل مرّة ثَلَاثِينَ سَوْطًا فَلم يقبل وَالصَّحِيح أَن قبُول الْقَضَاء بِاخْتِيَارِهِ رخصَة والامتناع عَزِيمَة.
القَاضِي: سَائِر أَحْكَام القَاضِي فِي كتب الْفِقْه، وَفِي (مُخْتَار الِاخْتِيَار) فِي شرح آدَاب القَاضِي أَن أَهْلِيَّة الْقَضَاء تكون للَّذي لَدَيْهِ علم الْكتاب وَالسّنة حَتَّى يحكم بِالْحَقِّ، وَأَن يكون محيطا بالحوادث والنوازل على أوسع وَجه وَمن ملاحي النُّصُوص والآيات الَّذِي يمكننا بواسطته الْوُصُول إِلَى بر الْأمان وساحل النجَاة وَهَؤُلَاء قَلَائِل. فَإِذا وَقع فِي مستنقع وَاقعَة مَخْصُوصَة وَلم يسْتَطع الْوُصُول إِلَى ملاحي النُّصُوص فَيجب أَن يسبح بِالِاجْتِهَادِ فِي كل ظَاهِرَة حَتَّى يصل وعَلى قدر استطاعته وَقدرته الْوُصُول إِلَى السَّاحِل. وَيكون الِاجْتِهَاد حجَّة عِنْدَمَا لَا يُخَالف الْكتاب وَالسّنة، وَمَعْرِفَة مَا إِذا كَانَ غير مُخَالف للْكتاب وَالسّنة يكون يَسِيرا إِذا مَا كَانَ عَالما بِالْكتاب وَالسّنة، إِذا فالعلم هُنَا شَرط.
وَفِي (فُصُول الاستروشني) جَاءَ لتَكون قَاضِيا فَلَيْسَ شرطا أَن تكون عَالما ومجتهدا، حَتَّى إِذا جعلُوا الْجَاهِل قَاضِيا، فَإِنَّهُ يصبح قَاضِيا أما الْعَدَالَة يَقُول الْخصاف هِيَ شَرط صِحَة التَّقْلِيد. وَهَذَا هُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي، وَعند الْجَصَّاص الأولية شَرط. وَفِي (الاستروشني) جَاءَ أَن الْعَدَالَة شَرط الأولية وَفِي ظَاهر الرِّوَايَة وَفِي رِوَايَة (النَّوَادِر) شَرط صِحَة التَّقْلِيد، وَبعد عدَّة أسطر يَقُول إِن الْفَاسِق لَدَيْهِ صَلَاحِية الْقَضَاء على أصح الْأَقَاوِيل. وَقَالَ فِي (الْخُلَاصَة) الْأَصَح أَن يَصح تَقْلِيد الْفَاسِق، وَلَكِن فِي (خزانَة الْفَتَاوَى) قَالَ إِن الْجَاهِل الْوَرع أولى من الْعَالم الْفَاسِق، وَفِي (الْخُلَاصَة) و (الْفُصُول) إِذا أَخذ قَاض رشوة أثْنَاء قَضَائِهِ فَفِي أَهْلِيَّته خلاف لَدَى الْمَشَايِخ. وَالصَّحِيح أَنه لَا يصلح قَاضِيا، وَإِذا حكم فَإِن حكمه غير نَافِذ. وعندما يَأْخُذ قَاض رشوة فِي قَضِيَّة مَا أَو ابْنه أَو كَاتبه أَو أحد أعوانه بمعرفته أَو رِضَاهُ أَو بأَمْره فَإِن حكمه يكون غير نَافِذ. أما كبر السن أَو حَدَاثَة السن فَلَا دخل لَهَا فِي الْقَضَاء. لِأَنَّهُ جَاءَ فِي (الْمَبْسُوط) لشمس الْأَئِمَّة السَّرخسِيّ أَن الرَّسُول عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام قد عين (عتاب بن أسيد) أَمِيرا وقاضيا على مَكَّة وَكَانَ عمره ثَمَانِيَة عشر سنة. وَكَانَ فِي الشَّام أَيَّام خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَاض حَدِيث السن، وَهَذَا شكل مدخلًا للْبَعْض لِلطَّعْنِ عَلَيْهِ، فاستدعاه أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر وَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء فِي بَاب الْقَضَاء فَأجَاب عَن جَمِيعهَا صَوَابا فَمَا كَانَ من أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر وَبعد أَن تَأمل كثيرا فِي أَمْثَاله إِلَّا أَن أقره على الْقَضَاء، ويحكى أَن الْمَأْمُون بن الرشيد قلد يحيى بن الأكثم قَضَاء الْبَصْرَة وَكَانَ فِي سنّ الثَّامِنَة عشر، فطعن بَعضهم فِي حَدَاثَة سنه، فَأرْسل لَهُ الْمَأْمُون كتابا يسْأَله فِيهِ عَن عمره فَأَجَابَهُ أنني فِي مثل سنّ (عتاب بن أسيد) حِين عينه صَاحب الرسَالَة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على إِمَارَة مَكَّة وقضائها.
وَأورد الصَّدْر الشَّهِيد: فِي شرح آدَاب القَاضِي الْخصاف رِوَايَة عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ كرم الله وَجهه أَنه صعد يَوْمًا فِي مَوضِع ذِي قار إِلَى أَعلَى تلة وَقَالَ ((أَيهَا النَّاس صَادِقا، لقد سَمِعت من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول مَا من ملك أَو قَاضِي إِلَّا ويأتى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة وَيُوقف أَمَام الْخَالِق تَعَالَى على الصِّرَاط ثمَّ يخرج الْمَلَائِكَة صحيفَة عمله مَعَ الرّعية هَل كَانَ عادلا أم جائرا فَإِذا كَانَ عادلا فِي الْخلق فَإِن الله تَعَالَى ينجيه بعدله وَإِذا كَانَ جائرا فَإِنَّهُ يقطع حَتَّى يكون بَين كل عُضْو من أَعْضَائِهِ وَالثَّانِي مسيرَة مائَة سنة ثمَّ يرْمى بِهِ فِي النَّار ليَكُون مَعَ الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل من جَهَنَّم. وَنقل عَن الْحسن الْبَصْرِيّ أَن بني إِسْرَائِيل يقطعون الأمل فِي أَي شخص يصبح قَاضِيا أَن يصير نَبيا. لِأَنَّهُ كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل أَن من يعبد الله سِتِّينَ سنة يطمعون أَن يَبْعَثهُ الله نَبيا، وعندما يصبح قَاضِيا يَنْقَطِع طمعهم، وَيكْتب اخْتِيَار بن غياث الدّين الْحُسَيْنِي رَحمَه الله تَعَالَى فِي (مُخْتَار الِاخْتِيَار) أنني ذكرت هَذَا الحَدِيث عِنْد أحد الْكِبَار فَقَالَ، هَذَا كَانَ فِي الزَّمن الْمَاضِي، أما فِي زَمَاننَا هَذَا فَيجب أَن نغسل أَيْدِينَا من عقل كل شخص يضع قدمه فِي الْقَضَاء، اللَّهُمَّ احفظنا من شرور أَنْفُسنَا من سيئات أَعمالنَا وَللَّه در من قَالَ:
(ذهب شخص من فاذقان إِلَى القَاضِي فِي اردو ... حَتَّى يرضى وَلكنه لم يفعل)
(فَأعْطَاهُ أخيرا حمارا رشوة ... فَإِذا لم يكن حمارا لم يصبح قَاضِيا)

المعضل

المعضل:
[في الانكليزية] Problematic prophetic tradition
[ في الفرنسية] Tradition prophetique problematique
اسم مفعول من أعضله أي أعيى وهو عند المحدّثين حديث سقط من سنده اثنان فصاعدا كقول مالك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، سواء سقط الصحابة والتابعي أو التابعي وتبعه أو غيرهما، وسواء كان السقوط من موضع واحد أو أكثر على ما قال ابن الصلاح، كذا في خلاصة الخلاصة. وهكذا في التلويح حيث قال:
إن ترك الراوي واسطة فوق الواحد فمعضل انتهى. ومنه قول المصنفين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كذا، ومنه حذف لفظ النبي عليه الصلاة والسلام والصحابي معا ووقف المتن على التابعي كقول الأعمش عن الشعبي:
(يقال للرجل يوم القيمة عملت كذا وكذا)، الحديث. فعلى هذا لا يشترط في المعضل التوالي ولا السقوط من وسطه أو آخره أو أوّله.
وصاحب النخبة اعتبر قيد التوالي وقال المعضل ما سقط من سنده اثنان فصاعدا على التوالي من أيّ موضع كان. وذكر في مقدّمة شرح المشكاة قيد التوالي والسقوط من وسط الإسناد قال: إذا كان السّقوط في أثناء الإسناد. أمّا إذا توالى سقوط راويين اثنيين متتابعين فيسمّى حينئذ (المعضل). وقال القسطلاني المعضل ما سقط من رواته قبل الصحابي اثنان فأكثر مع التوالي كقول مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا.

زربع

زربع
زَرْبَعٌ، كَجَعْفَرٍ، أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان، وَقَالَ الصَّاغانِيّ: هُوَ اسمُ ابنِ زَيْدِ بنِ كَثْوَةَ، وَفِيه يَقُول:
(ولَيلٍ كــأَثْناءِ الرُّوَيْزِيِّ جُبْتُهُ ... إِذا سَقَطَتْ أوراقُه دونَ زَرْبَعِ)
والعجَبُ من صاحبِ اللِّسان فإنّه أَوْرَدَ هَذَا البيتَ فِي دعبع وفَسَّرَه هناكَ بأنَّ زَرْبَعاً: اسمُ ابنِه، وَأَهْمَلَهُ هُنَا.

دأَظ

دأَظ
{دَأَظهُ، كمَنعَهُ: مَلاَه، يُقالُ:} دَأَظَ السِّقاءَ والوِعَاءَ، أَي مَلأَهُمَا، نَقَلَهُ أَبُو زَيْدٍ فِي كِتابِ الهَمْزِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ
(لَقَدْ فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْض ... {والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُ)
هَكَذَا أَنْشَدَهُ يَعْقُوبُ وأَبُو زَيْدٍ، وأَوْرَدَ الأَزْهَرِيُّ هذِهِ الكَلِمَةَ فِي أُْثناءِ تَرْجَمَةِ د أَض قَالَ: ورَوَاهُ أَبو زَيْدٍ} الدَّأْظُ، قَالَ: وكَذلِكَ أَقْرَأَنِيه المُنْذِرِيّ عَن أَبِي الهَيْثَمِ، وفسَّرَهُ فَقَالَ: الدَّأْظُ: السِّمَنُ والامْتِلاءُ. وحُكِيَ عَن الأَصْمَعِيّ أَنّهُ رَوَاهُ الدَّأْض، وجَوَّزَ الظاءَ أَيْضاً، وَقد تَقَدَّم هُناك. وكذلَكَ رُوِي بالصّادِ أَيْضَاً، كَمَا تقدَّم.
(و) {دَأظ القُرْحَةَ} يَدْأَظُها! دَأْظاً: غَمَزَها فانْفَضَخَتْ.
ودَأَظَ فُلانٌ دَأْظاً، أَي سَمِنَ وامْتَلأَ، نَقَلَهُ يَعْقُوبُ وأَبُو الهَيْثَمِ.
ودَأَظَ فُلاناً: غَاظَهُ، فهُو َ {مَدْءُوظٌ، أَي مَغِيظٌ، عَن ابنِ عَبّادِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} دَأَظَه {يَدْأَظُهُ} دَأْظَاً، أَي خَنَقَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وحَكَى ابنُ بَرِّيّ: {دَأَظْتُ الرَّجُلَ: أَكْرَهْتُهُ أَنْ يَأْكُلَ على الشِّبَعِ.
} ودَأَظَ المَتَاعَ فِي الوِعاءِ، إِذا كَنَزَهُ فِيهِ حَتَّى يَمْلاهُ.

خَيط

خَيط
} الخَيْطُ: السِّلْكُ ج {أَخْياطٌ} وخُيُوطٌ! وخُيُوطَةٌ، الأَوَّلُ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ، والأَخيرانِ نَقَلَهُما الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ: مِثْل فُحُولٍ وفُحُولَة. زَاد فِي اللّسَان: زادُوا الهاءَ لتأْنيثِ الجَمْعِ. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لابنِ مُقْبِلٍ:
(فَرِيساً ومَغْشِيًّا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ ... {خُيُوطَةُ مَارِيٍّ لَوَاهُنَّ فَاتِلُهْ)
وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ للشَّنْفَرَى:
(وأَطْوي عَلَى الخَمْصِ الحَوايا كَمَا انْطَوَتْ ... خُيوطَةُ مارِيٍّ تُغارُ وتُفْتَلُ)
قُلْتُ: ومثلُ هَذَا: وَقَع الحافِرُ عَلَى الحافرِ، لَا أنَّ أَحَدَهما أَخَذَ من الثّاني، فإِنَّ التَّشْبيهَ} بخُيوطَةِ مارِيٍّ مَعْنًى مطروقٌ للشُّعَراء، كَمَا حَقَّقَه الآمِدِيُّ فِي المُوازِنَةِ. و {الخَيْطُ من الرَّقَبَةِ: نُخاعُها، يُقَالُ: جاحَشَ فُلانٌ عَن} خَيْطِ رَقَبَتِه، أَي دافَعَ عَن دَمِه. كَذَا فِي اللّسَان والعُبَاب والصّحاح، وَهُوَ مجازٌ. والخَيْطُ جَبَلٌ مَعْروفٌ. والخَيْطُ {الخِياطَةُ، هَكَذا فِي النُسَخِ، والصَّوَابُ الخِياطُ، بِلَا هاءٍ، كَمَا فِي العُبَاب، يُقَالُ: أَعْطِني} خِياطاً ونِصاحاً، أَي {خَيْطاً، واحِداً، قالَهُ أَبُو زَيْدٍ، ومِنْهُ الحَديثُ: أَدُّوا} الخِياطَ {والمِخْيَطَ أَرادَ} بالخِياطِ هُنَا: الخَيْطَ، {وبالمِخْيَطِ: الإبْرَة. والخَيْطُ: انْسِيابُ الحَيَّةِ عَلَى الأرْضِ، وَقَدْ} خاطَ الحَيَّةُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجازِ: الخَيْطُ: الجَماعَةُ، وَفِي الصّحاح: القَطيعُ من النَّعام، وَفِي اللّسَان: وَقَدْ يَكُونُ من البَقَرِ. والخَيْطُ: القِطْعَةُ من الجَرَادِ، {كالخَيْطَى، كسَكْرى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.} والخِيطُ، بالكَسْرِ فيهمَا، أَي فِي النَّعام والجَراد، ذَكَرَ ابْن دُرَيْدٍ الْفَتْح والكَسْرِ فِي النَّعام، وَكَانَ الأَصْمَعِيّ يَخْتارُ الكَسْرَ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ. وَفِي العُبَاب: قَالَ َ لَبيدٌ يَذْكُرُ الدِّمَنَ:
( {وخيطاً من خَواضِبَ مُؤْلِفاتٍ ... كأَنَّ رِئالَها أُرْقُ الإفالِ)
قُلْتُ: ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ لشُبَيْلٍ، ج:} خيطانٌ، بالكَسْرِ، {وأَخْياطٌ أَيْضاً، قالَهُ ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ ابْن دُرَيْدٍ: لمْ أَخْشَ} خيطاناً من النَّعامِ)
وَمن المَجَازِ: نَعامَةٌ {خَيْطاءُ بَيِّنَةُ الخَيَطِ، أَي طَويلَةُ العُنُقِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.} والخِياطُ {والمِخْيَطُ، ككِتابٍ ومِنْبَرٍ: مَا} خِيطَ بِهِ الثَّوْبُ، وهما أَيْضاً: الإبْرَةُ، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى: حتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ {الخِياطِ أَي فِي ثَقْبِ الإبْرَة، قالَ سِيبَوَيْه:} المِخْيَطُ، ونَظيرُه ممّا يُعْتَمَلُ بِهِ مَكْسورُ الأوّل كانَتْ فِيهِ الْهَاء أَو لم تَكُنْ، قالَ: ومِثلُ {خِياطٍ} ومِخْيَطٍ، سِرادٌ ومِسْرَدٌ، وقِرامٌ ومِقْرَمٌ. وَقَوله: والمَمَرُّ والمَسْلَكُ، ظاهِرُ سِياقِه أنَّه مَعْطوفٌ عَلَى مَا قبلَه، فيكونُ {الخِياطُ} والمِخْيَطُ بِهَذَا الْمَعْنى، وَهُوَ وَهَمٌ، والصَّوابُ: {والمَخِيطُ، أَي كمَقيلٍ: المَمَرُّ والمَسْلَكُ، كَمَا هُوَ فِي اللّسَان والعُبَاب عَلَى الصَّواب، وكأَنَّ فِي عِبارَةِ المُصَنِّفِ سَقطاً، فَتَأَمَّل. وَهُوَ} خاطٌ، من {الخِياطَةِ، عَن أَبي عُبَيْدة، كَمَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب، ووَقَعَ فِي التَّكْمِلَة: عَن أَبي عُبَيْدة، ونَسَبَهُ فِي اللّسَان إِلَى كُراع،} وخائِطٌ، {وخَيّاطٌ. وثَوْبٌ} مَخِيطٌ {ومَخْيوطٌ، وَقَدْ} خاطَهُ! خِياطَةً، وأَنْشَدَ ابْن دُرَيْدٍ: هَلْ فِي دَجوبِ الحُرَّةِ المَخيطِ وَذيلَةٌ تَشْفي من الأَطيطِ وَكَانَ حَدُّه مَخْيوطاً، فَليَّنوا الياءَ كَمَا لَيَّنوها فِي خاطٍ، والْتَقَى ساكِنان: سُكونُ الياءِ، وسُكونُ الْوَاو، فَقَالُوا: مَخيطٌ، لالْتِقاءِ الساكِنَيْن، أَلْقَوْا أَحَدَهما. وكَذلِكَ: بُرٌّ مَكيل، وأَصلُه مَكْيول، قالَ الجَوْهَرِيّ: فَمن قالَ مَخْيوطٌ أَخْرَجَه عَلَى التَّمام. وَمن قالَ مَخِيطٌ بَناهُ عَلَى النَّقْصِ لنُقصانِ الْيَاء فِي خِطْتُ، والياءُ فِي مَخيط هِيَ واوُ مَفْعولٍ انْقَلَبَتْ يَاء لسُكونِها وانْكِسارِ مَا قَبْلَها، وإنّما حُرِّكَ مَا قَبْلَها لسُكونِها وسُكونِ الواوِ بعد سُقوطِ الياءِ، وإنّما كُسِرَ ليُعْلَم أنَّ السَّاقِطَ ياءٌ. وناسٌ يَقولون: إنَّ الياءَ فِي مَخيطٍ هِيَ الأصْلِيَّة، والَّذي حُذِفَ واوُ مَفْعولٍ، ليُعْرَفَ الواوِيُّ من اليائِيِّ، وَالْقَوْل هُوَ الأوَّل لأنَّ الواوَ مَزيدَةٌ للبِناءِ، فَلَا يَنْبَغي لَهَا أنْ تُحْذَف، والأصْلِيُّ أَحقُّ بالحَذْفِ لاجْتِماعِ ساكِنَيْن، أَو عِلَّةٍ توجِبُ أَنْ يُحْذَف حَرْفٌ. كَذلِكَ القَوْل فِي كُلِّ مَفْعولٍ من ذَواتِ الثّلاثة إِذا كانَ من بَناتِ الياءِ فإِنَّه يَجيء عَلَى التَّمامِ إلاَّ حَرْفانِ: مِسْكٌ مَدْوُوف، وثَوْبٌ مَصْوُون، فإنَّ هذيْن جَاءَا نادِرَيْن، وَفِي النَّحَويِّين من يَقيسُ عَلَى ذلِكَ فَيَقُول: قولٌ مَقْوُولٌ، وفرسٌ مَقْوُودٌ، قِياساً مُطَّرِداً. وَمن المَجَازِ: أَخَذَ اللَّيْلُ فِي طَيِّ الرَّيْط، وتَبَيَّن الخَيْطُ من الخَيْطِ، يُعْنَى بِهما الخَيْط الأبْيَض والخَيْط الأسْوَد، وَفِي التَّنْزيل العَزيز: حتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُم الخَيْطُ الأبْيَضُ من الخَيْطِ الأسْوَدِ من الفَجْرِ وهُما بَياضُ الصُّبْحِ وسَوادُ اللَّيْلِ، عَلَى التَّشْبيه بالخَيْطِ لدِقَّتِه. وَفِي حَدِيث عَدِيِّ بن حاتِمٍ: إنَّك لعَريضُ القَفا، لَيْسَ الْمَعْنى ذَلِك، ولكنَّه بَياضُ الفَجْرِ من سَوادِ اللَّيْلِ وَفِي)
النِّهاية: ولكنَّه يُريدَ بَياضَ النَّهارِ وظُلْمَة اللَّيْلِ، وَقَالَ أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْتِ:
(الخَيْطُ الأبْيَضُ ضَوْء الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌ ... والخَيْطُ الأسْوَدُ لَوْنُ اللَّيْلِ مَرْكومُ)
وَفِي الصّحاح: الخَيْطُ الأسْوَدُ: الفَجْرُ المُسْتَطيل، ويُقَالُ: سَوادُ اللَّيْل، والخَيْط الأبْيَضُ: الفَجْرُ المُعْتَرِض، قالَ أَبُو دُوادٍ الإياديُّ:
(فَلَمَّا أَضاءتْ لنا سُدْفَةٌ ... ولاحَ من الصُّبْحِ {خَيْطٌ أَنارا)
قالَ أَبُو إسحاقَ: هُما فَجْرانِ، أَحَدُهما يَبْدو أَسْوَدَ مُعْتَرِضاً، وَهُوَ الخَيْطُ الأسْوَدُ، والآخَرُ يَبْدو طالِعاً مُسْتَطيلاً يَمّلأ الأُفُق، وَهُوَ الخَيْطُ الأبْيَضُ، وحَقيقتُه: حتَّى يَتَبَيَّن لكُم اللَّيلُ من النَّهارِ.
وقِيل: الخَيْطُ فِي البَيْتِ: اللَّوْنُ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ويَدُلُّ لَهُ تَفْسيرُ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم إيّاهُما بقوله: إنَّما هُوَ سَوادُ اللَّيْلِ وبَياضُ النَّهارِ. قُلْتُ: وَكَذَا يَشْهد لَهُ قَوْلُ أُمَيَّةَ السَّابِقُ. وَمن المَجَازِ:} خَيَّطَ الشَّيْبُ رَأْسَه، وَفِي رَأسِه ولِحْيَتِه {تَخْييطاً، إِذا بَدا فِيهِ وظَهَر طَرائِقَ، مثلُ وَخَطَ أَو: صارَ} كالخُيوطِ. وَفِي الأَسَاسِ: هُوَ مثلُ نَوَّرَ الشَّجَرُ ووَرَّدَ، {فتَخَيَّطَ رَأسُه بالشَّيْبِ، قالَ بَدْرُ بن عامِرٍ الهُذَلِيّ:
(تالله لَا أَنْسَى مَنيحَةَ واحِدٍ ... حتَّى} تَخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني)
هَكَذا فِي اللّسَان. قُلْتُ: والرِّواية: أَقْسَمْت لَا أَنْسى، ويُرْوى: تَوَخَّطَ. والقُرونُ: جَوانِبُ الرَّأْسِ، ومَنيحَة واحِدٍ، يُرِيد مَنيحة رَجُلٍ. وَفِي العُبَاب: يَعْني بِهِ أَبَا العِيالِ الهُذَلِيّ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: قالَ ابْن حَبيب: إِذا اتَّصَل الشَّيْبُ فِي الرَّأسِ فَقَدْ! خَيَّطَ الرَّأسَ الشَّيْبُ، فجَعَل خَيَّطَ مُتَعَدِّياً، قالَ: فتَكونُ الرِّوايَةُ عَلَى هَذَا: حتَّى تُخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني وجُعِلَ البَياضُ فِيهَا كَأَنَّهُ شَيْءٌ {خيطَ بَعضُه إِلَى بَعْضٍ، قالَ: وأَمّا من قالَ} خَيَّطَ فِي رأسِه الشَّيْبُ، بمَعْنَى: بَدا، فإِنَّه يُريدُ {تُخَيِّطَ بكسرِ الياءِ أَي} خَيَّطَتْ قُروني وَهِي تُخَيِّط، والمَعْنَى: أنَّ الشَّيْبَ صارَ فِي السَّوادِ {كالخُيوطِ وَلم يَتَّصِلْ لأنَّه لَو اتَّصَلَ لكانَ نَسْجاً. قالَ: وَقَدْ رُوِيَ البَيْتُ بالوَجْهَيْنِ، أَعْني} تُخَيَّط، بفَتْحِ الياءِ، وتُخَيِّط، بكسرِها، والخاءُ مفتوحَةٌ فِي الوَجهين. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: خَيْطُ باطِلٍ: الهَواءُ، يُقَالُ: أَرَقُّ من خَيْطِ باطِلٍ، هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِي، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ وأَنْشَدَ ابْن فارِسٍ:
(غَدَرْتُمْ بعَمْرٍ وَيَا بَني خَيْطِ باطِلٍ ... ومِثْلُكُمُ يَبْني البُيوتَ عَلَى عَمْرِو)
) قُلْتُ: وَهَذَا الَّذي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عَن ابْن عباد تَصْحيفٌ، والَّذي نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ وَغَيره عَن أَحْمَدَ بن يَحْيَى يُقَالُ: فُلانٌ أَدَقُّ من خَيْطِ الباطِل. قالَ: {وخَيْطُ الباطِلِ هُوَ الهَباءُ المَنْثور الَّذي يَدْخُلُ من الكُوَّةِ عِنْد حَمْيِ الشَّمْسِ، يُضْرَب مَثَلاً لِمَنْ يَهون أَمْرُه. أَو ضَوْءٌ يَدْخُلُ من الكُوَّةِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وَفِي الصّحاح:} خَيْطُ باطِلٍ: الَّذي يُقَالُ لَهُ لُعابُ الشَّمْسِ، ومُخاطُ الشَّيْطانِ. قُلْتُ: وفَسَّرَ الزَّمَخْشَرِيُّ مُخاطَ الشَّيْطانِ بِمَا يَخْرُجُ من فَمِ العَنْكَبوتِ، وكَذلِكَ قالَهُ ابنُ بَرِّيّ، فَهُوَ غيرُ لُعابِ الشَّمْسِ، وكأَنَّ المُصَنِّفِ جَعَلَه عَطْفَ تَفْسيرٍ، وليسَ كَذَلِك، فتأَمَّلْ.! والخَيْطَةُ فِي كَلامِ هذَيْل: الوَتِدُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وزادَ السُّكَّرِيّ: الَّذي يوتَدُ فِي الحَبْلِ لِيَتَدَلَّى عَلَيْهَا، أَي عَلَى الخَلِيّة. وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ:
(تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ {وخَيْطَةٍ ... بجَرْداءَ مِثْل الوَكْفِ يَكْبو غُرابُها)
يَقُولُ: تَدَلَّى صاحِبُ العَسَلِ. والسِّبُّ: الحَبْلُ. والجَرْداءُ: الصَّخْرَة. والوَكْف: النِّطع. شَبَّهها بِهِ فِي المَلاسَة، والباءُ فِي بِجَرْداء بمعنَى فِي أَو عَلَى وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الخَيْطَة: الحَبْلُ، كَمَا نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ، وأَنْشَدَ:
(تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... شَديدَةُ الوَصاةِ نابِلُ وابنُ نابِلِ)
ونَقَلَ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي عَمْرٍ و:} الخَيْطَةُ: حَبْلٌ لَطيف يُتَّخَذُ من السَّلَبِ، وَنَقله السُّكَّرِيّ أَيْضاً فِي شَرْحِ الدِّيوان. فَقَالَ: ويُقَالُ {خَيْطَة هُوَ حَبْلٌ من سَلَبٍ لَطيف. قالَ والسَّلْبُ: شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الحِبال. وَقَالَ غيرُه: الخَيْطَة: خَيْطٌ يكونُ مَعَ حَبْلِ مُشْتار العَسَلِ، فَإِذا أَرادَ الخَلِيَّة ثمَّ أَرادَ الحَبْلَ جَذَبَه بذلك الخَيْطِ، وَهُوَ مَرْبوطٌ إِلَيْهِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السّابِقُ. أَو الخَيْطَةُ: دُرَّاعَةٌ يَلْبَسُها، وَهُوَ قَوْلُ ابْن حَبيب فِي شَرْحِ قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ. وَمن المَجَازِ: خاطَ إِلَيْهِ خَيْطَةً، إِذا مَرَّ عَلَيْهِ مَرَّةً واحِدَة. وَفِي الأَسَاسِ:} خاطَ فُلانٌ {خَيْطَةً: إِذا امْتَدَّ فِي السَّيْرِ لَا يَلْوي عَلَى شَيْءٍ وكَذلِكَ خاطَ إِلَى مَقْصِدِه، أَو خاطَ خَيْطَةً: مَرَّ مَرَّةً سَريعَةً وَقَالَ اللَّيْثُ: خاطَ خَيْطَةً واحِدَةً، إِذا سَار سَيْرَةً وَلم يَقْطَعِ السَّيْرَ. وَفِي نَوادِرِ الأعْرابِ: خاطَ} خَيْطاً، إِذا مَضَى سَريعاً، {وتَخَوَّطَ} تَخَوُّطاً مثلُه، وكَذلِكَ: مَخَطَ فِي الأرْضِ! مَخْطاً، كاخْتاطَ واخْتَطَى، قالَ كُراع: هُوَ مأْخوذٌ من الخَطْوِ، مقلوبٌ عَنهُ. قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا خَطَأٌ، إِذ لَو كانَ كَذلِكَ لقالوا: {خاطَه خَوْطَة، وَلم يَقولوا} خَيْطَةً. قالَ: وَلَيْسَ مثلُ كُراع يُؤْمَنُ عَلَى هَذَا. وَمن المَجَازِ: {مَخيطُ الحَيَّةِ: مَزْحَفُها، وَهُوَ ممَرُّها ومَسْلَكُها، قالَ ذُو الرُّمَّة:)
(وبينَهُما مُلْقَى زِمامٍ كَأَنَّهُ ... مَخِيطُ شُجاعٍ آخِرَ اللَّيْلِ ثائِر)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الخِيَاطُ: بالكَسْرِ: لغةٌ فِي} الخِيَاطَةِ، قالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(كأَنَّ عَلَى صَحَاصِحِه رِيَاطاً ... مُنَشَّرَةً نُزِعْنَ مِنَ الخِيَاطِ)
{وخَيَّطَهُ} تَخْيِيطاً، {كَخَاطَهُ، ومِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِر: فَهُنَّ بالأَيْدِي مُقَيَّساتُهُ مُقَدِّراتٌ} ومُخَيِّطَاتُهُ {والخِيَاطَةُ: صِناعَةُ} الخَائطِ. {والخَيْطُ: اللَّوْنُ. وخَيْطُ بالطلٍ: لَقَبُ مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ، لُقِّب بِهِ لطُوله، كَأَنَّهُ شُبِّه} بمُخَاطِ الشَّيْطانِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: لأَنَّه كانَ طَويلاً مضْطَرِباً، وأَنْشَدَ للشَّاعرِ، قُلْتُ: هُوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ الحَكَم:
(لَحَى اللهُ قَوْماً مَلَّكُوا خَيْطَ باطِلٍ ... عَلَى النَّاسِ يُعْطي مَنْ يَشاءُ ويَمْنَعُ)
والخَيَطُ، مُحَرَّكَةً: طولُ قَصَبِ النَّعامِ، وعُنُقِه، ويُقَالُ: هُوَ مَا فِيهِ من اخْتِلاطِ سَوادٍ فِي بياضٍ لازِمٍ لَهُ، كالعَيَس فِي الإِبِل العِرَابِ، ويُقَالُ: خَيَطُ النَّعامِ هُوَ: أَن يَتَقاطَرَ ويَتَتَابَعَ {كالخَيْطِ المَمْدودِ. ويُقَالُ: خاطَ بَعيراً ببَعيرٍ، إِذا قَرَنَ بَيْنَهُما، وَهُوَ مَجازٌ. قالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:
(بَلِيدٌ لم} يَخِطْ حَرْفاً بعَنْسٍ ... ولكِنْ كانَ! يَخْتَاطُ الخِفَاءَ) أَي لم يَقْرِن بَعيراً ببَعيرٍ، أَرادَ أَنَّهُ لَيْسَ من أَرْبابِ النَّعَمِ. والخِفَاءُ: الثَّوْبُ الَّذي يَتَغطَّى بِهِ.
ويُقَالُ: مَا آتيكَ إلاَّ {الخَيْطَةَ، أَي الفَيْنَةَ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: فِي البطْنِ مِقاطُه} ومَخِيطُه، قالَ: {ومَخِيطُه: مُجْتَمع الصِّفاقِ، وَهُوَ ظاهرُ البَطْنِ. وَنقل شَيْخُنَا عَن عِنايَةِ الشِّهابِ أَثْناءَ الأَعْرافَ: المَخْيَطُ، كمَقْعَدٍ: مَا خِيطَ بِهِ. قُلْتُ: وَهُوَ غَريبٌ.} والخَيَّاطُ، كشَدَّادٍ: الَّذي يَمُرُّ سَريعاً، قالَ رُؤْبَةُ: فقُلْ لذَاكَ الشَّاعِرِ الخَيَّاطِ وذِي المِرَاءِ المِهْمَرِ الضَّفَّاطِ رُغْتَ اتِّقَاءَ العَيْرِ بالضُّرَاطِ {والخَيْطَانُ} والخِيطَانُ، بالفَتْحِ والكَسْرِ: الجَماعَةُ من النَّاس. {ومَخِيطٌ، كمَقِيلٍ: جَبَلٌ.} وخَيَّاطُ بنُ خَليفَة، والدُ خَليفَة: مُحَدِّثانِ مَشْهورانِ، وحَمَّادُ بنُ خالدٍ {الخَيَّاط، وغيرُه: مًحَدِّثون. وشَيْخُ الإِسْلام علاءُ الدِّينِ سَديدُ بنُ محمَّدٍ} - الخَيَّاطِيّ الخُوارِزْمِيّ، عَن فَخْرِ المَشايِخ عليّ بن محمّد)
العِمْرانِيّ، وَعنهُ نَجْمُ الدِّين الحُسَيْنُ بنُ محمَّدٍ البارع. والحافِظُ أَبُو الحُسيْن محمَّدُ بنُ حَسَنِ بن عليّ الجُرْجانِيّ الخَيَّاطِيّ، سكَنَ مَا وراءَ النَّهر، وحدَّثَ عَن عِمْرانَ بنِ موسَى بن مُجاشِعٍ، وَعنهُ غُنْجَار، وَمَات سنة، هَكَذا ضَبَطَه الحافظُ فيهمَا. وأَحمدُ بن عليٍّ الأَبَّار {- الخُيُوطِيُّ: عَن مُسَدِّدٍ، وعليُّ بنُ الفضْلِ الخُيُوطِيُّ، عَن البَغَوِيّ. وجَزِيرَةُ} الخُيُوطِيِّن: مَوْضِعٌ بمِصْر. {وخَيَّاطُ السُّنَّة: لَقَبُ مُحَدِّثٍ مَشْهور. ومِخْيَطٌ، كمِنْبَرٍ: لقبُ الشَّريف أَبي محمّدٍ الحُسَيْنُ بنِ أَحمدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ دَاوُودَ الحُسَيْنِيِّ، أَميرِ المدينَةِ، نزَلَ مِصْر، وإِنَّما لقِّبَ بِهِ لأَنَّه كانَ يُبْرِئُ المَكْلوبينَ. وَكَانَ إِذا أُتِيَ بمَكْلوبٍ يَقُولُ: ائْتُوني} بمِخْيَطٍ، وَهِي الإِبْرَةُ، وَهُوَ جَدُّ! المَخَايِطَةِ بالمَدينَةِ ومصرَ والكوفَةِ.

فءَس

فءَس
{الفَأْسُ م مَعْروفَةٌ، وَهُوَ آلةٌ من آلاتِ الحَدِيد، يُحْفَرُ بهَا ويُقْطَعُ، مؤَنَّثَةٌ، ج} أَفْؤُسٌ {وفُؤُوسٌ، وَقيل: يُجْمَع} فُؤْساً، على فُعْلٍ. {والفَأْسُ من اللِّجَام: الحَديدَةُ القائمَةُ فِي الحَنَكِ، وَقيل: هِيَ المُعْتَرِضَةُ فِيهِ، وَفِي التَّهْذِيب: هِيَ الحَديدَةُ القائمَةُ فِي الشَّكِيمَة، قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. وقيلَ: هِيَ الَّتي فِي وَسَط الشَّكيمَةِ بَيْنَ المِسْحَلَيْن. قلتُ: وعَلى القَوْل الأَوَّل اقْتَصَر ابنُ دُرَيْد فِي كِتاب السَّرْج اللِّجَام، وأَنْشَد:
(يَعَضُّ علَى فاَْسِ اللِّجَامِ كأَنَّهُ ... إِذا مَا انْتَحَى سِرْحانُ دَجْنٍ مُوَائلُ)
قَالَ: والمِسْحَل: حَدِيدَةٌ تَحْتَ الحَنَكِ، والشَّكِيمَةُ: حَديدَةٌ مُعْتَرِضَةٌ فِي الفَمِ، وَهَذَا خِلافُ مَا تقدَّم عَن بَعضهم، فإِنَّه فَسَّرَ الفأْسَ بالحَديدَة المُعْتَرِضَة، وَفِيه نَظَرٌ، وَهَذِه صورةُ اللِّجَام، كَمَا صَوَّرهَا ابنُ دُرَيْدٍ فِي الكِتاب المَذْكُور، لتَعْرِفَ الفَأْسَ من المِسْحَل. والفَأْسُ من الرَّأْس: حَرْفُ القَمَحْدُوَة المُشْرِفُ عَلَى القَفَا، وقيلَ: فَأْسُ القَفَا: مُؤَخَّرُ القَمَحْدُوَةِ، وَمِنْه قَوْلُ الزَّمَخْشَرِيّ: صَلَقَهُ علَى مُؤَخَّر رَأْسِه، حَتَّى فَلَقَ} فَأْسَه! بفَأْسِه. والفأْسُ: الشَّقُّ، يُقَال: فَأَسَ الخَشَبَةَ، أَي شَقَّهَا بالفَأْس، وَقَالَ الأَزْهَريُّ: فأَسَهُ: فَلَقَه. والفَأْسُ: الضَّرْبُ {بالفَأْس، قَالَ أَبو حَنيفَةَ، رَحمَه الله تَعَالَى:} فَأَسَ الشَّجَرَةَ {يَفْأَسُهَا: ضَرَبَها بالفَأْس، وَقَالَ غيرُه: قَطَعَها بهَا. والفَأْسُ: إِصابَةُ فَأْس الرَّأْسِ، وَقد} فَأَسَهُ {فَأْساً. (و) } الفأْسُ: أَكْلُ الطَّعَامِ، وَقد {فأَسَهُ: أَكَلَهُ. فِعْلُهُنَّ كمَنَعَ.} وفاسُ: د، عَظيمٌ بالمَغْربِ، بل قاعدَتُ وأَعْظَمُ أَمْصَارِه وأَجْمَعُه، قَالَ شيخُنَا: وَهِي مَسْقَطُ رَأسِي ومَحَلُّ أُناسِي:
(بِلاَدٌ بهَا نِيطَتْ عَلَيَّ تَمَائمِي ... وأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرَابُها)
وفيهَا يَقُولُ الشاعرُ فِي قَصِيدَةٍ أَوَّلُهَا:
(يَا فاسُ حَيَّا اللهُ أَرْضَكِ منْ ثَرىً ... وسَقَاكِ منْ صَوْب الغَمَامِ المُسْبِلِ)

(يَا جَنَّةَ الدُّنْيا الَّتِي أَرْبَتْ علَى ... مِصْرٍ بمَنْظَرهَا البَهِيِّ الأَجْمَلِ)
قيلَ: بَنَاها مَولاَيَ إِدْرِيسُ بنُ عبد الله بن الحَسَن حينَ اسْتَفْحَلَ أَمْرُه بطَنْجَةَ، وَقيل: بل اتَّخَذَها دَارَ مُلْكِه، فَهِيَ بيَدِ أَوْلاَده إِلى نَحْو الثّلاثِمائةِ سنة، حتَّى تَغَلَّبَ عليَها المُتَغَلَّبُون، وَمَعَ ذَلِك فالرِّيَاسَةُ لم تَخْرُجْ منهُم إِلى الْآن. تُرِكَ هَمْزُهَا لكثرةِ الاسْتَعْمَال، وَقَالَ الصّاغَانِيُّ: وهم لَا يَهْمِزُونَهَا. ولذَا ذَكَرَه المصنَّفُ ثَانِيًا فِي المُعْتَلّ، وَفِي النامُوس: أَنَّ الصوَابَ فه الإِبدالُ، وَهِي)
لغةٌ جائزةُ الِاسْتِعْمَال، وأَنكَرَ بعضُ شُرّاح الشِّفَاءِ الهَمْزَ فِيهِ، وَهُوَ غَريبٌ، بل كَلاَمُ مُؤَرِّخِيهَا ظاهِرٌ فِيهِ، لأَنَّهم قالُوا: إِنَّها سُمِّيَتْ! بفَأْسٍ كانَتْ تُحْفَرُ بهَا، وقيلَ: كَثُرَ كَلامُهم عِنْد حَفْرِ أَساسَهَا: هَاتُوا الفاس، وَدُّوا الفاس، فسُمِّيَتْ بهَا. وَقيل: لأَنّ مَوْلايَ إِدْريسَ سأَلَ عَن اسْم ذلكَ الوَادِي، فقالُوا لَهُ: ساف فسَمَّاها فاس، بالقَلْب، تَفاؤُلاً. وَقيل: غيرُ ذَلِك، كَمَا بَسَطَه صاحبُ الرَّوْض بالقِرْطاس، وكأَنَّهُ فِي أَثْناءِ سَبْعِمائةٍ خَمسٍ وَعشْرين.

لجر

(لجر)
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: اللاَّجرُ، وَهِي قَرْيَة من قرى بَغْدَاد، لَيْسَ بهَا أطيب من مَائِهَا، هَكَذَا ضبطَه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن خَليفَة، وَكَانَ فِي أثْنَاء سنة، نَقله ابْن الجلاّب فِي كتاب الْفَوَائِد المنتخبة لَهُ. وَقد سبق التَّصْرِيح بِهِ فِي: أَج ر فَرَاجعه.

أَدر

أَدر
: (} الآدَرُ) ، كآدَم، ( {والمَأْدُورُ: مَن يَنْفَتِقُ صِفَاقُه فيقعُ قُصْبُه فِي صَفْنِه، وَلَا يَنْفَتِق إِلّا مِن جَانِبه الأَيسَرِ، أَو) } الآدَرُ! والمَأْدُور: (مَنْ يُصِيبُه فَتْقٌ فِي إِحْدَى خُصْيَيْه) ، وَلَا يُقَال: امرأَةٌ {أَدْرَاءُ؛ إِمّا لأَنه لم يُسْمَع، وإِمّا أَن يكونَ لاختلافِ الخِلْقَةِ.
وَقد (} أَدِرَ، كفَرِحَ) ، {يأْدَرُ} أَدَراً، فَهُوَ {آدَرُ، (والاسمُ} الأُدْرَةُ، بالضَّمِّ ويُحَرَّك) ، وهاذه عَن الصغانِّي. وَقَالَ اللَّيْثُ: {الأَدَرَةُ} والأَدَرُ مصدرانِ، {والأُدْرَةُ اسمُ تِلْكَ المُنْتَفِخَةِ، والآدَرُ نَعتٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ رَجلاً أَتاه وَبِه} أُدْرَةٌ فَقَالَ: ائْتِ بعُسَ، فحَسَا مِنْهُ، ثمَّ مَجَّه فِيهِ، وَقَالَ: انْتَضِحْ بِهِ، فذَهبتْ عَنهُ {الأُدْرَةُ) .
ورجلٌ} آدَرُ: بَيِّنُ الأَدَرَةِ.
وَفِي المِصباح: {الأُدْرَة كغُرْفَة: انتفاخُ الخُصْيَة. وَقَالَ الشِّهاب فِي أَثناءِ سُرَةِ الأَحزاب؛} الأُدْرَة، بالضّمِّ: مرضٌ تَنتفخُ مِنْهُ الخُصْيَتانِ ويَكْبُرانِ جِدًّا؛ لانطباقِ مادَّةٍ أَو رِيحٍ فيهمَا.
(وخُصْيَةٌ {أَدْراءُ: عَظِيمةٌ بِلَا فَتْقٍ) .
(و) يُقَال: (قومٌ} مآدِيرُ) ، أَيْ {أُدْرٌ) ، بضمَ فسكونٍ، نقلَه الصَّغانيّ.
وَقيل:} الأَدَرَةُ، محرَّكة: الخُصْيَةُ، وَقد تقدَّم، وَهِي الَّتِي يُسَمِّيها الناسُ القَيْلَةَ، وَمِنْه الحديثُ: (إِنّ بني إِسرائيلَ كانُوا يقولُون إِنّ مُوسَى {آدَرُ؛ مِن أَجْلِ أنْه كَانَ لَا يَغْتَسلُ إِلّا وَحدَه) ، وَفِيه نزل قولُه تعالَى: {لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ ءاذَوْاْ مُوسَى} (الْأَحْزَاب: 69) الْآيَة.

وَفد

(وَفد)
على الْقَوْم وإليهم (يفد) وَفْدًا ووفودا ووفادة قدم وَورد رَسُولا فَهُوَ وَافد (ج) وُفُود ووفد وأوفاد ووفد
وَفد
: (} وَفَدَ إِليه وعَلَيْهِ {يَفِدُ} وَفْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، ( {ووُفُوداً) ، بالضَّمّ، (} ووِفَادَةً) ، بِالْكَسْرِ، ( {وإِفَادَةً) ، على البَدَلِ (: قَدِمَ) ، فَهُوَ} وافِدٌ، قَالَ سِيبويهِ: وسمعناهم يُنْشِدُونَ بَيت ابنِ مُقْبِلٍ.
إِلاَّ {الإِفَادَةَ فَاسْتَوْلَتْ ورَكائِبُنَا
عِنْدَ الجَبَابِيرِ بِالْبَاسَاءِ والنِّعَمِ
كَذَا نَصّ المُحْكَمِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَفَدَ فُلاَنٌ} يَفِدُ {وِفَادَةً، إِذَا خَرَج إِلى مَلِكٍ أَو أَميرٍ. (و) فِي الصّحاح والأَساس:} وَفَدَ فُلانٌ علَى الأَمِيرِ، أَي (وَرَدَ) رَسُولاً، فَهُوَ {وَافِدٌ، وهاكذا أَورَدَه المُصَنِّففي البصائر، (} وأَوْفَدَه علَيْه) ، وَهِي بَقِيَّةُ عِبَارَةِ المُحْكَم، ومثلُه فِي الأَساس، (و) {أَوْفَدَه (إِلَيْه) . من عبارَة الجوهَرِيِّ، ونَصُّها:} وأَوْفَدْتُه أَنا إِلى الأَمِيرِ: أَرْسَلْتُه، واقْتَصَرَ على هاذِه المُصَنِّفُ فِي البَصَائِر، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه أَيضاً بَعْدَ سِياقِ الكلامِ، (فَهُمْ {وُفُودٌ) ، بالضمِّ، جَمْعُ} وَافِدٍ، ( {ووَفْدٌ) ، هُوَ اسمٌ للجَمْعِ، وَقيل جمْع} وافِدٍ، كصَحْبٍ وصَاْبٍ، ( {وأَوْفَادٌ) ، قَالَ شيخُنَا: تَسَامَحُوا فِيهِ لأَنه مُعْتَلُّ الأَوَّلِ، (} ووُفَّدٌ) ، كرُكَّع، وَزَاد الزَّمخشريُّ فَقَالَ: {ووُفَّادٌ.
(و) من المَجاز (} الوَافِدُ) هُوَ (: السابقُ من الإِبلِ) ، وَعَلِيهِ اقتصرَ فِي اللسانِ، وَزَاد غيرُه: (والقَطَا) ، وَفِي الأَساس: الطَّيْرِ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يتقَدَّم (سائِرَها) فِي السَّيْرِ والوُرُودِ.
(و) من المَجازِ: {الوافِد: هُوَ (المُرْتَفِع) الناشِزُ (مِن الحدِّ عِنْد المَضْغِ) . وَفِي البصائر:} والوافِدَان فِي قَوْلِ الأَعْشَى:
رَأَتْ رَجُلاً غَائِبَ {الوَافِدَيْنِ
مُخْتَلِفَ الخَلْقِ أَعْشَى ضَرِيرَا
هُمَا النَّاشِزَانِ مِن الخَدَّيْنِ عِنْد المَضْغِ، (و) من ذالك قَوْلهم: (مَنْ شَابَ غَاب} وافِدَاهُ) .
( {ووافِدٌ: حَيٌّ) من العَرَب.
(} والإِيفادُ الإِشرَافُ) على الشيْءِ، وأَنشد فِي البصائر لِحُمَيْدِ بن ثَوحرٍ الهلاليِّ رَضِي الله عَنهُ:
تَرَى العِلاَفِيَّ عَلَيْهَا {مُوفِدَا
كَأَنَّ بُرْجاً فَوْقَهَا مَشَيَّدَا
أَي مُشْرفاً، وَيُقَال للفرسِ: مَا أَحْسَنَ مَا أَوْفَدَ حَارِكُه، أَي أَشْرَفَ، وَهُوَ مَجاز، (} كالتَّوفُّدِ. و) {الإِيفادُ أَيضاً (: الإِرْسالُ) ، وَقد} أَوْفَده عَلَيْهِ وإِليه، كَمَا تقدَّم، ( {كالتَّوْفِيدِ) ، يُقَال: وفَّدُه الأَمِيرُ إِلى الأَمِيرِ الَّذِي فَوْقَه، إِذا أَرْسَلَه.
(و) } الإِيفاد (: رَفْعُ الرِّيمِ رَأْسَه ونَصْبُه أُذُنَيْهِ) ، قَالَ تَمِيمُ بن مُقْبِل:
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْمَ السِّيَارِ بِفَاحِمٍ
وسُنَّةِ رِيمٍ خَافَ سَمْعاً {فَأَوْفَدَا
(و) } الإِيفاد (: الأَسراعُ) ، وَهُوَ فِي شعر ابنِ أَحْمَر (و) من الْمجَاز: الإِيفاد (: الارْتِفَاعُ) ، يُقَال:! أَوْفَدَ الشيءُ، إِذا ارتَفَعَ، كَمَا فِي الأَساس، وَفِي اللِّسَان أَوْفَدَ الشيءَ: رَفَعَه، وأَوْفَدَ هُوَ: ارْتَفع. ( {والوَفْدُ: ذِرْوَةَ الحَبْلِ) بالحاءِ الْمُهْملَة وسْمون الموحَّدة (من الرَّمْلِ المُشْرِفِ) ، هاكذا فِي نُسْختنا، وَمثله فِي اللِّسَان، وَفِي بعض النُّسخ: ذِرْوَةَ الجَبَلِ، وَمن الرَّمْل: المُشْرِف.
(و) من الْمجَاز (} المُسْتَوْفِدُ: المُسْتَوْفِزَ) ، يُقَال: فُلانٌ {مُسْتَوْفدٌ فِي قِعْدَته، أَي مُنْتَصِبٌ غيرُ مُطْمَئِنَ، كمُسْتَوْفزِ، وَفِي الأَسَاس:} اسْتَوْفَد فِي قِعْدَتِه: ارْتَفَع وانْتَصَبَ، ورأَيْتُه {مُسْتَوْفِداً.
(وبَنُو وَفْدَانَ) ، بالفَتْح (: حَيٌّ) من الْعَرَب، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِي:
إِنَّ بَنِي وَفْدَانَ قَوْمٌ شُكُّ
مِثْلُ النَّعَامِ والنَّعَامُ ضُكُّ
(} والأَوْفَاد: قومٌ) .
(و) يُقَال (هُمْ على {أَوْفَادٍ) ، أَي (على سَفَرٍ) قد أَشْخَصَنَا، أَي أَقْلَقَنا، كأَوْفَازٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
هُوَ كثير الوِفَاءِ على المُلُوك. وَمَا أَوْفَدَكَ عَلَيْنَا،} - واسْتَوْفَدَني، وتَوَافَدْنَا عَلَيْهِ.
وَمن المَجاز: الحَاجُّ وَفْدُ الله. وَبَيْنَا أَنا فِي ضِيقٍ إِذْ أَوْفَد الله عَلَيَّ بِرَجُلٍ فأَخْرَجَني مِنْهُ. بمعنَى جاءَني بِهِ.
وَرَكَبُ {مُوفِد: مُرْتَفِع، وَكَذَا سَنَامٌ مُوفِدٌ.
} وتَوَفَّدت الإِبلُ والطَّيْرُ: تَسابَقَت، كَذَا فِي اللسانِ، وعِبَارة الأَساس: {تَوَفَّدَت الأَوْعَالُ فوقَ الجَبَلِ: أَشْرَفَت. وَفِي التكملة: تَشَوَّفَتْ. وكلّ ذالك مَجَازٌ.
} والأَوْفَاد: قَوْمٌ مِن العَربِ، أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابيّ:
فَلَوْ كُنْتُمْ مِنَّا أَخَذْتُمْ بِأَخْذِنَا
ولاكِنَّمَا! الأَوْفَادُ أَسْفَلَ سَافِلِ {وَوَافِدُ بنُ سَلاَمَةَ، رَوَى حَدِيثَه ضَمْرَةُ بن رَبِيعةَ.
ووافِدُ بنُ مُوسَى الذَّارِع، يُقَال فِيهِ بِالْقَافِ أَيضاف.
وأَبُو وَافِدٍ، روى عَنهُ عبدُ الجبَّار بن نافِعٍ الضَّبِّيّ، ومحمّد بن يُوسُف بن وافِد، وأَبو بكر يحيى بن عبد الرحمان بن وافِدٍ اللَّخْمِيّ قَاضِي قُرْطَبَةَ، وأَبو المَرَجَّا سالِمُ بن ثِمَالِ بن عَفَّانَ بن وافِدٍ، كَذَا فِي التبصير لِلْحَافِظِ.
تَكْمِيل:
قد تَكَرَّر لَفْظُ الوَفْدِ فِي الحديثِ، وهم القَوْمُ يَجْتَمِعُون فَيَرِدُون البلادَ، واحدُهُم وافدٌ، وكاذلك يَقْصِدُونَ الأُمراءَ لِزيارَةٍ واسْتِرْفادٍ وانْتِجاعٍ وايرِ ذالك، وَفِي الحَدِيث (وَفْدُ الله ثَلاَثَةٌ) وَفِي حَدِيث الشَّهِيد ((فإِذا قُتلَ) فَهُوَ وافِدٌ لِسَبْعِينَ يَشْعِدُ لَهُم. وَقَوله: (أَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهم) . وَقَالَ النَّوَوِيُّ: الوَفْدُ: جَمَاعَةٌ مُخْتَارَةٌ للتقَدُّم فِي لِقَاءِ العُظماءِ. وَقَالَ الزّجَّاج فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْداً} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 85) قيل الوَفْدُ: الرُّكْبَانُ المُكَرَّمُونَ. وَفِي تَفْسِير ابنِ كَثِير، وَمِنْه أَخَذَ أَحَدُ الجَلالَيْنِ، أَنَّ الوَفْدَ القَادِمُونَ رُكْبَاناً. وَفِي العِنَايَةِ للخَفَاجِيّ أَنَّ أَصْلَ الوُفودِ القُدُومُ على العظماءِ للعَطَايَا والاسْتِرْفَادِ. وَفِي شرْحهِ للشفاءِ أَثْنَاءَ إِعجازِ القرآنِ: أَصْلُ مَعْنَى الوَفْدِ الإِشْرَافُ. هاذه أَقوالهم، وظاهرُ كلامِ المُصَنّف كغيرِه من الأَئمَّةِ أَن} الوَفْد! والوُفُودَ هم القَوْمُ القادِمُون مُطلَقاً، مُشاةً أَو رُكْبَاناً، مُخْتَارِين للقاءِ العُظَماءِ أَوْلاَ، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ، وَيُمكن أَن يُقَال إِن كلامَ النَّوَوِيّ وغيرِه استعمالٌ عُرْفِيٌّ، وكلامَ المُصَنِّف وغيرِه استعمالٌ لُغَويّ، وَالله أَعلم.

زجح

زجح
: (زَجَحَه، كمنَعَه: سَجَحَه) الزّايُ لُغَة فِي السّين، وسيأْتي، أَو لَثْغة.
والمزْجِحُ، اسمُ مَوْضعِ، ذكَره السُّهيليّ فِي الرَّوض أَثناءَ الْهِجْرَة.

فرط

(ف ر ط) : (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا) أَيْ أَجْرًا يَتَقَدَّمُنَا وَأَصْلُ الْفَارِطِ وَالْفَرَطِ فِيمَنْ يَتَقَدَّمُ الْوَارِدَة.
فرط: {فرطا}: سرفا وتضييقا. {فرطنا}: قدمنا. {فرطتم}: قصرتم. {يفرط}: يعجل. 
(فرط) : فَرَطَت النَّخْلَةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ، حَتى يَعْسُو طَلْعُها، وأَفْرَطْتُها أَنا. 
(فرط) الشَّيْء وَفِيه قصر فِيهِ وضيعه حَتَّى فَاتَ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَن تَقول نفس يَا حسرتى على مَا فرطت فِي جنب الله} وَتَركه وأغفله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {توفته رسلنَا وهم لَا يفرطون} والبئر تَركهَا حَتَّى يعود إِلَيْهَا مَاؤُهَا وَفُلَانًا قدمه وَفِي الْخُصُومَة جرأه وَإِلَيْهِ رَسُولا قدمه وأرسله
(فرط)
فروطا وفرطا عجل وأسرع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَا رَبنَا إننا نَخَاف أَن يفرط علينا أَو أَن يطغى} يتعجل الْعقُوبَة وَمِنْه كَلَام سبق بِغَيْر روية وَيُقَال فرط مِنْهُ خير أَو شَرّ سبق وَإِلَى سَيْفه أسْرع إِلَى سَله وَعَلِيهِ فِي القَوْل أسرف وَفِي الْأَمر قصر وَالْقَوْم فرطا وفراطة تقدمهم فَهُوَ فارط (ج) فراط وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي السَّبق إِلَى المَاء لإعداده وتهيئته وَإِلَيْهِ رَسُولا قدمه وأعجله وَفُلَان ولدا احتسبه صَغِيرا وَيُقَال فرط لَهُ ولد سبقه إِلَى الْجنَّة وَالْعقد والعنقود وَنَحْوهمَا بدد مِنْهُمَا الْحبّ وفرقه (محدثة)
فرط
فَرَطَ: إذا تقدّم تقدّما بالقصد يَفْرُطُ ، ومنه: الفَارِطُ إلى الماء، أي: المتقدّم لإصلاح الدّلو، يقال: فَارِطٌ وفَرَطٌ، ومنه قوله عليه السلام: «أنا فرطكم على الحوض» وقيل في الولد الصّغير إذا مات: «اللهمّ اجعله لنا فَرَطاً» وقوله: أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا
[طه/ 45] ، أي: يتقدّم، وفرس فُرُطٌ: يسبق الخيل، والْإِفْرَاطُ: أن يسرف في التّقدّم، والتَّفْرِيطُ: أن يقصّر في الفَرَط، يقال: ما فَرَّطْتُ في كذا. أي:
ما قصّرت. قال تعالى: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ [الأنعام/ 38] ، ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر/ 56] ، ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ [يوسف/ 80] . وأَفْرَطْتُ القربةَ: ملأتها وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً
[الكهف/ 28] ، أي: إسرافا وتضييعا.
ف ر ط : الْفَرَطُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمُتَقَدِّمُ فِي طَلَبِ الْمَاءِ يُهَيِّئُ الدِّلَاءَ وَالْأَرْشَاءَ يُقَالُ فَرَطَ الْقَوْمَ فُرُوطًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا تَقَدَّمَ لِذَلِكَ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ يُقَالُ رَجُلٌ فَرَطٌ وَقَوْمٌ فَرَطٌ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلطِّفْلِ الْمَيِّتِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطًا أَيْ أَجْرًا مُتَقَدِّمًا وَيُقَالُ أَيْضًا رَجُلٌ فَارِطٌ وَقَوْمٌ فُرَّاطٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٌ وَافْتَرَطَ فُلَانٌ فَرَطًا إذَا مَاتَ لَهُ أَوْلَادٌ صِغَارٌ وَفَرَطَ مِنْهُ كَلَامٌ يَفْرُطُ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَبَقَ وَتَقَدَّمَ وَتَكَلَّمَ فِرَاطًا بِالْكَسْرِ سَقَطَ مِنْهُ بَوَادِرُ.

وَفَرَّطَ فِي الْأَمْرِ تَفْرِيطًا قَصَّرَ فِيهِ وَضَيَّعَهُ وَأَفْرَطَ إفْرَاطًا أَسْرَفَ وَجَاوَزَ الْحَدَّ. 
(فرط) - في حديث سُراقَة: "الذي يُفرِطُ في حَوضِه "
قال الأَصمَعِيُّ: أَفرطَ مَزَادَته: مَلأها، وأنا مُفْرِط. قال كَعْبُ بنُ زُهَيْر:
.... وأَفْرَطَه * من صَوْب سَارِيةٍ  ...
- وفي حديث ضُبَاعة - رَضي الله عنها -: "كان النّاسُ إنما يَذْهَبُون فَرْطَ اليَوْمَين فيَبْعَرُون كما تَبْعَر الإِبلُ"
: أي بَعدَ يَومَين.
قال الأَصْمَعِيُّ: آتِيكَ فَرْطَ يومٍ أو يَوْمَيْن: أي بَعْدَهُما.
وقال غَيرُه: لَقِيتُه الفَرْطَ بعد الفَرْطِ: أي الحِينَ بعد الحِينِ، قال الشاعر:
ومَنْ إن أَزُرْه فَرْطَ عامَينْ لم يَطِبْ
لِىَ الدَّهرُ نَفْسًا بالذي كان يَبْخَل
- وفي حَديثِ مُحمَّد: "أَنَّه نَامَ عن العِشَاءِ حتى تَفَرَّطَت"
: أي تَأخَّر وَقتُها، وهو أَيضاً من فَرَط بمعنى: سَبَق، أي سَبَق وَقتُها قَبلَ أَداءِ الصَّلاة فيه.
ف ر ط: (فَرَطَ) فِي الْأَمْرِ قَصَّرَ فِيهِ وَضَيَّعَهُ حَتَّى فَاتَ. وَ (فَرَّطَ) فِيهِ (تَفْرِيطًا) مِثْلُهُ. وَ (فَرَطَ) عَلَيْهِ أَيْ عَجِلَ وَعَدَا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا} [طه: 45] وَفَرَطَ إِلَيْهِ مِنْهُ قَوْلٌ سَبَقَ. وَفَرَطَ الْقَوْمَ سَبَقَهُمْ إِلَى الْمَاءِ فَهُوَ (فَارِطٌ) وَالْجَمْعُ (فُرَّاطٌ) تَرَكَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} [النحل: 62] أَيْ مَتْرُوكُونَ فِي النَّارِ أَيْ مَنْسِيُّونَ. وَ (أَفْرَطَ) فِي الْأَمْرِ جَاوَزَ فِيهِ الْحَدَّ وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْفَرْطُ) بِالتَّسْكِينِ يُقَالُ: إِيَّاكَ وَالْفَرْطَ فِي الْأَمْرِ.
وَ (الْفَرَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْوَارِدَةَ فَيُهَيِّئُ لَهُمُ الْأَرْسَانَ وَالدِّلَاءَ وَيَمْدُرُ الْحِيَاضَ وَيَسْتَقِي لَهُمْ. وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ تَبَعٍ بِمَعْنَى تَابِعٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ (فَرَطٌ) وَقَوْمٌ فَرَطٌ أَيْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» وَمِنْهُ قِيلَ لِلطِّفْلِ الْمَيِّتِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا» أَيْ أَجْرًا يَتَقَدَّمُنَا حَتَّى نَرِدَ عَلَيْهِ. وَأَمْرٌ (فُرُطٌ) بِضَمَّتَيْنِ أَيْ مُجَاوَزٌ فِيهِ الْحَدُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] . 
فرط وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أَنا فرَطُكم فِي على الْحَوْض. قَالَ الْأَصْمَعِي: الفَرَط والفارِط: الْمُتَقَدّم فِي طلب المَاء يَقُول: أَنَا متقدمكم إِلَيْهِ يُقَال مِنْهُ: فرطت الْقَوْم وَأَنا أفرطهم وَذَلِكَ إِذا تقدمتهم ليُرتادَ لَهُم المَاء. وَمن هَذَا قَوْلهم فِي الدُّعَاء فِي الصَّلَاة على الصَّبِي الْمَيِّت: اللَّهم اجْعَلْهُ لنا فرطا أَي أجرا مُتَقَدما نرد عَلَيْهِ وقَالَ الشَّاعِر: [الْكَامِل]

فأثار فارِطُهم غَطاطًا جُثَّمًا ... أصواته كتَراطُنِ الفُرْسِ

يَعْنِي أَنه لم يجد فِي الرَّكية مَاء إِنَّمَا وجد غَطاطًا وَهُوَ القطا وَجمع الفارط فُرّاط وَقَالَ الْقطَامِي: [الْبَسِيط]

فاستعجلونا وَكَانُوا من صحابتنا ... كَمَا تعجل فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ

قَالَ أَبُو عُبَيْد: [يُقَال: صِحاب وصحابة وَصَحب فَإِذا كسرت الصَّاد فَلَا هَاء فِيهِ. و -] يُقَال: آفْرَطت الشيءَ أَي نَسِيته. قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى: {وَأنَّهُم مُفرَطُوْنَ} وفرط الرجل فِي القَوْل قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى: {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَّفْرُطَ عَلَيْنَا أَو أَن يطغى} .
ف ر ط

أرسلوا فارطهم وفرطهم وهو في الماء كالرائد في الكلإ، وقد فرط فروطاً. وفي الحديث " أنا فرطكم على الحوض " وأفرطوه إلى الماء: قدّموه. ووردت قبل فرّاط القطا وهي متقدّماتها إلى الورد. وتفارطت الماء: تبادرته. قال بشر:

يبارين الأسنة مصغيات ... كما يتفارط الثمد الحمام

وقال العمانيّ:

وابن السّقاة إذا الحجيج تفاطوا ... حوضاً بمكة واسع الأركان

وكلّ أمر فلان فرط أي مفرط فيه نجاوز حدّه " وكان أمره فرطاً " وغدير مفرط: ملآن، ولا ألقاه إلا في الفرط أي في الأيام مرّة، وآتيك فرط يوم أو يومين بمعنى بعد. وفرس فرط: سابق، وخيل أفراط. قال لبيد:

ولقد طرقت الحيّ تحمل شكّتي ... فرط وشاحي إذ غدوت لجامها

ومن المجاز: فرط له ولد سبق إلى الجنّة. وجعله الله لك فرطاً، وافترط فلانٌ أولاداً. وطلعت أفراط الصباح: لتباشيره الأول. قال:

باكرته قبل الغطاط اللغط ... وقبل أفراط الصباح الفرّط

وطلع الفارطان وهما كوكبان أمام بنات نعش. وبدت لنا أفراط المفازة وهي ما استقدم من أعلامها. وأفرطت السحابة بالوسميّ: عجّلت به. وفرط إلينا من فلان خير أو شر. وتفارطته الهموم: لاتزال تأتيه الحين بعد الحين. ونخاف أن تفرط علينا منه بادرة. وفرط علينا فلان إذا عجل بمكروه. وتقول: اللهم اغفر لي فرطاتي، ولا تؤاخذني بسقطاتي؛ أي ما فرط مني.

فرط


فَرِطَ(n. ac. فَرَط)
a. Preceded: had precedence.

فَرَّطَa. Made to precede: placed first, foremost.
b. [acc. & 'An], Warded off from.
c. see I (f)d. Praised immoderately.
e. Left behind; forsook, abandoned; abstained
from.
f. Dispersed, scattered.
g. Granted a delay, a respite to.
h. see I (c) (h).
فَاْرَطَa. Met; found.
b. Strove to outstrip, to precede.
c. see II (e)
أَفْرَطَa. see I (a) (j).
c. Hastened; made to hasten.
d. Overlooked, neglected.
e. [Fī], Exceeded the bounds, acted immoderately in;
exaggerated in (speech).
f. Overfilled.
g. ['Ala], Overburdened.
h. Dispatched (messenger).
تَفَرَّطَa. Outstripped (horse).
b. Passed by (time).
c. [Fī], Exaggerated, was reckless in ( speech).
تَفَاْرَطَa. Strove to outstrip each other.
b. Hastened; pressed forward.
c. Passed by (time).
d. Came upon unexpectedly (trouble).

إِنْفَرَطَa. Was loosened.
b. Was melted, dissolved.
c. [ coll. ], Was knocked off (
fruit ).
إِفْتَرَطَa. see I (a) (j).
c. [Ila & Fī], Was first in.
d. [pass.], Passed away; was lost prematurely.
فَرْط
(pl.
فُرُط
أَفْرُط أَفْرَاْط)
a. Excess; exaggeration; exorbitance;
extravagance.
b. Negligence, neglect.
c. A time, a certain time.
d. Ascendancy, prevalence.
e. Hill, mound; small mountain.
f. Roadsign; land-mark.
g. [ coll. ], Money, chang (
silver, copper ).
فَرْطَةa. A going forth, preceding.
b. Hasty saying.

فُرْطَةa. see 1t (a)
فَرَطa. see 21 (a)b. Reward, recompense.
c. Expiation.
d. [ coll. ]
see 1 (g)
فَرَطِيّa. Intractable, ungovernable; stubborn.

فَرِط
a. [ coll. ], Cheap.
فُرَطِيّa. see 4yi
فُرُطa. Excess.
b. Injustice; transgression.
c. Swift-horse, racer.

فَاْرِط
(pl.
فُرَّاْط)
a. Preceding, foremost, first; preceder; leader.
b. [ coll. ], Lost.
c. [ coll. ], Inadvertent (
word ).
فُرَاْطَة
a. [ coll. ]
see 1 (g)
فِرِّيْط
a. [ coll. ], Squanderer.

N. Ag.
فَرَّطَa. see N. Ag.
أَفْرَطَ
N. Ac.
فَرَّطَa. Remissness.
b. Immoderation.
c. [ coll. ], Prodigality
extravagance.
N. Ag.
أَفْرَطَa. Excessive, exorbitant, immoderate.

N. P.
أَفْرَطَa. Abandoned.
b. Full, overflowing.
c. see 21 (a)
N. Ac.
أَفْرَطَa. see 1 (a)
[فرط] فيه: أنا "فرطكم" على الحوض، أي متقدمكم إليه، فرط فهو فارط وفرطٌ: إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. ك: أي أنا سابقكم إلى الحوض كالمهيئ له لأجلكم، وهو إشارةٌ إلى قرب وصاله، وأنا شهيد - أي أشهد عليكم بأعمالكم فكأني باق، وهو بفتحتين. ط: لن يصابوا بمثلي، أي لن يصل مصيبة إلى أمتي بمثل موتي، يريد أنه شفيع يتقدم على المشفوع له. نه: ومنه: اللهم اجعل لنا "فرطًا"، أي أجرًا متقدمًا، افترط فلان ابنه صغيرًا- إذا مات قبله. وح على: ماني، أي سبق وتقدم. وح: أنا والنبيون "فراط" القاصفين، جمع فارط، أي متقدمون إلى الشفاعة، وقيل: إلى الحوض، والقاصفون: المزدحمون. وح ابن عباس لعائشة: تقدمين على "فرط" صدق، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وأضافهما إلى صدق وصفًا لهما ومدحًا. وفي ح أم سلمة قالت لعائشة: إنه صلى الله عليه وسلم نهاك عن "الفرطة" في الدين، يعني السبق والتقدم ومجاوزة الحد، وهو بالضم اسمٌ للخروج والتقدم، وبالفتح للمرة. وفيه: إنه قال بطريق مكة: من يسبقنا إلى الأثاية فيمدر حوضها و "يفرط" فيه فيملؤه حتى نأتيه، فيكثر من صب الماء فيه، من: أفرط مزادته- إذا ملأها، من أفرط في الأمر - إذا جاوز فيه الحد. ومنه ح: الذي "يفرط" في حوضه أي يملؤه. وش كعب: ينفي الرياح القذى عنه و" أفرطه"؛ أي ملأه، وقيل: أي تركه. وح: إن يمس ملك بني ساسان "أفرطهم"؛ أي تركهم وزال عنهم. وح على: لا يرى الجاهل إلا "مفرطًا" أو مفرطا، هو بالخفة المسرف في العمل، وبالشدة المقصر فيه. ومنه: إنه نام عن العشاء حتى "تفرطت"، أي فات وقتها قبل أدائها. وح توبة كعب: حتى أسرعوا و "تفارط" الغزو، وروى: تفرط، أي فات وقته. ن: أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا. نه: وفيه: إنما يذهبون "فرط" يوم أو يومين فيبعرون كما تبعر الإبل، أي بعد يومين، يقال: آتيك فرط يومٍ أو يومين، أي بعدهما، ولقيته الفرط بعد الفرط أي الحين بعد الحين. ك: "فرطنا" في قراريط، أي في عدم مواظبة حضور الدفن فإن ابن عمر كان يصلي وينصرف. غ: (("فرطنا" فيها)) أي قدمنا العجز وقصرنا. و "لايفرطون"، لا يقصرون ولا يغفلون. ((وإنهم "مفرطون")) متروكون في النار أو مقدمون معجلون إليها. و ((أمره "فرطًا")) ضائعًا. و (("يفرط" علينا)) يبادر بعقوبتنا. و "فرط" منه أمر، بدر.
فرط: فرط: أهمل صلواته وانقطع عنها. (البكري ص169).
فرط فيها الفرط: ماتت. (ألف ليلة 1: 338) وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: زالت وانتهى أمرها.
فرط: أزال الثنيات، أزال التجاعيد (بوشر).
فرط: فرق الحب من العقد والعنقود وبدده. وفتت الحب.
(بوشر، محيط المحيط).
فرط (بالتشديد): الفرق بين فرط في وأفرط في أن الإفراط يستعمل في تجاوز الحد من جانب الزيادة والكمال، والتفريط يستعمل في تجاوز الحد من جانب النقصان والتقصير. غير أنه لا يفرق بينهما دائما.
فرط في: تعنى أيضا بدد، بذر، أسرف، وتفريط في المال: إسراف، تبذير. (معجم الطرائف).
مافرط في: احتفظ به، ولم يضيعه. (بوشر).
فرط: جنى الثمار. (باين سميث 1173). هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة.
افرط: اشتط في الثمن وغالى فيه (همبرت ص104). أفرط في: أهمله، تهاون به. لم يعن به (أماري ديب ص32)، وفي حيان- بسام (3: 51و): المفرط في المدينة.
تفرط: تخرب، فسد نظامه، اختل. (الكالا).
انفرط: انبسطت أساريره، تهلل وجهه (بوشر).
فرط فرطا: في أثناء مدة طويلة من الزمن.
(إضافات وتصحيحات على المقري 1: 864).
فرط: حسم، قطع، تجاوز عن قسم من الدين قبل حلول أجل الاستحقاق. (بوشر).
فرط المعاملة: صرافة، استحقاق المصرف (البنك) من معاملاته المصرفية. (بوشر).
فرط: قطع صغيرة من النقود (محيط المحيط).
فرط الرمان: حب الرمان الذي فرق من قشره ونظف منه. (صفة مصر 14: 157).
فراط (بالقطلونية forat، وبالأسبانية horado بمعنى ثقب): شرج، باب البدن، ثقب الإست. وتطلق مجازا على العجيزة ومؤخرة الإنسان والإست. (فوك).
فراطة: نقود صغيرة. (بوشر، محيط المحيط).
فروطة: تقدم (ديوان الهذليين ص162 البيت الرابع).
فراط (المعجم اللاتيني - العربي) وفراط (الكالا): صدأ، زنجار (وهي في المعجم اللاتيني العربي ferrugo وأرى أنها كلمة أسبانية قديمة أخذت من ferrum. ويقال مثلا: ferrete وهذه تدل اليوم على معنى آخر.
فراط: نوع منن الصبغ (المعجم اللاتيني العربي) يستعمله الاساكفة وصانعو الأحذية. (الكالا) وقد كان هذا من غير شك سبغا يحتوي على حديد.
فراط: خليط من الرمل وبرادة الحديد التي يتركها المسن أو الآلات الحادة حين تشحذ. (الكالا). وانظر: نبريجا وفكتور.
فارط: مرتجل. الذي يتكلم على البديهة من غير تهيئ واستعداد، نبذة. (أبو الوليد ص586 رقم 4) ولعل كتابة الكلمة هذه هي الصحيحة (انظر فرط منه عند لين). إما كلمة فالط التي وردت في النص فتحملنا على التفكير بكلمة فالت إذ يقال: افتلت الكلام بمعنى ارتجله. وفي هذه المخطوطات التي كتبت بالخط العبري تختلط التاء والطاء بسهولة.
إفراط: إسراف، تبذير. (بوشر).
فرط
الفَرْطُ من الزمَانِ: الحِيْنُ بعدَ الحِيْنِ.
وتَفَارَطَتْه الهُمُوْمُ: أي لا تُصِيْبُه إلاَّ في الفَرْطِ بَعْدَ الفَرْطِ. والليالي الفُرُطُ: الغَوَابِرُ. وأتَيْتُه فَرْطَ شَهْرٍ: أي بَعْدَ شَهْرٍ.
والفَرَطُ: ما سَبَقَ من عَمَلٍ أو وَلَدٍ يكونُ لكَ أجْراً. وفَرَطَ له وَلد يَفْرُطُ. وافْتَرَطَ أولاداً: قَدمَهم. ومنه قَوْلهم في الدُّعَاء: " اللهمَّ اجْعَلْه لنا فَرَطاً " أي أجْراً مُتَقَدماً. والفُرُوْطَةُ: التقَدمُ، وكذلك الفَرْطَةُ.

والفارِطُ: الذي يَسْبِقُ القَوْمَ إلى الماء.
والفُراطُ: السُقَاةُ.
وفَرَسٌ فُرُطٌ: يَسْبِقُ الخَيْلَ. والفارِطَانِ: كَوْكَبَانِ أمَامَ سَرِيْرِ بَنَاتِ نَعْشٍ، شُبِّها بالفارِطِ الذي يُبْعَثُ لحَفْرِ القَبْرِ، والجميع فُرّاطٌ. وأفْرَاطُ الصَبَاحِ: أوَّلُ تَبَاشِيْرِه، الواحِدُ فَرَطٌ. وهو - أيضاً -: العَلَمُ المُسْتَقْدِمُ من أعْلامِ الأرْضِ التي يهْتَدى بها.
وفَرَطَ إلينا من فلانٍ خَيْرٌ أو شَر. والإِفْرَاطُ: إعْجَالُ الإنْسَانِ في أمْرٍ. والسَّحَابَةُ تُفْرِطُ الماءَ في أوَّلِ الوَسْمِي: إذا عَجلَتْه.
والفِرَاطَةُ: الماءُ الذي يكونُ شَرْعاً بَيْنَ أحْيَاءٍ عَدَدٍ؛ أيُّهُم سَبَقَ إليه فهو له. وما افْترِطَ من البِلادِ وأخِذَ.
وقَوْلُه عَزَّوجَل: " وأنهُمْ مُفْرَطُوْنَ " من قَوْلِهم أفْرَطْتُ: تَرَكْتُ ونَسِيْتُ، ويكون بمعنى قَدَمتُ، وهو من الأضداد.
وقيل: مُثْقَلُوْنَ. وأفْرَطْتُ الرجُلَ حتّى فَرَطَ: أي أغْضَبْتُه حتّى غَضِبَ. وقُرِئَ: مُفَرَّطُونَ: أي مُضَيعُوْنَ مُنَحَّوْنَ.
والفُرُطُ: الأمْرُ الذي يُفْرَطُ فيه، كُلًّ أمْرِه فُرُطٌ: أي مُضَيعٌ. وفَرطَ في جَنْبِ اللهِ: أي ضَيَّعَ حَظه من اللهِ عَزَّوجَلَّ. وفَرطَ اللهُ عنه ما يَكْرَهُ: أي نَحّاه.
وفَرَّطْت الشَّيْءَ تَفْرِيطاً: إذا أخرْتَه وخَلَّفْتَه.
وقَوْلُه: لا أفَرطُ رِيْبَةً أي لا أمْهِلُها ولا أكُفُّ عنها. ورَجُل فَرَطَاني: أي كَسْلانُ مُضَيعٌ. وكُل شَيْءٍ جاوَزَ قَدْرَه فهو مُفْرِط.
والفُرُطُ: الجَبَلُ الصغِيرُ. والفُرُطُ: ما تَقَدمَ من الجَبَل ويكونُ أرْفَعَ ما فيه، وجَمْعُه أفْرَاطٌ. وهو - أيضاً -: الإكَامُ تتقدَمُ في الطُّرُقِ. والمَفَارِيْطُ: أطْرَافُ المَفَازَةِ. ورَجُلٌ فُرْطِي: إذا كانَ صَعْباً لم يَذِلَّ. وبَعِيْر فَرَطِي وفُرْطِي: كذلك. والفِرَاطُ: المُطَارَدَةُ في الحَرْب. وفَرَطْتُ في الحَوْضِ وأفْرَطْتُه: أي مَلأته، وفَرَّطْتُه: مِثْلُه.
[فرط] فَرَطَ في الأمر يَفْرُطُ فَرْطاً، أي قصَّر فيه وضيَّعه حتَّى فات. وكذلك التَفْريطُ. وفَرَطَ عليه، أي عَجِلَ وعَدا. ومنه قوله تعالى: {إنَّا نخافُ أن يَفْرُطَ عَلَيْنا أو أنْ يَطْغى} . وفَرَطَ إليه منِّي قولٌ، أي سبق. وفَرَطْتُ القوم أفْرُطُهُمْ فَرْطاً، أي سبقتهم إلى الماء، فأنا فارِطٌ، والجمع فرَّاطٌ. قال القُطاميٌّ: فاسْتَعْجلونا وكانوا من صحابَتِنا * كما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ * وفُرَّاطُ القطا: متقدماتها إلى الوادي والماء. قال الراجز : ومنهل وردته التقاطا * لم أر إذ وردته فراطا * إلا الحمام الورق والغطاطا * وأفرطه، أي أعجله. وأفْرَطَتِ السحابةُ بالوَسْمِيِّ، أي عجَّلت به. وأفْرَطَتِ المرأةُ أولادا: قدمتهم. وأفرطت المزادة: ملاتها. يقال: غديرٌ مُفْرَطٌ، أي ملآن. قال الكسائي: يقال ما أفْرَطْتُ من القوم أحداً، أي ما تركت. قال: ومنه قوله تعالى: {وأنَّهم مُفْرَطونَ} أي متروكون في النار منسِيُّونَ. وأفْرَطَ في الأمر، أي جاوز فيه الحدّ. والاسمُ منه الفَرْطُ بالتسكين. يقال: إيَّاك والفَرْطَ في الأمر. وقولهم: لقيته في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أي الحينَ بعد الحين. وأتيته فَرْطَ يومٍ أو يومين. قال لبيد: هل النفس إلا مُتْعَةٌ مستعارةٌ * تُعارُ فتأتي رَبَّها فَرْطَ أشهرِ * وقال أبو عبيد: ولا يكون الفَرْطُ في أكثر من خمسةَ عشر ليلةً. والفُرْطَةُ بالضم: اسمٌ للخروج والتقدُّم. والفَرْطَةُ بالفتح: المرَّة الواحدة منه، مثل غرفة وغرفة، وحسوة وحسوة. ومنه قول أم سلمة لعائشة رضى الله عنهما: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاك عن الفرطة في البلاد ". والفرط بالتحريك: الذى يتقدم الواردة فيهيئ لهم الارسان والدِلاءَ ويَمْدُرُ الحياضَ ويستقي لهم. وهو فعل بمعنى فاعل، مثل تبع بمعنى تابع. يقال رجلٌ فَرَطٌ وقومٌ فَرَطٌ أيضا. وفى الحديث: " أنا فرطكم على الحوض ". ومنه قيل للطفل الميِّت: " اللهم اجعله لنا فَرَطاً " أي أجراً يتقدَّمنا حتَّى نَرِدَ عليه. والفارِطانِ: كوكبان متباينان أمام سريرِ بناتِ نَعْش. وفارَطْتُ القوم مُفارَطَةً وفِراطاً، أي سابقتهم. وهم يتفارطون. قال بشر: ينازعن الاعنة مصغيات * كما يتفارط الثمد الحمام * وتكلم فلان فراطا، أي سبقتْ منه كلمةٌ. والماءُ الفِراطُ: الذي يكون لمن سبق إليه من الأحياء. وأمرٌ فُرُطٌ، أي مجاوز فيه الحد. ومنه قوله تعالى: {وكان أمره فُرُطاً} . والفُرُطُ أيضاً: واحد الأفْراطِ، وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالجبال. يقال: البومُ تنوحُ على الافراط. عن أبى نصر. قال وعلة الجرمى: وهل سموت بجرار له لجب * جم الصواهل بين السهل والفرط * وأمر فرط أيضا، أي متروكٌ. وأفْراطُ الصبحِ: أوَّل تباشيره. والفُرُطُ: الفرسُ السريعةُ التي تَتَفَرَّطُ الخيلَ، أي تتقدَّمها. قال لبيد: ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِلُ شِكَّتي * فُرُطٌ وِشاحي إذ غدوتُ لِجامُها * وفَرَطْتُهُ: تركته وتقدَّمته. وقول ساعدة ابن جؤية:

معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حملَهُ * أي لا يتركه ولا يفارقه. قال الخليل: فَرَّطَ الله عنه ما يكره، أي نحَّاهُ. وقلَّما يستعمل إلا في الشعر. قال مرقِّش : يا صاحِبَيَّ تَلَبَّثا لا تَعْجلا * وقِفا بربْعِ الدارِ كيما تسألا * فلعل بطأ كما يفرط سيئا * أو يسبقُ الإسراعُ خيراً مُقْبِلا * وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إحسانه وبِرُّهُ، أي لا ينقرض ولا يخاف فوته. ويقال: افترط فلان، إذا مات له ولدٌ صغير قبل أن يبلغ الحلم.
فرط
فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من يَفرُط، فَرْطًا وفُرُوطًا، فهو فارِط، والمفعول مَفْروط
• فرَطَ العِقْدَ ونحوَه: فرّق حبَّه "فرَط عنقودَ العنب".
• فرَطَ عليه: أسرع وعَجِل " {قَالاَ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى}: يتعجل العقوبة".
• فرَطَ منه كلامٌ: سبَق بدون رويّة "فرَط منه خير/ شرّ". 

أفرطَ/ أفرطَ على يُفرط، إفراطًا، فهو مُفرِط، والمفعول مُفرَط (للمتعدِّي)
• أفرطَ الشَّخصُ: أسرف، جاوز الحدَّ في قول أو فعل "أفرط في التدخين/ الشراب/ الطعام/ الإنفاق/ ادعاءاته/ فرض الضرائب/ تأنيب صاحبه- أفرطت في زينة الوجه- أفرط في مديح تلميذه: قدّمه بحماس بالغ" ° مِنْ غير إفراط ولا تفريط: بوسطيَّة واعتدال.
• أفرطَ فلانًا:
1 - أعجله " {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}: معجَّلون إلى النار مقدَّمون إليها".
2 - نسيَه، تركه خلفه " {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}: متروكون في النار منسيون".
• أفرطَ عليه: حمّله ما لا يطيق "أفرطوا على أنفسهم في الذنوب- {إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يُفْرِطَ عَلَيْنَا} [ق]: يتجاوز الحدّ في أذيّتنا". 

انفرطَ ينفرط، انفراطًا، فهو منفِرط
• انفرطَ الشَّيءُ: مُطاوع فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من: انحلّ، تفرّق وتبدّد "انفرط عنقود العنب- انفرطت سلسلة أفكاره" ° انفرط عِقْدُهم: تفرَّقوا واختلفوا، تشتَّتوا. 

فرَّطَ/ فرَّطَ في يفرِّط، تفريطًا، فهو مُفرِّط، والمفعول مُفرَّط
• فرَّطَ العِقْدَ ونحوَه: فرَطه، فرّق حبَّه "فرَّط الذُّرة/ الحَبَّ: فصله عن كيزانه/ سُنْبله".
• فرَّطَ في الشَّيء:
1 - بدَّده، قصَّر فيه وضيّعه "فرَّط في أداء واجباته/ صحته- لا يفرِّط في حقوقه/ عِرْضه- {قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} - {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} " ° لا إفراط ولا تفريط: بوسطيَّة واعتدال.
2 - تركه، أغفله، أهمله "لم يفرّط في أبنائه من أجل السفر إلى الخارج- {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} ". 

إفراط [مفرد]: مصدر أفرطَ/ أفرطَ على.
• إفراط الإنتاج: (قص) زيادة الإنتاج على الاستهلاك. 

فارِط [مفرد]: ج فارطون وفُرَّاط: اسم فاعل من فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من. 

فُراطة [مفرد]: قِطع صغيرة "فُراطة نقد". 

فَرَّاطة [مفرد]: اسم آلة من فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من: آلة يفرط بها الحَبّ "اشترى فرّاطة". 

فَرْط [مفرد]: مصدر فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من ° فَرْطًا: بلا ترتيب أو تنظيم- مِنْ فَرْط حُبّه/ مِنْ فَرْط كُرْهه: مِنْ شدّته، مِنْ كثرته.
• فرْط الحساسيّة: (طب) رهافة الحسّ في الأعضاء والجلد.
• فرط الحُمَّى: (طب) ارتفاع مفرط في درجة حرارة الجسم.
• فرط التَّنفُّس: (طب) زيادة غير طبيعيَّة في سرعة التنفُّس.
• فرط السُّكّر في الدَّم: (طب) وجود كميّات غير طبيعيّة من الجلوكوز في الدم. 

فَرَط [مفرد]:
1 - ما يتقدَّم الإنسان من أجرٍ وعمل "اللهم اجعله لنا فَرَطًا: يقال في الدعاء للطفل الميِّت؛ ومعناه: اللهمّ اجعله لنا أجرًا يتقدّمنا حتى نرِدَ إليه- أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ [حديث] ".
2 - أمرٌ يفرِّط فيه صاحبه ويضيِّعه بتقصيره. 

فُرُط [مفرد]:
1 - متروك مضيَّع "أمر فُرُط".
2 - إسراف وتضييع ومجاوزة للحدّ " {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ". 

فُروط [مفرد]: مصدر فرَطَ/ فرَطَ على/ فرَطَ من. 
[ف ر ط] الفَارِطُ: المُتَقَدِّمُ السَّابِقُ، فَرَطَ يَفْرُطُ فُرُوطاً. قَالَ: أَعرابِيٌّ للحَسَن: ((يا أَبا سَعِيدِ. عَلِّمْنِي دِيناً وَسُوطاً، لا ذاهَباً فُرُوطاً، ولا سَاقَطاً سُقُوطاً)) ، أي: دِيناً مُتَوسِّطاً، لا مُتَقَدِّماً بالغُلوِّ، ولا مُتَأَخَّراَ بالتُلُوُ، قَالَ له الحَسَنُ: أَحْسَنْتَ يا أَعْرابِيُّ، ((خَيرُ الأُمُورِ أَوساطُها)) . وفَرَّطَ عَيْرَه، أَنْشَدَ ثَعلَب:

(يُفَرِّطُها عن كَبِّةِ الخِيلِ مَصْدَقٌ ... كَرِيمٌ وشَدٌّ ليس فيه تَخاذُلُ أي: يُقَدِّمُها. وفَرَّطَ إليه رَسُولَه: قَدَّمَه وأَرْسَلَه. وفَرَّطَه: قَدَّمَه في الخُصومِة وجَرَّأَه. وفَرَطَ القَومَ يَفْرِطُهم فَرْطاً وفَِراطَةً: تَقَدَّمهم إلى الوِرْدِ لإصلاحِ الأَرْشِيَةِ والدِّلاءِ، ومَدْرِ الحِياضِ، وهم الفُرَّاطُ، قَال:

(فاسْتَعجلَونا وكانوا من صَحَابَتنا ... كما تَقَدَّمَ فَرَّاطٌ لِوُرَّادِ)

والفَرَطُ: المٌ تَقَدِّمُ إلى الماءِ لذلكِ، ومِنْهُ قَوْلُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: ((أنا فَرَطُكُم على الحَوْضِ)) ، رَجُلٌ فَرَطٌ، وقَوْمٌ فَرَطٌ. ورَجُلٌ فَارِطٌ، قَال:

(فأَثَارَ فَارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصْوَاتُه كَتَراطُنِ الفُرْسِ)

والفَرَطُ: اسْمٌ للجَمْعِ، وقَوْلُه:

(إنَّ لها فَوَارِساً وفَرَطا ... )

يَجوزٌ أَنْ يكونَ من الفَرطَ الذي يَقَعُ على الوَاحِدِ والجَمْعِ، وأَن يكونَ من الفَرَطِ الذي هو اسْمٌ لجَمْعِ فَارِطٍ، وهَذَا أَحْسَنُ؛ لأنَّ قَبْلَه فَوارِساً، فَمُقَابَلَةً الجَمْعِ باسْمِ الجَمْعِ أَوْلَي، لأنَّه في قُوَّةِ الجَمْعِ. والفَرَطُ: المَاءُ المُتَقَدِّمُ لًِغَيْرِه من الأمواهِ. والفُراطَةُ: المَاءُ يكونُ شَرَعاً بين عِدَّةِ أَحياءِ، مَنْ سَبَقَ إليه فَهْو لَه. وبِئْرٌ فُراطَةٌ كَذِلكَ. والفَرَطُ: ما تَقَدَّمَكَ من أَجْرٍ وعَمَلٍ. وفَرَطُ الوَلَدِ: صِغارُه مَا لَمْ يُدْرِكُوا، وجَمْعُه أفْراطٌ، وقِيلَ: الفَرَطُ يَكونُ وَاحِداً وجَمْعاً. وفي الدُعاءِ للطْفِلِ المَيِّت: ((الَلَّهُمَّ اجْعَلْه لَنَا فَرَطاً)) أي: أَجْراً يَتَقدَّمُنا حَتَّى نَرِدَ عليه. وفَرَطُ فُلانٌ وَلَداً، وافْتَرطَهُم: مَاتُوا له صِغَاراً. وافْتُرِطَ الوَلَدُ: عُجِّل مَوْتُه، عَنْ ثَعْلَبٍ، وكُلُّه من التَّقَدُّمِ والسَّبْقِ. وقَوْلُ أَبي ذُؤَيب:

(وقَدْ أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فَتَأَثَّلُوا ... قَلِيباً سَفَاها كالإماءِ القَواعِدِ)

يَعْنِي بالفُراَّطِ المُتَقَدِّمينَ لحَفْرِ القَبْرِ. وفَرَطَ مني إليه كَلامٌ: سَبَقَ. وفَرَطَ عَلَيْه في القَوْلِ يَفْرُطُ: أَسْرَفَ وتَقَدَّم. وفِيِ التَّنْزِيلِ: {قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} [طه: 45] . والفُرُطُ: الظُّلْمُ والاعْتِداءُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَكَانَ أَمْرُوهُ فُرُطاً} [الكهف: 28] . وفَرَسُ فُرُطُ: سَريِعَةُ سَابَقَةُ، قَالَ لَبِيدٌ.

(فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدَوْتُ لِجامُها ... )

وافْتَرَطَ إليه في هَذَا الأَمرِ: تَقَدَّمَ فِيه وسَبَقَ. والفَارِطانِ: كَوَكبَانِ أَمَامَ بَنَاتِ نَعْشٍ يتقدمنها وأفرط الصبح: تباشيره، لتقدُّمها وإنذارها بالصبُّحِ، وَاحِدُها فَرَطٌ. والإفراطُ: الإعْجالُ والتَّقَدُّمُ. وأَفْرَطَ في الأَمْرِ: أَسْرَفَ وتَقَدَّمَ. والفُرُطُ: الأَمْرُ يُفْرَطُ فيِه، وقِيلَ: هو الإعجالُ، وقِيلَ: النَّدَمُ. والسَّحَابةُ تُفْرِطُ الماءَ في أَوَّلِ الوَسْمِيِّ، أي: تَعْجِلُه وتَقَدَّمُه. قال سِيبَوَيْه: قَالُوا: فَرَطَكَ: إذا كنْتَ تَحَذِّرُه مِن بَينِ يَدِيَه شَيْئاً، أَوْ تَأْمُرُه أَنْ يَتَقَدَّمَ، وهي من أَسماءِ الفَعْلِ التي لا تَتَعَدَّي. وفَرْطُ الشَّهْوةِ والحُزْنِ: غَلَبتُهما. وأَفْرطَ عَلَيه. حَمَّلَه فَوْقَ ما يُطِيقُ. وأَفْرَطَ الحَوْضَ والإناءَ: مَلاْه حَتَّى فَاضَ، قَالَ ساعِدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

(فَأَزالَ نَاضٍ حُها بأبيضَ مُفْرَط ... مِن ماءِ أَلهابِ بِهِنَّ التَّأْلَبَ)

أي: مَزَجَها بماء غَدِيرِ مملوءِ. وقَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ:

(لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه ... مُسْتَرْبِعِ لسُرَى المَوْماةِ هَيَّاجِ)

يُفْرِطُه: يَمْلَؤُه رُوْعاً حَتَّى يَذْهَبَ به. والفَرَطُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: الجَبَلُ الصَّغُير، وجَمْعُه. فُرُطٌ، عَنْ كُرَاع. والفُرُطُ: العَلَمُ المُسْتَقيِمُ يُهْتَدَي به. والفُرُطُ: رَأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها: وجَمْعُه أَفْرُطٌ وأفراطٌ، قَالَ ابنُ بَرَّاقَةَ:

(والفُرُطُ: رَأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها: وجَمْعُه أَفْرُطٌ، قَالَ ابنُ بَرَّاقَةَ:

(إذا اللَّيلُ أَدْجَي وَاكْفَهرَّتْ نُجُومُه ... وصَاحَ من الأَفراطِ يبومٌ جَوَاثِمُ)

وَقَيلِ: الأَفْراطُ هَا هُنا: تَباشِيرُ الصُّبْحِ، لأنَّ الهَامَ يَزْقُو عِنْدَ ذَلِكَ، والأَوَّلُ أَوْلَي. وفَرَّطَ في الشَّيءِ، وفَرَّطَه: ضَيَّعَة وقَدَّمَ العَجْزَ فيه، وفِي التَّنْزِيلِ: {أَن تَقُولَ نَفْسُ يَاحَسْرتَيَ عَلَى مَا فرَّطتُ فِي جنْبِ الله وإِن كُنتُ لِمَنَ السَّاخِريِن} [الزمر: 56] . أي مَخَافَةَ أَنْ تَصٍ يرُوا إلى حَالِ الندَّامَةِ للتَّفْرِيطِ في أَمْرِ الله، والطَّرِيقِ الَّذي هو طًَرِيقُ اللهِ الّذِي دَعَا إليه، وَهو تَوحِيدُ اللهِ، والإقرارُ بنُبُوَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وقَالَ صَخْرُ الغَيِّ:

(ذَلِكَ بَزِّي فَلَنْ أُفَرِّطَه ... أَخافُ أَنْ يُنْجِزُوا الَّذِي وَعَدُوا)

يَقولُ: لا أُضَيِّعُه، وقِيلَ: مَعناهُ لا أُقَدِّمُه وأَتَخلَّفُ عنه. وفرط في جنب الله: ضيَّع ماعنده فلم يعمل له وتَفَارَطَتٍِِ الصَّلاُة عَنُ وَقْتَها: تَأًَخَّرَتْ. وفَرَّط اللهُ عنه ما يَكْرَهُ: نَحَّاهُ. والفَرطُ: الحِينُ: يُقالُ: إنَّما آتِيِه الفَرْطَ، وفي الفَرْطِ، وأَتَيْتُه فَرْطَ أَشْهُرِ، أيْ: بَعْدَها، قَالَ لَبِيدٌ.

(هَل النَّفْسُ إلاّ مُتْعَةٌ مُسْتَعارَةُ ... تَعَارُ فَتَأْتِي رَبَّها فَرْطَ أَشْهُرِ)

وقَِيلَ: الفَرْطُ: أَن تَأْتَيَه فِي الأَيامِ، ولا يَكونُ أَقَلَّ من ثَلاثهٍ، ولا أَكْثَرَ من خَمْسَة عَشَرَ. وقَالَ بَعْضُ العَربِ: مَضَيْتُ فَرْطَ سَاعَةٍ وَلَمْ أُؤَمِنَ أَنْ أَنْفَلِتَ، فَقِيلَ له: وما فَرْطُ سَاعَةٍ؟ فَقَالَ: كَمُذْ أَخَذْتُ في الحَدِيثِ، فَأَدْخَلَ الكَافَ على مُذْ، وقَوْلُه: أًَوْمِنُ، أَي: لَمْ أَثِقْ ولَمْ أُصَدَّقْ. وتَفَارَطَتْه الهُمومُ: أَتَتْه في الفَرْطِ. وفَرَّطَه: كَفَّ عَنْه وأَمْهَلَه. والفِراطُ: التَّرْكُ. وما أَفْرَطَ مِنهم أَحَداً: أَي ما تَرَكَ. وأَفْرَطَ الشَّيءَِ: نَسِيَه. وَفِي التَّنْزيِلِ: {وأنهم مفرطون} [النحل: 62] .
فرط
فرطَ في الأمر يفرُط - بالضم -: أي قصر به وضيعهُ، فرطاً.
وفرط عليه: أي عجلَ وعدا، ومنه قوله تعالى:) إننا نخافُ أن يفرطَ علينا (أي يبادرَ بعقوبتنا.
وقال ابن عرفةَ: أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد: يبسط، وقال الضحاكُ يشط.
وفرط مني إليه قول: أي سبق.
وفرطتُ القوم أفراطهمُ: أي سبقتهمُ إلى الماء وتقدمتهمُ إليه لأهيئ الدلاء والأرشية: فأنا فارط وفرط، والمصدرُ: فرط وفروط. ومنه حديثُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا فرطكمُ على الحوض، ويروى: أن فارط لكم. وفي حديثه الآخر حين سئلَ عم مدفن بن مظعون. وفي حديث آخر: يا عائشةُ من كان له فرطانِ من أمتي دخلَ آخر، قلت: ومن كانَ له فرط؟، قال: ومن كان له فرط. وفي حديث آخر: أنا النبيون فراط لقاصفين، أي: متقدمونَ في الشفاعة، وقيل: فراط إلى الحوض. والمرادُ بالقاصفينَ: منَ يتزاحمُ على أثارهم من الأمم الذين يدخلونَ الجنة.
وقال القطامي:
فاستعجلوناَ وكانوا من صحابتنا ... كما تعجل فراط لوارد
وقال أبو ذؤيب الهذلي:
وقد أرسلوا فراطهمْ فتاثلوا ... قليباً سفاها كالإماء القواعد
مطأطأة لم ينبطوها وإنها ... ليرضى بها فراطها أم واحد
وقد يذكرُ الفراطُ ويرادُ به الفراطُ.
وقال بريدةُ بن الحصيب - رضى الله عنه -: كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهمُ: السلامُ عليكم أهل لاحقونَ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية.
وفراطُ القطا: متقدماتها، قال رجل من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: هو لنقاده الأسدي:
ومنهل وردته التقاطا ... لم ألق إذا وردتهُ فراطاً
إلا الحمام الورق والغطاطا
وكان الحسنُ البصري إذا صلى على الصبي قال: اللهم أجعله لنا سلفاً وفرطاً وأجراً.
وقد يجمعُ الفارطُ على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، قال ارفوه الاودي:
كنا فوارطها الذين دعاَ ... داعي الصباحِ اليهمُ لا يفزعُ
والفارطان: كوكبان متباينان أمام سرسر بنات نعش، ثقاله الليث، قال: وإنما شبها بالفراط الذي يسبق القوم لحفر القبر.
وفرطَ - بالكسر الراءء -: إذا سبق؛ مثلُ فرطَ - بفتحها.
والفراطُ والفراطةُ: الماء يكون شرعاً بين عدة أحياءٍ أيهم سبق اليه فهو له. وفرطتُ في الحوض: أي ملأته. وعن سراقة - رضى الله عنه - قال: دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: الرجلُ يفرطُ في حوضه فيردُ عليه الهملُ من الإبل، قال: لك في كل كبد حري أجر. وقال ابن عمرو فغي حوضه لغنمه فجاءَ رجلَ فأوردهاَ فنزتْ نازية فأخذ فأساً فقتله.
والفرط - بسكون الراء -: الاسمُ من الإفراط، يقال: إياك والفراط في الأمر.
وقواهم: لقيته في الفرط بعدَ الفرط: أي الحينَ بعد الحينْ. وأتيته فرط يومٍ أو يومينِ، قال لبيد - رضى الله عنه -:
هَلَ النفسُ إلا متعةٌ مُستعارةٌ ... تُعارُ فتأتي ربها فَرْطَ أشْهُرِ
وقال أبو عُبيدةٍ: لا يكونُ الفَرْطُ في أكثر من خَمسَ عشرةَ ليلةً.
والفَرْطُ: موضِعٌ بتهامةَ قُربَ الحجاز، قال فاسِلُ بن غُزيةَ الجُربيُ:
سَرَتْ من الفَرْطَ أو من نخلتينِ فلم ... يَنْشَبْ بها جانبا نَعمانَ فالنجدُ
وقال عبدُ مَناف بن ربعٍ الهذليُ:
فما لكُمُ والفرْطَ لا تقربُونهُ ... وقد خلْتُهُ أدنى مأبٍ لقافِلِ
ويروى: " مَرَدّ ".
وقال أبو عمرو: الفَرْطُ: طريقٌ. والفَرْطَةُ: المرةُ الواحدةُ من الخُروج والتقَدمُ. والفُرْطَةُ؟ بالضم - الاسمُ، ومنها حديثُ أم سلمةَ لِعائشةَ - رضي الله عنهما -: قد نَهاكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الفُرْطَةِ في البلاد، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب تمدح.
وأمرٌ فُرُطٌ: أي مُجاوَزٌ فيه الحدُ، قال الله تعالى:) وكانَ أمرُهُ فُرُطا (، وقيل: نَدَماً، وقيل: سَرَفاً، وقيل: ضائعاً؛ يُقال: أمْرٌ فُرُطٌ. أي مُضيعٌ مُتهاونٌ به.
والفُرُطُ والفُرْطُ ايضاَ: واحِدُ الأفْراطِ وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالحبال، قال حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه -:
ضاقَ عَنا الشعْبُ إذ نجْزَعُهُ ... ومِلأنا الفُرْطُ منهم والرجَلْ
والجمعُ: أفْرُطٌ وأفرَاطٌ، وأنشد الأصمعيُ:
والبُومُ يبكي شَجوةُ في أفرُطِهْ
يُقال: البُوْمُ تَنُوحُ على الإفراط: عن أبي نصرٍ، وأنشدَ ابنُ دريدٍ:
وصَاحَ من الأفْراطِ: بُوْمٌ جَوَاثِمُ
وقد أنشدَ عَجُزَه ابن دريدٍ غير منسُوبٍ.
وأنشدَ ابنُ الأعرابي في نوادرهِ لِوعلةَ الجرمي:
سائلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم ... حرباً تُزيلُ بين الجيرةِ الخُلُطِ
أم هلْ سَموتُ بجرارٍ له لَجَبٌ ... يَغشى مخارِمَ بين السهلِ والفُرُطِ
وأفراطُ الصبحِ - أيضاً -: أوائلُ تباشيرهِ قال الليثُ، قال: والواحدُ منها فَرَطٌ، وأنشدَ لرؤبة:
باكرتُهُ قبلَ الغَطَاطِ اللُغطِ ... وقبلَ جُوني القطا المخَططِ
وقبلَ أفراطِ الصباحِ الفُرطِ
قال: وأما قولُ ابنِ براقةَ الهمداني:
إذا الليلُ أرخى واستقلتْ نُجُومهُ ... وصاحَ من الأفراطِ هامٌ جَوَاثِمُ
فاختلفوا في هذا، فقال بعضهم: أرادَ به أفراطَ الصبح لأن الهامَ إذا أحس بالصباح صَرَخَ، وقال آخرونَ: الفَرَطُ: العَلَمُ المستقيمُ من أعلام الأرض التي يُهتدى بها.
والفُرُطُ: الفَرَسُ السريعةُ التي تَتَفَرطُ الخيلَ: أي تتقدمها، قال لبيدٌ - رضي الله عنه -:
ولَقَدْ حَمَيْتُ الحي تَحملُ شكتي ... فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لِجامها
وقال أبو زيادٍ: الفُرُطُ: طَرَفُ العارضِ: عارضِ اليمامةِ، وأنشدَ بيتَ وعلةَ الجرمي الذي ذَكرتهُ آنفاً.
وقال ابنُ عبادٍ: رجلٌ فُرطيٌ: إذا كان صعباً لم يذل، وبعيرٌ فُرْطيٌ وفَرَطِيٌ: كذلك.
والماءُ الفِراطُ: الذي يكونُ لمن سبقَ اليه من الأحياء.
وقال أبو عمرو: فَرَطَتِ النخلةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ حتى يعسُو طلعها، وأفرطتها أنا.
وأفْرَطَتِ السحَابُ بالوسمي: عَجِلَتْ به.
وأفْرَطَه: أي أعجله.
وقولهُ تعالى: " وأنهم مُفْرَطون " قال مُجاهدِ: أي منسبون، وقيل: مترُوكون في النار، وقال الأزهريُ: الأصلُ فيه أنهم مُقدمون إلى النار مُعجلون اليها؛ يُقال: أفرطتهُ: أي قدمتهُ؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولاداً: قدمتهم. وقرأ قُتيبةُ وأبو جعفرَ ونافعٌ: مُفْرِطون - بكسر الراء -: أي مُتجاوزون لما حُد لهم، يُقال: أفرطَ في الأمر: أي جاوزَ فيه الحدَ. وروى زاذانُ عن علي - رضي الله عنه - أنهُ قال: مثلي فيكم كمثل عيسى - صلواتُ الله عليه - أحبته طائفةٌ فأفْرَطُوا في حبه فهلكوا وأبغَضته طائفةٌ فأفْرَطُوا في بُغْضِه فهلكوا.
وقال الكسائيُ: يُقال: ما أفرَطْتُ من القوم أحداً: أي ما تركتُ.
وقال الأعرابيُ: الإفراط: أن تبعثَ رسولاً خاصاً في حوائجك.
وقال ابنُ دريدٍ: أفْراطَ الرجُلُ بيدِهِ إلى سيفهِ ليستَله.
وأفرَطَ القِربةَ: ملأها حتى أسالَ الماءَ، قال كعبُ بن زهيرٍ - رضي الله عنه -:
تنفي الرياحُ القذى عنه وأفرَطَهُ ... من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعالِيلُ
ويروى: " تجلُو الرياحُ "، وروى الأصمعيُ: " من نَوءِ ساريةٍ ".
وقال ساعدةُ بن جُويةَ الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل:
فأزَالَ ناصِحَها بأبيضَ مُفْرَطٍ ... من ماءِ الهابٍ بهن التألبُ
ويروى: " عليه التألبُ ". وقال آخرُ: بَج المَزادِ مُفرطاً توكيرا وأنشدَ إبراهيم بن إسحاق الحربيُ - رحمه الله تعالى -:
على جانبي حائرٍ مُفْرَطٍ ... بِبَرْثٍ تبَوأتُهُ معشِبِ
وانشد ابنُ دريدٍ:
يُرَجعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوَافٍ لم تُكدرها الدلاءُ
قال: الخُزْمُ: غُدُرٌ يتخرمُ بعضها إلى بعض.
والتفريطُ: التقصيرُ، قال الله تعالى:) يا حسرتا على ما فَرطتُ في جنْبِ الله (أي: في أمرِ الله. وفي حديثِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ليسَ في النومِ تفريطٌ؛ إنما التفريطُ أن لا يُصلي حتى يدخلَ وقْتُ الأخرى.
وفَرطتهُ: تركتهُ وتقدمتُه، قال ساعِدَةُ بن جُوية الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل:
مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفرطُ حملهُ ... صُفْنٌ وأخراصٌ يَلُحنَ ومِسأبُ
أي: لا يتركُ حملهَ ولا يُفارقُه.
وقال أبو عمرو: فَرطْتُكَ في كذا وكذا: تركتكَ وقال غيرهُ: تقولُ: فَرطْتُ إليه رسولاً: إذا أرسلته إليه في خاصتكَ أو جعلته جرياً لك في خُصومةٍ؛ مِثلُ أفرطتُ.
وفَرطْتُ الرجُلَ: أي مدحتهُ حتى أفرطتُ في مدحهِ؛ مثلُ قرظتهُ - بالقافِ والظاء المعجمة -.
وقال الخليلُ: يُقال: فرطَ الله عنه ما يكرهُ: أي نحاه؛ وقل ما يستعملُ إلا في الشعر، قال المُرقشُ الأكبرُ واسمهُ عمرو بن سعدٍ:
يا صاحبي تلبثا لا تعْجَلا ... إن الرحيلَ رهينُ ألا تعذلا
فلعل بُطأ كما يُفرطُ سيئاً ... أو يسبقُ الإسراع سيباً مُقبلا
ويروى: " ريثكما " " أو يسبقُ الإفراط ".
وتَفَارَطَ: أي سبقَ وتسرعَ، قال النابغةُ الذبياني:
وقفتُ بها القَلُوص على اكتئابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشوق المعني
ويُروى: " لِفارطِ ".
وتَفَرطَ الغزوُ وتَفَارطَ: أي تأخرَ وقتهُ فلم يلحقه من أراده، ومنه حديثُ كعب بن مالكٍ الأنصاري - رضي الله عنه - في تخلفهِ عن غزوةِ تبوك: فأصبحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه ولم أقضِ من جهازي شيئاً؛ فقلتُ أتجهزُ بعده بيومٍ أو يومينِ ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا لأتجهزَ فرجعتُ ولم أقضِ شيئاً، فلم يزل بي حتى أسرعُوا وتَفَارطَ الغزوُ.
وتَفارَطته الأمورُ والهمُومُ: أي لا تصيبهُ الهمومُ إلا في الفَرْط.
والتفارطُ: التسابقُ، وقال بشرُ بن أبي خازم:
يُنازعنَ الأعنةَ مُصغياتِ ... كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ
وفارطهَ: أي ألفاهُ وصادفهَ.
وفارطَهَ: سابقهَ.
وتكلمَ فِراطاَ: أي سبقتْ منه كلمةٌ.
وفلانٌ لا يُفترطُ إحسانهُ وبره: أي لا يفترصُ ولا يُخافُ فوتهُ.
ويُقال: افترطَ فلانٌ فَرَطاً: إذا ماتَ له ولدٌ صغيرٌ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ.
والتركيب يدلُ على إزالةِ الشيءِ عن مكانهِ وتنحيته عنه.

فرط: الفارِطُ: المتقدّم السابقُ، فرَطَ يَفْرُط فُروطاً. قال أَعرابي

للحسَن: يا أَبا سَعِيدٍ، عَلِّمْني ديناً وَسُوطاً، لا ذاهباً فُروطاً،

ولا ساقِطاً سُقوطاً أَي دِيناً مُتوسِّطاً لا مُتقدِّماً بالغُلُوِّ ولا

متأَخِّراً بالتُّلُوِّ، قال له الحسن: أَحسنت يا أَعرابي خيرُ الأُمورِ

أَوْساطُها. وفرَّطَ غيرَه؛ أَنشد ثعلب:

يُفَرِّطُها عن كُبّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ

كَرِيمٌ، وشَدٌّ ليس فيه تَخاذُلُ

أَي يُقَدِّمُها. وفرَّطَ إِليه رسولَه: قدَّمه وأَرسله. وفرَّطَه في

الخُصومةِ: جَرَّأَه. وفرَط القومَ يفرطهم فَرْطاً وفَراطاً وفَراطةً:

تقدَّمهم إِلى الوِرْدِ لإِصلاح الأَرْشِيةِ والدِّلاء ومَدْرِ الحِياض

والسَّقْيِ فيها. وفرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أَي سبقْتُهم إِلى

الماء، فأَنا فارِطٌ وهم الفرَّاطُ؛ قال القُطامي:

فاسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحابَتِنا،

كما تَقَدَّمَ فُرّاطٌ لِوُرَّادِ

وفي الحديث أَنه قال بطريق مكة: مَن يَسْبِقُنا إِلى الأَثايةِ

فَيَمْدُر حوْضَها ويُفْرِطُ فيه فيَمْلَؤُه حتى نأْتِيَه، أَي يُكْثر من صبّ

الماء فيه. وفي حديث سراقة: الذي يُفْرِطُ في حوْضِه أَي يَمْلَؤُه؛ ومنه

قصيد كعب:

تَنْفي الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَه

أَي ملأَه، وقيل: أَفْرَطَه ههنا بمعنى تركَه.

والفارِطُ والفَرَطُ، بالتحريك: المتقدِّم إِلى الماء يتقدَّمُ

الوارِدةَ فُيهَيِّء لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويملأُ الحِياضَ ويستقي لهم، وهو

فَعَلٌ بمعنى فاعِلٍ مثل تَبَعٍ بمعنى تابِعٍ؛ ومنه قول النبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم: أَنا فرَطُكم على الحوْضِ أَي أَنا متقدِّمُكم إِليه؛ رجل

فرَطٌ وقوم فرَطٌ ورجل فارِطٌ وقوم فُرَّاطٌ؛ قال:

فأَثارَ فارِطُهم غَطاطاً حُثَّماً،

أَصْواتُها كتَراطُنٍ الفُرْسِ

ويقال: فرَطْتُ القومَ وأَنا أَفرُطُهم فُروطاً إِذا تقدَّمْتَهم،

وفرَّطْت غيري: قدَّمْتُه، والفَرَطُ: اسم للجمع. وفي الحديث: أَنا والنبيّون

فُرَّاطٌ لقاصِفينَ، جمع فارِطٍ، أَي متقدّمون إِلى الشَّفاعةِ، وقيل:

إِلى الحوْضِ، والقاصِفونَ: المُزْدَحِمون.

وفي حديث ابن عباس قال لعائشة، رضي اللّه عنهم: تَقْدَمِينَ على فَرَطِ

صِدْقٍ، يعني رسولَ اللّه، صلّى الله عليه وسلّم، وأَبا بكر، رضي اللّه

عنه، وأَضافهما إِلى صِدْقٍ وصفاً لهما ومَدْحاً؛ وقوله:

إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا

يجوز أَن يكون من الفَرَط الذي يقع على الواحد والجمع، وأَن يكون من

الفَرط الذي هو اسم لجمع فارِطٍ، وهذا أَحسن لأَن قبله فوارساً فَمُقابلة

الجمع باسم الجمع أَوْلى في قوة الجمع. والفَرَطُ: الماء المتقدّمُ لغيره

من الأَمْواه.

والفُراطةُ: الماء يكون شَرَعاً بين عدَّةِ أَحْياء مَن سبَق إِليه فهو

له، وبئر فُراطةٌ كذلك. ابن الأَعرابي: الماء بينهم فُراطةٌ أَي

مُسابَقة. وهذا ماء فُراطة بين بني فلان وبني فلان، ومعناه أَيُّهم سبَق إِليه

سَقى ولم يُزاحِمْه الآخَرُون. الصحاح: الماء الفِراطُ الذي يكون لمن سبق

إِليه من الأَحْياء.

وفُرَّاطُ القَطا: متقدِّماتُها إِلى الوادي والماء؛ قال نِقادَةُ

الأَسدي:

ومَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقاطا،

لم أَرَ، غِذْ ورَدْتُه، فُرّاطا

إِلاَّ الحَمام الوُرْقَ والغَطاطا

وفرَطْت البئرَ إِذا تركتَها حتى يَثوب ماؤها؛ قال ذلك شمر وأَنشد في

صفة بئر:

وهْيَ، إِذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ،

ذاتُ عِقابٍ همشٍ، وذاتُ طَمْ،

يقول: إِذا أُجِمَّتْ هذه البئرُ قَدْرَ ما يُعْقَدُ وذَمُ الدلْوِ ثابت

بماء كثير. والعِقابُ: ما يَثوب لها من الماء، جمع عَقبٍ؛ وأَما قول

عمْرو بن معديكرب:

أَطَلْتُ فِراطَهم، حتى إِذا ما

قَتَلْتُ سَراتَهم، كانت قَطاطِ

أَي أَطَلْت إِمْهالَهم والتَّأَني بهم إِلى أَن قتلتُهم. والفرَطُ: ما

تقدَّمك من أَجْرٍ وعَمَل. وفرَطُ الولد: صِغاره ما لم يُدْرِكوا، وجمعُه

أَفراط، وقيل: الفرَطُ يكون واحداً وجمعاً. وفي الدعاء للطِّفل الميت:

اللهم اجعله لنا فَرَطاً أَي أَجراً يتقدَّمُنا حتى نَرِدَ عليه. وفرَطَ

فلانٌ وُلْداً وافْتَرطَهم: ماتوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلدُ: عُجِّلَ

موتُه؛ عن ثعلب. وأَفرطَتِ المرأَةُ أَولاداً: قدَّمتهم. قال شمر: سمعتُ

أَعرابية فصيحة تقول: افْتَرَطْتُ ابنينِ. وافترَط فلان فرَطاً له أَي

أَولاداً لم يبلغوا الحُلُم. وأَفْرَطَ فلان ولداً إِذا مات له ولد صغير قبل

أَن يبلغُ الحُلُم. وافترط فلان أَولاداً أَي قدَّمهم.

والإِفْراط: أَن تَبعث رسولاً مجرَّداً خاصّاً في حوائجك.

وفارَطْتُ القومَ مُفَارَطة وفِرطاً أَي سابقتُهم وهم يتَفارَطون؛ قال

بشر:

إِذا خَرَجَتْ أَوائلُهُنَّ شُعْثاً

مُجَلِّحةً، نَواصيها قتامُ

يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغِياتٍ،

كما يتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ

ويُروى: الحِيامُ. وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إِحسانه وبِرُّه أَي لا

يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه؛ وقول أَبي ذؤيب:

وقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتَأَثَّلُوا

قَلِيباً سَفاهاً، كالإِماءِ القَواعِدِ

يعني بالفُرَّاط المتقدِّمين لحفر القَبْرِ، وكله من التقدُّم والسبقِ.

وفرَط إِليه مِنِّي كلامٌ وقولٌ: سبَق؛ وفي الدعاء: على ما فرَط مِنِّي

أَي سبق وتقدَّم. وتكلم فلانٌ فِراطاً أَي سبقت منه كلمة. وفَرَّطْته:

تركتُه وتقدّمته؛ وقول ساعدة بن جؤية:

معه سِقاءٌ لا يُفَرِّط حَمْلَه

صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ

أَي لا يترك حملَه ولا يُفارقه. وفرَط عليه في القول يَفْرُط: أَسرف

وتقدَّم. وفي التنزيل العزيز: إِنّا نَخاف أَن يفرُط علينا أَو أَن يَطْغَى؛

والفُرُطُ: الظُّلْم والاعتداء.

قال اللّه تعالى: وكان أَمْرُهُ فُرُطاً. وأَمره فُرُطٌ أَي مَتْروك.

وقوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي متروكاً تَرَك فيه الطاعة وغَفَل

عنها، ويقال: إِيّاك والفُرُطَ؛ وفي حديث سَطيح:

إِنْ يُمْسِ مُلْكُ بَنِي ساسانَ أَفْرَطَهم

أَي تَرَكهم وزال عنهم. وقال أَبو الهيثم: أَمرٌ فُرُطٌ أَي متهاوَنٌ به

مضيَّع؛ وقال الزجاج: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي كان أَمرُه التفريطَ وهو

تقديم العَجْز، وقال غيره: وكان أَمرُه فُرطاً أَي نَدَماً ويقال

سَرَفاً.

وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: لا يُرى الجاهلُ إِلا مُفْرِطاً أَو

مُفَرِّطاً؛ هو بالتخفيف المُسرف في العمل، وبالتشديد المقصِّر فيه؛ ومنه

الحديث: أَنه نام عن العشاء حتى تفرّطت أَي فات وقتُها قبل أَدائها. وفي

حديث توبةِ كعبٍ: حتى أَسرعوا وتَفارَطَ الغَزْوُ أَي فات وقتُه. وأَمر

فُرُط أَي مجاوَزٌ فيه الحدّ؛ ومنه قوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً.

وفَرَط في الأَمر يَفْرُط فَرْطاً أَي قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات، وكذلك

التفريطُ. والفُرُط: الفرَس السريعة التي تَتَفَرَّط الخيلَ أيُ تتقدَّمُها.

وفرس فُرُط: سريعة سابقة؛ قال لبيد:

ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتي

فُرُطٌ وِشاحي، إِذ غدوتُ، لجامُها

وافترَط إِليه في هذا الأَمر: تقدّم وسبَق.

والفُرْطة، بالضم: اسمٌ للخروج والتقدّم، والفَرْطة، بالفتح: المرّة

الواحدة منه مثل غُرْفة وغَرْفة وحُسْوة وحَسْوة؛ ومنه قولُ أُمّ سلمة

لعائشة: إِن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، نهاكِ عن الفُرْطة في

البِلاد. غيره: وفي حديث أُم سلمة قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: إِن رسول

اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، نهاكِ عن الفُرْطة في الدِّين يعني السبْق

والتقدّم ومجاوزة الحدّ.

وفلان مُفْتَرِط السِّجال إِلى العُلى أَي له فيه قُدْمة؛ وأَنشد:

ما زِلْت مُفْتَرِطَ السِّجال إِلى العُلى،

في حَوْضِ أَبْلَجَ، تَمْدُرُ التُّرْنُوقا

ومَفارِطُ البلد: أَطرافه؛ وقال أَبو زبيد:

وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّمِّ

لعَمْياءَ في مَفارِط بيدِ

وفلان ذو فُرْطة في البلاد إِذا كان صاحبَ أَسفار كثيرة. ابن الأَعرابي:

يقال أَلْقاه وصادَفه وفارَطَه وفالَطَه ولاقَطَه كله بمعنى واحد. وقال

بعض الأَعراب: فلان لا يُفْتَرَط إِحسانه وبرُّهُ أَي لا يُفْتَرص ولا

يُخاف فَوْتُه.

والفارِطان: كَوْكَبان مُتباينان أَمام سَرِير بَنات نَعْشٍ

يتقدَّمانها.وأَفراطُ الصَّباح: أَولُ تَباشيره لتقدّمها وإِنذارها بالصبح، واحدها

فُرْطٌ؛ وأَنشد لرؤبة:

باكَرْتُه قبل الغَطاط اللُّغَّطِ،

وقبل أَفْراط الصَّباح الفُرَّطِ

والإِفراطُ: الإِعجال والتقدُّم. وأَفْرَطَ في الأَمر: أَسرف وتقدَّم.

والفُرُط: الأَمر يُفْرَط فيه، وقيل: هو الإِعجال، وقيل: النَّدَم. وفرَط

عليه يَفْرُط: عَجِل عليه وعَدا وآذاه. وفرط: تَوانَى ونَسِيَ.

والفَرَطُ: العَجلة. وقال الفراء في قوله تعالى: إِنّا نَخاف أَن يَفْرُط علينا،

قال: يَعْجَل إِلى عُقوبتنا. والعرب تقول: فَرَط منه أَي بَدَر وسبَق.

والإِفْراط: إِعجالُ الشيء في الأَمر قبل التثبُّت. يقال: أَفْرَط فلان في

أَمره أَي عَجِل فيه، وأَفْرَطه أَي أَعجله، وأَفرطت السِّقاءَ ملأْته،

والسحابةُ تُفْرط الماء في أَول الوَسْمِيّ أَي تُعجله وتُقدِّمه.

وأَفْرَطت السحابة بالوسمي: عَجَّلت به، قال سيبويه: وقالوا فَرّطْت إِذا كنت

تُحذّره من بين يديه شيئاً أَو تأْمره أَن يتقدَّم، وهي من أَسماء الفعل

الذي لا يتعدّى.

وفَرْطُ الشهوة والحزن: غلبتهما. وأَفْرط عليه: حَمَّله فوق ما يُطيق.

وكلُّ شيء جاوز قَدْرَه، فهو مُفْرِط. يقال: طول مُفْرِط وقِصَر مُفْرِط.

والإِفراط: الزيادة على ما أُمرت. وأَفرطْت المَزادةَ: ملأْتها. ويقال:

غَدِير مُفْرَط أَي ملآن؛ وأَنشد ابن بري:

يَرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ

صَوافٍ، لم يُكدِّرْها الدِّلاء

وأَفرط الحوضَ والإِناءَ: ملأَه حتى فاض؛ قال ساعدة بن جؤية:

فأَزال ناصِحَها بأَبْيَض مُفْرطٍ،

من ماء أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ

أَي مزَجها بماء غَدِير مملوءٍ؛ وقول أَبي وجزة:

لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه،

مُسْتَرْفِع لِسُرَى المَوْماة هَيَّاج

(* قوله «مسترفع لسرى» أورده في مادة ربع مستربع بسرى وفسره هناك.)

يُفْرِطُه: يملؤه رَوْعاً حتى يذهَب به.

والفَرْطُ، بفتح الفاء: الجبل الصغير، وجمعه فُرُط؛ عن كراع. الجوهري:

والفُرُط واحد الأَفْراط وهي آكام شبيهات بالجبال. يقال: البُوم تَنوح على

الأَفْراط؛ عن أَبي نصر؛ وقال وعْلَة الجَرْمي:

سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هل جَنَيْتُ لهم؟

حَرْ بأَتُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ؟

وهل سَمَوْتُ بجرّارٍ له لَجَبٌ،

جَمِّ الصَّواهِلِ، بين السَّهْلِ والفُرُطِ؟

والفُرْط: سَفْحُ الجبال وهو الجَرُّ؛ عن اليزيدي؛ قال حسان:

ضاقَ عَنّا الشِّعْبُ إِذ نَجْزَعُه،

ومَلأْنا الفُرْطَ منكم والرِّجَلْ

وجمعه أَفراط؛ قال امرؤ القيس:

وقد أُلْبِسَت أَفْراطها ثِنْيَ غَيْهَب

والفَرْط: العَلَم المستقيم يُهتدى به. والفَرْط: رأْس الأَكَمَة

وشخصها، وجمعه أَفْراط وأَفْرُط؛ قال ابن بَرّاقة:

إِذا الليلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّت نُجومُه،

وصاح من الأَفْراط بُومٌ جواثِمُ

وقيل: الأَفْراط ههنا تَباشير الصبح لأَن الهامَ تَزْقو عند ذلك، قال:

والأَول أَولى، ونسَب ابن بري هذا البيت للأَجدع الهمداني وقال: أَراد

كأَن الهامَ لما أَحسَّت بالصباح صَرَخت.

وأَفرطْتُ في القول أَي أَكثرت.

وفرَّط في الشيء وفرَّطه: ضيعه وقدَّم العجز فيه. وفي التنزيل العزيز:

أَن تقولَ نفسٌ يا حَسْرتا على ما فرَّطْت في جنْب اللّه؛ أَي مَخافة أَن

تصيروا إِلى حال الندامة للتفريط في أَمر اللّه، والطريق الذي هو طريق

اللّه الذي دعا إِليه، وهو توحيد اللّه والإِقرار بنبوّة رسوله، صلّى اللّه

عليه وسلّم؛ قال صخر البغيّ:

ذلك بَزِّي، فَلَن أُفَرِّطَه،

أَخافُ أَن يُنْجِزوا الذي وعَدُوا

يقول: لا أُخلّفه فأَتقدّم عنه؛ وقال ابن سيده: يقول لا أُضيّعه، وقيل:

معناه لا أُقدّمه وأَتخلّف عنه. والفَرَطُ: الأَمر الذي يفرِّط فيه صاحبه

أَي يضيّع. وفرَّطَ في جَنْب اللّه: ضيَّع ما عنده فلم يعمل له.

وتفارطَت الصلاة عن وقتها: تأَخرت. وفرَّط اللّه عنه ما يكره أَي نَحّاه،

وقَلّما يستعمل إِلا في الشعر؛ قال مُرَقِّش:

يا صاحبَيَّ، تَلَبَّثا لا تُعْجَلا،

وَقِفا برَبْعِ الدار كَيْما تَسْأَلا

فلَعَلَّ بُطْأَ كما يُفَرِّط سَيِّئاً،

أَو يَسْبِق الإِسراعُ خَيْراً مُقْبِلا

والفَرْط: الحِين: يقال: إِنما آتيه الفَرْطَ وفي الفَرْط، وأَتيته

فَرْط أَشهر أَي بعدها؛ قال لبيد:

هلِ النفْسُ إِلاَّ مُتْعةٌ مُسْتعارةٌ،

تُعارُ، فَتَأْتي رَبَّها فَرْطَ أَشهُر؟

وقيل: الفَرْط أَن تأْتيه في الأَيام ولا تكون أَقلّ من ثلاثة ولا أَكثر

من خمس عشرة ليلة. ابن السكيت: الفَرْط أَن يقال آتيك فَرْط يوم أَو

يومين. والفَرْط: اليوم بعد اليومين. أَبو عبيد: الفَرْط أَن تلقَى الرجل

بعد أَيام. يقال: إِنما تلقاه في الفَرْط، ويقال: لقيته في الفَرْط بعد

الفَرْطِ أَي الحِين بعد الحِين. وفي حديث ضُباعة: كان الناس إِنما يذهبون

فَرْطَ يوم أَو يومين فيَبْعَرُون كما تَبْعَرُ الإِبل أَي بعد يومين.

وقال بعض العرب: مضيت فَرْط ساعة ولم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِت، فقيل لهع: ما

فرْط ساعة؟ فقال: كمُذ أَخذت في الحديث، فأَدخل الكاف على مُذْ، وقوله

ولم أومِن أَي لم أَثِقْ ولم أُصدِّق أَني أَنفلِت. وتفارطَتْه الهموم:

أَتته في الفَرْط: وقيل: تسابقت إِليه.

وفَرَّط: كَفَّ عنه وأَمهلَه. وفرَّطْت الرجل إِذا أَمهلتَه.

والفِراط: التَّرْك. وما أَفرط منهم أَحداً أَي ما ترك. وما أَفْرَطْت

من القوم أَحداً أَي ما تركت. وأَفْرَط الشيءَ: نَسِيه. وفي التنزيل:

وأَنَّهم مُفْرَطون؛ قال الفراء: معناه منسيُّون في النار، وقيل: منسيُّون

مضيَّعون متروكون، قال: والعرب تقول أَفْرَطْت منهم ناساً أَي خَلَّفتهم

ونَسِيتهم، قال: ويُقرأُ مُفْرِطون، يقال: كانوا مُفْرِطِين على أَنفسهم في

الذنوب، ويروى مُفَرِّطون كقوله تعالى: يا حَسْرتا على ما فَرَّطْتُ في

جَنْب اللّه، يقول: فيما ترَكْتُ وضيَّعت.

فرط

1 فَرَطَ, (O, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فُرُوطٌ, (K,) He (a man, TA) preceded; went before; was, or became, before, beforehand, first, or foremost; had, or got, priority, or precedence; (O, K, TA;) as also فَرِطَ, aor. ـَ [inf. n. فَرَطٌ; which is therefore used as an epithet applied to one and to more;] (O, TA;) and so ↓ افترط, in the phrase افترط إِلَيْهِ فِى هٰذَا الأَمْرِ [He was foremost in attaining to him in this affair]. (TA.) [See مُفْتَرِطٌ.] b2: فَرَطَ القَوْمَ, (S, O, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (S, Msb,) or ـِ (K,) inf. n. فَرْطٌ, (S,) or فُرُوطٌ, (Msb,) or both, (O,) or the former and فَرَاطَةٌ, (M, K,) He preceded, or went before, the people, or company of men, (S, M, O, Msb, K,) to the water, (S, O,) or in search of water, (Msb,) or to come to water, (M, K,) for the purpose of preparing the buckets and ropes, (Msb,) or for the purpose of putting into a right state the watering-trough (M, K) and ropes (M, O) and buckets, (M, O, K,) i. e. to prepare these for them. (TA.) [See also 5.] b3: An Arab of the desert said to El-Hasan, عَلِّمْنِى دِينًا وَسُوطًا لَا ذَاهِبًا فُرُوطًا وَلَا سَاقِطًا سُقُوطًا, meaning Teach thou me a religion of the middle sort, not passing beyond the due mean, nor falling short of it. (TA.) b4: فَرَطَ مِنْهُ It proceeded from him hastily, before reflection, or without premeditation; [as thought it preceded his judgment;] syn. بَدَرَ, and سَبَقَ, and تَقَدَّمَ. (TA.) [See 3.] Yousay, فَرَطَ مِنْهُ كَلَامٌ, aor. ـُ Speech proceeded from him hastily, before reflection, or without premeditation; syn. سَبَقَ, and تَقَدَّمَ. (Msb.) And فَرَطَ

إِلَيْهِ مِنِّى قَوْلٌ A saying proceeded to him from me hastily, before reflection, or without premeditation; syn. سَبَقَ. (S.) And in like manner you say of an evil action. (TA.) b5: فَرَطَ عَلَيْهِ He hasted to do him an evil action: (O, TA:) he acted hastily and unjustly towards him. (S, O, TA.) Hence, in the Kur [xx. 47], إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا Verily we fear that he may act hastily and unjustly towards us: (S:) or that he may hastily do to us an evil action: (Ibn-'Arafeh, O:) or that he may hasten to punish us. (Fr, Bd, O, Jel.) [See also 4.] فَرَطَ عَلَيْهِ also signifies He did to him what was disagreeable, or hateful, or evil; he annoyed him. (TA.) And فَرَطَ, inf. n. فُرُوطٌ, He reviled. (IKtt.) You say also فَرَطَ عَلَيْهِ فِى

القَوْلِ: see 4, latter half. b6: فَرَطَ فِيهِ: see 2, near the middle. b7: فَرَطَ فِى حَوْضِهِ: see 4, last sentence but one. b8: فَرَطَتِ النَّخْلَةُ The palm-tree was left without being fecundated until its spadix became dry and hard (عَسَا, in the CK عَشا, and in the O يَعْسُو). (O, K, * TA.) b9: And فَرَطَتِ البِئْرُ The well was left until its water had collected again. (Sh, TA.) A2: فَرَطَ إِلَيْهِ رَسُولَهُ: see 2. b2: فَرَطَ وُلْدًا, or وَلَدًا, and فَرَطَ وَلَدَهُ: see 4.2 فرّطهُ, inf. n. تَفْرِيطٌ, He, or it, made him to precede; to be, or become, before, beforehand, first, or foremost; to have, or get, priority, or precedence; (TA;) as also ↓ افرطهُ. (O, TA.) b2: He emboldened him, in contention, or altercation; as also ↓ افرطهُ. (TA.) فرّط إِلَيْهِ رَسُولًا, (IDrd, O, K,) inf. n. as above, (IDrd,) He sent to him a messenger (IDrd, O, K) among his particular, or special, friends; sent him forward, or in advance, to him: (IDrd, O:) or he made him his deputy in a litigation: (O:) and رَسُولًا ↓ افرط he sent a messenger specially and expressly respecting his needful affairs: (IAar, O, L, K: *) and إِلَيْهِ رَسُولَهُ ↓ فَرَطَ he sent forward, or in advance, his messenger to him, and hastened him: (K, TA: [in the CK, instead of وَأَعْجَلَهُ, we find واَرْسَلَهُ:]) but [SM says,] I do not find this last form mentioned by any of the leading authorities. (TA.) b3: فرّطهُ also signifies He sent it before, remaining behind it: or he quitted it, and sent it before: (TA:) he left it, and quitted it: (S:) he left him; (AA;) as also ↓ افرطهُ: (Ks, S:) he left him, and became behind him; as also ↓ افرطهُ: (TA:) he left him, and went before him: (S, O, K:) and ↓ افرطهُ [has a similar meaning,] he left him behind, and forgot him: (Fr:) and he forgot it, namely a thing, or an affair: (K:) فِرَاطٌ, also, [inf. n. of ↓ فارط,] signifies the act of leaving: (TA:) and فرّط عَنْهُ he left, forsook, or relinquished, him, or it; or he abstained, or desisted, from it: (TA:) and فرّط فِيهِ he neglected it; and preferred backwardness (قَدَّمَ العَجْزِ) in it, or with respect to it; and failed, or fell short, of doing what he ought, or flagged, or was remiss, with respect to it; as also فرّطهُ; (K; [but accord. to the TA, only the former of these two phrases signifies “ he failed of doing what he ought,” &c.;]) or simply he neglected it; (ISd, TA;) or he failed of doing what he ought, or flagged, or was remiss, with respect to it, and neglected it, (S, O, Msb,) so that it escaped him; (S, O;) as also فيه ↓ فَرَطَ, (S, O, K, * [in the K, the words rendered “ so that it escaped him ” are omitted,]) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فَرْطٌ: (S, O, K:) and فرّط alone, he flagged, or was remiss; was lazy, or indolent: (TA:) its second Pers\. sing. is used in cautioning a man against a thing before him, or in commanding him to go forward, or to advance; and is intransitive. (Sb, TA.) Sakhr-el-Gheí says, ذٰلِكَ بَزِّى فَلَنْ أُفَرِّطَهُ

أَخَافُ أَنْ يُنْجِزُوا الَّذِى وَعَدُوا That is my weapon, and I will not send it before, remaining behind it: [I fear lest they perform that which they have threatened:] or I will not quit it, nor send it before: or I will not be behind it: (TA:) or I will not neglect it. (ISd, TA.) And Sá'ideh Ibn-Ju-eiyeh says, مَعَهُ سِقَآءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ With him is a skin, the carrying of which he will not leave, nor quit. (S.) You say also, فَرَّطْتُكَ فِى

كَذَا وَ كَذَا I left thee in such and such [a state, &c.]: (AA, O:) and مِنَ القَوْمِ أَحَدًا ↓ أَفْرَطْتُ I did not leave, of the people, or company of men, any one. (Ks, S, O.) And فرّط فِى جَنْبِ اللّٰهِ He neglected the things of God, and did them not: (TA:) or the command of God. (O, TA.) [See also art. جنب.] And it is said in a trad., لَيْسَ فِى النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ أَنْ لَا يَصْحَى حَتَّى

يَدْخُلَ وَقْتُ الأُخْرَى [There is no falling short of one's duty in sleeping: the falling short of one's duty is only the not awaking until the time of the other (prayer) commences]. (TA.) b4: Also He let him alone, or left him, for a while; or granted him a delay, or respite; [and so ↓ فارطهُ; for]

أَطَلْتُ فِرَاطَهُمْ means I long let them alone, or left them, or granted them delay or respite. (TA.) b5: You say also, فرّط اللّٰه عَنْهُ مَا يَكْرَهُ God put away, or removed, or averted, from him what he dislikes, or hates: (Kh, S, O, K:) but this expression is seldom used except in poetry. (S, O.) A2: فرّطهُ, (O, K,) inf. n. تَفْرِيطٌ, (TA,) also signifies He praised him immoderately; (O, K, TA;) like قرّظهُ: (O, TA:) Sgh has expressed, in the TS, his fear that the former may be a mistranscription for the latter; but seems to have afterwards conceded the correctness of the former, from his mention of it in the O. (TA.) 3 فَارَطَهُمْ, (S, O, * K, * in the O and K فارطهُ,) inf. n. مُفَارَطَةٌ and فِرَاطٌ, (S,) He vied, or strove, with them, to precede them; to outgo, or outstrip, them; to get before them. (S, O, * K. *) b2: تَكَلَّمَ فِرَاطًا, (S, O, Msb, K,) the latter word being an inf. n. of فارط, (TA,) He spoke hastily; without premeditation; expl. by سَبَقَتْ مِنْهُ كَلِمَةٌ; (S, O, K;) he let fall hasty, or unpremeditated, sayings or expressions; expl. by سَقَطَ مِنْهُ بَوَادِرُ. (Msb.) b3: See also 2, in two places: b4: and see 6. b5: فارطهُ also signifies He found him; syn. أَلْفَاهُ and صَادَفَهُ: (O, K, TA:) and so فالطهُ and لافطهُ. (TA.) 4 أَفْرَطَ see 2, in seven places. b2: أَفْرَطَتْ أَوْلَادًا, (S, O,) or اولادا ↓ افترطت, (TA,) said of a woman, She sent children before her [to Paradise, by their dying in infancy]; syn. قَدَّمَتْهُمْ: (S, O, TA:) and اولادا ↓ افترط, said of a man, in like manner signifies قَدَّمَهُمْ. (TA.) And you say also, ↓ فَرَطَ وَلَدَهُ He was preceded by his child to Paradise. (IKtt.) And وُلْدًا ↓ فَرَطَ, (K, TA,) or وَلَدًا, (CK,) He lost children by their dying young: (K, TA;) as though they preceded him to Paradise; (TA;) and so فَرَطًا ↓ افترط; (Msb;) and وَلَدًا ↓ افترط; which also signifies he lost a young child by death: (TA:) or the last of these phrases, (K,) or the last but one, (S, O,) signifies he lost his child, or children, (K,) or a young child, (S, O,) by death before attaining to puberty. (S, O, K.) [See اِحْتَسَبَ.] And الوَلَدُ ↓ اُفْتُرِطَ The child's death was hastened; or was made to happen early. (Th.) b3: افرطهُ He hastened him; or made him to hasten. (S, O.) And you say also, السَّحَابَةً

تُفْرِطُ المَآءَ (assumed tropical:) The cloud hastens and forwards the water in the beginning of the [autumnal rain called] وَسْمِىّ. (TA.) And افرطت السَّحَابَةُ بِالوَسْمِيِّ (tropical:) The cloud hastened with the [rain called] وَسْمِىّ. (S, O, and the like is said in the K.) And افرط بِيَدِهِ إِلَى سَيْفِهِ لِيَسْتَلَّهُ He put his hand hastily to his sword to draw it forth. (IAar, O, K.) And افرط [alone] He hastened with an affair. (K, * TA.) And He advanced, or went forward, before tarrying, or waiting, or pausing, فِى الأَمْرِ in the affair. (TA.) b4: افرط also [very frequently] signifies He exceeded the due bounds, or just limits; or acted extravagantly, or immoderately; (S, O, Msb, K, TA;) فِى الأَمْرِ in the affair; (S, O, TA;) and فى حُبِّهِ in loving him; and فى بُغْضِهِ in hating him; (O, TA;) and فى مَدْحِهِ in praising him: (K:) it is likewise said of anything exceeding the due bounds; [meaning it was, or became, excessive, or immoderate:] and also signifies he did more than he was commanded. (TA.) You say also, عَلَيْهِ فِى القَوْلِ ↓ فَرَطَ He exceeded the due bounds, or just limits, towards him in speech. (K, TA.) And افرط فِى القَوْلِ He talked [excessively, exceedingly, immoderately, or] much. (TA.) [And, افرط عَلَيْهِ He acted insolently, or presumptuously, towards him.] b5: Also افرط عَلَيْهِ He loaded him (namely a camel, IKtt) with that which he was unable to bear. (IKtt, K.) And افرط He filled (S, O, K) a مَزَادَة (S) or a قِرْبَة (O) so that he made the water to flow: (O, K:) or a watering-trough or vessel (TA) so that it overflowed: (K, TA:) and فِى حَوْضِهِ ↓ فَرَطَ, (O, TA,) aor. ـُ (O,) inf. n. فَرْطٌ, (TA,) he filled his watering-trough: (O, TA:) or poured much water into it. (TA.) b6: And افرط النَّخْلَةَ He left the palm-tree without fecundation until its spadix became dry and hard. (O, L, K. [See 1, near the end.]) 5 تفرّط He (a horse) outwent, or got before, other horses. (S, TA.) [See also 1.] b2: See also the next paragraph.6 تفارطوا They vied, or strove, one with another, to precede, outgo, outstrip, or get before. (S, O. *) Bishr says, [using the verb transitively,] يُنَازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْعَبَاتٍ

كَمَا يَتَفَارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ [They contend with the reins, being unbroken and refractory, like as the pigeons vie, one with another, in striving to get first to the scanty remains of rainwater]. (S.) b2: [Hence,] تفارط فُلَانٌ Such a one preceded, or got before, and made haste. (O, K, TA.) b3: And hence, (TA,) تَفَارَطَتْهُ الهُمُومُ, (O, K, TA,) and الأُمُورُ, (O, TA,) (assumed tropical:) Anxieties, and affairs, or events, came to him [as though] vying, one with another, to be first: (K, TA:) or befell him at an indefinite time, (O, * K, * TA,) but only at such a time. (O, TA.) You say also, ↓ فَارَطَتْهُ الهُمُومُ (assumed tropical:) Anxieties ceased not to come to him at one indefinite time after another. (TA.) b4: تفارط الشَّىْءُ The time of the thing past; as also ↓ تفرّط, which occurs in a trad., relating to a time of prayer, and meaning its time passed before its being performed: (TA:) and both of these verbs are used in the sense next following in relation to a warring, or warring and plundering, expedition. (O.) The time of the thing became postponed, or delayed, so that he who desired it did not attain it. (K.) You say, تَفَارَطَتِ الصَّلَاةُ عَنْ وَقْتِهَا The prayer became delayed after its time. (TA.) 8 إِفْتَرَطَ see 1, first sentence: b2: and see 4, in five places. b3: فُلَانٌ لَا يُفْتَرَطُ إِحْسَانُهُ وَبِرُّهُ (S, K *) Such a one's beneficence and kindness are not caught at, (لَا يُفْتَرَصُ, as in a copy of the S and in the TA,) or do not pass away, (لَا يَنْقَرِضُ, as in another copy of the S,) and (S, TA) their passing away, so that one cannot avail himself of them, is not to be feared: (S, K, TA:) a saying of one of the Arabs of the desert. (TA.) فَرْطٌ Excess; extravagance; exorbitance; an exceeding degree; an exceeding of the due bounds, or just limits. (S, O, K, * TA.) You say, إِيَّاكَ وَالفَرْطَ فِى الأَمْرِ [Avoid thou, or beware thou of, excess in the affair]. (S, O.) b2: Mastery, ascendency, prevalence, or predominance: (K, TA:) as, for instance, of eager desire, and of grief. (TA.) A2: A time, whether long or short; an indefinite time; syn. حِينٌ. (S, O, K.) You say, لَقِيتُهُ فِى الفَرْطِ بَعْدَ الفَرْطِ I met him time after time. (S, O.) And أَنَا آتِيهِ الفَرْطَ I come to him, or will come to him, at some time. (TA.) b2: It also denotes one's meeting a man, (TA,) or coming to him, (K,) after some days, (K, TA,) accord. to A 'Obeyd; (TA;) not more than fifteen days, (K,) or than fifteen nights, accord. to the same, (S, O,) nor less than three. (K.) You say, أَنَا أَلْقَاهُ فِى الفَرْطِ [I meet him, or will meet him, or shall meet him, after some days]. (TA.) [But the above-mentioned restriction does not apply when it is prefixed to a noun signifying a period of time: for] you say also, أَتَيْتُهُ فَرْطَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ [app. meaning I came to him after a day or two days]. (S, O.) [It is said in the TA that, accord. to ISk, it is used in the saying آتِيكَ فَرْطَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ, and that it is a day between two days; but this seems to me to be a mistake for between a day and two days: it is afterwards said in the TA that فَرْطَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ means after two days; but the complete explanation should doubtless be after a day or two days.] Lebeed says, هَلِ النَّفْسُ إِلَّا مُتْعَةٌ مُسْتَعَارَةٌ تُعَارُ فَتَأْتِى رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ [Is the soul aught but a borrowed thing to be enjoyed, which is lent, and goes to its Lord after some months?]. (S.) And an Arab said, مَضَيْتُ فَرْطَ سَاعَةٍ وَلَمْ أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِتَ; and being asked “ What is فرط ساعة? ” he answered, “Like since thou begannest to speak: ” he meant [I went away after a little while, or a little while ago, and] by لم and what follows it, I did not feel sure of my escaping. (TA.) A3: Also A small mountain; (K;) pl., accord. to Kr, فُرُطٌ [q. v.]: (TA:) or the head of an [eminence such as is termed] أَكَمَة. (K.) b2: And the same, (K,) or ↓ فَرَطٌ, (thus as written in the O,) An erect way-mark, or thing set up for guidance to the right way: (O, K:) pl. أَفْرُطٌ and أَفْرَاطٌ: (K:) [but] it is said in the A that بَدَتْ لَنَا أَفْرَاطُ المَفَازَةِ is a tropical saying, signifying مَا اسْتَقْدَمَ مِنْ أَعْلَامِهَا [as though meaning (tropical:) The foremost of the way-marks of the desert, or waterless desert, appeared to us]. (TA.) فُرْطٌ: see فُرُطٌ, near the end.

فَرَطٌ A person who goes before, or in advance of, others, to the water, (S, Mgh, K,) or who is sent before, or in advance, to seek water, (Msb,) and who prepares for them the ropes and buckets, (S, O, Msb,) and plasters with mud [in one copy of the S and fills] the watering-troughs, and draws water for them; (S, TA;) as also ↓ فَارِطٌ; (S, Mgh, O, Msb, TA;) being of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, (S, Msb, TA,) like تَبَعٌ in the sense of تَابِعٌ: (S, TA:) and a number of persons who perform that office; (S, O, Msb, K;) as also ↓ فُرَّاطٌ, (S, Msb, K, TA,) pl. of فَارِطٌ: (Msb, TA:) you say رَجُلٌ فَرَطٌ and قَوْمٌ فَرَطٌ. (S, Msb.) It is said in a trad., أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ [I shall be your preceder to the pool of Paradise]. (S, O.) b2: See also فَارِطٌ. b3: [Hence,] (tropical:) A child [that dies] not having attained to puberty: (K, TA:) [whence the phrase اِفْتَرَطَ فَرَطًا: see 4:] pl. أَفْرَاطٌ: or فَرَطٌ is both sing. and pl. [in this sense]. (TA.) b4: Hence also, (S, Msb,) (tropical:) A reward, or recompense, prepared in advance, or beforehand: (S, Mgh, Msb, K:) and a work, or an action, of the same kind. (K.) You say, of an infant that has died, (S, Msb,) اَللّٰهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا O God, make him to be a [cause of] reward, or recompense, prepared in advance, or beforehand, for us. (S, Mgh, Msb.) b5: [Hence also,] (tropical:) Water [at which one arrives] in advance of other waters. (K, TA.) b6: [Hence also,] أَفْرَاطُ الصُّبْحِ, (S, O,) or الصَّبَاحِ, (K,) (tropical:) The annunciations, or foretokens, (K,) or the beginnings of the annunciations or foretokens, (S, O,) of the daybreak: (S, O, K:) sing. فَرَطٌ. (Lth, TA.) b7: See also فَرْطٌ, last sentence.

A2: Also Haste. (TA.) b2: See also the next paragraph.

فُرُطٌ A swift horse; (S, O, K;) one that precedes, outgoes, outstrips, or gets before, others: (S, A, O:) pl. أَفْرَاطٌ. (L, TA.) b2: A case, or an affair, in which the due bounds, or just limits, are exceeded: (S, O, K:) or neglected; (S, * TA;) as also ↓ فَرَطٌ: (TA:) or despised and neglected. (AHeyth, O, TA.) You say, كُلُّ أَمْرِ فُلَانٍ فُرُطٌ The whole of the case of such a person is one in which the due bounds, or just limits, are exceeded. (A, TA.) And it is said in the Kur [xviii. 27], وَكَانَ

أَمْرُهُ فُرُطًا, meaning, And whose case is one in which the due bounds, or just limits, are exceeded: (S, O:) or in which obedience is neglected and unheeded: (TA:) or [one of] preference of backwardness (تَقْدِيمُ العَجْزِ): (Zj:) or [one of] repentance: or, accord. to some, the meaning is that which here next follows: (O, TA:) wrongdoing; injustice; transgression: (O, K, TA:) some say also, that it means hastening, or acceleration. (TA.) A2: فُرُطٌ (S, O) and ↓ فُرْطٌ (O) An [eminence such as is termed] أَكَمَة, resembling a mountain: (S, O:) or the second, accord. to Zbd, the base (سَفْح) of a mountain: (TA:) pl. أَفْرَاطٌ (Zbd, S, O) and أَفْرُطٌ. (O.) [See also فَرْطٌ, last sentence but one.]

فَرْطَةٌ A single act of going forth; (S, O, K;) and of preceding, or going before. (S, O.) b2: [A hasty, or an unpremeditated, saying, or action: pl. فَرَطَاتٌ. (See 1 and 3.)] You say, اَللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِى فَرَطَاتِى, i. e. مَا فَرَطَ مِنِّى [meaning, O God, forgive me my hasty, or unpremeditated, sayings, or actions]: (TA:) [or my acts of hastiness, or forwardness, and transgression: for] الفَرْطَةُ فِى

الدِّينِ [unless we should in this instance read الفُرْطَة, as the Turkish translator of the K has done,] signifies hastiness, or forwardness, and transgression, in religion. (TA.) فُرْطَةٌ The act of going forth; (S, O, K; *) and of preceding, or going before. (S, O.) Hence the saying of Umm-Selemeh, to 'Áïsheh, نَهَاكِ عَنِ الفُرْطَةِ فِى البِلَادِ [He (referring to Mohammad) forbade thee from going forth into the country, or provinces]. (S, O.) And فُلَانٌ ذُو فُرْطَةٍ فِى

البِلَادِ Such a one is a person who makes many journeys. (TA.) فَرَطِىٌّ and فُرَطِىٌّ, (Ibn-'Abbád, K,) but the latter is said in the Moheet to be with damm, [which most probably means that it is فُرْطِىٌّ, and it is thus written in the O,] (TA,) applied to a camel and to a man, Untractable, refractory, or stubborn; (Ibn-'Abbád, K;) not rendered manageable or submissive. (TA.) فِرَاطٌ (S, O) and ↓ فُرَاطَةٌ, like ثُمَامَةٌ, or ↓ فِرَاطَةٌ, (so in the O,) Water that is for him, of the tribes, who first arrives at it; (S, O;) water that is common property among a number of tribes, and is for him who first arrives at it: (O, K:) and in like manner the latter word applied to a well. (TA.) You say, بَيْنَ بَنِى فُلَانٍ ↓ هٰذَا مآءٌ فُرَاطَةٌ وَبَنِى فُلَانٍ, meaning, [This is water between the sons of such a one and the sons of such a one, so that] whichever of them arrives at it first waters [his beasts] and the others do not throng him. (TA.) فُِرَاطَةٌ: see فِرَاطٌ, in three places.

فَارِطٌ Preceding; going before; being, or becoming, before, beforehand, first, or foremost; having, or getting, priority, or precedence: pl. فُرَّاطٌ. (TA.) b2: See the sing. and pl. voce فَرَطٌ, first sentence. b3: فُرَّاطُ القَطَا The foremost of the [birds called] قطا [meaning sand-grouse], who precede the others to the valley and the water. (S, TA.) b4: فَارِطٌ also signifies One who goes before to dig the grave: pl. as above, and also فَوَارِطُ, which latter is extr., like فَوَارِسُ, pl. of فَارِسٌ, as is said in the O. (TA.) b5: And hence, (Lth, TA,) الفَارِطَانِ, (Lth, S, O, K,) in the A ↓ الفَرَطَانِ, (TA,) (tropical:) Two stars, (Lth, S, O, K,) separate, each from the other, (Lth, S, O,) before [the stars in the tail of the Bear, app. meaning the Greater Bear, called] بَنَات نَعْش, (K,) or before the bier (سَرِير) of بنات نعش: [each] being likened to the فارط who goes before a company of men to dig the grave. (Lth, O, TA.) مُفْرَطٌ Sent before, or first, or foremost. (TA.) Hence the saying in the Kur [xvi. 64], (TA,) وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ And that they shall be sent before, or first, or foremost, to the fire [of Hell], and hastened thither; (Az, O, K, TA;) this being the primary signification: (Az, O, TA:) or forgotten (Mujáhid, Fr, O) in the fire [of Hell]: (Fr:) or neglected, or left: (TA:) or forgotten, and neglected or left, in the fire: and another reading is ↓ مُفْرِطُونَ, meaning [they are] exceeding the limits assigned to them: (O, K:) and another is ↓ مُفَرِّطُونَ, meaning [falling short of their duty] to themselves, in respect of sins. (TA.) b2: [Filled, or] full; applied to a pool of water left by a torrent. (S, TA.) مُفْرِطٌ Exceeding the due bounds, or just limits; acting extravagantly; applied to a man: excessive; applied to anything; as, for instance, tallness, and shortness. (TA.) It is said in a trad. of 'Alee, ↓ لَا تَرَى الجَاهِلَ إَلَّا مُفْرِطًا أَوْ مُفَرِّطًا Thou wilt not see the ignorant otherwise than exceeding the due bounds in what he doth or falling short of what he ought therein. (TA.) See also مُفْرَطٌ.

مُفَرِّطٌ: see مُفْرَطٌ and مُفْرِطٌ.

مَفَارِطٌ The extremities of a country or the like. (TA.) فُلَانٌ مُفْتَرِطُ السِّجَالِ إِلَى العُلَى [Such a one's emulation is foremost in attaining to eminence]; i. e. he has precedence therein: [see 1, first sentence:] (TA:) said in praise of a man. (TA in art. رنق.)
فرط
فَرَطَ الرَّجُلُ يَفْرُطُ فُرُوطاً، بالضَّمِّ: سَبَقَ وتَقَدَّمَ، فَهُوَ فارِطٌ، قَالَ أَعْرابيٌّ للحَسَنِ: يَا أَبا سَعيدٍ، عَلِّمْني دِيناً وَسُوطاً، لَا ذاهِباً فُرُوطاً، وَلَا ساقِطاً سُقُوطاً. أَي دِيناً مُتَوَسِّطاً لَا مُتَقَدِّماً بالغُلُوِّ، وَلَا مُتَأَخِّراً بالتُّلُوِّ. قَالَ لهُ الحَسَنُ: أَحْسَنْتَ يَا أَعْرابِيُّ، خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها. وَفِي الدُّعاءِ: على مَا فَرَطَ مِنِّي، أَي سَبَقَ وتَقَدَّمَ. وفَرَطَ فِي الأَمْرِ يَفْرُطُ فَرْطاً، بالفَتْحِ: قصَّرَ بِهِ، كَمَا فِي العُبَاب.
وَفِي الصّحاح: فِيهِ. وضَيَّعَه. زادَ فِي الصّحاح: حتَّى فاتَ. وفَرَطَ عَلَيْهِ فِي القَوْلِ: أَسْرَفَ وتَقَدَّمَ. وَفِي الصّحاح: فَرَطَ عَلَيْهِ، أَي عَجِلَ وعَدَا، وَمِنْه قولُه تعالَى: إِنَّا نَخافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنا أَو أَنْ يَطْغَى زَاد فِي العُبَاب: أَي يُبادِرَ بعُقُوبَتِنا. وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي يَعْجَل فيَتَقَدَّمَ مِنْهُ مَكْروهٌ، وَقَالَ مُجاهِدٌ: يَبْسُط، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: يَشِطّ. قلت: وقالَ الفَرَّاءُ: أَي يَعْجَلَ إِلى عُقُوبَتِنَا. والعَرَبُ تَقول: فَرَطَ مِنْهُ، أَي بَدَرَ وسَبَقَ، وَفِي الأَساسِ من الْمجَاز: نَخَافُ أَنْ تَفْرُطَ عَلَيْنا مِنْهُ بادِرَةٌ.
وفرط علينا ملان عجل بمكره.
وَمن المَجازِ: فَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً، بالضَّمِّ، أَي ماتُوا لَهُ صِغاراً، فكأَنَّهُم سَبَقُوهُ إِلى الجَنَّةِ. ونصُّ ابنِ القطَّاع: فَرَطَ الرَّجُلُ وَلَدَه: تَقَدَّمه إِلى الجَنَّةِ. وفَرَطَ إلَيْه رَسُولَه، أَي قَدَّمَهُ وأَعْجَلَهُ. وَذكر ابْن دُرَيْدٍ هَذَا الْمَعْنى فِي فَرَّطَ تَفْريطاً. وسيأْتي للمُصَنِّفِ قَريباً. وَفِي اللِّسَان: أَفْرُطَه إِفْراطاً بِهَذَا الْمَعْنى. وأَمَّا فَرَطَه فَرْطاً فَلم أَرَهُ لأَحَدٍ من الأَئِمَّةِ، والمادَّةُ لَا تَمْنَعه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: فَرَطَت النَّخْلَةُ: إِذا تُرِكَت وَمَا لُقِّحَتْ حتَّى عَسَا طَلْعُها. وأَفْرَطَها غيرُها، كَمَا فِي العُبَاب. وفَرَطَ القَوْمُ يَفْرِطُهُمْ فَرْطاً، بالفَتْحِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وفَرَاطَةً، كسَحَابَةٍ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي)
العُبَاب: والمصدَرُ فَرْطٌ وفُرُوطٌ: تَقَدَّمَهُمْ إِلى الوِرْدِ، وَفِي الصّحاح: سَبَقَهُم إِلى الماءِ، زادَ فِي العُبَاب: وتَقَدَّمَهُم. وَفِي المُحْكَمِ: لإِصْلاحِ الحَوْضِ والأَرْشِيَةِ والدِّلاءِ، أَي ليُهَيِّئَهَا لَهُم، وهُمُ الفُرَّاطُ كرُمَّان، جمع فارِطٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للقُطامِيِّ:
(فاسْتَعْجَلُونا وكانُوا من صَحَابَتِنَا ... كَمَا تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ)
وشاهدُ الفارِطِ للواحِدِ قولُ الشَّاعر:
(فأَثارَ فارِطُهُم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصْواتُهَا كَتَرَاطُنِ الفُرْسِ)
والفَرْطُ، بالفَتْحِ: الاسمُ من الإِفْراطِ، وَهُوَ مُجاوَزَةُ الحَدِّ فِي الأَمر، يُقال: إِيَّاكَ والفَرْطُ فِي الأَمرِ، كَمَا فِي الصّحاح، والفَرْطُ: الغَلَبَةُ، وَمِنْه فَرْطُ الشَّهْوَةِ والحُزْنِ، أَي غَلَبَتُهُما. والفَرْطُ: الجَبَلُ الصَّغيرُ، جمعه فُرُطٌ، عَن كُراع. أَو الفَرْطُ: رأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها، والَّذي فِي الصّحاح: الفُرُط، أَي بضمَّتين: واحِدُ الأَفْراطِ، وَهِي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ، يُقالُ: البُومُ تَنُوحُ على الأَفْراطِ. عَن أَبي نَصْرٍ، قَالَ وَعْلَة الجَرْمِيّ:
(أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ لَهُ لَجَبٌ ... جَمُّ الصَّوَاهِلِ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ)
والَّذي فِي العُبَاب: الفُرُطُ. والفُرْطُ أَيْضاً: واحِدُ الأَفْراطِ، وَهِي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ، وأَنْشَدَ لحَسَّان بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (ضَاقَ عَنَّا الشِّعْبُ إِذْ نَجْزَعُهُ ... ومَلأْنا الفُرْطَ مِنْهُمْ والرِّجَلْ)
قلتُ: وفَسَّره اليَزِيدِيُّ بسَفْحِ الجِبالِ، قَالَ: وجَمْعُه أَفْراطٌ، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ. وأَما قولُ ابنِ بَرَّاقَةَ الهَمْدَانيِّ:
(إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ ... وصاحَ من الأَفْراطِ هَامٌ جَوَاثِمُ)
فاخْتَلَفوا فِي هَذَا فَقَالَ بعضُهُم: أَرادَ بِهِ أَفْراطَ الصُّبْحِ، لأَنَّ الهامَ إِذا أَحَسَّ بالصَّباحِ صَرَخَ.
قلتُ: وأَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ: إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واكْفَهَرَّتْ نُجُومُه ونَسَبَه للأَجْدَعِ الهَمْدَانيِّ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ عَجُزَه غير مَنْسوبٍ هَكَذَا: وصَاحَ على الأَفْراطِ بُومٌ جَوَاثِمُ ثمَّ قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَقَالَ آخَرون: الفَرْطُ: العَلَمُ المُسْتَقيمُ من أَعْلامِ الأَرْضِ يُهْتَدَى بِهِ، ج: أَفْرُطٌ، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وأَنْشَدَ الأَصْمِعِيّ:)
والبُومُ يَبْكِي شَجْوَهُ فِي أَفْرُطِهْ وأَفْراطٌ أَيْضاً، وتَقَدَّمَ شاهِدُه فِي قولِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ، كَمَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي نَصْرٍ. وَهُوَ فِي نَوَادِرِ ابنِ الأَعْرابِيِّ لوَعْلَةَ أَيْضاً، ونَصُّه:
(سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هَل جَنَيْتُ لَهُم ... حَرْباً تُزَيِّلُ بَيْنَ الجِيرَة الخُلُطِ)

(أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ لَهُ لَجَبٌ ... يَغْشَى مَخَارِمَ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ)
وَبِمَا سَرَدْنا يَظْهَرُ لكَ مَا فِي عِبارَةِ المُصَنِّفِ من القُصُورِ، فتأَمَّلْه. وَفِي الأَساسِ: وَمن المَجازِ: بَدَتْ لنا أَفْراطُ المَفَازَةِ: وَهِي مَا اسْتَقْدَمَ من أَعْلامِهَا. والفَرْطُ، بالفَتْحِ: الحِينُ، يُقالُ: لَقِيتُه فِي الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أَي الحِينِ بَعْدَ الحِينِ، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَال أَيْضاً: إِنَّما آتِيه الفَرْطَ، أَي حينا. وقِيل: الفَرْطُ: أَنْ تأْتِيَه فِي الأَيَّامِ مَرَّةً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْطُ: أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ بَعْرَ الأَيَّام، يُقَال: إِنَّما أَلْقاهُ فِي الفَرْطِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الفَرْطُ: أَنْ يُقَال: آتِيكَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْن، والفَرْطُ: اليومُ بينَ اليومَيْنِ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ:
(هَل النَّفْسُ إِلاَّ مُتْعَةٌ مُسْتَعارَةٌ ... تُعَارُ فتَأْتِي رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ)
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا يكونُ الفَرْطُ فِي أَكثَرَ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ. وَفِي الصّحاح: من خَمْسَ عَشَرَةَ ليلَةً، قَالَ غيرُه: وَلَا يكونُ أَقَلَّ من ثَلاثةٍ، وَفِي حديثِ ضُبَاعَةَ: كانَ النَّاسُ إِنَّما يَذْهَبُونَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ فيَبْعَرُونَ كَمَا تَبْعَرُ الإِبِلُ أَي بعدَ يَوْمَيْنِ. وَقَالَ بعضُ العَرَبِ: مَضَيْتُ فَرْطَ ساعَةٍ وَلم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِتَ. فَقيل لَهُ: مَا فَرْط سَاعَة فَقَالَ: كَمُذْ أَخَذْتَ فِي الحَديثِ، فأَدْخَلَ الكافَ عَلَى مُذْ. وقولُه: وَلم أُومِنْ، أَي لم أَثِقْ وَلم أُصَدِّقْ أَنِّي أَنْفَلِتُ. والفَرْطُ: طَريقٌ، عَن أَبي عمرٍ و، أَو: ع، بتِهَامَةَ قُرْبَ الحِجازِ. قَالَ غاسِلُ بنُ غُزَيَّةَ الجُرَبِيُّ:
(سَرَتْ من الفَرْطِ أَو مِنْ نَخْلَتَيْنِ فَلَمْ ... يَنْشَبْ بهَا جانِبا نَعْمَانَ فالنُّجُدُ)
وَقَالَ عبدُ مَنَاف بنُ رَبْعٍ الهُذَلِيُّ:
(فَمَا لَكُمْ والفَرْطَ لَا تَقْرَبُونَهُ ... وقَدْ خِلْتُه أَدْنَى مَآبٍ لقَافِلِ) قلت: ويُرْوَى: أَدْنَى مَزَارٍ لقائلِ، من القَيْلُولَة. والقَصيدَةُ يَرْثي بهَا دُبَيَّةَ السُّلَمِيَّ سَادِنَ العُزَّى، وأُمُّه هُذَلِيَّةٌ. والفَرَطُ، بالتَّحريكِ: المُتَقَدِّمُ إِلى الماءِ، كالرَّائِدِ فِي الكَلإِ، أَي يَتَقَدَّمُ على الوارِدَةِ فيُهَيِّئُ لَهُم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويَمْدُرُ الحِياضَ ويَسْتَقِي لَهُم، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنى فاعِل، مثلُ تَبَعٍ بِمَعْنى تابِعٍ، يكون للواحِدِ والجَمْعِ، يُقَال: رجُلٌ فَرَطٌ، وَفِي الحَديثِ: أَنْتُم لنا فَرَطٌ ونَحْنُ لكُمْ) تَبَعٌ وكانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ إِذا صلَّى على الصَّبِيِّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْه لنا سَلَفاً وفَرَطاً وأَجْراً وَفِي الحديثِ: فأَنَا فَرَطُكُم على الحَوْضِ. وَفِيه أَيْضاً: من كانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي دَخَلَ الجَنَّةَ. وَفِي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ قَالَ لعائِشَةَ، رضيَ اللهُ عَنْهُم: تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ يَعْنِي رَسولَ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ وأَبا بكرٍ رضيَ الله عَنهُ. والفَرَطُ أَيْضاً: الماءُ المُتَقَدِّمُ لغيرِه من الأَمْواهِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجاز أَيْضاً: الفَرَطُ: مَا تَقَدَّمَكَ من أَجْرٍ وعَمَلٍ. وَكَذَا مَا لم يُدْرِكْ من الوَلَدِ، أَي لم يَبْلُغ الحُلُمَ، جمعُه أَفْراطٌ. وقِيل: الفَرَطُ يكونُ واحِداً وجَمْعاً. والفُرُطُ، بضمَّتين: الظُلْمُ والاعْتِداءُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى وكانَ أَمْرُهُ فُرُطا وقِيل: الأَمْرُ الفُرُطُ: المُجاوَزُ فِيهِ عَن الحَدِّ، يُقَال كلُّ أَمْرِ فُلانٍ فُرُطٌ، أَي مُفْرَطٌ فِيهِ مُجاوزٌ حَدُّه، كَمَا فِي الأَساس والصّحاح.
والفُرُطُ: الفَرَسُ السَّريعَةُ الَّتِي تَتَفَرَّطُ الخَيْلَ، أَي تَتَقَدَّمُها، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللِّسَان والأَساسِ: هِيَ السَّابقَةُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ رَضِيَ الله عَنْه:
(وَلَقَد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدَوْتُ لِجامُهَا)
زَاد فِي الأساسِ: وخَيْلٌ أَفْراطٌ. والفُراطَةُ، كثُمامَةٍ: الماءُ يَكُونُ شَرَعاً بَيْنَ عِدَّةِ أَحْياءٍ، مَنْ سَبَقَ إِلَيْه فَهُوَ لَهُ، وبئرٌ فُراطَةٌ كَذلِكَ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الماءُ بَيْنَهم فُراطَةٌ، أَي مُسابَقَةٌ. وَهَذَا ماءٌ فُراطَةٌ بَيْنَ بَني فُلانٍ وبَني فلانٍ. وَمَعْنَاهُ: أَيُّهم سَبَقَ إِلَيْه سَقَى وَلم يُزاحِمْهُ الآخَرون. والَّذي فِي العُبَاب: والفِراطُ، والفِراطَةُ: الماءُ يكونُ. . إِلخ، وَفِي الصّحاح: والماءُ الفِراطُ: الَّذي يكونُ لمَنْ سَبَقَ إليهِ من الأَحْياءِ، وَقد ضَبَطَا الفِراطَةَ بالكَسْرِ، فتأَمَّلْ. وَمن المَجازِ: الفَارِطانِ: كوكَبانِ مُتَبايِنانِ أَمامَ سَريرِ بَنَاتِ نَعْشٍ يَتَقَدَّمانِها، قَالَه اللَّيْثُ، قَالَ: وإِنَّما شُبِّها بالفارِطِ: الَّذي يسبِقُ القَوْمَ لحَفْرِ القَبْرِ، ووَقَعَ فِي الأَساسِ: الفَرَطَانِ. وَمن المِجازِ: طَلَعَتْ أَفْراطُ الصَّباحِ، أَي تَباشِيرُه، الأَوَّلُ لتَقَدُّمها وإِنْذارِها بالصُّبْحِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: والواحِدُ مِنْهَا فَرَطٌ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ: باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ وقَبْلَ جُونِيِّ القَطَا المُخَطَّطِ وقَبْلَ أَفْراطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ وفرَّطَ الشَّيْءَ وَفِيه تَفْريطاً: ضَيَّعَه وقدَّمَ العَجْزَ فِيهِ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
(ذلِكَ بَزِّي فلَنْ أُفَرِّطَهُ ... أَخافُ أَنْ يُنْجِزوا الَّذي وَعَدُوا) قَالَ ابنُ سِيدَه: يقولُ لَا أُضَيِّعُه، وَقيل: مَعْنَاهُ لَا أُخَلِّفُهُ، وَقيل: لَا أُقدِّمُه وأَتَخَلَّفُ عَنهُ. قلت: وَفِي)
شرحِ الدِّيوان: أَي هُوَ مَعِي لَا أُفارِقُه وَلَا أُقَدِّمُه، وبَزِّي أَي سِلاحي. ويُقال: فَرَّطَ فِي الأَمْرِ، إِذا قصَّرَ فِيهِ، وَفِي الصّحاح: التَّفْريطُ فِي الأَمرِ: التَّقْصيرُ فِيهِ وتَضْييعُه حتَّى يَفوتَ. انْتهى. وفَرَّطَ فِي جَنْبِ الله: ضيَّعَ مَا عِنْدَه فَلم يَعْمَلْ، وَمِنْه قولُه تعالَى يَا حَسْرَتا على مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله أَي فِي أَمرِ الله، وَفِي الحديثِ: لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْريطٌ، إِنَّما التَّفْريطُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ حتَّى يَدْخُل وَقْتُ الأُخْرَى. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فَرَّطَ إِلَيْه رَسولاً تَفْرِيطاً: أَرْسَلَهُ إِلَيْه فِي خاصَّتِه وقدَّمَه. وفَرَّطَ فلَانا تَفْرِيطاً: تَرَكَه وتَقَدَّمَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ:
(مَعَهُ سِقاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ ... صُفْننٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ)
أَي: لَا يَتْرُكُ حَمْلَه وَلَا يُفَارِقُه، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فَرَّطْتُكَ فِي كَذَا وَكَذَا، أَي تَرَكْتُكَ. قلت: وَبِه فُسِّرَ أَيْضاً قولُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وده تَفْرِيطاً: مَدَحَه حتَّى أَفْرَطَ فِي مَدْحِه، مثل قَرَّظَه، بالقافِ والظَّاءِ، كَمَا فِي العُبَاب، وذَكَرَ فِي التَّكْمِلَة مَا نصُّه: وأَنا أَخْشَى أَن يكونَ تَصْحيفَ قَرَّظَه، بالقافِ والظَّاءِ، إلاَّ أَنْ يكونَ ضَبَطَه. قلت: وكأَنَّه ظَهَرَ لَهُ فِيمَا بَعْدُ صِحَّتُه فسَلَّمَه فِي العُبَاب، إِذْ تأْليفُه مُتَأَخِّرٌ عَن تأْليفِ التَّكْمِلَةِ. وَقَالَ الْخَلِيل: فَرَّطَ الله تَعالَى عَن فُلانٍ مَا يَكْرَهُ، أَي نَحَّاه. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ: وقَلَّما يُسْتَعْمَل ُ إلاَّ فِي الشِّعْرِ، قَالَ مُرَقِّشٌ، وَهُوَ الأَكْبَرُ، واسمُه عَمْرُو بن سعدٍ:
(يَا صاحِبَيَّ تَلَبَّثَا لَا تَعْجَلا ... وقِفا برَبْعِ الدَّارِ كَيْما تَسْأَلاَ)

(فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ سَيِّئاً ... أَو يَسْبِقَ الإِسْراعُ خَيْراً مُقْبِلاَ)
هَكَذَا هُوَ فِي الصّحاح، وَفِي العُبَاب الشَّطرُ الثَّاني: إِنَّ الرَّحيلَ رَهِينُ أَنْ لَا تَعْذُلاَ قَالَ: ويُرْوى:
(فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ رَيْثَكُمَا ... أَو يَسْبِق الإِفْراطُ سَيْباً مُقْبِلاَ)
وأَفْرَطَهُ أَي المَزادَ: مَلأَه حتَّى أَسالَ الماءَ. وأَفرَطَ الحَوْضَ والإِناءَ، إِذا ملأَهُ حتَّى فاضَ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رضيَ الله عَنهُ:
(تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عنهُ وأَفْرَطَه ... من صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ)
ويُروى: تَجْلو الرِّياحُ. وروى الأَصْمَعِيّ: من نَوْءِ سارِيَةٍ. ويُقال: غَديرٌ مُفْرَطٌ، أَي ملآنُ، قَالَ ساعِدَةُ الهُذَلِيُّ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ:)
(فأَزالَ ناصِحَها بأَبْيَضَ مُفْرَطٍ ... مِن ماءِ أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ)
أَي مَزَجَهَا بماءِ غَديرٍ مَمْلوءٍ، وَقَالَ آخَرُ: بَجَّ المَزَادِ مُفْرَطاً تَوْكِيرَا وأَنْشَدَ إِبراهيمُ بنُ إِسْحاقَ الحَرْبِيُّ:
(على جانِبَيْ حَائرٍ مُفْرَطٍ ... ببَرْثٍ تَبَوَّأْتُه مُعْشِبِ) وقالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُهُ ... مُسْتَرْفِعٍ لسُرَى المَوْماةِ هَيَّاجِ)
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(يُرَجِّعُ بَيْنَ خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوَافٍ لم يُكَدِّرْهَا الدِّلاءُ)
وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيْضاً هَكَذَا قَالَ: والخُرْم: غُدُرٌ يَتَخَرَّمُ بعضُها إِلى بعضٍ. وأَفْرَطَ الأَمْرَ، إِذا نَسِيَه، فَهُوَ مُفْرَطٌ، أَي مَنْسِيٌّ وَبِه فَسَّرَ مُجاهِدٌ قَوْله تعالَى: وأَنَّهُمْ مُفْرَطُون أَي مَنْسِيُّون. وَقَالَ الفرَّاءُ: مَنْسِيُّونَ فِي النَّارِ، قَالَ: والعَرَبُ تَقولُ: أَفْرَطْتُ مِنْهُم نَاساً، أَي خلَّفْتُهُم ونَسيتُهم. وأَفْرَطَ عَلَيْهِ، ونَصُّ ابنِ القطَّاعِ: على البَعيرِ، إِذا حمَّلَه مَا لَا يُطيقُ، وكلُّ مَا جاوَزَ الحَدَّ والقَدْرَ فَهُوَ مُفْرِطٌ، يُقال: طُولٌ مُفْرِطٌ، وقِصَرٌ مُفْرِطٌ. والاسمُ: الفَرْطُ، بالسُّكونِ، وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف آنِفاً، وروَى زاذَانُ عَن عليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَنَّه قَالَ: مَثَلِي ومَثَلُكُم كمَثَلِ عِيسَى صَلَواتُ الله عَلَيْهِ، أحَبَّته طائفةٌ فأَفْرَطُوا فِي حُبِّه فهَلَكوا، وأَبْغَضَته طائفةٌ فأَفْرَطُوا فِي بُغْضِه فهَلَكُوا. وأَفْرَطَ الرَّجُلُ: أَعْجَلَ بالأَمْرِ. وَفِي الأَمْرِ: تَقَدَّم قبل التَّثَبُّت. وَمن المَجازِ: أَفْرَطَ السَّحَابُ بالوَسْمِيِّ، إِذا عجَّلَتْ بِهِ، والسَّحَابَةُ تُفْرِطُ الماءَ فِي أَوَّلِ الوَسْمِيِّ: أَي تُعَجِّلُه وتُقَدِّمُه. وأَفْرَطَ بيَدِه إِلى سَيْفِه ليَسْتَلَّهُ: بادَرَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أَفْرَطَ، إِذا أَرْسَلَ رَسُولا مُجَرَّداً خاصًّا فِي حوائِجِهِ. قلت: وَهُوَ معنى واحدٌ فرَّقَهُ المُصَنِّف فِي ثلاثِ مواضِعَ. فَرَطَ وفَرَّطَ وأَفْرَطَ، وَلَو قالَ: كفَرَّطَ وأَفْرَطَ، كَانَ فِيهِ غنَاءٌ عَن هَذَا التَّطْويلِ، مَعَ أَنَّ الأَوَّلَ فِيهِ نَظَرٌ. ويُقال: تَفارَطَتْهُ الهُمُومُ والأُمورُ، أَي أَصابَتْه فِي الفَرْطِ، أَي الحِينِ، وَفِي العُبَاب: أَي لَا تُصيبُهُ إلاَّ فِي الفَرْطِ. أَو تَفَارَطَتْه: تَسَابَقَتْ إِلَيْه، وَهُوَ من قولِهِم: تَفَارَطَ فلانٌ، إِذا سَبَقَ وتَسَرَّعَ، قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ:
(يُنازِعْنَ الأَعِنَّةُ مُصْغِياتٍ ... كَمَا يَتَفَارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ)

وَقَالَ النَّابغَةُ الذُّبْيانيُّ:
(وَقَفْتُ بِها القَلُوصَ على اكْتِئَابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشَّوْقِ المُعَنِّي)
ويُروَى: لِفَارِطِ. وتَفَارَطَ الشَّيءُ: تأَخَّرَ وقْتُه فَلم يَلْحَقْه مَنْ أَرادَهُ، وَمِنْه حديثُ كعبِ بن مالكٍ الأَنْصاريِّ، رَضِي الله عَنهُ، فِي تَخَلُّفه عَن غَزْوَةِ تَبُوك: فَلم يَزَلْ بِي حتَّى أَسْرَعُوا، وتَفَارَطَ الغَزْوُ. وَقَالَ بعضُ الأَعْرابِ: هُوَ لَا يُفْتَرَطُ إِحْسانُه وبِرِّه، أَي لَا يُفْتَرَصُ، فَلَا يُخافُ فَوْتُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِب اللِّسَان. والفَرْطَةُ: المرَّةُ الواحِدَةُ من الخُرُوجِ. وبالضَّمِّ: الاسمُ، وَفِي الصّحاح: الفُرْطَةُ، بالضَّمِّ: اسمٌ للخُرُوجِ والتَّقَدُّمِ، والفَرْطَةُ، بالفَتْحِ: المرَّةُ الواحِدَةُ، مثل غُرْفَةٍ وغَرْفَةٍ وحُسْوَةٍ وحَسْوَةٍ. وَمِنْه قولُ أُمِّ سَلَمَةَ لعائشَةَ، رَحِمَهُما الله تَعَالَى: إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ نَهَاكِ عَن الفُرْطَةِ فِي البِلادِ. انْتهى. قلتُ: وَقَالَ غيرُه: قَالَت أُمُّ سَلَمَة لعائشَةَ رضيَ اللهُ عنهُما إِنَّ رسولَ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم نَهَاكِ عَن الفُرْطَةِ فِي الدِّين يَعْنِي: السَّبْقَ والتَّقَدُّمَ ومُجاوَزَةَ الحَدِّ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: بَعيرٌ ورَجُلٌ فرَطِيٌّ، كجُهَنِيٍّ، وعَرَبِيٍّ: صَعْبٌ لم يُذَلَّل.
إلاَّ أَنَّ نصَّ المُحيطِ: بالضَّمِّ وبالتَّحريكِ. وقولُه تعالَى: وأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ بفتْح الرَّاءِ، أَي مَنْسِيُّون، كَمَا قالَهُ مُجاهِدٌ. وَقيل: مُضَيَّعون مُتْروكون. وَقَالَ الفرَّاءُ: منْسِيُّون فِي النَّارِ، أَو الأَصْلُ فِيهِ أَنَّهم مُقَدَّمونَ إِلى النَّارِ مُعَجَّلونَ إليْها، ويُقال: أَفْرَطَه: قدَّمَهُ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ. وقُرِئَ: مُفْرِطونَ بكسرِ الرَّاءِ، أَي مُجاوِزونَ لما حُدَّ لهُمْ، وَهِي قراءةُ قُتَيْبَةَ وأَبي جعفَرٍ ونافِعٍ، من أَفْرَطَ فِي الأَمْرِ، إِذا تَجاوَزَ فِيهِ عَن الحَدِّ والقَدْرِ. وقُرِئَ أَيْضاً: مُفَرِّطُونَ بتَشْديدِ الرَّاءِ المَكْسُورَةِ، أَي على أَنْفُسِهِم فِي الذُّنُوبِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: يُقال: فارَطَهُ، وأَلْفاهُ، وصادَفَهُ، وفالَطَهُ، ولافَطَهُ، كلُّهُ بِمَعْنى واحدٍ. وفارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً: سابَقَهُ. ويُقال: تكَلَّمَ فُلانٌ فِراطاً، ككِتابٍ، أَي سَبَقَتْ مِنْهُ كَلِمَةٌ، وَهُوَ مصْدَرُ فارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً. وافْتَرَطَ فُلانٌ وَلَداً، أَي ماتَ وَلَدُه، ونصُّ الصّحاح: يُقال: افْتَرَطَ فُلانٌ فَرَطاً، إِذا ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ الحُلُمَ، أَي مَبْلَغَ الرِّجالِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فَرَّطَه تَفْرِيطاً: قَدَّمَه، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(يُفَرِّطُها عَنْ كَبَّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ ... كَريمٌ وشَدٌّ لَيْسَ فيهِ تَخَاذُلُ) أَي يُقَدِّمُها. وفَرَّطَه فِي الخُصُومَةِ: جَرَّأَهُ، كأَفْرَطَه، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وفَرَطَ فِي حَوْضِهِ فَرْطاً، إِذا ملأَهُ، أَو أَكثَرَ من صَبِّ الماءِ فيهِ. والفارِطُ: مُتَقَدِّمُ الوارِدَةِ كالفَرَطِ والمُتَقَدِّمُ لحَفْرِ القَبْرِ، جَمْعُهُ: فُرَّاطٌ، وَمِنْه قولُ أَبي ذُؤَيْب:)
(وَقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فتَأَثَّلُوا ... قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَوَاعِدِ)
كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوانِ، وَقد يُجمعُ الفارِطُ على فَوَارِطَ، وَهُوَ نادِرٌ، كفارِسٍ وفَوَارِسٍ، كَمَا فِي الْعباب، وأَنْشَدَ للأَفْوَهِ الأَوْدِيّ:
(كُنَّا فَوَارِطَهَا الَّذينَ إِذا دَعَا ... دَاعِي الصَّباحِ إِلَيْهم لَا يُفْزَعُ)
قَالَ شيخُنا: يُراد على نُظَرائه الثَّلاثَةَ، انْظُر فِي ف ر س. وفُرَّاطُ القَطَا: مُتَقَدِّماتُها إِلى الْوَادي والماءِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ نُقادَةُ الأَسَدِيُّ: ومَنْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقَاطَا لم أَرَ إِذْ وَرَدْتُهُ فُرَّاطَا إلاَّ الحَمَامَ الوُرْقَ والغَطَاطَا وفَرَطْتُ البئْرَ، إِذا تَرَكْتَهَا حتَّى يَثُوبَ ماؤُها. قَالَ ذَلِك شَمِرٌ، وأَنْشَدَ فِي صِفَةِ بِئْرٍ: وهيَ إِذا مَا فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ ذاتُ عِقَابٍ همشٍ وذَاتُ طَمْ يَقُول: إِذا أُجِمَّت هَذِه البِئْرُ قَدْرَ مَا يُعْقَدُ وَذَمُ الدَّلْوِ ثَابَتْ بماءٍ كَثيرٍ. والعِقَابُ: مَا يَثُوب لَهَا من الماءِ، جمعُ عَقَبٍ. وأَمَّا قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكرِبَ:
(أَطَلْتُ فِرَاطَهُم حتَّى إِذا مَا ... قَتَلْتُ سَرَاتَهمْ كَانَت قَطَاطِ)
أَي أَطَلْتُ إِمْهالَهُم والتَّأَنِّي بهِم إِلى أَن قَتَلْتُهم. وافْتَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً: ماتُوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلَدُ: عُجِّلَ مَوْتُه، عَن ثَعْلَب. وأَفْرَطَتِ المرأَةُ أَوْلاداً: قَدَّمَتْهُم. قَالَ شَمِرٌ: سمعْتُ أَعْرابِيَّةً فَصِيحةً تَقول: افْتَرَطْتُ ابْنَيْن. وأَفْرَطَ وَلَداً: ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ. وافْتَرَطَ أَوْلاداً: قَدَّمَهم. وفَرَطَ إِلَيْه منِّي كَلامٌ وقوْلٌ: سَبَقَ، وكذلِك فَرَطَ أَمْرٌ قَبيحٌ، أَي سَبَقَ. وفَرَطَ الرَّجُلُ فُرُوطاً: شَتَمَ، نَقَلَهُ ابنُ القطَّاعِ. وأَمْرُهُ فُرُطٌ، بضَمَّتَيْنِ، أَي مَتْروكٌ، وَمِنْه قولُه تعالَى: وكانَ أَمْرُه فُرُطاً أَي مَتْروكاً، تَرَكَ فِيهِ الطَّاعَةَ وغَفَلَ عَنْهَا، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: أَمْرٌ فُرُطٌ: مُتَهاوَنٌ بِهِ مُضَيَّع. وَقَالَ الزَّجّاجُ: أَي كانَ أَمْرُه التَّفْريطَ، وَهُوَ تَقْديمُ العَجْزِ. وَقَالَ غيرُه: أَي نَدَماً، ويُقال: سَرَفاً. وأَفْرَطَه: تَرَكه، وخَلَّفَه، كفَرَّطَهُ. وَفِي حديثِ عليٍّ رضيَ الله عَنهُ: لَا تَرَى الجَاهِلَ إلاَّ مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً أَي مُسْرِفاً فِي العَمَلِ، أَو مُقَصِّراً فِيهِ. وتَفَرَّطَ الشَّيءُ: فاتَ وَقْتُه، كتَفَارَطَ، وَمِنْه الحَديثُ: نامَ عَن العِشاءِ حتَّى تَفَرَّطَتْ أَي فاتَ وقتُها قبلَ أَدائِها. وافْتَرَطَ إِلَيْه فِي هَذَا الأَمْرِ: تَقَدَّمَ وسَبَقَ. وفُلانٌ) مُفْتَرِطُ السِّجَالِ إِلى العُلا، أَي لَهُ فِيهِ قُدْمَةٌ. قَالَ الشَّاعرُ:
(مَا زِلْتُ مُفْتَرِطَ السِّجَالِ إِلى العُلا ... فِي حَوْضِ أَبْلَجَ تَمْدُرُ التُّرْنُوقَا)
ومَفارِطُ البَلَدِ: أَطْرافُه، قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:
(وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُبَّلِ الصُّ ... مِّ لِعَمْياءَ فِي مَفَارِطِ بِيدِ)
وفُلانٌ ذُو فُرْطَةٍ فِي البِلادِ، بالضَّمِّ، إِذا كانَ صاحبَ أَسْفارٍ كَثيرَةٍ. والفُرُطُ، بضَمَّتين: الأَمْرُ يُفْرَطُ فيهِ، وقيلَ: هُوَ الإِعْجالُ. وفَرَطَ عليهِ يَفْرُط، آذَاهُ. وفَرَطَ أَيْضاً، إِذا تَوَانَى وكَسِلَ.
والفَرَطُ، مُحَرَّكةً: العَجَلَةُ. وأَفْرَطَهُ: أَعْجَلَه. قَالَ سيبَوَيْهِ: وَقَالُوا: فَرَطَكَ، إِذا كُنْتَ تُحَذِّرُه من بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْئا، أَو تأْمُرُه أَن يَتَقَدَّمَ. وَهِي من أَسْماءِ الفِعْلِ الَّذي لَا يَتَعَدَّى. والإِفْراطُ: الزِّيادَةُ على مَا أُمِرْتَ. وأَفْرَطَ فِي القَوْلِ: أَكْثَرَ. والفَرَطُ مُحَرَّكَةً: الأَمْرُ الَّذي يُفَرِّطُ فِيهِ صاحِبُه، أَي يُضَيِّع. وتَفَارَطَت الصَّلاةُ عَن وقْتِها: تأَخَّرَت. وفَرَّطَ عَنهُ تَفْرِيطاً: كَفَّ عَنهُ. وفَرَّطَه: أَمْهَلَه.
والفِراطُ، ككِتابٍ: التَّرْكُ. وَقَالَ الكِسائِيُّ: مَا أَفْرَطْتُ من القَوْمِ أَحَداً، أَي مَا تَرَكْت. وفَرِطَ كفَرِحَ، إِذا سَبَقَ، لغةٌ فِي فَرَطَ، كنَصَرَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وَقَالَ أَبُو زِيادٍ: الفُرُطُ بضَمَّتَيْنِ: طَرَفُ العارِض، عارِضِ اليَمَامَةِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ وَعْلَةَ الجَرْمِيِّ الَّذي سبَقَ ذِكْرُه آنِفاً. وَقد سَمَّوْا فارِطاً، وفُرَيْطاً كزُبَيْرٍ. وتَفَارَطَتْهُ الهُمُومُ: لَا تَزالُ تأْتِيه الحِينَ بعدَ الحِينِ. وَهُوَ مَجازٌ. وَتقول: اللَّهمَّ اغْفِرْ لي فَرَطَاتِي، أَي مَا فَرَطَ مِنِّي، وَهُوَ مَجازٌ.

الوصيّة

الوصيّة:
[في الانكليزية] Testament ،legacy
[ في الفرنسية] Testament ،legs
بالفتح وكسر الصاد وتشديد الياء لغة اسم من الإيصاء كالوصاة بالفتح والقصر والوصاية بالفتح والكسر، يقال أوصيت أي فوّضت إلى زيد لعمر بكذا فهو موص وذلك وصيّ، ويقال له الموصى إليه والموصى له والموصى به، ويقال له أي لذلك الفعل الوصيّة كما في النهاية، وقد يجيء الوصية بمعنى الموصى به.
وأمّا شرعا فعند المحدّثين تطلق على نوع من أنواع تحمّل الحديث وهي أن يوصي الراوي عند موته أو سفره لشخص معيّن بكتاب يرويه، فجوّزه محمد بن سيرين وعلّله عياض، والصحيح عدم الجواز إلّا إن كان من الموصي إجازة فتكون روايته بالإجازة لا بالوصية كذا في الإرشاد الساري شرح صحيح البخاري وعند الفقهاء هي الإيجاب بعد الموت أي إلزام شيء من مال أو منفعة لأحد بعد الموت، فالإيجاب يشتمل البيع والإجارة والهبة والعارية وغيرها.
وقيد بعد الموت يخرج الكلّ فإنّها إيجاب حال الحياة، وصورته أن يجعل طائفة من المال أو المنفعة لأحد أو لله تعالى على سبيل التبرّع أو اللزوم، أو أن يفوّض أمر ورثته والتصرّف في تركته إلى أحد، هكذا في جامع الرموز والبرجندي. وفي الدرر الوصية اسم بمعنى المصدر ثم سمّي بها الموصى به. والإيصاء لغة طلب شيء من غيره ليفعله في غيبته حال حياته وبعد وفاته، وشرعا يستعمل تارة باللام يقال أوصى فلان لفلان بكذا بمعنى أملكه له بعد موته، وتارة أخرى بإلى يقال أوصى فلان إلى فلان بمعنى جعله وصيا له يتصرّف في ماله وأطفاله بعد موته. فلفظ الإيصاء مشترك بين المعنيين، فالمستعمل باللام معناه جعل الغير مالكا لماله بعد موته والمستعمل بإلى معناه تفويض التصرّف في ماله ومصالح أطفاله إلى غيره بعد موته، ولا يمكن تعريفه بحيث يشتمل المعنيين إذ لا يصحّ تعريف اللفظ المشترك بين المعنيين بمفهوم واحد، والقوم لم يتعرّضوا للفرق بينهما وبيان كلّ منهما بالاستقلال، بل ذكروهما في أثناء تقرير المسائل، انتهى كلامه.
والفرق بين الوصي والقيّم أنّ الوصي من فوّض إليه الحفظ والتصرّف، والقيّم من فوّض إليه الحفظ دون التصرّف كذا في البرجندي.

النّصّ

النّصّ:
[في الانكليزية] Text
[ في الفرنسية] Texte
بالفتح والتشديد هو في عرف الأصوليين يطلق على معان. الأول كلّ ملفوظ مفهوم المعنى من الكتاب والسّنّة سواء كان ظاهرا أو نصا أو مفسرا حقيقة أو مجازا عاما أو خاصا اعتبارا منهم للغالب، لأنّ عامة ما ورد من صاحب الشرع نصوص، وهذا المعنى هو المراد بالنصوص في قولهم عبارة النّصّ وإشارة النّصّ ودلالة النّصّ واقتضاء النّصّ، كذا في كشف البزدوي. فقوله من الكتاب والسّنّة بيان لقوله ملفوظ، وليس المقصود حصر ذلك الملفوظ فيهما بدليل أنّ عبارة النّصّ وأخواتها لا يختص بالكتاب والسّنّة، ولهذا وقع في العضدي أنّ الكتاب والسّنّة والإجماع كلّها يشترك في المتن أي ما يتضمّنه الثلاثة من أمر ونهي وعامّ وخاصّ ومجمل ومبيّن ومنطوق ومفهوم ونحوها. والثاني ما ذكر الشافعي فإنّه سمّى الظاهر نصّا فهو منطلق على اللغة، والنّصّ في اللغة بمعنى الظهور. يقول العرب نصت الظبية رأسها إذا رفعت وأظهرت فعلى هذا حدّه حدّ الظاهر وهو اللفظ الذي يغلب على الظّنّ. فهم معنى منه من غير قطع فهو بالإضافة إلى ذلك المعنى الغالب ظاهر ونصّ. والثالث وهو الأشهر هو ما لا يتطرّق إليه احتمال أصلا لا على قرب ولا على بعد كالخمسة مثلا فإنّه نصّ في معناه لا يحتمل شيئا آخر، فكلما كانت دلالته على معناه في هذه الدرجة سمّي بالإضافة إلى معناه نصّا في طرفي الإثبات والنفي أعني في إثبات المسمّى ونفي ما لا يطلق عليه الاسم، فعلى هذا حدّه اللفظ الذي يفهم منه على القطع معنى فهو بالإضافة إلى معناه المقطوع به نصّ، ويجوز أن يكون اللفظ الواحد نصّا وظاهرا ومجملا لكن بالإضافة إلى ثلاثة معان لا إلى معنى واحد. والرابع ما لا يتطرّق إليه احتمال مقبول يعضده دليل أمّا الاحتمال الذي لا يعضده دليل فلا يخرج اللفظ عن كونه نصّا، فكان شرط النّصّ بالمعنى الثالث أن لا يتطرّق إليه احتمال أصلا، وبالمعنى الرابع أن لا يتطرّق إليه احتمال مخصوص وهو المعتضد بدليل فلا حجر في إطلاق النّصّ على هذه المعاني، لكن الإطلاق الثالث أوجه وأشهر وعن الاشتباه بالظاهر أبعد. وهذه المعاني الثلاثة الأخيرة ذكرها الغزالي في المستصفى.
قال في كشف البزدوي فظهر بما ذكرها الغزالي أنّ موجب النّصّ، والظاهر على التفسير الذي اختاره مشايخنا ظني عند أصحاب الشافعي.
وأمّا على التفسير الذي اختاره فقطعي كالمفسّر انتهى. فمشايخنا أي الحنفية أخذوا القطع بمعنى ما يقطع الاحتمال الناشئ عن دليل، فهذا المعنى الرابع موافق لمذهبهم، والشافعي أخذ القطع بمعنى ما يقطع الاحتمال أصلا على ما عرفت في لفظ الظاهر في نفس الصيغة. ثم الحنفية قالوا النّصّ ما ازداد وضوحا على الظاهر بمعنى في المتكلّم فما قيل إنّ النّصّ ما دلّ على معنى دلالة قطعية يمكن أن يحمل على المعنى الأشهر الثالث وأن يحمل على المعنى الثاني بناء على اختلاف معنى القطعي، قيل إنّ النّصّ هو الذي لا يحتمل التأويل فيحمل على المعنى الأشهر بأن سيق الكلام له. قال في كشف البزدوي وليس ازدياد وضوح النّصّ على الظاهر بمجرّد السوق كما ظنّوا إذ ليس بين قوله تعالى وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ مع كونه مسوقا في إطلاق النكاح وبين قوله تعالى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مع كونه غير مسوق فيه فرق في فهم المراد للسامع، وأن يجوز أن يثبت لأحدهما بالسوق قوة تصلح للترجيح عند التعارض كالخبرين المتساويين في الظهور يجوز أن يثبت لأحدهما مزية على الآخر بالشّهرة أو التواتر أو غيرهما من المعاني، بل ازدياده بأن يفهم منه معنى لم يفهم من الظاهر بقرينة قطعية تنضم إليه سباقا أو سياقا تدلّ على أنّ قصد المتكلّم ذلك المعنى بالسوق، كالتفرقة بين البيع والربا- الربا- لم يفهم من ظاهر الكلام بل بسياق، وهو قوله تعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وعرف أنّ الغرض إثبات التفرقة بينهما وأنّ تقدير الكلام وأحلّ الله البيع وحرم الربا فأنّى يتماثلون ولم يعرف هذا بدون تلك القرينة بأن قيل ابتداء أحلّ الله البيع وحرّم الربا، ويؤيّد ما ذكرنا ما قال شمس الأئمة. وأمّا النّصّ فما يزداد بيانا بقرينة تقترن باللفظ من المتكلّم ليس في اللفظ ما يوجب ذلك ظاهرا بدون تلك القرينة، وإليه أشار القاضي في أثناء كلامه. وقال صدر الإسلام النّصّ فوق الظاهر في البيان لدليل في عين الكلام. وقال الإمام اللامشي رحمه الله النّصّ ما فيه زيادة ظهور سيق الكلام لأجله وأريد بالأسماع باقتران صيغة أخرى بصيغة الظاهر كقوله تعالى وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ نصّ في التفرقة بين البيع والربا حيث يريد بالأسماع ذلك بقرينة دعوى المماثلة. وأمّا قولهم بمعنى في المتكلم في نفس الصيغة فمعناه ما ذكرنا أنّ المعنى الذي به ازداد النّصّ وضوحا على الظاهر ليس له صيغة في الكلام تدلّ عليه وضعا بل يفهم بالقرينة التي اقترنت بالكلام أنّه هو الغرض للمتكلّم من السوق، كما أنّ فهم التفرقة ليس باعتبار صيغة تدلّ عليه لغة بل بالقرينة السابقة التي تدلّ على أنّ قصد المتكلم هو التفرقة، ولو ازداد وضوحا بمعنى يدلّ عليه صيغة يصير مفسّرا فيكون هذا احترازا عن المفسّر انتهى.
وقد سبق في لفظ الظاهر أيضا ما يوضّح هذا فمرجع هذه المعاني التي ذكرها الحنفية إلى المعنى الرابع كما لا يخفى. والخامس الكتاب والسّنّة قال المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي في بحث النسخ كما يراد بالنّصّ ما يقابل الظاهر كذلك يراد به ما يقابل الإجماع والقياس وهو الكتاب والسّنّة انتهى. ولا بدّ هاهنا من بيان معاني عبارة النّصّ وأخواته لاشتراكها في المضاف إليه أعني لفظ النّصّ، فأقول عبارة النّصّ دلالته على المعنى مطابقة أو تضمنا مع سياق الكلام له وإشارة النّصّ دلالته على المعنى بالالتزام مع عدم سياق الكلام له.
وسمّى الشافعي العبارة بالمنطوق الصريح وجعل الإشارة من أقسام المنطوق الغير الصريح، يدلّ عليه ما وقع في كشف البزدوي من أنّ عامة الأصوليين من أصحاب الشافعي قسّموا دلالة اللفظ إلى منطوق ومفهوم وجعلوا ما سمّاه الحنفية عبارة وإشارة واقتضاء من قبيل المنطوق. اعلم أنّ دلالة الكلام على المعنى على ثلاث مراتب: الأولى أن يدلّ على المعنى ويكون ذلك المعنى مقصودا أصليا كالعدد في قوله تعالى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ. والثانية أن يدلّ على معنى ولا يكون مقصودا أصليا بل إنّما يكون لغرض إتمام معنى آخر كإباحة النكاح في تلك الآية. والثالثة أن يدلّ على معنى وهو من لوازم المعنى المقصود كانعقاد بيع الكلب من قوله عليه الصلاة والسلام (إنّ من السّحت ثمن الكلب)، فالقسم الأول مسوق إليه والقسم الثالث ليس مسوقا أصلا والمتوسط مسوق من جهة أنّ المتكلّم قصد إلى التلفظ لإفادة معناه غير مسوق من جهة أنّ المتكلّم إنّما ساقه لإتمام بيان ما هو المقصود الأصلي إذ لا يتأتّى ذلك إلّا به، فوضح الفرق من القسمين الأخيرين وهو أنّ المتوسط يصلح أن يصير مقصودا أصليا في السوق بأن انفرد عن القرينة والقسم الأخير لا يصلح لذلك أصلا. إذا عرفت هذا فاعلم أنّ المراد هاهنا من كون الكلام مسوقا لمعنى أن يدلّ على مفهومه مطلقا سواء كان مقصودا أصليا أو لم يكن، لا أن يدلّ على مفهومه مقيدا بكونه مقصودا أصليا كما في الظاهر والنّصّ، فدخل القسم المتوسط هاهنا في السوق ولم يدخل في الظاهر والنّصّ. فإذا تمسّك أحد في إباحة النكاح بقوله تعالى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ الآية كان استدلالا بعبارة النّصّ لا بإشارته، فيدخل الظاهر والنّصّ في عبارة النّصّ، وهذا على رأي من ذهب إلى المباينة بين الظاهر والنّصّ. وأمّا من يجعل الظاهر أعمّ من النّصّ فيقول بتساوي الظاهر والعبارة ودخول النّصّ في العبارة. وقيل بالفرق بأنّ السوق وعدم السوق في النّصّ والظاهر يتعلّقان بالمتكلّم وهما في العبارة والإشارة يتعلّقان بالسامع، والحكم يختلف بحسب اختلاف المتعلّق وبأنّ العبارة أعمّ من النّصّ لأنّ النّصّ المسوق لحكم يسمّى عبارة، سواء كان محتملا للتخصيص والتأويل أو لم يكن محتملا، وسواء احتمل النسخ أو لا، وأمّا تسميته نصّا فمشروط بشرط أن يكون احتمال التأويل والتخصيص فيه ثابتا لأنّه إذا انقطع هذا الاحتمال يسمّى مفسّرا، وبأنّ النظم المسوق بالنظر إلى نفس الكلام يسمّى نصّا، وبالنظر إلى استدلال المستدل به يسمّى عبارة. فالنّصّ والعبارة وإن كان كلّ واحد منهما واحدا لكن باختلاف الاعتبار اختلف اسمهما فسمّي نصّا باعتبار الكلام وسمّي عبارة باعتبار استدلال المستدلّ به، وكذا في الظاهر تسميته إشارة باعتبار المستدلّ وتسميته ظاهرا باعتبار آخر.
وبالجملة فعبارة النّصّ دلالته على المعنى المسوق له، وإشارة النّصّ دلالته على المعنى الغير المسوق له، ودلالة النّصّ دلالته على حكم ثبت بمعناه أي بمعنى النّصّ لغة لا اجتهادا ولا استنباطا ويسمّيها عامة الأصوليين فحوى الخطاب أي معناه، وقد يسمّى لحن الخطاب أي معناه ويسمّيها نفس أصحاب الشافعي مفهوم الموافقة. فقولهم لغة تمييز أي ثبت بمعناه اللغوي لا بمعناه الشرعي، ليس المراد المعنى الذي يوجبه ظاهر النظم فإنّ ذلك من قبيل العبارة بل المعنى الذي أدى إليه الكلام كالإيلام من الضرب فإنّه يفهم من اسم الضرب لغة لا شرعا، بدليل أنّ كلّ لغوي يعرف ذلك المعنى ثابتا بالضرب. ولهذا قيل دلالة النّصّ ما يعرفه أهل اللغة بالتأويل في معاني اللغة مجازها وحقيقتها فإنّ الحكم إنّما يثبت بالدلالة إذا عرف المعنى المقصود من الحكم المنصوص كما عرف أنّ المقصود من تحريم التأفيف والنّهر في قوله تعالى فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما كفّ الأذى عن الوالدين لأنّ سوق الكلام لبيان احترامهما فيثبت الحكم في الضرب والشّتم بطريق التنبيه، ولولا هذه المعرفة لما لزم من تحريم التأفيف تحريم الضرب والشّتم إذ لا تقول والله ما قلت بفلان أفّ وقد ضربته. ثم إن كان ذلك المعنى المقصود معلوما قطعا كما في تحريم التأفيف فالدلالة قطعية، وإذا احتمل أن يكون غيره هو المقصود فهي ظنّية كما في إيجاب الكفّارة على المفطر بالأكل والشرب.
فإنّ قول السائل واقعت أهلي في نهار رمضان وقع عن الجناية التي هي معنى المواقعة في هذا الوقت لا عن الوقاع فإنّه ليس بجناية في نفسه، والجواب وهو قوله عليه الصلاة والسلام (اعتق رقبة) الخ وقع عن حكم الجناية فأثبتنا الحكم بالمعنى وهو في هذين أي الأكل والشرب أظهر إذ الشوق إليهما أعظم. ولمّا توقّف ثبوت الحكم من الدلالة على معرفة المعنى ولا بدّ في معرفته من نوع نظر ظنّ بعض الحنفية وبعض أصحاب الشافعي وغيرهم أنّ الدلالة قياس جلي، فقالوا لمّا توقّف على ما ذكرنا وقد وجد أصل كالتأفيف مثلا وفرع كالضرب وعلّة مؤثرة كالأذى يكون قياسا، إلّا أنّه لما كان ظاهرا سمّيناه جليا وليس على مذهب الجمهور كما ظنّوا، لأنّ الأصل في القياس الشرعي لا يكون جزءا من الفرع إجماعا. وهاهنا قد يكون كما لو قال السّيّد لعبده لا تعط زيدا ذرة فإنّه يدلّ على منع إعطاء ما فوق الذرة مع أنّ الذرة جزء منه ولأنّ دلالة النّصّ ثابتة قبل شرع القياس فإنّ كلّ أحد يعرف ويفهم من لا تقل لهما أفّ لا تضربه ولا تشتمه سواء علم شرعية القياس أو لا، فعلم أنّها من الدلالات القطعية وليس بقياس.
فقولهم لا اجتهادا ولا استنباطا إشارة إلى نفي كونها قياسا. وبعضهم عرّف الدلالة بأنّها فهم غير المنطوق من المنطوق بسياق الكلام ومقصوده. وقيل هي الجمع بين المنصوص وغير المنصوص بالمعنى اللغوي. وأمّا دلالة الاقتضاء فهي دلالة اللفظ على معنى خارج يتوقّف عليه صدقه أو صحته الشرعية أو العقلية، وقد سبق، ويجيء في لفظ المنطوق أيضا.
اعلم أنّ المفهوم مما سبق أنّ دلالة الإشارة التزام لا غير، وقيل دلالة الإشارة إمّا تضمّن أو التزام كما سبق. قال صدر الشريعة في التوضيح: العبارة والإشارة كلاهما دلالة اللفظ على المعنى مطابقة أو تضمنا أو التزاما، وإنّما الفرق بالسوق وعدمه، وأراد بالسوق ما أريد منه في النّصّ. وقال إنّ المعنى الذي يدلّ عليه اللفظ إمّا أن يكون عين الموضوع له أو جزءه أو لازمه المتأخر، أو لا يكون كذلك، والأول إمّا أن يكون سوق الكلام له فتسمّى دلالته عليه عبارة أو لا، فإشارة. والثاني إن كان المعنى لازما متقدّما للموضوع له فالدلالة اقتضاء وإلّا فإن كان يوجد في ذلك المعنى علّة يفهم كلّ من يعرف اللغة أي وضع ذلك اللفظ لمعناه أنّ الحكم في المنطوق لأجلها، فدلالة النّصّ وإلّا فلا دلالة أصلا، والتمسك بمثله فاسد. وإنّما جعلوا اللازم المتأخّر عبارة أو إشارة واللازم المتقدّم اقتضاء لأنّ دلالة الملزوم على اللازم المتأخّر كالعلة على المعلول أقوى من دلالته على اللازم الغير المتأخّر كالمعلول على العلة، فإنّ الأولى مطّردة دون الثانية إذ لا دلالة للمعلول على العلّة إلّا أن يكون معلولا مساويا لأنّ النّصّ المثبت للعلّة مثبت للمعلول تبعا لها، وأمّا المثبت للمعلول فغير مثبت للعلّة التي هي أصل بالنسبة إلى المعلول فيحسن أن يقال إنّ المعلول ثابت بعبارة النّصّ المثبت للعلّة، ولا يحسن أن يقال إنّ العلّة ثابتة بعبارة النّصّ المثبت للمعلول. إن قيل إنّ الثابت بدلالة النّصّ إذا لم يكن عين الموضوع له ولا جزؤه ولا لازما له فدلالة اللفظ عليه، وثبوته به ممنوعة للقطع بانحصار دلالة اللفظ في الثلاث.
قلت اللازم المنقسم إلى المتقدّم والمتأخّر هو اللازم لا بواسطة علّة الحكم فلا ينافيه كون الثابت بالدلالة أيضا لازما، لكن بواسطتها.

المزيد

المزيد:
[في الانكليزية] Increase ،augmentation ،derivative stem of a verb
[ في الفرنسية] Augmentation ،accroissement ،verbe derive عند الصرفيين كلمة فيها حرف زائد ويسمّى منشعبا أيضا ويقابله المجرّد. وعند أهل القوافي اسم حرف من حروف القوافي. ويورد في منتخب تكميل الصناعة: هو حرف يتّصل بالخروج مثل الشين في (بستمش) - قيدته. و (پيوستمش) - وصلته. وهو اصطلاح فارسي ويسمّي بعضهم المزيد زائدا. ويجب مراعاة تكرار المزيد في القوافي. ووجه تسميته بالمزيد لأنّه قد زيد على الخروج الذي هو آخر حروف القافية عند فصحاء العرب. والمزيد في متصل الأسانيد عند المحدّثين هو الحديث الذي زيد في أثناء إسناده راو، ومن لم يزده يكون أتقن ممن زاده، وشرطه أن يقع التصريح بالسّماع في موضع الزيادة وإلّا فمتى كان معنعنا مثلا ترجّحت الزيادة ويعمل بالإسناد المثبت للزيادة، لأنّ زيادة الثقة مقبولة، كذا في شرح النخبة وشرحه.

فذلك

فذلك
فذلكَ يفذلك، فذلكةً، فهو مُفذلِك، والمفعول مُفذلَك
• فذلك كلامَه: أجمل ما فصّله؛ وهو منحوت من (فذلك كذا وكذا) "فَذْلَكَ حسابًا/ مقالاً". 

تفذلَكَ يتفذلك، تفذلُكًا، فهو مُتفذلِك
• تفذلك فلانٌ:
1 - فَذْلَكَ؛ أجمل ما فصَّله "أخذ يتفذلك في الكلام ولم يزد شيئًا".
2 - تلاعب بالكلمات موهمًا صدق حديثه "لم يستطع إقناع خصمه رغم تفذلكه في الكلام". 

فذْلَكَة [مفرد]: ج فَذْلَكات (لغير المصدر):
1 - مصدر فذلكَ.
2 - خُلاصة، مُجمل ما فُصِّل "فذلكة الكلام/ الموضوع/ الكتاب". 

فذلك


فَذْلَكَ
a. Summed up.

فَذْلَكَةa. Summing up; sum.
فذلك: حسابه: منحوتة من فذلك كذا وكذا بمعنى أنهاه وفرغ منه (محيط المحيط، المقري 927:1).
فذلكة: مجمل، حاصل، خلاصة (محيط المحيط) وفي المقري (436:3): فذلكة الحسن. وفي كتاب الخطيب (ص66 ق): وأخوه أمير المسلمين فذلكة الحسب.
وتطلق فذلكة أيضا على الجماعة الخطيرة ذات الشأن .. ففي تاريخ البربر (163:1): وكانوا لمكانتهم فاتحة الكتاب وفذلكة الجماعة.
فذلك
فَذْلَكَ حِسابَه فَذْلَكَةً، أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ، وَقَالَ الصّاغاني: أَي أَنْهاهُ وفَرَغَ مِنْهُ قالَ: وَهِي كَلِمَةٌ مُخْتَرَعَةٌ من قُولِه أَي: الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه: فذلِكَ كَذَا وكَذَا عدَداً، وكَذا وِكَذا قَفِيزاً، وَهِي مِثْلُ قولِهم: فَهْرَسَ الأبْوابَ فَهْرَسَةً، إِلا أَنَّ فَذْلَكَ ضارِبٌ بعِرق فِي العَرَبيَّة، وفَهْرَسَ مُعَرَّبٌ. إِذا عَلِمْتَ ذَلِك فاعْلَم أَنَّ تَعَقُّبَ الخَفاجِيِّ على المُصَنّفِ فِي غَيرِ مَحَلّهِ على مَا نَقَلَه شَيخُنا، قَالَ فِي العِنايَةِ أَثْناءَ فصِّلَت: الفَذْلَكَة: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ.
وقولُ القامُوس: فذْلَكَ حِسابَه: أَنْهاهُ لَا يُعْتَمَد عَلَيْهِ لمُخالَفَتِه للاستِعْمال فِي كلامِ الثِّقاتِ، كَمَا لَا يَخْفي على مَنْ لَهُ إِلْمام بالعَرَبيَّةِ والآدابِ. قَالَ: مَعَ أَنَّ مُرادَه مَا ذَكَرناه لَكِن فِي تَعْبِير نوعُ قُصورٍ، قَالَ شيخُنا: قلت: رُّبما دَل على خِلافِ المُرادِ كَمَا يَظْهَر بالتأَمُّلِ. قلتُ: والأَمْر كَمَا ذَكَرَه شيخُنا، وليسَ على تَعبير المُصَنّفِ غُبارٌ، وَهُوَ بعيِنه نَصُّ الصّاغانيِّ الَّذِي اسْتَدْرَكَ هَذِه الكلمةَ على الجَماعةِ، وَمن أَتَى بَعْدَه، فإنّه أَخَذَها عَنهُ، بَلْ قَوْلُ الخَفاجِيِّ: الفَذْلكًةُ: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ، تعبيرٌ آخَر أَحْدَثَه المُوَلَّدُون، فتأَمّل ذَلِك وأَنْصِفْ، واللَّهُ أَعلَمُ.

صوم أيام البيض

صوم أيام البيض: هو صوم الثالث عشرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ من كل شهر.
صوم أيام البيض:
[في الانكليزية] Fast of the three days of full moon
[ في الفرنسية] Jeune des trois jours de la pleine lune
هو صوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وقيل من الرابع عشر كما في الزاهدي، وهو مكروه عند بعض. وعن أبي يوسف أنّه مستحبّ كصوم الاثنين والخميس، كذا في جامع الرموز. وذكر الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في معارج النبوة بأنّ حضرة النبي صلّى الله عليه وسلّم قد أكّد على صيام الأيام البيض تأكيدا تامّا حتى إنّه كان يصومها أثناء السّفر. انتهى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.