وـ فُلاناً بالسَّوْطِ: ضَرَبَهُ.
وَلَسِبَ به، كَفَرِحَ: لَصِقَ،
وـ العَسَلَ ونَحْوَهُ: لَعِقَهُ.
وما تَرَكَ لَسوباً ولَسُّوباً، كَتَنُّورٍ: شَيْئاً.
فحطل: فَحْطَل: اسم؛ قال:
تباعَد مِنِّي فَحْطَل، إِذ سأَلته
أَمِينَ، فَزاد الله ما بيننا بُعْدا
وهذه ترجمة وجدتها في المحكم على هذه الصورة، ورأَيت هذا البيت في
الصحاح: تباعد مني فَطْحَل، والله أَعلم.
فلع: فَلَعَ الشيءَ: شَقَّه. وفَلَعَ رأْسَه بالسيف والحجر يَفْلَعُه
فَلْعاً فانْفَلَعَ وتَفَلَّع: شَقَّه وشَدَخَه. وقيل: كلّ ما تشقق فقد
انْفَلَعَ وتَفَلَّعَ، وفَلَّعْتُه تَفْلىعاً؛ قال طفيل الغنوي:
نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنا،
كما شُقَّ بالمُوسى السَّنامُ المُفَلَّعُ
والفِلْعةُ: القِطْعةُ من السّنامِ، وجمعها فِلَعٌ. وفَلَعَ السَّنامَ
بالسِّكِّينِ إِذا شقَّه. وتَفَلَّعَتِ البِطِّيخةُ إِذا انشقت.
وتَفَلَّعَ العَقِبُ إِذا انشقَّ، وهي الفُلوعُ، الواحد فَلْعٌ وفِلْعٌ. قال شمر:
يقال فَلَخْتُه وقَفَخْتُه وسَلَعْتُه وفَلَعْتُه كل ذلك إِذا أَوضَحْته.
وسيفٌ فَلُوعٌ ومِفْلَعٌ: قاطِعٌ، والفِلْعةُ القِطْعةُ. وفي السَّبِّ
والفُحْشِ يقال للأَمة إِذا سُبَّتْ: قَبَّحَ اللهُ فِلْعَتَها قال الأزهري:
يعنون مَشَقَّ جهازِها أَو ما تَشَقَّقَ من عَقِبها. ويقال: رماه الله
بفالِعةٍ أَي بداهِية، وجمعها الفَوالِعُ. وقال كراع: الفَلَعةُ الفَرْجُ،
وقبح الله فَلَعَتها كأَنه اسم ذلك المكان منها.
فيظ: فاظ الرجلُ، وفي المحكم: فاظَ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيْظُوظةً
وفَيَظاناً وفَيْظاناً؛ الأَخيرة عن اللحياني: مات؛ قال رؤْبة:
والأَزْدُ أَمسَى شِلْوُهُم لُفاظا،
لا يَدْفِنُون منهمُ مَن فاظا،
إِن مات في مَصيفِه أَو قاظا
أَي من كثرةِ القَتْلى. وفي الحديث: أَنه أَقطَع الزُّبَيْر حُضْرَ
فرَسِه فأَجْرَى الفرَسَ حتى فاظ، ثم رَمَى بسوطِه فقال: أَعْطُوه حيث بلَغ
السوْطُ؛ فاظ بمعنى مات. وفي حديث قَتْل ابن أَبي الحُقَيْقِ: فاظَ والِهُ
بَني إِسرائيل. وفاظت نفسُه تَفِيظُ أَي خرَجتْ رُوحُه، وكَرِهَها
بعضُهم؛ وقال دُكَيْنٌ الراجز:
اجتَمَعَ الناسُ وقالوا: عُرْسُ،
فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاظَتْ نَفْسُ
وأَفاظه اللّهُ إِياها وأَفاظه اللّه
(* قوله «وأَفاظه اللّه إلخ» كذا
في الأصل.) نفسَه؛ قال الشاعر:
فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها،
وثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم
(* قوله في البيت «بمعمم الحلم» كذا بأَصله، ولعله بمعمم الحكم أَي
بمقلد الحكم، ففي الأَساس: وعمموني أَمرهم قلدوني.)
الليث: فاظت نفسُه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خرَجَت، والفاعل فائظٌ،
وزعم أَبو عبيدة أَنها لغةٌ لبعض تميم، يعني فاظت نفسُه وفاضت. الكسائي:
تَفَيَّظُوا أَنفسَهم، قال: وقال بعضهم لأُفِيظَنَّ نفسَك، وحكي عن أَبي
عمرو بن العلاء أَنه لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، إِنما يقال فاظ فلان، قال:
ويقال فاظ المَيِّتُ، قال: ولا يقال فاض، بالضاد، بَتَّةً. ابن السكيت:
يقال فاظ الميتُ يَفيظ فَيْظاً ويَفُوظُ فَوْظاً، كذا رواها الأَصمعي؛
قال ابن بري: ومثل فاظ الميتُ قولُ قَطَرِيّ:
فلم أَرَ يوماً كان أَكثَرَ مَقْعَصاً،
يُبِيحُ دَماً، من فائظٍ وكَلِيم
وقال العجاج:
كأَنَّهم، من فائظٍ مُجَرْجَمِ،
خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ
وقال سُراقةُ بن مِرْداس بنِ أَبي عامر أَخو العباس بن مِرْداس في يوم
أَوْطاسٍ وقد اطَّرَدَتْه بنو نصر وهو على فرسه الحَقْباء:
ولولا اللّهُ والحَقْباءُ فاظت
عِيالي، وهي بادِيةُ العُروقِ
إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لها تَدَلَّتْ،
تَدَلِّيَ لَقْوةٍ من رأْسِ نِيقِ
وحان فوْظُه أَي فَيْظُه على المعاقَبة؛ حكاه اللحياني.
وفاظ فلانٌ نفسَه أَي قاءَها؛ عن اللحياني. وضربته حتى أَفَظْتُ نفسَه.
الكسائي: فاظَت نفسُه وفاظ هو نفسَه أَي قاءَها، يتعدَّى ولا يتعدَّى،
وتَفَيَّظُوا أَنفسَهم: تَقَيَّؤُوها. الكسائي هو تَفِيظُ نفسُه. الفراء:
أَهلُ الحجاز وطَيِّءٌ يقولون فاظت نفسُه، وقُضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت
نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه. وقال أَبو زيد وأَبو عبيدة: فاظت نفسُه،
بالظاء، لغة قيس، وبالضاد لغة تميم. وروى المازني عن أَبي زيد أَن العرب تقول
فاظت نفسُه، بالظاء، إِلاَّ بني ضبة فإِنهم يقولونه بالضاد؛ ومما
يُقوِّي فاظت، بالظاء، قولُ الشاعر:
يَداكَ: يَدٌ جُودُها يُرْتَجَى،
وأُخْرَى لأَعْدائها غائظه
فأَما التي خيرُها يرتجى،
فأَجْوَدُ جُوداً من اللافِظه
وأَما التي شَرُّها يُتَّقَى،
فنَفْسُ العَدُوِّ لها فائظه
ومثله قول الآخر:
وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ
عَدُوّاً، ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ
فلا حَفِظ الرحمنُ رُحَك حَيَّةً،
ولا وهْيَ في الأَرْواحِ حين تفِيظ
أَبو القاسم الزجاجي: يقال فاظَ الميتُ، بالظاء، وفاضت نفسُه، بالضاد،
وفاظت نفسُه، بالظاء، جائز عند الجميع إِلاَّ الأَصمعي فإِنه لا يجمع بين
الظاء والنفس؛ والذي أَجاز فاظت نفسه، بالظاء، يحتج بقول الشاعر:
كادت النفسُ أَن تَفِيظَ عليه،
إِذ ثَوَى حشْوَ رَيْطةٍ وبُرُودِ
وقول الآخر:
هَجَرْتُك، لا قِلىً مِنِّي، ولكنْ
رأَيتُ بَقاءَ وُدِّك في الصُّدُودِ
كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ، لمَّا
رأَتْ أَنَّ المِنِيَّةَ في الوُرودِ
تَفِيظُ نفوسُها ظَمأً، وتَخْشَى
حِماماً، فهي تَنْظُرُ من بَعِيدِ
صلع: الصَّلَعُ: ذَهابُ الشعر من مقدَّم الرأْس إِلى مُؤَخره، وكذلك إِن
ذهب وسَطُه، صَلِعَ يَصْلَعُ صَلَعاً، وهو أَصْلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ،
وهو الذي انْحَسَرَ شعَرُ مُقَدَّم رأْسِه. وفي حديث الذي يَهْدِمُ
الكعبةَ: كأَني به أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ؛ هو تصغيرُ الأَصْلَعِ الذي انحسَرَ
الشعرُ عن رأْسِه. وفي حديث بدر: ما قتلنا إِلاَّ عجائزَ صُلْعاً أَي
مشايِخَ عَجَزَةً عن الحرب، ويجمع الأَصْلَعُ على صُلْعانٍ. وفي حديث عمر:
أَيُّما أَشرَفُ الصُّلعْانُ أَو الفُرْعانُ؟ وامرأَةٌ صَلْعاءُ، وأَنكرها
بعضهم قال: إِنما هي زَعْراءُ وقَزْعاءُ. والصَّلَعةُ والصُّلْعةُ: موضِعُ
الصَّلَعِ من الرأْس، وكذلك النَّزَعةُ والكَشَفةُ والجَلَحَةُ جاءَتْ
مُثَقَّلاتٍ كلُّها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
يَلُوحُ في حافات قَتْلاهُ الصَّلَعْ
أَي يَتَجَنَّبُ الأَوْغادَ ولا يقتُل إِلاَّ الأَشرافَ وذَوِي
الأَسْنانِ لأَن أَكثر الأَشرافِ وذوِي الأَسنانِ صُلْع كقوله:
فَقُلْتُ لَها: لا تُنْكِرِيني فَقَلَّما يَسُودُ الفَتَى حتى يشِيبَ
ويَصْلَعا
والصَّلْعاءُ من الرِّمال: ما ليس فيها شجر. وأَرضٌ صَلْعاءُ: لا نبات
فيها. وفي حديث عمر في صفة التمر
(* قوله« حديث عمر في صفة التمر» كذا
بالأصل، والذي في النهاية هنا وفي مادة حرش أيضا: حديث أبي حثمة في صفة التمر،
وساق ما هنا بلفظه): وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ من الأَرضِ الصَّلْعاء؛ يريد
الصحراء التي لا تنبت شيئاً مثل الرأْس الأَصْلَعِ، وهي الحَصَّاءُ مثل
الرأْس الأَحَصّ.
وصَلِعَتِ العُرْفُطة صَلَعاً، وعُرْفُطةٌ صَلْعاءُ إِذا سقطت رُؤُوس
أَغصانِها أَو أَكلَتْها الإِبل؛ قال الشماخ في وصف الإِبل:
إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه
من الأَسالِقِ، عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ
(* قوله« إن تمس إلخ» جوابه في البيت بعده كما في شرح القاموس:
تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقاً
من طيّب الطعم حلو غير مجهود)
والصَّلْعاءُ: الداهيةُ الشديدةُ، على المَثَل، أَي أَنه لا مُتَعَلَّقَ
منها، كما قيل لها مَرْمَريسٌ من المَراسةِ أَي المَلاسةِ، يقال: لَقِيَ
منه الصَّلْعاءَ؛ قال الكميت:
فَلَمّا أَحَلُّوني بِصَلْعاءَ صَيْلَمٍ
بإحْدَى زُبى ذِي اللِّبْدَتَيْنِ أَبي الشِّبْلِ
أَراد الأَسد. وفي الحديث: أَن معاوية قَدِمَ المدينة فدخل على عائشة،
رضي الله عنها، فذكرت له شيئاً فقال: إِنَّ ذلك لا يَصْلُح، قالت: الذي لا
يَصْلُح ادِّعاؤُك زِياداً، فقال: شَهِدَت الشهودُ، فقالت: ما شَهِدَت
الشُّهودُ ولكن رَكِبْتَ الصُّلَيعاء
(* قوله« ركبت الصليعاء» هو بهذا الضبط
في القاموس والناية ونص القاموس بعد قولها ركبت الصليعاء: تعني في ادعائه
زياداً وعمله بخلاف الحديث الصحيح: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وسمية لم
يكن لأبي سفيان فراشاً)؛ معنى قولها ركبت الصُّليعاء أَي شَهِدوا بِزُور؛
وقال ابن الأَثير: أَي الداهيةَ والأَمرَ الشديدَ أَو السَّوْءةَ
الشنيعةَ البارزة المكشوفة؛ قال المعتمر: قال أَبي الصُّلَيْعاءُ الفخْرُ.
والصَّلْعاءُ في كلام العرب: الداهيةُ والأَمر الشديد؛ قال مُزَرِّدٌ أَخو
الشمّاخ:
تَأَوُّهَ شَيْخٍ قاعِدٍ وعَجوزه،
حَرِيَّيْنِ بالصَّلْعاءِ أَو بالأَساوِدِ
والأَصْلَعُ: رأْس الذكر مُكَنًّى عنه. وفي التهذيب: الأُصَيْلِعُ الذكر،
كنى عنه ولم يُقَيِّدْ برأْسه. والأَصْلَعُ: حيّة دقيقة العنق
مُدَحْرَجةُ الرأْس كأَنّ رأْسها بندقة، ويقال الأُصيلع، وأَراه على التشبيه بذلك.
وقال الأَزهري: الأُصَيْلِعُ من الحيّاتِ العريضُ العُنُق كأَنّ رأْسه
بندقة مدحرجة. والصَّلَعُ والصُّلَّعُ: الموضع الذي لا نَبْتَ فيه. وقول
لقمانَ بن عادٍ: إِن أَرَ مَطْمَعي فَحِدَأٌ وُقَّعٌ، وإِلاَّ أَرَ
مَطمَعي فوَقَّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قيل: هو الحبْل الذي لا نبت عليه أَو الأَرض التي
لا نبات عليها، وأَصله من صَلَعِ الرأْس وهو انحِسارُ الشعَر عنه. وفي
الحديث: يكون كذا وكذا ثم تكون جَبَرُوّةٌ صَلْعاءُ؛ قال: الصلعاءُ ههنا
البارزةُ كالجبل الأَصْلَعِ البارزِ الأَمْلسِ البرّاقِ؛ وقول أَبي ذؤيب:
فيه سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُ
أَي بَرَّاق أَمْلَسُ؛ وقال آخر:
يَلوحُ بها المُذَلَّقُ مُذْ رماه
خُروجَ النَّجْمِ من صَلَعِ الغِيامِ
وفي الحديث: ما جَرى اليَعْفورُ بصُلَّعٍ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً
سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الصُّلَيْعاء والقُرَيْعاء؛ هي تصغير
الصلعاء الأَرض التي لا تُنْبِتُ.
والصُّلَّعُ: الحجر. والصُّلاّعُ، بالضم والتشديد: الصُّفّاحُ العريضُ
من الصخْر، الواحدة صُلاّعةٌ. والصُّلَّعةُ: الصخرة الملساء. وصَلَّع
الرجلُ إِذا أَعْذَرَ، وهو التَّصْلِيعُ، والتصْلِيعُ، والسُّلاحُ، اسم
كالتَّنْبيت والتَّمْتين، وقد صَلَّع إِذا بَسَطه. والصَّوْلَعُ: السَّنانُ
المَجْلُوُّ.
وصِلاعُ الشمسِ: حرُّها، وقد صَلَعَتْ: تكبَّدَتْ وسَطَ السماء،
وانْصَلَعَت وتصَلَّعَت: بدت في شدّة الحرّ ليس دونها شيء يسترها وخرجت من تحت
الغَيمِ. ويوم أَصلع: شديد الحرّ. وتصَلَّعتِ السماء تَصَلُّعاً إِذا انقطع
غَيمُها وانجَرَدت، والسماء جَرْداء إِذا لم يكن فيها غيم.
وصَيْلَعٌ: موضع.
قال ابن بري: ويقال صَلَّعَ الرجلُ إِذا أَحدَث. ويقال للعِذْيَوْطِ
إِذا أَحدَث عند الجماع: صَلَّعَ.
صحف: الصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وفي
التنزيل: إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى؛ يعني الكتب
المنزلة عليهما، صلوات اللّه على نبينا وعليهما؛ قال سيبويه: أَما صَحائِفُ
فعلى بابه وصُحُفٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل، وإنما
شبّهوه بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِيفاً حين علموا
أَن الهاء ذاهبة، شبهوها بحفرةٍ وحِفارٍ حين أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ
وجِماد. قال الأَزهري: الصُّحُفُ جمع الصحيفة من النوادر وهو أَن تَجْمع
فَعِيلةً على فُعُل، قال: ومثله سَفينة وسُفُنٌ، قال: وكان قياسهما صَحائف
وسفائِنَ. وصَحِيفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جلده، وقيل: هي ما أَقبل عليك منه،
والجمع صَحِيفٌ؛ وقوله:
إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحيفُ
يجوز أَن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده، ويجوز أَن يكون أَراد
بالصحيف الصحيفة. والصَّحيف: وجْه الأَرض؛ قال:
بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ
وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها.
والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ
كأَنه أُصْحِفَ، والكسر والفتح فيه لغة، قال أَبو عبيد: تميم تكسرها وقيس
تضمها، ولم يذكر من يفتحها ولا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحياني عن
الكسائي، قال الأَزهري: وإنما سمي المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَي جعل جامعاً
للصحف المكتوبة بين الدفتين، قال الفراء: يقال مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كما
يقال مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قال: وقوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فيه
الصحف وأُطْرِفَ جُعِلَ في طَرَفَيْه العَلَمان، استثقلت العرب الضمة في
حروف فكسرت الميم، وأَصلها الضمّ، فمن ضَمَّ جاء به على أَصله، ومن كسره
فلاستثقاله الضِمة، وكذلك قالوا في المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل
مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قال أَبو
زيد: تميم تقول المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وقيس تقول المُطْرَفُ
والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قال الجوهري: أُصحِف جمعت فيه الصُّحُف،
وأُطْرِفَ جُعِل في طرفيه علمان، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قال ابن بري:
صوابه أُلْصِقَ بالجِسادِ وهو الزَّعْفرانُ.
وقال الجوهري: والصحيفة الكتاب. وفي الحديث: أَنه كتب لعُيَيْنَةَ بن
حِصنٍ كتاباً فلما أَخذه قال: يا محمد، أَتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً
كصحيفة المُتَلَمِّس؟ الصحيفة: الكتاب، والمتلمس: شاعر معروف واسمه عبد
المَسيح بن جَرير، وكان قدم هو وطرَفةُ الشاعر على الملك عمرو بنِ هِنْدٍ،
فنقم عليهما أَمراً فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأْمُرُه
بقتلهما، وقال: إني قد كتبت لكما بجائزة، فاجتازا بالحيرة فأَعطى المتلمسُ
صحيفته صبيّاً فقرأَها فإذا فيها يأْمر عامِلَه بقتله، فأَلقاها في الماء
ومضى إلى الشام، وقال لطرفة: افعل مثل فعلي فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأَبى
عليه ومضى إلى عامله فقتله، فضُرب بهما المثل.
والمُصَحِّف والصَّحَفيُّ: الذي يَرْوي الخَطَأَ عن قراءة الصحف
بأَشْباه الحروفِ، مُوَلَّدة
(* في القاموس: الصَّحَفِيُّ الذي يخطئ في قراءة
الصحف.).
والصَّحْفة: كالقَصْعةِ، وقال ابن سيده: شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ
عريضة وهي تُشْبِع الخمسةَ ونحوهم، والجمع صِحافٌ. وفي التنزيل: يُطاف عليهم
بِصِحافٍ من ذهب؛ وأَنشد:
والمَكاكِيكُ والصِّحافُ من الفِضْـ
ـضَةِ والضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ
والصُّحَيْفَةُ أَقلّ منها، وهي تُشْبِعُ الرجلَ، وكأَنه مصغّر لا
مكَبَّر له. قال الكسائي: أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ، ثم القَصْعةُ تليها تشبع
العشرة، ثم الصحْفَةُ تشبع الخَمسة ونحوهم، ثم المِئْكلةُ تشبع الرجلين
والثلاثة، ثم الصُّحَيْفَةُ تشبع الرجل. وفي الحديث: لا تَسْأَلِ
المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها، هو من ذلك، وهذا مثل
يريد به الاستِئْثارَ عليها بحَظِّها فتكونُ كمن استفرغَ صَحفة غيره
وقَلَب ما في إنائه.
والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ في الصَّحِيفةِ.