Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يهدر

جر

(جر) كلمة زجر تقال للكلب (مصرية قديمَة)
جر: جر: صوت لزجر الكلب (مهرن 24).
باب الجيم مع الراء ج ر، ر ج مستعملان فقط

جر: الجَرة وجمعها الجِرارُ والجَرُّ، والجِرارةُ حِرفةُ الجَرّارِ. والجَرّارةُ: عَقربٌ صفراءُ كأنها تِبنةٌ. والجارورُ: نَهر يشُقُّه السَّيل فيتَّخذُة نهراً والجارورُ: كلُّ مكانٍ يَنحطُّ إليه الماءُ من عَلٍ وهو في سُفلٍ كأنه يَجُرُّ إليه الماءَ. والجَرُورُ من الحَوامِلِ: التي تجر وَلَدَها إلى أقصى الغاية، قال:

جَرَّت تِمَاماً لم تخبط جهضا

وطعنت فارساً فأجرَرتُه الرُّمحَ إذا مَشَى به. ورُبَّما شُقٌ وسطُ لسانِ الجَديِ أو الفَصيل ثم يُشَدُّ فيه خشبة كي لا يَرضعَ، ويُسمَّى ذلك التقليد الإجرار، وجَرَّ الفصيل فهو مجرور، وأجَرَّ: أُنزِل به ذلك، قال:

فلو أن جَرما أنطقتني رِماحُهُم ... نَطَقتُ ولكن الرماحَ أجَرتِ

والمَجَرةُ: شَرَجُ السَّماء، قال:

لَمِن طلَلٌ بين المجرةِ والقَمَر ... خَلاءٌ من الأصواتِ عافٍ من الأثَر

والمَجَرُّ: الجَرُّ. وكان عاماً أولَ كذا فهلم جَرّاً إلى اليوم. والرجلُ يجر على نفسه جَريرةً أي جنايةً، وتُجمَعُ على جَرائِر. وتقول في معنى من أجلِكَ: من جَريرِكَ، ومن جَرّاكَ، قال أبو النَّجم:

فاضت دُموعُ العَين من جَرّاها

والجِرَّةُ جِرَّةُ البعيرِ حين يجترها فيقرِضُها ثم يكظِمُها. والجَرجَرةُ: تردُّد هَديرِ البعير في حَنجرَته وشقشقته ثم يُخرجُه فــيهدر، قال:جَرجَرَ في حَنجَرةٍ كالحُبِّ

والجرجيرُ: نبات من أحرار البُقول. والجِرجارُ: نبات. والجَرجَرُ: ما يُداسُ به الكُدسُ من حديد. والتَجَرجُرُ: صَبَّكَ الماءَ في حَلّقكَ. والجَرورُ: الفَرَسُ الذي لا ينقادُ. والجريرُ: حَبل الزَّمامِ. والجُرجُورُ: مائةً من الإبل، ويقال: مائةٌ جُرجُورٌ كما يقال: مائةٌ كاملةٌ، قال الكميت:

ومُقِلٍّ أسقتمُوه فأثرَى ... مائةً من عطائكم جرجورا

ويقال: الجُرجُور الكِرامُ كقول الأعشَى:

يَهَبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ كالبستان ... تَحنُو لدَردَق أطفال

والجَرُّ: المكانُ الصُّلبُ الذي قد انحدَرَ عن أن يكون طِيناً فهو يحتشّ (كذا) أي ينشف، قال: ونؤياً كحَوضِ الجَرِّ لم يَتَثَلمِ

رج: الرّجّ: تَحريكُكَ شيئا كحائط دككته، ومنه الرَّجرَجَةُ. وكتيبةٌ رَجراجَةٌ: يَتَرَجرجُ عليها الحديدُ. وامرأة رَجراجةٌ: يَتَرجرجُ عليها كَفَلُها ولحَمُها. والارتِجاجُ: مُطاوعَةُ الرَّج، وهو أن تُزلزِلَ زِلزالاً شديداً. وارتَجَّ الظَّلامُ: التَبَسَ. والرَّجرَجُ: نَعتٌ للشيء يَتَرَجرَجُ. والرَّجرَجُ: الثريدة الملينة المُكتنزةُ. والرَّجراج : شَيءٌ من الأدوية. والرِّجرِجُ : ماءُ القَريسِ. والرَّجرِجةُ: بَقيَّة الماء في الحوضِ الكَدِرةُ المُختلطةُ بالطِّين. وارتَجتِ البَقَرةُ: كَرِهَتِ الفَحلَ. والرَّجّاجُ: الضعيفُ من الناسِ والإبل ورِجرِجةٌ من الناس أي سِفلةٌ. والرَّجاجُ: المَهازيل، قال:

فهُمْ رَجَاجٌ وعلى رَجَاجِ
جر: جُرّ: سحب الذهب والفضة (بوشر).
جَرّ: قطَر، سحب وراءه (معجم الأسبانية ص291).
ويقال: كان له ما جرّ من إلى، أي كانت بلاده تمتد من إلى (البكري 130).
جر إلى: مال إلى، أشبه بعض الشبه، ففي ابن العوام (1: 42): أرضا حمراء يجر إلى الدكنة، وفي مخطوطة ليدن: بحر، وأرى أن الصواب: تجر.
خرج يجر الجيش: سار على رأس الجيش (كوسج مختار 103).
جرَّ رجله أو رجليه: سار يسحب رجله، سار ببطء شديد وجهد كبير. ويقال هذا عن المريض أو الكسيح أو من يخرج مكرها (معجم المتفرقات، زيشر 22: 83) وقد ترجمها ويتزشتاين بقوله ( Seine Füsse Schleppen mühsam") .
وفي المقري (3: 153): فقام يجر رجله كأنه مبطول. وبهذا المعنى: جر أطنابه ففي رياض النفوس (63ق): إن القاضي ابن عبدون بعد أن وبخ (مضى وهو يجر أطنابه).
وجرّ رجل فلان أو برجله. ومعناه اللفظي سحب رجله إنما يراد به أخرجه مرغما، أرغمه على الخروج، وأجبره على ترك المحل الذي هو فيه (معجم المتفرقات).
جرَّ بساقه: فشّج، لوى رجليه وهو يمشي (ألكالا) جرَّ سَنَه: ومعناه اللفظي: سحب زمامه، ويراد به مجازا: صنع ما شاء (عباد 3: 10).
جرَّيده على: مسح يده على، ففي كرتاس (120): جرّيده على الأسد وسكنه أي وضع يده على ظهر الأسد ولاطفه وهدأه. وكذلك جر بيده على، ففي رياض النفوس (82ق): وجر بيده على رأسه ودعا له. وفي (104ق) منه: كان يجر على كل إنسان منهم بيده فيبرأ.
أجَرّ. أجَرَّ الرواحل: وضع الجرير على الإبل، وهو حبل يوضع فوق أنوفها (أنظر لين في آخر مادة جرير).
الجِرَّة (معجم البلاذري).
بالاجرار: بالتتابع (الكالا).
انجَرَّ إلى: زحف الى، ففي كتاب محمد بن الحارث (241: فلما بصر به الشاهد وهو في مرضه وكربه يعالج الموت جثا على ركبتيه وجعل ينجر إليه).
انجر إلى وراء: تقهقر، تأخر (بوشر).
انجر بنا الكلام إلي: أدّى بنا الحديث إلى.
(المقري 1: 47، وإضافات وتصحيحات، وفليشر بريشت 157).
وانجرَّت على الجيش الغرناطي الهزيمة: أصابت الجيش الغرناطي الهزيمة (الخطيب 92و) اجتَرَّ. اجتْرًّ نَفَسَهُ: تنهد، تنفس الصعداء (أماري 194).
استجر: جذب، سحب، يقال مثلا استجر العدو إلى الكمين، ففي النويري (مصر، مخطوطة 2، ص115 و): انهزم المسلمون إلى جهة المدينة استجرار لهم. وتقرأ فيه بعد ذلك أن العدو سقط في الكمين.
وفي حيان- بسام (1: 58): استخرتهم (استجرتهم) البرابرة حتى ذا تمكنوا منهم عطفوا عليهم.
جَرَّة: قُلَّة، إناء من خزف للماء، وتجمع على جُرُر عند (بوشر).
وجَرَّة: أثر (رولاند) وعند شيرب جرَّة.
وعند بوشر من غير حركات) -والأثر الذي تتركه العجلة- وجرة المركب: أثر سير المركب.
واتباعه راحوا في جرته: أصاب اتباعه من السوء ما أصابه (بوشر).
جَرةَّ (بالأسبانية Cerro) وتجمع على جَرّات وجَرَ: ما يوضع على المغزل من الصوف أو مشاقة الكتان (الكالا)، وفيه: Cerro de lana o Lino ( انظر فكتور) وفي معجم فوك linum. ولا تزال هذه اللفظة مستعملة في مراكش، يقولون في المثل (عينين بَرَّه ما يغزلوا جَرهَّ). (ليرشندي).
جُرَّة: أثر (شيرب) أنظر جَرًّة.
جَرِير: يجمع على جزر (الكامل 112) جَرَاري (جمع): آلات تشد في المحاريث (رحلة إلى عواده 380).
جَرْائِرِيّ: صفة تطلق على صنف من البطيخ، وقد أطلقت عليه لأنه يشبه الجرة في شكله (ابن العوام 2: 223).
جَرّار، يقال: جيش جرار: كثير، لا يقل عدده فيما يقول المسعودي عن 12000 رجل (مونج 250).
وعين جَرّارة: ثَرَّة، كثيرة الماء (مونج 250).
وشهراً جَرّاراً: مدة تزيد على الشهر (معجم البلاذري) أو ناس جرار: غشاشون، نصابون (برتون 1: 119).
وجَرّار: طبقة من الخزانة تجر إلى الخارج، عامي (محيط المحيط).
وجَرار: عريش (مِجَرّ العجلة): مقبض الدفة آلة من آلات العجلة) (بوشر).
جَرارّ المدفع: آلة المدفع وتسير به (بوشر).
جَرَّارة: يوجد هذا الضرب من العقارب في عسكر مكرم (ابن البيطار 2: 454) وفي الأهواز عامة (الثعالبي لطائف 107).
جَرّارة: زلاجة (مركبة الجليد) ألكالا جارور: (أنظر فريتاج) - وجارور الباب: مفصلة، محور (بوشر).
وجارور: مجر (محيط المحيط) - وجارور: زليج النافذة (محيط المحيط).
جارُورَة: خشبة تربط إلى النورج فيجر بها (محيط المحيط).
مَجَرّ: جيش (أبو الوليد 374) (عسكر).
ومَجَرّ وجمعه مَجَرّات: سيل، مجرى الماء. (الكالا) - ومَجُرّ: صندوق علبة (دومب 93).
مِجَرّ: مطْوَل تجر به الخيل العربة (بوشر) مَجَرَّة: وفي ابن العوام المنجرة وهو مأخوذة من مجرة وهي خشبة عارضة في الرحى أو في آلة سحب الماء تربط إليها الدابة لتدويرهما (ابن العوام 1: 146، 147، وفي مخطوطة ليدن صواب كتابة الكلمة).
الْجِيم وَالرَّاء

الجَرّ: الجَذْب، جرّه يجُرّه جَرّا، واجتَرّ، واجْدَرّ، قلبوا التَّاء دَالا، وَذَلِكَ فِي بعض اللُّغَات، قَالَ:

فَقلت لصاحِبي لَا تحبِسَنَّا ... بَنْزع أُصُوله واجْدَرَّ شِيحا

وَلَا يُقَاس ذَلِك، وَلَا يُقَال فِي اجترأ: اجدرأ، وَلَا فِي اجترح: اجدرح.

واستجرّه، وجَرّره وجرّر بِهِ، قَالَ:

فَقلت لَهَا عِيثي جَعَارِ وجَرِّرِي ... بِلَحْم امْرِئ لم يَشْهد اليومَ ناصرُه

وتجِرّة: تفعلة مِنْهُ.

وجَارُّ الضَّبع: الْمَطَر الَّذِي يجر الضبع عَن وجارها من شدته، وَرُبمَا سمي بذلك السَّيْل الْعَظِيم لِأَنَّهُ يُجُرّ الضباع من وجرها أَيْضا.

وَقيل: جارُّ الضبع: اشد مَا يكون من الْمَطَر، كَأَنَّهُ لَا يدع شَيْئا إِلَّا جَرّه.

والجارور: نهر يشقه السَّيْل فيجره.

وجَرَّت الْمَرْأَة وَلَدهَا جَرّاً، وجرَّت بِهِ: وَهُوَ أَن يجوز ولادها عَن تِسْعَة اشهر، فتجاوزها باربعة أَيَّام أَو ثَلَاثَة فينضج وَيتم فِي الرَّحِم.

والجَرّ: أَن تجرّ النَّاقة وَلَدهَا بعد تَمام السّنة شهرا أَو شَهْرَيْن أَو أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَقَط.

والجَرُور من الْإِبِل: الَّتِي تجر وَلَدهَا إِلَى أقْصَى الْغَايَة أَو تجاوزها.

وَقَالَ ثَعْلَب: النَّاقة تجرّ وَلَدهَا شهرا، وَقَالَ: يُقَال أتم مَا يكون الْوَلَد إِذا جرَّت بِهِ أمه.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَرُور الَّتِي تَجُرّ ثَلَاثَة اشهر بعد السّنة وَهِي اكرم الْإِبِل، قَالَ: وَلَا تجرّ إِلَّا مرابيع الْإِبِل، فَأَما المصاييف فَلَا تَجُرّ، قَالَ: وَإِنَّمَا تجرّ من الْإِبِل حُمْرها وصُهْبها ورُمْكها، وَلَا تجرّ دُهْمها لغلظها وَشدَّة لحومها وضيق اجوافها وجلودها وجسأتها، والحمر والصهب، لَيست كَذَلِك.

وَقيل: هِيَ الَّتِي يقفص وَلَدهَا فتوثق يَدَاهُ إِلَى عُنُقه عِنْد نتاجها فَيُجَرّ بَين يَديهَا ويستل فصيلها فيخاف عَلَيْهِ أَن يَمُوت فيلبس الْخِرْقَة حَتَّى تعرفها أمه عَلَيْهِ، فَإِذا مَاتَ ألبسوا تِلْكَ الْخِرْقَة فصيلا آخر ثمَّ ظأروها عَلَيْهِ وشدوا مناخرها فَلَا تفتح حَتَّى يرضعها ذَلِك الفصيل فتجد ريح لَبنهَا مِنْهُ فترأمه.

وجَرَّت الْفرس تجُرّ جَرّا، وَهِي جَرُور: إِذا زَادَت على أحد عشر شهرا وَلم تضع مَا فِي بَطنهَا، وَكلما جَرَّت كَانَ أقوى لولدها، واكثر زمن جّرّها خمس عشرَة لَيْلَة.

وجَرّ النوء بِالْمَكَانِ: أدام الْمَطَر، قَالَ خطام الْمُجَاشِعِي:

جَرَّ بِها نَوْءٌ من السِّمَاكين

والجَرُور من الْآبَار: الْبَعِيدَة القعر.

وَقيل: هِيَ الَّتِي يستقى مِنْهَا على بعير، وَإِنَّمَا قيل لَهَا ذَلِك؛ لِأَن دلوها تُجَرّ على شفيرها لبعد قعرها.

وبعير جَرُور: يسنى بِهِ، وَجمعه: جُرُر.

وجَرّ الفصيل جَرّا، وأجَرَّه: شقّ لِسَانه لِئَلَّا يرضع، قَالَ:

على دِفِقيَّ المَشْيِ عيسَجورِ

لم تَلْتفِت لولد مجرورِ

وَقيل: الإجرار: كالتَّفليك، وَهُوَ أَن يَجْعَل الرَّاعِي من الهلب مثل فلكة المغزل، ثمَّ يثقب لِسَان الفصيل فَيَجْعَلهُ فِيهِ لِئَلَّا يرضع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف الْكلاب والثور:

فكرَّ إِلَيْهَا بمِبراتِه ... كَمَا خَلَّ ظهرَ اللِّسان المُجِرّء

واستجرَّ الفصيل عَن الرَّضَاع: اخذته قرحَة فِي فِيهِ أَو فِي سَائِر جسده فَكف عَنهُ لذَلِك.

والجَرِير: حَبل مفتول من أَدَم يكون فِي أَعْنَاق الْإِبِل.

وَالْجمع: أجِرَّة، وجُرَّان.

وأجرَّه: ترك الجَرِير على عُنُقه.

وأجرَّه جريرَهُ: خلاه وسومه، وَهُوَ مثل بذلك.

وأجَرَّه الرمحَ: طعنه بِهِ وَتَركه فِيهِ، قَالَ عنترة: وَآخر مِنْهُم أجْرَرْتُ رُمْحي ... وَفِي البَجْلِيّ مِعْبَلة وقيع

والجارَّة الطَّرِيق إِلَى المَاء.

والجَرّ: الْحَبل الَّذِي فِي وسط اللؤمة إِلَى المضمدة، قَالَ:

وكلَّفوني الجَرَّ والجَرُّ عمل

والجَرَّة: خَشَبَة نَحْو الذِّرَاع يَجْعَل فِي رَأسهَا كفة وَفِي وَسطهَا حَبل، فَإِذا نشب فِيهَا الظبي ناوصها واضطرب فِيهَا، فَإِذا غلبته اسْتَقر فِيهَا فَتلك المسالمة، وَفِي الْمثل: " ناوَص الجَرَّة ثمَّ سَالَمَهَا ": يضْرب ذَلِك للَّذي يُخَالف الْقَوْم عَن رَأْيهمْ ثمَّ يرجع إِلَى قَوْلهم.

والجَرّة، أَيْضا: الخبزة الَّتِي فِي الْملَّة، انشد ثَعْلَب:

داويتهُ لمَّا تَشَكَّى ووجِعْ

بجَرَّةٍ مثل الحِصَان المضطجع

شبهها بالفرس لعظمها.

وجرَّت الْإِبِل تَجُرّ جَراًّ: رعت وَهِي تسير، عَن ابْن الاعرابي، وانشد:

لَا تُعْجِلاها أَن تَجُرَّ جَرّا

تَحْدُر صُفْرا وتعلِّى بُرّا

أَي تعلى إِلَى الْبَادِيَة الْبر، وتحدر إِلَى الْحَاضِرَة الصفر: أَي الذَّهَب، فإمَّا أَن يَعْنِي بالصفر: الدَّنَانِير الصفر، وَإِمَّا أَن يكون سَمَّاهُ بالصفر الَّذِي تعْمل مِنْهُ الْآنِية لما بَينهمَا من المشابهة، حَتَّى سمى اللاطون شبها.

والمَجَرَّة: شرج السَّمَاء، يُقَال: هِيَ بَابهَا، وَهِي كَهَيئَةِ الْقبَّة.

والجَرِيرة: الذَّنب وَالْجِنَايَة يجنيها الرجل.

وَقد جرَّ على نَفسه وَغَيره جَريرة يَجُرُّها جَرّا، قَالَ: إِذا جَرَّ مَوْلَانَا علينا جَرِيرةً ... صَبَرنا لَهَا إِنَّا كرام دعائم

وَفعلت ذَلِك من جَرِيرتك، وَمن جَرّاك وَمن جَرَّائك: أَي من أَجلك، انشد اللحياني:

أمِن جَرَّى بني أسَدٍ غضبتمُ ... وَلَو شِئْتُم لَكَانَ لكم جِوارُ

وَمن جَرَّائنا صِرْتم عَبيدا ... لقوم بعد مَا وُطِئَ الخَبَار

والجِرّة: مَا يفِيض بِهِ الْبَعِير من كرشه فياكله ثَانِيَة.

وَقد اجترَّت الشَّاة والناقة، وأجرَّت، عَن اللحياني.

وَفُلَان لَا يخنق على جِرَّته: أَي لَا يكتم سراًّ، وَهُوَ مثل بذلك.

وَلَا افعله مَا اخْتلف الدرة والجِرَّة، وَمَا خَالَفت دِرَّة جِرَّة، واختلافهما أَن الدرة تسفل إِلَى الرجلَيْن والجِرَّة تعلو إِلَى الرَّأْس.

وروى ابْن الْأَعرَابِي: أَن الْحجَّاج سَأَلَ رجلا قدم من الْحجاز عَن الْمَطَر فَقَالَ: " تَتَابَعَت علينا الأسمية حَتَّى منعت السفار وتظالمت المعزى واحتلبت الدرة بالجِرَّة " احتلاب الدرة بالجرَّة: أَن الْمَوَاشِي تتملأ ثمَّ تبرك أَو تربض فَلَا تزَال تجتر إِلَى حِين الْحَلب.

والجِرَّة: الْجَمَاعَة من النَّاس يُقِيمُونَ ويظعنون.

وعسكر جَرّار: كثير.

وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يسير إِلَّا زحفا لكثرته، قَالَ العجاج:

أرْعَنَ جَرّارٍ إِذا جَرّ الأثَرْ

قَوْله: جرّ الْأَثر: يَعْنِي أَنه لَيْسَ بِقَلِيل تستبين فِيهِ آثَار أَو فجوات.

والجَرّارة: عقيرب صفراء على شكل التينة.

والجَرُّ: سفح الْجَبَل وَأَصله، قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ حَيْثُ علا من السهل إِلَى الغلظ، قَالَ:

كم ترى بالجَرّ من جُمْجمةٍ ... وأكُفّ قد أتِرَّت وجِزَلْ والجَرّ: الوهدة من الأَرْض.

والجَرّ أَيْضا: جُحر الضبع والثعلب واليربوع والجرذ، وَحكى كرَاع فيهمَا جَمِيعًا: الجُرّ بِالضَّمِّ، قَالَ: والجُرّ أَيْضا: المسيل.

والجَرَّة: إِنَاء من خزف كالفخار.

وَجَمعهَا: جَرّ، وجِرَار، وَفِي الحَدِيث: " نهى عَن نَبِيذ الجَرّ " قَالَ ابْن دُرَيْد: الْمَعْرُوف عِنْد الْعَرَب أَنه مَا اتخذ من الطين.

وَقَوْلهمْ: هَلُمَّ جَرّاً مَعْنَاهُ: على هينتك.

وجاه يَجِيش الأجَرَّينِ: أَي الْجِنّ وَالْإِنْس، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجَرْجَرة: الصَّوْت.

والجَرْجَرَة: تردد هدير الْفَحْل فِي حنجرته.

وَقد جَرْجَر، قَالَ الْأَغْلَب الْعجلِيّ:

وهْو إِذا جَرْجَر بعد الهَبّ

جَرْجَر فِي حَنْجَرة كالحُبّ

وهامةٍ كالمِرْجَل المُنْكَبّ

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

ثُمَّت جَلِّله المُمَرّ الأسمرا

لَو مَسّ جَنْبَيْ بازلٍ لجَرْجَرا

قَالَ: جَرْجَر: ضج وَصَاح.

وفحل جُرَاجِر: كثير الجَرْجَرة.

والجَرْجُور: الْكِرَام من الْإِبِل.

وَقيل: هِيَ جماعتها.

وَقيل: هِيَ الْعِظَام مِنْهَا. وَجَمعهَا: جَرَاجِر، بِغَيْر يَاء، عَن كرَاع، وَالْقِيَاس يُوجب إِلَّا أَن يضْطَر إِلَى حذفهَا شَاعِر.

وَمِائَة من الْإِبِل جُرْجُور: أَي كَامِلَة.

والتَّجرجُر: صب المَاء فِي الْحلق.

وَقيل: هُوَ أَن يجرعه جرعا متداركا حَتَّى يسمع صَوت جَرْعه.

وَقد جَرْجر الشَّرَاب فِي حلقه، وَفِي الحَدِيث: " من شرب فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة فكانما يجرجر فِي جَوْفه نَار جَهَنَّم " نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا.

وجرجره المَاء: سقَاهُ إِيَّاه على تِلْكَ الصّفة، قَالَ جرير:

وَقد جرجرَتْه الماءَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... تعالِج فِي أقْصَى وِجَارين أضْبُعا

يَعْنِي بِالْمَاءِ هَاهُنَا: المنى. وَالْهَاء فِي جرجرته: عَائِدَة إِلَى الْحيَاء.

وإبل جُراجِرة: كَثِيرَة الشّرْب، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

أودى بِمَاء حوضِكَ الرَّشيفُ ... أودى بِهِ جُرَاجِرات هِيفُ

وَمَاء جُرَاجِر: مصوت، مِنْهُ.

والجُرَاجِر: الْجوف.

والجَرْجَر: مَا داس بِهِ الكدس، وَهُوَ من حَدِيد.

والجَرْجَر: الفول.

وَفِي كتاب النَّبَات: الجِرْجِر، بِالْكَسْرِ، والجِرْجِير، والجَرْجار: نبتان.

قَالَ أَبُو حنيفَة: الجَرْجَار: عشبة لَهَا زهرَة صفراء، قَالَ النَّابِغَة، وَوصف خيلا:

يَتَحلَّبُ اليَعْضيدُ مِن أشْداقها ... صُفْراً مَنَاخِرُها من الجَرْجار

و مِمَّا ضوعف من فائه ولامه

جر

1 جَرَّ, aor. ـُ (S, A, Msb,) inf. n. جَرٌّ; (S K;) and ↓ جرّر, inf. n. تَجْرِيرٌ (S K) [and app. تَجِرَّةٌ, said in the TA to be of the measure تَفْعِلَةٌ from الجَرُّ], with teshdeed to denote repetition or frequency of the action, or its relation to many objects, or intensiveness; (S;) and ↓ اجترّ, inf. n. اِجْتِرَارٌ; (S, L, K;) and ↓ اِجدرّ, inf. n. اِجْدِرَارٌ; (L, K;) in which the ت is changed into د, though you do not say اِجْدَرَأَ for اِجْتَرَأَ, nor اِجْدَرَحَ for اِجْتَرَحَ; (L;) and ↓ استجرّ; (K;) He dragged, drew, pulled, tugged, strained, extended by drawing or pulling or tugging, or stretched, (A, L, Msb, K,) a thing, (A,) or a rope, (S, Msb,) and the like. (Msb.) You say, جَرُّوا أَذْيَالَهُمْ They dragged along their hinder skirts. (A.) And الرُّمْحَ ↓ اجارّ He dragged, or drew along, the spear. (TA.) And الحَدِيثَ مِنْ أَبَاعِدِ أَطْرَافِهِ ↓ فُلَانٌ يَسْتَجِرُّ (assumed tropical:) [Such a one draws forth talk, or discourse, or news, or the like, from its most remote sources]. (A in art. بعد.) And مَا الَّذِى جَرَّكَ إِلَى هٰذَا الأَمْرِ (assumed tropical:) [What drew thee, led thee, induced thee, or caused thee, to do this thing]. (TA in art. دعو.) b2: Also جَرَّ, aor. ـُ (TA,) inf. n. جَرٌّ, (K,) (tropical:) He drove (camels and sheep or goats, TA) gently, (K, TA,) letting them pasture as they went along. (TA.) And جَرَّ الإِبِلَ عَلَى أَفْوَاهِهَا (tropical:) He drove the camels gently, they eating the while. (A.) b3: [Hence,] ↓ هَلُمَّ جَرًّا (tropical:) At thine ease. (TA.) ElMundhiree explains هَلهمَّ جُرُّوا as meaning (tropical:) Come ye at your ease; from الجَرُّ in driving camels and sheep or goats, as rendered above. (TA.) Yousay also, كَانَ ذَاكَ عَامَ كَذَا وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى اليَوْمِ (S, A, Msb, * TA) (tropical:) That was in such a year, and has continued to this day: (Msb, TA:) from الجَرُّ meaning the act of “ dragging,” &c.: (TA:) or from أَجْرَرْتُهُ الدَّيْنَ, or from أَجْرَرْتُهُ الرُّمْحَ. (Msb.) جرّا is here in the accus. case as an inf. n., or as a denotative of state: but it is disputed whether this expression be classical or postclassical. (TA.) [See also art. هلم] b4: جَرَّ الأَثَرَ, said of a numerous army, means (assumed tropical:) [It made a continuous track, so that] it left no distinct footprints, or intervening [untrodden] spaces. (TA.) b5: جَرَّتِ الخَيْلُ الأَرْضَ بِسَنَابِكِهَا (tropical:) The horses furrowed the ground with their hoofs. (As, A, TA.) b6: جَرَّ جَرِيرَةً, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ and جَرَّ, (K,) but the latter form is disallowed by MF as not authorised by usage nor by analogy, (TA,) inf. n. جَرٌّ, (K,) He committed a crime, or an offence for which he should be punished, or an injurious action, (S, Msb, K, *) against (عَلِى [and إِلَى, as in the K voce جَنَى,]) another or others, (S, K,) or himself; (A, K;) [as though he drew it upon the object thereof;] syn. جَنَى جِنَايَةً. (S, TA.) It is said in a trad., بَايَعَهُ عَلَى أَنْ لَا يَجُرَّ عَلَيْهِ إِلَّا نَفْسَهُ [He promised, or swore, allegiance to him on the condition that he should not inflict an injury, meaning a punishment, upon him but for an offence committed by himself;] i. e., that he should not be punished for the crime of another, of his children or parent or family. (TA.) b7: جَرَّ الفَصِيلَ: see 4, in two places. b8: [جَرَّ الحَرْفَ فِى الإِعْرَابِ, aor. ـُ inf. n. جَرٌّ, (assumed tropical:) He made the final letter to have kesreh, in inflection; i. q. خَفَضَ, q. v.:] الجَرُّ is used in the conventional language of the Basrees; and الخَفْضُ, in that of the Koofees. (Kull p. 145.) A2: جَرٌّ, (S, A,) inf. n. جَرُورٌ, (K,) (tropical:) She exceeded the [usual] time of pregnancy. (A.) (tropical:) She (a camel) arrived at the time [of the year] in which she had been covered, and then went beyond it some days without bringing forth: (S, TA:) or withheld her fœtus in her womb after the completion of the year, a month, or two months, or forty days only: (K, * TA:) Th says that she sometimes withholds her fœtus [beyond the usual time] a month. (TA. [See also جَرَّتْ.]) (tropical:) She (a mare) exceeded eleven months and did not foal: (K, TA:) the more she exceeds the usual term, the stronger is her foal; and the longest time of excess after eleven months is fifteen nights: accord. to AO, the time of a mare's gestation, after she has ceased to be covered, to the time of her foaling, is eleven months; and if she exceed that time at all, they say of her, اللَّيْلَةُ. (TA.) (tropical:) She (a woman) went beyond nine months without bringing forth, (K, TA,) exceeding that term by four days, or three. (TA.) b2: (assumed tropical:) It (the night, كبد,) was, or became, long. (L in art. كبد.) b3: جَرَّ, aor. ـُ (TA,) inf. n. جَرٌّ; (K;) and ↓ انجرّ; (K;) (assumed tropical:) He (a camel) pastured as he went along: (IAar. K: [if so, the aor. is contr. to analogy:]) or he rode a she-camel and let her pasture [while going along]. (Kudot;.) b4: جَرَّ النَّوْءُ بِالمَكَانِ (assumed tropical:) The نوء [or auroral setting or rising of a star or asterism supposed to occasion rain] caused lasting rain in the place. (TA.) 2 جَرَّّ see 1, first sentence.3 جارَهُ, (S, K,) inf. n. مُجَارَرَةٌ, (TA,) or مُجَارَّةٌ, (TK,) He delayed, or deferred, with him, or put him off, by promising him payment time after time; syn. طَاوَلَهُ, (S,) or مَا طِلَهُ: (K:) or he put off giving him his due, and drew him from his place to another: (TA:) or i. q. جَانَاهُ, (so in copies of the K,) meaning, he committed a crime against him: (TK:) or حَابَاهُ. (TA, as from the K. [But this seems to be a mistranscription.]) It is said in a trad., لَا تُجَارّ أَخَاكَ وَلَا تُشَارِّهِ, i. e. Delay not, or defer not, with thy brother, &c.: [and do not act towards him in an evil, or inimical, manner; or do not evil to him, obliging him to do the like in return; or do not contend, or dispute, with him:] or bring not an injury upon him: but accord. to one reading, it is لَا تُجَارِهِ, without teshdeed, from الجَرْىBُ, and meaning, contend not with him for superiority. (TA.) 4 اجرّهُ He pierced him with the spear and left it in him so that he dragged it along: (S, K:) or so اجرّهُ الرُّمْحَ: (A, Msb:) as though [meaning] he made him to drag along the spear. (TA.) b2: He put the جَرِير, i. e. the rope, upon his neck. (Har p. 308.) b3: اجرّهُ جَرِيرَهُ [lit. He made him to drag along his rope; meaning,] (tropical:) he left him to pasture by himself, where he pleased: a prov. (L.) And اجرّهُ رَسَنَهُ [lit. He made him to drag along his halter; meaning,] (tropical:) he left him to do as he would: (S, K, TA:) he left him to his affair. (A, TA.) b4: اجرّهُ الدَّيْنَ (tropical:) He deferred for him the payment of the debt: (S, A, K:) he left the debt to remain owed by him. (Msb.) b5: اجرّهُ

أَغَانِىَّ (tropical:) He sang songs to him consecutively, successively, or uninterruptedly; syn. تَابَعَهَا: (S, K, TA:) or (tropical:) he sang to him a song and then followed it up with consecutive songs. (A, TA.) b6: اجرّ لِسَانَ الفَصِيلِ, (S,) or اجرّ الفَصِيلَ, (As, K, *) inf. n. إِجْرَارٌ; (K;) and الفَصِيلَ ↓ جَرَّ, (As K, *) inf. n. جَرٌّ; (K;) (tropical:) He slit the tongue of the young weaned camel, that it might not suck the teat: (S, K, TA:) or إِجْرَارُ الفَصِيلِ signifies (tropical:) the slitting the tongue of the young weaned camel, and tying upon it a piece of stick, that it may not suck the teat; because it drags along the piece of stick with its tongue: or الإِجْرَارُ is like التَّفْلِيكُ, signifying (assumed tropical:) a pastor's making, of coarse hair, a thing like the whirl, or hemispherical head, of a spindle, and then boring the tongue of the [young] camel, and inserting it therein, that it may not suck the teat: so say some: (ISk, TA:) the animal upon which the operation has been performed is said to be ↓ مَجْرُورٌ and ↓ مُجَرٌّ. (TA.) [But sometimes ↓ جَرَّ signifies merely He drew away a young camel from its mother: see خَلِيَّةٌ voce خَلِىٌّ, in three places.] b7: Hence, اجرّ لِسَانَهُ (tropical:) He prevented him from speaking. (A.) 'Amr Ibn-MaadeeKerib Ez-Zubeydee says, فَلَوْ أَنَّ قَوْمِى أَنْطَقَتْنِى رِمَاحُهُمْ نَطَقْتُ وَلٰكِنَّ الرِّمَاحَ أجَرَّتِ [And if the spears of my people had made me to speak, I had spoken; but the spears have prevented speech]: i. e., had they fought, and shown their valour, I had mentioned that, and gloried in it, (S,) or in them; (TA;) but their spears have prevented my tongue from speaking, by their flight. (S, * TA.) A2: اجرّ as an intrans. verb: see 8. b2: اجرّت البِئْرُ (tropical:) The well was, or became, such as is termed جَرُور. (Ibn-Buzurj, TA.) 7 انجرّ It (a thing, S) was, or became, dragged, drawn, pulled, tugged, strained, extended by drawing or pulling or tugging, or stretched; it dragged, or trailed along; syn. اِنْجَذَبَ. (S, K.) b2: See also 1, last sentence but one.8 احترّ and اجدرّ: see 1, in three places.

A2: اجترّ said of a camel, (S, Msb, K,) and any other animal having a كَرِش, (S, TA,) [i. e.] any clovenhoofed animal, (Msb,) He ejected the cud from his stomach and ate it again; ruminated; chewed the cud; (S, * Msb, * K * TA;) as also ↓ اجرّ. (Lh, K.) 10 إِسْتَجْرَ3َ see 1, in two places.

A2: اِسْتَجْرَرْتُ لَهُ (tropical:) I made him to have authority and power over me, (K, TA,) and submitted myself, or became submissive or tractable, to him; (A, K, TA;) as though I became to him one that was dragged, or drawn along. (TA.) b2: استجرّ عَنِ الرَّضَاعِ (assumed tropical:) He (a young camel) refrained from sucking in consequence of a purulent pustule, or an ulcer, in his mouth or some other part. (TA.) R. Q. 1 جَرْجَرَ, (S, Mgh, Msb,) inf. n. جَرْجَرَةٌ, (S, * K, * TA,) He (a stallion-camel) reiterated his voice, or cry, (S, * Mgh, Msb, K, *) or his braying, (TA,) in his windpipe. (S, * Mgh, Msb, K. *) b2: He, or it, made, or uttered, a noise, sound, cry, or cries; he cried out; vociferated; raised a cry, or clamour. (TA.) It (beverage, or wine,) sounded, or made a sound or sounds, (K, TA,) in the fauces. (TA.) And جَرْجَرَتِ النَّارُ (assumed tropical:) The fire sounded, or made a sound or sounds. (Msb.) A2: Also, (A, Msb,) inf. n. as above, (K,) He poured water down his throat; as also ↓ تَجَرْجَرَ: (K:) or he swallowed it in consecutive gulps, so that it sounded, or made a sound or sounds; (A, Msb, TA;) as also ↓ the latter verb. (K, * TA.) It is said in a trad., (of him who drinks from a vessel of gold or silver, Mgh, TA,) يُجَرْجِرُ فِى بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ He shall drink down into his belly the fire of Hell (Az, A, Mgh, Msb) in consecutive gulps, so that it shall make a sound or sounds: (A:) or he shall make the fire of Hell to gurgle reiteratedly in his belly; from جَرْجَرَ said of a stallion-camel. (Mgh.) Most read النارَ, as above; but accord. to one reading, it is النارُ, (Z, Msb,) and the meaning is, (tropical:) The fire of Hell shall produce sounds in his belly like those which a camel makes in his windpipe: the verb is here tropically used; and is masc., with ى, because of the separation between it and النار: (Z, TA:) but this reading and explanation are not right. (Mgh.) b2: You say also, جَرْجَرَهُ المَآءَ He poured water down his throat so that it made a sound or sounds. (K, * TA.) R. Q. 2 see R. Q. 1, in two places.

لَا جَرَ and لَا ذَا جَرَ, for لَا جَرَمَ and لَا ذَا جَرَمَ: see art. جرم.

جَرٌّ (tropical:) The foot, bottom, base, or lowest part, of a mountain; (S, A, K;) like ذَيْلٌ: (A, TA:) or the place where it rises from the plain to the rugged part: (IDrd, TA:) or الجّرُّ أَصْلُ الجَبَلِ is a mistranscription of Fr, and is correctly الجُرَاصِلُ الجَبَلُ [i. e. جُراصِلٌ signifies “a mountain”]: (K:) but جُرَاصِلٌ is not mentioned [elsewhere] in the K, nor by any one of the writers on strange words; and [SM says,] there is evidently no mistranscription: جَرُّ الجَبَلِ occurs in a trad., meaning the foot, &c., of the mountain: and its pl. is جِرَارٌ. (TA.) b2: هَلْمَّ جَرًّا: see 1.

A2: See also جَرَّةٌ.

A3: لَا جَرَّ i. q. لَا جَرَمَ: see art. جرم. (TA.) جَرَّةٌ [A jar;] a well-known vessel; (Msb;) an earthen vessel; a vessel made of potters' clay: (T, IDrd, * S, * K: *) or anything made of clay: (Mgh:) dim. جُرَيْرَةٌ: (TA:) pl. جِرَارٌ (T, S, Mgh, Msb, K) and جَرَّاتٌ (Msb) and ↓ جَرٌّ, (T, S, Msb, K,) [or this last is rather a coll. gen. n., signifying pottery, or jars, &c.,] like تَمْرٌ in relation to تَمْرَةٌ; or, accord. to some, this is a dial. var. of جَرَّةٌ. (Msb.) Beverage of the kind called نَبِيذ made in such a vessel is forbidden in a trad.: (Mgh, TA:) but accord. to IAth, the trad. means a vessel of this kind glazed within, because the beverage acquires strength, and ferments, more quickly in a glazed earthen vessel. (TA.) A2: See also جِرَّةٌ: A3: and see what here next follows.

جُرَّةٌ (S, K) and ↓ جَرَّةٌ (K) A small piece of wood, (K,) or a piece of wood about a cubit long, (S,) having a snare at the head, (S, K,) and a cord at the middle, (S,) with which gazelles are caught: (S, K:) when the gazelle is caught in it, he strives with it awhile, and struggles in it, and labours at it, to escape; and when it has overcome him, and he is wearied by it, he becomes still, and remains in it; and this is what is termed [in a prov. mentioned below] his becoming at peace with it: (S, * TA:) or it is a staff, or stick, tied to a snare, which is hidden in the earth, for catching the gazelle; having cords of sinew; when his fore leg enters the snare, the cords of sinew become tied in knots upon that leg; and when he leaps to escape, and stretches out his fore leg, he strikes with that staff, or stick, his other fore leg and his hind leg, and breaks them. (AHeyth, TA.) نَاوَصَ الجُرَّةَ ثُمَّ سَالَمَهَا He struggled with the جرّة and then became at peace with it [see above] is a prov. applied to him who opposes the counsel, or opinion, of a people, and then is obliged to agree: (S, * TA:) or to him who falls into a case, and struggles in it, and then becomes still. (TA.) And it is said in another prov., هُوَ كَالبَاحِثِ عَنِ الجُرَّةِ [He is like him who searches in the earth for the]. (AHeyth, TA.) In the phrase إِذَا أَفْلَتَتْ مِنْ جُرَّتَيْهَا , in a saying of Ibn-Lisán-el-Hummarah, referring to sheep, [app. meaning When they escape from their two states of danger,] by جرّتيها he means their place of pasture (المَجَرّ) in a severe season [when they are liable to perish], and when they are scattered, or dispersed, by night, and [liable to be] attacked, or destroyed, by the beasts of prey: so says ISk: Az says that he calls their مجر two snares, into which they might fall, and perish. (TA.) جِرَّةٌ A mode, or manner, of dragging, drawing, pulling, tugging, straining, or stretching. (K.) A2: The stomach of the camel, and of a clovenhoofed animal: this is the primary signification: by extension of its meaning, it has the signification next following. (Msb.) b2: The cud which a camel [or cloven-hoofed animal] ejects from its stomach, (Az, S, * IAth, Mgh, Msb, K, *) and eats again, (K,) or chews, or ruminates, (Az, IAth, Msb,) or to chew, or ruminate; (S;) as also ↓ جَرَّةٌ: (K:) it is said to belong to the same predicament as بَعْر. (Mgh.) Hence the saying, لَا أَفْعَلُ ذٰلِكَ مَا اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ وَالجِرَّةُ I will not do that as long as the flow of milk and the cud go [the former] downwards and [the latter] upwards. (S, A. * [See also دِرَّةٌ.]) And اُجْتُلِبَتِ الدِّرَّةُ بِالجِرَّةِ [The flow of milk was procured by the cud]: alluding to the beasts' becoming full of food, and then lying down and not ceasing to ruminate until the time of milking. (IAar, TA.) and لَا يَحْنَقُ عَلَى جِرَّتِهِ (assumed tropical:) He will not bear rancour, or malice, against his subjects:: or, as some say, cross he will not conceal a secret: (TA:) and مَا يَحْنَقُ عَلَى جِرَّةٍ and مَا يَكْظِمُ على جِرَّةٍ (assumed tropical:) he does not speak when affected with rancour, or malice: (TA in art. حنق:) [or the last has the contr. signification: for] لَا يَكْظِمُ عَلَى جِرَّتِهِ means (tropical:) he will not be silent respecting that which is in his bosom, but will speak of it. (TA in art. كظم.) b3: Also The mouthful with which the camel diverts and occupies himself until the time when his fodder is brought to him. (K.) جَرُورٌ (tropical:) A female that exceeds the [usual] time of pregnancy. (A.) (tropical:) A she-camel that withholds her fœtus in her womb, after the completion of the year, a month, or two months, or forty days only; (K, * TA;) or, three months after the year: they are the most generous of camels that do so: none do so but those that usually bring forth in the season called الرَّبِيع (المَرَابِيع); not those that usually bring forth in the season called الصَّيْف (المَصَايِيف): and only those do so that are red [or brown], and such as are of a white hue intermixed with red (الصُّهْب), and such as are ash-coloured: never, or scarcely ever, such as are of a dark gray colour without any admixture of white, because of the thickness of their skins, and the narrowness of their insides, and the hardness of their flesh. (IAar, TA. [See also 1: and see خَصُوفٌ.]) b2: Also (assumed tropical:) A she-camel that is made to incline to, and to suckle, a young one not her own; her own being about to die, they bound its fore legs to its neck, and put upon it a piece of rag, in order that she might know this piece of rag, which they then put upon another young one; after which they stopped up her nostrils, and did not unclose them until the latter young one had sucked her, and she perceived from it the odour of her milk. (L.) b3: Also, applied to a horse, (S, A, K,) and a camel, (K,) (tropical:) That refuses to be led; refractory: (S, A, K:) of the measure فَعُولٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; or it may be in the sense of the measure فَاعِلٌ: (Az, TA:) or a slow horse, either from fatigue or from shortness of step: (A 'Obeyd, TA:) pl. جُرُرٌ. (TA.) b4: And (assumed tropical:) A woman crippled; or affected by a disease that deprives her of the power of walking: (Sh, K:) because she is dragged upon the ground. (Sh, TA.) b5: بِئْرٌ جَرُورٌ (tropical:) A deep well; (Sh, S, K;) from which the water is drawn by means of the سَانِيَة [q. v.], (S, A,) and by means of the pulley and the hands; like مَتُوحٌ and نَزُوعٌ: (A:) or a well from which the water is drawn [by a man] upon a camel [to the saddle of which one end of the wellrope is attached]; so called because its bucket is drawn upon the edge of the mouth thereof, by reason of its depth. (As, L.) جَرِيرٌ A rope: pl. أَجِرَّةٌ. (Sh, TA.) A rope for a camel, corresponding to the عِذَار of a horse, (S, K,) different from the زِمَام. (S.) Also The nose-rein of a camel; syn. زِمَامٌ: (K:) or a cord of leather, that is put upon the neck of a she-camel: (Msb:) or a cord of leather, like a زمام: and applied also to one of other kinds of plaited cords: or, accord. to El-Hawázinee, [a string] of softened leather, folded over the nose of an excellent camel or a horse. (TA.) [See also خِطَامٌ.]

جِرَارَةٌ The art of pottery: the art of making jars, or earthen vessels. (TA. [See جَرَّةٌ.]) جَرِيرَةٌ A crime; a sin; an offence which a man commits, and for which he should be punished; an injurious action: (S, * Msb, * K, * TA:) syn. ذَنْبٌ, (Msb, K,) and جِنَايَةٌ: (S:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: (Msb:) pl. جَرَائِرُ. (A.) See also what next follows.

فَعَلْتُ كَذَا مِنْ جَرَّاكَ, (S, A, * K, *) and من جَرَّائِكَ, (K,) and من جَرَاك, and من جَرَائِكَ, (S, K,) and ↓ من جَرِيرَتِكَ, (K,) means من أَجْلِكَ, (S, A, K,) i. e., [originally, I did so] in consequence of thy committing it, namely, a crime: and then, by extension of its application, [because of thee, or of thine act &c.; on thine account; for thy sake;] indicating any causation. (Bd in v. 35, in explanation of من جَرَّاكَ and من أَجْلِكَ.) One should not say مِجْرَاكَ, (S,) or بِجْرَاكَ. (A.) جِرِّىٌّ (written in the Towsheeh with fet-h to the ج also, TA,) [The eel;] a kind of fish, (S, K,) long and smooth, (K,) resembling the serpent, and called in Persian مَارْ مَاهِى; said to be a dial. var. of جِرِّيثٌ; (TA;) not eaten by the Jews, (K,) and forbidden to be eaten by 'Alee; (TA;) having no scales: (K:) or any fish having no scales. (Towsheeh, TA.) جِرِّيَّةٌ The stomach, or triple stomach, or the crop, or craw, of a bird; syn. حَوْصَلَةٌ; (S, K;) as also جِرِّيْئَةٌ [q. v.] (K) and قِرِّيَّةٌ. (Az, TA.) You say, ألْقَاهُ فِى جِرِّيَّتِهِ, meaning, (tropical:) He ate it. (A, TA.) See also art. جرى.

جَرَّارٌ A man who leads a thousand. (T, end of art. حفز.) b2: جَيْشٌ جَرَّارٌ, (S, A,) and كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ, (S, K,) (tropical:) An army, and a troop of horse or the like, that marches heavily, by reason of its numbers: (As, S, K:) or dragging along the apparatus of war: (A:) or numerous. (TA.) A2: A potter; a maker of jars, or earthen vessels. (TA. [See جَرَّةٌ.]) جَرَّارَةٌ A small, (S, A, K, TA,) yellow, (A, TA,) female (TA) scorpion, (S, A, K, TA,) like a piece of straw, (TA, [thus I render على شكل التبنة, but I think that there must be here some mistranscription, as the words seem to be descriptive of form,]) that drags its tail; (S, K;) for which reason it is thus called; one of the most deadly of scorpions to him whom it stings: (TA:) pl. جَرَّارَاتٌ. (A, TA.) جَرَّانُ: see جَارٌّ, last sentence.

جَرْجَرٌ The thing [or machine] of iron with which the reaped corn collected together is thrashed. (K.) [See نَوْرَجٌ and مِدْوَسٌ.]

A2: See also جِرْجِرٌ.

جِرْجِرٌ: see جَرْجَارٌ.

A2: Also The bean; or beans; syn. فُولٌ; (S, K;) and so جَرْجَرٌ: (K:) of the dial. of the people of El-'Irák. (TA.) b2: See also جِرْجِيرٌ.

جَرْجَرةٌ, an onomatopœia: (Msb:) A sound which a camel reiterates in his windpipe: (S, K:) the sound made by a camel when disquieted, or vexed: (TA:) the sound of pouring water into the throat: (TA:) or the sound of the descent of water into the belly: (IAth, TA:) or the sound of water in the throat when drunk in consecutive gulps. (Msb.) [See R. Q. 1.]

جَرْجَارٌ A camel that reiterates sounds in his windpipe: (S:) or a camel that makes much noise [or braying]; as also ↓ جِرْجِرٌ and ↓ جُرَاجِرٌ. (K.) b2: The sound of thunder. (K.) A2: A certain plant, (S, K,) of sweet odour; (S;) a certain herb having a yellow flower. (AHn, TA.) جُرْجُورٌ A large, or bulky, camel: (K:) pl. جَرَاجِرُ, (Kr, K,) without ى [before the final letter], though by rule it should be with ى, except in a case of poetic necessity. (TA.) And, as a pl., Large, or bulky, camels; as also [its pl.] جَرَاجِرُ: (S:) or large-bellied camels: (TA:) and generous, or excellent, camels: (K, TA:) and a herd, or collected number, (K, TA,) of camels: (TA:) and مَائَةٌ جُرْجُورٌ a complete hundred (K, TA) of camels. (TA.) جِرْجِيرٌ (S, K) and ↓ جِرْجِرٌ (K) [The herb eruca, or rocket;] a certain leguminous plant, (S, K,) well known: (K;) a plant of which there are two kinds; namely, بَرَّىّ [i. e. eruca sylvestris, or wild rocket], and بُسْتَانِىّ [i. e. eruca sativa, or garden-rocket]; whereof the latter is the better: its water, or juice, removes scars, and causes milk to flow, and digests food: (TA:) AHn says that the جِرْجِير is the بَاقِلَّى [q. v.]; and that the جِرجِير مِصْرِىّ is the تُرْمُس: [but see this last word.] (TA in art. ترمس.) جَرْجَارَةٌ A mill, or mill-stone; syn. رَحًى: (K:) because of its sound. (TA.) جُرَاجِرٌ: see جَرْجَارٌ. b2: Also That drinks much; (K; [in the CK misplaced;]) applied to a camel: you say إِبِلٌ جُرَاجِرَةٌ. (IAar, TA.) b3: And hence, (TA,) Water that makes a noise. (K.) جَارٌّ [act. part. n. of 1; Dragging, drawing, &c.]. b2: جَارُّ الضَّبُعِ (tropical:) Rain that draws the hyena from its hole by its violence: or the most violent rain; as though it left nothing without dragging it along: (TA:) or rain that leaves nothing without making it to flow, and dragging it along: (IAar, TA:) or the torrent that draws forth the hyena from its hole: (A:) and in like manner, الضَّبُعِ ↓ مَجَرُّ the torrent that has torn up the ground; as though the hyena were dragged along in it. (IAar, Sh, TA.) You say also مَطَرٌ جَارُّ الضَّبُعِ, and مَطْرَةٌ جَارَّةُ الضَّبُعِ. (A.) b3: إِبِلٌ جَارَّةٌ (tropical:) Working camels; because they drag along burdens; (A, Mgh;) or tropically so called because they are dragged along by their nose-reins: (Mgh:) or camels that are dragged along by their nosereins: (S, K, TA: [but in the copies of the S, and in those of the K, in my possession, تَجُرُّ is put for تُجَرُّ, though the latter is evidently meant, as is shown by what here follows:]) جارّة is of the measure فَاعِلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: it is like as when you say عِيشَةٌ رَاضَيَةٌ in the sense of مَرْضِيَّةٌ, and مَآءٌ دَافِقٌ in the sense of مَدْفُوقٌ: (S:) or it means such as carry goods, or furniture and utensils, and wheat, or food. (Az, TA voce حَانٌّ, q. v.) It is said in a trad. that there is no poor-rate (صَدَقَة) in the case of such camels, (S, Mgh,) because they are the ridingcamels of the people; for the poor-rate is in the case of pasturing camels, exclusively of the working. (S.) b4: لَا جَارَّ لِى فِى هٰذَا (tropical:) There is no profit for me in this to attract me to it. (A, TA.) A2: حَارٌّ جَارٌّ is an expression in which the latter word is an imitative sequent to the former; (S, K;) but accord. to A 'Obeyd, it was more common to say حَارٌّ يَارٌّ, with ى: (S:) and one says also ↓ حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. (TA in art. حر.) جِوَرٌّ is mentioned by Az in this art., meaning Rain that draws along everything: and rain that occasions the herbage to grow tall: and a large and heavy [bucket of the kind called] غَرْب; explained in this sense by AO: and a bulky camel; and, with ة, in like manner applied to a ewe: Fr says that the و in this word may be considered as augmentative or as radical. (TA.) [See also art. و.]

جَارَّةٌ [fem. of جَارٌّ, q. v.: and, as a subst.,] A road to water. (K.) جَارُورٌ A river, or rivulet, of which the bed is formed but a torrent. (S, * K, * TA.) الأَجَرَّانِ The jinn, or genii, and mankind. (IAar, K.) مَجَرٌّ [The place, or track, along which a thing is, or has been, dragged, or drawn]. You say, رَأَيْتُ مَجَرَّ ذَيْلِهِ [I saw the track along which his hinder skirt had been dragged]. (A.) See also المَجَرَّةُ: and جَارٌّ. b2: A place of pasture. (TA.) b3: The جَائِز [or beam] upon which are placed the extremities of the عَوَارِض [or rafters]. (K) مُجَرٌّ: see 4, in the latter portion of the paragraph.

المَجَرَّةُ (tropical:) [The Milky Way in the sky;] the شَرَج of the sky; (K;) the whiteness that lies across in the sky, by the two sides of which are the نَسْرَانِ [or two constellations called النَّسْرُ الطَّائِرُ and النَّسْرُ الوَاقِعُ]: or [the tract called] الطَّرِيقُ المَحْسُوسةُ [which is probably the same; or the tract], in the sky, along which (مِنْهَا) the [wandering] stars [or planets] take their ways: (TA:) or the gate of Heaven: (K:) so called because it is like the trace of the مَجَرّ [or place along which a thing has been dragged, or drawn]. (S.) Hence the prov., تُرْطِبْ هَجَرْ ↓ سِطِى مَجَرْ (tropical:) Reach the middle of the sky, O milky way, (مجر being for مجرّة,) and the palm-trees of Hejer will have ripe dates. (A, * TA.) مَجْرُورٌ [pass. part. n. of 1]: see 4, latter portion.
جر
الجَرُّ: آنِيَة من خَزَفٍ، الواحِدَةُ جَرَّةٌ. والجِرَارَةُ: حِرْفَةُ الجَرّارِ.
والجَرُّ: أسْفَلُ الجَبَلِ. وحَجَرٌ مَنْقُوْرٌ أيضاً.
والجَرّارَةُ: عُقَيْرِبٌ صَفْرَاءُ.
والجارُوْرُ: نهرٌ يَشُقُّه السَّيْلُ فَيَتَخَدَّدُ.
والجَرُوْرُ من الحَوَامِل: ما تَجُرُّ وَلَدَها إلى أقصى الغايَة. وهو من الأَبآرِ: كلُّ بِئْرٍ بَعِيدةِ القَعْر.
والجَرِيْرُ: حَبْلُ الزِّمام، أجْرَرْتُ الناقَةَ: ألْقَيْت جَرِيْرَها تَجُرُّه. وفي مَثَلٍ: " أجِرَّهُ رَسَنَه " أي دَعْهُ وما يُرِيْدُ.
وأجْرَرْتُه الرمْحَ: إذا مَشى به.
وأجْرَرْتُ الفَصِيْلَ فهو مَجْرُوْرٌ: إذا خَلَلْتَ لِسَانَه لئلاّ يَرْضَعَ.
وغَنّاه فلانٌ فأجَرَّه أغَانيَّ كثيرةً إجْرَاراً: إذا أتْبَعَه بأصواتٍ.
وأجَرَّتِ القَرْحَةُ الفَصِيْلَ: وهو أنْ لا يَقْدِرَ على الرَّضَاع.
واسْتَجْرَرْتُ لفلانٍ: أمْكَنْتُه من نَفْسي فانْقَدْتُ.
والإجْرَارُ: أنْ تُتْبعَ رَأْيَه رَأْيَكَ.
وجَرًّ به: إذا قَطَعَ به.
والمَجَرَّةُ: شَرَجُ السَّمَاءِ. وقيل: هي - أيضاً - المُسَنّاةُ.
والمَجَرُّ: الجَرُّ. وقَوْلُهم: " هَلُمَّ جَرّاً " منه، وقيل: هو من جَرَ الإِبل وانْسِيَاقِها، أي هَلُمِّ جارِّيْنَ، وهو مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الحال.
وفَعَلْتُ ذلك من جَرّاك: أي أجْلِكَ، ومن جَرِيْرَتِكَ، ومن أجْل جَرّاكَ، ومن جَرّائكَ.
والجَرِيْرَةُ: الجِنَايَةُ، فلان يَجُرُّ على نَفْسِه جَرِيرةً، والجمعُ الجَرَائرُ. والجِرَّةُ: جِرَّةُ البَعِيرِ يَقْرِضُها ثمَّ يَكْظِمُها. وفي المَثَل: " لا أفْعَلُ ذاكَ ما خالَفَتْ دِرَّةٌ جِرَّةً ". وتَجَرَّرَ البَعِيرُ: بمعنى اجْتَرَّ. والجَرْجَرَةُ: هَدِيرٌ يُرَدِّدُه الفَحْلُ في حَنْجَرَتِه.
والجَرْجَارُ: نَبْتٌ. والجِرْجِيْرُ: من أحرار البُقُول. والجِرْجِرُ: الفُوْلُ والباقِلّى. وقيل: ثَمَرُ الطَّلْحِ.
والجَرْجَرُ: ما يُدَاسُ به الكُدْسُ من حَدِيدٍ. والتَّجَرْجُرُ: صَبُّكَ الماءَ في حَلْقِك. والجَرَاجِرُ: الحُلُوْقُ، سُمَّيَتْ لجَرْجَرَةِ الماءِ. وفلانٌ جُرَاجِرٌ: واسِعُ الحَلْقَ. والجَرْجَرَةُ: الابْتِلاعُ. والجُرْجُوْرُ من الإِبل: العَظِيمةُ، وهي الجَرَاجِرُ. ومائةٌ جُرْجُوْرٌ: أي كامِلَةٌ. وقيل: هي الكِرَامُ الخِيَارُ. وإبلٌ جُرْجُرٌ: مِثلُه، وجَمْعُه جَرَاجِرَةٌ وجَرَاجِرُ.
والجُرْجُوْرُ: سَمَكَةٌ في البَحْرِ، وكذلك الجِرِّيُّ والجِريَّةُ.
والجِرِّيَّةُ من الطائر: التي يكونُ فيها الماءُ أو العَلَفُ، وجَمْعُها جَرَارِيُ.
والجُرَّةُ: خَشَبَةٌ يُعْقَلُ حَبْلُ الكِفَّةِ في وَسَطِها. والجَرُّ: الحَرْثُ، اجْتَروا حَباً: احْتَرَثُوه. والجَرُّ: أنْ تَدَع الإِبلَ تأكُلُ وتَسِير. ورَكِبَ فلان الجادَّةَ والجَرَجَةَ: أي الطَّرِيق. والجَرَجُ: الغِلَظُ من الأرض. ووادٍ جَرِجٌ: كثيرُ الحِجَارَة. والجَرَجَةُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ. والجُرْجَةُ: وِعَاءٌ من أوْعِيَةِ النِّساء. وهي - أيضاً -: خَرِيْطَةٌ من أدَم يُجْعَل فيها زادُ القَوْم.
وسِكِّيْنٌ جَرِجُ النِّصَاب: أي قَلِقُه. واشْتِقاقُ ابن جُرَيْج منه. ويقولون: جَرِجَ الخاتَمُ في يَدِه: أي اضْطَرَبَ.
وجَرَّج بنو فلانٍ بني فلانٍ: إذا ذَلَّقُوْهم تَجْرِيجاً.
والجِرَّةُ: الجَماعَةُ من الناس الكثيرةُ يُقِيْمُونَ ويَظْعَنُون.
وجاء يَسُوْقُ جَيْشَ الأَجِرِّيْنَ: أي جَيْشاً كثيراً.
ومالَهُ جانَةٌ ولا جارَّةٌ: أي ما تَجِنُّ وما تَحْمِلُ المَتَاعَ والطعامَ.
والجَرُوْرُ: البِئْرُ التي يُسْتَقى منها على بَعِيرٍ، وجَمْعُها جَرَائرُ. وأجَرَّتُ البِئْرُ: صارَتْ كذلك، وبِئارٌ جُرَرٌ - بفَتْح الراء -.
وحَارٌّ جارٌّ: على الإِتْبَاع. وفلانٌ لا جازَةَ له: أي لا مَنْفَعَةَ له.
وسَيْلٌ جارُّ الضَّبُع ومَطْرَةٌ جارَّةُ الضبع: أي تُخْرِجُ الضِّبَاعَ من وُجُرِها. والمَجَرُّ: سِمَةٌ في أسْفَل الفَخِذِ يَنْصَبُّ حتّى يَبْلُغَ الساقَ ثمَّ يُلْوى طَرَفُه لَيّاً.

عَجَمَ 

(عَجَمَ) الْعَيْنُ وَالْجِيمُ وَالْمِيمُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: أَحَدُهَا يَدُلُّ عَلَى سُكُوتٍ وَصَمْتٍ، وَالْآخَرُ عَلَى صَلَابَةٍ وَشِدَّةٍ، وَالْآخَرُ عَلَى عَضٍّ وَمَذَاقَةٍ.

فَالْأَوَّلُ الرَّجُلُ الَّذِي لَا يُفْصِحُ، هُوَ أَعْجَمُ، وَالْمَرْأَةُ عَجْمَاءُ بَيِّنَةُ الْعُجْمَةِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ: أَعْجَمَ فِي آذَانِهَا فَصِيحًا

وَيُقَالُ عَجُمَ الرَّجُلُ، إِذْ صَارَ أَعْجَمَ، مِثْلُ سَمُرَ وَأَدُمَ. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ مَا دَامَ لَا يَتَكَلَّمُ لَا يُفْصِحُ: صَبِيٌّ أَعْجَمُ. وَيُقَالُ: صَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ، إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ لَا يُجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ. وَقَوْلُهُمْ: الْعَجَمُ الَّذِينَ لَيْسُوا مِنَ الْعَرَبِ، فَهَذَا مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ كَأَنَّهُمْ لَمَّا لَمْ يَفْهَمُوا عَنْهُمْ سَمَّوْهُمْ عَجَمًا، وَيُقَالُ لَهُمْ عُجْمٌ أَيْضًا. قَالَ:

دِيَارُ مَيَّةَ إِذْ مَيٌّ تُسَاعِفُنَا ... وَلَا يَرَى مِثْلَهَا عُجْمٌ وَلَا عَرَبُ

وَيَقُولُونَ: اسْتَعْجَمَتِ الدَّارُ عَنْ جَوَابِ السَّائِلِ. قَالَ:

صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا ... وَاسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِقِ السَّائِلِ

وَيُقَالُ: الْأَعْجَمِيُّ: الَّذِي لَا يُفْصِحُ وَإِنْ كَانَ نَازِلًا بِالْبَادِيَةِ. وَهَذَا عِنْدَنَا غَلَطٌ، وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا سَمَّى أَحَدًا مِنْ سُكَّانِ الْبَادِيَةِ أَعْجَمِيًّا، كَمَا لَا يُسَمُّونَهُ عَجَمِيًّا، وَلَعَلَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَوْلِ أَرَادَ الْأَعْجَمَ فَقَالَ الْأَعْجَمِيَّ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ: بَعِيرٌ أَعْجَمُ، إِذَا كَانَ لَا يَهْدِرُ. وَالْعَجْمَاءُ: الْبَهِيمَةُ، وَسُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ فَهُوَ أَعْجَمُ وَمُسْتَعْجِمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ» ، تُرَادُ الْبَهِيمَةُ.

قَالَ الْخَلِيلُ: حُرُوفُ الْمُعْجَمِ مُخَفَّفٌ، هِيَ الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعَةُ، لِأَنَّهَا أَعْجَمِيَّةٌ. وَكِتَابٌ مُعَجَّمٌ، وَتَعْجِيمُهُ: تَنْقِيطُهُ كَيْ تَسْتَبِينَ عُجْمَتُهُ وَيَضِحَ. وَأَظُنُّ أَنَّ الْخَلِيلَ أَرَادَ بِالْأَعْجَمِيَّةِ أَنَّهَا مَا دَامَتْ مُقَطَّعَةً غَيْرَ مُؤَلَّفَةٍ تَأْلِيفَ الْكَلَامِ الْمَفْهُومِ، فَهِيَأَعْجَمِيَّةٌ; لِأَنَّهَا لَا تَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ هَذَا أَرَادَ فَلَهُ وَجْهٌ، وَإِلَّا فَمَا أَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ أَرَادَ بِالْأَعْجَمِيَّةِ. وَالَّذِي عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ أَنَّهُ أُرِيدَ بِحُرُوفِ الْمُعْجَمِ حُرُوفُ الْخَطِّ الْمُعْجَمِ، وَهُوَ الْخَطُّ الْعَرَبِيُّ، لِأَنَّا لَا نَعْلَمُ خَطًّا مِنَ الْخُطُوطِ يُعْجَمُ هَذَا الْإِعْجَامَ حَتَّى يَدُلَّ عَلَى الْمَعَانِي الْكَثِيرَةِ. فَأَمَّا إِعْجَامُ الْخَطِّ بِالْأَشْكَالِ فَهُوَ عِنْدُنَا يَدْخُلُ فِي بَابِ الْعَضِّ عَلَى الشَّيْءِ لِأَنَّهُ فِيهِ، فَسُمِّيَ إِعْجَامًا لِأَنَّهُ تَأْثِيرٌ فِيهِ يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى.

فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:

يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهُ

فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَمَعْنَاهُ: يُرِيدُ أَنْ يُبَيِّنَ عَنْهُ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَيَأْتِي بِهِ غَيْرَ فَصِيحٍ دَالٍّ عَلَى الْمَعْنَى. وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ إِعْجَامِ الْخَطِّ فِي شَيْءٍ.

قلخَ

(ق ل خَ)

قَلَخَ الْبَعِير هديره يَقْلَخُه قَلْخاً، وَهُوَ قَلاَّخ: قطعه، وَقيل: قَلَخ يَقْلَخُ قَلْخاً وقُلاخاً وقلِيخاً، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ قَلاَّخٌ وقُلاَّخٌ: جعل يهدر هدرا كَأَنَّهُ يقلعه من جَوْفه، وَقيل: قَلْخُه: أول هديره.

والقَلْخ: الْحمار المسن.

والقَلْخُ والقُلاخُ: الضخم الهامة.

وقَلَخه بِالسَّوْطِ: ضربه. وَيُقَال للفحل عِنْد الضراب: قَلَخْ قَلَخْ.

والقُلاَخ: اسْم شَاعِر.

هَدَرَ

(هَدَرَ)
(س) فِيهِ «أَنَّ رَجُلًا عَضَّ يَدَ آخَر، فنَدَرَ سِنُّه فَأَهْدَرَهُ» أَيْ أبْطَلَه. يُقَالُ:
ذَهَبَ دَمُه هَدَراً وهَدْراً، إِذَا لَمْ يُدْرَك بثأرِه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنِ اطَّلَع فِي دَارِ [قَوْمٍ] بغَير إذْنٍ فقد هَدَرَتْ عَيْنُه» أي إنْ فَقَأوها ذَهَبَتْ باطِلةً لَا قِصاصَ فِيهَا وَلَا دِيَة. يُقَالُ: هَدَرَ دَمُهُ يَهْدِرُ»
هَدْراً: أَيْ بَطَلَ. وأَهْدَرَهُ السُّلْطَانُ.
وَفِيهِ «هَدَرْتَ فأطْنَبْتَ » الْهَدِيرُ: تَرْدِيدُ صَوْتِ البَعير في حَنْجَرَتِه. وَفِي حَدِيثِ مُسَيْلِمة ذكرُ «الْهَدَّارِ» هُوَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ: ناحِيَة باليَمامَة كانَ بِهَا مَوْلِدُ مُسَيْلِمَة.

وعد

وعد
وَعَدَه خَيْراً وشَرّاً، وَعْداً وَمَوْعِداً ومَوْعِدَةً وعِدَةً. والمِيْعَادُ: لا يكونُ إلاّ وَقْتاً أو مَوْضِعاً. وأوْعَدْتُه: تَهَدَّدْتَه. واتَّعَدَ: وَثِقَ بِعِدَتِكَ. وأرْضٌ واعِدَةٌ وشَجَرٌ واعِدٌ: يُرْجى خَيْرُهُما.
[وعد] نه: فيه: دخل حائطًا فإذا فيه جملان يصرفان و"يوعدان"، وعيد فحل الإبل: هديره إذا أراد أن يصول، أوعد إيعادًا، والوعد يستعمل في الخير والشر بالتقييد، وعند الإطلاق ينصرف العدة والوعد إلى الخير، والإيعاد والوعيد إلى الشر. ك: قضى ابن الأشوع "بالوعد" بإنجازه. وفيه: إن "موعدكم" الحوض، أي مكان وفاء الوعد وألا فمكان الوعد المدينة المشرفة. وح: والله "الموعد"، مصدر أو مكان أو زمان، والحمل بحذف أو تجوز، أي يظهر يوم القيامة أنكم على الحق في الإنكار أو أنى عليه في الإكثار - ومر في مل من م. ن: من أجل ذلك "وعد" المتقون، فإنه لما وعدهم بالجنة ورغبهم فيها كثر سؤال العباد إياها بالثناء عليه. غ: "ما أخلفنا "موعدك"" أي عهدك. وهذه غداة "تعد" البرد - إذا عرفت أمارات ذلك فيها. ش: و"توعدهم"، التوعد: التهدد. وح: "وعد" صهره - يجيء في وفى.
و ع د

وعدته كذا. وأوعدته بالعقوبة وتوعدته. وقد أخلف وعده وعدته وموعده وموعدته وموعوده وميعاده، وهذا الوقت والمكان ميعادهم وموعدهم، وتواعدوا واتعدوا، ووعدته فاتعد: قبل الوعد نحو وعظته فاتعظ. واشتدّ الوعيد.

ومن المجاز: وعدته شراً " الشيطان يعدكم الفقر " وأصبحت أرضهم واعدة إذا رُجيَ خيرها، وقد وعدت. ويوم وعام واعد. ورأيت شجرها ونباتها واعداً. وفرس واعد يعد الجري. قال في صفة النخل:

كيف تراها واعداً صغارها ... تسوء شنّاء العدا كبارها

وأنشد ابن دريد:

راحت ركائبهم وفي أكوارها ... ألفان من عم الأثيل الواعد

ما إن رأيت ولا سمعت بأركبٍ ... حملت حدائق كالظّلام الرّاكد

أراد السجل بالنخل الموهوب. وقال سويد:

رعى غير مذعور بهنّ وراقه ... لعاع تهاداه الدّكادك واعد

وقال ابن ميّادة يصف مطراً:

سبقت أوائله أواخر نوئه ... بمشرّع عذبٍ ونبتٍ واعد

وقال خفاف:

جدّ سبوحاً غير ذي سقطةٍ ... مستفراً ميعته واعد

وقال:

إذا ما استحمّت أرضه من سمائه ... جرى وهو مودوع وواعد مصدق

وأوعد الفحل وعيداً شديداً إذا هدر وهم أن يصول. قال أبو النجم:

يرعد أن يوعد قلب الأعزل
[وعد] الوَعْدُ يستعمل في الخير والشر. قال الفراء: يقال: وعدتُه خيراً ووعدتُه شرًّا. قال الشاعر : أَلا عَلِّلاني كلُّ حيٍّ مُعلَّلِ * ولا تَعِداني الشَرَّ والخيرُ مُقْبِلُ - فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوَعْدُ والعِدَةُ، وفي الشر الإيعادُ والوَعيدُ. قال الشاعر : وإنِّي وإنْ أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ * لمُخْلِفُ إيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي - فإن أدخلوا الباء في الشر جاءوا بالألف. قال الراجز: أَوْعَدَني بالسجنِ والأَداهمِ * رِجْلي ورِجْلي شَثْنَةُ المناسِمِ - تقديره: أوْعَدَني بالسجن، وأوْعَدَ رِجلي بالأداهم. ثم قال: رِجْلي شَثْنَةٌ، أي قويَّةٌ على القيد. والعِدَةُ: الوَعْدُ، والهاء عوضٌ من الواو، ويجمع على عِداتٍ، ولا يجمع الوَعْدُ. والنسبة إلى عِدَةٍ عِدِيٌّ، وإلى زنة زنى، فلا ترد الواو كما تردها في شية. والفراء يقول: عدوى وزنوى، كما يقال شيوى. قال: وقول الشاعر زهير: إن الخليط أجدوا البين فانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذى وعدوا - أراد عدة الامر، فحذف الهاء عند الاضافة. والميعادُ: المُواعدَةُ، والوقتُ، والموضعُ. وكذلك الموعد، لان ما كان فاء الفعل منه واو أو ياء ثم سقطتا في المستقبل نحو: يعد، ويزن، ويهب، ويضع، ويئل ، فإن المفعل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعا، ولا تبالي منصوبا كان يفعل منه أو مكسورا، بعد أن تكون الواو منه ذاهبة، إلا أحرفا جاءت نوادر: قالوا: دخلوا موحد موحد ، وفلان بن مورق، وموكل اسم رجل أو موضع، وموهب اسم رجل، وموزن موضع، هذا سماع والقياس فيه الكسر. فإن كانت الواو من يفعل فيه ثابتة نحو يوجل ويوجع ويوسن ففيه الوجهان. فإن أردت به المكان والاسم كسرته، وإن أردت به المصدر نصبته فقلت موجل وموجل. فإن كان مع ذلك معتل الآخر فالمفعل منه منصوب، ذهبت الواو في يفعل أو ثبتت، كقولك: المولى والموفى والموعى، من يلى ويفى ويعى. ويقال: تواعد القوم، أي وَعَدَ بعضهم بعضاً. هذا في الخير، وأمَّا في الشرّ فيقال اتَّعَدوا. والاتِّعادُ أيضاً: قَبول الوعد، وأصله الاوْتِعادُ، قلبوا الواوَ تاءً ثم أدغموا. وناس يقولون: ائتعد يأتعد فهو مؤتعد بالهمز، كما قالوا يأتسر في أيسار الجزور. والتوعد: التهدد. ويوم واعِدٌ، إذا وَعَدَ أوَّله بحرٍّ: أو برد. وأرضٌ واعِدَةٌ، إذا رُجيَ خيرُها من النبت. ووَعيدُ الفحل: هديره إذا هَمَّ أن يصول.
وعد:
وعده يوماً يجمع فيه أهل المملكة (كليلة ودمنة 1:30، ابن الأثير 3:359:6): وعدتني للقبة التي في جنتي. (أشارت إلى القبة التي في حديقتي وقالت إن موعدها معي فيها) (المقري 14:541:2).
واعد فلاناً: وعده ب (فهرست المخطوطات، ليدن 2:155:1): وواعدوه بخمسمائة درهم قبض منها ثلاثمائة.
وعد: وعده الأمر قال انه يجريه له أو ينيله إياه ويؤمله به (بقطر).
وعد فلاناً ووعد ب: ضرب له موعداً في المكان الفلاني (البربرية 441:1): واعدهم بمرسى تونس (409:2، وانظر 2:455).
أوعد فلاناً وأوعد ب: وعد فلاناً بشيء (بقطر).
أوعد نفسه بالباطل: تعلل بالأوهام الباطلة (بقطر).
وعد إلى فلان ووعد أن: أمر فلاناً بكذا (عبّاد 204:2)؛ إلا إنني اشك أن وعد إلى هنا ينبغي أن تكون أوعز إلى.
تواعدوا الصباح: اتفقوا، فيما بينهم، على أن يباشروا القتال صباح اليوم الثاني (حيّان 51، ابن الأثير 12:356:6): تواعدوا يوماً يحضر مازيار عنده.
اتّعد له أو لهم واتعّد إلى أو إليهم: في الحديث عن شخصين أو أكثر حددوا وقتاً أو موضعاً، للقيام بعمل معين (معجم الطرائف، الجغرافيا، البربرية 4:568:11 و1:203:2).
وَعْد: وقت محدد (كليلة ودمنة 3:29): فلما تم الحول أنفذ إليه الملك أن قد جاء الوعد فماذا صنعتَ.
وعد: اتفاق، عهد (مخطوطة صيغ العقود 7): والوعد بينهما يوم كذا ووقت كذا في شهر كذا.
وعد: قدَر (زيتشر 679:11، ألف ليلة 202:3، 11): كل حي ووعدَه، (لين: (أي كل حي وما قدر عليه)، ليل الوعد = ليلة القدر (المقري 7:572:1).
وعدة: وعد Promesse ( بقطر).
وعد: أجل، موعد الدفع؛ تمام وعدة: انتهاء الأجل، حلول موعد الاستحقاق؛ وعدة ثلاثين يوم: استحقاق كمبيالة، اصطلاح تجاري، أجل الثلاثين يوماً (بقطر).
موعِد: ميعاد (الأغاني 5:64، قرطاس 7:1:6، مولر 1:18).
اجتماعات مواعد: لقاءات بأوقات محددة (الإدريسي كليم 6: قسم الخامس): بها أسواق واجتماعات مواعد يأتونها من أقاصي البلاد المتجاورة والأقطار المصاقبة.
موعود والجمع مواعيد: وعود أيضاً في (بقطر).
موعود: أمر، حكم (الكالا): order, commandement.
ميعاد: الوعد (ومثال ذلك ما ورد في القرآن الكريم، الجزء الثالث 7) والجمع ميعادات (فوك).
ميعاد: ملقى (بقطر، عبّاد 171:1، ألف ليلة برسل 12:162:2).
ميعاد: وقت محدد مسبقاً (النويري أسبانيا 425): وأتى الناس أفواجاً عند الميعاد؛ في الميعاد: أي في الوقت المحدد أو الأجل، وكذلك الوقت المعين للدفع؛ ميعاد الدفع وقت حلول الأجل؛ ميعاد الساعي: يوم وصول أو رحيل ساعي البريد؛ فوت الميعاد اصطلاح قانوني يتعلق بسقوط الحق لغواتهِ، أي لعدم تنفيذه في وقته؛ فوات ميعاد: تقادم، حق اكتساب بمرور الزمن أو التقادم المكسب Presciption وكذلك طريقة الحصول على الملكية أو حجبها عن الخصم في المحكمة؛ أو سقوط الدين بسبب عدم المطالبة به في الوقت المحدد؛ فات ميعاده: سقط بالتقادم (بقطر).
ميعاد: الميعاد الجديد: العهد الجديد: مجموعة القوانين (مخطوطة الأسكوريال). موعد والجمع مواعيد: موعظة دينية (مملوك 47:2:2، المقري 1: - 585، الإدريسي كليم 3، القسم الخامس (أورشليم): مائدة العشاء السري ما زالت موجودة ولها ميعاد في يوم الخميس.
ميعادة: اتفاق، معاهدة (أماري دبلوماسية 2:178) (التصحيح من الناشر).
(وع د)

وَعَدهُ الْأَمر وَبِه عِدَةً ووَعْداً ومَوْعِداً ومَوْعِدَةً ومَوْعُوداً ومَوْعُودَةً، وَهُوَ من المصادر الَّتِي جَاءَت على مَفعول ومَفْعُولة كالمحلوف والمرجوع والمصدوقة والمكذوبة. قَالَ ابْن جني: وَمِمَّا جَاءَ من المصادر مجموعا معملا قَوْلهم:

مَوَاعِيد عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَتْرَب

والوَعْدُ من المصادر الْمَجْمُوعَة قَالُوا: الوُعود. حَكَاهُ ابْن جني. وَقَوله تعال (ويَقُولونَ مَتى هَذَا الوَعْدُ إنْ كُنْتمْ صَادِقينَ) أَي إنجاز هَذَا الوَعْدِ أرونا ذَلِك. وَقَوله (وَإذْ وَاعَدْنا مُوسى أرْبَعِينَ لَيْلَةً) وَيقْرَأ وَعَدْنا، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: اخْتَار جمَاعَة من أهل اللُّغَة: وَإِذ وَعَدنا - بِغَيْر ألف - وَقَالُوا: إِنَّمَا اخترنا هَذَا لِأَن المواعدة إِنَّمَا تكون من الْآدَمِيّين فَاخْتَارُوا وعدنا وَقَالُوا: دليلنا قَوْله (إنَّ اللهَ وَعَدَكمْ وَعْدَ الحَقّ) وَمَا أشبهه. قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكرُوهُ لَيْسَ مثل هَذَا، وَأما واعدنا هَذَا فجيد لِأَن الطَّاعَة فِي الْقبُول بِمَنْزِلَة المُوَاعَدَةِ فَهُوَ من الله تَعَالَى وَعْدٌ وَمن مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبُول وَاتِّبَاع فَجرى مجْرى المُواعَدَةِ.

والميعادُ: وَقت الوَعْدِ وموضعه. وَقد تواعد الْقَوْم واتَّعَدُوا.

ووَاعَدَهُ الْوَقْت والموضع. وَفِي التَّنْزِيل (وَوَاعَدْنا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة) وقريء ووعدنا قَالَ ثَعْلَب فوَاعَدْنا من اثْنَيْنِ ووَعَدْنا من وَاحِد. وَقَالَ:

فَوَاعِدْ بِهِ سَرْحَتْي مالِك ... أَو الَّذِي بَينهمَا أسْهَلا

ووَاعَدَه فوَعده: كَانَ أَكثر وَعدا مِنْهُ.

وَفرس واعِدٌ: يعدك جَريا بعد جري.

وَأَرْض واعِدَةٌ: كَأَنَّهَا تَعِد بالنبات.

وسحاب واعِدٌ: كَأَنَّهُ وعَد بالمطر.

وَيَوْم واعِدٌ: يَعدُ بِالْحرِّ.

والوعِيدُ التهدد وَقد أوْعدَه وتَوَعَّدَه. قَالَ الْفراء: يُقَال: وَعَدْتُه خيرا ووعَدْتُه شرا، بِإِسْقَاط الْألف، فَإِذا اسقطوا الْخَيْر وَالشَّر قَالُوا فِي الْخَيْر وَعَدْتُه. وَفِي الشَّرّ: أوْعَدْته. وَفِي الْخَيْر الوَعْدُ والعِدَةُ، وَفِي الشَّرّ: الإيعاد والوَعيدُ. فَإِذا قَالُوا: أوْعَدْتُه بِالشَّرِّ أثبتوا الْألف مَعَ الْبَاء، وَأنْشد لبَعض الرجاز:

أوْعدَنِي بالسِّجْنِ والأدَاهِمِ ... رِجْلِي ورِجْلِي شَشْنَةُ المناسِمِ

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أوْعدْته خيرا، وَهُوَ نَادِر، وَأنْشد:

يَبْسُطُنِني مَرَّةً ويُوعِدُنِي ... فَضْلاً طَرِيفا إِلَى أياديه
و ع د : وَعَدَهُ وَعْدًا يُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَيُعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ فَيُقَالُ وَعَدَهُ الْخَيْرَ وَبِالْخَيْرِ وَشَرًّا وَبِالشَّرِّ وَقَدْ أَسْقَطُوا لَفْظَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَقَالُوا فِي الْخَيْرِ وَعَدَهُ وَعْدًا وَعِدَةً وَفِي الشَّرِّ وَعَدَهُ وَعِيدًا فَالْمَصْدَرُ فَارِقٌ وَأَوْعَدَهُ إيعَادًا وَقَالُوا أَوْعَدَهُ خَيْرًا وَشَرًّا بِالْأَلِفِ أَيْضًا وَأَدْخَلُوا الْبَاءَ مَعَ الْأَلِفِ فِي الشَّرِّ خَاصَّةً وَالْخُلْفُ فِي الْوَعْدِ عِنْدَ الْعَرَبِ كَذِبٌ وَفِي
الْوَعِيدِ كَرَمٌ قَالَ الشَّاعِرُ 
وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي
وَلِخَفَاءِ الْفَرْقِ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ انْتَحَلَ أَهْلُ الْبِدَعِ مَذَاهِبَ لِجَهْلِهِمْ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ طَاغِيَةُ الْمُعْتَزِلَةِ لَمَّا انْتَحَلَ الْقَوْلَ بِوُجُوبِ الْوَعِيدِ قِيَاسًا عَلَى الْعَجَمِيَّةِ مِنْ الْعُجْمَةِ أُتِيتَ أَبَا عُثْمَانَ إنَّ الْوَعْدَ غَيْرُ الْوَعِيدِ وَيُمْكِنُ الْفَرْقُ بِأَنَّ الْوَعْدَ حَاصِلٌ عَنْ كَرَمٍ وَهُوَ لَا يَتَغَيَّرُ فَنَاسَبَ أَنْ لَا يَتَغَيَّرَ مَا حَصَلَ عَنْهُ.

وَالْوَعِيدُ حَاصِلٌ عَنْ غَضَبٍ فِي الشَّاهِدِ وَالْغَضَبُ قَدْ يَسْكُنُ وَيَزُولُ فَنَاسَبَ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ مَا حَصَلَ عَنْهُ وَفَرَّقَ بَعْضُهُمْ أَيْضًا فَقَالَ الْوَعْدُ حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَمَنْ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَالْوَعِيدُ حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنْ عَفَا فَقَدْ أَوْلَى الْكَرَمَ وَإِنْ وَاخَذَ فَبِالذَّنْبِ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ الْوَاوُ مِنْ يَعِدُ وَشِبْهِهِ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَكَسْرَةٍ وَحُذِفَتْ مَعَ بَاقِي حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ طَرْدًا لِلْبَابِ أَوْ لِلِاشْتِرَاكِ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمُضَارَعَةِ وَيُسَمَّى هَذَا الْحَذْفُ اسْتِدْرَاجَ الْعِلَّةِ وَأَمَّا يَهَبُ وَيَضَعُ وَنَحْوُهُ فَأَصْلُهُ الْكَسْرُ وَالْحَذْفُ لِوُجُودِ الْعِلَّةِ فِي الْأَصْلِ ثُمَّ فُتِحَ بَعْدَ الْحَذْفِ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ وَأَمَّا يَذَرُ فَفُتِحَتْ بَعْدَ الْحَذْفِ حَمْلًا عَلَى يَدَعُ وَالْعَرَبُ كَثِيرًا مَا تَحْمِلُ الشَّيْءَ عَلَى نَظِيرِهِ وَقَدْ تَحْمِلُهُ عَلَى نَقِيضِهِ وَالْحَذْفُ فِي يَسَعُ وَيَطَأُ مِمَّا مَاضِيهِ مَكْسُورٌ شَاذٌّ لِأَنَّهُمْ قَالُوا فَعِلَ بِالْكَسْرِ مُضَارِعُهُ يَفْعَلُ بِالْفَتْحِ وَاسْتَثْنَوْا أَفْعَالًا تَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ لَيْسَتْ هَذِهِ مِنْهَا.

وَالْعِدَةُ تَكُونُ بِمَعْنَى الْوَعْدِ وَالْجَمْعُ عِدَاتٌ وَأَمَّا الْوَعْدُ فَقَالُوا لَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ.

وَالْمَوْعِدُ يَكُونُ مَصْدَرًا وَوَقْتًا وَمَوْضِعًا وَالْمِيعَادُ يَكُونُ وَقْتًا وَمَوْضِعًا وَالْمَوْعِدَةُ مِثْلُ الْمَوْعِدِ وَوَاعَدْتُهُ مَوْضِعَ كَذَا مُوَاعَدَةً.

وَتَوَعَّدْتُهُ تَهَدَّدْتُهُ وَتَوَاعَدَ الْقَوْمُ فِي الْخَيْرِ وَعَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 
وعد
الوَعْدُ يكون في الخير والشّرّ. يقال وَعَدْتُهُ بنفع وضرّ وَعْداً ومَوْعِداً ومِيعَاداً، والوَعِيدُ في الشّرّ خاصّة. يقال منه: أَوْعَدْتُهُ، ويقال: وَاعَدْتُهُ وتَوَاعَدْنَا. قال الله عزّ وجلّ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِ
[إبراهيم/ 22] ، أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ
[القصص/ 61] ، وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها
[الفتح/ 20] ، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
[المائدة/ 9] إلى غير ذلك. ومن الوَعْدِ بالشّرّ:
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ
[الحج/ 47] وكانوا إنّما يستعجلونه بالعذاب، وذلك وَعِيدٌ، وقال: قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحج/ 72] ، إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ
[هود/ 81] ، فَأْتِنا بِما تَعِدُنا
[الأعراف/ 70] ، وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ
[الرعد/ 40] ، فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ
[إبراهيم/ 47] ، الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ
[البقرة/ 268] .
ومما يتضمّن الأمرين قول الله عزّ وجلّ:
أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ
[يونس/ 55] ، فهذا وَعْدٌ بالقيامة، وجزاء العباد إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ. والمَوْعِدُ والمِيعَادُ يكونان مصدرا واسما.
قال تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً
[طه/ 58] ، لْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً
[الكهف/ 48] ، مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ [طه/ 59] ، بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ
[الكهف/ 58] ، قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ
[سبأ/ 30] ، وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ
[الأنفال/ 42] ، إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [لقمان/ 33] أي: البعث إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ
[الأنعام/ 134] ، بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا
[الكهف/ 58] . ومِنَ المُواعَدَةِ قوله: وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا
[البقرة/ 235] ، وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً
[الأعراف/ 142] ، وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [البقرة/ 51] وأربعين وثلاثين مفعول لا ظرف. أي: انقضاء ثلاثين وأربعين، وعلى هذا قوله: وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ
[طه/ 80] ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ
[البروج/ 2] وإشارة إلى القيامة كقوله عزّ وجلّ:
مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ [الواقعة/ 50] . ومن الإِيعَادِ قوله: وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
[الأعراف/ 86] ، وقال: ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ
[إبراهيم/ 14] ، فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ [ق/ 45] ، لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ
[ق/ 28] ورأيت أرضهم وَاعِدَةً: إذا رجي خيرها من النّبت، ويومٌ وَاعِدٌ:
حرّ أو برد، ووَعِيدُ الفحلِ: هديره، وقوله عزّ وجلّ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله:
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ [النور/ 55] وقوله:
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ تفسير لوَعَدَ كما أنّ قوله عزّ وجلّ: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء/ 11] تفسير الوصيّة. وقوله: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ
[الأنفال/ 7] فقوله:
أَنَّها لَكُمْ بدل من قوله: إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، تقديره: وَعَدَكُمُ اللهُ أنّ إحدى الطائفتين لكم، إما طائفة العير، وإما طائفة النّفير. والعِدَةُ من الوَعْدِ، ويجمع على عِدَاتٍ، والوَعْدُ مصدر لا يجمع. ووَعَدْتُ يقتضي مفعولين الثاني منهما مكان، أو زمان، أو أمر من الأمور. نحو: وَعَدْتُ زيداً يوم الجمعة، ومكان كذا، وأن أفعل كذا، فقوله: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لا يجوز أن يكون المفعول الثاني من: واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ
[البقرة/ 51] لأنّ الوَعْدَ لم يقع في الأربعين بل انقضاء الأربعين وتمامها: لا يصحّ الكلام إلا بهذا.

وعد

1 وَعَدَ, aor. ـِ inf. n. وَعْدٌ and عِدَةٌ, (S, L, Msb, K,) [in which the ة is a substitute for the elided و,] or the latter is a quasi-inf. n., (L,) and مَوْعِدٌ and مَوْعِدَةٌ, (L, Msb, K,) or the last is a quasi-inf. n., (L,) and مَوْعُودٌ and مَوْعُودَةٌ, (L, K,) the last two being instances of inf. ns. of the measures مَفْعُولٌ and مَفْعوُلَةٌ, (L,) He promised. (TA.) It is trans. immediately, and by means of the prep. ب; (L, Msb, K;) but some say that the ب is redundant in this case; and most of the lexicologists disallow it with this form of the verb, allowing it only with أَوْعَدَ. (TA.) It is also used with reference to good and evil: (S, L, Msb, K:) you say وَعَدَهُ خَيْرًا [He promised him good]: and وَعَدَهُ شَرًّا (tropical:) [He threatened him with evil]: (Fr, Fs, S, L, Msb, K, &c.:) and, [accord. to some,] وعده بِخَيْرٍ, and بِشَرّ. (IKoot, Msb.) When neither good nor evil is mentioned, if you mean the former, you say وَعَدَ [He promised good]: and if you mean the latter, ↓ أَوْعَدَ, (Fr, T, S, L, Msb, K,) inf. n. إِيعَادٌ, with which وَعِيدٌ is syn., (S, L, Msb, K,) being one irregular inf. n., [or quasiinf. n.,] (Msb,) [He threatened,] or threatened with, evil]; and ↓ أَوْعَدَهُ [He threatened him, menaced him, or threatened him with evil]; (Msb;) as also ↓ توعّدهُ, (L, Msb,) inf. n. تَوَعُّدٌ; (S, L, K;) and ↓ اتّعدهُ. (L.) You also say خَيْرًا ↓ اوعد [He promised good]; (IAar, T, ISd, Msb, K;) but this is extr.: (L:) and بِشَرٍّ ↓ اوعد [He threatened, or threatened with, evil]: (S, L, Msb, K:) when ب is introduced after this form of the verb, it relates only to evil: (Fs, Msb:) but you also say شَرًّا ↓ اوعده. (Msb.) b2: Failure of performance, with respect to a promise, the Arabs regard as a lie; but with regard to a threat, as generosity. A poet says, وَإِنِّى وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ لَمُخْلِفُ إِيعَادِى وَمُنْجِزُ مَوْعِدِى

[And verily I, if I threaten him or promise him, fail to perform my threat, but fulfil my promise]. (Msb.) Nay, they do not apply the term خُلْفٌ to the failure of performing a threat. (TA.) b3: يَوْمُنَا يَعِدُ بَرْدًا (tropical:) Our day promises cold. (L.) b4: وَعَدَتِ الأَرض (tropical:) The land promised good produce. (A.) b5: وَاعَدَهُ فَوَعَدَهُ: see 3.3 واعدهُ, inf. n. مُوَاعَدَةٌ, He promised him, the latter doing the same to him. (Aboo-Mo'ádh, L.) b2: وَاعَدَهُ فَوَعَدَهُ He vied with him in promising, and surpassed him therein, by promising more. (L, K. *) b3: وَاعَدهُ الوقْتَ, and المَوْضِعَ, [He appointed with him the time, and the place]. (L, K.) أَوْعَدَنِى مَوْعِدًا is a vulgar mistake. (Aboo-Bekr, L.) 4 أَوْعَدَ see 1 throughout.

A2: اوعد, (A, L,) inf. n. إِيعَادٌ, (L,) in the sense of which وَعِيدٌ is also used [as a quasi-inf. n.], (S, A, L, K) (tropical:) He (a stallion-camel) brayed, (هَدَرَ, S, A, &c.) on his being about to attack and fight with other camels. (S, A, L.) 5 تَوَعَّدَ see 1.6 تواعدوا and ↓ اتّعدوا signify the same, [They promised one another]: (K *, TA:) or the former relates to good, (S, Msb, K,) signifying they promised one another something good: (S, Msb,) and the latter, to evil, (S, L, K,) signifying they threatened one another: (L:) and this distinction is commonly admitted and observed. (TA.) b2: تَواَعَدْنَا المَوْضِعَ, [and الوَقْتَ, We appointed mutually the place, and the time]. (Msb.) 8 اتّعد, (A,) [aor. ـّ inf. n. إِتِّعَادٌ, (S, L, K,) He accepted a promise: (S, A, L, K:) originally إِوْتَعَدَ; the و being changed into ت and then incorporated [into the augmentative ت]: some persons say ائْتَعَدَ, aor. ـْ (inf. n. ائْتِعَادٌ, TA) and pronounce the act. part. n. مُؤْتَعِدٌ, with ء; (S, L, K;) like as they say يَأْتَسِرُ: (S, L:) but [if they do not change the و into ت] they should say إِيتَعَدَ, and يَاتَعِدُ, and مُوتَعِدٌ, without وَعُدَ. (IB, L.) b2: Also, He confided in the promise of another. (L.) b3: See also 1: b4: and 6.

وَعْدٌ and ↓ عِدَةٌ (in which latter the ة is a substitute for the [elided] و, S, L) and ↓ مَوْعِدٌ and ↓ مَوْعِدَةٌ and ↓ مَوْعُودٌ (A) and ↓ مَوْعُودَةٌ: (L:) see 1: A promising; a promise; (A, L;) meaning, of something good: (S, L, &c.:) pl. of the first, وُعُودٌ; (IJ, L;) or this has no pl.: (T, S, L, Msb:) and of the second, عِدَاتٌ: (T, S, L, Msb:) (and of the ↓ third, مَوَاعِدُ:] and of ↓ موعود, مَوَاعِيدُ. (L.) When عِدَة is used as a prefixed n., [in a case of wasl,] the ة is elided, (Fr, S, L,) and ى is substituted for it: (Fr, L:) a poet says, وَأَخْلَفُوكَ عِدَى الْأَمْرِ الَّذِى وَعَدُوا [And they have broken to thee the promise of the thing which they promised]. (Fr, S, L.) b2: عَطِيَّةٌ ↓ العِدَةُ [A promise is equivalent to a gift]: i. e., it is base to break it as it is to take back a gift. A proverb. (TA.) b3: الثريَّا ↓ وَعَدَهُ عِدَةَ بِالقَمَرِ [He promised him as the moon promises the Pleiades]: for the moon and the Pleiades are in conjunction once in every month. Another proverb. (TA.) [Perhaps we may also read عِدَّةَ الثُّزَيَّا القَمَرَ: see مدَاد, in art. عد.] b4: إِخْلَافُ الوَعْدِ مِنْ أَخْلَاقِ الوَغْدِ [The breaking of a promise is one of the natural habits of the mean and base]. A saying of the Arabs. (MF.) b5: وَعْدٌ also signifies The fulfilment of a promise. Ex. مَتَى هٰذَا الوَعْدُ, in the Kur, [x. 49, &c.] means, When shall be the fulfilment of this promise? (L.) b6: Also, a thing promised. (TK, art. نجز.) عِدَةٌ: see وَعْدٌ, and 1.

عِدِىٌّ Of, or relating or belonging to, a promise: rel. n. of عِدَةٌ, like زِنِىٌّ of زِنَةٌ, formed without restoring the و like as it is restored in [the rel. n. of] شِيَةٌ: [see art. شيو:] but Fr says عِدَوِىٌّ and زِنَوِىٌّ, like شِيَوِىٌّ. (S, L.) وَعِيدٌ: see 1: A threatening; a threat: (S, L, K:) also written وِعِيدٌ. (TA.) See also 4.

الوَعِيدِيَّةُ A certain sect of the خَوَارِج, who are extravagant in threatening; asserting that transgressors [who have been true believers] shall remain in hell for ever. (TA.) وَاعِدٌ (tropical:) A horse that promises run after run. (L, K.) b2: (tropical:) A beast that promises to be productive of good, and fortunate. (L.) (tropical:) See an ex. in a verse cited voce مَصْدَق. b3: (tropical:) A tree, or herbage, promising good produce. (A.) b4: (tropical:) A cloud, which, as it were, promises rain. (L, K.) b5: (tropical:) A day which promises heat; (L;) as also a year: (TA:) or of which the commencement promises heat; or cold. (S, L, K.) b6: أَرْضٌ وَاعِدَةٌ (tropical:) Land of which the herbage is hoped to prove good and productive, (As, S, A, L, K,) by reason of its first appearance. (As, L.) مَوْعِدٌ signifies A covenant, or compact. So, accord. to Mujáhid, in ch. xx. vv. 89 and 90, of the Kurn. (L.) b2: مَوْعِدٌ and مَوْعِدَةٌ: see 1, and وَعْدٌ. b3: See also مِيعَادٌ.

مِيعَادٌ (S, A, L, Msb, K) and ↓ مَوْعِدٌ (S, A, L, Msb) A time, and a place, of promise: (S, A, L, Msb, K:) [and , of appointment; an appointed time, and place]. b2: مِيعَادٌ A mutual promising, or promise. (S, K.) مَوْعُودٌ and مَوْعُودَةٌ: see 1, and وَعْدٌ b2: اليَوْمُ الموعود [The promised day; meaning] the day of resurrection. (TA.) b3: مَعْهُودٌ وَمَشْهُودٌ وَمَوْعُودٌ Past and present and future: the tenses of a verb. (Kh, in L, art. عهد.) b4: مَوْعُودٌ is one of the inf. ns. which have pls. governing as verbs; its pl. being مَوَاعِيدُ.

Ex. مَوَاعِيدَ عُرْقوب أَخَاهُ بِيَثْرِبَ [As 'Orkoob's promisings of his brother in Yethrib.] (IJ, ISd.) See عُرْقُوبٌ.
وعد
وعَدَ1 يَعِد، عِدْ، وَعْدًا وعِدَةً، فهو واعد، والمفعول مَوْعود
• وعَد فلانًا الأمرَ/ وعَد فلانًا بالأمر:
1 - منّاه به، قال إنه يجريه له أو ينيله إيّاه "وعَده بجائزة/ بهديَّة- {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إلاَّ غُرُورًا} " ° أنجزَ حُرَّ ما وَعد [مثل]: يُضرب في الحثّ على الوفاء بالوعد- وَعد بالقمر: مَنَّى بالمستحيل، أو بغير الممكن.
2 - بشَّره " {وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً} ".
3 - أخبره " {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} ".
4 - أنذر وهدَّد " {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} ". 

وعَدَ2 يَعِد، عِدْ، وَعيدًا، فهو واعِد، والمفعول مَوْعود
• وعَد فلانًا: تهدّده "وعَده بالعقاب- {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} ". 

أوعدَ يُوعد، إيعادًا، فهو مُوعِد، والمفعول مُوعَد
• أوعد فلانًا:
1 - تهدّده "أوعده شرًّا- {وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ} ".
2 - وعَده؛ منّاه "أوعده خيرًا". 

اتَّعدَ يتّعد، اتِّعادًا، فهو مُتَّعِد، والمفعول مُتَّعَد (للمتعدِّي)
• اتَّعد القومُ: تواعدوا، وعَد بعضُهم بعضًا في الشَّرِّ.
• اتَّعد فلانٌ: قبِل الوعدَ ووَثِق به.
 • اتَّعد فلانًا: أوْعدَهُ؛ تهدَّده. 

استوعدَ يستوعد، استيعادًا، فهو مُستوعِد، والمفعول مُستوعَد
• استوعد فلانًا: طلب إليه أنْ يَعِده "استوعده إنجازُ عمَلٍ". 

تواعدَ يتواعد، تواعُدًا، فهو مُتواعِد
• تواعد القومُ: وعَد بعضُهم بعضًا في الخير "تواعدوا على اللِّقاء في النادي الثّقافيّ- {وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} ". 

توعَّدَ يتوعَّد، توعُّدًا، فهو مُتوعِّد، والمفعول مُتوعَّد
• توعَّد فلانًا: هدَّده وخوَّفَه بالعقوبة "توعَّد تلميذًا بالعقاب- جاءني غاضبًا يصرخ ويتوعَّد". 

واعدَ يواعد، مُواعَدةً، فهو مُواعِد، والمفعول مُواعَد
• واعد صديقَه: وعَد كلٌّ منهما الآخر "واعده على العمل معًا".
• واعده الموضعَ أو الوقتَ: عاهَدَهُ على أن يُوافيَه في موضع أو في وقت معيّن " {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ} - {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ} ". 

عِدَة [مفرد]: ج عِدات (لغير المصدر):
1 - مصدر وعَدَ1.
2 - وَعْد؛ ما يقطع من عهد في الخير والشَّرّ، التزام باحترام عهد والتَّقيُّد به بأمانة. 

مَعاد [مفرد]
• المَعاد: الآخرة، دار البقاء. 

مَوْعِد [مفرد]: ج مَواعِدُ:
1 - مصدر ميميّ من وعَدَ1: " {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} ".
2 - اسم مكان من وعَدَ1 ووعَدَ2: "كان على الموعد- {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} ".
3 - اسم زمان من وعَدَ1 ووعَدَ2: وقت محدَّد لإنجاز عمل "حان موعِدُ الإفطار- {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ} ".
4 - عَهْد "وفى بموعده- أنت الكريم وقد قدَّمت مبتدئًا ... وَعْدًا وكلّ كريم عند مَوْعِدِه- {فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي}: عهدي". 

مَوْعِدة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من وعَدَ1.
2 - وَعْد؛ ما يُقطع من عهد في الخير والشَّرّ، التزام باحترام عهد والتَّقيُّد به بأمانة " {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} ". 

مَوْعود [مفرد]: اسم مفعول من وعَدَ1 ووعَدَ2.
• اليوم المَوْعود: يوم القيامة " {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ. وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} ". 

ميعاد [مفرد]: ج مواعيدُ:
1 - مواعدة، موعد "ميعادُ الأصدقاء- كلّما قلت متى ميعادنُا ... ضحكت هند وقالت بعد غد" ° على غير ميعاد/ من غير ميعاد: مصادفة.
2 - وقت الوَعْد "زاره من غير ميعاد- صدرت الجريدة في ميعادها- {إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} " ° ميعاد العمل: دوامه ووقته- مواعيد عُرْقوب/ مواعيد عُرْقوبيَّة: وعود كاذبة، وهو وصف حال من يعد ويخلف، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخُلفه بالوعد.
3 - موضع الوَعْد ° أَرْض الميعاد: أرض كنعان أو أَرْض الرجوع؛ بدعة يهوديّة اختلقها اليهود زاعمين أن الله وعدها إبراهيم ونسله.
4 - (قن) أجل، تاريخ "ميعاد سقوط الحقّ". 

واعِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وعَدَ1 ووعَدَ2.
2 - مَرْجُوّ خيرُه ° أَرْض واعدة: رُجيَ خيرها وتمام نبتها- سحاب واعد: كأنَّه وعد بالمطر- شباب واعد: توفَّر له من تمام الكفاية والخُلُق ما يرجى معه الخير- فرسٌ واعد: يعدك جَرْيًا بعد جَرْي- نَظْرة واعدة: مليئة بالوعود- يَوْمٌ واعد: يعدك أوّله بحرٍّ أو بردٍ. 

وَعْد [مفرد]: ج وعود (لغير المصدر):
1 - مصدر وعَدَ1.
2 - ما يُقْطَع من عهد في الخير والشرّ، التزام باحترام عَهد والتقيُّد به بأمانة "وَعْدُ الحُرِّ دَيْنٌ عليه- وَفّى بوَعْده: أتمّه- وَعْد بلا وفاء، عداوة بلا سبب [مثل]- {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} " ° أخلف بوعده: نكثه- قطَع الوَعْدَ على نفسه بكذا: ألزم نفسَه بشيء ما- وَعْدٌ صوريّ: التزام شكليّ-
 وَعْدٌ عرقوبيّ: التزام كاذب، وهو وصف حال من يعد ويخلف، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخلفه بالوعد.
• الوَعْدان: عذاب الدُّنيا، وعذاب الآخرة. 

وَعيد [مفرد]:
1 - مصدر وعَدَ2.
2 - تهديد وتوعّد بالشَّرّ، إنذار بما سيحدث من دمار ونكبات " {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} - {فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} ".
• يوم الوَعيد: يوم القيامة " {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} ". 
وعد
: (} وعَدَه الأَمْرَ) ، مُتَعَدِّياً بِنَفسِهِ، (و) {وعَدَه (بِهِ) . مُتَعدِّياً بالباءِ وَهُوَ رأْيُ كَثيرٍ، وَقيل: الْبَاء زائدةٌ ومَنَع جَماعَةٌ دُخُولَها مَعَ الثلاثيِّ، قَالُوا: وإِنما تكون مَعَ الرُّباعيّ، (} يَعِدُ {عِدَةً) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْقيَاس فِي كُلِّ مِثَالٍ، ورُبَّمَا فُتِح كسَعَةٍ، (} ووَعْداً) ، وَهُوَ من المصادر المَجْموعة، قَالُوا {الوُعُودُ، حَكَاهَا ابنُ جِنِّي، وَقَوله تَعَالَى: {مَتَى هَاذَا} الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سُورَة يُونُس، الْآيَة: 48) أَي إِنجاز هاذا الوَعْد، أَرُونَا ذَلِك. وَفِي التَّهْذِيب: الوَعْدُ {والعِدَةُ يَكُونَانِ مَصْدَراً واسْماً، فأَمَّا} العِدَةُ فتُجْمَع {عِدَات،} والوَعْد لَا يُجْمَع، وَقَالَ الفراءُ {وَعَدْتُ} عِدَةً، ويَحذِفون الهاءَ إِذا أَضَافُوا، وأَنشد:
إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فَانْجَرَدُوا
وأَخْلَفُوكَ {عِدَى الأَمْرِ الذِي} وَعَدُوا
وَقَالَ ابْن الأَنبارِيّ وغيرُه: الفَرَّاءُ يَقُول: {عِدَةٌ} وعِدًى، قَالَ: ويُكْتَب بالياءِ. وَفِي الصّحاح {والعِدَةُ:} الوَعْدُ، والهاءُ، عِوَضٌ من الْوَاو، ويُجْمَع على {عِدَاتٍ، وَلَا يُجْمَع} الوَعْدِ، والنِّسْبَةُ إِلى {عِدَةٍ} عِدِىٌّ، وإِلى زِنَةٍ زِنِيٌّ، فَلَا تَرُدُّ الواوَ كَمَا تَرُدُّهَا فِي شِيَةٍ. الفراءُ يَقُول {- عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كَمَا يُقَال شِيَوِيٌّ. قلت: وَقَوله: وَلَا يُجْمَع، أَي لكَوْنِه مَصدَراً، والمصادِرُ لَا تُجْمَع إِلاَّ مَا شَذَّ، كالأَشْغَالِ والحُلُومِ، كَمَا قَالَه سيبويهِ وغيرُه، (} ومَوْعِداً {ومَوْعِدَةً) ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ أَيضاً مِن المَقِيس فِي بَاب المِثَالِ، فَيُقَال فِيهِ مَفْعِلَة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْعين، وَمَا جَاءَ بالفَتْح فَهُوَ علِى خِلافِ القِياسِ كمَوْحَد، وَمَا مَعَه من الأَلفاظ الَّتِي جاءَ بهَا الجوهريُّ وذكَرَها ابنُ مالِكٍ وغيرُه من أَئمَّةِ الصرْفِ، وَهنا للجوهريِّ مباحثُ وقواعِدُ صَرْفِيَّة أَغفلَها المُصنِّفُ لعدَمِ إِلْمامه بذالك الفَنِّ. قلْتُ: وسَنَسُوقُ عِبَارَةَ الجَوْهَرِيِّ وسَببَ عُدولِ المُصَنِّف عَنْهَا قَرِيبا. وَفِي لِسَان الْعَرَب: ويَكُون} المَوْعِدُ مصدرَ {وَعَدْتُه، وَيكون} المَوْعِدلم يَلْتَفِتْ إِليه المُصنِّف، وزَعَم شيخُنَا سامحه الله تَعَالَى أَنه لجَهْلِه بالقَوَاعِد الصَّرْفِيَّة، وَهُوَ تَحَامُلٌ مِنْهُ عَجِيبٌ، (وَ {مَوْعُوداً} ومَوْعُودَةً) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ من المصادر الَّتِي جاءَت على مَفْعُولٍ ومَفْعُولَةٍ كالمَحْلُوف والمَرْجُوعِ والمَصْدُوقَة والمَكْذُوبَةِ، قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمِمَّا جاءَ مِن المصادِر مجْمُوعاً مُعْمَلاً قولُهم:
{مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِ
قَالَ شَيخنَا: ووُرُود مَفْعُولٍ مَصْدَراً من الثلاثي الجُمْهُورُ حَصَرُوه فِي السَّمَاعِ، وَقَصْروه على الْوَارِد، وأَبو الخَطَّاب الأَخفشُ الكبيرُ فِي جَمَاعَة قاسُوه فِي الثُّلاثيِّ، كَمَا قَاس الْكل اسْمَ مَفعولٍ مَصْدَراً فِي غيرِ الثلاثي، على مَا عُرِف فِي الصَّرْف.
(و) } وَعَدَه (خَيْراً وشَرًّ) ، فَيُنْصَبَانِ على المفعوليَّة المُطلقَة، وَقيل: على إِسقَاطَ الجَار، والصوابُ الأَوّل، كَمَا حَقَّقَه شيخُنَا، وعبارَة الفَصِيح: وَعَدْت الرجُلَ خيرا وشَرًّا قَالَ شُرَّاحُه. أَي مَنَّيْتُه بهما، قَالَ الله تَعَالَى فِي الخيرِ.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (سُورَة الْفَتْح، الْآيَة: 29) ومثلُه كَثِيرُ، وَقَالَ فِي الشَّرِّ {قُلْ أَفَأُنَبّئُكُم بِشَرّ مّن ذالِكُمُ النَّارُ {وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (سُورَة الْحَج، الْآيَة: 27) وأَنْشَدُوا:
إِذَا} وَعَدَتْ شَرّاً أَتَى قَبْلَ وَقْتِهِ
وَإِنْ وَعَدَتْ خَيْراً أَرَاثَ وعَتَّمَا
قلت: وصَرَّح الزمخشريّ فِي الأَساس بأَن قولَهم وَعَدْتُه شَرًّا، وَكَذَا قَول الله تَعَالَى: {الشَّيْطَانُ! يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 268) من المَجازِ، (فَإِذا أُسْقِطَا) أَي الْخَيْر والشَّرّ (قِيلَ فِي الخَيْرِ {وَعَدَ) ، بِلَا أَلف، (وَفِي الشَّرِّ} أَوْعَدَ) ، بالأَلف، قَالَه المُطرّز، وَحَكَاهُ القُتَيْبِيّ عَن الفرَّاءه، وَقَالَ اللَّبْليّ فِي شَرْح الفَصِيح: وهاذا هُوَ المَشْهورُ عِنْد أَئِمَّة اللغَةِ. وَفِي التَّهْذِيب: كلامُ العَرَب: {وَعَدْتُ الرجُلَ خَيْراً، ووعَدْتُه شَرًّا،} وأَوْعَدْتُه خَيْراً، {وأَوْعَدْتُه شَرًّا، فإِذا لم يَذْكُرُوا الخَيْرَ قالُوا} وَعَدْتُه، وَلم يُدْخِلُوا أَلِفاً، وإِذا لم يَذْكروا الشرَّ قالُوا {أَوْعَدْتُه وَلم يُسْقِطُوا الأَلف، وأَنْشَدَ لِعَامِرِ بنِ الطفَيْل:
وإِنِّي وَإِنْ} أَوْعَدْتَه أَوْ {وَعَدْتُهُ
لأَخْلِفُ} إِيعَادِي وأُنْجِزُ {مَوْعِدِي
(وَقَالُوا:} أَوْعَدَ الخَيْرَ) ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ابْن الأَعرابِيِّ، وَهُوَ نادِرٌ، وأَنشد:
يَبْسُطُنهي مَرَّةً {- ويُوعدُنِي
فَضْلاً طَريفاً إِلى أَيَادَيه
(و) أَوْعَدَه (بالشَّرِّ) ، أَي إِذا أَخَلوا الباءَ لم يكن إِلاَّ فِي الشَّرِّ، كَقَوْلِك: أَوْعَدْتُه بالضَّرْبِ، وعبارةُ الفَصِيحِ: فإِذا أَدْخَلْت الباءَ قُلْتَ: أَوْعَدْتُه بِكَذا وكَذَا، تَفْنِي مِن الوَعِيد، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ مِن الوَعِيد، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ أَنهم إِذا أَدْخَلوا الباءَ أَتَوْا بالأَلفِ مَعَهَا، فَقَالُوا، أَوْعَدْتُه: بِكَذَا، وَلَا تَدْخُلُ البَاءُ فِي وَعَدَ بغيرٍ أَلِفٍ، فَلَا تَقُلْ وَعَدْتُه بِخَيْرٍ وبِشَر وعَلى هَذَا القولِ أَكثَرُ أَهلِ اللغةِ، قلت: وَفِي الْمُحكم: وَفِي الخَيْرِ الوَعْدُ} والعِدَةُ وَفِي الشرِّ {الإِيعادُ} والوَعِيدُ، فإِذا قَالُوا {أَوْعَدْتُه بالشرّ أَثبتُوا الأَلِفَ مَعَ الباءِ، وأَنْشَد لبعْضِ الرُّجَّازِ:
} - أَوْعَدَنِي بِالسِّجْنِ والأَدَاهِمِ
رِجْلِي ورِجْلي شَئْنَةُ المَنَاسِمِ
قَالَ الْجَوْهَرِي: تقديرُه {- أَوْعَدَني بالسِّجْنِ،} وأَوْعَدَ رِجْلِي بالأَدَاهِم، ورِجْلي شَئْنَةٌ، أَي قَوِيَّة على القَيْدِ. قلت، وحكَى ابنُ القُوطِيَّة، {وَعَدْتُهُ خَيْراً وشَرًّا، وبِخَيْر وبَشَرَ، فعلى هَذَا لَا تَخْتَصُّ الباءُ} بأَوْعَدَ، بل تكون مَعَهَا وَمَعَ وَعَدَ، فَتَقول: {أَوْعَدْته بِشرَ،} ووعَدْته بِخَيْرٍ، لَكِن الأَكْثَر مَا مَرَّ. وَحكى قُطْرَب فِي كِتاب فَعَلْت وأَفعلْت: {وَعَدْت الرَّجُلَ خَيْراً،} وأَوْعَدْتُه خيرا، و {وعدته شَرًّا،} وأَوْعَدْتُه شَرًّا. ( {والمِيعَادُ: وَقْتُه ومَوْضِعُه و) كَذَا (} المُواعَدَةُ) يكون وقتا ومَوْضِعاً، قَالَ الجوهَرِيُّ، وكذالك {المَوْعِدُ، أَي يكون وَقْتاً ومَوْضِعاً. وَفِي الأَساس: وهاذا الوَقْتُ والمَكَانُ} مِيعَادُهم {ومَوْعدُهُم.
(} وتَوَاعَدُوا {واتَّعَدُوا) بِمَعْنى واحدٍ، (أَو الأُولَى فِي الخَيْرِ، والثانِيَةُ فِي الشَّرِّ) ، وهاذا الفَرْقُ هُوَ المَشْهورُ الَّذِي عَلَيْهِ الجُمهُورُ، فَفِي اللّسَان:} اتَّعَدْت الرَّجُلَ، إِذا {أَوْعَدْتَه، قَالَ الأَعْشَى:
فَإِنْ} - تَتَّعِدْنِي {أَتَّعِدْكَ بِمِثْلِهَا
وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم:} أَوْعَدْت الرجُلَ {أُوعِدُه} إِيعَاداً، {وتَوَعَّدْتُه} تَوَعُّداً. {واتَّعَدْت} اتِّعَادا، ( {ووَاعَدَه الوَقْتَ والمَوْضِعَ) وواعَدَه (} فَوَعَدَه: كَانَ أَكْثَرَ {وَعْداً مِنه) ، وَقَالَ أَبو مُعاذٍ:} وَاعَدْتُ زَيْداً، إِذ وَعَدَك {وَوَعَدْتَه،} ووَعَدْتُ زَيْداً، إِذا كَانَ الوَعْدُ مِنْك خاصَّةً.
(و) من المَجاز (فَرَسٌ {وَاعِداً: يَعِدُكَ جَرْياً بعْدَ جَرْيٍ) ، وعبارَةُ الأَساسِ: يَعِدُ الجَرْيَ. (و) من المَجاز أَيضاً (سَحَابٌ) واعِدٌ، (كأَنَّهُ وَعَدَ بالمَطَرِ، و) من المَجاز أَيضاً (يَوْمٌ) واعِدٌ: (يَعِدُ بالحَرِّ) وَكَذَا عَامٌ واعِدٌ، (أَو) يَوْمٌ واعِدٌ:} يَعِدُك (بالبَرْدِ أَوَّلُه) ، وَيُقَال: يَوْمُنَا يَعِدُ بَرْداً، ويَوْمٌ {واعِدٌ، إِذا} وَعَدَ أَوَّلُه بَحَرَ أَو بَرْدٍ، كَذَا فِي اللِّسَان.
(و) من المَجاز أَيضاً: (أَرْضٌ! واعِدَةٌ: رُجِيَ خَيْرُهَا مِن النَّبْتِ) ، قَالَ الأَصمعيُّ: مَرَرْتُ بأَرْضِ بني فُلانٍ غِبَّ مَطَرٍ وَقَعَ بهَا فرأَيْتُهَا وَاعِدَةً، إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وتَمَامُ نَبْتِها فِي أَوَّلِ مَا يَظْهَرُ النَّبْتُ، قَالَ سُوَيْدُ بن كُرَاع:
رَعَى غَيْرَ مَذْعُورٍ بِهِنَّ ورَاقَهُ
لُعَاعٌ تَهَادَاهُ الدَّكَادِكُ {وَاعِدُ
(و) اشتدّ (} الوَعِيدُ) وَهُوَ (التَّهْدِيد) ، وَقد أَوْعَدَه، وَقَالَ يَعقُوبُ عَن الفَرصاءِ: وَفِي الخَيْرِ {الوَعْدُ} والعِدَةُ، وَفِي الشَّرّ {الإِيعادُ} والوَعِيدُ، وَحَكَاهُ أَيضاً صاحِبُ المُوعب، قَالَ: وَقَالُوا: الجَنَّةُ لِمَن خَافَ وعيدَ الله، كسروا الْوَاو.
(و) من المَجاز: الوَعِيدُ (: هَدِيرُ الفَحْلِ) إِذا هَمَّ أَن يَصُولَ. وَفِي الحَدِيث (دَخَلَ حَائِطاً مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ فإِذا فِيهِ جَمَلاَنِ يَصْرِفَانِ {ويُوعِدَانِ) ، أَي يَهْدِرَــانِ، وَقد} أَوْعَدَ {يُوعِدُ} إِيعاداً.
( {والتَّوَعُّد: التَّهْدُّد،} كالإِيعادِ) ، وَقد {أَوْعَدَه} وتَوَعَّدَهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: {أَوْعَدْتُ الرجُلَ} أَوعِدُه {إِيعَاداً،} وتَوَعَّدْتُه {تَوَعُّداً،} واتَّعَدْت {اتِّعَاداً، ونقلَ ابنُ مَنْظُورٍ عَن الزَّجَّاجِ أَنَّ العَامَّة تُخْطِىءُ وَتقول أَوْعَدَنِي فُلاَنٌ مَوْعِداً أَقِفُ عَلَيْهِ.
(} والاتِّعَادُ: قَبُولُ {العِدَةِ، وأَصلُه الاوتِعَادُ، قَلَبُوا الوَاوَ تَاءً وأَدْغَمُوا، وناسٌ يَقُولون} ائْتَعَد {يَأْتَعِد) } ائْتِعَاداً (فَهُوَ {مُؤْتَعِدٌ، بالهَمْز) ، كَمَا قَالُوا يَأْتَسِرُو فِي ائْتِسارِ الجَزُورِ، قَالَ ابنُ بَرِّيَ: صَوَابُه} ايتَعَدَ، {يَاتَعِدُ، فَهُوَ} مُوتَعِدٌ، من غير همزٍ، وكذالك ايتَسَرَ، يَاتَسِرُ، فَهُوَ مُوتَسِرٌ، بِغَيْر هَمْزٍ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَه سِيبويه، وأَصْحَابُه يُعِلُّونَه على حَرَكَةِ مَا قَبْلَ الحَرْفِ المُعْتَلِّ، فيجعَلُونَه يَاءً إِن انْكَسَرَ مَا قَبْلَها، وأَلِفاً إِن انْفَتح مَا قَبلهَا، وواوا إِن انضمّ مَا قَبْلَها، (قَالَ) وَلَا يَجُوز بِالْهَمْز، لأَنه لَا أَصْلَ لَهُ فِي بَاب الوَعْد، واليسْرِ، وعَلى ذالك نَصَّ سِيبويهِ وجميعُ النحويِّينَ البصرِيِّينَ، كَذَا فِي اللِّسَان.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{المَوْعِدُ: العَهْدُ، وَبِه فسّرَ مُجَاهِدٌ قولَه تَعَالَى: {مَآ أَخْلَفْنَا} مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} (سُورَة طه، الْآيَة: 87) وكذالك قَوْله: {9. 028 فاءَخلفتم موعدي} (سُورَة طه، الْآيَة: 86) قَالَ: عَهْدِي.
وَيُقَال للدّابَّة والماشِيَةِ إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وإِقْبَالُها: واعِدٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَيُقَال: هَذَا غُلامٌ تَعدُ مَخايِلُه كَرَماً، وشِيَمُه تَعِدُ جَلَداً وصَرَامَةً، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَ بعضُهم: فُلان يَتَّعِدُ إِذا وَثِقَ بَعِدَتِك، وَقَالَ:
إِنِّي ائْتَمَمْتُ أَبَا الصَّبَّاحِ {- فَاتَّعِدِي
وَاسْتَبْشِرِي بِنَوَالٍ غَيْرِ مَنْزُورِ
{وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} (سُورَة البروج، الْآيَة: 2) يومِ الْقِيَامَة، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} (سُورَة الْوَاقِعَة، الْآيَة: 50) وَفِي الأَمْثَال (} العِدَةُ عَطِيَّةٌ) أَي تُعدُّ لَها أَو يَقْبُح إِخْلاَفُهَا كاسترِجَاعِ العَطِيَّة، وَقَوْلهمْ ( {وَعَدَه عِدَةَ الثُّرَيَّا بالقَمَرِ) ، لأَنهما يَلْتَقِيَانِ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، قَالَه الميدانيُّ.
والطَّائِفَةُ} الوَعيدِيَّةُ، فِرْقَةٌ من الخَوَارِج أَفْرَطوا فِي الوَعِيدِ فَقَالُوا بِخُلوده الفُسَّاق فِي النّار.

تَابع كتاب تذييل.
قَالَ الله تَعَالَى: {9. 029 وذ {واعدنا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَة} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 51) قرأَ أَبو عَمْرٍ و: وَعَدْنَا بغيرِ أَلفٍ، وقرأَ ابنُ كَثِيرٍ ونَافِعٌ وابنُ عامِرٍ وعاصمٌ وحَمْزَةُ والكسَائيُّ: واعَدْنَا، بالأَلف، قَالَ أَبو إِسحَاقَ، اخْتَارَ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ اللغةِ (وإِذ} وَعَدْنَا) بِغَيْر أَلفٍ وَقَالُوا: إِنما اخْتَرْنَا هَذَا لأَن {المُوَاعَدَة إِنما تَكُونُ مِن الآدَمِيّينَ، فاختارَوا (} وَعَدْنا) وقالُوا: دليلنا قولُ الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ {وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقّ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 22) وَمَا أشبَهَه، قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرُوه لَيْسَ مِثْلَ هاذا. وأَمّا} وَاعَدْنَا هَذَا فجيد، لِأَن الطاعَةَ فِي القَبُولِ بمنزِلةِ {المُوَاعَدَةِ فَهُوَ من الله وَعْدٌ ومِن مُوسى قبولُ واتِّبَاعٌ، فَجَرَى مَجْرى} المُواعَدَة، وَقد أَشارَ لَهُ فِي التَّهْذِيب والمُحكم، ونُقَل مثلُ ذَلِك عَن ثَعْلبٍ. تَكْمِيل:
قَالُوا: إِذا وَعَدَ خَيْراً فَلم يَفْعَلْه قَالُوا: أَخْلَفَ فُلانٌ، وَهُوَ العَيْبُ الفاحِش، وإِذا أَوْعَدَ وَلم يَفْعَلْ فَذَلِك عِنْدهم العَفْوُ والكَرَمُ، وَلَا يُسَمُّون هاذا خُلْفاً، فإِن فَعَلَ فَهُوَ حَقُّه، قَالَ ثَقلبٌ: مَا رَأَيْنَا أَحَداً إِلاَّ وقولُه إِن الله جلَّ وَعَلاَ إِذا وَعَدَ وَفَى وإِذا أَوْعَدَ عَفَا، وَله أَن يُعَذِّب. قَالَه المُطرّز فِي الياقُوت، وحَكَى صاحبُ المُوعب عَن أَبي عمرِو بنِ العَلاَءِ أَنه قَالَ لعَمْرِو بن عُبَيْدٍ إِنّك جاهِلٌ بلُغةِ العَرَب، إِنهم لَا يععُدُّونَ العَافيَ مُخْلِفاً، إِنما يَعُدُّون مَن وَعَدَ خَيْراً فَلم يَفْعَلْ مُخْلِفاً، وَلَا يَعُدُّونَ مَن وَعَدَ شَرًّا فعَفَا مُخْلفاً. أَمَا سَمِعْت قولَ الشاعرِ:
وَلاَ يَرْهَبُ المَوْلَى ولاَ العَبْدُ صَوْلَتِي
وَلاَ اخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ
وإِنِّي وإِنْ أَوْعَدْتُه أَوْ وَعَدْتُه
لَمُخْلِف إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي
وَقد أَوْسَع فِيهِ صاحبُ المُجْمل فِي رِسَالةٍ مُخْتَصَّةٍ بالفَرْق بَين الوَعْد والوَعِيد، فراجِعْهَا.
واختُلِف فِي حُكْم الوفاءِ {بالوْعد، هَل هُوَ واجِبٌ أَو سُنَّة؟ أَقوالٌ. قَالَ شيخُنَا: وأَكثرُ العلماءِ على وجوب الوفَاءِ بالوَعْدِ وتَحْرِيمِ الخَلْفِ فِيهِ، وكاَتْ العرَبُ تَستَعِيبه وتَسْتَقْبِحه، وَقَالُوا: إِخْلافُ الوَعْد من أَخلاق الوَغْد، وَقيل: الوَفَاءُ سُنَّة، والإِخلاف مكروهٌ واستَشْكَلَه بعضُ العلماءِ، وَقَالَ القَاضِي أَبو بكر بن العَرَبيّ بعد سَرْدِ كلامٍ: وخُلْفُ الوَعدِ كَذِبٌ نِفاقٌ، وإِن قَلَّ فَهُوَ مَعْصِيَةٌ. وَقد أَلَّف الحافِظُ السَّخَاوِيُّ فِي ذالك رِسَالَةً مستقلَّة سمَّاهَا (الْتِمَاس السَّعْد فِي الوَفَاءِ بالوَعْد) جمعَ فِيهَا فأَوْعَى. وكذَا الْفَقِيه أَحمد بن حَجَر المَكِّيّ أَلَمَّ على هاذا البَحْثِ فِي (الزَّواجِرِ) ، ونَقلَ احاصِلَ كلامِ السَّخاوِيّ بِرُمَّتِه، فراجِعْه، ثمّ قَالَ شيخُنَا: وأَمَّا الأَخْلافُ فِي} الإِيعاد الَّذِي هُوَ كَرَمٌ وعَفْوٌ فمُتَّفَقٌ على تَخَلُّفِه والتمدُّحِ بِترْكِه، وإِنما اختَلَفوا فِي تَخَلُّفِ الوَعِيدِ بالنِّسْبَة إِليه تَعالَى، فأَجَازَه جَمَاعَة وقالُوا: هُوَ من العَفْوِ والكَرَمِ اللائقِ بِهِ سُبْحَانَه. ومَنَعَه آخَرُونَ، وَقَالُوا: هُوَ كَذِبٌ ومُخَالِفٌ لِقَوْلِه تَعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ} (سُورَة ق، الْآيَة: 29) وَفِيه نَسْخُ الخَبَره، وَغير ذالك، وصُحِّح الأَوَّلُ وَقد أَورَدَهَا مبْسُوطَةً أَبو المُعِين النَّفسيّ فِي التَّبْصِرَة. فراجِعْهَا، وَالله أَعلَمُ.
وعد: {الوعد}: والعدة: وعد الخير.

وعد


وَعَدَ
a. [ يَعِدُ] (n. ac.
وَعْدعِدَة []
مَوْعِد
مَوْعِدَة
مَوْعُوْد
مَوْعُوْدَة), Made promises to.
b. [acc. & acc.
or
Bi], Promised; gave hope of; announced to; threatened
with; foretold; intimated to.
c.(n. ac. وَعْد
وَعِيْد), Bellowed.
وَاْعَدَa. Promised definitely; pledged.
b. Outdid in promising.

أَوْعَدَa. see I (b)
& V.
تَوَعَّدَa. Threatened, menaced; intimidated, frightened.

تَوَاْعَدَa. Made promises to each other.
b. [Ila], Agreed upon, fixed.
إِوْتَعَدَ
(a. ت
or
ي ), Received a promise; was
promised.
b. Threatened each other.

وَعْد
(pl.
وُعُوْد)
a. Promise; pledge; assurance; asseveration.

وَعْدَةa. see 1b. Vow.

وِعْدَة
(pl.
عِدَات)
a. see 1
مَوْعِد
(pl.
مَوَاْعِدُ)
a. Time or place, term of a promise.

وَاْعِدa. Promising; promiser.
b. Announcing, giving signs of; portending.

وَاْعِدَةa. fem. of
وَاْعِد
وَعِيْدa. Threats, menaces.
b. Bellowing.

وَعِيْدِيَّةa. A certain sect.

مِوْعَاْد
(pl.
مَوَاْعِيْدُ)
a. see 18b. Fulfilment of a promise.

N. P.
وَعڤدَ
(pl.
مَوَاْعِيْدُ)
a. Promised.
b. see 1
عِد
a. see 1
عِدِيّ عِدَوِيّ
a. Promissory; by way of promise.
b. Promised.

أَرْض المِيْعَاد
a. The Promised Land.
و ع د: (الْوَعْدُ) يُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، يُقَالُ: (وَعَدَ) يَعِدُ بِالْكَسْرِ (وَعْدًا) . قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: (وَعَدْتُهُ) خَيْرًا وَوَعَدْتُهُ شَرًّا فَإِذَا أَسْقَطُوا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ قَالُوا فِي الْخَيْرِ: (الْوَعْدُ) وَ (الْعِدَةُ) وَفِي الشَّرِّ (الْإِيعَادُ) وَ (الْوَعِيدُ) فَإِنْ أَدْخَلُوا الْبَاءَ فِي الشَّرِّ جَاءُوا بِالْأَلِفِ، فَقَالُوا: (أَوْعَدَهُ) بِالسَّجْنِ وَنَحْوِهِ. (وَالْعِدَةُ) الْوَعْدُ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَأَخْلَفُوكَ عِدَ الْأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا
أَرَادَ عِدَةَ الْأَمْرِ فَحَذَفَ الْهَاءَ عِنْدَ الْإِضَافَةِ. وَ (الْمِيعَادُ الْمُوَاعَدَةُ) وَالْوَقْتُ وَالْمَوْضِعُ وَكَذَا (الْمَوْعِدُ) . (وَتَوَاعَدَ) الْقَوْمُ وَعَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. هَذَا فِي الْخَيْرِ. وَأَمَّا فِي الشَّرِّ فَيُقَالُ: (اتَّعَدُوا) . (وَالِاتِّعَادُ) أَيْضًا قَبُولُ الْوَعْدِ. (وَالتَّوَعُّدُ) التَّهَدُّدُ. 

وعد: وعَدَه الأَمر وبه عِدةً ووَعْداً ومَوْعداً ومَوْعِدةٍ ومَوْعوداً

ومَوْعودةً، وهو من المَصادِرِ التي جاءَت على مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ

كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ والمكذوبة؛ قال ابن جني: ومما جاء من المصادر

مجموعاً مُعْمَلاً قوله:

مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه بِيَثْرِبِ

والوَعْدُ من المصادر المجموعة، قالوا: الوُعودُ؛ حكاه ابن جني. وقوله

تعالى: ويقولون متى هذا الوَعْدُ إِن كنتم صادقين؛ أَي إِنجازُ هذا

الوَعْد أَرُونا ذلك؛ قال الأَزهري: الوَعْدُ والعِدةُ يكونان مصدراً واسماً،

فأَما العِدةُ فتجمع عِدات والوَعْدُ لا يُجْمَعُ. وقال الفرء: وعَدْتُ

عِدةً، ويحذفون الهاء إِذا أَضافوا؛ وأَنشد:

إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّو البَيْنَ فانجَرَدُوا،

وأَخْلَفُوكَ عِدى الأَمرِ الذي وَعَدُوا

وقال ابن الأَنباري وغيره: الفراء يقول: عِدةً وعِدًى؛ وأَنشد:

وأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمرِ

وقال أَراد عدة الأَمر فحذف الهاء عند الإِضافة، قال: ويكتب بالياء. قال

الجوهري: والعِدةُ الوَعْدُ والهاء عوض من الواو، ويجمع على عِداتٍ ولا

يجمع الوَعْدُ، والنسبة إلى عِدَةٍ عَدِيّ وإِلى زِنةٍ زنيٌّ، فلا تردَّ

الواو كما تردُّها في شية. والفراء يقول: عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كما يقال

شِيَوِيٌّ؛ قال أَبو بكر: العامة تخطئ وتقول أَوعَدَني فلان مَوْعِداً

أَقِفُ عليه. وقوله تعالى: وإِذْ واعدنا موسى أَربعين ليلة، ويقرأُ:

وَعَدْنا. قرأَ أَبو عمرو: وعدنا، بغير أَلف، وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر

وعاصم وحمزة والكسائي واعدنا، باللأَلف؛ قال أَبو إِسحق: اختار جماعة من

أَهل اللغة. وإِذا وعدنا، بغير أَلف، وقالوا: إِنما اخترنا هذا لأَن

المواعدة إِنما تكون من الآدميين فاختاروا وعدنا، وقالوا دليلنا قول الله عز

وجل: إِن الله وعدكم وعد الحق، وما أَشبهه؛ قال: وهذا الذي ذكروه ليس مثل

هذا. وأَما واعدنا فجيد لأَن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة، فهو من

الله وعد، ومن موسى قَبُول واتّباعٌ فجرى مجرى المواعدة قال الأَزهري: من

قرأَ وعدنا، فالفعل لله تعالى، ومن قرأَ واعدنا، فالفعل من الله تعالى

ومن موسى. قال ابن سيده: وفي التنزيل: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة، وقرئ

ووعدنا؛ قال ثعلب: فواعدنا من اثنين ووعدنا من واحد؛ وقال:

فَواعِديهِ سَرْحَتَيْ مالِكٍ،

أَو الرُّبى بينهما أَسْهَلا

قال أَبو معاذ: واعدت زيداً إِذا وعَدَك ووَعَدْته. ووعدت زيداً إِذا

كان الوعد منك خاصة.

والمَوْعِدُ: موضع التواعُدِ، وهو المِيعادُ، ويكون المَوْعِدُ مصدر

وعَدْتُه، ويكون المَوْعِدُ وقتاً للعِدةِ. والمَوْعِدةُ أَيضاً: اسم

للعِدةِ. والميعادُ: لا يكون إِلا وَقْتاً أَو موضعاً. والوَعْدُ: مصدر حقيقي.

والعدة: اسم يوضع موضع المصدر وكذلك المَوْعِدةُ. قال الله عز وجل: إِلا

عن مَوْعِدةٍ وعدها إِياه. والميعادُ والمُواعَدةُ: وقت الوعد وموضعه.

قال الجوهري: وكذلك الموعِدُ لأَن ما كان فاء الفعل منه واواً أَو ياء

سقطتا في المستقبل نحو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ، فإِن

المَفْعِل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعاً، ولا تُبالِ أَمنصوباً كان

يَفْعَلُ منه أَو مكسوراً بعد أَن تكون الواو منه ذاهبة، إِلا أَحْرُفاً جاءَت

نوادر، قالوا: دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، وفلان ابن مَوْرَقٍ، ومَوْكلٌ اسم

رجل أَو موضع، ومَوْهَبٌ اسم رجل، ومَوزنٌ موضع؛ هذا سماع والقياس فيه

الكسر فإِن كانت الواو من يَفْعَلُ منه ثانية نحو يَوْجَلُ ويَوْجَعُ

ويَوْسَنُ ففيه الوجهان، فإِن أَردت به المكان والاسم كسرته، وإِن أَردت به

المصدر نصبت قلت مَوْجَلٌ ومَوْجِلٌ مَوْجِعٌ، فإِن كان مع ذلك معتل الآخر

فالفعل منه منصوب ذهبت الواو في يفعل أَو ثبتت كقولك المَوْلى والمَوْفى

والمَوْعَى من يلي ويَفِي ويَعِي. قال ابن بري: قوله في استثنائه إِلا

أَحرفاً جاءَت نوادر، قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، قال: موحد ليس من

هذا الباب وإِنما هو معدول عن واحد فيمتنع من الصرف للعدل والصفة كأُحادَ،

ومثله مَثْنى وثُناءَ ومَثْلَثَ وثُلاثَ ومَرْبَعَ ورباع. قال: وقال

سيبويه: مَوْحَدَ فنحوه لأَنه ليس بمصدر ولا مكان وإِنما هو معدول عن واحد،

كما أَن عُمَرَ معدول عن عامر.

وقد تَواعَدَ القوم واتَّعَدُوا، والاتِّعادُ: قبول الوعد، وأَصله

الاوْتِعادُ قلبوا الواو تاء ثم أَدغموا. وناس يقولون: ائْتَعَدَ يأْتَعِدُ،

فهو مُؤْتَعِدٌ، بالهمز، كما قالوا يأْتَسِرُ في ائْتِسار الجَزُور. قال

ابن بري: ثوابه إِيتَعَد ياتَعِدُ، فهو مُوتَعِدٌ، من غير همز، وكذلك

إِيتَسَر ياتَسِرُ، فهو موتَسِرٌ، بغير همز، وكذلك ذكره سيبويه وأَصحابه

يُعِلُّونه على حركة ما قبل الحرف المعتل فيجعلونه ياء إِن انكسر ما قبلها،

وأَلفاً إِن انفتح ما قبلها، وواواً إِذا انضم ما قبلها؛ قال: ولا يجوز

بالهمز لأَنه أَصل له في باب الوعد واليَسْر؛ وعلى ذلك نص سيبويه وجميعُ

النحويين البصريين. وواعَدَه الوقتَ والموضِعَ وواعَدَه فوعَده: كان أَكبر

وعْداً منه. وقال مجاهد في قوله تعالى: ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ

بِمَلْكِنَا؛ قال: المَوْعِدُ العَهْد؛ وكذلك قوله تعالى: وأَخلفتم مَوْعِدي؛

قال: عَهْدي. وقوله عز وجل: وفي السماءِ رِزْقُكم وما تُوعَدون؛ قال: رزقكم

المطر، وما توعدون: الجنةُ. قال قتادة في قوله تعالى: واليَوْمِ

المَوْعُودِ؛ إِنه يوم القيامة.

وفرس واعِدٌ: يَعِدُك جرياً بعد جري. وأَرض واعِدةٌ: كأَنها تَعِدُ

بالنبات. وسَحاب واعِدٌ: كأَنه يَعِدُ بالمطر. ويوم واعِدٌ: يَعِدُ بالحَرِّ؛

قال الأَصمعي: مررت بأَرض بني فلان غِبَّ مطر وقع بها فرأَيتها واعِدةً

إِذا رجي خيرها وتمام نبتها في أَول ما يظهر النبت؛ قال سويد بن كراع:

رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه

لُعاعٌ، تَهاداهُ الدَّكادِكُ، واعِدُ

ويقال للدابّة والماشية إِذا رُجِيَ خيرها وإِقبالها: واعد؛ وقال

الراجز:كيفَ تَراها واعِداً صِغارُها،

يَسُوءُ شنَّاءَ العِدى كِبارُها؟

ويقال: يَوْمُنا يَعِدِ بَرْداً. ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه

بَحَرٍّ أَو بَرْدٍ. وهذا غلام تَعِدُ مَخايِلُه كَرَماً، وشِيَمُه تَهِدُ

جَلْداً وصَرامةً.

والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ: التَّهَدُّدُ، وقد أَوْعدَه وتَوَعَّدَه. قال

الجوهري: الوَعْدُ يستعمل في الخير والشرّ، قال ابن سيده: وفي الخير

الوَعْدُ والعِدةُ، وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ، فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه

بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء؛ وأَنشد لبعض الرُّجاز:

أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ

رِجْلي، ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ

قال الجوهري: تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي

شَثْنة أَي قويّة على القَيْد. قال الأَزهري: كلام العرب وعدْتُ الرجلَ

خَيراً ووعدته شرّاً، وأَوْعَدْتُه خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً، فإِذا لم يذكروا

الشر قالوا: وعدته ولم يدخلوا أَلفاً، وإِذا لم يذكروا الشر قالوا:

أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف؛ وأَنشد لعامر بن الطفيل:

وإِنّي، إِنْ أَوعَدْتُه، أَو وَعَدْتُه،

لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي

وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر، كقولك: أَوعَدُتُه بالضرب؛

وقال ابن الأَعرابي: أَوعَدْتُه خيراً، وهو نادر؛ وأَنشد:

يَبْسُطُني مَرَّةً، ويُوعِدُني

فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ

قال الأَزهري: هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر والشرّ؛ قال القطامي:

أَلا عَلِّلاني، كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ،

ولا تَعِداني الخَيْرَ، والشرُّ مُقْبِلُ

وهذا البيت ذكره الجوهري:

ولا تعداني الشرّ، والخير مُقبل

ويقال: اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه؛ قال الأَعشى:

فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها

وقال بعضهم: فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ؛ وقال:

إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي،

واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ

أَبو الهيثم: أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه

تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً.

ووَعِيدُ الفحْل: هَديرهُ إِذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ. وفي الحديث: دخَلَ

حائِطاً من حيطان المدينة فإِذا فيه جَمَلان يَصْرِفان ويُوعِدانِ؛ وعِيدُ

فَحْلِ الإِبل هَديرُه إِذا أَراد أَنْ يصول؛ وقد أَوْعَد يُوعدُ

إِيعاداً.

وَبَارِ

وَبَارِ:
مبني مثل قطام وحذام، يجوز أن يكون من الوبر وهو صوف الإبل والأرانب وما أشبهها، أو من التوبير وهو محو الأثر، والنسبة إليها أباريّ على غير قياس، عن السهيلي، وقال أهل السير: هي مسمّاة بوبار بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، انتقل إليها وقت تبلبلت الألسن فابتنى بها منزلا وأقام به وهي ما بين الشّحر إلى صنعاء أرض واسعة زهاء ثلاثمائة فرسخ في مثلها، وقال الليث: وبار أرض كانت من محالّ عاد بين رمال يبرين واليمن فلما هلكت عاد أورث الله ديارهم الجنّ فلم يبق بها أحد من الناس، وقال محمد بن إسحاق: وبار أرض يسكنها النسناس، وقيل: هي بين حضرموت والسبوب، وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: وفي اليمن أرض وبار وهي فيما بين نجران وحضرموت وما بين بلاد مهرة والشّحر، وكان وبار وصحار وجاسم بني إرم، فكانت وبار تنزل وبار وجاسم الحجاز، ووبار بلادهم المنسوبة إليهم وهي ما بين الشحر إلى تخوم صنعاء، وكانت أرض وبار أكثر الأرضين خيرا وأخصبها ضياعا وأكثرها مياها وشجرا وثمرا فكثرت بها القبائل حتى شحنت بها أرضهم وعظمت أموالهم فأشروا وبطروا وطغوا وكانوا قوما جبابرة ذوي أجسام فلم يعرفوا حقّ نعم الله تعالى
فبدّل الله خلقهم وجعلهم نسناسا للرجل والمرأة منهم نصف رأس ونصف وجه وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة فخرجوا على وجوههم يهيمون في تلك الغياض إلى شاطئ البحر يرعون كما ترعى البهائم وصار في أرضهم كل نملة كالكلب العظيم تستلب الواحدة منها الفارس عن فرسه فتمزقه، ويقال إن ذا القرنين وجنوده دخلوا إلى هذه الأرض فاختلس النمل جماعة من أصحابه، ويروى عن أبي المنذر هشام بن محمد أنه قال: قرية وبار كانت لبني وبار وهم من الأمم الأولى منقطعة بين رمال بني سعد وبين الشّحر ومهرة، ويزعم من أتاها أنهم يهجمون على أرض ذات قصور مشيدة ونخل ومياه مطر وليس بها أحد، ويقال إن سكانها الجن لا يدخلها إنسيّ إلا ضلّ، قال الفرزدق:
ولقد ضللت أباك تطلب دارما ... كضلال ملتمس طريق وبار
لا تهتدي أبدا ولو بعثت به ... بسبيل واردة ولا آثار
ويزعم علماء العرب أن الله تعالى لما أهلك عادا وثمود أسكن الجن في منازلهم وهي أرض وبار فحمتها من كل من يريدها، وأنها أخصب بلاد الله وأكثرها شجرا ونخلا وخيرا وأعذبها عنبا وتمرا وموزا فإن دنا رجل منها عامدا أو غالطا حثا الجن في وجهه التراب وإن أبى إلا الدخول خبّلوه وربما قتلوه، وعندهم الإبل الحوشيّة وهي فيما يزعم العرب التي ضربت فيها إبل الجنّ، وقال شاعر:
كأني على حوشية أو نعامة ... لها نسب في الطير أو هي طائر
وفي كتاب أخبار العرب أن رجلا من أهل اليمن رأى في إبله ذات يوم فحلا كأنه كوكب بياضا وحسنا فأقرّه فيها حتى ضربها فلما ألقحها ذهب ولم يره حتى كان في العام المقبل فإنه جاء وقد نتج الرجل إبله وتحركت أولاده فيها فلم يزل فيها حتى ألقحها ثم انصرف، وفعل ذلك ثلاث سنين، فلما كان في الثالثة وأراد الانصراف هدر فتبعه سائر ولده ومضى فتبعه الرجل حتى وصل إلى وبار وصار إلى عين عظيمة وصادف حولها إبلا حوشية وحميرا وبقرا وظباء وغير ذلك من الحيوانات التي لا تحصى كثرة وبعضه أنس ببعض ورأى نخلا كثيرا حاملا وغير حامل والتمر ملقى حول النخل قديما وحديثا بعضه على بعض ولم ير أحدا، فبينما هو واقف يفكر إذ أتاه رجل من الجن فقال له: ما وقوفك ههنا؟ فقصّ عليه قصة الإبل، فقال له: لو كنت فعلت ذلك على معرفة لقتلتك ولكن اذهب وإياك والمعاودة فإنّ هذا جمل من إبلنا عمد إلى أولاده فجاء بها، ثم أعطاه جملا وقال له: انج بنفسك وهذا الجمل لك، فيقال إن النجائب المهرية من نسل ذلك الجمل، ثم جاء الرجل وحدث بعض ملوك كندة بذلك فسار يطلب الموضع فأقام مدة فلم يقدر عليه وكانت العين عين وبار، قال أبو زيد الأنصاري: يقال تركته ببلد اصمت وتركته بملاحس البقر وتركته بمحارض الثعالب وتركته بهور ذابر وتركته بوحش إضم وتركته بعين وبار وتركته بمطارح البزاة، وهذه كلّها أماكن لا يدرى أين هي، وقول النابغة:
فتحمّلوا رحلا كأن حمولهم ... دوم ببيشة أو نخيل وبار
يدلّ على أنها بلاد مسكونة معروفة ذات نخيل، وكان لدعيميص الرّمل العبدي صرمة من الإبل، فبينما هو ذات ليلة إذا أتاه بعير أزهر كأنه قرطاس
فضرب في إبله فنتجت قلاصا زهرا كالنجوم فلم يذلل منها إلا ناقة واحدة فاقتعدها، فلما مضت عليه ثلاثة أحوال إذا هو ليلة بالفحل يهدر في إبله ثم انكفأ مرتدّا في الوجه الذي أقبل منه فلم يبق من نجله شيء إلا تبعه إلا النّويقة التي اقتعدها فأسف فقال: لأموتنّ أو لأعلمنّ علمها! فحمل معه زادا وبيض نعام فكان يدفنه في الرمل بعد أن يملأه ماء ثم تبع أثر الفحل والإبل حتى انتهى إلى وبار فهتف به هاتف: انصرف فإنها ليست لك، إنها نجل فحلنا ولك الناقة التي تحتك لتحرّمك بنا، واختر أن تكون أشعر العرب أو أنسبهم أو أدلّهم فإنك تكون كما تختار، فاختار أن يكون أدلّ العرب فكان كما اختار، قال بعضهم:
وبوبار النسناس يقال إنهم من ولد النسناس بن أميم ابن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام وهم فيما بين وبار وأرض الشحر وأطراف أرض اليمن يفسدون الزرع فيصيدهم أهل تلك الأرض بالكلاب وينفرونهم عن زروعهم وحدائقهم، وعن محمد بن إسحاق أن النسناس خلق في اليمن لأحدهم يد واحدة ورجل واحدة وكذلك العين وسائر ما في الجسد وهو يقفز برجله قفزا شديدا ويعدو عدوا منكرا، ومن أحاديث أهل اليمن أن قوما خرجوا لاقتناص النسناس فرأوا ثلاثة منهم فأدركوا واحدا فأخذوه وذبحوه وتوارى اثنان في الشجر فلم يقفوا لهما على خبر، فقال الذي ذبحه: والله إن هذا لسمين أحمر الدم، فقال أحد المستترين في الشجر: إنه قد أكل حبّ الضّرو وهو البطم وسمن، فلما سمعوا صوته تبادروا إليه وأخذوه فقال الذي ذبح الأول:
والله ما أحسن الصمت هذا لو لم يتكلم ما عرفنا مكانه، فقال الثالث: فها أنا صامت لم أتكلم، فلما سمعوا صوته أخذوه وذبحوه وأكلوا لحومهم، وقال دغفل: أخبرني بعض العرب أنه كان في رفقة يسير في رمل عالج، قال: فأضللنا الطريق ووقفنا إلى غيضة عظيمة على شاطئ البحر فإذا نحن بشيخ طويل له نصف رأس وعين واحدة وكذلك جميع أعضائه، فلما نظر إلينا مرّ يركض كالفرس الجواد وهو يقول:
فررت من جور الشّراة شدّا ... إذ لم أجد من الفرار بدّا
قد كنت دهرا في شبابي جلدا، ... فها أنا اليوم ضعيف جدّا
وروى الحسام بن قدامة عن أبيه عن جدّه قال:
كان لي أخ فقلّ ما بيده وأنفض حتى لم يبق له شيء فكان لنا بنو عمّ بالشحر فخرج إليهم يلتمس برّهم فأحسنوا قراه وأكثروا برّه وقالوا له يوما: لو خرجت معنا إلى متصيّد لنا لتفرّجت، قال: ذاك إليكم، وخرج معهم فلما أصحروا ساروا إلى غيضة عظيمة فأوقفوه على موضع منها ودخلوها يطلبون الصيد، قال: فبينما أنا واقف إذ خرج من الغيضة شخص في صورة الإنسان له يد واحدة ورجل واحدة ونصف لحية وفرد عين وهو يقول: الغوث الغوث الطريق الطريق عافاك الله! ففزعت منه وولّيت هاربا ولم أدر أنه الصيد الذي يذكرونه، قال: فلما جازني سمعته يقول وهو يعدو:
غدا القنيص فابتكر ... بأكلب وقت السّحر
لك النجا وقت الذكر ... ووزر ولا وزر
أين من الموت المفرّ؟ ... حذرت لو يغني الحذر
هيهات لن يخطي القدر، ... من القضا أين المفرّ؟
فلما مضى إذا أنا بأصحابي قد جاءوا فقالوا: ما فعل الصيد الذي احتشناه إليك؟ فقلت لهم: أما الصيد فلم أره، ووصفت لهم صفة الذي مرّ بي، فضحكوا وقالوا: ذهبت بصيدنا! فقلت: يا سبحان الله! أتأكلون الناس؟ هذا إنسان ينطق ويقول الشعر! فقالوا: وهل أطعمناك منذ جئتنا إلا من لحمه قديدا وشواء؟ فقلت: ويحكم أيحلّ هذا؟ قالوا: نعم إن له كرشا وهو يجتر فلهذا يحل لنا، قلت: ولهذه الأخبار أشباه ونظائر في أخبارهم والله أعلم بحق ذلك من باطله.

أَبل

(أَبل) المُسْتَأبِلُ: الظَّلُوم، قال:
قبلان: مِنهُم خاذِلٌ ما يُجِيبُنِي ... ومُسْتَأْبِلٌ منهم يَعُقُّ وَيَظْلِمُ 
أَبل
{الإِبِلُ، بكَسرَتَيْنِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الأَسماءِ كحِبِرٍ، وَلَا ثالِثَ لَهُما، قَالَه سِيبَوَيْهِ، ونَقَلَه شيخُنا، وَقَالَ ابنُ جِنِّي فِي الشّواذِّ: وأَمّا الحِبِكُ ففِعِلٌ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ، مِنْهُ:} إِبِلٌ وِإطِلٌ، وامْرَأَةٌ بِلِزٌ، أَي: ضَخْمَةٌ وبأَسْنانِه حِبِرٌ، وَقد ذُكِرَ ذَلِك فِي ح ب ك وَفِي ب ل ز وَفِي ح ب ر فالاقتصارُ على اللَّفْظَيْنِ فِيهِ نظرٌ، وتُسَكَّنُ الباءُ للتَّخْفِيفِ على الصَّحِيحِ، كَمَا أَشارَ لَهُ الصاغانيُ وابنُ جِنِّي، وجَوَّزَ شيخُنا أَنْ تكونَ لُغَةً مُستَقِلَّةً. قلتُ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ كُراع، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِي للشّاعِرِ:
(إِنْ تَلْقَ عَمْرا فقَدْ لاقَيتَ مُدَّرِعًا ... ولَيس من هَمِّهِ {إِبْلٌ وَلَا شاءُ)
وأَنْشَدَ شَيخُنَا:
(أَلْبانُ إِبْلِ نُخَيلَةَ بنِ مُسافِرٍ ... مَا دامَ يَمْلِكُها علىَ حَرامُ)
وأَنْشَدَ صَاحب المِصْباحِ قولَ أبي النَّجْمِ:} والإِبْلُ لَا تَصْلُحُ فِي البستانِ وحَنَّتِ {الإِبْلُ إِلى الأَوْطانِ مَعْرُوفٌ واحِدٌ يَقَعُ على الجَمعِ قالَ شَيخُنا: وَهَذَا مُخالِفٌ لاسْتِعْمالاتِهِم إِذْ لَا يُعْرَف فِي كَلامِهِم إِطْلاقُ الإِبِلِ عَلَى جَمَل واحِدٍ، وقوِلُه: لَيسَ بجَمْعٍ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ ليسَ فِي أبْنِيَةِ الجُمُوعِ فِعِل بكسرَتَيْنِ، وقولُه: وَلَا اسْم جَمْعٍ فِيهِ شِبهُ تَناقُض مَعَ قَوْلِه بعدُ: تَصْغِيرُها} أُبَيلَةٌ لأنَّه إِذا كانَ واحِداً ولَيسَ اسْمَ جَمْعٍ فَمَا المُوجِبُ لتَأْنِيثِه إٍ ذَنْ مَعَ مخالَفَتِه لما أَطْبَقَ عَلَيْهِ جميعُ أرْبابِ التَّآلِيفِ من أَنَّه اسمُ جَمْعٍ، وَفِي العُبابِ: الإِبِلُ: لَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها، وَهِي مُؤَنَثةٌ لأَنَّ أَسْماءَ الجُمُوعٍ الَّتِي لَا واحِدَ لَها من لَفْظِها إِذا كانتْ لِغَيرِ الآدَمِيِّينَ فالتَّأْنِيث لَهَا لازِمٌ ج: {آبالٌ قَالَ: وَقد سَقَوْا} آبالَهُم بالنّارِ والنّارُ قَدْ تَشْفي مِنَ الأُوارِ وتَصْغِيرُها أُبَيلَةٌ أَدْخُلُوها الهاءَ كَمَا قالُوا غُنَيمَةٌ. قلتُ: ومُقْتَضاهُ أَنّه اسمُ جَمْعٍ كغَنَمٍ وبَقَرٍ، وَقد صَرَحَ بِهِ الجوهرِيُّ وابنُ سِيدَه والفارابي والزُّبَيدِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ وأَبو حَيّان وابنُ مالِكٍ وابنُ هِشامٍ وابنُ عُصْفُورٍ وَابْن إِياز والأَزْهَرِيُّ وابنُ فارِس، قَالَ شيخُنا: وَقد حَرَّرَ الكلامَ فِيهِ الشِّهابُ الفَيُّومِيُ فِي المِصْباحِ أَخذاً من كلامِ أُسْتاذِه الشَّيخِ أبي حَيّان فقالَ: الإِبِلُ: اسمُ جَمْع لَا واحِدَ لَهَا من لَفظهَا، وَهِي مُؤَنّثَة لِأَن اسْمَ الجَمْعِ الَّذِي لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِه إِذا كانَ لما)
لَا يَعْقِلُ يَلْزَمُه التَّأْنِيثُ، وتَدْخُلُه الهاءُ إِذا صُغِّرَ نَحْو أُبَيلَةٍ وغُنَيمَةٍ، قَالَ شيخُنا: واحْتَرَزَ بِمَا لَا يَعْقِلُ عمّا إِذا كَانَت للعاقِلِ، كقَوْمٍ ورَهْطٍ فإِنها تُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ، فتَقُولُ فِي قَوْمٍ: قُوَيْمٌ، وَفِي رَهْطٍ رُهَيطٌ، قَالَ: وظاهِرُ كلامِه أَنَّ جَمِيعَ أَسماءِ الجُمُوعَ الَّتِي لما لَا يَعْقِلُ تُؤَنث، وفيهَا تَفْصِيلٌ ذكَرَه الشيخُ ابنُ هِشامٍ تَبَعًا للشَّيخ ابنِ مالِكٍ فِي مُصَنَّفاتِهِما.
وَقَالَ أَبو عَمْرو فِي قولِه تَعالَى: أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ الإِبِلُ: السَّحابُ الَّذِي يَحْمِلُ ماءَ المَطَرِ وَهُوَ مجازٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: من قَرَأَها بالتَّخْفِيفِ أَرادَ بِهِ البَعِيرَ لأَنَّه من ذواتِ الأَرْبَعِ يَبرُكُ فتُحْمَلُ عَلَيْهِ الحَمُولَة، وغيرُه من ذَواتِ الأَرْبَعِ لَا تُحْمَلُ عليهِ إِلاّ وَهُوَ قائِمٌ، ومَنْ قَرَأَها بالتَّثْقِيلِ قالَ: الإِبِلُ: السَّحابُ الَّتِي تَحْمِلُ الماءَ للمَطَرِ، فتأَمل.
ويُقالُ: {إِبِلانِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لأَنَّ} إِبِلاً اسمٌ لم يُكَسَّر عليهِ وِإنّما هما للقَطِيعَيْنِ من الإِبِلِ قَالَ أَبُو الحَسَن: إِنّما ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِيناسِ بتَثْنِيَةِ الأَسْماءِ الدّالَّةِ على الجَمْعِ، فَهُوَ يُوَجِّهُها إِلى لفظِ الآحادِ، وَلذَلِك قالَ: إِنَّما يُرِيدونَ القَطِيعَيْنِ، قَالَ: والعربُ تقولُ إِنّه ليَرُوحُ على فلانٍ إِبِلانِ إِذا راحت {إِبِلٌ مَعَ راعٍ} وإِبِلٌ مَعَ راعٍ آخَرَ. وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ فِي نَوادِرِه: لشُعْبَةَ بنِ قُمَيرٍ:
(هُما إِبلانِ فِيهِما مَا عَلِمْتُمَا ... فعَنْ آيَةٍ مَا شِئْتُمُ فتَنَكَّبُوا)
وَقَالَ المُساوِرُ بنُ هِنْد:
(إِذا جارَةٌ شلَّتْ لسَعْدِ بنِ مالِكٍ ... لَهَا إِبِلٌ شلَّتْ لَهَا إِبِلانِ)
وَقَالَ ابنُ عَبّاد: فلانٌ لَهُ إِبِلٌ، أَي: لَهُ مائِةٌ من الإِبِلِ، وِإبِلانِ: مائتانِ، وَقَالَ غيرُه: أَقلّ مَا يَقعُ عَلَيْهِ اسمُ الإِبِلِ الصِّرمَةُ، وَهِي الَّتِي جاوَزَتْ الذَّوْدَ إِلى ثَلاثِينَ، ثمَّ الهَجْمَةُ، ثمَّ هُنَيدَةٌ: مائةٌ مِنْهَا.
{وتأَبَّلَ} إِبِلاً: اتَّخَذَها كتَغَنَّمَ غَنَمًا اتَّخَذَ الغَنَم، نَقله أَبو زَيْدٍ سَماعًا عَن رَجُلٍ من بني كِلابٍ اسمُه رَدّادٌ.
{وأَبَلَ الرَّجُلُ كضَرَبَ: كَثُرَتْ} إِبِلُه {كأَبَّلَ} تَأبِيلاً، وَقَالَ طُفَيلٌ:
( {فأَبَّلَ واسْتَرخَى بهِ الخَطْبُ بعدَمَا ... أَسافَ وَلَوْلَا سَعْيُنَا لم} يُؤَبَّلِ) نَقَلَه الفَرّاءُ وابنُ فارِسٍ فِي المُجْمَلِ.
{وآبَلَ إِيبالاً.
(و) } أَبَلَ {يأبل أَبْلاً: إِذا غَلَبَ وامْتَنَعَ عَن كُراع} كأَبَّلَ {تَأبِيلاً، والمَعْرُوف أَبَلَ.
(و) } أَبَلَتِ الإِبِلُ والوَحْش {تَأْبُلُ} وتَأْبِلُ من حَدّيْ نَصَرَ وضَرَبَ {أَبْلاً بالفتحِ} وأبُولاً بِالضَّمِّ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْبِ قالَ لَبِيدٌ رَضِي اللُّه عَنهُ:
(وِإذا حَرَّكْتُ غَرزِي أَجْمَرَتْ ... أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ)

{كأَبِلَتْ كسَمِعَتْ} وتَأَبَّلَتْ وَهَذِه عَن الزَّمَخْشَرِيِّ، قالَ: وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قِيلَ للرّاهِبِ: {الأَبِيلُ. الواحِدُ} آبِلٌ {أُبّالٌ ككافِرٍ وكُفّارٍ.
أَو} أَبِلَت الإِبِلُ تَأْبَلُ: إِذا هَمَلَتْ فغابَتْ وليسَ مَعَها راعٍ أَو تَأَبَّدَتْ أَي تَوَحَّشَتْ.
وَمن المَجازِ: أَبَلَ الرجُلُ عَن امْرَأَتِه: إِذا امْتَنَعَ عَن غِشْيانِها، {كتَأَبَّلَ، وَمِنْه حَدِيثُ وَهْبِ بنِ منبهٍ: لقد} تَأبَّلَ آدَمُ عَلَيْهِ السلامُ على ابْنِه المَقْتُولِ كَذَا وَكَذَا عَاما لَا يُصِيبُ حَوّاءَ أَي امتَنَعَ من غِشْيانِها مُتَفَجِّعًا على ابنهِ فعُدِّيَ بعَلَى لتَضَمُّنِه معنى تَفَجَّعَ.
وَمن المجازِ: {أَبَلَ} يَأْبِلُ {أَبَلاَ: إَذا نَسَكَ.
وأَبَلَ بالعَصَا: ضَرَبَ بهَا عَن ابنِ عَبّاد.
(و) } أَبَلت الإِبِلُ {أُبُولاً كقُعُودٍ: أَقامَتْ بالمكانِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(بِها أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلاهمَا ... فقَدْ مارَ فِيها نَسؤُها واقْتِرارُها)
وَفِي المُحِيط:} الأُبُولُ: طُولُ الإِقامَةِ فِي المَرعَى والمَوضِع. {وَأَبَل، كنَصَرَ وفرِح الأُولَى حَكاها أَبو نَصْرٍ} أَبالَةً كسَحابَة {وأَبَلاً مُحَرَّكَةً، وهما مَصْدَرَا الأَخِيرِ مثالُ الأَوّل مثل شَكِسَ شَكاسَةً، وِإذا كَانَ الإبالَةُ بكسرِ الهَمْزَةِ فيكونُ من حَدِّ نَصَرَ ككًتَبَ كِتابَةً وأَما سِيبَوَيْه فذَكَرَ} الإِبالَةَ فِي فِعالَةَ مِمَّا كانَ فِيهِ مَعْنَى الولايَةِ كالإِمارَةِ قَالَ: ومثلُ ذَلِك الإبالَةُ والعِياسَةُ فعَلَى قولِه تكونُ الإِبالَةُ مكَسورةً لأَنّها وِلايَةٌ فَهُوَ {آبِلٌ كصاحِبٍ} وأَبِلٌ ككَتِفٍ، وَفِيه لَفٌّ ونَشْر مُرتَّبٌ: حَذَقَ مَصْلَحَةَ الإِبِلِ والشّاءِ، وَفِي الأَساس: هُوَ حَسَنُ الإِبالَةِ أَي السِّياسَةِ والقِيامِ على مالِه. شاهِدُ المَمْدُودِ قولُ بنِ الرِّقاع:
(فنَأَتْ وانْتَوَى بِها عَنْ هَواهَا ... شَظِفُ العَيشِ آبِلٌ سَيّارُ)
وشاهِدُ المَقْصُورِ قولُ الكُمَيتِ:
(تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومِنْ أَيْنَ شُربُه ... يُؤَامِرُ نَفْسَيهِ كذِي الهَجْمَةِ {الأَبِلْ)
ويُقالُ: إِنّه مِنْ} آبَلِ النّاسِ. أَي مِنْ أَشَدِّهِم تَأنقًا فِي رِعْيتِها وأعْلَمِهِم بهَا، حَكَاهُ سِيبَوَيْه، قَالَ: وَلَا فِعْلَ لَه، وَفِي المَثَلِ: آبَلُ مِنْ حُنَيفِ الحَناتِمِ وَهُوَ أَحَدُ بني حَنْتَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ ابنِ تَيمِ الله بنِ ثَعْلَبَةَ، ويُقال لَهُم الحَناتِمُ، قَالَ يَزِيدُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيسِ بنِ الأَحْوصِ:
(لِتَبْكِ النِّساءُ المُرضِعاتُ بسُحْرَة ... وَكِيعًا ومَسعُودا قَتِيلَ الحَناتِمِ)
وَمن {إِبالَتِه أَنَّ ظِمْءَ إِبِلِه كانَ غِبًّا بعدَ العَشْرِ، ومِنْ كَلِماتِه: من قاظَ الشَّرَفَ، وتَرَبَّعَ الحَزْنَ، وتَشَتَّى الصَّمّانَ فقد أَصابَ المَرعَى.)
} وأَبِلَت الإِبِلُ، كفَرِحَ، ونَصَرَ: كَثُرَتْ أَبْلاً وأُبُولاً.
{وأَبَلَ العُشْبُ} أُبُولاً: طالَ فاسْتَمْكَنَ مِنْهُ الإِبِلُ.
{وأَبَلَه} يَأْبُلُه {أَبْلاً بالفتحَ: جَعَلَ لَهُ إِبِلاً سائِمَةً.} وِإبِلٌ مُؤَبَّلَةٌ، كمُعَظَّمة: اتّخِذَتْ للقِنْيَةِ.
وَهَذِه {إِبِلٌ} أُبَّلٌ كقُبَّرِ، أَي: مُهْمَلَة بِلَا راعٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وراحَت فِي عَوازِبَ أُبَّلِ وإِبِلٌ {أَوابِلُ، أَي: كَثِيرَةٌ.
وإِبِلٌ} أَبابِيلُ، أَي فِرَقٌ قَالَ الأَخْفَشُ: يُقالُ: جاءَتْ! إِبِلُكَ أَبابِيلَ، أَي: فِرَقًا، وطَيراً أَبابِيلَ قالَ: وَهَذَا يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّكثِيرِ، وَهُوَ جَمعٌ بِلَا واحِدِ كعَبادِيدَ وشَماطِيطَ، عَن أبي عُبَيدَةَ.
{والإِبّالَةُ، كإِجّانَة عَن الرُّواسِيِّ ويُخَفَّفُ، و} الإِبِّيلُ، {والإِبَّوْلُ} والإِيبالُ كسِكِّيتٍ وعِجَّوْل ودِينارٍ الثلاثَةُ الأُوَلُ عَن ابْن سيدَه، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَو قِيلَ: واحِدُ {الأَبابِيلِ إِيبالَةٌ كانَ صَوابًا، كَمَا قالُوا: دِينارٌ ودَنانِيرُ: القِطْعَةُ من الطَّيرِ والخَيلِ والإِبِلِ قالَ: أَبابِيل هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهْمَلِ وقالَ ابنُ الأَعرابِي:} الإِبَّوْلُ: طائِرٌ يَنْفَرِدُ من الرَّفَ، وَهُوَ السَّطْرُ من الطّيرِ. أَو المُتَتابعَةُ مِنْها قَطِيعًا خَلْفَ قَطِيعِ، قالَ الأًخْفَشُ: وَقد قالَ بعضُهم واحِدُ الأبابِيلِ {إِبَّوْلٌ مِثَال عِجَّوْلٍ، قَالَ الجَوهَرِيُّ: وَقَالَ بعَضْهُم:} إِبِّيلٌ، قَالَ: وَلم أجِدِ العَرَبَ تَعْرِفُ لَهُ واحِداً.
(و) {الأَبِيلُ كأَمِير: العَصَا، وقِيلَ: الحَزِينُ بالسُّريانِيَّةِ، وقِيلَ: رَئِيسُ النَّصارَى، أَو هُوَ الرَّاهِبُ سُمِّيَ بِهِ} لتأبّلِه عَن النِّساءِ وتَركِ غِشْيانِهِم قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(إِنَّنِي واللِّه فاقْبَلْ حِلْفَتِي ... {بأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَرْ)
أَو صاحِبُ النّاقُوسِ يَدْعُوهُم للصَّلاةِ، عَن أبي الهَيثَمِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: ضارِبُ النّاقُوس، وأَنْشَدَ: وَمَا صَكَّ ناقُوسَ الصَّلاةِ} أَبِيلُها {- كالأَيْبُلِيِّ بِضَم الباءِ} - والأَيْبَلِيِّ بفتحِها، فإِمّا أَن يكونَ أَعْجَمِيًّا وإِمّا أَنْ يكونَ غَيَّرَتْه ياءُ الإِضافَةِ، وإِمّا أَنْ يَكُونَ من بابِ إنْقَحْلٍ والهَيبَلِيِّ بقَلْبِ الهَمْزَةِ هَاء {- والأَبُلِيِّ بِضَم الباءِ مَعَ قصر الْهمزَة،} والأيْبَلِ كصَيقَل، وأَنْكَرَه سِيبَوَيْهِ، وقالَ: لَيْسَ فِي الكَلامِ فَيعَلٌ {والأيْبُلِ كأَيْنُق} - والأبِيلِي بِفَتْح الهَمْزَة وكَسرِ الباءِ وسُكونِ الياءِ قَالَ الأعْشَى:
(وَمَا! - أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيكَل ... بَناهُ وصَلَّبَ فيهِ وصَارا)
قيل: أُرِيدَ {- أَبِيلِي، فَلَمَّا اضْطُّرَّ قدّم الياءَ كَمَا قَالُوا: أَيْنُقٌ والأَصلُ أَنْوُقٌ} آبالٌ بالمَدِّ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ {وأُبْلٌ، بالضمِّ.
والإِبالَة، ككِتابَةٍ: لُغَةٌ فِي المُشَدَّدِ: الحُزْمَةُ من الحَشِيشِ وَفِي العُبابِ والتَّهْذِيبِ من الحَطَبِ} كالأَبِيلَةِ كسَفِينَة {والإِبّالَةِ، كإِجّانَةٍ نقَلَه الأَزْهَرِيُّ سَماعًا من العَرَبِ، وَكَذَا الجَوْهَرِيُّ، وَبِه رُوِي: ضِغْثٌ على} إِبّالَة أَي بَلِيَّةٌ على أخْرَى كانَتْ قَبلَها {والإيبالَةُ بقَلْبِ إِحْدَى الباءَيْنِ يَاء، نَقَلَها الأَزْهَرِيُّ، وَهَكَذَا رُوِيَ المَثَل والوَبيلَةُ بِالْوَاو، ومَحَلُّ ذِكْرِه فِي وب ل وَمن المُخَفَّفِ قولُ أَسْماءَ ابنِ خارِجَةَ:
(لِي كُلَّ يَوْم مِنْ ذُؤالَهْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبالَهْ)
وَفِي العُبابِ والصِّحاحِ: وَلَا تَقُلْ إِيبالَة، لأَنّ الاسْمَ إِذا كانَ على فِعالَةٍ بالهاءِ لَا يُبدَلُ مِنْ حَرفَي تَضْعِيفِه يَاء مثل: صِنّارَةٍ ودِنّامَةٍ، وإِنّما يُبدَلُ إِذا كانَ بِلَا هَاء مثل: دِينارٍ وقِيراط، وَفِي سياقِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لَا يَخْفى عِنْد التَّأَمُّل.
ويُرِيدُونَ} بأَبِيل {الأَبِيلِينَ عِيسَى صَلَواتُ اللِّه وسَلامُه عليهِ وعَلى نَبِيِّنا، قَالَ عَمْرُو بنُ عبد الحَقِّ:
(وَمَا سَبَّحَ الرُّهْبانُ فِي كُلِّ بِيعَةٍ ... } أَبِيلَ الأَبِيلِينَ المَسِيحَ ابنَ مَرَيمَا)
ويُرْوَى على النّسَب: أَبِيلَ {الأَبِيلِيِّينَ عِيسَى ابنَ مَرَيمَا} والإِبالَةُ، ككِتابة: السِّياسَةُ أَو حُسنُ القِيامِ بالمالِ، وَقد تَقَدّم.
! والأَبِلَةُ، كفَرِحَةٍ: الطَّلِبَةُ يُقال: لِي قِبَلَه {أَبِلَةٌ، أَي: طَلِبَةٌ، قالَ الطِّرِمّاحُ:
(وجاءَتْ لتَقْضِي الحِقْدَ مِنْ} أَبِلاتِها ... فثَنَّتْ لَهَا قَحْطانُ حِقْداً على حِقْدِ)
أَي جاءَتْ تَمِيمٌ لتَقْضِيَ الحِقْدَ، أَي لتُدْرِكَه أَي الحِقْد الَّذِي من طَلِباتِ تَمِيم فصَيَّرَتْ قَحْطانُ حِقْدَها اثْنَيْن، أَي زادَتْها حِقْداً على حِقْدٍ إِذ لم تَحْفَظْ حَرِيمَها.
(و) {الأَبِلَةُ أَيضًا: الحاجَةُ عَن ابنِ بُزُرْجَ، يقالُ: مَالِي إِلَيكَ أَبِلَةٌ، أَي حاجَةٌ.
والأَبِلَةُ: النَّاقَةُ المُبارَكَةُ من الوَلَدِ ونَصّ المُحِيطِ فِي الوَلَدِ، وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ قَرِيبا.
ويُقال: إِنّه لَا} يَأْتَبِلُ، وَفِي العُباب لَا {يَتَأَبَّلُ، أَي لَا يَثْبُتُ على رِعْيَةِ الإِبِلِ وَلَا يُحْسِنُ مِهْنَتَها وخِدْمَتَها، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: لَا يَقُومُ عَلَيْهَا فِيمَا يُصْلِحُها أَو لَا يَثبُتُ علَيها راكِبًا أَي إِذا رَكِبَها، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ حَدِيثَ المُعْتَمِرِ بنِ سُلَيمانَ: رَأَيْتُ رَجُلاً من أَهْلِ عُمَانَ ومَعَه أَبٌ كَبِيرٌ يَمشِي، فقُلْتُ لَهُ احْمِلْهُ، فَقَالَ: إِنه لَا يَأْتبِلُ.
} وتَأْبِيلُ الإِبِلِ: تَسمِينُها وصَنْعَتُها، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن أبي زِيادٍ الكِلابي.
ورَجُلٌ {آبِلٌ،} وأَبِلٌ ككَتِفٍ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وأَنْكَرَ آبِل على فاعِل {- وِإبلِي، بكَسرَتَيْنِ وبفَتْحَتَيْنِ الصوابُ بكسرٍ ففَتْحٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العبابِ، قَالَ: إِنّما يَفْتَحُون الباءَ اسْتِيحاشًا لتَوالِي الكَسراتِ، أَي ذُو} إِبِلٍ وشاهِدُ المَمْدُودِ قَالَ ابنُ هاجَك:) أَنْشَدَني أَبو عُبَيدَةَ للرّاعِي:
(يَسُنُّها آبِلٌ مَا إِنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيدًا وَمَا إِنْ ترتَوي كَرَعَا)
(و) {أَبّالٌ كشَدّادٍ: يَرعاهَا بحُسنِ القِيامِ عَلَيْهَا.
} والإِبْلَةُ، بالكَسرِ: العَداوَةُ عَن كُراع.
وبالضّمِّ: العاهَةُ والآفَةُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: لَا تَبعْ الثَّمَرةَ حَتّى تَأْمَنَ عَلَيها! الأُبْلَة هَكَذَا ضَبَطه ابنُ الأَثِيرِ، وَهُوَ قولُ أبي مُوسَى، ورأَيْت فِي حاشِيَةِ النِّهاية: وَهَذَا وَهَمٌ والصّوابُ {أَبَلَته بالتَّحْرِيكِ.
(و) } الأَبْلَةُ بالفَتْحِ، أَو بالتَّحْرِيكِ: الثِّقَلُ والوَخامَةُ من الطَّعامِ كالأَبَلِ، مُحَرَّكَةً.
(و) {الأَبَلَةُ، بالتَّحْرِيكِ: الإِثْمُ وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ أَي مَال أُدِّيَتْ زَكاتُه فقد ذَهَبَتْ} أَبَلَتُه أَي وَبالُه ومَأْثَمُه، وهَمْزَتُها مُنْقَلِبَةٌ عَن واوٍ، من الكَلأ الوَبيلِ، فأُبْدِلَ من الواوِ هَمْزَة كقَوْلِهِم: أَحَدٌ فِي وَحد.
(و) ! الأُبُلَّةُ كعُتُلَّةٍ ويُفْتَحُ أَوّلُه أَيْضًا كَمَا سَمِعَه الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ قُتَيبَةَ الرّازِيُّ عَن أبي بَكْرٍ صالِحِ بنِ شُعَيب القارِئ كَذَا وُجِدَ بخَطِّ بَدِيعِ بنِ عبدِ اللهِ الأَدِيبِ الهَمَذاني فِي كتاب قَرأه على ابنِ فارِسٍ اللّغَوِيّ: تَمْرٌ يُرَضّ بينَ حَجَرَيْنِ ويُحْلَبُ عَلَيْهِ لَبَنٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْقَارِي: هُوَ المَجِيعُ، والمَجِيع: التَّمْرُ باللَّبنَ، قَالَ أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيُ يَذْكُرُ امرأَتَه أمَيمَةَ:
(فتَأْكُل مَا رُضَّ من زادِهَا ... وتَأبى الأبُلَّةَ لم تُرضَضِ)
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بنُ الأَنْبارِيِّ: إِنَّ الأبُلَّةَ عندَهُم: الجُلَّةُ من التَّمْرِ، وأَنْشَدَ الشِّعْرَ المَذْكُورَ.
وَقَالَ أَبُو القاسِمِ الزَّجّاجِيّ: الأُبُلَّةُ: الفِدْرَةُ من التَّمْرِ وليسَتِ الجُلُّةَ كَمَا زَعَمَه ابنُ الأَنْبارِيِّ.
والأُبُلَّةُ: بالبَصْرَةِ الأَوْلَى مَدِينَةٌ بالبَصْرَةِ فإِنّ مثلَ هَذِه لَا يُطْلَقُ عَلَيْهَا اسْم المَوْضِعِ، فَفِي العُبابِ: مَدِينَةٌ إِلى جَنْبِ البَصْرَةِ، وَفِي مُعْجَمِ ياقوت: بَلْدَةٌ على شاطِئ دِجْلَةِ البَصْرَةِ العُظْمَى فِي زاوِيَةِ الخَلِيجِ الَّذِي يُدْخَلُ مِنْهُ إِلى مَدِينَةِ البَصْرَةِ، وَهِي أَقْدَمُ من البَصْرةِ، لأَنّ البَصْرَةَ مُصِّرَتْ فِي أَيامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِي الله تعالَى عَنهُ، وَكَانَت الأُبُلَّةُ حينَئذٍ مَدِينَةً فِيهَا مَسالِحُ من قِبَلِ كِسرَى وقائِدٌ، قَالَ ياقوت: قَالَ أَبُو عَلِيَ: الأبُلَّةُ: اسمُ البَلَدِ، الهَمْزَةُ فِيهِ فاءٌ وَفُعُلَّةُ قد جاءَ اسْمًا وصِفةً نَحْو خُضُمَّة وغُلُبَّة، وَقَالُوا: قُمُدٌّ، فَلَو قالَ قائِلٌ: إِنّه أُفْعُلَةٌ والهَمْزَةُ زائِدَةٌ مثل أُبْلُمَة وأسْنُمَة لكانَ قَولاً، وذهَبَ أَبُو بَكْرٍ فِي ذَلِك إِلى الوَجْهِ الأوّلِ، كأَنّه لما رَأى فُعُلَّةَ أَكْثَرَ من أفْعُلَة كَانَ عِنْدَه أَوْلَى من الحُكْمِ بزِيادَةِ الهَمزةِ، لقِلَّةِ أفْعُلَة، ولِمَنْ ذَهَبَ إِلى الوَجْهِ الآخَرِ أَنْ يَحْتَجَّ بكَثْرَةِ زِيادَةِ الهَمْزةِ أَوّلاً، ويُقال للفِدْرَةِ من التَّمْرِ: أُبُلَّةٌ فَهَذَا أَيضًا فُعُلَّة من قَوْلِهم: طَيرٌ أَبابِيلُ، فسَّره أَبو عُبَيدَةَ: جَماعاتٍ فِي تَفْرِقَة، فَكَمَا أَنَّ {أَبابيلَ فَعاعِيلُ وليسَتْ بأَفاعِيلَ، كَذَلِك الأبُلَّةُ فُعُلَّةٌ، ولَيسَتْ بأفْعُلَة: أَحَدُ جِنانِ الدُّنْيا وَالَّذِي قالَهُ الأَصْمَعِيُ: جِنانُ الدّنْيا ثَلاثٌ: غُوطَةُ) دِمَشْقَ، ونَهْرُ بَلْخ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ، وحشُوش الدُّنْيا ثلاثَة: الأُبُلَّةُ وسِيرافُ وعُمانُ، وقِيلَ: عُمانُ وأَرْدَبِيلُ وهِيتُ، ونَهْرُ الأُبُلَّةِ هَذَا هُوَ الضّارِبُ إِلى البَصْرَةِ، حفره زِيادٌ، وَكَانَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ يَقُول: مَا رَأَيْتُ أَرضًا مثلَ الأُبُلَّةِ مَسافَةً، وَلَا أَغْذَى نُطْفَةً وَلَا أَوْطَأَ مَطِيَّةً، وَلَا أَرْبَحَ لتاجِر، وَلَا أَحْفى بعابِدٍ مِنْها شَيبانُ بنُ فَرّوخٍ} - الأُبُلِّيُّ شيخُ مُسلم، ومُحَمَّدُ بنُ سُفْيانَ بنِ أبي الوَرْدِ الأبُلِّيُ شَيخُ أبي داودَ، وحَفْصُ بن عُمَر بنِ إِسماعِيلَ الأُبُلِّيُّ رَوَى عَن الثَّوْرِيِّ، ومالِكٌ، ومِسعَرٌ، وأَبو هاشِمٍ كَثِيرُ بنُ سَلِيم الأبُلِّيُّ، كانَ يَضَعُ الحَدِيثَ على أَنَس، وغيرُهم.
{وأُبَيلَى، بالضمِّ وفَتْحِ الباءِ مَقْصُوراً: عَلَمُ امْرَأَة قَالَ رُؤْبَةُ: وضَحِكَتْ مِنِّي} أُبَيلَى عُجْبَا لما رَأَتْنِي بَعْدَ لِين جَأْبَا {وتَأْبيلُ المَيِّتِ: مثل تَأْبِينه وَهُوَ أَنْ تُثْنيَ عَلَيْهِ بعدَ وفاتِه، قَالَه اللِّحْياني، ونَقَله ابنُ جِنِّي أَيْضًا.
(و) } المُؤَبَّلُ كمعظَّمٍ: لَقَبُ إِبْراهِيمَ بنِ إِدرِيسَ العَلَويِّ الأَنْدَلُسِيِّ الشاعِرِ كانَ فِي الدَّوْلَةِ العامِرِيَّةِ، نَقله الحافِظُ.
{والأَبْلُ بالفَتْحِ الرَّطْبُ، أَو اليَبِيسُ، ويُضَمُّ.
(و) } أُبْلٌ بالضَّمِّ: وأَنْشَدَ أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ السَّرِيِّ السَّرّاج:
(سَرَى مِثْلَ نَبضِ العِرقِ واللَّيلُ دُونَه ... وأَعْلامُ أُبْلٍ كُلُّها فالأَصالِقُ)
ويُروَى وأَعْلامُ أُبْلَى.
(و) {الأبُلُ بضَمَّتَين: الخِلْفَةُ من الكَلإِ اليابِسِ يَنْبُت بعدَ عامٍ يَسمَنُ عَلَيْهَا المالُ.
ويُقال: جاءَ فلانٌ فِي} إِبالَتِه، بالكَسرِ، {وأبُلَّتِه، بضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةً وعلىِ الأَخيرِ اقْتَصَرَ الصّاغانيُّ أَي فِي أَصْحابه وقَبيلَتِه، ونَصُّ نوادِرِ الأَعْرابِ: جاءَ فلانٌ فِي} إبِله {وِإبالَتِه، أَي فِي قَبِيلَته يُقال: هُوَ من إِبِلَّةِ سَوْءٍ، مُشَدَّدَةً بكَسرَتَيْنِ، ويُروَى أَيْضًا بضَمَّتَين أَي مَعَ التّشْدِيدِ أَي طَلِبَةٍ، وَكَذَا من} إِبْلاتِه {وإِبالَتِه بكَسرِهِما.
وَفِي المَثَلِ: ضِغْثٌ على إِبّالَةٍ يُروَى كإِجّانَةٍ نَقَلَه الأزْهِرِيُّ والجَوْهَريُّ ويُخَفَّفُ وَهُوَ الأكْثَرُ، وتَقَدَّم قولُ أَسْماءَ بنِ خارجَةَ شاهِداً لَهُ، أَي بَلِيَّةٌ على أُخْرَى كانَتْ قَبلَها كَمَا فِي العُباب أَو خِصْبٌ عَلَى خِصْب وكأَنه ضِدٌّ، وِقال الجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ:} إِيبالَة، وَأجازَه الأَزْهَرِيّ، وَقد تَقَدَّم.
{وآبِلُ، كصاحِبٍ: اسمُ أَرْبَعِ مَواضِعَ، الأَوّل: بحِمْصَ من جِهَةِ القِبلَةِ، بينَها وبينَ حِمْصَ نَحْو مِيلَين.
والثّاني: بدِمَشْقَ فِي غُوطَتِها من ناحِيَةِ الْوَادي، وَهِي} آبِلُ السُّوقِ، مِنْهَا أَبُو طاهِرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الْحُسَيْن بن عامِر بنِ أَحْمَدَ، يُعْرَفُ بابنِ خُراشَةَ الأَنصارِيُّ الخَزْرَجِيُ المُقْرِئُ {- الآبِلِيُّ إِمامُ جامِعِ دِمَشْقَ، قَرَأَ القُرآنَ على أبي المُظَفَّرِ الفَتْحِ بنِ بَرهانَ الأَصْبَهانيِّ وأَقرانِه، ورَوَى عَن أبي بَكْر الحِنّائي وَأبي بَكْر المَيَانَجِيِّ، وَعنهُ أَبُو سَعْدٍ)
السَّمّانُ، وأَبو مُحَمَّدٍ الكَتّانيُ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلاً، تُوفي سنة وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ مُنِيرٍ:
(فالماطِرُونَ فدَارَيَّا فجارَتِها ... } فآبِلٍ فمَغانِي دَيْرِ قانُونِ)
والثالِثُ: بِنابُلُسَ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ صَوابُه ببانِياس بَين دِمَشْقَ والساحِلِ، كَمَا هُوَ نَصّ المُعْجَم.
وَالرَّابِع: قُربَ الأُرْدُنِّ، وَهُوَ {آبِلُ الزَّيْتِ من مَشارِف الشّامِ، قَالَ النَّجاشِيُّ:
(وصَدَّتْ بَنُو وُدِّ صُدُودا عَن القَنَا ... إِلى آبِلٍ فِي ذِلَّةٍ وهَوانِ)
وَفِي الحَدِيث: أَنَّ رَسُولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلّمَ جَهّزَ جَيشًا بعد حِجَّةِ الوَداعِ، وقبلَ وفاتِه، وأَمَّرَ عليهِمْ أْسامَةَ بنَ زَيْد، وأَمَرَه أَنْ يُوطِئَ خَيلَه آبِلَ الزَّيْتِ هُوَ هَذَا الَّذِي بالأرْدُنِّ.
} - وأُبْلِيٌ، بالضّمِّ ثمَّ السكونِ وكسرِ اللامِ وتَشْدِيدِ الياءِ: جَبَلٌ مَعْروفٌ عندَ أَجَأَ وسَلْمَى جَبَلَي طَيّئ، وهناكَ نَجْلٌ سَعَتُه فَراسِخُ، والنَّجْلُ، بِالْجِيم: الماءُ النَّزُّ، ويَستَنْقِعُ فِيهِ ماءُ السَّماءِ أَيْضًا.
{وأُبْلَى، كحُبلَى قالَ عَرّامٌ: تَمْضِي من المَدِينَةِ مُصْعِداً إِلى مَكَّةَ فتَمِيلُ إِلى وَاد يُقال لُه: عُرَيْفِطانُ مَعْنٍ لَيسَ بهِ ماءٌ وَلَا رِعْيٌ وحِذاءه جِبالٌ يُقالُ لَهَا} أبْلَى، فِيهَا مِياهٌ مِنْها بِئْرُ مَعُونَةَ وَذُو ساعِدَةَ وذُو جَماجِمَ والوَسْباءُ، وَهَذِه لبني سُلَيمٍ، وَهِي قِنانٌ مُتَّصِلَةٌ بَعْضهَا إِلى بعضٍ، قَالَ فِيها الشّاعِرُ:
(أَلا لَيتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أَرُوم فآرامٌ فشابَةُ فالحَضْرُ)

(وهَلْ تَرَكَتْ أُبْلَى سَوادَ جِبالِها ... وَهل زالَ بَعْدِي عَن قُنَينَتِه الحِجْر)
وَعَن الزّهْريِّ: بَعث رسولُ اللِّه صَلَّى الله عليهِ وسَلّمَ قِبَلَ أَرضِ بني سلَيمٍ، وَهُوَ يَوْمَئذٍ ببِئْرِ مَعُونَةَ بجُرفِ أُبْلَى، وأُبْلَى بينَ الأَرْحَضِيَّةِ وقُرّآنَ، كَذَا ضَبَطَه أَبُو نُعَيمٍ.
وبَعِيرٌ {أَبِلٌ، ككَتِفٍ: لَحِيمٌ عَن ابنِ عَبّادٍ.
قالَ: وناقَةٌ} أَبِلَةٌ، كفَرِحَة: مُبارَكَةٌ فِي الوَلَدِ وَهَذَا قد تَقَدَّمَ بعَينِه، فَهُوَ تَكْرارٌ.
قَالَ (و) {الإِبالَةُ ككِتابَةٍ: شَيْء تُصَدَّرُ بِهِ البِئْرُ وَهُوَ نَحْو الطّي وقَدْ} أَبَلْتُها فَهِيَ {مَأْبُولَةٌ، كَذَا فِي المُحِيط.
والإِبالَةُ: الحُزْمَةُ الكَبِيرَةُ من الحَطَبِ وَبِه فُسِّرَ المَثَلُ المَذْكُور ويضَم،} كالبُلَةِ كثُبَةٍ.
قَالَ ابنُ عَبّادٍ: وأَرْضٌ {مَأْبَلَةٌ كمَقْعَدَةٍ: ذاتُ} إِبِلٍ.
وأَبَّلَ الرجل {تَأْبِيلاً، أَي: اتَّخَذَ} إِبِلاً واقْتَناهَا وَهَذَا قد تَقَدَّمَ فَهُوَ تَكْرارٌ، ومَرَ شاهِدُه من قَول طُفَيلٍ الغَانَوِيِّ.
وَمِمَّا يستَدْركُ عَلَيْهِ: أَبَلَ الشَّجَرُ {يَأْبُلُ} أبُولاً: نَبَتَ فِي يَبيسِه خُضْرَةٌ تَخْتَلِطُ بِهِ فيَسمَنُ المالُ عليهِ، عَن ابنِ عَبّادِ.
ويُجْمَعُ {الإِبِلُ أَيْضًا على} أَبِيلٍ، كعَبِيدٍ، كَمَا فِي المِصْباحِ، وإِذا جُمِعَ فالمُراد قَطِيعاتٌ، وَكَذَلِكَ أَسْماءُ الجُمُوعِ كأَغْنامٍ)
وأَبْقارٍ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: {الأَيْبُلُ: قَريَةٌ بالسِّنْدِ، قَالَ الصّاغاني: هَذِه القَريَةُ هِيَ دَيْبل لَا} أَيْبُل.
! وأُبِلَت الإِبِلُ، على مَا لَم يُسَمَّ فاعِلُه: اقْتُنِيَتْ. {والمُستَأْبِلُ: الرَّجُلُ الظَّلُومُ قالَ:
(وقَيلانِ مِنْهُم خاذِلٌ مَا يُجِيبني ... } ومُستَأْبِلٌ مِنْهُم يُعَقُّ ويُظْلَمُ)
وأَبُلَ الرَجُلُ {أَبالَةً فَهُو} أَبِيلٌ، كفَقُهَ فَقاهَةً: إِذا تَرَهَّبَ أَو تَنَسَّكَ.
{- وأُبْلِيٌّ، كدُعْمِي: وادٍ يَصُبُّ فِي الفُراتِ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(يَنْصَبّ فِي بَطْنِ} أُبْلِي ويَبحَثُه ... فِي كُلِّ مُنْبَطِحٍ مِنْهُ أَخادِيدُ)
يَصِفُ حِماراً، أَي: يَنْصَبّ فِي العَدْوِ، ويَبحَثُه، أَي يَبحَثُ عَن الوادِي بحافِرِه.
{والأَبِيلُ، كأَمِيرٍ: الشَّيخُ.
} والأَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الحِقْدُ، عَن ابنِ بَري.
والعَيبُ، عَن أَبي مالِكٍ.
والمَذَمَّةُ، والتَّبِعَةُ، والمَضَرَّةُ، والشَّر.
وأَيْضًا: الحِذْقُ بالقِيامِ على الإِبِلِ.
{والأُبلَّةُ، كعُتُلَّةٍ: الأَخْضَرُ من حَمْلِ الأَراكِ، عَن ابنِ بَريّ، قَالَ: ويُقال:} آبِلَةٌ على فاعِلَةٍ.
{وأُبِلْنا، بالضَّمِّ أَي: مُطِرنَا وابِلاً.
ورَجُلٌ} أَبِلٌ {بالإِبِلِ: حاذِق بالقِيامِ عَلَيها، قَالَ الرّاجِزُ: إِن لَها لَرَاعِيًا جَرِيَّا} أَبْلاً بِمَا يَنْفَعها قَوِيَّا لَم يَرعَ مَأْزُولاً وَلَا مَرعِيَّا ونُوقٌ {أَوابِلُ: جَزَأَتْ عَن الماءِ بالرُّطْب عَن أبي عَمْرو، وأَنشد:
(أوابِلُ كالأَوْزانِ حوشٌ نُفُوسُها ... يُهَدِّرُ فِيها فَحْلُها ويَرِيسُ)
} وإِبِلٌ {أُبّال، كرُمّان: جُعِلَت قَطِيعًا قَطِيعًا.
وإِبِلٌ} آبِلَةٌ، بِالْمدِّ: تَتْبَعُ! الأُبْلَ، وَهِي الخِلْفَةُ من الكَلإِ، وَقد أَبَلَتْ.
ورِحلَة أُربِع: مَشْهُورَةٌ عَن أَبي حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ:) (دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قَدْ وَرَدْنَه ... برِحْلَةِ أُبْلِي وإِنْ كَانَ نائِيَا)
{وآبُلُ، كآنك: بلَد بالمَغْرِبِ، مِنْهُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ} - الآبُلي شيخُ المَغْرِبِ فِي أُصُولِ الفِقْه، أخَذَ عَنهُ ابنُ عَرَفَةَ وابنُ خَلْدُون، قيَّدَه الحافِظُ.

قَيْصُ

قَيْصُ السِّنِّ: سُقوطُها من أصْلِها،
وـ من البَطْنِ: حَرَكَتُه. ومِقْيَصُ بنُ صُبابَةَ: صوابُه بالسين، ووَهِمَ الجوهريُّ.
والقَيْصانَةُ: سَمَكَةٌ صَفْراءُ مُسْتَديرَةٌ.
وجَمَلٌ قَيْصٌ: وهو الذي يَتَقَيَّصُ، أي يَهْدِرُ
ج: أقْياصٌ وقُيُوصٌ.
وبِئْرٌ قَيَّاصةُ الجُولِ: مُتَهَدِّمَتُه.
والانْقِياصُ: انْهِيالُ الرَّمْلِ والتُّرابِ، وكَثْرَةُ الماءِ في البِئْرِ، وسُقوطُ السِّنِّ، وانْهِيارُ البِئْرِ،
كالتَقَيُّصِ.
والمُنْقاصُ: المُنْقَعِرُ من أصْلِهِ.

السَّدَمُ

السَّدَمُ، مُحرَّكةً: الهَمُّ، أو مع نَدَمٍ، أو غَيْظٌ مع حُزْنٍ،
سَدِمَ، كَفرِحَ،
فهو سادِمٌ وسَدْمانُ، والحِرْصُ، واللهَجُ بالشيءِ.
وفَحْلٌ مَسْدومٌ وسَدَمٌ، محرَّكةً وككتِفٍ ومُعَظَّمٍ: هائِجٌ، أو الذي يُرْسَلُ في الإِبِلِ فَــيَهْدِرُ بينها، فإذا ضَبِعَتْ، أُخْرِجَ عنها اسْتِهْجاناً لنَسْلِهِ، أو المَمْنوعُ من الضِرابِ بأيِّ وَجْهٍ كان.
والسَّديمُ، كأَميرٍ: الكثيرُ الذِكْرِ، والضَّبابُ الرَّقيقُ، أو عامٌّ.
وماءٌ مُسَدَّمٌ كمُعَظَّمٍ،
وسَدِمٌ، ككتِفٍ ونَدُسٍ وجَبَلٍ وعُنُقٍ: مُنْدَفِقٌ
ج: أسْدامٌ
وسِدامٌ، أو الواحدُ والجمعُ سَواءٌ.
ورَكِيَّةٌ سُدْمٌ، بالضم وبضمتين: مُنْدَفِنَةٌ.
وسَدَمَ البابَ: رَدَمَه. وكمُعَظَّمٍ: البعيرُ المُهْمَلُ، وما دَبِرَ ظَهْرُه فَعُفِيَ من القَتَبِ حتى
انْسَدَمَ دَبَرُه، أي: بَرَأ.
وعاشِقٌ سَدِمٌ، ككتِفٍ: شديدُ العِشْقِ.
وسَدومُ: لقَرْيَةِ قَوْمِ لوطٍ، غَلِطَ فيه الجوهرِيُّ والصواب:

شقشق

شقشق


شَقْشَق
a. Warbled, twittered (bird).
b. [ coll. ], Rinsed.
شَقْشَقَةa. Loquacity.

شِقْشِقَةa. Borsa faucium ( faucial bag of a camel ).
[شقشق] نه: فيه: إن كثيرًا من الخطب من "شقاشق" الشيطان، الشقشقة الجلدة الحمراء التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه؛ الهروى: لا تكون إلا للعربي، وفيه نظر، شبه الفصيح المنطبق بالفحل الهادر ولسانه بشقشقة ونسبها إلى الشيطان لما يدخل فيه من الكذب وكونه لا يبالي بما قال. غ: هي لهاة الجمل العربي. نه: وفيه: فإذا أنا بالفنيق "يشقشق" النوق، قيل: هو هنا بمعنى يشقق، ولو كان من الشقشقة جاز كأنه يهدر وهو بينها.
شقشق: مزّق: (بوشر).
شقشق: غسل الألبسة مرة ثانية أو غسل آنية المائدة ثانيةً وفي (محيط المحيط ص474): والعامة تقول شقشقت الغاسلة الثياب أي غسلتها أخيراً بالماء ليذهب ما فيها من اثر الصابون.
شُقشُق: أو شقشاق (الكالا) وجمعها شقاشق عند (ابن بطوطة 4، 413) وهو الشحرور. وهناك شحرور الماء الذي هو شقشق أو شنقل (طائر من دجاج الماء وفصيلة التفلقيات) (تقويم 75، 7، ابن بطوطة 2، 217).
شقشقة اللسان: ثرثرة (بوشر) (هربرت 239) وفي (محيط المحيط 474): وشقشقة اللسان عند المولدين يريدون بها التمطق بالكلام على غير طائل وقد وردت بهذا المعنى عند (بوشر) أيضاً: وكذلك: تفخيم، كلام مهيَّج، هذيان، هراء.
شقشيق: خشخاش منثور (محيط المحيط).
تشقشق: الصوت العظيم للصخور التي تتساقط وتتكسر من عل (الكالا): Estroendo de cosas que bradas.
شقشق
شقشقَ يشقشق، شَقشقةً، فهو مُشقشِق
• شقشَق الجَملُ: هدَر.
• شقشق العُصفورُ ونحوُه: صوّت، زقزق "استيقظت على شقشقة العصافير". 

شَقشَقة [مفرد]:
1 - مصدر شقشقَ.
2 - صوت الطيور في الصَّباح "في الصّباح نسمع شقشقة العصافير" ° شقشقة اللِّسان: ثرثرته- شقشقة النّهار: الفجر. 

شِقشِقة [مفرد]: ج شقاشِقُ: لهاة البعير، وهي شيء كالرِّئة يُخرجه الجمل من فيه إذا هاج وهدَر ° شِقشِقة هدَرت ثم قرَّت: ضجّة أو فتنة ثارت ثم هدأت- فلانٌ شقشقة قومه: زعيمهم وفصيحهم المتحدِّث عنهم- هدَرت شقشقة فلان: ثار، أو أفصح في كلام. 
(شقشق)
الْجمل هدر والعصفور وَنَحْوه صَوت

التّرجيح

التّرجيح:
[في الانكليزية] Probability ،Preference
[ في الفرنسية] Probabilite ،preference
بالجيم في اللغة جعل الشيء راجحا أي فاضلا غالبا زائدا. ويطلق مجازا على اعتقاد الرجحان. وفي اصطلاح الأصوليّين بيان الرجحان وإثباته، والرجحان زيادة أحد المثلين المتعارضين على الآخر وصفا. ومعنى قولهم وصفا أنّ الترجيح يقع بما لا عبرة له في المعارضة، فكان بمنزلة الوصف التابع للمزيد عليه لا بما يصلح أصلا أو تقوم به المعارضة من وجه، كرجحان الميزان فإنه عبارة عن زيادة بعد ثبوت المعادلة بين كفتي الميزان، وتلك الزيادة على وجه لا تقوم بها المماثلة ابتداء، ولا تدخل تحت الوزن منفردة عن المزيد عليه قصدا في العادة كالدانق أو الحبة أو الشعيرة في مقابلة العشرة لا يعتبر وزنه عادة ولا يفرد لها الوزن في مقابلها، بل يهدر ويجعل كأن لم يكن بخلاف الستة أو السبعة ونحوهما إذا قوبلت بالعشرة، فإنّ ذلك لا يسمّى ترجيحا لأنّ الستة ونحوها يعتبر وزنها في مقابلة العشرة ولا تهدر، وهذا مأخوذ من قوله عليه السلام للوزّان حين اشترى سراويلا بدرهمين (زن وارجح فإنّا معاشر الأنبياء هكذا نزن). فمعنى أرجح زد عليه فضلا قليلا يكون تابعا بمنزلة الأوصاف كزيادة الجودة لا قدرا يقصد بالوزن عادة للزوم الرّبا في قضاء الديون، إذ لا يجوز أن يكون هبة لبطلان هبة المشاع، فخرج بهذا القيد الترجيح بكثرة الأدلة بأن يكون في أحد الجانبين حديث واحد وقياس واحد وفي الآخر حديثان أو قياسان، وإن ذهب إليه البعض من أصحاب الشافعي ومن أصحاب أبي حنيفة. وبالجملة إذا دلّ دليل على ثبوت شيء والآخر على انتفائه فإما أن يتساويا في القوة أو لا، وعلى الثاني إمّا أن تكون زيادة أحدهما بمنزلة التابع والوصف أو لا، ففي الصورة الأولى معارضة حقيقة ولا ترجيح، وفي الثانية معارضة مع ترجيح، وفي الثالثة لا معارضة حقيقة فلا ترجيح لابتنائه على التعارض المنبئ عن التماثل، فلا يقال النّصّ راجح على القياس.
وما ذكرنا من معنى الترجيح هو معنى ما قيل:
الترجيح اقتران الدليل الظني بأمر يقوى به على معارضة. هكذا في التلويح وبعض شروح الحسامي. وفي العضدي الترجيح في الاصطلاح اقتران الأمارة بما يقوى به على معارضها.
وللفقهاء ترجيح خاص يحتاج إليه في استنباط الأحكام، وذلك لا يتصوّر فيما ليس فيه دلالة على الحكم أصلا، ولا فيما دلالته عليه قطعية، إذ لا تعارض بين قطعيين ولا بين قطعي وظنّي، بل لا بدّ من اقتران أمر بما يقوى به على معارضها. فهذا الاقتران الذي هو سبب الترجيح هو المسمّى بالترجيح في مصطلح القوم، وطرق الترجيح كثيرة تطلب من التوضيح والعضدي وغيرهما.

هدرج

هـدرج
هدرجَ يهدرج، هَدْرَجةً، فهو مُهدرِج، والمفعول مُهدرَج
• هدرج الشَّيءَ: (كم) وحَّده أو مزجه، أو عالجه بالهيدْروجين "يمكن هدرجة فول الصُّويا لفترة طويلة". 

هدرجة [مفرد]: (كم) عمليَّة تحويل الزُّيوت (الهيدروكربونات) غير المشبَّعة إلى زيوت مشبَّعة، وذلك باتّحادها بالهيدروجين في وجود النَّيكل حافزًا. 

سَلَفِي

سَلَفِي
من (س ل ف) من يرجع في الأحكام الشرعية إلى الكتاب والسنة ويهدر ما سواهما، أو نسبة إلى سَلَف: القرض، ومن تقدم من الآباء والأجداد.

المِعَا

المِعَا:
بالكسر، والقصر، يجوز أن يكون جمع معوة وهو أرطاب النخل كله، قال الأصمعي:
إذا أرطب النخل كله فذلك المعو وقد أمعى النخل، وقياسه أن تكون الواحدة معوة ولم أسمعه، فهذا جمع على الأصل مثل كروة وكرى، ومعا الجوف معروف، قال الليث: المعا من مذانب الأرض كل مذنب بالحضيض ينادى مذنبا بالسّند، وقال أبو خيرة: المعا مقصور، الواحدة معاة سهلة بين صلبين، وقال الحفصي: إذا أخذت من سعد من أرض اليمامة إلى هجر فأوّل ما تطأ حمل الدهناء ثم جبالها ثم العقد ثم هريرة وهو آخر الدهناء ثم واحف ثم المعا، قال ذو الرّمة:
قياما على الصّلب الذي واجه المعا ... سواخط من بعد الرّضا للمراتع
وقال أبو زياد الكلابي: المعا جانب من الصّمّان، وقال ذو الرّمّة:
تراقب بين الصّلب من جانب المعا، ... معا واحف شمسا، بطيّا نزولها
وهو مكان، وقيل: جبل قبل الدهناء، قال الخطيم العكلي:
بني ظالم إن تظلموني فإنني ... إلى صالح الأقوام غير بغيض
بني ظالم إن تمنعوا فضل ما بكم ... فإن بساطي في البلاد عريض
فإن المعا لم يسلب الدهر عزّه، ... به العلجان المرّ غير أريض
ويوم المعا: من أيام العرب قتل فيه عبد الله بن الرائش الكلبي فقال بدر بن امرئ القيس بن خلف ابن بهدلة من أبيات:
ولقد رحلت على المكاره واحدا ... بالصيف تنبحني الكلاب الحصّر
وطعنت عبد الله طعنة ثائر، ... وبأيّكم يوم المعا لم أثأر
فطعنته نجلاء يهدر فرعها ... سنن الفروع من الرباط الأشقر

أبل

أبل: الإِبِلُ: مَعْروْفَةٌ، وجَمْعُها آبَالٌ. وإبِلٌ مُؤبَّلَةٌ: جُعِلَتْ قَطِيْعاً قَطِيْعاً.
والآبِلُ: ذو الإِبِلِ. والأَبِلُ مَقْصُوْرٌ: الحاذِقُ برِعْيَةِ الإِبِلِ الرَّفِيْقُ بسِيَاسَتِها، وهو صاحِبُ الإِبِلِ أيضاً.
والأَبِلُ أيضاً والآبِلُ: الحاذِقُ، أَبِلَ يَأْبَلُ إبَالَةً وإبَالاً.
ولا يَأْتَبِلُ: لا يَثْبُتُ على الإِبِلِ. ولا يَتَأَبَّلُ: لا يُحْسِنُ رِعْيَتَها.
وهو " آبَلُ من حُنَيْفِ الحَنَاتِمِ ": وهو رَجُلٌ من بَني تَمِيْمٍ.
وتَأَبَّلَ إبِلاً: اتَّخَذَها. وأَبَّلَ تَأْبِيْلاً: كُثُرَ إبِلُه.
وإذا أُهْمِلَتِ الإِبِلُ قِيْل: أَبَلَتْ أُبُوْلاً وأُبِّلَتْ تَأْبِيْلاً. وهي إبِلٌ أُبَّلٌ. ولفُلانٍ إبِلٌ: أي له مائةٌ من الإِبِلِ، وإبِلاَنِ: مائتَانِ. وفي الحَدِيْنِ: " تَجِدُونَ النّاسَ كإبِلٍ مائةٍ ليس فيها رَاحِلَةٌ "، وقيل: هي الرّاعِيَةُ التي تَجْتَمِعُ.
والإِبِلُ: السَّحَابُ؛ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: " أفلا يَنْظُرُوْنَ إلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ".
والأُبُوْلُ: طُوْلُ الإِقَامَةِ في المَرْعى والمَوْضِعِ، وحِمَارٌ آبِلٌ: مُقِيْمٌ لا يَبْرَحُ يَجْتَزِىءُ عن الماءِ.
وتَأَبَّلَ الرَّجُلُ عن امْرَأَتِه: كذلك؛ أي تَرَكَ نِكَاحَها.
والأَبْلُ: الرُّطْبُ، وقيل: اليَبِيْسُ، أَبَلَتْ تَأْبِلُ وتَأْبُلُ أَبلاً وأُبُوْلاً؛ فهي أُبَّلٌ وأَوَابِلُ، وهو الأُبْلُ أيضاً. وهي من الطَّرِيْفَةِ والصِّلِّيَانِ إذا يَبِسَا.
وأَبَلَ الشَّجَرُ يَأْبُلُ أُبُوْلاً: إذا نَبَتَ في يَبِيْسِه خُضْرَةٌ تَخْتَلِطُ به فيَسْمَنُ المالُ عليه.
وأبَلَ الرَّجُلُ يَأْبِلُ أَبْلاً: غَلَبَ وامْتَنَعَ.
وأَبَلَ يَأْبُلُ أَبَالَةً: نَسَكَ وتَرَهَّبَ.
والأَبِيْلُ: من رُؤُوْسِ النَّصَارى، وهو الأَبِيْلِيُّ، ويُقال له: أَيْبَلٌ وأَيْبُلٌ وأَيْبَلِيٌّ.
والأَيْبُلُ: قَرْيَةٌ بالسِّنْدِ.
والأَيْبُليُّ: الذي يَضْرِبُ بالنّاقُوْسِ.
وطَيْرٌ أَبَابِيْلُ: يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً إبِّيْلاً إبِّيْلاً وإبَالَةً إبَالةً، وخَيْلٌ كذلك، واحِدُها إبَّوْلٌ.
وأَبَّلْتُه تَأْبِيْلاً: إذا أَثْنَيْتَ عليه بَعْدَ مَوْتِه.
وجاءَ في إبَالَتِه وأُبُلَّتِه: أي في أصْحَابِه وقَبِيْلَتِه. وهو من إبِلَّةِ سَوْءٍ وأُبُلَّتِه وإبْلاَءِ سَوْءٍ وإبَالَتِه.
وبَعِيْرٌ أَبِلٌ: كَثِيْرُ اللَّحْمِ.
وناقَةٌ أَبِلَةٌ: مُبَارَكَةٌ في الوَلَدِ.
والأَبَلَةُ: الحاجَةُ. وقيل: التَّبِعَةُ والمَذَمَّةُ، وقيل: العَارُ والعَيْبُ.
وبَيْني وبَيْنَه أَبَلَةٌ: أي حِقْدٌ، وجَمْعُها أَبَلاَتٌ.
وأَبَلَهُ بالعَصَا: ضَرَبَه بها.
والإِبَالَةُ: شَيْءٌ يُصَدَّرُ به البِئْرُ، أَبَلْتُ البِئْرَ فهي مَأْبُوْلَةٌ؛ وهو نَحْوُ الطَّيِّ.
والإِبَالَةُ: الحُزْمَةُ من الحَشِيْشِ والحَطَبِ. ومَثَلٌ: " ضِغْثٌ على إبَالَةٍ " و " إيْبَالَةٍ ": أي بَلِيَّةٌ على أُخْرَى.
وفي الحَدِيْثِ: " أيُّ مالٍ أُدِّيَتْ زَكاتُه فقد ذَهَبَتْ أَبَلَتُه " أي وَبَلَتُه، وهي الوَخَامَةُ.
(أبل) أبالة ترهب وتنسك فَهُوَ أبيل
(أ ب ل) : (أُبُلَّةُ الْبَصْرَةِ) مَوْضِعٌ بِهَا وَهِيَ فِيمَا يُقَالُ إحْدَى جِنَانِ الْأَرْضِ.
(أبل) الْعود جرى مَاؤُهُ وَالْمَرِيض برأَ وَعَلِيهِ غَلبه وَفُلَانًا صادفه أبل أَي فَاجر الْخُصُومَة
أب ل

لفلان أثلة مال مؤثلة: غنم مغنمة وإبل مؤبلة. وتأبل إبلاً وتغنم غنماً: اتخذها. وهذه إبل أبل أي مهملة. وفلان حسن الإبالة والإبالة أي السياسة والقيام على ماله، لأن مال العرب الإبل. ومنها: آبل من حنيف الحناتم.

ومن المجاز: تأبل فلان إذا ترك النكاح ولم يقرب النساء، من أبلت الإبل وتأبلت إذا اجترأت بالرطب عن الماء. ومنه قيل للراهب: أبيل، وقد أبل أبالة فهو أبيل، كما تقول: فقه فقاهة فهو فقيه. وتقول: فلانة لو أبصرها الأبيل، لضاق به السبيل.
أبل
أَبابيلُ [جمع]: فِرَق وجماعات متفرِّقة ومتتابعة، وهو جمع لا واحد له " {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} ". 

إِبِل [جمع]: جج آبال: جِمال ونُوق، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وهو لفظ مؤنَّث "ضربه ضرب غرائب الإِبِل [مثل]: ضربه ضربًا شديدًا موجعًا- ما هكذا تُورَدُ يا سعد الإبلُ [مثل]: يُضرب لمن يتكلّف أمرًا لا يُحسنه- {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} ". 
أبل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث يحيى بن يعمر أيَّ مالٍ أدّيت زكاتَه وبل فقد ذهبت أبَلَتُه ويروى: وَبَلَته. فأبدل بِالْوَاو الْألف هَذَا كَقَوْلِهِم: أحد [و -] إِنَّمَا هُوَ وَحَد والوَبَلة هِيَ شرّه ومضرّته وَأَصلهَا فِي الطَّعَام وَهِي وخامته وأذاؤه ومضرته وَهِي هَهُنَا فِي المآثم يَقُول: فَإِذا أدّيت زَكَاته فَلَيْسَ هُوَ حِينَئِذٍ بكنز يخَاف فِيهِ التبعة.

حَدِيث وهب بن مُنَبّه

أبل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث وهب [بن مُنَبّه -] لقد تأبَّل آدم عَلَيْهِ السَّلَام على ابْنه الْمَقْتُول كَذَا وَكَذَا عَاما لَا يُصِيب حَوَّاء. قَوْله: تأبَّلَ هُوَ تفعل من الأبول وَهُوَ أَن تجزأ الْوَحْش عَن المَاء فَلَا تقربه يُقَال مِنْهُ: قد أبَلَتْ تأبُلُ (تأبَلُ) أبولًا وجَزَأت تجزأ جُزْءا سَوَاء.

بن قَالَ أَبُو عبيد: فَشبه امْتنَاع آدم عَلَيْهِ السَّلَام من غشيان حَوَّاء بامتناع الْوَحْش من وُرُود المَاء إِذا أبلت.

[أَحَادِيث سعيد الْمسيب رَحمَه الله]
أ ب ل: (الْإِبِلُ) لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ فَالتَّأْنِيثُ لَهَا لَازِمٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا إِبْلٌ بِسُكُونِ الْبَاءِ لِلتَّخْفِيفِ، وَالْجَمْعُ (آبَالٌ) وَإِذَا قَالُوا  (إِبِلَانِ) وَغَنَمَانِ فَإِنَّمَا يُرِيدُونَ قَطِيعَيْنِ مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الْإِبِلِ (إِبَلِيٌّ) بِفَتْحِ الْبَاءِ اسْتِيحَاشًا لِتَوَالِي الْكَسْرَاتِ، قَالَ الْأَخْفَشُ: يُقَالُ جَاءَتْ إِبِلُكَ (أَبَابِيلَ) أَيْ فِرَقًا وَ «طَيْرٌ أَبَابِيلُ» قَالَ: وَهَذَا يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّكْثِيرِ وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُهُ إِبَّوْلٌ مِثْلُ عِجَّوْلٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُهُ إِبِّيلٌ. قَالَ: وَلَمْ أَجِدِ الْعَرَبَ تَعْرِفُ لَهُ وَاحِدًا.
قُلْتُ: نَظِيرُهُ وَزْنًا وَمَعْنًى طَيْرٌ أَبَابِيدُ وَنَظِيرُهُ وَزْنًا فَقَطْ عَبَابِيدُ وَعَبَادِيدُ وَهُمُ الْفِرَقُ مِنَ النَّاسِ; قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا وَاحِدَ لَهُ. وَ (أَبَلَ) الرَّجُلُ عَنِ امْرَأَتِهِ يَأْبِلُ بِالْكَسْرِ امْتَنَعَ عَنْ غِشْيَانِهَا وَ (تَأَبَّلَ) أَيْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ «لَقَدْ تَأَبَّلَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى ابْنِهِ الْمَقْتُولِ كَذَا وَكَذَا عَامًا لَا يُصِيبُ حَوَّاءَ» وَ (الْأَبَلَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْوَخَامَةُ وَالثِّقَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَفِي الْحَدِيثِ «كُلُّ مَالٍ أَدَّيْتَ زَكَاتَهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ أَبَلَتُهُ» وَأَصْلُهُ وَبَلَتُهُ مِنَ الْوَبَالِ فَأَبْدَلُوا مِنَ الْوَاوِ أَلِفًا كَقَوْلِهِمْ أَحَدٌ وَأَصْلُهُ وَحَدٌ. وَ (الْأَبِيلُ) رَاهِبُ النَّصَارَى وَكَانُوا يُسَمُّونَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبِيلَ الْأَبِيلِينَ. 
(أبل) - في الحديث: "كان عِيسَى عليه السَّلامُ يُسَمَّى أبِيلَ الأَبِيلِينَ" الأَبِيلُ، على زنة الكَرِيم: الرَّاهِبُ، قال:
* بأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَر *
قال: وكذلك الأَيبُل والأَيبُلِىّ كالدَّيبُلِ والدَّيْبُلىّ. والأبِيلِىّ أيضا قيل سُمِّى به لِتَأبُّله عن النِّساء وتركِه إِيَّاهن مثل الحَصُور، والفعل منه. أَبَل يَأبُل أَبالةً إذا نَسَك وتَرهَّب.
قال الشاعر:
* أبِيلَ الأَبِيلِيِّن عِيسى ابنَ مَرْيَمَا *  - في بعض أحاديث الاستِسْقاء: "فأَلَّف اللهُ تعَالَى بين السَّحاب فأُبِلْنا".
: أي مُطِرنا وَابِلاً، وهو المَطرَ الكَبِير القَطرْ.
والعرب قد تجعل مكانَ الوَاوِ أَلِفاً في الفِعْل، وفي الاسم جَمِيعاً، كما قالوا في الفعل: وَرَخَ الكِتابَ وأَرخَه، ووكَّد اليَمِينَ وأَكَّدَها وأَوكَفَ الدَّابَّةَ وأَكَفها، وَواخَيتُه وأَخَيْته، وأَوصَد البَابَ وأَصَدَه، ووَقَّت الشَّىءَ وأَقتَه، ولهذا قُرِىء "مُؤْصدَة" بالهَمْز وبِغَيْر هَمْز. ومن الأسماء وِشاح وإِشاح، وأَحَد وَوَحَد، وَوِسادَة وإسادة، ووِلْدة وإلدة في جمع وِلْدان.
- ومنه الحديث الذي رُوى: "كُلُّ مالَ أُدِّيَتْ زكاتُه فقد ذهبت أبلَتُه". ويُرْوَى: "وَبَلَتُه".
قال ابنُ فَارِس: الأَبَلة، الثِّقَل، والأَبِلة: الطَّلِبة أيضا. يقال: لى عنده أَبِلةٌ: أي طَلِبةٌ، وقيل: هو من الوَبَال أيضا. - في الحَدِيث: " النَّاسُ كإبلٍ مِائَة".
قيل: الِإبل هي الرّاعية التي تَجتَمِع في الموضع. والأُبُول: طُولُ الِإقامة في المَرعَى، وإِبلٌ مُؤَبَّلَة إذا كانت للقِنْيَة.
ويقال أيضا: أَبلَت الِإبلُ أُبولًا إذا هَمَلت، وأُبِّلَت إذا أُهمِلت، فعلى هذا يكون من الأَضْداد، وإبل آبلة، إذا كانت تتبَع الِإبلَ، وهَامِلة، إذا كانت تغيب خِمْساً وسِدْسًا بلا راعٍ، وإبل آبِدَة ، إذا كانت تَبعُد شَهْرا وأَكثَر منه.
ويقال: له إِبلٌ: أي مِائَةٌ من الِإبل وإبلان: أي مائَتَين، فَعَلى هذا قَولُه: كإِبلٍ: أي كَمِائةٍ من الِإبل. وقوله: مِائَة، تَأكيد له. والآبِلُ: ذو الِإِبل، والآبِل: الحَاذِق بسِياسَتِها، وفي المَثَل: "هو آبَلُ من حُنَيْف الحَناتم" ، وهو رَجُلٌ من بَنِى تَمِيم عارفٌ بسِياسَةِ الِإبل.
ويقال في إبِل إِبْل أيضا بِسُكون الباء.
- وفيه: "لا تَبع الثَّمرةَ حتى تأمَنَ عليها الأُبْلَة":
الأبْلَة بَوزْن العُهْدة: العَاهَةُ والآفَةُ 
[أبل] الإبْلُ لا واحد لها من لفظها، وهي مؤنَّثة لأنَّ أسماء الجموع التي لا واحدَ لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين، فالتأنيث لها لازمٌ. وإذا صغرتها أدخلتها الهاء، فقلت أبيلة وغنيمة، ونحو ذلك. وربما قال للابل إبل، يسكنون الباء للتخفيف. والجمع آبال. وإذا قالوا إبلان وغنمان فإنما يريدون قطيعين من الابل والغنم. وأرض مأبلة: ذات إبل. والنسبة إلى الابل إبلى، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسَرات. وإبل أبل، مثال قبر، أي مهملة. فإن كانت للقُنْيَةِ فهي إبِلٌ مُؤبَّلَةٌ. فإن كانت كثيرة قيل إبِلٌ أَوابِلُ. قال الأخفش: يقال جاءت إبِلُكَ أَبابيلَ، أي فِرقاً. وطيرٌ أبابيل. قال: وهذا يجئ في معنى التكثير، وهو من الَجمْع الذى لا واحد له. وقد قال بعضهم: واحده أبول، مثل عجول. وقال بعضهم: إبيل. قال: ولم أجد العرب تعرف له واحدا وأبلت الابل والواحش تأبل وتأبل أبولا، أي اجتزأتْ بالرُطْبِ عن الماء. ومنه قول لبيد: وإذا حَرَّكْتُ رِجْلي أَرْقَلَتْ بيَ تَعْدو عَدْوَ جون قد أبل الواحد آبل، والجمع أبال، مثل كافر وكفار. وأبل الرجل عن امرأته، إذاً امتنع من غشيانها، وتأبل. وفى الحديث: " لقد تأبل آدم عليه السلام على ابنه المقتول كذا وكذا عاما لا يصيب حواء ". وأبل الرجل بالكسر يأبل أبالة، مثل شكس شكاسة، وتمه تماهة، فهو أبل وآبل، أي حاذقٌ بمصلحة الإبِل. وفلان من آبلِ الناس، أي من أشدّهم تأنُّقاً في رِعْيَةِ الإبِلِ وأعلمهم بها. ورجلٌ إبَليُّ بفتح الباء، أي صاحب إبِلٍ. وأَبَّلَ الرجلُ، أي اتخذ إبلا واقتناها. وقال حميد بن ثور :

في بعض النسخ بدله " طفيل ". وفى اللسان: قال طفيل في تشديد الباء. وفى المخطوطات " طفيل " أيضا فأبل واسترخى به الخطب بعد ما أساف ولولا سعينا لم يؤبل وأبلت الابل، أي اقتنيت، فهى مَأْبولَةٌ. وفلان لا يَأْتَبِلُ، أي لا يَثْبُتُ على الإبل إذا ركبها، وكذلك إذا لم يقم عليها فيما يصلحها. عن أبى عبيد. والابلة بالتحريك: الوَخامة والثِقَلُ من الطعام. وفي الحديث: " كلُّ مالٍ أدّيتَ زكاته ذهبت أبلته ". وأصله وبلته من الوبال، فأبدل بالواو الالف، كقولهم أحد وأصله وحد. والابالة بالكسر: الحُزْمة من الحطب. وفي المثل: " ضِغْثٌ على إبَّالَةٍ ". أي بليّةٌ على أخرى كانت قبلها. ولا تقل إيبالة، لان الاسم إذا كان على فعالة بالهاء لا يبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء، مثل صنارة ودنامة، وإنما يبدل إذا كان بلا هاء، مثل دينار وقيراط. وبعضهم يقول إبالة مخففا، وينشد  لى كل يوم من ذؤاله ضغث يزيد على إبالة والابلة بالضم وتشديد اللام: الفدرة من التمر. وأنشد ابن السكيت : فيأ كل مارض من زادنا ويأتى الابلة لم ترضض والابلة أيضا: مدينة إلى جنب البصرة. والابيل: راهب النصارى. قال عدى ابن زيد: إننى والله فاقبل حلفى بأبيل كلما صلى جأر وكانوا يسمون عيسى عليه السلام: أبيل الابيلين قال الشاعر : أما ودماءٍ مائِراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَسْرِ عَنْدَما وما سَبَّحَ الرهبانُ في كل بِيعَةٍ أَبِيلَ الأَبيلينَ المسيحَ ابنَ مريما لقد ذاق منا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حساما إذا ماهز بالكف صمما
[أب ل] الإِبِلُ والأَبِلُ الأخيرة عن كُرَاعَ معروفٌ لا واحِدَ له من لفظِه والجمعُ آبالٌ وحكى سِيبَوَيْهِ إِبِلانِ قال لأنَّ إِبِلاً اسمٌ لم يُكسَّر عليه وإنَّما يُريدُونَ قَطِيعَينِ أبو الحَسَنِ وَإِنَّما ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلَى الإِيْنَاسِ بِتَثْنِيَةِ الأَسماءِ الدَّالَّةِ على الجَمْعِ فهو يُوَجِّهُهَا إلى الألْفَاظِ الآحَادِ ولذَلكَ قال وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ قَطِيعَيْنِ وقولُهُ لم يُكَسَّر عَلَيهِ لَمْ يُضْمِرْ في يُكَسَّرْ وتَأَبَّلَ إِبِلاً اتَّخَذَهَا وَأَبَّلَ الرَّجُلُ وآبَلَ كَثُرَتْ إِبِلُهُ وَرَجُلٌ أَبِلٌ وآبِلٌ وَإِبِلِيٌّ ذو إِبِلٍ وَأَبَّالٌ يَرْعَى الإِبِلَ وأَبَلَ يَابُلُ أَبَالَةً وَأَبِلَ أَبَلاً فَهُو آبِلٌ وَأَبِلٌ حَذَقَ مَصْلَحَة الإِبِلِ والشَّاءِ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ هو منْ آبَلِ النَّاسِ قالَ ولا فِعْلَ لَهُ وَإِنَّهُ لا يَأْتَبِلُ أَي لا يَثْبُتُ عَلَى رِعْيَةِ الإِبلِ ولا يُحْسِنُ مِهْنَتَها وقيلَ لا يَثْبُتُ عَلَيْها رَاكِبًا وَتَأْبِيْلُ الإِبِلِ صَنْعَتُهَا وتَسْمِينُهَا حكاهُ عن أَبي زيادٍ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَبَلَتِ الإِبِلُ والوَحْشُ تَأْبِلُ وتَأْبُلُ أَبْلاً وَأُبُولاً وَأَبِلَتْ وَتَأَبَّلَتْ جَزَأَتْ عَلَى الماءِ بالرَّطْبِ ومنه قَوْلُ لَبِيدٍ

(وَإِذَا حَرَّكْتُ غَرْزِيْ أَجْمَرَتْ ... أَو قَرابِي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلّ)

وَأَبَلّ الرَّجُلُ عَنِ امرأَتِهِ وَتَأَبَّلَ اجْتِزَأَ عنها وفي الحَدِيثِ أَبَلَ آدَمُ عَلَى ابْنِهِ المَقْتُولِ كَذَا وكذا عَامًا لا يُصِيْبُ حَوَّاءَ أي امتَنَعَ مِنْ غِشْيَانِها وَيْرْوَى تَأَبَّلَ وَأَبَّلَتِ الإِبلُ بالمَكَانِ أُبُولاً أَقامَتْ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ

(بِهَا أَبَلَّتْ شَهْرَيْ رَبيعٍ كِلَيْهِمَا ... فَقَدْ مَارَ فِيهَا نَسْؤُهَا واقْتِرَارُهَا)

اسْتَعَارَهُ هنا لِلظَّبْيَةِ وَإِبلٌ أَوَابِلُ وَأُبَّلٌ وَأُبَّالٌ وَمُؤَبَّلَةٌ كَثِيرَةٌ وقيلَ هي الَّتي جُعِلَتْ قَطِيعًا قَطِيعًا وقيلَ هِي المُتَّخَذَةُ للقِنيَةِ فَأَمَّا قَوْلُ الحُطَيْئَةِ (عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشَّوِيِّ ... )

فَإِنَّهُ ذَكَّرَ حَمْلاً عَلَى القَطِيْعِ أو الجمعِ أو النَّعَمِ لأنَّ النَّعَمَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثْ أنشدَ سِيبَوَيْهِ

(أَكُلَّ عَامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَهُ ... )

وقد يكوُنُ أَنَّهُ أَرَادَ الوَاحِدِ وَلَكنِ الجَمْعُ أَوْلَى لقوِلِه فَالشَّوِيِّ والشَّوِيُّ اسمُ جَمْعٍ وَالإِبلُ الأُبَّلُ المُهْمَلَةُ قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(وَرَاحَتْ في عَوَازِب أُبَّلِ ... )

وَأَبَلَ يَأْبِلُ أَبْلاً غَلَبَ وامْتَنَعَ عَنْ كُرَاعَ والمَعْرُوفُ أَبَّلَ والإِبِّيْلُ والإِبَّوْلُ وَالإِبَّالَةُ القِطْعَةُ مِنَ الطَّير والخَيْلِ والإِبلِ قال

(أَبَابِيلَ هَطْلَى مِنْ مُرَاحٍ ومُهْمَلٍ ... )

وقيلَ الأَبَابِيلُ جَمَاعَةٌ فِي تَفْرِقَةٍ واحِدُهَا إِبِّيْلٌ وَإِبَّوْلٌ وَذَهَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى أَنَّ الأَبَابِيْلَ جَمْعٌ لا وَاحِدَ لَهُ بِمَنْزِلَةِ عَبَادِيدَ وشَعَالِيْلَ وَأَبَّلَ الرًّجُلَ كَأَبَّنَهُ والأَبِيْلُ العَصَا وَالأَبِيْلَةُ والإِبَالَةُ الحُزْمَةُ مِنَ الحَشِيشِ وَالأَبِيلُ رَئِيسُ النَّصَارَى وقيلَ هو الرَّاهِبُ وقيلَ صَاحِبُ النَّاقُوسِ قالَ ابنُ عَبْدِ الجِنِّ

(أَمَا وَدِمَاء مَائِرَاتٍ تُخَالُهَا ... عَلَى قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْرِ عنْدَمَا)

(وَمَا قَدَّسَ الرُّهْبَانُ فِي كُلِّ هَيْكَلٍ ... أَبِيْلَ الأَبِيْلَينَ المَسِيحَ بنَ مَرْيَمَا)

أَضَافَهُ إِلَيْهِم عَلَى التَّشْنِيعِ لِقَدْرِه والتَّعْظِيمِ لخَطَرِه وَقِيلَ هُوَ الشَّيخُ والجمعُ آبَالٌ والأَيْبُلِيُّ الرَّاهِبُ فَإِمَّا أنْ يكُونَ أَعجَمِيّا وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَد غَيَّرَتْهُ يَاءُ الإِضَافَةِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ انْقَحَلَ فَقَدْ قالَ سيبويه لَيْسَ في الكَلاَمِ فَيْعُلٌ وَأَنْشَدَ الفَارِسِيُّ بَيْتَ الأَعْشَى

(وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ ... بَنَاهُ وَصَلَّبَ فيه وصَارَا)

وَفي الحَدِيثِ كُلُّ مَالٍ زُكِّيَ فَقَدْ ذَهَبَتْ عَنْهُ أَبَلَتُهُ أَي ثِقْلُهُ وَوَخَامَتُهُ والإِبْلَةُ العَدَاوَةُ عَنْ كُرَاعَ وَالأُبُلَّةُ تَمْرٌ يُرَضُّ بَيْنَ حَجَرَينِ وَيُحْلَبُ عَلَيْهِ لَبَنٌ وقيلَ هِي الفِدْرَةُ مِنَ التَّمْرِ قالَ

(فَيَأْكُلُ مَا رُضَّ مِنْ زَادِنَا ... وَيَأْبَى الأُبُلَّةَ لَمْ تُرْضَضِ)

وَالأُبُلَّةُ مَكَانٌ بِالبَصْرَة وَأُبْلَى مَوْضِعٌ قالَ أَنْشَدَهُ أَبُو مُحَمدُ بن السَّري السَّرَّاج

(سَرَيْ مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ واللَّيْلُ دُوَنُه ... وَأَعْلاَمُ أُبْلَى كُلُّهَا فَالأَصَالِقُ)

ويُرْوَى وَأَعْلاَمُ أُبْلٍ وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ رِجْلَةُ أُبْلِيٍّ مَشْهُورَةٌ وَأَنْشَدَ

(دَعَا لُبَّهَا عَمْرٌ ووَكَأَنْ قَدْ وَرَدْتَهُ ... بِرِجْلَةِ أُبْلِيٍّ وَإِنْ كَانَ نَائيَا)

وَأُبَيْلَى اسمُ امْرَأَةٍ قالَ رُؤْبَةُ

(قَالتْ أُبَيْلَى لي وَلَم أُسَبَّهِ ... )

(مَا السِّنُّ إِلاَّ غَفْلَةُ المُدَلَّهِ ... ) 
(أبل) آبل وَالْإِبِل اقتناها وسمنها
أبل: {أبابيل}: جماعة في تفرقة أي حلقة حلقة. واحدها إبَّالة وإبَّول وإبِّيل. 

أبل: الإِبِلُ والإِبْلُ، الأَخيرة عن كراع، معروف لا واحد له من لفظه،

قال الجوهري: وهي مؤَنثة لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها

إِذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم، وإِذا صغرتها دخلتها التاء

فقلت أُبَيلة وغُنَيْمة ونحو ذلك، قال: وربما قالوا للإِبِل إِبْل،

يسكِّنون الباء للتخفيف. وحكى سيبويه إِبِلان قال: لأَن إِبِلاً اسم لم

يُكَسَّر عليه وإِنما يريدون قطيعين؛ قال أَبو الحسن: إنما ذهب سيبويه إِلى

الإِيناس بتثنية الأَسْماء الدالة على الجمع فهو يوجهها إِلى لفظ الآحاد،

ولذلك قال إِنما يريدون قطيعين، وقوله لم يُكَسَّر عليه لم يضمر في

يُكَسَّر، والعرب تقول: إِنه ليروح على فلان إِبِلان إِذا راحت إِبل مع راعٍ

وإِبل مع راعٍ آخر، وأَقل ما يقع عليه اسم الإِبل الصِّرْمَةُ، وهي التي

جاوزت الذَّوْدَ إِلى الثلاثين، ثم الهَجْمةُ أَوَّلها الأربعون إِلى ما

زادت، ثم هُنَيْدَةٌ مائة من الإِبل؛ التهذيب: ويجمع الإِبل آبالٌ.

وتأَبَّل إِبِلاً: اتخذها. قال أَبو زيد: سمعتُ رَدَّاداً رجلاً من بني

كلاب يقول تأَبَّل فلان إِبلاً وتَغَنَّم غنماً إذا اتخذ إِبلاً وغنماً

واقتناها.

وأَبَّل الرجلُ، بتشديد الباء، وأَبَل: كثرت إِبلُه

(* قوله «كثرت إبله»

زاد في القاموس بهذا المعنى آبل الرجل إيبالاً بوزن أفعل إفعالاً) ؛

وقال طُفيل في تشديد الباء:

فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدَما

أَسافَ، ولولا سَعيُنا لم يُؤَبِّل

قال ابن بري: قال الفراء وابن فارس في المجمل: إِن أَبَّل في البيت

بمعنى كثرت إِبلُه، قال: وهذا هو الصحيح، وأَساف هنا: قَلَّ ماله، وقوله

استرخى به الخطب أَي حَسُنَت حاله. وأُبِّلت الإِبل أَي اقتُنِيت، فهي

مأْبولة، والنسبة إلى الإِبل إِبَليٌّ، يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسرات.

ورجل آبِلٌ وأَبِل وإِبَليٌّ وإِبِليٌّ: ذو إِبل، وأَبَّال: يرعى

الإِبل. وأَبِلَ يأْبَل أَبالة مثل شَكِس شَكاسة وأَبِلَ أَبَلاً، فهو آبل

وأَبِل: حَذَق مصلحة الإِبل والشاء، وزاد ابن بري ذلك إِيضاحاً فقال: حكى

القالي عن ابن السكيت أَنه قال رجل آبل بمد الهمزة على مثال فاعل إِذا كان

حاذقاً برِعْية الإِبل ومصلحتها، قال: وحكى في فعله أَبِل أَبَلاً، بكسر

الباء في الفعل الماضي وفتحها في المستقبل؛ قال: وحكى أَبو نصر أَبَل

يأْبُل أَبالةً، قال: وأَما سيبويه فذكر الإِبالة في فِعالة مما كان فيه معنى

الوِلاية مثل الإِمارة والنِّكاية، قال: ومثلُ ذلك الإِيالةُ

والعِياسةُ، فعلى قول سيبويه تكون الإِبالة مكسورة لأَنها ولاية مثل الإِمارة،

وأَما من فتحها فتكون مصدراً على الأَصل، قال: ومن قال أَبَلَ بفتح الباء

فاسم الفاعل منه آبل بالمد، ومن قاله أَبِلَ بالكسر قال في الفاعل أَبِلٌ

بالقصر؛ قال: وشاهد آبل بالمد على فاعل قول ابن الرِّفاع:

فَنَأَتْ، وانْتَوى بها عن هَواها

شَظِفُ العَيْشِ، آبِلٌ سَيّارُ

وشاهد أَبِلٍ بالقصر على فَعِلٍ قولُ الراعي:

صُهْبٌ مَهاريسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ،

فات العَزِيبَ بها تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ

وأَنشد للكميت أَيضاً:

تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومن أَيْنَ شُرْبُه،

يُؤامِرُ نَفْسَيْه كذي الهَجْمةِ الأَبِل

وحكى سيبوبه: هذا من آبَلِ الناس أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً في رِعْيةِ

الإِبل وأَعلَمِهم بها، قال: ولا فعل له. وإِن فلاناً لا يأْتَبِلُ أَي لا

يَثْبُت على رِعْيةِ الإِبل ولا يُحْسِنُ مهْنَتَها، وقيل: لا يثبت عليها

راكباً، وفي التهذيب: لا يثبت على الإِبل ولا يقيم عليها. وروى الأَصمعي

عن معتمر بن سليمان قال: رأَيت رجلاً من أَهل عُمَانَ ومعه أَب كبير يمشي

فقلت له: احمله فقال: لا يأْتَبِلُ أَي لا يثبت على الإِبل إِذا ركبها؛

قال أَبو منصور: وهذا خلاف ما رواه أَبو عبيد أَن معنى لا يأْتبل لا

يقيم عليها فيما يُصْلِحُها. ورجل أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلةِ إِذا كان

حاذقاً بالقيام عليها، قال الراجز:

إِن لها لَرَاعِياً جَريّا،

أَبْلاً بما يَنْفَعُها، قَوِيّا

لم يَرْعَ مأْزُولاً ولا مَرْعِيّا،

حتى عَلا سَنامَها عُلِيّا

قال ابن هاجك: أَنشدني أَبو عبيدة للراعي:

يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها

جَزْءاً شَدِيداً، وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا

الفراء: إِنه لأَبِلُ مالٍ على فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ

إِذا كان قائماً عليها. ويقال: رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف وآبل مالٍ

بوزن عابل من آله يؤُوله إِذا ساسه

(* قوله من آله يؤوله إذا ساسه: هكذا

في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً) ، قال: ولا أَعرف آبل بوزن عابل.

وتأْبيل الإِبل: صَنْعَتُها وتسمينُها، حكاه أَبو حنيفة عن أَبي زياد الكلابي.

وفي الحديث: الناس كإِبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحلةً، يعني أَن المَرْضِيّ

المُنْتَخَبَ من الناس في عِزَّة وُجوده كالنِّجيب من الإِبل القويّ على

الأَحمال والأَسفار الذي لا يوجد في كثير من الإِبل؛ قال الأَزهري: الذي

عندي فيه أَن افيفي تعالى ذمَّ الدنيا وحذَّر العبادَ سوء مَغَبَّتها

وضرب لهم فيها الأَمثال ليعتبروا ويحذروا، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم،

يُحَذِّرهم ما حذرهم افيفي ويزهدهم فيها، فَرَغِبَ أَصْحابُه بعده فيها

وتنافسوا عليها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال: تجدون الناس

بعدي كإِبل مائة ليس فيها راحلة أَي أَن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة

في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإِبل، والراحلة هي البعير القوي على

الأَسفار والأَحمال، النجيب التام الخَلْق الحسن المَنْظَر، قال: ويقع على

الذكر والأُنثى والهاء فيه للمبالغة. وأَبَلَت الإِبلُ والوحشُ تأْبِلُ

وتأْبُلُ أَبْلاً وأُبولاً وأَبِلَتْ وتأَبّلتْ: جَزَأَتْ عن الماء

بالرُّطْب؛ ومنه قول لبيد:

وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ،

أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ

(* قوله «وإذا حركت، البيت» أورده الجوهري بلفظ:

وإذا حركت رجلي أرقلت

بي تعدو عدو جون فد أبل)

الواحد آبلٌ والجمع أُبَّالٌ مثل كافر وكفَّار؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو

عمرو:

أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها،

يُهَدِّر فيها فَحْلُها ويَرِيسُ

يصف نُوقاً شبهها بالقُصور سِمَناً؛ أَوابِلُ: جَزَأَتْ بالرُّطْب،

وحُوشٌ: مُحَرَّماتُ الظهور لعِزَّة أَنفسها. وتأَبَّل الوحشيُّ إِذا اجتزأَ

بالرُّطْب عن الماء. وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته وتأَبَّل: اجتَزأَ عنها،

وفي الصحاح وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا امتنع من غِشْيانِها

وتأَبَّل. وفي الحديث عن وهب: أَبَلَ آدمُ، عليه السلام، على ابنه المقتول كذا

وكذا عاماً لا يُصِيب حَوَّاء أَي امتنع من غشيانها، ويروى: لما قتل ابن

آدم أخاه تأَبَّل آدمُ على حَوَّاء أَي ترك غِشْيانَ حواء حزناً على ولده

وتَوَحَّشَ عنها. وأَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبولاً: أَقامت؛ قال أَبو

ذؤيب:

بها أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما،

فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها

(* قوله «كلاهما» كذا بأصله، والذي في الصحاح بلفظ: كليهما.)

استعاره هنا للظبية، وقيل: أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء. وإِبل

أَوابِلُ وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومؤَبَّلة: كثيرة، وقيل: هي التي جُعِلَتْ

قَطِيعاً قَطِيعاً، وقيل: هي المتخذة للقِنْية، وفي حديث ضَوالِّ الإِبل:

أَنها كانت في زمن عُمَرَ أُبَّلاً مُؤَبَّلة لا يَمَسُّها أَحد، قال:

إِذا كانت الإِبل مهملة قيل إِبِلٌ أُبَّلٌ، فإِذا كانت للقِنْية قيل إِبل

مُؤَبَّلة؛ أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا يُتَعَرَّض إِليها؛

وأَما قول الحطيئة:

عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشِّوِيِّ

فإِنه ذَكَّر حملاً على القطيع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم يذكر

ويؤنث؛ أَنشد سيبوبه:

أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه

وقد يكون أَنه أَراد الواحد، ولكن الجمع أَولى لقوله فالشَّوِيّ،

والشَّوِيُّ اسم للجمع. وإِبل أَوابِلُ: قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء.

والإِبِلُ الأُبَّلُ: المهملة؛ قال ذو الرُّمّة:

وراحت في عَوازِبَ أُبَّلِ

الجوهري: وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة، فإِن كانت لِلقِنْية

فهي إِبل مُؤَبَّلة. الأَصمعي: قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها:

أَفلا ينظرون إِلى الإِبْلِ كيف خُلِقت، بالتخفيف يعني به البعير لأَنه من

ذوات الأَربع يَبْرُك فيُحمل عليه الحمولة وغيره من ذوات الأَربع لا

يُحْمَل عليه إِلا وهو قائم، ومن قرأَها بالتثقيل قال الإِبِلُ: السحابُ التي

تحمل الماء للمطر. وأَرض مَأْبَلة أَي ذات إِبل. وأَبَلَت الإِبلُ:

هَمَلَت فهي آبلة تَتبعُ الأُبُلَ وهي الخِلْفَةُ تَنْبُت في الكَلإِ اليابس

بعد عام. وأَبِلَت أَبلاً وأُبولاً: كَثُرَت. وأَبَلَت تأْبِلُ: تأَبَّدَت.

وأَبَل يأْبِلُ أَبْلاً: غَلَب وامتنع؛ عن كراع، والمعروف أَبَّل.

ابن الأَعرابي: الإِبَّوْلُ طائر ينفرد من الرَّفّ وهو السطر من الطير.

ابن سيده: والإِبِّيلُ والإِبَّوْل والإِبَّالة القطعة من الطير والخيل

والإِبل؛ قال:

أَبابيل هَطْلَى من مُراحٍ ومُهْمَل

وقيل: الأَبابيلُ جماعةٌ في تَفْرِقة، واحدها إِبِّيلٌ وإِبَّوْل، وذهب

أَبو عبيدة إِلى أَن الأَبابيل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِيدَ

وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ. قال الجوهري: وقال بعضهم إِبِّيل، قال: ولم أَجد العرب

تعرف له واحداً. وفي التنزيل العزيز: وأَرسل عليهم طيراً أَبابيل، وقيل

إِبَّالة وأَبَابيل وإِبالة كأَنها جماعة، وقيل: إِبَّوْل وأَبابيل مثل

عِجَّوْل وعَجاجيل، قال: ولم يقل أَحد منهم إِبِّيل على فِعِّيل لواحد

أَبابيل، وزَعم الرُّؤَاسي أَن واحدها إِبَّالة. التهذيب أَيضاً: ولو قيل واحد

الأَبابيل إيبالة كان صواباً كما قالوا دينار ودنانير، وقال الزجاج في

قوله طير أَبابيل: جماعات من ههنا وجماعات من ههنا، وقيل: طير أَبابيل يتبع

بعضها بعضاً إِبِّيلاً إِبِّيلاً أَي قَطيعاً خَلْفَ قطيع؛ قال الأَخفش:

يقال جاءت إِبلك أَبابيل أَي فِرَقاً، وطير أَبابيل، قال: وهذا يجيء في

معنى التكثير وهو من الجمع الذي لا واحد له؛ وفي نوادر الأَعراب: جاء

فلان في أُبُلَّتِه وإِبالته أَي في قبيلته.

وأَبَّل الرجلَ: كأَبَّنه؛ عن ابن جني؛ اللحياني: أَبَّنْت الميت

تأْبيناً وأَبَّلْته تأْبيلاً إذا أَثنيت عليه بعد وفاته.

والأَبِيلُ: العصا: والأَبِيل والأَبِيلةُ والإِبالة: الحُزْمةُ من

الحَشيش والحطب. التهذيب: والإِيبالة الحزمة من الحطب. ومَثَلٌ يضرب: ضِغْثٌ

على إِيبالةٍ أَي زيادة على وِقْر. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول:

ضِغْثٌ على إِبَّالة، غير ممدود ليس فيها ياء، وكذلك أَورده الجوهري أَيضاً

أَي بلية على أُخرى كانت قبلها؛ قال الجوهري: ولا تقل إِيبالة لأَن الاسم

إِذا كان على فِعَّالة، بالهاء، لا يبدل من أَحد حر في تضعيفه ياء مثل

صِنَّارة ودِنَّامة، وإَنما يبدل إِذا كان بلا هاء مثل دينار وقيراط؛

وبعضهم يقول إِبَالة مخففاً، وينشد لأَسماء بن خارجة:

ليَ، كُلَّ يومٍ من، ذُؤَالَة

ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبَاله

فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً

أَوْساً، أُوَيْسُ، من الهَبالَه

والأَبِيلُ: رئيس النصارى، وقيل: هو الراهب، وقيل الراهب الرئيس، وقيل

صاحب الناقوس، وهم الأَبيلون؛ قال ابن عبد الجن

(* قوله «ابن عبد الجن»

كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: عمرو ابن عبد الحق) :

أَما وَدِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها،

على قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْر، عَنْدَما

وما قَدَّسَ الرُّهْبانُ، في كلِّ هَيْكَلٍ،

أَبِيلَ الأَبِيلِينَ، المَسِيحَ بْنَ مَرْيَما

لقد ذاق مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ

حُساماً، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما

قوله أَبيل الأَبيلين: أَضافه إِليهم على التسنيع لقدره، والتعظيم

لخطره؛ ويروى:

أَبِيلَ الأَبيليين عيسى بْنَ مريما

على النسب، وكانوا يسمون عيسى، عليه السلام، أَبِيلَ الأَبيليين، وقيل:

هو الشيخ، والجمع آبال؛ وهذه الأَبيات أَوردها الجوهري وقال فيها:

على قنة العزى وبالنسر عَندما

قال ابن بري: الأَلف واللام في النسر زائدتان لأَنه اسم علم. قال الله

عز وجل: ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً؛ قال: ومثله قوله الشاعر:

ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوبر

قال: وما، في قوله وما قدّس، مصدريةٌ أَي وتسبيح الرهبان أَبيلَ

الأَبيليين. والأَيْبُليُّ: الراهب، فإِما أَن يكون أَعجميّاً، وإِما أَن يكون

قد غيرته ياء الإضافة، وإما أَن يكون من بابِ انْقَحْلٍ، وقد قال سيبوبه:

ليس في الكلام فَيْعِل؛ وأَنشد الفارسي بيت الأَعشى:

وما أَيْبُليٌ على هَيْكَلٍ

بَناهُ، وصَلَّب فيه وَصارا

ومنه الحديث: كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، يسمى

أَبِيلَ الأَبِيلِين؛ الأَبيل بوزن الأَمير: الراهب، سمي به لتأَبله عن

النساء وترك غشْيانهن، والفعل منه أَبَلَ يأْبُلُ أَبَالة إِذا تَنَسَّك

وتَرَهَّب. أَبو الهيثم: الأَيْبُليُّ والأَيْبُلُ صاحبُ الناقوس الذي

يُنَقّسُ النصارى بناقوسه يدعوهم به إلى الصلاة؛ وأَنشد:

وما صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ أَبِيلُها

وقيل: هو راهب النصارى؛ قال عدي بن زيد:

إِنَّني والله، فاسْمَعْ حَلِفِي

بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلى جأَرَ

وكانوا يعظمون الأَبيل فيحلفون به كما يحلفون بالله. والأَبَلة،

بالتحريك. الوَخامة والثِّقلُ من الطعام. والأَبَلَةُ: العاهةُ. وفي الحديث: لا

تَبعِ الثمرة حتى تَأْمَنَ عليها الأَبلة؛ قال ابن الأَثير: الأُبْلةُ

بوزن العُهْدة العاهة والآفة، رأَيت نسخة من نسخ النهاية وفيها حاشية قال:

قول أَبي موسى الأُبلة بوزن العهدة وهم، وصوابه الأَبَلة، بفتح الهمزة

والباء، كما جاء في أَحاديث أُخر. وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: كلُّ مال

أَديت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُهُ أَي ذهبت مضرّته وشره، ويروى وبَلَته؛ قال:

الأَبَلةُ، بفتح الهمزة والباء، الثِّقَل والطَّلِبة، وقيل هو من الوبال،

فإِن كان من الأَول فقد قلبت همزته في الرواية الثانية واواً، وإِن كان

من الثاني فقد قلبت واوه في الرواية الأُولى همزة كقولهم أَحَدٌ وأَصله

وَحَدٌ، وفي رواية أُخرى: كل مال زكي فقد ذهبت عنه أَبَلَتُه أَي ثقله

ووَخامته. أَبو مالك: إِن ذلك الأَمر ما عليك فيه أَبَلَةٌ ولا أَبْهٌ أَي

لا عيب عليك فيه. ويقال: إِن فعلت ذلك فقد خرجت من أَبَلته أَي من تَبِعته

ومذمته. ابن بزرج: ما لي إِليك أَبِلة أَي حاجة، بوزن عَبِلة، بكسر

الباء.

وقوله في حديث الاستسقاء: فأَلَّفَ الله بين السحاب فأُبِلْنا أَي

مُطِرْنا وابِلاً، وهو المطر الكثير القطر، والهمزة فيه بدل من الواو مثل

أََكد ووكد، وقد جاء في بعض الروايات: فأَلف الله بين السحاب فَوَبَلَتْنا،

جاء به على الأَصل.

والإِبْلة: العداوة؛ عن كراع. ابن بري: والأَبَلَةُ الحِقْد؛ قال

الطِّرِمَّاح:

وجاءَتْ لَتَقْضِي الحِقْد من أَبَلاتها،

فثَنَّتْ لها قَحْطانُ حِقْداً على حِقْد

قال: وقال ابن فارس أَبَلاتُها طَلِباتُها.

والأُبُلَّةُ، بالضم والتشديد: تمر يُرَضُّ بين حجرين ويحلب عله لبن،

وقيل: هي الفِدْرة من التمر؛ قال:

فَيأْكُلُ ما رُضَّ مِنْ زادنا،

ويَأْبى الأُبُلَّةَ لم تُرْضَضِ

له ظَبْيَةٌ وله عُكَّةٌ،

إِذا أَنْفَضَ الناسُ لم يُنْفِضِ

قال ابن بري: والأُبُلَّة الأَخضر من حَمْل الأَراك، فإِذا احْمَرَّ

فكبَاثٌ. ويقال: الآبِلة على فاعلة. والأُبُلَّة: مكان بالبصرة، وهي بضم

الهمزة والباء وتشديد اللام، البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري،

قيل: هو اسمٌ نَبَطِيّ. الجوهري: الأُبُلَّة مدينة إِلى جنب البصرة.

وأُبْلى: موضع ورد في الحديث، قال ابن الأَثير: وهو بوزن حبلى موضع بأَرض بني

سُليم بين مكة والمدينة بعث إِليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوماً؛

وأَنشد ابن بري قال: قال زُنَيم بن حَرَجة في دريد:

فَسائِلْ بَني دُهْمانَ: أَيُّ سَحابةٍ

عَلاهُم بأُبْلى ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ؟

قال ابن سيده: وأَنشده أَبو بكر محمد بن السويّ السرّاج:

سَرَى مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ دونَه،

وأَعلامُ أُبْلى كلُّها فالأَصالقُ

ويروى: وأَعْلام أُبْل.

وقال أَبو حنيفة: رِحْلةُ أُبْلِيٍّ مشهورة، وأَنشد:

دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قد وَرَدْنَه

برِحلَة أُبْلِيٍّ، وإِن كان نائياً

وفي الحديث ذكر آبِل، وهو بالمد وكسر الباء، موضع له ذكر في جيش أُسامة

يقال له آبل الزَّيْتِ. وأُبَيْلى: اسم امرأَة؛ قال رؤبة:

قالت أُبَيْلى لي: ولم أَسُبَّه،

ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّه

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.