Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يكفر

حور

حور: {يحور}: يرجع. {الحواريين}: صفوة الأنبياء. {حُور}: جمع حوراء، وهي الشديدُ بياضُ عينها في شدة سواد السواد. {يحاوره}: يخاطبه.

حور


حَوِرَ(n. ac. حَوَر)
a. see IX (b)
حَوَّرَa. Rolled, flattened.
b. Whitewashed (wall).
حَاْوَرَa. Spoke, conversed with.

أَحْوَرَa. Answered, replied, responded to.
b. Gave, produced, yielded (result).

تَحَاْوَرَa. Talked, conversed together.

إِحْوَرَّa. Was white; dazzling.
b. Was bright, brilliant (eye).
إِسْتَحْوَرَa. Cross-examined; interrogated.

حَوْرa. Bottom; depth.
b. see 4
حُوْرa. Loss, injury, detriment.

حَوَر
(pl.
حُوْرَاْن)
a. Red leather.
b. Thin skin.

أَحْوَرُ
(pl.
حُوْر)
a. Brighteyed.

مِحْوَر
(pl.
مَحَاْوِرُ)
a. Rollingpin.
b. Axis, pivot.

حَوَاْرِيّa. Disciple.
b. The Apostles.

مَحَار []
مَحَارَة []
a. Shell; oyster.

حَوْر
a. Poplar.

حَوْر رُوْمِي
a. White-poplar.

حَوْر فَارِسِيّ
a. Black-poplar.
(حور) : يُقالُ للشَّيءْ يُتَعَجَّبُ منه: أَحارِ، قالَ:
تَزُوُرُونَها ولا أَزُورُ نِساءَكُم ... أَحارِ لأَولادِ الإِماءِ الحَواطِبِ
(حور) الدَّقِيق أَو الثَّوْب بيضه والأديم صبغه بحمرة والقرص دوره بالمحور وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا كواها كَيَّة مستديرة والخف وَنَحْوه بَطْنه بحور والخبزة وَنَحْوهَا هيأها وأدارها ليضعها فِي الْملَّة وَالشَّيْء رجعه وَيُقَال حور الله فلَانا خيبه ورجعه إِلَى النَّقْص وحور فلَان الْكَلَام غَيره (محدثة)
حور وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الزبير ابْن عَمَّتي وحواري من أمتِي. يُقَال: إِن أصل هَذَا وَالله أعلم إِنَّمَا هُوَ من الحورايين أَصْحَاب عِيسَى بن مَرْيَم صلوَات الله عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا وَإِنَّمَا سموا حواريين لأَنهم كَانُوا يغسلون الثِّيَاب [أَي] يحورونها وَهُوَ التبييض. يُقَال: حورت الشَّيْء إِذا بيضته وَمِنْه قيل: امْرَأَة حوارية إِذا كَانَت بَيْضَاء قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

فَقل للحواريات يببكين غَيْرَنَا ... وَلاَ تَبْكِنَا إِلَّا الْكِلاَبُ النَوابحُ

كَانَ أَبُو عُبَيْدة يذهب بالحواريات إِلَى نسَاء الْأَمْصَار دون أهل الْبَوَادِي وَهَذَا عِنْدِي يرجع إِلَى ذَلِك الْمَعْنى لِأَن عِنْد هَؤُلَاءِ من الْبيَاض مَا لَيْسَ عِنْد أُولَئِكَ من الْبيَاض فسماهن حواريات لهَذَا فَلَمَّا كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام نَصره هَؤُلَاءِ الحواريون فَكَانُوا شيعته وأنصاره دون النَّاس فَقيل: فعل 43 / ب الحواريون كَذَا / وَنَصره الحواريون بِكَذَا جرى هَذَا على أَلْسِنَة النَّاس حَتَّى صَار مثلا لكل نَاصِر فَقيل: حوارِي إِذا كَانَ مبالغا فِي نصرته تَشْبِيها بأولئك هَذَا كَمَا بلغنَا وَالله أعلم وَهَذَا كَمَا قلت لَك: إِنَّهُم يحولون اسْم الشَّيْء إِلَى غَيره إِذا كَانَ من شَبيه.
ح و ر: حَارَ رَجَعَ، وَبَابُهُ قَالَ وَدَخَلَ. وَفُلَانٌ (حَائِرٌ) بَائِرٌ يَعْنِي هُوَ هَالِكٌ أَوْ كَاسِدٌ. وَ (الْحَوَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ جُلُودٌ حُمْرٌ تُغَشَّى بِهَا السِّلَالُ الْوَاحِدَةُ (حَوَرَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْضًا. وَ (الْحَوَرُ) أَيْضًا شِدَّةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ فِي شِدَّةِ سَوَادِهَا. وَامْرَأَةٌ (حَوْرَاءُ) بَيِّنَةُ (الْحَوَرِ) يُقَالُ: احْوَرَّتْ عَيْنُهُ (احْوِرَارًا) . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَا أَدْرِي مَا الْحَوَرُ فِي الْعَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: (الْحَوَرُ) أَنْ تَسْوَدَّ الْعَيْنُ كُلُّهَا مِثْلُ أَعْيُنِ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ حَوَرٌ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلنِّسَاءِ حُورُ الْعُيُونِ تَشْبِيهًا بِالظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. وَ (تَحْوِيرُ) الثِّيَابِ تَبْيِيضُهَا. وَمِنْهُ قِيلَ لِأَصْحَابِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْحَوَارِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَصَّارِينَ. وَقِيلَ (الْحَوَارِيُّ) النَّاصِرُ. قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي» ، وَ (الْحُوَّارَى) بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ مَقْصُورٌ مَا حُوِّرَ مِنَ الطَّعَامِ أَيْ بُيِّضَ. وَهَذَا دَقِيقٌ حُوَّارَى. وَ (حَوَّرَهُ فَاحْوَرَّ) أَيْ بَيَّضَهُ فَابْيَضَّ. وَ (الْحُوَارُ) بِالضَّمِّ وَلَدُ النَّاقَةِ وَلَا يَزَالُ حُوَارًا حَتَّى يُفْصَلَ فَإِذَا فُصِلَ عَنْ أُمِّهِ فَهُوَ فَصِيلٌ وَثَلَاثَةُ (أَحْوِرَةٍ) وَالْكَثِيرُ (حِيرَانٌ) وَ (حُورَانٌ) أَيْضًا. وَ (حَوْرَانُ) بِالْفَتْحِ وَسُكُونِ الْوَاوِ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. وَ (الْمُحَاوَرَةُ) الْمُجَاوَبَةُ وَالتَّحَاوُرُ التَّجَاوُبُ. 
حور: تحاور ب: استعمل الكلمة في تحاوره مع غيره أي في تجاوبه وتراجعه في الكلام مع غيره (العبدري في الجريدة الآسيوية 1845، 1: 407).
حَوءر، واحدته حَوْرَة: زان، مُرَّان (فوك) ودردر، شجر البق، ألم، بوقيصا (الكالا) وحور أبيض (راولف ص58). حور فارسي وكذلك حور رومي: حور اسود (زيشر 11: 478 رقم 5) وفي معجم بوشر: حورة رومية: مغث، جار الماء.
الحور الرجراج: الحور المرتجف، وهو صنف من الحور ترتجف أوراقه لقل نسمه (بوشر).
حُور: جمع حوراء وتستعمل مفردة بمعنى حُورية (معجم الأسبانية ص287). حَوَر: جلد ضأن مدبوغ تجلد به الكتب.
وجلد الحور: جلد ضأن مدبوغ (بوشر).
حارة: زقاق (بوشر) وقرية، دسكرة (دي سلان، البكري ص115).
حورة وجمعها حُوَر: جلد نعجة مدبوغ (بوشر).
عمل سُغُردِيَة وحَوءرِيَّة: رقص (فوك).
حُورِيَة: حوراء (فوك، بوشر، معجم الأسبانية ص287).
وحورية: تحريف الحَوَاريَّة عند العامة (محيط المحيط).
حَوَرْوَرَة: قطعة من الأرض مبيضة التراب (محيط المحيط).
حَوَار: طباشير ابيض (همبرت ص172) وفي رياض النفوس (ص52 ق): فرأيت في جدار بيته القبلي حوراً وهي الخطوط فقلت له أصلحك الله ما هذه الخطوط التي في الحائط، فقال هذه سبعة شعر ألف ختمة ختمتها ل الله على قدمي.
حَوَارَة: طباشير أبيض (همبرت ص172، بوشر).
وحوارة: فليس، حجر يابس يميل إلى البياض) (بوشر).
حُوَّاري: اشتق هذا الوصف من حُوَّاري وهو اسم أفضل أنواع الدقيق. ففي رياض النفوس (ص58 ق): رأيت أنا وزابا هارون شواء وحلوا وجردقا حواريا فاشتهيناه جميعا، ثم يذكر بعد ذلك: خبز حواري.
مِحْوَر: قطب الإسطرلاب. انظر معجم الأسبانية (ص164) مَحَارَة: صدفة، وتجمع على محائر أيضاً (ميهرن ص35) ومحائر هذه تطلق في مصر على نوع من الوزان (العيارات) قدرت بالمحارة. ومن هذا الجمع محائر أخذ اسم الوحدة مَحَائِرَة على طريقة العامة في ذلك. وانظر باين سميث (1131) وفيه: مجايز ومجايزة وهو خطا.
مَحَارَة الكحل: ذكرت في المعجم اللاتيني - العربي في مادة ( Citicula) والصواب ( Cisticula) .
مُحَوَّر: ضرب من الكسكسي الأبيض الدقيق (شيرب).
مَحْوَرة: المكان كثر فيه شجر الحور (مولدة) (محيط المحيط).
مَحائِرَة: أنظر مَحارة.
مَحَائِري: من يبيع الحدائج التي تسمى مَحَائر (المقريزي مادة الأسواق).
ح و ر

في عينها حور، واحورت عينها. وقال ذو الرمة:

إذا شف عن أجيادها كل ملجممن القز واحورت إليك المحاجر أي ابيضت، وجفنة محورة مبيضة بالسديف قال:

يا ورد إني سأموت مره ... فمن حليف الجفنة المحورة

ودقيق وخبز حواري قال النمر:

لها ما تشتهي عسل مصفى ... وإن شاءت فحواري بسمن

وامرأة حوارية، ونساء حواريات: بيض. قال الأخطل:

حوارية لا يدخل الذم بيتها ... مظهرة يأوي إليها مطهر وقال آخر:

فق للحواريات يبين غيرنا ... ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح

و" أعوذ بالله من الحور بعد الكور ". والباطل في حور، وهما النقصان، كالهون والهون، والضعف والضعف. وحاورته: راجعته الكلام، وهو حسن الحوار، وكلمته فما رد عليّ محورة، وما أحار جواباً أي ما رجع. قال الأخطل:

هلا ربعت فتسأل الأطلالا ... ولقد سألت فما أحرن سؤالا

وأحار البعير بحرته. قال:

وهن بزوك لا يحرن بجرة ... لهن بمبيض اللغام صريف

وحور القرص: دوره بالمحور. ونزلنا في حارة بني فلان وهي مستدار من فضاء، وبالطائف حارات: منها حارة بني عوف، وحارة الصقلة. وهو:

مسيخ مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر

ومن المجاز: قلقت محاوره إذا اضطربت أحواله استعير من حال محور البكرة إذا املاس واتسع الخرق ففلق واضطرب. قال:

يا هيء مالي قلقت محاوري ... وصار أمثال الفغا ضرائري

مقدمات أيدي المواخر ... فصرت فيما بينها كالساحر

وما يعيش فلان بأحور أي بعقل صاف، كالطرف الأحور الناسع البياض والسواد. قال ابن هرمة:

جلبن عليك الشوق من كل مجلب ... بعيد ولم يتركن للمرء أحورا

وقال عروة بن الورد:

وما أنس من شيء فلا أنس قولها ... لجارتها ما إن يعيش بأحورا
حور
الحَوْرُ: التّردّد إمّا بالذّات، وإمّا بالفكر، وقوله عزّ وجلّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ
[الانشقاق/ 14] ، أي: لن يبعث، وذلك نحو قوله: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن/ 17] ، وحَارَ الماء في الغدير: تردّد فيه، وحَارَ في أمره: تحيّر، ومنه:
المِحْوَر للعود الذي تجري عليه البكرة لتردّده، وبهذا النّظر قيل: سير السّواني أبدا لا ينقطع ، والسواني جمع سانية، وهي ما يستقى عليه من بعير أو ثور، ومَحَارَة الأذن لظاهره المنقعر، تشبيها بمحارة الماء لتردّد الهواء بالصّوت فيه كتردّد الماء في المحارة، والقوم في حَوْرٍ أي: في تردّد إلى نقصان، وقوله: «نعوذ بالله من الحور بعد الكور» أي: من التّردّد في الأمر بعد المضيّ فيه، أو من نقصان وتردّد في الحال بعد الزّيادة فيها، وقيل: حار بعد ما كار. والمُحاوَرَةُ والحِوَار: المرادّة في الكلام، ومنه التَّحَاوُر، قال الله تعالى: وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما [المجادلة/ 1] ، وكلّمته فما رجع إليّ حَوَاراً، أو حَوِيراً أو مَحُورَةً ، أي: جوابا، وما يعيش بأحور، أي بعقل يحور إليه، وقوله تعالى:
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ
[الرحمن/ 72] ، وَحُورٌ عِينٌ [الواقعة/ 22] ، جمع أَحْوَرَ وحَوْرَاء، والحَوَر قيل: ظهور قليل من البياض في العين من بين السّواد، وأَحْوَرَتْ عينه، وذلك نهاية الحسن من العين، وقيل:
حَوَّرْتُ الشّيء: بيّضته ودوّرته، ومنه: الخبز الحُوَّارَى، والحَوَارِيُّونَ أنصار عيسى صلّى الله عليه وسلم، قيل:
كانوا قصّارين ، وقيل: كانوا صيّادين، وقال بعض العلماء: إنّما سمّوا حواريّين لأنهم كانوا يطهّرون نفوس النّاس بإفادتهم الدّين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] ، قال: وإنّما قيل: كانوا قصّارين على التّمثيل والتشبيه، وتصوّر منه من لم يتخصّص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامّة، قال: وإنّما كانوا صيّادين لاصطيادهم نفوس النّاس من الحيرة، وقودهم إلى الحقّ، قال صلّى الله عليه وسلم: «الزّبير ابن عمّتي وحواريّ» وقوله صلّى الله عليه وسلم: «لكلّ نبيّ حَوَارِيٌّ وحواريّ الزّبير» فتشبيه بهم في النّصرة حيث قال: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ: نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ [الصف/ 14] .
[حور] فيه: الزبير ابن عمتي و"حواري" أي خاصتي من أصحابي وناصري. ومنه: "الحواريون" أصحاب المسيح أي خلصانه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض، قيل: كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها. ومنه الخبز "الحواري" الذي نخل مرة بعد أخرى، الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء وتأويله الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب. ك: "حواري" الزبير بخفة واو وشدة ياء لفظ مفرد وإذا أضيف إلى ياء المتكلم فقد يحذف الياء اكتفاء بالكسرة، وقد تبدل فتحة للتخفيف، وهذا الوصف وإن عم الصحابة لكنه صدر منه نصرة خاصة حين قال صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر القوم؟ ط: إلا كان له أصحاب من أمته "حواريون" وأصحاب، ثم أنه تخلف كان أصحابه قصارين يحورون فلما صاروا أنصاره قيل لكل ناصر لنبي: حواري، وأصحاب عطف تفسير، أو عطف مغايرة، وثم للتراخي في الزمان، وليس وراء ذلك إشارة إلى الإيمان في المرتبة الثالثة، أو إلى المذكور كله من مراتب الإيمان. والنقي الحواري بضم حاء وشدة واو وبفتح راء ما حور من الطعام أي بيض. ك: "الحورانية" بفتح مهملة بلد بأرض الشام.معهم مسرورًا بالكفر يضحك ممن أمن. "وهو يحاوره" يراجع الكلام. نه وفيه: أنه كوى أسعد على عاتقه "حوراء" هي كية مدورة، من حار يحور إذا رجع، وحوره إذا كواه هذه الكية كأنه رجعها فأدارها. ومنه: رواية "فحوره" رسول الله. ومنه ح: لما أخبر بقتل أبي جهل قال: إن عهدي به وفي ركبتيه "حوراء" فانظروا، فرأوه، يعني أثر كية. والكبش "الحوري" منسوب إلى الحور وهي جلود تتخذ من جلود الضأن، وقيل: ما دبغ من الجلود بغير القرظ. ش: هو بمهملة وواو مفتوحتين وراء مكسورة وياء نسبة أي الأبيض الجيد، ولم يؤخذ في الصدقة لأنه خيار المال.
[حور] حارَ يَحورُ حَوْراً، وحُؤُوراً: رجع. يقال: حار بعد ماكار. و " نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ " أي من النقصان بعد الزيادة. وكذلك الحور بالصم. وفي المثل: " حورٌ في مَحارةٍ "، أي نُقْصانٌ في نقصانٍ. يُضربُ مثَلاً للرجل إذا كان أمره يدبر. قال الشاعر : واستعجلوا عن خَفيفِ المَضْغ فازدردوا * والذمُّ يَبقى وزادُ القوم في حورِ - والحور أيضاً: الاسم من قولك: طحَنتِ الطاحنةُ فما أَحارَتْ شيئاً، أي ما ردَّتْ شيئاً من الدقيق. والحور أيضا: الهلكة. قال الراجز :

في بئر لا حور سرى وما شعرى * قال أبو عبيدة: أي في بئر حور، ولا زيادة. وفلان حائر بائِرٌ، هذا قد يكون من الهلاك، ومن الكَساد. والمَحارَةُ: الصَدَفة أو نحوُها من العظم. ومحارة الحَنَكِ: فويق موضع تحنيك البيطار. والمَحارةُ: مرجِع الكتف. والمَحَارُ: المرجع. وقال الشاعر: نحو بنو عامر بنِ ذُبيانَ وال‍ * - ناسُ كَهامٍ مَحارُهُمْ للقُبورِ - والحَوَرُ: جُلودٌ حُمر يُغَشَّى بها السلال، الواحدة، حَوَرَةُ. قال العجاج يصف مخالب البازي: كأنما يَمزِقْن باللَحمِ الحَوَرْ * والحَوَرَ أيضاً: شِدَّةُ بياض العين في شدّة سوادِها. يقال: امرأةٌ حوراءُ بيِّنةُ الحَوَرِ. ويقال: احْوَرَّتْ عينهُ احورارا. واحور الشئ: ابيض. قال الاصمعي: لا أدرى ما الحور في العين؟ وقال أبو عمرو: الحور أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر. قال: وليس في بنى آدم حور، وإنما قيل للنساء حور العيون لانهن شبهن بالظباء والبقر. وتحوير الثياب: تبيضها. وقول العجاج:

بأعيُنٍ مُحَوِّراتٍ حورِ * يعني الأعين النقيّات البياض، الشديدات سواد الحدَقِ. وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحَوارِيُّونَ، لأنَّهم كانوا قَصَّارِينَ. ويقال: الحَوارِيُّ: الناصر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزُبير ابن عمَّتي وحَواريِّي من أُمَّتي ". وقيل للنساء الحواريات لبياضهن. وقال اليشكرى : فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلاَّ الكلابُ النَوابحُ - والأحْوَرُ: كوكب، وهو المشتري. ابن السكيت: يقال: ما يعيش بأَحْوَرَ، أي ما يَعيش بعقل. والأَحْوَرِيُّ: الأبيض الناعم. والاحوارى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة: ما حُوِّرَ من الطعام، أي بُيِّضَ. وهذا دقيقٌ حُوَّاري. وحورته فاحور، أي بيضة فابيض. والجفنة المُحْوَرَّةُ: المبيَضَةُ بالسَنام. قال الراجز : يا ورد إنى سأموت مره * فمن حليف الجفنة المحوره - وقول الكميت:

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غرغرا * يريد بياض زبد القدر. ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك، أي حجر حولها بكى. وحور الخُبْزَةَ، إذا هيَّأها وأدارها ليضَعها في المَلَّة. والمِحْوَرُ: عود الخبّاز. والمِحْوَرُ: العود الذي تَدور عليه البَكْرة، وربَّما كان من حديد. والحُِوَارُ : ولدُ الناقة. ولا يزال حوارا حتى يفصل، فإذا فصل عن أمِّه فهو فَصيلٌ. وثلاثَةُ أَحْوِرَةٍ، والكثير حيرانٌ وحورانٌ أيضاً. وحوران بالفتح: موضع بالشام. والمُحَاوَرَةُ: المُجاوَبَةُ. والتَحاوُرُ: التجاوُب. ويقال: كلَّمتُه فما أحارَ إليَّ جواباً، وما رجَع إليّ حَويراً ولا حويرةً، ولا مَحورةً، ولا حِوَاراً، أي ما ردَّ جواباً. واستَحَارَهُ، أي استنقطه.
حور
الحَوْرُ: الرُّجُوْعُ إلى الشَّيْءِ وعنه. وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُوْرُ: انْحَدَرَتْ، وأحارَها صاحِبُها. وكُلُّ شَيْءٍ يَتَغَّيُر من حالٍ إلى حالٍ: فقد حارَ. وفي الحديث: " الحَوْر بَعْدَ الكَوْرِ أي الزِّيادَة بعد النُّقْصانِ. والمُحَاوَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الكَلامِ. حاوَرْتُ فلاناً، وأحَرْتُ إليه جَوَاباً، والمَحُوْرُ: مَرْجُوْعُ الجَوابِ. وما أحَارَ بكلمةٍ. والحَوِيْرُ: المُحَاوَرَةُ، وكذلك الحِوَارُ والحِوَرُ والمَحُوْرَةُ أيضاً.
ويقولُ الرَّجُلُ لِصاحِبِه: واللِه ما تَحُوْرُ ولا تَحُوْلُ، أي لا تَزْدادُ خَيْراً. ومَحَاوِرُ الرَّجُلِ: مَصَائرُ أمْرِه، واحِدَتُها: مَحْوَرَةٌ. والمَحُوْرَةٌ - أيضاً - الرُّجُوْعُ. والحُوْرُ: النُّقْصَانُ - بِضَمِّ الحاءِ؛ على مِثالِ النُّوْرِ -. وفي مَثَلٍ: " حُوْرٌ في مَحَارَةٍ " أي باطِلٌ في نَقْصٍ، وقد يُفْتَحُ الحاءُ ومَعْناه: رُجُوْعٌ في نُقْصَانٍ. والمَحَارَةُ: المَنْقَصَةُ. وإنَّه لَفي حُوْرٍ وبُوْرٍ: أي في ضَيْعَةٍ. والإحَارَةُ: رَجْعُ اليَدِ في السَّيْرِ. والحَوْرُ: ما تَحْتَ الكَوْرِ من العِمامَةِ. وهي أيضاً: خَشَبَةٌ يُقال لها البَيْضَاءُ. وكذلك الأدِيْمُ المَصْبُوْغُ بِحُمْرَةٍ، يُقال: حَوَّرْتُه تَحْوِيْراً، والجَميعُ: الأحْوَارُ.
والحِوَارُ والحُوَارُ: الفَصِيْلُ أوَّلَ ما يُنْتَجُ، والجَمِيعُ: الحِيْرَانُ. وأحارَتِ النّاقَةُ: صارَتْ ذاتَ حُوَارٍ، والعَرَبُ تُسَمِّي عَقْرَبَ الشِّتَاءِ: عُقَيْرِبَ الحِيْرَانِ، ولا يُنْتِجُوْنَ فيها، أي تُضِرُّ بالحُوَارِ.
والحَوَرُ: الأَدْيْمُ المَصْبُوْغُ بِحُمْرَةٍ. والحَوَرُ: شِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِ العَيْنِ في شِدَّةِ سَوَادِ سَوَادِها، وامْرَأةٌ حَوْراءُ: بَيْضاءُ حَسَنَة.واحْوَرَّتْ عَيْنُ. صارتْ حَوْراءَ. والجَميعُ: الحُوْرُ والحِيْرُ. وامْرَأةٌ حَوَارِيَّةٌ: بَيْضاء. وعَيْنٌ حَوْراءُ: مُسْتَدِيْرَةٌ. والمِحْوَرُ: الحَدِيْدَةُ التي يَدُوْرُ فيها لِسَانُ الإبْزِيْمِ. وهي أيضاً: الخَشَبَةُ التي تَدُوْرُ عليها البَكْرَةُ، والتي يُبْسَطُ بها العَجِيْنُ. والحُوّاري: أجْوَدُ الدَّقِيْقِ وأخْلَصُه. وحَوَّرْتُ الدَّقِيْقَ: بَيَّضْتُه. وحُرْتُ الثَّوْبَ وحَوَّرْتُه: بَيَّضْتُه بالغَسْل. والحَوَارِيُّوْنَ: ناصِرُوْ النبي صلى الله عليه وسلم، وناصِرُوْ عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، وكُلُّ مُجَاهِدٍِ عند العَرَبِ: حَوَارِيٌّ.
وقال الأصمعيُّ: ما يَعِيْشُ بأحْوَرَ؛ أي بعَقْلٍ، وقيل بقَلْبٍ وَحَاشٍ. وماله حَوَرْوَرٌ: أي شَيْءٌ. وحَوَّرْتُ البَعيرَ: كَوَيْتُه، والمِحْوَرَةُ: المِكْوَاةُ. وحَوِّرْ عَيْنَ بَعِيرِكَ: أي حَجِّرْ حَوْلَها بِكَيٍّ. والكَيَّةُ تُسَمّى الحَوْرَاءَ.
وحَوَّرَ الحائطَ: بمَعْناه. والحارَةُ: كلُّ مُسْتَدَارٍ من فَضَاءٍ وغيرِه مَبْنِيّاً أوغيرَ مَبْنِيٍّ. وحُوِّرَتْ خَوَاصِرُ الإبِلِ: وهو أنْ يُؤْخَذَ خِثْيُها فَيُضْرَبَ به على خَوَاصِرِها. والحائرُ: المَهْزُوْلُ. والوَدَكُ أيضاً. واحْوَرَّتِ القِدْرُ: ابْيَضَّ لَحْمُها قبل النُّضْجِ.
والحَوَرُ: ما تَحْفِلُ به النِّساءُ وُجُوْهَها عند الزِّيْنَةِ؛ يُتَّخَذُ من الرَّصَاصِ. والحَوَرُ: شَجَرٌ، في قول الراعي:
كالجَوْزِ نُطِّقَ بالصَّفْصَافِ والحَوَرِ
وفي المَثَلِ في شَوَاهِدِ الظّاهِرِ على الباطِنِ " أرَاكَ بَشَرٌ ما أحَارَ مِشْفَرةٌ " أحَارَ: رَدَّ إلى جَوْفِه، وهو كقولهم: " عَيْنُه فِرَارُه ".
وطَحَنْتُ الطّاِحَنَة فما أحَارَتْ شَيْئاً من الدَّقِيقِ: أي ما رَدَّتْ. والحَوَرُ: أنْ تَسْوَدَّ عَيْنُ البَقَرَةِ والظَّبْيِ كُلُّها، وليس في بَني آدَمَ أحْوَرُ.
حور
حارَ يَحُور، حُرْ، حَوْرًا، فهو حائر، والمفعول مَحُور (للمتعدِّي)
• حار فلانٌ: رجَع " {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}: أنّه لن يُبعث للحساب".
• حار الشَّيءُ: نقص، كسَد "حار القمحُ بعد أن يَبِس- أعوذ بالله من الحَوْر بعد الكور: من النَّقص بعد الزِّيادة".
• حار الثَّوبَ: غسله وبيَّضه. 

حوِرَ يَحوَر، حَوَرًا، فهو أحوَرُ
• حوِرتِ العينُ: اشتدّ بياضُ بياضها وسوادُ سوادها واستدارت حدقتُها، ورقَّت جفونُها "عين حوراءُ- إنَّ العيون التي في طرفها حَوَرٌ ... قتلْننا ثم لم يُحْيين قتلانا". 

أحارَ يُحير، أحِرْ، إحارةً، فهو مُحير، والمفعول مُحار
• أحار الجوابَ: ردّه "سأله فلم يُحِرْ جوابًا". 

احورَّ يحورّ، احورارًا، فهو مُحوَرّ
• احورَّ فلانٌ:
1 - صار ذا حَوَر؛ أي ذا عين اشتدّ بياضُ بياضها وسوادُ سوادها واستدارت حدقتُها ورقَّت جفونُها "احوّرت عينُه".
2 - ابيضّ. 

تحاورَ يتحاور، تحاوُرًا، فهو مُتحاوِر
• تحاور القومُ: تبادلوا الحديثَ وتجادلوا "تحاور المديرُ مع رئيس المكتب- هذه الندوة للتحاور حول مستقبل أفضل- {وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} ". 

تحوَّرَ يتحوَّر، تحوُّرًا، فهو مُتحوِّر
• تحوَّر الكلامُ ونحوُه: مُطاوع حوَّرَ: تغَيَّر. 

تمحورَ يتمحور، تَمَحْوُرًا، فهو مُتمحوِر (انظر: م ح و ر - تمحورَ). 

حاورَ يحاور، مُحاورةً وحِوارًا، فهو مُحاوِر، والمفعول مُحاوَر
• حاورَ فلانًا:
1 - جاوَبه وبادله الكلامَ "حاور أستاذَه- {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} ".
2 - جادَله " {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} ".
3 - راوغه واحتال عليه. 

حوَّرَ يحوِّر، تحويرًا، فهو مُحوِّر، والمفعول مُحوَّر
• حوَّر الأمرَ: غيّره وعَدّله "حوَّر كلامَه: غيَّر بعضًا منه- حوَّر بعضَ أحداث روايته".
 • حَوَّر القُرصَ: دوَّره بالمِحوَر وهو عود من حديد أو غيره تدور عليه البكرة "حوَّرَ الخُبْزَةَ".
• حوَّر الدَّقيقَ أو الثَّوبَ: بيّضه. 

محوَرَ يمحوِر، مَحْوَرةً، فهو مُمحوِر، والمفعول مُمحوَر (انظر: م ح و ر - محوَرَ). 

إحارة [مفرد]: مصدر أحارَ. 

أَحْوَرُ [مفرد]: ج حُور، مؤ حَوراءُ، ج مؤ حُور: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حوِرَ. 

حائر [مفرد]: اسم فاعل من حارَ. 

حارَة [مفرد]:
1 - حيّ، محلّة متّصلة المنازل، مدخل ضيِّق لمجموعة من المنازل (انظر: ح ي ر - حارَة) "يسكن في الحارَة المجاورة".
2 - (رض) أحد المجازات أو المدارات المتوازيَة التي تُعيِّن الحُدود لمُتبارٍ في سباق خاصّةً السباحة أو المضمار. 

حِوار [مفرد]: ج حوارات (لغير المصدر):
1 - مصدر حاورَ.
2 - حديث يجري بين شخصين أو أكثر "جرى حوار مفتوح بين الرئيس ومندوبي الصحف" ° حِوار أدبيّ- حِوار الطُّرْش: تباحث بين مخاطبين لا يفهم بعضُهم بعضا- حِوار هادئ: خالٍ من الانفعال.
3 - نصّ إذاعيّ أو سينمائيّ أو تليفزيونيّ في قالب حديث بين أشخاص "حِوار إذاعيّ/ تليفزيونيّ/ سينمائيّ". 

حَوارِيّ [مفرد]: صاحب وناصر ومؤيّد "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيِّي وَحَوَارِيَّي الزُّبَيْرُ [حديث] ".
• الحواريُّون: أنصار عيسى عليه السَّلام " {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} ". 

حَوارِيَّة [مفرد]: ج حَوارِيّات:
1 - مؤنَّث حَوارِيّ.
2 - امرأة بيضاء صافية البشرة "*فَقُل للحَواريّات يبكين غيرَنا*". 

حِواريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِوار: "قدّم برامج إخبارية وحواريّة".
2 - مصدر صناعيّ من حِوار: حالة من التناغم والتلاؤم بين الأشياء "استمتع بحواريّة جميلة اشتركت فيها جميع الآلات الموسيقيّة".
3 - إمكانيّة تبادل الآراء والأفكار "تدعيم الحوارية هو السبيل لتكاتف المجتمع".
• اللاَّحواريَّة: حالة من التعصب للرأي وعدم سماع آراء الآخرين. 

حَوْر1 [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَوْر2 [جمع]:
1 - (نت) جنس شجر متعدِّد الأنواع من الفصيلة الصفصافيّة.
2 - (نت) نبات يمتاز بأنّ له أزهارًا أحاديّة الجنس. 

حَوَر [مفرد]: مصدر حوِرَ. 

حُور [جمع]: مف حَوراءُ: نساء الجنّة " {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ".
• حُور عين: نساءٌ بيض أو شديدات بياض العين مع شدّة سواد الحدقة، أو نساء واسعات العين مع شدّة بياض لبياضها وسوادٍ لسوادها " {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} ". 

حُوريَّة [مفرد]:
1 - فتاة أسطوريّة بالغة الحُسْن تتراءى في البحار والغابات والأنهار.
2 - امرأة حسناء بيضاء ناعمة "هذه المرأة السّاحرة الجمال كأنّها من حوريّات الجنّة".
3 - (حن) حشرة في طَوْر ما بعد البيضة في الحشرات الناقصة التحوُّل، وتختلف عن الحشرة البالغة في عدم وجود أجنحة وأعضاء تناسل فيها. 

مَحار [جمع]: مف محارة: (حن) حيوانات من الرِّخويّات تمتاز بأنّ لها أصدافًا مشرقة الألوان ولحمًا صالحًا للأكل "في المحار نوع من الحيوان البحريّ الذي يؤكل". 

مَحارة [مفرد]: ج مَحار:
1 - صدفة ونحوها.
2 - جوف الأذن الظَّاهر المتقعِّر "يبدأ مجرى السَّمع من المحارة". 

مُحاورة [مفرد]: ج محاورات:
1 - مصدر حاورَ.
2 - جدل يدور بين اثنين أو أكثر في موضوعات معيّنة "دارت مُحاورة بين الأعضاء حول قضيّة تعريب العلوم". 

مِحوَر [مفرد]: ج مَحاوِرُ:
1 - عود من حديد أو غيره تدور عليه البكرة "نابض ملفوف على مِحْوَر" ° مِحور العربة: قضيب يربط بين عجلتيها.
2 - مركز، مدارُ كُلِّ شيء "النزعة
 إلى التحرّر السياسيّ هي محور تاريخنا الحديث- كان موضوع حقوق الإنسان هو محور الحديث" ° محور الأرض: خطّ وهميّ تدور الأرض حوله- مشكلة مِحوريّة: مركزيّة أساسيّة ترتبط بها مشكلات أو قضايا أخرى.
3 - خط أساسيّ تدور حوله سياسة بلدين أو أكثر "محور النَّشاط السِّياسيّ للبلدين ينطلق من الاتّفاق في وجهات النَّظر".
4 - (دب) مُنطلق نفسيّ يتحرّك الفنان بحسبه، أو يدور حوله فيستثير عواطَفه ويبتعث فيه الأفكارَ والأخيلَة "إنّ السِّياسة والعقيدة والجنس كانت محاور إنتاج الكاتب" ° فلانٌ قلِقتْ محاورُه: اضطربت أمورُه.
5 - (هس) خطّ مستقيم حقيقيّ أو وهميّ واصل بين قطبي الكرة كمحور الأرض. 

محوريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِحوَر.
2 - مصدر صناعيّ من مِحوَر: مركزيّة.
• عظام محوريَّة: (شر) عظام الرَّأس والعمود الفقريّ لجسم حيوان فقاريّ.
• الشَّخصيَّة المِحْوريَّة:
1 - شخصيّة يدرسها المؤرِّخ باعتبارها مفتاحًا لفهم بعض القضايا التّاريخيّة أو فهم عصور برمَّتها.
2 - (دب) شخصيّة رئيسيّة في الرِّواية أو المسرحيّة. 
(ح ور)

حَار إِلَى الشَّيْء، وَعنهُ، يحورُ حَوْراً ومحاراً ومَحارَةً وحُؤورَا: رَجَعَ عَنهُ وَإِلَيْهِ، وَقَوله:

فِي بئرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ

أَرَادَ فِي بِئْر لَا حوؤر، فأسكن الْوَاو الأولى وحذفها لسكونها وَسُكُون الثَّانِيَة بعْدهَا.

وكل شَيْء تغير من حَال إِلَى حَال فقد حَار حَوْراً، قَالَ لبيد:

وَمَا المرءُ إِلَّا كشِّهابِ وضوئِهِ ... يَحورُ رَماداً بعد إِذْ هُوَ ساطعُ

وحارَت الغصة: انحدرت كَأَنَّهَا رجعت من موَاضعهَا، وأحارها صَاحبهَا، قَالَ جرير:

ونُبِّئتُ غسَّانَ بنَ واهصةِ الخُصَي ... يُلَجْلجُ مِنِّي مُضغةً لَا يُحيرها

والحَوْرُ: النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة لِأَنَّهُ رُجُوع من حَال إِلَى حَال. وَفِي الحَدِيث: " نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْرِ بعد الكور " مَعْنَاهُ النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة. وحُورٌ من محارة، أَي نُقْصَان فِي نُقْصَان، وَرُجُوع فِي رُجُوع.

وَالْبَاطِل فِي حُورٍ، أَي فِي نقص وَرُجُوع. وكل ذَلِك من النُّقْصَان وَالرُّجُوع.

والحَوْرُ: مَا تَحت الكور من الْعِمَامَة، لِأَنَّهُ رُجُوع عَن تكويرها.

وكلمته فَمَا رَجَعَ إِلَى حَواراً وحِوارا ومُحاورةً وحَوِيراً ومجورة، أَي جَوَابا.

وأحار عَلَيْهِ جَوَابه: رده.

وهم يتحاورون، أَي يتراجعون الْكَلَام.

والمُحاوَرةُ: مُرَاجعَة الْمنطق، وَقد حاوَره. والمَحورَةُ من المُحاورةِ، مصدر كالمشورة من الْمُشَاورَة.

وَمَا جَاءَتْنِي عَنهُ مَحورةٌ، أَي مَا رَجَعَ أليَّ عَنهُ خبر.

وَإنَّهُ لضعيف الحِوارِ أَي المحاوَرة.

وَقَوله:

وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حِوارَه ... على النارِ واستودعتُه كَفَّ مُجمِدِ

ويروى: حَوِيرُة، إِنَّمَا يَعْنِي بحواره وحويره، خُرُوج الْقدح من النَّار، أَي نظرت لفلج والفوز.

واستحار الدَّار: استنطقها، من الحِوارِ الَّذِي هُوَ الرُّجُوع عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَمَا يعِيش بأحْورَ، أَي بعقل يرجع إِلَيْهِ، قَالَ ابْن أَحْمَر:

وَمَا أنس م الأشياءِ لَا أنْس قولَها ... لجارِتها: مَا إِن يعيشُ بأحْوَرَا

أَرَادَ، من الْأَشْيَاء.

وَحكى ثَعْلَب: اقْضِ مَحُورتَك، أَي الْأَمر الَّذِي أَنْت فِيهِ. والحَوَرُ: أَن بشتد بياضُ بياضِ الْعين وَسَوَاد سوادها وتستدير حدقتها ويبيض مَا حواليها. وَقيل: الحَوَرُ شدَّة سَواد المقلة فِي شدَّة بَيَاض الْجَسَد، وَلَا تكون الأدماء حوراء. وَقيل: الحَوَرُ أَن تسود الْعين كلهَا مثل الظباء وَالْبَقر، وَلَيْسَ فِي بني آدم حَوَرٌ، وَإِنَّمَا قيل للنِّسَاء حور الْعُيُون لِأَنَّهُنَّ شبهن بالظباء وَالْبَقر. وَقَالَ كرَاع: الْحور أَن يكون الْبيَاض محدقا بِالسَّوَادِ كُله، وَإِنَّمَا يكون هَذَا فِي الْبَقر والظباء ثمَّ يستعار للنَّاس، وَهَذَا إِنَّمَا حَكَاهُ أَبُو عبيد فِي البرج، غير انه لم يقل: إِنَّمَا يكون فِي الظباء وَالْبَقر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي مَا الْحور فِي الْعين.

وَقد حوِر حَوَرا واحوَرَّ، وَهُوَ أحوَرُ، وَامْرَأَة حَوراءُ، وَعين حوراء، وَالْجمع حُورٌ.

فَأَما قَوْله:

عيناءُ حوراءُ من العِينِ الحِير

فعلى الِاتِّبَاع لعين، والحوراء الْبَيْضَاء، لَا يقْصد بذلك حَوَر عينيها. والأعراب تسمي نسَاء الْأَمْصَار حواريات بياضهن وتباعدهن عَن قشف الأعرابيات بنظافتهن، قَالَ الفرزدق:

فقلتُ أَن الحوارياتِ مَعْطَبَةٌ ... إِذا تَفَتَّلْن من تحتِ الجلابيبِ

وَقَالَ آخر:

فَقل للحَواريَّاتِ يبكينَ غيْرَنَا ... وَلَا تَبْكِنا إِلَّا الكلابُ النوابحُ

والتحوير: التبييض.

والحَواريُّون: القَصَّارون لتبييضهم الثِّيَاب، وَبِه سمي أنصار عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام حواريين، لأَنهم كَانُوا قصارين، ثمَّ غلب حَتَّى صَار كل نَاصِر وكل حميم حواريَّا.

وَقَالَ بَعضهم: الحواريون صفوة الْأَنْبِيَاء الَّذين قد خلصوا لَهُم، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " الزبير ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي " وَقيل: كل مبالغ فِي نصْرَة آخر حواريٌّ. وَخص بَعضهم بِهِ أنصار الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَقَوله، أنْشدهُ أَبُو زيد: بَكِّى بعيِنكِ واكِفَ القَطْرِ ... ابنَ الحوارِي العالِيَ الذِّكْرِ

إِنَّمَا اراد، ابْن الْحوَاري، يَعْنِي بالحواري الزبير رَضِي الله عَنهُ، وعنى بِابْنِهِ عبد الله ابْن الزبير.

والاحوِرارُ: الابيضاض وقصعة مُحَّوَرة: مبيضة بالسنام، قَالَ:

يَا وَرْدُ إِنِّي سأموتُ مَرَّه

فمَن حليفُ الجَفنةِ المُحْوَرَّه

والحَوَرُ: خَشَبَة يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء.

والحُوَّاري: الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ لباب الدَّقِيق وأجوده وأخلصه، وَقد حور الدَّقِيق.

والأحْوَريُّ: الْأَبْيَض الناعم من أهل الْقرى، قَالَ عتيبة بن مرداس الْمَعْرُوف بِأبي فسوة:

تكُفُّ شَبا الأنيابِ مِنْهَا بمشفَرٍ ... خَريعٍ كسِبْتِ الأحوريِّ المُخَصَّرِ

والحَورُ: الْبَقر لبياضها، وَجمعه أحوار، أنْشد ثَعْلَب:

للهِ دَرُّ منازِلٍ ومنازلٍ ... إنَّا بُلين بهؤلا الأحوارِ

والحَوَرُ: الْجُلُود الْبيض الرقَاق، تعْمل مِنْهَا الأسفاط، وَقيل السلفة، وَقيل الْحور الْأَدِيم الْمَصْبُوغ بحمرة، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الْجُلُود الْحمر الَّتِي لَيست بقرظية. وَالْجمع أحوارٌ، وَقد حَوَّره.

وخُفّ مُحَوَّرٌ: بطانته بحَوَرِ.

والحُوَارُ والحِوَارُ، الْأَخِيرَة رَدِيئَة عِنْد يَعْقُوب، ولد النَّاقة من حِين يوضع إِلَى أَن يعظم. وَقيل: هُوَ حُوارٌ سَاعَة تضعه أمه خَاصَّة. وَالْجمع أحوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهمَا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وفَّقوا بَين فُعال وفِعال، كَمَا وفَّقوا بَين فُعال وفعيل، قَالَ: وَقد قَالُوا حُورَانٌ، وَله نَظِير، سمعنَا الْعَرَب تَقول زُقاق وزِقاق.

وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ بض الْعَرَب: اللَّهُمَّ أحر رباعنا، أَي اجْعَل رباعنا حيرانا.

وَقَوله:

أَلا تخافون يَوْمًا قد أظلَّكُمُ ... فِيهِ حُوَارٌ بأيدي الناسِ مَجرورُ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: هُوَ يَوْم مشئوم عَلَيْكُم، كشؤم حُوَارِ نَاقَة ثَمُود على ثَمُود.

والمِحْوَرُ: الحديدة الَّتِي تجمع بَين الخطاف والبكرة، وَهِي أَيْضا الْخَشَبَة الَّتِي تجمع المحالة، قَالَ الزّجاج: قَالَ بَعضهم: قيل لَهُ محور للدوران، لِأَنَّهُ يرجع إِلَى الْمَكَان الَّذِي زَالَ مِنْهُ. وَقيل: إِنَّمَا قيل لَهُ محور، لِأَنَّهُ بدورانه ينصقل حَتَّى يبيض.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

يَا مَيَّ مَالِي قَلِقَتْ مَحاوِري

وَصَارَ أشباهَ الفَغَى ضرائِري

يَقُول: اضْطَرَبَتْ عليَّ أموري، فكنى عَنْهَا بالمحاور.

والمِحورُ: الهَنَةُ الَّتِي يَدُور فِيهَا لِسَان الإبزيم فِي طرف المنطقة وَغَيرهَا.

والمِحوَرُ: الْخَشَبَة الَّتِي يبسط بهَا الْعَجِين.

وحَوَّر الخبزة: هيأها وأدارها ليضعها فِي الْملَّة.

وحوَّر عين الدَّابَّة: حجر حولهَا، وَذَلِكَ من دَاء يُصِيبهَا.

وحَوَّر عين الْبَعِير: ذَا أدَار حولهَا ميسما.

وانه لذُو حَوِيرٍ، أَي عَدَاوَة ومضادة، عَن كرَاع.

وَبَعض الْعَرَب يُسَمِّي النَّجْم الَّذِي يُقَال لَهُ المُشْتَرِي، الأحْوَرَ.

والحَوَرُ: أحد النُّجُوم الثَّلَاثَة الَّتِي تتبع بَنَات نعش، وَقيل هُوَ الثَّالِث من بَنَات نعش الْكُبْرَى، اللاصق بالنعش. والحارَةُ: الخُطُّ والناحية.

والمحارةُ: الصدفة، وَالْجمع محاور ومحار، قَالَ السيك بن السلكة:

كَأَن قوائمَ النَّحام لمَّا ... تَوَلَّى صُحْبتي أُصُلاً مَحَاُر

أَي كَأَنَّهَا صدف تمر على كل شَيْء.

والمَحارةُ: بَاطِن الحنك. والمَحارةُ: منسم الْبَعِير، كِلَاهُمَا عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي.

والحَوَرُ، بِفَتْح الْوَاو، عَن كرَاع: نبت، وَلم يحله.

وَمَا أصبتُ مِنْهُ حَوْراً وحَوَرْوَراً، أَي شَيْئا.

وحَوْرانُ: مَوضِع.

وحُوَّارونَ: مَدِينَة بِالشَّام، قَالَ الرَّاعِي:

ظَلِلْنا بحُوَّارينَ فِي مُشمَخرَّةٍ ... تَمُرّ سحابٌ تحتَنا وثلوجُ

وحَوْريتٌ: مَوضِع، قَالَ ابْن جني: دخلت على أبي عَليّ رَحمَه الله، فحين رَآنِي قَالَ: أَيْن أَنْت؟ أَنا أطلبك. قلت: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مَا تَقول فِي حَوْريتٍ؟ فخضنا فِيهِ فرأيناه خَارِجا عَن الْكتاب، وصانع أَبُو عَليّ عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ من لُغَة ابْني نزار، فَأَقل الحفل بِهِ لذَلِك. قَالَ: وَأقرب مَا ينْسب إِلَيْهِ أَن يكون فعليتا، لقُرْبه من فِعليتٍ، وفِعليتٌ مَوْجُود.
حور
: ( {الحَوْرُ: الرُّجُوعُ) عَن الشَّيْءِ وإِلَى الشَّيْءِ (} كالمَحَار {والمَحَارَةِ} والحُؤْورِ) ، بالضَّمّ فِي هاذه وَقد تُسَكَّن وَاوُهَا الأَولَى وتُحْذَف لسُكُونها وسُكُون الثَّانِيَةِ بَعْدَهَا فِي ضَرُورَة الشِّعْر، كَمَا قَالَ العَجَّاج:
فِي بِئْر لَا {حُورٍ سَرَى وَلَا شَعَرْ
بأَفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْح جَشَرْ
أَرَادَ: لَا} حُؤُورٍ.
وَفِي الحَدِيث (مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْر ولَيْسَ كَذالك {حَارَ عَلَيْه) ، أَي رَجَعَ إِليه مَا نَسَب إِليه. وكُلُّ شَيْءٍ تغَيَّرَ مِنْ حَال إِلَى حَالٍ فقد حَارَ} يَحْور {حَوْراً. قَالَ لَبيد:
وَمَا المَرءُ إِلاّ كالشِّهَاب وضَوْئه
} يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
(و) الحَوْرُ: (النُّقْصَانُ) بعد الزِّيَادة، لأَنَّه رُجُوعٌ مِنْ حَالٍ إِلى حالع.
(و) الحَوْرُ: (مَا تَحْتَ الكَوْرِ من العِمَامَة) . يُقَال: حارَ بعد مَا كَارَ، لأَنّه رُجوع عَن تَكْويرِهَا. وَمِنْه الحَديث: (نَعُوذُ بِاللَّه من الحَوْر بعد الكَوْر) مَعْنَاهُ (من) النّقصان بعد الزِّيادة. وَقيل مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا، وأَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا، مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا؛ وبَعْضُه يَقربُ من بعض. وكَذالك الحُورُ بالضّمّ، وَفِي رِوَايَة: (بعد الكَوْن) ، بالنُّون. قَالَ أَبو عُبَيْد: سُئل عاصمٌ عَن هاذا فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم: حَارَ بَعْدَ مَا كَانَ. يَقُول: إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَمِيلة فارَ عَنْ ذالك، أَي رَجَع، قَالَ الزَّجَّاج: وَقيل مَعْنَاه نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْر بعد الكَوْر) مَعْنَاهُ (من) النّقصان بعد الزِّيادة. وَقيل مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا، وأَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا، مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا؛ وبَعْضُه يَقربُ من بعض. وكَذالك الحُورُ بالضّمّ، وَفِي روايَة: (بعد الكَوْن) ، بالنُّون. قَالَ أَبو عُبَيْد: سُئل عاصمٌ عَن هاذا فَقَالَ: يلَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم: {حَارَ بَعْد مَا كَنَ. يَقُول: إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَميلة} فَحَارَ عَنْ ذالك، أَي رَجَع، قَالَ الزَّجَّاج: وَقيل مَعْنَاه نَعُوذ بِاللَّه من الرُّجُوع والخُروج عَن الجَمَاعَة بعد الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَنْ كُنَّا فِي الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَن كُنَّا فِي الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَنْ كُنَّا فِي الكَوْر، أَي فِي الجَمَاعَة. يُقَال كارَ عِمَامَتَه على رَأْسِه، إِذا لَفَّهَا.
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحَوْر:! التَّحَيُّر. و) الحَوْرُ: (القَعْرُ والعُمْقُ، و) من ذالك قولُهم (هُوَ بَعِيدُ الحَوْر) . أَي بَعِيد القَعْر، (أَي عَاقِلٌ) مُتَعَمِّق.
(و) الحُورُ (بالضَّمِّ. الهلاَكُ والنَّقْصُ) ، قَالَ سُبَيْع بنُ الخَطِيم يَمْدَح زَيد الفَوارسِ الضَّبّيّ:
واستَعْجَلُوا عَنْ خَفيف المَضْغ فازْدَرَدُوا
والذَّمُّ يَبْقَى وَزادُ القَومِ فِي {حُورِ
أَي فِي نَقْص وذَهَاب. يُريدُ: الأَكْلُ يذهَبُ والذّمُّ يَبْقَى:
(و) } الحُورُ: (جَمْعُ {أَحْوَرَ} وَحَوْراءَ) . يُقَال: رَجُل أَحْوَرُ، وامرأَةٌ {حَوْرَاءُ.
(و) الحَوَرُ، (بالتَّحْريك: أَنْ يَشْتَدَّ بَياضُ بَيَاضِ العَيْن وسَوادُ سَوَادِها وَتَسْتَديرَ حَدَقَتُهَا وتَرِقَّ جُفُونُها ويَبْيَضَّ مَا حَوَالَيْهَا، أَو) الحَوَر (: شدَّةُ بَيَاضِهَا و) شدَّةُ (سَوَادِهَا فِي) شدَّة (بَيَاض الجَسَد) ، وَلَا تَكُونُ الأَدْمَاءُ حَوْراءَ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: لَا تُءْعمَّى حَوْراءَ حَتَّى تكون مَعَ حَوَرِ عَيْنَيْهَا بَيْضَاءَ لَوْنِ الجَسَد. (أَو) الحَوَر: (اسْوِدَادُ العَيْنِ كُلِّهَا مثْلَ) أَعْيُن (الظِّبَاءِ) والبَقَر. (وَلَا يَكُون) الحَوَر بهاذا المَعْنَى (فِي بَنِي آدمَ) ؛ وإِنَّمَا قيل للنِّسَاءِ حُورُ العِين، لأَنَّهُنَّ شُبِّهن بالظِّباءِ والبقَر.
وَقَالَ كُرَاع: الحَوَرُ: أَن يَكُونَ البَيَاضُ مُحْدِقاً بالسَّوادِ كُلِّه، وإِنَّمَا يَكُون هاذَا فِي البَقَر والظِّبَاءِ، (بَلْ يُسْتَعَار لَهَا) ، أَي لبَي آدَمَ، وهاذا إِنَّمًّ حَكَاه أَبُو عُبيْد فِي البَرَجِ، غَيْر أَنّه لم يَقُل إِنَّمَا يَكُونُ فِي الظِّبَاءِ والبَقَر. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: لَا أَدرِي مَا الحَوَر فِي العَيْن. (وَقد} حَوِر) الرَّجل، (كفَرِحَ) ، {حَوَراً، (} واحْوَرَّ) {احْوِرَاراً: وَيُقَال:} احْوَرَّت عَيْنُه احْوِرَاراً.
(و) فِي الصّحاح: الحَوَر: (جُلُودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بهَا السِّلاَلُ) ، الواحدَة {حَوَرَةٌ. قَالَ العَجَّاج يَصف مَخَالِبَ البَازي:
بحَجَبَاتٍ يتَثَقَّبْنَ البُهَرْ
كأَنَّمَا يَمْزِقْن باللَّحْم الحَوَرْ
(ج} حُورانٌ) ، بالضَّمّ. (ومنْهُ) حديثُ كتَابه صلى الله عَلَيْهِ وسلملوَفْد هَمْدَانَ. (لَهُمْ من الصَّدَقة الثِّلْب والنَّابُ والفَصيل والفارضُ و (الكَبْشُ {- الحَوَريّ) ، قَالَ ابْنُ الأَثير: مَنْسُوب إِلَى الحَوَر، وَهِي جُلُود تُتَّخَذ من جُلُود الضَّأْن، وَقيل، هُوَ مَا دُبغَ من الجُلُود بغَيْر القَرَظ، وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ على أَصْلِه وَلم يُعَلَّ كَمَا أُعِلَّ نَابٌ.
(و) نَقَل شَيْخُنَا عَن مجمع الغرائب ومَنْبع العَجَائب للعَلاَّمَة الكَاشْغَريّ أَن المُرَادَ بالكَبْش الحَوَريّ هُنَا المَكْوِيّ كَيّةَ الحَوْرَاءِ، نِسْبَة عَلَى غَيْر قيَاس، وَقيل سُمِّيَت لبَيَاضهَا، وَقيل غَيْر ذالك.
(و) الحَوَر: (خَشَبَةٌ يُقَالُ لَهَا البَيْضَاءُ) ، لبَياضهَا ومَدَارُ هاذَا التَّرْكيب على مَعْنَى البَيَاض، كَمَا صَرَّح بِهِ الصَّاغَانيّ.
(و) الحَوَر: (الكَوْكَبُ الثَّالث من بَنَات نَعْشٍ الصُّغْرَى) اللاَّصق بالنَّعْش، (وشُرحَ فِي ق ود) فراجعْه فإِنَّه مَرَّ الكَلاَمُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى.
(و) الحَوَر: (الأَديمُ المَصْبُوغُ بحُمْرَة) . وَقيل: الحَوَر: الجُلودُ البيضُ الرِّقَاق تُعمَل مِنْهَا الأَسْفَاطُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفة: هِيَ الجُلُودُ الحُمْر الَّتِي لَيْسَت بقَرظيَّة، والجَمْع} أَحْوارٌ. وَقد {حَوَّرَه.
(وخُفٌّ} مُحَوَّرٌ) ، كمُعَظَّم (: بطَانَتُه منْه) ، أَي من الحَوَر. قَالَ الشَّاعِر:
فظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَه عَلَقٌ
كأَنَّمَا قُدَّ فِي أَثْوَابه الحَوَرُ
(و) الحَوَر: (البَقَرُ) لبَياضهَا، (ج {أَحْوارٌ) . كقَدَر وأَقْدَار، وأَنشد ثَعْلَب:
لله دَرُّ مَنَازل ومَنَازل
أَنَّى بُلين بهاؤُلاَ} الأَحوارِ
(و) الحَوَر: (نَبْتٌ) ، عَن كُراع، وَلم يُحَلِّه.
(و) الحَوَر: (شَيْءٌ يُتَّخَذُ منَ الرَّصَاص المُحْرَق تَطْلِى بِهِ المَرْأَةُ وَجْهَهضا) للزِّينَة.
( {والأَحْوَرُ: كَوْكَبٌ أَوْ هُوَ) النَّجْم الَّذي يُقَال لَه (المُشْتَرِي) .
(و) عَن أَبي عمْرِو: الأَحْوَرُ: (العَقْلُ) ، وَهُوَ مَجَازق. وَمَا يَعيشُ فُلانٌ} بأَحْوَرَ، أَي مَا يَعيشُ بعَقْل صَافٍ كالطَّرْف الأَحْوَرِ النّاصع البَيَاضِ والسَّوَاد. قَالَ هُدْبَةُ ونَسَبَه ابْن سِيدَه لابْن أَحْمَر:
وَمَا أَنْسَ مِلْأَشْيَاءٍ لَا أَنْسَ قَوْلَهَا
لجارَتِهَا مَا إِنْ يَعيشُ {بأَحْوَرَا
أَرادَ: مِنَ الأَشْيَاءِ.
(و) } الأَحْوَرُ: (ع باليَمَن) .
( {- والأَحْوَرِيّ: الأَبيضُ النَّاعِمُ) من أَهْلِ القُرَى. قَالَ عُتَيْبَةُ بن مِرداسٍ المَعروف بِابْن فَسوَة:
تَكُفُّ شَبَا الأَنْيَاب مِنْهَا بمِشْفَرٍ
خَرِيعٍ كسِبتِ} - الأَحْوَرِيّ المُخَضَّرِ
{والحَوَارِيَّات: نِسَاءُ الأَمْصَارِ) ، هكَذا تُسَمَّيهن الأَعرابُ، لبَيَاضهنّ وتَبَاعُدهِنّ عَنْ قَشَف الأَعْرَاب بنَظَافَتِهِنّ، قَالَ:
فقُلْتُ إِنَّ} الحَوَارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ
إِذَا تَفَتَّلْنَ من تَحْت الجَلابيبِ
يَعْنِي النِّسَاءَ.
والحَوَارِيَات منَ النِّسَاءِ: النَّقِيَّاتُ الأَلْوَانِ والجُلُودِ، لبَيَاضهنّ، وَمن هَذَا قيلَ لصَاحب {الحُوَّارَي} مُحَوِّر. وَقَالَ العَجَّاج:
بأَعْيُنٍ {مُحَوَّرَاتٍ} حُورِ
يَعْنِي الأَعْيُنَ النّقيّاتِ البَيَاضِ الشَّديدَاتِ سوَادِ الحَدَقِ.
وفسّر الزَّمَخْشَريَ فِي آل عمْرَان الحَوَارِيَّات بالحَضَرِيّاتِ. وَفِي الأَساس بالبِيض) وكلاَهُمَا مُتَقَاربَان، كَمَا لَا يَخْفَى، وَلَا تَعْريضَ فِي كَلَام المُصَنِّف والجَوْهَريّ، كَمَا زَعمه بَعْضُ الشُّيوخُ.
( {- والحَوَارِيُّ: النَّاصر) ، مُطْلَقاً، أَو المُبَالِغُ فِي النّصْرَة، والوَزير، والخَليل، والخَالصُ. كَمَا فِي التَّوْشيح، (أَو نَاصرُ الأَنْبِيَاءِ) ، عَلَيْهم السَّلام، هاكَذَا خَصَّه بَعضُهم.
(و) } - الحَوَارِيُّ: (القَصَّارُ) ، لتَحْويره، أَي لتَبْيِيضه.
(و) الحَوَارِيُّ: (الحَمِيمُ) والنَّاصحُ.
وَقَالَ بَعْضُهم: {الحَوَارِيُّون: صَفْوةُ الأَنْبيَاءِ الَّذين قد خَلَصُوا لَهُم.
وَقَالَ الزَّجّاج: الحَوَارِيُّون: خُلْصَانُ الأَنْبيَاءِ عَلَيْهم السَّلاام، وصَفْوَتُهُم. قَالَ: والدَّليلُ على ذالك قولُ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الزّبَيْر ابنُ عَمَّتي} - وحَواريَّ من أُمَّتي) أَي خَاصَّتي من أَصْحابي ونَاصري. قَالَ: وأَصْحَابُ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَوَارِيُّون. وتأْوِيلُ {الحوَارِيِّين فِي اللغَة: الَّذين أُخلِصُوا ونُقُّوا عَن كُلِّ عَيْب، وكذالك} الحُوَّاري من الدَّقيق سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يُنَقَّى من لُبَاب البُرِّ، قَالَ: وتأْويلُه فِي النَّاس: الَّذي قد رُوجِع فِي اخْتياره مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فوُجِد نَقيًّا من العُيُوب. قَالَ: وأَصْل {التَّحْوير فِي اللُّغَة. من} حَار {يَحُورُ، وَهُوَ الرُّجُوع.} والتَّحْوير: التَّرْجيع. قَالَ فهاذا تَأْويلُه، وَالله أعلَم.
وَفِي المُحْكَم: وَقيل لأَصْحاب عِيسَى عَلَيْه السَّلامُ: الحوارِيُّون، للبَيَاض، لِأَنَّهم كَانُوا قَصَّارِين.
والحَوَارِيُّ: البَياضُ، وهاذا أَصْل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الزُّبَيْر: ( {حوَارِيَّ منْ أُمَّتي) وهاذا كَانَ بدْأَه، لأَنَّهُم كَانُوا خُلصاءَ عيسَى عَلَيْه السَّلاَمُ وأَنْصَارَه؛ وإِنَّما سُمُّوا} حَوَارِيِّين لأَنَّهُم كانُوا يَغْسِلُون الثِّيابَ، أَي {يُحَوِّرُونَهَا، وَهُوَ التَّبْييضُ. وَمِنْه قَوْلُهم: امرأَةٌ} حَوارِيَّة، أَي بيْضَاءُ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عِيسَى عَلَيْه السَّلامُ نصَرَه هاؤُلاَءِ الحواريُّون وَكَانوا أَنْصاره دُون النَّاسِ؛ قِيل لِناصِر نَبِيِّه حَوَارِيُّ إِذا بالَغَ فِي نُصْرَته، تشْبِيهاً بأُولئاك.
ورَوَى شَمِرٌ أَنَّه قَالَ: الحَوَارِيُّ: النَّاصِحُ، وأَصلُه الشْيءُ الخالِصُ، وكُلُّ شَيْءٍ خَلَصَ لَوْنُه فَهُوَ حَوَارِيُّ.
(و) {الحُوَّارَي. (بضَمِّ الحَاءِ وشَدِّ الْوَاو وفَتْح الرَّاءِ: الدَّقِيقُ الأَبْيَضُ، وَهُوَ لُبَابُ الدَّقِيق) وأَجْودُه وأَخْلَصُه، وَهُوَ المَرْخُوف. (و) الحُوَّارَي: (كُلُّ مَا حُوِّرَ، أَي بُيِّضَ من طَعَامٍ) ، وَقد} حُوِّر الدِّقيقُ {وحَوَّرْتُه} فاحْوَرَّ، أَي ابْيَضَّ. وعَجينٌ {مُحَوَّر هُوَ الَّذِي مُسِحَ وَجْهُه بالمَاءِ حَتَّى صَفَا.
(} وحَوَّارُونَ بفَتْح الحَاءِ مُشَدَّدَةَ الوَاو: د) ، بالشَّام، قَالَ الرَّاعي:
ظَللْنَا {بحَوَّارِينَ فِي مَشْمَخِرَّةٍ
تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ
وَضَبطه السَّمْعَانيّ بضَمّ ففَتْح من غَيْر تَشْدِيد، وَقَالَ: مِنْ بلاَد البَحْرَين. قَالَ: والمَشْهُورُ بهَا زيَادُ حُوَارِينَ، لأَنَّه كَانَ افْتَتَحها، وَهُوَ زيَادُ ابْنُ عَمرو بن المُنْذِر بن عَصَر وأَخوهُ خِلاس بن عَمْرو، كَانَ (فَقِيها) مِنْ أَصحابِ عَلَيّ، رَضي الله عَنهُ.
(} والحَوْرَاءُ: الكَيَّةُ المُدَوَّرَةُ) ، مِنْ حَارَ يَحُور، إِذَا رَجَع. وحَوَّرَه كَوَاه فَأَدَرَاها؛ وإِنَّمَا سُميَت الكَيَّةُ {بالحوْرَاءِ لأَنَّ مَوْضِعَهَا يَبْيَضّ. وَفِي الْعديث (أَنَّه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتِقه} حَوْرَاءَ) . وَفِي حَديثٍ آخَرَ (أَنَّه لما أُخبِرَ بقَتْل أَبي جَهح قَالَ: إِنَّ عَهْدِي بِهِ وَفِي رُكْبَتَيْه حَوْرَاءُ فانْظُرُوا ذالك. فَنَظَروا فرأَوْهُ) ، يَعْنِي أَث كَيَّة كُوِيَ بهَا.
(و) ! الحَوْرَاءُ: (ع قُرْبَ المَدينَة) المُشَرَّفَة، على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاة والسَّلام، (وَهُوَ مَرْفَأُ سُفُنِ مِصْر) قَدِيماً، ومَمَرُّ حاجِّها الآنَ، وَقد ذَكَرها أَصْحابُ الرِّحَل. (و) الحَوْرَاءُ: (مَاءٌ لِبَنِي نَبْهَانَ) ، مُرُّ الطَّعْم.
(وأَبُو الحَوْرَاءِ) : رَبيعَةُ بنُ شَيبانَ السَّعْديّ (رَاوِي حَديثِ القُنُوت) عَن الحَسَن بْن عَليّ، قَالَ (عَلَّمَني أَبي أَو جَدِّي رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَن أَقولُ فِي قُنوت الْوتْر: اللَّهُمَّ اهْدِني فِيمَن هَدَيْتَ، وَعَافنِي فيمَنْ عافَيْتَ، وتَوَلَّني فيمَنْ تَولَّيت، وباركْ لي فِيمَا أَعطيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْت، إِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك، إِنّه لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت، تَبارَكْتَ وتَعَالَيْت) . قلت: وَهُوَ حَديث مَحْفُوظ من حَديث أبي إسحاقَ السَّبيعيّ، عَن بُريَد بن أَبي مرْيمَ، عَن أَبي الحَوْرَاءِ، حَسَنٌ من رِوايَة حَمْزَة بْن حَبِيبٍ الزَّيّات، عَنهُ. وَهُوَ (فَرْدٌ) .
كتاب ( {والمَحَارَةُ: المَكَانُ الَّذي يَحُور أَو} يُحَارُ فِيه. و) {المَحَارَةُ: (جَوْفُ الأُذُنِ) الظَّاهرُ المُتَقَعِّرُ، وَهُوَ مَا حَوْلَ الصِّمَاخ المُتَّسع، وَقيل:} مَحَارَةُ الأُذُن: صَدَفَتُهَا، وَقيل: هِيَ مَا أَحَاطَ بسُمُوم الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَيْهما.
(و) المحَارَة: (مَرْجِعُ الكَتفِ) : وَقيل: هِيَ النُّقْرة الَّتي فِي كَعُبْرَةِ الكتِفِ.
(و) {المَحَارَةُ: (الصَّدَفَةُ ونحْوا مِن العَظْم) ، والجمْع مَحَارٌ. قَالَ السُّليْكُ:
كَأَنَّ قَوائمَ النَّحَّامِ لَمَّا
تَوَلَّى صُحْبَتي أُصُلاً} مَحَارُ
أَي كأَنَّهَا صَدَفٌ تَمُرّ على كُلِّ شيْءٍ.
وَفِي حديثِ ابْن سِيرينَ فِي غُسْل المَيت: (يُؤْخَذ شَيْءٌ من سِدْر فيُجْعَل فِي مَحَارَةٍ أَو سُكُرُّجة) .
قَالَ ابنُ الأَثير: المَحَارَةُ والحائر: الّذي يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ. وأَصْلُ المَحَارَةِ الصَّدَفةُ، والمِيم زائدَة.
قُلتُ: وذَكَره الأَزهَري فِي مَحر، وسيأْتي الكَلاَمُ عَلَيْهِ هُنالك إِن شاءَ الله تَعَالَى. (و) المَحَارَةُ: (شِبْهُ الهَوْدَج) ، والعَامَّة يُشَدِّدُون، ويُجْمَع بالأَلف والتاءِ.
(و) المَحَارَةُ: مَنْسِمُ البَعِير، وَهُوَ (مَا بَيْنَ النَّسْر إِلَى السُّنْبُك) ، عَن أَبي العَمَيْئَل الأَعْرَابيّ.
(و) المَحَارَةُ: (الخُطُّ، والنَّاحيَةُ) .
( {والاحْوِرَارُ: الابْيِضَاضُ) ،} واحْوَرَّتِ المَحَاجِرُ: ابيَضَّت.
(و) أَبُو العَبَّاس (أَحْمَدُ) بْنُ عَبْدِ اللهاِ (بن أَبي {الحَوَارَى) ، الدِّمَشْقِيّ، (كسَكَارَى) ، أَي بِالْفَتْح، هاكذا ضَبطه بعضُ الحُفَّاظ. وَقَالَ الحافِظُ ابْن حَجَر: هُوَ كالحَوَارِيّ واحِدِ الحَوَارِيِّين على الأَصحّ، يرْوِي عَن وكِيعِ بنِ الجرَّاح الكُتُب، وصَحِب أَبَا سُلَيْمَان الدّارانِيّ وحَفِظ عَنهُ الرَّقائِق، ورَوَى عَنهُ أَبُو زُرْعة وأَبُو حاتِم الرَّازِيّانِ، وذكَره يَحْيى بنُ مُعِين فَقَالَ: أَهلُ الشَّامِ يُمْطَرُون بِهِ، تُوفِّي سنة 246. (وكسُمَّانَى) أبي بضَمِّ السِّين وتَشْديد الْمِيم، كَمَا ادَّعَى بعضٌ أَنَّه رَآهُ كذالك بخَطِّ المُصَنِّف هُنَا، وَفِي (خَرَط) ، قَالَ شَيْخُنَا: ويُنَافيه أَنَّه وَزَنَه فِي (س م ن) بحُبَارَى، وَهُوَ المَعْرُوفُ، فتَأَمَّل، (أَبُو القَاسم الحُوَّارَى، الزَّاهِدَان، م) ، أَي مَعروفن. وَيُقَال فيهمَا بالتَّخْفِيف والضَّمِّ، فَلَا فائدَة فِي التَّكْرار والتَّنَوُّع، قالَه شَيْخُنَا.
قلْت: مَا نَقَلَه شَيْخُنَا من التَّخْفِيف والضَّمِّ فيهمَا، فَلم أَرَ أَحَداً من الأَئِمَّة تَعرَّضَ لَه، وإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الأَوَّل، فمِنْهُم مَنْ ضَبَطه كسُكَارَى، وعَلى الأَصَحِّ أَنه على وَاحِد الحَوَارِيِّين، كَمَا تَقَدَّم قَريباً. وأَمَّا الثَّاني فبالاتّفَاق بضَمِّ الحَاءِ وتَشْديد الوَاو، فَلم يَتَنَوَّع المُصَنِّف، كَمَا زَعَمَه شَيْخُنا، فتَأَمَّلْ.
(} والحُوَارُ، بالضَّمِّ، وقَدْ يُكْسَر) ، الأَخيرَة رَديئة عِنْد يَعْقُوب: (وَلَدُ النَّاقَة سَاعَةَ تَضَعُه) أُمُّه خَاصَّةً. (أَو) مِنْ حِين يُوضَع (إِلَى أَنْ) يُفْطَم و (يُفْصَلَ عَنْ أُمِّه) فإِذا فُصِلَ عَن أُمّه فَهُوَ فَصِيل. (ج {أَحْوِرَةٌ} وحِيرَانٌ) ، فيهمَا. قَالَ سيبَوَيْه: وَفَّقُوا بَين فُعَالٍ وفِعَال كَمَا وَفَّقُوا بَيْنَ فُعَال وفَعِيل. قَالَ: (و) قد قَالُوا ( {حُورَانٌ) ، وَله نَظيرٌ، سَمِعْنا العَرَبَ تَقُولُ: رُقَاقٌ ورِقَاقٌ، والأُنْثَى بالهاءِ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَفِي التَّهْذيب: ا} لحُوَارُ: الفَصيل أَوَّلَ مَا يُنْتَج. وَقَالَ بعضُ العَرَب: اللهُمَّ {أَحِرْ رِبَاعَنَا. أَي اجْعَلْ رِبَاعَنَا} حِيرَاناً. وقولُه:
أَلاَ تَخَافُونَ يَوْماً قَدْ أَظَلَّكُمُ
فِيهِ {حُوَارٌ بأَيْدي النَّاس مَجْرُورُ
فَسَّره ابنُ الأَعْرابيّ فَقَالَ: هُوَ يَوْمٌ مشؤومٌ عَلَيْكُم كشُؤْم حُوارِ نَاقَةِ ثَمُودَ على ثَمودَ.
وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَريّ فِي الأَسَاس:
مَسِيخٌ مَليخٌ كلَحْم الحُوَارِ
فَلَا أَنْتَ حُلْوٌ وَلَا أَنْتَ مُرّ
(} والمُحَاوَرَةُ، {والمَحْوَرَةُ) ، بفَتْح فسُكون فِي الثَّاني. وهاذه عَن اللَّيْث وأَنْشَد:
بحَاجَةِ ذِي بَثَ} وَمَحْوَرَة لهُ
كَفَى رَجْعُهَا من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ
(والمَحُورَةُ) ، بضَمِّ الحَاءِ، كالمَشُورة من المُشَاوَرَةِ: (الجَوَابُ، {} كالحَوِير) ، كأَمِير، ( {والحِوَار) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَر،} والحِيرَةُ) ، بالكَسْر، ( {والحُوَيْرَة) ، بالتَّصْغِير.
يُقَال: كَلَّمْتُه فَمَا رَجَعَ إِلَيّ} حَوَاراً {وحِوَاراً} ومُحاوَرَةً {وحَوِيراً} ومَحُورَةً، أَي جَواباً. الاسْمُ من {المُحَاوَرَة} الحَوِيرُ، تَقول: سَمعْتُ حَوِبرَهما وحِوَارَهُمَا. وَفِي حَديث سَطيح (فَلَمْ {يُحِرْ جَوَاباً) ، أَي لم يَرْجع وَلم يَرُدَّ. وَمَا جاءَتْني عَنهُ} مَحُورَةٌ، بضَمّ الحَاءِ، أَي مَا رَجَعَ إِلَيَّ عَنهُ خَبَرٌ. وإِنه لضَعِيفُ {الحِوَار، أَي} المُحَاوَرَة. (و) {المُحَاوَرَةُ: المُجَاوَبَةَ و (مُرَاجَعَةُ النُّطْق) والكَلاَم فِي المُخَاطَبَة، وَقد} حَاورَه، (وَ {تَحَاوَرُوا: تَرَاجَعُوا الكَلاَمَ بَيْنَهُم) ، وهم يَترَاوَحُونَ} ويَتَحَاوَرُونَ.
( {والمِحْوَر، كمِنْبَر: الحَدِيدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ الخُطَّافِ والبَكَرَةِ) .
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ العُودُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْه البَكَرَة، وَرُبمَا كَانَ مِنْ حَدِيد، (و) هُوَ أَيضاً (خَشَبَةٌ تَجْمَع المَحَالَة) .
قَالَ الزَّجّاج: قَالَ بَعْضُهم: قِيل لَهُ} مِحْوَر للدَّوَرَانِ، لأَنَّه يَرْجِعُ إِلَى المَكَان الّذِي زَالَ عَنْهُ، وَقيل إِنَّمَا قيل لَهُ مِحْوَر لأَنَّه بدَوَرَانِه يَنْصَقِل حَتَّى يَبْيضَّ.
(و) {المِحْوَر: (هَنَةٌ) وَهِي حَديدة (يَدُورُ فِيهَا لِسَانُ الإِبْزِيمِ فِي طَرَفه المِنْطَقَةِ وغَيْرِهَا) .
(و) المِحْوَرُ: (المِكْوَاةُ) ، وَهِي الحَدِيدَةُ يُكْوَى بِهَا.
(و) المِحْوَرُ: عُودُ الخَبَّازِ. و (خَشَبَةٌ يُبْسَطُ بِهَا العَجِينُ) } يُحَوَّر بهَا الخُبْزُ تَحْوِيراً.
( {وحَوَّرَ الخُبْزَةَ) } تَحوِيراً: (هَيَّأَهَا وَأَدَارَهَا) بالمِحْوَر (ليَضَعَها فِي المَلَّةِ) ، سُمِّيَ {مِحْوَراً لدَوَرَانِه على العَجِين، تَشْبِيهاً} بمِحْوَر البَكَرة واستِدَارته، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) {حَوَّرَ (عَيْنَ البَعيرِ) تَحْوِيراً: (أَدَارَ حَوْلَهَا مِيسَماً) وحَجَّرَه بَكيَ، وذالك من دَاءٍ يُصِيبُها، وتِلْك الكَيَّةُ} الحَوْرَاءُ.
( {والحَوِيرُ) ، كأَمِير: (العَداوَةُ والمُضَارَّةُ) ، هاكذا بالرَّاءِ، وَالصَّوَاب المُضَادَّة، بالدَّال، عَن كُرَاع.
(و) يُقَال: (مَا أَصَبْتُ) مِنْهُ (} حَوْراً) ، بفَتْح فَسُكُون، وَفِي بعض النُّسخ بالتَّحْرِيك ( {وحَورْوَراً) ، كسَفَرْجَل، أَي (شَيْئاً) .
(} وحَوْرِيتُ) ، بالفَتْح: (ع) ، قَالَ ابنُ جِنِّي: دَخَلْتُ على أَبي عَلِيَ. فحِينَ رآنِي قَالَ: أَينَ أَنْتَ؟ أَنَا أَطلُبك، قلْت: وَمَا هُو؟ قَالَ: مَا تَقُول فِي {حَوْرِيت، فخُضْنا فِيه فرأَيناهُ خَارِجاً عَن الكِتَاب، وصانَعَ أَبُو عَليَ عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ من لُغَة ابنَيْ نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْل بِه لِذالِك، قَالَ: وأَقرب مَا يُنْسَب أَلَيْه أَن يَكُون فَعْلِيتاً لقُرْبِه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موْجودٌ.
(} والحَائِر: المَهْزُولُ) كأَنَّه من {الحَوْر، وَهُوَ التَّغَيُّر من حالٍ إِلى حالٍ، والنُّقصان.
(و) } الحائِرِ: (الوَدَكُ) ، وَمِنْه قَوْلهم: مَرَقَة {مُتَحَيِّرة، إِذا كَانَت كَثِيرَةَ الإِهالَة والدَّسَمِ، وعَلى هاذا ذِكْرُه فِي اليائِيِّ أَنْسَبُ كالَّذِي بَعْده.
(و) الحائِرُ: (ع) بالعِرَاقِ (فِيهِ مَشْهَدُ) الإِمام المَظْلُومِ الشَّهِيدِ أَبِي عَبْدِ الله (الحُسَيْن) بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم؛ سُمِّيَ} لتَحَيُّرِ الماءِ فِيهِ. (وَمِنْه نَصْرُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ) الكُوفِيّ، سَمِعَ أَبَا الحَسَن بنَ غِيَرَةَ. (و) الإِمَامُ النَّسَّابَة (عَبْدُ الحَمِيد بْنُ) الشِّيخ النَّسَّابة جَلالِ الدّين (فَخَّار) بن مَعَدّ بن الشريف النّسَّابة شمْس الدّين فَخّار بْنِ أَحْمَد بْنِ محمّد أبي الغَنَائِم بن مُحَمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَيْن بن مُحَمَّد الحُسَيْنِيّ المُوسَويّ، ( {الحائِرِيانِ) وَوَلَدُ الأَخِيرِ هاذا عَلَمُ الدِّينِ عَلَيّ ابنُ عَبْد الحَمِيد الرَّضِيّ المُرْتَضَى النَّسَّابَة إِمَامُ النَّسَب فِي العِراق، كَانَ مُقِيماً بالمَشْهَد. وَمَات بهَرَاةِ خُرَاسَان، وَهُوَ عُمْدَتُنا فِي فَنِّ النَّسَب، وأَسانِيدُنا مُتَّصِلَة إِليه. قَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: وَالثَّانِي من مَشْيَخَة أَبي العَلاءِ الفَرَضِيّ. قَالَ: وممَّن يَنْتَسِب إِلى الحَائِرِ الشّريفُ أَبُو الغَنَائِم مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الفَتْح العَلَوِيّ} - الحائِرِيّ، ذَكَرَه مَنْصُورٌ.
( {والحائرةُ: الشَّاةُ والمَرْأَةُ لَا تَشِبَّانِ أَبَداً) ، من} الحَوْرِ بِمَعْنَى النُّقْصَانِ والتَّغَيّرِ مِنْ حالٍ إِلى حَال.
(و) يُقَال: (مَا هُو إِلاَّ! حائِرَةٌ مِنَ {الحَوَائِر، أَي) مَهْزُولَةٌ (لَا خَيْرَ فِيهِ. و) عَن ابْن هَانِىءٍ: يُقَالُ عِنْد تَأْكِيدِ المَرْزِئَة عليهِ بِقِلَّةِ النَّمَاءِ: (مَا} يَحُورُ) فلانٌ (وَما يَبُورُ) ، أَي (مَا يَنْمُو وَما يَزْكُو) ، وأَصْلُه من {الحَوْر وَهُوَ الهَلاَكُ والفَسَادُ والنَّقصُ.
(و) } الحَوْرَةُ: الرُّجُوعُ.
و ( {حَوْرَةُ: ة بَيْن الرَّقَّة وبَالِسَ، مِنْهَا صَالِحٌ} - الحَوْرِيُّ) ، حَدَّثَ عَن أَبِي المُهَاجِر سَالِم ابنِ عَبْدِ الله الكِلابِيّ الرَّقِّيّ. وَعنهُ عَمْرو بن عُثمَانَ الكِلابِيّ الرَّقِّيّ. ذَكَره مُحَمَّدُ بنُ سعِيدٍ الحَرَّانِيّ فِي تَارِيخ الرّقّة.
(و) {حَوْرَةُ: (وَادٍ بالقَبَلِيَّة) .
(} - وحَوْرِيُّ) ، بكَسْرِ الرّاءِ، هاكذا هُوَ مَضْبوطٌ عِنْدَنَا وضَبَطه بَعضُهم كسَكْرَى: (: ة من دُجَيْلٍ، مِنْهَا الحَسَن ابْنُ مُسْلِم) الفَارِسيّ {- الحَوْرِيّ، كَانَ من قَرْية الفارِسِيَّة، ثمَّ من جَوْرِيّ، رَوَى عَن أَبي البَدْر الكَرْخِيّ، (وسُلَيْمُ بْنُ عِيسَى، الزَّاهِدَانِ) ، الأَخير صاحِب كَرامَات، صَحِب أَبا الحَسَن القَزْوِينِيّ وحَكَى عَنْه.
قلت: وفَاتَه عبدُ الكَريم بن أَبِي عَبْد الله بْنِ مُسْلم الحَوْرِيُّ الفارِسيُّ، من هاذه القَرْية، قَالَ ابنُ نُقْطَة. سَمِع مَعِي الكَثِيرِ.
(} وحَوْرَانُ) ، بالفَتْح: (كُورَةٌ) عَظِيمَة (بِدِمَشْقَ) ، وقَصَبتُها بُصْرَى. وَمِنْهَا تُحَصَّلُ غَلاَّتُ أَهْلِهَا وطَعَامُهُم. وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا إِبراهِيمُ بنُ أَيُّوبَ الشَّامِيّ. وأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بن حُمَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وغَيْرُهما.
(و) {حَوْرَانُ: (مَاءٌ بِنَجْدٍ) ، بَيْنَ اليَمَامَةِ وَمَكَّةَ.
(و) حَوْرَانُ (: ع بِبَادِيَةِ السَّمَاوَةِ) ، قَرِيبٌ مِن هِيتَ: وَهُوَ خَرابٌ.
(} والحَوْرَانُ) ، بالفَتْح: (جِلْدُ الفِيلِ) . وباطِنُ جِلْدِه. الحِرْصِيَانُ، كِلاهُمَا عَن ابْن الأَعرابِيّ.
(وعَبْدُ الرَّحْمان بْنُ شَمَاسَةَ بْنِ ذِئْبِ بْنِ! أَحْوَرَ: تَابِعِيٌّ) ، من بَنِي مَهْرَةَ، رَوَى عَن زَيْدِ بْنِ ثَابِت وعُقْبَةَ ابنِ عَامر، وعِدادُه فِي أَهْل مِصْر، روى عَنْه يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيب.
(و) من أَمْثَالِهِم: (فُلاَنٌ ( {حُورٌ فِي} مَحَارَةَ)) ، {حَور (بالضَّمِّ والفَتْحِ) أَي (نُقْصَانٌ فِي نُقْصان) ورُجُوع، (مَثَلٌ) يُضْرَب (لمَنْ هُو فِي إِدْبَار) .} والمَحَارَة {كالحُورِ: النُّقْصان والرُّجُوع، (أَو لِمنْ لاَ يَصْلُح) . قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: فُلانٌ} حَوْرٌ فِي {محارَة. هاكذا سمِعْتُه بفَتْح الحاءِ. يُضرَب مَثَلاً للشَّيْءِ الَّذِي لَا يصْلَح، (أَو لمَنْ كَانَ صَالِحاً ففَسَدَ) ، هاذا آخِر كَلامِه.
(} وحُورُ بْنُ خَارِجة، بالضَّمّ) : رجُل (مِنْ طَيِّى) .
(و) قولم (طَحَنَتْ) الطَّاحِنَةُ (فَمَا {أَحَارَتْ شَيْئاً، أَي مَا رَدَّتْ شَيْئاً مِنَ الدَّقِيقِ، والاسْمُ مِنْهُ} الحُورُ أَيْضاً) ، أَي بالضَّمِّ، وَهُوَ أَيْضاً الهَلَكَة. قَالَ الرَّاجِزُ:
فِي بِئْرِ لَا {حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ
قَالَ أَبُو عُبَيْدة: أَي فِي بِئْرِ} حُورٍ و (لَا) زِيادةٌ.
(و) من المَجازِ: (قَلِقَتْ {محَاوِرُه) أَي (اضْطَرب أَمْرُه) . وَفِي الأَساسِ. اضْطَرَبَت أَحوَالُه. وأَنشد ثَعْلَب.
يَا مَيُّ مَالِي قَلِقَتْ} - مَحَاوِرِي
وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي
أَي اضْطَرَبَتْ عَلَيَّ أُمُورِي، فكَنَى عَنْهَا بالمَحَاوِر. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: استُعِير من حَالِ (مِحْور) البَكَرَة إِذَا املاَسَّ، واتَّسَع الخَرْقُ فاضْطَرَبَ.
(وعَقْرَبُ {الحِيرَانِ: عَقْرَبُ الشِّتَاءِ، لأَنَّهَا تَضُرُّ} بالحُوَارِ) ولَدِ النَّاقَةِ، {فالحِيْرانُ إِذاً جَمْعُ} حُوَارٍ.
(و) فِي التَّهْذِيب فِي الخُمَاسِيّ: ( {الحَوَرْوَرَةُ: المَرْأَةُ البَيْضَاءُ) ، قَالَ: وَهُوَ ثلاثيُّ الأَصْلِ أُلحِقَ بالخُمَاسِي لتَكْرَارِ بعْضِ حُرُوفِها.
(} وأَحَارَتِ النَّاقَةُ: صارتْ ذَاتَ {حُوَارٍ) ، وَهُوَ وَلَدُها سَاعَةَ تَضَعُه.
(وَمَا} أَحَارَ) إِلَيَّ (جَوَاباً: مَا رَدَّ) ، وَكَذَا مَا {أَحَارَ بكَلِمَة.
(} وحَوَّرَهُ {تَحْويِراً: رَجَعَه) . عَن الزّجَّاج.} وحَوَّرَه أَيضاً: بَيَّضَه. {وحَوَّرَهُ. دَوَّرَه، وَقد تَقَدَّم.
(و) } حَوَّرَ (الله فُلاَناً: خَيَّبَه) ورَجَعَه إِلى النَّقص.
( {واحوَرَّ) الجِسْمُ (} احْوِرَاراً: ابْيَضَّ) وكذالك الخُبْزُ وغَيْرُه.
(و) {احوَرَّتْ (عيْنُه: صارَتْ} حَورَاءَ) بيِّنَةَ {الحَوَرِ: وَلم يَدْرِ الأَصمَعِيُّ مَا الحَوَر فِي العَيْن، كَمَا تقدَّم:
(والجَفْنَةُ} المُحْوَرَّةُ: المُبْيَضَّةُ بالسَّنَامِ) . قَالَ أَبو المُهَوّش الأَسَدِيّ:
يَا وَرْدُ إِنّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ
فمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ {المُحْوَرَّهْ
يَعْنِي المُبْيَضَّةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَوَرْدُ تَرْخِيمُ وَرْدَةَ، وَهِي امرأَتُه، وَكَانَت تَنْهَاه عَن إِضاعَةِ مَاله ونَحْرِ إِبلِه.
(} واسْتَحَارَهُ: اسْتَنْطَقَه) . قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: اسْتَحَارَ الدَّارَ: استَنْطَقَهَا، من {الحَوْرِ الّذي هُوَ الرُّجُوع.
(وقَاعُ} المُسْتَحِيرَة: د) ، قَالَ مالِك ابنُ خَالِدٍ الخُنَاعِيُّ:
ويَمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ إِنَّني
بأَنْ يَتَلاَحَوْا آخِرَ اليَوْمِ آرِبُ
وَقد أَعاده المُصَنِّف فِي اليائِيّ أَيْضاً، وهُمَا واحِدٌ.
( {والتَّحَاوُرُ: التَّجَاوُبُ) ، وَلَو أَوْرَدَه عِنْد قَوْله:} وتَحَاوَرُوا: تَرَاجَعُوا، كَانَ أَلْيَقَ، كَمَا لَا يَخْفَى.
(وإِنَّه فِي {حُورٍ وبُورٍ، بضَمِّهمَا) ، أَي (فِي غَيْرِ صَنْعَة ولاَ إِتَاوَة) ، هاكَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي اللِّسَان وَلَا إِجادَة، بدل إِتَاوَة، (أَوْ فِي ضَلاَل) ، مأْخُوذٌ من النَّقْصِ والرُّجُوع.
(} وحُرْتُ الثَّوْبَ) {أَحُورَه} حَوْراً: (غَسَلْتُه وبَيَّضْتُه) ، فَهُوَ ثَوْب {مَحُورٌ، والمعروفُ} التَّحْوِيرُ، كَمَا تقدَّم.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{حارَتِ الغُصَّة تَحُور حَوْراً: انحدَرَت كأَنَّها رَجَعت من مَوْضِعها، وأَحارَها صَاحِبُها. قَالَ جَرِير:
ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ وَاهِصةِ الخُصَى
يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لَا} يُحِيرُها
وأَنشد الأَزهَرِيّ:
وتِلْكَ لعمْرِي غُصَّةٌ لَا {أُحِيرُها
والباطِل فِي حُور: أَي (فِي) نَقْص ورُجُوع. وذَهَب فُلانٌ فِي} الحَوَارِ والبَوَارِ (مَنْصُوبًا الأوَّل. وَذهب فِي {الحُورِ والبُور) أَي فِي النُّقْصَانِ والفَسادِ. ورَجُلٌ} حَائِرٌ بائِر. وَقد {حَارَ وبَارَ.} والحُورُ: الهَلاكُ. ( {والحَوَار} والحِوَار {والحَوْر) الجَوَابُ. وَمِنْه حَدِيثُ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (يَرْجِع إِلَيْكُمَا ابْنَاكُما} بحَوْرِ مَا بَعَثْتُمَا بِه) أَي بِجَواب ذالِك.
{والحِوَارُ} والحَوِيرُ: خُرُوجُ القِدْح مِنَ النَّارِ. قَالَ الشَّاعِرِ:
وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ {حَواَرهُ
على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
ويُرْوَى} حَوِيرَه، أَي نَظَرْتُ الفَلَجَ والفَوْزَ.
وَحكى ثَلب: اقْضِ {مَحُورَتَك، أَي الأَمرَ الّذي أَنتَ فِيهِ.
} والحَوْرَاءُ: البَيْضَاءُ، لَا يُقْصَد بذالك حَوَرُ عَيْنِها.
{والمُحَوِّر: صاحِبُ} الحُوَّارَى.
{ومُحْوَرُّ القِدْرِ: بَياضُ زَبَدِها. قَالَ الكُمَيْت:
ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخ طَاهِياً
عَجِلْتُ إِلى} مُحْوَرِّها حِين غَرْغَرَا والمَرْضُوفَةُ: القِدْر الَّتِي أُنْضِجَت بالحِجَارَةِ المُحْمَاةِ بالنَّارِ. وَلم تُؤْنِ: لم تَحْبِس.
{وحَوَّرْت خَواصِرَ الإِبِل، وَهُوَ أَن يَأْخُذَ خِثْيَها فيَضْرِب بِهِ خَواصِرَها. وفلانُ سَرِيعُ} الإِحارةِ، أَي سَرِيعُ اللَّقْم، {والإِحارَةُ فِي الأَصْل: رَدُّ الجَوابِ، قَالَه المَيْدَانِيّ.
} والمَحَارَةُ: مَا تَحْتَ الإِطار. والمَحارَةُ: الحَنَكُ، وَمَا خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ. وَقَالَ أَبو العمَيْثَل: باطِنُ الحَنكِ. والمَحَارَةُ: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخَياشِيم. والمَحَارَةُ: قْرَ الوَرِكِ. والمَحَارَتانِ رَأْسَا الوَرِكِ المُسْتَدِيرَانِ اللَّذانِ يَدُورُ فيهمَا رُءُوس الفَخِذَين.
{والمَحَارُ، بِغَيْر هاءٍ، من الإِنْسَان: الحَنَكُ. وَمن الدَّابَّة: حَيْث يُحَنِّك البَيْطَارُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: مَحَارَةُ الفَرِس أَعْلَى فَمِه مِنْ بَاطِنٍ.
} وأَحرت الْبَعِير نَحرته وهاذَا من الأَساسِ.
{وحَوْرانُ اسمُ امرأَةٍ: قَالَ الشَّاعر:
إِذَا سَلَكَت} حَوْرَانُ من رَمْل عالِج
فَقُولاَ لَهَا لَيْسَ الطرِيقُ كَذالِكِ
وحَوْرَان: لَقبُ بَعْضِهم. {وحُورٌ. بالضَّمّ لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ الخَلِيل، رَوَى عَن الأَصْمَعِيّ. ولقَبُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ المُغَلّس. وحُورُ بنُ أَسْلَم فِي أَجدادِ يَحْيَى بْنِ عَطَاءٍ المِصْرِيّ الحَافِظ.
وَعَن ابْن شُمَيْل: يَقُولُ الرَّجُل لِصَاحِبِه: واللَّهِ مَا تَحُور وَلَا تَحُولُ، أَي مَا تَزْدَاد خَيْراً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ عَن ابْنِ الأَعرابِيّ مِثْلَه.
} وحُوَار (كغُرَاب) : صُقْع بهَجَرَ. وكُرمّان: جُبَيل.
وعبدُ القُدُّوس بن! - الحَوَارِيّ الأَزدِيّ من أَهْلِ البَصْرة يَرْوِي عَن يُونُسَ بنِ عُبَيْد. رَوَى عَنهُ العِرَاقِيُّون، {- وحَوارِيّ بنُ زِيادٍ تابِعِيّ.
} وحور: مَوضِع بالحجاز. وماءٌ لقُضاعةَ بالشَّام.
{- والحَوَاريّ بنُ حِطّان بن المُعَلَّى التَّنُوخِيّ: أَبو قَبِيلة بمعَرَّة النُّعمانِ من رِجال الدَّهْر. وَمن وَلده أَبُو بِشْر} - الحَوَاري بنُ محمّدِ بنِ علِيّ بنِ مُحَمد بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمدَ بنِ الحَوَارِيّ التَّنُوخِيُّ عَمِيدُ المَعَرَّة. ذكره ابْن العَدِيم فِي تَارِيخ حلَب.
(حور) : المَحارَةُ ما بينَ النَّسْرِ إلى السُنْبُكِ.
(حور) : الحِوارُ: الحُوارُ، ويقال: حِوارَةٌ وحُوارَةٌ، كما يُقال: فَصِيلٌ وفَصِيَلةٌ. 
(ح و ر) : (الْحَوَرُ) نَوْعٌ مِنْ الشَّجَرِ وَأَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَ الذِّئْبَ حَوَرًا وَهُوَ بِفَتْحَتَيْنِ بِدَلِيلِ قَوْلِ الرَّاعِي أَنْشَدَهُ صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ
كَالْحَوَرِ سَيْرًا مَعَاصِيًا فِي سَيْرِهِمْ عَجَلٌ ... كَالْحَوَرِ نُطِّقَ بِالصَّفْصَافِ وَالْحَوَرِ
وَمِنْهُ مَا فِي الْهِبَةِ وَلَوْ كَانَتْ الشَّجَرَةُ شَجَرَةً لَا يُقْصَدُ مِنْهَا إلَّا الْخَشَبُ كَشَجَرِ الْحَوَر وَفِي مُفْرَدَاتِ الْقَانُونِ (الْحَوَرُ) شَجَرَةٌ يُقَالُ إنَّ الرُّومِيَّ مِنْهَا صَمْغُهَا الْكَهْرَبَاءُ وَالْحَوْزُ وَالْجَوْزُ كِلَاهُمَا تَصْحِيفٌ (وَحَاوَرْت) فُلَانًا مُحَاوَرَةً وَحِوَارًا رَاجَعْته الْكَلَامَ وَفِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يَعْلُوَ بِهِمَا مَحَارَةَ الرَّأْسِ» الصَّوَابُ (مَحَارَةَ) الْأُذُنِ وَهِيَ جَوْفُهَا وَمُتَّسَعُهَا حَوْلَ الصِّمَاخِ وَأَصْلُهَا صَدَفَةُ اللُّؤْلُؤِ وَإِنْ صَحَّ مَا فِي الشَّرْحِ فَعَلَى الْمَجَازِ وَالسَّعَةِ.
ح و ر : الْحَارَةُ الْمَحَلَّةُ تَتَّصِلُ مَنَازِلُهَا وَالْجَمْعُ حَارَاتٌ وَالْمَحَارَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَحْمِلُ الْحَاجِّ وَتُسَمَّى الصَّدَفَةَ أَيْضًا وَحَوِرَتْ الْعَيْنُ حَوَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اشْتَدَّ بَيَاضُ بَيَاضِهَا وَسَوَادُ سَوَادِهَا وَيُقَالُ الْحَوَرُ اسْوِدَادُ الْمُقْلَةِ كُلِّهَا كَعُيُونِ الظِّبَاءِ قَالُوا وَلَيْسَ فِي الْإِنْسَانِ حَوَرٌ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ فِي النِّسَاءِ عَلَى التَّشْبِيهِ.
وَفِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ وَلَا يُقَالُ
لِلْمَرْأَةِ حَوْرَاءُ إلَّا لِلْبَيْضَاءِ مَعَ حَوَرِهَا وَحَوَّرْتُ الثِّيَابَ تَحْوِيرًا بَيَّضْتُهَا وَقِيلَ لِأَصْحَابِ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - حَوَارِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُحَوِّرُونَ الثِّيَابَ أَيْ يُبَيِّضُونَهَا وَقِيلَ الْحَوَارِيُّ النَّاصِرُ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَاحْوَرَّ الشَّيْءُ ابْيَضَّ وَزْنًا وَمَعْنًى وَحَارَ حَوْرًا مِنْ بَابِ قَالَ نَقَصَ وَحَاوَرْتُهُ رَاجَعْتُهُ الْكَلَامَ وَتَحَاوَرَا وَأَحَارَ الرَّجُلُ الْجَوَابَ بِالْأَلِفِ رَدَّهُ وَمَا أَحَارَهُ مَا رَدَّهُ. 
(حور) - قَولُه تَبارَك وتَعال: {حُورٌ عِينٌ} .
قال أبو عَمْرو الشَّيْبَانِى: الحَوراءُ: السَّوداءُ العَيْنِ التي ليس في عَينِها بَيَاضٌ، ولا يكُون هذا في الإِنس، إنما يكون في الوَحْش كالبَقَر والظِّباء، وكذلك قاله سَعِيدُ بنُ جُبَيْر.
وقال ابنُ السِّكِّيت: الحَوَر عند العَرَب: سَعَةُ العَيْن وكِبَر المُقْلَة وكَثْرة البَياض. وقال قُطْرب: الحَوْراء: الحَسَنة المَحَاجر، صَغُرت العَيْن أم كَبُرت. وقيل: الحَوراءُ: الشَّدِيدةُ بَياض البَيَاض في شِدَّة سَوادِ السَّوادَ. وقيل: هو أن يَكُونَ البَيَاض مُحدِقًا بالسَّواد.
وقال الأصمَعِىُّ: ما أَدرِى ما الحَوَر.
- في الحَدِيثِ: "والكَبْشُ الحَوَرِىّ"
قال القُتَبِىُّ: أُراهُ مَنسوباً إلى الحَوَر، وهي جُلُود حُمْر تُتَّخَذ من جُلودِ المَعِز وبَعضِ جُلُود الضَّأن. وقال أبو النَّجْم يذكُر قَتِيلاً:
* كأَنَّما مَوقِع خَدَّيْهِ الحَوَر *
يقول: صار الدَّمُ على خَدَّيه، فكأَنَّه حَوَر لِحُمرَتِه.
وقال غَيرُه: الحَوَر: جِلدٌ رَقِيق، يُتَّخذ منه الأَسْفَاط، والأَدِيمُ : شِدَّة الحُمْرة أَيضًا. - في حَدِيثِ سَطِيح: "فَمَا أَحَارَ" .
من قَولِهم: حَارَ إذا رَجَع، وأَحارَه: رَجَعَه ورَدَّه.
ح ور [وحور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَحُورٌ عِينٌ .
قال: الحوراء البيضاء المنعمة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
وحور كأمثال الدّمى ومناسف ... وماء وريحان وراح يضع 

حور

1 حَارَ, aor. ـُ (S,) inf. n. حَوْرٌ and حُؤُورٌ (S, K) and حُورٌ, a contraction of the form next preceding, used in poetry, in case of necessity, (TA,) and مَحَارٌ (S, K) and مَحَارَةٌ (K) and حَوْرَةٌ, (TA,) He, or it, returned, (S, L, K,) إِلَى شَىْءٍ

to a thing, and عَنْهُ from it. (L.) b2: [Hence,] حار عَلَيْهِ It (a false imputation) returned to him [who was its author; or recoiled upon him]. (TA, from a trad.) b3: And حَارَتِ الغُصَّةُ The thing sticking in the throat, and choking, descended; as though it returned from its place. (TA.) b4: [And حار, inf. n. حَوْرٌ and حُورٌ, He returned from a good state to a bad.] You say, حار بَعْدَ مَا كَانَ (TA on the authority of 'Ásim, and so in a copy of the S,) He returned from a good state after he had been in that state: (A 'Obeyd, S, * TA:) so says 'Asim: (TA:) or حار بعد ما كَارَ (TA, and so in copies of the S,) He became in a state of defectiveness after he had been in a state of redundance: (TA:) or it is from حار, inf. n. حَوْرٌ, He untwisted his turban: (Zj, TA:) and means (assumed tropical:) He became in a bad state of affairs after he had been in a good state. (TA. [See حَوْرٌ, below.]) b5: حَارَ وَبَارَ He became in a defective and bad state. (TA. [Here بار is an imitative sequent; (see حَائِرٌ;) as is also يَبُورُ in a phrase mentioned below.]) b6: حار, aor. as above, (Msb,) inf n.

حَوْرٌ (S, A, Msb, K) and حُورٌ (S, A, K) and مَحَارَةٌ (S) and مَحَارٌ, (M and TA in art. اول,) It decreased, or became defective or deficient. (S, * A, * Msb, K. * [See also حَوْرٌ, below.]) b7: Also, inf. n. حَوْرٌ (TA) and حُورٌ, (S, K,) He perished, or died. (S, * K, * TA.) b8: Also, aor. ـُ inf. n. حَوْرٌ, He, or it, became changed from one state, or condition, into another: and it became converted into another thing. (TA.) b9: مَا يَحُورُ فُلَانٌ وَلَا يَبُورُ Such a one does not increase nor become augmented [in his substance] (Ibn-Háni, K *) is said when a person's being afflicted with smallness of increase is confirmed. (Ibn-Háni, TA.) A2: حار, (TK,) inf. n. حَوْرٌ, (K,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; syn. تَحَيَّرَ. (K, * TK.) [See also art. حير.]

A3: See also 2.

A4: حَوِرَ, aor. ـَ inf. n. حَوَرٌ; (K;) and حَوِرَتْ, aor. and inf. n. as above; (Msb;) and ↓ احوّر, (K,) inf. n. اِحْوِرَارٌ; (TA;) and احوّرت; (S, K; *) He, (a man, K, TA,) and it, (an eye, S, Msb, K, * TA,) was, or became, characterized by the quality termed حَوَرٌ as explained below. (S, Msb, K, TA.) 2 حوّرهُ, inf. n. تَحْوِيرٌ, He made him, or it, to return. (Zj, K.) b2: He (God) denied him, or prohibited him from attaining, what he desired, or sought; disappointed him; frustrated his endeavour, or hope; (K, TA;) and caused him to return to a state of defectiveness. (TA.) A2: حوّر, inf. n. as above, He whitened clothes, or garments, (S, Msb,) and wheat, or food: (S:) and ↓ حار, (K,) aor. ـُ inf. n. حَوْرٌ, (TA,) he washed and whitened a garment, or piece of cloth; (K;) but حوّر is better known in this sense. (TA.) b2: حوّر عَيْنَ البَعِيرِ, (inf. n. as above, TA,) He burned a mark round the eye of the camel with a circular cauterizing-instrument, (S, K, *) on account of a disorder: because the place becomes white. (TA.) A3: [He prepared skins such as are called حَوَرٌ: a meaning indicated, but not expressed, in the TA. b2: And app. He lined a boot with such skin: see مُحَوَّرٌ.]

A4: Also, (inf. n. as above, TA,) He prepared a lump of dough, and made it round, (S, K,) with a مِحْوَر, (TA,) to put it into the hole containing hot ashes in which it was to be baked: (S, K:) he made it round with a مِحْوَر. (A.) 3 حاورهُ, (A, Mgh, Msb,) and حاورهُ الكَلَامَ, (TA in art. رجع, &c.,) inf. n. مُحَاوَرَةٌ (S, Mgh, K) and حِوَارٌ, (A, Mgh,) He returned him answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, with him; or bandied words with him; syn. جَاوَبَهُ, (S, and Jel in xviii. 35,) and رَاجَعَهُ الكَلَامَ, (A, Mgh, Msb,) or رَاجَعَهُ فِى الكَلَامِ, (Bd in xviii. 32,) or, of the inf. n., مُرَاجَعَةُ النُّطْقِ. (K.) And حاورهُ He vied, or competed, with him, or contended with him for superiority, in glorying, or boasting, or the like; syn. فَاخَرَهُ. (Jel. in xviii. 32.) 4 احار [He returned a thing]. You say, طَحَنَتْ فَمَا أَحَارَتْ شَيْئًا She ground, and did not return (مَا رَدَّتْ) anything of the flour [app. for the loan of the hand-mill: see حُورٌ, below]. (S, K.) b2: احار الغُصَّةَ He swallowed the thing sticking in his throat and choking him; [as though he returned it from its place: see 1: see also 4 in art. حير: and see an ex. voce إِحَارَةٌ.] (TA.) And فُلَانٌ سَرِيعُ الإِحَارَةِ Such a one is quick in swallowing: [said to be] from what next follows. (Meyd, TA.) b3: احار, (S, K, &c.,) inf. n. إِحَارَةٌ, (TA,) He returned an answer, or a reply. (Msb, TA.) You say, كَلَّمْتُهُ فَمَا أَحَارَ إِلَىَّ جَوَابًا I spoke to him, and he did not return to me an answer, or a reply. (S, A, * Msb, * K, *) And in like manner, مَا أَحَارَ بِكَلِمَةِ [He did not return a word in answer, or in reply]. (TA.) A2: احارت She (a camel) had a young one such as is called حُوَار. (K.) 6 تحاوروا, (Msb, K, &c.,) inf. n. تَحَاوُرٌ, (S, K,) They returned one another answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, one with another; or bandied words, one with another; syn. تَجَاوَبُوا, (S, K,) and تَرَاجَعُوا, (Jel in lviii. & ا,) or تَرَاجَعُوا الكَلَامَ, (Msb, K,) or تَرَاجَعُوا فِى الكَلَامِ. (Bd in lviii. 1.) [And They vied, or competed, or contended for superiority, one with another, in glorying, or boasting, or the like: see 3.]9 احوّر, (S, K, &c.,) inf. n. اِحْوِرَارٌ, (K,) It (a thing, S, Msb, and the body, TA, and the part around the eye, A, and bread, S, or some other thing, TA) was, or became, white. (S, A, Msb, K.) b2: See also 1, last sentence.10 استحارهُ He desired him to speak [or to return an answer or a reply; he interrogated him]. (S, K.) And استحار الدَّارَ He desired the house to speak [to him; he interrogated the house; as a lover does in addressing the house in which the object of his love has dwelt]. (IAar.) حَوْرٌ inf. n. of حَارَ. (S, A, Msb, K.) [Hence,] نَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ, (TA on the authority of 'Ásim, and so in a copy of the S,) a trad., (TA,) meaning We have recourse to God for preservation from decrease, or defectiveness, after increase, or redundance: (S:) or مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ, (TA, and so in copies of the S,) meaning as above: (S, TA:) or (assumed tropical:) from a bad state of affairs after a good state; from حَوْرٌ signifying the “ untwisting ” a turban: (TA:) or from returning and departing from the community [of the faithful] after having been therein; [from حَارَ “ he untwisted ” his turban, and] from كَارَ “ he twisted ” his turban upon his head. (Zj, TA. [See also كَوْرٌ.]) ↓ فِى مَحَارَةٍ ↓ حُورٌ, (S, K,) and حَوْرٌ, (K,) Deficiency upon deficiency, (S, K,) and return upon return, (TA,) is a prov., applied to him whose good fortune is retiring; (S, K;) or to him who is not in a good state; or to him who has been in a good state and has become in a bad state: (K:) or the saying is, ↓ فُلَانٌ حَوْرٌ فِى مَحَارَةٍ [Such a one is suffering deficiency upon deficiency: حَوْرٌ being used in the sense of حَائِرٌ, like بَوْرٌ in the sense of بَائِرٌ]: so heard by IAar; and said by him to be applied in the case of a thing not in a good state; or to him who has been in a good state and has become in a bad state. (TA.) One says also, البَاطِلُ فِى

حَوْرٍ What is false, or vain, is waning and retreating. (TA.) And وَبُورٍ ↓ إِنَّهُ فِى حُورٍ, (K,) or حُورٍ بُورٍ, (K in art. حير,) Verily he is engaged in that which is not a skilful nor a good work or performance: (فِى غَيْرِ صَنْعَةٍ وَلَا إِجَادَةٍ: so in the L: in the K, for احادة is put إِتَاوَةٍ [which is evidently a mistake]: TA:) or he is in a bad state, and a state of perdition: (TA in art. حير:) or in error. (K. [See also بُورٌ: and see بَائِرٌ, in art. بور; where it is implied that بور is here an imitative sequent of حور.]) And ذَهَبَ فُلَانٌ فِى

وَالبَوَارُ ↓ الحَوَارِ Such a one went away in a defective and bad state. (L, TA.) b2: See also حَوِيرٌ.

A2: What is beneath the [part called] كَوْرٌ of a turban. (K.) A3: The bottom of a well or the like. (K.) b2: Hence, (TA,) هُوَ بَعِيدُ الحَوْرِ (assumed tropical:) He is intelligent; (K;) deep in penetration. (TA.) حُورٌ: see حَوْرٌ, in two places.

A2: Also [app. A return of flour for the loan of a hand-mill; like عُقْبَةٌ (a subst. from أَعْقَبَ) signifying some broth which is returned with a borrowed cooking-pot:] a subst. from احارت in the phrase طَحَنَتْ فَمَا

أَحَارَتْ شَيْئًا [q. v. suprà]. (S, K.) حَوَرٌ Intense whiteness of the white of the eye and intense blackness of the black thereof, (S, Msb, K,) with intense whiteness, or fairness, of the rest of the person: (K:) or intense whiteness of the white of the eye and intense blackness of the black thereof, with roundness of the black, and thinness of the eyelids, and whiteness, or fairness, of the parts around them: (K:) or blackness of the whole [of what appears] of the eye, as in the eyes of gazelles (AA, S, Msb, K) and of bulls and cows: (AA, S:) and this is not found in human beings, but is attributed to them by way of comparison: (AA, S, Msb, K:) As says, I know not what is الحَوَرُ in the eye. (S.) b2: Also [simply] Whiteness. (A.) A2: Red skins, with which [baskets of the kind called] سِلَال are covered: (S, K:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة: (S:) pl. حُورَانٌ: (K, TA: in the CK حَوَرانٌ:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) a hide dyed red: (K, TA:) or red skins, not [such as are termed] قَرَظِيَّة: pl. أَحْوَارٌ: (AHn:) or skins tanned without قَرَظ: or thin white skins, of which [receptacles of the kind called] أَسْفَاط are made: or prepared sheep-skins. (TA.) [In the present day, pronounced حَوْر, applied to Sheep-skin leather.]

A3: A certain kind of tree: the people of Syria apply the name of حَوْرٌ to the plane-tree (دُلْب); but it is حَوَرٌ, with two fet-hahs: in the account of simples in the Kánoon [of Ibn-Seenà], it is said to be a certain tree of which the gum is called كهرباء: (Mgh:) [by the modern Egyptians (pronounced حَوْر) applied to the white poplar:] a certain kind of wood, called البَيْضَآءُ, (K,) because of its whiteness. (TA.) A4: الحَوَرُ The third star, [e,] that next the body, of the three in the tail of Ursa Major. (Mir-át ez-Zemán, &c. [In the K it is incorrectly said to be the third star of بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى. See القَائِدُ, in art. قود.]) حَارَةٌ [A quarter of a city or town; generally consisting of several narrow streets, or lanes, of houses, and having but one general entrance, with a gate, which is closed at night; or, which is the case in some instances, having a by-street passing through it, with a gate at each end:] a place of abode of a people, whereof the houses are contiguous: (Msb:) any place of abode of a people whereof the houses are near [together]: (K in art. حير:) a spacious encompassed tract or place; syn. مُسْتَدَارٌ مِنْ فَضَآءٍ: (A:) pl. حَارَاتٌ. (A, Msb.) حِيرَةٌ: see حَوِيرٌ.

حَوْرَآءُ fem. of أَحْوَرُ [q. v.]. b2: Also A round, or circular, burn, made with a hot iron; (K;) [around the eye of a camel; (see 2;)] so called because its place becomes white. (TA.) حَوَرْوَرَةٌ: see حَوَارِيَّةٌ, under حَوَارِىٌّ.

حَوَارٌ: see حَوِيرٌ: A2: and see حَوْرٌ.

حُوَارٌ, (S, K, &c.,) and sometimes with kesr [↓ حِوَارٌ], (K,) but this latter is a bad form, (Yaakoob,) A young camel when just born: (T, K:) or until weaned; (S, K;) i. e. from the time of its birth until big and weaned; (TA;) when it is called فَصِيلٌ: (S:) fem. with ة: (IAar:) pl. (of pauc., S) أَحْوِرَةٌ and (of mult., S) حِيرَانٌ and حُورَانٌ. (S, K.) [Its flesh is insipid: see a verse cited as an ex. of the word مَسِيخٌ.]

b2: [Hence,] عَقْرَبُ الحِيرَانِ The scorpion of winter; because it injures the حُوَار, (K, TA,) i. e. the young camel. (TA.) حِوَارٌ: see حَوِيرٌ: A2: and see also حُوَارٌ.

حَوِيرٌ (S, K,) and ↓ حَوِيرَةٌ, (S, and so in some copies of the K,) or ↓ حُوَيْرَةٌ, (so in other copies of the K and in the TA,) and ↓ حَوَارٌ (S, K) and ↓ حِوَارٌ (K) and ↓ مَحُورَةٌ (S, K, TA, in the CK مَحْوُرَةٌ) and ↓ مَحْوَرَةٌ and ↓ مُحَاوَرَةٌ [originally an inf. n. of 3] and ↓ حِيرَةٌ (K) and ↓ حَوْرٌ, (TA,) An answer; a reply. (S, K.) You say, مَا رَجَعَ إِلَىَّ حَوِيرًا, &c., He did not return to me an answer, or a reply. (S.) [See a verse of Tarafeh cited voce مُجْمِدٌ.]

حَوِيرَةٌ, or حُوَيْرَةٌ: see what next precedes.

حَوَارِىٌّ One who whitens clothes, or garments, by washing and beating them. (S, M, Msb, K.) Hence its pl. حَوَارِيُّونَ is applied to The companions [i. e. apostles and disciples] of Jesus, because their trade was to do this. (S, M, Msb.) [Or it is so applied from its bearing some one or another of the following significations.] b2: One who is freed and cleared from every vice, fault, or defect: [or] one who has been tried, or proved, time after time, and found to be free from vices, faults, or defects; from حَارَ “ he returned. ” (Zj, TA.) b3: A thing that is pure, or unsullied: anything of a pure, or an unsullied, colour: and hence, b4: One who advises, or counsels, or acts, sincerely, honestly, or faithfully: (Sh:) or a friend; or true, or sincere, friend: (TA:) or an assistant: (S, Msb, K:) or a strenuous assistant: (TA:) or an assistant of prophets: (K:) or a particular and select friend and assistant of a prophet: and hence the pl. is applied to the companions of Mohammad also. (Zj.) b5: A relation. (K.) b6: And حَوَارِيَّةٌ A white, or fair, woman; (A;) as also ↓ حَوَرْوَرَةٌ; (T, K;) and so ↓ حَوْرَآءُ, without implying حَوَرٌ of the eye: (TA:) pl. of the first حَوَارِيَّاتٌ: (A:) or this pl. signifies women of the cities or towns; (K;) so called by the Arabs of the desert because of their whiteness, or fairness, and cleanness: (TA:) or women clear in complexion and skin; because of their whiteness, or fairness: (TA:) or women inhabitants of regions, districts, or tracts, of cities, towns, or villages, and of cultivated land: (Ksh and Bd in iii. 45:) or [simply] women; because of their whiteness, or fairness. (S.) حُوَّارَى White, applied to flour: (A, * K:) such is the best and purest of flour: (K, TA:) and in like manner applied to bread: (A:) or whitened, applied to flour; (S;) and, in this latter sense, to any food. (S, K.) [See also سَمِيدٌ: and see مُحَوَّرٌ.]

رَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ A man in a defective and bad state: (S, TA:) or perishing, or dying. (S.) [See the same phrase in art. حير: see also حَوْرٌ: and see بَائِرٌ, in art. بور; where it is said that بائر is here an imitative sequent of حائر.]

A2: See also مَحَارَةٌ.

أَحْوَرُ, (K,) applied to a man, (TA,) Having eyes characterized by the quality termed حَوَرٌ as explained above: (K:) and so حَوْرَآءُ, [the fem.,] applied to a woman: (S, Msb, K: *) pl. حُورٌ. (S, K.) And حُورُ العِينِ, applied to women, Having eyes like those of gazelles and of cows. (AA, S.) Az says that a woman is not termed حَوْرَآء unless Combining حَوَر of the eyes with whiteness, or fairness, of complexion. (TA.) See also حَوَارِيَّةٌ, under حَوَارِىٌّ. b2: طَرْفٌ أَحْوَرُ An eye of pure white and black. (A.) b3: الأَحْوَرُ A certain star: (S, K:) or (K) Jupiter. (S, K.) A2: Also (tropical:) Intellect: (ISk, S, K:) or pure, or clear, intellect; like an eye so termed, of pure white and black. (A.) So in the saying, مَا يَعِيشُ بُأَحْوَرَ (tropical:) [He does not live by intellect: or by pure, or clear, intellect]. (ISk, S, A.) أَحْوَرِىٌّ A man (TA) white, or fair, (S, K,) of the people of the towns or villages. (TA.) [See also حَوَارِىٌّ; of which the fem. is applied in like manner to a woman.]

مَحَارٌ: see مَحَارَةٌ, in two places.

مِحْوَرٌ The pin of wood, or, as is sometimes the case, of iron, on which the sheave of a pulley turns; (S;) the iron [pin] that unites the bent piece of iron which is on each side of the sheave of a pulley, and in which it [the محور] is inserted, and the sheave itself: and a piece of wood which unites (تَجْمَعُ) the sheave of a large pulley [app. with what is on each side of the latter; for it seems to mean here, also, the pivot]: (K:) some say that it is so called because it turns round, returning to the point from which it departed: others, that it is so called because, by its revolving, it is polished so that it becomes white: (Zj:) pl. مَحَاوِرُ. (A.) One says, قَلِقَتْ مَحَاوِرُهُ, meaning (tropical:) His circumstances, (A,) or affair, or case, (K,) became unsettled: (A, K:) from the state of the pin of the sheave of a pulley when it becomes smooth, and the hole becomes large, so that it wabbles. (A.) b2: Also A thing (K) of iron (TA) upon which turns the tongue of a buckle at the end of a waist-belt. (K.) b3: and An iron instrument for cauterizing [app. of a circular form: see 2]. (K.) b4: And The wooden implement (S, K) of the baker, or maker of bread, (S,) with which he expands the dough, (K,) and prepares it, and makes it round, to put it into the hot ashes in which it is baked: (TA:) so called because of its turning round upon the dough, as being likened to the محور of the sheave of a pulley, and because of its roundness. (T.) مَحَارَةٌ: see حَوْرٌ, in two places.

A2: Also A place that returns [like a circle]: or in which a return is made [to the point of commencement]. (K.) b2: A mother-of-pearl shell; an oyster-shell: (S, IAth, Msb, K:) or the like thereof, of bone: (S, K:) pl. مَحَاوِرُ and [coll. gen. n.] ↓ مَحَارٌ. (L.) b3: And hence, A thing in which water is collected; as also ↓ حَائِرٌ. (IAth.) b4: [Hence also,] An oyster [itself]; expl. by دَابَّةٌ فِى الصَّدَفَيْنِ. (L in art. محر.) b5: The cavity of the ear; (K;) i. e. the external, deep, and wide, cavity, around the ear-hole; or the صَدَفَة [or concha] of the ear. (TA.) b6: The part of the shoulder-blade called its مَرْجِع [q. v.]: (S, K:) or the small round hollow that is in that part of the shoulder-blade in which the head of the humerus turns. (TA.) b7: The small round cavity of the hip: and the dual signifies the two round heads [?] of the hips, in which the heads of the thighs turn. (TA.) b8: The palate; syn. حَنَكٌ: and without ة, i. e. ↓ مَحَارٌ, the same, of a man: and, this latter, the place, in a beast, where the farrier performs the operation termed تَحْنِيكٌ: (TA:) or the former signifies the upper part of the mouth of a horse, internally: (IAar, TA:) or the inner part of the palate: (Abu-l-' Omeythil, TA:) or, [which seems to be the same,] the portion of the upper part of the mouth which is behind the فِرَاشَة [or فِرَاش]: and the passage of the breath to the innermost parts of the nose: (TA:) or مَحَارَةُ الحَنَكِ signifies the part [of the palate] which is a little above the place where the farrier performs the operation termed تحنيك. (S.) b9: The part between the frog and the extremity of the fore part of a solid hoof. (Abu-l-' Omeythil, K.) What is beneath the إِطَار [q. v., app. here meaning the اطار of the hoof of a horse or the like]. (TA.) And The مَنْسِم [i. e. toe, or nail, &c.,] of a camel. (TA.) A3: A thing resembling [the kind of vehicle called] a هَوْدَج; (K;) pronounced by the vulgar [مَحَارَّة,] with teshdeed: pl. مَحَارْاتٌ (TA) [and مَحَائِرُ, which is often applied in the present day to the dorsers, or panniers, or oblong chests, which are borne, one on either side, by a camel, and, with a small tent over them, compose a هودج]: the [ornamented هودج called the]

مَحْمِل [vulgarly pronounced مَحْمَل] of the pilgrims [which is borne by a camel, but without a rider, and is regarded as the royal banner of the caravan; such as is described and figured in my work on the Modern Egyptians]. (Msb.) A4: I. q. خَطٌّ [A line, &c.]. (K.) b2: And i. q. نَاحِيَةٌ [A side, region, quarter, tract, &c.]. (K.) مَحُورَةٌ and مَحْوَرَةٌ: see حَوِيرٌ.

مُحْوَرُّ القِدْرِ The whiteness of the froth, or of the scum, of the cooking-pot. (S.) b2: جَفْنَةٌ مُحْوَرَّةٌ, [in the copies of the K, erroneously, مُحَوَّرَةٌ,] A bowl whitened by [containing] camel's hump, (S, L, K,) or its fat. (A.) مُحَوَّرٌ Dough of which the surface has been moistened with water, so that it is shining. (TA.) [See also 2.] b2: أَعْيُنٌ مُحَوَّرَاتٌ, in a verse of El-'Ajjáj, Eyes of a clear white [in the white parts] and intensely black in the black parts. (S.) A2: A boot lined with skin of the kind called حَوَرٌ. (K.) مُحَوِّرٌ A possessor of [flour, or bread, such as is termed] حُوَّارَى. (TA.) مُحَاوَرَةٌ: see حَوِيرٌ.

حور: الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، حارَ إِلى الشيء وعنه

حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً: رجع عنه وإِليه؛ وقول العجاج:

في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

أَراد: في بئر لا حُؤُورٍ، فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون

الثانية بعدها؛ قال الأَزهري: ولا صلة في قوله؛ قال الفرّاء: لا قائمة في

هذا البيت صحيحة، أَراد في بئر ماء لا يُحِيرُ عليه شيئاً. الجوهري: حارَ

يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع. وفي الحديث: من دعا رجلاً بالكفر وليس

كذلك حارَ عليه؛ أَي رجع إِليه ما نسب إِليه؛ ومنه حديث عائشة: فَغَسلْتها

ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه؛ ومنه حديث بعض السلف: لو عَيَّرْتُ

رجلاً بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه.

وكل شيء تغير من حال إِلى حال، فقد حارَ يَحُور حَوْراً؛ قال لبيد:

وما المَرْءُ إِلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ،

يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ

وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها،

وأَحارَها صاحِبُها؛ قال جرير:

ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى

يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا يُحِيرُها

وأَنشد الأَزهري:

وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها

أَبو عمرو: الحَوْرُ التَّحَيُّرُ، والحَوْرُ: الرجوع. يقال: حارَ بعدما

كارَ. والحَوْرُ: النقصان بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال. وفي

الحديث: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ؛ معناه من النقصان بعد

الزيادة، وقيل: معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها، وأَصله من نقض العمامة بعد

لفها، مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه يقرب من بعض،

وكذلك الحُورُ، بالضم. وفي رواية: بعد الكَوْن؛ قال أَبو عبيد: سئل عاصم

عن هذا فقال: أَلم تسمع إِلى قولهم: حارَ بعدما كان؟ يقول إِنه كان على

حالة جميلة فحار عن ذلك أَي رجع؛ قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من

الرُّجُوعِ والخُروج عن الجماعة بعد الكَوْرِ، معناه بعد أَن كنا في

الكَوْرِ أَي في الجماعة؛ يقال كارَ عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها، وحارَ

عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها. وفي المثل: حَوْرٌ في مَحَارَةٍ؛ معناه نقصان

في نقصان ورجوع في رجوع، يضرب للرجل إِذا كان أَمره يُدْبِرُ. والمَحارُ:

المرجع؛ قال الشاعر:

نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ، والنَّا

سُ كهَامٌ، مَحارُهُمْ للقُبُورْ

وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم، وكان بنو صُبْح أَغاروا على إِبله فاستغاث

بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم، فقال يمدحه:

لولا الإِلهُ ولولا مَجْدُ طالِبِها،

لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ

واسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا،

والذَّمُّ يَبْقَى، وزادُ القَوْمِ في حُورِ

اللَّهْوَجَة: أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل

أَن ينضج وابتلعوه؛ وقوله:

والذم يبقى وزاد القوم في حور

يريد: الأَكْلُ يذهب والذم يبقى. ابن الأَعرابي: فلان حَوْرٌ في

مَحارَةٍ؛ قال: هكذا سمعته بفتح الحاء، يضرب مثلاً للشيء الذي لا يصلح أَو كان

صالحاً ففسد. والمَحارة: المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه. والباطل في

حُورٍ أَي في نقص ورجوع. وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا

إِجادة. ابن هانئ: يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء: ما

يَحُور فلان وما يَبُورُ، وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ، بفتح

الأَول، وذهب في الحُورِ والبُورِ أَي في النقصان والفساد. ورجل حائر بائر،

وقد حارَ وبارَ، والحُورُ الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع. والحَوْرُ:

ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكويرها؛ وكلَّمته فما رَجَعَ

إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة، بضم الحاء،

بوزن مَشُورَة أَي جواباً.

وأَحارَ عليه جوابه: ردَّه. وأَحَرْتُ له جواباً وما أَحارَ بكلمة،

والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما.

والمُحاوَرَة: المجاوبة. والتَّحاوُرُ: التجاوب؛ وتقول: كلَّمته فما أَحار

إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا

حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً. واستحاره أَي استنطقه. وفي حديث علي، كرم الله

وجهه: يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك؛

يقال: كلَّمته فما رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً؛ وقيل: أَراد به

الخيبة والإِخْفَاقَ. وأَصل الحَوْرِ: الرجوع إِلى النقص؛ ومنه حديث عُبادة:

يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان

محمد، صلى الله عليه وسلم، فأَعاده وأَبْدَأَه لا يَحُورُ فيكم إِلا كما

يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من

القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه. وفي حديث سَطِيحٍ: فلم يُحِرْ

جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ. وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام.

والمُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره.

والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ؛

وأَنشد:

لِحاجَةِ ذي بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له،

كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ

وما جاءتني عنه مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر.

وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ؛ وقوله:

وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ

على النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ

ويروى: حَوِيرَه، إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي

نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ.

واسْتَحار الدارَ: اسْتَنْطَقَهَا، من الحِوَارِ الذي هو الرجوع؛ عن ابن

الأَعرابي.

أَبو عمرو: الأَحْوَرُ العقل، وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي ما يعيش

بعقل يرجع إِليه؛ قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر:

وما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها

لجارَتِها: ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا

أَراد: من الأَشياء. وحكى ثعلب: اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت

فيه.

والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها

وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها؛ وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ

في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قال

الأَزهري: لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ

الجَسَدِ؛ قال الكميت:

ودامتْ قُدُورُك، للسَّاعِيَيْـ

ن في المَحْلِ، غَرْغَرَةً واحْوِرارَا

أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ، وبالاحورار بياضَ الإِهالة

والشحم؛ وقيل: الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين الظباء والبقر، وليس

في بني آدم حَوَرٌ، وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن شبهن بالظباء

والبقر.

وقال كراع: الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله وإِنما يكون

هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس؛ وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في

البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر. وقال الأَصمعي: لا

أَدري ما الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ، وهو أَحْوَرُ.

وامرأَة حَوْراءُ: بينة الحَوَرِ. وعَيْنٌ حَوْراءٌ، والجمع حُورٌ، ويقال:

احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً؛ فأَما قوله:

عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير

فعلى الإِتباع لعِينٍ؛ والحَوْراءُ: البيضاء، لا يقصد بذلك حَوَر عينها.

والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن

قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن؛ قال:

فقلتُ: إِنَّ الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ،

إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ

يعني النساء؛ وقال أَبو جِلْدَةَ:

فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا،

ولا تَبْكِنا إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ

بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها

رِماحُ النَّصَارَى، والسُّيُوفُ الجوارِحُ

جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي بلادها. والحَوارِيَّاتُ من

النساء: النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن، ومن هذا قيل لصاحب

الحُوَّارَى:

مُحَوَّرٌ؛ وقول العجاج:

بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ

يعني الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ.

وفي حديث صفة الجنة: إِن في الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ.

والتَّحْوِيرُ: التببيض. والحَوارِيُّونَ: القَصَّارُونَ لتبييضهم

لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم حَوارِيّاً. وقال بعضهم:

الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا لَهُمْ؛ وقال

الزجاج: الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء، عليهم السلام، وصفوتهم. قال: والدليل

على ذلك قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الزُّبَيْرُ ابن عمتي

وحَوارِيَّ من أُمَّتِي؛ أَي خاصتي من أَصحابي وناصري. قال: وأَصحاب النبي، صلى

الله عليه وسلم، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا

ونُقُّوا من كل عيب؛ وكذلك الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من

لُباب البُرِّ؛ قال: وتأْويله في الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد

مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب. قال: وأَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ

يَحُورُ، وهو الرجوع. والتَّحْوِيرُ: الترجيع، قال: فهذا تأْويله، والله

أَعلم. ابن سيده: وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ، وخص بعضهم

به أَنصار الأَنبياء، عليهم السلام، وقوله أَنشده ابن دريد:

بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ،

ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ

إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ، يعني الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ، وعنى بابنه

عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير. وقيل لأَصحاب عيسى، عليه

السلام: الحواريون للبياض، لأَنهم كانوا قَصَّارين. والحَوارِيُّ:

البَيَّاضُ، وهذا أَصل قوله، صلى الله عليه وسلم، في الزبير: حَوارِيَّ من

أُمَّتي، وهذا كان بدأَه لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره، وأَصله من

التحوير التبييض، وإِنما سموا حواريين لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي

يُحَوِّرُونَها، وهو التبييض؛ ومنه الخُبْزُ الحُوَّارَى؛ ومنه قولهم: امرأَة

حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء. قال: فلما كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه

السلام، نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه

حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك. والحَوارِيُّونَ:

الأَنصار وهم خاصة أَصحابه. وروى شمر أَنه قال: الحَوارِيُّ الناصح وأَصله

الشيء الخالص، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ. والأَحْوَرِيُّ:

الأَبيض الناعم؛ وقول الكميت:

ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً،

عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرَا

يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ. والمرضوفة: القدر التي أُنضجت بالرَّضْفِ،

وهي الحجارة المحماة بالنار. ولم تؤْن أَي لم تحبس. والاحْوِرَارُ:

الابْيِضاضُ. وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ: مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ؛ قال أَبو المهوش

الأَسدي:

يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ،

فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ؟

يعني المُبْيَضَّةَ. قال ابن بري: وورد ترخيم وَرْدَة، وهي امرأَته،

وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك: الأَزهري في الخماسي:

الحَوَرْوَرَةُ البيضاء. قال: هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض

حروفها. والحَوَرُ: خشبة يقال لها البَيْضاءُ.

والحُوَّارَى: الدقيق الأَبيض، وهو لباب الدقيق وأَجوده وأَخلصه.

الجوهري: الحُوَّارَى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة، ما حُوِّرَ من الطعام

أَي بُيّصَ. وهذا دقيق حُوَّارَى، وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه

فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ. وعجين مُحَوَّر، وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا.

والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض الناعم من أَهل القرى؛ قال عُتَيْبَةُ بن

مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبي فَسْوَةَ:

تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ

خَرِيعٍ، كَسِبْتِ الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ

والحَوُْر: البَقَرُ لبياضها، وجمعه أَحْوارٌ؛ أَنشد ثعلب:

للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل،

إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ

والحَوَرُ: الجلودُ البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ، وقيل:

السُّلْفَةُ، وقيل: الحَوَرُ الأَديم المصبوغ بحمرة. وقال أَبو حنيفة: هي

الجلود الحُمْرُ التي ليست بِقَرَظِيَّةٍ، والجمع أَحْوَارٌ؛ وقد

حَوَّرَهُ. وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ؛ وقال الشاعر:

فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ،

كأَنَّما قُدَّ في أَثْوابِه الحَوَرُ

الجوهري: الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ، الواحدةُ حَوَرَةٌ؛

قال العجاج يصف مخالف البازي:

بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ،

كأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ

وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ: لهم من الصدقة الثِّلْبُ والنَّابُ

والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ؛ قال ابن الأَثير: منسوب إِلى

الحَوَرَِ، وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن، وقيل: هو ما دبغ من الجلود بغير

القَرَظِ، وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب.

والحُوَارُ والحِوَارُ، الأَخيرة رديئة عند يعقوب: ولد الناقة من حين

يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل، فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل، وقيل: هو حُوَارٌ

ساعةَ تضعه أُمه خاصة، والجمع أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما. قال سيبويه:

وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ، قال: وقد

قالوا حُورَانٌ، وله نظير، سمعت العرب تقول رُقاقٌ ورِقاقٌ، والأُنثى

بالهاء؛ عن ابن الأَعرابي. وفي التهذيب: الحُوَارُ الفصيل أَوَّلَ ما ينتج.

وقال بعض العرب: اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً؛

وقوله:أَلا تَخافُونَ يوماً، قَدْ أَظَلَّكُمُ

فيه حُوَارٌ، بِأَيْدِي الناسِ، مَجْرُورُ؟

فسره ابن الأَعرابي فقال: هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة

ثمود على ثمود.

والمِحْوَرُ: الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وهي أَيضاً

الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ. قال الزجاج: قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ

للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه، وقيل: إِنما قيل له

مِحْوَرٌ لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض. ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره: قد

قَلِقَتْ مَحاوِرُه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي،

وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي؟

يقول: اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور. والحديدة التي تدور عليها

البكرة يقال لها: مِحْورٌ. الجوهري: المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه

البكرة وربما كان من حديد. والمِحْوَرُ: الهَنَةُ والحديدة التي يدور

فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طرف المِنْطَقَةِ وغيرها. والمِحْوَرُ: عُودُ

الخَبَّازِ. والمِحْوَرُ: الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز

تَحْوِيراً. قال الأَزهري: سمي مِحْوَراً لدورانه على العجين تشبيهاً

بمحور البكرة واستدارته.

وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً: هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في

المَلَّةِ. وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة: حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها،

والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ، سميت بذلك لأَن موضعها يبيضُّ؛ ويقال:

حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ. وحَوَّرَ عين البعير: أَدار

حولها مِيسَماً. وفي الحديث: أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على

عاتقه حَوْراءَ؛ وفي رواية: وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله، صلى

الله عليه وسلم، بحديدة؛ الحَوْراءُ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ، وهي من حارَ

يَحُورُ إِذا رجع. وحَوَّرَه: كواه كَيَّةً فأَدارها. وفي الحديث: أَنه

لما أُخْبِرَ بقتل أَبي جهل قال: إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا

ذلك، فنطروا فَرَأَوْهُ؛ يعني أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها.

وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ؛ عن كراع. وبعض العرب يسمي

النجم الذي يقال له المُشْتَري: الأَحْوَرَ. والحَوَرُ: أَحد النجوم الثلاثة

التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ، وقيل: هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق

بالنعش.

والمَحارَةُ: الخُطُّ والنَّاحِيَةُ. والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ أَو

نحوها من العظم، والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ؛ قال السُّلَيْكُ

بْنُ السُّلَكَةِ:

كأَنَّ قَوَائِمَ النِّخَّامِ، لَمَّا

تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً، مَحارُ

أَي كأَنها صدف تمرّ على كل شيء؛ وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في

باب محر، وسنذكرها أَيضاً هناك. والمَحارَةُ: مرجع الكتف. ومَحَارَةُ

الحَنَكِ: فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار. والمَحارَةُ: باطن الحنك.

والمَحارَةُ: مَنْسِمُ البعير؛ كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي.

التهذيب: المَحارَةُ النقصان، والمَحارَةُ: الرجوع، والمَحارَةُ:

الصَّدَفة.والحَوْرَةُ: النُّقْصانُ. والحَوْرَةُ: الرَّجْعَةُ.

والحُورُ: الاسم من قولك: طَحَنَتِ الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما

رَدَّتْ شيئاً من الدقيق؛ والحُورُ: الهَلَكَةُ؛ قال الراجز:

في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

قال أَبو عبيدة: أَي في بئر حُورٍ، ولا زَيادَةٌ. وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ:

هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ. والحائر: الراجع من حال كان عليها

إِلى حال دونها، والبائر: الهالك؛ ويقال: حَوَّرَ الله فلاناً أَي خيبه

ورَجَعَهُ إِلى النقص.

والحَوَر، بفتح الواو: نبت؛ عن كراع ولم يُحَلِّه. وحَوْرانُ، بالفتح:

موضع بالشام. وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً.

وحَوَّارُونَ: مدينة بالشام؛ قال الراعي:

ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ،

تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ

وحَوْرِيتُ: موضع؛ قال ابن جني: دخلت على أَبي عَلِيٍّ فحين رآني قال:

أَين أَنت؟ أَنا أَطلبك، قلت: وما هو؟ قال: ما تقول في حَوْرِيتٍ؟ فخضنا

فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب، وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال: ليس من لغة

ابني نِزَارٍ، فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك؛ قال: وأَقرب ما ينسب إِليه أَن

يكون فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موجود.

حسن

(حسن) - قوله تعالى: {عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} .
قال الفَرَّاء: الّذِي بمَعْنَى مَا،: أي على ما أَحْسَن مُوسَى تَمامًا، لِنِعْمَتِنا عليه من قِيامِه بأَمرِنا ونَهْيِنا.
وقيل: على الَّذِين أَحسَنُوا، وعلى مَنْ أَحْسَن، وقِيلَ: على إحسانِ اللهِ تعالى إلى أَنْبِيائه.
وقيل: تَمامًا في احْتجَاج مُوسَى عليه الصلاة والسلام على مَا أَحْسَن من طاعَة الله تَعالَى.

حسن

1 حَسُنَ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) which may also be written and pronounced حَسْنَ, with the dammeh suppressed, (S,) and حَسَنَ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حُسْنٌ (S, * Msb, K, * TA) and حُسْنَى, (Ham p. 657, and Bd in ii. 77,) He, or it (a thing, S, Msb), had, or possessed, the quality termed حَسْنٌ [which see below; i. e., was, or became, good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, or pleasing, &c.; and ↓ تحسّن often signifies the same, as in the phrase تحسّن عِنْدَهُ it was, or became, good, &c., in his estimation]: (S, K, TA:) and [in like manner] زَيْدٌ ↓ أَحْسَنَ means Zeyd became possessed of حُسْن. (Mughnee in art. بِ.) b2: One may not say حُسْنَ, transferring the dammeh of the س to the ح and making the former letter quiescent, except in one case; because it is [virtually, together with its agent expressed or implied, in this case,] a predicate: [see I'Ak p. 234:] this is allowable only in the case of a verb of praise or dispraise; حُسْنَ, in respect of the transference of the medial vowel, being likened to نِعْمَ and بِئْسَ, which are originally نَعِمَ and بَئِسَ: and thus one does in all verbs like these two in meaning: a poet says, لَمْ يَمْنَعِ النَّاسُ مِنِّى مَا أَرَدْتُ وَ مَا

أُعْطِيهِمُ مَا أَرَادُوا حُسْنَ ذَا أَدَبَا [Men have not withheld from me what I have desired, nor do I give them what they have desired: good, or very good, is this as a mode of conduct!]: meaning حَسُنَ هٰذَا أَدَبًا. (S, TA.) Yousay also, حَسُنَ زَيْدٌ, [meaning Good, or goodly, &c., or very good &c., is Zeyd! or] meaning بِهِ ↓ أَحْسِنْ [i. e. how good, or goodly, &c., is Zeyd! as also ↓ مَا أَحْسَنَهُ]. (B, TA in art. بِ.) 2 حسّنهُ, (S, K,) inf. n. تَحْسِينٌ, (S,) He made it, or rendered it, حَسَن [i. e. good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, or pleasing, &c.]; (K;) he beautified, embellished, or adorned, it; (S, TA;) as also ↓ احسنهُ. (TA.) You say, الحَلَّاقُ رَأْسَهُ ↓ أَحْسَنَ The shaver beautified, or trimmed, his head. (TA.) And الَّذِى

كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ ↓ أَحْسَنَ [Who hath made good, or goodly, everything that He hath created], in the Kur [xxxii. 6], means حَسَّنَ خَلْقَ كُلِّ شَىْءٍ [hath made good, or goodly, the creation of everything]. (TA.) b2: [See also تَحْسِينٌ.] b3: And see 10.3 إنِّى أُحَاسِنُ بِكَ النَّاسَ (S, TA) Verily I contend with men for thy superiority in حُسْن [i. e. goodness, or goodliness, &c.]. (TA.) [حَاسَنَ followed by an accus. is rendered by Golius, as on the authority of J, who gives no explanation of it, “Bene tractavit et egit. ”]4 احسن as an intrans. v.: see 1. b2: Also He did that which was حَسَن [meaning good, comely, or pleasing; he acted well]; (Msb;) he did a good deed: (Er-Rághib, TA:) [for] إِحْسَانٌ is the contr. of إِسَآءَةٌ: (K:) it differs from إِنْعَامٌ in being to oneself and to another; whereas the latter is only to another: (TA:) and it surpasses عَدْلٌ, inasmuch as it means the giving more than one owes, and taking less than is owed to one; whereas the latter means the giving what one owes, and taking what is owed to one. (Er-Rághib, TA.) You say, أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ and بِهِ [I acted, or behaved, with goodness, well, or in a good or comely or pleasing manner, towards him; did good to him; benefited him; conferred a benefit, or benefits, upon him]: both signify the same: (S, TA:) and hence, in the Kur [xii. 101], قَدْ أَحْسَنَ بِى

إِذَ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ meaning إِلَىَّ [i. e. He hath acted well towards me, when he brought me forth from the prison]: (AHeyth, Az:) or, accord. to some, the verb in this case is made to import the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of بِ, i. e. He hath acted graciously with me]. (Mughnee in art. بِ.) b3: الإِحْسَانُ is also explained as meaning الإِخْلَاصُ [i. e. The being sincere, or without hypocrisy; or the asserting oneself to be clear of believing in any beside God]; which is a condition of the soundness, or validity, of الإِيمَان and الإِسْلَام together: and as denoting watchfulness, and good obedience: and as meaning the continuing in the right way, and following the way which those [of the righteous] who have gone before have trodden; this last being said to be the meaning in the Kur ix. 101. (TA.) A2: As a trans. v.: see 2, in three places. b2: احسنهُ also signifies (tropical:) He knew it: (S, K, TA:) [or] he knew it well; (Er-Rághib, Msb;) and so احسن بِهِ, as in the saying, هُوَ يُحْسِنُ بِالعَرَبِيَّةِ (assumed tropical:) He knows well the Arabic language. (MA.) Hence the saying of 'Alee, قِيمَةُ المَرْءِ مَا يُحْسِنُهُ (tropical:) [The value of the man is what he knows, or knows well]. (TA.) النَّاسُ أَبْنَآءُ مَا يُحْسِنُونَ is another saying of 'Alee, meaning (tropical:) Men are named, or reputed, in relation to what they know, and to the good deeds that they do. (TA.) b3: أَحْسِنْ بِهِ and مَا أَحْسَنَهُ: see 1, last sentence. You say also, ↓ مَا أُحَيْسِنَهُ [i. e. How very good, or goodly, &c., is he!]; using the dim. form; like مَا أُمَيْلِحَهُ [q. v.]. (S and K in art. ملح.) A3: Also He (a man, IAar) sat upon a high hill, or heap, of sand, such as is termed حَسَنٌ. (IAar, K.) 5 تحسّن: see 1. b2: Also i. q. تَجَمَّلَ [i. e. He beautified, embellished, or adorned, himself: and he affected what is beautiful, goodly, or comely, in person, or in action or actions or behaviour, or in moral character, &c.]. (TA.) [تَحَسَّنَتْ, said of a woman, occurs, in the former sense, in the S and K in art. رعد, and in the TA in art. نقط, &c.]

b3: دَخَلَ الحَمَّامَ فَتَحَسَّنَ He entered the hot bath and was shaven. (TA.) 6 تحاسن [He affected to be حَسَن (i. e. good, goodly, beautiful, comely, &c.), not being really so]. (A in art. صبح. [See 6 in that art.]) 10 استحسنهُ He counted, accounted, reckoned, or esteemed, him, or it, حَسَن [i. e. good, goodly, beautiful, comely, pleasing, &c.; he approved, thought well of, or liked, him, or it]; (S, K;) as also ↓ حسّنهُ, inf. n. تَحْسِينٌ. (Har p. 594.) Hence the saying, صَرْفُ هٰذَا اسْتِحْسَانٌ وَ المَنْعُ قِيَاسٌ [The making this word perfectly declinable is approvable, but the making it imperfectly declinable is agreeable with analogy]. (TA.) حُسْنٌ (S, K, &c.) and ↓ حُسُنٌ, which is of the dial. of El-Hijáz, and ↓ حَسَنٌ, (MF, TA,) Goodness, or goodliness, [generally the latter,] beauty, comeliness, or pleasingness; contr. of قُبْحٌ: (S:) i. q. جَمَالٌ: (K:) but accord. to As, [when relating to the person,] حُسْنٌ is in the eyes, and جَمَالٌ is in the nose: (TA:) symmetry; or just proportion of the several parts of the person, one to another: (Kull:) or anything, moving the mind, that is desired, or wished for; such as is approved by the intellect; and such as is approved by natural desire; and such as is approved by the faculty of sense: in the common conventional language, mostly applied to what is approved by the sight: in the Kur, mostly to what is approved by mental perception: it is in accidents as well as in substances: (Er-Rághib, TA:) the pl. is ↓ مَحَاسِنُ, (S, K,) like مَلَامِحُ pl. of لَمْحَةٌ, and مَشَابِهُ pl. of شَبَهٌ, &c., (Har p. 9,) contr. to rule, (S, K,) as though pl. of ↓ مَحْسَنٌ or ↓ مُحْسَنٌ: (S accord. to different copies:) or, accord. to Lh and Eth-Tha'álibee, مَحَاسِنُ has no proper sing. (TA.) وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا, in the Kur [ii. 77], means And say ye to men a saying having in it goodness (قَوْلًا ذَا حُسْنٍ): or حُسْنًا may mean حَسَنًا: (Zj, TA:) and some read here حَسَنًا: and some, حُسُنًا, accord. to the dial. of El-Hijáz: and some, ↓ حُسْنَى, as an inf. n., like بُشْرَى: (Bd:) but AHát and Zj disallow this; the former saying that حُسْنَى is like فُعْلَى [as fem. of أَفْعَلُ denoting the comparative and superlative degrees], and therefore should have the article ال. (TA.) وَ وَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا, in the Kur [xxix. 7], means [in like manner] And we have enjoined man to do to his two parents what is good (مَا يَحْسُنُ حُسْنًا): (TA:) and here [also] some read حَسَنًا; and some, إِحْسَانًا. (Bd.) [See another ex. of a similar kind, from the Kur xviii. 85, voce إِمَّا, near the beginning of the paragraph.] b2: سِتُّ الحُسْنِ [The convolvulus caïricus of Linn.; abundant in the gardens of Cairo;] a certain plant that twines about trees and has a beautiful flower. (TA.) b3: See also حَسَنٌ.

حَسَنٌ Having, or possessing, the quality termed حُسْنٌ [which see above; good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, pleasing or pleasant, &c.]; (Msb, K, TA;) either intrinsically, as when applied to belief in God and in his attributes; or extrinsically, as when applied to war against unbelievers, for this is not good in itself: said to be the only epithet of its measure except بَطَلٌ: (TA:) and ↓ حَسِينٌ signifies the same, (IB, K,) because from حَسُنَ, like عَظِيمٌ and كَريِمٌ from عَظُمَ and كَرُمَ, (IB, TA,) and ↓ حُسَانٌ, (K,) but this is an intensive epithet, [signifying very good or goodly &c.,] (IB, TA,) and ↓ حُسَّانٌ, (K,) also an intensive epithet, (S, IB,) and ↓ حَاسِنٌ, (K,) [properly signifying being, or becoming, good or goodly &c.,] cited by Lh as used in a future sense, (TA,) and ↓ مُحَسَّنٌ as applied to a face: (K:) the fem. is حَسَنَةٌ, and ↓ حَسْنَآءُ, applied to a woman, (S, Msb, K,) though the corresponding masc. of this latter, namely, ↓ أَحْسَنُ, is [said to be] not used (S, K) as applied to a man [in the sense of حَسَنٌ], (S,) [but the phrase هُوَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا as meaning حَسَنُهُمْ وَجْهًا is mentioned in the S in art. بيض, (see بَيَاضٌ, and see also the pl. أَحَاسِنُ in what here follows,)] and ↓ حُسَّانَةٌ: (S, K:) the pl. masc. is حِسَانٌ, (Msb, K,) pl. of حَسَنٌ used as an epithet; but when حَسَنٌ is used as a [proper] name, its pl. is حَسَنُونَ; (Msb;) and حِسَانٌ may also be pl. of حَسِينٌ; (TA;) and حُسَّانُونَ, (Sb, K,) pl. of ↓ حُسَّانٌ, which has no broken pl.: (Sb:) and أَحَاسِنُ القَوْمِ means حِسَانُهُمْ [the good, or goodly, &c., of the party, or company of men]: (K:) the pl. fem. is حِسَانٌ, (K,) like the masc., pl. of حَسْنَآءُ, and the only instance of its kind except عِجَافٌ, pl. of عَجْفَآءُ. (TA.) You say رَجُلٌ حَسَنٌ بَسَنٌ [A man very good or goodly &c.], using بسن as an imitative sequent [for the purpose of corroboration]. (S.) b2: [حَدِيثٌ حَسَنٌ A tradition of good authority; generally applied to one transmitted in the first instance by two or more relaters. b3: Also meaning Good, comely, goodhumoured, pleasing, or pleasant, discourse or talk.] b4: الحَسَنُ The bone that is next to the elbow; as also ↓ الحُسْنُ: (K:) or the extremity of the bone of the upper half of the arm next the shoulder-joint, because of the abundance of flesh that is upon it; the extremity of that bone next the elbow being called القَبِيحُ: (TA in art. قبح:) or the upper part of that bone; the lower part thereof being called القبيح. (Fr, TA in that art.) b5: A kind of tree, of beautiful appearance, (K, TA,) also called the أَلآء, that grows in rows upon a hill, or heap, (كَثِيب,) of sand; so called because of its beauty; whence the كثيب is called نَقَا الحَسَنِ: thus described by Az, on the authority of 'Alee Ibn-Hamzeh. (TA.) b6: [And hence, perhaps,] حَسَنٌ signifies also A high كَثِيب [or hill, or heap, of sand]: (IAar, K:) whence it is used as a [proper] name of a boy. (IAar, TA.) A2: See also حُسْنٌ, first sentence.

الحُسَنُ: see أَحْسَنُ.

حُسُنٌ: see حُسْنٌ, first sentence.

حِسْنَةٌ A ledge (رَيْدٌ) projecting from a mountain: pl. حِسَنٌ. (K.) حَسَنَةٌ fem. of حَسَنٌ [q. v.]. (S, Msb, K.) b2: Also, [used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant, A good act or action;] an act of obedience [to God; often particularly applied to an alms-deed]: (Ksh and Bd in iv. 80:) and the reward [of a good action]: (Er-Rághib, TA:) a good, benefit, benefaction, boon, or blessing: (Ksh and Bd ibid.:) contr. of سَيِّئَةٌ [in all these senses]: (S, K:) as contr. of this latter word, it signifies any rejoicing, or gladdening, good or benefit &c. that betides a man in his soul and his body and his circumstances: (Er-Rághib, TA:) pl. حَسَنَاتٌ: (K, and Kur vii. 167, &c.:) it has no broken pl. (TA.) Hence, in the Kur iv. 80, it means Abundance of herbage, or of the goods, conveniences, and comforts, of life; ampleness of circumstances; and success: and سَيِّئَة there means the contr. of these. (Er-Rághib, TA.) In the Kur xi. 116, الحَسَنَات is said to mean The five daily prayers, as expiating what has been between them. (TA.) b3: As an epithet, [fem. of حَسَنٌ,] it is applied to an accident as well as to a substance. (Er-Rághib, TA.) حُسْنَى: see حُسْنٌ, and أَحْسَنُ; the latter, in three places.

حَسْنَآءُ: see حَسَنٌ.

حُسَانٌ: see حَسَنٌ.

حَسِينٌ: see حَسَنٌ.

حُسَيْنٌ [dim. of حَسَنٌ. b2: Also] A high mountain: whence it is used as a [proper] name of a boy. (TA.) حُسَيْنَى One's utmost, [or rather one's best,] or the utmost of one's power or ability or deed or case: so in the saying, حُسَيْنَاهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا [His utmost, or best, &c., is, or will be, the doing such a thing]: and ↓ حُسَيْنَاؤُهُ means the same. (K, * TA.) حُسَيْنَآءُ: see what next precedes.

A2: Also A kind of tree, with small leaves. (K.) حُسَّانٌ; and its fem., with ة: see حَسَنٌ, in three places.

حَاسِنٌ: see حَسَنٌ. b2: [Hence,] الحَاسِنُ The moon. (AA, S.) أَحْسَنُ, fem. حَسْنَآءُ, pl. أَحَاسِنُ: see حَسَنٌ. b2: الأَحْسَنُ denotes the comparative and superlative degrees [of حُسْنٌ]; as in the phrase هُوَ الأَحْسَنُ [He, or it, is the better, and best; or the more, and most, goodly or beautiful or comely &c.]: (K:) ↓ الحُسْنَى is the fem.; as in the phrase الأَسْمَآءُ الحُسْنَى The best names; those of God; which are ninety and nine: (Jel in vii. 179:) it signifies the contr. of السُّوْءَى: (S, K:) the pl. of الأَحْسَنُ is الأَحَاسِنُ. (K.) In the saying, in the Kur [vi. 153 and xvii. 36], وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ

إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ [And approach ye not the property of the orphan, to make use of it,] except by that act which is best to be done with it, the meaning is, such an act as the taking care of it, and increasing it: (Bd:) or, as some say, the meaning is, the taking, of his property, what will [suffice to] conceal those parts of one's person that should not be exposed, and stay one's hunger. (TA.) [The fem.] ↓ الحُسْنَى is applied to accidents only: not to substances. (Er-Rághib, TA.) It means also, [as an epithet in which the quality of a subst. predominates, That which is better, and that which is best. And hence,] The good final or ultimate state or condition [appointed for the faithful]: (K:) so, it is said, in the Kur xli. 50. (TA.) And The view, or vision, of God; (K;) accord. to some: but it is said that in the Kur x. 27, it means Paradise; and زِيَادَةٌ, which there follows it, means the view, or vision, of the face of God. (TA.) And Victory: and martyrdom: (Th, K:) whence, [in the Kur ix. 52,] إِحْدَى

الحُسْنَيَيْنِ [one of the two best things]; (K;) victory or martyrdom. (Ksh, Bd, Jel.) and The saying لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ. (Jel in xcii. 6 and 9.) The pl. of ↓ الحُسْنَى is الحُسْنَيَاتُ and ↓ الحُسَنُ, (K, [the latter like رُجَعٌ pl. of رُجْعَى, but misunderstood by Freytag as syn. with المَحَاسِنُ, which next follows it in the K,]) neither of which is used without the article ال. (TA.) مَا أُحَيْسِنَهُ: see 4, last sentence but one.

تَحْسِينٌ a subst. of the measure تَفْعِيلٌ; (K;) or rather an inf. n. used as a subst.; (TA;) pl. تَحَاسِينُ: whence كِتَابُ التَّحَاسِينِ (K) [Caligraphy; or] deliberate, orderly, and regular writing; (TK;) [or close and compact writing, without spaces, or gaps, and without elongation of the letters;] contr. of المَشْقُ. (K. [See كِتَابُ مَشْقٍ.]) مَحْسَنٌ: see حُسْنٌ, and مَحَاسِنُ.

مُحْسَنٌ: see حُسْنٌ.

مُحْسِنٌ Doing, or who does, that which is حَسَن [meaning good, comely, or pleasing]; (K, TA;) as also ↓ مِحْسَانٌ: (K:) or the latter [is an intensive epithet, meaning doing, or who does, much that is good, comely, or pleasing: or] means constantly doing that which is حَسَن. (TA.) b2: إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ, in the Kur xii. 36, means (tropical:) Verily we see thee to be of those who know, or know well, the interpretation of dreams: (Ksh, Bd, TA: *) or (assumed tropical:) of those endowed with knowledge: or of the doers of good to the prisoners: (Ksh, Bd:) or of those who aid the weak and the sufferer of wrong, and visit the sick. (TA.) مَحْسَنَةٌ [A cause of good: pl., app., ↓ مَحَاسِنُ; like as مَسَاوٍ, originally مَسَاوِئُ, is said to be pl. of مَسَآءَةٌ, originally مَسْوَأَةٌ]. You say, هٰذَا الطَّعَامُ مَحْسَنَةٌ لِلْجِسْمِ [This food is a cause of good, i. e. beneficial, to the body]. (S.) مُحَسَّنٌ: see حَسَنٌ.

مِحْسَانٌ: see مُحْسِنٌ.

مَحَاسِنُ The beautiful places [or parts] of the body: (K:) accord. to some, (TA,) the sing. is ↓ مَحْسَنٌ: or it has no sing.: (K:) the former opinion is disapproved by ISd.: the latter is the opinion of the grammarians and of the generality of the lexicologists: and therefore, says Sb, the rel. n. is ↓ مَحَاسِنِىٌّ; for if مَحَاسِنُ had a sing., it would be restored to the sing. in forming the rel. n. (TA.) You say, فُلَانَةُ كَثِيرَةُ المَحَاسِنِ Such a woman has many beautiful places [or parts] of the body. (TA.) And مَحَاسِنُ الوَجْهِ وَ مَسَاوِيهِ [The beauties of the face, and its defects]: (K in art. لمح:) [for] مَحَاسِنُ signifies the contr. of مَسَاوٍ. (S.) b2: [As contr. of مَسَاوٍ, it signifies also Good qualities of any kind: and also good actions; like حَسَنَاتٌ: agreeably with an explanation in the KL, نيكوئيها.] b3: See also حُسْنٌ: b4: and مَحْسَنَةٌ.

مَحَاسِنِىٌّ: see the next preceding paragraph.
(حسن)
حسنا جمل فَهُوَ حسن وَهِي حسناء (ج) حسان (للمذكر والمؤنث)
(ح س ن) : (حَسُنَ) الشَّيْءُ فَهُوَ حَسَنٌ (وَبِهِ سُمِّيَ) الْحَسَنُ بْنُ الْمُعْتَمِرُ وَبِمُؤَنَّثِهِ سُمِّيَتْ أُمُّ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ.
بَاب الْحسن

حسن مليح وسيم جميل وضيئ بهي نضير رائق مونق بهيج قسيم صبيح رائع 
ح س ن

أنظر إلى محاسن وجهه. وما أبدع تحاسين الطاوس وتزايينه. وحسن الله خلقه. وحسن الحلاق رأسه: زينه، وما رأيت محسناً مثله، ودخل الحمام فتحسن أي احتلق، وهو يتحسن ويتجمل بكذا. وإنّي لأحاسن بك الناس أي أباهيهم بحسن. وجمع الله فيك الحسن والحسنى. وفيك حسنات جمة. وأحسن إلى أخيه. وأحسن به! ورجل حسان، وامرأة حسانة. قال الشماخ:

يا ظبية عطلاً حسانة الجيد

واستحسن فعله. وصرف هند استحسان، والمنع قياس.

ومن المجاز: اجلس حسناً. وهذا لحم أبيض: لم ينضج حسناً. وفلان لا يحسن شيئاً، وقيمة المرء ما يحسن.
الحسن: هو كون الشيء ملائمًا للطبع، كالفرح، وكون الشيء صفة كمال، كالعلم، وكون الشيء متعلق المدح، كالعبادات.

الحسن: وهو ما يكون متعلق المدح في العاجل والثواب في الآجل.

الحسن لمعنى في نفسه: عبارة عما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في ذاته، كالإيمان بالله وصفاته.

الحسن لمعنى في غيره: هو الاتصاف بالحسن لمعنى ثبت في غيره، كالجهاد؛ فإنه ليس بحسن لذاته؛ لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإفناؤهم، وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: "الآدمي بنيان الرب، ملعون من هدم بنيان الرب". وإنما حسن لما فيه من إعلاء كلمة الله وهلاك أعدائه، وهذا باعتبار كفر الكافر.

الحسن من الحديث: أن يكون راويه مشهورًا بالصدق والأمانة، غير أنه لم يبلغ درجة الحديث الصحيح؛ لكونه قاصرًا في الحفظ والوثوق، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من دونه.
ح س ن: (الْحُسْنُ) ضِدُّ الْقُبْحِ وَالْجَمْعُ (مَحَاسِنُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ جَمْعُ (مَحْسَنٍ) وَقَدْ (حَسُنَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ (حُسْنًا) وَرَجُلٌ (حَسَنٌ) وَامْرَأَةٌ (حَسَنَةٌ) وَقَالُوا: امْرَأَةٌ (حَسْنَاءُ) وَلَمْ يَقُولُوا: رَجُلٌ أَحْسَنُ. وَهُوَ اسْمٌ أُنِّثَ مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرٍ كَمَا قَالُوا: غُلَامٌ أَمَرَدُ وَلَمْ يَقُولُوا: جَارِيَةٌ مَرْدَاءُ فَذَكَّرُوا مِنْ غَيْرِ تَأْنِيثٍ. وَ (حَسَّنَ) الشَّيْءَ (تَحْسِينًا) زَيَّنَهُ. وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ وَبِهِ وَهُوَ يُحْسِنُ الشَّيْءَ أَيْ يَعْلَمُهُ وَيَسْتَحْسِنُهُ أَيْ يَعُدُّهُ (حَسَنًا) . وَ (الْحَسَنَةُ) ضِدُّ السَّيِّئَةِ. وَ (الْمَحَاسِنُ) ضِدُّ الْمَسَاوِئِ. وَ (الْحُسْنَى) ضِدُّ السُّوءَى. وَ (حَسَّانٌ) اسْمُ رَجُلٍ إِنْ جَعَلْتَهُ فَعَّالًا مِنَ الْحُسْنِ أَجْرَيْتَهُ وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَعْلَانَ مِنَ الْحِسِّ وَهُوَ الْقَتْلُ أَوِ الْحِسِّ بِالشَّيْءِ لَمْ تُجْرِهِ. 

حسن


حَسُنَ(n. ac. حُسْن)
a. Was beautiful, comely, fair; goodly, handsome.

حَسَّنَa. Made beautiful; adorned, embellished.

حَاْسَنَa. Treated handsomely, well, kindly.

أَحْسَنَa. Acted, behaved well.
b. Knew well, was proficient in.
c. [Ila], Did good, gave alms to.
d. [ coll. ], Was able to.

تَحَسَّنَa. Was, became beautiful &c.; was adorned; adorned himself.
إِسْتَحْسَنَa. Deemed beautiful &c., approved, praised.

حُسْن
(pl.
مَحَاْسِنُ)
a. Beauty, grace, comeliness, goodliness; good
quality.

حُسْنَى
(pl.
حُسَن)
a. Good, goodness, virtue.
b. Good action; beneficence.

حَسَن
(pl.
حِسَاْن)
a. Beautiful, handsome, comely, goodly.
b. Good.
c. Hasan (name).
حَسَنَةa. Good deed or action; good works, alms.
b. (pl.
حِسَاْن), Beautiful, fair; good (woman).

أَحْسَنُ
(pl.
أَحَاْسِنُ)
a. Better, best.
b. see 4 (a)
حَسُّوْنa. Goldfinch.

حَسْنَآءُa. Beautiful, fair; good (woman).

مَحَاْسِنُ
a. [art.], Good actions; good qualities.
مِحْسَاْنa. Beneficient, generous; benefactor.

N. Ag.
أَحْسَنَa. see 45
N. Ac.
أَحْسَنَa. Benefit; beneficence; charity.

لا يُحْسِن أَن
a. [ coll. ], He cannot.

اَلأَسْمَآء الحُسْنَى
a. The 99 Attributes of God.

حَسَنًا
a. Well, excellently.
[حسن] الحُسْنُ: نقيض القُبح، والجمع مَحاسِنُ على غير قياس، كأنه جمع محسن. وقد حسن الشئ، وإن شئتَ خفَّفت الضمة فقلت حسن الشئ. ولا يجوز أن تنقل الضمة إلى الحاء، لانه خبر، وإنما يجوز النقل إذا كان بمعنى المدح أو الذم، لانه يشبه في جواز النقل بنعم وبئس، وذلك أن الاصل فيهما نعم وبئس، فسكن ثانيهما ونقلت حركته إلى ما قبله. وكذلك كل ما كان في معناهما. قال الشاعر . لم يمنع الناس منى ما أردت وما أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا أراد حسن هذا أدبا، فخفف ونقل. ويقال رجل حسن بسن، وبسن إتباع له. وامرأة حَسَنَةٌ. وقالوا امرأةٌ حَسْناءُ ولم يقولوا رجل أحسن، وهو اسم أنث من غير تذكير، كما قالوا غلام أمرد ولم يقولوا جارية مرداء، فهو يذكر من غير تأنيث. والحاسن: القمر. وحسنت الشئ تحسينا: زينته. وأحسنت إليه وبه. وهو يحسن الشئ، أي يعمله . ويَسْتَحْسِنُهُ: يعدُّه حَسَناً. والحَسَنَةُ: خلاف السيِّئة. والمَحاسِنُ: خلاف المساوى. والحسنى: خلاف السوأى. والحسان بالضم، أَحْسَنُ من الحَسَنِ. والأنثى حُسَّانَةٌ. قال الشماخ: دارُ الفَتاة التي كنا نقول لها يا ظبية عطلا حسانة الجيد  قال سيبويه: إنما نصب دار بإضمار أعنى، ويروى بالرفع. ويقال: إنِّي أُحاسِنُ بك الناس. وهذا طعام محسنة للجسم، بالفتح. وحسان: اسم رجل، إن جعلته فعالا من الحسن أجريته، وإن جعلته فعلان من الحس وهو القتل أو الحس بالشئ، لم تجره. وتصغير فعال حسيسين، وتصغير فعلان حسيسان. وذكر الكلبى أن في طيئ بطنين يقال لهما: الحسن والحسين. والحسن: اسم رملة لبنى سعد قتل بها أبو الصهباء بسطام بن قيس بن خالد الشيباني، قتله عاصم بن خليفة الضبى. قال: وهما حبلان أو نقوان. قال المبرد: سمعت التوزى يقول: يقال لاحد هذين الحبلين الحسن، وللحبل الآخر الحسين. قال الشاعر في الحسن يرثى بسطام بن قيس: لام الارض ويل ما أجَنَّتْ بِحَيْثُ أضَرَّ بالحسَنِ السبيل وقال الآخر في الحسين تركنا بالنواصف من حسين نساء الحى يلقطن الجمانا فإذا ثنيت قلت الحسنان. قال الشاعر : ويومَ شَقيقَةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنو شيبان آجالا قصارا شككنا بالاسنة وهى زور صماخي كبشهم حتى استدارا قوله " وهى زور " يعنى الخيل.
[حسن] نه فيه: "الإحسان" أن تعبد الله كأنك تراه، أراد بالإحسان الإخلاص، أو أشار إلى المراقبة وحسن الطاعة. وفي ح أبي رجاء: وكان عمر مائة وثماني وعشرين اذكر مقتل بسطام على "الحسن" هو بفتحتين حبل من رمل. ك: قام إلى شن "فأحسن" وضوءه، أي أتمه بآدابه، ولا يعارض ح أنه توضأ وضوءاً خفيفاً لأن إتمام الآداب لا ينافي خفته، أو كانا في وقتين. وح: فإن إقامة الصفوف من "حسن" الصلاة، أي من إتمامها، ولا يريد الحسن الصوري، "وكذب"بالحسنى"" أي بالخلف عن إنفاقه من إعطاء الله. ورجلن" بضم مهملة أولى ككبار. وح: "فحسن" إسلامه، بأن برئ من الشرك، أو بالغ في الإخلاص بالمراقبة. ن: أما من "أحسن" منكم فلا يؤاخذ بها، بأن برئ من النفاق والإساءة في الإسلام وجوده فيه، وأجمعوا أن الإسلام يهدم ما قبله وإن لم يعمل. ط: بأن أدى حقه وأخلص في عمله وهو كـ"قالوا ربنا الله ثم استقاموا". ن: غض البصر و"حسن" الكلام، كهداية الطريق وإرشاد المصلحة وترك الغيبة والنميمة والكذب. بي: لا يموتن إلا و"يحسن" الظن بالله، بأنه يعفو، وهو حث على الرجاء عند الخاتمة لحديث: أنا عند ظن عبدي. ن: وفي حال الصحة يكون بين الخوف والرجاء ليجتنب المعاصي، وهي متعذرة عند الموت فيحسن الظن فإنه متضمن للافتقار إليه والإذعان له، ولحديث: يبعث كل عبد على ما مات عليه، وح: ثم يبعثوا على نياتهم. وح: فتطهر "فتحسن" الطهور، أي الوضوء، القاضي: أي عن النجاسة والدم، والأول أظهر، ز: قلت: لئلا يخلو عن سنن الوضوء، وهما حملا فاء فتحسن للتفسير، ولو جعلت للترتيب لم يبعد يعني فتطهر من النجاسة ثم تحسن الوضوء- كذا في حاشيتي لمسلم. ن: "أحسن" إليها، أمر لولي الغامدية بالإحسان إليها لخوف أن تحملهم الغيرة ولحقو العار على إيذائها ورحمة لها لتوبتها، لما في النفوس من النفرة من مثلها. وتطلع الشمس "حسناً" بفتح سين وتنوين، أي طلوعاً حسناً أي مرتفعة. ولا يدري "حسن" من هي، أي لا يدري حسن بن مسلم الراوي عن طاوس من هي، وروى: حينئذ، مكان: حسن، قيل: هو تصحيف، وصحح بأن معناه لكثرة النساء لا ندري من هي. وح: خياركم "محاسنكم" قضاء، أي ذوو المحاسن، القاضي: جمع محسن بفتح ميم، وأكثر ما يجيء أحاسنكم. ط: اطلبوا الحوائج إلى "حسان" الوجوه، يعني ذوي الوجوه والأقدار في الناس، ولا يعني حسن الوجه. وح: "فليحسن" كفنه، أي ليختر أنظف الثياب وأتمها، ولم يرد به ما يفعله المبذرون أشراً ورثاء لحديث: لا تغالوا في الكفن، وهو بتشديد سين أي ينظفه ويعطره، ومر في يبعث. و"حسن" الظن من حسن العبادة، من للتبعيض أي حسن اعتقاد في حق المسلمين من جملة عبادة الله، أو للابتداء أي ناشئ من حسن عبادته. وح: "حسنات" الأبرار يجيء في المقربين من ق.
باب الحاء والسين والنون معهما ح س ن، س ح ن، ن ح س، س ن ح، ن س ح مستعملات

حسن: حَسُنَ الشَيْءُ فهو حَسَن. والمَحْسَن: الموضع الحسن في البدن، وجمعه مَحاسن. وامرأةٌ حَسناء، ورجُل حُسّان، وقد يجيء فُعّال نعتاً، رجلٌ كُرّام، قال الله- جل وعز-: مَكْراً كُبَّاراً . والحسان: الحسن جدا، ولا يقال: رجل أحسنَ. وجارية حُسّانة. والمَحاسِن من الأعمال ضد المساوىء، قال الله- عز وجل-: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ

أي الجنة وهي ضد السوءى. وحَسَن: اسم رَمْلةٍ لبني سعْد . وفي أشعارهم يوم الحَسَن، وكتاب التَّحاسين، وهو الغليظ ونحوه من المصادر، يُجْعَل اسماً ثم يجمع كقولك: تقاضيب الشَّعُر وتكاليف الأشياء.

سحن: السُّحْنة: لينُ البشرة، والناعم له سُحْنة. والمُساحنة: المُلاقاة. والسَّحْن: دَلْكُكَ خشبةً بِمَسْحَنٍ حتى تلين من غير أن يأخذ من الخشبة شيئاً.

نحس: النَّحْس: خلاف السَّعْد، وجمعه النُحوُس، من النجوم وغيرها. يومٌ نَحِسٌ وأيّام نَحِسات، من جعله نعتاً ثَقّله، ومن أضاف اليوم إلى النَحْس خَفَّفَ النَحْس. والنُّحاس: ضربٌ من الصُّفْر شديد الحُمْرة، قال النابغة:

كأنَّ شِواظَهُنَّ بجانِبَيْه ... نُحاسُ الصُّفْر تضربه القُيُون

والنُحاس: الدُّخان الذي لا لهب فيه، قال:

يُضيءُ كضوء سراج السليط ... لم يجعل الله فيه نُحاسا

والنِّحاس: مبلغ طبع وأصله، قال:  يا أيها السائل عن نِحاسي ... عَنّي ولمّا تَبلُغَنْ أشطاسي

سنح: سَنَحَ لي طائر وظبيٌ سُنُوحاً، فهو سانح إذا أتاك عن يَميِنكَ، يُتَيَمَّنُ به، قال الشاعر:

أبالسنح الأَيامِنِ أمْ بنَحْسِ ... تمُرُّ به البَوارحُ حينَ تجري

وسَنَحَ لي رَأْيٌ أو قريضٌ أيْ: عَرَض. وكان في الجاهلية امرأةٌ تَقومُ في سوق عكاظ فتُنْشد الأقوالَ وتضرِب الأمثالَ وتُخْجِل الرجالَ، فانْتَدَبَ لها رجلٌ، فقالتْ ما قالتْ، فأجابها فقال:

أسيكتاك جامِحٌ ورامِحٌ ... كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحٌ

فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ.

نسح: النَّسْحُ والنُّساح: ما تحاتَّ عن التَّمْر من قِشْره، وفُتات أقْماعه ونحوه مما يبقى في أسفل الوعاء. والمِنْساح: شَيْءٌ يُدْفَعُ به التراب ويذرى به. 
حسن
الحُسْنُ: عبارة عن كلّ مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب:
مستحسن من جهة العقل.
ومستحسن من جهة الهوى.
ومستحسن من جهة الحسّ.
والحسنةُ يعبّر عنها عن كلّ ما يسرّ من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادّها. وهما من الألفاظ المشتركة، كالحيوان، الواقع على أنواع مختلفة كالفرس والإنسان وغيرهما، فقوله تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا: هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء/ 78] ، أي:
خصب وسعة وظفر، وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ أي:
جدب وضيق وخيبة ، يَقُولُوا: هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء/ 78] ، وقال تعالى: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا: لَنا هذِهِ [الأعراف/ 131] ، وقوله تعالى: ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النساء/ 79] ، أي: من ثواب، وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ [النساء/ 79] ، أي: من عقاب. والفرق بين الحسن والحسنة والحسنى أنّ الحَسَنَ يقال في الأعيان والأحداث، وكذلك الحَسَنَة إذا كانت وصفا، وإذا كانت اسما فمتعارف في الأحداث، والحُسْنَى لا يقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر، يقال: رجل حَسَنٌ وحُسَّان، وامرأة حَسْنَاء وحُسَّانَة، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
[الزمر/ 18] ، أي: الأبعد عن الشبهة، كما قال صلّى الله عليه وسلم: «إذا شككت في شيء فدع» .
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً
[البقرة/ 83] ، أي: كلمة حسنة، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً [العنكبوت/ 8] ، وقوله عزّ وجل: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ [التوبة/ 52] ، وقوله تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة/ 50] ، إن قيل: حكمه حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خصّ؟
قيل: القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه، وذلك يظهر لمن تزكّى واطلع على حكمة الله تعالى دون الجهلة.
والإحسان يقال على وجهين:
أحدهما: الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان.
والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين: (الناس أبناء ما يحسنون) أي:
منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة.
قوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [السجدة/ 7] ، والإحسان أعمّ من الإنعام. قال تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ [الإسراء/ 7] ، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [النحل/ 90] ، فالإحسان فوق العدل، وذاك أنّ العدل هو أن يعطي ما عليه، ويأخذ أقلّ مما له، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلّ ممّا له .
فالإحسان زائد على العدل، فتحرّي العدل واجب، وتحرّي الإحسان ندب وتطوّع، وعلى هذا قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
[النساء/ 125] ، وقوله عزّ وجلّ: وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ [البقرة/ 178] ، ولذلك عظّم الله تعالى ثواب المحسنين، فقال تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت/ 69] ، وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة/ 195] ، وقال تعالى: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة/ 91] ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ [النحل/ 30] .
حسن: حَسُنَ: تحسن وتدرج وتقدم إلى العافية والكمال (ألكالا).
ويَحسُن به ذلك: يجمل به ذلك، يليق به.
ويحسن به ان: يجمل به ويليق به (دي يونج).
ويحسن: يستطيع، فيقال: ما أحسن أمشي أي لا أستطيع أن امشي (بوشر).
ويستعمل الفعل أحسن في الفصحى بهذا المعنى.
حسَّن النبيذ: جَوَدَّه مع الأيام (معجم مسلم).
وحسّن: بمعنى قبل واستحسن (لين في مادة استحسن، معجم البلاذري) وفي معجم بوشر المصدر استحسان بمعنى الموافقة والإقرار والرضا والتهليل.
ويقال: حسن له وعليه. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص238) قلت لي: ((إن العزوبة تؤذيني في صحتي ولذلك سأشتري أمة شابة)) فحسَّنت ذلك لك.
ولدى ابن بدرون (182) فإن الله يحسِّن عليك ذِكْرَك، فذكراها أمري (وقد قلت وقد أخطأت في ذلك إنه الفعل يُحسِن مضارع أحسن).
وحَسَّن: حلق، زين (دومب ص120) وهو يذكر مُحَسِّن اسم الفاعل بمعنى محلوق، مزيَّن غير أن الصواب أن يذكر مُحسَّن اسم المفعول.
وحسَّن: أصلح، أصبح أحسن (بوشر).
أحسن: أقتدر استطاع، أتقن (لين) وهي مثل ( Savoir) بالفرنسية تعني القدرة والاستطاعة والمهارة في عمل شيء. ففي كليلة ودمنة (ص276) لا أحْسِن الرقا أي لا أعرف السحر: وفي كوسج (مختار ص56): أتحسِن مثل هذا. فقلت أُحْسن خيراً منه أي أتجيد صنع مثل هذا فقلت أجيد صنع خير منه (معجم مسلم).
أحسن أمل فلان: حقق أمَل فلان (تاريخ البربر 1: 530) تحسَّن: ازداد، توافر، تكثر (مملوك 2، 2: 134).
وتحسّن به: تباهى به: وتمدح به (الكامل ص118).
وتحسَّنت المرأة: تكلفت الحسن تصنعاً (محيط المحيط).
استحسن. استحسنه وجده حسناً. (بوشر) وفيه: استحسن شيئاً وكذلك استحسن عنده شيء.
واستحسن معنى الكلام: استملحه وجده حسنا مليحا (بوشر). حُسن. حُسن ساعة: نبات له زهر أصفر وأحمر. سمي بذلك لأنه يتفتح قبل غروب الشمس بساعة ويذبل بعد طلوعها (محيط المحيط) وربما كان ما يسمى نوار الليل.
حُسْن يوسف: هناء، خضاب (بوشر).
حَسَن. قبل قبولاً حسناً: استحسنه، استحبه، رضي به، تقبله (بوشر).
والحسَن (من الحديث) المحتمل وهو حديث فيه شيء من النقص يمكن إصلاحه بالرجوع إلى روايات أخرى (دي سلان، المقدمة 2: 484).
حسناً: بلطف، بلطافة، بلذة، بسرور، (بوشر).
اقرض حسنا (تاريخ البربر 2: 289): مختصر الآية: اقرض الله قرضاً حسناً. أي أقرض الله قرضا كريما.
حَسَنَة: صدقة. ويقال: حسنه لله (بوشر).
قرض حسنة: قرض من غير ربا (بوشر).
وحسنة: تستعمل بالمعنى المجازي استعمال ( Ornement) بالفرنسية تقريبا، فيقال مثلا في الكلام عن أمير: هو حسنة الأيام أي زينتها (المقري 2: 699) كما يقال: جمال الأيام (المقري 2: 700) وهو من حسنات بني مروان أي من زينة بني مروان (المقري 2: 399).
حَسَنِيِّ: قطعة من النقود الذهبية، وتسمى بالأسبانية ( Dobla hacen) ( ألكالا) ولا ريب أن هذه النقود قد سميت بذلك نسبة إلى الأمير الذي أمر بضربها. حَسَنِيَّة: ضرب من التمر (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212).
حُسَيْن: ويجمع على حسينات اسم الوتر الثاني من أوتار العود (المزهر، البربط) السبعة (انظر ألكالا في مادة Cuerda) .
وهو أيضاً الوتر الأول من الأرغول (ألكالا).
الحسين: لحن موسيقي (سلفادور ص33).
ويسمى أيضا: الحُسْين صبا (ص54) وعند هوست (ص258) حَسِين صافي وهذا الأخير يسمى أيضا: حَسِين عَجَم، (هوست ص258).
حُسَيْنِيِّ: الصوت (اللحن) السادس في الموسيقى (صفة مصر 14: 16) وفي محيط المحيط: لحن من ألحان الموسيقى متفرع من الدوكاه على الأصح لا أصل برأسه. وحسيني: ضرب من الطير (ياقوت 1: 885).
أَحْسَنُ (اسم تفضيل): افضل، خير، يقال: يعرفه أحسن منك، أي يعرفه خير منك، يقال: المريض كل يوم يصير أحسن أي أن المريض تتحسن حالته يوما بعد يوم.
وأحسن وأحسن: أفضل كثيراً (بوشر).
إحسان: هدية، هبة، منحة (ألف ليلة 2: 49) تحسين: تبرج، تزين (هلو).
تَحَاسُن: في معجم فوك بمعنى خطر التأني، غير أن هذا خطأ انظر مادة تحسين في معجم لين ومؤلف معجم فوك يريد بها تحاسين جمع تحسين.
مُحْسِنة: مغنية (معجم مسلم) محَاسِن: خطوط جميلة في الكتاب (بوشر) ومَحاسِن: أشياء جميلة ولذيذة (معجم الادريسي).
ومحاسن: بناية جميلة (المقري 2: 714).
حسن
حسُنَ يَحسُن، حُسْنًا، فهو حَسَن
• حسُن فِعلُه: جمُل، وتقدَّم إلى العافية والكمال "حسُن الطَّالبُ أدبًا- حَسَنُ المخبر والمظهر: في ظاهره وباطنه- {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} - {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} " ° يحسُن بك أن تفعل كذا: يناسبُك، يليق بك، خيرٌ لك- يحسن به ذلك: يليق به. 

أحسنَ/ أحسنَ إلى/ أحسنَ بـ يُحسِن، إحسانًا، فهو محسِن، والمفعول مُحسَن (للمتعدِّي)
• أحسنَ الشَّخصُ: فعل ما هو حَسَنٌ، ضدّ أساء " {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ} " ° أحسنتَ: أجدت- اتَّقِ شرَّ من أحسنت إليه- قد أحسنت إليَّ وأنعمت: زدت عليَّ الإحسان.
• أحسنَ القراءةَ: أتقنها، أجادها "أحسن التَّصرُّفَ/ الفهمَ/ معاملته/ الإنجليزيّة- لا يكفي أن تعمل خيرًا بل يجب أن تحسن صنعه- {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} "? أحسن الاختيار- أحسن الظَّنَّ به: وثق به- أحسن اللهُ عَزاءَك: رزقك الصَّبرَ الحسَنَ- أحسن وفادَتَه: رحّب به، استقبله بترحاب- قيمة المرء ما يحسن: ما يتقن ويجيد.
• أحسنَ إلى فلان/ أحسنَ بفلان: تصدَّق، أعطاه حسنة، وقدّم إليه معروفًا "أحسن إلى ذويه/ محتاج- {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ} - {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ". 

استحسنَ يَستحسِن، اسْتحسانًا، فهو مُسْتحسِن، والمفعول مُسْتحسَن
• استحسن الشَّيءَ:
1 - عدّه أو اعتبره حَسَنًا "استحسن الذّهابَ معه- يُستحسن (من المُسْتَحْسَن) أن نحدِّد الموضوعَ قبل مناقشته" ° مِن المُستحسَن: من الأفضل، من الملائم المفيد اللاّئق- يُستحسن أنَّ: يُفضَّل أن.
2 - اختار الأحسن. 

تحسَّنَ يتحسَّن، تَحَسُّنًا، فهو مُتَحَسِّن
• تحسَّنتِ المرأةُ: مُطاوع حسَّنَ: تجمّلت وتزيَّنت.
• تحسَّن الأمرُ: تغيَّر نحو الأفضل "تحسَّن مريضٌ: صارت صحتُه أفضل- تحسَّن التِّلميذُ: أقلع عمّا كان يُؤخذ عليه- تحسَّن الطَّقسُ- تحسَّن الوضعُ الاقتصاديُّ في البلاد". 

حاسنَ يحاسن، مُحاسَنَةً وحِسَانًا، فهو مُحاسِن، والمفعول مُحاسَن
• حاسَنه: لاطفه وعامله بالحسنى "حاسَن جارَه رغم إساءته إليه". 

حسَّنَ يحسِّن، تحسينًا، فهو مُحسِّن، والمفعول مُحسَّن
• حسَّن اللهُ خَلْقَه:
1 - جمَّله وزيَّنه "هذه القبَّعة تُحسِّنُها- حسَّن أسلوبَه- حسَّن الكتابةَ: زيَّنها ونمَّقها".
2 - رقّاه وأحسن حالتَه "تسعى الحكومةُ إلى تحسين مستوى المعيشة- حسَّن من وضعه". 

إحسان [مفرد]: ج إحسانات (لغير المصدر):
1 - مصدر أحسنَ/ أحسنَ إلى/ أحسنَ بـ.
2 - بِرّ، فعل ما هو خيرٌ للآخرين فضلاً ومحبَّة وخصوصًا التَّصدُّق "عاتب أخاك بالإحسان إليه وارددْ شرَّه بالإنعام عليه- *انسَ الإساءة واذكر الإحسان*- الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ
 تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك [حديث]- {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} ". 

أَحْسَنُ [مفرد]: ج أحاسِنُ، مؤ حُسْنى، ج مؤ حُسْنيات وحُسَن: اسم تفضيل من حسُنَ: أفضل، أليق، أنسب "يستغلّ هذا البلد مواردَه أحسن استغلال- هو من أحسن النّاس- إِنَّ َأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا [حديث]- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} - {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} - {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} " ° أحسن به أنْ: أنسب وأوفق له أن- أحسنُ من العروس- أحسنُ من القمر- أحسن وأحسن: أفضل كثيرًا- الأحسن له أن: الأنسب والأوفق- بالَّتي هي أحسن: بالطَّيِّبة- على أحسن ما يُرام: في أحسن حال. 

استحسان [مفرد]: ج استحسانات (لغير المصدر):
1 - مصدر استحسنَ.
2 - تفضيل ما هو أحسن من غيره "لقى رأيُه استحسانًا عامًّا من الحاضرين".
3 - (فق) ترك القياس والأخذ بما هو أوفق للناس. 

تَحْسين [مفرد]: ج تحسينات (لغير المصدر) وتحاسين (لغير المصدر):
1 - مصدر حسَّنَ ° تحسين النَّسل: القيام بما يحسِّنه بأساليب معيَّنة- مغلَق للتحسينات: متوقّف لفترة.
2 - تغيير إلى الأَحْسَن "أدخلت الحكومة على التنظيم القضائيّ تحسيناتٍ كثيرة- اهتمّت الدّولة بتحسين وضع المرأة". 

حَسُّون [مفرد]: ج حساسِينُ: (حي) عصفور غرِّيد جميل الألوان يُصاد ويربَّى في أقفاص لجمال ريشه وصوته. 

حَسَن [مفرد]: ج حِسان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُنَ: عكسه قبيح ° أبلى بلاءً حَسَنًا: أجاد، بذل جهدًا عظيمًا وجيّدًا- التفات حسن- حَسَنًا: يقال للتعبير عن الاستحسان أي فعلت فعلاً حَسَنًا- حَسَنًا فَعَلْت: أجدت، وُفِّقت- حَسَن الذَّوق للشِّعر: مطبوع عليه- حَسَن السُّمعة: نقيّ السِّيرة- حَسَنُ العِبارة: جميل الأسلوب، فصيح اللِّسان- رِزْق حَسَن: ما يصل لصاحبه بلا كدٍّ أو تعب- قَرْض حسن: ليس فيه ربا- ليس حسنًا كُلَّه: يجمع بين الحُسن والقبح.
• الحديث الحَسَن: (حد) كلّ حديث اتصل سنده برواية عَدْلٍ قلّ ضبطه، من غير علّة ولا شذوذ، ومنه الحسن لذاته والحسن لغيره، وهو كالصحيح في الاحتجاج به غير أنّ رواته أقلّ ضبطًا من رواة الصحيح.
• الحَسَنان: الحسن والحُسَيْن ابنا عليّ بن أبي طالب. 

حُسْن [مفرد]: ج محاسنُ (لغير المصدر) (على غير قياس):
1 - مصدر حسُنَ.
2 - (نف) حالة حِسِّيَّة أو معنويّة جميلة تدعو إلى قبول الشَّيء ورغبة النَّفس فيه، ويكون في الأقوال والأفعال والذَّوات والمعاني "حُسْن الحَظِّ/ التَّصرُّف/ التعبير/ الجوار/ السَّيْر والسُّلوك" ° حُسْن ظنّ: رأي متَّسم بنيّة طيِّبة- مِنْ حُسْن الحظّ: ممّا يدعو للسّرور- مِنْ حُسْن ظنِّه: لم يخيِّبْ أملَه.
• سِتُّ الحُسْن: (نت) جنس نبات عشبيّ مُعَمَّر من فصيلة الباذنجانيّات، ينبت في البلاد الحارّة والمعتدلة، يمتد إلى ارتفاع كبير، ويلتوي على الأشجار والجُدْران، أوراقه رقيقة ملساء، وله زهر حسن، وثمره أسودُ لامع، يزرع للزينة، وتستخرج منه مادّة الأتروبين المستعملة في الطبّ. 

حَسْناءُ [مفرد]: ج حَسناوات وحِسان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُنَ: جميلة، وسيمة، مليحة القسمات.
• حسناء الرَّبيع: (نت) جنس من نباتات مزهرة في الرَّبيع لها أوراق رفيعة وأزهار بيضاء أو زَهْريَّة. 

حَسَنَة [مفرد]: ج حَسَنات:
1 - مؤنَّث حَسَن.
2 - عملٌ أو قولٌ صالح، عكسها سيّئة "أَتْبِعِ السَّيِّئةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا [حديث]- {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} " ° السُّمعة الحسنة خير من الذَّهب.
3 - نِعْمة " {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً} ".
4 - صَدَقَة "أعطيت السائلَ حَسَنَةً- عاش من حسنات جيرانه- العطاء مع الوجه البشوش حَسَنَة مضاعفة [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: تراه إذا ما جئته متهلّلاً كأنّك ... تعطيه الذي أنت سائله" ° طلب الحسنةَ: استعطى.
5 - علامة في الجسم تُحسِّن منظره، شامة، خال. 

حُسْنى [مفرد]: ج حُسْنيات، مث حُسنيان:
1 - مؤنَّث أَحْسَنُ: خلاف السُّوأى " {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} " ° أخَذه بالحُسْنى: عامله برفق ولين- عامله بالحُسْنى: تلطَّف في معاملته.
2 - عاقِبة أو منزلة حَسَنة " {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} " ° إحدى الحُسْنَيَيْن: النصر أو الشهادة في سبيل الله.
• الأسماء الحُسْنى: أسماء الله تعالى وهي 99 اسمًا مثل: الرَّحمن، الرَّحيم، العزيز، الغفور " {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ". 

مَحاسِنُ [جمع]: مف حُسْن (على غير قياس) ومَحْسَنَة: مواضع حسنة أو مزايا، عكسها مساوئ "للصناعة محاسنُ كثيرة غير أنّها لا تخلو من مساوِئ". 

محسِّنات [جمع]: مف مُحسِّن ومُحسِّنة
• المحسِّنات البديعيَّة: (بغ) وجوه تحسين الكلام من ناحية اللَّفظ كالجناس والسَّجع، أو من ناحية المعنى كالمطابقة والتورية "محسِّنات لفظيَّة/ معنويَّة".
• مُحسِّنات خُبْز: مادّة تُستخدم في صناعة المخبوزات الغربيّة لرفعها. 

حسن: الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح ونقيضه. الأَزهري: الحُسْن نَعْت لما

حَسُن؛ حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً فيهما، فهو حاسِنٌ

وحَسَن؛ قال الجوهري: والجمع مَحاسِن، على غير قياس، كأَنه جمع مَحْسَن.

وحكى اللحياني: احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً، فهذا في المستقبل، وإنه

لَحَسَن، يريد فِعْل الحال، وجمع الحَسَن حِسان. الجوهري: تقول قد حَسُن

الشيءُ، وإن شئت خَفَّفْت الضمة فقلت: حَسْنَ الشيءُ، ولا يجوز أَن تنقُل الضمة

إلى الحاء لأَنه خبَرٌ، وإنما يجوز النقْل إذا كان بمعنى المدح أَو

الذَّم لأَنه يُشَّبه في جواز النَّقْل بنِعْم وبِئْس، وذلك أَن الأَصل فيهما

نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثانيهما ونقِلتْ حركته إلى ما قبله، فكذلك كلُّ

ما كان في معناهما؛ قال سهم بن حنظلة الغَنَوي:

لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي ما أَردتُ، وما

أُعْطِيهمُ ما أَرادوا، حُسْنَ ذا أَدَبا.

أَراد: حَسُن هذا أَدَباً، فخفَّف ونقَل. ورجل حَسَنٌ بَسَن: إتباع له،

وامرأَة حَسَنة، وقالوا: امرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن، قال

ثعلب: وكان ينبغي أَن يقال لأَنَّ القياس يوجب ذلك، وهو اسم أُنِّث من غير

تَذْكير، كما قالوا غلام أَمرَد ولم يقولوا جارية مَرْداء، فهو تذكير من

غير تأْنيث. والحُسّان، بالضم: أَحسَن من الحَسَن. قال ابن سيده: ورجل

حُسَان، مخفَّف، كحَسَن، وحُسّان، والجمع حُسّانونَ؛ قال سيبويه: ولا

يُكَسَّر، استغْنَوْا عنه بالواو والنون، والأُنثى حَسَنة، والجمع حِسان

كالمذكر وحُسّانة؛ قال الشماخ:

دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها:

يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ.

والجمع حُسّانات، قال سيبويه: إنما نصب دارَ بإضمار أَعني، ويروى

بالرفع. قال ابن بري: حَسِين وحُسَان وحُسّان مثل كَبير وكُبَار وكُبَّار

وعَجيب وعُجاب وعُجَّاب وظريف وظُراف وظُرَّاف؛ وقال ذو الإصبع:

كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنْــ

ـنَما نَقْتُل إيّانا

قِياماً بينهم كلُّ

فَتًى أَبْيَضَ حُسّانا.

وأَصل قولهم شيء حَسَن حَسِين لأَنه من حَسُن يَحْسُن كما قالوا عَظُم

فهو عَظِيم، وكَرُم فهو كريم، كذلك حَسُن فهو حَسِين، إلا أَنه جاء

نادراً، ثم قلب الفَعِيل فُعالاً ثم فُعّالاً إذا بُولِغَ في نَعْته فقالوا

حَسَنٌ وحُسَان وحُسّان، وكذلك كريم وكُرام وكُرّام، وجمع الحَسْناء من

النساء حِسانٌ ولا نظير لها إلا عَجْفاء وعِجاف، ولا يقال للذكر أَحْسَن،

إنما تقول هو الأَحْسن على إرادة التفضيل، والجمع الأَحاسِن. وأَحاسِنُ

القوم: حِسانهم. وفي الحديث: أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً،

وهي الحُسْنَى. والحاسِنُ: القَمَر. وحسَّنْتُ الشيءَ تحْسيناً:

زَيَّنتُه، وأَحسَنْتُ إليه وبه، وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله

تعالى في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وقد أَحسَنَ بي إذ

أَخرَجَني من السِّجن؛ أَي قد أَحسن إلي. والعرب تقول: أَحسَنْتُ بفلانٍ

وأَسأْتُ بفلانٍ أَي أَحسنت إليه وأَسأْت إليه. وتقول: أَحْسِنْ بنا أَي

أَحسِنْ إلينا ولا تُسِئْ بنا؛ قال كُثيِّر:

أَسِيئي بنا أَو أَحْسِنِي، لا مَلومةٌ

لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ.

وقوله تعالى: وصَدَّقَ بالحُسْنى؛ قيل أَراد الجنّة، وكذلك قوله تعالى:

للذين أَحْسَنوا الحُسْنى وزيادة؛ فالحُسْنى هي الجنّة، والزِّيادة النظر

إلى وجه الله تعالى. ابن سيده: والحُسْنى هنا الجنّة، وعندي أَنها

المُجازاة الحُسْنى. والحُسْنى: ضدُّ السُّوأَى. وقوله تعالى: وقولوا للناس

حُسْناً. قال أَبو حاتم: قرأَ الأَخفش وقولوا للناس حُسْنى، فقلت: هذا لا

يجوز، لأَن حُسْنى مثل فُعْلى، وهذا لا يجوز إلا بالأَلف واللام؛ قال ابن

سيده: هذا نصُّ لفظه، وقال قال ابن جني: هذا عندي غيرُ لازم لأَبي الحسن،

لأَن حُسْنى هنا غير صفة، وإنما هو مصدرٌ بمنزلة الحُسْن كقراءة غيره:

وقولوا للناس حُسْناً، ومثله في الفِعْل والفِعْلى: الذِّكْرُ والذِّكْرى،

وكلاهما مصدر، ومن الأَول البُؤسُ والبُؤسى والنُّعْم والنُّعْمى، ولا

يُسْتَوْحَش مِنْ تشبيه حُسْنى بذِكرى لاختلاف الحركات، فسيبويه قد عَمل

مثلَ هذا فقال: ومثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلاَّ أَن هذا مُسَكَّن

الأَوْسَط، يعني النَّضْرَ، والجمع الحُسْنَيات

(* قوله «والجمع الحسنيات» عبارة

ابن سيده بعد أن ساق جميع ما تقدم: وقيل الحسنى العاقبة والجمع إلخ فهو

راجع لقوله وصدق بالحسنى). والحُسَنُ، لا يسقط منهما الأَلف واللام لأَنها

مُعاقبة، فأَما قراءة من قرأَ: وقولوا للناس حُسْنى، فزعم الفارسي أَنه

اسم المصدر، ومعنى قوله: وقولوا للناس حُسْناً، أَي قولاً ذا حُسْنٍ

والخِطاب لليهود أَي اصْدُقوا في صفة محمد، صلى الله عليه وسلم. وروى الأَزهري

عن أَحمد بن يحيى أَنه قال: قال بعض أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه

يريد قولاً حَسَناً، قال: والأُخرى مصدر حَسُنَ يَحسُن حُسْناً، قال: ونحن

نذهب إلى أَن الحَسَن شيءٌ من الحُسْن، والحُسْن شيءٌ من الكل، ويجوز هذا

وهذا، قال: واخْتار أَبو حاتم حُسْناً، وقال الزجاج: من قرأَ حُسْناً

بالتنوين ففيه قولان أَحدهما وقولوا للناس قولاً ذا حُسْنٍ، قال: وزعم

الأَخفش أَنه يجوز أَن يكون حُسْناً في معنى حَسَناً، قال: ومن قرأَ حُسْنى

فهو خطأ لا يجوز أَن يقرأَ به، وقوله تعالى: قل هل ترَبَّصون بنا إلا إحدى

الحُسْنَيَيْن؛ فسره ثعلب فقال: الحُسْنَيان الموتُ أَو الغَلَبة، يعني

الظفَر أَو الشهادة، وأَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَين، وقوله تعالى:

والذين اتَّبَعوهم بإحسان؛ أَي باستقامة وسُلوك الطريق الذي درَج

السابقون عليه، وقوله تعالى: وآتَيْناه في الدنيا حَسَنةً؛ يعني إبراهيم، صلوات

الله على نبينا وعليه، آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ، وقوله تعالى: إنَّ

الحَسَنات يُذْهِبْنَ السيِّئاتِ؛ الصلواتُ الخمس تكفِّر ما بينها. والحَسَنةُ:

ضدُّ السيِّئة. وفي التنزيل العزيز: مَنْ جاء بالحَسَنة فله عَشْرُ

أَمثالها؛ والجمع حَسَنات ولا يُكسَّر. والمَحاسنُ في الأَعمال: ضدُّ

المَساوي. وقوله تعالى: إنا نراكَ من المُحسِنين؛ الذين يُحْسِنون التأْويلَ.

ويقال: إنه كان يَنْصر الضعيف ويُعين المظلوم ويَعُود المريض، فذلك

إحْسانه. وقوله تعالى: ويَدْرَؤُون بالحَسَنة السيِّئةَ؛ أَي يدفعون بالكلام

الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّءِ غيرهم. وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: ثم

آتينا موسى الكتابَ تماماً على الذي أَحْسَنَ؛ قال: يكون تماماً على

المُحْسِن، المعنى تماماً من الله على المُحْسِنين، ويكون تماماً على الذي

أَحْسَن على الذي أَحْسَنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره، وقال:

يُجْعل الذي في معنى ما يريد تماماً

على ما أَحْسَنَ موسى. وقوله تعالى: ولا تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلا

بالتي هي أَحْسَن؛ قيل: هو أَن يأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه وسَدَّ

جَوعَتَه. وقوله عز وجل: ومن يُسْلِمْ وجهَه إلى الله وَهْو مُحْسِن؛ فسره

ثعلب فقال: هو الذي يَتَّبع الرسول. وقوله عز وجل: أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ

خَلْقَه؛ أَحْسَنَ يعني حَسَّنَ، يقول حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ، نصب

خلقََه على البدل، ومن قرأَ خَلَقه فهو فِعْلٌ. وقوله تعالى: ولله الأَسماء

الحُسنى، تأْنيث الأَحسن. يقال: الاسم الأَحْسَن والأَسماء الحُسْنى؛ ولو

قيل في غير القرآن الحُسْن لَجاز؛ ومثله قوله تعالى: لِنُريك من آياتنا

الكبرى؛ لأَن الجماعة مؤَنثة. وقوله تعالى: ووَصَّيْنا الإنسانَ بوالِدَيه

حُسْناً؛ أَي يفعل بهما ما يَحْسُنُ حُسْناً. وقوله تعالى: اتَّبِعُوا

أَحسَنَ ما أُنزِلَ إليكم؛ أَي اتَّبعوا القرآن، ودليله قوله: نزَّل

أَحسنَ الحديث، وقوله تعالى: رَبَّنا آتنا في الدنيا حسَنةً؛ أَي نِعْمةً،

ويقال حُظوظاً

حسَنة. وقوله تعالى: وإن تُصِبْهم حسنةٌ، أَي نِعْمة، وقوله: إن

تَمْسَسْكم حسَنةٌ تَسُؤْهمْ، أَي غَنيمة وخِصب، وإن تُصِبْكم سيِّئة، أَي

مَحْلٌ. وقوله تعالى: وأْمُرْ قوْمَك يأْخُذوا بأَحسَنِها؛ أَي يعملوا

بحَسَنِها، ويجوز أَن يكون نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم، والصبرُ

أَحسَنُ من القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ. والمَحاسِنُ: المواضع الحسَنة من

البَدن. يقال: فلانة كثيرة المَحاسِن؛ قال الأَزهري: لا تكاد العرب توحِّد

المَحاسِن، وقال بعضهم: واحدها مَحْسَن؛ قال ابن سيده: وليس هذا بالقويِّ

ولا بذلك المعروف، إنما المَحاسِنُ عند النحويين وجمهور اللغويين جمعٌ

لا واحد له، ولذلك قال سيبويه: إذا نسبْتَ إلى محاسن قلت مَحاسِنيّ، فلو

كان له واحد لرَدَّه إليه في النسب، وإنما يقال إن واحدَه حَسَن على

المسامحة، ومثله المَفاقِر والمَشابِه والمَلامِح والليالي. ووجه مُحَسَّن:

حَسَنٌ، وحسَّنه الله، ليس من باب مُدَرْهَم ومفؤود كما ذهب إليه بعضهم

فيما ذُكِر. وطَعامٌ مَحْسَنةٌ للجسم، بالفتح: يَحْسُن به. والإحْسانُ: ضدُّ

الإساءة. ورجل مُحْسِن ومِحسان؛ الأَخيرة عن سيبويه، قال: ولا يقال ما

أَحسَنَه؛ أَبو الحسن: يعني منْ هذه، لأَن هذه الصيغة قد اقتضت عنده

التكثير فأَغْنَتْ عن صيغة التعجب. ويقال: أَحْسِنْ يا هذا فإِنك مِحْسانٌ أَي

لا تزال مُحْسِناً. وفسر النبي، صلى الله عليه وسلم، الإحسانَ حين سأَله

جبريلٍ، صلوات الله عليهما وسلامه، فقال: هو أَن تَعْبُدَ الله كأَنك

تراه، فإن لم تكن تراه فإِنه يَراك، وهو تأْويلُ قوله تعالى: إن الله

يأُْمُر بالعدل والإحسان؛ وأَراد بالإحسان الإخْلاص، وهو شرطٌ في صحة الإيمان

والإسلام معاً، وذلك أَن من تلفَّظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير إخْلاص لم

يكن مُحْسِناً، وإن كان إيمانُه صحيحاً، وقيل: أَراد بالإحسان الإشارةَ

إلى المُراقبة وحُسْن الطاعة، فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله، وقد

أَشار إليه في الحديث بقوله: فإن لم تكن تراه فإِنه يراك، وقوله عز وجل:

هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان؛ أَي ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن في الدُّنيا إلا

أَن يُحْسَنَ إليه في الآخرة. وأَحسَنَ به الظنَّ: نقيضُ أَساءَه،

والفرق بين الإحسان والإنعام أَن الإحسانَ يكون لنفسِ الإنسان ولغيره، تقول:

أَحْسَنْتُ إلى نفسي، والإنعامُ لا يكون إلا لغيره. وكتابُ التَّحاسين:

خلاف المَشْق، ونحوُ هذا يُجْعَل مصدراً في المصدر كالتَّكاذِيب

والتَّكاليف، وليس الجمعُ في المصدر بفاشٍ، ولكنهم يُجْرُون بعضه مُجْرى الأَسماء

ثم يجمعونه. والتَّحاسينُ: جمعُ التَّحْسِين، اسم بُنِيَ على تَفْعيل،

ومثلُه تَكاليفُ الأُمور، وتَقاصيبُ الشَّعَرِ ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه. وهو

يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَلَه، ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ أَي يَعُدُّه

حَسَناً. ويقال: إني أُحاسِنُ بك الناسَ. وفي النوادر: حُسَيْناؤُه أن يفعل

كذا، وحُسَيْناه مِثْلُه، وكذلك غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه أَي جُهْدُه

وغايتُه. وحَسَّان: اسم رجل، إن جعلته فعَّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإن

جَعَلْتَه فَعْلاَنَ من الحَسِّ وهو القَتْل أَو الحِسِّ بالشيء لم

تُجْرِه؛ قال ابن سيده: وقد ذكرنا أَنه من الحِسِّ أَو من الحَسِّ، وقال: ذكر

بعض النحويين أَنه فَعَّالٌ من الحُسْنِ، قال: وليس بشيء. قال الجوهري:

وتصغيرُ فعَّالٍ حُسَيْسِين، وتصغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسان. قال ابن سيده:

وحَسَنٌ وحُسَيْن يقالانِ باللام في التسمية على إرادة الصفة، وقال قال

سيبويه: أَما الذين قالوا الحَسَن، في اسم الرجل، فإنما أَرادوا أَن يجعلوا

الرجلَ هو الشيءَ بعينه ولم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلك، ولكنهم جعلوه كأَنه

وصفٌ

له غَلَب عليه، ومن قال حَسَن فلم يُدْخِل فيه الأَلفَ واللامَ فهو

يُجْريه مُجْرَى زيدٍ. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: كنا عند النبي،

صلى الله عليه وسلم، في ليلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ

والحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ، رضوانُ الله عليها، وهي

تُنادِيهما: يا حَسَنانِ يا حُسَيْنانِ فقال: الْحَقا بأُمّكما؛

غَلَّبَت أَحدَ الإسمين على الآخر كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر، رضي الله

عنهما، والقَمَران للشمس والقمر؛ قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون

كقولهم الجَلَمانُ للجَلَم، والقَلَمانُ للمِقْلامِ، وهو المِقْراضُ، وقال:

هكذا روى سلمة عن الفراء، بضم النون فيهما جميعاً، كأَنه جعل الاسمين اسماً

واحداً فأَعطاهما حظ الاسم الواحد من الإعراب. وذكر الكلبي أَن في طيِّء

بَطْنَيْن يقال لهما الحسَن والحُسَيْن. والحَسَنُ: اسمُ رملة لبني

سَعْد؛ وقال الأَزهري: الحَسَنُ نَقاً في ديار بني تميم معروف، وجاء في الشعر

الحَسَنانُ، يريد الحَسَنَ وهو هذا الرملُ بعينه؛ قال الجوهري: قُتِل

بهذه الرملة أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قيْس بنِ خالدٍ الشَّيْبانيِّ،

يَوْمَ النَّقَا، قتَله عاصِمُ بن خَلِيفةَ الضَّبِّي، قال: وهما جَبَلانِ

أَو نَقَوانِ، يقال لأَحد هذين الجَبَلَيْن الحَسَن؛ قال عبد الله بن

عَنَمة الضَّبّيّ في الحَسَن يَرْثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْس:

لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ،

بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ.

وفي حديث أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وقيل له ما تَذْكُر؟ فقال: أَذْكُرُ

مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ؛ هو بفتحتين: جَبَل معروف من

رمل، وكان أَبو رجاء قد عُمِّر مائةً وثمانِياً وعشرين سَنَةً، وإذا

ثنّيت قلت الحَسَنانِ؛ وأَنشد ابن سيده في الحَسَنين لشَمْعَلة بن الأَخْضَر

الضَّبِّيّ:

ويوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ

بَنُو شَيْبان آجالاً قِصارا

شَكَكْنا بالأَسِنَّة، وهْيَ زُورٌ،

صِماخَيْ كَبْشِهم حتى اسْتَدارا

فَخَرَّ على الأَلاءةِ لم يُوَسَّدْ،

وقد كان الدِّماءُ له خِمارا

قوله: وهي زُورٌ يعني الخيلَ، وأَنشد فيه ابنُ بري لجرير:

أَبَتْ عيْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا،

وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادا

وأَنشد الجوهري في حُسَيْن جبل:

تَركْنَا، بالنَّواصِف من حُسَيْنٍ،

نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُمانا.

فحُسَيْنٌ ههنا: جبلٌ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْسَنَ الرجلُ إذا جلس على

الحَسَنِ، وهو الكثيبُ النَّقِيّ العالي، قال: وبه سمي الغلام حَسَناً.

والحُسَيْنُ: الجبَلُ العالي، وبه سمي الغلام حُسَيْناً. والحَسَنانِ:

جبلانِ، أَحدُهما بإِزاء الآخر. وحَسْنَى: موضع. قال ابن الأَعرابي: إذا

ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى، وقال ثعلب: إنما هو حِسْيٌ، وإذا لم

يذكر غيْقةَ فحِسْمَى. وحكى الأَزهري عن علي ابن حمزة: الحَسَنُ شجر

الآَلاءُ مُصْطفّاً بكَثيب رمْلٍ، فالحسَنُ هو الشجرُ، سمي بذلك لِحُسْنِه

ونُسِبَ الكثيبُ إليه فقيل نَقا الحَسَنِ، وقيل: الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَسُ

شاهقٌ ليس به صَدْعٌ، والحَسَنُ جمعُه؛ قال أَبو صعْتَرة البَوْلانِيُّ:

فما نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ

به حَسَنُ الجُودِيّ، والليلُ دامِسُ.

ويروى: به جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجودِيُّ وادٍ، وأَعلاه بأَجَأَ في

شواهِقها، وأَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ، ويُسَمِّي الحَسَنةَ أَهلُ الحجاز

المَلقَة.

حسن
: (الحُسْنُ، بالضمِّ: الجَمالُ) ، ظاهِرُه تَرادفُهما.
وقالَ الأَصْمَعيُّ: الحُسْنُ فِي العَيْنَيْنِ، والجَمالُ فِي الأَنْفِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الحُسْنُ نَقِيضُ القُبْح.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحُسْنُ نَعْتٌ لمَا حَسُن.
وقالَ الرَّاغبُ: الحُسْنُ عِبارَةٌ عَن كلِّ مُسْتَحْسَنٍ مَرْغُوبٍ، وذلِكَ ثلاثَةُ أَضْرُبٍ: مُسْتَحْسَن مِن جِهَةِ العَقْل، ومُسْتَحْسَن مِن جِهَةِ الهَوَى، ومُسْتَحْسَن مِن جهَةِ الحسِّ. والحُسْنُ أَكْثَر مَا يقالُ فِي تَعارفِ العامَّةِ فِي المُسْتَحْسَن بالبَصَرِ، وأَكْثَر مَا جاءَ فِي القُرْآن فِي المُسْتَحْسَن مِن جهَةِ البَصِيرَةِ.
(ج مَحاسِنُ، على غيرِ قِياسٍ) كأَنَّه فِي التَّقْدِيرِ جَمْعُ مَحْسَن؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ، أَي كمَقْعَدٍ.
ونَقَلَ الميدانيُّ عَن اللَّحْيانيِّ أَنَّه لَا واحِدَ لَهُ كالمَساوِي والمَشَابِه.
وقالَ الثّعالبِيُّ فِي فقْهِ اللّغَةِ: المَحاسِنُ والمَساوِي والمَقابِحُ وَمَا فِي معْناهُ لَا واحِدَ لَهُ مِن لفْظِه.
(وحَسُنَ، ككَرُمَ) ، قالَ الجَوْهرِيُّ: وإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ الضمَّةَ فقُلْت: حَسْنَ الشيءُ، وَلَا يَجوزُ أَن تَنْقُل الضمَّة إِلى الحاءِ لأَنَّه خبَرٌ، وإِنَّما يَجوزُ النَّقْل إِذا كانَ بمعْنَى المَدْح أَو الذَّم لأَنَّه يُشبَّه فِي جَوازِ النَّقْلِ بنِعْم وبِئْس، وذلِكَ أَنَّ الأَصْل فيهمَا نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثانِيهما ونُقِلتْ حَرَكتُه إِلى مَا قَبْلِه، فكَذلِكَ كلُّ مَا كانَ فِي مِثالِهما؛ وقالَ الشاعِرُ:
لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي مَا أَردْتُ وماأُعْطِيهمُ مَا أَرادُوا حُسْنَ ذَا أَدَباأَرادَ: حَسُن هَذَا أَدَباً، فخفَّفَ ونَقَل.
(و) زادَ غيرُهُ: حَسَنَ مِثْل (نَصَرَ) يَحْسُن حُسْناً فيهمَا، (فَهُوَ حاسِنٌ وحَسَنٌ) .
(وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَحْسُنْ إِنْ كنْتَ حاسِناً، فَهَذَا فِي المُسْتقْبَل، وإِنَّه لَحَسَن، يُريدُ فِعْل الحالِ.
وقالَ شيْخُنا: حاسِنٌ قَليلٌ، بل قالَ أَئِمَّةُ العرفِ: إِنَّه لَا يُبْنى مثْلُه إِلاَّ إِذا قصدَ الحُدُوث، وحَسَن محرَّكةً، لَا نَظِير لَهُ إِلاَّ قَوْلهم بَطَل للشُّجاعِ لَا ثالِثَ لَهما.
(و) قالَ ابنُ بَرِّي: (حَسِينٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ ورُمَّانٍ) ، مِثْل كَبيرٍ وكُبَارٍ وكُبَّارٍ وعَجِيبٍ وعُجَابٍ وعُجَّابٍ وظَريفٍ وظُرَافٍ وظُرَّافٍ؛ وقالَ ذُو الإِصْبَع:
كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنَّما نَقْتُل إِيَّاناقِياماً بَينهم كلُّفَتًى أَبْيَضَ حُسَّاناقالَ: وأَصْلُ قَوْلهم شيءٌ حَسَن حَسِين، لأَنَّه مِن حَسُن يَحْسُن، كَمَا قَالُوا: عَظُم فَهُوَ عَظِيمٌ، وكَرُمَ فَهُوَ كَرِيمٌ، كَذلِكَ حَسُن فَهُوَ حَسِين، إِلاَّ أَنَّه جاءَ نادِراً، ثمَّ قُلِبَ الفَعِيل فُعالاً ثمَّ فُعَّالاً إِذا بُولِغَ فِي نَعْتِه فَقَالُوا حَسَنٌ وحُسَان وحُسَّان، وكَذلِكَ كَرِيمٌ وكُرامٌ وكُرَّامٌ؛ (ج حِسانٌ) ، بالكسْرِ، هُوَ جَمْعُ حسن، ويَجوزُ أَنْ يكونَ جَمْع حَسِين ككَرِيمٍ، وكِرامٍ؛ (وحُسَّانونَ) ، بضمَ فتَشْديدٍ، جَمْعُ حُسَّانٍ كرُمَّانٍ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَلَا يُكَسَّر، اسْتَغْنَوْا عَنهُ بالواوِ والنونِ، (وَهِي حَسَنَةٌ وحَسْناءُ وحُسَّانَةٌ، كرُمَّانَةٍ) ؛) قالَ الشمَّاخُ:
دارَ الفَتاةِ الَّتِي كُنَّا نقُول لهايا ظَبْيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيدِ (ج حِسانٌ) ، بالكسْرِ، هُوَ جَمْعُ الحَسْناء كالمُذَكَّر، وَلَا نَظِير لَهَا إِلاَّ عَجْفاءُ وعِجافٌ (وحُسَّاناتٌ) جَمْعُ حسَّانَةٍ.
(وَلَا تَقُلْ رَجُلٌ أَحْسَنُ فِي مُقابَلَةِ امْرَأَةٍ حَسْناءَ، وعَكْسُه غُلامٌ أَمْرَدُ وَلَا يُقالُ جارِيَةٌ مَرْداءُ) .
(ونَصُّ الصِّحاحِ: وَقَالُوا امْرَأَةٌ حَسْناءُ وَلم يَقُولُوا رَجُلٌ أَحْسَنُ، وَهُوَ اسْمٌ أُنِّثَ مِن غيْرِ تَذْكيرٍ، كَمَا قَالُوا غُلامٌ أَمْرَدُ وَلم يَقُولُوا جارِيَةٌ مَرْداءُ، فَهُوَ يُذَكَّر مِن غَيْرِ تأْنِيثٍ، اه.
وقالَ ثَعْلَب: وكانَ يَنْبَغي أَنْ يقالَ لأَنَّ القِياسُ يُوجِبُ ذلِكَ.
وَفِي ضياءِ الحلوم يقالُ: امْرأَةٌ حَسْناءُ بمعْنَى حَسَنَةُ الخلقِ وَلَا يقالُ رجُلٌ أَحْسَنُ.
قُلْت: وَقد مَرَّ نَظِيرُه فِي س ح ح مِن الحاءِ.
(وإِنَّما يُقالُ: هُوَ الأَحْسَنُ على إِرادَةِ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ) ، وقوْلُه تعالَى: {فيَتّبِعُون أَحْسَنه} ، أَي الأَبْعَد عَن الشُّبْهةِ، وقوْلُه تعالَى: {اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِليكُم مِن رَبِّكُم} ، أَي القُرْآن، ودَلِيلُه قَوْله تعالَى: {اللَّه نَزَّلَ أَحْسَنَ الحدِيْثِ} ؛ (ج الأَحاسِنُ. وأَحاسِنُ القَوْمِ حِسانُهُم) ؛) وَفِي الحدِيْث: (أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكْنافاً) .
(والحُسْنَى، بالضَّمِّ: ضِدُّ السُّوأَى) .
(قالَ الرَّاغبُ: والفَرْقُ بَيْنها وبينَ الحُسْنِ والحَسَنَةِ أنَّ الحُسْنَ يقالُ فِي الأَحْداثِ والأَعْيانِ، وكَذلِكَ الحَسَنَةُ إِذا كانَتْ وَصْفاً وإِنْ كانتْ اسْماً فمُتَعارفٌ فِي الأَحْداثِ، والحُسْنَى لَا تُقالُ إِلاَّ فِي الأَحداثِ دوْنَ الأَعْيانِ.
(و) الحُسْنَى: (العاقِبَةُ الحَسَنَةُ) ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تعالَى: {وإِنَّ لَهُ عنْدَنا للحُسْنَى} .
(و) قيلَ: الحُسْنَى (النَّظَرُ إِلى اللَّهِ، عزَّ وجَلَّ) .
(قُلْت: الَّذِي جاءَ فِي تفْسِيرِ قوْلِه تعالَى: {للَّذين أَحْسَنوا الحُسْنَى وزِيادَة} ؛ إِنَّ الحُسْنَى الجَنَّةُ، والزِّيادَة النَّظَرُ إِلى وَجْهِ اللَّهِ تعالَى.
(و) قالَ ثَعْلَب: الحُسْنَيان المَوْتُ والغَلَبَةُ، يعْنِي (الظَّفَرُ والشَّهادَة؛ وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {هَل تَرَبَّصون بِنَا (إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيْينِ) } .) قالَ:
وأَنَّثَهُما لأَنَّه أَرادَ الخَصْلَتَيْن؛ (ج الحُسْنَياتُ والحُسَنُ، كصُرَدٍ) لَا يَسْقُطُ مِنْهُمَا الأَلِفُ واللامُ لأَنَّها مُعاقبةٌ.
(والمَحاسِنُ: المَواضِعُ الحَسَنَةُ مِن البَدَنِ) ؛) يُقالُ: فلانَةٌ كَثيرَةُ المَحاسِنِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: لَا تَكادُ العَرَبُ توحِّدُ المَحاسِن.
وقالَ بعضُهم: (الواحِدُ) مَحْسَنٌ، (كمَقْعَدٍ) .
(وقالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هَذَا بالقَويِّ وَلَا بذلِكَ المَعْروف، (أَو لَا واحِدَ لَهُ) ، وَهَذَا هُوَ المَعْروفُ عنْدَ النّحويِّين وجُمْهور اللّغَويِّين، ولذلِكَ قالَ سِيْبَوَيْه: إِذا نسبْتَ إِلى مَحاسِنَ قُلْت مَحاسِنيّ، فَلَو كانَ لَهُ واحِدٌ لرَدَّه إِليه فِي النَّسَبِ، وإِنَّما يُقالُ إِنَّ واحِدَه حَسَنٌ على المُسامَحةِ.
(ووَجْهٌ مُحَسَّنٌ) ، كمُعَظَّمٍ: (حَسَنٌ، وَقد حَسَّنَهُ اللَّهُ) تَحْسِيناً، ليسَ مِن بابِ مُدَرْهَم ومفؤود كَمَا ذَهَبَ إِليه بعضُهم فيمَا ذُكِرَ.
(والإِحْسانُ: ضِدُّ الإِساءَةِ) .) والفَرْقُ بَيْنه وبينَ الإِنْعامِ أنَّ الإِحْسانَ يكونُ لنفْسِ الإِنْسانِ وغيرِهِ، والإِنْعامَ لَا يكونُ إِلاَّ لغيرِهِ.
وقالَ الرَّاغبُ فِي قَوْلِه تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ يأْمرُ بالعَدْلِ والإِحْسانِ} إِنَّ الإِحْسانَ فوْقَ العَدْلِ، وذلِكَ أنَّ العَدْلَ بأَنْ يُعْطِيَ مَا عَلَيْهِ ويأْخُذَ مَا لَهُ، والإِحْسانَ أَنْ يُعْطيَ أَكْثَرَ ممَّا عَلَيْهِ ويأْخذَ أَقَلّ ممَّا لَهُ، فالإِحْسانُ زائِدٌ على العَدْلِ فتحري العَدْلَ واجِب وتَحري الإِحْسان نَدْبٌ وتَطَوّعٌ، وعَلى ذلِكَ قَوْله تعالَى: {وَمن أَحْسَن دِيناً ممَّنْ أَسْلَم وَجْهَه للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} ، وقَوْله تعالَى: {وأَدَاء إِليه بإِحْسانٍ} ، ولذلِكَ عَظِّم اللَّهُ، سُبْحانه وتعالَى، ثَوابَ المُحْسِنِيْن، اه.
وَفِي حدِيْث سُؤَال جِبْريل، عَلَيْهِ السّلام: (مَا الإِيْمانُ وَمَا الإِحْسانُ) ، أَرادَ بالإِحْسان الإِخْلاصَ، وَهُوَ شَرْطٌ فِي صحَّةِ الإِيْمانِ والإِسْلام مَعًا. وقيلَ: أَرادَ بِهِ الإِشارَةَ إِلى المُراقَبَةِ وحُسْنِ الطَّاعَةِ.
وقوْلُه تعالَى: {وَالَّذين اتَّبَعُوهم بإِحْسانٍ} ، أَي باسْتِقامَةٍ وسُلوكِ الطَّريقِ الَّذِي دَرَجَ السابقُونَ عَلَيْهِ.
وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا نَراكَ مِن المُحْسِنينَ} ، أَي الَّذين يُحْسِنونَ التَّأْويلَ. ويقالُ: إِنَّه كَانَ يَنْصرُ الضَّعِيفَ ويُعِينُ المَظْلومَ ويَعُودُ المَرِيضَ، فذلِكَ إِحْسانه.
(وَهُوَ مُحْسِنٌ ومِحْسانٌ) ، الأَخيرَةُ عَن سِيْبَوَيْه. ويقالُ: أَحْسِنْ يَا هَذَا فإِنَّك مِحْسانٌ، أَي لَا تَزالُ مُحْسِناً.
(والحَسَنَةُ: ضِدُّ السَّيِّئَةِ) .
(قالَ الرَّاغبُ: الحَسَنَةُ يعبَّرُ بهَا عَن كلِّ مَا يسرُّ مِن نعْمَةٍ تَنالُ الإِنْسانَ فِي نفْسِه وبَدَنِه وأَحْوالِه، والسَّيِّئَةُ تضادُّها وهُما مِنَ الأَلْفاظِ المُشْتركةِ كالحَيوانِ الوَاقِعِ على أَنْواعٍ مُخْتَلِفَةٍ، الفَرَسِ والإِنْسانِ وغَيْرهما.
فقَوْلُه تعالَى: {وإِن تُصِبْهم حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِه مِن عِنْد اللَّهِ} ، أَي خِصبٌ وسِعَةٌ وظَفَرٌ، {وإِن تُصِبْهم سَيِّئَةٌ} ، أَي جَدْبٌ وضِيقٌ وخَيْبَةٌ.
وقوْلُه تعالَى: {فَمَا أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فمِنَ اللَّهِ} ، أَي ثَوَاب، {وَمَا أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ} ، أَي عَذَاب؛ (ج حَسَناتٌ) ، وَلَا يُكَسَّرُ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {إِنَّ الحَسَناتَ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} ، قيلَ: المُرادُ بهَا الصَّلواتُ الخَمْس يكفّرُ مَا بَينهَا.
(و) فِي النوادِرِ: (حُسَيْناهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا) ، بالقصْرِ (ويُمَدُّ، أَي قُصارَاهُ) وجُهْدُه وغايتُه، وكَذلِكَ غُنَيْماؤُه وحُمَيْداؤُه.
(وَهُوَ يُحْسِنُ الشَّيءَ إِحْساناً: أَي يَعْلَمُه) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ مجازٌ وَبِه فسرَ قَوْله تعالَى: {إِنَّا لنراكَ مِنَ المُحْسِنين} ، أَي العُلَماء بالتَّأْوِيلِ.
وَمِنْه قَوْل عليَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ وكَرَّمَ وَجْهَه: (قيمةُ المَرْءِ مَا يُحْسِنُه) .
وقالَ الرَّاغِبُ: الإِحْسانُ على وَجْهَينِ: أَحَدُهما: الإِنْعامُ إِلى الغَيْرِ، وَالثَّانِي: إِحْسانٌ فِي فعْلِه، وذلِكَ إِذا عَلمَ عِلْماً حَسَناً أَو عَمِلَ عَمَلاً حَسَناً؛ وعَلى هَذَا قَوْلُ عليَ، كَرَّمَ اللَّهُ تعالَى وَجْهَه: (الناسُ أبْناء مَا يُحْسِنُون) ، أَي مَنْسُوبونَ إِلى مَا يَعْلَمونَه وَمَا يَعْمَلُونَه مِن الأَفْعالِ الحَسَنَةِ.
(واسْتَحْسَنَهُ: عَدَّهُ حَسَناً) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَمِنْه قوْلُهم: صَرْفُ هَذَا اسْتِحْسانٌ والمَنْعُ قِياسٌ؛ وقَوْل الشاعِرِ:
فَمُسْتَحْسَنٌ مِن ذَوي الجاه لَيِّنُ (والحَسَنُ والحُسَيْنُ: جَبَلانِ) ؛) هَكَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ بالجِيمِ، وَفِي بَعْضِها حَبَلانِ بالحاءِ، (أَو نَقَوانِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيّ؛ زادَ غيرُهُ: أَحَدُهما بإِزاءِ الآخَر.
وقالَ الكَلْبيُّ أَيْضاً: الحَسَنُ اسْمُ رَمْلَةٍ لبَني سَعْدٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحَسَنُ نَقاً فِي دِيارِ بَني تَمِيمٍ مَعْروفٌ.
وقالَ نَصْر: الْحسن رَملٌ فِي دِيارِ بَني ضبَّةَ وجَبَلٌ فِي دِيارِ بَني عامِرٍ.
قالَ الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيِّ: (وعندَ الحَسَنِ دُفِنَ) ، ونَصُّ الصِّحاحِ: قُتِلَ أَبو الصَّهْباء، (بِسطامُ بنُ قَيْسِ) بنِ خالِدٍ الشَّيْبانيُّ، قَتَلَه عاصِمُ بنُ خَليفَةَ الضَّبِّيُّ، وَفِيه يقولُ عَنَمةُ بنُ عبدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ يَرْثِيه:
لأُمِّ الأَرْضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْبحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لجريرٍ:
أَبَتْ عَيْناكَ بالحَسَنِ الرُّقاداوأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادَاوفي حدِيْثِ أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وقيلَ لَهُ مَا تَذْكُرُ؟ قالَ: أَذْكُرُ مَقْتَل بِسْطامِ بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ؛ وكانَ أَبو رَجاءٍ قد عُمِّر مِائَةً وثمانِي وعشْرِيْنَ سَنَةً؛ (فإِذا جُمِعَا قيلَ: الحَسَنانِ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لشَمْعَلَة بنِ الأَخْضَرِ:
ويَوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْبَنُو شَيْبان آجالاً قِصاراوأَنْشَدَ فِي الحُسَيْن:
تَركْنَا فِي النَّواصِف من حُسَيْنٍ نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُماناوقالَ نَصْر: الحَسَنُ والحُسَيْنُ جَبَلانِ بالدَّهْناءِ، فإِذا ثُنِّيا قيلَ: الحَسَنانِ، وَفِي كلِّ ذلِكَ جاءَ شِعْر.
(و) الحَسَنُ والحُسَيْنُ: (بَطْنانِ فِي طَيِّىءٍ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيّ؛ وهُما ابْنَا عَمْرٍ وبنِ الغَوْثِ بنِ طيِّىءٍ.
قُلْت: وضَبَطَه غيرُ واحِدٍ فِي هَذَا البَطْن الحَسِين، كأَميرٍ.
(و) حَسَنٌ وحُسَيْنٌ: (اسْمانِ) ، يُقالانِ باللامِ فِي التَّسْميةِ على إِرادَةِ الصِّفَةِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: أَمَّا الَّذين قَالُوا الحَسَن فِي اسْمِ الرَّجُل، فإِنَّما أَرادُوا أَنْ يَجْعلُوا الرَّجلَ هُوَ الشيءَ بعَيْنِه وَلم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلِكَ، ولكنَّهم جَعَلوه كأَنَّه وصفٌ لَهُ غَلَب عَلَيْهِ، ومَن قالَ فِيهِ حَسَن فَلم يُدْخِل فِيهِ الأَلِفَ واللامَ فَهُوَ يُجْرِيه مُجْرَى زَيْدٍ.
وأَوَّلُ مَنْ سُمِّي بهما سَيِّدُنا الحَسَنُ وأَخُوه سَيِّدُنا الحُسَيْن ابْنَا فاطِمَةَ الزَّهْراء، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم أَجْمَعِيْن.
وذَكَرَ ابنُ دُرَيْدٍ عَن ابنِ الكَلْبيّ: لَا يُعْرَفُ أَحدٌ فِي الجاهِلِيَّةِ حَسَن وَلَا حُسَيْن.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَهَذَا غَلَطٌ، فَفِي طيِّىءٍ بَطْنٌ يُقالُ لَهُم بَنُو حُسَيْنٌ.
قُلْت: قد تَقَدَّمَ أنَّ المُعْتمدَ فِيهِ حَسِين كأَمِيرٍ.
وَفِي حَدِيْث أَبي هُرَيْرَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: كنَّا عنْدَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعنْدَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطِمَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم، وَهِي تُنادِيهما: يَا حَسَنانُ، يَا حُسَيْنانُ فقالَ: الْحَقَا بأُمِّكما؛ غلبَ أَحَد الاسْمَيْن على الآخَر، كَمَا قَالُوا العُمْرانِ والقَمَرانِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: هَكَذَا رَوَى سَلَمةُ عَن الفرَّاء، بضمِّ النّونِ فيهمَا جَمِيعاً، كأنَّه جَعَل الاسْمَيْن اسْماً واحِداً فأَعْطاهُما حَظّ الاسْمِ الواحِدِ مِن الإِعْرابِ.
(والحَسَنُ، محرَّكةً: مَا حَسُنَ من كلِّ شيءٍ) وَهُوَ لِمَعْنى فِي نفْسِه كالاتِّصافِ بالحُسْنِ لِمَعْنى ثَبَتَ فِي ذاتِه كالإِيْمانِ باللَّهِ تعالَى وصفاتِه، ولمعنًى فِي غيرِهِ كالاتِّصافِ بالحسنِ لِمَعْنى ثَبَتَ فِي غيرِهِ كالجِهادِ، فإِنَّه لَا يَحْسنُ لذاتِه لأَنَّه تَخْريبُ بِلادَ اللَّهِ تعالَى وتَعْذيبُ عِبادِه، وإِنَّما حَسَن لمَا فِيهِ مِن إِعْلاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تعالَى وإِهْلاكِ أَعْدائِه.
(و) الحَسَنُ: (حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ.
(و) أَيْضاً: (ة باليَمامَةِ.
(و) حَكَى الأَزْهرِيُّ عَن عليِّ بنِ حَمْزَةَ: الحَسَنُ (شَجَرُ) الأَلاءِ (حَسَنُ المَنْظَرِ) مُصْطفًّا بكَثيبِ رمْلٍ، فالحَسَنُ هُوَ الشَّجَرُ، سمِّي بذلِكَ لِحُسْنِه، ونُسِبَ الكَثِيبُ إِليه فقيلَ: نَقا الحَسَنِ.
(و) الحَسَنُ: (العَظْمُ الَّذِي يَلِي المِرْفَقَ، ويُضَمُّ.
(و) الحَسَنُ: (الكَثِيبُ العالي) .
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وسُمِّي 4) الغُلامُ حَسَناً.
(وأَحْسَنَ) الرَّجُلُ: (جَلَسَ عَلَيْهِ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ.
(وحَسَنَةُ، محرَّكةً: امْرَأَةٌ) ، وَهِي أُمُّ شُرَحْبيلَ القُرَشِيِّ، وقيلَ: حاضِنَتُه، وَلها صحْبَةٌ، وحَفِيده جَعْفَرُ بنُ رَبيعَةَ بنِ شُرَحْبيلٍ الحَسَنيُّ عَن الأَعْرَج، وَعنهُ اللَّيْثُ وابنُ لهيعَةَ. (و) حَسَنَةُ: (ة باصطَخْرَ) بالقُرْبِ مِنَ البَيْضاءِ، مِنْهَا: الحَسَنُ بنُ مكرمٍ الحَسَنيُّ مَاتَ سَنَة 274.
(و) الحَسَنَةُ: (جِبالٌ بينَ صَعْدَةَ وعَثَّرَ) فِي الطَّريقِ مِن بِلادِ اليَمنِ؛ قالَهُ نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(و) الحَسَنَةُ: (رُكْنٌ مِن) أَرْكَانِ (أَجَأ) ، وَالَّذِي ضَبَطَه نَصْر بكسْرِ الحاءِ وسكونِ السِّيْن.
(والحِسْنَةُ، بالكسْرِ: رَيْدٌ يَنْتَأُ من الجَبَلِ، ج) الحِسَنُ، (كعِنَبٍ) ، وَبِه فُسِّرَ قَوْل أَبي صَعْتَرةَ البَوْلانِيّ:
فَمَا نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْبه حَسَنُ الجُودِيّ والليلُ دامِسُويُرْوَى: بِهِ جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجُودِيُّ وادٍ، وأَعْلاهُ بأجَأَ فِي شَواهِقِها، وأَسْفَلُه أَباطِحُ سَهْلةٌ.
وقالَ نَصْر: الجووي بواوَيْن، وأَمَّا الجُودِيُّ بالكُوفَةِ.
(وسَمَّوْا حَسِينَةَ، كخَدِيجَةَ وجُهَيْنَة، ومُزاحِمٍ ومُعَظَّمٍ ومُحْسِنٍ وأَميرٍ) .
(أَمَّا الثَّاني فيَأْتي ذِكْرُه فِي آخِرِ الترْجَمَةِ.
وأَمَّا الثَّالِثُ فَمِنْهُ: محمدُ بنُ مُحاسِنٍ، حَكَى عَنهُ ابنُ أَخِي الأَصْمَعي، ومُحاسِنُ بنُ عَمْرِو بنِ عبْدِ ودَ أَخُو النُّعْمانِ بنِ المُنْذرِ لأُمِّه، ذَكَرَه ابنُ الكَلْبي؛ ومُحاسِنٌ لَقَبُ زيْدِ مَنَاة بنِ عبْدِ ودَ، قالَ الحافِظُ: وَالَّذِي يَنْبَغي أَنْ يكونَ بفتحِ الميمِ.
وأَمَّا الرَّابعُ فَمِنْهُ جماعَةٌ.
وأَمَّا الخامِسُ: فَفِي المُتَقدِّمين قَلِيلٌ جدًّا لم يَذْكرِ الأَميرُ سِوَى اثْنَيْن: محمدُ بنُ مُحْسِنٍ رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُيَيْنَةَ، ومنعمُ بنُ مُحْسِنِ بنِ مفضل أَبو طاهِرٍ اليخشيّ رَوَى عَن السديِّ حَمَدوَيْهَ، كَانَ يَتَشيَّعُ وذَكَرَ ابنُ نقْطَةَ: المَلِكُ بنُ مُحْسِنِ بنِ صَلاح الدِّيْن.
قُلْت: اسْمُه أَحْمدُ ولَقَبُه ظَهِيرُ الدِّيْن، وُلِدَ بمِصْرَ سَنَة 577 -، وتُوفي بحَلَبَ سَنَة 633، سَمِعَ بدِمشْقَ ومِصْرَ ومكَّةَ، وحدَّثَ، أَجازَ الحافِظَ المُنْذرِيَّ وأَوْلادَه الأَميرُ ناصِرُ الدِّيْن أَبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ أَحْمدَ حَضَرَ فِي الرَّابعةِ على ابْن طبرزد مَعَ أَبيهِ والمَلِك المَشْهور أَبو محمدٍ عليّ حَضَرَ مَعَ أَخيهِ فِي الثالثةِ على ابْن طبرزد، وَمَعَ أُخْتهِ فِي الثانيةِ، وأُمُّ الحَسَنِ فاطِمَةُ خاتون حدَّثَتْ عَن ابْن طبرزد وَلَدُها عُمَرُ بنُ أَرْسلان بنِ المَلِكِ الزَّاهِدِ دَاود سَمِعَ الحَدِيْثَ على أُمِّه فِي مَجالِس.
وأَمَّا السادِسُ: فَهُوَ فَرْدٌ يأْتي ذِكْرُه.
(وإِحْسانٌ) ، بالكسْرِ: (مَرْسَى) للمَراكِبِ (قُرْبَ عَدَنَ.
(والحَسَنِيُّ، محرَّكةً) مَعَ تَشْديدِ الياءِ: (بِئْرُ قُرْبَ مَعْدِنِ النُّقْرةِ.
(و) أَيْضاً: (قَصْرٌ للحَسَنِ بنِ سَهْلٍ) وَزِير المَأْمُون نُسِبَ إِليه.
(و) الحسينيةُ، (بهاءٍ: ة بالمَوْصِلِ) شَرْقيّها على يَوْمَيْن؛ عَن نَصْر.
(والحُسَيْناءُ: شجرٌ بوَرَقٍ صغارٍ.
(والأَحاسِنُ) ، كأَنّه جَمْعُ أَحْسَنُ: (جِبالٌ باليَمامَةِ) ، وقيلَ: قُرْبَ الأَحْسَن بينَ ضَرِيَّة واليَمامَةِ.
وقالَ الإِيادِيُّ: الأَحاسِنُ: مِن جِبالِ بَني عَمْرِو بنِ كِلابٍ؛ قالَ السريُّ بنُ حَاتِم:
تَبَصَّرْتهم حَتَّى إِذا حَالَ دُوْنَهميَحامِيم مِن سُود الأَحاسِنِ جُنَّحُقالَ ياقوت: فإِن قيلَ: إِنَّما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفاعِلٍ إِذا كانَ مُؤَنَّثُه فَعلى، مِثْل صَغِير وأَصْغَر وأَصاغِر، وأَمَّا هَذَا فمؤَنَّثه الحَسْناء فيَجبُ أَن يُجْمَع على فعل أَو فعْلان، فالجَوابُ: أنَّ أَفْعَل يُجْمَع على أفاعِلٍ إِذا كانَ اسْماً على كلِّ حالٍ، وَهَهُنَا كأَنَّهم سَمّوا مَواضِع كلُّ واحِدٍ مِنْهَا أَحْسَن فزَالَتِ الصِّفَة بنَقْلِهم إِيّاه إِلى العِلْميَّة فنَزَلَ مَنْزِلةَ الاسْمِ المَحْض، فجَمَعُوه على أَحاسِن كَمَا فَعَلوه بأَحامِر وأَحاسِب وأَحاوِص.
(والتَّحاسِينُ: جَمْعُ التَّحْسينِ، اسْمٌ بُنِيَ على تَفْعِيلٍ) ، ومِثْلُه تَكالِيف الأُمُورِ وتَقاضِيب الشّعر.
(وكتابُ التَّحاسِينِ: خِلافُ المَشْقِ) ، ونَحْو هَذَا يُجْعَل مَصْدراً ثمَّ يُجْمَع كالتَّكاذِيبِ، وليسَ الجَمْعُ فِي مَصْدر بفاشٍ ولكنّهم يجرّون بَعْضَها مجرَى الأَسْماءِ ثمَّ يَجْمَعُونَه.
(وحَسنونَ) بنُ الهَيْثمِ، بالفتْحِ (وَقد يُضَمُّ) :) هُوَ (المُقْرِىءُ التَّمَّارُ) صاحِبُ هُبَيْرَةَ كَانَ ينزلُ الدَّائرَةَ.
(و) حَسنونَ (البنَّاءُ؛ و) حَسنونَ (بنُ الصَّيْقَلِ المِصْرِيِّ؛ وأَبو نَصْرٍ) أَحْمدُ بنُ محمدِ (بنِ حَسنونَ) الترسيُّ مِن شيوخِ الحافِظ ابْن أَبي بَكْرٍ الخَطِيب.
وفاتَهُ:
حَسنونَ بن محمدِ بنِ أَبي الفَرَجِ أَبو القاسِمِ العَطَّار، حَدَّثَ بَعيْن زربَةَ عَن أَبي فَرْوَةَ الرّمادِيِّ وغيرِهِ؛ قالَهُ ابنُ العَدِيمِ فِي التاريخِ.
(وأَبو الحُسْنِ، بالضَّمِّ، طاوُسُ بنِ أَحمدَ) عَن حذيفَةَ بن الهاطي، مَاتَ سَنَة 610: (مُحَدِّثُونَ.
(وأُمُّ الحُسْنِ كمالُ بِنْتُ الحافِظِ عبدِ اللَّهِ بنِ أَحمدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ) عَن طِرَاد (و) أُمُّ الحُسْنِ (كَريمَةُ بِنْتُ أَحمدَ الأَصْفَهانِيَّةُ) عَن محمدِ بنِ إِبْراهيمَ الجُرْجانيّ.
وفاتَهُ:
أُمُّ الحُسْنِ فاطِمَةُ بِنْتُ هِلالٍ الكرجيَّة عَن ابنِ السمَّاكِ؛ وأُمُّ الحُسْنِ فاطِمَةُ بِنْتُ عليَ الوَقَاياتيِّ عَن ابنِ سويسٍ التَّمَّار، وعنها الشيخُ المُوَّفقُ، مُحدِّثانِ.
(وحُسْنُ، بالضَّمِّ: أُمُّ وَلَدٍ للإِمامِ أَحمدَ) بنِ حَنْبل حَكَت عَنهُ.
وفاتَهُ:
(حُسْنُ) مُغَنِّيَةٌ مِن أَهْلِ البَصْرَةِ لَهَا ذِكْرٌ، وفيهَا قيلَ:
وسوْفَ يَرونه فِي بَيْتِ حُسْنٍ عَقِيماً للشَّرابِ وللسَّماعِ (و) حُسْنُ (بنُ عَمْرِو) بنِ الغَوْثِ، (فِي طَيِّىءٍ، وأَخُوهُ) حَسن، (بالفتْحِ، وهُما فَرْدانِ) .
(وَالَّذِي ذَكَرَه الحافِظُ فِي التَّبْصير: حَسن بن عَمْرٍ و، بالفتْحِ، فِي طيِّىءٍ فَرْدٌ؛ وحَسِينُ بنُ عَمْرٍ و، كأميرٍ، فِي طيِّىءٍ أَخُو المَذْكُور، قيلَ: هُما فَرْدانِ.
وتقدَّمَ عَن الكَلْبي أنَّهما الحَسَنُ، محرَّكةً، والحُسَيْنُ، كزُبَيْرٍ، بَطْنانِ فِي طيِّىءٍ؛ فتأَمَّلْ ذلِكَ.
وسِياقُ المصنِّفِ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى لَا يَخْلو عَن نَظَرٍ ظاهِرٍ.
(و) حُسَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: مُرَجِّلَةٌ لعَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ.
(و) حُسَيْنَةُ (بِنْتُ المَعْرُورِ) بنِ سويدٍ؛ (حَدَّثَتْ) عَن أَبيها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحاسِنُ: القَمَرُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عَمْرٍ و.
وحَسَّنْتُ الشيءَ تَحْسِيناً: زَيَّنْتُه، وأَحْسَنْتُ إِليه وَبِه بمعْنًى وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَقد أَحْسَنَ بِي إِذا أَخْرَجَنِي مِن السِّجْنِ} ، أَي إِليَّ؛ رَوَاهُ الأَزْهرِيُّ عَن أَبي الهَيْثمِ.
والحُسْنَى: الجَنَّةُ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {للَّذين أَحْسَنوا الحُسْنَى وزِيادَة} ، وقوْلُه تعالَى: {وَقُولُوا للناسِ حُسْناً} ؛ قالَ أَبو حاتِمٍ: قَرَأَ الأَخْفَشُ حُسْنَى كبُشْرَى، قالَ: وَهَذَا لَا يَجوزُ لأَنَّ حُسْنَى مِثْلُ فُعْلَى، وَهَذَا لَا يَجوزُ إِلاَّ بالأَلفِ واللامِ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَرَأَ حُسْناً بالتَّنْوينِ فَفِيهِ قَوْلان: أَحَدُهما: قولا ذَا حُسْنٍ، قالَ: وزَعَمَ الأَخْفَش أنَّه يَجوزُ أَنْ يكونَ حُسْناً فِي معْنَى حَسَناً؛ قالَ: وَمن قَرَأَ حُسْنَى فَهُوَ خَطَأ لَا يَجوزُ أَن يقْرأَ بِهِ ومِن الأَوَّل البُؤْسُ والبُؤْسَى والنُّعْم والنُّعْمَى.
وقوْلُه تعالَى: {وَلَا تَقْرَبوا مالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بالَّتي هِيَ أَحْسَن} ؛ قيلَ: هُوَ أَنْ يأْخذَ مِن مالِهِ مَا يَسْترُ عَوْرتَه ويسدُّ جَوْعتَه.
وقوْلُه تعالَى: {أَحْسَنَ كلَّ شيءٍ خَلْقَه} ؛ يعْنِي حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ.
وقوْلُه تعالَى: {ووَصَّيْنا الإِنْسانَ بوالِدَيْه حُسْناً} ، أَي يَفْعلُ بهما مَا يَحْسُنُ حُسْناً.
وحَسَّنَ الحَلاَّقُ رأْسَه: زَيَّنَه.
ودخَلَ الحمَّامَ فتَحسَّنَ: أَي احْتَلَقَ.
والتَّحسُّنُ: التَّجَمُّلُ.
وإِنِّي لأُحَاسِنُ بكَ الناسَ: أَي أُباهِيهم بحسْنِك.
وحَسَّان: اسْمُ رجُلٍ إِنْ جَعَلْتَه فَعَّالاً مِن الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإِن جَعَلْتَه فَعْلاناً مِن الحَسِّ لم تُجْرِه. وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فِي ح س س. وذَكَرَه الجَوْهرِيُّ هُنَا.
وصَوَّبَ ابنُ سِيْدَه أنَّه فَعْلان مِن الحسِّ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وتَصْغيرُ فَعَّالٍ حُسَيْسِين، وتَصْغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسَان.
والحُسَيْنُ، كزُبَيْرٍ: الجَبَلُ العالِي، وَبِه سُمِّي الغُلامُ حُسَيْناً.
وحَسْنَى: مَوْضِعٌ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: إِذا ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى، وقالَ ثَعْلَب: إِنَّما هُوَ حِسْيٌ، وإِذا لم يَذْكر غَيْقةَ فحِسْمَى. والحِسْنَةُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ شاهِقٌ أَمْلَسُ ليسَ بِهِ صرح.
وقالَ نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: هِيَ مَجارِي المَاءِ.
ونَقَلَ شيْخُنا: الحُسُن، بضَمَّتَيْن، والحَسَن، محرَّكةً، لُغَتَان فِي الحُسْن، بالضمِّ، الأَوَّلُ لُغَةُ الحِجازِ، والثانِيَةُ كالرَّشَدِ والرُّشْدِ والبَخَلِ والبُخْلِ.
وحسناباذ: قَرْيَةٌ بأَصْفَهان.
وحَسْنَوَيْه: جَدُّ أَبي سَهْلٍ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدٍ النَّيْسابوريُّ الحَسْنَويُّ، سَمِعَ أَبا حامِدٍ البَزَّار، وأَبوه سَمِعَ محمدَ بنَ إِسْحاق بنِ خزيمَةَ.
وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ عليِّ بنِ حَسْنَوَيْه الحَسْنَويُّ الزَّاهِدُ، بَكَى مِن خشْيَةِ اللَّهِ تعالَى حَتَّى عَمِي، سَمِعَ مِنْهُ الحاكِمُ.
والحُسَيْنِيَّةُ: محلَّةٌ كَبيرَةٌ بظاهِرِ القاهِرَةِ لنزولِ طائِفَة مِن بَني الحُسَيْنِ بنِ عليَ بهَا، وَقد نُسِبَ إِليها بعضُ المُحدِّثِيْن.
ومَحاسِنُ الحربيُّ، كمَساجِدَ: حَدَّثَ عَن ابنِ الزاخونيِّ.
وأَبو المَحاسِنِ: كَثيرُونَ فِي المُتَأَخِّرين.
والإِمامُ المُحدِّثُ موسَى المحاسِنِيُّ الدِّمَشْقيُّ خَطِيبُ جامِعِ بَني أُميَّة، أَجازَ شُيُوخنَا.
وكمُحَدِّثٍ: مُحَسِّنُ بنُ عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ومُحَسِّنُ بنُ خالِدٍ الصُّوفيُّ شيخٌ لحمْزَةَ الكِنانيِّ، ومحمدُ بنُ مُحَسِّنٍ الرّهاوِيُّ عَن أَبي فَرْوَة؛ ومحمدُ بنُ المُحَسِّنِ الأَزْدِيُّ الأَذَنيُّ؛ وعليُّ بنُ المُحْسِنِ التَّنوخيُّ وآخَرُونَ.
وأَبو أَحْمدَ محمدُ بنُ محمدِ بنِ المُحَسِّنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ محمودٍ، ذَكَرَه المَالينيُّ.
وأَحْسَنُ، كأَحْمَدَ: قَرْيةٌ بينَ اليَمامَة وَحمى ضَرِيَّة يقالُ لَهَا مَعْدِنُ الإِحْساءِ لبَني أَبي بَكْرِ بنِ كلابٍ، بهَا حِصْنٌ ومَعْدِن ذَهَبٍ، وَهِي طَريقٌ أَيمنَ اليَمامَة.
وقالَ النّوفليُّ: يكْتَنِفُ ضَرِيَّة جَبَلان يقالُ لأَحَدِهما: وَسِيطٌ، والآخَرُ الأَحْسَنُ وَبِه مَعْدِن فضَّة.

وستُّ الحُسْن: هُوَ نَباتٌ يَلْتوي على الأَشْجارِ وَله زَهْرٌ حَسَنٌ.
والقَصْرُ الحسنيّ ببَغْدادَ مَنْسوبٌ إِلى الحَسَنِ بنِ سَهْل.
ومَحْسَنٌ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعٌ فِي شعْرٍ، عَن نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(حسن) الشَّيْء جعله حسنا وزينه ورقاه وَأحسن حَالَته
(حسن) : يُقالُ: إِنَها لحَسَنَةٌ حُسْنَةَ طَلى، وحُسْنَةَ شآبِيب الوَجْهِ.
حسن
الحُسْنُ: نَعْتٌ لِما حَسُنَ، تقول: حَسُنَ يَحْس
ُنُ حُسْناً. والمَحْسَنُ: المَوْضِعُ الحَسَنُ في البَدَنِ، والجَميعُ: المَحَاسِنُ. وامْرأةٌ حَسْناءُ، ورَجُلٌ حُسّانٌ، وجارِيَةٌ حُسّانَةٌ. والمَحَاسِنُ: ضِدُّ المَسَاوىءِ. وفلانٌ مِحْسانٌ: لا يَزَالُ يُحْسِنُ. والحُسْنى: ضِدُّ السُّوْأى. وحَسَنٌ: اسْمُ رَمْلٍ لِبَني سَعْدٍ. وكِتَابُ التَّحاسِيْنِ: الغَلِيظُ. والحُسَيْنَاءُ - مَمْدُوْدَةٌ - شَجَرَةٌ خَضْراءُ لها حَبٌّ ووَرَقٌ صَغِيرٌ. والحَسَنُ: عَظْمٌ في المِرْفَقِ.
الْحَاء وَالسِّين وَالنُّون

الحُسْنُ: ضد الْقبْح. حَسْنَ وحَسَنَ يحْسُنُ حُسنا، فيهمَا، فَهُوَ حاسِنٌ وحَسَنٌ. وَحكى الَّلحيانيّ: احْسُنْ إِن كنت حاسِنا، فَهَذَا فِي الْمُسْتَقْبل، وَإنَّهُ لحَسَنٌ، يُرِيد فعل الْحَال. وَجمع الحَسَنِ حِسانٌ.

وَقَوله تَعَالَى: (ورَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقا حَسَنا) قيل: يَعْنِي حَلَالا، وَقيل: مَا وفْق لَهُ من الطَّاعَة. وَرجل حُسَانٌ، مخفف كحَسَنٍ، وحُسّانٌ. وَالْجمع حُسّانونَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يكسر، استغنوا عَنهُ بِالْوَاو وَالنُّون. وَالْأُنْثَى حَسَنٌة، وَالْجمع حِسانٌ كالمذكر.

وَقَوله تَعَالَى: (فَإِذا جَاءَتْهُم الحسَنَةُ) الحسنَةُ هَاهُنَا الخصب (قَالُوا لنا هَذِه) أَي أعطينا هَذَا بِاسْتِحْقَاق (وإنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) أَي جَدب أَو ضرّ.

وحُسّانَةٌ، قَالَ الشماخ:

دارُ الفتاةِ الَّتِي كُنّا نقولُ لَهَا ... يَا ظَبْيَةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ

وَالْجمع حُسّاناتٌ. والحسناءُ من النِّسَاء الحسنةُ، وَفِي الحَدِيث: " سَوْاءُ ولُودٌ خيرُ من حسناءَ عقيمٍ " وَلَا يُقَال: رجل أحسَنُ وَلَا أَسْوَأ، قَالَ ثَعْلَب: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال، لِأَن الْقيَاس يُوجب ذَلِك. وَجمع الحسناءِ حِسانٌ. وَلَا نَظِير لَهَا. إِلَّا عجفاء وعجاف، هَذَا قَول كرَاع وَقد تقدم تضعيفنا لَهُ. قَالَ: وَلَا يُقَال للذّكر أحْسَنُ، إِنَّمَا نقُول: هُوَ الْأَحْسَن على إِرَادَة التَّفْضِيل، وَالْجمع الأحاسِنُ. وأحاسِنُ الْقَوْم حِسانُهم. وَفِي الحَدِيث: " أحاسِنُكم أَخْلَاقًا: الموطئون أكنافا ". وَقَوله تَعَالَى: (وجادِلْهم بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ) قَالَ الزّجاج: الْمَعْنى، ألن لَهُم جَانِبك وجادلهم غير فظ وَلَا غليظ الْقلب. وَقَوله تَعَالَى: (واتّبِعوا أحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إلَيْكم مِن رَبِّكُم) قيل: أَرَادَ الْعَفو وَالْقصاص، وَالَّذِي أحسنُ: الْعَفو. وَهِي الحُسنى. وَقَوله تَعَالَى: (وصَدَّقَ بالحُسْنَى) قيل: أَرَادَ الْجنَّة، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (للّذينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَة) عَنى الْجنَّة، وَعِنْدِي إِنَّهَا المجازاة الْحسنى، وَالزِّيَادَة النظرة إِلَى وَجه الله. وَقيل: الزِّيَادَة لتضعيف الْحَسَنَات. وَقَالَ أَبُو حَاتِم:

وَقَرَأَ الْأَخْفَش: (وقُولُوا للنَّاس حُسْنَى) فَقلت هَذَا لَا يجوز، لِأَن حُسْنَى مثل فُعْلَى وَهَذَا لَا يجوز إِلَّا بِالْألف وَاللَّام. هَذَا نَص لَفظه. قَالَ ابْن جني: هَذَا عِنْدِي غير لَازم لأبي الْحسن لِأَن حُسْنَى هُنَا غير صفة، وَإِنَّمَا هُوَ مصدر بِمَنْزِلَة الحُسْنِ كَقِرَاءَة غَيره: (وقُولُوا للناسِ حُسْنا) وَمثله فِي الْفِعْل والفعلى، الذّكر والذكرى، وَكِلَاهُمَا مصدر، وَمن الأول. الْبُؤْس والبؤسى، وَالنعَم والنعمى، وَلَا تستوحش من تَشْبِيه حُسنى بذكرى لاخْتِلَاف الحركات، فسيبويه قد عمل مثل هَذَا فَقَالَ: وَمثل النّظر الحسَنُ، إِلَّا أَن هَذَا مسكن الْأَوْسَط، يَعْنِي النَّضر. وَقيل: الْحسنى، الْعَاقِبَة الحسَنة، وَالْجمع الحُسْنَياتُ والحُسَنُ، لَا تسْقط مِنْهَا اللَّام لِأَنَّهَا معاقبة، فَأَما قِرَاءَة من قَرَأَ: (وقُولُوا للناسِ حُسْنَى) فَزعم الْفَارِسِي انه اسْم للمصدر، وَقد أبنت ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَقَوله تَعَالَى: (قُلْ هَل ترَبَصُونَ بِنَا إِلَّا إحدَى الحُسْنَيَيِنِ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: الحُسْنَيانِ: الْمَوْت شُهَدَاء، أَو الْغَلَبَة وَالظفر.

والمحاسِنُ: الْمَوَاضِع الحسَنَةُ من الْبدن، قَالَ بَعضهم: وَاحِدهَا مَحْسَنٌ، وَلَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيّ وَلَا بذلك الْمَعْرُوف، إِنَّمَا المحاسِنُ عِنْد النَّحْوِيين وَجُمْهُور اللغويين، جمع لَا وَاحِد لَهُ، وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبت إِلَى محاسِنَ قلت: مَحاسِنيّ، فَلَو كَانَ لَهُ وَاحِد لرده إِلَيْهِ فِي النّسَب، وَإِنَّمَا يُقَال إِن واحده حسن على الْمُسَامحَة، وَمثله المفاقر والمشابه والملامح والليالي.

وَوجه مُحَّسنٌ، حسَنٌ. وَقد حسّنَه الله، لَيْسَ من بَاب مدرهم ومفؤود كَمَا ذهب إِلَيْهِ بَعضهم فِيمَا حكى.

وَطَعَام مَحسَنَةٌ للجسم، يَحْسُنُ بِهِ.

والإحْسانُ: ضد الْإِسَاءَة. وَرجل مُحْسِنٌ ومِحْسانٌ، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: وَلَا يُقَال مَا أحْسَنَه أَبُو الحسَن، يَعْنِي من هَذِه، لِأَن هَذِه الصِّيغَة قد اقْتَضَت عِنْده التكثير فأغنت عَن صِيغَة التَّعَجُّب. وَقَول كثير:

أسيئي بِنَا أَو أحْسني لَا مَلومَةٌ ... لديْنا، وَلَا مَقْليّةٌ إِن تقلّتِ

لَفظه لفظ الْأَمر، وَمَعْنَاهُ الشَّرْط لِأَنَّهُ لم يأمرها بالإساءة وَلَكِن أعلمها إِنَّهَا إِن أساءت أَو أَحْسَنت فَهُوَ على عهدها. وَمثله قَوْله تَعَالَى: (قُلْ أنفقُوا طَوْعا أَو كَرْها، لَنْ يُتَقَبّلَ مِنْكُم) أَي إِن أنفقتم طائعين أَو كارهين لن يتَقَبَّل ذَلِك وَمعنى قَوْله: أسيئي بِنَا، قولي: مَا أسوأه، أَي مَا أقبحه، أَو قولي: مَا أحْسنه. وَقَوله تَعَالَى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يتبع الرَّسُول. والحسَنَةُ ضد السَّيئَة. وَفِي التَّنْزِيل: (مَنْ جَاءَ بالحَسَنةِ فلَهُ عَشْرُ أمْثالِها) . وَالْجمع حسناتٌ وَلَا يكسر.

والمحاسنُ فِي الْأَعْمَال، ضد المساوئ، وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِيمَا قبله.

وأحسَنَ بِهِ الظَّن، نقيض أساءه.

وَكتاب التحاسينِ، خلاف الْمشق، وَنَحْو هَذَا يَجْعَل مصدرا ثمَّ يجمع كالتكاذب والتكاليف، وَلَيْسَ الْجمع فِي الْمصدر بفاشٍ وَلَكنهُمْ يجرونَ بعضه مجْرى الْأَسْمَاء ثمَّ يجمعونه.

وحَسّانٌ: اسْم رجل، فعال من الحُسنِ. هَذَا قَول بعض النَّحْوِيين وَلَيْسَ بِشَيْء. وَقد قدمنَا انه من الحَسّ أَو من الحسّ. وَكَذَلِكَ حُسَينٌ وحَسَنٌ، ويقالان بلام فِي التَّسْمِيَة على إِرَادَة الصّفة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما الَّذين قَالُوا الحَسَنُ فِي اسْم الرجل، فَإِنَّمَا أَرَادوا أَن يجْعَلُوا الرجل هُوَ الشَّيْء بِعَيْنِه، وَلم يَجْعَلُوهُ سمي بِهِ، وَلَكنهُمْ جَعَلُوهُ كَأَنَّهُ وصف لَهُ غلب عَلَيْهِ. وَمن قَالَ: حَسَنٌ، فَلم يدْخل فِيهِ الْألف وَاللَّام، فَهُوَ يجريه مجْرى زيد.

والحَسَنُ، اسْم رمل لبني سعد، عَلَيْهِ قتل بسطَام بن قيس قَالَ ابْن غنمة:

لأُمُّ الأرْضِ وَيلٌ مَا أجنَتْ ... بحيثُ أضَرَّ بالحَسَنِ السبيلُ

وَجَاء فِي الشِّعرِ: الحسنانِ، يُرِيد الحسَنَ، وَهُوَ هَذَا الرمل بِعَيْنِه، قَالَ:

ويومَ شقيقةِ الحسنَينِ لاقتْ ... بَنو شَيْبانَ آجالاً قصَاراً

وحَسْنَى: مَوضِع، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا ذكر كثير غيقة فمعها حَسْنَى، وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ حِسْىٌ، وَإِذا لم يذكر غيقة فحسْمى.

ب

ب alphabetical letter ب

The second letter of the alphabet: called بَآءٌ and بَا; (TA in باب الالف الليّنة;) the latter of which forms is used in spelling; like as are its analogues, as تا [and ثا] and حا [and خا and را] and طا [and ظا and فا and ها] and يا; because in this case they are not generally regarded as nouns, but as mere sounds: (Sb, M:) [these are generally pronounced with imáleh, i. e. bé, té, &c., with the exception of حا, خا, طا, and ظا; and when they are regarded as nouns, their duals are بَيَانِ, تَيَانِ, &c.:] the pl. of بَآءٌ is بَآءَاتٌ; and that of بَا is أَبْوَآءٌ (TA ubi suprà.) It is one of the letters termed مَجْهُورَه [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; and of those termed شَفَهِيَّة [or labial]; and of those termed ذُلْق [or pronounced with the extremity of the tongue or the lips]: Kh says that the letters of the second and third classes above mentioned [the latter of which comprises the former] are those composing the words رُبَّ مَنْ لَفَّ; and on account of their easiness of utterance, they abound in the composition of words, so that no perfect quinqueliteral-radical word is without one or more of them, unless it is of the class termed مُوَلَّد, not of the classical language of the Arabs. (TA at the commencement of باب البآء.)

b2: In the dial. of Mázin, it is changed into م; (TA ubi suprà;) as in بَكَّةُ, which thus becomes مَكَّةُ [the town of Mekkeh]. (TA in باب الالف الليّنة.)

A2: بِ is a preposition, or particle governing the gen. case; (S, Mughnee, K;) having kesr for its invariable termination because it is impossible to begin with a letter after which one makes a pause; (S;) or, correctly speaking, having a vowel for its invariable termination because it is impossible to begin with a quiescent letter; and having kesr, not fet-h, to make it accord with its government [of the gen. case], and to distinguish between it and that which is both a noun and a particle. (IB.) It is used to denote adhesion (Sb, T, S, M, Mughnee, K) of the verb to its objective complement, (S,) or of a noun or verb to that to which it is itself prefixed; (TA;) and adjunction, or association: (Sb, T:) and some say that its meaning of denoting adhesion is inseparable from it; and therefore Sb restricted himself to the mention of this meaning: (Mughnee:) or Sb says that its primary meaning is that of denoting adhesion and mixture. (Ibn-Es-Sáïgh, quoted in a marginal note in a copy of the Mughnee.) It denotes adhesion [&c.] in the proper sense; (Mughnee, K;) as in أَمْسَكْتُ بِزَيْدٍ, (M, Mughnee, K,) meaning I laid hold upon, or seized, [Zeyd, or] somewhat of the body of Zeyd, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like; whereas أَمْسَكْتُهُ may mean I withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will: (Mughnee:) and it denotes the same in a tropical sense; (Mughnee, K;) as in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ [I passed by Zeyd]; (S, Mughnee, K;) as though meaning I made my passing to adhere to Zeyd; (S;) or I made my passing to adhere to a place near to Zeyd: accord. to Akh, it is for مَرَرْتُ عَلَىِ زَيْدٍ; but مَرَرْتُ بِهِ is more common than مَرَرْتُ عَلَيْهِ, and is therefore more properly regarded as the original form of expression: (Mughnee:) accord. to F, the vowel of this preposition is kesr [when it is prefixed to a noun or a pronoun]; or, as some say, it is fet-h when it is with a noun properly so called; as in مَرَّ بَزَيْدٍ: so in the K; this being the reverse of what they have prescribed in the case of [the preposition]

ل: but in the case of ب, no vowel but kesr is known. (MF.) It denotes the same in the saying بِهِ دَآءٌ [In him is a disease; i. e. a disease is cleaving to him]: and so [accord. to some] in أَقْسَمْتُ باللّٰهِ [I swore, or, emphatically, I swear, by God; and similar phrases, respecting which see a later division of this paragraph]. (L.) So, too, in أَشْرَكَ باللّٰهِ, because meaning He associated another with God: and in وَكَّلْتُ بِفُلَانٍ, meaning I associated a وَكِيل [or factor &c.] with such a one. (T.) [And so in other phrases here following.] عَلَيْكَ بِزَيْدٍ Keep thou to Zeyd: or take thou Zeyd. (TA voce عَلَى.) عَلَيْكَ بِكَذَا Keep thou to such a thing: (El-Munáwee:) or take thou such a thing. (Ham p. 216.) فَبَهَا وَنَعْمَتْ Keep thou to it, فبها meaning فَعَلَيْكَ بِهَا, (Mgh in art. نعم,) [or let him keep to it, i. e. فَعَلَيْهِ بِهَا,] or thou hast taken to, or adopted and followed, or adhered to, the established way, or the way established by the Prophet, i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَتَ, (Mgh,) or he hath taken to, &c., i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ, (IAth, TA in art. نعم,) or by this practice, or action, is excellence attained, or he will attain excellence, i. e. فَبِهٰذِهِ الخَصْلَةِ أَوِ الفَعْلَةِ يُنَالُ الفَضْلُ, or يَنَالُ الفَضْلَ; (IAth ubi suprà;) and excellent is the practise, the established way, or the way established by the Prophet, ونعمت meaning وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ السُّنَّةُ, (Mgh,) or and excellent is the practice, or the action, i. e. وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ, (S and K in art. نعم,) or وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أُوِ الفَعْلَةُ: (IAth ubi suprà:) and it also occurs in a trad., where the meaning is [He who hath done such a thing hath adhered to the ordinance of indulgence; and excellent is the practice, or action, &c.: for here فبها is meant to imply] فَبِالرَّخْصَةِ أَخَذَ. (TA in the present art. See also art. نعم.)

b2: It is also used to render a verb transitive; (Mughnee, K;) having the same effect as hemzeh [prefixed], in causing [what would otherwise be] the agent to become an objective complement; as in ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ syn. with أَذْهَبْتُهُ [I made Zeyd to go away; or I took him away]; (Mughnee;) and hence, [in the Kur ii. 16,] ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ

[God taketh away their light]; (Mughnee, K;)

which refutes the assertion of Mbr and Suh, that ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ means [I went away with Zeyd; i. e.] I accompanied Zeyd in going away. (Mughnee.) J says that any verb that is not trans. you may render so by means of بِ and ا [prefixed] and reduplication [of the medial radical letter]: you say, طَارَ بِهِ and أَطَارَهُ and طَيَّرَهُ [as meaning He made him to fly, or to fly away]: but IB says that this is not correct as of common application; for some verbs are rendered trans. by means of hemzeh, but not by reduplication; and some by reduplication, but not by hemzeh; and some by ب, but not by hemzeh nor by reduplication: you say, دَفَعْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو [as meaning I made ' Amr to repel Zeyd, lit. I repelled Zeyd by ' Amr], but not أَدْفَعْتُهُ nor دَفَّعْتُهُ. (TA.)

b3: It also denotes the employing a thing as an aid or instrument; (S, M, * Mughnee, K; *) as in كَتَبْتُ بِالقَلَمِ [I wrote with the reed-pen]; (S, Mughnee, K;) and نَجَرْتُ بِالقَدُومِ [I worked as a carpenter with the adz]; (Mughnee, K;) and ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ [I struck with the sword]. (M.) And hence the بِ in بِسْمِ اللّٰهِ, (Mughnee, K,) accord. to some, because the action [before which it is pronounced] is not practicable in the most perfect manner but by means of it: (Mughnee:) but others disallow this, because the name of God should not be regarded as an instrument: (MF, TA:) and some say that the ب here is to denote beginning, as though one said, أَبْتَدَأُ بِسْمِ اللّٰهِ [I begin with the name of God]. (TA.)

b4: It also denotes a cause; as in إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [Verily ye have wronged yourselves by, i. e. because of, your taking to yourselves the calf as a god (Kur ii. 51)]; and in فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [And every one of these we have punished for, i. e. because of, his sin (Kur xxix. 39)]; (Mughnee, K) and in لَنْ يَدْخُلَ أَحَدَكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [Not any of you shall enter Paradise by, or for, or because of, his works]. (TA from a trad.) And so in لَقَيتُ بِزَيْدٍ الأَسَدَ I met, or found, by reason of my meeting, or finding, Zeyd, the lion: (Mughnee:) or the ب in this instance denotes comparison; [i. e. I met, or found, in Zeyd the like of the lion;] as also in رَأَيْتُ بِفُلَانٍ القَمَرَ [I saw in such a one the like of the moon]. (TA.) Another ex. of the same usage is the saying [of a poet], قَدْ سُقِيَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ

[Their camels had been watered because of the brand that they bore: for fire, or the brand, sometimes cures of the heat of thirst]; i. e., because of their being branded with the names [or marks] of their owners, they had free access left them to the water. (Mughnee. See also another reading of this verse voce نَارٌ.) [In like manner] it is used in the sense of مِنْ أَجْلِ [which means بِسَبَبِ (Msb in art. اجل)] in the saying of Lebeed, غُلْبٌ تَشَذَّرَ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ البَدِىِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا 

(S) Thick-necked men, like lions, who threatened one another because of rancorous feelings, as though they were the Jinn of the valley El-Bedee, [or of the desert, (TA in art. بدو,)] their feet standing firm in contention and obstinate altercation. (EM pp. 174 and 175.) It is also used to denote a cause when prefixed to أَنَّ and to مَا as in ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُــونَ بِآيَاتِ اللّٰهِ [That was because they used to disbelieve in the signs of God]; and in ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا [That was because they disobeyed]: both instances in the Kur ii. 58. (Bd.)

b5: It is also used to denote concomitance, as syn. with مَعَ; (Mughnee, K;) as in اِشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ [I bought the horse with his bit and bridle and his saddle]; (TA;) and in لَمَّا رَآنِى بِالسَّلَاحِ هَرَبَ, i. e. When he saw me advancing with the weapon, [he fled;] or when he saw me possessor of a weapon; (Sh, T;) and in اِهْبِطْ بِسَلَامٍ [Descend thou with security, or with greeting (Kur xi. 50)]; and in وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ

[They having entered with unbelief (Kur v. 66)]; (Mughnee, K;) بالكفر being a denotative of state. (Bd.) Authors differ respecting the ب in the saying, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ, in the Kur [xv. 98 and ex. 3]; some saying that it denotes concomitance, and that حمد is prefixed to the objective complement, so that the meaning is, سَبِّحْهٌ حَامِدًا لَهُ

[Declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory, praising Him], i. e. declare thou his freedom from that which is not suitable to Him, and ascribe to Him that which is suitable to Him; but others say that it denotes the employing a thing as an aid or instrument, and that حمد is prefixed to the agent, so that the meaning is, سَبِّحْهُ بِمَا حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ

[declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory by means of ascribing to Him that wherewith He hath praised himself]: and so, too, respecting the saying, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ; some asserting that it is one proposition, the, being redundant; but others saying, it is two propositions, the و being a conjunction, and the verb upon which the ب is dependent being suppressed, so that the meaning is, [I declare thy freedom from everything derogatory from thy glory, 0 God,] وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ

[and with the praising of Thee, or by means of the praise that belongeth to Thee, I declare thy freedom &c.]. (Mughnee. [Other explanations of these two phrases have been proposed; but those given above are the most approved.]) Youalso say, عَلَىَّ بِهِ, meaning Bring thou him, [i. e.] come with him, to me. (Har p. 109.) ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ, in the Kur ix. 119, means بِرُحْبِهَا

[i. e. The earth became strait to them, with, meaning notwithstanding, its amplitude, or spaciousness]. (Bd.) Sometimes the negative لا intervenes between بِ [denoting concomitance] and the noun governed by it in the gen. case; [so that بِلَا signifies Without;] as in جِئْتُ بِلَا زَادٍ [I came without travelling-provision]. (Mughnee and K in art. لا.)

b6: It is also syn. with فِى before a noun signifying a place or a time; (Mughnee, * K, * TA;) as in جَلَسْتُ بِالمَسْجِدِ [I sat in the mosque]; (TA;) and وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ [and verily God aided you against your enemies at Bedr (Kur iii. 119)]; and نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ [We saved them a little before daybreak (Kur liv. 34)]: (Mughnee, K, TA:) and so in بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (T, K,) in the Kur [lxviii. 6], (TA,) accord. to some, (T, Mughnee,) i. e. In which of you is madness; or in which of the two parties of you is the mad: (Bd:) or the ب is here redundant; (Sb, Bd, Mughnee;) the meaning being which of you is he who is afflicted with madness. (Bd. [See also a later division of this paragraph.])

b7: It also denotes substitution; [meaning Instead of, or in place of;] as in the saying [of the Hamásee (Mughnee)], فَلَيْتَ لِى بِهِمُ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا شَنَّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا

[Then would that I had, instead of them, a people who, when they mounted their beasts, poured the sudden attack, they being horsemen and camel-riders]; (Ham p. 8, Mughnee, K;) i. e., بَدَلًا بِهِمْ (TA:) but some read شَدُّوا الإِغَارَةَ, [and so it is in some, app., the most correct, of the copies of the Mughnee,] for شَدُّوا لِلْإِغَارِةِ [hastened for the making a sudden attack]. (Ham, Mughnee.)

So, too, in the saying, اِعْتَضْتُ بِهٰذِا الثَّوْبِ خَيْرًا مِنْهُ

[I received, in the place of this garment, or piece of cloth, one better than it]; and لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا

[I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]; and هٰذَا بِذَاكِ [This is instead, or in the place, of that; but see another explanation of this last phrase in what follows]. (The Lubáb, TA.)

b8: It also denotes requital; or the giving, or doing, in return; (Mughnee, K;) and in this case is prefixed to the word signifying the substitute, or thing given or done in exchange [or return; or to the word signifying that for which a substitute is given, or for which a thing is given or done in exchange or return]; (Mughnee;) as in the saying, اِشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ [I purchased it for a thousand dirhems]; (Mughnee, K; *) [and in the saying in the Kur ix. 112, إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ Verily God hath purchased of the believers their souls and their possessions for the price of their having Paradise;] and كَافَأْتُ إِحْسَانَهُ بِضِعْفٍ

[I requited his beneficence with a like beneficence, or with double, or more], (Mughnee,) or كَافأْتُهُ بِضِعْفِ إِحْسَانِهِ [I requited him with the like, or with double the amount, or with more than double the amount, of his beneficence], (K,) but the former is preferable; (TA;) [and خَدَمَ بِطَعَامِ بِطْنِهِ (S and A &c. in art. وغد) He served for, meaning in return for, the food of his belly;] and هٰذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

[This is in return for that, (an explanation somewhat differing from one in the next preceding division of this paragraph,) and no blame is imputable to fortune]: and hence, اُدْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [Enter ye Paradise in return for that which ye wrought (Kur xvi. 34)]; for the ب here is not that which denotes a cause, as the Moatezileh assert it to be, and as all [of the Sunnees] hold it to be in the saying of the Prophet, لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [before cited and explained]; because what is given instead of something is sometimes given gratuitously; and it is evident that there is no mutual opposition between the trad. and the verse of the Kurn. (Mughnee.)

b9: It is also syn. with عَنْ; and is said to be peculiar to interrogation; as in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

[And ask thou respecting Him, or it, one possessing knowledge (Kur xxv. 60)]; (Mughnee, K;) and accord. to IAar in the Kur lxx. 1; (T;) and in the saying of ' Alkameh, فَإِنْ تَسْأَلُونِى بِالنِّسَآءِ فَإِنَّنِي بَصِيرٌ بِأَدْوَآءِ النِّسَآءِ خَبِيرُ

[And if ye ask me respecting the diseases of women, verily I am knowing in the diseases of women, skilful]: (A' Obeyd, TA:) or it is not peculiar to interrogation; as in وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ [And the day when the heavens shall be rent asunder from the clouds (Kur xxv. 27)]; (Mughnee, K) and مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ (K) i. e. What hath beguiled thee from thy Lord, and from believing in him? in the Kur lxxxii. 6; and so in the same, lvii. 13: (TA: [but see art. غر:]) 

or, accord. to Z, the ب in بالغمام means by, as by an instrument; (Mughnee;) or it means because of, or by means of, the rising of the clouds therefrom: (Bd:) and in like manner the Basrees explain it as occurring in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا, as denoting the cause; and they assert that it is never syn. with عَنْ; but their explanation is improbable. (Mughnee.)

b10: It is also syn. with عَلَىِ; as in إِنْ تِأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (Mughnee, K *) or بِدِينَارٍ (S) [If thou give him charge over a hundredweight or over a deenár (Kur iii. 68)]; like as عَلَى is sometimes put in the place of بِ as after the verb رَضِىَ: (S, TA:) and so in لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [That the ground were made even over them], in the Kur [iv. 45], (TA,) i. e. that they were buried; (Bd) and in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ

[I passed by Zeyd], accord. to Akh, as before mentioned; (Mughnee, in the first division of the art. on this preposition;) and in زَيْدٌ بِالسَّطْحِ [Zeyd is on the roof]; (TA;) and in a verse cited in this Lex. voce ثَعْلَبٌ. (Mughnee.)

b11: It also denotes part of a whole; (Msb in art. بعض

Mughnee, K;) so accord. to As and AAF and others; (Msb, Mughnee;) as syn. with مِنْ (Msb, TA:) IKt says; the Arabs say, شَرِبْتُ بِمَآءِ

كَذَا, meaning مِنْهُ [I drank of such a water]; and Az mentions, as a saying of the Arabs, سَقَاكَ اللّٰهُ مِنْ مَآءِ كَذَا, meaning بِهِ [May God give thee to drink of such a water], thus making the two prepositions syn.: (Msb: [in which five similar instances are cited from poets; and two of these are cited also in the Mughnee:]) and thus it signifies in عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّٰهِ [A fountain from which the servants of God shall drink, in the Kur lxxvi. 6; and the like occurs in lxxxiii. 28]; (Msb, Mughnee, K;) accord. to the authorities mentioned above; (Mughnee;) or the meaning is, with which the servants of God shall satisfy their thirst (يَرْوَى بِهَا); (T, Mughnee;) or, accord. to Z, with which the servants of God shall drink wine: (Mughnee:) if the ب were redundant, [as some assert it to be, (Bd,)] the meaning would be, that they shall drink the whole of it; which is not right: (Msb:) thus, also, it is used in وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ [in the Kur v. 8], (Msb, Mughnee, K,) accord. to some; (Mughnee;) i. e. [and wipe ye] a part of your heads; and this explanation has been given as on the authority of EshSháfi'ee; but he is said to have disapproved it, and to have held that the ب here denotes adhesion: (TA:) this latter is its apparent meaning in this and the other instances: or, as some say, in this last instance it is used to denote the employing a thing as an aid or instrument, and there is an ellipsis in the phrase, and an inversion; the meaning being, اِمْسَحُوا رُؤُسَكُمْ بِالمَآءِ [wipe ye your heads with water]. (Mughnee.)

b12: It is also used to denote swearing; (Mughnee, K;) and is the primary one of the particles used for this purpose; therefore it is peculiarly distinguished by its being allowable to mention the verb with it, (Mughnee,) as أُقْسِمُ بِاللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [I swear by God I will assuredly do such a thing]; (Mughnee, K) and by its being prefixed to a pronoun, as in بِكَ لَأَفْعَلَنَّ [By thee I will assuredly do such a thing]; and by its being used in adjuring, or conjuring, for the purpose of inducing one to incline to that which is desired of him, as in باللّٰهِ هَلْ قَامَ زَيْدٌ, meaning I adjure thee, or conjure thee, by God, to tell me, did Zeyd stand? (Mughnee.) [See also the first explanation of this particle, where it is said, on the authority of the L, that, when thus used, it denotes adhesion.]



b13: It is also syn. with إِلَي as denoting the end of an extent or interval; as in أَحْسَنَ بِى, meaning He did good, or acted well, to me: (Mughnee, K:) but some say that the verb here imports the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of ب, i. e. he acted graciously, or courteously, with me]. (Mughnee.)

b14: It is also redundant, (S, Mughnee, K,) to denote corroboration: (Mughnee, K:) and is prefixed to the agent: (Mughnee:) first, necessarily; as in أَحْسِنْ بِزَيْدٍ; (Mughnee, K;) accord. to general opinion (Mughnee) originally أَحْسَنَ زَيْدٌ, i. e. صَارَ ذَا حُسْنٍ [Zeyd became possessed of goodness, or goodliness, or beauty]; (Mughnee, K; *) or the correct meaning is حَسُنَ

زَيْدٌ [Good, or goodly, or beautiful, or very good &c., is Zeyd! or how good, or goodly, or beautiful, is Zeyd!], as in the B: (TA:) secondly, in most instances; and this is in the case of the agent of كَفَى; as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا [God sufficeth, being witness, or as a witness (Kur xiii., last verse; &c.)]; (Mughnee, K [and a similar ex. is given in the S, from the Kur xxv. 33;]) the ب here denoting emphatic praise; but you may drop it, saying, كَفَى اللّٰهُ شَهِيدًا: (Fr, TA:) thirdly, in a case of necessity, by poetic licence; as in the saying, أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَآءُ تَنْمِى بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيَادِ

[Did not what the milch camel of the sons of Ziyád experienced come to thee (يَأْتِيكَ being in like manner put for يَأْتِكَ) when the tidings were increasing?]. (Mughnee, K.) It is also redundantly prefixed to the objective complement of a verb; as in وَلَا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

[And cast ye not yourselves (بأيديكم meaning بِأَنْفُسِكُمْ) to perdition (Kur ii. 191)]; and in وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [And shake thou towards thee the trunk of the palm-tree (Kur xix. 25)]: but some say that the former means and cast ye not yourselves (أَنْفُسَكُمْ being understood) with your hands to perdition; or that the meaning is, by means, or because, of your hands: (Mughnee:) and ISd says that هُزِّى, in the latter, is made trans. by means of ب because it is used in the sense of جُزِّى: (TA in art هز:) so, too, in the saying, نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَ نَرجُو بِالفَرَجْ

[We smite with the sword, and we hope for the removal of grief]: (S, Mughnee:) and in the trad., كَفَي بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

[It suffices the man in respect of lying that he relate all that he has heard]. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the inchoative; as in بِحَسْبِكَ [when you say, بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, meaning A thing sufficing thee is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee: in the latter way is used the saying, mentioned in the S, بِحَسْبِكَ قَوْلُ السَّوْءِ A thing sufficing thee is the saying what is evil: and so, app., each of the following sayings, mentioned in the TA on the authority of Fr; حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا A person sufficing thee is our friend; and نَاهِيكَ بِأَخِينَا

A person sufficing thee is our brother: the ب is added, as Fr says, to denote emphatic praise]: so too in خَرَجْتُ فَإِذِا بِزَيْدٍ [I went forth, and lo, there, or then, was Zeyd]; and in كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا [How art thou, or how wilt thou be, when it is thus, or when such a thing is the case?]; and so, accord. to Sb, in بِأيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

[mentioned before, in explanation of بِ as syn. with فِى]; but Abu-l-Hasan says that بأيّكم is dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, denoting the predicate of اَلمفتون; and some say that this is an inf. n. in the sense of فِنْنَةٌ; [so that the meaning may be, بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ مُسْتَقِرٌّ In which of you is madness residing?]; or, as some say, بِ is here syn. with فِى [as I have before mentioned], (Mughnee.) A strange case is that of its being added before that which is originally an inchoative, namely, the noun, or subject, of لَيْسَ, on the condition of its being transferred to the later place which is properly that of the enunciative; as in the reading of some, xxx لَّيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ xxx

[Your turning your faces towards the east and the west is not obedience (Kur ii. 172)]; with البرّ in the accus. case. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the enunciative; and this is in two kinds of cases: first, when the phrase is not affirmative; and cases of this kind may be followed as exs.; as لَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ [Zeyd is not standing]; and وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [And God is not heedless of that which ye do (Kur ii. 69, &c.)]: secondly, when the phrase is affirmative; and in cases of this kind, one limits himself to what has been heard [from the Arabs]: so say Akh and his followers; and they hold to be an instance of this kind the phrase, جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا [The recompense of an evil action is the like thereof (Kur x. 28)]; and the saying of the Hamásee, وَمَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ يُسْتَطَاعُ

[And the preventing thee from having her (referring to a mare) is a thing that is possible]: but it is more proper to make بمثلها dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, as the enunciative; [the meaning being, جَزَآءُ سَيَّئَةٍ مُسْتَقِرٌّ بِمِثْلِهَا, or يَسْتَقِرُّ بِمِثْلِهَا, i. e. the recompense of an evil action is a thing consisting in the like thereof]; and to make بشىء dependent upon منعكها; the meaning being, وَ مَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ مَّا يُسْتَطَاعُ [i. e. and the preventing thee from having her, by something, is possible: see Ham p. 102 ]: Ibn-Málik also

[holds, like Akh and his followers, that بِ may be redundant when prefixed to the enunciative in an affirmative proposition; for he] says, respecting بِحَسْبِكَ زَيْدٌ, that زيد is an inchoative placed after its enunciative, [so that the meaning is, Zeyd is a person sufficing thee,] because زَيْدٌ is determinate and حَسْبُكَ is indeterminate. (Mughnee. [See also what has been said above respecting the phrase بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in treating of بِ as added before the inchoative.]) It is also redundantly prefixed to the denotative of state of which the governing word is made negative; as in فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكَابٌ حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا

[And travelling-camels (meaning their riders) returned not disappointed, whose goal, or ultimate object, was Hakeem the son of El-Museiyab]; and in فَمَا انْبَعَثْتَ بِمَزْؤُدٍ وَ لَا وَكَلِ

[And thou didst not, being sent, or roused, go away frightened, nor impotent, committing thine affair to another]: so says Ibn-Málik: but AHei disagrees with him, explaining these two exs. as elliptical; the meaning implied in the former being, بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ [with an object of want disappointed, or frustrated]; and in the second, بِشَخْصٍ مَزْؤُودٍ, i. e. مَذْعُورٍ [with a person frightened]; the poet meaning, by the مزؤود, himself, after the manner of the saying, رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا; and this is plain with respect to the former ex., but not with respect to the second; for the negation of attributes of dispraise denoted as intensive in degree does not involve the negation of what is simply essential in those attributes; and one does not say, لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا, or بَحْرًا, [or رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا, as above, or بَحْرًا,] but when meaning to express an intensive degree of boldness, or of generosity. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the corroborative نَفْسٌ and عَيْنٌ: and some hold it to be so in يَتَرَبَّنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [as meaning Shall themselves wait (Kur ii. 228 and 234)]: but this presents matter for consideration; because the affixed pronoun in the nom. case, [whether expressed, as in this instance, in which it is the final syllable نَ, or implied in the verb,] when corroborated by نَفْس, should properly be corroborated first by the separate [pronoun], as in قُمْتُمْ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ [Ye stood, ye, yourselves]; and because the corroboration in this instance is lost, since it cannot be imagined that any others are here meant than those who are commanded to wait: [the preferable rendering is, shall wait to see what may take place with themselves:] بأنفسهنّ is added only for rousing them the more to wait, by making known that their minds should not be directed towards the men. (Mughnee.) Accord. to some, it is also redundantly prefixed to a noun governed in the gen. case [by another preposition]; as in فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِأَبِهِ

And they became in a condition in which they asked him not respecting his father; which may perhaps be regarded by some as similar to the saying, يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ

but in this instance, كَ is generally held to be a noun, syn. with مِثْل]. (The Lubáb, TA.)

b15: Sometimes it is understood; as in اللّٰه لافعلنّ

[i. e. اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ and اللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ By God, I will assuredly do such a thing; in the latter as well as the former, for a noun is often put in the accus.

case because of a preposition understood; or, accord. to Bd, in ii. 1, a verb significant of swearing is understood]: and in خَيْرٍ [for بِخَيْرٍ

In a good state], addressed to him who says, كَيْفَ أَصْبَحْتَ [How hast thou entered upon the time of morning? or How hast thou become?]. (TA.)

b16: [It occurs also in several elliptical phrases; one of which (فَبِهَا وَ نِعْمَتْ) has been mentioned among the exs. of its primary meaning: some are mentioned in other arts.; as بِأَبِى and بِنَفْسِى, in arts. ابو and نفس: and there are many others, of which exs. here follow.] Mohammad is related, in a trad., to have said, after hitting a butt with an arrow, أَنَا بهَا أَنَا بهَا, meaning أَنَا صَاحِبُهَا [I am the doer of it! I am the doer of it!]. (Sh, T.) And in another trad., Mohammad is related to have said to one who told him of a man's having committed an unlawful action, لَعَلَّكَ بِذٰلِكِ, meaning لَعَلَّكَ صَاحِبُ الأَمْرِ [May-be thou art the doer of that thing]. (T.) And in another, he is related to have said to a woman brought to him for having committed adultery or fornication, مَنْ بِكِ, meaning مَنْ صَاحِبُكِ [Who was thine accomplice?]: (T:) or مَنِ الفَاعِلُ بِكِ

[Who was the agent with thee?]. (TA.) أَنَا بِكَ وَلَكَ, occurring in a form of prayer, means I seek, or take, refuge in Thee; or by thy right disposal and facilitation I worship; and to Thee, not to any other, I humble myself. (Mgh in art. بوا.)

One says also, مَنْ لِى بِكَذَا, meaning Who will be responsible, answerable, amenable, or surety, to me for such a thing? (Har p. 126: and the like is said in p. 191.) And similar to this is the saying, كَأَنِّى بِكَ, meaning كَأَنِّي أَبْصُرُ بِكَ

[It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be to-morrow; so that it is as though I saw thee in that condition. (Idem p. 126.) [You also say, كَأَنَّكَ بِهِ, meaning Thou art so near to him that it is as though thou sawest him: or it is as though thou wert with him: i. e. thou art almost in his presence.]

b17: The Basrees hold that prepositions do not supply the places of other prepositions regularly; but are imagined to do so when they admit of being differently rendered; or it is because a word is sometimes used in the sense of another word, as in شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ meaning رَوِينَ, and in أَحْسَنَ بِى meaning لَطَفَ; or else because they do so anomalously. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ب denotes Two.]
باب الباء

قال أبو عبد الرّحمن: الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيءٌ من التّأليف لا في الثّنائيّ، ولا في الثلاثيّ ولا في الرّباعيّ ولا في الخماسيّ، وبقي منه اللفيف، وأحرف من المعتلّ معربة مثل: البوم ولميبة، وهي فارسيّة، وبَم العود. ويَبَنْيَم وهو موضع.
(ب) تَقْيِيد الشّرطِيَّة بالزمن الْمَاضِي وَبِهَذَا الْوَجْه فَارَقت إِن فَإِن هَذِه لعقد السَّبَبِيَّة والمسببية فِي الْمُسْتَقْبل وَلِهَذَا قَالُوا الشَّرْط بإن سَابق على الشَّرْط بلو وَذَلِكَ لِأَن الزَّمن الْمُسْتَقْبل سَابق على الزَّمن الْمَاضِي أَلا ترى انك تَقول إِن جئتني غَدا أكرمتك فَإِذا انْقَضى الْغَد وَلم يجِئ قلت لَو جئتني أمس لأكرمتك

ب


ب
a. Ba the second letter of the alphabet. Its numerical value is Two, (2).

ب (a. prep. governing the gen. case; always prefixed ) In
at; by, with; for; about, concerning; during.
بَاب
a. see بَوَبَ

بَابَا (pl.
بَابَاوَات)
a. Papa.
b. Pope.

بَابَاوِيّ
a. Papal.

بَابَارِيّ
a. Black pepper.

بَابِل
a. Babel; Babylon.
b. [], Babylonian; sorcery, magic.
بَابَُوْج
P. (pl.
بَوَاْ2ِيْ3ُ)
a. Slipper.

بَابُوْنَج
P.
a. Camomile.

بُؤْبُو
a. Source, origin, root.
b. Pupil ( of the eye ).
c. Baby.
وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَمن الْحُرُوف الشَّفوِيَّةِ، وسُمِّيَتْ بهَا لأَن مَخْرجَهَا من بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتانِ فِي شَيْء من الْحُرُوف إِلَّا فِيهَا، وَفِي الْفَاء وَالْمِيم، وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ والشفوية: سِتَّةٌ: يَجْمَعُهَا قَوْلك: (رُبَّ مَنْ لَفَّ) ولسُهُولَتِهَا فِي المَنْطِق كَثُرَت فِي أَبْنِيَة الكَلاَم، فَلَيْسَ شَيْء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا، أَو من بَعْضهَا، فإِذا ورد عَلَيْك خُمَاسيٌّ مُعْرًى من الْحُرُوف الذُّلْقِ والشفويّة فَاعْلَم أَنه مُوَلَّدٌ، وَلَيْسَ من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، وَقَالَ شَيخنَا: إِنها تقلب مِيماً فِي لُغَة مَازِنٍ، كَمَا قَالَه أَهل الْعَرَبيَّة.
(ب) - قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} .
الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه.
يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى".
يَتَأَوَّل القُرآنُ.
- وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} في أَحَدِ الأَقوال. - في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" .
: أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها.
- ومنه الحَدِيث الآخر: "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه".
: أي وبِحَمدِه سَبَّحت.
وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ.
 

الباءُ: من الحُروف الـمَجْهُورة ومن الحروف الشَّفَوِيَّةِ،

وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها من بينِ الشَّفَتَيْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ في شيءٍ من الحروف إِلاّ فيها وفي الفاء والميم. قال الخليل بن

أَحمد: الحروف الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ ستة: الراءُ واللام والنون والفاءُ

والباءُ والميم، يجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة في الـمَنْطِق إِنما هي بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. ولـمَّا ذَلِقَتِ الحُروفُ الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت في الـمَنْطِقِ كَثُرَت في أَبْنِية الكلام، فليس شيءٌ من بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى منها أَو مِن بَعْضِها، فإِذا ورد عليك خُماسيٌّ مُعْرًى من الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، وليس من صحيح كلام العرب. وأَما بناءُ الرُّباعي الـمنْبَسِط فإِن الجُمهور الأَكثرَ منه لا يَعْرى من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلا كَلِماتٌ نَحوٌ من عَشْر، ومَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى من الحروف الذلق والشفوية، فإِنه لا يُعْرَى من أَحَد طَرَفَي الطَّلاقةِ، أَو كليهما، ومن السين والدال أَو احداهما، ولا يضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للإِلْصاقِ حَقيقيًّا: أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ، ومَجازِيًّا: مَرَرْتُ به، وللتَّعْدِيَةِ: {ذَهَبَ اللهُ بنُورِهِم} وللاسْتِعانَةِ: كَتَبْتُ بالقَلَمِ، ونَجَرت بالقَدُومِ، ومنه باءُ البَسْمَلةِ، وللسَّبَبِيَّةِ: {فَكُلاًّ أخَذْنا بذَنْبِهِ} ، {إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتِّخاذِكُمُ العِجْلَ} وللمُصاحَبَةِ: {اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا} أي: معه، {وقد دَخَلُوا بالكُفْرِ} ، وللظَّرْفِيَّةِ: {ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ} ، و {نَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} و {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وللبَدَلِ:
فَليْتَ لِي بِهِمُ قَوْماً إذا ركِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ رُكْباناً وفُرْسانَا
وللمُقابَلَةِ: اشْتَرَيْتُهُ بألْفٍ، وكافَيْتُه بضِعفِ إحْسانِهِ، وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيل: تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ: {فاسْأَلْ به خَبِيراً} ، أو لا تَخْتَصُّ نحوُ: {ويوَمَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغَمامِ} ، و {ما غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، وللاسْتِعْلاءِ: {مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ} ، وللتَّبْعِيضِ: {عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبادُ اللهِ} {وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} ، وللقَسَمِ: أُقْسِمُ باللهِ، وللغايةِ: {أحْسَنَ بي} ، أي: أحْسَنَ إلَيَّ، وللتَّوْكيدِ: وهي الزائدَةُ، وتكونُ زِيادةً واجِبةً: كأَحْسِنْ بِزَيْدٍ، أَي: أَحْسَنَ زَيْدٌ، أي: صارَ ذا حُسْنٍ، وغالِبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كَـ {كَفَى باللهِ شهِيداً} ، وضرورةً، كقولِهِ:
ألم يأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ
وحَرَكَتُها الكَسْرُ، وقيلَ: الفتحُ مع الظاهِرِ، نحوُ: مُرَّ بزَيْدٍ.
(ب)
أَكْثَرُ مَا تردُ البَاء بِمَعْنَى الْإِلْصَاقِ لِمَا ذُكر قَبْلَهَا مِن اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرد بمعْنى الْمُلَابَسَةِ وَالْمُخَالَطَةِ، وَبِمَعْنَى مِن أجْل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ، والعِوَض، وَزَائِدَةً، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ. وتُعرف بسِياق اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ.
(هـ) فِي حَدِيثِ صَخْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رجُلا ظاهَر مِنِ امْرَأَتِهِ ثُمَّ وَقَع عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّك بِذَلِكَ يَا أَبَا سَلَمة، فَقَالَ: نَعم أنَا بِذَلك» أَيْ لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لعلَّك المُبْتَلَى بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَقَالَ مَنْ بِكِ» أَيْ مَن الفاعل بك. (س هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ كَانَ يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فَإِذَا أَصَابَ خصْلة قَالَ أنَا بِهَا» يَعْنِي إِذَا أَصَابَ الهدَف قَالَ أَنَا صاحبُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ تَوَضَّأ لِلْجُمُعَةِ فَبِها ونِعْمَت» أَيْ فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بِالْمَدْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فبالسُّنَّة أخَذَ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
(س) وَفِيهِ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَيْ مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعل تَسْبيح اللَّهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بِحَمْدِهِ. وَقِيلَ الْبَاءُ للتَّعدية، كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ: أَيْ خُذْه مَعَكَ فِي الذِّهَابِ، كَأَنَّهُ قَالَ: سَبِّحْ ربَّك مَعَ حَمْدِكَ إيَّاه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» أَيْ وبِحَمْده سَبَّحت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
الباءُ: حَرْفُ) هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم ومُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ وتُقْصر، وتُسَمَّى حَرْف (جَرَ) لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أَن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إِلَى الأسْماء. ومَعانِيها مُخْتلفَةٌ وأَكْثَر مَا تَرِدُ.
(للإلْصاقِ) لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إليهِ.
قالَ الجَوْهرِي: هِيَ مِن عوامِلِ الجرِّ وتَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، وَهِي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ بِهِ إمَّا (حَقِيقيًّا) كَقَوْلِك: (أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و) إمَّا (مَجازِيًّا) نَحْو: (مَرَرْتُ بِهِ) ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب مِنْهُ ذلكَ الرَّجُل.
وَفِي اللّبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ وَبِه دعاءٌ، وَمِنْه: أَقْسَمْت باللهاِ وبحيَاتِكَ قسما واسْتِعْطافاً، وَلَا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.
ودَخَلَتِ الباءُ فِي قولِه تَعَالَى: {أَشْرَكُوا بااِ} لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللهاِ قَرَنَ بِهِ غَيره، وَفِيه إضْمارٌ. والباءُ للإلْصاقِ والقِرانِ، ومَعْنى قَوْلهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ بِهِ وَكِيلاً.
(وللتَّعْدِيَةِ) نَحْو قولهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ ااُ بنُورِهِم} {وَلَو شاءَ ااُ لذَهَبَ يسَمْعِهم وأَبْصارهِم} ، أَي جعلَ اللاَّزمَ مُتَعدِّياً بتَضَمُّنِه مَعْنى التَّصْيير، فإنَّ مَعْنى ذَهَبَ زَيْدٌ، صَدَرَ الذَّهابُ مِنْهُ، ومَعْنَى ذَهَبْتُ بزَيْدٍ وصَيَّرته ذاهِباً، والتَّعْدِيَةُ بِهَذَا المَعْنى مُخْتصَّة بالباءِ، وأَمَّا التّعْدِيَة بمعْنَى إلْصاقِ مَعْنى الفِعْل إِلَى مَعْمولِه بالواسِطَةِ، فالحُروفُ الجارَّةُ كُلُّها فِيهَا سَواءٌ بِلَا اخْتِصاص بالحَرْفِ دُونَ الحَرْف. وَفِي اللّبابِ: وَلَا يكونُ مستقرّاً على مَا ذُكِر يُوضِح ذلكَ قولهُ:
دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْن على منى
تحلُّ بِنا لَوْلا نجاء الرَّكائِبِوقال الجَوْهرِي: وكلُّ فِعْل لَا يَتَعَدَّى فلَكَ أَن تُعدِّيه بالباءِ والألِفِ والتَّشْديدِ تقولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَهُ، وطَيَّره.
قَالَ ابنُ برِّي: لَا يصحُّ هَذَا الإطْلاقُ على العُمومِ لأنَّ مِن الأفْعالِ مَا يُعدَّى بالهَمْزةِ وَلَا يُعدَّى بالتِّضْعيفِ نَحْو: عادَ الشيءُ وأَعَدْتَه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْتَه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالتَّضْعيفِ وَلَا يُعدَّى بالهَمْزةِ نَحْو: عَرَفَ وعَرَّفْتُه، وَلَا يقالُ أعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالباءِ وَلَا يُعَدَّى بالهَمْزةِ وَلَا بالتَّضْعيفِ نَحْو دَفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمْرِو، وَلَا يقالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتُه.
(وللاسْتِعانَةِ) ، نَحْو: (كتَبْتُ بالقَلَم ونَجَرْتُ بالقَدُومِ) وضَرَبْتُ بالسَّيْفِ، (وَمِنْه باءُ البَسْمَلَةِ) ، على المُخْتارِ عنْدَ قَوْمٍ، ورَدَّه آخَرُونَ وتَعَقّبُوه لمَا فِي ظاهِرِه مِن مُخالَفَةِ الأدَبِ، لأنَّ باءَ الاسْتِعانَةِ إنَّما تَدْخُلُ على الآلاتِ الَّتِي تُمْتَهَنُ ويُعْمَل بهَا، واسْمُ اللهاِ تَعَالَى يَتَنَزَّه عَن ذلكَ؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ آخَرُون: الباءُ فِيهَا بمعْنَى الابْتِداءِ كأنَّه قَالَ أَبْتَدِىءُ باسْمِ اللهاِ.
(وللسَّبَبِيَّةِ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فكُلاًّ أَخَذْنا بذَنْبهِ} ، أَي بسَبَبِ ذَنْبِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّكُم ظَلَمْتُم أَنْفُسَكُم باتِّخاذِكُم العِجْلَ} ، أَي بسَبَبِ اتِّخاذِكُم؛ وَمِنْه الحديثُ: (لنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُم الجنَّةَ بعَمَلِه) . (وللمُصاحَبَةِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {اهْبِطْ بسَلامٍ مِنَّا} ، (أَي: مَعَه) ؛ وَقد مَرَّ لَهُ فِي مَعانِي فِي أنَّها بمعْنَى المُصاحَبَة، ثمَّ بمعْنَى مَعَ، وتقدَّمَ الكَلامُ هُنَاكَ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {وَقد دَخَلُوا بالكُفْر} ، أَي مَعَه؛ وَقَوله تَعَالَى: {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} ، وسُبْحانَك وبحَمْدِك. ويقالُ: الباءُ فِي {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} للالْتِباسِ والمُخالَطَةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنْبُتُ بالدُّهْن} ، أَي مُخْتَلِطَةً ومُلْتَبِسَةً بِهِ، والمَعْنى اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهاِ مُخْتلِطاً ومُلْتَبِساً بحَمْدِه. واشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلجامِه وسرْجِه.
(وَفِي اللُّباب: وللمُصاحَبَةِ فِي نَحْو: رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن، ويُسَمَّى الحَال، قَالُوا: وَلَا يكونُ إلاَّ مُسْتقرَّة وَلَا صَادّ عَن الإلْغاءِ عِنْدِي.
(وللظَّرْفِيَّةِ) بمعْنَى فِي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ ااُ ببَدْرٍ} ، أَي فِي بَدْرٍ؛ {ونَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} ، أَي فِي سَحَرٍ؛ وفلانٌ بالبَلَدِ، أَي فِيهِ؛ وجَلَسْتُ بالمسْجِدِ، أَي فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ويستخرج اليربوع من نافقائه
وَمن حُجرِه بالشيحة اليتقصعأي فِي الشّيحةِ) (و) مِنْهُ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {بأيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وَقيل: هِيَ هُنَا زائِدَةٌ كَمَا فِي المُغْني وشُرُوحِه، والأوَّل اخْتارَه قَوْمٌ.
(وللبَدَلِ) ، وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
(فَلَيْتَ لي بِهمُ قَوْماً إِذا ركِبُوا (شَنُّوا الإغارَة رُكْباناً وفُرْساناً أَي بَدَلاً بهم.
وَفِي اللُّباب: وللبَدَل، والتَّجْريدِ، نَحْو: اعْتضْتُ بِهَذَا الثَّوْبِ خَيْراً مِنْهُ، وَهَذَا بذاكَ، ولَقِيتُ بزَيْدٍ بَحْراً.
(وللمُقابَلَةِ) ، كَقَوْلِهِم: (اشْتَرَيْتُه بألْفٍ وكافَيْتُه بضِعْفِ إحْسانِه) ؛ الأَوْلى أنْ يقولَ: كافَيْتُ إحْسانَه بضِعْفٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ادْخُلوا الجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} ؛ قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ فِي حاشِيَتِه: وليسَتْ للسَّببية كَمَا قالَتْهُ المُعْتزلَةُ لأنَّ المُسَبّبَ لَا يُوجَدُ بِلا سَبَبِه، وَمَا يُعْطَى بمُقابَلَةٍ وعوضٍ قد يُعْطى بغَيْرِه مجَّانا تَفَضُّلاً وإحْساناً فَلَا تَعارض بينَ الآيَةِ والحديثِ الَّذِي تقدَّمَ فِي السَّبَبِيَّةِ جَمْعاً بينَ الأدِلَّةِ، فالباءُ فِي الحديثِ سَبَبِيَّةٌ، وَفِي الآيَةِ للمُقابَلَةِ؛ ونقلَهُ شيْخُنا أيْضاً هَكَذَا.
(وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيلَ تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ، أَي عَنهُ يُخْبرْكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {سَأَلَ سائِلٌ بعَذابٍ واقِعٍ} ، أَي عَن عَذَابٍ، قالَهُ ابنُ الأعْرابي، وَمِنْه قولُ عَلْقَمة: فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني
بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُأَي عَن النِّساءِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ. (أَو لَا تَخْتَصُّ) بِهِ، (نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {ويومَ تَشَقَّقَ السماءُ بالغَمامِ} ، أَي عَن الغَمَامِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {السَّماءُ مُنْفطرٌ بِهِ} ، أَي عَنهُ؛ (و) قَوْله تَعَالَى: {مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، أَي مَا خَدَعَكَ عَن رَبِّك والإيمانِ بِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وغَرَّكُم بااِ الغُرورَ} ، أَي خَدَعَكُم عَن اللهاِ تَعَالَى والإيمانِ بِهِ والطْاعَةِ لَهُ الشَّيْطَان.
(وللاسْتِعلاءِ) ، بمعْنَى على، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم (مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بقِنْطارٍ} ،) أَي على قِنْطارٍ، كَمَا تُوضَعُ على مَوْضِعَ الباءِ فِي قولِ الشَّاعرِ:
إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللهاِ أَعْجَبَني رِضاهاأَي رَضِيَتْ بِي؛ قالَهُ الجَوْهري.
وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا مَرّوا بهم يَتَغَامَزُونَ} ، بدَليلِ قَوْله: {وإنَّكُم لتَمرّونَ عَلَيْهِم} ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أربٌّ يبولُ الثّعْلبان برأْسِه
لقد ذلَّ مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ وكَذلكَ قَوْلهم: زَيْدٌ بالسَّطْح، أَي عَلَيْهِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وتُسَوَّى بهم الأرْض} ، أَي عَلَيْهِم.
(وللتَّبْعيضِ) ، بمعْنَى مِنْ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} ، أَي مِنْهَا؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
شربْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ وقولُ الآخرِ:
فلَثَمْتُ فَاها آخِذاً بقُرونِها
شرْبَ الشَّرِيبِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِوقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} : ذهَبَ بالباءِ إِلَى المَعْنى، لأنَّ يَرْوَى بهَا عِبادُ اللهاِ، وَعَلِيهِ حَمَلَ الشافِعِيُّ قولَه تَعَالَى: {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، أَي ببعضِ رُؤُوسِكُم. وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأمَّا مَا يَحْكِيه أَصْحابُ الشَّافِعي مِن أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ فشيءٌ لَا يَعْرفُه أَصْحابُنا، وَلَا وَرَدَ بِهِ ثبتٌ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا نسَبَ هَذَا القَوْلَ للشَّافِعِي ابنُ هِشامٍ فِي شرْحِ قَصِيدَةِ كَعْبِ. وقالَ شيْخُ مشايخِ مشايِخنا عبْدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدَادِي فِي حاشِيَتِه عَلَيْهِ الَّذِي حَقَّقه السَّيوطي: إنَّ الباءَ فِي الآيةِ عنْدَ الشَّافِعِي للإلْصاقِ، وأَنْكَر أنْ تكونَ عنْدَه للتَّبْعيضِ، وقالَ هِيَ للإلْصاقِ، أَي أَلْصقُوا المَسْحَ برُؤُوسِكُم، وَهُوَ يصدقُ ببعضِ شعرةٍ وَبِه تَمسَّكَ الشافِعِيُّ ونقلَ عِبارَةَ الأمّ وَقَالَ فِي آخرِها: وليسَ فِيهِ أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ كَمَا ظنَّ كثيرٌ مِن الناسِ، قالَ البَغْدَادِي: وَلم يَنْسِبْ ابنُ هِشَام هَذَا القَوْلَ فِي المُغْني إِلَى الشافِعِي وإنَّما قالَ فِيهِ: وَمِنْه، أَي مِن التَّبْعيضِ {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، والظاهِرُ أنَّ الباءَ للإلْصاقِ أَو للاسْتِعانَةِ، فِي الكَلامِ، حذْفاً وقَلْباً، فإنْ مَسَحَ يَتَعَدَّى إِلَى المُزَالِ عَنهُ بنَفْسِه وَإِلَى المُزِيلِ بالباءِ، والأصْلُ امْسَحُوا رُؤوسِكُم بالماءِ، فقلبَ مَعْمول مَسَحَ، انتَهَى قالَ البَغْدادِي. ومَعْنى الإلْصاقِ المَسْح بالرأْس وَهَذَا صادِقٌ على جَمِيعِ الرأْسِ على بعضِهِ، فمَنْ أَوْجَبَ الاسْتِيعابَ كمالِكٍ أَخَذَ بالاحْتِياطِ، وأَخَذَ أَبو حنيفَةَ بالبَيانِ وَهُوَ مَا رُوِي أَنّه مَسَحَ ناصِيَتَه، وقُدِّرَتِ النَاصِيَةُ برُبْعِ الرأْسِ.
(وللقَسَم) ، وَهِي الأصْلُ فِي حُروفِ القَسَم وأَعَمّ اسْتِعْمالاً مِن الواوِ والتاءِ، لأنَّ الباءَ تُسْتَعْمل مَعَ الفِعْلِ وحذْفِه، وَمَعَ السُّؤالِ وغيرِه، وَمَعَ المُظْهَرِ والمُضْمَرِ بخِلافِ الواوِ والتاءِ؛ قالَهُ محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ الميلاني فِي شرْح المُغْني للجاربردي.
وَفِي شرْحِ الأُنْموذَجِ للزَّمَخْشري: الأصْل فِي القَسَم الباءُ، والواوُ تُبْدَلُ فَمِنْهَا عنْدَ حَذْفِ الفِعْل، فقوَلُنا وَالله فِي المَعْنى أَقْسَمْتُ باللهاِ، والتاءُ تُبْدَلُ مِن الواوِ فِي تاللهاِ خاصَّةً، والباءُ لأصالَتِها تَدْخَلُ على المُظْهَرِ والمُضْمَر نَحْو: باللهاِ وبكَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ وَالْوَاو لَا تَدْخُلُ إلاَّ على المُظْهَرِ لنُقْصانِها عَن الباءِ فَلَا يقالُ: وبكَ لأفْعَلَنَّ كَذَا، والتاءُ لَا تَدْخُل مِن المُظْهَرِ إلاَّ على لَفْظةِ اللهاِ لنُقْصانِها عَن الواوِ، انتَهَى.
قُلْت: وشاهِدُ المُضْمَر قولُ غوية بن سلمى:
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالي
لتَحْزُنَني فَلا يَكُ مَا أُباليوقد أَلْغز فِيهَا الحرِيرِي فِي المَقامَةِ الرَّابِعَة والعِشْرِين فقالَ: وَمَا العامِلُ الَّذِي نائِبُه أَرْحَبُ مِنْهُ وكراً وأَعْظَمُ مَكْراً وأَكْثَر للهِ تَعَالَى ذِكْراً، قالَ فِي شرْحِه: هُوَ باءُ القَسَمِ، وَهِي الأصْلُ بدَلالَةِ اسْتِعْمالِها مَعَ ظُهورِ فِعْلِ القَسَمِ فِي قولِكَ: (أُقْسِمُ باللهاِ) ، ولدُخولِها أَيْضاً على المُضْمَر كقولِكَ: بكَ لأَفْعَلَنَّ، ثمَّ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنْهَا فِي القَسَمِ لأنَّهما جَمِيعاً مِن حُروفِ الشَّفَةِ ثمَّ لتَناسُبِ مَعْنَييهما لأنَّ الواوَ تُفيدُ الجَمْع والباءُ تُفِيدُ الإلْصاقَ وكِلاهُما مُتَّفِقٌ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ، ثمَّ صارَتِ الواوُ المُبْدلَة مِنْهَا أَدْوَرُ فِي الكَلام وأَعْلَق بالأقسامِ وَلِهَذَا أَلْغز بأَنَّها أَكْثَرُ لله ذِكْراً، ثمَّ إنَّ الواوَ أَكْثَرُ مَوْطِناً، لأنَّ الباءَ لَا تَدْخلُ إلاَّ على الاسْمِ وَلَا تَعْملُ غَيْر الجَرِّ، والواوُ تَدْخُلُ على الاسْمِ والفِعْلِ والحَرْفِ وتجرُّ تارَةً بالقَسَمِ وتارَةً بإضْمارِ رُبَّ وتَنْتَظِم أَيْضاً مَعَ نَواصِبِ الفِعْل وأَدوَاتِ العَطْفِ، فَلهَذَا وَصَفَها برحبِ الوكر وَعظم المَكْر.
(وللغَايَةِ) ، بمعْنَى إِلَى، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقد (أَحْسَنَ بِي} ، أَي أَحْسَنَ إليَّ.
(وللتَّوْكِيدِ: وَهِي الزائِدَةُ وتكونُ زِيادَةً واجِبَةً: كأَحْسِنْ بزَيْدٍ، أَي أَحْسَنَ زَيْدٌ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَسُنَ زَيْدٌ، (أَي صارَ ذَا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وَهِي فِي فاعِلِ كَفَى: ك {كَفَى بااِ شَهِيداً} ؛ و) تُزَادُ (ضَرُورةً كَقَوْلِه:
(أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي (بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ) وَفِي اللُّبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً فِي الرَّفْعِ نَحْو: كَفَى باللهاِ؛ والنَّصْبِ فِي: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نَحْو: فأَصْبَحْن لَا يَسْأَلْنه عَن بِمَا بِهِ انتَهَى.
وَقد أَخَلَّ المصنِّفُ فِي سِياقِه هُنَا وأَشْبَعه بَيَانا فِي كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وَهِي المُؤَكّدَةُ، وتُزادُ فِي الفاعِلِ: {كَفَى بااِ شَهِيداً} ، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:
كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ
ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ فِي أَهْلِه أَهْلُوفي الحديثِ: (كَفَى بالمَرْءِ كذبا أَن يحدِّثَ بكلِّ مَا سَمِعَ) ؛ وتزادُ ضَرُورَةً كقولِه:
بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ وَقَوله:
مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ
أَوْدى بنَعْلِي وسِرْ بالِيَهوتزادُ فِي المَفْعولِ نَحْو: {لَا تلْقوا بأَيْدِيكُم إِلَى التّهْلكَةِ} ؛ {وهزي إلَيْك بجذْعِ النَّخْلَةِ} ؛ وقولُ الراجزِ: نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْوقولُ الشاعرِ:
سودُ المَحاجِرِ لَا يقْرَأْنَ بالسُّورِ وقُلْتُ فِي مَفْعولٍ لَا يتعدَّى إِلَى اثْنَيْن كقولِه:
تَبَلَّتْ فُؤَادكَ فِي المَنامِ خريدَةٌ
تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِوتزادُ فِي المُبْتدأ: بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فَإِذا بزَيْدٍ؛ وتزادُ فِي الخَبَر: {مَا ابغَافِل} {جَزاءُ سَيِّئَة بمِثْلها} ؛ وقولُ الشاعرِ:
ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع وتزادُ فِي الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:
فَمَا رجعتْ بجانِبِه ركابٌ
حكيمُ بن المسيَّبِ مُنْتَهَاهَا وكقولهِ:
وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ وتُزادُ فِي تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ} . انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {وكَفَى بااِ شَهِيداً} . دَخَلَتِ الْبَاء للمُبالَغَةِ فِي المَدْحِ؛ وكَذلكَ قَوْلهم: ناهِيكَ بأَخِينا؛ وحَسْبُك بصَدِيقِنا، أَدْخَلُوا الباءَ لهَذَا المَعْنى، قالَ: وَلَو أَسْقَطت الباءَ لقُلْتَ كَفَى اللهاُ شَهِيداً، قالَ: ومَوْضِعُ الباءِ رَفْعٌ؛ وَقَالَ أَبُو بكْرٍ: انْتِصابُ قولهِ شَهِيداً على الحَالِ مِن اللهاِ أَو على القَطْعِ، ويجوزُ أَن يكونَ مَنْصوباً على التَّفْسيرِ، مَعْناهُ كَفَى باللهاِ مِن الشَّاهِدين فيَجْرِي فِي بابِ المَنْصوباتِ مَجْرى الدِّرْهَم فِي قولهِ: عنْدِي عِشْرونَ دِرْهماً.
(وحَرَكَتُها الكَسْرُ) ؛ ونَصُّ الجَوْهري: الباءُ حَرْفٌ مِن حُروفِ الشَّفَةِ بُنِيَتْ على الكَسْرِ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالمَوْقُوفِ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُهُ بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالسَّاكِنِ، وخَصَّه بالكَسْر دونَ الفَتْح تَشَبهاً بعَمَلِها وفرقاً بَينهَا وبينَ مَا يكونُ اسْماً وحَرْفاً.
(وقيلَ: الفتحُ مَعَ الظَّاهِرِ، ونحوُ مُرَّ بزَيدٍ) ؛ قَالَ شيْخُنا: هَذَا لَا يكادُ يُعْرَفُ وكأنَّه اغْتَرَّ بِمَا قَالُوهُ فِي بِالْفَضْلِ ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ فِي بِهِ الثَّانِيَة المَنْقُولَة من بهَا وَهِي نقلوا فِيهَا فَتْحَة هاءِ التَّأْنيثِ على مَا عرفَ بل الكَسْرة لازِمَة للباءِ المُناسِبَة عَمَلها وَعكس تَفْصِيلَه ذَكَرُوه فِي اللامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، أَمَّا الْبَاء فَلَا يُعْرَفُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، انتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا نقلَهُ شَمِرٌ قالَ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ والكرامة ذَات أَكْرَمَكُم اللهاُ بهَا، وليسَ فِيهِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ شيْخُنا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الباءُ تُمَدُّ وتُقْصَرُ، والنِّسْبَةُ باوِيٌّ وبائِيٌّ، وقصيِدة بَيوِيَّة: رَوِيّها الباءُ.
وبَيّيْتَ بَاء حَسَناً وحَسَنَةً.
وجَمْعُ المقصورِ: أبواءٌ؛ وجَمْعُ المَمْدودِ: باآتٌ.
والباءُ النِّكاحُ.
وأَيْضاً: الرَّجُلُ الشَّبِقُ.
وتأْتي الباءُ للعوضِ، كقولِ الشاعرِ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فيمَا نابَ من حَدَثٍ
إلاَّ أَخُو ثِقَةٍ فانْظُر بمَنْ تَثِقأَرادَ: مَنْ تَثِقُ بِهِ.
وتَدْخلُ على الاسْمِ لإرادَةِ التَّشْبيهِ كقولِهم: لقِيت بزَيْدٍ الأَسَد؛ ورأَيْتُ بفلانٍ القَمَرَ.
وللتَّقْليلِ: كقولِ الشاعرِ:
فلئن صرتَ لَا تحير جَوَابا
أَبمَا قد تَرَى وأَنْتَ خَطِيبُوللتَّعْبيرِ، وتَتَضَمَّن زِيادَةَ العِلْم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قُلْ أَتْعَلَمون ابدِينِكُم} .
وبمعْنَى مِن أجْل، كقولِ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذُّحُولِ كأَنَّهم
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُهاأَي مِن أَجْلِ الذّحُول؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قد أُضْمِرَتْ فِي: الله لأَفْعَلَنَّ، وَفِي قولِ رُؤْبَة: خَيْر لمَنْ قالَ لَهُ كيفَ أَصْبَحْت.
وَفِي الحديثِ: (أَنابها أَنابها) ، أَي أَنا صاحِبُها. وَفِي آخر: (لَعلَّكَ بذلكَ) ، أَي المُبْتَلى بذلك. وَفِي آخر: (مَنْ بِكِ؟) أَي مَنْ الفاعِلُ بِكَ. وَفِي آخر: (فِيهَا ونِعْمَتْ) ، أَي فبالرُّخْصةِ أَخَذَ.
وَقد، تُبْدَلُ مِيماً كبَكَّة ومَكَّة ولازِبٌ ولازِمٌ.
ب:
[في الانكليزية] B
[ في الفرنسية] B
أعني الباء المفردة هي حرف من حروف التهجّي، ويراد بها في حساب أبجد الاثنان.
وفي اصطلاح المنطقيين المحمول، فإنهم يعبّرون عن الموضوع بج وعن المحمول بب للاختصار والعموم. وفي اصطلاح السالكين أوّل الموجودات الممكنة وهو المرتبة الثانية من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف في الأول والباء في الثاني اقرأ كليهما واحدا وكلا الاثنين قل.
وفي الفارسية يقال له در.
وفي اصطلاح الشطّاريين علامة البرزخ، كذا في كشف اللغات.
ب
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ب2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الإلصاق حقيقة أو مجازًا "أمسكت بالقلم- أخذت برأيك".
2 - حرف جرّ يفيد الاستعانة "كتبت بالقلم- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الظرفية زمانًا ومكانًا بمعنى (في) "يعمل بالليل- أقام بالبيت- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التَّعْدِية " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}: أذهبه".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد السببيّة "أصبحت العربية بفضل الإسلام لغة حضارة كبرى- أُقيم الاحتفال بمناسبة كذا- {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- بما في: للدلالة على الاحتواء أو التضمين.
7 - حرف جرّ يفيد المقابلة أو العوض، ويدخل غالبًا على المتروك "باع الدنيا بالآخرة- {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} ".
8 - حرف جرّ يفيد القسم "بالله عليك- {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
9 - حرف جرّ يفيد المجاوزة بمعنى (عن) " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} - {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ".
10 - حرف جرّ يفيد التبعيض " {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".
11 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (على) " {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍٍ} ".
13 - حرف جرّ يفيد التوكيد " {حَقِيقٌ بِأَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} [ق] ".
14 - حرف جرّ زائد في فاعل كفى يفيد التوكيد " {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} ".
15 - حرف جرّ زائد في فاعل فعل التعجب بصيغة الأمر "أكرم بخالدٍ- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ".
16 - حرف جرّ زائد في المبتدأ إذا كان لفظ حَسْبُ "بحسبك درهم".
17 - حرف جرّ زائد في خبر (ليس) "ليس عامرٌ بكاذب- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
18 - حرف جرّ زائد في التوكيد بالنفس والعين "جاء خالد بنفسه/ بعينه".
19 - حرف جرّ زائد في المبتدأ الذي يأتي بعد (إذا) الفجائية "نظرت فإذا بالشمس قد طلعت".
20 - حرف جرّ زائد في المفعول به " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ".
21 - حرف جرّ زائد في الحال المنفيّ عاملها "*فما رجَعَت بخائبة ركاب*".
22 - حرف جرّ زائد في خبر (ما) النافية " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ".
23 - حرف جرّ زائد في خبر كان المنفي "ما كان الرسول بكاذب".
24 - حرف جرّ زائد بعد اسم الفعل (عليك) "وعليك بالحجّاج لا تعدل به ... أحدًا إذا نزلت عليك أمورُ".
25 - حرف جرّ زائد بعد كلمة (ناهيك) كثيرًا "ناهيك بالزمن مؤدِّبا". 

سرع

(س ر ع) : (الْإِسْرَاعُ) مِنْ السُّرْعَةِ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ كَانَ رَجُلٌ مِنَّا نَازِلًا وَقَوْمٌ يَرْعَوْنَ حَوْلَهُ فَطَرَدَهُمْ فَنَهَاهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَأَسْرَعَ إلَيْهِ أَيْ الرَّجُلُ النَّازِلُ غَضِبَ عَلَى الْمُهَاجِرِيِّ حِينَ نَهَاهُ يَعْنِي: أَسْرَعَ فِي الْغَضَبِ أَوْ اللَّوْمِ وَالشَّتْمِ (وَفِي حَدِيثِ) ذِي الْيَدَيْنِ فَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ أَيْ أَوَائِلُهُمْ فَعَلَانُ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ السُّرْعَةِ.
(سرع)
سرعا عجل فَهُوَ سرع وسرعان وَهِي سرعى

(سرع) سراعة وَسُرْعَة وسرعا سرع فَهُوَ سريع (ج) سراع وسرعان وَهِي سريعة (ج) سراع
س ر ع: (السُّرْعَةُ) ضِدُّ الْبُطْءِ تَقُولُ: مِنْهُ (سَرُعَ) بِالضَّمِّ (سِرَعًا) بِوَزْنِ عِنَبٍ فَهُوَ (سَرِيعٌ) وَعَجِبْتُ مِنْ (سُرْعَتِهِ) وَمِنْ (سِرَعِهِ) . وَأَسْرَعَ فِي السَّيْرِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مُتَعَدٍّ. وَ (الْمُسَارَعَةُ) إِلَى الشَّيْءِ الْمُبَادَرَةُ إِلَيْهِ وَ (تَسَرَّعَ) إِلَى الشَّرِّ وَ (سَارَعُوا) إِلَى كَذَا وَتَسَارَعُوا إِلَيْهِ بِمَعْنًى. 
س ر ع : أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ وَغَيْرِهِ إسْرَاعًا وَالْأَصْلُ أَسْرَعَ مَشْيَهُ وَفِي زَائِدَةٌ وَقِيلَ الْأَصْلُ أَسْرَعَ الْحَرَكَةَ فِي مَشْيِهِ وَأَسْرَعَ إلَيْهِ أَيْ أَسْرَعَ الْمُضِيَّ إلَيْهِ وَالسُّرْعَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَسَرُعَ سِرَعًا فَهُوَ سَرِيعٌ وِزَانُ صَغُرَ صِغَرًا فَهُوَ صَغِيرٌ وَسَرَعَانُ النَّاسِ بِفَتْحِ السِّينِ وَالرَّاءِ أَوَائِلُهُمْ يُقَالُ جِئْتُ فِي سَرَعَانِهِمْ أَيْ فِي أَوَائِلِهِمْ وَجَاءَ الْقَوْمُ سِرَاعًا أَيْ مُسْرِعِينَ وَسَارَعَ إلَى الشَّيْءِ بَادَرَ إلَيْهِ. 
(سرع) - في الحديث: "فخرج سَرَعانَ النّاس".
قال الخَطَّابي : ترويه العامة: سِرْعان بكَسْر السِّين ساكنة الراء، والصواب فَتْحهُما في قول الكسائى، ويجوز بفتح السّين وسكون الرّاء، وسَرَعان الخيل على وزن الغَلَيَان: الأوائل الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون بسُرْعة، فأما بكَسْر السِّين فهو جمع سرِيع كرعيل ورِعْلان، وقولهم: سُرْعان ما فعلت، فالرَّاء ساكنة، ويجوز كَسْرُ السِّين وضَمُّها وفَتْحها: أي ما أَسْرَعَه.
- في حديث خَيْفَان بن عَرابة "مَسَاريعُ في الحَرْب" هو جمع مِسْراع، وهو الشَّدِيد الإسْراع
سرع: سَرَّع الولد: أسقط من بطن أمه قبل أن يتم، طرح (باين سميث 1590).
سَرَّع: سبَّب إسقاط الجنين قبل أن يتم (باين سميث 1950).
أسرع. أسرع في المال أنفقه في زمن قصير (معجم البيان، معجم البلاذري) من قصر به عمله لم يُسْرع به نَسَبْه، أي من كان عمله غير كاف (لينال به الجنة) فان نسبه لا يؤدي به إليها (معجم البلاذري).
سُرْع وجمعه أسْراع، وسِرْع (بالكسر): سير اللجام (بوشر، محيط المحيط) رمح بحدّ السرع: أسرع: أسرع، هملج، ركض (بوشر) وفي ألف ليلة (1: 720): بحد الصرع.
سَريع. سريع إلى فلان: يتعجل عقوبته، ففي الفخري (ص133): لو علم الخليفة بما تقول لكان إليك سريعاً.
أسْرَعُ: في أسرع مُدَّة أي أقصر مدّة (كليلة ومدمنة ص4).
سرع
السُّرْعَةُ: ضدّ البطء، ويستعمل في الأجسام، والأفعال، يقال: سَرُعَ، فهو سَرِيعٌ، وأَسْرَعَ فهو مُسْرِعٌ، وأَسْرَعُوا: صارت إبلهم سِرَاعاً، نحو:
أبلدوا، وسَارَعُوا، وتَسَارَعُوا. قال تعالى:
وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
[آل عمران/ 133] ، وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ
[آل عمران/ 114] ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً [ق/ 44] ، وقال: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً [المعارج/ 43] ، وسَرَعَانُ القوم: أوائلهم السِّرَاعُ. وقيل: (سَرْعَانَ ذا إهالة) ، وذلك مبنيّ من سرع، كوشكان من وشك، وعجلان من عجل، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ [المائدة/ 4] ، وسَرِيعُ الْعِقابِ [الأنعام/ 165] ، فتنبيه على ما قال:
إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس/ 82] .
سرع
السرَع والسرَعُ - بكَسْر السيْن وفَتْحها -: السرْعَة. وما كانَ سَرِيْعاً. ولَقَدْ سَرُعَ. وأما أسْرَعَ فهو يعَنىَّ فَي الأصل يرادُ: أسْرَعَ المَشْيَ أو غَيْرَه.
ويقال في المَثَل: " اسْعَ على رِجْلِكَ السرْعى " أي على أمْرِك السريع. فأما: لَسَرْعانَ ما فَعَلْتَ كذا، فيقال بفَتْح السيْن وضَمها وكَسْرها؛ ثلاث لغاتٍ، والمعنى: لَسَرُعَ.
وسَرَعَانُ الناس: الذين يَسْبِقُون إلى الأمْر.
وسرَعَانُ المَتْنَيْن: خصَلُهما الطوال يُئخَذُ منهما أوْتارُ القِسِي. وُيسَمى الوتَرُ: السرَعَانَ، قال ابنُ مَيّادة:
وعطلت قَوْسَ اللهْو من سَرَعانها
وعادتْ سهامي بين رَث وناصِل وقد أسْرَعُوا: صار دوابهم سِراعاً. ويُقال للعَرْفَج: أبو سَرِيْع. وأسَارِيْعُ القَوْس: طَرائقُ فيها وخُطُوط.
والأسَارِيْعُ: ظَلْمُ الأسْنان وماؤها. وشُكُرٌ تَنْبُتُ في أصْل الحَبَلة حامِضَةٌ تُؤكَلُ. ودُوْد يكون على الشوْكِ والحَشِيْش. والواحِدُ في الكُل: أسروْع، وقد يُقال: يُسْرُوْع، ويُجْمَعُ حينئذٍ على اليَسَارِيْع.
فأما: " أسَاريْعُ ظَبْي " فقيل: الأسَارِيْعُ: نَباتُ النقا، وظَبْي: رَمْل أو مَوْضِع. ويُحكى عن أبي عَمْرو أنه قال: أسْرُوْعُ الظبْي: عَصَبَة تَسْتبْطِن اليَدَ والرجل.
والسرْوَعَةُ: رابِيَةٌ من الرَّمْل.
[سرع] فيه: "سريع" الحساب أي حسابه واقع لا محالة، أو لا يشغله سمع عن سمع. ك: أي سريع في الحساب أي سريع حسابه قريب زمانه. نه: فخرج "سرعان" الناس - هو بفتحتين، أوائلهم الذين يتسارعون إلى الشىء ويقبلون عيه بسرعة، ويجوز سكون الراء. ومنه ح حنين: فخرج سرعان الناس وأخفاؤهم. ك: وضبط بضم سين وسكون راء، جمع سريع. ط: واحتج به لجواز الكلام في الصلاة لمصلحة، وأجيب بأنه كان قبل النسخ، وبأن جواب القوم كان إيماء بنعم، وبأنه إجابة الرسول وهو واجب، وبأن كلام ذى اليدين كان بظن قصر الصلاة بالنسخ، وكلام الرسول على ظن تمام الصلاة، فكان كالناسى. نه: وفي ح تأخير السحور: فكانت "سرعتي" أن أدرك الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي إسراعى، والمعنى أنه لقرب سحوره من طلوع الفجر يدرك الصلاة باسراعه. ك: أي لأن أدرك الصلاة، وروى: ثم تكون سرعة بى أن أدرك، هو بضم سين وسكون راء اسم كان، وبى صفتها، وأن أدرك خبرها. وح: كأن الأذان باذنه، قال حماد: أي "سرعة" أي قال في تفسير: كان الأذان سرعة، أي يسرع بسنة الفجر إسراع من يسمع إقامه الصلاة، ويلزم منه تخفيف القراءة فيها فيطابق سؤال قدر القراءة، والمراد بالأذان الإقامة، وكأن للتشبيه، والجملة حالة. نه: "مساريع" في الحرب، جمع مسراع وهو الشديد الإسراع في الأمور. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان عنقه "أساريع" الذهب، أي طرائقه وسبائكه، واحدها أسروع ويسروع. ومنه: كان على صدره الحسن والحسين فبال فرأيت بوله "أساربع" أي طرائق. وفيه: فأخذ بهم بين "سروعتين" ومال بهم عن سنن الطريق، السروعة رابية من الرمل. ن: ما أرى ربك إلا "يسارع" في هواك، أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور. ش: فيه: ما رأيت أحدًا "أسرع" في مشيته منه صلى الله عليه وسلم، الجمع بينه وبين ح: كان يمشى هونا، وح: "سرعة" المشى يذهب بهاء المؤمن، أن المثبت السرعة المرتفعة عن ديب التماوت لا الوثبة. شفا: أي كان يرفع رجليه بسرعة ويمد خطوه بخلاف مشية المختال ويقصد سمته وكله برفق ونثبت دون عجلة.
[سرع] السُرْعَةُ: نقيضُ البطءِ. تقول منه: سرع سرعا، مثال صغر صغرا فهو سريع. وعجبت من سُرْعَةِ ذاك، وسِرَعِ ذاك، مثل صغر ذاك، عن يعقوب. وقولهم: السرع السرع، مثال الوحَى الوحَى. وأَسْرَعَ في السير، وهو في الأصل متعدٍّ. والمُسارَعَةُ إلى الشئ: المبادرة إليه. وتسرع إلى الشرّ. وسَرْعانَ ذا خروجاً، وسرعان وسرعان، ثلاث لغات، أي سرع ذا خروجا، نقلت فتحة العين إلى النون، لانه معدول من سرع فبنى عليه. ولسرعان ما صنعت كذا، أي ما أَسْرَعَ. وقول الباهلى : أنورا سرع ماذا يا فروق * وحبل الوصل منتكث حذيق * أراد سرع فخفف، والعرب تخفف الضمة والكسرة لثقلهما فتقول للفخذ فخذ، وللعضد: عضد، ولا تقول للحجر حجر، لخفة الفتحة: أبو زيد: أَسْرَعَ القومُ، إذا كانت دوابُّهم سِراعاً. وسارَعوا إلى كذا وتسارعوا إليه بمعنى. وسرغان الناس بالتحريك: أوائلهم. وهذا يلزم الاعراب نونه في كل وجه. والسرع: القضيب من قضبان الكرم الغض لسنته. وكل قضيب رطب سرع وسرعرع. والسرعرع أيضا: الشاب الناعم البدن. والاساريع: شكر تخرج في أصل الحبلة قال ابن السكيت: اليسروع والاسروع: دودة حمراء تكون في البقل ثم تنسلخ فتصير فراشة، والاصل يسروع بالفتح، لانه ليس في الكلام يفعول. قال سيبويه: وإنما ضموا أوله إتباعا لضمة الراء، كما قالوا أسود بن يعفر . قال ذو الرمة: وحتى سرت بعد الكرى في لويه * أساريع معروف وصرت جنادبه * واللوى: ما ذبل من البقل. يقول: قد اشتد الحر، فإن الاساريع لا تسرى على البقل إلا ليلا، لان شدة الحر نهارا تقتلها. وقال القنانى: الاسروع: دود حمر الرؤوس بيض الجسد تكون في الرمل، تُشَبَّهُ بها أصابعُ النساء. وأنشد لامرئ القيس: وتعطو برخص غير شثن كأنَّها * أَساريعُ ظبيٍ أو مَساويكُ إِسْحِلِ * وظبيٌ: اسمُ وادٍ، يقال أَساريعُ ظَبْيٍ، كما يقال سيدُ رمل، وضب كدية، وثور عداب. والاسروع أيضا: واحد أساريعِ القوسِ، وهي خطوط فيها وطرائق .
(س ر ع)

السُّرْعة: نقيض البطء. سَرُع سَراعَة، وسِرْعا، وسِرَعا، وسَرَعا، وسَرْعا، وسُرْعةً، فَهُوَ سَرِع، وسَرِيع، وسُراع. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وسَرْعانُ، وَالْأُنْثَى سَرْعَى. وأسْرَع كسَرُع. وَفرق سِيبَوَيْهٍ بَين سَرُعَ وأسرَع، فَقَالَ: أسْرع: طلب ذَلِك من نَفسه، وتكلفه، كَأَنَّهُ أسْرَع الْمَشْي: أَي عجله، وَأما سَرُع فَكَأَنَّهَا غريزة. وَاسْتعْمل ابْن جني أسْرَعَ مُتَعَدِّيا، فَقَالَ - يَعْنِي الْعَرَب: فَمنهمْ من يخف ويُسْرِع قبُول مَا يسمعهُ، فَهَذَا إِمَّا أَن يكون على أَن أسرَعَ يتَعَدَّى بِحرف وَبِغير حرف، وَإِمَّا أَن يكون أَرَادَ إِلَى قبُوله، فَحذف وأوصل.

وسَرَّع: كأسْرَع. قَالَ ابْن أَحْمَر:

أَلا لَا أرَى هَذَا المُسَرِّع سَابِقًا ... وَلَا أحَداً يَرْجُو البَقِيَّةَ باقِيا

وَأَرَادَ بالبقية: الْبَقَاء.

وتَسَرَّعَ الْأَمر: كسَرُعَ. قَالَ الرَّاعِي: فلوْ أنَّ حَقَّ اليْومِ مِنكم إقامَةٌ ... وإنْ كانَ صَرْحٌ قد مضى فتسَرَّعا

وتَسَرَّع بِالْأَمر: بَادر بِهِ.

والمُتَسَرّع: المبادر إِلَى الشَّرّ.

وسارَع إِلَى الْأَمر: كأسرع.

وَجَاء سَرْعا: أَي سَريعا.

وأسْرَع الرجل: سَرُعت دَابَّته، كَمَا قَالُوا: أخف: إِذا كَانَت دَابَّته خَفِيفَة.

وسَرُع مَا فعلت ذَلِك، وسَرْعَ، وسُرْع، وسَرْعانَ مَا يكون ذَاك. وسِرْعانَ، وسُرْعان، كُله اسْم للْفِعْل كشَتَّان. وَقَالَ بشر:

أتخْطُبُ فيهم بعد قَتلِ رِجالِهمْ ... لَسَرْعانَ هَذَا والدّماءُ تَصَبَّبُ

وَفِي الْمثل: " سَرْعان ذَا إهاله ". وأصل هَذَا الْمثل: أَن رجلا كَانَ يُحَمَّق، اشْترى شَاة عجفاء، يسيل رغامها هزالًا، وَسُوء حَال، فَظن انه ودك، فَقَالَ: " سرعَان ذَا إهالة ". وسَرَعانُ النَّاس وسَرْعانهم: أوائلهم المستبقون إِلَى الْأَمر. وسَرَعان الْخَيل: أوائلها. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: " إِذا كَانَ السَّرَعان وَصفا فِي النَّاس، قيل سَرَعان وسَرْعان. وَإِذا كَانَ فِي غير النَّاس، فسَرَعان أفْصح، وَيجوز سَرْعان ". والسَّرَعان: الْوتر الْقوي. قَالَ:

وعَطَّلْتُ قوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعانِها ... وعادَتْ سِهامي بينَ أحْنَى وناصِلِ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: السَرعان: الْعقب الَّذِي يجمع أَطْرَاف الريش، مِمَّا يَلِي الزافرة. وسَرَعان الْفرس: خصل فِي عُنُقه. وَقيل فِي عقبه. الْوَاحِدَة: سَرَعانة.

والسَّرْع والسَّرَع: الْقَضِيب من الْكَرم. وَالْجمع: سُرُوع.

والسَّرَعْرَع: الْقَضِيب مَا دَامَ غضا طريا.

قَالَ يصف الشَّبَاب:

أزْمانَ إذْ كنتُ كنعتِ النَّاعِتِ

سَرَعْرَعا خُوطا كغصْنٍ نابِتِ أَي كالخوط السَّرَعْرَع. والتأنيث على إِرَادَة الشعبة. والسَّرَعْرَعُ: الدَّقِيق الطَّوِيل.

والأسارِيع: الَّتِي يتَعَلَّق بهَا الْعِنَب، وَرُبمَا أكلت وَهِي رطبَة حامضة، الْوَاحِد: أُسْرُوع. واليَسْرُوع، واليُسرُوع، والأَسْرُوع، والأُسرُوع: دود يكون على الشوك. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كَأَنَّهُ ... أسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَساوِيكُ إسحِلِ

ظَبْي: وَاد بتهامة. وَقيل: اليَسْرُوع والأُسْرُوع الدودة الَّتِي تسلخ. فَتَصِير فراشة. قَالَ أَبُو حنيفَة: الأُسْرُوع: طول الشبر أطول مَا يكون. وَهُوَ مزين بِأَحْسَن الزِّينَة، من صفرَة وخضرة، وكل لون لَا ترَاهُ إِلَّا فِي العشب، وَله قَوَائِم قصار، وتأكلها الْكلاب، والذئاب، وَالطير. وَإِذا كثرت أفسدت البقل. فخذعت أَطْرَافه. وأسارِيع الْقوس: الطّرق الَّتِي فِي سيتها.

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

وظَلَّتْ تُعَدَّى مِنْ سَرِيع وسُنْبُكٍ ... تَصَدَّى بأجْوَازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ

فسره ابْن حبيب، فَقَالَ: سَرِيعٌ وسنبك: ضَرْبَان من السّير.

والسَّرْوَعة: الرابية من الرمل وَغَيره. وَفِي الحَدِيث، " فاخذ بِهِ بَين سَرْوَعَتَيَنِ ". حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وسُرَاوع: مَوضِع، عَن الْفَارِسِي. وَأنْشد:

عَفا سَرِفٌ من أَهله فسُرَاوِعُ

وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا هُوَ سَرَاوِع، بِالْفَتْح. وَلم يحك سِيبَوَيْهٍ " فُعاوِل ". ويروى: " فشوارع "، وَهِي رِوَايَة الْعَامَّة.
سرع
سرُعَ يَسرُع، سُرْعَةً، فهو سَرِيع
• سرُعَ الشَّخصُ: عجِل، عكس بطؤ "قلّما تجتمع الجودة والسرعة- العمل الذي يُنجز بسرعة يَسُرّ [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: ألذ من الغنيمة الباردة- {وَلاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يَسْرُعُونَ فِي الْكُفْرِ} [ق]: يسبقون ويعجلون". 

سرِعَ يَسرَع، سَرَعًا، فهو سَرِع وسَرْعانُ/ سَرْعانٌ
• سرِع الشَّخصُ: سرُع؛ عجِل "سرِع نحو الباب". 

أسرعَ/ أسرعَ إلى/ أسرعَ بـ/ أسرعَ في/ أسرعَ لـ يُسرع، إسراعًا، فهو مُسْرِع، والمفعول مُسْرَعٌ (للمتعدِّي)
• أسرع الشَّخصُ: سرُع؛ عجِل.
• أسرع السَّيرَ/ أسرع في السَّير: جَدَّ فيه "أسْرِع حتّى لا تتأخّر- أسرَع الخُطى" ° مِنْ أسرع كثر عِثارهُ.
• أسرع إلى مساعدته/ أسرع بمساعدته/ أسرع في مساعدته/ أسرع لمساعدته: عجَّل وبادر وسابق "أسرع في نقل شخص إلى المستشفى- أسرع بسؤاله- أسرع إلى حجرة النوم-) ولأسرعوا بالفرار يبغونكم الفتنة ([ق] ". 

تسارعَ/ تسارعَ إلى يتسارع، تسارُعًا، فهو مُتسارِع، والمفعول مُتسارَعٌ إليه
• تسارع الشَّيءُ: ازدادت سُرعته، أي عَجَلَته "تسارعت ألسنةُ النّار- بدأت الكرةُ في الانحدار بطيئة ثم تسارعت- يتسارع النُّموّ الاقتصاديّ في البلاد المتقدّمة".
• تسارع إلى الأمرِ: بادَر وعجّل، عكسه تثاقل "تسارَع إلى نجدة رفيقه/ الصلاة". 

تسرَّعَ يتسرَّع، تسرُّعًا، فهو مُتَسَرِّع
• تسرَّع الشَّخصُ: تعجّل وتصرّف بدون تفكير ورويّة "لا تتسرَّع وفكّر جيّدًا قبل اتِّخاذ القرار- من تسرّع في حكم سيسرع إلى ندامة- تسرّع في سيره" ° بتسرُّع: كيفما كان الحال. 

سارعَ إلى/ سارعَ في يسارع، مُسارَعَةً وسِراعًا، فهو مُسارِع، والمفعول مُسارَعٌ إليه
• سارعَ إلى الأمر/ سارعَ في الأمر: أسرع إليه؛ بادَر وعجِل إليه، سابَق "سارَع إلى/ في نجدة رفيقه- {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} - {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} ". 

سرَّعَ يسرِّع، تسريعًا، فهو مُسرِّع، والمفعول مُسرَّع
• سرَّع فلانًا: جعله يُسرع "سرَّع زميلَه في إنجاز العمل".
• سرَّع الشَّيءَ: قوَّى سُرْعتَه، زاد من سُرْعته، عجّله "سرَّع المحرِّك/ خطواته". 

أَسْرَعُ [مفرد]: اسم تفضيل من سرُعَ: أكثر سرعة وإقداما " {وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} " ° أسرعُ من الصَّوت: أكبر بكثير من سرعة الصَّوت داخل الوسط الناقل خاصّة الهواء. 

سَرَع [مفرد]: مصدر سرِعَ. 

سَرِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سرِعَ. 

سَرعانَ/ سُرعانَ/ سِرعانَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل ماضٍ بمعنى عَجِل وأسرع.
2 - صيغة تعجّب غير قياسيّة بمعنى ما أسرع ... ! "سُرْعَان ما امتثل بين يدي القائد!: ما أسرعَ امتثالَهُ بين يدي القائد! ". 

سَرْعانُ/ سَرْعانٌ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سرِعَ. 

سُرْعة [مفرد]: ج سُرُعات (لغير المصدر) وسُرْعات (لغير المصدر): مصدر سرُعَ ° السَّريع النَّبه/ السَّريع النُّبه: الذي يهبُّ من نومه بسرعة- بأقصى سرعة: بأسرع ما يمكن- تخفيف السُّرعة: إبطاؤها- على جناح السُّرعة: سريعًا على عجل.
• السُّرْعة: (فز) المسافة التي يقطعها جسم متحرِّك في وحدة الزَّمن، أو هي نسبة المسافة التي يقطعها الجسمُ إلى الزَّمن الذي قضاه في قطعها? السُّرعة الابتدائيّة: هي السُّرعة التي يبدأ بها الجسم تحرّكه من السكون- السُّرعة القصوى: هي السُّرعة التي يسعى إلى بلوغها جسم يتحرّك في محيط فيه مقاومة تحت تأثير قوّة ثابتة- السُّرعة المتوسطة: هي خارج قسمة المسافة التي يقطعها جسم متحرّك على الزمان الذي قطعها فيه- السُّرعة النِّسبيَّة: هي السُّرعة التي يغيّر فيها جسم موقعه بالنسبة إلى جسم آخر- سرعة التصديق: سهولة كبرى في التصديق- سرعة الخاطر: حضور الذِّهن- مقياس السُّرعة: عدّاد السُّرعة، أداة إظهار السُّرعة.
• سُرْعة الضَّوْء: (فز) المسافة التي يقطعها الضّوء في الفراغ في وحدة زمنيّة وتقدّر بـ 300000 كيلومتر تقريبًا في الثانية.
• سُرْعة الصَّوْت: (فز) المسافة التي يقطعها الصّوت في وحدة زمنيّة، وتقدّر بـ340 مترًا في الثانية. 

سَرِيع [مفرد]: ج سِراع وسُرْعان، مؤ سرِيعة، ج مؤ سِراع:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سرُعَ.
2 - شديد السُّرْعة، عكس بطيء "قطار سريع- سريع الفهم- نود التوصُّل إلى اتِّفاق سريع- ما يأتي سريعًا يذهب سريعًا [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: في التأنِّي السلامة وفي العجلة الندامة- {إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} - {يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا} " ° سريعًا: قريبًا جدًّا، بسرعة شديدة- سريع الأثر: أثره قويّ وواضح- سريع التأثّر/ سريع الغضب: ينفعل بسرعة- سريع الخاطر: حاضر البديهة- سريع الزّوال: عابر- سريع العطب: سهل الانكسار- طلَب سريع: طلب وجبة تُحضَّر وتُقدّم بسرعة- قراءة سريعة: أسلوب سريع في القراءة يعتمد على التصفُّح أو استيعاب عدّة كلمات أو عبارات بلمحة.
• السَّريع:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يشغله حساب أحد أو عقابه عن حساب غيره أو عقابه، أو أنه يحاسب عباده جميعًا يوم القيامة في وقت قصير " {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} - {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَاب} ".
2 - (عر) أحد بحور الشِّعر العربي، ووزنه: مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلن، في كلِّ شطر. 

مِسراع [مفرد]: اسم آلة من سرُعَ وسرِعَ: جهاز يستعمله البحَّارة لقياس سرعة السفينة، ويعبِّرون عن هذه السرعة بالعُقَد. 

سرع

1 سَرُعَ, aor. ـُ inf. n. سِرَعٌ (S, Msb, K) and سَرَعٌ (TA [and mentioned in the K, but app. as a simple subst.,]) and سِرْعٌ and سَرْعٌ and سَرَاعَةٌ (TA) and سُرْعَةٌ, (K,) or this last is a simple subst. from أَسْرَعَ, (Msb,) [but it is also generally used as syn. with the inf. ns. before mentioned when they are employed as simple substs., and is more common than any of them,] He, or it, was quick, expeditious, hasty, speedy, rapid, swift, or fleet: [in course, tendency, action, speech, &c.:] (S, K:) or, said of a man, i. q. أَسْرَعَ [which may mean as above, or he hastened, made haste, or sped,] in his speech and in his actions: (IAar, TA:) but Sb makes a difference between سَرُعَ and أَسْرَعَ: see the latter below: (TA:) one says also سَرِعَ, aor. ـَ a dial. var. of سَرُعَ: and ↓ تسرّع, said of an affair, or event, signifies the same as سَرُعَ. (TA.) One says, السِّرَعَ السِّرَعَ like الوَحَآءَ الوَحَآءَ, (S, K,) i. e. [Make thou] haste; or haste to be first, or before, or beforehand: haste; or haste to be first, &c. (S and TA in art. وحى.) And سَرُعَ مَا فَعَلْتَ ذَاكَ, (S, * TA,) and سَرْعَ, which is a contraction of the former; for the Arabs contract by the suppression of dammeh and kesreh because they are difficult of pronunciation, saying فَخْذٌ for فَخِذٌ and عَضْدٌ for عَضْدٌ, but one should not say حَجْرٌ for حَجَرٌ, (S, TA,) or the like, accord. to the Basrees, though the Koofees allow the contraction in the case of fet-hah also, as in سَلْفَ for سَلَفَ; (M in art. سلف;) and one says also سُرْعَ, as a contraction of سَرُعَ; all meaning سَرْعَانَ [i. e. Quick was thy doing that: or how quick was thy doing that! or, which is nearly the same, excellently quick was thy doing that; for سَرُعَ is similar to قَضُوَ and رَمُوَ, denoting excellence]. (TA.) 2 سَرَّعَ see 4.3 مُسَارَعَةٌ signifies The hastening with another; or vying, or striving, with another, in hastening; or hastening to be, or get, before another or others; (S, K;) إِلَى شَىْءٍ to a thing; (S;) as also ↓ تَسَارُعٌ; syn. مُبَادَرَةٌ; (S, K;) with which, also, [not, however, as it is expl. above, but in the sense of بُدُورٌ, i. e. simply the hastening to a thing,] ↓ إِسْرَاعٌ is syn. (TA.) One says, سَارَعُوا

إِلَى كَذَا and إِلَيْهِ ↓ تسارعوا, [They hastened, one with another, &c., to such a thing,] both signifying the same. (S.) And [of a single person,] سارع إِلَى الشَّىْءِ He hastened to the thing; syn. بادر. (Msb.) And it is said in the Kur [iii. 127], وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [And vie ye, one with another, in hastening to obtain forgiveness from your Lord]. (TA.) And again, [iii. 170,] الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الكُفْرِ Who fall into unbelief hastily, or quickly, (Bd, Jel,) and eagerly. (Bd.) 4 اسرع is originally trans.; (S, K;) [signifying He quickened, or hastened, himself, or his going, &c.;] and hence the saying, in a trad., إِذَا مَرَّ

أَحَدُكُمْ بِطِرْبَالٍ مَائِلٍ فَلْيُسْرِعِ المَشْىَ [When any one of you passes by a high wall, or the like, that is inclining, let him quicken, or hasten, the pace, or going]. (K, * TA.) But [it is used also elliptically, as meaning He hastened, in an intrans. sense; he made haste; he sped; he went quickly; and hence] you say, اسرع فِى السَّيْرِ, (S, K,) like سَرُعَ [He was quick, expeditious, hasty, speedy, rapid, swift, or fleet, in going, journeying, or pace]: (K:) or [rather he hastened, made haste, or sped, therein; for] اسرع signifies he endeavoured, or sought, and affected, to be quick, &c., as though he hastened the pace, or going; but ↓ سَرُعَ denotes what is as it were an innate quality: (Sb:) the verb being originally trans., when you say of one اسرع فى السير it is as though [meaning] he urged himself forward with haste; or he quickened, or hastened, the pace, or going; and it is only because the meaning is understood by the persons addressing one another, that the objective complement is not expressed: (Lth, K:) or the verb may be trans. by means of a particle and without a particle: or when made immediately trans., the phrase may be meant to be understood as elliptical. (TA.) [Accord. to Fei,] اسرع فِى

مَشْيِهِ, &c., inf. n. إِسْرَاعٌ, is originally اسرع مَشْيَهُ [He quickened, or hastened, his pace, or going]; فى being redundant; or اسرع الحَرَكَةَ فِى مَشْيِهِ [he quickened, or hastened, the motion in his going]: and اسرع إِلَيْهِ means اسرع المُضِىَّ إِلَيْهِ [he quickened, or hastened, the going to him]. (Msb.) ↓ سرّع is syn. with اسرع. (TA.) And you say, إِلَى الشَّرِّ ↓ تسرّع, (S, K,) meaning He hastened, or made haste, to [do] evil, or mischief; (K;) as also تزرّع. (Sgh and K in art. زرع.) And ↓ تسرّع بِالأَمْرِ He hastened to do the thing, or affair; syn. بَادَرَ بِهِ. (TA.) See also 3. b2: اسرع إِلَيْهِ occurs in a trad. as meaning He was quick, or hasty, in being angry with him, or in blaming him, or in reviling him. (Mgh.) b3: اسرع بِهِ: see [its contr.] بَطَّأَ بِهِ. b4: أَسْرَعُوا signifies also, Their beasts on which they rode were, or became, quick, swift, or fleet. (Az, S, K.) A2: مَا أَسْرَعَ مَا صَنَعْتَ كَذَا [How quick was thy doing that!]. (S, K.) 5 تَسَرَّعَ see 1 and 4; the latter in two places.6 تَسَاْرَعَ see 3, in two places.

سَرْعٌ [originally an inf. n. of سَرُعَ, like سِرْعٌ and سَرَعٌ accord. to the TA]: see سَرِيعٌ, in two places.

سَرَعٌ: see [1 and] سُرْعَةٌ.

سَرِعٌ: see سَرِيعٌ.

سُرْعَةٌ Quickness, expedition, haste, speed, rapidity, swiftness, or fleetness; [of course, tendency, action, speech, &c.;] (S, K;) as also ↓ سَرَعٌ; (K;) [the former said in the K, and the latter in the TA, to be an inf. n. of سَرُعَ:] and a hastening, making haste, or speeding; i. q. إِسْرَاعٌ [inf. n. of 4]; (TA;) or a subst. therefrom. (Msb.) You say, عَجِبْتُ مِنْ سُرْعَةِ ذَاكَ [I wondered at the quickness, &c., of that]. (S.) سَرْعَانَ and سُرْعَانَ and سِرْعَانَ (S, K) and ↓ سَرُعَانَ, the last with damm to the ر (IAar,) occurring in the phrase سرعانَ ذَا خُرُوجًا, (IAar, S, K,) meaning سَرُعَ ذَا خُرُوجًا [Quick is this in coming forth: or how quick is this in coming forth! or, which is nearly the same, excellently quick &c.], (S, K,) are dial. vars., changed from the original form, which is سَرُعَ, and, for this reason, (S,) made indecl., with the final vowel of سَرُعَ for their termination. (S, K.) The word سرعان is used as a simple enunciative [placed before its inchoative], and also as an enunciative denoting wonder: [see بُطْآنَ:] and hence the saying, (K,) لَسَرْعَانَ مَا صَنَعْتَ كَذَا How quick was thy doing that! (S, K.) The saying سَرَعَانَ ذَا إِهَالَةٌ originated from the fact that a man had a lean ewe, her snivel running from her nostrils by reason of her leanness, and it being said to him “ What is this? ” he answered, “Her grease: ” whereupon the asker said as above: the last word is in the accus. case as a denotative of state; and the meaning is, Quick, or how quick, is this snivel [coming forth] in the state of melted grease! or the last word is a specificative, under the supposition that the action is transferred [from its proper agent, which thus becomes a specificative], as in the phrase تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقًا; and the meaning to be understood is, Quick, or how quick, is the melted grease of this! the saying is applied to him who tells of a thing's coming to pass before its time: (O, K:) it is a prov. (TA.) A2: سَرْعَانُ; and its fem., سَرْعَى: see سَرِيعٌ, in two places: see also the paragraph here next following, in two places, سَرَعَانُ النَّاسِ, (S, Mgh, Msb, K,) and ↓ سَرْعَانُ الناس, (IAar, K,) The first, or foremost, of the men, or people, (IAar, S, Mgh, Msb, K,) striving, one with another, to be the first to do a thing; (K;) so says As, with reference to soldiers hastening: (TA:) the former word in this phrase is [distinguished from سَرْعَانَ in being] declinable in every case: (S:) in two trads. in which the phrase occurs, we find it differently related, سَرَعَان and سُرْعَان; the latter being pl. of سَرِيعٌ. (TA.) سَرَعَانُ الخَيْلِ, also, signifies The first or foremost, of the horsemen, and sometimes they said الخيل ↓ سَرْعَانُ. (K.) Abu-l-'Abbás says that when سرعان is an epithet applied to men, it has both of the above-mentioned forms; but when applied to others, the former is the more chaste, though the latter is allowable. (TA.) سَرُعَانَ: see سَرْعَانَ.

سُرَاعٌ; and its fem., with ة: see what next follows, in three places.

سَرِيعٌ Quick, expeditious, hasty, speedy, rapid, swift, or fleet; [in course, tendency, action, speech, &c.;] (S, Msb, * TA;) as also ↓ سَرِعٌ [and ↓ سَرْعٌ] and ↓ سُرَاعٌ, of which the fem. is with ة, and ↓ سَرْعَانُ, of which the fem. is سَرْعَى; (TA;) i. q. ↓ مُسْرِعٌ, (K,) which signifies as above; (TA;) [and which also signifies hastening, making haste, or speeding;] and ↓ مِسْرَعٌ, also, signifies quick, &c., (سَرِيع,) to [do] good or evil: (K:) the pl. of سريع is سُرْعَانٌ, (K,) and سِرَاعٌ is [also a pl. of the same,] syn. with مُسْرِعُونَ. (Msb.) You say, فَرَسٌ سَرِيعٌ and ↓ سُرَاعٌ [A quick, swift, or fleet, horse]: (IB:) and ↓ حِجْرٌ سُرَاعَةٌ meaning سَرِيعَةٌ [a quick, swift, or fleet, mare]. (K.) and ↓ اِسْعَ عَلَى رِجْلِكَ السَّرْعَى [Go thou quickly; lit. go thou, or walk thou, or run thou, upon thy quick, or swift, leg]. (Fr.) And ↓ جَآءَ سَرْعًا meaning سَرِيعًا [He, or it, came quickly, hastily, speedily, &c.]. (TA.) And God is said [in the Kur ii. 198, &c.] to be سَرِيعُ الحِسَابِ [Quick in reckoning], meaning that his reckoning will inevitably come to pass; or that one reckoning will not divert Him from another reckoning, nor one thing from another thing; or that his actions are quick, none of them being later than He desireth, because it is done without manual operation and without effort, so that He will reckon with mankind, after raising them from death and congregating them, in the twinkling of an eye, without numbering, or calculating: (K:) and [in like manner He is said in the same, chap. vi., last verse, to be] سَرِيعُ العِقَابِ [quick in punishing]. (El-Mufradát, B.) b2: Also A certain kind of going, or pace; coupled with سُنْبُكٌ, which signifies another kind thereof. (Ibn-Habeeb, TA.) b3: [السَّرِيعُ The ninth metre (بَحْر) in prosody, in which each hemistich originally consisted of مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولَاتُ.] b4: And أَبُو سَرِيعٍ

The [shrub called] عَرْفَج: or the fire that is therein. (K. [See زَحْفَةٌ.]) A2: Also A shoot, or twig, that falls from the بَشَام [or tree of the balsam of Mekkeh]: pl. سِرْعَانٌ and سُرْعَانٌ. (K.) أَسْرَعُ [More, and most, quick, expeditious, hasty, speedy, rapid, swift, or fleet, of course, tendency, action, speech, &c.]. [It is said, of God, in the Kur vi. 62,] وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ [And He is the quickest of the reckoners]. (K.) [The fem.] سُرْعَى is applied to a she-camel by Honeyf El-Hanátim [as meaning Surpassingly quick or fleet]. (IAar, TA in art. بهى.) مُسْرِعٌ: see سَرِيعٌ.

مِسْرَعٌ: see سَرِيعٌ.

مِسْرَاعٌ Very quick, or hasty, (K, TA,) to [do] good or evil, (K,) or in affairs. (TA.)

سرع: السُّرْعةُ: نقِيضُ البُطْءِ. سَرُعَ يَسْرُعُ سَراعةً وسِرْعاً

وسَرْعاً وسِرَعاً وسَرَعاً وسُرْعةً، فهو سَرِعٌ وسَرِيعٌ وسُراعٌ،

والأُنثى بالهاء، وسَرْعانُ والأُنثى سَرْعَى، وأَسْرَعَ وسَرُعَ، وفرق سيبويه

بين سَرُع وأَسْرَعَ فقال: أَسْرَعَ طَلَبَ ذلك من نفسه وتَكَلَّفه كأَنه

أَسرَعَ المشي أَي عَجّله، وأَما سرُع فكأَنها غَرِيزةٌ. واستعمل ابن

جني أَسرَع متعدِّياً فقال يعني العرب: فمنهم من يَخِفُّ ويُسْرِعُ قبولَ

ما يسمعه، فهذا إِمَّا أَن يكون يتعدى بحرف وبغير حرف، وإِما أَن يكون

أَراد إِلى قبوله فحذف وأَوصل. وسَرَّع: كأَسْرَعَ؛ قال ابن أَحمر:

أَلا لا أَرى هذا المُسَرِّعَ سابِقاً،

ولا أَحَداً يَرْجُو البَقِيّةَ باقِيا

وأَراد بالبقية البَقاء. وقال ابن الأَعرابي: سَرِع الرجلُ إِذا أَسرَع

في كلامه وفِعاله. قال ابن بري: وفرس سَريعٌ وسُراعٌ؛ قال عمرو بن

معديكرب:

حتى تَرَوْهُ كاشِفاً قِناعَهْ،

تَغْدُو بِه سَلْهَبةٌ سُراعَهْ

وأَسْرَعَ في السير، وهو في الأَصل متعدّ. وعجبت من سُرْعةِ ذاك وسِرَعِ

ذاك مثال صِغَرِ ذاك؛ عن يعقوب. وفي حديث تأْخير السَّحُورِ: فكانت

سُرْعتي أَن أُدْرِكَ الصلاةَ مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يريد

إِسراعي، والمعنى أَنه لِقُرْبِ سحُورِه من طلوع الفجر يدرك الصلاة بإِسراعه.

ويقال: أَسرَعَ فلان المشي والكتابة وغيرهما، وهو فعل مجاوز. ويقال: أَسرع

إِلى كذا وكذا؛ يريدون أَسرَعَ المضيّ إِليه، وسارَعَ بمعنى أَسرعَ؛

يقال ذلك للواحد، وللجميع سارَعوا. قال الله عز وجل: أَيحسَبُونَ أَن ما

نُمِدُّهُم به من مال وبنين نُسارِعُ لهم في الخيرات؛ معناه أَيحسبون أَن

إِمدادَنا لهم بالمال والبنين مجازاة لهم وإِنما هو استدراج من الله لهم،

وما في معنى للذي أَي أَيحسبون أَن الذي نمدهم به من مال وبنين، والخبر

محذوف، المعنى نسارع لهم به. وقال الفراء: خبر أَن ما نمدهم به قوله نسارع

لهم، واسم أَنَّ ما بمعنى الذي، ومن قرأَ يُسارِعُ لهم في الخيرات فمعناه

يُسارِعُ لهم به في الخيرات فيكون مثل نُسارِعُ، ويجوز أَن يَكون على

معنى أَيحسبون إِمدادنا يُسارِعُ لهم في الخيرات فلا يحتاج إِلى ضمير، وهذا

قول الزجاج.

وفي حديث خيفان: مَسارِيعُ في الحرب؛ هو جمع مِسْراع وهو الشديد

الإِسْراع في الأُمور مثل مِطْعانٍ ومَطاعِينَ وهو من أَبنية المبالغة. وقولهم:

السَّرَعَ السَّرَعَ مثال الوَحَا. وتسرَّعَ الأَمرُ: كسَرُعَ؛ قال

الراعي:

فلو أَنّ حَقّ اليَوْم مِنْكُم إِقامةٌ،

وإِن كان صَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا

وتَسَرَّعَ بالأَمر: بادَرَ به. والمُتَسَرِّعُ: المُبادِرُ إِلى

الشَّرِّ، وتَسَرَّعَ إِلى الشرِّ، والمسْرَعُ: السَّريعُ إِلى خير أَو شرّ.

وسارعَ إِلى الأَمر: كأَسْرَعَ. وسارَعَ إِلى كذا وتَسَرَّع إِليه بمعنًى.

وجاء سرَعاً أَي سَريعاً. والمُسارَعةُ إِلى الشيء: المُبادَرَةُ إِليه.

وأَسرَع الرجلُ: سَرُعَتْ دابَّته كما قالوا أَخَفَّ إِذا كانت دابته

خفيفة، وكذلك أَسرَعَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم سِراعاً.

وسَرُعَ ما فعلْتَ ذاك وسَرْعَ وسُرْعَ وسَرْعانَ ما يكونُ ذاك؛ وقول

مالك بن زغبة الباهلي:

أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ،

وحَبْلُ الوَصْلِ مُنتكِثٌ حَذِيقُ؟

أَراد سَرُعَ فخفف، والعرب تخفف الضمة والكسرة لثقلهما، فتقول للفَخِذِ

فَخْذٌ، وللعَضُدِ عَضْدٌ، ولا تقول للحَجَر حَجْر لخفة الفتحة. وقوله:

أَنَوْراً معناه أَنَواراً ونِفاراً يا فَرُوقُ، وما صلة، أَراد سَرُعَ ذا

نَوْراً. وتقول أَيضاً: سِرْعانَ وسُرْعانَ، كله اسم للفعل كَشَتان؛

وقال بشر:

أَتَخْطُبُ فيهم بَعْدَ قتْلِ رِجالِهم؟

لَسَرْعانَ هذا، والدِّماءُ تَصَبَّبُ

ابن الأَعرابي: وسَرْعانَ ذا خُروجاً وسَرُعانَ ذا خروجاً، بضم الراء،

وسِرْعانَ ذا خروجاً. قال ابن السكيت: والعرب تقول لَسَرْعانَ ذا

خُرُوجاً، بتسكين الراء، وتقول لَسَرُعَ ذا خروجاً، بضم الراء، وربما أَسكنوا

الراء فقالوا سَرْعَ ذا خروجاً أَي سَرُعَ ذا خُروجاً. ولَسَرْعانَ ما

صَنَعْتَ كذا أَي ما أَسْرَعَ. وفي المثل: سَرْعانَ ذا إِهالةً؛ وأَصل هذا

المثل أَن رجلاً كان يُحَمَّقُ، اشترى شاة عَجْفاءَ يَسِيلُ رُغامُها

هُزالاً وسُوءَ حال، فظن أَنه وَدَكٌ فقال: سَرْعانَ ذا إِهالةً.

وسَرَعانُ الناسِ وسَرْعانُهم: أَوائِلُهم المستبقون إِلى الأَمر.

وسَرَعانُ الخيلِ: أَوائِلُها؛ قال أَبو العباس: إِذا كان السَّرَعانُ وصفاً

في الناس قيل سَرَعانُ وسَرْعانُ، وإِذا كان في غير الناس فسَرَعانُ

أَفصح، ويجوز سَرْعان. وقال الأَصمعي: سَرَعانُ الناسِ أَوائِلُهم فحرَّك لمن

يُسْرِعُ من العسكر، وكان ابن الأَعرابي يسكن الراء فيقول سرْعان الناس

أَوائلهم؛ وقال القطامي في لغة من يثقل ويقول سَرَعانَ:

وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبةَ غُدْوةً،

فَيُغَيِّفُونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا

قال الجوهري في سَرَعانِ الناس: يلزم الإِعرابُ نونَه في كل وجه. وفي

حديث سَهْو الصلاة: فخرج سَرَعانُ الناسِ. وفي حديث يوم حُنَينٍ: فخرج

سَرَعان الناس وأَخِفّاؤُهُم. والسَّرَعانُ: الوَتَرُ القوي؛ قال:

وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعانِها،

وعادَتْ سِهامي بَينَ أَحْنَى وناصِلِ

الأَزهري: وسَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَيْنِ شِبْهُ الخُصَل تَخْلُص من

اللحم ثم تُفْتَلُ أَوتاراً للقِسِيّ يقال لها السرَعانُ؛ قال: سمعت ذلك من

العرب، وقال أَبو زيد: واحدة سَرَعانِ العَقَبِ سَرَعانةٌ؛ وقال أَبو

حنيفة: السَّرَعانُ العَقَبُ الذي يجمع أَطرافَ الريش مما يلي الدائرة.

وسَرَعانُ الفرس: خُصَلٌ في عُنقه، وقيل: في عَقِبه، الواحدة سَرَعانة.

والسَّرْعُ والسِّرْعُ: القَضِيبُ من الكرْم الغَضُّ، والجمع سُرُوعٌ.

وفي التهذيب: السَّرْعُ قَضِيب سنة من قُضْبان الكرْم، قال: وهي تَسْرُعُ

سُرُوعاً وهنّ سَوارِعُ والواحدة سارِعةٌ. قال: والسَّرْعُ والسِّرْعُ

اسم القضيب من ذلك خاصّة. والسرَعْرَعُ: القضيب ما دام رَطْباً غضّاً

طرِيّاً لسَنَتِه، والأُنثى سَرَعْرَعةٌ. وكل قضيب رَطْب سِرْعٌ وسَرْعٌ

وسَرَعْرَعٌ؛ قال يصف عُنْفُوانَ الشباب:

أَزْمانَ، إِذْ كُنْتَ كَنَعْتِ الناعِتِ

سَرَعْرَعاً خُوطاً كَغُصْنٍ نابِتِ

أَي كالخُوطِ السَّرَعْرَعِ، والتأْنيثُ على إِرادةِ الشُّعْبة. قال

الأَزهري: والسَّرْغُ، بالغين المعجمة، لغة في السَّرْع بمعنى القضيب

الرطْب، وهي السُّرُوعُ والسُّروغُ. والسَّرَعْرَعُ: الدقيق الطويل.

والسَّرَعْرَعُ: الشابُّ الناعم اللدْنُ. الأَصمعي: شَبَّ فلان شباباً سَرَعْرَعاً.

والسَّرَعْرَعةُ من النساء: الليِّنة الناعمةُ.

والأَسارِيعُ: شُكُرٌ تَخْرُجُ في أَصلِ الحَبلةِ. والأَسارِيعُ: التي

يتعلق بها العنب، وربما أُكلت وهي رَطْبَةٌ حامضةٌ. الواحِدُ أُسْرُوعٌ.

واليَسْرُوع واليُسْروعُ والأَسْرُوع: دُودٌ يكون على الشوْك، والجمع

الأَسارِيعُ، وقيل: الأَسارِيعُ دُودٌ حُمْرُ الرؤوس بيض الأَجساد تكون في

الرمل تُشَبَّه بها أَصابع النساء، وقال الأَزهري: هي دِيدانٌ تظهر في

الربيع مُخَطَّطة بسواد وحمرة؛ قال امرؤ القيس:

وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كأَنه

أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مساوِيكُ إِسْحِلِ

وظَبْيٌ: اسم وادٍ بِتِهامةَ. يقال: أَسارِيعُ ظَبْي كما يقال سِيدُ

رَمْل وضَبُّ كُدْيةٍ وثَوْرُ عَدابٍ، وقيل: اليُسْرُوعُ والأُسْرُوعُ

الدُّودةُ الحمراء تكون في البقْل ثم تنسلخ فتصير فَراشة. قال ابن بري:

اليُسْرُوعُ أَكبر من أَن ينسلخ فيصير فراشة لأَنها مقدار الإِصْبَعِ ملْساءُ

حمراءُ، والأَصل يَسْرُوعٌ لأَنه ليس في الكلام يُفْعُولٌ، قال سيبويه:

وإِنما ضموا أَوّله إِتباعاً لضم الراء كما قالوا أَسْوَدُ بن يعْفُر؛ قال

ذو الرمة:

وحتى سَرَتْ بعد الكَرَى في لَوِيِّه

أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ

واللَّوِيُّ: ما ذَبَلَ من البَقْل؛ يقول: قد اشتدّ الحرّ فإِن

الأَسارِيعَ لا تَسْرِي على البقل إِلاَّ ليلاً لأَن شدة الحر بالنهار تقتلها.

وقال أَبو حنيفة: الأُسْرُوعُ طُولُ الشِّبْرِ أَطولُ ما يكون، وهو

مُزَيَّن بأَحسن الزينة من صفرة وخُضرة وكل لون لا تراه إِلا في العُشب، وله

قوائم قصار، وتأْكلها الكلاب والذئاب والطير، وإِذا كَبِرَتْ أَفسدت البقل

فَجَدّعتْ أَطرافَه. وأُسْرُوعُ الظَّبْي: عَصَبةٌ تَسْتَبْطِنُ رجله

ويده. وأَسارِيعُ القَوْسِ: الطُّرَقُ والخُطُوطُ التي في سِيَتها، واحدها

أُسْرُوعٌ ويُسْرُوعٌ، وواحدة الطُّرَقِ طُرْقةٌ. وفي صفته، صلى الله عليه

وسلم: كأَنَّ عُنُقَه أَسارِيعُ الذهب أَي طَرائِقُه. وفي الحديث: كان

على صدره الحَسن أَو الحسين فبالَ فرأَيت بوله أَسارِيعَ أَي طرائقَ.

وأَبو سَرِيعٍ: هو النار في العَرْفَجِ؛ وأَنشد:

لا تَعْدِلَنَّ بأَبِي سَرِيعِ،

إِذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقِيعِ

والصَّقِيعُ: الثَّلْج؛ وقول ساعِدةَ بن جُؤَيّة:

وظَلَّتْ تُعَدَّى مِن سَرِيعٍ وسُنْبُك،

تَصَدَّى بأَجوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ

فسره ابن حبيب فقال: سَرِيعٌ وسُنْبُكٌ ضَرْبان من السَّيْرِ.

والسَّرْوَعةُ: الرابِيةُ من الرمل وغيره. وفي الحديث: فأَخَذَ بهم بين

سَرْوَعَتَيْنِ ومالَ بهم عن سَنَنِ الطريق؛ حكاه الهرويّ. وقال

الأَزهري: السَّرْوَعةُ النَّبَكةُ العظيمة من الرمْل، ويجمع سَرْوَعاتٍ

وسَراوِعَ. قال الأَزهري: والزَّرْوَحةُ مثل السرْوعةِ تكون من الرمل

وغيره.وسُراوِعٌ: موضع؛ عن الفارسي؛ وأَنشد لابن ذَريح:

عَفا سَرِفٌ من أَهْلِه فَسُراوِعُ

(* قوله «عفا إلخ» تمامه كما في شرح القاموس:

فؤادي قديد فالتلاع الدوافع

وقال إنه عن الفارسي بضم السين وكسر الواو.)

وقال غيره: إِنما هو سَرَاوِع، بالفتح، ولم يحك سيبويه فُعاوِلٌ، ويروى:

فَشُراوِع، وهي رواية العامّة.

سرع
السَّرَعُ، مُحَرَّكَةً، وكِعِنَبٍ، والسُّرعَةُ، بالضَّمِّ: نَقيضُ البُطءِ، سَرُعَ، ككَرُمَ، سُرعَةً، بالضَّمِّ، وسَراعَةً وسِرْعاً، بالكَسر، وسِرَعاً، كعِنَبٍ، وسَرْعاً، بِالْفَتْح، وسَرَعاً، مُحَرَّكَةً، فَهُوَ سَريعٌ وسَرِعٌ وسُراعٌ، والأُنثى بهاءٍ، وسَرْعانُ، والأُنثى سَرْعَى. ويُقال: سَرِعَ، كعَلِمَ. قَالَ الأَعشى يُخاطِبُ ابنتَه:
(واستَخبِري قافِلَ الرُّكْبانِ وانتَظِري ... أَوْبَ المُسافِرِ إنْ رَيْثاً وإنْ سَرَعا)
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وعجِبْتُ من سُرعَةِ ذاكَ، وسَرِعَ ذاكَ، مثل: صَغِرَ ذاكَ، عَن يعقوبَ. وَالله عزَّ وجَلَّ سَريع الحِسابِ، أَي حِسابُهُ واقِعٌ لَا مَحالَةَ، وكُلُّ واقِعٍ فَهُوَ سَريعٌ، أَو سُرعَةُ حِسابِ الله: أَنَّه لَا يَشْغَلُه حِساب وَاحِد عَن حِسَاب آخَرَ، وَلَا يَشْغَلُه شيءٌ عَن شيءٍ، أَو معناهُ: تُسرِعُ أَفعالُه، فَلَا يُبطِئُ شيءٌ مِنْهَا عمّا أَرادَ، جلَّ وعَزَّ، لأَنَّه بِغَيْر مُباشَرَةٍ وَلَا عِلاجٍ، فَهُوَ سبحانَه وَتَعَالَى يُحاسِبُ الخَلْقَ بعدَ بَعثِهِم وجَمعِهم فِي لَحْظَةٍ بِلا عَدٍّ وَلَا عَقْدٍ، وَهُوَ أَسرَع الحاسِبينَ.
وَفِي المُفرَداتِ والبَصائر: وقولُه عَزَّ وجَلَّ: إنَّ اللهَ سريعُ الحِسابِ وسَريعُ العِقابِ تنبيهٌ على مَا قَالَ عَزَّ وجَلَّ: إنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئا أَنْ يَقولَ لهُ كُنْ فَيكون. وكأَميرٍ: سَريعُ بنُ عِمرانَ الهُذَلِيُّ الشّاعِرُ لم أَجِدْ لَهُ ذِكراً فِي ديوانِ أَشعارِهِم رِواية أَبي بكر الْقَارِي. السَّريعُ: المُسْرِعُ، وَهَذَا يدلُّ على أَنَّ سَرُعَ وأَسْرَعَ واحِدٌ، وَقد فرَّق سِيبَوَيْهٍ بَينهمَا، كَمَا سيأْتي، ج: سُرعانٌ، بالضَّمِّ، ككَثيبٍ وكُثبانٍ، وَبِه رُويَ حديثُ ذِي اليَدَينِ: فخَرَجَ سُرعانُ النّاسِ، على مَا سمعْتُه من شَيْخي العَلاّمَةِ السَّيِّدِ مَشهورِ بنِ المُستَريحِ الأَهدَلِيّ الحُسَيْنِيّ حينَ إقرائه صحيحَ البُخارِيِّ فِي ثَغْرِ الحُدَيِّدَةِ، أَحَد ثُغور اليَمَنِ فِي سنة أَلف وَمِائَة وأَربعةٍ وستِّينَ. السَّريعُ: القضيبُ يَسقطُ من البَشامِ، ج: سِرْعانٌ، بالكَسر، وسيأْتي فِي آخر المادَّةِ أَنَّه يُجْمَعُ بالضَّمِّ والكَسْرِ. وأَبو سَريعٍ: كُنيَةُ العَرْفَجِ، أَو النّار الَّتِي فِيهِ، وَهَذَا قولُ أَبي عَمروٍ، وأَنشدَ:
(لَا تَعْدِلَنَّ بأَبي سَريعٍ ... إِذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقيعِ)
والصَّقيع: الثَّلج. سريعَةُ، كسَفينَةٍ: اسمُ عَيْنٍ. وحِجْرٌ سُراعَةٌ، كثُمامَةٍ: سَريعَةُ، قَالَت امرأَةُ قيس)
بنِ رِفاعَةَ:
(أَيْنَ دُرَيْدٌ فَهُوَ ذُو بَراعَهْ ... حتّى تَروْهُ كاشِفاً قِناعَهْ)
تَعدو بهِ سَلْهَبَةٌ سُراعَهْ هَكَذَا أَنشدَه ابنُ دُرَيْدٍ، كَمَا فِي الْعباب والتَّكملةِ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: فرّسٌ سَريعٌ وسُراعٌ، قَالَ عَمرو بن مَعديكَرِبَ: حتّى تَرَوْهُ كاشِفاً ... إِلَى آخِرِه.
قولُهم: السَّرَعَ السَّرَع، أَي الوَحَا الوَحا، هَكَذَا هُوَ مُحَرَّكاً، كَمَا هُوَ مضبوطٌ عندنَا، وَفِي الصِّحاحِ: كعِنَبٍ فيهِما، وضَبَطَ الوَحا بالقَصْرِ وبالمَدِّ. قولُهُم: سَرْعانَ ذَا خُروجاً، مُثلَّثة السّينِ، عَن الكِسائيِّ، كَمَا نَقله الزَّمخشريُّ، أَي سَرُعَ ذَا خُروجاً، نُقِلَتْ فَتْحَةُ العَينِ إِلَى النُّونِ، لأَنَّه مَعدولٌ من سَرُعَ فبُنِيَ عَلَيْهِ كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبابِ. وسَرْعانَ: يُستعمَلُ خَبراً مَحْضاً، وخَبراً فِيهِ معنى التَّعَجُّبِ، وَمِنْه قولُهم: لَسَرْعانَ مَا صَنَعْتَ كَذَا، أَي مَا أَسْرَعَ، وَقَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
(أَتَخْطُبُ فيهِم بعدَ قتلِ رِجالِهِم ... لَسَرْعانَ هَذَا والدِّماءُ تَصَبَّبُ)
وَفِي العُباب:
(وحالَفْتُمْ قَوْماً هَراقوا دِماءَكُم ... لَسَرْعانَ ... إِلَخ)
ويُرْوَى: لَوَشْكَانَ، وَهَذِه الرِّوايَةُ أَكثرُ. وَأما قولُهم فِي المثَل: سرْعانَ ذَا إهالَةً، فأصلُه أنّ رجُلاً كَانَت لَهُ نَعْجَةً عَجْفَاءُ، ورُغامُها يسيلُ من مَنْخِريْها لهُزالِها، فَقيل لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي يسيلُ فَقَالَ: ودَكُها، فَقَالَ السائلُ ذَلِك القَولَ. هَذَا نَصُّ العُباب. وَفِي اللِّسان: وأصلُ هَذَا المثَلِ أنّ رجلا كَانَ يُحَمَّقُ، اشْترى شَاة عَجْفَاءَ يسيلُ رُغامُها هُزالاً وسُوءَ حالٍ، فظنَّ أنّه وَدَكٌ، فَقَالَ: سَرْعَان ذَا إهالَةً، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَنَصَبَ إهالةً على الحالِ وَذَا: إشارةٌ إِلَى الرُّغام، أَي سَرُعَ هَذَا الرُّغامُ حالَ كَوْنِه إهالَةً. أَو هُوَ تَمْيِيزٌ على تقديرِ نَقْلِ الفِعلِ، كقَولِهم: تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقَاً، وَالتَّقْدِير: سَرْعَانَ إهالَةُ هَذِه. يُضرَبُ مثَلاً لمَن يُخبِرُ بكَيْنونَةِ الشيءِ قَبْلَ وَقْتِه، كَمَا فِي العُباب.
وسَرَعَانُ النَّاس، مُحرّكةً: أوائلُهم المُستَبِقونَ إِلَى الْأَمر، قَالَه الأَصْمَعِيّ فيمَن يُسرِعُ من العَسكَر. كَانَ ابْن الأَعْرابِيّ يُسَكِّن، وَيَقُول: سَرْعَانُ الناسِ: أوائِلُهم. وَقَالَ القُطامِيُّ فِي لغةِ مَن يُثَقِّل: فَيَقُول: سَرَعَان::)
(وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتيبةَ غُدْوَةً ... فيُغَيِّفونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا) وَقَالَ الجَوْهَرِيّ فِي سَرَعَانِ الناسِ بِالتَّحْرِيكِ: أوائلُهم: يلزمُ الإعرابُ نُونَه فِي كلِّ وَجْهٍ، وَفِي حديثِ سَهْوِ الصلاةِ: فَخَرَجَ سَرَعَانُ الناسِ، وَكَذَا حديثُ يومِ حُنَيْنٍ: فَخَرَجَ سَرَعَانُ الناسِ وأَخِفَّاؤُهُم رُوِيَ فيهمَا بالفَتْح والتحريك، ويُروى بالضَّمّ أَيْضا، على أنّه جَمْعُ سَريع، كَمَا تقدّم. السَّرَعان من الخَيل: أوائِلُها وَقد يُسَكَّن. قَالَ أَبُو العبّاسِ: إنْ كَانَ السَّرَعانُ وَصْفَاً فِي النَّاس قيل: سَرَعَانُ وسَرْعَانُ، وَإِذا كَانَ فِي غيرِ الناسِ فَسَرَعانُ أَفْصَح، ويجوزُ سَرْعَان.
السَّرَعان مُحرّكةً: وَتَرُ القَوسِ عَن أبي زَيْدٍ، قَالَ ابنُ مَيّادَة:
(وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعَانِها ... وعادَتْ سِهامِي بَيْنَ رَثٍّ وناصِلِ)
ويُروى بَين أَحْنَى وناصِل. أَو سَرَعَانُ عَقَبِ المَتْنَيْن: شِبهُ الخُصَل، تُخَلَّصُ من اللَّحمِ، ثمّ تُفتَلُ أَوْتَاراً للقِسيِّ العرَبِيّة، قَالَ الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ ذَلِك من الْعَرَب، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الواحدَةُ بهاءٍ. أَو السَّرَعان: الوَتَرُ القَوِيّ، وَهُوَ بعَينِه مثلُ قَوْلِ أبي زَيْدٍ الَّذِي تقدّم. أَو السَّرَعان: العَقَبُ الَّذِي يَجْمَعُ أَطْرَافَ الرِّيشِ مِمَّا يَلِي الدائرَةَ، وَهَذَا قولُ أبي حَنيفَة. أَو خُصَلٌ فِي عُنُقِ الفرَسِ، أَو فِي عقَبِه، الواحدةُ سَرَعَانَةٌ. أَو السَّرَعان بالتَّحريك: الوتَرُ المأخوذُ من لَحْمِ المَتْنِ، وَمَا سِواهُ ساكِنُ الرَّاء. والسَّرْع، بالفَتْح، ويُكْسَرُ: قَضيبٌ من قُضبانِ الكَرْمِ الغَضِّ لسَنَتِه والجَمع: سُروع، أَو كلُّ قضيبٍ رَطْبٍ سَرْعٌ، كالسَّرَعْرَعِ وَفِي التَّهْذِيب: السَّرْع: قضيبُ سَنَةٍ من قُضبانِ الكَرْم، قَالَ: وَهِي تَسْرُعُ سُروعاً، وهُنَّ سَوارِعُ، والواحدةُ سارِعَةٌ. قَالَ: والسَّرْع: اسْم القضيبِ من ذَلِك خاصَّةً. والسَّرَعْرَع: القضيبُ مَا دامَ رَطْبَاً غَضَّاً طَريَّاً لسَنَتِه، والأُنثى سَرَعْرَعَةٌ، وأنشدَ الليثُ:
(لمّا رَأَتْني أمُّ عمروٍ أَصْلَعا ... وَقد تَراني لَيِّناً سَرَعْرَعا)
أَمْسَحُ بالأدْهانِ وَحْفَاً أَفْرَعا قَالَ الأَزْهَرِيّ: والسَّرْغُ بالغَين المُعجَمةِ: لغةٌ فِي السَّرْع، بِمَعْنى القَضيبِ الرَّطب، وَهِي السُّرُوع والسُّروغ. والسَّرَعْرَع أَيْضا: الدَّقيقُ الطَّوِيل، عَن الليثِ، وَأنْشد: ذاكَ السَّبَنْتَى المُسبِلَ السَّرَعْرَعا السَّرَعْرَعُ أَيْضا: الشابُّ الناعمُ اللَّدْن، وَوَقَعَ فِي نسخِ العُباب: الناعم البدَنِ، والأُولى الصوابُ، قَالَ الأَصْمَعِيّ: شَبَّ فلانٌ شَباباً سَرَعْرَعاً. والسَّرَعْرَعَةُ من النِّسَاء: اللَّيِّنَةُ الناعِمة. المِسْرَع،)
كمِنْبَرٍ: السريعُ إِلَى خَيْرٍ أَو شَرٍّ. المِسْراع، كمِحْرابٍ: أَبْلَغُ مِنْهُ، أَي الشديدُ الإسراعِ فِي الْأُمُور، مثلُ مِطْعانٍ، وَهُوَ من أَبْنِيَةِ المُبالَغة. وَفِي الحَدِيث أَي حديثِ خَيْفَان وَفِي العُبابِ: عُثْمَان رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وأمّا هَذَا الحَيُّ من مَذْحِجٍ، فَمَطَاعيمُ فِي الجَدْبِ، مَساريعُ فِي الحَرب وَقد تقدّمَ فِي جَدب. والسَّرْوَعَةُ، كالزَّرْوَحَةِ زِنَةً ومَعنىً: الرّابِيَةُ من الرملِ وغَيرِه، نَقَلَهلِابْنِ ذَريحٍ:
(عَفا سَرِفٌ من أَهْلِه فسُراوِعُ ... فوادي قُدَيْدٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ)
وَقَالَ غَيْرُه: إنّما هُوَ سَراوِع، بالفَتْح، وَلم يَحْكِ سِيبَوَيْهٍ فُعاوِل، ويُروى: فشُراوِع، وَهِي روايةُ العامّة. والأَساريع: شُكُرٌ تَخْرُجُ فِي أصلِ الحَبَلَةِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وزادَ غَيْرُه: وَهِي الَّتِي يَتَعَلَّقُ بهَا العِنَبُ، وربّما أُكِلَت وَهِي رَطْبَة حامِضة الواحدُ أُسْروعٌ. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: الأَساريع: ظَلْمُ الأَسْنانِ وماؤُها، يُقَال: ثَغْرٌ ذُو أساريعَ أَي ظَلْمٍ، وَقيل: خُطوط وطرُق، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ، قَالَ)
غيرُه: الأساريع: خطوطٌ وطَرائقُ فِي سِيَةِ القَوسِ واحدُهما أُسْروعٌ ويُسْروع. وَفِي صفتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم كأنَّ عنُقَه أساريعُ الذَّهَبِ أَي طرائِقُه، وَفِي الحديثِ: كَانَ على صَدْرِه الحسَنُ أَو الحُسَيْنُ، فبالَ، فَرَأَيتُ بَوْلَه أساريعَ أَي طَرائق. الأساريع: دُودٌ يكون على الشَّوْك، وَقيل: دودٌ بِيض الأجْسادِ حُمرُ الرُّؤوسِ يكون فِي الرَّمْل، تُشَبَّه بهَا أصابِعُ النِّساءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن القَنانيِّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هِيَ دِيدانٌ تَظْهَرُ فِي الرّبيع، مُخطَّطَةٌ بسَوادٍ وحُمرَةٍ، ونقلَ الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت. قَالَ: الأُسْروع، واليُسْروع: دُودَةٌ حَمْرَاءُ تكونُ فِي البَقْل، ثمّ تَنْسَلِخُ فتَصيرُ فَراشَةً، قَالَ ابنُ بَرّيّ: اليُسْروع: أَكْبَرُ من أَن يَنْسَلِخ، فيَصيرَ فَراشةً لأنّها مقدارُ الإصْبَعِ مَلْسَاءُ حَمْرَاءُ، وَقَالَ أَبُو حَنيفة: الأُسْروع: طُولُ الشِّبرِ أَطْوَلُ مَا يكون، وَهُوَ مُزَيَّنٌ بأحسَنِ الزِّينة، من صُفرَة وخُضرةٍ وكلِّ لَوْنٍ، لَا تراهُ إلاّ فِي العُشب، وَله قَوائمٌ قِصارٌ، ويأكلُها الكِلابُ والذِّئابُ والطَّيْر، إِذا كَبُرَتْ أَفْسَدَت البَقلَ، فَجَدَعتْ أَطْرَافَه، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لذِي الرُّمَّة:
(وَحَتَّى سَرَتْ بَعْدَ الكَرَى فِي لَوِيَّهِ ... أساريعُ مَعْرُوفٌ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ)
واللَّوِيُّ: مَا ذَبُلَ من البَقْل، يَقُول: قد اشتدَّ الحَرُّ، فإنَّ الأساريعَ لَا تَسْرِي على البَقلِ إلاّ لَيْلاً لأنّ شِدّةَ الحَرِّ بالنَّهارِ تَقْتُلُها، يوجَدُ هَذَا الدُّودُ أَيْضا فِي وادٍ بتِهامَةَ يُعرَفُ بظَبْيٍ، وَمِنْه قولُهم: كأنَّ جِيدَها جِيدُ ظَبْيٍ، وكانَّ بَنانَها أساريعُ ظَبْيٍ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لامرئِ القَيسِ:
(وتَعْطو برَخْصٍ غَيْرِ شَئْنٍ كأنَّهُ ... أَساريعُ ظَبْيٍ أَو مَساويكُ إسْحِلِ)
يُقَال: أساريعُ ظبيٍ، كَمَا يُقَال: سِيدُ رَمْلٍ، وضَبُّ كُدْيَةٍ، وثَوْرُ عَدَابٍ الواحدُ أُسْروعٌ ويُسْروعٌ، بضمِّهما، قَالَ الجَوْهَرِيّ: والأصلُ يَسْرُوعٌ، بالفَتْح، لأنّه لَيْسَ فِي كلامِ العربِ يُفْعولٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إنّما ضُمَّ أوّلُه إتْباعاً للراءِ، أَي لضَمَّتِها، كَمَا قَالُوا: أَسْوَدُ بنُ يُعْفُر. وأُسْروعُ الظَّبْيِ، بالضَّمّ: عَصَبَةٌ تَسْتَبْطِنُ رِجلَه وَيَدَه، قَالَه أَبُو عمروٍ. وأَسْرَعَ فِي السَّيْر، كسَرُعَ، قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: سَرِعَ الرجلُ، إِذا أَسْرَعَ فِي كلامِه وفِعالِه، وفرَّقَ سِيبَوَيْهٍ بَينهمَا، فَقَالَ: أَسْرَعَ: طَلَبَ ذَلِك من نَفْسِه وَتَكَلَّفَه، كأنَّه أَسْرَعَ المَشْيَ، أَي عَجَّلَه، وأمّا سَرُعَ فكأنَّها غَريزَةٌ، وَهُوَ فِي الأصلِ مُتَعَدٍّ، قَالَه الجَوْهَرِيّ: كأنّه ساقَ نَفْسَه بعَجَلَةٍ. أَو قَوْلُك: أَسْرَع: فِعْلٌ مُجاوِزٌ يقعُ مَعْنَاه مُضمَراً على مَفْعُولٍ بِهِ، وَمَعْنَاهُ: أَسْرَعَ المَشيَ وأَسْرَعَ كَذَا، غيرَ أنَّه لمّا كَانَ مَعْرُوفا عندَ المُخاطَبين اسْتُغنيَ عَن إظهارِه، فأُضمِر، قَالَه اللَّيْث، واستعمَلَ ابنُ جِنِّي أَسْرَعَ مُتَعَدِّياً، فَقَالَ)
يَعْنِي الْعَرَب: فَمنهمْ من يَخِفُّ ويُسْرِعُ قَبُولَ مَا يَسْمَعُه. فَهَذَا إمّا أَن يكون يَتَعَدَّى بحرفٍ وبغيرِ حرفٍ، وإمّا أَن يكونَ أرادَ إِلَى قَبُولِه، فَحَذَفَ وأَوْصَلَ، وَمِنْه الحديثُ: إِذا مَرَّ أحَدُكم بطِرْبالٍ مائلٍ، فليُسْرِعِ المَشيَ. وأَسْرَعوا: إِذا كَانَت دوابُّهم سِراعاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي زَيْدٍ، كَمَا يُقَال: أَخَفُّوا، إِذا كَانَت دَوابُّهم خِفافاً. والمُسارَعة: المُبادَرَةُ إِلَى الشيءِ، كالتَّسارُع والإسْراع، قَالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: وسارِعوا إِلَى مَغْفِرَةٍ من رَبِّكُم، وَقَالَ جلَّ وعَزَّ نُسارِعُ لَهُم فِي الخَيْرات. وَتَسَرَّعَ إِلَى الشرِّ: عَجَّلَ، قَالَ العَجَّاج: أَمْسَى يُباري أَوْبَ مَن تَسَرَّعا وَيُقَال: تسَرَّعَ بالأمرِ: بادَرَ بِهِ. والسَّريعُ، كأميرٍ: القضيبُ يَسْقُطُ من شجرِ البَشَامِ، ج: سُرْعانٌ، بالكَسْر والضمِّ، وسبقَ لَهُ فِي أوّلِ المادةِ هَذَا بعَينِه، واقتصرَ هُنَاكَ فِي الجَمعِ على الكسرِ فَقَط، وَهُوَ تَكْرَارٌ ومُخالَفةٌ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: سَرِعَ يَسْرَعُ كعَلِم: لُغَة فِي سَرُعَ. والسَّرْع، بالكَسْر وَالْفَتْح، والسَّرَع، محرّكةً، والسِّراعَة: السُّرْعة. وَهُوَ سَرِعٌ، ككَتِف، وسُرَاعٌ بالضَّمّ، وَهِي بهاءٍ.
ورجلٌ سَرْعَان، وَهِي سَرْعَى. وسَرَّع كَأَسْرَع، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ: (أَلا لَا أرى هَذَا المُسَرِّعَ سابِقاً ... وَلَا أَحَدَاً يَرْجُو البَقِيَّةَ باقِيا)
وأرادَ بالبقِيَّةِ: البَقاء. وفرَسٌ سُرَاعٌ: سَريعٌ، نَقَلَه ابنُ بَرّيّ. والسُّرْعَة: الإسْراع. وَتَسَرَّعَ الأمرُ، كسَرُعَ، قَالَ الرَّاعِي:
(فَلَوْ أنَّ حَقَّ اليومِ مِنْكُم إقامَةٌ ... وَإِن كَانَ صَرْحٌ قد مضى فَتَسَرَّعا)
وجاءَ سَرْعَاً، بالفَتْح: سَريعاً. وسَرُعَ مَا فَعَلْتَ ذَاك، ككَرم، وسَرْعَ، بالفَتْح، وسَرُعَ، بالضَّمّ، كلُّ ذَلِك بِمَعْنى سَرْعَان، قَالَ مالكُ بنُ زغْبَةَ الباهليّ:
(أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَروقُ ... وحَبلُ الوَصْل مُنتَكِثٌ حذيقُ)
أَرَادَ: سَرِعٌ، فخَفَّف، والعربُ تُخفِّفُ الضمّةَ والكسرةَ لثِقَلِهما، فتقولُ للفَخِذ: فَخْذٌ، وللعَضُدِ: عَضْدٌ، وَلَا تقولُ للحَجَر: حَجْرٌ لخِفَّةِ الفتحة، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَقَوله: أَنَوْراً، مَعْنَاهُ: أَنَواراً ونِفاراً يَا فَرُوق، وَمَا: صِلَةٌ، أرادَ سَرُعَ ذَا نَوْرَاً. وَعَن ابْن الأَعْرابِيّ: سَرُعانَ ذَا خُروجاً، بضمِّ الرَّاء. وقولُ سَاعِدَة بنِ جُؤَيَّةَ:
(وظَلَّتْ تعَدَّى من سَريع وسُنْبُكِ ... تصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهوبِ وتَرْكُدُ)
فسَّرَه ابنُ حَبيبٍ فَقَالَ: سَريعٌ وسُنْبُكٌ: ضَرْبَانِ من السَّيْر. قلتُ: وَهَذَا البيتُ لم يَرْوِه أَبُو نَصْر،)
وَلَا أَبُو سعيد، وَلَا أَبُو مُحَمَّد، وإنّما رَوَاهُ الأخفَش، وَقَالَ الفَرّاءُ: يُقَال: اسْعَ على رِجْلِكَ السُّرْعَى. وسَرُوع، كصَبُور: من قُرى الشَّام. وسَريعُ بنُ الحكَمِ السَّعديِّ: من بَني تَميمٍ، لَهُ وِفادةٌ. وكُرَيْزُ بنَ وقّاص بن سَريع، وَأَخُوهُ سَهْلٌ، وسَريعُ بنُ سَريع: مُحدِّثون.
س ر ع

سير سريع: وجاء سريعاً. وفرس سريع، وخيل سراع. وتقول: كيف يلحق البطاء السراع، والقطوف الوساع. وقد سرع إلى الأمر وما كان سريعاً، وقد سرع سراعة وسرعاً وسرعة، وأسرع المشيء. وأسرع في كفاية المهم، وهم يسارعون إلى الخير ويتسارعون إليه، " أولئك يسارعون في الخيرات "، وفلان يتسرع إلى الشر. ولسرعان ما جئت ولوشكان ولعجلان وروى الكسائي فيه الحركات الثلاث. وفي مثل " سرعان ذا إهالة ". وقال:

أتخطب فيهم بعد قتل رجالهم ... لسرعان هذا والدماء تصبب

ويقال: سرع ذاك بغير ألف ونون والأصل سرع. قال مالك بن زغبة الباهلي:

أنوراً سرع هذا يا فروق ... وحبل الوصل متنكث حذيق

وخرج في سرعان الناس: في أوائلهم الذين يستبقون إلى أمر. وكأن بنانتها أسروع، وكأن بنانها أساريع. وأنشدني أبي رحمه الله تعالى:

أماطت لثاماً عن أقاحي الدمائث ... بمثل أساريع الحقوف العثاعث

وتقول: كأن جيدها جيد ظبي، وكأن بنانها أساريع ظبي. وقوس ذات أساريع: خطوط فيها وطرق. قال بشر:

فأنفذ حضنه من قوس نبع ... كتوم في أسارعها اصفرار

وثغر ذو أساريع: ذو ظلم. قال عمر بن أبي ربيعة:

نضير ترى فيه أساريع مائه ... صبيح تغاديه الأكف النواعم

أراد أسرته التي تبرق.

سرع


سَرُعَ(n. ac. سَرْع
سِرْع
سُرْعَة
سَرَع
سِرَع
سَرَاْعَة)
a. Made haste, hurried.

سَاْرَعَ
a. [Ila], Hastened to, ran towards.
أَسْرَعَa. Rode a fleet steed, was wellmounted.
b. [Fī], Was quick, made haste in.
c. [Bi], Brought, fetched quickly, promptly.
تَسَرَّعَتَسَاْرَعَ
a. [Ila], Was quick, made haste to.
سَرْع
سِرْعa. Tender branch, shoot, twig. —
سُرْعَة
3t
سَرَع
Quickness, speed, promptness.
سُرَاْعa. see 25
. —
سَرِيْع سَرِيْعَة
(pl.
سِرَاْع
سُرْعَاْن), Quick, prompt; expeditious; fleet.
سَرْعَاْنُ
سِرْعَاْن
سُرْعَاْنa. How quick!

سَرَعَاْنa. Horsemen, cavaliers.

سَرِيْعًا
a. Quickly, rapidly; expeditiously.

شدد

(شدد) شاد وَالشَّيْء قواه وأحكمه والحرف ضعفه وأدغمه
(شدد) - في خُطبَة الحَجَّاج:
هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ
الشَّدُّ: العَدْو، يُخاطِب نَاقتَه أو فَرسَه. وزيَم كأنه اسمٌ لها وهو اللَّحم المكْتَنِز.
- في الحديث: "مِنْ يُشَادُّ هذا الدِّين يَغْلِبهُ".
مِثلُ قولِه: "إنَ هَذَا الدَّين مَتِينٌ فأوغِلْ فيه بِرِفْق".
ش د د : شَدَّ الشَّيْءُ يَشِدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ شِدَّةً قَوِيَ فَهُوَ شَدِيدٌ وَشَدَدْتُهُ شَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَوْثَقْتُهُ.

وَالشَّدَّةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ مِنْهُ وَشَدَدْتُ الْعُقْدَةَ فَاشْتَدَّتْ وَمِنْهُ شَدُّ الرِّحَالِ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ السَّفَرِ وَرَجُلٌ شَدِيدٌ بَخِيلٌ وَشَدَّدَ عَلَيْهِ ضِدُّ خَفَّفَ. 
ش د د

رجل شديد وشديد القوى، وقوم شداد وأشداء. وشد العقدة فاشتدت. " فشدوا الوثاق ": وشده الله: قواه يشده فاشتد، ويقال: شد الله منك. وهو شديد على قومه، وقد شدد عليهم. ومن شدد شدد الله تعالى عليه. ورجل شديد مشد: شديد الدابة. وأشد القوم. وهذا مشد العصابة. وشاده: قاواه " ومن يشاد الدين يغلبه ". وشدّ في العدو واشتدّ. وأتاني شداً. قال:

وبقي الهيق يشد شدّاً ... يكاد عنه الجلد أن ينقدّا

وامش في شدة الأرض وصلابتها. وقاسيت من فلان الشدة. وبلغ أشده. وفلان شديد ومتشدد: بخيل، وفيه شدة وتشدد. وأتانا شد النهار وشد الضحى وهو ارتفاعه. وشدوا عليهم شدة صادقة. قال خداش بن زهير:

يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم

شدد


شَدَّ(n. ac.
شَدّ)
a. Tied tightly, fastened securely, made firm; saddled;
braced, strengthened ( resolution & c.).
b. Ran, hastened; wore on, was far advanced (
day ).
c.(n. ac. شَدّ
شُدُوْد), ['Ala], Attacked, made a raid upon.
d. ['Ala & Fī], Dealt hardly with, pressed hard.... in.
e.(n. ac. شِدَّة)
see VIII (c)
شَدَّدَa. Strengthened, consolidated; doubled, placed (
ّ) over (letter).
b. Intensified, aggravated, increased (
suffering ).
شَاْدَدَa. Contended with.

أَشْدَدَa. Arrived at maturity.

تَشَدَّدَa. Was strengthened, consolidated, confirmed.
b. [Fī], Exerted himself over, applied himself
energetically to.
إِشْتَدَدَa. see V (a) (b).
c. Was hard, firm; was strong; was violent; was, became
intense, increased ( cold & c. ).
d. Became thick, condensed.

شَدَّةa. Attack, charge, onslaught; raid.
b. Parcel, package, bale.
c. [ coll. ], Shoes.
d. [ coll. ], Cards.
شِدَّةa. Severity, rigour, harshness; violence.
b. Strength, vigour, force; firmness; intensity;
energy.
c. (pl.
شَدَاْئِدُ), Adversity, misfortune, trouble, straits.
أَشْدُدa. Flower of age, prime.

شَدِيْد
(pl.
شِدَاْد
أَشْدِدَآءُ
68)
a. Strong, vigorous, robust, sturdy, hardy; hard, firm;
harsh, rigorous, severe; violent.
b. Thick, dense.
c. Tenacious, avaricious.

N. Ac.
شَدَّدَa. Tashdīd ( (ّ)).
b. Corroboration.
c. Reinforcement.

أُشُدّ
a. see 16
شَدِيْد البَأْس
a. Intrepid, dauntless.
(ش د د) : (رَجُلٌ شَدِيدٌ) وَشَدِيدُ الْقُوَى أَيْ قَوِيٌّ وَقَوْلُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ظُهُورَهَا شَدِيدًا كَقَوْلِهِ لَعَلَّ مَنَايَانَا قَرِيبٌ وَشَدِيدٌ مُشِدٌّ شَدَّ يَدَ الدَّابَّةِ وَضَعِيفٌ مُضَعَّفٌ خِلَافُهُ (وَمِنْهُ) وَيَرُدُّ مُشِدَّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ (وَالْأَشُدُّ) فِي مَعْنَى الْقُوَّةِ جَمْعُ شِدَّةٍ كَأَنْعُمٍ فِي نِعْمَةٍ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الْهَاءِ وَقِيلَ لَا وَاحِدَ لَهَا (وَبُلُوغُ الْأَشُدِّ) بِالْإِدْرَاكِ وَقِيلَ أَنْ يُؤْنَسَ مِنْهُ الرُّشْدُ مَعَ أَنْ يَكُونَ بَالِغًا وَآخِرُهُ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً (وَالِاسْتِوَاءُ) أَرْبَعُونَ وَشَدَّ الْعُقْدَةَ فَاشْتَدَّتْ (وَمِنْهُ) شَدُّ الرِّحَالِ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ الْمُسَافَرَةِ (وَشَدَّ) فِي الْعَدْوِ وَاشْتَدَّ أَسْرَعَ (وَمِنْهُ) رَمَى صَيْدًا فَصَرَعَهُ فَاشْتَدَّ رَجُلٌ فَأَخَذَهُ أَيْ عَدَا (وَشَدَّ) عَلَى قِرْنِهِ بِسِكِّينٍ أَوْ عَصًا وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ شَدَّةً أَيْ حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلَةً (وَمِنْهُ) فَإِنْ شَدَّ الْعَدُوُّ عَلَى السَّاقَةِ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ (فَاشْتَدَّ) عَلَى صَيْدٍ فَأَدْخَلَهُ دَارَ رَجُلٍ.
ش د د: شَيْءٌ (شَدِيدٌ) بَيِّنُ الشِّدَّةِ بِالْكَسْرِ وَقَدِ اشْتَدَّ. وَ (شَدَّ) عَضُدَهُ قَوَّاهُ وَ (شَدَّهُ) أَوْثَقَهُ يَشُدُّهُ وَيَشِدُّهُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ (شَدًّا) فِيهِمَا وَقَوْلُهُ تَعَالَى {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الأنعام: 152] أَيْ قُوَّتَهُ وَهُوَ مَا بَيْنَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى ثَلَاثِينَ. وَهُوَ وَاحِدٌ جَاءَ عَلَى بِنَاءِ الْجَمْعِ مِثْلُ آنُكٍ وَهُوَ الْأُسْرُبُّ. لَا نَظِيرَ لَهُمَا. وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ مِثْلُ آسَالٍ وَأَبَابِيلَ وَعَبَادِيدَ وَمَذَاكِيرَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَاحِدُهُ (شِدَّةٌ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ حَسَنٌ فِي الْمَعْنَى لِأَنَّهُ يُقَالُ بَلَغَ الْغُلَامُ شِدَّتَهُ وَلَكِنْ لَا تُجْمَعُ فِعْلَةٌ عَلَى أَفُعُلٍ. وَأَمَّا أَنْعُمٌ فَإِنَّمَا هُوَ جَمْعُ نُعْمٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: يَوْمٌ بُؤْسٌ وَيَوْمٌ نُعْمٌ. وَقِيلَ: وَاحِدُهُ (شَدٌّ) مِثْلُ كَلْبٍ وَأَكْلُبٍ وَقِيلَ: (شِدٌّ) مِثْلُ ذِئْبٍ وَأَذْؤُبٍ وَكِلَاهُمَا قِيَاسٌ. كَمَا قِيلَ: وَاحِدُ الْأَبَابِيلِ إِبَّوْلٌ قِيَاسًا عَلَى عِجَّوْلٍ وَلَيْسَ هُوَ شَيْئًا سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ. 
[شدد] شئ شديد: بين الشدة. والشدَّة، بالفتح: الحَمْلَةُ الواحدة. وقد شَدَّ عليه في الحَرْب يَشُدُّ شدا، أي حمل عليه. والشد: العَدْوُ. وقد شَدَّ، أي عَدا. وشَدَّ النهار، أي ارتفع. وشدَّ عضده، أي قواه. واشتد الشئ، من الشِدَّة. واشتَدَّ: أي عَدا. وقال ابن رميض العنبري:

هذا أوان الشد فاشتدى زيم * وهو اسم فرس. والمشادة في الشئ: التشدد فيه، والمُتَشَدِّدُ: البخيل، وهو في شعر طَرَفة:

عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ * وشَده: أي أوثقه، يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ أيضا، وهو من النوادر . قال الفراء: ماكان على فعلت من ذوات التضعيف غير واقع، فإن يفعل منه مكسور العين مثل عففت أعف، وما كان واقعا مثل رددت ومددت فإن يفعل منه مضموم العين، إلا ثلاثة أحرف جاءت نادرة وهى شده يشده ويشده، وعله يعله ويعله من العلل وهو الشرب الثاني، ونم الحديث ينمه وينمه. قال: فإن جاء مثل هذا أيضا مما لم نسمعه فهو قليل، وأصله الضم. وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أن يشركه الضم شاذا، وهو حبه يحبه. وتقول: شد الله ملكه وشَدَّدَهُ، أي قَوّاه. والتشديد: خلاف التخفيف. وقوله تعالى:

(حتى يبلغ أشده) *، أي قوته، وهو ما بين ثمانى عشرة إلى ثلاثين، وهو واحد جاء على بناء الجمع، مثل آنك وهو الا سرب، ولا نظير لهما. ويقال: هو جمع لا واحد له من لفظه، مثل آسال وأبابيل، وعبابيد، ومذاكير. وكان سيبويه يقول واحده شدة. وهو حسن، لانه يقال بلغ الغلام شدته. ولكن لا تجمع فعلة على أفعل. وأما أنعم فإنما هو جمع نعم، من قولهم: يوم بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ. ويقال هو جمع الجمع. تقول نعمة ونعم. وأما قول من قال واحده شد، مثل كلب وأكلب، أو شد، مثل ذئب وأذؤب، فإنما هو قياس، كما يقولون في واحد الابابيل أبول، قياسا على عجول، وليس هو شئ سمع من العرب. أبو زيد: أصابتني شدى، على فعلى، أي شدة. وأشد الرجل، إذا كانت معه دابَّة شديدة.
[شدد] نه: فيه: يرد "مشدهم" على مضعفهم، المشد من دوابه قوية، والمضعف بعكسه، أي القوى من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة. ومنه: لا تبيعوا الحب حتى "يشتد" أراد بالحب نحو الحنطة والشعير، واشتداده قوته وصلابته. وفيه: من "يشاد" الدين يغلبه، أي من يقاويه ويقاومه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته، والمشادة المغالبة وهو كحديث: إن الدين متين فأوغل فيه برفق. ك: لن يشاد الدين إلا غلبه، بنصب الدين وفاعله ضمير أحد، أي لا يتعمق أحد في الدين بترك الرفق إلا عجز من عمله كله أو بعضه، وروى برفع الدين على أن يشاد مجهول. ط: أي تعمق لما لم يوجب عليه كدأب الرهبانية، غلبه أي عنط: فإن الثلاثة من أبنية الأنبياء ومتعبداتهم وما سواها متساو في الفضل. وفيه ح: "لا تشدوا" على أنفسكم "فيشدد" الله، هو بالنصب جواب النهي، وفاء فان للسببية، وفاء فتلك للتعقيب، وهي إشارة إلى ما في الذهن من تصور جماعة باقية من أولئك المشددين، والخبر بيان له. وح: كانوا "يشدون" بين الأغراض ويضحكون الغرض الهدف، أي يعدون بين الغرضين، وكانوا في الليل رهبانًا بضم راء - ويتم في ضحك. وح: "يشتد" أثر رجل، أي يعدو ليحمل. ج: "فيشد" الله قلوب أهل الذمة، أي يقويهم. غ: «يبلغ "اشده"» وهو من خمس عشرة إلى أربعين، جمع شدة كنعمة وأنعم، وهي القوة والجلادة في القوة. «و"اشدد على قلوبهم» امنعها من التصرف والفهم عقوبة لهم. «و"شددنا" ملكه» أي قويناه، وكان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفًا. «وإنه لحب الخير "لشديد"» أي لأجل حبه الماء لبخيل، ويقال للبخيل: شديد ومشدد.
شدد
شدَّ1/ شدَّ في شَدَدْتُ، يَشِدّ، اشدِدْ/ شِدّ، شِدّةً، فهو شديد، والمفعول مشدود فيه
• شدَّ الشّيءُ: قَوِي ومَتُن "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ [حديث] ".
• شدَّ في سيره: عدا، أسرع، ركض. 

شدَّ2/ شدَّ على شَدَدْتُ، يَشُدّ، اشْدُدْ/ شُدّ، شَدًّا، فهو شادّ، والمفعول مَشْدود
• شدَّ فلانًا:
1 - أوثقه وقيَّده "شدَدْت الأسيرَ" ° شدَّ الزِّمامَ: تحكّم في الأمر- شَدَّ وَثَاقَه: قيّده وربطه.
2 - قوّاه وأيَّده "شدَّ أزرَه/ من أزرِه: قوّاه، عاونه وساعده- {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} - {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} " ° شَدَّ انتباهَه: جذب نظره- شَدَّ عزائمَه: قوّى من عزمه وإرادته.
• شدَّ العُقْدةَ ونحوَها: أحكمها وأوثقها "شدّ إزارًا: أحاط جسمه بشيء وأوثق عقدَه- {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} "? شَدَّ وأرخى: تشدَّدَ ولانَ- ما بين شدٍّ وجذب: يتراوح بين ظرفين متعارضين.
• شدَّ الحَبلَ ونحوَه: جذبه ومدّه، وقوّاه، عكسه أرخاه "شدّ التدليكُ العضلَ: قوّاه, وزاد في صلابته ومقاومته".
• شدَّ رحالَه: تهيّأ للسّفر "َلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى [حديث] "? شَدَّ للأمر حِزامَه: استعدّ له، تهيّأ له- شَدَّ مِئزرَه: جدَّ واجتهد في العمل.
• شدَّ اللهُ على قلبه: ختَم " {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: اربط عليها وأحكم إغلاقها حتى لا يدخلها الإيمان".
• شدَّ على القوم في الحرب: حمل عليهم وهاجمهم بقوّة "شدّ عليهم شدّة صادقة- شدّ على فلان: ضيّق، أحاط، ضغط بقوّة- شدّ على عنقه: خنقه"? شَدَّ الحِزامَ: ضيَّق على نفسه، تقشَّف في حياته، اقتصد.
• شدَّ على يده: صافحه بحرارة. 

أشدَّ يُشدّ، أشْدِدْ/ أشِدَّ، إشدادًا، فهو مُشِدّ
• أشدَّ الفتى: بلغ أشدَّه عمرًا ورشدًا "عندما أشدَّ سلَّمه أبوه مقاليدَ الحكم".
• أشدَّ الرَّجُلُ: صار له أعوان أشِدَّاءُ. 

اشتدَّ/ اشتدَّ على/ اشتدَّ في يشتدّ، اشْتَدِدْ/ اشْتَدَّ، اشتدادًا، فهو مُشتدّ، والمفعول مُشتدّ عليه
• اشتدَّ الضَّغطُ: قوِي وزاد "اشتدّ مرضُه/ الزّحامُ/ الظلامُ- اشتدّي أزمةً تنفرجي ... قد آذن ليلُك بالبَلَج- {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} " ° اشتدَّ ساعدُه/ اشتدَّ عُوده/ اشتدَّ ظَهْرُه: قَوِي، صار عزيزًا ومنيعًا- لمّا اشتد ساعدُه رماني: جزاني على المعروف شرًّا، وعلى النعمة كفرانًا.
• اشتدَّ السِّعرُ: غلا وارتفع "تشتدُّ الأسعارُ في أثناء الحرب".
• اشتدَّ اللَّبنُ ونحوُه: أخذ يتماسك ويتجبَّن.
• اشتدَّ النَّهارُ: علا وارتفعت شمسُه.
• اشتدَّ على ولدِه: قسا وعنف.
• اشتدَّ في عَدْوِه: أسرع "اشتدّ في السَّير: اندفع". 

تشادَّ يتشادّ، تَشادَدْ/ تَشادَّ، تَشَادًّا، فهو مُتَشَادّ
• تشادَّ الشَّخصان:
1 - تنازعا "تشادّ اللاّعبان".
2 - تعاونا وقوَّى أحدّهما الآخَر. 

تشدَّدَ/ تشدَّدَ في يتشدَّد، تشدُّدًا، فهو مُتشدِّد، والمفعول مُتشدَّد فيه
• تشدَّدَ الرَّجلُ: تقَوّى "تشدّد عزمُه: تقوّى وصار أكثر ثباتًا وتوطيدًا".
• تشدَّدَ في الأمر: تصلّب، بالغ فيه ولم يخفِّف "تشدّد في الدِّين: تزمّت وكان غير متساهل- تشدّد في موقفِه".
• تشدَّدَ في الإنفاق: بَخِل, اشتدّ حرصُه "رجلٌ متشدِّد: بخيل". 

شادَّ/ شادَّ في يشادّ، شادِدْ/ شادَّ، مُشادّةً وشِدادًا، فهو مُشادّ، والمفعول مُشادّ
 • شادَّ فلانًا: غالبه "شادّ منافِسَه" ° مشادَّة كلاميّة: مُشاحنة.
• شادَّ الأمرَ/ شادَّ في الأمر: بالغ فيه ولم يخفِّف "وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ [حديث] ". 

شدَّدَ/ شدَّدَ على يشدِّد، تشديدًا، فهو مُشدِّد، والمفعول مُشدَّد
• شدَّدَ العقوبةَ: ضاعفَها، عكسه خفَّف "شدّد العزمَ/ مقاومتَه".
• شدَّدَ الحرْفَ: ضعَّفه وأدغمه، ضدّ خفّفه.
• شدَّدَ الشَّيءَ/ شدَّدَ على الشَّيء: أكّده وقوّاه وأحكمه "شدّد موقفَه" ° شدَّد على أنّ ... : أكّد، استرعى الانتباه إلى أنّ.
• شدَّدَ على قومه: قسا عليهم, ضيّق عليهم "مَنْ شدّد شدَّد الله عليه- شدّد على فلان بالكلام". 

أَشُدُّ [مفرد]: اكتمال النّمو، وتمام القوّة في الإنسان " {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}: اكتمل وبلغ مبلغ الرِّجال وهو ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة- {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} ". 

تشديد [مفرد]:
1 - مصدر شدَّدَ/ شدَّدَ على.
2 - (جد) احتباس صوت الحرف، ثمّ انطلاقه بقوّة، مثل صوت الباء.
3 - (قن) تضخيم وتثقيل العقوبة على من يكرِّر المخالفة.
4 - (لغ) إدغام الحرفين المتماثلين كتشديد اللاّم في دلَّ.
5 - (لغ) تأكيد النبر على مقطع صوتيّ. 

شدائدُ [جمع]: مف شديدة: مصائبٌ، أمورٌ عظيمةٌ "ألمّت به الشّدائدُ- نجّاك الله من الشّدائِد- عند الشَّدائد يُعرف الإخوان [مثل]- جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ ... عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي". 

شِداد [مفرد]:
1 - مصدر شادَّ/ شادَّ في.
2 - ما يُشدُّ به. 

شَدّ [مفرد]:
1 - مصدر شدَّ2/ شدَّ على ° لا يقوى على شَدٍّ ولا إرخاء: لا يستطيع التصرُّف والتدبير.
2 - (فز) قوّة يؤثِّر بها جسم مشدود على النقطة المثبت بها.
3 - (نف) شعور بالضيق واضطراب التوازن والاستعداد لتغيير السلوك.
4 - (هس) قوّة تميل إلى زيادة طول الجسم أو أبعاده. 

شَدَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من شدَّ1/ شدَّ في وشدَّ2/ شدَّ على.
2 - حملة في الحرب على العدوّ "شدّ على العدوّ شدّة مباغتة".
3 - (لغ) رأس سين مهملة النقط تُوضع على الحرف دلالة على تضعيفه وإدغامه وتُرسم هكذا (ّ). 

شِِدّة [مفرد]: ج شِدَّات (لغير المصدر) وشِدَد (لغير المصدر):
1 - مصدر شدَّ1/ شدَّ في.
2 - أمر يصعب تحمُّله، ضيق، ألم، وجع، عذاب، بؤس، شقاء "شِدّة الحرّ: تجاوز الحدّ العاديّ لدرجة الحرارة- شِدّة الألم: تفاقمه- شِدّة الظّلام: كثافته- شدّة الخوف: ازدياده".
3 - قوّة ومتانة وصلابة "شدّة العضلات- شدّة المقاومة- شدّة الصّوت: حدّته وقوّته- شدّة الأرض: صلابتها".
4 - عُسْر وضيق حال، خلاف الرَّخاء واللِّين ورَغَد العَيْش "مرّ بأيّام شِدّة وأيّام رخاء: قلة ذات اليد وفقدان الرخاء ورغد العيش- شِدّة العيش: ضيقه وشظفه- وقت الشِّدّة: ما يحلّ بالإنسان فيه من مكاره الدهر- تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ [حديث] ".
5 - (فز) أقصى إجهاد يتحمّله جسم صلب بدون أن يتمزّق. 

شَديد [مفرد]: ج أشدّاءُ وشِداد، مؤ شديدة، ج مؤ شديدات وشدائدُ وشِداد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شدَّ1/ شدَّ في: قوِيّ، متين " {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}: قويّ منيع- {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} - {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا}: مُحكمات" ° شديد البأس: شجاع- شديد العارِض/ شديد العارضة: فصيح- شديد العصا: قاسٍ- شديد العين: لا يغلبه النوم- عليه طلبٌ شديد: إقبال كثير.
2 - صَعْب عسير جافٍ "لا تكن شديدًا في معاملة أبنائك- {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}: مُجْدبات- {وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}: غليظ دائم- {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}: خارق" ° خطاب شديد اللَّهجة: قاسٍ في عباراته، مُتَّسم بالحدّة والعنف- شديد المِراس/ شديد الشَّكيمة: صعب القياد، أبيّ- شديد الوطأة: عنيف صَعب التحمُّل، غاشم.
 • الشَّديد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: القويّ أو المشدِّد " {وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} - {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} ".
• الأصوات الشديدة: (لغ) أصوات ينحبس الهواء عند النطق بها انحباسًا تامًّا لحظة قصيرة، ثم ينفجر انفجارًا فجائيًّا، فيحدث دويًّا وهي: الهمزة- ب- ت- ج- د- ض- ط- ق- ك- ل- م- ن. 

مُشادّة [مفرد]:
1 - مصدر شادَّ/ شادَّ في.
2 - معركة، خصام، أو شجارٌ حادّ عنيف يحدث فجأة وسرعان ما يزول بعد وقت "جرت بينهما مشادّة كلاميَّة- مشادّة بين لاعِبَيْن". 

مِشدّ [مفرد]: ج مِشدَّات:
1 - اسم آلة من شدَّ2/ شدَّ على: أداة لشدّ أوتار بيانو.
2 - نطاق تشُدّه المرأةُ على بطنها وأردافها لتَدِقَّ.
3 - مِسنَد يوضع عند نهاية صفّ كتب لتثبيته "مِشدّ كُتب". 

مُشدِّدة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل شدَّدَ/ شدَّدَ على.
• ظروف مُشدِّدة: (قن) ملابسات تؤدِّي إلى تشديد العقوبة، عكسها ظروف مخفّفة. 

شدد: الشِّدَّةُ: الصَّلابةُ، وهي نَقِيضُ اللِّينِ تكون في الجواهر

والأَعراض، والجمع شِدَدٌ؛ عن سيبويه، قال: جاء على الأَصل لأَنه لم

يُشْبِهِ الفعل، وقد شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ؛ وكلُّ ما

أُحْكِمَ، فقد شُدَّ وشُدِّدَ؛ وشَدَّدَ هو وتشَادّ: وشيء شَدِيدٌ: بَيِّنُ

الشِّدَّةِ. وشيء شَديدٌ: مُشتَدٌّ قَوِيٌّ.

وفي الحديث: لا تَبيعُوا الحَبَّ حتى يَشْتَدَّ؛ أَراد بالحب الطعام

كالحنطة والشعير، واشتدَادُه قُوَّتُه وصلابَتُه. قال ابن سيده: ومن كلام

يعقوب في صفة الماء: وأَما ما كان شديداً سَقْيُهُ غليظاً أَمرُهُ؛ إِنما

يرِيدُ به مُشْتَدّاً سَقْيُه أَي صعباً.

وتقول: شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه: وشَدَّدَه: قَوَّاه. والتشديد: خلاف

التخفيف. وقوله تعالى: وشدَدْنا ملكَه أَي قوَّيناه، وكان من تقوية ملكِه

أَنه كان يَحْرسُ محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون أَلفاً من الرجال؛ وقيل:

إِن رجلاً اسْتَعْدَى إِليه على رجل، فادّعى عليه أَنه أَخذ منه بقراً

فأَنكر المدّعَى عليه، فسأَل داودُ، عليه السلام، المدّعيَ البينة فلم

يُقِمْها، فرأَى داودُ في منامه أَن الله، عز وجل، يأْمره أَن يقتل المَدّعَى

عليه، فتثبت داود، عليه السلام، وقال: هو المنام، فأَتاه الوحي بعد ذلك

أَن يقتله فأَحضره ثم أَعلمه أَن الله يأْمرُه بقتله، فقال المدّعَى

عليه: إِن الله ما أَخَذَني بهذا الذنب وإِني قتلت أَبا هذا غِيلَة، فقتله

داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وذلك مما عظَّمَ الله به هَيْبَتَه

وشدَّدَ ملْكه. وشدَّ على يده: قوَّاه وأَعانه؛ قال:

فإِني، بحَمْدِ اللَّهِ، لا سَمَّ حَيَّةٍ

سَقَتْني، ولا شَدَّتْ على كفِّ ذابح

وشَدَدْتُ الشيءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه. قال الله تعالى:

فشُدُّوا الوَثاق. وقال تعالى: اشْدُدْ به أَزري. ابن الأَعرابي: يقال

حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي استعَنْتَ بمن يقومُ بأَمرك ويُعْنى بحاجتك.

وقال أَبو عبيد: يقال حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي حين لم

أَقْدِر على الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّةِ؛ ومثلُه قوله مُجاهرَةً

إِذا لم أَجِدْ مُخْتَلى. ومن أَمثالهم في الرجل يحرز بعض حاجته

ويَعْجِز عن تمامها: بَقِيَ أَشَدُّه. قال أَبو طالب: يقال إِنه كان فيما يحكى

عن البهائم أَن هرّاً كان قد أَفنى الجُرْذان، فاجتمع بقيتها وقلن:

تعالَيْن نحتال بحيلة لهذا الهرّ، فأَجمع رأْيُهن على تعليق جُلْجُل في رقبته،

فإِذا رآهن سمعن صوت الجلجل فهربن منه، فجئن بجلجل وشددنه في خيط ثم قلن:

من يعلقه في عنقه؟ فقال بعضهن: بقي أَشَدُّه؛ وقد قيل في ذلك:

أَلا آمْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ

ورجل شديدٌ: قويٌّ، والجمع أَشِدّاءُ وشِدادٌ وشُددٌ: عن سيبويه، قال:

جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل. وقد شَدَّ يشِدّ، بالكسر لا غير،

شِدَّةً إِذا كان قويّاً، وشادَّه مُشادَّة وشِداداً: غالبه. وفي الحديث:

مَن يُشادّ هذا الدِّينَ يَغْلِبُه؛ أَراد يَغْلِبُه الدينُ، أَي من

يُقاويه ويعاوِمُه ويُكَلِّف نفسه من العبادة فوق طاقته.

والمُشادَدَة: المُغالَبَة، وهو مثل الحديث الآخر: إِن هذا الدينَ

مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه برفق.

وأَشَدَّ الرجلُ إِذا كانت دوابُّه شِداداً.

والمُشادَّة في الشيء: التَّشَدُّد فيه. ويقال للرجل

(* قوله «ويقال

للرجل» كذا بالأَصل ولعل الأَولى ويقول الرجل) إِذا كُلِّفَ عملاً: ما أَملك

شَدّاً ولا إِرخاءً أَي لا أَقدر على شيء. وشَدَّ عَضُدَه أَي قَوَّاه.

واشْتَدَّ الشيءُ: من الشِّدَّة. أَبو زيد: أَصابَتْني شُدَّى على

فُعْلَى أَي شِدَّة.

وأَشَدَّ الرجل إِذا كانت معه دابة شديدة. وفي الحديث: يَرُدُّ

مُشِدُّهُمْ على مُضْعِفِهِمْ؛ المُشِدُّ: الذي دوابه شَديدة قوية، والمُضْعِفُ:

الذي دوابه ضعيفة. يريد أَن القويّ من الغُزاة يُساهِمُ الضعيف فيما

يَكْسِبه من الغنيمة.

والشَّديدُ من الحروف ثمانية أَحرف وهي: الهمزة والقاف والكاف والجيم

والطاء والدال والتاء والباء، قال ابن جني: ويجمعها في اللفظ قولك:

«أَجَدْتَ طَبَقَكَ، وأَجِدُكَ طَبَقْتَ». والحروف التي بين الشديدة والرخوة

ثمانية وهي: الأَلف والعين والياء واللام والنون والراء والميم والواو

يجمعها في اللفظ قولك: «لم يُرَوِّعْنا» وإِن شئت قلت «لم يَرَ عَوْناً» ومعنى

الشديد أَنه الحرف الذي يمنع الصوت أَن يجْرِيَ فيه، أَلا ترى أَنك لو

قلت الحق والشرط ثم رمت مدّ صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعاً؟ ومِسْكٌ

شَديدُ الرائحة: قويها ذَكِيُّها. ورجل شديد العين: لا يغلبه النوم، وقد

يستعار ذلك في الناقة؛ قال الشاعر:

باتَ يقاسى كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ،

شَديدةِ حَفْنِ العَينِ، ذاتِ ضَرِيرِ

وقوله تعالى: ربنا اطمس على أَموالهم واشدد على قلوبهم؛ أَي اطبع على

قلوبهم.

والشِّدَّة: المَجاعة. والشَّدائِدُ: الهَزاهِزُ. والشِّدَّة: صعوبة

الزمن؛ وقد اشتدَّ عليهم. والشِّدَّة والشَّدِيدَةُ من مكاره الدهر، وجمعها

شَدائد، فإِذا كان جمع شديدة فهو على القياس، وإِذا كان جمع شدّة فهو

نادر. وشِدَّة العيْش: شَظَفُه. ورجل شَدِيد: شحيح. وفي التنزيل العزيز:

وإِنه لحبِّ الخيرِ لشديد؛ قال أَبو إِسحق: إِنه من أَجل حُبِّ المال لبخيل.

والمُتَشَدِّدُ: البخيل كالشديد؛ قال طرفة:

أَرى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ، ويَصْطَفي

عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

وقول أَبي ذؤَيب:

حَدَرْناهُ بالأَثوابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ

شديدٍ، على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ، جُولُها

أَراد شَحِيحٍ على ذلك. وشَدَّدَ الضَّرْبَ وكلَّ شيء: بالَغَ فيه.

والشَّدُّ: الحُضْرُ والعَدْوُ، والفعل اشْتَدَّ أَي عدا. قال ابن

رُمَيْضٍ العنبري، ويقال رُمَيْصٍ، بالصاد المهملة:

هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ.

وزِيَم: اسم فرسه؛ وفي حديث الحجاج:

هذا أَوانُ الحرب فاشْتَدِّي زِيَمْ

هو اسم ناقته أَو فرسه. وفي حديث القيامة: كحُضْرِ الفَرَس ثم كشَدِّ

الرجل الشَّديدِ العَدْوِ؛ ومنه حديث السَّعْي: لا يَقْطَع الوادي إِلاَّ

شَدّاً أَي عَدْواً. وفي حديث أُحد: حتى رأَيت النساء يَشْتَدِدْنَ في

الجبل أَي يَعْدُون؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي،

والذي جاء في كتاب البخاري يشْتَدْنَ، بدال واحدة، والذي جاء في غيرهما

يُسْنِدْنَ، بسين مهملة ونون، أَي يُصَعِّدْنَ فيه، فإِن صحت الكلمة على ما

في البخاري، وكثيراً ما يجيءُ أَمثالها في كتب الحديث، وهو قبيح في

العربية لأَن الإِدغام إِنما جاز في الحرف المُضَعَّفِ، لما سكن الأَول وتحرك

الثاني، فأَما مع جماعة النساء فإِن التضعيف يظهر لأَن ما قبل نون النساء

لا يكون إِلا ساكناً فيلتقي ساكنان، فيحرك الأَوّل وينفك الإِدغام فتقول

يشتددن، فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل، يقولون رَدْتُ

ورَدْتِ وَرَدْنَ، يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتِ ورَدَدْنَ، قال الخليل:

كأَنهم قدروا الإِدغام قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث يَشْتَدْنَ.

وشدّ في العَدْوِ شدّاً واشْتَدَّ: أَسْرَعَ وعَدَا. وفي المثل: رُبَّ

شَدٍّ في الكُرْزِ؛ وذلك أَنّ رجلاً خرج يركض فرساً له فرمت بِسَخْلَتِها

فأَلقاها في كُرْزٍ بين يديه، والكرز الجُوالِقُ، فقال له إِنسان: لِمَ

تحمله، ما تصنع به؟ فقال: رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ؛ يقول: هو سريع الشدِّ

كأُمه؛ يُضْرَبُ للرجل يُحْتَقَرُ عندك وله خَبَرٌ قد علمته أَنت؛ قال

عمرو ذو الكلب:

فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَم

جاء بالمصدر على غير الفعل ومثله كثير؛ وقول مالك بن خالد الخُناعي:

بأَسَرعِ الشَّدِّ مني، يومَ لا نِيَةٌ،

لَمَّا عَرَفْتُهم، واهْتَزَّتِ اللِّمَمُ

يريد بأَسَرعَ شدّاً مني، فزاد اللام كَزيادتها في بنات الأَوبر، وقد

يجوز أَن يريد بأَسرعَ في الشد فحذف الجار وأَوصَلَ الفِعْلَ. قال سيبويه:

وقالوا شَدَّ ما أَنَّكَ ذاهب، كقولك: حَقّاً أَنك ذاهب، قال: وإِن شئت

جعلت شَدَّ بمنزلة نِعْمَ كما تقول: نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ.

والشِّدَّة: النَّجْدَة وثَباتُ القلب. وكلُّ شَديدٍ شُجاعٌ. والشَّدة،

بالفتح: الحملة الواحدة. والشَّدُّ. الحَمْل. وشَدَّ على القوم في القتال

يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً وشُدوداً: حَمَلَ. وفي الحديث: أَلا تَشِدُّ

فَنَشِدَّ معك؟ يقال: شَدَّ في الحرب يَشِد، بالكسر؛ ومنه الحديث: ثم شَدَّ

عليه فكان كأَمْسِ الذاهب أَي حَمَلَ عليه فقتله. وشَدَّ فلان على

العدوِّ شَدَّة واحدة، وشدَّ شَدَّاتٍ كثيرة.

أَبو زيد: خِفْتُ شُدَّى فلانٍ أَي شِدَّته؛ وأَنشد:

فإِني لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى،

ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ

ويقال: أَصابَتْني شُدَّى بعدك أَي الشِّدَّةُ مُدَّةً.

وشَدَّ الذئب على الغنم شَدّاً وشُدُوداً: كذلك. ورُؤِيَ فارس يومَ

الكُلابِ من بني الحرث يَشِدُّ على القوم فيردّهم ويقول: أَنا أَبو شَدّادٍ،

فإِذا كرُّوا عليه رَدَّهم وقال: أَنا أَبو رَدَّاد. وفي حديث قيام شهر

رمضان: أَحْيا الليلَ وشَدَّ المِئْزر؛ وهو كناية عن اجتناب النساء، أَو

عن الجِدِّ والاجتهاد في العمل أَو عنهما معاً.

والأَشُدُّ: مَبْلَغُ الرجل الحُنْكَةَ والمَعْرِفَةَ؛ قال الله عز وجل:

حتى إِذا بلغ أَشُده؛ قال الفراء: الأَشُدُّ واحدها شَدٌّ في القياس،

قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ وأَنشد:

قد سادَ، وهْو فَتىً، حتى إِذا بَلَغَتْ

أَشُدُّه، وعَلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا

أَبو الهيثم: واحدة الأَنْعُم نعْمَةٌ وواحدة الأَشُدِّ شِدَّة. قال:

والشِّدَّة القُوَّة والجَلادَة. والشَّديدُ: الرجل القَوِيّ، وكأَنّ الهاء

في النعمة والشِّدَّة لم تكن في الحرف إِذ كانت زائدة، وكأَنّ الأَصلَ

نِعْمَ وشَدَّ فجمعا على أَفْعُل كما قالوا: رجُل وأَرجُل، وقَدَح

وأَقْدُح، وضِرْسٌ وأَضْرُس. ابن سيده: وبلغ الرجل أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل.

وقال الزجاج: هو من نحو سبع عشرة إِلى الأَربعين. وقال مرة: هو ما بين

الثلاثين والأَربعين، وهو يذكر ويؤَنث؛ قال أَبو عبيد: واحدها شَدٌّ في

القياس؛ قال: ولم أَسمع لها بواحدة؛ وقال سيبويه: واحدتها شِدَّة كنِعْمَة

وأَنْعُم؛ ابن جني: جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنْعُم. وقال

ابن جني: قال أَبو عبيد: هو جمع أَشَدّ على حذف الزيادة؛ قال: وقال أَبو

عبيدة: ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد؛ وأَنشد بيت عنترة:

عَهْدِي به شَدَّ النَّهارِ، كأَنَّما

خُضِبَ اللَّبانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ

أَي أَشَدَّ النهار، يعني أَعلاه وأَمْتَعَه. قال ابن سيده: وذهب أَبو

عثمان فيما رويناه عن أَحمد بن يحيى عنه أَنه جمع لا واحد له. وقال

السيرافي: القياس شَدٌّ وأَشُدّ كما يقال قَدٌّ وأَقُدٌّ، وقال مرة أُخرى: هو

جمع لا واحد له، وقد يقال بلغ أَشَدَّه، وهي قليلة؛ قال الأَزهري:

الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى في ثلاثة معان يقرب اختلافها، فأَما قوله في قصة

يوسف، عليه السلام: ولمَّا بَلَغَ أَشُدَّه؛ فمعناه الإِدْراكُ والبلوغ

وحينئذ راودته امرأَة العزيز عن نفسه؛ وكذلك قوله تعالى: ولا تقْرَبوا مالَ

اليتيم إِلاَّ بالتي هي أَحسن حتى يبلغَ أَشُدَّه؛ قال الزجاج: معناه

احفظوا عليه ماله حتى يبلغَ أَشُدَّه فإِذا بلغ أَشُدَّه فادفعوا إِليه

ماله؛ قال: وبُلُوغُه أَشُدَّه أَن يُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَن يكون

بالغاً؛ قال: وقال بعضهم: حتى يبلغ أَشده؛ حتى يبلغ ثمانيَ عَشْرَة سنة؛ قال

أَبو إِسحق: لست أَعرف ما وجه ذلك لأَنه إِن أَدْرَكَ قبل ثماني عَشْرَة

سنة وقد أُونِسَ منه الرشد فطلَبَ دفْعَ ماله إِليه وجب له ذلك؛ قال

الأَزهري: وهذا صحيح وهو قول الشافعي وقول أَكثر أَهل العلم. وفي الصحاح: حتى

يبلغ أَشدّه أَي قوته، وهو ما بين ثماني عَشْرة إِلى ثلاثين، وهو واحد

جاء على بناء الجمع مِثْلَ آنْكٍ وهو الأُسْرُبُّ، ولا نظير لهما، ويقال:

هو جمع لا واحد له من لفظه، مِثْلُ آسالٍ وأَبابِيلَ وعَبادِيدَ

ومَذاكِيرَ. وكان سيبويه يقول: واحده شِدَّة وهو حسن في المعنى لأَنه يقال بلغ

الغلام شِدَّته، ولكن لا تجمع فِعْلة على أَفْعُل؛ وأَما أَنْعُم فإِنه جمع

نُعْم من قولهم يوم بُؤْس ويومُ نُعْم. وأَما من قال واحده شَدٌّ مثل

كلب وأَكْلُب أَو شِدٌّ مثل ذئب وأَذؤب فإِنما هو قياس، كما يقولون في واحد

الأَبابيلِ إِبَّوْل قياساً على عِجَّولٍ، وليس هو شيئاً سُمِعَ من

العرب. وأَما قوله تعالى في قصة موسى، صلوات الله على نبينا وعليه: ولما بلغ

أَشدّه واستوى؛ فإِنه قرن بلوغ الأَشُدِّ بالاستواءِ، وهو أَن يجتمع

أَمره وقوته ويكتهل ويَنْتَهِيَ شَبابُه. وأَما قول الله تعالى في سورة

الأَحقاف: حتى إِذا بلغ أَشُدَّه وبلغ أَربعين سنة؛ فهو أَقصى نهاية بلوغ

الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِثَ محمد، صلى الله عليه وسلم، نبيّاً وقد اجتمعت

حُنْكَتُه وتمامُ عَقْلِه، فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ

النِّهايةِ غير مَحْصُورِ ما بين ذلك.

وشَدَّ النهارُ أَي ارتفع. وشَدُّ النهار: ارتفاعُه، وكذلك شَدُّ

الضُّحَى. يقال: جئتك شَدَّ النهارِ وفي شَدِّ النهارِ، وشَدَّ الضُّحَى وفي

شَدِّ الضحى. ويقال: لقِيتُه شَدَّ النهار وهو حين يرتفع، وكذلك امتدَّ.

وأَتانا مَدَّ النهار أَي قبل الزوال حين مَضَى من النهار خَمْسَةٌ. وفي

حديث عِتْبانَ بنِ مالك: فَغَدا عليَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

بعْدَما اشْتَدَّ النهارُ أَي علا وارتفعت شمسه؛ ومنه قول كعب:

شَدَّ النهارِ ذراعَيْ عَ ْطَلٍ نَصَفٍ

قامَتْ، فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ

أَي وقْتَ ارتفاعِه وعُلُوِّه. وشَدَّه أَي أَوثقه، يَشُدُّوه ويَشِدُّه

أَيضاً، وهو من النوادر. قال الفراء: ما كان من المضاعف على فَعَلْتُ

غيرَ واقع، فإِنّ يَفْعِلُ منه مكسور العين، مثل عفَّ يعِفُّ وخَفَّ

يَخِفُّ وما أَشبهه، وما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ فإِنَّ يَفْعُل منه مضموم

إِلا ثلاثة أَحرف، شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّهُ، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه

من العَلَلِ وهو الشُّرْب الثاني، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه،

فإِنْ جاء مثل هذا أَيضاً مما لم نسمعه فهو قليل، وأَصله الضم. قال: وقد

جاء حرف واحد بالكسر من غير أَن يَشْركَه الضم، وهو حَبَّهُ يَحِبُّهُ.

وقال غيره: شَدَّ فلان في حُضْرِه. وتَشَدَّدَتِ القَيْنَةُ إِذا جَهَدَتْ

نفسَها عند رفع الصوت بالغناء؛ ومنه قول طرفة:

إِذا نحنُ قُلْنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لنا

على رِسْلِها مَطْرُوقَةً، لم تَشَدَّدِ

وشَدَّاد: اسم. وبنو شَدَّادٍ وبنو الأَشَدِّ: بطنان.

شدد
: (} الشِّدَّةُ، بِالْكَسْرِ، اسْم من {الاشْتِدادِ) وَهِي الصَّلَابةُ تكون فِي الجَواهِرِ والأَعراضِ، والجمْع:} شِدَدٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: جاءَ على الأَصل لأَنه لم يُشْبِه الْفِعْل، وَقد شَدّه يَشُدُّه ويَشِدُّه {شَدًّا} فاشتَدَّ، وكلُّ مَا أُحْكِمَ فقد شُدَّ، {وشُدِّدَ،} وشَدَّدَ هُوَ، {وتَشادَّ، وشيْءٌ} شَديدٌ: بَيِّنُ {الشِّدَّةِ، وشيْءٌ} شديدٌ: {مُشْتَدٌّ قوِيٌّ.
وَفِي الحَدِيث: لَا تَبِيعُوا الحَبَّ حتَّى} يَشْتَدَّ) ، أَي يَقْوَى.
(و) {الشَّدَّة، (بِالْفَتْح: الْحَمْلةُ) الْوَاحِدَة،} والشَّدُّ: الحَمْلُ. {وشَدَّ على القَوْم (فِي الحَرْبِ) } يَشُدَّ {ويَشِدُّ} شَدًّا {وشُدُوداً: حَمَلَ. وَفِي الحَدِيث: (أَلَا} تَشِدُّ {فَنَشِدَّ مَعَكَ) ، يُقَال} شَدَّ فِي الحَرب، {يَشِدُّ، بِالْكَسْرِ، وَمِنْه الحَدِيث: (ثُمَّ} شَدَّ عَلَيْهِ فكَان كأَمْسِ الذَّاهِبِ) أَي حَمَلَ عَلَيْهِ فقَتَله. {وشَدَّ فُلانٌ على العَدُوَّ} شَدَّةً وَاحِدَة، {وشَدَّ} شَدَّاتٍ كَثيرةً، {وشَدَّ الذِّئبُ على الغَنَمٍ شَدًّا وشُدُوداً، كَذَلِك.
ورُئِي فارِسٌ يَومَ الكُلَاب من بنِي الحارِث} يَشِدُّ على القَوْم فرُدُّهم وَيَقُول: أَنا أَبو {شَدَّادٍ. فإِذا كَرُّوا عَلَيْهِ رَدَّهم وَقَالَ: أَنا أَبو رَدَّاد.
(} والشَّدُّ) بِالْفَتْح: الحُضْر و (العَدْوُ) ، والفِعْل {اشْتَدَّ، أَي عَدَا، قَالَ ابنُ رُمَيْض العَنْبَرِيّ:
هاذا أَوَانُ الشَّدِّ} فاشْتَدِّي زِيَمْ
وزِيَمُ: اسمُ فَرَسِه. وَفِي حَدِيث القِيامة: (كحُضْرِ الفَرَسِ ثمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ الشَّدِيدِ العَدْوِ) ، وَمِنْه حَدِيث السَّعْيِ: (لَا يَقْطَعُ الوادِيَ إِلَّا {شَدًّا) أَي عَدْواً، وَفِي حَدِيث أُحُدٍ: (حتّى رأَيتُ النّسَاءَ} يَشْتَدِدْنَ فِي الجَبلِ) أَي يَعْدُون.
وشدَّ فِي العَدْوِ {شَدًّا} واشْتَدَّ: أَسرع وعَدَا، وَقَالَ عَمْرٌ وَذُو الكَلْب:
فَقُمْتُ لَا {يَشْتَدُّ} - شَدِّي ذُو قَدَمْ جاءَ بالمصْدر على غير الفِعل، ومثْله كثير.
(و) الشَّدُّ (فِي النّارِ: ارتفاعُها) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَهُوَ غلطٌ، وَالصَّوَاب على مَا فِي الأُمَّهَات: والشَّدُّ فِي النَّهار ارْتفاعُه. وشَدَّ النهارُ: ارتفَعَ، وكذالك شَدَّ الضُّحَى، يُقَال جِئْتُك شدَّ النَّهَارِ، وَفِي شَدِّ النَّهَار، وَفِي شَدِّ النَّهَار، وشَدَّ الضُّحَى وَفِي شَدِّ الضُّحَى. وَيُقَال لَقِيتُه شَدَّ النَّهَارِ، وَهُوَ حِين يَرتفع، وكذالك امْتَدَّ، وأَتانا مَدَّ النَّهَارِ، أَي قبْلَ الزَّوالِ حِين مَضَى من النَّهَار خَمْسَةٌ. وَفِي حَدِيث عِتْبَان بنِ مالكٍ: (فغَدَا عَلَيَّ رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلّم بعْدَما اشْتَدَّ النَّهَارُ) أَي علا وارتفعتْ شَمسُه، وَمِنْه قَول كَعْب:
شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ
قامَتْ فَجاوبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ
أَي وَقْتَ ارتِفاعِهِ وعُلُوِّه.
(و) الشَّدُّ: (التَّقْوِيَةُ) تَقول: شَدَّ اللهُ مُلْكَه، وشدَّدَه، أَي قَوَّاه. وَقَوله تَعَالَى: { {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} (صلله: 20) أَي قوَّيناه، وشَدَّ على يَدِه: قَوَّاه وأَعانه، قَالَ:
فإِنّي بِحَمْدِ اللهِ لَا سَمَّ حَيَّةٍ
سَقَتْنِي وَلَا} شَدَّتْ على كَفِّ ذابِحِ
وشَدَّ عَضُدَه: قَوَّاه، {واشتَدَّ الشّيْءُ، من الشِّدَّة.
(و) الشَّدُّ: (الإِيثاقُ) وشَدَّهُ: أَوْثَقَه. يَشُدُّه ويَشِدُّه أَيضاً، وَهُوَ من النَّوَادِر قَال الفرّاءُ: مَا كَانَ من المُضَاعَف على فعَلْت غيرَ واقِعٍ فإِن يَفْعِل منهُ مكسورُ العَيْنِ، مثل: عَفّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفّ، وَمَا أَشبَهَه. وَمَا كَانَ واقِعاً مثْل: مَدَدْت فإِن يَفْعُل مِنْهُ مضمومٌ إِلّا ثلاثةَ أَحْرُفٍ. شَدَّه يَشُدُّه} ويَشِدُّه، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلّه، من العَلَلِ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمّه ويَنِمُّه. فإِن جاءَ مثْلُ هاذا مِمَّا لم نَسمعْه، فَهُوَ قليلٌ، وأَصلُه الضّمّ. قَالَ: وَقد جاءَ حرفٌ واحِد بِالْكَسْرِ، من غير أَن يَشرَكه الضمّ، وَهُوَ حَبَّه يَحِبُّه. وَقَالَ غَيره؛ شَدَّ فُلانٌ فِي حُضْرِه. وَقد حقَّقْنا ذالك فِي مؤلْفاتنا التصريفيّة. قَالَ الله تَعَالَى: { {فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ} (مُحَمَّد: 4) : وَقَالَ تَعَالَى: {} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى} (طه: 31) ( {واشْتَدَّ) الرَّجلُ: (عَدَا) ، كشَدَّ، وَقد تقدّم.
(} والمُشادَّةُ) فِي الشيْءِ: ( {التَّشَدُّدُ) فِيهِ والمغالبة، (وَمِنْه) الحَدِيث: ((لن يُشَادَّ الدِّينَ أَحدٌ إِلّا غَلَبَهُ)) أَراد غَلَبَهَ الدِّينُ، أَي مَنْ يقوِمُه ويُقاوِيه ويُكَلِّف نفْسَه من العِبَادة فَوق طاقته. وشادَّه} مُشادَّة {وشِدَاداً: غالبَه، وَهُوَ مِثْل الحَدِيث الآخَر: (إِنَّ هاذا الدِّينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ) .
(} والمُتَشَدِّدُ: البَخِيلُ) ، {كالشَّدِيدِ، قَالَ طَرفَةُ:
أَرَى المَوْتَ يَعتامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِي
عَقِيلَةَ مالِ الفَاحِشِ} المُتَشَدِّدِ
(و) {الأَشُدُّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعرِفةَ، قَالَ الله تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ} أَشُدَّهُ} (الْأَحْقَاف: 15) وَقَالَ الأَزهريّ: {الأَشُدُّ فِي كتابِ الله تَعَالَى على ثلاثةِ معانٍ يَقرب اختلافُهَا: فأَمّا قَوْله فِي قصّة يوسُفَ عَلَيْهِ السَّلام {وَلَمَّا بَلَغَ} أَشُدَّهُ} (يُوسُف: 22) فَمَعْنَاه الإِدراكُ والبُلُوغُ، وحينئذٍ راودَتْه امرأَةُ العزيزِ عَن نفْسه. وكذالك قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الْأَنْعَام: 15) بفتْح فضَمّ، (ويضَمُّ أَوَّلُهُ) وَهِي قليلةٌ، حكَاها السّيرَافيُّ. قَالَ الزَّجَّاجِ: مَعْنَاهُ احفَظُوا عَلَيْهِ مالَهُ حتّى يَبلُغَ أَشُدَّه، فإِذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إِليه مالَه. قَالَ: وبُلوغُه أَشُدَّه: أَن يُؤْنَسَ مِنْهُ الرُّشْدُ مَعَ أَنَ يكون بالِغاً. قَالَ: وَقَالَ بعضُهم {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} حتَّى يَبلُغ ثَمانِيَ عَشرةَ سَنةً، قَالَ أَبو إِسحاقَ: لسْتُ أَعرِف مَا وَجْهُ ذالك، لأَنه إِن أَدْرَكَ قبلَ ثمانِي عَشَرةَ سَنةً وَقد أُونِس مِنْهُ الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْعَ مالِه إِليه وَجَبَ لَهُ ذالك. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا صَحِيح، وَهُوَ قولُ الشافِعِيّ وقولُ أَكثرِ أَهلِ العِلم. وَفِي الصّحَاح {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (أَي قُوَّتَهُ، وَهُوَ مَا بينَ ثَمَانِي عَشْرَةَ إِلى ثَلاثِينَ سَنَةً) ، وَقَالَ الزَّجّاج: هُوَ من نَحو سَبْعَ عَشْرةَ إِلى الأَربعينِ، وَقَالَ مرَّةً: هُوَ مَا بَين الثَّلَاثِينَ والأَربعين، وَهُوَ مُذكَّر ومُؤَنّث، وَفِي التهديب: وأَما قولُه تَعَالَى، فِي قصّة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} (الْقَصَص: 14) فإِنَّه قَرَنَ بُلُوغَ {الأَشُدِّ بالاستواءِ، وَهُوَ أَن يَجتمع أَمرُه وقُوَّتُه، ويكتَهِل وَيَنْتَهِيَ شَبَابُه.
وأَمّا قولُه تعالَى فِي سُورَة الأَحقاف. {حَتَّى إِذَا بَلَغَ} أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} (الْأَحْقَاف: 15) فَهُوَ أَقصَى نِهَايَةِ بُلُوغِ الأَشُدِّ، وَعند تَمامهَا بُعِثَ محمّدٌ، صلَّى الله عليّه وسلّم، نَبِيًّا. وَقد اجتمعَت حُنْكَتُه وتَمَام عَقْلِه، فبُلوغُ {الأَشُدِّ محصورُ الأَولِ، محصورُ النِّهَايَةِ، غيرُ محصورِ مَا بينَ ذالك. قَالَ الجوهَرِيُّ: وَهُوَ (واحدٌ جاءَ على بِناءِ الجَمْعِ، كآنُكٍ) ، وَهُوَ الأُسْربُّ (وَلَا نَظِير لَهُما) .
قَالَ شيخُنا: ولعلّ مرادَه: من الأَسماء المُطلقة الَّتِي استعملَتُها العربُ، فَلَا يُنافِي وُرُودَ أَعْلامٍ، على بلادٍ، ككَابُل وآمُل، وَمَا يُبْديه الاستقراءُ (أَو جَمعٌ لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِهِ) مثل أَبابيلَ وعَبابِيدَ ومَذاكِير، ذَهبَ إِليه أَحمدُ بن يَحيى، فِيمَا رَوَاهُ عَن أَبي عُثمانَ المازنِيِّ. كَذَا فِي الْمُحكم. وَقَالَهُ السّيرافي أَيضاً. (أَو واحِدُهُ شِدَّةٌ، بِالْكَسْرِ) كنِعْمة وأَنْعُمٍ، نَقله الجوهريُّ عَن سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ حَسنٌ فِي المعنَى، يُقَال بلغَ الغلامُ شِدَّتَه. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: واحِدة الأَنْعُم نِعْمَة وَوَاحِدَة} الأَشُدّ {شِدَّة. (مَعَ أَن) ، وَفِي نصّ عبارَة سيبويْه: ولكنَّ (فِعْلَة) بِالْكَسْرِ) لَا تُجمَع على أَفْعُل، أَو) واحده (شَدٌّ، ككَلْبٍ وأَكْلُبٍ) ، وَقَالَ السّيرافيّ: القِيَاس:} شَدٌّ {وأَشُدٌّ، كَمَا يُقَال: قَدٌّ وأَقُدٌّ، (أَو) واحده: (} شِدٌّ، كذِئْبٍ وأَذُؤُبٍ) ، قَالَ أَبو الهَيثم: وكأَنَّ الهاءَ فِي النِّعمة {والشِّدة لم تكن فِي الْحَرْف، إِذ كَانَت زَائِدَة، وكأَنَّ الأَصل: نِعْم} وشِدّ، فجُمعا على أَفعُل، كَمَا قالُوا رجل، وأَرجُل، وضِرْس وأَضْرُس. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وَاحِدهَا شَدٌّ، فِي القِياسِ. وَلم أَسمَع لَهَا بِوَاحِدَة.
وَقَالَ ابْن جِني: جاءَ على حذف التّاءِ كَمَا كَانَ ذالك فِي نِعْمَة وأَنعُمٍ وَنقل ابْن جِنّي عَن أَبي عبيد: هُوَ جمع أَشَدَ على حذف الزِّيَادَة، قَالَ وَقَالَ أَبو عبيد: رُبما استُكْرِهُوا على حذْفِ هاذه الزيادةِ فِي الْوَاحِد، وأَنشد بَيت عَنْتَرَةَ:
عَهْدِي بِهِ شَدَّ النَّهَارِ كأَنَّمَا
خُضِبَ اللَّبَانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ
أَي أَشَدَّ النَّهارِ، يَعْنِي أَعلاه وأَمْتَعَ (وَمَا هُمَا) أَي {شَدًّا} وشِدًّا (بمسموعَيْنِ) عَن الْعَرَب (بل قياسٌ) ، كَمَا يَقُولُونَ فِي وَاحِد الأَبابيل: إِبَّوْل، قِيَاسا على عِجَّوْل، وَلَيْسَ هُوَ شَيْئا سُمِع من الْعَرَب، كَمَا سبَقَت الإِشارة إِليه.
قَالَ الفرَّاءُ: {الأَشُدُّ واحدُهَا شَدٌّ، فِي القِياس، قَالَ: وَلم أَسمع لَهَا بِوَاحِد. ومثْله عَن أَبي عُبيد.
(و) } الشِّدَّةُ: النَّجْدةُ وثَبَاتُ القَلْب و ( {الشَّدِيدُ: الشُّجَاعُ) والقَوِيُّ من الرِّجَال، وَالْجمع:} أَشِدَّاءُ {وشِدَادٌ} وشُدُدٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ جاءَ على الأَصل لأَنه لم يُشْبه الْفِعْل، وَقد شَدَّ يَشِدُّ بِالْكَسْرِ لَا غير.
(و) الشَّدِيد: (البَخِيلُ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَإِنَّهُ لِحُبّ الْخَيْرِ {لَشَدِيدٌ} (العاديات: 100) قَالَ أَبو إِسحاق: إِنه من أَجْلِ حُبِّ المالِ لَبَخِيلٌ. وَقَالَ أَبو ذُؤَيب:
حَدَرْناهُ بالأَثْوَابِ فِي قَعْرِ هُوَّةٍ
} شَدِيدٍ على مَا ضُمَّ فِي اللَّحْدِ جُولُهَا
أَراد: شَحِيحٍ على ذالك.
(و) الشَّدِيدُ: (الأَسَدُ) ، لِقُوته وجَلادَتِه.
(و) ! الشَّديد: اسْم (مَوْلًى لأَبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه) مذكُور فِي حَدِيث إِسماعيلَ بن أَبي خالدٍ عَن قَيْس بن أَبي حازِمٍ (و) الشَّدِيدُ (بن قَيْسٍ المُحَدِّثُ) البِرْتيّ روَى عَنهُ يَزيدُ بن أَبي حَبِيب، وَكَانَ شريفاً بِمصْر، وَلِيَ بحْرَ مِصر.
(و) {شُدَيْد، (كزُبَيْرٍ: شاعِرٌ) وَهُوَ شُدَيْد بن شَدَّاد بن عامِر بن لَقِيطٍ العَامِريّ، فِي زَمن بني أُمَيّة.
(و) } شَدَّاد، (كَكَتَّانٍ: اسمُ) جَماعَةٍ.
(والحُرُوفُ الشَّدِيدَةُ) ثمانِيةٌ وَهِي الْهمزَة، وَالْجِيم، وَالدَّال، والتاءُ، والطاءُ، والباءُ، وَالْقَاف، وَالْكَاف قَالَ ابْن جِنِّي: ويجمعها فِي اللَّفْظ قَوْلُك: (أَجَدْتَ طَبَقَكَ) ، وَقَوْلهمْ: أَجِدُكَ طَبَقْتَ، أَو أَجِدُك قَطَّبْتَ. والحروف الَّتِي بَين الشّديدة والرِّخوة ثَمَانِيَة، يجمعها فِي اللَّفْظ قَوْلك: (لم يُرَوّعْنَا) وإِن شِئْت: قلت (لم يَرعَوْنا) .
وَمعنى الشَّديد أَنه الْحَرْف الَّذِي يمنَعُ الصَّوْت أَن يَجْريَ فِيهِ، أَلَّا تَرَى أَنَّكَ لَو قلْت الحقّ والشَّطّ، ثمَّ رُمْت مَدَّ صَوْتِكَ فِي الْقَاف والطاءِ لَكَانَ ممتنِعاً.
( {وأَشَدَّ) الرَّجلُ (} إِشْداداً، إِذا كانَت مَعَه دابَّةٌ {شَدِيدَةٌ) ، وَفِي الحَدِيث: (يَرُدُّ} مُشِدُّهم على مُضْعِفِهِمْ) . {المُشِدُّ: الّذِي دَ قَوِيَّةٌ، والمُضْعِفْ: الّذِي دَوَابّه ضعيفةٌ، يُرِيد أَنَّ القَوِيَّ من الغُزَاة يُسَاهِم الضَّعيفَ فِيمَا يَكْسِبهُ من الغَنيمة.
(وَيُقَال: أَشَدُّ لقد كَانَ كَذَا،} وأَشَدُ مُخَفَّفةً، أَي أَشْهَدُ) وَهُوَ غَريب نقَلَه الصاغانيُّ.
(! وأَشَدُّ) ، على صيغةِ أَفْعَل التَّفْضِيل: (أَخُو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِ السّلامُ) . أَورده تِلْمِيذه الْحَافِظ فِي (التبصير) وذَكَرَ الجوَّانيُّ فِي المقدّمة الفاضِلِيَّة إِخوةَ سيِّدِنا يوسفَ الأَحدَ عَشَرَ الأَسباطَ هاكذا: كَاد، وبِنْيامِين، ويَهوذا، ونفتالي، وزبولون، وشَمعون، وروبين، ويساخا، ولاوى، ودان، وياشير. فَلم يذكر فيهم أَشَدَّ. (وأَبو {الأَشَدِّ: من الأَبطالِ وآخَرُ حَدِّثٌ، أَو هُوَ بالسّين) ، هاكذا فِي النُّسح. فِي بَعْضهَا: وسِنَانُ بن خَالِد الأَشَدّ، من الأَبطال. وأَبو الأَشدّ السلَميّ: مُحَدِّث، أَو هُوَ بِالسِّين، وهاذا هُوَ الصَّوَاب، فإِن الفارسَ البطلَ هُوَ سِنان بن خالدٍ، يُعْرَف بالأَشدِّ، لَا بأَبي الأَشدِّ، والمحدّثُ هُوَ أَبو الأَشدّ، يُقَال بالشين وبالسين، وعَلى رِوَايَة الْمُهْملَة فبسكونها، وَهُوَ الَّذِي وَقع فِي الْمسند، وعَلى رِوَايَة الْمُعْجَمَة وَهُوَ الرَّاجِح فبتشديد الدَّال، وَهُوَ شيخٌ لعُثْمَان بن زُفَرَ، فتأمّل.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
عَن ابْن الأَعرابيّ: يُقَال (حلَبْتَ بالسّاعِدِ الأَشَدِّ) أَي استَعَنْتَ بِمن يَقُوم بأَمر 2، ويُعْنَى بحاجَتِكَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَال (حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشدِّ) أَي حِين لم أقْدِر على الرِّفْق أَخذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّة.
وَمن أمثالهم فِي الرجل يُحْرِز بعضَ حَاجته ويَعْجِزُ عَن تَمامهَا: (بَقِيَ أَشَدُّه) قَالَ طالِب: يُقَال إِنه كَانَ فِيمَا يُحْكَى عَن البهائِمِ أَنَّ هِرًّا كَانَ قد أَفنَى الجُرْذانَ، فاجتمعَ بَقِيَّتُهَا وقُلْنَ تَعَالَيْن نحتالُ بِحِيلة لهاذا الهِرِّ، فأَجمع رأْيُهُن على تَعْليق جُلْجُل فِي رَقبته، فإِذا رآهُن سَمِعْنَ صوتَ الجُلْجُلِ، فهرَبْن مِنْهُ فجِئن بجُلجُلٍ،} وشَدَدْنه فِي خَيْطٍ، ثمَّ قُلْن: مَن يُعَلِّقه فِي عُنُقِه؟ فَقَالَ بعضُهن: (بَقِيَ أَشَدُّه) . وَقد قيل فِي ذَلِك:
أَلَا امْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ
وَيُقَال للرَّجل إِذا كُلِّف عَمَلاً: (مَا أَمْلِك شَدًّا وَلَا إِرْخَاءً) أَي لَا أَقْدِرُ على شيْءٍ، وَقَالَ أَبو زيد: أَصابَتْنِي! شُدَّى. على فُعْلَى، أَي شِدَّةٌ.
ومِسْكُ شَدِيدُ الرائِحَة: قَوِيُّها ذَكِيُّهَا. وَرجل شَدِيدُ العَيْنِ: لَا يغْلِبه النَّوم، وَقد يُستعار ذالك فِي النّاقَة قَالَ الشّاعر:
باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ
شَدِيدةِ جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَرائِرِ
وَقَوله تَعَالَى: { {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (يُونُس: 88) أَي اطْبَع على قُلُوبهم.
} والشِّدَّةُ: المَجَاعَةُ. والشَّدَائِدُ الهَزاهِزُ. والشِّدَّة: صُعوبَةُ الزَّمنِ، وَقد اشْتَدَّ عَلَيْهِم. والشِّدَّة والشَّدِيدَة: من مكارِهِ الدَّهْر وَجَمعهَا، شدائِدُ، فإِذا كَانَ جمْع شَدِيدَة فَهُوَ على الْقيَاس، وإِذا كَانَ جمّع شِدَّة، فَهُوَ نَادِر.
{وشِدَّةُ العَيْش: شَظَفُه.
وَفِي الْمثل: (رُبَّ شَدَ فِي الكُرْز) وذالك أَن رَجلاً خَرجَ يَرْكُضُ فَرَساً لَهُ، فَرَمَت بِسَخْلَتا، فأَلْقاهَا فِي كُرْزٍ بَين يَدَيْه، وَهُوَ الجُوَالِق، فَقَالَ لَهُ إِنسان: لِمَ تَحْمِلُه؟ مَا تَصنَع بِهِ؟ فَقَالَ: (رُبَّ} شَدّ فِي الكُرْزِ) يَقُول هُوَ سَرِيعُ {الشَّدِّ كَأُمِّه، يُضرَب للرجلِ يُحْتقَر عنْدك، وَله خَبَرٌ قد علِمْتَه أَنت.
قَالَ سيبويْه: وَقَالُوا:} شَدَّ مَا أنَّك ذاهِبٌ، كقولِك: حَقًّا أَنَّك ذاهِبٌ، قَالَ. وإِن شِئت جَعلْت شَدَّ بمنزلةِ نِعْمَ، كَمَا تَقول: نِعْمَ العَمَلُ أَنَّك تَقولُ الحَقَّ. وَقَالَ أَبو زيد: خِفْت {شُدَّى فُلانٍ، أَي} شِدَّتَه، وأَنشد:
فإِنّى لَا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى
وَلَو كانتْ أَشَدَّ من الحَدِيدِ
{والأَشَدُّ: لَقَبُ عَمرو بن أُهْبَان بن دِثَار بن فَقْعَسٍ الأَسديّ، جاهليّ.
وَفِي حَدِيث قِيام شهرِ رمضانَ: (أَحيا اللَّيْلَ} وشَدَّ الْمِئزَر) ، هُوَ كِنايةٌ عَن اجتنابِ النِّساءِ، أَو عَن الجِدّ والاجتهادِ فِي العَمَل، أَو عَنْهُمَا مَعًا. {وتَشدَّدت القَيْنَة، إِذا جَهَدَتْ نَفْسَها عنْد رفْعِ الصَّوْتِ بالغِنَاءِ، وَمِنْه قَول طرفَة:
إِذا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِينَا انْبَرتْ لَنا
عَلَى رِسْلِهَا مَطْروقَةً لم} تَشَدَّدِ وَبَنُو {شَدَّادِ وَبَنُو} الأَشدِّ: بَطْنانِ.
! والأَشِدَّاءُ: بَطنٌ من آلِ عليّ بن أَبي طالبٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
شدد: {أشده}: منتهى شبابه، واحدها شد وشِد وشِدة، وقيل: واحد لا جمع له.

طغا

(طغا) - في الحديث: "لا تَحلِفوا بآبائِكم ولا بالطَّواغِى"
قيل: هو جَمْع طَاغِيَة، وليس من الطَّواغِيت، وَيُشْبه أن يُرِيدَ به مَنْ طَغَا في الكُفْر، وجَاوزَ القَدْرَ في الشَّرِّ: أي عُظمائهم، ويجوز أن يُريِدَ به الأَوثانَ أيضا، كما وَرَد في الحديث: "طاغِيَة بنى فلان": أي ما يعبدونه. وفي بَعْضِ الرِّواياتِ: "ولا بالطَّواغِيت"
جمع طَاغُوت، وهو الشَّيْطان، أو ما يُزَيِّن الشَّيطانُ لهم أن يَعبدُوه.
- في حديث وَهْب بنِ مُنَبِّه: "إن للعِلْم طُغْيانًا كَطُغْيانِ المَالِ"
: أي يَحملُ صاحِبَه على التَّرخُّص بما اشْتَبَه منه إلى ما لا يَحلُّ له أو يَترَفَّع به على من دونه، أو لا يُعطِى حَقَّه بالعَمَل به، كما يَمنَع حقَّ المالِ. يقال: طَغَوْت وطَغَيْت
ط غ ا: (طَغَا) يَطْغَى بِفَتْحِ الْغَيْنِ فِيهِمَا وَيَطْغُو (طُغْيَانًا) وَ (طُغْوَانًا) أَيْ جَاوَزَ الْحَدَّ. وَكُلُّ مُجَاوِزٍ حَدَّهُ فِي الْعِصْيَانِ (طَاغٍ) وَ (طَغِيَ) بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ. وَ (أَطْغَاهُ) الْمَالُ جَعَلَهُ (طَاغِيًا) . وَ (طَغَى) الْبَحْرُ هَاجَتْ أَمْوَاجُهُ. وَطَغَى السَّيْلُ جَاءَ بِمَاءٍ كَثِيرٍ وَ (الطَّغْوَى) بِالْفَتْحِ مِثْلُ (الطُّغْيَانِ) . وَ (الطَّاغِيَةُ) الصَّاعِقَةُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} [الحاقة: 5] يَعْنِي صَيْحَةَ الْعَذَابِ. وَ (الطَّاغُوتُ) الْكَاهِنُ، وَالشَّيْطَانُ، وَكُلُّ رَأْسٍ فِي الضَّلَالِ. يَكُونُ وَاحِدًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُــوا بِهِ} [النساء: 60] . وَيَكُونُ جَمْعًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ} [البقرة: 257] وَالْجَمْعُ (الطَّوَاغِيتُ) . 
[طغا] فيه: لا تحلفوا بآبائكم ولا "بالطواغي"، هو جمع طاغية وهي ما كانوا يعبدونه من الأصنام وغيرها. ومنه ح: هذه "طاغية" دوس، أي صنمهم، أو أراد بالطواغي من طغى في الكفر وهم عظماؤهم، وروى: ولا بالطواغيت، جمع طاغوت وهو الشيطان أو ما يزين لهم أن يعبدوه من الأصنام، ويقال للصنم: طاغوت، ويكون واحدًا وجمعًا. ك: هو فعلوت من طغى بالقلب كل رأس في الضلال أو الساحر أو الكاهن أو مردة الكتابي. ولمناة "الطاغية"، وصفه به باعتبار طغيان عبدتها أو مضاف إليه وكان من أهل لها لا يطوف بين الصفا والمروة تعظيمًا لصنمهم حيث لم يكن في المسعى وكان فيه صنمان لغيرهم. نه: وفي ح وهب: أن للعلم "طغيانًا" كطغيان" المال، أي يحمل صاحبه على الترخص بما اشتبه منه إلى ما لا يحل له ويترفع به على من دونه ولا يعطى حقه بالعمل به كما يفعل رب المال، طغوت وطغيت أطغى طغيانًا. غ: و"طغا" نساؤكم، أي فعلت ما لا يناسب وتجاوز الحد في الواجب. مد: "أن يتحاكموا إلى "الطاغوت""، أي كعب بن الأشرف. غ: "ما زاغ البصر وما "طغى"، ما جاوز القصد في رؤيته. قا: أي ما مال بصره صلى الله عليه وسلم عما رآه وما تجاوزه بل أثبته صحيحًا، أو ما عدل عن رؤيته العجائب التي أمر بها وما جاوزها. غ: "فاهلكوا "بالطاغية"" أي الطغيان.
[طغا] طَغا يَطْغى ويَطْغو طُغْياناً ، أي جاوَز الحدّ. وكلُّ مجاوزٍ حدَّه في العِصيان فهو طاغٍ. وطَغِيَ يَطْغى مثله. وأطْغاهُ المال، أي جعلَه طاغِياً. وطَغا البحر: هاجت أمواجُه. وطَغا الدمُ. تبيَّغَ. وطغا السيل، إذا جاء بماءٍ كثير. والطَغْيَةُ: أعلى الجبل. وكل مكانٍ مرتفع طَغْوَةٌ. أبو زيد: الطغية من كل شئ: نبذة منه. قال الهذلى يصف مشتار العسل : صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب قوله تنبى، أي تدفع، لانه لا تثبت عليها مخالبها لملاستها. وأنشد لاسامة الهذلى : وإلا النَعامَ وحَفَّانَهُ * وطُغْيا مع اللهق الناشِطِ قال الأصمعي: طُغْيا بالضم. وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغير من بقر الوحش. والطُغْوانُ والطُغْيانُ بمعنًى. والطَغْوى بالفتح مثله. والطاغِيَةُ: ملك الروم. والطاغِيةُ: الصاعقةُ. وقوله تعالى: (فأمَّا ثَمْودُ فأُهْلِكوا بالطاغِيَة) يعني صيحةَ العذاب. والطاغوتُ: الكاهن والشيطان، وكلُّ رأسٍ في الضلالة ; قد يكون واحداً، قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوتِ وقد أُمِروا أن يكفُروا به) وقد يكون جميعاً، قال الله تعالى: (أولياؤهمُ الطاغوتُ يخرجونهم) . وطاغوت وإن جاء على وزن لاهوت فهو مقلوب لانه من طغا، ولاهوت غير مقلوب لانه من لاه، بمنزلة الرغبوت والرهبوت ; والجمع الطواغيت.

صلا

صلا: الصَّلاةُ: الرُّكوعُ والسُّجودُ. فأَما قولُه، صلى الله عليه

وسلم: لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد إلا في المسْجِد، فإنه أَراد لا صلاةَ

فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ ، والجمع صلوات. والصلاةُ: الدُّعاءُ والاستغفارُ؛ قال

الأَعشى:

وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها

وأَبْرَزَها، وعليها خَتَمْ

وقابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها،

وصلى على دَنِّها وارْتَسَمْ

قال: دَعا لها أَن لا تَحْمَضَ ولا تفسُدَ. والصَّلاةُ من الله تعالى:

الرَّحمة؛ قال عدي بن الرقاع:

صلى الإلَهُ على امْرِئٍ ودَّعْتُه،

وأَتمَّ نِعْمَتَه عليه وزادَها

وقال الراعي:

صلى على عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها

ليلى، وصلى على جاراتِها الأُخَر

وصلاةُ الله على رسوله: رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه. وفي حديث ابن

أَبي أَوْفى أَنه قال: أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بها رسولَ

الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى؛ قال

الأَزهري: هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة؛ ومنه قوله عز وجل: إن اللهَ

وملائكته يصلُّون على النبيِّ يا أَيُّها الذين آمنُوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا

تسليماً؛ فالصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ، ومن الله رحمةٌ،

وبه سُمِّيَت الصلاةُ لِما فيها من الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ. وفي الحديث:

التحيَّاتُ لله والصَّلوات؛ قال أَبو بكر: الصلواتُ معناها التَّرَحُّم.

وقوله تعالى: إن الله وملائكتَه يصلُّون على النبيِّ؛ أَي يتَرَحَّمُون.

وقوله: اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عليهم، وتكونُ

الصلاةُ بمعنى الدعاء. وفي الحديث قوله، صلى الله عليه وسلم: إذ دُعيَ

أَحدُكُم إلى طَعامٍ فليُجِبْ، فإن كان مُفْطِراً فلَيطْعَمْ، وإن كان

صائماً فليُصَلّ؛ قوله: فلْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ

بالبركةِ والخيرِ، والصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت عليه

الملائكةُ؛ ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم: من صَلى عليَّ صَلاةً صَلَّت

عليه الملائكةُ عَشْراً. وكلُّ داعٍ فهو مُصَلٍّ؛ ومنه قول الأَعشى:

عليكِ مثلَ الذي صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي

نوْماً، فإن لِجَنْبِ المرءِِ مُضْطَجَعا

معناه أَنه يأْمُرُها بإن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ

له، ويروى: عليكِ مثلُ الذي صَلَّيت، فهو ردٌّ عليها أَي عليك مثلُ

دُعائِكِ أَي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ الذي أَرَدْتِ بي ودَعَوْتِ به لي.

أَبو العباس في قوله تعالى: هو الذي يُصَلِّي عليكم وملائكتُه؛ فيصلِّي

يَرْحَمُ، وملائكتُه يَدْعون للمسلمين والمسلمات. ومن الصلاة بمعنى

الاستغفار حديث سودَةَ: أَنها قالت يا رسولَ الله، إذا مُتْنا صَلَّى لنا

عثمانُ بنُ مَظْعون حتى تأْتِينا، فقال لها: إن الموتَ أَشدُّ مما

تُقَدِّرينَ؛ قال شمر: قولها صلَّى لنا أَي اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه، وكان عثمانُ

ماتَ حين قالت سودَةُ ذلك. وأَما قوله تعالى: أُولئك عليهم صَلَوات من

ربهم ورحمةٌ؛ فمعنى الصَّلوات ههنا الثناءُ عليهم من الله تعالى؛ وقال

الشاعر:

صلَّى، على يَحْيَى وأَشْياعِه،

ربُّ كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ

معناه ترحَّم الله عليه على الدعاءِ لا على الخبرِ. ابن الأَعرابي:

الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ، ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ:

القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ؛ والصلاةُ من الطَّيرِ

والهَوَامِّ التسبيح. وقال الزجاج: الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم. يقال: قد

صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ، ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم

النارَ. وقال أَهلُ اللغة في الصلاة: إنها من الصَّلَوَيْنِ، وهما

مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقة وغيرها، وأَوَّلُ مَوْصِلِ الفخذين من الإنسانِ

فكأَنهما في الحقيقة مُكْتَنِفا العُصْعُصِ؛ قال الأَزهري: والقولُ عندي

هو الأَوّل، إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالى، والصلاةُ من

أَعظم الفَرْض الذي أُمِرَ بلُزومِه. والصلاةُ: واحدةُ الصَّلواتِ

المَفْروضةِ، وهو اسمٌ يوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدر، تقول: صَلَّيْتُ صلاةً ولا

تَقُلْ تَصْلِيةً، وصلَّيْتُ على النبي، صلى الله عليه وسلم. قال ابن

الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكرُ الصلاةِ، وهي العبادةُ المخصوصةُ،وأَصلُها

الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت ببعض أَجزائِها، وقيل: أَصلُها في اللغة

التعظيم، وسُمِّيت الصلاةُ المخصوصة صلاةً لما فيها من تعظيم الرَّبِّ تعالى

وتقدس. وقوله في التشهد: الصلواتُ لله أَي الأَدْعِية التي يُرادُ بها

تعظيمُ اللهِ هو مُسَتحِقُّها لا تَلِيقُ بأَحدٍ سواه. وأَما قولنا: اللهم

صلِّ على محمدٍ، فمعناه عَظِّمْه في الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِهِ وإظْهارِ

دعْوَتِه وإبقاءِ شَريعتِه، وفي الآخرة بتَشْفِيعهِ في أُمَّتهِ وتضعيفِ

أَجْرهِ ومَثُوبَتهِ؛وقيل: المعنى لمَّا أَمَرَنا اللهُ سبحانه بالصلاة

عليه ولم نَبْلُغ قَدْرَ الواجبِ من ذلك أَحَلْناهُ على اللهِ وقلنا: اللهم

صلِّ أَنتَ على محمدٍ، لأَنك أَعْلَمُ بما يَليق به، وهذا الدعاءُ قد

اختُلِفَ فيه هل يجوزُ إطلاقُه على غير النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَم

لا، والصحيح أَنه خاصٌّ له ولا يقال لغيره. وقال الخطابي: الصلاةُ التي

بمعنى التعظيم والتكريم لا تُقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء

والتبريك تقالُ لغيره؛ ومنه: اللهم صلِّ على آلِ أَبي أَوْفَى أَي تَرَحَّم

وبَرِّك، وقيل فيه: إنَّ هذا خاصٌّ له، ولكنه هو آثَرَ به غيرهَ؛ وأَما

سِواه فلا يجوز له أَن يَخُصَّ به أَحداً. وفي الحديث: من صَلَّى عليَّ

صلاةً صَلَّتْ عليه الملائكةُ عشراً أَي دَعَتْ له وبَرَّكَتْ. وفي الحديث:

الصائمُ إذا أُكِلَ عندَ الطعامُ صَلَّتْ عليه الملائكةُ. وصَلوات

اليهودِ: كَنائِسُهم. وفي التنزيل: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ

ومساجِدُ؛ قال ابن عباس: هي كَنائِسُ اليهود أَي مَواضِعُ الصَّلواتِ،

وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا. وقُرئَتْ وصُلُوتٌ ومساجِدُ، قال: وقيل

إنها مواضِعُ صَلوتِ الصابِئِين، وقيل: معناه لَهُدِّمَتْ مواضعُ

الصلواتِ فأُقِيمت الصلواتُ مقامَها، كما قال: وأُشْرِبُوا في قلوبهمُ العجلَ؛

أي حُبَّ العجلِ؛ وقال بعضهم: تَهْدِيمُ الصلوات تَعْطِيلُها، وقيل:

الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ يُصَلُّون فيه. وقال ابن الأَنباري: عليهم

صَلَواتٌ أَي رَحَماتٌ، قال: ونَسَقَ الرَّحمة على الصلوات لاختلافِ

اللَّفظَين. وقوله: وصَلواتُ الرسول أَي ودَعَواته.

والصَّلا: وسَطُ الظَّهرِ من الإنسانِ ومن كلِّ ذي أَرْبَعٍ، وقيل: هو

ما انْحَدَر من الوَرِكَيْنِ، وقيل: هي الفُرْجَةُ بين الجاعِرَةِ

والذَّنَب، وقيل: هو ما عن يمين الذَّنَبِ وشِمالِه، والجمعُ صَلَواتٌ

وأَصْلاءٌ الأُولى مما جُمِعَ من المُذَكَّر بالأَلف والتاء.

والمُصَلِّي من الخَيْل: الذي يجيء بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه يَلِي

صَلا المتقدِّم وهو تالي السابق، وقال اللحياني: إنما سُمِّيَ مُصَلِّياً

لأَنه يجيء ورأْسُه على صَلا السابقِ، وهو مأْخوذ من الصِّلَوَيْن لا

مَحالة، وهما مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس، فكأَنه يأْتي ورأْسُه مع ذلك

المكانِ. يقال: صَلَّى الفَرَسُ إذا جاء مُصَلِّياً.

وصَلَوْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْتَ صَلاه أَو أَصَبْتُه بشيء سَهْمٍ أَو

غيرهِ؛ عن اللحياني قال: وهي هُذَلِيَّة. ويقال: أَصْلَتِ الناقةُ فهي

مُصْلِيةٌ إذا وَقَعَ ولدُها في صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها. وفي حديث عليّ

أَنه قال: سبق رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وصَلَّى أَبو بكر وثَلَّث

عُمَر وخَبَطَتْنا فِتْنةٌ فما شاء الله؛ قال أَبو عبيد: وأَصلُ هذا في

الخيلِ فالسابقُ الأَولُ، والمُصَلِّي الثاني، قيل له مُصَلٍّ لأَنه يكونُ

عند صَلا الأَوّلِ، وصَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عن يمينهِ وشمالهِ، ثم

يَتْلُوه الثالثُ؛ قال أَبو عبيد: ولم أَسمَعْ في سوابقِ الخيلِ ممن يوثَقُ

بعِلْمِه اسماً لشيءٍ منها إلا الثانيَ والسُّكَيْتَ، وما سِوى ذلك إنما

يقال الثالثُ والرابع وكذلك إلى التاسع. قال أَبو العباس: المُصَلِّي في

كلام العربِ السابقُ المُتَقدِّمُ؛ قال: وهو مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّي من

الخيلِ، وهو السابقُ الثاني، قال: ويقال للسابقِ الأَولِ من الخيلِ

المُجَلِّي، وللثاني المُصَلِّي، وللثالث المُسَلِّي، وللرابع التالي، وللخامس

المُرْتاحُ، وللسادس العاطفُ، وللسابع الحَظِيُّ، وللثامن المُؤَمَّلُ،

وللتاسعِ اللَّطِيمُ، وللعاشِرِ السُّكَيْت، وهو آخرُ السُّبَّق جاء به في

تفسير قولِهِم رَجْلٌ مُصَلٍّ.

وصَلاءَةُ: اسْمٌ. وصَلاءَة بنُ عَمْروٍ النُّمَيْرِي: أَحدُ

القَلْعيْنِ؛ قال ابن بري: القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَيْنِ من بَنِي نُمَيْرٍ،

وهما صَلاءَة وشُرَيْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عبدِ الله بن

الحَرِث ابن نُمَيْر.

وصَلَى اللَّحْمَ وغيرهُ يَصْليهِ صَلْياً: شَواهُ، وصَلَيْتهُ صَلْياً

مثالُ رَمَيْتُه رَمْياً وأَنا أَصْليهِ صَلْياً إذا فَعَلْت ذلك وأَنْت

تُريد أَنْ تَشْويَه، فإذا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِيه فيها إلْقاءً

كأَنَّكَ تُريدُ الإحْراقَ قلتَ أَصْلَيْته، بالأَلف، إصْلاءً، وكذلك

صَلَّيْتُه أُصَلِّيه تَصْلِيةً. التهذيب: صَلَيْتُ اللَّحْمَ، بالتَّخفيفِ، على

وَجْهِ الصَلاحِ معناه شَوَيْته، فأَمَّا أَصْلَيْتُه وصَلَّيْتُه فَعَلَى

وجْهِ الفَسادِ والإحْراق؛ ومنه قوله: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً،

وقوله: ويَصْلَى سَعِيراً. والصِّلاءُ، بالمدِّ والكَسْرِ: الشِّواءُ لأَنَّه

يُصْلَى بالنَّارِ. وفي حديث عمر: لَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ؛ هو

بالكَسْرِ والمَدِّ الشَّوَاءُ. وفي الحديث: أَنَّ النبيَّ، صلَّى الله

عليه وسلم، أُتِيَ بشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ؛ قال الكسائي: المَصْلِيَّةُ

المَشْوِيَّةُ، فأَمَّا إذا أَحْرَقْتَه وأَبْقَيْتَه في النارِ قُلْتَ

صَلِّيْته، بالتشديد، وأَصْلَيْته. وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ:

أَلْقاهُ لِلإحْراقِ؛ قال:

أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ،

تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِ

أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فؤادها بالحُزْنِ عَلَيهم. وصَلِيَ

بالنارِ وصَلِيهَا صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصَلىً وصِلاءً

واصْطَلَى بها وتَصَلاَّهَا: قَاسَى حَرَّها، وكذلك الأَمرُ الشَّديدُ؛ قال

أَبو زُبَيْد:

فَقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم،

كَما تَصَلَّى المَقْرُورُ للهرُ مِنْ قَرَسِ

وفُلان لا يُصْطَلَى بنارِه إذا كانَ شُجاعاً لا يُطاق. وفي حديث

السَّقِيفَة: أَنا الذي لا يُصْطَلَى بنارِهِ؛ الاصْطلاءُ افْتِعالٌ من صَلا

النارِ والتَّسَخُّنِ بها أي أنا الذي لا يُتَعَرَّضُ لحَرْبِي.

وأَصْلاهُ النارَ: أَدْخَلَه إيَّاها وأَثْواهُ فيها، وصَلاهُ النارَ وفي

النَّارِ وعلى النَّار صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصُلِّيَ فلانٌ الناَّر

تَصْلِيَةً. وفي التنزيل العزيز: ومَنْ يَفْعَلْ ذلك عُدْواناً وظُلْماً

فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً. ويروى عن عليّ، رضي الله عنه، أَنه قَرَأَ:

ويُصَلَّى سَعِيراً، وكان الكسائيُّ يقرَأُ به، وهذا ليسَ من الشَّيِّ إنما

هو من إلْقائِكَ إيَّاهُ فيها؛ وقال ابن مقبل:

يُخَيَّلُ فِيها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا

يُطَلَّى بِجِصٍّ، أَو يُصَلَّى فَيُضْيَحُ

ومَنْ خَفَّفَ فهو من قولهم: صَلِيَ فلانٌ بالنار يَصْلَى صُلِيّاً

احْتَرَق. قال الله تعالى: هم أَوْلَى بَها صُلِيّاً؛ وقال العجاج: قال ابن

بري، وصوابه الزفيان:

تَاللهِ لَولا النارُ أَنْ نَصْلاها،

أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ،

لَمَا سَمِعْنَا لأَمِيرٍ قَاهَا

وصَلِيتُ النارَ أَي قاسَيْتُ حَرَّها. اصْلَوْها أَي قاسُوا حَرَّها،

وهي الصَّلا والصِّلاءُ مثل الأَيَا والإيَاءِ للضِّياء، إذا كَسَرْتَ

مَدَدْت، وإذا فَتَحْت قَصَرْت؛ قال امرؤ القيس:

وقَاتَلَ كَلْب الحَيِّ عَنْ نَارِأَهْلِهِ

لِيَرْبِضَ فيهَا، والصَّلا مُتَكَنَّفُ

ويقال: صَلَيْتُ الرَّجُلَ ناراً إذا أَدْخَلْتَه النارَ وجَعَلْتَه

يَصْلاهَا، فإن أَلْقَيْتَه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُرِيدُ الإحْراقَ قُلت

أَصْلَيْته، بالأَلف، وصَلَّيْته تَصْلِيَةً. والصِّلاءُ والصَّلَى: اسمٌ

للوَقُودِ، تقول: صَلَى النارِ، وقيل: هُما النارُ. وصَلَّى يَدَهُ

بالنارِ: سَخَّنَها؛ قال:

أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ

طُروقاً، وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ

واصْطَلَى بها: اسْتَدْفَأَ. وفي التنزيل: لعلكم تَصْطَلُون؛ قال

الزجاج: جاءَ في التفسير أَنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى الاصْطِلاءِ.

وصَلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاَّها: لَوَّحَها وأَدارَها على

النارِ ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها. وفي الحديث: أَطْيَبُ مُضْغَةٍ

صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ قد صُلِيَتْ في الشمسِ وشُمِّسَتْ، ويروى بالباء، وهو

مذكور في موضعه. وفي حديث حُذَيْفَة: فرأَيْتُ أَبا سُفْيانَ يَصْلِي

ظَهْرَه بالنار أَي يُدْفِئُهُ. وقِدْحٌ مُصَلّىً: مَضْبوحٌ؛ قال قيس بن

زهير:فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ،

فمَا صَلَّى عَصاهُ كَمُسْتَدِيمِ

والمِصْلاةُ: شَرَكٌ يُنْصَب للصَّيْد. وفي حديث أَهلِ الشَّام: إنَّ

للِشيْطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً؛ والمصالي شبيهة بالشَّرَك تُنْصَبُ

للطَّيْرِ وغيرها؛ قال ذلك أَبو عبيد يعني ما يَصِيدُ به الناسَ من الآفات

التي يَسْتَفِزُّهُم بها مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِها، واحِدَتُها

مِصْلاة. ويقال: صلِيَ بالأَمْرِ وقد صَلِيتُ به أَصْلَى به إذا قَاسَيْت

حَرَّه وشِدَّتَه وتَعَبَه؛ قال الطُّهَوِي:

ولا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ، وإنْ هُمْ

صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِ

وصَلَيْتُ لِفُلانٍ، بالتَّخفِيفِ، مثالُ رَمَيْت: وذلك إذا عَمِلْتَ

لَه في أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ به وتُوقِعَه في هَلَكة، والأَصلُ في

هذا من المَصَالي وهي الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّيْرِ وغيرها. وصَلَيْتُه

وصَلَيْتُ له: مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك.

والصَّلايَةُ والصَّلاءَةُ: مُدُقُّ الطِّيبِ؛ قال سيبويه: إنما هُمِزَت

ولم يَكُ حرف العلة فيها طرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحِدِ على قولهم في

الجمعِ صَلاءٌ، مهموزة، كما قالوا مَسْنِيَّة ومَرْضِيّة حينَ جاءَت على

مَسْنِيٍّ ومَرْضِيٍّ، وأَما من قال صلايَة فإنّه لم يجئ بالواحد على

صَلاءٍ. أَبو عمرو: الصَّلاية كلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ يُدَقُّ عليه عِطْرٌ

أَو هَبِيدٌ. الفراء: تجمع الصَّلاءَة صُلِيّاً وصِلِيّاً،والسَّماءُ

سُمِيّاً وسِمِيّاً؛ وأَنشد:

أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِيَّا

يعني الوَتِد. ويُجْمَعُ خِثْيُ البَقَر على خُثِيٍّ وخِثِيٍّ.

والصَّلايَةُ: الفِهْرُ؛ قال أُمَيَّة يصف السماء:

سَراة صَلابةٍ خَلْقاء صِيغَتْ

تُزِلُّ الشمسَ، ليس لها رِئابُ

(* قوله «ليس لها رثاب» هكذا في الأصل والصحاح، وقال في التكملة

الرواية:

تزل الشمس، ليس لها اياب).

قال: وإنما قال امرؤُ القيس:

مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلايةُ حنْظلِ

فأَضافه إليه لأَنه يُفَلَّق به إذا يَبِسَ. ابن شميل: الصَّلايَة

سَرِيحَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ من القُفِّ، والصَّلا ما عن يمين الذَّنَب

وشِماله، وهُما صَلَوان. وأَصْلتِ الفَرسُ إذا اسْتَرْخى صَلَواها، وذلك إذا

قرُبَ نتاجُها. وصَلَيْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْت صَلاه أَو أَصَبْته، نادرٌ،

وإنما حُكْمُه صَلَوْته كما تقول هُذَيل.

الليث: الصِّلِّيانُ نبْتٌ؛ قال بعضهم: هو على تقدير فِعِّلان، وقال

بعضهم: فِعْلِيان، فمن قال فِعْلِيان قال هذه أَرضٌ مَصْلاةٌ وهو نبْتٌ له

سنَمَة عظيمة كأَنها رأْسُ القَصَبة إذا خرجت أَذْنابُها تجْذِبُها

الإبل، والعرب تُسمِّيه خُبزَة الإبل، وقال غيره: من أَمثال العرب في اليمينِ

إذا أَقدَمَ عليها الرجُلُ ليقتَطِعَ بها مالَ الرجُلِ: جَذَّها جَذَّ

العَيْر الصِّلِّيانة، وذلك أَنَّ لها جِعْثِنَةً في الأَرض، فإذا كَدَمها

العَيْر اقتلعها بجِعْثِنتها. وفي حديث كعب: إنَّ الله بارَكَ لدَوابِّ

المُجاهدين في صِلِّيان أَرض الرُّوم كما بارك لها في شعير سُوريَة؛

معناه أي يقومُ لخيلِهم مقامَ الشعير، وسُورية هي بالشام.

صلا
أصل الصَّلْيُ الإيقادُ بالنار، ويقال: صَلِيَ بالنار وبكذا، أي: بلي بها، واصْطَلَى بها، وصَلَيْتُ الشاةَ: شويتها، وهي مَصْلِيَّةٌ. قال تعالى: اصْلَوْهَا الْيَوْمَ
[يس/ 64] ، وقال:
يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى
[الأعلى/ 12] ، تَصْلى ناراً حامِيَةً
[الغاشية/ 4] ، وَيَصْلى سَعِيراً [الانشقاق/ 12] ، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
[النساء/ 10] ، قرئ:
سَيَصْلَوْنَ بضمّ الياء وفتحها، حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها [المجادلة/ 8] ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
[المدثر/ 26] ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
[الواقعة/ 94] ، وقوله: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى
[الليل/ 15- 16] ، فقد قيل:
معناه لا يَصْطَلِي بها إلّا الأشقى الذي. قال الخليل: صَلِيَ الكافرُ النار: قاسى حرّها ، يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ [المجادلة/ 8] ، وقيل: صَلَى النارَ: دخل فيها، وأَصْلَاهَا غيرَهُ، قال: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا
[مريم/ 70] ، قيل: جمع صَالٍ، والصَّلَاءُ يقال للوقود وللشّواء. والصَّلاةُ، قال كثير من أهل اللّغة: هي الدّعاء، والتّبريك والتّمجيد ، يقال: صَلَّيْتُ عليه، أي: دعوت له وزكّيت، وقال عليه السلام: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فَلْيُصَلِّ» أي: ليدع لأهله، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ
[التوبة/ 103] ، يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 56] ، وَصَلَواتِ الرَّسُولِ
[التوبة/ 99] ، وصَلَاةُ اللهِ للمسلمين هو في التّحقيق: تزكيته إيّاهم. وقال: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
[البقرة/ 157] ، ومن الملائكة هي الدّعاء والاستغفار، كما هي من النّاس . قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ
[الأحزاب/ 56] ، والصَّلَاةُ التي هي العبادة المخصوصة، أصلها: الدّعاء، وسمّيت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمّنه، والصَّلَاةُ من العبادات التي لم تنفكّ شريعة منها، وإن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع. ولذلك قال: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً [النساء/ 103] ، وقال بعضهم: أصلُ الصَّلَاةِ من الصَّلَى ، قال: ومعنى صَلَّى الرّجلُ، أي: أنه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة الصَّلَى الذي هو نار الله الموقدة. وبناء صَلَّى كبناء مَرَّضَ لإزالة المرض، ويسمّى موضع العبادة الصَّلَاةَ، ولذلك سمّيت الكنائس صَلَوَاتٌ، كقوله: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ [الحج/ 40] ، وكلّ موضع مدح الله تعالى بفعل الصَّلَاةِ أو حثّ عليه ذكر بلفظ الإقامة، نحو:
وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء/ 162] ، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 43] ، وَأَقامُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 277] ، ولم يقل: المُصَلِّينَ إلّا في المنافقين، نحو قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ
[الماعون/ 4- 5] ، وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى [التوبة/ 54] ، وإنما خصّ لفظ الإقامة تنبيها أنّ المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها، لا الإتيان بهيئتها فقط، ولهذا روي (أنّ المُصَلِّينَ كثير والمقيمين لها قليل) ، وقوله تعالى: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر/ 43] ، أي: من أتباع النّبيّين، وقوله: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى
[القيامة/ 31] ، تنبيها أنه لم يكن ممّن يُصَلِّي، أي يأتي بهيئتها فضلا عمّن يقيمها. وقوله: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً
[الأنفال/ 35] ، فتسمية صَلَاتِهِمْ مكاء وتصدية تنبيه على إبطال صلاتهم، وأنّ فعلهم ذلك لا اعتداد به، بل هم في ذلك كطيور تمكو وتصدي، وفائدة تكرار الصلاة في قوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [المؤمنون/ 1- 2] إلى آخر القصّة حيث قال: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ [المؤمنون/ 9] ، فإنّا نذكره فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله .
ص ل ا: (الصَّلَاةُ) الدُّعَاءُ. وَالصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الرَّحْمَةُ. وَالصَّلَاةُ وَاحِدَةُ (الصَّلَوَاتِ) الْمَفْرُوضَةِ وَهُوَ اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. يُقَالُ: (صَلَّى صَلَاةً) وَلَا يُقَالُ: تَصْلِيَةً. وَ (صَلَّى) عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَصَلَّى الْعَصَا بِالنَّارِ لَيَّنَّهَا وَقَوَّمَهَا. وَ (الْمُصَلِّي) تَالِي السَّابِقِ يُقَالُ: (صَلَّى) الْفَرَسُ إِذَا جَاءَ مُصَلِّيًا وَهُوَ الَّذِي يَتْلُو السَّابِقَ لِأَنَّ رَأْسَهُ عِنْدَ صَلَاهُ أَيْ مَغْرِزِ ذَنَبِهِ. وَ (الصَّلَايَةُ) بِالتَّخْفِيفِ الْفِهْرُ وَكَذَا (الصَّلَاءَةُ) بِالْهَمْزِ. وَ (صَلَيْتُ) اللَّحْمَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ رَمَى شَوَّيْتُهُ وَفِي الْحَدِيثِ: (أَنَّهُ أُتِيَ بِشَاةٍ (مَصْلِيَّةٍ) أَيْ مَشْوِيَّةٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: (صَلَيْتُ) الرَّجُلَ نَارًا إِذَا أَدْخَلْتَهُ النَّارَ وَجَعَلْتَهُ يَصِلَاهَا فَإِنْ أَلْقَيْتَهُ فِيهَا إِلْقَاءً كَأَنَّكَ تُرِيدُ إِحْرَاقَهُ قُلْتَ (أَصْلَيْتُهُ) بِالْأَلِفِ وَ (صَلَّيْتُهُ) (تَصْلِيَةً) وَقُرِئَ: «وَيُصَلَّى سَعِيرًا» . وَمَنْ خَفَّفَ فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: (صَلِيَ) فُلَانٌ النَّارَ بِالْكَسْرِ يَصْلَى (صِلِيًّا) أَيِ احْتَرَقَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} [مريم: 70] وَاصْطَلَى بِالنَّارِ وَ (تَصَلَّى) بِهَا. وَفُلَانٌ لَا (يُصْطَلَى) بِنَارِهِ إِذَا كَانَ شُجَاعًا لَا يُطَاقُ. وَ (الْمَصَالِي) الْأَشْرَاكُ تُنْصَبُ لِلطَّيْرِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ فُخُوخًا وَمَصَالِيَ» الْوَاحِدَةُ (مِصْلَاةٌ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [الحج: 40] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: هِيَ كَنَائِسُ الْيَهُودِ أَيْ مَوَاضِعُ الصَّلَوَاتِ. 
[صلا] الصلاة: الدعاء. قال الاعشى: وقابلها الريحُ في دَنِّها * وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ والصَلاة من الله تعالى: الرحمة. والصلاةُ: واحدة الصَلَواتِ المفروضة، وهو اسم يوضع موضع (*) المصدر. تقول: صليت صلاة، ولا تقل تَصْلِيَةً. وصَلَّيْتُ على النبي صلى الله عليه وسلم. وصليت العصا بالنار، إذا لينتها وقومتها. وقال قيس بن زُهير العبسيّ: فلا تَعْجَلْ بأمرك واسْتَدِمْهُ * فما صَلَّى عَصاكَ كمُسْتَديمِ أي قوم. والمُصَلَّى: تالي السابق. يقال: صَلّى الفرسُ، إذا جاء مُصَلِّياً، وهو الذي يتلو السابق، لأنَّ رأسَه عند صلاه. والصلاية: الفهر. قال أميّة يصف السماء: سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاَء صيغَتْ * تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رِئَابُ وإنَّما قال امرؤ القيس:

مَداكَ عَروسٍ أو صَلايَةً حنظل * فأضافها إليه لانه يفلق بها إذا يبس. والصَلاءَةُ بالهمز مثله. وصلاءة بن عمرو النميري: أحذ القلعين . وصليت اللحم وغيره أصليه صليا، مثال رميته رميا، إذا شويته. وفى الحديث أنّه عليه السلام أُتِيَ بشاةٍ مصلّيةٍ، أي مشويّةٍ. ويقال أيضاً: صَلَيْتُ الرجل ناراً، إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلاها. فإن ألقيته فيها إلقاءً كأنَّك تريد إحراقه قلت: أَصْلَيْتُهُ بالألف، وصَلَّيْتُهُ تَصْلِيَةً. وقرئ: (ويُصَلَّى سعيراً) ومن خفَّف فهو من قولهم: صَلِيَ فلان النار بالكسر يَصْلَى صُلِيّاً : احترق. قال الله تعالى: (أَوْلى بها صليا) . قال العجاج :

تالله لولا النار أن نصلاها * (*) ويقال أيضا: صلِيَ بالأمر ; إذا قاسى حرّه وشدَّته. قال الطهويّ: ولا تَبْلى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ * صَلوا بالحرب حيناً بعد حينِ واصْطَلَيْتُ بالنار وتصليت بها. قال أبو زبيد الطائى: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهِم * كما تَصَلَّى المقرور من قرس
صلا صنب سلق صلق كركر [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] : لَو شئتُ لدعوتُ بصِلاء وصِناب وصَلائِقَ وكرَاكِرَ وَأَسْنِمَة [و -] فِي بعض الحَدِيث: وأفلاذ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّلاء الشِّواء سمّي بذلك لأنّه يُصلَي بالنَّار. قَالَ: والصِّناب الْخَرْدَل بالزبيب قَالَ: وَلِهَذَا قيل للبِرذَون: صِنابِيّ إِنَّمَا شبّه لَونه بذلك. قَالَ: والسَّلائِق بِالسِّين وَهُوَ كلّ مَا سُلِق من الْبُقُول وَغَيرهَا وَقَالَ غير أبي عَمْرو: هِيَ الصِّلائق بالصَّاد وَمَعْنَاهَا الْخبز الرَّقِيق قَالَ جرير بن [عَطِيَّة بن -] الخطفي: [الوافر]

تَكَلِّفُني معيشة آل زيدٍ ... ومَنْ لي بالصلائق وَالصِّنَاب وَأما الْكَرَاكِر فكراكر الْإِبِل واحدتها كِركِرة وَهِي مَعْرُوفَة. وَأما الأفلاذ فَإِن وَاحِدهَا فِلذ وَهِي الْقطعَة [من الكبد -] . وَمِنْه حَدِيث عبد الله حِين ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ: وتلقي الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا قَالَ أعشى باهلة: [الْبَسِيط]

تَكْفِيْهِ حُزة فِلذ إِن ألم بهَا ... من الشَواء ويروى شربه الغْمَرُ

وَهُوَ القَعبُ الصَّغِير. وَحَدِيث عمر هَذَا فِي ذكر الطَّعَام شَبيه بحَديثه الآخر: لَو شِئْت أَن يُدَهْمَقَ لي لفعلتُ وَلَكِن الله عَابَ قوما فَقَالَ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} . قَالَ الْأَصْمَعِي قَوْله: يدهمق لي الدهمقة لين الطَّعَام وطيبه ورقته وَكَذَلِكَ كل شَيْء لين قَالَ الْأَصْمَعِي: وأنشدني خلف الْأَحْمَر فِي نعت الأَرْض فَقَالَ: [الرجز]

جَونٌ رَوَابي تُرْبِه دَهَامِقُ

يَعْنِي تربة لينَة. وَقَالَ غَيره: الدهمقة والدهقنة وَاحِد وَالْمعْنَى فِي ذَلِك 96 / ب كالمعنى فِي الأول سَوَاء / لِأَن لين الطَّعَام من الدهقنة.
صلا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب فَإِن كَانَ مُفطرا فَليَأْكُل وَإِن [كَانَ -] صَائِما فليُصَلَّ. قَالَ: قَوْله: فَليصل [يَعْنِي -] يَدْعُو لَهُ بِالْبركَةِ وَالْخَيْر. قَالَ أَبُو عبيد: كل دَاع فَهُوَ مصل وَكَذَلِكَ هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَ فِيهَا ذكر صَلَاة الْمَلَائِكَة كَقَوْلِه: الصَّائِم إِذا أكِلَ عِنْده الطَّعَام صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة حَتَّى يُمْسِي وَحَدِيثه: من صلى على النَّبِي صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم [صَلَاة -] صَلَّت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة عشرا. وَهَذَا فِي حَدِيث كثير فَهُوَ عِنْدِي كُله الدُّعَاء وَمثله فِي الشّعْر فِي غير مَوضِع قَالَ الْأَعْشَى:

[المتقارب]

وصهباء طافَ يَهُودِيُّها ... وأبرزها وَعَلَيْهَا ختم وقابَلَها الريحُ فِي دَنَّها ... وَصلى على دَنَّها وارْتَسَمْ

/ وقابلها الرّيح فِي دنها أَي اسْتقْبل بهَا الرّيح يَقُول: دَعَا لَهَا بالسلامة 21 / ب وَالْبركَة يصف الْخمر وَقَالَ أَيْضا: [الْبَسِيط]

تَقول بِنْتِي وَقد قَرَّبْتُ مُرْتَحِلا ... يَا رَبَّ جَنَّبْ أَبِي الأوصابَ والوجعَا

عليكِ مثلُ الَّذِي صَليتِ فَاغْتَمِضِي ... نومًا فَإِن لِجَنْبِ المرءِ مُضْطَجِعَا

يَقُول: ليكن لَك مثل الَّذِي دَعَوْت لي. قَالَ أَبُو عبيد: وَأما حَدِيث ابْن أبي أوفى أَنه قَالَ: أَعْطَانِي أبي صَدَقَة مَاله فَأتيت بهَا رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: اللَّهُمَّ صلعلى آل أبي أوفى فَإِن هَذِه الصَّلَاة عِنْدِي الرَّحْمَة وَمِنْه قَوْلهم: اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد وَمِنْه قَوْله {إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيَّ يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صًلُّوا عَلَيْهِ} فَهُوَ من اللَّه رَحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة دُعَاء وَالصَّلَاة ثَلَاثَة أَشْيَاء: الدُّعَاء وَالرَّحْمَة وَالصَّلَاة.
(صلا) - قولُه تَبارك وتَعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ} .
قال الحَلِيمِىُّ : الصَّلاة في اللّغة: التَّعْظِيم، وسُمِّيت الصَّلاةُ صَلاةً لِمَا فيها من حَنْى الصَّلَا، وهو وَسَط الظَّهْر لأنّ انحناء الصَّغير للكَبِير إذا رآه تَعظَيمٌ منه له في العبادات، ثم سَمَّوْا قرائِنَه صلاةً؛ إذ كان المُرادُ من عامة ما في الصلاة تَعظِيمَ الرَّبِّ سبحانَه وتعالى، فأَتْبعُوا عامَّةَ الأقوالِ والأفعالِ الانْحِنَاء، وسَمَّوها باسْمِه، ثم تَوسَّعوا فسَمَّوْا كل دُعاءٍ صَلاةً؛ إذ كان الدعاء تَعظِيماً للمدعُوِّ بالرَّغبة إليه والتَّباؤس له وتعظيما للمدعُوِّ له لابتغاء ما يَبتَغِي له من فَضْل الله عز وجل النَّظَر له.
- وقولنا في التشهد: "الصَّلَوَات لِلَّهِ"
: أي الأَذْكار التي يُراد بها تَعظِيمُ المذكور والاعترافُ له بجَلالِ العُبُودِيَّة وعُلوِّ الرُّتْبة كلّها لله عز وجل: أي هو مستَحِقُّها لا يَلِيق بأحدٍ سِواه.
- وقولنا فيه: "اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ".
فمعناه: عَظِّم مُحَمَّداً في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهارِ دَعْوتِه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتَشْفِيعه في أمته وتَضْعِيف أَجْرِه ومَثُوبَتِه وإبداءِ فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتَقْديمِه على كافة النبيين في اليوم المشهود، وهذه الأمور وإن كان الله عز وجل أَوجَبَها للنَّبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا دَعَا له أَحدٌ من أُمَّتِه فاستُجِيب دُعاؤُه فيه أن يُزادَ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - في كلِ شيء مما سَمَّينا رتُبةً ودَرَجةً، فكذلك كانت الصّلاةُ عليه ممَّا يُقضى به حَقُّه ويتُقَرَّبُ بإكثارها إلى الله عز وجل، فَيدُلّ على أن قولَنا: اللهمَّ صلِّ على محمّد صلاة مِنّا عليه، إلا أنَّا لا نملك إيصالَ ما يَعظُم به أَمرُه إليه، وإنما ذلك إلى الله عز وجل، فصح أن صَلاتَه عليه الدُّعاءُ له بذلك. وقيل: لَمَّا أَمرَ الله سُبْحانه وتَعالى بالصَّلاة عليه ولم نَبلغ كُنْهَ فضَيلته وحَقِيقةَ مُرادِ الله تعالى فيه أحَلْنا ذَلِك على الله عز وجل فقلنا: اللَّهمَّ صلِّ أنتَ على محمَّد مِنَّا؛ لأنك أعلمُ بما يَلِيق به وأَعرفُ بما أردتَه له، وإذا قلنا: الصَّلاةُ على رسولِ - صلى الله عليه وسلم -، فمَعْناه الصلاة من الله تعالى عليه؛ لأن التَّمنِّى على الله تبارك وتعالى سُؤالٌ، كما يقال: غَفَر الله لك، فيقوم مَقام اللَّهمّ اغْفِر لَه، فكذلك - صلى الله عليه وسلم - يقوم مَقام الدُّعاء.
- وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ} .
قال عطَاءُ بن أبي رَبَاح: "صَلاتُه على عِبادِه سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، سَبَقَت رَحمَتِى غَضَبِى".
وقد قيل: إن الصَّلاة من الله تعالى الرَّحمةُ، ومن الملائكة الاستغفارُ، ومن الخَلْق الدُّعاء، فلما جَمَعه في قَولِه تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}  كأنَّه يُشِيرُ إلى أنّ هذه المَعانِىَ كلّها واجِبةٌ عليهم من الله عزّ وجلّ.
وقيل: الأَصلُ في الصَّلاة الُّلزومُ، فكأنّ المُصَلِّى لَزِم هذه العِبادةَ لاسْتِنْجاح طَلِبَتهِ من الله عزّ وجلّ
وقيل: سُمِّيَت صَلاةً، لأنَّها في أكْثر المواضع ثَاني الإيمان وتَالِيه في الذكر، كقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} والمُصَلِّى: الذي يتلُو الأَوَّلَ.
قال الخطابي: الصَّلاة التي هي بَمْعنَى الدُّعاء والتَّبْرِيك تجوز على غير النَّبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - بدليل قوله تعالى في مُعْطِى الزكاة -: {وصَلِّ عَلَيْهِم} ؛ فأمّا التي هي لِرسُول الله - صلى الله عليه وسلّم -: فإنها بمعنى التَّعْظِيم والتّكْريِم، وهي خِصِّيصىَ له لا يَشْرَكه فيها غَيرُه.
- قوله تبارك وتعالى: {لعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}
وهو تَفْتَعِلون من الصَّلَى: أي تسخُنون. يُقال: اصطَليْت النارَ وبِالنَّار، ومُصْطَلَى الرَّجُلِ: وَجْهُه وَيَدَاه ورِجْلاه، وما يَلْقَى به النارَ إذا اصْطَلَى بها، والطاء في هذه الكلمات أَصلُها التَّاء وصارت طاءً لمجاورتها الصاد. - في حديث السَّقِيفَة:
أَنَا الذي لا يُصْطَلَى بناره
ولا يَنَامُ النَّاسُ من سُعاره
: أي لا يُتَعَرَّض لحرْبِي وحَدِّى. والسُّعارُ: حَدُّ النَّار. والسَّعِير: النَّار والسَّاعُور: التَّنُّور.
- في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "لو شِئتُ دَعوتُ بِصِلاءٍ"
: أي بشِواءٍ؛ لأنه يُصْلَى بالنَّار: أي يُشْوَى.
يقال: صَلَيتُه صَلْياً: شَويْتهُ، فإذا ألقيتَه في النار قُلتَ: صَلَيْتُه وأصلَيْتُه.
وقيل: أَصلُ التَّصْلِية من صَلَّى عَصَاه إذا سَخَّنَها بالصَّلَى ليُقوِّمَها فقيل: للرَّحْمَة، والدُّعاء صلاةٌ لأن بِهما يقوم أَمرُ من يَرحَمُه ويُدعَى له ويذهَب باعْوِجَاجِ عَمَلِه.
وقولهم: صلَّى إذا دَعَا، معناه: طَلَب صَلاةَ الله وهي رَحمتُه، كما يقال: حَيَّيتُه إذا دَعَوْتَ له بِتَحيَّة الله.
- في الحديث: "أطيبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّة مَصْلِيَّة"
: أي صُلِيَت في الشمس، ورواه الثِّقاتُ: مُصَلَّبَة: أي بلغَت الصلابةَ في اليُبْس - في حديث كعب: "إن الله تَباركَ وتَعالى بَارَك لِدَوابِّ المُجاهِدِين في صِلِّيان أرض الروم، كما بارك في شَعِير سُورِيَة"
قال الأصمعي: هو نَبْت، ومن أَمْثَالِهم: "جَذَّه جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَة "
وقال غيره: هو نَبْت له سَنَمة عَظيمة، كأنّه رَأسُ القَصَب؛ وهو خُبزُ الإبل: أي يَقوُم لدَوابِّهم مَقام الشِّعِير، وأرض مُصَلَّاة: كَثُرت فيها الصِّلِّيانَةُ، قال:
* وصِلِّيَانٍ كَسِبَال الروم *
[صلا] فيه: "الصلاة" لغة الدعاء، وقيل: التعظيم. وفي التشهد: "الصلوات" لله، أي الأدعية التي يراد بها تعظيم الله هو مستحقها لا تليق بأحد سواه. واللهم! "صل" على محمد، أي عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته، وقيل: لما أمر الله تعالى "بالصلاة" عليه ولم نبلغ قدر الواجب منه أحلنا عليه وقلنا: صل أنت لأنك أعلم بما يليق به؛ واختلف هل يجوز لغيره، والصحيح خصوصه به؛ الخطابي: بمعنى التعظيم خاص، وبمعنى الدعاء والتبريك لا، نحو اللهم! صل على آل أبي أوفى، أي ترحم وبرك، وقيل: هو أيضًا خاص ولكنه آثر غيره فلا يجوز لغيره. ط: وأجمعوا على جوازها على الأنبياء والملائكة، والجمهور على منعها ابتداء على غيرهم، والصحيح أنه مكروه تنزيها لأنه شعار البدع لاختصاصه بالأنبياء بلسان السلف كعز وجل بالله تعالى وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم عزيزًا جليلًا. نه: وفيه: من "صلى" عليّ "صلاة صلت" عليه الملائكة عشرًا، أي دعت له وبركت. ن: "صلى" الله عليه عشرًا، أي يضعف أجره، وقيل: هو على ظاهره تشريفًا له بين الملائكة. ط: أي تكون كلامًا يسمعه الملائكة أو رحمة ويضاعف أجره، لقوله: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها". غ: هي من الله الرحمة، ومن النبي والملائكة الاستغفار. كنز: "صل" على محمد في الأولين، أي مع الأولين ومع المتوسطين ومع الآخرين؛ و"صل" على محمد فيباب الصاد مع الميم

لوم

لوم

1 لَامَ, inf. n. لَوْمٌ, He blamed, censured, or reprehended, syn. عَذَلَ, (S, M, Msb, K,) a person, (S, Msb,) عَلَى كَذَا [for such a thing]. (S.) 4 أَلَامَ He did a thing for which he should be blamed. (S in art. جنف, and L and TA in art. ريب.) 5 تَلَوَّمَ i. q. تَكَلَّفَ اللَّوْمَ. (Ham, p. 356.) لَائِمَةٌ A thing for which the doer is blamed. (TA.)
لوم: {اللوامة}: الملامة. {مليم}: أتى بما يلام عليه.
(ل و م) : (التَّلَوُّمُ) الِانْتِظَارُ وَمِنْهُ " أَصْبَحُوا مُفْطِرِينَ مُتَلَوِّمِينَ " أَيْ مُنْتَظِرِينَ.
بَاب اللوم

لمته وعذلته وفندته وقرعته وأنبته وعاتبته وعنفته ولحيته
(لوم) - في حَديث علىّ - رضي الله عنه -: "إذَا أجْنَب في السَّفر تَلَوَّم ما بَيْنَه وبَيْنَ آخِر الوَقْتِ"
: أي انْتَظر، والتَلَوُّم: التَّمكُّث. وقيل: مِن اللُّومَةِ؛ وهي الحاجَة؛ لأنَّه انتظارُ قَضَاءِ اللُّومَةِ. وَتَلوَّم أَيضاً: أَسْرعَ وَجاوز الحَدَّ. وهو من الأَضداد.
- في حديث: "فَتَلاَوَمُوا بَيْنَهُم"
: أي لاَم بَعْضُهم بَعْضاً .
- في حديث: "بئسَ الشَّابُّ المُتَلَوِّم "
يجوز أن يكون مِن اللُّومَةِ؛ وهي الحاجة: أي المُنْتَظر لِقَضائِها، كالمُتَحَوّج مِن الحاجة، أَو المُتَعرِّض للاَّئمةِ في الفِعْل السَّيَّئُ.
ل و م

رجل لوّام ولوّامة ولومة، ولامه على فعله. وأنت ألوم من فلان: أحق بأن تلام، وهو ملوم وملوّم ومليم ومستليم، وقد ليم ولوّم: أكثر لومه، وألام واستلام: استحق اللوم. واستلام إلى ضيفه إذا لم يحسن إليه. قال القطاميّ:

ومن يكن استلام إلى ثويّ ... فقد أكرمت يا زفر المتاعا

أي الزاد وما يمتذع به الضيف. وتلوّم نفسه: استزادها. وأنحى عليه باللائمة وباللوائم وباللّوماء. وتلوّم على الأمر: تلبّث عليه، وتلوذم عليّ قليلاً. قال عنترة:

فوقفت فيها ناقتي وكأنها ... فدن لأقضي حاجة المتلوم
ل و م: (اللَّوْمُ) الْعَذْلُ تَقُولُ: (لَامَهُ) عَلَى كَذَا مِنْ بَابِ قَالَ، وَ (لَوْمَةً) أَيْضًا فَهُوَ (مَلُومٌ) . وَ (لَوَّمَهُ) أَيْضًا مُشَدَّدٌ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (اللُّوَّمُ) جَمْعُ (لَائِمٍ) كَرَاكِعٍ وَرُكَّعٍ. وَ (اللَّائِمَةُ) الْمَلَامَةُ يُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتَجَرَّعُ فِيكَ (اللَّوَائِمَ) . وَ (الْمَلَاوِمُ) جَمْعُ (مَلَامَةٍ) . وَ (أَلَامَ) الرَّجُلُ أَتَى مَا يُلَامُ عَلَيْهِ. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ لَائِمٍ (مُلِيمٌ) . أَبُو عُبَيْدَةَ: (أَلَامَهُ) بِمَعْنَى لَامَهُ. وَ (تَلَاوَمُوا) أَيْ لَامَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَرَجُلٌ (لُومَةٌ) يَلُومُهُ النَّاسُ وَ (لُوَمَةٌ) بِفَتْحِ الْوَاوِ يَلُومُ النَّاسَ. وَ (التَّلَوُّمُ) الِانْتِظَارُ
وَالتَّمَكُّثُ. 
لوم
اللَّوْمُ: عذل الإنسان بنسبته إلى ما فيه لوم.
يقال: لُمْتُهُ فهو مَلُومٌ. قال تعالى: فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ
[إبراهيم/ 22] ، فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ
[يوسف/ 32] ، وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ
[المائدة/ 54] ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
[المؤمنون/ 6] ، فإنه ذكر اللّوم تنبيها على أنه إذا لم يُلَامُوا لم يفعل بهم ما فوق اللّوم. وأَلَامَ: استحقّ اللّوم. قال تعالى:
َبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
[الذاريات/ 40] والتَّلاوُمُ: أن يلوم بعضهم بعضا. قال تعالى: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ
[القلم/ 30] ، وقوله: وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
[القيامة/ 2] قيل: هي النّفس التي اكتسبت بعض الفضيلة، فتلوم صاحبها إذا ارتكب مكروها، فهي دون النّفس المطمئنة ، وقيل: بل هي النّفس التي قد اطمأنّت في ذاتها، وترشّحت لتأديب غيرها، فهي فوق النّفس المطمئنة، ويقال: رجل لُوَمَةٌ: يَلُومُ الناسَ، ولُومَةٌ: يَلُومُهُ الناسُ، نحو سخرة وسخرة، وهزأة وهزأة، واللَّوْمَةُ: الْمَلَامَةُ، واللَّائِمَةُ: الأمر الذي يُلَامُ عليه الإنسان.
[لوم] نه: فيه: وكانت العرب "تلوم" بإسلامهم الفتح، أي تنتظر، وحذف إحدى تائيه. ج: التلوم: المكث والانتظار. نه: ح: إذا أجنب في السفر "تلوم" ما بينه وبين آخر الوقت، أي انتظر. وفيه: بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب "المتلوم"، أي المتعرض للأئمة في الفعل السيئ، ويجوز أن يكون من اللومة: الحاجة، أي المنتظر لقضائها. وفيه: "فتلاوموا" بينهم، أي لام بعضهم بعضًا، مفاعلة من لامه: عنفه. ومنه: "فتلاومنا". وح ابن أم مكتوم: ولي قائد لا "يلاومني"، روى بواو وأصله الهمزة، من الملاءمة: الموافقة، ويخفف بالياء ولا وجه للواو إلا أن يكون من اللوم ولا وجه له. فيه: "لو ما" أبقيت، أي هلا أبقيت. ط: "وهو "مليم"" من ألام- إذا فعل ما يلام عليه، واللوم- بضم لام: ضد الكرم. غ "النفس "اللوامة"" كل نفس تلوم صاحبها، المذنب على الذنب والمطيع على ترك الاستكثار من العمل الصالح. ط أتاه الله مغلولًا يوم القيامة يده إلى عنقه أولها "ملامة"، إشارة إلى أن من تصدى للولاية فالغالب أن يكون غرا غير مجرب للأمور ينظر إلى ملاذها ظاهرًا ويلومه أصدقاؤه، ثم إذا باشرها ويلحقه تبعاته يندم، يده- مرفوع بمغلول، وإلى عنقه- حال، ويوم القيامة- متعلق بمغلولًا، أو مبتدأ وإلى عنقه- خبره، ويوم القيامة- ظرف لأتاه. 
لوم: لوم: المصدر لَوام (فوك).
لاوم: في (محيط المحيط) (لاءم الشيء فلاناً وافقه. يقال هذا طعام لا يلائمني. أي لا يوافقني. والعامة تقول لايمه ولاومه).
تلوّم ب؛ توقف في مكان ما: تلوم بغرناطة بعد حصول والده بالمنكّب أياماً لتتيم حاجاته (البربرية 1: 388، 5 حيان بسّام 1: 222).
تلوّم على فلان: جامله، وراعى جانبه وعامله دون أن يسيء إليه ففي (محمد بن الحارث 219): فأتاه القاضي يحيى بن يزيد فقال له يا لئيم عبد الرحمن ظفر ببناتك وكرائمك فتلوّم عليهن حتى نقلن إلى دارك ولم يعرض لهن وأنت .. الخ.
استلوم: خضع لتأنيب فلان له (دي سلان) (البربرية 2: 255).
لام: المعنى المجازي لحرف اللام هو لحية كل جانب من جانبي الوجه أي لحية العارضة (الجريدة الآسيوية 1839: 1: 174 والمقري 1: 323، 16، 573، 2، 11).
لام التعريف: (بوشر).
الريا اللامي: في (محيط المحيط) عند الأطباء شريان كبير إذا بلغ آخر الفقار انقسم مع الوريد الذي يصحبه قسمين على هيئة اللام اليوناني هكذا 8. العظم اللامي: في (محيط المحيط): العظم اللامي عظم مثلث عند الحنجرة وقدّامها يشبه حرف اللام اليوناني أيضاً.
ملام: لوم (بوشر).
الملامية: (اتهام النفس ولومها) مذهب صوفي يربط بين الورع الداخلي والإباحة الخارجية (انظر المعجم الفارسي لفلرز والتعريفات 248 طبعة فلوجل). والملامي= الملامتي (عند فريتاج).
ل و م : لَامَهُ لَوْمًا مِنْ بَابِ قَالَ عَذَلَهُ فَهُوَ مَلُومٌ عَلَى النَّقْصِ وَالْفَاعِلُ لَائِمٌ وَالْجَمْعُ لُوَّمٌ مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ وَأَلَامَهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُلَامٌ وَالْفَاعِلُ مُلِيمٌ وَالِاسْمُ الْمَلَامَةُ وَالْجَمْعُ مَلَاوِمُ وَاللَّائِمَةُ مِثْلُ الْمَلَامَةِ وَأَلَامَ الرَّجُلُ إلَامَةً فَعَلَ مَا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ اللَّوْمَ وَتَلَوَّمَ تَلَوُّمًا تَمَكَّثَ.

وَاللَّأْمَةُ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَيَجُوزُ تَخْفِيفُهَا الدِّرْعُ وَالْجَمْعُ لَأْمٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَلُؤْمٌ مِثْلُ غُرَفٍ لَكِنَّهُ غَيْرُ قِيَاسٍ.

وَاسْتَلْأَمَ لَبِسَ لَأْمَتَهُ.

وَلَؤُمَ بِضَمِّ
الْهَمْزَةِ لُؤْمًا فَهُوَ لَئِيمٌ يُقَالُ ذَلِكَ لِلشَّحِيحِ وَالدَّنِيءِ النَّفْسِ وَالْمَهِينِ وَنَحْوِهِمْ لِأَنَّ اللُّؤْمَ ضِدُّ الْكَرَمِ.

وَلَأَمْتُ الْخَرْقَ مِنْ بَابِ نَفَعَ أَصْلَحْتُهُ فَالْتَأَمَ وَإِذَا اتَّفَقَ شَيْئَانِ فَقَدْ الْتَأَمَا وَلَاءَمْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ مُلَاءَمَةً مِثْلُ صَالَحْتُ مُصَالَحَةً وَزْنًا وَمَعْنًى. 
(لوم) - قوله تعالى: {فتَقْعُدَ مَلُوماً}
: أي تُلَام على إتلافِ مَالِك. وقيل: يَلُومُكَ من لا تُعْطِيهِ.
- وَمِنه حَدِيث ابن عبَّاسٍ - رَضىَ الله عنهما -: "فَتَلاَوَمْنَا"
: أي لَامَ بَعضُنَا بَعْضًا.
- في الحديث : "وَلِى قَائِدٌ لا يُلاوِمُنِى"
كذا رُوِى، وأصْلُه الهَمْزُ "لا يُلائِمُنى": أي لا يُسَاعِدُني وَلا يُوافِقُنى. - قوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا}
: أي هَلَّا تَأتِينَا.
- وكذلك في حديث عُمَر - رَضيَ الله عنه -: "لَوْ مَا أَبْقَيْتَ"
: أي هَلاَّ .
وَمِثله: لَوْلَا، وَأَنشَدَ:
* بَنى ضَوْطرَىْ لولَا الكَمِىَّ المُقَنَّعَا *
وَلولَا : كَلِمَةُ أُمْنِيَّةٍ، فإذَا رَأيْتَ لها جَوَاباً فهىِ التي تَكُون لِأَمرٍ يَقَعُ بِوقُوِع غَيره، كقَوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ}
وقيل: في قَوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ}
: إنَّها بمعنَى لو ، وكذلك قولُه تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ}

لوم


لَامَ (و)(n. ac. لَوْم
لَوْمَةمَلَام []
مَلَامَة [] )
a. [acc. & 'Ala
or
Fī], Blamed, rebuked, reprehended, reproached
censured, scolded for; improbated, reprobated; expostulated
with.
لَوَّمَa. see I
لَاْوَمَa. Reproached.

أَلْوَمَa. see Ib. Deserved blame; did wrong.

تَلَوَّمَ
a. [Fī], Was slow over.
تَلَاْوَمَa. Reproached, blamed each other.

إِنْلَوَمَ
a. [ coll. ]
see VIII
إِلْتَوَمَa. Was blamed, censured &c.

إِسْتَلْوَمَ
a. [Ila], Incurred the blame &c. of.
لَوْمa. Blame; expostulation; reprehension, improbation
disapprobation; deprecation.
b. Terror.

لَام (pl.
لَامَات)
a. see 1 (b)b. Person, individuality.
c. Relationship.
d. see 3t (a)
لَوْمَة []
a. Fault, defect; misdeed, offence.
لَامَة []
a. see 1t
لَوْمَى []
a. see see 1 (a)
لَامِيّ []
a. Relating to the letter ل

لُوْمَة []
a. Blamed &c.
b. Accused, defendant.
c. Delay.

لَوَمa. Censoriousness; carping; hyper-criticism.

لُوَمَة []
a. Censorious; critical, hyper-critical, carping
captious.
b. Censurer, critic; faultfinder.

مَلَام [] (pl.
مَلَاْوِمُ)
a. see 17t
مَلَامَة [] (pl.
مَلَاْوِمُ)
a. Blame, rebuke, reproach, censure, remonstrance
reprimand, stricture; animadversion; criticism.

لَائِم [] (pl.
لُوَّم []
لُيَّم []
لُوَّام [] )
a. Blamer, rebuker.

لَائِمَة [] (pl.
لَوَائِم [] )
a. fem. of
لَاْوِمb. see 17t
لَوَّام []
a. see 9t
لَوْمَآء []
a. see 1 (a)
مَلُوْم [ N. P.
a. I], مُلِيْم
[ N. Ag.
IV]
see 3t (a)
مُلَام [ N. P.
a. IV], Blameworthy, reprehensible.

تَلَوَّم [ N.
Ac.
a. V], Delay.

لَامِيَّة العَجَم
لَامِيَّة العَرَب
a. Two poems, of which the rhymes end always in
ل

لِيْمَ بِهِ
a. It has been cut off.
لوم: اللَّوْمُ: المَلاَمَةُ، ورَجُلٌ مُلِيْمٌ. والمُلِيْمُ: الذي اسْتَحَقَّ اللَّوْمَ. واللَّوْمَاءُ: المَلاَمَةُ. واللاّمَةُ: أمْرٌ تُلاَمُ عَلَيْه.
وتَلَوَّمْتُ نَفْسي: اسْتَزَدْتُها.
ولامَني فالْتَمْتُ: أي قَبِلْتُ.
واسْتَلاَمَ إلَيَّ: أي صَنَعَ ما يَنْبَغِي أنْ ألُوْمَه. والمُسْتَلِيْمُ: المُسْتَوْجِبُ لِلَّوْمِ.
ولُمْتُه وأَلَمْتُه. وقَوْلُ أكْثَمَ: " رُبَّ لائمٍ مُلِيْم " أي اللَّوْمُ على مَنْ يَلُوْمُ المُمْسِكَ لِمَالِه.
ويُقالُ في المَلُوْمِ: مَلِيْمٌ.
واللَّوّامَةُ: النَّفْسُ الكَذُوْبُ.
واللاّمُ: القُرْبُ. والحَرْفُ أيضاً. وشَخْصُ الإِنْسَانِ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. والظِّلُّ.
واللُّوْمَةُ: الحاجَةُ. ومنه التَّلَوُّمُ: وهو انْتِظَارُ قَضَاءِ اللُّوْمَةِ.
واللُّوْمَةُ: جَمِيْعُ أدَاةِ الفَدّانِ.
واللُّمَةُ من النّاسِ: الجَمَاعَةُ، والجَمِيْعُ اللُّمُوْنَ. وهُمُ الأصْحَابُ أيضاً.
وهو لُمَتي: أي مُوَافِقٌ لي. ولُمَةُ الرَّجُلِ من النِّسَاءِ: مِثْلُه في السِّنِّ. وهي الإِسْوَةُ أيضاً، وجَمْعُه لُمَاتٌ.
واللُّمَةُ في المِحْرَاثِ: ما يَجُرُّه الثَّوْرُ.
واللِّيْمُ بوَزْنِ الفِيْلِ: شَبِيْهُ الرَّجُلِ في قَدِّه وخَلْقِه.
واللِّيْمُ: الصُّلْحُ أيضاً، وكذلك اللُّوْمُ.
واسْتَلَمْتُ الحَجَرَ: بمَعْنى اسْتَلأَمْتُ بالهَمْزِ؛ لأنَّه من المُلاَءَمَةِ.
وتَلَوَّمَ الإِنْسَانُ: أسْرَعَ وجاوَزَ الحَدَّ.
والمُتَلَوِّمُ أيضاً: المُتَثَبِّتُ المُتَمَكِّثُ، ولَعَلَّه من الأضْدَادِ.
وكَوَيْتُه المُتَلَوَّمَةَ: إذا أصَابَ مكانَ الدّاءِ بالتَّلَمُّسِ.
[ل وم] اللَّوْمُ واللَّوْمَاءُ واللَّوْمَى واللائِمَةُ العَذْلُ لامَهُ لَوْمًا وَمَلامًا وَمَلامَةً وهُوَ مَلُومٌ وَمَلِيْمٌ حَكَاهُا سيبَويْهِ قالَ وَإِنَّمَا عَدَلُوا إِلى اليَاءِ والكَسْرةِ اسْتِثْقَالاً لِلْوَاوِ مَعَ الضَّمَّةِ وَألامَهُ وَلَؤَمَهُ قالَ مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ

(حَمِدْتُ اللهَ إِذْ أَمْسَى رُبَيْعٌ ... بِدَارِ الهَوْنِ مَلْحِيًا مُلامًا)

وَقَالَ عَنْتَرَةُ

(رَبِذٍ يَدَاهُ بِالقِدَاحِ إِذَا شَتَا ... هُنَّاكِ غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ)

أَي يَكْرُمُ كَرَمًا يُلامُ مِنْ أَجْلِهِ وَقَوْمٌ لُوَّامٌ وَلُوَّمٌ وَلُيَّمٌ غُيِّرَتِ الوَاوُ لِقُرْبِهَا منَ الطَّرَفِ وَأَلامَ الرَّجُلَ أَتَى مَا يُلامُ عَلَيهِ قَالَ سيبويهِ أُلاَمُ صَارَ ذَا لائِمَةٍ وَلامَهُ أَخْبَرَ بَأَمْرِه وَاسْتَلامَ إِليهِم أَتَى إِليهِم مَا يَلُومُونَهُ قَالَ القُطَامِيُّ

(فَمَنْ يَكنِ اسْتَلاَمَ إِلَى ثَوِيٍّ ... فَقَدْ أَكْرَمْتَ يَا زُفَرُ المَتَاعَا)

وَرَجُلٌ لَوَمَةٌ لَوَّامٌ يَطَّرِدُ عَلَيهِ بَابٌ وَتَلاوَمَ الرَّجُلاَنِ وَلاَوَمَتْهُ لُمْتُهُ وَلامَنِي وَجَاءَ بِلَوْمَةٍ أَي مَا يُلاَمُ عَلَيْهِ وَتَلَوَّمَ فِي الأَمْرِ تَمَكَّثَ وَانْتَظَرَ وَلِيَ فِيهِ لُوْمَةٌ أَي تَلَوُّمٌ وَلِيْمَ بِالرَّجُلِ قُطِعَ واللَّوْمَةُ الشُّهْدَةُ واللامَةُ واللامُ واللَّوْمُ الهَوْلُ واللامُ الشَّدِيدُ مِن كُلِّ شَيءٍ وَأُرَاهُ قَدْ تَقَدَّمَ في الهَمْزِ واللامُ حَرْفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يَكُونُ أَصْلاً وَبَدَلاً وزائدًا وَإِنَّمَا قَضَيْتَ عَلَى أَنَّ عَيْنَهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ كَمَا قَدَّمْتُهُ فِي أَخَوَاتِهَا مِمَّا عَيْنُهُ أَلِفٌ
لوم
لامَ يَلوم، لُمْ، لَوْمًا، فهو لائم، والمفعول مَلوم
• لامَه: عذَله، كدَّره بكلامٍ لما قام به من عمل أو قول غير مُلائمين، أنّبَه ووبّخه وآخَذَه "لامه على عدم احترام المواعيد- لا تأخذه لَوْمَةُ لائمٍ في الحقّ- لا تَلُمْ كفِّي إذا
 السَّيف نبا ... صحَّ منّي العزمُ والدّهرُ أبى- {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} ". 

ألامَ يُليم، ألِمْ، إلامةً، فهو مُلِيم، والمفعول مُلام (للمتعدِّي)
• ألام الشَّخصُ: أتى بما يستحقّ اللَّوْمَ عليه " {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} ".
• ألام الرَّجُلَ: لامه، كدّره بكلام لما قام به من عمل أو قول غير ملائمين. 

تلاومَ يتلاوم، تلاوُمًا، فهو مُتَلاوِم
• تلاوم القومُ: لام بعضُهم بعضًا، عاتب بعضهم بعضًا " {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ} ". 

لاومَ يلاوم، مُلاومَةً، فهو مُلاوِم، والمفعول مُلاوَم
• لاوم الشَّخصُ زميلَه: لام أحدُهما الآخرَ، عاتب أحدُهما الآخرَ. 

لوَّمَ يلوّم، تلويمًا، فهو مُلوِّم، والمفعول مُلوَّم
• لوَّمه أبوه: عذَله، وبّخه. 

إلامة [مفرد]: مصدر ألامَ. 

لائم [مفرد]: ج لائمون ولُوَّام ولُوَّم: اسم فاعل من لامَ ° لا يخشى في الحقّ لَوْمَة لائم. 

لائمة [مفرد]: ج لائمات ولَوَائِمُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل لامَ.
2 - لوم وعذل، عتاب "استحقّ اللائمةَ- أنحى عليه باللائمة: انهال عليه باللّوم والتوبيخ". 

لَوْم [مفرد]: مصدر لامَ ° ينزل عليه باللّوم والتقريع: أي يسلقه بلسانه. 

لَوْمَة [مفرد]: ج لَوْمات ولَوَمات:
1 - اسم مرَّة من لامَ: "تناهى عن فعْل السُّوء من لَوْمةٍ واحدة".
2 - ما يُلام أو يوبَّخ عليه الإنسانُ " {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ} ". 

لَوَّام [مفرد]: صيغة مبالغة من لامَ: كثير اللَّوْم والعَذْل والعتاب ° النَّفْسُ اللَّوَّامة: التي تلوم صاحبها لَوْمًا شديدًا على ارتكاب الشَّرِّ أو التَّقصير في عمل الخير. 

مَلامة [مفرد]: ج ملامات (لغير المصدر) ومَلاوِمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من لامَ.
2 - لائمة، لوم وعذل وعتاب. 

مَلوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لامَ.
2 - مَنْ يأتي بما يلام أو يوبَّخ عليه، مستحقّ للّوْم " {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ}: مستحقّ للّوم". 

مُليم [مفرد]: مَلوم، مذنب، مَنْ يأتي بما يلام أو يوبّخ عليه من قول أو فعل " {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ} ". 
[لوم] اللَوْمُ: العَذْلُ. تقول: لامَهُ على كذا لَوْماً ولَوْمَةً، فهو مَلومٌ. ولَوَّمَهُ شدِّد للمبالغة. واللُوَّمُ: جمع لائم، مثل راكع وركع. واللائمة: الملامة، وكذلك اللومى على فُعْلى. يقال: ما زلت أتجرّع فيك اللَوائِمَ. والمَلاوِمُ: جمع المَلامَةِ. واللامَةُ: الأمر يُلامُ عليه. وألامَ الرجلُ، إذا أتى بما يُلامُ عليه. يقال لامَ فلانٌ غيرَ مُليمٍ. وفي المثل: " رُبَّ لائِمٍ مُليم ". قال الشاعر :

ومن يَخْذَلْ أخاه فقد ألاما * واسْتَلامَ الرجل إلى الناس، أي اسْتَذَمَّ. أبو عبيدة: يقال ألَمْتُهُ بمعنى لُمْتُهُ. وأنشد لمَعْقِل بن خويلد الهذَلي: حَمِدْتُ اللهَ أن أمْسى رَبيعٌ بدارِ الذُلِّ مَلْحِيًَّا مُلاما والمُلاوَمَةُ: أن تَلومَ رجلاً ويَلومُكَ. وتَلاوَموا: لامَ بعضُهم بعضاً. ورجلٌ لومَةٌ: يَلومُهُ الناس. ولُوَمَةٌ: يلوم الناس، مثل هزأة وهزأة. والتلوم: الانتظار والتمكث. ولامُ الإنسان: شَخصُه، غير مهموز. وقال الراجز: مَهْرِيَّة تَخْطُرُ في زمامها لم يبق منها السير غير لامها واللام من حروف الزيادات، وهى على ضربين: متحركة وساكنة. فأما الساكنة فعلى ضربين، وأما اللامات المتحركة فهى ثلاث: لام الامر ولام التوكيد ولام الاضافة. فأما لام الامر كقولك ليقم زيد، تأمر بها الغائب، وربما أمروا بها المخاطب. وقرئ: (فبذلك فلتفرحوا) بالتاء. وقد يجوز حذف لام الامر في الشعر فتعمل مضمرة، كقول متمم بن نويرة: على مثل أصحاب البعوضة فاخمشى لك الويل حر الوجه أو يبك من بكى أراد: ليبك، فحذف اللام. وكذلك لام أمر المواجه، قال الشاعر: قلت لبواب لديه دارها تئذن فإنى حمؤها وجارها أراد لتأذن فحذف اللام، وكسر التاء على لغة من يقول أنت تعلم. وأما لام التوكيد فعلى خمسة أضرب: منها لام الابتداء، كقولك لزيد أفضل من عمرو. ومنها التى تدخل في خبر إن المشددة والمخففة، كقوله تعالى: (إن ربك لبالمرصاد) ، وقوله سبحانه: (وإن كانت لكبيرة) . ومنها التى تكون جوابا للو ولولا، كقوله تعالى: (لولا أنتم لكنا مؤمنين) وقوله تعالى: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا) . ومنها التى تكون في الفعل المستقبل المؤكد بالنون، كقوله: (ليسجنن وليكونن من الصاغرين) . ومنها لام جواب القسم. وجميع لامات التوكيد تصلح أن تكون جوابا للقسم، كقوله تعالى: (وإن منكم لمن ليبطئن) ، فاللام الاولى للتوكيد، والثانية جواب، لان القسم جملة توصل بأخرى وهى المقسم عليه لتؤكد الثانية بالاولى. ويربطون بين الجملتين بحروف يسميها النحويون جواب القسم، وهى إن المكسورة المشددة، واللام المعترض بها، وهما بمعنى واحد، كقولك: والله إن زيدا خير منك، ووالله لزيد خير منك، وقولك: والله ليقومن ريد. إذا أدخلوا لام القسم على فعل مستقبل أدخلوا في آخره النون شديدة أو خفيفة لتأكيد الاستقبال وإخراجه عن الحال لا بد من ذلك. ومنها إن الخفيفة المكسورة وما، وهما بمعنى، كقولك: والله ما فعلت، ووالله إن فعلت بمعنى. ومنها لا، كقولك: والله لا أفعل. لا يتصل الحلف بالمحلوف إلا بأحد هذه الحروف الخمسة. وقد تحذف وهى مرادة. وأما لام الاضافة فعلى ثمانية أضرب: منها لام الملك كقولك: المال لزيد. ومنها لام الاختصاص، كقولك: أخ لزيد. ومنها لام الاستغاثة، كقوله الشاعر : يا للرجال ليوم الاربعاء أما ينفك يحدث لى بعد النهى طربا واللامان جميعا للجر، ولكنهم فتحوا الاولى وكسروا الثانية ليفرقوا بين المستغاث به والمستغاث له. وقد يحذفون المستغاث به ويبقون المستغاث له يقولون يا للماء يريدون يا قوم للماء، أي للماء أدعوكم. فإن عطفت على المستغاث به بلام أخرى كسرتها، لانك قد أمنت اللبس بالعطف كقول الشاعر :

يا للرجال وللشبان للعجب * وقول الشاعر مهلهل: يا لبكر أنشروا لى كليبا يا لبكر أين أين الفرار استغاثة. وقال بعضهم: أصله يا آل بكر فخفف بحذف الهمزة، كما قال جرير: قد كان حقا أن نقول لبارق يا آل بارق فيم سب جرير ومنها لام التعجب مفتوحة، كقولك: يا للعجب. والمعنى يا عجب احضر فهذا أوانك. ومنها لام العلة بمعنى كى، كقوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس) ، وضربته ليتأدب، أي لكى يتأدب ولاجل التأدب. ومنها لام العاقبة كقول الشاعر فللموت تغذو الوالدات سخالها كما لخراب الدهر تبنى المساكن أي عاقبته ذلك. ومنها لام الجحد بعد ما كان ولم يكن، ولا تصحب إلا النفى، كقوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم) أي لان يعذبهم. ومنها لام التاريخ، كقولك: كتبت لثلاث ليال خلون، أي بعد ثلاث. قال الراعى: حتى وردن لتم خمس بائص جدا تعاوره الرياح وبيلا وأما اللامات الساكنة فعلى ضربين: أحدهما لام التعريف، فلسكونها أدخلت عليها ألف الوصل ليصح الابتداء بها، فإذا اتصلت بما قبلها سقطت الالف كقولك الرجل. والثانى لام الامر، إذا ابتدأت بها كانت مكسورة، وإن أدخلت عليها حرفا من حروف العطف جاز فيها الكسر والتسكين كقوله تعالى: (وليحكم أهل الانجيل) .
باب اللام والميم و (وا يء) معهما ل وم، م ل و، م ول، ول م، ل م ي، م ل ي، م ي ل، ل مء، لء م، م لء، ء ل م، ء م ل مستعملات

لوم: اللَّوْم: المَلامةُ، والفعْلُ: لامَ يَلومُ. ورَجُلٌ مَلُومٌ ومَليم: قد استحقّ اللَّوْم. واللَّوْماءُ: المَلامةُ، قال:

ألا يا جارتي غُضِّي ... عن اللَّوْماءِ والعَذْلِ

واللَّوْمةُ: الشَّهْدةُ. واللاّمة، بلا همزٍ، واللاّم: الهَوْلُ، قال :

ويَكادُ من لامٍ يَطيرُ فُؤادُها ... [إن صاح مكاء الضحى المتنكس] ملو: المُلاوةُ: مُلاوةُ العَيْش، تقول: إنّه لفي مُلاوةٍ من عَيْشٍ، أي: أُمْلِيَ له، ومن ذلك قيل: تملّى فلانٌ، واللَّهُ تبارك وتَعالى يُملي لمن يشاء فيؤجّله في الخفض والسّعة والأَمْن، قال:

مُلاوةً مُلِّئتها كأنِّي ... ضاربُ صَنْجَيْ نَشْوةٍ مُغَنِّي

والمَلَوان: اللّيلُ والنّهار. والمُلاوةُ: فلاة ذات حَرٍّ وسَرابٍ، وأَمْلَيْت الكتاب: لغة في أمللت.

مول: المال: معروفٌ. وجمعُهُ: أموال. وكانت أموال العرب: أنعامهم. ورجل مال، أي: ذو مال، والفِعْل: تَمَوَّل. والمَوْلةُ: اسمُ العَنْكَبُوت.

ولم: الوليمةُ: طعام يُتَّخَذ على عُرْسٍ، والفِعْل: أَوْلَمَ يُولِمُ.

لمي: اللَّمَى، مقصور: من الشَّفة اللَّمْياء، وهي اللّطيفة القليلة الدّم، والنّعت: أَلْمَى ولمياء. وكذلك: لثةٌ لمياء، قليلة اللّحْم والدّم، قال ذو الرّمّة :

لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أنيابها شنب ملي: المَلِيُّ: الهويُّ من الدّهر وهو الحين الطّويل من الزّمان، ولم أسمع منه فِعْلاً ولا جَمْعاً. والإملاءُ: هو الإملالُ على الكاتب.

ميل: المَيْلُ: مصدر مالَ يَميل، وهو مائل. والمَيَل: مصدر الأميل، مَيِل يَمْيَلُ مَيَلاً وهو أَمْيَل. والمَيْلاء منْ الرّمل: عُقْدَةٌ ضَخْمةٌ مُعْتَزِلة. والمِيلُ: مَنارٌ يُبْنَى للمُسافِر في أنْشاز الأَرْضِ وأَشْرافها. والمِيلُ أيضاً: المِكْحال. والأَمْيل من الرِّجال: الجبان، وهو في تفسير الأعْراب: الذي لا تُرْس معه.

لمأ : أَلْمَأَ اللِّصُّ على الشّيء فذهب به، أي: وقع عليه ووثب. والأَرْضُ إذا عهدتَ فيها حُفَراً، ثُمَّ رأيتها قد استوت قلت: تَلَمَّأت، قال:

وللأرض كم من صالح قد تَلَمَّأَتْ ... عليه فوارَتْهُ بلمّاعةٍ قَفْرِ

لأم: اللَّئِيمُ: مصدرُه اللُّؤْم والَّلآمةُ، والفِعْلُ: لؤم يلؤم. والَّلأْمةُ: الدِّرْعُ. تقول: استلأم الرَّجلُ، أي: لَبِسَ َلأْمَتهُ. والَّلأْمُ من كلّ شَيءٍ: الشّديدُ. وإذا اتّفق الشّيئان قيل: الْتَأَما. وأَْلأَمتُ الجُرْحَ بالدّواء. وأَْلأَمْتُ القُمْقُمَ أو الشّيء، إذا سَدَدْتَ صُدُوعَهُ. وريشٌ لُؤامٌ: إِذا كان رِيَش به السَّهْم فالْتَأَم الظَّهران ووافق بَعْضُه بعضاً، قال :

يقلب سهما راشه بمناكب ... ظهار لؤام فهو أَعْجَفُ شارِفُ

ملأ: الملأ: جماعةٌ من النّاس يجتمعون ليتشاوروا ويتحادثوا، والجميع: الأَمْلاء، قال:

وقال لها الأَمْلاءُ من كل مَعْشَرٍ ... وخيرُ أقاويلِ الرِّجالِ سَديدُها

ومالأتُ فلاناً على الأمر، أي: كنت معه في مشورته. والممالأَة: المعاونة: مالأت على فلان، أي: عاونت عليه. ويقال: ما كان هذا الأمرُ عن ملأٍ منّا، أي: عن تشاور واجتماع. والمَلْءُ: من الامتلاء، والمِلءُ: الاسم، ملأته فامتلأ، وهو ملآنٌ مملوءٌ مُمْتلِىءٌ مَلِيءٌ. وشاب مالىء العين حسنا، قال: بهَجْمةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ

والمُلأَةُ: ثِقَلٌ يأخذ في الرّأس كالزُّكام من امتلاء المَعِدةِ، فالرّجلُ منه مملوءٌ. والمُلأَة : كِظّةٌ من كثرة الأكل. والملأة: فلاة ذات حر وسراب، ويُجْمَعُ: مُلاً، مقصور. والمُلاءةُ: الرَّيْطةُ، والجميعُ: المُلاءُ. والمَلاءةُ: مصدر المليء [الغنيّ] الذي عنده ما يؤدّى، مَلْؤَ يَمْلُؤُ مَلاءَةً فهو مَليءٌ. وقَومٌ مُلآءٌ على فُعَلاء، ومن خَفَّفَ قال: مُلاءُ.

ألم: الأَلَمُ: الوَجَعُ، والمُؤْلم: المُوجِعُ. والفِعْلُ: أَلِمَ يَأْلَمُ أَلَماً فهو: أَلِمٌ. والمجاوز: آلَمَ يُؤلِمُ إيلاماً، فهو مؤلِمٌ.

أمل: الأَمَلُ: الرَّجاءُ، تقول: أَمَلْتُهُ آمُلُهُ، وأَمَّلْتُه أؤمّله تأميلا. والتَّأَمُّل: التَّثَبُّتُ في النّظر، قال :

تأمّلْ خليلي هل ترى من ظَعائنٍ ... تحمّلْنَ بالعَلْياءِ من فَوْق جُرْثُمِ

والأَمِيل: حَبْلٌ من الرَّمْلِ معتزل، على تقدير فَعِيل، قال يصف الثور: فانصاع مَذْعُوراً وما تَصَدّفا ... كالبَرْقِ يَجْتازُ أَمِيلاً أَعْرَفا

وقال بعضُهم: أراد: الأَمْيَل فخفّف.

لوم: اللَّومُ واللّوْماءُ واللَّوْمَى واللائمة: العَدْلُ. لامَه على

كذا يَلومُه لَوْماً ومَلاماً وملامةً ولوْمةً، فهو مَلُوم ومَلِيمٌ:

استحقَّ اللَّوْمَ؛ حكاها سيبويه، قال: وإنما عدلوا إلى الياء والكسرة

استثقالاً للواو مع الضَّمَّة. وألامَه ولَوَّمه وألَمْتُه: بمعنى لُمْتُه؛ قال

مَعْقِل بن خُوَيلد الهذليّ:

حَمِدْتُ اللهَ أن أَمسَى رَبِيعٌ،

بدارِ الهُونِ، مَلْحِيّاً مُلامَا

قال أبو عبيدة: لُمْتُ الرجلَ وأَلَمْتُه بمعنى واحد، وأنشد بيت مَعْقِل

أيضاً؛ وقال عنترة:

ربِذٍ يَداه بالقِداح إذا شَتَا،

هتّاكِ غاياتِ التِّجارِ مُلَوِّمِ

أي يُكْرَم كَرَماً يُلامُ من أَجله، ولَوّمَه شدّد للمبالغة.

واللُّوَّمُ: جمع اللائم مثل راكِعٍ ورُكَّعٍ. وقوم لُوّامٌ ولُوّمٌ ولُيَّمٌ:

غُيِّرت الواوُ لقربها من الطرف. وأَلامَ الرجلُ: أَتى ما يُلامُ عليه. قال

سيبويه: ألامَ صارَ ذا لائمة. ولامه: أخبر بأمره. واسْتلامَ الرجلُ إلى

الناس أي استَذَمَّ. واستَلامَ إليهم: أَتى إليهم ما يَلُومُونه عليه؛ قال

القطامي:

فمنْ يكن اسْتلامَ إلى نَوِيٍّ،

فقد أَكْرَمْتَ، يا زُفَر، المتاعا

التهذيب: أَلامَ الرجلُ، فهو مُليم إذا أَتى ذَنْباً يُلامُ عليه، قال

الله تعالى: فالْتَقَمه الحوتُ وهو مُليمٌ. وفي النوادر: لامَني فلانٌ

فالْتَمْتُ، ومَعّضَني فامْتَعَضْت، وعَذَلَني فاعْتَذَلْتُ، وحَضَّني

فاحْتَضَضت، وأَمَرني فأْتَمَرْت إذا قَبِلَ قولَه منه. ورجل لُومة: يَلُومُه

الناس. ولُوَمَة: يَلُومُ الناس مثل هُزْأَة وهُزَأَة. ورجل لُوَمَة:

لَوّام، يطرّد عليه بابٌ

(* هكذا بياض بالأصل) . . . ولاوَمْتُه: لُمْته

ولامَني. وتَلاوَمَ الرجُلان: لامَ كلُّ واحد منهما صاحبَه. وجاءَ

بلَوْمَةٍ أي ما يُلامُ عليه. والمُلاوَمة: أن تَلُوم رجلاً ويَلُومَك.

وتَلاوَمُوا: لام بعضهم بعضاً؛ وفي الحديث: فتَلاوَموا بينهم أي لامكَ بعضُهم

بعضاً، وهي مُفاعلة من لامَه يَلومه لَوماً إذا عذَلَه وعنَّفَه. وفي حديث

ابن عباس: فتَلاوَمْنا. وتَلَوَّمَ في الأمر: تمكَّث وانتظر. ولي فيه

لُومةٌ أَي تَلَوُّم، ابن بزرج: التَّلَوُّمُ التَّنَظُّر للأمر تُريده.

والتَّلَوُّم: الانتظار والتلبُّثُ. وفي حديث عمرو بن سَلَمة الجَرْميّ: وكانت

العرب تَلَوّمُ بإسلامهم الفتح أي تنتظر، وأراد تَتَلَوّم فحذف إحدى

التاءين تخفيفاً، وهو كثير في كلامهم. وفي حديث علي، عليه السلام: إذا

أجْنَبَ في السفَر تَلَوََّم ما بينه وبين آخر الوقت أي انتظر وتَلَوَّمَ على

الأمر يُريده. وتَلَوّم على لُوامَته أي حاجته. ويقال: قضى القومُ

لُواماتٍ لهم وهي الحاجات، واحدتها لُوَامة. وفي الحديث: بِئسَ، لَعَمْرُ

اللهِ، عَمَلُ الشيخ المتوسِّم والشبِّ المُتلومِّم أي المتعرِّض للأَئمةِ في

الفعل السيّء، ويجوز أن يكون من اللُّومة وهي الحاجة أي المنتظر

لقضائها.ولِيمَ بالرجل: قُطع. واللَّوْمةُ: الشَّهْدة.

واللامةُ واللامُ، بغير همز، واللَّوْمُ: الهَوْلُ؛ وأنشد للمتلمس:

ويكادُ من لامٍ يَطيرُ فُؤادُها

واللامُ: الشديد من كل شيء؛ قال ابن سيده: وأُراه قد تقدم في الهمز، قال

أبو الدقيش: اللامُ القُرْبُ، وقال أَبو خيرة: اللامُ من قول القائل

لامٍ، كما يقول الصائتُ أيا أيا إذا سمعت الناقة ذلك طارت من حِدّة قلبها؛

قال: وقول أبي الدقيش أَوفقُ لمعنى المتنكّس في البيت لأنه قال:

ويكادُ من لامٍ يطيرُ فؤادُها،

إذ مَرّ مُكّاءُ الضُّحى المُتَنَكِّسُ

قال أبو منصور: وحكى ابن الأعرابي أنه قال اللامُ الشخص في بيت المتلمس.

يقال: رأَيت لامَه أي شخصه. ابن الأعرابي: اللَّوَمُ كثرة اللَّوْم. قال

الفراء: ومن العرب من يقول المَلِيم بمعنى المَلوم؛ قال أبو منصور: من

قال مَلِيم بناه على لِيمَ. واللائِمةُ: المَلامة، وكذلك اللَّوْمى، على

فَعْلى. يقال: ما زلت أَتَجَرّعُ منك اللَّوائِمَ. والمَلاوِم: جمع

المَلامة. واللاّمةُ: الأمر يُلام عليه. يقال: لامَ فلانٌ غيرَ مُليم. وفي

المثل: رُبَّ لائم مُليم؛ قالته أُم عُمَير بن سلمى الحنفي تخاطب ولدها

عُمَيراً، وكان أسلم أخاه لرجل كلابيٍّ له عليه دَمٌ فقتله، فعاتبته أُمُّه في

ذلك وقالت:

تَعُدُّ مَعاذِراً لا عُذْرَ فيها،

ومن يَخْذُلْ أَخاه فقد أَلاما

قال ابن بري: وعُذْره الذي اعتذر به أن الكلابيّ التجأَ إلى قبر سلمى

أَبي عمير، فقال لها عمير:

قَتَلْنا أَخانا للوَفاءَِ بِجارِنا،

وكان أَبونا قد تُجِيرُ مَقابِرُهْ

وقال لبيد:

سَفَهاً عَذَلْتَ، ولُمْتَ غيرَ مُليم،

وهَداك قبلَ اليومِ غيرُ حَكيم

ولامُ الإنسان: شخصُه، غير مهموز؛ قال الراجز:

مَهْرِيّة تَخظُر في زِمامِها،

لم يُبْقِ منها السَّيْرُ غيرَ لامِها

وقوله في حديث ابن أُم مكتوم: ولي قائد لا يُلاوِمُني؛ قال ابن الأثير:

كذا جاء في رواية بالواو، وأَصله الهمز من المُلاءمة وهي المُوافقة؛

يقال: هو يُلائمُني بالهمز ثم يُخَفَّف فيصير ياء، قال: وأما الواو فلا وجه

لها إلا أن تكون يُفاعِلني من اللَّوْم ولا معنى له في هذا الحديث.

وقول عمر في حديثه: لوْما أَبقَيْتَ أي هلاَّ أَبقيت، وهي حرف من حروف

المعاني معناها التحضيض كقوله تعالى: لوما تأْتينا بالملائكة.

واللام: حرف هجاء وهو حرف مجهور، يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً؛ قال ابن

سيده: وإنما قضيت على أن عينها منقلبة عن واو لما تقدم في أخواتها مما

عينه أَلف؛ قال الأزهري: قال النحويون لَوّمْت لاماً أي كتبته كما يقال

كَوَّفْت كافاً. قال الأزهري في باب لَفيف حرف اللام قال: نبدأ بالحروف التي

جاءت لمعانٍ من باب اللام لحاجة الناس إلى معرفتها، فمنها اللام التي

توصل بها الأسماء والأفعال، ولها فيها معانٍ كثيرة: فمنها لامُ المِلْك

كقولك: هذا المالُ لزيد، وهذا الفرس لمحَمد، ومن النحويين من يسمِّيها لامَ

الإضافة، سمّيت لامَ المِلْك لأنك إذا قلت إن هذا لِزيد عُلِمَ أنه

مِلْكُه، فإذا اتصلت هذه اللام بالمَكْنيِّ عنه نُصِبَت كقولك: هذا المالُ له

ولنا ولَك ولها ولهما ولهم، وإنما فتحت مع الكنايات لأن هذه اللامَ في

الأصل مفتوحة، وإنما كسرت مع الأسماء ليُفْصَل بين لام القسم وبين لام

الإضافة، ألا ترى أنك لو قلت إنّ هذا المالَ لِزيدٍ عُلِم أنه مِلكه؟ ولو قلت

إن هذا لَزيدٌ عُلم أن المشار إليه هو زيد فكُسِرت ليُفرق بينهما، وإذا

قلت: المالُ لَك، فتحت لأن اللبس قد زال، قال: وهذا قول الخليل ويونس

والبصريين. (لام كي): كقولك جئتُ لِتقومَ يا هذا، سمّيت لامَ كَيْ لأن معناها

جئتُ لكي تقوم، ومعناه معنى لام الإضافة أيضاً، وكذلك كُسِرت لأن المعنى

جئتُ لقيامك. وقال الفراء في قوله عز وجل: رَبَّنا لِيَضِلُّلوا عن

سبيلك؛ هي لام كَيْ، المعنى يا ربّ أَعْطيْتهم ما أَعطَيتَهم لِيضِلُّلوا عن

سبيلك؛ وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: الاختيار أن تكون هذه اللام وما

أَشبهها بتأْويل الخفض، المعنى آتيتَهم ما آتيتَهم لضلالهم، وكذلك قوله:

فالتَقَطَه آلُ فهرْعون ليكونَ لهم؛ معناه لكونه لأنه قد آلت الحال إلى

ذلك، قال: والعرب تقول لامُ كي في معنى لام الخفض، ولام الخفض في معنى لام

كَي لِتقارُب المعنى؛ قال الله تعالى: يَحْلِفون لكم لِترضَوْا عنهم؛

المعنى لإعْراضِكم

(* قوله «يحلفون لكم لترضوا عنهم؛ المعنى لاعراصكم إلخ»

هكذا في الأصل). عنهم وهم لم يَحْلِفوا لكي تُعْرِضوا، وإنما حلفوا

لإعراضِهم عنهم؛ وأنشد:

سَمَوْتَ، ولم تَكُن أَهلاً لتَسْمو،

ولكِنَّ المُضَيَّعَ قد يُصابُ

أَراد: ما كنتَ أَهلا للسُمُوِّ. وقال أبو حاتم في قوله تعالى:

لِيَجّزِيَهم الله أَحسنَ ما كانوا يَعْملون؛ اللام في لِيَجْزيَهم لامُ اليمين

كأنه قال لَيَجْزِيَنّهم الله، فحذف النون، وكسروا اللام وكانت مفتوحة،

فأَشبهت في اللفظ لامَ كي فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي، وكذلك قال في قوله

تعالى: لِيَغْفِرَ لك اللهُ ما تقدَّم من ذنبك وما تأَخر؛ المعنى

لَيَغْفِرنَّ اللهُ لك؛ قال ابن الأَنباري: هذا الذي قاله أبو حاتم غلط لأنَّ

لامَ القسم لا تُكسَر ولا ينصب بها، ولو جاز أن يكون معنى لِيَجزيَهم

الله لَيَجْزيَنَّهم الله لقُلْنا: والله ليقومَ زيد، بتأْويل والله

لَيَقُومَنَّ زيد، وهذا معدوم في كلام العرب، واحتج بأن العرب تقول في التعجب:

أَظْرِفْ بزَيْدٍ، فيجزومونه لشبَهِه بلفظ الأَمر، وليس هذا بمنزلة ذلك

لأن التعجب عدل إلى لفظ الأَمر، ولام اليمين لم توجد مكسورة قط في حال

ظهور اليمين ولا في حال إضمارها؛ واحتج مَن احتج لأبي حاتم بقوله:

إذا هو آلى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها،

لِتُغْنِيَ عنِّي ذا أَتى بِك أَجْمَعا

قال: أَراد هو آلى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها،

لِتُغْنِيَ عنّي ذا أَتى بِكَ أَجْمَعا

قال: أَراد لَتُغْنِيَنَّ، فأَسقط النون وكسر اللام؛ قال أَبو بكر: وهذه

رواية غير معروفة وإنما رواه الرواة:

إذا هو آلى حِلْفَةً قلتُ مِثلَها،

لِتُغْنِنَّ عنِّي ذا أَتى بِك أَجمَعا

قال: الفراء: أصله لِتُغْنِيَنّ فأسكن الياء على لغة الذين يقولون رأيت

قاضٍ ورامٍ، فلما سكنت سقطت لسكونها وسكون النون الأولى، قال: ومن العرب

من يقول اقْضِنٍَّ يا رجل، وابْكِنَّ يا رجل، والكلام الجيد: اقْضِيَنَّ

وابْكِيَنَّ؛ وأَنشد:

يا عَمْرُو، أَحْسِنْ نَوالَ الله بالرَّشَدِ،

واقْرَأ سلاماً على الأنقاءِ والثَّمدِ

وابْكِنَّ عَيْشاً تَوَلَّى بعد جِدَّتِه،

طابَتْ أَصائلُه في ذلك البَلدِ

قال أبو منصور: والقول ما قال ابن الأَنباري. قال أبو بكر: سأَلت أبا

العباس عن اللام في قوله عز وجل: لِيَغْفِرَ لك اللهُ، قال: هي لام كَيْ،

معناها إنا فتَحْنا لك فَتْحاً مُبِيناً لكي يجتمع لك مع المغفرة تمام

النعمة في الفتح، فلما انضم إلى المغفرة شيءٌ حادثٌ واقعٌ حسُنَ معنى كي،

وكذلك قوله: ليَجْزِيَ الذين آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ، هي لامُ كي تتصل

بقوله: لا يعزُبُ عنه مثقال ذرّة، إلى قوله: في كتاب مبين أَحصاه عليهم لكيْ

يَجْزِيَ المُحْسِنَ بإحسانه والمُسِيءَ بإساءَته. (لام الأمر): وهو

كقولك لِيَضْرِبْ زيدٌ عمراً؛ وقال أبو إسحق: أَصلها نَصْبٌ، وإنما كسرت

ليفرق بينها وبين لام التوكيد ولا يبالىَ بشَبهِها بلام الجر، لأن لام الجر

لا تقع في الأفعال، وتقعُ لامُ التوكيد في الأفعال، ألا ترى أنك لو قلت

لِيعضْرِبْ، وأنت تأْمُر، لأَشبَهَ لامَ التوكيد إذا قلت إنك لَتَضْرِبُ

زيداً؟ وهذه اللام في الأَمر أَكثر ما اسْتُعْملت في غير المخاطب، وهي

تجزم الفعل، فإن جاءَت للمخاطب لم يُنْكَر. قال الله تعالى: فبذلك

فلْيَفرَحُوا هو خير؛ أكثرُ القُرّاء قرؤُوا: فلْيَفرَحوا، بالياء. وروي عن زيد بن

ثابت أنه قرأَ: فبذلك فلْتَفْرَحوا؛ يريد أَصحاب سيدنا رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، هو خير مما يَجْمَعون؛ أي مما يجمع الكُفَّار؛ وقَوَّى

قراءةَ زيد قراءةُ أُبيّ فبذلك فافْرَحوا، وهو البِناء الذي خُلق للأَمر

إذا واجَهْتَ به؛ قال الفراء: وكان الكسائي يَعيب قولَهم فلْتَفْرَحوا لأنه

وجده قليلاً فجعله عَيْباً؛ قال أبو منصور: وقراءة يعقوب الحضرمي بالتاء

فلْتَفرَحوا، وهي جائزة. قال الجوهري: لامُ الأَمْرِ تأْمُر بها

الغائبَ، وربما أَمرُوا بها المخاطَبَ، وقرئ: فبذلك فلْتَفْرَحوا، بالتاء؛ قال:

وقد يجوز حَذْفُ لامِ الأَمر في الشعر فتعمل مضْمرة كقول مُتمِّم بن

نُوَيْرة:

على مِثْلِ أَصحابِ البَعوضةِ فاخْمُِشِي،

لكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أو يَبكِ من بَكى

أراد: لِيَبْكِ، فحذف اللام، قال: وكذلك لامُ أَمرِ المُواجَهِ؛ قال

الشاعر:

قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دارُها:

تِئْذَنْ، فإني حَمْؤها وجارُها

أراد: لِتَأْذَن، فحذف اللامَ وكسرَ التاءَ على لغة من يقول أَنتَ

تِعْلَمُ؛ قال الأزهري: اللام التي للأَمْرِ في تأْويل الجزاء، من ذلك قولُه

عز وجل: اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحْمِلْ خَطاياكم؛ قال الفراء: هو أَمر

فيه تأْويلُ جَزاء كما أَن قوله: ادْخُلوا مساكنكم لا يَحْطِمَنَّكم،

نهيٌ في تأْويل الجزاء، وهو كثير في كلام العرب؛ وأَنشد:

فقلتُ: ادْعي وأدْعُ، فإنَّ أنْدَى

لِصَوْتٍ أن يُناديَ داعِيانِ

أي ادْعِي ولأَدْعُ، فكأَنه قال: إن دَعَوْتِ دَعَوْتُ، ونحو ذلك. قال

الزجاج: وزاد فقال: يُقْرأُ قوله ولنَحْمِلْ خطاياكم، بسكون اللام وكسرها،

وهو أَمر في تأْويل الشرط، المعنى إِن تتبَّعوا سَبيلَنا حمَلْنا

خطاياكم. (لام التوكيد): وهي تتصل بالأسماء والأفعال التي هي جواباتُ القسم

وجَوابُ إنَّ، فالأسماء كقولك: إن زيداً لَكَريمٌ وإنّ عمراً لَشُجاعٌ،

والأفعال كقولك: إه لَيَذُبُّ عنك وإنه ليَرْغَبُ في الصلاح، وفي القسَم:

واللّهِ لأصَلِّيَنَّ وربِّي لأصُومَنَّ، وقال اللّه تعالى: وإنَّ منكم

لَمَنْ لَيُبَطِّئنّ؛ أي مِمّنْ أَظهر الإِيمانَ لَمَنْ يُبَطِّئُ عن

القتال؛ قال الزجاج: اللامُ الأُولى التي في قوله لَمَنْ لامُ إنّ، واللام التي

في قوله ليُبَطِّئنّ لامُ القسَم، ومَنْ موصولة بالجالب للقسم، كأَنّ

هذا لو كان كلاماً لقلت: إنّ منكم لَمنْ أَحْلِف بالله واللّه ليُبَطِّئنّ،

قال: والنحويون مُجْمِعون على أنّ ما ومَنْ والذي لا يوصَلْنَ بالأمر

والنهي إلا بما يضمر معها من ذكر الخبر، وأََن لامَ القسَمِ إِِذا جاءت مع

هذه الحروف فلفظ القَسم وما أََشبَه لفظَه مضمرٌ معها. قال الجوهري: أما

لامُ التوكيد فعلى خمسة أَََضرب، منها لامُ الابتداء كقولك لَزيدٌ

أَََفضل من عمرٍٍو، ومنها اللام التي تدخل في خبر إنّ المشددة والمخففة كقوله

عز وجل: إِنَّ ربَّك لبِالمِرْصادِ، وقوله عز من قائلٍ: وإنْ كانت

لَكبيرةً؛ ومنها التي تكون جواباً لِلَوْ ولَوْلا كقوله تعالى: لولا أََنتم

لَكُنَّا مؤمنين، وقوله تعالى: لو تَزَيَّلُوا لعذّبنا الذين كفروا؛ ومنها

التي في الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالى: لَيُسْجَنَنّ

وليَكُونَن من الصاغرين؛ ومنها لام جواب القسم، وجميعُ لاماتِ التوكيد تصلح أَن

تكون جواباً للقسم كقوله تعالى: وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطئَنّ؛ فاللام

الأُولى للتوكيد والثانية جواب، لأنّ المُقْسَم جُمْلةٌ توصل بأخرى، وهي

المُقْسَم عليه لتؤكِّدَ الثانيةُ بالأُولى، ويربطون بين الجملتين بحروف

يسميها النحويون جوابَ القسَم، وهي إنَّ المكسورة المشددة واللام المعترض

بها، وهما يمعنى واحد كقولك: والله إنّ زيداً خَيْرٌ منك، وواللّه لَزَيْدٌ

خيرٌ منك، وقولك: والله ليَقومَنّ زيدٌ، إذا أدخلوا لام القسم على فعل

مستقبل أَدخلوا في آخره النون شديدة أَو خفيفة لتأْكيد الاستقبال وإِخراجه

عن الحال، لا بدَّ من ذلك؛ ومنها إن الخفيفة المكسورة وما، وهما بمعنى

كقولك: واللّه ما فعَلتُ، وواللّه إنْ فعلتُ، بمعنى؛ ومنها لا كقولك:

واللّهِ لا أفعَلُ، لا يتصل الحَلِف بالمحلوف إلا بأَحد هذه الحروف الخمسة،

وقد تحذف وهي مُرادةٌ. قال الجوهري: واللام من حروف الزيادات، وهي على

ضربين: متحركة وساكنة، فأَما الساكنة فعلى ضربين: أَحدهما لام التعريف

ولسُكونِها أُدْخِلَتْ عليها ألفُ الوصل ليصح الابتداء بها، فإِذا اتصلت بما

قبلها سقَطت الأَلفُ كقولك الرجُل، والثاني لامُ الأمرِ إِذا ابْتَدَأتَها

كانت مكسورة، وإِن أَدخلت عليها حرفاً من حروف العطف جاز فيها الكسرُ

والتسكين كقوله تعالى: ولِيَحْكُم أَهل الإِنجيل؛ وأما اللاماتُ المتحركة

فهي ثلاثٌ: لامُ الأمر ولامُ التوكيد ولامُ الإِضافة. وقال في أَثناء

الترجمة: فأَما لامُ الإِضافةِ فعلى ثمانية أضْرُبٍ: منها لامُ المِلْك كقولك

المالُ لِزيدٍ، ومنها لامُ الاختصاص كقولك أخ لِزيدٍ، ومنها لام

الاستغاثة كقول الحرث بن حِلِّزة:

يا لَلرِّجالِ ليَوْمِ الأرْبِعاء، أما

يَنْفَكُّ يُحْدِث لي بعد النُّهَى طَرَبا؟

واللامان جميعاً للجرّ، ولكنهم فتحوا الأُولى وكسروا الثانية ليفرقوا

بين المستغاثِ به والمستغاثَ له، وقد يحذفون المستغاث به ويُبْقُون

المستغاثَ له، يقولون: يا لِلْماءِ، يريدون يا قومِ لِلْماء أَي للماء أَدعوكم،

فإن عطفتَ على المستغاثِ به بلامٍ أخرى كسرتها لأنك قد أمِنْتَ اللبس

بالعطف كقول الشاعر:

يا لَلرِّجالِ ولِلشُّبَّانِ للعَجَبِ

قال ابن بري: صواب إنشاده:

يا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبَّانِ للعجب

والبيت بكماله:

يَبْكِيكَ ناءٍ بَعِيدُ الدارِ مُغْتَرِبٌ،

يا لَلْكهول وللشبّان للعجب

وقول مُهَلْهِل بن ربيعة واسمه عديّ:

يا لَبَكْرٍ أنشِروا لي كُلَيْباً،

يا لبَكرٍ أيْنَ أينَ الفِرارُ؟

استغاثة. وقال بعضهم: أَصله يا آلَ بكْرٍ فخفف بحذف الهمزة كما قال جرير

يخاطب بِشْر بن مَرْوانَ لما هجاه سُراقةُ البارِقيّ:

قد كان حَقّاً أَن نقولَ لبارِقٍ:

يا آلَ بارِقَ، فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ؟

ومنها لام التعجب مفتوحة كقولك يا لَلْعَجَبِ، والمعنى يا عجبُ احْضُرْ

فهذا أوانُك، ومنها لامُ العلَّة بمعنى كَيْ كقوله تعالى: لِتَكونوا

شُهَداء على الناس؛ وضَرَبْتُه لِيتَأدَّب أَي لِكَيْ يتَأدَّبَ لأَجل

التأدُّبِ، ومنها لامُ العاقبة كقول الشاعر:

فلِلْمَوْتِ تَغْذُو الوالِداتُ سِخالَها،

كما لِخَرابِ الدُّورِ تُبْنَى المَساكِنُ

(* قوله «لخراب الدور» الذي في القاموس والجوهري: لخراب الدهر).

أي عاقبته ذلك؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

أموالُنا لِذَوِي المِيراثِ نَجْمَعُها،

ودُورُنا لِخَرابِ الدَّهْر نَبْنِيها

وهم لم يَبْنُوها للخراب ولكن مآلُها إلى ذلك؛ قال: ومثلُه ما قاله

شُتَيْم بن خُوَيْلِد الفَزاريّ يرثي أَولاد خالِدَة الفَزارِيَّةِ، وهم

كُرْدم وكُرَيْدِم ومُعَرِّض:

لا يُبْعِد اللّهُ رَبُّ البِلا

دِ والمِلْح ما ولَدَتْ خالِدَهْ

(* قوله «رب البلاد» تقدم في مادة ملح: رب العباد).

فأُقْسِمُ لو قَتَلوا خالدا،

لكُنْتُ لهم حَيَّةً راصِدَهْ

فإن يَكُنِ الموْتُ أفْناهُمُ،

فلِلْمَوْتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ

ولم تَلِدْهم أمُّهم للموت، وإنما مآلُهم وعاقبتُهم الموتُ؛ قال ابن

بري: وقيل إن هذا الشعر لِسِمَاك أَخي مالك بن عمرو العامليّ، وكان

مُعْتَقَلا هو وأخوه مالك عند بعض ملوك غسّان فقال:

فأبْلِغْ قُضاعةَ، إن جِئْتَهم،

وخُصَّ سَراةَ بَني ساعِدَهْ

وأبْلِغْ نِزاراً على نأْيِها،

بأَنَّ الرِّماحَ هي الهائدَهْ

فأُقسِمُ لو قَتَلوا مالِكاً،

لكنتُ لهم حَيَّةً راصِدَهْ

برَأسِ سَبيلٍ على مَرْقَبٍ،

ويوْماً على طُرُقٍ وارِدَهْ

فأُمَّ سِمَاكٍ فلا تَجْزَعِي،

فلِلْمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ

ثم قُتِل سِماكٌ فقالت أمُّ سماك لأخيه مالِكٍ: قبَّح الله الحياة بعد

سماك فاخْرُج في الطلب بأخيك، فخرج فلَقِيَ قاتِلَ أَخيه في نَفَرٍ

يَسيرٍ فقتله. قال وفي التنزيل العزيز: فالتَقَطَه آلُ فرعَون ليكونَ لهم

عَدُوّاً وحَزَناً؛ ولم يلتقطوه لذلك وإنما مآله العداوَة، وفيه: ربَّنا

لِيَضِلُّوا عن سَبيلِك؛ ولم يُؤْتِهم الزِّينةَ والأَموالَ للضلال وإِنما

مآله الضلال، قال: ومثله: إِني أَراني أعْصِرُ خَمْراً؛ ومعلوم أَنه لم

يَعْصِر الخمرَ، فسماه خَمراً لأنَّ مآله إلى ذلك، قال: ومنها لام الجَحْد

بعد ما كان ولم يكن ولا تَصْحَب إلا النفي كقوله تعالى: وما كان اللهُ

لِيُعذِّبَهم، أي لأن يُعذِّبهم، ومنها لامُ التاريخ كقولهم: كَتَبْتُ

لِثلاث خَلَوْن أي بَعْد ثلاث؛ قال الراعي:

حتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ

جُدّاً، تَعَاوَره الرِّياحُ، وَبِيلا

البائصُ: البعيد الشاقُّ، والجُدّ: البئرْ وأَرادَ ماءَ جُدٍّ، قال:

ومنها اللامات التي تؤكِّد بها حروفُ المجازة ويُجاب بلام أُخرى توكيداً

كقولك: لئنْ فَعَلْتَ كذا لَتَنْدَمَنَّ، ولئن صَبَرْتَ لَترْبحنَّ. وفي

التنزيل العزيز: وإِذ أَخذَ اللّهُ ميثاق النبييّن لَمَا آتَيْتُكُم من

كِتابٍ وحِكمة ثم جاءكم رسول مَصدِّقٌ لِما معكم لَتُؤمِنُنَّ به

ولَتَنْصُرُنَّه «الآية»؛ روى المنذري عن أبي طالب النحوي أَنه قال: المعنى في قوله

لَمَا آتَيْتكم لَمَهْما آتيتكم أَي أَيُّ كِتابٍ آتيتُكم لتُؤمنُنَّ به

ولَتَنْصُرُنَّه، قال: وقال أحمد بن يحيى قال الأخفش: اللام التي في

لَمَا اسم

(* قوله «اللام التي في لما اسم إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً،

والأصل اللام التي في لما موطئة وما اسم موصول والذي بعدها إلخ). والذي

بعدها صلةٌ لها، واللام التي في لتؤمِنُنّ به ولتنصرنَّه لامُ القسم

كأَنه قال واللّه لتؤْمنن، يُؤَكّدُ في أَول الكلام وفي آخره، وتكون من

زائدة؛ وقال أَبو العباس: هذا كله غلط، اللام التي تدخل في أَوائل الخبر تُجاب

بجوابات الأَيمان، تقول: لَمَنْ قامَ لآتِينَّه، وإذا وقع في جوابها ما

ولا عُلِم أَن اللام ليست بتوكيد، لأنك تضَع مكانها ما ولا وليست

كالأُولى وهي جواب للأُولى، قال: وأَما قوله من كتاب فأَسْقط من، فهذا غلطٌ لأنّ

من التي تدخل وتخرج لا تقع إِلاَّ مواقع الأَسماء، وهذا خبرٌ، ولا تقع

في الخبر إِنما تقع في الجَحْد والاستفهام والجزاء، وهو جعل لَمَا بمنزلة

لَعَبْدُ اللّهِ واللّهِ لَقائمٌ فلم يجعله جزاء، قال: ومن اللامات التي

تصحب إنْ: فمرّةً تكون بمعنى إِلاَّ، ومرةً تكون صلة وتوكيداً كقول اللّه

عز وجل: إِن كان وَعْدُ ربّنا لَمَفْعولاً؛ فمَنْ جعل إنْ جحداً جعل

اللام بمنزلة إلاّ، المعنى ما كان وعدُ ربِّنا إِلا مفعولاً، ومن جعل إن

بمعنى قد جعل اللام تأكيداً، المعنى قد كان وعدُ ربنا لمفعولاً؛ ومثله قوله

تعالى: إن كِدْتع لَتُرْدِين، يجوز فيها المعنيان؛ التهذيب: «لامُ التعجب

ولام الاستغاثة» روى المنذري عن المبرد أنه قال: إذا اسْتُغِيث بواحدٍ

أو بجماعة فاللام مفتوحة، تقول: يا لَلرجالِ يا لَلْقوم يا لزيد، قال:

وكذلك إذا كنت تدعوهم، فأَما لام المدعوِّ إليه فإِنها تُكسَر، تقول: يا

لَلرِّجال لِلْعجب؛ قال الشاعر:

تَكَنَّفَني الوُشاةُ فأزْعَجوني،

فيا لَلنّاسِ لِلْواشي المُطاعِ

وتقول: يا للعجب إذا دعوت إليه كأَنك قلت يا لَلنَّاس لِلعجب، ولا يجوز

أَن تقول يا لَزيدٍ وهو مُقْبل عليك، إِنما تقول ذلك للبعيد، كما لا يجوز

أَن تقول يا قَوْماه وهم مُقبِلون، قال: فإن قلت يا لَزيدٍ ولِعَمْرو

كسرْتَ اللام في عَمْرو، وهو مدعوٌ، لأَنك إِنما فتحت اللام في زيد للفصل

بين المدعوّ والمدعوّ إليه، فلما عطفت على زيد استَغْنَيْتَ عن الفصل لأَن

المعطوف عليه مثل حاله؛ وقد تقدم قوله:

يا لَلكهولِ ولِلشُّبّانِ لِلعجب

والعرب تقول: يا لَلْعَضِيهةِ ويا لَلأَفيكة ويا لَلبَهيتة، وفي اللام

التي فيها وجهان: فإِن أردت الاستغاثة نصبتها، وإِن أَردت أَن تدعو إليها

بمعنى التعجب منه كسرتها، كأَنك أَردت: يا أَيها الرجلُ عْجَبْ

لِلْعَضيهة، ويا أيها الناس اعْجَبوا للأَفيكة. وقال ابن الأَنباري: لامُ

الاستغاثة مفتوحة، وهي في الأَصل لام خفْضٍ إِلا أَن الاستعمال فيها قد كثر مع

يا، فجُعِلا حرفاً واحداً؛ وأَنشد:

يا لَبَكرٍ أنشِروا لي كُلَيباً

قال: والدليل على أَنهم جعلوا اللام مع يا حرفاً واحداً

قول الفرزدق:

فخَيرٌ نَحْنُ عند الناس منكمْ،

إذا الداعي المُثَوِّبُ قال: يالا

وقولهم: لِم فعلتَ، معناه لأيِّ شيء فعلته؟ والأصل فيه لِما فعلت فجعلوا

ما في الاستفهام مع الخافض حرفاً واحداً واكتفَوْا بفتحة الميم من اإلف

فأسْقطوها، وكذلك قالوا: عَلامَ تركتَ وعَمَّ تُعْرِض وإلامَ تنظر

وحَتَّمَ عَناؤُك؟ وأنشد:

فحَتَّامَ حَتَّام العَناءُ المُطَوَّل

وفي التنزيل العزيز: فلِمَ قتَلْتُموهم؛ أراد لأي علَّة وبأيِّ حُجّة،

وفيه لغات: يقال لِمَ فعلتَ، ولِمْ فعلتَ، ولِما فعلت، ولِمَهْ فعلت،

بإدخال الهاء للسكت؛ وأنشد:

يا فَقْعَسِيُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟

لو خافَك اللهُ عليه حَرَّمَهْ

قال: ومن اللامات لامُ التعقيب للإضافة وهي تدخل مع الفعل الذي معناه

الاسم كقولك: فلانٌ عابرُ الرُّؤْيا وعابرٌ لِلرؤْيا، وفلان راهِبُ رَبِّه

وراهبٌ لرَبِّه. وفي التنزيل العزيز: والذين هم لربهم يَرهبون، وفيه: إن

كنتم للرؤْيا تَعْبُرون؛ قال أبو العباس ثعلب: إنما دخلت اللام

تَعْقِيباً للإضافة، المعنى هُمْ راهبون لربهم وراهِبُو ربِّهم، ثم أَدخلوا اللام

على هذا، والمعنى لأنها عَقَّبت للإضافة، قال: وتجيء اللام بمعنى إلى

وبمعنى أَجْل، قال الله تعالى: بأن رَبَّكَ أَوْحى لها؛ أي أَوحى إليها،

وقال تعالى: وهم لها سابقون؛ أي وهم إليها سابقون، وقيل في قوله تعالى:

وخَرُّوا له سُجَّداً؛ أي خَرُّوا من أَجلِه سُجَّداً كقولك أَكرمت فلاناً لك

أي من أَجْلِك. وقوله تعالى: فلذلك فادْعُ واسْتَقِمْ كما أُمِرْتَ؛

معناه فإلى ذلك فادْعُ؛ قاله الزجاج وغيره. وروى المنذري عن أبي العباس أنه

سئل عن قوله عز وجل: إن أحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنفُسكم وإن

أَسأْتُمْ فلها؛ أي عليها

(* قوله «فلها أي عليها» هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً،

والأصل: فقال أي عليها). جعل اللام بمعنى على؛ وقال ابن السكيت في قوله:

فلما تَفَرَّقْنا، كأنِّي ومالِكاً

لطولِ اجْتماعٍ لم نَبِتْ لَيْلةً مَعا

قال: معنى لطول اجتماع أي مع طول اجتماع، تقول: إذا مضى شيء فكأنه لم

يكن، قال: وتجيء اللام بمعنى بَعْد؛ ومنه قوله:

حتى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِص

أي بعْد خِمْسٍ؛ ومنه قولهم: لثلاث خَلَوْن من الشهر أي بعد ثلاث، قال:

ومن اللامات لام التعريف التي تصحبها الألف كقولك: القومُ خارجون والناس

طاعنون الحمارَ والفرس وما أشبهها، ومنها اللام الأصلية كقولك: لَحْمٌ

لَعِسٌ لَوْمٌ وما أَشبهها، ومنها اللام الزائدة في الأَسماء وفي الأفعال

كقولك: فَعْمَلٌ لِلْفَعْم، وهو الممتلئ، وناقة عَنْسَل للعَنْس

الصُّلبة، وفي الأَفعال كقولك قَصْمَله أي كسره، والأصل قَصَمه، وقد زادوها في

ذاك فقالوا ذلك، وفي أُولاك فقالوا أُولالِك، وأما اللام التي في لَقعد

فإنها دخلت تأْكيداً لِقَدْ فاتصلت بها كأَنها منها، وكذلك اللام التي في

لَما مخفّفة. قال الأزهري: ومن اللاَّماتِ ما رَوى ابنُ هانِئٍ عن أبي زيد

يقال: اليَضْرِبُك ورأَيت اليَضْرِبُك، يُريد الذي يضرِبُك، وهذا

الوَضَع الشعرَ، يريد الذي وضَع الشعر؛ قال: وأَنشدني المُفضَّل:

يقولُ الخَنا وابْغَضُ العْجْمِ ناطِقاً،

إلى ربِّنا، صَوتُ الحمارِ اليُجَدَّعُ

يريد الذي يُجدَّع؛ وقال أيضاً:

أَخِفْنَ اطِّنائي إن سَكَتُّ، وإنَّني

لَفي شُغُلٍ عن ذَحْلِا اليُتَتَبَّعُ

(* قوله «أخفن اطنائي إلخ» هكذا في الأصل هنا، وفيه في مادة تبع: اطناني

ان شكين، وذحلي بدل ذحلها).

يريد: الذي يُتتبَّع؛ وقال أبو عبيد في قول مُتمِّم:

وعَمْراً وحوناً بالمُشَقَّرِ ألْمَعا

(* قوله «وحوناً» كذا بالأصل).

قال: يعني اللَّذَيْنِ معاً فأَدْخل عليه الألف واللام صِلةً، والعرب

تقول: هو الحِصْنُ أن يُرامَ، وهو العَزيز أن يُضَامَ، والكريمُ أن

يُشتَمَ؛ معناه هو أَحْصَنُ من أن يُرامَ، وأعزُّ من أن يُضامَ، وأَكرمُ من أن

يُشْتَم، وكذلك هو البَخِيلُ أن يُرْغَبَ إليه أي هو أَبْخلُ من أَن

يُرْغَبَ إليه، وهو الشُّجاع أن يَثْبُتَ له قِرْنٌ. ويقال: هو صَدْقُ

المُبْتَذَلِ أي صَدْقٌ عند الابتِذال، وهو فَطِنُ الغَفْلةِ فَظِعُ المُشاهدة.

وقال ابن الأنباري: العرب تُدْخِل الألف واللام على الفِعْل المستقبل على

جهة الاختصاص والحكاية؛ وأنشد للفرزدق:

ما أَنتَ بالحَكَمِ التُّرْضَى حْكُومَتُه،

ولا الأَصِيلِ، ولا ذِي الرَّأْي والجَدَلِ

وأَنشد أَيضاً:

أَخفِنَ اطِّنائي إن سكتُّ، وإنني

لفي شغل عن ذحلها اليُتَتَبَّع

فأَدخل الأَلف واللام على يُتتبّع، وهو فعلٌ مستقبل لِما وَصَفْنا، قال:

ويدخلون الألف واللام على أَمْسِ وأُلى، قال: ودخولها على المَحْكِيَّات

لا يُقاس عليه؛ وأَنشد:

وإنِّي جَلَسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه

بِبابِك، حتى كادت الشمسُ تَغْرُبُ

فأََدخلهما على أََمْسِ وتركها على كسرها، وأَصل أَمْسِ أَمرٌ من

الإمْساء، وسمي الوقتُ بالأمرِ ولم يُغيَّر لفظُه، والله أَعلم.

لوم

(} اللَّوْمُ {واللَّوْمَاءُ) بِالمَدِّ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
(} واللَّوْمَى) ، بِالقَصْرِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وضَبَطَه بَعْضٌ: بِالضَّمِّ، وهَكَذَا هُوَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ.
( {واللاَّئِمَةُ) ، كَالنَّافلَةِ، والعَافِيَةِ:
(العَذْلُ) .
(و) تَقولُ: (} لاَمَ) عَلَيَّ كَذَا ( {لَوْمًا} ومَلامًا {ومَلامَةً) } ولَوْمَةً، وجَمْع {اللاَّئِمَةِ:} اللَّوَائِمِ، يُقال: مَا زِلْتُ أتَجَرَّعُ فيكَ {اللَّوائِمَ، وجَمْعُ} المَلاَمَةِ: {مَلاَوِمُ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ.
(فَهُوَ} مَلِيمٌ) ، بِفَتْحِ المِيمِ، حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، ( {ومَلُومٌ) اسْتَحَقَّ} اللَّوْمَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِنَّما عَدَلُوا إِلَى اليَاءِ والكَسْرَةِ اسْتِثْقَالاً للوَاوِ مَعَ الضَّمَّةِ.
( {وأَلاَمَه) } إِلاَمَةً بِمَعْنَى: {لاَمَهُ، قَالَه أَبُو عُبَيْدَةَ، وأنشَد لمَعْقِلِ بنِ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيِّ:
(حَمِدْتُ الله أَنْ أَمْسَى رَبِيعٌ ... بِدَارِ الهَوْنِ مُلْحِيًّا} مُلاَمَا)

أَي: {مَلُومًا. (} ولَوَّمَهُ) شُدِّدَ (للمُبَالَغَةِ) فَهُوَ:! مُلَوَّم كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ عَنْتَرَةُ: (رَبِذٍ يَدَاهُ بِالقِدَاحِ إِذَا شَتَا ... هَتَّاكِ غَايَاتِ التِّجار {مُلَوَّمِ)

أَي: يُكْرِمُ كَرَمًا} يُلاَمُ لأَجْلِه، ( {فَالْتَامَ هُوَ) .
قَالَ فِي النَّوَادِرِ:} لامَنِي فُلانٌ {فَالْتَمْتُ، ومَعَّضَنِي فَامْتَعَضْتُ وعَذَلنِي فَاعْتَذَلْتُ، وحَضَّنِي فاحْتَضَضْتُ، وأَمَرَنِي فَأْتَمَرْتُ إِذَا قِبَلَ قَولَه مِنْهُ. اه. فَهُوَ حِينَئِذٍ مُطاوِعُ} لاَمَ لاَ {أَلاَمَ} ولَوَّمَ كَمَا يَقْتَضِيهِ سِياقُ المُصَنِّفِ، وَلَو قَدَّمَه فِي الذِّكْرِ قَبْل قَولِه: {وأَلاَمَهُ كَانَ حَسَنًا.
(وقَومٌ} لُوَّامٌ) ، كَزُنَّارٍ، ( {ولُوَّمٌ) ، كَرَاكِعٍ، ورُكَّعٍ (} ولُيَّمٌ) بِاليَاءِ، غُيِّرت الوَاوُ لِقُرْبِها من الطَّرَفِ.
( {واللَّوَمُ، مُحَرَّكَةً: كَثْرَةُ العَذْلِ) ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
(} ولاَوَمْتُه) {مُلاَوَمَةً (} لُمْتُهُ {ولاَمَنِي) ، وَفِي حَدِيثِ ابنِ أُمِّ مَكْتُوم: " ولِي قَائِدٌ لَا} يُلاوِمُني " , قَالَ ابنُ الأثِيرِ: كَذَا جَاءَ فِي رِوَايةٍ بِالوَاوِ، وأَصلُه الهَمْزُ، من المُلاءَمَةِ وَهِي المُوَافَقَةُ، ثُمَّ يُخَفَّفُ فَيَصِيرُ يَاءً، وأَمَّا الوَاوُ فَلَا وَجْهَ لَهَا.
( {وتَلاوَمْنَا كَذَلِك) كَمَا فِي الصِّحَاحِ أَيْ: كِلاهُمَا من بَابِ المُفَاعَلَةِ والتَّفَاعُلِ يَقْتَضِيَان التشارك.
(} وأَلامَ) الرَّجُلُ: (أَتَى مَا) ، وَفِي الصِّحاحِ: أَتَى بِمَا ( {يُلامُ عَلَيْه، يُقالُ:} لامَ فُلانٌ غَيْرَ {مُلِيمٍ، وَفِي المَثَلِ: ((رُبَّ} لائِمٍ {مُلِيمٌ)) قَالَتْ اُمُّ عُمَيْرِ بنِ سَلْمَى الحَنَفِيِّ تُخَاطِبُ وَلَدَها عُمَيْرًا:
(تَعُدُّ مَعَاذِرًا لاَ عُذْرَ فِيهَا ... ومَنْ يَخْذُلْ اَخَاهُ فَقَدْ} أَلامَا)

وقَالَ لُبِيدٌ:
(سَفَهًا عَذَلْتَ {ولُمْتَ غَيْرَ} مُلِيمِ ... وهَدَاكَ قَبْلِ اليَوْمِ غَيرُ حَكِيمِ)

وقَولُه تَعالَى: (فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ {مُلِيم} ، قَالَ بعضُهم:} المُلِيمُ هُنَا بِمَعْنَى {مَلُوم، ونَقَلَه الفَرِّاء عَنِ العَرَبِ ايضًا: قَالَ الأزْهَرِيّ: مَنْ قَالَ:} مُلِيم بَنَاه عَلَى {لِيمَ.
(أَوْ) أَلامَ الرَّجُلُ: (صَارَ ذَا ل} لائِمَةٍ) ، قَالَه سِيبَوَيْهِ.
( {واسْتَلاَمَ إِلَيْهِم) : اسْتَذَمَّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَيْ: (أَتَاهُم بِمَا} يَلُومُونَه) عَلَيْه: قَالَ القُطَامِيّ:
(فَمَنْ يَكُنِ {اسْتلاَمَ إِلى نَوِيٍّ ... فَقَدْ أَكرمْتَ يَا زُفَرُ المَتَاعَا)

(ورجُلٌ} لُومَةٌ، بالضَّمِّ) أَي: ( {مَلُومٌ) } يَلُومُه النَّاسُ، (و) {لُوَمَةٌ (كَهُمْزَةٍ) ، أَيْ: (} لَوَّامٌ) {يَلُومُ النَّاسَ مِثْل: هُزْأَةٍ وهُزَأَةٍ كَمَا فِي الصِّحَاح، ويطَّرِد عَلَيه بَاب.
(وجَاءَ} بِلَوْمَةٍ، بِالفَتْحِ، {ولامَةٍ) ، أَيْ: (مَا} يُلامُ عَلَيْه) .
( {وتَلَوَّمَ فِي الأَمْرِ: تَمَكَّثَ وانْتَظَرَ) ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابنُ بَزُرْج:} التَّلوُّمُ: التَّنَظُّرُ للأمْرِ تُرِيدُه. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بنِ سَلَمَةَ الجَرْمِيِّ: " وكَانَتِ العَرَبُ {تَلَوَّمُ بإسْلامِهِم الفَتْحَ "، أَيْ تَنْتَظِرُ، وأَرَادَ} تَتَلَوَّمُ فَحَذَفَ إِحْدَى التَّاءَيْن تَخْفِيفًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنهُ: " إِذَا اَجْنَبَ فِي السَّفَرِ {تَلَوَّمَ مَا بَيْنَه وبَيْنَ آخِرِ الوَقْتِ "، اي: انْتَظَر. ونَقَلَ شَيْخُنا عَن الأنْدَلُسِيِّ شَارِحِ المُفَصَّل أَنَّ} التَّلَوُّمَ انْتِظَارُ مَنْ يَتَجَنَّبُ المَلاَمَةَ، فَتَفَعَّلَ بِمَعْنَى: تَجَنَّبَ.
(ولِيس فيهِ {لُوْمَةٌ، بِالضَّمِّ) ، أَيْ: (} تَلَوُّمٌ) ، أَيْ: تَلَبُّتٌ وانْتِظَارٌ.
( {ولِيمَ بِهِ) إِذَا (قُطِعَ) بِهِ فَهو} مَلِيمٌ.
(! واللَّوْمَةُ) ،، بِالفَتْحِ كَمَا هُوَ مُقْتَضَى إِطْلاَقِه، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ، بِالضَّمِّ: (الشَّهْدَةُ) . ومَرَّ لَهُ فِي ((ل أم)) اللِّئْمُ، بِالكَسْرِ: العَسَلُ. ( {واللاَّمُ: الهَوْلُ) ، قَالَ المُتَلَمِّسُ:
(ويَكَادُ مِنْ} لامٍ يَطِيرُ فُؤَادُهَا ... إِذَا مَرَّ مُكَّاءُ الضُّحَى المُتَنَكِّسُ)

( {كاللاَّمَةِ، واللَّوْمِ) .
(و) } اللاَّمُ (شَخْصُ الإِنْسَانِ) ، غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وبِهِ فَسَّرَ ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ المُتَلَمِّسِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلرَّاجِزِ:
(مَهْرِيَّة تَخْطُرُ فِي زِمَامِها ... )

(لم يُبْقِ مِنْهَا السَّيْرُ غَيْرَ {لاَمِها ... )

(و) قَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ:} اللاَّمُ: (القُربُ) ، وبِهِ فَسَّرَ قَولَ المُتَلَمِّسِ أَيضًا.
(و) {اللاَّمُ: (الشَّدِيدُ من كُلِّ شَيْءٍ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: وَأُرَاهُ قَدْ تَقَدَّمَ فِي الهَمْزِ.
(و) } اللاَّمُ: (حَرْفُ هِجَاءٍ) مَجْهُورٌ، يَكُونُ أَصلاً وبَدَلاً وزَائِدًا. قَالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّما قَضَيْتُ على أَنَّ عَيْنَهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لِمَا تَقَدَّمَ فِي أَخَوَاتِهَا مِمَّا عَينُه أَلِفٌ.
( {وَلَوَّمَ} لامًا) إِذَا (كَتَبَهَا) . نَقَلَه الأزْهَرِيّ عَن النَّحْوِيِّين، كَمَا يُقالُ: كَوَّفَ كَافًا. وَفِي البَصَائِرِ: هِيَ مِنْ حُرُوفِ الذَّلاَقَة، مَخْرَجُها ذَلْقُ اللِّسَانِ جِوَارَ مَخْرَجِ النُّونِ.
(! واللاَّمُ تَرِدِ لِثَلاثِين مَعْنًى، مِنْهَا: العَامِلَةُ لِلجَرِّ، وتَرِدُ لاثْنَيْنِ وعِشْرِين مَعْنًى) .
الأولُ: (الاسْتِحْقَاقُ، نَحْو) قَوْلِهم: (الحَمْدُ لِلَّه) ؛ إِذْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ لِلْحَمْدِ، أَيْ: مُسْتَوْجِبٌ لَهُ.
الثّاني: (الاخْتِصَاصُ) ، نَحْو (المِنْبَرُ لِلخَطٍ يبِ) ؛ إذْ هُوَ مُخْتَصٌّ بِهِ، وكَذَلِك: أَخٌ لِزَيد.
الثَّالِثُ: (التَّمْلِيكُ) ، نَحْو: (وَهَبْتُ لِزَيْدٍ) دَارًا، أَيْ: مَلَّكْتُه إِيَّاهَا، وَكَذَلِكَ: المَالُ لِزَيْدٍ. قَالَ الأزْهَرِيُّ: ((ومِنْ النَّحَوَيِّين مَنْ يُسَمِّيها: لاَمَ الإِضَافَةِ، سُمِّيَتْ لاَمَ المِلْكَ، لأَنك إِذا قُلْتَ: إِنَّ هَذَا لِزَيْدٍ عُلِمَ أَنَّه مِلْكُه، فَإِذا اتَّصَلْتْ هَذِه اللاَّمُ بالمَكْنِيِّ عَنهُ نُصِبَتْ، كَقَوْلِك: هَذَا المَالُ لَهُ ولَنَا ولَكَ ولَهَا ولَهُمَا ولَهُمْ ولَهُنَّ، وإِنَّمَا فُتِحَتْ مَعَ الكِنَايَات لأنَّ هَذِه اللاَّمَ فِي الأَصْلِ مَفْتُوحَةٌ، وإِنَّمَا كُسِرَتْ مَعَ الأسْمَاءِ لِيُفْصَلَ بَيْنَ لاَمِ القَسَمِ وبَيْن لاَمِ الإضَافَةِ، أَلاَ تَرَى أَنَّك لَو قُلْتَ: إنَّ هَذَا المَالَ لِزَيْدٍ، عُلِمَ أَنَّه مِلْكُه، وَلَو قُلْتَ: إِنَّ هَذَا لَزَيْدٌ عُلِمَ اَنَّ المَشَارَ إِلَيْه هُوَ زُيْدٌ، فَكُسِرَتْ ليُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، وإِذَا قُلْتَ: المَالُ لَكَ، فَتَحْتَ؛ لأَنَّ اللَّبْسَ قَدْ زَالَ، قَالَ: وهَذَا قَولُ الخَلِيلِ ويُونُسَ والبَصْرِيِّينَ)) .
الرَّابعُ: (شِبْهُ التَّمْلِيكِ) ، نَحْو قَوْلِه تَعالَى: {جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا} ، فَلَيْسَ فِيه التَّمْلِيكُ حَقِيقة، وإنّما هُوَ شِبْهُه.
والخَامِسُ: (التَّعْلِيلُ) ، نَحْو قَوْلِه تَعالَى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس} ، ومِنه أَيْضا قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:
((ويَوْمَ عَقرتُ لِلعَذَارَى مَطِيَّتِي))

أَيْ: مِنْ أَجْلِ العَذَارَى، وكَذَا قَوْلُه تَعالَى: {وخروا لَهُ سجدا} اَيْ: مِن أَجْلِه، وأَكْرَمْتُ فُلانًا لَكَ، أَيْ: لأَجْلِك. وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: وهِيَ لاَمُ العِلَّةِ بِمَعْنَى كَيْ، كَقَوْلِه تَعالَى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس} ، وضَرَبْتُه لِيَتَأَدَّبَ، أَيْ لِكَيْ يَتَأَدَّبَ، ولأَجْلِ اَنْ يَتَأَدَّبَ. وقَالَ الأزْهَرِيُّ: لاَمُ كَيْ كَقَوْلِكَ: جِئْتُ لِتَقُومَ يَا هَذَا، سُمِّيَتْ لاَمَ كَيْ لأَنَّ مَعْنَاهَا: لِكَيْ تَقُومَ، مَعْنَاه مَعْنَى لَام الإضَافَة أيْضًا؛ ولِذَلِك كُسِرَتْ، لأَنَّ المَعْنَى: جِئتُ لِقِيَامِك.
السَّادِسُ: (تَوْكِيدُ النَّفْي) ، نَحْو قَوْلِه تَعالَى: {وَمَا كَانَ الله ليطلعكم} قَالَ الجَوْهَرِيّ: هِيَ لاَمُ الجَحْدِ بَعْدَما كَانَ، ولَمْ يَكُنْ، وَلَا تَصْحَبُ إِلَّا النَّفْيَ كَقَوْلِه تَعالَى: {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم} أَي: لِأَن يُعَذِّبَهُمْ.
السَّابِعُ: (مُوَافَقَةُ إِلَى) ، نَحْو قَولِه تَعالَى {بِأَن رَبك أوحى لَهَا} أَيْ: إِلَيْهَا، وكَذَلِكَ قَولُه تَعالَى: {وهم لَهَا سَابِقُونَ} أَيْ: إِلَيْهَا، وكَذَا قَولُه تَعالَى: {فَلذَلِك فَادع واستقم} ، مَعْنَاه: فَإِلى ذَلِك فادْعُ، قَالَه الزَّجَّاج وغيرُه. الثامنُ: (مُوافَقَةُ على) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {ويخرون للأذقان يَبْكُونَ} أَيْ: عَلَى الأَذْقَان، وكَذّلِك قَولُه تَعالَى: {وَإِن أسأتم فلهَا} أَيْ: فَعَلَيْهَا، رَوَاهُ المُنْذَرِيُّ عَن أبِي العَبَّاس، وكَذَلِكَ قَوْلُه تَعالَى: {وتله للجبين} أَيْ: عَلَى الجَبِينِ.
التَّاسِعُ: (مُوَافَقَةُ فِي) ، نَحْو قَولِه تَعالَى: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة} أَيْ: فِي يَوْمِ القِيَامَةِ، ومِنه قَولُ الشَّاعِر:
(تَوهّمتُ آياتٍ لَهَا فَعَرَفْتُها ... لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وذَا العَامُ سَابِعُ)

العَاشِرُ: (بِمَعْنَى: عِنْدَ) ، كَقَوْلِهم: (كَتَبْتُه لِخَمْسٍ خَلَوْنَ) ، أَيْ: عِنْدَ خَمْسٍ مَضَيْنَ أَو بَقِينَ، (وتُسَمَّى) أَيضًا: (! لاَمَ التَّارِيخِ) ، وبِذَلِكَ عَرَّفَها الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ: كَقَولِكَ: كَتَبْتُ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ، أَي: بَعْد ثَلاثٍ، وأَنْشَدَ لِلرَّاعِي:
(حَتَّى وَرَدْنَ لِتَمِّ خِمْسٍ بَائِصٍ ... جُدًّا تَعَاوَرَه الرِّيَاحُ وَبِيلا)

أَي: بَعْد خِمْس، والبَائِصُ: البَعِيدُ الشَّاقّ، والجُدُّ: البِئْرُ، وأَرَادَ مَاءَ جُدٍّ. وَفِي المُحْتَسَب لابنِ جِنِّي: قَولُهم: كَتبْتُ لِخَمْسٍ خَلَوْن، أَي: عِنْد خَمْسٍ وَمَع خَمْسٍ.
الحَادِي عَشَرَ: (مُوَافَقَةُ بَعْدُ) ، نَحْو قَوِله تَعالَى: {أقِم الصَّلَاة لدلوك الشَّمْس} أَي: عِنْدَه. قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمِنْه أَيضًا قَولُه تَعَالَى: {لَا يجليها لوَقْتهَا إِلَّا هُوَ} أَي: عِنْدَ وَقْتِها، وفَعَلْتُ هَذَا لأَوَّلِ وَقْتٍ، أَي: عِنْدَه ومَعَه.
الثَّانِي عَشَرَ: (مُوافَقَةُ مَعَ) ، كقَوْلِ الشَّاعِر:
((فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي ومَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ لَيلَةً مَعَا))

أَي مَعَه، قَالَ ابنُ السِّكِيت: تَقُولُ: إِذا مَضَى شَيْءٌ فكَأَنَّه لَمْ يَكُنْ.
الثَّالِثَ عَشَرَ: (مُوافَقَةُ مِنْ) ، كَقَوْلِهِم: (سَمِعْتُ لَهُ صُراخًا) ، أَي: مِنْه.
الرابعَ عَشَرَ: (التَّبْلِيغُ) ، نَحْو قَولِك: (قُلتُ لَهُ) ، أَي: بَلَّغْتُه.
الخامِسَ عَشَر: (مُوافَقَةُ عَنْ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذين كفرُوا للَّذين آمنُوا لَو كَانَ خيرا مَا سبقُونَا إِلَيْهِ} ، أَي: عَن الّذِينَ آمَنُوا.
السّادِسَ عَشَرَ: (الصَّيْرُورَةُ، وَهِيَ لامُ العَاقِبَةِ! ولامُ المَآلِ) ، نَحوُ قَولِه تَعَالَى: {فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا} ، وَلم يَلْتَقِطُوه لِذَلكَ، وإنَّما مَآلُهُ العَدَوَاةُ، وكَذَلِك قَولُه تَعالَى: {رَبنَا ليضلوا عَن سَبِيلك} وَلم يُؤْتِهم الزِّينةَ والأَموالَ للضَّلاَلِ، وإِنَّمَا مَآلُه الضَّلالُ. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَولِه تَعَالَى: {ليضلوا} هِيَ لاَمُ كَيْ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ ومَا أَشْبَهَهَا بتَأْوِيلِ الخَفْضِ، أَي لِضَلاَلِهِم، قَالَ: والعَرَبُ تَقُولُ: لامُ كَيْ فِي مَعْنَى لامِ الخَفْضِ، ولامُ الخَفْضِ فِي مَعْنى لاَمِ كَيْ؛ لتَقَارُبِ المَعْنى، وسَمَّاها الجوهَرِيُّ لامَ العَاقِبةِ وأَنشَد
((فِللْمَوْتِ تَغْذُو الوَالِدَاتُ سِخَالَهَا ... كَمَا لِخَرابِ الدَّهْرِ تُبْنَى المَساكِنُ))

الصَّوَابُ ((لِخَرَابِ الدُّورِ)) كَمَا هُوَ نَصّ الصِّحَاح، أَي: عاقِبَتُه ذَلِكَ، قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: ومِثلُه قَولُ الآخَر:
(أَموالُنا لِذَوِي المِيرَاثِ نَجْمَعُها ... ودُورُنَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيها)

وهم لم يَبْنُوها للخَرَابِ، ولَكِن مآلُها إِلَى ذَلِكَ.
ومِثلُه قَولُ شُتَيْمِ بنِ خُوَيْلِدٍ الفَزارِيِّ:
(فإنْ يَكُنِ المَوتُ أَفْنَاهُمُ ... فلِلْمَوْت، مَا تَلِدُ الوَالِدَهْ)

أَي: مآلُهم المَوْتَ.
السَّابِعَ عَشَرَ: (القَسَمُ والتَّعَجُّبُ مَعًا، ويَخْتَصُّ باسْمِ اللهِ تَعالَى) ، كَقَوْلِ ساعِدَةَ ابنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ:
((للهِ يَبْقَى عَلَى الأَيَّام ذُو حَيَدٍ)
أَوْ ذُو صَلودٍ مِنَ الأَوْعَالِ ذُو خَدَمِ)

والرِّواية: تالله، يُرِيدُ واللهِ، كَمَا قَرأتُ فِي دِيَوانِ شِعْره، فَحِينَئِذٍ لَا مَوْضِعَ لاستِدْلالِهِ؛ فَتَأَمَّلْ.
الثَّامِنَ عَشَرَ: (التَّعَجُّبُ المُجَرَّدُ عَنِ القَسَمِ، وتُسْتَعْمَلُ فِي) قَوْلِهِم: (لله دَرُّه) . قِيلَ: وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {لِإِيلَافِ قُرَيْش} أَي عَجَبًا من أُلْفَتِهم.
(و) تُسْتَعَمل (فِي النِّداءِ) بِحَذْف المُسْتَغَاث بِهِ وإبقاءِ المُسْتَغَاثِ لَه (نَحْو: يَا لِلمَاءِ، بِكَسْرِ اللَّامِ) ، يُرِيدُون يَا قَوْمِ لِلماءِ، أَي: لِلْمَاءِ أَدْعُوكُم، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ: فَإِن عَطَفْتَ على المُسْتَغَاثُ بِهِ بِلاَمٍ أُخْرى كَسَرْتَها؛ لأَنَّك قد أَمِنْتَ اللَّبْسَ بالعَطْف كَقَوْل الشّاعر:
(يَبْكِيك نَاءٍ بَعِيدُ الدَّارِ مُغْتَرِبٌ ... يَا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبَّان لِلْعَجَب)

هَكَذا أَنشدَه ابْن بَرِّيٍّ على الصَّواب.
(وأَمَّا قَوْلُه) ، أَي: الحَارِثِ بنِ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيّ:
((يَا لَلرِّجَالِ لِيَوْمِ الأَرْبِعَاءِ أَمَا ... يَنْفَكُّ يُحدِثُ لي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا))

فَسَمَّاهَا الجَوْهَرِيُّ لامَ الاستِغَاثَة، وَقَالَ: (فالَّلامَانِ جَمِيعًا للجَرِّ لَكِنَّهم فَتَحُوا الأُولّى) وكَسَرُوا الثَّانِيَةَ (فَرْقًا بَيْنَ المُسْتَغَاثِ بِهِ والمُسْتَغَاث لَهُ) ، وَقَالَ فِي قَوْلِ مُهلْهِلٍ:
(يَا لَبَكْرٍ أَنْشِرُوا لِي كُلَيْبًا ... يَا لَبَكْرٍ أَينَ أَيْنَ الفِرارُ؟ {)

إنّها لامُ استِغَاثَة، وَقَالَ بَعضُهم: أَصلُه: يَا آل بَكْرٍ، فَخَفَّفَ بحَذْفِ الهَمْزَة، كقَوْلِ جَرِير يُخاطِبُ بِشْرَ بنَ مَرْوَان لَمَّا هَجَاهُ سُرَاقَةُ البَارِقِيُّ:
(قَدْ كَانَ حَقًّا أَنْ تَقُولَ لِبَارِقٍ ... يَا آَلَ بَارِقَ فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ؟)

التَّاسِعَ عَشَرَ: (التَّعْدِيَةُ) ، نَحْوُ قَولِك: (مَا أَضْرَبَ زَيْدًا لِعَمْرٍ و) .
الْعشْرُونَ: (التَّوكِيدُ، وَهِيَ} اللاَّمُ الزَّائِدَةُ) ، نَحْو قَولِه تَعالى: {نزاعة للشوى} ، وَقَوله تَعَالَى {يُرِيد الله ليبين لكم} .
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: (التَّبْيينُ) ، نَحْوُ قَوْلِك: (سَقْيًا لزَيْدٍ) ، وقَولِه تَعَالىَ: {وَقَالَت هيت لَك} فَهَذِهِ أَحَدٌ وعِشْرُونَ مَعْنًى، وسَقَط الثَّانِي والعِشْرُون سَهْوًا، أَو من النُّسَّاخ، وَهِي المُوَافِقَةُ لمِنْ كَقوْلِه تَعَالَى: {اقْترب للنَّاس حسابهم} أَي: مِنَ النَّاسِ، يُذْكَرُ بَعْد قَولِه: بمَعَنَى إِلَى، هَكَذا سَاقَه المُصَنِّف فِي البَصَائر، فهَؤُلاءِ أَقسامُ اللاَّمِ العَامِلةِ للجَرِّ.
(وأَمَّا) اللاَّمُ (العَامِلَةُ للجَزْمِ فنَحْوُ) قَولِه تَعالَى: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بِي} ، وَمن أَقْسَامِها: لاَمُ التَّهْدِيد، كَقولِه تَعالَى: {فَمن شَاءَ فليؤمن وَمن شَاءَ فلــيكفر} ، ولامُ التَّحَدِّي، كَقَوْلِه تَعالَى: {فليأتوا بِحَدِيث مثله} ، ولامُ التَّعْجِيزِ، نَحوُ قَولِه تَعالَى: {فليرتقوا فِي الْأَسْبَاب} ذَكَرها المُصَنِّف فِي البَصَائِر.
(وأَمَّا غَيْرُ العَامِلَةِ فَسَبْعٌ) . وَفِي الصِّحاح: وأَمَّا اللاَّماتُ المُتَحَرِّكَةُ فَهِيَ لامُ الأَمْرِ، ولامُ التَّوكِيدِ، ولامُ الإِضَافَةِ.
فأَمَّا لاَمُ التَّوكِيدِ فَعَلَى خَمْسَةِ أَضْرُبٍ: مِنْهَا (لامُ الابْتِدَاءِ) ، كَقْولِكَ: لَزَيدٌ أفضَلُ من عَمْرٍ و، وَهَذَا نَصُّ الصِّحاح، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَإِن رَبك ليحكم بَينهم} . ومِنْهَا (الزَّائِدَةُ) . وَلم يَذْكُرْها الجَوْهَرِيّ فِي لامَاتِ التَّوْكيدِ (نَحْو) قَولِ الرَّاجِزِ:
(أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ ... )
ومِنْها (لامُ الجَوابِ) لِلَوْ، ولِلَوْلاَ، كقَوْلِهِ تَعالَى: {لَوْلَا أَنْتُم لَكنا مُؤمنين}وَمِنْهَا: (لامُ أَلْ، ونَحْو) قَولِك: (الرَّجُل) ، وَمِنْهَا (اللاَّحِقَةُ لأَسماءِ الإِشَارَة كَمَا فِي تِلْك) ، وَمِنْهَا (لاَمُ التَّعَجُّبِ غَيرُ الجَّارَّة نَحْو) قَوْلِك: (لَظَرُفَ زَيْدٌ) ، فهَذِه الثَّلاثةُ لم يَذْكُرْهَا الجَوْهَرِيُّ فِي {لاَمَاتِ التَّوكِيدِ، وذَكَر مِنْهَا الّتي تَكُونُ فِي الفِعْلِ المُسْتَقْبل المُؤَكَّد بالنُّون كقَوْله تَعالَى: {ليسجنن وليكونن من الصاغرين} .
(} واللاَّمِيَّةُ: باليَمَنِ) كأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلَى بَنِي لاَمٍ، مِنْ بَنِي طَيِّئ، ثمَّ خُفِّفَتْ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{لاَمَه} يَلُومُه: أَخْبَرَه بأَمْرِه، عَن سِيبَوَيهِ.
{واللُّوَامَةُ، بالضَّمِّ: الحَاجَةُ، وَقد} تَلَوَّمَ على {لُوَامَتِه، أَيْ: حَاجَتِه، وقَضَى القَومُ} لُوَامَاتٍ لَهُم، أَي: حَاجَاتٍ.
{والمُتَلَوِّم: المُتَعَرِّضُ} لِلاَّئِمَةِ فِي الفِعْلِ السَّيِّئ.
وأَيضًا: المُنْتَظِرُ لِقَضَاءِ حَاجَتِه.
{واللاَّئِمَةُ: الحَالَةُ الَّتِي} يُلامُ فَاعِلُها بِسَبَبِها.
{وَتَلومَّ: تَتَبَّعَ الدَّاءَ ليَعْلَمَ مَكَانَه، قَالَه المَيْدَانِيُّ فِي شَرْحِ المَثَل: ((لأَكوِيَنَّهِ كِيَّةَ} المُتَلَوِّم)) ، يُضْرَبُ فِي التَّهْدِيدِ الشَّدِيدِ المُحَقَّقِ.
{واللاَّمِيُّ: صَمغُ شَجَرةٍ اَبيَضُ يُعْلَكُ.
والنَّفسُ} اللَّوَّامةُ هِيَ الَّتِي اكْتَسَبَتْ بَعضَ الفَضِيلةِ {فتَلُومُ صَاحِبَها إِذا ارتَكَبَتْ مَكْرُوهًا.
ورَجُلٌ} لَوَّامَةٌ: كَثِيرُ {اللَّوْمِ.
وَهُوَ} أَلْوَمُ مِنْ فُلانٍ: أَحَقُّ باَنْ {يُلاَمَ.
وَهُوَ} مُسْتَلِيمٌ: مُسْتَحِقٌّ {للَّوْمِ.
} واسْتَلامَ إِلَى ضَيْفِه: لم يُحْسِنْ إِليه.
! ولَوْمَا بمَعْنَى: هَلاَّ، وَهُوَ حَرْفٌ من حُروفِ المَعانِي مَعْناه التَّحْضِيضُ، كَقَوْلِه تَعالَى: {لَو مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: اللاَّمُ فِي قَوْلِه تَعالَى: {لِيَجْزِيَهُم الله أحسن مَا كَانُوا يعْملُونَ} إنَّها لاَمُ اليَمِينِ كَأَنَّه قَالَ: لَيَجْزِيَنَّهم الله، فَحَذَفَ النُّونَ، وكَسَرَ اللاَّمَ وكانَت مَفْتُوحَةً، فأَشْبَهَتْ فِي اللَّفظ لاَمَ كَيْ، فنَصَبُوا بهَا كَمَا نَصَبُوا بلاَمِ كَيْ، ورَدَّه ابنُ الأَنبارِيِّ وَقَالَ: لاَمُ القَسَمِ لَا تُكْسَرُ وَلَا يُنْصَبُ بِهَا، وأَيَّده الأَزْهَرِيُّ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ((سأَلتُ أَبَا العَبَّاسِ عَن اللاَّمِ فِي قَوْله تَعَالَى: {ليغفر لَك الله} قَالَ: هِيَ لاَمُ كَيْ، أَي: لِكَي يَجْتَمِعَ لَكَ مَعَ المَغْفِرَةِ تَمامُ النِّعْمَة فِي الفَتْح، فَلَمَّا انْضَمَّ إِلَى المَغْفِرَةِ شَيءٌ حادِثٌ واقِعٌ حَسُنَ مَعْنَى كَي)) .
وَمن أَقْسَامِ {اللاَّمَاتِ:
} لاَمُ الأَمْرِ كَقَوْلِك: ليَضْرِبَ زَيدٌ عَمرًا، وإنَّما كُسِرَتْ ليُفَرَّقَ بَيْنَها وبَيْن لاَمِ التَّوكِيدِ، وَلَا يُبالَى بشَبَهِها بِلاَمِ الجَرِّ؛ لأَنَّ لاَمُ الجَرِّ لَا تَقَعُ فِي الأَفْعَالِ، وهَذِه اللاَّمُ أَكثرُ مَا استُعمِلَتْ فِي غَيرِ المُخَاطَبِ، وَهِي تَجْزِمُ الفِعْلَ، فَإِن جاءَت للمُخَاطِبِ لم يُنْكَر، قَالَ الله تَعالَى: {فبذلك فليفرحوا} ، [ورُوِيَ عَن زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قَرَأَ: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا} ] ، ويُقَوِّيه قِراءَةُ أُبَيٍّ (فَبِذَلِكَ فَافْرَحُوا) ، وقَرَأَ يَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ أَيضًا بالتَّاء، وَهِي جَائِزة، وَكَانَ الكِسائِيُّ يَعِيبُ على هذِه القِراءة وَمِنْهَا: لاَمُ أَمْرِ المُوَاجَهِ، قَالَ الشَّاعر:
(قُلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دَارُهَا ... تِئْذَنْ فإنِّي حَمْؤُها وجَارُها) أَرادَ لِتَأْذَنَ، فَحَذَفَ اللاَّمَ وكَسَرَ التَّاءَ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قَولُه تَعالى: {ولنحمل خطاياكم} بسُكُونِ اللاَّمِ وكَسْرِها وَهُوَ أَمْرٌ فِي تَأْوِيل الشَّرط.
وَقَالَ الجوهَرِيُّ: اللاَّمُ السَّاكِنَةُ على ضَرْبَيْن.
أَحدُهما: لامُ التَّعْرِيفِ، ولِسُكونِهَا أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا اَلِفُ الوَصْلِ؛ لِيَصِحَّ الابْتِداءُ بهَا، فَإِذا اتَّصَلْتْ بِمَا قَبْلَهَا سَقَطَتِ الأَلِفُ كَقَولك: الرَّجُلُ.
وَالثَّانِي: لاَمُ الأَمر، إِذا ابتَدَأْتَ بهَا كَانَت مَكْسُورَة، وإِنْ أَدْخَلْتَ عَلَيْهَا حَرْفًا من حُرُوفِ العَطْف جَازَ فِيهَا الكَسْرُ والتَّسْكينُ، كقَولِه تَعالَى: {وليحكم أهل الْإِنْجِيل} .
وَمِنْهَا اللاَّمَاتُ الَّتِي تُؤكَّدُ بهَا حُروفُ المُجَازَاةِ، ويجَابُ بلاَمٍ أُخْرى تَوْكِيدًا، كَقَوْلِكَ: لَئِنْ فَعَلْتَ كَذَا لَتَنْدَمَنَّ.
ومِنَ اللاَّمَاتِ الَّتِي تَصْحَبُ إِنْ فَمَرَّةً تَكونُ بِمَعْنَى إِلاَّ، ومَرَّةً تَكونُ صِلةً وتَوْكِيدًا كَقَوْلِه تَعالَى: {إِن كَانَ وعد رَبنَا لمفعولا} ، فَمَنْ جَعَلَ إِنْ جَحْدًا جَعَلَ اللاَّمَ بِمَنْزِلة إِلاَّ مَفْعُولاً، ومَنْ جَعَلَ إِنْ بِمَعْنَى قَدْ جَعَلَ اللاَّمَ تَأْكِيدًا، وَمثله قَولُه تَعالَى: {إِن كدت لتردين} ، يَجُوزُ فيهِ المَعْنَيَانِ.
ورَوَى المُنْذِرِيُّ عَن المُبَرِّد قَالَ: إِذا اسْتَغَثْتَ بِواحِدٍ أَو بجَمَاعةٍ! فاللاَّمُ مَفْتُوحَةٌ، وكَذَلِك إِذا كُنْتَ تَدْعُوهم، فأَمَّا لاَمُ المَدْعُوِّ إِلَيْهِ فإِنَّها تُكْسَرُ. ويَقُولُون: يَا لَلْعَضِيهَةِ، وَيَا لَلأَفِيكَةِ، فإِنْ أَردْتَ الاستِغَاثَةَ نَصَبْتَ اللاَّمَ، أَو الدُّعَاءَ بِمَعْنَى التَّعَجُّب مِنْهَا كَسَرْتَها، كأَنَّكَ أَردْتَ: يَا أَيُّها الرَّجلُ اعْجَبْ للعَضِيهَةِ، وَيَا أَيُّها النَّاس اعْجَبُوا للأَفِيكَة. وَقَالَ ابنُ الأَنبارِيّ: لاَمُ الاستِغَاثَةِ مَفْتُوحَةٌ، وَهِي فِي الأَصْلِ {لاَمُ خَفْضٍ إِلاّ أَنّ الاستِعْمَال فِيهَا قد كَثُرَ مَعَ يَا، فجُعِلاَ حَرْفًا واحِدًا.
ومِنَ} اللاَّمَاتِ {لاَمُ التَّعْقِيبِ للإضَافَةِ، وَهِي تَدْخُلُ مَعَ الفِعْلِ الّذي مَعْنَاه الاسْمُ، كقَوْلِك: فلانٌ عابِرٌ للرُّؤْيَا، وعَابِرُ الرُّؤْيا، وفلانٌ راهِبٌ رَبَّه، ورَاهِبٌ لِرَبِّه.
ومِنْها} اللاَّمُ الأصلِيَّةُ كَقَوْلِك: لَحْمٌ، لَعِسٌ، لَوْمٌ.
ومِنْهَا الزَّائِدَةُ فِي الأَسْمَاءِ وَفِي الأَفْعَالِ، كَقَوْلِك: فَعْمَلٌ للفَعْمِ، وَهُوَ المُمْتَلِئُ. وناقة عَنْسَلٌ للعَنْسِ الصُّلْبةِ. وَفِي الأَفعال كَقْولك: قَصْمَلَه، أَي: كَسَرَه، والأصلُ: قَصَمَه، وَقد زَادُوها فِي ذَاكَ، فَقَالُوا: ذَلِك، وَفِي أُولاَكَ، فَقَالُوا: أُولاَلِك.
وأَمَّا {اللاَّمُ الَّتِي فِي لَقَد فإنَّها دَخَلَت تأْكِيدًا لِقَدْ، فاتَّصَلَتْ بهَا كَأنَّها مِنْهَا.
وكَذَلِك اللاَّمُ الّتي فِي لَمَا مُخَفَّفَةً.
قالَ الأَزْهَرِيُّ: ومِنَ} اللاَّمَاتِ مَا رَوَىَ ابنُ هَانِئٍ عَن أَبِي زَيْدٍ، يُقالُ: رأيتُ اليَضْرِبُك، أَي: الَّذِي يَضْرِبُك، قَالَ: وأَنْشَدَنِي المُفَضَّلُ:
(يَقُولُ الخَنَا وأَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقًا ... إلَى رَبِّنَا صَوتُ الحِمَارِ اليُجَدَّعُ)

يُرِيدُ: الَّذي يُجَدَّعُ.
والعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ الحِصْنُ أَنْ يُرَامَ، وَهُوَ العَزِيزُ أَنْ يُضَامَ، مَعْنَاه: أَحْصَنُ مِنْ أَنْ يُرَام، وأَعَزُّ مِنْ أَنْ يُضَام.
وَقَالَ ابنُ الأَنبارِيِّ: العَرَبُ تُدخِلُ الأَلِفَ واللاَّمَ على الفِعْلِ المُسْتَقْبَلِ على جِهَةِ الاخْتِصَاص والحِكَاية، وأَنْشَدَ للفَرَزْدَق:
(مَا اَنْتَ بالحَكَم التُّرْضَى حُكُومَتُه ... وَلَا الأَصِيلِ ولاَ ذِي الرَّأْيِ والجَدَلِ)

وَمن {اللاَّمَاتِ مَا هُوَ بمَعْنَى: لَقَد، نَحوُ قَوْله: لَهَانَ عَلَيْنَا، أَيْ: لَقَدْ هَانَ عَلَيْنا.
ولاَمُ التَّمَيِيزِ كَقَوْلِه تَعالَى: (لاَنْتُم أَشَدُّ رَهْبَةً) .
} ولاَمُ التَّفْضِيل كَقَوْلِه تَعالَى: {لأمة مُؤمنَة خير من مُشركَة} .
ولاَمُ المَدْح: {ولنعم دَار الْمُتَّقِينَ} .
ولاَمُ الذَّمِّ: {فلبئس مثوى المتكبرين} .
! واللاَّمُ المَنْقُولَةُ: {يَدْعُوا لَمَن ضَرَّه} واللاَّمُ المُقْحَمَةُ: {عَسى أَن يكون ردف لكم} اي: رَدِفَكُم، وبِمَا ذَكَرْنَا تَعْلَمُ مَا فِي كَلاَمِ المُصَنِّف من القُصُورِ.

هدم

(هدم) مُبَالغَة فِي هدم
(هدم) فلَان أَخذه الهدام
(هدم)
الْبناء هدما أسْقطه ونقضه فَهُوَ هدم (فعل بِمَعْنى مفعول) والقتيل أهْدر دَمه وَالثَّوْب أَو نَحوه أبلاه ورقعه وَفُلَانًا ضربه فَكسر ظَهره وَيُقَال هدم فلَان مَا أبرمه من الْأَمر نقضه
هدم
الهدم: إسقاط البناء. يقال: هَدَمْتُهُ هَدْماً.
والهَدَمُ: ما يهدم، ومنه استعير: دم هَدْمٌ. أي:
هدر، والهِدْمُ بالكسر كذلك لكن اختصّ بالثّوب البالي، وجمعه: أهدام، وهدّمت البناء على التّكثير. قال تعالى: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ [الحج/ 40] .
هـ د م : هَدَمْتُ الْبِنَاءَ هَدْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْقَطْتُهُ فَانْهَدَمَ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ فَقِيلَ هَدَمْتُ مَا أَبْرَمَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَنَحْوِهِ وَالْهَدَمُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا تَهَدَّمَ فَسَقَطَ. 
هـ د م: (هَدَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْهَدَمَ) وَ (تَهَدَّمَ) ، وَ (هَدَّمُوا) بُيُوتَهُمْ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (الْهِدْمُ) بِالْكَسْرِ الثَّوْبُ الْبَالِي وَالْجَمْعُ (أَهْدَامٌ) . وَشَيْءٌ (مُهَنْدَمٌ) أَيْ مُصْلَحٌ عَلَى مِقْدَارٍ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
(هـ د م) : (الْهَدْمُ) مَصْدَرُ هَدَمَ الْبِنَاءَ (وَالْهَدَمُ) بِالتَّحْرِيكِ مَا انْهَدَمَ مَنْ جَانِبِ الْحَائِطِ وَالْبِئْرِ (وَأَمَّا الهدمى) فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجْهُهُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ هَدِيمٍ بِمَعْنَى مَهْدُومٍ عَلَيْهِ وَكَأَنَّهُ سَهُلَ لَهُمْ اسْتِعْمَالَ مِثْلِ هَذَا طَلَبُ الزِّوَاجِ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ آتِيكَ بِالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا.
(هدم) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "وَقَفَتْ عليه امرأَةٌ عَشَمَةٌ بأهْدَام"
: أي أخْلاقِ ثِيابٍ، واحِدُها: هِدْمٌ. وهَدمْتُ الثَّوْبَ: رقَعْتُه.
- وفي الحديث: "مَنْ كانت الدُّنيا هَدَمَه وسَدَمَه"
قيل: أي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه، كذا ذَكَره بعضُهم. والمحفوظُ "هَمَّه وسَدَمَه".

هدم

1 هَدَمَ He threw down, or pulled down, a building; (Msb;) pulled it to pieces; demolished it; destroyed it: (K:) [the last two explanations are the most correct, as is shown by the phrase]

نَقَضَ البِنَآءَ مِنْ عَيْرِ هَدْمِ [He took to pieces the building without demolishing, or destroying]: (S, A, Msb, K, * in art. قوض:) he ruined [a building, &c.]; reduced [it] to ruin. (Ham, p. 31.) 6 تَهَادَمَتِ الحِيطَانُ [The walls fell to ruin by degrees]. (S, in art. دعو.) 7 اِنْهَدَمَ It became thrown down, pulled down, pulled to pieces, demolished, or destroyed: and it fell in ruins, or to pieces; or became a ruin. b2: اِنْهَدَمَ الحَائِطُ مِنْ مَكَانِهِ مِنْ غَيْرِ هَدْمٌ [The wall fell in ruins, or to pieces, from its place, without being pulled to pieces]. (Lth, in TA, art. قيض.) الدَّمُ الدَّمُ وَالهَدَْمُ الهَدَْمُ

: see دَمْ.

هَدَمٌ Earth that is dug from a pit or well: see حَفَرٌ.

هدم


هَدَمَ(n. ac. هَدْم)
a. Pulled down, demolished, levelled, razed.
b. Broke the back of.
c. [pass.], Was sea-sick.
هَدِمَ(n. ac. هَدَم
هَدَمَة)
a. Was hot (animal).
هَدَّمَa. see I (a)
أَهْدَمَa. see (هَدِمَ).

تَهَدَّمَa. Was pulled down; tumbled down.
b. ['Ala], Fell upon; threatened, bullied.
c. see (هَدِمَ).

إِنْهَدَمَa. see V (a)
هَدْمa. Destruction, demolition.
b. Shed with impunity (blood).
هَدْمَةa. Part; portion ( of a flock ).
b. Light rain, shower.

هِدْم
(pl.
هِدَم
هُدُوْم
أَهْدَاْم)
a. Rag, tatter; patch; patched garment.
b. Old boot.
c. Decrepit old man.

هَدَمa. Ruin; crumbling wall.
b. see 1 (b)
هَدِمَة
(pl.
هِدَمَة
هَدَاْم a. ya ), Hot (animal).

هُدَاْمa. Sea-sickness.

هَدِيْمa. Vegetablerefuse, debris of plants &c.

أَهْدَاْم
a. [ coll. ], Clothes.
N. P.
هَدڤمَa. Pulled down, demolished.
b. Curdled (milk).
N. Ag.
أَهْدَمَa. see 5t
مَهْدُوْمَة
a. Rained upon, wetted (ground).
هدم
الهَدْمُ: قَلْعُ المَدَرِ من البُيُوت، والهَدَمُ: ما انْهَدَمَ من الحَوْضِ وجَوَانِبِه. والهِدْمُ: الخَلَقُ البالي والجميع الأهْدَامُ. وهَدَمَ الثَّوْبَ: رَقَعَه. والناقَةُ الهَدِمَةُ: الضَّبِعَةُ السَّرِيْعَةُ إلى الفَحْل وأهْدَمَتِ الناقَةُ وهَدِمَتْ، وفي النِّساء كذلك. والنّابُ المُتَهَدَّمَةُ - والعَجُوزُ كذلك -: وهما الشَّدِيدَةُ الضَّبْعَةِ. وقيل: الفانِيَةُ الهَرِمَةُ. والهَدْمَةُ: المَطْرَةُ الخَفِيْفَةُ، وجَمْعها هَدْمٌ وهِدَامٌ، وأرْضٌ مَهْدُوْمَةٌ.
والمَهْدُوْمَةُ من الألْبانِ: الرَّثِيْئَةُ. والهَدْمُ: ضَرْبٌ من الحَلَب. وفلانٌ هِدْمُ مالٍ: حَسَنُ القِيَام عليه. والهِدْمُ: الباذُّ الهَيْئِة، والهَدِمُ مِثْلُه. ورأيتُ هِدْماً من الناس: أي كَثْرَةً. وتَهَدَّمَ عليه من الغَضَب. وتَهَدَّمَ عَلَيَّ بالكلام: تَهَوَّنَ.
هـ د م

بناء مهدوم ومهدّم، وقد انهدم وتهدّم. وانقضّ هدم من الحائط وهو ما انهدم منه. قال يهجو امرأة:

تمضي إذا زجرت عن سوءة قدماً ... كأنها هدمٌ في الجفر منقاض

ومن المجاز: عجوز متهدمة: فانية. وتهدّم الثوب: بلي، وعليه هدمٌ وأهدام: أخلاق. ودمه هدمٌ: هدرٌ. وجاءت هدمةٌ من مطر: دفعة منه. وتهدّمت الناقة من شدّة الضّبعة. وهو يتهدّم بالمعروف. قال ابن هرمة:

ماذا بمنبج إن تنشر مقابرها ... من التهدّم بالمعروف والكرم

وتهدّم عليه غضباً. وهو يتهدّم عليّ بالكلام ويتهوّر ويقال: " إنّ جُرفك إلى الهدم " و" إن حبلك إلى أنشوطة " إذا وصف بقلّة النّصرة. وهدم الرجل في البحر: دير به، وأخذه الهدام.
[هدم] هدمت الشئ هدما فانهدم وتَهَدَّمَ. وهدَّموا بيوتهم، شدِّد للكثرة. وتَهَدَّمَ عليه من الغضب، إذا اشتدَّ غضبه. والهِدْمُ بالكسر: الثوبُ البالى، والجمع أهدام. قال أوس بن حجر: وذات هدم عار نواشرها تصمت بالماء تولبا جدعا والمهدوم من اللبن: الرثيئة. والهدم، بالتحريك: ما تهدم من جوانب البئر فسقط فيها. وقال الشاعر يصف امرأة فاجرة: تمضي إذا زُجِرَتْ عن سَوْأةٍ قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ ويقال: دماؤهم بينهم هَدَمٌ، أي هَدرٌ. وهَدْمٌ أيضاً بالتسكين، وذلك إذا لم يُودَوْا. والهَدْمَةُ: الدفعة من المال. وناقة هَدِمَةٌ: شديدةُ الضَبَعَةِ. قال الفراء: هي التي تقع من شدَّة الغضب. وقد هدمت بالكسر. وأنشد :

فيها هديم ضبع هواس * ويقال: هذا شئ مهندم، أي مُصْلَحٌ على مقدار. وهو معرّب، وأصله بالفارسية " أنْدامْ " مثل مهندس وأصله " أنذازه ".
[هدم] نه: في ح العقبة: بل الدم الدم و"الهدم الهدم"، يروى بسكون دال وفتحها، والهدم - بالحركة: القمر، أي أقبر حيث تقبرون، وقيل: المنزل، أي منزلكم منزلين نحو المحيا محياكم والممات مماتكم، أي لا أفارقكم، والهدم- بالسكون وبالفتح أيضًا هو إهدار دم القتيل، يقال: دماؤهم بينهم هدم، أي مهدرة، والمعنى أن طالب دمكم طالب دمي أي إن طلب دمكم فقد طلب دمي وإن أهدر دمكم فقد أهدر دمي لاستحكام الألفة بيننا. وفيه: وصاحب "الهدم" شهيد، هو بالحركة: البناء المهدوم، فعل بمعنى مفعول، وبالسكون الفعل نفسه. ك: والمبطون و"الهدم"، هو بكسر دال من يموت تحت الهدم، وتسكن بمعنى ذو الهدم، وروي: صاحب الهدم - بفتح هاء وسكون دال، وهو بالفتح ما انهدم من جوانب البيت. ط: وفيه: الإسلام "يهدم" ما كان قبله، مظلمة كانت أغيرها صغيرة أو كبيرة، أما العمرة والحج فلا يكفران المظالم ولا الكبائر. نه: ومنه: من "هدم" بنيان ربه فهو ملعون، أي من قتل النفس المحرمة، لأنها بنيان الله وتركيبه. وح: إنه يتعوذ من "الأهدمين"، هو أن ينهار عليه بناء أويقع في بئر أو أهوية، وهو أفعل من الهدم وهو ما تهدم من نواحي البئر فسقط فيها. وفيه: وقفت عليه عجوز عشمة "بأهدام"، هي الأخلاق من الثياب، جمع هدم - بالكسر، وهدمت الثوب: رقعته. ومنه" لبسنا "أدام" البلى. وفيه: من كانت الدنيا "هدمه" وسدمه، أي بغيته وشهوته - كذا روى، والمحفوظ: همه وسدمه.
هدم: هدم فلاناً: دمّره (محمد بن الحارث 315): وقيل له إن محمد بن أسباط يقع فيك ويتناول. وقال يجب عليك أن تهدمه فقال النضر ولا والله لا أتعرض لذلك ولا أهدم ما بناه الله وكذلك هدم الناقة طول السفر (معجم مسلم).
اهدام: سَقط، انقضَ، انهدّ، انهار s'ecroelur ( مولر 5:39): خافوا من أهدام البرج
عليهم.
اهتدم: (على وزن افتعل: تهدّم (معيار 2:18) (وفي المخطوطة رقم 1 وبيت).
اهتدم: (على وزن افتعل): نقل أو حاكي أو ائتم بشعر شاعر في قصيدة من القصائد بتغييرها أو بتجريفها وإفسادها (المقري 5:66:2 و7:160).
استهدم: انهجم، تقوّض (معجم التنبيه).
هُدّم: هكذا تلفظ، في هذه الأيام، بدلاً من هِدم و = شالة أي معطف من الصوف الأبيض (زيتشر 129:22). ويجمع على هُدُوم أي الملابس عامة، في الوقت الحاضر وفي (محيط المحيط): (الهدم الثوب البالي أو المرقع أو خاص بكساء من الصوف ويجمع على اهدام وهِدام والعامة تقول هُدُوم وتعني بها الثياب مطلقاً). (برجرن 798): ثياب، حوائج، أثاث (بقطر).
هَدَم: حطام من خشب وغيره، دور مهدمة، خرائب (بقطر، محيط المحيط، الحماسة 11:31 ياقوت 22:293:2) وتجمع على هُدُوم (قرطاس 108).
هَدمة: معطف بال (ألف ليلة 47:1 و14:48:16).
هدّام: العامل الذي يستخدم لهدم البناء (أنظر راجل في رياض النفوس).
هدن هدّن: هدّأ، أخمد، لطّف الغضب (الكالا).
هدّن: خفف شيئاً من حدة كبريائه (الكالا).
تهدّن: هدأ (ابن بطوطة 315:3)؛ بقى هادئاً (البيان 57:2): تهدن الألم عبد. وفي (159): وفي سنة الرحمن بقرطبة لم تكن له بها حركة.
تهدّن: توقف، انقطع، كفّ (الكالا).
تهدّن: انقطع المطر (الكالا).
تهدّن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة mitigare.
تهدّن: هدأ غضبه (الكالا).
باب الهاء والدال والميم معهما هـ د م، هـ م د، د هـ م، م هـ د، د م هـ، م د هـ

هدم: الهَدْمُ: قلع المَدَر، أي: البُيُوت. والهِدْمُ: الخَلَقُ البالي. والجمعُ: أهدامٌ والهَدِمةُ: النّاقةُ الضَّبِعةُ الشَّديدةُ الضَّبَعَةِ إلى الفَحْل. تقول: هَدِمَتْ تَهْدَم هَدَماً. وقد هَدِمتْ هَدْمةً شديدةٌ. ونابٌ مُتَهَدِّمةٌ، وعجوز مُتَهَدِّمة، أي: فانيةٌ هَرٍمَةُ.

همد: الهُمُودُ: المَوْتُ. كما هَمَدتْ ثَمُود. ورمادٌ هامِدٌ إذا تَغَيَّر وتَلَبَّد. وثَمَرَةٌ هامدةٌ، إذا اسْوَدَّت وعَفِنَتْ. وأرضٌ هامدةٌ: مُقْشَعِرَّةٌ لا نباتَ فيها إلا يبيسٌ مُتَحَطِّم. والهامدُ من الشَّجَر: اليابسُ، ويُقال للهامِد: هَمِيد. [والإِهْمادُ: السُّرعة. والإِهمادُ: الإِقامةُ بالمكان] .

دهم: الأَدْهَمُ: الأَسودُ، وبه دُهْمةٌ شَديدةٌ. وادْهامَّ الزَّرْعُ، إذا علاهُ السَّوادُ رِيًّا. والدَّهْمُ: الجماعةُ الكثيرةُ، ودَهَمونا، أي: جاءونا بِمَرَّةٍ جماعةً. ودَهَمَهُمْ أمرٌ، أي: غَشِيَهم فاشياً، قال :

جاءوا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهوما ... فَجْرٍ كأنَّ فوقَهُ النًّجُوما

والدَّهْماء: سَحْنةُ الرّجل. والدَّهماءُ: القِدْر. والدَّهماءُ: بَقْلةٌ، والدَّهماء: الجماعة من النّاس. والدُّهَيْمُ : الدّاهية.

مهد: المَهْدُ: الموضِع يُهَيَّأُ لينامَ فيه الصبي. والمِهاد اسمٌ أجمع من المَهْدِ، كالأرضِ جَعَلها الله مِهاداً للعِباد، وجَمْعُ المِهاد: مُهُدٌ، وثلاثةُ أًمْهِدةٍ. ومَهَّدْتُ لنفسي خيراً، أي: هيّأتُهُ ووطَأتُهُ، قال :

وامتهدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ

دمه: الدَّمَهُ: شِدّةُ حرِّ الرَّمْل، قال :

ظلّتْ على شُزُنٍ في دامِهٍ دَمِهٍ ... كأنّه من أوار الشمس مرعون

أي: مغشّي عليها. وتقول: ادمَوْمَهَ الرَّمْلُ.

مده: المَدْهُ يضارعُ المَدْحَ، إلاّ أنّ المَدْهَ في نعت الجمال والهيئة، والمدح في كل شيء، قال رؤبة :

لله درُّ الغانيات المُدَّهِ ... سَّبحْنَ واسترجَعْنَ من تألُّهي
الْهَاء وَالدَّال وَالْمِيم

الهَدْمُ: نقيض الْبناء، وهَدَمَه يَهدِمُه هَدْما، وهَدَّمَهُ، فانهدَم وتهدَّمَ.

والهَدَمُ: مَا تهدَّمَ من نواحي الْبِئْر فِي جوفها، قَالَ الشَّاعِر:

تَمضِي إِذا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأةٍ قُدُما ... كَأَنَّهَا هدَمٌ فِي الجَفْرِ مُنقاضُ

وَقَوله فِي الحَدِيث: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الأهْدَمَينِ " قيل فِي تَفْسِيره: هُوَ أَن يَنهدِمَ على الرجل بِنَاء أَو يَقع فِي بِئْر، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين، وَلَا أَدْرِي مَا حَقِيقَته.

والهِدْمُ: الثَّوْب الْخلق المرقع، وَقيل: هُوَ الكساء الَّذِي ضوعف رقاعه، وَخص ابْن الْأَعرَابِي بِهِ الكساء الْبَالِي من الصُّوف دون الثَّوْب، وَالْجمع أهدامٌ، وهِدَمٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة، وَهِي نادرة، وروى عَن الصموتي الْكلابِي، وَذكر حَبَّة الأَرْض فَقَالَ: تنْحَل فَيَأْخُذ بَعْضهَا برقاب بعض فتنطلق هِدَما كالبسط.

وَشَيخ هِدْمٌ، على التَّشْبِيه بِالثَّوْبِ، وخُفٌّ هِدمٌ ومُهدَّمٌ كَذَلِك، قَالَ:

عَليَّ خُفَّانِ مُهدَّمانِ

مُشتبِها الآنُفِ مُقْعَمانِ وعجوز مُتهدِّمةٌ: هرمة فانية، وناب مُتهِّدَمٌة، كَذَلِك.

والهَدِيمُ: مَا بَقِي من نَبَات عَام أول، وَذَلِكَ لقدمه.

وهَدِمَت النَّاقة هَدَما وهَدَمة، فَهِيَ هَدِمَةٌ، من إبل هَدامَى وهَدِمَةٍ، وتهدَّمتْ وأهْدَمَتْ، وَهِي مُهدِمٌ، كِلَاهُمَا: إِذا اشتدت ضبعتها فياسرت الْفَحْل وَلم تعاسره، وَقَالَ بَعضهم: الهَدِمَةُ: الَّتِي تقع من شدَّة الضبعة.

وَفُلَان يتهدَّمُ عَلَيْك غَضبا: مثل بذلك.

وتَهدَّمَ عَلَيْهِ: توعده.

ودماؤهم بَينهم هَدْمٌ وهدَمٌ، أَي هدر.

وَقَالُوا دمنا دمكم، وهَدَمُنا هَدَمُكُمْ: أَي نَحن شَيْء وَاحِد فِي النُّصْرَة، تغضبون لنا ونغضب لكم.

وتهادَم الْقَوْم: تهادروا.

والهُدامُ: الدوار يُصِيب الْإِنْسَان فِي الْبَحْر، وهُدِم الرجل: أَصَابَهُ ذَلِك.

والهَدْمُ: أَن يضْربهُ فيكسر ظَهره، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَذُو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قيل من أقيال حِمير.

هدم: الهَدْمُ: نَقِيضُ البناء، هَدَمَه يَهْدِمُه هَدْماً وهَدَّمه

فانْهَدَمَ

وتَهَدَّمَ وهَدَّمُوا بُيوتهم، شُدِّدَ للكثرة. ابن الأَعرابي:

الهَدْمُ قَلْعُ ا لمَدَرِ، يعني البيوت، وهو فِعْلٌ مُجاوزٌ، والفِعلُ

اللازم منه الانْهِدامُ. ويقال: هَدَمَه ودَهْدَمَه بمعنى واحد؛ قال

العجاج:

وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ،

والنُّؤْيِ بعدَ عَهْدِه المُدَهْدَمِ

يعني الحاجزَ حولَ البيت إِذا تَهَدَّم. والهَدَمُ، بالتحريك: ما

تَهدَّم من نواحي البئر فسقط في جَوْفِها؛ قال يصف امرأَة فاجرةً:

تَمْضي، إِذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ، قُدُماً،

كأَنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ

والأَهْدَمانِ: أَن يَنْهارَ عليكَ بناءٌ أَو تقعَ في بئرٍ أَو

أُهْوِيَّة. وقوله في الحديث: اللهمّ إِني أَعوذُ بك منَ الأَهْدَمَينِ؛ قيل في

تفسيره: هو أَن يَنْهَدِمَ على الرجل بناءٌ أَو يقعَ في بئرٍ؛ حكاه

الهرويّ في الغريبين، قال ابن سيده: ولا أَدري ما حقيقتُه؛ قال ابن الأَثير: هو

أَن ينهارَ

عليه بناءٌ أو يقعَ في بئرٍ أَو أُهْوِيّة. والأَهْدَمُ. أَفْعَلُ

من الهَدَم: وهو ما تَهَدَّمَ من نواحي البئر فسقط فيها. وفي حديث

الشهداء: وصاحبُ الهَدَمِ

شهيدٌ؛ الهَدَمُ، بالتحريك: البناءُ المَهْدُومُ، فَعَلٌ بمعنى مفعول،

وبالسكون الفِعْلُ نفْسُه؛ ومنه الحديث: مَن هَدَمَ بُنْيانَ رَبِّه فهو

مَلْعونٌ أَي مَنْ قَتَلَ النفَّسَ المُحرَّمة لأَنها بُنيانُ اللهِ

وتَرْكِيبُه. وقالوا: دَمُنا دَمُكم وهَدَمُنا هَدَمُكم أَي نحن شيءٌ واحدٌ في

النُّصْرة تَغْضَبون لنا ونغْضَبُ لكم. وفي الحديث. أَن أَبا الهيثم بن

التَّيِّهان قال لرسولِ

الله، صلى الله عليه وسلم: إِن بيننا وبين القومِ حبالاً ونحن قاطِعوها

فنخشَى إِنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجعَ إِلى قومِك، فتبَّسم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بل الدَّمُ الرَّمُ والهَدَمُ

الهَدَمُ، أَنا منكم وأَنتم مني؛ يُروى بسكون الدال وفتحها، فالهدَم،

بالتحريك: القَبْرُ يعني أُقْبَرُ

حيث تُقْبَرون، وقيل: هو المنزلُ أَي منزِلُكم مَنزِلي، كحديثه الآخر:

المَحْيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم أَي لا أُفارِقُكم. والهَدْم، بالسكون

وبالفتح أَيضاً: هو إِهدارُ

دَمِ القتيلِ؛ يقال: دِماؤهم بينهم هَدْمٌ أَي مُهْدَرةٌ، والمعنى إِن

طُلِب دَمُكم فقد طُلِبَ دَمي، وإِن أُهْدِرَ دَمُكم فقد أُهْدِرَ دَمي

لاستِحكام الأُلْفة بيننا، وهو قولٌ معروف، والعرب تقول: دَمي دَمُك

وهَدَمي هَدَمُك، وذلك عند المُعاهَدةِ والنُّصْرة. وروى الأَزهري عن ابن

الأَعرابي قال: العربُ

تقول دَمي دمُك وهَدَمي هدَمُك؛ هكذا رواه بالفتح، قال: وهذا في

النُّصْرة، والظُّلْم تقول: إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ؛ قال وأَنشدني

العُقَيلي:دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنت من دَمِ

وكان أَبو عبيدة يقول: هو الهَدَمُ الهَدَمُ واللَّدَمُ اللَّدَمُ أَي

حُرْمتي مع حُرْمتِكم وبَيتي مع بَيْتِكم؛ وأَنشد:

ثم الْحَقي بِهَدَمي ولَدَمي

أَي بأَصلي ومَوْضِعي. وأَصل الهَدَم ما انْهَدَم. يقال: هَدَمْت

هَدْماً، والمَهْدومُ هَدَمٌ، وسمي منزلُ الرجل هَدَماً لانْهِدامِه، وقال

غيره: يجوز أَن يُسمَّى القبرُ

هَدَماً لأَنه يُحْفَر تُرابُه ثم يُرَدُّ،تُرابه فيه، فهو هَدَمٌ،

فكأَنه قال: مَقْبَرِي مَقْبَرُكم أَي لا أَزالُ معكم حتى أَموتَ عندكم. وروى

الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في الحِلْف: دَمي دمُك إِن قَتَلني

إِنسانٌ طَلَبْتَ بدَمي كما تَطْلُبُ بدَمِ

ولِىِّك أَي ابن عَمِّك وأَخِيك، وهَدَمي هَدَمُك أَي مَنْ هَدَمَ لي

عِزّاً وشَرَفاً فقد هَدَمه منك. وكلُّ من قَتل ولِيِّي، فقد قَتل ولِيَّك،

ومَنْ أَراد هَدْمَك فقد قصَدني بذلك. قال الأَزهري: ومن رواه الدَّمُ

الدَّمُ

والهَدْمُ الهَدْمُ، فهو على قول الحَلِيف تَطْلُب بدَمي وأَنا أَطلبُ

بدَمِك. وما هَدَمْتَ من الدِّماء هَدَمْتُ أَي ما عَفَوْتَ عنه

وأَهْدَرْتَه فقد عفوتُ عنه وتركتُه. ويقال: إِنهم إِذا احْتَلَفوا قالوا هَدَمي

هَدَمُك ودَمي دَمُك وتَرِثُني وأَرِثُك، ثم نسَخ الله بآيات المَواريثِ

ما كانوا يَشْترِطونه من المِيراث في الحِلْف

والهِدْمُ، بالكسر: الثوبُ

الخلَقُ المُرَقَّعُ، وقيل: هو الكِساءُ الذي ضُوعِفت رِقاعُه، وخصَّ

ابنُ الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من الصوفِ

دون الثوبِ، والجمع أَهْدامٌ وهِدَمٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة، وهي

نادرة؛ وقال أَوس بن حجر:

وذات هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها،

تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا

قال ابن بري: صوابه وذاتُ، بالرفع، لأَنه معطوف على فاعل قبله؛ وهو:

لِيُبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدامةُ والـ

ـفِتْيانُ، طُرّاً، وطامِعٌ طَمِعا

وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد:

هَرَقْتُ في صُفْنِه ماءً لِيَشْرَبَه

في داثِرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدامِ

وفي حديث عُمر: وقَفَتْ عليه عجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدامٍ؛ الأَِهْدامُ:

الأَخْلاقُ من الثياب. وهَدَمْتُ الثوب إِذا رَقَعته. وفي حديث عليّ:

لبِسْنا أَهْدام البِلى، وروي عن الصَّمُوتيِّ الكلابي وذكرَ حِبَّةَ الأَرض

فقال: تَنْحَلُّ فيأُخُذُ بعضُها رِقابَ بعضٍ فتنطلق هِدَماً كالبُسُطِ.

وشيخٌ هِدْمٌ: على التشبيه بالثوب. أَبو عبيد: الهِدْمُ الشيخ الذي قد

انْحَطَم مثل الهِمِّ. والعجوزُ المُتَهدِّمة: الفانيةُ الهَرِمة. وتَهَدَّم

عليه من الغضب إِذا اشتدَّ غضبُه. وخُفٌّ هِدْمٌ ومُهَدَّمٌ: مثل الثوب؛

قال:

عَليَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ،

مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ

أَبو سعيد: هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه ورَدَّمَه إِذا رَقَّعه؛ رواه ابنُ

الفَرج عنه.

وعجوز مُتَهدِّمةٌ: هَرِمةٌ فانيةٌ، ونابٌ مُتهدِّمة كذلك.

والهَدَمُ: ما بقي من نباتِ عامِ

أَوّلَ، وذلك لِقِدَمِه. وهَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ

هَدَماً وهَدَمةً، فهي هَدِمةٌ من إِبلٍ

هَدامى وهَدِمةٍ ، وتَهَدَّمَت وأَهْدَمت وهي مُهْدِم، كلاهما، إذا

اشتدَّت ضبَعَتُها فياسَرت الفحلَ ولم تُعاسِرْه. وقال بعضهم: الهَدِمةُ

الناقة التي تقع من شدة الضَّبَعةِ؛ قال زيد بن تُرْكِيٍّ الدُّبَيري:

يُوشِكُ أَن يُوجسَ في الأَوْجاسِ

فيها هَديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ،

إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراسِ

قال ابن جني: فيه ثلاث روايات، إِحداها:

فيها هديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ

ويكون الهَديم هُنا فحلاً وأَضافه إِلى الضَّبَع لأَنه يَهْدَمُ إِذا

ضَبِعَتْ، وهَوَّاس: من نعت هديم؛ الوراية الثانية: هَوَّاسِ، بالخفض على

الجِوار؛ الرواية الثالثة:

فيها هَديمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ

وهو الصحيح لأَن الهَوَسَ يكون في النُّوق، وعليه يصحُّ استِشْهادُ

الجوهريّ لأَنه جعل الهَديمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ، ويكون هِواسِ بدلاً من

ضبَع، والضَّبَعُ والهِواسُ واحدٌ. وهَديمُ في هذه الأَوجه فاعلٌ ليُوجِسَ

في البيت الذي قبله أَي يُسْرِع أَن يَسمع صوتَ هذا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ

فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها؛ وأَول الأُرجوزة:

مِزْيدُ، يا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ

الشُّمْسِ، بل زادُوا على الشِّماسِ

وفلانٌ يَتَهَدَّمُ عليكَ غَضَباً: مَثَلٌ بذلك. وتهدَّم عليه:

تَوَعَّدَه. ودِماؤهم هَدْمٌ بينهم، بالتسكين، وهَدَمٌ، بالتحريك، أَي هدَرٌ،

وذلك إِذا لم يودوا قاتلَه

(* قوله «إذا لم يودوا قاتله» كذا بالأصل، ولعله

يؤذوا أو نحو ذلك). عليّ بن حمزة: هَدْمٌ، بسكون الدال.

وتهادَمَ القومُ: تهادَرُوا.

والهُدامُ: الدُّوارُ يُصِيبُ الإِنسان في البحر؛ وهُدِم الرجلُ: أَصابه

ذلك. والهَدْمُ: أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه؛ عن ابن الأَعرابي. وفي

الحديث: من كانت الدنيا هَدَمَه وسَدَمَه أَي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه. قال

ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، والمحفوظ هَمَّه وسَدَمَه، والله أَعلم.

ورجلٌ هَدِمٌ: أَحمقُ مُخنَّث.

وذو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قَيْلٌ من أَقيال حِمْير.

والمَهْدومُ من اللبَن: الرَّثِيئةُ. وفي التهذيب: المَهْدومةُ

الرَّثيئة من اللبن؛ قال الشاعر:

شَفَيْتُ أَبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنِه

بمَهْدومةٍ، تُنْبي ضُلوعَ الشَّراسِف

قال: المَهْدومةُ هي الرثيئةُ. قال شهاب: إِذا حُلِب الحَليبُ

على الحَقِين جاءت رثيئةٌ مُذَكَّرة طيِّبة، لا فَلَقٌ ولا مُمْذَقِرّة

سَمْهَجَةٌ ليّنة.

والهَدْمةُ: الدُّفْعةُ من المال. ويقال: هذا شيءٌ مُهَنْدَمٌ أَي

مُصْلَح على مقدار، وهو معرَّب، وأَصله بالفارسية أَنْدام، مثل مُهَنْدِس

وأَصله انْدازه.

وفي الحديث: كلْ مما يَليك وإِياك والهَذْمَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا

رواه بعضهم بالذال المعجمة، وهو سُرْعةُ الأَكل، والهَيْدامُ: الأَكولُ؛ قال

أَبو موسى: أَظنّ الصحيحَ بالدال المهملة يُريد به الأَكلَ من جوانب

القَصْعةِ دون وَسَطِها، وهو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحي البئر.

والهَدْمةُ: المَطرةُ الخفيفة. وأَرض مَهْدومةٌ أَي مَمْطورةٌ.

هـدم
(الهَدْمُ: نَقْضُ البَنَاء) ، هَدَمَهُ يَهْدِمُهُ هَدْماً، (كالتَّهْدِيمِ) ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هَدَّمُوا بُيُوتَهُمْ، شَدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، وَفِي الَحدِيثِ: ((مَنْ هَدَمَ بُنْيَانَ رَبِّهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ)) أَيْ: مَنْ قَتَلَ النَّفْسَ المُحَرَّمَةَ؛ لأَنَّهَا بُنْيَانُ اللهِ وتَرْكِيبُهُ. (و) الهَدْمُ: (كَسْرَ الظَّهْر) مَنَ الضَّرْبِ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، (فِعْلُهُما كَضَرَبَ) . (و) مِنَ المَجَازِ: الهَدْمُ: (المُهْدَرُ مَنِ الدِّمَاءِ، ويُحَرَّكُ) فَيَكُونُ كالهَدْرِ زِنَةً ومَعْنىً، وَفِي الصِّحاح، يُقَالُ: دِمَاؤُهُمْ بَيْنَهُمْ هَدَمٌ، أَيْ: هَدرٌ، وهَدْمٌ أَيْضاً، بالتَّسْكيِن، فَقدم المحرك، وَجعل التسكين لُغَةً، والمُصَنِّفُ عَكَسَ ذِلَكَ، عَلَى أَنَّ عَلَىَّ بنَ حَمْزَةَ قَدْ أَنْكَرَ الكَسْرَ. (وَ) الهِدْمُ، (بِالكَسْرِ: الثَّوْبُ البَالِي) ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ مَجَازٌ، (أَو) هَوَ: الخَلَقُ (المُرَقِّعُ، أَوْ خاصٌّ بِكِسَاءِ الصُّوفِ) الْبَالِي الَّذِي ضوعِفَتْ رِقاعُهُ، دونَ الثَّوْبِ، هَكَذَا خصَّه ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ أَوْس بن حجر:
(لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدَامَةُ ... والفِتْيانُ طُرًّا وطامِعٌ طَمِعًا)

(وذاتُ هِدْمٍ عَارٍ نَواشِرُها ... تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَبًا جَدِعَا)
(ج: أهْدامٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتصر الْجَوْهَرِي، (وهِدَامٌ) بِالْكَسْرِ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: هِدَمٌ، كَعِنَبٍ، وَهِي نادرةٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ أبي حنيفَة فِي كتاب النَّبات، وَأنْشد ابْن بري لأبي دَاوُد:
(هَرَقْتُ فِي صُفْنِهِ مَاء لِيَشْرَبَهُ ... فِي داثِرٍ خَلَقِ الأعضاءِ أهْدامِ)
وَفِي حَدِيث عمر: ((ووقفتْ عَلَيْهِ عجوزٌ عَشَمَةٌ بأهْدامٍ)) وَفِي حَدِيث عَلِيٍّ: ((لَبِسْنا أهْدَامَ البِلَى)) . (و) من الْمجَاز: الهِدْمُ: (الشَّيْخ الْكَبِير) على التَّشْبِيه بالثَّوب، وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الشَّيْخ الَّذِي قد انْحَطَمَ، مِثْلُ الهِمِّ. (و) من الْمجَاز: الهِدْمُ: (الخُفُّ الْعَتِيق) ، على التَّشبيه بالخَلَقِ من الثَّوبِ. (و) هِدْمٌ: (اسْم) رَجُلٍ. (و) من الْمجَاز: الهَدِمُ، (كَكَتِفٍ: المُخَنَّثُ، و) الهَدَمُ، (بِالتَّحْرِيكِ) كَذَا فِي النُّسخ، والصوابُ بكسرٍ ففتحٍ، كَمَا ضَبطه ياقوتٌ، قَالَ: يشبه أَن يكون جمع هِدْمٍ: (أرضٌ) بِعَينهَا، ذكرهَا زهيرٌ فِي شعره:
(بَلْ قَدْ رَآهَا جَمِيعًا غيرَ مُقْوِيَةٍ ... سُرَّاءُ مِنْهَا فَوَادي الجَفْرِ فَالهِدَمُ)
(و) الهَدَمُ: (مَا تَهَدَّمَ، من جَوَانِب) وَفِي بعض نسخ الصِّحاح: من نواحي (الْبِئْر، فَسقط فِيهَا) ، قَالَ يصف امْرَأَة فاجرةً:أَبُو عمر: أخبرنَا ثعلبٌ عَن سَلمَة عَن الْفراء:
(فِيهَا هَديمُ ضَبَعٍ هِواسِ ... )
قلت: والمصدر فِي بَاب النِّكَاح يَأْتِي على فِعَال، نَحْو الضِّرابِ، والحِرَامِ، والحِنَاءِ، فَمن رَوَاهُ هَكَذَا فَإِنَّهُ جعله بَدَلا من ضَبَعٍ، وَمن رَوَاهُ كشداد، فَهُوَ من نعت " هَدِيمُ "، وَلكنه مجرورٌ على الْجوَار، فَتَأمل. (و) الهُدامُ، (كغرابٍ: الدُّوارُ) يُصِيب الْإِنْسَان (من ركُوب الْبَحْر، وَقد هُدٍ مَ، كَعُنِيَ) : أَصَابَهُ ذَلِك، وَهُوَ مجَاز. (والهَدْمَةُ: المطرةُ الخفيفةُ) ، وَفِي الصِّحَاح: الدُّفعة من الْمَطَر، هَكَذَا فِي بعض نُسَخِهِ، وَمثله فِي الأساس. (وَأَرْض مَهْدُومَةٌ: أصابتها) هَدْمَةٌ من الْمَطَر. (و) الهَدْمَةُ: (الدُّفْعَةُ من المَال) ، كَمَا فِي نسخ الصِّحَاح، وَهَكَذَا وجد بِخَط الْجَوْهَرِي. (وَذُو مِهْدَمٍ، كمِنْبَرٍ، ومَقْعَدٍ: قيل لحمير) وَهُوَ ابْن حَضور بن عدي بن مَالك، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: من بني حُضُور: شُعيب بن ذِي مهدم، نَبِي أَصْحَاب الرَّسِّ، وَلَيْسَ هُوَ شُعَيْب صَاحب مَدين. (و) ذُو مِهْدَمٍ، أَيْضا: (ملكُ الْحَبَش) . وَذُو الأهْدامِ: المتَوَكل بن عِيَاض، شَاعِر) . (و) أَيْضا: لقب (نافعٍ، مهجوِّ الفرزدق) . (وتَهَادَموا) و (تَهَادَروا) بِمَعْنى وَاحِد. (و) من الْمجَاز: (عجوزٌ) مُتَهَدِّمَةٌ، (و) كَذَا (نابٌ مُتَهَدِّمَةٌ) أَي: هَرِمَةٌ (فانيةٌ) . (و) من الْمجَاز: (تَهَدَّمَ عَلَيْهِ غَضَبًا) : إِذا (توعَّده) ، وَفِي الصِّحَاح: اشْتَدَّ غَضُبُه. (و) فِي الصّحاح، يُقَالُ: هَذَا (شَيْءٌ مُهَنْدَمٌ) أَيْ (مُصَلَّحٌ على مِقْدَارٍ، ولَهُ هِنْدَامٌ) بالكَسْرِ، وهُوَ (مُعَرَّبُ) أَصْلُهُ بالفَارِسِيَّةِ: (أَنْدَامٌ) ، بالفَتْحِ، مِثْلُ: مُهَنْدِسٍ، وأَصْلُهُ: أَنْدَازَهُ، هكَذا ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وتَبَعَهُ المُصَنِّفُ، وَلاَ يَخْفَى أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا تَكُونُ النُّونُ فِيهِ زَائِدَةً، بَلْ هِيَ مِنْ أَصْلِ الكَلِمَةِ، فالأَوْلَى إِيرَادُهَا فِي تَرْكِيبِ ((هـ ن د م)) . [] وَمَمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: انْهَدَم البِنَاءُ، وتَهَدَّمَ، مُطَاوِعَا هَدَمَهُ، وهَدَّمَهُ، ذَكَرهُمَا الجَوْهَرِيُّ. والأَهْدَ مَانِ: أَنْ يَنْهَدِمَ عَلَى الرُّجُلِ بِنَاءٌ، أَوْ يَقَعَ فِي بِئرٍْ [أَو أُهْوِيَّةٍ] . وبِهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: ((اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأهْدَمَيْنِ)) حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيَبْينِ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلاَ أَدْرِي مَا حَقِيقَتُهُ. وشَهِيدُ الهَدَمِ، مُحَرَّكَةً: الَّذِي يَقَعُ فِي بِئْرٍ، أَوْ يَسْقُطُ عَلَيْه جَدَارٌ. ويَقُولُونَ فِي النُّصْرَةِ والظُّلْمِ: دَمِي دَمُكَ، وهَدَمِي هَدَمُكَ، ويُقَالُ: الهَدَمُ: الأَصْلُ، وأَيْضاً: القَبْرُ؛ لأَنَّهُ يُحْفَرُ تَرَابُهُ ثُمًَّ يُرَدُّ فِيهِ، وقَدْ مَرَّ فِي ((لَدَمَ)) . وَانْقَضَّ هَدَمٌ مِنَ الحَائِط، وهُوَ مَا انْهَدَم مِنْه. والهِدْمَةُ، بالكَسْرِ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، والجَمْعُ: هُدُومٌ، بالضَّمِّ. وهَدَمَ الثَّوْبَ وهَدَّمَهُ: رَقَّعَهُ، الأَخِيرَةُ رَوَاهَا ابنُ الفَرَج عِنْ أَبِي سَعِيدٍ. والهَدِمُ، كَكَتفٍ: الأَحْمَقُ. وَالمَهْدُومَ مِنَ اللَّبَنِ: الرَّثِيئَةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ، هِيَ: المَهْدُومَةً، وأَنْشَدَ:
(شَفَيْتُ أَبَا المُخْتَارِ مِنْ دَاءِ بَطْنِهِ ... بِمَهْدُومَةٍ تُنْبِي ضُلُوعَ الشَّرَاسِف)
ِ وهُو يَتَهَدَّمُ بِالَمعْرُوفِ: يَتَوَعَّدُ. وتَهَدَّمَ عَلَيْهِ بالْكلَام: مثل تَهَوَّرَ. وَأَبُو هَدِمٍ ككَتِفٍ: أَخُو الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ، ذكره الدَّارَقُطْنِيّ، فِي الصَّحَابَة. وكزُبَيْرٍ: هُدَيْمٌ التَّغلبي، وَيُقَال: أُدَيْمٌ، لَهُ صُحْبَةٌ، روى عَنهُ الصُّبَيُّ بن مَعْبَدٍ. والهُدْمُ، وبضمتين: مَاءٌ وَرَاء وَادي الْقرى، فِي قَول عدي بن الرِّقاع العاملي، قَالَه الْحَازِمِي، وَضَبطه الْوَاقِدِيّ ككَتِفٍ، كَذَا فِي المعجم.
هـدم
هدَمَ يَهدِم، هَدْمًا، فهو هادم، والمفعول مَهْدوم وهَدَم
• هدَم البناءَ: أسقطه، نقضه، هدَّه "هدَم داره ليجدِّد بناءها- {لَهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [ق] " ° هادم اللَّذَّات: الموت- هدَم ما أبرَم من أمر: نقضَه.
• هدَم الثَّوبَ: أبلاه، رقَعَه. 

هُدِمَ يُهْدَم، هُدامًا، والمفعول مَهْدوم
• هُدِمَ الرجلُ: أصابه دُوارُ البحر "ركب السفينةَ لأول مرة
 فهُدِمَ". 

انهدمَ ينهدِم، انهدامًا، فهو مُنهدِم
• انهدمَ البناءُ: مُطاوع هدَمَ: انتقض، سقط وتهدَّم "انهدمت المباني بفعل السُّيول- انهدمت مشاريعه فوق رأسه" ° كُلُّ بنيان علمٍ غير منهدِم: حثٌّ على الاعتماد على العلم. 

تهدَّمَ يتهدَّم، تهدُّمًا، فهو مُتهدِّم
• تهدَّم البناءُ: سقط شيئًا فشيئًا "تهدَّم سورُ المدرسة" ° تهدَّم عليه غضبًا: توعَّده- عجوز مُتهدِّمة: فانية.
• تهدَّمَ الثَّوبُ: بَلِيَ. 

هدَّمَ يهدِّم، تهديمًا، فهو مُهدِّم، والمفعول مُهدَّم
• هدَّم الحائطَ: هدَمه، أسقطه بشدَّة، نقضه وخرَّبه "هدَّمت البلديَّة بعضَ المنازل لتوسيع الشّارع- {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} ".
• هدَّم الثَّوبَ: رَقَعَهُ "خُفٌّ مُهدَّم: بالٍ، مرقَّع". 

تهديميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تهديم.
• نزعة تهديميّة: نزعة تميل إلى التَّدمير والتَّقويض "قادته نزعته التهديميّة إلى تخريب كل مكان تطؤه قدمُه". 

هُدَام [مفرد]: مصدر هُدِمَ. 

هَدّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من هدَمَ: كثير الهَدْم "تتَّهم الحكومة من يُعارضها بأنّهم هدّامون".
2 - ما يُسبِّب تهديم السُّلطة أو النِّظام "نظريَّات هَدّامة". 

هَدْم [مفرد]: مصدر هدَمَ. 

هَدَم [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من هدَمَ: مهدوم.
2 - كلّ ما تهدّم فسقط "ألم تر أنّ الدّهرَ يهدِم ما بنى ... ويسلب ما أعطى ويُفسد ما أسدى" ° فلانٌ شهيد الهدَم: الذي يقع في بئرِ أو يسقط عليه جدار.
3 - ما بقي من نبات العام الماضي.
4 - (طب) دُوار يصيب الإنسان عند ركوب البَحْر.
5 - دم مُهْدَر ° دمي دمُك وهَدَمي هدَمُك: يقال هذا عند المعاهدة والنُّصرة. 

هِدْم [مفرد]: ج أهدام وهِدام:
1 - ثوب بالٍ مرقَّع "لبسنا أهدامَ البلى".
2 - كساء صوف ضوعفت رقاعه.
3 - شيخ هَرِم.
4 - خُفّ عتيق "يلبس هِدْمًا من الصقيع". 

هَدْمة [مفرد]: ج هَدَمات وهَدْمات: اسم مرَّة من هدَمَ. 

هِدْمة [مفرد]: ج هِدْمات وهُدوم:
1 - اسم هيئة من هدَمَ.
2 - ثَوْبٌ خَلَق بالٍ "يرتدي الدَّرويشُ هِدْمة- هدوم الفقير". 

هَدْميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى هَدْم: "قامت بعض الجماعات بعمليات هدميّة".
• قُوى هَدْميّة: قوى تخريبيَّة، مضيِّعة للآمال والجهود "تُعتبر حكومة الاحتلال هَدْميَّة من الدَّرجة الأولى- كان لتولي بعض القوى الهدميّة السلطة أثره السّيِّئُ على مسار عملية السلام في الشرق الأوسط". 

هون

هون

1 هَانَ

, inf. n. هَوَانٌ and هُونٌ (Msb, K) and مَهَانَةٌ, (K,) He, or it, was, or became, low, base, vile, abject, mean, paltry, contemptible, despicable, ignominious, inglorious, and weak; syn. ذَلَّ, (Msb, K,) and حَقُرَ, (Msb,) and ضَعُفَ. (TA.) b2: هَانَ عَلَيْهِ [It was of light estimation to him] It (a thing) was [easy and] light to him. (TA.) b3: هَانَ also, He, or it, was, or became, gentle, and easy. (Msb.) 2 هَوَّنَهُ عَلَيْهِ He (God) made it easy and light to him. (K, * TA.) b2: هَوِّنِى الأَمْرَ وَلاَ تَحْزَنِيى لَهُ [Make thou the case, or affair, light, or easy; i. e., regard it lightly; and do not grieve for it]. (TA, art. خفض.) 4 أَهَاهَهُ

, and بِهِ ↓ اِسْتَهَانَ, and بِهِ ↓ تَهَاوَنَ, He held him in light, or little, or mean, estimation, or in contempt; despised him; made light of him or it. (S, K, &c.) b2: أَهَانَهُ He lowered, or abased, him; debased him; rendered him abject, vile, mean, paltry, contemptible, despicable, or ignominious.6 تَهَاْوَنَ see 4.10 إِسْتَهْوَنَ see 4.

هَيْنٌ and ↓ هَيِّنٌ Easy: (S, Msb, K:) and the latter of light estimation, paltry, despicable. (K, * TA.) على هِيْنَتَكِ at their ease.

هَيِّنٌ

: see هَيْنٌ.

أَهْوَنُ in the sense of هَيِّنٌ: see أَكْبَرُ. See also an ex. voce بَصِيرَةٌ; and another voce بَعْرٌ.

بَعِيرٌ مُهَانٌ عَلَى أَهْلِهِ [A camel held in mean estimation by his owner]. (TA, art. دفع.)
(هون) الْأَمر عَلَيْهِ سهله وخففه واستخف بِهِ
(هـ و ن) (امْشِ عَلَى هِينَتِكَ) أَيْ عَلَى السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ فِعْلَةٌ مِنْ الْهَوْنِ.
هون: {الهون}: الهوان. {هونا}: مشيا رويدا. {أهون عليه}: هين عليه. وأفعل قد يخرج عن أن يكون أفعل التفضيل عند بعضهم.
(هون) - في الحديث: "أنّه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "كان يَمْشِى الهُويْنَى"
: وهي مِشْيَةٌ فيها لِينٌ، والهَوْنُ: السَّكينَةُ والوَقارُ. والهُونُ - بالضَّمِّ -: الهَوانُ.
(هون) : قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا صالح بن زياد الرقى حدثنا يحيى بن سعيد الحمصي حدثنا النضر بن عربي عن ميمون ابن مهران في قوله تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا قال حلماً بالسريانية. وقال حدثنا علي بن الحسين حدثنا المقدمي حدثنا عامر بن صالح عن أبيه عن أبي عمران الجوني: (يمشون على الأرض هونا قال بالعبرانية حلماً وقال حدثنا علي بن الحسين حدثنا القاسم بن عيسى الواسطي، حدثنا هشيم عن أبي إسحاق الكوفي عن الضحاك قوله:) هونا (سريانية وقال هو هوناً) .
هـ و ن

هان عليه ذلك: سهل، وهو يهون عليه. وفي مثل " هان على الأملس ما لاقى الدّبر " وهوّنته عليه تهويناً، وما أهونه عليه! وشيء هيّنٌ: حقير، و" أهون من قعيس على عمّته " وأهانه إهانة، وهان هوانا وهُوناً، وتهاونت به، واستهنت به استهانةً. وهو " يمشي هوناً ". و" أحبب حبيبك هوناً ما ". وجاء على هونه وهينته، وامش على هينتك. ورجلٌ هينٌ وهينٌ: وقور ساكن. و" إذا عز أخوك فهن ". وإنه لهون المؤونة وهين المؤونة: للشيء الخفيف. وهو يهاون نفسه: يرفق بها. قال الشمردل بن شريك اليربوعيّ:

دخلت هوادجهن كلّ ربحلةٍ ... قامت تهاون خلقها الممكورا
هـ و ن: (الْهَوْنُ) السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَفُلَانٌ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ (هَوْنًا) . وَ (الْهَوْنُ) أَيْضًا مَصْدَرُ (هَانَ) عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَهُونُ أَيْ خَفَّ. وَ (هَوَّنَهُ) اللَّهُ عَلَيْهِ (تَهْوِينًا) سَهَّلَهُ وَخَفَّفَهُ. وَشَيْءٌ (هَيِّنٌ) أَيْ سَهْلٌ وَ (هَيْنٌ) مُخَفَّفٌ. وَقَوْمٌ (هَيْنُونَ) لَيْنُونَ. وَ (الْهُونُ) بِالضَّمِّ الْهَوَانُ، وَ (أَهَانَهُ) اسْتَخَفَّ بِهِ، وَالِاسْمُ (الْهَوَانُ) وَ (الْمَهَانَةُ) . يُقَالُ: رَجُلٌ فِيهِ مَهَانَةٌ أَيْ ذُلٌّ وَضَعْفٌ. وَ (اسْتَهَانَ) بِهِ وَ (تَهَاوَنَ) بِهِ اسْتَحْقَرَهُ. وَيُقَالُ: امْشِ عَلَى (هِينَتِكَ) أَيْ عَلَى رِسْلِكَ. وَ (الْهَاوَنُ) بِفَتْحِ الْوَاوِ الَّذِي يُدَقُّ فِيهِ مُعَرَّبٌ وِعَاءٌ مِنْ نُحَاسٍ وَنَحْوِهِ. 

هون


هَانَ (و)(n. ac. هَوْن)
a. ['Ala], Was light, easy for.
b.(n. ac. هُوْن
مَهَانَة [] هَُوَان [هَوَاْن])
a. ['Ala], Was despised, scorned by.
c.(n. ac. هَوْن), Rested, kept quiet.
هَوَّنَ
a. [acc. & 'Ala], Made easy, facilitated, lightened for.
b. Despised, scorned.

هَاْوَنَa. Indulged.

أَهْوَنَ
a. [acc.
or
Bi]
see II (b)
تَهَاْوَنَ
a. [acc.
or
Bi]
see II (b)
إِنْهَوَنَ
a. [ coll. ], Pass. of
II (b).
إِسْتَهْوَنَ
a. [Bi]
see II (b)
هَوْنa. Ease, tranquility; convenience.
b. Deliberateness.
c. Modesty, reserve; gravity, staidness.

هَيْنa. see 25
هَوْنَة []
a. Slow walker (woman).
هِيْنَة []
a. see 1 (a)
هُوْنa. Contemptibleness, despicableness; humiliation.
b. Creature.

هُوْنَة []
a. see 1t
أَهْوَن []
a. Easy & c.
b. Easier.

مَهَانَة []
a. see 3 (a)
مَهِيْن []
a. see 25 (c)
& N. P.
أَهْوَنَ
(a).
هَوَانa. see 3 (a)
هَيِّن [] ( pl.
reg. &
أَهْوِنَآء [] )
a. Light.
b. Easy; bearable, endurable.
c. Contemptible.
d. Quiet; modest.

هَيِّنَة [هَوِيْن), (pl.
هَيِّنَان)
a. fem. of
هَوِيْن
هَاوُوْن [] (pl.
هَوَاوِيْن [] )
a. Mortar.

مُهَان [ N. P.
a. IV], Scorned, disdained.
b. [ coll. ], Affronted.

إِهَانَة [ N.
Ac.
a. IV], Disdain, scorn.
b. [ coll. ], Affront.
تَهَاوُن [ N.
Ac.
a. VI], Negligence.

إِهْوَأَنَّ
a. Was vast.

هَاوَُن
a. see 40
هَوْنًا
a. Slowly, leisurely.

هُوَيْنا
a. see 1 (b)b. Kindness, benignity.

مُهْوَأَنّ مُهْوَئِنّ
a. Remote place.
b. Low ground.

هَوِّنْ عَلَيْكَ
a. Be patient, do not lose courage.

إِمْشِ عَلَى هَوْنِكَ
إِمْشِ عَلَى هِيْنَتِكَ
a. Go gently.

مَا أَدْرِي أَيّ الْهُوْنِ
هُوَ
a. I do not know who he is.
هـ و ن : هَانَ الشَّيْءُ هَوْنًا مِنْ بَابِ قَالَ لَانَ وَسَهُلَ فَهُوَ هَيِّنٌ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ فَيُقَالُ هَيْنٌ لَيْنٌ وَأَكْثَرُ مَا جَاءَ الْمَدْحُ بِالتَّخْفِيفِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] أَيْ رِفْقًا وَسَكِينَةً وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ هَوَّنْتُهُ وَهَانَ يَهُونَ هُونًا بِالضَّمِّ وَهَوَانًا ذَلَّ وَحَقُرَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} [النحل: 59] قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَالْكِلَابِيُّونَ يَقُولُونَ عَلَى هَوَانٍ وَلَمْ يَعْرِفُوا الْهُونَ وَفِيهِ مَهَانَةٌ أَيْ ذُلٌّ وَضَعْفٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَهَنْتُهُ.

وَاسْتَهَنْتُ بِهِ بِمَعْنَى الِاسْتِهْزَاءِ وَالِاسْتِخْفَافِ.

وَمَشَى عَلَى هِينَتِهِ أَيْ تَرَفَّقَ مِنْ غَيْرِ عَجَلَةٍ وَأَصْلُهَا الْوَاوُ.

وَالْهَاوَنُ الَّذِي يُدَقُّ فِيهِ قِيلَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْأَصْلُ هَاوُونُ عَلَى فَاعُولٍ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى هَوَاوِينَ لَكِنَّهُمْ كَرِهُوا اجْتِمَاعَ وَاوَيْنِ فَحَذَفُوا الثَّانِيَةَ فَبَقِيَ هَاوُنَ بِالضَّمِّ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَاعُلٌ بِالضَّمِّ وَلَامُهُ وَاوٌ فَفُقِدَ النَّظِيرُ مَعَ ثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ فَفُتِحَتْ طَلَبًا لِلتَّخْفِيفِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: عَرَبِيٌّ كَأَنَّهُ مِنْ الْهُونِ وَقِيلَ مُعَرَّبٌ وَأَوْرَدَهُ الْفَارَابِيُّ فِي بَابِ فَاعُولٍ عَلَى الْأَصْلِ. 
[هون] نه: فيه: يمشي صلى الله عليه وسلم "هونا"، أي رفقًا ولينا وتثبتًا، وروي: يمشي الهوينا - مصغر الهونى تأنيث الأهون وهو من الأول. ومنه: أحبب حبيبك "هونا" ما، أي حبًا مقتصدًا لا إفراط فيه، ولفظ ما للتقليل، أي لا تسرف في الحب والبغض، فعسى أن يصير الحبيب بغيضًا والبغيض حبيبًا. فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم، ولا في البغض فتستحي. ش: ويقرب منه قول عمر: لا بك حبك كلفا ولا بغضك تلفا، وهو أن تحب تلف صاحبك. وفي بعض الكتب: الهوان على وجهين: أحدهما تذلل الإنسان في نفسه لما يلحق به غضاضة فيمدح نحو: المؤمن "هين"، و"يمشون على الأرض "هونا""، والثاني من جهة متسلط مستخف به فيذم كـ"عذاب "الهون"". ك: كل عليه "هين"، هو وأخواته بخفة ياء وشدتها، وغرضه أن أهون بمعنى هين لا تفاوت عنده في الابتداء والإعادة بل كلاهما على السواء. وفيه: هذا "أهون"، لأن الفتن والعذاب من المخلوقين أهون من عذاب الآخرة وبها يكفر عن هذه الأمة. وفي ح الدجال هو "أهون" على الله من ذلك، أي من أن يجعل ذلك سببًا لضلال المؤمنين بل ليزداد المؤمنون إيمانًا، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك. وإنما مكن من ذلك امتحانًا للعباد فإن دعوى الإلهية مستحيلة، ولا يمكن مدعي النبوة فإنه ممكنة فلومن لالتبس التي بالمتني، قوله: ما يضرك، أي كنت مولعًا بالسؤال عن الدجال مع أنه صلى الله عليه وسلم قال: مايضرك فإن الله كافيك شره، فقلت: كيف ما يضلني وإنهم - أي الناس - يقولون: إن معهم جبل خبز. ط: فقال: هو أهون على الله من أن يجعل ما خلقه بيده مضلًا للمؤمنين بل جعله ليزدادوا إيمانًا ويلزم الحجة على الكافرين والمنافقين. زر: هو أهون من أن يملكه معايش أبدانهم فيعظم فتنتهم بل يبقى عليه ذل العبودية باحواجه إلى معالجة المعاش. ط: ما أغبط أحدًا "بهون" موت، هو بفتح هاء، أي ما أفرح بسهولة موت أحد وما أتمناها، بل أتمنى شدته ليكثر ثوابي.
هون: هان: عدّ (فوك) هذه الكلمة من مشتقات facilis في باب هان عليّ يَهْيُنْ، هَيُنَ: كان هذا عندي أمراً تافهاً، لا قيمة له (ألف ليلة 12:78:1): وهان عليَّ قلع عيني بنجاتي من القتل.
ما هان عليه: كلّفه، صعب عليه عمله، أو قوله، سبب له ضيقاً (بقطر، ألف ليلة 12:88:1 و12:196:3): كلاه سريعاً وروحاً قبل أن يأتي أخوكما فانه ما يهون عليه. التي يرى (لين) إن ترجمتها: (لن يكون هذا مستحسناً عنده).
فما كان ولا هان عليّ أن سمع بكاها: ما كان لي، مهما دعت الضرورة أن اسمع بكاها (ألف ليلة 7:86:1).
هوّن فلان الشيء وهوّن علي فلان: قدّم شيئاً لفلان لتسهيل القيام بأمر أو للتقليل من أهمية شيء ما؛ وهناك أيضاً هوّن عليه أي خفّف ولا تبال، أي لا تهتم كثيراً ولا تقلق ولا تألم لهذا الأمر؛ (أنظر معجم البلاذري وعبد الواحد 8:84 و 5).
لم يهوّن عليّ = ما هان عليّ، أنظر ما تقدم (ألف ليلة 8:14:1): فلم يهوّن عليّ أن اذبحه.
أُهين: ذلّ (بقطر، ابن الأبار مخطوطة 63): أهين بالضرب.
تهوّن: انظر في (فوك) في مادة vilipendere.
تهيّن: أنظر في (فوك) في مادة facilis.
تهاون: أنظر استعمال هذه الصيغة في (أخبار 9:157) فتهاونت بالتنفيذ لنا وقلة المبالاة بنا.
استهان: في (محيط المحيط): (واستهانهُ استهانةً وبه استحقره واستهزأ به واستخف). (الأغلب 18): خرّب المساجد واستهان بها.
(المفروض وأهانها - المترجم).
هان تصحيف هال: (أنظر حب الهال في الجزء الثالث من ترجمة هذا المعجم) (لين طبائع 206:1) وهي أيضاً تصحيف حب هان وتكتب حبهان أيضاً (بقطر ألف ليلة 66:2).
هون (تصحيف هاون) والجمع أهوان: (لين طبائع 308:2 ألف ليلة 4:408:2 و418:3).
هوَن: هنا (بقطر في سوريا).
ٍهُون: فضيحة، عار (الجريدة الآسيوية 1835 و 8:417:2).
هون: سعر منخفض وعلى سبيل المثال تباع بالهون. اعتقد أنها هُون وليس هَون وفقاً لما لفظها به (كاترمير).
هوان: حقارة، خزي (بقطر).
هوان: سعر منخفض (الجريدة الآسيوية 418:2:1825).
هُيُونة: سهولة (فوك، الكالا).
هين: قليل الأهمية (مملوك 159:1:1): وظيفة إمرة سلاح كانت قديماً هيئة بخلاف زماننا هذا فإنها الآن أعظم الوظائف بعد الأمير الكبير.
إهانة: شتيمة (بقطر).
مهوان والجمع مهاوين (المفصل 13:100).
منهان: محتقر (بقطر، عنتر 2:17).
(هـ ون)

الهُونُ: الخزي، وَفِي التَّنْزِيل: (فأخَذتْهُمْ صَاعِقَةُ العَذابِ الهُونِ) أَي ذِي الخزي.

والهُون والهَوَانُ: نقيض الْعِزّ، هانَ يَهُونُ هَوَاناً، وَهُوَ هَيِّنٌ وأهْوَنُ، وَفِي التَّنْزِيل: (وهوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ) . أَي كل ذَلِك هَيِّنٌ على الله، وَلَيْسَت للمفاضلة، لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء أيسر عَلَيْهِ من غَيره، وَقيل: الْهَاء هُنَا رَاجِعَة إِلَى الْإِنْسَان، وَمَعْنَاهُ أَن الْبَعْث أَهْون على الْإِنْسَان عَن إنشائه، لِأَنَّهُ يقاسي فِي النشء مَا لَا يقاسيه فِي الْإِعَادَة والبعث، وَمثل ذَلِك قَول الشَّاعِر:

لَعَمْرُك مَا أدْرِي وَإِنِّي لأَوْجَلُ ... عَلى أيِّنا تَعدُو المنيَّةُ أوَّلُ

وأهانَه وهَوَّنَه واستَهانَ بِهِ وتَهاوَن، وَقَول الْكُمَيْت:

شُمٌّ مَهاوِينُ أبْدَانِ الجَزُورِ مَخَا ... مِيصُ العَشِيَّاتِ لَا خُورٌ وَلَا قُزُمُ

يجوز أَن يكون " مَهاوِينُ " جمع مَهْوَنٍ، وَمذهب سِيبَوَيْهٍ أَنه جمع مِهْوانٍ.

وَرجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، وَالْجمع أهْوِناءُ.

وَشَيْء هوْنٌ: حقير.

والهَوْنُ والهُوَيْناء: التؤدة والرفق والسكينة رجل هَيِّنٌ، وهَيْنٌ، وَالْجمع هَيْنُونَ، وتسليمه يشْهد انه فيعل، وَفرق بَعضهم بَين الهَيِّن والهَيْنِ، فَقَالَ: الهَيِّنُ من الهَوَان، والهَيْنُ من اللين.

وَامْرَأَة هَوْنَة وهُونَةٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي عُبَيْدَة: متئدة، أنْشد ثَعْلَب:

تَنُوءُ بِمَتْنَيْها الرَّوابي وهَوْنَةٌ ... عَلى الأرْضِ جَمَّاءُ العِظامِ لَعُوبُ

وَتكلم على هَيْنَته، أَي رسله.

وأهْوَنُ: اسْم يَوْم الِاثْنَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّة، قَالَ:

أُؤَمِّلُ أنْ أعِيشَ وأَنَّ يَوْمي ... بأوَّلَ أوْ بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ والأهْوَنُ: اسْم رجل.

وَمَا أَدْرِي أيُّ الهُونِ هُوَ، أَي الْخلق، وَالزَّاي أَعلَى.

والهُونُ: أَبُو قَبيلَة، وَهُوَ الهُونُ بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر أَخُو القارة.

والهاوَنُ، والهاوُن، والهَاوُون، فَارسي مُعرب: هَذَا الَّذِي يدق فِيهِ.
هـون
هانَ يَهون، هُنْ، هُونًا وهَوانًا ومَهانَةً، فهو هيِّن
• هان الشَّخصُ وغيرُه: ذلَّ وحقُر، ضَعُف، عكس عَزَّ "*من يَهُنْ يسهل الهوان عليه*- {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هَوَانٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} [ق]- {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} ". 

هانَ على يهُون، هُنْ، هَوْنًا، فهو هيِّن وهَيْن، والمفعول مَهُون عليه
• هان الصعبُ على المُجِدّ: سهُل ويسُر ولان وخفّ "إذا عزّ أخوك فَهُنْ [مثل]: عامل أخاك باليسر ولا تعاسره- {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيْنٌ} [ق]: سهل يسير- {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} - {يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}: رفقًا وسكينة" ° يبدو هَيِّنًا: تافهًا ضئيلاً. 

أهانَ يُهين، أَهِنْ، إهانةً، فهو مُهين، والمفعول مُهان
• أهان الشَّخصَ: أذلَّه واحتقره واستخفَّ به "أهان الجنديُّ الأسيرَ- {وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} - {فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} ". 

استهانَ بـ يستهين، اسْتهِنْ، استهانةً، فهو مستهين، والمفعول مستهان به
• استهان المقاتلُ بخصمه: استخفّ به واستحقره، قلَّل من قدره انتقاصًا من حقِّه "استهان بالقيم الأخلاقيَّة" ° رأي لا يُسْتَهان به: جديرٌ بالعناية. 

تهاونَ بـ/ تهاونَ في يتهاون، تهاوُنًا، فهو مُتهاوِن، والمفعول مُتهاوَن به
• تهاون المقاتلُ بخصمه: استهان به، استخفَّ به واستحقره.
• تهاون في واجبه: أهمله، لم يهتمّ به، قصَّر فيه ولم يوفِّه حقَّه "يتهاون بعضُ الموظَّفين في أداء واجباتهم- رجلٌ لا يعرف التَّهاونَ مطلقًا". 

هاونَ يهاون، مهاونةً، فهو مُهاوِن، والمفعول مُهاوَن
• هاون نفسَه: رفق بها "هاوِنْ نفسَك ولا تَقسُ عليها". 

هوَّنَ يهوِّن، تهوينًا، فهو مُهوِّن، والمفعول مُهوَّن
• هوَّن الأمرَ عليه:
1 - سهَّله وخفَّفه "*هوِّن عليك فما الدنيا بدائمة*" ° هَوِّن عليك: خفِّف ولا تبالِ، لا تقلق ولا تغتمّ.
2 - استخفَّ به وازدراه "هوَّن من الدَّور الذي لعِبَه: قلَّل من قيمته". 

إهانة [مفرد]: ج إهانات (لغير المصدر): مصدر أهانَ ° إهانة لا تُغتفر: كبيرة. 

استهانة [مفرد]: مصدر استهانَ بـ. 

تَهْوين [مفرد]:
1 - مصدر هوَّنَ.
2 - استعمال مجاز مُلطِّف في مكان كلمة أو عبارة مُوجعة أو بغيضة مثال ذلك: لفظ أنفاسَه الأخيرة بدلاً من مات، وبيت الأدب بدلاً من المرحاض. 

مُسْتهين [مفرد]: اسم فاعل من استهانَ بـ. 

مَهانَة [مفرد]:
1 - مصدر هانَ.
2 - خِزْي. 

هاوَن/ هاوُن [مفرد]: ج هواونُ: (انظر: هـ ا و ن - هاوَن/ هاوُن). 

هاوُون [مفرد]: ج هَواوِينُ: (انظر: هـ ا و ن - هاوَن/ هاوُن). 

هَوان [مفرد]: مصدر هانَ. 

هَوْن [مفرد]:
1 - مصدر هانَ على.
2 - سكينة، وقار وتواضع "أقبل يَمْشي على هَوْنه- {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} " ° على هَوْنِك: على رِسْلِك.
3 - رفق، تؤدة، تمهُّل "أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا [حديث]: حُبًّا مقتصدًا لا إفراط فيه".
4 - هاوَن، وعاء مجوّف من الحديد أو النحاس أو غيرهما يُدقّ فيه الطَّعام والتّوابل أو الدّواء. 

هُون [مفرد]: مصدر هانَ. 

هُونَى [مفرد]: رِفْق، دَعة "أخذ أمرَه بالهونى". 

هُوَيْنَى [مفرد]:
1 - اتِّئاد وتمهّل في المشي "*تمشي الهُوَيْنَى كما يمشي الوجي الوحِل*".
2 - خفْض ودَعَة "يعيش في هُوَيْنَى". 

هَيْن [مفرد]: ج أَهْوِنَاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هانَ على. 

هِينة [مفرد]: هَوْن تمهُّل وتُؤدة ووقار "امش على هِينَتِكَ: على رِسْلِك". 

هَيِّن [مفرد]: ج هيّنون وأَهْوِنَاءُ، مؤ هيِّنة، ج مؤ هَيْنات وهيِّنات:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هانَ وهانَ على.
2 - مُتّئد وقور متسامح. 

هون: الهُونُ: الخِزْيُ. وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ

العذاب الهُونِ؛ أَي ذي الخزي. والهُونُ، بالضم: الهَوَانُ. والهُونُ

والهَوانُ: نقيض العِزِّ، هانَ يَهُونُ هَواناً، وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ. وفي

التنزيل العزيز: وهو أَهْوَنُ عليه؛ أَي كل ذلك هَيِّنٌ

على الله، وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره، وقيل:

الهاء هنا راجعة إلى الإنسان، ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من

إنشائه، لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث؛ ومثل

ذلك قول الشاعر:

لَعَمْرُك ما أَدْري، وإني لأَوْجَلُ،

على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ

وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ: استخفَّ به، والاسم

الهَوَانُ والمَهانة. ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف. قال ابن بري:

المَهانةُ من الهَوانِ، مَفْعَلة منه وميمها زائدة. والمَهانة من الحَقارة:

فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً. وفي الحديث: ليس بالجافي ولا

المَهين؛ يروى بفتح الميم وضمها، فالفتح من المَهانة، وقد تقدَّم في مَهَنَ،

والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار، والاسم الهَوانُ، وهذا

موضعه. واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به: استحقره؛ وقوله:

ولا تُهِينَ الفقيرَ، عَلَّكَ أَن

تَرْكَعَ يوماً، والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ

أَراد: لا تُهِينَنْ، فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلها ساكنٌ.

والهَوْنُ: مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ. وهَوَّنه الله عليه أَي

سهَّله وخففه. وشيءٌ هَيِّنٌ، على فَيْعِلٍ أَي سهل، وهَيْنٌ، مخفف، والجمع

أَهْوِناءُ كما قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ؛ قال ابن بري:

أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم: أَصله أَشيئاء،

فحذفت الهمزة تخفيفاً، وقال الخليل: أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت

الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء، ووزنها الآن لَفْعاء؛ وقال بعضهم:

الهَوْنُ والهُونُ واحد، وقيل: الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق؛

وأَنشد:مررتُ على الوَدِيعةِ، ذاتَ يومٍ،

تَهادَى في رِداء المِرْطِ هَوْنا

وقال امرؤ القيس:

تَمِيلُ عليه هُونَةٌ غيرُ مِعْطالِ

قال: هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل، وروى غيره:

هَوْنة أَي مُطاوعة؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ:

داوَيْتُهم من زَمَنٍ إلى زَمَنْ،

دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ،

وبالهُوَيْنا دائباً فلم أُوَنْ

بالهْوَن، يريد: بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي: هَيِّنٌ

بَيِّنُ الهُونِ. ابن شميل: إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً.

الفراء في قوله تعالى: أَيُمْسِكُه على هُون؛ قال: الهُونُ في لغة قريش

الهَوان، قال: وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ، قال: وقال

الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم، قال:

وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى؛ قال رجل من العرب لبعير له: ما به

بأْسٌ غيرُ هَوانِه، يقول: إنه خفيف الثمن. وإذا قالت العرب: أَقْبَلَ

يَمْشي على هَوْنِه، لم يقولوه إلا بالفتح؛ قال الله عز وجل: الذين

يَمْشُون على الأَرض هَوْناً؛ قال عكرمة ومجاهد: بالسكينة والوقار؛ وقال

الكميت:شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ، مَخا

مِيصُ العَشيّات، لا خُورٌ ولا قُزُمُ

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ، ومذهب سيبويه أَنه جمع

مِهْوانٍ. ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، والجمع أَهْوِناءٌ، وشيءٌ

هَوْنٌ: حقير. قال ابن بري: الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ

الذي لا كرامة له. وتقول: أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به.

والهُونُ: الهَوانُ والشِّدَّة. أَصابه هُونٌ

شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ؛ قالت الخنساء:

تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ

تريد: إهانة النفوس: ابن بري: الهُون، بالضم، الهَوان؛ قال ذو الإصبع:

اذهَبْ إليك، فما أُمِّي براعِيةٍ

ترْعَى المَخاضَ، ولا أُغضِي على الهُونِ

ويقال: إنه لَهَوْنٌ من الخيل، والأُنثى هَوْنة، إذا كان مِطْواعاً

سَلِساً. والهَوْنُ والهُوَيْنا: التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار. رجل

هَيِّن وهَيْن، والجمع هَيْنونَ؛ ومنه: قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ؛ قال ابن

سيده: وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ. وفلان يمشي على الأَرض هََوْناً؛

الهَوْن: مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار. قال ابن بري: الهَوْنُ

الرِّفق؛ قال الشاعر:

هَوْنَكُما لايَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا،

لا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ من ماتا

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: يَمْشي هَوْناً؛ الهَوْن: الرِّفْق

واللِّين والتثبت، وفي رواية: كان يمشي الهُوَيْنا، تصغير الهُونَى تأنيث

الأَهْوَن، وهو من الأَّوَّل، وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال:

الهَيِّن من الهِوان، والهَيْنُ من اللِّين. وامرأَة هَوْنة وهُونة؛ الأَخيرة

عن أَبي عبيدة: مُتَّئِدَة؛ أَنشد ثعلب:

تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ،

على الأَرضِ، جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ

وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله. وفي الحديث: أَنه سار على هِينَتِه

أَي على عادته في السُّكون والرِّفق. يقال: امش على هينتك أَي على

رِسْلك. وجاء عن على، عليه السلام: أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً

مُقْتَصِداً لا إفراط فيه، وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل، يعني لا تُسْرِف

في الحُبّ والبُغْض، فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً،

فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ، ولا في البُغْض فتستَحْيي. وتقول:

تكَلَّمْ على هِينَتك. ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن. شمر: الهَوْن

الرِّفْق والدَّعَة. وقال في تفسير حديث علي، عليه السلام: يقول لا تُفْرِطْ

في حُبّه ولا في بغضه. ويقال: أَخذ أَمرَه بالهُونى، تأنيث الأَهْون،

وأَخذ فيه بالهُوَيْنا، وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه، وإنه

ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن. ابن الأَعرابي: العرب تمدح

بالهَيْن اللَّيْن، مخفف، وتذم بالهَيّن اللَّيّن، مثقل. وقال النبي، صلى

الله عليه وسلم: المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ، جعله مدحاً لهم. وقال

غير ابن الأَعرابي: هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد، والأَصل

هَيِّن، فخفف فقيل هَيْن، وهَيّن، فَيْعِل من الهَوْن، وهو السكينة والوقار

والسهولة، وعينه واو. وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة.

وفي النوادر: هُنْ عندي اليومَ، واخْفِض عندي اليومَ، وأَرِحْ عندي،

وارْفَهْ عندي، واستَرْفِهْ عندي، ورَفِّهْ عندي، وأَنْفِهْ عندي،

واسْتَنفِهْ عندي؛ وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ؛ هُنْ

من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون.

وأَهُوَنُ: اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية؛ قال بعض شعراء الجاهلية:

أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي

بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ

أَو التالي دُبارٍ أَم فيوْمي

بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيارِ

قال ابن بري: ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة، وهي

الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني.

والأَهْوَنُ: اسم رجل. وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق. قال

ابن سيده: والزاي أأَوالهُونُ: أَبو قبيلة، وهو الهُونُ بن خزيمة بن

مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة. وقال أَبو طالب: الهَوْنُ

والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن

خزيمة

(* قوله «مدركة بن ذات القارة أتيغ بن الهون إلخ» هكذا في الأصل).

سموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ

بين أَتْيغ: دَعْنا قارةً واحدةً، فمن يومئذ سُمُّوا قارة؛ ابن الكلبي:

أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة،

فقال رجل من الهُون:

دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا

فنَجْفُلَ، مثلَما جفَلَ الظَّليمُ

(* قوله «فنجفل مثل ما جفل الظليم» هكذا في الأصل، والذي أورده المصنف

وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأمثال:

فنجفل مثل إجفال الظليم)

المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: القارة بنو الهُون. والهاوَن

(* قوله «والهاون

إلخ» عبارة التكملة ابن دريد: الهاوون أي بواوين الأولى مضمومة الذي يدق

به عربي صحيح. ولا يقال هاون أي بفتح الواو لأنه ليس في كلام العرب إسم

على فاعل بعد الألف واو. قال ابو زيد في الهاوون إنه سمعه من أناس ولم

يجئ به غيره. وقال الفراء في كتابه البهي: وتقول لهذا الهاون الذي يدق به

الهاوون بواوين). والهاوُنُ والهاوُون، فارسي معرب: هذا الذي يُدَقُّ

فيه؛ قيل: كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين،

فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى، لأَنه ليس في كلامهم

فاعُلٌ بضم العين.

والمُهْوَئِنُّ: الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي،

وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ.

هون
: ( {هانَ) } يَهُونُ ( {هُوناً، بالضَّمِّ،} وهَواناً {ومَهانَةً: ذَلَّ) ؛) قالَ ذُو الإصْبَع:
اذهَبْ إِلَيْك فَمَا أُمِّي براعِيةٍ تَرْعَى المَخاضَ وَلَا أُغْضِي على} الهُون ِوقيلَ: الهَوانُ {والمَهانَةُ: اسْمانِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: المَهانَةُ مَفْعَلَةٌ مِن} الهَوَانِ، والمِيمُ زائِدَةٌ والمُهانَةُ مِن الحَقارَةِ فَعالَةٌ والمِيمُ أَصْليَّة، وَقد تقدَّمَ وَبهَا رُوِي الحدِيثُ: (ليسَ بالجافي وَلَا {بالمَهِين) .
(و) } هانَ ( {هَوْناً: سَهُلَ، فَهُوَ} هَيِّنٌ {وهَيْنٌ) كمَيِّتٍ ومَيْتٍ، (} وأَهْوَنُ؛ وَمِنْه) قَوْلُه تَعَالَى: { (وَهُوَ {أَهْوَنُ عَلَيْهِ) } ) أَي كلّ ذلِكَ} هَيِّنٌ عَلَيْهِ، وليسَتْ للمُفاضَلَةِ لأنَّه ليسَ شيءٌ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِن غيرِهِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لَعَمْرُك لَا أَدْرِي وإِنِّي لأَوْجَلُعلى أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ (ج! أَهْوِناءُ) كشيءٍ وأَشْيِئاء على أَفْعِلاء. ( {والهَوْنُ: السَّكِينَةُ والوَقارُ) والرِّفْقُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
} هَوْنَكُما لَا يَرُدُّ الدَّهْرُ مَا فاتاولا تَهْلِكا أَسَفاً فِي إِثْرِ مَنْ ماتاومنه الحدِيثُ: (كَانَ يَمْشِي {هَوْناً) ، أَي برِفْقٍ ولِيْنٍ وتَثبّتٍ.
(و) } الهَوْنُ: (الحَقيرُ) مِن كلّ شيءٍ.
(و) {الهُوْنُ: (بالضَّمِّ: الخِزْيُ) ؛) وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فأَخَذَتْهُمُ صاعِقَةُ العَذابِ الهُونِ} ، أَي ذِي (الخِزْيِ؛ (} كالمَهانَةِ) ، مَفْعلةٌ مِنْهُ.
(و) الهُوْنُ (بنُ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ) بنِ إلْياس بنِ مُضَرَ، أَبو قَبيلَةٍ وَهُوَ أَخُو القَارَة.
وقالَ المفضَّلُ الضَّبِّيُّ: القارَةُ بنُو الهَوْنِ.
ورَوَى أَبُو طالِبٍ فِيهِ فتْحَ الهاءِ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُ القارَةِ فِي موضِعِهِ.
(و) مَا أَدْرِي أَيُّ الهُوْن هُوَ، أَي (الخَلْقُ كُلُّهُم) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: والزَّاي أَعْلى.
( {وهَوَّنَه اللَّهُ) عَلَيْهِ} تَهْويناً: (سَهَّلَهُ وخَفَّفَهُ.
(و) {هَوَّنَ (الشَّيءَ:} أَهَانَهُ، {كاسْتَهانَ بِهِ} وتَهاوَنَ) بِهِ، وذلِكَ إِذا اسْتَحْقَرَه؛ وَمِنْه قَوْلُه:
لَا {تُهينَ الفقيرَ عَلَّك أَنتَرْكَعَ يَوْمًا والدَّهْرُ قد رَفَعَهْأَرادَ: لَا} تُهِينَنْ، فحذفَ النونَ الخَفِيفَةَ لمَّا اسْتَقْبلَها ساكِنٌ.
(وَهُوَ {هَيِّنٌ} وهَيْنٌ: ساكنٌ مُتَّئِدٌ) .) {وهَيِّنٌ أَصلُه هَيُونٌ} وهَيْنُ مُخَفَّفٌ مِنْهُ. (أَو المُشَدّدُ من! الهَوانِ، والمُخَفَّفُ مِن اللِّينِ) .
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: العَرَبُ تَمْدحُ بالهَيْنِ اللِّيْنِ، مُخَفَّف، وتذمُّ {بالهَيِّن اللَّيِّن، مُشَدّدٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُسْلِمونَ} هَيْنُونَ لَيْنُونَ) ، جَعَلَهُ مَدْحاً لهُم.
وقالَ غيرُ ابنِ الأَعْرابيِّ: هُما بمعْنًى واحِدٍ.
(و) امْرأَةٌ ( {هَوْنَة، ويُضَمُّ) ؛) الأخيرَةُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ: (مُتَّئِدَةٌ) ؛) أَنْشَدَ ثَعْلَب:
تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي} وهَوْنَةٌ على الأَرضِ جَمّا العِظامِ لَعُوبُ (و) امْشِ (على هِينَتِكَ، بالكَسْرِ، {وهَوْنِكَ) :) أَي (رِسْلِكَ) ؛) وكَذلِكَ تَكَلَّمَ على} هِينَتِه.
وَفِي الحَدِيثِ: (أنَّه سارَ على هِينَتِه) ، أَي على عادَتِه فِي السُّكُونِ والرِّفْقِ؛ وَمِنْه قوْلُ عليَ رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (أحْبِبْ حَبيبَكَ {هَوْناً مَّا) ، أَي حُبًّا مُقْتَصِداً لَا إفْراطَ فِيهِ.
(} والأهْونُ) :) اسمُ (رجُلٍ:
(و) أَيْضاً: (اسمُ يومِ الاثنينِ) فِي الجاهِلِيَّةِ؛ قالَ بعضُ شُعَراء الجاهِلِيَّة:
أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بأَوَّلَ أَو {بأَهْوَنَ أَو جُبارِأَو التالِي دُبارٍ أَم فيوْميبمُؤْنِسٍ أَو عَرُوبةٍ أَو شِيارِقالَ ابنُ بَرِّي: ويقالُ ليومِ الاثنينِ أَيْضاً: أَوهَدُ؛ وَقد ذُكِرَ فِي محلِّهِ.
(} والهاوَنُ) ، بفتحِ الواوِ، وَهَكَذَا ضَبَطَه ابنُ قُتَيْبَة فِي كتابِ الأدَبِ وقالَ ابنُ دحْيَة فِي التَّنْويرِ: وَهُوَ خَطَأٌ عنْدَهم؛ ( {والهاوُنُ) ، بضمِّ الواوِ، (} والهاوُونُ) ، بزِيادَةِ الواوِ: (الَّذِي يُدَقُّ فِيهِ) ، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
قيلَ: كانَ أَصْله {هاوُون لأنَّ جَمْعَه} هَوَاوينُ كقَانُونٍ وقَوانِينَ فحَذفُوا مِنْهُ الواوَ الثانِيَةَ اسْتِثْقالاً، وفَتَحُوا الأُولى، لأنَّه ليسَ فِي كَلامِهم فاعُلٌ بضمِّ العَيْنِ.
(والمُهْوَئِنُّ) ، كمُطْمَئِنَ، (وتُفْتَحُ الهَمْزَةُ) ، عَن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ:
فِي مُهْوَئِنّ بالدَّبى مَدْبُوشِ ذَكَرَه الأزْهرِيُّ كابنِ سِيدَه فِي هأن، وَهُوَ الصَّوابُ.
وذَكَرَه الجوْهرِيُّ فِي هوأ، وخَطَّأَهُ ابنُ بَرِّي. والمُصنِّف كأَنَّه اعْتَبَر زِيادَةَ الميمِ والهَمْزَة فأَوْرَدَه هُنَا.
وَهُوَ (المَكانُ البَعيدُ) .) وَقد تقدَّمَ أنَّه مِثالٌ لم يَذْكرْه سِيْبَوَيْه.
(أَو) هِيَ (الوَهْدَةُ) .
(قالَ الأَزْهرِيُّ: بُطونُ الأَرْضِ وقَرارُها، وَلَا تُعَدُّ الشِّعابُ والمِيْثُ مِن المُهْوَئِنِّ، وَلَا يكونُ المِهْوَئِنّ فِي الجِبالِ وَلَا فِي القِفافِ وَلَا فِي الرِّمالِ، ليسَ المُهْوَئِنّ إلاَّ مِن جَلَدِ الأرْضِ وبُطونِها.
(واهْوَأَنَّتِ المَفازَةُ: اطْمَأَنَّتْ فِي سَعَةٍ) ؛) وَمِنْه المُهْوَئِنُّ لمَا اطْمَأَنَّ مِن الأرْضِ واتَّسَعَ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ الصَّحْراءُ الواسِعَةُ، ووَزْنُه مُفوعِلٌّ.
(وَهُوَ {يُهاوِنُ نفْسَه) :) أَي (يَرْفقُ بهَا) ؛) نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الهَوانُ {والمَهانَةُ: الضَّعْفُ.
} وهانَ عَلَيْهِ الشيءُ {هونا: خَفَّ.
وامْرأَةٌ} هُونَةٌ: ضَعيفَةُ الخِلْقَةِ غَيْر غَلِيظَتها {وهُونَةٌ بالضمِّ: مُطاوِعةٌ.
والهُوْنَةُ، بالضَّمِّ: التَّسْكينُ والصّلْحُ والجَمْعُ كصُرَدٍ.
وقالَ رجُلٌ مِن العَرَبِ لبَعيرٍ لَهُ: مَا بِهِ بأْسٌ غَيْرُ هَوانِهِ، أَي خَفِيفُ الثَمَنِ.
} والمِهْوانُ، كمِحْرابٍ: الكَثيرُ اللّين جَمْعُه! مَهاوِينُ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه للكُمَيْت:
شُمُّ {مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ مَخامِيصُ العَشيِّات لاخُورٌ وَلَا قُزُمُوقالَ ابنُ سِيدَه: يَجوزُ أَن يكونَ جَمْع} مهْوَنٍ.
{والهُونُ، بالضمِّ: الشدَّةُ. يقالُ: أَصابَهُ} هُونٌ شَديدٌ، أَي شِدَّةٌ ومَضَرَّةٌ وعَوَزٌ.
ويقالُ: إنَّه {لَهَوْنٌ من الخَيْلِ، والأُنْثى} هَوْنَةٌ إِذا كانَ مِطْواعاً سَلِساً.
{والهُوَيْنى: تَصْغيرُ} الهُونَى، تأْنِيثُ {الأَهْوَنِ، التَّؤَدَةُ والرِّفْقُ والسّكِينَةُ والوَقارُ.
وإنَّه ليَأْخُذ أَمْرَه} بالهُونِ، بالضمِّ، أَي الأَهْوَن.
{والمَهْيَنَةُ، كمَحْمَدَةٍ: المَرْأَةُ الحَسَنَةُ الخَلْقِ.
وَفِي النوادِرِ:} هُنْ عندِي اليومَ، واخْفِض عندِي، وأَرِحْ عنْدِي، وارْفَهْ عنْدِي، واسْتَرْفِهْ عنْدِي، ورَفِّهْ عنْدِي، وأَنْفِهْ عنْدِي، واسْتَنْفِهْ عنْدِي، وتَفْسيرُه: أَقِمْ عنْدِي، واسْتَرِحْ واسْتَجِمَّ.
وذَكَروا فِي تَصْغِيرِ المُهْوَئِنِّ وَجْهَيْن: حَذْف المِيمِ وأَحَد المضعَّفَيْن، أَو حَذْف الهَمْزَة وأَحَد المضعَّفَيْن؛ قالَهُ أَبو حيَّان وابنُ عُصْفورٍ.
وَمَا {أَهْوَنَه عَلَيْهِ.
} والهَيِّنُ: الحَقِيرُ.
{وأَهْوَنُ من قُعَيْسٍ على عَمَّتِه: ذُكِرَ فِي السِّين.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
هتن:) } هانَ {يَهِينُ} هَيْناً، كلانَ يَلِينُ؛ وَمِنْه المَثَلُ: إِذا عَزَّ أَخُوكَ {فَهُنْ بكسْرِ الهاءِ عَن بعضِ عُلَماءِ الأنْدَلُسِ عَن الأَعْلَم.
} هانَ {يَهِينُ} هَيْناً بالياءِ، هَكَذَا وأَقرَّهُ.
وقوْلُ شيْخِنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: لم أَرَه عَن إمامٍ ثَبْتٍ وَلَا نَقَلَهُ أَحدٌ مِنَ المُعْتَمَدِ عَلَيْهِم قُصُورٌ.
ويقالُ: مَا {هَيَانُ هَذَا الأَمْر: أَي مَا شَأْنُه؟
} وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ: مَنْ لَا يُعْرَفُ هُوَ وَلَا أَبُوه؛ وقيلَ: إنَّ نونَهُ زائِدَةٌ. وهَيانٌ، كسَحابٍ: مِن قُرَى جُرْجانَ، عَن ابنِ السّمعاني؛ مِنْهَا: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ بسَّام بنِ بكْرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بسَّام {الهَيانيُّ الجُرْجانيُّ، رَوَى المُوَطّأَ عَن القَعْنبيُّ ومحمدِ بنِ كثيرٍ الجُمحيِّ، ماتَ سَنَة 279، رحِمَه اللَّه تَعَالَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
هيزمن:) الهِيْزَمْنُ، كجِرْدَحْلٍ، لُغَةٌ فِي الهِنْزَمْنِ، وَبِه رُوِي قَوْلُ الأَعْشَى، نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ، وأخاله تَصْحيفاً.

هيزمن:) الهِيْزَمْنُ، كجِرْدَحْلٍ، لُغَةٌ فِي الهِنْزَمْنِ، وَبِه رُوِي قَوْلُ الأَعْشَى، نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ، وأخاله تَصْحيفاً.

يبن:) (يُبْنَى كلُبْنَى: اسْمُ قَرْيةٍ مِن فِلَسْطِين بالقُرْبِ مِن الرَّمْلَةِ، بهَا قَبْرُ صَحابيَ يقالُ: إنَّه أَبو هُرَيْرَةَ أَو عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي سرْحٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَهِي أبنى بالهَمْزَةِ، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي سريةِ أُسامَةَ.
ويَبْيَنُ، كجَعْفَرٍ: لُغَةٌ فِي أَبْيَن، مَوْضِعٌ باليَمَنِ؛ نَقَلَه ياقوتٌ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
[هون] الهوْنُ: السكينةُ والوقار. وفلان يمشي على الأرض هَوْناً. والهَونُ: مصدر هان عليه الشئ أي خفَّ. وهَوَّنَهُ الله عليه، أي سهله وخففه. وشئ هين، على فيعل، أي سهل. وهين (*) مخفف، والجمع أهو ناء. كما قالوا شئ وأشيياء على أفعلاء. وقوم هينون لينون. والهون بالضم: الهوان. وهون بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر: أخو كنانة وأسد. وأهانه: استخف به، والاسم الهَوانُ والمَهانَةُ. يقال: رجلٌ فيه مَهانَةٌ، أي ذُلٌّ وضعفٌ. واستهانَ به وتهاونَ به: استحقره. وقوله: ولا تُهينَ الفقيرَ عَلَّكَ أنْ * تركع يوماً والدهرُ قد رفَعَهْ أراد لا تُهينَنْ، فحذف النون الخفيفة لمَّا استقبلها ساكن. ويقال: امْشِ على هينتِكَ، أي على رِسلكَ. وكانت العرب تسمِّي يوم الاثنين. أهْوَنَ، في أسمائهم القديمة. أنشدني أبو سعيد السيرافى قال: أنشدني ابن دريد لبعض شعراء الجاهلية: أؤمل أن أعيش وأن يومى * بأول أو بأهون أو جبار أم التالى دبار أم فيومى * بمؤنس أو عروبة أو شيار والهاون: الذى يدق فيه، معرب، وكان أصله هاوون، لان جمعه هواوين مثل قانون وقوانين، فحذفوا منه الواو الثانية استثقالا، وفتحوا الاولى لانه ليس في كلامهم فاعل بالضم. 

كرم

(ك ر م) : (الْخِتَانُ) سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ (وَمَكْرُمَةٌ) لِلنِّسَاءِ أَيْ مَحَلٌّ لِكَرَمِهِنَّ يَعْنِي بِسَبَبِهِ يَصِرْنَ كَرَائِمَ عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ وَقَوْلُهُ نُهِيَ عَنْ أَخْذِ (كَرَائِمِ) أَمْوَالِ النَّاسِ هِيَ خِيَارُهَا وَنَفَائِسُهَا عَلَى الْمَجَازِ (وَالتَّكْرِمَةُ) بِمَعْنَى التَّكْرِيمِ وَقَوْلُهُ «وَلَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يُقْعَدُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ» قَالُوا هِيَ الْوِسَادَةُ تُجْلِسُ عَلَيْهَا صَاحِبَكَ إكْرَامًا لَهُ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ (وَالْكَرَّامِيَّةُ) فِرْقَةٌ مِنْ الْمُشَبِّهَةِ نُسِبَتْ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَى أَنَّ لِمَعْبُودِهِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتِقْرَارًا وَأَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَيْهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُبْطِلُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
(كرم)
فلَان كرما وكرامة أعْطى بسهولة وجاد فَهُوَ كريم (ج) كرام وكرماء وَهِي كَرِيمَة (ج) كرائم وضد لؤم وَالشَّيْء عز وَنَفس والسحاب جاد بالغيث وَالْأَرْض زكا نباتها
الكرم: هو الإعطاء بسهولة.
(كرم) السَّحَاب جاد بمطره وَيُقَال كرم الْمَطَر كثر مَاؤُهُ وَفُلَانًا أكْرمه وفلنا فَضله
كرم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: يَأْتِي على النَّاس زمَان يكون أسعد النَّاس بالدنيا لُكَع بْن لُكَع [و -] خير النَّاس يَوْمئِذٍ مُؤمن بَين كريمين. وَقَوله: بَين كريمين قد أَكثر النَّاس فِيهِ فَمن قَائِل يَقُول: بَين الْحَج وَالْجهَاد وَقَائِل يَقُول: بَين فرسين يَغْزُو عَلَيْهِمَا وَآخر يَقُول: بَين بَعِيرَيْنِ يَسْتَقِي عَلَيْهِمَا ويعتزل أَمر النَّاس وكل هَذَا لَهُ وَجه حسن.
(كرم) - في الحديث: "ولا يَجلِسُ على تَكْرِمَتِه إلَّا بإذْنِهِ"
: أي فِراشِه وسَرِيره، ومَا يُعَدُّ لإكرَامِه؛ مِن وطاءٍ وغَيره. وقيل: هي المائدةُ. والكَرَمُ: الصَّفْحُ والجوُدُ.
- وقوله عليه الصّلاة والسلام: "لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ "
قال الأزهرى: إنما سُمِّى كَرْمًا لكَرَمه؛ وذلك أَنّه ذُلِّلَ لِقَاطفِه، وليس عليه سُلَّاءٌ فيعقِرَ جانِيه.
- وقَد يَحمِل الأَصلُ منه مع ضَعْفِه، مثل ما تَحمِلُ النَّخلةُ أو أكثر. وكلُّ شيءٍ كَثُر فقد كَرُمَ، والأَصلُ كَرَمٌ، ثم تسَكَّن الرَّاءُ منه، وقَومٌ كَرَمٌ: أي كِرَامٌ. - في الحديث: "خَيْرُ النّاسِ يومَئذٍ مُؤمِنٌ بَينْ كرِيمَين"
قال الطَّحاوِىّ: أي بَيْن أَبٍ مُؤمنٍ هو أَصْلُه، وابنٍ هو فَرْعُه، فيرفَع إلى دَرَجته؛ لِتَقَرَّ بِه عَينُه كما في الحديث، وكما قال الله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} ؛ وقد ذَكرَه الهروِيُّ بغيره .
قال أبو محمد بن طاهر الأبهرى: الكريمُ: الذي كرّم نَفْسَه عن التَّدنُّس بشىءٍ من مُخالَفَةِ رَبّه عزَّ وجّل.
- في حديث أمّ زَرْعٍ: "كَرِيم الخِلّ ، لا تُخادِن أحَدًا في السِّرِّ"
وإنَّما لم تَقُلْ كَرِيمة، ذهبَتْ به إلى الشَّخصِ ونَحوهِ.
ك ر م

كرم علينا فلان كرامةً، وله علينا كرامةٌ. وأكرمه الله وكرّمه. وأكرم نفسه بالتقوى، وأكرمها عن المعاصي. وهو يتكرّم عن الشوائن. قال أبو حيّة:

ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتكرّما

وإن أجلّ المكارم، اجتناب المحارم، وهم الأطيبون الأكارم. وتقول: نعم وكرامةً أي وأكرمك إكراماً. وأفعل ذلك وكرماً لك وكرمةً لك وكرمى لك. وقلت لمدنيٍّ: رافع كريّي: محملي، فقال: نعم وكرمتين. وما منهم رجل يكرمك: يكون أكرم منك. قال:

ما مدّ باعاً فتًى يوماً لمكرمة ... إلا ستكرمه بالحلم والجود

يقال: كارمته فكرمته. وكارمت فلاناً: أهديت إليه ليكافئني. وفي الحديث: " إن الذي حرمّها حرّم أن يكارم بها " وهو كريمة قومه. وفي الحديث: " إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " ورجل كرامٌ. ويقال لمن أتى له ولد كرامٌ: لقد أكرمت.

ومن المجاز: قوم كرمٌ. قال:

وأن يعرين إن كسيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف

وهذه الكورة إنما هي كرمة ونخلة إذا كثر ذلك فيها، كما يقال: إنما هي سمنة وعسلة. وكرّم السحاب تكريماً: جاد بمطره. وأرض مكرمةٌ للنبات إذا جاد نباتها، وكرمت الأرض، زكا نباتها. ولا يكرم الحب حتى يكثر العصف. واستكرم فلان المناكح إذا نكح العقائل. وفي مثل " استكرمت فارتبط ".
كرم
الكَرَمُ: مَعْروفٌ، كَرِيْمٌ وكِرَامٌ وكَرَمٌ. ورَجُلٌ كُرِّامٌ وكُرَامٌ - مُخَفَّف -.
والكَرِيْمُ: الصَّفوحُ. والحَسَنُ أيضاً، من قَوْله عَز وجَل: " وقُلْ لهما قَوْلاً كريما ". والشَّرِيْفُ أيضاً، من قَوْله تعالى: " ونُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِيما " أي شَرِيفاً فاضِلاً.
وتَكَّرّمَ الرَّجُلُ: تَنزَّهَ عن أشْيَاءَ أكْرَمَ نَفْسَه عنها ورَفَعَها.
وكَرُمَ الرجُلُ يَكْرُمُ كَرَماً، وكَرُمَ علينا كَرَامَةً. والكَرَامَةُ: اسْمٌ للإكْرُام مِثْلُ الطاعَة للإِطاعَة. وهو كَرِيْمُ قَوْمِه وكَرِيْمَةُ قَوْمِه.
ويُقال: أفْعَلُ ذاكَ وكُرْمى لكَ وكُرْمَةً وكُرْماً: أي وكَرَامَةً لك، ومَكْرُمَةً، ومكرمٌ للجميع.
وما فيهم رَجُلٌ يَكْرُمُكَ: أي يكونُ أكْرَمَ منك.
والكَرِيْمُ: الكَثِيرُ، من قوله عَزَّ ذِكْرُه: " ورِزْقٌ كَرِيمٌ ".
ورَجُلٌ مَكْرَمَانُ وامْرَأةٌ مَكْرَمَانَةُ - لا يُصْرَفُ -: أي كَرِيْمٌ.
وإذا جادَ السَّحَابُ بغَيْثِه قيل: كَرُمَ وكَرَّمَ تَكْرِيماً.
والكَرْمَةُ: الطاقَةُ الواحدةُ من الكَرْم. وفي الحَدِيث: " لا تُسَمُّوا العِنَبَ الكرْمَ فإِنَّ الكَرْمَ هو الرَّجُلُ المُسْلِمُ ".
والكَرْمُ: أرْضٌ مُثَارَةٌ مُنَقّاةٌ من الحِجارَة. والقِلادَةُ، وجَمْعُها كروم. وهي العُنُقُ أيضاً.
والكَرَامَة: طَبَقٌ يُوْضعُ على رَأسِ الحُبِّ.
والكُرْكُمَةُ والكُرْكُمُ: الزَّعْفَرَانُ، وقيل: العُصْفرُ.
والكُرْكُمَانُ: الرِّزْقُ.
والكُرْمَةُ: رَأسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيْرُ كأنَها جَوْزَةٌ، وجَمْعُها كُرُوْمٌ.
كرم
الكَرَمُ إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر، نحو قوله: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
[النمل/ 40] ، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكَرَمُ كالحرّيّة إلّا أنّ الحرّيّة قد تقال في المحاسن الصّغيرة والكبيرة، والكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله، وتحمّل حمالة ترقئ دماء قوم، وقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ
[الحجرات/ 13] فإنما كان كذلك لأنّ الْكَرَمَ الأفعال المحمودة، وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التّقيّ، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكلّ شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم. قال تعالى:
فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [لقمان/ 10] ، وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ [الدخان/ 26] ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] ، وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً [الإسراء/ 23] .
والإِكْرَامُ والتَّكْرِيمُ: أن يوصل إلى الإنسان إكرام، أي: نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كَرِيماً، أي: شريفا، قال: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ
[الذاريات/ 24] . وقوله: بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ
[الأنبياء/ 26] أي: جعلهم كراما، قال: كِراماً كاتِبِينَ
[الانفطار/ 11] ، وقال: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ [عبس/ 15 16] ، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس/ 27] ، وقوله: ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ [الرحمن/ 27] منطو على المعنيين.
ك ر م : كَرُمَ الشَّيْءُ كَرْمًا نَفُسَ وَعَزَّ فَهُوَ كَرِيمٌ وَالْجَمْعُ كِرَامٌ وَكُرَمَاءُ وَالْأُنْثَى كَرِيمَةٌ وَجَمْعُهَا كَرِيمَاتٌ وَكَرَائِمُ وَكَرَائِمُ الْأَمْوَالِ نَفَائِسُهَا وَخِيَارُهَا وَأَكْرَمْتُهُ إكْرَامًا وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مُكْرَمٌ عَلَى الْبَابِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مُكْرَمُ مِنْ بَنِي جَعْوَنَةَ كَانَ الْحَجَّاجُ بَعَثَ مَعَهُ عَسْكَرًا فَأَقَامَ بِالْعَسْكَرِ عَلَى قَرْيَةٍ بِالْأَهْوَازِ وَأَحْدَثَ بِهَا الْبُنْيَانَ وَعَمَرَهَا فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ لَهَا عَسْكَرُ مُكْرَمٍ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ تُسْتَرَ عَلَى نَحْوِ ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَبِهَا الْعَقَارِبُ الْمَشْهُورَةُ بِسُرْعَةِ الْقَتْلِ بِلَدْغِهَا.

وَالْمَكْرُمَةُ بِضَمِّ الرَّاءِ اسْمٌ مِنْ الْكَرَمِ وَفِعْلُ الْخَيْرِ مَكْرُمَةٌ أَيْ سَبَبٌ لِلْكَرَمِ أَوْ التَّكْرِيمِ وَيُطْلَقُ الْكَرَمُ عَلَى الصَّفْحِ وَكَرَّمْتُهُ تَكْرِيمًا وَالِاسْمُ التَّكْرِمَةُ وَلَا يَجْلِسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ قِيلَ هِيَ الْوِسَادَةُ وَهَذَا التَّفْسِيرُ مَثَلٌ فِي كُلِّ مَا يُعَدُّ لِرَبِّ الْمَنْزِلِ خَاصَّةً تَكْرِمَةً لَهُ دُونَ بَاقِي أَهْلِهِ وَكَرَّامٌ بِفَتْحِ الْكَافِ مُثَقَّلٌ وَالِدُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ الْمُشَبِّهِ الَّذِي أَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ اسْتَقَرَّ عَلَى الْعَرْشِ وَنُسِبَ إلَيْهِ مَنْ أَخَذَ بِقَوْلِهِ فَقِيلَ كَرَّامِيَّةٌ نُقِلَ التَّشْدِيدُ عَنْ صَاحِبِ نَفْيِ الِارْتِيَابِ وَنَصَّ عَلَيْهِ الصَّغَانِيّ وَالْكَرْمُ وِزَانُ فَلْسٍ الْعِنَبُ وَكَرْمَانُ وِزَانُ سَكْرَانَ مَوْضِعٌ.
ك ر م: (الْكَرَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ اللُّؤْمِ، وَقَدْ (كَرُمَ) بِالضَّمِّ (كَرَمًا) فَهُوَ (كَرِيمٌ) وَقَوْمٌ (كِرَامٌ) وَ (كُرَمَاءُ) وَنِسْوَةٌ (كَرَائِمُ) وَرَجُلٌ (كَرَمٌ) أَيْضًا، وَكَذَا الْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ. وَ (الْكُرَامُ) بِالضَّمِّ الْكَرِيمُ، فَإِذَا أَفْرَطَ فِي الْكَرَمِ قِيلَ: (كُرَّامٌ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَ (الْكَرِيمُ) الصَّفُوحُ وَ (أَكْرَمَهُ) يُكْرِمُهُ. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَطَّرِدُ فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَمٍ» بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ مِنْ إِكْرَامٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ وَالْمُدْخَلِ. وَ (الْكَرْمُ) شَجَرُ الْعِنَبِ. وَالْكَرْمُ أَيْضًا الْقِلَادَةُ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فِي عُنُقِهَا كَرْمًا حَسَنًا مِنْ لُؤْلُؤٍ. وَ (الْمَكْرُمَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَكَارِمِ) . وَ (الْمَكْرُمُ) الْمَكْرُمَةُ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ. وَعِنْدَ الْفَرَّاءِ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ. وَ (الْأُكْرُومَةُ) مِنَ الْكَرَمِ كَالْأُعْجُوبَةِ مِنَ الْعَجَبِ. وَ (التَّكَرُّمُ) تَكَلُّفُ الْكَرَمِ وَقَالَ:
تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الْجَمِيلَ فَلَنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بِأَنْ يَتَكَرَّمَا وَ (أَكْرَمَ) الرَّجُلُ أَتَى بِأَوْلَادٍ كِرَامٍ. وَ (اسْتَكْرَمَ) اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَرِيمًا. وَ (التَّكْرِيمُ) وَ (الْإِكْرَامُ) بِمَعْنًى. وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْكَرَامَةُ) . وَيُقَالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الْكَرَامَةَ
وَهُوَ مِثْلُ النُّزُّلِ. وَسَأَلْتُ عَنْهُ بِالْبَادِيَةِ فَلَمْ يُعْرَفْ. 

كرم


كَرَمَ(n. ac. كَرْم)
a. Surpassed, excelled in generosity, in
liberality.

كَرُمَ(n. ac. كَرَم
كَرَمَة
كَرَاْمَة)
a. Was generous, liberal, beneficent; was noble
illustrious; was highminded.
b. Rained much.

كَرَّمَa. Declared, called generous; honoured, exalted.

كَاْرَمَa. Vied with in generosity.

أَكْرَمَa. see II (a)
& V (a).
c. Had generous, high-minded children.

تَكَرَّمَa. Displayed, showed generosity, liberality.
b. ['An], Was exempt, free from (dishonour);
was spotless, stainless, irreproachable.
تَكَاْرَمَ
a. ['An]
see V (b)
إِسْتَكْرَمَa. Sought after that which was noble &c.

كَرْم
(pl.
كُرُوْم)
a. Vine.
b. Grapes.
c. Coin-necklace.
d. see 4 (d)
كَرْمَةa. see 1 (a)b. Vinebranch.

كُرْمa. see 4 (a)
كَرَمa. Generosity, high-mindedness, magnanimity, nobility of
character.
b. Generosity, liberality, munificence.
c. see 25 (a)d. Good, fertile, rich (soil).
أَكْرَمُa. Nobler; more generous &c.

مَكْرَم
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. Noble, generous.

مَكْرَمَة
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. see 17b. Noble, generous deed, action.

مَكْرُمa. see 17 & 17t
(b).
مَكْرُمَةa. see 17t (b)
كَرَاْمَةa. Respect, consideration; honour.
b. Wonder, marvel, prodigy.
c. see 4 (a) (b).
كُرَاْمa. see 25 (a)
كَرِيْم
(pl.
كِرَاْم كُرَمَآءُ
43)
a. Generous; noble-minded; liberal; good, kind;
beneficent; benevolent; kindly, gracious.
b. Noble, illustrious.
c. see 4 (d)d. [ coll. ], A species of
turtle-dove.
كَرِيْمَة
(pl.
كِرَاْم كَرَاْئِمُ
& reg. )
a. fem. of
كَرِيْمb. Precious object; choice thing.
c. High-born lady.
d. Any nobler part of the body.

كَرَّاْمa. Vine-dresser.

كُرَّاْم
كُرَّاْمَةa. Very generous; very noble.

مِكْرَاْمa. see 29
N. P.
كَرڤمَ
a. [ coll. ], Favoured.

N. P.
كَرَّمَa. Respected, esteemed, honoured; venerated.

N. Ac.
كَرَّمَa. Honour, respect, courtesy, hospitable welcome.

N. P.
أَكْرَمَa. see N. P.
كَرَّمَ
N. Ac.
أَكْرَمَa. see N. Ac.
كَرَّمَ
تَكْرِمَة
a. see N. Ac.
كَرَّمَb. Seat of honour; cushion.

الكَرِيْمَتَانِ
a. The eyes.

أُكْرُوْمَة
a. see supra
17t (b)
مَكْرَمَان
a. see 29
كُرْمًا لَهُ
كُرْمَةً لَهُ
كُرْمَى لَهُ
كَرَامَةً لَهُ
a. Out of respect for him.
إِكْرَامًَ لَهُ
a. In honour of him: for his sake.
باب الكاف والراء والميم معهما ك ر م، ك م ر، ر ك م، م ك ر، ر م ك مستعملات

كرم: الكَرَم: شرف الرجل. رجل كريمٌ وقوم كرَمٌ وكِرامٌ، نحو أديم وأدم، [وعمود وعمد] ، وكثر ما يجيء فعل في جمع فعيل وفعول، قال الشاعر :

[وأن يعدين إن كُسِيَ الجواري] ... فتنبو العينُ عن كَرَمٍ عجاف

ورجل كُرامٌ، أي: كريم. وتكرّم [عن الشائنات] ، أي: تنزه، وأكرم نفسه عنها ورفعها. والكَرامةُ: طبق يوضع على رأس الحب. والكَرامةُ: اسم للإكرام، مثل الطاعة للإطاعة ونحوه من المصادر. والمَكْرَمانُ: الكَريمُ، [نقيض] الملامان. وكرُم كرَماً، أي: صار كريماً. والكَرْمُ: القلادة. والكَرْمةُ: طاقة من الكَرْم، قال أبو محجن الثقفي :

إذا مت فادفني إلى أصل كَرْمةٍ ... تروي عظامي بعد موتي عروقها

و [العرب] تقول: هذه البلدة إنما هي كَرْمةٌ ونخلة، يعني بذلك الكثرة. والعرب تقول: هي أكثر الأرض سمنة وعسلة. وإذا جاد السحاب بغيثه قيل: كَرَّم. وكَرُمَ فلان علينا كَرامة. والكَرَمُ: أرض مثارة منقاة من الحجارة. قال الضرير: يقال: أكرمت فاربط، أي: استفدت كريماً فارتبطه .

كمر: الكَمَرُ: جماعة الكمرة.

ركم: الرِّكمُ: جمعك شيئاً فوق شيء، حتى تجعله رُكاماً مَركوماً كرُكام الرمل والسحاب ونحوه من الشيء المرتكم بعضه على بعض، قال الله عز وجل: فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً وثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً . مكر: المَكْرُ: احتيال [في خفية] ، والمَكْرُ: احتيال بغير ما يضمر، والاحتيال بغير ما يبدي هو الكيد، والكيد في الحرب حلال، والمكر في كل حال حرام. والمَكْرُ: ضرب من النبات، الواحدة: مَكْرةٌ، وسميت (لارتوائها) وأما مُكُور الأغصان فهي شجرة على حدة، وضروب من الشجر تسمى المكور، مثل الرغل ونحوه. والمكْرُ: حسن خدالة الساق، فهي مرتوية خدلة، [شبهت بالمَكْر من النبات] ، كما قال :

عجزاء ممكورةٌ خمصانة (قلق)

ورجل مَكْوَرَّى، أي: قصير، عريض، لئيم الخلقة، يقال: يا ابن مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول: قذف كأنما توصف بزنية . والمَكْرُ: المغرة.

رمك: الرَّمكَةُ: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل، والجميع: الرَّمَكُ والأرماك. والرَّامِكُ: شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سكاً، قال : إن لك الفصل على صحبتي ... والمسك قد يستصحب الرّامِكا

والرُّمكةُ: لون في ورقة وسواد، من ألوان الإبل. والنعتُ: أرمكٌ ورَمكاءُ.
[كرم] الكَرَمُ: ضدُّ اللؤم. وقد كَرُمَ الرجل بالضم فهو كَريمٌ، وقومٌ كِرامٌ وكُرَماءُ، ونسوةٌ كَرائِمُ. ويقال: رجلٌ كَرَمٌ أيضاً، وامرأةٌ كرم، ونسوة كرم. وقال  * فتنبو العين عن كرم عجاف * والكرام بالضم، مثل الكَريمِ. فإذا أفرط في الكَرَم قيل كُرَّامٌ بالتشديد. وكارَمْتُ الرجل، إذا فاخرتَه في الكَرَمِ، فكَرَمْتُهُ أكْرُمُهُ بالضم، إذا غلبتَه فيه. والكَريمُ: الصَفوحُ. وكَرُمَ السحابُ، إذا جاء بالغيث. وأكْرَمْتُ الرجل أكرمه، وأصله أؤكرمه مثل أدحرجه، فاستثقلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أتبعوا باقى حروف المضارعة الهمزة. وكذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يعد (*) استثقالا لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم أسقطوا مع الالف والتاء والنون. فإن اضطر الشاعر جاز له أن يرده إلى أصله، كما قال:

فإنه أهل لان يؤكرما * فأخرجه على الاصل. ويقال في التعجب: ما أكرمَه لي. وهو شاذٌّ لا يطرد في الرباعي. قال الاخفش: وقرأ بعضهم: (ومن يهن الله فما له من مكرم) بفتح الراء، أي إكرام. وهو مصدر مثل مخرج ومدخل. والكرم: كرم العنب. والكَرْمُ أيضاً القِلادةُ. يقال: رأيت في عنقها كَرْماً حسناً من لؤلؤ. قال الشاعر: ونَحْراً عليه الدُرُّ تُزْهي كُرومُهُ ترائِبَ لا شُقْراً يُعَبْنَ ولا كُهْبا والكَرْمَةُ: رأس الفخذِ المستدير كأنَّه جوزة تدور في قَلْتِ الوِرك. وقال في صفة فرس: أمرت عزيزاه ونِيطتْ كُرومه إلى كَفَلٍ رابٍ وصلب موثق والمَكْرُمَةُ: واحدة المكارِمِ. وأرضٌ مَكْرَمَةٌ للنبات، إذا كانت جيِّدة النبات. قال الكسائي: المكرم: المكرمة. قال. ولم يجئ على مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مكرم، ومعون وأنشد :

ليوم روع أو فعال مكرم * وقال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته على كثرة الواشين أي معون وقال الفراء: هو جمع مكرمة ومعونة. وعنده أن مفعلا ليس من أبنية الكلام. والاكرومة من الكَرَمِ، كالأعجوبة من العَجَبِ. ويقال للرجل: يا مَكْرَمانُ، بفتح الراء، نقيض قولك: ياملامان، من اللؤم والكرم. والتَكَرُّمُ: تكلُّفُ الكَرَمِ. وقال : تَكَرَّم لتعتاد الجميلَ فلن تَرى أخا كَرَمٍ إلا بأن يتكَرَّما وأكْرَمَ الرجل: أتى بأولاد كِرامٍ. واسْتَكْرَمَ: استحدث عِلقاً كريما. وفي المثل: " استكرمت فاربط ". (*) والكرام، بالضم والتشديد: أكرم من الكريم، والجمع الكرامون. والتكريم الاكرام بمعنى، والاسم منه الكَرامَةُ. والكَرامَةُ أيضاً: طَبَقٌ يوضع على رأس الحُبّ. ويقال: حمل إليه الكرامة. وهو مثل النزل. وسألت عنه في البادية فلم يعرف. ويقال: نَعَمْ وحُبًّا وكَرامة. قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبًّا وكُرْماً بالضم، وحبا وكرمة. قال: وحكى عن زياد بن أبى زياد: ليس ذلك لهم ولا كرمة.

كرم

1 كَرُمَ

, inf. n. كَرَمٌ, It (a thing) was, or became, highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare: (Msb:) followed by عَلَيْهِ: see 1 in art. فجع. b2: كَرُمَتْ

أَرْضُهُ His land yielded increase of its seed-produce, (ISh, K,) and its soil became good, (ISh,) being manured; (ISh, K;) [or it was, or became, generous, or good; i. e., productive, or fertile]. b3: كَرُمْتُ عَلَيْهِ, (S, K, art. عز,) I exceeded him in generosity, or nobleness. (TK, voce عَزٌّ.) 2 كَرَّمَهُ عَلَىَّ [He honoured him above me]. (Kur, xvii. 64). b2: كَرَّمَهُ عَنْ كَذَا [He preserved him from such a thing]: see an ex. in a verse cited in art. عل (conj. 3): and see, here, 4 and 5. b3: كَرَّمَ He highly regarded a horse or the like. b4: See تَكْرِمَةٌ.4 أَكْرَمَهُ He treated him with honour, or courtesy. b2: أَكْرَمَ, and ↓ اِسْتَكْرَمَ, He found a generous horse (فَرَسًا كَرِيمًا). (TA in art. ربط.) See رَبَطَ. b3: أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْضِى

I preserved myself from it. (S in art. عرض. See also 2.) 5 تَكَرَّمَ عَنْهُ

, and ↓ تَكَارَمَ, He shunned it; avoided it; kept, or removed, himself far from it; or preserved himself from it; (K;) for in stance, from foul speech. (TA in art. دقع.) b2: تَكَرَّمَ He affected, or constrained himself, to be generous. (S.) 6 تَكَاْرَمَ see 5.10 اِسْتَكْرَمَ الشَّىْءَ

: see 10 in art. فره. b2: See also 4.

إِبْنُ الكَرْمِ The قِطْف [i. e. grape, or bunch of grapes]. (T in art. بنى.) كَرَمٌ in a horse, &c., generous quality. See حَسَبٌ; and see كَرِيمٌ, and مَكْرُمَةٌ, and شَرِيفٌ.

ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ (Kur, lv. 27) Possessed of majesty, or greatness, and bounty: (Jel:) or, of absolute independence and universal bounty. (Bd.) الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ

: see العُرُوقُ الصُّفْرُ.

كَرِيمٌ Generous; liberal; honourable: noble; high-born; contr. of لَئِيمٌ. (K, &c.) b2: [A generous, a noble, a high-bred, a well-born, or an excellent, horse, &c.; of generous, high, or good, breed or quality.] b3: A thing highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare. (Msb.) b4: [أَرْضٌ كَرِيمَةٌ Productive land. See كَرُمَتْ أَرْضُهُ.] b5: بَعِيرٌ كَرِيمٌ عَلَى أَهْلِهِ [A camel held in high estimation by his owner]. (TA in art. دفع.) b6: [وَجْهُ اللّٰهِ الكَرِيمُ means The glorious face of God: see an ex. voce سُبْحَةٌ.] b7: كَراَئِمُ المَالِ (TA) or الأَمْوَالِ (Mgh, Msb) Such as are held in high estimation, precious, or excellent, of cattle or other possessions; (Mgh, Msb, TA;) the choice, or best, thereof. (Mgh, Msb.) حُبًّا وَكَرَامَةٌ

, see حُبٌّ. b2: لَا وَلَا كَرَامَةً

No; nor a jar-cover: i. e., No: (I will not give thee, or I will not do, what thou requirest,) nor anything else. See حُبٌّ; and see تَكْرِمَة. b3: كَراَمَةٌ, the kind of miracle so called: pl. كَرَامَاتٌ; like the term χαρίσματα as used by St. Paul in 1 Cor. xii. 9: it may be well rendered thaumaturgy: and صاَحِبُ كَراَمَاتٍ a thaumaturgus, or thaumaturgist: see مُعْجِزَهٌ, and قَرَاسَةٌ.

أَكْرَمُ in the sense of كَرِيمٌ, as in أَكْرَمُهُمْ أَبًا: see بَيَاضٌ.

تَكْرِمَةٌ

, syn. with تَكْرِيمٌ; (Mgh;) subst. from كَرَّمْتُهُ; as also ↓ كَرَامَةٌ. (Msb.) مَكْرَمَةٌ A means. or cause, of attaining honour. (Mgh, Msb.) مَكْرُمٌ

: see أَلُوكٌ and يُسْرٌ.

مَكْرُمَةٌ A generous, or honourable, quality or action. (Msb, &c.) b2: عَلِىَ فِى المَكَارِمِ [He became eminent in generous, or honourable, actions or practices or qualities or dispositions]. (Msb in art. علو.) b3: مَكَارِمُ may often be rendered Excellencies.

أَرْضٌ مَكْرُمَةٌ and ↓ كَرَمٌ (tropical:) Generous, good, land: (K, TA:) [good and fertile land:] or dunged and tilled land. (TA.) And أَرْضٌ مَكْرُمَةٌ لِلنَّبَاثِ (tropical:) Land producing good herbage or plants. (S, TA. [In some copies of the S, good for herbage or plants.])
[كرم] نه: في أسمائه "الكريم" تعالى، هو الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه وهو الكريم المطلق، والكريم: الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل. ومنه: إن "الكريم" ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق، لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورئاسة الدنيا والدين، فهو نبيوالهاء للمبالغة. ومنه ح الزكاة: واتق "كراثم" أموالهم، أي نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها لأنها جامعة للكمالات، جمع كريمة. ن: كغزارة اللبن وجمال الصورة وكثرة اللحم أو الصوف. نه: وح: غزو تنفق فيها "الكريمة" ومر في غز. وفيه: خير الناس يومئذٍ مؤمن بين "كريمين"، أي بين أبوين مؤمنين، وقيل: بين أب مؤمن وابن مؤمن فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن، والكريم: من كرّم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه. غ: وقيل: بين فرسين يغزو عليهما. نه: وفي ح أم زرع: "كريم" الخل لا تخادن أحدًا في السر، أرادت المرأة بتأويل شخص. وفيه: لا يجلس على "تكرمته" إلا بإذنه، هو موضع خاص لجلوسه من فراش أو سرير مما يُعد لإكرامه. ن: هي بفتح تاء وكسرها. ط: كفراش وسجادة ونحوهما، وقيل: هي مائدته. ن: "تكرمة" الله هذه الأمة، بالنصب مفعول به أي لا يكون الأمراء من غيركم لتكريم الله هذه الأمة. ك: يحرم من خراسان أو "كرمان"، بضم خاء وكسر كاف، ولبعض بفتحها. و"الكرم" بالسكون شجر العنب، والمراد في بيع الزبيب نفس العنب. ط: من كان له شعر "فليكرمه"، أي فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهن ولا يتركه متفرقًا. غ: ""كرمنا" بني آدم" أي بالنطق والتميز، أو بالأكل باليد. و"مروا" كرامًا"" أي أكرموا أنفسهم من الدخول فيه. و"رزق "كريم"" أكرم من الانقطاع والتنغيص. و"كاتب "كريم"" مختوم، أو لابتدائه بالتسمية. و"قرآن "كريم"" كثير الخير. ونخلة "كريمة" طاب ثمرها أو كثر. والعنب "كرم" يحمل مثل ما يحمل النخلة أو أكثر، أو ذلل لقاطفه.
كرم: كرّم (بالتشديد): مسمّد الأرض بالدمال (ابن العوام 172:1، 343:6).
كرّم: لم يتضح لي المعنى الذي أراده المقري (11، 89) بقوله: لم يلبث أن جاءه بطيفورية مغطاة مكرّمة بطابع مختوم عليها من فضة.
كارم: أنفق بسخاء على أحدهم (ويجرز 26، 3، ابن البيطار 151، 12) (اسم المصدر عند ابن الابار كِرم) وورد عند ابن البيطار ابن القوطية 47 بمكارمة ابن حجاج وإسلام.
كارم: في معجم الطرائف بعد جملة ثم أشار بدر ابنه إليه ورد مثال آخر لهذه الكلمة في مادة قشح ومعناها قدم له هدية أملاً في الثواب.
أكرم تشييعه: قادة بموكب ضخم. (عباد 224:1).
أكرم: الضيف إكراماً بالغاً (معجم الطرائف).
أكرم .. على أو ب: خصص، أعطى، منح (بوشر).
تكرم: بكل سرور، بطيبة خاطر (بوشر).
تكرم: أي الله كريم (الجريدة الآسيوية 1851، 1، 62).
تكارم: عند الحديث المتعلق بشخصين يُقال تكارما أي كانا يتبادلان الاحترام كثيراً (أبحاث 2).
كرم والجمع كروم لم يحسن فريتاج تفسيرها فهي لغةً اسم ومعناها دوالي العنب (فلشر في شرحه لكتاب أبي المحاسن 66، 6 - معجم التنبيه).
كرم والجمع كروم وكرمات (يرى فوك ومصدره معجم الجغرافيا أن الكلمة إسبانية): عنب أو متسع من الأرض مزروع بالعنب، كرمة (بوشر، همبرت 54) حديقة عنب (من هنا يرد المصطلح الغرناطي carem - ( معجم الإسبانية 250 - تقوم 75، 5 - لافونيت - سجلات غرناطة 170) وفي ذلك يقول ابن الخطيب (18): كان يقرأ في شبيبته على الأستاذ الصالح أبي .. الخ - بكرم له خارج الحضرة على أميال منها في فضل العصير قال وجهني يوماً بقُلة من الرُّبَ لأبيعه بالبلد.
يقدم (محيط المحيط). التعريف الآتي: الكرم: العنب وأرض يحوطها حائط فيه أشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها.
وفي (محيط المحيط) أيضاً في مادة بستان: كل أرض يحيطها حائط وفيها نخيل متفرقة وأعناب وأشجار يمكن زراعة ما بينها من الأرض فإن كانت الأشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها فهي كرم وقيل البستان الجنة إن الجنة إن كان من نخل والفردوس إن كان من كرم.
كرم تين: شجرة تين (الجريدة الآسيوية 1813، 220:2).
كرم: زجاجة، قارورة. وإذا كانت الكتابة صحيحة (فيما أورده برسل في ألف ليلة 295:3) يقال كرمين نبيذ.
كرمة: عنب، الأرض التي تثمر العنب (جوليوس) (بوشر) (عبد الواحد 15:24: (عباد 152:2 وانظر 221:3).
كرمة: تينة أو شجرة التين (دومب 69، بوشر بربرية، همبرت الجزائر 53، الجريدة الآسيوية 1853، 151:1 تريبولي؛ وجمعها كرم (شيرب ديال 168).
كرمة: نوع من أنواع خطوط الكتابة (وصف مصر 507:11).
الكرمة البيضاء: عنب، فاشرة (جنس نباتات طيبة من الفصيلة القرعية) (بوشر) (برجرن 835 المستعيني هزار جشان ابن البيطار 131:1 الخ ابن العوام 384:2).
الكرمة السوداء: وهي الفاشرشين (أنظر بروانيا في هذا المعجم) (المستعيني 101).
كرمة شائكة: الفشغ وهي القريولة بعجمية الأندلس وثمرها الأحمر هو المعروف عند عامتهم وفي المغرب بحب النعام (ابن البيطار الجزء الثالث مادة فشغ والجزء الرابع ص57 مادة كرمة شائكة).
كرمان= حضض: أنظر المستعيني في مادة حضض.
شالة كرمان: شال من غير صنع كشمير (بوشر).
كروم الجمل: moricandia suffruticosa ( براكس 282:8).
كريم وتجمع على أكرما (فوك).
الله كريم: (وقتها يحلّها ألف حلاّل) أو (لكل حديث حادث حديث) (بوشر).
كريم: جنس طير يُقال إنه يردد يا كريم (محيط المحيط)؛ أنظر كريمة.
كرامة: اسم المصدر لما تقدم (معجم الادريسي وكرتاس 154، 3).
كرامة: جميل، معروف، فضل. زوّل أفقد الحظوة (ألكالا).
كرامة: فضل فائق (دي سلين ومقدمة ابن خلدون 3، 64).
كرامة: علامة التقدير والاحترام (معجم الادريسي والجريدة الآسيوية 1866:2).
كرامة: علامة الاعتزاز (ألكالا) علامات الشرف، تذكارات أو مجموعة أسلحة تذكاراً لنصر (ألكالا).
كرامة: كرم، سخاء (هيلو).
كرامة: فضل، إحسان (ألكالا).
كرامة: حسن ضيافة (معجم الطرائف)؛ دار كرامة، دار هيأت فيها مائدة للضيوف (ابن جبير 5:126). كرامة: وجبة: (فوك).
كرامة: شهرة (ألكالا) (شهرة مع مزيد من الشرف؛ بكرامة بشهرة) (ألكالا).
كرامة: عظمة ورفعة وبذخ (ألكالا).
كرامة: غرامة، نوع من أنواع الضرائب (بارث 544:5).
لا ولا كرامة: لا سبيل أبداً (الأغاني 39، 7، المقري: 451:2) ولست به ولا كرامة المقصود: لا حباً ولا كرامة (دي ساسي أنيس 502:1) وقد صححها فليشر في ملاحظاته على هذا الكتاب.
هي في كرامتك: يبدو ان معناها: عفوت عنه مراعاة لك (ألف ليلة 442:3).
كرامة خاطرك: من أجلك، حباً لك (بوشر).
كرامة: القدرة على ارتياد العالَم الروحي عند المتصوفة (ابن خلدون 199:1).
أكلناها مشبعة كرامتهم: أتعبتمونا (بوشر).
كرامّي: نوع تمر من تمور الصرة (الكامل الجغرافيا).
كريمة: يقال هو كريمة قومه (الكامل لابن المبرّد108:10).
كرائم المال: نفائسها وخيارها (محيط المحيط) (الحماسة 1:1) (البربرية 637:1).
كريمة: نوع جراد (زيشر 478:10). أنظر: كريم.
فرد كريمة: أعور (همبرت8).
كرّام: صاحب الكرم (باين سميث 1831) (جوليوس) (بوشر، همبرت 182) (بار علي 4871) كرّامي: منسوب إلى صاحب الكرم (فليشر 39).
كارم: كهرمان أصفر (بوشر).
كارمي: وجمعها كارم وأكارم (ابن بطوطة 49:4) تحريف لفظة كانمي من نسل الكانم الزنوج الذين استوطنوا مصر واشتغلوا بتجارة الافاويه وغيرها المستوردة من اليمن. ويطلق عليها، أيضاً، اسم تجار الكارم والتجار الكارمية واصطلاح البهار الكارمي (أنظر ابن بطوطة 4، 49، 259).
إكرام: أجرة، راتب، مكافأة شريفة. (معجم الادريسي، كارتاس 5، 1).
اكرومية: يبدو أن لها معنى خاصاً لدى المصابين بالشذوذ الجنسي (المقري 1، 423، 3).
تكرمة: وهي ما يختص به الإنسان من فرش أو وسادة ونحوهما وهذا هو المشهور وقال القاضي أبو الطيب وقيل المائدة (مخطوطة النويري ص445).
مَكرُمة: دليل التقدير والاحترام (رياض النفوس: 26) وفي غرفة الانتظار جلب له أحد العبيد مائدة محملة بالأطعمة ففكرت بيني وبين نفسي وقلت أهذه مكرمة أم منقصة ما أرى هذه إلا منقصة (وهكذا عند مسلم ص73).
مستكرم: شجرة يُقال لها مستكرم وهي على مثال الكراث لا زائدة ولا ناقص وهي موجودة كثيرة في الحشائش (المختار في كشف الأسرار للجوبري 175).
الْكَاف وَالرَّاء وَالْمِيم

الكَرَم: نقيض اللؤم، يكون فِي الرجل بِنَفسِهِ وَإِن لم كن لَهُ آبَاء.

وَيسْتَعْمل فِي الْخَيل وَالْإِبِل والشّجَر وَغَيرهَا من الْجَوَاهِر إِذا اعَنَوُا العِتْقَ، وَأَصله فِي النَّاس.

قَالَ ابْن الأعرابيّ: كَرَمُ الفَرَس: أَن يَرِق جِلْدُه ويلين شَعرَه وتطيب رَائِحَته.

وَقد كَرُم الرجل وَغَيره كَرَما، وكَرَامة، فَهُوَ كريم، وكريمة، وكِرْمة، ومَكْرَم، ومَكْرَمَة، وكُرَام، وكُرَّام، وكُرَّامة.

وَجمع الْكَرِيم: كُرَماء، وكِرام.

وَجمع الكُرَّامِ: كُرَّامون.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يكسَّر كُرَّام، استغنوا عَن تكسيره بِالْوَاو وَالنُّون.

وَإنَّهُ لكريم من كرائم قومه، على غير قِيَاس، حكى ذَلِك أَبُو زيد.

وَإنَّهُ لكريمة من كرائم قومه، وَهَذَا على الْقيَاس.

وَرجل كَرَم: كريم، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث، لِأَنَّهُ وَصْف بِالْمَصْدَرِ، قَالَ:

لقد زَاد الْحَيَاة إِلَى حُبّا ... بَنَاتِي إنهنّ من الضِّعَاف

مخافةَ أَن يَرَين الْبُؤْس بعدِي ... وَأَن يشربن رَنْقا بعد صَاف

وَأَن يَعْرَين إِن كَسِى الْجَوَارِي ... فتنبو الْعين عَن كَرَم عِجافِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ من المصادر على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره ولكنّه فِي معنى التعجّب قَوْلك: كَرَما وصلفا كَأَنَّهُ يَقُول: أكرمك الله وأدام لَك كَرَما، وَلَكنهُمْ خَزَلوا الْفِعْل هُنَا لِأَنَّهُ صَار بَدَلا من قَوْلك: أكْرم بِهِ وأصلِفْ.

وممّا يُخَصّ بِهِ النداء قَوْلهم: يَا مَكْرَمان، حَكَاهُ الزجّاجيّ.

وَقد حُكى فِي غير النداء، فَقيل: رجل مكرمان عَن أبي العَمَيثل الاعرابيّ، وَقد حَكَاهَا أَيْضا أَبُو حَاتِم.

وكارمني فكرَمْتُه أكرُمه: كنت أكْرم مِنْهُ.

وَأكْرم الرجل، وكرَّمه: أعظمه ونَزَّهه.

وَرجل مِكرام: مُكْرِم، وَهَذَا بِنَاء يخصّ الْكثير.

وَله عَليّ كَرَامَة: أَي عزّازة.

واستكرم الشَّيْء: طلبه كَرِيمًا أَو وجده كَذَلِك.

وَلَا افْعَل ذَلِك وَلَا حُبّا وكُرْما وَلَا كُرْمةً، وَلَا كَرَامة، كل ذَلِك لَا تظهر لَهُ فِعْلا.

قَالَ اللحيانيّ: افْعَل ذَلِك وكرامةً لَك، وكُرْمَى لَك، وكُرْمة لَك وكرما لَك، وكُرْمَة عين.

وتكرَّم عَن الشَّيْء، وتكارم: تنزَّه.

والمَكْرُمة، والمَكْرُم: فعل الْكَرم، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا مَعُون من العون، لِأَن كل " مَفْعُلة " فالهاء لَهَا لَازِمَة إلاّ هذَيْن، قَالَ:

ليَوْم بُؤس أَو فَعالِ مَكْرُم

وَقَالَ جميل:

بُثَيْن الزمي لَا إنّ لَا إِن لزِمْتِه ... على كَثْرَة الواشين أيُّ مَعُونِ

قَالَ بَعضهم: مَكْرُم: جمع مَكْرُمة، ومَعُون: جمع مَعُونة.

والأُكْرومة: المكرُمة. وَأَرْض مَكْرَمة، وكَرَم: كَرِيمَة طيبَة.

وَقيل: هِيَ المعدونة المُثارة.

وأرضان كَرَم، وأرضون كَرَم.

والكَرْم: شَجَرَة العِنَب، واحدتها: كَرْمة، قَالَ:

إِذا مُتّ فادفِنّي إِلَى جَنْب كَرْمة ... تروِّى عِظَامِي بعد موتِي عروقُها

وَقيل: الكَرْمة: الطَّاقَة من الكَرْم.

وجمعهما: كُرُوم.

والكَرْم: القِلادَة من الذَّهَب وَالْفِضَّة.

وَقيل: الكَرْم: نوع من الصياغة الَّتِي تصاغ فِي المخانق.

وَجمعه: كُرُوم، قَالَ:

تَبَاهَي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة.

وكرَّم الْمَطَر، وكُرِّم: كثر مَاؤُهُ، قَالَ أَبُو ذيب يصف سحابا:

وهيَ خَرْجُة واسْتُجيل الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّم ماءٌ صَريحا

وَرَوَاهُ بَعضهم: " وغُرِّم مَاء صَرِيحا ".

قَالَ أَبُو حنيفَة: زعم بعض الروَاة أَن غُرِّم خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ: وكُرِّم مَاء صَرِيحًا وَقَالَ أَيْضا: يُقَال للسحاب إِذا جاد بمائه: كُرِّم، وَالنَّاس على غُرِّم، وَهُوَ أشبه بقوله: وَهِي خَرْجه.

والكرامة: الطَبَق الَّذِي يوضع على الحُبّ. وكَرْمان، وكِرْمان: مَوضِع بِفَارِس.

والكَرْمة: مَوضِع أَيْضا، فَأَما قَول أبي خِرَاش:

وأيقنتِ أَن الْجُود مِنه سجِيَّة ... وَمَا عشتِ عَيْشًا مثل عيشك بالكَرْم

قيل: أَرَادَ الكَرْمة فجمعها بِمَا حواليها.

قَالَ ابْن جنيّ: وَهَذَا بعيد، لِأَن مثل هَذَا إِنَّمَا يسوغ فِي الْأَجْنَاس الْمَخْلُوقَات، نَحْو بُسْرة وبُسر، لَا فِي الاعلام، وَلكنه حذف الهء للضَّرُورَة، واجراه مُجْرَى مَا لَا هَاء فِيهِ.

والكرمة: مُنْقَطع الْيَمَامَة فِي الدهْنَاء عَن ابْن الْأَعرَابِي.
كرم
كرُمَ يَكرُم، كَرَمًا وكرامةً، فهو كريم
• كرُم الرّجلُ:
1 - أعطى عن طِيب خاطر وجاد دون انتظار مقابل، عكسُه بخِل "كرُم السّحابُ: جاد بالغيث النافع- كرُمتِ الأرضُ: زكا نباتُها".
2 - نبُل وعزَّ، عكسه لؤم "الكريم إذا وعد وفى- إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا".
• كرُمت هديَّتُه: نفُست وعزَّت "كرُمت خيولُ السِّباق- أحجار كريمة: نفيسة، كالماس مثلاً". 

أكرمَ يُكرم، إكرامًا، فهو مُكرِم، والمفعول مُكرَم
• أكرم الشَّخصَ: شرَّفه ونزَّهه، رفَع شأنَه وفضّله، أحسن معاملتَه "أكرم والديه/ ضيفَه- ما أكرمه لي: ما أشدَّ تكريمه لي- عند الامتحان يكرم المرءُ أو يهان- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} - {كَلاَّ بَل لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} " ° أكرم مَثْواه: أنزله مُنزلاً كريمًا- أكرم نفسَه عن التَّبذّل: صانها- أكرم وفادَتَه: أكرمه وقام بما يجب القيام به تجاهه. 

تكرَّمَ/ تكرَّمَ على يتكرَّم، تكرُّمًا، فهو مُتكَرِّم، والمفعول مُتكَرَّم عليه
• تكرَّم الشَّخصُ:
1 - تكلَّف الكرَمَ.
2 - تلطَّف وتفضَّل وتعامل بِنُبْل "لو تكرَّمتَ بالجواب".
• تكرَّم على غيره: عامله بكَرَم وسخاء "تكرَّم على تلميذه بهديّة ثمينة". 

كرَّمَ يُكرِّم، تَكريمًا وتَكْرِمَةً، فهو مُكرِّم، والمفعول مُكرَّم
• كرَّمت أسرةُ التعليم مُديرَها: قدّمت له التكريمَ أو التقدير لنبوغه ° حَفْلة التَّكريم: حفلة تقام تقديرًا لشخص واعترافًا بفضله وخدماته.
• كرَّم فُلانًا: أكرمه؛ فضَّله وشرَّفه " {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ} "? كرَّم اللهُ وَجْهَه: شرَّفه. 

إكرام [مفرد]:
1 - مصدر أكرمَ: عكسه إهانة ° إكرامًا له:
 من أجله.
2 - عطاء ورزق.
• ذو الجلال والإكرام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُستحِقّ للتعظيم والإكرام فلا يُجحَد ولا يُكفَر به، الذي يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدُّنيا وبقبوله أعمالَهم في الآخرة. 

إكراميَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إكرام: عَطيّة تُعطى للعامل زيادة على أجره. 

أكرمُ [مفرد]: اسم تفضيل من كرُمَ.
• الأكرم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الكريم الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله نظير. 

أكرمان [مثنى]: مف أكرم
• الأكرمان:
1 - الدِّين والعِرْض.
2 - القلب والكبد.
3 - الرُّكن والحجر الأسود في الكعبة الشَّريفة. 

تكرِمة [مفرد]:
1 - مصدر كرَّمَ.
2 - وسادة الرَّجل التي يقعد عليها "وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلاَ يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ [حديث] ". 

كرامة [مفرد]:
1 - مصدر كرُمَ ° حُبًّا وكرامة: بكلّ سرور وطيب خاطر- له عليّ كرامة: عِزّة.
2 - احترام المرء ذاته، وهو شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما انتقص قَدْره.
• كرامة الإنسان:
1 - (سف) مبدأ أخلاقيّ يُقرِّر أنّ الإنسان ينبغي أن يعامل على أنّه غاية في ذاته لا وسيلة، وكرامته من حيث هو إنسان فوق كلِّ اعتبار.
2 - (سف) أمر خارق للعادة غير مقرون بالتحدِّي ودعوى النبوّة، يُظهره الله على أيدي أوليائه "وليٌّ صاحب كرامات". 

كَرْم [جمع]: جج كُروم، مف كَرْمَة:
1 - عِنَب ° ابنة الكَرْم: الخَمْر.
2 - (نت) شجر متسلِّق يحمل ثمارَ العنب ويُصنع منه النبيذ.
3 - (نت) نبات عشبيّ طبِّيّ مُعترش ذو ساق ضعيفة، يحصل على قوَّته من التزحلق أو الزحف على السطح. 

كَرَم [مفرد]: مصدر كرُمَ.
• بقلة الكَرَم: (نت) أحد أنواع النباتات كثيرة العُصارة ذات عناقيد من الأزهار الأرجوانيّة. 

كَرْميّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين، عديدة التّويجيّات سُفليَّة الأسديّة تشمل الكرم والكَرْميَّة. 

كَرْميّة [جمع]: (نت) نباتات مُعترشات فيها أنواع تصلح للتزيين. 

كُرُوم [مفرد]: (انظر: ك ر و م - كُرُوم). 

كَرِيم [مفرد]: ج كِرام وكُرَماءُ، مؤ كريمة، ج مؤ كِريمات وكرائمُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرُمَ ° حَجَر كريم: نفيس- مرَّ مرور الكِرام: لم يعرِّج، لم يهتمّ بالأمر ولم يقف عنده طويلاً.
2 - صفة لكلّ ما يُرضي ويُحمَد في بابه "وصلني خطابُك الكريم- وجه كريم: مُرضٍ في محاسنه- خُلُق كريم: نبيل سامٍ- قول كريم: مُرضٍ في معانيه وجزالة ألفاظه" ° رزق كريم: كثير- كريم الأصل/ كريم السلالة/ كريم العنصر/ كريم المحتد: شريف.
3 - صفة للقرآن العظيم " {إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ} ".
• الكريم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الشّريف الطّاهر الرّفيع المنزلة، الذي لا يمنُّ إذا أعطى، والذي تكثر منافعه وفوائده، والصّفوح عن الذّنوب " {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ". 

كَريمة [مفرد]: ج كِريمات وكرائمُ: مؤنَّث كَريم: "كرائمُ الأموال: نفائسها وخيارها".
• كريمة الرّجل: ابنته، وهي تستعمل في المواقف الرسميَّة "عقد الأبُ قِرانَ كريمته".
• الكريمتان: العينان "إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمتَيْ عَبْدِي فَصَبَرَ عَوَّضتُّهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ [حديث قدسيّ] ". 

مُكرَّمة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول كرَّمَ: "بُقعة مُكرَّمة- {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} " ° مُكرَّمات الحرب: امتياز يُمنح للجيش المهزوم، وذلك بإبقائه حاملاً سلاحه.
• المُكَرَّمة: صفة لـ (مكّة) المدينة المقدَّسة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، التي يحجّ إليها المسلمون من كافّة أرجاء الأرض. 

مَكرَمة/ مَكْرُمة [مفرد]: ج مكرَمات/ مكرُمات
 ومكارِمُ:
1 - فعل الكَرَم والخير "على قَدْر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قَدْر الكرام المَكارمُ- إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ [حديث]: لأتمِّم الأخلاقَ الكريمة المحمودة".
2 - سبب الكَرَم والتكريم "فعل الخير مكرُمة". 
كرم
(الكَرَمُ، مُحَرَّكَةً ضِدُّ اللُّؤْمِ) يَكُونُ فِي الرَّجُلِ بِنَفسِه، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آباءٌ، ويُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْلِ والإِبِلِ والشَّجَر، وغَيْرِها من الجَواهِرِ إِذَا عَنَوْا العِتْقَ وأَصْلُه فِي النَّاسِ. قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: كَرَمُ الفَرَسِ: أَن يَرِقَّ جِلْدُه، ويَلِينَ شَعرُه، وتَطِيبَ رائِحَتُه. وَقَالَ بَعْضُهم: ((الكَرَمُ: مِثلُ الحُرِّيَّةِ إلاَّ أَنَّ الحُرِّيَّةَ قد تُقالُ فِي المَحَاسِنِ الصَّغِيرَةِ والكَبِيرَةِ، والكَرَمُ لَا يُقالُ إِلَّا فِي المَحَاسِنِ الكَبِيرَةِ، كإِنْفَاقِ مَالٍ فِي تَجْهِيزِ غَزَاةٍ، وتَحَمُّلِ حَمَالَةٍ يُوقَى بِهَا دَمُ قَوْمٍ، وقِيلَ: الكَرَمُ: إِفَادَةُ مَا يَنْبَغِي لَا لِغَرضٍ، فَمَنْ وَهَبَ المَالَ لِجَلْبِ نَفْعِ اَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ، أَوْ خَلاصٍ من ذَمٍّ فَلَيْس بكَرِيمٍ.
وَقد (كَرُمَ) الرَّجُلُ وغَيرُه، (بِضَمِّ الرَّاءِ كَرَامَةً) على القِياس والسَّمَاعِ (وكَرَمًا وكَرَمَةً، مُحَرَّكَتَيْنِ) سَمَاعِيَّان، (فَهُوَ كَرِيمٌ، وكَرِيمَةٌ، وكِرْمَةٌ، بِالكَسْرِ، ومُكْرَمٌ، ومُكْرَمَةٌ) ، بِضَمِّهِمَا، (وكُرَامٌ، كَغُرَابٍ و) إِذا أَفْرَطَ فِي الكَرَمِ قِيلَ: كُرَّام، مثل: (رُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ) .
(ج:) أَي: جَمْعُ الكَرِيمِ (كُرَمَاءُ، وكِرَامٌ) ، بِالكَسْر.
(و) إِنَّه لَكَرِيمٌ مِنْ (كَرَائِمِ) قَومِه، على غَيرِ قَياسٍ، حَكَى ذَلِكَ أَبُو زَيْد. وإنَّه لَكَرِيمَةٌ مِنْ كَرَائِمِ قَومِهِ، وهَذَا على الْقيَاس، وَإِلَيْهِ أَشَارَ الجَوهَرِيُّ بقَوْلِه: ونِسْوَةٌ كَرَائِمُ.
(وجَمْعُ الكُرَّامِ) كَرُمَّانٍ: (الكُرَّامُونَ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّرُ كُرَّامٌ اسْتَغْنُوْا عَن تَكْسِيرِهِ بِالوَاوِ والنُّونِ.
(ورَجُلٌ كَرَمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِيمٌ) ، يُسْتَعْمَلُ (لِلوَاحِدِ) وَهُوَ ظَاهِرٌ، (والجَمْعِ) ، كَأَدِيمِ وأَدَمٍ، وكَذَلِكَ: امْرأَةٌ كَرَمٌ ونِسْوَةٌ كَرَمٌ؛ لأنَّه وَصْفٌ بِالمَصْدَرِ، نَقَلَه اللَّيْثُ. وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِسَعِيدِ بنِ مَسْحوجٍ الشَّيْبَانِيِّ كَذَا ذَكَرَه السِّيرَافِيُّ، وذَكَر أَيْضا أَنَّه لرَجُلٍ من تَيْمِ اللاَّتِ بنِ ثَعْلَبَةَ اسمُه عِيسَى، وذَكَرَ المُبَرِّدُ فِي أَخْبارِ الخَوَارِج أنَّه لأبِي خَالِدٍ القَنانِيِّ:
(لقد زَادَ الحَياةَ إليَّ حُبًّا ... بَناتِي إِنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ)

(مَخَافَةَ أَنْ يَرَيْنَ البُؤْسَ بَعْدِي ... وأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقًا بَعْدَ صَافِي)

(وأَنْ يَعْرَيْنَ إِنْ كُسِيَ الجَوَارِي ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَن كَرَمٍ عِجَافِ)

قَالَ الأزْهَرِيُّ: ((والنَّحَوِيُّونَ يُنْكِرُونَ مَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا يُقالُ: رَجُلٌ كَرِيمٌ وقَوْمٌ كِرَامٌ ثُمَّ يُقالُ: رَجُلٌ ورِجَالٌ كَرَمٌ كَمَا يُقالُ: رَجُلٌ عَدْلٌ وقَوْمٌ عَدْلٌ)) .
قَالَ سِيبَوَيْهِ: (و) مِمَّا جَاءَ من المَصَادِرِ على إِضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوكِ إِظْهَارُه، ولكِنَّه فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ قَولُك: (كَرَمًا) وصَلَفًا (أَيْ:) أَكْرَمَكَ الله و (أَدَامَ الله لَكَ كَرَمًا) ؛ ولَكِنَّهُم خَزَلُوا الفِعْلَ هُنَا لأنَّه صَارَ بَدَلاً مِن قَولِك: أَكرِمْ بِهِ وأَصْلِفْ.
(و) مِمَّا يُخَصُّ بِهِ النِّداءُ قَولُهم: (يَا مَكْرَمانُ) - بِفَتْحِ المِيمِ والرَّاءِ - حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ، وَقد حُكِيَ فِي غَيْرِ النِّداء فَقِيلَ: رَجُلٌ مَكْرَمَان عَن أَبِي العَمَيْثَلِ الأعْرابِيِّ (للكَرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ) والصَّدْرِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد حَكَاها أَيْضا: أَبُو حَاتِمٍ، وَهُوَ نَقِيضُ قَوْلِك: يَا مَلأَمَانُ.
(وكَارَمَه) : فَاخَرَهُ فِي الكَرَمِ (فَكَرَمَهُ، كَنَصَرَهُ) أَي: (غَلَبَهُ فِيهِ) أَي: الكَرَمْ.
(وأَكْرَمَهُ) إِكْرَامًا (وكَرَّمَهُ) تَكْرِيمًا: (عَظَّمَه ونَزَّهَهُ) ، والاسْمُ مِنْهُما: الكَرَامَةُ، قَالَ أَبُو المُثَلّم:
(ومَنْ لَا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَا يُكَرَّمِ ... )
وقِيل: الإكرامُ والتَّكْرِيمُ: أَن يُوصَلَ إِلَى الإنْسَانِ بنَفْعٍ لَا تَلْحَقُه فِيهِ غَضَاضَةٌ، أَو يُوصَل إِلَيْهِ بشيءٍ شَرِيفٍ، وَقَالَ الشاعِرُ:
(إِذَا مَا أَهانَ امرؤٌ نَفْسَه ... فَلا أَكرمَ اللهُ مَنْ اَكْرَمَهْ)

(والكَرِيمُ: الصَّفُوحُ) عَن الذَّنْبِ، واختْلَفُوا فِي مَعْنَى الكَرِيم على ثَلاثِين قَولاً كَمَا فِي البَصَائِرِ للمُصّنِّف.
(ورَجلٌ مِكْرامٌ: مُكْرِمٌ لِلنَّاسِ) ، وَهَذَا بِناءٌ يَخُصُّ الكَثِيرَ.
(وَله عَليَّ كَرامَةٌ أَيْ: عَزَازَةٌ) ، وَهُوَ اسْم من الإكْرام يوضَعُ مَوْضِعَه كَمَا وُضِعَتْ الطَّاعةُ مَوْضِعَ الإطَاعَةِ والغارَةُ مَوْضِع الإغارَةِ.
(واسْتَكْرَمَ الشَّيءَ: طَلَبَه كَرِيمًا) . وَفِي الصِّحاحِ: اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَريمًا، وَمِنْه اسْتَكْرَمَ العَقَائِلَ، إِذَا نَكَحَ النَّجِيباتِ.
(أوِ) اسْتَكْرَمَه: (وَجَدَه كَرِيمًا) ، وَمِنْه قَولُهم: اسْتَكْرَمْتَ فارْتَبِطْ.
(و) قَالَ اللَّحْيَانِيُّ: (افْعَلْ كَذَا وكَرَامَةً لَكَ، بِالفَتْح، وكُرْمًا، وكُرْمَةً، وكُرْمَى، وكُرْمَةَ عَيْنٍ، وكُرْمَانًا، بِضَمِّهِنَّ) . الأخِيرَةُ لَيْست فِي نَوَادِرِه، وإِنَّمَا وُجِدَتْ بخَطِّ أبِي سَهْلٍ وأبِي زَكَرِيَّا فِي نُسْخَة الإصْلاح لابنِ السِّكِّيتِ. وقَولُهم: لَيْسَ لَهُم ذَلِك وَلَا كُرْمَة، حُكِيَ عَن زِيادِ بن أبي زِيادٍ، نَقَلَه ابنُ السِّكِّيت، وَكَذَلِكَ نَعِيمَ عَيْنٍ ونَعْمَةَ عَيْنٍ، ونُعامَى عَيْنٍ، عَن اللِّحياني، قَالَ غَيرُه: وَلَا أَفْعَلُ ذَلِك وَلَا حُبًّا وَلَا كَرَامَةً وَلَا كُرْمَةً وَلَا كُرْمًا، كُلُّ ذَلِك (وَلَا تُظْهِر لَهُ فِعْلاً) .
(وتَكَرَّم عَنْه وتَكَارَم: تَنَزَّهَ) ، قَالَ اللَّيْثُ: تكرَّم فُلانٌ عَمَّا يَشِينُه، إِذَا تَنَزَّهَ وأَكرمَ نَفسَه عَن الشِّائِنَاتِ.
(والمَكْرُمُ والمَكْرُمَةُ، بِضَمِّ رَائِهِما والأُكْرُومَةُ، بِالضَّمِّ: فِعلُ الكَرَمِ) كالأُعْجُوبَة من العَجَب. وَفِي الصّحاح: المَكْرُمَةُ: واحِدَةُ المَكَارِم. وَقَالَ الكِسَّائِيُّ: المَكْرُمُ: المَكْرُمَةُ، ولَمْ يَجِئ [على] مَفْعُلٌ للمُذَكَّر إِلَّا حَرْفان نَادِرَانِ، لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا: مَكْرُمٌ ومَعْوُنٌ. وأنْشَدَ لأبِي الأخْزَرِ الحِمَّانِيِّ.
(نِعْمَ أخُو الهَيْجَاءِ فِي الْيَوْمِ اليَمِى ... )

(لِيَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعَالِ مَكْرُمِ ... )

وَقَالَ جَمِيلٌ:
(بُثَيْنَ الْزَمِي " لَا " إِنّ " لَا " إِنْ لَزِمْتِه ... على كَثْرةِ الوَاشِينَ أَيُّ مَعُونِ)

وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ، وعِنْدَه أنّ مَفْعُلا لَيْسَ من أَبْنِيَة الكَلام. قُلتُ: وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي " م ل ك " مُفَصَّلا فراجِعْه.
(وأَرضٌ مَكْرُمَةٌ) ، بِضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِها (وكَرَمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِيمَةٌ طَيِّبَةٌ) ، وقِيلَ: هِيَ المَعْدُونَةُ المُثَارَةُ، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: أرضٌ مَكرَمةٌ للنَّبَاتِ إِذا كَانَت جَيِّدَةً للنّبَاتِ، وَفِي بَعضِ نُسَخِه: مَكْرَمَةٌ للنَّبَاتِ.
(وأرضٌ) كَرَمٌ (وأَرْضَانِ) كَرْمٌ (وأَرَضُونَ كَرَمٌ) : مُثَارَةٌ مُنَقَّاةٌ من الحِجَارَةِ. (والكَرْمُ) ، بِفَتْح فَسُكُونٍ (العِنَبُ) ، واحِدَتُهُ: كَرْمةٌ، قَالَ:
(إذَا مُتُّ فادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... يُرَوِّي عِظَامِي بعدَ مَوْتِي عُروقُها)

وقِيلَ: الكَرْمةُ: الطَّاقَةُ الوَاحِدَةُ من الكَرْمِ.
وَمن المَجَازِ: هَذِه الكُورةُ إِنَّمَا هِيَ كَرْمَةٌ ونَخْلَةٌ، يَعْنِي بِذَلِكَ الكَثْرَةَ، كَمَا يُقالُ: إنّما هِيَ سَمْنَةٌ وعَسْلَةٌ.
(و) الكَرْمُ: (القِلادَةُ) . يُقال: (رأَيتُ فِي عُنُقِها كَرْمًا حَسَنًا من لُؤْلُؤٍ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وقِيل: هِيَ القِلادَةُ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وأنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِير:
(لقد وَلَدَتْ غَسَّانَ ثالِبَةُ الشَّوَى ... عَدُوسُ السُّرَى لَا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها)
وأنشَدَ غَيرُه:
(فيا أَيَّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه ... بكَرْمَيْنِ كَرْمَيْ فِضَّةٍ وفَرِيدِ)

(وأَرْضٌ) كَرْمٌ: مُثَارَةٌ (مُنْقَّاةٌ من الحِجَارَةِ) ، والصَّحِيح أَنه بالتَّحْرِيك كَمَا تَقَدَّم قَرِيبًا.
(و) قِيلَ: الكَرْمُ (نَوعٌ من الصِّيَاغَةِ) الَّتِي تُصاغُ (فِي المَخَانِقِ) .
(أَو بَناتُ كَرْمٍ: حَلْيٌ كَانَ يُتَّخَذُ فِي الجَاهِلِيَّةِ) .
(ج: كُرومٌ) وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ.
(ونَحْرًا عَلَيه الدُّرُّ تُزْهِي كُرومُه ... تَرائِبَ لَا شُقْرًا يُعَبْنَ وَلَا كُهْبَا)

وَقَالَ آخرُ:
(تَبَاهَى بِصَوْغٍ من كُرومٍ وفِضَّةٍ ... مُعَطَّفةٍ يَكْسُونَها قَصَبًا خَدْلا)

وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِيرٍ فِي أُمِّ البَعيثِ: (إِذَا هَبَطَتْ جَوَّ المَرَاغِ فَعَرَّسَتْ ... طُرُوقًا وأَطْرَافُ التَّوَادِي كُرُومُها)

(و) الكَرَمُ، (بِالتَّحْرِيكِ: ع) ، وبِه فُسِّرَ قَولُ أبِي ذُؤَيْب:
(وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ منْه سَجِيَّةٌ ... ومَا عِشْتَ عَيْشًا مِثْلَ عَيْشِكِ بِالكَرَمِ)

(و) كَرْمَى، (كَسَكْرَى: ة بِتَكْرِيتَ) .
(و) من المَجازِ: (كَرَّمَ السَّحابُ تَكْرِيمًا) : جَادَ بِمَطَرِه.
(و) كُرِّم السَّحابُ، (تُضَمُّ كَافُه) ، إِذَا (كَثُرَ مَاؤُهُ) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِف سَحَابًا:
(وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّمَ مَاءً صَرِيحا)

ورَواهُ بَعضُهم: وغُرِّمَ مَاء صَرِيحا. قَالَ أَبُو حَنِيفَة: زَعَمَ بَعضُ الرُّواةِ أَنَّ غُرِّمَ خَطَأٌ، وَهُوَ أَشْبَه بقَولِه: ((وَهِي خَرْجُه)) .
(وكَرْمَانُ) ، بِالفَتْحِ (وقَدْ يُكْسَرُ، أَو) الكَسْرُ (لَحْنٌ) ، اقْتَصَرَ الرُّشاطِيُّ على الفَتْحِ، وهَكَذا نَقَلَه الجَوَالِيقِيِّ عَن ابنِ الأنْبَارِيِّ، قَالَه نَصْرٌ، وجَمَع بَيْنَهما ابنُ الأثِير، وفَرَّقَ ابنُ خِلِّكان فَقَالَ: الفَتْحُ فِي البَلْدَةِ والكَسْرُ فِي الإقْلِيمِ، والصَّوابُ: بِالعَكْسِ، وخُطِّئَ ياقُوتُ فِي الفَتْحِ فِيهِما، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: كَرْمَانُ: اسْمُ بَلَدٍ، بَالفَتْحِ، وَقد أُوْلِعَتِ العامَّةُ بِكَسْرِها، قَالَ: وَقد كَسَرَها الجَوْهَرِيّ فِي (رَحَب) فَقَالَ يَحْكِي قَولَ نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ: " أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ فِي طَاعَة الكِرْمَانِيُّ " (إِقْلِيمٌ بَيْنَ فارِسَ وسِجِسْتَان) قَالَ ابنُ خُرْدَاذْبَه: هِيَ مِائَةٌ وثَمَانونَ فَرْسَخًا فِي مِثْلِها، افْتَتَحها عَبدُ الرّحْمن بنُ سَمُرَةَ بنِ جُنْدِبٍ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ.
(و) كِرْمانُ، بِالكَسْرِ، وضَبَطه ابنُ خِلِّكان، بالفَتْح: (د قُربَ غَزْنَةَ ومَكْرانَ) ، بَيْنَه وبَيْنَ حُدودِ الهندِ أربعةُ أيَّام.
(والكَرْمَةُ: ع) وبِه فُسِّر قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ: ((مِثْلَ عَيْشِك بِالكُرْم)) قِيل: أَرادَ بِالكُرْمَةِ هَذَا المَوضِع فجَمَعَها بِمَا حَوَالَيْها، واسْتَبْعَدَه ابنُ جِنِّي.
(و) أَيضًا: (ة بِطَبَسَ) .
(و) أَيْضا: (رَأْسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيرُ) كَاَنَّه جَوْزَةٌ تَدُورُ فِي قَلْتِ الوَرِك، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ فِي صِفَة فَرَسٍ:
(أُمِرَّتْ عَزِيزَاه ونِيطَتْ كُرومُه ... إِلَى كَفَلٍ رَابٍ وصُلْبٍ مُوثَّقِ)

(و) الكُرْمَةُ، (بِالضَّمِّ: نَاحِيَةٌ بِاليَمَامَةِ) . قَالَ ابنُ الأَعْرِابِيّ: هُو مُنْقَطَعُ اليَمَامَةِ بِالدَّهْناء.
(والكَرَامَةُ: طَبَقٌ) يُوضَعُ على (رَأْسِ الحُبِّ) والقِدْرِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُقالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الكَرَامَةَ، وَهُوَ مِثْلُ النُّزُلِ، وسَأَلتُ عَنهُ فِي البَادِيَةِ فَلم يُعْرَفْ. قُلتُ: وبِه فَسَّرَ بَعضٌ قَولَهم: حُبًّا وكَرَامَةً، كَمَا تَقَدَّم فِي " ح ب ب ".
(و) كَرَامَةُ: (جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ) العِجْلِيِّ مَوْلاهُم (شَيْخِ البُخَارِيِّ) وأبِي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ وابنِ ماجَةَ وابنِ صَاعِدٍ والمَحَامَليِّ وأبِي مَخْلَدٍ، وقَد رَوَى عَن أبِي أُسَامَةَ وطَبَقَتِه، مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْن وخَمسِين ومِائَتَيْن، وَكَانَ صاحبَ حَديثٍ.
(و) كَرَامَةُ (بنُ ثَابِتٍ) الأنْصَارِيُّ (مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، ذَكَرَه ابنُ الكَلْبِيِّ فيمَن شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عليٍّ من الصَّحَابة.
(والكَرِيمَانِ) همَا (الحَجُّ والجِهَادُ، منْه) الحَدِيثُ: (خَيْرُ النَّاسِ) يَوْمَئِذٍ (مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْن) ، أَوْ مَعْنَاه بَيْنَ فَرسَيْن يَغْزُو عَلَيْهِما، أَو بَعِيرَيْن يَسْتَقِي عَلَيْهِما، (و) قِيلَ: بَيْنَ أَبَوَيْن مُؤْمِنَيْن. و (أَبَوَانِ كَرِيمَان مُؤْمِنَان) أَي: بَيْنَ أبٍ مُؤْمِنٍ هُوَ أَصْلُه وابنٍ مُؤْمِنٍ هُوَ فَرْعُه، فَهُوَ بَيْنَ مُؤْمِنَيْنِ هُمَا طَرَفَاه وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
(وكَرِيمَتُك: أَنفُكَ) .
(و) قِيلَ: (كُلُّ جَارِحَةٍ شَرِيفَةٍ كَالأُذُن) والعَيْنِ (واليَدِ) فَهُوَ: كَرِيمَةٌ.
وَقَالَ شَمِر: كُلُّ شيءٍ مُكرَم عَلَيْك فَهُوَ: كَرِيمُك وكَرِيمَتُك.
(والكَرِيمَتَان: العَيْنَانِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ القُدْسِيُّ: " إنّ الله يَقولُ إِذَا أَنَا أَخذتُ من عَبْدِي كَرِيمَتَيْه وَهُوَ بِهما ضَنِينٌ، فَصَبر لِي لَمْ أَرْضَ لَهُ بهما ثَوابًا دُونَ الجَنَّة " يُرِيد جَارِحَتَيْه أَي: الكَرِيمَتَيْن عَلَيْهِ، وهما العَيْنان. ويُروَى: كَرِيمَتُه بِالإفْرَاد. قَالَ شَمِر: قَالَ إسحاقُ ابنُ مَنْصُورٍ: قَالَ بَعضُهم: يُرِيدُ أَهْلَهُ، قَالَ: وبَعضُهم يَقولُ: [يُرِيد] عينه.
(وسَمَّوْا كَرَمًا، كَجَبَلٍ، وكِتَابٍ، وعَزِيزٍ، وزُبَيْرٍ، وسَفِينَةٍ، ومُعَظَّمٍ، ومُكَرَّمٍ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّواب: ومُكْرَمًا. فمِنَ الأولِ: كَرَمٌ، وَأَبُو الكَرَم، كَثِيرُونَ.
وَمن الثّانِي: أَبُو أَحْمَدَ إلياسُ بنُ كِرَامٍ البُخَارِيُّ، عَن أحْمَدَ بنِ حَفْصٍ، وأبُو الكِرام عَبدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عليٍّ الجَعْفَرِيُّ المَدَنِيُّ وابْنُه محمّدٌ، لَهُ أخْيارٌ، وحَفِيدُه دَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن مَالِكٍ، وعبدُ الوَهَّاب بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ أبِي الكِرَامِ، عَن أحمدَ بنِ محمدِ بنِ المُهَنْدِس الهَرَوِيّ، وأُمُّ الكِرام بنتُ الحَسَنِ بنِ زَكَرِيّا، رَوَى عَنْهَا السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الكِرَامِ جَعْفَرُ بنُ مُحمّدِ بنِ عَبْد السَّلامِ من شُيوخِ ابنِ جَمِيع. وَأَبُو الكِرام مُحَمَّدُ بنُ أحمدَ البَزَّازُ المِصْرِيُّ عَن المَنْجَنِيقِيّ.
وَمن الثَّالِثِ: كَرِيمُ بنُ أبِي حازِمٍ، رَوَى عَنهُ أبانُ بنُ عبدِ الله البَجَلِيُّ، وزُرَيْقُ بن كَريمٍ عَن عَبد الله بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ يُونُسَ بنُ عُبَيْدٍ، وكَرِيمُ بنُ عَفِيفٍ الخَثْعَمِيُّ كَانَ مَحْبُوسًا عِنْدَ مُعاوِيَةَ بنِ أبِي سُفْيان، فَشفعَ فِيه عبدُ الله بنُ شَمِرٍ فَقالَ: يَا أميرِ المُؤْمِنين: هَبْ لي ابنَ عَمِّي فإنّه كَرِيمٌ كاسْمِه، فوَهَبَه لَهُ، وكَرِيمُ ابنُ الحارِثِ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه، وَقد رَوَى عَن أَبِيه، وضَبَطَه البُخَارِيُّ بِالضَّمِّ والصَّوابُ: الفَتْح، نَبَّه عَلَيْهِ الحافِظُ، روى عَنهُ ابنُه زُرَارَةٌ، وكَرِيمُ الدِّينِ عَبدُ الكَرِيمِ بنُ عَبدِ الله [بنِ] مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ جَدٌّ لِشَيْخِنَا العَلاَّمةِ محمدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَبْد الكَرِيم الكَرِيمِيِّ.
وَمن الرَّابِع: كُرَيْمٌ شَيْخٌ لأبِي إسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، جَزَم فِيهِ ابنُ مَاكُولا بِالضَّمِّ، وكُرَيْمٌ بنُ أبِي مَطَرٍ المَرْوَزِيُّ عَن عِكْرِمَةَ، وَأَبُو كُرَيْمٍ الهَمَدَانِيُّ، قُتِلَ بِنَهَاوَنْدَ، ويُوسُفُ بنُ عِيسى بنِ يُوسُفَ. ابنِ عِيسى بنِ كُرَيْمٍ العَفِيفُ الدِّمْيَاطِيُّ، مِمَّن أَخَذَ عَن الشَّرَفِ الدِّمْيَاطِيِّ، وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ زَيْدِ بنِ عُيَيْنَةَ بنِ كُرَيْمٍ الأنْصَارِيُّ مَدَنيٌّ عَن أَنَسٍ.
وَمن الخَامِس: كَرِيمَةُ المَرْوَزِيَّةُ رَاوِيَةُ البُخَارِيِّ، وعِدَّةُ نِسْوَةٍ غَيْرِها، وأَبُو كَرِيمَةَ الحُرُّ بنُ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ، لَهُ صُحْبَةٌ.
وَمن السَّادِس: هِبَةُ الله بنُ مُكَرَّمٍ عَن أَبِي البطر، وابنُه مُكَرَّمُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَن قَاضِي المَارِسْتَان وأَخُوه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ ابنُ هِبَةِ الله، سَمِعَ أَبَا الوَقْتِ، وابنُ أخِيهِ عَلِيُّ بن مُكَرَّمِ بنِ هِبَةِ الله عَنْ أبِي شَاتِيل، والجَمَالُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الصَّدْرِ الأوْحَدِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي العِزِّ مُكَرَّمِ ابنِ الشَّيْخِ نَجِيبِ الدِّينِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ الأنْصَارِيُّ الرُّوَيْفِعِيُّ الخَزْرَجِيُّ مُؤَلِّفُ لِسانُ العَرَبِ الَّذِي مِنْهُ مادَّةُ كِتَابِي هَذَا، ولِدَ بِالقَاهِرة سنة ثَلاثِين وسِتِّمِائة، وعُمِّرَ وَتَفَرَّدَ بالعَوَالِي، وسَمِع مِنْهُ الذَّهَبِيُّ والسُّبْكِيُّ والبِرزالِيُّ الحُفَّاظُ، وتُوفِّي سَنَةَ إحدَى عَشَرَ وسَبْعِمائةٍ، وأَبُوه من أَكَابِر الفُضَلاء، وولَدُه قُطْبُ الدِّينِ حَدَّثَ أَيْضا، ومُكَرَّمُ بنُ المُظَفَّرِ العيزربي من شُيُوخ الدِّمياطيِّ، مَاتَ سنة اثْنَتَيْن وسَبْعِين وسِتِّمِائة.
وَمن السَّابع: مُكْرَمُ بنُ أبِي الصَّقْرِ وطَائِفَة.
(ومُحَمَّدُ بنُ كَرَّامٍ، كَشَدَّادٍ) بنِ عِراقِ بن حِزَابَة أبُو عَبْدِ الله السِّجْزِيُّ (إِمَامُ الكَرَّامِيَّةِ) ، جَاورَ بِمَكَّةَ خَمسَ سِنِين، وَوَرد نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه طاهرُبنُ عَبدِ الله، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الشَّامِ، وَعَاد إِلَى نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه مُحَمَّدُ بنُ طاهِرٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنها فِي سَنَة إحدَى وخَمْسِين ومِائَتَيْن إِلَى القُدْسِ، فَمَاتَ بِها فِي سنةِ خَمسٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْن، حَدَّث عَن مَالِكِ بنِ سُلَيْمَانَ الهَرَوِيِّ. وعَلِيِّ بنِ حَجَرٍ، وصَحِبَ أحمدَ بنَ حَرْبٍ الزَّاهدَ، وأَكْثَر عَن أحمدَ بنِ عَبدِ الله الجُوَيْبَارِيِّ، وَعنهُ مُحمدُ بنُ إسمْاعِيلَ بنِ إسْحاقَ، وإبْراهِيمُ بنُ مُحمدِ بنِ سُفْيَانَ، صَاحِبُ مُسلِمٍ، ومِنْ مَشَاهِيرِ اصْحَابِه أَبُو يَعْقُوبَ إسْحَاقُ بنُ مَحْمِشٍ الوَاعِظُ إِمامُهم فِي عَصْرِه، أَسلَمَ على يَدِهِ من أهْلِ الكِتَابَيْن والمَجُوس نَحوٌ من خَمْسَةِ آلَاف مَا بَين رَجُلٍ وامْرَأَةٍ، وماتَ سنَةَ ثَلاثٍ وثَمانِينَ وثَلاثِمِائَةٍ، وَقد ذَكَرَهُ العُتْبِيُّ فِي التَّارِيخِ اليَمَنِيِّ وأَثْنَى عَلَيْهِ، واخْتُلِفَ فِي رَاءِ مُحمّدِ بنِ كَرَّام فَقِيلَ: هَكَذَا بالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ المَشْهُورُ يُقالُ: كانَ أَبُوهُ يَحْفَظُ الكَرْمَ، وبِهِ سُمِّي. قَالَ الحافِظُ: وَوَقَعَ فِي سِفْرِ أبي الغتم البُسْتِيِّ بِالتَّخْفِيفِ، ووَقَعَتْ فِي ذَلِك قِصَّةٌ للصَّدْرِ بنِ الوَكِيلِيِّ، ذَكَرَهَا الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكيُّ. قُلتُ: وإلَيْه مَالَ العُتبِيُّ وأَنشَدَ فِي تَارِيخِه:
(إِنَّ الذينَ بِجَهْلِهِمْ لَمْ يَقْتَدُوا ... بُمُحَمَّدِ بنِ كِرَامِ غَيرُ كِرامِ)

(الرّأْيُ رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ وَحْدَهُ ... والدِّينُ دِينُ مُحمّدِ بنِ كِرَامِ)

وَبِه استدَلَّ ابنُ السُّبْكِيِّ على التَّخْفِيفِ، وأَيَّدَه بأنّ وَالِدَه الشَّيخَ الإمَامَ كَانَ يَسْمَعُهُما ويقرِّهُما، وَهُوَ (القَائِلُ بِأَنَّ مَعْبُودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأَنَّه جَوْهَرٌ) فِي مَكَان مُمَاسٍٍّ لعَرْشِه فَوقَه (تَعالَى الله عَن ذَلِكَ) عُلُوًّا كَبِيرًا، وقَدْ أَوْرَدَ هذِه المَقالَةَ عَنهُ الشّهْرسْتَانِيُّ فِي المِلَلِ والنِّحْلِ ويَاقُوتُ وغَيْرُهُما من العُلماءِ، ووَافَقَه على هذِه خَلْقٌ لَا يُحْصَوْن بِنَيْسَابُور وهَرَاةَ.
(والتَّكْرِمَةُ: التَّكْرِيمُ) مَصْدر كَرَّمَ وَله نَظَائِرُ.
(و) أَيْضا (الوِسَادَةُ) وَهُوَ المَوْضِعُ الخَاصُّ لِجُلُوسِ الرَّجُلِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ سَرِيرٍ، ممّا يُعَدُّ لإكرامِه، وهِي تَفْعِلَةٌ مِن الكَرَامة، وَمِنْه الحَدِيث: " وَلَا يُجْلَسُ على تَكْرِمَتِه إِلَّا بإذْنِه ".
(و) كِرْمانُ، ويُقالُ (كِرْمَانِيُّ بنُ عَمْرِو) بنِ المُهَلَّبِ المُغَنِّي (بِالكَسْرِ) ويَاءِ النِّسْبَةِ: أَخو مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ البَصرِيِّ (مُحَدِّثٌ) عَن حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَعنهُ إِسْحَاقُ بنُ إبراهيمَ بن شَاذَانَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (كَرُمَتْ أَرْضُه) العَامَ (بِضَمِّ الرَّاءِ) إذَا (دَمَلَهَا) بالسِّرْقِينِ ونَحْوه، (فَزَكَا زَرْعُها) ، وطَابَتْ تُرْبَتُها، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. قَالَ: وَلَا يَكْرُم الحَبُّ حَتَّى يكونَ كثيرَ العَصْفِ، يَعْنِي التِّبْنَ والوَرَقَ.
(وكُرَمِيَّةُ بِالضَّمِّ وفَتْحِ الرَّاءِ) وتَشْدِيدِ اليَاءِ (ة) .
(وكَرَمِينِيَّةُ) بفَتْح الكَافِ والرَّاء وكَسْرِ المِيمِ وتَشْدِيدِ اليَاءِ (وتُخَفَّفُ، أَوْ) هِيَ (كَرْمِينَةُ) بِغَيْرِ يَاءٍ مُشَدَّدَةٍ (د ببخارى) . وَقَالَ ابنُ الأثِير: بينَها وبَيْن سَمَرْقَنْدَ. وَمِنْهَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ ورَّاقُ أَبِي بَكْرٍ بنِ دُرَيْدٍ ذَكَره الأمِيرُ وأَبُو عَبْد الله مُحَمَّدُ بنُ ضَوْءِ بنِ المُنْذِرِ الشَّيْبانِيُّ الكَرْمِينِيُّ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلاَّمٍ، وأَبُو الفَرَج عَزِيزُ بنُ عبدِ الله البُخارِيُّ الكَرْمِينِيُّ الشَّافِعِيُّ أَحَدُ المُناظِرِينِ بِبُخَارَا.
(وأَكْرَمَ) الرَّجُل: (أَتَى بِأَوْلادٍ كِرَامٍ) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وأَعْتَدْنَا لَهَا (زرْقًا كَرِيمًا} } أَيْ: (كَثِيرًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وَقل لَهما قولا كَرِيمًا} أَيْ: (سَهْلاً لَيِّنًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: (ويُدْخِلْكم مُدْخَلاً كَرِيمًا) أَيْ: حَسَنًا، وَهُوَ الجَنَّةَ.
(وَفِي الحَدِيثِ) الَّذِي رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ أَنَّه صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: " لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ فَإِنَّمَا الكَرْمُ الرَّجلُ المُسْلِمُ " قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((أَرادَ أَنْ يُقَرِّبَ ويُسَدِّدَ مَا فِي قَولِه عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ) بِطَرِيقَةٍ أَنِيقَةٍ ومَسْلَكٍ لَطِيفٍ (ولَيْسَ الغَرَضُ حَقِيقَةَ النَّهْيِ عَن تَسْمِيِتَه) أَي العِنَب (كَرْمًا، ولكِنَّهُ رَمْزٌ إِلَى أَنَّ هَذَا النَّوعَ مِنْ غَيْر الأناسِيِّ المُسَمَّى بِالاسْمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ أنتُم أَحِقَّاءُ بأَنْ لَا تُؤَهِّلُوهُ لِهَذِه التَّسْمِيَةِ غَيْرَةً للمُسْلم التَّقِيِّ أَنْ يُشَارَكَ فِيمَا سَمَّاهُ الله تَعالَى، وخَصَّهُ بِأَنْ جَعَلَهُ صِفَتَه، فَضْلاً أنْ تُسَمُّوا بالكَرِيمِ مَنْ لَيْسَ بمُسْلِمٍ، فَكَأَنَّه قَالَ: إِنْ تَأَتَّى لَكُم أَنْ لَا تُسَمُّوهُ مَثَلاً باسْمِ الكَرَمِ، وَلَكِن بالجَفْنَةِ أَو الحَبَلَةِ) أَو الزَّرْجُونِ (فافْعَلُّوا)) ) . قَالَ: (وقَوْلُه: فإنَّمَا الكَرْمُ أَيْ فَإِنَّمَا المُسْتَحِقُّ لِلاسْمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ) الرَّجُلُ (المُسْلِمُ) .
وَقَالَ الأزهَرِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ الكَرَمَ الحَقِيقِيَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ الله تَعالَى، ثُمَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ مَنْ آمَنَ بِه وأَسْلَمَ لأمْرِهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَامُ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فيُقَالُ: رَجُلٌ كَرَمٌ، ورَجُلانِ كَرَمٌ، ورِجَال كَرَمٌ، وامْرَأَة كَرَمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ أُقِيمَ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فَخَفَّفَتِ العَرَبُ الكَرْمَ وهم يُرِيدُون كَرَمَ شَجَرَةِ العِنَبِ لِمَا ذُلِّلَ من قُطُوفِهِ عِنْدَ اليَنْعِ، وكَثُرَ مِنْ خَيْرِهِ القَاطِفَ. ونَهَى صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم عَن تَسْمِيَتِهِ بِهَذَا الاسْم، لِأَنَّهُ يُعْتَصَرُ مِنْهُ المُسْكِرُ المَنْهِيُّ عَن شُرْبِهِ، وأَنَّه يُغَيِّرُ عَقْلَ شَارِبِهِ، ويُورِثُ شُرْبُه العَدَاوةَ والبَغْضَاءَ وتَبْذِيرَ المَالِ فِي غير حَقِّهِ. وقَالَ: الرَّجُلُ المُسلِمُ أَحقُّ بِهذِه الصِّفَةِ من هَذِه الشّجَرة.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: سُمِّيَ الكَرْمُ كَرْمًا لأنَّ الخَمرَ المُتَّخَذَةَ مِنْهُ تَحُثُّ على السَّخَاءِ والكَرَمِ وتَأْمُر بِمَكَارِمِ الأخْلاَقِ، فاشتَقُّوا لَهُ اسْمًا من الكَرَم للكَرْم الَّذِي يَتَولَّدُ مِنْهُ، فكَرِهَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم أَنْ يُسَمَّى أَصلُ الخَمْر باسْمٍ مَأْخُوذٍ من الكَرَم، وجَعَلَ المُؤْمِنَ أَولَى بِهذَا الاسْمِ الحَسَنِ، وأَنْشَدَ:
(والخَمْرُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الكَرَمِ ... )
ولِذَلكَ يُسَمَّى الخمْرُ رَاحًا لأَنَّ شَارِبَها يَرْتَاحُ للعَطَاءِ أَي يَخِفُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الكَرِيمُ مِنْ صِفَاتِ الله تَعَالَى وأَسْمَائِهِ، وَهُوَ الكَثِيرُ الخَيْرِ، وقِيلَ: الجَوَادُ، وقِيل: المُعْطِي الَّذِي لَا يَنْفَدُ عَطَاؤُه، وقِيلَ: هُوَ الجَامِعُ لأَنْوَاعِ الخَيْرِ والفَضَائِلِ والشَّرَفِ، وقِيلَ: حَمِيدُ الفِعَالِ، وَقيل: العَظِيمُ، وقِيلَ: المُنَزَّهُ عَمّا لَا يَلِيقُ، وقِيلَ: الفَضُولُ، وقِيلَ: العَزِيزُ، وقِيلَ: الصَّفُوحُ، وَقد ذَكَره المُصَنِّفُ، فهَذَا مَا قِيل فِي تَفْسِير اسْمِه تَعَالَى، وَقَالَ بَعْضُهم: الكَرَمُ إِذا وُصِفَ تَعالَى بِهِ فَهُوَ اسمٌ لإحْسَانِهِ وإِنْعَامِهِ، وَإِذا وُصِفَ بِهِ الإنسانُ فَهُوَ اسمٌ للأَخْلاقِ والأَفْعَالِ المَحْمُودَةِ الَّتِي تَظْهَرُ مِنْهُ، وَلَا يُقالُ: هُوَ كَرِيمٌ حتّى يَظْهَرَ مِنْهُ ذَلِكَ.
والكَرِيمُ أَيضًا: الحُرُّ.
والنَّجِيبُ.
والسَّخِيُّ.
والطَّيِّبُ الرَّائِحَة.
والطَّيِّبُ الأَصْلِ.
وَالَّذِي كَرَّمَ نَفسَه عَن التَّدنُّسِ بِشَيءٍ من مُخَالَفَةِ رَبِّهِ.
وَأَيْضًا الرَّقِيقُ الطَّبْعِ.
والحَسَنُ الأَخْلاقِ.
والواسِعُ الصَّدْرِ.
والحَسِيبُ.
والمُخْتَارُ المَزيِّنُ.
والمُحْسِنُ.
والعَزِيزُ عِندَك.
والحَجُّ.
وأَيضًا: الجِهَادُ.
وفَرسٌ يُغْزَى عَلَيْهِ.
والبَعِير يُسْتَقَى بِهِ. وَهَذِه الأَرْبَعَةُ ذَكَرَها المُصنِّف.
وكِتابٌ كَرِيم، أَي: مَخْتُومٌ أَو حَسَنٌ مَا فِيهِ.
وقرآنٌ كَرِيمٌ: يُحْمَدُ مَا فِيهِ من الهُدَى والبَيَانِ والعِلْمِ والحِكْمَةِ.
وقَولٌ كَرِيمٌ: سَهْلٌ لَيِّنٌ.
ورِزقٌ كَرِيمٌ أَيْ: كَثِيرٌ، وَقد ذَكَرَهُمَا المُصَنِّفُ.
ومَدْخَلٌ كَرِيمٌ: حَسَنٌ.
والكَرِيمُ أَيْضا: الرَّئِيسُ.
والعَفِيفُ.
والجَمِيلُ.
والعَجِيبُ الغَرِيبُ.
والعَالِمُ، والنَّفِيسُ.
والمَطَرُ الجَوْدُ.
والمُعْجِزُ.
والذَّلِيلُ على التَّهَكُّم، فهَذِه نَيْفٌ وثلاثُون قَولاً فِي مَعْنَى الكَرِيم، وَلم أَرَه مَجْمُوعًا فِي كِتابٍ.
قَالَ الفَرَّاء: العَربُ تَجْعَلُ الكَرِيمَ تَابِعًا لِكُلِّ شَيءٍ نَفَتْ عَنهُ فِعْلاً تَنْوِي بِهِ الذَّمَّ، ويُقالُ: أَسَمِينٌ هَذَا؟ فَيُقال: مَا هُوَ بِسَمينٍ وَلَا كَرِيمٍ، وَمَا هَذِه الدَّارُ بِوَاسِعَةٍ وَلَا كَرِيمَةٍ. والمُكَارَمَةُ: أَنْ تُهْدِيَ لإنْسانٍ شَيْئًا ليُكافِئَكَ عَلَيْه، وَهِي مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْكَرَمِ، وَمِنْه الحَدِيثُ فِي الخَمْرِ: " إِنَّ الله حَرَّمَها وحَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا "، وَمِنْه قَولُ دُكَيْن:
(إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قَطَنِ بْنِ دَارِمِِ ... )

(أَطْلُبُ دَيْنِي مِنْ أَخٍ مُكَارِمِ ... )
أَي: يُكافِئُني على مَدْحِي إيَّاهُ.
وأَكْرَمتُ الرَّجُلَ أُكْرِمُه وأَصْله أُأَكْرِمُه، كَأُدَحْرِجُه فَإن اضْطُرَّ جَازَ لَهُ أَن يُرَدَّهُ إِلَى أَصْلِه كَمَا قَالَ:
(فإنَّه أَهْلٌ لأَنْ يُؤَكْرَمَا ... )
نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ويُقالُ فِي التّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي، وَهُوَ شَاذٌّ، لَا يَطَّردُ فِي الرُّبَاعِيِّ.
قَالَ الأخْفَشُ: وقَرَأَ بَعْضهم: {مَا لَهُ من مكرم} بفَتْح الرَّاء، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ: مُخْرَجٍ ومُدْخَلٍ.
وتَكَرَّمَ: تَكَلَّفَ الكَرَمَ قَالَ المُتَلَمِّسُ:
(تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الجَمِيلَ ولَنْ تَرَى ... أَخَا كَرَمٍ إلاَّ بأَنْ يَتَكَرَّمَا)

والكَرِيمَةُ: الأهْلُ، وقِيلَ: شَقِيقَةُ الرَّجُل، والجَمْعُ: الكَرَائِم.
وكَرائِمُ المَالِ: نَفَائِسُه.
والكَرِيمَةُ: الحَسِيبُ، يُقال: هُوَ كَرِيمَةُ قَومِه قَالَ:
(وأَرَى كَرِيمَكَ لَا كَرِيمَةَ دُونَه ... وأَرَى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأجْوَادِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمَةُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوه " أَي: كَرِيمُ قَومٍ. وقَولُ صَخْرِ بنِ عَمْرٍ و:
(أَبَى الفَخْرَ أَنَّي قَدْ أَصَابُوا كَرِيمَتِي ... وأَنْ لَيْسَ إِهْدَاءُ الخَنَا مِنْ شِمَالِيَا)

يَعنِي بِقَوْلِه: كَرِيمَتي أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ بنَ عَمْرٍ و.
والتَّكْرِيمُ: التَّفْضِيلُ.
وَفِي الحَدِيثِ: " إِنَّ الكَرِيمَ ابنَ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيم يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ [ابنِ إسحقَ] بنِ إبراهِيمَ "؛ لأنَّه اجتَمَع لَهُ شَرَفُ النَبوّةِ والعِلْمِ والجَمَالِ والعِفَّةِ وكَرَمِ الأخْلاقِ [والعَدلِ] ، ورِياسةِ الدُّنْيَا والدِّينِ.
والأكَارِمُ جَمْع: كِرَام، وكِرَامٌ جَمْعُ: كَرِيمٍ.
والكَرَامَةُ: أمرٌ خَارِقٌ للعَادَةِ غَيرُ مُقَارَنٍ بِالتَّحَدِّي ودَعْوَى النُّبُوَّةِ.
والكَرَّامُ، كشَدَّادٍ: حَافِظُ الكَرْمِ.
وكَرَامٌ، كَسَحَابٍ: والِدُ مُحَمَّدٍ رَئِيسِ الكَرَامِيّة، أَحَدُ الأقْوال فِي ضَبْطِه كَما فِي لِسَان الميزَانِ.
وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ كَرَّامٍ الإسْكَنْدَرانِيُّ، وراشِدُ بنُ نَاجِي، وأَبو كَرَّامٍ كِلاهُمَا كَشَدَّادٍ كَتَب عَنْهُمَا السِّلَفِيُّ.
والمُكَرِّمِيَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى أبِي المُكَرِّمِ.
وكِرْمانِيَّةُ، بِالكَسْر: قَرْيَةٌ بِفارِس.
وكرمون: عَلَمٌ.
وكذَا: كُرَيِّمٌ، مُصَغَّرًا مُشَدَّدًا.
وبَنُو كَرامَةَ: بُطَيْنٌ بِطَرَابْلسِ الشَّامِ.
ومَحَلَّةُ كرمين: قريَة بمِصْر من أَعمالِ الغَرْبِيَّة.
ومَحَلَّةُ الكُرُوم: قَرْيَتَان بالبُحَيْرة.
وَفِي المَثَل: ((لَا يأْبَى الكَرَامَةَ إِلَّا حِمارٌ)) ، المُرادُ بِهِ الوِسَادَةُ فِي أَصْلِ المَثَل، قَالَه المفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ، وأولُ من قَالَه عَلِيٌّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ، ثمَّ اسْتُعْمِل لنَوْعٍ من المُقَابَلَةِ.

كرم: الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ

المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق. والكَريم: الجامع

لأَنواع الخير والشرَف والفضائل. والكَريم. اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عز

وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم. ابن سيده: الكَرَم نقيض

اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل

والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس قال ابن

الأَعرابي: كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.

وقد كَرُمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَماً وكَرامة، فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ

وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة

(* قوله «ومكرم ومكرمة» ضبط في الأصل

والمحكم بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد، وقال السيد مرتضى فيهما بالضم).

وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ، وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام، وجمع

الكُرَّام كُرَّامون؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو

والنون؛ وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد.

وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه، وهذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم

وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، ونسوة كَرائم. ابن

سيده وغيره: ورجل كَرَمٌ: كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول:

امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوح

(* قوله

«مسحوح» كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات) الشيباني: كذا ذكره

السيرافي، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة، اسمه عيسى،

وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ، وأَنه منعته الشفقة

على بناته، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني

فقال: ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي

خالد القَناني:

أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ،

وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ

أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى،

وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ؟

فكتب إليه أَبو خالد:

لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً

بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ

مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي،

وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ

وأنْ يَعْرَيْنَ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي،

فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ

ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري،

وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ

أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا،

وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ؟

قال أَبو منصور: والنحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كَرِيم

وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار، ولكن يقال رجل كَرَم ورجال

كَرَم أي ذوو كَرَم، ونساء كَرَم أي ذوات كرَم، كما يقال رجل عَدْل وقوم

عدل، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ. وقال أَبو عبيد: رجل

كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد، قال: وكُرام، بالتخفيف، أبلغ في

الوصف وأكثر من كريم، وكُرّام، بالتشديد، أَبلغ من كُرَام، ومثله ظَرِيف

وظُراف وظُرَّاف، والجمع الكُرَّامون. وقال الجوهري: الكُرام، بالضم، مثل

الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام، بالتشديد، والتَّكْرِيمُ

والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الكَرامة؛ قال ابن بري: وقال أَبو

المُثَلم:ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم

(* هذا الشطر لزهير من معلقته).

ابن سيده: قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك

إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً، كأَنه يقول أَكرمك الله

وأَدام لك كَرَماً، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك

أَكْرِمْ به وأَصْلِف، ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان؛ حكاه الزجاجي،

وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي؛

قال ابن سيده: وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم. ويقال للرجل يا مَكرمان، بفتح

الراء، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم. وروي عن النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله

حَرَّمها، فقال الرجل: أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ؟ فقال: إن الذي حرَّمها حرَّم

أن يُكارَم بها؛ المُكارَمةُ: أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه،

وهي مُفاعَلة من الكَرَم، وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها

إليهم ليُثِيبوني عليها؛ ومنه قول دكين:

يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ،

إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ،

أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ

أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه، يقول: لا أَطلب جائزته بغير

وَسِيلة. وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم، فكَرَمْته أَكْرُمه،

بالضم، إذا غلبته فيه. والكَريم: الصَّفُوح. وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه:

كنت أَكْرَمَ منه. وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه: أَعْظَمه ونزَّهه. ورجل

مِكْرام: مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أَكْرَمْتُ الرجل

أُكْرِمُه، وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا

الثانية، ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، وكذلك يفعلون، ألا تراهم

حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع

الأَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما

قال:فإنه أَهل لأَن يُؤَكْرَما

فأَخرجه على الأصل. ويقال في التعجب: ما أَكْرَمَه لي، وهو شاذ لا يطرد

في الرباعي؛ قال الأخفش: وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من

مُكْرَم، بفتح الراء، أي إكْرام، وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل. وله عليَّ

كَرامةٌ أَي عَزازة. واستَكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك. ولا

أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا

تُظهر له فعلاً. وقال اللحياني: أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك

وكُرْمةً لك وكُرْماً لك، وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ

ونُعامَى عَينٍ

(* قوله «ونعامى عين» زاد في التهذيب قبلها: ونعم عين أي بالضم،

وبعدها: نعام عين أي بالفتح). ويقال: نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً؛ قال ابن

السكيت: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً، بالضم، وحُبّاً وكُرْمة. وحكي عن

زياد بن أَبي زياد: ليس ذلك لهم ولا كُرْمة.

وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم: تَنزَّه. الليث: تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه

إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات، والكَرامةُ: اسم يوضع

للإكرام

(* قوله «يوضع للإكرام» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: يوضع موضع

الإكرام)، كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة، والغارةُ موضع الإغارة.

والمُكَرَّمُ: الرجل الكَرِيم على كل أَحد. ويقال: كَرُم الشيءُ الكَريمُ

كَرَماً، وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً. والتَّكَرُّمُ: تكلف الكَرَم؛ وقال

المتلمس:

تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى

أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ يتَكَرَّما

والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، وفي الصحاح: واحدة المَكارمِ

ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها

لازمة إلا هذين؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني:

مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي،

ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ

ويروي:

نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي

وقال جميل:

بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِه،

على كَثرةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

قال الفراء: مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ.

والأُكْرُومة: المَكْرُمةُ. والأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.

وأَكْرَمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام. واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً

كريماً. وفي المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ. وروي عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو

بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا

أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد

أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان،

يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه. وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ

وكَريمتُك. قال شمر: وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.

والكَرِيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد:

وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه،

وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ

(* قوله «منقع الاجواد» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً

لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش).

أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك. وأَما قوله،

صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين، فقال قائل: هما

الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين

كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين

هما طَرَفاه وهو مؤْمن. والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس

بشيءٍ من مخالفة ربه. ويقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه. وفي حديث

آخر: أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه

بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم،

والهاء للمبالغة؛ قال صخر:

أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي،

وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا

يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو. وأَرض مَكْرَمةٌ

(* قوله «وأرض

مكرمة» ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال

شارحه: هي بالضم والفتح) وكَرَمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة،

وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم. والكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من

الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت

هذه بُقْعَة مَكْرَمة. الجوهري: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة

للنبات. قال الكسائي: المَكْرُمُ المَكْرُمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر

إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَكْرُمٌ ومَعُون. وقال الفراء: هو جمع

مَكْرُمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام،

ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.

وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه

حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله

الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب

كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.

وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعاً

لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم. يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال:

ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة. وقال: إنه

لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم

والحِكمة.

وقوله تعالى: وقل لهما قولاً كَريماً؛ أَي سهلاً ليِّناً. وقوله تعالى:

وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً؛ أي كثيراً. وقوله تعالى: ونُدْخِلْكم

مُدْخَلاً كريماً؛ قالوا: حسَناً وهو الجنة. وقوله: أَهذا الذي كَرَّمْت

عليّ؛ أي فضَّلْت. وقوله: رَبُّ العرشِ الكريم؛ أَي العظيم. وقوله: إنَّ

ربي غنيٌّ كريم؛ أي عظيم مُفْضِل. والكَرْمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْمة؛

قال:

إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْمةٍ

تُرَوِّي عِظامي، بَعْدَ مَوْتي، عُرُوقُها

وقيل: الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم، وجمعها كُروُم. ويقال: هذه

البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة، يُعنَى بذلك الكثرة. وتقول العرب: هي أَكثر

الأرض سَمْنة وعَسَلة، قال: وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّمَت.

وفي حديث أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا

تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهري: وتفسير

هذا، والله أَعلم، أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة

مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره، وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال: رجل

كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث

لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الكَرْم، وهم يريدون كَرَمَ

شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال

وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن

تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه، وأَنه يغير عقل

شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه، وقال:

الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بكر: يسمى الكَرْمُ

كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر

بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه، فكره

النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم

وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن؛ وأَنشد:

والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الكَرَمِ

وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛

وقال الزمخشري: أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل: إن أَكْرَمَكم

عند الله أَتْقاكم، بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وليس الغرض حقيقة

النهي عن تسمية العنب كَرْماً، ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن

لا يُشارَك فيما سماه الله به؛ وقوله: فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي

إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم. وفي الحديث:

إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه

اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق

والعَدل ورِياسة الدنيا والدين، فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع

أربعة في النبوة. ويقال للكَرْم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون.

وقوله في حديث الزكاة: واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق

بها نفْسُ مالكها، ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في

حقّها، وواحدتها كَرِيمة؛ ومنه الحديث: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي

العزيزة على صاحبها.

والكَرْمُ: القِلادة من الذهب والفضة، وقيل: الكَرْم نوع من الصِّياغة

التي تُصاغُ في المَخانِق، وجمعه كُروُم؛ قال:

تُباهِي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة

يقال: رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ؛

قال الشاعر:

ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه

تَرائبَ لا شُقْراً، يُعَبْنَ، ولا كُهْبا

وأَنشد ابن بري لجرير:

لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى،

عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها

ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث:

إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ

طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها

والكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء

العرب. وقال ابن السكيت: الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد

غيره تقوية لهذا:

فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه

بكَرْمَيْنِ: كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ

وقال آخر:

تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ،

مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا

وفي حديث أُم زرع: كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛

أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.

وفي الحديث: ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمةُ: الموضع

الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه، وهي تَفْعِلة من

الكرامة.

والكَرْمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من

الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس:

أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُومُه

إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ

وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً:

وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا

بُ مِنْه، وكُرِّم ماءً صَرِيحا

ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن

غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا

جاد بمائه كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه.

الجوهري: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.

والكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر. ويقال:

حَمَلَ إليه الكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم

يُعرف. وكَرْمان وكِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْمانُ اسم بلد، بفتح

الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب

فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة

الكِرْمانيّ؟ والكَرْمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي

خِراش:وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ،

وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ

قيل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل

هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام،

ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال

أَبو ذؤيب

(* قوله «أبو ذؤيب إلخ» انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب،

إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش) في الكُرْم:

وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية،

وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالكُرْم

قال: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابن شميل: يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان

العامَ، وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون

كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق. والكُرْمةُ: مُنْقَطَع اليمامة في

الدَّهناء؛ عن ابن الأعرابي.

كلم

[كلم] الكَلامُ: اسم جنسٍ يقع على القليل والكثير. والكَلِمُ لا يكون أقلّ من ثلاث كلمات، لأنَّه جمع كَلِمَةٍ، مثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ. ولهذا قال سيبويه: " هذا بابُ علم ما الكَلِمُ من العربية " ولم يقل: ما الكلام، لأنَّه أراد نفس ثلاثة أشياء: الاسم والفعل والحرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً، وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة. وتميمٌ تقول: هي كَلِمَةٌ بكسر الكاف. وحكى الفراء فيها ثلاث لغات: كَلِمَةٌ، وكِلْمَةٌ، وكلمة، مثل كبد وكبد وكبد، وورق وورق وورق. والكلمة أيضا: القصيدة بطولها. والكَليمُ: الذي يُكَلِّمُكَ. يقال: كَلَّمْتُهُ تكليما وكلاما، مثل كذبته تكذيبا وكذابا. وتكلمت كلمة وبكلمة. وكالَمْتُهُ، إذا جاوبته. وتَكالَمْنا بعد التهاجر. ويقال: كانا مُتَصارِمَيْنِ فأصبحا يَتَكالَمانِ، ولا تقل يَتَكَلَّمانِ. وما أجد متكلما بفتح اللام، أي موضع كلام. والكَلمانِيُّ : المِنْطيق. والكَلْمُ: الجراحة، والجمع كُلومٌ وكِلامٌ. تقول: كَلَمْتُهُ كَلْماً. وقرأ بعضهم: (دابَّةً من الأرض تكلمهم) ، أي تجرحهم وتسمهم. والتكليم: التجريح. قال عنترة: إذ لا أزالُ على رِحالَةِ سابحٍ نَهْدٍ تعاوره الكماة مكلم وعيسى عليه السلام كلمة الله سبحانه، لانه لما انتفع به في الدينا انتفع بكلامه سمى به. كما يقال: فلان سيف الله، وأسد الله.
(ك ل م) : (فِي الْحَدِيثِ) «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ» هِيَ قَوْله تَعَالَى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ إذْنُهُ فِي النِّكَاحِ وَالتَّسَرِّي.
ك ل م

سمعته يتكلّم بكذا، وكلّمته وكالمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان. وموسى كليم الله. ونطق بكلمة فصيحة، وبكلمات فصاح وبلكمٍ، وجاء بمراهم الكلام، من أطايب الكلام. ورجل كليم: منطيق. وكلم فلان وكلّم فهو كليم ومكلم، وهم كلمى، وبه كلم وكلام وكلوم.

ومن المجاز: حفظت كلمة الحويدرة لقصيدته، وهذه كلمة شاعرة، وهذا مما يكلم العرض والدين.

كلم


كَلَمَ(n. ac.
كَلْم)
a. Wounded, hurt.

كَلَّمَa. Spoke to, addressed, accosted; talked to, conversed
with.
b. see I
كَاْلَمَa. Talked, conversed with.

تَكَلَّمَ
a. [acc.
or
Bi], Spoke; uttered (words).
تَكَاْلَمَa. Talked, conversed.

كَلْم
(pl.
كِلَاْم
كُلُوْم
27)
a. Wound.

كَلْمَة
(pl.
كَلَمَات)
a. see 5t
كِلْمَة
(pl.
كِلَم)
a. see 5t
كَلِمa. Meaningless word.
b. Incomplete sentence.

كَلِمَة
(pl.
كَلِم
& reg. )
a. Word.
b. Speech, discourse.
c. Saying; sentence.
d. Poem.

كَلَاْمa. Language.
b. Speech; discourse; talk; utterance.
c. Phrase, sentence, proposition.

كُلَاْمa. Rough ground.

كَلِيْم
(pl.
كُلَمَآءُ)
a. Interlocutor.
b. (pl.
كَلْمَى), Wounded.
كَلْمَاْنِيّ
كَلَمَاْنِيّa. Eloquent.

N. P.
كَلڤمَa. see 25 (b)
N. Ac.
كَاْلَمَ
a. Colloquy; dialogue.

N. Ag.
تَكَلَّمَa. Speaker.
b. The first person ( in grammar ).
c. Theologian; metaphysician, dialectician;
rhetorician.

N. Ac.
تَكَلَّمَa. Language; speech.
b. Word; saying.

كِلِمَّانِيّ كِلِّمَانِيّ
a. see 33yi
تِكْلَام تِكِلَّام
a. see 33yi
العَشَر الكَلِمَات
a. The Ten Commandments.

الكَلِمَة الإِلَهِيَّة
a. The Word of God.
عِلْم الكَلَام
a. Theology; dialectics, metaphysics; rhetoric.

كُلَّمَا
a. As often as, each time that, whenever.

كُلَّمَا
a. Whatsoever, whatever.

كُلُّمَنْ
a. Whoever, whosoever.

كلم

3 كَالَمَهُ i. q.

نَاطَقَهُ. (TA in art. نطق.) 5 تَكَلَّمَ غَنْهُ He spoke for him; syn. عَبَّرَ. (S, Msb, art. عبر.) 6 تَكَالَمَا They spoke, talked, or discoursed, each with the other. (S, * M.) كَلِمَةٌ A word: (Kull, 301:) an expression: (K:) a proposition: a sentence: [a saying:] an argument. (Kull.) An assertion: an expression of opinion.

كَلَامٌ is a gen. n., applying to little and to much, or to few or many; (S, TA;) to what is a sing. and to what is a pl. (TA.) It may therefore be rendered A saying, &c.; and sayings, or words: see an ex. voce أَفْكَلُ, in art. فكل. b2: كَلَامٌ Speech; something spoken; [diction; language;] parlance; talk; discourse: (Msb, &c.:) a saying: a say: something said: in grammar, a sentence.

الكَلِمُ الطَّيِّبُ: see طَيِّتٌ. b3: كَلَامٌ: also, a quasi-inf. n. for تكليم, sometimes governing as a verb, [like the inf. n.,] accord. to some of the grammarians; as in the following ex.: قالوا كلامك هنداً وهى مصغية يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا (Sharh Shudhoor edh-Dhahab.) See إِسْمُ مَصْدَرٍ. b4: عِلْمُ الكَلَامِ [The theology of the Muslims;] a science in which one investigates the being and attributes of God, and the conditions of possible things with respect to creation and restitution, according to the rule of El-Islám; which last restriction is for the exclusion of the theology of the philosophers. (KT.) رَجُلٌ كِلِّيمٌ

, like سِكِّيتّ [and حِدِّيثٌ] i. q. مِنْطِيقٌ. (Ibn-'Abbád, Z, TA.) كُلْيَةٌ of a bow: see أَبْهَرُ b2: of a مَزَادَة: see خُرْبَةٌ.

مُتَكَلِّمٌ A Muslim theologian. See عِلْمُ الكَلَامِ.
ك ل م : كَلَّمْتُهُ تَكْلِيمًا وَالِاسْمُ الْكَلَامُ وَالْكَلِمَةُ بِالتَّثْقِيلِ لُغَةُ الْحِجَازِ وَجَمْعُهَا كَلِمٌ وَكَلِمَاتٌ وَتُخَفَّفُ الْكَلِمَةُ عَلَى لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ فَتَبْقَى وِزَانَ سِدْرَةٍ وَالْكَلَامُ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنْ أَصْوَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ لِمَعْنًى مَفْهُومٍ.
وَفِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ هُوَ اسْمٌ لِمَا تَرَكَّبَ مِنْ مُسْنَدٍ وَمُسْنَدٍ إلَيْهِ وَلَيْسَ هُوَ عِبَارَةً عَنْ فِعْلِ الْمُتَكَلِّمِ وَرُبَّمَا جُعِلَ كَذَلِكَ نَحْوَ عَجِبْتُ مِنْ كَلَامِكَ زَيْدًا فَقَوْلُ الرَّافِعِيِّ الْكَلَامُ يَنْقَسِمُ إلَى مُفِيدٍ وَغَيْرِ مُفِيدٍ لَمْ يُرِدْ الْكَلَامُ فِي اصْطِلَاحِ النُّحَاةِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا مُفِيدًا عِنْدَهُمْ وَإِنَّمَا أَرَادَ اللَّفْظَ وَقَدْ حَكَى بَعْضُ الْمُصَنِّفِينَ أَنَّ الْكَلَامَ يُطْلَقُ عَلَى الْمُفِيدِ وَغَيْرِ الْمُفِيدِ قَالَ وَلِهَذَا يُقَالُ هَذَا كَلَامٌ لَا يُفِيدُ وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ وَتَأْوِيلُهُ ظَاهِرٌ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ» الْأَمَانَةُ هُنَا قَوْله تَعَالَى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] وَالْكَلِمَةُ إذْنُهُ فِي النِّكَاحِ وَتَكَلَّمَ كَلَامًا حَسَنًا وَبِكَلَامٍ حَسَنٍ وَالْكَلَامُ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمَعْنَى الْقَائِمُ بِالنَّفْسِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فِي نَفْسِي كَلَامٌ.
وَقَالَ تَعَالَى {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} [المجادلة: 8] قَالَ الْآمِدِيّ وَجَمَاعَة وَلَيْسَ الْمُرَاد مِنْ إطْلَاق لَفْظ الْكَلَام إلَّا الْمَعْنَى الْقَائِمَ بِالنَّفْسِ وَهُوَ مَا يَجِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ إذَا أَمَرَ غَيْرَهُ أَوْ نَهَاهُ أَوْ أَخْبَرَهُ أَوْ اسْتَخْبَرَ مِنْهُ وَهَذِهِ الْمَعَانِي هِيَ الَّتِي يُدَلُّ عَلَيْهَا بِالْعِبَارَاتِ وَيُنَبَّهُ عَلَيْهَا بِالْإِشَارَاتِ كَقَوْلِهِ
إنَّ الْكَلَامَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّمَا ... جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْفُؤَادِ دَلِيلَا
وَمَنْ جَعَلَهُ حَقِيقَةً فِي اللِّسَانِ فَإِطْلَاقٌ اصْطِلَاحِيٌّ وَلَا مُشَاحَّةَ فِي الِاصْطِلَاحِ وَتَكَالَمَ الرَّجُلَانِ كَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ الْآخَرَ وَكَالَمْتُهُ جَاوَبْتُهُ وَكَلَمْتُهُ كَلْمًا
مِنْ بَابِ قَتَلَ جَرَحْتُهُ وَمِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ ثُمَّ أُطْلِقَ الْمَصْدَرُ عَلَى الْجُرْحِ وَجُمِعَ عَلَى كُلُومٍ وَكِلَامٍ مِثْلُ بَحْرٍ وَبُحُورٍ وَبِحَارٍ وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ وَرَجُلٌ كَلِيمٌ وَالْجَمْعُ كَلْمَى مِثْلُ جَرِيحٍ وَجَرْحَى. 
باب الكاف واللام والميم معهما ك ل م، ك م ل، ل ك م، ل م ك، م ك ل، م ل ك كلهن مستعملات

كلم: الكَلْم: الجرح، والجميع: الكلُوم. كلمته أكلِمه كَلماً، وأنا كالمٌ، [وهو مَكلومٌ] . أي: جرحته. وكَليمُك: الذي يُكَلِّمك وتُكَلِّمه. والكَلِمةُ: لغة حجازية، والكِلْمةُ: تميمية، والجميع: الكَلِمُ والكِلَمُ، هكذا حكي عن رؤبة :

لا يسمع الرَّكبُ به رجع الكِلَمْ

كمل: كَمَلَ الشيء يكمُل كَمالاً، [ولغة أخرى: كَمُلَ يكمُلُ فهو كامل في اللغتين] . والكَمالُ: التمام الذي يجزأ منه أجزاؤه، تقول: لك نصفه وبعضه وكَمالُه. وأكملتُ الشيء: أجملته وأتممته. وكامل: اسم فرس سابق كان لبني امرىء القيس. و [تقول] : أعطيته المال كَمَلاً، هكذا يُتَكَلَّم به، في الواحد والجمع سواء، ليس بمصدر ولا نعت، إنما هو كقولك: أعطيته كله، ويجوز للشاعر أن يجعل الكامل كميلا، قال ابن مرداس :

على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولاً كميلا

لكم: اللَّكْمُ: اللكز في الصدر.. لَكَمْتُه أَلْكُمُهُ لَكْماً. والمُلَكَّمةُ: القرصة المضروبة باليد. والتَّلْكيمُ: شيء يفعله خولان بن عمرو بن قضاعة، ومنازلهم من مكة على ثلاث. بلغ من برهم بالضيف أن يخلوا معه البكر فتضاجعه، ويبيحون له ما دون الفضة. يسمون ذلك التَّلْكِيمَ، فإذا وافقها قالت لأهلها: أنا أشاؤه فيزوجونها، وقد لَكَّمها قبل.

لمك: نوح بن لَمَك، ويقال: ابن لامَك بن اخنوخ، وهو إدريس النبي ع. واللُّماكُ: الكُحل.

مكل: مَكَلَتِ البئر: كثر ماؤها، واجتمع في وسطها. وبئر مكُولٌ، أي: قد جم الماء فيها، قال : سمح المؤتى أصبحت مَواكلا

المُكلة: المجتمع من الماء. ويقال: مَكَلتُ البئر، أي: نزحتها .

ملك: المٌلكُ لله المالِك المًلِيك. والمَلكُوتُ: ملكُ الله، [ومَلَكُوت الله: سلطانه] . والمَلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخول. والمَمْلكةُ: سلطان المَلِكِ في رعيته، يقال: طالت مَملكتُهُ، وعظم مُلكُهُ وكَبُر. والمَمْلوكُ: العبدُ أقر بالمُلُوكة، والعبد أقر بالعبودة. وأصوبه [أن يقال] : أقر بالمَلَكة وبالمِلْكِ. ومِلاك الأمر: ما يعتمد عليه. والقَلْبُ مِلاكُ الجسد. والإِملاك: التزويج.. قد أملكوه وملكوه، أي: زوجوه، شبه العروس بالمِلْك، قال :

كاد العَرُوسُ أن يكون مَلِكا

والمَلَكُ [واحد] الملائكة، إنما هو تخفيف الملأك ، والأصل مألك، فقدموا اللام وأخروا الهمزة، فقالوا: ملأك، وهو مَفعَل من الألوك وهو الرسالة، واجتمعوا على حذف همزته كهمزة يرى وقد يتمونه في الشعر عند الحاجة، قال :

فلست لإنسي ولكن لِمَلأَكٍ ... تبارك من فوق السماوات مرسله

[وتمام تفسيره في معتلات حرف الكاف] .
ك ل م: (الْكَلَامُ) اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ. وَ (الْكَلِمُ) لَا يَكُونُ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ لِأَنَّهُ جَمْعُ (كَلِمَةٍ) مِثْلُ نَبِقَةٍ وَنَبِقٍ. وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: كَلِمَةٌ وَكِلْمَةٌ وَكَلْمَةٌ. وَ (الْكَلِمَةُ) أَيْضًا الْقَصِيدَةُ بِطُولِهَا. وَ (الْكَلِيمُ) الَّذِي يُكَلِّمُكَ. وَ (كَلَّمَهُ) (تَكْلِيمًا) وَ (كِلَّامًا) مِثْلُ كَذَّبَهُ تَكْذِيبًا وَكِذَّابًا. وَ (تَكَلَّمَ) كَلِمَةً وَبِكَلِمَةٍ. وَ (كَالَمَهُ) جَاوَبَهُ، وَ (تَكَالَمَا) بَعْدَ التَّهَاجُرِ. وَكَانَا مُتَهَاجِرَيْنِ فَأَصْبَحَا يَتَكَالَمَانِ وَلَا تَقُلْ: يَتَكَلَّمَانِ. وَمَا أَجِدُ (مُتَكَلَّمًا) بِفَتْحِ اللَّامِ أَيْ مَوْضِعَ كَلَامٍ. وَ (الْكِلِّمَانِيُّ) الْمِنْطِيقُ. وَ (الْكَلْمُ) الْجِرَاحَةُ وَالْجَمْعُ (كُلُومٌ) وَ (كِلَامٌ) وَقَدْ (كَلَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: « {دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] » أَيْ تَجْرَحُهُمْ وَتَسِمُهُمْ. وَ (التَّكْلِيمُ) التَّجْرِيحُ. وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ (كَلِمَةُ) اللَّهِ لِأَنَّهُ لَمَّا انْتُفِعَ بِهِ فِي الدِّينِ كَمَا انْتُفِعَ بِكَلَامِهِ سُمِّيَ بِهِ، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ سَيْفُ اللَّهِ وَأَسَدُ اللَّهِ.

ك ل ا: (الْكُلْيَةُ) وَ (الْكُلْوَةُ) مَعْرُوفَةٌ وَلَا تَقُلْ: كِلْوَةٌ بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ (كُلْيَاتٌ) وَ (كُلًى) . وَبَنَاتُ الْيَاءِ إِذَا جُمِعَتْ بِالتَّاءِ لَا يُحَرَّكُ مَوْضِعُ الْعَيْنِ مِنْهَا بِالضَّمِّ. وَ (كِلَا) فِي تَأْكِيدِ اثْنَيْنِ نَظِيرُ كُلٍّ فِي الْجُمُوعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ غَيْرُ مُثَنًّى كَمِعًى وُضِعَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاثْنَيْنِ كَمَا وُضِعَ نَحْنُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاثْنَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا وَهُوَ مُفْرَدٌ. وَ (كِلْتَا) لِلْمُؤَنَّثِ وَلَا يَكُونَانِ إِلَّا
مُضَافَيْنِ: فَإِذَا أُضِيفَ إِلَى ظَاهِرٍ كَانَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ تَقُولُ: جَاءَنِي كَلَا الرَّجُلَيْنِ، وَكَذَا رَأَيْتُ وَمَرَرْتُ. وَإِذَا أُضِيفَ إِلَى مُضْمَرٍ قَلَبْتَ أَلِفَهُ يَاءً فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ تَقُولُ: رَأَيْتُ كِلَيْهِمَا وَمَرَرْتُ بِكِلَيْهِمَا وَبَقِيَتْ فِي الرَّفْعِ عَلَى حَالِهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مُثَنًّى وَلَا يُتَكَلَّمُ مِنْهُ بِوَاحِدٍ، وَلَوْ تُكَلِّمَ بِهِ لَقِيلَ: كِلٌ وَكِلْتٌ وَكِلَانِ وَكِلْتَانِ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

فِي كِلْتِ رِجْلَيْهَا سُلَامَى وَاحِدَهْ
أَيْ فِي إِحْدَى رِجْلَيْهَا. وَهَذَا الْقَوْلُ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَالْأَلِفُ فِي الشِّعْرِ مَحْذُوفَةٌ لِلضَّرُورَةِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى كَوْنِهِ مُفْرَدًا قَوْلُ جَرِيرٍ:

كِلَا يَوْمَيْ أُمَامَةَ يَوْمُ صَدٍّ
أَنْشَدَنِيهِ أَبُو عَلِيٍّ. 
كلم: كلّم: امتثل أمر فلان (ألف ليلة 97:1، 7) كلّمي الملك التي ترجمها لين: أجيبي عن إنذار الملك.
كلّم: قولّ: (على سبيل المثال: الشيطان الذي أنطق الصنم) (معجم الجغرافيا).
تكلّم: أنظر معنى تكلم ب عند (الحلل 2) وتكلم على عند (بدرون ملاحظات ص43) و (بسام 179:3).
تكلّم: غنّى (للطير المسمى سمنة أو زرزور) (الكالا: cantar eltordo) تكلّم إلى: إيصال الكلام بطريق غير مباشر (ابن صاحب الصلاة 21): أرى من الرأي والنصيحة لله وللخليفة أن نتكلم إليه بجميعنا معشر الموحّدين والطلبة وأن يجعل (نجعل) بيننا وبينه مَنْ يوصل إليه كلامنا من بنيه واحداً فقبلوا رأيه واجتمعوا وتكلموا إلى أمير المؤمنين رضّه في أن يكون ابنه السيد أبو حفص الذي يوصل كلامهم إليه.
تكلّم بالحدثان: تنبأ (المقدمة 2، 50).
تكلم على: نطق بألفاظ السحر ضد شخص ما أو لمصلحته (معجم الادريسي، المقدمة 129:3، 5).
تكلم عن: تكلم بالإنابة عن شخص آخر (عبد الواحد 176).
تكلم عنه: تحدَّث عن شخص، أو شيء، بأسلوب غير مشرف كثيراً، اغتاب، لام (محمد بن الحارث 282): كان مولى وهو أول مَنْ ولي قضاء الجماعة للخلفاء من الموالي فشق ذلك على العرب ... وتكلموا فيه (المقري 576:1، 3، 586، 7، 617، 20، 2، 376، 12) تُكُلَمَ (كوسج. كرست 43، 4 رينان افيروس 444، 3، رياض النفوس 75): ذكر أن قاضياً كانت له أحكام (وفي ص87) وذلك أن ابن عبدون تكلم في أبي حنيفة فأراد التوصل إلى إهانته. أنظر معاني هذا الفعل حين يرد وحده كلاً من (ابن خلكان 28:10، 9 وست ألف ليلة، برسل، 106:11، 10): عند الكلام في الحديث أو السنة ينبغي التحقق من صحتهما (أنظر في ذلك مقدمة ابن خلكان 142:2، 15) وعند الكلام على رواة الحديث أو السُنّة التحقق من صحة الرواية والإسناد ومن مقدار الثقة بهم وحسن نيتهم.
كلِمٌ ليست جمعاً ل كلمة فحسب إلا إنها تستعمل في موضع المفرد المذكر أيضاً (عباد 164:2، 10، 63:2).
كلمة مرادف دين: (عبد الواحد 12:64): فكان هذا أحد الفتوح المشهورة بالأندلس أعزَّ الله فيه دينه وأعلى كلمته. (حيان 95) فيما أظهر اللعين عمر ابن حفصون النصرانية وباطن العجم نصارى الذمة واستخلصهم بالكلمة.
كلمة: شهرة (كارتاس 2، 8 في حديثه عن الأسرة الحاكمة: أعلى الله كلمتها ورفع قدرها، 3، 1، 7 وفي حديثه عن أحد الأمراء: نصره الله وأيده وأعلى كلمته وأبّده.
كلمة: هيمنة، سيادة سيطرة (61:1، 9 البربرية): وبعث كلمته في أقطار المغرب الأقصى والأدنى إلى تخوم الموحدين؛ ولي العهد الوريث يسمى حامل كلمة أبيه (عباد 2، 61، 12).
كلمة واحدة: اتحاد (رولاند، ابن بطوطة الجزء الثالث 66): طمحوا أن يجعلوا خراسان كلمة واحدة رافضية.
كلمة: الثمن الحقيقي (رولاند).
ائتلاف الكلمة: اتفاق الكلمة، اجتماع الكلمة: ألفه، ود، وفاق، واختلاف الكلمة، تفّرق الكلمة: تنافر، نزاع (عباد 1، 278).
كلمات: ألفاظ السَّحْر (ألف ليلة 350:3، 4).
كلمة (بربرية؟) حديقة صغيرة (رياض النفوس 78): ثم قال أعرف عندكم في الكلمة (كذا) وهي الجنينة شي (شيئاً) من العليق نبت مع الزرب فقال له نعم عندنا منه شيء كثير.
كلمات: نوع سجّاد (انظر أعلاه) 1، 31 مادة اكليم.
كَلام: عبارة (همبرت 110).
كلام: نثر (الكامل 3: 708): لو لم يَجُز في الكلام لجاز في الشعر.
كلام: قول تافه أو باطل أو طائش أو عابث.
هذر، هراء، ترَّهة (معجم الجغرافيا).
كلام: غيبة، اغتياب، نميمة، ثلب (كوسج، كرست 43، 4، المقري 1؛ 586، 5).
كلام: نزاع، جدال، مشاجرة، مشاحنة، مشادة (معجم الطرائف، الأغاني 60، 3 المقري 2، 440 ابن البيطار 248:1): ذلك الذي يلبس خاتماً من العقيق كثر وقوع الكلام بينه وبين الناس؛ وفيه كلام أي منازع فيه (المقري 300:3).
كلام: قضية (أنظر مادة خصامة).
كلام: اتفاق، معاهدة، عقد، ميثاق (كارتاس 245، 9): قال السفير لسانثو: وإن كان بينك وبين ابن الأحمر كلام أو ربط فاتركه واخرج من أموره بالكلية.
كلام: مزاولة العمل بطريقة غير مألوفة (ألف ليلة، برسل 154:4): أقام في الخلافة يأخذ ويعطي ويمر وينهي وينفذ كلامه إلى آخر النهار.
كليم. كليم اتلله أو الكليم وحدها لقب موسى لأنه كلَّم الله (البكري 135 رحلة ابن جبير 54، 2 ابن البيطار 132:1 كرتاس 110، 1، 134) وفي القرآن الكريم 162:4:} (كلَّم الله موسى تكليماً) {.
مكالمة: محادثة (رولاند).
متكلَّم: وهو الذي يتكلم بفصاحة أو بلاغة أو لباقة (الكالا).
المتكلمون: هم أولئك الذين عينوا وألحقوا بخدمة حكومة الإسكندرية (أماري دبلوماسية 214، 233، 226).
متكلماني: فصيح اللسان، أديب، حسن التعبير، أو الذي يتكلم على النحو متكلف (بوشر).
كلم
الكلْمُ: التأثير المدرك بإحدى الحاسّتين، فَالْكَلَامُ: مدرك بحاسّة السّمع، والْكَلْمُ: بحاسّة البصر، وكَلَّمْتُهُ: جرحته جراحة بَانَ تأثيرُها، ولاجتماعهما في ذلك قال الشاعر:
والْكَلِمُ الأصيل كأرغب الْكَلْمِ
الْكَلمُ الأوّل جمع كَلِمَةٍ، والثاني جراحات، والأرغب: الأوسع، وقال آخر:
وجرح اللّسان كجرح اليد
فَالْكَلَامُ يقع على الألفاظ المنظومة، وعلى المعاني التي تحتها مجموعة، وعند النحويين يقع على الجزء منه، اسما كان، أو فعلا، أو أداة. وعند كثير من المتكلّمين لا يقع إلّا على الجملة المركّبة المفيدة، وهو أخصّ من القول، فإن القول يقع عندهم على المفردات، والكَلمةُ تقع عندهم على كلّ واحد من الأنواع الثّلاثة، وقد قيل بخلاف ذلك . قال تعالى: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ
[الكهف/ 5] ، وقوله: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ
[البقرة/ 37] قيل: هي قوله: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا [الأعراف/ 23] . وقال الحسن: هي قوله: «ألم تخلقني بيدك؟ ألم تسكنّي جنّتك؟ ألم تسجد لي ملائكتك؟ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ أرأيت إن تبت أكنت معيدي إلى الجنّة؟ قال: نعم» .
وقيل: هي الأمانة المعروضة على السموات والأرض والجبال في قوله: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ الآية [الأحزاب/ 72] ، وقوله: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة/ 124] قيل: هي الأشياء التي امتحن الله إبراهيم بها من ذبح ولده، والختان وغيرهما . وقوله لزكريّا: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ [آل عمران/ 39] قيل: هي كَلِمَةُ التّوحيد. وقيل: كتاب الله. وقيل: يعني به عيسى، وتسمية عيسى بكلمة في هذه الآية، وفي قوله: وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ
[النساء/ 171] لكونه موجدا بكن المذكور في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسى [آل عمران/ 59] وقيل: لاهتداء الناس به كاهتدائهم بكلام الله تعالى، وقيل: سمّي به لما خصّه الله تعالى به في صغره حيث قال وهو في مهده:
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ الآية [مريم/ 30] ، وقيل: سمّي كَلِمَةَ الله تعالى من حيث إنه صار نبيّا كما سمّي النبيّ صلّى الله عليه وسلم ذِكْراً رَسُولًا [الطلاق/ 10- 11] . وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الآية [الأنعام/ 115] . فَالْكَلِمَةُ هاهنا القضيّة، فكلّ قضيّة تسمّى كلمة سواء كان ذلك مقالا أو فعالا، ووصفها بالصّدق، لأنه يقال: قول صدق، وفعل صدق، وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
[الأنعام/ 115] إشارة إلى نحو قوله:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية [المائدة/ 3] ، ونبّه بذلك أنه لا تنسخ الشريعة بعد هذا، وقيل:
إشارة إلى ما قال عليه الصلاة والسلام: «أوّل ما خلق الله تعالى القلم فقال له: اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة» . وقيل: الكَلِمَةُ هي القرآن، وتسميته بكلمة كتسميتهم القصيدة كَلِمَةً، فذكر أنّها تتمّ وتبقى بحفظ الله تعالى إيّاها، فعبّر عن ذلك بلفظ الماضي تنبيها أن ذلك في حكم الكائن، وإلى هذا المعنى من حفظ القرآن أشار بقوله: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ الآية [الأنعام/ 89] ، وقيل: عنى به ما وعد من الثّواب والعقاب، وعلى ذلك قوله تعالى: بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ [الزمر/ 71] ، وقوله:
كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا الآية [يونس/ 33] ، وقيل: عنى بالكلمات الآيات المعجزات التي اقترحوها، فنبّه أنّ ما أرسل من الآيات تامّ وفيه بلاغ، وقوله: لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ [الأنعام/ 115] ردّ لقولهم: ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا الآية [يونس/ 15] ، وقيل: أراد بِكَلِمَةِ ربّك: أحكامه التي حكم بها وبيّن أنه شرع لعباده ما فيه بلاغ، وقوله: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا [الأعراف/ 137] وهذه الْكَلِمَةُ فيما قيل هي قوله تعالى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ الآية [القصص/ 5] ، وقوله: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً [طه/ 129] ، وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ [الشورى/ 14] فإشارة إلى ما سبق من حكمه الذي اقتضاه حكمته، وأنه لا تبديل لكلماته، وقوله تعالى: وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ
[يونس/ 82] أي: بحججه التي جعلها الله تعالى لكم عليهم سلطانا مبينا، أي: حجّة قوية.
وقوله: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح/ 15] هو إشارة إلى ما قال: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ الآية [التوبة/ 83] ، وذلك أنّ الله تعالى جعل قول هؤلاء المنافقين: ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ [الفتح/ 15] تبديلا لكلام الله تعالى، فنبه أنّ هؤلاء لا يفعلون وكيف يفعلون- وقد علم الله تعالى منهم أن لا يتأتى ذلك منهم-؟ وقد سبق بذلك حكمه. ومُكالَمَةُ الله تعالى العبد على ضربين:
أحدهما: في الدّنيا.
والثاني: في الآخرة.
فما في الدّنيا فعلى ما نبّه عليه بقوله: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
الآية [الشورى/ 51] ، وما في الآخرة ثواب للمؤمنين وكرامة لهم تخفى علينا كيفيّته، ونبّه أنه يحرم ذلك على الكافرين بقوله: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ [آل عمران/ 77] . وقوله: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ
[النساء/ 46] جمع الكلمة، وقيل: إنهم كانوا يبدّلون الألفاظ ويغيّرونها، وقيل: إنه كان من جهة المعنى، وهو حمله على غير ما قصد به واقتضاه، وهذا أمثل القولين، فإنّ اللفظ إذا تداولته الألسنة واشتهر يصعب تبديله، وقوله: وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ
[البقرة/ 118] أي: لولا يكلّمنا الله مواجهة، وذلك نحو قوله:
يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ إلى قوله: أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء/ 153] .

كلم: القرآنُ: كلامُ الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته، وكلامُ

الله لا يُحدّ ولا يُعدّ، وهو غير مخلوق، تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون

علُوّاً كبيراً. وفي الحديث: أَعوذ بِكلماتِ الله التامّاتِ؛ قيل: هي

القرآن؛ قال ابن الأَثير: إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا يجوز أَن

يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى

التمام ههنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه. وفي

الحديث: سبحان الله عَدَد كلِماتِه؛ كِلماتُ الله أي كلامُه، وهو صِفتُه

وصِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد، فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المبالغة في

الكثرة، وقيل: يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك،

ونَصْبُ عدد على المصدر؛ وفي حديث النساء: اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة

الله؛ قيل: هي قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان، وقيل: هي

إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه. ابن سيده: الكلام القَوْل، معروف، وقيل:

الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة، والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه،

وهو الجُزْء من الجملة؛ قال سيبويه: اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في

الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً، ومِن أَدلّ الدليل على

الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا

يقولوا القرآن قول الله، وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه

ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه، فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون

إلا أَصواتاً تامة مفيدة؛ قال أَبو الحسن: ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل

واحد منهما موضع الآخر؛ ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في

الحقيقة قول كثيِّر:

لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها،

خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا

فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب

السامع، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة

مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه، وقد قال سيبويه: هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم،

فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو

على حرف واحد، وسمى كل واحدة من ذلك كلمة. الجوهري: الكلام اسم جنس يقع

على القليل والكثير، والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة

مثل نَبِقة ونَبِق، ولهذا قال سيبويه: هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية،

ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء: الاسم والفِعْل

والحَرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة،

وتميم تقول: هي كِلْمة، بكسر الكاف، وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات: كَلِمة

وكِلْمة وكَلْمة، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ،

وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان؛ قال:

فَصَبَّحَتْ، والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ،

جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ

(* قوله «مفعم» ضبط في الأصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً

ضبط في مادة فعم من الصحاح).

وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول، أَلا ترى إلى

قلة الكلام هنا وكثرة القول؟ والكِلْمَة: لغةٌ تَميمِيَّةٌ، والكَلِمة:

اللفظة، حجازيةٌ، وجمعها كَلِمٌ، تذكر وتؤنث. يقال: هو الكَلِمُ وهي

الكَلِمُ. التهذيب: والجمع في لغة تميم الكِلَمُ؛ قال رؤبة:

لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ

وقالل سيبويه: هذا باب الوقف في أَواخر الكلم المتحركة في الوصل، يجوز

أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة، ويجوز أن تكون

من نعت الأَواخر، فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث

الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً؛ فأَما قول مزاحم العُقَيليّ:

لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه

تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف

فوصفه بالجمع، فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من

قولهم: ذهب به الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ؛ وكما قال:

تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا

فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد، لما كانت الضبع هنا

جنساً، وهي الكِلْمة، تميمية وجمعها كِلْم، ولم يقولوا كِلَماً على

اطراد فِعَلٍ في جمع فِعْلة. وأما ابن جني فقال: بنو تميم يقولون كِلْمَة

وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر. وقوله تعالى: وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه

بكَلِمات؛ قال ثعلب: هي الخِصال العشر التي في البدن والرأْس. وقوله تعالى:

فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَلِماتٍ؛ قال أَبو إسحق: الكَلِمات، والله أَعلم،

اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنْفُسَنا. قال

أَبو منصور: والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء، وتقع على لفظة

مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً، وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة

بأَسْرها. يقال: قال الشاعر في كَلِمته أَي في قصيدته. قال الجوهري: الكلمة

القصيدة بطُولها.

وتَكلَّم الرجل تَكلُّماً وتِكِلاَّماً وكَلَّمه كِلاَّماً، جاؤوا به

على مُوازَنَة الأَفْعال، وكالمَه: ناطَقَه. وكَلِيمُك: الذي يُكالِمُك.

وفي التهذيب: الذي تُكَلِّمه ويُكَلِّمُك يقال: كلَّمْتُه تَكلِيماً

وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً. وتَكلَّمْت كَلِمة وبكَلِمة.

وما أَجد مُتكَلَّماً، بفتح اللام، أي موضع كلام. وكالَمْته إذا حادثته،

وتَكالَمْنا بعد التَّهاجُر. ويقال: كانا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا

يَتَكالَمانِ ولا تقل يَتَكَلَّمانِ. ابن سيده: تَكالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ

كل واحد منهما صاحِبَه، ولا يقال تَكَلَّما. وقال أَحمد بن يحيى في قوله

تعالى: وكَلَّم الله موسى تَكْلِيماً؛ لو جاءت كَلَّمَ الله مُوسَى مجردة

لاحتمل ما قلنا وما قالوا، يعني المعتزلة، فلما جاء تكليماً خرج الشك

الذي كان يدخل في الكلام، وخرج الاحتمال للشَّيْئين، والعرب تقول إذا وُكِّد

الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً، والتوكيدُ بالمصدر دخل لإخراج

الشك. وقوله تعالى: وجعلها كَلِمة باقِيةً في عَقِبه؛ قال الزجاج: عنى

بالكلمة هنا كلمة التوحيد، وهي لا إله إلا الله، جَعلَها باقِيةً في عَقِب

إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل. ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة

وتِكِلاَّمةٌ وكِلِّمانيٌّ: جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ

مِنْطِيقٌٌ. وقال ثعلب: رجل كِلِّمانيٌّ كثير الكلام، فعبر عنه بالكثرة، قال:

والأُنثى كِلِّمانيَّةٌ، قال: ولا نظير لِكِلِّمانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ. قال

أَبو الحسن: وله عندي نظير وهو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام.

والكَلْمُ: الجُرْح، والجمع كُلُوم وكِلامٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يَشْكُو، إذا شُدَّ له حِزامُه،

شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه

سمى موضع نَهْشة الحية من السليم كَلْماً، وإنما حقيقته الجُرْحُ، وقد

يكون السَّلِيم هنا الجَرِيحَ، فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار.

وكَلَمَه يَكْلِمُه

(* قوله «وكلمه يكلمه» قال في المصباح: وكلمه يكلمه

من باب قتل ومن باب ضرب لغة ا هـ. وعلى الأخيرة اقتصر المجد. وقوله «وكلمة

كلماً جرحه» كذا في الأصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلماً) كَلْماً

وكَلَّمه كَلْماً: جرحه، وأَنا كالِمٌ ورجل مَكْلُوم وكَلِيم؛ قال:

عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ

والكَلِيمُ، فالجر على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح

فَحَمِي أَنْفاً، والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد، والجمع

كَلْمى. وقوله تعالى: أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَلِّمهم؛ قرئت:

تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم، فتَكْلِمُهم: تجرحهم وتَسِمهُم، وتُكَلِّمُهم: من

الكلام، وقيل: تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم،

قال الفراء: اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام، وقال أَبو

حاتم: قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم، والكِلام: الجراح، وكذلك

إن شدد تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم، وفسر فقيل: تَسِمهُم في وجوههم،

تَسِمُ المؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه، وتَسِم الكافر بنقطة سوداء

فيسودّ وجهه. والتَّكْلِيمُ: التَّجْرِيح؛ قال عنترة:

إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ

نَهْدٍ، تَعاوَرَه الكُماة، مُكَلَّمِ

وفي الحديث: ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي

لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم، وأَصل الكَلْم الجُرْح. وفي

الحديث: إنا نَقُوم على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى؛ جمع كَلِيم وهو الجَريح،

فعيل بمعنى مفعول، وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً. وفي

التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل: بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح؛ قال أَبو

منصور: سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم

كَوَّن الكلمة بشَراً، ومعنى الكَلِمة معنى الولد، والمعنى يُبَشِّرُك

بولد اسمه المسيح؛ وقال الجوهري: وعيسى، عليه السلام، كلمة الله لأَنه لما

انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله

وأَسَدُ الله.

والكُلام: أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس، قال ابن دريد: ولا أَدري ما

صحته، والله أَعلم.

كلم
كلَمَ يكلُم ويَكلِم، كَلْمًا، فهو كالم، والمفعول مَكْلوم وكليم
• كلَم فلانًا: جرَحه "كَلْمُ اللِّسان أشدُّ من كَلْم السّنان- هذا ممَّا يكلِم العِرضَ والدِينَ- كلَمه غيرَ متعمِّد- {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تَكْلِمُهُمْ} [ق] ". 

تكالمَ يتكالم، تكالُمًا، فهو مُتكالِم
• تكالم الرَّجلان:
1 - تحدّثا بعد طول هجر.
2 - تحادثا "تكالما في الهاتف". 

تكلَّمَ/ تكلَّمَ بـ/ تكلَّمَ على/ تكلَّمَ عن/ تكلَّمَ في يتكلَّم، تَكَلُّمًا، فهو متكلِّم، والمفعول مُتَكَلَّم به
• تكلَّم الشَّخصُ: تحدَّث "تكلّم مع صديقه أثناء المحاضرة- من تكلَّم بما لا يعنيه سمِع ما لا يرضيه [مثل] ".
• تكلَّم المتخاصمان بعد جفوة: كلّم كلّ واحد منهما الآخرَ.
• تكلَّم كلامًا حسنًا/ تكلَّم بكلام حسن: نطَق به وتحدَّث "تكلَّم الفرنسيّة: عبر عن فكره بها- تكلَّم بصراحة قاسية- تكلَّم باسم حزب: كان الممثِّل الرسميّ له- {قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} ".
• تكلَّم بالقضيَّة/ تكلَّم على القضيَّة/ تكلَّم عن القضيَّة/ تكلَّم في القضيَّة: ذكرها، تحدث فيها وعنها "تكلّم على/ عن مغامراته: تحدّث عنها وحكاها" ° تكلَّم على المكشوف: تحدَّث بصراحة وبلا مواربة- تكلَّم عنه في غيابه بكلّ إطراء: ذكره بخير.
• تكلَّم في السياسة: تناولها بالكلام وتحدَّث فيها. 

كالمَ يكالم، مُكالمةً، فهو مُكالِم، والمفعول مُكالَم
• كالم الشّخصَ: خاطَبه وجاوبه "كالمه هاتفيًّا- {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَالَمَ اللهُ} [ق] ". 

كلَّمَ يكلِّم، تكليمًا، فهو مُكَلِّم، والمفعول مُكَلَّم
• كلَّم فلانًا: حدَّثه، خاطبه "كلّمه بالهاتف- {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ". 

كلام [مفرد]:
1 - (سف) معنى قائم بالنَّفس يُعبَّر عنه بألفاظ.
2 - (لغ) قول، وهو أصوات متتابعة مفيدة، مجموعة ألفاظ يعبِّر بها الإنسانُ عمّا بداخله "كلام ممتاز- كلام فارغ: لا يُؤبَه له- كلام معسول: فيه مداهنة وتملُّق- جاذبه الكلامَ: خاضَ معه فيه- حامل كلام الله: حافظ للقرآن- لا يُحسن الكلامَ من لم يتعلّم السُّكوتَ- خير الكلام ما قلّ ودلّ [مثل]- كم من كلام أشدّ جرحًا من حُسام [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى قول الشاعر: جراحات السِّنان لها التئامٌ ... ولا يلتامُ ما جَرح اللِّسانُ. والمثل العربيّ: كَلْم اللسان أنكى من كَلْم السنان- مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ [حديث] " ° ألقى الكلامَ على عواهنه: قاله من غير فكر ولا رويَّة ولا تأنّق- كلامٌ في الهواء- مضَغ الكلامَ: لم يُبَيِّنه.
3 - (نح) جملة مركّبة مفيدة.
• الكلامُ الجامعُ: ما قلّت ألفاظُه وكثُرت معانيه.
• الكلام الأجوف: الكلام الذي يتَّسم بالإكثار من العبارات الطَّنَّانة المتكلَّفة مع خلوِّه من المعاني، وقد يُقصد به إثارة الضَّحك.
• كلام الله: ما أنزله وأوحي به " {يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} ".
• علم الكلام: (سف) علم أصول الدِّين الذي يرمي إلى إثبات العقائد الدينيّة بإيراد الحُجَج ودفع الشُّبَه.
• لغة الكلام: (لغ) اللغة الدّارجة. 

كَلامِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من كلام.
• علم الأصوات الكلاميَّة: (لغ) دراسة الأصوات الكلاميّة في اللّغة بالرّجوع إلى توزيع الأصوات، ومدى التَكلُّم بها وبيان قواعد اللفظ. 

كَلْم [مفرد]: ج كُلوم (لغير المصدر):
1 - مصدر كلَمَ.
2 - جُرح "لم يبرأ كَلْمُه على الرغم من طول معالجته". 

كَلِم [جمع]: مف كلمة: كلام الله " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ".
• جوامع الكلم: ما يكون لفظه قليلاً ومعناه جزيلاً، كقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم: حُفَّت الجنَّةُ بالمكاره وحُفَّت النَّارُ بالشَّهوات [حديث] "َأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلاَمِ [حديث] ". 

كَلِمَة/ كِلْمَة [مفرد]: ج كَلِمات وكَلِم:
1 - لفظة واحدة أو مجموعة ألفاظ دالة على معنى "الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ [حديث]- {تَعَالَوْا إِلَى كِلْمَةٍ سَوَاءٍ} [ق]: المراد: شهادة أن لا إله إلاّ الله" ° أعطى له الكلمةَ: سمَح له أن يتحدَّث- اجتمعت كلمتُهم على كذا: اتّفقوا- الكلمات الأخيرة: تقال قبل الوفاة- الكلمة الأخيرة: القرار النهائيّ-
 الكلمة العليا: السلطة، الرأي، القرار- الكلمة المفتاح: كلمة تعمل كمفتاح لحلّ رمزٍ أو شفرةٍ ما- بكُلِّ معنى الكلمة: بكلّ ما في الكلمة من تعبير- كلمة مراوِغة: كلمة مواربة تستخدم لتجريد عبارة من قوَّتها، أو لتحاشي الالتزام المباشر- لا كلمة له: يعد ولا يفي بوعده- مسموع الكلمة: مُطاع.
2 - علم وحقيقة الشَّيء " {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ}: ما نفِد علمُ الله بما هو مُقدَّر في الأزل قبل أن يكون موجودًا".
3 - كلام مُؤَلَّف كالخُطبة أو الرسالة القصيرة "ألقى كلمة في الجمهور- بعث إليه بكلمة- كلمة ختاميَّة".
4 - (دن) الأُقنوم الثاني من الثالوث الأقدَس عند النصارى.
5 - (نح) لفظة دالّة على معنى مفرد بالوضع، أقسامها ثلاثة: اسم وفعل وحرف.
• كلمة الله: شريعته، حُكْمُه وإرادته " {وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا} - {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا} - {يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ}: شرائعه".
• كلمة التعارُف/ كلمة السِّرِّ: كلمة مُتَّفَق عليها للتعارف بين أفراد جماعة.
• كلمة التقوى: التي يُتَّقى بها من الشّرك " {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} ".
• كلمة الافتتاح: الكلام الذي يُبدأ به أيّ عمل من الأعمال.
• كلمة الختام:
1 - كلمة نثريّة أو شعريَّة يخاطب بها الممثِّلُ الجمهورَ بعد نهاية المسرحيّة.
2 - كلمة لاختتام كتاب تُطبع في نهاية متن الكتاب.
• الكلمات المُتقاطِعة: لُعبة أو رياضة ذهنيّة تعتمد على جمع حروف، لتكوين كلمات. 

كَليم1 [مفرد]: ج كُلَماءُ: من يُكالِمك.
• كليم الله: لقب النبيّ موسى عليه السلام؛ لأنّ الله كلَّمه. 

كَليم2 [مفرد]: ج كَلْمى: صفة ثابتة للمفعول من كلَمَ: "أخذوا الكَلْمى إلى المستشفى- تمرُّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هزيمةً ... ووَجْهُك وضّاحٌ وثغْرُك باسمُ". 

كِلِيم [مفرد]: ج أَكْلِمة: نوعٌ من البُسُط غليظ النَّسج، يُصنع من الصُّوف، ذو ألوان زاهية. 

مُتكلِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تكلَّمَ/ تكلَّمَ بـ/ تكلَّمَ على/ تكلَّمَ عن/ تكلَّمَ في.
2 - قادر على التعبير عن نفسه بسهولة وبشكل واضح ومؤثِّر.
3 - (سف) مشتغل بعلم الكلام "المعتزليّ مُتكلِّم".
4 - (نح) ما يدلّ على متكلِّم نحو أنا ونحن "ضمير المُتَكلِّم". 

مُكالمة [مفرد]:
1 - مصدر كالمَ.
2 - مُخابرة أو اتِّصال "تلقَّى مُكالمات هاتفيّة كثيرة".
• مكالمة خارجيّة: مكالمة هاتفيّة ذات سعر أعلى من المتعارف عليه بالنسبة للمكالمة المحليّة. 
كلم

(الكَلاَمُ: القَوْلُ) مَعْرُوفٌ، (اَوْ مَا كَانَ مُكْتَفِيًا بِنَفْسِهِ) ، وَهُوَ الجُمْلَة والقَوْلُ مَا لَمْ يَكُن مُكْتَفِيًا بِنَفْسِهِ، وَهُوَ الجُزْءُ من الجُمْلَة، ((ومِن أَدَلِّ الدَّلِيلِ على الفَرْق بَيْن الكَلاَم والقَوْل إجماعُ النَّاسِ على أَنْ يَقُولُوا: القُرآنُ كَلامُ اللهِ، وَلَا يَقُولُوا: القُرآنُ قَولُ اللهِ، وذَلِك أَنَّ هَذَا مَوضِعٌ [ضَيِّقٌ] مُتَحَجَّرٌ لَا يُمْكِن تَحْرِيفُه، وَلَا يَجُوزُ تَبْدِيلُ شَيءٍ من حُرُوفِه، فعُبِّر لِذَلِك عَنهُ بالكَلاَم الّذِي لَا يَكُون إِلَّا أَصواتًا تَامَّةً مُفِيدَةً)) . قَالَ أَبُو الحَسَن: ثمَّ إنَّهم قَدْ يَتَوَسَّعُونَ فَيَضَعُون كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُما مَوْضِعَ الآخَرِ، ومِمّا يَدُلّ على أَنَّ الكَلامَ هُوَ الجُمَلُ المُتَرَكِّبَةُ فِي الحَقِيقَةِ قَولُ كُثَيِّرٍ:
(لَوْ يَسْمَعُونَ كَمَا سَمِعْتُ كَلاَمَهَا ... خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وسُجُودَا) ((فَمَعْلُومٌ أَنَّ الكَلِمَةَ الواحِدَةَ لَا تُشْجِي وَلَا تُحْزِنُ، وَلَا تَتَمْلَّكُ قَلْبَ السَّامِعِ، إنَّما ذَلِك فِيمَا طَالَ من الكَلامِ، وأَمْتَعَ سَامِعِيه، لِعُذُوبَةِ مُسْتَمَعِه، ورِقَّهِ حَوَاشِيه)) .
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الكَلامُ اسْمُ جِنْسٍ، يَقَعُ عَلَى القَلِيلِ والكَثِيرِ، والكَلِمُ لَا يَكُونُ أَقلَّ مِنْ ثَلاثِ كَلِماتٍ؛ لأنَّه جَمْعُ كَلِمَةٍ، مِثل نَبِقَةٍ ونَبِقٍ، ولِهَذَا قَال سِيبَوَيهِ: ((هَذَا بَابُ عِلْمِ مَا الكَلِمُ من العَرَبِيَّةِ)) ، ولَمْ يَقُلْ مَا الكَلامُ؛ لأنَّه أَرَادَ نَفْسَ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ: الاسْمِ، والفِعْلِ، والحَرْفِ، فجَاءَ بِمَا لَا يَكُونُ إِلَّا جَمْعًا، وتَرَكَ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ عَلَى الوَاحِدِ والجَمَاعَةِ.
وَفِي شَرْحِ شَيْخِنَا: الكَلامُ لُغَةً يُطْلَقُ على الدَّوَالِّ الأربَعِ، وعَلى مَا يُفْهَمُ من حَالِ الشَّيء مَجَازًا، وعَلى التَّكَلُّم، وعَلى التَّكْلِيم كَذلِك، وعَلى مَا فِي النَّفْسِ من المَعَانِي الَّتِي يُعَبَّرُ بِهَا، وعَلى اللَّفْظِ المُرَكَّبِ أَفَادَ أَمْ لَا مَجازًا على مَا صَرَّح بِهِ سِيبَوَيْهِ فِي مَوَاضِع من كِتابِه مِن أَنَّه لَا يُطْلَقُ حَقِيقةً إِلَّا على الجُمَلِ المُفِيدَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ ابنِ جِنِّي، فَهُوَ مَجَازٌ فِي النَّفْسَانِيِّ، وقِيلَ: حَقِيقَةٌ فِيهِ، مَجازٌ فِي تِلْك الجُمَلِ، وَقيل: حَقِيقةٌ فِيهِما، ويُطْلَقُ عَلَى الخِطَابِ، وعَلى جِنْس مَا يُتَكَلَّمُ بِه من كَلِمَةٍ وَلَو كانَتْ على حَرْفٍ كواوِ العَطْفِ أَو أكثرَ مِنْ كَلِمَةٍ مُهْمَلَةٍ أَوْ لَا، وعَرَّفه بَعضُ الأصُولِيّين بِأنَّه المُنْتَظِمُ مِنَ الحُرُوفِ المَسْمُوعَةِ المُتَمَيِّزَةِ.
(و) الكُلامُ، (بِالضَّمِّ: الأرْضُ الغَلِيظَةِ) الصُّلْبَةُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه. (و) الكُلامُ: (ة بِطَبَرِسْتَانَ) .
(والكَلِمَةُ) ، بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ، وإِنَّمَا أَهْمَلَه عَن الضَّبْطِ لاشْتِهَارِه، (اللَّفْظَةُ) الوَاحِدَةُ حِجَازِيَّةٌ، وَفِي اصْطِلاح النَّحْوِيَّين: لَفْظٌ وُضِعَ لِمَعْنًى مُفْرَد.
(و) من المَجَازِ: الكَلِمَةُ: (القَصِيدَةُ) بِطُولِهَا كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَمِنْه حَفِظْتُ كَلِمَةَ الحُوَيْدِرَةِ، أَي: قَصِيدَتَه، وهذِه كَلِمَةٌ شَاعِرَةٌ، كَمَا فِي الأسَاسِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الكَلِمَةُ تَقَعُ على الحَرْفِ الوَاحِدِ من حُرُوفِ الهِجَاءِ، وعَلى لَفْظَةٍ مُرَكَّبَةٍ من جَماعَةِ حُرُوفٍ ذَوَاتِ مَعْنًى، وعَلَى قَصِيدَةٍ بِكَمَالِها، وخُطْبَةٍ بِأَسْرِهَا.
(ج: كَلِمٌ) بِحَذْفِ الهَاءِ، تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ، يُقال: هُوَ الكَلِمُ، وهِيَ الكَلِمُ، وقَولُ سِيبَوَيْهِ: ((هَذَا بَابُ الوَقْفِ فِي أَوَاخِرِ الكَلِمِ المُتَحَرِّكَةِ فِي الوَصْلِ)) ، يجوز أَن يَكُونَ المُتَحَرِّكَةُ من نَعْتِ الكَلِم، فَتَكُونُ الكَلِم حِينَئِذٍ مُؤَنَّثَة، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من نَعْتِ الأوَاخِرِ، فإذَا كَانَ كَذلِك فَلَيْسَ فِي كَلامِ سِيبَوَيْهِ هُنَا دَلِيلٌ على تَأْنِيث الكَلِمَ، بَلْ يَحْتَمِلُ الأمْرَيْن جَمِيعًا.
(كالكِلْمَةِ، بِالكَسْرِ) فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وجَمْعُهَا: كِلْمٌ، بِالكَسْرِ ايضًا، ولَمْ يَقُولُوا: كِلَمٌ على اطِّراد فِعَلٍ فِي جَمْعِ فِعْلَة. وأَمَّا ابنُ جِنِّي فَقَال: بَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ فِي (ج:) كَلْمَة: كِلَم، (كَكِسَرٍ) ، وكِسْرَة، وأنشَدَ الأزْهَرِيّ لِرُؤْبَةَ:
(لَا يَسْمَعُ الرَّكْبُ بِهِ رَجْعَ الكِلَمْ ... )
(والكَلْمَةُ، بِالفَتْحِ) مَعَ سُكونِ اللاَّمِ، وهَذِه لُغَةٌ ثَالثَةٌ حَكَاهَا الفَرَّاءُ، وقَالَ: مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، وَوَرِقٍ وَوِرْقٍ وَوَرْقٍ و (ج:) هَذِه كَلِمَاتٌ (بِالتَّاءِ) لَا غَيْر. (وكَلَّمَه تَكْلِيمًا وكِلاًّمًا، كَكِذَّابٍ) : حَدَّثَهُ.
(وتَكَلَّم) كَلِمَةً وبِكَلِمَةٍ (تَكَلُّمًا وتِكِلاَّمًا) ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ كَذَا فِي النُّسَخِ، وَوَقَع فِي بَعضِ الأُصُولِ: كِلاَّمًا، جَاءُوا بِهِ على مُوَازَنَةِ الأفْعَالِ أَيْ: (تَحَدَّثَ) بِهَا.
(وتَكَالَمَا: تَحَدَّثَا بَعْدَ تَهَاجُرٍ) ، وَلَا تَقُل: تَكَلَّمَا، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(والكَلِمَةُ البَاقِيَةُ) فِي قَوْلِه تَعالَى: {وَجعلهَا كلمة بَاقِيَة} هِي (كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ) ، وهِي لَا إلَهَ إِلَّا الله، جَعَلَهَا بَاقِيَةً فِي عَقِبِ إبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلامُ، لَا يَزالُ مِنْ وَلَدِهِ مَنْ يُوحِّدُ الله، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَه الزّجَّاجِيّ.
(وعِيسَى) عَليهِ السَّلامُ) كَلِمَةُ الله لأنَّه اانْتَفِعَ بِهِ وبِكَلامِه) فِي الدِّينِ كَمَا يُقالُ: [فُلانٌ] سَيْفُ الله، وأَسَدُ الله كَمَا فِي الصِّحاحِ، (أَوْ لأنَّه كَانَ) خَلَقَهُ (بِكَلِمَةِ: كُنْ مِنْ غَيْر اَبٍ) ، أَيْ: أَلْقَى الكَلِمَةَ ثُمَّ كَوَّنَها بَشَرًا، ومَعْنَى الكَلِمَةِ مَعْنَى، الوَلَدِ، قَالَه الأزْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَولِه تَعالَى: {بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمه الْمَسِيح} ، أَيْ: يُبَشِّرُكِ بِوَلِدٍ اسْمُه المَسِيحُ، وقِيلَ: كَلِمَةُ الله بِمَعْنَى قُدْرَتِه ومَشِيئَتِه، وَقيل غَيرُ ذَلِك.
(ورَجُلٌ تِكْلامَةٌ وتِكْلامٌ) ، بِكَسْرِهِما (وتُشَدَّدُ لامُهُمَا) ، الأخِيرَتَان عَن المُحِيطِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَا نَظِيرَ لتِكِلاَّمَةٍ، قَالَ أَبُو الحسَنِ: لَهُ عِنْدي نَظِيرٌ، وَهُوَ قَولُهم: رَجُلٌ تِلِقَّاعَة. (و) رَجُلٌ (كَلْمَانِيٌّ، كَسَلْمَانِيٍّ) عَن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاَء، نَقَله ابنُ عَبَّاد، (وتُحَرَّكُ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيّ، (وكِلِّمَانِيٌّ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ، و) كِلِمَّانِيٌّ، (بِكَسْرَتَيْن مُشَدَّدَةَ المِيمِ وَلَا نَظِير لَهُمَا) ، قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا نَظِيرَ لِكِلِّمَانِيٍّ وَلَا لِتِكلاَّمَةٍ: (جَيِّدُ الكَلاَمِ فَصِيحُهُ) حَسَنُه. (أَو كِلْمَانِيٌّ: كَثَيرُ الكَلامِ) ، هَكذَا نَصُّ ثَعْلَبٍ، فَعَبَّرَ عَنهُ بالكَثْرَةِ قَالَ:
(وهيَ) كِلَّمَانِيَّةٌ (بِهَاءٍ) .
(والكَلْمُ) ، بِالفَتْحِ (الجَرْحُ) قِيلَ: وَمِنْه سُمِّيَت الكَلِمَةُ كَلْمَةً، وأَنْشَدُوا:
(جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتئَامٌ ... وَلَا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ اللِّسًانُ)

(ج: كُلُومٌ وكِلامٌ) ، بِالكَسْرِ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(يَشْكُو إِذَا شُدَّ لَهُ حِزَامُه ... )

(شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُه ... )
السَّلِيمُ هُنَا الجَرِيحُ.
(وكَلَّمَهُ يُكَلِّمُهُ) كَلْمًا، (وكَلَّمَهُ) تَكْلِيمًا (جَرَحَهُ) ، وأَنَا كَالِمٌ، (فَهُوَ مَكْلُومٌ وكَلِيمٌ) قَالَ:
(عَلَيْهَا الشَّيخُ كالأَسَدِ الكَلِيمِ ... )
الكَلِيمُ بِالجَرِّ؛ لأنَّ الأسَدَ إِذا جُرِحَ حَمِيَ أَنْفًا، ويُرْوَى: بِالرَّفْعِ أَيْضا عَلَى قَوْلِك: عَلَيْهَا الشَّيْخُ الكَلِيمُ كالأسَدِ.
وقَوْلُه تَعالَى: {أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم} قَرَأَ بَعْضُهم " تَكْلِمُهُم أَيْ: تَجْرَحُهم وتَسِمُهُمْ فِي وُجُوهِهِم كَمَا فِي الصَّحَاحِ، وقِيلَ: تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم سَواء، كَمَا تَقُولُ تَجْرَحُهُمْ وتُجَرِّحُهُمْ، قَالَه أَبُو حَاتِمٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ فِي التَّكْلِيم بمَعْنَى التَّجْرِيحِ قَولَ عَنْتَرَةَ:
(إذْ لَا أَزَالُ عَلَى رِحَالَةِ سَابِحٍ ... نَهْدٍ تَعاوَرَهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
كَالَمَه: ناطَقَهُ.
وكَلِيمُكَ: الَّذِي يُكَالِمُكَ. وَأَيْضًا: لَقَبُ سَيِّدِنا مُوسَى عَلَيه السَّلامُ.
ويُجْمَعُ الكَلِيمُ بِمَعْنَى الجَرِيحِ على: كَلْمَى، كَسَكْرَى، وَمِنْه الحَدِيثُ: " إِنَّا نَقُومُ عَلَى المَرْضَى، ونُدَاوِي الكَلْمَى ".
والكُلامُ، بِالضَّمِّ: الطِّينُ اليَابِسُ، عَن ابنِ دُرَيْد.
ورَجُلٌ كِلِّيمٌ، كَسِكِّيتٍ: مِنْطِيقٌ، نَقَلَه ابنُ عَبَّاد والزَّمَخْشَرِيُّ.
ورجلٌ مَكْلَمَانِيٌّ، بِالفَتْحِ: لُغَة عَامِّيَّةٌ.
وَأَبُو الحَسَن مُحمدُ بنُ سُفْيانَ بنِ مُحمَّدِ بنِ مَحْمُودٍ الكلمانيُّ الأدِيبُ الكَاتِبُ المُنَاظِرُ، مِنْ شُيوخِ الحَاكِمِ لُقِّبَ لِمَعْرِفَتِه فِي مُنَاظَرة الكَلامِ والأصُولِ.
وَمَا أَجِدُ مُتَكَلَّمًا - بِفَتْحِ اللامِ - أَيْ: مَوْضِعَ كَلاَمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
كلم
الكَلْمُ: الجُرْحُ، والجميع الكُلُوْمُ والكِلاَمُ، كَلَمْتُه أكْلِمُه.
والكَلام والكَلِمَةُ: معروفُ، وجَمْعُها كَلِمٌ. وكَلِيْمُكَ: الذي يُكَلِّمُكَ وتُكَلِّمُه. وانَّه لَتِكِلاّمَةٌ وكِلِمّانيٌّ: أي صاحِبُ كَلام.
والكُلاَمُ: الأرْضُ الصُّلْبَةُ ذاتُ حِجَارَةٍ وجَصٍّ.
(كلم) - قول تعالى: {تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ}
الكَلِمَةُ: شَرحُ قِصَّةٍ وإن طالَتْ. ويُقالُ للقَصِيدَة: كَلِمَةٌ.
والكَلِمَةُ: تَقَعُ على الحَرفِ والفِعْلِ، والاسم جَميعًا.
والكلامُ: يُؤلَّفُ مِن كَلِمَتَين فَصاعدًا.
والكلامُ: اسمٌ يَقومُ مَقامَ المَصْدَرَين: التَّكلُّم والتَّكْليمُ.
والجِنْسُ: الكَلِمُ، والجَمْعُ: الكَلِمَاتُ.
[كلم] نه: فيه: سبحان الله عدد "كلماته"، أيمه وهو صفته، وصفاته لا تحصر بعدد، فذكر العدد مجاز للمبالغة في الكثرة، أو يريد الأذكار أو عدد الأجور على ذلك، ونصب "عدد" على المصدر. وح: واستحللتم فروجهن "بكلمة" الله، هي "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" أو هي إباحة الزواج وإذنه فيه. وح: ذهب الأولون "لم يكلمهم" الدنيا من حسناتهم شيئًا، أي لم تؤثر فيهم ولم تقدح في أديانهم، وأصل الكلم: الجرح. ومنه: نداوي "الكلمى"، هي جمع كليم: الجريح. ك: هو بفتح كاف وسكون لام وفتح ميم سواء كانت الجرحة محارم أو غيرهن إذا كانت المعالجة بغير مباشرة الجارحة وإذا أمن الفتنة. ومنه: كل "كلم يكلمه" المسلم تكون كهيئتها إذا طعنت، هو بفتح كاف وسكون لام ويكلم- بضم أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه، ويجوز ببناء الفاعل، أي جرح يجرح به، فأوصل بحذف الجار. ن: وفي سبيل الله كالغزو مع الكفار أو البغاة أو القطاع، أو الأمر بالمعروف. وح: لا أرى هذه "الكلمة" إلا من "كلمة" ابن عمر، أي كلامه. وح: "لا يكلمهم" الله، أي تكليم أهل الخير وبإظهار الرضى بل بكلام السخط، وقيل: أراد الإعراض عنهم، ولا ينظر إليهم- نظر رحمة ولطف، ولا يزكيهم أي لا يطهرهم من دنس ذنوبهم أو لا يثنيهم- ومر في ثلاثة. و"كلمة" أي في تحريض النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب على الإسلام، وهو بالرفع خبر محذوف، وبالنصب بدل. وسمي عيسى "كلمة" الله، لوجوده بكلمة "كن" من غير أب، أو لأنه انتفع بكلامه. ط: أو لأنه تكلم في صغره "ألقاها إلى مريم" أوصلها إليها، "وروح منه" لإحياء الموتى. ن: "كلمة" حق أريد بها باطل، لقولهم: إن الحكم إلا لله، وأريد بها الإنكار على علي في التحكيم. غ:محذوف. وح: ألا "تكلم" هذا، أي عثمان فيما وقع فيها من الفتنة بين الناس والسعي في إطفاء نارها، أو في شأن الوليد بن عقبة وما ظهر منه من شرب الخمر، قوله: ما دون، أي شيئًا دون أن أفتح بابًا من الفتن، أي كلمته على سبيل المصلحة والأدب بدون أن يكون فيه تهييج فتنة، أي لا أكون أول من يفتح باب الإنكار على الأئمة علانية فيكون بابًا من القيام عليهم فتفترق الكلمة. وح: إن العبد "ليتكلم" بالكلمة من رضوان، ككلمة يرفع بها مظلمة وإن لم يقصده، وكلمة السخط ما يتكلم عند سلطان فيتسبب لمضرة شخص، قوله: ما يتبين فيه، أي لا يتدبر فيها ولا يتفكر. ن: ومنه: "ليتكلم بالكلمة" يهوي بها في النار، كقذف أحد. ك: "لا يتكلم" حينئذ إلا الرسل، أي حين الإجازة على الصراط. ط: لم يأت على القبر يوم إلا "تكلم" أي بلسان الحال، أما إن كنت- مخففة من الثقيلة، ولام لأحسب- فارقة، ووليتك- مجهولًا من تولية، ومعروفًا من الولاية، أي إذا وصلت إلي وصرت حاكمًا عليك، والفاجر هو الكافر، فقوله: أو الكافر- شك الراوي، وقال بأصابعه- أشار بها، ما بقيت الدنيا- مدة بقائها. وح: أصدق "كلمة"، أي قطعة من الكلام، قالها لبيد، هو الصحابي: ما خلا الله باطل، مضمحل، كقوله: "كل من عليها فان". وح: قال: نعم نبي "مكلم"، أي لم يكن نبيًا فقط بل نبيًا مكلمًا أنزل عليه الصحف، وكم وفاء- أي كم كمال- عددهم، قوله: كان نبيًا- بتقدير همزة تقرير.

خلع

خلع
الخَلْعُ كالنزْع؛ إلا أن في النزْع مُهْلَة. وخَلَعَ قَلِيدَه ودابتَه خَلْعاً. وخَلَعَ امرأتَه خُلْعاً وخُلْعةً، واخْتَلَعَتْ هي، وهي خالِع. وخَلَعَ العِذارَ: مَثَل، أي رَفَع الحشمَة. والخَليعُ: الشاطِر. والذي أعْيا خُبْثاً فَتَبْرأ منه العشيرة، وقد خَلُعَ خَلاعَةً. والصياد. والقِدْحُ الهائر أولاً؛ والقِداح: أخْلِعَة والغُوْل. والمُخَلعُ: الذي كأن به مَساً. والضعيفُ الرخْو. ولَقَبٌ في العَروض لضَرْبٍ من البسيط حُذِفَ من أجزائه.
وتَخلعَ في مَشْيِه: هز منكبَه وأشار بيديه. وأصابَهُ خَلْعُ وخَلَعٌ: لزوال المَفاصِل من مواضعها. والخَلْعُ: القَديد المشْوي. وخَلَعَ الزرْعُ: أسْفى سُنْبُلُه، خَلاعَةً.
والخالِعُ: البُسْرَة إذا نَضِجَت. وبَعيرٌ خَالِعٌ: لا يقدرُ على النهوض لالتواءِ عُرْقوبِه أو زَوال فِرْسِنِه، وقد يقال: في رِجْلِه خالِعٌ وخَالِعانِ وذلك يكون خِلْقَةً، وناقة خَلْعاء، ولا يُقال جملْ خْلَع؛ ولكنْ به خالِعٌ، وهو ذو خَوالِع.
والخالِعُ: العُوْدُ إذا يَبِسَ فَتَساقَطَ لحاؤه، وإذا أوْرَقَ ونَبَتَ قُضبانُه أيضاً. والخالِعُ من العِضاه: الذي لا يسقُطُ وَرَقُه أبداً.
ومن الضًرِيْع: الذي خَلَعَ نَبْتُه وطال، وقد أخْلَعَ الناسُ: وَجَدُوه فَرَعَوْه. والغُلامُ المتْرعرِع. وخَلَعَ الفَحْلُ والغُلائم: طالَ قَضيبُهما عن قِصَر.
والخَوْلَعُ: فَزع يبقى في الفؤادِ كالوَسواس. والهَبِيد حينَ يخرجُ دسَمُه. والخَلَعْلَعُ: الضبُع. والخيلعُ: دِرْعُ المرأة؛ وقد خَيْلَعَتْهُ.
والذئْب. وأخْلَعَ القومُ: قارَبوا أنْ يُرسِلوا الفحل في الطروقة. وامرأة مخْتَلِعَةٌ: شبِقَة. والمُخَالَعَة: القِمار.
[خلع] خَلَعَ ثوبَه ونعله وقائده خَلْعاً. وخَلَعَ عليه خَلْعَةً، وخالَعَ امرأته خُلْعاً بالضم. والخِلْعَةُ: خيارُ المال، وينشد بيت جرير بضم الخاء: من شاء بايعته مالي وخُِلْعَتَهُ * ما تُكْمِلُ التَيمُ في ديوانهم سطرا * وخلع الوالى، أي عزل. وخالَعَتِ المرأةُ بعلها: أرادتْه على طَلاقها ببذلٍ منها له، فهي خالِعٌ، والاسم الخُلْعَةُ. وقد تَخالَعا. واختلعت فهى مختلعة. وأما قول الشاعر يخاطب امرأته: إن الرزية ما ألاك إذا * هر المخالع أقدح اليسر * فهو المقامر لانه يقمر خلعته. وقوله هر أي كره. والخلع: لحم يُطْبَخُ بالتوابل ثم يُجْعَلُ في القَرْفِ، وهو وعاءٌ من جلدٍ. وخَلَعَ السُنْبُلُ، أي صار له سًفاً. وخَلَعَ الغلامُ: كَبُرَ زُبُّهُ. وتَخالَعَ القومُ، إذا نقَضُوا الحِلفَ بينهم. والخالِعُ من الرُطَبِ: المُنْسَبِتُ. ويقال: بعيرٌ به خالِعٌ، وهو الذي لا يقدر على أن يثُور إذا جلس الرجل على غُرابِ وَرِكِهِ. والتَخَلُّعُ: التفكُّكُ في المشية. ورجلٌ مُخَلّعُ الإليَتين، إذا كان مُنْفَكَّهُمَا. وغلامٌ خَليعٌ بيِّن الخَلاعَةِ بالفتح، وهو الذي قد خَلَعَهُ أهلُه فإنْ جنَى لم يُطْلَبوا بجنايته. والخَليعُ: الصَيّادُ، والقِدْحُ الذي لا يفوز أوَّلاً، والغولُ، والذئبُ. وقولهم به: خَوْلَعٌ وخَيْلَعٌ، أي فزعٌ يعتري فؤادَه كأنّه مس. ومنه قول جرير :

وفى الفؤاد الخولع * والتخليع في باب العروض: قَطْعُ مُسْتَفْعِلُنْ في عَروضِ البسيطِ وضربِه جميعاً، فَيُنْقَلُ إلى مَفْعولُنْ، ويُسَمَّى البيت مُخَلَّعاً، كقول الشاعر: ما هيج الشوق من أطلال * أضحت قفارا كوحى الواحى * 
الخلع: إزالة ملك النكاح بأخذ المال.
خلع قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقد يكون الْبُخْل والضجر من الْجزع. والجبن الخالع: الَّذِي يخلع قلبه من شدته.
خ ل ع: (خَلَعَ) ثَوْبَهُ وَنَعْلَهُ وَقَائِدَهُ وَخَلَعَ عَلَيْهِ (خِلْعَةً) كُلُّهُ مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَخَلَعَ امْرَأَتَهُ (خُلْعًا) بِالضَّمِّ. وَ (خُلِعَ) الْوَالِي عُزِلَ. وَ (خَالَعَتِ) الْمَرْأَةُ بَعْلَهَا أَرَادَتْهُ عَلَى طَلَاقِهَا بِبَدَلٍ مِنْهَا لَهُ فَهِيَ (خَالِعٌ) وَالِاسْمُ (الْخُلْعَةُ) بِالضَّمِّ وَقَدْ (تَخَالَعَا) وَ (اخْتَلَعَتْ) فَهِيَ (مُخْتَلِعَةٌ) . 
(خلع)
الزَّرْع خلاعة أَوْرَق وَصَارَ فِيهِ الْحبّ وَسقط ورقه وَالشَّيْء خلعا نَزعه وَعَلِيهِ ثَوْبه أعطَاهُ إِيَّاه والوالي الْعَامِل عَزله والشعب الْملك أنزلهُ عَن عَرْشه وَفُلَان ابْنه تَبرأ مِنْهُ حَتَّى لَا يُؤْخَذ بِجِنَايَتِهِ ودابته أطلقها من قيدها والربقة من عُنُقه نقض عَهده وَيَده من طَاعَته خرج مِنْهَا وعذاره ترك الْحيَاء وَركب هَوَاهُ وَامْرَأَته خلعا طَلقهَا بفدية من مَالهَا

(خلع) أَصَابَهُ الخالع

(خلع) خلاعة ترك الْحيَاء وَركب هَوَاهُ فَهُوَ خليع
خ ل ع : خَلَعْتُ النَّعْلَ وَغَيْرَهُ خَلْعًا نَزَعْتُهُ وَخَالَعَتْ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا مُخَالَعَةً إذَا افْتَدَتْ مِنْهُ وَطَلَّقَهَا عَلَى الْفِدْيَةِ فَخَلَعَهَا هُوَ خَلْعًا وَالِاسْمُ الْخُلْعُ بِالضَّمِّ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ مِنْ خَلْعِ اللِّبَاسِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِبَاسٌ لِلْآخَرِ فَإِذَا فَعَلَا ذَلِكَ فَكَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ نَزَعَ لِبَاسَهُ عَنْهُ وَفِي الدُّعَاءِ وَنَخْلَعُ وَنَهْجُرُ مَنْ يَكْفُرُــكَ أَيْ نَبْغَضُ وَنَتَبَرَّأُ مِنْهُ وَخَلَعْتُ الْوَالِيَ عَنْ عَمَلِهِ بِمَعْنَى عَزَلْتُهُ وَالْخِلْعَةُ مَا يُعْطِيهِ الْإِنْسَانُ غَيْرَهُ مِنْ الثِّيَابِ مِنْحَةً وَالْجَمْعُ خِلَعٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 

خلع


خَلَعَ(n. ac. خَلْع)
a. Took, pulled, threw, cast, stripped of (
clothing ).
b. [acc. & 'Ala], Bestowed upon, invested with ( a robe of
honour ).
c. [acc. & Min], Divested, deprived of, dismissed from ( an
office ).
d.(n. ac. خُلْع), Repudiated; put away (wife); disowned (
son ).
خَلُعَ(n. ac. خَلَاْعَة)
a. Was repudiated; was disowned, cast off.

خَلَّعَa. Displaced; sprained, dislocated.

خَاْلَعَa. Repudiated, divorced.

أَخْلَعَa. Produced, bore leaves or seeds.

تَخَلَّعَa. Was displaced, was sprained, dislocated, disjointed;
was relaxed (muscle).
تَخَاْلَعَa. Dissolved, annulled, broke ( league
covenant ).
b. Divorced.

إِنْخَلَعَa. see Vb. Was stripped off.
c. [Min], Was stripped, divested, deprived of, removed from
( an office ).
إِخْتَلَعَa. Was repudiated, divorced.
b. Despoiled.

خَلْعa. Dislocation.

خِلْعa. Spiced meat.
b. see 1
خِلْعَة
(pl.
خِلَع)
a. Robe of honour.
b. The best or choice part of.

خُلْعa. Divorce.

خَاْلِعa. One separated from his wife.
b. Debauched, dissolute; unrestrained.

خَلَاْعَةa. Debauchery, dissoluteness.

خَلِيْع
(pl.
خُلَعَآءُ)
a. Cast off, worn out garment.
b. Bad; scapegrace, prodigal.
c. Disowned.

N. P.
خَلَّعَa. Dislocated.
b. Weak, flabby, nerveless.
c. Paralytic.
(خلع) - في حَدِيثِ عمر: "أَنَّ امرأَةً نَشَزَت على زوجها فحَبَسها في بيت الزِّبل ثَلاثًا. فقالت: ما رَأيتُ راحةً إلَّا هَذِه الثَّلاث فقال عمر لزَوْجِها: اخلَعْهَا".
: أي طَلِّقْها واتْرُكْها.
- ومنه الحَدِيث: "المُخْتَلِعَات هُنَّ المنَافِقَات".
يَعنِي اللَّاتِي يَطلُبْن الخُلْعَ والطَّلاق من أزواجِهن بغَيْر عُذْر. يقال: خَلَع امرأَتَه خُلْعًا، وخَالَعَها مُخَالَعَة، واخْتَلَعَت هِيَ، فهي خَالِع .
- في الحَدِيث: "مَنْ خَلع يدًا من طاعةٍ لَقِي الله تَعالَى لا حُجَّة لَه"
: أي خَرَج من طاعَةِ سُلْطانِه وَعَدا عليه بالشَّرِّ، والخَلِيع: الشَّاطرُ الخَبِيثُ الذي خَلَعَته عَشِيرتَهُ: أي بَرِئ قَومُه من جِنايته، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، والجمع خُلَعَاءُ، وقد خَلُع خَلاعَةً.
- وفي الحديث: "شَرُّ ما في الرَّجُل جُبْنٌ خَالِع" .
: أي شَدِيد كأَنَّه يَخلَع فؤادَه من شِدَّة خَوفِه، وقيل: الخَلْع: كالنَّزْع إلَّا أَنَّه أَشدُّ اتِّصالا وأقلُّ مُهلَةً.
خ ل ع

خلع الرجل ثوبه ونعله. وخلع الفرس عذاره. وخلع عليه إذا نزع ثوبه وطرحه عليه. وكساه الخلعة والخلع. وشواء مخلع: خلعت عظامه. وتزوّدوا الخلع وهو اللحم تخلع عظامه ثم يطبخ ويبزّر.

ومن المجاز: خلع فلان رسنه وعذاره فعدا على الناس بشرّ: وخلع دابته في الجشر: أرسله. وخلع الوالي العامل، وخلع الخليفة، وقيل للأمين المخلوع. وخالعت فلانة بعلها، واختلعت منه، وهي خالع ومختلعة، وخلعها زوجها. وفي الحديث " المختلعات هنّ المنافقات " وهن اللواتي يخالعن أزواجهن من غير مضارة منهم، ونساء خوالع. قال ذو الرمة:

إذا الصبح عن ناب تبسم شمنه ... بأمثال أبصار النساء الخوالع

وكان الرجل في الجاهلية إذا غلبه ابنه أو من هو منه بسبيل جاء به إلى الموسم ثم نادى " يا أيها الناس هذا ابني فلان وقد خلعته فإن جرّ لم أضمن، وإن جرّ عليه لم أطلب " يريد قد تبرأت منه. ثم قيل لكل شاطر خليع. وقد خلع خلاعة، وهي خليعة. " ونخلع ونترك من يفجرك " أي نتبرأ منه. واختلعوا ماله: أخذوه. وتخالعوا: تناكثوا العهود بينهم. وخالعه: قامره لأن المقامر يخلع مال صاحبه. وفلان مخلع: مجنون وبه خولع مثل أولق. والمجنون يتخلع في مشيته: يتفكك. قال:

ثم انتحى يحضر في العراء ... تخلع المجنون في الكساء
(خ ل ع) : (خَلَعَ) الْمَلْبُوسَ نَزَعَهُ يُقَالُ خَلَعَ ثَوْبَهُ عَنْ بَدَنِهِ وَخَلَعَ نَعْلَهُ عَنْ رِجْلِهِ (وَقَوْلُهُ) وَيُخْلَعُ الْمَيِّتُ لِأَجْلِ اللُّمْعَةِ أَيْ يُنْزَعُ عَنْهُ الْكَفَنُ (وَخَالَعَتْ) الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا (وَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ) إذَا افْتَدَتْ مِنْهُ بِمَالِهَا فَإِذَا أَجَابَهَا إلَى ذَلِكَ فَطَلَّقَهَا قِيلَ خَلَعَهَا (وَالِاسْمُ) الْخُلْعُ بِالضَّمِّ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا لِبَاسٌ لِصَاحِبِهِ فَإِذَا فَعَلَا ذَلِكَ فَكَأَنَّهُمَا نَزَعَا لِبَاسَهُمَا وَيُقَالُ خَلَعَ فَرَسُ عِذَارَهُ إذَا أَلْقَاهُ وَطَرَحَهُ فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) فُلَانٌ خَلِيعٌ أَيْ شَاطِرٌ قَدْ أَعْيَا أَهْلَهُ خُبْثًا وَعَدَا عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ خَلَعَ عِذَارَهُ وَرَسَنَهُ أَوْ لِأَنَّ أَهْلَهُ خَلَعُوهُ وَتَبَرَّءُوا مِنْهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ نَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك أَيْ نَتَبَرَّأُ مِنْهُ (وَقَوْلُهُ) الْمَرْأَةُ فِي الْغُرْبَةِ تَكُونُ خَلِيعَةَ الْعِذَارِ أَيْ مُخَلَّاةً لَا آمِرَ لَهَا وَلَا نَاهِيَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَالصَّوَابُ خَلِيعُ الْعِذَارِ لِأَنَّهُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَوْ خَلِيعَةٌ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الْعِذَارِ مِنْ خَلُعَ خَلَاعَةً كَظَرِيفَةٍ وَنَظِيفَةٍ مِنْ فَعُلَ (فَعَالَةً وَانْخَلَعَ فُؤَادُ الرَّجُلِ) إذَا فَزِعَ وَحَقِيقَتُهُ اُنْتُزِعَ مِنْ مَكَانِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ انْخَلَعَ قِنَاعُ قَلْبِهِ مِنْ شِدَّةِ الْفَزَعِ وَأَصْلُ الْقِنَاعِ مَا تُقَنِّعُ بِهِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا أَيْ تُغَطِّيهِ فَاسْتُعِيرَ لِغِشَاءِ الْقَلْبِ وَغِلَافِهِ وَمِنْ كَلَامِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي السِّيَرِ وَتَخَلَّعَتْ السَّفِينَةُ أَيْ تَفَكَّكَتْ وَانْفَصَلَتْ مَوَاصِلُهَا.
[خلع] ك فيه: لما "خلع" أهل المدينة، أي أرادوا خلعه أي عزله عن
باب العين والخاء واللام (خ ل ع، خ ع ل مستعملان)

خلع: الخَلْعُ: اسم خَلَع رِداءَه وخُفَّه وخُفُّةُ وقَيْدَهُ وامرأته، قال:

وكُلُّ أُناسٍ قارَبوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ خَلَعْنا قَيْدَهُ فهو سارِبُ

والخَلْعُ كالنَّزْعِ إلا أن في الخَلْعِ مُهْلَة. واختلعتِ المرأة اختِلاعاً وخُلْعَةً. وخَلَعَ العِذَارَ: أي الرَّسن فعَدَا على الناس بالشَّر لا طالب له فهو مَخْلُوعُ الرَّسنِ، قال:

وأُخرى تُكادرُ مَخْلُوَعةً ... على النَّاس في الشرِّ أَرسانُها

والخِلْعَةُ: كُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عنْك. ويُقالُ: هو ما كان على الإنسان من ثِيابِه تاماً. والخِلْعَةُ: أجْودُ مالِ الرَّجُل، يقال: أخذْتُ خِلْعَةَ مالِه أي خُيِّرْتُ فيها فأخذتُ الأجْود فالأجْود منها. والخَلِيعُ: اسم الولد الذي يخلَعُه أبُوه مخافة أن يَجْنِي عليه، فيقول: هذا ابني قد خَلَعْتُه فإنْ جَرَّ لم أَضَمنْ، وإنْ جُرَّ عليه أطلبْ، فلا يُؤخذُ بعد ذلك بجريرته، كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو المَخْلُوعُ أيضاً، والجَمْعُ الخُلَعاء، ومنه يُسمَّى كلُّ شاطِرٍ وشاطِرةٍ خَليعاً وخليعةً، وفعلُه اللَّازِمُ خَلُعَ خَلاعَةً أي صار خَليعاً. والخليعُ: الصَّيادُ لانفِرادِه عن الناس، قال امرؤ القيس:

ووادٍ كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل  ويقال: الخليع هاهنا الصياد، ويقال: هو هاهنا الشَّاطِرُ: والمُخَلَّعُ من الناس: الذي كأنَّ به هَبَّةً أو مَساً ورجُلٌ مُخَلَّعٌ: ضعِيفٌ رِخْوٌ.

وفي الحديث: خَلَع رِبْقَةَ الإسلام من عُنُقِهِ

إذا ضيَّع ما أعْطى من العَهْدِ وخرج على النَّاسِ. والخَوْلَعُ: فزعٌ يَبْقَى في الفُؤادِ حتى يِكادُ يعْتَري صاحِبه الوَسواسُ منه. وقيل: الضَعْفُ والفزعُ، قال جرير:

لا يُعْجِبَنَّكَ أنْ ترى لمُجاشعٍ ... جَلَدَ الرَّجال وفي الفُؤاد الخَوْلَعُ

والمُتَخَلَّعُ : الذي يهُزُّ منكبيه إذا مشى ويشير بيديه. والمَخْلُوعُ الفُؤادِ: الذي انْخَلَعَ فؤاده من فزعٍ. والخَلَعُ: زوالٌ في المفاصِلِ من غير بَيْنُونَةٍ، يُقالُ: أصابَه خَلَعٌ في يَدِهِ ورِجْلِهِ والخَلَعُ: القديدُ يُشْوَى فَيُجْعلُ في وعاء بإهالَتِه. والخالِعُ: البُسْرَةُ إذا نضِجَتْ كلُّهَا. والخالِع: السُّنْبُل إذا سفا. وخَلَع الزَّرْعُ خَلاعَةً. والمُخَلَّعُ من الشِّعْر: ضَرْبٌ من البسيط يُحْذفُ من أجزائه كما قال الأسودُ بن يَعْفَرُ:

ماذا وُقوفي على رَسْمٍ عفا ... مُخْلَوْلقٍ دَارِسٍ مُسْتَعْجِمِ

قُلْتُ للخليل: ماذا تَقُولُ في المُخَلَّعِ؟ قال: المُخَلَّعُ من العروض ضرب من البسيط وأورده. والخليعُ: القِدْحُ الذي يفوز أوَّلاً والجمعُ أخْلِعة والخَليعُ من أسماء الغُولِ، قالَ عرَّام: هي الخَلوع لأنَّها تَخْلَعُ قلوب الناس ولم نَعرِفِ الخليع .

خعل: الخَيْلَعُ والخَيْعَلُ مقلوب ، وهو من الثِّياب غيْرُ منْصُوح الفرْجيْنِ تلبسه العروس وجَمْعُه خَياعِل، قال

السَّالِكُ الثَّغْرَةِ اليَقْظَانُ كالئُها ... مَشْيَ الهَلُوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ

(وقيل: الخَيْعَلُ قَميص لا كُمَّيْنِ له) . والخَيْعَلُ والخَيْلَعُ من أسماء الذِّئب. 
خلع: خَلَع: مصدره خلعان (عباد 2: 158 رقم 15).
وخَلَع العظم: فكّة. فسخه (بوشر).
وفي معجم المنصوري: خلع هو خروج رأس العظم من فقرة الآخر من عظمي المفصل.
ويقال أيضاً: خلع الباب (ألف ليلة 1: 642): فتحها برفعها قليلاً، لأن الأبواب قد صنعت في المشرق غالباً على هذه الصورة. انظر تعليق لين في ترجمة ألف ليلة (1: 617 رقم 69).
وخلع: نزع، قلع ما ختم بالجبس (بوشر).
وخلع: قشر، يقال خلع السمسم، ففي ابن البيطار (1: 444): السمسم المخلوع.
وخلع: صفّي، يقال مثلا خلع زيت السمسم، ففي (ابن البيطار 1: 445): الشيرج المخلوع.
وخلع فلان: ذهب عقله (محيط المحيط). خَلَع امرأته (انظر لين) والمصدر منه خُلُوع أيضاً (فاندنبرج ص134) وذلك إن المرأة إذا أرادت الطلاق من زوجها أعادت إليه كل مهرها أي كل ما أعطاها زوجها من مال حين تزوجها.
ففي كتاب العقود (ص4) في الكلام عن امرأة تطلقت من زوجها بهذه الطريقة يقال: خَلَعَت منه أو عنه (الثعالبي لطائف ص68) وأرى أن الناشر قد أخطأ حين رأى أن الفعل مبني للمجهول.
خلع فلاناً أو منه: استلب ماله، ونهبه واغتصبه (بوشر).
خلعَ العذار (انظر لين): ترك الحياء. تهتك. والعامة تقول في هذا المعنى خَلَع فقط (محيط المحيط). أخذ الثار وخلع العار: ثأر لنفسه وأزال عنه العار (بوشر).
خلع قلبه (كوسج لطائف ص27) ومعناها اللغوي نزع قلبه وتستعمل بمعنى أحزنه، أغمه.
خلّع (بالتشديد): فكَّك، هشَّم، كسَّر (بوشر).
وخلَّع: ذكرت في معجم فوك بمعنى ترك الحياء وركب هواه.
خالع فلاناً: مازحه، داعبه (فليشر معجم ص95) ولتصحيح الكلمة في المقري (1: 693) كما قلت في رسالتي إلى السيد فليشر (ص107).
أخلع: خلع، فصَّل، قسَّم، قطّع أعضاءه (الكالا).
تخلَّع: تفكك، تهشم، تفسخ (بوشر).
تخلَّع العظم: انخلاعه وانفكاكه (بوشر).
تخالعوا: تداعبوا، تمازحوا (فليشر معجم ص95).
انخلع. انخلع من الشيء: خرج منه، تخلص منه، تملص منه. ففي الجريدة الآسيوية (1849، 1: 193): انخلع من طاعة مولاه.
وانخلع من الأمر: اعتزله واستعفى منه ونزل عنه ففي النويري (الأندلس ص476): انخلع لك من الأمر.
وانخلع: زهد في الدنيا وتنسك. ففي تاريخ بني الأغلب (ص58): أظهر التوبة والانخلاع.
وانخلع: تمازح وتداعب (بوشر، فليشر معجم ص95).
وانخلع في معجم هلو: أخاف وأرعب. وأرى أن الصواب: خاف وارتعب (انظر لين وبوسييه).
اختلع: اختلع من وطنه: أقصى عن وطنه، نفي منه (أبو الوليد ص392).
خَلْع: فالج (محيط المحيط).
خُلاع: شلل، خبَل، فالج (همبرت ص39، هلو).
خليع: قديم، خَلَق، ويجمع على خُلُع أو خُلْع (انظر دي ساسي، قواعد العربية 1: 360) وكلمة خُلْعِيّ في معجم لين وهو مأخوذ من خليع، الفخري ص342 حيث طبع الناشر خُلّع، غير أن فعيل لا يجمع على فُعَّل. وخليع: ثوب ملبوس وإن لم يكن خلقاً (محيط المحيط). خليع الرسن (الخطيب ص136 و) مرادف خليع العذار.
وخليع: أفاق، متشرد (بوشر).
وخليع: سكير، شريب خمر (المعجم اللاتيني العربي، فوك وفيه الجمع خُلاّع والصحيح إنه جمع خالع).
وخليع: مَرح، فكه، مزّاح (فليشر معجم ص95، لين ترجمة ألف ليلة 2: 377 رقم2، المقري 1: 120، 2: 516، ابن اياس ص16، ألف ليلة 1: 95).
اللحم الخليع أو الخليع من اللحم أو الخليع فقط: لحم الضأن يقطع قطعاً ويغسل ويملح ويغمس في الزيت، ثم ينشر في الشمس حتى تيبسه حرارة الشمس ويصبح كالخشب. ويؤكل عادة في الحالات الملحة أو في السفر (دوماس حياة العرب ص165، 252).
ويقول شربونر في الجريدة الآسيوية (1850، 2: 64) الذي سأل طباخاً تونسياً: إنه مقدار من لجم البقر يقطع قطعاً صغيرة ويكبس مدة ثلاثة أيام على الأقل في تابل من الملح والثوم والكزبرة والكراويا. وبعد ذلك يضعون هذا أمام النار حتى إذا قارب الغليان سحبوه ونقعوه ..
والجزائر السلسلة الجديدة 1: 219 ابن بطوطة 3، 2، 4: 138، 139).
خَلاَعَة: سكر (فوك).
وخلاعة: مَرَح، فكاهة، دعابة (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 80، المقري 1: 100، المقدمة 3: 410 (وهو الجذل واللهو عند دي سلان).
خَلاَعِيّ: فكه، مزّاح، مداعب، مرح، لعوب (بوشر).
خَليعِي = خليع: ذو دعابة، مرح (ألف ليلة 2: 252).
خَلاَّع. خَلاَّع العذار = خالع العذار (القلائد ص62).
مُخَلَّع: مخلوع الوركين، مفكك، مفسخ (بوشر).
مخُلَّع: إنسان أبله، غبي (بوشر).
ومخلَّع: مفلوج، مصاب بالفالج (همبرت ص39).
مَخْلوع: هَزِل، مزّاح، ذو دعابة (بوشر).
خلع
خلَعَ1 يَخلَع، خَلْعًا، فهو خالِع، والمفعول مَخْلوع وخَليع
• خلَع ضِرْسَه: نزعه "خلع المسمار من الخشبة- خلع ثوبه: تجرد منه- {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} " ° خلَع بُرْقع الحياء: لم يستح- خلَع عِذَارَه/ خلَع عِذارَ الحياءِ: انهمك في الغيّ والفساد دون خجل، تهتَّك.
• خلَع الشَّعبُ الملكَ: أقاله وعزله عن منصِبه، أنزله عن عرشه "رحل الملك المخلوع عن البلاد".
• خلَع عليه خِلْعَةً: ألبسه ثوبًا أو أعطاه منحةً "خلع الأميرُ على الشاعر ثوبًا جميلاً- خلعت عليه الأيام جمالها: أَضْفَتْ عليه جمالها وأسبغته"? خلَع على نفسه حقًّا/ خلَع على نفسه ثوبَ الكِرام: ادّعاه لنفسه- خلَع عليه صفةً: نعته بوصفٍ بعينه.
• خلَع يدَه من الطَّاعة: خرج منها وعصى. 

خلَعَ2 يَخلَع، خُلْعًا، فهو خالِع، والمفعول مَخْلوع
• خلَع زَوْجَتَه: طلَّقها على شيء من مالها تؤدِّيه إليه، أو تتنازل عن حقوقها لديه "زادت قضايا الخُلْع في الآونة الأخيرة". 

خلُعَ يَخلُع، خَلاعةً، فهو خَليع
• خلُع الرَّجلُ: ترك الحياءَ وركب هواه، انقاد لهواه وتهتَّك "غارِق في السُّكر والخَلاعة- شابٌ خليع". 

خُلِعَ يُخلَع، خَلْعًا، والمفعول مَخْلوع
• خُلِع الشَّخصُ: أصابه التواء في العُرقوب "شارك في سباق العدو فَخُلِع".
• خُلِع الواليُ: عُزل عن منصبه. 

أخلعَ يُخلع، إخلاعًا، فهو مُخلِع، والمفعول مُخلَع
• أخلعه الطَّبيبُ ثيابَه: حمله على نزعها، نزعها عنه، جرَّده منها "أخلعت وليدَها ثيابَه". 

اختلعَ/ اختلعَ من يختلع، اختلاعًا، فهو مُختلِع، والمفعول مُختلَع
• اختلعَ الشَّيءَ: خلَعه، انتزعه "اختلع فسيلةً/ ضِرْسًا- اختلع مال أخيه: أخذه".
• اختلعت الزوجةُ من زوجها: بذلت له مالاً ليُطلِّقها، طُلِّقت بفدية من مالها. 

انخلعَ/ انخلعَ من ينخلع، انخلاعًا، فهو مُنخلِع، والمفعول مُنخلَعٌ منه
• انخلع البابُ: مُطاوع خلَعَ1: نُزِع وأُزيل، انْتُزع من مكانه وزال عن موضعه "انخلع مقبض الباب- انخلعت كَتِفُه: تحوَّل عظمُها عن موضعه".
• انخلع قلبُه: داخَله الفزع، خاف وارتعب "انخلع فؤاده".
• انخلع من منصبه: خرج منه "انخلع من ماله: تجرّد منه وتصدَّق به". 

تخالعَ يتخالع، تخالُعًا، فهو مُتخالِع
• تخالع الزَّوجان: اتَّفقا على الطَّلاق بفدية.
• تخالعَ الشَّخصان: تداعبا، تمازحا.
• تخالع القومُ: نقضوا العهد الذي بينهم. 

تخلَّعَ/ تخلَّعَ في يتخلّع، تخلُّعًا، فهو مُتخلِّع، والمفعول متخلَّع فيه
• تخلَّع معظمُ الأثاث القديم: مُطاوع خلَّعَ: تفكَّك، تهشّم، تفسّخ، انفصلت أجزاؤه أو بعضها.
• تخلَّع القومُ: تسلَّلوا وذهبوا.
• تخلَّع في مشيه: هزّ مَنْكِبيه ويديه وأشار بهما، مشى مِشْيَة لا تماسك فيها. 

خالعَ يُخالع، مُخالَعَةً، فهو مُخالِع، والمفعول مُخالَع
• خالعتِ المرأةُ زوجهَا: طلبت طلاقها بِبَذْلٍ من مالها

تؤدّيه إليه.
• خالع امرأتَه: طلَّقها نظير مال تبذله له.
• خالع فلانًا: مازحه، داعبه. 

خلَّعَ يُخلِّع، تخليعًا، فهو مُخلِّع، والمفعول مُخلَّع
• خلَّع ألواحَ الباب: خلعها، فكَّكها ونزعها "خَلَّع المسامير بالكمّاشة- كرسيٌّ مُخَلَّع". 

خَلاعة [مفرد]: مصدر خلُعَ. 

خَلْع [مفرد]:
1 - مصدر خُلِعَ وخلَعَ1.
2 - (طب) تحوُّل المَفْصِل عن موضعه من غير انفصال، وهو عمومًا تزحزح جزء من الجسم عن موضعه. 

خُلْع [مفرد]:
1 - مصدر خلَعَ2.
2 - (فق) افتداء المرأة من زوجها وتطليقها منه على الفدية، إزالة ملك النِّكاح ببدل. 

خِلْعة [مفرد]: ج خِلْعات وخِلَع:
1 - ما يعطيه الإنسانُ غيرَه من الثياب منحةً أو هديَّة.
2 - كلُّ ثَوْبٍ تخلَعُه عنك. 

خَليع [مفرد]: ج خليعون وخُلَعاءُ، مؤ خليعة، ج مؤ خليعات وخُلَعاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلُعَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من خلَعَ1: مخلوع "ثوب خليع: بالٍ قديم- والٍِ خليع".
3 - (دب) صفة لكل مؤلَّف أدبي يهتمّ بإبراز النواحي الجنسيّة البحتة في الحُبّ. 

مُخلَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خلَّعَ.
2 - ضعيف البنيان "عجوز مُخلَّع".
• مُخلَّع البسيط: (عر) صورة من صور بحر البسيط، وزنه: مستفعلن فاعلن فعولن مرتين. 

مخلوع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خُلِعَ وخلَعَ1 وخلَعَ2.
2 - فَزِعٌ هَلِعٌ "رجُل مخلوع الفؤاد". 

خلع: خَلَعَ الشيءَ يَخْلَعُه خَلْعاً واختَلَعه: كنَزَعه إِلا أَنَّ في

الخَلْعِ مُهْلة، وسَوَّى بعضهم بين الخَلْع والنَّزْعِ. وخلَعَ النعلَ

والثوبَ والرِّداءَ يَخْلَعُه خَلْعاً: جَرَّده.

والخِلْعةُ من الثياب: ما خَلَعْتَه فَطَرَحْتَه على آخر أَو لم

تَطْرَحْه. وكلُّ ثوب تَخْلَعُه عنك خِلْعةٌ؛ وخَلَع عليه خِلْعةً.

وفي حديث كعب: إِنَّ من تَوْبَتي أَن أَنْخَلِعَ من مالي صَدَقةً أَي

أَخرُجَ منه جميعه وأَتَصَدَّقَ به وأُعَرَّى منه كما يُعَرَّى الإِنسانُ

إِذا خلعَ ثوبه.

وخلَع قائدَه خَلْعاً: أَذالَه. وخلَع الرِّبقةَ عن عُنُقه: نقَض

عَهْدَه. وتَخالَع القومُ: نقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بينهم. وفي الحديث: من

خَلَعَ يداً من طاعة لَقِيَ اللهَ لا حُجّة له أَي من خرج من طاعةِ

سُلْطانِه وعَدا عليه بالشرّ؛ قال ابن الأَثير: هو من خَلَعْتُ الثوب إِذا

أَلْقَيْتَه عنك، شبَّه الطاعة واشتمالَها على الإِنسان به وخصّ اليد لأَن

المُعاهَدة والمُعاقَدةَ بها. وخلَع دابته يَخْلَعُها خَلْعاً وخَلَّعها:

أَطْلَقها من قَيْدها، وكذلك خَلَع قَيْدَه؛ قال:

وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيْدَ فَحْلِهم،

ونحنُ خَلَعْنا قيْدَه، فهو سارِبُ

وخلَع عِذاره: أَلْقاه عن نفسه فعَدا بشَرّ، وهو على المَثل بذلك. وخلع

امرأَته خُلْعاً، بالضم، وخِلاعاً فاختلَعَت وخالَعَتْه: أَزالَها عن

نفسه وطلقها على بَذْل منها له، فهي خالعٌ، والاسم الخُلْعةُ، وقد تَخالعا،

واخْتَلَعَت منه اخْتِلاعاً فهي مخْتلِعةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِن شفْـ

ـفَر مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاعا

شَفَّر مالٌ: قلَّ. قال أَبو منصور: خَلَع امرأَتَه وخالَعها إِذا

افْتَدَت منه بمالها فطلَّقها وأَبانها من نفسه، وسمي ذلك الفِراق خُلْعاً

لأَن الله تعالى جعل النساء لباساً للرجال، والرجالَ لباساً لهنَّ، فقال:

هنَّ لِباسٌ لكم وأَنتم لباس لهن؛ وهي ضجِيعهُ وضَجيعتهُ فإِذا افتدت

المرأَة بمال تعطيه لزوجها ليُبِينَها منه فأَجابها إِلى ذلك، فقد بانت منه

وخلَع كل واحد منهما لباسَ صاحبه، والاسم من كل ذلك الخُلْعُ، والمصدر

الخَلْع، فهذا معنى الخُلع عند الفقهاء. وفي الحديث: المُخْتَلِعاتُ هن

المُنافِقاتُ يعني اللاَّتي يَطْلُبْنَ الخُلْع والطلاق من أَزْواجِهن بغير

عُذْر؛ قال ابن الأَثير: وفائدة الخُلْع إِبْطال الرَّجْعة إِلا بعقد جديد،

وفيه عند الشافعي خلاف هل هو فَسْخٌ أَو طَلاق، وقد يسمى الخُلع طلاقاً.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنَّ امرأَة نَشَزَت على زوجها فقال له

عمر: اخْلَعْها أَي طَلِّقْها واتْرُكْها.

والخَوْلَعُ: المُقامِرُ المَجْدُودُ الذي يُقْمِرُأَبداً. والمُخالِعُ:

المُقامِرُ؛ قال الخراز بن عمرو يخاطِبُ امرأَته:

إِنَّ الرَّزِيّةَ ما أُلاكِ، إِذا

هَرَّ المُخالِعُ أَقْدُحَ اليَسَرِ

(* قوله: ما أُلاك، هكذا في الأصل.)

فهو المُقامِرُ لأَنه يُقْمَرُ خُلْعَته. وقوله هَرَّ أَي كَره.

والمَخْلُوع: المَقْمُورُ مالَه؛ قال الشاعر يصف جملاً:

يعُزُّ على الطَّرِيق بِمَنْكِبَيْه،

كما ابْتَرَكَ الخَلِيعُ على القِداحِ

يقول: يَغْلِب هذا الجَملُ الإِبلَ على لُزُوم الطريق، فشبَّه حِرْصَه

على لزُوم الطريق وإِلحاحَه على السيْر بحِرْص هذا الخَلِيع على الضَّرْب

بالقِداح لعله يَسْتَرْجِع بعض ما ذهب من ماله. والخَلِيعُ: المَخْلُوعُ

المَقْمُورُ مالَه. وخلَعَه: أَزالَه. ورجل خَلِيعٌ: مَخْلُوع عن نفسه،

وقيل: هو المَخْلوع من كل شيء، والجمع خُلْعاء كما قالوا قَبيل وقُبَلاء.

وغُلام خَلِيعٌ بيِّنُ الخَلاعةِ، بالفتح: وهو الذي قد خلَعه أَهلُه،

فإِن جنى لم يُطالَبُوا بجِنايته. والخَوْلَعُ: الغلام الكثيرُ الجِناياتِ

مثل الخَليع. والخَليعُ: الرجل يَجْني الجِناياتِ يُؤْخذ بها أَولياؤُه

فيتبرَّؤُون منه ومن جنايته ويقولون: إِنّا خلَعْنا فلاناً فلا نأْخذ

أَحداً بجناية تُجْنى عليه، ولا نؤَاخَذ بجناياته التي يَجْنيها، وكان يسمى في

الجاهلية الخَلِيعَ. وفي حديث عثمان: أَنه كان إِذا أُتِيَ بالرجل قد

تخلَّع في الشراب المُسْكِر جلده ثمانين؛ هو الذي انهمك في الشراب ولازَمه

ليلاً ونهاراً كأَنه خلَع رَسَنَه وأَعطى نفْسه هَواها. وفي حديث ابن

الصَّبْغاء: وكان رجل منهم خَلِيعٌ أَي مُسْتَهْتَرٌ بالشرب واللهو، هو من

الخَلِيع الشاطِر الخَبيث الذي خَلَعَتْه عشيرته وتَبرَّؤُوا منه. ويقال:

خُلِعَ من الدِّين والحياء، وقومٌ خُلَعاءُ بَيِّنُو الخَلاعةِ. وفي

الحديث: وقد كانت هذيل خلَعوا خَلِيعاً لهم في الجاهلية؛ قال ابن الأَثير:

كانوا يتعاهَدون ويتعاقَدون على النُّصْرة والإِعانة وأَن يُؤْخذ كل واحد

منهم بالآخر، فإِذا أَرادوا أَن يَتَبرَّؤُوا من إِنسان قد حالَفوه

أَظهروا ذلك للناس وسموا ذلك الفِعْل خُلْعاً، والمُتَبَرَّأَ منه خَليعاً أَي

مَخْلوعاً فلا يُؤْخَذون بجنايته ولا يُؤْخَذُ بجنايتهم، فكأَنهم خَلَعوا

اليمين التي كانوا لَبِسوها معه، وسمَّوْه خُلْعاً وخَلِيعاً مَجازاً

واتِّساعاً، وبه يسمى الإِمام والأَميرُ إِذا عُزِلَ خَليعاً، لأَنه قد

لَبِسَ الخِلافة والإِمارة ثم خُلِعَها؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله عنه، قال

له: إِن اللهَ سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصاً وإِنك تُلاصُ على خَلْعِه؛ أَراد

الخلافةَ وتَرْكَها والخُروجَ منها. وخَلُع خَلاعةً فهو خَليعٌ:

تَبَاعَدَ. والخَلِيعُ: الشاطِرُ وهو منه، والأُنثى بالهاء. ويقال للشاطِر:

خَلِيعٌ لأَنه خلَع رَسَنَه. والخَلِيعُ: الصَّيادُ لانفراده. والخَليعُ:

الذِّئب. والخَلِيعُ: الغُول. والخَلِيعُ: المُلازِمُ للقِمار. والخَلِيعُ:

القِدْح الفائزُ أَوّلاً، وقيل: هو الذي لا يَفُوزُ أَوَّلاً؛ عن كراع،

وجمعه خِلْعة.

والخُلاعُ والخَيْلَعُ والخَوْلَعُ: كالخَبَلِ والجنون يُصِيب الإِنسان،

وقيل: هو فَزَع يَبْقى في الفُؤَاد يكاد يَعْتَرِي منه الوَسْواسُ،

وقيل: الضعْفُ والفزَعُ؛ قال جرير:

لا يُعْجِبَنَّكَ أَن تَرَى بمُجاشِع

جَلَدَ الرِّجالِ، وفي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ

والخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ. ورجل مَخْلوعُ الفُؤَاد إِذا كان فَزِعاً. وفي

الحديث: من شَرِّ ما أُعْطِيَ الرجلُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالعٌ أَي

شديد كأَنه يَخْلَعُ فؤادَه من شدَّة خَوْفه؛ قال ابن الأَثير: وهو مجاز في

الخَلْعِ والمراد به ما يَعْرِضُ من نَوازِع الأَفكار وضَعْفِ القلب عند

الخَوْف. والخَوْلَعُ: داءٌ يأْخذ الفِصال. والمُخَلَّع: الذي كأَنَّ به

هَبْتةً أَو مَسًّا. وفي التهذيب: المُخَلَّع من الناس، فَخصَّص. ورجل

مُخَلَّعٌ وخَيْلَعٌ: ضَعِيف، وفيه خُلْعةٌ أَي ضَعْفٌ. والمُخَلَّعُ من

الشِّعر: مَفْعولن في الضرب السادس من البَسيط مُشتَقٌّ منه، سمي بذلك

لأَنه خُلِعَتْ أَوْتاده في ضَرْبه وعَرُوضه، لأَن أَصله مستفعلن مستفعلن في

العروض والضرب، فقد حُذف منه جُزْآن لأَنَّ أَصله ثمانية، وفي

الجُزْأَين وتِدانِ وقد حذفت من مستفعلن نونه فَقُطِعَ هذان الوتدانِ فذهب من

البيت وتدان، فكأَنَّ البيتَ خُلِّعَ إِلا أَن اسم التخليع لَحِقَه بقطع نون

مستفعلن، لأَنهما من البيت كاليدين، فكأَنهما يدان خُلِعتا منه، ولما نقل

مستفعلن بالقطع إِلى مفعولن بقي وزنه مثل قوله:

ما هَيَّجَ الشَّوْقَ من أَطْلالٍ

أَضْحَتْ قِفاراً، كَوَحْيِ الواحِي

فسمي هذا الوزن مخلعاً؛ والبيت الذي أَورده الأَزهري في هذا الموضع هو

بيت الأَسود:

ماذا وُقوفي على رَسْمٍ عَفا،

مُخْلَوْلِقٍ دارِسٍ مُسْتَعْجِم

وقال: المُخَلَّع من العَرُوض ضرب من البسيط وأَورده. ويقال: أَصابه في

بعض أَعْضائه بَيْنُونة، وهو زوالُ المَفاصل من غير بَيْنُونة.

والتخلُّع: التفكُّك في المِشْيةِ، وتخلَّع في مَشْيه: هَزَّ

مَنْكِبَيْه ويديه وأَشار بهما. ورجل مُخَلَّع الأَلْيَتَيْنِ إِذا كان

مُنْفكَّهما. والخَلْعُ والخَلَع: زوال المَفْصِل من اليَد أَو الرِّجل من غير

بَيْنونة. وخَلَعَ أَوصالَه: أَزالها. وثوب خَلِيعٌ: خلَقٌ.

والخالع: داء يأْخُذ في عُرْقوب الناقةِ. وبعير خالِعٌ: لا يَقدِر أَن

يَثُورَ إِذا جلَس الرجل على غُرابِ وَرِكه، وقيل: إِنما ذلك لانْخِلاع

عَصَبةِ عُرْقوبه. ويقال: خُلِعَ الشيخ إِذا أَصابه الخالعُ، وهو التواءُ

العُرْقوب؛ قال الراجز:

وجُرَّةٍ تَنْشُصُها فَتَنْتَشِصْ

من خالِعٍ يُدْرِكُه فَتَهْتَبِصْ

الجُرَّة: خَشبة يُثَقَّل بها حِبالة الصائد فإِذا نَشِب فيها الصَّيْد

أَثْقَلَتْه.

وخَلَعَ الزرْعُ خَلاعةً: أَسْفَى. يقال: خَلَعَ الزرْعُ يَخْلَعُ

خَلاعةً إِذا أَسْفَى السُّنْبُل، فهو خالِعٌ. وأَخْلَعَ: صار فيه الحَبّ.

وبُسْرة خالِعٌ وخالِعةٌ: نَضِيجةٌ، وقيل: الخالع بغير هاء البُسْرة إِذا

نَضِجَتْ كلُّها. والخالِعُ من الرُّطب؛ المُنْسَبِتُ. وخلَعَ الشِّيحُ

خَلْعاً: أَوْرَقَ، وكذلك العِضاه. وخَلَع: سقَط ورَقُه، وقيل: الخالِعُ من

العِضاه الذي لا يسقُط ورقه أَبداً. والخالِعُ من الشجر: الهَشِيم

السَّاقِطُ. وخلَع الشجرُ إِذا أَنبَت ورقاً طريّاً.

والخَلْعُ: القَدِيدُ المَشْوِيُّ، وقيل: القَديدُ يُشْوَى واللحم

يُطْبَخُ ويجعل في وِعاءٍ بإِهالَتِه. والخَلْعُ: لحم يُطْبَخُ بالتَّوابل،

وقيل: يُؤخذ من العِظام ويُطبخ ويُبَزَّر ثم يجعل في القَرْف،وهو وِعاءٌ من

جِلْد، ويُتَزَوَّدُ به في الأَسفار.

والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حين يُهْبَد حتى يخرج سَمْنه ثم يُصَفَّى

فيُنَحَّى ويجعل عليه رَضِيضُ التمْرِ المَنْزُوع النَّوَى والدَّقِيقُ، ويُساط

حتى يَخْتَلِط ثم يُنْزل فيُوضع فإِذا بَرَد أُعِيد عليه سَمنه.

والخَوْلَعُ: الحَنظل المَدْقُوق والمَلْتُوت بما يُطَيِّبه ثم يُؤْكل وهو

المُبَسَّل. والخَوْلَعُ: اللحم يُغْلَى بالخلّ ثم يُحْمَلُ في الأَسْفار.

والخَوْلَعُ: الذِّئب.

وتَخَلَّع القوم: تَسَلَّلوا وذهبوا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ودَعا بني خلَفٍ، فباتُوا حوْلَهُ،

يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمالِ

والخالِع: الجَدْي. والخَلِيعُ والخَلْيَعُ: الغُول.

والخَلِيعُ: اسم رجل من العرب. والخُلَعاءُ: بطن من بني عامر.

والخَيْلَعُ من الثياب والذِّئاب: لغة في الخَيْعَل. والخَيْلَعُ:

الزَّيت؛ عن كراع. والخَيْلَعُ: القُبَّةُ من الأَدم، وقيل: الخَيْلَعُ الأَدم

عامّة؛ قال رؤبة:

نفْضاً كنفْضِ الريحِ تُلْقِي الخَيْلَعا

وقال رجل من كلب:

ما زِلْتُ أَضْرِبُه وأَدْعو مالِكاً،

حتى تَرَكْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ

والخَلَعْلَعُ: من أَسماء الضِّباع؛ عنه أَيضاً. والخُلْعةُ: خِيار

المال؛ وينشد بيت جرير:

مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَهُ،

ما تَكْمُل التَّيْمُ في ديوانِهِم سَطَرا

وخُلْعة المالِ وخِلْعَتُه: خِيارُه. قال أَبو سعيد: وسمي خِيارُ المال

خُلْعة وخِلْعة لأَنه يَخْلَع قلب الناظر إِليه؛ أَنشد الزجاج:

وكانت خُِلْعةً دُهْساً صَفايا،

يَصُورُ عُنوقَها أَحْوَى زَنِيمُ

يعني المِعْزى أَنها كانت خِياراً. وخُلْعةُ ماله: مُخْرَتُه.

وخُلِعَ الوالي أَي عُزِلَ. وخَلَع الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّه.

أَبو عمرو: الخَيْعَلُ قَمِيصٌ لا كُمَّيْ له

(* قال الهُوريني في

تعليقه على القاموس: قوله لا كُمَّي له، قال الصاغاني: وإِنما أُسقطت النون من

كُمَّين للاضافة لأن اللام كالمُقحمة لا يُعتدّ بها في مثل هذا

الموضع.). قال الأَزهري: وقد يُقلب فيقال خَيْلَع.

وفي نوادر الأَعراب: اختلَعوا فلاناً: أَخذوا ماله.

خلع
الخَلْعُ: خلع الإنسان ثوبه، والفرس جلّه وعذاره، قال تعالى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ
[طه/ 12] ، قيل: هو على الظاهر، وأمره بخلع ذلك عن رجله، لكونه من جلد حمار ميّت ، وقال بعض الصوفية: هذا مثل وهو أمر بالإقامة والتمكّن، كقولك لمن رمت أن يتمكّن: انزع ثوبك وخفّك ونحو ذلك، وإذا قيل: خَلَعَ فلان على فلان، فمعناه: أعطاه ثوبا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة بأن وصل به على فلان، لا بمجرّد الخلع.

خلع

1 خَلَعَهُ, (S, Mgh, Msb,) aor. ـَ (TA,) inf. n. خَلْعٌ, (S, Mgh, Msb, K,) He pulled it off; syn. نَزَعَهُ; (Mgh, Msb;) or stripped it off; or took it off; (TA;) or put it, or threw it, or cast it, off from him; (IAth;) namely, his garment, (S, IAth, Mgh, Msb,) عَنْ بَدَنِهِ from his body; (Mgh;) and his sandal, (S, Mgh, Msb,) عَنْ رِجْلِهِ from his foot; (Mgh;) &c.; (Msb, TA;) [as also ↓ اختلعهُ, as appears from its being said that]

اِخْتِلَاعٌ is syn. with خَلْعٌ: (TA:) accord. to some, خَلْعٌ is syn. with نَزْعٌ; but accord. to Lth, (TA,) the former is like the latter, except that the former is a somewhat leisurely action. (K, TA.) The phrase in the Kur [xx. 12], فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ is said to be used in its proper sense, [And do thou pull off, or put off, thy sandals,] because his sandals were of the skin of a dead ass: or, as the Soofees say, it is a command to stay; like as you say to him whom you desire to stay, “Pull off thy garment and thy boots,” and the like; and is tropical: (TA:) or, accord. to some, (assumed tropical:) make thy heart vacant from [care for] family and property. (Bd.) b2: خَلَعَ عَلَيْهِ, (B, TA,) and ↓ خَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةٍ, (S, TA,) [He took off from himself, and bestowed upon him, a garment: and hence,] he bestowed upon him, or gave him, a garment; [generally meaning, a robe of honour;] the meaning of giving being inferred from the connective على, not from the verb alone. (B, TA.) b3: It is said in a trad. respecting 'Othmán, إِنَّ اللّٰهَ سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصًا وَ إِنَّكَ تُلَاصُ عَلَى خَلْعِهِ, (L,) meaning (tropical:) Verily God will invest thee with the apparel of the office of Khaleefeh, (K and TA in art. قمص,) and thou wilt be urged with enticement, and solicited, to divest thyself of it. (TA in art. لوص.) b4: خَلَعَ الفَرَسُ عِذَارَهُ (assumed tropical:) The horse threw off his head-stall, or halter, and wandered about at random. (Mgh.) b5: [and hence,] خَلَعَ عِذَارَهُ [said of a man,] (tropical:) (tropical:) He threw off from himself his عذار, [meaning restraint,] and acted in a wrongful and evil manner towards others, with none to repress him. (TA.) b6: خَلَعَ أَوْصَالَهُ He removed its اوصال [meaning the bones so called, as is indicated by the context]. (TA.) b7: خَلَعَ مَالَ صَاحِبِهِ (tropical:) [He took away the property of his companion]; said of a person gambling with another. (A, TA.) b8: خَلَعَ قَلْبَ النَّاظِرِ إِلَيْهِ (assumed tropical:) [It drew away the heart of the beholder towards it]; said of the best of property. (Aboo-Sa'eed.) b9: خَلَعَ قَيْدَهُ (tropical:) [He took off his shackles; or] he released him from his shackles: and in like manner, خَلَعَ دَابَّتَهُ, and ↓ خلّعهَا, he released his beast from its shackles. (TA.) b10: خَلَعَ الرِّبْقَةَ عَنْ عُنُقِهِ (tropical:) He annulled his compact, or covenant. (TA.) b11: خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ (tropical:) He [threw off his allegiance, or] forsook obedience to his Sultán, and acted in a wrongful and evil manner towards him: (TA:) obedience being likened to a garment which a man puts off, or throws off, from him. (IAth, TA.) b12: يُخْلَعُ المَيِّتُ [ for يُخْلَعُ الكَفَنُ عَنِ المَيِّتِ, like خَلَعَ الدَّابَّةَ (mentioned above) for خَلَعَ قَيْدَ الدَّابَّةِ,] The corpse shall have its grave-clothes pulled off from it. (Mgh.) b13: [In like manner you say,] خَلَعْتُ الوَالِى عَنْ عَمَلِهِ (tropical:) I removed the ruler, or governor, or the like, from his office; or deposed him. (Msb.) And خُلِعَ الوَالِى (tropical:) [The ruler, or governor, or the like, was divested of his authority; or] was removed from his office; or was deposed; (S, TA;) and so العَامِلُ [the agent, or the exactor of the poor-rates]; and الخَلِيفَةُ [the Khaleefeh]. (TA.) And خَلَعَ قَائِدَهُ (tropical:) [He divested his leader of his authority; or removed him from his office; or dismissed him]. (S, TA.) But IF says, This is scarcely, or never, said, except of an inferior who forsakes, or relinquishes, his superior; so that [خَلَعَهُ signifies, in a case of this kind, (tropical:) He threw off his allegiance to him; or forsook obedience to him; like another phrase, mentioned above; and] one does not say, [or seldom says,] خَلَعَ الأَمِيرُ وَالِيَهُ عَلَى بَلَدِ كَذَا [as meaning (assumed tropical:) The prince deposed his ruler over such a province, or the like]; but only, [or rather,] عَزَلَهُ. (TA.) b14: خَلَعَ امْرَأَتَهُ, (Az, S, Mgh, Msb,) inf. n. خُلْعٌ, with damm, (S, K, *) or this is a simple subst., (Az, Mgh, Msb,) and the inf. n. is خَلْعٌ, (Az, Msb, TA,) and some add خِلَاعٌ; (TA;) and ↓ خالعها, (Az, TA,) inf. n. مُخَالَعَةٌ; (K;) [and خِلَاعٌ seems to be another inf. n. of this latter verb, rather than of the former;] (tropical:) He divorced his wife (Az, Mgh, Msb, K) for a ransom given by her, (Msb,) or for her property given by her as a ransom to release herself from him, (Az, Mgh, TA,) or for a gift, or a compensation, from her, (K, accord. to different copies; some having بِبَذْلٍ; and others, بِبَبَدَلٍ;) or from another: (K:) because the wife is [as] a garment to the husband, and the husband to the wife, (Az, Mgh, Msb, TA,) as is said in the Kur ii. 183: (Az, TA:) [it is also said that] ↓ تَخَالُعٌ is syn. with خُلْعٌ: (K:) [but see 6, below:] and اِخْلَعْهَا, occurring in a trad., is explained as signifying Divorce thou her, and quit her. (TA.) b15: خَلَعَهُ أَهْلُهُ (tropical:) [His family cast him off, repudiated him, or renounced him;] so that if he committed a crime, or an offence rendering liable to punishment, they should not be prosecuted for it. (S, TA.) In the Time of Ignorance, when one said, (K, TA,) proclaiming in the fair, or festival, (TA,) يَا أَيُّهَا النَّاسُ هٰذَا ابْنَى

قَدْ خَلَعْتُهُ, (K, * TA,) meaning [O men, this, my son, I cast off, repudiate, or renounce, him, or] I declare myself to be clear of him; so that if he commit a crime, or an offence rendering him liable to punishment, I am not responsible; and if a crime, or an offence rendering liable to punishment, be committed against him, I will not pursue [for redress, or retaliation]; (TA;) he was not punished afterwards for any such act committed by him: (K, TA:) this was when the person doing so feared some foul action or treachery from his son: and in like manner, they said, إِنَّا قَدْ خَلَعْنَا فُلَانًا [Verily we cast off, &c., such a one]. (TA.) In like manner, also, خَلَعُوهُ, inf. n. خَلْعٌ, signifies (tropical:) [They cast him off, repudiated him, or renounced him, or] they declared themselves to be clear of him; meaning a confederate; so that they should not be punished for a crime, or an offence rendering liable to punishment, committed by him, nor should he be punished for such an act committed by them. (IAth, L.) In the same sense the verb is used in the saying, نَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ [We repudiate, or renounce, or] we declare ourselves clear of, and forsake, him who disobeys, or opposes, Thee: (Mgh, TA:) or نَخْلَعُ وَنَهْجُرُ مَنْ يَكْفُرُــكَ we hate, and [repudiate, or renounce, or] declare ourselves clear of, [and forsake,] him who denies, or disacknowledges, thy favour, or who is ungrateful, or unthankful, for it. (Msb.) A2: خَلُعَ, aor. ـُ (K,) inf. n. خَلَاعَةٌ, (S, * TA,) (tropical:) He became cast off, repudiated, or renounced, by his family; (صَارَ خَلِيعًا; TA; i. e. خَلَعَهُ أَهْلُهُ; S, TA;) so that if he committed a crime, or an offence rendering liable to punishment, they were not prosecuted for it: (S, K, TA:) he became alienated or estranged [from his family]; syn. تَبَاعَدَ: (TA:) [he became vitious, or immoral; notorious for drinking and play; a gambler; or the like: see خَلَاعَةٌ, below; and see خَلِيعٌ.]

A3: خُلِعَ He became affected with what is termed خَالِعٌ, i. e., a twisting of the عُرْقُوبٌ [or hock-tendon]. (K.) 2 خلّع دَابَّتَهُ: see 1. b2: تَخْلِيعٌ as signifying a certain manner of walking: see 5.3 خَالَعَتْ بَعْلَهَا, (S,) or تَخْلِيعٌ, (Mgh, Msb,) inf. n. مُخَالَعَةٌ, (Msb,) (assumed tropical:) She incited, urged, or induced, her husband to divorce her for a gift, or a compensation, (بِبَذْلٍ, or بِبَدَلٍ, accord. to different copies of the S,) from her to him: (S, Mgh: *) or (assumed tropical:) she ransomed herself from him, and he divorced her for the ransom. (Msb.) b2: خالع امْرَأَتَهُ: see 1. b3: خالعهُ (tropical:) He contended with him in a game of hazard: because he who does so takes away the property of his companion. (TA.) 5 تخلّع It (a bond, or chain,) came off, or fell off, from the hand or foot. (KL.) [See also 7.] b2: تخلّعت السَّفِينَةُ The ship parted asunder; became disjointed; became separated in its places of joining. (Mgh.) b3: تخلّع, in walking, i. q. تَفَكَّكَ; (S, K, TA;) i. e. (tropical:) [He was, or became, loose in the joints; or] he shook his shoulder-joints and his arms, and made signs with them: (TA:) and ↓ تَخْلِيعٌ also signifies a certain manner of walking, (so in some copies of the K, and in the TA,) in which one shakes his shoulder-joints and his arms, and makes signs with them: (TA:) or the walking of him whose buttocks are apart, or parted. (CK, and so in a MS. copy of the K.) [See also تَخَلَّجَ.] b4: تخلّع فِى الشَّرَابِ (assumed tropical:) He persisted in the drinking of intoxicating beverage, (K, * TA,) or became intoxicated, so that his joints became lax, or loose. (TA.) b5: تخلّع القَوْمُ (assumed tropical:) The people, or company of men, stole away, slipped away, or went away secretly. (IAar.) 6 تخالعوا (tropical:) They annulled, dissolved, or broke, the confederacy, league, compact, or covenant, that was between them. (S, * K, * TA.) b2: تَخَالَعَا (tropical:) They divorced themselves, namely, a husband and his wife, for a gift, or a compensation, (بِبَذْلٍ, or بِبَدَلٍ, accord. to different copies of the S,) from the wife to the husband. (S.) See also خَلَعَ امْرَأَتَهُ.7 انخلع It became pulled off, stripped off, taken off, or removed, from its place; it became displaced. (Mgh.) [See also 5.] b2: Hence, اِنْخَلَعَ قِنَاعُ قَلْبِهِ مِنْ شِدَّةِ الفَزَعِ (tropical:) [He became as though] the integument of his heart became pulled off, in consequence of violence of fear, or fright. (Mgh.) And hence also, اِنْخَلَعَ فُؤَادُ الرَّجُلِ (tropical:) [The heart of the man became removed from its place; meaning] the man became frightened. (Mgh.) b3: [انخلع العُضْوُ, or العَظْمُ, The limb, or the bone, became dislocated. See اِنْخَرَجَ. b4: انخلع عَنْ عَمَلِهِ (tropical:) He (a ruler, or governor, or the like,) became removed from his office; became deposed. See 1.]

b5: انخلع مِنْ مَالِهِ (tropical:) He became stripped of his property, like as a man is stripped of his garment. (TA.) 8 اِخْتَلَعَتْ (S, Mgh, K) مِنْ زَوْجِهَا, (Mgh,) (tropical:) She became divorced from her husband (S, Mgh, K) for a gift, or a compensation, from her, (S, K, accord. to different copies; some having بِبَذْلٍ; and others, بِبَبَدٍ;) or from another, (K,) or for her property given by her as a ransom to release her from him. (Mgh.) A2: اختلعهُ: see 1, first sentence. b2: اختلعوهُ (tropical:) They took his property: (K, TA:) from the "Nawá-dir el-Aaráb." (TA.) خَلْعٌ Flesh-meat cooked with seeds that are used for seasoning, then put into a receptacle of skin, (S, K, *) which is called قَرْفٌ: (S:) or flesh-meat cut into strips or oblong pieces, and dried, or salted, and dried in the sun, roasted, (K, TA,) and, as Lth says, (TA,) put into a receptacle with its melted grease: (K, * TA:) or flesh-meat having its bones pulled out, then cooked, and seasoned with seeds, and put into a skin, and used as provision for travelling: (Z, TA:) and ↓ خَلِيعٌ, also, signifies flesh-meat of which the bones have been pulled out, and which is seasoned with seeds, and laid up (يُرْفَعُ) [for future use]: (TA:) and ↓ خَوْلَعٌ, flesh-meat which is boiled in vinegar, and then carried in journeys. (TA.) A2: A state of dislocation of the joint, of the arm or hand, or of the leg or foot; its becoming displaced, without separation; as also ↓ خَلَعٌ. (TA.) خُلْعٌ [accord. to the S, and app. accord. to the K, and inf. n., (see خَلَعَ امْرَأَتَهُ,) or] a simple subst., signifying (tropical:) The act of divorcing a wife (Az, Mgh, Msb) for a ransom given by her, (Msb,) or for her property given by her as a ransom to release her from her husband, (Az, Mgh, TA,) or for a gift, or a compensation, from her; or from another: (K: see 1:) IAth says that it annuls the return to the wife unless by means of a new contract: accord. to EshSháfi'ee, there is a difference of opinion respecting it; whether it be an annulment of the marriage, or a divorcement: [if the latter, it is not irrevocable unless preceded by two divorcements:] sometimes it is called by the latter term. (TA.) [See also خُلْعَةٌ.]

خَلَعٌ: see خَلْعٌ.

خُلْعَةٌ A state of divorcement [for a ransom given by the wife, or for her property given by her as a ransom to release her from her husband, or] for a gift, or a compensation, from the wife, (S, * K,) or from another. (K.) [See 8: and see also خُلْعٌ.] You say, وَقَعَتْ بَيْنَهُمَا الخُلْعَةُ [Divorcement, or] separation, [for a ransom, &c. or] for [a gift, or] a compensation, took place between them two. (TK.) A2: (assumed tropical:) The best, or choice part, of property, or of camels or the like; (Aboo-Sa'eed, S Sgh, K;) so called because it takes away the heart of him who looks at it; (Aboo-Sa'eed;) as also ↓ خِلْعَةٌ. (Aboo-Sa'eed, Sgh, K.) A3: (assumed tropical:) Weakness in a man. (TA.) خِلْعَةٌ Any garment which one pulls off, or takes off, from himself: (TA:) and particularly, (TA,) a garment which is bestowed upon a man, [generally meaning a robe of honour,] (K, * TA,) whether it be put upon him or not: (TA:) or a gift, or free gift, [of any kind,] which a man bestows upon another: (Msb:) or a sewed garment: (KL:) pl. خِلَعٌ. (Msb, TA.) You say, خَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةً [explained above]: see 1, near the beginning. (S, TA.) b2: See also خُلْعَةٌ.

خُلْعِىٌّ, with damm, One who sells [cast-off or] old garments. (Ibn-Nuktah, TA.) خِلْعِىٌّ, with kesr to the خ, and with the ل quiescent, One who sells the garments bestowed by kings. (TA.) خُلَاعٌ (assumed tropical:) An affection resembling what is termed خَبَلٌ [q. v.], (K, TA,) and insanity, or diabolical possession, (TA,) which befalls a man: (K, TA:) or weakness, and fear or fright: (TA:) and ↓ خَوْلَعٌ and ↓ خَيْلَعٌ [in like manner] signify (tropical:) fear, or fright, affecting the heart, (S, K, TA,) occasioning evil imagination, and weakness, (TA.) as though it were a touch of insanity, or of diabolical possession, (S, K, TA,) in a man, and in the heart. (S.) خَلِيعٌ Pulled off; stripped, or taken, off; put, or thrown, or cast, off; i. q. ↓ مَخْلُوعٌ; applied [to a garment, and a sandal, or the like, or], accord. to some, to anything. (TA.) b2: [Hence, used as a subst., A cast-off, or] an old, and wornout, garment. (K, TA.) You say, هُوَيَكْسُوهُ مِنْ خَلِيعِهِ [He clothes him with some of his cast-off, or old, and worn-out, apparel]. (TA.) b3: See also خَلْعٌ. b4: (assumed tropical:) A person whose property is won from him in a game of hazard; as also ↓ مَخْلُوعٌ. (L.) b5: خَلِيعُ العِذَارِ (assumed tropical:) (assumed tropical:) A man who does and says what he pleases; not caring, nor fearing God nor the blame of men; like the beast that has no halter on its head. (Har p. 676.) Also applied to a woman in a state of estrangement [from her husband; lit., Having her headstall, or halter, pulled off, or thrown off; she being likened to a mare; meaning, (assumed tropical:) (assumed tropical:) without restraint]; having none to command or forbid her: [see 1:] incorrectly written خَلِيعَةُ العِذَارِ; for خليع is here of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: or you say خَلِيفَةٌ without mentioning the عذار, from خَلَعَةٌ, like ظَرِيفَةٌ and لَطِيفَةٌ [from ظَرَافَةٌ and لَطَافَةٌ]. (Mgh.) [See also خَالِعٌ.] b6: خَلِيعٌ is also applied to a Khaleefeh, and a prince or the like, meaning (tropical:) Divested of his authority; removed from his office; deposed; (L;) as also ↓ مَخْلُوعٌ: and it is a strange thing, noticed by Dmr and others, that every sixth is مخلوع. (TA.) b7: Also (tropical:) A young man, (S,) or a son, (K,) and a confederate, (IAth, L,) cast off, repudiated, or renounced, (S, IAth, L, K,) by his family, (S,) or father, (K,) or confederates, (IAth, K,) so that if he commit a crime, or an offence rendering liable to punishment, they, i. e. his family, or he, i. e. his father, or they, i. e. his confederates, shall not be prosecuted, or punished, for it; (S, IAth, L, K;) as also ↓ مَخْلُوعٌ: (K:) pl. of the former, خُلَعَآءُ: (K:) and (tropical:) a young man (K, TA) thus cast off by his family, (TA,) who commits, or has committed, many crimes, or offences rendering him liable to punishment; as also ↓ خَوْلَعٌ: (K, TA:) (assumed tropical:) one alienated or estranged [from his family]: (TA:) (tropical:) one who has broken off from his family, and disagreed with them, and wearied them by his wickedness and baseness and guile; (Mgh, K, * TA; *) as though he had thrown off his headstall or halter, [i. e., restraint,] and who does what he will; or because his family have cast him off, and declared themselves clear of him; (Mgh;) or because he has cast off his kinsfolk, and they have declared themselves clear of him; or because he is divested of religion and shame; (TA;) fem. with ة: (K: [indicating that it is a part. n. of خَلُعَ; not of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, as is implied by some portions of the explanations here given:]) (assumed tropical:) bad, evil, wicked, or mischievous: (TA:) (tropical:) [vitious, or immoral: (see خَلَاعَةٌ, whence it is derived:)] (assumed tropical:) notorious for drinking and play: (TA:) [in the present day commonly used in this sense; and as signifying (assumed tropical:) waggish; or a way:] (assumed tropical:) a player, with another, at a game of hazard, or for stakes laid by both of them to be taken by the winner; (IDrd, K;) as also ↓ مُخَالِعٌ; because the best, or choice part, of his property (خُلْعَتُهُ) is [often] won from him: (S:) (assumed tropical:) one who applies himself constantly to games of that kind: (TA:) and ↓ خَوْلَعٌ signifies (tropical:) a player at games of that kind, who has had the punishment termed حَدٌّ inflicted upon him, and is always overcome in such games, or who is fortunate, and always overcomes in such games. (K, accord. to different copies; in some of which we read المُقَامِرُ المَحْدُودُ الَّذِى يُقْمَرُ أَبَدًا; and in others, المقاصر المَجْدُودُ الذى يَقْمُرُ ابدا.) b8: (assumed tropical:) A hunter, fowler, or fisherman; (S, Sgh, K;) so called because he is alone. (Sgh.) b9: (tropical:) A [demon, or devil, &c., of the kind called] غُول; (S, K, TA;) because of its evil nature; (TA;) as also ↓ خَوْلَعٌ (K) and ↓ خَيْلَعٌ. (TA.) b10: (assumed tropical:) A wolf; (S, K;) as also ↓ خَوْلَعٌ (K) and ↓ خَيْلَعٌ. (Sgh, K.) b11: (assumed tropical:) The gaming-arrow that does not win (S, Kr, K) at first: (S, Kr:) or, accord. to some, the gaming-arrow that wins at first; as is said by Sgh and in the L: (TA:) pl. خِلَعَةٌ. (Kr.) خَلَاعَةٌ: [see خَلُعَ:] it is syn. with دَعَارَةٌ [i. e. (tropical:) Vice, or immorality; or vitious, or immoral, conduct; &c.]; as also خَرَاعَةٌ, a dial. var. thereof; (S in art. خرع;) and ↓ خَلِيعَةٌ signifies the same. (TA.) خَلِيعَةٌ: see what next precedes.

خَلِعُ العِذَارِ [(assumed tropical:) A horse throwing off his headstall, or halter, and wandering about at random. b2: And hence, (assumed tropical:) (assumed tropical:) A man throwing off from himself restraint, and acting in a wrongful and an evil manner towards others, with none to repress him. See also خَلِيعٌ. b3: And hence,] (assumed tropical:) (assumed tropical:) (assumed tropical:) A beardless youth, or young man; or one whose mustache has grown forth, but not his beard. (TA.) b4: خَالِعٌ (assumed tropical:) A kid. (TA.) [App. because of its playful disposition.] b5: (assumed tropical:) A woman who incites, urges, or induces, her husband to divorce her for a gift, or a compensation, from her to him: [see 3:] (S:) or who causes herself to be divorced for a gift, or a compensation, from her to her husband: [see 6:] and in like manner, a husband who divorces his wife for a gift, or a compensation, from her. (K.) b6: رُطَبٌ خَالِعٌ Dates that are all ripe, or ripe throughout, or soft; syn. مُنْسَبِتٌ; (S, K;) because their skins strip off by reason of their succulency: (TA:) and بُسْرَةٌ خَالِعٌ, (K, TA,) and خَالِعَةٌ, (TA,) a date that has become wholly fit to be eaten. (K, * TA.) [See بُسْرٌ] b7: خَالِعٌ also signifies A twisting of the عُرْقُوب [or hocktendon]: (K:) or a certain disease that attacks the عُرْقُوب of a she-camel. (TA.) And you say, بَعِيرٌ بِهِ خَالِعٌ, (S,) or بَعِيرٌ خَالِعٌ, (K,) A camel that is unable to rise (S, K) when a man sits upon the part called غُرَاب [q. v.] of its haunch, (S) in consequence, as some say, of a dislocation of the tendon of the hock. (TA.) b8: جُبْنٌ خَالِعٌ (tropical:) Vehement cowardice; as though the vehemence of the man's fear removed his heart from its place; accord. to IAth, an affection arising from yearning thoughts, and weakness of the heart, on an occasion of fear. (TA.) خَوْلَعٌ: see خَلْعٌ. b2: It also signifies هَبِيد [i. e. Colocynth, or its pulp, or seed,] when it is cooked until its سَمْن [or decocted juice] comes forth, whereupon it is cleared, and put aside; and bruised dates of which the stones have been taken out are put upon it, and flour, and it is stirred about and beaten until it becomes mixed; then it is left, and put down; and when it becomes cold, its سمن is restored to it: or, as some say, colocynth (حَنْظَل) bruised, moistened with something to sweeten it, and then eaten; also called مُبَسَّلٌ. (TA.) [See هَبِيدٌ.]

A2: See also خُلَاعٌ: A3: and خَلِيعٌ, in four places.

A4: Also Stupid; (K;) applied to a man. (TA.) A5: And A skilful guide. (Sgh, K.) خَيْلَعٌ: see خُلَاعٌ: A2: and see خَلِيعٌ, in two places, near the end. b2: Also (assumed tropical:) A weak man. (TA.) [See also مُخَلَّعٌ.]

مُخَلَّعٌ الأَلْيَتَيْنِ A man (S) having the buttocks apart, or parted. (S, K.) b2: And مُخَلَّعٌ A weak, and soft, or flabby, man. (Lth, K.) [See also خَيْلَعٌ.]

b3: (tropical:) A man (TA) in whom is what resembles a loss of reason, or a touch of insanity or of diabolical possession: (K, * TA:) and (tropical:) a man insane, or possessed by a jinnee. (TA.) مَخْلُوعٌ: see خَلِيعٌ, in four places. b2: رَجُلٌ مَخْلُوعُ الفُؤَادِ (tropical:) A man frightened, or terrified; as though his heart were removed from its place. (TA.) مُخَالِعٌ: see خَلِيعٌ, in the latter part of the paragraph.

مُخْتَلِعَةٌ (tropical:) A woman divorced from her husband for a gift, or a compensation, from him, (S, K,) or from another: (K:) [see 8:] and [the pl.]

مُخْتَلِعَاتٌ [is explained as signifying] (tropical:) women who incite, urge, or induce, their husbands to divorce them for a gift, or a compensation, without any injurious conduct from the latter. (TA.) b2: (assumed tropical:) A woman affected with lust. (Sgh, K.)

ورى

ورى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ سفرا ورى بِغَيْرِهِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: التورية السّتْر يُقَال مِنْهُ: وريت الْخَبَر أوريه تورية - إِذا سترته وأظهرت غَيره قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أرَاهُ مأخوذًا إِلَّا من وَرَاء الْإِنْسَان لِأَنَّهُ إِذا قَالَ: وريته - فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جعله وَرَاءه حَيْثُ لَا يظْهر. قَالَ أَبُو عبيد: عَن الشَّعْبِيّ فِي قَوْله {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاق يَعْقُوْبَ} قَالَ: الوراء ولد الْوَلَد.
(ورى)
الزند (يرى) ووريا ورويا ورية خرجت ناره فَهُوَ وار ووري وَالنَّار وزيا ورية اتقدت وَالْإِبِل وَنَحْوهَا وريا سمنت وَكثر شحمها ونقيها والنقي خرج مِنْهُ ودك كثير وَالله فلَانا رَمَاه بداء الوري وَفُلَان فلَانا وَغَيره أصَاب رئته والقيح جَوْفه أكله وأفسده وَفِي الحَدِيث (لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه خير لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا)
و ر ى: (وَرَى) الْقَيْحُ جَوْفَهُ يَرِيهِ (وَرْيًا) أَكَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ» . قُلْتُ: تَمَامُ الْحَدِيثِ: «خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» وَ (الْوَرَى) الْخَلْق. وَ (وَرَى) الزَّنْدُ يَرِي بِالْكَسْرِ (وَرْيًا) خَرَجَتْ نَارُهُ. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: (وَرِيَ) يَرِي بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَ (أَوْرَاهُ) غَيْرُهُ وَ (وَرَّاهُ) (تَوْرِيَةً) أَخْفَاهُ. (وَتَوَارَى) اسْتَتَرَ. وَ (وَرَاءٌ) بِمَعْنَى خَلْفٍ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى قُدَّامٍ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَإِذَا لَمْ تُضِفْهُ قُلْتَ: لَقِيتُهُ مِنْ وَرَاءُ فَتَرَفَعُهُ عَلَى الْغَايَةِ كَقَوْلِكَ: مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} [الكهف: 79] أَيْ أَمَامَهُمْ. وَتَقُولُ: (وَرَّى) الْخَبَرَ (تَوْرِيَةً) أَيْ سَتَرَهُ وَأَظْهَرَ غَيْرَهُ، كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ وَرَاءِ الْإِنْسَانِ كَأَنَّهُ يَجْعَلُهُ وَرَاءَهُ حَيْثُ لَا يَظْهَرُ. 
(ورى) - قوله تبارك وتعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ}
: أي استَتَرَت بِاللَّيْل، يَعني الشّمسَ، أَضمَرَهَا ولم يَجرِ لها ذِكْرٌ. والعَرَبُ تفعَلُ ذلك، إَذا كانَ في الكلام ما يَدُلّ عليه.
- وقوله تعالى: {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ}
: أي وَلَدِ الوَلَدَ، ومنهم مَن يَجْعَلْهُ من المَهْمُوزِ.
- قوله تعالى: {التَّوْرَاةَ}
قيل: معناها الضِّياءُ والنُّورُ؛ من وَرَى الزَّنْدُ يَرِى؛ إذا خرجَت نَارُه.
- في حديث أبي طَالبٍ في تزويج خدِيجَةَ - رضي الله عنها - "نَفَخْتَ فَأوْرَيْتَ" قال الحَربِيُّ: كان يَنْبغِى أن يقولَ: قَدَحْتَ فأَوْرَيْتَ والوارِى: الزَّنْدُ الذي يُورِى النّارَ سَرِيعاً.
ورجل وارِى الزِّنادِ: كَرِيمٌ.
- في حديث فَتْح أَصْبِهان: "تَبْعَثُ إلى أَهل البَصْرة فَيُوَرُّوا بِبَعْثٍ"
لعلَّه مِن قَولهمِ: وَرَّيْتُ النارَ تَوْرِيَةً: اسْتَخْرَجْتُها، واسْتَوْرَيْتُ فُلاناً رَأياً: سَألتُهُ أن يَسْتَخرِجَ لى رأْياً، ويَحتَمِل أن يكون مِن الحديث الآخر: "أنّه إذَا أراد سَفرًا ورَّى بغَيره".

ور

ى1 وَرَى

, aor. ـِ inf. n. وَرْىٌ [and وُرِىٌّ and رِيَةٌ, K]; and وَرِىَ, aor. ـِ and ↓ أَوْرَى; It (a زَنْد) produced its fire. (Msb.) b2: وَرِيَتْ بِكَ زِنَادِى, or وَرَتْ: see art. زند, and see وَقَدَ and زَهَرَ, and راى. b3: قَدْحٌ لَا يُورِى: see خَيَّابٌ.2 وَرَّى بِشَىْءٍ عَنْ شَىْءٍ

[He pretended, or made believe, a thing, instead of a thing which he meant: as is shown by the explanation of a trad. in the TA]. (S, art. عرض; save that the inf. n. is there mentioned instead of the pret.) b2: وَرَّى عَنْ كَذَا, inf. n. تَوْرِيَةٌ, He alluded to such a thing equivocally, or ambiguously: equivocated respecting it: he meant such a thing and pretended another. (M, K.) التورية is also called الإِيهَامُ and التَّوْجِيهُ and التَّخْيِيلُ: (Kull, p. 113:) and signifies The using a word, an expression, or a phrase, which has an obvious meaning, and intending thereby another meaning, to which it applies, but which is contrary to the obvious one. (Msb.) See مِعْرَاضٌ. b3: See 4.3 وَارَاهُ He hid it, concealed it, or covered it. (S, Msb, K, &c.) 4 أَوْرَى and ↓ وَرَّى and ↓ اِسْتَوْرَى He made his زند to produce fire. (S, K.) b2: See 1.10 إِسْتَوْرَىَ see 4.

وَرْىٌ Purulent matter in the interior of the body: or [an abscess; or] a severe ulcer that discharges purulent matter and blood. (M, K, TA.) وَرْيًا وَقُحَابًا: see قُحَابٌ.

رِيَةٌ

: see رِئَةٌ, in art. رأى.

وَرَائِى كَذَا Behind me is such a thing, as though it were a burden upon my back. b2: مِنْ وَرَآءَ وَرَآءَ From behind a thing covering, or concealing. (TA.) b3: فُلَانٌ مِنْ وَرَآءِ فُلَانٍ

Such a one is an aider of such a one: or a follower. (Ham, p. 206.) b4: اَللّٰهُ مِنْ وَرَائِكَ God is seeking after thee, and watching, or lying in wait, for thee. (Ham, p. 206.) See also an ex. in the first paragraph of art. فتل.

النَّوْرَاةُ The Book of the Law revealed to Moses. (Bd, iii. 2; &c.)
[ورى] وَرى القَيْحُ جوفَه يَريهِ وريا: أكله. وفى الحديث: " لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه ". وقال عبد بنى الحسحاس: وَراهنَّ رَبِّي مثلَ ما قدور يننى * وأحمى على أكبادهن المكاويا وأنشد اليزيدى:

قالت له وريا إذا تنحنح * تقول منه: ريا رجلُ، ورِيا للاثنين، وللجماعة: رُوا، وللمرأة: ري وهي ياء ضمير المؤنث مثل قومي واقعدي، وللمرأتين: ريا، وللنساء: رين. (*) والاسم الورى بالتحريك. الفراء: يقال " سلط الله عليه الوَرى، وحُمَّى خَيْبَرا ". والوَرى أيضاً: الخَلْقُ. يقال: ما أدري أيُّ الوَرى هو؟ أيْ أيُّ الخَلْقِ هو. قال ذو الرمة: وكائنْ ذَعَرْنا من مهاةٍ ورامِحٍ * بلادُ الوَرى ليست له بِبِلادِ ووَرى الزَنْدُ بالفتح يَري ورْياً، إذا خرجتْ ناره. وفيه لغة أخرى: ورى الزنديرى بالكسر فيهما. وأوْرَيْتُهُ أنا، وكذلك وَرَّيْتُهُ تَوْرِيَةً. وفلان يَسْتَوْري زِنادَ الضلالة. ويقال أيضاً: وَرِيَ المخُّ، إذا اكتنز. وناقةٌ واريةٌ، أي سمينة. وقال :

يأكلن من لحم السديف الوارى * ولحم ورى على فعيل، أي سمين. ويقال: وَرَّى الجرحُ سابره تورية: أصابه الورى. قال العجاج  * عن قلب ضجم تورى من سبر * كأنه يعدى من عظمه ونفور النفس عنه. وواريت الشئ، أي أخفيته. وتوارى هو، أي استتر. ووَراءَ بمعنى خَلْف، وقد يكون بمعنى قُدَّامٍ، وهي من الاضداد. قال الاخفش: يقال لقيته من وراء فترفعه على الغاية إذا كان غير مضاف، تجعله اسما، وهو غير متمكن كقولك من قبل ومن بعد. وأنشد : إذا أنا لم أو من عليك ولم يكن * لقاؤك إلا من وراء وراء وقولهم: " وراءك أوسع لك " نُصِبَ بالفعل المقدَّر، وهو تأخر. (*) وقوله تعالى: (وكان وراءهم مَلِكٌ) ، أي أمامهم. وتصغيرها وُرَيْئَةٌ بالهاء، وهي شاذَّة. والوَراءُ أيضاً: وَلَدُ الوَلدِ وتقول: وَرَّيْتُ الخبر تَوْرِيَةً، إذا سترتَهُ وأظهرْتَ غيره، كأنَّه مأخوذ من وراء الإنسان، كأنَّه يجعله وراءه حيثُ لا يظهر.
ورى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه خير لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: حَتَّى يرِيه قَالَ: هُوَ من الورى عَليّ مِثَال الرَّمْي يُقَال مِنْهُ: رَجُل موري - غير مَهْمُوز وَهُوَ أَن يرْوى جَوْفه وَأنْشد: [الرجز]

قَالَتْ لَهُ وَرْياً إِذا تنحنح

[أَي -] تَدْعُو عَلَيْهِ بالورى. وأنشدنا الْأَصْمَعِي [أَيْضا -] / للعجاج يصف الْجِرَاحَات: [الرجز] / ب ... عَن قُلُبٍ ضُجْم تورى من سَبَرْ

يَقُول: إِن سبرها إِنْسَان أَصَابَهُ مِنْهَا الورى من شدتها. وَالْقلب: الْآبَار وَاحِدهَا قليب وَهِي الْبِئْر شبه الْجراحَة بهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي الورى مثله إِلَّا أَنه قَالَ: هُوَ أَن يَأْكُل الْقَيْح جَوْفه. وأنشدنا غَيره لعبد بني الحسحاس يذكر النِّسَاء: [الطَّوِيل]

وراهُنّ رَبِّي مثلَ مَا قد وَرَيْنَنِي ... وأحمَى عَلَى أكبادِهن المكاويا

قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَسمعت يزِيد يحدث بِحَدِيث أَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه خير لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا. يَعْنِي من الشّعْر الَّذِي هجى بِهِ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي عِنْدِي فِي [هَذَا -] الحَدِيث غير هَذَا القَوْل لِأَن الَّذِي هجى بِهِ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم لَو كَانَ شطر بَيت لَكَانَ كفرا فَكَأَنَّهُ إِذا حمل وَجه الحَدِيث على امتلاء الْقلب مِنْهُ أَنه قد رخص فِي الْقَلِيل مِنْهُ وَلَكِن وَجهه عِنْدِي أَن يمتلئ قلبه [من الشّعْر -] حَتَّى يقلب عَلَيْهِ فيشغله عَن الْقُرْآن وَعَن ذكر اللَّه فَيكون الْغَالِب عَلَيْهِ من أَي الشّعْر كَانَ فَإِذا كَانَ الْقُرْآن وَالْعلم الغالبين عَلَيْهِ فَلَيْسَ جَوف هَذَا عندنَا ممتلئًا من الشّعْر.
ورى
يقال: وَارَيْتُ كذا: إذا سترته. قال تعالى:
قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ
[الأعراف/ 26] وتَوَارَى: استتر. قال تعالى:
حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ
[ص/ 32] وروي أن النبيّ عليه الصلاة والسلام «كان إذا أراد غزوا وَرَّى بِغَيْرِهِ» ، وذلك إذا ستر خبرا وأظهر غيره.
والوَرَى، قال الخليل : الوَرَى: الأنامُ الذين على وجه الأرض في الوقت، ليس من مضى، ولا من يتناسل بعدهم، فكأنّهم الذين يسترون الأرض بأشخاصهم، و (وَرَاءُ) إذا قيل: وَرَاءُ زيدٍ كذا، فإنه يقال لمن خلفه. نحو قوله تعالى: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ [هود/ 71] ، ارْجِعُوا وَراءَكُمْ [الحديد/ 13] ، فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ [النساء/ 102] ، ويقال لما كان قدّامه نحو: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ [الكهف/ 79] ، وقوله: أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ [الحشر/ 14] ، فإن ذلك يقال في أيّ جانب من الجدار، فهو وَرَاءَهُ باعتبار الذي في الجانب الآخر. وقوله: وَراءَ ظُهُورِكُمْ
[الأنعام/ 94] ، أي: خلّفتموه بعد موتكم، وذلك تبكيت لهم في أن لم يتوصّلوا بمالهم إلى اكتساب ثواب الله تعالى به وقوله فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ
[آل عمران/ 187] ، فتبكيت لهم. أي: لم يعملوا به ولم يتدبّروا آياته، وقوله: فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ
[المؤمنون/ 7] ، أي: من ابتغى أكثر مما بيّناه، وشرعناه من تعرّض لمن يحرم التّعرّض له فقد تعدّى طوره، وخرق ستره، وَــيَكْفُرُــونَ بِما وَراءَهُ
[البقرة/ 91] ، اقتضى معنى ما بعده، ويقال: وَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي وَرْياً: خرجت ناره، وأصله أن يخرج النّار من وَرَاءِ المقدح، كأنما تصوّر كمونها فيه كما قال:
ككمون النار في حجره
يقال: وَرِيَ يَرِي مثل: وَلِيَ يَلِي. قال تعالى:
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ
[الواقعة/ 71] ويقال: فلان وَارِي الزّندِ: إذا كان منجحا، وكابي الزّند: إذا كان مخفقا، واللّحمُ الوَارِي:
السّمينُ. والوَرَاءُ: ولدُ الولدِ، وقولهم:
(وَرَاءَكَ) ، للإغراء ومعناه: تأخّر. يقال: وَرَاءَكَ أوسع لك، نصب بفعل مضمر. أي: ائت.
وقيل تقديره: يكن أوسع لك. أي: تنحّ، وائت مكانا أوسع لك. والتَّوْرَاةُ: الكتابُ الذي ورثوه عن موسى، وقد قيل: هو فَوْعَلَةٌ، ولم يجعل تَفْعَلَة لقلة وجود ذلك، والتاء بدل من الواو نحو:
تَيْقُورٍ، لأنّ أصله وَيْقُورٌ، التاء بدل عن الواو من الوقار، وقد تقدّم .
ورى:
ورّى: دفن (حيان - بسّام 8:1، البربرية 234:1).
ورّى في يمينه: أي استعمل صيغاً مبهمة في القَسَم الذي قسمه (مملوك 104:2:1 و7:1، ألف ليلة 9:167:2).
ورّى ب: تحدث بصيغ مبهمة من الكلام (ابن الخطيب 250): ومن شعره في المقطوعات التي ورّى فيها بالعلوم قوله (أنظر بقية الكلام في هذا الجزء في مادة تسب نسبة. وأبيات الشعر المذكورة فيه).
ورّى ب: شبّه ب، تنكّر، تظاهر بأمرٍ ما لإخفاء القصد الحقيقي الذي جعله يرى شيئاً آخر (عن)؛ (مملوك 104:2:1).
ورّى: اطلع، عرض (وردت أيضاً في بقطر).
وارى: في التراب، في لحده، في قبره أو متعدية إلى المفعول به واراه التراب (البربرية 5:589:1) أو وحدها بمعنى دفن (معجم البلاذري، معجم الطرائف، حيّان 3، البكري 5:172، ابن جبير 12:125، ابن الخطيب 159، البربرية 7:638:1 و7:116 و2:259 .. الخ. النويري مصر مخطوط 52و 2و 75: وبعض الأموات لم يجدوا مَنْ يواريهم قبورهم فأكلتهم الكلاب.
أورى: (تصحيف أَزاَي) اطلع، أشار (فوك، الكالا، مركس، 166:1. وفي ابن جبير مراراً وعلى سبيل المثال 5 و10): وأورا الناس المخاريق من النارنيجات ثم أوراهم انشقاق القمر. وهناك صيغة يوري إنه: faire semblant de تظاهر ب، تصنّع، تكلّف (فوك)؛ عرض، نشر، أنتج، أحضر أورى صورة أظهرها (بقطر).
توارى: اختفى (النويري أسبانيا 437): تواريت في غيضة (القلائد مخطوط 53:3): توارى بالحجاب: (اختفى وراء الستار).
وراء، وراءك، وراءكم: أي أمر بالرجوع: إلى الوراء! (معجم الطرائف).
مَنْ وراءهم: أي الذين أدنى منهم، مرؤوسوهم (المقري 20:250:1).
مِن وراء: لاحظ الصيغ الآتية: والحق من ورائه، أي أن هذا خلاف الحقيقة (مقدمة ابن خلدون: 33:1): وعلم الله من وراء ذلك: الله يعلم ذلك (المقري 15:155:1): والله من وراء مجازاة المحسنين (ابن جبير 5:53).
فيما وراء بابه: انظر مادة باب.
بوراء غيب = بظهر الغيب أي في موضع خفي عن الأنظار (ديوان امرئ القيس، ص 41، البيت 15، ص 116، ضمن الملاحظات).
وراني: من وراء (الكالا، بقطر)؛ ينبغي تشديد الراء عند النطق بها مثلما فعل (الكالا) وقد أخطأ صاحب (القلائد حين كتبها ورانية للدبر). انظر ورن.
وارى: انظر الكلمة في (فوك) في مادة sella: مقعد، جلوس، كرسي.
وارية الليل ووارية النهار: من أجناس الطير (ياقوت 7:855:1).
تورية: منظور Perespective ( بقطر).
تورية: إظهار، عرض exposition, demonstration ( بقطر).
تورية: مجاز، استعارة allegorie ( بقطر).
تورية: كناية: metalepse اصطلاح بلاغي: وعلى سبيل المثال قولنا: كان حياً أو نحن نبكيه ونعني بذلك انه ميت (بقطر). موارى: متملق (بقطر): flattaur.
[ورى] نه: فيه: كان إذا أراد سفرًا "ورى" بغيره، أي ستره وكنى عنه وأوهم أنه يريد غيره، من الوراء أي ألقى البيان وراء ظهره. ج: ورى لئلا ينتهي خبره إلى مقصده فيستعدوا للقائه. ك: قيد البعض بالهمزة، قال: وأصحاب الحديث لم يضبطوا الهمز فيه. نه: وليس "وراء" الله مرمى، أي ليس بعد الله مطلب لطالب فإليه انتهت العقول ووقفت فليس وراء معرفته والإيمان به غاية تقصد - ومر في مر. ومنه ح إبراهيم: إني كنت خليلًا من "وراء وراء"، يروى مبنيًا على الفتح أي من خلف حجاب. ن: اشتهرا بالفتح وروى الضم، أي لست بتلك الدرجة الرفيعة فإني أعطيت المكارم بواسطة جبرئيل فأنا وراء موسى الذي حصل له السماع بغير واسطة وهو وراء محمد صلى الله عليه وسلم فإنه حصل له السماع بلا واسطة والرؤية. نه: وفيه: أشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم أو من "وراء وراء"، أي ممن جاء بعده. وح قال لقائل إنه ابن ابني: هو ابنك من "الوراء"، يقال لولد الولد: الوراء. ك: فيه: صليت "وراء" النبي صلى الله عليه وسلم، أي خلفه، وقد جاء بمعنى قدام نحو "وكان "وراءهم" ملك". وح: الإمام جنة يقاتل من "وراءه"، ظاهره معنى خلفه، وحمله المهلب على معنى أمام. وح: نخبر به من "وراءنا"، بحسب المكان من البلاد البعيدة أو بحسب الزمان من الأولاد، وروى بكسر ميم. غ: "يكفرون بما "وراءه"" بما سواه أو بما بعده. نه: وح: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا حتى "يريه" خير له من أن يمتلئ شعرًا، هو من الورى: داء، من ورى يوري فهو موري - إذا أصاب جوفه الداء، الأزهري: هو كالرمي، الفراء - بفتح راء، ثعلب: بالسكون مصدر وبالفتح اسم، الجوهري: ورى القيح جوفه: أكله،أو استغراقًا في مناجاة ربه. ن: غربت الشمس وتوارت هما بمعنى. وح: فما "توارت" يدك من شعرة، أي سترت. ط: كذا في مسلمن ولعل الظاهر: فما وارت يدك - بالرفع، فأخطأ بعض الرواة، ويحتمل كون يدك منصوبًا بنزع خافض، وفي توارت ضمير أي قطعة توارت بيدك. وح: "يواري" غبط بلال - مر في اخفت. ج: و"توارى" الشفق، استتر. وح: "فواريته"، أراد به الدفن.
باب وز
(ورى) عَن فَلَا نَصره وَدفع عَنهُ وَعَن الشَّيْء أَرَادَهُ وَأظْهر غَيره وَفِي الحَدِيث (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ سفرا ورى بِغَيْرِهِ) وَفُلَان الزند أخرج ناره وَالنَّار استخرجها وَالشَّيْء أخفاه وَجعله وَرَاءه وستره

فرض

بَاب الْفَرْض

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْفَرْض السّنة وَمِنْه أَنه فرض فِي من قتل الصَّيْد كَذَا وَكَذَا أَي سنّ وَالْفَرْض الْفَرِيضَة مَأْخُوذ من فرضت الْقدح وَالسير فرضا إِذا حززت فِيهِ حزا بَينا فَكَأَنَّهُ تَعَالَى ذكره جعل الصَّلَاة لَازِمَة كلزوم الحز للقدح وَالسير وَالْفَرْض الْهِبَة وَالْفَرْض الْقِرَاءَة يُقَال فرضت جزئي أَي قَرَأت وَالْفَرْض ضرب من التَّمْر يُؤْكَل بالسمك وَأنْشد لرجل من عمان رجز

(إِذا أكلت سمكًا وفرضا ... ذهبت طولا وَذَهَبت عرضا)

قَالَ ابْن خالويه وَالْفَرْض الْبَيَان وَمِنْه قَوْله تَعَالَى اسْمه {سُورَة أنزلناها وفرضناها} أَي بيناها وَالْفَرْض النُّزُول والإنزال وَمِنْه قَوْله جلّ ذكره {إِن الَّذِي فرض عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد} أَي أنزل عَلَيْك والمعاد هَا هُنَا قيل إِلَى وطنك بِمَكَّة وَقيل إِلَى الْمَوْت وَقيل إِلَى الْآخِرَة قَالَ ابو عمر وَالْأَرْض الزُّكَام وَالْأَرْض قَوَائِم الْفرس وَالْأَرْض إِفْسَاد الأرضة وَهُوَ الْمصدر وَالْأَرْض النّوم الْكثير وَالْأَرْض الرعدة وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس أزلزلت الأَرْض أم بِي أَرض

(فرض) مُبَالغَة فرض
(فرض) : الفِرْضُ: ثَمَر الدَّوْمةِ ما دامَ أَحْمَرَ.
فرض: {لا فارض}: مسنة. {وفرضناها}: أنزلناها فرائض.
(فرض)
الشَّيْء فروضا اتَّسع وَالشَّيْء وَفِيه فرضا حز فِيهِ حزا يُقَال فرض الْعود وَفرض فِيهِ فَهُوَ فارض وَالْعود مَفْرُوض وَالْأَمر أوجبه يُقَال فَرْضه عَلَيْهِ كتبه عَلَيْهِ وَله خصّه بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مَا كَانَ على النَّبِي من حرج فِيمَا فرض الله لَهُ} وَيُقَال فرض لَهُ فِي الْعَطاء قدر لَهُ نَصِيبا وَالْقَاضِي فَرِيضَة قدرهَا وأوجبها

(فرض) الْحَيَوَان فراضة كبر وأسن فَهُوَ فارض وَهِي فارض وفارضة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ إِنَّه يَقُول إِنَّهَا بقرة لَا فارض وَلَا بكر عوان بَين ذَلِك}
ف ر ض: (الْفَرْضُ) الْحَزُّ فِي الشَّيْءِ. وَالْفَرْضُ أَيْضًا مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى سُمِّي بِذَلِكَ لِأَنَّ لَهُ مَعَالِمَ وَحُدُودًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء: 118] أَيْ مُقْتَطَعًا مَحْدُودًا. وَ (التَّفْرِيضُ) التَّحْزِيزُ وَقُرِئَ: «سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَّضْنَاهَا» بِالتَّشْدِيدِ أَيْ فَصَّلْنَاهَا. وَ (فُرْضَةُ) النَّهْرِ بِضَمِّ الْفَاءِ ثُلْمَتُهُ الَّتِي يُسْتَقَى مِنْهَا. وَفُرْضَةُ الْبَحْرِ أَيْضًا مَحَطُّ السُّفُنِ. وَ (فَرَضَ) لَهُ فِي الْعَطَاءِ وَفَرَضَ لَهُ فِي الدِّيوَانِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (فَرَضَتِ) الْبَقَرَةُ أَيْ كَبِرَتْ وَطَعَنَتْ فِي السِّنِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ} [البقرة: 68] وَبَابُهُ جَلَسَ وَظَرُفَ. وَ (الْفَارِضُ) وَ (الْفَرَضِيُّ) بِفَتْحَتَيْنِ الَّذِي يَعْرِفُ الْفَرَائِضَ. وَ (فَرَضَ) اللَّهُ عَلَيْنَا كَذَا وَ (افْتَرَضَ) أَيْ أَوْجَبَ وَالِاسْمُ (الْفَرِيضَةُ) . وَسُمِّيَ الْعِلْمُ بِقِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ (فَرَائِضَ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَفَرْضُكُمْ زَيْدٌ» وَ (الْفَرِيضَةُ) أَيْضًا مَا فُرِضَ فِي السَّائِمَةِ مِنَ الصَّدَقَةِ. 

فرض


فَرَضَ(n. ac. فَرْض)
a. Notched; made an incision in.
b. [La], Timed; appointed for.
c. [La], Assigned, gave a portion to; pensioned.
d. [acc. & 'Ala], Imposed, made binding upon; decreed for.
e. Formed an hypothesis
f. Recited.
g.(n. ac. فُرُوْض), Dilated.
فَرُضَ(n. ac. فَرَاْضَة
فُرُوْض)
a. Was skilled in the law of inheritance.
b. Became old (cow).
فَرَّضَa. see I (a)b. Decreed; assigned; made obligatory.

أَفْرَضَa. see I (c) (d).
c. Bestowed.

إِفْتَرَضَa. see I (a)d. (g).
d. Perished.
e. Received pay.
g. [ coll. ]
see I (e)
فَرْض
(pl.
فِرَاْض)
a. Incision, notch.
b. Apportioned.
c. (pl.
فُرُوْض), Decree; ordinance, statute, precept; duty.
d. A kind of date.
e. Shield.
f. Clothing.
g. Piece of wood.
h. Alms.
i. Certain obligatory prayers.
j. Quota, portion, share; pay, stipend; pension.

فِرْضa. Red fruit ( of Theban palm ).
فُرْضa. see 1 (a)
فُرْضَة
(pl.
فُرَض فِرَاْض)
a. Gap, breach, opening.
b. (pl.
فَرَّاْض), Mouth ( of a river ); port; wharf, quay.
c. Ink-pot.
d. Hinges.
e. Road.

فَرَضِيّa. One skilled in the law of inheritance.

مِفْرَضa. Notchinginstrument.

فَاْرِض
(pl.
فُرَّض
فَوَاْرِضُ
41)
a. Aged, old.
b. Strong, sound; comely.
c. see 4yi
فَاْرِضَة
(pl.
فَوَاْرِضُ)
a. fem. of)
فَاْرِضb. Weakly.

فِرَاْضa. Clothing.
b. see 3t (b) (e).
فَرِيْضa. see 4yi
فَرِيْضَة
(pl.
فَرَاْئِضُ)
a. Obligatory, binding.
b. see 1 (b) (c).
مِفْرَاْضa. see 20
N. Ac.
إِفْتَرَضَ
a. [ coll. ], Supposition
hypothesis.
مَفْرُوْضَات
a. Rules, regulations.

إِبْن الفَارِض
a. Name of a wellknown Arabic author.

عِلْم الفَرَئِض
a. The law of inheritance.

كِتَاب الفَرْض
a. [ coll. ], Breviary.
(ف ر ض) : (فَرْضُ) الْقَوْسِ حَزُّهَا لِلْوَتَرِ وَجَمْعُهُ فِرَاضٌ (وَفُرْضَةُ النَّهْرِ) مَشْرَعَتُهُ وَهِيَ الثُّلْمَةُ الَّتِي يَنْحَدِرُ مِنْهَا إلَى الْمَاءِ وَمُرْفَأ السُّفُن أَيْضًا (وَفَرَضَ) اللَّهُ الصَّلَاة وَافْتَرَضَهَا أَوْجَبَهَا (وَمِنْهُ) هَذِهِ الْقَرَابَةُ يُفْتَرَضُ وَصْلُهَا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ (وَالْفَرِيضَةُ) اسْم مَا يُفْرَضُ عَلَى الْمُكَلَّفِ (وَفَرَائِضُ الْإِبِلِ) مَا يُفْرَضُ فِيهَا كَبِنْتِ الْمَخَاض فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَبِنْت اللَّبُونِ فِي سِتٍّ وَثَلَاثِينَ (وَقَدْ سُمِّيَ بِهَا) كُلُّ مُقَدَّرٍ فَقِيلَ لِأَنْصِبَاءِ الْمَوَارِيث (فَرَائِضُ) لِأَنَّهَا مُقَدَّرَة لِأَصْحَابِهَا ثُمَّ قِيلَ لِلْعِلْمِ بِمَسَائِل الْمِيرَاثِ (عِلْمُ الْفَرَائِض) وَلِلْعَالِمِ بِهِ فَرَضِيٌّ وَفَارِضٌ وَلِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَفْرَضُكُمْ زَيْدٌ أَيْ أَعْلَمُكُمْ بِهَذَا النَّوْعِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ» تَأْنِيثُ الضَّمِيرِ كَمَا فِي أَلْسِنَةِ الْعَوَامّ هُوَ الظَّاهِرُ وَالتَّذْكِيرُ كَمَا فِي الْفِرْدَوْسِ عَلَى اعْتِبَار حُكْمِ الْمُضَافِ وَإِنَّمَا سَمَّاهُ نِصْفَ الْعِلْمِ إمَّا تَوَسُّعًا فِي الْكَلَام وَاسْتِكْثَارًا لِلْبَعْضِ كَمَا فِي شَطْرِ عُمْرِهَا أَوْ اعْتِبَارًا بِحَالَتَيْ الْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ.
فرض
الفَرْضُ: جُنْدٌ يَفْتَرِضُونَ، والجَميعُ فُرُوْضٌ. وما أَعْطَيْتَ من غَيْرِ قَرْضٍ، يُقال: أفْرَضْتُ إفْرَاضاً: أي أعْطَيْت. وكُلُّ شَيْءٍ تَفْرِضُه فَتُوجِبُه على نَفْسِكَ بقَدرٍ مَعْلُومٍ، والاسْمُ: الفَرِيْضَةُ، وأفْرَضتْ إبِلُ فلانٍ: أي صارَتْ تَجِبُ فيها الفَرِيْضَةُ وهي مَا يُؤْخَذُ في الصَّدَقَةِ؛ نحو بَنَاتِ مَخَاضٍ وبناتِ لَبُونٍ وحِقَاقٍ وجِذَاعٍ. وحَزُّكَ فُرْضَةً في قَوْسٍ أو خَشَبٍ، وكذلك الفَرِيْضُ. وضَرْبٌ من التَمْرِ. والتُرْسُ. والقِدْحُ؛ في قَوْله:
يُقَلِّبُ بالكَفَ فَرْضاً خَفِيفاً
وثَوْبٌ. وفَرَائضُ اللهِ: حُدُوْدُه. وكذلك فَرَائضُ القُرْآنِ في المِيراثِ، ورَجُل فَرِيْضٌ: عالِمٌ بالفَرائض، وقد فَرُضَ فَرَاضَةً، والنِّسْبَةُ إليه فَرَضِيٌّ. وبَقَرَةٌ فارِضٌ: أي ضَخْمَةٌ مُسِنَّةٌ، وفَرَضَتْ فُرُوْضاً. ولِحْيَةٌ فارِضٌ: ضَخْمَةٌ. ورَجُل فارِضٌ، وقَوْمٌ فُرَّضٌ.
وفُرْضَةُ الزَّنْدِ: المَوْضِعُ الذي تُقْدَحُ منه النارُ. والفُرْضَةُ: مَشْرَبُ الماءِ من النَهرِ. ومَرْفأُ السّفُنِ حَيْثُ تُرْكَبُ، والجَميعُ الفُرَضُ والفِرَاضُ، يُقال: سَقاها بالفِرَاضِ. والفِرْيَاضُ: الواسِعُ، إنَّكَ لَفِرْيَاضُ البَطْنِ. والفَوَارِضُ: الصِّحَاحُ العِظَامُ ليستْ بالصِّغَارِ ولا المِرَاضِ. وهي المِرَاضُ أيضاً. من الأضْدَاد. والافْتِرَاضُ: الذَّهَابُ، ظَعَنُوا وافْتَرَضُوا: ذَهَبُوا.
ف ر ض

فرض الله الصلاة وافترضها. وحقك فرضٌ ومفروض ومفترض. وفرّض الله الفرائض، ومالكم لا تؤدّون فرائض إبلكم؟ وهي حقوق الزكاة. وفلان فرضيّ وفارض وفرّاض: معه علم الفرائض. وقد فرض فراضة فهو فريض. وفرض لفلان في الديوان إذا أثبت رزقه فيه. وأبل إياس بن حصين في قتال الخوارج فقال الحجّاج: افرضوا له في ثلاثمائة فقال إياس:

ما في ثلاث ما يجهّز غازياً ... وما في ثلاث متعة لفقير

فقال: افرضوا له في الشرف ففرضوا له في ألفين. وافترض الجند: ارتزقوا. وعنده مائة من الفرض أي من الجند المفروض لهم، وجمعه به فروض. وما طلبت قرضاً، ولا فرضاً؛ وهو العطاء. قال:

ألا ليس فتى الفتيا ... ن بالرّخص ولا البضّ ولكن مبتنى العرف ... بقرض كان أو فرض

وأوقع الوتر في فرض قوسك وفرضتها وهو الحزّ في سبتها، وفرض قومه، وفرّض قسيّه. قال:

شخت الجزارة في ساقيه تفريض

أي تحزيز. ومكّن الزّند في فرض الزّندةو وهو الثقب الذي يجعل فيه رأسه ثم يفتل عند القدح ويسمّى: اللوكر. وسهم فريض: فرض فوقه. واستقوا من فرضة النهر وهي مشرعته، والجمع: فراضٌ، يقال: سقينا بالفراض. ووسّع فرضة الباب وفرضة الدواة. وبقرة فارض: مسنّة، وقد فرضت فروضاً.

ومن المجاز: لحية فارض: كبيرة ضخمة. تقول: قلّت السعادة في اللحية الفارض، الثقيلة على العوارض. ورجل فارض. قال:

شيّب أصداغي فرأسي أبيض ... محامل فيها رجال فرّض

أي كبار ضخام يثقلون على الرّكاب. وأضمر عليّ ضغينة فارضاً. قال:

يا رب ذي ضغن وضبّ فارض ... له قروء كقروء الحائض

وأبسرت النخلة بسراً فوارض، وهذه بسرة فارض.
(فرض) - في صِفِةِ مَرْيَم - عليها السّلام -: "لم يَفْتَرضْها ولدٌ"
ذَكرَه القُتَبِيّ بالفَاءِ والضَّادِ المُعْجَمَة: أي لم يَحُزَّها ولم يُؤَثِّر فيها .
- وفي حديث أَبِي بَكْر، رضي الله عنه: "في فَرِيضَةِ الصَّدقَة التي فَرضَها رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم -"
: أي فَرضَها الله تَعالَى في كِتابِه، ثم أَمرَ رسولَه - صلّى الله عليه وسلّم - بالتَّبْلِيغ، فأُضِيفَ الفَرْضُ إليه بمعنى الدُّعاءِ إليه.
وقد فَرضَ الله - سبحانه وتعالى - طَاعتَه على الخَلْق، فجَازَ أن يُسَمَّى أَمرُه فَرضًا على هذا.
وكان ابنُ الأعرابي يَقولُ: مَعنَى الفَرْضِ - ها هنا -: السُّنَّة. وقيل: الفَرضُ: الوَاجِبُ، والسُّنَّة كالقِراءَة.
والأَشبَه أن يُقال - ها هُنا -: الفَرْض بمعْنَى التَّقْدِير. : أي قَدَّر صَدَقَة على كلّ شيء، وسَنَّه عن أمرِ الله - عز وجل - إيّاه ووَحْيِه إليه.
- في حديث عبدِ الله بن عُمَر - رضي الله عنه -: "العِلمُ ثَلاثَة؛ منها: فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ"
يَعني: العَدلَ في القِسْمَة، فتكون مُعدَّلةً على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكِتابِ والسُّنَّة.
وقيل: مُستَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة. وتكون هذه الفَرِيضَة - وإن لم يُنَصَّ عليها في الكتاب والسنة - تَعدِل بما أُخِذ عَنْهُما، إذْ كانَت في مَعنَى ما أُخِذ مِنْهما.
كما قال زَيدُ بنُ ثَابِت - رضي الله عنه -: "في زَوجٍ وأبوَين: للأم ثُلثُ ما يَبْقَى بعد فَرْض الزَّوجِ، أَقولُه برأي لا أُفضِّل أُمًّا على أبٍ، فَهَذَا من باب تَعدِيلِ الفريضة، لِمَا لم يَكُنِ فيها نَصٌّ اعْتَبَرها بالمَنصُوص عليه؛ وهو قوله تعالى: {وَوَرِثَه أَبَواه فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ} ، فلو أَعطاهَا ثُلُثَ المَالِ كان للأَبِ السُّدسُ، فيكون خِلافاً للنَّصِّ.
وقال عَبدُ الله بن عُرْوَة: "الفَرِيضَةُ العَادِلَةُ: ما اتَّفَق عليه المُسلِمُون "
ف ر ض : فُرْضَةُ الْقَوْسِ مَوْضِعُ حَزِّهَا لِلْوَتَرِ وَالْجَمْعُ
فُرَضٌ وَفِرَاضٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبُرَمٍ وَبِرَامٍ وَالْفُرْضَةُ فِي الْحَائِطِ وَنَحْوِهِ كَالْفُرْجَةِ وَجَمْعُهَا فُرَضٌ وَفُرْضَةُ النَّهْرِ الثُّلْمَةُ الَّتِي يَنْحَدِرُ مِنْهَا الْمَاءُ وَتَصْعَدُ مِنْهَا السُّفُنُ وَفَرَضْتُ الْخَشَبَةَ فَرْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَزَزْتُهَا وَفَرَضَ الْقَاضِي النَّفَقَةَ فَرْضًا أَيْضًا قَدَّرَهَا وَحَكَمَ بِهَا وَالْفَرِيضَةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَالْجَمْعُ فَرَائِضُ قِيلَ اشْتِقَاقُهَا مِنْ الْفَرْضِ الَّذِي هُوَ التَّقْدِيرُ لِأَنَّ الْفَرَائِضَ مُقَدَّرَاتٌ وَقِيلَ مِنْ فَرْضِ الْقَوْسِ وَقَدْ اشْتَهَرَ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ بِتَأْنِيثِ الضَّمِيرِ وَإِعَادَتِهِ إلَى الْفَرَائِضِ لِأَنَّهَا جَمْعُ مُؤَنَّثٍ وَنُقِلَ وَعَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ بِالتَّذْكِيرِ بِإِعَادَتِهِ عَلَى مَحْذُوفٍ تَنْبِيهًا عَلَى حَذْفِهِ وَالتَّقْدِيرُ تَعَلَّمُوا عِلْمَ الْفَرَائِضِ وَمِثْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: 4] وَالْأَصْلُ كَمْ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ فَأَعَادَ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ أَهْلَكْنَاهَا عَلَى الْمُضَافِ إلَيْهِ.
وَفِي قَوْلِهِ {هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: 4] عَلَى الْمُضَافِ الْمَحْذُوفِ قِيلَ سَمَّاهُ نِصْفَ الْعِلْمِ بِاعْتِبَارِ قِسْمَةِ الْأَحْكَامِ إلَى مُتَعَلِّقٍ بِالْحَيِّ وَإِلَى مُتَعَلِّقٍ بِالْمَيِّتِ وَقِيلَ تَوَسُّعًا وَالْمُرَادُ الْحَثُّ عَلَيْهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ «الْحَجُّ عَرَفَةَ» وَفَرَضَ اللَّهُ الْأَحْكَامَ فَرْضًا أَوْجَبَهَا فَالْفَرْضُ الْمَفْرُوضُ جَمْعُهُ فُرُوضٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْفَرْضُ جِنْسٌ مِنْ التَّمْرِ بِعُمَانَ. 
[فرض] الفرض: الحز في الشئ. يقال: فرضتُ الزندَ والسواكَ. وفَرْضُ الزندِ: حيث يُقدح منه. وفَرْضُ القوسِ: هو الحَزُّ الذي يقع فيه الوتر، والجمع فِراضٌ. والفِراضُ أيضاً: فُوَّهَةُ النهر. قال لبيد: تجري خزائنُهُ على من نابَهُ * جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ * وقولهم: ما عليه فِراضٌ، أي شئ من لباس. والفرض: جنس من التمر. قال الأصمعي: أَجودُ تَمْرِ عُمانَ الفرض والبلعق. قال شاعرهم: إذا أكلت سمكا وفرضا * ذهبت طولا وذهبت عرضا * والفرض: ما أوجبه الله تعالى، سمِّي بذلك لأنَّ له معالمَ وحدوداً. وقوله تعالى: {لأَتَّخِذَنَّ من عِبادك نصيباً مَفْروضاً} أي مُقْتَطَعاً محدوداً. والمِفْرَضُ: الحديدةُ التى يحز بها. والفريض: السهم المفروض فوقه. والتفريض: التحزيز. وقرئ: {سورة أنزلناها وفرضناها} بالتشديد، قال أبو عمرو بن العلاء: فصلناها. وفرضة النهر: ثَلْمته التي منها يُستقى. وفُرْضَةُ البحر: محطُّ السفن. وفُرْضَةُ الدواةِ: موضع النِقْسِ منها. وفُرْضَةُ الباب: نجرانه. والفرض: الترس. وأنشد أبو عبيد لصخر الغى: أرقت له مثل لمع البشي‍ * ر قلب بالكف فرضا خفيفا * ولا تقل: قرصا خفيفا. والفرض: القدح. قال عبيد بن الابرص يصف برقا: فهو كنبراس النبيط أو الفر * ض بكف اللاعب المسمر * المسمر: الذى دخل في السمر. والفرض: العطية الموسومة. يقال: ما أصبتُ منه فَرْضاً ولا قَرْضاً. وفَرَضْتُ الرجلَ وأفْرَضْتُهُ، إذا أعطيته. وقد فَرَضْتُ له في العطاء، وفَرَضْتُ له في الديوان. وفَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً، أي كَبِرَتْ وطعنت في السنّ. ومنه قوله تعالى: " لا فارض ولا بِكْرٌ ". وكذلك فَرُضَتِ البقرةُ تَفْرُضُ بالضم فَراضَةً. والفارِضُ والفَرَضِيُّ: الذي يعرف الفرائض. والفارِضُ: الضخمُ من كل شئ. قال الاخفش: يقال لحية فارضة، إذا كانت عظيمة. وأنشد : شيب أصداغى فرأسي أبيض * محامل فيها رجال فرض * وفرض الله علينا كذا وافْتَرَضَ، أي أوجب. والاسمُ الفريضَةُ. ويسمَّى العلمُ بقسمة المواريث فرائِضَ. وفي الحديث: " أفْرَضُكُمْ زيدٌ ". والفريضَةُ أيضاً: ما فُرض في السائمة من الصدقة. يقال: أفْرَضَتِ الماشيةُ، أي وجبت فيها الفَريضَةُ، وذلك إذا بلغت نصابا. والفريضتان: الجَذَعَةُ من الغنم والحِقَّةُ من الابل.
[فرض] فيه: هذه "فريضة" الصدقة التي فرضها النبي صلى الله عليه وسلم، أي أوجبها عليهم بأمر الله، وأصل الفرض القطع، وهو آكد من الواجب عند أبي حنيفة، وعند الشافعي سيان، وقيل: هو بمعنى التقدير، أي قدر صدقة كل شيء وبينه. غ: (("فرض" عليك القرآن)) أي العمل به. و (("فرض" فيهن الحج)) أوجبه. و"فرضتها"، ألزمناكم العمل بها، وبالتشديد: فصلناها وبينا ما فيها. و ((فيما "فرض" الله له)) أي وقت له، والفرض: التمر. نه: وح: فإن له علينا ست "فرائض"، هو جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة لأنه فرض على رب المال ثم اتسع فيه حتى سمي البعير فريضة في غير الزكاة. ومنه: من منع "فريضة" من "فرائض" الله. وح: في "الفريضة" تجب ولا توجد عنده، يعني السن المعين للإخراج في الزكاة، وقيل: هو عام في كل فرض مشروع من فرائض الله. وفيه: لكم في الوظيفة "الفريضة"، أي الهرمة المسنة، يعني هي لكم لا تؤخذ منكم في الزكاة، ويروى: عليكم في الوظيفة الفريضة، أي في كل نصاب ما فرض فيه. ومنه ح: لكم "الفارض" و "الفريض"، الفارض المسن من الإبل. ش: وروى: العارض- وقد مر ومر وجه رد في الثلب. ن: ومنه: ركضتني "فريضة" من "الفرائض"، أي ناقة من تلك النوق. نه: وفيه العلم ثلاثة: "فريضة" عادلة يريد العدل في القسمة بحيث تكون على السهام والأنصباء المذكورة في الكتاب والسنة، وقيل: أراد أنها تكون مستنبطة منهما وإن لم يرد بها نص فيهما فتكون معادلة للنص، وقيلالريش والنصل. وفي صفة مريم عليها السلام: "لم يفترضها" ولد، أي لم يؤثر فيها ولم يحزّها - يعني قبل المسيح. وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم استقبل "فرضتي" الجبل، فرضة الجبل ما انحدر من وسطه وجانبه، وفرضة النهر مشرعته. ك: مدخل الطريق إلى الجبل. ن: هو بضم فاء وسكون راء. نه: ومنه ح موسى عليه السلام: حتى أرفأ عند "فرضة" النهر، وجمعه فرض. ومنه ح: واجعلوا له السيوف للمنايا "فرضا"، أي اجعلوها مشارع للمنايا وتعرضوا للشهادة.
ف ر ض

فَرضْتُ الشيء أفرِضهُ فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكْثيرِ أوْجَبْتُه وقوله تعالى {سورة أنزلناها وفرضناها} النور 1 ويُقْرأُ وفرَّضْناهَا فمن قرأ بالتَّخفيفِ فمعناه ألزمناكُم العَملَ بما فُرِضَ فيها ومَنْ قَرأَ بالتشديد فعلَى وجهين أحَدُهُما على معنى التَّكْثِير على مَعْنَى أنّا فَرَضْنَا فيها فُروضاً وعلى مَعْنَى بَيَّنَّا وفصَّلنا ما فيها من الحَلالِ والحرامِ وافْتَرَضَهُ كفَرَضَه والاسم الفريضةُ وفرائضُ اللهِ حدودهُ التي أمَرَ بها ونَهَى عنها وكذلك الفرايضُ في الميراثِ وقولهُ تعالى {وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا} النساء 118 وقال الزجَّاجُ معناه مُؤَقَّتاً والفَريضة من الإِبلِ والبَقَرِ ما بلَغ عَددُه الزَّكاةَ وأفْرَضَتِ الماشيةُ وجَبتْ فيها الفريضةُ ورَجُلٌ فارِضٌ وفَرِيض عالمٌ بالفرائِضِ كقولك عالمٌ وعليمٌ عن ابن الأعرابيِّ والفَرْضُ العَطِيَّة وقيل ما أعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ وأفْرضْتُ الرَّجُلَ أعطيتُه والفَرْضُ جُنْدٌ يَفْتَرِضُونَ والجمع الفُروضُ والفارض الضخمُ من كل شيءٍ ولِحْيَةٌ فارضٌ وفارضَةٌ ضَخْمَةٌ وشِقْشِقَةٌ وسِقاءٌ فارِضٌ كذلك وبقرةٌ فارض مُسِنَّةٌ وفي التنزيل {إنها بقرة لا فارض ولا بكر} البقرة 68 قال

(لعَمْرِي لقد أعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً ... تُجَرُّ إليه ما تَقُوم على رِجلِ)

يعني بقرةً هَرِمةٌ وقد يستعمل الفارضُ في المُسِنِّ من غير البقرِ فيكون للمُذَكّرِ والمؤنّث قال

(شَوْلاءُ مَسْكٌ فارِضٌ نَهِيّ ... من الكِباشِ زامِرٍ خَصِيِّ)

وقومٌ فُرَّضٌ مَسَانُّ قال

(شَيَّبَ أَصداغِي فرَأْسِي أبيضُ ... مَحامِلٌ فيها رِجَالٌ فُرَّضُ)

ورَوَى ابنُ الأعرابيِّ محامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضٌ قال يريدُ أنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ أيضاً

(يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُبَاغِضِ ... )

(عَلَيَّ ذي ضِغْنٍ وضَبَّ فارِض ... )

(له قُروءٌ كقُروءِ الحائضِ ... )

عَنَى بضَبٍّ فَارضٍ عَداوةً عظيمةً كبيرةً من الفارضِ التي هي المُسِنَّة وقولُه

(له قُرُوءٌ كقُرُوءِ الحائضِ ... )

يقول لعَداوتِه أوقاتٌ تَهيجُ فيها مثل وَقْتِ الحائِضِ والفَرِيضُ جِرَّةُ البَعِيرِ عن كُراع وهي عند غيرِه القَرِيضُ بالقاف وقد تقدّم وفَرَضْتُ العُودَ والمِسْوَاكَ وفرضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً حزَرْتُ فيهما حَزّا والفرضُ اسْمُ الحَزِّ والجمعُ فُروضٌ وفِرَاضٌ قال

(مِنَ الرَّصَفات البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَها ... بَنَاتُ فِرَاضِ المَرْحِ واليابسِ الجَزْلِ)

قال أبو حنيفةَ فِرَاضُ المَرْخ ما تُظْهِرُهُ الزَّندةُ من النارِ إذا قُدِحَت قال والفِراضُ إنما يكونُ في الأُنْثَى من الزَّنْدتَيْنِ خاصَّةً وفَرضَ فُوقَ السَّهْمِ فهو مفروضٌ وفَرِيضٌ حَزّهُ والفَرْضُ الشَّقُّ عامّةً والفَرْضُ الشقّ في وَسَطِ القَبْرِ وفَرَضْتُ للميِّتِ ضَرَحْتُ والفُرْضَةُ كالفَرْضِ والفَرْضُ والفُرْضَة الحَزُّ الذي في القَوْسِ وفُرْضَةُ النَّهْرِ مَشْرَبُ الماء منه والجمعُ فُرُوض وفِرَاضٌ والفَرْضُ التُّرْسُ قال الهُذَلِيُّ

(أَرِقْتُ له مثلَ لَمْعِ البَشير ... قَلَّبَ بالكَفِّ فَرْضاً خَفِيفَا)

والفَرْضُ ضربٌ من التَّمّرِ صِغارٌ لأَهْلِ عُمانَ قال

(إذا أَكَلْتُ سَمَكاً وفَرْضا ... ذَهَبْتُ طُولاً وذَهَبْتُ عَرْضا)

قال أبو حنيفةَ وهو من أجِودِ تَمّرِ عُمانَ قال أخبرني بعضُ أعرابِها قال إذا أَرْطَبَتْ نَخْلتُه فَتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نَواهُ فبَقيت الكِباسةُ ليس فيها إلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريقِ والفِرَاضُ موضعٌ قال ابن أحْمَرَ

(جَزَى اللهُ قَوْمِي بالأُبُلَّة نُصْرَةً ... ومَبْدًى لهم حولَ الفِراضِ ومَحْضَرا)

فأمّا قولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(كأنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا الفِراضُ مَظِنَّةً ... ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بِيَمينِي)

فقد يكونُ أن يَعْنِي الموضَع نَفْسَه وقد يكون أن يَعْنِيَ الثُّغورَ يُشَبِّهُها بمشارِبِ المياهِ وما عليه فِراضٌ أي ثَوْبٌ وفِرْياضٌ موضعٌ
فرض
فرَضَ1 يَفرِض، فَرْضًا، فهو فارِض، والمفعول مَفْروض
• فرَض الأمرَ/ فرَض عليه الأمرَ: أوجبه وألزمه، أمر به بالقوّة "فرَض الله علينا الصلاة- فرَض حَظْرَ التجول- فرَض الرقابة على الأنباء الواردة من الخارج- {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} - {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ} " ° الصَّلوات المفروضة: الخمس الصلواتُ المكتوبات- فرَض إرادته عليه: ألزمه فعل ما يطلبه منه- فرَض حصارًا عليه: حاصره- فرَض شروطه: أملاها- يفرض جَدَلاً: يُسلِّم بصحة الشيء في غياب البرهان على ما هو عكس ذلك.
• فرَض الأمرَ: قدّره، تصوّره، استنبطه "فرض أن النتيجة ستكون حسنة".
• فرَض له شيئًا:
1 - خصّه به، عيَّنه له "فرَض له في العطاء نصيبًا- {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ} - {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} - {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} ".
2 - بيَّنه وشرَّعه " {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} ". 

فرَضَ2 يفرِض، فُرُوضًا، فهو فارض
• فرَضت البقرةُ: كبُرت وطعنت في السِّنّ " {لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ}: كبيرة هرمة، انقطعت ولادتها من الكبر". 

فرُضَ يَفرُض، فَراضةً، فهو فارِض
• فرُض الحيوانُ: كبِر وأسنَّ " {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} ". 

أفرضَ/ أفرضَ لـ يُفرض، إفراضًا، فهو مُفرِض، والمفعول مُفرَض له
• أفرض المالُ: وجبت فيه الفريضة لبلوغه نصاب الزَّكاة.
• أفرض لفلانٍ: جعل له فريضة أي حِصَّة "أفرض لزوجته من أرباح الشركة". 

افترضَ يفترض، افتراضًا، فهو مُفترِض، والمفعول مُفترَض
• افترض أمرًا: اعتبره قائمًا أو مسلّمًا به، أخذ به في البرهنة على قضيّة أو حلّ مسألة "افترض فوزه في المباراة- افترض وجودَ خلاف- افترض الباحث الاجتماعيّ الكفاءَة حلاًّ لمشكلة البطالة".
• افترض اللهُ الأحكامَ على عباده: فرضها؛ سنَّها وأوجبها. 

افتراض [مفرد]:
1 - مصدر افترضَ ° افتراضًا: على نحو افتراضيّ؛ على نحو ظنيّ أو احتماليّ.
2 - (سف) قضية مسلَّمة أو موضوعة للاستدلال بها على غيرها "تبدأ المعرفة العلميَّة بالافتراض".
3 - أن يضع الباحث فرضًا ليصل به إلى حلّ مسألة مُعيَّنة، وهي مقولة تُقبل على علَّتها دون إثبات. 

افتراضيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى افتراض: ما يعتمد على الفرض أو النَّظرية بدلاً من التَّجربة أو الخبرة.
• الواقع الافتراضيّ: (حس) الواقع التّقريبيّ، محاكاة يولِّدها الحاسوب لمناظر ثلاثيّة الأبعاد لمحيط أو سلسلة من الأحداث تمكِّن النَّاظر الذي يستخدم جهازًا إلكترونيًّا خاصًّا من أن يراها على شاشة عرض ويتفاعل معها بطريقة تبدو فعليّة. 

افتراضيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى افتراض: "مسألة/ معركة افتراضيّة- تبنَّى في كلمته تصوّرات وأفكار افتراضيّة تحتاج إلى الدليل".
2 - مصدر صناعيّ من افتراض: قضيّة أو فكرة يؤخذ بها في الاستدلال أو البرهنة على قضية أخرى "استطاع أن يؤكِّد صحَّة افتراضيَّته- افتراضية جَدَليَّة". 

فارِض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فرُضَ وفرَضَ1 وفرَضَ2.
2 - (فق) عالم بتقسيم المواريث. 

فَراضة [مفرد]: مصدر فرُضَ. 

فَرْض [مفرد]: ج فُروض (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَضَ1 ° على أسوأ الفروض: مع أخذ أسوأ الاحتمالات في الاعتبار- على فرْض أنّ.
2 - ما أوجبه الله على عباده "الصلاة والزكاة فرْض عَيْن على المسلمين" ° فَرْضُ عَيْن: ما أوجبه الله على كُلِّ فرد من عباده- فَرْضُ كِفاية: ما أوجبه الله على الجماعة فإذا أدّاه بعضهم سقط عن الآخرين.
3 - ما أوجبه الإنسان على نفسه أو غيره "أدّى فروض الولاء والطاعة- فروض التحيَّة".
4 - (سف) فكرة يُؤخذ بها في البرهَنة على قضية أو حلّ مسألة "قدّم الباحث فروضًا مقبولة".
5 - (سف) قضية أو فكرة توضع ثم يتحقق من صدقها أو خطئها عن طريق الملاحظة والتجربة.
6 - (فق) نصيب مقدَّر شرعًا للوارث.
7 - (فق) مرادف للواجب، وهو ما ثبت بدليل قطعيّ لا شبهة فيه، ويُثاب فاعله، ويعاقَب تاركه، ويكفَّر منكره.
• أصحاب الفروض: (فق) أصحاب الفرائض، الورثة الذين لهم أنصبة مقدَّرة في القرآن أو في السُّنّة أو بالإجماع، وهم اثنا عشر شخصًا: الزَّوج، الزَّوجة، الأب، الأمّ، الجدّ الصحيح، الجدّة الصحيحة، البنت، بنت الابن، الأخ لأم، الأخت الشقيقة، الأخت لأب، الأخت لأمّ. 

فَرَضيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فريضة: عالِم بتقسيم المواريث. 

فَرْضيَّة [مفرد]: ج فَرْضِيّات:
1 - رأي علميّ لم يثبت بعد، افتراض على سبيل الجدل "كان قانون الجاذبية فرضيّة ثبت صحتها- هذا يُثبت خطأ فرضيَّتك".
2 - فكرة يؤخذ بها في البرهنة على قضية أو حل مسألة.
• القيمة الفَرْضيَّة: (حس) قيمة معيّنة يتّخذها تلقائيًّا نظام مشغل وتظلّ فعّالة ما لم يتمّ استبدالها بغيرها. 

فُروض [مفرد]: مصدر فرَضَ2. 

فريضة [مفرد]: ج فرائضُ:
1 - (فق) ما أوجبه الله على عباده من حدوده التي بيَّنها بما أمر به وما نهى عنه "الصلاة فريضة- طاعة الوالدين فريضة- {فَرِيضَةً مِنَ اللهِ} ".
2 - حصّة مفروضة؛ أي مُوجبة "أوجب لزوجته فريضة- {مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} ".
• علم الفرائض: علم يعرف به الورثة ما يستحقّون من الميراث وموانعه وكيفيّة قسمته بينهم "درس علم الفرائض".
• أصحاب الفرائض: أصحاب الفروض، الورثة الذين لهم أنصبة مقدَّرة في القرآن أو في السُّنّة أو بالإجماع، وهم اثنا عشر شخصًا: الزَّوج، الزَّوجة، الأب، الأمّ، الجدّ الصحيح، الجدّة الصحيحة، البنت، بنت الابن، الأخ لأم، الأخت الشقيقة، الأخت لأب، الأخت لأمّ. 

فرض: فرَضْت الشيء أَفْرِضه فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكثير: أَوْجَبْتُه.

وقوله تعالى: سُورةٌ أَنْزَلْناها وفَرَضْناها، ويقرأ: وفرَّضْناها، فمن

قرأَ بالتخفيف فمعناه أَلزَمْنا كم العَمل بما فُرِضَ فيها، ومن قرأَ

بالتشديد فعلى وجهين: أَحدهما على معنى التكثير على معنى إِنا فرضنا فيها

فُرُوضاً، وعلى معنى بَيَّنَّا وفَصَّلْنا ما فيها من الحلال والحرام

والحدُود. وقوله تعالى: قد فرَضَ اللّه لكم تَحِلّةَ أَيْمانِكم؛ أَي بيَّنها.

وافْتَرَضَه: كفَرَضَه، والاسم الفَرِيضةُ. وفَرائضُ اللّهِ: حُدودُه

التي أَمرَ بها ونهَى عنها، وكذلك الفَرائضُ بالمِيراثِ. والفارِضُ

والفَرَضِيُّ: الذي يَعْرِف الفرائضَ ويسمى العِلْمُ بقِسْمةِ المَوارِيث

فَرائضَ. وفي الحديث: أَفْرَضُكم زيد. والفَرْضُ: السُّنةُ، فَرَضَ رسول اللّه،

صلّى اللّ عليه وسلّم، أَي سَنَّ، وقيل: فَرَضَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه

عليه وسلّم، أَي أَوْجَبَ وُجُوباً لازماً، قال: وهذا هو الظاهر.

والفَرْضُ: ما أَوْجَبه اللّه عزّ وجلّ، سمي بذلك لأَنَّ له مَعالِمَ

وَحُدُوداً. وفرَض اللّه علينا كذا وكذا وافْتَرَضَ أَي أَوْجَب. وقوله عزّ وجلّ:

فمَن فرَض فيهنّ الحج؛ أَي أَوْجَبه على نفسه بإِحرامه. وقال ابن عرفة:

الفَرْضُ التوْقِيتُ. وكلُّ واجِبٍ مؤقَّتٍ، فهو مَفْرُوضٌ. وفي حديث ابن

عمر: العِلْمُ ثلاثةٌ منها فرِيضةٌ عادلةٌ؛ يريد العَدْل في القِسْمة

بحيث تكون على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكتاب والسنَّة، وقيل:

أَراد أَنها تكون مُسْتَنْبَطَةً من الكتاب والسنة وإِن لم يَرِد بها نص

فيهما فتكون مُعادِلةً للنص، وقيل: الفَرِيضةُ العادِلةُ ما اتفق عليه

المسلمون. وقوله تعالى: وقال لأَتَّخِذنَّ من عِبادِكَ نصِيباً مَفْرُوضاً؛

قال الزجاج: معناه مؤقتاً. والفَرْضُ: القِراءة. يقال: فَرَضْتُ جُزْئي

أَي قرأْته، والفَرِيضةُ من الإِبل والبقر: ما بلغ عَدَدُه الزكاةَ.

وأَفْرَضَتِ الماشِيةُ: وجبت فيها الفَرِيضة، وذلك إِذا بلغت نِصاباً.

والفَرِيضةُ: ما فُرِضَ في السائمةِ من الصدقة. أَبو الهيثم: فَرائضُ الإِبل التي

تحتَ الثَّنيّ والرُّبُعِ. يقال للقَلُوصِ التي تكون بنت سنة وهي تؤخذ

في خمس وعشرين: فَرِيضةٌ، والتي تؤخذ في ست وثلاثين وهي بنت لَبُونٍ وهي

بنت سنتين: فريضةٌ، والتي تؤخذ في ست وأَربعين وهي حِقّة وهي ابنة ثلاثِ

سنين: فريضة، والتي تؤخذ في إِحدى وستين جَذَعةٌ وهي فريضتها وهي ابنة

أَربع سنين فهذه فرائضُ الإِبلِ، وقال غيره: سميت فريضة لأَنها فُرِضَتْ أَي

أُوجِبَتْ في عَدَدٍ معلوم من الإِبل، فهي مَفْروضةٌ وفَريضة، فأُدخلت

فيها الهاء لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً. وفي الحديث: في الفريضة تجبُ عليه

ولا توجَدُ عنده، يعني السِّنَّ المعين للإِخراج في الزكاة، وقيل: هو

عامّ في كل فرْضٍ مَشْروعٍ من فرائضِ اللّه عزّ وجل. ابن السكيت: يقال ما

لهم إِلا الفَرِيضتانِ، وهما الجَذَعةُ من الغنم والحِقّةُ من الإِبل. قال

ابن بري: ويقال لهما الفرْضتانِ أَيضاً؛ عن ابن السكيت. وفي حديث

الزكاة: هذه فَرِيضةُ الصدقةِ التي فَرَضَها رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم، على المسلمين أَي أَوجَبها عليهم بأَمر اللّه. وأَصلُ الفرض القطْعُ.

والفَرْضُ والواجِبُ سِيّانِ عند الشافعي، والفَرْضُ آكَدُ من الواجب عند

أَبي حنيفة، وقيل: الفرْضُ ههنا بمعنى التقدير أَي قَدّرَ صدَقةَ كلِّ

شيء وبَيَّنَها عن أَمر اللّه تعالى. وفي حديث حُنَيْنٍ: فإِن له علينا

ستّ فَرائضَ؛ الفرائضُ: جمع فَرِيضةٍ، وهو البعير المأْخوذ في الزكاة، سمي

فريضة لأَنه فَرْضٌ واجب على ربّ المال، ثم اتُّسِع فيه حتى سمي البعيرُ

فريضة في غير الزكاة؛ ومنه الحديث: مَن مَنَعَ فَرِيضةً من فَرائضِ

اللّه. ورجل فارِضٌ وفَرِيضٌ: عالِمٌ بالفَرائضِ كقولك عالِمٌ وعَلِيمٌ؛ عن

ابن الأعْرابي. والفَرْضُ: الهِبةُ. يقال: ما أَعطاني فَرْضاً ولا قَرْضاً.

والفرْضُ: العَطيّةُ المَرْسُومةُ، وقيل: ما أَعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ.

وأَفْرَضْتُ الرَّجل وفَرَضْتُ الرَّجل وافْتَرَضْتُه إِذا أَعطيته. وقد

أَفْرَضْتُه إِفْراضاً. والفرْضُ: جُنْدٌ يَفْتَرِضُون، والجمع الفُروضُ.

الأَصمعي: يقال فَرَضَ له في العَطاء وفرَض له في الدِّيوانِ يَفْرِضْ

فَرْضاً، قال: وأَفْرَضَ له إِذا جعل فريضة. وفي حديث عَدِيّ: أَتيت عمر بن

الخطاب، رضي اللّه عنهما، في أُناسٍ من قَوْمِي فجعل يَفْرِضُ للرجل من

طَيِّء في أَلفين أََلفين ويُعْرِضُ عني أَي يَقْطَعُ ويُوجِبُ لكل رجل

منهم في العَطاء أَلفين من المال. والفرْضُ: مصدر كل شيء تَفْرِضُه

فتُوجِبه على إِنسان بقَدْر معلوم، والاسم الفَرِيضةُ.

والفارِضُ: الضخْمُ من كل شيء، الذكر والأُنثى فيه سواء، ولا يقال

فارِضةٌ. ولِحْيةٌ فارضٌ وفارِضةٌ: ضَخْمةٌ عظيمة، وشِقْشِقةٌ فارِضٌ وسِقاء

فارضٌ كذلك، وبَقَرة فارضٌ: مُسِنّة. وفي التنزيل: إِنها بقَرة لا فارِضٌ

ولا بِكْر؛ قال الفرّاء: الفارِضي الهَرِمةُ والبِكْرُ الشابّة. وقد

فَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً أَي كَبِرَتْ وطَعَنَت في السِّنّ، وكذلك

فَرُضَتِ البقرة، بالضم، فَراضةً؛ قال علقمة بن عوف وقد عَنى بقرة هرمة:

لَعَمْرِي، لقد أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً

تُجَرُّ إِليه، ما تَقُوم على رِجْلِ

ولم تُعْطِه بِكْراً، فَيَرْضَى، سَمِينةً،

فَكَيْفَ يُجازِي بالمَوَدَّةِ والفِعْلِ؟

وقال أُمية في الفارض أَيضاً:

كُمَيْت بَهِيم اللَّوْنِ ليس بِفارِضٍ،

ولا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّمِ

وقد يستعمل الفارِضُ في المُسِنّ من غير البقر فيكون للمذكر وللمؤنث؛

قال:

شَوْلاء مسك فارض نهيّ،

من الكِباشِ، زامِر خَصيّ

وقومٌ فُرَّضٌ: ضِخامٌ، وقيل مَسانُّ؛ قال رجل من فُقَيْم:

شَيَّبَ أَصْداغِي، فرَأْسِي أَبْيَضُ،

مَحامِلٌ فيها رجالٌ فُرَّضُ

مِثْلُ البَراذِينِ، إِذا تأَرَّضُوا،

أَو كالمِراضِ غَيْرَ أَنْ لم يَمْرَضُوا

لو يَهْجَعُونَ سَنةً لم يَعْرِضُوا،

إِنْ قلْتَ يَوْماً: للغَداء، أَعْرَضُوا

نَوْماً، وأَطْرافُ السِّبالِ تَنْبِضُ،

وخُبِئَ المَلْتُوتُ والمُحَمَّضُ

واحدهم فارِضٌ؛ وروى ابن الأَعرابي:

مَحامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضُ

قال: يريد أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ؛ قال ابن بري: ومثله قول العجاج:

في شَعْشعانٍ عُنُق يَمْخُور،

حابي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُور

قال: وقال الفقعسي يذكر غَرْباً واسِعاً:

والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ

التهذيب: ويقال من الفارض فَرَضَتْ وفُرضَت، قال: ولم نسمع بِفَرِضَ.

وقال الكسائي: الفارِضُ الكبيرة العظيمة، وقد فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً.

ابن الأَعرابي: الفارض الكبيرة، وقال أَبو الهيثم: الفارِضُ المُسِنّةُ.

أَبو زيد: بقرة فارِضٌ وهي العظيمةُ السمينة، والجمع فَوارِضُ. وبقرةٌ

عَوانٌ: من بقر عُونٍ، وهي التي نُتجَت بعد بَطْنها البِكْر، قال قتادة: لا،

فارِضٌ هي الهَرِمةُ. وفي حديث طَهْفةَ: لكم في الوَظِيفةِ الفَريضةُ؛

الفَريضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ، وهي الفارِضُ أَيضاً، يعني هي لكم لا

تُؤْخذُ منكم في الزكاة، ويروى: عليكم في الوَظِيفةِ الفَرِيضةُ أَي في كل

نِصابٍ ما فُرِضَ فيه. ومنه الحديث: لكم الفارِضُ والفرِيضُ؛ الفَرِيضُ

والفارِضُ: المُسِنّةُ من الإِبل، وقد فَرَضَت، فهي فارِضٌ وفارِضةٌ

وفَرِيضةٌ، ومثله في التقدير طَلَقَتْ فهي طالق وطالِقةٌ وطَلِيقةٌ؛ قال

العجاج:نَهْرُ سَعِيدٍ خالِصُ البياضِ،

مُنْحَدِرُ الجِرْية في اعْتِراضِ

هَوْلٌ يَدُقُّ بكم العِراضِ،

يَجْرِي على ذِي ثَبَجٍ فِرْياضِ

(* قوله: العراض بالكسر؛ هكذا في الأصل ولعلها العراضي بالياء

المشدّدة.)كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاضِ

أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِغْياضِ

قال: ورأَيت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يقال لها فِرْياضٌ تَسْقي

نخلاً كثيرة وكان ماؤها عذباً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِضِ،

عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ،

له قُروء كقُروء الحائِضِ

عنى بضب فارضٍ عَداوةً عظيمة كبيرة من الفارض التي هي المسنة؛ وقوله:

له قروء كقروء الحائض

يقول: لعداوته أَوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض. ويقال: أَضمر عليّ

ضِغْناً فارضاً وضِغْنةً فارضاً، بغير هاء، أَي عظيماً، كأَنه ذو فَرْض أَي

ذو حَزٍّ؛ وقال:

يا رُبّ ذي ضِغن عليّ فارِض

والفَرِيضُ: جِرّةُ البعير؛ عن كراع، وهي عند غيره القَريضُ بالقاف،

وسيأْتي ذكره. ابن الأَعرابي: الفَرْضُ الحَزُّ في القِدْحِ والزَّنْدِ وفي

السَّير وغيره، وفُرْضةُ الزند الحز الذي فيه. وفي حديث عمر، رضي اللّه

عنه: اتخذ عام الجدب قِدْحاً فيه فَرْض؛ الفرض: الحَزُّ في الشيء والقطعُ،

والقِدْحُ: السهْمُ قبل أَن يُعْمل فيه الرِّيشُ والنَّصْلُ. وفي صفة

مريم، عليها السلام: لم يَفْتَرِضْها ولَد أَي لم يؤثِّر فيها ولم يَحُزّها

يعني قبل المسيح. قال: ومنه قوله تعالى: لأَتخذنّ من عبادك نَصِيباً

مَفْرُوضاً؛ أَي مؤقتاً، وفي الصحاح: أَي مُقْتَطَعاً مَحْدوداً. وفَرْضُ

الزَّنْد: حيث يُقْدَحُ منه. وفَرَضْتُ العُودَ والزَّندَ والمِسْواكَ

وفرَضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً: حَزَزْتُ فيهما حَزّاً. وقال الأَصمعي:

فرَض مِسْواكَه فهو يَفْرِضُه فَرْضاً إِذا حَزَّه بأَسنانِه. والفَرْضُ:

اسم الحز، والجمع فُروضٌ وفِراضٌ؛ قال:

منَ الرَّصَفاتِ البِيضِ، غيَّرَ لَوْنَها

بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، واليابسِ الجَزْلِ

التهذيب في ترجمة فرض: الليث التقْرِيضُ في كلّ شيء كتقْريضِ يَدَيِ

الجُعَلِ؛ وأَنشد:

إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى له

مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَين أَفلَحُ

قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو التفريض، بالفاء، من الفرْض وهو

الحز. وقولهم الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فيها حُزوزاً، قال: وهذا البيت

رواه الثِّقاتُ أََيضاً بالفاء: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذراعين، وهو في شعر

الشماخ، وأَراد بالشأْو ما يُلْقِيه العَيْرُ والأَتانُ من أَرْواثها،

وقال الباهلي: أَراد الشماخ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ يعني الجُعَل.

والمِفْرَضُ: الحديدة التي يُحَزّ بها.

وقال أَبو حنيفة: فراض النحل

(* قوله «فراض النحل» كذا بالنسخة التي

بأَيدينا، والذي في شرح القاموس: الفراض ما تظهره إلخ.») ما تظهره

الزَّنْدةُ من النار إِذا اقْتُدِحَت. قال: والفراض إِنما يكون في الأُنثى من

الزندتين خاصة. وفَرَضَ فُوقَ السهْمِ، فهو مَفْروضٌ وفَريضٌ: حَزَّه.

والفَريضُ: السهم المَفْروض فُوقُه. والتفْريضُ: التحزيز. والفَرْضُ:

العَلامةُ؛ ومنه فرْضُ الصلاةِ وغيرها إِنما هو لازم للعبد كلُزومِ الحَزِّ

للقِدْح. الفراء: يقال خرجت ثَناياه مُفَرَّضةً أَي مؤشَّرةً، قال: والغُروبُ

ماء الأَسنان والظَّلْمُ بياضُها كأَنه يعلوه سَواد، وقيل: الأَشْرُ تحزيز

في أَطراف الأَسنان وأَطرافُها غُروبها، واحدها غَرْبٌ. والفَرْضُ:

الشّقُّ في وسَط القبر. وفَرَضْت للميت: ضَرَحْت.

والفُرْضةُ: كالفَرْضِ. والفَرْضُ والفُرْضةُ: الحَزّ الذي في القوْس.

وفُرْضة القوس: الحز يقع عليه الوتَر، وفَرْضُ القوسِ كذلك، والجمع

فِراضٌ. وفُرْضةُ النهر: مَشْرَبُ الماء منه، والجمع فُرَضٌ وفِراضٌ. الأَصمعي:

الفُرْضةُ المَشْرَعةُ، يقال: سقاها بالفِراضِ أَي من فُرْضةِ النهر.

والفُرْضة: الثُّلْمة التي تكون في النهر. والفِراضُ: فُوَّهةُ النهر؛ قال

لبيد:

تجري خزائنه على مَن نابَه،

جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ

وفُرْضةُ النهر: ثُلْمَتُه التي منها يُسْتقى. وفي حديث موسى، عليه

السلام: حتى أَرْفَأ به عند فرضة النهر أَي مَشْرَعَتِه، وجمع الفرضة فُرَضٌ.

وفي حديث ابن الزبير: واجعلوا السيوف للمنايا فُرَضاً أَي اجعلوها

مَشارِعَ للمنايا وتَعَرَّضُوا للشهادة. وفُرْضَةُ البحر: مَحَطُّ السفُن.

وفُرْضةُ الدواةِ: موضع النِّفْس منها. وفُرْضة الباب: نَجْرانُه.

والفَرْضُ: القِدْحُ؛ قال عبيدُ بن الأَبرص يصف بَرْقاً:

فَهْوَ كَنِبْراسِ النَّبِيطِ، أَو الـ

ـفَرْضِ بكَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِرِ

والمُسْمِرُ: الذي دخل في السَّمَرِ. والفَرْضُ: التُّرْسُ؛ قال صخر

الغي الهذلي:

أَرِقْتُ له مِثْلَ لَمْعِ البَشِيـ

ـرِ، قَلَّبَ بالكفِّ فَرْصاً خَفِيفَا

قال أََبو عبيد: ولا تقل قُرْصاً خفيفا. والفَرْضُ: ضرب من التمر، وقيل:

ضرب من التمر صغار لأَهل عُمان؛ قال شاعرهم:

إِذا أَكلتُ سمَكاً وفَرْضا،

ذهَبْتُ طُولاً وذهَبْتُ عَرْضا

قال أَبو حنيفة: وهو من أَجود تمر عُمانَ هو والبَلْعَقُ، قال: وأَخبرني

بعض أَعرابها قال: إِذا أَرْطَبَتْ نخلَتُه فتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها

تَساقَطَ عن نواه فبقيت الكِباسةُ ليس فيها إِلا نَوىً معلَّق

بالتَّفارِيق.

ابن الأَعرابي: يقال لذكر الخنافس المُفَرَّضُ وأَبو سَلْمانَ

والحَوَّاز والكَبَرْتَلُ.

والفِراضُ: موضع؛ قال ابن أَحمر:

جزَى اللّه قَوْمي بالأُبُلَّةِ نُصْرةً

ومَبْدىً لهم، حَولَ الفِراضِ، ومَحضَرا

وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

كأَنْ لم يكُنْ مِنّا الفِراضُ مَظِنَّةً،

ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بيَمِيني

فقد يجوز أَن يَعْنِيَ الموضع نفْسَه، وقد يجوز أَن يعني الثغور يشبهها

بمشارِعِ المياهِ، وفي حديث ابن عمر: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،

استقبل فُرْضَتَيِ الجبلِ؛ فُرْضةُ الجبل ما انْحَدَرَ من وسطه وجانبه.

ويقال للرجل إِذا لم يكن عليه ثوب: ما عليه فِراضٌ أَي ثوب، وقال أَبو

الهيثم: ما عليه سِتْرٌ. وفي الصحاح: يقال ما عليه فِراضٌ أَي شيءٌ من

لِباسٍ. وفِرْياضٌ: موضع.

فرض

1 فَرَضَهُ, (S, A, O, Msb, &c.,) aor. ـِ (Msb, TA, &c.,) inf. n. فَرْضٌ, (S, O, Msb, K, &c.,) He made a mark in it, or upon it, by notching, or otherwise: (O:) he notched it: made a notch, or an incision, in it; (S, O, Msb, K;) namely, a piece of wood, (Msb,) a زَنْد, [or rather فَرَضَهَا said of a زَنْدَة, from which fire is produced,] and a سِوَاك [or toothstick], (S, O,) and in like manner a bow; (A;) as also [↓ افترضهُ; (see this verb below;) and] ↓ فرّضهُ, inf. n. تَفْرِيضٌ: (K:) or this last signifies he notched it much; or made notches in it; (S, O, TA;) or you say, فَرَضَ قَوْسَهُ and فَرَّضَ قِسِيَّهُ: (A:) and فَرَضَهُ signifies he notched it with his teeth; namely, a tooth-stick: (As:) and he cut it; namely, a thing; or a hard thing; which is said by some to be the primary signification: (TA:) and he (a tailor) cut it out; namely a garment: (Kull p. 275:) and he cut it out and made it round; namely a shield: (TA:) and فَرْضٌ also signifies the cutting, or dividing, lengthwise; cleaving; or the like; applied in a general manner; or the making a trench, or an oblong excavation, in the middle of a grave; فَرَضْتُ لِلْمَيِّتِ signifying I made a trench, or an oblong excavation, in the middle of a grave, for the corpse. (TA.) A2: فَرَضَ لَهُ, [aor. and] inf. n. as above, (K, &c.,) He apportioned to him [a thing]: he appointed to him [a thing]: (Bd in xxxiii. 38, and TA: *) because that which is apportioned, or appointed, [to a person] is cut off from the thing from which it is apportioned, or appointed: (TA:) he made [a thing] lawful, or allowable, to him; (Jel in xxxiii. 38, and Kull in p. 275, and TA; *) relating to a case into which a man has brought himself: (Kull:) this is said to be the meaning when the phrase فَرَضَ اللّٰهُ لَهُ occurs in the Kur: (TA:) he appointed, or assigned, to him a definite portion; (K;) as also له ↓ افرض. (O, L, K.) You say فَرَضَ لَهُ فِى

العَطَآءِ [He appointed, or assigned, to him a definite portion in the gift]. (As, S.) And فَرَضَ لَهُ فِى الدِّيوَانِ (As, S, A) [He appointed, or assigned, to him a definite portion in the register of soldiers or pensioners; or] he registered his stipend therein. (As, A, TA.) And فَرَضَهُ, (S,) and ↓ افرضهُ, (S, K,) He gave to him. (S, O, K.) b2: فَرَضَ, (S, A, Mgh, Msb,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (Msb, TA,) also signifies He (God, S, A, Mgh, Msb) made a thing, (S, TA,) or prayer, (A, Mgh,) or statutes or ordinances, (Msb,) obligatory, or binding, syn. أَوْجَبَ, (S, A, Mgh, Msb, TA,) by a known decree, (TA,) [or He imposed a thing &c.,] عَلَى إِنْسَانٍ on a man, (TA,) or عَلَيْنَا on us; (S;) and so ↓ اِفْتَرَضَ: (S, A, Mgh, O, K:) or فَرْضٌ is like إِيجَابٌ; but the latter is so termed in consideration of its befalling; and the former is so called in consideration of the sentence, or decree, respecting it: (B:) [this is said in books on the law, in explanation of the opinion of Aboo-Haneefeh, as opposed to that of Esh-Sháfi'ee: for] accord. to Esh-Sháfi'ee, these two terms are alike; (L, TA;) but accord. to Aboo-Haneefeh, the difference between الوَاجِبُ and الفَرْضُ is like the difference between heaven and earth: (TA:) this distinction, however, is founded upon contested derivations of the two terms: (Kull p. 276:) and it is said that wherever the phrase فَرَضَ اللّٰهُ عَلَيْهِ occurs, it means إِيجَابٌ. (TA.) Also He (the apostle of God) instituted, or prescribed, [a thing as a statute, or an ordinance, or a command or prohibition;] syn. سَنَّ; (O, K;) on the authority of IAar alone: (O, TA:) but accord. to others, he made necessarily obligatory or binding; and this, says Az, is the obvious meaning. (TA.) Also He (a judge) decreed, or adjudged, [TA.) Also He (a judge) decreed, or adjudged, [a thing, as, for instance,] expenses [&c.]. (Msb.) Also He assigned, or appointed, a particular time for doing a thing; or he determined, defined, or limited, a thing as to time, or otherwise; the inf. n., فَرْضٌ, being syn. with تَوْقِيتٌ: (Ibn-'Arafeh, A, O, K:) as in the phrase فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ [And whoso determineth the performance of the pilgrimage therein]; (Ibn-'Arafeh, O, K;) occurring in the Kur [ii. 193]; and in like manner it is expl. by Ibn-'Arafeh as occurring in xxxiii. 38 of the Kur (O, TA:) but the phrase quoted above is also expl. as meaning and whoso maketh it obligatory, or binding, on himself to perform the pilgrimage therein, by his entering upon the state of إِحْرَام. (TA.) b3: سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا, (K,) in the Kur, [commencing chap. xxiv.,] (TA,) means [This is a chapter which we have revealed and] in which we have set down the obligatory statutes: (O, K:) or in which we have bound you to do according to what is made obligatory therein: (Az, O:) or, as some read, ↓ وَفَرَّضْنَاهَا, (S, O, K, *) meaning and in which we have set down obligatory statutes, (O, L, K,) one after another: (O, K:) or which we have distinctly explained: (Az, S, O, K:) or we have distinctly explained what is in it, of lawful and unlawful [things]. (T, TA.) b4: فَرْضٌ also signifies The act of reading, or reciting. (IAar, O, K.) You say, فَرَضْتُ جُزْئِى I read, or recited, my portion. (O, TA.) A3: فَرُضَ, inf. n. فَرَاضَةٌ, He was, or became, skilled in the فَرَائِض; (A, O, K, TA;) i. e. in the science of the division of inheritances. (TA.) MF says that, accord. to IKtt, the verb is also written فَرَضَ, like كَتَبَ: but [says SM] what I find in his “ Kitáb el-Abniyeh ” is the mention of the two modes of writing in the instance of فرضت said of a cow; and the verb applied to a man he has not mentioned. (TA.) A4: فَرَضَتْ, aor. ـِ inf. n. فُرُوضٌ; and فَرُضَتْ, inf. n. فَرَاضَةٌ; She (a cow) became old, aged, far advanced in age, (S, O, K,) or extremely old. (TA.) b2: And فَرَضَ, inf. n. فُرُوضٌ, signifies It (a thing) became wide; it widened, or dilated. (TA.) 2 فَرَّضَ see 1, first sentence: and again, in the last quarter of the paragraph.

A2: فرّض, inf. n. تَفْرِيضٌ, said of a man, He had a فَرِيضَة [to give from] among his camels. (O, K.) 4 افرض لَهُ: and افرضهُ: see 1, latter part of the first half of the paragraph.

A2: أَفْرَضَتِ المَاشِيَةُ The beasts amounted to the number which rendered it obligatory on the owner to give from among them a فَرِيضَة. (S, O, K. *) 8 افترضهُ: see 1, first sentence. b2: لَمْ يَفْتَرِضْهَا وَلَدٌ, occurring in a trad., means [A child had not been brought forth by her; lit.] لَمْ يَحُزَّهَا, and لَمْ يُوءَتِّرْهَا [a mistake for لم يُوءَشِّرْهَا]. (TA.) A2: See also 1, latter part of the first half of the paragraph.

A3: افترض الجُنْدٌ The soldiers received their stipends. (A, K.) A4: افترض القَوْمُ The people, or company of men, perished, none of them remaining; syn. انقرض. (K.) فَرْضٌ A mark [made by notching, or otherwise; as is shown by the first explanation of 1]: (TA:) a notch, or an incision, in a thing: (O, TA:) of a bow, (S, A, K,) the place of the string; (K;) the notch (S, A, O) in the curved extremity thereof, (A,) into which the string falls; (S, O;) as also ↓ فُرْضَةٌ; (A, TA;) or this is the place of the notch for the string thereof: (Msb:) pl. of the former فِرَاضٌ (S, O, K) and فُرُوضٌ; (TA;) and of the latter فُرَضٌ (Msb, TA) and فِرَاضٌ: (Msb:) also, of a زَنْد, (S, K,) or [rather] of a زَنْدَة, (A,) the notch; (K;) or the place, or part, whence the fire is produced; (S, K;) the hole, or perforation, that is made in the head thereof, into which the زَنْد is put, and then twisted round, in producing fire; also called وَكْرٌ; (A;) and ↓ فُرْضَةٌ signifies the same: (TA:) and فُرَضٌ also signifies notches in an unfeathered and headless arrow [such as is used in the game called المَيْسِر]. (TA.) A2: I. q. ↓ مَفْرُوضٌ (A, Msb, K) [Apportioned: appointed; made lawful, or allowable: and] a thing made obligatory, or binding, by God; (S, A, O, K;) for neglecting which one will be punished; like وَاجِبٌ; accord. to EshSháfi'ee; (TA in art. وجب;) because it has marks and limits; (S, O, TA;) said to be from the same word signifying “ a mark,” because it inseparably pertains to a man, like a mark; (TA;) or, as some say, because it necessarily pertains to a man like as does the فَرْض, i. e. notch, to the arrow; (O, TA;) as also ↓ مُفْتَرَضٌ: (TA:) pl. فُرُوضٌ. (Msb.) As a law-term, it is of two sorts, فَرْضُ عَيْنٍ and فَرْضُ كِفَايَةٍ: the former is That whereof the observance is obligatory on every one, and does not become of no force in respect of some in consequence of the observance [thereof] by some [others]; as religious belief, and the like: the latter is That whereof the observance is obligatory on the collective body of the Muslims, and, in consequence of the observance [thereof] by some, becomes of no force in respect of the rest; as warring against unbelievers, and the prayer over the dead in the bier. (KT.) Yousay, هٰذَا أَمْرٌ فَرْضٌ عَلَيْهِمْ, and ↓ مَفْرُوضٌ, and ↓ مُفْتَرَضٌ, This is [a thing] made obligatory, or binding, on them by God. (TA.) And حَقُّكَ فَرْضٌ, and ↓ مَفْرُوضٌ, and ↓ مُفْتَرَضٌ, Thy right, or due, is [a thing] made obligatory, or binding, by God. (A.) ↓ نَصِيبًا مَفْرُوضًا, in the Kur [iv. 8 and 118], means A share, or portion, determined, defined, or limited, as to time, or otherwise: (Zj, Ibn-'Arafeh:) or, in iv. 118, a share, or portion, cut off and limited. (S, O.) [See also فَرِيضَةٌ.]

b2: A statute, an ordinance, a command or prohibition, of the Apostle of God; syn. سُنَّةٌ. (IAar, O, K.) [But فَرْضٌ is generally distinguished from سُنَّةٌ: the former, for instance, being applied to prayer appointed in the Kur-án; and the latter, to prayer appointed by Mohammad without allegation of a divine order.] b3: A gift, or a soldier's stipend or pay, syn. عَطَآءٌ, (A,) or عَطِيَّةٌ, (S, O, K,) assigned, or appointed. (S, O, K. *) In the copies of the K, مَوْسُومَة is put by mistake for مَرْسُومَة. (TA.) You say, مَا أَصَبْتُ مِنْهُ فَرْضًا وَلَا قَرْضًا I did not obtain from him an assigned, or appointed, gift, or soldier's stipend, (S, O, TA,) nor a gift to be requited, or a loan. (O, TA.) And فَرْضٌ also signifies A thing which one makes obligatory, or binding, on himself, and freely gives: or a thing which one gives liberally, not for a recompense. (IDrd, O, K.) A3: Also Soldiers who receive stipends; (K:) so accord. to Lth, as related by Az; but [Sgh says] I have not found it in the book of Lth: (O:) or soldiers having definite portions assigned to them: (A:) pl. فُرُوضٌ. (A, TA.) Yousay, عِنْدَهُ مِائَةٌ مِنَ الفَرْضِ He has with him a hundred soldiers &c. (A.) A4: A shield. (S, O, K.) Sakhr-el-Gheí says, describing lightning, (O, TA,) likening it to a light shield which an announcer of tidings was turning over and over with his hands that a party might see it and be gladdened [by the signal], (TA,) أَرِقْتُ لَهُ مِثْلَ لَمْعِ البَشِيرِ يُقَلِّبُ بِالكَفِّ فَرْضًا خَفِيفًا [I was sleepless by reason of it, it being (in its flickering) like the signalling of the announcer of tidings turning over and over with the hand a light shield]: one should not say قُرْصًا خفيفا. (S, O, TA: but my copies of the S have قَلَّبَ instead of يُقَلِّبُ.) [See also what follows.] b2: And A stick, or piece of wood; syn. عُودٌ; thus [it means] in the verse (فِى البَيْتِ) accord. to El-Jumahee, (O, TA,) i. e. in the verse above-cited: (TA:) he says, الفَرْضُ فِى البَيْتِ عُودٌ: (O, TA:) whence the author of the K has been misled to explain الفَرْضُ as meaning عُودٌ مِنْ أَعْوَادِ البَيْتِ. (TA.) b3: And An arrow before it has been furnished with feathers and a head: (Akh, S, O, TA:) a meaning also heard by El-Jumahee: (O, TA:) and to this, in the hand of the player, 'Abeed ElAbras has likened lightning, accord. to the S; but Sgh says, in the TS, that he did not find the verse cited by J in the poetry of 'Abeed. (TA.) b4: And A piece of rag: another explanation heard by El-Jumahee. (O.) b5: And A garment, or piece of cloth: (O, K:) a meaning mentioned by As on the authority of some one or more of the Arabs of the desert, of Hudheyl. (O.) [See also فِرَاضٌ.] b6: And it is said that in the verse cited above it means the notch in the زَنْد [or rather زَنْدَة, mentioned in the first sentence of this paragraph]. (O, TA.) A5: A sort of dates (S, O, Msb, K) of 'Omán: (Msb:) As says that the best dates of 'Omán are these and the بَلْعَق: (S, O:) and AHn says, Certain of the desertArabs of 'Omán informed me that when the tree thereof has its fruit ripened, and the gathering is delayed, the fruit falls from its stones, and the raceme remains with nothing upon it but stones hanging to the ثَفَارِيق [by which they are attached to the ends of the stalks]. (TA.) فِرْضٌ The fruit of the دَوْم [or Theban palm] while continuing red. (AA, O, * K.) فُرْضَةٌ: see فَرْضٌ, first sentence, in two places, b2: A gap, or an opening, in a wall and the like: pl. فُرَضٌ. (Msb.) b3: A gap, or breach, in the bank of a river, (S, Mgh, O, Msb, K,) whence one draws water, (S, O, K,) or by which one descends to the water, (Mgh, Msb,) and by which the ships, or boats, ascend; (Msb;) i. e. (Mgh) its مَشْرَعَة: (As, A, Mgh:) pl., in this and the following senses, فُرَضٌ (TA) and فِرَاضٌ. (A, TA.) Hence the saying, in a trad., فَاجْعَلُوا السُّيُوفَ لِلْمَنَايَا فُرَضًا (assumed tropical:) Therefore make ye the swords to be مَشَارِع [here used in the sense of means of access] to death; (O, TA;) and offer, or expose, yourselves to martyrdom. (TA.) Hence also, فِرَاضٌ is used in the sense of ثُغُورٌ [pl. of ثَغْرٌ, q. v.]. (TA.) b4: Of a sea, or great river, The place where ships unload; syn. مَحَطُّ السُّفُنِ: (S, O, K:) or where they are stationed, near the bank of a river, or near the land. (Mgh.) b5: Of a receptacle for ink, The place of the ink. (S, O, K.) b6: Of a door, The نَجْرَان [or piece of wood in which is the foot; i. e. upon which turns the foot]. (S, O, K.) b7: Of a mountain, A part sloping down from the middle and side. (TA.) A2: فُرْضَتَانِ i. q. فَرِيضَتَانِ, q. v., accord. to ISk. (IB.) فَرَضِىٌّ and ↓ فَارِضٌ (S, A, Mgh, O, K) and ↓ فَرَّاضٌ (A, Mgh, B) and ↓ فَرِيضٌ (A, O, L, K) A man skilled in the science of the فَرَائِض; (S, * A, Mgh, O, K, * B;) i. e. in the science of questions relating to inheritance; (Mgh;) or in the science of the division of inheritances. (TA.) فِرَاضٌ The mouth of a river or rivulet. (S, O, K. *) b2: And Roads, or ways. (Lth, O, K.) [In this latter sense, app., (as well as in others shown above,) pl. of فُرْضَةٌ, q. v.]

A2: Also The fire that is elicited from the زَنْدَة. (AHn, TA.) [See also فَرْضٌ (of which it is a pl.), first sentence.]

A3: and Clothing: (S, O, K:) one says, مَا عَلَيْهِ فِرَاضٌ There is not upon him any clothing; (S, O;) or, accord. to AHeyth, covering. (TA.) [See also فَرْضٌ, near the end.]

فَرِيضٌ An arrow having its notch cut; (S, A, O, K;) as also ↓ مَفْرُوضٌ. (TA.) b2: See also فَرَضِىٌّ: A2: and see فَارِضٌ.

A3: Also The cud of the camel; accord. to Kr: but accord. to others this is called, قَرِيض [q. v.], with ق. (TA.) فَرِيضَةٌ, of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: pl. فَرَائِضُ: said by some to be derived from فَرْضٌ signifying the act of “ apportioning,” or “ appointing; ” because فرائض are apportioned, or appointed: by others said to be from فَرْضٌ in relation to a bow. (Msb.) [These remarks apply to the word in all the senses here following.] b2: A subst. signifying A thing made obligatory, or binding, on a person or persons, (S, Mgh, TA) by God; (S, TA;) an obligatory statute or ordinance of God, in a general sense: pl. as above. (TA.) b3: A portion, or share, made obligatory, or binding, (K, * TA,) on a man: (TA:) or anything apportioned, or appointed: [and particularly a primarily-apportioned inheritance: (see an ex. in the first paragraph of art. عول:)] and hence, فَرَائِضُ is applied to the portions, or shares, of inheritances; [i. e. the fixed primary portions of inheritances assigned by the Kur-án; which are a half, third, fourth, sixth, and eighth;] because they are apportioned, or appointed, to their several owners. (Mgh.) and hence, (Mgh,) عِلْمُ الفَرَائِضِ, and elliptically الفَرَائِضُ, (S, * Mgh, O, * Msb,) The science of the division of inheritances; (S, O, TA;) or the science of questions relating to inheritance. (Mgh.) It is said in a trad., (Mgh,) تَعَلَّمُوا الفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنَّهَا نِصْفُ العِلْمِ, accord. to the relation commonly followed, with the pron. fem., referring to الفرائض; and وَعَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ, with the pron. masc., referring to عِلْم understood as prefixed to الفرائض; [i. e. Learn ye the science of the division of inheritances, &c., and teach ye it to (other) men, for it is the half of science:] it is said to be called the half of science in consideration of the division of statutes into those which pertain to the living and those which pertain to the dead; or by way of amplification. (Mgh, * Msb.) The phrase الفَرِيضَةُ العَادِلَةُ [The equitable portion of inheritance], in a trad. of Ibn-'Omár, is that respecting which the Muslims have agreed: or that for which the authority is elicited from the Kur-án and the Sunneh without there being in these any express statute respecting it: or that is equitably divided, agreeably with the portions and shares mentioned in the Kur-án and the Sunneh. (TA.) b4: What is made obligatory, or binding, [on the owner, to give,] of pasturing beasts, [i. e. camels,] in payment of the poor-rate; (S, O, K;) the camel that is taken in payment of the poor-rate: so termed because it is made obligatory to be given, of a certain number of camels: the ة is added because the word is made a subst., not an epithet: pl. فَرَائِضُ: (TA:) فَرَائِضُ الإِبِلِ signifying the dues of the poor-rate, of camels: (A, Mgh: *) the فريضة of twenty-five camels is a بِنْت مَخَاض, (Mgh,) or she-camel one year old; (AHeyth;) that of thirty-six, a بِنْت لَبُون, (AHeyth, Mgh,) or she-camel two years old; (AHeyth;) that of forty-six, a حِقَّة, or she-camel three years old; and that of sixty-one, a جَذَعَة, or she-camel four years old. (AHeyth.) الفَرِيضَتَانِ signifies The جَذَعَة of sheep, or goats, with the حِقَّة of camels; (ISk, S, O, K;) and ↓ الفُرْضَتَانِ signifies the same, accord. to ISk. (IB.) And فَرِيضَةٌ, by an extension of its meaning, is applied to A camel, in other cases than those of the poor-rate. (TA.) b5: See also فَارِضٌ.

فِرْيَاضٌ Wide, or broad. (O, K.) فَرَّاضٌ: see فَرَضِىٌّ.

فَارِضٌ: see فَرَضِىٌّ.

A2: Old, aged, or advanced in age; applied to a cow; (S, A, O;) in the Kur ii. 63; (S, O;) and to a ram: (TA:) or extremely aged; or old and weak; applied to a cow; (Fr, Katádeh;) as also فَارِضَةٌ and ↓ فَرِيضٌ (TA) and ↓ فَرِيضَةٌ: (K, TA: [but to what these are applied is not shown further than by their being mentioned as fem. epithets:]) or large and fat; applied to a cow: pl. فَوَارِضُ: (Az:) and the pl. also signifies sound, or healthy, and large; (Ibn-'Abbád, O, TS, K;) not small, nor diseased: (Ibn-'Abbád, O, TS:) and, contr., diseased. (Ibn-'Abbád, O, TS, K.) b2: (tropical:) Old, aged, or advanced in age, and large, big, or bulky; applied to a man: (TA:) or large, big, or bulky; applied to a man; (S, A, O, K;) and to a full-grown unripe date (بُسْرَة); (A, TA;) and to the bursa faucium of a camel (شِقْشِقَة); and to a uvula (لَهَاة); (O, K;) and to a skin for water or milk (سِقَآء); (IB;) and to a beard (لِحْيَة); (A, O, K;) or, applied to this last, it is with ة; (Akh, S;) or with and without ة: (L:) and without ة, applied in the same sense to anything; (S, O, K;) being masc. and fem.: (As, O:) pl. فُرَّضٌ, (IAar, S, A, O, K,) applied to men; (IAar, S, A, O;) or this, so applied, signifies goodly, or handsome: (TA:) and فَوَارِضُ is applied to dates [&c.]. (A, TA.) Also (assumed tropical:) Old, or ancient; (K;) applied to a thing. (TA.) You say ضِغْنٌ فَارِضٌ (tropical:) Great rancour, or malevolence, or malice; (L;) as also ضَغِينَةٌ فَارِضٌ: (A, L:) or old rancour, &c. (O.) And ضَبٌّ فَارِضٌ (tropical:) Great enmity. (IAar.) أَفْرَضُ The most [and more] skilled, of men, in the science of the فَرَائِض; (S, Mgh, O, K; *) i. e. in the science of the division of inheritances; (S, O, TA;) or in the science of questions relating to inheritance. (Mgh.) It is said in a trad., أَفْرَضُكُمْ زَيْدٌ The most skilled, of you, &c., is Zeyd. (S, Mgh.) مِفْرَضٌ An iron instrument with which notches, or incisions, are made. (S, O, K.) مُفَرَّضٌ Notched much, or in many places; serrated; or jagged. (El-Báhilee.) b2: And hence, The [kind of beetle called] جُعَل: (El-Báhilee:) or the male of the [beetles called] خَنَافِس. (IAar.) مَفْرُوضٌ: see فَرِيضٌ: A2: and see also فَرْضٌ, as syn. with مَفْرُوضٌ, in four places.

مُفْتَرَضٌ: see فَرْضٌ, as syn. with مَفْرُوضٌ, in three places.
فرض
الفَرْضُ، كالضَّرْبِ: التَّوْقِيتُ، قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فكُلُّ وَاجبٍ مُؤَقَّتٍ فَهُوَ مَفْرُوضٌ، وكَذَا قَوْلُه تَعَالَى: مَا كَانَ عَلَى النَّبيِّ مِنْ حَرَجٍ فيمَا فَرَضَ الله لَهُ أَي وَقَّتَ اللهُ لَهُ، وكَذلكَ قَوْلُه تَعَالَى: نَصِيباً مَفْرُوضاً، أَي مُؤَقَّتَاً، كُلُّ ذلكَ من تَفْسير ابْنِ عَرَفَةَ، وكَذلكَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ مَفْرُوضاً. وَقَالَ غَيْرُهُ: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ أَي أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِه بإِحْرامِه. الفَرْضُ: الحَزُّ فِي الشَّيْءِ. يُقَالُ: فَرَضْتُ الزَّنْدَ والسِّوَاكَ.
وفَرْضُ الزَّنْدِ حَيْث يُقْدَحُ مِنْهُ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابيّ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: فَرَضَ مِسْوَاكَهُ فَهُوَ يَفْرَضُهُ فَرْضاً، إِذَا حَزَّهُ بأَسْنَانِه. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضيَ اللهُ عَنه أَنَّهُ اتَّخَذَ عَامَ الجَدْبِ قِدْحاً فِيهِ فَرْضٌ، القِدْحُ: السَّهْمُ قَبْلَ أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ الرِّيشُ والنَّصْلُ. والفَرْضُ: الحَزُّ فِي الشَّيْءِ والقَطْعُ، التَّفْرِيضِ، وَهُوَ التَحْزِيزُ، وَقد صَحَّفَهُ اللَّيْثُ فِي قَوْل الشَّمَّاخ:
(إِذَا طَرَحَا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى لَهُ ... مُفَرَّضُ أَطْرَافِ الذِّرَاعَيْن أَفْلَجُ)
فرَوَاهُ مُقَرَّض، بالقَافِ، وَهُوَ بالفَاءِ كَمَا رَوَاه الثِّقَات. قَالَ الباهِلِيُّ: أَرادَ الشَّمَّاخُ بالمُفَرَّضِ المَحَزَّرَ، يَعْنِي الجُعَلَ، نَبَّهَ عَلَيْه الأَزْهَرِيّ. قَالَ: وأَرَادَ بالشّأْوِ: مَا يُلْقِيهِ العَيْرُ والأَتَانُ من) أَرْوَاثِهِما. وقالُوا: الجُعْلانُ مُفَرَّضَةٌ، كأَنَّ فِيها حُزُوزاً. الفَرْضُ من القَوْس: مَوْقِعُ الوَتَرِ. وَفِي الصّحاح: فَرْضُ القَوْسِ: الحَزُّ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ الوَتَرُ. ج فِرَاضٌ وفُرُوضٌ أَيْضاً. قَالَ الشّاعِر:
(مِنَ الرَّضَمَاتِ البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَهَا ... بَنَاتُ فِرَاضِ المَرِخِ واليَابسُ الجَزْلُ)
هَكَذَا أَنْشَدَهُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي فِرَاضٍ جَمْعِ فَرْضٍ بمَعْنَى الحَزِّ. الفَرْضُ: مَا أَوْجَبَهُ اللهُ تَعَالَى، كالمَفْرُوض، هكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، ولَوْ قَالَ، كالتَّفْرِيضِ، كَانَ أَحْسَنَ، كَمَا فِي اللّسَان. قَالَ: والتَّشْديدُ للتَّكْثِيرِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّ لَهُ مَعَالِمَ وحُدُوداً. وَفِي العُبَاب: وقيلَ: لأَنَّهُ لازِمٌ للعَبْدِ كُلزُومِ الفَرْضِ للقِدْحِ، وَهُوَ الحَزُّ فِيهِ. وَفِي البَصَائِر: الفَرْضُ كالإِيجابِ، لكِن الإِيجاب اعْتِبَاراً بوُقُوعِهِ، والفَرْض اعْتِبَاراً بقَطْعِ الحُكْمِ فِيهِ. وَفِي اللّسَان: وهما سِيَّانِ عِنْدَ الشَّافِعِيّ، رَحِمَهُ الله. قُلْتُ: وعنْدَ أَبِي حَنيفَةَ: الفَرْقُ بَيْنَ الواجِب والفَرْضِ، كالفَرْق بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ. وقيلَ: كُلُّ مَوْضعٍ وَرَدَ: فَرَضَ الله عَلَيْه، فبمَعْنَى الإِيجابِ، وَمَا وَرَدَ من: فَرَضَ اللهُ لَهُ، فَهُوَ أَن لَا يَحْظُرَهُ عَلَى نَفْسِه.الفَرْضُ: القِرَاءَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. يُقَالُ: فَرَضْتُ جُزْئِي، أَي قَرَأْتُهُ. الفَرْضُ: السُّنَّةُ. يُقَالُ: فَرَضَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ، أَيْ سَنَّ، تَفَرَّد بِهِ ابنُ الأَعْرَابيّ. وَقَالَ غَيْرُه: فَرَضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، أَيْ أَوْجَبَ وُجُوباً لاَزِماً.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وهذَا هُوَ الظَّاهِر. الفَرْضُ: نَوْعٌ، وَفِي الصّحاح: جِنْسٌ مِنَ التَّمْرِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَجْوَدُ تَمْرِ عُمَانَ الفَرْضُ، والبَلْعَقُ، قَالَ شاعِرُهُم: إِذَا أَكَلْتُ سَمَكاً وفَرْضَا ذَهَبْتُ طُولاً وذَهَبْتُ عَرْضَا كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي العُبَاب: وزَعَم أَبُو النَّدَى أَنَّهُ من مُدَاعَبَاتِ الأَعْرَابِ. قَالَ: والإِنْشَادُ الصّحاح: لَو اصْطَبَحْتُ قارِصاً ومَحْضَا ثُمَّ أَكَلْتُ رائِباً وفَرْضَا والزُّبْدَ يَعْلُو بَعْضُ ذَاكَ بَعْضَا ثُمّ شَرِبْتُ بَعْدَهُ المُرِضَّا سَمَقْتُ طُولاً وذَهَبْتُ عَرْضَا كَأَنَّمَا آكُلُ مَالاً قَرْضَا)
وَفِي اللِّسَان: قَالَ أَبُو حنِيفَةَ: وأَخْبَرَني بَعضُ أَعْرَابِ عُمَانَ قَالَ: إِذا أَرْطَبَتْ نَخْلَتُه فتُؤُخِّرَ عَن اختِرَافِهَا تَسَاقَطَ عَن نَوَاهُ فبَقِيَت الكِبَاسَةُ لَيْسَ فِيهَا إِلاّ نَوىً مُعَلَّقٌ بالتَّفَارِيق قَالَ اللَّيْثُ: الفَرْضُ: الجُنْدُ يَفْتَرِضُون، أَي يَأْخُذُون عَطَايَاهُمْ، والجَمْعُ الفُرُوضُ، هَكَذَا رَوَاهُ الأَزْهَريّ عَنهُ. قَالَ الصَّاغَانيّ: وَلم أَجِدْهُ فِي كتَابِ اللّيْثِ. الفَرْضُ: التُّرْسُ. نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ. قَالَ: وأَنْشَدَ لصَخْرِ الغَيِّ يَصِفُ بَرْقاً، كَمَا فِي العُبَاب: (أَرِقْتُ لَهُ مِثْل لَمْعِ البَشيرِ... يُقَلِّبُ بالكَفِّ فَرْضاً خَفِيفَا)
قلتُ: ويُرْوَى قَلَّبَ بالكَفِّ. وقرأْتُ فِي شَرْحِ الدِّيَوان: الفَرْضُ: تُرَيْسٌ خَفِيفٌ، وإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ فُرِضَ، أَي قُدَّ وأُدِيرَ. شَبَّه البَرْقَ بتُرْسٍ خَفيف يُقَلِّبه بَشِيرٌ بيَدِه لَيَرَاهُ قَوْمٌ فيَتَبَشَّرُوا، شُبِّهَ بالفَرْضِ لِسُرْعَتِه. وَفِي الصّحاح: وَلَا تَقُلْ: قُرْصاً خَفيفاً، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ. وَفِي العُبَابِ هُوَ قَوْل أَبِي عَمْرو. قِيلَ: الفَرْضُ: عُودٌ منْ أَعْوَادِ البَيْتِ هكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: الفَرْضُ فِي البَيْتِ: عُودٌ كَمَا فِي العُبَابِ، وَهُوَ قَوْلُ الجُمَحِيّ. ولَمَّا رَأَى المُصَنِّف لَفْظَ البَيْتِ فِي العُبَابِ ظَنَّ أَنَّ العُودَ من أَعْوَادِهِ، وإِنَّمَا المُرَادُ من البَيْت بَيْتُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِق، فتَأَمَّلْ. وَقَالَ الجُمَحِيّ أَيْضاً. وسَمِعْتُ القِدْحَ، وسَمعْتُ الخِرْقَةَ، والعُودُ أَجْوَدُ. يُقَال: هُوَ الثَّوْبُ، أَعْنِي الفَرْضَ فِي البَيْتِ، رَوَاهُ الأَصْمَعيّ عَن بَعْض أَعْرَابِ هُذِيْلٍ. وَفِي شَرْحِ الدِّيوان: قَالَ الأَخْفَشُ: يُقَالُ: هُوَ القِدْحُ، ويُقَال هُوَ الثَّوْبُ. وَفِي العُبَاب: وقيلَ: الفَرْضُ فِي البَيْع المَذْكُورِ هُوَ الحَزُّ فِي زَنْدِ النّارِ. الفَرْضُ: العَطِيَّةُ المَوْسُومَةُ. كَذَا فِي النُّسَخِ بالوَاوِ. وَفِي الصّحاح والعَبَاب: المَرْسُومَةُ، بالرَّاءِ، وَهُوَ الصَّوابُ. يُقَالُ: مَا أَصَبْتُ منْهُ فَرْضاً وَلَا قَرْضاً.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الفَرْضُ: مَا فَرَضْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ فوَهَبْتَهُ أَوْ جُدْتَ بهِ لغَيْرِ ثَوَابٍ. والقَرْضُ بالقَاف. مَا أَعْطَيْتَ منْ شَيْءٍ لتُكَافَأَ عَلَيْهِ أَوْ لِتَأْخُذَهُ بعَيْنِه. وأَنْشَدَ ابنُ فَارِسٍ للحَكَمِ بنِ عَبْدَل:
(وَمَا نَالَهَا حَتَّى تَجَلَّتْ وأَسْفَرَتْ ... أَخُو ثِقَةٍ بقَرْضٍ وَلَا فَرْضِ) الفَرْضُ منَ الزَّنْدِ حَيْثُ يُقْدَحُ منْه. أَو هُوَ الحَزُّ الَّذي فِيهِ، وَبِه فَسَّرَ بَعْضُهم قَولَ صَخْرِ الغَيِّ السّابق، كالفُرْضَة بالضَّمِّ. قولُه تَعَالَى: سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا أَيْ جَعَلْنَا فِيهَا فَرَائضَ الأَحْكَامِ، أَوْ أَلْزَمْنَاكُمُ العَمَل بِمَا فُرِضَ فِيهَا. قَرَأَ ابنُ كَثِيرٍ وأَبُو عَمْرٍ و: وفَرَّضْنَاهَا، بالتَّشْدِيدِ، ومَعْنَاهُ حِينَئذٍ على وَجْهَيْن: أَحَدهما على مَعْنَى التَّكْثير، أَي جَعَلْنَا فيهَا فَرِيضَةً بَعْدَ فَريضَةٍ كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي اللّسَان: أَي إِنَّا فَرَضْنَا فِيهَا فُرُوضاً، أَو فَصَّلْنَاهَا، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ) نَقْلاً عَن أَبِي عَمْرٍ و، وزادَ الأَزْهَرِيّ: وبَيَّنَّاها، والَّذي فِي التَّهْذِيبِ: أَي بَيَّنّا وفَصَّلْنَا مَا فِيها من الحَلاَلِ والحَرَام. والفِرَاضُ، ككِتَابٍ: اللِّبَاسُ. يُقَال: مَا عَلَيْه فِرَاضٌ، أَي شَيْءٌ منْ لِبَاسِ، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَالُ: مَا عَلَيْه فِرَاضٌ، أَيْ ثَوْبٌ. وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: مَا عَلَيْه سِتْرٌ. الفَرَاضُ: فُوَّهَةُ النَّهْرِ. قَالَ لَبيدٌ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، يَذْكُر المُلُوكَ المَاضِيَةَ:
(والحَارِثُ الحَرَّابُ خَلَّى عَاقِلاً ... دَاراً أَقَامَ بهَا وَلم يَتَنَقَّلِ)
تَجْرِي خَزَائِنُه عَلَى فِرَاضِ الجَدْوَلِ الفِرَاضُ: ع بَيْنَ البَصْرَةِ واليَمَامَةِ قُرْبَ فُلَيْجٍ منْ دِيَارِ بَكْرِ بن وَائلٍ، قَالَ القَعْقَاعُ: لَقِينَا بالفِرَاضِ جُمُوعَ رُومٍ وفُرْسٍ غَمُّهَا طُولُ السَّلاَمِ وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(جَزَى الله قَوْمِي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً ... ومَبْدىً لَهُمْ حَوْلَ الفِرَاضِ ومَحْضَرَا) الفِرَاضُ: الطُّرُقُ، عَن اللَّيْث. قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يكَرِبَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(سَدَدْتُ فِرَاضَهَا لَهُمُ ببَيْتي ... وبَعْضُهُمُ بقُنَّتِه يُغَدِّي)
يُرِيد أَنَّه نَزَلَ بَيْنَ الطُّرُقِ لِيَقْرِيَ. وفَرضَتْ البَقَرَةُ، كضَرَبَ، وكَرُمَ، فُرُوضاً، وفَرَاضَةً، فِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ، نَقَلَهُمَا الجَوْهَريّ والصّاغَانِيُّ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: يُقَالُ من الفَارِضِ: فَرَضَت، وفَرُضَتْ، وَلم نَسمَعْ بفَرِضَ، أَي كَبِرَتْ وطَعَنَتْ فِي السَّنِّ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ قَالَ الفَرّاءُ وقَتَادَةُ: الفَارِضُ: الهَرِمَةُ. والبِكْرُ: الشَّابَّةُ. قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَوْفٍ، وَقد عَنَى بَقَرَةً هَرِمَةً:
(لَعَمْرِي لَقَد أَعْطَيْتَ ضَيْفُكَ فارِضاً ... تُجَرُّ إِلَيْه مَا تَقُومُ عَلَى رِجْلِ)

(ولَمْ تُعِطِه بِكْراً فيَرْضَى سَمِينَةً ... فكَيْفَ يُجَازِي بالمَودَّةِ والفِعْلِ)
وَقَالَ أُميَّةُ فِي الفارِض أَيْضاً:
(كُمَيْتٌ بَهِيمُ اللَّوْنِ لَيْسَ بفَارِض ... وَلَا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَّقّمِ)
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: الفَارِضُ هِيَ المُسِنَّةُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَقَرَةٌ فَارِضٌ، وَهِي العَظِيمَةُ السَّمِينَةُ، والجَمْعُ: فَوَارِضُ. قد يُسْتَعْمَلُ الفَارِضُ فِي المُسِنِّ الضَّخْم مِنَ الرِّجَال. وَفِي الصّحاح: الضَّخْم من كُلِّ شَيْءٍ، فيَكُونُ للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ، أَي فَلاَ يُقَالُ فارِضَةٌ. يُقَال: رَجُلٌ فَارِضٌ وقَوْمٌ فُرَّضٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ رَجُلٌ مِن فُقَيْمٍ، كَمَا فِي اللِّسَان، وَفِي العُبَاب: قَالَ) ضَبٌّ العَدَوِيُّ: شَيَّبَ أَصْدَاغِي فرَأْسِي أَبْيَضُ مَحَامِلٌ فِيهَا رِجَالٌ فُرَّضُمن الإِبِلِ، فَهِيَ مَفْرُوضَةٌ وفَرِيضَةٌ، وأُدْخِلَتْ فيهَا الهاءُ لأَنَّهَا جُعِلَت اسْماً لَا نَعْتاً. وَفِي الحَدِيثِ فِي الفَرِيضَةِ تَجِبُ عَلَيْه وَلَا تُوجَدُ عِنْدَهُ يَعْنِي السِّنَّ المُعَيَّنَ لِلإِخْرَاجِ فِي الزَّكَاةِ. وقِيلَ: هُوَ عامٌّ فِي كُلِّ فَرْض مَشْرُوعٍ مِنْ فَرائِض اللهِ عَزَّ)
وجَلَّ. والفِرْضُ، بالكَسْر: ثَمَرُ الدَّوْمِ مَا دَامَ أَحْمَرَن نَقَلَهُ الصّاغَانيّ عَن أَبِي عَمْرٍ و. والفِرْيَاضُ، كجِرْيَالٍ: الوَاسِعُ، قَالَ العَجّاجُ: نَهْرُ سَعِيدٍ خَالِصُ البَيَاضِ مُنْحَدِرُ الجِرْيَةِ فِي اعْترَاضِ يَجْرِي عَلى ذِي ثَبَجٍ فِرْيَاضِ خَلَّفَ قِرْقِيسَاءَ فِي الغِيَاضِ كَأَنَّ صَوْتَ مَائِهِ الخَضْخَاضِ إِجْلاَبُ جِنٍّ بنَقاً مُنْقاضِ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فِرْيَاض، بلاَ لاَمٍ: ع. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: رأَيْتُ بالسَّتَارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يُقَالُ لَهُ فِرْيَاضُ تَسْقِي نَخْلاً، وَكَانَ مَاؤُهَا عَذْباً. قَالَ رُؤْبةُ: يَغْزُونَ من فِرْيَاضَ سَيْحاً دَيْسَقَا المِفْرَضُ: كمِنْبَرٍ: حَدِيدَةٌ يُحَزُّ بهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ والصَّاغَانيّ. والفُرْضَةُ بالضَّمِّ من النَّهْرِ: ثُلْمَةٌ يُسْتَقَى مِنْهَا. الفُرْضَةُ من البَحْرِ: مَحَطُّ السُّفُنِ، كَذَا فِي نُسَخِ الصّحاح، وَفِي بَعْضِها: مَرْفَأُ السُّفُنِ. الفُرْضَةُ منَ الدَّوَاةِ: مَحَلُّ النِّقْسِ مِنْهَا. الفُرْضَةُ: نَجْرَانُ البَابِ: يُقَالُ: وَسَّعَ فُرْضَةَ البَابِ، وفُرْضَةَ الدَّوَاةِ. وجَمْعُ الكُلِّ فُرَضٌ وفِرَاضٌ، وفُرَضُ النَّهْرِ وفِرَاضُهُ: مَشَارِعُه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الفُرْضَةُ:عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه الْفَرْض: الْعَلامَة، قِيلَ: وَمِنْه فرض الصَّلَاة وَغَيرهَا إِنَّمَا هُوَ اللَّازِم للْعَبد كلزوم الْعَلامَة. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الفراض: مَا تظهره الزندة من النَّار إِذا اقتدحت. قَالَ: والفراض إِنَّمَا يكون فِي الأثنى من الزندين خَاصَّة. وَقَالَ الْفراء: يُقَال: خرجت ثناياه مفرضة، أى مؤشرة. وَالْفَرْض: الشق عَامَّة. وَيُقَال: هُوَ الشق فِي وسط الْقَبْر. وفرضت للْمَيت: ضرحت. والفرضة، بلضم، فِي الْقوس، كالفرض فِيهَا، وَالْجمع فرض. وَالْفَرْض: الْقدح، وَهُوَ السهل قبل أَن يعْمل فِيهِ الريش والنصل. وَأنْشد الْجَوْهَرِي لعبيدين الأبرص يصف برقاً.
(فَهُوَ كبرناس النبيط أَو ... الْفَرْض بكف اللاعب المسمر)
قَالَ الصَّاغَانِي فِي التكملة:
(وَلم أَجِدهُ فِي شعر عبيد ... )
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال: لذكر الخنافس: المفرض، وَأَبُو سلمَان،، والحواز، والكبرتل. والفرائض: الثغور، تَشْبِيها بمشارع الْمِيَاه، وَبِه فسر مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
(كَأَن لم يكن منا الْفَرَائِض مَظَنَّة ... وَلم يمس يَوْمًا ملكهَا بيمينى)
وَقد يجوز أَن يَعْنِي الْوَضع بِعَيْنِه. وفرضة الْجَبَل: مَا انحدر من وَسطه وجانبه. وَمن الْمجَاز: بسرة فارض، وأبسرت النَّخْلَة بسراً فوارض، كَمَا فِي الأساس. والمفترض: مَوضِع عَن يَمِين سميراء للقاصد مَكَّة، حرسها تَعَالَى، نَقله الصَّاغَانِي. وَرجل فراض، كشداد: مَعَه علم الْفَرَائِض، نَقله المُصَنّف فِي البصائر. وفرائض بن عتبَة الْأَزْدِيّ، كشداد أَيْضا: شَاعِر، نَقله المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء. وَشرف الدّين أَبُو الْقَاسِم، عمر بن عَليّ بن المرشد بن عَليّ الْحَمَوِيّ الْمصْرِيّ بن الفارض السعدى: سُلْطَان العشاق، أحد الصُّوفِيَّة الْمَشْهُورين، وَله ديوَان شعر، جمعه وَلَده سعد الدّين، سمع من الْحَافِظ أبي مُحَمَّد بن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر، ولد سنة 576 وَتُوفِّي سنة 633 وَاخْتلف فِي جبل الْعَارِض بِمصْر، نفعنا الله بِهِ، وَقد زرته مرَارًا. وَأَبُو أَحْمد عبيد الله بن أبي مُسلم الفرضي الْمقري، شيخ بَغْدَاد بعد الأربعمائة. وَالْإِمَام أَبُو الْوَلِيد ابْن الفرضى عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف، الْحَافِظ مؤرخ الأندلس، اسْتشْهد بعد الأربعمائة وَابْنه مُصعب أدْركهُ الْحميدِي. وابو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الميورقى الفرضي مَاتَ سنة 528. والحافظ أَبُو الْعَلَاء مَحْمُود بن أبي بكر الكلاباذي البُخَارِيّ الفرضي والْحَدِيث وَالرِّجَال، مَاتَ سنة سَبْعمِائة عَن سِتّ وَخمسين بماردين سود كتابا كَبِيرا فِي مشتبه النِّسْبَة قَالَ الْحَافِظ: ونقلت مِنْهُ كثيرا. وكمحسن، مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيَاض بن أبي طيبَة المفرض، مصرى مَشْهُور.
الفرض: ما ثبت بدليل قطعي لا شبهة فيه، ويكفر جاحده ويعذب تاركه.
فرض
الفَرْضُ: قطع الشيء الصّلب والتأثير فيه، كفرض الحديد، وفرض الزّند والقوس، والمِفْرَاضُ والمِفْرَضُ: ما يقطع به الحديد، وفُرْضَةُ الماء: مقسمه. قال تعالى: لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً
[النساء/ 118] ، أي: معلوما، وقيل: مقطوعا عنهم، والفَرْضُ كالإيجاب لكن الإيجاب يقال اعتبارا بوقوعه وثباته، والفرض بقطع الحكم فيه . قال تعالى: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها
[النور/ 1] ، أي: أوجبنا العمل بها عليك، وقال: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
[القصص/ 85] ، أي: أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النّفقة: فَرْضٌ. وكلّ موضع ورد (فرض الله عليه) ففي الإيجاب الذي أدخله الله فيه، وما ورد من: (فرض الله له) فهو في أن لا يحظره على نفسه. نحو. ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
[الأحزاب/ 38] ، وقوله: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ [التحريم/ 2] ، وقوله: وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً
[البقرة/ 237] ، أي: سمّيتم لهنّ مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال: فَرَضَ له في العطاء، وبهذا النّظر ومن هذا الغرض قيل للعطية: فَرْضٌ، وللدّين:
فَرْضٌ، وفَرَائِضُ الله تعالى: ما فرض لأربابها، ورجل فَارِضٌ وفَرْضِيٌّ: بصير بحكم الفرائض.
قال تعالى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ
إلى قوله: فِي الْحَجِّ أي: من عيّن على نفسه إقامة الحجّ ، وإضافة فرض الحجّ إلى الإنسان دلالة أنه هو معيّن الوقت، ويقال لما أخذ في الصّدقة فرِيضَةٌ. قال: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ إلى قوله: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وعلى هذا ما روي (أنّ أبا بكر الصّدّيق رضي الله عنه كتب إلى بعض عمّاله كتابا وكتب فيه: هذه فريضة الصّدقة التي فرضها رسول الله صلّى الله عليه وسلم على المسلمين) . والفَارِضُ: المسنّ من البقر .
قال تعالى: لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ [البقرة/ 68] ، وقيل: إنما سمّي فَارِضاً لكونه فارضا للأرض، أي: قاطعا، أو فارضا لما يحمّل من الأعمال الشاقّة، وقيل: بل لأنّ فَرِيضَةُ البقر اثنان: تبيع ومسنّة، فالتّبيع يجوز في حال دون حال، والمسنّة يصحّ بذلها في كلّ حال، فسمّيت المسنّة فَارِضَةً لذلك، فعلى هذا يكون الفَارِضُ اسما إسلاميّا.

عرو

عرو: {بالعراء}: الفضاء الذي لا يتوارى فيه شجر ولا غيره. ويقال: وجه الأرض. {اعتراك}: عرض لك. 

عرو


عَرَا(n. ac. عَرْو)
a. Came to; visited.
b. Happened, occurred to, befell.
c. Seized, smote.
d. [ & pass.
عُرِيَ ], Was seized with a
shivering-fit.
e. [pass.] [Ila], Regretted, felt the want of.
عَرَّوَأَعْرَوَa. Made a handle to ( a vase ); made
button-holes. loops to (dress).
إِعْتَرَوَa. see I (a)b. (c).
عَرْءa. Sudden approach ( of misfortune ).

عِرْء (pl.
أَعْرَآء [] )
a. Side, edge.
b. Heedless, careless, negligent.
عُرْوَة [] (pl.
عُرًى [ ])
a. Handle.
b. Button-hole, loop.
c. Precious thing.
d. Suburbs.
e. Vulva.
f. [art.], Lion.
عَرًاa. Quarter, region.

عَارٍ (pl.
عُرَاة [] )
a. Fevered, fever-stricken; feverish.

عُرَوَآء []
a. Fit of fever.

إِعْتِرَآء [ N.
Ac.
a. VIII]
see 1
عَرَا الدَّار
a. Yard, court-yard.

أَنَا عُرْوَة مِنْهُ
a. I am exempt from it.
عرو
العُرْوَةُ: المالُ النَّفيسُ. والشَّجَرُ المُلْتَفُّ. ومن النَّبَاتِ: ما تَبْقى له خُضْرَةٌ في الشِّتاء. والعُرَى: القادَةُ والأعْيانُ. وعُرَى الإسْلامِ: بَقِيَّتُه، من قولِكَ: بأرْضِهم عُرْوَةٌ من شَجَرٍ: أي بَقِيَّةٌ دائمة. وعَرِّهِ: أي اتَّخِذْ له عُرْوَةً. وما يَطُوْرُ بِعَرَاه وبِعَرْوَتِه: أي بعَقْوَتِه. وداري بِعَرَاه: أي بِحِذائه. والعَرَى: غَيْبُوبَةُ الشَّمْس، يُقال: " أعْرَيْتَ فالحقْ بأهْلِكَ " أي أمْسَيْتَ. وعَشِيَّةٌ عَرِيَّةٌ: أي بارِدَةٌ. والأعْرَاء: الغُرَبَاءُ، والواحِدُ: عِرْوٌ. والأفْخَاذُ من العَشِيرة. وهو عِرْوٌ منه: أي خِلْوٌ. والعَرِيَّةُ: الرُّطَبُ. وقيل: النَّخلَةُ يُجْتَنى ثَمَرُها رُطَبَاً فلا تُتْمِرُ. واعْتَرَيْتُه واسْتَعْرَيْتُه وأعْرَيْتُه: اجْتَنَيْتَه. واسْتَعْرى النّاسُ في كلِّ وَجْهٍ: أي أَكَلُوا الرُّطَبَ.
والعَرِيَّةُ: المِكْتَلُ يُجْتَنى فيه النَّخْلُ. والعَرَايا: واحدُها عَرِيَّةٌ، وهي النَّخْلَةُ لِرَجُلٍ وَسْطَ نَخْلٍ كَثيرٍ لِغَيْرِه. وقيل: هو ما مُنِحَ للخارِفِ أو غيرِه، وهو حَقٌّ يَعْرُوْ صاحِبَ النَّخْلِ، فصاحِبُ النَّخْلِ هو المُعْرَى والذي جُعِلَ له ذلك هو المُعْتَرِي والعاري.
وعَرْوَى: اسْمُ هَضبةٍ فيها جَبَلٌ يُقَال له: عَرْوانُ. واسْمُ مَوْضِعٍ أيضاً. وعُرَواءُ الأسَدِ والحُمّى: حِسُّهُما.
ع ر و : عَرَاهُ يَعْرُوهُ عَرْوًا مِنْ بَاب قَتَلَ قَصَدَهُ لِطَلَبِ رِفْدِهِ وَاعْتَرَاهُ مِثْلُهُ فَالْقَاصِدُ عَارٍ وَالْمَقْصُودُ مَعْرُوٌّ وَعَرَاهُ أَمْرٌ وَاعْتَرَاهُ أَصَابَهُ وَعُرْوَةُ الْقَمِيصِ مَعْرُوفَةٌ وَعُرْوَةُ الْكُوزِ أُذُنُهُ وَالْجَمْعُ عُرًى مِثْلُ مُدْيَةٍ وَمُدًى وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «وَذَلِكَ أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ» عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْعُرْوَةِ الَّتِي يُسْتَمْسَكُ بِهَا وَيُسْتَوْثَقُ وَالْعَرِيَّةُ النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا صَاحِبُهَا غَيْرَهُ لِيَأْكُلَ ثَمَرَتَهَا فَيَعْرُوهَا أَيْ يَأْتِيهَا فَعَيْلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَدَخَلَتْ الْهَاءُ عَلَيْهَا لِأَنَّهُ ذَهَبَ بِهَا مَذْهَبَ الْأَسْمَاءِ مِثْلُ النَّطِيحَةِ وَالْأَكِيلَةِ فَإِذَا جِيءَ بِهَا مَعَ النَّخْلَةِ حُذِفَتْ الْهَاءُ وَقِيلَ نَخْلَةٌ عَرِيٌّ كَمَا يُقَالُ امْرَأَةٌ قَتِيلٌ وَالْجَمْعُ الْعَرَايَا وَعَرِيَ الرَّجُلُ مِنْ ثِيَابِهِ يَعْرَى مِنْ بَابِ تَعِبَ عُرْيًا وَعُرْيَةً فَهُوَ عَارٍ وَعُرْيَانُ وَامْرَأَةٌ عَارِيَّةٌ وَعُرْيَانَةٌ وَقَوْمٌ عُرَاةٌ وَنِسَاءٌ عَارِيَّاتٌ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَعْرَيْتُهُ مِنْ ثِيَابِهِ وَعَرَّيْتُهُ مِنْهَا.

وَفَرَسٌ عُرْيٌ لَا سَرْجَ عَلَيْهِ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ ثُمَّ جُعِلَ اسْمًا وَجُمِعَ فَقِيلَ خَيْلٌ أَعْرَاءٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ قَالُوا وَلَا يُقَالُ فَرَسٌ عُرْيَانُ كَمَا لَا يُقَالُ رَجُلٌ عُرْيٌ وَاعْرَوْرَى الرَّجُلُ الدَّابَّةَ رَكِبَهَا عُرْيًا وَعَرِيَ مِنْ الْعَيْبِ يَعْرَى فَهُوَ عَرٍ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا سَلِمَ مِنْهُ.

وَالْعَرَاءُ بِالْمَدِّ الْمَكَانُ الْمُتَّسِعِ الَّذِي لَا سُتْرَةَ بِهِ. 
عرو
عرَا يَعرو، اعْرُ، عَرْوًا، فهو عارٍ، والمفعول مَعْروّ
• عرَاه المرضُ: أصابه، غشِيَه، ألَمَّ به "عراه همٌّ وقلقٌ/ تعبٌ- عَرَتْه رعشة- *وإنِّي لتعروني لذكراكِ هِزَّةٌ*". 

اعترى يَعتري، اعْتَرِ، اعتراءً، فهو مُعتَرٍ، والمفعول مُعْترًى
• اعتراه الهَمُّ: عرَاه؛ أصابه، ألَمَّ به، لحِق به "اعتراه الغضبُ/ النَّدمُ/ الذُّعْرُ- اعترته حَسْرةٌ/ دهشةٌ- يعمل بروح يعتريها السَّأم- {إِنْ نَقُولُ إلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوءٍ} ". 

اعتراء [مفرد]: مصدر اعترى. 

عَرْو [مفرد]: مصدر عرَا. 

عُرْوة [مفرد]: ج عُرُوات وعُرْوات وعُرًى
• عُرْوةُ الثَّوب/ عُرْوةُ القميص/ عُرْوةُ العباءة:

1 - مدْخل الزِّرِّ في الثَّوب، شقٌّ صغير يُجعل في الثَّوب ليُدْخَل فيه الزِّرُّ "عُروة مطرَّزة- وضع زهرةً في عُرْوته" ° ألقى إليه العُرَى: فوَّض إليه الأمرَ.
2 - (رع) موعد زراعة بعض أصناف الخضر التي تُزرع أكثر من مرَّة في العام "تزرع البطاطس في عُرْوَتين من السَّنة".
3 - ما يوثق به، ما يُعوَّل عليه ويُتمسَّك به "قويت بيننا عُرى الصَّداقة: علاقات الصَّداقة- وطَّد عُرَى المحبَّة- {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}: الرباط الوثيق وهو الإسلام أو شهادة لا إله إلا الله" ° انْحَلَّت عُراه: ضَعُف وتفكَّك. 
عرو: عرا: برز، نتأ. ففي الادريسي القسم الثالث الفصل الخامس: وفيه (البحر) جبال عادية (عارية) فوق الماء.
عِرَا: في مصطلح الشطرنج قطعة توضع بين الشاه والرخ لتحمي الشاه من الرخ (جريدة الجمعية الآسيوية الملكية 12: 49).
عُروة وعَروة. (الكالا، فوك).
عُرْوَة. عَرَاوَى في قلع: في مصطلح البحرية هي قدّة الشراع. (بوشر).
عُرْوَة الاسطرلاب: حلقة الاسطرلاب (دورن ص27) وفي ألف استرون (2: 261): الدائرة التي تدور فيها الحلقة.
عُرْوَة: عقدة، مشكلة. ففي المقري (1: 585): كان يقرئ النجاة لابن سينا فينقضه عروة عروة. (وهذا صواب قراءتها لما جاء في المعجم اللاتيني- العربي وطبعة بولاق).
عَقْد العروة: شدّ العقدة. (هوست ص116) وهو يكتبها: أخط الروة، وهو خطأ فظيع.
عُرْوَة: حبل أو وتر القذّافة. (فوك).
عُرّوَة: شريط الحذاء، قيطان. (الكار).
والجمع عُرَّى: الحبال التي تمسك الحقيبتين المعلقتين على ظهر البعير (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 221).
عُرْوَة: علاقة. رابطة. (فوك).
عُرْوَة: جناح. ففي المعجم اللاتيني- العربي au- xella ( وهي تصحيف axilla) جَنَاح وعُرْوة.
عُرَوَاء: ذكرت في ديوان الهذليين ص126، البيت الثاني عشر.
عِرُوان وعُرْيان، وجمع كل واحدة منهما عَراوين: بَزّاق، حلزون بلا صدف وهو حيوان من الرخويات (ألكالا) وعند أبي الوليد (ص 308): شبرياي هو الخشاش الذي نسميه نحن عريان.
اِعْتِراء: انفعال، تأثر، وما يعترى المرء ويصيبه إثر انزعاج وكدر وكرب (بوشر).
عرى عَرِي ومزيداته لا تليها من فقط بل عن أيضاً فيقال: عري من وعرى عن ثيابه أي تجرد منها (فليشر في تعليقه على المقري 1: 628، بريشت ص209).
عَرَّى. عَرَّى حوائجه: تجرّد من ثيابه (همبرت ص19 جزائرية).
عَرَّى عن: نزع، جرّد، حرم من. يقال مثلاً: عرّى فلاناً من أيضاً بمعنى سلبه (بوشر).
تعرَّى: تجرّد من ثيابه (بوشر. ألف ليلة برسل 12: 334) ويقال أيضاً: تعرّى من ثيابه أي خلع ثيابه وتجرَّد منها. (بوشر).
عَرِى: قميص أو ثوب طويل فضفاض من الكتان الأزرق مفتوح من العنق إلى الحزام وله كمّان (واسعان) ويلبس هذا الثوب الفقراء في مصر (الملابس ص299). عَرِى: الثياب التي سلبها اللص من شخص.
(ألف ليلة برسل 9: 236، 267) وفي طبعة ماكن ثياب في هاتين العبارتين.
عرياً: باجو (سمك). (بركهارت سورية ص66).
عُرْيان: عارٍ، مجرّد من الثياب، وجمعه عَرَاياً (كرتاس ص181) كما لو كان المفرد عَرْيان.
عُريان: حلزون بلا صدف. (انظر عِرْوان).
عارٍ: مجرّد من السلاح، من لا يحمل سلاحاً، من ليس بجندي (معجم الطرائف).
الشعير العاري: هو الذي لا قشر له، وهو باليونانية شوندرس (خندروس) واسمه العلمي tri - ticum (romanum) ( بار على طبعة هوفمان رقم 4642، باين سميث 1707).
(ع ر و) : (الْعُرْوَةُ) عُرْوَةُ الْقَمِيص وَالْكُوزِ وَالدَّلْوِ وَيُسْتَعَار لِمَا يُوثَق بِهِ وَيُعَوَّلَ عَلَيْهِ (مِنْهَا) الْعُرْوَةُ مِنْ الْكَلَأِ لِبَقِيَّةٍ تَبْقَى مِنْهُ بَعْد يُبْسٍ النَّبَاتِ لِأَنَّ الْمَاشِيَة تَتَعَلَّق بِهَا فَتَكُونُ عِصْمَة لَهَا وَلِهَذَا تُسَمَّى عُلْقَةً (وَعَنْ) الْأَزْهَرِيِّ هِيَ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ مَا لَهُ أَصْلٌ بَاقٍ فِي الْأَرْضِ مِثْل الْعَرْفَج وَالنَّصِيِّ وَأَجْنَاس الْخَلَّةِ وَالْحَمْضِ فَإِذَا أَمْحَلَ النَّاسُ عَصَمَتْ الْمَاشِيَة بِهَا (وَالْعُرْوَةُ) أَيْضًا مَنْ أَسْمَاءَ الْأَسَدِ (وَبِهَا سُمِّيَ) ابْنُ الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ وَكُنِيَ بِهَا الْعَبَّاسُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَيُقَالُ (عَرَاهُ مُهِمٌّ وَاعْتَرَاهُ) أَيْ أَصَابَهُ (وَعَرَوْتُ) الرَّجُلَ أَتَيْتُهُ طَالِبًا مَعْرُوفَهُ عَرْوًا (وَمِنْهُ) الْعَرِيَّةُ وَهِيَ النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا صَاحِبُهَا رَجُلًا مُحْتَاجًا أَيْ يَجْعَلُ لَهُ ثَمَرَتَهَا عَامَهَا لِأَنَّهَا تُؤْتَى لِلِاجْتِنَاءِ وَلِذَا قَالُوا لِلْمُعْرِي الْعَارِي وَالْمُعْتَرِي وَقِيلَ لِأَنَّهَا عَرِيَتْ مِنْ التَّحْرِيمِ أَوْ لِأَنَّهُ لَمَّا وُهِبَ ثَمَرَتَهَا فَكَأَنَّهُ جَرَّدَهَا مِنْ الثَّمَرَةِ فَعَلَى الْأَوَّلِ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ هُوَ الصَّحِيحُ وَعَلَى الثَّانِي بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ وَإِنَّمَا رَخَّصَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فِي الْعَرَايَا) بَعْد نَهْيِهِ عَنْ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ فِي أَنْ يَبْتَاعَ الْمُعْرِي ثَمَرَتَهَا مِنْ الْمُعْرَى بِثَمَرٍ لِمَكَانِ حَاجَتِهِ وَقَدْ قِيلَ فِي الْعَرِيَّةِ تَفْسِيرٌ آخَر إلَّا أَنَّ هَذَا هُوَ الْمُخْتَارُ يَشْهَدُ لَهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ خَفِّفُوا فِي الْخَرْصِ فَإِنَّ فِي الْمَالِ (الْعَرِيَّةَ وَالْوَصِيَّةَ) وَقَوْل سُوَيْد بْنِ الصَّامِتِ
وَلَيْسَتْ بِسَنْهَاءٍ وَلَا رُجَّبِيَّةٍ ... وَلَكِنْ (عَرَايَا) فِي السِّنِينَ الْجَوَائِحِ
أَقْوَى شَاهِد لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا زَعَمُوا لَمَا كَانَ هَذَا مَدْحًا (وَالسَّنْهَاءُ) النَّخْلَةُ الَّتِي تَحْمِلُ سَنَةً وَسَنَةً لَا (وَالرُّجَبِيَّةُ) بِضَمِّ الرَّاء وَفَتْحِ الْجِيم الَّتِي تُبْنَى حَوْلَهَا رُجْبَة وَهِيَ جِدَارٌ وَنَحْوُهُ لِتَعْتَمِد عَلَيْهَا لِثِقَلِهَا أَوْ لِضَعْفِهَا (وَالْجَوَائِحُ) جَمْعُ جَائِحَةٍ وَهِيَ السَّنَةُ الْمُجْدِبَةُ وَمِنْ ذَوَاتِ الْيَاء عري (الْعُرْيُ) مَصْدَرُ عَرِيَ مِنْ ثِيَابِهِ فَهُوَ عَارٍ وَعُرْيَانٌ وَهِيَ عَارِيَّةٌ وَعُرْيَانَةٌ وَفَرَسٌ عُرْيٌ لَا سَرْجَ عَلَيْهِ وَلَا لِبْدَ وَجَمْعُهُ أَعْرَاءٌ وَلَا يُقَالُ فَرَسٌ عُرْيَانٌ كَمَا لَا يُقَالُ رَجُلٌ عُرْيٌ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ فِي الْأَيْمَان وَلَوْ رَكِبَ دَابَّةً عُرْيَانًا صَوَابُهُ عُرْيًا (وَقَوْلُهُ) فِي السِّيَرِ وَسَاقُوهَا عُرْيًا صَوَابُهُ أَعْرَاءً لِأَنَّ الْمُرَادَ الدَّوَابُّ (وَاعْرَوْرَى الدَّابَّةَ) رَكِبَهَا عُرْيًا (وَمِنْهُ) كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَرْكَبُ الْحِمَارَ مُعْرَوْرِيًا وَهُوَ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ الْمُسْتَكِنِّ وَلَوْ كَانَ مِنْ الْمَفْعُولِ لَقِيلَ مُعْرَوْرِيٌّ.
الْعين وَالرَّاء وَالْوَاو

عراهُ عَرْواً واعْتراه كِلَاهُمَا: غشيه طَالبا معروفه.

وعَرَاني الْأَمر عَرْواً واعْتراني: غشيني.

وأعْرَى الْقَوْم صَاحبهمْ: تَرَكُوهُ.

والعُرَوَاءُ: الرعدة.

وَقد عَرَتْهُ الْحمى. وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِيهِ صِيغَة مَا لم يسم فَاعله.

والعُرَوَاءُ: مَا بَين اصفرار الشَّمْس إِلَى اللَّيْل إِذا هَاجَتْ ريح بَارِدَة.

وريح عَرِىّ وعَرِيَّةٌ: بَارِدَة، وَلَيْلَة عَرِيَّةٌ كَذَلِك، وأعْرَيْنا: أَصَابَنَا ذَلِك، وَمن كَلَامهم " أهْلَكَ فقدْ أعْرَيْتَ " أَي غَابَتْ الشَّمْس وَبَردت.

وعُرْوَةُ الدَّلْو والكوز وَنَحْوه: مقبضه.

وعُرْوَةُ الْقَمِيص: مدْخل زره. وعَرَّى الْقَمِيص وأعْرَاه: جعل لَهُ عُراً.

وعَرَّى الشَّيْء: اتخذ لَهُ عُرْوةَ.

وَقَوله تَعَالَى (فَقَدِ اسْتَمْسَك بالعُرْوَةِ الوُثْقى) قَالَ الزّجاج: العُروة الوثقى: قَول: لَا اله إِلَّا الله.

وعُرْوَتا الْفرج: لحم ظَاهر يدق فَيَأْخُذ يمنة ويسرة مَعَ أَسْفَل الْبَطن. وَفرج مُعَرًّى إِذا كَانَ كَذَلِك.

والعُرْوَةُ من النَّبَات: مَا بَقِي لَهُ خضرَة فِي الشتَاء تتَعَلَّق بِهِ الْإِبِل حَتَّى تدْرك الرّبيع. وَقيل: العُرْوَةُ: الْجَمَاعَة من العضاه خَاصَّة يرعاها النَّاس إِذا أجدبوا. وَقيل: العُرْوةُ: بَقِيَّة العضاه والحمض فِي الجدب، وَلَا يُقَال لشَيْء من الشّجر عُرْوَةٌ إِلَّا لَهَا، غير انه قد يشتق لكل مَا بَقِي من الشّجر للصيف.

والعُرْوَةُ أَيْضا: الشّجر الملتف الَّذِي تشتو فِيهِ الْإِبِل فتأكل مِنْهُ. وَقيل العروة: الشَّيْء من الشّجر لَا يزَال بَاقِيا فِي الأَرْض وَلَا يذهب. وَقيل العروة من الشّجر: مَا يَكْفِي المَال سنته. وَقيل: هُوَ من الشّجر مَا لَا يسْقط ورقه فِي الشتَاء مثل الْأَرَاك والسدر. قَالَ مهلهل:

خلعَ الملوكَ وصارَ تَحت لوائه ... شَجَرُ العرَا وعُرَاعِرُ الأقْوَامِ

يَعْنِي قوما ينْتَفع بهم تَشْبِيها بذلك الشّجر.

وَقَوله:

وَلم أجد عُرْوَةَ الْخَلَائق إِلَّا الدِّ ... دينَ لما اعْتَبْرتُ والحَسبا

أَي عماده.

ورعينا عُرْوَة مَكَّة: لما حولهَا.

والعُرْوَةُ: النفيس من المَال كالفرس الْكَرِيم وَنَحْوه.

وَرجل عِرْوٌ من الْأَمر: لَا يهتم بِهِ، وَأرى عِرْواً من العًرْى، على قَوْله جبيت جباوة، وأشاوى فِي جمع أَشْيَاء. فَإِن كَانَ كَذَلِك فبابه الْيَاء وَالْجمع أعراءُ.

والعِرْوُ أَيْضا: النَّاحِيَة، وَالْجمع كالجمع.

وَبهَا أعْراءٌ من النَّاس أَي جمَاعَة، واحدهم عِرْوٌ. وعُرِىَ إِلَى الشَّيْء عَرْواً: بَاعه ثمَّ استوحش إِلَيْهِ.

وَأَبُو عُرْوَة: رجل، زَعَمُوا كَانَ يَصِيح بالسبع فَيَمُوت فَيشق بَطْنه فيوجد قلبه قد زَالَ عَن مَوْضِعه، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

زَجْرَ أبي عُرْوَةَ السباعَ إِذا ... أشْفَقَ أَن يَلتَبِسْنَ بالغنمِ

وعُرْوَةُ: اسْم.

وعَرْوَى وعَرْوَانُ: موضعان، قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:

وَمَا ضَرَبٌ بَيْضَاء يَسْقِى دَبُوَبها ... دُفاقٌ فَعَرْوَانُ الكَراثِ فَضِيمُها

وَابْن عَرْوَانَ: جبل قَالَ ابْن هرمة:

حِلْمُه وَازِنٌ بَناتِ شَمَامٍ ... وابنَ عَرْوَانَ مُكْفهرَّ الجَبيِنِ

والأُعْرُوَانُ: نبت. مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.
عرو
: (و} عَراهُ {يَعْرُوهُ) عَرْواً: (غَشِيَهُ طَالبا مَعْروفَهُ.) وذِكْرُ المُضارِعِ مُسْتدركٌ لما مَرَّ من مُخالَفَتِه لاصْطِلاحِه؛ (} كاعْتَراهُ.
(وَفِي الصِّحاحِ: {عَرَوْتُ الرَّجُلَ} أَعْرُوهُ {عَرْواً: إِذا أَلْمَمْتَ بِهِ وأَتَيْته طَالبا، فَهُوَ} مَعْرُوٌّ.
وفلانٌ {تَعْرُوهُ الأَضْيافَ} وتَعْتَرِيهِ: أَي تَغْشاهُ؛ وَمِنْه قولُ النابغَةِ:
أَتَيتُكَ {عارِياً خَلَقاً ثِيابيعلى خَوْفٍ تُظَنُّ بِي الظُّنونُ (} وأَعْرَوْا صاحِبَهُم: تَرَكُوهُ) فِي مكانِهِ وذَهَبُوا عَنهُ. ( {والعُرَواءُ، كالغُلَواءِ: قِرَّةُ الحُمَّى ومَسُّها فِي أَوَّلِ رِعْدَتِها؛) وَفِي الصِّحاح: فِي أَوَّلِ مَا تأْخُذُ بالرّعْدَةِ.
وقالَ الَّراغبُ:} العُرَواءُ رِعْدَةٌ تَعْتَرضُ مِن العري.
(و) قد ( {عُرِيَ) الرَّجُلُ، (كعُنِيَ،) أَي على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه.
قَالَ ابنُ سِيده: وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِيهِ هَذِه الصِّيغَة فَهُوَ} مَعْرُوٌّ؛ (أَصابَتْه؛) وقيلَ: {عَرَتْه، وَهِي} تَعْرُوه: جاءَتْ بنافِض. {والعُرَوَاءُ (من الْأسد: حسه) وَأَيْضًا
(مَا بَين اصْفِرارِ الشَمْسِ إِلَى الَّليلِ: إِذا هَاحَتْ رِيحٌ} عَريَّةٌ، أَي: بَارِدَة وَهِي: ريحُ الشّمال. وَنَصّ الْمُحكم: العُرَواءُ اصْفِرارُ الشَّمس، وَلَيْسَ فِيهِ لَفْظَة: مَا بَين.
( {والعُرْوَةُ،) بالضمِّ، (مِن الدَّلْوِ والكُوزِ) ونحْوِه: مَعْروفَةٌ، وَهِي (المَقْبِضُ.
(و) } العُرْوَةُ (من الثَّوْبِ،) وَفِي المُحْكم: {وعُرْوَةُ القَمِيصِ، (أُخْتُ زِرِّهِ،) وَفِي المُحْكم: مَدْخَلُ زِرِّه.
(} كالعُرَى) كهُدًى، هَكَذَا فِي النُّسخِ وَفِي بعضِها: {كالعَرِيِّ أَي كغَنِيَ، والصَّوابُ بضمَ فسكونٍ كَمَا هُوَ نَصُّ التَّكْمِلَةِ، (ويُكْسَرُ،) وكأَنَّهما جَمْعُ} عُرْوَةٍ.
(و) {العُرْوَةُ (من الفَرْجِ: لَحْمُ ظاهِرِهِ يَدِقُّ فيأْخُذُ يَمْنَةً ويَسْرَةً مَعَ أَسْفَلِ البَظْرِ،) وهُما} عُرْوتانِ.
(وفَرْجٌ! مُعَرًّى؛) كمعَظَّمٍ، إِذا كانَ كَذلكَ.
(و) قيلَ: العُرْوَةُ (الجماعَةُ مِن العِضاهِ) خاصَّةً يَرْعَاهَا الناسُ إِذا أَجْدَبُوا.
وقيلَ: بَقِيَّةُ العِضاهِ (والحَمْضِ يُرْعَى فِي الجَدْبِ،) وَلَا يقالُ لشيءٍ من الشَّجَرِ عُرْوَةٌ إِلَّا لَهَا، غَيْرَ أنَّه يُشْتَقُّ لكلِّ مَا بَقِيَ مِن الشَّجَرِ فِي الصَّيْفِ.
(و) {العُرْوَةُ: (الأَسَدُ؛) وَبِه سُمِّي الرَّجُل عُرْوَةً، نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) العُرْوَةُ أَيْضاً: (الشَّجَرُ المُلْتَفُّ) الَّذِي (تَشْتُو فِيهِ الإِبِلُ فتأْكُلُ مِنْهُ؛ وقيلَ: هُوَ (مَا لَا يَسْقُطُ وَرَقُه فِي الشِّتاءِ) كالأرَاكِ والسِّدْرِ؛ وقيلَ: هُوَ مَا يَكْفي المالَ سَنَتَه، وقيلَ: الَّذِي لَا يزالُ باقِياً فِي الأرضِ لَا يَذْهَبُ والجَمْعُ العُرَى.
(و) مِن المجازِ: العُرْوَةُ: (النَّفِيسُ مِن المالِ، كالفَرَسِ الكَرِيمِ) ونحوِهِ، وَهُوَ فِي الأصْلِ لمَا يُوثَقُ بهِ ويُعَوَّلُ عَلَيْهِ.
(و) العُرْوَةُ (حَوَالِي البَلَدِ) يُقالُ: رَعَيْنا عُرْوَةَ مكَّةَ، أَي مَا حَوْلَها.
(ورِيحٌ عَرِيَّةٌ} وعَرِيٌّ: بارِدَةٌ.
(قَالَ الْكلابِي: يقالُ إنَّ عَشِيَّتَنا هَذِه {لعَرِيَّة؛ نَقلَهُ الجوهرِيُّ.
(} والعِرْوُ، بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ؛) جَمْعُه {أعْراءٌ كقِدْحٍ وأَقْداحٍ.
(و) أَيضاً: (مَنْ لَا يَهْتَمُّ بالأمْرِ.
(وَفِي الصِّحاحِ: وأَنا} عِرْوٌ مِنْهُ، بالكسْرِ: أَي خِلْوٌ مِنْهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ من العُرْي، فبابُه الياءُ، (ج {أعْراءٌ.
(وَفِي التكملةِ:} الأعْراءُ القَوْمُ الَّذين لَا يُهِمُّهُم مَا يُهِمُّ أصْحابَهم.
(و) من المجازِ: (عُرِيَ إِلَى الشَّيءِ، كعُنِيَ،) {عَرْواً: (باعَهُ ثمَّ اسْتَوْحَشَ إِلَيْهِ.
(ويقالُ:} عُرِيتُ إِلَى مالٍ لي أَشَدَّ! العُرَواءِ: إِذا بِعْته ثمَّ تَبِعَتْه نَفْسُك.
(وأَبو عُرْوَةَ: ة بمكَّة.
(و) أَيْضاً: (رجلٌ) زَعَمُوا (كانَ يَصِيحُ بالأَسدِ،) وَفِي المُحْكم: بالسَّبُعِ؛ وَفِي الأساسِ: بالذئْبِ؛ (فيَموتُ فيُشَقُّ بَطْنُه فيُوجَدُ قَلْبُه قد زَالَ عَن موضِعِه؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه والزَّمخشرِيُّ؛ ونصُّ الأَخيرِ: وَكَانُوا يَشُقُّونَ عَن فُؤادِهِ فيَجِدُونَه خَرَجَ من غِشائِهِ.
وقالَ: (قالَ النَّابغةُ الجَعْدِيُّ:
(زَجْرَ أبي عُرْوَةَ السّباع إِذا (أَشفَقَ أَن يَخْتَلِطْنَ بالغَنَمِوفي المُحْكم: يَلْتَبِسْنَ.
قالَ شيْخُنا: كَتَبَ بعضٌ على حديثِ أَبي عُرْوَةَ مَا نَصّه:
كأَنَّه خَبَرٌ لم يَرْوِه ثِقَةٌ وليسَ يقْبَلُه فِي الناسِ مِن أَحَدِلكن ذَكَرَ بعضُ مَنْ أَرَّخَ المُلُوكَ: أنَّ أَسداً اقْتَحَمَ بَيْتاً فيهِ الأَمِينِ، وَهُوَ إِذْ ذاكَ خَلِيفَة، وَكَانَ لَا سِلاحَ مَعَه، فلمَّا تَجاوَزَ الأَسَد قَبَضَ الأَمِينُ ذَنَبَه ونَثَرَهُ نَثْرَةً أَفْعَى لَهَا الأَسَد فماتَ مَكانَه، وزَاغَتْ أَنامِلُ الأَمِينِ مِن مَفْصِلِها فأحْضَرَ الطَّبِيبِ فأَعادَها وعَالَجَها، فِي خبَرٍ طَويلٍ، انتَهَى.
وكَتَبَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ عندَ هَذَا البَيْت: وَلَا دَلالَةَ فِي البَيْتِ على مَا ذكرَ.
قُلْت: وَهُوَ مَدْفُوعٌ بأَدْنى تَأَمّل، وَهَذَا كَلامُ مَنْ لم يَصِلْ إِلَى العُنْقُودِ.
( {وعَرْوَى، كسَكْرَى: ع؛) قالَ نَصْر: هُوَ ماءٌ لأبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ؛ وقيلَ؛ جَبَلٌ فِي دِيارِ ربيعَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كِلابٍ؛ وقيلَ: جَبَلٌ فِي دِيارِ خَثْعَم.
(و) } عَرْوَى: (اسْمٌ.
(و) أَيْضاً: (هَضْبَةٌ) بشَمّامٍ؛ عَن نَصْر.
( {وعَرْوانُ: اسْمٌ.
(و) أَيْضاً: (ع؛) وَقيل: جَبَلٌ.
(وابنُ} عَرْوانَ: جَبَلٌ) آخَرُ. ( {وعَرَّى المَزادَةَ: اتَّخَذَ لَهَا عُرْوَةً؛) هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النسخِ} عَرَّى بالتَّشْدِيدِ، أَو عَرَا بالتَّخْفِيفِ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
وَفِي التّكْملةِ: عرِّ المَزادَةَ: أَي اتَّخِذْ لَهَا عُرْوَةً.
( {والأُعْرُوانُ، بالضَّمِّ: نَبْتٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} عَراهُ الأَمْرُ {يَعْرُوه: غَشِيَهُ وأَصابَهُ.
} واعْتَراهُ: خَبلَهُ.
وأَيْضاً: قَصَدَ عَراهُ أَي ناحِيَتَه.
{وأَعْرَى الرَّجُل: إِذا حُمَّ.
ولَيْلةٌ} عَرِيَّةٌ: بارِدَةٌ.
{وأَعْرَيْنا: أَصابَنَا ذلكَ؛ وقيلَ: بَلَغنا بَرْدَ العَشِيّ.
ومِن كَلامِهم: أَهْلَكَ فقَدْ} أَعْرَيْتَ، أَي غابَتِ الشَّمْس وبَرَدَتْ.
{وعَراهُ البَرْدُ: أَصابَهُ.
} وعَراَّ القَمِيصَ {وأَعْراهُ: جَعَلَ لَهُ} عُرًى.
{والعُرْوَةُ الوُثْقَى: قولُ لَا إِلَه إلاَّ اللَّه؛ وَهُوَ على المَثَلِ.
وأَصْلُ العُرْوَةِ مِن الشَّجَرِ: مَا لَهُ أَصْلٌ باقٍ فِي الأرْضِ كالنَّصِيِّ والعَرْفَج وأَجْناسِ الخُلَّة والحَمْضِ، فَإِذا أَمْحَلَ الناسُ عَصَمت العُرْوَةُ الماشِيَةُ؛ ضَرَبَها اللَّهُ مَثَلاً لمَا يُعْتَصَم بهِ مِن الدِّين فِي قوْلِهِ؛ {فقد اسْتَمْسَكَ} بالعُرْوَةِ الوُثْقَى} .
{وعُرِيَ هَواهُ إِلَى كَذَا، كعُنِيَ: أَي حَنَّ إِلَيْهِ.
} وعُرْوَةُ الصَّعالِيك: عِمادُهُم؛ واسْمُ رجُلٍ مَعْروفٍ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للحَكَم بنِ عَبْدلٍ:
ولمْ أَجِدْ عُرْوَةَ الخَلائِقِ إلاَّالدِّين لمَّااعْتَبَرَتُ والحَسَبا! والعُرَى، كهُدًى: قوْمٌ يُنْتَفَع بهم تَشْبيهاً بذلكَ الشَّجَر الَّذِي يَبْقى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لمُهَلْهل:
خَلَع المُلوكَ وسارَ تحتَ لِوائِه شجرُ {العُرَى وعُراعِرُ الأَقْوامِشَبَّهوا بهَا النّبْل مِن الناسِ.
} والعِرْوُ، بالكسْر: الجماعَةُ مِن النَّاسِ؛ يقالُ: بهَا {أعْراءٌ مِن الناسِ.
وعُرْوَةُ بنُ الأَشْيَم: رجُلٌ كانَ مَشْهوراً بطُولِ الذَّكَر.
وقوْلُهم فِي جَمْعِ العُرْوَةِ عَرَاوِي عامِّيَّةَ.
والعُرَى: عُرَى الأحْمالِ والرَّواحِلِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (لَا تُشَدُّ العُرَى إلاَّ إِلَى ثلاثِ مَساجِد) .
} وعُرِيَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: أَصابَتْه رِعْدَةُ الخَوْفِ.
{وأعْراهُ صَدِيقُه: تَباعَدَ مِنْهُ وَلم يَنْصِرْه؛ عَن ابنِ القطَّاعِ والجوهريّ.
ويقالُ:} عَرِيَّةُ النَّخْلِ فَعِيلَة بمعْنَى مَفْعولةٍ مِن {عَراهُ} يَعْرُوهُ إِذا قَصَدَه، وسَيَأْتِي فِي الَّذِي يَلِيه.
{وعَرا} يَعْرُو: طَلَبَ؛ وَمِنْه قولُ لَبيدٍ أَنْشَدَه الْجَوْهَرِي.
والنّيبُ إنْ {تُعْرَ منِّي رِمَّةً خَلَقاً بَعْدَ المَماتِ فَإِنِّي كُنْتُ أَتَّئِزُويقالُ لطَوْقِ القِلادةِ عُرْوَةٌ ونزلَ} بعرْوَتِه: أَي ساحَتِه.
وأَرْضٌ عرْوَةٌ: خَصِيَبَةٌ. 

عرو

1 عَرَاهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـْ (S, Msb, K,) inf. n. عَرْوٌ; (S, Msb;) and ↓ اعتراهُ; (Msb, K;) He came to him, (S, Mgh, K,) syn. أَتَاهُ, (S, Mgh,) and أَلَمَّ بِهِ, (S,) or غَشِيَهُ, (K,) or he repaired to him, syn. قَصَدَهُ, (Msb,) seeking (S, Mgh, K) his beneficence, or bounty, (Mgh, K,) or for the purpose of seeking his gift, or aid: (Msb:) or both signify [simply] he, or it, came to him; syn. جَآءَهُ: (Ham pp. 24 and 109:) or عَرَوْتُهُ, also, signifies [simply] I came to him; syn. غَشِيتُهُ; and so عَرَيْتُهُ: (K in art. عرى:) and one says, عَرَى الرجل عريةً شَدِيدَةً and عروةً شديدةً

[app. He came to the man, or upon him, with a vehement coming; for it seems that الرَّجُلَ is meant, and that عَرْيَة and عَرْوَة are inf. ns. of un.]: (TA, immediately after what here next precedes:) and عَرَا, aor. ـْ also signifies [simply] he sought [&c.]: and hence the saying of Lebeed in a verse cited in art. ثأر [q. v., conj. 8]: (S, * TA:) the pass. part. n. is ↓ مَعْرُوٌّ. (S, Msb.) One says also, فُلَانٌ تَعْرُوهُ الأَضْيَافُ and ↓ تَعْتَرِيهِ i. e. Such a one, guests come to him; syn. تَغْشَاهُ. (S, TA.) And عَرَانِى هٰذَا الأَمْرُ and ↓ اِعْتَرَانِى This affair, or event, came upon me; syn. غَشِيَنِى. (S.) and عَرَاهُ الأَمْرُ, (Msb, TA,) aor. ـْ The affair, or event, came upon him (غَشِيَهُ), (TA,) and befell him; (Msb, TA;) as also ↓ اعتراهُ. (Msb.) and عَرَاهُ المُهِمُّ and ↓ اعتراهُ The hard, or difficult, affair, or event, befell him. (Mgh.) And عَرَّهُ signifies the same. (Ksh in xlviii. 25.) [And in like manner ↓ اعتراهُ said of a malady, and of diabolical possession, &c., It befell, or betided, him; attacked him; or occurred, or was incident or incidental, to him.] And عَرَاهُ البَرْدُ The cold smote him. (TA.) A2: A3: See also 2.

A4: عُرِىَ He (a man, S) was, or became, affected with what is termed the عُرَوَآء [q. v.] of fever: (S, K, TA:) and ElFárábee has mentioned, in the “ Deewán el-Adab,” among verbs of the class of فَعَلَ, aor. ـْ عَرَا from العُرَوَآءُ: (Har p. 406:) ISd says that the verb mostly used is the former, and its part. n. is ↓ مَعْرُوٌّ: but some say that the verb [i. e. عُرِيَت; imperfectly written in my copy of the TA, but cleared from doubt by its being there added that the part. n. is مَعْرُوَّةٌ,] is said of a fever, as meaning it came with a shivering, or trembling. (TA.) b2: Also, He (a man) was, or became, affected with the tremour of fear. (TA.) b3: One says also, عُرِىَ إِلَى الشَّىْءِ, meaning (tropical:) He felt a want of the thing (اِسْتَوْحَشَ إِلَيْهِ) after having sold it. (K, TA.) And عُرِيتُ إِلَى

↓ مَالٍ لِى أَشَدَّ العُرَوَآءِ, meaning (assumed tropical:) My soul followed [most vehemently, or I felt a most vehement yearning towards,] property that belonged to me after having sold it. (TA.) And عُرِىَ هُوَاهُ إِلَى

كَذَا (assumed tropical:) He yearned towards, or longed for, such a thing. (TA.) 2 عرّى القَمِيصَ He put button-loops (عُرًى [pl. of عُرْوَةٌ]) to the shirt; as also ↓ اعراهُ. (TA.) b2: And عرّى المَزَادَةَ, thus, with teshdeed, in copies of the K, agreeably with the Tekmileh, or ↓ عَرَى

[or عَرَا], without teshdeed, as in the M, (TA,) He put a loop-shaped handle (عُرْوَة) to the مزادة [or leathern water-bag]. (K, TA.) 4 اعراهُ نَخْلَةً (S, K) He assigned to him (i. e. a man in need, S) a palm-tree as an عَرِيَّة [q. v.; accord. to some, belonging to art. عرى], (S, Msb,) for him to eat its fruit: (Msb:) [i. e.] he gave to him the fruit of a palm-tree during a year. (S; and K in art. عرى.) A2: اعراهُ صَدِيقُهُ His friend went, or removed, far away from him, and did not aid him. (S.) And أَعْرَوْا صَاحِبَهُمْ They left their companion (K, TA) in his place; and went away from him. (TA.) [But these two significations seem rather to belong to art. عرى.]

A3: See also 2.

A4: اعرى, intrans., He (a man) was, or became, fevered, or affected with fever. (TA. [From عُرَوَآءُ.]) b2: And أَعْرَيْنَا We were, or became, affected by a cold night [such as is termed لَيْلَةٌ عَرِيَّةٌ]: or we came to experience the cold of evening. (TA.) One says, أَهْلَكَ فَقَدْ

أَعْرَيْتَ i. e. [Betake thyself to thy family, for thou hast reached the time when] the sun has set and the evening has become cold. (S.) 8 اعتراهُ: see 1, in six places. b2: Also i. q. قَصَدَ عَرَاهُ i. e. نَاحِيَتَهُ [app. as meaning He repaired to his region, or quarter; or his vicinage]. (TA.) b3: And i. q. خَبَلَهُ [He, or it, rendered him possessed, or insane; or unsound in his intellect, or in a limb or member]. (TA.) 10 استعرى النَّاسُ The people ate the fresh ripe dates (S, K, the latter in art. عرى,) فِى كُلِّ وَجْهٍ

[in every direction]: from العَرِيَّةُ. (S.) عَرًا, (T, S, K, TA,) mentioned in the K in art. عرى, but accord. to Az, thus written with ا, as belonging to the present art., (TA,) i. q. نَاحِيَةٌ [as meaning A region, or quarter; or a vicinage]; (K in art. عرى;) and so ↓ عِرْوٌ, (K in art. عرو,) of which the pl. is أَعْرَآءٌ; (TA;) and جَنَابٌ [which likewise signifies a vicinage; and a place of alighting or abode; &c.; and also has the two meanings here following]; as also ↓ عَرَاةٌ; (K in art. عرى;) this last and عَرًا both signify a yard, syn. فِنَآءٌ; (S;) and a court, syn. سَاحَةٌ; (T, S;) as also ↓ عَرْوَةٌ. (T, TA.) One says, نَزَلَ فِى عَرَاهُ [or بِعَرَاهُ and بِحَرَاهُ (S in art. حرى)] meaning نَاحِيَتِهِ [i. e. He alighted, or descended and abode, in his region, or quarter, or his vicinage]: (TA:) or نَزَلَ بِعَرَاهُ and ↓ عَرْوَتِهِ i. e. [he alighted, &c.,] in his court. (Az, TA.) عُرْوٌ: see عُرْوَةٌ.

عِرْوٌ: see عَرًا: A2: and see also عُرْوَةٌ.

A3: Also One who is not disquieted, or rendered anxious, or grieved, by an affair: (K:) [or] أَنَا عِرْوٌ مِنْهُ means I am free, or free in mind, (خِلْوٌ,) from it: (S:) but it is held by ISd to belong to art. عرى: (TA:) the pl. is أَعْرَآءٌ; (K, TA;) which is said in the Tekmileh to signify persons who are not disquieted, or rendered anxious, or grieved, by that which disquiets, &c., their companions. (TA.) A4: And A company of men: [pl. as above:] one says, بِهَا أَعْرَآءٌ مِنَ النَّاسِ [In it are companies of men]. (TA.) عَرَاةٌ: see عَرًا.

A2: Also Vehemence, or intenseness, of cold: (S, K; mentioned in the latter in art. عرى:) originally عَرْوَةٌ. (TA.) عَرْوَةٌ: see عَرًا, in two places.

عُرْوَةٌ primarily signifies A thing by means of which another thing is rendered fast, or firm, and upon which reliance is placed: (TA:) or it is metaphorically applied in this sense; from the same word as signifying an appertenance of a shirt, and of a mug, and of a leathern bucket. (Mgh, Msb. *) b2: The عُرْوَة of a shirt, (S, M, Msb,) or of a garment, (K,) is well known; (S, Msb;) i. e. [A button-loop, or loop into which a button is inserted and by means of which it is rendered fast;] the thing into which the زِرّ [or button] thereof enters; (M, TA;) the sister of the زرّ thereof; (K;) as also عُرًى, accord. to the copies of the K, or عَرِىٌّ, accord. to some of them; and with kesr; but correctly with damm and with the ر quiescent [i. e. ↓ عُرْوٌ] as in the Tekmileh; and also with kesr [i. e. ↓ عِرْوٌ]; as though these two were pls. [or rather coll. gen. ns.] of عروة [i. e. عُرْوَةٌ and عِرْوَةٌ]: (TA:) the pl. is عُرًى: (Msb:) عراوى [i. e. عَرَاوَى] as pl. of عُرْوَةٌ is vulgar. (TA.) b3: [The pl.] عُرًى also signifies [in like manner] Certain [well-known] appertenances [i. e. loop] of loads, or burdens, and of the camels that bear saddles or burdens: whence the trad. لَا تُشَدُّ العُرَى إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ [The loops of loads shall not be made fast for the purpose of journeying save to three mosques; that of Mekkeh, that of El-Medeeneh, and that of El-Aksà at Jerusalem: see also similar trads. in art. ضرب (first paragraph, see. col.,) and in art. عمل (conj. 4)]. (TA.) b4: The عُرْوَة of the leathern bucket is likewise well known, (TA,) and so is that of the mug: (S, TA:) each is The [loopshaped] handle: (K, TA:) [so too is that of the leathern water-bag: (see 2:)] that of the mug is [also called] its أُذُن. (Msb.) b5: The عُرْوَة of the فَرْج [or vulva of a woman] is The flesh of its exterior, (K, TA,) or an external flesh, (so in some copies of the K,) which is, or becomes, thin, and turns to the right and left, with [or at] the lower part of the بَظْر [here meaning the clitoris]: (K, TA;) each of what are termed عُرْوَتَانِ [i. e. the nymphæ]. (TA.) b6: And عُرْوَةٌ signifies also A collection of [the trees called] عِضَاه and of [those called] حَمْض that are depastured in the case of drought: (K:) or especially a collection of عِضَاه upon which men pasture [their beasts or cattle] when they experience drought: or such as remain of عِضَاه and of حَمْض and are depastured in the case of drought; and it is not applied to any trees but these, unless to any trees that have remained in the صَيْف [here app. meaning spring, having survived the winter]: (TA:) also tangled, or luxuriant, or abundant and dense, trees, among which the camels pass the winter, and whereof they eat: (K:) and (as some say, TA) tree of which the leaves fall not in the winter, (K, TA,) such as the أَرَاك and the سِدْر: (TA:) or trees that remain incessantly in the earth, not going: (S:) or such as suffice the camels. or cattle, throughout the gear: (TA:) or shrubs of which the lower portions remain in the earth, such as the عَرْفَج and the نَصِىّ and the several kinds of خُلَّة and حَمْض; so that when, men experience drought, the cattle gain the means of subsistence; thus accord. to Az: or pasture that remains after the [other] herbage has dried up; because the cattle cling thereto, or eat thereof in the winter. (تَتَعَلَّقُ بِهَا,) and are preserved thereby: wherefore they are also called عُلْقَة: (Mgh: [but for عَلَقة in my copy of that work, I have substituted عُلْقَة as being evidently the right word:]) [see also عُقْدَةٌ, in the last quarter of the paragraph, in two places:] the pl. is عُرًى. (S, TA.) b7: Also The environs of a town [where people pasture their cattle]. (K, TA.) One says, رَعَيْنَا عُرْوَةَ مَكَّةَ i. e. [We pastured our cattle] in the environs of Mekkeh. (TA.) b8: And the pl., عُرًى, signifies (tropical:) A company, or party, of men by whom one benefits, or profits; as being likened to the trees [so called] that remain [throughout the winter]: (TA:) or a company, or party, of men is likened to the trees thus called. (S.) b9: And the sing., (tropical:) Such as is held in high estimation, or in much request, of camels, or cattle, or other property; as an excel-lent horse; (K, TA;) and the like. (TA.) b10: عُرْوَةُ الصَّعَالِيكِ means (assumed tropical:) The stay, or support, of the صعاليك [i. e. poor, or needy]: and [hence] is the name [or a surname] of a well-known man. (TA. [See صُعْلُوكٌ.]) b11: العُرْوَةُ الوُثْقَى signifies The firmest thing upon which one lays hold: (Bd in xxxi. 21: [see also ii. 257, where the same phrase occurs:]) and is [said to be] the saying “ There is no deity but God: ” from العُرْوَةُ [in the first of the senses assigned to it above, as is indicated in the Msb in relation to a similar phrase here following; or] as signifying “ the trees that have a lower portion remaining in the earth, as the نَصِىّ and the عَرْفَج &c.; ” as expl. above. (TA.) And أَوْثَقُ عُرًى [The firmest of things upon which one lays hold], occurring in a saying of the Prophet, is expl. as being [religious] belief, or faith. (Msb.) b12: And العُرْوَةُ is a name of The lion. (S, Mgh, K.) عُرَوَآءُ A tremour, or shivering: (Mz, 40th نوع:) or the access of a fever, on the occasion of the first tremour, or shivering, thereof. (S, K.) b2: [and accord. to Freytag, it occurs in the Deewán of the Hudhalees as meaning The coming of a hero, and the tremour thence arising in others. b3: and A feeling of yearning, or longing:] see 1, last sentence but one. b4: And The low voice (syn.

حِسّ) of the lion. (K.) b5: And The interval from the sun's becoming yellow to the night, when cold wind springs up, (M, * K, TA,) i. e., the north, or northerly, wind. (TA.) عَرِىٌّ an epithet applied to a palm-tree such as is termed عَرِيَّةٌ [q. v.]: one says نَخْلَةٌ عَرِىٌّ, (S, Msb,) the latter word without ة; like as one says اِمْرَأَةٌ قَتِيلٌ. (Msb.) A2: And رِيحٌ عَرِيَّةٌ (S, K) and عَرِىٌّ (K) A cold wind. (S, K: mentioned in the K in this art. and also in art. عرى) and one says also, إِنَّ عَشِيَّتَنَا هٰذِهِ لَعَرِيَّةٌ [Verily this our evening is cold]. (El-Kilábee, S.) and لَيْلَةٌ عَرِيَّةٌ A cold night. (TA.) عَرِيَّةٌ [as a subst.] A palm-tree which its owner assigns to another, (S, Mgh, Msb, K, *) who is in need, (S, Mgh,) for him to eat its fruit (S, Mgh, Msb, K *) during a year: (S, Mgh, K:) and of which what was upon it has been eaten: (K:) so some say: or that does not retain its fruit, this becoming scattered from it: (TA:) and one that has been excluded from the bargaining on the occasion of the selling of palm-trees: (K:) so some say: (TA:) the pl. is عَرَايَا: (S, Mgh, Msb:) it is said that on the occasion of the prohibition of المُزَابَنَة, which is the selling of the fruit upon the heads of palm-trees for dried dates, license was conceded in respect of the عَرَايَا, because a needy man, attaining to the season of fresh ripe dates, and having no money with which to buy them for his household, nor any palm-trees to feed them therefrom, but having some dried dates remaining of his food, would come to the owner of palm-trees, and say to him, “ Sell to me the fruit of a palm-tree,” or “ of two palm-trees,” and would give him those remaining dried dates for that fruit: therefore license was conceded in respect of that fruit when less than five أَوْسُق [pl. of pauc. of وَسْقٌ, q. v.]: (Nh, TA: [and the like is said, but much less fully, in the Mgh; and somewhat thereof in the S:]) the word is of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ, because the person to whom it is assigned repairs to it (S, Nh, * Mgh, Msb, TA) to gather its fruit: (Mgh:) or the tree is so called because it is freed from prohibition, (Nh, Mgh, TA,) from عَرِىَ, aor. ـْ (Nh, TA,) in which case the word is of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure فَاعِلَةٌ; or because it is as though it were divested of its fruit: (Mgh:) the ة is affixed because the word is reckoned among substs., like نَطِيحَةٌ and أَكِيلَةٌ. (S, Msb.) [It is mentioned in the K in art. عرى. See also عَرِىٌّ, above.] b2: Also A مِكْتَل [or kind of basket, made of palm-leaves, in which dates &c. are carried]. (K and TA in art. عرى. [In the CK, المَكِيلِ is erroneously put for المِكْتَلُ.]) عَرَاوَةٌ, expl. by Freytag as signifying “ oleris species ” &c., is a manifest mistake for عَرَارَةٌ, n. un. of عَرَارٌ, q. v.]

عَارٍ act. part. n. of عَرَاهُ in the first [and in others also] of the senses assigned to it above. (Msb.) En-Nábighah says, أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلَقًا ثِيَابِى

عَلَى خَوْفٍ يُظَنُّ بِىَ الظُّنُونُ meaning I came to thee, or have come to thee, as a guest [or seeking thy beneficence, with my clothes old and worn out, in fear, various thoughts being thought of me]. (S; one of my copies of which has تَظُنُّ instead of يُظَنُّ.) أُعْرُوَانٌ (so in copies of the K and accord. to the TA, in the CK عُروان,) A certain plant: (K, TA:) or one of which the leaves fall not in the winter. (CK.) مُعَرًّى An epithet applied to a فَرْج as meaning Having what is termed عُرْوَةٌ [q. v.] (K, TA) or what are termed عُرْوَتَانِ. (TA.) مَعْرُوٌّ pass. part. n. of عَرَا, q. v. (S, Msb.) b2: And part. n. of عُرِىَ, q. v. (ISd, TA.)
باب العين والرّاء والواو معهما ع ر و، ع ر ي، ع ور، ع ي ر، ر ع و، ر ع ي، وع ر، ر وع، ر ي ع، ور ع، ي ع ر

عرو: عري: عراه أمرٌ يَعْرُوه عَرْواً إذا غشيه وأصابه، يقال: عراه البرد، وعَرَتْهُ الحُمَّى، وهي تَعْروه إذا جاءته بنافض، وأخذته الحُمَّى بعُرَوائها. وعُرِيَ الرّجلُ فهو مَعْروّ، واعتراه الهمّ. عام في كل شيء، حتى يقال: الدّلف يعتري الملاحة.

ويقال: ما مِنْ مؤمنٍ إلا وله ذَنْبٌ يعتريه

قال أعرابيّ إذا طلع السّماك فعند ذلك يعروك ما عداك من البرد الذي يغشاك. وعَرِيَ فلانٌ عِرْوَةً وعِرْيَةً شديدة وعُرْيا فهو عُريانٌ والمرأة عُريانة، ورجل عارٍ وامرأة عارية. والعُريان من الخيل: فرس مقلّص طويل القوائم. والعُريان من الرّمل ما ليس عليه شجر. وفرسٌ عُرْيٌ: ليس على ظهره شيءٌ، وأفراس أَعْراء، ولا يقال: رجلٌ عُرْيٌ، واعْرَوْرَيْتُ الفَرَسَ: ركبته عُرْياً، ولم يجىء افعوعل مجاوز غير هذا. والعَراء: الأرضُ الفضاءُ التي لا يُسْتَتَرُ فيها بشيء، ويجمع: أَعْراء، وثلاثة أَعْرِيَةٍ والعرب تُذكّره فتقول: انتهينا إلى عَراءٍ من الأرضِ واسعٍ باردٍ، ولا يُجْعَلُ نعتاً للأرض. وأعراءُ الأرض: ما ظهر من مُتُونها. قال :

وبلدٍ عاريةٍ أَعْراؤُهُ

وقال :

أو مُجْنَ عنه عُرِيَتْ أَعْراؤُهُ

واعْرَوْرَى السّرابُ ظهورَ الآكامِ إذا ماج عنها فأعراها. ماج عنها: ذهب عنها، ويقال: بل إذا علا ظهورها. والعَراءُ: كلّ شيء أَعْرَيْتَهُ من سُتْرته، تقول: استُرْهُ من العَراء، ويُقال: لا يُعَرَّى فلانٌ من هذا الأمر أي: لا يُخَلَّصُ، ولا يُعَرَّى من الموت أحدٌ، أي: لا يُخَلَّص. قال :

وأحْداثُ دهرٍ ما يُعَرَّى بَلاؤُها

والعَرِىّ: الريح الباردة. [يقال] : ريحٌ عَرِيَّةٌ، ومساءٌ عَرِيٌّ، وليلةٌ عريّة ذات ريح باردة قال ذو الرمة :

وهل أحطِبَنَّ القوم وهي عريَّةٌ ... أصول ألاءٍ في ثَرَى عمدٍ جَعْدِ

والعُرْوةُ: عروةُ الدلو وعروة المزادة وعروة الكوز. والجمع: عُرَى. والنّخلة العريّة: التي عُزِلَتْ عن المساومة لحرمة أو لِهِبَةٍ إذا أينع ثمر النَّخل، ويجمع: عَرايا.

وفي الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله رخّص في العَرايا .

وعرّيت الشيء: اتخذت له عروة كالدلو ونحوه. وجارية حسنة المُعَرَّى، أي: [حسنة عند تجريدها من ثيابها] والجميع: المعاري: والمعاري مبادىء رءوس العظام حيث تعرّى العظام عن اللحم. ويُقال: المعاري: اليدان والرجلان والوجه لأنّه بادٍ أبداً. قال أبو كبير الهُذَليّ يصف قوماً ضربوا على أيديهم وأرجلهم حتى سقطوا :

متكوّرين على المعاري بينهم ... ضرب كتعطاط المزَاد الأنجل

والعُرْوَةُ من النّبات: ما تبقَى له خُضْرةٌ في الشتاء تتعلّقُ بها الإبلُ حتى تُدْرِكَ الرّبيعَ. وهي العُلْقَة. قال :

خَلَعَ الملوكَ وآب تحتَ لوائِهِ ... شَجَرُ العُرَى وعُراعِرُ الأقوام

ويقال: العُرْوة: الشّجر الملتفّ الذي تَشْتُو فيه الإبلْ فتأكل منه، وتبرك في أَذْرائه.

عور: عير: عارتِ العَيْنُ تَعار عَوَاراً، وعَوِرَتْ أيضاً، واعْوَرَّتْ. يعني ذهاب البصر [منها] . قال :

ورُبّة سائلٍ عنّي حفيٍّ ... أعارت عينه أم لم تعارا

والعُوَّارُ: ضربٌ من الخطاطيف، أسود طويل الجناحين. والعُوَّارُ: الرّجُلُ الجبانُ السّريعُ الفِرار، وجمعُه عواوير. قال :

غيرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهيجا ... ولا عُزَّلٍ ولا أكْفالِ

والعرب تُسمّي الغُرابَ أعور، وتصيح به فتقول: عوير عوير. قال :

يطير عُوَيْر أن أنوّه باسمه ... عُوَيْر............... .....

وسمّي أعور لحدّة بصره، كما يكنّى الأَعْمَى بالبصير، ويقال: بل سمّي [أعور] لأنّ حدقته سوداء. قال :

وصحاحُ العيونِ يُدْعَوْنَ عُورا

ويقال: انظر إلى عينه العَوْراء، ولا يقال: العمياء، لأنّ العَوَرَ لا يكون إلاّ في إحدى العينين، يقال: اعورّت عينُه، ويخفف فيقال: عُوِرَتْ، ويقال: عُرْت عينه، وأعْوَرَ الله عَيْنَ فلان. والنعت: أَعْوَرُ وعَوْراءُ، والعَوْراء: الكلمة تَهْوِي في غيرِ عقلٍ ولا رُشْدٍ. قال :

ولا تنطق العوراء في القومِ سادراً ... فإنّ لها فاعلمْ من الله واعيا

ويقال: العَوْراء: الكلمةُ القبيحةُ الّتي يمتعضُ منها الرجال ويَغضبون. قال كعب بن سعد الغنويّ :

وعَوْراءَ قد قيلت فلم ألتفِتْ لها ... وما الكَلِمُ العُوْراُن لي بقتول ودجلة العَوْراء بالعراق بمَيْسان. والعُوارُ: خَرْقٌ أو شَقٌّ يكون في الثَّوب. والعَوْرَة: سوءة الإنسان، وكلّ أمرٍ يُسْتَحْيَ منه فهو عَوْرة. قال :

في أناسٍ حافظي عَوْراتِهم

وثلاثُ ساعاتٍ في الليلِ والنَّهارِ هنَّ عَوْراتٌ، أمَرَ الله الولدان والخدم ألا يدخلوا إلا بتسليم: ساعة قبلَ صلاةِ الفَجْر، وساعة عندَ نِصْفِ النَّهار، وساعة بعدَ صلاةِ العشاء الآخرة.

والعَوْرةُ في الثّغور والحروب والمساكن: خَلَلٌ يُتخوَّفُ منه القَتْل. وقوله عزّ وجلّ: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ

. أي: ليستْ بحريزة، ويقرأ عَوِرَة بمعناه. [ومن قرأ: عَوِرة. ذكّر وأنّث. ومن قرأ: عَوْرة قال في التّذكير والتّأنيث والجمع (عَوْرة) كالمصدر. كقولك: رجل صومٌ وامرأة صوم ونسوةٌ صَوْمٌ ورجالٌ صوم، وكذلك قياس العَوْرة: والعَوَرُ: تركُ الحقّ. قال العجاج :

وَعَوَّرَ الرَّحمنُ مَنْ وَلَّى العَوَر

ويقال: تردُ على فلانٍ عائرة عين من المال وعائرة عينين، أي: ترد عليه إبلٌ كثيرة كأنّها من كثرتها تملأ العينين، حتى تكاد تَعُورها. وسلكت مفازة فما رأيت فيها عائِرَ عَيْنٍ، [أي: أحداً يَطْرِفُ العينَ فَيَعُوُرها] . وعَوَّرَ عينَ الرَّكِيَّة [أَفْسَدها حتى نضبَ الماء] . وعُوَيْر: اسم موضعٍ بالبادية. وسَهْمٌ عائِرٌ: لا يُدرَى من أينَ أتَى . والعَيْرُ: الحمار الأهليّ والوحشيّ. والجمع أعيار، والمعيوراء ممدوداً: جماعة من العَيْر، وثلاث كلمات جِئْنَ ممدوداتٍ: المعيوراء والمعلوجاء والمشيوخاء على مَفْعُولاء، ويقولون: مَشْيَخَة، أي مَفْعَلَة ولم يجمعوا مثل هذا. والعَيْر: العظم الباقي في وسط الكتف، والجميع: العِيَرة. وعَيْرُ النّعل: وسطه. قال :

فصادف سَهمُه أحجارَ قُفٍّ ... كسرْنَ العَيْرَ منه والغِرارا

والعَيْرَ: جبلٌ بالمدينة. والعَيْرُ: اسم موضعٍ كان خِصباً فغيَّره الدهر فأقفره، وكانتِ العربُ تَستوحِشُهُ. قال :

وواد كجوف العير قفر مَضِلّةٍ ... قطعت بسامٍ ساهمِ الوجْهِ حسّان

ولو رأيت في صخرة نتوء، حرفاً ناتئاً خلقةً كان ذلك عَيْراً له. والعِيارُ: فِعْلُ الفرسِ العائرِ، أو الكلبِ العائرِ عارَ يَعِيرُ عِياراً وهو ذهابه كأنّه مُنْفَلِتٌ من صاحبه. وقصيدة عائرة: سائرة. ويقال: ما قالت العرب بيتاً أَعْيَرَ من قول شاعر هذا البيت:

ومن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَه ... ومن يغوِ لا يَعْدَمْ على الغي لائما والعارُ: كلّ شيء لزم به سُبّة أو عَيْب. تقول: هو عليه عارٌ وشَنارٌ. والفعل: التّعيير، والله يُغَيِّر ولا يُعَيِّر. والعارِيَّةُ: ما استعرت من شيء، سمّيت به، لأنّها عارٌ على من طلبها، يقال: هم يتعاورون من جيرانِهم الماعُونَ والأمتعة. ويقال: العارِيَّة من المعاوَرَة والمناوَلَة. يتعاورون: يأخُذونَ ويُعطُون. قال ذو الرّمة :

وسِقْطٍ كعَيْنِ الديك عاورت صحبتي ... أباها وهيّأنا لموقِعها وَكْرا

والعيار: ما عايرت به المكاييل. والعيار صحيح وافر تام. عايَرْتُه. أي: سوّيته عليه فهو المِعْيار والعيار. وعيّرتُ الدّنانيرَ تعييراً، إذا ألقيت ديناراً فتُوازِنُ به ديناراً ديناراً. والعِيار والمِعيار لا يقال إلا في الكَيْل والوَزْن. وتعاوَرَ القوم فلاناً فاعتوروه ضرباً، أي: تعاونوا فكلّما كفّ واحد ضرب الآخر، وهو عامّ في كلّ شيء. وتعاورتِ الرّياحُ رسماً حتى عفّته، أي: تواظبت عليه. قال :

دِمنةٌ قفرة تعاورها الصيف ... بريحَيْن من صَباً وشمالِ

والعائر: غَمَصَةٌ تَمُضُّ العينَ كأنّما فيها قذى وهو العُوَّار. قالت الخنساء :

قذًى بعينك أم بالعينِ عُوَّار وهي عائرة، أي ذات عُوَّار، ولا يقال في هذا المعنَى: عارتْ، إنّما هو كقولك: دارِعٌ ورامح، ولا يقال: دَرَعَ، ولا رَمَحَ. ويقال: العائرة: بَثْرَة في جفن العين الأسفل. ويقال: عارت عينه من حزن أو غيره، قال كثيّر:

بعينٍ مُعَنّاةٍ بعزّةَ لم يَزَلْ ... بها منذُ ما لم تلقَ عزّةَ عائرُ

رعو: رعي: ارْعَوَى فلانٌ عن الجهْلِ ارعِواءً حسناً، ورَعْوَى حسنة وهو نزوعه عن الجهل وحسن رجوعه. قال :

إذا ارعَوى عاد إلى جهله ... كذي الضنى عاد إلى نكسه

ورعَى يرعَى رَعْياً. والرّعيُ: الكَلأ. والرّاعي يَرْعاها رعايةً إذا ساسَها وسَرَحَها. وكلُّ من وليَ من قومٍ أمراً فهو راعِيهم. والقوم رَعيّتُهُ. والرّاعي: السّائسُ، والمَرْعيُّ: المَسُوس. والجميع: الرِّعاء مهموز على فِعالٍ رواية عن العرب قد أجمَعَتْ عليه دونَ ما سواه. ويجوز على قياس أمثاله: راعٍ ورُعاة مثل داعٍ ودُعاة. قال :

فليس فِعْلٌ مثلَ فعلي ولا المرعي ... في الأقْوامِ كالرّاعي

والإبل ترعى وترتعي. وراعيتُ أُراعي، معناه: نظرت إلى ما يصير [إليه] أمري. وفي معناه: يجوز: رعيت النجوم، قالت الخنساء :

أرعَى النُّجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها ... وتارة أَتَغشَّى فَضْلَ أَطْماري

رعيت النّجومَ، أي: رَقَبْتُها، وفلان يَرْعَى فلاناً إذا تعاهد أمرَه. قال القطامي :

ونحن رعية وهم رعاة ... ولولا رعيهم شنع الشَّنارُ

والرّعيان: الرّعاة. والمَرْعَى: الرّعي أي المصدر، والموضِع. واسْتَرعيتُه: ولّيتُه أمراً يَرْعاه. وإبل راعية، وتُجمَعُ رَواعي. والإرعاء: الإبقاء على أخيك. وأَرْعَى فلانٌ إلى فلانٍ، أي: استمع، وروي عن الحسن: راعنا بالتنوين وبغير التنوين ويُفَسَّرُ في باب (رعن) . ورجل تِرْعِيَّة: لم تزل صنعته وصنعة آبائه الرِّعاية. قال :

يسوقها تِرْعِيَّةٌ جافٍ فضل

وأَرْعيتُ فلاناً، أي أعطيتُه رِعْيةً يرعاها.

وعر: الوعْرُ: المكانُ الصُّلْب وَعُرَ يَوْعُر ووَعَرَ يَعِرُ وَعْراً ووُعوراً والجمع: وُعُورٌ. وتوعّر المكانُ. وفلانٌ وَعْرُ المعروف: قليلُه. قال الفرزدق :

وَفَتْ ثمّ أدّتْ لا قليلا ولا وعرا أي: وَلَدَتْ فأنجبتْ، وأكثرت، يعني: أمّ تميم. واستوعر القومُ طريقَهم. وأوعروا، أي، وقعوا في الوَعْر.

روع: الرَّوْعُ: الفزع. راعني هذا الأمرُ يَرُوعني، وارتَعْت له، وروَّعَني فتروَّعْت منه. وكذلك كلُّ شيء يَروعُك منه جمالٌ أو كثرةٌ. تقول: راعني فهو رائعٌ. وفرس رائع: كريم يروعك حسنُه، وفرسٌ رائع بيّن الرَّوْعة. قال :

رائعةُ تحمل شيخاً رائعاً ... مجرَّباً قد شهِدَ الوقائعا

والأرْوَعُ من الرّجال: من له جسم وجهارة وفضلٌ وسُودَد، وهو بيّنُ الرَّوَع. والقياس في اشتقاق الفعل منه: رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً. ورُوعُ القلب: ذِهْنُه وخَلَدُه. يُقال: رجع إليه رُوعُه ورُواعُهُ إذا ذهب قلبه ثم ثاب إليه.

ورع: الوَرَعُ: شدّةُ التَحَرَّجِ. ورّعْهُ: اكفُفْهُ كفّاً. ورجلٌ وَرِعٌ متورَعٌ. [إذا كان متحرجاً] . والوَرَعُ: الجبان، ورُعَ يَوْرُعُ وَراعةً. ومن التّحرّج: وَرِعَ يَرِعُ رِعَةً. وسمّي الجبانُ وَرَعاً لإحجامه ونكوصه، ومنه يقال: وَدَّعْتُ الإبلَ عن الحوض، إذا رَدَدْتُها فارتدت.

وفي الحديث: ورّعوا اللّص ولا تُراعوه .

أي ردّوه بتعرّضٍ له، أو بثنية، ولا تنتظروا ما يكون من أمره. قال :

وقال الذي يرجو العُلالَة وَرِّعُوا ... عن الماء لا يطرق وهن طوارِقُهْ

يعر: اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الشّاة تُشَدُّ عندَ زُبْيَة الذّئب. واليُعارُ: صوت من أصوات الشّاء شديد. يَعَرَتْ تَيْعَرُ يُعاراً. قال :

تيوساً بالشَّظيّ لها يُعار

واليَعور : الشّاة التي تبولُ على حالِبها، وتُفْسِدُ اللَّبنَ .

ريع: الرَّيْع: فضل كلّ شيء على أصله، نحو الدّقيق وهو فضلُهُ على كَيْلِ البُرّ، ورَيْعُ البَذْرِ: فضل ما يَخْرُجُ من النُّزْلِ على أصلِ البَذْر. والرَّيْع: رَيْع الدّرع، أي: فضل كُمَتِها على أطرافِ الأنامل. قال قيس بن الخطيم :

مُضَاعَفَةً يَغْشَى الأناملَ رَيْعُها ... كأن قَتِيرَيْها عيونُ الجنادبِ وراع يَرِيعُ رَيْعاً، أي: رجع في كلّ شيء. والإبل إذا تفرّقت فصاح بها الرّاعي راعت إليه، أي: رجعت، قال :

تَرِيعُ إلى صوتِ المُهيبِ وتتّقي

ورَيْعانُ كلِّ شيء أوّلُه وأفضلُه. ورَيْعانُ الشَّباب صدرُه. ورَيْعانُ المطر أوّلُهُ. والرِّيعُ: هو السّبيل سُلِكَ أو لم يُسْلَكْ، قال :

كظهْرِ التُّرس ليس بهنّ رِيعُ 

سلق

(سلق) : ناقَةٌ سَيْلَقٌ: حَدِيدًةٌ.
(سلق) : السَّلِيقُ: الأَقِطُ قد خُلِطَ به الطَّراثِيث، أو بَقْلَةٌ حامِضَةٌ.
سلق: {سلقوكم}: بالغوا في عتبكم. 
(سلق) - في حديث أبي الأسود الدُّؤَلىّ: "أَنه وَضَع النَّحو حين اضْطَرب كَلامُ العرب وظَهَرت السلِيقِيَّة".
السَّلِيقِيَّةَ: ما كان الغالب عليه السُّهُولَة من غير أن يُتَعهَّدَ إعرابُه، مَنْسوبَة إلى السَّليِقَة وهي الطَّبيعة. قال الشاعر:
ولَستُ بنَحوِيٍّ يَلُوكُ لسانَه
ولكن سَليقِىٌّ أَقول فأُعْرِبُ
سلق
السَّلْقُ: بسط بقهر، إمّا باليد أو باللسان، والتَّسَلُّقُ على الحائط منه، قال: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ
[الأحزاب/ 19] ، يقال: سَلَقَ امرأته: إذا بسطها فجامعها، قال مسيلمة: (وإن شئت سلقناك وإن شئت على أربع) 
والسَّلْقُ: أن تدخل إحدى عروتي الجوالق في الأخرى، والسَّلِيقَةُ: خبز مرقّق، وجمعها سَلَائِقُ، والسَّلِيقَةُ أيضا: الطّبيعة المتباينة، والسَّلْقُ: المطمئنّ من الأرض.
س ل ق : السِّلْقُ بِالْكَسْرِ نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ وَالسِّلْقُ
اسْمٌ لِلذِّئْبِ وَالسِّلْقَةُ لِلذِّئْبَةِ وَسَلَقْتُ الشَّاةَ سَلْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ نَحَّيْتُ شَعْرَهَا بِالْمَاءِ الْحَمِيمِ وَسَلَقْتُ الْبَقْلَ طَبَخْتُهُ بِالْمَاءِ بَحْتًا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ وَهَكَذَا الْبَيْضُ يُطْبَخُ فِي قِشْرِهِ بِالْمَاءِ وَسَلَقَهُ بِلِسَانِهِ خَاطَبَهُ بِمَا يَكْرَهُ. 
س ل ق: (سَلَقَهُ) بِالْكَلَامِ آذَاهُ وَهُوَ شِدَّةُ الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب: 19] وَ (سَلَقَ) الْبَقْلَ أَوِ الْبَيْضَ أَغْلَاهُ بِالنَّارِ إِغْلَاءَةً خَفِيفَةً وَبَابُ الْكُلِّ ضَرَبَ. وَ (السِّلْقُ) النَّبْتُ الَّذِي يُؤْكَلُ. وَ (تَسَلَّقَ) الْجِدَارَ تَسَوَّرَهُ. وَ (سَلُوقُ) قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا الدُّرُوعُ وَالْكِلَابُ (السَّلُوقِيَّةُ) . وَقِيلَ: (سَلُوقُ) مَدِينَةُ اللَّانِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا الْكِلَابُ السَّلُوقِيَّةُ. 
س ل ق

أخذته فسلقته لقفاه وسلقيته. قال:

حتى إذا قالوا تيفع مالك ... سلقت أميمة مالكاً لقفاه

وسلقت اللحم عن العظم: قشرته. وركبت الدابة فسلقتني إذا سحجت باطن فخذيك وأليتيك. وسلق الرأس في الماء الحار حتى ذهب شعره. وطبخ لنا سليقة وهي الذرة المهروسة. وتقول: الكرم سليقته، والسخاء خليقته. وهو يتكلم بالسليقة، وكلام سليقي، ورجل سليقي قال:

ولست بنحويّ يلوك لسانه ... ولكن سليقي أقول فأعرب

وكلب سلوقيّ: منسوب إلى قرية باليمن. وتسلق الحائط.

ومن المجاز: سلقه بلسانه، ولسان مسلق وسلاق. وهي سلقة من السلق وهي الذئبة: للسليطة.
[سلق] فيه: ليس منا من "سلق" أي رفع صوته عند المصيبة، وقيل: أن تصك وجهها وتمرشه. ومنه ح: لعن الله "السالقة" ويقال بصاد. وح: ذاك الخطيب "المسلق" الشحشاح، أي نهاية في الخطابة. وفيه: وقد "سلقت" أفواهنا من أكل الشجر، أي خرج فيها بئور، وهو داء يقال له السلاق. وفي ح المبعث: فانطلقا بي إلى ما بين المقام وزمزم "نسلقائى" على قفأي، أي ألقيإني على ظهرى، يقال: سلقه وسلقاه بمعنى، ويروى بصاد. ومنه: "فسلقنى" بحلاوة القفا. وفيه: فاذا رجل "مسلنق" أو "مستلق" على قفاه، ونونه زائدة. ك: في مزرعة لها "سلق" بكسر مهملة وسكون لام مفعول تجعل وحقه أن يكتب بألف لكن جاء على لغة من يقف على المنصوب بالسكون، ويروى برفعه نائب فاعل تجعل مجهولا، أو مبتدأ ولها خبره. نه: وفي ح أبى الأسود: إنه وضع النحو حين اضطرب كلام العرب وغلبت "السليقية" أي لغة يسترسل فيها المتكلم بها على سليقته أي سحيته وطبيعته من غير تعمد إعراب ولا تجنب لحن.

سلق


سَلَقَ(n. ac. سَلْق)
a. Boiled; scalded; scorched; singed.
b. Threw down on his back.
c. [acc. & Bi], Pierced, cut, hurt with.
d. [Fī], Marked, left its traces on.
c. Greased.
f. see IV (b)
سَلَّقَa. Gathered herbage.

أَسْلَقَa. Hunted, trapped wolves.
b. Inserted into a loop, a handle (stick).

تَسَلَّقَa. Climbed, scaled a wall.
b. Was harassed, tormented by grief.

سَلْقa. Mark, scar.

سِلْق
(pl.
سُلْقَاْن)
a. Greens; herbs.
b. Beet-root, beet.
c. Water-course, channel.
d. (pl.
سِلْقَاْن
سُلْقَاْن), Wolf.
سِلْقَة
(pl.
سِلْقَاْن
سُلْقَاْن)
a. She-wolf; shrew, virago, termagant.

سَلَقa. see 1b. ( pl.
34; 35
أَسْلَاْق أَسَاْلِيْقُ), Plain.
سَلَاْقَةa. Virulence of language.

سَلَاْقِيّ)
a. Greyhound.

سُلَاْقa. Eruption.
b. Tumour.

سَلِيْقa. Fallen leaves.

سَلِيْقَة
(pl.
سَلَاْئِقُ)
a. Boiled.
b. Vegetables; herbs.
c. Character, disposition, temperament.

سَلُوْقa. Salouk (city).
سَلُوْقِيّa. Of Salouk ( greyhound; cuirass ).

سُلَّاْق
S.
a. [art.], The Ascension.
سَلَقْلَق
a. see 2t
(سلق)
سلقا عدا وَصَاح وَرفع صَوته وَاللَّحم الْخضر بِالْمَاءِ الْحَار وَفِيه أغلاه دون أَن يضيف إِلَيْهِ شَيْء من دهن وأفاويه وَفُلَانًا بِكَلَامِهِ أَو بِلِسَانِهِ آذاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِذا ذهب الْخَوْف سلقوكم بألسنة حداد} وضربه وطعنه فَأَلْقَاهُ على جنبه وصرعه على قَفاهُ والطبيب فلَانا مده على ظَهره والذبيحة بِالْمَاءِ الْحَار سمطها وأذهب شعرهَا أَو وبرها وَاللَّحم عَن الْعظم نحاه وقشره وَيُقَال ركب الدَّابَّة فسلقت بَاطِن فَخذيهِ أَو أليتيه وبالسوط وَغَيره سلخ جلده وَظهر الدَّابَّة أدبره وسلخه وَالْبرد أَو الْحر النَّبَات أحرقه وَالْجَلد دهنه والحائط وَغَيره صعد عَلَيْهِ وَالْعود وَنَحْوه فِي العروة أدخلهُ والجوالق وَنَحْوه أَدخل إِحْدَى عروتيه فِي الْأُخْرَى فَهُوَ مسلوق وسليق

(سلق) فلَان على هَذِه السليقة وسلقها فطر عَلَيْهَا
سلق
سَلَقْتُه بلِساني: أسْمَعْتَه ما كَرهَ فأكْثَرْتَ؛ سَلْقاً.
ولسانٌ مِسْلَقٌ: حَدِيدٌ. والسِّلْقُ: نَباتٌ.
والسِّلْقَةُ: الذِّئْبَةُ. وفي المَثَل: " أسْلَطُ من سِلْقَةٍ " من سَلاطَةِ اللِّسان.
والسُّلاقُ: بَثَرٌ يَخْرُجُ على اللِّسان.
والسَّلِيْقَةُ: مَخْرَجُ النِّسْع في جَنْب البَعِير؛ وهو أنْ يَذْهَبَ الوَبَرُ والشَّعرُ ويَبْقى أثَرُه، وهي السَّلائق. والسَّلِيْقُ: يَبِيْسُ الشِّبْرِقِ. والذي طَبَخَتْه الشَمْسُ وسَلَقَتْه.
والسَّلِيْقَةُ: الطَّبِيعةُ والغَرِيْزَةُ. وسلوْقٌ: موضعٌ باليَمَن تُنْسَبُ إليه الكِلابُ.
والسَّلوْقيُّ من الدُّرُوْع: أجْوَدُها.
والسلِيْقيُ من الكلام: ما لا يُتَعاهَدُ إعْرابُه وهو في ذاك فَصِيْحٌ. والأسْلاقُ: بُطُونٌ من الأرض يَنْبُتُ فيها العُشْبُ، الواحِدُ سَلَقٌ. وهو المُطْمَئنُّ من الأرض. والتَّسَلُّقُ: الصُّعُودُ على حائطٍ أمْلَسَ.
والسَّيْلَقُ: السَّرِيْعَةُ، ناقَةٌ سَيْلَقٌ. وسَلَقَ سَلْقَةً: عَدَا عَدْوَةً.
والسَّلْقُ: أنْ تُدْخِلَ إحدى عُرْوَتَي الجُوالِقِ في الأخرى. وسَلَقَه بالهِنَاءِ: إذا هَنَأهُ أجْمَعَ.
وسَلَقَه - أيضاً -: صَرَعَه. والسَّلْقَاةُ: ضَرْبٌ من البُضْع على الظَّهْرِ.
والأسالِقُ: ما يلي لَهَوَاتِ الفَم من داخِلٍ.
وامْرَأة سَلَقْلَقَةٌ: صَخابَة. والسَلاقُ: عِيْد من أعياد النًصَارى.
والسلُوْقية: مَقْعَدُ الربّانِ في السفِينة. والضَبَّةُ التي ألْقَتْ وَلَدَها سِلْقَةً.
[سلق] السَلَقُ: القَاعُ الصَفْصَفُ، وجمعه  سلقان، مثل خلق وخلقان وكذلك السملق بزيادة الميم، والجمع السَمالِقُ. وطعنته فَسَلَقْتُهُ، إذا ألقيته على ظهره. وربما قالوا: سلقيته سلقاء، يزيدون فيه الياء، كما قالوا جعبيته جعباء، من جعبته أي صرعته. ويقال: سلقها وسَلْقاها، إذا بَسَطها ثم جامَعَها. واسلنقى الرجل، إذا نام على ظهره، وهو افعنلى. وَسَلَقَ : لغةٌ في صَلَقَ، أي صاح. وَسَلَقَهُ بالكلام سَلْقاً، أي آذاه، وهو شدَّة القول باللسان. قال تعالى: {سَلَقوكُمْ بِأَلْسِنَة حِدادِ} . قال أبو عبيدة: بالغوا فيكم بالكلام. والمِسْلاقُ: الخطيبُ البليغُ، وهو من شدَّة صوته وكلامِه. وكذلك السلاق وقال الاعشى: فيهم الحزم والسماحة والنجدة فيهم والخاطب السَلاَّقُ ويروى: " المِسْلاقُ " يقال خطيبٌ مِسْقَعٌ مِسْلَقٌ. وَسَلَقْتُ المزادةَ، أي دهنتها. قال الشاعر: كأنَّهما مَزادتا مُتَعَجَّلٍ فَرِيَّانِ لما يُسْلَقا بِدِهانِ وَسَلَقْتُ البقلَ والبيضَ، إذا أغليتَه بالنار إغلاءة خفيفة. والسلاق: بثر يخرج على أصل اللسان، ويقال: تَقَشُّرٌ في أصول الأسنان. والسَلقُ: أَثَرُ دَبَرَةِ البعير إذا برأتْ وابيض موضها. والسلق: أن تدخل إحدى عُروتي الجوالق في الأخرى. قال الراجز: وحوقل ساعده قد انملق يقول قطبا إن سلق والسِلْقُ: بالكسر: الذِئْبِ، والأنثى سِلْقَةٌ، وربّما قيل للمرأة السليطة: سِلْقَةٌ. والسِلْقُ: النبتُ الذي يؤكل. والسَليقَةُ: أثر النِسْعِ في جنب البعير. والسَليقَةُ: الطبيعةُ. يقال: فلان يتكلَّم بالسَليقَةِ، أي بطبعه لا عن تعلم، وهى منسوبة . وتسلق الجدار، أي تسوره. والسَليقُ: ما تَحَاتَّ من الشجر، ومنه قول الراجز:

تشمع منها في السليق الاشهب * وسلوق: قربة باليمن، تنسب إليها الدروع السلوقية والكلاب السلوقية. ويقال: سلوق مدينة السلان ، تنسب إليها الكلاب السلوقية، قال القطامى: معهم ضوار من سلوق كأنها حصن تجول تجرر الارسانا
باب القاف والسين واللام معهما س ل ق، ل س ق، س ق ل، ق ل س، ل ق س مستعملات

سلق: سَلقتُه باللسان: أسمعته ما كره فأكثرت عليه. ولسان مِسْلَقٌ: حديد ذلق. والسِّلْقُ: نبات. والسِّلْقَةُ: الذئبة. والسُّلاقُ: بثر يخرج على اللسان. والسَّليقة: مخرج النسع في دف البعير، واشتقاقه من: سَلَقْتُ الشيء بالماء الحار، وهو أن يذهب الوبر والشعر ويبقى أثره، فلما أحرقته الحبال شبه بذلك فسميت سلائق، قال:

تبرق في دفها سَلائقُها

والسَّلُوقيُّ من الكلاب والدروع: أجودها، قال:

تقد السَّلُوقيَّ المضاعفَ نَسجهُ

والسَّلُيقيُّ من الكلام: ما لا يتعاهد إعرابه، وهو في ذلك فصيح بليغ في السمع عثور في النحو. والتَسَلُّقُ: الصعود على حائط أملس. والسَّليقةُ: الطبيعة، ويجمع سَلائِقَ. والأسلاقُ من الأرض: معشبة، الواحد سَلَقٌ، قال الأعشى:

[كخذولٍ ترعى النواصفَ من تثليث ... قفراً] خلالها الأَسْلاقُ

لسق: اللَّسَقُ : إذا التزقت الرئة بالجنب من شدة العطش قيل: لسقت لسقا، قال رؤبة:

وبل برد الماء أعضاد اللَّسَقْ

أي نواحيه. واللُّسُوقُ كاللُّزُوقِ في كل التصريف.

سقل: السَّقْلُ: الصَّقْلُ، لغة فيه.

لقس: اللَّقِسُ: الشره النفس، الحريص على كل شيء، ولَقِسَت نفسه إلى الشيء: نازعته حرصاً.

وفي الحديث: لا تقل خبثت نفسي، ولكن لَقِسَتْ.

قلس: القَلسُ: حبل ضخم من ليف أو خوص. والقَلْسُ: ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه، وليس بقيء، فإذا غلب فهو القيء، يقال: قَلَسَ الرجل يقلِس قلساً، وهو خروج القَلسِ من حلقه. والسحابة تَقلِسُ الندى إذا رمت به من غير مطر شديد: قال

ندى الرَّملِ مَجَّته العِهادُ القوالس  والتَقَلُّسُ: لبس القلنسوة، والقلاسُ صاحبها وصانعها، والجميع قَلانِسُ وقَلاسي، ويصغر: قُلَيْسِيَةٌ بالياء، وقُلَنْسِيةٌ بالنون. وقَلَنْسِيةٌ، وتجمع على القلنسي، قال:

أهل الرياط البيضِ والقَلَنْسي

والتَقليسُ: وضع اليدين على الصدر خضوعاً كفعل النصراني قبل أن يكفر أي يسجد.

وفي الحديث: لما رأوه قَلَّسُوا ثم كفروا

أي سجدوا. والأنقَلَسُ، بنصب اللام والألف، ويكسران أيضاً، وهو سمكة على خلقة حية يقال لها: مارماهي .
سلق
انسلقَ ينسلق، انسلاقًا، فهو مُنسلِق
• انسلق الطَّعامُ: مُطاوع سلَقَ: سُلِق، أُغِليَ بالماء الحارّ دون إضافة شيء من دهن وتوابل "انسلق اللّحمُ".
• انسلق النَّباتُ: احترق بالبرد أو الحرّ. 

تسلَّقَ/ تسلَّقَ على يتسلَّق، تسلُّقًا، فهو مُتسلِّق، والمفعول مُتسلَّق
• تسلَّق الشَّيءَ/ تسلَّق على الشَّيء: ارتقاه، علاه وصَعِد عليه "تسلّق جبلاً: رقِيَه- تسلّق جدارًا: - من رغب في الثَّمرة فليتسلَّق الشَّجرة [مثل أجنبيّ] " ° النَّباتات المتسلِّقة: المعترشة أو المعرِّشة. 

سلاقى [جمع]: (حن) سلالة كلاب عدّاءة تصيد الغزلان والأرانب. 

سَلْق1 [مفرد]: مصدر سلَقَ. 

سَلْق2/ سِلْق [جمع]: (نت) نوع من البقل له ورق طويل وأصل ذاهب في الأرض، وورقه غضّ طريّ يُؤكل مطبوخًا. 

سَليق [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من سلَقَ: مسلوق؛ مطبوخ بالماء وحده من غير دهن أو توابل "لحمٌ/ بقلٌ سليق". 

سَلِيقة [مفرد]: ج سلائِقُ:
1 - طبيعة، سَجِيّة، فِطرة "استرسل في الكلام على سَليقته- الكرم سليقتُه والسَّخاءُ خليقتُه" ° سُلِق على سَليقة معيّنة: طُبع عليها- يتكلّم بالسَّليقة/ عربيٌّ بالسَّليقة: ينطق بالكلام صحيحًا من غير تعلّم.
2 - ما سُلِق من البقول ونحوِها "يعيش على السَّليقة حسب إرشادات الطَّبيب". 

سَلِيقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَلِيقة.
• السَّليقيّ: العربيّ الذي ينطق بالكلام صحيحًا من غير تعلُّم "ولستُ بنحوِيّ يلوك لسانه ... ولكن سليقيّ أقول فأعربُ". 

مُتَسَلِّق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تسلَّقَ/ تسلَّقَ على.
2 - من يتقرّب إلى الآخرين ويسعى إلى بلوغ غايته بكلِّ وسيلة مهما كلّفه الأمر. 

مَسْلُوقة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول سلَقَ.
2 - أكلة لحم أو دجاج مطبوخة بالماء وحده بدون دهن أو توابل. 
(س ل ق)

السلق: شدَّة الصَّوْت.

وسلقه بِلِسَانِهِ يسلقه سلقاً: أسمعهُ مَا يكره. وَفِي التَّنْزِيل: (سلقوكم بألسنة حداد) .

ولسان مسلق، وسلاق: حَدِيد.

وخطيب سلاق: بليغ.

والسلق: الضَّرْب. وسلق الشَّيْء بِالْمَاءِ الْحَار يسلقه سلقاً: ضربه.

وسلق الْبيض بالنَّار: أغلاه.

وسلق الْأَدِيم سلقاً، دهنه.

وسلق ظهر بعيره يسلقه سلقاً: أدبره.

والسلق، والسلق: أثر دبرة الْبَعِير إِذا برأت وأبيض موضعهَا.

والسليقة: أثر النسع فِي الْجنب والسليقة: الطبيعة.

وَفُلَان يقْرَأ بالسليقية: أَي بطبيعته لَا بتعليم.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالنّسب إِلَى السليقة: سليقي، نَادِر، وَقد ابنت وَجه شذوذه فِي عميرَة كلب.

وَهَذِه سليقته الَّتِي سلق عَلَيْهَا، وسلقها.

والسليقة: شَيْء ينسجه النَّحْل فِي الخلية طولا.

والسليقة: الذّرة تدق وَتصْلح وتطبخ بِاللَّبنِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وسلق الْبرد النَّبَات: أحرقه.

وَقَالَ بَعضهم السليق: مَا تحات من صغَار الشّجر، قَالَ:

تسمع مِنْهَا فِي السليق الْأَشْهب ... معمعة مثل الضرام الملهب

والسلق: الْمَكَان المطمئن بَين الربوتين.

وَقيل: هُوَ مسيل المَاء بَين الصمدين من الأَرْض. وَالْجمع: اسلاق، وسلقان.

فَأَما قَول الشماخ:

إِن تمس فِي عرفط صلع جماجمه ... بَين الأسالق عاري الشوك مجرود فقد يكون جمع: سلق، كَمَا قَالُوا: رَهْط وأراهط. وَإِن اخْتلفَا بالحركة والسكون. وَقد يكون جمع: أسلاق الَّذِي هُوَ جمع: سلق، فَكَانَ يَنْبَغِي على هَذَا أَن يكون من الأساليق إِلَّا أَنه حذف الْيَاء، لِأَن " فعلن " هُنَا أحسن فِي السّمع من " فاعلن ".

وسلق الجوالق يسلقه سلقا: أَدخل إِحْدَى عروتيه فِي الْأُخْرَى. قَالَ:

وحوقل ساعده قد انملق ... يَقُول قطباً وَنِعما إِن سلق

والسلقة: الذئبة. وَالْجمع: سلق، وسلق. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ سلق بتكسير إِنَّمَا هُوَ من بَاب سِدْرَة وَسدر.

وَالذكر: سلق. وَالْجمع: سلقان وسلقان.

وَامْرَأَة سلقة: فَاحِشَة.

والسلقة: الجرادة إِذا القت بيضها.

والسلق: بقلة.

والانسلاق فِي الْعين: حمرَة تعتريها فتقشر مِنْهُ، وَيُقَال: تقشر فِي أصُول الْأَسْنَان.

وَقد انسلق.

والاسالق: أعالي بَاطِن الْفَم، قَالَ:

إِنِّي امْرُؤ أحسن غمز الْفَائِق ... بَين اللها الدَّاخِل والأسالق

وسلقه سلقاً وسلقاه: طعنه فَأَلْقَاهُ على جنبه.

وَقد تسلق، واستلقى، واسلنقى: نَام فِي على ظَهره عَن السيرافي.

وسلق يسلق سلقاً، وتسلق: صعد على حَائِط.

وَالِاسْم: السلق. والسلاق: عيد من أعياد النَّصَارَى.

وسلوق: أَرض بِالْيمن، وَهِي بالرومية سلقية، قَالَ الْقطَامِي:

مَعَهم ضوار من سلوق كَأَنَّهَا ... حصن تجول تجرر الأرسانا

وَالْكلاب السلوقية: منسوبة اليها، وَكَذَلِكَ: الدروع، قَالَ النَّابِغَة:

تقد السلوقي المضاعف نسجه ... وتوقد بالصفاح نَار الحباحب

والسلوقي أَيْضا: السَّيْف، انشد ثَعْلَب:

تسور بَين السرج واللجام ... سور السلوقي إِلَى الأجذام

سلق

1 سَلَقَهُ, (S, K,) [aor. ـُ inf. n. سَلْقٌ, (TK,) He prostrated him on the back of his neck; (K;) or threw him down on his back; (S;) as also ↓ سَلْقَاهُ, inf. n. سِلْقَآءٌ. (S, K.) You say, طَعَنْتُهُ فَسَلَقْتُهُ and ↓ سَلْقَيْتُهُ, i. e. [I thrust him, or pierced him, and] threw him down on his back. (S.) And سَلَقَنِى لِحُلَاوَةِ القَفَا and سَلْقَانِى ↓ عَلَى قَفَاىَ He threw me down on my back: and so with ص; but more commonly with س. (TA, from a trad.) And سَلَقَهُ الطَّبِيبُ عَلَى ظَهْرِهِ The physician extended him on his back. (TA.) And سَلَقَهَا, (S, Msb, K,) inf. n. as above, (TA,) He threw her down on the back of her neck [or on her back] for the purpose of compressing her; namely, his wife: (Msb:) or he spread her, and then compressed her; (S, K;) as also ↓ سَلْقَاهَا; (S;) namely, a girl, or young woman. (K.) b2: He thrust him, or pierced him, (K, TA,) with a spear; (TK;) and pushed him, or repelled him; and dashed himself, or his body, against him; (TA;) and ↓ سَلْقَاهُ signifies the same; (K, TA;) inf. n. سِلْقَآءٌ: (TA:) [and he struck him, or smote him; for the inf. n.] سَلْقٌ signifies the act of striking, or smiting. (TA.) [Hence,] سَلَقَهُ بِالكَلَامِ, (S, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. سَلْقٌ, (S, TA,) (tropical:) He hurt him, or displeased him, with speech; (S, K, TA;) spoke strongly, or severely, to him; (S, TA;) made him to hear that which he disliked, or hated, and did so much: (TA:) and سَلَقَهُ بِلِسَانِهِ (assumed tropical:) he said to him that which he dislike, or hated. (Msb.) سَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ, in the Kur xxxiii. 19, means (tropical:) They hurt you, or displease you, (Fr, Jel, TA,) by what they say, or bite you, (Fr, TA,) or are extravagant, or vehement, in speech to you, (AO, S, TA,) or smite you, (Bd, Jel,) with sharp tongues: (Fr, Bd, TA:) سَلْقٌ signifying the act of assaulting, and smiting, with force, with the hand, or arm, or (assumed tropical:) with the tongue: (Bd:) and the verb is also with ص; but this is not allowable in the reading [of the Kur]. (TA.) b3: You say also, سَلَقَتِ الأَقْدَامُ وَالحَوَافِرُ الطَّرِيقَ, (TK,) inf. n. سَلْقٌ, (K,) The feet of men, and the hoofs of horses or the like, marked, or made marks upon, the road. (K, TK.) b4: And سَلَقَهُ He flayed him with a whip. (K.) b5: He galled it; namely, the back of his camel. (TA.) b6: He (a beast) abraded the inner side of his (the rider's) thigh. (TA.) b7: He peeled it off; namely, the flesh from the bone (عَنِ العَظْمِ); syn. اِلْتَحَاهُ; (O, K, TA;) he removed it therefrom. (TA.) b8: He removed its hair, (Msb, K,) and its fur, (K,) with hot water, (Msb, K,) leaving the traces thereof remaining; (K;) aor. ـُ inf. n. سَلْقٌ. (Msb.) b9: He boiled it with fire: (K:) or he boiled it slightly: inf. n. as above. (TA.) You say, سَلَقْتُ البَقْلُ I boiled the herbs, or leguminous plants, with fire, slightly: (S:) or I boiled them with water merely: thus heard by Az from the Arabs: (Msb:) and in like manner, eggs, (S, Msb,) in their shells: so says Az. (Msb.) You say also, سَلَقْتُ شَيْئًا بِالمَآءِ الحَارِّ [I cooked a thing with hot water]. (Lth, TA.) And سُلِقَ is said of anything as meaning It was [boiled, i. e.] cooked with hot water (TA.) b10: سَلَقَ البَرْدُ النَّبَاتَ The cold nipped, shrunk, shrivelled, or blasted, the herbage, or plants; syn. أَحْرَقَهُ [q. v.]. (K.) b11: سَلَقَ المَزَادَةَ, (inf. n. as above, TA,) He oiled, or greased, the leathern water-bag: (S, K:) and in like manner, الأَدِيمَ [the hide, or tanned hide]. (TA.) and سَلَقَ البَعِيرَ (K, TA) بِالهِنَآءِ (TA) He smeared the camel all over with tar: (K, TA:) from Ibn-'Abbád. (TA.) A2: سَلَقَ الجُوَالِقَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. سَلْقٌ, (S, TA,) He inserted one of the two loops of the [sack called] جوالق into the other: (S, TA:) or سَلَقَ العُودَ فِى العُرْوَةِ he inserted the stick into the loop [of the جوالق]; as also ↓ اسلقهُ: (K:) accord. to AHeyth, سَلْقٌ signifies the inserting the [stick called] شِظَاظ at once into the two loops of the [two sacks called]

جُوَالِقَانِ when they are put and bound upon the camel. (TA. [See also قَطَبَ الجُوَالِقَ.]) A3: سَلَقَ الحَائِطَ: see 5.

A4: سُلِقَتْ أَفْوَاهُنَا مِنْ أَكْلِ وَرَقِ الشَّجَرِ Our mouths broke out with pimples, or small pustules, from the eating of the leaves of trees. (TA. [See سُلَاقٌ.]) A5: الِتَّى سُلِقَ عَلَيْهَا ↓ هٰذِهِ سَلِيقَتُهُ and سُلِقَهَا [This is his nature, to which he was constitutionally adapted or disposed]: said by Sb. (TA.) A6: سَلَقَ, [intrans., aor. ـُ (S, K,) inf. n. سَلْقٌ, (TA,) He called out, cried out, or shouted; or did so vehemently; or with his utmost force: (S, K:) a dial. var. of صَلَقَ: (S:) he raised the voice: (Ibn-El-Mubárak, TA:) or he raised his voice on the occasion of the death of a man, or on the occasion of a calamity: (A 'Obeyd, TA:) accord. to IDrd, the meaning [of the inf. n.] is a woman's slapping and scratching her face: but the first explanation is more correct. (TA.) b2: Also He ran. (K.) You say سَلَقَ سَلْقَةً He ran a run. (Ibn-'Abbád, O.) 4 اسلق, said of a man, His camel's back became white after the healing of galls. (TA.) A2: And He hunted, snared, or trapped, a she-wolf, (IAar. K,) which is called سِلْقَة. (IAar.) A3: See also 1, in the latter half of the paragraph.5 تَسَلَّقَ see Q. Q. 3. b2: تسلّق عَلَى فِرَاشِهِ (IAar, K, TA) ظَهْرًا لِبَطْنٍ (IAar, TA) He was, or became, restless, agitated, or in a state of commotion, upon his bed, by reason of anxiety or pain: (IAar, K, TA:) but Az says that the verb known in this sense is with ص. (TA.) A2: تسلّق الجِدَارَ, (S, K,) or الحَائِطَ; and ↓ سَلَقَهُ, inf. n. سَلْقٌ; (TA; [comp. the Chald. 165;]) He ascended, climbed, or scaled, the wall: (S, K, TA:) or تَسَلُّقٌ signifies the ascending a smooth wall: or it is like the تَسَلُّق of the Messiah to Heaven. (TA.) 7 انسلق [app. signifies It was, or became, affected with what is termed سُلَاق; said of the tongue: and in like manner said of the eye: or,] said of the tongue, it was, or became, affected with an excoriation: and اِنْسِلَاقٌ in the eye is a redness incident thereto. (TA.) Q. Q. 1 سَلْقَاهُ &c.: see 1, in five places. Q. Q. 3 اِسْلَنْقَى, of the measure اِفْعَنْلَى, (S,) He lay, or slept, (نَامَ,) on his back; (Seer, S, O, K;) like اِسْتَلْقَى [which belongs to art. لقى]; (O, K;) as also ↓ تسلّق. (TA.) سَلْقٌ The mark, or scar, of a gall, or sore, on the back of a camel, when it has healed, and the place thereof has become white; (K;) [like سَحْقٌ;] as also ↓ سَلَقٌ. (S, K.) b2: And The mark made by the [plaited thong called] نِسْع upon the side of the camel, (K, TA,) or upon his belly, from which the fur becomes worn off; (TA;) and so ↓ سَلِيقَةٌ: (S, K: *) سَلَائِقُ [is pl. of ↓ the latter word, and] signifies the marks made by the feet of men and by the hoofs of horses or the like upon the road: (K, TA:) and to these the marks made by the [plaited thongs called]

أَنْسَاع upon the belly of the camel are likened. (TA.) سِلْقٌ [Bete; and particularly red garden-bete: so called in the present day; and also called شَوَنْدَر and سَوَنْدَر and بَنْجَر:] a certain plant, (S, Msb,) or herb (بَقْلَةٌ), (K,) that is eaten, (S,) well known; (Msb, K;) i. q. جغندر [or چُغُنْدُرْ, whence the vulgar name شَوَنْدَر, and hence سَوَنْدَر]; so says ISh; i. e. in Pers\.; in some of the MSS.

جلندر [a mistranscription for چُگُنْدُرْ]; a plant having long leaves, and a root penetrating [deeply] into the earth, the leaves of which are tender, and are cooked: (TA:) it clears [the skin], acts as a dissolvent, and as a lenitive, and as an aperient, or a deobstruent; exhilarates, and is good for the نِقْرِس [i. e. gout, or podagra,] and the joints: its expressed juice, when poured upon wine, converts it into vinegar after two hours; and when poured upon vinegar, converts it into wine after four hours; and the expressed juice of its root, used as an errhine, is an antidote to toothache and earache and hemicrania. (K.) [See also حُمَّاضٌ, and كُرْنُبٌ.] سِلْقُ المَآءِ and سِلْقُ البَرِّ, also, are the names of Two plants. (K.) A2: Also The he-wolf: (S, Msb, K:) and ↓ سِلْقَةٌ the she-wolf: (S, K:) or the latter signifies thus; but سِلْقٌ is not applied to the he-wolf: (K:) the pl. of سِلْقَةٌ is سُلْقَانٌ and سِلْقَانٌ: (JM, TA;) or these are pls. of سِلْقٌ; and the pl. of سِلْقَةٌ is سِلَقٌ and سِلْقٌ, (K,) or [rather] this last is a coll. gen. n. of which سِلْقَةٌ is the n. un. (Sb.) Hence the prov., ↓ أَسْلَطُ مِنْ سِلْقَةٍ (JK, Meyd) i. e. More clamorous than a she-wolf: or it may mean more overpowering. (Meyd.) b2: And hence, (TA,) ↓ سِلْقَةٌ is applied to a woman as meaning (tropical:) Clamorous; or long-tongued and vehemently clamorous, (S, K, TA,) foul, evil, or lewd; (K, TA;) likened to the she-wolf in respect of her bad qualities: (TA:) pl. سُلْقَانٌ and سِلْقَانٌ. (K.) b3: ↓ سِلْقَةٌ also signifies A female lizard of the kind called ضَبّ, (JK,) or a female locust, (TA,) when she has laid her eggs. (JK, TA.) A3: Also A water-course, or channel in which water flows, (K, TA,) between two tracts of elevated, or elevated and rugged, ground: or, accord. to As, an even, depressed tract of ground: (TA:) pl. سُلْقَانٌ (K) and أَسْلَاقٌ and أَسَالِقُ, which (i. e. the second and third of these pls.) are also said to be pls. of سَلَقٌ [q. v.]. (TA.) سَلَقٌ An even plain: (S:) or a smooth, even, tract, of good soil: (O, K: [a meaning erroneously assigned in the CK to سَلْقَةٌ:] or a depressed, even, plain, in which are no trees: (ISh:) or a low tract, or portion, of land, that produces herbage: (JK:) pl. [of mult.] سُلْقَانٌ (S, O, K) and سِلْقَانٌ (K) and [of pauc.] أَسْلَاقٌ, (JK, O, K,) and أَسَالِقُ is also a pl. of سَلَقٌ, or of its pl. أَسْلَاقٌ, as is likewise أَسَالِيقُ: (TA:) ↓ سَمْلَقٌ, also, with an augmentative م, signifies the same, and its pl. is سَمَالِقُ: (S:) or the pl. سُلْقَانٌ signifies meadows (رِيَاض) in the higher parts of [tracts such as are termed] بِرَاق [pl. of بُرْقَةٌ] and قِفَاف [pl. of قُفٌّ]. (Az, TA in art. روض.) b2: See also سَلْقٌ.

سِلْقَةٌ: see سِلْقٌ, in four places.

سَلْقَاةٌ A certain mode of compressing, upon the back. (Ibn-'Abbád, K, TA.) [See 1.]

سُلَاقٌ Pimples, or small pustules, that comes forth upon the root of the tongue: or a scaling in the roots of the teeth: (S, K:) sometimes it is in beasts (دَوَابّ). (TA.) b2: And A thickness, or roughness, in the eyelids, by reason of a corrosive matter which causes them to become red and occasions the falling off of the eyelashes and then the ulceration of the edges of the eyelids: (K:) thus سلاق of the eye is expl. in the “ Kánoon. ” (TA.) سَلِيقٌ What fall off [app. of the leaves] (S, K) from trees, (S,) or from shrubs, or small trees; (K;) or from trees which the cold has nipped, or blasted: or, accord. to As, trees which heat, or cold, has nipped, or blasted: (TA:) pl. سُلْقٌ. (K.) b2: And What has dried up of [the plant called] شِبْرِق, (Ibn-'Abbád, K,) and become parched by the sun. (Ibn-'Abbád.) A2: Also Honey which the bees build up (Ibn-'Abbád, O, K) along the length of their hive, or habitation: (K:) or, accord. to the T, ↓ سَلِيقَةٌ signifies a certain thing which the bees fabricate in their hive, or habitation, lengthwise: (TA:) pl. سُلْقٌ. (K.) A3: Also The side of a road. (K.) The two sides of the road are called سَلِيقَا الطَّرِيقِ. (Ibn-'Abbád, O.) سَلِيقَةٌ What is cooked with hot water (مَا سُلِقَ), of herbs, or leguminous plants, and the like: (K:) or, accord. to Az, what is cooked (مَا طُبِخَ) with water, of the herbs, or leguminous plants, of the [season called] رَبِيع, and eaten in times of famine: pl. سَلَائِقُ, which occurs in a trad., and, as some relate it, with ص. (TA.) b2: And Millet (ذُرَةٌ) bruised, (IAar, IDrd, Z, K,) and dressed, (IAar, IDrd, K,) by being cooked with milk: (IAar:) or أَقِط [a preparation of dried curd] with which are mixed [plants called] طَرَاثيث. (K.) A2: Accord. to Lth, (TA,) The place where the [plaited thong called] نِسْع comes forth [from the ropes that form the breast-girth], (O, K, TA,) in the side of the camel: said by him to be derived from the phrase سَلَقْتُ شَيْئًا بِالمَآءِ الحَارِّ; because it is [as though it were] burnt by the ropes: or, accord. to another explanation, its pl., سَلَائِقُ, signifies the strips of flesh between the two sides. (TA.) b2: See also سَلْقٌ, in two places.

A3: And see سَلِيقٌ.

A4: And The nature, or natural disposition or constitution, (Az, IAar, S, K,) of a man. (IAar, S.) See 1, in the last quarter of the paragraph. One says, إِنَّهُ لَكَرِيمُ السَّلِيقَةِ Verily he is generous in respect of nature. (Az.) [See also سَلِيقِيَّةٌ.]

سَلُوقِىٌّ [applied in the present day to A greyhound, and any hunting-dog;] a sort of dog: (MA:) and a sort of coat of mail: (TA:) ↓ سَلُوقِيَّةٌ [as a coll. n.] is applied to certain coats of mail: (S, K: *) and to certain dogs: so called in relation to سَلُوقُ, [said by Freytag to be written in the K سَلُوقة, but it is there said to be like صَبُور,] a town in El-Yemen; (S, MA, K; *) or a town, or district, in the border of Armenia, (K,) called اللَّان [or لَان]: (TA:) or the coats of mail are so called in relation to the former سلوق; (so in a copy of the S;) and the dogs, in relation to سَلُوق which is the city of اللَّان [or لَان]: (S, TA: *) or both are so called in relation to سَلَقِيَّةُ, a town in the Greek Empire, (IDrd as on the authority of As, and K,) said by ElMes'oodee to have been on the shore of [the province of] Antioch, remains of which still exist; (TA;) and if so, it is a rel. n. altered from its proper form. (K, TA.) b2: [It is also said in the TA to signify A sword: but a verse there cited, after Th, as an ex. of it in this sense, is mistranscribed, and casts doubt upon the orthography of the word, and upon this explanation.]

كَلَامٌ سَلِيقِىٌّ [Natural, or untaught, speech;] speech whereof the desinential syntax is not much attended to, but which is chaste and eloquent in respect of what has been heard, though often tripping, or stumbling, in respect of grammar: (Lth, L, TA:) or the speech which the dweller in the desert utters according to his nature and his proper dialect, though his other speech be nobler and better. (L, TA.) And ↓ سَلِيقِيَّةٌ [in like manner, the ة being affixed to the epithet سَلِيقِىٌّ to convert it into a subst.,] signifies The dialect in which the speaker thereof proceeds loosely, or freely, according to his nature, without paying much attention to desinential syntax, and without avoiding incorrectness. (O, TA.) You say, ↓ فُلَانٌ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلِيقِيَّةِ, meaning Such a one speaks according to his nature, not from having learned. (S, K.) And ↓ فُلَانٌ يَقْرَأُ بِالسَّلِيقِيَّةِ Such a one reads, or recites, according to the natural condition in which he has grown up, not as having been taught. (TA.) سَلُوقِيَّةٌ: see سَلُوقِىٌّ.

A2: Also The sitting-place of the رُبَّان [or captain] of a ship. (Ibn-'Abbád, O, K.) سَلِيقِيَّةٌ: see سَلِيقِىٌّ, in three places.

سَلَّاقٌ: see مِسْلَقٌ, in two places.

السُّلَاقُ A certain festival of the Christians; (K;) that of the Ascension of Jesus into Heaven: (TK:) derived from سَلَقَ الحَائِطَ [expl. above (see 5)]: said by IDrd to be a foreign word (أَعْجَمَىٌّ), and in one place said by him to be Syriac, arabicized. (TA.) سَالِقَةٌ A woman raising her voice, on the occasion of a calamity, (K, TA,) or on the occasion of the death of any one: (TA:) or slapping her face: (K, TA:) thus says Ibn-El-Mubárak: but the former explanation is the more correct: it occurs in a trad., in which such is said to have been cursed by the Prophet; and, as some relate it, with ص. (TA.) سَمْلَقٌ: see سَلَقٌ: and see also art. سملق.

سَيْلَقٌ Quick, or swift; a fem. epithet; (Ibn-'Abbád, O, K;) applied to a she-camel: (Ibn-'Abbád, O:) in the Tekmileh, سَلِيقٌ, which is a mistake: in the L, a she-camel having a penetrative energy in her pace. (TA.) الأَسَالِقُ What is next to the لَهَوات [app. here a pl. used as a sing., meaning the uvula] of the mouth, internally: (Ibn-'Abbád, O, K:) or the upper parts of the interior of the mouth: (TA:) or the upper parts of the mouth, (M, TA,) those to which the tongue rises: thus applied, it is a pl. having no sing. (TA.) خَطِيبٌ مِسْلَقٌ and ↓ مِسْلَاقٌ and ↓ سَلَّاقٌ (tropical:) An eloquent speaker or orator or preacher: (S, K, TA:) because of the vehemence of his voice and his speech. (S, TA.) And لِسَانٌ مِسْلَقٌ and ↓ سَلَّاقٌ (tropical:) A sharp, cutting, or eloquent, tongue. (TA.) مِسْلَاقٌ: see the next preceding paragraph.

مَسْلُوقَةٌ, meaning A skinned fowl cooked [i. e. boiled] with water, by itself, [and also any boiled meat, is agreeable with a classical usage of the verb from which it is derived, but] is [said to be a vulgar term. (TA.)
سلق
سَلَقَه بالْكلَام يَسْلقه سَلْقاً: آذاهُ وَهُوَ شدَّة القَوْلِ باللِّسانِ، وَهُوَ مَجازٌ، ويُقال: سَلَقَه بلِسانِه سَلْقاً: أَسْمَعَهُ مَا يَكْرَه، فأكْثَر، وَفِي التَّنْزِيل: سَلَقُوكُمْ بألْسِنَة حِدادٍ أَي: بالَغُوا فيكُم بالكَلام، وخاصَمُوكُم فِي الغَنِيمَةِ أَشد مخاصَمَةَ قالَه أَبو عُبَيْدَةَ، وقالَ الفرّاءُ: مَعْناهُ عَضُّوكُم، يَقُول: آذوكم بالْكلَام فِي الأمْرِ بألْسِنَةٍ سَلِيطَةٍ ذَرِبَةٍ، قالَ: ويُقالُ: صَلَقوكُم، بالصّادِ، وَلَا يَجُوز فِي القِراءَةِ.
وسلقَ اللحْمَ عَن العَظْم أَي: الْتَحاه ونَحّاهُ عَنهُ.
وسَلَقَ فُلاناً: إِذا طَعَنَه ودَفَعَه وصَدَمَه كسَلْقاهُ يُسَلْقِيه سِلْقاءً، يَزِيدونَ فِيهِ الياءَ، كَمَا قالُوا: جَعْبَيْتُه جِعْباءً، من جَعَبْتُه أَي: صَرَعْتُه.
وسَلَقَ البَرْدُ النَّبَات: إِذا أحْرَقَه فَهُوَ سَلِيقٌ: سَلَقَهُ البَرد فأحْرَقَة.
وسَلَقَ فُلاناً: صَرَعَهُ على قَفاهُ وكذلِكَ سَلْقاهُ، وَمِنْه حَدِيث المَبْعَثِ: أَتانِي جِبْرِيلُ فسَلَقنِي لِحَلاوَةِ القَفا وَفِيه أيْضاً: فسَلَقانِي عَلَى قَفايَ أَي: ألقَيانِي على ظَهْرِي، ويُرْوَى بالصّادِ، والسِّينُ أَكثرُ.
وسَلَقَ المزادَةَ سَلْقاً: دَهَنَها وكذلِكَ الأدِيمَ، نَقَلَه الجَوْهَرِي، وأَنْشَد لامْرِىءَ القَيْسِ:
(كأنَّهُما مَزادَتا مُتَعَجِّل ... فَرِيّانِ لَمّا يُسْلَقا بدِهانِ)
وَهُوَ قَوْلُ ابنِ دُريْدٍ.
وسَلَقَ الشَّيْء سَلْقاً: غَلاهُ بالنّارِ قالَه ابنُ دُرَيْدٍ، وقِيلَ: أَغْلاه إغْلاءَةً خَفِيفَةً، كَمَا فِي الصِّحاح. وسَلَقَ العُودَ فِي العُرْوَةِ: أدْخَلَه، كأسلَقَه عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ غيرُه: سَلَقَ الجُوالِقَ، يَسْلقُه سَلْقاً: أدخلَ إِحدى عُرْوَتَيْهِ فِي الأخرَى، قَالَ: وحَوْقَل ساعِدُه قد انْمَلَق يَقُولُ قطْباً ونِعِمّا إِنْ سَلَقْ وَقَالَ أبُو الهَيْثَم: السلْقُ: إِدْخالُ الشِّظاظِ مَرَّة واحِدَةً فِي عُرْوَتَيِ الجوالِقَيْنِ إِذا عُكِمَا على البَعِيرِ، فَإِذا ثَنَيْتَه فَهُوَ القَطْبُ، قالَ الراجز: يَقُول قَطْباً ونِعِمَّا إِن سَلَق بَحَوْقَل ذِراعُه قد انْمَلَقْ)
وسَلَقَ البَعِيرَ بالهِناءَ: إِذا هَنَأهُ أَجْمعَ عَن ابنِ عَبّادٍ.
وسَلَقَ فُلانٌ سَلقَة: إِذا عَدَا عَدوَةً، عَن ابنِ عَبّاد.
وسَلَقَ سَلْقاً: صاحَ لُغَة فِي صَلَقَ، وَمِنْه الحَدِيثُ: ليسَ مِنّا مَنْ سَلَقَ أَو حَلَقَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يعنِي رَفْعَ صَوْته عندَ مَوْتِ إِنْسانٍ، أَو عِنْد المُصِيبةِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ أَن تَصُكَّ المَرْأَةُ وَجْهَها وتَمْرُشه، والأوَّلُ أَصَحُّ، وَقَالَ ابنُ الْمُبَارك: سَلَقَ: رفعَ الصَّوْتَ، وَمِنْه السالقة وَهِي: التِي تَرْفَعُ صَوْتَها عندَ المصيبةَ.
وسلَق الجارِيَةَ سَلْقاِّ: بسطها على قفاها فجامَعَها وَكَذَا سلقاها، وَمِنْه قولُ مسيْلِمَةَ لسَجاحَ حِينَ بنى عَليها:
(أَلا قُومي إِلَى المخدَع ... فقَدْ هُيِّئ لَكِ المضجَع)

(فإنْ شِئتِ سَلَقناكِ ... وإِن شِئْتِ على أَرْبع)

(وَإِن شِئتِّ بثلثيه ... وإِن شِئْتِ بِهِ أَجْمَعْ)
فقالَتْ: بَلْ بهِ أجْمَع، فَإِنَّهُ أجْمَعُ للشمْلِ. وسلق فلَانا بِالسَّوْطِ: إِذا نزع جلده وَكَذَلِكَ ملقه ويفسر ابْن الْمُبَارك قَوْله: لَيْسَ منّا من سلق من هَذَا.
وسلق شَيْئا بِالْمَاءِ الْحَار: أذهب شعره ووبره وَبَقِي أَثَره وكل شَيْء طبخ بِالْمَاءِ بحتاً فقد سلق.
والسلق بِالْفَتْح: أثر دبرة الْبَعِير إِذا برأت وابيضَّ موضعهَا نَقله الْجَوْهَرِي كالسلق محركة.
والسلق أَيْضا: أثر النسع فِي جنب الْبَعِير أَو بَطْنه ينحص عَنهُ الْوَبر وَالِاسْم السليقة كسفينةٍ.
والسليقة: تَأْثِير الْأَقْدَام والحوافر فِي الطَّرِيق وَتلك الْآثَار مِمَّا ذكر تسمى السلائق وَأما آثَار الأنساع فِي بطن الْبَعِير فَإِنَّمَا شبهت بسلائق الطرقات فِي المحجة.
والسلق بِالْكَسْرِ: مسيل الماءَ بينَ الصَّمْدَيْنِ من الأرْضِ، وَقَالَ الأصْمَعِي: هُوَ المُسْتَوِي المُطْمَئنُّ من الأرْضِ، والفَلَقُ: المُطْمَئَن بَين الربْوَتَيْنِ، وقالَ ابنُ سِيدَه: السَّلَقُ: المَكانُ المُطْمَئنُّ بينَ الرَّبْوتَيْنِ يَنْقادُ، ج: سُلْقان كعُثْمان وأَسْلاقٌ، وأَسالِقُ.
والسلْقُ: بَقْلَة، م مَعْرُوفَة قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الجُغَنْدَر، أَي: بالفارِسِيَّة، وَفِي بَعْضِ الأصُولِ: الجُكَنْدر وَهُوَ نَبْتٌ لَهُ وَرَقٌ طِوالٌ، وأصْل ذاهِب فِي الأرْضِ، ووَرَقُه رَخْصٌ، يُطْبَخُ. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: فأمّا هَذِه البَقْالَةُ الَّتِي تُسَمَّى السَّلْقَ، فَمَا أَدْرِي مَا صِحَّتُها، على أَنَّها فِي وَزْنِ الكَلام)
العَرَبيِّ، وَقَالَ الصاغانِي: بل هُوَ عَرَبَيّ صَحِيح، وَقد جاءَ فِي حَدِيثِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ الساعِديِّ رَضِي الله عَنهُ، قالَ: كانَ فِينَا امرأَةٌ تَجْعَلُ على إِرْبِنا فِي مَزْرَعة لَها سَلْقاً، فكانَت إِذا كانَ يومُ الجُمُعَةِ تَنْزِعُ أصولَ السلْقِ فتَجعله فِي قِدْر الحَدِيث، وَهُوَ يَجْلُو، ويلَيِّن، ويُفتحُ ويَسُر النَّفْسَ، نافِع للنِّقرِسِ والمَفاصِلِ، وعَصِيره إَذْا صب عَلَى الخَمرِ خللَها بعدَ ساعَتَينِ، وَإِذا صُب عَلَى الْخلّ خَمرَه بعدَ أَربَع سَاعَات وعَصِيرُ أَصْلِه سَعوطاً تِرْياقُ وَجَع السن، وَالْأُذن والشَّقِيقَةِّ.
وسِلْقُ المَاء، وسلق البَر: نَباتانِ. والسِّلْقُ الذِّئْب، ج: سلْقان كعُثمان بالضمَ ويُكْسَر، وهِيَ بهاءٍ، والَّذِي فِي الجَمْهَرة أَنّ سُلقْاناً بالضمَ والكَسْرِ: جمع سِلقَةٍ. أَو السِّلقَة: الذئبَة خاصَّةٌ، وَلَا يُقالُ للذَّكَرِ سِلْق هَكَذَا نَقَلَه عَن قَوم والسَلَقُ بالتحرِيك: جَبَل عَال بالمَوْصِلِ مشْرِفٌ على الزّابِ، وَقد ضَبَطَه الصاغانِي بالفَتْح.
والسلَقُ، بالتحْرِيكِ: ناحيةٌ باليَمامَةِ قَالَ:
(أقْوَى نُمارٌ ولَقَد ... أَقْفَرَ وادِي السلَقْ)
والسلَقُ أَيْضا: القاعُ الصَّفصَفُ الأملَسُ كَمَا فِي الصِّحَاح، زَاد الصاغانِي الطّيب الطِّينِ، وقالَ ابْن شُميَل. السَّلَقُ: القاعُ المطمئن المستوي لَا شَجَرَ فِيهِ، وَقَالَ رُؤبة: شَهرَيْنِ مَرعاها بقِيعانِ السلَق ج أَسلاقٌ، وسُلْقان بالضمَ والكسرِ كخَلَقٍ، وأخلاقِّ، وخُلقان، قَالَ أَبو النَّجْمَ: حَتى رَعي السلْقانَ فِي تَزهِيرِها وَقَالَ الأعشَى:
(كخَذُول تَرْعَى النّواصِفَ من تث ... لِيثَ قَفْرًا خَلاَلها الأسلاق)
وَمن المَجازِ: خطِيب مسقعٌ مسلقٌ كمنْبَر ومِحْرابٍ، وشَدادٍ أَي: بلِيغ وهُوَ من شِدَّةِ صَوتِه وكَلامِه، نَقله الجَوهَرِي، وأَنْشدَ للأعشَى: (فيهمُ الحَزْمُ والسَّماحَةُ والنَّجْ ... دَةُ فِيهِمْ، والخاطِبُ السلاّقُ)
ويُرْوى المِسْلاقُ.
وَفِي الحَدِيث: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الحالِقَةَ والسّالِقَةَ. حالِقَةُ تَقَدمَ، والسالِقَةُ هِيَ رافِعَةُ صَوْتِها عِنْدَ المُصِيبَةِ أَو عِنْدَ موتِ أَحَدٍ أَو لاطِمَةُ وَجهِها قَالَه ابنُ مُبارَكِ، والأوّلُ أصَح، ويُرْوَى بالصَّاد.)
وَمن المجازِ: السِّلقَةُ بالكسرِ: المَرْأَةُ السلِيطَةُ الفاحِشَةُ شُبهَتْ بالذِّئْبَةِ فِي خُبْثِها، ج: سُلْقان، بالضمّ والكَسْرِ، ويُقال: هِيَ أَسْلَقُ من سِلقَةٍ، وأنشدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
(أخْرجتُ مِنها سِلقَة مَهْزُولَةً ... عَجْفاءَ يَبْرُقُ نابُها كالمِعوَلِ)
والسِّلْقَةُ: الذِّئْبَة وَهَذَا قد تَقَدَّمَ قَرِيباً عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، ج: سِلقٌ بِالْكَسْرِ، وكعِنَبٍ قالَ سيبَوَيْهِ: وليسَ سِلْقٌ بتَكْسِيرٍ، إِنّما هُوَ من بابِ سِدْرَةٍ وسِدْرٍ.
والسَّلِيقُ كأمِيرٍ: ماتحاتَّ من صِغار الشجَرِ وقِيلَ: هُوَ من الشجَرِ: الذَي سَلَقَه البَرْدُ فأحْرَقْه، وقالَ الأصْمَعِي: السلِيقُ: الشجَر الذِي أَحْرَقَه حَر أَو بَرْدٌ، قَالَ جُنْدَبُ بنُ مَرْثد: تَسْمَعُ مِنْهَا فِي السلِيقِ الأشهَبِ الغارِ والشَّوْكِ الَّذِي لم يُخْضَبِ مَعْمَعَة مِثْلَ الضِّرام المُلْهَبِ ج: سُلقٌ بِالضَّمِّ.
وقالَ ابنُ عَبّاد السَّلِيقُ: يَبِيسُ الشِّبْرِقِ والذِي طَبَخَتْهُ الشَّمْسُ. قالَ: والسَّلِيقُ: مَا يَبْنِيه النَّحْلُ من العَسَلِ فِي طُولِ الخَلِيَّةِ.
وفى التهْذِيبِ: السلِيقَةُ: شيءٌ يَنْسِجُه النحْلُ فِي الخلِيةِ طَولاً، ج: سُلقٌ بالضَّمِّ.
والسَّلِيقُ من الطَّرِيقِ: جانِبُه وهُما سَليقانِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ.
والسَّلِيقَةُ كسَفِينَة: الطَّبيعَةُ والسَّجِيَّةُ، وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: السًّلِيقَة طبْعُ الرَّجُلِ، وقالَ سِيبَوَيهِ: هَذِه سَلِيقَتُه الّتِي سلِقَ عَلَيْهَا وسُلِقَها، ويُقال: فُلانٌ يَقْرأ بالسَّلِيقَةِ، أَي: بطَبِيعَته، لَا يتَعَلَّمُ، وَقَالَ أَبو زَيْد: إنّه لكَرِيمُ الطبِيعةِ والسَّلِيقَة، وَمن سَجَعاتِ الأساس: الكَرَمُ سَلِيقَتُه، والسخاءُ خَلِيقَتُه.
ويُقال: طَبَخَ سَلِيقَةً: هِيَ الذُّرَةُ تُدَق وتصْلَحُ قالهُ ابنُ دُرَيْد: زادَ ابنُ الأعْرابيِّ وتُطْبَخُ باللبَنِ، وقالَ الزمَخْشَرِيُّ: هِيَ ذرَة مَهْرُوسَةٌ أَو: هِيَ الأقطُ قد خُلِطَ بهِ طَراثِيثُ.
والسَّلِيقَةُ: أَيضاً مَا سُلِقَ من البُقُولِ ونَحْوِها والجَمْعُ سلائِقُ، وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ طُبِخَ بالماءَ من بُقُولِ الرَّبِيع، وأكِلَ فِي المَجاعاتِ، وَفِي الحَدِيث عَن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَلَو شِئتُ لدَعَوْتُ بِصَلاَءً وصِناب وسَلائِقَ يُرْوَى بالسينِ وبالصّادِ، وَسَيَأْتِي إِن شاءَ اللهُ تَعالَى فِي صلق. وقالَ الليْثُ: السَّلِيقَةُ: مَخْرَجُ النِّسْع فِي دَفِّ البَعِيرِ، قالَ الطِّرِمّاحُ:)
(تَبْرُقُ فِي دَفِّها سلائِقُها ... من بَيْنِ فَذ وتَوْأم جُدَدُهْ)
وقالَ غيرُه: السَّلائِقُ: الشرائِحُ مَا بَيْنَ الجَنْبَيْنِ، الواحِدَةُ سَلِيقَةٌ، وقالَ اللَّيْثُ: اشْتق من قَوْلِك: سَلَقْت شَيْئا بِالْمَاءِ الحارِّ، فلمّا أحْرَقَتْهُ الحِبالُ شُبِّهَ بذلِك، فسُمِّيَتْ سلائِق.
ويُقال: فلانٌ يَتَكَلمُ بالسَّلِيقِيةِ مَنْسُوبٌ إِلى السلِيقَةِ، قالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ نادرٌ أَي: عَن طَبْعِه لَا عَنْ تَعَلًّم. ويُقال أَيضاً: فُلان يَقْرَأ بالسلِيقِيَّةِ، أَي: بطَبْعِه الَّذِي نَشَأ عَلَيْهِ.
وقالَ اللَّيْثُ: السَّلِيقِي من الْكَلَام: مَالا يُتَعاهَدُ إِعْرابُهُ، وَهُوَ فَصِيح بليغ فِي السّمع عَثُورٌ فِي النَّحوِ.
وقالَ غيرُه: السَّلِيقِي من الْكَلَام: مَا تكَلَّمَ بِهِ البدوِيُّ بطَبْعِه ولغَتِه، وإِن كانَ غَيْرُه من الكَلام آثَرَ وأَحسَن.
وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: قولُهم: هُوَ يقْرَأ بالسَّلِيقيةِ، أَي: أَنَّ القِراءة سنْة مَأثُورةٌ لَا يَجوزُ تَعَدِّيها، فإِذا قَرَأَ البَدَوِي بطَبعِه ولُغَتِه، وَلم يتبع سُنَّةَ قُرّاءَ الأمصارِ قِيلَ: هُوَ يَقْرَأ بالسلِيقِيةِ، أَي: بطَبيعتِه، ليسَ بتَعْلِيم وَفِي حدِيثِ أبي الأسوَدِ الدؤَلِيِّ: أَنَهُ وضع النحْوَ حِين اضْطَرَب كلامُ العَرب، فغَلَبَت السَّلِيقِيَّةُ أَي: اللغَةُ الَّتِي يَسترسل فِيهَا المُتَكَلِّمُ بهَا على سَلِيقَتِه من غير تَعهّدِ إعْرابٍ، وَلَا تَجَنبِ لحن، قَالَ: ولَسْتُ بنَحْوِي يَلُوكُ لسانَهولكِن سَلِيقِيٌ أَقُولُ فأغرب وسَلُوقُ كصَبُورٍ: أَرض، وَفِي التَّهْذيب: صلى الله عَلَيْهِ وَسلم باليَمَنِ، تُنْسبَ إِلَيْهَا الدُّرُوعُ والكِلابُ قَالَ القُطامِيُّ فِي الكِلابِ:
(مَعَهُمْ ضَوارٍ من سَلُوقَ كأَنَّها ... حُصُنٌ تَجُولُ تُجَرِّرُ الأَرْسانَا)
وَقَالَ الراعِي:
(يُشْلِي سَلُوقِيَّةً باتَتْ وباتض بِها ... بوَحْشِ إِصْمِتَ فِي أَصْلابِها أَوَدُ)
وَقَالَ النابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ:
(تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُه ... وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ)
أَو سَلُوقُ: د، بطَرَفِ إِرْمِينِيَةَ يعرفُ ببَلدَ اللان، تُنْسَبُ إِلَيْهِ الكِلابُ. أَو إِنَّما نُسِبَتَ إِلَى سَلَقْيَةَ مُحَرَّكَةً كمَلَطْيَةَ: د، بالرُّومِ عَزاهُ ابنُ دُرَيْد إِلَى الأَصْمَعِيِّ، فَغُيِّرَ النَّسَبُ قالَ الصّاغانيُّ: إِن صَحَّ ماعَزاهُ ابنُ دُرَيْدٍ إِلَى الأَصمعيِّ، فَهُوَ من تَغْييراتِ النَّسَبِ، لأَنَّ النِّسبةَ إِلَى سَلَقْيَةَ كالنِّسبَةِ)
إِلَى مَلَطْيَةَ وَإِلَى سَلَمْيَةَ.
قلتُ: قَالَ المسْعُودِيُّ: سَلَقْتَةُ كَانَت بساحِلِ أَنْطاكِيَةَ، وآثارُها باقِيَةٌ إِلَى اليَوْمِ.
وأَبو عَمْرٍ وأَحْمَدُ بنُ رَوْحٍ السَّلِقيُّ، محركةً، كأنهُ نِسبةٌ إليهِ أَي: إِلَى سَلَقْيَةَ، وَهُوَ الَّذِي هَجاهُ البُحْتُرِيُّ، قالهُ الحافِظُ.
والسَّلُوقِيَّةُ: مَقْعَدُ الرُّبّانِ من السَّفِينَةِ عَن ابنِ عَبّاد. قالَ: السَّلْقاةُ: ضَرْبٌ من البَضْعِ أَي: الجِماع عَلى الظَّهْرِ، وَقد سَلْقاها سَلْقاً: إِذا بَسَطَها ثمَّ جَامَعَها.
والأسالقِ: مَا يَلي لَهواتِ الْفَم من داخِلِ كَذَا فِي المُحِيط، وقِيل أَعالِي باطِنِ الفَمَ، وَفِي المُحْكَم: أعالي الفَم، وزادَ غيرُه: حيثُ يَرتَفعُ إِلَيْهِ اللَسانُ، وَهُوَ جَمْع لَا واحِدَ لَهُ، وَمِنْه قَول جَرِير:
(إنِّي امْرُؤٌ أحسِنُ غَمْزَ الفائِقِ ... بيْن اللَّها الدّاخِلِ والأسالِقِّ)
والسَّيْلَقُ، كصَيْقَلٍ: السَّريعَةُ من النوقِ، كَمَا فِي المُحِيط، ووَقَع فِي التَّكملَة سَلِيق كأمِيرٍ، وَهُوَ وَهَم، وَفِي اللّسانِ: ناقَةٌ سَيْلَقٌ: ماضِيَة فِي سَيْرِها، قَالَ الشاعِرُ:
(وسَيري مَعَ الرًّكْبانِ كُلَّ عَشِية ... أبارِي مَطاياهم بأدْماءَ سَيْلَقِ)
والسلَقْلَقُ، كسَفَرْجَلٍ: المَرْأةُ الَّتِي تَحِيض من دُبُرِها، كَذَا فِي المحيطِ، وَفِي اللِّسانِ: هِيَ السَّلَقْلَقِيةُ. والسلَقْلَقَةُ بهاءٍ: المَرْأَةُ الصخّابَةُ عَن ابْنِ عَبّاد، وَكَأن سِينَه زائِدَة.
والسُّلاقُ كغُرابٍ: بَثْر يَخرُجُ على أَصْل اللِّسانِ، أَو هُوَ تَقَشرٌ فِي أصُولِ الأسْنانِ ورُبّما أصابَ الدوابَّ.
وقالَ الأطِبّاءُ: سُلاقُ العَيْنِ: غِلَظٌ فِي الأجْفانِ من مادَّة أَكّالَة تَحْمَر لَها الأجْفانُ ويَنْتَثِرُ الهُدْبُ ثُمّ تَتَقَرَّحُ أَشْفارُ الجَفْنِ كَذَا فِي القانُونِ. وكثمامَة: سُلاقَةُ بنُ وَهْبٍ، من بَني سامَةَ بنِ لُؤَي وعَقِبُ سامَةَ بنِ لُؤَي على مَا حَققَه النسّابةُ فَنِيَ، قَالَه ابنُ الجَوّانِيِّ فِي الُمقَدِّمَةِ.
والسُّلاّقُ كرُمّانٍ: عِيدٌ للنصارَى مُشْتَق من سلَقَ الحائِطَ وتَسَلَّقَه: صَعِدَه، لتَسَلقِ المَسِيح عَلَيْهِ السّلامُ إِلَى السَّمَاءَ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ أَعْجَمي، وَقَالَ مَرة سُرْيانِي مُعَربٌ.
ويومُ مَسلُوقٍ: من أيّام الْعَرَب: ومسلوق اسمُ مَوْضِع.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: أسْلَقَ الرَّجُلُ: صادَ سِلْقَة أَي: ذِئْبَةً. وَفِي الصِّحاح: طَعَنْتُه فسَلَقْتُه، ورُبّما قالُوا: سَلْقَيْتُه سِلْقاءً، بالكسرِ يَزِيدُونَ فِيهَا الياءَ: إِذا ألْقَيْته على ظَهْرِه كَمَا قالُوا: جَعْبَيْتُه جِعْباءً،)
من جَعَبْتُه أَي: صَرَعْتُه فاسْتَلْقَى على قَفاه واسْلَنْقَى افْعَنْلَى، من سَلَق، أَي: نامَ عَلَى ظَهْرِه عَن السِّيرافيِّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: فإِذا رَجُل مُسْلَنْقٍ أَي: عَلَى قَفاه.
وتَسَلّقَ الجِدارَ: تَسَوًّرَ ويُقال: التَّسَلقُ: الصعُود على حائِط أَمْلَسَ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: تَسَلَّقَ على فِراشِه ظَهْرًا لِبَطْن: إِذا قَلِقَ هَماً أَو وَجَعاً وَلم يَطْمَئنَّ عليهِ، وقالَ الأَزْهَرِي: المَعْرُوف بِهَذَا المَعْنى الصّادُ.
وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: السينُ واللّامُ والقافُ فِيهِ كَلِماتٌ مُتَبايِنَة لَا تَكادُ تَجْتَمِعُ مِنْهَا كَلِمتانِ فِي قِياس وَاحِد، ورَبُّكَ يَفْعَلُ مَا يَشاءُ، ويُنْطِقُ خَلْقَهُ كيفَ أَرادَ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: لِسَان مِسْلَقٌ: حدِيدٌ ذلَق، وكذلِكَ سَلاّق، وَهُوَ مَجازٌ.
والسَّلْقُ: الضرْب. والسَّلقُ: الصعودُ على الحائِطِ، عَن ابنِ سِيده.
وسَلَقَ ظَهْرَ بَعِيرِه سَلقاً: أدبَرَه. وأسْلَقَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُسلِق: ابْيَضَّ ظَهْرُ بَعِيرِه بَعْدَ برْئِه من الدَّبَرِ، يُقال: مَا أَبْيَنَ سلْقَهُ: يَعْنِي بِهِ ذلِكَ البَياضَ. والمَسْلُوقَةُ: أنْ يُسْلَخ دَجاجٌ، ويُطْبَخَ بِالْمَاءِ وَحْده، عامية.
ويُقال: ركِبْتُ دابةَ فُلان فسلَقَتْنِي، أَي: سَحَجَتْ باطِنَ فَخذي.
والأسالِق قد يكونُ جَمعَ سَلْقٍ، كرَهْط وأَراهِطَ، وإِن اخْتَلَفا بالحَرَكَةِ والسكُون، وَقد يكونُ جمعَ أَسلاق الّذِي هُوَ جَمْعُ سَلْق، وَمِنْه قولُ الشمّاخ:
(إنْ تُمْسِ فِي عُرْفطٍ صُلع جَماجِمُه ... مِنَ الَأسالِقِ عارِي الشوْكِ مجرُودِ)
كالأسالِيقِ.
والسِّلْقَةُ بالكَسر: الجَرادَةُ إِذا أَلقَت بَيضَها.
والانْسِلاقُ فِي العَيْنِ: حُمْرَة تعتَرِيها. وانْسَلَقَ اللِّسانُ: أصابَه تَقَشر، وَمِنْه حدِيثُ عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: لقد رَأَيْتنِي تاسِعَ تِسعَةٍ وَقد سُلِقَت أَفْواهُنا من أَكْلِ وَرَقِ الشجَرِ أَي: خَرَجَ فِيهَا بُثور.
وتَسلقَ: نامَ على ظَهرِه. وسَلَقه الطَّبِيبُ على ظَهْرِه: إِذا مَده. والسلُوقِي: السيْفُ، أَنشدَ ثَعْلَب: تَسُورُ بينَ السرج واللِّجام سَورَ السلُوقِيِّ إِلى الأجْذام)
والسيْلَقُونُ: دَواءٌ أَحمَرُ.
وضَبة مُسْلِق: أَلْقَتْ وَلَدَها. ودرب السلْقى، بِالْكَسْرِ: من قَطِيعَة الرَّبِيع، هكَذا ضَبَطَه الخَطِيبُ فِي تارِيْخِه، ونَقَلَه الحافِظُ فِي التبْصِيرِ، وإِليه نُسِبَ إِسْماعِيلُ بنُ عَبّادٍ السِّلْقِيّ، وذَكرهَ المُصَنِّفُ فِي سلف فأخْطَأَ، وَقد نَبَّهْنا على ذَلِك هُناك، فراجِعْه. والسَّلِيقُ، كأمِيرٍ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ وهُم: بَنُو الحَسَنِ بنِ عَليِّ بنِ مُحَمَّدِ بن الحَسنِ بن جَعْفَرٍ الخَطِيبِ الحَسنِي، فيهم كَثْرَةٌ بالعَجَمَ، وبَطْنٌ آخَرُ من بَنِي الحسَيْنِ مِنْهُم، يَنْتَهُونَ إِلى مُحَمّدِ ابنِ عَبْد اللهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الأصْغَرِ، لُقِّبَ بالسَّلِيق، قَالَ أَبُو نَصْرٍ البُخاريُّ: لُقِّبَ بذلِكَ لسَلاقَةِ لِسانِه وسَيْفِه.
سلق: سَلَق. سلق عرض فلان: ثلبه، طعن فيه، هتك ستره (ميرسنج ص45 رقم 196) شعر سلق بلبن: شعر أشمط مختلط سواده ببياض (بوشر) وارى انه: شَعَر سُلِقِ بلَبن ومعناه الحرفي شعر أغلى مع اللبن.
سَلَّق (بالتشديد): سَلَق، تسلَّق تسوَّر الحائط (ألف ليلة 1: 736) وانظره في مادة تسليق.
سَلَّق: اقتطع من الأرض الخضر (محيط المحيط) تسلَّق: تسوَّر. ويقال أيضاً: تسلَّق على (ألف ليلة 1: 47) وتسلّق إلى (بوشر) سلْق: (باليونانية سِلكوس) ويقول تيرفراست أن الصنف الأبيض من السلق يسمى سيسلين (صقلى) واحدته سِلْقة (الكالا) سلق أبيض (لين عادات 1: 259) واسمه العلمي: beta maritima و beta cycLa ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 279) ولما كان هذا النبات شديد الخضرة صار يضرب به المثل فيقال أخضر من السلق (معجم الطرائف، بدرون ص137). سلق بري: ضرب من الحُماّض (ابن البيطار 2: 43).
سلق بَراَّني: لسان الثور (المعجم اللاتيني - العربي) وفيه سلك بالكاف.
سلق الماء: نبات اسمه العلمي: potamogetion natans ( ابن البيطار 2: 43).
أخضر سِلْقيّ: أخضر كالسلق (معجم الطرائف).
سلقون: زنجفر أكسيد الرصاص الأحمر (بوشر) وانظر معجم الأسبانية (ص525).
سلاق: كلب سلوقي: ويقال أيضاً: كلب سلاق (مخطوطة الاسكوريال ص893) وجمعها كلاب سلاق.
والكبير من الكلاب السلاقية وهو كلب صيد.
وكلب سلاق أندلسي: كلب طويل الشعر (بوشر) وانظر ما يلي بعد ذلك.
سليق: اللحك السليق: اللحم المسلوق وهو الذي يغلي بالماء دون أن يضاف إليه شيء من دهن وأفاويه (حياة تيمور 2: 64).
سُلاقة: حُمرَ، قار، زفت معدني إسفلت (فوك) الكالا) azulaque أو Zulaque بالأسبانية تعني نوعاً من الإسفلت يصنع من المشاقة والكلس والزيت لربط الأنابيب. والطريقة التي كتبت فيها هذه الكلمة في معجم فوك لا تؤيد رأيي حول اصل هذه الكلمة في معجم الأسبانية (ص229) وأرى الآن أنها مشتقة من سلق بمعنى دهن.
كلب سَلاَقي: سَلُوقي، كلب صيد (القزويني 1: 450) ألف ليلة برسل 1: 42، 179) وانظر فليشر (معجم ص21 - 23 ويلجراف 2: 239) في البحرين وقطر وكذلك كتبت في محيط المحيط سَلوقي: كلب سَلاقي كلب صيد، والجمع سلوقية (المفصل طبعة بروش ص5) وفي أسبانيا يقولون سُلوقي (فوك، الكالا) والأنثى: سُلوقية (الكالا) والجمع في معجم فوك: سلوقيات سلالِق، وعند شيرب الذي يكتبها سلوقي وأيضاً عند لابورت (ص140) وعند دومب (ص65) وهو يكتبها سلوكيْ: سلاف ومن الغريب أن يطلق على السلوقي في ايقوسيا اسم slaugh hound وإن السوقي الأفريقي يشبهه وهذا ما لاحظه دي سلان في ترجمته تاريخ البربر (2: 338) وهاي (ص89) وجودارد (1: 183) وقد كتب دوماس بحثاً مفصلاً عن هذا الحيوان في جريدة الشرق والجزائر (13: 158 - 163).
سُلُوقِيَّة: إطار الباب فيما يظهر، ففي الازرقي (ص217): وفي المصراعَيْن سلوقيتان فضة مموهتان وفي السلوقيتين لبنتان من ذهب مربعتان - وفي طرف السلوقيتين حلقتا ذهب - وهما حلقتا قفل الباب.
سُلُوقية: نوع من سور متقدم في منحدر (ألكالا) وعند ملر (ص4) ودار بها من جهة البر الحفير والسلوقية. وفي الكالا في مادة معناها حصن خارج السور: قَلَهُرَّة السلوقية.
سُلْوقِيَّة: خندق الحصن (الكالا).
سُلَّم تِسْايِق: سلّم حبال (بوشر) وكذلك: سُلَّم تسليك بالكاف بدا القاف (بوشر، ألف ليلة 2: 104).
مسلوق: مغلي بالماء فقط، وعند بوشر: لحم مسلوق ويسمى في أسبانيا: مسلوق الصقالبة من بين أسماء أخرى (ويقال أيضاً مصلوق لأنهم كثيراً ما يكتبون صلق بدل سلق) شكوري (ص196 و) غير أن هذه الكلمة تعني عند شكوري (ص197 ق) سمكاً مسلوقاً أي مغلي في الماء.
مسلُوقَة: مرق اللحم المغلي، حساء (بوشر) وهذه الكلمة مع جمعها مساليق تدل على هذا المعنى وليس على المعنى الذي نجده عند لين في ألف ليلة (1: 49) وصارت تسقيه الشراب والمساليق بكرة وعشية (ص52، 348، 409) وبالمعنى الذي ذكره لين معتمداً على تاج العروس ففي (برسل 3: 316): سلقت له مسلوقة بطيرين دجاج وصارت كل يوم تسقيه الشراب وتطعمه المساليك (المساليق) وانظر هذا المعنى في عبارة ذكرت في مادة ماصل.
مسلوقة الصبحية: مرق حار وهو نوع من الحساء يقدم للعروسين صبيحة ليلة العرس (بوشر).

ذو

ذو، معناها: صاحِب، كلمةٌ صِيغَت لِيُتَوَصَّلَ بها إلى الوصفِ بالأجْناسِ
ج: ذَوُونَ، وهي ذاتُ، وهُما ذاتانِ
ج: ذَواتُ.
و {ذاتَ بينِكم} ، أي: حقيقةَ وَصْلكُمْ.
أو ذاتُ البَيْنِ: الحالُ التي بها يَجْتَمِعُ المُسْلِمُونَ.
وهذا ذُو زَيْدٍ، أي: هذا صاحِبُ هذا الاسمِ.
وجاءَ من ذِي نفسِه،
ومن ذاتِ نفسِه، أي: طَبْعاً.
ويكونُ ذُو بمعنى: الذي، تُصاغُ لِيُتَوَصَّلَ بها إلى وصفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ، فتكونُ ناقِصةً لا يَظْهَرُ فيها إعْرابٌ، كما في الذي، ولا تُثَنَّى ولا تُجْمَعُ،
تقولُ: أتاني ذُو قال ذلك،
ولا أفعلُ ذلك بِذِي تَسْلَم وبِذِي تَسْلَمانِ، والمعنى: لا وَسَلاَمَتِكَ، أو لا والذي يُسَلِّمُكَ.
ذو: ذو اسمٌ ناقص تفسيره صاحب، كقولك: ذو مال، أي صاحبه، والتثنية ذَوانِ، والجمع ذَوون. وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابُه على حرفَيْن غيرُ سَبع كلماتٍ وهُنَّ: ذَو، وفو، وأخو، وحَمو، وأمرء وابنُم.... فأما فُو فمنهم من ينصِب الفاءَ في كُلٍّ، ومنهم من يُتبِع الفاءَ الميمَ، والأول أحسَنُ. وألأنثى ذات، ويجمَع ذواتُ مالٍ، فإذا وَقَفت على ذاتٍ، فمنهم من يَرُدُّ التّاء إلى هاء التأنيث، وهو القياس، ومنهم من يدع التاء على حالها ظاهرةً في الوقف لكثرة ما جَرَتْ على اللسان. وهُنَّ ذوات مال، وهما ذَواتا مال، وقد يجوز في الشعر ذاتا مال، وإتمامُها في التثنيةِ أحسن، قال:

وخَرْقٍ قد قَطَعتُ بلا دليلٍ ... بعَنْسَي رِجْلةٍ ذاتَي نِقال 

والذَّوون: هم الأَدْنَونَ الأوَّلُون، قال الكميت:

وقد عَرَفَت مَواليَها الذَّوينا 

أي الأَخَصِّين، وجاءتْ هذه النون لذَهاب الإضافة. ولقِيتُه ذا صَباحٍ، مثلُ ذاتَ صباحٍ، وذاتَ يومٍ أحسَنُ، لأن ذا وذات يُرادُ بهما في هذا المعنى وقتٌ مُضافٌ إلى اليَوْمِ والصَّباحِ. وتقول: قَلَّتْ ذات يده، وذا هاهنا اسمٌ لِما مَلَكَتْ يَداه، كأنّها تقَعُ على الأموال، وكذلك قولهم: عَرَفَه من ذاتِ نفسِه، كأنّه يعني به سَريرتَه المُضمَرة. وتقول في بعض الجواب: لا بذي تَسْلَم، كأنّه قال [لا واللهُ يُسلِّمُك، ما كان كذا وكذا] ، فتقول: لا [وسلامِتكَ ما كان كذا وكذا] ، كما يقال: لمن قال: ماذا صنَعْتَ؟ خَيرٌ وخَيراً، أي الذي صنعت هو خير، والنصب على وجه الفعل، ومنه قوله- عزَّ وجلَّ-: قُلِ الْعَفْوَ، أي الذي تُنفِقون هو العَفْوُ من أموالِكم، فإِياهُ فأَنفِقوا، في قِراءة من يرفَعُ، والنصب على وجه الفعل. وتقول في اليمين: لا أفعَلُ، وإذا أَقسَم عليه قال: لا ها الله.
(ذ و) : (ذُو) بِمَعْنَى الصَّاحِبِ يَقْتَضِي شَيْئَيْنِ مَوْصُوفًا وَمُضَافًا إلَيْهِ تَقُولُ جَاءَنِي رَجُلٌ ذُو مَالٍ بِالْوَاوِ فِي الرَّفْعِ وَبِالْأَلِفِ فِي النَّصْبِ وَبِالْيَاءِ فِي الْجَرِّ (وَمِنْهُ) ذُو بَطْنٍ بِنْتِ خَارِجَةَ جَارِيَةٌ أَيْ جَنِينُهَا وَأَلْقَتْ الدَّجَاجَةُ ذَا بَطْنِهَا أَيْ بَاضَتْ أَوْ سَلَحَتْ (وَأَمَّا حَدِيثُ) ابْنِ قُسَيْطٍ أَنَّ أَمَةً لَهُ قَدْ أَبَقَتْ فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَنَثَرَتْ لَهُ ذَا بَطْنِهَا فَالِاسْتِعْمَالُ نَثَرَتْ بَطْنَهَا إذَا أَكْثَرَتْ الْوَلَدَ وَإِنْ صَحَّ هَذَا فَلَهُ وَجْهٌ وَتَقُولُ لِلْمُؤَنَّثِ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَالٍ وَلِلثِّنْتَيْنِ ذَوَاتَا مَالٍ وَلِلْجَمَاعَةِ ذَوَاتُ مَالٍ هَذَا أَصْلُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ اقْتَطَعُوا عَنْهَا مُقْتَضَيَيْهَا وَأَجْرَوْهَا مُجْرَى الْأَسْمَاءِ التَّامَّةِ الْمُسْتَقِلَّةِ بِأَنْفُسِهَا غَيْرِ الْمُقْتَضِيَةِ لِمَا سِوَاهَا فَقَالُوا ذَاتٌ مُتَمَيِّزَةٌ وَذَوَاتٌ قَدِيمَةٌ أَوْ مُحْدَثَةٌ وَنَسَبُوا إلَيْهَا كَمَا هِيَ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرِ عَلَامَةِ التَّأْنِيثِ فَقَالُوا الصِّفَاتُ الذَّاتِيَّةُ وَاسْتَعْمَلُوهَا اسْتِعْمَالَ النَّفْسِ وَالشَّيْءِ (وَعَنْ) أَبِي سَعِيدٍ كُلُّ شَيْءٍ ذَاتٌ وَكُلُّ ذَاتٍ شَيْءٌ وَحَكَى صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ قَوْلَ الْعَرَبِ جَعَلَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا فِي ذَاته وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبِي تَمَّامٍ
وَيَضْرِبُ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ فَيُوجَعُ
قَالَ شَيْخُنَا إنْ صَحَّ هَذَا فَالْكَلِمَةُ إذَنْ عَرَبِيَّةٌ وَقَدْ أَسْمَنَ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي اسْتِعْمَالِهِمْ الْقُدْوَةُ (وَأَمَّا) قَوْله تَعَالَى {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 119] وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ قَلِيلُ ذَاتِ الْيَدِ وَقَلَّتْ ذَاتُ يَدِهِ فَمِنْ الْأَوَّلِ لِأَنَّ الْمَعْنَى الْأَمْلَاكُ الْمُصَاحِبَةُ لِلْيَدِ وَكَذَا قَوْلُهُمْ أَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَذُو الْيَدِ أَحَقُّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ذو
ذو [كلمة وظيفيَّة]: ج ذوو، مث ذوا، مؤ ذات، ج مؤ ذوات: (نح) اسم من الأسماء الخمسة في حالة الرفع، بمعنى صاحب يُرفع بالواو ويُنصب بالألف ويُجرّ بالياء، يُثنَّى على (ذوان) و (ذوَيْن)، ويُجمع على (ذوون) و (ذوِين) وتُحذف النون من المثنّى والجمع عند الإضافة (انظر: ذ ا - ذا، ذ ي - ذي) "رجلٌ ذو شأن- والدان ذوا قَدْرٍ- جنود ذوو قلوبٍ يملؤها الإيمان- {وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} - {وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى} - {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} - {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} " ° أمرٌ ذو بال: مهمّ، ذو شأن- جاء من ذي نفسِه: طوعًا غير مُكْره، من تلقاء نفسه- ذو بطنه: أمعاؤه- ذو لونين/ ذو وجهين/ ذو لسانين: منافق، مخادع، مراءٍ- ذوو الأرحام: الأقارب، وفي الفقه: من ليسوا بذوي سهمٍ ولا عَصَبة.
• ذوالقِعْدة: الشهر الحادي عشر من شهور السَّنة الهجريّة، يأتي بعد شوَّال ويليه ذو الحجّة، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال.
• ذو الحِجَّة: الشهر الثاني عشر والأخير من شهور السنة الهجريّة، يأتي بعد ذي القعدة، وهو من الأشهر الحُرُم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، وهو شهر الحجّ في الإسلام.
• ذو القرنَيْن:
1 - لقب ملك عادل ورد ذكره في القرآن الكريم.
2 - لقب الإسكندر الأكبر.
• ذو الكِفْل: عبدٌ صالح من بني إسرائيل، اختُلف في نبوّته " {إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} ".
• ذو النُّون: النبيّ يونس عليه السَّلام " {وذا النون إذ ذهب مُغاضبًا} ".
• ذو المعارج: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُعرج إليه بالأرواح والأعمال، وصاحب العلوّ والعظمة والدّرجات الفواضل والنّعم، وخالق السموات التي ترقى فيها الملائكةُ من سماءٍ إلى سماء.
• ذو القوَّة: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الكامِل القدرة على الشّيء، الذي لا يستولي عليه العجزُ في حالٍ من الأحوال.
• ذو الجلال الإكرام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُستحقّ للتعظيم والإكرام فلا يُجحَد ولا يُكفَر به، والذي يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدّنيا وبقبوله أعمالَهم في الآخرة.
• ذو الفضل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُنعم بما لا يلزمه.
• ذو الطَّول: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: صاحب السّعة والغنى والقدرة. 
[ذو] ذُو كَلِمَةٌ صِيغَتْ ليُتَوَصَّلَ بِها إلى الوَصْفِ بالأجْناسِ ومعناها صاحِب أَصْلُها ذَوًى ولِذلك إِذا سَمِّى بها الخَلِيلُ وسِيبَوَيْهِ قالا هذا ذَوًى قد جاءَ والتًّثْنِيَةُ ذَوانِ والجَمْعُ ذوُون والذَّوُونَ الأَمْلاكُ المُلَقَّبُونَ بذُو كذا كقَولكَ ذُو يَزَنَ وذُو رُعَينٍ وذُو فائِشٍ وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ قولَ الكُمَيْتِ

(فلا أَعْنِي بذلِكَ أَسْفَلِيكُمْ ... ولِكنِّى أُرِيدُ به الذَّوِينَا)

والأُنْثَى ذاتُ والتَّثْنِيةُ ذَواتَا والجمعُ ذَواتُ وقولُه تَعالَى {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} الأنفال 1 قالَ الزّجّاجُ مَعناه أَصْلِحُوا حَقِيقَةَ وَصْلِكُم أَي اتَّقُوا الله وكُونوا مُجْتَمٍ عينَ على أَمْرِ اللهِ ورَسُولِه وقولُهم اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذاتَ البَيْنِ أَي أَصْلِحْ الحالَ الَّتِي بها يَجْتَمِعُ المُسْلمونَ والإضافَةُ إِليها ذَوَوِيٌّ ولا يَجُوز في ذات ذاتِيّ لأَنَّ ياءَ النَّسَبِ مُعاقِبَةٌ لهاءِ التَّأْنِيث قالَ ابنُ جِنِّي ورَوَى أَحْمَدُ بنُ إِبراهيمَ أُستاذُ ثَعْلَب عن العَربِ هذا ذُو زَيْدٍ ومَعْناه هذا زَيْدٌ أَي هذا صاحِبُ هَذا الاسمِ الَّذِي هو زَيد قالَ

(إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُ)

أَي إِليكُم يا أَصْحابَ النَّبِيِّ هذا الاسم الَّذي هو قَوْلُنا ذَوُو آلِ النَّبِيَّ ولَقِيتُه أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوّلَ شيءٍ وكذلك افْعَلْه أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ وقالوا أَمّا أولُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِنِّي أَحمدُ الله وقولُهم رَأَيْتُ ذَا مالٍ ضارَعَتْ فيهِ الإِضافَةُ التَّأْنِيثَ فجاءَ الاسمُ المُتمكَّنُ على حَرْفينِ ثانِيهما حَرْفُ لِينٍ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين بالإضافَةِ كما قالُوا لَيْتَ شِعْرِي وإِنَّما الأَصْلُ شِعْرَتِي قالُوا شَعَرْتُ بهِ شِعْرَةً فحُذِفَ التاءُ لأَجْلِ الإضافةِ لما أُمِنَ عليه التَّنْوِين وتكونُ ذُو بمعنى الَّذي تُصاغُ ليُتَوَصَّلَ بها إلى وَصْفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ فتكونُ ناقِصَةً لا يَظْهَرُ فيها إعرابٌ كما لا يظهَرُ في الَّذِي ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ فتَقُول أَتانِي ذُو قالَ ذلِكَ وذُو قالا ذلكَ وذُو قالُوا ذلِكَ وقالُوا لا أَفْعَلُ ذلِكَ بذِي تَسْلَمُ وبذِي تَسْلَمانِ وبذِي تَسْلَمُونَ وبذي تَسْلَمِينَ وبذي تَسْلَمْنَ وهو كالمَثَلِ أُضِيفَتْ فيه ذُو إِلى الجُمْلَةِ كما أُضِيفَتْ إِليها أَسماءُ الزَّمانِ والمَعْنَى لا وسَلامَتِك ولا والَّذِي يُسَلِّمُكَ ويُقالُ جاءَ من ذِي نَفْسِه ومِن ذاتِ نَفْسِه أَي طَبْعًا
ذو
ذو على وجهين: أحدهما: يتوصّل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنّى ويجمع، ويقال في المؤنّث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلّا مضافا، قال: وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ [البقرة/ 251] ، وقال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى [النجم/ 6] ، وَذِي الْقُرْبى [البقرة/ 83] ، وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ [هود/ 3] ، ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى [البقرة/ 177] ، إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
[الأنفال/ 43] ، وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ [الكهف/ 18] ، وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ [الأنفال/ 7] ، وقال: ذَواتا أَفْنانٍ [الرحمن/ 48] ، وقد استعار أصحاب المعاني الذّات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النّفس والخاصّة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصّته، وليس ذلك من كلام العرب . والثاني في لفظ ذو:
لغة لطيّئ، يستعملونه استعمال الذي، ويجعل في الرفع، والنصب والجرّ، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد ، نحو:
وبئري ذو حفرت وذو طويت
أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنّث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنّى منهنّ إلّا هاتا، فيقال:
هاتان. قال تعالى: أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ [الإسراء/ 62] ، هذا ما تُوعَدُونَ [ص/ 53] ، هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات/ 14] ، إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه/ 63] ، إلى غير ذلك هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ [الطور/ 14] ، هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ [الرحمن/ 43] ، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة: (ذَاكَ) و (ذلك) قال تعالى: الم ذلِكَ الْكِتابُ [البقرة/ 1- 2] ، ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ [الكهف/ 17] ، ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى [الأنعام/ 131] ، إلى غير ذلك. وقولهم: (ماذا) يستعمل على وجهين:
أحدهما. أن يكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي) ، فالأوّل نحو قولهم: عمّا ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لمّا لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر:
دعي ماذا علمت سأتّقيه
أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ [البقرة/ 219] ، فإنّ من قرأ: قُلِ الْعَفْوَ بالنّصب فإنّه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنّه قال: أيّ شيء ينفقون؟ ومن قرأ: قُلِ الْعَفْوَ بالرّفع، فإنّ (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ [النحل/ 24] ، و (أساطير) بالرّفع والنصب .
ذو: ذو ألف ورقة: انظر في ألف.
ذو ثلث حبات = زعرور (ابن البيطار 1: 474).
ذو ثلاث شوكات = شكاعا (ابن البيطار 1: 474).
ذو ثلاث ألوان: طريفليون (ابن البيطار 1: 474). ذو ثلاث ورقات: اسم يطلق على عدد من النباتات، يطلق على نوعي الحندقوقي، وعلى الحومانة، وعلى الفصفصة، وعلى نوع من خصاء الثعلب (ابن البيطار 1: 474).
ذو الاثني عشر: المِعَى الاثنا عشري، أول جزء في الأمعاء الدقاق (ابن البيطار 1: 279).
ذو خمسة أَجِنْحَة أو خمسة أقسام: بنطافلن (ابن البيطار 1: 475). ذو خمسة أصابع: نبات اسمه العلمي: Vitex Agnus Cartus L. ( ابن البيطار1: 475).
ذو مائة رأس أو ذو مائة شوكة: القرصعنة (ابن البيطار 1: 475). والمؤنث ذات تستعمل استعمال الجمع ذوات.
ففي الحلل السندسية (عباد 2: 183) الوقائع ذات الاعتبار (هكذا ورد في كل المخطوطات).
ذوات المدينة: أراضيها، ففي البيان (ص39 و): استدعى صاحب بطليوس من الأمير عبد الله تجديد الاسجال له على ما بيده منها ومن ذواتها. وفي عباد (2: 193): صاحب غرناطة وذواتها، وفي نسخة وأعمالها.
الذات: بمعنى ذات اليد وهي مرادفة للمال أي الملك والثروة. (عباد 2: 161، 3: 220).
ذات: جلالة (لقب شرف) (ألكالا).
الذات: حقيقة الشيء وهويته. وبذاته: بعينه، هوهو. وذات: نفس، عين. وكان هو ذاته أو بذاته أي كان هو نفسه. ورأيت الأمير ذاته أي رأيت الأمير بعينه. وأروح أنا بذاتي: أي أروح بنفسي. (بوشر، محيط المحيط).
ذات: موهبة، أهلية، استعداد طبيعي. مقابل أدوات أو المعرفة المكتسبة من الدراسة (عبد الواحد ص172) وفي كتاب الخطيب (ص18 ق): تَرَشَّح بذاته، وباهر أدواته إلى قضاء المدن النبيهة.
بذاته: بأسره، بكليته، ففي عباد (1: 58): منغمس في اللذات بذاته.
بذاته: مختص، خاص، منفرداً، على حدة. ففي طرائف دي ساسي (1: 335): انشقوا عنهم وجعلوا لهم كنائس بذاتهم وكاهنة بذاتهم.
قائم بذاته: مستقل، حر (بوشر، معجم الإدريسي ص373) ومنفرد، وحيد (معجم الإدريسي ص1).
ويقال مدينة قائمة بذاتها وسوق قائمة بذاتها أي كبيرة هامة. وكذلك يقال: قائم الذات (معجم الإدريسي ص).
ويظهر أن كلمة ذات تعني عَدَد في عبارة الإدريسي (ج1 فصل 8): أهلها في ذاتهم قِلَّة وفي أنفسهم أَذِلّة.
بذاته: سواء، غير مختلف، يقال: طبعه دائماً بذاته أي سواء غير مختلف (بوشر).
من ذاته: من تلقاء نفسه (بوشر، المقري 1: 237، 252، 2: 340).
ذات الله: هذا التعبير مستعمل بصورة فريدة عند هوجنلايت (ص49) غير أنه يجب تصحيح النص والترجمة فيه (ص71).
وكتب المتوكل إلى وزير سخط عليه وعزله يقول: ومن أسأل الله التوفيق له في ذاته إذ حُرِمَهُ في ذاتي. وشكل حرمه الذي ذكر موجود في القلائد، وعليك أن تقرأ في ذاتي. كما في مخطوطة ب من القلائد وكما في طبعة بريس منها (ص46) بدل من ذاتي. والمعنى: أسأل الله أن يوفقك فيما تفعله في عبادته وخدمته مادمت قد حرمت التوفيق في خدمتي.
ذات الإنسان: شخصيته (بوشر).
ذات الجنب البارد: ذكر هذا ابن البيطار (1: 179) وقد ترجمه سونثيمر بما معناه: ذات الجنب الحقيقي.
ذات الحجاب: ذات الجنب، جُناب، برسام (معجم المنصوري).
ذات الحلق: حلقة، آلة فلكية قديمة لتعيين الاعتدال والانقلاب، اخترعها بطليموس. (ألف استرون 2: 1) واقرأ فيه: ديت بدل دير.
ذات الأعين: تطلق في الأندلس على نبات اسمه العلمي: Lonicera Periclymenon ( ابن البيطار 1: 120).
ذات الكبد: كُباد، التهاب الكبد (بوشر).
ذات الكُرْسِيّ: لا تطلق على مجموعة النجوم التي تسمى ((كاسيوبه)) بل تطلق ع أيضاً على فلك السماء، القبة الزرقاء. (دورن ص 65، ألف استرون 1: 153) انظر كرسي.
ذات النَفْس: ما يضمره المرء، يقين، اعتقاد راسخ. ففي تاريخ البربر (1: 478): أظهر لهم ذات نفسه في الحاجة إلى استعماله. وفي كليلة ودمنة (ص8 وما يليها): ذات النفس مقابل ذات اليد، فالأولى تعني عاطفة الحب والحنان والصداقة. والثانية تعني الأشياء الملموسة التي يمكن أن تهدى إلى الآخرين دليلاً على الصداقة ولكنها ليست كذلك دائماً.
ذات اليد: انظر ما تقدم الآن، وتستعمل بمعنى المال. ويقال أيضاً: ذات أيديهم (عباد 1: 224). حب الذات: حب النفس، أنانية، غريزة البقاء (بوشر).
خِفّة الذات: خفة الروح، إيناس، لطافة، ظرافة (بوشر).
الذوات: أكابر الناس (محيط المحيط).
الذاتي في اصطلاح الفلسفة: المفهوم نفسه (المقدمة 2: 371).
ذاتياً: شخصياً (بوشر).
ذاتية مشابهة: تماثل، تطابق (بوشر).

ذو



ذُو meaning صَاحِب [i. e. A possessor, an owner, a lord, or a master, but often better rendered having, possessing, possessed of, or endowed with], (T, S, M, Mgh, Msb, K, but omitted in the CK,) used as a prefixed noun, (S, Mgh, Msb, &c.,) is originally ذَوًا, like عَصًا, the ا being changed from و; (S;) or it is originally ذَوَّى; and if one used it as a proper name, he would say, هٰذَا ذَوَّىقَدْ جَآءَ [This is Dhawà, he has come]; (M;) [not ذَوًا, as in copies of the S; i. e.,] its third radical letter is ى, not, as J says, و; this ى being afterwards suppressed; (IB;) [so that the word becomes ذَوٌ, and then, by reason of its being prefixed to another noun, ذُو, like as أَبَوٌ, the original form of أَبٌ, becomes أَبُو:] it is declined [like أَبُو] with و and | and ىِ; (Msb;) [i. e.,] the nom. case is ذُو, accus. ذَا, and gen. ذِى: (Mgh:) the fem. is ذَاتُ; (T, S, M, Mgh, Msb, K; in a copy of the M, ذاة, and the CK, ذَاةٌ [as though it were not a prefixed noun];) and in the case of a pause, some say ذَاتْ, and others say ذَاهْ: (Lth, T: the latter usage, only, is mentioned in the S:) dual. masc., ذَوَا, (S, * M,) [accus and gen. ذَوَىْ;] fem. ذَوَاتَا, (T, M, Mgh, Msb, K,) for which ذَاتَا is allowable in poetry, but ذَوَاتَا is better, (T,) [accus, and gen. ذَوَاتَىْ:] pl., masc., ذَوُو, (T, *, S, * M, Msb, K, but omitted in the CK,) [accus, and gen. ذَوِى;] fem. ذَوَاتُ, (T, S, * M, Mgh, Msb, K,) accus. and gen. ذَوَاتِ; (S;) and أُولُو and أُولَات are like ذَوُو and ذَوَات [in signification]. (T. [See art. الو.]) In this sense it is not used otherwise than as a prefixed noun: when used to characterize an indeterminate noun, prefixed to an indeterminate noun; and when used to characterize a determinate noun, prefixed to [a noun rendered determinate by] the article ال. (S.) [Thus you say رَجُلٌ ذُو مَالٍ A man a possessor of wealth; and الرَّجُلُ ذُو المَالِ The man the possessor of wealth.] In the phrase غَيْرَ ذَاتِ الشَوْكَةِ [Not those possessed of weapons, &c.], in the Kur [viii. 7], the fem. form is used as meaning the طَائِفَة [or party]. (T.) صَارَ ذَا ذَنْبٍ

[He became one having a sin, or crime, &c., attributable to him, i. e. he had a sin, &c., attributable to him,] means تَحَمَّلَ ذَنْبًا [he became chargeable with a sin, &c.]. (Msb in art. ذنب.) b2: Accord. to the S, it is not prefixed to a pronoun (مُضْمَر); nor to a proper name, such as زَيْد and عَمْرو and the like: but there are several instances of its being prefixed, in its pl. form, to a pronoun; among which is the saying of a poet, إِنَّمَا يَصْطَنِعُ المَعْرُوفُ فِى النَّاسِ ذَوُوهُ [Only they who are possessors thereof do that which is good among men]: (TA:) [this usage, however, is perhaps only allowable by poetic license: see another ex. (also here cited in the TA) in the Ham p. 442, and the remarks there appended to it:] and it is also prefixed to proper names, as is shown by the phrase, (TA,) هٰذَا ذُو زَيْدٍ (M, K, TA,) mentioned, as heard from the Arabs, by Ahmad Ibn-Ibráheem, the preceptor of Th, meaning This is Zeyd, (M, TA,) i. e., this is the owner of the name Zeyd; (M, K, TA;) and [perhaps] by the name ذُو الخَلَصَةِ, for الخلصة is [said by some to be] the name of a certain idol, and ذو is a metonymical appellation of its بَيْت; and by the proper names ذُو رُعَيْنٍ and ذُو يَزَنَ and [accord. to some] ذُو جَدْنٍ [and the like, of which several are mentioned in the S, as well as in the M &c.]. (IB, TA.) [But see a later portion of this paragraph, where, prefixed to a proper name, it is said to be redundant.] b3: ذَوُو الأَرْحَام, [or, as in the Kur viii. last verse, and xxxiii. 6, أُولُو الأَرْحَامِ, pls. of ذُو الرَّحِمِ,] in the classical language, means [The possessors of relationship; i. e.] any relations: and in law, any relations that have no portion [of the inheritances termed فَرَائِض] and are not [such heirs as are designated by the appellation] عَصَبَة [q. v.: they are so called because they are relations by the women's side: see رَحِمٌ]. (KT, TA.) b4: If you form a pl. from ذُومَالٍ, you say, هٰؤُلَآءِ ذَوُونَ [These are possessors of wealth]; because in this case the pl. is not a prefixed noun. (S.) Accord. to Lth, الذَّوُونَ signifies The former, or first, [of persons,] and the more, or most, distinguished. (T, TA. *) Also, (S, M,) and الأَذْوَآءُ, [which is another pl. of ذُو,] (S,) The kings (S, M) of El-Yemen, of the tribe of Kudá'ah, (S,) whose surnames commenced with ذُو, (M,) [i. e.] who were named [or rather surnamed] (S) ذُو يَزَنَ (S, M) and ذُو جَدَنٍ and ذُو نُوَاسٍ (S) and the like. (S, M.) قُرَشِىٌّ لَيْسَ مِنْ ذِى وَلَا ذُو, occurring in a trad., means A Kurashee in respect of lineage, not of the أَذْوَآء [above mentioned]. (TA.) b5: [ذُو and ذَات and ذَا and ذِى are also used as prefixed nouns in various expressions here following, in several thereof as meaning Something in possession, or the like; not a possessor: or, in these instances, as is said in explanation of the first of the following phrases, and also of the phrase ذَاتُ اليَدِ (mentioned below) in Har p. 93, that which is contained is made to be as though it were the possessor (صَاحِب) of that which contains.] b6: مَوَّتَ ذَابَطْنِهَا [He killed what was in her belly]. (Har ubi suprá.) And وَضَعَتِ المَرْأَةُ ذَا بَطْنِهَا, (T,) or ذَاتَ بَطْنِهَا, (TA,) The woman brought forth [her child]. (T, TA.) And نَثَرَتْ ذَا بَطْنِهَا She brought forth many children. (T in art. نثر; and Mgh there and in the present art., in the latter of which it is added that the usual phrase is نَثَرَتْ بَطْنَهَا.) And أَلْقَتِ الدَّجَاجَةُ ذَا بَطْنِهَا The hen laid her egg, or eggs: or muted. (Mgh.) And أَلْقَى الرَّجُلُ ذَا بَطْنِهِ The man ejected his excrement, or ordure. (T.) And الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بِذِى بَطْنِهِ The wolf is envied [for what is in his belly, or] for his distention of the belly [with food]. (TA.) b7: [In like manner,] ذَاتُ اليَدِ means (tropical:) Wealth; as though it were the possessor of that which contains it: (Har ubi suprá:) [or what is in the possession of the hand:] or what one possesses, of wealth; because gained by the hand and disposed of by the hand. (Har p. 66.) You say, قَلَّتْ ذَاتُ يَدِهِ (assumed tropical:) What his hand possessed became little in quantity; (Lth, T;) or the possessions accompanying his hand; (Mgh;) app. meaning his riches. (Lth, T.) b8: ذَاتُ الرِّئَةِ and ذَاتُ الجَنْبِ are Two well-known diseases. (TA. [See arts. رأى and جنب.]) b9: عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ, in the Kur iii. 115, means [Acquainted, or well acquainted,] with what is in the minds: (Ksh, Bd, Jel: [and the like is indicated in the Mgh:]) or with the true, or real, nature of the notions that are concealed in the minds: (IAmb, T:) or with the hidden things of the minds: or with the minds themselves. (Msb. [If the last meaning be correct, the phrase should be mentioned with others later in this paragraph.]) [And similar to this is the saying,] عَرَفَهُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ He knew it from what he conceived in his mind [without his being informed thereof; i. e. he knew it of himself]. (Lth, T.) And جَآءَ مِنْ ذِىنَفْسِهِ and مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ (M, K) He came [from a motive in his own mind; of himself;] of his own accord; or willingly; syn. طَيِّعًا: (M, TA:) in the copies of the K, طَبْعًا; but the former is the right explanation. (TA.) And مَا كَلَّمْتُ فُلَانًا ذَاتَ شَفَةٍ and ذَاتَ فَمٍ

I spoke not to such a one a word. (Az, T.) b10: ذَاتَ اليَمِينِ and ذَاتَ الشِّمَالِ [are adverbial expressions, and] mean In the direction of the right hand and of the left: properly in the direction that has the name of the right hand [and that has the name of the left hand]. (Bd in xviii. 16.) And أَتَيْنَا ذَا يَمِينٍ means We came on the right hand. (TA.) b11: ذَاتَ مَرَّةٍ and ذَا صَبَاحٍ [also, and the like,] are adverbial expressions, which may not be used otherwise than as such: (S:) you say, لَقِيتُهُ ذَاتَ مَرَّةٍ [I met him once, or once upon a time], (S,) and ذَاتَ المِرَارِ many times, (M and K in art. مر,) or sometimes, (S in that art.,) and ذَاتَ يَوْمٍ (Fr, T, S) i. e. مَرَّةً فِى يَوْمٍ [once upon a day, or one day], therefore you use the fem. form, (T,) and ذَاتَ لَيْلَةٍ [one night], (Fr, T, S,) and ذَاتَ غَدَاةٍ [one morning, or one morning between daybreak and sunrise], and ذَاتَ العِشَآءِ [once in the evening at nightfall], (S,) meaning, accord. to Th, in the hour, or time, in which is nightfall, (T,) and ذَاتَ الزُّمَيْنِ (Fr, T, S) [some time ago, or] three [or more, to ten,] seasons ago, (مُذْ ثَلَاثَةُ

أَزْمَانٍ, T, [by ازمان being app. meant periods of two, or three, or six, months,]) and ذَاتَ العُوَيْمِ (Fr, T, S) [some years ago, or] three years ago (T,) or three years ago or more, to ten; (Az on the authority of Az, TA in art. عوم;) and ذَا صَبَاحٍ [one morning], and ذَا مَسَآءٍ [one evening], (T, S,) and ذَا صَبُوحٍ [lit, at a time of drinking the morning-draught], and ذَا غَبُوقٍ [lit. at a time of drinking the evening-draught]; in these four instances without ة: and this mode of expression has been heard only in the cases of the times here mentioned: they did not say ذَاتَ شَهْرٍ nor ذَاتَ سَنَةٍ: (S:) or one may also well say ذَاتَ صَبَاحٍ, like ذَاتَ يَوْمٍ; for ذا and ذات both mean the time: and accord. to IAar, one says, أَتَيْتُهُ ذَاتَ الصَّبُوحِ and ذَاتَ الغَبُوقِ, as meaning I came to him in the morning, or in the morning between daybreak and sunrise, and in the evening, or in the evening between sunset and nightfall. (T.) b12: You say also, لَقِيتُهُ ذَاتَ يَدَيْنِ, (TA,) or لَقِيتُهُ أَوَّلَ ذِى

يَدَيْنِ (M) and ذَاتِ يَدَيْنِ, (Az, M, Msb, [whence it seems to be not improbable that the phrase in the TA is imperfectly transcribed,]) meaning I met him the first thing, (M,) or first of everything. (Az, Msb, TA.) And أَفْعَلُهُ أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ and ذَاتِ يَدَيْنِ [I will do it the first thing, or first of everything]. (M.) And أَمَّا أَوَّلَ ذَاتِ يَدَيْنِ فَإِنَّنِى

أَحْمَدُ اللّٰهَ, (Az, M, Msb,) i. e. [Whatever be the case, the first thing, or] first of everything, I praise God. (Az, Msb.) b13: [Respecting the phrase ذَاتُ البَيْنِ, which has two contr. meanings, see art. بين. It is inadequately explained in this art. in the T and M and K, as follows.] وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ, (T, M, K, *) in the Kur [viii. 1], accord. to Ahmad Ibn-Yahyà, means [And do ye rightly dispose, or arrange, or order,] the case that is between you: (T:) or, accord. to Zj, (M,) that wherein consists your union; (حَقِيقَةَ وَصْلِكُمْ, M, K;) i. e. be ye of one accord, or in unison, respecting that which God and his Apostle have commanded: (M:) or ذَاتُ البَيْنِ means the state of circumstances whereby the Muslims become of one accord, or in unison: (K:) this is the meaning in the saying, اَللّٰهُمَّ

أَصْلِحْ ذَاتَ البَيْنِ [O God, do Thou rightly dispose &c.]. (M.) b14: ذَاتٌ is sometimes used as a noun independent in its meaning, (Mgh, Msb,) so as to denote material [or real] things; (Msb;) and is described by the epithets مُتَمَيِّزَةٌ [or “ distinct ”] (Mgh, Msb) and قَدِيمَةٌ [as meaning “ that has existed from eternity ”] (Mgh) and مُحْدَثَةٌ [as meaning “ that has been brought into existence ”]. (Mgh, Msb.) Thus used, (Msb,) it signifies The essence of a thing, meaning that by being which a thing is what it is, or that in being which a thing consists; or the ultimate and radical constituent of a thing: and the essence as meaning the peculiar nature of a thing: syn. حَقِيقَةٌ, (T, IB, Msb, TA,) and مَاهِيَّةٌ, (Msb,) and خَاصَّةٌ: (T, IB, TA:) it is also used as meaning a thing's self: (Mgh, * Msb:) [a man's self, or person: (see شَخْصٌ:)] and a thing; a being; anything, whatever it be; every شَىْء being a ذَات, and every ذات being a شىء: (Aboo-Sa'eed, Mgh, Msb:) and particularly a substance, or thing that subsists by itself: [hence اِسْمُ ذَاتٍ meaning a real substantive; also termed اِسْمُ عَيْنٍ: opposed to اِسْمُ مَعْنًى, i. e. an ideal substantive:] and [hence] it signifies also a word that is independent in its meaning; [i. e. ذَاتٌ (alone), though oftener used in the sense assigned above to اِسْمُ ذَاتٍ, signifies also, absolutely, a substantive;] opposed to صِفَةٌ as signifying a word that is not independent in its meaning. (Kull p. 187.) Its application to God, in the sense of حَقِيقَةٌ and خَاصَّةٌ, is forbidden by most persons: (TA:) [for]

ذَاتُ اللّٰهِ [as meaning The essence of God], used by the scholastic theologians, is said to be an ignorant expression, because the names of God do not admit the fem. affix ة; so that one does not apply to Him the epithet عَلَّامَةٌ, though He is the all-surpassing in knowledge. (Msb.) The phrase فِى ذَاتِ اللّٰهِ is like فِى جَنْبِ اللّٰهِ [In, or in respect of, that which is the right, or due, of God; or in, or in respect of, obedience to God, or the means of obtaining nearness to God, or the way of God]: and like لِوَجْهِ اللّٰهِ [for the sake of God; or to obtain the countenance, or favour, or approbation, or recompense, of God]: (Msb:) or it means in obedience to God; and in the way of God or his religion: (TA:) [or it may be rendered for the sake of God Himself; and so لِوَجْهِ اللّٰهِ: it is said to have been used by the Arabs [of the classical age], as well as by Aboo-Temmám, [who was a Muwelled;] (Mgh, Msb, *) but some deny that it occurs in the old language. (Msb. [See, however, an ex. from a trad. voce

أُخَيْشِنُ.]) [It is said that] the phrase مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإِلٰهِ, used by En-Nábighah, (Msb,) i. e. EdhDhubyánee, (TA in art. جل,) means Their book is the service of God Himself: (Msb:) [but it seems more reasonable to render this phrase agreeably with the primary signification of ذات as meaning their book is that of God, in a sense like that in which a house of worship is said to be a house of God; for,] as some relate it, the phrase used by En-Nábighah is مَحَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإِلٰهِ, with حاء, [i. e. their abode is in a peculiar manner that of God,] meaning, their abode is one of pilgrimage and of sacred sites. (S and TA in art. جل.) b15: ذُو is sometimes redundant [in respect of meaning, though governing as a prefixed n.]; and so is its pl. (T, * TA.) Az says, (TA,) I have heard more than one of the Arabs say, كُنَّا بِمَوْضِعِ كَذَا مَعَ ذِى عَمْرٍو, i. e. We were in such a place with Amr: (T, TA:) and كَانَ مَعَنَا ذُو عَمْرٍو, i. e. 'Amr was with us: and أَتَيْنَا ذَا يَمَنٍ, meaning أَتَيْنَا اليَمَنَ [We came to El-Yemen]. (T.) [See an ex. similar to this last, and evidently belonging to the present art., in the latter half of art. ذا.

And see لَا ذَا جَرَمَ and لَا أَنْ ذَا جَرَمَ and لَا عَنْ ذَا جَرَمَ and لَا ذَا جَرَ (in which ذا is in like manner redundant, as are also أَنْ and عَنْ, the latter of which is a dial. var. of the former of them,) in art. جرم: perhaps belonging to the present art., like أَتَيْنَا ذَايَمَنٍ; or perhaps to art. ذا. See also what is said respecting ذُو prefixed to a proper name in an early portion of this paragraph.] b16: It is also used in the sense of اَلَّذِى, (T, S, M, K,) in the dial. of Teiyi, (T, S, TA,) for the purpose of qualifying a determinate noun (S, M, K) by means of a proposition which it connects with that noun: (M, K:) and when thus used, it [generally] retains the same form when it denotes a dual and a pl. (S, M, K) and a fem., (S,) and exhibits no sign of case: (M, K:) you say, أَنَا ذُو عَرَفْتُ [I who knew], and ذُو سَمِعْتُ [who heard]; and هٰذِهِ المَرْأَةُ ذُو قَالَتْ كَذَا [This is the woman who said such a thing: (S:) and أَتَانِى ذُو قَالَ ذٰلِكَ [He who said that came to me]; and أَتَانِى ذُو قَالَا ذٰلِكَ [They two who said that came to me]; and أَتَانِ ذُو قَالُوا ذٰلِكَ [They who said that came to me]. (M.) But Fr says, I heard an Arab of the desert say, بِالفَضْلِ ذُو فَضَّلَكُمْ اللّٰهُ بِهِ وَالكَرَامَةِ ذَاتُ أَكْرَمَكُمُ اللّٰهُ بِهَا [By the excellence wherewith God hath made you to excel, and the honour wherewith God hath honoured you]; thus they use ذَاتُ in the place of اَلَّتِى, and they make it to be with refa in every case: and they confuse [numbers and genders] in speaking of a dual number and a pl. number [and a fem.]; they sometimes say, [for ex.,] in the case of the dual, هٰذَانِ ذُو تَعْرِفُ and هَاتَانِ ذُو تَعْرِفُ [These two whom, or which, thou knowest]; and a poet says, [namely, Sinán Ibn-El-Fahl, of the tribe of Teiyi, (Ham p. 292,)]

فَإِنَّ المَآءَ أَبِى وَجَدِّى

وَبِئْرِى ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ [For verily the water is the water of my father and my grandfather, and my well which I dug and which I cased; making ذو to relate to a fem. noun]: and some, he adds, use the dual and pl. and fem. forms; thus they say, هٰذَانَ ذَوَا قَالَا ذَاكَ [These two who said that], and هٰؤُلَآءِ ذَوُوا قَالُوا [These who said], and هٰذِهِ ذَاتُ قَالَتْ [This female who said]; and he cites the saying of a poet, جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ سَوَابِقْ ذَوَاتُ يَنْهَضْنَ بِغَيْرِ سَائِقْ [I collected them from outstripping she-camels, that rise and hasten in their pace without a driver]; and the prov., أَتَى عَلَيْهِ ذُو أَتَى عَلَى

النَّاسِ, meaning الَّذِى أَتَى [i. e. What has come upon men in general has come, or came, upon him]. (T.) Accord. to the usage most in repute, ذُو in this sense is indecl., and has no variation of gender or number; but some decline it, like ذو in the sense of صَاحِب, except that they make ذَات and ذَوَات indecl., with damm for the termination, saying ذَاتُ and ذَوَاتُ in every case, if they adopt the chaste mode; otherwise, in the accus. and gen. cases, saying ذَاتِ, and in like manner ذَوَاتِ (I' Ak pp. 40 and 41.) b17: They said also, لَاأَفْعَلُ ذٰلِكَ بِذِى تَسْلَمُ (M, K) and بذى تَسْلَمِينَ, (M,) and بذى تَسْلَمَانِ, (M, K,) and بذى تَسْلَمُونَ and بذىتَسْلَمْنَ, (M,) meaning I will not do that by thy, and by your, safety: (M, K:) or by God who, (M,) or by Him who, (K,) maketh thee, and you, to be in safety. (M, K.) [See also art. سلم.]

ذَاتٌ fem. of ذُو [q. v. passim]. (T, S, M, &c.) ذَاتِىٌّ: see ذَوَوِىٌّ, below, in three places.

ذَاتِيَّةٌ [a post-classical word, used in philosophy, The essential property or quality, or the aggregate of the essential properties or qualities, of a thing]. The ذَاتِيَّة of a human being is [the essential property or quality of] rational animality; and is also termed مَاهِيَّةٌ. (Kull p. 148.) ذَوَوِىٌّ the rel. n. of ذُو; (S, TA;) and of ذَاتٌ also, (S, M, Msb, TA,) the ة of the original being rejected in forming the rel. n.: (S, Msb, * TA:) ↓ ذَاتِىٌّ, as rel. n. of ذَاتٌ, is not allowable: (M:) [but it is much used, mostly in philosophical and religious writings, as meaning Essential, &c.:] they say ↓ الصِّفَاتُ الذَّاتِيَّةُ [meaning The essential attributes]; (Mgh, Msb;) but this is a wrong expression: and ↓ عَيْبٌ ذَاتِىٌّ [An essential, or] a natural, an innate, an original, or a constitutional, fault or imperfection &c. (Msb.)

وأب

وأب: وَأَبَ الحافر يَئِبُ وَأْباً، إذا انضمّت سنابكه.. تقول: إِنّه لَوَأْبُ الحافِر. وحافِرٌ وَأْبٌ، أي: شديدٌ. وتقول: لم يتَّئِبْ فلانٌ أن يفعل كذا، أي: لم ينقبض ... والذِّمِّيُّ لا يتَّئِبُ أن يكفّر لمسلم مهيب ونحوه، قال :

إذا دعاها أَقْبَلَتْ لا تَتَّئِبْ
و أ ب

أتّأب: استحيا. قال الكميت:

وصرت عمّ الفتاة تتّئب ال ... عاتق من رؤيتي وأتّئب

وما بك في هذا إبةٌ. قال ذو الرمة:

إذا المرئيّ شبّ له بنات ... عقدن برأسه إبةً وعارا

وما طعامك بطعام تؤبَةٍ أي لا يُستحيا من أكله.
[وأ ب] حافِرٌ وَأْبٌ شديدٌ منضَمُّ السّنابِكِ خفيفٌ وقيلَ هو الجيّدُ القَدْرِ وقيلَ هو المُقَعَّبُ الكثيرُ الأخْذِ منَ الأَرضِ وقدْ وأَبَ وَأْبًا وَقَدَحٌ وَأْبٌ ضَخْمٌ مُقَعَّبٌ واسِعٌ وإناءٌ وَأْبٌ واسعٌ والجَمْعُ أَوْآبٌ وقِدْرٌ وَأْبَةٌ كذلك وبَئْرٌ وأْبَهٌ واسعة بعيدةٌ وقيلَ بعيدةُ الْقعْرِ فقطْ وناقةٌ وأْبَةٌ قصِيرةٌ عريضَةٌ وكذلك المرأةُ والْوَثِيبُ الرَّغيبُ والإِبَةُ والتُّؤَبَةُ على البدلِ والموْئِبَةُ كلُّه الخزيُ والحياءُ والانقِباضُ وآبَ منْهُ واتَّأَبَ خَزِيَ واستحيا وأوأَبَهُ وَأَتْأَبَهُ ردَّه بخِزْيٍ وعارٍ والتاءُ في كلِّ ذلك بدلٌ من الواوِ ووَثِبَ غَضِبَ وأوْأَبْتُه أنا
[وأب] الوَأْبُ: الانقباض والاستحياء. تقول منه: وَأَبَ يَئِبُ وَأْباً وإبَةً. ونكح فلانٌ في إبَةٍ، وهو العار وما يستحيا منه. والهاء عوض من الواو. قال الشاعر : إذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بناتٌ * عَصَبْنَ برأسه إبَةً وعارا قال أبو عمرو: تغدى عندي أعرابي فصيح من بنى أسد، ثم رفع يده، فقلت له: ازدد. فقال: ما طعامك يا أبا عمرو بطعام تؤبة: أي بطعام يستحيا من أكله. وأصل التاء واو. واتأب الرجل، أي استحيا، وهو افتعل. قال الأعشى يمدح هَوْذَة بن عليٍّ الحَنفي: من يلْقَ هَوْذَةَ يسجد غير مُتَّئِبٍ * إذا تَعَمَّمَ فوق التاجِ أو وَضَعا وأَوْأَبْتُهُ، أي فعلت به فعلاً يُستحيى منه. والموئبات مثال الموعبات: المخزيات. وأوأبته أيضا: رددته عن حاجته. وحافِرٌ وأْبٌ، أي مقعب. وقال : بكل وأب للحصى رضاح * ليس بمصطر ولا فرشاح * ويقال: الوأب: البعير العظيم. والوَأْبَةُ: النُقرة في الصخرة تُمسِكُ الماء.

و

أب1 وَأَبَ, aor. ـِ inf. n. وَأْبَةٌ [app. a mistake for وَأْبٌ and إِبَةٌ], It (a hoof) was contracted in its edges, or in its fore edges. (Az.) See وَأْبٌ. b2: وَأَبَ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. وَأْبٌ (S) and إِبَةٌ (S, K) He contracted himself, or drew himself together, or shrank; and was ashamed. (S, K.) b3: وَأَبَ (TA) and ↓ اٰتَّأَبَ (S, K) He was ashamed, (S, K,) مِنْ شَىْءٍ of a thing. (TA.) b4: وَأَبَ, aor. ـِ i. q. انف [app. meaning He was disdainful]. (TA.) b5: وَئِبَ, [aor. ـْ see وَطِئَ:] He was angry. (K.) 4 أَوْءَبَهُ He did to him an action of which one should be ashamed: (S, K:) or he made him angry: [mentioned twice in the K: once as though there were no difference of opinion respecting it:] or he turned him, or drove him, back with ignominy, from his affair, or from the object of his want: (so in the copies of the K; but in an old copy, relied upon as correct, of the Tahdheeb el-Af'ál, from his companion, عن صاحبه: TA:) as also ↓ اِتَّأَبَهُ; (K;) meaning he turned him, or drove him, back with ignominy: (TA:) or اوءبه also signifies he turned him, or drove him, back from his affair, or from the object of his want. (S.) 8 اِتَّأَبَ: see 1 and 4.

وَأْبٌ, as an epithet applied to a solid hoof, Strong, contracted in the edges, or in the fore edges, and light: (K:) or simply strong: (L, art. رضح:) or round like a cup (such as is called قَعْبٌ); cup-shaped; (S, K;) and that takes [app. meaning occupies] much of the ground: [(see also تَنَاهَبَ:) accord. to Freytag, hollowed within, so that it takes up (tollat) much earth:] (K:) or i. q. حفيظ: (Az, as cited in the TA:) [but this I incline to think a mistake for خَفِيفٌ light:] or of excellent size: (K:) or of moderate size; not wide, nor contracted. (T.) b2: وَأْبُ الحَوَافِرِ Having hoofs contracted in the edges, or in the fore edges. (Az.) See also وَأْبٌ above. b3: وَأْبٌ A large, or big, and wide, arrow: (K:) [but I think that, for مِنَ القِدَاحِ, in the K, we should read من الأقْدَاحِ; and that وأب is therefore an epithet applied to a cup, such as is called قَدَحٌ; as Golius and Freytag have understood it; and not to a قِدْح: see what follows]. إِنَاءٌ وَأْبٌ A large, or big, and wide, vessel: a wide vessel: pl. أَوْآبٌ. قدحٌ وأبٌ A large, or big, deep, and wide, [cup]. (TA.) b4: قِدْرٌ وَأْبَةٌ A wide, or ample, cooking-pot. (TA.) b5: See also وَثِيبٌ. b6: وَأْبٌ A great camel: (S, K:) accord. to some. (S.) b7: وَأْبَةٌ A short and broad she-camel, or woman. (TA.) b8: A female of middling make, between good and bad, or handsome and ugly. (TA.) b9: A small hollow, or cavity, in a rock, that retains water. (S, K.) b10: بِئْرٌ وَأْبَةٌ A wide and deep well: (K:) or a deep well. (L, K.) وَئِيبٌ Wide, or ample: syn. رَغِيبٌ. (TA.) b2: قِدْرٌ وَئِيبَهٌ A deep cooking-pot. (T, K.) إِبَةٌ, (S, K,) in which the ة is a substitute for the [incipient radical] و, (S,) and ↓ تُؤَبَةٌ, (S, K,) in which the ت is originally و, (S,) and ↓ مَوْثِبَةٌ, (K,) A disgrace; a shame; a thing of which one should be ashamed: disgrace, or ignominy: (S, K:) shame; (K;) and a contracting of one's self, or shrugging: (TA:) a vice; fault; or the like. (Aboo-'Amr Esh-Sheybánee.) b2: Ex. نَكَحَ فُلَانٌ فِى إِبَةٍ [Such a one married in a manner that was disgraceful; or, of which one should be ashamed: i. e., married a woman of low origin, or the like]. (S.) b3: Dhu-r-Rummeh says, إِذَا المَرَئِىُّ شَبَّ لَهُ بَنَات عَصَبْنَ بِرَأْسِهِ إِبَةً وَعَارَا [When the Maraee has daughters that have attained to puberty, they bind upon his head disgrace and ignominy]. (S.) b4: ↓ طَعَامُ تُؤَبَةٍ (or طَعَامٌ ذُو تُؤَبَةٍ, as in the TA,) Food of which one should be ashamed to eat. Mentioned by AA on the authority of an eloquent Arab of the desert. (S.) تُؤَبَةٌ and مَوْئِبَةٌ: see إِبَةٌ.

مُوئِبَاتٌ Foul, or disgraceful, qualities, or dispositions. (S, K.)
[وأب] ج: فيه: "فوئبت" قدمه، من وثبت فهي ماوبة- إذا توجعت وتألمت، وأراد هنا أنها استخلعت.

ولي

و ل ي

وليه ولياً: دنا منه، وأوليته إياه: أدنيته. وكل مما يليك، وجلست مما يليه. وسقط الويّ وهو المطر الذي يلي الوسميّ. وقد وليت الأرض، وهي موليّة. وولي الأمر وتولاّه، وهو وليه ومولاه، وهو وليّ اليتيم ووليّ القتيل وهم أولياؤه. ووليَ ولاية. وهو والي البلد وهم ولاته. ورحم الله تعالى ولاة العدل. واستولى عليه. وهذا مولاي: ابن عمي، وهم مواليّ. ومولاي: سيدي وعبدي. ومولًى بيّن الولاية: ناصر. وهو أولى به. ووالاه موالاة. ووالى بين الشيئين، وهما على الولاء. وتقول العرب: وال غنمك من غنمي أي اعزلها وميّزها، وإذا كانت الغنم ضأناً ومعزًى، قيل: والهاً. قال ذو الرمة:

يوالي إذا اصطكّ الخصوم أمامه ... وجوه القضايا من وجوه المظالم

وولاّه ركنه. " فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وتولّيته: جعلته ولياً " ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم " وتولاك الله بحفظه. ووضع الوليّة على الراحلة وهي البرذعة. قال أبو زبيد:

كالبلايا رءوسها في الولايا ... ما تحات السّموم حرّ الخدود

وولّى عني وتلوّى. و" أولى لك ": ويل لك. ومن المجاز: قول ذي الرمّة:

لني وليةً تمرع جنابي فإنني ... لما نلت من وسميّ نعماك شاكر

واستولى على الغاية، وهو مستولٍ على القصب.
و ل ي : الْوَلْيُ مِثْلُ فَلْسٍ الْقُرْبُ وَفِي الْفِعْلِ لُغَتَانِ أَكْثَرُهُمَا وَلِيَهُ يَلِيهِ بِكَسْرَتَيْنِ وَالثَّانِيَةُ مِنْ بَابِ وَعَدَ وَهِيَ قَلِيلَةُ الِاسْتِعْمَالِ وَجَلَسْتُ مِمَّا يَلِيهِ أَيْ يُقَارِبُهُ وَقِيلَ الْوَلْيُ حُصُولُ الثَّانِي بَعْدَ الْأَوَّلِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ وَوَلِيتُ الْأَمْرَ أَلِيهِ بِكَسْرَتَيْنِ وِلَايَةً بِالْكَسْرِ تَوَلَّيْتُهُ وَوَلِيتُ الْبَلَدَ وَعَلَيْهِ وَوَلِيتُ عَلَى الصَّبِيِّ وَالْمَرْأَةِ فَالْفَاعِلُ وَالٍ وَالْجَمْعُ وُلَاةٌ وَالصَّبِيُّ وَالْمَرْأَةُ مَوْلِيٌّ عَلَيْهِ وَالْأَصْلُ عَلَى مَفْعُولٍ وَالْوِلَايَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ النُّصْرَةُ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ غَلَبَ عَلَيْهِ وَتَمَكَّنَ مِنْهُ.

وَالْمَوْلَى ابْنُ الْعَمِّ وَالْمَوْلَى الْعَصَبَةُ وَالْمَوْلَى النَّاصِرُ وَالْمَوْلَى الْحَلِيفُ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَوْلَى الْمُوَالَاةِ وَالْمَوْلَى الْمُعْتِقُ وَهُوَ مَوْلَى النِّعْمَةِ وَالْمَوْلَى الْعَتِيقُ وَهُمْ مَوَالِي بَنِي هَاشِمٍ أَيْ عُتَقَاؤُهُمْ وَالْوَلَاءُ النُّصْرَةُ لَكِنَّهُ خُصَّ فِي الشَّرْعِ بِوَلَاءِ الْعِتْقِ وَوَلَّيْتُهُ تَوْلِيَةً جَعَلْتُهُ وَالِيًا وَمِنْهُ بَيْعُ التَّوْلِيَةِ وَوَالَاهُ مُوَالَاةً وَوِلَاءً مِنْ بَابِ قَاتَلَ تَابَعَهُ.

وَتَوَالَتْ الْأَخْبَارُ تَتَابَعَتْ وَالْوَلِيُّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِنْ وَلِيَهُ إذَا قَامَ بِهِ وَمِنْهُ {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 257] وَالْجَمْعُ أَوْلِيَاءُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ أَحَدٍ فَهُوَ وَلِيُّهُ
وَقَدْ يُطْلَقُ الْوَلِيُّ أَيْضًا عَلَى الْمُعْتِقِ وَالْعَتِيقِ وَابْنِ الْعَمِّ وَالنَّاصِرِ وَحَافِظِ النَّسَبِ وَالصَّدِيقِ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى وَقَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ هِيَ وَلِيَّةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُ هُنَّ وَلِيَّاتُ اللَّهِ وَعَدُوَّاتُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ وَيَكُونُ الْوَلِيُّ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِي حَقِّ الْمُطِيعِ فَيُقَالُ الْمُؤْمِنُ وَلِيُّ اللَّهِ وَفُلَانٌ أَوْلَى بِكَذَا أَيْ أَحَقُّ بِهِ وَهُمْ الْأَوْلَوْنَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَالْأَوَالِي مِثْلُ الْأَعْلَوْنَ وَالْأَعَالِي وَفُلَانَةُ هِيَ الْوُلْيَا وَهُنَّ الْوُلَى مِثْلُ الْفُضْلَى وَالْفُضَلُ وَالْكُبْرَى وَالْكُبَرِ وَرُبَّمَا جُمِعَتْ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ فَقِيلَ الْوَلِيَّاتُ وَوَلَّيْتُ عَنْهُ أَعْرَضْتُ وَتَرَكْتُهُ وَتَوَلَّى أَعْرَضَ. 

ولي


وَلِيَ
a. [ يَلِي] (n. ac.
وَلْي)
see supra
(a)b.(n. ac. وَلَاْيَة
وِلَاْيَة) [acc.
or
'Ala], Was set over; ruled, governed, swayed.
c.(n. ac. وَلَآء [] وَلَاْيَة), Was the friend of; befriended, helped; leagued with.
d. [acc.
or
'Ala], Defended, protected, championed.
e. [pass.
وُلِيَ ], Was watered by early rain
(land).
وَلَّيَa. Made ruler &c. over, set over; intrusted, charged
with; nominated, appointed to.
b. [acc.
or
'An], Turned from; turned ( the back ); fled
from.
c. Placed behind ( his back ).
d. Dried up (dates).
وَاْلَيَ
a. [acc.]
see (وَلِيَ) (c), (d).
c. [acc.
or
Bain], Continued, pursued, proceeded with; did
simultaneously; combined.
d. Separated (sheep).
أَوْلَيَa. see II (a)b. [acc. & 'Ala], Made guardian of (orphan).
c. Conferred, bestowed upon ( a favour ).
d. Brought, drew near; made to approach.
e. Tied (water-skin).
تَوَلَّيَa. Was charged, intrusted with; was invested with; ruled
governed, administered; managed.
b. [acc. & Bi], Subdued by.
c. ['An], Turned, fled from; discontinued.
d. ['Ala], Assumed authority over.
e. Made a friend of.

تَوَاْلَيَa. Followed, succeeded each other; was continuous.
b. see II (d)
إِسْتَوْلَيَ
a. ['Ala], Mastered; dominated; gained possession of;
domineered over.
b. ['Ala], Hit ( the mark ).
وَلْيa. Nearness, proximity; contiguity; adjacency.
b. Near, adjacent; contiguous.
c. Neighbour.
d. Early rain.

وَلَوِيّ []
a. Showery.

أَوْلَى [] (pl.
أَوْلُوْنأَوَالٍ [] )
a. [Bi], Worthier of; fitter for; nearer to.
أَوْلَوِيّ []
a. see 14
مَوْلًى [] (pl.
مَوَالِي [] )
a. Lord, master.
b. Protector, defender; champion; patron.
c. Friend, companion.
d. Ally, partisan, adherent.
e. Relative, kinsman: son-in-law; uncle &c.
f. Freedman.
g. Neighbour.
h. Servant; slave; dependant.

وَالٍ (pl.
وُلَاة [] )
a. Governor; prefect; ruler; regent.

وَلَآء []
a. Relationship, kinship; consanguinity;
propinquity.
b. Relatives, kindred.
c. Government, rule, prefecture, prefectship.
d. Right of succession to the inheritance of a
freedman.
e. Help; friendship.
f. see 1 (a)
وَلَآءَة []
a. see 22t (a)
وَلَايَة []
a. Province, government, jurisdiction; country;
district.
b. see 22 (a) (d), (e).
وِلَآء []
a. see 1 (a)b. Continuity; consecutiveness.

وِلَايَة []
a. Government, administration; governorship; authority
supremacy, sway; sovereignty.
c. see 22 (a) (c), (e) &
وَلَاْيَة
(a).
وَلِيّ [] (pl.
أَوْلِيَآء [] )
a. Beloved; friend; favourite.
b. Benefactor; patron.
c. see 17 (a) (b), (c), (d).
g. Client; protégé.
h. see 1 (b)i. ( pl.

أَوْلِيَة [] )
a. see 1 (c)j. [ coll. ], Saint.
وَلِيَّة []
a. fem. of
وَلِيّb. ( pl.
reg.
& وَلَايَا )
Saddle-cloth, cushion.
c. Portion of food set apart for a guest.
d. see 22t (a)
مَوْلِيّ [ N. P.
a. I], مَوْلِيَّة Minor
ward.
تَوْلِيَة [ N.
Ac.
a. II], Investiture, nomination, appointment.
b. Cession, transfer of a purchase.
مُوَالٍ [ N. Ag.
a. III ], (pl.
مُوَالُوْن), Helper, aider.
b. see 17 (b)
مُتَوَلٍّ [ N.
Ag.
a. V], Governor, ruler.

تَوَلٍّ [ N. Ac.
a. V], Authority, jurisdiction.
b. Nearness.

مُتَوَالٍ [ N.
Ag.
a. VI], Successive, consecutive, continuous.
b. (pl.
مَتَاوِلَة), Shiite.
تَوَالٍ [ N. Ac.
a. VI]
see 23 (b)
وُلْيَا (pl.
وُلًى [ ]a. وُلْيَيَات ), fem. of
أَوْلَيُ
(a).
مَوْلَاة
a. Lady, mistress.

مَوْلَوِيّ
a. Supreme; sovereign.

مَوْلَوِيَّة
a. Supremacy, lordship, suzerainty; seigniory.

وَليّ اللّٰه
a. The friend of God.

وَلِيّ العَهْد
a. The heir apparent.

وَلِيّ النِّعَم
a. Recipient of favours.

دَار وَلِيَّة
a. Next door.

وِلَآءً
a. علَى وِلَآءٍ Consecutively, one
after another.
أَوْلَى لَهُ
a. Woe betide him !

هُمْ وَلَآء
a. They are related.

هُمْ عَلَىَّ وَلَايَة
وَاحِدَة
a. They are in league against me.

مَا أَوْلَاهُ مَعْرُوْفًا
a. How benevolent he is !
[ول ي] وَلِيَ الشيء ووَلِيَ عليه وِلايَةً ووَلايةً وقيل الوِلاية الخُطَّةِ كالإمارة والوَلاية المصدر وقد أَوْلَيْتُه الأمرَ ووَلَّيْتُه إياه وولَّتْه الخمسون ذَنَبَها عن ابن الأعرابيّ أي جعلت ذنبها يَلِيَه وولاها ذَنَبًا كذلك وتَوَلَّى الشيء لزمه والوَلِيَّةُ البَرْذَعَةُ وإنما تسمى بذلك إذا كانت على ظهر البعير لأنها حينئذ تَلِيهِ وقيل الوَلِيَّةُ التي تحت البَرْذَعَةِ وقيل كل ما ولي الظهر من كساء أو غيره فهو وَلِيَّةٌ والوَلِيُّ الصديق والنصير وقوله {فتكون للشيطان وليا} مريم 45 قالت ثعلب كل من عبد شيئًا من دون الله فقد اتخذه وليّا وقوله تعالى {الله ولي الذين آمنوا} البقرة 257 قال أبو إسحاق الله وليهم في حِجاجِهم وهدايتهم وإقامة البرهان لهم لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية كما قال تعالى {والذين اهتدوا زادهم هدى} محمد 17 ووليُّهم أيضًا في نصرهم على عدوهم وإظهار دينهم على دين مخالفيهم وقيل وَلِيُّهم أي يتولى ثوابهم ومجازاتهم بحسن أعمالهم والوَلاءُ المِلْكُ والمَوْلَى المالك والعبد والأنثى بالهاء وفيه مَوْلَوِيَّةٌ إذا كان شبهها بالمَوالِي وهو يتَمَولَى علينا أي يتشبه بالسادة وما كنت مَوْلًى وقد تَمَوْلَيْتُ والاسم الوَلاءُ والمَوْلَى الصاحب والقريب كابن العم ونحوه قال ابن الأعرابي المولى الجار والحليف والشريك وابن الأخت والولِيُّ والمَوْلَى وتَوَلاه اتخذه وَلِيّا وإنه لَبيِّنُ الوَلاةِ والوَلِيَّةِ والتَّوَلِّي والوَلاءِ والوَلايةِ والوِلايةِ والوَلْيُ القُرب ودارٌ وَلْيَةٌ قريبة وقوله تعالى {أولى لك فأولى} القيامة 34 معناه التوعُّد والتهدُّد أي الشر أقرب إليك وقال ثعلب معناه دَنَوْتَ من الهَلَكَةِ وكذلك قوله {فأولى لهم} محمد 20 أي وليهم المكروه وهو اسمٌ لِدَنَوْتَ أو قَارَبْتَ وحكى ابن جني أَوْلاةٌ الآن فأنث أَوْلى قال وهذا يدل على أنه اسم لا فعل وقول أبي صخر الهذلي

(أَذُمُّ لكِ الأَيَّامَ فِيمَا وَلَتْ لنَا ... وما لِلَّيَالِي في الذِي بيننا عُذْرُ) أُراه أراد فيما قربتْ إلينا من بَيْنٍ وتعذُّرِ قُرْبٍ والقومُ عَليَّ وَلايَةٌ واحدةٌ ووِلايَةٌ إذا كانوا يدًا عليك بخير أو شر ودارُه وَلِيُّ دارِي أي قريبةٌ منها وأَوْلَى على اليتيم أوصى ووَالَى بين الأمرين مُوالاةً وَوِلاءً تابَعَ وتَوالَى الشيء تتابع والوَلِيُّ المطرُ يأتي بعد الوَسْمِيّ وحكى كُراعُ فيه التخفيف وجمع الوَلِيِّ أَوْلِيَةٌ وَوُلِيتِ الأرضُ وَلْيًا سُقِيتِ الوَلِيَّ فأما ما أنشده ابن الأعرابي من قول الشاعر

(نَشْرُ خُزَامَى وُلِيَ الرَّكِيْكا ... )

فإنما عدَّى وُلِيَ إلى مفعولين لأنه في معنى سُقِيَ وسُقِيَ متعديةٌ إلى مفعولين فكذلك هذا الذي في معناها وقد يكون الركيكُ مصدرًا لأنه ضربٌ من الوَلِيِّ فكأنه وُلِيَ وَلْيًا كقولك قعد القُرْفُصَاءَ وأحسن من ذلك أن وُلِيَ في معنى أُرِكَ عليه أو رُكَّ فيكون قوله ركيكًا مصدرًا لهذا الفعل المقدر أو اسمًا موضوعًا موضع المصدر واستولى على الشيء إذا صار في يده ووَلَّى الشيءُ وتَوَلَّى أدبر وولَّى عنه أعرض عنه أو نأى عنه وقوله

(إِذَا ما امْرُؤٌ وَلَّى عَلَيَّ بِوُدِّهِ ... وَأَدْبَرَ لَمْ يَصْدُرْ بإِدْبَارِه وُدِّي)

فإنه أراد وَلَّى عني ووجه تعدَيتِهِ ولَّى بعلى أنه لما كان إذا وَلَّى عنه بوده فقد تغير عليه جعل ولَّى بمعنى تغيَّر فعدَّاه بعلى وجاز أن يستعمل هنا على لأنه أمر عليه لا له وقول الأعشى

(إذا حَاجَةٌ وَلَّتْكَ لا تَسْتَطِيعُها ... فَخُذْ طَرَفًا مِن غَيرها حين تُسْبقُ)

فإنه أراد وَلَّتْ عنك فحذف وأوصل وقد يكون ولَّيْتُ الشيء وولَّيْتُ عنه بمعنًى وقوله تعالى {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} البقرة 42 يعني قولَ اليهود ما عدلهم عنها يعني قبلة بيت المقدس وقوله تعالى {ولكل وجهة هو موليها} البقرة 148 قيل فيه قولان قال بعض أهل اللغة وهو أكثرهم هو {لكل} والمعنى هو موليها وجهَهُ أي كل أهل وجهةٍ هم الذين ولَّوا وجوههم إلى تلك الجهة وقد قُرِئَ {هو مُوَلاّها} قال وهو حسن وقال قوم {هو موليها} أي الله تعالى يولَّى أهل كل مِلَّةٍ القبلة التي يريد وكلا القولين جائز وقالوا لو طلبتَ وَلاءَ ضَبَّةَ من تميم لَشَقَّ عليك أي تمييز هؤلاء من هؤلاء حكاه اللحياني فروى الطُّوسِيُّ وَلاءً بالفتح وروى ثابتٌ وِلاءً بالكسر ووَالَى غنمَه عَزَلَ بعضها من بعض وميَّزها قال ذو الرُّمَّةِ

(يُوالِي إِذَا اصْطكَّ الخُصُومُ أَمَامَهُ ... وُجوُهَ القَضَايَا مِنْ وُجُوه المَظَالِم)

والوَلِيَّةُ ما تخبَؤُه المرأة من زادٍ لضيف يحلُّ عن كُراع قال والأصلُ لَوِيَّةٌ فقلب والجمع وَلايَا ثَبَتَ القلبُ في الجمع
ولي
ولَى يلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ
• ولَى فلانًا: دنا منه وقرُب "جلست ممّا يليه- َكُلْ مِمَّا يَلِيكَ [حديث]: ممّا يقاربك- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} " ° كما يلي: كما يَتْبع. 

ولِيَ1 يَلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ
• ولِي فلانًا:
1 - وَلاَهُ، دنا منه، قَرُب "ولي أباه في الفََضْل".
2 - تَبعه مباشرة، أو من غير فَصْل "الرَّبيع يلي الشِّتاء- سيأتي شَرْح الكلام فيما يلي". 

ولِيَ2/ ولِيَ على يَلِي، لِ/ لِهْ، وِلايةً ووَلايةً، فهو والٍ، والمفعول مَوْليّ
• ولِي البلدَ: حكمه وتسلَّط عليه "ولِي شئونَ البلادِ رئيسٌ شديد".
• ولِي فلانًا: أحبَّه "ولِي سيِّدَه/ زملاءَه".
• ولِي الشّيءَ/ ولِي على الشّيء: مَلَك أمرَه وقام به "ولِي شئون عائلته- ولِي الوزارة".
• ولِي فلانًا/ ولِي على فلان: نَصَره. 

أولى يُولي، أوْلِ، إيلاءً، فهو مُولٍ، والمفعول مولًى
• أولى صديقَه معروفًا: صنعه إليه "أولاه مساعدةً جليلةً".
• أولى الأمرَ عنايةً: اهتمّ به ونظر إليه بعين الاعتبار "أولى عناية للأطفال- أولى اهتمامه لاحتياجات المجتمع".
• أولى صديقَه ثقتَه: منَحه إيَّاها.
• أولى أمينًا ممتلكاتِه/ أولى أمينًا على ممتلكاتِه: جعله واليًا عليها "أولاه على الأيتام: أوصاه بهم- أوْلى الرئيس نائبَه شأنَ البلاد في أثناء غيابه". 

استولى على يستولي، اسْتَوْلِ، استيلاءً، فهو مُستولٍ، والمفعول مُستولًى عليه
• استولى على الحكم: اغتصبه، أخذه بالقُوَّة والسِّلاح والغَلَبة "استولى على أملاك غيره: وضع يدَه عليها عنوةً وقهرًا- استولى العَدُوّ على المدينة- سياسة الاستيلاء والاستيطان اليهودية" ° استولى على البلاد: صيَّرها تحت سلطته وحكمه.
• استولى عليه اليأسُ: سيطر عليه وتحكم فيه، غلبه وتمكَّن منه "استولى عليه الشَّكُّ- استولت عليه الدَّهشةُ- استولى على الغاية: سبق إليها- استولوا على البلد المجاور"? استولت على قلبه: أوقعته في حُبِّها- يستولي على عقله: لا يشغل عقلَه سِواه. 

توالَى يتوالى، تَوالَ، تواليًا، فهو مُتوالٍ
• توالت الانتصارات: تتابعت، تعاقبت، تلاحقت "تتوالى الجهودُ لاكتشاف حقائق الكواكب عن قُرْب- لا تهتزّ وإن توالت عليك المصائب- على توالي الأيَّام والسِّنين- غارات متوالية". 

تولَّى/ تولَّى عن يتولَّى، تولَّ، تولّيًا، فهو مُتولٍّ، والمفعول مُتولًّى (للمتعدِّي)
• تولَّى اللِّصُّ: أدبر.
• تولَّى الحُكمَ: تقلَّده وقام به "تولَّى الحسابات: اضطلع بمسئوليّتها- هيّأه كي يتولَّى الشَّركة من بعده: يديرها- {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ} " ° تولاّه اليأسُ: أخذ منه كلَّ مأخذ.
• تولَّى فلانًا:
1 - نصره وأيَّده "تولَّى زعيمًا- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} ".
2 - رعاه، اعتنى به منذ صغره "تولَّى اليتيمَ".
• تولَّى اللهَ: اتخذه وليًّا ونصيرًا " {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ".
• تولَّى عن صديقه: أعرض عنه وتركه وانصرف عنه " {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} ".
• تولَّى عن قتال الأعداء: فرَّ وانهزم " {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا} ". 

والى يوالي، والِ، مُوالاةً، فهو مُوالٍ، والمفعول مُوالًى (للمتعدِّي)
• والى بين الأمرين: تابع بينهما.
• والى الشَّيءَ: تابَعهُ "والى المذيعُ تقديم الأنباء- والى القائدُ جهادَه- والى عمله".
• والى فلانًا:
1 - ناصرهُ، حاباهُ، صادقه "والى مَنْ والاه- كان يوالي جارَه في أمورٍ كثيرة".
2 - أحبَّه "والى مواطنيه". 

ولَّى/ ولَّى على/ ولَّى عن يولِّي، وَلِّ، تَوْليةً، فهو مُولٍّ، والمفعول مُولًّى (للمتعدِّي)
• ولَّى فلانٌ: أَدْبَر وفَرَّ "ولَّى اللِّصُّ هاربًا: لاذ بالفرار- ولَّى مدبرًا- ولَّى زمنُ الصِّبا- {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} " ° ولَّى الشِّتاءُ: انقضى، مضى بسرعة- ولَّى عن فلان بوُدِّه: تغيَّر عليه.
• ولَّى الشَّيءَ/ ولَّى عن الشَّيء: أعرض عنه وابتعد, أدبر ونأى "أزعجَ الرّسامَ توليةُ النَّاس عن رؤية معرضه- لو بلغ الرزق فاه لولاّه قفاه [مثل]: يُضرب للتّعاسة"? ولاَّه ظهرَه: جعله وراءه- ولَّى الأَدْبارَ: فرّ، هَرَب، انطلق مُسْرعًا.
• ولَّى فلانًا الأمرَ: قلَّده إيَّاه، أسنده إليه، جعله واليًا عليه، فوَّضه إليه "ولاَّه الإمارةَ/ سلطة القضاء- قرَّر الوزيرُ توليتَه منصبَ المدير".

• ولَّى القبلةَ: اتَّجه إليها "ولِّ وجهَك شطر المسجد- {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}: مستقبلها بوجهه".
• ولَّت العصبيَّةُ بعضَ الأقارب بعضًا: جعلتهم نصراء " {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} ".
• ولَّى على عقبه: ارتدَّ، تراجع أو هرب. 

أوْلَوِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أَوْلَى: أحقيَّة، أسبقيَّة، أفضليَّة "له الأولويَّة في هذا العمل- هو صاحبُ أولويَّة في هذا الترشيح- يرتب المسائل حسب أولويّتها" ° له الأولويَّة الكُبرى: أهمّ من أيّ شيء آخر. 

أَوْلَى [مفرد]: ج أوْلَوْن وأوالٍ، مث أَوْلَيان، مؤ وُلْيا، ج مؤ وُليَيَات ووُلَى: اسم تفضيل من ولَى وولِيَ1: أحقُّ وأجدرُ وأقرب "الأقربون أولى بالمعروف- {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا} - {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} " ° مِنْ باب أولى: بالأحرى، بالأجدر- هو أولى بكذا: أحقّ به وأجدر.
• أولى لك: دعاءٌ بالويل، تهديدٌ ووعيدٌ " {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى. ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} "? أولى لك: قاربك الشَّرُّ فاحذر. 

إيلاء [مفرد]: مصدر أولى. 

استيلاء [مفرد]:
1 - مصدر استولى على.
2 - (قن) حيازة مال مباح بقصد امتلاكه شريطة ألاّ يكون له مالك آخر.
3 - (قن) حيازة الحكومة لبعض السِّلع جبرًا. 

توالٍ [مفرد]:
1 - مصدر توالَى ° توالي مجرى الأحداث: تتابعها- على التَّوالي: متوالٍ متتابع، تِباعًا- على توالي الأيّام: على مرّها.
2 - (حي) الحيوانات الدُّنيا من ذوات الخلايا المتعدِّدة.
3 - (فك) ترتيب البروج من الحَمَل إلى الحوت، أي من المشرق إلى المغرب.
• توصيل على التَّوالي: (فز) توصيل لدائرة كهربيّة يجعل التيار الكهربيّ يمرُّ في جميع مكوّنات الدائرة، ويقابله التوصيل على التوازي. 

تولية [مفرد]:
1 - مصدر ولَّى/ ولَّى على/ ولَّى عن.
2 - (فق) اشتراط البائع على المشتري ألاّ يبيع إلاّ بثمن الشِّراء. 

مُتوالية [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل توالَى.
2 - (جب) متتالية من أعداد أو عبارات جبريّة يرتبط كلّ منها - ما عدا الأوّل- بالعدد الذي قبله وَفْق قاعدة ثابتة، ومنها المتوالية العددية، والمتوالية الهندسية. 

مُتولٍّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تولَّى/ تولَّى عن.
2 - من يتولَّى أمر الأوقاف وتدبيرها، ويقال له أيضًا قيِّم. 

مُوالٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من والى.
2 - (سة) مخلص لحزب أو حكومة ما خاصَّة خلال فترة حرب أو انقلاب ثوريّ. 

موالاة [مفرد]:
1 - مصدر والى.
2 - (فق) أن يعاهد شخصٌ شخصًا آخر. 

مَوالِيَا [مفرد]: (دب) فن مُستحدث من فنون الشعر، يُنظم باللغة الملحونة التي تلتزم تسكين أواخر الكلمات، ولا يتقيَّد أحيانًا بقافية واحدة ولا برويّ واحد، بل ينوِّع بينهما.
• المَوالِيَا: (دب) نوع من الشِّعر العاميّ، كان العبيد يتغنّوْنَ به في أسفارهم أو أثناء عملهم، ويقولون في آخر كلّ مقطوعة منه: يا مواليا، إشارة إلى ساداتهم، نشأ في العصر العباسيّ وهو من بحر البسيط، ولا يتقيَّد أحيانًا بقافية واحدة ولا برويّ واحد، بل ينوِّع بينهما. 

مَوْلَويّ [مفرد]: ج مولويَّة:
1 - اسم منسوب إلى مَوْلًى.
2 - درويش، زاهد أو عالم كبير. 

مَوْلَويَّة1 [مفرد]: قَلَنْسُوَّة من صوفٍ مستطيلة يلبسها المولويّ. 

مَوْلَويَّة2 [جمع]: مف مولويّ: (سف) فرقة من فِرق الصوفيّة نُسبوا إلى المولى جلال الدِّين الرُّومي. 

مَوْلًى [مفرد]: ج موالٍ:
1 - مالك وسيِّد " {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ} " ° مولانا/ مولاي: سيِّدي، تُستخدم كخطاب لمن هو أعلى رتبة خاصّةً الملك.
2 - عبد "مولى أجير".
3 - وليّ، تابع، حليف "كان من مواليه".
4 - شريك.
5 - لقب ملكيّ في بعض البلدان العربيّة.
• المَوْلى: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المأمول منه النَّصر والمعونة؛ لأنه الملك، ولا ملجأ للمملوك إلا
 لمالكه " {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} - {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ}: خالقهم ورازقهم وباعثهم ومالكهم". 

والٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ولَى وولِيَ1 وولِيَ2/ ولِيَ على.
2 - كلُّ من ولي أمرًا "وُلاة الأمور- رحِم اللهُ ولاة العدل".
3 - محافظ، حاكم إقليم أو منطقة "والي البلد- مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ [حديث] ".
• الوَالي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المالك للأشياء، المتصرِّف بمشيئته فيها، المنفرد بتدبيره لها. 

وَلاء [مفرد]:
1 - محبَّة وصداقة "معاهدة ولاء".
2 - قُرب وقرابة "بينهما ولاء- بيني وبين جاري ولاء" ° جاءوا ولاءً/ جاءوا على ولاءٍ: متتابعين.
3 - نُصرة "أدّى فروضَ الولاء لزعيمه- يمين الولاء- عُرف هذا الشَّخصُ بولائه لجماعة المعارضة". 

وَلاية/ وِلاية [مفرد]:
1 - مصدر ولِيَ2/ ولِيَ على.
2 - سُلطان " {هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} ".
3 - منطقة إداريَّة، يحكمها والٍ "ولاية عكَّا/ البصرة- قُسِّمَتِ البلادُ إلى ولايات".
4 - إقليم أو قُطر، إحدى الوحدات السِّياسيّة والإقليميّة ذاتيَّة الحكم المؤلِّفة اتّحادًا تحت حكومة ذات سيادة "الولايات المتَّحدة".
5 - (سة) مدّة حكم الرَّئيس وغيره أي عهد سلطته "سنوات ولاية الرَّئيس".
• وِلايةُ العهد: وراثة العرش الملكيّ "له حقُّ الولاية على شعبه- كانت ولاية العهد لعَمِّ الملِك". 

وَلْي [مفرد]: مصدر ولَى وولِيَ1. 

وَليّ [مفرد]: ج وليُّون وأولياء، مؤ وليّة، ج مؤ ولايا:
1 - كلُّ من كُلِّف بأمرٍ أو قام به "وليّ أمر الطالب- دعا المديرُ أولياءَ أمور الطلاب إلى الاجتماع" ° أولياء الشَّأن: أصحاب السُّلطات- وليُّ الله: المطيع له- وليُّ اليتيم: الذي يلي أمرَه ويقوم بكفايته.
2 - نصير وحليف "هو من أولياء الله الصالحين- {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا} ".
3 - مُحبٌّ تابع، مطيع، من توالت طاعته من غير تخلّل عِصْيان " {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
4 - محسن "فلان وليُّ نعمة".
5 - قدِّيس.
6 - (قص) مَنْ يتحمَّل مخاطر الإنتاج، فله الغُنْمُ وعليه الغُرْم.
• الوَليّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُتولِّي للأمر، القائمُ به، النَّاصرُ لعباده
" {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} " ° اللهُ وليُّك: حافظك.
• وليُّ العَهْد: وارث المُلْك.

• وليُّ المرأة: (فق) من يلي عقدة النِّكاح، ولا يدعها تستبدّ بعقد النكاح من دونه. و م أ
5688 - و م أ
ومَأَ إلى يَمأ، مَأْ، وَمئًا، فهو وامئ، والمفعول موموء إليه
• ومَأ إليه: أشار "ومأ إليه أن اذهب". 
ولي
: (ي ( {الوَلْيُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (القُرْبُ والدُّنُوُّ) . يقالُ: تَباعَدْنا بَعْدَ وَلْيٍ؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:
وشَطَّ} وَلْيُ النَّوَى إنَّ النَّوَى قَذَفٌ
تَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدَّارِ أَحْياناوأَنْشَدَ الجَوْهرِي لساعِدَةَ الهُذَلي:
وعَدَتْ عَوادٍ دونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ قالَ: يقالُ مِنْهُ: {وَلِيَه} يَلِيَه، بالكَسْر فيهمَا، وَهُوَ شاذُّ.
(و) الوَلْيُ: (المَطَرُ) يَأْتي (بَعْدَ المَطَرِ) المَعْرُوف بالوَسْمِيِّ، سُمِّي بِهِ لأنَّه {يَلِي الوَسْمِيَّ. وَقد (} وُلِيَتِ الأرضُ، بالضَّمِّ) ، {وَلْياً: إِذا مُطِرَتْ} بالوَلْي.
( {والوَلِيُّ) ، كغَنِيَ: (الاسْمُ مِنْهُ) ، هُوَ نَصُّ الأَصْمعي، قالَ:} الوَلْيُ على مِثَالِ الرَّمْي: المَطَرُ الَّذِي يأْتي بعدَ المَطَرِ؛ وَإِذا أَرَدْتَ الاسْمَ فَهُوَ {الوَلِيُّ، وَهُوَ مثلُ النَّعْيِ والنَّعِيِّ.
وقالَ كُراعٌ: الوَلْيُ بالتّخْفِيفِ والتّشْديدِ لُغتانِ على فَعْلٍ وفَعِيل: ومِثْلُه للفرَّاءِ وللبَدْر الْقَرَافِيّ؛ هَذَا كَلامٌ مَنْشؤه عَدَمُ اطِّلَاعه على كُتُبَ اللغةِ فلِذا أعْرَضْنا عَن ذِكْرهِ.
(و) الوَليُّ لَهُ مَعانٍ كَثِيرة:
فَمِنْهَا: (المُحِبُّ) ، وَهُوَ ضِدُّ العَدُوِّ، اسْمٌ مِن وَالاهُ إِذا أَحَبَّه.
(و) مِنْهَا: (الصَّدِيقُ. و) مِنْهَا: (النَّصِيرُ) مِن} وَالاهَ إِذا نَصَرَهُ.
( {ووَلِيَ الشَّيءَ، و) } وَلِي (عَلَيْهِ وِلايَةً ووَلايَةً) ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح، (أَو هِيَ) ، أَي بالفَتْح، (للمَصْدَرُ، وبالكَسْر) الاسْمُ مِثْلُ الإمارَةِ والنِّقابَةِ، لأنَّه اسْمٌ لمَا {تَوَلَّيْته وقُمْتَ بِهِ، فَإِذا أَرادُوا المَصْدَرَ فَتَحُوا؛ هَذَا نَصُّ سِيْبَوَيْه.
وقيلَ: الوِلايَةُ، بالكَسْر، (الخُطَّةُ والإمارَةُ) ؛ ونَصّ المُحْكم: كالإمارَةِ.
(و) قَالَ ابنُ السِّكِّيت:} الوِلايَةُ، بالكسْر، (السُّلْطانُ) .
قَالَ ابنُ برِّي: وقُرِىءَ قولُه تعالَى: {مالكُم مِن! وَلايَتِهم} ، بالفَتْح وبالكَسْر، بمعْنَى النُّصْرةِ؛ قَالَ أَبو الحَسَنِ: الكَسْرُ لُغَةٌ وليسَتْ بذلكَ. وَفِي التَّهْذِيب: قالَ الفرَّاء: كَسْر الْوَاو فِي الآيةِ أَعْجبُ إليَّ من فَتْحِها لأنَّها إنَّما يُفْتح أَكْثَر ذلكَ إِذا أُرِيد بهَا النُّصْرة، قالَ: وَكَانَ الكِسائي يَفْتحُها ويَذْهَبُ بهَا إِلَى النُّصْرةِ.
قَالَ الأزْهري: وَلَا أَظنّه علم التَّفْسير.
وَقَالَ الزجَّاج: يقرأُ بالوَجْهَيْن، فمَنْ فَتَح جَعَلَها من النُّصْرةِ وَالسَّبَب، قالَ: {والوِلايَةُ الَّتِي بمنْزلَةِ الإمارَةِ مَكْسُورَة ليفصلَ بَين المَعْنَيَيْن، وَقد يجوزُ كَسْر الوِلايَة لأنَّ فِي تَولِّي بعض القوْمِ بَعْضًا جِنْساً من الصِّناعَةِ والعَمَلِ، وكُلّ مَا كانَ مِن جِنْسِ الصِّناعَةِ نَحْو القِصارَةِ والخِياطَةِ فَهِيَ مَكْسورَةٌ.
(} وأَوْلَيْتُه الأمْرَ) {فوَلِيَه: أَي (} وَلَّيْتُه إيَّاهُ) {تَوْلِيةً.
(} والوَلاءُ) ، كسَماءٍ: (المِلْكُ) ، وَهُوَ اسْمٌ مِن المَوْلَى بمعْنَى المَالِكِ.
( {والمَوْلَى) : لَهُ مَواضِعُ فِي كَلامِ العَرَبِ، وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الآيةِ والحديثِ فمِن ذلكَ:
المَوْلَى: (المالِكُ) مِن} وَلِيَه وِلايَةً إِذا ملكَهُ.
(و) يُطْلَقُ على (العَبْدِ) ، والأَنْثَى بالهاءِ.
(و) أَيْضاً (المُعْتِقُ) ، كمُحْسِنٍ، وَهُوَ مَوْلَى النِّعْمةِ أَنْعَم على عَبْدٍ بعتْقِه.
(والمُعْتَقُ) ، كمُكْرَمٍ، لأنَّه ينزلُ مَنْزلةَ ابْن العَمِّ يَجبُ عليكَ أَن تَنْصرَهُ وأَنْ تَرِثَه إنْ ماتَ وَلَا وارِثَ لَهُ؛ وَمِنْه حديثُ الزكاةِ: (مَوْلَى القَوْمِ مِنْهُم) .
(و) أَيْضاً: (الصَّاحِبُ.
(و) أَيْضاً: (القَرِيبُ كابنِ العَمِّ ونَحْوهِ) ؛ قالَ ابنُ الأعْرابي: ابنُ العَمِّ {مَوْلَى، وابنُ الأخْتِ مَوْلَى؛ وقولُ الشاعرِ:
هُمُ المَوْلَى وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا
وإنَّا مِنْ لِقائِهِم لَزُورُقالَ أَبو عبيدَةَ: يَعْني} المَوالِي، أَي بَني العَمِّ؛ وَهُوَ كقولهِ تَعَالَى: {ثمَّ يخرجكُم طِفْلاً} ؛ كَذَا فِي الصِّحاح؛ وقالَ اللِّهْبيُّ يخاطِبُ بَني أُمَيَّة:
مَهْلاً بَنِي عَمِّنا مَهْلاً مَوالِينا
امْشُوا رُوَيْداً كَمَا كنْتُمْ تَكُونُونا (و) قالَ ابنُ الأعْرابي: المَوْلَى (الجارُ والحَليفُ) ، وَهُوَ مَنِ انْضَمَّ إليكَ فعَزَّ بعِزِّك وامْتَنَعَ بمَنَعَتِك؛ قالَ الجَعْدي:
مَواليَ حِلْفٍ لَا مَوالِي قَرابةٍ
ولكنْ قَطِيناً يَسْأَلُونَ الأتَاوِيايقولُ: هُم حُلَفاءُ لَا أبْناء عَمَ؛ وقولُ الفَرَزْدق:
فَلَو كانَ عبدُ اللهِ مَوْلًى هَجَوْتُه
ولكنَّ عبدَ اللهِ {مَوْلَى} مَوالِيا لأنَّ عبدَ اللهاِ بنَ إسْحق مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين، وهُم حُلَفاءُ بَني عبْدِ شَمْسِ بنِ عبْدِ مَناف، والحَلِيفُ عنْدَ العَرَبِ مَوْلًى، وإنَّما قالَ مَوالِيا فنَصَبَه لأنَّه رَدَّه إِلَى أَصْله للضَّرُورَةِ، وإنَّما لم ينوِّن لأنَّه جعَلَه بمنْزلَةِ غَيْرِ المُعْتل الَّذِي لَا يَنْصرفُ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) قَالَ أَبو الهَيْثم: {المَوْلَى (الابنُ والعَمُّ) والعَصَباتُ كُلّهم.
(و) قَالَ غيرُهُ:} المَوْلَى (النَّزيلُ؛ و) أَيْضاً (الشَّريكُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابي.
(و) أَيْضاً: (ابنُ الأُخْتِ) ، عَنهُ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: ( {الوَلِيُّ) الَّذِي يَلِيَ عَلَيك أَمْرَكَ، وهما بمعْنًى واحِدٍ، وَمِنْه الحديثُ: (أَيُّما امْرأَةً نَكحَتْ بغيرِ إِذْنِ} مَوْلاها) ، ورَواهُ بعضُهم: بِغَيْر إذْنِ {وَلِيِّها.
وَرَوى ابنُ سَلام عَن يُونُس: أنَّ المَوْلَى فِي الدِّيْن هُوَ} الوَلِيُّ، وذلكَ قولهُ تَعَالَى: {ذلكَ بأنَّ اللهَ مَوْلَى الذينَ آمَنُوا وأَنَّ الكافِرِينَ لَا {مَوْلَى لَهُم} ، أَي لَا وَلِيَّ لهُم، وَمِنْه الحديثُ: (مَنْ كُنْتُ} مَوْلاهُ فعليٌّ مَوْلاهُ) ، أَي مَنْ كنتُ {وَلِيَّه؛ وَقَالَ الشافِعِيُّ: يحملُ على} وَلاءِ الإسْلامِ.
(و) أَيْضاً (الرَّبُّ) ، جلَّ وعَلا،! لتَوَلِّيه أُمُورَ العالَمِ بتَدْبيرِه وقُدْرَتِه.
(و) أَيْضاً: (النَّاصِرُ) ؛ نقلَهُ الجَوْهري؛ وَبِه فُسِّر أَيْضاً حديثُ: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ) .
(و) أيْضاً: (المُنْعِمُ.
(و) أَيْضاً: (المُنْعَمُ عَلَيْهِ.
(و) أَيْضاً: (المُحِبُّ) ، مِن وَالاهُ إِذا أَحَبَّه.
(و) أَيْضاً: (التَّابِعُ.
(و) أَيْضاً: (الصِّهْرُ) ؛ وُجِدَ ذلكَ فِي بعضِ نسخ الصِّحاح، فَهَذِهِ أحَد وعِشْرونَ مَعْنًى للمَوْلَى، وأَكْثَرُها قد جاءَتْ فِي الحديثِ فيُضافُ كلُّ واحِدٍ إِلَى مَا يَقْتَضِيه الحديثُ الوارِدُ فِيهِ.
وَقد تَخْتلِفُ مَصادِرُ هَذِه الأسْماء: فالوَلايَةُ؛ بالفَتْح، فِي النَّسَبِ والنُّصْرةِ والعِتْقِ؛ والوِلايَةُ بالكسْر: فِي الإمارَةِ؛ {والوَلاءُ: فِي المُعْتَق؛} والمُوالاةُ: مِن {وَالَى القَوْم.
(و) النِّسْبَةُ إِلَى} المَوْلَى: {مَوْلَوِيٌّ. ويقالُ (فِيهِ:} مَوْلَوِيَّةٌ، أَي يُشْبِهُ {المَوالِيَ.
(وَهُوَ} يَتَمَوْلَى) عَلَيْنا أَي (يَتَشَبَّهُ بالسَّادَةِ) {المَوالي؛ وَمَا كَانَ} بمَوْلَى وَلَقَد {تَمَوْلَى.
(} وتَولاَّهُ) {تَولِّياً: (اتَّخَذَهُ} وَلِيًّا.
(و) {تَوَلَّى (الأَمْرَ) والعَمَلَ: إِذا (تَقَلَّدَهُ) ، وَهُوَ مُطاوِعُ} وَلاَّهُ الأميرُ عَمَلَ كَذَا، وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {فَهَل عَسَيْتم إنْ {تَوَلَّيْتُم أَن تُفْسِدوا فِي الأرضِ} ؛ أَي تَوَلَّيْتُم أُمُورَ الناسِ والخِطابِ لقُرَيْش؛ وقُرىءَ. إنْ} تُوُلّيتُمْ، بِالضَّمِّ، أَي {وَلِيَكُم بَنُو هاشِمٍ؛ قالَهُ الزجَّاج.
(وإنَّه لَبَيِّنُ} الوَلاءَةِ) ، كسَحابَةٍ؛ كَذَا فِي النسخِ، وَفِي المُحْكَم بالكَسْر والقَصْر؛ ( {والوَلِيَّةِ) ، بالتّشْديدِ؛ كَذَا فِي النسخِ وَفِي المُحْكَم بالتخْفِيفِ؛ (} والتَّوَلِّي {والوَلاءِ) ، كسَحابٍ، (} والوَلايةِ) ؛ بالفتحِ (ويُكْسَرُ.
(و) يقالُ: (دارٌ! وَلْيَةٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: أَي (قريبةٌ) ؛ وُصِفَتْ بالمَصْدَرِ.
(و) يقالُ: (القَوْمُ عليَّ {وَلايةٌ واحِدَةٌ) ، بالفَتْح (ويُكْسَرُ: أَي يَدٌ) واحِدَةٌ فِي الخيْرِ والشَّرِ.
وَفِي الصِّحاح عَن ابنِ السِّكّيت: هُم عليَّ} وِلاَيةٌ، أَي مُجْتَمِعُونَ فِي النُّصْرةِ، يُرْوَى بالكَسْر والفَتْح جمِيعاً؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
دَعِيهِم فهمْ ألبٌ عليَّ {وِلايةٌ
وحَفْرُهُمُ إنْ يَعْلمُوا ذاكَ دائِبُ (ودارُه} وَلْيُ دارِي) ، بِفَتْح فَسُكُون: أَي (قريبةٌ مِنْهُم.
( {وأَوْلَى على اليَتِيم) : أَي (أَوْصَى) ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
(} ووَالَى بينَ الأَمْرَيْنِ {مُوالاةً} ووِلاءً) ، بِالْكَسْرِ: (تابَعَ) بَيْنهما. يقالُ: افْعَلْ هَذِه الأشْياءَ على {الوِلاءِ، أَي مُتَتابِعَةً.
ويقالُ:} وَالَى فلانٌ برُمْحِه بينَ صَدْرَيْن وعادَى بَيْنهما، وذلكَ إِذا طَعِنَ واحِداً ثمَّ آخَرَ مِن فَوْرهِ؛ وكَذلكَ الفارِسُ يُوالِي بطَعْنَتَيْن {مُتَوَالِيَتَيْن فارِسَيْن، أَي يُتابِعُ بَيْنهما قَتْلاً. ويقالَ: أَصَبْتُه بثلاثَةِ أَسْهُمٍ} وِلاءً أَي تِباعاً.
(و) {وَالَى (غَنَمَهُ) } مُوالاةً (عَزَلَ بعضَها عَن بعضٍ ومَيَّزَها) .
قَالَ الأَزْهرِي: سَمِعْتُ العَرَبَ تقولُ: {وَالُوا حَواشِيَ نَعَمِكم عَن جِلَّتِها: أَي اعْزِلُوا صِغارَها عَن كِبارِها؛ وأنْشَدَ بعضُهم:
وكنَّا خُلَيْطَى فِي الجِمالِ فأَصْبَحَتْ
جِمالِي} تُوالَى وُلَّهاً مِن جِمالِها تُوالَى: أَي تُمَيَّزُ مِنْهَا؛ ومِن هَذَا قولُ الأعْشى:
ولكنَّها كانتْ نَوًى أَجْنَبِيَّةً
{تُواليَ رِبْعِيّ السِّقابِ فأَصْحَباأَي يُفْصَلُ عَن أُمِّه فيَشْتدُّ ولَهُه إِلَيْهَا، ثمَّ يَسْتمرُّ على} المُوالاةِ ويُصْحِبُ أَي يَنْقادُ ويَصْبِر بعْدَما كانَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ مِن مُفارَقتِه إيَّاها.
( {وتَوالَى) عَلَيْهِ شَهْرانِ: (تَتابَعَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَمِنْه} تَوالَتْ إليَّ كُتُبُ فلانٍ: أَي تَتابَعَتْ، وقَد {وَالاَها الكاتِبُ: أَي تابَعَها.
(و) } تَوالَى (الرُّطَبُ) : أَي (أَخَذَ فِي الهَيْجِ، {كوَلَّى) } تَوْلِيةً؛ كَذَا فِي النسخِ،.
وَالَّذِي فِي المُحْكم وغيرِه: يقالُ للرُّطَبِ إِذا أَخَذَ فِي الهَيْجِ: قد {وَلَّى} وتَولّى {وتَوَلِّيه شهيته، فتأَمَّل ذلكَ.
(} ووَلَّى) هارِباً ( {تَوْلِيَةً: أَدْبَرَ) وذَهَبَ} مُولِّياً؛ ( {كتَوَلَّى.
(و) } وَلَّى (الشَّيءَ) {تَوْليةً، (و) } ولَّى (عَنهُ) : أَي (أَعْرَضَ أَو نَأَى) ، وكَذلكَ {تَوَلَّى عَنهُ؛ وقولُ الشاعرِ:
إِذا مَا امْرُؤٌ} وَلَّى عليَّ بودِّه
وأَدْبَرَ لم يَصْدُرْ بإدْبارِه وُدِّيفإنَّه أَرادَ وَلَّى عنِّي، ووجهُ تَعْدِيتِه وُلَّى بعلَى أنَّه لما كانَ إِذا {وَلَّى عَنهُ بوِدِّه تغيَّر عَلَيْهِ، جَعَلَ وَلَّى بمعْنَى تَغَيَّر فعَدَّاه بعلَى، وجازَ أَن يَسْتَعْمِل هُنَا علَى لأنَّه أَمْرٌ عَلَيْهِ لَا لَهُ؛ وقولُ الأعْشى:
إِذا حاجَةٌ} ولَّتْكَ لَا تَسْتَطِيعُها
فَخُذْ طَرَفاً من غَيْرها حينَ تَسْبِقُفإنَّه أَرادَ: {وَلَّتْ عنْكَ، فحذفَ وأَوْصَل، وَقد يكونُ} وَلَّيْتُ الشيءَ {ووَلَّيْتُ عَنهُ بمعْنًى.
} والتَّوْلِيةُ قد تكونُ إقْبالاً، وتكونُ انْصِرافاً، فمِنَ الأَوَّل: قولهُ تَعَالَى:
{فوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَام، أَي وَجِّهْ وَجْهَكَ نَحْوَه وتِلْقاءَهُ؛ وكَذلكَ قولْهُ تَعَالَى: {ولكُلَ وِجْهةٌ هُوَ} مُوَلِّيها} ؛ قالَ الفرَّاء: هُوَ مُسْتَقْبِلُها، {والتَّوْلِيةُ فِي هَذَا المَوْضِع اسْتِقْبالٌ، وَقد قُرِىءَ: هُوَ} مُوّلاَّها، أَي اللهاُ تعالَى {يُوَلِّي أَهْلَ كلِّ مِلَّةٍ القِبْلَة الَّتِي تُريدُ. ومِن الانْصِرافِ: قولهُ تَعَالَى: {ثمَّ} وَلَّيْتُم مُدْبِرِينَ} ؛ وكذلكَ قوْلُه تعالَى: { {يُولُّوكُم الأَدْبَارَ} ؛ وقولُه تَعَالَى: {مَا} وَلاَّهُم عَن قِبْلَتِهم} ، أَي مَا عَدَلَهُم وصَرَفَهُم.
( {والوَلِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: البَرْذَعةُ) ، وإنَّما تُسَمَّى بذلكَ إِذا كانتْ على ظَهْرِ البَعيرِ لأنَّها حينَئِذٍ} تَلِيه؛ (أَو مَا تَحْتَها) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي عبيدٍ.
وقيلَ: كلُّ مَا {وَليَ الظّهْرَ مِن كِساءٍ أَو غيرِهِ فَهُوَ} وَلِيَّةٌ. وَفِي حديثِ ابنِ الزُّبَيْر: (أَنَّه باتَ بقَفْر فلمَّا قامَ ليَرْحَلَ وَجَدَ رَجلاً طُوله شِبْران عَظِيمَ اللّحْية على {الوَلِيَّةِ فَنَفَضَها فَوَقَعَ) ، والجَمْعُ} الوَلايا؛ وَمِنْه قولُ أَبي زبيدٍ:
كالبَلايا رُؤُوسُها فِي الوَلايا
مانِحاتِ السَّمُومِ حُرَّ الخُدُودِقال الجَوْهرِي: يَعْني الناقَةَ الَّتِي كانتُ تُعْكَسُ على قبْرِ صاحِبِها، ثمَّ تطرح {الوَلِيَّةُ على رأْسِها إِلَى أَنْ تموتَ.
وَفِي الحديثِ: (نَهَى أنْ يَجْلِسَ الرَّجلُ على} الوَلايا) ، هِيَ مَا تَحْت البَراذِع، أَي لأنَّها إِذا بُسِطَتْ وفُرِشَتْ تَعَلَّق بهَا الشَّوْكُ والتُّرابُ وغَيْر ذلكَ ممَّا يَضرُّ الدَّوابَّ، ولأنَّ الجالِسَ عَلَيْهَا رُبَّما أَصابَه مِن وَسَخِها ونَتْنِها ودَمِ عَقْرِها.
(أَو) الوَلِيَّةُ: (مَا تَخْبَؤُه المرأَةُ من زادٍ لضَيْفٍ يَنْزِلُ) ؛ عَن كُراعٍ؛ والأصْلُ لَوِيَّةٌ فقُلِبَ، (ج وَلايَا) ، ثَبَتَ القَلْب فِي الجَمْعِ أَيْضاً.
(و) مِن المجازِ: ( {اسْتَوْلَى على الأَمْرِ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: على الأمَدِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وغيرِه؛ أَي (بَلَغَ الغايَةَ) ؛ وَمِنْه قولُ الذبياني:
سَبْقَ الجَوادِ إِذا اسْتَوْلَى على الأمَدِ} واسْتِيلاَؤُه على الأمَدِ أَن يَغْلِبَ عَلَيْهِ بسَبْقِه إِلَيْهِ، ومِن هَذَا يقالُ: اسْتَوْلَى فلانٌ على مالِي أَي غَلَبَني عَلَيْهِ.
ويقالُ: اسْتَبَقَ الفارِسانِ على فَرَسَيْهما إِلَى غايَةٍ: تَسابَقَا إِلَيْهَا {فاسْتَوْلَى أَحَدُهما على الغايَةِ إِذا سَبَقَ الآخَر.
(و) قولُهم: (أَوْلَى لَكَ: تَهَدُّدٌ ووَعِيدٌ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:
} فأَوْلى ثمَّ {أَوْلى ثمَّ أَوْلى
وهَلْ للدَّرِّ يُحْلَبُ مِنْ مَرَدِّ؟ قالَ الأَصْمعي: (أَي قارَبَهُ مَا يُهْلِكُه) ، أَي نَزَلَ بِهِ؛ وأَنْشَدَ:
فعَادَى بَينَ هادِيَتَيْنِ مِنْهَا
} وأَوْلَى أَنْ يَزِيدَ على الثَّلاثِ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: { {أَوْلَى لَكَ} فأَوْلَى} ؛ مَعْناهُ التَّوعُّد والتَّهَدُّدُ، أَي الشَّرُّ أَقْرَبُ إليكَ.
وَقَالَ ثَعْلَب: دَنَوْتُ مِن الهَلَكةِ؛ وكذلكَ قَوْله تَعَالَى: { {فأَوْلَى لَهُم} ؛ أَي} وَلِيَهم المَكْرُوه، وَهُوَ اسْمُ لِدَنَوْتُ أَو قارَبْتُ.
قالَ ثَعْلَب: وَلم يَقُل أَحَدٌ فِي أَوْلَى لَكَ أَحْسَن ممَّا قالَ الأصْمعي.
وقالَ غيرُهما: أَوْلَى يقولُها الرَّجُلُ لآخر يُحَسِّره على مَا فاتَه، ويقولُ لَهُ: يَا مَحْرُوم أَيّ شَيْء فاتَكَ؟ .
وَفِي مَقامَات الحرِيرِي: {أَوْلَى لَكَ يَا مَلْعُون أنسيت يَوْمَ جبرون، وقيلَ هِيَ كلمةُ تَلَهُّف يقولُها الرَّجُلُ إِذا أفْلَت من عَظِيمةٍ.
وَفِي حديثِ أنَس: قَامَ عبدُ اللهاِ بنُ حُذافَةَ فقالَ: مَنْ أَبي؟ فقالَ رَسُولُ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُوكَ حُذافَة، وسكَتَ رَسُولُ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قالَ: أَوْلَى لكُم وَالَّذِي نَفْسِي بيدِه أَي قَرُبَ منْكُم مَا تَكْرَهُون؛ وقولُ الشَّاعِر:
فلَوْ كانَ أَوْلى يُطْعِمُ القَوْمَ صِدْتُهُمْ
ولكِنَّ أَوْلى يَتْرُكُ القَوْمَ جُوَّعاأَوْلَى فِي البيتِ حِكَايَة، وذلكَ أنَّه كانَ لَا يحسن الرَّمْي، وَأَحبَّ أَن يتبدحَ عنْدَ أَصْحابِه فقالَ أَوْلَى، وضَرَبَ بيدِهِ على الأُخْرى فقالَ أَوْلَى، فحكَى ذلكَ.
(و) يقالُ: (هُوَ أَوْلَى) بِكَذَا، أَي (أَحْرَى) بِهِ وأَجْدَرُ.
(و) يقالُ: (هُمُ} الأَوْلَى) ، كَذَا فِي النّسخ، ووَقَعَ كَذلكَ فِي بعضِ نسخِ الصِّحاح، والصَّوابُ هُوَ الأَوْلَى؛ (و) هُمُ ( {الأَوَالِي} والأَوْلَوْنَ) ، مِثْال الأعْلَى والأَعالِي والأَعْلَوْنَ؛ وقولُه تَعَالَى: {من الَّذين اسْتَحَقَّ عَلَيْهِم {الأَوْلَيانِ} ، هِيَ قِراءَةُ عليَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ، وَبهَا قَرَأَ أَبو عَمْرٍ وونافِع وَكثير؛ وَقَالَ الزجَّاجُ:} الأَوْلَيانِ فِي قوْلِ أَكْثَر البَصْرِيِّين، يرْتَفِعان على البَدَلِ ممَّا فِي يَقُومَان، المَعْنى: فليَقُم الأَوْلَيانِ بالميِّتِ مَقامَ هذَيْن الجانِبَيْن، ومَنْ قَرَأَ {الأَوَّلِين رَدَّه على الَّذين، وكأنَّ المَعْنى من الَّذين اسْتَحَقَّ عَلَيْهِم أَيْضاً} الأَوَّلُون؛ قالَ: وَهِي قِراءَةُ ابنِ عبَّاس، وَبهَا قَرَأَ الكُوفِيّون، واحْتَجوا بِأَن قالَ ابنُ عبَّاس: أَرَأَيْت إِن كانَ الأَوْلَيانِ صَغِيرينِ.
(و) تقولُ (فِي المُؤَنَّثِ) : هِيَ ( {الوُلْيا، و) هُما (} الوُلْيَيانِ، و) هُنَّ ( {الوُلَى، و) إنْ شِئْتَ (} الوُلْيَياتِ) ، مِثْلُ الكُبْرى والكُبْرَيانِ والكُبَرُ والكُبْرَيات.
( {والتَّوْلِيَةُ فِي البَيْعِ) : هِيَ (نَقْلُ مَا مَلَكَهُ بالعَقْدِ} الأَوَّلِ، وبالثَّمَنِ الأَوَّلِ من غيرِ زِيادَةٍ) ، أَي تَشْترِي سلْعَةً بثَمَنٍ مَعْلومٍ ثمَّ {تُوْلِيها رَجُلاً آخَرَ بذلكَ الثّمَنِ؛ ونَصّ التكملةِ: بالعَقْدِ} الأَوَّل بالثّمَنِ الأوَّلِ من غيرِ واوِ العَطْفِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {الوَليُّ فِي أَسْماءِ اللهِ تَعَالَى: هُوَ الناصِرُ، وقيلَ:} المُتَوَلِّي لأُمورِ العالَمِ القائمُ بهَا. وأَيْضاً الوَالِي: وَهُوَ مالِكُ الأَشْياءِ جَمِيهعا المُتَصَرِّفُ فِيهَا.
قالَ ابنُ الْأَثِير: وكأَنَّ {الوَلايَةَ تُشْعِر بالتَّدْبيرِ والقُدْرةِ والفِعْل، وَمَا لم يَجْتَمع ذلكَ فِيهِ لم يَنْطَلق عَلَيْهِ اسْمُ الوَالي.
} ووليُّ اليَتِيم: الَّذِي {يَلِي أَمْرَه ويَقومُ بكفالته.
} ووَليُّ المرأَةِ: الَّذِي {يَلِي عقْدَ النِّكاحِ عَلَيْهَا وَلَا يَدَعُها تَسْتَبدُّ بعقْدِ النِّكاحِ دُونَه؛ والجَمْعُ} الأوْلياءُ.
{والوَلِيُّ: فُعَيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ مِن} تَوالَتْ طاعَته مِن غَيْرِ تَخَلّلِ عصِيْانٍ، أَو بمعْنَى مَفْعولٍ مِن {يَتَوالَى عَلَيْهِ إحْسانُ اللهاِ وإفْضالِه.
} والمَوْلَى: العَصَبَةُ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وإنِّي خِفْتُ {المَوالِي مِن وَرائِي} .
} والمَوْلَى: الأخُ؛ عَن أَبي الهَيْثم.
والمَوْلَى: السَّيِّدُ.
والمَوْلَى: العَقِيدُ.
والمَوْلَى: الَّذِي {يَلِي عَلَيْك أَمْرَكَ.
ورجُلٌ} وَلاءٌ، وقَوْمٌ وَلاءٌ بمعْنَى {وَلِيّ} وأَوْلِياء، لأنَّ الولاءَ مَصْدرٌ؛ قالَهُ الهَيْثم.
{ووَلاّهُ} تَوْلِيةً: نَصَرَهُ {كتَوَلاَّهُ} ووَالاهُ.
{والمُوَالاةُ: المَحبَّةُ؛ وأَن يَتَشاجرَ اثْنان فيَدْخلَ بَيْنهما ثالِثٌ للصُّلْح؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
} وتَوالَتِ الغَنَمُ عَن المعزِ: تَميَّزَتْ عَن بعضِها.
وَفِي نوادِرِ الأعْرابِ: {تَوالَيْتُ مَالِي وامْتَزْت مَالِي بمعْنًى واحِدٍ.
وَقَالَ الأزْهري: جُعلتْ هَذِه الأحْرف واقِعَة، والظاهِرُ مِنْهَا اللّزومُ.
والنِّسْبَةُ إِلَى} المَوْلَى: {مَوْلَوِيٌّ؛ وَمِنْه اسْتِعْمالُ العَجَم} المَوْلَويّ للعالِمِ الكبيرِ، ولكنّهم يَنْطقُونَ بِهِ ملا، وَهُوَ قَبيحٌ. وَمِنْه {المَوْلَوِيَّةُ: طائِفَةٌ مِن الناسِ نُسِبُوا إِلَى} المَوْلَى جِلالِ الدِّيْن الرُّومي دَفِين قونية الرُّوم مِن رِجالِ السَّبْعمائَةِ.
والنِّسْبَةُ إِلَى {الوَليِّ مِن المَطَرِ:} وَلَويٌّ، كَمَا قَالُوا عَلَويّ، لأنَّهم كَرِهُوا الجَمْعَ بَين أَرْبَع ياآتٍ، فحذَفُوا الياءَ الأُوْلى وقَلَبُوا الثانيةَ وَاو؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وكَذلكَ النِّسْبَةُ إِلَى {الوَلِيِّ إِذا كانَ لَقَباً.
} والوَلاءُ، بِالْفَتْح: القَرابَةُ؛ وبالكسْر: مِيراثٌ يَسْتَحقُّه المَرْءُ بسَببِ عِتْق شَخْصٍ فِي ملْكِهِ، أَو بسَببِ عقْدِ {المُوالاةِ؛ وَقَول لبيدٍ:
فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسَبُ أنَّه
مَوْلى المَخافةِ خَلْفُها وأَمامُهافإنَّه أَرادَ أَولى مَوْضِع يكونُ فِيهِ الخَوْف، وَفِي بعضِ النسخِ: الحَرْب، كَمَا فِي الصِّحاح.
} وأَوْلاهُ الأَمْرَ: {وَلاَّه} ووَلَّتْه الخَمْسونَ ذَنَبَها؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ أَي جَعَلَتْ ذَنَبَها يَلِيه؛ {ووَلاَّها ذَنَباً كَذلكَ.
} وتَولَّى الشيءَ: لَزِمَهُ.
{والوَليُّ: جَمْعُ} وَلِيَّةٍ، للبَرْذَعَةِ؛ وَمِنْه قولُ كثيرٍ:
وحارِكِها تحْتَ الوَليِّ نُهودُ وأَوْلاهُ مَعْروفاً: أَسْداهُ إِلَيْهِ، كأنَّه أَلْصَقَ بِهِ مَعْروفاً يَلِيه، أَو مَلَّكَهُ إِيَّاه.
وَقَالَ الفرَّاء: يقولونَ مِن الوَلِيَّةِ أَي البَرْذَعَة أَوْلَيْتُ وَوليت.
ويقالُ فِي التّعَجُّب: مَا! أَوْلاهُ للمَعْروفِ، وَهُوَ شاذٌّ، قَالَ ابنُ برِّي: شُذوذُه كَوْنه رباعيًّا، والتَّعجُّب إنَّما يكونُ مِن الأَفْعال الثُّلاثيَّةِ.
وتقولُ: وَلِيَ فلانٌ {ووُلِيَ عَلَيْهِ، كَمَا تقولُ ساسَ وسِيسَ عَلَيْهِ.
وكُلْ ممَّا} يَلِيكَ: أَي يُقارِبكَ.
وحكَى ابنُ جنِّي: {أوْلاة الآنَ فِي التَّهددِ، فَأَنَّثَ أَوْلَى.
قَالَ ابنُ سِيدَه وَهَذَا يدلُّ على أنَّه اسْمٌ لَا فِعْل.
} والأَوْلِيَةُ: جَمْعُ {الوَليِّ للمَطَر: وأَيْضاً جَمْعُ} الوَلِيَّةِ للبَرْذَعَةِ؛ وَبِهِمَا فُسِّر قولُ النَّمِرِ بنِ تَوْلب:
عَن ذاتِ {أَوْلِيةٍ أَساوِدَ رَيُّها
وكأَنَّ لَوْنَ المِلْحِ فَوْقَ شِفارِهايريدُ أنَّها أَكَلَتْ} وَليًّا بعْدَ {وَليٍَّ من المَطَرِ، أَي رَعَتْ مَا نَبَتَ عَنْهُمَا فسَمِنَتْ؛ نقَلهُ ابنُ السِّكِّيت عَن بعضِهم.
وَقَالَ الأَصْمعي: شُبِّه مَا عَلَيْهَا من الشَّحْمِ وتَراكُمِه} بالوَلايَا، وَهِي البَراذِعُ.
{والوَلْيَةُ: المَعْروفُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لِني} وَلْيَةً تُمْرِعْ جَنَابي فإنَّني
لِمَا نِلْتُ مِنْ وَسْمِيِّ نُعْماكَ شاكِر {ُلِني: أَمْرٌ مِن} الوَلْيِ، أَي أَمْطِرْني {وَلْيَةً منكَ أَي مَعْروفاً بعْدَ مَعْروفٍ.
قَالَ ابنُ برِّي: وذَكَرَ الفرَّاءُ} الوَلَى المَطَر بالقَصْرِ، واتَّبَعَه ابنُ وَلاَّد، ورَدَّ عَلَيْهِمَا عليُّ بنُ حَمْزةَ؛ وقالَ: هُوَ {الوَليُّ، بالتَّشْديدِ لَا غَيْر.
والأصْلُ فِي إلَى حَرْف الجَرِّ} ولِيَ، كَمَا قَالُوا أَحَدٌ وَحَدٌ، وامْرأَةٌ أَناةٌ ووَناةٌ. {واسْتَوْلَى على الشيءِ: إِذا صارَ فِي يدِهِ.
} ووَلَّى {وتَولَّى بمعْنَى واحِدٍ؛ عَن أَبي معَاذ النَّحوي.
يقالُ:} تَولاَّهُ اتَّبَعَهُ ورَضِيَ بِهِ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {ومَنْ {يَتَوَلَّهُم منكُم فإنَّه مِنْهُم} .
وولاه صدفه وَصَرفه.
} وتَولَّى عَنهُ: أَعْرَضَ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وَإِن {تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غيرَكُم} ، أَي تُعْرضُوا عَن الإسْلام.
وكلُّ مَنْ أَعْطَيْته ابْتِدَاء مِن غَيْرِ مُكافَأَةٍ: فقد} أَوْلَيْتَه.
{والمَوالِي: بَطْنٌ مِن العَرَبِ، سَمِعْتُ بعضَ الثِّقاتِ يقولُ: إنَّهم مِن أعْقابِ خَفاجَةَ، ومَنازلُهم بِلادِ الشَّام وأَطْرافِ العِرَاق.
وعبدُ الرحمانِ بنُ أَبي} المَوالِي مِن أَتْباعِ التَّابِعِين، رَوَى عَن الباقِرِ، وَعنهُ القعْنبِي.
{والمُتَولى: أَحَد أَئِمَّةِ الشافِعِيَّةِ.
} والوَليُّ: لَقَبُ أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ عبدِ الرحمانِ بنِ الفَضْل العجليّ الدقاق البَغْدادِيّ من شيوخِ أَبي إسْحق الطّبْري، ماتَ سَنَة 355.
وقالَ أَبُو زيْدٍ: فلانٌ {يَتَمَوْلَى عَلَيْنا، أَي يَتَسَلَّط.
} وأَوْلَيْته: أَدْنَيْته.
{والمَوْلِيَّةُ، كمَرْمِيَّة: الأرضُ المَمْطُورَةُ.
} والوَلِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: موضِعٌ فِي بِلادِ خَثْعم قَالَت امْرأَةٌ مِنْهُم:
وبَنُو أُمامَةَ {بالوَلِيَّةِ صُرِّعوا
ثملاً يُعالجُ كُلّهم أُنْبُوبانقلَهُ ياقوت.
} والمَوَالِيَا: نَوْع مِن الشِّعْرِ، وَهُوَ مِن بَحْرِ البَسِيط، أَوَّلُ مَنِ اخْتَرَعَه أَهْلُ وَاسِط اقْتَطَعُوا مِن البَسِيطِ بَيْتَيْن وقفُوا شَطْر كلِّ بيتٍ بقافِيَةٍ تَعَلَّمَهُ عبيدُهُم المتسلمون عَمَارَتهم والغلْمان، وصارُوا يُغَنّون بِهِ فِي رُؤوسِ النّخْلِ وعَلى سَقْي المِياهِ، ويقولونَ فِي آخرِ كلِّ صَوْتٍ يَا {مَوَاليا إشارَةً إِلَى سادَاتِهم، فسُمِّي بِهَذَا الاسْمِ، ثمَّ اسْتَعْمَلَه البَغْدادِيّون فلَطَّفُوه حَتَّى عُرِفَ بهم دون مُخْتَرعِيه ثمَّ شاعَ؛ نقلَهُ عبدُ القادِرِ بنُ عُمر البَغْدادِيُّ فِي حاشِيَةِ الكعبيةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ولي: {ولايتهم}: بالفتح النصرة وبالكسرة الإمارة. {أولى لهم}: تهدد ووعيد، أي قد وليك شر فاحذره. {مولانا}: ولينا. والمولى: المعتق أو المعتق أو الولي، أو الأولى بالشيء، أو ابن العم أو الصهر.
الولي: فعيل بمعنى الفاعل، وهو من توالت طاعته من غير أن يتخللها عصيان، أو بمعنى: المفعول، فهو من يتوالى عليه إحسان الله وأفضاله، والولي، هو العارف بالله وصفاته بحسب ما يمكن المواظب على الطاعات، المجتنب عن المعاصي، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات.
ولي: الوَلاية: مصدرُ المُوالاة، والوِلاية مصدر الوالي. والولاء: مصدر المَوْلى. والموالي: بنو العمّ. والمَوالي من أهل بيتِ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم من يحرم عليه الصّدقة. والمَوْلَى: المعتق والحليف والوليّ. والوليّ: وليّ النِّعم. والموالاة: اتّخاذُ المولى، والموالاة أيضا: أن يُواليَ بين رَمْيَتَيْن أو فعلين في الأشياء كلّها. وتقول: أصبته بثلاثة أسهم ولاء. و [تقول] : على الولاء، أي: الشّيء بَعدَ الشَّيء. والوليُّ: المطر الذي يكون بعد الوسميّ، [يقال] : وُلِيَتِ الأَرْضُ وَلْياً فهي مَوْلِيّة، وقد ولاها المطر والغيث. قد ولاها المَطَرُ والغَيِثُ. والوَليّة: الحِلس، والوَلايا: جَمْعُهُ. قال:

كالبَلايا رءوسها في الوَلايا ... ما نحاتِ السموم حر الخدود  ووَلَّى الرَّجل، أي: أدبر. واستولَى فلانٌ على شيء، إذا صار في يده ... واستولى الفَرَسُ على الغايةِ، أي: بلغها.
و ل ي: (الْوَلْيُ) بِسُكُونِ اللَّامِ الْقُرْبُ وَالدُّنُوُّ يُقَالُ: تَبَاعَدَ بَعْدَ وَلْيٍ. «وَكُلْ مِمَّا (يَلِيكَ) » أَيْ مِمَّا يُقَارِبُكَ، يُقَالُ مِنْهُ: (وَلِيَهُ) يَلِيهِ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا شَاذٌّ. وَ (أَوْلَاهُ) الشَّيْءَ (فَوَلِيَهُ) . وَكَذَا (وَلِيَ الْوَالِي) الْبَلَدَ وَ (وَلِيَ) الرَّجُلُ الْبَيْعَ (وِلَايَةً) فِيهِمَا. وَ (أَوْلَاهُ) مَعْرُوفًا. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَوْلَاهُ لِلْمَعْرُوفِ وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (وَلَّاهُ) الْأَمِيرُ عَمَلَ كَذَا. وَ (وَلَّاهُ) بَيْعَ الشَّيْءِ. وَ (تَوَلَّى) الْعَمَلَ تَقَلَّدَ. وَتَوَلَّى عَنْهُ أَعْرَضَ. وَ (وَلَّى) هَارِبًا أَدْبَرَ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: 148] أَيْ مُسْتَقْبِلُهَا بِوَجْهِهِ. وَ (الْوَلِيُّ) ضِدُّ الْعَدُوِّ، يُقَالُ مِنْهُ: (تَوَلَّاهُ) وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ وَاحِدٍ فَهُوَ (وَلِيُّهُ) . وَ (الْمَوْلَى) الْمُعْتِقُ وَالْمُعْتَقُ وَابْنُ الْعَمِّ وَالنَّاصِرُ وَالْجَارُ وَالْحَلِيفُ. وَ (الْوَلَاءُ) وَلَاءُ الْمُعْتِقِ. وَ (الْمُوَالَاةُ) ضِدُّ الْمُعَادَاةِ. وَيُقَالُ: (وَالَى) بَيْنَهُمَا (وِلَاءً) بِالْكَسْرِ أَيْ تَابَعَ. وَافْعَلْ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ عَلَى الْوَلَاءِ أَيْ مُتَتَابِعَةً. وَ (تَوَالَى) عَلَيْهِمْ شَهْرَانِ تَتَابَعَ. وَ (اسْتَوْلَى) عَلَى الْأَمَدِ أَيْ بَلَغَ الْغَايَةَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (الْوِلَايَةُ) بِالْكَسْرِ السُّلْطَانُ، وَ (الْوِلَايَةُ) بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ النُّصْرَةُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: (الْوَلَايَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ وَبِالْكَسْرِ الِاسْمُ. وَقَوْلُهُمْ: (أَوْلَى) لَكَ تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَعْنَاهُ قَارَبَهُ مَا يُهْلِكُهُ أَيْ نَزَلَ بِهِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ فِي أَوْلَى أَحْسَنَ مِمَّا قَالَهُ الْأَصْمَعِيُّ. وَفُلَانٌ أَوْلَى بِكَذَا أَيْ أَحْرَى بِهِ وَأَجْدَرُ. وَيُقَالُ: هُوَ الْأَوْلَى وَفِي الْمَرْأَةِ هِيَ (الْوُلْيَا) . 
(و ل ي) : (الْمَوْلَى) عَلَى وُجُوهٍ ابْنُ الْعَمِّ وَالْعَصَبَةُ كُلُّهَا وَمِنْهُ {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} [مريم: 5] (وَالرَّبُّ وَالْمَالِكُ) فِي قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: 62] وَفِي مَعْنَاهُ الْوَلِيُّ وَمِنْهُ «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إذْنِ وَلِيِّهَا» وَيُرْوَى مَوْلَاهَا (وَالنَّاصِرُ) فِي قَوْله تَعَالَى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11] (وَالْحَلِيفُ) وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَوْلَى الْمُوَالَاةِ قَالَ
مَوَالِيَ حِلْفٍ لَا مَوَالِي قَرَابَةٍ
(وَالْمُعْتِقُ) وَهُوَ مَوْلَى النِّعْمَةِ (وَالْمُعْتَقُ) فِي قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» يَعْنِي مَوَالِيَ بَنِي هَاشِمٍ فِي حُرْمَةِ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مَفْعَلٌ مِنْ الْوَلْيِ بِمَعْنَى الْقُرْبِ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى (الْوَلِيُّ) حُصُولُ الثَّانِي بَعْدَ الْأَوَّلِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ فَالْأَوَّلُ يَلِيهِ الثَّانِي وَالثَّانِي يَلِيهِ الثَّالِثُ وَيُقَالُ وَلِيَ الشَّيْءُ الشَّيْءَ يَلِيهِ وَلْيًا وَمِنْهُ «لِيَلِنِي أُولُو الْأَحْلَامِ» وَيُقَالُ (وَلِيَ) الْأَمْرَ (وَتَوَلَّاهُ) إذَا فَعَلَهُ بِنَفْسِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي بَابِ الشَّهِيدِ لُوا أَخَاكُمْ أَيْ تَوَلَّوْا أَمْرَهُ مَنْ التَّجْهِيزِ (وَوَلِيُّ الْيَتِيمِ) أَوْ الْقَتِيلِ وَوَالِي الْبَلَدِ أَيْ مَالِكُ أَمْرِهِمَا وَمَصْدَرُهُمَا الْوِلَايَةُ بِالْكَسْرِ (وَالْوَلَايَةُ) بِالْفَتْحِ النُّصْرَةُ وَالْمَحَبَّةُ وَكَذَا الْوَلَاءُ إلَّا أَنَّهُ اخْتَصَّ فِي الشَّرْعِ بِوَلَاءِ الْعِتْقِ وَوَلَاءِ الْمُوَالَاةِ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ هُمْ (وَلَاءٌ) أَيْ مُوَالُونَ فَعَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَوْ وَصْفٍ بِالْمَصْدَرِ (وَالتَّوْلِيَةُ) أَنْ تَجْعَلَهُ وَالِيًا وَمِنْهَا بَيْعُ التَّوْلِيَةِ (وَالْمُوَالَاةُ الْمُحَامَاةُ) وَالْمُحَابَّةُ وَالْمُتَابَعَةُ أَيْضًا (وَالْوِلَاءُ) بِالْكَسْرِ فِي مَعْنَاهَا يُقَالُ وَالَى الْكُتُبَ فَتَوَالَتْ أَيْ تَتَابَعَتْ وَتَمَامُ تَقْرِيرِ الْكَلِمَةِ اشْتِقَاقًا وَتَصْرِيفًا فِي مَكْتُوبِنَا الْمَوْسُومِ بِرِسَالَةِ الْمَوْلَى وَاَلَّذِي هُوَ الْأَهَمُّ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ أَنَّ الْمَوَالِيَ بِمَعْنَى الْعُتَقَاءِ لَمَّا كَانَتْ غَيْرَ عَرَبٍ فِي الْأَكْثَرِ غَلَبَتْ عَلَى الْعَجَمِ حَتَّى قَالُوا الْمَوَالِي أَكْفَاءٌ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ وَالْعَرَبُ أَكْفَاءٌ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَمَوْلًى هُوَ أَمْ عَرَبِيٌّ فَاسْتَعْمَلُوهَا اسْتِعْمَالَ الِاسْمَيْنِ الْمُتَقَابِلَيْنِ (رِبَاطُ وَلِيَانَ) فِي ظَاهِرِ بُخَارَى وَأَصْلُ الْيَاءِ فِيهَا مُشَدَّدَةٌ.
ولي
الوَلَاءُ والتَّوَالِي: أن يَحْصُلَ شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النّسبة، ومن حيث الدّين، ومن حيث الصّداقة والنّصرة والاعتقاد، والوِلَايَةُ النُّصْرةُ ، والوَلَايَةُ: تَوَلِّي الأمرِ، وقيل: الوِلَايَةُ والوَلَايَةُ نحو: الدِّلَالة والدَّلَالة، وحقيقته: تَوَلِّي الأمرِ. والوَلِيُّ والمَوْلَى يستعملان في ذلك كلُّ واحدٍ منهما يقال في معنى الفاعل. أي: المُوَالِي، وفي معنى المفعول. أي: المُوَالَى، يقال للمؤمن: هو وَلِيُّ اللهِ عزّ وجلّ ولم يرد مَوْلَاهُ، وقد يقال: اللهُ تعالى وَلِيُّ المؤمنين ومَوْلَاهُمْ، فمِنَ الأوَّل قال الله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة/ 257] ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ
[الأعراف/ 196] ، وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران/ 68] ، ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا
[محمد/ 11] ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
[الأنفال/ 40] ، وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى
[الحج/ 78] ، قال عزّ وجلّ: قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ
[الجمعة/ 6] ، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ
[التحريم/ 4] ، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ
[الأنعام/ 62] والوالِي الذي في قوله: وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ
[الرعد/ 11] بمعنى الوَلِيِّ، ونفى الله تعالى الوَلَايَةَ بين المؤمنين والكافرين في غير آية، فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ إلى قوله: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة/ 51] ، لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ
[التوبة/ 23] ، وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ
[الأعراف/ 3] ، ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
[الأنفال/ 72] ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ [الممتحنة/ 1] ، تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إلى قوله: وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ [المائدة/ 80- 81] وجعل بين الكافرين والشّياطين مُوَالاةً في الدّنيا، ونفى بينهم المُوَالاةَ في الآخرة، قال الله تعالى في المُوَالاةُ بينهم في الدّنيا: الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ [التوبة/ 67] وقال: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
[الأعراف/ 30] ، إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [الأعراف/ 27] ، فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ [النساء/ 76] فكما جعل بينهم وبين الشّيطان مُوَالاةً جعل للشّيطان في الدّنيا عليهم سلطانا فقال: إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ
[النحل/ 100] ونفى المُوَالاةَ بينهم في الآخرة، فقال في مُوَالاةِ الكفارِ بعضهم بعضا: يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً
[الدخان/ 41] ، ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ [العنكبوت/ 25] ، قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا الآية [القصص/ 63] ، وقولهم تَوَلَّى إذا عدّي بنفسه اقتضى معنى الوَلَايَةِ، وحصوله في أقرب المواضع منه يقال: وَلَّيْتُ سمعي كذا، ووَلَّيْتُ عيني كذا، ووَلَّيْتُ وجهي كذا: أقبلت به عليه، قال الله عزّ وجلّ: فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها
[البقرة/ 144] ، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
[البقرة/ 144] وإذا عدّي ب (عن) لفظا أو تقديرا اقتضى معنى الإعراض وترك قربه. فمن الأوّل قوله: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة/ 51] ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[المائدة/ 56] . ومن الثاني قوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ
[آل عمران/ 63] ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ
[الغاشية/ 23] ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا
[آل عمران/ 64] ، وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ
[محمد/ 38] ، فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ
[التغابن/ 12] ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ
[الأنفال/ 40] ، فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ
[آل عمران/ 82] والتَّوَلِّي قد يكون بالجسم، وقد يكون بترك الإصغاء والائتمار، قال الله عزّ وجلّ: وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ
[الأنفال/ 20] أي:
لا تفعلوا ما فعل الموصوفون بقوله: وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً [نوح/ 7] ولا ترتسموا قولَ من ذُكِرَ عنهم: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ [فصلت/ 26] ويقال: وَلَّاهُ دُبُرَهُ: إذا انهزم.
وقال تعالى: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ
[آل عمران/ 111] ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ
[الأنفال/ 16] ، وقوله: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
[مريم/ 5] أي: ابنا يكون من أَوْلِيَائِكَ، وقوله: خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي
[مريم/ 5] قيل: ابن العمّ، وقيل مَوَالِيهَ. وقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ
[الإسراء/ 111] ، فيه نفي الوَلِيِّ بقوله عزّ وجلّ: مِنَ الذُّلِّ إذ كان صالحو عباده هم أَوْلِيَاءُ اللهِ كما تقدم لكن مُوَالاتُهُمْ ليستولي هو تعالى بهم، وقوله: وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا
[الكهف/ 17] ، والوَلِيُّ:
المطرُ الذي يَلِي الوَسْمِيَّ، والمَوْلَى يقال للمعتِقِ، والمعتَقِ، والحليفِ، وابنِ العمِّ، والجارِ، وكلِّ من وَلِيَ أمرَ الآخرِ فهو وَلِيُّهُ، ويقال: فلان أَوْلَى بكذا. أي أحرى، قال تعالى:
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
[الأحزاب/ 6] ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [آل عمران/ 68] ، فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما [النساء/ 135] ، وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ [الأنفال/ 75] وقيل:
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى
[القيامة/ 34] من هذا، معناه: العقاب أَوْلَى لك وبك، وقيل: هذا فعل المتعدّي بمعنى القرب، وقيل: معناه انزجر.
ويقال: وَلِيَ الشيءُ الشيءَ، وأَوْلَيْتُ الشيءَ شيئا آخرَ أي: جعلته يَلِيهِ، والوَلَاءُ في العتق: هو ما يورث به، و «نهي عن بيع الوَلَاءِ وعن هبته» »
، والمُوَالاةُ بين الشيئين: المتابعة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.