Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يصفق

صفق

(صفق) مُبَالغَة صفق وبيديه ضرب بَاطِن إِحْدَاهمَا على بَاطِن الْأُخْرَى وَفِي الْمثل لفضل التعاون والحث عَلَيْهِ (يَد وَحدهَا لَا تصفق)
(ص ف ق) : (الصَّفْقُ) ضَرْبُ الْيَدِ عَلَى الْيَدِ فِي الْبَيْعِ وَالْبَيْعَةِ ثُمَّ جُعِلَتْ عِبَارَةً عَنْ الْعَقَدِ نَفْسِهِ وَقَوْلُ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الْبَيْعُ صَفْقَةٌ أَوْ خِيَارٌ أَيْ بِيَعٌ بَاتٌّ أَوْ بَيْعٌ بِخِيَارٍ (وَثَوْبٌ صَفِيقٌ) خِلَافُ سَخِيفٍ وَهُوَ أَصْفَقُ مِنْهُ.
(صفق)
الشَّيْء صفقا وصفقة وتصفاقا ضربه ضربا يسمع لَهُ صَوت وَالرِّيح الثَّوْب وَالشَّجر وَالْمَاء ضَربته وحركته والطائر جناحيه وَبِهِمَا حركهما وصفق الْعود ضرب أوتاره وَالْبَاب رده وَالشرَاب مزجه والقدح ملأَهُ وَالْبيع أَمْضَاهُ وَكَانَت الْعَرَب إِذا أَرَادوا إِنْفَاذ البيع ضرب أَحدهمَا يَده على يَد صَاحبه فَقَالُوا صفق يَده أَو على يَده بِالْبيعِ فوصفوا بِهِ البيع

(صفق) الثَّوْب صفاقة كتف نسجه وَالْوَجْه وقح فَهُوَ صفيق
صفق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن أكبر الْكَبَائِر أَن تقَاتل أهل صفقتك وتبدل سنتك وتفارق أمتك. قَالَ: قِتَاله أهل صفقته أَن يُعْطي الرجل عَهده وميثاقه ثمَّ يقاتله وتبديل سنته أَن يرجع أَعْرَابِيًا بعد هجرته ومفارقته أمته أَن يلْحق بالمشركين. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا التَّفْسِير كُله فِي الحَدِيث وَلَا أَدْرِي أهوَ عَن الْحسن أَو غَيره.
صفق بيع قَالَ أَبُو عبيد: فَأَما الْأَشْيَاء الَّتِي يُوزر عَلَيْهَا العَبْد فإنّه كلّ مَا تمنّى أَن لَا يكون عَملهَا وَاشْتَدَّ ندمه عَلَيْهَا كَانَ أقرب لَهُ إِلَى الله. 6 / الف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] صفقتانِ فِي صفقةٍ رِبًا [قَالَ -] مَعْنَاهُ أَن يَقُول الرجل لْلرجل: / أبيعك هَذَا الثَّوْب بِالنَّقْدِ بِكَذَا وبالتأخير بِكَذَا ثمَّ يفترقان على هَذَا الشَّرْط [وَمِنْه حَدِيث النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: أَنه نهى عَن بيعَتَيْنِ فِي بيعَة فَإِذا فَارقه على أحد الشَّرْطَيْنِ بِعَيْنِه فَلَيْسَ ببيعتين فِي بيعَة] . 
ص ف ق : صَفَقْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ صَفْقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَرَبْتُهُ بِالْيَدِ وَصَفَقْتُ لَهُ بِالْبَيْعَةِ صَفْقًا أَيْضًا ضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى يَدِهِ وَكَانَتْ الْعَرَبُ إذَا وَجَبَ الْبَيْعُ ضَرَبَ أَحَدُهُمَا يَدَهُ عَلَى يَدِ صَاحِبِهِ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ الصَّفْقَةُ فِي الْعَقْدِ فَقِيلَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي صَفْقَةِ يَمِينِكَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَتَكُونُ الصَّفْقَةُ لِلْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي.

وَصَفَقْتُ الْبَابَ صَفْقًا أَيْضًا أَغْلَقْتُهُ وَفَتَحْتُهُ فَتَكُونُ مِنْ الْأَضْدَادِ وَصَفُقَ الثَّوْبُ بِالضَّمِّ صَفَاقَةً فَهُوَ صَفِيقٌ خِلَافُ سَخِيفٍ وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ بِالتَّثْقِيلِ. 

صفق


صَفَقَ(n. ac. صَفْق
صَفْقَة)
a. Struck, smote; struck, sounded, played upon (
musical instrument ).
b. [Bi], Clapped; flapped ( wings: bird ).
c. Shut, closed; opened (door).
d. see II (b)e. [La acc. & Bi]
see III (b)
صَفُقَ(n. ac. صَفَاْقَة)
a. Was thick, stout (cloth).
b. Was impudent.

صَفَّقَa. see I (c)b. Poured off, decanted (liquid).

صَاْفَقَ
a. [acc. & Bi], Struck, shook, clasped ( the hand of ).
b. ['Ala], Struck, ratified, concluded ( bargain).
أَصْفَقَa. Drove away, off; refused.
b. Removed; transferred.
c. Filled.
d. Shut, closed.
e. see III (b)
تَصَفَّقَa. Rolled, turned over; shook.
b. [La], Busied himself with.
تَصَاْفَقَa. Struck a bargain.
b. see III
إِنْصَفَقَa. Turned back; turned away; was refused.

إِصْتَفَقَ
(ط)
a. Vibrated, sounded; resounded; shook, was
shaken.

صَفْق
(pl.
صُفُوْق)
a. Side; face.
b. The striking or shaking hands as a ratification of a
bargain, covenant & c.

صَفْقَةa. Bargain; compact, covenant.
b. see 1 (b)
صِفْقa. Leaf ( of a door ).
صَاْفِقَةa. Party, company of travellers.
b. Calamity.

صِفَاْق
(pl.
صُفُق)
a. Inner or second skin; peritoneum.

صَفِيْقa. Thick, stout (cloth).
b. Impudent.

صَفَّاْقa. Active. enterprising man: trader; traveller.

صَوَاْفِقُa. Events, occurrences; misfortunes.

صَفَاْئِقُa. see 41
(صفق) - في حديث عُمر - رضي الله عنه -: "أنه سُئِل عن امرأَةٍ أَخذَت بأُنْثَيَىْ زَوجِها، فخَرقَت الجلدَ ولم تَخْرِق الصِّفاقَ، فقَضىَ بنِصْف ثُلُث الدِّيَة". قال الأصمعي: الصِّفاقُ: جِلدةٌ رَقِيقة تحتَ الجِلْد الأَعلَى إذا انْخَرق وقَعَت الأَمعاءُ في الجلد.
- في الحديث: "نَهَى عن الصَّفْقِ والصَّفِير".
الصَّفْق: ضَرْب اليَدِ على اليَدِ، كأنَّه مَعنَى قولهِ تبارك وتعالى: {إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} 
- في حديث معاوية - رضي الله عنه -. إلى ملك الروم: "لأنْتَزِعَنَّك من المُلْك انْتِزاعَ الأَصْفُقَانِيَّة" 
وهم الخَوَل، لُغَةٌ يَمَانِيَّة. يقال: صفَقَهم من بَلدٍ إلىِ بَلدٍ؛ أخرجَهَم قَهْراً وذُلًّا، وصَفَقَهم عن كذا: صَرَفَهم. وصَفَقتُ به الأرضَ: ضَربتُه، وأَصفَقتْ يَدِى بكَذَا: ظَفِرَت.
- في حديث أبي هريرة: "إذا اصْطَفَق الآفاقُ بالبَياضِ"
: أي اضْطَرب، من الصَّفْق وهو الضَّرب، يَعنِى انْتِشارَ الضَّوءِ واضْطِرابَ الآفاق به، كما تقول: اضْطَرب المجلسُ بالقَوْمَ، وتدفَّقت الشِّعاب بالماء.
صفق: صَفَق: ضرب براحة يده على الأخرى علامة الرضاء والاستحسان (المعجم اللاتيني - العربي وفيه سفق بالسين، المقري 2: 544).
صَفّق (بالتشديد): نفس المعنى السابق، ويقال: صَفَق له (بوشر، همبرت ص99، رولاند، المقري 2: 559).
صَفّق: ثخَّن، غلَّظ، جعله كثيفاً (فوك، ألكالا).
صَفّق وجْهَه: صار صفيق الوجه وَقِحاً سفيهاً. (باين سميث 1352). تصَفَّق. تصفقت الشجرة: اهتزت بالريح واضطربت. (معجم البلاذري).
تصَفَّق: صار ثخينا، غليظاً وصفيقاً (فوك).
تصافق: تصافقت الأمواج: تلاطمت (كوسج طرائف.
اصطفق: بالمعنى السابق. ويقال أيضاً: تصطفق أمواج البحر (ياقوت 3: 55) واصطفق البحر: تحرك وتلاطمت أمواجه (محيط المحيط).
اصطفقت الأيدي: ضربت راحة كل منهما على الأخرى (مختارات من تاريخ العرب ص409) والعبارة التي ذكرها لين في مادة صَفَّق.
صِفَاق، وثرب الصفاق: هُدْب، غشاء الكرش، غشاء ما بين الجلد والأمعاء (بوشر).
صِفاق: كِرش، القسم الأسفل من البطن (بوشر، همبرت ص3).
صِفَاق البَيْض: بياض البيض (فوك).
صَفِيق: غليّظ، ثخين، كثيف، ويجمع على صِفَاق (فوك، ألكالا).
صفيق الوجه: وَقِح، سفيه (بابن سميث 1253).
صُفُوقَة: غلظ، كثافة، ثخانة (ألكالا).
صَفّاقتان، مثنى صَفَّاقة: صنّاجتان. وهي قطع خشبية صغيرة ومجوفة بشكل أسطواني تربط في الأصابع وتقرع الواحدة بالأخرى.
(الأغاني ذ: 75، 124 طبعة بولاق).
مِصْفَقَة وجمعها مصافق: صنَاجَة. وانظر. مِسْفَقَة.
[صفق] نه: فيه: أكبر الكبائر أن تقاتل أهل "صفقتك"، هو أن يعطي أحدًا عهده وميثاقه ثم يقالته، لأن المتعاهدين يضع أحدهما يده في يد أخر كفعل المتبايعين، وهي المرة من التصفيق باليدين. ومنه: أعطاه "صفقة" يده وثمرة قلبه. ج: ثمرة قلبه كناية عن الإخلاص في العهد والتزامه. نه: وح: ألهاهم "الصفق" بالأسواق، أي التبايع. ك: هو بفتح صاد وسكون فاء وهو بسين وصاد، وكان المهاجرون تجارًا والأنصار أصحاب زرع. ط: ومنه "صفقة" خاسرة. نه: وح: "صفقتان" في "صفقة" ربا، هو مثل: بيعتين في بيعة - وقد مر. وفيه: نهي عن "الصفق" والصفير، كأنه أراد معنى قوله: "وما كان صلواتهم - الآية، كانوا يصفقــون ويصفرون ليشغلوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في الصلاة، أو أراد الصفق على وجه اللهو واللعب. وفي ح لقمان: "صفاق" أفاق، هو الرجل الكثير الأسفار والتصرف على التجارات، والصفق والأفق قريب من السواء، وقيل: الأفاق من أفق الأرض ناحيتها. وفيه ح: إذا "اصطفق" الآفاق بالبياض، أي اضطراب وانتشر الضوء، وهو افتعل من الصفق. وح: "فأصفقت" له نسوان مكة، أي اجتمعت إليه، وروى: فانصفقت له. ومنه: فنزعنا في الحوض حتى "أصفقناه"، أي جمعنا فيه الماء، والمحفوظ: أفهقناه، أي ملأناه. وفيه: قضى بنصف ثلث الدية فيمن أخذت بأنثيى زوجها فخرقت الجلد ولم تخرق "الصفاق"، هي جلدة رقيقة تحت الجلد الأعلى وفوق اللحم. وفيه: لأنزعنك من الملك نزع "الأصفقانية"، هم الخول، يقال: صفقهم من بلد إلى بلد، أخرجهم منه قهرًا وذلًا، وصفقهم عن كذا صرفهم عنه. ط: "التصفيق" للنساء، ضرب إحدى اليدين على الأخرى - وقد مر. غ: و"أصفق" على الأمر، أجمع.
ص ف ق

ضربه على صفقي عنقه: على جانبيها. وأنا أحب أهل ذلك الصفق وهو الناحية. وهذه صفقة مباركة وهي ضرب اليد على اليد في البيع والبيعة، ومنها: أصفقوا على أمر واحد: اجتمعوا عليه. وصفقت رأسه وعينه صفقة: ضربته، وصفقت به الأرض. وصفقت الريح الأغصان فاصطفقت. وتصفقت الريح. قال الراعي:

إذا أتى جانباً منها يصرّفه ... تصفق الريح تحت الديمة الدرر

أتى الوحش جانباً من الشجرة ليكتنس تحتها. والنساء يصطفقن على الميت. قال قيس بن عنبس الفزاريّ:

كرام يصطفقن على كريم ... بأيديهن أخلاق النعال واصطفقت المزاهر لما صفقت. وصفق الباب: رده. وباب داره صفق واحد إذا لم يكن مصراعين. وباب مصفوق. وصفقته عما يريد: رددته. والثوب المعلق واللواء تصفقه الرياح وتصفقه كل مصفق. ورجل صفاق: أفاق متصرف في النواحي. وأصفقت يدي بكذا بلت به. قال النمر:

حتى إذا طرح النصيب وأصفقت ... يده بجلدة ضرعها وحوارها

والناقة الحامل تصافق مصافقة وهي تقلبها على صفقيها، وهي مصافق. وبات فلان يصافق. وصفق الشراب: حوله من إناء إلى إناء ليصفو. وصفق الإبل: حوّلها من مرعًى إلى مرعًى وهو من الصفق. وانشق صفاق بطنه وهو الجلد الباطن عند سواد البطن. وثوب صفيق، وقد صفق صفاقة، وأصفقه الناسج.

ومن المجاز: له وجه صفيق. وأعوذ بالله من صفاقة الوجه. ولك عندي ود مصفق، ونصح مروق.
صفق
صَفْقا العُنُقِ والجَبَل: جانِباه، وجَمْعُه صُفُوقٌ. والصَفْقُ: الصُّقْعُ والناحِيَةُ.
وباتَ فلانٌ يُصَافِقُ بَيْنَ جَنْبَيْه: أي يَنْقَلِبُ على هذا الصَّفْقِ مَرَّةً وعلى الآخَرِ أخْرى.
وفلانٌ صَفّاقٌ أفّاق: أي جَوّالٌ. وانْصَفَقَ الثَّوْبُ: اضْطَرِبَ.
وانْصفَقَ عليه القَومُ يَمِيناً وشِمالاً. واصْطَفَقَ القَومُ: اضْطَرَبوا.
وصَفَقَه بيَدِه صَفْقَةً: ضَرَبَه ضَرْبَةً. والصَّفْقَةُ في البَيْع: ضَرْبُ اليَدِ على اليَدِ.
وأصْفَقَ القَوْمُ على أمْرٍ واحِدٍ: أي اجْتَمَعُوا عليه.
وأصْفَقْتُ الغَنَمَ إصْفاقاً: إذا لم تَحْلُبْها في اليَوْم إلاّ مَرَّة واحدَةً.
وصِفَاقُ البَطْنِ: الجِلْدُ الباطِنُ الذي يَلي سَوَادَ البَطْنِ، وقيل: هو جِلْدُ البَطْنِ كُلُّه. وهو - أيضاً -: تَقَلُّبُ الناقَةِ ظَهْر البَطنِ إذا ضَرَبَها المَخَاضُ.
ويقولون: وَرَدْنا ماءً كأنَّه صَفَقٌ: وهو أوَّلُ ما يُصَبُّ في القِرْبَةِ الجَديدةِ َفيَصْفَرُّ.
والصًّفَقُ: آخِرُ الدِّبَاغِ. وصَفَّقَ الرَّجُلُ تَصفِيقاً: ذَهَبَ وطافَ.
والصَّفَائقُ: الرِّكَابُ الجائيَةُ والذاهِبَةُ. وصَفَقَتْ علينا صافِقَةٌ من الناس: أي رُفْقَةٌ.
وما زالُوا يُصَفِّقُــونَني: أي يُقَلِّبُونَني في أمْرٍ أرادُوه عليه.
وصَفَقْتُ الكَأْسَ وأصْفَقْتُها: مَلأتها. وأصْفَقَتْ يدي بكَذا: أي ظَفِرَتْ.
وصَفَقَهُم عنه: أي صَرَفَهم. والمُنْصَفَقُ: المُنْصَرَفُ. والمَصفَق: المَسْلَكُ.
وأصْفَقَ على كذا: عَزَمَ عليه. والصَّفًوْقُ: الصَّخْرَةُ المَلْسَاءُ المُرْتَفِعَة، والجَميع صُفُقٌ.
وصَفَقْتُ به الأرْضَ: ضَرَبْتَه بها. وأتاني مُصَافِقاً بين ثَوْبَيْنِ: أي مُطارِقاً.
[صفق] الصَفْقُ: الضربُ الذي يُسْمَعُ له صوت، كذلك التصفيق. يقال: صَفَقَتْهُ الريح وصَفَّقَتْهُ. والتَصْفيقُ باليد: التَصويتُ بها، وَصَفَقْتُ له بالبيع والبَيعةِ صَفْقاً، أي ضربت يدي على يده ويقال: ربحت صفقتك للشراء، وصَفْقَةٌ رابحةٌ وصَفْقَةٌ خاسرةٌ. وتَصافَقَ القومُ عند البَيْعَةِ. والصَفْقُ: الردُّ والصرفُ، وقد صَفَقْتُهُ فانْصَفَقَ. وصَفَقَ عينَه، أي ردّها وغمّضها. وصَفَقْتُ الباب: رددته. قال الشاعر : مُتَّكِئاً تُصْفَقُ أبوابُه يسعى عليه العبدُ بالكوبِ وكذلك أَصْفَقْتُ الباب. أصفقوا على كذا، أي أطبقوا عليه، قال الشاعر : أثيبي أخا ضارورة أصفق العدا عليه وقلت في الصديق أواصره وصفقت العود، إذا حركت أوتاره، فاصطفق. قال ابن الطثرية: ويم كظل الرمح قصر طوله دَمُ الزِقِّ عنا واصْطِفاقُ المَزاهِرِ والريحُ تَصْفِقُ الأشجار فتَصْطَفِقُ، أي تضطرب. وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا، أي صادفَتْه ووافقَتْه. قال النَمْر بن تَولَب: حتّى إذا طُرِحَ النَصيبُ وأَصْفَقَتْ يَدُهُ بِجلْدَةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَصْفَقْتُ الغنمَ، إذا لم تحلُبها في اليوم إلا مرَّةً. وثوبٌ صَفيقٌ ووجهٌ صَفيقٌ بيِّن: الصَفاقَةِ. قال الأصمعيّ في كتاب الفرسِ: الصِفاقُ: الجِلدُ الذي عليه الشَعَر. وأنشد للحعدى: لطمن بترس شديد الصفاق من خشب الجوز لم يُثْقَبِ قال: يقول ذلك الموضع منه كأنه تُرْسٌ، وهو شديد الصِفاقِ. قال: والصُفْقُ والصَفْقُ: الناحيةُ. وصُفْقُ الجبلِ: صَفْحُهُ وناحيته. قال الشاعر : وما نُطْفَةٌ في رأسِ نِيقٍ تَمَنَّعَتْ بعَنقاَء من صعب حمتها صفوقها والصفق بالتحريك: الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيُحَرَّكُ فيها فيصفرُّ، يقال: ورَدْنا ماءً كأنَّه صَفَقٌ. وتَصْفيقُ الشراب: أن تحوِّله من إناء إلى إناء. وتصفيق الابل: أن تحوّلها من مرعىً قد رعَتْه إلى مكان فيه مرعى، ومنه قول الراجز  * وزلل النية والتصفيق
صفق
صفَقَ/ صفَقَ بـ يَصفِق، صَفْقًا وصفقةً وتصفاقًا، فهو صافِق، والمفعول مَصْفوق
• صفَق خَدَّه: لطَمه، ضربه ضَرْبًا يُسمع له صوت " {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ صَفْقًا بِالْيَمِينِ} [ق] " ° صَفَق البابَ: رَدَّهُ بعنف.
• صفَق البيعَ/ صفَقَ يدَه بالبيع/ صفَقَ له بالبيع: أمضاه ضاربًا يدَه على يد الآخر علامةً على إنفاذ البيع. 

صفُقَ يَصفُق، صَفاقةً، فهو صَفِيق
• صفُق وجهُهُ: كان وقحًا "أعوذ بالله من صفاقة الوجه- تكلَّم مع زميله بصفاقة".
 • صفُق الثَّوبُ: كثُف نَسْجُه "ثوبٌ صفِيقٌ". 

اصطفقَ يَصطفق، اصْطِفاقًا، فهو مُصطفِق
• اصطفق البحرُ: تلاطمت أمواجُه.
• اصطفقتِ الأشجارُ: اضطربت وتحرّكت.
• اصطفقتِ الأيدي: ضربت راحة كلّ منها على الأخرى. 

تصافقَ يتصافق، تصافُقًا، فهو مُتصافِق
• تصافق البائعُ والمشتري: أتمَّا البيعَ والشِّراءَ. 

صفَّقَ بـ يصفِّق، تصفيقًا، فهو مُصفِّق، والمفعول مُصَفَّق به
• صفَّق بيديه: ضرب باطِنَ إحداهما على باطِن الأخرى "صفّق الجمهورُ للممثِّلَة- صفّق الطَّائرُ بجناحيه: ضرب بهما فسمع لذلك صوت" ° يد واحدة لا تُصفِّق: لابدّ من التعاون. 

تَصْفاق [مفرد]: مصدر صفَقَ/ صفَقَ بـ. 

صِفاق [مفرد]: (شر) غشاء ليفيّ، شبيه بالوتر المنبسط، يعمل على ربط العضلات بعضها ببعض، أو ربط عضلة بعظمة. 

صَفاقة [مفرد]: مصدر صفُقَ. 

صَفْق [مفرد]: مصدر صفَقَ/ صفَقَ بـ. 

صَفْقة [مفرد]: ج صَفَقات (لغير المصدر) وصَفْقَات (لغير المصدر):
1 - مصدر صفَقَ/ صفَقَ بـ.
2 - (قص) بيع، اتِّفاق ينعقد على تسليم بضاعة أو تقديم خدمة "عقد صفقاتٍ هامّة- هذه صفقة مباركة" ° أَعْطاه صفقة يده: أعطاه عهدَه- رجَع بصفقة المغبون: خسر ورجع فارغ اليدين، عاد خائبًا. 

صَفيق [مفرد]: ج صِفاق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفُقَ: وَقِح "رجلٌ صفيق: وقحٌ غليظ" ° صفيق الوجه: فاقد الحياء.
2 - كثيف النَّسج وسميكه "ثوب صفيق". 

مُصَفِّقة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مصفِّق.
2 - أداة مسطَّحة تُصنع من عظم أو خشب تُستخدم كآلة موسيقيَّة. 

مَصْفَق [مفرد]: ج مَصَافقُ: اسم مكان من صفَقَ/ صفَقَ بـ: مكان عقد الصّفقات وهو المعروف الآن بالبورصة. 
(ص ف ق)

صفق رَأسه يصفقــه صفقاً: ضربه.

وصفق عينه: كَذَلِك.

واصطفق الْقَوْم: اضْطَرَبُوا.

وتصافقوا: تبايعوا.

وصفق يَده بالبيعة، وعَلى يَده صفقا: ضرب بِيَدِهِ على يَده، وَذَلِكَ عِنْد وجوب البيع.

وَالِاسْم مِنْهُمَا: الصفق، والصفقي: حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ اسْما.

قَالَ السيرافي: يجوز أَن يكون من صفق الكفّ على الْأُخْرَى، وَهُوَ: التصفاق، يذهب بِهِ إِلَى التكثير. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب مَا يكثر فِيهِ الْمصدر من " فعلت " فتلحق الزَّوَائِد وتبنيه بِنَاء اخر، كَمَا أَنَّك قلت: فِي " فعلت " " فعلت " حِين كثرت الْفِعْل، ثمَّ ذكر المصادر الَّتِي جَاءَت على " التفعال " كالتصفاق واخواتها، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ مصدر " فعلت " وَلَكِن لما أردْت الْكثير بنيت الْمصدر على هَذَا كَمَا بنيت " فعلت " على " فعلت ".

وصفق الطَّائِر بجناحيه يصفق، وصفق: ضرب بهما.

وانصفق الثَّوْب: ضَربته الرّيح فناس.

والصفقة: الِاجْتِمَاع على الشَّيْء.

واصفقوا على الْأَمر: اجْتَمعُوا.

واصفقوا على الرجل: كَذَلِك، قَالَ زُهَيْر:

رَأَيْت بني آل امْرِئ الْقَيْس اصفقوا ... علينا وَقَالُوا إننا نَحن أَكثر

واصفقوا لَهُ: حشدوا.

وَقد صفقت علينا صافقة من النَّاس: أَي قوم.

وانصفقوا عَلَيْهِ يَمِينا وَشمَالًا: أَقبلُوا.

والصفق، والصفق: الْجَانِب والناحية، قَالَ:

لَا يكدح النَّاس لَهُنَّ صفقا

وصفقا الْعُنُق: جانباه.

وصافقت النَّاقة: نَامَتْ على جَانب مرّة، وعَلى جَانب أُخْرَى " فاعلت " من الصفق، الَّذِي هُوَ الْجَانِب.

وتصفق الرجل: تقلب وَتردد من جَانب إِلَى جَانب قَالَ الْقطَامِي:

وَأبين شيمتهن أول مرّة ... وابى تقلب دهرك المتصفق

وصفقا الْفرس: خداه.

وصفق الْجَبَل: وَجهه فِي اعلاه، وَهُوَ فَوق الحضيض.

وصفق الشَّرَاب: مزجه.

وصفقه، وصفقه، وأصفقه: حوله من إِنَاء إِلَى إِنَاء ليصفو. وصفقت الرّيح المَاء: ضَربته فصفقته.

وصفاق الْبَطن: الْجلْدَة الَّتِي تلِي السوَاد، وَهُوَ حَيْثُ ينقب البيطار من الدَّابَّة، قَالَ زُهَيْر:

أَمِين شظاة لم يخرق صفاقه ... بمنقبة وَلم تقطع أباجله

وَالْجمع: صفق، لَا يكسر على غير ذَلِك، قَالَ زُهَيْر:

حَتَّى يؤوب بهَا عوجا معطلة ... تَشْكُو الدوابر والأنساء والصفقا

والصفق: الْأَدِيم الْجَدِيد يصب عَلَيْهِ المَاء، فَيخرج مِنْهُ مَاء اصفر.

وَاسم ذَلِك المَاء: الصفق، والصفق.

وصفق الْقرْبَة: فعل بهَا ذَلِك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الصفق: ريح الدّباغ وطعمه.

وصفق الكأس، وأصفقها: ملأها، عَن اللحياني.

وصفق الْبَاب يصفقــه صفقا، وأصفقه، كِلَاهُمَا: اغلقه.

وثوب صفيق: متين.

وَقد صفق صفاقة.

واصفقه الحائك.

والصفيق: الْجلد.

والصفوق. الصعُود الْمُنكرَة.

وَجَمعهَا صفائق. وصفق.

وصافق بَين قميصين: لبس أَحدهمَا فَوق الآخر.

وصفق مَاشِيَته صفقا: صرفهَا.

وصفق الرجل صفقا: ذهب.

وصفق الْقَوْم فِي الْبِلَاد: إِذا ابعدوا فِي طلب الرَّعْي، وَبِه فسر ابْن الْأَعرَابِي قَوْله:

إِن لَهَا فِي الْعَام ذِي الفتوق وزلل النِّيَّة والتصفيق

رعية مولى نَاصح شفيق

واصفق الْغنم: حلبها فِي الْيَوْم مرّة، قَالَ:

أودى بَنو غنم بألبان العصم ... بالمصفقات ورضوعات البهم

والصافقة: الداهية، قَالَ أَبُو الربيس التغلبي:

قفي تخبرينا أَو تعلى تَحِيَّة ... لنا أَو تثيبي قبل إِحْدَى الصوافق

صفق: الصَّفْق: الضرب الذي يسمع له صوت، وكذلك التَّصْفِيقُ. ويقال:

صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء. وفي الحديث: التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ

للنساء؛ المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد تنبيه مَنْ بحذائه

صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه. وصفَقَ رأْسَه يَصفِقــه صفْقاً:

ضربه، وصَفَقَ عينه كذلك أَي ردَّها وغمَّضها. وصفَقه بالسيف إِذا ضربه؛

قال الراجز:

كأَنها بَصْرِية صوافق

واصْطَفَقَ

القومُ: اضطربوا. وتصافَقُوا: تبايعوا. وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع

وعلى يده صَفْقاً: ضرب بيده على يده، وذلك عند وجوب البيع، والاسم منها

الصَّفْقُ والصِّفِقَّى؛ حكاه سيبويه اسْماً؛ قال السيرافي: يجوز أَن يكون من

صَفْقِ الكفِّ على الأُخرى، وهو التَّصْفاقُ يذهب به إِلى التكثير؛ قال

سيبويه: هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد

وتَبْنيه بناء آخر، كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلت حين كثَّرت الفعل ثم ذكرت

المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها، قال: وليس هو

مصدر فَعَلْت ولكن لما أَردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلت

على فَعَّلت، وتَصافَقَ القومُ عند البَيعة.

ويقال: رَبِحَت صَفْقَتُك، للشِّراء، وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ.

وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي ضربت يدي على يده. وفي حديث ابن

مسعود: صَفْقَتانِ

في صَفْقةٍ رِباً؛ أَراد بَيْعتانِ في بيعة، وهو مثل حديث بيعتين في

بيعة وهو مذكور في موضعه، وهو على وجهين: أَحدهما أَن يقول البائع للمشتري

بِعْتُك عبدي هذا بمائة درهم على أَن تشتري مني هذا الثوبَ بعشرة دراهم،

والوجه الثاني أَن يقول بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرين درْهَماً على أَن

تَبِيعني سِلعة بعينها بكذا وكذا درهماً، وإِنما قيل للبيعة صفقة لأَنهم

كانوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي. ويقال: إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ

أَي لا يشتري شيئاً إِلاَّ رَبِحَ فيه؛ وققد اشتريت اليوم صَفْقةً

صالحة. والصَّفْقةُ

تكون للبائع والمشتري. وفي حديث أَبي هريرة: أَلْهاهُم الصَّفْقُ

بالأَسواق أَي التبايُعُ. وفي الحديث: إِن أَكْبَرَ

الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ؛ هو أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه

وميثاقَه ثم يقاتله، لأَن المتعاهدين يضع أَحدهما يده في يد الآخر كما

يفعل المتبايعان، وهي المرَّة من التَّصْفِيق باليدين. ومنه حديث ابن عمر:

أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه. والتَّصْفِيقُ باليد: التصويت بها.

وفي الحديث: أَنه نهى عن الصَّفْقِ والصفير؛ كأَنه أَراد معنى قوله

تعالى: وما كان صَلاتُهم عند البيت إِلاَّ مُكاءً وتَصْدِيةً؛ كانوا

يُصَفِّقــونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، والمسلمين في

القراءة والصلاة، ويجوز أَن يكون أَراد الصَّفْقَ على وجه اللهو واللعب.

وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا أَي صادَقَتْه ووافَقَتْه؛ قال النمر بن تولب يصف

جزّاراً:

حتى إِذا طُرِحَ النَّصِيبُ، وأَصْفَقَتْ

يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها

وأَنشد أَبو عمرو:

يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى،

نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا

أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ

المُسَرّى المنضوحُ. يقال: هو يُسَرِّي العَرَقَ عن نفسه؛ وقال أَبو

كبير الهذلي:

أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة،

فيها المُجَهْجهُ والمنَارةُ تُرزِمُ

إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح. يقال: أُصْفِقَ لي أَي أُتِيحَ لي؛

يقول: إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كان المقدور كائناً،

وأَراد بالمنارة تَوَقُّد عيني الأَسد كالنار، أَراد وذو المنارة يُرْزِمُ.

وصَفَق الطائرُ بجناحيه يَصْفِقُ وصَفَّق: ضرب بهما. وانْصَفَقَ

الثوبُ: ضربَتْه الريح فَنَاسَ

. الليث: يقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الريح كل مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ؛

وأَنشد:

وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ

سَرِيعٍ، لدَى الجَوْرِ، إِرْغانُها

والصَّفْقةُ: الاجتماعُ عى الشيء. وأَصْفَقُوا على الأَمر: اجتمعوا

عليه، وأَصْفَقُوا على الرجلِ كذلك؛ قال زهير:

رأَيت بني آلِ امرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا

علينا، وقالوا: إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ

وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ

مكة أَي اجتمعت إِليه، وروي فانْصَفَقَتْ له. وفي حديث جابر: فنَزَعْنا

في الحَوْضِ حتى أَصْفَقْناه أَي جَمَعْناه فيه الماء؛ هكذا جاء في

رواية والمحفوظ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه. وأَصْفَقُوا له: حَشَدُوا.

وصَفَقَتْ علينا صافِقةٌ من الناس أَي قومٌ. وانْصَفَقوا عليه يميناً

وشمالاً: أَقبلوا. وأَصْفَقُوا على كذا أَي أَطبقوا عليه؛ قال يزيد بن

الطَّثَرِيّة:

أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى

عليه، وقَلَّتْ في الصَّديقِ أَواصِرُهْ

ويقال: اصْفِقْهُم عنك أَي اصْرِفْهُم عنك؛ وقال رؤبة:

فما اشْتَلاها صَفْقَةً في المُنْصَفَق،

حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق

وانصَفَقُوا: رجعوا. ويقال: صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُــها صَفْقاً إِذا

صرفها. والصَّفْقُ والصَّفَقُ: الجانبُ والناحية؛ قال:

لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا

وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل ذلك الجانب. وصَفْقُ الجبلِ: صَفْحُه

وناحِيَتُه؛ قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني:

وما نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ

بعَنْقاءَ من صَعْب، حَمَتْها صُفُوقُها

وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وغمضها.

وصافَقَت الناقةُ: نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى، فاعَلَتْ من

الصفْق الذي هو الجانب. وتَصَفَّقَ الرجلُ: تقلَّب وتردد من جانب إِلى جانب؛

قال القطامي:

وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ،

وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقَ

وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض. وتَصَفَّقَ

فلان للأَمر أَي تعرض له؛ قال رؤبة:

لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا،

وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا،

هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا

قال شمر: تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد. والمُصَافِقُ من الإِبل: الذي ينام

على جنبه مرة وعلى الآخر مرة، وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت؛ قال الشاعر

يصف الدجاجة وبيضها:

وحامِلة حَياًًّ، ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ

إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق

وصَفْقَا العُنُقِ: ناحيتاه. وصفقا الفرس: خدّاه. وصَفْقُ الجبل: وجهه

في أَعلاه. وهو فوق الحضيض.

وصَفَّقَ الشرابَ: مزجَه، فهو مُصَفَّقٌ. وصَفَقَه وصَفَّقَه

وأَصْفَقَه: حوَّله من إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو؛ قال حسان:

يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ،

بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

وقال الأَعشى:

وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ، إِذا

صُفِّقَتْ، وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ

الفراء: صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته.

والتَّصْفِيقُ: تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي؛

وأَنشد:إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها

وصَفَقَت الريحُ الماءَ: ضرَبَتْه فصَفَّتْه، والرِّيحُ تَصْفِقُ

الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب. وصَفَّقَت الرِّيحُ الشيء إِذا قَلَبَتْه

يميناً وشمالاً وردَّدَتْه. يقال: صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه. وصَفَّقَت

الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه؛ قال ابن مقبل:

وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ،

بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ

قال ابن بري: وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب

زُلال، وهو غلط لأَن القصيدة مخفوضة الروي. وفي حديث أَبي هريرة: إِذا

اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ، وهو افْتَعَل من

الصَّفْق، كما تقول اضطرب المجلس بالقوم.

وصِفاقُ البطنِ: الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث

ينقب البيطار من الدابة؛ قال زهير:

أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه

بِمِنْقَبِه، ولم تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ

والجمع صُفُقٌ، لا يُكسَّر على غير ذلك؛ قال زهير:

حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً،

تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا

وبعض يقول: جلد البطن كله صِفاقٌ. ابن شميل: الصِّفاقُ ما بين الجلد

والمُصْرانِ، ومَراقُّ البطن: صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد نمه إِلى سواد

البطن، قال: ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم. وقال الأَصمعي:

الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ، فإِذا سلخ المَسْك بقي ذلك

مُمْسِكَ البطن، وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُِ. وقال أَبو

عمرو: الصِّفاقُ ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ؛ وقال بشر:

مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها،

على ذي عانةٍ، وافي الصِّفاقِ

وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ. وقال الأَصمعي في كتاب الفرس:

الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر؛ وأَنشد

للجعدي:لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا

ق من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب

يقول: ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق. وفي حديث عمر:

أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم

تَخْرِقِ الصِّفاقَ، فقضى بنصف ثلث الدية؛ الصِّفاقُ: جِلدة رقيقة تحت

الجلد الأَعلى وفوق اللحم.

والصَّفَقُ: الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر

واسم ذلك الماء الصَّفْقُ

والصَّفَقُ. والصَّفَقُ، بالتحريك: الماء الذي يُصَبُّ في القربة

الجديدة فيحرك فيها فيصفرّ؛ قال ابن بري: شاهده قول أَبي محمد الفقعسي:

يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ ا لمُسَرَّى،

نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا

والمُسَرّى: المُسْتَسِرُّ في البدن. ويقال: وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ،

وهو أَول ما يُصَبُّ في القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر؛ وصَفَّق

القربة: فعل بها ذلك. وقال أَبو حنيفة: الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه.

وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها: ملأَها؛ عن اللحياني. وصَفَقَ البابَ

يَصْفِقْــه صَفْقاً وأَصْفَقَه، كلاهما: أَغْلَقَه وردّه مثل بَلَقْتُه

وأَبْلَقْتُه؛ قال عدي بن زيد:

متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه،

يسْعَى عليه العبْدُ بالكُوبِ

قال أَبو منصور: وهما بمعنى الفتح. وقال النضر: سَفَقْت الباب

وصَفَقْته، قال: وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته؛

وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً، قال: والناس يقولون صَفَقْت البَاب

وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته، قال: وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله. وباب

مَبْلوقٌ أَي مفتوح. وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب: أَصْفَقْتُ البابَ

وأَصْمَقْته بمعنى أَغْلَقْته، وقال غيره: هي الإِجافةُ دون الإغْلاق.

الأَصمعي: صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً، ولم يذكر أَصْفَقْته. ومِصْراعا

الباب: صَفْقاه. والصَّفْقُ: الرَّدُّ والصَّرْفُ، وقد صَفَقْته

فانْصَفَقَ.وفي كتاب معاوية إِلى ملك الروم: لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ نَزْعَ

الأَصْفَقانِيّة؛ هم الخَولُ بلغة اليمن. يقال: صَفَقَهم من بلد إِلى بلد

أَي أَخرجهم منه قَهْراً وذُلاً. وصَفَقَهم عن كذا أَي صرَفَهم.

والتَّصْفيق: أَن يكون نوى نِيَّة عزم عليها ثم ردّ نيّته؛ ومنه قوله:

وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ

وفي النوادر: والصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال، والصُّفُقُ

الجمع. والخَريقُ من الوادي: شاطئُه، والجمع خُرُقٌ. وناقة خَرِيقٌ:

غزيرة.

وثوب صَفِيق: مَتِين بيّن الصَّفاقة، وقد صَفُقَ صَقاقةً: كثُف نسجه،

وأَصْفَقَه الحائك. وثوب صَفِيق وسَفِيق: جيّدُ النسج. والصَّفِيقُ:

الجَلْدُ. والصَّفُوق: الصَّعُود المُنْكرة، وجمعها صَفائِقُ وصُفُقٌ.

وصافَقَ بين قميصين: لَبِس أَحدَهما فوق الآخر. والدِّيكُ الصَّفّاقُ:

الذي يضرب بجناحيه إِذا صوّت.

وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً: صرَفها. وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً: ذهب. وفي

حديث لقمان بن عاد أَنه قال: خذِي منّي أَخِي ذا العِفاقِ صَفّاقاً

أَفّاقاً؛ قال الأَصمعي: الصَّفّاق الذي يَصْفِقُ

على الأَمر العظيم، والأَفّاق الذي يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق؛ قال أَبو

منصور: روى هذا ابن قتيبة عن أَبي سفيان عن الأَصمعي، قال: والذي أَراه

في تفسير الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ ما حكاه، إِنَّما الصَّفّاق الكثير

الأَسفار والتصرّف في التجارات، والصَّفْقُ والأَفْقُ قريبان من السَّواء،

وكذلك الصَّفّاقُ والأَفّاقُ معناهما متقارب، وقيل: الأَفّاقُ من أُفُقِ

الأَرض أَي ناحيتها. وانْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا. وصَفَقَ القومُ في

البلاد إِذا أَبْعَدُوا في طلب المرعى؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول أَبي

محمد الحَذلِمِيّ:

إِنّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ،

وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ،

رِعْيةَ مَوْلىً ناصِحٍ شَفيقِ

وتَصفِيقُ الإِبل: أَن تحوْلَها مِن مرعى قد رَعَتْه إِلى مكان فيه

مَرْعىً.

وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً: حلبها في اليوم مرّة؛ قال:

أَوْدَى بنو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ

بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ

وأَنشد ابن الأَعرابي:

وقالوا: عليكم عاصِماً يُعْتَصَمْ به،

رُوَيْدَك حتى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ

أَراد أَنه لا خير عنده وأَنه مشغول بغنمه؛ والأِصْفاق: أَن يحلُبَها

مرّة واحدة في اليوم والليلة. وفي الصحاح: أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم

تَحْلُبْها في اليوم إِلا مرة. والصافِقةُ: الداهيةُ؛ قال أَبو الرُّبَيْس

التَّغْلبِي:

قِفِي تُخْبِرينا، أَو تَعُلِّي تَحِيّةً

لنا، أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق

والصَّفائِقُ: صَوارِفُ الخطوب وحوادثها، الواحدة صَفيقة؛ وقال كثيِّر:

وأَنْتِ المُنَى، يا أُمَّ عَمْروا، لو انَّنا

نَنالُك، أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ

وهي الصَّوافِقُ أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب:

أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم،

إِذا صَفَقَتْه في الحُروب الصَّوافِقُ

وصَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ. واصْطَفَقَت

المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بعضها بعضاً؛ قال ابن الطَّثَرِيّة:

ويوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه

دَمُ الزِّقِّ عنّا، واصْطفاقُ المَزاهِرِ

قال ابن بري: نسب الجوهري هذا البيت ليزيد بن الطَّثريّة، وصوابه

لِشُبْرُمة بن الطفيل.

صفق

1 صَفْقٌ [inf. n. of صَفَقَ] signifies The striking [a thing] so as to cause a sound to be heard in consequence thereof; (S, O, K;) as also تَصْفِيقٌ [inf. n. of ↓ صفّق, but this has an intensive signification]: (S:) and تَصْفَاقٌ is [also] an inf. n. of صَفَقَ, like صَفْق in the phrase صَفْقُ الكَفِّ عَلَى

الأُخْرَى [the striking of the hand upon the other hand], but denoting muchness of the action. (Sb, M, TA.) [Hence several meanings of both of these verbs, here following.] b2: صَفَقَ رَأْسَهُ, and عَيْنَهُ, (M,) and صَفَقَهُ عَلَى رَأْسِهِ, (Msb,) aor. ـِ inf. n. صَفْقٌ, (M, Msb,) He struck his head, and his eye, (M,) and he struck him on his head with the hand. (Msb.) And صَفَقَهُ بِالسَّيْفِ, (O, K,) inf. n. صَفْقٌ, (O,) He struck him with the sword. (O, K.) And صَفَقَ بِهِ الأَرْضَ [lit. He smote the ground with him; meaning he flung him upon the ground]. (L, TA.) b3: صَفَقَ بِجَنَاحَيْهِ, (M, K,) aor. as above, (M,) [inf. n. صَفْقٌ,] said of a bird, He beat [his sides, or the air,] with his wings; (M, L, K; *) as also ↓ صِفّق, (M, K,) inf. n. تَصْفِيقٌ. (TA.) b4: صَفَقَتْهُ الرِّيحُ, and ↓ صفّقتهُ, The wind smote it so as to cause a sound to be heard: (S:) or the latter signifies [simply] the wind smote it, or beat it: (Ham p. 719:) [or the wind beat upon it; namely, a sail &c.: (see شِرَاعٌ:)] [and] both signify the wind shifted it to the right and left, and turned it back: (TA: [in the CK, التَّتْلِيبُ is erroneously put for التَّقْلِيبُ as an explanation of التَّصْفِيقُ:]) and الرِّيحُ المَآءَ ↓ صفّقت The wind beat the water so that it made it clear: (M:) and صَفَقَتِ الرِّيحُ الأَشْجَارَ, (K,) aor. as above, inf. n. صَفْقٌ, (O,) The wind put the trees in motion, or into a state of commotion, (O, K,) and shook them: (O, TA:) and الرِّيحُ ↓ صفّقت السَّحَابَ The wind smote the clouds, [for صَرَمَتْهُ in my original, an obvious mistranscription, I read ضَرَبَتْهُ,] and blew in different directions upon them. (TA.) b5: صَفَقَ العُودَ, (inf. n. صَفْقٌ, TA,) He put in motion [by striking them] the chords of the lute. (S, O, K.) b6: صَفَقَ يَدَهُ بِالبَيْعَةِ and صَفَقَ عَلَى يَدِهِ, inf. n. صَفْقٌ (M, K) and صَفْقَةٌ, (K,) [or the latter, which see below, is a simple subst.,] He struck his hand upon his [another's] hand by way of ratifying the sale, or the covenant; (M, K;) and so صَفَقَ لَهُ البَيْعَ, aor. ـِ (K,) inf. n. صَفْقٌ: (TA:) or صَفَقْتُ لَهُ بِالبَيْعِ and بِالبَيْعَةِ, inf. n. صَفْقٌ, I struck my hand upon his hand [by way of ratifying the sale and the covenant]. (S, O, Msb.) [See also سَفَقَ. And see an ex. in a verse cited voce رَدَادٌ.] b7: صَفْقٌ (S, O, K) as inf. n. of صَفَقْتُهُ, (S, O,) also signifies The shutting, or closing [a thing]; and the turning, or sending, or putting, [a thing] back, or away; (S, O, K;) as also ↓ إِصْفَاقٌ. (K.) You say, صَفَقَ عَيْنَهُ He shut, or closed, his eye. (S, O, K.) And صَفَقَ البَابَ, (S, M, O, Msb, K,) aor. ـِ (M,) inf. n. صَفْقٌ, (M, Msb,) He shut or closed, the door; (S, O, Msb, K;) as also ↓ اصفقهُ: (S, O:) or both signify he locked the door: (M, K:) and in like manner سَفَقَهُ [and اسفقهُ]. (TA.) And He opened the door: (ADk, O, Msb, K:) thus having two contr. significations. (Msb.) And صَفَقَ مَاشِيَتَهُ, inf. n. صَفْقٌ, He turned, or sent, his cattle back, or away. (M, TA.) And صَفَقَهُمْ عَنْ كَذَا He turned them [i. e. men] back, or away, from such a thing. (TA.) And one says, مَا زَالُوا يَصْفِقُــونَنِى They ceased not to turn me about in an affair: [meaning that] they endeavoured to induce him to do it. (Ibn-'Abbád, O.) b8: صَفَقَهُمْ مِنْ بَلَدٍ إِلَى

بَلَدٍ They expelled them from town to town, or from country to country, forcibly and ignominiously. (TA.) b9: صَفَقَ الشَّرَابَ: see 2. b10: صَفَقَ القَدَحَ, (O, K,) inf. n. صَفْقٌ, (O, TA,) He filled the drinking-vessel; as also ↓ اصفقهُ; (O, K;) and ↓ صفّقهُ: (O:) or الكَأْسَ ↓ صفّق, and ↓ اصفقها, he filled the drinking-cup, or wine-cup: (Lh, M:) and الحَوْضَ ↓ اصفقنا We collected the water in the watering-trough. (TA.) b11: and صَفَقَهَا, inf. n. صَفْقٌ, He compressed her; syn. جَامَعَهَا. (TA.) b12: And صَفْقٌ signifies also The collecting together [a thing or things]. (TA.) A2: صَفَقَ الرَّجُلُ, (M, K,) inf. n. صَفْقٌ, (M,) The man went away. (M, K.) b2: مِنَ ↓ صَفَقَتْ عَلَيْنَا صَافِقَةٌ النَّاسِ A company of men alighted at our abode. (IDrd, M, * O, K. *) b3: صَفَقَتْ, (IDrd, O, K,) inf. n. صَفْقٌ, (TA,) said of a she-camel, Her womb closed against the passage of her fœtus, (أَرْتَجَتْ رَحِمُهَا عَنْ وَلَدِهَا, [or أُرْتِجَتْ i. e. became closed, the syll. signs of this word in the O being doubtful, in the CK erroneously written ارتَخَتْ,]) so that the fœtus died. (IDrd, O, K, TA.) A3: صَفُقَ, aor. ـُ (M, O, Msb, K,) inf. n. صَفَاقَةٌ, said of a garment, or piece of cloth, (S, M, O, Msb, K,) It was strong, stout, or firm; (M;) thick, substantial, close, or compact, in texture: (O, Msb, K:) and so سَفُقَ. (T, S, &c., in art. سفق.) b2: And, said of a face, (S, O, K, TA,) (tropical:) It was impudent; or had little shame. (O, K, TA.) 2 صَفَّقَ see 1, former half, in five places. b2: التَّصْفِيقُ بِاليَدِ means The making a sound with the hand [by clapping]: (S:) one says, صفّق بِيَدَيْهِ [He clapped with his hands; or clapped his hands]: (O, Msb:) and النِّسَآءُ يُصَفِّقْــنَ عَلَى المَيِّتِ [The women clap their hands in lamenting over the dead: thus they often do in the present day, over the corpse and over the grave]: (TA:) التَّصْفِيقُ is syn. with التَّصْفِيحُ: (As, O:) or (O) the former signifies the striking with the palm of one hand upon that of the other; (O, K;) but the latter is better expl. as the striking with the outer side of the right hand upon the inner side of the left hand. (O.) [See also 2 in art. صفح.] b3: صفّق القِرْبَةَ, (M, TA,) inf. n. تصْفِيقٌ, (TA,) He poured water into the skin, (M, TA,) and shook it about, (TA,) the skin being new, so that the water came forth yellow. (M.) b4: See also 1, latter half, in two places. b5: صفّق الشَّرَابَ He mixed the wine, or beverage. (M.) b6: And, (M,) inf. n. as above; (S, O, K;) and ↓ صَفَقَهُ, (M,) inf. n. صَفْقٌ; (K;) and ↓ اصفقهُ, (M,) inf. n. إِصْفَاقٌ; (K;) He transferred the wine, or beverage, from one vessel to another, (S, M, O, K,) or from one jar to another, (As, TA,) it being mixed, (K,) in order that it might become clear. (M, K.) b7: تَصْفِيقُ الإِبِلِ means The removing of camels from a place which they have depastured to a place in which is pasture: (S, O, K: *) thus in the saying of the rájiz (Aboo-Mohammad El-Fak'asee, O) cited in the first paragraph of art. زل: (S, O:) or التَّصْفِيق in that instance, accord. to IAar, is from صفّق القَوْمُ فِى البِلَادِ The people, or party, went far in the country in search of pasture: (M:) [or] صفّق, said of a man, (Ibn-'Abbád, O,) inf. n. as above, (K,) means He went away; and he went round about. (Ibn-'Abbád, O, K.) b8: And التَّصْفِيقُ signifies also The forming a determined intention or purpose, and then reversing it. (TA.) 3 صافق عِنْدَ صَفْقَةِ البَيْعِ [He struck his hand upon that of another in token of the ratification of the sale]. (T in art. دو. [See also 6.]) b2: صافقت said of a she-camel, She lay, or slept, upon one side one time and upon the other side another time: from صَفْقٌ meaning جَانِبٌ. (M. [And the same is indicated in the O.]) and فُلَانٌ يُصَافِقُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ Such a one turns over upon this صَفْق [or side] one time and upon the other another. (O.) And بَاتَ فُلَانٌ يُصَافِقُ [Such a one passed the night turning over from side to side]. (Z, TA.) b3: [Accord. to the K, said of a she-camel, She was taken with the pains of parturition; i. q. مَخَضَتْ: but this is app. a mistake; for it seems to have been taken from the saying in the O, (one of the principal sources of the K,) إِذَا مَخَضَتِ النَّاقَةُ صَافَقَتْ, which evidently means When the she-camel is taken with the pains of parturition, she turns over from side to side; as is there indicated by the context both before and after.] b4: صافق بَيْنَ قَمِيصَيْنِ, (M,) or بين ثَوْبَيْنِ, (K,) He wore two shirts, (M,) or two garments, (K,) one of them over the other. (M, K.) 4 أَصْفَقَ see 1, latter half, in five places: b2: and see also 2.

A2: أَصْفَقُوا عَلَيْهِ i. q. تَبَايَعُوا عَلَيْهِ [i. e. They made a covenant, or compact, respecting it, or to do it, as though by striking their hands together], namely, the thing, or affair: (TA in art. بيع: [see صَفَقَ يَدَهُ بِالبَيْعَةِ; and see also 3, and 6, and صَفْقَةٌ:]) they combined consentaneously, or agreed together, respecting it, or to do it, namely, the thing, or affair; syn. أَطْبَقُوا عَلَيْهِ, (S, O, K,) or اِجْتَمَعُوا عَلَيْهِ. (M.) And أَصْفَقُوا عَلَيْنَا [They combined, or collected themselves together, against us]. (M, from a verse of Zuheyr.) أَصْفَقَتْ لَهُ نِسْوَانُ مَكَّةَ occurs in a trad. as meaning The women of Mekkeh collected themselves together to him: or, as some relate it, ↓ اِنْصَفَقَتْ. (TA.) And one says, أَصْفَقُوا لَهُ meaning حَشَدُوا [i. e. They collected themselves together to him; or they combined to treat him with courtesy and honour]. (M.) b2: اصفق لَهُمْ He brought them as much food as would satisfy their hunger: (O, K:) said in relation to the entertainment of guests. (O.) b3: أَصْفَقَتْ يَدُهُ بِكَذَا, (S, O,) or يَدِى, (K,) His hand, or my hand, lighted on, met with, or encountered, such a thing; syn. صَادَفَتْهُ and وَافَقَتْهُ. (S, O, K.) En-Nemir Ibn-Towlab says, (S, O, TA,) describing a جَزَّار [or slaughterer of camels], (TA,) حَتَّى إِذَا قُسِمَ النَّصِيبُ وَأَصْفَقَتْ يَدُهُ بِجَلْدَةِ ضَرْعِهَا وَحُوَارِهَا

[Until, or until when, the share was divided, and his hand lighted on the skin of her udder and her young one]. (S, O, TA: but in the S, طُرِحَ is put in the place of قُسِمَ.) A3: أَصْفَقَ القَوْمُ The people, or party, were, or became, in a state of commotion, or tumult; syn. اِضْطَرَبُوا. (M, TA. [See also 8.]) A4: أُصْفِقَ لِى It was appointed, or ordained, for me; or prepared for me. (TA.) A5: اصفق الغَنَمَ He milked the sheep, or goats, but once in the day; (S, M, O, TA;) and so with س: (TA in art. سفق:) or الإِصْفَاقُ signifies the milking once in the day and night. (TA.) A6: اصفق الثَّوْبَ He wove the garment (M, TA) strongly, stoutly, firmly, (M,) thickly, substantially, closely, or compactly. (TA.) 5 تصفّق He (a man) turned over and over; (M;) he moved repeatedly to and fro, syn. تَرَدَّدَ, (M, O, K,) from side to side. (M.) And تصفّقت She (a camel) turned herself over, upside down (lit. back for belly), (O, K, TA,) when taken with the pains of parturition. (TA.) b2: تصفّق لِلْأَمْرِ He addressed, or applied, or directed, himself, or his regard, or attention, or mind, to the affair; syn. تَعَرَّضَ لَهُ. (Sh, O, K.) 6 تصافقوا (S, M, O) They struck their hands upon the hands of others (O) عِنْدَ البَيْعَةِ [on the occasion of the ratifying of a sale, or covenant]: (S, O:) or they [struck a bargain;] bought and sold; or made a covenant, or compact; one with another. (M, TA.) 7 انصفق It (a garment, or piece of cloth,) was beaten by the wind, so that it moved to and fro. (M. TA.) [See also 8.] b2: It (a door) became shut, or closed: and so with س: (TA in art. سفق:) [or it shut again of itself:] said of a door which, when opened, will not remain open. (TA in art. دلق.) b3: He (a man, TA) turned, or became turned or sent or put, back, or away: (S, O, K, TA:) he [or it] returned. (TA.) b4: And انصفقوا They collected themselves together: the contr. of the next preceding signification. (TA.) See also 4. b5: And one says, انصفقوا عَلَيْنَا يَمِينًا وَشِمَالًا They came upon us on the right and left. (M, TA.) 8 اصطفقت الأَشْجَارُ The trees became shaken, or agitated, by the wind. (S, O, K, TA.) and اصطفق العُودُ The lute had its chords put in motion, (S, O, K, TA,) so that they responded, one to another. (TA.) b2: اصطفق الآفَاقُ بِالبَيَاضِ The tracts of the horizon flickered with whiteness, and the light thereof spread. (TA.) b3: and اصطفق المَجْلِسُ بِالقَوْمِ The sitting-place became a scene of commotion, or tumult, with the people, or party. (TA. [See also 4, latter part.]) صَفْقٌ: see صَفْقَةٌ.

A2: Also A side; a lateral part or portion; (S, M, O, K;) and so ↓ صُفْقٌ, (S, O, K,) and ↓ صَفَقٌ; (M, O, K;) syn. نَاحِيَةٌ, (S, M, O, K,) and جَانِبٌ. (M, TA.) Of a mountain, (S, O, K,) it signifies in like manner, (O,) its صَفْح, (S, O, K,) and its نَاحِيَة: (S:) [both of which signify as above: or by the former may be meant what here follows:] or its face, (M, K,) in the upper part thereof, above the حَضِيض [or low ground at, or by, the base, or foot]: (M:) pl. صُفُوقٌ. (S, O.) [In like manner also,] صَفْقَا العُنُقِ signifies The two sides of the neck. (M, K.) And صَفْقَا الفَرَسِ The two cheeks of the horse. (M, K.) b2: Also A place. (K.) b3: See also صِفْقٌ.

A3: And see صَفَقٌ, in two places.

صُفْقٌ: see the next preceding paragraph.

صِفْقٌ, with kesr, The مِصْرَاع [i. e. either half, or leaf,] of a door [meaning of a folding door]: (K:) [or, accord. to the O, it is ↓ صَفْقٌ, for it is there said that صَفْقَا البَابِ means مِصْرَاعَاهُ; but SM follows the reading in the K without remarking upon the difference in the O; and adds,] and one says, بَابُ دَارِهِ صِفْقٌ وَاحِدٌ [meaning The door of his house is one leaf; i. e.] when it does not consist of what are termed مِصْرَاعَانِ. (TA.) صَفْقٌ: see صَفْقٌ.

A2: Also Water that is poured into a new skin, and shaken in it, and in consequence becomes yellow; (S, O, K;) or yellow water that comes forth from a new skin upon which water has been poured; (M;) and so ↓ صَفْقٌ. (M, K.) Hence, (TA,) one says, وَرَدْنَا مَآءً كَأَنَّهُ صَفَقٌ [We came for the purpose of drinking to water as though it were the yellow water that comes forth from a new skin]. (S, O.) b2: And A new skin upon [or into] which water is poured, in consequence whereof yellow water comes forth from it. (M.) b3: Also, accord. to AHn, (M,) or so ↓ صَفْقٌ, (K,) The odour, and savour, of دِبَاغ [or tan]. (M, K.) b4: And The former, accord. to Ibn-'Abbád, The last of دِبَاغ [or tan]: (O, TA:) in the K, آخِرُ الدِّمَاغِ is erroneously put for آخر الدِّبَاغ. (TA.) صَفْقَةٌ A striking of the hand [of one person] upon the hand [of another] in [ratifying] a sale or purchase and a covenant: (Mgh:) and ↓ صَفْقٌ is [used in the same sense, being an inf. n. and also] a subst. from the verb in the phrase صَفَقَ يَدَهُ بِالبَيْعَةِ [expl. in the first paragraph of this art.]; (M, K;) as also ↓ صِفِقَّى, like زِمِجَّى, (K,) or ↓ صِفَقَّى, (so in a copy of the M,) which is mentioned by Sb, (M, TA,) and of which Seer says that it may be from صَفْقُ الكَفِّ عَلَى الأُخْرَى. (TA. [See 1, first sentence.]) b2: Hence it is used to signify The contract itself that is made in the case of a sale, (Mgh, Msb,) and the covenant that one makes: (Mgh:) or an agreement respecting a thing: (M, TA:) Az says that it relates to the seller and the buyer. (Msb.) [and it is sometimes with س in the place of ص.] One says, رَبِحَتْ صَفْقَتُكَ i. e. [May] thy purchase [bring profit]. (S, O.) And بَارَكَ اللّٰهُ لَكَ فِى صَفْقَةِ يَمِينِكَ i. e. [May God bless thee in] the contract [(lit. the striking) of thy right hand]. (Msb.) And صَفْقَةٌ رَابِحَةٌ, and صَفْقَةٌ خَاسِرَةٌ, (S, O, K,) A sale or bargain [bringing gain, and a sale or bargain occasioning loss]. (K.) And إِنَّهُ لَمُبَارَكُ الصَّفْقَةِ [Verily he is blessed in respect of bargaining]; meaning that he buys not anything without gaining in it. (TA.) And قَدِ اشْتَرَيْتُ اليَوْمَ صَفْقَةً

صَالِحَةً [I have purchased to-day a good purchase]. (TA.) And البَيْعُ صَفْقَةٌ أَوْ خِيَارٌ Selling is decisive or with the option of returning. (Mgh.) And it is said in a trad. (of Ibn-Mes'ood, TA), صَفْقَتَانِ فِى صَفْقَةٍ رِبًا i. e. Two bargains in a [single] bargain [are an unlawful gain]: this is of two kinds: one is the seller's saying to the buyer, “I sell to thee such a thing for a hundred dirhems on the condition of thy buying of me this garment, or piece of cloth, for such a sum: ” the other kind is his saying, “I sell to thee this garment, or piece of cloth, for twenty dirhems on the condition of thy selling to me thy commodity for ten dirhems. ” (O.) And it is said in another trad., إِنَّ أَكْبَرَ الكَبَائِرِ أَنْ تُقَاتِلَ أَهْلَ صَفْقَتِكَ i. e. [Verily the greatest of great sins is] thy fighting those with whom thou hast made a covenant: because each of the two persons making a covenant puts his hand in the hand of the other, like as is done by each of two persons selling and buying. (TA.) صِفِقَّى or صِفَقَّى: see the next preceding paragraph.

صِفَاقٌ The inferior [or inner] skin, that is beneath the skin upon which is the hair: (S, O, K:) a thin skin beneath the upper skin and above the flesh: (IAth, TA:) or the صِفَاق of the belly is the skin, (M,) the inner skin, (TA,) that is next to the سَوَاد, (M, TA,) the سَوَاد of the belly, (TA,) [i. e. the liver,] and which is the part where the farrier perforates the beast (بَنْقُبُ مِنَ الدَّابَّةِ) [at the navel, in order that a yellow fluid may issue forth]: (M, TA:) or the صَفَاق is the part around the navel, where the farrier performs the operation above mentioned: (AA, TA:) or the skin which, when the مَسْك [or hide] is stripped off, remains cleaving to the belly, and the rending of which occasions a [rupture termed] فَتْق; so says As, in the “ Book of the Horse: ” (TA:) or what is between the جِلْد [or outer skin] and the مُصْرَان [or intestines into which the food passes from the stomach]; (ISh, O, K;) com-prising all of what are termed the مَرَاقّ of the belly, beneath the جِلْد thereof, to the سَوَاد of the belly [i. e. the liver]; the مَرَاقّ of the belly being all that has not a bone curving over it: (ISh, O:) or the skin of the whole of the belly: (O, K:) the pl. is صُفُقٌ, only. (M, TA.) صَفُوقٌ An abominable acclivity or ascending road or mountain-road difficult of ascent: pl. صَفَائِقُ and صُفُقٌ. (M, K.) And A mountain, (K,) or an obstacle, or elevated portion, of mountains, (O,) such as is inaccessible. (O, K.) And A smooth, high rock: pl. صُفُقٌ. (Ibn-'Abbád, O, K.) A2: Also, applied to a bow, Pliant. (Fr, O, K.) b2: [In the TA, in a verse of Aboo-Dhu-eyb describing a bow, to which it seems to be there applied as an epithet, it is expl. as signifying راجعة; but I think that this is a mistranscription for رَاجِفَةٌ, meaning Quivering. b3: Freytag has assigned to it three explanations which belong to صِفَاقٌ.]

صَفِيقٌ, applied to a garment, or piece of cloth, (S, M, Mgh, O, Msb, K,) strong, stout, or firm; (M;) thick, substantial, close, or compact, in texture: (Mgh, O, Msb, K:) and سَفِيقٌ is a dial. var. thereof. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) Hardy, strong, sturdy, enduring, or patient. (M.) b3: And applied to a face (S, O, K, TA) as meaning (tropical:) Impudent; or having little shame. (O, K, TA.) And رَجُلٌ صَفِيقُ الوَجْهِ (assumed tropical:) A man having no shame. (Har p. 368.) صَفِيقَةٌ: see صَافِقَةٌ.

صَفَائِقُ Travelling-camels (رِكَابٌ) coming and going. (Ibn-'Abbád, O.) b2: See also صَافِقَةٌ.

صَفَّاقٌ A cock that beats with his wings when crowing. (TA.) b2: It occurs in a trad., followed by أَفَّاق in apposition, and is said by As to mean اَلَّذِى يَصْفِقُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ [app. One who goes away on some great affair]: but in the opinion of Az, it means one who makes many journeys, and who employs himself, or uses art or artifice or cunning, in affairs of traffic; thus nearly agreeing in meaning with أفَّاقٌ. (O: the latter meaning only is assigned to it in the K.) صَافِقَةٌ A company (IDrd, M, O, K) of men [alighting at one's abode]. (IDrd, M, O.) See 1, near the end. b2: Also A calamity, or misfortune: (M, TA:) pl. صَوَافِقُ: (M:) this pl. and ↓ صَفَائِقُ, (O, K, TA,) which latter may be pl. of ↓ صَفِيقَةٌ, (TA,) signify accidents, or evil accidents, (O, K, TA,) and varieties, or vicissitudes, of events. (O, TA.) أَصْفَقُ A garment, or piece of cloth, more [strong, stout, firm,] thick, substantial, close, or compact, in texture, than another. (Mgh.) أَصْفَقَانِيَّةٌ [written in one place with fet-h, and in another with kesr, to the ف,] i. q. خَوَلٌ [A man's slaves, or servants, and other dependents; or slaves, and cattle, or camels &c.;] in the dial. of El-Yemen. (TA.) مَصْفَقٌ A place of passage; a way, road, or path; syn. مَسْلَكٌ. (O, TA.) مُصَفَّقٌ [pass. part. n. of 2, q. v.]. One says, لَكَ عِنْدِى وُدٌّ مُصَفَّقٌ وَنُصْحٌ مُرَوَّقٌ (tropical:) [I have, for thee, an affection defecated like wine that has been transferred from one vessel to another and left to settle, and a benevolence purified like clarified wine]. (TA.) b2: Also A full [or filled] drinking-vessel. (Fr, TA.) مُصَافِقٌ A camel lying, or sleeping, upon one side one time and upon the other side another time. (O, K.) b2: And مُصَافِقٌ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ Wearing two garments, one of them over the other. (Ibn-'Abbád, O.)
صفق
الصَّفْق: الضّرْبُ الَّذِي يُسْمَع لَهُ صوْتٌ كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ: والصَّفْقُ: الرّدُّ والصّرْفُ وَقد صَفَقْتُه فانْصَفَق. وصَفَقَ ماشِيَتَه صَفْقاً: صرَفها، وكذلِك صَفَقهُم عَن كَذا: إِذا صرَفَهم كالإصْفاقِ. والصّفْقُ: النّاحِيةُ والجانِب ويُضَمّ نقَلَه الجوْهَريُّ عَن الأصْمَعيِّ ويحَرَّكُ، نَقله الصاغانيُّ. وأنشَدَ لرُؤْبَة شاهِداً على الصّفْقِ بالفَتْح: لَا يَكْدَحُ النّاسُ لهُنّ صَفْقاً والصّفْق: المَوْضِع. والصّفْقُ من الجبَلِ: وجْهُه فِي أَعْلَاهُ، وَهُوَ فوْقَ الحَضيضِ، أَو صَفْحُه أَو ناحِيَتُه، كَمَا فِي الصِّحاح، والجمعُ: صُفوقٌ. وأنشَدَ الجوْهَريّ للشاعر:
(وَمَا نُطفَةٌ فِي رَأس نِيقٍ تمنّعَتْ ... بعَنْقاءَ من صَعْبٍ حمَتْها صُفوقُها)
وصَفْقَا العُنُق: جانِباهُ وناحِيتاه. والصّفْقان من الفَرَس: خدّاه والصّفْق: ماءٌ أصفَر يخْرُجُ من أديمٍ جَديدٍ صُبَّ عَلَيْهِ ماءٌ، ويُحرَّكُ وَفِي تورِية لَطيفة، وَذَلِكَ أنّ قولَه: يُحرَّك يحْتَمِلُ أنّ ذلِك الماءَ بعد مَا يُصَبّ فِي الْأَدِيم يُحرَّكُ، فيَخْرُج أحْمَرَ، وَهُوَ أوّل ماءٍ يُصَبُّ، ويحْتَمل أنّه أرادَ بِهِ الصّفَقَ بالتّحْريك، وَمن ذلِك قولُهم: ورَدْنا مَاء كأنّه صَفَق، قَالَ ابنُ بَرّي: وشاهِدُه قولُ أبي محمّد الفَقْعَسيّ: ينْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى نضْحَ البَديعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا وأنشَدَه أَبُو عَمْرو: نضَحَ الأداوَى أَي: كأنّ عرَقَها الصفَقُ. والمُسَرّى: المَنْضوح. أَو الصّفَقُ: ريحُ الدِّباغِ وطعْمُه، قَالَه أَبُو حَنيفَةَ. والصِّفْقُ بالكَسْرِ: مِصْراعُ البابِ وهُما صِفْقان، ويُقال: بابُ دارِه صِفْقٌ واحِدٌ: إِذا لم يكُن مِصْراعَيْن. وصَفَقَ لَهُ بالبَيْع يَصْفِقُــه صَفْقاً. وصَفَق يدَه بالبَيْعَة والبَيْعِ. وصَفَق على يَدِه صَفْقاً وصَفْقَةً: إِذا ضرَب يدَهُ على يَدِه، وذلِك عندَ وُجوب البَيْع.
والاسمُ مِنْهَا: الصّفْقُ بالفَتْح. والصِّفِقَّى، كزِمِجَّى، حَكاه سيبَويْه. قَالَ السّيرافيّ: يَجوزُ أَن يكون)
من صَفْقِ الكفِّ على الأُخْرى، وَهُوَ التَّصْفاق، وتذْهبُ بِهِ الى التّكثير. وصَفَق الطائِرُ بجَناحَيْه: إِذا ضرَبَهُما وَفِي اللّسانِ: ضرَبَ بهما كصَفّق تصْفيقاً. وصَفَق البابَ يَصفِقُــه صَفْقاً: ردّه، أَو أغلَقَه، كأصْفَقَه مثل: بلَقَهُ وأبلَقَه. وأنْشَدَ الجوْهريُّ لعَديِّ بنِ زيْد:
(مُتّكِئاً تُصْفَقُ أبوابُه ... يسْعَى عَلَيْهِ العَبْدُ بالكُوبِ)
الأخيرةُ عَن أبي تُراب، رَواه عَن بعضِ الأعرابِ، قَالَ: أصْفَقْتُ البابَ، وأصمَقْتُه بِمَعْنى أغْلقْتُه. وَقَالَ غيرُه: هِيَ الإجافَةُ دون الإغْلاقِ. وَقَالَ الأصْمَعي: صَفَقْتُ البابَ صَفْقاً، وَلم يذكر أصْفَقْتُه، وَكَذَلِكَ سَفَقْتُه بِالسِّين، عَن النَّضْرِ، وَقد تقدّم. وَقَالَ الصاغانيّ: ويُروَى فِي قولِ عَدي: تُقرَع أبوابُه قَالَ: وهيَ أكثَر. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: صَفَقَ البابَ صَفْقاً: فتَحه قَالَ: وترَكْتُ بابَه مَصْفوقاً: أَي مفْتوحاً. قَالَ: والناسُ يَقُولُونَ: صَفَقْتُ البابَ وأصْفَقْتُه، أَي: ردَدْتُه. وَقَالَ أَبُو الخطّاب: يُقَال: هَذَا كُلّه فهُو ضِدٌّ. وَفِي الصِّحاح: صَفَقَ عيْنَه أَي: ردّها وغمّضها. قَالَ: وصَفَق العودَ صَفْقاً: إِذا حرّكَ أوْتارَه فاصْطَفَق. وصفَقَ الرّجُلُ صَفْقاً: ذهَب. وصَفَقَت الريحُ الأشْجارَ صَفْقاً: هزّتْها وحرّكتْها فاصْطَفَقَت، نَقله الجوهريّ. وصَفَق القدَحَ صَفْقاً: ملأَه قَالَه الفرّاءُ كأصْفَقَه قَالَه اللِّحْيانيُّ. وَقَالَ ابنُ درَيد: صَفَقتْ علينا صافِقَةٌ من النّاس: أَي نزَل بِنَا جَماعةٌ. قَالَ: وصَفَقت النّاقَة صَفْقاً: إِذا أُرْتِجَتْ رحِمُها عَن ولَدِه حتّى يموتَ الولَدُ. وصَفَق فُلاناً بالسّيفِ صَفْقاً: ضرَبَه بِهِ، قَالَه ابنُ شُمَيل، وَكَذَا صَفَق رأسَه، وعينَه، وصَفَق بِهِ الأرضَ، كَمَا فِي الأساس. ويُقال: ربِحَتْ صَفْقَتُك للمُشْتَري، وصَفْقَةٌ رابِحة، أَو صَفْقةٌ خاسِرةٌ أَي: بَيْعَة. وَفِي حَديثِ ابنِ مسعودٍ: صَفْقَتانِ فِي صَفْقَةٍ رِباً أرادَ بيْعَتانِ فِي بَيْعَة، وَهُوَ على وَجْهَيْن: أحدُهما: أَن يَقول البائِعُ للمُشْتَري: بعتُك عَبْدي هَذَا بِمِائَة دِرْهَم على أَن تشْتَري منّي هَذَا الثّوبَ بعَشرةِ دضراهم. والوجْه الثَّانِي: أَن يقولَ: بعتُك هَذَا الثوبَ بعِشْرين دِرْهماً على أَن تَبيعَني سِلعَةً بعَيْنِها بِكَذَا وكَذا دِرْهماً. وَإِنَّمَا قيل للبَيْعة صَفْقة لأنّهُم كَانُوا إِذا تبايَعوا تصافَقوا بالأيْدي. ويُقال: إنّه لمُبارَكُ الصّفقَة، أَي: لَا يَشْتَري شَيْئا إلاّ ربِحَ فِيهِ. وَقد اشتَريْتُ اليومَ صَفْقَةً صالِحةً.
والصّفْقَةُ تكون للبائِع والمُشْتَري، وَفِي حَديثِ أبي هُرَيْرَة: ألْهاهُم الصّفْقُ بالأسواق أَي: التبايُعُ.
وَفِي الحَدِيث: إنّ أكبَر الكبائِر أَن تُقاتِلَ أهلَ صَفقَتِك وَهُوَ أَن يُعطيَ الرّجلُ عهدَه وميثاقَه، ثمَّ يُقاتِله لأنّ المتعاهِدَيْن يضَعُ أحدُهما يدَه فِي يَد الآخر كَمَا يفْعل المُتبايِعان، وَهِي المَرّة من التّصْفيق باليَدين. وَمِنْه حَدِيث ابنِ عمَر: أعطَاهُ صَفقَةَ يدِه وثَمرةَ قلْبِه. وَفِي حَدِيث لُقانَ بنِ عادٍ)
أنّه قَالَ: خُذي منّي أخي ذَا العِفاقْ، صَفّاق أفّاق قَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّفّاق كشَدّاد: الَّذِي يصفِقُ على الْأَمر الْعَظِيم. والأفّاق: الَّذِي يتصرّف ويضرِبُ الى الْآفَاق: قَالَ الأزهريّ: رَوى هَذَا ابنُ قُتَيْبة عَن أبي سُفْيان عَن الأصْمعي، قَالَ: وَالَّذِي أرَاهُ فِي تَفْسير الأفّاقِ الصَّفّاق غيرُ مَا حَكاه إِنَّمَا الصَّفّاق: الكثيرُ الأسْفار والتصرُّف فِي التّجاراتِ. والصّفْقُ والأفقُ قَريبان من السّواءِ.
وَكَذَلِكَ الصّفّاقُ والأفّاق مُتقارِبان فِي المَعْنى، وقيلَ: الأفّاقُ من أُفُقِ الأَرْض، أَي: ناحيَتها. وثوبٌ صَفيقٌ بيّنُ الصِّفاقَةِ: ضدُّ سَخيفٍ والسّينُ لُغة فِيهِ، أَي: مَتينٌ جيّدُ النّسيج، وَقد صَفُق صَفاقَةً إِذا كثُفَ نسْجُه. وَمن المَجاز: وجْهٌ صَفيقٌ بيّن الصَّفاقَةِ أَي: وقِح، وَقد صفُقَ ككَرُم فيهمَا أَي: فِي الثّوب والوجْه. وَفِي النّوادِر: الصَّفوق كصَبور: الحِجابُ المُمْتَنِعُ من الجِبال.
وَقَالَ الفرّاءُ الصَّفوق: اللَّيّنَة من القِسيّ. والصَّفوق: الصّخْرة المَلْساءُ المُرتَفِعة عَن ابْن عبّاد ج صُفُق ككُتُب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصِّفاق ككِتاب: الجِلْد الأسْفلُ الَّذِي تحْتَ الجِلْد الَّذِي علَيه الشّعَرُ، كَذَا نقلَهُ الصّاغانيّ. ونصّ الأصمعيّ فِي كتابِ الْفرس: دون الجِلدِ الَّذِي يُسلَخُ، فَإذْ سُلِخَ المَسْكُ بَقيَ ذلِك مَمْسِك البَطْن، وَهُوَ الَّذِي إِذا انْشَقّ كَانَ مِنْهُ الفَتْقُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصِّفاق: مَا حوْل السُّرة حَيْثُ ينقُب البَيْطار. وَأنْشد الأصمعيّ للنّابِغة الجعديّ رضِيَ الله عَنهُ يصِف فَرساً:
(كأنّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... الى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ)

(لُطِمْنَ بتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا ... قِ من خشَبِ الجوْزِ لم يُثْقَبِ)
يَقُول: هَذِه المَواضى ع مِنْهُ كأنّها تُرس، وَهَذَا الْفرس شَديد الصِّفاق. وَقيل: صِفاقُ البَطْن: الجِلدة الباطِنة الَّتِي تَلي السّواد سَوادَ البطْن، وَهُوَ حَيْثُ ينقُب البَيطار من الدّابّة، قَالَ زُهَيْرٌ:
(أمينٍ شَظاهُ لم يُخَرَّقْ صِفاقُه ... بمِنْقَبَةٍ وَلم تُقَطَّعْ أباجِلُهْ)
أَو الصِّفاق: مَا بيْن الجِلْد والمُصْران. ومَراقّ البَطْن صِفاق أجمع مَا تحْت الجِلْد مِنْهُ الى سَواد البَطْن، قَالَه ابنُ شُمَيْل. قَالَ: ومَراقُّ البَطْنِ: كُلُّ مَا لم ينْحَنِ عَلَيْهِ عظْم أَو جِلدُ البطْن كُلُّه صِفاقٌ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ رضيَ الله عَنهُ أنّه سُئل عَن امْرَأَة أخذَتْ بأُنثَيَيْ زوْجِها، فخرَقَت الجِلْدَ وَلم تخْرق الصِّفاق، فقضَى بنِصْف ثُلُثِ الدّيّة. قَالَ ابنُ الْأَثِير: هِيَ جِلدَةٌ رَقيقة تَحت الجِلد الْأَعْلَى وَفَوق اللّحْم، وَأنْشد أَبُو عَمرو لبِشْر بنِ أبي خازِم:
(مُذكّرَةٍ كأنّ الرّحْلَ مِنْهَا ... على ذِي عانَةٍ وافِي الصِّفاقِ)

وَجمع الصِّفاق: صُفُق، لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذَلِك. قَالَ زُهَيْر:
(حَتَّى يؤوبَ بهَا عُوجاً معطّلةً ... تشْكو الدّوابِرَ والأنساءَ والصُّفُقا)
والصّوافِقُ والصّفائِقُ: الحَوادثُ وصوارِفُ الخُطوبِ، جمعُ صَفيقَةٍ، أَو صافِقَة. قَالَ أَبُو الرُّبَيْس التّغْلِبيّ: (قِفي تُخْبِرينا أَو تَعُلّي تحيّةً ... لنا أَو تُثِيبي قبْلَ إحْدى الصّوافِقِ)
وَقَالَ أَبُو ذؤيْب:
(أخٌ لكَ مأمونُ السّجيّات خِضْرِمٌ ... إِذا صَفَقَتْه فِي الحُروبِ الصّوافِقُ)
وَقَالَ كُثيّر:
(وأنتِ المُنَى يَا أمَّ عَمْرٍ وَلَو انّنا ... ننالُكِ أَو تُدْني نَواكِ الصّفائِقُ)
والصّفَقُ، مُحرَّكةً: آخِرُ الدِّماغ كَذَا فِي النُسَخ، والصّواب: آخِر الدِّباغ، كَمَا هُوَ نصُّ الْمُحِيط.
والصّفَقُ أَيْضا: الماءُ يُصَبّ فِي القِرْبَة الجَديدة، فيُحَرّكُ فِيهَا، فيصْفَرّ، وَهَذَا قد تقدّم فإنّه ذكره آنِفاً هَكَذَا بعيْنِه، وَأَشَارَ الى أنّه يُقالُ بالتّسْكين وبالتّحْريكِ، فَهُوَ تَكْرار مَحْضٌ، فَتَأمل ذَلِك.
والتّصْفيقُ: التّقليبُ. يُقَال: صفّقَت الرّيحُ الشّيءَ: إِذا قلَبَتْهُ يَمِينا وشِمالاً، وردّدَتْه. يُقَال: صَفَقَتْه الرّيح وصفّقَتْه. وَقيل: صفّقَت الرّيحُ السَّحاب: إِذا صرَمتْه واخْتلَفَت عَلَيْهِ. قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(وكأنّما اعْتَنَقَتْ صَبيرَ غَمامةٍ ... بعَرًى تُصفِّقهُ الرّياحُ زُلالِ)
قَالَ ابنُ بَرّي: وَهَذَا البيتُ فِي آخِرِ كتاب سيبَويْه من بَاب الْإِدْغَام بنَصْبِ زُلال، وَهُوَ غلطٌ لأنّ القصيدةَ مَخْفوضَةُ الرّويّ. والتّصْفيقُ: تحْويلُ الشّرابِ من إناءٍ الى إِنَاء، ونَصُّ الأصمعيّ: من دَنٍّ الى دنّ ممْزوجاً ليَصْفو. قَالَ الْأَعْشَى يمدَح المُحَلِّق:
(لهُ دَرْمَكٌ فِي رأسِه ومشارِبٌ ... ومِسْكٌ ورَيْحانٌ وراحٌ تُصَفَّقُ)
وَقَالَ حسّان:
(يَسْقونَ مَنْ ورَدَ البَريصَ عليهمُ ... بَرَدَى يُصفَّقُ بالرّحيقِ السّلْسَلِ)
كالصّفْقِ، والإصْفاق كَمَا فِي المُحْكَم. والتّصْفيق: التّصْفيحُ. يُقَال: صفّق بيَدِه، وصفّح، قَالَه الْأَصْمَعِي، وَمِنْه الحَدِيث: التّسْبيحُ للرِّجال، والتّصفيقُ للنّساء وَقَالَ غيرُ الأصمعيّ: التّصْفيق: الضّرْبُ بباطِن الرّاحَةِ على الْأُخْرَى والتّصْفيح: الضّرْب بباطِن الكفِّ اليُمْنى على باطِن الكَف اليُسْرى. قَالَ الصّاغانيّ: وَهَذَا أحسن لأنّ ذلكَ فرْق العَبَث والإنْذار. والتّصفيقُ: تحْويلُ الإبِلِ)
من مَرْعًى قد رَعَتْه الى آخَرَ فِيهِ مَرْعى. قَالَ أَبُو محمّد الفَقْعَسيّ يصفُ إبِلاً: إنّ لَها فِي العَامِ ذِي الفُتوقِ وزَلَلِ النّيَّةِ والتّصْفيقِ رِعْيةَ ربٍّ ناصِحٍ شَفيقِ وقيلَ: التّصفيقُ هُنا: الإبْعادُ فِي طلَبِ المَرْعى. وَقَالَ ابنُ عبّاد: التّصفيقُ: الذَّهابُ والطَّوْف، وَقد صفّقَ. والصّفاقيقُ: ع. وأصفَقوا على كَذا: إِذا أطْبَقوا عَلَيْهِ واجْتَمَعوا. قَالَ زُهير: (رأيتُ بَني آلِ امْرِئِ القَيْسِ أصفَقوا ... علَيْنا وَقَالُوا إنّنا نحنُ أكْثَرُ)
وَمِنْه حَدِيث عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا: وأصفَقَت لَهُ نِسْوان مكّة أَي: اجتمعتْ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ الطّثَريّة:
(أثيبي أَخا ضارُرورَة أصفَقَ العِدا ... عَلَيْهِ وقلّتْ فِي الصّديقِ أواصِرُهْ)
وأصفقت يَدي بكَذا إِذا صادَفَتْه ووافَقَتْه قَالَ النّمِرُ بنُ توْلَب رضيَ اللهُ عَنهُ يصِف جزّاراً:
(حتّى إِذا قُسِم النّصيبُ وأصْفَقَت ... يدُه بجِلْدَةِ ضرْعِها وحُوارِها)
ويُقالُ فِي القِرَى: أصْفَق للقَوْم: أَي جاءَهم منَ الطّعام بِمَا يُشْبِعُهم نقَلَه الصاغانيّ. والصَّفوق، كصَبور: الصَّعودُ المُنْكَرة ج: صَفائِق، وصُفُقٌ بضمّتين. والمُصافِقُ من الإبِل: الَّذِي يَنامُ على جنْبٍ مرّةً وعَلى آخرَ أُخْرَى. وَقد صافَقَتْ، فاعَلَت، من الصَّفْق الَّذِي هُوَ الجانِب. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ: صافَقَ فلانٌ بَين جَنْبَيْه: إِذا انْقَلَبَ على هَذَا الصَّفْقِ مرّةً، وعَلى الآخَرِ أخْرى. وباتَ فُلانٌ يُصافِقُ، كَذَلِك، نقَله الزّمَخْشَريّ. والناقَةُ إِذا مخَضَتْ فقد صافقَتْ. قَالَ الشاعرُ يصفُ الدّجاجة وبَيضَها:
(وحامِلةٍ حَيّاً وَلَيْسَت بحيّةٍ ... إِذا مخضَتْ يَوْمًا بِهِ لم تُصافِقِ)
وَقَالَ ابنُ عبّاد: صافَقَ بَين ثوْبَيْن إِذا طارَق. وَفِي اللّسان: صافَقَ بَين قَميصَيْن: إِذا لبِسَ أحدَهما فوقَ الآخر. وانْصَفَق فلَان: انْصرَف وَرجع قَالَ رؤبةُ: فَما اشْتَلاها صَفْقُهُ للمُنْصَفَقْ حتّى تردّى أربعٌ فِي المُنْعَفَقْ وَهُوَ مُطاوِع صَفَقه صَفْقاً: إِذا صرَفه. واصْطَفَقَت الأشْجارُ: اضْطَربَت واهْتزّت بالرّيح، وَهُوَ مُطاوِع صَفَقَت الرّيحُ الأشجارَ، كَمَا فِي الصِّحاح. واصطفَقَ العودُ: تحرّكت أوتارُه فَأجَاب)
بعضُها بعْضاً، وَهُوَ أَيْضا مُطاوِع صفَقْتُ العودَ: إِذا حرّكتَ أوتارَه، نَقله الجوهريّ، وأشدَ لابنِ الطّثْريّة:
(ويوْمٍ كظِلِّ الرُمحِ قصّر طولَه ... دمُ الزِّقِّ واصْطِفاقُ المَزاهِرِ)
قَالَ ابنُ بَرّي، والصّاغاني: والصوابُ أَنه لشُبْرُمةَ بنِ الطُفَيْل. وتصفّقَ الرجلُ: تقلّب وتردّدَ من جانبٍ الى جَانب. قَالَ القُطاميُّ:
(وأبَيْنَ شيمَتَهُنّ أوّلَ مرّةٍ ... وأبى تقلُّبُ دهْرِكَ المتَصفِّقِ)
وَقَالَ شَمِر: تصفّقَ فُلان للأمْر: إِذا تعرّض لَهُ. قَالَ رؤبة: لمّا رأيتُ الشَّرَّ قد تألَّقا وفِتْنةً ترْمي بمَن تصفّقا هنّا وهَنّا عَن قِذافٍ أخْلَقا وتصفّقَت النّاقَةُ: انقلَبَت ظهْراً لبَطْنٍ عِنْد المَخاض. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: أصْفَقَ القومُ: اضْطَربوا. وتَصافَقوا: تبايَعوا. والتَّصْفاقُ، بالفَتْح: مصدر صَفقَ صفْقاً. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ هُوَ مصْدر فعَلْتُ، وَلَكِن لمّا أردتَ التّكْثير بَنَيْتَ المصْدرَ على هَذَا، كَمَا بنَيتَ فعَلْتَ على فعّلت. والصَّفْق باليدِ: التّصويت. وأُصفِقَ لي: أُتيح وقُدّر. وانْصَفَق الثّوبُ: ضرَبَتْه الرّيحُ فناسَ.
والصَّفقَةُ: الِاجْتِمَاع على الشَّيْء. وانصفَقَ القومُ: اجْتَمعُوا، وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: فانْصَفَقَتْ لَهُ نِسْوانُ مكّة كَمَا فِي رِوَايَة، فَهُوَ مَعَ قَوْله: انْصَفَق: انْصرَف ضِدٌّ. وأصْفَقْنا الحَوضَ: جمَعْنا فِيهِ الماءَ. وانْصَفَقوا علَينا يَميناً وشِمالاً: أقْبَلوا. وقدَحٌ مُصَفَّق، كمُعَظَّمٍ: ملآنُ، عَن الفَرّاء. وَفِي حَدِيث أبي هُريرة: إِذا اصطَفَقَ الآفاقُ بالبَياضِ: اضْطرَب وانْتشَر ضوْءُه.
واصْطفَق المجلِسُ بالقوم: مثل اضْطَرب. وصفّق القِرْبَةَ تصْفيقاً: صَبّ فِيهَا الماءَ وحرّكَها.
والأصْفقانيّة: الخَوَلُ بلُغةِ اليَمَن. وَمِنْه كِتابُ مُعاويةَ الى ملِك الرّوم: لأنزِعَنّك من المُلْكِ نَزْعَ الأصْفَقانيّة. وصَفَقَهم من بَلَدٍ الى بلَد: أخرَجَهُم مِنْهُ قَهْراً وذُلاً. والتّصْفيق: أَن يكون نَوَى نِيّة عزَم عَلَيْهَا، ثمَّ ردّ نيّتَه. والصُّفُق: الجمْع. وأصْفَق الحائِكُ الثّوْبَ: نسجَه كَثيفاً. والديكُ الصَّفّاقُ: الَّذِي يضْرِب بجناحَيْه إِذا صوّتَ. والصّفْقُ: الذّهابُ. وأصْفَقَ الغَنَم إصفاقاً: حلَبَها فِي الْيَوْم مرّةً، نَقله الجوْهَريّ، وَمِنْه قَول الشّاعر: أوْدى بَنو غَنْمٍ بألْبانِ العُصُمْ)
بالمُصْفِقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأنشدَ ابنُ الأعْرابي:
(وَقَالُوا: علَيكم عاصِماً يُعْتَصَمْ بِهِ ... رُوَيْدَك حتّى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ)
أرادَ أنّه لَا خيْرَ عندَه وَأَنه مشْغول بغَنَمه. والإصفاقُ: أَن يحلُبَها مرّةً وَاحِدَة فِي الْيَوْم والليلةِ.
والصافِقةُ: الدّاهِيةُ. وصَفَقها صَفْقاً: جامَعَها. وَقَالَ ابنُ عبّاد: الصّفائِقُ: الرِّكابُ الجاثِيَةُ والذّاهِبَةُ. قَالَ: ويُقال: مازالوا يَصْفِقــونني، أَي: يُقلِّبونني فِي أمْرٍ أرادوه عَلَيْهِ. والمَصْفَق، كمَقْعَد: المَسْلَكُ. والنِّساءُ يَصْفِقْــنَ على الميّت، من الصَّفْق. ويُقال: لكَ عِندي وُدٌّ مُصَفَّقٌ، ونُصْحٌ مُرَوَّقٌ، وَهُوَ مجَاز. وَقَول أبي ذُؤَيْب يصِف قوساً:
(لَها منْ غيرِها مَعَها قَرينٌ ... يرُدُّ مِراحَ عاصيَةٍ صَفوقِ)
أَي: رَاجِعَة.
ص ف ق: (الصَّفْقُ) الضَّرْبُ الَّذِي يُسْمَعْ لَهُ صَوْتٌ وَكَذَا (التَّصْفِيقُ) وَمِنْهُ التَّصْفِيقُ بِالْيَدِ وَهُوَ التَّصْوِيتُ بِهَا وَ (صَفَقَ) لَهُ بِالْبَيْعِ وَالْبَيْعَةِ أَيْ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى يَدِهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَيُقَالُ: رَبِحَتْ (صَفْقَتُكَ) لِلشِّرَاءِ وَ (صَفْقَةٌ) رَابِحَةٌ وَصَفْقَةٌ خَاسِرَةٌ. وَ (صَفَقَ) الْبَابَ رَدَّهُ وَ (أَصْفَقَهُ) أَيْضًا. وَالرِّيحُ تَصْفِقُ الْأَشْجَارَ (فَتَصْطَفِقُ) أَيْ تَضْطَرِبُ. وَثَوْبٌ (صَفِيقٌ) وَوَجْهٌ صَفِيقٌ بَيِّنُ (الصَّفَاقَةِ) وَ (تَصْفِيقُ) الشَّرَابِ تَحْوِيلُهُ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ. 

أَجأ

أَجأ:
بوزن فعل، بالتحريك، مهموز مقصور، والنسب إليه أجئيّ بوزن أجعيّ: وهو علم مرتجل لاسم رجل سمّي الجبل به، كما نذكره، ويجوز أن يكون منقولا.
ومعناه الفرار، كما حكاه ابن الأعرابي، يقال: أجأ الرجل إذا فرّ، وقال الزمخشري: أجأ وسلمى جبلان عن يسار سميراء، وقد رأيتهما، شاهقان. ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها، وقال أبو عبيد السكوني: أجأ أحد جبلي طيّء وهو غربي فيد، وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة، قال:
ومنازل طيّء في الجبلين عشر ليال من دون فيد إلى أقصى أجإ، إلى القريّات من ناحية الشام، وبين المدينة والجبلين، على غير الجادّة: ثلاث مراحل. وبين الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب، منها دبر وغريّان وغسل. وبين كل جبلين يوم. وبين الجبلين وفدك ليلة. وبينهما وبين خيبر خمس ليال. وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ سمّي باسم رجل وسمّي سلمى باسم امرأة. وكان من خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له أجأ بن عبد الحيّ، عشق امرأة من قومه، يقال لها سلمى. وكانت لها حاضنة يقال لها العوجاء. وكانا يجتمعان في منزلها
حتى نذر بهما إخوة سلمى، وهم الغميم والمضلّ وفدك وفائد والحدثان وزوجها. فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى، فقتلوها هناك، فسمّي الجبل باسمها. ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين، فقتلوها هناك، فسمّي المكان بها. ولحقوا أجأ بالجبل المسمّى بأجإ، فقتلوه فيه، فسمّي به.
وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم، فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه، قال عبيد الله الفقير إليه: وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما ذكره النحويّون من أن أجأ مؤنثة غير مصروفة، لأنه جبل مذكّر، سمّي باسم رجل، وهو مذكر.
وكأنّ غاية ما التزموا به قول امرئ القيس:
أبت أجأ أن تسلم العام جارها، ... فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
وهذا لا حجّة لهم فيه، لأن الجبل بنفسه لا يسلم أحدا، إنما يمنع من فيه من الرجال. فالمراد: أبت قبائل أجإ، أو سكّان أجإ، وما أشبهه، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، يدلّ على ذلك عجز البيت، وهو قوله:
فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
والجبل نفسه لا يقاتل، والمقاتلة مفاعلة ولا تكون من واحد، ووقف على هذا من كلامنا نحويّ من أصدقائنا وأراد الاحتجاج والانتصار لقولهم، فكان غاية ما قاله: أن المقاتلة في التذكير والتأنيث مع الظاهر وأنت تراه قال: أبت أجأ. فالتأنيث لهذا الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك، فقلت له: هذا خلاف لكلام العرب، ألا ترى إلى قول حسان بن ثابت:
يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى، يصفّق بالرحيق السّلسل
لم يرو أحد قط يصفّق إلا بالياء آخر الحروف لأنه يريد يصفّق ماء بردى، فرده إلى المحذوف وهو الماء، ولم يردّه إلى الظاهر، وهو بردى. ولو كان الأمر على ما ذكرت، لقال: تصفّق، لأن بردى مؤنث لم يجيء على وزنه مذكّر قط. وقد جاء الردّ على المحذوف تارة، وعلى الظاهر أخرى، في قول الله، عز وجل: وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون، ألا تراه قال: فجاءها فردّ على الظاهر، وهو القرية، ثم قال: أو هم قائلون فردّ على أهل القرية وهو محذوف، وهذا ظاهر، لا إشكال فيه. وبعد فليس هنا ما يتأوّل به التأنيث، إلا أن يقال: إنه أراد البقعة فيصير من باب التّحكّم، لأن تأويله بالمذكّر ضروريّ، لأنه جبل، والجبل مذكّر، وإنه سمي باسم رجل بإجماع كما ذكرنا، وكما نذكره بعد في رواية أخرى، وهو مكان وموضع ومنزل وموطن ومحلّ ومسكن. ولو سألت كل عربيّ عن أجإ لم يقل إلا أنه جبل، ولم يقل بقعة. ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه البتة. ومع هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر جاء فيه ذكر أجإ غير مصروف، مع كثرة استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر، حتى إن أكثر النحويين قد رجّحوا أقوال الكوفيّين في هذه المسألة، وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني منها، البيت الذي احتجّوا به وقد مرّ، وهو قول امرئ القيس: أبت أجأ، ومنها قول عارق الطائي:
ومن مبلغ عمرو بن هند رسالة، ... إذا استحقبتها العيس تنضى من البعد
أيوعدني، والرمل بيني وبينه! تأمّل رويدا ما أمامة من هند ومن أجإ حولي رعان، كأنها قنابل خيل من كميت ومن ورد
قال العيزار بن الأخفش الطائي، وكان خارجيا:
ألا حيّ رسم الدّار أصبح باليا، ... وحيّ، وإن شاب القذال، الغوانيا
تحمّلن من سلمى فوجّهن بالضّحى ... إلى أجإ، يقطعن بيدا مهاويا
وقال زيد بن مهلهل الطائي:
جلبنا الخيل من أجإ وسلمى، ... تخبّ نزائعا خبب الرّكاب
جلبنا كلّ طرف أعوجيّ، ... وسلهبة كخافية الغراب
نسوف للحزام بمرفقيها، ... شنون الصّلب صمّاء الكعاب
وقال لبيد يصف كتيبة النّعمان:
أوت للشباح، واهتدت بصليلها ... كتائب خضر ليس فيهنّ ناكل
كأركان سلمى، إذ بدت أو كأنّها ... ذرى أجإ، إذ لاح فيه مواسل
فقال فيه ولم يقل فيها، ومواسل قنّة في أجإ، وأنشد قاسم بن ثابت لبعض الأعراب:
إلى نضد من عبد شمس، كأنهم ... هضاب أجا أركانه لم تقصّف
قلامسة ساسوا الأمور، فأحكموا ... سياستها حتى أقرّت لمردف
وهذا، كما تراه، مذكّر مصروف، لا تأويل فيه لتأنيثه.
فإنه لو أنّث لقال: أركانها، فإن قيل هذا لا حجّة فيه لأن الوزن يقوم بالتأنيث، قيل قول امرئ القيس أيضا، لا يجوز لكم الاحتجاج به لأن الوزن يقوم بالتذكير، فيقول: أبى أجأ لكنّا صدّقناكم فاحتججنا، ولا تأويل فيها، وقول الحيص بيص:
أجأ وسلمى أم بلاد الزاب، ... وأبو المظفّر أم غضنفر غاب
ثم إني وقفت بعد ما سطرته آنفا، على جامع شعر امرئ القيس، وقد نصّ الأصمعي على ما قلته، وهو: أن اجأ موضع، وهو أحد جبلي طيّء، والآخر سلمى. وإنما أراد أهل أجإ، كقول الله، عزّ وجل:
واسأل القرية، يريد أهل القرية، هذا لفظه بعينه. ثم وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره، قيل فيه:
أرى أجأ لن يسلم العام جاره
ثم قال في تفسير الرواية الأولى: والمعنى أصحاب الجبل لم يسلموا جارهم. وقال أبو العرماس: حدثني أبو محمد أنّ أجأ سمّي برجل كان يقال له أجأ، وسمّيت سلمى بامرأة كان يقال لها سلمى، وكانا يلتقيان عند العوجاء، وهو جبل بين أجإ وسلمى، فسمّيت هذه الجبال بأسمائهم. ألا تراه قال: سمي أجأ برجل وسميت سلمى بامرأة، فأنّث المؤنث وذكّر المذكّر. وهذا إن شاء الله كاف في قطع حجاج من خالف وأراد الانتصار بالتقليد. وقد جاء أجا مقصورا غير مهموز في الشعر، وقد تقدّم له شاهد في البيتين اللذين على الفاء، قال العجّاج:
والأمر ما رامقته ملهوجا ... يضويك ما لم يج منه منضجا
فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا، ... أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا
وأما سبب نزول طيّء الجبلين، واختصاصهم بسكناهما دون غيرهم من العرب، فقد اختلفت الرّواة فيه. قال ابن الكلبي، وجماعة سواه: لما تفرق بنو سبا أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا أدد بن زيد بن الهميسع قلت: لا أعرف جابرا وحرملة وفوق كل ذي علم عليم، وتبعهما ابن أخيهما طيّء، واسمه جلهمة، قلت: وهذا أيضا لا أعرفه، لأن طيّئا عند ابن الكلبي، هو جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. والحكاية عنه، وكان أبو عبيدة، قال زيد بن الهميسع: فساروا نحو تهامة وكانوا فيما بينها وبين اليمن، ثم وقع بين طيّء وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله وماله وتتبّع مواقع القطر، فسمّي طيّئا لطيّه المنازل، وقيل إنه سمّي طيّئا لغير ذلك، وأوغل طيّء بأرض الحجاز، وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله، ويغيب ثلاثة أشهر، ثم يعود إليه وقد عبل وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه، فقال لابنه عمرو: تفقّد يا بنيّ هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي. فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقة له فلم يزل يقفر أثره حتى صار إلى جبل طيء، فأقام هنالك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف، فرجع إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فرآهما أرضا لها شأن، ورأى فيها شيخا عظيما، جسيما، مديد القامة، على خلق العاديّين ومعه امرأة على خلقه يقال لها سلمى، وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما بنصفين، فأجأ في أحد النصفين وسلمى في الآخر، فسألهما طيء عن أمرهما، فقال الشيخ: نحن من بقايا صحار غنينا بهذين الجبلين عصرا بعد عصر، أفنانا كرّ الليل والنهار، فقال له طيء:
هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلّا؟ فقال الشيخ: إنّ لي في ذلك رأيا فأقم فإن المكان واسع، والشجر يانع، والماء طاهر، والكلأ غامر. فأقام معه طيء بإبله وولده بالجبلين، فلم يلبث الشيخ والعجوز إلا قليلا حتى هلكا وخلص المكان لطي فولده به إلى هذه الغاية.
قالوا: وسألت العجوز طيّئا ممّن هو، فقال طيء:
إنّا من القوم اليمانيّينا ... إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ضربنا في البلاد حينا ... ثمّت أقبلنا مهاجرينا
إذ سامنا الضّيم بنو أبينا ... وقد وقعنا اليوم فيما شينا
ريفا وماء واسعا معينا
ويقال إن لغة طيء هي لغة هذا الشيخ الصّحاري والعجوز امرأته. وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب: لما خرجت طيء من أرضهم من الشحر ونزلوا بالجبلين، أجإ وسلمى، ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطّى كرانيف النخل، فزعموا أن الجنّ كانت تلقّح لهم النخل في ذلك الزمان، وكان في ذلك التمر خنافس، فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس، فجعل بعضهم يقول: ويلكم الميّث أطيب من الحيّ. وقال أبو محمد الأعرابي أكتبنا أبو الندى قال: بينما طيء ذات يوم جالس مع ولده بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس، ممتدّ القامة، عاري الجبلّة، كاد يسدّ الأفق طولا، ويفرعهم باعا، وإذا هو الأسود بن غفار بن الصّبور الجديسي،
وكان قد نجا من حسّان تبّع اليمامة ولحق بالجبلين، فقال لطي: من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي؟
اخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت. فقال طيء:
البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا، وإنما ادّعيتها حيث وجدتها خلاء. فقال الأسود: اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأيّنا غلب استحقّ البلد. فاتّعدا لوقت، فقال طيء لجندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء وأمّه جديلة بنت سبيع بن عمرو ابن حمير وبها يعرفون، وهم جديلة طيء، وكان طيء لها مؤثرا، فقال لجندب: قاتل عن مكرمتك.
فقالت أمه: والله لتتركنّ بنيك وتعرضنّ ابني للقتل! فقال طيء: ويحك إنما خصصته بذلك.
فأبت، فقال طيء لعمرو بن الغوث بن طيء:
فعليك يا عمرو الرجل فقاتله. فقال عمرو: لا أفعل، وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيء بعد طيء:
يا طيء أخبرني، ولست بكاذب، ... وأخوك صادقك الذي لا يكذب
أمن القضيّة أن، إذا استغنيتم ... وأمنتم، فأنا البعيد الأجنب
وإذا الشدائد بالشدائد مرّة، ... أشجتكم، فأنا الحبيب الأقرب
عجبا لتلك قضيّتي، وإقامتي ... فيكم، على تلك القضيّة، أعجب
ألكم معا طيب البلاد ورعيها، ... ولي الثّماد ورعيهنّ المجدب
وإذا تكون كريهة أدعى لها، ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
هذا لعمركم الصّغار بعينه، ... لا أمّ لي، إن كان ذاك، ولا أب
فقال طيء: يا بنيّ إنها أكرم دار في العرب. فقال عمرو: لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب. فقال له طيء: لك شرطك.
فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشّاب من حديد فقال: يا عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك.
فقال عمرو: الصّراع أحبّ إليّ فاكسر قوسك لأكسرها أيضا ونصطرع. وكانت لعمرو بن الغوث ابن طيء قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدّها وإذا شاء خلعها، فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشّابه فكسرها، فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركّبها وأوترها وناداه: يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحبّ إليّ. فقال الأسود: خدعتني. فقال عمرو: الحرب خدعة، فصارت مثلا، فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطي، فنزلهما بنو الغوث، ونزلت جديلة السهل منهما لذلك. قال عبيد الله الفقير إليه:
في هذا الخبر نظر من وجوه، منها أن جندبا هو الرابع من ولد طيء فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الأمر؟ ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو ابن الغوث، وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب وغيرهما من الرّواة الثقات لهانىء بن أحمر الكناني شاعر جاهليّ. ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السّهم إلّا برجوعها؟ والحديد إذا اعوجّ لا يرجع البتّة. ثم كيف يصحّ في العقل أن قوسا بزرافين؟
هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر. وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا، وهو أنّ الأسود لما أفلت
من حسّان تبّع، كما نذكره إن شاء الله تعالى في خبر اليمامة، أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن ينزلهما طيء، وكانت طيء تنزل الجوف من أرض اليمن، وهي اليوم محلّة همدان ومراد، وكان سيّدهم يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل ينتابهم بعير في زمن الخريف يضرب في إبلهم، ولا يدرون أين يذهب، إلا أنهم لا يرونه إلى قابل، وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستوحشت طيء لذلك وقالت: قد ظعن إخواننا وساروا إلى الأرياف، فلما همّوا بالظعن، قالوا لأسامة: إن هذا البعير الذي يأتينا إنما يأتينا من بلد ريف وخصب وإنا لنرى في بعره النّوى، فلو إنا نتعهده عند انصرافه فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا. فلما كان الخريف جاء البعير فضرب في إبلهم، فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤي بن الغوث وحبّة بن الحارث بن فطرة بن طيء فجعلا يسيران بسير الجمل وينزلان بنزوله، حتى أدخلهما باب أجإ، فوقفا من الخصب والخير على ما أعجبهما، فرجعا إلى قومهما فأخبراهم به فارتحلت طيء بجملتها إلى الجبلين، وجعل أسامة بن لؤي يقول:
اجعل ظريبا كحبيب ينسى، ... لكلّ قوم مصبح وممسى
وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين، قال فهجمت طيء على النخل بالشّعاب على مواش كثيرة، وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو الأسود بن غفار، فهالهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوّفوه، فنزلوا ناحية من الأرض فاستبرؤوها فلم يروا بها أحدا غيره. فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له الغوث: يا بنيّ إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد والبأس والرّمي، فاكفنا أمر هذا الرجل، فإن كفيتنا أمره فقد سدت قومك آخر الدهر، وكنت الذي أنزلتنا هذا البلد. فانطلق الغوث حتى أتى الرجل، فسأله، فعجب الأسود من صغر خلق الغوث، فقال له:
من أين أقبلتم؟ فقال له: من اليمن. وأخبره خبر البعير ومجيئهم معه، وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه وصغرهم عنه، فأخبرهم باسمه ونسبه. ثم شغله الغوث ورماه بسهم فقتله، وأقامت طيء بالجبلين وهم بهما إلى الآن. وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا ولا عقب لهما.

نجد

نجد: {النجدين}: طريقي الخير والشر.
(نجد) الْبَيْت زينه بستور وفرش والوسائد وَنَحْوهَا خاطها وعالجها وَيُقَال نجده الدَّهْر عجمه وَعلمه
(نجد)
الشَّيْء نجودا ارْتَفع وَالْأَمر وضح واستبان يُقَال نجد الطَّرِيق وَفُلَانًا نجدا أَعَانَهُ وَنَصره والعدو غَلبه وَالْأَمر فلَانا كربه

(نجد) الْعرق نجدا سَالَ وَالرجل عرق من عمل أَو كرب

(نجد) نجدة ونجادة شجع فَهُوَ نجد ونجد ونجيد وَالْأَمر نجودا وضح واستبان فَهُوَ ناجد ونجد
نجد قَالَ أَبُو عبيد: أرَاهُ أَرَادَ الحَلي المكلل بالفصوص وَأَصله من النجُود وكل شَيْء زخرفته بِشَيْء فقد نجدته. وَمِنْه تنجيد الْبيُوت بالثياب إِنَّمَا هُوَ تزيينها بهَا وَلِهَذَا سمي عَامل ذَلِك الشَّيْء نّجادا قَالَ ذُو الرمّة يصف الرياض يشبّهها بنجود الْبَيْت: [الْبَسِيط]

حَتَّى كَأَنَ رِيَاضَ القُفِّ ألْبَسَها ... من وَشْىِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وتنجيدُ

وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه لم يكره لَهَا أَن تَطوف بِالْبَيْتِ وَهِي لابسة الحلى أَلا ترَاهُ لم ينهها عَنهُ
ن ج د: (النَّجْدُ) مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ (نِجَادٌ) بِالْكَسْرِ وَ (نُجُودٌ) وَ (أَنْجُدٌ) . وَ (النَّجْدُ) الطَّرِيقُ الْمُرْتَفِعُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] أَيِ الطَّرِيقَيْنِ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَطَرِيقَ الشَّرِّ. وَ (التَّنْجِيدُ) التَّزْيِينُ. وَ (النَّجَّادُ) بِوَزْنِ النَّجَّارِ الَّذِي يُعَالِجُ الْفُرُشَ وَالْوِسَادَ وَيَخِيطُهَا. وَ (نَجْدٌ) مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ وَهُوَ خِلَافُ الْغَوْرِ، فَالْغَوْرُ تِهَامَةُ وَكُلُّ مَا ارْتَفَعَ عَنْ تِهَامَةَ إِلَى أَرْضِ الْعِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ، وَهُوَ مُذَّكَّرٌ. وَ (أَنْجَدَ) دَخَلَ فِي بِلَادٍ نَجْدٍ. وَ (اسْتَنْجَدَهُ فَأَنْجَدَهُ) أَيِ اسْتَعَانَ بِهِ فَأَعَانَهُ. وَ (النِّجَادُ) بِالْكَسْرِ حَمَائِلُ السَّيْفِ. 
نجد
النَّجْد: المكانُ الغليظُ الرّفيعُ، وقوله تعالى:
وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ
[البلد/ 10] فذلك مثلٌ لطريقَيِ الحقِّ والباطلِ في الاعتقاد، والصّدق والكذب في المقال، والجميل والقبيح في الفعال، وبيَّن أنه عرَّفهما كقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ الآية [الإنسان/ 3] ، والنَّجْدُ: اسم صقع، وأَنْجَدَهُ: قَصَدَهُ، ورجل نَجِدٌ ونَجِيدٌ ونَجْدٌ. أي:
قويٌّ شديدٌ بَيِّنُ النَّجدة، واسْتَنْجَدْتُهُ: طلبت نَجْدَتَهُ فَأَنْجَدَنِي. أي: أعانني بنَجْدَتِهِ. أي:
شَجَاعته وقوّته، وربما قيل اسْتَنْجَدَ فلانٌ. أي:
قَوِيَ، وقيل للمكروب والمغلوب: مَنْجُودٌ، كأنه ناله نَجْدَة. أي: شِدَّة، والنَّجْدُ: العَرَق، ونَجَدَهُ الدَّهر . أي: قَوَّاه وشدَّده، وذلك بما رأى فيه من التّجرِبَة، ومنه قيل: فلان ابنُ نَجْدَةِ كَذَا ، والنِّجَادُ: ما يُرْفَعُ به البيت، والنَّجَّادُ: مُتَّخِذُهُ، ونِجَادُ السَّيْف: ما يُرْفَع به من السَّيْر، والنَّاجُودُ: الرَّاوُوقُ، وهو شيءٌ يُعَلَّقُ فيُصَفَّى به الشَّرَابُ.
ن ج د : نَجَدْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَنْجَدْتُهُ أَعَنْتُهُ وَالنَّجْدَةُ الشَّجَاعَةُ وَالشِّدَّةُ وَجَمْعُهَا نَجَدَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَنَجُدَ الرَّجُلُ فَهُوَ نَجِيدٌ مِثْلُ قَرُبَ فَهُوَ قَرِيبٌ إذَا كَانَ ذَا نَجْدَةٍ وَهِيَ الْبَأْسُ وَالشِّدَّةُ وَاسْتَنْجَدَهُ فَأَنْجَدَهُ سَأَلَهُ النَّجْدَةَ فَأَعَانَهُ بِهَا.

وَالنَّجْدُ مَا ارْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ نُجُودٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَبِالْوَاحِدِ سُمِّيَ بِلَادٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ دِيَارِ الْعَرَبِ مِمَّا يَلِي الْعِرَاقَ وَلَيْسَتْ مِنْ الْحِجَازِ وَإِنْ كَانَتْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ قَالَ فِي التَّهْذِيبِ كُلُّ مَا وَرَاءَ الْخَنْدَقِ الَّذِي خَنْدَقَهُ كِسْرَى عَلَى سَوَادِ الْعِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ إلَى أَنْ تَمِيلَ إلَى الْحَرَّةِ فَإِذَا مِلْتَ إلَيْهَا فَأَنْتَ فِي الْحِجَازِ.
وَقَالَ الصَّغَانِيّ: كُلُّ مَا ارْتَفَعَ مِنْ تِهَامَةَ إلَى أَرْضِ الْعِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ. 
ن ج د

نجد الرجل نجدة، ورجل نجد ونجد ونجيد ومناجد. وناجده: بارزه للقتال. وكان جباناً فاستنجد: صار نجيداً شجاعاً. وتقول معه أجناد، ورجال أنجاد. وهو منجود: مكروب. وتقول: عنده نصرة المجهود، وعصرة المنجود. واستنجدني فأنجدته. قال:

إذا استنجدتهم ودعوت بكراً ... لنصرتنا كسرت بهم همومي

وغار وأنجد. وسار ذكره في الأغوار والنّجاد والنجود. قال:

هن الغياث إذا تهولت السرى ... وإذا توقد في الناد الحزور

واحتبى بنجاده. وبيت منجد: مزين بنجوده وهي ستوره التي تشد على الحيطان. ورجل نجاد: يعالج الفرش والوسائد. وذفراه تنضح النجد: العرق، وقد نجد إذا عرق. وروّقوا الخمر في النّاجود وهو إناء تصفّى فيه. قال الأخطل:

كأنما المسك نهبى بين أرحلنا ... مما تضوّع من ناجودها الجاري

ومن المجاز: " هو طلاع أنجد ": ركّاب لصعاب الأمور. وهو محتب بنجاد الحلم. وفلان طويل النّجاد. ويقال: " هو ابن نجدتها " أي الجاهل بها خلاف قولهم: " هو ابن بجدتها " ذهاباً إلى ابن نجدة الحروري.
(نجد) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "أمَّا بَنو هاشِم فَأنجَادٌ " قال الأصمعى: رَجُلٌ نَجْد ونَجِدُ من شدَّةِ البَأس.
وقال غَيرُه: النَّجْدُ: ضِدّ البَليد، والأصْلُ فيهما واحدٌ.
أُخِذَ من نَجْدِ البِلَاد؛ وهو ما عَلا وارْتَفَع مِن الأَرضِ.
والنَّجدُ من الرِّجالِ: الرفيعِ العالى، والجَمْعُ: أنجَادٌ.
وقد نَجُدَ نَجدَةً ونجادَةً، ورَجُلٌ نَجْدٌ ونَجُدٌ ونَجِد ونَجيدٌ: شجاعُ، والجَمْعُ نُجُودٌ، ثم نُجُدٌ، ثم أنجَادٌ، جَمْعُ جَمْعِ الجَمْعِ. وجَمِعُ نجْدٍ نِجَادٌ، ثم نُجُدٌ ثم أنجَادٌ.
- في شِعْر حُميد بن ثورٍ :
* ونَجَدَ الماءُ الذي تَوَرَّدَا *
: أي سال العَرَقُ.
يُقالُ: نَجَدَ ينْجُدُ نجْدًا: عَرِقَ من عَمَل أوْ كَرْب، وتَورُّدُه: تَلَوُّنُه. شَبَّهَه بتلَوُّن السِّيدِ؛ وهو الذئبُ إذا تَوَرَّدَ فجاء مِن كُلّ وَجْهٍ.
- في حديث الشَّعْبِىّ : "بَين أَيديهم ناجُودٌ"
: - أي راوُوق؛ وهو كلّ إناءٍ يُجعَل فيه الشَّرابُ ، والخمر والزعفران، والدم. - في حديث قُسٍّ: "زُخْرِفَ ونُجِّد"
: أي زُيِّن.
نجد: نجد: أعان (فريتاج، محيط المحيط، معجم أبي الفداء).
نجد (بالتشديد): قوى (معجم الأسبانية 311) (فوك).
نجد: ندف، حلج نجد القطن: نظف القطن بالمندف (بوشر).
انجد: قوى (معجم الأسبانية 311) (فوك).
استنجد: طلب العون، استعان، استغاث: demander du secours a وكذلك استنجد ب (محيط المحيط، معجم أبي الفداء، المقري 1: 233).
استنجد: لم يستنجد لضده عباد في طلب رأس ابنه: أي لم يقدم عباد (أو يجسر) على طلب رأس ابنه من خصمه (عباد 3؛ 130).
نجد والجمع نجادة: (ديوان الهذليين 251 البيت 22).
نجدة: تستعمل الكلمة عند الحديث عن قدرة واستيعاب المنجد أو المرشد. (مولر).
نجدة: الجيوش التي تنجد المقاتلين (بوشر). (الاستشهاد الذي اقتبسه فريتاج من هاماكر -الواقدي- فتوح مصر غير صحيح) (انظر النويري أسبانيا 451، مملوك 2، 1، 124، 2).
نجدي: الحصان النجدي الذي تجتمع فيه أعلى خواص الحصان العربي (داسكرياك 311).
نجاد: قطعة من جلد الغنم تضم قوت المتسول السافر (ساندوفال 311).
نجادة: عملية الحلج (باين سميث 1250).
نجاد: نداف، حلاج (باين سميث 1250).
انجد: أكثر شجاعة (أماري 432: 10 إلا أن الملاحظة غير صحيحة لأن مخطوطة A ذكرت: في كانون فأنجد).
منجد: نداف، حلاج (وصف مصر، 18 القسم 2، 380).
منجد: صانع البرادع (او الرحال) أو طقم الفرس، رحله أو عدته أو طقم (زاملة) الدواب (بوشر).
مناجيد= مناجد: خلد أوربي، جلد، حيوان لبون يقتات بالحشرات ويحفر في الأرض وهو شبه أعمى جمعه مناجذ (بالذال) ويطلق الاسم على جلده أيضا (بدرون 99، 8، 10).
نجد رسل وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث آخر عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه قَالَ: إِلَّا من أعطي فِي نجدتها ورسلها. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فنجدتها أَن تكْثر شحومها وتحسن حَتَّى يمْنَع ذَلِك صَاحبهَا أَن يَنْحَرهَا نفاسة بهَا فَصَارَ ذَلِك بِمَنْزِلَة السِّلَاح لَهَا تمْتَنع بِهِ من رَبهَا فَتلك نجدتها وَقد ذكرت ذَلِك الْعَرَب فِي أشعارها قَالَ النمر بن تولب: [الْكَامِل]

أيامَ لم تَأْخُذ إِلَيّ رِماحُها ... إبلي لِجِلَّتِها وَلَا أبكارها

فَجعل شحومها وحسنها رماحًا تمْتَنع بِهِ من أَن تنحر: وَقَالَ الفرزدق يذكر أَنه نحر إبِله: [الطَّوِيل]

فمكنت سَيفي من ذَوَات رماحها ... غشاشًا وَلم أحفل بكاء رعائيًا

غشاشًا - أَي على عجلة. وَأما قَوْله: رسلها - فَهُوَ أَن يُعْطِيهَا وَهُوَ أَن يهون عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا من الشحوم وَالْحسن مَا يبخل بهَا فَهُوَ يُعْطِيهَا رسلًا كَقَوْلِك: جَاءَ فلَان على رسله وَتكلم بِكَذَا وَكَذَا على رسله - أَي مستهينًا بِهِ. فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه أَرَادَ من أَعْطَاهَا فِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ فِي النجدة وَالرسل - أَي على مشقة من النَّفس وعَلى طيب مِنْهَا وَهَذَا كَقَوْلِك: فِي الْعسر واليسر والمنشط وَالْمكْره. قَالَ أَبُو عبيد: وَقد ظن بعض النَّاس أَن الرُّسُل هَهُنَا اللَّبن وَقد علمنَا أَن الرُّسُل اللَّبن وَلَكِن لَيْسَ هَذَا فِي مَوْضِعه وَلَا معنى لَهُ [أَن -] يَقُول: فِي نجدتها ولبنها وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء. 24 / ب
[نجد] نه: في ح الزكاة: إلا من أعطى في "نجدتها" ورسلها، هي الشدة، وقيل: السمن- ومر في الراء. ومنه ح: إنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقيل: أرايتك "النجدة" تكون في الرجل؟ فقال: ليست لهما بعدل، هي الشجاعة، رجل نجد أي شديد البأس: ومنه ح علي: أما بنو هاشم "فأنجاد" أمجاد، أي أشداء شجعان، وقيل: أنجاد جمع الجمع كأنه جمع نجدًا على نجاد أو نجود ثم نجد ثم أنجاد، ولا حاجة إليه لأن أفعال في فعل وفعل مطرد، كأعضاد وأكتاف- ومر في مج. ش: النجدة- بفتح نون: الشجاعة، ومنه: ولا أنجد منه. ج: ومنه: حوله و"نجده"، أي قوته وشجاعته. نه: ومنه ح: وأما هذا الحي من همدان "فأنجاد" بسل. وح: تفاضلت فيها المجداء و"النجداء"، هما جمعا مجيد ونجيد بمعنى شريف وشجاع. وفيه: وكانت امرأة "نجودا"، أي ذات رأي كأنها تجهد رأيها في الأمور، من نجد- إذا جهد. وفيه: زوجي طويل "النجاد"، هو حمائل السيف، تريد طول قامته. ك: هو بكسر نون. نه: وفيه: جاءه رجل ليس كله من نجد ولا كله من تهامة ولكن بينهما- ومر في ت، والنجد: ما ارتفع من الأرض: غ: وجمعه نجاد. نه: وهو اسم خاص لما دون الحجاز مما يلي العراق. وفيه: وعليها "مناجد" من ذهب، هو حلي مكلل بالفصوص، وقيل: قلائد من لؤلؤ وذهب، جمع منجد من التنجيد: التزيين، بيت منجد، ونجوده: ستوره التي تعلق على حيطانه يزين بها. ومنه: زخرف و"نجد"، أي زين. وح: بعث إلى أم الدرداء "بأنجاد"، هي جمع نجد- بالحركة، وهو متاع البيت من فرش ونمارق وستور. ن: هو بفتح همزة. غ: "وهديناه "النجدين""، أي طريقي الخير والشر، أو هما الثديان، ورجل منجد- بالدال والذال- إذا جرب الأمور فعقل. نه: وفي ح زكاة الإبل: وعلى أكتافها أمثال "النواجد" شحمًا، هي طرائق الشحم، جمع ناجدة، سميت به لارتفاعها. وفيه: إنه أذن في قطع "المنجدة"، يعني من شجر الحرام، وهي عصا تساق بها الدواب وينفش بها الصوف. وفيه:
و"نجد" الماء الذي توردا
أي سال العرق، من نجد نجدًا- إذا عرق من عمل أو كرب، ونورده: تلونه. وفيه: وبين أيديهم "ناجود" خمر، هو كل إناء يجعل فيه الشراب، ويقال للخمر: ناجود.

نجد


نَجَدَ(n. ac.
نَجْد)
a. Helped, succoured.
b. Overcame, prevailed over.
c. [acc. & Fī], Exerted, exercised in.
d.(n. ac. نُجُوْد), Was clear, plain.
e. [Min], Came forth from.
f. Stayed, remained.
g. see (نَجِدَ) (a).
نَجِدَ(n. ac. نَجَد)
a. Sweated, perspired.
b. Was stupid, dull; was weary.
c. [ & pass.], Was grieved, distressed.
نَجُدَ(n. ac. نَجْدَة
نَجَاْدَة)
a. Was brave, courageous.
b. Was frightened.

نَجَّدَa. Furnished (house).
b. Beat (cotton).
c. Gave experience to (time).
d. Ran.

نَاْجَدَa. see I (a)b. Fought.

أَنْجَدَa. see I (a)
& (نَجِدَ) (a).
c. Was high, lofty.
d. Came to Nejd.
e. Accepted, complied with (invitation).
f. Became clear (sky).
تَنَجَّدَa. see IV (c)b. Swore a great oath.

إِسْتَنْجَدَ
a. [acc. & Bi
or
'Ala], Asked help of.
b. Recovered strength.
c. ['Ala], Returned to the attack against.
نَجْد
(pl.
نُجُد
أَنْجِدَة
أَنْجُد نِجَاْد
نُجُوْد
أَنْجَاْد)
a. High-land; plateau, table-land; mountain-road.
b. Nejd.
c. Skilful guide.
d. (pl.
نِجَاْد
نُجُوْد
27), Furniture; carpets, cushions.
e. A certain tree.
f. Victory.
g. Treeless region.
h. Teat, pap.
i. see 1t (d) & 5
(a).
نَجْدَة
(pl.
نَجَدَات)
a. Courage, valour.
b. Vigour, energy; strenuousness; fortitude.
c. Fight, combat.
d. Distress, affliction.
e. Terror, dismay.
f. Help, assistance.
g. (pl.
نِجَاْد), Small sheep.
نَجْدِيّa. Of Nejd.
b. Male partridge.

نِجْدَةa. see 1t (d)
نَجَدa. Sweat.
b. Stupidity.
c. Lassitude.
d. Stammer; lisp.
e. see 1t (d)
نَجِد
(pl.
أَنْجَاْد)
a. Brave, valiant.
b. Sweating.

نَجُدa. see 1 (b) & 5
(a).
مِنْجَد
(pl.
مَنَاْجِدُ)
a. Necklace, ornament.
b. Cord.
c. A small mountain.

مِنْجَدَة
(pl.
مَنَاْجِدُ)
a. Stick, staff.

نَاْجِد
(pl.
نَوَاْجِدُ)
a. Stupid, stolid.
b. Stammerer; lisper.
c. Active, energetic; expert.
d. see 5 (b)e. [art.], The star γ in
Orion.
نَجَاْدَةa. see 1t (a)
نِجَاْدa. Shoulder-belt, swordbelt.

نِجَاْدَةa. Upholstery; mattress-making.

نَجِيْد
(pl.
نُجُد نُجَدَآءُ)
a. see 5 (a) (b).
c. Sad, grieved.
d. [art.], Lion.
نَجُوْد
(pl.
نُجُد)
a. Handsome.
b. Intelligent (woman).
c. Spirited; strong (camel).
d. Long-necked; tall.
e. see 25 (c)
نَجَّاْدa. Upholsterer; mattress-maker.
b. see 21 (c)
نَاْجُوْد
(pl.
نَوَاْجِيْدُ)
a. Wine.
b. Wine-cup; wine-jar.
c. Blood.
d. Saffron.

نَوَاْجِدُa. Streaks of fat.

مَنَاْجِدُa. Moles (animals).
مِنْجَاْد
(pl.
مَنَاْجِيْدُ)
a. Strong; strenuous.

N. P.
نَجڤدَa. Overcome, overpowered.
b. see 5 (b)نَاْجِد
(a) &
نَجِيْد
(c).
N. Ag.
نَجَّدَa. see 28 (a)
N. P.
نَجَّدَa. see 21 (c)
N. Ag.
نَاْجَدَa. Fighter, combatant.
b. Protector, champion.

أَنْجُدَان
P.
a. Silphium.

طَوِيْل النِّجَاد
a. Tall.

نِجَاد
a. or
هُوَ طَلَّاع أَنْجُد He is very
expert.
(ن ج د) : (النَّجْدَةُ) الشَّجَاعَةُ وَأَنْجَدَهُ أَعَانَهُ وَاسْتَنْجَدَهُ اسْتَعَانَهُ (وَفِي الْحَدِيثِ) «نِعْمَ الْمَالُ أَرْبَعُونَ وَالْكُثْرُ سِتُّونَ وَالْوَيْلُ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ إلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ نَجْدَتُهَا أَنْ تَكْثُرَ شُحُومُهَا حَتَّى يَمْنَعَ ذَلِكَ صَاحِبَهَا أَنْ يَنْحَرَهَا نَفَاسَةً بِهَا فَصَارَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الشَّجَاعَةِ لَهَا تَمْتَنِعُ بِذَلِكَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ أَخَذَتْ الْإِبِلُ أَسْلِحَتَهَا وَتَتَرَّسَتْ بِتِرَسَتِهَا وَقَالَتْ لَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةُ
وَلَا تَأْخُذْ الْكُومَ الصَّفَا يَا سِلَاحَهَا ... لِتَوْبَةٍ فِي نَحْسِ الشِّتَاءِ الصَّنَابِرِ
قَالَ وَرِسْلُهَا أَنْ لَا يَكُونَ لَهَا سِمَنٌ فَيَهُونُ عَلَيْهِ إعْطَاؤُهَا فَهُوَ يُعْطِيهَا عَلَى رِسْلِهِ أَيْ مُسْتَهِينًا بِهَا وَقِيلَ النَّجْدَةُ الْمَكْرُوهُ وَالْمَشَقَّةُ يُقَالُ لَاقَى فُلَانٌ نَجْدَةً وَرَجُلٌ مَنْجُودٌ مَكْرُوبٌ وَالرِّسْلُ السُّهُولَةُ مِنْ قَوْلِهِمْ عَلَى رِسْلِكَ أَيْ عَلَى هَيْنَتِكَ أَرَادَ إلَّا مَنْ أَعْطَى عَلَى كُرْهِ النَّفْسِ وَمَشَقَّتِهَا وَعَلَى طِيبٍ مِنْهَا وَسُهُولَةٍ وَهَذَا قَرِيبٌ مِنْ الْأَوَّلِ وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو الْمَرَّارُ
لَهُمْ إبِلٌ لَا مِنْ دِيَاتٍ وَلَمْ تَكُنْ ... مُهُورًا وَلَا مِنْ مَكْسَبٍ غَيْرِ طَائِلِ
مُخَيَّسَةٌ فِي كُلِّ رِسْلٍ وَنَجْدَةٍ ... وَقَدْ عُرِفَتْ أَلْوَانُهَا فِي الْمَعَاقِلِ
وَفَسَّرَ الرِّسْلَ بِالْخِصْبِ وَالنَّجْدَةَ بِالشِّدَّةِ وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - التَّفْسِيرَ مَوْصُولًا بِالْحَدِيثِ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَنَجْدَتُهَا عُسْرُهَا وَرِسْلُهَا يُسْرُهَا» (وَالْإِفْقَازُ) الْإِعَارَةُ لِلرُّكُوبِ وَإِطْرَاقُ الْفَحْلِ إعَارَتُهُ لِيَطْرُقَ إبِلَهُ أَيْ لِيَنْزُوَ عَلَيْهَا وَالْقَانِعُ السَّائِلُ وَالْمُعْتَرُّ الَّذِي يَتَعَرَّضُ لِلسُّؤَالِ وَلَا يَسْأَلُ وَالتَّنْجِيدُ التَّزْيِينُ وَيُقَالُ نَجَّدْتُ الْبَيْتَ إذَا بَسَطْتُهُ بِثِيَابٍ مُوَشَّاةٍ (وَنُجُودُ الْبَيْتِ) سُتُورُهُ الَّتِي تُشَدُّ عَلَى حِيطَانِهِ يُزَيَّنُ بِهَا (وَالنَّاجُودُ) مِنْ أَوَانِي الْخَمْرِ.
[نجد] النَجْدُ: ما ارتفع من الأرض، والجمع نِجادٌ ونُجودٌ وأنْجُدٌ. ومنه قولهم: فلان طَلاَّعُ أنْجُدٍ، وطلاّع الثنايا، إذا كان سامياً لمعالي الأمور. قال الشاعر حميد بن أبي شِحاذِ الضّبّي . وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دون هَمِّهِ * وقد كان لولا القل طَلاّعَ أنْجُدِ - وقال آخر : يَغدو أمامَهُمُ في كلِّ مَرْبأةٍ * طلاّعِ أنْجِدَةٍ في كَشْحِهِ هضَمُ - وهو جمع نُجود، جمع الجمع. والنَجْدُ: الطريق المرتفع . وقال الشاعر امرؤ القيس: غَداةَ غَدَوْا فسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ * وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ - والنَجْدُ: ما يُنجَّدُ به البيتُ من المتاع، أي يزيَّنُ، والجمع نجود، عن أبى عبيد. والتنجيد: التزيين قال ذو الرمّة: حتَّى كأنَّ رِياضَ القُفِّ ألْبَسَها * من وَشي عَبْقَرَ تجليلٌ وتنجيدُ - والنَجَّادُ: الذي يعالج الفرش والوسادة ويخيطهما. ورجل منجذ بالذال والدال جميعاً، أي مجرَّبٌ قد نَجَّدَه الدهر، أي جُرِّب وعرف. ونَجْدٌ من بلاد العرب، وهو خلاف الغَوْرِ. والغَوْرُ: تِهامة. وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، وهو مذكر. وأنشد ثعلب : ذرانيَ من نَجْدٍ فإنَّ سنينهُ * لَعِبْنَ بنا شيباً وشَيَّبْننا مُرْدا - وتقول: أنْجَدْنا، أي أخذنا في بلاد نَجْدٍ. وفي المثل: " أنْجَدَ من رأى حَضَناً "، وذلك إذا عاد من الغَوْرِ. وحضن: اسم جبل. وأنجده فلان الدعوةَ. واسْتَنْجَدَني فأنْجَدْتُهُ، أي استعان بي فأعَنْتُهُ. واسْتَنْجَدَ فلانٌ: قَويَ بعد ضعفٍ. واستَنْجَدَ على فلانٍ، إذا اجترأ عليه بعد هَيبة. ويقال أيضاً: رجلٌ نَجْدٌ في الحاجة إذا كان ناجياً فيها، أي سريعاً. والنَجدة: الشجاعةُ. تقول منه: نَجُدَ الرجل بالضم، فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونجيد . وجمع نَجِدٍ أنجاد مثل يقظ وأيقاظ. وجمع نجيد نجد ونجداء. ورجلٌ ذو نَجْدَةٍ، أي ذو بأسٍ. ولاقى فلان نَجْدَةً، أي شدَّةً. أبو عبيدة: نَجَدْتُ الرجلَ أنجده: غلبته. وأنجدته: أعنته. وناجدته مُناجَدَةً مثله. ورجل مُناجِدٌ، أي مقاتلٌ. الأصمعي: نَجِدَ الرجلُ بالكسر يَنْجَدُ نَجَداً، أي عرق من عمل أو كرب. والنَجَدُ: العَرَقُ. قال النابغة: يَظَلُّ من خَوفِه المَلاَّحُ معتصماً * بالخَيْزُرانةِ بعد الأينِ والنَجَدِ - والمَنْجودُ: المكروب. وقد نُجِدَ نَجْداً، فهو منجودٌ ونَجيدٌ. قال: والنَجودُ من حُمُر الوحش: التي لا تحمل، ويقال: هي الطويلة المشرفة، والجمع نجد. وعاصم بن أبى النجود، من القراء. والنجاد: حمائل السيف. والناجودُ: كلُّ إناءٍ يُجعَلُ فيه الشراب من جفنة وغيرها. والنجدات: صنف من الخوارج، وهم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي.
نجد
نجَدَ1 يَنجُد، نُجُودًا، فهو ناجِد
• نجَد الشّيءُ: ارتفَع. 

نجَدَ2 يَنجُد، نجْدًا، فهو ناجِد، والمفعول مَنْجود
• نجَد فلانًا: أعانه، ونصَره "نجَد ملهوفًا". 

أنجدَ يُنجد، إنجَادًا، فهو مُنجِد، والمفعول مُنجَد (للمتعدِّي)
• أنجدَ المكانُ: نجَد، ارتفع.
• أنجد الشَّخصُ: دخل بلادَ نجْد.
• أنجد فلانًا: نجَده، أغاثه، أعانه ونصره "تدابير مُنجِدة- مُنجد الضُّعفاء". 

استنجدَ/ استنجدَ بـ يستنجد، استِنجادًا، فهو مُستنجِد، والمفعول مُستنجَد
• استنجد فلانًا/ استنجد بفلان: طلب منه النّجدة، استعان به "استنجد جارَه- استنجد بصديقه- استنجدتِ الحكومةُ بقوّات الطوارئ". 

نجَّدَ ينجِّد، تنجِيدًا، فهو مُنجِّد، والمفعول مُنجَّد
• نجَّد البيتَ: زيَّنه بستور وفُرُش.
• نجَّد الوسائدَ ونحوَها: خاطها بعد معالجتها بالحَشْو "قماش التّنْجِيد" ° نجَّده الدّهرُ: علّمه، ودرَّبه. 

تنْجيد [مفرد]:
1 - مصدر نجَّدَ.
2 - حِرْفة أو صِناعة المنجِّد. 

مِنْجَدة [مفرد]: ج مَنَاجِدُ:
1 - اسم آلة من نجَدَ1: عُودٌ يُنْفَش به الصُّوفُ، أو القطنُ "نَفَش المنجِّدُ بالمنجدة".
2 - عصا خفيفة تحثّ بها الدابةَ على السير. 

نِجاد [مفرد]: حمالة السيف ° هو طويلُ النِّجاد: طويل القامة. 

نُجادة [مفرد]: ما تطاير من القطن أو الصوف عند التنجيد "ملأت النُّجادةُ المكانَ". 

نِجادَة [مفرد]: حرفة المنجِّد، صناعة مفروشات الأثاث. 

نَجْد [مفرد]: ج أنْجاد (لغير المصدر {ونِجَاد} لغير
 المصدر) ونُجُود (لغير المصدر):
1 - مصدر نجَدَ2 ° هو جَلْدٌ نَجْدٌ: عَوْنٌ.
2 - ما ارتفع من الأرض وصَلُب.
3 - طريق واضح متَّصل " {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ".
• النَّجْدان: طريق الخير وطريق الشرّ. 

نَجْدة [مفرد]: ج نَجَدات ونَجْدات:
1 - اسم مرَّة من نجَدَ2.
2 - إسعاف، إغاثة سريعة "النجدة! النجدة! - نجدات عسكريّة" ° شرطة النَّجْدة/ بوليس النَّجْدة: فرقة بوليسيّة سريعة التنقُّل مجهزة بأجهزة لاسلكيّة تقوم بإغاثة الناس بأقصى سرعة ممكنة.
3 - شجاعة، شدَّة. 

نُجود [مفرد]: مصدر نجَدَ1. 
(ن ج د)

النَّجْد من الأَرْض: مَا أشرف واستوى.

وَالْجمع: أنْجُد، وأنجاد، ونِجاد، ونُجُود، ونُجُد الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

لمَا رَأَيْت فِجاجَ البِيد قد وَضَحَت ... ولاح من نُجُد عادِيّةٌ حُصُرُ

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فِي عانةٍ بجنُوب السِّيّ مَشْرَبها ... غَوْر ومَصْدَرها عَن مَائِهَا نُجُدُ

قَالَ الْأَخْفَش: نُجُدٌ لُغَة هُذَيْل خَاصَّة، يُرِيدُونَ نَجْدا. ويروى: " نُجُد " جمع نَجْدا على نُجُد بعد أَن جعل كل جُزْء مِنْهُ نَجدا هَذَا إِذا عَنى نَجْدا العَلَمىّ، وَإِن عَنى نَجْدا من الأنجاد فَغَوْرٌ: جنس أَيْضا.

وَإنَّهُ لطلاَّع أنْجُدٍ: أَي ضَابِط للأمور غَالب لَهَا، قَالَ:

قد يَقْصُر القُلُّ الفَتَى دون همّه ... وَقد كَانَ لَوْلَا القُلُّ طَلاَّعَ أنْجُدِ وَكَذَلِكَ: طلاَّع نِجاد، وطلاَّع النّجاد، وطلاع أنجِدة، جمع نِجاد الَّذِي هُوَ جمع نَجْد، قَالَ:

يَغْدُو أمامهم فِي كل مَرْبأة ... طَلاَّعُ أنْجِدة فِي كَشْحِه هَضَمُ

والنَّجْد: مَا خَالف الغَوْر. وَالْجمع: نُجُود.

ونَجْد، من بِلَاد الْعَرَب: مَا كَانَ فَوق الْعَالِيَة، والعالية: مَا كَانَ فَوق نجد أَرض تهَامَة، إِلَى مَا وَرَاء مَكَّة، فَمَا كَانَ دون ذَلِك إِلَى أَرض الْعرَاق فَهُوَ نَجْد.

وَيُقَال لَهُ أَيْضا: النَّجْد، والنَّجُدُ؛ لِأَنَّهُ فِي الأَصْل صفة، قَالَ المَرّارالفَقْعَسيّ:

إِذا تَرَكَتْ وَحْشيَّةُ النَّجْد لم يكن ... لعينيك مِمَّا تشكوان طَبِيب

وروى بَيت أبي ذُؤَيْب:

فِي عانة بجنوب السِّيّ مَشْرَبها ... غَوْرٌ ومَصْدَرها عَن مَائِهَا النَّجُدُ

وَقد تقدم أَن الرِّوَايَة: نَجُدُ، وَأَنَّهَا هُذَليَّة. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا استنصلَ الهيفُ السَّفَى بَرَّحت بِهِ ... عِرَاقيَّةُ الأقياظ نَجْدُ المراتع

إِنَّمَا أَرَادَ جمع نَجْدىّ، فَحذف يَاء النّسَب فِي الْجمع كَمَا قَالُوا فِي جمعه: زنج. وَكَذَلِكَ: رومى وروم، حَكَاهَا الْفَارِسِي.

وَقَالَ اللحياني: فلَان من أهل نَجْد، فَإِذا أدخلُوا الْألف وَاللَّام قَالُوا: النُّجَد، قَالَ: ونرى أَنه جمع نَجْد.

وأنْجَد الْقَوْم: أَتَوا نَجْدا.

وأنجدوا من تهَامَة إِلَى نَجْد: ذَهَبُوا، قَالَ جرير:

يَا أمَّ حَزْرة مَا رَأينَا مثلكُمْ ... فِي المُنْجدين وَلَا بغَور الغائر وأنْجَدَ: خرج إِلَى بِلَاد نجد، هَذِه عَن اللحياني.

وأنجد الشَّيْء: ارْتَفع، وَعَلِيهِ وَجه الْفَارِسِي رِوَايَة من روى قَول الْأَعْشَى:

نَبِيٌّ يرى مَا لَا ترَوْنَ وَذكره ... أغار لعمري فِي الْبِلَاد وأنجدَا

فَقَالَ: أغار: ذهب فِي الأَرْض، وأنجد: ارْتَفع، وَلَا يكون " أنجد " فِي هَذِه الرِّوَايَة: أَخذ فِي نَجْد؛ لِأَن الْأَخْذ فِي نَجْد إِنَّمَا يعادل بِالْأَخْذِ فِي الْغَوْر وَذَلِكَ لتقابلهما، وَلَيْسَت أغار من الْغَوْر؛ لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يُقَال فِيهِ غَار: أَي أَتَى الْغَوْر، وَإِنَّمَا يكون التقابل فِي قَول جرير:

فِي المنجدين وَلَا بَغْور الغائر

والنَّجُود من الْإِبِل: الَّتِي لَا تبرك إِلَّا على مُرْتَفع من الأَرْض.

والنَّجْد: الطَّرِيق الْمُرْتَفع الْبَين الْوَاضِح، قَالَ:

غَدَاة غَدَوْا فسالِكٌ بَطْنَ نخلةٍ ... وآخَرُ مِنْهُم قاطعٌ نجد كَبْكَبِ

وَفِي التَّنْزِيل: (وَهَديناه النَّجْدَين) أَي: طَرِيق الْخَيْر وَطَرِيق الشَّرّ.

ونَجَدَ الأمرُ يَنْجُدُ نُجُودا، وَهُوَ نَجْد: وَضَح.

ونَجَدَ الطَّرِيق يَنْجُد نُجُودا: كَذَلِك.

وَدَلِيل نَجْد: هاد ماهر.

وَأَعْطَاهُ الأَرْض بِمَا نَجَد مِنْهَا: أَي بِمَا خرج.

والنَّجْد: مَا يُنَجَّد بِهِ الْبَيْت من الْبسط والوسائد والفرش.

وَالْجمع: نُجُود، ونِجَاد.

وَقد نَجَّد الْبَيْت، قَالَ ذُو الرمة:

حَتَّى كَأَن رِيَاضَ القُفّ ألبْسها ... من وَشْى عَبْقَرَ تجليلُ وتنجيدُ

والنَّجود: الَّذِي يعالج النُّجُود بالنَّفْض والبسط والحشو والتنضيد. والمَنَاجِد: حلي مكلل بجوهر بعضه على بعض مزين، وَفِي الحَدِيث: " أَنه رأى امْرَأَة عَلَيْهَا مَنَاجِد من ذب فَنَهَاهَا عَن ذَلِك ".

والنَّجُود من الأُتن وَالْإِبِل: الطَّوِيلَة الْعُنُق.

وَقيل: هِيَ من الأتن خَاصَّة: الَّتِي لَا تحمل.

والنَّجُود من الْإِبِل: المِغزار.

وَقيل: هِيَ الشَّدِيدَة النَّفس.

وناجدَتِ الْإِبِل: غزرت وَكثر لَبنهَا، وَالْإِبِل حِينَئِذٍ بكاء، وَعبر الْفَارِسِي عَنْهَا فَقَالَ: هِيَ نَحْو الممالح.

وَرجل نَجْد، ونَجِد، ونَجُد، ونَجِيد: شُجَاع مَاض فِيمَا يعجز عَنهُ غَيره.

وَقيل: هُوَ الشَّديد الْبَأْس.

وَقيل هُوَ السَّرِيع الْإِجَابَة إِلَى مَا دعِي إِلَيْهِ، خيرا كَانَ أَو شرا.

وَالْجمع: أنجاد. وَلَا يتوهمن أنجاد جمع نَجيد، كنصير وأنصار، قِيَاسا على أَن " فَعْلا " و" فَعُلا " لَا يكسران لقلتهما فِي الصّفة، وَإِنَّمَا قياسهما الْوَاو وَالنُّون، فَلَا تحسبن ذَلِك؛ لِأَن سِيبَوَيْهٍ قد نَص على أَن أنجادا جمع نَجْد ونَجُد.

وَقد نَجُد نَجادَة.

وَالِاسْم: النَّجْدة.

والنَّجْدة، أَيْضا: الْقِتَال والشدة.

والمُناجِد: الْمقَاتل.

والمُنَجَّد: الَّذِي قد جرب الْأُمُور وقاسها فعقلها، لُغَة فِي المنجَّذ.

ونَجَّده الدَّهْر: عجمه وَعلمه، والذال أَعلَى.

واستنجده فأنجده: استغاثه فأغاثه.

وَرجل مِنجاد: نصور، هَذِه عَن اللحياني.

والإنجاد: الْإِعَانَة.

واستنجده: استعانه.

وأنجده: اعانه. وأنجده عَلَيْهِ: كَذَلِك أَيْضا.

ورَجُل مِنْجاد: مِعْوان.

وأنجده الدعْوَة: اجابها.

واستَنجد فلَان بفلان: ضرى بِهِ واجترأ عَلَيْهِ بعد هيبته إِيَّاه.

والنَّجَد: الْعرق من عمل أَو كرب أَو غَيره.

نَجِد يَنْجِد، ويَنْجُد، الْأَخير نَادِر.

وَرجل نَجِدٌ: عَرِقٌ، وَأما قَوْله:

إِذا نضخت بِالْمَاءِ وازداد فَوْرُها ... نجا وهْو مكروبٌ من الغَمّ ناجد

فَإِنَّهُ أشْبع الفتحة اضطرارا، كَقَوْلِه:

فَأَنت من الغوائل حِين تُرْمَى ... وَمن ذَمّ الرِّجَال بمنتزاح

وَقيل: هُوَ على فَعِلْ، كعمل فَهُوَ عَامل.

والنَّجْدة: الْفَزع والهول.

وَقد نُجِدَ.

والمنجود: المكروب، قَالَ أَبُو زبيد يرثي ابْن أُخْته، وَكَانَ مَاتَ عطشا فِي طَرِيق مَكَّة:

صاديا يستغيثُ غيْرَ مُغاثٍ ... وَلَقَد كَانَ عُصْرة المنجود

والمنجود: الْهَالِك.

والنَّجْدة: الثّقل والشدة، وَلَا يَعْنِي بِهِ شدَّة النَّفس، إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ شدَّة الْأَمر عَلَيْهِ قَالَ طرفَة:

تحسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدةً ... يَا لَقومي للشَّباب المُسْبَكِرّ

ونَجَد الرجل يَنْجُده نَجْداً: غَلبه. والنّجِاد: مَا وَقع على العاتق من حمائل السَّيْف.

وأنجد الرجل: قرب من أَهله. هَذِه عَن اللحياني.

والنّاُجود: الباطِيَة.

وَقيل: هِيَ كل إِنَاء تجْعَل فِيهِ الْخمر من باطية أَو جَفْنَة أَو غَيرهَا.

وَقيل: هِيَ الكأس بِعَينهَا.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النّاجود: أول مَا يخرج من الْخمر إِذا بُزِل عَنْهَا الزِّقُّ، واحتجّ بقول الأخطل:

كَأَنَّمَا المِسْك نُهْبَى بَين أرحُلِنا ... مِمَّا تضوَّع من ناجودها الْجَارِي

وَاحْتج عَلَيْهِ بقول عَلْقَمَة:

ظَلَّت تُرقرق فِي النّاجُودِ يُصْفِقُــها ... وليدُ أعجم بالكَتَّان مَلْثوم

يُصفقــها: يحولها من إِنَاء إِلَى إِنَاء لتصفو.

والنَّجْد: شجر يشبه الشُّبْرم فِي لَونه ونبته وشوكه.

والنَّجْدُ: مَكَان لَا شجر فِيهِ.

وَفُلَان من أهل النَّجْد: ي من أهل الْبَادِيَة، طلاهما عَن كرَاع.

والمِنْجَدة: عَصا يساق بهَا الدَّوَابّ وتحث على السّير، وَفِي الحَدِيث: " أذن فِي قطع المِنْجَدة " يَعْنِي: من شجر الْحرم، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وناجِد ونَجْد، ونُجَيْد، ومُنَاجد، ونَجْدة: أَسمَاء.

والنَّجَدات: من الحَروريَّة، ينسبون إِلَى نَجْدة ابْن عَامر رجل مِنْهُم.

نجد: النَّجْدُ من الأَرض: قِفافُها وصَلاَبَتُها

(* قوله «قفافها

وصلابتها» كذا في الأصل ومعجم ياقوت أَيضاً والذي لأبي الفداء في تقويم

البلدان قفافها وصلابها.) وما غَلُظَ منها وأَشرَفَ وارتَفَعَ واستَوى، والجمع

أَنْجُدٌ وأَنجادٌ ونِجاد ونُجُودٌ ونُجُدٌ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

لَمَّا رَأَيْتُ فِجاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ،

ولاحَ مِنْ نُجُدٍ عادِيةً حُصُرُ

ولا يكون النِّجادُ إِلا قُفّاً أَو صَلابة من الأَرض في ارْتِفاعٍ مثل

الجبل معترضاً بين يديك يردُّ طرفك عما وراءه، ويقال: اعْملُ هاتيك

النِّجاد وهذاك النِّجاد، يوحد؛ وأَنشد:

رَمَيْنَ بالطَّرْفِ النِّجادَ الأَبْعَدا

قال: وليس بالشديد الارتفاع. وفي حديث أَبي هريرة في زكاةِ الإِبل: وعلى

أَكتافها أَمْثالُ النّواجِدِ شَحْماً؛ هي طرائقُ الشحْمِ، واحِدتُها

ناجِدةٌ، سميت بذلك لارتفاعها؛ وقول أَبي ذؤَيب:

في عانةٍ بِجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها

غَوْرٌ، ومَصْدَرُها عن مائِها نُجُد

قال الأَخفش: نُجُدٌ لغة هذيل خاصّة يريدون نَجْداً. ويروى النُّجُدُ،

جَمَع نَجْداً على نُجُدٍ، جعل كل جزء منه نَجْداً، قال: هذا إِذا عنى

نَجْداً العَلَمي، وإن عنى نَجْداً من الأَنجاد فغَوْرُ نَجْد أَيضاً،

والغور هو تِهامة، وما ارتفع عن تِهامة إِلى أَرض العراق، فهو نجد، فهي تَرْعى

بنجد وتشرب بِتِهامة، وهو مذكر؛ وأَنشد ثعلب:

ذَرانيَ مِنْ نَجْدٍ، فإنَّ سِنِينَه

لَعِبْنَ بِنا شِيباً، وشَيَّبْنَنا مُرْدا

ومنه قولهم: طَلاَّع أَنْجُد أَي ضابطٌ للأُمور غالب لها؛ قال حميد بن

أَبي شِحاذٍ الضَّبِّي وقيل هو لخالدِ بن عَلْقَمةَ الدَّارمي:

فقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّه،

وقد كانَ، لَوْلا القُلُّ، طَلاَّعَ أَنجُدِ

يقول: قد يَقْصُرُ الفَقْرُ عن سَجِيَّتِه من السخاء فلا يَجِدُ ما

يَسْخُو به، ولولا فقره لسَما وارتفع؛ وكذلك طَلاَّعُ نجاد وطَلاَّع النَّجاد

وطلاَّع أَنجِدةٍ، جمع نِجاد الذي هو جمعُ نَجْد؛ قال زياد بن مُنْقِذ

في معنى أَنْجِدةٍ بمعنى أَنْجُدٍ يصف أَصحاباً له كان يصحبهم مسروراً:

كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمائِلُه،

جَمِّ الرَّمادِ إِذا ما أَخْمَدَ البَرِمُ

غَمْرِ النَّدى، لا يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُه

إِلاّ غَدا، وهو سامي الطّرْفِ مُبْتَسِمُ

يَغْدُو أَمامَهُمُ في كُلِّ مَرْبأَةٍ،

طَلاْعِ أَنْجِدةٍ، في كَشْحِه هَضَمُ

ومعنى يَثْمُدُه: يُلِحُّ عليه فَيُبْرِزُه. قال ابن بري: وأَنجِدةٌ من

الجموع الشاذة، ومثله نَدًى وأَنْدِيةٌ ورَحًى وأَرْحِيةٌ، وقياسها نِداء

ورِحاء، وكذلك أَنجِدةٌ قياسها نِجادٌ. والمَرْبَأَةُ: المكان المرتفع

يكون فيه الرَّبِيئة؛ قال الجوهري: وهو جمعُ نُجُود جَمْعَ الجمْعِ؛ قال

ابن بري: وهذا وهم من الجوهري وصوابه أَن يقول جمع نِجادٍ لأَن فِعالاً

يُجْمَعُ أَفْعِلة. قال الجوهري: يقال فلان طَلاَّعُ أَنْجُد وطلاَّع

الثَّنايا إِذا كان سامِياً لِمَعالي الأُمور؛ وأَنشد بيت حميد بن أَبي شِحاذٍ

الضَّبِّيّ:

وقد كان لَوْلا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُد

والأَنْجُدُ: جمعُ النَّجْد، وهو الطريق في الجبل. والنَّجْدُ: ما خالف

الغَوْر، والجمع نجود. ونجدٌ: من بلاد العرب ما كان فوق العاليةِ

والعاليةُ ما كان فوق نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامةَ إِلى ما وراء مكة، فما كان دون

ذلك إِلى أَرض العراق، فهو نجد. وقال له أَيضاً النَّجْدُ والنُّجُدُ

لأَنه في الأَصل صفة؛ قال المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:

إِذا تُرِكَتْ وَحْشِيّةُ النَّجْدِ، لم يَكُنْ،

لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ، طَبيبُ

وروي بيت أَبي ذؤَيب:

في عانة بَجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها

غَوْرٌ، ومَصْدَرُها عن مائِها النُّجُد

وقد تقدم أَن الرواية ومصدرُها عن مائِها نُجُدُ وأَنها هذلية.

وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوة، وروى الأَزهري بسنده عن الأَصمعي قال: سمعت

الأَعراب يقولون: إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً، وعَجْلَزٌ فوق

القَرْيَتَيْنِ، فَقَدْ أَنْجَدْتَ، فإِذا أَنجدْتَ عن ثَنايا ذاتِ عِرْق،

فقد أَتْهَمْتَ، فإِذا عَرَضَتْ لك الحِرارُ بنَجْد، قيل: ذلك الحجاز. وروى

عن ابن السكيت قال: ما ارتفع من بطن الرُّمّةِ، والرُّمّةُ واد معلوم،

فهو نجد إِلى ثنايا ذات عِرْق. قال: وسمعت الباهلي يقول: كلُّ ما وراء

الخنْدق الذي خَنْدَقَه كسرى على سواد العراق، فهو نجد إِلى أَن تميل إِلى

الحَرّةِ فإِذا مِلْت إِليها، فأَنت في الحِجاز؛ شمر: إِذا جاوزت

عُذَيْباً إِلى أَن تجاوز فَيْدَ وما يليها. ابن الأَعرابي: نجد ما بين العُذَيْب

إِلى ذات عِرق وإِلى اليمامة وإِلى اليمن وإِلى جبل طَيّء، ومن

المِرْبَدِ إِلى وجْرَة، وذات عِرْق أَوّلُ تِهامةَ إِلى البحرِ وجُدَّةَ.

والمدينةُ: لا تهاميةٌ ولا نجديةٌ، وإِنها حجازٌ فوق الغَوْر ودون نجد، وإِنها

جَلْسٌ لارتفاعها عن الغَوْر. الباهلي: كلُّ ما وراءَ الخندقِ على سواد

العراق، فهو نجد، والغَوْرُ كلُّ ما انحدر سيله مغرِبيّاً، وما أَسفل منها

مشرقيّاً فهو نَجْدٌ، وتِهامةُ ما بين ذات عِرْق إِلى مرحلتين من وراء

مكة، وما وراء ذلك من المغرب، فهو غور، وما وراء ذلك من مَهَبّ الجَنُوب،

فهو السَّراةُ إِلى تُخُوم اليمن. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه جاءه رجل وبِكَفِّه وضَحٌ، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: انظُرْ

بطن واد لا مُنْجِد ولا مُتْهِم، فَتَمعَّكْ فيه، ففعل فلم يزد شيئاً

حتى مات؛ قوله لا مُنْجِد ولا مُتْهِم لم يرد أَنه ليس من نجد ولا من

تِهامةَ ولكنه أَراد حدّاً بينهما، فليس ذلك الموضعُ من نجد كلُّه ولا من

تِهامة كلُّه، ولكنه تَهامٍ مُنْجِدٌ؛ قال ابن الأَثير: أَراد موضعاً ذا

حَدٍّ من نجد وحدّ من تهامة فليس كله من هذه ولا من هذه. ونجدٌ: اسم خاصٌّ

لما دون الحجاز مما يَلي العِراق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا استَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفى، بَرَّحَتْ به

عِراقِيّةُ الأَقْياظِ، نَجْدُ المَراتِعِ

قال ابن سيده: إِنما أَراد جمع نَجْدِيٍّ فحذف ياء النسَب في الجمع كما

قالوا زِنْجِيٌّ ثم قالوا في جمعه زِنْج، وكذلك رُومِيٌّ ورُومٌ؛ حكاها

الفارسي. وقال اللحياني: فلان من أَهل نجد فإِذا أَدخلوا الأَلف واللام

قالوا النُّجُد، قال: ونرى أَنه جمع نَجْدٍ؛ والإِنجادُ: الأَخْذُ في بلاد

نجد. وأَنجدَ القومُ: أَتوا نجداً؛ وأنجدوا من تهامة إِلى نجد: ذهبوا؛

قال جرير:

يا أُمَّ حَزْرةَ، ما رأَيْنا مِثْلَكُم

في المُنْجِدينَ، ولا بِغَوْرِ الغائِر

وأنْجَدَ: خرج إِلى بلاد نجد؛ رواها ابن سيده عن اللحياني. الصحاح:

وتقول أَنْجَدْنا أَي أَخذنا في بلاد نجد. وفي المثل: أَنْجَدَ من رأَى

حَضَناً وذلك إِذا علا من الغَوْر، وحَضَنٌ اسم جبل. وأَنْجَد الشيءُ: ارتفع؛

قال ابن سيده: وعليه وجه الفارسي رواية من روى قول الأَعشى:

نَبيٌّ يَرى ما لا تَروْنَ، وذِكْرُه

أَغارَ لَعَمْري في البِلادِ، وأَنْجَدا

فقال: أَغار ذهب في الأَرض. وأَنجد: ارتفع؛ قال: ولا يكون أَنجد إِنما

يُعادَلُ بالأَخذ في الغور، وذلك لتقابلهما، وليست أَغارَ من الغور لأَن

ذلك إِنما يقال فيه غارَ أَي أَتى الغَوْر؛ قال وإِنما يكون التقابل في

قول جرير:

في المُنْجدينَ ولا بغَوْر الغائر

والنَّجُودُ من الإِبل: التي لا تَبْرُك إِلا على مرتفع من الأَرض.

والنَّجْدُ: الطريق المرتفع البَيّنُ الواضح؛ قال امرؤ القيس:

غَداةَ غَدَوْا فَسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ،

وآخَرُ منهم قاطِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ

قال الأَصمعي: هي نُجُود عدّة: فمنها نَجْد كبكب، ونَجْد مَريع، ونَجْدُ

خال؛ قال: ونجد كبكب طريقٌ بِكَبْكَبٍ، وهو الجبل الأَحمر الذي تجعله في

ظهرك إِذا وقفت بعرفة؛ قال وقول الشماخ:

أَقُولُ، وأَهْلي بالجَنابِ وأَهْلُها

بِنَجْدَيْنِ: لا تَبْعَدْ نوىً أُمّ حَشْرَجِ

قال بنَجْدَيْنِ موضع يقال له نَجْدا مَرِيع، وقال: فلان من أَهل نجد.

قال: وفي لغة هذيل والحجاز من أَهل النُّجُد. وفي التنزيل العزيز: وهديناه

النَّجْدين؛ أَي طَرِيقَ الخير وطريقَ الشرّ، وقيل: النجدين الطريقين

الواضحين. والنَّجد: المرتفع من الأَرض، فالمعنى أَلم نعرّفه طريق الخير

والشر بيِّنَين كبيان الطريقين العاليين؟ وقيل: النجدين الثَّدْيَيْنِ.

ونَجُدَ الأَمْرُ ينْجُد نُجُوداً، وهو نَجْدٌ وناجِدٌ: وضَحَ واستبان؛ وقال

أُمية:

تَرَى فيه أَنْباءَ القُرونِ التي مَضَتْ،

وأَخْبارَ غَيْبٍ في القيامةِ تَنْجُد

ونجَدَ الطرِيق ينْجُد نُجُوداً: كذلك. ودليلٌ نَجْدٌ: هادٍ ماهِرٌ.

وأَعطاه الأَرض بما نَجَدَ منها أَي بما خرج. والنَّجْدُ: ما يُنَضَّدُ به

البيت من البُسُط والوسائِد والفُرُشِ، والجمع نُجُود ونِجادٌ؛ وقيل: ما

يُنَجَّدُ به البيت من المتاع أَي يُزَيَّن؛ وقد نَجَّدَ البيت؛ قال ذو

الرمة:

حتى كأَنَّ رِياضَ القُفِّ أَلبَسَها،

مِن وَشْيِ عَبْقر، تَجْلِيلٌ وتَنْجِيدُ

أَبو الهيثم: النَّجَّاد الذي يُنَجِّدُ البيوتَ والفُرُشَ والبُسُط.

وفي الصحاح: النجَّاد الذي يعالج الفرش والوِسادَ ويَخِيطُها. والنُّجُود:

هي الثياب التي تُنَجَّدُ بها البيوت فتلبس حيطانها وتُبْسَطُ. قال:

ونَجَّدْتُ البيتَ بسطته بثياب مَوْشِيَّة. والتَّنْجِيد: التَّزْيِينُ. وفي

حديث عبد الملك: أَنه بعث إِلى أُمّ الدرداء بأَنْجادٍ من عنده؛

الأَنْجادُجمع نَجَدٍ، بالتحريك، وهو متاع البيت من فُرُش ونَمارِقَ وستُور؛ ابن

سيده: والنَّجُود الذي يعالج النُّجُود بالنَّفْضِ والبَسْط والحشْوِ

والتَّنْضِيدِ. وبيت مُنَجَّد إِذا كان مزيناً بالثياب والفُرش، ونُجُوده

ستوره التي تعلق على حِيطانِه يُزَين بها. وفي حديث قُسّ: زُخْرِف ونُجِّدَ

أَي زُيِّنَ.

وقال شمر: أَغرب ما جاء في النَّجُود ما جاء في حديث الشُّورَى: وكانت

امرأَةً نَجُوداً، يريد ذاتَ رَأْي كأَنها التي تَجْهَدُ رأْيها في

الأُمور. يقال: نجد نجداً أَي جَهَدَ جَهْداً.

والمَنَاجِدُ: حَلْيٌ مُكَلَّلٌ بجواهِرَ بعضه على بعض مُزَيَّن. وفي

الحديث: أَنه رأَى امرأَة تَطُوفُ بالبيت عليها

(* قوله «امرأة تطوف بالبيت

عليها» في النهاية امرأة شيرة عليها، وشيرة، بشد الياء مكسورة، أي حسنة

الشارة والهيئة.) مَناجِدُ من ذهب فنهاها عن ذلك؛ قال أَبو عبيدة: أَراد

بالمناجد الحَلْيَ المُكَلَّلَ بالفصوص وأَصله من تنجيد البيت، واحدها

مِنْجَد وهي قَلائِدُ من لُؤْلُؤ وذهَب أَو قَرَنْفُلٍ، ويكون عرضها شبراً

تأْخذ ما بين العنق إِلى أَسفل الثديين، سميت مَناجِدَ لأَنها تقع على

موضع نِجاد السيف من الرجل وهي حَمائِلُه.

والنَّجُود من الأُتُن والإِبِل: الطويلةُ العُنُقِ، وقيل: هي من الأُتن

خاصة التي لا تَحْمِل. قال شمر: هذا منكر والصواب ما روي في الأَجناس

عنه: النَّجُودُ الطويلة من الحُمُر. وروي عن الأَصمعي: أُخِذَتِ النَّجود

من النَّجْد أَي هي مرتفعة عظيمة، وقيل: النجود المتقدمة، ويقال للناقة

إِذا كانت ماضية: نَجُود؛ قال أَبو ذؤيب:

فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَجُودٍ عائِطِ

قال شمر: وهذا التفسير في النَّجُود صحيح والذي رُوي في باب حمر الوحْشِ

وهَم. والنَّجُود من الإِبل: المِغْزارُ، وقيل: هي الشديدة النَّفْس.

وناقة نَجُود، وهي تُناجِدُ الإِبلَ فَتَغْزُرُهُنَّ. الصحاح: والنَّجُود

من حُمُر الوحش التي لا تحمل، ويقال: هي الطويلة المشرفة، والجمع نُجُد.

وناجَدَتِ الإِبِلُ: غَزُرَتْ وكَثُر لبنها، والإِبلُ حينئذ بِكاءٌ

غَوازِرُ، وعبر الفارسي عنها فقال: هي نحو المُمانِحِ. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم، في حديث الزكاة حين ذَكَرَ الإِبل وَوَطْأَها يومَ

القيامة صاحِبَها الذي لم يُؤَدِّ زكاتها فقال: إِلاَّ مَنْ أَعْطَى في

نَجْدَتِها ورِسْلِها؛ قال: النَّجْدَةُ الشِّدَّةُ، وقيل: السِّمَنُ؛ قال أَبو

عبيدة: نجدتها أَن تكثر شحومها حتى يمنعَ ذلك صاحِبَها أَن ينحرها نفاسة

بها، فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به، قال: ورِسْلُها أَن لا

يكون لها سِمَن فيَهُونَ عليه إِعطاو ها فهو يعطيها على رِسْلِه أَي

مُسْتَهيناً بها، وكأَنَّ معناه أَن يعطيها على مشقة من النفس وعلى طيب منها؛

ابن الأَعرابي: في رِسْلِها أَي بطيب نفس منه؛ ابن الأَعرابي: في رِسْلِها

أَي بطيب نفس منه؛ قال الأَزهري: فكأَنّ قوله في نَجْدتِها معناه أَن لا

تطِيبَ نفسُه بإِعطائها ويشتد عليه ذلك؛ وقال المرّار يصف الإِبل وفسره

أَبو عمرو:

لهمْ إِبِلٌ لا مِنْ دياتٍ، ولم تَكُنْ

مُهُوراً، ولا مِن مَكْسَبٍ غيرِ طائِلِ

مُخَيَّسَةٌ في كلِّ رِسْلٍ ونَجْدةٍ،

وقد عُرِفَتْ أَلوانُها في المَعاقِلِ

الرِّسْل: الخِصْب. والنجدة: الشدة. وقال أَبو سعيد في قوله: في

نَجْدتها ما ينوب أَهلها مما يشق عليه من المغارم والديات فهذه نجدة على صاحبها.

والرسل: ما دون ذلك من النجدة وهو أَن يعقر هذا ويمنح هذا وما أَشبهه

دون النجدة؛ وأَنشد لطرفة يصف جارية:

تَحْسَبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً،

يا لَقَوْمي للشَّبابِ المُسْبَكِرْ

يقول: شق عليها النظرُ لنَعْمتها فهي ساجيةُ الطرْف. وفي الحديث عن أَبي

هريرة: أَنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من صاحب إِبِل

لا يؤَدِّي حقَّها في نَجْدتها ورِسْلِها ـ وقد قال رسول الله، صلى الله

عليه وسلم: نَجْدتُها ورِسْلُها عُسْرُها ويُسْرُها ـ إِلا بَرَزَ لها

بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخْفافِها، كلما جازت عليه أُخْراها أُعِيدَتْ

عليه أُولاها في يوم كان مقدارُه خمسين أَلف سنة حتى يُقْضَى بين الناس،

فقيل لأَبي هريرة: فما حق الإِبِل؟ فقال: تُعْطِي الكرِيمةَ وتَمْنَعُ

الغَزيرةَ

(* قوله «وتمنع الغزيرة» كذا بالأصل تمنع بالعين المهملة ولعله

تمنح بالحاء المهملة) وتُفْقِرُ الظهر وتُطْرِقُ الفَحْل. قال أَبو منصور

هنا: وقد رويت هذا الحديث بسنده لتفسير النبي، صلى الله عليه وسلم،

نَجْدَتَها ورِسْلَها، قال: وهو قريب مما فسره أَبو سعيد؛ قال محمد بن المكرم:

انظر إِلى ما في هذا الكلام من عدم الاحتفال بالنطق وقلة المبالاة

بإِطلاق اللفظ، وهو لو قال إِن تفسير أَبي سعيد قريب مما فسره النبي، صلى الله

عليه وسلم، كان فيه ما فيه فلا سيما والقول بالعكس؛ وقول صخر الغيّ:

لوْ أَنَّ قَوْمي مِن قُرَيْمٍ رَجْلا،

لَمَنَعُوني نَجْدَةً أَو رِسْلا

أَي لمنعوني بأَمر شديد أَو بأَمر هَيِّنٍ.

ورجلٌ نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجياً فيها سريعاً.

والنَّجْدة: الشجاعة، تقول منه: نَجُد الرجلُ، بالضم، فهو نَجِدٌ

ونَجُدٌ ونَجِيدٌ، وجمع نَجَِد أَنجاد مثل يَقَِظٍ وأَيْقاظٍ وجمع نَجِيد نُجُد

ونُجَداء. ابن سيده: ورجُل نَجْدٌ ونَجِدٌ ونَجُد ونَجِيدٌ شجاع ماض

فيما يَعْجِزُ عنه غيره، وقيل: هو الشديد البأْس، وقيل: هو السريع الإِجابة

إِلى ما دُعِيَ إِليه خيراً كان أَو شرًّا، والجمع أَنْجاد. قال: ولا

يُتَوَهَّمَنَّ أَنْجاد جمع نجيد كَنَصيرٍ وأَنْصار قياساً على أَن فعْلاً

وفِعَالاً

(* قوله «على ان فعلاً وفعالاً» كذا بالأصل بهذا الضبط ولعل

المناسب على أن فعلاً وفعلاً كرجل وكتف لا يكسران أَي على أفعال، وقوله

لقلتهما في الصفة لعل المناسب لقلته أي أَفعال في الصفة لأنه إنما ينقاس في

الاسم) لا يُكَسَّران لقلتهما في الصفة، وإِنما قياسهما الواو والنون فلا

تحسَبَنّ ذلك لأَن سيبويه قد نص على أَن أَنْجاداً جمع نَجُد ونَجِد؛ وقد

نَجُدَ نَجَادة، والاسم النَّجْدَة. واسْتَنْجَد الرجلُ إِذا قوي بعد

ضعف أَو مَرَض. ويقال للرجل إِذا ضَرِيَ بالرجل واجترأَ عليه بعد

هَيْبَتِه: قد اسْتَنْجَدَ عليه. والنَّجْدَةُ أَيضاً: القِتال والشِّدَّة.

والمُناجِدُ: المقاتل. ويقال: ناجَدْت فلاناً إِذا بارزتَه لقِتال.

والمُنَجَّدُ: الذي قد جرّب الأُمور وقاسَها فَعَقَلَها، لغة في المُنَجَّذِ.

ونَجَّده الدهر: عجَمَه وعَلَّمَه، قال: والذال المعجمة أَعلى. ورجل مُنَجَّد،

بالدال والذال جميعاً، أَي مُجَرَّب قد نَجَّده الدهر إِذا جرّب وعَرَفَ.

وقد نَجَّدتْه بعدي أُمور. ورجل نَجِدٌ: بَيِّنُ النَّجَد، وهو البأْس

والنُّصْرة وكذلك النَّجْدة. ورجل نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجحاً فيها

ناجِياً. ورجل ذو نَجْدة أَي ذو بأْس. ولاقَى فلان نَجْدة أَي شِدَّة. وفي

الحديث: أَنه ذَكَر قارئَ القرآن وصاحِبَ الصَّدَقة، فقال رجل: يا رسول

الله أَرأَيتَكَ النَّجْدة: الشجاعة. ورجل نَجُدٌ ونَجِد أَي شديد

البأْس. وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: أَما بنو هاشم فأَنْجادٌ أَمْجَاد

أَي أَشِداء شُجْعان؛ وقيل: أَنْجاد جمع الجمع كأَنه جمع نَجُداً

(* قوله

«كأنه جمع نجداً» إِلى قوله قال ابن الأثير كذا في النهاية) على نِجاد أَو

نُجُود ثم نُجُدٍ ثم أَنجادٍ؛ قاله أَبو موسى؛ قال ابن الأَثير: ولا

حاجة إِلى ذلك لأَن أَفعالاً في فَعُل وفَعِل مُطَّرِد

(* قوله «لأن

أَفعالاً في فعل وفعل مطرد» فيه أن اطراده في خصوص الاسم وما هنا من الصفة) نحو

عَضُد وأَعْضاد وكَتِف وأَكْتاف؛ ومنه حديث خَيْفان: وأَما هذا الحي من

هَمْدان فأَنْجَاد بُسْل. وفي حديث عليّ: مَحاسِنُ الأُمور التي

تَفَاضلَتْ فيها المُجَداء والنُّجَداء، جمع مجيد ونجِيد، فالمجيد الشريف،

والنَّجِيد الشجاع، فعيل بمعنى فاعل. واسَتَنْجَده فأَنْجَدَهُ: استغاثه

فأَغاثه. ورجل مِنْجادٌ: نَصُور؛ هذه عن اللحياني. والإِنجاد: الإِعانة.

واسْتَنْجَده: استعانه. وأَنْجَدَه: أَعانه؛ وأَنْجَده عليه: كذلك أَيضاً؛

وناجَدْتُه مُناجَدةً: مثله. ورجل مُناجِد أَي مقاتل. ورجل مِنْجادٌ:

مِعْوانٌ. وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوةَ: أَجابها. المحكم: وأَنْجَدَه الدَّعْوَةَ

أَجابها

(* قوله «وأنجده الدعوة أجابها» كذا في الأصل).

واسْتَنْجَد فلان بفلان: ضَرِيَ به واجترأَ عليه بعد هَيْبَتِه إِياه.

والنَّجَدُ: العَرَق من عَمَل أَو كَرْب أَو غيره؛ قال النابغة:

يَظَلُّ مِنْ خَوْفِه المَلاَّحُ مُعْتَصِماً

بالخَيْزُرانةِ، بَعْدَ الأَيْن والنَّجَد

وقد نَجِدَ يَنْجَدُ ويَنْجُدُ نَجْداً، الأَخيرة نادرة، إِذا عَرِقَ من

عَمَل أَو كَرْب. وقد نُجِدَ عَرَقاً، فهو منْجُود إِذا سال.

والمنْجُود: المكروب. وقد نُجِد نَجْداً، فهو منْجُودٌ ونَجِيدٌ، ورجل نَجِدٌ:

عَرِقٌ؛ فأَما قوله:

إِذا نَضَخَتْ بالماءِ وازْدادَ فَوْرُها

نَجا، وهو مَكْرُوبٌ منَ الغَمِّ ناجِدُ

فإِنه أَشبع الفتحة اضطراراً كقوله:

فأَنتَ منَ الغَوائِلِ حينَ تُرْمَى،

ومِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتزاحِ

وقيل: هو على فَعِلَ كَعَمِلَ، فهو عامِلٌ؛ وفي شعر حميد بن ثور:

ونَجِدَ الماءُ الذي تَوَرَّدا

أَي سالَ العَرَقُ. وتَوَرُّدُه: تَلَوُّنه. ويقال: نَجِدَ يَنْجَدُ

إِذا بَلُدَ وأَعْيَا، فهو ناجد ومنْجُود. والنَّجْدة: الفَزَعُ والهَوْلُ؛

وقد نَجُد. والمنْجُود: المَكْرُوبُ؛ قال أَبو زبيد يرثي ابن أُخته وكان

مات عطشاً في طريق مكة:

صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيرَ مُغاثٍ،

ولَقَدْ كانَ عُصْرَةَ المنْجُودِ

يريد المَغْلُوب المُعْيا والمَنْجُود الهالك. والنَّجْدةُ: الثِّقَلُ

والشِّدَّةُ لا يُعْنَى به شدةُ النَّفْس إِنما يُعْنى به شدة الأَمر

عليه؛ وأَنشد بيت طرفة:

تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْها نَجْدَةً

ونَجَدَ الرجُلَ يَنْجُدُه نَجْداً: غَلَبَه.

والنِّجادُ: ما وقع على العاتق من حَمائِلِ السيْفِ، وفي الصحاح: حمائل

السيف، ولم يخصص. وفي حديث أُمّ زرع: زَوْجِي طَوِيلُ النِّجاد؛

النِّجاد: حمائِلُ السيف، تريد طول قامته فإِنها إِذا طالتْ طالَ نِجادُه، وهو من

أَحسن الكنايات؛ وقول مهلهل:

تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأُمِنْتُه،

وإِنَّ جَدِيراً أَن يَكُونَ ويكذبا

تَنَجَّدَ أَي حَلَفَ يَمِيناً غَلِيظَةً. وأَنْجَدَ الرجلُ: قَرُبَ من

أَهله؛ حكاها ابن سيده عن اللحياني.

والنَّاجُودُ: الباطية، وقيل: هي كل إِناءٍ يجعل فيه الخمر من باطية أَو

جَفْنةٍ أَو غيرها، وقيل: هي الكَأْسُ بعينها. أَبو عبيد: الناجود كل

إِناءٍ يجعل فيه الشراب من جَفْنة أَو غيرها. الليث: الناجُودُ هو

الرّاوُوقُ نَفْسُه. وفي حديث الشعبي: اجتمع شَرْبٌ من أَهل الأَنبار وبين

أَيديهم ناجُودُ خَمْرٍ أَي راوُوقٌ، ويقال للخمر: ناجود. وقال الأَصمعي:

النَّاجُودُ أَول ما يخرج من الخمر إِذا بُزِلَ عنها الدنُّ، واحتج بقول

الأَخطل:

كأَنَّما المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنا،

مِمَّا تَضَوَّعَ مِنْ ناجُودِها الجاري

فاحتج عليه بقول علقمة:

ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ في الناجُودِ، يُصْفِقُــها

وَلِيدُ أَعْجَمَ بالكَتَّانِ مَلْثُومُ

يُصْفِقُــها: يُحَوِّلُها من إِناءٍ إِلى إِناء لِتَصْفُوَ. الأَصمعي:

الناجُودُ الدَّمُ. والناجودُ: الزعفران. والناجودُ: الخَمْرُ، وقيل: الخمر

الجَيِّدُ، وهو مذكر؛ وأَنشد:

تَمَشَّى بَيْننا ناجُودُ خَمْر

اللحياني: لاقَى فُلانٌ نَجْدَةً أَي شِدّة، قال: وليس من شدة النفس

ولكنه من الأَمر الشديد.

والنَّجْد: شجر يشبه الشُّبْرُمَ في لَوْنِه ونَبْتِه وشوكه.

والنَّجْدُ: مكان لا شجر فيه.

والمِنجَدَةُ: عَصاً تُساقُ بها الدواب وتُحَثُّ على السير ويُنْفَشُ

بها الصّوفُ. وفي الحديث: أَنه أَذن في قَطْعِ المِنْجَدةِ، يعني من شجر

الحَرَمِ، هو من ذلك.

وناجِدٌ ونَجْدٌ ونُجَيْدٌ ومِناجِدٌ ونَجْدَةُ: أَسماء. والنَّجَداتُ:

قوم من الخوارج من الحَرُورِيَّة ينسبون إِلى نَجْدة بنِ عامِرٍ

الحَرُوريّ الحَنَفِيّ، رجل منهم، يقال: هؤلاء النجَداتُ. والنَّجَدِيَّة: قوم من

الحرورية. وعاصِمُ بن أَبي النَّجُودِ: من القُرّاء.

نجد
: (النَّجْدُ: مَا أَشْرَفَ من الأَرضِ) وارتَفَعَ واسْتَوَى وصَلُب وغَلُظَ، (ج أَنْجُدٌ) جمع قِلّة كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، (وأَنْجَادٌ) ، قَالَ شَيخنَا: وَقد أَسْلَفْنا غيرَ مَرَّةٍ أَن فَعْلاً بِالْفَتْح لَا يُجْمَع على أَفْعَالٍ إِلاَّ فِي ثلاثةِ أَفْعَالٍ مَرَّت لَيْسَ هاذا مِنْهَا؛ (ونِجَادٌ) بِالْكَسْرِ، (ونُجُود ونُجُدٌ) بضمهما، الأَخيرة عَن ابْن الأَعرابيّ وأَنشد:
لَمَّا رَأَيْتُ فِجَاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ
وَلاَحَ مِنْ نُجُدٍ عَادِيَّةٌ حُصُرُ
وَلَا يكون النِّجَادُ إِلاَّ قُفًّا مثل الجَبلِ مُعْتَرِضاً بَين يَدَيْكَ يَرُدُّ طَرْفَك عَمَّا وراءَه، وَيُقَال: اعْلُ هاتِيكَ النِّجادَ وَهَا ذَاك النِّجادَ، يُوَحّد وأَنشد:
رَمَيْنَ بِالطَّرْفِ النِّجَادَ الأَبْعَدَا
قَالَ: وَلَيْسَ بالشدِيدِ الِارْتفَاع، (وجَمْعُ النُّجُودِ) ، بِالضَّمِّ، (أَنْجِدَةٌ) أَي أَنه جَمْعُ الجَمْعِ، وهاكذا قَول الجوهريّ، وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: وَهُوَ وَهَمٌ، وَصَوَابه أَن يَقُول: جَمْع نِجَادٍ، لأَن فِعَالاً يُجمع على أَفْعِلة، نَحْو حِمَار وأَحْمِرَة، قَالَ: وَلَا يُجْمَع فُعُول على أَفْعِلَة، وَقَالَ: هُوَ من الجموع الشاذَّة وَمثله نَدًى وأَنحدِيَة ورَحاً وأَرْحِيَة، وقياسهما نِدَاءٌ ورِحَاءٌ، وكذالك أَنْجِدَة قياسُها نِجَادٌ.
(و) النَّجْدُ: (الطَّرِيقُ الواضِحُ) 
البَيِّنُ (المُرْتَفِعُ) من الأَرْض. (و) النَّجْدُ (: مَا خَالَف الغَوْرَ، أَي تِهَامَةَ) .
ونَجْدٌ من بِلَاد العربِ مَا كَانَ فَوق (العالِيَةِ والعالِيَةُ مَا كَانَ فَوق) نَجْدٍ إِلى أَرض تِهَامَةَ إِلى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ فَمَا دُونَ ذَلِك إِلى أَرْضِ العِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ، (وتُضَمُّ جِيمُه) قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فِي عَانَةٍ بِجُنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُهَا
غَوْرٌ ومَصْدَرُهَا عَنْ مَائِهَا نُجُدُ
قَالَ الأَخفش: نُجُدٌ، لُغَة هُذَيْل خاصَّة، يُرِيد نَجْداً، ويروى (النُّجُد، جَمَعَ نَجْداً عَلَى) نُجُدٍ بضمّتين، جَعَل كُلَّ جُزْءٍ مِنْه نَجْداً، قَالَ: هاذا إِذا عَنَى نَجْداً العَلَمَي، وإِن عَنَى نَجْداً مِن الأَنْجَاد فَغَوْرُ نَجْدٍ أَيضاً، وَهُوَ (مُذَكَّرٌ) . أَنشد ثَعْلَب:
ذَرَانِيَ مِنْ نَجْدٍ فَابنَّ سِنِينَهُ
لَعِبْنَ بِنَا شِيباً وشَيَّبْنَنَا مُرْدَا
وَقيل: حَدُّ نَجْدٍ هُوَ اسمٌ للأَرض الأَرِيضة الَّتِي (أَعْلاَهُ تِهَامَةُ واليَمَنُ، وأَسفَلَهُ العِرَاقُ والشَّامُ) ، والغَوْرُ هُوَ تهَامَة، وَمَا ارتَفَعَ عَن تِهَامَةَ إِلى أَرْضِ العِرَاق فَهُوَ نَجْدٌ وتَشْرَبُ بِتِهامَة (وأَوَّلُه) أَي النَّجْد (مِنْ جِهَةِ الحِجَاز ذَاتُ عِرْقٍ) . وروى الأَزهريُّ بِسَنَدِهِ عَن الأَصمعيِّ قَالَ: سمِعتُ الأَعراب يَقُولُونَ: إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً وعَجْلَزٌ فَوق القَرْيَتَيْنِ فقد أَنْجَدْتَ. فإِذا أَنْجَدْتَ عَن ثَنَايا ذتِ عِرْقٍ فقد أَتْهَمْتَ، فإِذا عَرَضَتْ لَك الحِرَارُ بِنَجْدٍ قيل: ذالك الحِجَازُ، ورُويَ عَن ابنِ السِّكّيت قَالَ: مَا ارتفَعَ مِن بَطْنِ الرُّمَّة (والرُّمَّةُ وادٍ مَعْلُوم) فَهُوَ نَجْدٌ إِلى ثَنَايَا ذاتِ عِرْق، قَالَ: وسمعتُ الباهِلِيّ يَقُول: كُلُّ مَا وراءع الخَنْدَقِ اذي خَنْدَقَه كِسْرَى على سَوَادِ العِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ ابلى أَن تَمِيلَ إِلى الحَرَّةِ، فإِذا مِلْتَ إِليها فأَنْتَ بالحِجَازِ. (شَمِرٌ: إِذا جاوزتَ عُذَيْباً إِلى أَن تجَاوز فَيْدَ وَمَا يَليهَا) وَعَن ابْن الأَعرابيّ نَجْدٌ مَا بَيْنَ العُذَيْبِ إِلى ذاتِ عِرْقٍ، وإِلى اليَمَامَةِ وإِلى اليَمَنِ، وإِلى جَبَلَيْ طَيِّىءٍ، وَمن المِرْبَدِ إِلى وَجْرَةَ، وذاتُ عِرْقٍ أَوّلُ تِهَامَةَ إِلى البَحْرِ وجُدَّةَ. والمدينةُ لَا تِهَامِيَّةٌ وَلَا نَجْدِيَّة. وإِنها حِجَازٌ فوقَ الغَوحرِ ودُونَ نَجْد، وإِنها جَلْسٌ لارْتِفَاعِها عَن الغَوْرِ. وَقَالَ الباهليُّ: كُلُّ مَا وَرَاءَ الخَنْدَقِ عَلى سَوادِ العِرَاقِ فَهو نَجْدٌ، والغَوْرُ: كُلُّ مَا انْحَدَرَ سَيْلُه مَغْرِبِيًّا، وَمَا أَسْفَل مِنْهَا مَشْرِقِيًّا فَهُوَ نَجْدٌ، وتِهَامَةُ: مَا بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلى مَرْحَلَتَيْنِ مِن وَرَاءِ مَكَّةَ، وَمَا وَراءَ ذالك مِن المَغْرِب فَهُوَ غَوْرٌ، وَمَا وراءَ ذالك من مَهَبِّ الجَنُوبِ فَهُوَ السَّرَاةُ إِلى تُخُومِ اليَمَنِ. وَفِي المَثَل (أَنْجَدَ مِنْ رَأَى حَضَناً) وَذَلِكَ إِذا عَلاَ مِن الغَوْرِ، وحَضَنٌ اسمُ جَبَلٍ.
(و) النَّجْدُ (مَا يُنَجَّدُ) ، أَي يُزَيَّن (بِهِ البَيْتُ) ، وَفِي اللِّسَان مَا يُنَضَّدُ بِهِ البَيْتُ (مِن بُسْطٍ وفُرُشٍ ووَسَائدَ، ج نُجودٌ) ، بِالضَّمِّ، (ونِجَادٌ) ، بِالْكَسْرِ، الأَوّل عَن أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: النَّجَّادُ: الَّذِي يُنَجِّدُ البُيُوتَ والفُرُشَ والبُسُطَ. وَفِي الصِّحَاح: النُّجُود: هِيَ الثِّيابُ الَّتِي يُنَجَّدُ بهَا البُيُوتُ فتُلْبَسُ حِيطَانُها وتُبْسَط، قَالَ: ونَجَّدْت البيْتَ، بَسَطْتُه بثِيابٍ مَوْشِيَّةٍ، وَفِي الأَسَاس والمحكم: بَيْتٌ مُنَجَّدٌ، إِذا كَانَ مُزَيَّناً بالثّيابِ والفُرُشِ ونُجُودُه: سُتُورُه الَّتِي تَعْلُو على حِيطَانِه يُزَيَّنُ بهَا.
(و) النَّجْدُ (: الدَّلِيلُ الماهِرُ) يُقَال: دَلِيلٌ نَجْدٌ: هَادٍ ماهِرٌ.
(و) النَّجْدُ (المَكَانُ لَا شَجعرَ فيهِ، و) النَّجْدُ (: الغَلَبَةُ. و) النَّجْدُ (: شَجَرٌ كالشُّبْرُمِ) فِي لَوْنِه ونَبْتِه وشَوْكِه. (و) النَّجْدُ (أَرْضٌ بِبلادِ مَهْرَةَ فِي أَقْصَى اليَمَنِ) ، وَهُوَ صُقْعٌ واسِعٌ مِن وراءِ عُمَانَ، عَن أَبي مُوسَى، كَذَا فِي مُعْجَم ياقوت.
(و) النَّجْدُ (: الشُّجَاعُ الماضِي فِيمَا يَعْجَزُ) عَنهُ (غَيْرُه) وَقيل: هُوَ الشديدُ البأْسِ، وَقيل: هُوَ السَّرِيعُ الإِجابَةِ إِلى مَا دُعِيَ إِليه، خَيْراً كَانَ أَو شَرًّا، (كالنَّجِدِ، والنَّجُدِ، ككَتِفٍ ورَجُلٍ، والنَّجِيدِ) ، وَالْجمع أَنْجَادٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُتَوَهَّمَنَّ أَنْجَادٌ جَمْعُ نَجِيدٍ، كنَصِيرٍ وأَنْصَارٍ قِياساً على أَنّ فَعْلاً وفِعَالاً لَا يُكَسَّرَانِ لِقلَّتهما فِي الصِّفة، وإِنما قِيَاسُهما الْوَاو وَالنُّون، فَلَا تَحْسَبَنَّ ذِّلك، لأَن سيبويهِ قد نَصَّ على أَنّ أَنْجَاداً جَمْعُ نَجُدٍ ونَجِدٍ. (وَقد نَجُدَ، ككَرُمَ، نَجَادَةً ونَجْدَةً) ، بِالْفَتْح فيهمَا، وجَمْعُ نَجِيدٍ نُجُدٌ ونُجَدَاءُ.
(و) النَّجْدُ (: الكَرْبُ والغَمُّ) ، وَقد (نُجِدَ، كعُنِيَ) ، نَجْداً (فَهُوَ مَنْجُودٌ ونَجِيدٌ: كُرِبَ) ، والمنْجُود: المَكْرُوب، قَالَ أَبو زُبَيْد يرثِي ابنَ أُخْتِه وَكَانَ ماتَ عَطَشاً فِي طريقِ مكَّةَ:
صَادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغَاثٍ
وَلَقَدْ كَانَ عُصْرَةَ المَنْجُودِ
يُريد المَغْلُوب المُعْيَا، والمَنْجُود: الهالِك. وَفِي الأَساس: وَتقول: عِنْدَه نُصْرَةُ المَجْهُودِ وعُصْرَةُ المَنْجُود.
(و) نَجِدَ (البَدَنُ عَرَقاً) إِذا (سَال) يَنْجَدُ ويَنْجُدُ الأَخيرةُ نادِرَةٌ، إِذا عَرِق من عَمَلٍ أَو كَرْبٍ فَهُوَ مَنجود ونَجهيد ونَجِدٌ، ككتِفٍ: عَرِقٌ، فأَمّا قَوْله:
إِذا نَضَخَتْ بِالماءِ وَازْدَادَ فَوْرُهَا
نَجَا وهْوَ مَكْرُوبٌ مِنَ الغَمِّ نَاجِدُ فإِنه أُشْبَع الفَتْحَةَ اضطراراً، كَقَوْلِه:
فَأَنْتَ مِنَ الغَوَائلِ حِينَ تَرْمِي
ومنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتَزَاحِ
وَقيل: هُوَ على فَعِلٍ كعَمِلٍ فَهُوَ عامِلٌ، وَفِي شِعر حُميد بن ثَور:
ونَجِدَ المَاءُ الَّذِي نَوَرَّدَا
أَي سَالَ العَرَقُ، وتَوَرُّدُه: تَلَوُّنُه.
(و) النَّجْدُ (: الثَّدْيُ) والبَطْنُ تَحْتَه كالغَوْرِ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} (سُورَة الْبَلَد، الْآيَة: 10) أَي الثَّدْيَيْنِ، وَقيل: أَي طَرِيقَ الخَيْرِ وطَرِيقَ الشَّرِّ، وَقيل: النَّجْدَيْنِ: الطَّرِيقَيْنِ الواضِحَينِ، والنَّجْدُ: المُرْتَفِع من الأَرْضِ، والمعنَى أَلَمْ نُعَرِّفْه طَرِيقَيِ الخَيْرِ والشَّرِّ بَيِّنَيْنِ كبَيَانِ الطَّرِيقَيْنِ العَالِيَيْنِ.
(و) تَقول: ذِفْرَاهُ تَنْضَحُ النَّجَدَ (بالتَّحْرِيك: العَرَق) من عَمَلٍ أَو كَرْبٍ أَو غيرِه، قَالَ النابغةُ:
يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً
بِالخَيْزُرانةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ
(و) هُوَ أَيضاً (البَلاَدَةُ والإِعياءُ) وَقد نَجِدَ، كفَرِحَ، يَنْجَد، إِذا بَلُد وأَعْيَا، فَهُوَ ناجِدٌ ومَنْجُود.
(و) من المَجاز قَوْلهم: (هُوَ طَلاَّعُ أَنْجُدٍ و) طَلاَّعُ (أَنْجِدَةٍ و) طَلاَّعُ (نِجَادٍ، و) طَلاَّع (النِّجاد (أَي) ضابِطٌ للأُمورِ) غالبٌ لَهَا، وَفِي الأَساس: رَكَّابٌ لِصِعَابِ الأُمورِ. قَالَ الجوهريُّ يُقَال: طَلاَّعُ أَنْجُدٍ: وطَلاَّعُ الثَّنَايَا، إِذا كَانَ سامِياً لمَعَالِي الأُمُورِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ حُمَيْدِ بنِ أَبي شِحَاذٍ الضَّبِّيّ، وَقيل هُوَ لِخَالِدِ بن عَلْقَمَةَ الدّارِمِيّ:
فَقَدْ يَقْصُرُ الفَقْرُ الفَتَى دُونَ هَمِّهِ
وقَدْ كَانَ لَوْلاَ القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُدِ
يَقُول: قد يَقْصُر الفَقْرُ الفَتَى عَن سَجِيَّتِه من السَّخَاءِ فَلَا يَجِدُ مَا يَسْخُو بِهِ، وَلَوْلَا فَقْرُه لَسَمَا وارْتَفَعَ. وطَلاَّعُ أَنْجِدَةٍ، جَمْع نِجَادٍ، الَّذِي هُوَ جَمْعُ نَجْدٍ، قَالَ زِيَادُ بن مُنْقِذٍ فِي معنَى أَنْجهدَةٍ (بِمَعْنى أَنْجُدٍ) يَصِفُ أَصحاباً لَهُ كَانَ يَصْحَبُهُم مَسْرُوراً:
كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمَائِلُهُ
جَمِّ الرَّمَادِ إِذا مَا أَخْمَدَ البَرِمُ
غَمْرِ النَّدَى لاَ يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُهُ
إِلاَّ غَدَا وَهُوَ سَامِي الطَّرْفِ مُبْتَسِمُ
يَغْدُو أَمَامَهُمُ فِي كُلِّ مَرْبَأَةٍ
طَلاَّعِ أَنْجِدَةٍ فِي كَشْحِةِ هَضَمُ
وَمعنى يَثْمُدُه يُلِحُّ عَلَيْهِ فيُبْرِزُ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: وأَنْجهدَة من الجُمُوع الشّاذَّة، كَمَا تقدَّم.
(وأَنْجَدَ) الرَّجلُ (: أَتَى نَجْداً) ، أَو أَخَذَ فِي بِلَاد نَجْدٍ، وَفِي الْمثل (أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَناً) وَقد تَقَدَّم.
وأَنْجَدَ القَوْمُ من تِهَامَةَ إِلى نَجْد: ذَهَبُوا، قَالَ جَرِيرٌ:
يَا أُمَّ حَزْرَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَكُمْ
فِي المُنْجِدِينَ وَلَا بِغَوْرِ الغَائِرِ
(أَو) أَنجَدَ (: خَرَجَ إِليه) ، رَوَاهَا ابنُ سِيدَه عَن اللِّحْيَانيّ.
(و) أَنجَدَ الرجلُ (: عَرِقَ) ، كنَجِدَ، مثل فَرِحَ.
(و) أَنْجَدَ (: أَعَانَ) ، يُقَال: استَنْجَدَه فأَنْجَدَه: استَعانه فأَعَانَه، وكذالك اسْتَغَاثه فأَغاثه، وأَنْجَدَه عَلَيْهِ، كَذَلِك.
(و) أَنْجَدَ الشيْءُ (: ارْتَفَعَ) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعَلِيهِ وَجَّهَ الفارِسِيّ روايةَ مَنْ رَوَى الأَعشى:
نَبِيٌّ يَرَى مَالاَ تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ
أَغَارَ لَعَمْرِي فِي البِلادِ وأَنْجَدَا
فَقَالَ: أَغَارَ: ذَهَبَ فِي الأَرْض، وأَنْجَدَ: ارْتَفَعَ. قَالَ: وَلَا يكون أَنْجَدَ فِي هاذه الرِّواية أَخَذَ فِي نَجْدٍ، لأَن الأَخْذ فِي نَجْدٍ إِنما يُعادَلُ بالأَخْذِ فِي الغَوْرِ، وذالك لتقابُلهِمَا، وليستْ أَغَارَ من الغَوْرِ، لأَن ذالك إِنما يُقَال فبه غَارَ، أَي أَتَى الغَوْرَ، قَالَ: وإِنما يكون التقابل فِي قَوْلِ جَرير:
فِي المُنْجِدِينَ وَلاَ بِغَوْرِ الغَائِرِ
(و) أَنْجَدَتِ (السماءُ: أَصْحَتْ) ، حكَاها الصاغانيُّ.
(و) أَنْجَدَ (الرجُلُ: قَرُبَ من أَهْلِه) ، حَكَاهَا ابنُ سِيدَه عَن اللِّحْيَانِيِّ.
(و) أَنْجَدَ فُلانٌ (الدَّعْوَةَ: أَجَابَها) ، كَذَا فِي الْمُحكم.
(والنَّجُودُ) ، كصبور، (من الإِبل والأُتُنِ: الطَّويلةُ العُنُقِ، أَو) هِيَ من الأُتُن خاصَّةً (: الَّتِي لَا تَحْمِلُ) قَالَ شَمِرٌ: هَذَا مُنْكَر، وَالصَّوَاب مَا رُوِيَ فِي الأَجناس: النَّجُودُ: الطويلةُ من الحُمُرِ، وروى عَن الأَصمعيّ: أُخِذَت النَّجُودُ من النَّجْدِ، أَي هِيَ مُرْتَفعة عظيمةٌ، (و) يُقَال: هِيَ (النَّاقَةُ الماضيَةُ) ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَرَمَى فَأَنْفَذَ مِنْ نَجُودٍ عَائِطٍ
قَالَ شَمِرٌ: وهاذا التفسيرُ فِي النَّجودِ صَحِيحٌ. وَالَّذِي روِيَ فِي بَاب حُمُرِ الوَحْشِ وَهَمٌ، (و) قيل: النَّجُود (: المُتَقَدِّمةُ) ، وَفِي الرَّوْض: النَّجُودُ من الإِبل: القَوِيَّةُ، نقلَه شيخُنَا، وَقيل: هِيَ الطَّويلة المُشْرِفَة، وَالْجمع نُجُدٌ. (و) النَّجُود من الإِبل (: المِغْزَارُ) ، وَقيل: هِيَ الشَّدِيدَة النَّفْسِ، (و) قيل: النَّجُود من الإِبل (: الَّتِي) لَا (تَبْرُكُ) إِلاَّ (على المَكَانِ المُرْتَفِعِ) ، نَقله الصاغانيُّ. والنَّجْدُ: الطريقُ المرتفِعُ، (و) قيل: النَّجُود (: الَّتِي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فتَغْزُرُ إِذا غَزُرْنَ) ، وَقد نَاجَدَتْ، إِذا غَزُرَتْ وكَثُرَ لَبنُها، والإِبل حينئذٍ بِكَاءٌ غَوَارِزُ وعبَّر الفارسيُّ عَنْهَا فَقَالَ: هِيَ نَحْو المُمَانِح. (و) النَّجُودُ (: المرأَةُ العَاقِلةُ النَّبِيلة) ، قَالَ شَمِرٌ: أَغربُ مَا جاءَ فِي النَّجُود مَا جاءَ فِي حَدِيث الشُّورَى (وكانَت امْرَأَةً نَجُوداً) يُرِيد: ذَاتَ رَأْى كأَنَّهَا الَّتِي تَجْهَد رَأْيَها فِي الأُمورِ، يُقَال نَجَدَ نَجْداً، أَي جَهَدَ جَهْداً. وَزَاد السُّهيل فِي الرَّوض: وَهِي المَكْرُوبة، (ج) نُجُدٌ، (ككُتُب) . (و) أَبو بكر (عاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُودِ ابنُ بَهْدَلَةَ وَهِي) أَي بَهدَلَة اسْم (أُمّه) ، وَقيل: إِنه لَقَبُ أَبيه، وَقد أَعادَه المُصنِّف فِي اللَّام (قارِىءٌ) صَدُوقٌ، لَهُ أَوْهَامٌ، حُجَّةٌ فِي القِرَاءَة، وحَديثه فِي الصَّحيحينِ، وَهُوَ من موالِي بني أَسَدٍ، مَاتَ سنة 128.
(والنَّجْدَة) ، بِالْفَتْح (: القِتَالُ والشَّجَاعَةُ) ، قَالَ شيخُنَا: قَضِيَّتُه تَرَادُفُ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ، وأَنهما بِمَعْنى واحدٍ، وَهُوَ الَّذِي صَرَّح بِهِ الجوهريُّ والفيُّوميُّ وغيرُهما من أَهْلِ الغَرِيبِ، ومَشَيِ عَلَيْهِ أَكثرُ شُرَّاحِ الشِّفاءِ، وجزمَ الشهابُ فِي شرْحه بالفَرْقِ بَيْنَهما وَقَالَ: الفَرْقُ مثلُ الصُّبْحِ ظاهِرٌ، فإِن الشجَاعَة جَرَاءَةٌ وإِقدَامٌ يَخوض بِهِ المَهَالِكَ، والنَّجْدَة: ثَبَاتُه على ذالك مُطْمَئِنًّا من غير خَوْفِ أَنْ يَقَع على مَوْتٍ أَو يَقَع المَوْتُ عَلَيْهِ حَتَّى يُقْضَى لَهُ بِإِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ: الظَّفْرِ أَو الشَّهادَةِ فَيَحْيَا سَعِيداً أَو يَموت شَهِيداً، فتلكَ مُقَدِّمة وهاذه نَتِيجَتُها. ثمَّ قَالَ شيخُنَا: وَيبقى النَّظَرُ فِي تفسِيرِهَا بالقِتَال، وَهل هُوَ مُرَادِفٌ للشَّجَاعةِ وَلها، فتأَمل. وَفِي بعض الْكتب اللُّغَوِيَّة: النِّجْدَة، بِالْكَسْرِ: البلاءُ فِي الحُرُوبِ، وَنَقله الشِّهاب فِي العِناية أَثناءَ النَّمْلِ، تَقول مِنْهُ: نَجُدَ الرجُلُ بالضمّ فَهُوَ نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجِيدٌ، وجمْع نجُدٍ أَنْجَاد مثل يَقُظٍ وأَيْقَاظ، وَجمع نَجِيد نُجُدٌ ونُجَدَاءُ.
(و) النَّجْدَة (: الشِّدَّةُ) والثِّقَلُ، لَا يُعْنَى بِهِ شِدَّة النَّفْسِ، إِنما يَعَنَى بِهِ شِدَّاة الأَمْرِ عَلَيْهِ، قَالَ طَرَفَةُ:
تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً
وَيُقَال رَجُلٌ ذُو نَجْدَةٍ، أَي ذُو بَأْسٍ، ولاقى فُلاَنٌ نَجْدَةً، أَي شِدَّة. وَفِي حديثِ عَلِيَ رَضِي الله عَنهُ (أَمَّا بَنُو هَاشِمٍ فأَنْجَادٌ أَمْجَادٌ) أَي أَشِدَّاءُ شُجْعَانٌ، وقيلِ أَنْجَادٌ جَمْعُ الجَمْعِ، كأَنَّه جَمِعَ نَجُداً على نِجَادٍ أَو نُجُودٍ ثمَّ نُجُدٍ ثمَّ أَنْجَادٍ. قَالَه أَبو مُوسَى. وَقَالَ ابْن الأَثير: وَلَا حاجةَ إِلى ذالك، لأَنّ أَفْعَالاً فِي فَعُلٍ وفَعِلٍ مُطَّرِدٌ نَحْو عَضُدٍ وأَعْضَاد وكَتِفٍ وأَكْتَافٍ، وَمِنْه حديثُ خَيْفَان (وأَمَّا هَذَا الحَيُّ من هَمْدَانَ فأَنْجَادٌ بُسْلٌ) ، وَفِي حَدِيث عَلِيَ (مَحَاسِنُ الأُمور الَّتِي تَفَاضَلَ فِيهَا المُجَدَاءُ والنُّجَدَاءُ) ، جمع مَجِيدٍ، نَجِيدٍ، والمَجِيدُ: الشَّرِيفُ. والنَّجِيد: الشُّجَاع. فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعِلٍ.
(و) النَّجْدَةُ (: الهَوْلُ والفَزَعُ) ، وَقد نَجُدَ.
(والنَّجِيدُ: الأَسَدُ) ، لشجاعته وَجَرَاءَتِه، فَعِيل بِمَعْنى فاعلٍ.
(والمَنْجُود: الهالِكُ) والمَغْلوب، وأَنشدوا قولَ أَبي زُبَيْدٍ المتقدِّم.
(و) النِّجَاد، (ككِتَابٍ:) مَا وَقَعَ على العاتِق مِن (حَمَائِلِ السَّيْفِ) ، وَفِي الصّحاح: حَمَائِلُ السَّيْفِ، وَلم يُخَصِّصْ، وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ (زَوْجِي طَوِيلُ النِّجادِ) تُرِيدُ طُول قَامَتِه، فإِنها إِذا طَالتْ طالَ نِجَادُه، وَهُوَ من أَحسن الْكِنَايَات.
(و) النَّجَّادُ (ككَتَّانِ: مَنْ يُعَالِج الفُرُشَ والوَسائدَ ويَخيطُهما) ، وعبارَة الصّحاح: والوِسَاد ويَخِيطُهما، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النَّجَّاد: الَّذِي يُنَجِّد البُيُوتَ والفُرُشَ والبُسُطَ، ومثلُ فِي شَرْحِ ابنِ أَبي الحَدِيد فِي نَهْجِ البَلاغة.
(و) قَالَ الأَصمعيُّ: (الناجُودُ:) أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ من (الخَمْر) إِذا بُزِلَ عَنْها الدَّنُّ، واحتَجَّ بقول الأَخْطَل:
كَأَنَّمَا المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنَا
مِمَّا تَضَرَّعَ مِنْ نَاجُودِهَا الجَارِي
وَقيل: الخَمْرُ الجَيِّد، وَهُوَ مُذَكَّر. (و) النَّاجُود أَيضاً (: إِنَاؤُهَا) وَهِي البَاطِيَةُ، وَقيل: كُلُّ إِناءٍ يُجْعَل فِيهِ الخَمْرُ من بَاطِيَة أَو جَفْنَة أَو غيرِهَا، وَقيل: هِيَ الكَأْسُ بِعَيْنِهَا، وَعَن أَبي عُبَيْد: النَّاجُود: كُلُّ إِناءٍ يُجْعَل فِيهِ الشَّرابُ مِن جَفْنَةٍ أَو غيرِهَا، وَعَن الليثِ: النَّاجُود: هُوَ الرَّاوُوقُ نَفْسُه، وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيِّ (وبَيْنَ أَيْدِيهِم نَاجُودُ خَمْرٍ) ، أَيْ رَاوُوقٌ، واحْتَجَّ على الأَصمعيِّ بقول عَلْقَمَةَ:
ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ فِي النَّاجُودِ يُصْفِقُــهَا
وَلِيدُ أَعْجَمَ بِالكَتَّانِ مَلْثُومُ يَصْفِقُــهَا: يُحَوِّلُها من إِنَاءٍ إِلى إِناءٍ لتَصْفُوَ. قلت: والقولُ الأَخير هُوَ الأَكثر وَفِي بعض النُّسخ: أَو إِناؤُهَا، بِلَفْظ (أَو) الدالَّة على تَنَوُّعِ الخِلافِ، (و) عَن الأَصمعيّ: النَّاجُودُ (: الزَّعْفَرَانُ، و) النَّاجُود (الدَّمُ) .
(و) المِنْجَدَةُ (كمِكْنَسَةٍ: عَصاً خَفِيفَةٌ) تُساق و (تُحَثُّ بهَا الدَّابَّةُ عَلَى السَّيْرِ، و) اسْم (عُود) يُنْفَش بِهِ الصُّوف و (يُحْشَى بِهِ حَقِيبَةُ الرَّحْلِ) وبكُلَ مِنْهُمَا فَسِّرَ الحَدِيث (أَذِنع النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي قَطْعِ المَسَدِ والقائمتَيْنِ والمِنْجَدَةِ) يَعْنِي مِن شَجَرِ الحَرَمِ لما فِيهَا من الرِّفْق وَلَا تَضُرُّ بأُصولِ الشَّجر. (والمِنْجَدُ، كمِنْبَرٍ: الجُبَيْلُ) الصغيرُ المُشْرِف على الوادِي، هُذَلِيَّة، (و) المِنْجَدُ (حَلْيٌ مُكَلَّلٌ بالفُصُوصِ) ، وأَصْلُه من تَنْجِيد البَيْتِ (وَهُوَ) قِلاَدَةٌ (من لُؤْلُؤٍ وذَهَبٍ أَو قَرَنْفُلٍ فِي عَرْضِ شِبْرٍ يأْخُذُ من العُنُقِ إِلى أَسْفَلِ الثَّدْيَيْنِ يَقَعُ عَلَى مَوْضِع النِّجَادِ) أَي نِجَادِ السَّيْف من الرجُلِ وَهِي حَمَائِلُه، (ج مَنَاجِدُ) ، قَالَه أَبو سعيدٍ الضَّريرُ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه رَأَى امرَأَةً تَطُوف بالبيتِ عَلَيْهَا مَنَاجِدُ مِن ذَهَب فَنَهَاها عَن ذالك) . وفسَّرَه أَبو عُبَيْد بِمَا ذكرْنا.
(و) المُنَجَّدُ، (كمُعَظَّمٍ: المُجَرَّبُ) ، أَي الَّذِي جَرَّبَ الأُمورَ وقاسَهَا فعَقَلَها، لُغَة فِي المُنَجَّذِ، ونَجَّدَه الدَّهْرُ: عَجَمَهُ وعَلَّمَه، قَالَ أَبو مَنْصُور: والذالُ المُعجمة أَعْلَى. ورَجُلٌ مُنَجَّدٌ، بالدالِ والذالِ جَمِيعاً، أَي مُجَرَّبٌ، وَقد نَجَّدَه الدهْرُ إِذا جَرَّبَ وعَرَفَ، وَفد نَجَّدَتْه بَعدِي أُمورٌ.
(واسْتَنْجَدَ) الرجلُ (: استَعَانَ) واستَغَاثَ، فأَنْجَدَ: أَعَانَ وأَغَاثَ.
(و) استنجَدَ الرجلُ إِذا (قَويَ بَعْدَ ضَعْفٍ) أَو مَرَضٍ.
(و) استَنْجَدَ (عَلَيْهِ: اجْتَرَأَ بعْدَ هَيْبَةٍ) وضَرِيَ بِهِ، كاسْتَنْجَدَ بِهِ.
(ونجْدُ مَرِيعٍ) ، كأَمِيرٍ، (ونَجْدُ خَالٍ، ونَجْدُ عَفْرٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ونَجْدُ كَبْكَبٍ: مَواضِعُ) ، قَالَ الأَصمعيُّ، هِيَ نُجُودٌ عِدَّةٌ، وذكرَ مِنْهَا الثلاثةَ مَا عدا نَجْدَ عَفْرٍ، قَالَ: ونَجْدُ كَبْكَبٍ: طَرِيقٌ بِكَبْكَبٍ، وَهُوَ الجَبَلُ الأَحْمَرُ الَّذِي تَجْعَلُه فِي ظَهْرِك إِذا وَقَفْتَ بعَرَفَةَ، قَالَ: امْرُؤ القَيْسِ:
فَرِيقَانِ مِنْهُمْ قَاطِعٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ
وآخَرُ مِنْهُمْ جَازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ
وَنقل شيخُنا عَن التوشيحِ للجَلال: نَجْدٌ اسمُ عَشَرَةِ مَواضِعَ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل فِي نَجْدِ مَرِيعٍ.
أَمْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ دَهْمَاءَ قَدْ طَلَعَتْ
نَجْدَيْ مَرِيعٍ وقَدْ شَابَ المَقَادِيمُ
قلت: وسيأْتِي فِي المُسْتدرَكَات. وأَنشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي كِتاب المُجْتَبَى:
سَأَلْتُ فَقَالُوا قَدْ أَصَابَتْ ظَعَائِنِي
مَرِيعاً وأَيْنَ النَّجْدُ نَجْدُ مَرِيعِ
ظَعَائِنُ أَمَّا مِنْ هِلاَلٍ فَمَا دَرَى ال
مُخَبِّرُ أَوْ مِنْ عامِرِ بن رَبِيعِ
(و) فِي مُعْجَم ياقوت: قَالَ الأَخطَل فِي (نَجْد العُقَابِ) وَهُوَ مَوضِع (بِدِمَشْقَ) :
ويَامَنَّ عَن نَجْدِ العُقَابِ ويَاسَرَتْ
بِنَا العِيسُ عَن عَذْرَاءَ دَارِ بني الشَّجْبِ
قَالُوا: أَراد ثَنِيَّةَ العُقَابِ المُطِلَّة على دِمَشْق وعَذْرَاء للقَرْيَة الَّتِي تَحْت العَقَبَةِ. (ونَجْدُ الوُدِّ ببلادِ هُذَيْلٍ) فِي خبر أَبي جُنْدَب الهُذليّ.
(ونَجْدُ بَرْقٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وادٍ (باليمَامَةِ) بَين سَعْد ومَهَبِّ الجَنُوبِ.
(ونَجْدُ أَجَأَ: جَبَلٌ أَسوَدُ لِطَيِّىءٍ) بأَجأَ أَحدِ جَبْلَيْ طَيِّىءٍ.
(ونَجْدُ الشَّرَى: ع) فِي شِعْرِ ساعِدَةَ ابنِ جُؤَيصةَ الهُذَلِيّ:
مُيَمِّمَةً نَجْدَ الشَّرَى لَا تَرِيمُهُ
وكَانَتْ طَرِيقاً لَا تَزَالُ تَسِيرُهَا
وَقَالَ أَبو زيد: ونَجْدُ اليمنِ غيرُ نَجْدِ الحِجَاز، غيرَ أَنَّ جَنُوبِيَّ نَجْدِ الحِجاز مُتَّصِلٌ بِشَمالِيِّ نَجْدِ اليَمَنِ، وبَيْن النَّجْدَيْنه وعُمَانَ بَرِّيَّةٌ مُمْتَنِعَةَ، وإِياه أَرادَ عَمْرُو بن مَعْدِ يكَرِبَ بقولِه:
هُمُ قَتَلُوا عَزِيزاً يَوْمَ لَحْجٍ
وعَلْقَمَةَ بْنَ سَعْدٍ يَوْمَ نَجْدِ
(ونَجَدَ الأَمْرُ) يَنْجُد (نُجُوداً) وَهُوَ نَجْدٌ ونَاجِدٌ (: وَضَحَ واسْتَبَانَ) وَقَالَ أُمَيَّةُ:
تَرَى فِيهِ أَنْبَاءَ القُرُونِ الَّتِي مَضَتْ
وأَخْبَارَ غَيْبٍ بالقِيَامَةِ تَنْجُدُ
ونَجدَ الطريقُ يَنْجُدُ نُجُوداً، كذالك.
(وأَبو نَجْدٍ: عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ، شاعِرٌ) مَعْرُوف.
(ونَجْدَةُ بنُ عامِرٍ) الحَرُورِيّ (الحَنَفِيُّ) من بني حَنِيفَة (خَارِجِيٌّ) من اليَمَامَة (وأَصحابُه النَّجَدَاتُ، مُحَرَّكَةً) ، وهم قَوْمُ من الحَرُورِيَّة، وَيُقَال لَهُم أَيضاً النَّجَدِيَّةُ.
(والمُنَاجِدُ: المُقَاتِل) ، وَيُقَال: ناجَدْتُ فُلاناً إِذا بارَزْتَه لقِتَالٍ: وَفِي الأَسَاسِ رجل نَجُدٌ ونَجِدٌ ونَجِيدٌ ومُنَاجِدٌ. (و) المُنَاجِدُ (: المُعِينُ) ، وَقد نَجَدَه وأَنْجَدَه ونَاجَدَه، إِذا أَعانَه، (و) فِي حَدِيث أَبي هُريرَةَ رَضِي الله عَنهُ فِي زَكَاة الإِبلِ (مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ ة يُؤَدِّي حَقِّها إِلا بُعِثَتْ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ، على أَكْتَافِها أَمْثَالُ (النَّوَاجِد) شَحْماً تَدْعُونَه أَنتم الرَّوَادِفَ) ، هِيَ (طَرَائِق الشَّحْم) ، واحِدتها نَاجِدَةٌ، سُمِّيَتْ بذالك لارتفاعِهَا.
(والتَّنْجِيد: العَدْوُ) ، وَقد نَجَّدَ، نقلَه الصاغانيّ.
(و) التَّنْجِيدُ (: التَّزْيِينُ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
حَتَّى كَأَنَّ رِيَاضَ القُفِّ أَلْبَسَهَا
مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وتَنْجِيدُ وَفِي حَدِيث قُسَ (زُخْرِفَ ونُجِّدَ) أَي زُيِّنِ.
(و) التَّنْجِيدُ (: التَّحْنِيكُ) والتَّجْرِيب فِي الأُمور، وَقد نَجَّدَه الدهْرُ إِذا حَنَّكَه وجَرَّبَه.
(والتَّنَجُّدُ: الارتفاعُ) فِي مِثْلِ الجَبَلِ، كالإِنجاد.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
كَانَ جَبَاناً فاسْتَنْجَدَ: صَار نَجِيداً شُجَاعاً.
وغَارَ وأَنْجَدَ: سَارَ ذِكْرُه فِي الأَغْوَارِ والأَنْجَادِ.
ونَجْدَانِ، مَوْضِعٌ فِي قَول الشماخ:
أَقُولُ وأَهْلِي بِالجَنَابِ وأَهْلُها
بِنَجْدَيْنِ لَا تَبْعَدْ نوى أُمِّ حَشْرَجِ
وَيُقَال لَهُ: نَجْدَا مَرِيعٍ.
وأَعْطاه الأَرْضَ بِمَا نَجَدَ مِنْهَا، أَي بِمَا خَرَجَ، وَفِي حَدِيث عبد الْملك أَنّه بَعَثَ إِلى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ من عِنْده، وَهُوَ جَمْع نَجَدٍ، بالتحرِيك، لمتَاعِ البَيْت من فُرُشٍ ونَمارِقَ وسُتُورٍ.
وَفِي الْمُحكم: النَّجُود، أَي كصَبور، الَّذِي يعالج النُّجُود بالنَّفْضِ والبَسْطِ والتَّنْضِيد.
والنَّجْدَة، بِالْفَتْح السِّمَن، وَبِه فُسِّر حديثُ الزَّكَاة حينَ ذكَر الإِبلَ: (إِلاَّ مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِها) قَالَ أَبو عبيد: نَجْدَتُها: أَن تَكْثُر شُحومُها حَتَّى يَمْنَع ذالك صاحِبَها أَن يَنْحَرَهَا نَفَاسَةً، فذالك بمنزلةِ السِّلاحِ لَهَا من رَبِّها تَمْتَنع بِهِ، قَالَ: ورِسْلُها: أَن لَا يَكون لَهَا سِمَنٌ فَيَهُونَ عَلَيْهِ إِعطاؤُها، فَهُوَ يُعْطِيها على رِسْلِه أَي مُسْتَهِيناً بهَا، وَقَالَ المَرَّار يَصِف الإِبل، وفَسَّرَه أَبو عَمْرو:
لَهُمْ إِبِلٌ لاَ مِنْ دِيَاتٍ ولَمْ تَكُنْ
مُهُوراً وَلَا مِنْ مَكْسَبٍ غيرِ طَائِل
مُخَيَّسَةٌ فِي كُلِّ رِسْلٍ ونَجْدَةٍ
وقَدْ عُرِفَتْ أَلْوَانُها فِي المَعَاقِلِ
قَالَ: الرِّسْل: الخِصْب. والنَّجْدَة: الشِّدَّة، وَقَالَ أَبو سعيد فِي قَوْله (فِي نَجْدَتِهَا) : مَا يَنُوبُ أَهْلَهَا مِمّا يَشُقُّ عَلَيْهِم من المَغارِم والدِّياتِ، فَهاذِه نَجْدَةٌ على صَاحِبها، والرِّسْل: مَا دونَ ذالكَ من النِّجْدَةِ، وَهُوَ أَن يَعْقِرَ هاذا وَيَمْنَح هاذا وَمَا أَشْبَهَهَ (دونَ النَّجْدَة) وأَنشدَ لِطَرَفَةَ يصف جارِيَةً:
تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً
يَا لَقَوْمِي لِلشَّبَابِ المُسْبَكِرْ
يَقُول: شَقَّ عَلَيْهَا النَّظَرُ لِنَعْمَتِها فَهِيَ سَاجِيَةُ الطَّرْفِ، وَقَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
لَوْ أَنَّ قَوْمِي مِنْ قُرَيْمٍ رَجُلاَ
لَمَنَعُونِي نَجْدةً أَوْ رِسْلاَ
أَي بأَمْر شَديدٍ أَو بِأَمْرٍ هَيِّنِ.
ورجُلٌ مِنْجَادٌ: نَصُورَ، هاذه عَن اللّحيانيِّ.
والنَّجْدَة الثِّقَلُ، ونَجَدَ الرَّجُلَ يَنْجُده نَجْداً: غَلَبَه.
وتَنَجَّدَ: حَلَفَ يَمِيناً غَلِيظةً، قَالَ مُهَلْهِل:
تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأَمِنْتُهُ
وإِنَّ جَدِيراً أَنْ يَكُونَ ويَكْذِبَا
واستدرك شيخُنا: أَمَا ونَجْدَيْهَا مَا فَعَلْتُ ذَلِك، من جُمْلَة أَيْمَانِ العَرَب وأَقْسَامِهَا، قَالُوا: النَّجْدُ: الثَّدْيُ، والبَطْنُ تَحْتَه كالغَوْرِ، قَالَه فِي العِنَايَة فِي سُورَة البَلَد.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: هُوَ مُحْتَبٍ بِنِجَادِ الحِلْم.
وَيُقَال: هُوَ ابنُ نَجْدَتَا، أَي الجَاهِلُ بهَا، بِخِلَاف قولِهِم: هُوَ ابنُ بَجْدَتِهَا، ذَهَاباً إِلى ابْنِ نَجْدَة الحَرُورِيّ.
وناجِدٌ (ونَجْدٌ) ونُجَيد ومُنَاجِدٌ ونَجْدَةُ أَسماءٌ.
والشَّيخ النَّجْدِيُّ يُكْنَى بِهِ عَن الشَّيطانِ.
وأَبو بكر أَحمد بن سُلَيْمَان بن الحَسَن النَّجَّاد فَقِيه حَنْبَليٌّ مُكْثِرٌ، عَن أَبي دَاوُود وَعبد الله بن أَحمد بن حَنْبَل وغيرِهما، ونَجَّادٌ جَدٌّ أَبي طالبٍ عُمَيْرٍ بن إِبراهيم بن سَعد بن إِبراهيم بن نَجَّاد النَّجَّادِيّ الزُّهْرِيّ، فقيهٌ شافعيٌّ بَغداديٌّ، روَى عَنهُ الخَطِيب. وَالتَّخْفِيف عَبَّاس بن نَجَادٍ الطَّرَسُوسِيّ، وَيُونُس بن يزِيد بن أَبي النَّجَادِ الأَيْلِيّ، وَمُحَمّد بن غَسَّان بن عَاقل بن نَجَادٍ بن نَجَادٍ الحِمْصِيّ، ونَجَادَ بن السائبِ المَخْزوميُّ، يُقَال لَهُ صُحْبة، ودَاوود بن عبد الْوَهَّاب بن نَجَادٍ الْفَقِيه، سَمِعَ من أَصحابٍ أَبي البَطيّ بِبَغْدَاد، ورَبِيعَةُ ابنُ ناجِدٍ، رَوَى أَبوه عَن عَلِيَ.

نجد

1 نَجَدَهُ, aor. ـُ (S, L,) inf. n. نَجْدٌ, (L, K,) He overcame, conquered, subdued, overpowered, prevailed over, or surpassed, him. (AO, S, L, K.) b2: نَجَدَ رَأْيَهُ فِى الأُمُورِ, inf. n. نَجْدٌ, He exerted his judgment in affairs. (Sh, L.) b3: نَجُدَ, (S, M, &c.,) [aor. ـُ inf. n. نَجَادَةٌ (M, L, K) and نَجْدَةٌ, (K,) or the latter is a simple subst., (M, L,) He (a man, S, L,) was, or became, courageous, (S, M, L, Msb, K,) and sharp, or vigorous and effective, in those affairs which others lack power or ability to accomplish: (M, L, K:) or, very valiant: or, quick in assenting to that which he was called or invited to do, whether it were good or evil. (M, L.) See also 10, and 4. b4: نَجِدَ, aor. ـَ inf. n. نَجَدٌ; (S, L;) or نُجِدَ, like عُنِىَ, inf. n. نَجْدٌ; (K;) He became [overcome,] afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, or anxiety. (S, L, K.) b5: نَجِدَ, aor. ـَ (S, L,) and نَجُدَ, which is extr., (L,) [or properly the aor. of نَجُدَ,] inf. n. نَجَدٌ, (S, L,) He (a man, S) sweated, by reason of work, or of sorrow, grief, or anxiety: (S, L:) and ↓ أَنْجَدَ he (a man, TA) sweated. (K.) b6: نُجِدَ عَرَقًا, (K,) or نَجُدَ عَرَقًا, (L,) He, (L,) or it, namely the body, (K,) flowed with sweat. (L, K.) b7: نَجِدَ, aor. ـَ (TA,) inf. n. نَجَدٌ (K) He was, or became, stupid, dull, wanting in intelligence; not penetrating, sharp, vigorous, or effective, in the performing of affairs; soft, without strength, or sturdiness, and without endurance: and weary, or fatigued. (K, TA.) b8: نَجُدَ He became terrified, or frightened. (L.) A2: نَجَدَ, (aor.

نَجُدَ, L,) inf. n. نُجُودٌ, It (a thing, or an affair,) was, or became, apparent, manifest, plain, or evident. (L, K.) b2: نَجَدَ, aor. ـُ inf. n. نُجُودٌ, It (a road) was, or became, apparent, manifest, conspicous, or plain. (L.) b3: أَعْطَاهُ الأَرْضَ بِمَا نَجَدَ مِنْهَا He gave him the land with what came forth from it. (L.) 2 نجّدهُ الدَّهْرُ, (inf. n. تَنْجِيدٌ, K,) Time, or habit, or fortune, tried, or proved, him, and taught him, (S, L,) and rendered him expert, or experienced, and well informed, (L,) or firm, or sound, in judgment: (K:) as also نجّذه, which is more approved. (L.) A2: نجّد, inf. n. تَنْجِيدٌ, He ran; syn. عَدَا. (K.) A3: نجّد, inf. n. تَنْجِيدٌ, He ornamented, or decorated, a house or tent (بيت) with the articles of furniture called نُجُود, pl. of نَجْدٌ: (S, * L, K: *) [and, accord. to present usage, he manufactured beds and the like, and pillows; and teased, separated, or loosened, cotton, for stuffing beds, &c., with the bow and mallet: see also نَجَّادٌ].3 ناجدهُ He went forth to him to fight, or combat. (A.) b2: ناجدت الإِبِلَ She (a camel) vied with the other camels in abundance of milk: she yielded abundance of milk when the other camels had little. (L, K. *) b3: See 4.4 انجد, (S, L, Msb, K,) inf. n. إِنْجَادٌ; (L;) and ↓ نَجَدَ, aor. ـُ (Msb;) and ↓ ناجد, inf. n. مُنَاجَدَةٌ; (S, L;) He aided, or assisted, another: (S, L, Msb, K;) he succoured him. (L.) b2: انجدهُ عَلَيْهِ He aided, or assisted, him against him. (L.) b3: انجد الدَّعْوَةَ (S, L, K) He answered, or complied with, the call, prayer, or invitation. (L, K.) And انجدهُ الدَّعْوَةَ He answered, or complied with, his call, prayer, or invitation. (M, L.) b4: انجد He was, or became, or drew, near to his family, or wife; expl. by قَرُبَ مِنْ أَهْلِهِ. (Lh, ISd, K.) A2: انجدت السَّمَآءُ The sky became clear. (K.) b2: انجد (L, K) and ↓ تنجّد (K) He, or it, (a person, or thing, L, both said of such a thing as a mountain, TA,) became high, or lofty. (L, K.) b3: غَارَ وَأَنْجَدَ (assumed tropical:) He became famous in the low countries and in the high. (A.) b4: انجد, (inf. n. إِنْجَادٌ, L,) He entered upon the country of Nejd: (S, L:) or he came to Nejd, or to high land or country: (L, K:) or he went thither: (L:) or he went forth to, or towards, it. (Lh, ISd, L, K.) b5: أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَنَا, a proverb, He enters Nejd who sees Hadan, which is the name of a mountain; i. e., in going up from El-Ghowr, or El-Ghór. (S, L.) 5 تنجّد: see 4. b2: He swore a big oath. (L.) 10 استنجدهُ He asked, or desired, of him aid, or assistance, (S, L, K, *) and succour. (L.) b2: استنجد He (a man) became strong after having been weak, (S, L, K,) or sick. (TA.) b3: استنجد عَلَيْهِ, (S, L,) and بِهِ, (L, TA,) He became emboldened against him, (S, L, K,) and clave to him, (L,) after having regarded him with awe, or fear. (S, L, K.) b4: استنجد He became courageous after having been cowardly. (A.) See also نَجُدَ.

نَجْدٌ High, or elevated, land or country: (S, L, Msb, K:) or hard, and rugged, and elevated, or high, table-land: only stony and rugged, or hard, elevated land, like a mountain, standing over against one and intercepting his view of what is behind it, but not very high, is thus called: (L:) pl. أَنْجُدٌ, (S, L, K,) a pl. of pauc., (TA,) and أَنْجَادٌ, (L, K,) [also a pl. of pauc.,] and نِجَادٌ and نُجُودٌ (S. L, K) and نُجُدٌ; (IAar, L, K;) and pl. of نُجُودٌ, أَنْجِدَةٌ; [another pl. of pauc.;] (S, K;) or this is a mistake, and it is pl. of نِجَادٌ, like as أَحْمِرَةٌ is pl. of حِمَارٌ; or it is a pl. deviating from common rule. (IB, L.) You say أُعْلُ هَاتِيكَ النِّجَادَ Ascend thou these high lands; and هَاذَاكَ النِّجَادَ this high land, making it singular. (L.) b2: نَجْدٌ, (S, L, K, &c.,) and نَجُدٌ, (K,) the latter of the dial. of Hudheyl, (Akh,) of the masc. gender, [The high land, or country;] a division of the country of the Arabs; opposed to الغَوْرُ, [or the low country,] i. e., Tihámeh; all the high land from Tihámeh to the land of El-'Irák; (S, L;) above it are Tihámeh and El-Yemen, and below it El-'Irák and Esh-Shám; (K;) it begins, towards El-Hijáz, at Dhát-'Irk, (Msb, K,) and ends at Sawád of El-'Irák, and hence it is said to form no part of El-Hijáz: (Msb:) or it comprises all that is beyond the moat, or fosse, which Kisrà made to the Sawád of El-'Irák until one inclines to the Harrah (الحَرَّة), when he is in El-Hijáz; (El-Báhilee, T, L, Msb;) and it extends to the east of El-Ghowr, or El-Ghór; which is all the tract of which the torrents flow westwards: Tihámeh extends from Dhát-'Irk to the distance of two days' journey beyond Mekkeh: the tract beyond this, westward, is Ghowr, or Ghór; and beyond this, southwards, is Es-Saráh, as far as the frontiers of El-Yemen: (El-Báhilee, L:) or, as the Arabs of the desert have been heard to say, the country which one enters when, journeying upwards, he leaves behind him 'Ijliz, which is above El-Karyateyn, and which he quits when he descends from the mountain-roads of Dhát-'Irk, where he enters Tihámeh, and when he meets with the stony tracts termed حِرَار in Nejd, where El-Hijáz commences: (As, L:) or the high country from Batn-er-Rummeh to the mountain-roads of Dhát-'Irk: (ISk, L:) or the country from El-'Odheyb to Dhát-'Irk, and to El-Yemámeh, and to El-Yemen, and to the two mountains of Teiyi, and from El-Mirbed to Wejreh: Dhât-'Irk is the beginning of Tihámeh, extending to the sea and Juddeh: El-Medeeneh is not of Tihámeh nor of Nejd, but of El-Hijáz, higher than El-Ghowr, or El-Ghór, and lower than Nejd. (IAar, L.) b3: نَجْدٌ An elevated road: (S:) or an elevated and conspicuous road. (L, K.) A road in a mountain. (L.) [Hence طَلَّاعُ الأَنْجُدِ, expl. below, and in art. طلع.] b4: هَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [Kur, xc. 10] We have shown him the two ways; the way of good and that of evil: (Beyd, Jel, L:) or the two conspicuous ways: (L:) b5: or We have given him the two breasts; (Beyd, L;) for نَجْدٌ also signifies a woman's breast; (L, K;) the belly beneath it being like the [country called] غَوْر. (TA.) b6: أَمَا وَنَجْدَيْهَا مَا فَعَلْتَ ذٰلِكَ Now, by her two breasts, didst thou not that? A form of oath of the Arabs. (MF.) b7: نَجْدٌ and ↓ نَاجِدٌ A thing, or an affair, apparent, manifest, plain, or evident. (L.) b8: هُوَ طَلَّاعُ أَنْجُدٍ, and طلّاع أَنْجِدَةٍ, (S, L, K,) and طلّاع نِجَادٍ, (L, K,) and الأَنْجُدِ, (K, art. طلع,) and النِجَادِ, (L, K,) (tropical:) He is one who surmounts difficult affairs: (A:) or he is one who manages affairs thoroughly, (L, K,) and masters them: (L:) or he is a man expert in affairs, who surmounts and masters them by his knowledge and experience and excellent judgment: or, who aims at lofty things: (K, art. طلع:) or he is one who rises to eminences, or to lofty things or circumstances, or to the means of attaining such things: (S:) as also طَلَّاعُ الثَّنَايَا. (S, K, art. طلع.) See نَجِدٌ, and مُنَاجِدٌ.

A2: نَجْدٌ, sing. of نُجُودٌ (A 'Obeyd, S, L, K) and of نِجَادٌ, (L, K,) which signify The articles of household farniture and the like (متاع) with which a house or tent (بيت) is ornamented, or decorated; (A 'Obeyd, S, L;) the carpets and beds or other things that are spread, and the pillows, used for that purpose: (L, K:) the cloths or stuffs used for this purpose, with which the walls are hung, and which are spread; (L;) the curtains which are hung upon the walls: (A:) and أَنْجَادٌ, pl. of نَجْدٌ, household furniture, consisting of such things as are spread, and pillows, and curtains. (L.) A3: نَجْدٌ A skilful, or an expert, guide of the way. (L, K.) A4: نَجْدٌ, (K,) or ↓ نُجُدٌ, (L,) A place in which are no trees. (L, K.) A5: نَجْدٌ A kind of tree resembling the شُبْرُم (L, K) in its colour and manner of growth and its thorns. (L.) نَجَدٌ Sweat, (S, L, K,) by reason of work, or of sorrow, grief, or anxiety, &c. (L.) A2: النَّجَدَاتُ A certain sect of the Khárijees, (S, L,) of those called the Harooreeyeh; (L;) the companions, (S, K,) or followers, (L,) of Nejdeh Ibn-'Ámir (S, L, K) El-Harooree (L) El-Hanafee, (S, L, K,) of the Benoo-Haneefeh; (TA;) also called ↓ النَّجْدِيَّةُ. (TA.) نَجُدٌ: see نَجِذٌ.

نَجِدٌ and ↓ نَجُدٌ and ↓ نَجِيدٌ (S, M, L, K) and ↓ نَجْدٌ (M, L, K) A courageous man, (S, M, L, K,) sharp, or vigorous and effective, in those affairs which others lack power or ability to accomplish: (M, L, K:) or courageous and strong: (Msb:) or very valiant: or quick in assenting to that which he is called or invited to do, whether it be good or evil: (M, L:) pl. of نَجُدٌ, أَنْجَادٌ, like as أَيْقَاظٌ is pl. of يَقُظٌ; (S, L;) or this is pl. of نَجْدٌ and نَجِدٌ; (Sb, M, L;) and not of نَجِيدٌ: (M, L:) the pl. of this last is نُجُدٌ and نُجَدَآءُ. (S, L.) b2: ↓ النَّجِيدُ The lion: (K:) so called because of his courage. (TA.) b3: نَجِدٌ فِى الحَاجَةِ A man quick in accomplishing that which is wanted, or needed. (S, L.) b4: نَجِدٌ and ↓ مَنْجُودٌ (L) and ↓ نَجِيدٌ (TA) and ↓ نَاجِدٌ, in which last the ا is perhaps inserted by poetic licence, (L,) Sweating, by reason of work, or of sorrow, grief, or anxiety, &c. (L, TA.) See also مَنْجُودٌ.

نُجُدٌ: see نَجْدٌ.

نَجْدَةٌ, a simple subst. (M, L,) Courage, (S, M, L, Msb, K,) and sharpness, or vigour and effectiveness, in those affairs which others lack power or ability to accomplish: (M, L:) or courage with steadiness, and calmness in awaiting fearlessly death, victory, or martyrdom: (EshShiháb [El-Khafájee]:) or great valour: or quickness in assenting to that which one is called or invited to do, whether it be good or evil. (M, L.) b2: ذُو نَجْدَةٍ A man possessing valour. (S, L.) See مُنَاجِدٌ. b3: نَجْدَةٌ Fight; combat; battle. (L, K.) b4: Terror; fright. (L, K.) b5: Difficulty; distress; affliction; adversity: (Lh, S, * L, Msb, * K: *) pl. نَجَدَاتٌ (Msb.) Ex.

لَاقَى فُلَانٌ نَجْدَةً Such a one experienced difficulty, distress, trouble, or adversity. (Lh, S, L.) b6: See also a saying of Sakhr-el-Ghei, and a citation from a trad., voce رِسْلٌ. b7: نَجْدَةٌ Aid; assistance. (Msb.) b8: هُوَ ابْنُ نَجْدَتِهَا (tropical:) He is ignorant thereof: contr. of هو ابن بَجْدَتِهَا. By نجدة is meant an allusion to Nejdeh El-Harooree. (A.) See نَجَدٌ.

نِجْدَةٌ, with kesr, Trial, or affliction, (بَلَاءٌ) [experienced] in wars. (Esh-Shiháb [El-Khafájee] and TA.) النَّجْدِيَّةُ: see نَجَدٌ.

نِجَادٌ The suspensory cords or strings of a sword: (S, K:) or the part thereof that lies upon the shoulder. (L.) b2: طَوِيلُ النِّجَادِ [lit., Having long suspensory cords or strings to his sword,] means (tropical:) a man of tall stature: for when a man is tall his نجاد must be long. (L.) نَجُودٌ, applied to a she-ass, and to a she-camel, Long-necked: (L, K:) or, so applied, (K,) or specially to a she-ass, (L,) or to a wild she-ass, (S,) that does not become pregnant: (S, L, K:) but Sh says, that this meaning is disapproved; and that the correct meaning is tall, applied to a she-ass: (L:) or tall; overpeering: (S, L:) or high and great: from نَجْدٌ [signifying “ high or elevated land ”]: (As, L:) pl. نُجُدٌ. (S, L, K.) b2: Also, applied to a she-camel, Sharp; spirited; vigorous: (L, K:) a correct meaning thus applied: (Sh:) or strong: (R:) one that precedes, or outgoes, others: (L, K:) or strong in spirit: (L:) pl. as above. (K.) b3: Also, so applied, Abounding with milk: (L, K:) and, that vies with the other camels in abundance of milk, (L, K,) and surpasses them therein, (L,) or yields abundance when they have little: (K:) [but for إِذَا غَزُرْنَ, in the copies of the K in my hands, meaning “ when they yield abundance of milk,”

I read اذا غَرَزْنَ:] pl. as above. (K.) b4: Also, so applied, That lies down upon a high, or elevated, place: (K:) or that will not lie down save upon high ground: (L:) pl. as above. (K.) b5: Also, An intelligent woman; sharp, or quick, in intellect: (K:) possessing judgment; as though she exerted her judgment in affairs: a strange meaning in which the word is used in a trad.: (Sh, L:) pl. as above. (K.) b6: See مَنْجُودٌ, and مُنَاجِدٌ.

A2: نَجُودٌ One who works in shaking and spreading and stuffing and arranging [those articles of household furniture which are called] نُجُود [pl. of نَجْدٌ]. (M, L.) See also نَجَّادٌ.

نَجِيدٌ: see نَجِدٌ, and مُنْجُودٌ.

نَجَّادٌ One who manufactures (يُعَالِج) beds and the like, and pillows; and sews them: (S, L, K:) [and, accord. to present usage, who teases, separates, or loosens, cotton, for stuffing beds &c., with the bow and mallet: as also ↓ مُنَجِّدٌ:] one who ornaments, or decorates, houses, and beds and the like, and carpets. (AHeyth, L.) See also نَجُودٌ.

نَاجِدٌ and ↓ مَنْجُودٌ Stupid, dull, wanting in intelligence; not penetrating, sharp, vigorous, or effective, in the performing of affairs; soft, without strength, or sturdiness, and without endurance: and weary, or fatigued. (TA.) b2: See نَجِدٌ.

نَاجِدَةٌ, sing. of نَوَاجِدُ (L,) which signifies Streaks of fat (L, K) upon the shoulders of a camel: occurring in a trad.: so called because of their elevation. (L.) نَاجُودٌ Wine: (As, L, K:) or excellent wine: or the first wine that comes forth when the clay is removed from the mouth of the jar: (As, L:) of the masc. gender. (L.) b2: A wine-vessel: (K:) any vessel into which wine is put, (A 'Obeyd, S, K, *) such as a بَاطِيَة, (L,) or a جَفْنَة &c.: (A 'Obeyd, S, L:) or a wine-cup, or a cup of wine; syn. كَأْسٌ: (L:) or a vessel in which wine is cleared; (A;) a clarifier, or strainer for wine; syn. رَاوُوقٌ; (Lth, L;) which last is the meaning that most assign to the word. (TA.) b3: Saffron. (As, L, K.) b4: Blood. (As, L, K.) مِنْجَدٌ A small mountain (K, [in the CK, for جُبَيْل is put حُبَيْل,]) overlooking a valley. (TA.) b2: مِنْجَدٌ A kind of ornament, (L, K,) worn by women, (L,) adorned with gems, or jewels, (L, K,) one over another: (L:) a necklace of pearls and gold, or of cloves, a span in breadth, extending from the neck to the part beneath the breasts, and lying upon the place of the نِجَاد; (L, K;) i. e. of the نجاد of a man's sword: from نَجَّدَ البَيْتَ: (L:) pl. مَنَاجِدُ. (L, K.) مِنْجَدَةٌ A light staff or stick with which a beast of carriage is urged on. (K.) b2: A stick, or wooden instrument, with which wool is teased, or separated, i. q. مِنْدَفٌ (?) (TA,) and with which the حَقِيبَة of a camel's saddle is stuffed. (K, TA.) مِنْجَادٌ A man who aids, or assists, much or well. (Lh, L.) مَنْجُودٌ Overcome; conquered; subdued; overpowered: and fatigued. (L.) b2: مَنْجُودٌ and ↓ نَجِيدٌ (and ↓ نَجُودٌ applied to a female, R,) Afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief or anxiety. (S, L, K.) See also نَجِدٌ. b3: مُنْجُودٌ In a state of perishing or destruction. (L, K.) b4: See نَاجِدٌ.

مُنَجَّدٌ, as also مُنَجَّذٌ, (S, L,) which latter is the more approved, (L,) A man tried and strengthened by experience; expert, or experienced; (S, L, K;) who has had experience in affairs, and has estimated and understood them, and become well informed. (L.) مُنَجِّدٌ: see نَجَّادٌ.

مُنَاجِدٌ A fighter; a combatant. (S, L, K.) b2: An aider; an assistant; (K;) [and so, app., ↓ نَجْدٌ and ↓ نَجْدَةٌ and ↓ نَجُودٌ, mentioned in the A].

بغث

(بغث) : البُغَيْثاءُ من البعِير: مَوْضِعُ الحَقيِبة.
(بغث)
لَونه بغثا وبغثة كَانَ فِيهِ بقع بيض وسود فَهُوَ أبغث وَهِي بغثاء (ج) بغث
(ب غ ث) : (الْبُغَاثُ) مَا لَا يَصِيدُ مِنْ صِغَارِ الطَّيْرِ كَالْعَصَافِيرِ وَنَحْوِهَا الْوَاحِدَةُ بُغَاثَةُ وَفِي أَوَّلِهِ الْحَرَكَاتُ الثَّلَاثُ.

بغث


بَغِثَ(n. ac. بَغَث)
a. Was speckled, spotted.

بَغَثa. Dust-colour.

أَبْغَثُa. Ashcoloured, dust-coloured.

بُغَاْث
(pl.
بِغْثَاْن)
a. Kite.

بَغْدَاد
a. Bagdad.
[بغث] فيه: رأيت وحشياً فإذا شيخ مثل "البغاثة"، هي الضعيف من الطير وجمعها بغاث، وقيل لئامها وشرارها. ومنه: في "بغاث" الطير مد أي إذا صاده محرم. ومنه في وصف امرأة: كأنها "بغاث". 
ب غ ث

صفر أبغث، والبغث الغبرة، وهو من أباغث الطير. وشاة بغثاء وغثم بغث: فيها سواد وبياض.

ومن المجاز: خرج فلان في البغثاء والغثراء وهم أخلاط الناس. وتقول: هم من بغثاء الخيل، وغثاء السيل. وفي مثل: " إن البغاث بأرضنا تستنسر ".
بغث
بُغاث [مفرد]: ج بِغْثان: (حن) طائر صغير لونه لون الغُبار، بطيء الطَّيران، طويل العنق "إنّ البُغاثَ بأرضنا يستنسر [مثل]: يُساق للضَّعيف يَقْوَى ويستبدُّ إذا واتته الظروف، وقد يُراد به أنّ مَنْ جاورنا عزَّ بنا". 
ب غ ث: قَالَ الْفَرَّاءُ: (بَغَاثُ) الطَّيْرِ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا شِرَارُهَا وَمَا لَا يَصِيدُ مِنْهَا ثُمَّ قِيلَ هُوَ جَمْعُ (بَغَاثَةٍ) وَهِيَ اسْمٌ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى مِثْلُ نَعَامَةٍ وَنَعَامٍ. وَقِيلَ هُوَ فَرْدٌ وَجَمْعُهُ (بِغْثَانٌ) كَغَزَالٍ وَغِزْلَانٍ. 
(بغث) - في حديث جَعْفَر بنِ عَمْرو: "ورأيتُ وحْشِيًّا - يَعنى ابنَ حَرْب - فإذا شَيخٌ مِثلُ البُغَاثَة ".
- وحديث عَطاءِ: "في بُغاثِ الطَّيرِ مُدٌّ".
يعنى: إذا صاده المُحرِم، قال أبو عُبَيْد: بُغاثُ الطَّير: ضِعافُها، وقال الأصَمِعى: لِئامُها، وقيل: شِرارُها.
قال أبو عُبَيْد أيضا: من جعل البُغاثَ واحِدًا جَمعَه على بُغْثان، ومن أَجرَاه مُجرَى النَّعام قال: بَغاثَةٌ وبَغَاث كنَعامةٍ ونَعامٍ.
[بغث] ابن السكيت: البَُِغاثُ: طائر أَبْغَثُ إلى الغُبْرَةِ، دُوَيْنَ الرَّخْمَةِ بطئ الطيران. وفى المثل " إنَّ البغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِرُ "، أي من جاورنا عز بنا. وقال يونس: فمن جعل البغاث واحدا فجمعه بغثان، مثل غزال وغزلان. ومن قال للذكر والانثى بغاثة فالجمع بغاث، مثل نعامة ونعام. وقال الفراء: بُغاثُ الطير: شِرارُها وما لا يصيد منها. وفي بغاث ثلاث لغاتٍ. والأَبْغَثُ قريب من الأغبر. والأَبْغَثُ: مكان ذو رمل. والبَغْثاء من الغنم: مثل الرَّقطاء. والبَغْثاء: أخلاط الناس، يقال: دخلنا في البَغْثاءِ، أي في عامَّة الناس وجماعتهم.
بغث
الأبْغَثُ: من طَيْرِ الماءِ كَلَوْنِ الرمادِ طَوِيلُ العُنُق، والجَمْعُ البُغْثُ والأباغِثُ.
والبَغَاثُ: طَيْرٌ كالبَوَاشِقِ لا يَصِيْدُ، الواحِدةُ بَغَاثَةٌ، وُيجْمَع على البِغْثَانِ أيضاً، وُيقال بِغَاثٌ - أيضاً - بالكَسْر.
ابنُ دُرَيْدٍ: يَوْمُ بعَاثَ - بالعَيْن - قال: كذا سَمِعْناه من عُلمائنا بِرَفْع الباء والعَيْن غير مُعْجَمَةٍ. وذُكِرَ عن الخليل بالغَيْنِ مُعْجَمَةً ولم يُسْمَعْ من غيرِه ويومُ بُغَاثٍ كانَ بَيْنَ الأوْس والخَزْرَج. والبَغْثاءُ: الجَماعةُ من الناس.
والبَغِيْثُ: أنْ يُخْلَطَ شَعِيرٌ بِحِنْطَةٍ، وطَعامٌ مَبْغُوثٌ.
والبَغْثاءُ من الضَّأْنِ: مِثْلُ الرَّقْطاءِ. والأنثى من سامِّ أَبْرَصَ.
ب غ ث : الْبُغَاثُ مِنْ الطَّيْرِ مَا لَا يَصِيدُ وَلَا يُرْغَبُ فِي صَيْدِهِ لِأَنَّهُ لَا يُؤْكَلُ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْبُغَاثُ طَائِرٌ أَبْغَثُ دُونَ الرَّخَمَةِ بَطِيءُ الطَّيَرَانِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: الْبُغَاثَةُ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَالْحَمَامَةِ وَالنَّعَامَةَ وَالْجَمْعُ الْبُغَاثُ كَالْحَمَامِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: الْبُغَاثُ وَاحِدٌ وَيُجْمَعُ عَلَى بِغْثَانٍ مِثْلُ: غَزَالٍ وَغِزْلَانٍ وَيَجُوزُ فِي الْبُغَاثِ وَالْبُغَاثَةِ تَثْلِيثُ الْأَوَّلِ وَاسْتَنْسَرَ الْبُغَاثُ صَارَ نَسْرًا وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ
إنَّ الْبُغَاثَ بِأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ 
أَيْ إنَّ الضَّعِيفَ يَصِيرُ قَوِيًّا بِأَرْضِنَا وَبَغِثَ الطَّائِرُ بِالْكَسْرِ بُغْثَةً أَشْبَهَ لَوْنُهُ لَوْنَ الرَّمَادِ. 
باب الغين والثاء والباء معهما ب غ ث، ث غ ب يستعملان فقط

بغث: الأَبْغَثُ من طير الماء كلون الرماد، طويل العُنْقِ، وجُمْعُه بُغْثٌّ وأباغثُ. والبُغاثُ: طيرٌ كالبَواشيقِ لا تصيد شيئاً من الطَّيْر، الوَاحدة بغاثة، ويُجْمَعُ على البِغْثانِ. قال أبو عبد الله: هو الرَّخَم وشبهُهُ. ويوم بُغاثِ: وقعةٌ كانت بين الأوس والخزرج . ويقال: هو بُغاثٌ على ميلٍ من المدينة، قريبٌ من صريا ، وهو موضعٌ أتخذه موسى بن جعفرٍ أبو الرضا. وصريا معمورةٌ بهم اليوم. تقول: دخلنا في البَغْثاءِ والبرشاء يعني جماعة الناس. ثغب: الثَّغَبُ: ماء صار في مستنقعٍ في صخرةٍ أو جلهة، قليل، وجمعه ثُغْبانُ. وذوب الجمد ثَغْبٌ، وقال:

ولقد تُحلُّ بها كأن مجاجها ... ثَغْبٌ يُصَفِّقُ صَفْوَه بمُدامِ
(ب غ ث)

البَغَث، والبّغْثه: بياضٌ يضْرب إِلَى الخضرة.

وَقيل: بَيَاض يضْرب إِلَى الْحمرَة، الذّكر: أبغث، وَالْأُنْثَى: بغثاء.

والابغث: طَائِر، غلب عَلَيْهِ غَلَبَة الْأَسْمَاء، واصله الصِّفَة للونه.

والبغثاء، من الضَّأْن: الَّتِي فِيهَا سَواد وَبَيَاض، وبياضها اكثر من سوادها.

وبَغاث الطير، وبُغاثها: ألائمها وَمَا لَا يَصيد مِنْهَا، واحدتها: بَغاثة، بِالْفَتْح، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء.

وَقَالَ بَعضهم: من جعل " البغَاث " وَاحِدًا، فَجَمعه: بُغْثان، وَمن قَالَ للذّكر وَالْأُنْثَى: بَغاثة، فَجَمعه: بَغاث.

سِيبَوَيْهٍ: بُغاث، بِالضَّمِّ، وبِغْثان بِالْكَسْرِ.

والبغَاث: طَائِر أبغث، بطيء الطيران، صَغِير دوين الرخمة.

وَقيل: البَغاث: أَوْلَاد الرخم والغربان.

والبغاث: طير مثل السَّوادق لَا يصيد، وَفِي الْمثل: إِن البغاث بأرضنا يّستنسر، يضْرب مثلا للئيم يرْتَفع أمره.

والبغيث: الطَّعَام الْمَخْلُوط بالشعر، كاللغيث، عَن ثَعْلَب، وَقد تقدم.

وَدخل فِي بَغْثاء النَّاس، أَي: جَمَاعَتهمْ.

وبُغاث: مَوضِع، عَن ثَعْلَب.

بغث: البَغَثُ والبُغْثة: بياضٌ يَضرِبُ إِلى الخُضرة؛ وقيل: بياض

يَضرِبُ إلىِ الحُمْرة، الذكر أَبْغَثُ، والأُنثَى بَغْثاء. والأَبغَثُ: طائرٌ

غَلَبَ عليه غَلَبَة الأَسماء، وأَصلُه الصفةُ للونه.

التهذيب: البُغَاثُ والأَبغَثُ من طير الماء، كلون الرماد، طويل العُنق؛

والجمع البُغْثُ والأَبَاغِثُ؛ قال أَبو منصور: جَعَلَ الليثُ البُغاثَ

والأَبغَثَ شيئاً واحداً، وجعلهما معاً من طير الماء، قال: والبُغاثُ،

عندي، غيرُ الأَبغَثِ؛ فأَما الأَبغَثُ، فهو من طير الماء، معروف، وسمي

أَبْغَثَ لِبُغْثَتِه، وهو بياض إِلى الخُضرة؛ وأَما البُغاثُ: فكلُّ طائر

ليس من جوارح الطير؛ يقال: هو اسم للجنس من الطير الذي يُصادُ.

والأَبْغَثُ: قريبٌ من الأَغْبَر. ابن سيده: وبَغاثُ الطير وبُغاثها: أَلائِمها

وشِرارُها، وما لا يصيد منها، واحدتُها بَغاثة، بالفتح، الذَّكر والأُنثى في

ذلك سواء. وقال بعضهم: من جعل البَغاثَ واحداً، فجمعه بِغْثانٌ، مثل

غَزال وغِزلانٍ؛ ومنقال للذكر والأُنثى بَغاثة، فجمعه بَغاثٌ، مثل نَعامة

ونَعام، وتكون النعامة للذكر والأُنثى؛ سيبويه: بُغاثٌ، بالضم، وبِغثانٌ،

بالكسر. وفي حديث جعفر بن عمرو: رأَيت وَحْشِيّاً، فإِذا شَيْخٌ مثلُ

البَغَاثة: هي الضعيف من الطير، وجمعها بَغاثٌ. وفي حديث عطاء: في بُغَاثِ

الطيرِ مُدٌّ أَي إِذا صادَه المحرم: وفي حديث المُغِيرة يصف امرأَة:

كأَنها بَغاثٌ؛ والبَغَاثُ طائرٌ أَبيض، وقيل: أَبْغَثُ إِلى الغُبْرى، بطيءُ

الطيرانِ، صغير دُوَيْنَ الرَّخَمَة. قال ابن بري قول الجوهري عن ابن

السكين: البَغاثُ طائرٌ أَبْغَثُ إِلى الغُبْرةِ دون الرَّخَمة، بطيءُ

الطيران؛ قال: هذا غلط من وجهين أَحدهما أَنَّ البَغَاثَ اسم جنس، واحدته

بَغاثة، مثل حَمام وحَمامة، وأَبْغَثُ صفة بدليل قولهم: أَبْغَثُ بَيِّنُ

البُغْثَة، كما تقول: أَحْمَر بَيِّنُ الحُمْرة؛ وجمعه: بُغْثٌ، مثل أَحْمَر

وحُمر؛ قال: وقد يجمع على أَباغِثَ لمَّا اسْتُعمِل استِعمالَ الأَسماء،

كما قالوا: أَبْطَحُ وأَباطِحُ، وأَجْرَعُ وأَجَارِعُ؛ والوجه الثاني:

أَن البُغَاثَ ما لا يصيد من الطير، وأَما الأَبْغَثُ من الطير، فهو ما

كان لونه أَغْبَر، وقد يكون صائداً وغير صائد. قال النضر بن شميل: وأَما

الصُّقورُ فمنها أَبْغَثُ وأَحْوَى، وأَخْرَجُ وأَبيض، وهو الذي يَصيدُ به

الناسُ على كل لون، فجَعَل الأَبْغَثَ صفة لِمَا كان صائداً أشو غير

صائد، بخلاف البَغاثِ الذي لا يكون منه شيءٌ صائداً؛ وقيل: البَغَاث أَولادُ

الرَّخَم والغِرْبان. وقال أَبو زيد: البَغاثُ الرَّخَمُ، واحدتُها

بَغاثة؛ قال: وزعم يونس أَنه يقال له البِغاثُ والبُغاثُ، بالكسر والضم،

الواحدة: بِغاثة وبُغاثة. والبُغاثُ: طير مثلُ السَّوَادِقِ لا يصيد؛ وفي

التهذيب: كالباشِقِ لا يَصِيدُ شيئاً من الطير، الواحدة بُغاثة، ويجمع على

البِغْثان؛ قال عباس بن مِرْداس:

بغاثُ الطَيْر أَكثَرُها فِراخاً،

وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاةٌ نَزُورُ

وفي المثل:

إِنَّ البِغاثَ بأَرضنا يَسْتَنْسِرُ

يُضربُ مثلاً للَّئيم يرتفع أَمره؛ وقيل: معناه أَي من جاوَرَنا عَزَّ

بِنا. قال الأَزهري: سمعناه بكسر الباء، قال: ويقال بَغاث، بفتح الباء؛

قال: والبَغاثُ الطير الذي يُصاد ويَسْتَنْسِرُ أَي يصير كالنَّسْر الذي

يَصيدُ ولا يُصاد.

والبَغْثاءُ من الضأْن، مثل الرَّقْطاء: وهي التي فيها سواد وبياض،

وبياضها أَكثر من سوادها.

والبَغِيثُ: الطعامُ المخلوطُ يُغَشُّ بالشَّعير كاللَّغِيثِ، عن ثعلب،

وهو مذكور في موضعه؛ قال الشاعر:

إِنَّ البَغِيثَ واللَّغيثَ سِيَّان

والبَغْثاءُ: أَخلاطُ الناس. ودَخَلَ في بَغْثاءِ الناس وبَرْشاءِ الناس

أَي جماعتهم.

وبُغاثٌ: موضع، عن ثعلب. الليث: يومُ بُغاثٍ: يومُ وَقْعَةٍ كانت بين

الأَوْس والخَزْرج؛ قال الأَزهري: إِنما هو بُعاث، بالعين، وقد مرَّ

تفسيره، وهو من مشاهير أَيام العرب، ومن قال بُغاث، فقد صحَّف.

والأَبْغَثُ: مكانٌ ذو رمل وحجارة.

بغث

1 بَغِثَ, (Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. بُغْثَةٌ, (Msb,) or this is a simple subst., and the inf. n. is بَغَثٌ, (TA,) He (a bird) was, or became, of a colour resembling that of ashes: (Msb:) or he (a sheep or goat) was of the mixed colours of those to which the epithet بَغْثَآءُ is applied. (K, TA.) [See أَبْغَثُ, and بُغْثَةٌ, and بَغَثٌ.]

بَغَثٌ Dust-colour. (A.) [But see بُغْثَةٌ. Accord. to the TA, the former is the inf. n. of 1, q. v.]

بُغْثَةٌ Whiteness inclining to خُضْرَة [which here app. means a dark, or ashy, dust-colour]: (T:) [or, in a bird, a colour resembling that of ashes: (see 1:)] or the colour of sheep or goats to which the epithet بَغْثَآءُ is applied. (K, TA.) [See أَبْغَثُ.]

بَغْثَآءُ: see أَبْغَثُ, of which it is the fem.

بَغَاثٌ (T, S, A, Mgh, Msb, K) and بُغَاثٌ and بِغَاثٌ; (A, Mgh, K;) only the second of these three mentioned by Sb; (TA;) but the second and third asserted to be correct by Yoo; (Az, TA;) and the last heard by Az; (TA;) or neither of these two is allowable; (Msb;) A bird that does not prey, and such as one does not desire to make an object of prey because it is not eaten: (T, Msb:) or small birds that do not prey, such as sparrows and the like; [a coll. gen. n.;] n. un. with ة: (Mgh:) or [accord. to Lth,] a certain dust-coloured bird, (T, A, K,) of the birds of the water, ash-coloured, and long-necked; as also ↓ أَبْغَثُ; pl. [of the latter] بُغْثٌ and أَبَاغِثُ: (T:) [but this appears to be wrong; for AM says, in the T,] Lth makes the بغاث and the ابغث to be one, asserting them to be of aquatic birds; but in my opinion, the former is different from the latter: as to the latter, it is a well-known kind of aquatic bird, so called because it is of the colour termed بُغْثَة, i. e. white inclining to خُضْرَة [explained above, voce بُغْثَةٌ]: but as to the بغاث, it is any bird that is not one of prey: and the word is said to be a coll. gen. n., signifying the class of birds that are objects of prey: (TA:) ISk says that the بَغَاث is a bird of a colour inclining to that of dust, (S, Msb, *) a little less than the رَخَمَة [or vultur percnopterus], (S,) or less than the رخمة, (Msb,) slow in flight: (S, Msb:) but IB says that this is a mistake in two points of view; first, because بغاث is a [coll.] gen. n., of which the n. un. is with ة, like as is that of حَمَامٌ; and secondly, because it applies to the class of birds that do not prey; but the ↓ أَبْغَث is a bird of the colour of dust, and this may be a bird of prey, and it may be not a bird of prey: (TA:) Az says that بغاث signifies the [species of vulture called] رَخَم; and the n. un. is with ة others, the young ones of the رخم and birds of the crowkind: or [birds] like the [hawks called] سَوَادِق [pl. of سَوْدَقٌ], not predaceous: in the T, it is said to be [a kind of bird] like the [hawk called] بَاشَق, that does not prey upon any other bird: (TA:) or بِغَاثٌ and بُغَاثٌ (ISd, K) and بَغَاثٌ (K) signify the worst [or most ignoble] of birds, (ISd, K, [the latter giving this as a second and distinct signification,]) and such as do not prey: (ISd, TA:) Fr says, بَغَاثُ الطَّيْرِ signifies the worst of birds, and such as do not prey; and بُغَاثٌ and بِغَاثٌ are dial. vars.: (S:) the pl. is بِغْثَانٌ, (Sb, T, S, Msb, K,) accord. to those who make بغاث a sing., (Yoo, S, Msb, TA,) or accord. to those who make the sing. to be with ة; (T, TA;) or those who apply بَغَاثَةٌ [as a n. un.] to the male and the female make بَغَاثٌ to be pl. [or rather a coll. gen. n.]; (Yoo, S, Msb;) as is done in the case of نَعَامَةٌ and نَعَامٌ: (Yoo, S:) ISd says that بَغَاثَةٌ, with fet-h, is the n. un., applied alike to the male and the female: (TA:) [and Fei says,] it is not allowable to pronounce this with damm or with kesr to the first letter: (Msb:) but Yoo asserts both of these forms to be used: (Az, TA:) and بغاثة is said to signify a weak bird. (TA.) It is said in a prov., إِنَّ البَغَاثَ بِأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ (S, A, Msb, K *) Verily the بغاث in our land becomes [like] a vulture, or become [like] vultures: (Msb:) applied to the low person who becomes of high rank: (A:) meaning (tropical:) the weak in our land becomes strong: (Msb:) or he who makes himself our neighbour becomes mighty, strong, or of high rank, by our means, (S, K, TA,) acquiring the might, or strength, of the vulture, after having been low, or mean, in condition. (TA.) بَغِيثٌ Wheat (حِنْطَةٌ and طَعَامٌ [both of which signify the same, though the latter, q. v., has a a larger application,]) adulterated by being mixed with barley; (Th, K;) as also غَلِيثٌ and لَغِيثٌ. (Th, TA.) بُغَيْثَآءُ [dim. of بَغْثَآءُ fem. of أَبْغَثُ, q. v.,] The place of the حَقِيبَة [q. v.] in a camel. (K.) [So called because of its colour, produced by chafing.]

أَبْغَثُ Of a white colour inclining to خُضْرَة [which here app. means a dark, or ashy, dustcolour]: (T:) [or of a colour resembling that of ashes: (see 1:)] or dust-coloured: (A:) or of a colour near to that of dust: (S:) an epithet, like أَحْمَرُ: [fem. بَغْثَآءُ: and] pl. بُغْثٌ: and sometimes, when used as a subst., it has for pl. أَبَاغِثُ. (IB, TA.) You say طَائِرٌ أَبْغَثُ A bird of the colour above described: (T, S:) whether it be a bird of prey or not: see بَغَاثٌ in two places: (IB, TA:) and صَقْرٌ أَبْغَثُ [a hawk of that colour.]; (ISh, A;) as well as أَحْوَى and أَبْيَضُ; i. e., that wherewith men take game. (ISh, TA.) بَغْثَآءُ applied to sheep or goats, (S, K,) or, as in some lexicons, to sheep, (TA,) is like رَقْطَآءُ; (S, K;) [Black speckled with white; or the reverse;] or in which are blackness and whiteness, with predominance of the latter colour: (TA:) or شَاةٌ بَغْثَآءُ and غَنَمٌ بُغْثٌ signify a sheep or goat, and sheep or goats, in which are blackness and whiteness. (A.) b2: Also, [as a subst.,] A certain bird, (K, TA,) dustcoloured, in truth different from the بَغَاث, as shown above: see the latter word: (TA:) pl. بُغْثٌ and أَبَاغِثُ. (T, TA.) You say, هُوَ مِنْ أَبَاغِثِ الطَّيْرِ [He is of the birds thus called]. (A.) b3: And الأَبْغَثُ signifies The lion; (TS, K;) because he is of the colour termed بُغْثَةٌ. (TA.) b4: and البَغْثَآءُ (tropical:) The medley, or mixed or promiscuous multitude or collection, of men or people; or of the lowest or basest or meanest sort, or refuse, or riffraff, thereof; (S, A, K;) the commonalty, or vulgar, and collective body, of the people. (S.) One says, خَرَجَ فَلَانٌ فِى البَغْثَآءِ and الغَثْرَآءِ (tropical:) Such a one went forth among the medley, &c., of the people. (A.) And دَخَلْنَا فِى البَغْثَآءِ (tropical:) We entered among the commonalty, or vulgar, and the collective body, of the people. (S.)
بغث
: (البغَاثُ، مثلَّثة) ، قَالُوا فِي ضَبْطِه: أَوّله مثلَّث الضّبْطِ، وَآخره مُثلَّثُ النَّقْط، ووسطه غين مُعْجمَة، قَالَه شيْخُنا.
وَقَالَ أَبو زيد: زَعَمَ يُونُس أَنه يُقال لَهُ: البِغُاثُ، بِالْكَسْرِ وَالضَّم، الواحِدَةُ بِغَاثَةٌ وبُغَاثَةٌ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: سمعْناه بِكَسْر الباءِ، وَيُقَال: البَغَاثُ بِفَتْح الباءِ، فظَهَر بِمَا قُلنا التَّثْلِيثُ.
وَفِي التَّهْذِيب: البُغَاثُ والأَبْغَثُ (: طائرٌ أَغْبَرُ) من طَيْرِ الماءِ، كلَوْن الرَّمَاد، طويلُ العُنُقِ، والجَميعُ البُغْثُ والأَباغِثُ.
قالَ أَبو مَنْصُور: جَعْلَ اللَّيْثُ البُغَاثَ والأَبْغَثَ شَيْئا وَاحِدًا، وجَعَلَهُمَا مَعًا من طَيْره المَاءِ، قالَ: والبُغَاثُ عندِي غيرُ الأَبْغَثِ، فأَمّا الأَبْغَثُ: فَهُوَ من طَيْرِ الماءِ مَعْرُوفٌ، وسُمِّيَ أَبْغَثَ لِبُغْثَتِه، وَهُوَ بياضٌ إِلى الخُضْرَة، وأَمّا البُغَاثُ فكلُّ طائرٍ لَيْسَ من جَوارِحِ الطَّيْرِ. يُقَال: هُوَ اسمٌ للجنْسِ من الطَّيْرِ الَّذِي يُصاد، والأَبْغَثُ قَريب من الأَغْبَرِ.
وَقَالَ بعضُهُم: من جَعلَ البُغَاثَ وَاحِدًا فإِنّ (ج) بِغْثَانٌ (كغِزْلانٍ) وغَزَال، وَمن قَالَ للذَّكَر والأُنْثَى بَغَاثَة فجمعُه بَغَاثٌ، مثل نَعَامَة ونَعَامٍ، وَيكون النَّعَامَةُ للذّكرَ والأُنثى. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: بُغَاثُ بالضَّمْ وبِغْثَانٌ بالكَسْرِ. وَفِي حَدِيث جعفرِ بن عَمرٍ و (رَأَيْتُ وَحْشِيًّا، فإِذا شَيْخٌ مِثلُ البَغَاثَة) ، هِيَ الضَّعِيفُ من الطَّيْرِ.
وَفِي حَوَاشِي ابْن بَرِّيّ: قَول الجَوْهَرِيّ عَن ابنِ السِّكّيتِ البَغاثُ: طائِرٌ أَبْغَثُ إِلى الغُبْرَةِ، دُونَ الرَّخَمَةِ، بطِىءُ الطَّيَرَانِ قَالَ: هَذَا غَلَطٌ من وَجْهَيْنِ.
أَحدهما: أَن البَغَاثَ اسمُ جِنْسٍ، واحدتُه بَغَاثَةٌ، مثل: حَمَام وحَمَامَةُ، وأَبْغَثُ صِفَةٌ، بدَلِيلِ قَوْلِهِمْ: أَبْغَثُ بَيِّنُ البُغْثَةِ، كَمَا تَقول: أَحْمَرُ بَيِّنُ الحُمْرَةِ، وجمعُه بُغْثٌ، مثل: أَحْمَرَ وحُمْرٍ، قَالَ: وَقد يُجْمَعُ على أَبَاغِثَ، لما استُعْمِل استعمالَ الأَسْمَاءِ، كَمَا قَالُوا: أَبْطَحُ وأَبَاطِحُ، وأَجْرَعُ وأَجارِعُ وأَجارِعُ.
وَالْوَجْه الثَّانِي: أَنَّ البُغاثَ مَا لَا يَصِيدُ من الطَّيْرِ، وأَمّا الأَبْغَثُ فَهُوَ مَا كَانَ لونُه أَغْبَرَ، وَقد يكونُ صائِداً، وَقد يَكخونُ غيرَ صائد، قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل: وأَمّا الصُّقُورُ فَمِنْهَا: أَبْغَثُ، وأَحْوَى، وأَبْيَضُ، وَهُوَ الَّذِي يَصيدُ بِهِ النّاسخ على كلّ لَون، فجعلَ الأَبْغَثَ صِفَةً لِمَا كانَ صائداً أَو غيرَ صائِدٍ، بِخِلَاف البَغَاثه الَّذِي لَا يكونُ مِنْهُ شيْءٌ صائِداً.
وَقيل: البَغَاثُ: أَولادُ الرَّخَمِ، والغِرْبَانِ.
وَقَالَ أَبو زَيْد: البَغَاثُ: الرَّخَمُ واحدتها بَغَاثَةٌ.
وَقَالَ غَيره: البُغَاثُ (طيرٌ) مثل السَّوادِقِ لَا يَصِيدُ.
وَفِي التّهذيب: كالبَاشِقِ لَا يَصِيدُ شَيْئاً من الطَّيْرِ، الواحدةُ: بُغَاثَةٌ، وَيجمع على البِغْثانِ.
(و) قَالَ ابنُ سِيده: البُغَاثُ، بِالْكَسْرِ والضمّ (: شِرَارخ الطَّيْرِ) وَمَا لَا يَصِيدُ مِنْهَا، واحِدتها بَغَاثَةٌ بِالْفَتْح، الذّكر والأُنثى فِي ذَلِك سَوَاءٌ.
(و) بُغَاثٌ (: ع) ، عَن ثَعْلَب. وَقَالَ اللَّيْث: يومُ بُغَاث: يومُ وَقْعَةٍ كانَت بينَ الأَوسِ والخَزحرَجِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: إِنما هُوَ بُعَاثٌ بِالْمُهْمَلَةِ وتقدَّم تفسيرُه، وَهُوَ من مَشَاهِيرِ أَيّام العرَبِ، وَمن قَالَ: بُغَاث، فقد صَحَّفَ.
(و) فِي المَثَلِ: (إِن (البِغَاث بأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ) يُضْرَبُ مثلا للَّئيمِ يَرْتَفِعُ أَمْرُه.
وَقيل: معنَاه (أَي مَنْ جَاوَرَنَا عَزَّ بِنَا) أَي إِن البُغَاثَ مَعَ كونِه ذلِيلاً عاجِزاً لَا قُدرةَ لَهُ إِذا نَزَلَ بأَرْضِنَا، وجاوَرَنَا، حصَلَ لَهُ عِزُّ النَّسْرِ، وانتَقلَ من الذِّلَّةِ إِلى العِزَّةِ والمَنَعَة، وَهُوَ مَجَاز.
(والبَغْثَاءُ) مثلُ (الرَّقْطَاء من الغَنَمِ) وَفِي بعض الأُمّهات: من الضَّأْنِ، وَهِي الَّتِي فِيهَا سَوادٌ وَبياضٌ، وبَيَاضُها أَكثَرُ من سَوادها.
(وَقد بَغِثَ كَفَرِحَ) بَغَثاً (والاسْمُ البُغْثةُ بالضّم) وَهُوَ بياضٌ إِلى الخُضْرَةِ.
(و) من الْمجَاز: خَرَجَ فلانٌ فِي البَغْثَاءِ والغَثْراءِ والبَرْشَاءِ، وهم (أَخْلاطُ النَّاسِ) وجماعَتَهُم.
(والأَبْغَثُ: الأَسَدُ) لبُغْثَتِه، وَذَا من التكملةِ.
(و) الأَبْغَثُ (: ع) ، ذُو رَمْلٍ، وَقد أَهمله ياقوتٌ فِي المُعْجَم.
(و) الأَبْغَثُ (طائرٌ) أَغبرُ، وَهُوَ غيرُ البُغَاثِ على الصَّحيح، كَمَا سلَفَ تحقيقُه.
(والبَغِيثُ) على فَعِيل (الحِنْطَةُ، والطَّعَامُ) المَخْلُوطُ (يُغَشُّ بِالشَّعِيرِ) كالغَلِيثِ، واللَّغِيثِ، عَن ثَعْلَب، وَهُوَ مذكورٌ فِي مَوْضِعه، قَالَ الشَّاعِر:
إِنّ البَغِيثَ واللَّغِيثَ سِيّانْ
(والبُغَيْثَاءُ) ، مصَغّراً ممدوداً، (من البَعِيرِ: مَوْضِعُ الحَقِيبَةِ) مِنْهُ، وَذَا من زياداتِه.

برد

ب ر د

منع البرد البرد وهو النوم. وبردت فؤادك بشربة، واسقني ما أبرد به كبدي. قال:

وعطل قلوصى في الركاب فإنها ... ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا

وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين. وخبر مبرود: مبلول بالماء البارد، واسمه البريد تطعمه المرأة للسمنة. تقول: نفخ فيها الثريد، والبريد، حتى آضت كما تريد. وباتت كيزانهم على البرادة. وهم يتبردون بالماء ويبتردون. قال الراهب المكي:

إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... عمدت نحو سقاء القوم أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنيران حب حشوة تقد

وأصل كل داء البردة وهي التخمة لأنها تبرد الطبيعة فلا تنضج الطعام بحرارتها. وأبردوا بالظهر، وجاءوا مبردين، وسحاب برد، وبرد بنو فلان، وأرض مبرودة كمثلوجة. ولا أفعل ذلك ما نسم البردان والأبردان وهما الغداة والعشي. ولها ساق كأنها بردية. وأبردت إليه بريداً وهو الرسول المستعجل، وأعوذ بالله من قعقعة البريد. وسارت بينهم البرد، وهذا بريد منصب وهو ما بين المنزلين. وفلان يسحب البرود، وكان يشتمل بالبردة.

ومن المجاز: برد لي على فلان حق، وما برد لك على فلان. وإن أصحابك لا يبالون ما بردوا عليك أي ما أوجبوا وأثبتوا. وبرد فلان أسيراً في أيديهم إذا بقي سلماً لا يفدى. وضربته حتى برد وحتى جمد. وبرد ظهر فرسك ساعة: رفهه عن الركوب. قال الراعي:

فبرد متنيها وغمض ساعة ... وطافت قليلاً حوله وهو مطرق

وبرد مضجعه إذا سافر. ولا تبرد عن ظالمك: لا تخفف عنه بدعائك عليه، لقوله صلى الله عليه وسمل: " لا تسبخي عنه ". وبرد مخه وبردت عظامه إذا هزل وضعف. وقد جاءنا فلان بارداً مخه. قال ذو الرمة:

لدي كل مثل الجفن يهوي بآله ... بقايا مصاص العتق والمخ بارد

وفلان بارد العظام وصاحبه حار العظام: للهزيل والسمين. ورعب فبرد مكانه إذا دهش. وبرد الموت عليه: بان أثره. قال أبو زبيد يصف ميتاً:

بادياً ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أي برود

وعيش بارد: ناعم. قال:

قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد

وسلب الصهباء بردتها أي جريالها. قال:

كأس ترى بردتها مثل الدم ... تدب بين لحمه والأعظم

من آخر الليل دبيب الأرقم

وقال الأعشى:

وشمول تحسب العين إذا ... صفقت بردتها نور الذبح شبه ما يعلوها من لونها بالبردة التي يشتمل بها. وجعل لسانه عليه مبرداً إذا آذاه وأخذه بلسانه. قال حاتم:

أعاذل لا آلوك إلا خليقتي ... فلا تجعل فوقي لسانك مبرداً

أي لا أدخر عنك شيئاً إلا خليقتي. واستبردت عليه لساني: أرسلته عليه كالمبرد. ووقع بينهما قد برود يمنية إذا تخاصما حتى تشاقا ثيابهما الغالية، وهو مثل في شدة الخصومة.
[ب ر د] البَرْدُ: ضِدُّ الحَرِّ. بَرَدَ الشيْءُ يَبْرُدُ بُرُودَةً. وماءٌ بَرْدٌ، وبارِدٌ، وبَرُودٌ، وبُرادٌ. وقد بَرَدَهُ يَبْرُدُه بَرْداً، وبَرَّدَه: جَعَلَه بارداً. فأمّا من قَال بَرَّدْتُه: سَخَّنْتُه، لقَوْلِه:

(عافَت الماءَ في الشِّتاءَِ فقُلْنا ... بَرِّدِيهِ تُصادِفِيه سَخِينَا)

فغالِطُ، إنّما هُو ((بَلْ رِدِيهِ)) فأَدْغَمَ، على أنَّ قُطْرُباً قد قالَهُ. وبَرَدَهُ يَبْرُدُه: خَلَطَه بالثَّلْجِ وغيرِه، وقد جَاء في الشِّعْرِ أَبَرَدَهُ وليس بَمأْخُوذٍ بهِ. وأَبَرَدَهُ: جاءَ به باِرِداً. وأَبْردَ له: سَقَاه بارِداً. وَسقُاهُ شَرْبَةً بَردَتَ فُؤادَهُ: أي بَرَّدَتْهُ، وأنشدَ ابنُ الأعْرابِيِّ:

(أَنَّي اهْتَدَيْتِ لِفْتَيةٍ نَزَلُوا ... بَرَدُوا غُوارِبَ أَيْنُقٍ حُدْبٍ)

أي وَضَعُوا عنها رحالَها لتَبْرُدَ ظُهُورها. والبَرّادَةُ: إِناءٌ يُبَرِّدُ الماءَ، بَنِي على بَرَّدَ. وإِبْرِدَةُ الثَّرَى والمَطَرِ: بَرْدُهُما. والإبُرِدَةُ: بَرْدٌ في الجَوْفِ. والبَرَدَةُ والبَرْدَةُ: التُّخَمَةُ، وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ: كُلُّ داءٍ أَصْلُه البَرَدةُ) وكُلُّه من البَرْدِ. وابْتَرَدَ الماءَ: صَبَّهُ على رَأْسِه بارِداً، قال:

(إذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ في كَبِدِي ... أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاءِ القَوْمِ أَبْتَرِدُ)

(هذا بَرَدْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه ... فمَنْ لَحرِّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ)

وتَبَرَّدَ فيه: اسْتَنْفَعَ. والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به. والبَرْدانِ، والأَبْرَدانَ: الغَداةُ والعَشِيُّ. والأَبْرَدانِ أيضاً: الظِّلُّ والفَيْءُ، قالَ الشَّمّاخُ:

(إِذا الأَرْطَي تَوَسَّدَ أًَبْرَدَيْهِ ... خَدُودُ جَوازِيء بالرَّمْلِ عِينِ)

وَقْولُ أَبِي صَخْرِ الهّذَلِيِّ:

(فما رَوْضَةٌ بالحَزْمِ ظاهِرَةُ الثَّرَى ... ولَتَهْا نَجاءُ الدَّلْوِ بعدَ الأَبارِدِ)

يَجُوزُ أن يكونَ جَمْعَ الأَبْرَدَيْنِ اللَّذَيْنِ هما الفَيءُ والظِّلُّ؛ أو اللَّذَيْنِ هما الغَداةُ والعَشِيُّ. وأبْرَدَ القَوْمُ: دَخَلُوا في آخِرِ النَّهارِ. ((وأَبْرِدُوا عَنْكُم من الظَّهِيرَةِ)) : أي لا تَسيرُوا حتى يَنْكَسَر حَرُّها ويَبُوخَ. وبَرُدَنا اللَّيْلُ يَبْرَدُنا بَرْداً، وَبَرَد عليناَ: أصابَنَا بَرْدُه. وليلَةٌ بارِدَةُ العَيْشِ، وبَرْدَتُه: هَنِيئَتُه: قال نُصَيْبٌ:

(فيا لَكَ ذَا وَدٍّ ويا لَكِ لَيْلَةً ... تَحَلَّتْ وكانت بَرْدَةَ العَيْش ناعِمَهْ)

وعَيْشٌ بارِدٌ: هَنِيءٌ، قال:

(قَلَيلَةُ لَحْمِ النّاظَريْنِ يَزِينُها ... شبَابٌ ومَخْفُوضٌ من العَيْشِ بارِدُ)

والمَبْرُودُ: خَبْزٌ يُبْرَدُ في الماءِ تَطْعَمُه النِّساءُ للسُّمْنَةِ. والبَرَدُ: سَحابٌ كالجَمَد؛ سُمِّي بذلك لِشَّدةِ بَرْدِه. وسَحابٌ بَرِدٌ، وأَبْرَدُ: [ذو قُرٍّ] وبَرْدٍ، قال:

(يا هِنْدُ هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكِبَد ... )

(أَسْقاكِ عَنِّي هَزِمُ الرَّعْدِ بَرِدْ ... )

وقالَ:

(كأَ نَّهمُ المَعْزاءُ في وَقْعِ أَبْرَدَا ... )

شَبَّهَهَمُ في اخْتِلاطِ أَصْواتِهِم بوَقْعِ البَرَد على المَغْزاءِ، وهي حِجارَةٌ صُلْبَةٌ. وسَحابَةٌ بَرِدَةُ، على النَّسَبِ: [ذاتُ بَرْدٍ] ولم يَقُولُوا: بَرْداء. وبُرِدَ القَوْمُ: أَصابَهُم البَرَدُ. وأَرْضٌ مَبْرُودَةٌ كذلك. وقال أبو حَنِيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ: طَرَحَ البَرْدُ وَرَقَها. والبَرْدُ: النَّوْمُ؛ لأنَّه يُبَرِّدُ العَيْنَ بأَنْ يُقِرَّها. وفي التَّنْزِيلِ: {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا} [النبأ: 24] ، قالَ. (فإِنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّساءَ سِواكُمُ ... وإِنْ شِئْتِ لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْداً)

وقال ثَعْلبٌ: البَرْدُ هُنا: الرِّيقُ. وبَرَدَ الرَّجُلُ يَبْرُودُ بَرْداً: ماتَ، وهو صَحِيحٌ في الاشْتِقاقِ؛ لأنّه عَدِمَ حَرارَةَ الرُّوحِ. وبَرَدَ السَّيْفُ: نَبَا. وبَرَدَ يَبْرُودُ بُراداً وبُرُوداً: ضَعُفَ وفَتَرَ عن هُزالٍ أو مَرَضِ. وأَبْرَدَه الشَّيءُ: فَتَّرَةُ وأَضْعَفَه، وأنِشَد ابنُ الأَعْرابِيٍّ:

(والأَسودانِ أَبْرداَ عِظامِي ... )

(الماءُ والفَثُّ ذَوَا أَسْقامِ ... )

وَبَرَدَ عينَه بالكُحْلِ يَبْرُدُها بَرْداً: كَحَلَها، وسَكَّنَ أَلَمَها. واسمُ الكُحْلِ: البَرُودُ. وكلُّ ما بُرِدَ به شَيْءٌ: بَرُودٌ. وبَرَدَ عليهِ حَقٌّ: وَجَبَ ولَزِمَ. وليِ عليهمِ أَلْفٌ بارِدٌ: أي ثابِتٌ، قال:

(اليَوْمُ يَوْمٌ بارِدٌ سَمُومُه ... )

(مَنْ عَجَزَ اليَوْمَ فلا نَلُومُهْ ... )

أي: حرُّه ثابَتٌ، قال أَوْسُ بنُ حَجَزٍ:

(أَتانِي ابنُ عَبْدِ اللهِ قُرْطٌ أَخُصُّه ... وكانَ ابنَ عَمٍّ نُصْحُه لِيَ بارَدُ)

وبَرَدَ في أَيْدِيهِمْ سَلَماً: لا يُفْدَي ولا يُطْلَقُ ولا يُطْلَبُ. وإن أصْحابَكَ لا يُبالُونَ ما بَرَّدُوا عليكَ: أي أَثْبَتُوا. وفي حَدِيثِ عائِشَة: ((لا تُبَرِّدِي عَنْه)) : أي: لا تُخَفِّفِي. والبَرِيدُ: فَرْسخانِ. وقيل: ما بَيْنَ كُلِّ مَنْزِلَيْنِ بِرِيدٌ. والبَرِيدُ: الرُّسُلُ على دَوابِّ البَرِيدِ، والجَمْعُ بُرُدٌ. وبَرَدَ بَرٍِ يداً: أَرْسَلَه. والبُرْدُ: ثَوْبٌ فيه خُطُوطٌ، وخَصَّ بعضُهم به الوَشْيَ، والجمعُ: أَبْرادٌ، وأَبْرُدٌ، وبُرُودٌ. والبُرْدَةُ: كِساءٌ يُلْتَحَفُ بهِ. وقِيلَ: إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وله هُدْبٌ فهي بُرْدَةٌ. وقولُهم: هُما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ، فَسَّرَه ابنُ الأَعْرابِيِّ فقالَ: معناه أَنّهما يَفْعلانِ فِعلاً واحداً فَيشْتَبِهانِ، كأَنَّهُما في بُرْدَةٍ واحِدَةٍ، والجَمْعُ: بُرَدٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذِلكَ، قال أبو ذُؤَيْبٍ:

(فَسمِعَتْ نَبْأَةً منْهُ فآسَدَها ... كأَنَّهُنُ لَدَى أَنْسائِه البَرَدُ)

يُرِيدُ: أَنَّ الكِلابَ انْبَسَطْنَ خَلْفَ الثَّوْر مثلَ البُرِدِ، وقَوْلُ يَزِيدَ بنِ مُفَرِّغ:

(مَعاذَ اللهِ رَبّا أَنْ تَرانَا ... طوالَ الدَّهْرِ نَشْتَملُ البِراداَ)

يَحْتَِمِلُ أن يكونَ جَمْعَ بُرْدَةِ، كُبرْمَةٍ وبِرامٍ، وأن يكونَ جَمْعَ بُرْدٍ، كقُوْطٍ وقِراطٍ. وثَوْرٌ أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سَوادٍ وبَياضٍ، تمانِيَةٌ. وهي لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها: أي خالِصَةً. وقالَ أبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها: أي خالصاً، فلم يُؤَنِّثْ خالِصاً. وهي لِبَرْدَةِ يَمِينِي. وقالَ أبو عُبيَدَةَ: هُوَ لِي بَرْدَةُ يَمِينِي: إذا كان لكَ مَعْلُوماً. وبَرَدَ الحَدِيدَ ونَحْوَه، من الجَواهِرِ، يَبْرُدُه بَرْداً: سَحَلَه. والبُرادَةُ: السُّحالَةُ. والمِبْرَدُ: ما بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارِسيِةَّ. والبُرْدِيُّ: من جَيِّدِ التَّمرِ، يُشْبِهُ البَرْنِيَّ، عن أبي حَنِيفَةَ. والبَرْدِيُّ: نَبْتٌ، واحِدَتُه بَرْدِيَّةُ، قال الأَعْشَي:

(كَبْردِيَّةَ الغِيلِ وَسْطَ الغِرِيفِ ... قَدْ خالَطَ الماءُ مِنْها السَّريِراَ) السَّرِيرُ: ساقُ البَرْدِيِّ، وقيل: قُطْنَه. وبَرَدَى: نَهْرٌ بدِمَشْقَ. قال حَسّان:

(يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عليهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)

أرادَ: ماءَ بَرَدَى. والبَرَدانُ: موضِعٌ، قال ابنُ مَيّادَةَ:

(ظَلَّتْ بِنِهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِل ... )

(تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعْلْ ... )

وبَرَِدَيّاً: موضِعٌ أيضاً، وقيل: نَهْرٌ، وقيل: هو نَهْرُ دِمَشْقَ، والأَعْرَفُ أَنّه بَرَدَى، كما تَقَدَّم.

برد: البَرْدُ: ضدُّ الحرّ. والبُرودة: نقيض الحرارة؛ بَرَدَ الشيءُ

يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ، وقد بَرَدَه يَبرُدُه

بَرْداً وبَرَّدَه: جعله بارداً. قال ابن سيده: فأَما من قال بَرَّدَه

سَخَّنه لقول الشاعر:

عافَتِ الماءَ في الشتاء، فقلنا:

بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا

فغالط، إِنما هو: بَلْ رِدِيه، فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله.

الجوهري: بَرُدَ الشيءُ، بالضم، وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته

تبريداً، ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة؛ قال مالك بن الريب، وكانت المنية

قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه

في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه

ويحزن أَولياءه؛ فقال:

وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب، فإِنها

سَتَبْرُدُ أَكباداً، وتُبْكِي بَواكيا

والبَرود، بفتح الباء: البارد؛ قال الشاعر:

فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى

بَرُودُ الثَّنايا، واضحُ الثغر، أَشْنَبُ

وبَرَدَه يَبْرُدُه: خلطه بالثلج وغيره، وقد جاء في الشعر. وأَبْرَدَه:

جاء به بارداً. وأَبْرَدَ له: سقاهُ بارداً. وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه

تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه. ويقال: اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي.

ويقال: سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً. وسقيته شربةً

بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا،

بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب

أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها. وفي الحديث: إِذا أَبصر أَحدكم

امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه؛ قال ابن الأَثير: هكذا

جاء في كتاب مسلم، بالباء الموحدة، من البَرْد، فإِن صحت الرواية فمعناه

أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي

تسكنه وتجعله بارداً، والمشهور في غيره يردّ، بالياء، من الرد أَي يعكسه.

وفي حديث عمر: أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر. ويُقال: جدّ

في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر. وفي الحديث: لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي

قال له: من أَنت؟ قال: أَنا بريدة، قال لأَبي بكر: بَرَدَ أَمرنا وصلح

(* قوله «برد أمرنا وصلح» كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم، وهو المناسب

للأسلمي فانه، صلى الله عليه وسلم، كان يأخذ الفأل من اللفظ). أَي سهل.

وفي حديث أُم زرع: بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة، وفعول يستوي فيه الذكر

والأُنثى.

والبَرَّادة: إِناء يُبْرِد الماء، بني على أَبْرَد؛ قال الليث:

البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء، قال الأَزهري: ولا أَدري هي من كلام

العرب أَم كلام المولدين. وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر: بَرْدُهما.

والإِبْرِدَةُ: بَرْدٌ في الجوف.

والبَرَدَةُ: التخمة؛ وفي حديث ابن مسعود: كل داء أَصله البَرَدة وكله

من البَرْد؛ البَرَدة، بالتحريك: التخمة وثقل الطعام على المعدة؛ وقيل:

سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ

ولا تُنْضِجُه.

وفي الحديث: إِن البطيخ يقطع الإِبردة؛ الإِبردة، بكسر الهمزة والراء:

علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة.

ورجل به إِبْرِدَةٌ، وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء.

وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال

الراجز.

لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ،

فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ،

مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ

وابْتَرَد الماءَ: صَبَّه على رأَسه بارداً؛ قال:

إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي،

أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ

هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ،

فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ؟

وتَبَرَّدَ فيه: استنقع. والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به.

والبَرُودُ من الشراب: ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ وأَنشد:

ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ

والإِنسان يتبرّد بالماء: يغتسل به.

وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي ما يحملكم على

نومة الضحى؟ قال: إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء.

والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما؛ قال

الشماخ بن ضرار:

إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ

خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِينِ

سيأْتي في ترجمة جزأَ

(* وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري.) ؛

وقول أَبي صخر الهذلي:

فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى،

ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ

يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما

الغداة والعشيّ؛ وقيل: البردان العصران وكذلك الأَبردان، وقيل: هما الغداة

والعشي؛ وقيل: ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ. وفي

الحديث: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم؛ قال ابن الأَثير:

الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ؛

وقيل: معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار، وهو أَوّله. وأَبرد

القومُ: دخلوا في آخر النهار. وقولهم: أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا

تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ. ويقال: جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ

الحر. وقال محمد بن كعب: الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس، قال: والركب في

السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا؛ قال ابن أَحمر:

في مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد

قال الأَزهري: لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من

كلام العرب، وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون، فإِذا زالت

الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم:

أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث: يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت

القُرِّ آخر القيظ. وفي الحديث: من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة؛

البردانِ والأَبْرَدانِ: الغداةُ والعشيّ؛ ومنه حديث ابن الزبير: كان يسير بنا

الأَبْرَدَيْنِ؛ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك: وسِرْ بها

البَرْدَيْن.وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا: أَصابنا برده.

وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه: هنيئته؛ قال نصيب:

فيا لَكَ ذا وُدٍّ، ويا لَكِ ليلةً،

بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه

وأَما قوله: لا بارد ولا كريم؛ فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه

قال: وعيش بارد هنيء طيب؛ قال:

قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ، يَزِينُها

شبابٌ، ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ

أَي طاب لها عيشها. قال: ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها

ونعيمها.

قال ابن شميل: إِذا قال: وابَرْدَهُ

(* قوله «قال ابن شميل إِذا قال

وابرده إلخ» كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال: ويقول وابرده على

الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ.) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً،

وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد. ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول: إِنما هي

إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى. ويقول الرجل من العرب: إِنها

لباردة اليوم فيقول له الآخر: ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى. ابن

الأَعرابي: الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها. والباردة: الغنيمة

الحاصلة بغير تعب؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الصوم في الشتاء

الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا

مشقة. وكل محبوب عندهم: بارد؛ وقيل: معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من

قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت؛ ومنه حديث عمر: وَدِدْتُ أَنه

بَرَدَ لنا عملُنا. ابن الأَعرابي: يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ

وبَرَّدَهُ.والمبرود: خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة؛ يقال:

بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته، واسم ذلك الخبز

المبلول: البَرُودُ والمبرود.

والبَرَدُ: سحاب كالجَمَد، سمي بذلك لشدة برده. وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ:

ذو قُرٍّ وبردٍ؛ قال:

يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ،

أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ

وقال:

كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا

شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي حجارة صلبة،

وسحابة بَرِدَةٌ على النسب: ذات بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْداء. الأَزهري:

أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد. والبَرَدُ: حبُّ

الغمام، تقول منه: بَرُدَتِ الأَرض. وبُرِدَ القوم: أَصابهم البَرَدُ،

وأَرض مبرودة كذلك. وقال أَبو حنيفة: شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها.

الأَزهري: وأَما قوله عز وجل: وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب

به؛ ففيه قولان: أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ،

والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً؛ ومن صلة؛ وقول الساجع:

وصِلِّياناً بَرِدَا

أَي ذو برودة. والبَرْد. النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها؛

وفي التنزيل العزيز: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً؛ قال العَرْجي:

فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ،

وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا

قال ثعلب: البرد هنا الريق، وقيل: النقاخ الماء العذب، والبرد النوم.

الأَزهري في قوله تعالى: لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً؛ روي عن ابن عباس

قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، قال: وقال بعضهم لا يذوقون

فيها برداً، يريد نوماً، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه، وإِن العطشان لينام

فَيَبْرُدُ بالنوم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم:

بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْ

تُ على مُصطلاه أَيَّ برود

قال أَبو الهيثم: بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه. وبَرَدَ لي

عليه من الحق كذا أَي ثبت. ومصطلاه: يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه

فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلى النار ليسخنه.

وناجذاه: السنَّان اللتان تليان النابين. وقولهم: ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى

مات. وأَما قولهم: لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت؛

وأَنشد:اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه

قال: وأَصله من النوم والقرار. ويقال: بَرَدَ أَي نام؛ وقول الشاعر

أَنشده ابن الأَعرابي:

أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا

حُبّاً سَخَاخِينَ، وحبّاً باردا

قال: سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي. وسَمُوم بارد أَي

ثابت لا يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه،

مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه

وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً: مات، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم

حرارة الروح؛ وفي حديث عمر: فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات. وبَرَدَ

السيفُ: نَبا. وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً: ضعف وفتر عن هزال أَو مرض.

وأَبْرَده الشيءُ: فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي:

الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي،

الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي

ابن بُزُرج: البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء، يقال: به بُرادٌ.

وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه. والبَرْد: تبرِيد العين. والبَرود:

كُحل يُبَرِّد العين: والبَرُود: كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ

وهو الكحل. وبَرَدَ عينَه، مخففاً، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها

بَرْداً: كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك، واسم الكحل

البَرُودُ، والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ؛ وفي حديث الأَسود: أَنه

كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم؛ البَرُود، بالفتح: كحل فيه أَشياء

باردة. وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ: بَرُود. وبَرَدَ عليه حقٌّ: وجب ولزم. وبرد

لي عليه كذا وكذا أَي ثبت. ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان، وكذلك ما ذَابَ

لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب. ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت؛ قال:

اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه،

مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه

أَي حره ثابت؛ وقال أَوس بن حُجر:

أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه،

وكان ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ

وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب.

وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك. وفي حديث

عائشة، رضي الله تعالى عنها: لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي. يقال: لا

تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه، وفي الحديث: لا

تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة

ذنبه.

والبَرِيدُ: فرسخان، وقيل: ما بين كل منزلين بَرِيد. والبَريدُ: الرسل

على دوابِّ البريد، والجمع بُرُد. وبَرَدَ بَرِيداً: أَرسله. وفي الحديث:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه

حسن الوجه حسن الاسم؛ البَرِيد: الرسول وإِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز:

رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا

وقال بعض العرب: الحُمَّى بَرِيد الموتِ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر

به. وسِكَكُ البرِيد: كل سكة منها اثنا عشر ميلاً. وفي الحديث: لا

تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ، وهي ستة عشر فرسخاً، والفرسخ

ثلاثة أَميال، والميل أَربعة آلاف ذراع، والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة

برد، وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة؛

وقيل لدابة البريد: بَريدٌ، لسيره في البريد؛ قال الشاعر:

إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني،

عليها بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِيدا

وقال ابن الأَعرابي: كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد. وفي الحديث: لا

أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين

عليّ؛ قال الزمخشري: البُرْدُ، ساكناً، يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن

بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد. قال: والبَرِيد

كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد، وأَصلها «بريده دم» أَي محذوف

الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت

وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السكتين بريداً،

والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط، وكان

يرتب في كل سكة بغال، وبُعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل أَربعة.

الجوهري: البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد؛ وقال امرؤ القيس:

على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ

بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ، من خيلِ بَرْبَرَا

وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي:

فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي،

وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها

أَي سيرها في البرِيد. وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير، فهو

مُبْرِدٌ. والرسول بَرِيد؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام

الأَسد.

والبُرْدُ من الثيابِ، قال ابن سيده: البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم

به الوشي، والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ.

والبُرْدَة: كساء يلتحف به، وقيل: إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب، فهي

بُرْدَة؛ وفي حديث ابن عمر: أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ

قصيرة؛ قال شمر: رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف

قد اتَّزَر به فقلت: ما تسميه؟ قال: بُرْدة؛ قال الأَزهري: وجمعها

بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب

والوَشْي، قال: وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب؛

وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري:

وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني،

من قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ

فهو اسم عبد. وشريت أَي بعت. وقولهم: هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن

الأَعرابي فقال: معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في

بُرَدة، والجمع بُرَد على غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب:

فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها،

كأَنَّهُنَّ، لَدَى إِنْسَائِهِ، البُرَد

يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ وقول يزيد بن المفرّغ:

مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا،

طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا

قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام، وأَن يكون

جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ.

وثوب بَرُودٌ: ليس فيه زِئبِرٌ. وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا

لَيِّناً من الثياب.

وثوب أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض، يمانية.

وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب: جناحاه؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ،

إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ

وقال الكميت يهجو بارقاً:

تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، ولم يَطِرْ

لنا بارِقٌ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ

وأُم عوف: كنية الجراد.

وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة. وقال أَبو عبيد: هي لك بَرْدَةُ

نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً.

وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني؛ وقال أَبو عبيد: هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا

كان لك معلوماً.

وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه: سحله.

والبُرادة: السُّحالة؛ وفي الصحاح: والبُرادة ما سقط منه. والمِبْرَدُ: ما

بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارسية. والبَرْدُ: النحت؛ يقال: بَرَدْتُ

الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها.

والبُرْدِيُّ، بالضم: من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ؛ عن أَبي حنيفة.

وقيل: البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف؛ وفي الحديث: أَنه أَمر أَن

يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة، وهو بالضم، نوع من جيد التمر.

والبَرْدِيُّ، بالفتح: نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ؛ قال الأَعشى:

كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَريـ

ـفِ، ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا

وفي المحكم:

كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريـ

ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

وقال في المحكم: السرير ساقُ البَرْدي، وقيل: قُطْنُهُ؛ وذكر ابن برّيّ

عجز هذا البيت:

إِذا خالط الماء منها السُّرورا

وفسره فقال: الغِيل، بكسر الغين، الغيضة، وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه

الشجر. والغريف: نبت معروف. قال: والسرور جمع سُرّ، وهو باطن

البَرْدِيَّةِ. والأَبارِدُ: النُّمورُ، واحدها أَبرد؛ يقال للنَّمِرِ الأُنثى

أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ.

وبَرَدَى: نهر بدمشق؛ قال حسان:

يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ

بَرَدَى، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

أَي ماء بَرَدَى

والبَرَدانِ، بالتحريك: موضع؛ قال ابن مَيَّادة:

ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ،

تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ

وبَرَدَيَّا: موضع أَيضاً، وقيل: نهر، وقيل: هو نهر دمشق والأَعرف أَنه

بَرَدَى كما تقدم.

والأُبَيْرِد: لقب شاعر من بني يربوع؛ الجوهري: وقول الشاعر:

بالمرهفات البوارد

قال: يعني السيوف وهي القواتل؛ قال ابن برّي صدر البيت:

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني

مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ

رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما

صورته: قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها

زوجته؛ قال وصوابه:

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني

مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ

قال: وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره

في الصحاح فقلده في ذلك، ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في

السهو. قال محمد بن المكرّم: القاضي شمس الدين بن خلكان، رحمه الله، من

الأَدب حيث هو، وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد، وخطأَه

في اتباعه الجوهري، ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات، والأَبيات مشهورة

والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء،

وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها:

ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ

ودِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ؟

بلغت الرشيد فقال: لمن هذه؟ فقيل: لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم، فقال

الرشيد: ما منعه أَن يكون ببابنا؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ

فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف، وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير

سراويل، فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة، ويقام له وظيفة، فكان الطعام إِذا

جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله، وإِذا كان وقت

النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله، وأُخْبِرَ الرشِيدُ

بأَمره فطرده، فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته

وقالت: هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى

ضياعاً وأَنت. كما ترى؛ فقال:

تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ،

زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ

رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا،

مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد

أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ

من العَيْش، أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ؟

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي

مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ؟

دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً،

ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ

فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ

بِمُسْتَوْدَعاتٍ، في بُطونِ الأَساوِدِ

برد: {بردا ولا شرابا}: أي نوما، ويقال في المثل: مَنَع البَرْدُ البَرْدَ.
(برد) لَهُ أبرد وَعنهُ خفف وَفِي الحَدِيث لَا تبردوا عَن الظَّالِم لَا تخففوا عُقُوبَة الذَّنب بشتمه وَالدُّعَاء عَلَيْهِ وَالشَّيْء جعله بَارِدًا وَطَعَامه وَشَرَابه وَضعه فِي الثلاجة ليبرد وَالشَّيْء فلَانا أبرده
(برد)
بردا وبرودا هَبَطت حرارته فَهُوَ بَارِد وبرود وَحقه على فلَان لزم وَثَبت وَمِنْه قَول عمر وددت أَنه برد لنا عَملنَا وَفُلَان فتر يُقَال جد فِي الْأَمر ثمَّ برد وَمَات وَالْأَمر سهل وَالسيف نبا وَالشَّيْء بردا جعله بَارِدًا أَو خلطه بالثلج وَالْخبْز بِالْمَاءِ بلله بِهِ فَهُوَ مبرود وبرود وَاللَّيْل الْقَوْم وَعَلَيْهِم أَصَابَهُم برده وَالْحَدِيد وَنَحْوه سحله وَالْعين كحلها بالبرود وبريدا أرْسلهُ

(برد) برودة صَار بَارِدًا وَالْأَرْض أَصَابَهَا الْبرد

(برد) الْقَوْم أَصَابَهُم الْبرد
بَاب الْبرد

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْبرد ضد الْحر وَالْبرد الثَّبَات وَمِنْه قَوْلهم برد لي غَلَبَة حر أَي ثَبت وَالْبرد النّوم وَمِنْه قَوْلهم منع الْبرد الْبرد الأول مَعْرُوف وَالثَّانِي النّوم وَالْبرد مصدر بردت عَيْني أبردها بردا وَالْبرد النحت وَالْبرد الْمَوْت وَالْبرد الهزال يُقَال فلَان بَارِد الْعِظَام إِذا كَانَ مهزولا وَفُلَان حَار الْعِظَام إِذا كَانَ سمينا ممخا قَالَ ابْن خالويه أَنْشدني أَبُو عمر فِي ذَلِك رجز

(الأبردان ابردا عِظَامِي ... المَاء والفت بِلَا إدام)

والجرد الثَّوْب الْخلق والحرد الْقَصْد والحرد الْمَنْع والحرد الْغَضَب وكل ذَلِك تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {وغدوا على حرد قَادِرين} والحرد المباعد عَن الأمعاء فَقلت لأبي عمر فِي بعض التفاسير إِن حردا اسْم للقرية الَّتِي كَانُوا يسكنونها فأملاها على النَّاس فِي الياقوتة ياقوتة الردح

(برد) - في حديث الأَسودِ: "أَنَّه كان يَكتَحِل بالبَرُود وهو مُحرمٌ".
البَرودُ: كُحلٌ فيه أَشياءٌ بارِدَةٌ، وبَرَدْتُ عَينِى بالتَّخْفِيف: كَحَلْتُها به.
في حديث عائِشةَ, رَضى الله عنها، وانْسِلالِ قِلادَتِها منها قالت: "كنا بِتُرْبَان".
: بَلدٌ بينَه وبينَ المدينة بَرِيدٌ وأَميال، وهو بلَدٌ لا ماء به. وذكرت رُخصةَ التَّيَمُّمِ.
البَرِيدُ: أربعةُ فراسِخ، ولذلك قال الفُقَهاء: "لا يَجوزُ قَصْرُ الصَّلاة إلا في سَفَر يَبلُغ أربعةَ برد": أي ستة عشر فرسخا، وتُرْبان : قيل هو وادٍ به مِياهٌ كَثِيرة، فَلعلَّه كان في الأصل كَذَلِك، فذهب مَاؤُها في ذلك الوَقْت، ولهذا نَزلُوا به، لأَنَّ السَّفْر في الغالب يَنزِلون موضعاً به ماء.
- في الحديث: "التَقَطْنا بُردَةً".
قال الجُبَّان: البُردَةُ: كِساء تلتَحِف به العَرَب.
- في حديث أُمِّ زَرْع: "بَرُودُ الظِّلِّ".
: أي طَيّبِ العِشْرة، وإنَّما لم يُؤنَّث، لأنها أَرادَت شَخْصاً أو غَيرَه.

برد


بَرَدَ(n. ac. بُرُوْدَة)
a. Became cold.
b.(n. ac. بَرْد), Was cooled; was cold, chilled.
c. Became weak.
d. Hailed.
e. Filed.
f.(n. ac. بُرَاْد
بُرُوْد) ['Ala], Was proved, incontestable (right).

بَرَّدَa. Cooled, iced.
b. Weakened.
c. Neglected.
d. Proved.
e. ['Ala], Made obligatory, binding upon.
أَبْرَدَ
a. ['Ala], Gave a cooling-drink to.
b. Despatched an express.

تَبَرَّدَa. Was refreshed.
b. Was weakened.

تَبَاْرَدَa. Was cool, cold; was apathetic.

إِسْتَبْرَدَa. Felt cold.

بَرْدa. Coldness, coolness; cold, cool.
b. Sleep.

بَرْدَةa. Ewe.

بُرْد
بُرْدَة
(pl.
بُرَد
بُرُوْد
أَبْرَاْد)
a. Striped garment.

بَرَدa. Hail.

بَرَدَةa. Hailstone.
b. Indigestion.

بَرِدa. Hail-cloud.

مِبْرَد
(pl.
مَبَاْرِدُ)
a. File (tool).
بَاْرِدa. Cold, chilly; cool.
b. Weak, feeble.

بُرَاْدَةa. Snail, slug.

بَرِيْد
(pl.
بُرُد)
a. Mail, post, express; telegraphic message. — (
b, ) Stage ( of 12 miles ).
بَرِيْدِيّa. Courier, messenger.

بَرُوْدa. see 40 (a)
بُرُوْدَةa. Freshness, coolness.

بَرَّاْدَةa. Water-cooler, refrigerator, ice-machine.

بَرْدَاْنُa. Cold, chilly.

بَاْرُوْدa. Gunpowder.
b. [foll. by
لأَبْيَض], Nitre.
بَاْرُوْدَة
(pl.
بَوَاْرِيْدُ)
a. Gun: rifle; musket; fowling-piece.

بُرَدَآءُa. Ague.

بُرْدَايَة
a. Curtain.

بَوْرَدَ
a. [ coll. ], Cooled.
(ب ر د) : (الْبَرِيدُ) الْبَغْلَةُ الْمُرَتَّبَةُ فِي الرِّبَاطِ تَعْرِيبُ بريده دَم ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الرَّسُولُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ثُمَّ سُمِّيَتْ الْمَسَافَةُ بِهِ وَالْجَمْعُ بُرُدٌ بِضَمَّتَيْنِ (وَمِنْهُ) كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - يَقْصُرَانِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا وَقَوْلُهُ كُلُّ بُرُدٍ صَوَابُهُ كُلُّ بَرِيدٍ وَالْبُرْدُ مَعْرُوفٌ مِنْ بُرُودِ الْقَصَبِ وَالْوَشْي وَمِنْهُ سُمِّيَ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّامِيُّ يَرْوِي عَنْ مَكْحُولٍ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَبُرَيْدَةُ وَبَزِيدُ وَبَشَّارٌ كُلُّهُ تَصْحِيفٌ (وَأَمَّا الْبُرْدَةُ) بِالْهَاءِ فَكِسَاءٌ مُرَبَّعٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ بِهَا كُنِيَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ صَاحِبُ الْجَذَعَةِ وَاسْمُهُ هَانِئٌ وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ وَابْنُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ وَعَنْهُ عَلْقَمَةُ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ فِي بَابِ الْأَذَانِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ أَوْ أَبِي بُرْدَةَ أَوْ أَبِي بَرْزَةَ كُلُّهُ خَطَأٌ وَبَرَدَ الْحَدِيدَ سَحَقَهُ بِالْمِبْرَدِ بَرْدًا (وَمِنْهُ تَبَرَّدَ السِّنُّ) وَالْبُرَادَةُ مَا يَسْقُطُ مِنْهُ بِالسَّحْقِ (وَبَرُدَ الشَّيْءُ بُرُودَةً) صَارَ بَارِدًا (وَمِنْهُ) كَانَ إذَا ذَبَحَ لَا يَسْلُخُ حَتَّى تَبْرُدَ الشَّاةُ وَلَمْ يُرِدْ ذَهَابَ الْحَرَارَةِ لِأَنَّ ذَلِكَ يَطُولُ وَإِنَّمَا أَرَادَ سُكُونَ اضْطِرَابِهَا وَذَهَابَ دِمَائِهَا (وَأَبْرَدَ) دَخَلَ فِي الْبَرْدِ كَأَصْبَحَ إذَا دَخَلَ فِي الصَّبَاحِ (وَمِنْهُ) «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ» وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى أَدَخِلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي الْبَرْدِ أَيْ صَلُّوهَا إذَا سَكَنَتْ شِدَّةُ الْحَرِّ وَالْإِبْرِدَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ غَلَبَةِ الْبَرْدِ وَالرُّطُوبَةِ تُفْتِرُ عَنْ الْجِمَاعِ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ وَيُسْتَحَبُّ النِّكَاحُ إلَّا لِلْعِنِّينِ وَمَنْ بِهِ إبْرِدَةٌ، وَالْفَتْحُ خَطَأٌ حَتَّى تُبْرِدُوا فِي فَيْءٍ.
ب ر د: (الْبَرْدُ) ضِدُّ الْحَرِّ، وَ (الْبُرُودَةُ) ضِدُّ الْحَرَارَةِ، وَقَدْ (بَرُدَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ سَهُلَ، وَ (بَرَّدَهُ) غَيْرُهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (مَبْرُودٌ) وَ (بَرَّدَهُ) أَيْضًا (تَبْرِيدًا) وَلَا يُقَالُ أَبْرَدَهُ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ وَقَوْلُهُمْ: لَا (تُبَرِّدْ) عَنْ فُلَانٍ أَيْ إِنْ ظَلَمَكَ فَلَا تَشْتِمْهُ فَتَنْقُصَ مِنْ إِثْمِهِ. وَهَذَا (مَبْرَدَةٌ) لِلْبَدَنِ بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى نَوْمَةِ الضُّحَى؟ قَالَ إِنَّهَا مَبْرَدَةٌ فِي الصَّيْفِ مَسْخَنَةٌ فِي الشِّتَاءِ. وَ (بَرَدَ الْحَدِيدَ بِالْمِبْرَدِ) وَ (الْبُرَادَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ مِنْهُ وَ (بَرَدَ) عَيْنَهُ (بِالْبَرُودِ) كَحَلَهَا بِهِ وَ (بَرَدَ) لَهُ عَلَيْهِ كَذَا أَيْ وَجَبَ وَثَبَتَ مِثْلُ ذَابَ، وَلَهُ عَلَيْهِ أَلْفٌ (بَارِدٌ) . وَسَمُومٌ بَارِدٌ أَيْ ثَابِتٌ لَا يَزُولُ. وَ (الْبَرْدُ) النَّوْمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا} [النبأ: 24] وَالْبَرْدُ أَيْضًا الْمَوْتُ وَبَابُ الْخَمْسَةِ نَصَرَ. وَ (الْبَرَدَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ التُّخَمَةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبَرَدَةُ» وَ (الْبَرَدُ) حَبُّ الْغَمَامِ، تَقُولُ مِنْهُ (بُرِدَتِ) الْأَرْضُ وَالْقَوْمُ أَيْضًا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَسَحَابٌ (بَرِدٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَ (أَبْرَدَ) أَيْ صَارَ ذَا بَرَدٍ وَسَحَابَةٌ (بَرِدَةٌ) أَيْضًا. وَ (الْبَرُودُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الْبَارِدُ وَهُوَ أَيْضًا كُلُّ مَا بَرَّدْتَ بِهِ شَيْئًا. نَحْوُ بَرُودِ الْعَيْنِ وَهُوَ كُحْلٌ وَ (الْبُرْدُ) مِنَ الثِّيَابِ جَمْعُهُ (بُرُودٌ) وَ (أَبْرَادٌ) وَ (الْبُرْدَةُ) كِسَاءٌ أَسْوَدُ مُرَبَّعٌ فِيهِ صِغَرٌ تَلْبَسُهُ الْأَعْرَابُ، وَالْجَمْعُ (بُرَدٌ) بِفَتْحِ الرَّاءِ. وَ (الْبَرِيدُ) الْمُرَتَّبُ، يُقَالُ: حَمَلَ فُلَانٌ عَلَى الْبَرِيدِ. وَالْبَرِيدُ أَيْضًا اثْنَا عَشَرَ مِيلًا. وَصَاحِبُ الْبَرِيدِ قَدْ (أَبْرَدَ) إِلَى الْأَمِيرِ فَهُوَ (مُبْرِدٌ) وَالرَّسُولُ (بَرِيدٌ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قِيلَ لِدَابَّةِ الْبَرِيدِ بَرِيدٌ لِسَيْرِهِ فِي الْبَرِيدِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْبَرِيدُ الْبَغْلَةُ الْمُرَتَّبَةُ فِي الرِّبَاطِ تَعْرِيبُ بريده دم ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الرَّسُولُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهِ الْمَسَافَةُ. 
برد
أصل البرد خلاف الحر، فتارة يعتبر ذاته فيقال: بَرَدَ كذا، أي: اكتسب بردا، وبرد الماء كذا، أي: أكسبه بردا، نحو:
ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا
ويقال: بَرَّدَهُ أيضا، وقيل: قد جاء أَبْرَدَ، وليس بصحيح ، ومنه البَرَّادَة لما يبرّد الماء، ويقال: بَرَدَ كذا، إذا ثبت ثبوت البرد، واختصاص للثبوت بالبرد كاختصاص الحرارة بالحرّ، فيقال: بَرَدَ كذا، أي: ثبت، كما يقال:
بَرَدَ عليه دين. قال الشاعر:
اليوم يوم بارد سمومه
وقال الآخر: قد برد المو ت على مصطلاه أيّ برود
أي: ثبت، يقال: لم يَبْرُدْ بيدي شيء، أي:
لم يثبت، وبَرَدَ الإنسان: مات.
وبَرَدَه: قتله، ومنه: السيوف البَوَارِد، وذلك لما يعرض للميت من عدم الحرارة بفقدان الروح، أو لما يعرض له من السكون، وقولهم للنوم، بَرْد، إمّا لما يعرض عليه من البرد في ظاهر جلده، أو لما يعرض له من السكون، وقد علم أنّ النوم من جنس الموت لقوله عزّ وجلّ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها [الزمر/ 42] ، وقال: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً
[النبأ/ 24] أي: نوما.
وعيش بارد، أي: طيّب، اعتبارا بما يجد الإنسان في اللذة في الحرّ من البرد، أو بما يجد من السكون.
والأبردان: الغداة والعشي، لكونهما أبرد الأوقات في النهار، والبَرَدُ: ما يبرد من المطر في الهواء فيصلب، وبرد السحاب: اختصّ بالبرد، وسحاب أَبْرَد وبَرِد: ذو برد، قال الله تعالى:
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ [النور/ 43] . والبرديّ: نبت ينسب إلى البرد لكونه نابتا به، وقيل: «أصل كلّ داء البَرَدَة» أي: التخمة، وسميت بذلك لكونها عارضة من البرودة الطبيعية التي تعجز عن الهضم.
والبَرُود يقال لما يبرد به، ولما يبرد، فيكون تارة فعولا في معنى فاعل، وتارة في معنى مفعول، نحو: ماء برود، وثغر برود، كقولهم للكحل: برود. وبَرَدْتُ الحديد: سحلته، من قولهم: بَرَدْتُهُ، أي: قتلته، والبُرَادَة ما يسقط، والمِبْرَدُ: الآلة التي يبرد بها.
والبُرُد في الطرق جمع البَرِيد، وهم الذين يلزم كل واحد منهم موضعا منه معلوما، ثم اعتبر فعله في تصرّفه في المكان المخصوص به، فقيل لكلّ سريع: هو يبرد، وقيل لجناحي الطائر:
بَرِيدَاه، اعتبارا بأنّ ذلك منه يجري مجرى البريد من الناس في كونه متصرفا في طريقه، وذلك فرع على فرع حسب ما يبيّن في أصول الاشتقاق.
ب ر د : الْبَرْدُ خِلَافُ الْحَرِّ وَأَبْرَدْنَا دَخَلْنَا فِي الْبَرْدِ مِثْلُ: أَصْبَحْنَا دَخَلْنَا فِي الصَّبَاحِ وَأَمَّا أَبْرَدُوا بِالظُّهْرِ فَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى أَدْخَلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي الْبَرْدِ وَهُوَ سُكُونُ شِدَّةِ الْحَرِّ وَبَرُدَ الشَّيْءُ بُرُودَةً مِثْلُ: سَهُلَ سُهُولَةً إذَا سَكَنَتْ حَرَارَتُهُ.

وَأَمَّا بَرَدَ بَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَيُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا يُقَالُ بَرَدَ الْمَاءُ وَبَرَّدْته فَهُوَ بَارِدٌ مَبْرُودٌ وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ تَكُونُ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِيٍّ يَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا قَالَ الشَّاعِرُ
وَعَطِّلْ قُلُوصِي فِي الرِّكَابِ فَإِنَّهَا ... سَتَبْرُدُ أَكْبَادًا وَتَبْكِي بَوَاكِيَا
وَبَرَّدْته بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَبَرَّدْت الْحَدِيدَةَ بِالْمُبَرِّدِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْجَمْعُ الْمَبَارِدُ.

وَالْبَرْدِيُّ نَبَاتٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْحُصْرُ عَلَى لَفْظِ الْمَنْسُوبِ إلَى الْبَرْدِ.

وَالْبَرَدُ بِفَتْحَتَيْنِ شَيْءٌ يَنْزِلُ مِنْ السَّحَابِ يُشْبِهُ الْحَصَى وَيُسَمَّى حَبَّ الْغَمَامِ وَحَبَّ الْمُزْنِ.

وَالْبَرَدَةُ التُّخَمَةُ سَمَّيْت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَبْرُدُ الْمَعِدَةُ أَيْ تَجْعَلُهَا بَارِدَةً لَا تُنْضِجُ الطَّعَامَ.

وَالْبَرُودُ وِزَانُ رَسُولٍ دَوَاءٌ يُسَكِّنُ حَرَارَةَ الْعَيْنِ يُقَالُ مِنْهُ بَرَدَ عَيْنَهُ بِالْبَرُودِ.

وَالْبَرِيدُ الرَّسُولُ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ الْحُمَّى بَرِيدُ الْمَوْتِ أَيْ رَسُولُهُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْمَسَافَةِ الَّتِي يَقْطَعُهَا وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ مِيلًا وَيُقَالُ لِدَابَّةِ الْبَرِيدِ بَرِيدٌ أَيْضًا لِسَيْرِهِ فِي الْبَرِيدِ فَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ الْمُسْتَعَارِ وَالْجَمْعُ بُرُدٌ بِضَمَّتَيْنِ وَالْبُرْدُ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ أَبْرَادٌ وَبُرُودٌ وَيُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فَيُقَالُ بُرْدُ عَصْبٍ وَبُرْدُ وَشْيٍ.

وَالْبُرْدَةُ كِسَاءٌ صَغِيرٌ مُرَبَّعٌ وَيُقَالُ كِسَاءٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ وَبِهَا كُنِيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ أَبُو بُرْدَةَ وَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ نِيَارٍ الْبَلْوَى.

وَالْبُرْدِيّ بِالضَّمِّ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ. 
برد
البَرَدُ: مَطَرٌ كالجَمَدِ. وسَحَابٌ بَرِدٌ: ذو قُرٍّ.
والأبْرَدَانِ: الغَدَاةُ والعَشِيُّ، وقيل: الثَّرى والظِّلُّ. وهما البَرْدَانِ. وبَرَدْتُ الخُبْزَ بالماء: صَبَبْته عليه. واسْمُ الخُبْزِ: المَبْرُوْدُ؛ تَطْعَمُه المَرْأةُ للسُّمْنَةِ. وقَوْلُه عَزَوجَلَّ: " لا يَذوْقُوْنَ فيها بَرْداً " أي نَوْماً. وقَوْلُه - صلى الله عليه وسلم -: " الصَوْمُ في الشتَاءِ الغَنِيْمَةُ البارِدَةُ " أي التي تَبْرُدُ الغَلِيْلَ. والبَرْدُ: ضِدُّ الحَرِّ، وجَمْعُه أبْرِدَةٌ. وبَرَّدْتُ الماءَ تَبْرِيداً. والبَرّادَةُ: مَعْرُوْفَةٌ. وأبْرَدَ القَوْمُ: صاروا في وَقْتِ القُر من آخِرِ النَّهَارِ. والإِنسانُ يَبْتَرِدُ وَيتَبَرَّدُ في الماء. وجِئْنَاكَ مُبْرِدِيْنَ: إذا جاؤوا وقد باخَ الحَرُّ. والبَرْدَاءُ: الحُمّى بالقِرِّةِ - على فَعْلاءَ -. وسَقَيْتُه فأبْرَدْتُ له: أي سَقَيْته بارِداً. وثَوْبٌ بَرُوْدٌ: بارِدٌ. وبَرَدَ على فلانٍ حَق: أي لَزِمَه وثَبَتَ عليه، يَبْرُدُ. وضَرَبَه حَتّى بَرَدَ: أي ماتَ. وبَرَدَ المَوْتُ عليه: اسْتَبَانَ أثَرُه. والسمُوْمُ البارِدُ: الثّابِتُ. وهي لكَ بَرْدَةَ نَفْسِها: أي خالِصَةً. وهي لِبَرْدَةِ يَمِيني: إذا كانَتْ مَعْلُوْمَةً لك.
وبَرَدَةُ العَيْنِ: وَسَطُها.
والبَرُوْدُ: كُحْلٌ تُبَردُ به العَيْنُ. والإِبْرِدَةُ: نَقِيْضُ الحَرَارَةِ في البَدَنِ. وأبْرِدَةُ المَطَرِ: بَرْدُه. وُيقال: أبْرِدَةُ مَطَرٍ - وهي جَمْعُ بَرِيْدٍ -: أي هي أوَائِلُ المَطَرِ. وتَرَكَ سَيْفَه مُبَرَّداً: أي بارِزاً خارجاً.
واسْتَبْزتُ عليه بلِسَانِي: أرْسَلْته عليه. وابْرُدْ ظَهْرَ دَابَّتِكَ: أي حُل عنها رَحْلَها وأرِحْها. وفي الحَدِيثِ: " لا تُبَردُوا عن الظالم " أي لا تَشْتِمُوه فَتُخَفِّفوا من عُقُوْبَةِ ذَنْبِه. والبَرِيْدُ: ضَرْب من الأمْيَالِ. والرَّسُوْلُ المُبْرَد على دَوَابِّ البَرِيد.
واللَّبَن المُبَردُ. والخُبْزُ المَبْلُوْلُ.
والبَرْدُ: سَحْلُ الحَدِيْدِ بالمِبْرَدِ.
والبُرْدُ: من بُرُوْدِ العَصْبِ والوَشي. والبُرْدَةُ: كِسَاء كانَتِ العَرَبُ تَلْتَحِفُ به.
ويقولونَ: " لَيْتَنا في بُرْدَةِ أخْمَاسٍ " أي لَيْتَنا تَقَارَبْنا.
ووَقَعَ بَيْنَهُما قَدُّ بُرُوْدٍ يَمَنِيَّةٍ: أي بَلَغَا أمْراً كَبِيراً؛ لأنَّ البُرْدَ غالي الثَّمَنِ فهولا يُقَد إلا لأمْرٍ كبيرٍ.
وبرْدا الجَرَادَةِ: جَنَاحاها الباطِنَانِ. وأصَابَهُ بُرَادٌ وبُرُوْدٌ: أي هُزَالٌ وضَعْف من داء، وقد بَرَدَ يَبْرُدُ بُرُوْداً، ورَجلٌ بارِدٌ: أصَابَه البُرَادُ. وهو - أيضاً -: ضَعْفُ القَوَائِمِ من جُوْعٍ أو إعْيَاءٍ. والبارِدُ من الإبِلِ: المَهْزُوْلُ، يُقال: هو بارِدُ العِظَامِ.
وفيه بَرْدَةٌ: أي اسْتِرْخَاءٌ وبَهْتٌ. والأبْرَدُ: من صِفَاتِ الوَعِلِ والثَّوْرِ الذي في طَرَفِ ذَنَبِه بَيَاض. وكُلُ تَوْلِيْعٍ كذلك.
والبُرْدَةُ: اللَّوْنُ. والأبْرَدُ: من أسْمَاءِ النَمِرِ وصِفَاتِه. وضَرْبٌ من اللبَنٍ يُقال له: بُرْدَةُ الضَأنِ. والبُرْدِيُ: ضرْبٌ من أجْوَدِ التَّمْرِ. والبَرَدُ: التُّخَمَةُ. وتُسَمَن النعْجَةُ: بَرْدَةَ، وهي اسْمٌ لها عَلَمٌ. وتُدْعى فيُقال لها: بَرْدَهْ برده. وبَرَدَتا: نَهرُ دِمَشْقَ، وقيل: اسْمُ مَوْضِعٍ. وبُرُوْدٌ: قَبِيْلَة.
[برد] نه فيه: من صلى "البردين" دخل الجنة. وفيه: وكان يسير بنا "الأبردين". البردان والأبردان الغداة والعشي، وقيل: ظلاهما. ك: أي صلاة الفجر والعصر لأنهما في بردي النهار، وهو بفتح موحدة وسكون راء. ومنه: صلى في بيته ليلة "ذات برد" أي برد شديد والحر كالبرد، وسواء فيه الليل والنهار وخص الريح بالعاصف وبالليل. وفيه: بماء الثلج و"البرد" بفتح راء حب الغمام، والعادة وإن جرت باستعمال الماء الحار في التطهير مبالغة لكن المراد هنا التأكيد، والثلج والبرد لم يمسهما الأيدي. نه ومنه: "أبردوا" بالظهر فالإبراد انكسار الوهج والحر وهو من الإبراد: الدخول في البرد، وقيل: معناه صلوها في أول وقتها من برد النهار وهو أوله. ن: أبردوا عن الصلاة أي بها وهو إلى ما زاد على ربع القامة إلى نصف الوقت. ط: "فابردوها" بالماء بضم راء وهمزة وصل وحكى قطع الهمزة وهي رديئة، وقد غلط فيه بعض فانغمس في الماء محموماً فأصابته علة صعبة كاد يهلك فقال ما لا يحل ذكره بجهل منه، فإن تبريد الحمى الصفراوية بسقي الماء الصادق البرد ووضع أطراف المحموم فيه وبسقي الثلج وكانت عائشة تصب الماء في جيب المحمومة. التوربشتي: في كلام الأطباء الماء ينساغ بسهولة فيصل إلى مكان العلل ويرفع حرارتها من غير حاجة إلى معاونة الطب. وأما حديث فليطفئها بالماء فليستنقع في نهر جار وليستقبل جريته فيقول: باسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك إلخ،أصل كل داء "البردة" هي التخمة وثقل الطعام على المعدة لأنها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام. ش: هي بفتح موحدة وراء. نه وفيه: ولا أحبس "البرد" أي لا أحبس الرسل الواردين علي. الزمخشري: البرد جمع بريد معرب بريده دم لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها، ويسكن الراء تخفيفاً ثم سمي رسول يركبه بريداً، ومسافة ما بين السكتين بريداً، والسكة موضع كان يسكنه المرتبون من بيت أو قبة أو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبعد ما بينهما فرسخان وقيل أربعة. ومنه: لا تقصر الصلاة في أقل من أربعة "برد" وهي ستة عشر فرسخاً. ومنه: إذا "بردتم" إلي "بريداً" أي أرسلتم رسولاً. ج ومنه: حمى كل ناحية "بريداً"، وخيل "البريد" هي المرصدة في الطريق لحمل الأخبار من البلاد يكون منها في كل موضع شيء لذلك. ومنه: دوين "بريد الرويثة". نه: و"البرد" نوع من الثياب معروف، وجمعه أبراد وبرود، والبردة الشملة المخططة وجمعها برد. وفيه: يؤخذ "البردي" في الصدقة هو بالضم نوع من جيد التمر.
[برد] البَرْدُ: نقيض الحَرّ. والبُرودَةُ: نقيض الحرارة. وقد برد الشئ بالضم. وبَرَدْتُهُ أنا فهو مَبْرودٌ. وبَرَّدْتُهُ تَبْريداً. ولا يقال أَبْرَدْتُهُ إلا في لغة رديئة. قال الشاعر مالك بن الريب: وعَطِّلْ قَلُوصي في الرِّكابِ فإنها. * سَتُبْرِدُ أكْباداً وتُبْكي بَواكيا - وسقيته شربةً بردت فؤاده تبرده بردا. وقولهم: لا تُبَرِّدْ عن فلان: أي إن ظلمك فلا تشتُمه فتنتقِصَ من إثمه. وابْتَرَدْتُ، أي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إذا شربته لتبرد به كبدك. قال الراجز: لطالما حلاتماها لا ترد * فخلياها والسجال تبترد * من حر أيام ومن ليل ومد * وهذا الشئ مبردة للبدن. قال الاصمعي: قلت لاعرابي: ما يحملكم على نومة الضحى؟ قال: إنها مبردة في الصيف، مسخنة في الشتاء. وبردت الحديد بالمبرد. والبُرادَةُ: ما سقط منه. وبَرَدَ الرجل عينه بالبَرودِ: كَحَلها به. ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان؟ وكذلك: ما ذاب لك عليه؟ أي ما ثبَتَ ووجب. وبَرَدَ لي عليه كذا من المال. ولي عليه ألفٌ بارِدٌ. وسَمومٌ باردٌ، أي ثابتٌ لا يزول. وأنشد أبو عبيدة: اليوم يوم بارد سمومه * من جزع اليوم فلا تلومه - وبرد، أي مات. وقول الشاعر : بالمرهفات البوارد * يعنى السيوف، وهي القواتل. والبَرْدانِ: العَصْرانِ، وكذلك الأَبْرَدانِ، وهما الغَداةُ والعَشيُّ، ويقال ظلاهما. وقال الشماخ: إذا الارطى توسد أبرديه * خدود جوازئ بالرمل عين - والبرد: النوم. ومنه قول تعالى:

(لا يَذوقونَ فيها بَرْداً ولا شرابا) *. قال الشاعر العرجى: وإنْ شئتِ حرَّمْتُ النِساَء سِواكُمُ * وإنْ شئتِ لم أطْعَمْ نُقاخاً ولا بردا - والبردة، بالتحريك: التخمة. وفي الحديث " أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةُ ". والإِبْرِدَةُ، بالكسر: عِلَّةٌ معروفة من غَلَبَةِ البَرْدِ والرطوبة: تُفَتِّر عن الجماع. ويقول الرجل من العرب: إنها لباردة اليوم، فيقول له الآخر: ليست بباردة، إنما هي إبردة الثرى. والبرد: حب الغمام تقول منه: بُرِدَتِ الأرضُ بالضم، وبرد بنو فلان. وسحاب برد وأَبْرَدُ، أي ذو بَرَدٍ. وسَحابةٌ بردة. وقال:

كأنهم المعزاء من وقع أبردا * والابيرد: لقب شاعر من بنى يربوع. وقول الساجع:

وصلينانا بردا * أي ذو برودة. والبرود: البارد. وقال الشاعر:

بَرودُ الثَنايا واضِحُ الثَغْرِ أَشْنَبُ * والبَرودُ أيضاً: كلُّ ما بَرَدْتَ به شيئاً، نحو بَرودِ العَينِ، وهو كحلٌ. وتقول: هو لي بَرْدَةٌ يميني، إذا كان لك معلوماً. وذكر أبو عبيد في باب نوادر الفعل: هي لك بَرْدَةُ نفسِها، أي خالصاً. والبُرْدُ من الثياب، والجمع بُرودٌ وأَبْرادٌ. وأما قول يزيد بن مفرغ الحميرى: وشريت بردا ليتنى * من بعد برد كنت هامه - فهو اسم عبد. وشريت أي بعت. وبُرْدَا الجندبِ: جناحاه. قال ذو الرمة: كَأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاً مُقْطِفٍ عَجِلٍ * إذا تَجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ ترنيم - والبردة: كساء أسود مربع فيه صور، تلبسه الاعراب. وفى حديث ابن عمر رضى الله عنه " بردة فلوت ". والجمع بُرَدٌ. والثور الأَبْرَدُ: فيه لُمَعُ بياضٍ وسوادٍ. والبُرْديُّ بالضم: ضربٌ من أجود التمر. والبردى بالفتح: نبات معروف. وقال الشاعر الاعشى: كبردية الغيل وسط الغري‍ * - ف ساق الرصاف إليه غديرا - والبريد المرتب. يقال: حُمِلَ فلان على البريد . وقال امرؤ القيس: على كل مقصوص الذنابى معاود * بريد السرى بالليل من خيل بربرا - والبَريدُ أيضاً: اثنا عشر ميلاً. قال مُزَرَّدٌ يمدح عَرابَةَ الأوسيّ: فَدَتْكَ عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي * وناقتي الناجى إليك بريدها - أي سيرها في البَريدُ. وصاحبُ البَريدِ قد أَبْرَدَ إلى الأمير، فهو مُبْرِدٌ، والرسول بَرِيدٌ. ويقال للفرانق، لانه ينذر قدام الاسد. وحكى أبو عبيد: سقيته فأَبْرَدْتُ له إبْراداً، أي سقيته بارِداً. ويقال: جئناك مُبْرِدينَ، إذا جاءوا وقد باخ الحر. والبردان بالتحريك: موضع.
برد: بَرَد: أصابه البرد، هبطت حرارته (بوشر) - وصار بارداً (بوشر) - وتبرد (بوشر) - وبرد (مجازاً): خدر (بوشر) - وبردت همته: فترت وخمدت، وقل عزمه (بوشر) - وبرد عليه الضرب: هدأ عليه ألم الضرب (ألف ليلة 2: 226).
بَرُد على: تكلم بما لا طائل تحته (فوك).
بَرّد (بالتضعيف) همته: أخمدها وفَتَّرها، وفلَّ من عزمه أيضاً (بوشر) - وبرَّد الخلق: هدأهم وأزال غضبهم (بوشر) - وتبرد (الكالا) - ومطر البرد، نزل البَرَد (بوشر) - وتكلم بما لا طائل تحته (فوك) - وبَرّد الملك: ثبته، وبرّد عنه: أهمله (محيط المحيط).
بارد له: أساء استقباله، وقابله بفتور، وكلح في وجهه (بوشر).
أبرد: بَرَّد (فوك) - ابرد إلى فلان: به: أرسله إليه بالبريد. ففي مملوك (2: 37): أبؤرد إلى ابن هشام بالكتاب.
وأبرد إلى فلان شيئاً: أثقل عليه وكلفه ما لا طاقة له به، ففي ابن عباد (2: 160 وانظر 3: 220): أبرد إلي ما ناء أي أثقلني بما ينوء بحمله الإنسان، وفرض على من المال ما أدى بي إلى الخراب.
وأبرد: قال شيئاً بارداً (المقري 1: 609 مع تعليق فليشر على المقري ص204).
تبرَّد: ذكرها فوك بمعنى صار بارداً.
وتبرد عليه: قال شيئاً بارداً (فوك) تبارد: تكلف البرودة، وفعل وقال سخفاً. وتبارد على فلان: قال له كلاما تافهاً أو بارداً وعبث به باللغو من الكلام. - وتبارد على الناس: تناولهم بالسخرية والعبث (بوشر).
انبرد: سُحِل بالمبرد (فوك).
استبرد: طلب البرد (تاريخ البربر 1: 153).
واستبرد فلاناً: استحمقه ووجده بارداً (معجم الأسبانية 66).
بَرْدٌ: قر، قرس (الكالا).
ورثية، داء المفاصل (روماتيزُم) (دوماس، حياة العرب 425) - وذات الرئة (شيرب، ديال) - وداء الزهري (هوست 248) - وبرد العجوز: سبعة أيان تبدأ باليوم السابع من شباط (فبراير) يشتد فيها البرد صباحاً، ويتلبد فيها الجو بالغيوم، ويتساقط فيها المطر، وتعصف فيها الريح (فانسليب ص35).
برد وسلام: لسان الحمل (المستعيني في مادة لسان الحمل، ابن البيطار 1: 131).
بَرْدَة: واحدة البرد (المقري 2: 303، وهذا الشكل في مخطوطة الحُمَيْدي ص43 ق).
وبُردة: شملة صوف من نسيج مصر (بوشر).
وتعريب (بردة الفارسية): ستارة توضع على الباب. (انظر: بُرْدة آخر المادة).
بُرْدَة: (انظر الملابس ص59 وما يليها) إن البردة التي لبسها الرسول ثم كساها الشاعر كعب بن زهير قد أصبحت ملكاً لمعاوية فقد اشتراها من أسرة الشاعر بستمائة دينار (الثعالبي ثمار القلوب، مخطوطة رقم 903، ص9 ق؛ وأربعين ألف درهم، أبو الفداء 1: 170).
وقد أصبحت شعاراً من شعارات الخلافة ويطلق عليها اسم ((البردة)) استحساناً وتقديراً لها. (ابن الأثير 9: 442، 10: 20، 13: 428. أبو الفداء 2: 96، 3: 160، 170).
ولما كانت عتيقة خلقة فقد ضرب بها المثل فقيل: أعتق من البردة، وأخلق من البردة. (الثعالبي 1: 1، فريتاج أمثال 3: 139) وحين سقوط بغداد بيد المغول استولى عليها المغول (أبو الفداء 1: 170) ومع ذلك فإن الأتراك يدعون أن السلطان سليم وجدها بمصر. وهم يسمونها: خرقة شريف) برتون 1: 142) وهذه الخرقة الشريفة التي يتناولها الشك معروضة اليوم في سراي القسطنطينية (الجريدة الآسيوية، 1832، 2: 219).
ويقال على سبيل المثل: خلع بردته وسلخ جلدته أي غير من عادته وأصلح من نفسه (بسم 3: 179د) - وبُردة: ستارة عند أهل دمشق (زيشر 11: 507 رقم 31) وانظر: بَرْدة.
بردي: وكانت تتخذ الملابس من البردي ففي البكري ص84: لباسهم البردي. وينقل دى سلان في تعليقه على هذا قول جُفِنال (سات 4 آية 24): التشمير عن الساق يحمى أحياناً ويزعزع وينبت البردي.
ولا تزال هذه العادة (التشمير عن الساق) قائمة اليوم (انظر بارت 3: 265).
ويطلق البردي في الأندلس على نبات الدليوث (سيف الغراب)، وقطب المستنقع (الكالا، وانظر معجم الأسبانية).
بَرْدِيَة: من مصطلح الشطرنج (فوك) وذلك حين يبقى الملك (الشاه) وحده عند أحد اللاعبين، كما تدل على ذلك الكلمة الفارسية بُرْد.
بَرْدِيّة: ذكرها لين (انظر بردي) وهو ينقل عبارة الأساس: لها ساق برديّة باعتبارها اسماً منسوباً إلى البردي، وهذا خطأ، فبرديّة واحدة البرديّ. وفي مخطوطتي لكتاب الأساس: لها ساق كأنها بردية وهو الصواب، وكذلك ما جاء في المستعيني (انظر: بردي): يسمى ساق البردية البيضاء العنقرة. - والبردية: البُرَداء، الحمى النافضة، الحمى الباردة (بوشر، همبرت 36) - بدل البرادي المذكورة عند ابن بدرون (ص269) اقرأ البراذين جمع برذون.
بَرَدية: ضرب من الطبول (رحلة إلى عوادة ص367، 396).
بَردان: احمق، أبله، ومن يردد التفاهات والعبث من الكلام. ومن هذا أطلق على المهرج المضحك (معجم الأسبانية).
بَرْدايَة: ستارة، وضرب من الستور أو السجوف توضع على الباب (بوشر). وأهل دمشق يقولون بُرْداية بالضم (زيشر 11: 507 رقم 31).
وضرب من الشفوف يغطي به الجيد (برجرن 806).
بُراد: بُرادة، وهو ما يتساقط من الحديد ونحوه حين يبرد (الكالا).
بَرود: في الأصل كحل تبرد به العين، ولكنه أطلق على كل أنواع الكحل (معجم المنصوري).
بُرود: فتور، برودة الطبع، لا مبالاة - عبوس وكلوحة، - وبرد، قر، قرس، ومجازاً: خمود العاطفة والصداقة - تراخي، فتور، ومجازاً فتور الهمة وفقدانها (بوشر).
بَرِيد: حساء من البرغل الدقيق (دوماس حياة العرب 252) - ورقائق عجين بالسمن (نفس المصدر 253) - ويقال تعبيراً عن طريق شديد الضيق: طريق عرض بريد (المقري 1: 392): أي طريق من الضيق بحيث لا يتسع إلا لمرور بغل من بغال البريد - والبغال أو الخيل ترتب على مسافات معينة لنقل الرسائل (وتجمع على بريدات، معجم المتفرقات، مملوك 2: 87 وما يليها، وهو بحث مهم عن البريد في الشرق) والبريد أيضاً: مرابط للخيل ترتب في منازل الطرق بين مسافة وأخرى ليستخدمها من يريد السفر السريع. (بوشر) ويقال: سار في البريد أو على البريد (بوشر). - وإدارة البريد (دي ساسي، مختارات 1: 51).
بَرادة: فتور، لقاء فاتر (بوشر) - وحماقة، بلاهة (بوشر، همبرت 338) وسخرية، وعبث، وتفاهة، ترهات. - ورتابة وإملال (بوشر) - وقسم من أقسام القبيلة (بليسييه 128، 133).
بُرودة: بَرْد، برد معتدل، برد لطيف يقال: الهوا بُرودة أي الهواء بارد لطيف، وعلى البرودة: في البرد المعتدل (بوشر).
رطوبة (دومب 55) - وحمى (همبرت 34).
وتفاهة، بلادة (فوك، الكالا).
والجفاء والنفور (محيط المحيط).
بُرودِيّة: برودة، جفاء، نفور، يقال: بيني وبينه برودية (بوشر).
بريدي: نسبة إلى البريد، ساعي البريد (مملوك 2: 90، بوشر، بدرون 265) وليس: رسول، سفير كما في معجم فريتاج.
بَرّاد: صَرد، مصراد (شديد التأثر بالبرد) (بوشر) - وإبريق الشاي (قوري) (دومب 92).
بَرّادة: (وجمعها في معجم الكالا براريد): جرة ذات عروتين (الكالا) وإبريق من الطين ذو عنق (همبرت 199) وابريق من الطين مدور الشكل ذو عنق ضيق طويل (بوشر، وانظر معجم الأسبانية ص68) - والبرّادة في أسبانيا والبرتغال تعني فيما تعنيه: جدار من الحجارة فقط ليس بينها طين أو غيره. وبهذا المعنى نجد جمعه البراريد عند المقري (2: 148) في قوله: الحصى الملون العجيب الذي يجعله رؤساء مراكش في البراريد. وإذن فقد عرف أصل كلمة البرادة (انظر معجم الأسبانية 68).
بَرّادية (كبَرّاد): إناء يتخذ من الطين يبرد فيه الماء (برتون 1: 282) - وإناء يتخذ لحفظ الكحول (العرق) والخل والسوائل الأخرى (صفة مصر 18، القسم الثاني ص415).
بارد: هادئ الطبع (بوشر) - وجاف، غليظ الطبع، خشن (بوشر) - وفاتر لا حماسة له (بوشر) - وفاتر (ضد حاد) يقال: تتن بارد أي فاتر قليل الطعم (بوشر) - وذابل، داهن، سقيم، يقال: كلام بارد: غث، سقيم، ركيك. وحجة باردة: ضعيفة لا خير فيها (بوشر) - وبطيء، عاجز، متراخ، كسلان. (المعجم اللاتيني وفيه: Segnis عاجز، بطيء، بارد) - وتفه، سليخ، لا طعم له، لا لذة له. وشخص بارد: تافه وخطاب بارد: غث (فوك، بوشر) - ورتيب، ممل (بوشر) - وأحمق، مجنون (معجم الأسبانية 66، معجم المتفرقات) وأخرق أبله، ضحكة. ويقال بارد الوجه بمعنى أحمق أبله أيضاً (برتون 1: 270، ألف ليلة برسل 4: 266) كما يقال: بارد اللحية (ألف ليلة، ماكن 3: 636).
وقد ذكر الكالا لها عدة معاني، فعنده بارد وجمعه بُرّاد هي: desdonado, desgraciado en hablar. والكلمة الأولى في معجم فكتور تعني: أحمق، خشن، غليظ، جلف، فظ. والثانية تعني: فظ، قليل الأدب، أبله مغرور، عبوس، كالح.
وعلى البارد: بارداً، غير محمي على النار (بوشر).
وعمل الحامي والبارد: توسل بكل وسائل النجاح (بوشر) - وداء الخنازير، سلعة، عقدة درنية (دوماس، حياة العرب 425 والمخطوطة).
وبوارد (جمع بارد): مرادف مبرّدات (انظر الكلمة) ويراد بها: الأعشاب والأدوية المبردة. ففي المقدمة (1: 25) اللحم المعالج بالتوابل والبقول والبوارد والحلوى. وتطلق البوارد أيضا على عدة أطباق من الطعام يدخل في إعدادها الخل والتوابل، ففي ابن البيطار (1: 497): أو من بعض البوارد الحامضة كالهلام والقريض ونحوه، (ابن العوام (2: 185، 209) وطبق بوارد (ألف ليلة 2: 449، برسل 8: 211) حيث نجد في طبعة ماكناو (2: 396): طبق مبردات.
وهي حسب ما يراه كل من ريشاردسن ومننسكي - اللذين يقولان إن الكلمة فارسية وهذا خطأ - خليط من الخل وسلافة العنب والخبز تطبخ جميعا.
باردة وجمعها بوادر: بَرْد (فوك) - وبلادة، خشونة، قلة أدب (الكالا) مَبْرَد، خاسا مَبرد: موصلي (موسلين) غليظ (غدامس 40) ومَبرد: موصلي (موسلين) (اسبينا، مجلة الشرق والجزائر والمستعمرات 13: 153).
مُبَرَّد: هو في غرناطة سليقة (لحم مسلوق) ففي كتاب شكوري (ص196و): وهو الذي نعرفه نحن بالمُبَرَّد وهو لحم وماء وملح لا مزيد. وترينا القصة التي يرويها الثعالبي في اللطائف (ص33 وما بعدها) أن هذه الكلمة كانت معروفة في المشرق في القرن الثالث الهجري وأنها بمعنى: لحم مُبَرَّد.
مُبَرِّد ويجمع على مبرّدات: أعشايب وأدوية تبرد (بوشر) - ولها معاني أخرى (انظر في مادة بارد، طبق مبرّدات = طبق بوارد).
مبرود: هو الذي هبطت حرارته. (ضد محرور وهو الذي ارتفعت حرارته) (ابن البيطار 1: 17، ابن العوام 1: 257) (حيث يجب أن تقرأ فيه وتأكله بدل يوكل، وفقاً لما جاء في مخطوطة ليدن).
برد
برَدَ يَبرُد، بَرْدًا وبُرُودًا، فهو بارِد، والمفعول مبرود (للمتعدِّي)
• برَد الجوُّ وغيرُه: هبطتْ حرارته، صار باردًا "يَبرُد الجوُّ في الشتاء- {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} " ° أطعمة باردة: مُعدَّة لتؤكل باردة غير مسخَّنة- برَد مضجعُه:

سافر- ضرَب في حديد بارد: بذل جهدًا ضائعًا، قام بما لا يُجْدِي.
• برَد الشَّخصُ: فَتَر وقلّ حماسُه وعزمه "اجتهد في أبحاثه ثم برَد- أجاب عن أسئلته ببرود ظاهر- يُصبح على حرٍّ ويمسي على بارد: وصف للمتردِّد الذي يجدُّ أول الأمر ثم يفتر ويكسل".
• برَد الحديدَ ونحوَه: سحله؛ حكَّهُ بالمبرد لتسويته أو تشكيله.
• برَد الخبزَ بالماء: صبَّ عليه الماءَ فبلَّه. 

برُدَ يَبرُد، بُرُودةً، فهو بارِد
• برُد الجوُّ ونحوُه: صار باردًا. 

أبردَ/ أبردَ بـ يُبرد، إبرادًا، فهو مُبرِد، والمفعول مُبرَد (للمتعدِّي)
• أبرد الماءَ ونحوَه: جَعَله باردًا.
• أبرد الرِّسالةَ/ أبرد بالرِّسالة: أرسلها بطريق البريد "كانوا يُبردون البريد بالحمام الزاجل". 

استبردَ يستبرد، استبرادًا، فهو مُستبرِد، والمفعول مُستبرَد
• استبرد الشَّرابَ: وجدَه باردًا "استبرد الماءَ فلم يشربه".
• استبرد لسانَه على خصمه: أرسله عليه كالمبرد. 

برَّدَ/ برَّدَ عن يبرِّد، تبْريدًا، فهو مُبرِّد، والمفعول مُبرَّد (للمتعدِّي)
• برَّد البيتَ ونحوَه: جعله باردًا بإحدى وسائل التبريد أو تكييف الهواء "برَّد المنزلَ بمُكيّف".
• برَّد الطَّعامَ والشَّرابَ ونحوَهما: جعله باردًا، وضعه في الثلاّجة للحِفظ، جمَّده "برَّد عصيرًا بالثَّلج/ اللحمَ في الثلاّجة" ° برَّد الغليلَ: أرْواه.
• برَّد الشَّخصَ: ثبَّط عَزْمَه، وأضعف همّته "برَّدَه فشلُ زملائه في الامتحان/ المرضُ".
• برَّد عن الشَّخص/ برَّد الأحزان عن الشَّخص: خفَّف وسكَّن عنه. 

تباردَ يتبارد، تبارُدًا، فهو متبارِد
• تبارد الشَّخصُ: تظاهر بالبُرودة "كان يتباردُ في حديثه وفي حركاته". 

تبرَّدَ بـ يتبرَّد، تبرُّدًا، فهو مُتبرِّد، والمفعول مُتبرَّد به
• تبرَّد بالماء: اغتسل به باردًا، اغتسل به طلبًا للبرودة "تبرَّد الرجلُ بالماء من شدَّة الحرِّ- يتبرّد الناسُ في الصَّيف بمياه البحر". 

أَبْرَدان [مثنى]
• الأَبْرَدان:
1 - الغَداة والعَشِيّ.
2 - الظِّلُّ والفَيْءُ. 

بارِد [مفرد]: اسم فاعل من برَدَ وبرُدَ ° سلام بارد: سلام يشوبه الفتور- استقبال بارد: خالٍ من العاطفة- إنسان بارد/ بارد الطبع: مفرط في هدوئه لا يستجيب بسرعة، متبلِّد الإحساس- نكتة باردة: مُتكلَّفة لا حرارة فيها- عَيْش بارد: هنيء سهل- حجَّة باردة: ضعيفة لا خير فيها- غنيمة باردة: سهلة طيبة، مكتسبة دون قتال ولا عناء- على البارد: باردًا، غير محميّ على النَّار- باردُ الدَّم: بارد الطبع- كلامٌ بارد: غثّ، ركيك- عمل الحامي والبارد: توسل بكلِّ الوسائل لإنجاح مسعاه- شخص بارد: تافه- خطابٌ بارد: غثّ ورتيب، مملّ، أحمق- باردُ العظام: هزيل- باردُ الأعصاب: هادئ لا ينفعل بسرعة.
• بارِد الدَّم: (حن) صفة لحرارة الجسم في الأسماك والبرمائيّات والزواحف، وهي حيوانات تتغيّر درجات حرارتها تبعًا لدرجة حرارة بيئتها.
• الحرب البارِدة: (سة) حرب سلاحها الدِّعاية والكلام واختلاق الإشاعات والتَّصريحات الاستفزازيَّة في ظلّ وضع متوتِّر بين دولتين. 

بارود [جمع]: (انظر: ب ا ر و د - بارود). 

بارودة [مفرد]: ج بارودات وبارود وبواريد: (انظر: ب ا ر و د - بارودة). 

بُرادَة [مفرد]: ما يتساقط من الحديد ونحوه أثناء بَرْدِه أو سَحْلِه أو كَشْطِه. 

بِرادَة [مفرد]: حِرفَة البَرّاد "هذا رجل ماهر في البِرادَة". 

بَرْد [مفرد]:
1 - مصدر برَدَ ° أنف البرد: أوّله أو طرفه- مَوْجَة
 برد/ برد قارس: حالة الجوّ عندما تنخفض درجة الحرارة.
2 - نسيم يقلِّل الحرارة ببرودته، ضدّ حرّ " {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} ".
3 - (طب) نَزْلَة تُصيب أغشية الجهاز التَّنفسي، ويُعرف كذلك باسم زُكام ورَشْح ° عنده بَرْد: مرض يسبِّب البرد يؤدّي إلى الرَّشح والسُّعال.
4 - نَوْم " {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا} ".
• بَرْد العجوز: سبعة أيام يشتد فيها البرْد، تقع في أواخر الشِّتاء وأوائل الرَّبيع.
• البَردان:
1 - الظِّلّ والفَيْء.
2 - الغِنَى والعافية "أذاقك اللهُ البَرْدَين". 

بَرَد [جمع]: مف بَرَدَة: ماء جامد ينزلُ من السَّحاب قِطَعًا صغيرة شِبه شفَّافة، ويُسمَّى حَبَّ الغمام وحَبَّ المُزْن "تساقطت حَبَّات البَرَد من السَّماء- {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} ". 

بُرْد [مفرد]: ج أبْراد وأبْرُد وبُرُود:
1 - كساء مُخَطّط أو مُوشًّى يُلتحف به.
2 - كساء من الصّوف الأسود. 

بُرْدَة [مفرد]: ج بُرُدات وبُرْدات وبُرْد وبُرَد: كساء يُلْتَحف به كالعباءة "اشترى بُرْدَة يمنيَّة".
• البُرْدَة:
1 - (دب) قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم لكعب بن زهير حينما لجأ إليه يطلب عفوه عنه ويُبايعه على الإسلام فأمّنه الرَّسول وكساه بُرْدَته.
2 - (دب) قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم للإمام البوصيري وتُعدّ من أفضل المدائح التي قيلت في الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
• نَهْج البُرْدَة: قصيدة لأحمد شوقي في مدح الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم سار فيها على منوال قصيدة البوصيري من حيث الوزن والقافية. 

بَرْديّ [مفرد]: مؤ بَرْدِيّة، ج مؤ بَرْديّات: (نت) جنْس نبات مائيّ عُشبيّ من فصيلة السُّعْديّات، يعلو نحو متر أو أكثر، يكثر وجوده في منطقة المستنقعات بأعالي النيل، انتفع به المصريّون القدماء في بناء بيوتهم وسفنهم، كما صنعوا منه ورق البَرْديّ للكتابة عليه "اكْتُشفتْ مَخطوطات على ورق البَرْديّ".
• عِلْم البَرْديّ/ عِلْم البَرْديّات: علم يُعنى بالبرديّ واستعمالاته خاصّة في مجال الكتابة عند قدماء المصريين واليونان والعرب وغيرهم. 

بَرّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من برَدَ.
2 - اسم آلة من برَدَ.
3 - مُحترف البِرادَة.
4 - إناء يُبَرِّد الشَّراب ونحوه.
5 - إناء تُسخَّن فيه السّوائل "بَرَّاد الشاي".
6 - ثلاّجة؛ جهاز لتبريد المأكولات وحفظها بواسطة الكهرباء. 

بَرَّادة [مفرد]:
1 - ثلاّجة "تُحفظ الخضراوات والفواكه في برّادات".
2 - إناء لتبريد الماء. 

بُرود [مفرد]: مصدر برَدَ ° بُرود جِنْسيّ: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة. 

بُرودَة [مفرد]:
1 - مصدر برُدَ.
2 - فتور، نفور، جفاء، عدم مبالاة "استقبله بِبُرودَة" ° برودة جِنْسيّة: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة- برودةُ هِمَّة: التَّقاعس وفتور العزيمة. 

بَريد [مفرد]: ج بُرُد:
1 - نظام يَخْتصُّ بنقل الرَّسائل والطُّرود.
2 - ما يتلقَّاه شخص أو جهة ما من الرَّسائل والطُّرود، مجموعة الرَّسائل والطُّرود التي تنقلها إدارة البريد "تلقَّى حوالة بريديّة" ° بريد القُرَّاء: باب في صحيفة أو مجلة ينشر فيه رسائل القُرّاء وقد يُرَدّ عليها- بريد جوّيّ: بريد يُنْقل بالطَّائرة- بريد دبلوماسيّ/ بريد سياسيّ: بريد خاصّ بهيئة دبلوماسيّة لا يخضع للتَّفتيش أو الرَّقابة- بريد عاديّ: غير جوّيّ، وقد يُراد به: غير مسجّل أو غير مضمون- بريد محفوظ: يُحفظ في شُبّاك البريد- بريد مستعجِل: تسليم البريد بتكلفة أكبر بإرسال ساعي بريد خصوصيّ- بِطاقَة بَريديّة: نوع من البطاقات تُستعمل في المراسلات أو غيرها أحد وجهيها مُزيَّن بصورة- حَوالة بريديَّة: مُستند يُثبت أنَّ مُرسِلاً سلّم هيئة البريد مبلغًا من المال وفوّض إليها دفعَهُ إلى جهة أو شخص معيَّن- ساعي بريد/ موزِّع بريد/ حامل بريد: مَنْ يقوم بمهمَّة توزيع البريد- صندوق البريد: صندوق صغير يُودَع فيه بريدُ شخصٍٍ أو جهةٍ ما ويُعطى رقمًا مُعيَّنًا.

• البريد الصَّوتيّ: (حس) نظام مزوّد بحاسوب للإجابة عن المكالمات الهاتفيَّة وتسجيلها والاحتفاظ بها، وإعادة بثِّها.
• مؤسسة البريد/ إدارة البريد/ مكتب البريد: مؤسَّسة تأخذ على عاتقها إيصال الرَّسائل والطُّرود وتوزيعها.
• إذْن البَريد: ورقة ماليَّة تتعامل بها مصلحة البريد في مقابل مبلغ زهيد.
• طابع البَريد: ما يُلصق بالرسائل أو البطاقات الصغيرة، ترسمها الدولة وتجعلها رمزًا لأداء أجر الإرسال. 

تَبْريد [مفرد]:
1 - مصدر برَّدَ/ برَّدَ عن ° جهاز التَّبْريد/ أجهزة التَّبْريد: آلة/ آلات حديثة تُستعمل للتبريد.
2 - (فز) طريقة لإيجاد الحرارة النوعيّة لسائل ما، إحداث البرودة اصطناعيًّا ° فَرْط التَّبريد: تبريد سائل إلى ما تحت درجة التجمّد دون أن يتحوَّل إلى جَمْد. 

مِبراد [مفرد]: مُحوِّل للحرارة، بمعنى أنّه يشعّ الحرارة التي يتلقّاها وينقلها إلى الجوّ الذي يحيط به، لذا فوظيفته هي تبريد المحرّك. 

مِبْرَد [مفرد]: ج مَبارِدُ: اسم آلة من برَدَ: آلة بها سطوح خَشِنة تُستعمل لتسْوِية الأشياء الصُّلبة أو تَشْكيلها بالتَّأَكُّل أو السَّحْل "برَد الحديدَ بالمِبْرَد". 

مُبَرِّد [مفرد]: ج مبرِّدون ومُبَرِّدات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من برَّدَ/ برَّدَ عن.
2 - وعاء لتبريد السَّوائل "صَبّ ماءً مثلّجًا من المُبَرِّد".
3 - ثلاّجة "تُحفظ اللّحوم في المبرِّدات". 

برد

1 بَرُدَ, aor. ـُ inf. n. بُرُودَةٌ; (S, M, Mgh, Msb, K;) and بَرَدَ, aor. ـُ (M, Msb, K,) inf. n. بَرْدٌ; (M, Msb;) It (a thing, S, Msb, and the latter said of water, Msb) was, or became, cold, chill, or cool; [see بَرْدٌ below;] (S, M;) its heat became allayed. (Msb.) The latter verb is also used transitively, as will be shown below. (Msb.) b2: [Hence,] بَرُدَ مَضْجَعَهُ [lit. His bed, or place of sleep, became cold; meaning] (tropical:) he went on a journey. (A.) b3: بَرَدَ also signifies (tropical:) He died; (As, T, S, A, K;) because death is the non-existence of the heat of the soul; (L;) or it is allusive to the extinction of the natural heat; or to the cessation of motion. (MF.) For b4: بَرَدَ, (MF,) aor. ـُ (Mgh,) inf. n. بَرْدٌ, (MF,) likewise signifies (assumed tropical:) It was, or became, still, quiet, or motionless; (Mgh, MF;) for instance, a slaughtered sheep or goat [&c.]. (Mgh.) And (assumed tropical:) It (beverage of the kind called نَبِيذ) became still, and without briskness. (TA, from a trad.) Yousay, رُعِبَ فَبَرَدَ مَكَانَهُ [(assumed tropical:) He became frightened, and remained motionless in his place; مَكَانَهُ meaning فِى مَكَانَهُ: and hence,] (tropical:) he became amazed, or stupified. (A.) And بَرَدَتْ عَيْنُهُ (assumed tropical:) The pain in his eye became allayed, or stilled. (L.) And بَرَدَ أَمْرُنَا (assumed tropical:) Our affair, or case, became easy. (TA, from a trad. [See also بَارِدٌ.]) b5: Also, inf. n. بَرْد, [which see below,] (assumed tropical:) He slept. (T.) b6: And hence, (tropical:) It remained, or became permanent, or fixed, or settled. (T.) So in the saying, لَمْ يَبْرُدْ بِيَدِى مِنْهُ شَيْءٌ (tropical:) There did not remain, or become permanent or fixed or settled, in my hand, thereof, anything. (T, L. *) Yousay also, بَرَدَ أَسِيرًا فِى أَيْدِيْهِمْ (tropical:) He remained safely a captive in their hands. (A.) And بَرَدَ فِى أَيْدِيهمْ سَلْمًا (tropical:) He became a permanent captive, remaining in their hands, not to be ransomed nor liberated nor demanded. (L.) And بَرَدَ المَوْتِ عَلَىمُصْطَلَاهُ (tropical:) Death fixed, or settled, [upon his face and extremities, or] upon his limbs, or upon his arms and legs and face and every prominent part, which become cold at the time of death, and which are warmed at the fire. (AHeyth, L.) And بَرَدَ المَوْتِ عَلَيْهِ [(tropical:) Death became impressed upon him;] the marks, or signs, of death became apparent upon him. (A.) b7: [And hence, app.,] (tropical:) It (a right, or due,) became incumbent, or obligatory, (M, K, TA,) and established. (TA.) You say, بَرَدَ لِى حَقِّى عَلَى فُلَانٍ (tropical:) My right, or due, became incumbent, or obligatory, on such a one, and established against him. (M, * A, * TA.) And مَا بَرَدَ لَكَ عَلَى فُلَانٍ (tropical:) What hath become incumbent, or obligatory, to thee, on such a one, and established against him? or what hath become owed, or due, to thee, by, or from, such a one? as also مَا ذَابَ لَكَ عَلَيْهِ. (S.) And بَرَدَ لِى عَلَيْهِ كَذَا مِنَ المَالِ (tropical:) Such an amount of the property, or of property, became incumbent, or obligatory, to me, on him, and established against him; or became owed, or due, to me, by, or from, him. (S.) b8: Also, (K,) aor. ـُ inf. n. بَرْدٌ, (TA, [but see the next sentence,]) (assumed tropical:) He (a man) was, or became, weak; and so بُرِدَ, a verb like عُنِىَ. (K.) And, inf. n. بُرَادٌ and بُرُودٌ, (M, K,) (assumed tropical:) He was, or became, languid, (K,) or weak and languid, from leanness or disease: (M:) or weak in the legs, from hunger or fatigue. (Ibn-Buzurj, T.) And بَرَدَ مُخُّهُ, (A, K,) aor. ـُ inf. n. بَرْدٌ, (TA,) (tropical:) He was, or became, lean, or emaciated; (A, K;) and so بَرَدَتْ عِظَامُهُ. (A, TA.) b9: (assumed tropical:) It (a sword [or the like]) was, or became, blunt. (M, K.) A2: بَرَدَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. بَرْدٌ; (K;) and ↓ برّدهُ, (S, M, Msb, K,) inf. n. تَبْرِيدٌ; (S;) He made it, or rendered it, (for ex., water, M, Msb, K,) cold, chill, or cool: (S, &c.:) but the latter has an intensive signification [he made it, or rendered it, very cold, or very cool]: (Msb:) or both signify, (K,) or the former signifies, (M, TA,) he mixed it with snow: (M, K:) one does not say ↓ ابردهُ, except in a bad dialect. (S.) بَرِّدِيهِ, being used by a poet for بَلْ رِدِيهِ, has been erroneously supposed to mean “Make thou it hot.” (M.) You say, بَرَدَنَا اللَّيْلُ, (aor. and inf. n. as above, M,) and بَرَدَ عَلَيْنَا, The night affected us with its cold. (M, K.) and سَقَيْتُهُ شَرْبَةً بَرَدَتْ فُؤَادَهُ, (S, M, *) aor. and inf. n. as above, (S,) I gave him to drink a draught that cooled his heart: (S, M:) or بَرَدْتُ بِهَا فُؤَادَهُ [with which I cooled his heart]. (So in the T.) And فُؤَادَكَ بِشَرْبَةٍ ↓ بَرِّدْ Cool thy heart by a draught. (A.) And اِسْقِنِى سَوِيقًا أَبْرُدْ بِهِ كَبِدِى

[Give thou me to drink سويق with which I may cool my liver]. (T.) And بَرَدَ عَيْنُهُ بِالْكُحْلِ, (A'Obeyd, T, M,) or بِالْبَرُودِ, (S, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) [He cooled his eye with the collyrium, or] he applied the cooling collyrium to his eye, (T, * S, M, * Msb, K, *) and allayed its pain. (M.) The following words, cited by IAar, بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ حُدْبِ [lit. They cooled the fore parts of the humps, or the backs, of humped she-camels], mean (tropical:) they put off from them their saddles, that their backs might become cool. (M.) You say also, بَرِّدْ ↓ ظَهْرَ فَرَسِكَ سَاعَةً (tropical:) Relieve thy horse from riding [lit. cool his back] awhile. (A.) And لَا تُبَرِّدْ ↓ عَنْ فُلَانٍ (tropical:) Do not thou alleviate the punishment [in the world to come] due to the offence of such a one by thy reviling him, or cursing him, when he has acted injuriously to thee. (T, S, * M, * A, * L.) And بَرَدَ الخُبْزَ, (T, L, K,) بِالْمَآءِ, (T,) He poured [cold] water upon the bread, (T, L, K,) and moistened it [therewith: see بَرُودٌ]. (T, L.) b2: بُرِدَ (a verb like عُنِىَ, K) It (a company of men) was hailed upon. (S, M, K.) And بُرِدَتِ الأَرُضُ The land, or ground, was hailed upon. (S.) A3: بَرَدَ, (S, M, &c.,) aor. ـُ (TA,) inf. n. بَرْدٌ, (Mgh, TA,) also signifies He filed (M, Mgh, K) iron, (S, M, &c.,) and the like, (M,) with a مِبْرَد.(S, M, Mgh, Msb, K.) A4: بَرَدَهُ and ↓ ابردهُ He sent him as a بَرِيد [or messenger on a postmule or post-horse]. (K.) And بَرَدَ بَريدًا, (M,) and ↓ ابردهُ, (A,) He sent a بريد. (M, A.) and إِلْيَهِ ↓ ابرد, (S,) or اليه بَرِيدًا ↓ ابرد, (T, TA.) He sent to him a بريد. (T, S.) 2 بَرَّدَ see بَرَدَهُ, in four places. b2: برّدهُ عَلَيْهِ (tropical:) He made it incumbent, or obligatory, on him. (M, A.) b3: And برّدهُ, (K, TA, but omitted in the CK,) inf. n. تَبْرِيدٌ; (TA;) and ↓ ابردهُ; (M, K;) (tropical:) It (a thing, M) made him, or rendered him, weak; weakened him; (K;) or made him, or rendered him, weak and languid. (M.) A2: [برّد also signifies, as is indicated in the TA voce حُبَاحِبٌ, It (a locust) spread forth its wings; which are termed its بُرْدَانِ: see بُرْدٌ.]4 ابرد He entered upon a cold, or cool, time: (Mgh, Msb:) he entered upon the last part of the day: (M, K:) he entered upon the time when the sun had declined: (Mohammad Ibn-Kaab, T:) and he entered upon the cool season, at the end of the summer. (Lth, T.) [Hence,] أَبْرِدُوا بِالطَّعَامِ Delay ye to eat food until it is cool: occurring in a trad. (El-Munáwee.) And أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ (T, A, Mgh, Msb) Defer ye the noon-prayers until the cooler time of the day, when the vehemence of the heat shall have become allayed. (Mgh, Msb.) And أَبْرِدْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرِةَ Stay thou until the mid-day heat shall have become assuaged, and the air be cool. (M, and L in art. فيح.) b2: ابردلَهُ He gave him to drink what was cold, or cool. (M, K.) You say also, سَقَيْتُهُ فَأَبْرَدْتُ لَهُ, meaning I gave him to drink what was cold, or cool. (A'Obeyd, S.) b3: ابردهُ He brought it cold, or cool. (M, K.) b4: See بَرَدَهُ, first sentence. b5: and see 2.

A2: See also 1, in four places; last three sentences.5 تبرّد فِيهِ He descended into it, (i. e., into water, TA,) and washed himself in it, to refresh himself by its coolness. (M, K.) See also 8. b2: تبرّد also signifies (assumed tropical:) He became weakened. (TA.) 8 ابترد He washed himself with cold water: (S:) and likewise, (S,) or ابتردالمَآءَ, (K,) he drank water to cool his liver: (S, K:) or the latter signifies he poured the water cold upon himself, (M, K,) meaning, upon his head: (M:) and بِالْمَاءِ ↓ تبرّد, (T, A,) and ابترد, (A,) he washed himself with water, or with the water. (T.) 10 استبرد عَلَيْهِ لِسَانَهُ (tropical:) He let loose his tongue and used it like a file against him. (A.) بَرْدٌ and ↓ بُرُودَةٌ [originally inf. ns.] Cold; coldness; chill; chilness; cool, as a subst.; coolness; the former, contr. of حَرٌّ; (S, M, A, Msb;) and the latter, of حَرَارَةٌ. (S.) b2: And [hence] the former, (tropical:) Pleasantness; enjoyment; ease; comfort: as in the saying, نَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَ بَرْدَهَا (tropical:) We ask of Thee Paradise and its pleasantness, &c. (L.) b3: Also (assumed tropical:) Sleep: (T, S, M, A, K:) [an inf. n. used as a subst.:] so in the Kur lxxviii. 24: (S, M, K:) for sleep cools a man: (TA:) or, accord. to I'Ab, it there means the coldness, or coolness, of beverage. (T.) You say, مَنَعَ البَرَدُ البَرْدَ (assumed tropical:) The hail prevented sleep. (A.) b4: And (assumed tropical:) Saliva: (Th, T, M, K:) so, accord. to Th, in the saying of El-'Arjee, وَ إِنْ شِئْتِ لَمْ أَطْعَمُ نُقَاخًا وَ لَا بَرْدَا And if thou desire, I will not taste sweet water, nor saliva [from any lips but thine]. (T, M, * TA. [But this is cited in the S as an ex. of بَرْد signifying sleep.]) b5: See also بَارِدٌ. b6: [Hence,] البَرْدَانِ: see الأَبْرَدَانِ, voce أَبْرَدُ.

بُرْدٌ A kind of garment; (S;) a kind of striped garment: (M, K:) accord. to some, of the description termed وَشْىٌ [or variegated]: (M:) or particular kinds thereof are distinguished by such terms as بُرْدُ عَصْبٍ and بُرْدُ وَ شْىٍ: (Msb:) also, (as a coll. gen. n., TA,) garments of the kind called أَكْسِيَةٌ, [pl. of كِسَآءٌ,] which are wrapped round the body; (K;) one of which is called ↓ بُرْدَةٌ: (M, K:) or, as Lth says, the بُرْد is [a] well-known [garment], of the kind called بُرُودُ العَصْبِ and بُرُودُ الوَشْىِ; (T;) but the ↓ بُرْدَةٌ is a garment of the kind called كِسَآءٌ, four-sided, black, and somewhat small, worn by the Arabs of the desert: (T, S, Mgh, * Msb, * TA:) or this latter (the بردة) is a striped garment of the kind called شَمْلَةٌ: (T:) or it is an oblong piece of woollen cloth, fringed: (M:) Sh says, I saw an Arab of the desert wearing a piece of woollen cloth resembling a napkin, wrapped round the body like an apron; and on my saying to him, What dost thou call it? he answered, بُرْدَة: (T:) [the modern بردة, in every case in which I have seen it, I have observed to be an oblong piece of thick woollen cloth, generally brown or of a dark or ashy dust-colour, and either plain, or having stripes so narrow and near together as to appear, at a little distance, of one colour; used both to envelop the person by day and as a night-covering: the بردة of Mohammad is described as about seven feet and a half in length, and four and a half in width, and in colour either أَخْضَر or أَحْمَر, i. e. of a dark or ashy dust-colour or brown; for such are the significations of these two epithets when applied to a garment of this kind, and in some other cases:] the pl. of بُرْدٌ is أَبْرُدٌ (M, K) and أَبْرَادٌ [both pls. of pauc.] and بُرُودٌ (S, M, K) and بُرَدٌ, (IAar, T,) or this last is pl. of بُرْدَةٌ, (S, M,) and بِرَادٌ, like as قِرَاطٌ is pl. of قُرْطٌ, or this, also, is pl. of بُرْدَةٌ, like as بِرَامٌ is pl. of بُرْمَةٌ. (M.) b2: ذُوبُرْدٍ, as opposed to ذُو كِسَآءِ, means (assumed tropical:) A rich man. (S in art. عج.) b3: وَقَعَ بَيْنُهُمَا قَدُّ بُرُودٍ يُمْنَةٍ, (so in copies of the K, in the TA يُمَنَةٍ,) or بُرُودٍ

ثَمِينَةٍ, (so in a copy of the A,) (tropical:) [There happened between them two the rending of بُرُود of the fabric of El-Yemen, accord. to the reading in the K, or of costly بُرُود, accord. to the reading in the A,] means they arrived at a great, or severe, state of affairs; (K;) or is said of two men who have contended together in vehement altercation so that they have rent each other's garments; (A;) [accord. to the reading in the K,] because يُمَنٌ, [in the CK يُمْن,] which are بُرُود of El-Yemen, are not rent save on account of some great, or severe, thing, or affair. (K.) b4: ↓ هُمَا فِى بُرْدَةِ

أَخْمَاسٍ means (assumed tropical:) They two do one deed; or act alike; (IAar, M, K;) and resemble each other, as though they were in one بُرْدَة: (IAar, M:) or they two have become near together, and in a state of agreement. (K in art. خمس, q. v.) b5: and ↓ سَلَبَ الصَّهْبَآءَ بُرْدَتَهَا(tropical:) He, or it, deprived the wine of its colour. (A.) b6: And بُرْدَا الجَرَادِ, (T,) or الجُنْدَبِ, (S,) (assumed tropical:) The two wings [of the locust, or of the species called جندب]. (T, S.) b7: And ↓بُرْدَةُ الضَّأْنِ(assumed tropical:) A certain sort of milk. (K.) بَرَدٌ Hail; what descends from the clouds, resembing pebbles; (M, Msb;) frozen rain; (Lth, T;) what is called حَبُّ الغَمَامِ (S, A, Msb, K) and حَبُّ المُزْنِ (Msb) [i. e. the grains, or berries, of the clouds: a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة, signifying a hailstone].

بَرِدٌ Possessing coldness or coolness: an epithet applied to the [plant called] صِلِّيَان. (S.) b2: سَحَابٌ بَرِدٌ, (T, S, M, K,) and ↓ أَبْرَدُ, (S, K,) Clouds containing hail (T, S, M, K *) and cold. (T.) You say also سَحَابَةٌ بَرِدَةٌ A cloud containing hail (T, S, M, A *) and cold; (T;) but not سحابة بَرْدَآءُ. (M.) بَرْدَةٌ: see بَارِدٌ: A2: and see also بَرَدَةٌ.

A3: هِىَ لَكَ بَرْدَةَ نَفْسَهَا She is purely thine; (Fr, A'Obeyd, T, S, M;) syn. خَالِصَةً: (M:) A'Obeyd explains it by خَالِصًا, (T, S, M,) not in the fem. form, (TA,) on the authority of Fr. (T.) b2: هُوَ لِى بَرْدَةَ يَمِينِى, (A'Obeyd, M,) or هُوَ لِبَرْدَةِ يَمِينِى, (S,) He, or it, is known to me. (A'Obeyd, S, M.) A4: بَرْدَةُ a proper name applied to The ewe. (K.) بُرْدَةٌ: see بُرْدٌ, in five places.

بَرَدَةٌ (T, S, M, A, &c.) and ↓ بَرْدَةٌ (T, M, K) Indigestion; a malady arising from unwholesome food: (S, M, A, L, Msb, K:) or heaviness of food to the stomach: (IAar, T, L:) so termed because it makes the stomach cold. (T, L, Msb.) It is said in a trad., أَصْلُ كُلِّ دَآءٍ البَرَدَةُ [The origin of every disease is indigestion]. (T, S, M, * A.) A2: Also, the former, The middle of the eye. (K.) بُرَدَآءُ An ague; i. e. a fever attended by a cold fit, (K,) or by shivering. (TA.) بَرْدِيٌّ A well-known kind of plant, (S, M, * K,) of which the kind of paper termed قِرْطَاس is made; (TA in art. قرطس, q. v. ;) [namely, papyrus; and] of which mats are made; (Msb;) [app. meaning rushes in general: but the former is generally meant by it in the present day, and is probably the proper signification: anciently, mats, as well as ropes and sails &c., were made of the rind of the papyrus; and even small boats were constructed of its stalks bound together; and of such, probably, was the ark in which the infant Moses was exposed: it is a coll. gen. n.:] n. un.

بَرْدِيَّةٌ. (M, TA.) Hence, قَطْنُ البَرْدِىّ The cotton of the papyrus, which, resembling wool, is gathered from the stalk, and, mixed with lime, composes a very tenacious kind of cement. (Golius, from Ibn-Maaroof.) b2: [Also, a rel. n. from the same, meaning Of, or belonging to, or resembling, the plant so called. Hence the saying,] لَهَا سَاقٌ بَرْدِيَّةٌ [She has a shank like a papyrus-stalk]. (A.) بُرْدِىٌّ One of the most excellent sorts of dates: (S, Msb:) an excellent sort of dates, (AHn, M, K,) resembling the بَرْنِىّ: (AHn, M:) or a sort of dates of El-Hijáz. (TA.) بَرْدَانٌ Feeling cold or chilly or cool: fem. with ة: perhaps post-classical; for I have not found it mentioned in any of the lexicons.]

بُرَادٌ: see بَارِدٌ.

A2: Also Weakness of the legs, from hunger or fatigue. (Ibn-Buzurj, T.) [See also 1.]

بَرُودٌ: see بَارِدٌ. b2: Beverage that cools the heat of thirst. (T.) b3: Also, (T, L, K,) and ↓ مَبْرُودٌ, (T, M, A, L, K,) Bread upon which water is poured; (T, L, K;) which is moistened with cold water: (A:) eaten by women to make them fat. (M, A, L.) The subst. applied to such bread is ↓ بَرِيدٌ (A.) b4: بَرُودٌ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates] also signifies Cold water which one pours upon his head. (M.) b5: Anything with which a thing is rendered cold, or cooled. (S, M.) b6: A collyrium which cools the eye; (Lth, T, M, Msb;) also termed بَرُودُ العَيْنِ. (T, S.) b7: بَرُودُ الظِّلِّ (assumed tropical:) Pleasant in social intercourse: applied alike to the male and the female. (TA, from a trad.) b8: ثَوْبٌ بَرُودٌ A garment without nap: (K:) and a garment that is not warm nor soft. (TA.) بَرِيدٌ: see بَرُودٌ.

A2: Also A mule appointed [ for the conveyance of messengers] in a رِبَاط [or public building for the accommodation of travellers and their beasts, or in a سِكَّة, which is a house or the like specially appropriated to messengers and the beasts that carry them: thus it signifies a postmule: afterwards, it was applied also to a posthorse, and any beast appointed for the conveyance of messengers]: (Mgh:) [this is what is meant by the words in the S and K, البَرِيدُ المُرَتَّبُ:] it is a word of Persian origin, (Z in the Fáïk,) arabicized, from بُرِيدَهْ دُمْ, (Z in the Fáïk, and Mgh,) i. e. “docked,” or “having the tail cut off;” for the post-mules (بِغَالُ البَرِيدِ) had their tails cut off in order that they might be known: (Z in the Fáïk:) [or perhaps it is from the Hebrew פֶּרֶד “a mule:”] or it is applied to the beast appointed for the conveyance of messengers (دَابَّةُ البَرِيدِ) because he traverses the space called بَرِيد [defined below: but the reason before given for this appellation is more probable: it is like the Lat. “veredus”]: (T, Msb:) pl. بُرُدٌ (Z, Mgh, Msb) and بُرْدٌ, which is a contraction of the former, like as رُسْلٌ is of رُسُلٌ. (Z.) You say, حُمِلَ فُلَانٌ عَلَى البَرِيِد [Such a one was borne on the postmule or post-horse]. (S.) Imra-el-Keys speaks of a بريد of the horses of Barbar. (S.) b2: Having been originally used in the sense first explained above, it was afterwards applied to A messenger borne on a post-mule [or post-horse]: (Z in the Fáïk, and Mgh:) or messengers on beasts of the post: (M, K:) or a messenger that journeys with haste: (A:) or [simply] a messenger: (S, Msb, K:) pl. as above. (M, * Z.) Hence the saying, الحُمَّى بَرِيدُ المَوْتِ Fever is the messenger of death: (T, Msb:) because it gives warning thereof. (T.) Hence also البَرِيدُ applied to The animal called الفُرَانِقُ, (said to be the jackal, but some say otherwise, TA,) because he gives warning before [the approach of] the lion. (T, S, K.) and صَاحِبُ البَرِيِد [The master of the messengers that journey on post-mules or post-horses]. (S.) [and خَيْلٌ البَرِيِد, occurring in many histories &c., The post-horses, that carry messengers and others.] b3: Also, having been applied to a messenger on a post-mule [or post-horse], it then became applied to The space, or distance, traversed by the messenger thus called; (Mgh, Msb; *) the space, or distance, between each سِكَّة and the سِكَّة next to it; the سكّة being a structure of either of the kinds called بَيْت and قُبَّة, or a رِبَاط [explained above], in which the appointed messengers lodge; (Z in the Fáïk;) the space, or distance, between two stations, or places of alighting; or two parasangs, or leagues; (M, K;) [six miles;] each parasang, or league, being three miles, and each mile being four thousand cubits: (TA:) or twelve miles; (S, A, Msb, K;) i. e. four parasangs, or leagues: (Mgh, TA:) [for] the space, or distance, between each station termed سِكَّة and the next to it is either two parasangs or four: (Z in the Fáïk:) the distance of twelve miles is [also] termed سِكَّةُ البَرِيِد: (T:) the pl. is as above. (T, Z.) A journey of four بُرُد, or forty-eight miles, renders it allowable to shorten prayers; which miles are of the Háshimee measure, such as are measured on the road to Mekkeh. (T.) b4: Also The course, or pace, of a camel along the space thus called: so in the following verse of Muzarrid, in praise of 'Arábeh El-Owsee: فَدَتْكَ عَرَابَ اليَوْمَ أُمِّى وَ خَالَتِى

وَ نَاقَتِىَ النَّاجِى إِلَيْكَ بَرِيدُهَا [May my mother, and my maternal aunt, and my she-camel that is swift in her course to thee from one station to another, be ransoms for thee, O 'Arábeh, (the name being contracted,) this day!]. (S.) بُرَادَةٌ Filings; (M, Mgh, K;) what falls from iron [&c.] when filed. (S.) بُرُودَةٌ: see بَرْدٌ.

بَرَّادَةٌ A vessel which cools water: (M, K:) or a كَوَّازَة [app. meaning either a stand, or a shelf, upon which mugs (كِيزَان, pl. of كُوز,) are placed; erroneously in the K, كُوَّارَةٌ, and كُوَارَةٌ, as I find it in different copies;] upon which water is cooled: (Lth, T, K: *) but [Az says,] I know not whether it be a classical or a post-classical word. (T.) Hence the saying, بَاتَتْ كِيزَانُهُمْ عَلَى البَرَّادَةِ Their mugs passed the night upon the برّادة. (A, TA.) بَارِدٌ (S, M, Msb, K) Cold; chill; cool; (S, Msb;) applied to water [&c.]; (M, K;) as also ↓ بَرْدٌ, [originally an inf. n., like عَدْلٌ, used as an epithet,] (M, K,) and ↓ بَرُودٌ, (S, M, K,) and ↓ بُرَادٌ; (M, K;) but the last two are intensive forms [signifying very cold or chill or cool]. (TA.) b2: (tropical:) Anything loved, beloved, liked, or approved. (TA.) [Hence,] عَيْشٌ بَاردٌ (tropical:) An easy and a pleasant life, or state of life. (ISk, * T, * M, A, L, K.) And لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ العَيْشِ, and العَيْشِ ↓ بَرْدَةُ, [the latter written in the TT بَرَدَةُ العيش,] (tropical:) A night of easy and pleasant life. (M, L.) And غَنيمَةٌ بَارِدَةٌ: see the latter word. b3: سَمُومٌ بَارِدٌ (tropical:) A hot wind that is constant, continual, permanent, settled, or incessant. (S, L.) b4: لِى عَلَيْهِ أَلْفٌ بَارِدٌ (tropical:) A thousand [pieces of money &c.] are incumbent, or obligatory, on him, to me, and established against him; or are owed, or due, to me, by, or from, him. (S, M. *) b5: جَآءَ فُلَانٌ بَارِدًا مُخُّهُ, and بَارِدَ العِظَامَ, (tropical:) Such a one came in a lean, or an emaciated, state: in the contr. case, one says, حَارَّا مُخُّهُ, and حَارَّ العِظَامِ. (A, TA.) b6: [بَارِدٌ also signifies (assumed tropical:) Blunt; applied to a sword and the like: see 1. b7: And, contr., (assumed tropical:) Sharp: for you say,] مُرْهَفَاتٌ بَوَارِدُ [pl. of بَارِدَةٌ, meaning] (assumed tropical:) Sharp, or cutting, swords: (TA:) or slaying swords. (S.) بَارِدَةٌ (assumed tropical:) Spoil acquired without fatigue; (IAar, T;) also termed غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ; and to this is likened, by the Prophet, fasting in winter. (T.) Also (assumed tropical:) Gain made by merchandise at the time of one's buying it. (IAar, T.) أَبْرَدُ [More, and most, cold, or chill, or cool]. b2: [Hence,] الأَبْرَدَانِ and ↓ البَرْدَانِ The morning, between daybreak and sunrise, and the evening, between sunset and nightfall; (T, S, M, K;) also called العَصْرَانِ (S, K) and الصَّرْعَانِ and الرِّدْفَانِ: (T:) or (as in the S, but in the M and K “and”) the morning-shade and evening-shade: (S, M, K:) so called because of their coldness, or coolness. (TA.) b3: See also بَرِدٌ. b4: ثَوْرٌ أَبْرَدُ A bull upon which are spots, or patches, of white and black: (S, M:) of the dial. of El-Yemen. (M.) b5: and الأَبْرَدُ The leopard: fem. with ة: (T, K: [but in the TT, the fem. is written like the masc.:]) pl. الأَبَارِدُ. (T, K.) The female is also called الخَيْثَمَةُ. (T.) إِبْرَدَةُ, (S, M, &c.,) with kesr (S, Mgh, K) to the ء and the ر (Mgh, TA,) [in the CK اِبْرَدَة,] Cold in the belly, or inside; (M, K;) a well-known malady, arising from the prevalence of cold and humidity, and preventing one, by languor, from performing the act of coition: (S, Mgh:) and a dripping of the urine, which prevents a man's taking pleasure in women. (T, L.) b2: Also Coldness of the damp earth, and of rain. (M, L.) An Arab says, إِنَّهَا لَبَارِدَةٌ اليَوْمَ [Verily it (the morning, الغَدَاةُ, L) is cold to-day]; and another says to him, لَيْسَتْ بِبَارِدَةٍ إِنَّمَا هِىَ إِبْرِدَةُ الثَّرَى [It is not cold: it is only the coldness of the damp earth]. (S, L.) مُبْرَدٌ [pass. part. n. of 4]. You say, أَرْضٌ مُبْرَدَةٌ: see مَبْرُودٌ.

مُبْرِدٌ [act. part. n. of 4]. You say, جِئْنَاكَ مُبْرِدِينَ We came to thee when the heat had become allayed. (T.) A2: Also One sending, or who sends, a بَرِيد [or بُرُد, i. e., a messenger on a post-mule or posthorse, or messengers on post-mules or post-horses]. (S.) مِبْرَدٌ (S, K, &c.) A file; (M;) syn. سُوهَانٌ; (M, K;) which is a Persian word: (M:) pl. مَبَارِدُ. (Msb.) b2: [Hence,] جَعَلَ لِسَانِهِ عَلَيْهِ مُبْرِدًا (tropical:) [He made his tongue like a file upon him; i. e.] he annoyed him, or hurt him, with his tongue, and vituperated him. (A.) [See a saying of Moosà Ibn-Jábir voce جِنٌّ.]

مَبْرَدَةٌ [A cause of coldness or coolness]. You say, هٰذَا الشَّىْءُ مَبْرَدَةٌ لِلْبَدَنِ [This thing is a cause of coldness, or coolness, to the body]: and As relates that he said to an Arab of the desert, “What induceth thee to take a sleep in the morning while the sun is yet low?” and he answered, إِنَّهَا مَبْرَدَةٌ فِى الصَّيْفِ مَسْخَنَةٌ فِى الشِّتَآءِ [Verily it is a cause of coolness in the summer, and a cause of warmth in the winter]. (S, A.) مُبَرَّدٌ: see what follows.

مَبْرُودٌ Made, or rendered, cold or chill or cool: (S, Msb, K:) [and ↓ مُبَرَّدٌ signifies the same in an intensive manner:] applied to water [&c.: or signifying mixed with snow: see بَرَدَهُ]. (K.) b2: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ A tree deprived of its leaves by the cold. (AHn, M.) b3: أَرْضٌ مَبْرُودَةٌ (M, A, K) and ↓ مُبْرَدَةٌ (K) Land, or ground, hailed upon: (M, K:) or snowed upon. (A, TA.) b4: See also بَرُودٌ.
برد
: (البَرْدُ) ، بِفَتْح فسكوت: ضِدُّ الحَرّ، وَهُوَ (م) مَعْرُوف. يُقَال: (بَرَدَ) الشيْءُ (كنَصَرَ وكَرُمَ) بَرْداً و (بُرودةً) ، الأَخير مصدر الْبَاب الثَّانِي.
(و) يُقَال (ماءٌ بَرْدٌ) بِفَتْح فَسُكُون، (وبارِدٌ وَبَرُودٌ) ، كصَبُورٍ صيغَة مُبَالغَة، (و) كذالك (بُرَادٌ) ، كغُرَاب، (ومَبرودٌ) على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول فإِنّه من بَرَدَه إِذَا صَيَّرَه بَارِدًا، (وَقد بَرَدَه بَرْداً وبَرَّدَه) تَبريداً: (جَعَلَه بَارِدًا) وَفِي (الْمِصْبَاح) : وأَما بَرَدَ بَرْداً من بَاب قَتَلَ فيُستعمل لَازِما ومتعدّياً، يُقَال: بَرَدَ الماءُ وبَرَدّتُه فَهُوَ بارِدٌ ومَبرُودٌ، وبَرَّدْته، بالتثقيل، مُبَالغَة انْتهى. وَفِي (الأَساس) : فُلانٌ يَشربُ المُبَرَّدَ بالمُبَرَّت: الماءَ الْبَارِد بالطَّبْرزَذِ. قَالَ الجوهريّ: وَلَا يُقَال أَبرَدْته إِلاّ فِي لُغَة رَدِيئَة. (أَو) بَرَدَه يَبْردُه، إِذَا (خَلَطَه بالثَّلْج) وَغَيره.
(وأَبرَدَهُ: جاءَ بهِ بَارِدًا. و) أَبرَدَ (لَهُ: سَقَاهُ بَارِدًا) ، يُقَال سَقَيته فأَبرْدت لَهُ إِبراداً، إِذا سَقيْته بَارِدًا.
(والبَرْدُ: النَّوْم، وَمِنْه) قَوْله عزّ وَجل: ( {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً} ) وَلاَ شَرَاباً (النبأَ: 24) يُريد نَوماً. وإِنّ النَّومَ ليُبَرِّد صاحبَه، وإِن العَطْشَانَ ليَنامُ فيَبْرُدُ بالنَّوْم. ورُوي عَن ابْن عَبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ: أَي بَرْدَ الشَّرَاب وَلَا الشَّرَابَ. (و) أَنشد الأَزهريُّ قَولَ العَرْجيّ:
وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً وَلَا بَرْدَا
قَالَ ثَعْلَب: البَرْدُ هُنَا: (: الرِّيقُ) . والنُّقَاخ: الماءُ العَذْبُ.
(و) البَرَدُ (بِالتَّحْرِيك: حَبُّ الغَمَام) . وَعبَّرَه اللَّيثُ فَقَالَ: مَطَرٌ جامدٌ. (و) البَرَدُ. (ع، وضَبطَه البَكريّ بِكَسْر الرّاءِ وَقَالَ: هُوَ جَبَلٌ فِي أَرضِ غَطفانَ يَلِي الجَنَابَ) .
(وسَحَابٌ بَرِدٌ) ، ككَتِفٍ (وأَبْرَدُ) : ذُو قرَ وبَرْد. وسَحابَةٌ بَرِدَةٌ، على النّسب، وَلم يَقُولُوا بَرْدَاءَ.
(وَقد بُرِدَ القَومُ، كعُنِيَ) : أَصابَهم البَرد. (والأَرضُ مُبْرَدَة) ، وهاذه عَن الزّجّاج، (ومَبرُودةٌ) : أَصابها البَردُ.
(والبُرْدُ، بالضّمّ: ثَوبٌ مُخطَّط) ، وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الوَشْيَ، قَالَه ابْن سَيّده. (ج أَبْرَادٌ وأَبْرُدٌ وبُرُودٌ) وبُرَدٌ، كصُرَد، عَن ابْن الأَعرابيّ، وبِرَادٌ كبُرْمَة وبِرَام، أَو كقُرْطٍ وقِرَاطٍ، قَالَه ابْن سَيّده فِي شرح قَول يزِيد بن المفرِّغ.
طَوَالَ الدّهْرِ نَشْتَمِل البِرَادَا
(و) البُرْدُ نَظراً إِلى أَنّه اسمُ جِنْس جمْعيّ (: أَكْسِيَةٌ يُلتَحَفُ بهَا، الْوَاحِدَة بهاءٍ) . وقِيل: إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وَله هُدْبٌ فَهِيَ بُرْدَة. قَالَ شَمِرٌ: رأَيت أَعرابِيًّا وَعَلِيهِ شِبْهُ مِنديل من صُوف قد اتّزَرَ بِهِ، فقلْت: مَا تُسمِّيه؟ فَقَالَ: بُرْدَة. وَقَالَ اللَّيث: البُرْدُ مَعْرُوف، من بُرُودِ العَصْبِ والوَشْيِ. قَالَ: وأَما البُرْدَة فكساءٌ مربَّع أَسْودُ فِيهِ صِغَرٌ تَلْبَسه الأَعرابُ.
(والبَرَّادَةُ، كَجَبَّانةِ: إِناءٌ يُبردُ الماءَ) ، بُني على أَبْرَد. (و) قَالَ اللَّيْث: البَرّادة (كُوَّارَة يُبرَّدُ عَلَيْهَا) الماءُ. قلت: وَمِنْه قَوْلهم: باتَتْ كِيزانُهم على البَرَّادَة. وَقَالَ الأَزهريّ: لَا أَدرِي هِيَ من كَلَام الْعَرَب أَم كَلَام المُولَّدين.
(و) فِي الحَدِيث (إِنَّ البِطِّيخ يَقْطَعُ (: الإِبْرِدَة)) ، وَهِي (بِالْكَسْرِ) ، أَي للهمزة والراءِ (: بَرْدٌ فِي الجَوْفِ) ورُطُوبَة غالبتانِ، مِنْهُمَا يَفْتُر عَن الجِمَاع، وهمْزتها زَائِدَة. وَيُقَال رَجُلٌ بِهِ إِبْرِدَةٌ، وَهُوَ تقطيرُ البَوْلِ وَلَا يَنْبَسِط إِلى النّساءِ.
(و) وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (كل داءٍ أَصلُه (البَرْدة)) ، بِفَتْح فَسكون، (ويُحرَّك: التُّخمة) وإِنّما سُمِّيَت التُّخمة بَردَةً لأَنّ التُّخمَة تُبْرِد المَعدةَ فَلَا تَستمرِىء الطَّعَامَ وَلَا تُنْضِجه.
(و) يُقَال: (ابتَرَدَ الماءَ) ، إِذا (صَبَّه عَلَيْه) ، أَي على رأْسه (بَارداً) . قَالَ:
إِذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ فِي كَبِدِي
أَقْبَلْتُ نحْوَ سِقاءِ القَوْم أَبترِدُ
هاذا بَردْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه
فمَنْ لحَرَ على الأَحْشاءِ يتّقِدُ
(أَو) ابترَدَه، إِذا (شَرِبه ليُبَرِّد كَبِدَه) بِهِ. قَالَ الرّاجِز.
فطالما حَلأْتُماها لَا تَرِدْ
فخَلِّيَاها والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ
مِن حَرّ أَيّامٍ ومِن لَيْلٍ وَمِدْ
(وتَبرَّدَ فِيهِ) ، أَي الماءِ: (استَنْقعَ) . وابترَدَ: اغتَسلَ بالماءِ الْبَارِد، كتبرَّدَ. (و) فِي الحَدِيث: (مَن صلَّى البَرْدَين دَخلَ الجَنْةَ) ، وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير: (كَانَ يَسِير بِنَا الأَبْرَدَين) ، (الأَبردَانِ) هما (الغَدَاةُ والعَشِيّ) ، أَو العَصْرَانِ (كالبَرْدَيْنِ) ، بِفَتْح فَسُكُون. (و) الأَبْردَانِ أَيضاً: (الظِّلّ والفَيْيُ) ، سُمِّيَا بذالك لبَرْدِهما. قَالَ الشّمّاخ بن ضِرَار:
إِذَا الأَرْطَى تَوسّدَ أَبْرَدَيْه
خُدُودُ جَوازِيءِ بالرملِ عِينِ
(وأَبْرَدَ) الرّجلُ: (دَخَلَ فِي آخِرِ النَّهَارِ) . وَيُقَال: جِئْناك مُبْرِدينَ، إِذا جاءُوا وَقد باخَ الحَرُّ. وَقَالَ محمّد بن كعْب: الإِبْراد: أَن تَزِيغ الشَّمْسُ. قَالَ: والرَّكْب فِي السَّفر يَقُولُونَ إِذا زاغَت الشَّمْسُ: قدْ أَبرَدْتم فَرَوِّحُوا. قَالَ ابنُ أَحمرَ.
فِي مَوْكِبٍ زَجِلِ الهَوَاجِرِ مُبْرِدِ
قَالَ الأَزهري: لَا أَعرِف محمّد ابْن كعْب هاذا، غير أَنَّ الَّذِي قَالَه صحيحٌ من كَلَام الْعَرَب، وذالك أَنّهم يَنزِلُون للتَّغوِير فِي شِدَّة الحَرّ ويَقيلون، فإِذا زَالَت الشّمسُ ثَارُوا إِلى رِكَابهم فغَيَّرُوا عَلَيْهَا أَقْتَابَها ورِحَالَهَا ونادى مُنَادِيهم: أَلاَ قَدْ أَبْردْتُم فارْكَبُوا.
(وبَرَدَنا اللَّيْلُ) يَبْرُدُنَا بَرْداً. (و) بَرَدَ (عَلَيْنَا: أَصَابَنَا بَرْدُه، و) لَيْلَةٌ بارِدةُ العَيْشِ وَبَرْدَتُه: هَنِيئةٌ. قَالَ نُصَيب:
فيا لَكَ ذَا وُدَ وَيَا لَكِ لَيْلَةً
بَخِلْتِ وكانَتْ بَرْدَةَ العَيشِ ناعِمَهْ
و (عَيْشٌ بارِدٌ: هَنىءٌ) طَيِّبٌ. قَالَ:
قَلِيلَةُ لحمِ النَّاظِرَينِ يَزِينُها
شَبَابٌ ومَخفوضٌ من الغَيْشِ باردُ
أَي طَابَ لَهَا عَيْشُهَا. قَالَ: ومثْله قَولُهم: نَسأَلك الجَنَّةَ وَبَرْدَهَا. أَي طِيبَها ونَعِيمَها.
(و) من الْمجَاز فِي حَدِيث عُمَرَ (فَهبَّرَهُ بالسَّيْفِ حتَّى (بَرَدَ) : ماتَ) قَالَ ابْن مَنْظُور: وَهُوَ صحيحٌ فِي الِاشْتِقَاق، لأَنّه عَدِمَ حَرارةَ الرُّوح. وَقَالَ شيخُنَا نقلا عَن بعض الشُّيوخ: هُوَ كِنَايَةٌ للزُوم انطفاءِ حَرارتِهِ الغَريزيَّة، أَو لسُكون حَركَتِه، لأَنَّ البرْدَ استُعْمِلَ بمعنَى السُّكُونِ.
(و) مِنْهُ أَيضاً: بَرَدَ لي (حَقِّي) على فُلانٍ: (وَجَبَ ولَزِمَ) وثَبتَ. ولي عَلَيْهِ أَلفٌ بارِدٌ، أَي ثابتٌ. وَمِنْه حَدِيث ابْن عُمرَ فِي (الصّحاح) (وَدِدْتُ أَنّه بَرَدَ لنا عَمُلنا) .
(و) مِنْهُ أَيضاً: بَرَدُ (مُخُّه) يَبْرُد بَرْداً (هُزِلَ) ، وكذالك العِظَامُ. وجاءَ فُلانٌ بارِداً مُخُّه، وباردُ العِظَامِ وحارُّهَا، للهَزِيل والسَّمِين.
(و) بَرَدَ (الحديدَ) بالمِبْرَد ونحوِه من الْجَوَاهِر يَبْرُدُه بَرْداً: (سَحَلَه. و) بعرَدَ (العَينَ) بالبَرُودَ يَبرُدُها بَرْداً: (كَحَلَهَا) بِهِ. وبَرَدَت عَيْنُه: سكَنَ أَلَمُهَا. والبَرُود: كُحْلٌ يُبَرِّد العَينَ من الحَرّ. وَفِي حَدِيث الأَسود (أَنَّه كَانَ يَكتحِل بالبَرُودِ وَهُوَ مُحْرِمٌ) .
(و) بَرَدَ (الخُبْزَ: صَبَّ عَلَيْهِ الماءَ) فبَلَّه، (فَهُوَ بَرُودٌ) ، كصَبُور (ومَبرودٌ) ، وَهُوَ خُبْرز يُبْرَد فِي الماءُ تُطْعَمُه النساءُ للسّمنة.
(و) بَرَدَ (السَّيْفِ: نَبَا. و) بَرَدَ (زَيْدٌ) يَبْرُدُ بَرْداً (ضَعُفَ) ، وَفِي (التكملة) ضَعُفَت قَوائمُه، (كبُرِدَ كعُنِيَ) ، وهاذِه عَن الصّاغَانيّ. (و) هُزَالٍ أَو مَرضٍ وَفِي حديثِ عُمرَ: (أَنّه شَرِبَ النَّبِيذَ بَعْدَ مَا بَرَدَ) ، أَي سَكَن وفَتَر. وَيُقَال: جَد فِي الأَمرِ ثمَّ بَرَدَ، أَي فَتَرَ، وَفِي الحَدِيث (لمَّا تلقَّاهُ: بُرَيدَةُ الأَسلميّ قَالَ لَهُ: من أَنت؟ قَالَ؟ أَنا بُرَيْدَة. قَالَ لأَبي بَكر: بَرَدَ أَمرُنا وصَلَح) أَي سَهُلَ (بُرَاداً) ، كغُرَاب، (وبُرُوداً) ، كقُعُود. قَالَ ابنُ بُزُرْج: البُرَاد: ضَعْفُ القوائمِ من جُوعٍ أَو إِعْيَاءٍ، يُقَال: بِهِ بُرَادٌ، وَقد بَرَدَ فُلانٌ إِذا ضَعُفت قوائمُه.
(وبَرَّدَهُ) ، أَي الشيْءَ تَبريداً، (وأَبْرَدَه) : فتَّره و (أَضْعَفَه) ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
الأَسودَانِ أَبْردَا عِظَامِي
الماءُ والفَثَّ ذَوَا أَسْقَامِي (والبُرَادَة) بالضّمّ: (السُّحَالة) ، وَفِي (الصّحاح) : البُرَادَة: مَا سَقَطَ مِنْهُ.
(والمِبْرَدُ، كمِنْبَرٍ) مَا بُرِدَ بِهِ وَهُوَ (السُّوهَان) ، بالفارسيَّة.
والبَرْدُ: النَّحْتُ يُقَال: بَرَدْت الخَشبةَ بالمِبْردِ بَرْداً، إِذا نَحتُّها.
(والبَرْدِيُّ) ، بِالْفَتْح (: نَبَاتٌ) ، وَفِي نُسْخَة: نَبتٌ (م) أَي مَعْرُوف، واحدته بَرْدِيّة. قَالَ الأَعشى:
كبَرْدِيّة الغِيل وَسْطَ الغَرِي
فِ قد خَالَطَ الماءُ مِنْهَا السَّرِيرَا
(و) فِي الحَدِيث: (أَنَّه: أَمرَ أَن يُؤخَذ البُرْديَّ فِي الصَّدَقة) . البُرْديّ (بالضَّم: تَمْرٌ جَيِّدٌ) يُشْبِه البَرْنيَّ، عَن أَبي حنيفةَ، وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من تَمر الْحجاز. (و) البُرْدِيّ: لقب (مُحَمَّد بن أَحمدَ بنِ سَعِيد الجَيَّانيّ) الأَندلسيّ (المحدِّث) نزيل بغدَادَ، سمعَ محمّد بن طَرْخان التُّركيّ.
(والبَرِيد: المرتَّبُ) ، كَمَا فِي (الصّحاح) . (و) فِي الحَدِيث: (لَا أَخِيسُ بالعَهْد، وَلَا أَحْبِس البُرْد) أَي لَا أَحبِسُ الرُّسُلَ الوَارِدين عليّ. قَالَ الزّمخشري: البُرْدُ سَاكِنا: جمْعُ بَريدٍ، وَهُوَ (الرَّسُول) ، فَخّفف عَن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنّمَا خَفّف عَن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنّما خَفّفه هُنَا ليُزاوجَ العَهْد. وَفِي (الْمِصْبَاح) : وَمِنْه قولُ بعض الْعَرَب (الحُمَّى بَرِيدُ الموتِ) ، أَي رسولُه. وَفِي العِناية أَثناءَ سُورَة النساءِ: سُمِّيَ الرّسولُ بَرِيداً لِرُكُوبه البَريدَ، وَهِي المسافَة، (و) هِيَ (فَرسَخَانِ) . كلُّ فرْسَخٍ ثلاثةُ أَميالٍ، والمِيلُ أَربعةُ آلافِ ذِرَاعٍ. (و) أَربَعَةُ فَرَاسِخَ، وَهُوَ (اثنَا عَشَرَ مِيلاً) . وَفِي الحَدِيث: (لَا تُقصَر الصّلاةُ فِي أَقلَّ من أَربَعَةِ بُرُدٍ) وَهِي ستَّةَ عَشرَ فَرسَخاً. وَفِي كُتب الْفِقْه: السَّفَرُ الّذِي يجوز فِيهِ القَصْرُ أَربعةُ بُرُدٍ، وَهِي ثمانيةٌ وأَربعون مِيلاً بالأَميال الهاشميّة الّتي فِي طَرِيق مَكّةَ. (أَو مَا بَيْنَ المَنزلَينِ. و) البَريدُ: (الفُرَانِقُ) ، بِضمّ الفاءِ، سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه يُنْذِر قُدّامَ الأَسَدِ) ، قيل: هُوَ ابنُ آوَى، وَقيل غير ذالك، وسيأْتي. (و) البَريد (الرُّسُلُ على دَوَابِّ البَرِيدِ) والجمْعُ بُرُدٌ. قَالَ الزّمخشريّ فِي الْفَائِق: الْبَرِيد كلمة فارسيّة يُرَاد فِيهَا فِي الأَصل البَغْل، وأَصلهَا برده دم أَي مَحْذُوف الذَّنَب، لأَنّ بِغَالَ البَريدِ كَانَت محذوفةَ الأَذنابِ، كالعَلاَمَة لَهَا، فأُعْرِبت وخُفِّفت، ثمّ سُمِّيَ الرَّسولُ الّذي يَركَبه بَريداً، والمسافةُ الّتي بَين السِّكَّتَين بَريداً. والسِّكّة: مَوضعٌ كَانَ يَسكُنُه الفُيُوجُ المُرَتَّبون من بَيْتٍ أَو قبَّة أَو رِباطٍ، وَكَانَ يُرَتّب فِي كلّ سِكّةٍ بِغَالٌ، وبُعْدُ مَا بَين السِّكّتينِ فَرسخَانِ أَو أَربَعَةٌ. انْتهى. وَنَقله ابْن مَنْظُور وَابْن كَمَال باشا فِي رِسَالَة المعرّب، وقَالَ: وبهاذا التّفصيلِ تَبَينَ مَا فِي كَلَام الجوهَريّ وَصَاحب القَامُوس من الخَلَل، فتَأَمَّلْ.
(وسِكَّةُ البَرِيد: مَحَلَّةٌ بخُوَارَزْمَ) . وَقَالَ الذّهَبيّ: بجُرْجَان، (مِنْهَا) أَيو إِسحاقَ (إِبراهِيمُ بنُ محمّد بن إِبراهِيمَ) ، حدَّثَ عَن الفَضْل بن محمَّد البَيهقيّ وَجَمَاعَة. قَالَ الْحَافِظ ابْن حَجر وأَبو إِسحاق: هاكذا ضَبطَه الأَمِيرُ بالتّحتانيّة والزّاي، مَاتَ سنة 333، (ومنصورُ بن محمّدٍ الكاتبُ) أَبو الْقَاسِم، (البَرِيديَّانِ) ، حدث عَن عبد الله بن الْحسن بن الضَّرَّاب، وَعنهُ السِّلَفيّ.
(وبَرَدَه وأَبْرَدَه: أَرسَلَه بَرِيداً) ، وَزَاد فِي (الأَساس) : مُستعْجلاً. وَفِي الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (إِذا أَبردْتُم إِليَّ بَرِيداً فاجْعَلُوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسمِ) .
(و) قَوْلهم: (هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ) ، فسَّره ابنُ الأَعرابيّ فَقَالَ: (أَي يَفْعَلانِ فِعْلاً واحِداً) فيشتَبهانِ كأَنَّهما فِي بُرْدَةٍ.
(وبَرَدَى) ، بِثَلَاث فَتحاتٍ (كَجَمَزَى) وبَشَكَى. قَالَ جرير:
لَا وِرَدْ للقَوْمِ إِن لم يَعْرِفوا بَرَدَى
إِذَا تَجَوَّبَ عَن أَعْنَاقِهَا السَّدَفُ
(نَهْرُ دِمَشْقَ الأَعظمُ) ، قَالَ نِفْطَوَيْه، هُوَ بَرَدَى مُمالٌ، يكْتب باليَاءِ (مَخْرَجُه) من قَرْيَةٍ يُقَال لَهَا قَنْوَا، من كُورَة (الزَّبْدَانيّ) ، بِفَتْح فَسُكُون على خَمْسَة فَارسِخَ من دمَشقَ ممّا يلِي بَعْلَبَكّ، يَظهر الماءُ من عيونٍ هُنَاكَ ثمّ يَصُبُّ إِلى قَرّيَةٍ (تُعرف بالفِيجة) على فَرْسَخَينِ من دِمَشْقَ، وتَنضمّ إِليه أَعينٌ أُخرَى، ثمَّ يَخرُج الجميعُ إِلى قَرْيَة تعرف بحمزَايا فَيَفْتَرق حينئذٍ فَيصير أَكثره فِي بَرَدَى، ويَحْمِلُ الباقيَ نَهرُ يزيدَ (وَهُوَ نهرٌ حَفَرَه يَزيدُ بن مُعَاوِيَة) فِي لِحْف بعضِ جبَل قاسيُون، فإِذا صارَ ماءُ بَرَدَى إِلى قريةٍ يُقَال لَهَا دُمَّر افترقَ على ثَلَاثَة أَقسام، لبَرَدَى مِنْهُ نَحو النِّصف، ويفترق الْبَاقِي نهرَيْن، يُقَال لأَحدهما ثَوْرَا فِي شماليّ بَرَدَى وللآخرِ بانَاس فِي قِبْلِيِّه، وتمرّ هاذه الأَنهارُ الثّلاثُ بالبوادي، ثمَّ بالغُوطَة، حتّى يَمرّ بَرَدَى بمدِينَة دمشقَ فِي ظاهرِها فيشقّ مَا بَينهَا وَبَين العُقَيْبَةِ حَتَّى يَصخبّ فِي بُحَيْرَة المَرْج فِي شرقيّ دِمَشْق، وَهُوَ أَهْبَطُ أَنهار دِمشق، وإِليه تنصبُّ فضَلاتُ أَنهُرِهَا. ويُساوقه من الْجِهَة الشمالية (نَهْر) يزِيد، إِلى أَن يَنفَصل عَن دمشق وبَساتِينِها، وَمهما فَضَلَ من ذالك كلِّه صَبَّ فِي بُحيرة المَرْج. وأَمّا باناس فإِنّه يدْخل إِلى وَسط مَدينة دِمشق فَيكون مِنْهُ بعضُ مياه قَنواتِها وقَسَاطِلها، وينفصل بَاقِيه فيسقي زُروعَهَا من جِهَة الْبَاب الصغيرِ والشرقيّ.
وَقد أَكثَرَ الشّعراءُ فِي وَصْف بَرَدَى فِي شعرهم، وحُقّ لَهُم، فإِنّه بِلَا شَكَ أَنْزَهُ نَهْر فِي الدُّنْيَا. فَمن ذالك قولُ ذِي القرْنَيْنِ أَبي المُطاع بنِ حَمْدَان:
سَقَى اللَّهُ أَرْضَ الغُوطَتَيْن وأَهلَهَا
فلي بجنُوبِ الغوطَتَين شُجونُ
ومَا ذُقْتُ طَعْمَ الماءِ إِلاّ استخفَّني
إِلَى بَرَدَى والنَّيْرَبَيْنِ حَنِينُ وَقد كانَ شَكّي فِي الفِراقِ يَرُوعُني
فكيفَ يَكون اليَومَ وهْوَ يَقينُ
فواللَّهِ مَا فارَقْتُكم قالياً لكُمْ
ولاكنّ مَا يُقْضَى فسَوف يكونُ
وَقَالَ العِماد الْكَاتِب الأَصبهانيّ يذكُر هاذه الأَنهارَ من قَصِيدَة:
إِلى نَاسِ بنَاسَ لي صَبْوةٌ
فلِي الوَجْدُ داعٍ وذكْرِي مُثيرُ
يَزيدُ اشتِيَاقي ويَنمُو كَمَا
يَزيد يزيدُ وثَوْرَا يَثُورُ
وَمن بَرَدَى بَرْدُ قلبِي المشوق
فها أَنا من حرِّه أَستجيرُ
وَفِي ديوَان حسّانَ بن ثَابت:
يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهمُ
بَرَدَى يُصَفَّق بالرَّحيقِ السلْسَلِ
وسيأْتي فِي حرف الصَّاد.
(و) بَرَدَى أَيضاً: (جَبَلٌ بالحجَاز) فِي قَول النُّعمان بن بَشيرٍ:
يَا عَمْرَ لَو كُنْتُ أَرقَى الهَضْبَ من بَرَدَى
أَو العُلاَ من ذُرَا نَعْمانَ أَو جَرَدَا
بِمَا رَقِيتُكِ لاسْتَهوَنْتُ مانِعَها
فهلْ تَكونِينَ إِلاَّ صَخْرَةً صَلَدَا
(و) بَرَدَى أَيضاً: (ة بحَلَبَ) من ناحيةِ السُّهُولِ. (و) بَرَدَى أَيضاً: (نَهرٌ بطَرَسُوسَ) بالصَّغَر.
(وبَرَدَيَّا) ، بِفَتْح الدَّال وياءٍ مشدَّدة وأَلف، وَفِي كتاب (التكملة) للخارزنجيّ بِكَسْر الدّال، وَهُوَ من أَغلاطه: (ع) بالشَّام أَو نهر، وَقَالَ أَحمد بن يحيى فِي قَول الراعِي النُّميريّ:
واعتَمَّ مِن بَرَدَيَّا بَينَ أَفْلاجِ
إِنّه نهرٌ (بالشَّأْم) ، والأَعرَف أَنّه بَرَدَى، كَمَا تقَدَّم، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(وتِبْرِدُ) ، بكسرِ التّاءِ المثنّاة الفوقيّة (ع) ، وَقد أَعَادَهُ المُصَنّف فِي التاءِ مَعَ الدَّال أَيضاً، وأَما ابْن منظورفإِنّه أَوردَه بتقديمِ الباءِ الموحّدة على المثنّاة الفَوقيّة، فليُنظر، ذَلِك.
(وبَرْدٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (جَبَلٌ) يُنَاوِحُ رُؤافاً، وهما جَبَلانِ مُسْتَديرانِ بَينهمَا فَجْوَةٌ فِي سَهلٍ من الأَرْض غير متَّصلة بغَيْرهَا (هما من الجِبَال) بَين تَيْماءَ وجَفْر عَنَزَةَ فِي قِبليّها. (و) بَرْدٌ، أَيضاً: (ماءٌ) قُربَ صُفينة من مياهِ بني سُليم ثمَّ لبني الْحَارِث مِنْهُم. (و) بَرْدٌ، أَيضاً: (ع) يمانيّ، قَالَ: نصْر: أَحسب أَنّه أَحَدُ أَبْنِيَتهم.
(وبَرَدُّونَ) ، بِفتْحَتَيْنِ (مشدَّدةَ الدّالِ) وَسُكُون الْوَاو: (ة بذَمَارِ) من أَرض الْيمن.
(وبَرْدَةُ: علمٌ للنَّعْجَة) ، وتُدْعَى للحَلْب فَيُقَال بَرْدَه برْدَه. (و: ة بنَسَفَ مِنْهَا عَزيزُ بن سُلَيم) بن منصورٍ (البَرْدِيُّ المحدِّث) ، قَدِمَ خُرَاسَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم فسَكنَ بَرْدَةَ فنُسِب إِليها. قَالَ الْحَافِظ: هاكذا ضبطَه الذّهبيّ وَالصَّوَاب فِيهِ بَزْدَة، بالزاي بعد الْمُوَحدَة، وسيأْتي للمصنّف فِيمَا بعدُ، وكأَنّه تَبِعَ شَيخَه الذَهَبيّ فِي ذِكْره هُنَا. (و) بَرْدَةُ، أَيضاً: (ة بشيرَازَ) .
(و) البَرَدَةُ، (بالتّحْرِيك، من العَيْن: وَسَطُها) نقلَه الصاغَانيّ. (و) بَرَدَة (بنتُ مُوسَى بن يَحيَى) ، كَذَا فِي (النُّسخ) وَفِي (التكملة) (نَجِيح) بدل يَحيى، حَدّثت عَن أُمِّهَا بَهيّة.
(وبُرْدَةُ الضَّأْنِ، بالضّمّ: ضَرْبٌ من اللَّبَنِ) ، نَقله الصاغَانيّ.
(ومحمّد بن أَحمدَ بن سعيدٍ البُرْدِيّ) ، بالضّمّ، الأَنْدلسِيّ الجعيَّانيّ (مُحدِّث) نَزلَ بغدادَ وسمعَ محمَّدَ بن طَرْخَانَ. وهاذا قد تقدّم لَهُ قَرِيبا فِي أَوّل التَّرْكِيب، فَهُوَ تكْرَار.
(والبُرَدَاءُ ككُرمَاءَ: الحُمَّى بالقِرَّة) ، أَي الْبَارِدَة، وتُسمَّى بالنّافضة. نقلَه الصاغَانيّ.
(وَذُو البُرْدَيْن: عَامر بن أُحَيمرَ) بنِ بَهدَلَةَ بن عَوْفٍ، لُقّب بذالك لأَنّ الوُفودَ اجْتَمعُوا عِنْد عَمْرِو بن المنذرِ بن ماءِ السّماءِ، فأَخْرَج بُرْدَينِ وَقَالَ: لِيْقُمْ أَعزُّ الْعَرَب فلْيلْبَسهُما، فَقَامَ عامرٌ، فَقَالَ لَهُ: أَنت أَعزُّ الْعَرَب؟ قَالَ: نعم؛ لأَنّ العزَّ كلَّه فِي مَعَدّ ثمّ نِزارٍ ثمّ مُضَرَ ثمَّ تَمِيم ثمَّ سَعدٍ ثمَّ كَعبٍ، فمَن أَنكرَ ذالك فليناظِرْ. فَسكتوا فَقَالَ: هاذه قَبيلتُك فَكيف أَنتَ فِي نفْسِك وأَهْل بَيتك؟ فَقَالَ: أَنا أَبو عَشرة، وأَخو عَشرة وعَمُّ عَشرة. ثمَّ وَضع قَدَمَه على الأَرض وَقَالَ: من أَزالَهَا من مَكانها فَلهُ مائةٌ من الإِبل. فَلم يَقُم إِليه أَحد، فأَخذَ من الإِبل. فَلم يَقُم إِليه أَحد، فأَخذَ البُرْدَين وانصرَف. قَالَه أَبو مَنْصُور الثعالبيّ فِي الْمُضَاف والمنسوب.
(و) ذُو البُرْدَين أَيضاً: لَقَبُ (رَبِيعَة بن رِيَاحٍ) الهلاليّ وَهُوَ (جَوَادٌ، م) أَي مَعْرُوف.
(وثَوبٌ بَرُودٌ) ، كصَبور: (مَالَه زِئْبِرٌ) ، عَن أَبي عَمرٍ ووابن شُميل. وثَوبٌ بَرودٌ، إِذا لم يكن دفَيئاً وَلَا لَيِّناً من الثِّياب.
(والأُبيرِدُ الحِمْيرِيّ) : رجلٌ (سارَ إِلى بني سُلَيم فقَتَلوه) ، نَقله الصّغانيّ.
(و) الأُبيرِد (اليَربوعيّ: شاعرٌ) أَوردَه الجوهريّ. (و) الأُبيرد (بن هَرْثَمَة العُذْريُّ) شَاعِر (آخَرُ) ، وَيُقَال فِيهِ أَرْبَدُ بن هَرْثَمَةَ. وهاكذا قَالَه البَدْر العَينيّ فِي القِنَاع الْمدنِي (والباردَة من أَعلامِهنّ) أَي النّساءِ، نَقله الصاغانيّ.
(وإِبْرَاهِيمُ بن بَرْدَادٍ كصَلْصَالٍ) مُحدِّث. وَكَذَا غرفر بن بَرْدَاد الحَضرميّ. وأَما محمّد بنُ بَرْدادٍ الفَرغانيّ فقد حدّثَ عَنهُ الحسنُ بن أَحْمدَ الْكَاتِب، هاكذا ذَكروهُ، قَالَ الْحَافِظ: والصّواب: خَلَف بن محمّد بن بَرْدَاد. وَكَذَا عِنْد الأَمير.
(وبَرْدَادُ: ة بسَمَرْقَنْد) ، على ثلاثةِ فَراسِخَ مِنْهَا، يُنسَب إِليها أَبُو سَلَمَةَ النَّضْرُ بن رَسُولٍ البَرْداديّ السَّمَرْقنديّ، يَروِي عَن أَبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَغَيره.
(وبَرَدَانُ، مُحرّكةً: لَقبُ) أَبي إِسحَاقَ (إِبراهِيمَ بن) أَبي النضّر (سالمٍ) القُرشيِّ التَّيميّ المَدنيّ، مولَى عُمرَ بنِ عُبيد الله، رَوَى عَن أَبيه فِي صَحِيح البخاريّ.
(و) البَرَدَانُ: (عَيْنٌ بالنَّخْلَة الشَّامِيَّة) بأَعلاهَا من أَرضِ تِهَامةَ. وَقَالَ نصْر: البَرَدَانُ جَبلٌ مُشرِفٌ على وادِي نَخْلَةَ قَرْبَ مَكّةَ، وفيهَا قَالَ ابْن مَيّادةَ:
ظَلَّتْ برَوْضِ البَرَدَانِ تَغْتَسِلْ
تَشْرَبُ مِنْهَا نَهَلاَتٍ وتَعُلْ
(و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ بالسَّمَاوةِ) دونَ الجَنَابِ وبَعْدَ الحِنْيِ من جِهةِ العِرَاق. (و) قَالَ الأَصمعيّ: البَرَدَانُ: (ماءٌ بنَجْدٍ لعُقَيل) بن عامرٍ، بينَهم وبينَ هِلالِ بن عامرٍ. وَقَالَ ابْن زيادٍ: البَرَدَانُ فِي أَقْصَى بِلادِ عُقَيْلٍ وأَوّل بِلَاد مَهْرَة. وأَنشد:
ظَلَّتْ برَوْضِ البَردَانِ تَغتسِلْ
(و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ بالحجاز لبني نَصْر) بن مُعاويةَ، لبني جُشَمَ، فِيهِ شيْءٌ قليلٌ لبطنٍ مِنْهُم يُقَال لَهُم بَنو عُصَيْمة، يَزعمون أَنَّهُم من الْيمن، وأَنهم ناقِلَة فِي بني جُشَمَ.
(و) البَرَدَانُ (: ة ببَغُدَاد) ، على سبعةِ فَرَاسخَ مِنْهَا قُرْبَ صَرِيفِينَ، وَهِي من نواحِي دُجَيل، وَهُوَ تَعريبُ بردادان، أَي مَحلّ السَّبْيِ، وبَرْدَه بالفارسيّة هُوَ الرّقيق المجلوبُ فِي أَوْلِ إِخراجه من بِلادِ الكُفر، كَذَا فِي كتاب المُوَازنة لِحمزةَ، (مِنْهَا أَبو عليّ) الحافظُ أَحمدُ بنُ أَبي الْحسن محمّد بن أَحمد بنِ محمّد بن الحَسن بن الحُسين بن عليّ (البَرَدَانيّ) الحَنبليّ، كَانَ فَاضلا، وَهُوَ (شيخُ) الإِمام الْحَافِظ أَبي طَاهِر (السِّلَفيّ) نزيلِ ثَغرِ الإِسكندرية، تُوفِّيَ سَنة 498، وتُوُفِّيَ وَالِده أَبو الْحسن فِي ذِي الْقعدَة سنة 465.
(و) البَرَدَانُ: (ة بالكُوفةِ) وكانتْ مَنزلَ وَبرةَ الأَصغر بن رومانس بن مَعقِل بن محَاسن بن عَمْرو بن عبد وُدّ بن عَوف بنِ عُذرةَ بنِ زيدِ الَّلاتِ بنُ رُفيدة بن ثَورِ بن كَلْب بنَ وَبرة؛ أَخي النُّعمان بن الْمُنْذر لأُمّه، فَمَاتَ ودُفن بهاذا الْموضع، فلذالك يَقُول مَكحولُ بن حارِثةَ، يَرثيه:
لقد تَرَكُوا على البَرَدَانِ قَبْراً
وَهَمُّوا للتَّفرُّق بانطلاقِ
وَقَالَ ابْن الكلبيّ: مَاتَ فِي طَرِيقه إِلى الشأْم. فَيجوز أَن يكون البَرَدَانَ الّذي بالسَّمَاوة.
(و) البَرَدَانُ (نَهْرٌ بطَرَسُوس) ، وَلَا يُعرف فِي الشأْم مَوضعٌ أَو نَهرٌ يُقَال لَهُ البرَدَانُ غَيره، فَهُوَ الّذي عَنَاه الزّمخشريُّ بقوله حِين قيل إِنّ الجَمَد المدقوقَ يَضُرّه:
أَلاّ إِنّ فِي قَلْبي جَوًى لَا يَبُلُّه
قُوَيْقٌ وَلَا العاصِي وَلَا البَرَدَانُ
قَالَ أَبو الْحسن العُمْرَانيّ: وهاذه أَسماءُ أَنهار بالشأْم.
(و) البَردَانُ أَيضاً: (نَهرٌ آخَرُ بمَرْعَشَ) يَسقِي بَسَاتِنَهَا وضِيَاعَهَا، مَخرَجُه من أَصْل جَبَلِ مَرْعَشٍ، ويُسمَّى هاذا الجبَلُ الأَقرعَ. ذكرهمَا أَحمد بن الطّيِّب السَّرخسيّ.
(و) البَرَدانُ: (بِئرٌ بتَبَالةَ) بالبادية. (و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ع بِبِلَاد نَهْدٍ باليَمَن) ، وَلم يَذكره ياقُوت. (و) البَرَدَانُ أَيضاً (: ع باليَمَامَةِ) يُقَال لَهُ سَيْحُ البرَدَانِ فِيهِ نَخْلٌ، عَن (ابْن) أَبي حَفصةَ. (و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ مِلْحٌ بالحِمَى) قَالَ الأَصمعيّ: من جِبال الحِمَى الذُّهْلولُ وماؤُه، ثمَّ البَرَدانُ وَهُوَ ماءٌ مِلْحٌ كثيرُ النَّخلِ.
(والأَبْرَدُ: النَّمِرُ، ج أَبارِدُ، وَهِي بهاءٍ) ، وَهِي الخَيثَمةُ أَيضاً، نقلَه الصّاغانيّ.
(وبَرْدُ الخِيَارِ لَقَبٌ) ، وَهُوَ مُضافٌ إِلى الخِيَار، نَقله الصاغانيّ.
(و) من الْمجَاز: (وَقعَ بَينهمَا قَدُّ بُرُودِ يُمْنَةٍ) ، بضمّ فَسُكُون، إِذا تَخاصمَا و (بَلَغَا أَمراً عَظيماً) فِي المخاصَمة حتّى تَشاقَّا ثِيابَهما؛ (لأَنَّ اليُمَن) ، بضمّ ففتْح (وَهِي بُرُودُ اليَمنِ) غاليَةُ الثَّمنِ، فَهِيَ (لَا تُقَدّ) أَي لَا تُشقّ (إِلاّ لِعظيمةٍ) . وَفِي (التكملة) : إِلاّ لأَمرٍ عظيمٍ: وَهُوَ مَثلٌ فِي شِدّة الخُصومة.
(وبَرْدَانيَّةُ: ة بنواحِي بلَدِ إِسكافَ، مِنْهُ) ، هاكذا فِي نُسختنا والصّواب: مِنْهَا (القُدْوَةُ أَحمدُ بنُ مُهَلْهِلٍ البَرْدَانيّ الحَنبَليّ) ، روَى عَن أَبي غَالبٍ الباقِلاَنيّ وَغَيره.
(وأَيُّوب بن عبد الرّحيم بن البُرَدِيّ، كجُهَنيّ، بَعْليٌّ) ، أَي مَنْسُوب إِلى بَعْلَبَكّ، (مُتأَخّر) ، حَدّثَ عَن أَبي سَلمانَ ابْن الْحَافِظ عبدِ الغَنيّ، (رَوَيْنَا عَن أَصحابه) ، مِنْهُم الْحَافِظ الذّهَبيّ.
(وأَوسُ بنُ عبدِ الله بن البُرَيْدِيّ نِسْبة إِلى جَدّهِ بُرَيدةَ بنِ الحُصَيْب الصَّحَابيّ) . وَفِي بعض النُّسخ: أَوس بن عبيد الله.
(وسُرْخابُ) ، وَفِي بعض النُّسخ سِرْحَان (البريديّ، رَوَى) . قَالَ الذَّهبيّ. وَهُوَ مجهولٌ لَا أَعرفه. وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: بل هُوَ معروفٌ ترجَمه الخطيبُ وضَبَطَه بِفَتْح الباءِ، وَكَذَا فِي الإِكمال. والضّمّ ذَكرَه ابْن نُقطةَ فوَهِمَ، فقد ضبطَه الخَطيبُ وَابْن الجَزريّ وَغَيرهم بِالْفَتْح، وَهُوَ فَقِيه شافعيّ مَشْهُور.
(وبُرْدَةُ وبُرَيْدَةُ وبَرَّادٌ) ، الأَخير ككَتّان، (أَسماءٌ) مِنْهُم أَبُو بُرْدَةَ بن نِيَارٍ الصّحابيّ، خَال البَراءِ بن عازبٍ، واسْمه هانىء أَو الْحَارِث، وأَبو بُرْدةَ الأَصغرُ، واسمُه بُرَيد بن عبد الله.
(وأَبو الأَبرَدِ زِيادٌ: تابعيٌّ) ، وَهُوَ مولَى بني خَطْمَةَ، روَى عَن أُسَيد بن ظُهَير، وَعنهُ عبد الحميد بن جَعفر، ذَكرَه ابْن المهندس فِي الكُنَى.
(وبَرْدَشِير) ، بفتْحٍ فكسْرِ الشين أَعظم (د، بكِرْمَانَ) مِمَّا يَلِي المفازةَ، قَالَ حَمزةُ الأَصفهانيّ: (هُوَ مُعَرّب أَزْدَشِيرَ) بن باركَان (بعانِيهِ) وأَهْل كِرْمانَ يُسمّونها كواشير، فِيهَا قَلعةٌ حَصينةٌ، وَكَانَ أَوّل مَن اتَّخذ سُكنَاها أَبو عليّ بنالياس، كَانَ ملِكاً بكِرْمَانَ فِي أَيّام عَضُدِ الدّولةِ بنُ بُوَيه، وَبَينهَا وَبَين السِّيرجان مَرحلتانِ، وَبَينه وَبَين زَرَنْد مَرحلتانِ، وشُرْبُهم من الْآبَار، وحولَها بَساتينُ تُسْقَى بالقُنِيّ، وفيهَا نَخْلٌ كثيرٌ. وَقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من المحدِّثين مِنْهُم أَبو غانمٍ حمد بن رِضوانَ بن عبيد الله بن الْحُسَيْن الشافعيّ الكِرْمانيّ البَرْدَشِيريّ، سَمعَ أَبا الْفضل عبد الرحمان بن أَحمد (بن الْحسن الرّازيّ الْمقري، وأَبا الْحسن عليّ بن أَحمد) بن محمّد الواحديّ المفسِّر، وَغَيره، وَمَات ببَرْدَشير فِي صفر سنة 521. وَقَالَ أَبو يَعْلَى محمّد بن مُحَمَّد البغداديّ:
كم قَد أَرَدْتُ مَسِيراً
مِن بَرْدَشِيرَ البَغِيضَهْ
فَرَدَّ عَزْمِيَ عنْها
هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وبَرْدَرَايَا) ، بِفَتْح الدَّال، وَالرَّاء وَبَين الأَلفين ياءٌ: (ع) أَظنّه (بنَهْرَوَانِ بَغْدَادَ) ، أَي من أَعمالها، وَلَو قدَّم هاذا على بَرْدَشير كَانَ أَحسن.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ (بَرُودُ الظِّلّ) أَي طَيِّب العِشْرةِ، (وفَعُول) يَستوِي فِيهِ الذَّكر والأَنثَى.
وإِبْرِدَة الثَّرَى والمطَرِ: بَرْدُهما وهاذا الشيْءُ مَبْرَدَة للبَدَنِ، قَالَ الأَصمعيّ: قلْت لأَعرابيّ؛ مَا يَحمِلُكم على نَومَة الضُّحَى؟ قَالَ: إِنَّها مَبْرَدَةٌ فِي الصَّيْف مَسْهَنَة فِي الشِّتاءِ.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: البارِدة: الرَّبَاحَة فِي التِّجارة سَاعَةَ يَشتَرِيهَا. والباردة: الغَنِيمةُ الْحَاصِلَة بِغَيْر تَعَبٍ. وَفِي الحَدِيث (الصَّومُ فِي الشِّتَاءِ الغَنِيمَةُ البَارِدَة) ، هِيَ الَّتِي تَجِيءُ عَفْواً من غير أَن يُصْطَلَى دُونَها بنَارِ الحَرْب ويُبَاشَرَ حَرُّ القِتَالِ، وَقيل الثَّابِتَة، وَقيل الطَّيِّبة. وكلُّ مُستطابٍ مَحبوب عِنْدهم باردٌ. وسَحَابَة بَرِدَةٌ، على النَّسب: ذاتُ بَرْدٍ، وَلم يَقُولُوا بَرْدَاء.
وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ: طَرَحَ البَردُ وَرَقَهَا. وقَولُ الساجع.
وصِلِّيَاناً بَرِدَا
أَي ذُو بُرودةً.
وَقَالَ أَبو الهَيْثم: بَرَدَ المَوتُ على مُصْطَلاه، أَي ثَبتَ عَلَيْهِ. ومُصطَلاهُ: يَدَاهُ ورِجْلاه ووَجْهُه وكلُّ مَا بَرزَ مِنْهُ، فبَرَدَ عِنْد مَوتِه وصارَ حَرُّ الرُّوح مِنْهُ بَارِدًا، فاصطَلَى النّارَ ليُسخِّنه.
وَقَوْلهمْ لم يَبْرُدْ مِنْهُ شيْءٌ، الْمَعْنى لم يَستقرّ وَلم يَثبُتْ، وَهُوَ مَجاز.
وسَمُومٌ بَارِد، أَي ثابتٌ لَا يَزول.
وَمن المَجاز: بَرَدَ فِي أَيديهم سَلَماً: لَا يُفدَى وَلَا يُطلَق وَلَا يُطْلَب.
والبَرود، كَصبورٍ: البارِد. قَالَ الشَّاعِر:
فبَاتَ ضَجِيعِي فِي المَنَامِ مَعَ المُنَى
بَرُودُ الثّنَايَا واضِحُ الثَّغْرِ أَشْنَبُ
وَمن الْمجَاز مَا أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
أَنَّي اهْتَدَيتِ لِفِتْيَةٍ نَزَلوا
بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ جُرْبِ
أَي وَضَعوا عَنْهَا رِحَالَها لتَبرُدَ ظُهُورُهَا.
وَمن الْمجَاز أَيضاً فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (لَا تُبَرِّدِي عَنهُ) ، أَي لَا تُخَفِّفِي. يُقَال: لَا تُبَرِّدْ عَن فخلانٍ، مَعْنَاهُ إِنْ ظَلَمك فَلَا تَشْتُمْه فتَنقُصَ من إِثْمه. وَفِي الحَدِيث: (لَا تُبَرِّدُوا عَن الظَّالم) ، أَي لَا تَشتُموه وتَدْعُوا عَلَيْهِ فتُخفِّفوا عَنهُ من عُقُوبَةِ ذَنْبِه.
وثَوْرٌ أَبرَدُ: فِيهِ لُمَعُ سَوادٍ وبياضٍ، يمانيَةٌ. وبُرْدَا الجَرَادِ والجُنْدَبِ: جَناحَاه، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
كأَنَّ رِجلَيْه رِجْلاَ مُقْطِف عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرنيمُ
وَهِي لكَ بَرْدَةُ نَفْسِهَا، أَي خَالِصَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَك بَرْدةُ نَفْسِهَا أَي خَالِصا، فَلم يُؤنِّث خَالِصا. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ لي بَرْدَةُ يَمِيني، إِذا كانَ لَك مَعلوماً.
والمُرْهَفَاتُ البَوَارِدُ: السُّيُوفُ القَواطِعُ.
وَمن الْمجَاز: بَرَدَ مَضْجَعُهُ: سافَرَ. ورُعِبَ فَبَرَدَ مكَانَه: دُهِشَ. وبَرَدَ الموتُ عَلَيْهِ: بانَ أَثَرُه. وسَلَبَ الصَّهباءَ بُرْدَتَهَا: جِرْيَالَهَا. وجعَلَ لسانَه عَلَيْهِ مِبْرَداً: آذاه وأَخذَه بِه. واستَبرَدَ عَلَيْهِ لِسَانَه: أَرسلَه (عَلَيْهِ) كالمِبْرَد، كلُّ ذَلِك مَجاز.
وقولُ الشاعِر:
عافَتِ الماءَ فِي الشِّتَاءِ فقُلْنا
بَرِّدِينِ تُصَادِفيهِ سَخِينَا
قَالَ ابْن سَيّده: زَعمَ قُطْرُبٌ أَنَّ برَّدَه بِمَعْنى سَخَّنه، فَهُوَ إِذاً ضِدّ. وَهُوَ غَلَطٌ، وإِنّما هُوَ: بَلْ رِدْيه.
وبابُ البَرِيدِ: أَحدُ أَبوابِ جامِعِ دِمَشقَ، ذكَرَه فِي (المراصد) .
وعُمَر بن أَبي بكْر بن عُثْمَان السبحيّ البَرْدُوِيّ، بِفَتْح الموحّدة وضمّ الدَّال نِسْبة إِلى بَرْدُوَيه، حَدَّثَ عَن أَبي بكرٍ محمّدِ بنَ عَبْد الْعَزِيز الشّيبَانيّ وَغَيره، وَعنهُ أَبو سعد السِّمْعَانيّ.
وأُبَارِدُ، بالضّمّ: اسمُ مَوضعٍ ذَكرَه ابْن القطّاع فِي كتاب الأَبنية.
والبَرَدَانُ، محرَّكة: مَوضِعٌ للضِّباب قُرْبَ دَارةِ جُلْجُلٍ، عَن ابْن دُريد.
والبُرْدَانِ بالضّمّ: تَثنية بُرْدٍ، غَديرانِ بِنجْدٍ، بَينهمَا حاجزٌ، يَبقَى ماؤُهما شَهرينِ أَو ثَلَاثَة؛ وَقيل: هما ضَفِيرَتَانِ من رَمْلٍ.
ويَوْمُ البُرْدَيْنِ من أَيام الْعَرَب، وَهُوَ يَوْم الغَبِيطِ، ظَفِرَت فِيهِ بَنو يَرْبُوع ببنِي شَيبانَ.
والبُرْدَين: قَريةٌ بِمصْر، نُسبَ إِليها جماعَةٌ. وبَيْرُود، فَيْعول: صُقْعٌ بينَ حِمْص ودِمَشق، هاكذا بخطّ أَبي الْفضل. وَقَالَ بعضُهم: هُوَ يَفْعول:
وبَرَدَ، محرّكَةً: مَوضعٌ فِي قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ:
وبَرَدَ، محرّكَةً: مَوضعٌ فِي قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ:
إِنّي إِذا حَلَّ أَهالِي من ديارِهمُ
بَطْنَ العَقيقِ وأَمستْ دَارَهَا بَرَدُ
وَفِي أَشعار بني أَسدٍ المعْزُوِّ تَصنيفُها إِلى أَبي عَمرٍ والشَّيبانيّ: بَرِد، بفتْح ثمّ كسْر، فِي قَول الْمُعْتَرف المالِكيّ:
سائِلُوا عَن خَيْلِنا مَا فَعلَتْ
يَا بَنِي القَيْنِ عَنْ جَنْب بَرِدْ
وَقَالَ نصْر: بَرِدٌ: جَبلٌ فِي أَرض غَطَفَانَ، وَقيل هُوَ ماءٌ لبنِي القَيْن، ولعلّهما مَوضعَانِ.
وأَبو محمّد موسَى بن هارونَ بنِ بَشيرٍ البُرْديّ، لبُرْدَةٍ لَبَسَها، قَالَه الرُّشَاطِيُّ. وأَبو القَاسم حُبَيشِ بن سَلْمَانَ بن بُرْدِ بن نجيح، مَولَى بني تُجيب ثمَّ بني أَيْدَعَانَ، نُسِب إِلى جَدِّه.
وبُرْدٌ: بضمّ فَسُكُون، قَالَ النَّصْر: صَرِيمةٌ مِنْ صَرَائمِ رَمْلِ الدَّهْنَاءِ فِي دِيارِ تَميم، كَانَ لَهُم فِيهِ يَوْمٌ.
والبِرُودُ، كَانَ لَهُم فِيهِ يَوْمٌ.
وأَوْدِيَةٌ بطَرَفِ حَرّة النّارِ يُقال لهنَّ البَوارِد، قَالَه يَعْقُوب. ومَوضعٌ بَين الجُحْفَة ووَدّانَ، كَذَا فِي (المعجم) .
والبُرَيْدانِ، بالضّمّ على لَفْظَة التَّثنيةِ: جَبَلٌ فِي شِعر الشّمَاخ.
وبُرَيْدَةُ، مصغّراً: ماءٌ لبَني ضَبِينةَ، وهم وَلَدُ جَعْدَةَ بن غَنِيّ بن أَعصُر بن سعد بن قَيسِ عَيْلان.
ويَومُ بُريْدةَ من أَيّامهم.
وبُرَيدٌ، كزُبَيرٍ: ابنُ أَصرَمَ، عَن عليّ. وبُرَيدُ بن أَبي مَريمَ، رَاوِي حَديث القُنُوت. وعبدُ اللَّهِ بنُ بُرَيدَان بن بُريد البَجليّ. وعِمْرَانُ بن أَيّوبَ بنِ بُريدٍ، صَنّفَ فِي الزُّهْدِ. وبُريدُ بن سُوَيد بن حِطّان، شاعرٌ، يُقَال لَهُ بُرَيدُ الغواني. وبُريدُ بن رَبِيعٍ الكِلابيّ، شاعرٌ. وأَبو بُرَيد إِسماعِيل بن مَرزوق بنِ بُرَيد الكَعبيّ، مِصريّ مُرَاديٌّ ثِقةٌ. وَعبد الله بن محمّد بن مُسْلم البُرْدِيّ بالضّم، عَن إِسماعيل بن أَبي أُويس.
وهاشمُ بنُ البَرِيد، كأَمير: مُحدّث.
وتَركَ سَيفَه مُبرَّداً، كمُعظَّم، أَي بارزاً.

برص

(ب ر ص) : (الْبَرَصُ) فِي (عد) .
(برص) الْمَطَر الأَرْض أَصَابَهَا قبل أَن تحرث وَالرَّأْس حلقه
(برص) : البَرِيص: النبتُ الذي يُشْبِهُ السُّعْدَ، ينبُتُ في مُجاري الماءِ. 
برص
من (ب ر ص) جمع البرصة بمعنى فتق في الغيم يرى منه أديم السماء، وبقعة في الرمل لا تنبت شيئا، وسوق تعقد فيه صفقات القطن والأوراق المالية. يسختدم للإناث.
برص: بَرّص (بالتضعيف): أبرص، أصابه بالبرص (فوك).
تبرص: أصيب بالبرص (فوك).
أبْرَصٌ (كذا): برص (المعجم اللاتيني).
مبروص: أبرص، مصاب بالبرص (المعجم اللاتيني، فوك).
(برص)
برصا ظهر فِي جِسْمه البرص والحية كَانَ فِي جلدهَا لمع بَيَاض وَالْأَرْض رعي نباتها فِي مَوَاضِع فعريت مِنْهُ فَهُوَ أبرص وَهِي برصاء (ج) برص
ب ر ص

كثرت الأبارص في أرضهم، وهو جمع سام أبرص، ويقال: سوام أبرص. قال:

والله لو كنت لهذا خالصاً ... لكنت عبداً يأكل الأبارصا

له بصيص وبريص أي بريق.

ومن المجاز: بت لا يؤنسني إلا الأبرص وهو القمر. وأرض برصاء وهي العارية من النبات. وتبرصت الإبل الأرض: لم تدع فيها رعياً. وبرص رأسه: حلقه تبريصاً.
برص
البَرَصُ: مَعْروفٌ.
وسامُ أبْرَصَ: دُوَيْبة، وجَمْعُها سَوَامُ أبْرَصَ وسامّاتُ أبْرَصَ. ويُقال للواحِدِ: أبو بَرِيْصٍ، وجَمْعُه بِرْصَانٌ وبُرُوْصٌ وبِرَصَة. والبَرِيْصُ: البَرِيْقُ. وبَرصْتُ الإهَابَ. وتَبَرصْتُ الأرْضَ: لم أدَعْ فيها رِعْياً إلّا رَعَيْتُه. وأرْضٌ بَرْصَاءُ. والتَبْرِيْصُ: حَلْقُكَ الرأسَ. والبِرَاصُ: البَلالِيْقُ؛ وهي أمْكِنَةٌ بِيْضٌ بَيْنَ الرِّمَالِ، والبُرْصَةُ لا تكونُ إلّا فيما اسْتَوى من الرمْلِ لاتُنْبِتُ شَيْئاً.
والتَبْرِيْصُ: أنْ يُصِيْبَ الأرْضَ المَطَرُ قَبْلَ أنْ تُحْرَثَ. والبَرْصُ: دُويبةٌ في البِئْرِ.
ب ر ص: (الْبَرَصُ) دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (أَبْرَصُ) وَ (أَبْرَصَهُ) اللَّهُ. وِسَامُّ (أَبْرَصَ) مِنْ كِبَارِ الْوَزَغِ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ تَعْرِيفَ جِنْسٍ وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا فَإِنْ شِئْتَ أَعْرَبْتَ الْأَوَّلَ وَأَضَفْتَهُ إِلَى الثَّانِي وَإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الْأَوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأَعْرَبْتَ الثَّانِيَ بِإِعْرَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ. وَتَثْنِيَتُهُ سَامَّا أَبْرَصَ، وَجَمْعُهُ سَوَامُّ أَبْرَصَ، أَوْ سَوَامٌّ - وَلَا تَقُلْ: أَبْرَصُ - أَوْ بِرَصَةٌ بِوَزْنِ عِنَبَةٍ، أَوْ أَبَارِصُ، وَلَا تَقُلْ: سَامٌّ. 
ب ر ص : بَرِصَ الْجِسْمُ بَرَصًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ أَبْرَصُ وَالْأُنْثَى بَرْصَاءُ وَالْجَمْعُ بُرْصٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَسَامٌّ أَبْرَصُ كِبَارُ الْوَزَغِ وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا فَإِنْ شِئْت أَعْرَبْت الْأَوَّلَ وَأَضَفْته إلَى الثَّانِي وَإِنْ شِئْت بَنَيْت الْأَوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأَعْرَبْت الثَّانِيَ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ فِي الْوَجْهَيْنِ لِلْعَلَمِيَّةِ الْجِنْسِيَّةِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ وَقَالُوا فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ سَامًّا أَبْرَصَ وَسَوَامَّ أَبْرَصَ وَرُبَّمَا حَذَفُوا الِاسْمَ الثَّانِيَ فَقَالُوا هَؤُلَاءِ السَّوَامُّ وَرُبَّمَا حَذَفُوا الْأَوَّلَ فَقَالُوا الْبِرَصَةُ وَالْأَبَارِصُ. 
[برص] البَرَصُ: داءٌ ; وهو بياضٌ. وقد بَرِصَ الرجلُ فهو أَبْرَصُ، وأَبْرَصَهُ الله. وسامُّ أَبْرَصَ من كبار الوزغ، وهو معرفة إلا أنه تعريف جنس. وهما اسمان جعلا واحدا، إن شئت أعربت الاول وأضفته إلى الثاني، وإن شئت بنيت الاول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف. واعلم أن كل اسمين جعلا واحدا فهو على ضربين أحدهما أن يبنيا جميعا على الفتح، نحو خمسة عشر، ولقيته كفة كفة، وهو جارى بيت بيت، وهذا الشئ بَيْنَ بَيْنَ، أي بين الجيِّد والردئ، وهمزة بين بين، أي بين الهمزة وحرف اللين، وتفرق القوم أخول أخول، وشغر بغر، وشذر مذر. والضرب الثاني: أن يبنى آخر الاسم الاول على الفتح، ويعرب الثاني بإعراب ما لا ينصرف، ويجعل الاسمان اسما لشئ بعينه، نحو حضرموت وبعلبك، ورامهرمز، ومارسرجس، وسام أبرص. وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت: هذا حضرموت أعربت حضرا وخفضت موتا. وفى معدى كرب ثلاث لغات ذكرناها في باب الباء. وتقول في التثنية: هذان ساما أبرص، وفى الجمع: هؤلاء سوام أبرص، وإن شئت قلت البرصة والابارص ، ولا تذكر سام. قال الشاعر: والله لو كنت لهذا خالصا * لكنت عبدا آكل الابارصا  
برص
برِصَ يَبرَص، بَرَصًا، فهو أَبْرَصُ
• برِص الرَّجلُ: (طب) أصاب جسَدَه مرضُ البَرَص، ظهر في جسده بياضٌ لعِلَّة. 

أبرصَ يُبرص، إبراصًا، فهو مُبرِص، والمفعول مُبرَص
• أبرص اللهُ الرَّجلَ: أصابه بالبَرَص، فظهر في جسَده بياض. 

أَبْرصُ [مفرد]: ج بُرْص، مؤ بَرْصاءُ، ج مؤ بُرْص:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برِصَ.
2 - مُصاب بداء البَرَص، من في جلده بُقع بيضاء.
• سامّ أبرص: (حن) دُوَيْبَّة تُعرف بأبي بُرَيص، وهي من كبار الوَزَغ. 

بَرَص [مفرد]:
1 - مصدر برِصَ.
2 - (طب) مَرَض مُعْدٍ مُزْمِن خبيث يظهر على شكل بُقع بيضاء في الجسد، يؤذي الجهاز العَصَبيّ، أو هو مرض يُحْدِث في الجسم قشرًا أبيضَ ويسبِّب حكًّا مؤلمًا. 

بُرْص [مفرد]: ج أبراص: (حن) سامّ أبرص، وزغة، أبو بُريص، نوعٌ من السحالي الصغيرة التي تعيش في المناطق الحارة، ولها أصابع أقدام مبطّنة تمكنها من التسلّق على سطوح عموديّة. 
ب ر ص

البَرَصُ بياضٌ يقع في الجِلْدِ بَرِصَ بَرَصاً وهو أبْرَصُ والأنثى بَرْصاءُ قال (مَنْ مُبْلِغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أنه ... هَجانا ابْنُ بَرْصاءِ العِجَانِ شَبِيبُ)

وحيةٌ بَرْصاءُ في جِلْدِها لُمَعُ بَياضٍ وسامُّ أَبْرَصَ الوَزَغَةُ وهما سامَّا أبْرَصَ ولا يُثَنَّى أبَرَص ولا يُجْمَع وقد قالوا الأبارِص كأنه على إرادة النَّسبِ وإن لم تَثْبُت الهاءُ كما قالوا المَهالِب قال

(واللهِ لو كنتُ لهذا خالِصَا ... لكُنْتُ عبداً آكُلُ الأَبارِصَا)

وأنشده ابنُ جِنِّي آكِلَ الأَبَارِصَا أراد آكِلاً الأبارِصَ فحذف التنوينَ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ وقد كان الوجهُ تَحْرِيكَه لأنه ضَارَع حروفَ اللِّين بما فيه من الغُنَّة فكما تُحذف حروفُ اللِّين لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ نحو رَمَى القوْمُ وقاضِيَ البَلَدِ كذلك حُذِفَ التنوينُ لالْتقاءِ الساكنين هنا وهو مرادٌ يَدُلُّكَ على إرادته أنهم لم يَجُرُّوا ما بَعدَه بإضافَتِه إليه وأبو بُرَيْصٍ كُنْيةُ الوَزَغَة والبُرَيْصَةُ دَابَّةٌ صَغيرةٌ دُونَ الوَزَغةِ إذا عَضَّتْ شيئاً لم يَبْرأ والبُرْصَةُ فَتْقٌ في الغَيْمِ يُرى منه أديمُ السماء والبَرِيصُ نهرٌ بدِمَشْق قال ابن دُرَيْدٍ وليس بالعربيِّ الصَّحيحِ وقد تَكَلَّمت به العربُ قال حسان

(يَسْقُون من وَرَدِ البَرِيصِ عليهمُ ... بَرَدَىَ يُصَفِّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)

وبَنُو الأبْرصِ بنو يَرْبُوعِ بن حَنْظَلَةَ

برص: البَرَصُ: داءٌ معروف، نسأَل اللّه العافيةَ منه ومن كل داءِ، وهو

بياض يقع في الجسد، برِصَ بَرَصاً، والأُنثى بَرْصاءُ؛ قال:

مَنْ مُبْلغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أَنه

هَجانا ابنُ بَرْصاءِ العِجانِ شَبِيبُ

ورجل أَبْرَصُ، وحيّة بَرْصاءُ: في جلدها لُمَعُ بياضٍ، وجمع الأَبْرصِ

بُرْصٌ. وأَبْرَصَ الرجلُ إِذا جاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ، ويُصَغَّرُ

أَبْرَصُ فيقال: بُرَيْصٌ، ويجمع بُرْصاناً، وأَبْرَصَه اللّهُ.

وسامُّ أَبْرَصَ، مضاف غير مركب ولا مصروف: الوَزَغةُ، وقيل: هو من

كِبارِ الوزَغ، وهو مَعْرِفة إِلا أَنه تعريفُ جِنْس، وهما اسمان جُعِلا

اسماً واحداً، إِن شئت أَعْرَبْتَ الأَول وأَضَفْتَه إِلى الثاني، وإِن

شِئْتَ بَنَيْت الأَولَ على الفتح وأَعْرَبت الثاني بإِعراب ما لا ينصرف،

واعلم أَن كلَّ اسمين جُعِلا واحداً فهو على ضربين: أَحدهما أَن يُبْنَيا

جميعاً على الفتح نحو خمسةَ عَشَرَ، ولقيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، وهو جارِي

بَيْت بَيْت، وهذا الشيءُ بينَ بينَ أَي بين الجيِّد والرديءِ، وهمزةٌ بينَ

بينَ أَي بين الهمزة وحرف اللين، وتَفَرّق القومُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ

وشغَرَ بَغَرَ وشَذَرَ مَذَرَ، والضربُ الثاني أَن يُبْنى آخرُ الاسم الأَول

على الفتح ويعرب الثاني بإِعراب ما لا ينصرف ويجعلَ الاسمان اسماً واحداً

لِشَيءٍ بعَيْنِه نحو حَضْرَمَوْت وبَعْلَبَكّ ورامَهُرْمُز ومارَ

سَرْجِسَ وسامَّ أَبْرَصَ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا

حَضْرَمَوْتٍ، أَعْرَبْتَ حَضْراً وخفضْتَ مَوْتاً، وفي مَعْدِي كَرِب ثلاثُ

لغات ذُكِرَتْ في حرف الباء؛ قال الليث: والجمع سَوامُّ أَبْرَصَ، وإِن

شئت قلت هؤلاء السوامُّ ولا تَذْكر أَبْرَصَ، وإِن شئت قلت هؤُلاءِ

البِرَصةُ والأَبارِصةُ والأَبارِصُ ولا تَذْكر سامَّ، وسَوامُّ أَبْرَصَ لا

يُثَنى أَبْرَص ولا يُجْمَع لأَنه مضاف إِلى اسم معروف، وكذلك بناتُ آوَى

وأُمَّهات جُبَين وأَشْباهها، ومن الناس من يجمع سامَّ أَبْرَص البِرَصةَ؛

ابن سيده: وقد قالوا الأَبارِص على إِرادة النسب وإِن لم تثبت الهاء كما

قالوا المَهالِب؛ قال الشاعر:

واللّهِ لو كُنْتُ لِهذا خالِصَا،

لَكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبارِصَا

وأَنشده ابن جني: آكِلَ الأَبارِصا أَراد آكلاً الأَبارصَ، فحذف التنوين

لالتقاء الساكنين، وقد كان الوَجْهُ تحريكَه لأَنه ضارَعَ حُروفَ

اللِّينِ بما فيه من القُوّة والغُنّةِ، فكما تُحْذَف حروفُ اللين لالتقاء

الساكنين نحو رَمى القومُ وقاضي البلدِ كذلك حُذِفَ التنوينُ لالتقاء

الساكنين هنا، وهو مراد يدُلّك على إِرادته أَنهم لم يَجُرُّوا ما بَعْده

بالإِضافة إِليه. الأَصمعي: سامُّ أَبْرَصَ، بتشديد الميم، قال: ولا أَدري لِمَ

سُمِّيَ بهذا، قال: وتقول في التثنية هذان سَوامّا أَبْرَصَ؛ ابن سيده:

وأَبو بُرَيْصٍ كنْيةُ الوزغةِ. والبُريْصةُ: دابةٌ صغيرةٌ دون الوزَغةِ،

إِذا عَضَّت شيئاً لم يَبْرأْ، والبُرْصةُ. فَتْقٌ في الغَيم يُرى منه

أَدِيمُ السماء.

وبَرِيصٌ: نَهْرٌ في دِمَشق، وفي المحكم: والبَرِيصُ نهرٌ بدمشق

(* قوله

«والبريص نهر بدمشق» قال في ياقوت بعد ذكر ذلك والبيتين المذكورين ما

نصه: وهذان الشعران يدلان على أن البريص ايم الغوطة بأجمعها، ألا تراه نسب

الأنهار إلى البريص؟ وكذلك حسان فانه يقول: يسقون ماء بردى، وهو نهر دمشق

من ورد البريص.)، قال ابن دريد: وليس بالعربي الصحيح وقد تكلمت به

العرب؛ قال حسان بن ثابت:

يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَريصَ عليهمُ

بَرَدى يُصَفَّقُ بالرحِيقِ السَّلْسَل

وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ أَيضاً:

فما لحمُ الغُرابِ لنا بِزادٍ،

ولا سَرَطان أَنْهارِ البَرِيصِ

ابن شميل: البُرْصةُ البُلُّوقةُ، وجمعها بِراصٌ، وهي أَمكنةٌ من

الرَّمْل بيضٌ ولا تُنْبِت شيئاً، ويقال: هي مَنازِلُ الجِنّ. وبَنُو

الأَبْرَصِ: بَنُو يَرْبُوعِ بن حَنْظلة.

برص

1 بَرِصَ, (S, [so in two copies, in one mentioned by Freytag بُرِصَ, which is a mistake,] M, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. بَرَصٌ, (M, Msb,) He (a man, S) was, or became, affected with بَرَص [or leprosy (see بَرَصٌ below)]. (S, M, Msb, K.) [See also بَرِشَ.]2 برّص رَأْسَهُ, (A,) inf. n. تَبْرِيصٌ, (K,) (tropical:) He shaved his head. (Ibn-'Abbád, A, Sgh, K.) b2: برّص المَطَرُ الأَرْضَ, (TK,) inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) The rain fell upon the land before it was ploughed, or tilled. (Ibn'-Abbád, Sgh, K.) 4 ابرص He begot a child that was أَبْرَص [or leprous]. (K.) A2: ابرصهُ اللّٰهُ God rendered him, or caused him to be or become, أَبْرَص [or leprous]. (S, K.) 5 تبرّص الأَرْضَ (tropical:) He (a camel, A, TA) found no pasture in the land without depasturing it; (Sgh, K;) left no pasture in the land. (A.) بَرْصٌ, with fet-h, A certain small reptile (دُوَيْبَّةٌ) that is in the well. (Ibn-'Abbád, Sgh, K. [In the CK, فى البَعِيرِ is put by mistake for فِى البِئْرِ.]) [Perhaps it is the same as is called بُرْص, (see this word below,) which may be a vulgar pronunciation; and if so, this may be the reason why the author of the K has added, cont?? to his usual rule, “with fet-h.”]

بُرْصٌ i. q. وَزَغَةٌ [A lizard of the species called gecko, of a leprous hue, as its name برص indicates; so applied in the present day]; (TA;) and ↓ أَبُو بَرِيصٍ , (M,) or ↓ أَبُو بُرَيْصٍ, (TA,) is a surname of the same. (M, TA.) [See also بَرْصٌ; and see سَامُّ أَبْرَصَ, voce أَبْرَصُ; and بَرِيصَةً.]

بَرَصٌ [Leprosy; particularly the malignant species thereof termed “leuce;”] a certain disease, (S, TA,) well known, (TA,) which is a whiteness; (S;) a whiteness incident in the skin; (M;) a whiteness which appears upon the exterior of the body, by reason of a corrupt state of constitution. (A, K.) b2: (tropical:) What has become white, in a beast, in consequence of his being bitten. (K, TA.) بُرْصَةٌ (assumed tropical:) i. q. بَلُّوقَةٌ; (ISh;) pl. بِرَاصٌ, (ISh, K,) which signifies White places, (ISh,) or portions distinct from the rest, (K,) in sand, which give growth to nothing. (ISh, K.) b2: The pl. also signifies (assumed tropical:) The alighting-places of the jinn, or genii: (K:) [reminding us of our fairy-rings:] in which sense, also, it is pl. of بُرْصَةٌ. (TA.) b3: Also, the sing., (assumed tropical:) An aperture in clouds, or mist, through which the face of the sky is seen. (M, TA.) بِرَصَةٌ: see سَامُّ أَبْرَصَ, voce أَبْرَصُ.

بَرِيصٌ A shining, or glistening; syn. بَصِيصٌ (A, K) and بَرِيقٌ. (A.) A2: Also A certain plant, resembling the سُعْد [or cyperus], (AA, K,) growing in channels of running water. (AA.) A3: أَبُو بَرِيصٍ: see بُرْصٌ.

بُرَيصٌ dim. of أَبْرَصُ, q. v.

A2: أَبُو بُرَيْصٌ: see بُرْصٌ.

A3: أَبُو بُرَيص is also the name of A certain bird, otherwise called بلعة, [so written in the TA, without any syll. signs,] accord. to IKh, and mentioned in the K in art. بلص. (TA.) بَرِيصَةٌ A certain small reptile (دَابَّةٌ صَغِيرَةٌ), smaller than the وَزَغَة; when it bites a thing, the latter is not cured. (M, TA.) [See also بُرْصٌ; and see سَامُّ أَبْرَصَ, voce أَبْرَصُ.]

أَبْرَصُ [Leprous;] having the disease called بَرَصٌ: (S, M, K:) fem. بَرْصَآءُ: (M, Msb:) pl. بُرْصٌ (Msb, TA) and بُرْصَانٌ. (TA.) b2: سَامُّ أَبْرَصَ, (S, M, Msb, K,) the former word being decl., prefixed to the latter as governing it in the gen. case; (S, Msb;) and سَامُّ أَبْرَصَ, as one word, the former being indecl. with fet-h for its termination, and the latter being imperfectly decl., (S, Msb;) in this and in the former instance; (Msb;) and سَمُّ أَبْرَصَ; (as in some copies of the K in art. سم;) i. q. الوَزَغَةُ [The species of lizard described above, voce بُرْصٌ]: (M, and so in the JK and K in art. وزغ:) or such as are large, of the وَزَغ [whereof وَزَغَةٌ is the n. un.]: (A, Msb:) or [one] of the large [sorts] of the وَزَغ: (S, K:) determinate, as a generic appellation: (S, TA:) As says, I know not why it is so called: (TA:) [the reason seems to be its leprous hue: see بُرْصٌ:] its blood and its urine have a wonderful effect when put into the orifice of the penis of a child suffering from difficulty in voiding his urine, (K, TA,) relieving him immediately; (TA;) and its head, pounded, when put upon a member, causes to come forth a thing that has entered into it and become concealed therein, such as a thorn and the like: (K:) the dual is سَامَّا أَبْرَصَ: (S, M, Msb, K:) and the pl. is سَوَامُّ أَبْرَصَ, (S, M, A, Msb, K,) ابرص having no dual form nor pl.; (M;) or, (K,) or sometimes, (Msb,) or if you will you may say, (S,) السَّوَامُّ, without mentioning ابرص; and ↓ البِرَصَةُ; (S, Msb, K;) and الأَبَارِصُ; (S, M, A, Msb, K;) without mentioning سَامّ; (S, Msb, K;) the last of these pls. being as though formed from a rel. n., [namely, أَبْرَصِىٌّ,] although without [the termination] ة, like as they said المَهَالِبُ [for المَهَالِبَةُ]. (M.) b3: الأَبْرَصُ The moon. (A, Sgh, K.) [So called because of its mottled hue.] You say, بِتُّ لَا مُؤْنِسِى إِلَّا الأَبْرَصُ [I passed the night, none but the moon cheering me by its presence]. (A, TA.) b4: حَيَّةٌ بَرْصَآءُ A serpent having in it, (K,) i. e., in its skin, (M, TA,) white places, distinct from the general colour. (M, K, TA.) b5: أَرْضٌ بَرْصَآءُ (tropical:) Land bare of herbage; (A;) of which the herbage has been depastured (K, TA) in some places, so that it has become bare thereof. (TA.)
برص
. البَرَصُ، مُحَرَّكَةً: داءٌ مَعْرُوفٌ، أَعاذَنَا اللهُ مِنْهُ وَمن كُلِّ داءٍ، وَهُوَ بَيَاضٌ يَظْهَرُ فِي ظاهِرِ البَدَنِ، ولَوْ قَالَ: يَظْهَرُ فِي الجَسَدِ لِفَسَادِ مِزَاجٍ كَانَ أَخْصَر. وَقد بَرِصَ الرَّجُلُ كفَرِحَ، فهُوَ أَبْرَصُ وهِيَ بَرْصاءُ. وأَبْرَصَهُ اللهُ تَعَالَى. والبَرَصُ: الَّذِي قد ابْيَضَّ من الدّابَّةِ منِ أَثَرِ العَضِّ، عَلَى التَّشْبِيهِ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(يَرْمِي بكَلْكَلِه أَعْجَازَ جافِلَةِ ... قَدْ تَخِذَ النَّهْسُ فِي أَكْفَالِهَا بَرَصَا)
وسامُّ أَبْرَصَ، بِتَشْدِيدِ المِيمِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: وَلَا أَدْرِي لِمَ سُمِّيَ بذلِكَ، هُوَ مُضَافٌ غَيْرُ مركَّبٍ وَلَا مَصْرُوفٍ: الوَزَغَةُ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ من كِبارِ الوَزَغِ، وهُوَ م، مَعْرُوفٌ، معرِفَة، إِلاَّ أَنَّه تَعْرِيفُ جِنْسٍ. قالَ الأَطِبّاء: دَمُه وبَوْلُه عَجِيبٌ إِذا جُعِلَ فِي إِحْلِيلِ الصَّبِيِّ المَأْسُورِ فإِنَّهُ يَحُلُّهُ من ساعَتهِ، كأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ، ورَأْسُه مَدْقُوقاً إِذا وُضِعَ عَلَى العُضْوِ أَخْرَجَ مَا غَاصَ فيهِ مِنْ شَوْكٍ ونَحْوِه. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُمَا اسْمَانِ جُعِلا وَاحِداً، وإشنْ شِئْتَ أَعْرَبْتَ الأَوَّلَ وأَضَفْتَه إِلَى الثانِي، وإِنْ شِئْتَ بَنَيْتَ الأَوّلَ عَلَى الفَتْحِ وأَعْرَبْتَ الثّانِي بإِعْرَابِ مَا لَا يَنْصَرِف، وتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ: هذانِ سامَّا أَبْرَصَ، وَفِي الجَمْعِ: هَؤُلاءِ سَوامُّ أَبْرَصَ، أَوْ إِنْ شِئْتَ قُلْتَ: السَّوَامُّ، بِلا ذِكْرِ أَبْرَصَ، أَوْ إِنْ شِئْتَ قُلْتَ: هؤُلاءِ البِرَصَةُ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ، والأَبارِصُ، بِلاَ ذِكْرِ سامٍّ، وقالَ ابنُ سِيدَه: وقَدْ قالُوا الأَبارِصَ، عَلَى إِرادَةِ النَّسَبِ وإِنْ لَمْ تَثْبُت الهاءُ، كَمَا قالُوا المَهَالِبَ، وأَنشد:
(واللهِ لَوْ كُنْتُ لِهذَا خَالِصَاً ... لكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبَارِصَا)
قُلْتُ: هكَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ جِنِّي آكِلَ الأَبَارِصَا، أَرادَ آكِلاً الأَبَارِصَ، فحَذَفَ التّنْوِينَ لالْتِقَاءِ الساكِنَيْنِ. والأَبْرَصُ: القَمَرُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، تَقُولُ: بِتُّ لَا يُؤْنِسُنِي إِلاّ الأَبْرَصُ. وبَنُو الأَبْرَصِ: بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ وهُمْ بَنُو يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ مَناةَ، من تَمِيمِ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:
(كانَ بَنُو الأَبْرَصِ أَقْرَانَهَا ... فَأَدْرَكُوا الأَحْدَثَ والأَقْدَمَا)
وعَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ بنِ جُشَمَ ابنِ عامِرٍ بنِ فِهْرِ بنِ مالِكِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بن دُودانَ ابنِ أَسَدٍ الأَسَدِيُّ: شَاعِرٌ مَشْهُورٌ. والبَرْصَاءُ: لَقَبُ أُمِّ شَبِيب ابنِ يَزِيدَ بنِ جَمرة بن عَوْفِ ابنِ أَبي حارِثضةَ. الشّاعِرِ، واسْمُها أُمَامَةُ بنْتُ قَيْسِ، أَو قِرْصافَةُ، عَن السُّكَّرِيِّ، والأَوّل قولُ)
ابنِ الكَلْبِيِّ قَالَ: وَهِي ابْنَةُ الحَارِث بنِ عَوْفٍ، وقَال: قَال ابنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّمَا سُمِّيَت البَرْصَاء فِيمَا أَخْبَرَنِي مُحَمّدُ بنُ الضَّحّاكِ بنِ عُثْمَانَ عَن أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهَا الحارثَ بنَ عَوْفٍ جاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فخَطَبَ إِليه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلّم ابْنَتَه، فَقَالَ: إِنَّ بهَا وَضَحاً، فرَجَع وَقد أَصابَهَا، وَلم يَكُنْ بهَا وَضَحٌ، وقَالَ بَعْضُ النّاسِ: إِنّمَا سُمِّيَت البَرْصاءَ لشِدَّةِ بَيَاضِهَا، ففِي ذلِكَ يَقُولُ ابْنُهَا شَبِيبٌ:
(أَنَا ابْنُ بَرْصَاءَ بهَا أُجِيبُ ... هَلْ فِي هِجَانِ اللَّوْنِ مَا تَعِيبُ)
قلت: وَفِيه يَقُول الشّاعِر:
(مَن مُبْلِغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أَنّهُ ... هَجَانَا ابنُ بَرْصاءِ العِجَانِ شَبِيبُ)
ومِنَ المَجَازِ: أَرْضٌ بَرْصَاءُ: رُعِىَ نَباتُهَا مِنْ مَوَاضِعَ فعَرِيَتْ عَنْهُ. وحَيَّةٌ بَرْصَاءُ: فِيهَا، أَيْ فِي جِلْدِها لُمَعُ بَياضٍ. والبَرِيصُ، كأَمِيرٍ: نَبْتٌ يُشْبِهُ السُّعْدَ، يَنْبُتُ فِي مَجارِي المَاء عَن أَبِي عَمْروٍ. والبَرِيصُ: ع بدِمَشْقَ، الصّوَابُ نَهْرٌ بدِمَشْقَ، كَمَا فِي المُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ، والفَرْقِ لابنِ السّيدِ والمُعْجَمِ، ونَبَّهَ عَلَى ذلِكَ شَيْخُنا، والمُصَنِّفُ قَلَّد الصّاغَانِيَّ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بالعَرَبِيِّ الصَّحِيح، وأَحْسَبُه رُومِيَّ الأَصْلِ، وقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ، قَالَ حسّانُ بنُ ثابِتٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَمْدَحُ بنِي جَفْنَةَ:
(يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عَلَيْهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)
قُلْتُ: وقَالَ بَعْضٌ: إِنَّ البَرِيصَ اسمٌ لِلغُوطَةِ بِأَجْمَعِهَا، واسْتَدَلَّ بقَوْلِ وَعْلَةَ الجَرْمِيِّ: (فَما لَحْمُ الغُرَابِ لَنَا بِزَادٍ ... وَلَا سَرَطَانُ أَنْهَارِ البَرِيصِ)
قَالَ شَيْخُنا: وَرَأَيْتُ كَثِيراً من شُرّاحِ الشَّوَاهِد وغَيْرِهِم يَرْوُونَه: البَرِيض، بالضادِ المُعْجَمَة، ويَتَشَدَّقُونَ بهِ فِي مَجَالِسِهِم ومُخَاطَباتِهِم، جَهْلاً وتَقْلِيداً للتّصْحِيفِ، أَو عَدَم وُقُوفٍ عَلَى الحَقِيقَةِ وأَخْذ عَن ماهِرٍ عَرِيفٍ، واللهُ أَعلَمُ، فَلْيُحْذَرْ مِنْ مِثْلِ شَنَاعَة هَذَا التَّحْرِيفِ. قُلْتُ: هُوَ كَما قالَ، وهُوَ بالضّادِ المُعْجَمَةِ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ امرئِ القَيْسِ، ولَيْسَ هُوَ هَذَا النهْرَ الَّذِي بدِمَشْقَ، أَوْ هُوَ باليَاءِ التّحْتِيَّةِ كَمَا سَيَأْتِي. والبَرِيصُ: مِثْلُ البَصِيص، وهُوَ البَرِيقُ، قَال الشاعِرُ:
(وتَبْسِمُ عَنْ نَوَاسِعَ شاخِصاتٍ ... لَهُنَّ بخَدِّهِ أَبَداً بَرِيصُ)
والبِرَاصُ، ككِتَابٍ: مَنَازِلُ الجِنِّ، جَمْعُ بُرْصَةً بالضَّمِّ. والبِرَاصُ: بِقَاعٌ فِي الرَّمْلِ لَا تُنْبِتُ شَيْئاً،) جَمْع بُرْصَةٍ، بالضَّمِّ. قالَ ابنُ شُمَيْل: البُرْصَةُ: البُلُّوقَةُ، وجَمْعُهَا بِرَاصٌ، وهِيَ أَمْكِنَةٌ من الرَّمْلِ بِيضٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئاً. والبَرْصُ، بالفَتْحِ، ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَك: دُوَيْبَّةٌ تَكُونُ فِي البِئرِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وأَبْرَصَ الرَّجُلُ: جَاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ. وَمن المَجازِ عَن ابنِ عَبّادِ: التَّبْرِيصُ: حَلْقُكَ الرَّأْسَ، وَقد بَرَّصَه، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. والتَّبْرِيصُ أَيْضاً: أَنْ يُصِيبَ الأَرْضَ المَطَرُ قَبْلَ أَنْ تُحْرَثَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَمن المَجَازِ: تَبَرَّصَ البَعِيرُ الأَرْضَ، إِذا لَمْ يَدَعْ فِيهَا رِعْيا ً إِلاَّ رَعَاهُ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البُرْصُ، بالضَّمْ: جَمْعُ الأَبْرَصِ، وقَدْ يُطْلَقُ البُرْصُ عَلَى الوَزَغَةِ. ويُصَغَّر أَبْرَصُ، فَيُقَال: بُرَيْص، ويُجْمَع بُرْصَاناً. وأَبُو بُرَيْصٍ: كُنْيَةُ الوَزَغَةِ. وأَبُو بُرَيْصٍ أَيْضاً: طائِرٌ يُسَمَّى البَلَصَةُ، عَن ابنِ خالَوَيْه، ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ اسْتِطراداً فِي ب ل ص، أَوْ هثوَ أَبُو بُرْبُصٍ، كقُنْفُذٍ.
والبُرَيْصَةُ: دابَّةٌ صَغِيرَةٌ دُونَ الوَزَغَةِ، إِذا عَضَّتْ شَيْئاً لَمْ يَبْرَاًْ. والبُرْصَةُ، بالضَّمّ: فَتْقٌ فِي الغَيْمِ يُرَى مِنْه أَدِيمُ السَّمَاءِ. والبريصان: فَرَسٌ نَجِيبٌ. وبَرْصِيصَا العَابِدُ: مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل، وقِصَّتُه مَشْهُورَةٌ. والبَرْصَاءُ: أُمُّ خالِدٍ الصّحابِيّ، وَهَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا. وقالَ أَبو إِسْحَاقَ النَّجِيرَمِيُّ فِي أَمَالِيه: العَرَبُ تَقُول: لَا أَبْرَحُ بَرِيصِي هَذَا، أَي مقَامِي هَذَا، قالَ ومنْهُ سُمِّىَ بابُ البَرِيصِ بدِمَشْقَ لأَنَّهُ مَقَامُ قَوْمٍ يَرِدُون، هَكَذَا نَقَلَه ياقُوت. قُلْتُ: فَهُوَ إِذاً عَرَبيٌّ صَحِيحٌ، خِلافاً لِمَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّهُ رُومِيُّ الأَصْلِ، كَمَا تَقَدَّم، فتَأَمَّلْ. والأَبْرَاصُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ هَرْشَي والغَمْر.

برص


بَرِصَ(n. ac. بَرَص)
a. Was leprous.

بَرَصa. Leprosy.

أَبْرَصُ
(pl.
بُرْص)
a. Leprous; leper. — [art.], The Moon.
برص
البَرَصُ معروف، وقيل للقمر: أَبْرَص، للنكتة التي عليه، وسام أَبْرَص ، سمّي بذلك تشبيها بالبرص، والبَرِيصُ: الذي يلمع لمعان الأبرص، ويقارب البصيص ، بصّ يبصّ: إذا برق.

درب

درب

1 دَرِبَ بِهِ, (T, * S, M, A, Msb, * K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. دَرَبٌ (T, M, Msb, K) and دُرْبَةٌ, (S, * M, A, K,) or the latter is a simple subst.; (Msb;) and ↓ تدرّب, (M, A, Msb, * K,) and دَرْدَبَ [which is generally regarded as a quadriliteralradical word (see art. دردب)]; (S, K;) He was, or became, accustomed, or habituated, to it; attached, addicted, given, or devoted, to it; (T, S, M, Msb, K;) and bold to do it, or undertake it: (Msb:) or he knew it, had knowledge of it, or was knowing in it. (A, TA.) And دَرِبَ عَلَى

الصَّيْدِ He (a hawk) was, or became, accustomed, or habituated, or trained, to the chase; and bold to practise it. (A.) 2 درّبهُ بِهِ (M, Msb, * K) and عَلَيْهِ and فِيهِ, (M, K,) inf. n. تَدْرِيبٌ, (K,) He accustomed, or habituated, him to it; made him to become attached, addicted, given, or devoted, to it. (M, Msb, * K.) And درّب, (M,) or درّب عَلَى الصَّيْدِ, (T, S, A, * K, *) inf. n. as above, (K,) He accustomed, or habituated, or trained, (T, S, M, A, K, *) a hawk, (T, S, A,) or an eagle, (K,) or a bird or beast of prey, (M,) to the chase; (T, S, M, A, K; *) and made it bold to practise it. (A.) And دَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدُ Difficulties, or hardships, exercised him so as to render him strong to endure them, and habituated, or inured, to them. (Lh, T, S.) A2: And دَرَّبَ, (IAar, T,) inf. n. as above, (IAar, T, K,) He was, or became, patient in war in the time of flight. (IAar, T, K.) 4 ادرب القَوْمُ The people, or party, entered a land of the enemy pertaining to the territory of the رُوم [or people of the Greek Empire]. (S.) أَدْرَبْنَا occurs in a trad. as meaning We entered the دَرْب [q. v.]. (TA.) A2: ادرب He beat a drum; (IAar, T, TA;) as also دَرْدَبَ and دَبْدَبَ. (TA.) 5 تدرّب quasi-pass. of 2: (Msb:) see 1.

دَرْبٌ is not a word of Arabic origin: (Msb:) الدَّرْبٌ is [the Arabic name of the ancient Derbe, near the Cilician Gates, which were the chief mountain-pass, from the direction of the countries occupied by the Arabs, into the territory of the Greek Empire: these “ Gates ” are mentioned by El-Idreesee as fortified, and guarded by troops who watched the persons going and coming:] a well-known place in الرُّوم [or the territory of the Greek Empire], mentioned by Imra-el-Keys, [as El-Idreesee also says,] in the words, بَكَى صَاحِبِى لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ حَوْلَهُ [My companion wept when he saw the درب around him; knowing himself to be in the power of the Greeks]. (MF, TA.) [Hence,] Any place of entrance, (Kh, T, M, A, Mgh [in my copy of which it is written دَرَب in all its senses], K,) or a narrow pass, (Mgh,) to [the territory of]

الرُّوم: (Kh, T, M, A, Mgh, K:) or such as is not open at both ends: such as is open at both ends being called ↓ دَرَبٌ: (K:) or a place of entrance between two mountains: (Msb:) or a narrow pass in mountains: and hence it has another meaning well known: (S:) [i. e.] the gate of a سِكَّة [here meaning street: misunderstood by Golius, who has consequently explained دَرْبٌ as having, for one of its meaning, “porta ingressusve palmeti ”]; used in this sense by the Arabs because it [i. e. the درب properly so called] is like a gate, or entrance, to that whereto it leads: (Msb:) or the gate of a wide سِكَّة: (T:) or a wide gate of a سِكَّة; and the largest gate; (M, K;) both of which explanations mean the same: (M:) and also a wide سِكَّة itself: so in the phrase, زُقَاقٌ أَوْ دَرْبٌ غَيْرُ نَافِذٍ [a narrow street or a wide street not being a thoroughfare]: (Mgh: [in my copy of which, دَرَبٌ is put for دَرْبٌ:]) [but in the present day, and as used by El-Makreezee and others, a by-street, whether wide or narrow, branching off from a great street, or passing through a حَارَة (or quarter), open, or having a gate, at each end:] pl. دُرُوبٌ (Kh, T, M, Mgh, TA) and دِرَابٌ. (Sb, K. [The former pl., the only one commonly known, is not mentioned in the K.]) b2: Also A place in which dates are put to dry. (M, K.) دَرَبٌ: see the next preceding paragraph.

دَرِبٌ [part. n. of دَرِبَ]. You say, هُوَ دَرِبٌ بِهِ [He is accustomed, or habituated, to it; attached, addicted, given, or devoted, to it; and bold to do it, or undertake it: and] he knows it, has knowledge of it, or is knowing in it. (A, TA.) and some use ↓ دَارِبٌ as part. n. of دَرِبَ: (Msb:) it signifies Skilful in his handicraft: (IAar, T, Msb:) and with ة, intelligent: (IAar, T, K:) and skilful in her handicraft: (K:) and [hence] a female drummer. (IAar, T, K.) And عُقَابٌ

↓ دَارِبٌ (M) or عُقَابٌ دَارِبٌ عَلَى الصَّيْدِ (K) meansدَرِبَةٌ (K) or دَرِبَةٌ بِالصَّيْدِ (M) [An eagle accustomed, or habituated, or trained, to the chase; and bold to practise it].

دُرْبَةٌ Custom, or habit; (IAar, T, S, M, A, K;) or habituation; (T, Msb;) and boldness to engage in, or undertake, war, and any affair: (IAar, T, S, A, * Msb, * K:) and ↓ دُرَّابَةٌ, (M, TA,) with teshdeed, (TA,) on the authority of IAar, (M, TA,) but written in the K ↓ دُرَابَة, (TA,) signifies the same. (M, K, TA.) One says, مَا زِلْتُ

أَعْفُو عَنْ فُلَانٍ حَتَّى اتَّخَذَهَا دُرْبَةً [I ceased not to forgive such a one until he took it as a habit]. (T, * S.) دَرَبُوتٌ (Lh, M, K [in the CK دَرَبُوبٌ]) and ↓ دَرُوبٌ, (K,) the former like تَرَبُوتٌ, in which the [initial] ت is [said to be] a substitute for د, (Lh, M,) A he-camel, (M, K,) or such as is termed بَكْرٌ, (Lh, M,) and a she-camel, (Lh, M, K,) submissive, or tractable, (M, K,) or rendered submissive or tractable: and a she-camel that will follow a person if he takes hold of her lip or her eyelash. (Lh, M, K. [But I read بِهُدْبِ عَيْنِهَا, as in the explanation of تَرَبُوتٌ in the TA, instead of نَهَزْتَ عَيْنَهَا in the M and CK in this art., and نَهَزَتْ عَيْنُهَا in my MS. copy of the K. See also تَرَبُوتٌ.]) دَرُوبٌ: see the next preceding paragraph.

دُرَابَةٌ and دُرَّابَةٌ: see دُرْبَةٌ.

دَارِبٌ: see دَرِبٌ, in two places.

مُدَرَّبٌ A man, (S, M,) or an old man, (T,) tried, or proved, in affairs, and whose qualities have become known; or tried, or proved, and strengthened by experience in affairs; experienced, or expert: or whose qualities have been tried, or proved: syn. مُجَرَّبٌ (T, S, M, A, * K) and مُنَجَّذٌ: (M, K:) and ↓ مُدَرِّبٌ is syn. with مُجَرّبٌ: (S:) or in every word of the measure مُفَعَّلٌ syn. with مُجَرَّبٌ, the medial radical letter may be pronounced with fet-h or with kesr, except مُدَرَّبٌ. (M, K.) b2: And hence, (M,) One afflicted with trials or troubles. (Lh, M, K.) b3: And A camel well trained, and accustomed to be ridden, and to go through the [narrow passes in mountains called] دُرُوبٌ: fem. with ة. (K.) b4: المُدَرَّبٌ The lion. (Sgh, K.) مُدَرِّبٌ: see the next preceding paragraph.
(درب) فلَانا بالشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه عوده ومرنه وَيُقَال درب الْبَعِير علمه السّير على الدروب
(درب)
بِهِ دربا ودربة اعتاده وأولع بِهِ وعَلى الشَّيْء مرن وحذق فَهُوَ دارب ودرب وَهِي (بتاء) وَهُوَ وَهِي دروب
(د ر ب) : (الدَّرْبُ) الْمَضِيقُ مِنْ مَضَائِقِ الرُّومِ وَعَنْ الْخَلِيلِ الدَّرْبُ الْبَابُ الْوَاسِعُ عَلَى رَأْسِ السِّكَّةِ وَعَلَى كُلِّ مَدْخَلٍ مِنْ مَدَاخِلِ الرُّومِ وَدَرْبٌ مِنْ دُرُوبِهَا والْمُرَادُ بِهِ فِي قَوْلِهِ زُقَاقٌ أَوْ دَرْبٌ غَيْرُ نَافِذٍ السِّكَّةُ الْوَاسِعَةُ نَفْسُهَا.
د ر ب: (الدُّرْبَةُ) عَادَةٌ وَجَرَاءَةٌ عَلَى الْحَرْبِ وَكُلِّ أَمْرٍ وَقَدْ (دَرِبَ) بِالشَّيْءِ بِالْكَسْرِ اعْتَادَهُ وَضَرِيَ بِهِ وَرَجُلٌ (مُدَرَّبٌ) وَ (مُدَرِّبٌ) كَمُجَرَّبٍ وَمُجَرِّبٍ، وَقَدْ دَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدُ حَتَّى قَوِيَ وَمَرَنَ عَلَيْهَا. 
د ر ب

درب بالأمر دربة وتدرّب وهو درب به: عالم. ومازال يعفو عنك حتى اتخذته دربة. قال:

وفي الحلم إدّهان وفي العفو دربة ... وفي الصدق ممنجاة من الشر فاصدق

ودرب البازي على الصيد ودرّبته عليه وهو مجرب مدرب. ودخلوا دروب الروم. وسدّوا درب السكر وهو بابه إذا كان واسعاً.
[درب] نه فيه: لا تزالون تهزمون الروم فإذا صاروا إلى "التدريب" وقفت الحرب، التدريب الصبر في الحرب وقت الفرار، من الدربة التجربة، أو من الدروب وهي الطرق، يعني أن المسالك تضيق فتقف الحرب. ومنه: و"أدربنا" أي دخلنا الدرب، وكل مدخل إلى الروم درب، وقيل بفتح الراء للنافذ، وبالسكون لغير النافذ. وفيه: كانت ناقة "مدربة" أي مخرجة مؤدبة قد ألفت الركوب والسير، أي عودت المشي في الدروب فصارت تألفها وتعرفها فلا تنفر.
(درب) - في حديث جعفر بن عمرو: "وأَدْرَبْنا". : أي دَخَلْنا الدَّربَ، وكُلُّ مَدْخَل إلى الرّومِ دَرْب، والأصل فيه باب السِّكَّة. وقيل: بفَتْح الرَّاءِ للنّافذ منه، وبالِإسْكان لغَيْر النَّافذ.
- في حَدِيثِ أبي بَكْر: "لا تَزالُون تَهْزِمُون الرُّومَ، فإذا صاروا إلى التَّدرِيب وَقَفَت الحَرْبُ".
قال ابنُ الأَعرابِيّ: التَّدرِيبُ: هو الصَّبْر في الحَرْب وقتَ النِّزالِ ، وأَصلُه من الدُّرْبَة، ويَجوزُ أن يكون من الدُّرُوب.

درب


دَرِبَ(n. ac. دُرْبَة
دَرَب)
a. [Bi], Was, became habituated, accustomed to.

دَرَّبَ
a. [acc. & Bi
or

or
'Ala], Habituated, accustomed to, exercised, trained to.

أَدْرَبَa. Entered the territory of ( the Greek Empire:
Musulman army ).
b. Beat a drum.

تَدَرَّبَ
a. [Bi]
see I
دَرْب
(pl.
دِرَاْب)
a. Gate; mountainpass.
b. (pl.
دُرُوْب), Street, road.
c. Habit, custom.

دُرْبَةa. Habit, practice, experience, skill.

دَرَبa. see 1
. —
دَرِب دَاْرِب
Experienced, skilful, well-versed.
دَرُوْبa. Docile, tractable (camel).
دَرْبَان (pl.
دَرَابِنَه), P.
a. Porter, door-keeper, gate-keeper.

دَرَبْزِيْن دَرَابَزُوْن
P.
a. Balustrade, hand-rail; parapet.

دَرْبَنْد
P.
a. Lock, bolt; shutters (shop).
دَرْوَنْد
a. [ coll. ]
see supra.
درب
الدرْبُ: بابُ السكَةِ. وكُل مَدْخَلٍ من مَدَاخِلِ الرُوْمِ، وجَمْعُه دُرُوْبٌ. والدرْبَةُ: التَّجْرِبَةُ والعادَةُ. ورَجُل مُدَربٌ: دَرَّبَتْه التَّجَارِبُ. ودَرِبَ بالشيْءِ: أي عَمِلَه حَتى بَسَأ به. والدارِبَةُ: العاقِلَةُ. وفلانٌ يَتَدَرْبن في مِشْيَتِه: أي يَتَدَحْرَجُ.
ودَرْبَيْتُه: ضَرَبْته حَتّى وَقَعَ. والدَرْبَاةُ: الدَّفْعُ. ودَرْدَبَتِ النّاقَة: رَئمَت. وفي المَثَلَ: دَرْدَبَ لَمّا عَضَّهُ الثِّقَافُ والدرْدَبَةُ: مِثْلُ عَدْوِ الخَائِفِ الذي يَتَوَقَّعُ من وَرَائه شَيْئاً. وقَوْمُ مَدْرَبَةٍ - بمعنىِ مَتْرَبَةٍ -: ضُعَفَاءُ. ودَرْدَبَتِ العَجُوْزُ: ضعُفَت. ورَجُل دَرْبَانِيٌ وثَوْبٌ كذلك: أي ذَلُوْلٌ.
[درب] الدُرْبَةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكُلِّ أمرٍ. وقد دَرِبَ بالشئ ودردب به، إذا اعتاده وضَريَ به. تقول: ما زلت أعفو عن فلان حتى اتَّخّذَها دُرْبَةً. قال الشاعر : وفي الحِلْمِ إدْهانٌ وفي العَفو دُرْبَةٌ * وفي الصِدق مَنْجاةٌ من الشَرِّ فاصْدُقِ وفى المثل:

دردب لما عضه الثقاف * أي خضع وذَلَّ. والثِقَافُ: خَشَبَةٌ تسوى بها الرماح. وهو فعلل. ورجل مُدَرَّبٌ ومَدَرِّبٌ، مثل مُجَرَّبٌ ومُجَرِّبٌ. وقد دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قَويَ ومَرَنَ عليها. ودَرَّبْتُ البازيَ على الصيد، إذا ضريته. والدرب معروفٌ، وأصله المَضيق في الجبل. ومنه قولهم: أَدْرَبَ القومُ، إذا دخلوا أرض العَدُوِّ من بلاد الروم.
[د ر ب] الدَّرْبُ: بابُ السِّكَّةِ الواسِعُ، وهو أيضاً: البابُ الأَكْبَرُ. والمَعْنَى. واحِدٌ، والجمْعُ درابٌ أَنْشَدَ سِيبَويْهَ:

(مِثْلُ الكٍِ لابِ تَهِرُّ عند دِرابِها ... ورِمَتْ لَهازِمُها من الَخِزْبازِ)

وكُلُّ مَدْخَلٍ إلى الرُّومِ: دَرْبٌ. والدَّرْبُ: المَوْضعُ الذي يَجْعَلُ فيه التَّمْرُ ليِقِبَّ. ودرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً، ودُرْبَةً، وتَدَرَّبَ: ضَرِيَ. ودَرَّبَه بهِ، وعَلَيه، وفِيهِ: ضَرّاهُ. والمُدَرَّبُ من الرِّجالِ: المُنَجَّدُ، وكُلُّ ما فِي مَعْناهُ مِمّا جاءَ على بِناء مُفَعَّلٍ فالكَسْرُ والفَتْحُ جائِزانِ في عَيْنِه كالمُجَرّبِ والمُجَرّسِ والمَضَرّسِ ونحوهِ، إِلاّ المُدَرَّبَ. والمُدَرَّبُ أيضاً: الذي قد أصابَتْهُ البَلايَا، عن اللٍِّ حْيانِيِّ، وهُوَ من ذلكَ. والدُّرَّابَةُ: الدُّرْبَةُ والعادَةُ، عن ابنِ الأعْرابِيِّ، وأنَشَد:

(والحِلْمُ دُرّابَةٌ أو قُلْتَ مَكْرُمَة ... ما لَمْ يُواجِهْكَ يَوْماً فيه تَشْمِيرُ)

ودَرَّبَ الجارَحَةَ: ضَرّاهَا على الصَّيْدِ. وعُقابٌ درِابٌ: دَرِبَةٌ بذِلكَ. وجَمَلٌ دَرُوبٌ: ذَلُولٌ، وهو من الدُّرْبَةِ. وقالَ اللِّحْياِنِيُّ: بَكْرٌ دَرَبُوت، وتَرَبُوتٌ: أي مُذَلَّلٌ، وكذلك ناقَةٌ تَرَبُوبٌ، وهي التي إِذا أَخَذْتَ بمِشْفَرِهَا، ونَهْزَتَ بَعْينِها تَبَعْتْكَ، وقال سيبَويْهِ: ناقَةٌ تَرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهَةٌ، تاؤُه بَدَلٌ من دالِ دَرَبُوتٍ. وقالَ الأَضْمَعِيُّ: كُلُّ ذلول تَرَبُوتٌ، من الأَرضِ وغَيْرِها، التّاءُ في كلِّ ذلك بَدَلٌ من الدّالِ. ومن أَخَذَهُ من التُّرْبِ، أي أَنَّه في الذِّلَّةِ كالتُّرابِ، فتاؤُه وَضْعٌ غيرُ مُبْدَلَةٍ. وتَدَرْبَى الرَّجُلُ: تَدَهْدَأَ. ودَرَابَ جِرْداً أرضٌ مِن بِلادِ فارسَ، النَّسَبُ إليه دَرَاوَردِْيٌّ، وهو من شاذِّ النَّسَبِ.
درب
درِبَ بـ/ درِبَ على يَدرَب، دَرَبًا ودُرْبةً، فهو دارِب ودَرِب، والمفعول مدروب به
• درِب بالأمرِ/ درِب على الأمرِ: اعتاده وأُولع به حتَّى أصبح حاذقًا بصنعه، مَرَن وحَذَق "درِب بإلقاء الشِّعْر- أكسبته التَّجارب كثيرًا من الدُّربة". 

تدرَّبَ/ تدرَّبَ بـ/ تدرَّبَ على يتدرَّب، تدرُّبًا، فهو مُتدرِّب، والمفعول مُتَدَرَّب به
• تدرَّب الشَّخصُ: تمرَّن "دَرَّبَه فتدَرَّبَ".
• تدرَّب بالأمرِ/ تدرَّب على الأمرِ: اعتادَه، تعوَّد عليه، تمرَّن عليه "تدرَّبَ على الانضباط/ ركوب الخيل/ السَّير". 

درَّبَ يدرِّب، تدريبًا، فهو مُدَرِّب، والمفعول مُدَرَّب
• درَّب ولدَه: علَّمه وحنَّكه وثقَّفه.
• درَّبه على الشَّيءِ/ درَّبه في الشَّيء: عَوَّدَه إيّاه ومَرَّنَه عليه "دَرَّبَ البازِيَّ على الصيد- عامِلٌ/ فريقٌ مُدَرَّبٌ". 

تَدْريب [مفرد]: ج تدريبات (لغير المصدر):
1 - مصدر درَّبَ.
2 - تزويدُ الدَّارسين بالدّراسات العلميَّة والعمليّة التي تؤدِّي إلى رفع درجة المهارة عندهم في أداء واجبات الوظيفة "تدريب رياضِيٌّ/ عسكرِيٌّ/ مهنِيٌّ" ° إدارة التَّدريب: الهيئة المسئولة عن تدريب الموظّفين- التَّدريب العسكريّ: تعليم المجنَّدين والمتطوِّعين الجُدد استعمال السِّلاح وأساليب القتال وفنون الحرب- التَّدريب المِهنيّ: إعطاء مجمل المعارف النظريّة والعمليّة لاكتساب ممارسة
 مهنة ما- دَوْرَة تدريب/ دَوْرَة تدريبيَّة: فترة زمنيّة محدّدة تخصَّص فيها دروسٌ عمليّة لتدريب فئة ما. 

تدريبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَدْريب.
• برنامج تدريبيّ: مجموعة من الموضوعات أو التعليمات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجالٍ ما وترتّب وتنظّم مسبقًا وفقًا لهيكل معيّن تتَّبع فيه القواعد التعليميّة. 

دَرْب [مفرد]: ج أدراب وأَدْرب ودُروب:
1 - كُلُّ طريقٍ يصلُ بين مكانَيْن ° مَنْ سار على الدَّرب وصل [مثل]: معناه أنّ المهارة تكتسبُ بالمِران.
2 - مَدْخَلٌ ضيّقٌ "دَرْبٌ مَطْروقٌ".
3 - مدخل بين جبلين.
• دَرْب التَّبَّانة: (فك) إحدى المجرَّات التي يحتوي عليها الكون وهذه المجرَّة هي التي تنتمي إليها المجموعة الشمسيَّة، وهي منطقة في السَّماء قوامها نجوم كثيرة لا يميِّزها البصر. 

دَرَب [مفرد]: مصدر درِبَ بـ/ درِبَ على. 

دَرِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من درِبَ بـ/ درِبَ على. 

دُرْبَة [مفرد]: ج دُرُبات (لغير المصدر) ودُرْبات (لغير المصدر):
1 - مصدر درِبَ بـ/ درِبَ على.
2 - حِنكة ومهارة وخبرة اكْتُسِبت بطول الممارسة "اكتسب دُرْبَة على الكلام". 

مُدرِّب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من درَّبَ.
2 - شخص يقوم بتدريب الرِّياضِّيين أو الحيوانات "مدرِّب كرة القدم/ أسود". 

درب: الدَّرْبُ: مَعروف. قالوا: الدَّرْبُ بابُ السِّكَّة الواسِعُ؛ وفي التهذيب: الواسِعة، وهو أَيضاً البابُ الأَكبَر، والمعنى واحدٌ، والجمع دِرابٌ. أَنشد سيبويه:

مِثْل الكِلابِ، تَهِرُّ عند دِرابِها، * ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ

وكلُّ مَدْخلٍ إِلى الرُّومِ: دَرْبٌ من دُرُوبِها. وقيل: هو بفتح الراءِ، للنافِذِ منه، وبالسكون لغيرِ النَّافِذِ. وأَصل الدَّرْبِ: المضِيقُ في الجِبالِ؛ ومنه قَولُهُم: أَدْرَب القومُ إِذا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم. وفي حديث جَعْفرِ بنِ عمرو: وأَدْرَبْنا أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ. والدَّرْبُ: الـمَوْضِعُ الذي يُجْعلُ فيه التَّمْرُ لِيَقِبَّ.

ودَرِبَ بالأَمـْرِ دَرَباً ودُرْبَةً، وتَدَرَّبَ: ضَرِيَ؛ ودَرَّبَه به وعليه وفيه: ضَرَّاهُ.

والـمُدَرَّبُ من الرِّجالِ: الـمُنَجَّذُ. والـمُدَرَّبُ: الـمُجَرَّبُ. وكلُّ ما في معناه مـما جاءَ على بِناءِ مُفَعَّلٍ، فالكسر والفتح فيه جائزٌ في عَيْنِه، كالـمُجَرَّبِ والـمُجَرَّسِ ونحوه، إِلاَّ الـمُدَرَّبَ. وشيخٌ مُدَرَّبٌ أَي مُجَرَّبٌ. والـمُدَرَّب أَيضاً: الذي قد أَصابَتْه البَلايا، ودَرَّبَتْه الشَّدائِد، حتى قَوِيَ ومَرِنَ عليها؛ عن اللحياني، وهو من ذلك.

والدُّرَّابَة: الدُّرْبَة والعادة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

والحِلْمُ دُرَّابةٌ، أَو قُلْتَ مَكْرُمةٌ، * ما لم يُواجِهْكَ يوماً فيه تَشْمِيرُ

والتَّدْريبُ: الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرارِ، ويقال: دَرِبَ.

وفي الحديث عن أَبي بكر، رضي اللّه عنه: لا تَزالون تَهْزِمونَ الرُّومَ، فإِذا صاروا إِلى التَّدْريبِ، وقَفَتِ الحَرْبُ؛ أَراد الصَّبْر في الحربِ وقتَ الفِرارِ؛ قال: وأَصلُه من الدُّرْبة: التَّجْرِبةِ، ويجوز أَن يكون من الدُّروبِ، وهي الطُّرُقُ، كالتَّبْويبِ من الأَبْوابِ؛ يعني أَن المسالِكَ تَضِيقُ، فَتَقِفُ الحَرْبُ.

وفي حديث عمران بن حصين: وكانتْ ناقة مُدَرَّبةً أَي مُخَرَّجةً

مُؤَدَّبةً، قد أَلِفَتِ الرُّكُوبَ والسَّيرَ أَي عُوِّدَتِ الـمَشْيَ في الدُّروبِ، فصارَتْ تَأْلَفُها وتَعْرِفُها ولا تَنْفِرُ.

والدُّرْبةُ: الضَّراوة. والدُّرْبةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكلِّ أَمرٍ.

وقد دَرِبَ بالشيءِ يَدْرَبُ، ودَرْدَبَ به إِذا اعتادَه وضَرِيَ به.

تقول: ما زِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ، حتى اتَّخذَها دُرْبةً؛ قال كعب بن

زهير:

وفي الحِلْمِ إِدْهانٌ، وفي العَفْوٍ دُرْبةٌ، * وفي الصِّدقِ منْجاةٌ من الشَّرِّ، فاصْدُقِ

قال أَبو زيد: دَرِبَ دَرَباً، ولَهِجَ لَهجاً، وضَرِيَ ضَرًى إِذا

اعْتادَ الشيءَ وأُولِعَ به.

والدَّارِبُ: الحاذِقُ بصناعتِه.

والدَّارِبةُ: العاقِلة. والدَّارِبةُ أَيضاً: الطَّبَّالة. وأَدْرَب إِذا صَوّت بالطَّبْل.

ومن أَجناسِ البَقَر: الدِّرابُ، مـما رَقَّتْ أَظْلافُه، وكانت له

أَسْنِمَةٌ، ورَقَّتْ جُلُودُه، واحدُها دَرْبانِيٌّ؛ وأَما العِرابُ: فما

سَكَنَتْ سَرَواتُه، وغَلُظَت أَظلافُه وجُلودُه، واحدُها عَرَبِيٌّ؛

وأَما الفِراشُ: فما جاءَ بين العِرابِ والدِّرَابِ، وتكون لها أَسْنِمَةٌ

صغارٌ، وتَسْتَرْخي أَعيابُها، الواحِدُ فَريشٌ.

ودَرَّبْتُ البازِيَّ على الصيد أَي ضَرَّيْته. ودَرَّبَ الجارحة:

ضَرَّاها على الصيد. وعُقابٌ دارِبٌ ودَرِبة: كذلك.

وجَمَلٌ دَرُوبٌ ذَلولٌ: وهو من الدُّرْبة.

قال اللحياني: بَكْرٌ دَرَبوتٌ وتَرَبُوت أَي مُذَلَّلٌ؛ وكذلك ناقةٌ

دَرَبُوتٌ، وهي التي إِذا أَخَذْتَ بِمشْفَرِها، ونَهَزْتَ عينها،

تَبِعَتْكَ. وقال سيبويه: ناقةٌ تَرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهةٌ، تاؤُه بَدَلٌ من دال دَرَبُوتٍ. وقال الأَصمعيّ: كل ذَلُول تَرَبُوتٌ من الأَرض وغيرها، التاءُ في كلّ ذلك بدلٌ من الدَّالِ، ومن أَخَذَه من التُّرْبِ أَي إِنه في الذِّلَّة كالتُّرْب، فتاؤُه وضع غير مُبدلة.

وتَدَرَّبَ الرجلُ: تَهَدّأَ.

ودَرَابْ جِردَ: بَلَدٌ من بلادِ فارِسَ، النَّسَبُ إِليه دَرَاوَرْدِيٌّ، وهو من شاذّ النَّسَب.

ابن الأَعرابي: دَرْبَى فلانٌ فلاناً يُدَرْبِيه إِذا أَلقاه؛ وأَنشد:

اعْلَوَّطَا عَمْراً، ليُشْبِياهُ * في كلِّ سوءٍ، ويُدَرْبِياهُ

يُشْبِياهُ ويُدَرْبياه أَي يُلْقِيانه. ذكرها الأَزهري في الثلاثي هنا،

وفي الرُّباعي في دَرْبى.

الأَزهري في كتاب الليث: الدَّرَبُ داءٌ في الـمَعِدة. قال: وهذا عندي غلط، وصوابه الذَّرَبُ، داءٌ في الـمَعِدة، وسيأْتي ذكره في كتاب الذال المعجمة.

درب: درب: درس، وفي كتاب ابن عباد (1: 21): دَرَب، ونجد فيه (1: 203 رقم 39) المصدر دُرُوب بهذا المعنى، كما لو كان الفعل دَرَب وليس دَرِب.
وفي معجم فوك: دَرُب، ودَرُب في: علم ودرب على: تمرن على، تعود على، أدمن على (انظر لين) وعند دي سلان (المقدمة ص64): كتاب قد دربوا على إملاء الدعاوى. وفي حيان - بسام (3: 3ق): دربوا على الركوب. دَرَّب: علّم، ثقف، حنك. ففي كتاب الخطيب (ص290 ق): فدون وأسمع وروى ودرّب (واسمع موجودة في مخطوطة ب وهي الصواب، وفي مخطوطة 6: واستمع). وفي (ص87 ق) منه: ولم أر في متصدري بلده أحسن تدريباً منه. وفي المقري (3: 202) الذي ينقل هذه العبارة: تدريساً.
ورد الفعل درّب في معجم فوك ذكرت في مادة لاتينية معناه باب ولم يذكر فيها عبارة لاتينية معناها: أغلق باب الحارة.
ودَرَّب: سد بالمتاريس، ترَّس، ففي لطائف فريتاج (ص100) أمرهم أن يجعلوا النساء في المغاير ودربها. وفي الحلل (ص35 ق): فاحتل بخارج قرطبة فغلقوا أبوابها ودربوا مواضع من حاراتهم واستعدوا لقتاله.
وقولهم: درّب على نفسه يعني أرتج باب داره. ففي حيان (ص56 و): فالفاه في عصابته ممتنعاً في داره قد درب على نفسه ومنع جانبه.
والمتاريس تقوم مقام الأسوار إذا لم يكن للمدينة أسوار. ففي فريتاج حكم لقمان (ص61) وفيها كلمة لم يستطع الناشر قراءتها: ثم رحلوا إلى منبج وقد ( ... ) أهلها بالسور ودربوا المواضع التي لا سور لها.
وفي حيان (ص67 ق): وجاء إلى بجانة وهي مدربة لم يضرب بعد عليها سور.
تدرّب على: تمرّن على، وتعود على (بوشر).
ونجد عند المقري: تدرَّب على الركوب.
وتدرب بفلان وفيه: تأدب وتثقف عليه في فن أو علم، ففي ميرسنج (ص21): تدرَّب بفلان النظم.
والمصدر منه تدرُّب تليه في: يعني: معرفة. ففي الخطيب (ص33 ق) له تدرب في أحكام النجوم.
دَرْب: يطلق أهل الأندلس اسم الدروب على البيوت، وهي مضايق جبال البرينة حيث يمر الناس من أسبانيا إلى فرنسا. ففي المقري (1: 145، 209، 223) ألبرت (ص227).
وتطلق توسعاً على جبال البرينة. كما تطلق أيضاً على سلسة جبال سيرا كادوما (أخبار ص38) ولتمييز جبال البرينة يسمونها الدر الآخر أي سلسة الجبال الأخرى لأن كلمة درب تستعمل بمعنى سلسلة جبال. ففي المقري مثلاً (1: 92): وليس بين المسلمين والنصارى درب ولذلك يغزو دائماً بعضهم بعضاً.
ودَرْب: طريق ففي محيط المحيط: والمولودون لا يستعملون الدرب مؤنثاً للطريق مطلقاً ويجمعونها على دَرُوب.
وكذلك الأمثلة التي نقلت في (مملوك 2، 1: 147، وتفسير كاترمير لها بالزقاق الضيق غير صحيح). أبو الفداء جغرافية ص119، المقري 2: 709، زيشر 11، 494، 22: 75، 120).
وفي الأندلس يقول أبو الوليد (ص222) ما يلي: الفصيل حائط قصير يكون دون السور محو الستارة ويقال لمكان (للمكان) الذي يحتوي عليه عندنا درب.
وهذه هي إذا التي جعل منها الأسبان أدرف ( adarve) وهي كلمة تعني في لغتهم محل متسع مشرف في أعلى الأسوار ترتفع فيه الشرفات. ويطلق توسعاً على حائط السور.
ودرب: يطلق في قسطنطينة على ميدان أدرجته تتصل بالشارع بممر أو زقاق ضيق يسد من طرفيه وعلى هذا الميدان أو الرحبة تقوم أربعة منازل أو خمسة أو ستة تعود لأسرة واحدة. وهو ما يسمى في باريس cité وفي لندن Square.
والقصر الذي بناه أحمد باي في قسطنطينية سنة 1833. والذي يسكنه اليوم حاكم المنطقة العام، والذي يحتوي على عدد من المنازل تؤلف حياً خاصاً منفصلاً عن بقية المدينة ولا يتصل بها إلا بشارع واحد كان قبلاً يسد من طرفيه، هذا القصر يسميه أهل البلد درباً أيضاً.
دُرُوب: متاريس (تاريخ البربر 2: 56).
ودَرُوب: متاهة، تيه (المعجم اللاتيني العربي).
ودُرُوب: مرادف آثار وهي الرسوم التي تطبعها الأقدام في الطريق (دسكارياك ص549).
ودُرُوب: مقياس للمياه الجارية (جريجور ص44). ولا تزال لفظة دَربو بهذا المعنى مستعملة في نظام المقاييس المترية في صقلية حتى أيامنا هذه (أماري مخطوطات).
دُرْبَة: لا تعني الاعتياد والمران على الشيء فقط بل تعني أيضاً: حنكة ومهارة وخبرة اكتسبت بطول الممارسة (الادريسي ص168)، وفي كتاب الخطيب (ص64 ق): وأرسل رسولاً إلى ملك قسطيلة ثقة بكفايته ودربته وعجمة لسانه.
ودُرْبَة = سياسة (فوك).
دُرَيْب. دُرَيْب التبانة: المجرة، أم السماء، أم النجوم (بوشر).
دَرّاب. كان الدَرَابون في الأندلس هم اللذين يحرسون أبواب (درب) الطرق والأحياء ويغلقونها عند الغسق. وكان لكل طريق درّاب مسلح، وهو مزود بمشعل وله كلب وعليه أن يسهر لحراسة الأهلي. انظر المقري (1: 135).
دَرّابة الدكان: إذا كانت باب الدكان تتألف من مصراعين عرضاً يسمى كل مصراع منهما درابة. في محيط المحيط: ودَرَّابة الدكان أحد مصراعي بابه الذي ينطبق الأعلى منهما على الأسفل، مولَّدة.
وتجمع على دراريب ففي فهرست مخطوطات مكتبة ليدن (1: 155): فانبسط أحدهما إلى الدكان وألقى كعكة ثانية بين الدراريب.
دارب، وتجمع على دَرَبَة: الجندي يشترك في حملة لغزو الروم (معجم الماوردي).
تدريب: أدب، تهذيب (المقري 2: 516).
تَدْرِيبةَ. تدريبة ما تنفذ: زقاق لا ينفذ، دربة، زنقة (بوشر).
مُدَرّب: مثقف العساكر وممرنهم (بوشر).
مدربة: حشية، نضيدة، فرشة (بوشر بربرية) وهي عند هوست (ص: 266): مداربة، وهي تصحيف مُضرّبة.
درب
: (الدَّرْبُ) مَعْرُوفٌ، قالُوا: الدَّرْبُ: (بَابُ السِّكَّةِ الوَاسعُ) وَفِي (التَّهْذِيب) الوَاسِعَةِ (و) هُوَ أَيضاً (البَابُ الأَكْبَرُ) والمَعْنَى وَاحِدٌ (ج دِرَابٌ) كرِجَالٍ، أَنشد سِيبَوَيْهٍ:
مِثْل الكِلاَبِ تَهِرُّ عِنْدَ دِرَابِهَا
وَرِمَتْ لَهَازِمُهَا مِنَ الخِزْبَازِ
ودُرُبٌ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وَعَلِيهِ اقْتصر فِي شفاءِ الغليل (وكُلُّ مَدْخَلٍ إِلى الرُّومِ) دَرْبٌ مِنْ دُرُوبِهَا (أَو النَّافِذُ مِنْهُ بالتَّحْرِيكِ، وغَيْرُه) أَي النَّافِذِ (بالسُّكُونِ) وأَصْلُ الدَّرْبِ: المَضِيقُ فِي الجِبَالِ، وَمِنْه قَوْلُهُمْ: أَدْرَبَ القَوْمُ إِذَا دَخَلُوا أَرْضَ العَدُوِّ مِن بِلاَدِ الرُّومِ، وَفِي حَدِيث جَفر بنِ عَمْرٍ و (وأَدْرَبْنَا) أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ، (و) الدَّرْبُ (: المَوْضِعُ) الذِي (يُجْعَلُ فِيهِ التَّمْرُ لِيَقِبَّ) أَي يَيْبَسَ (و) الدَّرْبُ) (: ة باليَمَنِ، و: ع بنَهَاوَنْدَ) من بِلَاد الجَبَلِ، مِنْهُ أَبو الفَتْحُ منصورُ بن المُظَفَّرِ المُقْرِىءُ الدَّرْبِيُّ النَّهَاوَنْدِيّ، قَالَ أَبُو الفَضْلِ المَقْدِسِيُّ: حدَّثنا عَنهُ بعضُ المتأَخرين، وَفِي قَول امرىء الْقَيْس: بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ حَوْلَهُ
موضعٌ بالرُّومِ معروفٌ، على مَا اخْتَارَهُ شُرَّاحُ الدِّيوَان قَالَه شيخُنَا.
(ودَرِبَ بهِ كَفَرِحَ دَرَباً) ولَهِجَ لَهَجاً وضَرِيَ ضَرًى إِذا اعْتَادَ الشيءَ وأُورِعَ بِهِ، قَالَه أَبو زيد، ودَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً (ودُرْبَةً بالضَّمِّ: ضَرِيَ) بِهِ (كَتَدَرَّبَ ودَرْدَبَ) أَي اعْتَادَ (ودَرَّبَه بِهِ وعَلَيْهِ وفِيهِ تَدْرِيباً: ضَرَّاهُ) وأَلَّبَ عَلَيْهِ، ودَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدِ حَتَّى قَوِيَ ومَرَنَ عَلَيْهَا، عَن اللحيانيّ، (و) مِنْهُ (المُدَرَّبُ كمُعَظَّمٍ) مِنَ الرِّجالِ (المُنَجَّدُ، و) المُدَرَّبُ: (المُجَرَّبُ، و) المُدَرَّبُ (: المُصَابُ بالبَلاَيَا) وبالشَّدَائِدِ (و) المُدَرَّبُ (: الأَسدُ) ذَكَره الصاغانيّ، (و) المُدَرَّبُ (مِنَ الإِبِلِ: المُخْرَّجُ المُؤدَّبُ) الذِي قد أَلِفَ الرُّكُوبَ و) السَّيْرَ، أَي (عُوِّدَ المَشْيَ فِي الدُّرُوبِ) فصارَ يَأْلَفُهَا ويَعْرِفُهَا فَلَا يَنْفِرُ، (وَهِي) مُدَرَّبَةٌ، (بهَاءٍ) ، وَفِي حَدِيث عمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ (وكَانَتْ نَاقَتُهُ مُدَرَّبَةً) (وكُلّ مَا فِي معناهُ مِمَّا جاءَ عَلَى) بِنَاءِ (مُفَعَّلٍ فالفَتْحُ والكَسْرُ) فِيهِ (جائزَانِ فِي عَيْنِهِ) كالمُجَرَّبِ والمُجَرَّسِ ونحوِه (إِلاَّ المُدَرَّبَ) فإِنَّهُ بالفَتْحِ فقطْ، وَهَذِه قَاعِدةٌ مُطَّرِدَةٌ.
(والدُّرْبَةُ، بالضَّمِّ) : الضَّرَاوَةُ (عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ علَى الأَمْرِ والحَرْبِ) بالجَرِّ، على أَنَّه معطوفٌ على الأَمْرِ فَفِيهِ تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ، ويوجدُ فِي بعض النّسخ بالرَّفْعِ فَيكون مَعْطُوفًا على جَرَاءَة، وأَحسنُ من هَذَا عبارَة لِسَان الْعَرَب: والدُّرْبَةُ: عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ على الحرْبِ وكلِّ أَمرٍ، وَقد دَرِبَ بالشَّيْءِ (كالدُّرَّابَةِ بِالضَّمِّ) ، ظاهِرَهُ أَنه كثُمَامَةٍ، والحالُ أَنه مشَّدَّدٌ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
والحِلْمُ دُرَّابَةٌ أَوْ قُلْتَ مَكْرُمَةٌ
مَا لَمْ يُوَاجِهْكَ يَوْماً فيهِ تَشْمِيرُ
وتقولُ: مَا زِلْتُ أَعْفُو عَن فلانٍ حَتَّى اتَّخَذَهَا دُرْبَةً، قَالَ كَعْب بن زُهَيْر:
وَفِي الحلمِ إِدْهَانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْبَةٌ
وَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فاصْدُقِ
(و) الدُّرْبَةُ بالضَّمِّ (: سَنَامُ الثَّوْرِ الهَجِين، و) دَرِبَ البَازِي علَى الصَّيْدِ، ودَرَّبَ الجَارِحَةَ: ضَرَّاهَا على الصَّيْدِ و (عُقَابٌ دَارِبٌ على الصَّيْدِ ودَرِبَةٌ كفَرِحَةٍ) مُعَوَّدٌ عَلَيْهِ وَبِه (وَقد دَرَّبْتُهُ) أَيِ البَازِيَ على الصَّيْد (تَدْرِيباً) أَي ضَرَّبْتُه.
(وجَمَلٌ) دَرُوبٌ (ونَاقَةٌ دَرُوبٌ) كصبورٍ: مُذَلَّلٌ، وَهُوَ من الدُّرْبَةِ.
(و) قَالَ اللِّحْيَانيّ: بَكْرٌ (دَرَبُوب) وتَرَبُوتٌ، التَّاءُ بَدَلٌ عَن الدَّالِ كَمَا يَأْتِي فِي حرف التاءِ المُثَنَّاةِ الفوْقِيَّةِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى (مُحَرَّكَةً) أَي (ذَلُولٌ) ، وَكَذَلِكَ ناقةٌ دَرَبوتٌ، (أَو هِيَ) أَي دَرَبُوتٌ (: الَّتِي إِذا أَخَذْتَ) بِالْخِطَابِ (بمِشْفَرِهَا ونَهَزْتَ) بِالْخِطَابِ (عَيْنَهَا تَبِعَتْكَ) .
(والدَّرْبَانِيَّةُ) بِالْفَتْح (: ضَرْبٌ من) جِنْسِ (البَقَرِ تَرِقُّ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهَا، و) كَانَت (لَهَا أَسْنِمَةٌ) جمع سَنَامٍ، واحدُهَا دَرْبَانِيٌّ، وَالْجمع: دِرَابٌ، وأَمَّا العِرَابُ فَمَا سَكَنَتْ سَرَوَاتُهُ، وغَلُظَتْ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهُ، وَاحِدهَا عَرَبِيٌّ، والفِرَاشُ مَا جَاءَ بيْنَ الدِّرَابِ والعِرَابِ، وتكونُ لَهَا أَسْنِمَةٌ صِغَارٌ وتَسْتَرْخِي أَعْيَابُهَا، وَاحِدهَا فَرِيشٌ.
(و) دَرِبَ بِالأَمْرِ: دُرْبَة وتَدرَّبَ، وَهُوَ دَرِبٌ: عالِمٌ.
و (الدَّارِبَةُ: العَاقِلَةُ والحَاذُقَةِ بصِناعَتِهَا) وَهُوَ الدَّارِبُ: الحَاذِقُ بصِنَاعَتِه، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، (و) الدَّارِبَةُ أَيضاً (: الطَّبَّالَةُ) ، وأَدْرَبَ كدَرْدَبَ ودَبْدَبَ، إِذا صَوَّتَ بالطبْلِ.
(ودَرْبَى فُلاناً) يُدَرْبِيهِ دِرْباءً، إِذا (أَلْقَاهُ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد:
اعْلَوَّطَا عَمْرَاً لِيُشْبِيَاهُ
فِي كُلِّ سُوءٍ ويُدَرْبِيَاهُ يُشْبِيَاهُ ويُدَرْبِيَاهُ أَي يُلْقِيَاهُ فيمَا يكْرَهُ.
(والدُّرُبُ كعُتُلَ: سَمَكٌ أَصْفَرُ) كأَنَّهُ مُذْهَبٌ) .
(ودَرْبَى كَسَكْرَى: ع بالعِرَاقِ) وضَبَطه الصاغانيّ بضَمِّ الدّالِ والرَّاءِ المُشَدَّدَةِ، وَقَالَ: هُوَ فِي سَوَادِ العِرَاقِ شَرْقِيَّ بَغْدَادَ، انْتهى، والمشهورُ بِالنسبةِ إِليه: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ بنِ إِسماعيلَ القَطَّانُ، عُرِفَ بالدَّرْبِيّ، من أَهل بغدادَ من الثِّقَاتِ، رَوَى عَنهُ الدَّارَقُطْنِي، وابنُ شاهِينَ الواعظُ وغيرُهما.
(والدَّرْدَبَةُ سَتَأْتِي) قَرِيبا، وَهنا ذَكَرَهُ الجوهريّ والصاغانيّ.
(و) أَبُو طاهِرٍ (أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الدُّرَيْبِيُّ كَزُبَيْرِيِّ: مُحَدِّثٌ) نِسْبَة إِلى الجَدِّ، سَمِعَ على التَّاجِ عبدِ الخَالِقِ وَغَيره. وَبَنُو دُرَيْبٍ كزُبير: قَبِيلَةٌ مِنْهُم أُمَرَاءُ حَلْيٍ وصَبْيَا من اليَمَنِ.
(والتَّدْرِيبُ: الصَّبْرُ فِي الحَرْبِ وقْتَ الفِرَارِ) يُقَال: دَرَّبَ، وَفِي الحَدِيث عَن أَبي بكرٍ (لاَ يَزَالُونَ يَهْزِمُونَ الرُّومَ، فإِذَا صَارُوا إِلى التَّدْرِيبِ وَقَفَتِ الحَرْبُ) أَرادَ الصَّبْرَ فِي الحَرْب وَقْتَ الفِرَارِ، وأَصْلُه مِنَ الدُّرَبَةِ: التَّجْرِبَةِ، ويجوزُ أَنْ يَكُونَ من الدُّرُوب وَهِي الطُّرُقُ كالتَّبْوِيبِ من الأَبْوَابِ، يَعْنِي أَن المَسَالِكَ تَضِيقُ فَتَقِفِ الحرْبُ.
(والدَرْبَانُ) بالفَتْح (ويُكْسَرُ: البَوَّابُ، فَارِسِيَّةٌ) عُرِّبَتْ، ومَعْنَاهُ حَافِظُ البَابِ، وسَيَأْتِي للمصنّف فِي دَرْبَنَ، وَهُنَاكَ ذَكَرَه الجوهريُّ، على الصَّحِيح.
ودَرْبُ ساك: موضعٌ بالشَّأْمِ، ودَرْب الحَطَّابِينَ بِبغدادَ، ومَحَلَّةٌ من مَحَلاَّتِ حَلَبَ بالقُرْبِ من بَاب أَنْطَاكِيَة، كَانَت بهَا منازلُ بَنِي أَبِي أُسَامَةَ، ودَرْبُ فَرَاشَةَ، ودَرْبُ الزَّعْفَرَانِ، ودَرْبُ الضَّفَادِعِ، من مَحَلاَّتِ بَغْدَادَ، منَ الأَولِ: أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ الدَّبَّاسُ، وَمن الثَّانِي: أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ المُجَهز، وَمن الثَّالِثِ: أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى البَرْبَهَارِيّ، ودَرْبُ الشاكِرِيَّةِ إِحْدَى المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ، سَكَنَهَا أَبُو الفَضْلِ السَّلاَمِيُّ، ودَرْبُ القَيَّار، إِليها أَبُو الفُتُوحِ محمَّدُ بنُ أَنْجبَ بن الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ، ذَكَرهُ أَبُو حَامِدٍ المَحْمُودِيُّ.
ودِيَرْبُ بِكَسْرِ المُهْمَلَةِ وفَتْحِ اليَاءِ التحْتِيَّةِ وسُكُونِ الرَّاءِ سَبْعَةُ قُرًى بمصرَ، الأُولَى: دِيَرْبُ حَيَّاش، وتُعْزَى إِلى صافُور، وَالثَّانيَِة دِيَرْبُ نَجْمٍ وتُعْزَى إِلى فِلِيتَ، وهُمَا من إِقْلِيمِ بُلْبَيْس، وثلاثَةٌ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ، إِحْدَاهَا المُضَافَةُ إِلى بَلَجْهورَة، والاثْنَتَانِ: البَحْرِيَّةُ والقِبْلِيَّةِ، واثْنَتَان مِنَ الغَرْبِيَّةِ.
باب الدال والراء والباء معهما د ر ب، ب ر د، ر ب د، د ب ر، ب د ر مستعملات

درب: كل مَدْخَلٍ من مَداخِلِ الرُّومِ دَرْبٌ من دُروبها. والدَّرْبُ باب السِّكَّةِ الواسعة، ورُبَّما كانَ ما بَين. والدُّربة: عادةٌ وجُرأَةٌ على الحَرْب وكلِّ أمرٍ. ورجلٌ مُدَرَّبٌ: دَرَّبَته الشَّدائدُ حتى قَوِيَ ومَرَنَ عليها، قال:

ومن يَحْرِصْ على كِبَرٍ فإِنيّ ... أنا الكَهْلُ المُدَرَّبُ بالكُلُومِ

والدَّرَبُ: داءٌ في المَعِدة. وما زال فلانٌ يعفُو عن فلانٍ حتى اتَّخَذَها دُرْبَةً. ودَرِبَ الإنسانُ بالشيءِ إذا عَمِلَه حتى بَسَأ به أي أَتقَنَ . ودرَّبتُ البازي على الصَّيد أي ضَرَّيْتُه. وشَيْخٌ مُدَرَّبٌ أي مُجَرَّبٌ ، والدُّرْبة: كَثرةُ العِبَر حتى يَتَدَرَّب بالذُّنُوب

. برد: البَرَدُ: مَطَرٌ كالجَمْد. وسَحابٌ بَرِدٌ: ذو قُرٍّ وبَرَدٍ، [وقد بُرِدَ القومُ إذا أصابهم البرد] . [وأما قول اللهِ- جلَّ وعزَّ-: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ، ففيه قولانِ: أحدهما: وينزل من السماء من أمثال جبال فيها من بَرَدٍ، والثاني: ويُنزِل من السماء من جبال فيها بَرَدٌ. ومِن صِلةٌ] . والأَبْرَدانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ، وبَرَدَ يبرُد بُرودةً. وبَرَدْتُ الخُبْزَ بالماءِ: صَبَبْتُه عليه فبَلَلتُه، واسمُ ذلك الخبز المَبلُول البَريدُ والمَبْرودُ، تَطعَمُه النِّساءُ للسُّمْنة، وتقول: اسقني شَرْبةً أُبَرِّدُ بها كبدي. وبَرَدَ القُرُّ، وأبردوا: صاروا في وقت القُرِّ آخر النّهار. وبَرَّدْتُ الماءَ تبريداً. وبَرَدَ عليه حَقٌ كذا وكذا دِرْهَماً أي لَزِمَه ذلك. والبَرودُ: كُحْل تُبَرَّدُ به العين من الحَرِّ.

وفي الحديث: أَبردوا بالظُّهر فإنّ شِدَّةَ الحَرِّ من فَيح جَهَنَّم.

ويقال: جئناكَ مُبْردينَ إذا جاءوا وقد باخ الحَرُّ. والبرّادةُ: الكوازة . والبَريد: ستَّة أميال يتِمُّ بها فَرْسخان. والبَريدُ: الرسولُ المُبْرَد على دَوابِّ البريد، [وإبراده إرساله] ، وقال الراجز:

رأيتُ للموت رَسُولاً مُبرَدا

[ويُرَوى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا أَبْرَدْتُم إليَّ بَريداً فاجعَلوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ] .

[وقال بعض العرب: الحُمَّى بريد الموت، أراد أنها رسول الموت تُنذر به. وسِكَكُ البَريد، كل سِكَّةٍ منها اثنا عشر ميلاً، والسَّفَر الذي يجوز فيه قَصْرُ الصلاة أربعة بُرُدٍ، وهي ثمانية وأربعون ميلاً بالأميال الهاشمية التي في طريق مَكَّةَ. وقيل لدابَّة البريد: بَريدٌ لسَيْرِهِ في البَريد، وقال الشاعر:

إِنّي انُصُّ العِيسَ حتى كأنَّني ... عليها بأجواز الفلاة بَريُد ]

والبَرْدُ: سَحكُكَ الحديد بالمِبرَدِ أي السُّوهان (بالفارسية) . والبُرْدُ: ثَوبٌ من بُرود العَصْب والوَشْي. والبُرْدد: كِساء [مُرَبَّع أَسْوَدُ فيه صِغَرٌ ونحو ذلك] تَلتَحِفُ به العرب. وقوله تعالى: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً

، يقالُ: نَوْماً. وبَرَدَى: نَهر دمشقَ، قال حسّان:

يَسْقُون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل

وضَرَبَه حتى بَرَدَ أي ماتَ. وبَرَدَ فلانٌ في أيديهم أي صارَ في أيديهم لا يُفْدَى ولا يُطْلَبُ. وبُرْدا الجَرادِ: جناحاهُ، قال ذو الرمة:

إذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْهِ ترنيمُ

ربد: رُبَدُ السَّيفِ فِرِندُه، هُذَليَّة. والرُّبْدةُ في لَون النَّعامِ قِطعةُ كَدْراءُ، وأُخرَى سوداءُ ونحوها من لونٍ مختلطٍ غير حَسَنٍ. والأربَدُ: ضَربٌ من الحَيّات [خبيث] . وتَرَبَّدَ وجهُهُ من الغَضَب، كأنّه تَسَوَّد منه مواضِع. وإذا اضَرَعَتِ النّاقةُ قيل: رَبَّدَتْ، وتَرَبَّد ضَرْعُها إذا رأيتَ فيه لُمَعاً من سَوادٍ ببَياضٍ خَفيٍّ، قال: إِذا والدٌ منها تَرَبَّدَ ضَرْعُها ... جَعَلتُ له السِّكِّينَ إحدَى القَلائدِ

وإِنَّما ذَكَّر والد لأنَّ الوَلَدَ في بطنها، فإذا وَضَعَتْ فهي والدة لأن الذكر لا يلد، فكلُّ نَعْتٍ لا يشترك فيه الذَّكَرُ فهو للإِناثِ بغير الهاء إذا اردتَ الاسْمَ، فإِن أرَدْتَ الفِعلَ ألحَقْتَ الهاء. والمِرْبَد: مُتَّسَعٌ بالبَصرة كان موقِفَ العَرَب ومُتَحَدَّثَهم، وكذلك مِرْبَد المدينة، والمِرْبَدُ: كُلُّ موضعٍ للإبِل، والمِرْبَدُ: شِبهُ حُجْرةٍ في كُلِّ دارٍ مما يلي المَرافِق بمنزلة الدار المُستديرة، ومثل المُتَوَضَّأ وبِئر الماء. والمِرْبَدُ: الذي يُجْعَلُ فيه التَّمْرُ عند الجَدادِ ليَيبَسَ.

[وفي حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-: إن مسجدَه كانَ مِرْبَداً لِيَتيمَيْنِ في حِجر مُعَوَّذ بنِ عَفراءَ فاشتراه منهما معاذُ بنُ عَفراء فجَعَلَه للمسلمين، فبَناه رسول اللهِ- صلّى اللهُ عليه وسلَّم- مسجداً] .

دبر: دُبُر كلِّ شيءٍ خلاف قُبُله ما خلا قولهم: جَعَلَ فلانٌ قَولي دَبْرَ أُذُنِه أي خَلْفَ أذنه ودبر أذنه . ويقال للقوم في الحرب: وَلُّوهُم الدُّبُرَ والإِدبار والإدبار التَّوْلِيةُ نفسُها. وما لهم من مَقْبَلٍ ولا مَدْبَر أي مذهب في إِقبال وإِدبار. وَأَدْبارَ السُّجُودِ

أي أواخِر الصَلَواتِ. وَإِدْبارَ النُّجُومِ

، عند الصُّبحِ في آخر اللّيل إذا أَدبَرَتْ مُوَلِّيةً نحو المغرب. والدابِرُ: التابع، ودَبَرَ يَدْبُرُ دَبْراً أي تَبِعَ الأَثَر، وقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ

أي وَلَّى ليذهَبَ، ومن قَرَأَ: دَبَرَ أي تَبِعَ النَّهارَ. وقَطَعَ اللهُ دابِرَهم أي آخِرَ من بَقِيَ منهم. وجَعَلَ الدَّبْرةَ عليهم أي الهزيمة. والدَّبُورُ: رِيحٌ من قِبَل القِبْلة دابرة نحو المَشرِق، وجمعُه دُبُر، والدَّبائِرُ أصوَبُ. والدابرةُ من الطائر اصبعٌ من خَلف وهي للدِّيك، أسفلَ من الصِّيْصية يَطَأُ بها، وبها يضرب البازي. ودابِرة الحافِرِ: ما وَلِيَ مُؤَخَّر الرُّسْغ، قال:

افنَى دَوابِرَهُنَّ الرَّكْضُ في الأكم ومَثَلٌ للعرب: ما يَدري فلانٌ قبيلاً من دَبير، القَبيل: ما وَلِيَكَ، والدَّبيرُ: ما خالَفَكَ. ويقال: الدَّبيرُ فَتْلُ الكَتّان والصُّوف، والقَبيل فتل القُطْن. ودُبارٌ: اسْمُ ليلة الأَربِعاء في الجاهليّة. والدَّبارُ: الهلاكُ، ودَبَرَ القومُ يدبُرون دِباراً. ودَبِرَ ظهرُ الدّابّةِ، والاسمُ الدَّبَر، ودابَّةٌ دَبِرة. وأَدْبَرَ أمرُه أي تَوَلَّى إلى الفساد. ودابَرْتُه: عادَيتُه. والمدابِرُ من المنازِل نقيضُ المُقابل . والدَّبرة: الكُرْدةُ من مَزْرعةٍ ومَبقَلة، وتجمع على دِبار . والدَّبَرانِ: نجمْ بين الثُرَيّا والجَوْزاء من مَنازل القمر، نَحسٌ من بُرج الثَّور. والتدبير: عَتقُ المملوك بعد الموت. والتدبير: نَظَرٌ في عَواقِبِ الأمور، وفلانٌ يَتَدَبَّرُ أعجازَ أمورٍ قد وَلَّتْ صدورُها. واستَدَبَر من أمره ما لم يكن استَقْبَل، أي نظر فيه مُستَدبِراً فعرف ما عاقبة ما لم يعرف من صدره. واستَدْبَرَ فلان فلاناً من حِينه، أي حين تَوَلَّى تبع أمره. والدَّبرُ: النَّحُلُ، والجميع الدُّبُور. والتَّدابُر: المُصارَمة والهِجْران، وهو أن يُوَلِّي الرجل صاحبَه دُبُرَه ويُعرضَ عنه بوَجهه

. بدر: البَدْر: القَمَر ليلةَ البَدْر وهي أربعَ عشرةَ، وسُمِّيَ بذلك لأنّه يُبادِرُ بالطُّلوع عند غروب الشمس، [لأنَّهما يتراقبان في الأفُق صُبحاً] . [والبَدْرة كِيسٌ فيه عشرة آلاف دِرهمٍ أو ألفٌ والجميع: البُدور، وثلاث بَدَرات] . ويقال لَمسْكِ السَّخْلة ما دام يرضَع: مَسْكٌ فإذا فُطِمَ فمَسْكُه البَدْرةُ. والبادِرةُ: ما يبدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند الغَضَب، يقال: فلانٌ مَخْشِيٌّ عند البادرة، وأخافُ حِدَّتَه وبادرتَه. والبادِرتانِ: جانِباً الكِرْكِرَتَيْنِ، ويقال: عِرْقانِ اكتَنَفاها [وأنشد:

تَمري بوادِرَها منها فوارقها  يَعني فوارقَ الإِبِل وهي التي أخذها المَخاضُ ففَرِقَتْ نادَّةً، فكلَّما أخَذَها وَجَعٌ في بطنها مَرَتْ، أي ضَرَبَت بخُفِّها بادِرةَ كِرْكِرَتِها، وقد تفعَل ذلك عند العطش] . والبَيُدَرُ مجمَعُ الطعام حيث يُداسُ ويُنَقَّى. وابتَدَرَ القوم أمرا وتبادروا أي بادَرَ بعضُهم بعضاً فبَدَرَ بعضُهم فسَبَقَ وغَلَبَ عليهم. وبَوادِرُ الإنسانِ وغيره: اللَّحْمةُ التي بين المَنكِب والعُنُق، قال:

وجاءَتِ الخَيْلُ مُحمَراً بَوادِرُها
(درب) : الدُّرْبَةُ: سَنامُ الثَّورِ الهَجينِ.
د ر ب : دَرِبَ الرَّجُلُ دَرَبًا فَهُوَ دَرِبٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالِاسْمُ الدُّرْبَةُ وَهِيَ الضَّرَاوَةُ وَالْجَرَاءَةُ وَقَدْ يُقَالُ دَارِبٌ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الدَّارِبُ الْحَاذِقُ بِصِنَاعَتِهِ وَدَرَّبْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ فَتَدَرَّبَ.

وَالدَّرْبُ الْمَدْخَلُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ وَالْجَمْعُ دُرُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَلَيْسَ أَصْلُهُ عَرَبِيًّا وَالْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُهُ فِي مَعْنَى الْبَابِ فَيُقَالُ لِبَابِ السِّكَّةِ دَرْبٌ وَلِلْمَدْخَلِ الضَّيِّقِ دَرْبٌ لِأَنَّهُ كَالْبَابِ لِمَا يُفْضِي إلَيْهِ. 

غبر

غبر: {الغابرين}: الباقين والماضين، مشترك.
(غبر) أثار الْغُبَار وَفِي وَجهه سبقه كَأَنَّهُ أثار الْغُبَار أَمَامه وَالشَّيْء لطخه بالغبار والضيف أطْعمهُ الغبران
(غبر)
غبورا مكث وَبَقِي وَمضى

(غبر) الشَّيْء غبرا وغبرة علاهُ الْغُبَار وَصَارَ لَونه كلون الْغُبَار فَهُوَ أغبر وَهِي غبراء (ج) غبر وَالْجرْح غبرا اندمل على فَسَاد ثمَّ انْتقض بعد الْبُرْء فَهُوَ غبر
(غ ب ر) : (الْغَابِرُ) الْمَاضِي وَالْبَاقِي (وَقَوْلُهُ) جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِر أَيْ الْجُزْءُ الْأَخِيرُ مِنْهُ (وَالْغُبَيْرَاءُ) السُّكْرَكَةُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «إيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» أَيْ هِيَ مِثْل الْخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُهَا جَمِيعُ النَّاسِ لَا فَصْلَ بَيْنَهُمَا (وَفِي حَدِيث مُعَاذٍ) انْهَهُمْ عَنْ غُبَيْرَاءِ السُّكْرَكَةِ وَإِنَّمَا أُضِيفَ لِئَلَّا يَذْهَب الْوَهْم إلَى غُبَيْرَاء الثَّمَرِ.
غ ب ر : غَبَرَ غُبُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ بَقِيَ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا مَضَى أَيْضًا فَيَكُونُ مِنْ الْأَضْدَادِ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ غَبَرَ غُبُورًا مَكَثَ.
وَفِي لُغَةٍ بِالْمُهْمَلَةِ لِلْمَاضِي وَبِالْمُعْجَمَةِ لِلْبَاقِي وَغُبَّرُ الشَّيْءِ وِزَانُ سُكَّرِ بَقِيَّتُهُ وَالْغُبَارُ مَعْرُوفٌ وَأَغْبَرَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ أَثَارَ الْغُبَارَ وَالْغَبْرَاءُ بِالْمَدِّ الْأَرْضُ وَالْغُبَيْرَاءُ بِالتَّصْغِيرِ نَبِيذُ الذُّرَةِ وَيُقَالُ لَهُ السُّكْرَكَةُ. 
غ ب ر: (الْغُبَارُ) وَ (الْغَبَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدٌ. وَ (الْغُبْرَةُ) لَوْنُ (الْأَغْبَرِ) وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْغُبَارِ. وَقَدِ (اغْبَرَّ) الشَّيْءُ (اغْبِرَارًا) . وَ (الْغَبْرَاءُ) الْأَرْضُ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) بِوَزْنِ الْحُمَيْرَاءِ مَعْرُوفٌ. وَ (الْغُبَيْرَاءُ) أَيْضًا شَرَابٌ تَتَّخِذُهُ الْحَبَشُ مِنَ الذُّرَةِ يُسْكِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَاءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ الْعَالَمِ» ، وَ (غَبَرَ) الشَّيْءُ بَقِيَ. وَغَبَرَ أَيْضًا مَضَى. وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (أَغْبَرَ) وَ (غَبَّرَ تَغْبِيرًا) أَثَارَ الْغُبَارَ. 

غبر


غَبَرَ(n. ac. غُبُوْر)
a. Was dusty; was dim, dull; was dust-coloured.
b. Remained, lasted, continued; stayed, tarried
waited.
c. Went away, departed, started, set out; passed away
elapsed (time).
غَبِرَ(n. ac. غَبَر)
a. Re-opened, ulcerated (wound).
b. Bore rancour.
غَبَّرَa. Dusted, dirtied; threw dust at.
b. see IV (a)
أَغْبَرَa. Raised the dust.
b. [Fī], Exerted himself over, was zealous, energetic
about.
c. see I (a)
إِغْبَرَّa. Was dusty; was dustcoloured.

غَبْرَةa. see 4t
غِبْرa. Rancour, malevolence, spite, malice.

غُبْر
(pl.
أَغْبَاْر)
a. Remainder, residue, remains, leavings.

غُبْرَةa. Dustcolour.
b. see 4t
غَبَرa. Continuance.
b. Calamity.
c. see 4t
غَبَرَةa. Dust.

غُبَرa. A species of fish.

غُبَّر
(pl.
غُبَّرَات)
a. see 3
أَغْبَرُ
(pl.
غُبْر)
a. Dusty; dustcoloured; dim, dull.

غَاْبِر
( pl.
reg. &
غُبَّر)
a. Remaining, lasting, continuing; remainder
rest.
b. Staying, waiting, tarrying; last.
c. Passing away: trans-itory, fleeting; departing.
d. Future.

غَاْبِرَة
a. [art.], The Hereafter.
غُبَاْرa. see 4t
غَبْرَآءُa. fem. of
أَغْبَرُb. [art.], The earth.
مُغَبِّرَة
a. Pious people, devotees.

غَوْبَر
a. see 9
بَنُو الغَبْرَآء
a. The poor, the needy; strangers.

دَاهِيَة الغَبَر
a. Calamity, disaster; catastrophe.

غُبَيْرَآء
a. Sorb, service-tree.
b. Beverage.

غُبْرُقَة
a. Black-eyed (woman).
غبر
غَبَرَ الرَّجُلُ يَغبُرُ غُبُوراً: إذا مَكَثَ. وغُبَّرُ اللَيْل: آخِرُه وبَقاياه. والغُبْرُ: جماعَةُ الغابِر.
وتَغبرْتُ الناقَةَ: احْتَلَبْتَ غُبْرَها. وكَسَعْتُها بغُبْرِها وقَطَعَ اللَّهُ غابِرَ فلانٍ ودابِرَه: أي آخِرَه وما بَقِيَ منه. والتَّغْبِيْرُ: ارْتِفاعُ اللَّبَنِ.
والغُبرةُ: مَصْدَرُ الأغْبَرِ، غَبِرَ يَغْبَرُ غُبْرَةً. والغُبَارُ: معروف. والغَبَرَةُ: لَطْخُهُ وتَرَدُّدُه. وفي مَثَل: " ما يُشَقُّ غُبَاره ".
والغَبَرَةُ: تَغَيرُ اللَّوْنِ الذي يَغْبَارُّ لِلْهَمِّ.
وبَنُو غَبْرَاءَ: هُمُ اللُّصُوصُ. ويقال: ابنُ غَبْرَاءَ ابنُ السَّبِيل. والمُغَبِّرَةُ: قَوْمٌ يَذْكرونَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ بدُعاءٍ وإخْبَاتٍ. والتَّغْبِيْرُ: التَّهليلُ. وداهِيَةُ الغَبَرِ: لا يُهْتَدى للنَجاءِ منها. وقيل: هي الحَيَّةُ. وعِرْقٌ غَبِرٌ: لا يَزَالُ مُنْتَقِضاً.
والغَبْرَاءُ من الأرْض: الخَمَرُ. ونَبْت في السُّهولة. والغُبَيْرَاءُ: فاكِهَةٌ. وهو في الحَدِيثِ: السُّكُرُّجَةُ. ورَجَعَ على غُبَيْرَاءِ ظَهْرِه: أي رَجَعَ بما يَكْرَهُ.
وأغْبَرْتُ في طَلَب الشَّيْءِ: انْكَمَشْت فيه. ودارَةُ غُبَيْرٍ: لِبَني الأضْبَطِ بها ماءٌ يُقال له الغُبَيْر.
(غبر) - في حَديثِ أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: "بَيْنَا رجل في مَفازةٍ غَبْراء"
الغَبْراء: التي لا يُهتَدَى للخُروجِ منها. ودَاهِيةٌ غَبْراء: لا يُعلَم المَخْرجُ منها. وقال الأَزهَرِيُّ عن اللَّيْث: الغُبَيْراء: الخَمْر.
- في حديثَ عَبدِ الله بنِ الصَّامِت: "يُخَرِّبُ البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر، والمَوتُ الأَحمر" الجُوعُ الأَغْبَر: الذي يُجْتَزأُ فيه بما يُجْزِئ من الطَّعامِ؛ والأَغبَر: الذي يخالِطُ لَونَه غُبْرةٌ.
- وفي حديث ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: "سُئِل عن جُنُب اغْتَرفَ بكُوزٍ من حُبٍّ ، فأصابت يَدُهُ المَاءَ. فقال: غَابِرُه نَجِسٌ"
: أي باقِيه، قال الشَّاعِرُ:
أعابِرَان نَحنُ في العُبَّارِ
أم غَابِرَان نَحنُ في الغُبَّارِ
- في حديث مُجاشِع: "فخرجوا مُغْبِرِين هم ودَوَابُّهم"
- وفي حديث الحارث بن أبي مُصْعَب: "قَدِم رجل من أَهلِ المَدِينَة، فَرأيتُه مُغْبِرًا في جَهازِه"
المُغْبِر: الطالب للشَّىءِ المُنكَمِش فيه، كأنه يُثِيرُ الغُبار.
- في حديث أُوَيْس: "من غَبْراء النَّاس"
: أي فُقرائِهم وبَنُو غَبْراء: المَحاوِيجُ، والُّلصوص.
وابنُ غَبْراء: ابنُ السَّبِيل. 
غبر ثغب / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَبْد الله [بْن مَسْعُود -] 4 / الف [رَحمَه الله -] مَا شَبَّهتُ مَا غَبَر من الدُّنْيَا إِلَّا بثَغْب ذَهَبَ صَفوه وَبَقِي كدره. قَوْله: مَا غَبَر يَعْنِي مَا بَقِي فالغابر هُوَ الْبَاقِي وَمِنْه قَول الله جلّ وعزّ {إلاَّ عجوزا فِي الغابرين} يَعْنِي مِمَّن تخلّف فَلم يمض مَعَ لوط [عَلَيْهِ السَّلَام -] . قَالَ عبيد الله بن عمر يَوْم صفّين وَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَة:

[الرجز]

أَنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قُرَيْش مَن مضى وَمن غبر

بعد رَسُول الله وَالشَّيْخ الْأَغَر ... يَقُول: خير من مضى وَمن بَقِي. وَقَوله: إِلَّا بثغب الثَغْب الْموضع المطمئن فِي أَعلَى الْجَبَل يَستنقِع فِيهِ مَاء الْمَطَر قَالَ عُبيد بن الأبرص يذكر امْرَأَة: [الْكَامِل] وَلَقَد تَحُلُّ بهَا كأنّ مُجاجها ... ثغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوه بمُدامِ

وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] حِين ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ: الزم بَيْتك قيل: فَإِن دخل عَليّ بَيْتِي قَالَ: فَكُن مثل الْجمل الأورَق الثَفال الَّذِي لَا ينبعث إِلَّا كَرْها وَلَا يمشي إِلَّا كرها. قَالَ الْأَصْمَعِي: الأورق الَّذِي فِي لَونه بَيَاض إِلَى سَواد وَمِنْه قيل ورق للرماد: أوْرق وللحمامة: وَرْقَاء قَالَ: وَهُوَ أطيب الْإِبِل لَحْمًا وَلَيْسَ بمحمود عِنْد الْعَرَب فِي عمله وسيره. وَأما الثَفال فَهُوَ الثقيل البطيء
[غبر] الغبارُ والغَبَرَةُ، واحد. والغُبْرَةُ: لون الأغْبَرِ، وهو شبيه بالغُبارِ. وقد اغبر الشئ اغبرارا. والغبراء: الأرض. والغَبْراءُ: ضربٌ من النبات. وبنو غبراء الذى في شعر طرفة المحاويجُ. والوطأة الغَبْراء: الدارسة، وهى مثل الوطأة السوداء. والغبراء: اسم فرس قيس بن زهير العبسى. والغبيراء بالمد معروف . والغُبَيْراءُ أيضاً: شرابٌ تتَّخذه الحبشُ مُسكرٌ من الذُرة. وفي الحديث: " إياكم والغُبَيْراءَ فإنها خمر العالم ". والغُبْرُ: بقية اللبن في الضرع. يقال: بها غُبْرٌ من لبن، أي بالناقة، والجمع أغْبارٌ. وغُبْرُ الحيضِ: بقاياه. قال أبو كبير الهُذَليّ، واسمه عامر بن الحُلَيس: ومُبَرَّاءٍ من كل غُبَّرِ حَيْضَةٍ * وفساد مُرضعةٍ وداءِ مغيل - ومبراء معطوف على قوله: ولقد سريت على الظلام بمغشم * جلد من الفتيان غير مثقل - وغبر المرض أيضا: بقاياه. وكذلك غبر الليل. وغبر الشئ يَغْبُرُ، أي بقي. والغابِرُ: الباقي. والغابز: الماضي، وهو من الاضداد. وغَبِرَ الجرح بالكسر يَغْبَرُ غَبَراً: اندمل على فسادٍ ثم ينتفض بعد ذلك. ومنه سمِّي العِرقُ الغَبرُ، بكسر الباء، لأنه لا يزال ينتفض. وداهية الغَبَرِ بالتحريك، هي العظيمة التي لا يُهتدى لها. قال الحرمازيُّ يمدح المنذر : أنتَ لها مُنْذِرُ من بين البَشَرْ * داهيةُ الدهرِ وصَمَّاءُ الغَبَرْ - يريد: " يا منذر ". وأغْبَرَ الرجلُ في طلب الحاجة، إذا جدَّ في طلبها، عن ابن السكيت. وأغبرت السماء.، إذا جدَّ وقعها واشتدّ. قال: وأغْبَرَتْ، أي أثارت الغُبار. وكذلك غَبَّرَتْ تَغْبيراً. وتَغَبَّرْتُ من المرأة ولداً. وتزوج رجل امرأة كبيرة، فقيل له في ذلك فقال: لعلى أتغبر منها ولدا. فلما ولد له سماه: غبر بن غنم، مثال عمر.
غبر
الْغَابِرُ: الماكث بعد مضيّ ما هو معه. قال:
إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ
[الشعراء/ 171] ، يعني: فيمن طال أعمارهم، وقيل: فيمن بقي ولم يسر مع لوط. وقيل: فيمن بقي بعد في العذاب، وفي آخر: إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ [العنكبوت/ 33] ، وفي آخر:
قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ [الحجر/ 60] ، ومنه: الْغُبْرَةُ: البقيّة في الضّرع من اللّبن، وجمعه: أَغْبَارٌ، وغُبْرُ الحيض، وغُبْرُ الليل.
والْغُبَارُ: ما يبقى من التراب المثار، وجعل على بناء الدّخان والعثار ونحوهما من البقايا، وقد غَبَرَ الغُبَارُ، أي: ارتفع، وقيل: يقال للماضي غَابِرٌ، وللباقي غَابِرٌ ، فإن يك ذلك صحيحا، فإنما قيل للماضي غابر تصوّرا بمضيّ الغُبَارِ عن الأرض، وقيل للباقي غَابِرٌ تصوّرا بتخلّف الغُبَارِ عن الذي يعدو فيخلفه، ومن الغُبَارِ اشتقّ الغَبَرَةُ: وهو ما يعلق بالشيء من الغُبَارِ وما كان على لونه، قال:
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ
[عبس/ 40] ، كناية عن تغيّر الوجه للغمّ، كقوله: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [النحل/ 58] ، يقال: غَبَرَ غَبْرَةً، واغْبَرَّ واغْبَارَّ، قال طرفة:
رأيت بني غَبْرَاءَ لا ينكرونني
أي: بني المفازة المُغْبَرَّةِ، وذلك كقولهم: بنو السّبيل. وداهية غَبْرَاءُ، إما من قولهم: غَبَرَ الشيء: وقع في الْغُبَارِ كأنها تُغَبِّرُ الإنسانَ، أو من الغُبْرِ، أي: البقيّة، والمعنى: داهية باقية لا تنقضي، أو من غَبَرَةِ اللّون فهو كقولهم: داهية زبّاء ، أو من غُبْرَةِ اللّبن فكلّها الدّاهية التي إذا انقضت بقي لها أثر، أو من قولهم: عرق غَبِرٌ، أي ينتفض مرّة بعد أخرى، وقد غَبِرَ العرق، والغُبَيْرَاءُ: نبت معروف، وثمر على هيئته ولونه.
غ ب ر

هو غابر بني فلان أي بقيتهم قال عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما:

أنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قريش من مضى ومن غبر

بعد رسول الله والشيخ الأغر

وتقول: أنت غابر غداً، وذكرك غابر أبداً، ومنه قيل: غبّر الحيض وغبّر اللبن وغبّراته: لبقاياه. قال:

وأحمدت إذ نجيّت بالأمس صرمةً ... لها غبرات واللواحق تلحق

وقطع الله دابره وغابره. وغبر في الحوض غبر أي بقيّة ماء، ومنه قولك للرجل: إنك لإحدى الكبر، وصمّاء الغبر؛ وهي الحيّة تسكن قرب مويهة في منقع فلا تقرب. قال:

أنت لها منذر من بين البشر ... داهية الدهر وصمّاء الغبر

وبتصغيره سمّي ماء لبني الأضبط وأضيفت إليه دارتهم فقيل: دارة غبير. وناقة بها غبر أي بقيّة لبن. وتقول: استصفى المجد بأغباره، واستوفى الكرم بأصباره، وتغبّر الناقة: احتلب غبرها. وقيل لقوم نموا وكثروا: كيف نميتم؟ قالوا: كنا نلتبيء الصغير، ونتغبّر الكبير؛ أي كنا نأخذ أول ماء الصغير وبقيّة ماء الكبير، يريد نزوّجهما حرصاً على التناسل، وتزوّج أعرابي مسنة فقيل له، فقال: لعلي أتغبّر منها ولداً ما يُشقّ غباره، وما يخطّ غباره؛ يضرب للسابق. وغبّر في وجهه: سبقه. ويقال للذين يتناشدون الشعر بالألحان فيطرّبون فيرقصون ويرقصون ورهجون: المغبّرة، ولتطريبهم: التغبير. وعن الشافعيّ رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدّوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن، وقيل: سمّوا مغبّرة: لتزهيدهم في الفانية وترغيبهم في الغابرة، وعن بعضهم: عبادك المغبّره، رشّ علينا المغفره. وجاء على ظهر الغبراء والغبيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلاً " وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ " ويقال للمحاويج: بنو الغبراء. قال طرفة ابن العبد:

رأيت بني الغبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدّد

وإذا سئل عن رجل لا تعرف له عشيرة قيل: هو من أهل الأرض ومن بني الغبراء أي من أفناء الناس. وطلب حاجة فرجع على غبيراء الظهر، وقمت من ذلك على غبيراء الظهر أي خائباً. وهما وطأتان دهماء وغبراء وأثران أدهم وأغبر أي حديث ودارس. وقالوا: عزّ أغبر: يريدون قد ذهب ودرس. قال المخبّل السعديّ:

فأنزلهم دار الضّياع فأصبحوا ... على مقعد من موطن العزّ أغبرا

وفي الحديث " إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم " وهي السكركة تتخذها الحبشة من الذرة. وتقول: فلان فراشه الغبراء، وشرابه ونقله الغبيراء. وبه جرح غير وهو الذي لايزال ينتقض، وقد غبر الجرح وهو من الغبور، وتقول: عملٌ كالظهر الدبر، وقلب كالجرح الغبر.
[غبر] فيه: ما أقلت "الغبراء" ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، الغبراء الأرض، والخضراء السماء للونهما، أراد أنه متناه في الصدق فجاء به على المجاز. ومنه ح: بينا رجل في مفازة "غبراء"، هي التي لا يهتدي للخروج منها. ط: ومنه: يخرجون من كل "غبراء" - وتقدم في من عادى. نه: وفيه: لو تعلمون ما يكون في هذه الأمة من الجوع "الأغبر" والموت الأحمر، هو استعارة لأن الجوع أبدًا يكون في السنين المجدبة المغبرة أفافها من قلة المطر وأرضيها من عدم النبات، والموت الأحمر الشديد كأنه موت بالقتل. ومنه ح: يخرب البصرة الجوع "الأغبر" والموت الأحمر. وفيه: فخرجوا "مغبرين" هم ودوابهم، المغبر الطالب للشيء المنكمش فيه كأنه لحرصه وسرعته يثير الغبار. ومنه: فرأيته "مغبرًا" في جهازه. وفيه: إنه كان يحدر فيما "غبر" من السورة، أي يسرع في قراءة ما بقي منها؛ الأزهري: هو يحتمل الماضي والباقي فإنه من الأضداد، والمعروف الكثير الباقي. ومنه: إنه اعتكف العشر "الغوابر"، أي البواقي، جمع غابر. ن: أي الأواخر. نه: وفي ح ابن عمر في جنب اغترف بكوز من حب فأصابت يده الماء قال: "غابره" نجس، أي باقيه. ومنه: فلم يبق إلا "غبرات" من أهل الكتاب، وروى: غبر، وهي جمع غبر جمع غابر. ن: وهما بضم غين
(غ ب ر)

غَبر الشَّيْء يغبر غبوراً: مكث وَذهب.

وَرجل غابر، وَقوم غُبَّر: غابرون.

والغابر، من اللَّيْل: مَا بَقِي مِنْهُ.

وغُبْرُ كل شَيْء: بَقِيَّته، وَالْجمع: اغبار، وَهُوَ الغُبَّر أَيْضا، وَقد غلب ذَلِك على بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع، وعَلى بَقِيَّة دم الْحيض، قَالَ أَبُو كَبِير:

ومُبرَّأ من كُل غُبَّر حَيْضة وفَساد مُرْضِعة وداء مُغْيل

وَتزَوج رجل من الْعَرَب امْرَأَة قد اسنت، فَقيل لهفي ذَلِك، فَقَالَ: لعَلي اتغبر مِنْهَا ولدا، فَولدت لَهُ غُبَر، وَهُوَ غُبَر بن غَنم بن يَشكر بن بكر بنوائل.

وناقة مِغْبار: تَغْرُز بَعْدَمَا تغرز اللواتي يُنْتَجْن مَعهَا.

ونعت اعرابي نَاقَة، فَقَالَ: إِنَّهَا مِعْشار مشكار مِغبار، فالمغبار، مَا ذَكرْنَاهُ آنِفا، والمشكار: الغزيرة على قلَّة الْحَظ من المرعى. والمعثار، قد تقدم فِي حرف الْعين.

وداهية الغَبَر: داهية لَا يُهتدى لمثلهَا، قَالَ:

أَنْت لَهَا مُنذِر من بَين البَشَرْ داهيةٌ الدَّهر وصمَّاء الغَبَرْ

وَقيل: داهية الغَبر: الَّذِي يعاندك ثمَّ يرجع إِلَى قَوْلك.

وَحكى أَبُو زيد: مَا غَبَّرْتَ إِلَّا لطلب المراء. والغبر، بغَيْرهَا هَاء: التُّرَاب، عَن كرَاع.

والغَبَرة، والغُبار: الرَّهج.

وَقيل: الغَبَرة: تردُّد الرَّهج، فَإِذا ثار سُمِّي: غُبارا.

والغُبرة: الغُبار، أَيْضا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

بعَينيّ لم تستأنسا يو غُبْرة وَلم ترد أرضَ العَراق فثرمدا

وَقَوله، انشد ثَعْلَب:

فرَّجتَ هاتيك الغُبَرْ عَنَّا وَقد صابَت بِقُرْ

لم يُفسره، وَعِنْدِي انه عَنى: غُبَر الجدْب، لِأَن الأَرْض تَغَبرّ إِذا اجدبت، وَعِنْدِي أَن " غُبَر " هَذَا مَوضِع.

وأغبر الْيَوْم: اشْتَدَّ غباره، عَن أبي عَليّ.

وطُلب فلَانا فَمَا شُق غُباره، أَي: لم يُدْرِكهُ.

وغبَّر الشَّيْء: لَطَّخه بالغبار.

وتَغبّر: تلطخ بِهِ.

واغبر الشَّيْء: علاهُ الْغُبَار.

والغَبْرة: لُطخ الغُبار.

والغُبْرة: لَونه.

وَقد غَبِر، واغْبرّ، وَهُوَ اغبر.

والاغبر: الذِّئْب للونه.

والمغبار، من النّخل: الَّتِي يعلوها الْغُبَار، عَن أبي حنيفَة.

والغَبراء: الارض، لغُبرة لَوْنهَا، أَو لما فِيهَا من الغُبار.

وَجَاء على غبراء الظّهْر، وغُبيراء الظّهْر يَعْنِي: الأَرْض.

وَتَركه على غُبَيْراء الظّهْر، أَي: لَيْسَ لَهُ شَيْء. وَالْوَطْأَةُ الغَبْراء: الجديدة، وَقيل: الدراسة.

وَسنة غبراء: جَدْبة. وَبَنُو غبراء: الْفُقَرَاء.

وَقيل: الغرباء.

وَقيل: هم الْقَوْم يَجْتَمعُونَ للشراب من غير تعارف، قَالَ:

رَأيت بني غَبراء لَا يُنكرونني وَلَا أهْلُ هذاك الطِّراف المُمدَّد

قَالَ آخر:

وَبَنُو غبراء فِيهَا يتعاطَوْن الصِّحافا

يَعْنِي: الشُّرب.

والغبراء: اسْم فرس.

والغبراء: أُنْثَى الحَجل.

والغبراء، والغبيراء: نَبَات سُهليّ.

وَقيل: بقلب ذَلِك، الْوَاحِد والجميع فِيهِ سَوَاء. فَأَما هَذَا الثَّمر الَّذِي يُقَال لَهُ: الغُبيراء، فدخيل. قَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبيراء: شَجَرَة مَعْرُوفَة، سُميت غُبيراء للون وَرقهَا وثمرتها إِذا بَدَت، ثمَّ تحمر حمرَة شَدِيدَة، وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاق بِمَعْرُوف.

قَالَ: وَيُقَال لثمرتها: الغبيراء.

قَالَ: وَلَا تذكر إِلَّا مصغرة.

والغُبيراء: السُّكُرَّكَة، وَهُوَ شراب يُعمل من الذّرة.

والغَبراء، والغَبَرة: أَرض كَثِيرَة الشّجر.

والغِبْرُ: الحقد، كالغِمْر.

وغَبِر العِرْقُ غَبَراً، فَهُوَ غَبِر: انْتقض، قَالَ:

فَهُوَ لَا يبرأ مَا فِي صَدره مثل مَا لَا يَبرأ العِرْقُ الغَبِر

وغَبِر الجُرْحُ غَبَراً، إِذا تنفض بعد الْبُرْء.

وَقيل: الغَبر: فَسَاد الْجرْح أيا كَانَ، انشد ثَعْلَب: أعيا على الآسي بَعيدا غَبَرُهْ قَالَ: مَعْنَاهُ: بَعيدا فَسَاده، يَعْنِي أَن فَسَاده إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْره وَمَا غمض من جوانبه، فَهُوَ لذَلِك بعيد لَا قريب.

وأغْبر فِي طلب الشَّيْء: انْكمش.

واغبرت علينا السَّمَاء: جَدَّ وَقْع مطرها.

والغُبْران: بُسرتان أَو ثَلَاث فِي قِمع، وَلَا جمع للغُبران من لَفظه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغُبرانة، بِالْهَاءِ: بلحات يَخرجن فِي قمع وَاحِد.

والغَبِير: ضَرب من التَّمْر.

والغُبرور: عُصيفير اغبر.

والمُغبوْر، بِضَم الْمِيم، عَن كرَاع، لُغَة فِي " المُغْثور "، والثاء أَعلَى.
غبر
غبَرَ يَغبُر، غُبُورًا، فهو غابِر
• غبَرفلانٌ:
1 - مكَث وبقِيَ "غبَر في داره ينتظر انتهاء المرض- {إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} " ° غبَر شهرَيْن ثم جاء بكلبَيْن: وصفُ من أبطأ ثم أتى بشيء فاسد.
2 - مضَى، ذهب، عبَر "كان ذلك في الزمن الغابِر" ° العام الغابر: الأخير المنصرم- القديم الغابر: الزمان البعيد- قطَع اللهُ دابرهم وغابرهم: أفناهم عن آخرهم. 

غبِرَ من يَغبَر، غُبْرةً وغَبَرًا، فهو أغبرُ، والمفعول مغبور منه
• غبِر وجهُه من أثر السَّفر: علاه الغُبارُ , أو صار لونُه كلون الغبار "غَبَر التَّمرُ- شعرٌ أغبرُ- لا يغرّنّك عزُّ الدنيا فإنّه أغبرُ" ° غبِر الجُرْحُ: أخذ في البُرْء على فساد ثم انتقض بعد ذلك. 

أغبرَ/ أغبرَ من يُغبر، إغبارًا، فهو مُغبِر، والمفعول مُغبَر
 • أغبر الهواءُ المكانَ: أثار الغبارَ فيه ° أغبَر في حاجته: جدَّ في طلبها؛ كأنّه لحرصه وسرعته يثير الغبار.
• أغبر وجهُه من السَّفر: صار لونُه كلون الغُبار. 

اغبرَّ يغبرّ، اغْبَرِرْ/اغْبَرَّ، اغبرارًا، فهو مُغبَرّ
• اغبرَّ المكانُ بسبب العاصفة: علاه الغبارُ، أو صار لونُه كلون الغبار ° اغبرّ الجوُّ بين فلانٍ وفلان: تباغضا.
• اغبرَّ الجوُّ أو النَّهارُ: اشتدَّ غبارُه.
• اغبرَّتِ الأرضُ: أجدبت. 

تغبَّرَ من يتغبَّر، تغبُّرًا، فهو متغبِّر، والمفعول مُتغبّر منه
• تغبَّر حذاؤُه من المشي: تلطَّخ بالغُبار. 

غبَّرَ يغبِّر، تغبيرًا، فهو مُغَبِّر، والمفعول مُغبَّر (للمتعدِّي)
• غبَّرتِ الرِّيحُ: أثارت الغُبارَ "غبّرت السيارةُ في الشارع- هواء مغبَّر- غبَّرتِ الأغنامُ".
• غبَّر ثوبَه: لطّخه بالغُبار "نوافذ مغبَّرة". 

أغبَرُ [مفرد]: ج غُبْر، مؤ غَبْراءُ، ج مؤ غَبْراوات وغُبْر:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غبِرَ من: ما كان لونه بلون الغُبرة.
2 - ذاهِب زائل.
3 - شديد "جوع أغبرُ- أحداث غُبْرٌ".
• الأغبرُ: الذِّئب.
• الغبراءُ: الأرض "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ [حديث] " ° بنو غبراء: الفقراء المحاويج، أو اللصوص والصَّعاليك المهتدون في مجاهل الأرض، العالمون بطرقها.
• سنة غبراءُ: مُجدِبة "مرَّت عليهم سنة غبراءُ". 

تغبُّر [مفرد]: مصدر تغبَّرَ من.
• تغبُّر الرِّئَة: (طب) اضطراب رئويّ ينشأ من استنشاق الغُبار. 

غابِر [مفرد]: ج غابرون وغُبْر وغُبُر، مؤ غابِرة، ج مؤ غابِرات وغُبَّر وغوابرُ:
1 - اسم فاعل من غبَرَ.
2 - بعيد في الزمن "في الزمن الغابر- أمجاد غابرة".
3 - هالِك، باق في العذاب " {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغُبُرِ} [ق]- {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} ". 

غُبار [مفرد]: ج أغبِرة: ما دقَّ من التُّراب أو غيره بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "أثارت الرِّيحُ الغبارَ" ° شفَّاطة الغُبار: المنظفة بالتفريغ الهوائي، المكنسة الكهربائيّة- غباريّ: يشوبه اللّونُ الرماديّ- فلانٌ لا يُشَقُّ له غُبار: لا يُدْرَك لسبقه، لا يستطيع أحدٌ أن يتفوّق عليه- لا غبار عليه: خالٍ من العيوب، مقبول، لا بأس به- لا يُلْحق غُبارُه: سابق، متقدِّم على غيره- نفَض غبارَ الكسل: بدأ في النشاط.
• الغُبار الذَّرِّيّ: (كم) موادّ مُشِعّة تنتج عن الانفجار الذَّريّ، تحملها الرِّياحُ إلى مسافات بعيدة عن موضع الانفجار، حيث تترسَّب على الأرض، وتُسبِّب أضرارًا بالغة للإنسان والحيوان والنَّبات "خلت الجزيرة من السكان نتيجة ترسُّب الغبار الذرّي بها". 

غُباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى غُبار: "عواصف غباريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من غُبار.
3 - (طب) اضطراب رئويّ مزمن ينشأ من استنشاق الغُبار "يتداوى من مرض الغباريَّة". 

غَبَر [مفرد]: مصدر غبِرَ من. 

غَبَرة [مفرد]: ج غَبَرات: غُبار؛ ما دقَّ من التُّراب أو غيره، بحيث يسهل تعلّقه في الهواء "نظَّف الغبرةَ التي علَت المائدة- {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}: كناية عن تغيُّر الوجه للغمّ". 

غُبْرة [مفرد]: ج غُبُرات (لغير المصدر) وغُبْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر غبِرَ من.
2 - لون الغُبار. 

غُبور [مفرد]: مصدر غبَرَ. 

غُبَيْراء [جمع]: (نت) جنس نبات شجيريّ من الفصيلة الورديّة، فيه أنواع حرجيّة، وأخرى تزرع للزِّينة أو لثمارها، ينمو في حوض البحر الأبيض المتوسط. 

غبر

1 غَبَرَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. غُبُورٌ, (Msb, K,) He, or it, (a thing, S) remained, lasted, or continued: (S, Msb, TA:) and (Msb) he (a man, JK) tarried, stayed, or waited. (JK, Zbd, Msb, K.) b2: And He, or it, passed, passed away, or went away. (Msb, K.) It is sometimes used in this latter sense; (Msb;) and thus it has two contr. significations. (Msb, K.) b3: And It was future. (KL.) A2: See also 9.

A3: غَبِرَ: see 5, last two sentences. b2: Also, this last, aor. ـَ (S, K,) inf. n. غَبَرٌ, (S,) said of a wound, (S, K,) It was, or became, in a corrupt state: (K:) or it became in a healing state, and then became recrudescent: (S:) or it was always recrudescent: and it became in a healing state upon, or over, corruptness: (IKtt, TA:) or it healed externally while in a withering state internally. (L.) b3: And [hence, perhaps,] غَبِرَ said of a man, (assumed tropical:) He bore rancour, malevolence, malice, or spite; or hid enmity, or violent hatred, in his heart. (IKtt, TA.) 2 غبّر النَّاقَةَ: see 5. b2: [Hence, app., as inf. n. of the pass. verb,] التَّغْبِيرُ signifies The milk's becoming drawn up or withdrawn [from the udder]. (TA.) A2: غبّرهُ, inf. n. تَغْبِيرٌ, He sullied, or sprinkled, him, or it, with dust. (K.) b2: See also 4, in two places. b3: [Hence,] تَغْبِيرٌ signifies also A reciting of poetry, or verses, in the praising, or glorifying, of God, in which the performers trill, or quaver, and prolong, the voice; whence the epithet مُغَبِّرَة; as though the persons thus called, being affected with a lively emotion, danced, and raised the dust: thus accord. to Lth: (TA:) or the saying لَا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, (IDrd, IKtt, K, TA,) in the praising, or glorifying, of God: (K, TA:) or it signifies, (IDrd, TA,) or signifies also, (IKtt, K, TA,) the reiterating the voice in reciting [the Kur-án] &c. (IDrd, IKtt, K, TA) Esh-Shá- fi'ee is related to have said that, in his opinion, this تَغْبِير was instituted by the زَنَادِقَة [pl. of زِنْدِيقٌ, q. v.], in order that they might turn away [others thereby] from the [simple] praising, or glorifying, of God, and from the reciting of the Kurn. (Az, TA.) A3: غبّر ضَيْفَهُ, inf. n. as above, He gave his guest, to eat, غُبْرَان [meaning dates thus termed]: (TA:) the verb thus used is like لَهَّجَ [and لَمَّجَ &c.]. (L, TA.) A4: مَا غَبَّرَتْ إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ is a saying mentioned by Az [app. meaning She did not oppose and then acquiesce save for the purpose of obstinate disputation]: see غَبَرٌ. (TA.) 4 اغبر He (a man) raised the dust; (S, Msb, K;) as also ↓ غبّر, (S, K,) inf. n. تَغْبِيرٌ. (S.) [Hence,] فِى وَجْهِهِ ↓ غَبَّرَ [so, evidently, but written in the TA without any syll. signs, lit. He raised the dust in his face; meaning,] (assumed tropical:) he outwent him; outstripped him; went, or got, before him. (TA.) b2: And اغبر فِى طَلَبِ الحَاجَةِ (assumed tropical:) He strove, laboured, exerted himself, or employed himself vigorously or diligently, in seeking after the thing that he wanted; (ISk, S, K;) he hasted, made haste, or was quick, in doing so; as though, by reason of his eagerness and quickness, he raised the dust. (TA.) b3: أَغْبَرْتُ فِى الشَّئِْ (assumed tropical:) I set about, or commenced, doing the thing. (IKtt.) b4: أَغْبَرَتْ عَلَيْنَا السَّمَآءُ (assumed tropical:) The sky rained upon us vehemently. (S, * K, * TA.) A2: See also 9.5 تغبّر النَّاقَةَ He milked the camel, drawing what remained in her udder; (Z, Sgh, K, TA;) as also ↓ غَبَّرَهَا. (Ham p. 527.) b2: Hence the following saying, of a people who had increased and multiplied, on their being asked how it was that they had increased: كُنَّا لَا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ وَلَا نَتَغَبَّرُ الكَبِيرَ (assumed tropical:) We used not to take the first seed of the young, nor the remainder of the seed of the old; meaning the marrying them, from eagerness to procreate. (TA. [But لَا is there omitted in both clauses, and نَلْتَبِسُ is put by mistake for نَلْتَبِئُ.]) [See also art. لبأ.] b3: And hence, (TA,) تغبّر مِنَ المَرْأَةِ وَلَدً (S, K) (assumed tropical:) He got offspring from the woman [she being old]. (K.) It is related that a certain man, (S, K, TA,) an Arab of the desert, (Z,) 'Othmán, accord. to the K, but correctly, as in the Genealogies of Ibn-El-Kelbee, Ghanm (غَنْمٌ) with gheyn moved by fet-h, and a quiescent noon, (TA,) the son of Habeeb (K, TA) the son of Kaab the son of Bekr the son of Yeshkur the son of Wáïl, (TA,) married a woman advanced in age, (S, Z,) Rakáshi the daughter of 'Ámir, (K,) and it was said to him, “She is old: ” (S, * K, * TA:) whereupon he said, لَعَلِّى أَتَغَبَّرُ مِنْهَا وَلَدًا (S, K) May-be I shall get from her offspring: (TA:) and when a son was born to him, he named him غُبَرُ, (S, K,) like غُمَرُ; (S;) and he became the father of a tribe. (TA.) A2: تغبّر also signifies He, or it, became sullied, or sprinkled, with dust; (TA;) as also ↓ غَبِرَ. (L.) You say also التَّمْرُ ↓ غَبِرَ The dates, or dried dates, became dusty. (TA.) 9 اغبرّ, (S, K,) inf. n. اِغْبِرَارٌ, (S,) It was, or became, dust-coloured; of a colour like dust; (S, K;) as also ↓ غَبَرَ, (K,) inf. n. غُيُورٌ and غُبْرَةٌ; (TA;) and ↓ أَغْبَرَ, (K,) inf. n. إِغْبَارٌ. (TA.) b2: It (a day) became very dusty. (Aboo-'Alee, K.) غُبْرٌ A remain, remainder, remnant, relic, or residue, (S, K,) of a thing; (K;) generally, of the blood of the menses, (K,) and of milk in the udder: (S, K:) as also ↓ غُبَّرٌ: (Msb, K:) or ↓ غُبَّرٌ is a pl. of غُبْرٌ: [but if so it is extr.:] (TA:) or the pl. of غُبْرٌ is أَغْبَارٌ: (S, K:) and ↓ غُبَّرٌ is pl. of ↓ غَابِرٌ [used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]; (A'Obeyd, TA;) and signifies remains, &c.: (A'Obeyd, S, TA:) and ↓ غُبَّرَاتٌ is a pl. pl.; i. e., pl. of ↓ غُبَّرٌ. (A'Obeyd, TA.) You say بِهَا غُبْرٌ مِنْ لَبَنٍ In her (the camel) is a remain of milk. (S.) And ↓ غُبَّرُ الحَيْضِ signifies The remains [of the blood] of the menses; (S;) as also غُبْرُهُ. (Ham p. 37.) and المَرَضِ ↓ غُبَّرُ The remains of the disease. (S.) and in like manner, اللَّيْلِ ↓ غُبَّرُ (S) The last part, and the remains, of the night. (TA.) It is said in a trad. of 'Amr Ibn-El-Ás, مَا تَأَبَّطَتْنِى الإِمَآءُ وَلَا المَآلِى ↓ حَمَلَتْنِى البَغَايَا فِى غُبَّرَاتِ [Female slaves did not carry me under their armpits,] i. e., female slaves did not have the office of rearing me, nor did prostitutes carry me in the remains of the rags used for the menses. (TA.) And in another trad., مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ ↓ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا غُبَّرَاتٌ, or أَهْلِ ↓ غُبَّرُ الكِتَابِ, accord. to different relations, i. e. and there remained not save remains of the people of the Scripture, or the remains &c. (TA.) And in a trad. of Mo'áwiyeh, بِفَنَائِهِ أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُيْرٌ [In the court of his house were some she-goats whose flow of milk was a mere remain of what it had been,] meaning, little. (L.) [See also غَابِرٌ.]

غِبْرٌ (assumed tropical:) Rancour, malevolence, malice, or spite; or concealed enmity and violent hatred: (K, TA:) like غِمْرٌ. (TA.) غَبَرٌ A remaining, lasting, or continuance; (TA;) and so ↓ مَغْبَرٌ. (Ham p. 225.) b2: [and by some of the grammarians it is used as signifying The future: see also غَابِرٌ.]

A2: Also A certain disease in the interior of the foot of a camel. (K.) b2: And A morbid affection in a vein, that will hardly, or in nowise, be cured. (TA.) [See also غَبِرٌ.] b3: دَاهِيَةُ الغَبَرِ (said by A'Obeyd to be from the phrase جُرْحٌ غَبِرٌ [q. v.], TA) means A calamity, or misfortune, (JK, S, K,) of great magnitude, (S,) which, (JK, S,) or the like whereof, (K,) is such that no way of escape therefrom will be found: (JK, S, * K: *) or a trial, or an affliction, that will hardly, or in nowise, depart: (TA:) or a person who opposes thee, disagreeing with thee, and then returns, or has regard, to thy saying; (K, TA;) whence the saying, mentioned by Az, إِلَّا لِطَلَبِ المِرَآءِ ↓ مَا غَبَّرَتْ. (TA. [See 2, last sentence.]) b4: صَمَّآءُ الغَبَرِ, occurring in a verse of El-Hirmázee in praise of El-Mundhir Ibn-Járood, to whom it is applied, is expl. by Z as meaning The serpent that dwells near to a small water in a place where it collects and stagnates, and that will not be approached. (TA.) And [it is said that] الغَبَرُ signifies Water little in quantity. (O.) A3: Also Dust, or earth; syn. تُرَابٌ. (K.) [See also غُبَارٌ.]

جُرْحٌ غَبِرٌ A wound in a corrupt state: (K:) or that becomes in a healing state upon, or over, corruptness, and then becomes recrudescent after having healed. (TA.) b2: Hence, عِرْقٌ غَبِرٌ A vein constantly becoming recrudescent; (S, TA;) called in Pers\. [and hence in Arabic] نَاسُور [q. v.]. (TA.) A2: نَاقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرَةٌ A she-camel that remains, or lags, behind the other camels in being driven. (L in art. غدر.) غُبَرٌ A kind [or species] of fish; as also ↓ غَوْبَرٌ. (O, K.) غَبْرَةٌ A sullying, or sprinkle, of, or with, dust. (TA.) غُبْرَةٌ Dust-colour; a colour like dust: (S, L, K:) and a dusty hue of complexion arising from grief or anxiety and the like. (L.) b2: See also غُبَارٌ.

غَبَرَةٌ: see غُبَارٌ: A2: and see also أَغْبَرُ, latter half.

غَبْرَآءُ: see غُبَيْرَآءُ. [For other meanings, see the masc., أَغْبَرُ.]

غُبْرَانٌ Two ripe dates upon one base; pl. غَبَارِينُ: (K, TA:) so says A'Obeyd: or two, or three, full-grown unripe dates upon one base; and it has no pl. of its own radical letters: or, accord. to AHn, several small green dates that come forth upon one base. (TA.) غُبْرُورٌ A certain small bird of the passerine kind, (O, L, K, TA,) dust-coloured: (O, L, TA:) so says AHát in the “ Book of Birds: ” pl. غَبَارِيرٌ: (O:) it is the same as is mentioned in an earlier part of this art. in the K by the name of ↓ غُبْرُون, which is a mistranscription. (TA.) غُبْرُونٌ: see what next precedes.

غُبَارٌ and ↓ غَبَرَةٌ signify the same, (S, L, K,) as also ↓ غُبْرَةٌ; (IAar, K:) i. e. Dust; syn. رَهَجٌ: (L:) or the first, dust raised and spreading: (L:) or what remains of dust raised and spreading: (B, TA:) and the second, the moving to and fro of dust. (L.) b2: You say طَلَبَ فُلَانًا فَمَا شَقَّ غُبَارَهُ (assumed tropical:) [He pursued after such a one but did not cleave his dust;] i. e., he did not overtake him. (TA.) And مَا يُشَقُّ غُبَارُهُ, and مَا يُحَطُّ غُبَارُهُ, (assumed tropical:) He is not to be outgone, outstripped, or got before. (TA.) [See also بَاعَ فُلَانٌ عَلَى بَيْعِ فُلَانٍ, in art. بيع.] b3: لَا غُبَارَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) [There is no dust upon it; meaning, it (a phrase or the like) is clear, or perspicuous, or free from obscurity; like the saying لَا عَفَرَ فِيهِ, or لَا عَفْرَ لَهُ]. (TA, in many places.) غَبِيرٌ A sort of dates. (K, TA.) غُبَيْرَآءُ [dim. of غَبْرَآءُ]: see أَغْبَرُ, in two places. b2: Also A certain plant [or tree], (K,) well known, (S,) growing in the plains; (TA;) [the service-tree, or sorb: or its fruit: so called in the present day: as is also the “ inula undulata: ”] and so ↓ غَبْرَآءُ: (K:) so called because of the colour of its leaves; the fruit of which, when it appears, becomes intensely red: (TA:) or the former is the tree, and the latter is the fruit: or the converse is the case: (K:) the sing. and pl. are alike: all this says AHn, in his “ Book of Plants. ” (TA.) A2: Also A kind of beverage, (شَرَاب, S, K, or نَبِيذ, Msb,) which intoxicates, made by the Abyssinians, (S,) from ذُرَة [or millet]; (S, Msb, K;) also called سُكُرْكَة: (Mgh, Msb, K:) or wine [or cider] made from the wellknown fruit of the same name [the service-apple]. (Th, TA.) [See also مِزْرٌ.] It is said in a trad., إِيَّاكُمْ وَالغُبَيْرَآءَ فَإِنَّهَا خَمْرُ العَالَمِ (S, Mgh, TA) Avoid ye the beverage called غبيراء; for it is like the wine that is commonly known of all men: there is no distinction to be made between the two drinks (Mgh, TA) with respect to prohibition. (TA.) In another trad., it is called غُبَيْرَآءُ السَّكَرِ; to distinguish it from a kind of غبيراء made of dates, or dried dates. (Mgh.) غُبَّرٌ and غُبَّرَاتٌ: see غُبْرٌ, passim.

غَابِرٌ Remaining; lasting; continuing: (Az, S, IAmb, Mgh:) this is the sense in which it is used by the Arabs: (Az:) or it is the meaning most commonly obtaining among them: (IAmb:) tarrying; staying; waiting: pl. غُبَّرٌ: (K:) and the pl. of غَابِرَةٌ is غَوَابِرُ. (TA.) You say قَوْمٌ غُبَّرٌ [A people remaining, &c.]. (TA.) And غُيَّرُ النَّاسِ The later of mankind. (TA.) And هُوَ غَابِرُ بَنِى

فُلَانٍ He is the relic of the sons of such a one. (TA.) And الغَابِرُ مِنَ اللَّيْلِ What remains of the night. (TA.) And جَوْفُ اللَّيْلِ الغَابِرُ The last division of the night. (Mgh.) And العَشْرُ الغَوَابِرُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ The remaining, or last, ten nights of the month of Ramadán. (TA.) And قَطَعَ اللّٰهُ غَابِرَهُ وَدَابِرَهُ [May God cut off the last, and what remains, of him, or it: or may God extirpate him]. (TA.) See also غُبْرٌ

A2: Passing; passing away; going away: past: syn. مَاضٍ; (Az, S, IAmb, Mgh;) or ذَاهِبٌ: (K:) so accord. to some of the lexicologists: (Az:) or so used sometimes, as, for instance, by the poet El-Aashà: (IAmb:) thus it bears two contr. significations. (S.) You say, أَنْتَ غَابِرٌ غَدًاوَذِكْرُكَ غَابِرٌ أَبَدًا [Thou passest away to-morrow, but thy fame remaineth for ever]. (TA.) A3: [Future time. See an ex. in the first of the verses cited voce حَيْثُ. The meaning of “ remaining ” seems equally appropriate in that verse: but غابر is often used by grammarians in the last of the senses expl. above.]

غَوْبَرٌ: see غُبَرٌ.

الغَابِرَةُ means البَاقِيَةُ [The lasting, or everlasting, state of existence]; (K, TA;) i. e. الآخِرَةُ [the latter, or last, state]. (TA.) أَغْبَرُ Dust-coloured; of a colour like dust: (S:) [fem. غَبْرَآءُ: and pl. غُبْرٌ.] b2: الأَغْبَرُ (assumed tropical:) The wolf; (K, TA;) because of his [dusty] colour: like الأَغْثَرُ. (TA.) b3: And الغَبْرَآءُ (assumed tropical:) The female of the حَجَل [or partridge]. (K.) b4: Also (الغَبْرَآءُ) (tropical:) The earth; (S, IAth, Msb, K;) because of its dusty colour; or because of the dust that is upon it: (TA:) opposed to الخَضْرَآءُ, which means “ the sky,” or “ heaven. ” (IAth.) b5: And you say, جَآءَ عَلَى غَبْرَآءِ الظَّهْرِ (assumed tropical:) He came on foot: (Z, TA:) [i. e.] he came upon the earth, or ground; and so الظَّهْرِ ↓ جَآءُ عَلَى غُبَيْرَآءِ: (M, TA:) or the latter means, he returned without his having obtained, or attained, anything: (T, TA:) or he returned without his having been able to accomplish the object of his want. (El-Ahmar, TA.) And تَرَكَهُ الظَّهْرِ ↓ عَلَى غُبَيْرَآءِ (assumed tropical:) He left him in the possession of nothing: (M, TA:) accord. to Zeyd Ibn-Kethweh, it is said by one who has contended in an altercation with another and overcome him so as to become master of all that was in his hands: in all the copies of the K, [probably in consequence of an omission by an early transcriber,] it is expl. as meaning he returned disappointed, or unsuccessful; and so تركه على غَبْرَآءِ الظهر. (TA.) b6: بَنُو الغَبْرَآءِ (assumed tropical:) The poor, needy, or indigent; (S, IB, K, TA;) [to which is strangely added in one of my copies of the S and the guests;] so called because of their cleaving to the dust: (IB, TA:) and غَبْرَآءُ النَّاسِ likewise means the poor of mankind: or, as some say, the former means strangers from their homes: (TA:) or strangers, (K,) or persons, (TA,) who assemble together for [the drinking of] beverage, or wine, without mutual acquaintance: (K, TA:) or persons who contribute equally to the expenses which they have to incur in journeys: all of these meanings have been assigned to it in explaining a verse of Tarafeh: [see EM p. 85:] and it is also expl. in the A as meaning persons of whom one knows not to what family, or tribe, they belong: (TA:) and [it is said that] اِبْنُ غَبْرَآءَ signifies the thief, or robber. (T in art. بنى.) b7: غَبْرَآءُ also signifies (assumed tropical:) Land abounding with coverts of the kind termed خَمَر [q. v.]: (TA:) and land abounding with trees; (K;) or so أَرْضٌ غَبْرَآءُ; (TA;) as also ↓ غَبَرَةٌ. (K.) b8: Also (assumed tropical:) Herbage in plain, or soft, land. (Sgh, K.) [This is said in the TA to be more probably with ث; but I do not find any meaning like this assigned to غَثْرَآءُ.] b9: And (assumed tropical:) A species of plant. (S. [App. that called غُبَيْرَآءُ, q. v.]) b10: وَطْأَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A footstep, or footprint, that is becoming obliterated, or effaced: (S, A, K:) or such as is recent. (K. [See also دَهْمَآءُ, voce أَدْهَمُ.]) b11: And عِزٌّ أَغَبَرُ (assumed tropical:) Might departing; (K, TA;) becoming effaced. (TA.) b12: سَنَةٌ غَبْرَآءُ (assumed tropical:) A year of drought; (IAth, K;) a year in which is no rain: (TA in art. شهب:) pl. غُبْرٌ: so called because of the dustiness of the tracts of the horizon therein from paucity [or want] of rain, and of the ground from there being no herbage. (IAth.) b13: And جُوعٌ أَغْبَرُ (assumed tropical:) Severe hanger or famine. (TA.) مَغْبَرٌ: see غَبَرٌ, first sentence.

مُغْبَرٌّ A camel the interior of whose foot is in a withering state. (As, TA.) مُغَبِّرَةٌ A party of men praising, or glorifying, God, by saying لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللّٰهُ, and reiterating the the voice in reciting [the Kur-án] &c.: (Lth, K, TA:) accord. to Zj, (TA,) so called because of their exciting men to be desirous of the غَابِرَة, which means the بَاقِيَة [or lasting, or everlasting, state of existence], (K, TA,) and to be undesirous of the evanescent, which is the present, state (TA.) [See 2.]

مِغْبَارٌ A palm-tree (نَخْلَةٌ) that becomes overspread with dust. (AHn, K.) A2: And A she-camel that abounds with milk after the abounding therewith of those that have brought forth with her. (K.) مُغْبُورٌ i. q. مُغْثُورٌ [q. v.]: (Kr, K:) the latter is the more approved term. (TA.)
غ ب ر
. غَبَرَ الشَّيْءُ يَغْبُرُ غُبُوراً كقُعُودٍ: مَكَث وبَقِيَ. وغَبَر غُبُوراً: ذَهَبَ ومَضَى. والغَابِرُ: البَاقِي.
والغَابِرُ: الماضِي، ضِدّ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقد يَجِئُ الغَابِرُ فِي النَّعْتِ كالمَاضِي. وَهُوَ غابرٌ من قَوْمٍ غُبَّرٍ كرُكَّعٍ. والغابِرُ من اللَّيْلِ: مَا بَقِيَ مِنْهُ. ويُقَال: هُوَ غابِرُ بَنِي فُلان، أَي بَقِيَّتُهم. قَالَ عُبَيْدُ الله بن عُمَرَ:
(أَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَنْمِينِي عُمَرْ ... خَيْرُ قُرَيْشٍ مَنْ مَضضى ومَنْ غَبَرْ)
بَعْدَ رَسُولِ اللهِ والشَّيْخِ الأَغَرّ ويُقَال: أَنتَ غابِرٌ غَداً، وذِكْرُكَ غابِرٌ أَبَداً. وغُبْرُ الشَّيْءِ، بالضّمّ: بَقِيَّتُه، كغُبَّرِه، بتَشْدِيد المُوَحَّدَة المَفْتَوحة، ج الغُبْرِ أَغْبَارٌ، كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ، وجَمْعُ الغُبَّرِ غُبَّرَات، وقَدْ غَلَبَ ذَلِك على بَقِيَّةِ دَمِ الحَيْض، وعلَى بَقِيَّةِ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ قَالَ ابنُ حِلِّزَةَ:
(لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبَارِهَا ... إِنَّكَ لَا تَدْرِى مَنِ النّاتِجُ)
ويُقَال: بهَا غُبَّرٌ من لَبَنٍ، أَي بالنَّاقَةِ. وغُبَّرُ الحَيْضِ: بَقَايَاهُ. قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيّ، واسْمُه عامِر ابنُ الحُلَيْس:
(ومُبْرَّأ مِنْ كُل غُبَّرِ حَيْضَةٍ ... وفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وداءٍ مُغْيِلِ)
وغُبِّرُ المَرَضِ: بَقاياهُ. وَكَذَلِكَ غُبْرُ اللَّيْلِ. وغُبْرُ اللَّيْلِ: آخِرُه وبَقَاياه، واحِدُهَا غُبْرٌ. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة: بفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْرٌ أَي قَلِيلٌ. وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ: أَنّه سُئِل عَنْ جُنُبٍ اغْتَرَفَ بكُوزٍ من حُبٍّ، فأَصَابَتْ يدُه الماءَ. فَقَالَ: غابِرُه نَجِسٌ، أَي باقِيهِ. وَفِي حَدِيثٍ: أَنَّه اعْتَكَفَ العَشْرَ الغَوابِرَ من شَهْرِ رَمَضَانَ أَي البَوَاقِي، جَمْعُ غابِرٍ. وَفِي حديثٍ آخر: فَلَم يَبْقَ إِلا غُبَّراتٌ من أَهْلِ الكِتَاب. وَفِي رِوَايَة: غُبَّرُ أَهل الكِتَاب. والغُبَّرُ: جَمْع غابِرٍ. والغُبَّراتُ جَمْعُ غُبَّر، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغُبَّرَّاتُ: البَقَايَا، واحِدُها غابِرٌ، ثمَّ يُجْمَع غُبَّراً، ثمَّ غُبَّرَاتٌ جَمْعُ الجَمْع. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: مَا تَأَبَّطَتْنِي الإِماءُ وَلَا حَمَلَتْنِي البَغَايَا فِي غُبَّرَاتِ المَآلِي، أَرادَ أَنّه لم تَتَوَلَّ الإِمَاءُ تَرْبِيَتَه. وغُبَّرَاتُ المآلِي: بقايَا خَرِقَ الحَيْضِ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: الغَابِرُ: الباقِي، فِي الأَشْهَرِ عِنْدَهم. قَالَ: وَقد يُقالُ للماضِي غابِرٌ. قَالَ الأَعْشَى فِي الغابِرِ بمعنَى الماضِي:
(عَضَّ بمَا أَبْقَى المَوَاسِي لَهُ ... مِنْ أُمِّهِ فِي الزَّمَنِ الغَابِرِ)
)
أَرَادَ المَاضِي. قلتُ: وَقد سَبَق لي تأْلِيفُ رِسَالَة فِي عِلْم التَّصْرِيف، وسَمَّيْتها عُجَالَة العابِرِ فِي بَحْثَيِ المُضَارِع والغابِرِ وأَردتُ بِهِ الماضِيَ نَظَراً إِلى هَذَا القَوْل. قَالَ الأزهريّ: الْمَعْرُوف فِي كَلامِ العَرَب أَنَّ الغَابِرَ الباقِي. وَقَالَ غَيْرُ واحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة: إِنّ الغَابِرَ يكون بِمَعْنى الماضِي.
وتَغَبَّرَ الناقَةَ: احْتَلَبَ غُبْرَها، بالضَّمّ، نَقله الصّاغَانِيّ والزمخشريّ، أَي بَقِيّةَ لَبَنِها وَمَا غَبَرَ مِنْه.
قَالَ الزمخشريّ: وتقولُ: اسْتَصْفَى المَجْدَ بأَغْبَارِه، واسْتَوْفَى الكَرَم بأَصْبَارِه. . وَقيل لِقَوْمٍ نَمَوْا وكَثُرُوا: كَيْفَ نَمَيْتُم قَالُوا: كُنَّا نَلْتَبِئُ الصَّغِيرَ، ونَتَغَبَّر الكَبِيرَ، أَي كُنَّا نأْخذ أَوَّلَ ماءِ الصّغِيرِ وبَقِيَّة ماءِ الكَبِير، يُرِيد نُزَوِّجُهما حِرْصاً على التَّنَاسُل. وتَغَبَّرَ من المَرْأَةِ وَلَداً: اسْتَفَادَهُ، وَهُوَ من ذَلِك. ويُحْكَى أَنّه تَزَوَّج عُثْمَانُ هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَاب كَمَا فِي أَنساب ابْن الكَلْبِيّ: غَنْم، بالغَيْن المَفْتُوحَة وَالنُّون الساكِنَة، ابنُ حَبِيب بنِ كَعْبِ بن يَشْكُرَ ابنِ بَكْر بن وائِلٍ امرأَةً مُسِنَّة اسْمُها رَقاشِ، كقَطَامِ، بِنْت عامِرٍ، وَقد أَطْلَقَهُمَا الزمخشريّ حَيْثُ قَالَ: تَزَوَّج أَعرابيُّ مُسِنَّةً، فقِيل لَهُ: إِنّها كَبِيرَة السَّنَ: فَقَالَ: لعَلِّي أَتَغَبَّر مِنْهَا وَلَداً، أَي أَسْتَفِيدُه، فَلَمَّا وُلِدَ لَهُ سَمّاه غُبَرَ، كزُفَرَ، فَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ، مِنْهُم قَطَنُ ابنُ نُسَير أَبو عَبّادٍ، رَوَى عَن جَعْفَرِ بن سُلَيْمَان. قَالَ ابنُ عَدِيّ: كانَ يَسْرِقُ الحَدِيثَ، وَكَانَ أَبو زُرْعَةَ يَحْمِلُ عَنهُ، وذَكَرض لَهُ مَنَاكِيرَ عَن جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَان قَالَه الذهبيّ فِي الدِّيوَان. ومُحَمَّدُ بن عُبَيْد بن حَسّاب من شُيُوخ مُسّلِم، المُحَدِّثان الغُبَرِيّان. وَذكر أَعرابيّ ناقَةً فَقَالَ: إِنّهَا مِعْشَارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ. المِغْبار: ناقَةٌ تَغْزُرُ بعد مَا تَغْزُرُ اللَّوَاتِي يُنْتَجْنَ مَعَهَا والمِعْشَارُ والمِشْكار تَقَدَّم ذِكْرُهما. والمِغْبَارُ أَيضاً نَخْلَةٌ يَعْلُوهَا الغُبَارُ، عَن أَبي حَنِيفَة. وداهِيَةُ الغَبَرِ، محرَّكةً، داهِيَةٌ عَظِيمَة لَا يُهْتَدَى لِمِثْلِهَا، قَالَ الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ المُنْذِرَ بنَ جارُود:
(أَنْتَ لَهَا مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ ... داهِيَةُ الدَّهْر وصَمّاءُ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: من أَمثالهم فِي الدَّهَاءِ والإِرْب إِنّه لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ. قَالَ: هُوَ من قَوْلهم: جُرْحٌ غَبْرٌ.
وداهِيَةُ الغَبَرِ: بَلِيَّةٌ لَا تَكاد تَذْهَبُ. وقولُ الشاعِر:
(وعاصِماً سَلَّمَهُ من الغَدَرْ ... من بَعْدِ إِرْهَانٍ بِصَمَّاءِ الغَبَرْ)
قَالَ أَبو الهَيْثَم: يَقُول: أَنجاهُ من الهَلاك بعد إِشْرَاف عَلَيْه. وَقَالَ الزمخشريُّ: صَمّاءُ الغَبَرِ: الحَيَّةُ تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَعٍ فَلَا تُقْرَب. وأَنشد بَيْتَ الحِرْمازِيّ المُتَقدّم. أَو داهِيَةُ الغَبَر: الذِي يُعانِدُك ثمّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلك. وَمِنْه مَا حَكَى أَبو زَيْدٍ: مَا غَبَّرْتَ إِلاَّ لِطَلَبِ المِرَاءِ. والغَبَرُ،) مُحَرَّكَةً: التُّرَابُ عَن كُرَاع. والغَبَرَةُ، بهاءٍ: الغُبَارُ، كغُرَابِ، وَهُوَ اسمٌ لِمَا يَبْقَى من التُّرابِ المُثَارِ، جُعِلَ على بِناءِ الدُّخانِ والعُثَانِ ونَحْوِهِما من البَقَايَا، قَالَه المصنّفُ فِي البَصائر. وَفِي اللّسَان: الغَبَرَةُ: تَرَدُّدُ الرَّهَجِ، فإِذا ثارَ سُمِّىَ غُبَاراً، كالغُبْرَة، بالضَّمّ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
(بِعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسَا يَوْمَ غُبْرَةِ ... وَلم تَرِدَا أَرْضَ العِرَاقِ فَثَرْمَدَا)
واغْبَرَّ اليَوْمُ اغْبِرَاراً: اشْتَدّ غُبَارُه، عَن أَبِي عَلِيّ. وغَبَّرَهُ تَغْبِيراً: لَطَخَهُ بِهِ. وتَغَبَّرَ: تَلَطَّخ بِهِ.
والغُبْرَةُ، بالضّم: لَوْنُه، أَي الغُبَار يَغْبَرُّ لِلْهَمِّ ونَحْوِه. وقَدْ غَبَرَ غُبُوراً وغُبْرَةً واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وأَغْبَرَ إِغْبَاراً. والأَغْبَرُ: الذِّئْبُ، لِلَوْنه، كالأَغْثَرِ، بالمُثَلَّثَة كَمَا سيأْتي. والغَبْراءُ: الأَرْضُ، لغُبْرَةِ لَوْنِها، أَو لما فِيهَا من الغُبَارِ. وَفِي الحَدِيث: مَا أَظَلَّتِ الخَضْراءُ وَلَا أَقلَّتِ الغَبْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبِي ذَرٍّ. قَالَ ابنُ الأَثير: الخَضْراءُ: السَّمَاءُ. والغَبْرَاءُ: الأَرْضُ. أَراد أَنّه مُتناهٍ فِي الصِّدْق إِلى الغايَةِ. فجاءَ بِهِ على اتِّساع الكَلامِ والمَجاز. والغَبْرَاءُ: أُنْثَى الحَجَلِ. والغَبْرَاءُ من الأَرْض: الخَمَرُ. وأَرْضٌ غَبْرَاءُ: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ، كالغَبَرَةِ، محرّكةً. والغَبْرَاءُ: ة باليَمَامَة.
والغَبْرَاءُ: النَّبْتُ فِي السُّهُولَةِ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ بالمُثَلَّثَة. والغَبْراءُ فَرَسُ حَمَلِ بنِ بَدْر بن عَمْروٍ الفَزَارِيّ، أَخِي حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ. والغَبْراءُ أَيضاً فَرَسُ قُدَامَةَ بن مَصَادٍ الكَلْبِيّ. ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ. وَفَاتَهُ ذِكْرُ الغَبراءِ فَرَسِ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيّ. قلتُ: وَهِي خالَةُ داحِس وأُخْتُه لأَبِيه قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ. والغَبْرَاءُ: نَباتٌ سُهْلِىٌّ كالغَبَيْرَاءِ، لِلَوْنِ وَرَقِهَا وَثَمَرَتِها إِذا بَدَتْ ثمّ تَحْمَرُّ حُمْرَةً شَدِيدَة، أَو الغَبْرَاءُ ثَمَرَتُه، والغُبَيْرَاءُ شَجَرَتُه وَلَا تُذْكَر إِلاّ مُصَغَّرَةً، أَو بالعَكْسِ، الواحِدُ والجَمْعُ فِيهِ سواءٌ كلّ ذَلِك قَالَه أَبو حَنِيفَةَ فِي كتاب النَّبَات. والوَطْأَةُ الغَبْرَاءُ: الجَدِيدَةُ أَو الدّارِسَةُ، وَهُوَ مِثْلُ الوَطْأَةِ السَّوْداءِ. وَفِي الأَساس: هُمَا وَطْأَتَانِ: دَهْمَاءُ وغَبْرَاءُ، وأَثَرَانِ: أَدْهَمُ وأَغْبَرُ، أَي حَدِيثٌ ودارِسٌ. والغَبْرَاءُ من السّنِين: الجَدْبَةُ وجَمْعُهَا الغُبْرُ. قَالَ ابنُ الأَثِير: سُمِّيَتْ سِنُو الجَدْبِ غُبْراً لاِغْبِرارِ آفاقِها من قِلَّةِ الأَمْطَار، وأَرْضِها من عَدَمِ النَّبَات.
وبَنُو غَبْرَاءَ: الفُقَرَاءُ المَحَاوِيجُ، وهُم الصَّعَالِيك. وَبِه فَسَّر الجوهريّ بَيْتَ طَرَفَةَ بنِ العَبْد، وَلم يَذْكُرِ البيتَ، وإِنَّما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيّ وَغَيره، وهُوَ:
(رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لَا يُنْكِرُونَنِي ... وَلَا أَهْلَ هذاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ) قَالَ ابنُ بَرّيّ: وإِنّما سُمِيَ الفُقَراءُ بَنِي غَبْراءَ لِلُصُوقِهم بالتُّرَاب كَمَا قِيلَ لَهُم المُدْقْعُون لِلُصُوقهم بالدّقْعاءِ وهِيَ الأَرْضُ كأَنَّهم لَا حائلَ بَيْنَهم وَبَينهَا. والطَّرَافُ: خِباءٌ من أَدَم تَتَّخِذُه الأَغنياءُ.)
يَقُول: إِنّ الفُقَراءَ يَعْرِفُونَنِي بإِعْطَائي وبِرِّي، والأَغنياءُ يَعْرِفُونَنِي بفَضْلِي وجَلاَلَةِ قَدْرِي وقِيلَ: بَنُو غَبْرَاءَ: الغُرَبَاءُ عَنْ أَوْطَانِهم. وَقيل: هُم القومُ المُجْتَمِعُون للشَّرابِ بِلَا تَعَارُف وَبِه فَسّر بعضُهم قولَ طَرَفَةَ السابِق ذِكْرُه. وَبِه فُسِّر أَيضاً قولُ الشاعِر:
(وبَنُو غَبْرَاءَ فِيها ... يَتَعَاطَوْنَ الصَّحَافَا)
أَي الشَّرْب. وَقيل هُمُ الَّذِين يَتَنَاهَدُون فِي الأَسْفَارِ. وَبِه فّسر آخَرُون قَوْلَ طَرَفَةَ. وَهُوَ مستدرَكٌ على المصنِّف. وَقد ذكرهُ الصاغانيّ وصاحبُ اللِّسَان. وَفِي الحَديث: إِيّاكُم والغُبَيْرَاء فإِنَّهَا خَمْرُ العالَمِ وَهِي السُّكُرْكَة، وَهِي شَرَابٌ يُعمَل من الذُّرَة يَتَّخِذُه الحَبَشُ، وَهُوَ يُسْكِرُ. وَقَالَ ثَعْلَب: هِيَ خَمْرٌ تُعْمَلُ من الغُبَيْرَاءِ، هَذَا الثَّمر المَعْروف، أَي هِيَ مِثْلُ الخَمْر الَّتِي يَتَعَارَفُها جميعُ الناسِ، لَا فَصْلَ بَينهمَا فِي التَّحْرِيم. ويُقَال: تَرَكَهُ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ وغَبْرَائِه، إِذا رَجَعَ خائباً، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَالَّذِي الْمُحكم: جاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْر، وغُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعْنِي الأَرْضَ وتَرَكَه على غُبَيْرَاءِ الظَّهْر، يَعني ليْسَ لَهُ شَئٌ. وَفِي التَّهْذيب: يُقال: جاءَ فُلانٌ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ، ورَجَع عَوْدَهُ على بَدْئِه، ورَجَعَ على أَدْرَاجِه، ورَجَع دَرَجَه الأَوَّلَ، ونَكَصَ على عَقِبَيْه: كُلّ ذَلِك إِذا رَجَعَ وَلم يُصَبْ شَيْئا. وَقَالَ الأَحْمَر: إِذا رَجَعَ وَلم يَقْدِر على حاجضتِه، قيل: جاءَ على غُبَيْرَاءِ الظَّهر، كأَنَّه رجعَ وعَلى ظَهْرِه غُبَارُ الأَرْض. وَقَالَ زَيْدُ بن كَثْوَةَ: يُقَال: تركتُه على غُبَيْراءِالظَّهْرِ، إِذا خاصَمْتَ رجلا فخَصَمْتَه فِي كُلّ شئٍ وغَلَبْتَه على مَا فِي يَدَيْه. وَهَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي عبارَة المصنّف مُخَالَفَةٌ مَعَ هَذِه النُّقُول وخَلْطٌ فِي الأَقْوَالِ كَمَا لَا يَخْفَى.
والغِبْرُ، بِالْكَسْرِ: الحِقْد، كالغِمْر. وَقد غَبِرَ الرَّجَلُ، كفَرِحَ، إِذا حَقَدَ قالهُ ابنُ القَطّاع. والغَبَرُ، بالتَّحْرِيك: فَسَادُ الجُرْحِ أَنَّي كانَ. أَنشد ثَعْلَب: أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ. قَالَ: معناهُ بَعِيداً فَسَادُه، يَعْنِي أَنَّ فَسادَه إِنَّمَا هُوَ فِي قَعْرِه وَمَا غَمَضَ من جَوانِبه، فَهُوَ لذَلِك بَعِيدٌ لَا قَرِيب. وَقد غَبِرَ، كفَرِحَ، غَبَراً فَهُوَ غَبِرٌ، إِذا انْدَمَلَ على فَسادٍ ثمَّ انْتَفَضَ بَعْد البُرْءِ، وَمِنْه سُمِّىَ العِرْقُ الغَبِرُ، لأَنَّهُ لَا يَزالُ يَنْتَقِضُ، وَهُوَ بالفَارِسِيّة النّاسُور. ويُقَال: أَصابَهُ غَبَرٌ فِي عِرْقهِ، أَي لَا يَكَادُ يَبْرَأُ. وَقَالَ الشاعرُ:
(فَهْوَ لَا يَبْرَأُ مَا فِي صَدْرِه ... مِثْلَ مَالا يَبْرَأُ العِرْقُ الغَبِرْ)
وَقَالَ الزمخشريّ: هُو من الغُبُور. وَتقول: عَمَلٌ كالظَّهْرِ الدَّبِر، وقَلْبٌ كالجُرْحِ الغَبِر. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: غَبِرَ الجُرْحُ غَبَراً: انْتَقَضَ أَبداً، والجُرْحُ: انْدَمَلَ على نَغَلٍ. وَقَالَ غيْرُه: الغَبَرُ: أَنْ يَبْرَأَ)
ظاهِرُ الجُرْحِ وباطِنُه دَوٍ. وَقَالَ الأَصمعيّ: الغَبَرُ: داءٌ فِي باطشنِ خُفِّ البَعِيرِ، وَقَالَ المُفَضَّل: هُوَ من الغُبْرَة. والغضبَرُ: ع بسَلْمَى، أَحَد مَحالِّهَا، وسضلْمَى لِطَييٍ أَحَدُ الجَبَلَيْن، فِيهِ مياهٌ قليلةٌ.
ويُقَال للماءِ القَلِيل غَبَرٌ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المَوْضع، والغُبَرُ والغَوْبَرُ، كصُرَدٍ وجَوْهَرٍ: جِنْسٌ من السَّمَكِ، نَقله الصاغانيّ. والغُبَارَةُ، بالضَّمّ: ماءَةٌ لِبَنِي عَبْس بنِ ذُبْيانَ بِبَطْنِ الرُّمَةِ هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. وَفِي المعجم أَنّها إِلى جَنْب جَبَلِ قَرْنِ التَّوْبَاذ فِي بِلاد مُحارِب. والغُبَارَاتُ، بالضّمّ: ع، وَعَلِيهِ اقْتصر الصاغَانيّ. وَقَول المصنّف باليَمَامَة لم أَجِدْ مَنْ ذَكَرَه. ولعلّه أَخذه من قَول الصاغانيّ بعدُ، فإِنّه قَالَ: والغُبَاراتُ: مَوْضِعٌ، والغَبْرَاءُ: من قُرَى اليَمَامَةِ، فتأَمّل. والغُبْرَانُ، بالضَّمّ والنونُ مرفوعةٌ قالَهُ الصّاغَانيّ: رُطَبَتَانِ فِي قَمْعٍ واحِدٍ مِثْل الصِّنوان: نَخْلَتَانِ فِي أَصْلٍ واحِد، ج غَبَارِينُ. بالفَتْح هَذَا قولُ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ غَيْرُه: الغُبْرانُ: بُسْرَتانِ أَو ثَلاثٌ فِي قِمْعٍ واحِدٍ، وَلَا جَمْع لِلغُبْران من لَفْظِه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغُبْرانَةُ، بالهَاء: بَلَحاتٌ يَخْرُجْن فِي قِمْع واحِدٍ. وَيُقَال: لَهِّجُوا ضَيْفَكم، وغَبِّرُوه، بِمَعْنى واحِد. وأَغْبَرَ الرَّجَّلُ فِي طَلَبِه: انْكَمَشَ وجَدَّ، عَن ابْن السكّيت. وَفِي حَدِيث مُجاشِعٍ: فخَرَجَوا مُغْبِرِينَ هم ودَوَابُّهُم، المُغْبِر: الطالِبُ للشَّيْءِ المَنْكَمِشُ فِيهِ كأَنّه لشحِرْصِه وسُرْعَتِه يُثِيرَ الغُبَارَ. وَمِنْه حَدِيثُ الحارثِ بن أَبي مُصْعَبٍ: قَدِمَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ المدينَةِ فرَأَيْتُه مُغْبِراً فِي جَهَازِه. وأَغْبَرَتْ علينا السَّمَاءُ: جَدَّ وَقْعُ مَطَرِها واشْتَدَّ.
وأَغْبَرَ الرَّجُلُ: أَثارَ الغُبَارَ، كغَبَّر تَغْبِيراً. والغُبْرُونُ، كسُحْنُونٍ هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي التكملة: الغُبْرُورُ طائرٌ وَفِي اللّسَان: الغُبْرُور: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. وَقَالَ اللَّيْث: المُغَبِّرَةُ: قَوْم ٌ يُغَبِّرُون بذِكْرِ اللهِ، أَيْ يُهَلِّلُون ويُردِّدُون الصَّوْتَ بالقِرَاءَة وغيرِهَا، هُوَ مَأْخوذٌ من قَول اللَّيْث وَقَول ابنِ دَرَيْد.
فقولُ اللَّيْث: المُغَبِّرَة: قومٌ يُغَبِّرُون: يَذْكُرون اللهَ عَزَّ وجلّ بدعاءٍ وتَضَرُّعٍ، كَمَا قَالَ:
(عِبادُكَ المُغَبِّرَهْ ... رُشَّ عَلَيْنَا المَغْفِرَهْ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: التَّغْبِير: تَهْلِيلٌ أَو تَرْدِيدُ صَوْتٍ يُرَدَّدُ بقِرَاءَةٍ وغَيْرِهَا. ومثلُه قولُ ابْن القَطّاع، ونَصُّه: وغَبَّرَ تَغْبِيراً: وَهُوَ تَهْلِيلٌ وتَرْدِيدُ صَوْتٍ بقراءَةٍ أَو غَيْرِهَا. فقولُه: أَو غَيرها وَكَذَا قولُ ابنُ دُرَيْد: وغَيْرها، المُرَادُ بِهِ مَا قَالَ اللَّيْثُ مَا نَصُّه: وَقد سَمَّوْا مَا يُطرِّبُون فِيهِ من الشِّعْر فِي ذِكْرِ الله تغبِيراً، كأَنَّهُم إِذا تَناشَدَوه بالأَلْحَانِ طَرِبُوا فرَقَصُوا وأَرْهَجَوا، فسُمُّوا المُغبِّرَةَ لهَذَا المعنىَ. قَالَ الأَزْهريّ: ورَوَيْنَا عَن الشافعيّ أَنّه قَالَ: أَرَى الزَّنادِقَةَ وَضَعُوا هَذَا التَغْبِيرَ لِيَصُدُّوا عَن ذِكْرِ الله وقِرَاءَةِ القُرْآن. وَقَالَ الزَّجَّاج: سُمّوا بهَا لأَنَّهُمُ يُرَغِّبون الناسَ فِي الغَابِرَة، أَي)
الباقِيَة، أَي الآخِرَة، ويُزَهِّدُونَهَمْ فِي الفانِيَة، وَهِي الدُّنْيَا. ومثلُه فِي الأَساس. وعَبَّادُ بنُ شُرَحْبِيلَ اليَشْكُرِيّ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو بِشْرٍ جَعْفَر ابنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ حَدِيثا واحِداً، رَواه شُعْبَةُ عَن أَبِي بِشْرٍ قَالَه ابنُ فَهْدٍ فِي المُعْجَم. وعُمَرُ بنُ نَبْهَانَ قَالَ الحافِظُ فِي التَّبْصِير: ضَعِيفٌ. قلتُ: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ: رَجُلان، ذَكرهما الذَّهبيّ فِي الدّيوانِ: أَحدُهما عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ العَبْدِيّ، عَن الحَسَنِ، قَالَ فِيهِ: ضَعَّفَه أَبو حاتِمٍ وغَيْرُه. وَقَالَ فِي ذَيْلِ الدّيوان: عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ، عَن أَبي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيّ، قَالَ أَبو حاتِم: لَا أَعْرِفُهما. ثمّ قَالَ فِي الدّيوان: أَمّا عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ شَيْخُ أَبي الزُبَيْر المَكّيِّ فقَدِيمٌ، لم يُجرَّح، وَلَا يُعْرَف. فليُنْظَرْ أَيّهم عَناهُ الحافِظُ، وأَيّهم أَرادَه المُصَنِّف. وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ قد تَقَدَّم ذِكْرُه فِي أَوّل المادّة وَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه. وعَبّادُ بن الوَلِيد بن شُجَاعٍ، قَالَ الحافظُ: مشهورٌ. وسَوارُ ابنُ مُجَشِّر، وَفِي التَّبْصِير: سَرّار، رَوَى عَن أَيُّوبَ، وَقد تَقَدَّم ذكره وذِكْرُ أَبيه فِي مَحَلِّهما. وعَبّادُ بنُ قَبِيصَةَ، عَن أَنَس بن مالِكٍ، قَالَ الأَزَدِيُّ: ضَعِيفٌ، الغُبْرِيُّون، بالضّمّ، مُحَدِّثُون. وَفِي كلامِ المصَنّف نَظَرٌ من جِهَاتٍ: الأُولَى ضَبْطُه فِي نَسَبِهم بالضّمّ، وَهُوَ خَطَأُ، والصّواب: الغُبَرِيّون، بضَمٍّ فَفَتْح، إِلى غُبَرَ كزَفَرَ، قَبيلَة من يَشْكُر الَّتِي تَقَدّم ذِكْرُهَا فِي أَوّل المَادّة. والثّانِيَة: كَرّر ذِكر قَطَن بن نُسَيْر وفَرَّقَه فِي مَحَلَّيْن، وهما واحدٌ. فأَصَابَ فِي الأَوّل وأَخْطَأَ فِي الثّانِي. وَذكر مَعَه هُنَاكَ مُحَمّد بن عُبَيْد، وَكَانَ حَقُّه أَن يُسْرَدَ هُنَا مَعَ بَنِي عَمِّه.
والثالِثة: أَوْرَدَ عَبّادَ بنَ شُرَحْبِيلَ مَعَهم، وجَعَلَه من المُحَدِّثِين، وَهُوَ صحابيّ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشِيرَ إِليه. ثمَّ ذكر هؤلاءِ تَبَعاً لابْنِ السَّمْعَانِيّ. وَقد قَصَّرَ فِي ذِكْرِ جماعَة من بني غُبَرَ مِمّن ذَكَرَهُم غيرُ ابنِ السَّمْعَانِيّ. فمِنْهُمْ باعِثُ بن صُرَيْمٍ، وَكَانَ شَرِيفاً، وأَخُوهُ وائلٌ، ذَكَرَهُما ابنُ الكَلْبِيّ. وأَبو كَثِيرِ بن يَزِيدَ ابنِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ غُفَيْلَةَ الغُبَرِىّ السُّحَيْمِىّ، عَن أَبِي هُرَيْرَة.
والوَلِيدُ ابْن خالِدٍ الأَعْرَابيّ الغُبَرِيّ. وأَحْمَدُ ابْن العَبّاس بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ، وأَخُوه أَبو جَعْفَرٍ محمّدٌ الفَقِيه. وأَبُو عُمَارَةَ خَيْرُ بنُ عَلِيّ بن العَبّاسِ الغُبَرِيّ، مِصْريّ. والحُسَيْن بنُ عَبْدِ الله ابْن الفَضْلِ بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ. والكَرَوَّسُ بن سُلَيْمٍ الغُبَرِيُّ، شاعرٌ. وخَلِيفَةُ بنُ عبدِ اللهِ الغُبَرِيُّ، مِصْرِيٌّ، وَقد حَدَّثوا. أَوْرَدَهم الحافِظُ وغَيْرُه. والغَبِيرُ، كأَمِيرٍ: تَمْرٌ، أَيْ نَوْعٌ مِنْهُ. والغُبْرُورُ، بالضَّمّ: عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ. قلتُ: هُوَ الَّذِي تقدّم ذِكْرُه أَوّلاً ونَبَّهْنَا على الغَلَط فِيهِ. وَقد ضَبَطَه الصاغانيّ بالراءِ فِي آخِرِه. والّذِي أَوْرَدَه المصنِّفُ آنِفاً بالنُّون غَلَطٌ، ولعلّه تَصحَّفَ عَلَيْهِ من نُسْخَه التكملة الَّتِي عِنْده. والمُغْبُورُ، بضَمّ المِيم عَن كُراع، لُغَة فِي المُغْثُور، والثاءُ أضعْلَى كَمَا) سَيَأْتي. وعِزٌّ أَغْبَرُ: ذاهِبٌ دارِسٌ. قَالَ المُخَبَّل السَّعْديّ:
(وأَنْزَلَهُمْ دارَ الضِّيَاعِ فأَصْبَحُوا ... على مضقْعَدٍ من مَوْطنِ العِزِّ أَغْبَرَا)
وسَمَّوْا غُبَاراً، كغُرَابٍ، وأَحْدُهُمَا مقلُوبٌ عَن الثانِي، وَفِيه لَطَافَةٌ لَا تَخْفَى. وغابِراً وغَبَرَةً، مُحَرَّكَة. وغُبَرُ كزُفَرَ: بَطِيحَةٌ كَبِيرَةٌ متَّصِلة بالبَطائح، نَقَلَه الصاغانيّ. قلتُ: وَهِي الَّتِي بَيءنَ واسِطَ والبَصْرَةِ. وغَبِيرٌ، كأَمِير: ماءٌ لمُحَارِب ابْن خَصَفَة، وَمِنْهُم مَن ضَبَطَه كزُبَيْرٍ. ودَارَةُ غُبَيْرٍ، كزُبَيْر: لِبَنِي الأَضْبَطِ، وَقَالَ الزمخشريّ فِي الأَساس عِنْد ذكر صَمّاءِ الغَبَر أَنّها الحَيّة تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ فِي مَنْقَع فَلَا تُقرَب: وبتصغيرِه سُمِّيَ ماءٌ لِبَنِي الأَضْبَطِ، وأُضِيفَت إِليه دارَتُهم فقِيل دارَةُ غُبَيْر. وَفِي مُعْجم مَا استعجم: الغُبَيْرُ كزُبَيْرٍ: ماءٌ لِبَنِي كِلابٍ، ثُمّ لِبَنِي الأَضْبَطِ، فِي دِيَارهمْ بنَجْد. وممّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: الغَبَرُ، محرّكةً: البَقَاءُ. وغُبْرَةُ، بالضَّمّ: موضعٌ، وَله يَوْمٌ. ويُوصَفُ الجُوعُ بالأَغْبَرِ، كَمَا يُوصَف المَوْت بالأَحْمضرِ، كِنَايَة عَن السِّنِينَ المُجْدِبَةِ والقَتْلِ بالسَّيْف. وطَلَبَ فُلاناً فَمَا شَقَّ غُبَارَه، أَي لم يُدْرِكْه. والغَبْرَةُ، بِالْفَتْح: لَطْخُ الغُبَارِ. وَقد غَبِرَ، كفَرِح. وجاءَ على غَبْرَاءِ الظَّهْرِ، أَي راجِلاً قَالَه الزمخشريّ وغُبَيْرَاءُ الظَّهْرِ: الأَرْضُ قَالَه الصاغانيّ. وغَبِرَ التَّمْرُ، كفَرِح: أَصابَه الغُبَار، وأَغْبَرْتُ فِي الشّيْءِ: أَقْبَلْتُ عَلَيْهِ. ذَكَرهُما ابْن القَطَّاع. وَفِي حَدِيث أُوَيْس القَرْنِيّ أَكونُ فِي غُبَّرِ الناسِ أَحَبُّ إِليَّ.
وَفِي رِوَايَة: فِي غَبْرَاءِ الناسِ، بالمَدّ. فالأَوّل، أَي أَكون مَعَ المُتَأَخِّرين لَا مَعَ المُتَقَدِّمين المَشْهُورِين: وَالثَّانِي، أَي فُقَرائهم. والعِرْق الغَبِرُ، ككَتِفٍ: الناسُورُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: المُغْبَرّ، كمُحْمَرٍّ: الذِي دَوِىَ باطنُ خُفِّه. وَبِه فُسِّر قولُ القُطاميّ:
(يَا ناقُ خُبِّى خَبَباً زِوَرَّاً ... وقَلَّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا)
وغَبَّرَ ضَيْفَه تَغْبِيراً: أَطْعَمَهُ الغُبْرَانَ. والتَغْبِيرُ: ارْتِفَاعُ اللَّبَنِ. ووَادِي غُبَرَ، كزُفَرَ: عِنْد حِجْر ثَمُودَ. ذكرهمَا الصاغانيّ. وقَطَعَ الله غابِرَه ودابِرَه. وغَبَّرَ فِي وَجْهِه: سَبَقَهُ. قيل: وَمِنْه مَا يُشَقُّ غُبَارُه وَمَا يُخَطّ غُبَارُه. وإِذا سُئلَ عَن رَجُلٍ لَا تُعْرَفُ لَهُ عَشِيرَةٌ، قيل: هُوَ من أَهْلِ الأَرْضِ، وَمن بَنِي الغَبْرَاءِ، أَي مِنْ أَفْنَاءِ الناسِ كَذَا فِي الأَسَاس. وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ غَبَرَةَ الحارِثيّ الكُوفِيّ، مُحَرَّكة، وَكَذَا أَبو الطَّيِّب أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ غَبَرَة الكُوفيّ، ومحمّد بن عُمَرَ بنِ أَبي نَصْر الحَرْبِيّ، ولَقَبُه غَبَرَةُ: محدِّثون. وغِبْرينُ، بالكَسْرِ: مدينةٌ بالمَغْرِب. وعَبْدُ الباقِي بنِ محمّد بنِ أَبي الغُبَار الأَدِيبُ، كغُرَابٍ، حَدَّث عَن ابْن النَّقُور. وعليّ بنُ رَوْحِ بنِ أَحْمَدَ)
المعروفُ بابْنِ الغُبَيْرِيّ، حَدَّث ذكره ابنُ نُقْطة

غبر: غَبَرَ الشيءُ يَغْبُر غُبوراً: مكث وذهب. وغَبَرَ الشيءُ يَغْبُر

أَي بقي.والغابِرُ: الباقي. والغابِرُ: الماضي، وهو من الأَضداد؛ قال

الليث: وقد يَجِيء الغابِرُ في النعت كالماضي. ورجل غابِرٌ وقوم غُبَّرٌ:

غابِرون. والغابِرُ من الليل: ما بقي منه. وغُبْرُ كل شيء: بقيَّته، والجمع

أَغبارٌ، وهو الغُبَّرُ أَيضاً، وقد غلب ذلك على بقيّة اللبن في الضرع

وعلى بقيَّة دَمِ الحيض؛ قال ابن حِلِّزة:

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها،

إِنَّك لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ

ويقال: بها غُبَّرٌ من لَبَنٍ أَي بالناقة. وغُبَّرُ الحَيْض: بقاياه؛

قال أَبو كبير الهذلي واسمه عامر ابن الحُلَيس:

ومُبَرَّإِ من كل غُبَّرِ حَيْضةٍ،

وفَسادِ مُرْضِعَة، وداءٍ مُغْيِلِ

قوله: ومُبَرَّإِ معطوف على قوله:

ولقد سَرَيْتُ على الظلامِ بمِغْشَم

وغُبَّرُ المرَض: بقاياه، وكذلك غُبْرُ الليل. وغُبْرُ الليل: آخره.

وغُبْرُ الليل: بقاياه، واحدها غُبْرٌ

(* قوله« وغبر الليل بقاياه واحدها

غبر» كذا بضبط الأصل) . وفي حديث معاوية: بِفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ

غُبْرٌ أَي قليل. وغُبْرُ اللبَن: بقيَّته وما غَبَرَ منه. وقوله في الحديث:

إِنه كان يَحْدُر فيما غَبَرَ من السُّورة؛ أَي يُسرِع في قِراءتها؛ قال

الأَزهري: يحتمل الغابِرُ هنا الوجهين يعني الماضي والباقي، فإِنه من

الأَضداد، قال: والمعروف الكثير أَن الغابِرَ الباقي. قال: وقال غير واحد

من الأَئمة إِنه يكون بمعنى الماضي؛ ومنه الحديث: أَنه اعتكَفَ العَشْر

الغوابِرَ من شهر رمضان، أَي البواقى، جمعُ غابِرٍ. وفي حديث ابن عمر:

سُئِل عن جُنُب اغترف بكُوز من حُبّ فأَصابت يدُه الماء، فقال: غابرُه نَجِسٌ

أَي باقيهِ. وفي الحديث: فلم يَبْقَ إِلا غُبَّرات من أَهل الكتاب، وفي

رواية: غُبَّرُ أَهل الكتاب؛ الغُبَّر جمع غابِر، والغُبَّرات جمع

غُبَّرٍ. وفي حديث عَمرو بن العاص: ما تأَبَّطَتْني الإِماءُ ولا حَمَلَتْني

البغايا في غُبَّرات المآلي؛ أَراد أَنه لم تتولَّ الإِماء تربيتَه،

والمآلي: خِرَقُ الحيض، أَي في بَقاياها؛ وتَغَبَّرْتُ من المرأَة ولداً.

وتَزَوَّج رجل من العرب امرأَة قد أَسنَّت فقيل له في ذلك فقال: لعلِّي

أَتَغبَّر منها ولداً، فولدتْ له غُبَرَ. مِثالُ عُمَر، وعو غُبَرُ بنَ غَنْم

بن يَشْكُر ابن بَكْر بن وائل.

وناقة مِغْبار: تَغْزُرُ بعدما تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْن معها.

ونَعت أَعرابي ناقةً فقال: إِنَّها مِعْشارٌ مِشْكار مِغْبارٌ، فالمِغْبار

ما ذكرناه آنفاً، والمِشْكار الغَزيرة على قِلَّة الحَظِّ من المَرْعى،

والمِعشَار تقدم ذكره.

ابن الأَنباري: الغابِرُ الباقي في الأَشْهَر عندهم، قال: وقد يقال

للماضي غابِرٌ؛ قال الأَعشى في الغابِرِ بمعنى الماضي:

عَضَّ بِما أَبْقى المَواسي له،

من أُمِّه، في الزَّمَن الغابِرِ

أَراد الماضي. قال الأَزهري: والعروف في كلام العرب أَن الغابِرَ

الباقي. قال أَبو عبيد: الغُبَّرات البَقايا، واحدها غابِرٌ، ثم يجمع غُبَّراً،

ثم غُبَّرات جمع الجمع. وقال غير واحد من أَئمة اللغة: إِن الغابرَ يكون

بمعنى الماضي.

وداهية الغَبَرِ، بالتحريك: داهية عظيمة لا يُهتدى لِمِثْلها؛ قال

الحرْمازي يمدح المنذِرَ بنَ الجارُودِ:

أَنت لها مُنْذِرُ، من بين البَشَرْ،

داهِيَةُ الدَّهْرِ وصَمَّاء الغَبَرْ

يريد يا منذر. وقيل: داهية الغَبَرِ الذي يعانِدُك ثم يرجع إِلى قولك.

وحكى أَبو زيد: ما غَبَّرْت إِلا لِطَلَب المِراء. قال أَبو عبيد: من

أَمثالهم في الدَّهاءِ والإِرْب: إِنه لداهية الغَبَر؛ ومعنى شعر المنذر

يقول: إِن ذُكِرتْ يقولون لا تسمعوها فإِنها عظيمة؛ وأَنشد:

قد أَزِمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ

قال: هو من قولهم جُرْح غَبِرٌ. وداهية الغَبَر: بليّة لا تكاد تذهب؛

وقول الشاعر:

وعاصِماً سلّمه من الغدَرْ

من بعد إِرْهان بصَمَّاء الغَبَرْ

قال أَبو الهيثم: يقول أَنجاه من الهلاك بعد إِشراف عليه. وإِرْهانُ

الشيء: إِثباتُه وإِدامتُه.

والغَبَرُ: البقاء والغَبَرُ، بغير هاء: التُّراب؛ عن كراع. والغَبَرةُ

والغُبار: الرَّهَجُ، وقيل: الغَبَرةُ تردُّد الرَّهَجِ فإِذا نار سُمّي

غُباراً. والغُبْرة: الغُبار أَيضاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِعَيْنَيَّ لم تَسْتأْنسا يومَ غُبْرَةٍ،

ولم تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا

وقوله أَنشده ثعلب:

فَرَّجْت هاتيك الغُبَرْ

عنا، وقد صابت بقُرْ

قال ابن سيده: لم يفسره، قال: وعندي أَنه عَنَى غُبَر الجَدْب لأَن

الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ؛ قال: وعندي أَن غُبَر ههنا موضع. وفي

الحديث: لو تعلمون ما يكون في هذه الأُمَّة من الجوع الأَغْبَرِ والمَوْت

الأَحْمر؛ قال ابن الأَثير: هذا من أَحسن الاستِعارات لأَن الجوع أَبداً

يكون في السنين المُجدبة، وسِنُو الجَدْب تُسمَّى غُبْراً لاغْبرار آفاقها

من قلَّة الأَمطار وأَرَضِيها من عَدَم النبات والاخْضِرار، والموتُ

الأَحمرُ الشديد كأَنه موتٌ بالقَتْل وإِراقة الدماء؛ ومنه حديث عبدِ الله بن

الصامت: يُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر والموت الأَحْمَرُ؛ هو من

ذلك. واغْبَرَّ اليوم: اشتدَّ غُباره؛ عن أَبي عليّ. وأَغْبَرْتُ: أَثَرْت

الغُبار، وكذلك غَبَّرْت تَغْبِيراً. وطَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه

أَي لم يُدْرِكه. وغَبَّرَ الشيءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ. وتَغَبَّر: تلطَّخ

به. واغبَرَّ الشيءُ: عَلاه الغُبار. والغَبْرةُ: لطخُ الغُبار.

والغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ وقد غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً، وهو أَغْبَرُ.

والغُبْرة: اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه. وقوله عز وجل: ووجوهٌ

يومئذ عليها غَبَرة تَرْهَقُها قَتَرة؛ قال: وقول العامة غُبْرة خطأ،

والغُبْرة لون الأَغْبر، وهو شبيه بالغُبار. والأَغْبر: الذئب للونه؛

التهذيب: والمُغَبِّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرّع، كما

قال:عبادك المُغَبِّره،

رُشَّ علينا المَغفِرَه

قال الأَزهري: وقد سَمَّوْا يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله

تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا

فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى. قال الأَزهري: وروينا عن الشافعي، رضي الله عنه،

أَنه قال: أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر

الله وقراءة القرآن. وقال الزجاج: سُمّوا مُغَبِّرين لتزهيدهم الناس في

الفانية، وهي الدنيا، وترغيبهم في الآخرة الباقية، والمِغْبار من النخل: التي

يعلوها الغُبار؛ عن أَبي حنيفة.

والغَبْراء: الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فيها من الغُبار.

وفي حديث أَبي هريرة: بَيْنا رجُل في مفازة غَبْراء؛ هي التي لا يهتدى

للخروج منها. وجاء على غَبْراء الظهر وغُبَيراء الظهر، يعني الأَرض. وتركه

على غُبَيراء الظهر أَي ليس له شيء. التهذيب: يقال جاء فلان على

غُبَيراء الظهر، ورجع عَوْده على بَدْئه، ورجع على أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه

الأَوَّل، ونكَص على عَقِبَيْه، كل ذلك إِذا رجع ولم يصِب شيئاً. وقال ابن

أَحمر: إِذا رجع ولم يقدر على حاجته قيل: جاء على غُبَيراء الظهر كأَنه رجع

وعلى ظهره غُبار الأَرض. وقال زيد بن كُثْوة: يقال تركته على غُبَيراء

الظهر إِذا خاصَمْت رجلاً فَخَصَمته في كل شيء وغلبته على ما في يديه.

والوَطْأَة الغَبْراء: الجديدة، وقيل: الدارسة وهو مثل الوَطأَة السَّوداء.

والغَبراء: الأَرض في قوله، صلى الله عليه وسلم: ما أَظلَّت الخَضراء ولا

أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ؛ قال ابن الأَثير:

الخَضراء السماء، والغَبْراء الأَرض؛ أَراد أَنه مُتَناهٍ في الصِّدق إِلى

الغاية فجاء به على اتِّساع الكلام والمجاز. وعِزٌّ أَغْبر: ذاهبٌ دارِس؛

قال المخبَّل السعدي:

فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع، فأَصْبَحوا

على مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا

وسَنة غبراء: جَدْبة، وبَنُو غَبْراء: الفقراء، وقيل: الغُرَباء، وقيل:

الصَّعالِيك، وقيل: هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارُف؛ قال طرفَة:

رأَيتُ بني غَبْراء لا ينكرونني،

ولا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد

وقيل: هم الذين يَتناهَدون في الأَسفار. الجوهري: وبَنُو غَبْراء الذين

في شِعْر طرفة المَحَاويج، ولم يذكر الجوهري البيت، وذكره ابن بري وغيره

وهو: رأَيت بني غَبْراء لا ينكرونني

قال ابن بري: وإِنما سمى الفقراء بني غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب، كما

قيل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء، وهي الأَرض كأَنهم لا حائل

بينهم وبينها. وقوله: ولا أَهلُ مرفوع بالعطف على الفاعل المضمَر في

يُنكرونني، ولم يحتج إِلى تأْكيد لطول الكلام بلا النافية؛ ومثله قوله سبحانَه

وتعالى: ما أَشْرَكنا ولا آباؤُنا. والطراف: خِباءٌ من أَدَم تتخذه

الأَغنياء؛ يقول: إِن الفقراء يعرفونني بإِعطائي وبِرّي والأَغنياء يعرفونني

بفَضْلي وجَلالة قَدْرِي. وفي حديث أُوَيْس: أَكون في غُبَّر الناس أَحبُّ

إِليَّ، وفي رواية: في غَبْراء الناس، بالمدّ، فالأَوّل في غُبَّر الناس

أَي أَكون مع المتأَخرين لا المتقدِّمين المشهورين، وهو من الغابِرِ

الباقي، والثاني في غَبْراء الناس بالمدّ أَي في فقرائهم؛ ومنه قيل

للمَحاويج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلى الأَرض والتراب؛ وقال

الشاعر:وبَنُو غَبْراء فيها

يَتعاطَون الصِّحافا

يعني الشُّرْب. والغَبْراء: اسم فرس قيس بن زهير العَبسي. والغَبْراء:

أُنثى الحَجَل.

والغَبْراء والغُبَيْراء: نَباتٌ سُهْلِيٌّ، وقيل: الغَبْراء شجرته

والغُبَيْراء ثمرته، وهي فاكهة، وقيل: الغُبَيْراء شجرته والغَبْراء ثمرته

بقلب ذلك، الواحد والجمع فيه سواء، وأَما هذا الثمر الذي يقال له

الغُبَيْراء فدخيل في كلام العرب؛ قال أَبو حنيفة: الغُبَيْراء شجرة معروفة، سميت

غُبَيْراء للون وَرَقِها وثمرتها إِذا بدت ثم تحمر حُمْرة شديدة، قال:

وليس هذا الاشتقاق بمعروف، قال: ويقال لثمرتها الغُبَيراء، قال: ولا تذكر

إِلا مصغّرة. والغُبَيراء: السُّكُرْكَةُ، وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه

الحَبَشُ وهو يُسْكِر. وفي الحديث: إِياكم والغُبَيراءَ فإِنها خمر

العالم. وقال ثعلب: هي خمر تُعْمَل من الغُبَيراء، هذا الثمر المعروف، أَي هي

مثل الخمر التي يتعارفها جميع الناس لا فضل بينهما في التحريم.

والغَبْراء من الأَرض: الخَمِرُ. والغَبْراء والغَبَرة: أَرض كثيرة

الشجر. والغِبْرُ: الحِقْد كالغِمْر. وغَبِرَ العِرْق غَبَراً، فهو غَبِرٌ:

انتقض. ويقال: أَصابه غَبَرٌ في عِرْقِه أَي لا يكاد يبرأُ؛ قال الشاعر:

فهو لا يَبْرأُ ما في صَدْرِه،

مثل ما لا يَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ

بكسر الباء. وغَبِرَ الجُرْح، بالكسر، يَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل

على فساد ثم انتقض بعد البُرْء؛ ومنه سمي العرْق الغَبِر لأَنه لا يزال

ينتقض، والناسور بالعربية هو العِرْق الغَبِر. قال: والغَبَرُ أَن يَبْرأَ

ظاهرُ الجرح وباطنه دَوٍ؛ وقال الأَصمعي في قوله:

وقَلِّبي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا

قال: الغَبَرُ داء في باطن خف البعير. وقال المفضل: هو من الغُبْرة،

وقيل: الغَبَرُ فساد الجرح أَنَّى كان؛ أَنشد ثعلب:

أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ

قال: معناه بعيداً فسادُه يعني أَن فساده إِنما هو في قعره وما غَمَضَ

من جوانبه فهو لذلك بعيد لا قريب. وأَغْبَر في طلب الشيء: انكمش وجَدّ في

طلبه. وأَغْبَرَ الرجل في طلب الحاجة إِذا جدّ في طلبها؛ عن ابن السكيت.

وفي حديث مجاشع: فخرجوا مُغْبِرين هم ودَوابُّهم؛ المُغْبِرُ: الطالب

للشيء المنكمش فيه كأَنه لحرصه وسرعته يُثِير الغُبار؛ ومنه حديث الحرث بن

أَبي مصعب: قدم رجل من أَهل المدينة فرأَيته مُغْبِراً في جَِهازه.

وأَغْبَرت علينا السماءُ: جَدَّ وَقْعُ مطرها واشتد.

والغُبْرانُ: بُسْرتان أَو ثلاث في قِمْع واحد، ولا جمع للغُبْران من

لفظه. أَبو عبيد: الغُبْرانُ رُطَبتان في قمْع واحد مثل الصِّنْوانِ نخلتان

في أَصل واحد، قال: والجمع غَبارِين. وقال أَبو حنيفة: الغُبْرانة،

بالهاء، بَلَحات يخرجن في قمع واحد. ويقال: لَهِّجوا ضَيْفَكم وغَبِّروه

بمعنى واحد. والغَبِير: ضرب من التمر.

والغُبْرورُ: عُصَيْفِير أَغْبَر. والمُغْبور، بضم الميم؛ عن كراع: لغة

في المُغْثور، والثاء أَعلى.

جوق

باب القاف والجيم و (وا يء) معهما ج وق فقط

جوق: الجَوقُ: كل قطيع من الرعاة أمرهم واحد.
ج و ق

جوقت القوم: جمعتهم. وتجوق فلان: جمع جوقاً من الناس. ورأيت منهم جوقاً، يساقون سوقاً، وقيل هو دخيل.
جوق
الجَوْق: كلُّ قَطِيعٍ من الرُّعاةِ أمْرهم واحِد. وجَوَّقْتُ القَوْمَ تَجْوِيْقاً: أي جَمَعْتُهم.
وكَمْ تُجَوًقُ عَلَيَّ: أي تُجَلِّبُ.
(جوق)
جوقا غلظ عُنُقه وَالْوَجْه مَال فَهُوَ أجوق وَهِي جوقاء (ج) جوق وَهُوَ جوق

(جوق) الْقَوْم عَلَيْهِ ارْتَفَعت أَصْوَاتهم واختلطت وَالْقَوْم جمعهم

جوق


جَوِقَ(n. ac. جَوَق)
a. Was one-sided, askew, awry, distorted.

جَوَّقَa. Assembled, gathered together.

تَجَوَّقَa. Assembled (themselves) together
gathered.
جَوْقَةa. Crowd; multitude.

أَجْوَقُ
(pl.
جُوْق)
a. One-sided, askew, awry, distorted.
b. Thick-necked.
جوق
جَوْقة [جمع]: جج جَوْقات وجَوَقات: جماعة من النّاس أو الفنّانين يؤدُّون عملاً مشتركًا من غناء، أو عزف آلاتٍ موسيقيّة، أو دورٍ تمثيليّ ° جَوْقَة موسيقيّة: فرقة موسيقيّة. 

جوق: الجَوْقُ

(* قوله «الجوق» كذا بالأصل. والذي في نسخ الجوهري

بأيدينا: الجوقة الجماعة من الناس). كل خَلِيطٍ من الرِّعاء أَمرهم واحد. وقال

الليث: الجَوْقُ كل قطيعٍ من الرُّعاةِ أَمرهم واحد. الجوهري: الجوق

القَطيعُ من الرِّعاء، والجوْقُ أَيضاً: الجماعة من الناس؛ قال ابن سيده:

وأَحسَبه دخِيلاً.

والأَجْوَقُ: الغليظ العُنق. الجوهري: الجَوَقُ مَيَلٌ في الوجه. ابن

الأَعرابي: يقال في وجهه شَدَفٌ وجَوَقٌ أَي مَيَلٌ، وقد جَوِقَ يَجْوَقُ،

فهو أَجْوَقُ وجَوِقٌ. ويقال: عدوٌّ أَجْوَقُ الفكِّ أَي مائلُ الشقِّ،

وجمعه جُوقةٌ.

جوق: جَوْق بمعنى جَوْقة: جماعة من الناس (معجم ريشاردسن) مع جمعها أجواق، محيط المحيط، معجم فليشر ص72 رقم 1، أبو الوليد ص628، 629، سعدية نشيد 22).
والجوق في مكة صوت من الغناء يغنيه جُوقة أي جماعة من الشباب وهم يصفقــون (بركهارت الجزيرة العربية 1: 399، 2: 39).
جُوق: آلة موسيقية= طنبور (محيط المحيط).
جَوْقَة: جماعة من الناس، فرقة. وتجمع على جُوَق. ففي فقرة لابن اياس نقلت في تاريخ السلاطين المماليك (2: 212) تجد: الشقق الحرير التي كانت تدخل على جُوَق المُقْرئِين والوعّاظ.
جوقة كلاب: سرب من كلاب الصيد (باين سميث 1384).
وتطلق الجوقة خاصة على جماعة أو فرقة من المغنيات (ألف ليلة برسل 8: 289، 290).
وتجمع على جُوَق ففي ألف ليلة (برسل 8: 289): ثلاث جوق مغاني جوار.
جَوّاق: ناي، شبابة (همبرت ص97 الجزائر، دوماس حياة العرب ص374) ومزمار بستة ثقوب (مارتن ص35، وأنظر: سلفادور ص13).
جوق
{الجَوْقَةُ: الجَماعَةُ منا نَقله الجَوْهرِيّ، قَالَ ابنُ سيدَه: أحْسِبُه دَخِيلاً، وَفِي شِفاء الغَليل: هُوَ مُعَرَّب. وقالَ ابنُ الأعرابِيّ:} جَوِقَ وَجْهُه، كفَرِح {جَوَقاً: مالَ، فَهُوَ أَجْوَقُ وجَوِق ككَتِفٍ. ورَجَل} أجْوَقُ: غَلِيظُ العُنُقِ عَن ابْن دُرَيْد.وقالَ ابْن عَباّدٍ: {جَوَّقَهم} تَجْوِيقاً: إِذا جَمَعَهُم.
(و) {جَوَّقَ عليهِ: جَلَّبَ، وضَجَّ يُقال: كم} تُجَوق عليَّ، أَي: كم تُجَلِّبُ. {والمُجَوَّقُ، كمُعَظَّم: المُعْوَجُّ الفَكَّيْنِ أَي: مائِلُ الشِّدْقَيْنِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} تَجَوَّقُوا أَي: اجْتَمَعُوا.
وَمِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: عَدوّ {أَجْوَقُ الفَكِّ، أَي: مائِل الشِّقِّ، وَفِي العُبابِ: الشِّدْقِ، وجَمْعُه: جُوقَةٌ.
} والجَوْقُ: كُلُّ خَلِيطٍ من الرِّعاء أمْرُهُم واحِدٌ. {وجُوقَةُ بَنِى مُعاوِيةَ: مَحَلَّة بالكُوفَةِ، مِنْهَا: أَبو الحُسَيْنِ زَيْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حاجِبٍ الجُوقِيُّ، رَوَى لَهُ المالِينِيُّ عَن أَبِى الدَّرْداءِ رَضِي الله عَنهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرو فِي كتاب الحُروفِ. يُقال: طَلاهُ} فجَوَّقَه، أَي: تَرَكَ بعضَه، فإِن طَلاه كلَّه قلتَ: حَرَّدَه تَحْرِيداً، وأَدْمَجَهُ مثلهُ.

مقد

مقد
المَقَدِيُّ من الخَمْرِ: مَنْسُوبَةٌ إلى قَرْيَةٍ بالشام.
[مقد] المَقَدِيُّ مخففة الدال: شرابٌ منسوب إلى قرية بالشام يتخد من العسل. وقال الشاعر: علِّل القومَ قليلاً * يا ابن بنتِ الفارسيّهْ - إنهمْ قد عاقَروا اليو * م شربا مقديه -
(م ق د)

مقدٌ: من قرى البثنية.

والمقدية: قَرْيَة بِالشَّام من عمل الأُردنّ. وَالشرَاب المقدي: مَنْسُوب إِلَيْهِ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المقد: الْخمر، وانشد لشاعر جاهلي:

وهم تركُوا ابْن كَبْشَة مسلحبا ... وهم شغلوه عَن شرب المقد

كَذَا انشده بِغَيْر يَاء، قَالَ: وَقد يجوزان يكون أَرَادَ: المقدي، فَحذف الْيَاء.

والمقدي: ضرب من الثِّيَاب.

مقد



مَقَدِىٌّ A certain kind of beverage, prepared from honey, (S, L, K,) which the Khaleefehs of the sons of Umeyyeh used to drink: (L:) so called in relation to a town in Syria, (S, L,) called مَقَدٌ; or in relation to a town in Syria in the province of El-Urdunn: (L:) or this is a mistake; for the name of the town is with teshdeed [مَقَدٌّ]: IB says, that the orthography of the word as best known to the lexicologists is مَقَدِىٌّ, without teshdeed; but that A 'Obeyd and others write it with teshdeed; and that IAmb cites in confirmation of its being thus a verse of 'Amr Ibn-Maadeekerib, at the end of which occurs the expression شَغَلُوهُ عَنْ شَرْبِ المَقَدِّ; without ى; [app. for مَقَدِّى;] adding, that it is thus called in relation to مَقَدٌّ, a town of Damascus, in the mountain overlooking El-Ghór: (L:) A 'Obeyd says, I hold it to be correctly مَقَدِّىٌّ; and I heard Rejà Ibn-Selemeh explain this as signifying “ wine diminished to half its quantity by boiling; ” as though it were divided (قُدَّ) in halves: (Sh, L:) IB adds, that Aboo-t-Teyyib the lexicologist says, that the word in question is with د without teshdeed; from مَقَدٌ; and is only written with teshdeed by poetic licence: and in confirmation of this assertion, IB cites verses in which the name of the town and that of the beverage are written without teshdeed. (L.) b2: ثَوْبٌ مَقَدِىٌّ A certain well-known kind of cloth, or garment: (L, TA:) you say ثِيَابٌ مَقَدِيَّةٌ. (K. [In the CK, erroneously, مَقَدِّيَّةٌ.])

مقد: مَقَدٌ: من قُرَى البَثَنِيَّةِ. والمَقدِيَّة، خفيفة الدال: قرية

بالشام من عمل الأُرْدُنّ، والشرابُ منسوب إِليها. غيره: المَقَدِي، مخفف

الدال: شراب منسوب إِلى قرية بالشام يتخذ من العسل؛ وقال الشاعر:

عَلِّلِ القَوْمَ، قَلِيلاً،

بابنِ بِنْتِ الفارِسِيَّة

إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا، اليَوْ

مَ، شَراباً مَقَدِيَّهْ

وأَنشد الليث:

مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للنا

سِ شَراباً، وما تَحِلُّ الشَّمُولُ

وروى الأَزهري بسنده عن منذر الثوري قال: رأَيت محمد بن عليّ يشربُ

الطِّلاءَ المَقَدِيَّ الأَصفر، كان يرزقه إِياه عبد الملك، وكان في ضيافته

يرْزُقه الطِّلاءَ وأَرطالاً من لحم. قال شمر: سمعت أَبا عبيد يروي عن

أَبي عمرو: المَقَدِيُّ ضَرْب من الشراب، بتخفيف الدال؛ قال: والصحيح عندي

أَن الدال مشدّدة؛ قال: وسمعت رجاء بن سلمة يقول المَقَدِّيُّ، بتشديد

الدال، الطِّلاءُ المُنَصَّف مشبه بما قُدَّ بنصفين؛ قال: ويصدقه قول عمرو

بن معديكرب:

وهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً،

وهُمْ شغَلوه عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ

قال ابن سيده: أُنشد بغير ياء، قال: وقد يجوز أَن يكون أَراد المَقَدّي

فحذف الياء. قال ابن بري: وجعل الجوهري المَقَدي مخففاً، وهو المشهور عند

أَهل اللغة، وقد حكاه أَبو عبيد وغيره مشدّد الدال، رواه ابن الأَنباري

واستشهد على صحته ببيت عمرون بن معديكرب، حكى ذلك عن أَبيه عن أحمد بن

عبيد، وأَن المَقَدِّيّ منسوب إِلى مَقَدّ، وهي قرية بِدِمَشْق في الجبل

المشرف على الغَوْر؛ وقال أَبو الطيب اللغوي: هو بتخفيف الدال لا غير منسوب

إلى مَقَد؛ قال: وإِنما شدّده عمرو بن معديكرب للضرورة؛ قال: وكذا يقتضي

أَن يكون عنده قول عدي بن الرقاع في تشديد الدال أَنه للضرورة وهو:

فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ، لَعِبَتْ به

عُقارٌ، ثَوَتْ في سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا

مَقَدِّيَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها،

إِذا ما أَرادُوا أَن يَرُوحوا بها صَرْعَى

قال: والذي يشهد بصحة قول أَبي الطيب أَنها منسوبة إِلى مقد، بالتخفيف،

قول الأَحوص:

كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا

حَوَى الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ،

يُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْـ

ـكِ والكافُورِ والشَّهَدِ

قال: وكذلك قول العرجي:

كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً،

أَبى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خادِعُ

وكذلك قول الآخر:

مَقَدِيّاً أَحَلَّه اللَّهُ للناس

قال: زعم قائل هذا البيت أَنّ المَقَدِيَّة شراب من العسل كانت الخلفاء

من بني أُمَيَّة تشربه.

والمَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الثياب.

مقد
: (المَقَدِيُّ، مخفَّفَةَ الدَّالِ: شَرابٌ) يُتَّخذ (من العَسلِ) ، كَانَت الخُلفاءُ من بني أُمَيصة تَشْرَبُه، وَهُوَ غير مُسْكِر، ورَوعى الأَزهريُّ بِسَنَدِهِ عَن مُنْذِرٍ الثوريِّ قَالَ: رأَيتُ محمّد بن عليَ يشرب الطِّلاَءَ المَقَدِيَّ الأَصْفَر، كَانَ يَرزُقُه إِيّاه عبدُ الْملك، وَكَانَ فِي ضِيَافَته يَرزقُه الطِّلاءَ وأَرْطَالاً من لَحْمٍ) (وَهُوَ غَيْرُ مَنسوبٍ إِلى) المَقعدِ اسْم (قَرْيَةٍ بالشَّامِ، ووَهِمَ الجوهَرِيُّ، لأَنَّ القَرْيَةَ بالتَّشْدِيدِ) ، قَالَ شَمِرٌ: سمعْت أَبا عُبَيْدٍ يَروِي عَن أَبي عمرٍ و: المَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الشَّراب، بتَخْفِيف الدَّال، قَالَ: وَالصَّحِيح عِنْدِي أَن الدالَ مُشَدَّدَة، قَالَ: وسَمعتُ رَجَاءَ بن سَلَمَة يَقُول: المَقَدِّي، بتَشْديد الدَّال: الطِّلاَءُ المُنَصَّف، مُشَبَّه بِمَا قُدَّ بِنِصْفَيْنِ قَالَ: ويُصَدِّقه قولُ عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِبَ:
وَهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسْلَحِبًّا
وَهُمْ شَغَلُوهُ عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ قَالَ ابْن سِيده: أُنْشِد بغيرِ ياءٍ (قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون أَراد المقَدِّي، فَحذف الياءَ) قَالَ ابْن بَرِّيِّ: (وَجعل الجوهريّ المَقَدِي، مخفَّفاً، وَهُوَ الْمَشْهُور عِنْد أَهل اللُّغَة) ، وَقد حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وغيرُه مُشَدَّدَ الدَّالِ، رَوَاهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ، واستشْهدَ على صِحَّته بِبَيْت عَمْرِو بن مَعْدِ يكربَ، حكَى ذالك عَن أَبيه عَن أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدٍ، وأَنَّ المَقَدِّيَّ مَنْسُوبٌ إِلى مَقَدّ، وَهِي قَرْيَةٌ بِدِمَشْق فِي الجَبَل المُشْرِف على الغَوْرِ، فهؤلاءِ جُمْلَةُ مَن ذهب إِلى التَّشديد، وَقَالَ أَبو الطَّيِّبُ اللغَويّ: هُوَ بتَخْفِيف الدالِ لَا غيرُ، مَنْسُوبٌ إِلى مَقَدَ، قَالَ: وإِنما شدَّده عَمرُو بن مَعد يكربَ للضّرورة، قَالَ: وَكَذَا يَقْتَضِي أَن يكون عِنْده قولُ عَدِيِّ بن الرِّقاع فِي تَشديد الدَّال أَنه للضَّرُورَة، وَهُوَ:
فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ لَعِبَتْ بِهِ
عُقَارٌ ثَوتْ فِي سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا
مَقَدِّيَّةٌ صَهْبَاءُ بَاكَرْتُ شُرْبَهَا
إِذَا مَا أَرَادُوا أَنْ يَرُوحُوا بِهَا صَرْعَى

تَابع كتاب قَالَ: وَالَّذِي يَشْهَد بِصِحَّة قَول أَبي الطَّيْبِ قَول أَبي الأَحْوَص.
كَأَنَّ مُدَامَةً مِمَّا
حَوَى الحَانُوتُ مِنْ مَقَدِ
يُصَفَّقُ صَفْوُهَا بِالمِسْ
كِ والكَافُورِ والشَّهَدِ
وَكَذَلِكَ قَوْلُ العَرْجِيّ:
كَأَنَّ عُقَاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً
أَبَى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خَادِعُ
وأَنشد اللَّيْث:
مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ الله لِلنَّا
سِ شَرَاباً وَمَا تَحِلُّ الشَّمُولُ
وَقَالَ آخر:
عَلِّلِ القَوْمَ قَلِيلاً
يَا ابْنَ بِنْتِ الفَارِسِيَّهْ إِنَّهُمْ قَدْ عَاقَرُوا اليَوْ
مَ شَرَاباً مَقَدِيَّهْ
(وَقد تقدَّمَ) الْبَحْث فِيهِ (ف ق د د) فراجِعْه.
(والمَقَدِيَّةُ) بِالتَّخْفِيفِ (: ثِيَابٌ م) مَعْرُوفَة، قَالَ ابنُ دُريد: ضَرْبٌ من الثِّيَابِ، وَلَا أَدرِي إِلى مَا يُنْسَب، وَيُقَال ثوْبٌ مَقَدِيٌّ.
(و) المَقَدِيَّةُ (: ة) بِالشَّام مِن عَمَل الأُرْدُنِّ، وإِليها نُسِب الشَّرَابِ، وَيُقَال إِنها مَقَدٌ، وَقد جاءَ ذِكْرُهَا فِي الأَشْعَار.

قلب

(قلب)
الشَّيْء قلبا جعل أَعْلَاهُ أَسْفَله أَو يَمِينه شِمَاله أَو بَاطِنه ظَاهره وَيُقَال قلب الْأَمر ظهرا لبطن اختبره وقلب التَّاجِر السّلْعَة تبصرها وقلب عينه وحملاقه غضب وتهدد وَفُلَانًا عَمَّا يُرِيد صرفه عَنهُ وَالله فلَانا إِلَيْهِ توفاه وَلِلْقَوْمِ قليبا حفر والداء فلَانا أصَاب قلبه

(قلب) قلبا كَانَت شفته منقلبة وَيُقَال قلبت الشّفة فَهُوَ أقلب وَهِي قلباء (ج) قلب

(قلب) فلَان شكا قلبه فَهُوَ مقلوب وَالدَّابَّة أَصَابَهَا القلاب فَمَاتَتْ
قلب قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنَّهَا حفرت فِي الْإِسْلَام وَلَيْسَت بعادِيَّة وَذَلِكَ أَن يحتفر الرجل الْبِئْر فِي الأَرْض الْموَات الَّتِي لَا ربّ لَهَا يَقُول: فَلهُ خمس وَعِشْرُونَ ذِرَاعا حواليها حريما لَهَا لَيْسَ لأحد من النَّاس أَن يحتفر فِي تِلْكَ الْخمس وَالْعِشْرين الذِّرَاع بِئْرا وَإِنَّمَا شبهت هَذِه الْبِئْر بِالْأَرْضِ الَّتِي يُحْيِيها الرجل فَيكون مَالِكًا لَهَا بِحَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ. وَأما قَوْله: فِي القَلِيب خَمْسُونَ ذِرَاعا فَإِن القليب الْبِئْر العادية الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا ربٌّ وَلَا حافر تكون بالبَراري فَيَقُول: لَيْسَ لأحد أَن ينزل على خمسين ذِرَاعا مِنْهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهَا عَامَّة للنَّاس فَإِذا نزلها نَازل منع غَيره وَهَذَا كَحَدِيث رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ فضل الْكلأ. وَإِنَّمَا معنى النُّزُول أَن لَا يتخذها أحد دَارا وَيُقِيم بهَا. فَأَما أَن يكون عَابِر سَبِيل فَلَا.
ق ل ب: (الْقَلْبُ) الْفُؤَادُ. وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْعَقْلِ. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] أَيْ عَقْلٌ. وَ (الْمُنْقَلَبُ) يَكُونُ مَكَانًا وَمَصْدَرًا كَالْمُنْصَرَفِ. وَ (قَلَبَ) الْقَوْمَ صَرَفَهُمْ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَقَلَبْتُ النَّخْلَةَ نَزَعْتُ قَلْبَهَا. وَ (قَلْبُ) النَّخْلَةِ بِفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا لُبُّهَا. وَ (الْقَلْبُ) مِنَ السِّوَارِ مَا كَانَ قَلْبًا وَاحِدًا. قُلْتُ: وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَا كَانَ قَلْدًا وَاحِدًا يَعْنِي مَا كَانَ مَفْتُولًا مِنْ طَاقٍ وَاحِدٍ لَا مِنْ طَاقَيْنِ. وَفُلَانٌ حُوَّلٌ (قُلَّبٌ) بِوَزْنِ سُكَّرٍ فِيهِمَا أَيْ مُحْتَالٌ بَصِيرٌ بِتَقْلِيبِ الْأُمُورِ. وَ (الْقَالَبُ) بِالْفَتْحِ قَالَبُ الْخُفِّ وَغَيْرِهِ. وَ (الْقَلِيبُ) الْبِئْرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى. قُلْتُ: يَعْنِي قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بِالْحِجَارَةِ وَنَحْوِهَا. يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ الْبِئْرُ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ. 
ق ل ب : قَلَبْتُهُ قَلْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَوَّلْتُهُ عَنْ وَجْهِهِ وَكَلَامٌ مَقْلُوبٌ مَصْرُوفٌ عَنْ وَجْهِهِ وَقَلَبْتُ الرِّدَاءَ حَوَّلْتُهُ وَجَعَلْتُ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ وَقَلَبْتُ الشَّيْءَ لِلِابْتِيَاعِ قَلْبًا أَيْضًا تَصَفَّحْتُهُ فَرَأَيْتُ دَاخِلَهُ وَبَاطِنَهُ وَقَلَبْتُ الْأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ اخْتَبَرْتُهُ وَقَلَبْتُ الْأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ وَقَلَّبْتُ بِالتَّشْدِيدِ فِي الْكُلِّ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ} [التوبة: 48] .

وَالْقَلِيبُ الْبِئْرُ وَهُوَ مُذَكَّرٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْقَلِيبُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْبِئْرُ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ مَطْوِيَّةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَطْوِيَّةٍ وَالْجَمْعُ قُلُبٌ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ.

وَالْقَلْبُ مِنْ الْفُؤَادِ مَعْرُوفٌ وَيُطْلَقُ عَلَى الْعَقْلِ وَجَمْعُهُ قُلُوبٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَقَلْبُ النَّخْلَةِ بِفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّهَا هُوَ الْجُمَّارُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ النَّخْلَةِ وَجَمْعُهُ قُلُوبٌ وَأَقْلَابٌ وَقِلَبَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ وَقِيلَ قُلْبُ النَّخْلَةِ بِالضَّمِّ السَّعَفَةُ قُلْبُ الْفِضَّةِ بِالضَّمِّ سِوَارٌ غَيْرُ مَلْوِيٍّ مُسْتَعَارٌ مِنْ قُلْبِ النَّخْلَةِ لِبَيَاضِهِ وَالْقَالَبُ بِفَتْحِ اللَّامِ قَالَبُ الْخُفِّ وَغَيْرِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُهَا وَالْقَالِبُ بِكَسْرِهَا الْبُسْرُ الْأَحْمَرُ وَأَبُو قِلَابَةَ بِالْكَسْرِ مِنْ التَّابِعِينَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْجَرْمِيُّ. 
(قلب) - فِى الحديث : "أَعوذُ بكَ مِن كآبة المُنْقَلَب"
: أي الانْقلاَب من السَّفر، والانصَرافِ إلى ما يكْتَئِبُ منه، فتُصِيبُه الكآبةُ والحُزْن مِنْ أَجله .
وقَلَبْتُه - بالتخفيف -: كَبَبتُه، فإذا ثقَّلتَ اللاّم فهو للمُبَالَغةِ، أو للتّكثِير.
- وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أنّه كان يقول لمُعَلِّم الصِّبْيان: اقْلِبْهُم "
: أي اصْرِفْهم إلى مَنازِلهم.
في الحديث : "أنّه رَأَى في يَدِ عائشةَ - رضي الله عنها - قُلْبَيْن"
القُلْبُ: السِّوَارُ. وقيل: هو ما كانَ قَلْدًا وَاحدًا.
وقال صاحِبُ التَّتِمَّة: هو الخَلْخَال، والخَلْخَال لا يُلبَسُ في اليَدِ. وجَمعُه : قِلَبَة وأَقْلابٌ. - في الحديث: "أنّه وَقَفَ على قَلِيبِ بَدْرٍ"
وهو البِئْر التي لم تُطْوَ، يُذَكَر وُيؤَنَّث، وجمعه : قُلْب، فإذَا طُوِىَ فهو طَوِيٌّ.
وقال صاحبُ التَّتِمَّة: القَلِيب: حَفِيرَةٌ نُقِل تُرابُها.
- في الحديث: "فانطَلَق يَمشي ما به قَلبَة "
: أي أَلَمٌ تُقلَب له رِجْلٌ لمُعالَجتِه مِن رجل صَاحِبِه الذي يختلف من أَجلِه إلى المُعالِج، أو رِجْل المُعالَج الذي يَجِيءُ إليه يُعَالجه، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب.
* وقد بَرِئْت وما بالصَّدْرِ مِن قَلَبَهْ *
وقيل: هي مِن قُلابِ القَلْبِ؛ وهو دَاؤُه.
- في حديث ابنِ مسعودٍ - رضيَ الله عنه -: "كانت المرأةُ تَلْبَسُ القَالَبَيْن تَطاوَلُ بهما "
فقيل لعبد الرازق: مَا القَالَبَين قال: رَقيصَينْ مِن خَشَب، والرَّقِيصُ: النَّعْل، بلغَةِ أهل اليَمَنِ، وَبَنُو أسَدٍ يُسَمُّونَ النَّعْلَ: الغَرِيفَةَ . والقالَب - تُكْسَرُ لاَمُهُ، وتُفتَح - قيل: إنّه مُعَرَّبٌ.
قلب
القَلْبُ: مُضْغَة من الفُؤاد مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ. وفي الحَدِيث: " إنَّ لكلِّ شَيْءِ قَلْباً وإن قَلْبَ القُرْآنِ يس " وقَلَبْتُ الرَّجُلَ: أصبْت قَلْبَه. والقُلابُ: داءٌ يَأْخُذُ البَعِيرَ يَشْتَكي منه قَلْبَه فَيَمُوت، بَعِيرٌ مَقْلُوبٌ وناقَةٌ مَقْلُوبَةٌ. ومَوْتٌ قلاب: شدِيدٌ يُصِيْبُ القُلُوبَ.
وقَلْبُ النَّخْلةِ: شَطْبَةٌ بيضاءُ تَخرجُ في وَسَطِها، ويُقال: قُلْبٌ وقِلْبٌ، وجَمْعُه قِلَبَةٌ. وأقْلَبَتِ النَّخلةُ: أخْرَجَتْ قُلْبَها.
والقالب: البُسْرُ الأحْمَرً.
وجِئْتُكَ بهذا الأمْرِ قَلْباً: أي مَحْضاً لا يَشُوْبُه شَيْءٌ. وإنَّه لَمَهْرِيٌّ قُلُبٌ ومَهْريةٌ قَلْبٌ. وعَرَبيٌّ قَلْبٌ.
وتَحْوِيْلُكَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه: قَلْبٌ، تقول: كلامٌ مَقْلُوبٌ، قَلَبْتُه فانْقَلَبَ، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّبَ. وصَرفكَ إنساناً تَقْلِبُه عَمّا يُرِيْدُه.
ويُقال: أقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حَانَ لها أنْ تُقْلَبَ.
والمُنْقَلَبُ: مَصِيرُ العِبَادِ إلى الآخرة. والقُلَّبُ الحُوَّلُ: الذي يُقَلِّبُ الأمورَ.
ويقولون: أقْلَبَكُم مُقْلَبَ أوليائه، ومَقْلَبَ أيضاً.
وقَلَّبَ عَيْنَه عَلَيَّ: عند الغَضَبِ والوَعِيْدِ.
والقُلْبُ من الأسْوِرَةِ: ما كانَ قَلْداً واحِداً. ويقال للحَيَّة البيضاء: قُلْبٌ تَشْبِيهاً به. والقَلِيْبُ: البِئْرُ قَبْلَ الطي، يُذَكَّرُ وُيؤنَّثُ، والجميع القُلُب. ويُقال قَلَبْتُ للقَوْم قَلِيباً: أي حَفَرْت لهم بِئراً، أقْلِبُ قَلْباً.
والقُلُّوْبُ والقِلَّوْبُ: اسْمُ الذِّئْبِ، والقِلَّيْبُ أيضاً، وكذلك القِلابُ.
والقَلَبُ: انْقِلابُ الشَفَةِ، رَجُلٌ أقْلَبُ، وشَفَة قَلْبَاءُ.
و" ما به قَلَبَةٌ " أي داءٌ وغائلةٌ، وقيل: هو مَأخوذٌ من القُلاَب، وقيل: ما به حَوَلٌ وما به شَيْءٌ يُقْلِقُه.
والقالَبُ: دَخِيْلٌ، وتُكْسَرُ اللامُ. والقِلَّبُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ.
ويُقال: امْرَأةٌ قَيْلَبُوْنٌ: لِلّتي تُتَدَاوَلُ فَتَكون عند الزَّوْج بعد الزوْج.
والقُلاَبُ: اسْم أرْضٍِ لِبَني أسَدٍ. والقُلَّيْبُ: من خرَزَاتِ العَرَب كالقَبَلَةِ.
ق ل ب

قلب الشيء قلباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب، وكلام مقلوب. وقلب رداءه. وقلبه لوجهه: كبّه، وقلبه ظهراً لبطن. وقلب البيطار قوائم الدابّة: رفعها ينظر إليها. وتقلّب على فراشه. والحية تتقلّب على الرمضاء. وأقلبت الخبزة: حان لها أن تقلب. ورجلٌ أقلب: متقلب الشّفة. وشفة قلباء: بيّنة القلب، وقلبت شفته. وقلب حملاق عينيه عند الغضب. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجنّ

وحفل قليباً وقلباً وهي البئر قبل الطيّ فإذا طويت فهي الطويّ، وقلبت للقوم قليباً: حفرته لأنه بالحفر يقلب ترابه قلباً، والقليب في الأصل: التراب المقلوب. وقلبته: أصبت قلبه، وقلبه الداء: أخذ قلبه، وقلب فلان فهو مقلوب. وقلبت ناقته. قال ابن مولى المدنيّ:

يا ليت ناقتي التي أكريتها ... قلبت وأورثها النجاز سعالا

وبه قلابٌ، وما به قلبةٌ: داء يتقلّب منه على فراشه أو هي من القلاب ثم اتسع فيها. قال النمر:

أودى الشباب وحبّ الخالة الخلبه ... وقد برئت فما في الصدر من قلبه

ومن المجاز: قلب المعلّم الصبيان: صرفهم إلى بيوتهم، وقلب التاجر السّلعة وقلّبها: تبصّرها وفتّش عن أحوالها. وقلّب الدابة والغلام. ورجل قلّب حوّل: يقلب الأمور ويحتال الخيل. " وقلّبوا لك الأمور " وانقلب فلان سوء منقلب. وكلّ أحد يصير إلى منقلبه. وأنا أتقلّب في عمائه. وهو يتقلّب في أعمال السلطان " فانقلبوا بنعمةٍ من الله " " فأصبح يقلّب كفّيه ": يتندم. وهو قالب الخفّ وغيره لما يقلب به جعل الفعل له وهو لصاحبه. وقلب المجنون عينه إذا غضب فانقلبت حماليقه. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجن

ورجل قلبٌ: محضٌ واسطٌ في قومه وامرأة قلبٌ وقلبةٌ. قال أبو وجزة:

قلبٌ عقيلة أقوام ذوي حسبٍ ... ترمى المقانب عنها والأراجيل

أي تذبّ عنها لعزة قومها. وأعرابي قلب. وإنه لمن قلوب المهاري إذا كان من سرّها. وجئتك بهذا الأمر قلباً: محضاً. وفي الحديث " إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس ". وكان يحيى ابن زكرياء يأكل الجراد وقلوب الشجر. وقطع قلب النخلة وقلبها: شحمتها وهي الجمّار، وقطع قلبة النخل، وقلبت النخلة: نزعت قلبها. وفي يدها قلب فضّةٍ: سوار شبّه بقلب النخلة في بياضها. ويقال للحية البيضاء: قلب.
[قلب] القَلْب: الفؤاد، وقد يعبَّر به عن العقل قال الفراء في قوله تعالى: (إنَّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قلب) : أي عقل. وقلبت الشئ فانقلبَ، أي انكبَّ. والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ويكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف. وقلبته بيدى تقليبا. وتقلب الشئ ظَهراً لبطنٍ، كالحيَّة تتقلَّب على الرَمْضاء. وقَلَبْتُ القومَ كما تقول صَرَفْتُ الصِبيان، عن ثعلب، وقَلَبْتُهُ، أي أصبت قلبه. وقَلَبْت النخلةَ: نزعت قِلْبَها. وقَلَبَت البُسْرَةُ، إذا احمرت. والقلب بالتحريك: انقلاب الشفة، رجل أقلب، وشفة قلباء بينة القلب. وأقلبت الخبزة، إذا حان لها أن تُقْلَبَ. قال الأصمعيّ: القُلابُ: داءٌ يأخذ البعير فيشتكي منه قَلبه فيموت من يومه، يقال بعير مقلوب، وقد قُلِبَ قُلاباً، وناقة مقلوبة. وأقْلَبَ الرجُل، إذا أصاب إبله ذلك. وقولهم: ما به قَلَبَةٌ، أي ليست به عِلَّةٌ. قال الفراء هو مأخوذ من القلاب. قال النمر بن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالقلب من قلبه أي برئت من داء الحب. وقال ابن الاعرابي: معناه ليست به علة يقلب لها فينظر إليه. قال حميد الارقط وذكر فرسا: ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبليه بها حبار أي لم يقلب قوائمها من علة بها. وقلب العقرب: منزِلٌ من منازل القمر، وهو كوكبٌ نَيًّرٌ وبجانبه كوكبان. وقولهم: هو عربيٌّ قَلْبٌ، أي خالص، يستوى فيه المذكر والمؤنت والجمع، وإن شئت قلت امرأة قَلْبَةٌ وثنَّيتَ وجمعتَ. وقَلْبُ النخلة: لُبُّها، وفيه ثلاث لغات قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ، والجمع القِلَبَة. والقُلْبُ من السِوارِ: ما كان قلباً واحداً . والقُلْبُ أيضاً: حيَّة تشبَّه به. والمِقْلَبُ: الحديدة التي تُقلبُ بها الأرض للزراعة. وقولهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ، أي محتالٌ بصير بتقليب الامور. والقليب، مثال السكين: الذئب، وكذلك القلوب، مثل الخنوص. قال الشاعر: أيا أمة بكى على أم واهب * أكيلة قلوب بإحدى المذانب والقالَبُ، بالفتح: قالَبُ الخُفّ وغيره. والقالِبُ، بالكسر: البُسْرُ الأحمر. والقَليب: البئر قبل أن تُطْوى ، تذكَّر وتؤنث، وقال أبو عبيد: هي البئر العاديَّة القديمة، وجمع القلَّة أقلبة. قال عنترة يصف جُعَلاً: كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً * هَدوجاً بين أقلبة ملاح والكثير قلب. قال الشاعر : وما دام غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّب * بها قُلُب عاديَّةٌ وكِرارُ وقد شبَّه العجَّاج بها الجِراحات فقال:

عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي من سبر * وأبو قلابة: رجل من المحدثين.
[قلب] في ح أهل اليمن: أرق «قلوبًا» وألين أفئدة، القلب أخص من الفؤاد استعمالًا، وقيل: قريبان من السواء، وذكرهما تأكيدًا لاختلاف اللفظ، وقلب كل شيء: خالصه ولبه. ومنه ح: و «قلب» القرآن يس. ط: أي لبه، وذلك لاحتوائها على آيات ساطعة وبراهين قاطعة وعلوم مكنونة ومواعيد رغيبة وزواجر بليغة مع قصر نظمها. نه: وح: إنه يحيى عليه السلام كان يأكل الجراد و «قلوب» الشجر، اي الذي ينبت في وسطها غضًّا طريًّا قبل أن يقوى ويصلب، جمع قلب - بالضم للفرق، وكذا قلب النخلة. وفيه: كان عليٌّ قرشيًّا «قلبًا»، أي خالصًا من صميم قريش. وقيل: أي فهما فطنا نحو «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب». وفيه: أعوذ بك من كآبة «المنقلب»، أي الانقلاب من السفر والعودة إلى الوطن - يعني يعود إلى بيته فيري فيه ما يحزنه، والانقلاب الرجوع مطلقًا. ن: وسوء «المنقلب» - بفتح لام، أي المرجع. ط: بأن يرجع بخسران تجارة أو مرض أو غير مقضي الحوائج أو يجد مرضًا في أهله. نه: ومنه ح صفية: ثم قمت «لأنقلب» فقام معي «ليقلبني»، أي لأرجع إلى بيتي فقام معي يصحبني. ن: هو بفتح باء، اي ليردني إلى منزلي. وفيه: جواز مشي المعتكف ما لم يخرج من المسجد. وح: «أقلبوه»، أي ردوه وصرفوه، أنكره الجمهور وصوبوا: قلبوه. نه: وح المنذر: حين ولد «فأقلبوه» فقالوا: «أقلبناه» يا رسول الله، وصوابه: قلبناه، أي رددناه. وح: كان يقول لمعلم الصبيان: «أقلبهم»، أي اصرفهم إلى منازلهم. وفي ح عمر: بينا يكلم إنسانًا إذ اندفع جرير يطريه ويطنب فقال: ما تقول يا جرير! وعرف الغضب في وجهه، فقال: ذكرت أبا بكر وفضله، فقال عمر: «اقلب قلاب» - وسكت، هو مثل يضرب لمن تكون منه السقطة فيتداركها بأن يقلبها عن جهتها ويصرفها إلى غير معناها، يريد: اقلب يا قلاب.وح: مثل «القلب» كريش - يجيء في مث. و «مقلب القلوب»، أي مبدل الخواطر وناقض العزائم فإنها تحت قدرته يقلبها كيف يشاء. وفيه: و «قلوبهم قلب» واحد، ما متضائفان أو موصوف وصفة. ط: كقلب واحد - مر شرحه في إصبع. ج: حتى تصير على «قلبين»، أي تصير القلوب على قسمين. وفيه: «فقلبوه» فاستفاق صلى الله عليه وسلم، قلبت الصبي وغيره - إذا رددته من حيث جاء، فاستفاق - مر في ف. وح: ليكاد أن «ينقلب» البعض، لعل ذلك البعض المقلدون أو من لم يكن له رسوخ. ط: «يتقلب» في شجرة، أي يتبختر في الجنة ويمشي لأجل شجرة قطعها من الطريق. ش: يفرغ في «قالبه» - بفتح لام، وكسرها لغة. غ: «وقلبوا لك الأمور» بغوا لك الغوائل. و «تقلبهم ذات اليمين» أنث لإرادة الناحية. و ««يقلب» كفيه» تقليبها من فعل الأسف النادم.
الْقَاف وَاللَّام وَالْبَاء

الْقلب: تَحْويل الشَّيْء عَن وَجهه.

قلبه يقلبه قلبا، وأقلبه، الْأَخِيرَة عَن اللحياني وَهِي ضَعِيفَة، وَقد انْقَلب.

وقلب الشَّيْء، وَقَلبه: حوله ظهرا لبطن.

وقلب الْأُمُور: بحثها وَنظر فِي عواقبها، وَفِي التَّنْزِيل: (وقلبوا لَك الْأُمُور) كُله مثل بِمَا تقدم.

وتقلب فِي الْأُمُور، وَفِي الْبِلَاد: تصرف فِيهَا كَيفَ شَاءَ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَلَا يغررك تقلبهم فِي الْبِلَاد) مَعْنَاهُ: فَلَا يغررك سلامتهم فِي تصرفهم فِيهَا، فَإِن عَاقِبَة امرهم الْهَلَاك.

وَرجل قلب: يتقلب كَيفَ يَشَاء.

وتقلب ظهرا لبطن، وجنباً لجنب: تحول، وَقَوله تَعَالَى: (تتقلب فِيهِ الْقُلُوب والأبصار) . قَالَ الزّجاج: ترجف وتخف من الْجزع وَالْخَوْف، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: أَن من كَانَ قلبه مُؤمنا بِالْبَعْثِ والقامة ازْدَادَ بَصِيرَة وَرَأى مَا وعد بِهِ، وَمن كَانَ قلبه على غير ذَلِك رأى مَا يُوقن مَعَه أَمر الْقِيَامَة والبعث، فَعلم ذَلِك بِقَلْبِه، وَشَاهده ببصره، فَذَلِك تقلب الْقُلُوب والأبصار.

وقلب الْخبز وَنَحْوه يقلبه قلبا: إِذا نضج ظَاهره فحوله لينضج بَاطِنه، واقلبها: لُغَة، عَن اللحياني، وَهِي ضَعِيفَة. واقلبت الخبزة: حَان لَهَا أَن تقلب.

واقلب الْعِنَب: يبس ظَاهره فحول.

وَالْقلب: انقلاب فِي الشّفة الْعليا واسترخاء.

شفة قلباء.

وَرجل اقلب.

وَفِي الْمثل: " اقلبي قلاب ".

يضْرب للرجل يقلب لِسَانه فيضعه حَيْثُ شَاءَ.

وقلب الْمعلم الصّبيان يقلبهم: أرسلهم ورجعهم إِلَى مَنَازِلهمْ.

واقلبهم: لُغَة ضَعِيفَة، عَن اللحياني، على أَنه قد قَالَ: إِن كَلَام الْعَرَب فِي كل ذَلِك: إِنَّمَا هُوَ قلبته، بِغَيْر ألف.

والانقلاب إِلَى الله عز وَجل: الْمصير إِلَيْهِ والتحول.

وَقد قلبه الله إِلَيْهِ، هَذَا كَلَام الْعَرَب.

وَحكى اللحياني: اقلبه، قَالَ: وَقَالَ أَبُو ثروان: اقلبكم الله مُقَلِّب اوليائه، ومقلب أوليائه، فَقَالَهَا بِالْألف.

وَقَلبه عَن وَجهه: صرفه.

وَحكى اللحياني: أقلبه، قَالَ: وَهِي مَرْغُوب عَنْهَا.

وقلب الثَّوْب والْحَدِيث وكل شَيْء: حوله. وَحكى اللحياني فيهمَا: اقلبه. وَقد قدمت أَن الْمُخْتَار عِنْده فِي جَمِيع ذَلِك: قلبت.

وَمَا بالعليل قلبة: أَي مَا بِهِ شَيْء، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي.

وَمَا بالبعير قلبة: أَي لَيْسَ بِهِ دَاء يقلب لَهُ، فَينْظر اليه، قَالَ حميد الأرقط يصف فرسا:

وَلم يقلب أرْضهَا البيطار ... وَلَا لحبلية بهَا حبار

وَمَا بالمريض قلبة: أَي عِلّة يقلب مِنْهَا.

وَالْقلب: الْفُؤَاد، مُذَكّر، صرح بذلك اللحياني، وَالْجمع: اقلب، وَقُلُوب، الأولى عَن اللحياني، وَقَوله تَعَالَى: (نزل بِهِ الرّوح الْأمين على قَلْبك) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: نزل بِهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْك فوعاه قَلْبك وَثَبت، فَلَا تنساه أبدا.

وَقَلبه يقلبه، ويقلبه قلبا، الضَّم عَن اللحياني وَحده: أصَاب قلبه.

وقلب قلبا: شكا قلبه.

والقلاب: دَاء يَأْخُذ فِي الْقلب، عَن اللحياني.

والقلاب: دَاء يَأْخُذ الْبَعِير فيشتكي قلبه فَيَمُوت من يَوْمه.

قَالَ كرَاع: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم دَاء اشتق من اسْم الْعُضْو إِلَّا " القلاب " من: " الْقلب " و" الكباد " من " الكبد "، و" النكاف " من: " النكفتين " وهما غدتان تكتنفان الْحُلْقُوم من اصل اللحي.

وَقد قلب قلابا.

وَقيل: قلب الْبَعِير قلابا: عاجلته الغدة فَمَاتَ.

واقلب الْقَوْم: أصَاب إبلهم القلاب.

وقلب النَّخْلَة، وقلبها، وقلبها: شحمتها، وَهِي هنة رخصَة بَيْضَاء تمتسخ فتؤكل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة مرّة: الْقلب: اجود خوص النَّخْلَة واشده بَيَاضًا، وَهُوَ الخوص الَّذِي يَلِي اعلاها. واحدته: قلبة، بِضَم الْقَاف وَسُكُون اللَّام، وَالْجمع: أقلاب، وَقُلُوب، وقلبة.

وقلب النَّخْلَة: نزع قَلبهَا.

وَقُلُوب الشّجر: مَا رخص من اجوافها وعروقها الَّتِي تقودها، وَفِي الحَدِيث: " إِن يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُل الْجَرَاد وَقُلُوب الشّجر ".

وقلب كل شَيْء: محضه، وَفِي الحَدِيث: " لكل شَيْء قلب، وقلب الْقُرْآن يس ".

وَرجل قلب، وقلب: مَحْض النّسَب، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُؤَنَّث، والمذكر، وَالْجمع، وَإِن شِئْت ثنيت وجمعت، وَإِن شِئْت تركته فِي حَال التَّثْنِيَة وَالْجمع بِلَفْظ وَاحِد، وَالْأُنْثَى: قلب وقلبة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيّ قلب وَقَلْبًا، على الصّفة والمصدر، وَالصّفة اكثر.

وَالْقلب من الاسورة: مَا كَانَ قلدا وَاحِدًا. وَقيل: سوار الْمَرْأَة.

وَالْقلب: الْحَيَّة الْبَيْضَاء، على التَّشْبِيه بِالْقَلْبِ من الأسورة.

والقليب، على لفظ تَصْغِير " فعل ": خرزة يُؤْخَذ بهَا، هَذِه عَن اللحياني.

والقليب، والقلوب، والقلوب، والقلوب، والقلاب: الذِّئْب، يَمَانِية، قَالَ شَاعِرهمْ:

أيا جحمتا بَكَى على أم واهب ... أكيلة قُلُوب بِبَعْض المذانب

والقليب: الْبِئْر مَا كَانَت.

والقليب: الْبِئْر قبل أَن تطوى.

وَقيل: هِيَ العادية الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا رب وَلَا حافر، تكون بالبراري، تذكر وتؤنث.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القليب: مَا كَانَ فِيهِ عين، وَإِلَّا فَلَا. وَالْجمع: أقلبة، وقلب.

وَقيل: الْجمع: قلب، وَفِي لُغَة من أنث، واقلبة، وقلب جَمِيعًا، فِي لُغَة من ذكر.

والقالب، فِي لُغَة بلحارث بن كَعْب: الْبُسْر الْأَحْمَر.

وَقد قلبت تقلب: إِذا احْمَرَّتْ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا تَغَيَّرت البسرة كلهَا فَهِيَ القالب.

وشَاة قالب لون: إِذا كَانَت على غير لون أمهَا، وَفِي الحَدِيث قَالَ شُعَيْب، لمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام: " لَك من غنمي مَا جَاءَت بِهِ قالب لون " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والقالب، والقالب: الشَّيْء الَّذِي تفرغ فِيهِ الْجَوَاهِر ليَكُون مِثَالا لما يصاغ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قالب الْخُف وَنَحْوه، دخيل.

وَبَنُو القليب: بطن من تَمِيم، وَهُوَ: القليب ابْن عَمْرو بن تَمِيم.
قلب
قلَبَ يَقلِب، قَلْبًا، فهو قالِب، والمفعول مَقْلوب
• قلَب القِدْرَ: أفرَغه، جعل أعلاه أسفله "قلَب عربة- قلَب الحقلَ: عزقه لإعداده للزِّراعة" ° قلَب اللهُ فلانًا إليه: توفَّاه- قلَبه رأسًا على عَقِب: جعل عاليه سافله.
• قلَب الصَّفحةَ: جعل باطنَها ظهرَها "قلب ثوبًا"? قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره.
• قلَبَ الحُكْمَ: أبدله، أطاح به "قلَب الجيْشُ نظامَ الحُكْمِ- {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَبُوا لَكَ الأُمُورَ} [ق] "? قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
• قلَب أصدقاءَه: صرَفهم.
• قلَبَ الشَّيءَ إليه: ردَّه، أرجعه " {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} ".
• قلَب عينيه: حوّل بصرَه وصرَفه من جهة إلى جهة " {وَتُقْلَبُ أَفْئِدَتُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ} [ق] ". 

انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على ينقلب، انقلابًا، فهو مُنْقَلِب، والمفعول مُنْقَلَب إليه
• انقلب الشَّيءُ: مُطاوع قلَبَ: انكبَّ، صار أعلاه أسفله أو يمينه شماله أو باطنه ظاهره "انقلب الوعاءُ- انقلبَت سيَّارةٌ- انقلب على ظهره من شدّة الضَّحك".
• انقلب الحُكْمُ: تغيَّر "انقلب وجهُ فلان- انقلبتِ الأدوارُ".
• انقلب الشَّخصُ إلى أهله: رجَع " {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ} - {يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ} - {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} ".
• انقلب على وجهه/ انقلب على عقبيه: رجع عن رأيه أو عقيدته، انصرف، ارتدَّ " {انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} ".
• انقلبَتِ التَّدابيرُ عليه: ارتدَّت، انعكست عليه.
• انقلب على فلان: ناصبه العداءَ، تغيَّر نحوَه أو خاصَمَه بعد مودّة. 

تقلَّبَ/ تقلَّبَ على/ تقلَّبَ في يتقلَّب، تقلُّبًا، فهو مُتقلِّب، والمفعول مُتقلَّب عليه
• تقلَّب الشَّخصُ/ تقلَّب الشَّيءُ: تحوّل من حالة إلى

أخرى، اضطرب وتغيَّر "تقلُّبات الرأي العامّ/ الجوّ/ الأسعار- {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} - {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} - {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} " ° تقلُّبات الحياة/ تقلُّبات الدَّهْر: الحوادث السَّعيدة أو المؤسفة التي تتتابع في الحياة- تقلَّب في النِّعمة: عاش منعّمًا سعيدًا، تمتَّع بها.
• تقلَّب الشَّخصُ على فراشِهِ: أرق، تحوَّل من جانب إلى جانبٍ آخر "مريض متقلِّب على فراشه"? تقلَّب على الجمر: قلِق، شُغِل- تقلَّب على رَمْضاء البُؤس: اكتوى بنار الفقر وعانى من مرارته وشقائه.
• تقلَّب الشَّخصُ في الأمور: تصرَّف فيها كيف شاء " {وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} ".
• تقلَّب في البلاد: تنقَّل فيها "تقلَّب في الوظائف: شغل بالتَّتابع عدّة وظائف".
قلَّبَ يقلِّب، تَقْلِيبًا، فهو مُقَلِّب، والمفعول مُقَلَّب
• قلَّب صفحاتِ الكتاب: بالغ في قَلْبِها، قلبها مرَّة بعد مرَّة "قلَّب الجَمْرَ: حرَّكه وأجّج لهيبَه- {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}: كناية عن النَّدم".
• قلَّب الأمورَ:
1 - درسها بعناية ونظر في عواقبها، اختبرها، تفحَّصها.
2 - دبَّر المكايد " {وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ} ".
• قلَّب الطَّبيبُ المريضَ: فحَصَه "قَلَّبَ التَّاجِرُ البضاعةَ: تبصَّرها، وفتَّش عن أحوالها".
• قلَّب عينيه: أدارهما باضطراب، حوَّل بصرَه من جهة إلى جهة، ونقله سريعًا " {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} ".
• قلَّب الفلاحُ الأرضَ: حرثَها.
• قلَّب اللهُ اللَّيلَ والنَّهارَ: بدَّل بينهما، غيَّر من حال إلى حال " {يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} - {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} ". 

انْقِلاب [مفرد]: ج انقلابات (لغير المصدر):
1 - مصدر انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على.
2 - تحوُّل الشّيء عن وجهه.
3 - (سة) تغيير في نظام الحُكْم واستيلاءٌ عليه بالقوَّة، ويقوم به في العادة بعضُ رجال الجيش "انقلابٌ عَسْكَرِيٌّ/ سياسيٌّ- حركة انقلابيَّة".
• الانقلاب الشِّتويّ: (جغ) الوقت الذي ترتدّ فيه الشّمسُ من أقصى انحرافها بالنِّسبة إلى الأرض، ويكون في أوّل يوم من أيّام فصل الشِّتاء.
• الانقلاب الصَّيفيّ: (جغ) الوقت الذي ترتدّ فيه الشَّمسُ من أقصى انحرافها بالنِّسبة إلى الأرض، ويكون في أوّل يوم من أيّام فصل الصَّيف. 

تقلُّبات [جمع]
• التَّقلُّبات السِّعريَّة: (قص) عمليات الصعود والهبوط في سِعْر الاستثمار بشكل عامّ، وكلّما كان حجم هذا الارتفاع والانخفاض كبيرًا كان الاستثمار عُرْضة للتقلُّب. 

قالَب/ قالِب [مفرد]: ج قَوالِبُ:
1 - ما تُفرَّغُ فيه المعادنُ وغيرُها ليكون مثالاً لما يصاغُ منها "قالب الحَدَّاد".
2 - ما يُجْعَل في الحذاء ليتَّسع أو لِيستقيم "ضاق حذاؤُه على قدمه فوضعه في القالب".
3 - قطعة من شيءٍ "قالب صابون/ جُبْن/ شوكولاتة/ سُكَّر".
4 - شكل "قالب جسم".
5 - صياغة، تركيب "قالب جملة". 

قُلاب [مفرد]: (طب) داءٌ يصيب القلب "أصابه قُلاب فاستشار الطَّبيبَ بشأنه". 

قَلْب [مفرد]: ج قُلُوب (لغير المصدر):
1 - مصدر قلَبَ.
2 - مركز، وسط ولُبّ كلّ شيء "قَلْب الثَّمَرة/ المدينة- قَلْب النَّخلة: جمّارها".
3 - (حد) أن يبدِّل الرَّاوي شخصًا أو اسمًا أو كلمة أخرى في سند الحديث أو في متنه تقديمًا أو تأخيرًا.
4 - (شر) عضوٌ عَضَليّ أجوف يستقبل الدّمَ من الأوردة ويدفق بالشرايين، قاعدته إلى أعلى معلقة بنياط في الجهة اليسرى من التجويف الصدريّ، وبه تجويفان: يساريّ به الدّمُ الأحمر، ويمينيّ به الدم الأزرق المحتاج إلى التنقية، وبكلّ تجويف تجويفان فرعيّان يفصل بينهما صمام، ويسمّى التجويف العلويّ الأذين، والتجويف السُّفلي البُطَيْن، وقد يعبَّر بالقلب عن العقل باعتباره مركزًا للإدراك والأحاسيس وموضعًا للهدى والتقوى والطَّهارة والسَّكينة وكذلك للإثم واللَّهو والزَّيغ والغيظ والحسرة ...

إلخ "أمراض القلب- فلان قاسي القلب- انقباض قلب: كآبة وحزن- تخصَّص الطَّبيب بجراحة القَلْب- تحيَّاتي القلبيَّة- {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} - {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا} - {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}: وهو مثل ضُرب لمن ظاهر زوجته، فكما لا يوجد للرجل قلبان في جوفه كذلك لا تكون امرأة المظاهر أُمَّه لأنّه لا توجد أمّان للشّخص الواحد" ° أبيض القلب: طاهر، لا ينوي سوءًا- أعمى القلب: لا يهتدي إلى الصَّواب- بسيط القلب: طبيعيّ، ساذج، على الفطرة- بلَغت القلوبُ الحناجرَ: اشتدَّت الأمورُ وعمَّ الضِّيقُ، تعبير عن شِدّة الخوف- جامد القلب: قاسٍ لا يتأثَّر بسهولة- حدَّثه قلبُه: أعلمه، أحسَّ مسبَّقًا بشيء، وخامره شعور به- حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير، طُبع في ذاكرته- ذو قلب دافئ: عطوف وكريم- رَجُل بلا قلب: بلا رحمة- سليم القلب: صالح الضَّمير، صافي النِّيَّة- ضعيف القلب: جَبان- فتَح قلبَه: باح بسرِّه، كشف عن خفايا قلبه- فلانٌ مخلص قلْبًا وقالبًا: باطنًا وظاهرًا- قَلْب الهجوم: لاعب الهجوم في لعبة كرة القدم- قلبًا وقالبًا: كلِّيًّا، بدون قيد، باطنًا وظاهرًا- قَلْبٌ من ذهب: قلب صادق مخلص، مُحبٌّ خالٍ من كلّ شائبة- كان قلبه على كفِّه: كان يخاطر بنفسه- مريض القلب: حاقد، موسوس، شكّاك- مِنْ القلب إلى القلب: مخلص، صادق- مِنْ صميم القلب: بكلِّ إخلاص وصِدْق- مِنْ كلِّ قلبه: بكُلِّ جوارحه.
• مرسام القلب الكهربائيّ: (طب) آلة تسجّل الاختلافات في التيّارات الكهربيّة الناشئة عن انقباضات مختلف عضلات القلب، وما تسجّله هذه الآلة يُسمّى: رسمًا قلبيًّا كهربيًّا.
• القلب المكانيّ: (نح {التّقديم والتّأخير في ترتيب حروف الكلمة بسبب الخطأ في الاستعمال أو اختلاف اللَّهجات، مثال ذلك في اللَّهجة المصريّة} أهبل) المحرَّفة عن (أبله) الفصيحة.
• أفعال القُلوب: (نح) أفعال الشّكّ أو الرّجحان أو اليقين، من أخوات ظنّ تدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ والخبر ولها أحكام خاصّة كالإلغاء والتعليق "حسبت قولَك صادقًا". 

قَلاَّب [مفرد]:
1 - اسم آلة من قلَبَ: آلة تستعمل للإسراع في تفريغ عربة أو شاحنة، وذلك بقلبها دُفعة واحدة "قلاّب خلاّط".
2 - ما يمكن رفعه أو خفضه "جسر/ كرسيّ قلاّب". 

قَلوب [مفرد]: صيغة مبالغة من قلَبَ: كثير التقلُّب والتغيُّر "رجل قَلوب". 

قَليب [مفرد]: ج أَقْلِبَة وقُلُب: بئر (يُذَكَّر ويُؤنَّث) "أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ [حديث] ". 

مَقْلَب [مفرد]: ج مَقالِبُ:
1 - مصدر ميميّ من قلَبَ.
2 - مكيدة وحِيلَة "إنّه كثير المقالب في أصدقائه".
• مقلب القمامة: اسم مكان من قلَبَ: مكان تُقْلب فيه القمامة وتكوَّم لنقلها إلى أماكن محدَّدة للتخلُّص منها "ترتبط مشكلات التلوُّث أحيانًا بمقالب القمامة". 

مِقْلَب [مفرد]: ج مَقالِبُ:
1 - اسم آلة من قلَبَ: فأسٌ من حديد تُقْلَب بها الأرضُ للزّراعة "لا يُستعمل المِقْلَب في المساحات الشَّاسعة".
2 - جُزء المحراث الذي يَقْلِب كُتْلَة التّراب بعد أن يقطعها المِقْطع. 

مُقلِّب [مفرد]: اسم فاعل من قلَّبَ.
• مُقلِّب القلوب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: باعث القلق والاضطراب والخوف في قلوب الكافرين يوم القيامة حين يواجهون أهوالَ هذا اليوم، فتتقلّب قلوبُهم من طمعٍ في النّجاة إلى طمعٍ، ومن حذر هلاكٍ إلى هلاك. 

مَقْلوب [مفرد]: اسم مفعول من قلَبَ.
• شخصٌ مقلوب: مصاب بالقُلاب.
• كلامٌ مقلوبٌ: مُغَيَّر عن أصْلِهِ. 

مُنْقََلَب [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على.
2 - اسم مكان من انقلبَ/ انقلبَ إلى/ انقلبَ على: مرجع ومحلّ الانقلاب "كلّ امرئ يصير إلى منقلَبه- {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} ". 

قلب: القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.

قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً، وأَقْلَبه، الأَخيرةُ عن اللحياني، وهي ضعيفة. وقد انْقَلَب، وقَلَبَ الشيءَ، وقَلَّبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ.

وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالـحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ. وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِـيباً، وكلام مَقْلوبٌ، وقد قَلَبْتُه فانْقَلَب، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب.والقَلْبُ أَيضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِـبُه عن وَجْهه الذي يُريده.

وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر في عَواقبها.

وفي التنزيل العزيز: وقَلَّبُوا لك الأُمور؛ وكُلُّه مَثَلٌ بما تَقَدَّم.

وتَقَلَّبَ في الأُمور وفي البلاد: تَصَرَّف فيها كيف شاءَ. وفي التنزيل العزيز: فلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبهم في البلاد. معناه: فلا يَغْرُرْكَ

سَلامَتُهم في تَصَرُّفِهم فيها، فإِنَّ عاقبة أَمْرهم الهلاكُ.

ورجل قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ كيف شاءَ.

وتَقَلَّبَ ظهراً لبطْنٍ، وجَنْباً لجَنْبٍ: تَحَوَّل.

وقولُهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَي مُحتالٌ، بصير بتَقْليبِ الأُمور.

والقُلَّبُ الـحُوَّلُ: الذي يُقَلِّبُ الأُمُورَ، ويحْتال لها. وروي عن

مُعاوية، لما احْتُضِرَ: أَنه كان يُقَلَّبُ على فراشه في مَرَضه الذي مات فيه، فقال: إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لو وُقيَ هَوْلَ الـمُطَّلَعِ؛ وفي النهاية: إِن وُقيَ كُبَّةَ النار، أَي رجلاً عارفاً بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول، وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، وكان مُحْتالاً في أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّبِ.

وقوله تعالى: تَتَقَلَّبُ فيه القُلُوبُ والأَبصار؛ قال الزجاج: معناه

تَرْجُف وتَخِفُّ من الجَزَع والخَوْفِ. قال: ومعناه أَن من كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ والقيامة، ازدادَ بصيرة، ورأَى ما وُعِدَ به، ومن كانَ قلبه على غير ذلك، رأَى ما يُوقِنُ معه أَمْرَ القيامة والبَعْث، فعَلِم ذلك بقلبه،

وشاهَدَه ببصره؛ فذلك تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار.

ويقال: قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه، عند الوَعيدِ والغَضَبِ؛ وأَنشد:

قالبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنّ

وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِـبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه؛ وأَقْلَبها: لغة عن اللحياني، وهي ضعيفة.

وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حان لها أَن تُقْلَبَ. وأَقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ. والقَلَبُ، بالتحريك: انْقِلابٌ في الشفة العُلْيا، واسْتِرخاءٌ؛ وفي الصحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، ولم يُقَيِّدْ بالعُلْيا. وشَفَة قَلْباءُ: بَيِّنَةُ القَلَب، ورجل أَقْلَبُ.

وفي المثل: اقْلِبـي قَلابِ؛ يُضْرَب للرجل يَقْلِبُ لسانَه، فيَضَعُه

حيث شاءَ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ

اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ، فأَقْبَلَ عليه، فقال: ما تقول ياجرير؟

وعَرَفَ الغَضَبَ في وجهه، فقال: ذكرتُ أَبا بكر وفضله، فقال عمر: اقْلِبْ قَلاَّبُ، وسكتَ؛ قال ابن الأَثير: هذا مثل يُضْرَب لمن تكون منه السَّقْطة، فيتداركها بأَن يَقْلِـبَها عن جِهتها، ويَصْرِفَها إِلى غير معناها؛ يريد: اقْلِبْ يا قَلاَّبُ! فأَسْقَطَ حرفَ النداءِ، وهو غريب؛ لأَنه إِنما يحذف مع الأَعْلام.

وقَلَبْتُ القومَ، كما تقولُ: صَرَفْتُ الصبيانَ، عن ثعلب.

وقَلَبَ الـمُعَلِّم الصبيان يَقْلِـبُهم: أَرسَلَهم، ورَجَعَهُم إِلى منازلهم؛ وأَقْلَبَهم: لغةٌ ضعيفةٌ، عن اللحياني، على أَنه قد قال: إِن كلام العرب في كل ذلك إِنما هو: قَلَبْتُه، بغير أَلف. وفي حديث أَبي

هريرة: أَنه كان يقالُ لـمُعَلِّم الصبيان: اقْلِبْهم أَي اصْرفْهُمْ إِلى

منازلهم.

والانْقِلابُ إِلى اللّه، عز وجل: المصيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ، وقد قَلَبه اللّهُ إِليه؛ هذا كلامُ العرب. وحكى اللحياني: أَقْلَبه؛ قال وقال أَبو ثَرْوانَ: أَقْلَبَكُم اللّهُ مَقْلَب أَوليائه، ومُقْلَبَ أَوليائه، فقالها بالأَلف.

والـمُنْقَلَبُ يكون مكاناً، ويكون مصدراً، مثل الـمُنْصَرَف.

والـمُنْقَلَبُ: مَصِـيرُ العِـبادِ إِلى الآخرة. وفي حديث دعاءِ السفر: أَعوذُ بِكَ من كآبة الـمُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ من السفر، والعَوْدِ إِلى

الوَطَن؛ يعني أَنه يعود إِلى بيته فَيرى فيه ما يَحْزُنه.

والانْقِلابُ: الرجوعُ مطلقاً؛ ومنه حديث المنذر ابن أَبي أَسِـيدٍ، حين وُلِدَ: فاقْلِـبُوه، فقالوا: أَقْلَبْناه يا رسول اللّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في صحيح مسلم، وصوابه قَلَبْناه أَي رَدَدْناه. وقَلَبه عن وجهه: صَرَفَه؛ وحكى اللحيانيُّ: أَقْلَبه، قال: وهي مَرْغُوبٌ عنها.

وقَلَبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ: حَوَّله؛ وحكى اللحياني فيهما أَقْلَبه. وقد تقدم أَن المختار عنده في جميع ذلك قَلَبْتُ.

وما بالعليل قَلَبةٌ أَي ما به شيء، لا يُسْتَعْمَل إِلا في النفي، قال

الفراءُ: هو مأْخوذ من القُلابِ: داءٍ يأْخذ الإِبل في رؤُوسها،

فيَقْلِـبُها إِلى فوق؛ قال النمر:

أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِـبه، * وقد بَرِئْتُ، فما بالقلبِ من قَلَبَهْ

أَي بَرِئْتُ من داءِ الـحُبِّ؛ وقال ابن الأَعرابي:

معناه ليست به علة، يُقَلَّبُ لها فيُنْظَرُ إِليه.

تقول: ما بالبعير قَلَبة أَي ليس به داءٌ يُقْلَبُ له، فيُنْظَرُ إِليه؛ وقال الطائي: معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه، فَيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه على فراشه. الليث: ما به قَلَبة أَي لا داءَ ولا غائلة. وفي الحديث: فانْطَلَق يَمشي، ما به قَلَبة أَي أَلمٌ وعلة؛ وقال الفراءُ: معناه ما بهِ علة

يُخْشى عليه منها، وهو مأْخوذ مِن قولهم: قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه

وَجَعٌ في قلبه، وليس يَكادُ يُفْلِتُ منه؛ وقال ابن الأَعرابي: أَصلُ ذلك في الدَّوابِّ أَي ما به داءٌ يُقْلَبُ منه حافرُه؛ قال حميدٌ الأَرْقَطُ

يصف فرساً:

ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ، * ولا لِـحَبْلَيْه بها حَبارُ

أَي لم يَقْلِبْ قَوائمَها من عِلَّة بها.

وما بالمريضِ قَلَبَة أَي علة يُقَلَّبُ منها.

والقَلْبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابن سيده: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع: أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عن اللحياني. وقوله تعالى: نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِـينُ على قَلْبك؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً. وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ؟ وقال غيره: لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.

وَرُوي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: أَتاكم أَهل اليَمن، هم أَرَقُّ قلوباً، وأَلْـيَنُ أَفْئِدَةً، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة،

والأَفْئِدَةَ باللِّين. وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ من الفؤَاد في الاستعمال، ولذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، وسُوَيْداءَ قلبه؛ وأَنشد بعضهم:

لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ * عَمْرٌو بأَسْهُمِه التي لم تُلْغَبِ

وقيل: القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ من السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما،

لاختلاف اللفظين تأْكيداً. وقال بعضهم: سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد:

ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه، * والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا

وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: سُبْحانَ مُقَلِّب

القُلُوب! وقال اللّه تعالى: ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم.

قال الأَزهري: ورأَيت بعضَ العرب يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها،

شَحْمَها وحِجابَها: قَلْباً وفُؤَاداً، قال: ولم أَرهم يَفْرِقُونَ بينهما؛

قال: ولا أُنْكِر أَن يكون القَلْبُ هي العَلَقة السوداءُ في جوفه.

وقَلَبه يَقْلِـبُه ويَقْلُبه، الضم عن اللحياني وحدَه: أَصابَ قَلْبَه، فهو مَقْلُوب، وقُلِبَ قَلْباً: شَكا قَلْبه.

والقُلابُ: داءٌ يأْخذ في القَلْبِ، عن اللحياني. والقُلابُ: داءٌ يأْخُذُ البعير، فيشتكي منه قَلْبَه فيموتُ مِنْ يومه، يقال: بعير مَقْلُوبٌ،

وناقة مَقْلوبة. قال كراع: وليس في الكلام اسمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسمِ

العِضْو إِلا القُلاب من القَلْب، والكُباد من الكَبِدِ، والنُّكاف من

النَّكَفَتَيْن، وهما غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الـحُلْقُومَ من أَصل اللَّحْي.

وقد قُلِبَ قِلاباً؛ وقيل: قُلِبَ البعير قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فمات. وأَقْلَبَ القومُ: أَصابَ إِبلَهم القُلابُ. الأَصمعي: إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ، فهو مَقْلُوب، وقد قُلِبَ قِلاباً.

وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها: لُبُّها، وشَحْمَتُها، وهي هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، وفيه ثلاث لغات: قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ. وقال أَبو حنيفة مَرَّة: القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النخلة، وأَشدُّه بياضاً، وهو الخُوص الذي يلي أَعلاها، واحدته قُلْبة، بضم القاف، وسكون

اللام، والجمع أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ.

وقَلَبَ النخلة: نَزَع قُلْبَها. وقُلُوبُ الشجر: ما رَخُصَ من أَجوافِها وعُروقها التي تَقُودُها. وفي الحديث: أَن يحيـى بن زكريا، صلوات اللّه على نبينا وعليه، كان يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشجر؛ يعني الذي يَنْبُتُ في وَسَطها غَضّاً طَريّاً، فكان رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قبل أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضم، للفَرْق. وقَلْبُ النخلة: جُمَّارُها، وهي شَطْبة بيضاءُ، رَخْصَة في وَسَطِها عند أَعلاها، كأَنها قُلْبُ فضة رَخْصٌ طَيِّبٌ، سُمِّيَ قَلْباً لبياضه.

شمر: يقال قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النخلة، ويُجْمَع قِلَبةً. التهذيب:

القُلْبُ، بالضم، السَّعَفُ الذي يَطْلُع مِنَ القَلْب. والقَلْبُ: هو

الجُمَّارُ، وقَلْبُ كلّ شيءٍ: لُبُّه، وخالِصُه، ومَحْضُه؛ تقول: جئْتُك

بهذا الأَمرِ قَلْباً أَي مَحْضاً لا يَشُوبُه شيءٌ. وفي الحديث: إِن لكلِّ

شيءٍ قَلْباً، وقلبُ القرآن يس.

وقَلْبُ العقْرب: منزل من منازل القَمَر، وهو كوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْه كوكبان.

وقولهم: هو عربيّ قَلْبٌ، وعربية قَلْبة وقَلْبٌ أَي خالص، تقول منه: رجل قَلْبٌ، وكذلك هو عربيٌّ مَحْضٌ؛ قال أَبو وجْزَة يصف امرأَة:

قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ، * يُرْمَى الـمَقانبُ عنها والأَراجِـيلُ

ورجل قَلْبٌ وقُلْبٌ: مَحْضُ النسَبِ، يستوي فيه المؤَنث، والمذكر، والجمع، وإِن شئت ثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ، وإِن شئت تركته في حال التثنية والجمع بلفظ واحد، والأُنثى قَلْبٌ وقَلْبةٌ؛ قال سيبويه: وقالوا هذا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصفة والمصدر، والصفة أَكثرُ. وفي الحديث: كان عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خالصاً من صميم قريش. وقيل: أَراد فَهِماً فَطِناً، من قوله تعالى: لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ.

والقُلْبُ من الأَسْوِرَة: ما كان قَلْداً واحداً، ويقولون: سِوارٌ قُلْبٌ؛ وقيل: سِوارُ المرأَة. والقُلْبُ: الحيةُ البيضاءُ، على التشبيه بالقُلْب مِنَ الأَسْورة. وفي حديث ثَوْبانَ: أَن فاطمة حَلَّتِ الحسنَ

والحسين، عليهم السلام، بقُلْبَيْن من فضة؛ القُلْبُ: السوار. ومنه الحديث: أَنه رأَى في يد عائشة قُلْبَيْن. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، في قوله تعالى: ولا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَر منها؛ قالت: القُلْبُ، والفَتَخَةُ.

والـمِقْلَبُ: الحديدةُ التي تُقْلَبُ بها الأَرضُ للزراعة. وقَلَبْتُ

الـمَمْلوكَ عند الشراءِ أَقْلِـبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لتنظر إِلى عُيوبه.

والقُلَيْبُ، على لفظ تصغير فَعْلٍ: خَرَزة يُؤَخَّذُ بها، هذه عن

اللحياني.

والقِلِّيبُ، والقَلُّوبُ، والقِلَّوْبُ، والقَلُوبُ،

والقِلابُ: الذئبُ، يَمانية؛ قال شاعرهم:

أَيا جَحْمَتا بَكّي على أُم واهبٍ، * أَكِـيلَةِ قِلَّوْبٍ ببعض الـمَذانبِ

والقَلِـيبُ: البئرُ ما كانت. والقليبُ: البئر، قبل أَن تُطْوَى، فإِذا

طُوِيَتْ، فهي الطَّوِيُّ، والجمع القُلُبُ. وقيل: هي البئر العاديَّةُ

القديمةُ، التي لا يُعْلم لها رَبٌّ، ولا حافِرٌ، تكونُ بالبَراري،

تُذكَّر وتؤَنث؛ وقيل: هي البئر القديمة، مَطْويَّةً كانت أَو غير مَطْويَّةٍ.

ابن شميل: القَلِـيبُ اسم من أَسماءِ الرَّكِـيّ، مَطْويَّةٌ أَو غير

مَطْوية، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ. وقال شمر: القَلِـيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ. قال: وسميت قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها. وقال ابن

الأَعرابي: القَلِـيبُ ما كان فيه عَيْنٌ وإِلا فلا، والجمع أَقْلِـبةٌ؛ قال

عنترة يصف جُعَلاً:

كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلاً، * هَدُوجاً بينَ أَقْلِـبةٍ مِلاحِ

وفي الحديث: أَنه وقَفَ على قَلِـيبِ بَدْرٍ. القَلِـيبُ: البئر لم تُطْوَ، وجمع الكثير: قُلُبٌ؛ قال كثير:

وما دامَ غَيْثٌ، من تِهامةَ، طَيِّبٌ، * بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

والكِرارُ: جمعُ كَرٍّ للـحِسْيِ. والعاديَّة: القديمةُ، وقد شَبَّه العجاجُ بها الجِراحاتِ فقال:

عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ

وقيل: الجمع قُلُبٌ، في لغة مَنْ أَنـَّثَ، وأَقْلِـبةٌ وقُلُبٌ جميعاً،

في لغة مَن ذَكَّر؛ وقد قُلِـبَتْ تُقْلَبُ.

(يتبع...)

(تابع... 1): قلب: القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.... ...

وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ. قال ابن الأَعرابي: القُلْبةُ الـحُمْرَةُ. الأُمَوِيُّ في لغة بَلْحرث بن كعب: القالِبُ، بالكسر، البُسْرُ الأَحمر؛ يقال منه: قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ.

وقال أَبو حنيفة: إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فهي القالِبُ. وشاة

قالِبُ لونٍ إِذا كانت على غير لونِ أُمِّها. وفي الحديث: أَن موسى لما آجَرَ نَفْسَه من شعيب، قال لموسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لَكَ من غَنَمِـي ما جاءَت به قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ به كُلِّه قالِبَ لونٍ، غيرَ واحدةٍ أَو اثنتين. تفسيره في الحديث: أَنها جاءَت بها على غير أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قد انْقَلَب. وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهَه، في صفة الطيور: فمنها مغموس في قالِـَبِ لونٍ، لا يَشُوبُه غيرُ لونِ ما غُمِسَ فيه.

أَبو زيد: يقال للبليغ من الرجال: قد رَدَّ قالِبَ الكلامِ، وقد طَبَّقَ

الـمَفْصِلَ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ. وفي الحديث: كان نساءُ

بني إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ؛ جمع قالَبٍ، وهو نَعْل من خَشَب

كالقَبْقابِ، وتُكسَر لامه وتفتح. وقيل: انه مُعَرَّب. وفي حديث ابن مسعود: كانت المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ، تطاولُ بهما.

والقالِبُ والقالَبُ: الشيءُ الذي تُفْرَغُ فيه الجواهِرُ، ليكون مِثالاً لما يُصاغُ منها، وكذلك قالِبُ الخُفِّ ونحوه، دَخِـيل.

وبنو القلَيْب: بطن من تميم، وهو القُلَيْبُ بنُ عمرو ابن تميم.

وأَبو قِلابةَ: رجلٌ من المحدّثين.

قلب: قلب: قلب الرداء الشيء حوله وجعل أعلاه أسفله وباطنه ظاهره (محيط المحيط).
قلب على العدو: كر على العدو (بوشر) ضحكوا حتى قلبوا على قفاهم: ضحكوا حتى وقعوا على قفاهم. (ألف ليلة 1: 63) وفي المطبوع منها قلبوا وهو خطأ، لأنهم يستعملون انقلب مطاوع قلب بهذا المعنى.
قلب: صب، سكب. ففي ألف ليلة (1: 68).
أقعدت على السفرة باطية صينية وقلب فيها ماء خلاف.
قلب الأرض للزراعة: حولها بالقلب، عزق الأرض، حرث بالمر. (محيط المحيط، بوشر، عبد الواحد ص 23، ابن العوام 1: 55، 61، 71). والمصدر منه ليس قلبا فقط بل قليب أيضا. (لبن العوام 1، 22، 43، 71، 522، 2: 1).
وفي معجم بوشر: قلب الأرض بالمر: حرثها بالمر.
قلب الشيء للابتياع: تصفحه فرأى داخله وباطنه. (محيط المحيط).
قلب الأمر ظهرا لبطن: اختبره. (محيط المحيط).
قلب القوم: صرفهم. (محيط المحيط).
قلب: بدل، غير، حول. يقال مثلا: قلب الماء خمرا. (بوشر) وفي المقري (1: 444): سكره قلب مجلس الأنس حربا وقتالا.
مقلوب (اسم المفعول): ممسوخ، مسيخ، مخول الصورة. ففي باسم (ص80) وحين رأي باسما يفرط في الشراب قال في سره: والله ما هذا إلا عفريت مقلوب.
قلب الأعيان: تستعمل هذه الكلمة في الكلام عن المشعبذين الذين يوهمون الناس أنهم يبدلون الأشياء ويغيرونها. وليس عكس العينين وجعل أعلاها أسفلها كما ترجمها دي سلان الذي أخطأ فظن أن الأعيان هنا معناها العيون، ويظهر إنه لم يلاحظ أن عكس العيون وجعل أعلاها أسفلها خال من كل معنى. ففي المقدمة (2: 308): من يخيل أشياء من العجائب بإيهام قلب الأعيان. وفي المقري (3: 23):
فلله من أعيان قوم تآلفوا ... على عقد سحر أو على قلب أعيان
قلب أحمر: صار أحمر، احمر وجهه من الخجل (بوشر).
قلب: نابذ. (فوك) ولا أدري ما يعنيه بهذا فكلمة ماكس التي ذكرها مرادفة لهذه الكلمة معناها استحط ثمن البضاعة.
قلب (بالتشديد): عزق الأرض وحرثها بالمر. (بوشر، ابن العوام 1: 65).
قلب: يبس الكلأ وجففنه بأن جعل أعلاه سافله وسافله أعلاه وكرر ذلك. (بوشر).
قلب الورق: تصفحه. (بوشر).
قلب الرأي في: تردد في، تحير في، حار. (بوشر) وفي بسام (3: 39و): يقلب الرأي في أمره ظهره لبطنه.
قلب أبوابا في الحرب: قام بعدد من الحركات الحربية. (ألف ليلة 3: 275).
قلب: فحص: بحث، نقب. (هلو، المعجم اللاتيني العربي، معجم مسلم، المقري 2: 660).
قلب: تفقد المكان وفحصه وفتشه. وفتش المواضع والأشخاص. (بوشر).
قلب الشيء لشرائه: تصفحه وفحصه ورأى داخله وباطنه، ففيه (أماري ديب ص128، 143، 157، 197). وفي العقد الصقلي: بمعرفة الدار المذكورة بالنظر والعيان والخبرة والمشاهدة والتقليب. وتقال في الكلام عن تجار الرقيق الذين يفحصون الفتيات من الجواري. ففي ألف ليلة (1: 419): فقال له التاجر عن أذنك اكشف عن وجهها واقلبها كما يقلب الناس الجواري لأجل الاشتراء.
وفيها (1: 421): فاعتقد إنها تمنعه من التقليب.
وكذلك يقال: قلب المعادن بمعنى فحصها واختبرها. (المقدمة 3: 412).
قلب: قارن، قابل (الكالا) والمصدر تقليب.
قلب الكلام: افسد الكلام. (بوشر).
التقليب في المعاش: السعي في كسب القوت والاجتهاد فيه. (المقدمة 3: 8).
اقلب: عزق الأرض وحرثها بالمر، مثل قلب وقلب. (ابن العوام 1: 62).
اقلب: غير صوته وبدله. (ألف ليلة برسل 3: 251).
اقلب: حول إلى. ففي السعدية (النشيد 66): اقلب البحر يبيسا.
اقلب ذيله على رأسه: غطى رأسه بذيل ثوبه. (ألف ليلة برسل 2: 34).
اقلب: رقد قضيب الكرم، وقد الدالية. (ابن العوام 1: 3 ب، 185).
اقلب الخد: خلع الفك، مزق الفك. (الكالا).
تقلب: تحول من جنب إلى جنب. ففي رايسكه (في معجم فريتاج) في الكلام عن المضطجع الذي لا يقدر على أن ينام: اضطرب وتحول من جنب إلى جنب في سريره. (دي ساسي طرائف 1: 36).
وفي معجم فوك: اضطرب في سريره حين لم يستطع النوم.
تقلب السمك خارج الماء: اختلج، ارتعص، اهتز. (كليلة ودمنة ص250).
تقلب في الهواء، في الكلام عن الرقاص: قفز في الهواء واستدار على نفسه. (ابن بطوطة 4: 412).
تقلب: فرفر، تلون، لم يثبت على حال. (فوك).
تقلب به: تصرف به. ففي كتاب عبد الواحد (ص165): واذكر لك هذا لتنظر كيف تقلب الأيام بأهلها.
تقلب: انتقل من مكان إلى آخر: ففي بسام (1: 85و): غلب عليه الفالج لكنه لم يعدمه حركة ولا تقلبا. وفي كتاب عبد الواحد (80): تقلب في بلاد الأندلس.
تقلب: تصرف كما يشاء. ففي قصة عنتر (ص14): وكانوا لا يخضعون لشريعة ولا قانون يتقلبوا تحت المشية والقدرة. أي يفعلون ما يشاءون وما يقدرون عليه.
تقلب في: مرادف تصرف في. ففي محيط المحيط والقاموس المحيط: تقلب في الأمور تصرف فيها كيف شاء. وفي الإدريسي (القسم الثاني، الفصل السادس ص6): تجارات يتقلبون فيها ويتغيشون منها.
وفي (أماري ديب ص46): التصرف في تجارتهم والتقلب في بضاعتهم. (انظر رحلة ابن جبير ص95).
تقلب: تحول، تغير. (بوشر). متقلب: متغير، قابل للتغير والتحول. (ويجرز ص28).
تقلب: تناوب، تعاقب، تتالى. ففي كوسج (طرائف ص96): يتقلب على ظهور الخبل، أي يركب مرة هذا الحصان ومرة حصانا آخر.
تقلب: حرث الأرض بالمر، وعزقها. مثل: قلب وقلب وأقلب. (ابن العوام 63:1).
انقلب: وردت في عبارة للماوردي (ص76) وقد أسيء تفسيرها في معجمه وهي: فلا ينقلب أحد منكم إلا بفداء أو ضربة عنق. ومعنى هذا الفعل هو المعنى المألوف وهو رجع وانصرف إلى أهله. غير أن ذكر الكلمتين ضربة عنق غير منطقي فما معنى يرجع بضربه عنق.
انقلب عليه: ضاده، خالفه، صار ضده.
ففي ويجرز (ص28) عليك أن تقرأ: وعلم أن الناس متقلبون، وعلى من انقلب عليهم الدهر منقلبون.
انقلب: سقط على قفاه (كليلة ودمنة ص174). وفي (ألف ليلة 1: 64، 65): ضحكوا حتى انقلبوا على قفاهم.
انقلبت المدينة: كانت المدينة في حركة. ففي ألف ليلة (1: 95): وانقلبت المدينة لأجلي وصاروا يتفرجون علي.
انقلب: انهار، وسقط. (بوشر). وفي ألف ليلة (1: 99): وصرخ علينا صرخة تخيل لنا أن القصر انقلب علينا.
انقلب: ترجح، ارتجح، اهتز في الأرجوحة (بوشر).
انقلب: تحول، تبدل. يقال مثلا: انقلب انقلب الجبل ذهبا. (بوشر، ألف ليلة 1: 98).
وفي ألف ليلة (1: 10): فانقلب العفريت في صورة أسد (3: 57).
انقلبت البهائم: ماتت. (فوك).
اقتلب: أصيب بداء النقطة، أصيب بالصرع. (فوك).
قلب: تستعمل بمعنى أبان وأوان في مثل قولهم قلب الشتاء (تقويم ص112).
ويقال أيضا: قلب الزريعة أي أوان البذر، موسم الزرع. (تقويم ص109).
قلبه حاضر: رابط الجاش، حاضر الفكر (بوشر).
على قلب واحد: بالإجماع، على رأي واحد. (فوك).
قلب: بهجة، جذل، بشاشة، سرور، انشراح، ابتهاج فرح. ففي رياض النفوس (ص79 و): سأل الولي أبو جعفر أحمد خادمه الفتى لماذا أنت حزين؟ فقال له قلبي ما وجدت منه ما أحب فقال له أبو جعفر عمك أحمد (يريد أنا) له تسعون سنة ماله قلب تحب أنت أن يكون لك قلب.
قلب: جهد، مجهود، كد. (الكالا).
أخذ بقلبه: انظرها في مادة أخذ.
ذو القلبين: جميل بن معمر الشاعر (محيط المحيط). لأنه كان من أحفظ العرب (تاج العروس).
قلب اللوز والفستق والبندق: لبه الذي نزع عنه قشره. ففي المقدسي (ص180): ومن مآب قلوب اللوز. وفيه (ص393): والروذة وبوسنة معادن اللوز من القلوب بأربعة دوانيق.
وقد أستعمل قلب لوز وقلب فستق وقلب بندق الخ اسما للجمع بدل قلوب لوز. وفي ألف ليلة (1: 56) إن امرأة اشترت من نقلى قلب فستق وقلب لوز.
وفي برسا (1: 149): قلب بندق، وفي طبعة كلكتا القديمة لسنة1814 (1: 155): لب الفستق، وهو يدل على نفس المعنى. وفي أماري (ديب ص202): زيت طيب وعسل نحل وصبون وبندق وقلب لوز.
وفي حكاية باسم الحداد (ص109): أكل قطعة لحم وقلب فستق، وفي معجم بوشر: قلب جوز: نصف جوزة خضراء أزيل عنها قشرها.
قلب، والجمع قلوبات، وقلوبات سكر: ملبس، وهو خليط من اللوز والفستق والبندق مغطى بالسكر.
ويقال: قلوبات فقط، ففي المقريزي (2: 230): أربع خوافق صيني مملوءة طعاما مفتخرا بالقلوبات ونحوها. وفي ألف ليلة (برسل 1: 149)، وكانت السيدة قد أخذت ما تحتاج إليه من جميع القلوبات والمكسرات. وفيها (برسل 2: 87) نقدم له زبدية حبرمان وخثره بقلوبات سكر. وفيها (برسل 2: 89): قد طبخ حبرمان هائل محلا مخثر بجلاب مختوم بالماء الورد والقلوبات. وفيها (برسل 12: 91): بأنواع الأطعمة بالقلوبات والسكر. والصواب بالقلوبات.
قلب، والجمع قلوب: رأس مدور من الملفوف والخش. ووسط الفاكهة البقول الذي لا يؤكل (بوشر). وقد نقل بوشار من هيروزيكون (1: 36).
الحديث: كان طعام يحيى عليه السلام الحردا (الجراد) وقلوب الشجر، وقال الشارح: هو الذي ينبت في وسطها غضا طريا قبل أن يقوى ويصلب. وفي ابن البيطار (1: 13): وقد يفعل ذلك ماء طبيخ قلوب أطراف الشجرة نفسها.
قلب: السعف في أعلى جذع النخلة. ففي ألف ليلة (1: 322): طلع فوق النخلة وتدارى (وتوارى) في قلبها.
قلب البيت: أرى أن يترجم قلب البيت عند البكري (ص20) بما معناه أعلى البيت، فهو يقول: في مدخل الميناء الضحل بناية عالية هي دليل الملاحين، فإذا رأى قلب البيت أصحاب السفن- اداروها إلى مواضع معلومة. وقد ترجم كل من كاترميرودي سلان كلمة قلب بما معناه: وسط، وأرى أن هذا لا يلائم المعنى.
قلب: جناس التصحيف، وهو عكس ترتيب حروف الكلمة لتكون كلمة لها معنى آخر. وهو إما قام وهو عكس حروف الكلمة مثل حلب فإذا قلبت صارت بلح. (وهو في معجم بوشر قلب وهو خطأ).
وقلب وداع: عادو. وفي المقري (1: 61) بيت للأحنف هو:
حشامك فيه للأحباب فتح ... ورمحك فيه للأعداء حتف
وأما ناقص، مثل قولهم: اللهم استر عوارتنا وآمن روعاتنا. (انظر: ميهرن بلاغة، ومحيط المحيط).
قلب: نقد قلب: نقد زائف (بوشر) ويذكر هذا المعنى في المعاجم الفارسية.
قلوب: لابد أنها مرادفة قوالب، لأنهم يقولون قلوب الجامات كما يقولون قوالب الجامات (انظرها في مادة جام).
قلب: بطارخ، نوع من الكافيار المضغوط المجفف. ففي ألف ليلة (برسل 10: 153): وبقي عنده جبن وزيتون وقلب بطارخ (وقد سقطت كلمة قلب من طبعة ماكن) وكذلك في (برسل 10: 454) وإني أجهل معناها.
على قلبك: تقال جوابا لبارك الله فيك، كما تقال لشارب الماء بمعنى هنيئا (بوشر).
في قلبك: في ألف ليلة (برسل 9: 312): وقالوا له أن مال أبينا في قلبك ومعناها في حوزتك وحيازتك لأن في طبعة ماكن: عندك.
وإني أميل إلى إبدال في قلبك بكلمة قبلك وهي مرادف عندك تماما.
في قلب بعضهم: بعضهم بعوض بعضا (بوشر).
قلب الأرض= سورنجان. (المستعيني في مادة سورنجان).
قلب الأسد: ثمانية كواكب في كوكبة الأسد. (ألف استرون 1: 69، دورن ص54).
قلب الثور: اسم يطلق على نوع من الزيتون الضخم الحجم والذي دق طرفه كالكمثري.
قلب: جزدان، كيس نقود. (شيرب).
قلب حجر: أسم ثوب وهو نوع من المنصورية. (انظر: منصورية). (المقري 3: 643).
قلب المحزون: ترنجان، بقلة الضب، (المستعيني مادة باذرنجويه).
قلب الطير: صنف من الأجاص الصغير. (بوشر). (انسورث في ريتر اركنده) (11: 501).
قلوب الطير: هيوفاريقون، داذي عند أهل المغرب. (معجم المنصوري في مادة هيوفارقيون).
قلب القرآن: سورة يس، وهي السورة السادسة والثلاثون. (رياض النفوس ص98 و، دسكرياك ص149).
أرباب القلوب: الصوفية (المقري 1: 568).
عمل قلبه: جخف، فخر، افتخر، عظم شأنه. (بوشر).
أفعال القلوب: هي حسب وظن ورأى ووجد وعلم وزعم وخال. وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن معانيها قائمة بالقلب مثل علم ورأى ووجد، (دي ساسي قواعد 2: 580).
وجع القلب: صداع. (جاكسون ص153). قلب. (ابن البيطار يذكر ضبط هذه الكلمة ونقطها وذلك مذكور في مخطوطتي المستعيني): فضة (ابن البيطار 2: 313).
قلب: كاسر الحجر، سكس افراغية، ليثو سفرمن. (ابن البيطار 2: 312). وقد أطلق هذا الاسم على هذا النبات لأن بزره أبيض صلب كالفضة. (المستعيني، معجم المنصوري).
قلب الماس: نوع من السمك. (ابن بطوطة 4: 112، 211).
قلبة: اسم الوحدة من قلب مصدر قلب.
فعند أبي الوليد (ص614): يقلبك قلبة ويديرك إدارة.
قلبة: قمح مسلوق عند بعض العامة (محيط المحيط).
قلوب: مقام، نغمة موسيقية، مقام الألحان (صفة مصر 14: 29). قليب: قبر (رايت 113).
قليب: مصدر قلب بمعنى عزق الأرض وحرثها بالمر (انظر قلب) ويجمع على قلب. ففي ابن العوام (2: 10، 17): وأفضل القليب ما عمل أربع قلب (والقلب هنا تدل على المعنى الذي يلي).
قليب: أرض محروثة. ففي ابن العوام (2: 518): وهذه الأرض إذا فعل بها هذا الفعل صلحت وهي تسمى القليب. (واقرأ فيه ويأتي كما جاء في مخطوطتنا بدل وما في) (17: 20).
وفي معجم فوك: قليب أرض محروثة والجمع قلائب. وفي العقد الطليطلي في الكلام عن حاصل الزراعة في العام التالي الجمع قلالب. ففيه: وثلث ما يضم من شراب وثلث جميع القلالب حيث ما عرف له قليب في الثلاثة قرى.
قليبات: قنبيط الشتاءن نوع من الملفوف الايطالي، أو شكير الملفوف. (بوشر).
قلاب: متقلب. 0فوك) ومتغير، متحرك، متنقل، متبدل. (بوشر).
قلاب اللون: متلون، متقلب اللون. (بوشر).
قلابات: نوع من الحمام تنقلب في طيرانها.
قلابة: حديدة تقلب بها سقاطة الباب (محيط المحيط).
قالب، وقالب، وفتح اللام اكثر (محيط المحيط) وكسر اللام في معجم فوك والكالا، والجمع قوالب وقواليب (ويقول صاحب محيط المحيط إنما أشبع الكسرة ليزاوج بينها وبين أساليب وقد ذكرها الحريري في مقامته العشرين. وقد وردت كلمة قواليب في لطائف الثعالبي (ص129).
وهذه الكلمة مأخوذة من الكلمة اليونانية كالأبوس التي معناها في الأصل شكل، هيئة، نموذج، مثال. وتدخل في الحذاء ليستقيم شكله.
(فليشر، معجم ص72، الكالا، محيط المحيط، ألف ليلة 4: 681).
قالب: قالب حذاء وهو أداة لتوسيع الأحذية (بوشر).
قالب: ما تفرغ فيه المعادن وغيرها ليكون مثالا لما يصاغ منها (الكالا، هلو، دي ساسي طرائف 1: 235). ويقال مجازا: صب على (أو قي) قالب فلان: قلد فلانا وسار سيرته. (عباد 3: 39، 56 رقم 4).
قالب: قبقاب من الخشب سميك النعل عالي الكعب كان النساء يحتذينه لتطول قامتهن.
وقد أنبأني بذلك السيد دي غويه، وأنا أعرف هذا المعنى وقد جاء في الحديث وقد نقل السيد دي غويه من الفائق (2: 366) هذه العبارة: كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون القالبين تطاول بهما لخليلها فألقي عليهن الحيض. فسر القالبان بالرقيصين من الخشب والرقيص النعل بلغة اليمن وإنما القي عليهن الحيض عقوبة لئلا يشهدن الجماعة مع الرجال.
ويرى صديقي العلامة أن هذه الكلمة تدل على هذا المعنى في عبارة ألف ليلة (برسل 2: 195) التي أربكتني وهي: والصبية قد أقبلت بقوج وقالب وعصبة وروائح طيبة.
قالب: صندوق من رصاص. ففي لطائف الثعالبي (ص129): وكانوا ينقلون الرقي (البطيخ الأحمر) في قواليب الرصاص معبأة بالثلج.
سكر قالب: رأس سكر. (هوست ص 271، مارتن ص30).
قالب سكر: رأس سكر (بوشر، ألف ليلة 1: 125). قالب جبن: راس جبن، قطعة جبن (همبرت ص12).
قالب طوب؛ أجرة. (بوشر، همبرت ص190).
قالب: ختم، طابع، خاتم، راسوم، مهر. (ابن بطوطة 2: 91، المقدمة 3: 130).
قالب: مطبعة، آلة الطبع (الكالا).
صاحب قالب: صاحب مطبعة (الكالا).
قالب: عيار، سعة أنبوب السلاح الناري (هلو) وأرى أن أهل الجزائر يستعملون اليوم كلمة قالب بهذا المعنى وأنهم أخذوها من الفرنسية Calibre ولا أزال أصر على أن كلمة Calibre من أصل لاتيني على الرغم من أن السيد دفيك (ص79) له رأي آخر. وكلمة Calibre التي ذكرت في القسم الثاني من معجم فيكتور القديم جديرة بالاعتبار فهو يترجم الكلمة الفرنسية Calibre بالكلمة الإيطالية calibre, peso ugual وبالكلمة الأسبانية equilibrio و peso ygual قالب: مشطرة، اداة لتخطيط الخطوط المستقيمة (همبرت ص83).
قالب: منهج، نظام، قاعدة. (هلو).
قالب: مظهر الرجل. ففي كتاب عبد الواحد (ص62): وجعلت أتحدث معه على طريق السخرية به والضحك على قالبه.
اخرج القالب: قلد مظهر الرجل وإشاراته، حاكاه. (فوك) = حكى انظرها).
قالب: جسم، نقيض قلب وروح. ففي روتجرز (ص145): قيامه معه في حروبه بقلبه وقالبه.
وفي ميرشند (سلجوق ص69 طبعة فلرز): أنت إذا غبت عنا بالقالب فأنت حاضر عندنا في القلب والفرس يقولون: قالب بي روح: جسم بلا روح.
اقلب: اكثر تغيرا. (المفصل ص186).
تقلب. والجمع تقلبات (هذا ما كان فريتاج أن يكتبه وليست تقلبة. ونفس هذه الملاحظة تنطبق على تقلبية): تغير، تلون، تبدل، تحول (بوشر، المقري 1: 134).
تقلب: تردد، تحير، (بوشر).
تقلب: ميخ، تحول وتغير في الصورة والمظهر (بوشر).
تقلب: ثورة. (بوشر).
تقلب: ترجل عن الفرس، وعن البغل. (الكالا).
تقلبة: قلبة، كبة، انقلاب، ويقال: ضرب تقلبة أي تشقلب.
تقليب: نموذج، عينة، (نمونة)، مسطرة، (الكالا).
وقد ذكر: استخبار، ثم ذكر بعد ذلك: muestra en otra manera تقليب. ولا أدري ماذا يعني.
تقليب النفس: عند الأطباء الجهد الذي تقوم به المعدة التقيؤ. وفي معجم المنصوري: هو حركة المعدة بالقيء وهو التهوع.
مقلب: مقلب، حاشدة، قطعة من البندقية يضرب عليها ديك البندقية. (بوشر).
شقلبا مقلبا: بلا نظام، خبط عشواء. (بوشر). مقلوب: التشبيه المقلوب: التشبيه المعكوس، كما في قول الشاعر:
وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح
(ميهرن بلاغة ص25).
رأس بالمقلوب: رأس مختصل التفكير. (بوشر).
مقلوب: قفا القماش، ضد وجه القماش (هلو).
مقلوب: مرقد، يقال دالية من الكرم مقلوبة أي دفنت في الأرض لتبت لها جذور. (ابن العوام 1: 187) وانظر: اقلب.
حديث مقلوب: حديث عرف بأنه قد رواه بعض الرواة غير أن إسناده قد نسب إلى راو آخر (دي سلان المقدمة 2: 585).
مقلوب: النغم السابع. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يدل على العودة إلى سلم الأنغام فبعد أن يترفعوا إلى النغم الثامن يعودوا إليه. (صفة مصر 14: 18).
مقلوب: جثة، جيفة حيوان، رمة (فوك).
انقلاب: منقلب، مدار انقلاب الشمس الصيفي أو الشتائي. (بوشر، ابن العوام 2: 378، 186).
دائرة الانقلاب: مدار، دائرة المدار، يقال مثلا: مدار السرطان (المنقلب الصيفي) ومدار الجدي (المنقلب الشتوي). (بوشر).

قلب

1 قَلَبَهُ, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K.) inf. n. قَلْبٌ, (Msb,) He altered, or changed, its, or his, mode, or manner, of being; (A, Mgh, Msb, * K;) and ↓ قلّبهُ signifies the same, (K,) or is like قَلَبَهُ in the sense expl. above and in other senses but denotes intensiveness and muchness; (Msb;) and ↓ اقلبهُ also signifies the same as قَلَبَهُ in the sense expl. above, (K,) on the authority of Lh, but is of weak authority. (TA.) Hence, (Mgh,) He inverted it; turned it upside-down; turned it so as to make its upper most part its undermost; (S, * A, * Mgh, Msb;) namely, a thing; (S;) for instance, a [garment of the kind called] رِدَآء: (A, * Mgh:) and ↓ قلّبهُ has a similar meaning, but [properly] denotes intensiveness and muchness. (Msb. See two exs. of the latter verb voce قَلَبَةٌ.) And, (A, K,) like ↓ قلّبهُ, [except that the latter properly denotes intensiveness and muchness,] (K,) it signifies حَوَّلَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (A, K) [He turned it over, or upsidedown as meaning so that the upper side became the under side; lit. back for belly; accord. to the TA, meaning back upon belly (ظَهْرًا عَلَى بَطْنٍ); but this is hardly conceivable; whereas the former explanation is obviously right in another case: (see 5:) and another meaning of قَلَبَهُ and ↓ قُلبهُ, i. e. he turned it inside-out, is indicated in the TA by its being added, so that he knew what was in it]. b2: See an ex. voce قَلَابِ. One says, قَلَبَ كَلَامًا [meaning He altered, or changed, the order of the words of a sentence or the like, by inversion, or by any transposition]. (TA.) [And in like manner, قَلَبَ كَلِمَةً He altered, or changed, the order of the letters of a word, by inversion, or by any transposition.] Es-Sakháwee says, in the Expos. of the Mufassal, that when they transpose [the letters of a word], they do not assign to the [transformed] derivative an inf. n., lest it should be confounded with the original, using only the inf. n. of the original that it may be an evidence of the originality [of the application of the latter to denote the signification common to both]: thus they say يَئِسَ, inf. n. يَأْسٌ; and أَيِسَ is مِنْهُ ↓ مَقْلُوبٌ [i. e. formed by transposition, or metathesis, from it], and has no inf. n.: when the two inf. ns. exist, the grammarians decide that each of the two verbs is [to be regarded as] an original, and that neither is مقلوب from the other, as in the case of جَذَبَ and جَبَذَ: but the lexicologists [in general] assert that all such are [of the class termed]

مقلوب. (Mz, close of the 33rd نوع.) [and قَلَبَ likewise signifies He changed, or converted, a letter into another letter; the verb in this sense being doubly trans.: for ex., one says, قَلَبَ الوَاوَ يَآءً He changed, or converted, the و into ى.] b3: And [hence] one says, قَلَبَهُ عَنْ وَجْهِهِ (assumed tropical:) He turned him [from his manner, way, or course, of acting, or proceeding, &c.]: and Lh has mentioned ↓ اقلبهُ [in the same sense], but as being disapproved. (TA.) And قَلَبَ الصِّبْيَانَ (tropical:) He (the teacher) turned away [or dismissed] the boys to their dwellings: (Th, A, TA:) or sent them [away], and returned them, to their abodes: and Lh has mentioned ↓ اقلبهم as a dial. var. of weak authority, saying that the former verb is that which is used by the Arabs in this and other [similar] cases. (TA.) And قَلَبْتُ القَوْمَ (assumed tropical:) I turned away [or dismissed] the people, or party; (Th, S, O;) like as you say صَرَفْتُ الصِّبْيَانَ. (Th, S.) And قَلَبَ اللّٰهُ فُلَانًا إِلَيْهِ (assumed tropical:) [God translated such a one unto Himself, by death: meaning God took his soul]; as also ↓ اقلبه; (K, TA;) whence the saying of Anooshirwán, اللّٰهُ مُقْلَبَ أَوْلِيَائِهِ ↓ أَقْلَبَكُمُ (assumed tropical:) [May God translate you with the translating of his favourites (مقلب being here an inf. n.), meaning, as He translates his favourites]. (TA.) b4: And قَلَبَ عَيْنَهُ, and حِمْلَاقَهُ, (TA,) or حِمْلَاقَ عَيْنِهِ, (A,) [He turned about, or rolled, his eye, and therefore the parts of his eye that are occasionally covered by the eyelids,] on the occasion of anger, (A, TA,) and of threatening. (TA.) b5: قَلَبَ, aor. ـِ inf. n. قَلْبٌ; and ↓ اقلب likewise, but this is of weak authority, mentioned by Lh; signify also He turned over bread, and the like, when the upper part thereof was thoroughly baked, in order that the under side might become so. (TA.) And you say, قَلَبْتُ الإِنَآءَ عَلَى رَأْسِهِ [I turned over the vessel upon its head]. (Msb, in explanation of كَبَبْتُ الإِنَآءَ.) And قَلَبْتُ الأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ [I turned over the earth for sowing]: and ↓ قَلَّبْتُهَا, also, I did so much.] (Msb.) And يُقْلَبُ التُّرَابُ بِالحَفْرِ [The earth is turned over in digging]: whence قَلَبْتُ قَلِيبًا means I dug a well. (A.) b6: And [hence also] one says, قَلَبْتُ الشَّىْءَ لِلْاِبْتِيَاعِ I turned over the thing, or (assumed tropical:) I examined the several parts, or portions, of the thing, (تَصَفَّحْتُهُ,) [or I turned over the thing for the purpose of examining it,] with a view to purchasing, and saw its outer part or side, and its inner part or side: and ↓ قَلَّبْتُهُ, also, I did so much. (Msb.) And قَلَبَ السِّلْعَةَ (tropical:) He (a trafficker) examined the commodity, and scrutinized its condition: and ↓ قَلَّبَهَا, also, he did so [much]. (A.) And قَلَبَ الدَّابَّةَ and الغُلَامَ (tropical:) [He examined, &c., the beast, or horse, or the like, and the youth, or young man, or male slave]: (A:) and قَلَبَ المَمْلُوكَ, aor. ـِ inf. n. قَلْبٌ, (tropical:) he uncovered and examined the male slave, to look at [or to see] his defects, on the occasion of purchasing. (O, TA.) And قَلَبْتُ الأَمْرَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ (assumed tropical:) I considered [or turned over in my mind] what might be the issues, or results, of the affair, or case: and ↓ قَلَّبْتُهُ, also, I did so much. (Msb.) A2: قَلَبٌ signifies اِنْقِلابٌ, (S, A, O, K, TA,) meaning A turning outward, (TK,) and being flabby, (TA,) of the lip, (S, A, O, K,) or of the upper lip, (TA,) of a man: (S, A, O, K, TA:) it is the inf. n. of قَلِبَت said of the lip (الشَّفَةُ); (TA;) [and also, accord. to the TK, of قَلِبَ said of a man as meaning His lip had what is termed قَلَبٌ:] and hence ↓ أَقْلَبُ as an epithet applied to a man; and [its fem.] ↓ قَلْبَآء as an epithet applied to a lip. (S, A, O, K, TA.) A3: قَلَبَهُ, (S, A, O, K,) aor. ـُ (Lh, K) and قَلِبَ, (K,) He (a man, S, O) hit his heart. (S, A, O, K.) And It (a disease) affected, or attacked, his heart. (A.) and قُلِبَ He (a man) was affected, or attacked, by a pain in his heart, (Fr, A, * TA,) from which one hardly, or nowise, becomes free. (Fr, TA.) and قُلِبَ said of a camel, (As, S, O, K, TA,) inf. n. قُلَابٌ, (As, S, TA,) He was attacked by the disease called قُلَاب expl. below: (As, S, O, K, TA:) or he was attacked suddenly by the [pestilence termed] غُدَّة, and died in consequence. (As, TA.) b2: [Hence,] قَلَبَ النَّخْلَةَ (tropical:) He plucked out the قَلْب, or قُلْب, meaning heart, of the palm-tree. (S, A, O, K.) b3: And قَلَبَتِ البُسْرَةُ (assumed tropical:) The unripe date became red. (S, O, K.) 2 قَلَّبَ see 1, first quarter, in four places. Yousay, قَلَّبْتُهُ بِيَدِى [I turned it over and over with my hand], inf. n. تَقْلِيبٌ. (S.) [And hence several other significations mentioned above.] See, again, 1, latter half, in four places. b2: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ, (A, O,) in the Kur [xviii. 40], (O,) means فاصبح يقلّب كفّيه ظَهْرًا لِبَطْنٍ [and he began to turn his hands upside-down, or to do so repeatedly,] in grief, or regret: (Bd:) or (tropical:) he became in the state, or condition, of repenting, or grieving: (Ksh, A, O:) for تَقْلِيبُ الكَفَّيْنِ is an action of him who is repenting, or grieving; (Ksh, O:) and therefore metonymically denotes repentance, or grief, like عَضُّ الكَفِّ and السُّقُوطُ فِى اليَدِ. (Ksh.) b3: [تَقْلِيبُ المَالِ لِغَرَضِ الرِّبْحِ occurs in the A, in art. تجر, as an explanation of التِّجَارَةُ, meaning (assumed tropical:) The employing of property, or turning it to use, in various ways, for the purpose of gain.] And you say, قَلَّبْتُهُ فِى الأَمْرِ, meaning صَرَّفْتُهُ [i. e. (assumed tropical:) I employed him to act in whatever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or I made him a free agent, in the affair: or I made him, or employed him, to practise versatility, or to use art or artifice or cunning, in the affair: and simply, I employed him in the managing of the affair]. (K in art. صرف.) [And قَلَّبَ الفِكَرَ فِى أمّرٍ (assumed tropical:) He turned over and over, or revolved repeatedly, in his mind, thoughts, considerations, or ideas, with a view to the attainment of some object, in relation to an affair.] And قلّب الأُمُورَ, (TA,) inf. n. تَقْلِيبٌ, (S, K, TA,) (tropical:) He investigated, scrutinized, or examined, affairs, [or turned them over and over in his mind, meditating what he should do,] and considered what would be their results. (TA.) وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ is a phrase occurring in the Kur-án [ix. 48,] (Msb,) and is tropical, (A,) meaning (tropical:) [And they turned over and over in their minds affairs, meditating what they should do to thee: or] they turned over [repeatedly in their minds] thoughts, or considerations, concerning the beguiling, or circumventing, thee, and the rendering thy religion ineffectual]: (Jel:) or they meditated, or devised, in relation to thee, wiles, artifices, plots, or stratagems; and [more agreeably with the primary import of the verb] they revolved ideas, or opinions, respecting the frustrating of thy affair. (Ksh, Bd.) 4 أَقْلَبَ see 1, in six places. [اقلبهُ, said of God, also signifies (assumed tropical:) He made him to return from a journey: see an ex. in the first paragraph of art. صحب. (In the phrase أَقْبِلْنَا بِذِمَّةٍ, expl. in the TA in art. دم as meaning Restore us to our family in safety, أَقْبِلْنَا is a mistranscription for أَقْلِبْنَا.)]

A2: اقلب as intrans., said of bread [and the like], It became fit to be turned over [in order that the other side might become thoroughly baked]. (S, O, K.) b2: And اقلب العِنَبُ The grapes became dry, or tough, externally, (K, TA,) and were therefore turned over, or shifted. (TA.) A3: Also He had his camels attacked by the disease called قُلَاب. (S, O, K.) 5 تقلّب الشَّىْءُ ظَهْرًا لبِطْنٍ [The thing turned over and over, or upside-down as meaning so that the upper side became the under side, (lit. back for belly,) doing so much, or repeatedly], like as does the serpent upon the ground vehemently heated by the sun. (S, O, TA.) تقلّب said of a man's face [&c.] signifies تصرّف [i. e. It turned about, properly meaning much, or in various ways or directions; or it was, or became, turned about, &c.]. (Jel in ii. 139.) And تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ, in the Kur [xxiv. 37], means In which the hearts and the eyes shall be in a state of commotion, or agitation, by reason of fear, (Zj, Jel, TA,) and impatience; (Zj, TA;) the hearts between safety and perdition, and the eyes between the right side and the left. (Jel.) And فِى تَقَلُّبِهِمْ, in the Kur xvi. 48, means (assumed tropical:) In their journeyings for traffic. (Jel. [See also the Kur iii. 196, and xl. 4.]) You say, تقلّب فِى البِلَادِ, (TA,) and فى الأُمُورِ, (K, TA,) meaning تَصَرَّفَ فِيهَا كَيْفَ شَآءَ [i. e. (assumed tropical:) He acted in whatsoever way he pleased, according to his own judgment or discretion or free will, or as a free agent, in journeying, for traffic or otherwise, in the country, and in the disposal, or management, of affairs: and simply, he employed himself in journeying, for traffic or otherwise, in the country, and in the disposal, or management, of affairs: or تقلّب فى الامور means he practised versatility, or used art or artifice or cunning, in the disposal, or management, of affairs]. (K, * TA.) and هُوَ يَتَقَلَّبُ فِى أَعْمَالِ السُّلْطَانِ (tropical:) He acts as he pleases, &c., or simply he employs himself, in the offices of administration, or in the provinces, of the Sultán]. (A.) 7 انقلب, of which مُنْقَلَبٌ is an inf. n., (S, O, K, TA,) syn. with اِنقِلَابٌ, (TA,) and also a n. of place, (S, O, K, TA,) like مُنْصَرَفٌ, (S, O, TA,) is quasi-pass. of قَلَبْتُهُ: (S, O:) it signifies It, or he, was, or became, altered, or changed, from its, or his, mode, or manner, of being: (TA:) [and hence,] it (a thing) became inverted, or turned upside-down [&c.: see 1]. (S.) b2: And [hence] الاِنْقِلَابُ إِلَى اللّٰهِ means (assumed tropical:) The transition, and the being translated, or removed, to God, by death: and [in like manner] المُنْقَلَبُ means the transition [&c.], of men, to the final abode. (TA. [See an ex. in p. 132, sec. col., from the Kur xxvi. last verse.]) b3: And الاِنْقِلَابُ means also (assumed tropical:) The returning, in an absolute sense: and, as also المُنْقَلَبُ, particularly, from a journey, and to one's home: thus, in a trad., in the prayer relating to journeying, أُعُوذُ بِكَ مِنْ كَآبَةِ المُنْقَلَبِ (assumed tropical:) [I seek protection by Thee from the being in an evil state in respect of the returning from my journeying to my home]; i. e., from my returning to my dwelling and seeing what may grieve me. (TA.) The saying in the Kur xxii. 11 وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ means (assumed tropical:) And if trial befall him, and [particularly such as] disease in himself and his cattle, he returns [to his former way, i. e., in this case,] to infidelity. (Jel. [See also other exs. in the Kur in ii. 138 and iii. 138.]) And one says, انقلب عَنِ العَهْدِ [meaning (assumed tropical:) He withdrew, or receded, from the covenant, compact, agreement, or engagement]. (S in art. حول.) [See also an ex. from the Kur-án (lxvii. 4) voce خَاسِئٌ.]

قَلْبٌ The heart; syn. فُؤَادٌ: (Lh, T, S, M, O, Msb, K, &c.:) or [accord. to some] it has a more special signification than the latter word: (O, K:) [for] some say that فؤاد signifies the “ appendages of the مَرِىْء [or œsophagus], consisting of the liver and lungs and قَلْب [or heart]: ” (K in art. فأد:) [and, agreeably with this assertion,] it is said that the قلب is a lump of flesh, pertaining to the فؤاد, suspended to the نِيَاط [q. v.]: Az says, I have observed that some of the Arabs call the whole flesh of the قلب, its fat, and its حِجَاب [or septum?], قَلْب and فُؤَاد; and I have not observed them to distinguish between the two [words]; but I do not deny that the [word]

قلب may be [applied by some to] the black clot of blood in its interior: MF mentions that فؤاد is said to signify the “ receptacle,” or “ covering,” of the heart, (وِعَآءُ القَلْبِ, or غِشَاؤُهُ, [i. e. the pericardium,]) or, accord. to some, its “ interior: ” the قَلْب is said to be so called from its تَقَلُّب: [see 5:] the word is of the masc. gender: and the pl. is قُلُوبٌ. (TA.) بَنَاتُ القَلْبِ means (assumed tropical:) The several parts, or portions, [or, perhaps, appertenances,] of the heart. (TA in art. بنى.) [And قَلْبٌ is also used as meaning The stomach, which is often thus termed in the present day: so, for ex., in an explanation of طَنِخ, q. v.] b2: قَلْبُ العَقْرَبِ (also called simply, القَلْبُ, Kzw) is (assumed tropical:) A certain bright star, [the star a in Scorpio,] between two other stars, which is one of the Mansions of the Moon, (S, O,) namely, the Eighteenth Mansion; so called because it is in the heart of Scorpio: (MF:) [it rose aurorally, about the commencement of the era of the Flight, in Central Arabia, together with النَّسْرُ الوَقِعُ (a of Libra) on the 25th of November, O. S.: (see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:)] the commencement of the period when the cattle breed in the desert is at the time of its [auroral] rising and the [auroral] rising of النسر الواقع; these two stars rising together, in the cold season: the Arabs say, القَلبْ جَآءَ الشِّتَآءُ كَالْكَلْبْ [When the heart of the Scorpion rises, the winter comes like the dog]: and they regard its نَوْء [q. v.] as unlucky; and dislike journeying when the moon is in Scorpio: at its نَوْء [meaning auroral rising], the cold becomes vehement, cold winds blow, and the sap becomes stagnant in the trees: its رَقِيب is الدَّبَرَانُ [q. v.] (Kzw.) There are also three similar appellations of other stars: these are قَلْبُ الأَسَدِ (assumed tropical:) [Cor Leonis, or Regulus, the star a of Leo]: قَلْبُ الثَّوْرِ, an [improper] appellation of الدَّبَرَانُ: and قَلْبُ الحُوتِ, a name of الرِّشَآءُ [q. v.]. (TA.) b3: And القَلْبُ is syn. with الضَّمِيرُ [signifying (assumed tropical:) The heart as meaning the mind or the secret thoughts]. (Msb in art. ضمر.) b4: And (assumed tropical:) The soul. (TA.) b5: And (assumed tropical:) The mind, meaning the intellect, or intelligence. (Fr, S, O, Msb, K.) So in the Kur l. 36: (Fr, S, O, TA:) or it means there endeavour to understand, and consideration. (TA.) Accord. to Fr, you may say, مَا لَكَ قَلْبٌ (assumed tropical:) Thou hast no intellect, or intelligence: (TA:) and مَا قَلْبُكَ مَعَكَ (assumed tropical:) Thine intellect is not present with thee: (O, TA:) and أَيْنَ ذَهَبَ قَلْبُكَ (assumed tropical:) Whither has thine intellect gone? (TA.) [And hence, أَفْعَالُ القُلُوبِ (assumed tropical:) The verbs significant of operations of the mind; as ظَنَّ, and the like.] b6: See also قُلْبٌ. b7: [قَلْبُ الجَيْشِ means (assumed tropical:) The main body of the army; as distinguished from the van and the rear and the two wings: mentioned in the S and K in art. خمس; &c.] b8: And قَلْبٌ signifies also (assumed tropical:) The pure, or choice, or best, part of anything. (L, K, * TA.) It is said in a trad. إِنَّ لِكُلِّ شَىْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ القُرْآنِ يٰس (tropical:) [as though meaning, Verily to everything there is a choice, or best, part; and the choice, or best, part of the Kur-án is Yá-Seen (the Thirty-sixth Chapter)]: (A, O, L, TA:) it is a saying of the Prophet; [and may (perhaps better) be rendered, verily to everything there is a pith; and the pith &c.; from قَلْبٌ, as meaning, like قُلْبٌ, the “ pith ” of the palm-tree; but,] accord. to Lth, it is from what here immediately follows. (O.) One says, جِئْتُكَ بِهٰذَا الأَمْرِ قَلْبًا, meaning (tropical:) I have come to thee with this affair unmixed with any other thing. (A, * O, L, TA.) b9: Also (tropical:) A man genuine, or pure, in respect of origin, or lineage; (S, A, O, K;) holding a middle place among his people; (A;) and ↓ قُلْبٌ signifies the same: (O, K:) the former is used alike as masc. and fem. and sing. and dual and pl.; but it is allowable to form the fem. and dual and pl. from it: (S, O:) one says عَرَبِىٌّ قَلْبٌ (S, A, * O) and ↓ قُلْبٌ (O) (tropical:) a genuine Arabian man, (S, A, * O,) and اِمْرَأَةٌ قَلْبٌ (S, * A, O *) and قَلْبَةٌ (S, A, O) and ↓ قُلْبَةٌ (K) a woman genuine, or pure, in respect of origin, or lineage: (S, A, * O, K:) Sb says, they said هٰذَا عَرَبِىٌّ قَلْبٌ and قَلْبًا (assumed tropical:) [This is an Arabian genuine, or pure, &c., and being genuine, or pure, &c.]; using the same word as an epithet and as an inf. n.: and it is said in a trad., كَانَ عَلىٌّ قُرَشِيًّا قَلْبًا, meaning (assumed tropical:) 'Alee was a Kurashee genuine, or pure, in respect of race: or, as some say, the meaning is, an intelligent manager of affairs; from قَلْبٌ as used in the Kur l. 36. (L, TA.) قُلْبٌ (S, A, Mgh, O, Msb, K) and ↓ قَلْبٌ (S, O, Msb, K) and ↓ قِلْبٌ (S, O, K) (tropical:) The لُبّ, (S, O,) or شَحْمَة, (A, K,) or جُمَّار, (Mgh, Msb,) [i. e. heart, or pith,] of the palm-tree; (S, A, Mgh, O, Msb, K;) which is a soft, white substance, that is eaten; it is in the midst of its uppermost part, and of a pleasant, or sweet, taste: (TA: [see also جُمَّارٌ:]) or the best of the leaves of the palm-tree, (AHn, K [in which this explanation relates to all the three forms of the word, but app. accord. to AHn it relates only to the first of them], and TA,) and the whitest; which are the leaves next to the uppermost part thereof; and one of these is termed ↓ قُلْبَةٌ, with damm and sukoon: (AHn, TA:) or قُلْبٌ, with damm, signifies the branches of the palm-tree (سَعَف [in my copy of the Msb سعفة]) that grow forth from the قلب [meaning heart]: (T, TA: [see العَوَاهِنُ and الخَوَافِى, pls. of عَاهِنٌ, or عَاهِنَةٌ, and خَافِيَةٌ:]) the pl. is قِلَبَةٌ, (S, O, Msb, K,) which is of the second, (Msb,) [or of all,] and قُلُوبٌ, (Msb, K,) a pl. of the second, (Msb,) and أَقْلَابٌ, (Msb, K,) a pl. [of pauc.] of the first. (Msb.) b2: And قُلْبٌ signifies also (tropical:) A bracelet (S, O, K, TA) that is worn by a woman, (K, TA,) such as is one قُلْب, (S, O, TA, but in the O, one قَلْب,) [as though meaning such as is single, not double,] or such as is one قِلْد, ('Eyn, T, MS, [and this is evidently the right reading, as will be shown by what follows,]) meaning such as is formed by twisting [or rather bending round] one طَاق [i. e. one wire (more or less thick), likened to a yarn, or strand], not of a double طَاق; (MS;) and they say سِوَارٌ قُلْبٌ; (TA;) and قُلْبُ فِضَّةٍ i. e. a [woman's] bracelet [of silver], (A, Mgh, Msb, TA,) such as is not twisted [like a cord, or rope, of two or more strands, as are many of the bracelets worn by Arab women]: (Mgh, Msb, TA:) so called as being likened to the قُلْب of the palm-tree because of its whiteness; (A, Mgh, Msb, TA;) or, as some say, the converse is the case. (Mgh.) b3: And (tropical:) A serpent: (S, O:) or a white serpent: (A, K:) likened to the bracelet so called. (S, O.) A2: قُلْبٌ as an epithet, and its fem. قُلْبَةٌ: see قَلْبٌ, last sentence, in three places.

قِلْبٌ: see the next preceding paragraph.

قُلْبَةٌ, as a subst.: see قُلْبٌ, former half.

A2: Also Redness. (IAar, O, K.) مَا بِهِ قَلَبَةٌ There is not in him any disease, (S, A, Mgh,) thus says IAar, adding, for which he should be turned over (↓ يُقَلَّب) and examined, (S,) and in this sense it is said of a camel [and the like], (TA,) or on account of which he should turn over upon his bed: (A:) or there is not in him anything to disquiet him, so that he should turn over upon his bed: (Et-Tá-ee, TA:) or thers is not in him any disease, and any fatigue, (K, TA,) and any pain: (TA:) or there is not in him anything; said of one who is sick; and the word is not used otherwise than in negative phrases: accord. to IAar, originally used in relation to a horse or the like, meaning there is not in him any disease for which his hoof should be turned upsidedown (↓ يُقَلَّب) [to be examined]: (TA:) or it is from القُلَابُ, (Fr, S, A, TA,) the disease, so termed, that attacks camels; (TA;) or from قُلِبَ [q. v.] as said of a man, and means there is not in him any disease on account of which one should fear for him. (Fr, TA.) أَوْدَى الشَّبَابُ وَحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهٌ وَقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بِالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهٌ [Youthfulness has perished, and the love of the proud and self-conceited, the very deceitful, woman, (thus the two epithets are expl. in art. خلب in the S,) and I have recovered so that there is not in the heart any disease, &c.]; meaning I have recovered from the disease of love. (S, TA.) قَلَابِ [as used in the following instance is an attributive proper name like فَجَارِ &c.]. اِقْلِبْ قَلَابِ [Alter, O alterer,] is a prov. applied to him who turns his speech, or tongue, and applies it as he pleases: accord. to IAth, to him who has made a slip of the tongue, and repairs it by turning it to another meaning: يَا, he says, is suppressed before قلاب. (TA. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 247.]) قُلَابٌ A certain disease of the heart. (Lh, K.) And (K) A disease that attacks the camel, (As, S, O, K,) occasioning complaint of the heart, (As, S, O,) and that kills him on the day of its befalling him: (As, S, O, K:) or a disease that attacks camels in the head, and turns it up. (Fr, TA.) [It is also mentioned as an inf. n. of قُلِبَ, q. v.] Accord. to Kr, it is the only known word, signifying a disease, derived from the name of the member affected, except كُبَادٌ and نُكَافٌ. (TA in art. كبد.) قِلَابٌ: see قِلِّيبٌ.

قَلُوبٌ, (O, K,) as an epithet applied to a man, (O, TA,) i. q. مُتَقَلِّبٌ كَثِيرُ التَّقَلُّبِ [app. meaning (assumed tropical:) Who employs himself much in journeying, for traffic or otherwise, or in the disposal, or management, of affairs: or who practises much versatility, &c.: see 5, last sentence but one]. (O, K.) b2: See also قِلِّيبٌ.

A2: قَلُوبُ الشَّجَرِ means What are soft, or tender, of succulent herbs: these, and locusts, [it is said,] were eaten by John the son of Zachariah. (O.) قَلِيبٌ Earth turned over (تُرَابٌ مَقْلُوبٌ): [app. an epithet in which the quality of a subst. is predominant:] this is the primary signification. (A.) b2: And hence, (A,) a masc. n., (A, * Msb,) or masc. and fem., (S, O, K,) A well, (Msb, K, TA,) of whatever kind it be: (TA:) or a well before its interior is cased [with stones or bricks]: (S, A, Mgh, O:) or an ancient well, (A 'Obeyd, S, O, K, TA,) of which neither the owner nor the digger is known, situate in a desert: (TA:) or an old well, whether cased within or not: (TA:) or a well, whether cased within or not, containing water or not, of the kind termed جَفْر [q. v.] or not: (ISh, TA:) or a well, whether of recent formation or ancient: (Sh, TA:) so called because its earth is turned over (Sh, A, TA) in the digging: (A:) or a well in which is a spring; otherwise a well is not thus called: (IAar, TA:) the pl. (of pauc., S, O) أَقْلِبَةٌ (S, O, K) and (of mult., S, O) قُلُبٌ (S, Mgh, O, K) and قُلْبٌ, (O, K,) the first and last of which are said to be pls. in the dial. of such as make the sing. to be masc., and the second the pl. in the dial. of such as make the sing. to be fem., but the last, as MF has pointed out, is a contraction of the second like as رُسْلٌ is of رُسُلٌ, (TA,) and قُلْبَانٌ also is mentioned as a pl. of قَلِيبٌ on the authority of AO. (TA voce بَدِىْءٌ.) b3: El-'Ajjáj has applied the pl. قُلُب to (tropical:) Wounds, by way of comparison. (S, O.) قُلَيْبٌ [dim. of قَلْبٌ: and hence, perhaps,] (assumed tropical:) A خَرَزَة [i. e. bead, or gem,] for captivating, fascinating, or restraining, by a kind of enchantment. (Lh, K.) رَجُلٌ قُلَّبٌ (assumed tropical:) A man who employs himself as he pleases in journeying, for traffic or otherwise, or in the disposal, or management, of affairs: or in practising versatility, or using art or artifice or cunning, in the disposal, or management, of affairs. (TA.) And حُوَّلِىٌّ قُلَّبٌ (S, O, K) and حُوَّلٌ قُلَّبٌ and حُوَّلِىٌّ قُلَّبِىٌّ (O, K) or قُلَّبٌ حُوَّلٌ (A) (tropical:) One who exercises art, artifice, cunning, ingenuity, or skill, and excellence of consideration or deliberation, and ability to manage according to his own free will, with subtilty; knowing, skilful, or intelligent, in investigating, scrutinizing, or examining, affairs, [or turning them over and over in his mind,] and considering what will be their results. (S, A, * O, K, TA. [See also art. حول.]) قِلَّابٌ: see قِلِّيبٌ.

قِلَّوْبٌ and قَلُّوبٌ: see what next follows.

قِلِّيبٌ and ↓ قِلَّوْبٌ The wolf; (S, O, K;) as also ↓ قَلُّوبٌ and ↓ قَلُوبٌ and ↓ قِلَابٌ, the last like كِتَابٌ, (K,) or ↓ قِلَّابٌ. (O: thus there written.) b2: And The lion. (O, in explanation of the first and second.) قَالَبٌ, with fet-h to the ل, (S, MA, O, Msb, K, KL,) and ↓ قَالِبٌ, (MA, O, Msb, K,) but the former is the more common, (Msb, K,) A model according to which the like thereof is made, or proportioned: (T in art. مثل, MA, KL, MF:) the model [or last] (KL,) of a boot, (S, O, Msb, KL,) and of a shoe, (KL,) &c.: (O, Msb, KL:) and a mould into which metals are poured: (K:) قَالَبٌ is an arabicized word, as is shown by its form, which is not that of an Arabic word; though Esh-Shiháb, in his Expos. of the Shifè, denies this: its original is [the Pers\. word]

كَالَبٌ: (MF:) the pl. is قَوَالِبُ, (MA,) and قَوَالِيب is used by El-Hareeree to assimilate it to أَسَالِيب. (Har p. 23.) [A fanciful and false derivation of قَالِبٌ used in relation to a boot &c., as though it were of Arabic origin, is given in the O, and in Har p. 23.] b2: الكَلَامِ ↓ قَدْ رَدَّ قَالَِبَ وَقَدْ طَبَّقَ المَفْصِلَ وَوَضَعَ الهِنَآءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ [app. meaning (assumed tropical:) He has returned in reply the model, or pattern, of speech; and has hit the joint so as to sever the limb; (that is to say, has hit aright, or hit upon, the argument, proof, or evidence, agreeably with an explanation in art. طبق;) and has put the tar upon the places of the scabs;] is mentioned by Az as said of an eloquent man. (O, TA. * [The TA, in this art. and in art. طبق, has ورد (to which I cannot assign in this case any apposite meaning) instead of رَدَّ, the reading in the O.]) b3: And ↓ قَالَِبٌ, (O, L, TA,) with fet-h and with kesr to the ل, (L, TA,) signifies also A [clog, or] wooden sandal, (O, L, TA,) like the قَبْقَاب [q. v.]: in this sense likewise said to be an arabicized word: and قَوَالِيبُ is its pl., [properly قَوَالِبُ,] occurring in a trad., in which it is said that the women of the Children of Israel used to wear the wooden sandals thus called: (L, TA:) it is related in a trad. of Ibn-Mes'ood that the woman used to wear a pair of the kind of sandals thus called in order thereby to elevate herself (O, L, TA) when the men and the women of that people used to pray together. (O.) قَالِبٌ Red unripe dates: (S, O, Msb, K:) so in the dial. of Belhárith Ibn-Kaab: (El-Umawee, TA:) [app. an epithet in which the quality of a subst. is predominant; for بُسْرٌ قَالِبٌ:] or an unripe date when it has become wholly altered [in colour] is termed قَالِبٌ. (AHn, TA.) b2: and شَاةٌ قَالِبُ لَوْنٍ A ewe, or she-goat, of a colour different from that of her mother: (O, * K, TA:) occurring in a trad. (O, TA.) A2: See also قَالَبٌ, in three places.

أَقْلَبُ as an epithet applied to a man: and قَلْبَآءُ as an epithet applied to a lip (شَفَةٌ): see 1, near the end.

إِقلابية [app. إِقْلابِيَّةٌ] A sort of wind, from which sailors on the sea suffer injury, and fear for their vessels. (TA.) تَقَلُّبَاتٌ (assumed tropical:) Vicissitudes of fortune or of time.]

مِقْلَبٌ The iron implement with which the earth is turned over for sowing. (S, O, K.) مُقَلِّبُ القُلُوبِ (assumed tropical:) [The Turner of hearts: an epithet applied to God]. (TA in art. حرك, from a trad.) مَقْلُوبٌ pass. part. n. of قَلَبَ الشَّىْءَ. (A, O.) You say حَجَرٌ مَقْلُوبٌ [generally meaning A stone turned upside-down]. (A.) And سَرِيرٌ مَقْلُوبٌ i. e. [A couch-frame] of which the legs are turned upwards. (Mgh.) And كَلَامٌ مَقْلُوبٌ [A sentence, or the like, altered, or changed, in the order of its words, by inversion, or by any transposition]. (A.) And in like manner مقلوب is applied to a word: see 1, former half.

A2: Also a man attacked by a disease of the heart. (A.) And A camel attacked by the disease termed قُلَاب [q. v.]: (S, O, K:) fem. with ة. (S.) المَقْلُوبَةُ [A subst., rendered such by the affix ة,] The ear. (O, K.) مُتَقَلَّبٌ i. q. مُتَصَرَّفٌ (assumed tropical:) [Place, or room, or scope, for free action, &c.: see سرب: and see an ex. voce سَبَحَ]. (Jel. in xlvii. 21.) b2: See also the following paragraph, in two places.

مُنْقَلَبٌ An inf. n. of 7 [q. v.]. (S, O, K, TA.) b2: And also a n. of place from the same [ for which Freytag seems to have found in a copy of the S مُقَلَّبٌ, a mistranscription], (S, O, K, TA,) like مُنْصَرَفٌ. (TA.) [As a n. of place it signifies A place in which a thing, or person, is, or becomes, altered, or changed, from its, or his, mode, or manner, of being: and hence, a place in which a thing becomes inverted, or turned upside-down, &c. b3: Hence, also, (assumed tropical:) The final place to which one is translated, or removed, by death; and so ↓ مُتَقَلَّبٌ.] One says, كُلُّ أَحَد يَصِيرُ إِلَى مُنْقَلَبِهِ and ↓ مُتَقَلَّبِهِ (tropical:) [Every one reaches, or will reach, his final place to which he is to be translated, or removed]. (A.) b4: [And A place to which one returns from a journey &c.]
قلب
: (قَلَبَه، يَقْلِبُهُ) ، قَلْباً، من بابِ ضَرَب: (حَوَّلَهُ عَن وَجهِهِ، كأَقْلَبَهُ) . وهاذا عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهِي ضعيفةٌ. وَقد انْقَلَبَ. (وقَلَّبهُ) مُضَعَّفاً.
(و) قَلَبَه: (أَصابَ) قَلْبَه، أَي (فُؤادَهُ) ، ومثلُهُ عبارةُ غيرِه (يَقْلُبُه، ويَقْلِبُهُ) ، الضَّمّ عَن اللِّحْيَانيّ، فَهُوَ مَقْلُوبٌ.
(و) قَلَبَ (الشيْءَ: حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ) اللامُ فِيهِ بِمَعْنى على، ونَصَبَ ظَهْراً على البَدَل، أَي: قَلَبَ ظَهْرَ الأَمْرِ عَلَى بَطنه، حَتَّى عَلِمَ مَا فِيه، (كقَلَّبَه) مُضَعَّفاً. وتَقَلَّب الشَّيْءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ، كالحَيَّة تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ.
وقَلَبَه عَن وَجْهِه: صَرفَه. وَحكى اللحيانيّ: أَقْلَبَهُ، قَالَ: وَهِي مرغوبٌ عَنْهَا.
وقَلَبَ الثَّوْبَ، والحَدِيثَ، وكُلَّ شَيْءٍ: حَوَّلَه؛ وَحكى اللِّحْيَانيُّ فيهمَا أَقْلَبَه، والمختارُ عندَه فِي جَمِيع ذالك: قَلَبْتُ.
(و) الانْقِلابُ إِلى اللَّهِ عَزّ وجلّ: المَصِيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ.
وَقد قَلَبَ (اللَّهُ فُلاناً إِليه: توَفَّاه) . هَذَا كَلَام العربِ، وقولُه: (كأَقْلَبَه) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ، وَقَالَ أَبُو ثَرْوَان: أَقْلَبَكُمُ اللَّهُ مَقْلَبَ أَوْلِيائِهِ، ومُقْلَبَ أَوْلِيَائِهِ، فَقَالَهَا بالأَلف. وقالَ الفَرَّاءُ: قد سَمِعْتُ أَقْلَبَكُم اللَّهُ مُقْلَبَ أَوْلِيائِهِ وأَهْلِ طاعتِهِ.
(و) قَلَبَ (النَّخْلَةَ: نَزَعَ قَلْبَها) ، وَهُوَ مَجازٌ، وسيأْتِي أَن فِيهِ لُغَاتٍ ثَلَاثَة.
(و) قَلَبَتِ (البُسْرَةُ) تَقْلِبُ: إِذَا (احْمَرَّت) .
(و) عَن ابْنِ سِيدَهْ: (القَلْبُ: الفُؤادُ) ، مذكَّرٌ، صرّح بِهِ اللِّحْيَانيُّ؛ أَو مُضْغَةٌ من الفُؤادِ مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ. ثُمَّ إِنَّ كلامَ المُصَنضً يُشيرُ إِلى تَرادُفِهِما، وَعَلِيهِ اقْتصر الفَيُّومِيّ والجوْهَرِيُّ وابْنُ فارِسٍ وغيرُهُمْ، (أَوْ) أَنَّ القَلْبَ (أَخصُّ مِنْهُ) ، أَي: من الفُؤَادِ فِي الاستعمالِ، لأَنّه معنى من الْمعَانِي يَتعلَّق بِهِ. ويَشهَدُ لَهُ حديثُ: (أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً) ، ووصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ، والأَفئدَةَ باللِّينِ، لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ، ولذالك قَالُوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ، وسُوَيْدَاءَ قَلْبِه. وَقيل: القُلُوبُ والأَفْئدةُ قريبانِ من السَّواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهُمَا، لاخْتِلَاف اللّفظينِ، تأْكيداً. وَقَالَ بعضُهُم: سُمّيَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه، وأَنشد:
مَا سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ
والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنسانِ أَطْوارَا
قَالَ الأَزهريُّ: ورأَيتُ بعضَ العربِ يُسمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلَّها شَحْمَها وحِجابَها قَلْباً وفُؤاداً. قَالَ: وَلم أَرَهُم يَفْرِقُون بينَهمَا. قَالَ: وَلَا أُنْكِرُ أَنْ يكونَ القلبُ هِيَ العَلَقَةَ السَّوْداءَ فِي جَوْفه.
قَالَ شيخُنا: وقيلَ: الفُؤَادُ: وِعاءُ القَلْبِ، وقيلَ: داخِلُهُ، وقيلَ: غِشاؤُهُ. انْتهى.
(و) قد يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عَن (العَقْلِ) ، قَالَ الفَرّاءُ فِي قَوْله تَعالى: {إِنَّ فِى ذالِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} (قلله: 37) ، أَي: عَقْلٌ، قَالَ: وجائزٌ فِي الْعَرَبيَّة أَنْ يقولَ: مَا لكَ قَلْبٌ، وَمَا قَلْبُكَ مَعَكَ، يقولُ: مَا عَقْلُكَ مَعَك. وأَيْنَ ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي: عَقْلُك. وَقَالَ غيرُه: لمنْ كانَ لَهُ قَلْب، أَي: تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ.
(و) عَدَّ ابْنُ هِشَامٍ فِي شرحِ الكَعْبِيَّةِ من مَعَاني القَلْبِ أَربعةً: الفُؤادَ، والعَقْلَ، و (مَحْض) ، أَي: خُلَاصَة (كُلِّ شيْءٍ) وخِيارُه. وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَلْبُ كُلِّ شَيْءٍ: لُبُّه، وخالِصُهُ، ومَحْضُه. تَقول: جئتُك بهاذا الأَمرِ قَلْباً: أَي مَحضاً، لَا يَشُوبُه شَيْءٌ. وَفِي الحَدِيث: وإِنّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْباً، وَقلْبُ القُرآنِ يللهس.
وَمن المَجاز: هُوَ عَرَبِيٌّ قَلْبٌ، وعَرَبِيَّةٌ قَلْبَةٌ وقَلْبٌ: أَي خالِصٌ. قَالَ أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ امْرَأَةً:
قَلُبٌ عَقِيلَةُ أَقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ
يُرْمَى الْمَقَانِبُ عَنْهَا والأَرَاجِيلُ
قَالَ سِيبَوَيْه: وقالُوا: هاذا عَرَبِيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، على الصِّفَة والمَصْدَر، والصِّفَةُ أَكْثَرُ؛ وَفِي الحَدِيث: (كانَ عَلِيّ قُرَشِيّاً قَلْباً) أَي: خَالِصا من صَمِيم قُرَيْشٍ. وَقيل: أَرادَ فَهِماً فَطِناً، من قَوْله تعالَى: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وسيأْتي.
(و) القَلْبُ: (مَاءٌ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ) عندَ حاذَةَ.
وأَيضاً: جَبَلٌ، وَفِي بعض النُّسَخ هُنَا زيادةُ (م) ، أَي مَعْرُوف.
(و) من المَجَاز: وَفِي يَدِها قُلْبُ فِضَّةٍ، وَهُوَ (بالضَّمِّ) ، من الأَسْوَرَةِ: مَا كَانَ قَلْداً واحِداً، وَيَقُولُونَ: سِوارٌ قُلْبٌ. وَقيل: (سِوارُ المَرْأَةِ) على التَّشْبِيه بقَلْبِ النَّخْلِ فِي بياضه. وَفِي الْكِفَايَة: هُوَ السِّوارُ يكونُ من عاجٍ أَو نحوِه. وَفِي المِصباحِ: قُلْبُ الفِضَّة: سِوَارٌ غيرُ مَلْوِيَ. وَفِي حديثِ ثَوْبانَ: (أَنّ فَاطِمَةَ، رَضِيَ الله عنهُما، بقُلْبَيْن مِن فِضَّة) ، وَفِي آخَرَ: (أَنَّه رأَى فِي يَدِ عائشةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قُلْبَيْنِ) ، وَفِي حديثِها أَيضاً فِي قَوْله تَعَالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (النُّور: 31) ، قالَتْ: القُلْبَ والفَتَخَةَ. (و) من الْمجَاز: القُلْبُ: (الحَيَّةُ البَيْضَاءُ) ، على التَّشبيهِ بالقُلْبِ من الأَسْوِرَةِ. (و) القُلْبُ: (شَحْمَةُ النَّخْلِ) ولُبُّهُ، وَهِي هَنَةٌ رَخْصَةٌ بَيْضَاءُ، تُؤْكَلُ، وَهِي الجُمّار، (أَوْ أَجْوَدُ خُوصِها) ، أَي: النَّخْلةِ، وأَشَدّه بَياضاً، وَهُوَ: الخُوصُ الّذي يَلِي أَعلاها، واحِدَتُه قُلْبَةٌ، بضمَ فَسُكُون؛ كُلُّ ذالك قولُ أَبي حنيفةَ. وَفِي التّهذيب: القُلْبُ بالضَّمّ: السَّعَفُ الَّذي يَطْلُعُ من القَلْب، (ويُثَلَّثُ) ، أَيْ: فِي المعنَيْنِ الأَخيرَيْنِ، أَي: وَفِيه ثلاثُ لُغاتٍ: قَلْبٌ، وقُلْبٌ، وقِلْبٌ، و (ج: أَقْلاَبٌ، وقُلُوبُ) .
وقُلُوبُ الشَّجَرِ: مَا رَخُصَ من أَجوافِها وعُرُوقها الّتي تقودُهَا. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، عليهِما السَّلَام، كانَ يأْكُلُ الجَرَادَ وقُلُوبَ الشَّجَرِ) ، يَعْنِي: الَّذِي يَنْبُتُ فِي وَسَطِها غَضّاً طَرِيّاً، فَكَانَ رَخْصاً من البُقُولِ الرَّطْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقوَى وتَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بالضَّمِّ لِلفَرْق. وقَلْبُ النَّخْلَةِ: جُمّارُها، وَهِي شَطْبَةٌ، بيضاءُ، رَخْصَةٌ فِي وَسَطِها عندَ أَعلاها، كأَنَّهَا قُلْبُ فِضَّةٍ، رَخْصٌ، طيّب، يُسَمَّى قَلْباً لِبَياضِه. وَعَن شَمِرٍ: يقالُ: قَلْبٌ، وقُلْبٌ، لقلب النَّخلة، (و) يجمع على (قِلَبَةٍ) أَي: كَعِنَبَةٍ.
(والقُلْبَةُ، بالضَّمّ: الحُمْرَةُ) قالَه ابْنُ الأَعْرَابيِّ.
(و) عَرَبِيَّةٌ قُلْبَةٌ، وَهِي (الخَالِصَةُ النَّسَبِ) ؛ وَعَرَبِيٌّ قُلْبٌ، بالضَّم: خالِصٌ، مثلُ قَلْبِ. عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، كَمَا تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه، وَهُوَ مجازٌ.
(والقَلِيبُ: البِئْرُ) مَا كَانَت. والقَلِيبُ: البِئرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى، فإِذا طُوِيَتْ فَهِيَ الطَّوِيُّ، (أَوِ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ مِنْهَا) الَّتي لَا يُعْلَمُ لَهَا رَبٌّ وَلَا حافِرٌ، يكون فِي البَرَارِيِّ يُذَكَّرُ (ويُؤَنَّثُ) ، وَقيل: هِيَ البِئرُ القَدِيمة، مَطْوِيَّةً كَانَت أَو غيرَ مَطْوِيَّةٍ. وَعَن ابنِ شُمَيْلٍ: القَلِيبُ: اسْمٌ من أَسماءِ الرَّكِيّ مَطْوِيَّةً أَو غير مَطْوِيّة، ذَات ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَوْ غَيْرُ جَفْرٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: القَلِيبُ اسْمٌ من أَسماءِ البئرِ البَدِيءِ والعادِيَّةِ، وَلَا تُخَصُّ بهَا العادِيَّةُ. قَالَ: وسُمِّيَتْ قَليباً؛ لأَنّه قُلِب تُرابُها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابيّ: القَلِيبُ: مَا كَانَ فِيهِ عينٌ، وإِلاَّ فَلَا، (ج أَقْلِبَةٌ) ، قَالَ عَنْتَرَةُ يصف جُعَلاً:
كَأَن مُؤشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً
هَدُوجاً بيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ
(و) جمع الكثيرِ (قُلُبٌ) ، بضمّ الأَوَّلِ والثّانِي، قَالَ كُثَيّرٌ:
وَمَا دامَ غَيْثٌ منْ تِهامَةَ طَيِّب
بهَا قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرَارُ
الكِرار: جمعُ كَرَ للحَسْيِ؛ والعادِيَّةُ: القَديمةُ، وَقد شَبَّه العَجّاجُ بهَا الجِراحاتِ فَقَالَ:
عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ وَقيل: الجمعُ قُلُبٌ، فِي لُغَة من أَنَّث، وأَقْلِبَةٌ، (وقُلْبٌ) ، أَي: بضمَ فسُكُونٍ جَمِيعًا، فِي لُغَة من ذَكَّرَ؛ وَقد قُلِبَتْ تُقْلَبُ، هاكذا وَفِي غيرِ نُسَخٍ، وَفِي نسختِنا تقديمُ هاذا الأَخِيرِ على الثَّانِي، واقتصرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ، وهما من جُموعِ الكَثْرَة. وأَمّا بِسُكُون اللاَّمِ، فَلَيْسَ بوزْنٍ مُسْتَقِلَ، بل هُوَ مُخَفَّفٌ من المضموم، كَمَا قالُوا فِي: رُسُلٍ، بضمَّتَيْنِ، ورُسْلٍ، بسكونها أَشار لَهُ شيخُنا.
(و) قَالَ الأُمَوِيُّ: فِي لغةِ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ: (القالِبُ) ، بِالْكَسْرِ: (البُسْرُ الأَحْمَرُ) ، يُقَال مِنْهُ: قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقلِبُ إِذا احْمَرَّتْ. وَقد تقدَّم. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: إِذا تَغَيَّرتِ البُسْرَةُ كلُّهَا، فَهِيَ القالِبُ، (و) القالِبُ بالكَسُر: (كالْمِثالِ) ، وَهُوَ الشَّيْءُ (يُفْرَغُ فيهِ الجَواهِرُ) ، لِيَكُونَ مِثَالاً لِما يُصاغُ مِنْهَا.
وكذالك قالِبُ الخُفِّ ونحوِه، دَخِيلٌ، (وفَتْحُ لامِه) ، أَي فِي الأَخيرة (أَكْثَرُ) .
وأَمّا القالِبُ الّذي هُوَ البُسْرُ، فَلَيْسَ فِيهِ إِلاّ الكسرُ، وَلَا يجوز فِيهِ غيرُهُ.
قَالَ شيخُنا: والصَّوَابُ أَنَّهُ مُعَرَّبٌ، وأَصلُه كالَبٌ؛ لأَنَّ هاذَا الوَزْنَ لَيْسَ من أَوزان الْعَرَب، كالطَّابَق ونحْوِه، وإِنْ رَدَّهُ الشِّهابُ فِي شرح الشِّفاءِ بأَنَّهُ غيرُ صَحِيح، فإِنَّها دعوَى خاليةٌ عَن الدَّليلِ، وصِيغَتُهُ أَقوَى دليلٍ على أَنَّهُ غيرُ عربِيَ، إِذْ فاعَلٌ، بِفَتْح الْعين، لَيْسَ من أَوزانِ العرَبِ، وَلَا من استعمالاتها. انْتهى.
(وشاةٌ قالِبُ لَوْنٍ) : إِذا كَانَت (على غَيْرِ لَوْنِ أُمِّها) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ مُوسَى لَمَّا آجَرَ نَفْسَهُ مِنْ شُعَيبٍ، قَالَ لِمُوسَى، عليهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ: لَكَ من غَنَمِي مَا جاءَت بِهِ قالِب لَوْنٍ. فجاءَت بِهِ كُلِّهِ قَالِبَ لَوْنٍ) تفسيرُهُ فِي الحَدِيث: أَنَّها جاءَت على غيرِ أَلْوانِ أُمَّهاتِها، كأَنَّ لَوْنَها قد انْقلب. وَفِي حديثِ عليَ، رضيَ اللَّهُ عَنهُ، فِي صفةِ الطُّيُورِ: (فمِنْهَا مَغْموسٌ فِي قالِب لَوْنٍ لَا يَشُوبُه غَيْرُ لَوْنِ مَا غُمِسَ فِيهِ) .
(والقِلِّيب: كسِكِّيتٍ، وتَنُّورٍ، وسِنَّوْرٍ، وقَبُولٍ، وكِتابٍ: الذِّئْبُ) ، يَمَانِيَةٌ. قَالَ شاعرُهم:
أَيا جَحْمَتَا بَكِّي على أُمِّ واهِب
أَكِيلَةِ قِلَّوْب ببَعْضِ المَذانِبِ
ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والصَّغانيّ فِي كتاب لَهُ فِي أَسماءِ الذِّئب، وأَغفله الدَّمِيرِيُّ فِي الْحَيَاة.
(و) من الأَمثال: (مَا بِهِ) ، أَي: العَليلِ (قَلَبَةٌ، مُحَرَّكَةً) ، أَي: مَا بِهِ شَيْءٌ، لَا يُسْتعملُ إِلاَّ فِي النَّفْي، قَالَ الفَرّاءُ: هُوَ مأْخوذٌ من القُلاَب: داءٍ يأْخُذُ الإِبلَ فِي رُؤُوسها، فيَقْلِبُها إِلى فَوق؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ:
أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ
وَقد بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
أَي: بَرِئْتُ من داءِ الحُبّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ. مَعْنَاهُ لَيست بِهِ عِلّة يُقَلَّبُ لَهَا، فيُنْظَرُ إِليه. تقولُ: مَا بالبَعِير قَلَبَةٌ، أَي: لَيْسَ بِهِ (داءٌ) يُقْلَب لَهُ، فيُنْظَرُ إِليه. وَقَالَ الطّائِيُّ: معناهُ: مَا بِهِ شَيْءٌ يُقْلِقُهُ، فيَتَقَلَّب من أَجْلِهِ على فِراشه. (و) قَالَ اللَّيْثُ: مَا بِهِ قَلَبَةٌ، أَي لَا داءَ، وَلَا غائلةَ، وَلَا (تَعَب) . وَفِي الحَدِيث: (فانْطَلَق يَمْشِي، مَا بِهِ قَلَبَةٌ) ، أَي: أَلَمٌ وعِلّةٌ: وَقَالَ الفَرّاءُ: مَعْنَاهُ مَا بِهِ عِلَّةٌ يُخْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا، وَهُوَ مأْخوذ من قَوْلِهم: قُلِبَ الرَّجُلُ، إِذا أَصابَهُ وَجَعٌ فِي قَلْبِه، وَلَيْسَ يكَاد يُفْلِتُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيِّ: أَصلُ ذَلِك فِي الدَّوابّ، أَي: مَا بِهِ داءٌ، يُقْلَبُ بِهِ حافِرُهُ. قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ يَصِفُ فَرَساً:
ولَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ
وَلَا لِحَبْلَيْهِ بهَا حَبارُ
أَي: لم يَقْلِبْ قوائمَها من عِلّة بهَا. وَمَا بالمَرِيض قَلَبَةٌ: أَي عِلَّةٌ يُقَلَّبُ مِنْهَا، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(وأَقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهِرُهُ) ، فَحُوِّلَ.
(و) قَلَبَ الخُبْزَ ونَحْوَهُ، يَقْلِبُه، قَلْباً: إِذا نَضِجَ ظاهِرُهُ، فَحَوَّلَه لِيَنْضَجَ باطنُه. وأَقْلَبَهَا، لُغَةٌ، عَن اللِّحْيانيّ، ضعيفةٌ.
وأَقْلَبَ (الخُبْزُ: حانَ لَهُ أَنْ يُقلَبَ) .
(و) قَلَبْتُ الشَّيْءَ، فانْقَلَبَ: أَي انْكَبَّ. وقَلَّبْتُهُ بيَدِي تَقْلِيباً. وَكَلَام مقلوبٌ، وَقد قَلَبْتُهُ فانْقَلَبَ، وقَلَّبْتُهُ فتَقَلَّبَ.
وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر فِي عَوَاقِبِها.
و (تَقَلَّبَ فِي الأُمورِ) ، وَفِي البِلادِ: (تَصَرَّفَ) فِيهَا (كَيْفَ شاءَ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى الْبِلاَدِ} (غَافِر: 4) ، مَعْنَاهُ: فَلَا يَغْرُرْكَ سَلامتُهم فِي تَصرُّفِهم فِيهَا، فإِنَّ عاقبةَ أَمرِهم الهلاكُ.
ورَجُلٌ قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ كيفَ يَشاءُ. (و) من الْمجَاز: رَجُلٌ (حُوَّلٌ قُلَّبٌ) ، كلاهُما على وزن سُكَّرٍ، (و) كذالك (حُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ) ، بِزِيَادَة الياءِ فيهمَا، (و) كذالك (حُوَّلِيٌّ قُلَّبٌ) ، بِحَذْف الياءِ فِي الأَخِيرِ، أَي: (مُحْتَالٌ، بَصِيرٌ بتَقْلِيبِ) ، وَفِي نُسْخَة: بتَقَلُّبِ (الأُمُورِ) . ورُوِيَ عَن مُعاوِيَةَ لمّا احْتُضِرَ أَنَّه كَانَ يُقَلَّبُ على فِراشِه فِي مَرضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: إِنَّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً، لَوْ وُقِيَ هَوْلَ المُطَّلَعِ. وَفِي النِّهاية: إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ، أَي: رَجُلاً عَارِفًا بالأُمور، قد رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُولَ، وقَلَّبَهُما ظَهْراً لِبَطْنٍ، وَكَانَ مُحْتالاً فِي أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّب. وَقَوله تَعَالَى: {تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالاْبْصَارُ} (النُّور: 37) ، قَالَ الزَّجّاجُ: معناهُ: تَرْجُفُ، وتَخِفّ من الجَزْعِ والخَوفِ.
(و) المِقْلَبُ: (كمِنْبَرٍ: حَدِيدَةٌ تُقَلَّبُ بِها الأَرْضِ) لاِءَجْلِ (الزَّرَاعَةِ) .
(والمَقلوبة: الأُذُنُ) ، نَقله الصّاغانيّ. (والقَلَبُ، مُحَرَّكةً: انْقِلابٌ) فِي (الشَّفَةِ) العُلْيَا واسْتِرْخَاءٌ، وَفِي الصَّحاح: انْقِلابُ الشَّفَةِ، وَلم يُقَيِّدْ بالعُلْيَا، كَمَا للمؤلِّف. (رَجُلٌ أَقْلَبُ وَشَفَةٌ قَلْباءُ بَيِّنَةُ القَلَبِ) .
(والقَلُوبُ) ، كصَبُورٍ: الرجل (المُتَقَلِّبُ) ؛ قالَ الأَعْشَى:
أَلَمْ تَرْوَا لِلْعَجَبِ العَجِيبِ
أَنَّ بَنِي قِلاَبَةَ القَلُوبِ
أُنُوفُهُمْ مِلْفَخْرِ فِي أُسْلُوبِ
وشَعَرُ الأَسْتاهِ فِي الجَبُوبِ
(وقُلُبٌ، بضمَّتَيْن: مِياهٌ لِبَنِي عامِر) ابْنِ عُقَيْلٍ.
(و) قُلَيْبٌ، (كَزُبَيْرٍ) : ماءٌ بنَجْدٍ لربِيعةَ.
(وجَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ) ، وَفِي نسخةٍ: هُنا زيادةُ قولِه: (وقدْ يُفْتَح) ، وضَبطَهُ الصّاغانيّ، كَحُمَيْرٍ، فِي الأَول.
(وأَبو بَطْنٍ مِن تَمِيم) . وَفِي نُسْخَة: وبَنُو القُلَيْبِ: بَطْنٌ من تَمِيمٍ، وَهُوَ القُلَيْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ.
قلتُ: وَفِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ: القُلَيْبُ بن عَمْرِو بْنِ أَسَد، مِنْهُم: أَيْمَنُ بنُ خُرَيْمِ بْنِ الأَخْرَمِ بْنِ شَدّادِ بْنُ عَمْرو بْنِ الفَاتِكِ بنِ القُلَيْبِ، الشّاعرُ الفارسُ.
(و) القُلَيْبُ: (خَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ) ، يُؤَخَّذُ بِها، هاذِه عَن اللِّحْيَانِيِّ.
(وذُو القَلْبَيْنِ) : لَقَبُ أَبي مَعْمَرٍ (جمِيلِ بْنِ مَعْمَرِ) بْنِ حَبِيبٍ الجُمَحِيّ وَقيل: هُوَ جَميلُ بْنُ أَسَدٍ الفِهْرِيُّ. كَانَ من أَحفظِ العربِ، فقيلَ لَهُ: ذُو القَلْبَيْنِ، أَشار لَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. (و) يُقَالُ: إِنَّهُ (فِيهِ نَزَلَتْ) هاذه الْآيَة: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ} (الْأَحْزَاب: 4) ، وَله ذكرٌ فِي إِسلامِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ، كَانَت قُرَيْشٌ تُسَمِّيه هاكذا.
(ورَجُلٌ قَلْبٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وقُلْبٌ) بضَمّ فسُكون: (مَحْضُ النَّسَبِ) خالِصُه، يَسْتَوِي فِيهِ المُؤَنثُ والمُذَكَّرُ والجَمْعُ، وإِن شِئتَ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ، وإِن شِئتَ تَركتَه فِي حَال التَّثْنِيَةِ والجمعِ بلفظٍ واحدٍ، وَقد قدّمتُ الإِشارَةَ إِليه فِيمَا تقدَّمَ.
(وأَبُو قِلابَةَ، ككِتابَة) : عبدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الجَرْمِيُّ، (تابِعيٌّ) جليل، ومُحَدِّثٌ مشهورٌ.
(والمُنْقَلَبُ) : يستعملُ (لِلمَصْدَرِ ولِلْمَكانِ) كالمُنْصَرَف، وَهُوَ مَصِيرُ العِبَادِ إِلى الآخِرَة، وَفِي حديثِ دُعاءِ السَّفَرِ: (أَعُوذُ بك من كَآبَةِ المُنْقَلَبِ) أَي: الانقلابِ من السَّفَر والعَوْدِ إِلى الوَطَن، يَعْنِي: أَنّه يعودُ إِلى بَيته، فيَرى مَا يَحْزُنُه: والانقلاب: الرُّجُوعُ مُطْلَقاً.
(والقُلاَبُ، كغُرابٍ) : جَبَلٌ بدِيارِ أَسَدٍ؛ (ودَاءٌ للْقَلْبِ) .
وعِبارَةُ اللِّحْيَانيِّ: داءٌ يأْخُذُ فِي القَلْب.
(و) القُلاَبُ: (داءٌ لِلْبَعِيرِ) فيَشتكي مِنْهُ قلْبَه، و (يُمِيتُهُ مِنْ يَوْمِهِ) وَقيل: مِنْهُ أُخِذَ المَثَلُ الْمَاضِي ذكرُه: (مَا بِهِ قَلَبةٌ) يُقَالُ: بَعِيرٌ مَقلوبٌ، وناقةٌ مَقلوبةٌ. قَالَ كُرَاع: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسْم العُضْوِ، إِلا القُلابُ من القَلْبِ، والكُبادُ من الكَبِدِ، والنُّكَافُ من النَّكَفَتَيْنِ، وهما غُدَّتَانِ تَكْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ من أَصْلِ اللَّحْيِ.
(وقَدْ قُلِبَ) بالضَّمّ قُلاَباً، (فَهُوَ مقْلُوبٌ) ؛ وَقيل: قُلِبَ البَعِيرُ قُلاَباً: عاجَلَتْهُ الغُدَّةُ فَمَاتَ، عنِ الأَصْمَعيِّ.
(وأَقْلَبُوا: أَصابَ إِبِلَهُمُ القُلابُ) ، هاذا الدّاءُ بعَيْنِهِ.
(وقُلْبَيْنُ، بالضَّمّ) فَسُكُون فَفتح الْمُوَحَّدَة: (ة، بدِمَشْقَ، وَقد يُكْسَرُ ثالثُهُ) ، وَهِي المُوَحَّدَةُ.
وَمِمَّا بَقِي على المؤلِّف من ضروريّات الْمَادَّة:
قَلَب عَيْنَهُ وحِمْلاقَهُ عندَ الوَعِيدِ والغَضَب، وأَنشدَ:
قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنْ وَفِي المَثَل: (اقْلِبِي قَلاَبِ) يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْلِبُ لِسانَهُ، فيضَعُهُ حيثُ شَاءَ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ: (بَيْنَا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ انْدَفَعَ جَرِيرٌ يُطْرِيهِ ويُطْنِبُ، فأَقبلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تقولُ يَا جَرِيرُ؟ وعرَف الغضبَ فِي وجهِه، فَقَالَ: ذَكَرْتُ أَبا بكرٍ وفَضْلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: اقْلِبْ قَلاَّبُ) . وَسكت. قَالَ ابْن الأَثِيرِ: هَذَا مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ يكون مِنْهُ السَّقْطَةُ، فيتداركُها، بأَنْ يَقْلِبها، عَن جِهتها، ويَصْرِفَهَا إِلى غيرِ مَعْنَاهَا، يُرِيد: اقْلِبْ يَا قَلاَّب، فأَسْقَطَ حرفَ النِّداءِ، وَهُوَ غريبٌ؛ لأَنّه إِنّما يُحْذَفُ مَعَ الأَعْلاَمِ. ومثلُه فِي المُسْتَقْصَى، ومَجْمَعِ الأَمْثالِ لِلمَيْدَانِيِّ.
وَمن المَجاز: قَلَبَ المُعَلِّمُ الصِّبْيانَ: صَرَفَهم إِلَى بُيُوتِهم، عَن ثَعْلَب. وَقَالَ غَيره: أَرسلَهم ورَجَعَهُمْ إِلى منازِلِهم. وأَقْلَبَهم لغةٌ ضعيفةٌ، عَن اللِّحْيَانيّ. على أَنّه قد قَالَ: إِنَّ كلامَ العربِ فِي كلِّ ذالك إِنّما هُوَ: قَلَبْتُهُ، بغيرِ أَلِفٍ: وَقد تقدّمتِ الإِشارةُ إِليهِ. وَفِي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ: (أَنه كَانَ يُقَالُ لِمُعَلِّمِ الصِّبْيَانِ: اقْلِبْهُمْ، أَي: اصْرِفْهُمْ إِلى مَنَازِلهمْ. وَفِي حَدِيث المُنْذِرِ: (فاقْلِبُوهُ. فَقَالُوا: أَقْلَبْناهُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ) ، قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: هاكذا جاءَ فِي صَحِيح مُسلم، وَصَوَابه: قَلَبْنَاهُ.
ويَأْتِي القَلْبُ بِمَعْنى الرُّوحِ.
وقَلْبُ العَقْرَبِ: مَنْزِلٌ من منازلِ القمرِ، وَهُوَ كَوكبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْهِ كوكبانِ. قَالَ شيخُنا: سُمِّيَ بِهِ لاِءَنَّه فِي قلْب العقْرب. قَالُوا: والقُلُوبُ أَربعة: قَلْبُ العقْرب، وقلْبُ الأَسَدِ، وقلبُ الثَّوْرِ وَهُوَ الدَّبَرانُ، وقلبُ الحُوتِ وَهُوَ الرِّشاءُ، ذَكرَهُ الإِمامُ المَرْزُوقيُّ فِي كتابِ الأَمْكنة والأَزمنة وَنَقله الطِّيبِيُّ فِي حَوَاشِي الكَشّافِ أَثناءَ (يللهس) ، ونَبَّه عليهِ سَعْدِي جَلَبِي هُنَاك، وأَشارَ إِليه الجَوْهَرِيُّ مُخْتَصرا، انْتهى.
وَمن المَجَازِ: قَلَبَ التّاجِرُ السِّلْعَةَ، وقَلَّبَهَا: فَتَّشَ عَن حَالِهَا.
وقَلَبْتُ المملوكَ عندَ الشِّراءِ، أَقْلِبُه، قَلْباً: إِذا كشفْتَهُ، لتَنْظُرَ إِلى عُيُوبِه.
وَعَن أَبي زيدٍ: يُقَالُ للبلِيغ من الرِّجالِ: قد رَدَّ قَالَ 2 بَ الكلامِ، وَقد طَبَّقَ المَفْصِلَ، ووضَعَ الهِناءَ مَوَاضِعَ النُّقْب.
وَفِي حديثٍ: (كَانَ نِساءُ بني إِسرائيلَ يَلْبَسْن القَوالِبَ) جمعُ قالِبٍ، وَهُوَ نَعْلٌ من خَشَبٍ، كالقَبْقابِ وتُكْسَرُ لامهُ وتُفْتَح. وَقيل: إِنَّه مُعَرَّبٌ وَفِي حَدِيث ابْنِ مسعودٍ: (كَانَت المرأَةُ تَلْبَسُ القَالِبَيْنِ، تَطَاوَلُ بهما) كَذَا فِي لِسان الْعَرَب.
وقَلِيبٌ، كأَمير: قريةٌ بمِصْرَ، مِنْهَا الشّيخُ عبدُ السَّلامِ القَلِيبِيُّ أَحَدُ من أَخَذَ عَن أَبِي الفَتْحِ الوَاسِطِيّ، وحفِيدُهُ الشَّمْسُ محمّدُ بْنُ أَحمدَ بْنِ عبدِ الواحدِ بْنِ عبدِ السَّلامِ، كتب عَنهُ الحافِظُ رِضْوانُ العقبِيّ شَيْئا من شِعْرِه.
وقَلْيُوبُ، بِالْفَتْح: قريةٌ أُخرَى بمِصْرَ، تضافُ إِليها الكُورَةُ.
وهَضْبُ القَلِيبِ، كأَميرٍ: بِنجْدٍ.
وقُلَّبٌ، كسُكَّر: وادٍ آخَرُ نَجْدِيٌّ.
وَبَنُو قِلاَبَةَ، بِالْكَسْرِ: بطْنٌ.
والقِلَّوْبُ، والقِلِّيبُ كسِنَّوْرٍ، وسِكِّيت: الأَسَدُ، كَمَا يُقالُ لَهُ السِّرْحانُ. نَقله الصَّاغانيُّ.
ومَعَادِنُ القِلَبَةِ، كعِنَبة: موضعٌ قُرْبَ المدينةِ، نَقله ابْنُ الأَثيرِ عَن بَعضهم: وسيأْتي فِي قبل.
والإِقْلابِيَّةُ: ننوعٌ من الرِّيحِ، يَتضَرَّر مِنْهَا أَهلُ الْبَحْر خوفًا على المَرَاكِب.
قلب: {تقلبون}: ترجعون. {تقلبهم}: تصرفهم. {يقلب كفيه}: يصفق بالواحدة على الأخرى.
(قلب) الشَّيْء مُبَالغَة فِي قلب وَيُقَال قلب الْأُمُور نظر فِي عواقبها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقلبوا لَك الْأُمُور}
القلب: لطيفة ربانية لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر تعلق، وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان، ويسميها الحكيم: النفس الناطقة، والروح باطنه، والنفس الحيوانية مركبة، وهي المدرك، والعالم من الإنسان، والمخاطب، والمطالب، والمعاتب.

القلب: هو جعل المعلول علة، والعلة معلولًا، وفي الشريعة: عبارة عن عدم الحكم لعدم الدليل، ويراد به ثبوت الحكم بدون العلة.
(ق ل ب) : (قَلَبَ الشَّيْءَ) حَوَّلَهُ عَنْ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي الِاسْتِسْقَاءِ (قَلَبَ) رِدَاءَهُ فَجَعَلَ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ (وَسَرِيرٌ مَقْلُوبٌ) قَوَائِمُهُ إلَى فَوْقَ.

(وَالْقَلِيبُ) الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ وَالْجَمْع قُلُبٌ وَمَا بِهِ (قَلَبَةٌ) أَيْ دَاءٌ وَفِي يَدِهَا قُلْبُ فِضَّةٍ أَيْ سِوَارٌ غَيْرُ مَلْوِيٍّ مُسْتَعَارٌ مِنْ قُلْبِ النَّخْلَةِ وَهُوَ جُمَّارُهَا لِمَا فِيهِمَا مِنْ الْبَيَاضِ وَقِيلَ عَلَى الْعَكْسِ وَأَبُو قِلَابَةَ بِالْكَسْرِ مِنْ التَّابِعِينَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ.
قلب
قَلْبُ الشيء: تصريفه وصرفه عن وجه إلى وجه، كقلب الثّوب، وقلب الإنسان، أي: صرفه عن طريقته. قال تعالى: وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ
[العنكبوت/ 21] . والِانْقِلابُ: الانصراف، قال: انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ
[آل عمران/ 144] ، وقال: إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ
[الأعراف/ 125] ، وقال: أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
[الشعراء/ 227] ، وقال:
وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ [المطففين/ 31] . وقَلْبُ الإِنْسان قيل: سمّي به لكثرة تَقَلُّبِهِ، ويعبّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الرّوح والعلم والشّجاعة وغير ذلك، وقوله: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ
[الأحزاب/ 10] أي: الأرواح. وقال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ
[ق/ 37] أي: علم وفهم، وكذلك: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ [الأنعام/ 25] ، وقوله: وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ [التوبة/ 87] ، وقوله: وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ
[الأنفال/ 10] أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم، وعلى عكسه: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [الحشر/ 2] ، وقوله: ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب/ 53] أي: أجلب للعفّة، وقوله:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 4] ، وقوله: وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر/ 14] أي: متفرّقة، وقوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج/ 46] قيل: العقل، وقيل: الرّوح. فأمّا العقل فلا يصحّ عليه ذلك، قال: ومجازه مجاز قوله: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [البقرة/ 25] . والأنهار لا تجري وإنما تجري المياه التي فيها. وتَقْلِيبُ الشيء: تغييره من حال إلى حال نحو: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ
[الأحزاب/ 66] وتَقْلِيبُ الأمور: تدبيرها والنّظر فيها، قال:
وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ
[التوبة/ 48] . وتَقْلِيبُ الله القلوب والبصائر: صرفها من رأي إلى رأي، قال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ [الأنعام/ 110] ، وتَقْلِيبُ اليد: عبارة عن النّدم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم. قال: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ
[الكهف/ 42] أي: يصفّق ندامة.
قال الشاعر:
كمغبون يعضّ على يديه تبيّن غبنه بعد البياع
والتَّقَلُّبُ: التّصرّف، قال تعالى: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء/ 219] ، وقال: أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ [النحل/ 46] . ورجل قُلَّبٌ حُوَّلٌ: كثير التّقلّب والحيلة ، والْقُلَابُ: داء يصيب القلب، وما به قَلَبَةٌ : علّة يُقَلِّبُ لأجلها، والْقَلِيبُ. البئر التي لم تطو، والقُلْبُ: الْمَقْلُوبُ من الأسورة.

قلب


قَلَبَ(n. ac. قَلْب)
a. Turned; turned over; turned upside-down, inverted;
transposed; changed, altered; varied, transformed, metamorphosed
metamorphized.
b. [acc. & 'An], Turned from.
c. Dismissed, sent away.
d. Called away, took to himself; translated (
God ).
e. Rolled ( his eyes ).
f. Examined; inspected, scrutinized.
g. Considered, pondered ( in his mind ).
h.
(n. ac.
قَلْب), Hit, injured, affected the heart of.
i. Took out the pith of (palm-tree).
j. Became red (date).
k. [pass.], Had heartdisease.
قَلِبَ(n. ac. قَلَب)
a. Was turned up (lip); had turned up lips.

قَلَّبَa. see I (a)b. Handled, manipulated.
c. Managed, transacted (business).
d. [acc. & Fī], Employed, empowered to act in (
matter ).
e. [acc.
amp; Fī ], Turned over, revolved (
his thoughts about ).
f. see I (f)
أَقْلَبَa. see I (d)b. Made to return.
c. [acc. & Bi], Brought back, restored to.
d. Was done on one side (bread); was dry
tough (grape).
e. Had his camels attacked by heartdisease.

تَقَلَّبَa. Was turned round, turned over, inverted; turned
shifted; changed, altered.
b. Tossed about; was restless.
c. Was fickle; was versatile.
d. [Fī], Managed, directed, acted as he pleased in.

إِنْقَلَبَa. Was inverted, turned over; was transposed; was changed
transformed.
b. [Ila], Returned to; turned, veered, shifted towards.
c. Was restless, uneasy; was disturbed, agitated.
d. ['An], Turned, withdrew, receded from.
قَلْب
(pl.
قُلُوْب)
a. Heart: viscra, stomach; mind, soul; intellect
intelligence; secret thought; interior, inside; centre, middle
midst; core, kernel; marrow; pith; essence, best, choice
of.
b. Turn; change, alteration; vicissitude.
c. Inversion, transposition; permutation.
d. Transformation, metamorphosis.
e. Reverse; inverse.
f. Main body ( of an army ).
g. Genuine; pure; of good lineage.

قَلْبَةa. see 1 (b) (g).
قَلْبِيّa. Hearty, cordial.
b. Internal, inward; inner, inside, interior; innermost
inmost; intimate.

قِلْبa. see 3 (a)
قُلْبa. Pith, heart ( of a palmtree ).
b. Bracelet.
c. Whitish serpent.
d. see 1 (g)e. [ coll. ]
see 1 (b) (c), (d), (e).

قُلْبَةa. Redness.
b. see 3 (a)
قَلَبَةa. Disease, unsoundness.
b. Fatigue; pain.

قُلَّبa. Versatile; cunning, subtle; ingenious; shifty, fickle
inconstant, changeable, variable.

قُلَّبِيّa. see 11
أَقْلَبُa. Turned up (lip).
مِقْلَب
(pl.
مَقَاْلِبُ)
a. Hoe; seed-drill.
b. [ coll. ], Hammer ( of a
gun ).
قَاْلِبa. Turning &c.
b. Red, unripe dates.
c. see قَالَب

قَلَاْبa. Quibbler.

قِلَاْبa. see 30
قُلَاْبa. Heart-disease.

قَلِيْب
(pl.
قُلْب
قُلُب
أَقْلِبَة
15t)
a. Well.
b. Earth freshly turned over.

قَلُوْبa. see 11 & 30
قِلِّيْبa. Wolf.
b. Lion.

قَلُّوْبa. see 30
N. P.
قَلڤبَa. Turned over; inverted; upside-down, topsy-turvy;
reversed; transposed.
b. Suffering from heart disease.

N. Ag.
تَقَلَّبَa. Changeable, versatile.

N. P.
تَقَلَّبَa. Free scope; liberty of action.
b. see N. P.
إِنْقَلَبَ
N. Ac.
تَقَلَّبَa. Inversion; transposition; alteration;
variation.
b. Versatility; changeableness;
variableness; fickleness, shiftiness, inconstancy.
N. P.
إِنْقَلَبَa. Place of return; destination; the hereafter.

N. Ac.
إِنْقَلَبَa. see N. Ac.
V (a)b. Revolution.

تَقَلُّبَات
a. Changes, vicissitudes.

قُلَيْب
a. Little heart.
b. Amulet, bead.

قَالَب (pl.
قَوَاْلِبُ قَوَاْلِيْبُ), P.
a. Model, form; last ( of a boot ).
b. Mould, cast.
c. Girder ( of an arch ).
d. Clog, sandal.

قِلَّاب قِلَّوْب
a. see 30
المَقْلُوْبَة
a. The ear.

بَالمَقْلُوْب
a. [ coll. ], The reverse way;
inside-out; hind part before; contrariwise.
قَلْبُ الْأَسَد
a. Cor Leonis.

قَلْبُ الْعَقْرَب
a. The star a in Scorpio.

حُوَّل قُلَّب
a. حُوَّلِيّ قُلَّبِيّ
see 11
مُقَلِّبُ القُلُوْبِ
a. The Turner of hearts: God.

إِنْقِلَاب الشَّمْس
a. Solstice.

قَالَب سُكَّر
a. [ coll. ], Sugar-loaf.

مِن صَمِيْم قَلْبِهِ
a. From the bottom of his heart: heartily.

رحق

رحق: {رحيق}: الخالص من الشراب.
ر ح ق: (الرَّحِيقُ) صَفْوَةُ الْخَمْرِ. 
[رحق] نه فيه: سقاه من "الرحيق" هو من أسماء الخمر، يريد خمر الجنة، والمختوم المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه.
رحق
قال الله تعالى: يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ
[المطففين/ 25] ، أي: خمر. 
[رحق] الرحيق: صفوة الخمر. 
رحق
الرَّحِيْقُ: الخَمْرُ العَتِيْقَةُ في قَوْلِه: " يُسْقَوْنَ من رَحِيْقٍ ". وحَسَبٌ رَحِيْقٌ: خالِصٌ. والرَّحِيْقُ: ضَرْبٌ من الطِّيْبِ والغِسْلِ.
(ر ح ق)

الرَّحيقُ: من أَسمَاء الخَمْرِ، قيل: هِيَ من اعْتِقها واتفضلها، وَقيل: هِيَ صفوتها وَمَا لَا غِشَّ فِيهِ، وَقيل: الرَّحِيقُ: السهل من الْخمر.

والرَّحِيق والرّحاقُ: الصافي. وَلَا فعل لَهُ.
ر ح ق

سقاه الرحيق وهو الخالص من الخمر. وتقول: يا شارب الرحيق، أبشر بعذاب الحريق.

ومن المجاز: مسك رحيق: لا غش فيه. قال يصف شعراً:

يسقى الدهان والرحيق والكتم ... حتى استوت نبتته وما ظلم

وما نقص. وحسب رحيق: لا شوب فيه.
رحق
رَحيق [مفرد]:
1 - خَمْرٌ "يا شارب الرحيق أَبشِر بعذاب الحريق [مثل]- {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} ".
2 - (حي) ما تفرزه الأزهار من محلول سكّريّ لاجتذاب الحشرات لكي تقوم بالتلقيح، نوعٌ من الطِّيب "امتصت النحلةُ رحيق الزهرة- مِسْكٌ رحيق: لا غِشَّ فيه" ° حَسَبٌ رحيق: خالصٌ لا شَوْبَ فيه. 

رحق



رُحَاقٌ: see what follows, in two places.

رَحِيقٌ Wine: (A 'Obeyd, K:) or the choicest of wine: (S, TA:) or the sweetest of wine: or the most excellent thereof: (K:) or the oldest and most excellent thereof: (M, TA:) or unadulterated wine: (Zj, TA:) or wine that is easy to swallow: (TA:) or pure wine: or clear wine: as also ↓ رُحَاقٌ: (K:) in all of these senses the former word has been explained as used in the Kur lxxxiii. 25: (TA:) and ↓ the latter occurs as syn. with the former in chaste poetry. (IDrd.) b2: Also A sort of perfume. (K.) b3: And Honey. (O, TA.) b4: [And it is used as an epithet.] Yousay مِسْكٌ رَحِيقٌ (tropical:) Unadulterated musk. (TA.) and حَسَبٌ رَحِيقٌ (tropical:) Pure, or genuine, grounds of pretension to respect. (TA.)

رحق: الرَّحِيقُ: من أَسماء الخمر معروف؛ قال ابن سيده: وهو من

أَعْتَقِها وأَفضَلها، وقيل: الرَّحِيقُ صَفُوة الخمر. وقال الزجاج في قوله

تعالى: من رَحِيق مختوم، قال: الرَّحِيق الشراب الذي لا غِشّ فيه، وقيل:

الرَّحِيقُ السَّهل من الخمر. والرَّحِيقُ والرُّحاقُ: الصافي ولا فعل له. قال

أَبو عبيد: من أَسماء الخمر الرحيقُ والرّاحُ. وفي الحديث: أَيُّما

مؤمِنٍ سقَى مؤمناً على ظَمَإٍ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المَخْتوم؛

الرحيقُ: من أَسماء الخمر يريد خمر الجنة، والمختومُ: المَصُونُ الذي لم

يُبتذَل لأَجل خِتامه.

رحق
الرَّحِيق: من أَسْماءَ الخَمْر مَعْرُوفٌ، قَالَ أَبو عُبَيْد: من أَسْماءِ الخَمرِ الرَّحِيقُ والرّاحُ أَو: أَطْيَبُها وَهُوَ صَفْوَةُ الخَمْرِ أَو: أَعْتَقُها وأَفْضَلُها قالَهُ ابنُ سِيدَه، أَو: الخالِصُ، وقالَ الزَّجّاجُ: هُوَ الشَّرابُ الَّذِي لَا غِش فيهِ، وقالَ غيرُه: هُوَ السَّهْلُ من الخَمْرِ أَو الصافي قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الرَّحْقُ: أَصْلُ بناءَ الرَّحِيقِ، قَالُوا: هُوَ الصافي، وبكُلًّ ذلِك فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ: مَخْتُوم وَفِي الحَدِيثِ: أيّما مُؤْمَنٍ سقَى مُؤْمِناً على ظَمَأً سَقاهُ اللهُ يومَ القِيامَةِ منَ الرَّحِيقِ المَخْتُومَ وقالَ، حَسّان بنُ ثابتٍ رضِيَ الله عنهُ:
(يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عَلَيْهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَل)
كالرُّحاقِ بالضَّمِّ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قد جاءَ فِي الشِّعر الفَصيحِ فِي مَعْنَى رَحيقٍ وَلم أَسمعْ لهُ شِعراً مُتَصَرفاً. والرَّحِيقُ: ضَرْبٌ من الطِّيبِ والغِسْلِ كَمَا فِي العُبابِ. ورُحْقان كعُثمانَ: ع بالحجاز قُرْبَ المَدينَةِ على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاةُ والسَّلامِ. وَمِمَّا يُستَدْركُ عَلَيْهِ: حَسَبٌ رَحِيقٌ: أَي: خالصٌ. ومِسْكٌ رَحِيقٌ: لَا غِشَّ فيهِ وَهُوَ مَجازٌ.

قوم

ق و م

رأيت أقواماً وأقاويم. وقام قومة واحدة، وقيل لأبي الدّقيش: كم تصلّي الغداة؟ فقال: اصلي الغداة قومتين والمغرب ثلاث قومات. وبه قوام: يقوم كثيراً من خلفة به. وفلان يقام به، وقيم بفلان، وأقامه من مكانه، وأقاموا بالدار. وأقاموا عنها: ظعنوا. وهذا مقام الساقي، وهذا مقام الحيّ ومقامتهم، ودار مقامتهم. وقوم العود وأقامه فقام واستقام وتقوّم. ومحٌ قويمٌ. وقوّم المتاع واستقامه. وهو طيول القامة والقوام، وهم طوال القيم والقامات. وقبض على قائم السيف، وقوائم السيوف. وقامت الدابة على قوائمها. وهذه قائمة الخوان والسرير.

ومن المجاز: بكم قام عليك هذا المتاع، وقد قام عليّ بكذا. وقام بعيرك مائة دينار، والبعيران قاما ثمناً واحداً. ودينار قائم: سواء لا يرجح وميّال: يرجح شيأ، ودنانير قوّم وقيمٌ. وعين قائمة: ذهب بصرها والحدقة صحيحة. وإذا أهلك البرد بعض النبات أو الشجر قيل: منه هامدٌ ومنه قائم. وقام قائم الظّهيرة، وقام ميزان النهار. قال:

وذاب للشمس لعاب فنزل ... وقام ميزان النهار فاعتدل وما قام له ولا يقوم له إذا لم يطقه، وقام بي ظهري ويداي وعيناي وعروقي وكذلك كلّ شيء من بدنك إذا أوجعك. وقامت دابّته: انقطعت. وماء قائم: دائم. وقام على الأمر: دام وثبت. قال:

متحامل ملث الظلام إذا ... لغب الظنون وقام ذو الصّبر

وقام الأمير على الرعية: وليها. قال الشمّاخ:

يظل بصحراء البسيطة قائماً ... عليها قيام الفارسيّ المتوّج

يعني العير يملك أمر الأثتن. وأقام الشيء: أدامه. وما للافن قيمة: ثبات ودوام على الأمر وهو الحيّ القيّوم: الدائم الباقي. وهو قائم بالملك، وهم قامة الملك وساسته. وهو قيّم القوم. ودين قيّم. وقام الماء: جمد. وقامت السوق: نفقت، وأقامها الله. وقامت لعبة الشطرنج: صارت قائمةً. واستقوا على القامة وهي البكرة. ومضت قويمةٌ من الليل. وأتيت بعد قويمةٍ. وقام على غريمه: طالبه. " إلاّ ما دمت عليه قائماً ". ورفع الكرم بالقوائم والكرمة بالقائمة. وقام بين يدي الأمير بمقامة حسنة وبمقامات: بخطبة أو عظة أو غيرهما.
قوم

( {القَوْمُ: الجَمَاعَةُ من الرِّجَالِ والنِّساءِ مَعًا) ؛ لِأَن قَومَ كلِّ رَجُل شِيعَتُه وعَشِيرَتُه، (أَوِ الرِّجَالُ خَاصَّةً) دُونَ النِّسَاءِ لَا واحِدَ لَهُ من لَفْظِهِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومنهُ قَولُه تَعَالَى: {لَا يسخر} قوم من قوم} ، ثمَّ قَالَ: {وَلَا نسَاء من نسَاء} أَي: فَلَو كَانَت النِّساءُ مِنَ القَوْمِ لم يَقُلْ: وَلَا نِساءٌ من نِسَاءٍ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
(وَمَا أَدْرِي وسَوفَ إخالُ أَدْرِي ... أَقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نِساءُ)

وَمِنْه الحَدِيثُ: " فلْيُسَبِّحِ القَومُ ولتُصَفِّقِ النِّساء " قَالَ ابنُ الأَثِير: القَوْمُ فِي الأَصْلِ مَصْدر {قَامَ، ثمَّ غَلَبَ عَلَى الرَّجَالِ دُونَ النِّساءِ، وسُمُّوا بِذَلك لأَنهم} قَوَّامُون على النِّساءِ بالأُمُورِ الَّتِي لَيْس للنِّساءِ أَنْ {يَقُمْنَ بِهَا. ورُويَ عَن أَبِي العَبَّاس: النَّفَرُ والقَوْمُ والرَّهْطُ، هَؤُلاءِ مَعْنَاهُمْ الجَمْعُ لَا وَاحِدَ لَهم من لَفْظِهِمْ للرِّجَالِ دُونَ النِّساء، (أَوْ) رُبَّمَا (تَدْخُلُه النِّساءُ علَى) سَبِيل (تَبَعِيَّةٍ) ؛ لأنَّ قَومَ كلِّ نَبِيٍّ رِجالٌ ونِساءٌ قَالَه الجوهَرِيُّ، يُذكَّر (ويُؤَنَّثُ) ؛ لأنَّ أسماءَ الجُموعِ الَّتِي لَا وَاحِد لَهَا من لَفْظِها إِذا كَانَ للآدَمِيِّينَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ مثل: رَهْطٍ ونَفَرٍ وقَوْمٍ. قَالَ الله تَعالَى: {وَكذب بِهِ} قَوْمك} فذكَّرَ. وَقَالَ الله تَعالَى: {كذبت قوم نوح} فأَنَّثَ، قَالَ الجوهَرِيُّ: فإنْ صَغَّرْتَ لَمْ تُدْخِلْ فِيهَا الهَاءَ، وقُلْت: {قُوَيْمٌ ورُهَيْطٌ ونُفَيْرٌ، وإِنَّما يَلْحَقُ التّانيثُ فِعْلَهُ، وتَدْخُل الهَاءُ فِيمَا يَكُون لغَيْرِ الآدَمِيِّين مِثْلِ: الإِبِلِ والغَنَمِ؛ لأَنَّ التّأنيثَ لازِمٌ لَهُ، فأمّا جَمعُ التَّكْسِيرِ مِثالُ: مَسَاجِدَ وجِمَالٍ، وَإِن ذُكِّرَ وأُنِّثَ، فإنَّما تُريدُ الجَمْعَ إِذا ذَكَّرْتَ، وتُرِيدُ الجَماعَةَ إِذا أَنَّثْتَ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وقَولُه تَعَالَى: {كذبت قوم نوح الْمُرْسلين} إنّما أَنّثَ عَلَى مَعْنَى: كَذَّبَتْ جَمَاعَةُ قَوْمِ نُوحٍ، وَقَالَ المُرْسَلِينَ وَإِن كَأنُوا كَذَّبُوا نُوحًا وَحْدَهُ؛ لأنّ مَنْ كَذَّبَ رَسُولاً واحِدًا من رُسُلِ الله فَقَدْ كَذَّبَ الجَمَاعَةَ وخَالَفَهَا؛ لأنَّ كُلَّ رَسُولٍ يَأْمُرُ بِتَصْدِيقِ جَمِيعِ الرُّسُلِ، وجائِزٌ أَن يَكُونَ كَذَّبَتْ جَمَاعَةٌ الرُّسُلَ. وحَكَى ثَعْلَبٌ أنّ العَربَ تَقُولُ: يَا أَيُّهَا القَوْمُ كُفُّوا عَنَّا وكُفَّ عَنَّا، على اللَّفْظِ وعَلى المَعْنَى. وَقَالَ مَرّة: المُخَاطَبُ وَاحِدٌ والمَعْنَى الجَمْعُ، (ج:} أَقْوامٌ) و (جج) جَمْعُ الجَمْعِ: ( {أَقَاوِمُ،} وأَقَاوِيمُ) ، قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ وأَنْشَدَه يَعْقُوب:
(فَإِن يَعْذِرِ القَلْبُ العَشِيَّةَ فِي الصِّبَا ... فُؤادَك لَا يَعْذِرْك فِيهِ! الأَقَاوِمُ) ويُروى: الأَقَايِم. وعَنَى بالقَلْبِ العَقْلَ.
وأنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ: لِخُزَزَ بنِ لَوْذَان:
(مَنْ مُبلِغٌ عَمْرَو بنَ لأْيٍ ... حَيثُ كَانَ من الأقاوِمْ)

قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَيُقَال: قَومٌ من الجِنِّ، ونَاسٌ من الجِنِّ، {وقَومٌ من الملائِكَةِ، قَالَ أُميَّةُ:
(وفِيهَا مِنْ عِبَادِ الله قَومٌ ... مَلائِكُ ذُلِّلُوا وهُمُ صِعابُ)

(و) قَالَ ابنُ السِّكِّيت: (يُقَال: أَقَائِمُ) } وأَقاوِمُ كَمَا فِي الصِّحاح.
( {وقَامَ) } يَقُومُ ( {قَوْمًا} وقَوْمَةً {وقِيامًا،) بالكَسْر (} وقَامَةً: انْتَصَب) . قَالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: وَقَالَ عَبْدٌ لِرَجُلٍ أَرَادَ أَن يَشْتَرِيَهُ: لَا تَشْتَرِني فإنِّي إِذا جُعْتُ أبغَضْتُ {قَوْمًا، وَإِذا شَبِعْتُ أَحْبَبْتُ نَوْمًا، أَي: أبغضْتُ قِيامًا من مَوْضِعِي، قَالَ:
(قَدْ صُمْتُ رَبِّي فَتَقَبَّل صَامَتِي ... )

(} وقُمتُ لَيْلِي فَتَقَبَّل {قامَتِي ... )
وَقَالَ بَعضُهم: إِنَّمَا أَرَادَ صَوْمَتِي} وقَوْمَتِي، فأَبدلَ من الوَاوِ ألفا، وأَوردَ ابنُ بَرِّيّ هَذَا الرَّجَزَ شاهِدًا على القَوْمَةِ:
(قد قُمْتُ لَيلِي فتقَبَّل {قَوْمَتِي ... )

(وصُمتُ يَومِي فَتَقَبَّل صَوْمَتِي ... )
(فَهُوَ} قَائِمٌ من: {قُوَّمٍ} وقُيَّمٍ،) بالوَاوِ وبِالْيَاءِ، كسُكَّرٍ فِيهِما، ( {وقُوَّامٍ} وقُيَّامٍ) ، كَرُمَّانٍ فِيهِمَا، وَيُقَال: {قِيَّمٌ} وقِيَّامٌ، بكَسْرِهِمَا، وَقيل: قَوْم اسمٌ للجَمْع، ونِساءٌ {قُيَّمٌ} وقَائِمَاتٌ اعرَفُ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
( {وقَاوَمْتُهُ 0} قِوامًا،) بالكَسْر: ( {قُمتُ مَعَه) ، صَحَّتِ الوَاوُ فِي قِوَامٍ لصِحَّتِها فِي} قَاوَم. وَفِي الحَدِيثِ: " من جَالَسَهُ أَو {قَاوَمَهُ فِي حَاجةٍ صَابَرَهُ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي: إِذا} قَامَ مَعَه لِيَقْضِيَ حَاجَتَه صَبَر عَلَيْهِ إِلَى أَن يَقْضِيَها.
(! والقَوْمَةُ: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ) كَمَا فِي الصِّحاح.
(وَمَا بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ) من {القِيامِ (} قَوْمَةٌ) . قَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: أُصلِّي الغَدَاةَ {قَوْمَتَيْنِ، والمَغْرِبَ ثَلاَثَ} قَوْمَاتٍ.
( {والمَقَامُ: مَوْضِعُ القَدَمَيْن) ، قَالَ:
(هَذَا} مَقَامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ ... )

(غُدوةَ حَتَّى دَلَكَتْ بَرَاحِ ... )
(و) من المَجَازِ: ( {قامَتِ المَرأةُ تَنُوحُ) أَي: (طَفِقَتْ) وجَعَلَتْ، وَقد يُعْنَى بِهِ ضِدُّ القُعُودِ؛ لأَنَّ اَكْثَرَ نَوائحِ العَرَبِ} قِيَامٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
( {قُومَا تَجُوبَانِ مَعَ الأَنْواحِ ... )
(و) من الْمجَاز: قَامَ (الأَمرُ) } قَوْمًا: (اعْتَدَل) واسْتَوَىَ، ( {كاسْتَقَام) ، ومثلُه أَجَابَ واسْتَجَابَ، وقَولُه تَعَالَى: {إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ} استقاموا} أَي: عَمِلوا بِطَاعَتِه ولَزِمُوا سُنَّةَ نَبِيِّه صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ قَتَادَةُ: اسْتَقَامُوا على طَاعَةِ الله وَقَالَ الأَسْوَدُ ابنُ مَالِكٍ: ثمَّ استَقَامُوا: لم يُشْرِكُوا بِهِ شَيئًا. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: {أَقمتُ الشَّيْءَ} وقَوَّمْتُه فَقَامَ بِمَعْنَى {اسْتَقَامَ. قَالَ} والاسْتِقَامَةُ: اعتِدالُ الشّيءِ واسْتِواؤُهُ.
(و) قَامَ (فِي) هَكَذا فِي النُّسَخِ والصَّواب: قَامَ بِي (ظَهْرِي) أَي: (أَوْجَعَنِي) ، كَذَا نَصُّ أَبِي زَيْدٍ فِي نَوادِرِهِ، وَكَذَا قَامَتْ بِي عَيْنَايَ، وكُلُّ مَا أَوْجَعَكَ مِنْ جَسَدِكَ فَقَدْ {قَامَ بك.
(و) من المَجَازِ: قَامَ (الرَّجلُ المَرْأَةَ، و) قَامَ (عَلَيْهَا: مَانَهَا} وقَامَ بِشَاْنِهَا) مُتَكَفِّلاً بِأَمْرِهَا، فَهُوَ! قَوَّامٌ عَلَيْها مائِنٌ لَهَا.
(و) من المَجَازِ: قَامَ (المَاءُ) : ثَبَتَ مُتَحَيِّرًا لَا يَجِد مَنْفذًا، وَقيل: (جَمَدَ) ، وَمِنْه قَولُ المُتَنَبِّي:
(وكَذَا الكَرِيمُ إذَا {أَقَامَ بِبَلْدَةٍ ... سَالَ النُّضَارُ بِهَا وَقَامَ المَاءُ)

أَي ثَبَتَ مُتَحَيِّرًا جَامِدًا.
(و) } قَامَتِ (الدَّابَّة: وَقَفَتْ) عَنِ السَّيْرِ. وَفِي الأَساس: انْقَطَعَتْ، وَفِي الصِّحاح: وَقَفَتْ من الكَلالِ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ إِذا وَقَفَ وَثَبَتَ يُقَال: إنّه قَامَ: يُقَال: {قُمْ لِي مِثْلَ قِفْ لي أَي: تَحَبَّسْ مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَكَ، وَعَليه فَسَّروا قَوْله تَعالى: {وَإِذا أظلم عَلَيْهِم} قَامُوا} أَي: وَقَفُوا وثَبَتُوا فِي مَكَانِهم غَيرَ متقدِّمِين وَلَا متأَخِّرِينَ.
(و) من المَجَازِ: {قَامَتِ (السُّوقُ) اي: (نَفَقَتْ) ، فَهِيَ سُوقٌ} قَائِمَةٌ، {وأَقامَها الله تَعالَى.
(و) } قَامَ (ظَهْرَه بِهِ: أَوجَعَه) هَكَذا فِي النُّسَخِ بنَصْبِ الرَّاءِ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَن يَكُونَ مفْعُولاً لِقَامَ وَهُوَ خَطَأٌ، والصَّوابُ: بِرَفْعِ الرَّاءِ على أَنه فَاعِلُ قَامَ. وحَقُّ العِبَارَةِ أَن يَقُولَ: {وقَامَ بِهِ ظَهْرُهُ: أَوجَعَه كَمَا هُوَ نَصُّ أبي زَيْد فِي النَّوادِر، ثمَّ إِنَّ هَذَا بَعْد تَصْحِيحه تَكْرَارٌ مَعَ مَا سَبَقَ، وقُصورٌ لَا يَخْفَى؛ فَإِنَّهُم صَرَّحوا: كُلُّ مَا أَوْجَعَكَ مِنْ جَسَدِكَ فَقَدْ قَامَ بِكَ، الظَّهرُ والعَيْنَانِ واليَدَانِ وغَيرُها فتأَمَّلْ.
(و) من المَجَازِ:} قَامَتِ (الأَمَةُ مِائَةَ دِينَارٍ) أَي: (بَلَغَت {قِيمَتُهَا) ذَلِك، وَكَذَا النَّاقَةُ. ويُقالُ: بِكَمْ} قَامَ عَلَيْكَ المَتَاعُ؟ أَي: بِكَمْ بَلَغَ ثَمَنُهُ، والبَعِيرَانِ {قَامَا ثَمنًا وَاحِدًا.
(و) } قَامَ (أَهْلَهُ) {قِيامًا: (قَامَ بِشَأْنِهِم) مُتَكفِّلاً بأَمْرِهِمْ (يُعَدَّى بِنَفْسِهِ) ، وَكَذَا قَامَ الرَّجلُ المرأةَ، وَقد سَبَق لَهُ، وَلم يُشِرْ هُنَاكَ أَنه يُعَدَّى بِنَفْسِهِ، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ هُنَا، وقَدْ يُعَدَّى بِعَلَى أَيضًا، فَيُقَال: قَامَ على أَهْلِه.
(} وأَقَامَ بالمَكَانِ:! إِقَامَةً) ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والهَاءُ عِوَضٌ عَنْ عَيْنِ الفِعْلِ؛ لأَنَّ أَصْلَه {إِقْوَامًا. وَفِي التَّهْذِيبِ:} أَقَامَ {إِقَامَةً، فَإِذا أَضَفْتَ حَذَفْتَ الهَاءَ كقوْلِه تَعالَى: {} وإقام الصَّلَاة} .
(و) {أَقَامَ (} قَامَةً) عَن كُرَاعٍ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ {قَامَةً اسمٌ، كالطَّاعَةِ والطَّاقَةِ: (دَامَ) ، وَفِي المُحْكَم: لَبِثَ.
(و) أَقَامَ (الشَّيْءَ) } إِقَامَةً (أَدَامَهُ) ، وَمِنْه قَولُه تَعَالى: { {ويقيمون الصَّلَاة} .
(و) } أَقَامَ (فُلانًا) مِنْ مَوْضِعِهِ: (ضِدُّ أَجْلَسَهُ) .
(و) {أَقام (دَرْأَه: أَزَالَ عِوَجَه) ، قَالَ الشَّنْفَرَى:
(} أَقيمُوا بَنِي عَمِّي صُدُورَ مَطِيِّكُمْ ... فإِنّي إِلَى قَومٍ سِوَاكُم لأَمْيَلُ)

وَكَذَا قَوْل الآخر:
(أَقِيمُوا بَنِي النُّعْمانِ عَنَّا صُدُورَكُمْ ... وإلاّ {تُقِيموا صَاغِرينَ الرُّؤُؤسَا)

عَدَّى أَقِيمُوا بِعَنْ؛ لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى نَحُّوا أَو أَزِيلُوا، (} كقوّمه) {تَقْوِيمًا، عَن اللِّحْيَانِيِّ.
(} والمَقَامَةُ: المَجْلِسُ) ، {ومَقامَاتُ النَّاسِ: مَجَالِسُهم، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ للعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ:
(فأيِّ مَا وأَيُّكَ كَانَ شَرًّا ... فَقِيدَ إِلَى} المَقَامَةِ لَا يَرَاهَا)

(و) من المَجَازِ: {المَقَامَةُ: (القَوْمُ) يَجْتَمِعُونَ فِي المَجْلِسِ، وَمِنْه قَوْلُ لَبِيدٍ:
(} ومَقَامَةٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كأَنَّهُمْ ... جِنٌّ لَدَى بَابِ الحَصِيرِ {قِيَامُ)

والجَمْعُ} مَقَامَاتٌ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِزُهَيْرٍ: (وفِيهِم مَقاماتٌ حِسانٌ وُجُوهُهُمْ ... وأَندِيَةٌ يَنْتَابُها القَولُ والفِعْلُ)

(و) {المُقَامَةُ، (بِالضَّمِّ:} الإِقَامَةُ) ، يُقَال: {أَقامَ} إِقَامةً {ومُقَامَةً، (} كالمَقَامِ {والمُقَامِ) ، بالفَتْح والضَّمِّ، (و) قد (يَكُونَانِ للمَوْضِع) ؛ لِأَنَّك إِذا جَعَلْتَه من} قَامَ: {يَقُوم فَمَفْتُوحٌ، وَإِن جَعَلتَه من} أَقام {يُقِيمُ فمَضْمُومٌ، فَإِن الفِعلَ إِذا جاوزَ الثَّلاثَةَ فالموضِعُ مَضْمُومُ المِيمِ؛ لِأَنَّهُ مُشَبَّهٌ ببَناتِ الأرْبَعة نَحْو: دَحْرَجَ وَهَذَا مُدَحْرَجُنَا. وقولُه تَعالَى: {لَا} مقَام لكم} أَي: لَا مَوْضِعَ لَكم، وقُرِئَ بالضَّمِّ أَي لَا إِقَامَةَ. وقَولُه تَعالىَ: {حسنت مُسْتَقرًّا {ومقاما} أَي: مَوْضِعًا، قَالَ لَبِيدٌ:
(عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّهَا} فمُقَامُهَا ... بِمِنًى تَأَبَّدَ غَولُها فرِجَامُها)

يَعْنِي: الإقامةَ.
( {وقَامَةُ الإِنْسَانِ، وقَيْمَتُه،} وقَوْمَتُه،) بفَتْحِهِما، ( {وقُومِيَّتُهُ،) بالضَّمِّ (} وقَوَامُهُ) أَي: (شَطَاطُهُ) وحُسْنُ طُولِهِ، وَيُقَال: صَرَعَهُ مِنْ قَيْمَتِه {وقَوْمَتِه} وقَامَتِه بِمَعنًى وَاحِد، حَكَاهُ اللِّحيانيُّ، عَن الكِسَائِيِّ. وَقَالَ العَجَّاج:
(صُلْبَ القَنَاةِ سَلْهَبَ {القُومِيَّهْ ... )
وَأنْشد ابنُ بَرِّيٍّ لَهُ هَكَذا:
(أَيّامَ كُنْتَ حَسَنَ القُومِيَّة ... )

(صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القَوْسِيَّهْ ... )

(ج:) أَي: جَمْعُ} القَامَةِ ( {قَامَاتٌ،} وقِيَمٌ، كَعِنَبٍ) . وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِثْلُ تَارَاتٍ وتِيَرٍ، وَهُوَ مَقْصُورُ! قِيَامٍ، ولَحِقَهُ التَّغيُّر، لأَجل حَرفِ العِلَّة، وفَارقَ رَحَبَةً، ورِحَابًا حَيْثُ لم يَقُولُوا: رِحَب، كَمَا قَالُوا: {قِيَمٌ وتِيَرٌ.
(وهُوَ} قَوِيمٌ، {وقَوَّامٌ، كَشَدَّادٍ) أَيْ: (حَسَنُ} القَامَةِ ج:) {قِوَامٌ، (كَجِبَالٍ) فَهُوَ بالفَتْح اسمُ القَامَةِ، وبالكَسْرِ: جمع} قَوِيمٍ.
( {والقِيمَةُ، بالكَسْرِ واحِدَةُ: القِيَمِ) ، وَهُوَ ثَمَنُ الشَّيْءِ} بالتَّقْوِيمِ، وأَصلُه الوَاوُ؛ لأَنَّه {يَقُومُ} مَقَامَ الشَّيءِ.
(و) يُقالُ: (مَالَهُ {قِيمَةٌ إذَا لَمْ يَدُمْ عَلَى شَيْءٍ) وَلم يَثْبُتْ، وَهُوَ مَجَازٌ.
(} وقَوَّمْتُ السِّلْعَةَ) {تَقْوِيمًا. (و) أهلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: (} استَقَمْتُه) كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: {استَقَمْتُها (ثَمَّنْتُه) صَوابُه ثَمَّنْتُها أَي: قَدَّرْتُها. وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاسٍ: " إِذَا} اسْتَقَمْتَ بنَقْدٍ فبِعْتَ بنَقْدٍ فَلَا بَأْسَ بِهِ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {اسْتَقَمتُ بِمَعْنَى:} قَوَّمتُ، وَهَذَا كَلامُ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: {اسْتَقَمْتُ المَتَاعَ، أَي} قَوَّمْتُه، وهُمَا بِمَعْنًى.
وَفِي الحَدِيثِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: " لَو {قَوَّمْتَ لَنَا؟ فَقَالَ: اللَّهُ هُوَ} المُقَوِّمُ " أَيْ: لَوْ سَعَّرْتَ لَنَا، وهُوَ مِنْ {قِيمَةِ الشَّيءِ أَي: حَدَّدْتَ لنا} قِيمَتَها.
( {واسْتَقَامَ) الأمرُ: (اعْتَدَلَ) ، وَهَذَا قد تَقَدَّمَ فَهُوَ تَكْرَارٌ، وَهُوَ مُطاوِعُ} أَقَامَه {وقَوَّمَه.
(} وقَوَّمْتُه: عَدَّلْتُه، فَهُوَ قَوِيمٌ ومُسْتَقِيمٌ) . يُقَال: رُمْحٌ {قَوِيمٌ،} وقَوَامٌ {قَوِيمٌ، أَي:} مُسْتَقِيمٌ.
(و) قَولُهم: (مَا {أَقْوَمَهُ شَاذٌّ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يَعْنِي كَانَ قِياسُه أَنْ يُقالَ فِيهِ: مَا أَشَدَّ تَقْوِيمَه؛ لأَنَّ} تَقوِيمَه زائدٌ على الثَّلاثَةِ، وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك لقَولهم: {قَوِيمٌ كَمَا قَالُوا: مَا أَشَدَّهُ وَمَا أَفْقَرَهُ وهُوَ مَنِ اشْتَدَّ وافْتَقَرَ لقَوْلِهِم: شَدِيدٌ وفَقِيرٌ.
(} والقَوَامُ، كَسَحَابٍ: العَدْلُ) ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَكَانَ بَين ذَلِك {قواما} .
(و) } القَوَامُ: (مَا يُعاشُ بِهِ) ! ويَقُوم بحاجَتِه الضَّرُورية، وَمِنْه حَدِيثُ المَسْأَلَةِ: " أَوْ لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ حَتَّى يُصِيبَ {قَوامًا من عَيْشٍ ".
(و) } القُوامُ، (بالضَّمِّ: دَاءٌ) يَأْخُذُ (فِي قَوَائِمِ الشَّاءِ) {تَقُومُ مِنْه فَلَا تَنْبَعِثُ، عَن الكِسَائِيِّ.
(و) } القِوَامُ، (بالكَسْر: نِظَامُ الأمرِ وعِمَادُه ومِلاكُه) الَّذِي {يَقُومُ بِهِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلَبِيدٍ:
(أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ ... خُذِلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ} قِوَامُها)

( {كَقِيَامِه) باليَاء. يُقَال: فُلانٌ} قِوَامُ أَهْلِ بَيْتِه {وقِيَامُهم، وَهُوَ الَّذِي} يُقِيمُ شَأْنَهُم، ومِنه قَوْلُه تَعالَى: {وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم الَّتِي جعل الله لكم {قيَاما} كَمَا فِي الصِّحاحِ. قَالَ الزَّجاج: أَيْ:} قِيَامًا {تُقِيمُكُم فَتَقومُون بهَا قِيَامًا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يَعْنِي الَّتِي بهَا} تَقُومُون {قِيَامًا. (} وقُومِيَّتُه) ، بِالضَّمِّ. يُقَال: فُلانٌ ذُو {قُومِيَّةٍ على مالِهِ وأَمْرِه، وهَذَا أمرٌ لَا قُومِيَّةَ لَهُ، أَي: لَا قِوَامَ لَهُ.
(} والقَامَةُ: البَكَرَةُ بأدَاتِها) كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: {القَامَةُ عِنْد العَرَبِ البَكَرَةُ الَّتِي يُسْتَقَى بِها الماءُ من البِئْرِ، ورُوِيَ عَن أبِي زَيْدٍ أَنَّه قَالَ: النَّعَامَةُ: الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ على زُرْنُوقَيِ البِئْرِ ثمَّ تُعَلَّقُ القَامَةُ، وَهِي البَكْرَةُ من النَّعامَةِ، وَفِي المُحْكَمِ: القامَة: البَكْرَةُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَقيل: البَكْرَةُ وَمَا عَلَيها بأَدَاتِها، وَقيل: هِيَ جُمْلَةُ اعْوَادِها. وقالَ اللَّيْثُ: القَامَةُ: مِقْدَارٌ، كَهَيْئةِ رَجُلٍ يَبْنِي على شَفِيرِ البِئْرِ يُوضَعُ عَلَيْهِ عُودُ البَكْرَة، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيءٍ فَوقَ سَطْحٍ ونحوِهِ فَهُوَ} قامَةٌ. وَقد ردَّهُ الأزْهَرِيّ، وصَوَّبَ مَا سَبَق عَن أَبِي زَيْد، وأنشَد الجَوْهَرِيّ:
(لَمَّا رَأَيتُ أَنَّها لَا {قَامَهْ ... )

(وأَنَّنِي مُوْفٍ على السَّآمَهْ ... )

(نَزَعْتُ نَزْعًا زَعْزَعَ الدِّعَامَهْ ... )

قَالَ ابنُ بَرِّيّ: قالَ أبُو عليٍّ: ذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلَى أنَّ قَامةَ فِي البَيْتِ جمع:} قَائِمٍ، كَبَائِعٍ وبَاعَةٍ، كأنّه أَرَادَ لَا {قَائِمِينَ على هَذَا الحَوْضِ يَسْتَقُونَ مِنْهُ، قَالَ: ومِمَّا يَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَولِ ثَعْلب قَولُه:
(نَزَعتُ نَزْعًا زَعزَعَ الدِّعَامَهْ ... )

والدِّعَامَةُ إِنَّمَا تَكُونُ للبَكرة، فإنْ لَمْ تَكُنْ بَكْرَةٌ فَلَا دِعَامَةَ وَلَا زَعزَعَةَ لَهَا.
قَالَ: وشاهِدُ القَامَةِ بِمَعْنَى البَكْرَةِ قَولُ الرَّاجِزِ:
(إِنْ تَسْلَمِ} القَامَةُ والمَنِينُ ... )

(تُمْسِ وكُلُّ حَائِمٍ عَطُونُ ... )
(ج: {قِيَمٌ، كَعِنَبٍ) مِثْل تَارَةٍ وتِيَرٍ. قالَ الرَّاجِزُ:
(يَا سَعْدُ عَمَّ المَاءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ ... )

(يَوْمَ تلاقَى شَاؤُهُ وَنَعَمُه ... )

(واخْتَلَفَتْ أمْراسُه} وقِيمُهْ ... )

(و) {القامَةُ: (جَبَلٌ بِنَجْدٍ) .
(} والقَائِمَةُ: واحِدَةُ {قَوَائِمِ الدَّابَّةِ) وَهِي أَرْبَعُها، وَقد يُستَعَارُ ذَلِكَ لِلإنْسانِ.
(و) } القَائِمَةُ: (الوَرَقَةُ من الكِتَابِ) ، وَقد تُطْلَقُ على مَجْمُوع البَرنَامَج.
(و) القَائِمَةُ (من السَّيْفِ: مَقْبِضُه، {كقَائِمِه) كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيلَ: مَقْبِضُ السَّيْفِ هُوَ} القَائِمُ وَمَا سِوَى ذَلِك فَهُوَ: {قَائِمَةٌ، نَحْو:} قَائِمَةِ الخِوَانِ والسَّرِيرِ والدَّابَّةِ.! وقَوِائِمُ الخِوَانِ ونَحوُهَا: مَا {قَامَت عَلَيْهِ. ورَفَعَ الكَرْمَ بالقَوَائِم والكَرْمَةَ} بالقَائِمَةِ وَهُوَ مَجازٌ.
( {والقَيُّومُ،} والقَيَّامُ: الّذِي لَا نِدَّ لَهُ) كَمَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوَابُ: الَّذِي لَا بَدْءَ لَهُ كَمَا هُوَ نَصُّ الكَلبِيُّ المُفَسِّرِ، وهُمَا (من أسْمَائِهِ عَزَّ وَجَلَّ) ، وَفِي الصِّحَاحِ قَرَأَ عُمرُ: " الحَيُّ {القَيَّامُ "، وهُوَ لُغَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء " " وَلَك الحَمْدُ، أَنْتَ} قيَّامُ السَّمَواتِ والأرضِ "، وَفِي رِوَايةٍ: {قَيِّمُ، وَفِي أُخْرى:} قَيُّومُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: {القَيُّومُ} والقَيَّامُ والمُدَبِّرُ واحِدٌ. وَقَالَ الزّجّاجُ: هُمَا فِي صِفَاتِ اللهِ تَعالَى وأَسْمَائِهِ الحُسْنَى القَائِمُ بِتَدْبِيرِ أَمْرِ خَلْقِهِ فِي إِنْشَائِهِمْ، ورِزْقِهِم وعِلْمِه بِأمْكِنَتِهِم، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {القَيُّومُ:} القَائِمُ على كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ قَتَادَةُ: القائِمُ على خَلْقِه بآجالِهِمْ وأَعْمَالِهِم وأَرْزَاقِهِم. وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ {القائِمُ بِنَفْسِه مُطْلَقًا لَا بِغَيْره، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَقُومُ بِهِ كُلُّ مَوْجُودٍ حَتَّى لَا يُتَصَوَّرَ وجُودُ شَيءٍ وَلَا دوَامُ وُجُودِه إِلَّا بِهِ. قُلتُ: وَلذَا قَالُوا فِيهِ: إنَّه اسمُ اللهِ الأعْظَمُ، وقالَ الفَرَّاءُ: صُورَةُ} القَيُّومِ من الفِعْل الفَيْعُولُ، وصُورَةُ {القَيَّامِ الفَيْعَالُ، وهما جَمِيعًا مَدْحٌ، وأَهْلُ الحِجَازِ أَكْثَرُ شَيْءٍ قَوْلاً لِلْفَيْعالِ مِنْ ذَوَاتِ الثَّلاثَة.
(و) مَضَتْ (} قُوَيْمَةٌ مِنْ نَهَارٍ أَوْ لَيْلٍ، (كَجُهَيْنَةَ) أَيْ: (سَاعَةٌ) أَوْ قِطْعَةٌ وَلم يَحُدَّه ابو عُبَيْد، وكذَلِكَ: مَضَى قُوَيْمٌ من اللَّيْلِ، بِغَيْر هَاءٍ، أَيْ: وَقْتٌ غَيرُ مَحْدُودٍ.
( {والقَوَائِمُ: جِبالٌ لِهُذَيْلٍ.} والقَائِمُ: بِناءٌ كَانَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى) .
(و) ! القَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ: (لَقَبُ أَبِي جَعْفَرٍ عبدِ اللَّهِ بنِ أحْمَدَ) بنِ إِسْحَقَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلْحَةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ محمَّدِ بنِ هارُونِ الرَّشِيدِ (من الخُلَفَاءِ) العَبَّاسِيِّين السَّادِسُ والعِشْرونَ مِنهُم. ولِيَ الخِلافَةَ أَربعًا وأربَعِينَ سَنَةً وثَمَانيةَ أَشْهُرٍ، وتُوفِّي فِي شَعبَانَ سنةَ أَربعِمِائَةٍ وتِسْعٍ وسِتِّين عَن ثَمانٍ وأربَعِينَ سَنَةً.
( {ومُقَامَى، كَحُبَارى: ة باليَمَامَة) .
(} والمِقوَمُ، كَمِنْبَرٍ: خَشَبَةٌ يُمْسِكُها الحَرَّاث) ، والجَمْعُ: المقَاوِمُ.
(و) {المُقَوَّمُ، (كمُعَظَّمٍ: سَيفُ قَيْسٍ ابنِ المَكْشُوحِ المُرَادِيِّ) .
(} واقْتَامَ أَنفَهُ: جَدَعَهُ) ، افْتَعَلَ من {قَامَ.
(و) فِي حَدِيثِ عُمَرَ: " فِي (العَيْن} القَائِمَةُ) ثُلثُ الدِّيَةِ "، وَهِي (الّتِي ذَهَبَ بَصَرُهَا، والحَدَقَةُ صَحِيحَةٌ) باقِيَةٌ فِي مَوْضِعِها، وَهُوَ مَجَازٌ.
(وقَولُ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ) القُرَشِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعالَى عَنهُ: " (بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعالَى عَلَيه، وسَلَّمَ أَنْ لَا أخِرَّ إِلَّا {قَائِمًا) ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلَّى الله تَعالَى عَلَيهِ وسَلَّم: " أمَّا مِنْ قِبَلِنا فَلَا تَخِرُّ إِلَّا قَائمًا "، أَي: لَسْنَا نَدْعُوكَ وَلَا نُبَايِعُكَ إِلَّا قائِمًا (أَيْ:) على الحَقِّ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْناه بايَعْتُ أَنْ (لَا أَمُوتَ إِلَّا ثَابِتًا على الإسْلامِ) . وكُلُّ مَنْ ثَبَتَ على شَيْءٍ وتَمَسَّكَ بِه فَهُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ. وقَولُه تَعالَى: {أمة} قَائِمَة} إِنَّمَا هُوَ من المُوَاظَبَةِ على الدِّينِ والقِيَامِ بِهِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: القائِمُ: المُتَمَّسِّكُ بِدِينه، ثمَّ ذَكَر هذَا الحَدِيثَ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{القَامَةُ: جَمْعُ} قَائِمٍ، عَن كُرَاعٍ. وأنشَد الأصْمَعِيُّ:
( {وقَامَتِي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ ... )

(حَسبُكَ أخْلاقُهُمُ وحَسْبِي ... )
أيْ: رَبِيعَةُ} قَائِمُونَ بِأَمْرِي. وقَال عَدِيُّ ابنُ زَيْدٍ: (وإِنِّي لابْنُ سَاداتٍ ... كِرَامٍ عَنْهُم سُدْتُ)

(وَإِنِّي لابْنُ {قَامَاتٍ ... كِرَامٍ عَنْهُم} قُمْتُ)

أَرَادَ {بِالقَامَاتِ الّذين} يَقُومُون بِالأمُورِ والأحْدَاثِ.
وقالَ ابُو الهَيْثَمِ: {القَامَةُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ.
وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قد تَرْتَجِلُ العَرَبُ لَفْظَةَ قَامَ بَين يَدَيِ الجُملِ فَتصيرُ كاللَّغْو، ومَعْنَى} القِيامِ: العَزْمُ، كَقَوْلِ العُمَانِيّ الرَّاجِزِ للرَّشِيدِ عِندما هَمَّ بِأَنْ يَعْهَدَ إِلَى ابْنِه القَاسِم:
(قُلْ لِلإمَامِ المُقْتَدَى بِأَمِّهِ ... )

(مَا قَاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّهِ ... )

(فقد رَضِينَاه فقُمْ فَسَمِّهِ ... )
أَي: فاعْزِمُ، ونُصَّ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَأَنه لما قَامَ عبد الله يَدعُوهُ} ، أَي لَمّا عَزَمَ. وقَولُه تَعالَى: {إِذْ {قَامُوا فَقَالُوا} أيْ عَزَمُوا فَقَالُوا.
قَالَ: وَقد يَجِيءُ} القِيامُ بمَعْنَى المُحَافَظَةِ والإِصْلاحِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {الرِّجَال {قوامون على النِّسَاء} وقَولُه تَعالَى: {إِلَّا مَا دمت عَلَيْهِ} قَائِما} أَي: مُلازِمًا مُحافِظًا.
{وقَامَ عِنْدَهُمُ الحَقُّ، أَيْ: ثَبَتَ وَلم يَبْرَحْ.
وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ:} قامَتِ السُّوقُ، أَي: كَسَدَتْ، كأَنَّها وَقَفَتْ. فَهُوَ مَعَ مَا ذَكَره المُصنِّفُ ضِدّ.
وقَولُهُمْ: ضَرَبَهُ ضَرْبَ ابْنَةِ اقْعُديِ {وقُوميِ؛ أَي: ضَرْبَ أَمّةٍ سُمِّيَتْ بذَلِك لقُعُودِها وقِيامِها فِي خِدْمَةِ مَوَالِيهَا، وكأَنَّ هَذَا جُعِلَ اسْمًا وإنْ كَانَ فِعْلا لِكَوْنِهِ مِنْ عَادَتِها.
وقَولُه تَعالَى: {وَإِنَّهَا لبسبيل} مُقيم} أَيْ بَيِّنٍ وَاضِحٍ، قَاله الزَّجَّاج.
! والقَوامُ، بِالفَتْحِ: مِلاكُ الأمْرِ، لُغَةٌ فِي {القَوَامِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
} والقِيَمُ، كَعِنَبٍ: الاسْتِقَامَةُ، قَالَ كَعْبٌ:
(فَهُمْ صَرَفُوكُمْ حِينَ جُرْتُمْ عَن الهُدَى ... بِاَسْيَافِهِم حَتَّى اسْتَقَتْمْتُمْ على {القِيَمْ)

} واسْتَقَام فُلانٌ بِفُلانٍ، أَيْ: مَدَحَه وأَثْنَى عَلَيه.
{وقَامَ مِيزَانُ النَّهَار إِذا انْتَصَفَ، قَالَ الرَّاجِزُ:
(وقَامَ مِيزَانُ النَّهَارِ فاعْتَدَلْ ... )
وقَامَ} قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، أيْ: قِيَامُ الشَّمْسِ وَقْتَ الزَّوَالِ.
وفُلانٌ {أَقْوَمُ كَلامًا مِنْ فُلانٍ، أَيْ: أَعْدَلُ.
} واسْتَقَامَ الشِّعْرُ: اتَّزَنَ. {والقُومُ، بِالضَّمِّ: القَصْدُ، قالَ رُؤْبَةُ:
(واتَّخَذَ الشَّدَّ لَهُنَّ} قُومَا ... )
{وقَاَوَمَه فِي المصَارَعَةِ وغَيْرِها.
} وتَقَاوَمُوا فِي الحَرْبِ: قَامَ بَعْضُهم لِبَعَض.
وهُوَ {قِيمَ أَهْلِ بَيْتِه، كَعِنَبٍ بِمَعْنَى} قِيَامُ، وبِهِ قُرِىءَ قَوْلُه تَعالَى: {جَعَلَ الله لَكُمْ {قِيمًا} أَي: بهَا} تَقُومُ أُمُورُكُم، وَهِي قِرَاءَةُ نافِعٍ. ودِينارٌ {قَائِمٌ إذَا كَانَ مِثْقَالاً سَوَاءً لَا يَرْجُحُ، وَهُوَ عِنْد الصَّيَارِفَةِ نَاقِصٌ حَتَّى يَرْجُحَ بِشَيْءٍ فَيُسَمَّى مَيَّالا. والجَمْعُ:} قُوَّمٌ، {وَقُيَّمٌ وَهُوَ مجازٌ.
} وتَقَاوَمُوه فِيمَا بَيْنَهُم، إذَا قَدَّرُوهُ فِي الثَّمَن، وإذَا انْقَادَ الشَّيْءُ واسْتَمَرَّت طَرِيقَتُه فَقد {اسْتَقَامَ لِوَجْهِه.
((} واسْتَقِيمُوا لَقُرَيْشٍ مَا {اسْتَقَامُوا لَكُم)) أَيْ: دُومُوا لَهُم فِي الطَّاعَةِ واثْبُتُوا عَلَيها.
} وقَوَّمَتِ الغَنَمُ: أَصَابَهَا! القُوَامُ {فَقَامَت.} وقَامُوا بِهِم: جَاؤُوهُم بِأَعْدَادِهم وأَقْرَانِهم وأَطَاقُوهُم.
وفُلانٌ لَا {يَقُومُ بَهَذَا الأمْرِ، أَيْ: لَا يُطِيقُ عَلَيْهِ، وإِذَا لم يُطِقْ شَيْئًا قيل: مَا قَامَ بِهِ.
وتُجْمَع قَامَةُ البِئْرِ على قَامٍ. قَالَ الطِّرِمَّاح:
(ومَشَى يُشْبِهُ أَقْرَابُه ... ثَوْبَ سَحْلٍ فَوْقَ أَعْوَادِ} قَامْ)

وقَالَ قَيْسُ بنُ ثُمَامَةَ الأرْحَبِيُّ:
(قَوْدَاءَ تَرْمَدُ مِنْ غَمْزِي لَهَا مَرْطَى ... كَأَنَّ هَادِيهَا {قَامٌ عَلَى بِئْرِ)

} وقائِمَتَا الرَّحْلِ: {مُقَدَّمُه ومُؤَخَّرُه.
} وقَيِّمُ الأَمْرِ، كَكَيِّس: مُقِيمُه.
وأَمْرٌ {قَيِّمٌ:} مُسْتَقِيمٌ.
وخُلُقٌ {قَيِّمٌ: حَسَنٌ.
ودِينٌ قَيِّمٌ:} مُسْتَقِيمٌ لَا زَيْغَ فِيهِ.
وكُتُبٌ {قَيِّمَةٌ:} مُسْتَقِيمَةٌ تُبَيِّنُ الحَقَّ من البَاطِلِ {وَذَلِكَ دين {القَيِّمة} ارادَ المِلَّةَ الحَنِيفِيَّة كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ الفّرَّاءُ: هَذَا مِمَّا أُضِيفَ إِلَى نَفْسِه لاخْتِلافِ لَفْظَيْه.
} والقَيِّمُ: السَّيِّدُ، وسَائِسُ الأمْرِ، وهِيَ {قَيِّمَةٌ.
} وقَيِّمُ المَرْأَةِ: زَوْجُها فِي بعْضِ اللُّغَاتِ؛ لِأَنَّهُ {يَقُومُ بِأَمْرِهَا ومَا تَحتَاجُ إِلَيْهِ، قَالَ الفَرَّاءُ: أَصْلُ} قَيِّمٍ {قَوْيِمٌ عَلَى فَعْيِل، إذْ لَيْسَ فِي أبْنِيَةِ العَرَبِ فَيْعِل. وقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَزْنُه فَيْعِلٌ وأصْلُه قَيْوِمٌ.
} والقَوَّامُ: المُتَكَفِّلُ بِالأمْرِ.
وَأَيْضًا: كَثِيرُ {القِيَامِ بِاللَّيْلِ.
} وقَامَ غلى الصّلاةِ: هَمَّ بِها وَتَوَّجَّه إلَيْها بِالعِنَايَةِ.
{والإقامَةُ بَعْدَ الأذانِ مَعْرُوفَة.
وجَمْعُ} قَيِّمٍ عِنْدَ كُرَاعٍ:! قَامَة. ((ودِينًا {قِيَمًا)) ، كَعِنَبٍ أَي:} مُسْتَقِيمًا، وهَكَذَا قُرِىءَ أَيْضا.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ {قِيَمٌ: مَصْدَر كَالصِّغَرِ والكِبَرِ أَيْ:} الاسْتِقَامَة، وَقد مَرَّ شَاهِدُه من قولِ كَعْب.
وَإِذا أصابَ البَرْدُ شَجَرًا اَوْ نَبْتًا فأهْلَكَ بَعْضَها وبَقِيَ بَعْضٌ قِيل: مِنْهَا هامِدٌ وَمِنْهَا {قائِمٌ، وَهُوَ مَجاز. } وتَقَوَّمَ الرُّمْحُ: اعْتَدَلَ.
وقَدْ {قَامَتِ الصَّلاةُ:} قَامَ أهلُها أوْ حَانَ {قِيَامُهُم.
} والقَائِمُ: المُتَهَجِّدُ.
{والقَوْمُ: الأعْداءُ، والجَمْعُ:} قِيمَانٌ، بِالْكَسْرِ.
{والقَامَةُ: السَّادَةُ.
} والقِيَامَةُ: يَوْمُ البَعْثِ يَقُومُ فِيهِ الخَلْقُ بَين يَدَيِ الحَيّ {القَيُّومِ، قِيلَ: أصْلُه مَصْدَرُ} قَامَ الخَلْقُ من قُبُورِهِمِ {قِيَامًا} وقِيَامَةً، ويُقال: هُوَ تَعْرِيب {قَيْمًا بِالسُّرْيانية بِهَذَا المعْنَى. وَفِي المُحْكَمِ: يَوْمُ} القِيَامَة يَوْمُ الجُمْعَة، وَمِنْه قَولُ كَعْبٍ: ((أتَظْلِمُ رَجُلاً يَوْمَ {القِيَامَة)) ؟} .
وبِهِ {قَوَامٌ، كَسَحابٍ:} يَقُومُ كَثِيرًا مِنْ قَلَقٍ بِه، ومِنه: {القِيَامُ لِلإسْهَال بِلُغَةِ مَكَّةَ
ولَم} يَقُمْ لَه: لَمْ يُطِعْه.
{وقَامَ الأميرُ على الرَّعِيَّة: وَلِيَهَا.
} وقَامَتْ لُعْبَةُ الشِّطْرَنْجِ: صَارَتْ {قَائِمَةً، نَقَلَه الزَّمَخشرِيُّ.
} وقَامَ على غَرِيمِه: طَالَبَه.
وقَام بَيْنَ يَدَيِ الأمِير {بِمَقَامَةٍ حَسَنَةٍ} وبِمَقَامَاتٍ، أَيْ: بِخُطْبَةٍ أَو عِظَةٍ أَو غَيْرِهِمَا، وَهُوَ مَجاز.
وعُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ! قَيُّوم، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّهِ جَعْفَرِ بنِ أحمدَ بنِ جَعْفَرٍٍ النَّهْرَاونِيِّ {القَيُّومِيِّ، نُسِبَ إِلَى جَدِّه} قَيُّومٍ، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّه جَعْفَرٍ، حَدَّثَ عَن البَغَوِيّ وعَنه البُرْقَانِيُّ مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
وعَفِيفٌ {القَائِمِيُّ مَوْلَى الْقَائِم بأمْرِ اللهِ، عَن أَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُورِ، مَاتَ سنةَ تِسْعِينَ وأَرْبَعِمائَةٍ.
} وقَيُّومٌ أَبُو يَحْيَى الأْزدِيُّ: صَحَابِيٌّ، لَهُ وِفَادَةٌ، وسَمَّاهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم عَبْدَ! القَيُّوم.
قوم قَالَ أَبُو عبيد: فشبّه رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر بإبراهيم وَعِيسَى حِين قَالَ {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإنَهُمْ عِبَادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإنَّكَ أنْتَ العَزِيْزُ الحَكِيْمُ} وَشبه عمر بِنوح حِين قَالَ {رَبِّ لاَ تَذّرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكافِرِيْنَ دَيَّاراً} وَأَرَادَ ابْن سَلام أَن عُثْمَان خَليفَة عمر. وَقَوله: يَوْم الْقِيَامَة أَرَادَ يَوْم الْجُمُعَة وَذَلِكَ أَن الْخطْبَة كَانَت يَوْم جُمُعَة وَيبين ذَلِك حَدِيث آخر يرْوى عَن كَعْب أَنه رأى رجلا يظلم رجلا يَوْم جُمُعَة فَقَالَ: وَيحك أتظلم رجلا يَوْم الْقِيَامَة
(ق و م) : (قَامَ قِيَامًا) خِلَافُ قَعَدَ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ قَائِمٌ وَالْجَمْعُ قَائِمُونَ وَقُوَّامٌ (وَأَمَّا مَا فِي الْإِيضَاحِ وَالتَّجْرِيدِ) وَلَيْسَ فِي رَقِيقِ الْأَخْمَاسِ وَلَا فِي رَقِيقِ الْقُوَّامِ صَدَقَةُ الْفِطْرِ فَتَحْرِيفٌ ظَاهِرٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ وَلَا فِي رَقِيقِ الْعَوَامّ هَكَذَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ وَجَامِعِهِ الصَّغِيرِ وَهَكَذَا فِي الْقُدُورِيِّ وَتَفْسِيرُهُمْ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ قَالُوا جَمِيعًا هُمْ الَّذِينَ يَقُومُونَ عَلَى مَرَافِق الْعَوَامّ مِثْلُ زَمْزَمَ وَأَشْبَاهِهَا وَكَذَلِكَ رَقِيقُ الْفَيْءِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَيْسَ لَهُمْ مَالِكٌ مُعَيَّنٌ عَلَى أَنَّ رَقِيقَ الْقَوَامِ خَطَأٌ لُغَةً لِمَا فِيهِ مِنْ إضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إلَى الصِّفَةِ (وَصَلَاةُ) الْفَجْرِ قَوْمَتَانِ (وَالْمَقَامُ) بِالْفَتْحِ مَوْضِعُ الْقِيَامِ (وَمِنْهُ) مَقَامُ إبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْحَجَرُ الَّذِي فِيهِ أَثَرُ قَدَمَيْهِ وَهُوَ مَوْضِعُهُ أَيْضًا (وَأَمَّا الْمُقَامُ) بِالضَّمِّ فَمَوْضِعُ الْإِقَامَةِ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الدَّابَّةُ كَلَّتْ حَتَّى وَقَفَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ مَكَانَهَا (وَقَائِمُ السَّيْفِ) وَقَائِمَتُهُ مَقْبِضُهُ وَقَدْ يُقَالُ لِمِدَقِّ الْهَرَاسِ قَايِمَتُهُ أَيْضًا (وَعَيْنٌ قَائِمَةٌ) وَهِيَ الَّتِي غَيْرُ مُنْخَسِفَةٍ وَهِيَ الَّتِي ذَهَبَ بَصَرُهَا وَضَوْءُهَا وَالْحَدَقَةُ عَلَى حَالِهَا (الْمُقِيمُ) الْمُقْعِدُ فِي ق د.
قوم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس إِذا استَقَمْتَ بِنَقْدٍ فَبِعْتَ بِنَقْد فَلَا بَأْس بِهِ وَإِذا اسْتَقَمْتَ بِنَقْدِ فَبِعْتَ بِنَسِيئة فَلَا خيرَ فِيهِ هَكَذَا يحدّثه ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: إِذا استقَمْت يَعْنِي قوّمت وَهَذَا كَلَام أهل مَكَّة يَقُولُونَ: اسْتَقَمْت الْمَتَاع يُرِيدُونَ: قوّمته فَمَعْنَى الحَدِيث أَن يدْفع الرجلُ إِلَى الرجل الثَّوْب فيقوّمه بِثَلَاثِينَ ثمَّ يَقُول: بِعْه بهَا فَمَا زِدْت عَلَيْهَا فلك فَإِن بَاعه بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ بِالنَّقْدِ فَهُوَ جَائِز وَيَأْخُذ مَا زَاد على الثَّلَاثِينَ وَإِن بَاعه بِالنَّسِيئَةِ بِأَكْثَرَ مِمَّا يَبِيعهُ بِالنَّقْدِ فَالْبيع مَرْدُود لَا يجوز. وَقد كَانَ هشيم يحدثه بقريب من هَذَا التَّفْسِير إِلَّا أَنه كَانَ يحدّثه بِغَيْر لفظ سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ: حدّثنَاهُ هشيم قَالَ أخبرنَا عَمْرو بن دِينَار عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يدْفع الرجل إِلَى الرجل الثَّوْب فَيَقُول: بِعْه بِكَذَا وَكَذَا فَمَا زدْتَ فَهُوَ لَك. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا عِنْد من يَقُول بِالرَّأْيِ لَا يجوز لأنّه عِنْده إِجَارَة مَجْهُولَة يَقُول: لَا أَدْرِي كم يزِيد على ذَلِك وَهَذَا عندنَا مَعْلُوم جَائِز لِأَنَّهُ إِذا وقّت لَهُ وقتا فَمَا كَانَ وَرَاء ذَلِك من قَلِيل أَو كثير فالوقت يَأْتِي عَلَيْهِ وَقد رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة مَا هُوَ أرخَصُ من هَذَا أَنه أكرَى نفسَه من بنت غَزوَان بطعامه وعُقبة يركبهَا فَهَذَا تَوْقِيت أَيْضا.

قوم
القَوْمُ: الرجَالُ دُونَ النِّساء.
وقَوْمُ كل رَجُل: شِيْعَتُه وعَشِيرتُه. وسُمِعَ في تَثْنِيَتِه: القَوْمانِ.
والأقاوِيْمُ: جَمْعُ الأقْوَام.
والمَقَامَةُ: الجَمَاعَةُ من الناس.
والقامَةُ: مِقْدَارُ قِيَامِ الرَّجُلِ، وهي أقْصَرُ من الباع بشِبْرٍ، وثلاثُ قِيَمٍ، والجميع القامات. وإنه لحَسَنُ القامَةِ والقِيْمَةِ والقُوْمَةِ والقُوْمِيَّةِ.
والقامَةُ: كهَيْئةِ رَجُل تُبْنى على شَفِيرِ البِئْرِ يُوْضَعُ عليها عُوْدُ البَكْرَةِ، والجميعُ القامُ.
والقَوْمَةُ: ما بين الرَّكْعَتَيْن من القِيَام، والجَميعُ القَوْماتُ.
وصَرَعَه من قامَتِه وقَوْمَتِه: واحِدٌ.
والمَقَامُ: مَوْضِعُ القَدَمَيْن.
وأقَمْتُ في المَكانِ مُقَاماً وإقامَةً.
والمُقَامُ والمُقَامَةُ: المَوْضِعُ الذي تُقِيْمُ فيه.
ورِجَالٌ قِيَامٌ، ونِسَاءٌ قيَّمٌ وقائماتٌ.
ودَنانِيْرُ قُيمٌ وقُوَّمُ. ودِينارٌ قائمٌ: إذا كانَ مِثْقالاً لا يَرْجَحُ.
وفلانٌ ذو قُوْمِيةٍ على مالِه وأمْرِه. وأمْر لا قُوْمِيَّةَ له: أي لا قَوَامَ له.
وقُرِىء: " دِيْناً قَيِّماً " و " قِيَماً ": أي مُسْتَوِياً.
والعَيْنُ القائمَةُ: أنْ يَذْهَبَ بَصَرُها والحَدَقَةُ صَحِيْحَةٌ.
وقائمُ السَّيْفِ: مَقْبِضُه. وما سِوَاه قائمَةُ كقائمةِ المائدَةِ والسَّرِيرِ.
والقائمُ في المُلْكِ: الحافِظُ له.
وقد قامَ قائمُ الظَّهِيْرَةِ: إذا قامَتِ الشَّمْسُ وكادَ الظِّلُّ يَعْقِلُ.
وقَيِّمُ القَوْم: الذي يَسُوْسُ أمْرَهم ويَقُومُ به. والقامَةُ: الساسَةُ.
والقَيِّمَةُ: المِلَّةُ المُسْتَقِيمةُ.
ورُمْحٌ قَوِيمٌ وقَوَامٌ. ورَجُلٌ قَوِيْمٌ.
والقِيَامُ: العِمَادُ.
وما زِلْتُ أُقَاوِمُه: أي أُنازِلُه.
والقِيَامَةُ: يَوْمٌ يَقُوْمُ فيه الخَلْقُ. وقيل: يَوْمُ الجُمُعَة.
والقَيُّوْمُ والقَيّامُ - واحِدٌ -: وهو الذي لا بَدِيْلَ له. وقيل: هو القائمُ على خَلْقِه بأرْزَاقِهم وآجالِهم.
والقِوَامُ من العَيْش: ما يُقِيْمُكَ ويُغْنِيْكَ.
وقَوَامُ الجِسْم: تَمَامُه وطُولُه.
والقِيْمَةُ: ثَمَنُ الشَّيْءِ بالتَقْوِيم. وقد ثَقَاوَمُوه بَيْنَهم. واسْتَقَمْتُ المَتَاعَ: قَوَمْتَه.
واقْتَامَ أنْفَه: أي جَدَعَه.
وأخَذَ الغَنَمَ قُوَامٌ: أي داء يَأخُذُها في قَوائِمها فَتَقُومُ منه.
وقامَ بي ظَهْري وقامَتْ بي عُرُوقي: إذا اشْتَكاها.
وماءٌ قائمٌ: أي دائمٌ.
وما لِفُلانٍ قِيْمَةٌ: إذا لم يَدُمْ على الشَّيْءِ.
والقائمُ: الطالِبُ يَقُوْمُ على الأمْرِ، من قَوْله عَز وجلَ: " إلاّ ما دُمْتَ عليه قائماً ". وهو يَقُوْمُ أهْلَه وقامَ أهْلَه: أي قامَ بشَأْنِهم، فَعَدّاه إلى المَفْعُول.
والرِّيَاحُ القُوْمُ: أرْبَعٌ، واحِدَتُها قَوْمَاءُ. ومَضَتْ قُوَيْمَة من النَّهار: أي ساعَةٌ منه.
ق و م : قَامَ بِالْأَمْرِ يَقُومُ بِهِ قِيَامًا فَهُوَ قَوَّامٌ وَقَائِمٌ وَاسْتَقَامَ الْأَمْرُ وَهَذَا قِوَامُهُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً جَوَازًا مَعَ الْكَسْرَةِ أَيْ عِمَادُهُ الَّذِي يَقُومُ بِهِ وَيَنْتَظِمُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى الْكَسْرِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5] وَالْقِوَامُ بِالْكَسْرِ مَا يُقِيمُ الْإِنْسَانَ مِنْ الْقُوتِ وَالْقَوَامُ بِالْفَتْحِ الْعَدْلُ وَالِاعْتِدَالُ قَالَ تَعَالَى {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] أَيْ عَدْلًا وَهُوَ حَسَنُ الْقَوَامِ أَيْ الِاعْتِدَالِ وَقَامَ الْمَتَاعُ بِكَذَا أَيْ تَعَدَّلَتْ قِيمَتُهُ بِهِ وَالْقِيمَةُ الثَّمَنُ الَّذِي يُقَاوَمُ بِهِ الْمَتَاعُ أَيْ يَقُومُ مَقَامَهُ وَالْجَمْعُ الْقِيَمُ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَشَيْءٌ قِيَمِيٌّ نِسْبَةٌ إلَى الْقِيمَةِ عَلَى لَفْظِهَا لِأَنَّهُ لَا وَصْفَ لَهُ يَنْضَبِطُ بِهِ فِي أَصْلِ الْخِلْقَةِ حَتَّى يُنْسَبَ إلَيْهِ بِخِلَافِ مَا لَهُ وَصْفٌ يَنْضَبِطُ بِهِ كَالْحُبُوبِ وَالْحَيَوَانِ الْمُعْتَدِلِ فَإِنَّهُ يُنْسَبُ إلَى صُورَتِهِ وَشَكْلِهِ فَيُقَالُ مِثْلِيٌّ أَيْ لَهُ مِثْلٌ شَكْلًا وَصُورَةً مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ وَقَامَ يَقُومُ قَوْمًا وَقِيَامًا انْتَصَبَ وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الْمَقَامُ بِالْفَتْحِ وَالْقَوْمَةُ الْمَرَّةُ وَأَقَمْتُهُ إقَامَةً وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الْمُقَامُ بِالضَّمِّ وَأَقَامَ بِالْمَوْضِعِ إقَامَةً اتَّخَذَهُ وَطَنًا فَهُوَ مُقِيمٌ وَقَوَّمْتُهُ تَقْوِيمًا فَتَقَوَّمَ بِمَعْنَى عَدَّلْتُهُ فَتَعَدَّلَ وَقَوَّمْتُ الْمَتَاعَ جَعَلْتُ لَهُ قِيمَةً مَعْلُومَةً وَأَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ اسْتَقَمْتُهُ بِمَعْنَى قَوَّمْتُهُ وَعَيْنٌ قَائِمَةٌ ذَهَبَ بَصَرُهَا وَضَوْءُهَا وَلَمْ تَنْخَسِفْ بَلْ الْحَدَقَةُ عَلَى حَالِهَا وَقَائِمُ السَّيْفِ وَقَائِمَتُهُ مَقْبِضُهُ وَالْقَوْمُ جَمَاعَةُ الرِّجَالِ لَيْسَ فِيهِمْ امْرَأَةٌ الْوَاحِدُ رَجُلٌ وَامْرُؤٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ وَالْجَمْعُ أَقْوَامٌ سُمُّوا بِذَلِكَ لِقِيَامِهِمْ بِالْعَظَائِمِ وَالْمُهِمَّاتِ قَالَ الصَّغَانِيّ وَرُبَّمَا دَخَلَ النِّسَاءُ تَبَعًا لِأَنَّ قَوْمَ كُلِّ نَبِيٍّ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ وَيُذَكَّرُ الْقَوْمُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ قَامَ الْقَوْمُ وَقَامَتْ الْقَوْمُ وَكَذَلِكَ كُلُّ اسْمِ جَمْعٍ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ نَحْوُ رَهْطٍ وَنَفَرٍ وَقَوْمُ الرَّجُلِ أَقْرِبَاؤُهُ الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ مَعَهُ فِي جَدٍّ وَاحِدٍ وَقَدْ يُقِيمُ الرَّجُلُ بَيْنَ الْأَجَانِبِ فَيُسَمِّيهِمْ قَوْمَهُ مَجَازًا لِلْمُجَاوَرَةِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20] قِيلَ كَانَ مُقِيمًا بَيْنَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ وَقِيلَ كَانُوا قَوْمَهُ وَأَقَامَ الرَّجُلُ الشَّرْعَ أَظْهَرَهُ وَأَقَامَ
الصَّلَاةَ أَدَامَ فِعْلَهَا وَأَقَامَ لَهَا إقَامَةً نَادَى لَهَا. 
ق و م: (الْقَوْمُ) الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ زُهَيْرٌ:

وَمَا أَدْرِي وَلَسْتُ إِخَالُ أَدْرِي ... أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات: 11] ثُمَّ قَالَ: {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} [الحجرات: 11] وَرُبَّمَا دَخَلَ النِّسَاءُ فِيهِ عَلَى سَبِيلِ التَّبَعِ لِأَنَّ قَوْمَ كُلِّ نَبِيٍّ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ. وَجَمْعُ الْقَوْمِ (أَقْوَامٌ) وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَقَاوِمُ) وَ (أَقَائِمُ) . وَ (الْقَوْمُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَ لِلْآدَمِيِّينَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ مِثْلُ الرَّهْطِ وَالنَّفَرِ وَالْقَوْمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ} [الأنعام: 66] وَقَالَ: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ} [الشعراء: 105] . وَ (قَامَ) يَقُومُ (قِيَامًا) . وَ (الْقَوْمَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، وَ (قَامَ) بِأَمْرِ كَذَا.
وَقَامَ الْمَاءُ جَمَدَ. وَ (قَامَتِ) الدَّابَّةُ وَقَفَتْ. وَقَامَتِ السُّوقُ نَفَقَتْ وَبَابُ الْكُلِّ وَاحِدٌ. وَ (قَاوَمَهُ) فِي الْمُصَارَعَةِ وَغَيْرِهَا. وَ (تَقَاوَمُوا) فِي الْحَرْبِ أَيْ قَامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. وَ (أَقَامَ) بِالْمَكَانِ (إِقَامَةً) . وَ (أَقَامَهُ) مِنْ مَوْضِعِهِ. وَأَقَامَ الشَّيْءَ أَيْ أَدَامَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: 3] . وَ (الْمُقَاوَمَةُ) بِالضَّمِّ الْإِقَامَةُ وَبِالْفَتْحِ الْمَجْلِسُ وَالْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَأَمَّا (الْمَقَامُ) وَ (الْمُقَامُ) فَقَدْ يَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِمَعْنَى الْإِقَامَةِ وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى مَوْضِعِ الْقِيَامِ، لِأَنَّكَ إِذَا جَعَلْتَهُ مِنْ قَامَ يَقُومُ فَمَفْتُوحٌ. وَإِنْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَقَامَ يُقِيمُ فَمَضْمُومٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «لَا مَقَامَ لَكُمْ» أَيْ لَا مَوْضِعَ لَكُمْ وَقُرِئَ: {لَا مُقَامَ لَكُمْ} [الأحزاب: 13] بِالضَّمِّ أَيْ لَا إِقَامَةَ لَكُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: 76] أَيْ مَوْضِعًا. وَ (الْقِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْقِيَمِ) وَ (قَوَّمَ) السِّلْعَةَ (تَقْوِيمًا) وَأَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: (اسْتَقَامَ) السِّلْعَةَ وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَ (الِاسْتِقَامَةُ) الِاعْتِدَالُ يُقَالُ: (اسْتَقَامَ) لَهُ الْأَمْرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ} [فصلت: 6] أَيْ فِي التَّوَجُّهِ إِلَيْهِ دُونَ الْآلِهَةِ. وَ (قَوَّمَ) الشَّيْءَ (تَقْوِيمًا) فَهُوَ (قَوِيمٌ) أَيْ مُسْتَقِيمٌ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَقْوَمَهُ شَاذٌّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] إِنَّمَا أَنَّثَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ الْمِلَّةَ الْحَنِيفِيَّةَ. وَ (الْقَوَامُ) بِالْفَتْحِ الْعَدْلُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] وَ (قَوَامُ) الرَّجُلِ أَيْضًا قَامَتُهُ وَحُسْنُ طُولِهِ. وَ (قِوَامُ) الْأَمْرِ بِالْكَسْرِ نِظَامُهُ وَعِمَادُهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ قِوَامُ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ (قِيَامُ) أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ الَّذِي يُقِيمُ شَأْنَهُمْ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5] . وَ (قِوَامُ) الْأَمْرِ أَيْضًا مِلَاكُهُ الَّذِي يَقُومُ بِهِ وَقَدْ يُفْتَحُ. وَ (قَامَةُ) الْإِنْسَانِ قَدُّهُ وَجَمْعُهَا (قَامَاتٌ) وَ (قِيَمٌ) مِثْلُ تَارَاتٍ وَتِيَرٍ. وَ (قَائِمُ) السَّيْفِ وَ (قَائِمَتُهُ) مَقْبِضُهُ. وَ (الْقَائِمَةُ) وَاحِدَةُ (قَوَائِمِ) الدَّوَابِّ. وَ (الْقَيُّومُ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَرَأَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْحَيُّ (الْقَيَّامُ) » ، وَهُوَ لُغَةٌ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ مَعْرُوفٌ. 
[قوم] القَوْمُ: الرجال دون النساء، لا واحد له من لفظه. قال زهير: وما أدري وسَوف إخالُ أدري أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ وقال تعالى: " لا يسخر قومٌ من قومٍ) ثم قال سبحانه: (ولا نساءٌ من نساءٍ) وربَّما دخل النساء فيه على سبيل التبَع، لأن قوم كلِّ نبيّ رجالٌ ونساء. وجمع القَوْمِ أقوامٌ، وجمع الجمع أقاوِمُ . قال أبو صخر . فإن يعذر القلبُ العَشِيَّةُ في الصِبا فُؤادَكَ لا يَعْذِرْكَ فيه الأقاوِمُ عَنى بالقلب العقل. ابن السكيت: يقال أقايمُ وأقاومُ. والقَوْمُ يذكَّر ويؤنث، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان للآدميِّين يذكر ويؤنث، مثل رَهْطٍ ونَفَرٍ. قال تعالى: (وكذبَ به قومُك) فذكر. وقال تعالى: (كَذّبتْ قومُ نوحٍ) فأنث. فإن صغّرتَ لم تدخل فيها الهاء، وقلت قويم ورهيط ونفير. وإنما يلحق التأنيث فعله. وتدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين، مثل الابل والغنم، لان التأنيث لازم له. وأما جمع التكسير مثل جمال ومساجد وإن ذكر وأنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أنثت. وقام الرجل قِياماً. والقَوْمَةُ: المرّةُ الواحدةُ. وقامَ بأمر كذا. وقامَ الماءُ: جَمَدَ. وقامَتِ الدابة: وقَفَت . وقال الفراء: قامت السوق: نفقت. وقاومه في المصارعة وغيرها. وتَقاوَموا في الحرب، أي قامَ بعضُهم لبعض. وأقامَ بالمكان إقامَةً. والهاء عوض من عين الفعل، لأن أصله إقواماً. وأقامَهُ من موضعه. وأقامَ الشئ، أي أدامه، من قوله تعالى: (ويُقيمونَ الصَّلاةَ) . والمُقامَةُ بالضم: الإقامَة. والمَقامَةُ بالفتح: المجلسُ، والجماعة من الناس. وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كلُّ واحدٍ منهما بمعنى الإقامةِ وقد يكون بمعنى موضع القيام، لانك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح، وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم، لان الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم، لانه مشبه ببنات الاربعة، نحو دحرج وهذا مدخرجنا. وقوله تعالى: (لا مَقامَ لَكُم) أي لا موضع لكم. وقرئ (لا مُقامَ لكم) بالضم أي لا إقامة لكم. و (حَسُنت مُسْتَقرًّا ومُقاما) ، أي موضعاً. وقول لبيد:

عَفَتِ الديارَ محلها فمقامها * يعنى الاقامة. والقيمة: واحدة القِيَمِ، وأصله الواو لأنه يقوم مقام الشئ. يقال: قومت السلعة. وأهل مكة يقولون: استقمت السلعة، وهما بمعنى. والاستقامة: الاعتدال. يقال: استقام له الأمر. وقوله تعالى: (فاسْتقيموا إليهِ) أي في التوجُّه إليه دون الآلهة. وقومت الشئ فهو قَويمٌ، أي مُستَقيمٌ. وقولهم: ما أقْوَمَهُ، شاذٌّ. وقوله تعالى: (وذلك دينُ القَيِّمَةِ) إنما أنّثه لأنه أراد المِلَّة الحنيفية. والقوامُ: العَدْلُ. قال تعالى: (وكان بين ذلك قَواما) . وقوامُ الرجل أيضاً: قامَتُهُ وحسن طوله. والقومية مثله. وقال :

أيام كنت حسن القومية * وقوام الأمر بالكسر: نظامه وعِماده. يقال: فلانٌ قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذى يقيم شأنهم: ومنه قوله تعالى: (ولا تُؤْتوا السُفهاءَ أموالَكُم التي جَعَلَ الله لَكم قِياماً) . وقِوامُ الأمر أيضا: ملاكه الذى يقوم به. قال لبيد:

خذلت وهادية الصوار قوامها * وقد يفتح. والقامة: البكرة بأداتها. وقال: لما رأيت أنها لاقامه وأنني موف على السآمه نزعت نزعا زعزع الدعامه والجمع قيم، مثل تارة وتير. وقامة الإنسان: قدّهُ، وتجمع على قاماتٍ وقيم، مثل تارات وتير. وهو مقصور قيام، ولحقه التغيير لاجل حرف العلة. وفارق رحبة ورحابا حيث لم يقولوا رحب، كما قالوا قيم وتير. وقائم السيف وقائمته: مقبضه. والقائِمَةُ: واحدة قَوائِمِ الدوابّ. والمِقْوَمُ: الخشبة التى يمسكها الحراث. ابن السكيت: ما فعل قوام كان يعترى هذه الدابة بالضم، إذا كان يقوم فلا ينبغث. الكسائي: القُوامُ: داءٌ يأخذ الشاة في قوائمها تقوم منه. والقَيُّومُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى. وقرأ عمر رضى الله عنه: (الحى القيام) ، وهو لغة. ويوم القيامة معروف.
(قوم) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}
: أي وَسَطاً.
- في الحديث: "حِينَ قام قائمُ الظَّهيرة"
: أي قامَت الشَّمسُ وقْتَ الزَّوال.
قال الأَزهرىّ: هو مِن قَولِهم: قَامَت به دَابَّتُه: أي وَقَفَت - ومنه قَولُه تعالى: {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}
: أي وَقَفُوا.
قال: وسَمِعْتُ العربَ تَقول للدَّابَّة إذَا أَفلَتت: قُومي: أي قِفِي. والمعنى أَنَّ الشَّمسَ إذَا بَلَغت كَبِدَ السماءِ ووَسَطَها لا تزول إلّا بعد رَيْثٍ وبُطءٍ، فَيحسَب المتأَمِّلُ أنّها وقَفَتْ وَقفةً، فيُقَالُ لذَلك الوقُوف: قامَ قائِمُ الظَّهِيرَة. لأَنَّ الشمس دَائِبةُ السَّيْر والدَّوران لَيْلًا ونَهارًا لا تَقِف إلَا وَقْتَ الظُّهْر خاصَّة.
ومِثْلُه يُقَال: جاء فُلانٌ فقَامَ عَلينَا: أي وقَف.
وقيل: هو من القُوام؛ وهو دَاءٌ في قَوائم الدَّابة لا تَمشي معه.
- في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "في العَيْنِ القَائِمَةِ ثُلُثُ الدِّيَة"
قال الأَصمعِيُّ: هي التي ذَهَبَ مَاؤُها والحَدَقةُ صَحِيحَة .
- وفي حدِيثِ حَكِيم بن حِزَام - رضي الله عنه -: "بَايَعْتُه على أَن لا أَخِرَّ إلَّا قَائِماً".
قال أبو عُبَيد: أي لا أَمُوت إِلَّا مُسْلِماً.
وقال ابنُ عائشةَ: أي لا أَسقُطُ في أَمرِ من تجارَتي إلّا قَوِيًّا بِعَوْنِكَ إيَّاي وَدُعَائِكَ لي؛ لأَنّ السَّاقِطَ مِن عُلُوٍّ إذَا سقَطَ قائماً أَحسَنُ حَالًا مِمّن خرَّ علىَ وَجهِهِ.
فقال: أَمَّا مَن قِبَلي فَلَن أُوقِعكَ في أَمْرٍ مِنِ تجارتِك يُعْطِبكَ.
قال: وكيفَ يَكون مَعناه لا أَموتُ إلَّا مُسْلِماً؛ وقد قَال له عليه الصَّلاة والسَّلام: "أَمَّا مِن قِبَلي فَلَا"؟
قال الطَّحاوِي: قيل: أي لا أَسجدُ إلَّا مِن قِيامٍ؛ كما؛ قال:
- "لا صلاةَ لمن لا يُقِيمُ صُلْبَه في الرُّكوعَ والسُّجُودِ" وقيل: القِيامُ: العَزْمُ، كما في قَوله تعالى: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} : أي بالمُطالَبةِ.
وقيل: كانَت بَيعتُه على الموتِ
- في الحديثِ : "لكَ الحمدُ أَنتَ قيَّامُ السَّمَواتِ وَالأَرض "
: أيْ عِمادُها ومُدبِّرُها، وكذلك القَيُّوم، ومعناهما: القَائِمُ بأُمُورِ الخَلْقِ وآجالِها وأرزاقِها، وأَصلهما قَيْوَام وقيْوُوم.
- في الحديثِ : "أَتاني مَلَكٌ فَقال: خَلْقُكَ قَيِّم"
: أي مُسْتَقِيمٌ حَسَنٌ.
- في الحديثِ: "حتّى يُصيبَ قَوامًا مِن عَيش "
: أي مَا يقيم به خَلَّتَه، وهو نحو العِمَاد الذي يَقومُ به الشيءُ.
- "ويَومُ القِيَامَةِ ".
قيل: هو مَصْدَر قَامَ الخَلقُ مِن قُبورهم قِيامَةً.
قال الجَبَّان: وإن لم يُقَل ذلك فهي تَعْرِيب "قِيَمْثَا". بمعناها في السُّرْيَانِيَّةِ. وقيِمَة الشيَّءِ: ما يَقُوم مقَامَه.
- في حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه -: "إنْ نَسَّاني الشَّيطانُ شَيئاً مِن صَلاَتي فَلْيُسَبِّح القَومُ ولْــيُصَفِّق النِّساءُ " حديث مُرسَل. واسم القَوم في اللُّغة: إنّما يُطلَق على الرِّجالِ دُونَ النِّساءِ، قال زُهَيْر:
ومَا أدرِي وسوف إخال أَدْرِي
أَقَومٌ آل حِصْن أَم نِساءُ
والحديثُ أدَلُّ الدَّلائِل عليه، حَيثُ قابَل به النِّساءَ، فدَلّ أَنّهُنَّ لم يَدخُلْن فيه.
قال الخَلِيل: أَلا تَرَى إلى قَولِه تَعالَى: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}، ثم قال: {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} .
وسُمُّوا بذلك لأَنّهم قَوَّامُون على النِّساء بالأُمورِ التي لَيْسَت للنِّسَاء أَن يَقُمْنَ بها؛ وسُمِّيت النِّساءُ نِساءً لتأَخُّرهنَّ عن مَنازِل الرِّجَالِ؛ من نَسأتُه: أخَّرته، أو نَسِيتُه: تَرَكتُه
وقيل القَوم في الأَصل مَصدرُ قام، فَوُصِفَ به، ثم غَلَب على الرِّجال لِقيامِهم بأُمُورِ النِّساءِ، وهي صفَةٌ غالبةٌ، جمع قَائِم، كصَاحِبٍ وصَحْب.
أَخبرَنا أبو على الحَدَّاد، فيما أرى، ثنا أبو نُعَيْم، نا محمد بن عبد الله هو الحاكم في كتابه، ثنا بكر بن محمد الصَّيرفي بمَرْو، ثنا إسحاقُ بن هَيَّاج البَلْخِيّ، ثنا أبو قُدامَة، قال: سمعت الحَسَنَ ابن الرَّبيع يقول: قال عبدُ الله بنُ المُبارَك.- في حديث ثَوْبَان: "استَقِيمُوا لِقُريْشِ ما اسْتَقَامُوا لَكُم "
تَفْسِير حديث أمّ سلَمة: "لا تُقَاتِلُوهمَ ما صَلُّوا."
- في حديثِ أَبِي الدَّردَاء: "رُبَّ قَائمٍ مَشكُورٌ له، ونائمٍ مَغْفُورٌ له"
: أيّ رُبَّ مُتَهجِّدٍ يَستَغْفِرُ لَأخِيه النَّائِم، فيُشكَر له فِعلُه ويُغفَر للنائم بدعائه.
- في الحديث: "أَنّه أَذِنَ في قَطع المَسَد والقَائِمَتَيْن"
يعني قائِمَتَي الرَّحْلِ، يُريدُ من شَجَرِ الحَرَم.
قوم
يقال: قَامَ يَقُومُ قِياماً، فهو قَائِمٌ، وجمعه:
قِيامٌ، وأَقَامَهُ غيره. وأَقَامَ بالمكان إِقَامَةً، والْقِيَامُ على أضرب: قيام بالشّخص، إمّا بتسخير أو اختيار، وقيام للشيء هو المراعاة للشيء والحفظ له، وقيام هو على العزم على الشيء، فمن القِيَامِ بالتّسخير قوله تعالى: مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ [هود/ 100] ، وقوله: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها [الحشر/ 5] ، ومن القِيَامِ الذي هو بالاختيار قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً [الزمر/ 9] . وقوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ [آل عمران/ 191] ، وقوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ
[النساء/ 34] ، وقوله: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً [الفرقان/ 64] . والقِيَامُ في الآيتين جمع قائم. ومن المراعاة للشيء قوله:
كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ
[المائدة/ 8] ، قائِماً بِالْقِسْطِ [آل عمران/ 18] ، وقوله: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [الرعد/ 33] أي: حافظ لها. وقوله تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران/ 113] ، وقوله: إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً [آل عمران/ 75] أي: ثابتا على طلبه. ومن القِيَامِ الذي هو العزم قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
[المائدة/ 6] ، وقوله: يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
[المائدة/ 55] أي: يديمون فعلها ويحافظون عليها. والقِيَامُ والقِوَامُ: اسم لما يقوم به الشيء.
أي: يثبت، كالعماد والسّناد: لما يعمد ويسند به، كقوله: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً [النساء/ 5] ، أي:
جعلها ممّا يمسككم. وقوله: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة/ 97] أي: قِوَاما لهم يقوم به معاشهم ومعادهم.
قال الأصمّ: قائما لا ينسخ، وقرئ:
قيما بمعنى قياما، وليس قول من قال:
جمع قيمة بشيء. ويقال: قَامَ كذا، وثبت، وركز بمعنى. وقوله: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى
[البقرة/ 125] ، وقَامَ فلان مَقَامَ فلان: إذا ناب عنه. قال: فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ
[المائدة/ 107] . وقوله: دِيناً قِيَماً
[الأنعام/ 161] ، أي: ثابتا مُقَوِّماً لأمور معاشهم ومعادهم. وقرئ: قيما مخفّفا من قيام. وقيل: هو وصف، نحو:
قوم عدى، ومكان سوى، ولحم زيم ، وماء روى، وعلى هذا قوله تعالى: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
[يوسف/ 40] ، وقوله: وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً [الكهف/ 1- 2] ، وقوله: وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
[البينة/ 5] فَالْقَيِّمَةُ هاهنا اسم للأمّة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ [آل عمران/ 110] ، وقوله: كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ [النساء/ 135] ، يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة/ 2- 3] فقد أشار بقوله: صُحُفاً مُطَهَّرَةً إلى القرآن، وبقوله: كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة/ 3] إلى ما فيه من معاني كتب الله تعالى، فإنّ القرآن مجمع ثمرة كتب الله تعالى المتقدّمة. وقوله: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
[البقرة/ 255] أي:
القائم الحافظ لكلّ شيء، والمعطى له ما به قِوَامُهُ، وذلك هو المعنى المذكور في قوله:
الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه/ 50] ، وفي قوله: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ [الرعد/ 33] . وبناء قَيُّومٍ:
فيعول، وقَيَّامٌ: فيعال. نحو: ديّون وديّان، والقِيامَةُ: عبارة عن قيام الساعة المذكور في قوله: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ
[الروم/ 12] ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ [المطففين/ 6] ، وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً [الكهف/ 36] ، والْقِيَامَةُ أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دُفْعَةً واحدة، أدخل فيها الهاء تنبيها على وقوعها دُفْعَة، والمَقامُ يكون مصدرا، واسم مكان القيام، وزمانه. نحو: إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي [يونس/ 71] ، ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ [إبراهيم/ 14] ، وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ [الرحمن/ 46] ، وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى [البقرة/ 125] ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ [آل عمران/ 97] ، وقوله: وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ [الدخان/ 26] ، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ [الدخان/ 51] ، خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا [مريم/ 73] ، وقال: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ [الصافات/ 164] ، وقال: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ [النمل/ 39] قال الأخفش: في قوله قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ [النمل/ 39] : إنّ المَقَامَ المقعد، فهذا إن أراد أنّ المقام والمقعد بالذّات شيء واحد، وإنما يختلفان بنسبته إلى الفاعل كالصّعود والحدور فصحيح، وإن أراد أنّ معنى المقام معنى المقعد فذلك بعيد، فإنه يسمى المكان الواحد مرّة مقاما إذا اعتبر بقيامه، ومقعدا إذا اعتبر بقعوده، وقيل: المَقَامَةُ: الجماعة، قال الشاعر: 379-
وفيهم مَقَامَاتٌ حسان وجوههم
وإنما ذلك في الحقيقة اسم للمكان وإن جعل اسما لأصحابه. نحو قول الشاعر:
واستبّ بعدك يا كليب المجلس
فسمّى المستبّين المجلس. والاسْتِقَامَةُ يقال في الطريق الذي يكون على خطّ مستو، وبه شبّه طريق المحقّ. نحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
[الفاتحة/ 6] ، وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً [الأنعام/ 153] ، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود/ 56] . واسْتِقَامَةُ الإنسان: لزومه المنهج المستقيم. نحو قوله:
إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا
[فصلت/ 30] وقال: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ
[هود/ 112] ، فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ
[فصلت/ 6] والْإِقَامَةُ في المكان: الثبات. وإِقَامَةُ الشيء:
توفية حقّه، وقال: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ
[المائدة/ 68] أي: توفّون حقوقهما بالعلم والعمل، وكذلك قوله: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ [المائدة/ 66] ولم يأمر تعالى بالصلاة حيثما أمر، ولا مدح بها حيثما مدح إلّا بلفظ الإقامة، تنبيها أنّ المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيئاتها، نحو: أَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة/ 43] ، في غير موضع وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء/ 162] .
وقوله: وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى
[النساء/ 142] فإنّ هذا من القيام لا من الإقامة، وأمّا قوله: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ [إبراهيم/ 40] أي: وفّقني لتوفية شرائطها، وقوله: فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ [التوبة/ 11] فقد قيل: عني به إقامتها بالإقرار بوجوبها لا بأدائها، والمُقَامُ يقال للمصدر، والمكان، والزّمان، والمفعول، لكن الوارد في القرآن هو المصدر نحو قوله: إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً
[الفرقان/ 66] ، والمُقَامةُ:
الإقامة، قال: الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ [فاطر/ 35] نحو: دارُ الْخُلْدِ [فصلت/ 28] ، وجَنَّاتِ عَدْنٍ [التوبة/ 72] وقوله: لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا
[الأحزاب/ 13] ، من قام، أي: لا مستقرّ لكم، وقد قرئ:
لا مُقامَ لَكُمْ
من: أَقَامَ. ويعبّر بالإقامة عن الدوام. نحو: عَذابٌ مُقِيمٌ
[هود/ 39] ، وقرئ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ [الدخان/ 51] ، أي: في مكان تدوم إقامتهم فيه، وتَقْوِيمُ الشيء: تثقيفه، قال: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين/ 4] وذلك إشارة إلى ما خصّ به الإنسان من بين الحيوان من العقل والفهم، وانتصاب القامة الدّالّة على استيلائه على كلّ ما في هذا العالم، وتَقْوِيمُ السّلعة: بيان قيمتها. والقَوْمُ: جماعة الرّجال في الأصل دون النّساء، ولذلك قال: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ الآية [الحجرات/ 11] ، قال الشاعر:
أقوم آل حصن أم نساء
وفي عامّة القرآن أريدوا به والنّساء جميعا، وحقيقته للرّجال لما نبّه عليه قوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ الآية [النساء/ 34] .
[قوم] نه: في ح المسألة: أو لذي فقر مدقع حتى يصيب "قوامًا"، أي ما يقوم بحاجته الضرورية، وقوام الشيء ما يقوم به، وقوام الأمر ملاكه. ط: هو بكسر قاف، والسداد- بكسر سين: ما يسد به الفقر. نه: "القوم" مصدر وصف به نغلب على الرجال لأنهم قوامون على النساء بأمورهن. وفيه: من جالسه أو "قاومه" في حاجة صابره، أي إذا قام معه ليقضي حاجته صبر عليه إلا أن يقضيها. وفيه: لو "قومت" لنا! فقال: الله هو "المقوم"، أي سعرت لنا وحددت لنا قيمتها. ومنه: إذا "استقمت" بنقد فبعت بنقد فلا بأس به، وإذا "استقمت" بنقد فبعت بنسيئة فلا خير فيه، استقمت المتاع: قومته، ومعناه أن يدفع إلى آخر ثوبًا فيقومه مثلًا بثلاثين ثم يقول: بعه بها وما زاد عليها فهو لك، فإن باعه نقدًا بأكثر منها فهو جائز ويأخذ الزيادة، وإن باعه نسيئة بأكثر مما يبيعه نقدًا فهو مردود لا يجوز. وفيه: حين "قام قائم" الظهيرة، أي قيام الشمس وقت الزوال، من قامت به دابته: وقفت، يعني أن الشمس إذا بلغت وسط السماء أبطأت حركة الظل إلى أن تزول فيحسب أنها قد وقفت وهي سائرة لكن لا يظهر أثره ظهوره قبل الزوال وبعده. وفي ح حكيم: بايعتهالدواب كالأرجل من الإنسان. وح: وكلُ حسن فيجيء "قوم يقيمونه" كما "يقام" القدح، أي كل واحدة من قراءتكم حسنة موجبة للثواب، ولا عليكم أن تقيموا ألسنتكم إقامة القدح وهو السهم وسيجيء أقوام يفعلونه، وفيه بناء الأمر على المساهلة فالاشتغال بتجويد الحروف من تسويلات الشيطان الصارفة عن فهم المعاني. ن: و"مقام" العائذ، مر في ع ور. وح: متى "تقوم مقامك"، بإهمال متى في أكثرها. وح: "قومي" عني، أمرها بالقيام مخافة من لمس حليلته في الإحرام. وح: "يقيم" بالسوق حلة، أي يعرضها للبيع. وح: فأبى علينا "قومنا"، أي ولاة الأمر من بني أمية، رأوا أنه لا يتعين صرفه إلينا فيصرفونه في المصارف، قوله: هو، أي خمس الخمس، لنا أي لذوي القربى. وح: يرجع "قائمكم"، مر في ر. ج: لعله أن "يقوم" في الله "مقامًا" يحمده عليه، رضاء هذا القول في حق سهيل إشارة إلى ما كان عند وفات النبي صلى الله عليه وسلم وارتداد الناس بمكة، فقام خطيبًا ووعظهم وثبتهم على الإسلام، فهذا هو المقام الذي يحمده عليه. تو: "لا يقام" شيء لغضبه إذا تعرض للحق بشيء، أي لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له. و"قاومه" أي قام معه. شم: "المقام" المحمود، قيل: هو أن يكون أقرب من جبرئيل، ومر في ح. ش: الصلاة "القائمة"، أي الدائمة لا ينسخها ملة. وترد بعد حسن "التقويم"، أي بعد الحال الحسنة المستقيمة. غ: "لمن خاف "مقامي"" أي المقام الذي وعدته للثواب والعقاب، وقام بالأمر وأقامه: حفظه ولم يضيعه. و"عوجًا "قيمًا"" أي أنزل الكتاب قيمًا مستقيمًا. و"دينًا "قيمًا"" مستقيمًا، وقيمًا - مصدر كالصغر وهو الاستقامة. و""يقيمون" الصلاة يتمونها إيمانًا ووقتًا وعددًا. و"هو "قائم" على كل نفس" بأرزاقهم وآجالهم أو أخذ لها ومجاز. و"إلا ما دمت عليه "قائمًا"" أي مواظبًا بالاقتضاء. و"اظلم عليهم "قاموا"" أي وقفوا. و"دين "القيمة"" أي الملة القيمة بالحق. و"أحسن "تقويم"" صورة. و"أمة "قائمة"" متمسكة بدينها.
قوم: قام، ومضارعه يقوم: يطلق على وظيفة يشغلها رجل كفؤ. ففي كليلة ودمنة (ص22): عرض الملك على بيديا الوزارة فرفضها فقال له: أني فكرت في إعفائك فيما عرضته عليك فوجدته لا يقوم ألا بك ولا ينهض به غيرك ولا يضطلع به سواك.
قام. قامت القضية: لا زالت بلا حل. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص288): القاضي الذي قام هذا السبب عنده.
قام: صور، رسم صورة. (بوشر) وفي مملوك (1، 1: 11): اسمه قائم دون شخصه.
أي اسمه مصور ومرسوم دون شخصه.
قام: بعث. عاد إلى الحياة بعد الموت (فوك).
قام وقعد: كان مضطربا ثائرا، هاج هائجه. (دي ساسي طرائف 1: 45 (وانظر ص89 رقم 13)، فليشر في تعليقه على المقري 1، 762، لريشت ص252، عبد الواحد ص84) وفي القلائد (ص119): وأنت خلال ذلك (تحفل وتحتشد، وتقوم وتقعد. وتبرق غيظا وترعد) ويظهر أن التعبير التام هو قام في ركائبه وقعد.
وقد جاء في تاريخ البربر (1: 571، 2: 295، 3192. وقد جاء قام فقط دون وقعد (1: 360، 2: 180، 208).
ويقال: قام وقعد في أمر (الماوردي ص15) وقام وقعد بأمر، معناه إما اجتهد، وبذل ما في وسعه ليشيد بذكره، ففي الحماسة (ص111): وملأت منه الأرض إذا قمت وقعدت بذكره: وإما اجتهد وبذل ما في وسعه ليشوه سمعته.
ففي الحماسة (ص726): ويقال قام بي فلان وقعد أي نثا عني قبيحا.
قام الحرب على رجل= قام الحرب على ساق- (معجم بدرون. وانظر مادة ساق في المعاجم العربية).
قام جالسا: جلس، استوى جالسا من رقدته.
ففي طرائف فريتاج (ص48): وكنت متكئة فقمت جالسة.
قام شاه: شب، قنطر، رفع الفرس يديه: شبا. (بوشر).
قام مقاما: انظر قام بخطبة فيما يلي.
قام الليل: أمضى الليل يصلي. (عبد الواحد ص128).
ويقال أيضا: قام فقط بهذا المعنى.
ففي الفخري (ص152): كم تقوم من الشهر. أي كم ليلة تقضي من الشهر في الصلاة (انظر: قيام وقوام وقائم). قام إلى فلان: قام إلى القاضي أي حضر قدام القاضي بعد أن بلغ بالحضور. (محمد بن الحارث ص 297).
قام ب: عني ب: أو دبر، ساس، ولي. (معجم الإدريسي: معجم البلاذري، دي يونج).
قام ب: التزم ب، تكفل ب، أخذ على عاتقه. (بوشر).
قام ب: أعطاه ما يكفيه. (معجم الإدريسي، معجم البلاذري، دي يونج، فوك، المقري 1: 658، فريتاج طرائف ص128 وما يليها).
قام ب: جهز، مون. أمد. ففي البكري (ص153): فسوق اغمات وريكة يقوم يوم الأحد بضروب السلع.
قام لفلان ب: جهزه ومونه (البكري ص37).
قام بما عليه: التزم وتكفل بكل التزاماته وتعهداته. (بوشر).
قام بدعوة فلان: اعترف به وأعلن إنه من حزبه وأنصاره. ففي النويري (الأندلس ص440): قام بالدعوة العباسية.
وفي رحلة ابن بطوطة (المخطوطة ص195 ق).
لما سمع بمحبة السلطان في بني العباس وقيامه بدعوتهم.
وكذلك: قام بأمر فلان (دي ساسي، طرائف 1: 57).
قام ب: ساوى، وازن، عادل، وازي.
ففي ملر (ص46): فمن قام خيره بشره دخل تحت خطة الاعتدال ومن قصر خيره عن شره الخ.
قام بكذا: تعدلت قيمته به. (محيط المحيط).
ويقال: قامت السلعة بكذا. (دي يونج، المقري 1: 363).
ويقال: قام عليه بكذا، وقام علي بكذا (فوك) وفي كرتاس (ص30): وقامت عليه العلية والأبواب بمال جليل، وهذا صواب العبارة وفقا لما جاء في مخطوطتنا.
قام ب: دفع سدد، أدى ففي المقري (2: 713): صالحهم أهلها على قطيعة يقومون بها.
وفي تاريخ البربر (1: 5): قام بالخراج للسلطان.
قام بواجبه: استقبله استقبالا حسنا إكراما له. (بوشر).
قام بوعده: وفي بوعده. (بوشر).
قام به: تكرس لدراسته وتفرغ لها.
ففي أماري (ص616): وأخذ عن المصريين أنواعا من فنون الهندسة لأنهم كانوا قائمين بها من قديم.
قام بخطبة: ألقى خطبة، خطب (المقري 2: أعدها وفي رحلة ابن جبير (ص77): قد حبر خطبا أعدها للقيام بها بين يدي سيدنا أمير المؤمنين وكذلك: قام مقاما (المقري 1: 1).
قام به ناعيه: أعلن الناعي موته. (ويجرز ص45) ومنه المثل: إذا كثر الناعي إليك قام الناعي بك. أي إذا كثر من يخبرك بموت كثير من أترابك فسيعلن قريبا موتك. (انظر ويجرز تعليقه رقم 3، ص55).
قام على: عني به، أو دبر، ساس، (معجم البلاذري).
قام على فلان: استعجله واستحثه ليحمله على عمل شيء. (ألف ليلة 2: 222، 3: 46).
قام على: احتج على، اعترض على. (بوشر).
قام على: عرف، علم، دري، اطلع، أدرك أتقن. (معجم البلاذري).
قام على: تفرغ لدراسة. (أماري ص643. المقدمة 2: 402، المقري 3: 675). وفي كتاب الخطيب (ص34 ف): قام على الصنعتين وهما الحديث والنبات (وقد صحح اعتمادا على المخطوطة برلين).
قام على أمره: دبر أمره بنفسه. (تاريخ البربر 1: 554) وكذلك: قام على نفسه. (المقدمة 2: 8، 11، 23).
قامت عليه نفسه: أصابه دوار، داخ (ابن خلكان 10، 28). قام عن: ابتعد، بعد، يقال مثلا: قام القوم عنه ثلاثة أيام. (معجم الطرائف).
قام عن: رفع الحصار. (بوشر).
قام عن: ولد من (؟) (معجم الطرائف).
قام عند القاضي حضر أمام القاضي للدفاع عن قضيته ففي كتاب محمد بن الحارث (ص241): فتوفي رجل من تجار قرطبة عظيم النعمة فقام مملوك له عند القاضي محمد بن بشير يذكر أن مولاه المتوفى اعتقه وأنه أنكحه ابنته وأوصى إليه بماله.
قيم عند القاضي على فلان: شكاه إلى القاضي وأقام عليه الدعوى.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص288): قيم عنده على بقى بن مخلد.
وفيه (ص298): ما قيم به عندك من أمر قومس. أي الشكوى التي رفعت إليك ضد قومس.
قام في: ادعى طالب. أقام الدعوى على شيء يرى أن له الحق فيه: ففي كتاب محمد بن الحارث (ص262): وولاه إبراهيم بن العباس القضاء فشهد عنده يوما يحيى في الماء الذي كان بفرن بريل الذي قام فيه بنو العباس وابن عيسى ضيعة قيم فيها عنده، أي عند القاضي.
وفي (ص236) منه: قام عنده (القاضي) فيها (أرحاء القنطرة) بعض من قام (في المقري 1: 556): قيم عليه (السلطان) فيها.
وقد تحذف كلمة فيه. ففي (ص241) من كتاب بن الحارث: قضى القاضي للملوك بما قام.
قام على فلان في: أنكر عليه الشيء أمام القاضي. لم يعترف له بحقه فيه.
ففي أخبار (ص128): قام عليه رجل في ضيعة كانت له تحت يده.
وفي كتاب محمد بن الحارث (ص224) قيم على معاوية بن صالح في الجارية واستحقت عليه.
قام لفلان: قاومه. كان ندا له في القوة (عبر الواحد ص84).
ويقال أيضا ما قامت له معه قائمة، أي لم يستطع أن يثبت ويصمد له (معجم بدرون).
قام مع. قام معنا بر جزيرة سرذانية على نحو ميل أو أقل = كنا قريبين الخ، (ابن جبير ص31).
قام من: تغذى من. ففي البكري (ص17): وبها شجر التوت الكثير ويقوم من الشجرة الواحدة منها من الحرير ما لا يقوم من خمس شجيرات من غيرها.
قام: تصحيف أقام بمعنى رفع، أعلى (الكالا).
قام. الفعل المضارع يقيم (وهو تصحيف أقام): رفع، نزع، سلب.
قام رجله: مات، توفي، قضي نحبه (بوشر).
قام الشيء من مطرحه: نحاه عن مكانه،، وزحله عن مكانه (بوشر).
قام يده للضرب: رفع يده للضرب (بوشر).
وأرى أن قام هو تصحيف اقام، فقد جاء في ألف ليلة (1: 81): فقام الملك عينه، أي رفع الملك عينه. (وليست عينه كما في المطبوع منه).
قوم (بالتشديد) وفي معجم الكالا قيم.
قيم الشعر أو الزغزب: قومه، وجعله مزبئرا منتصبا. (الكالا).
قوم: سدد الرمح. (الكالا، قصة عنتر ص3).
وفي معجم بوشر: قوم سنان الرمح (انظر معجم مسلم).
قوم: سدد المدفع وصوبه. (هلو).
قوم: أخضع العصاة والمتمردين (تاريخ البربر 1: 395).
قوم: قاد فرسا. قاد فيلا، قاد مركبا. (معجم مسلم). قوم سيرته: تهذيب، اصلح سيرته، اصلح خطأه. تأدب. (بوشر).
قوم: وطد، عزز، قوى. (معجم الإدريسي).
قوم: أسخط، أغضب أثار، حرض على العصيان.
ويقال: قوم الناس أي أثارهم وحرضهم على العصيان.
وقوم النفس: أوغر الصدر، امتلأت نفسه غيظا وحقدا، ثارت ثائرته. (بوشر).
قوم: اثار، هيج، حرض ويقال: قوم على بمعنى حرض على الحرب وأثار الناس وهيجهم على الآخرين. (بوشر).
قيم الصياح: انذر بالخطر والإسراع إلى السلاح. (الكالا).
قوم: أيقظ النائم. (الكالا).
قوم: بعث، أعاد إلى الحياة بعد الموت (فوك).
قوم: قدر ثمنه، سعره. ويقال: قوم ب: (طرائف دي ساسي 3: 53) وفي تاريخ اليمن (ص180): قوم ذلك القميص بنحو خمسمائة دينار.
قلوم: وازن، عادل، وازى. (فوك، بوشر).
قاوم: قوم، قدر الثمن، سعر (معجم الإدريسي).
قاوم ب: قابل، قارن، وازن بين الشيئين. قايس. (بوشر).
اقام: قدم دليلا، اتي بشهود. ويقال: أقام على أو أقام ب. (ويجرز ص32) وفي مخطوطة أمنه: بارقة بدلا من على أرقه. (ص104 رقم 147).
أقام: عرض شخصا في المسجد ليستطيع كل واحد ان يشكوه ويقيم عليه الدعوة. (معجم البلاذري).
أقام: بعثن أعاد إلى الحياة بعد الموت. (فوك).
أقام: كتب، سجل، حرر. (عباد 1: 38، 1: 428).
أقام: عيد، احتفل بعيد, (ملر ص52).
أقام: زود، جهز، أمد، مون. (الكالا).
وفي حيان (ص 62 ق): بعد إقامته لسائر نفقاتها، أي بعد أن زودت المدينة بكل نفقاتها.
أقام: وبخ، أنب، عنف، بكت.
ففي أخبار (ص82)، فكان ابن معوية بعد ذلك يقيم عيسى ويقول أنت مولانا لا تشك في قرب ولائك منا ففعلت وفعلت.
أقام: قوم، قدر الثمن، حدد السعر. (معجم البلاذري).
أقام: استعجل، استخدم. بقي زمنا.
ففي رحلة ابن بطوطة (3: 385): أقامت بقاياها أياما. أي استعملت بقاياها عدة أيام.
يقيمه ذلك: يكفيه ذلك. (زيشر 22: 78، وانظر ص137).
أقام المؤذن للصلاة: نادى لها (محيط المحيط).
أقام بالأذان: أذن المؤذن. ففي كرتاس (ص43): أقام المؤذنون بالأذان الأول من يوم الجمعة. وفي مخطوطتنا: نادى بدل أقام: ويستعمل الفعل أقام بمعنى تلا أو قرأ إقامة الصلاة وهو ما يتلى للدعوة إلى الصلاة بعد الأذان.
ففي رحلة ابن جبير (ص100): يبدأ مؤذن الشافعي بالإقامة ثم يقيم مؤذنو سائر الأئمة.
وفي رياض النفوس (63 و): وكان جبلة يصلي في مسجده يوم الجمعة الظهر أربع ركعات بأذان وإقامة فقال له المؤذن أترى أن أؤذن وأقيم في داخل المسجد فإن الوقت حاد فقال له جبلة تؤذن وتقيم في صحن المسجد وإلا فالزم دارك ولو منعنا أحد من الصلاة لرميناه بالنبل.
أقام وأقعد: جعله يقوم ويقعد أي مضربا تأثرا ويهيج هائجه. (فليشر في تعليقه على المقري 1: 762، بريشت ص252، دي ساسي طرائف 2: 92، عبد الواحد، ص119، تاريخ البربر (1: 18) ونفس المعنى في (عباد 1: 23). وفي تعليقة على هذه العبارة (ص25 رقم 71) تخليط واضطراب.
أقام خطبة: ألقى موعظة. (المقري 1: 566).
أقام الدين: رأس احتفالا دينيا. (البكري ص675).
أقام الرسم وغيره: انظرها في مادة رسم.
أقام سوقا: افتتح سوقا (معجم البلاذري) غير أن: أقيم السوق (ألف ليلة برسل 2: 210) معناها لا يزال السوق عامرا في وضع جيد.
وفي طبعة ماكن: عمر السوق.
أقام الصلاة: معناها في محيط المحيط أدام فعلها.
غير أن هذه العبارة لها معنى آخر عند محمد بن الحارث (ص256) فهو يقول كان أبن معمر قاضي قرطبة وصاحب الصلاة أيضا، قال: صليت صلاة الكسوف مع ابن معمر في الجامع بقرطبة سنة 218 فصلا واحسن الصلاة ولم يقم الصلاة وطول في صلاته بدأ الصلاة ضحى وفرغ في القائلة وقد تجلت الشمس وكنا في زمن الصيف.
أقام الأعراب: قرأ قراءة صحيحة فيها قواعد اللغة.
ففي رحلة ابن جبير (ص 180) في كلامه من خطيب غير عربي: لسانه لا يقيم الأعراب.
أقام القرآن: جعل قراء مأجورين يقرؤون القرآن. (المجلة الآسيوية 1852، 2: 222).
أقام القيامة، وأقام القيامة بفلان: انظرها في مادة قيامة.
أقام الهيبة: أوحى بالتجلة والاحترام. (عبد الواحد ص19).
أقام ب: جهز، مون. ففي ملر آخر أيام غرناطة (ص28) فوجد بلدا مقيما بالخيل والرجال والعدة والطعام.
أقام فلانا على: أخبره بالأمر وأنبأه به (معجم البلاذري).
أقام في: أشغل ب، كرس وقته له. يقال مثلا: أقام في ذلك ثلاثة سنين (م. الطرائف). تقوم: تحدد السعر (فاندنبرج ص90 رقم 2). لا يتقاوم: لا يقهر (بوشر).
لا يتقاوم بثمن: لا يمكن تثمينه (بوشر).
يتقاوم مع: يعادل، يوازن، يساوي ب، يعوض عن (فوك).
ينقام. ينقام على السوق (ألف ليلة برسل 10: 448) وفي طبعة ماكن (4: 465): يذهب إلى السوق. وأسم المفعول منقام (ألف ليلة برسل 9: 321) = مرتفع في طبعة ماكن.
انقام من الغفر: بدل الخفر، غير الحرس (بوشر).
استقام. استقام في مشيه: قام بواجبه. (بوشر).
استقامت الريح: صارت مؤاتية. (ابن بطوطة 2: 355).
استقام: مكث، لبث، بقي، أقام. (بوشر).
استقام: استمر، دام. (بوشر، همبرت ص250).
استقام على الطاعة: بقي مطيعا خاضعا، بقي مخلصا وفيا للسلطان. (تاريخ البربر 1: 79، 206، 207، 210) ويقال اختصارا: استقام للسلطان (معجم البلاذري) ومنه صارت الاستقامة وهي الإخلاص والوفاء للسلطان= الطاعة (حيان ص63 و، تاريخ البربر 1: 27) وفي حيان (ص16 ق) مشى على بعض الاستقامة أي كان مخلصا وفيا للسلطان بعض الإخلاص والوفاء. (انظر تاريخ البربر 1: 9، 190، 269).
استقام: توقف، (هلو).
استقام: كلف ثمنا. ساوى (همبرت ص105، هاد).
مستقام: بلغ ثمن كذا. (رولاند).
قوم: جماعة من الرجال تجمعهم جامعة من نفس المرتبة، ومرة، جمع من الناس. ففي كوسج (طرائف ص117) وأذن بدخول الأشراف أولا ثم بعدهم الأولياء وسائر وجوه الناس وجوهر قائم بين يديه يقدم الناس قوما بعد قوم.
قوم: أعداء. ويقال بدلها القيمان (جمع قوم أيضا، وتطلق في بعض نواحي جزيرة العرب على الجماعة التي تقوم بغارة للسلب وللنهب. (برتون 2: 112 - ديسكرياك ص360).
قوم: حالة الحرب (زيشر 22: 92، رقم 10).
قوم: كتيبة من الفرسان مسلحة تقدمها بعض القبائل لحاكم البلد حين يخرج للغزو، (شيرب، بومز ص46، سندوفال ص102، ص427، هيرش ص73).
القوم: الصوفية، أهل التصوف. (المقري 1: 568، 897، 2: 666، 3، 109، 427، المقدمة 3: 75، 77).
قوم: جوهر بالشيء وكنهه وماهيته وذاته (الكالا) وفيه ( essencia = ذات) قوم. ( koum el yazid) داء الفيل، جذام، قلعاط (دوماس حياة العرب ص426).
قيم: الذي يقرأ في القرآن (6: 162) دينا قيما، يذهبون إلى أن قيما مصدر (=قيام). استعمل وصفا (انظر البيضاوي والمفصل ص181).
قامة: باع، طول ذراعين، والجمع قيم (معجم الإدريسي، فوك).
قوما: نوع من الشعر العامي اخترع في بغداد في العهد العباسي، منبها لطلوع الفجر في شهر رمضان، وقد أطلق عليه هذا الاسم وهو فعل الأمر للاثنين من قام لأن منشدي هذا الشعر يقول أحدهما للآخر قوما لنسحر قوما. (الجريدة الآسيوية 1839، 2: 165 وما يليها، 1849، 250، زيشر 7: 368).
قومة: عصيان، تمرد. (بوشر، همبرت ص210).
قومة: ثورة، هيجان، حركة نقمة وسخط (بوشر).
قومة: أهل البلاد على بعضهم: حرب أهلية (بوشر).
قيمة: معنى هذه الكلمة غامض في عبارة تاريخ البربر (2: 473): كانت سجلماسة وطنا لهم وفي قيمة مجالاتهم: وقد ترجمها دي سلان (4: 364) إلى الفرنسية بشيء من التردد إلى ما معناه: وكانت سجلماسة مقرا لهم وهي مدينة تساوي كل المناطق التي تجوبها قبيلتهم.
قيمة: عن الشيء الذي يحمله المستأجر لأرض الموقف بإذن القيم على الوقف، كالعلف والسماد مثلا. (زيشر 8: 348).
قيمة: تقدير، تخمين، تثمين، تسعير (أماري ديب ص173، ص174).
لا قيمة له: لا ثمن، لا يقدر بثمن. لا يقوم وكذلك شيء تافه لا يساوي شيئا. (كوسج طرائف ص122).
قيمة: قائمة: كشف حساب، فاتورة. (هلو). قيمة: غرامة نقدية. والمعنى الأصلي: إعادة سعر الشيء إلى صاحبه (معجم البلاذري) وهي بالبرتغالية Coima ( معجم الأسبانية ص257). وفي (م. المحيط) قيمة: قيمة الإنسان قامته. ومنه القيمة عند بعض العامة لما يقيمه الإنسان بيده إلى ما فوق أعلى قامته.
قيمة: عصيان، تمرد، فتنة، صخب، جلبة، نزاع، خصام (هلو).
قيمة (تركية): لحم مفروم، طعام من لحم مفروم (برتون 2: 280).
قوم: عصيان تمردي ثوري. (بوشر).
مال قيمي: من مصطلح القانون، وهي الأشياء التي لا يمكن أن تعوض فإذا هلكت لا يمكن أن تعوض بأشياء أخرى من نوعها بل يجب دفع قيمتها أي ثمنها. (فاندنيرج ص47، محيط المحيط).
قوماني: عدو. (زيشر 22: 126).
قوام: عند الأطباء: قوام، كثافة، غلظ (الثبات). (معجم المنصوري) وفي محيط المحيط (ص1545): والمغلظ عند الأطباء ضد الملطف وهو دواء يجعل قوام الرطوبة اغلظ من المعتدل.
وفي البكري (ص179): قوام الكتان، وقد ترجمها دي سلان ال الفرنسية بما معناه كثافة الكتان وقوام الكتان.
قوام: (عامية): بغتة، فجأة، فوري، مفاجئ بأسرع وقت، بسرعة سريعا (بوشر، ألف ليلة برسل 4: 385، 9: 315، 363)، وفي العبارات الثلاثة الأخيرة جاء في طبعة ماكن: سريعا بدل هذه الكلمة.
قويم: قاس، صارم عنيف فظ، شديد، جلف، (انظرها في مادة حقي).
قيام: بعث، نشور، قيامة، وقد تكرر ذكرها في القرآن الكريم. (معجم أبو الفداء، زيشر).
قيام: عصيان، تمرد، ثورة (دي ساسي طرائف 2: 33).
قيام: كون الشيء عموديا، قائما، رأسيا. (بوشر).
قيام على: شكوى، اعتراض، مطالبة (بوشر).
قيام الليل: قضاء الليل في الصلاة (انظرها في مادة قام ومادة قائم).
وفي كتاب عبد الواحد (ص13) تدل كلمة قيام وحدها على هذا المعنى (انظرها في مادة قام ومادة قوام) (عبد الواحد ص218).
وفي حياة تيمور: قضى ليالي رمضان في الصلاة وهو ما يقول به أهل السنة وهو قيام رمضان ففي رياض النفوس (ص65 و): قال عبيد الله لأهل السنة: أناظركم في قيام رمضان فإن وجبت لكم الحجة رجعنا إليكم وإن وجبت لنا رجعتم الينا، الستم تعلمون وتروون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم إلا ليلة ثم قطع وأن عمر بن الخطاب استن القيام الخ.
ويقال لمن يقوم الليل في رمضان صلى القيام (أماري ص189). قيام نفسا: بركة على النفساء ودخولهما الكنيسة. احتفال قبول امرأة في الكنيسة بعد الولادة، إقبال. (بوشر).
قيام: اسهال، قشاء. (كليلة ودمنة عن 151).
قيامة: لما كان يوم القيامة وهو يوم البعث والنشور يوما رهيبا يخشاه كل الناس فقد أصبحت كلمة قيامة تدل على شدة الاضطراب وشدة الرعب والهلع وشدة الذهول والذعر.
فيقال مثلا: وجدت القيامة، قامت قيامته، وقامت عليه القيامة. (مملوك 1، 1: 95، حيان ص53 ق، ص54 ق، المقري 2: 12، 251).
ويقول السيد دي غويا أن قولهم قامت عليه القيامة وقامت قيامته يعني أيضا نقمة، سخط، غضب شديد. (الأغاني 5: 64، 70 طبعة بولاق).
أقمت قيامتك: عليك اللعنة، لعنك الله، بعدا وسحقا.
وفي مملوك (1، 1: 96): عدمتم سلامتكم، وأقمتم قيامتكم، أي أرجو أن تفقدوا سلامتكم وأن أرى لكم يوما مثل يوم القيامة.
غير أن قولهم: أقام القيامة بفلان يعني رفعه إلى الاوج وأطنب في مدحه وإطرائه وتعظيمه.
ففي كتاب الخطيب (ص44 و): تقيمون القيامة بحبيب والبحتري والمتنبي وفي عصركم من يهتدي إلى ما لم يهتدوا إليه المتقدمون ولا المتأخرون.
وارى ان المعنى الدقيق: أنكم تثيرون ضجة في مدح فلان بحيث يخيل أن القيامة قد قامت.
قيامة: تمرد، ثورة، صخب. (هلو).
قيامات الكواكب: ابتهال وتضرع ودعاء وترسل بالكواكب. وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن الناس يدعون ويبتهلون ويتضرعون إليها وهم قيام. (المقدمة 3: 143، 145) قيامة: مهارة، حذق، براعة. (بوشر).
قيامة، والجمع قيام: سدا النسيج وهي خيوط تمد على نول الحياكة يصنع منها قماش .. (بوشر). قيم والأنثى قيمة: يستعملها استعمال الفعل قام فكما يقال: قام بأمره يقال: القيم بأمره (معجم الطرائف، أبو الوليد ص322).
قيم: مدير، مدبر، قهرمان، ناظر، سائس. مرب رئيس، يقال مثلا: القيم على الخيل أي السائس، وقيمة الجواري أي أمينة الحرم، قهرمانة الحرم. وقيم المنجمين أي رئيس المنجمين. (ألف ليلة برسل 3: 241).
القيم: أمين الخزانة، أمين بيت المال في المملكة. (معجم بدرون، معجم البلاذري)، (دي يونج).
قيم: مربي الطفل. (أخبار ص51).
قيم: مشرف على النظافة. (مجلة الشرف والجزائر 7: 85).
قيم: خادم في الحمامات العامة (المقري 2: 547).
قيم: لاعب الأقداح والطاسات، مشعوذ، مشعبذ. (لين عادات 2: 119).
قيم: لقب يطلق على سقاء الماء الذي يستطيع أن يحمل في العرس قربة مليئة بالرمل والماء مدة أطول مما يستطيع زملاؤه. (انظر لين عادات 1: 251).
قيم: ماهر، حاذق ... (بوشر، ألف ليلة، برسل 9: 306) وفي طبعة ماكن: شاطر بالغ الشطارة.
قيم ب: متضلع، محنك، طويل الباع (أماري ص619، ص646).
قيم، والجمع قوائم: سد النسيج وهي خيوط تمد على نول الحياكة ليصنع منها قماش. (فوك).
قيم: قيمة، ثمن. (المقدمة 2: 98).
قوام: من يقضي ليلة يصلي. (عبد الواحد ص243). وانظرها في مادة قام.
قوامة: جارية في حاشية سيدة كبيرة. ففي بسام (13، ص85 ق): وعلى رأس العلجة جاريات من القوامات أسيرات كأنها فلقات قمر.
قيوم: فريق (في الجيش). (دي سلان) (تاريخ البربر 2: 186).
قائم. نهض (وثب) قائما: نهض فجأة، نهض بشرعة. نهض بغتة: نهض على حين غفلة. (ألف ليلة 1: 44، 51).
قائم في الهواء: مرتفع، عال، (معجم الإدريسي).
خطبة قائمة: خطبة تلقى باتقان. (معجم الإدريسي).
العين القائمة: انظرها في مادة عين.
قائم: منحدر، وعر. (بوشر).
قائم: عمودي، رأسي. (المقدمة 1: 85). كان دورانه قائما: كان دورانه عموديا وشاقوليا. (معجم الإدريسي).
قائم الزاوية: مستطيل ومثلث فيه زاوية قائمة أي مقدارها تسعون درجة.
وقائم الزوايا شكل زواياه قائمة أي كل زاوية من زواياه تسعون درجة. (بوشر).
قائم: كبير، ضخم، خطير، جسيم، رفيع هام. يقال: جبل قائم، وعمود قائم، وبناية قائمة، ومبلغ قائم.
ويقال أيضا قائم بذاته بمعنى واسع وكبير.
مثلا: بلد قائم بذاته وسوق قائم بذاته، وكذلك يقال: قائم الذات بهذا المعنى (معجم الإدريسي).
قائم بذاته، أو قائم بنفسه: مستقل، حر، غير خاضع لغيره ولا متعلق به (معجم الإدريسي بوشر) ومنفرد (معجم الاديسي).
قائم بنفسه: جوهري، اصلي، ذاتي. حقيقي خاص بنفسه. (بوشر).
قائم: ثابت على الإسلام، ومنه قول حكيم بن حزام: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا آخر إلا قائما أي لا أموت إلا ثابتا على الإسلام (محيط المحيط).
قائم والجمع قوام وقوامة: مدبر، مدير، ناظر، سائس، رئيس، حارس. (ابن جبير ص43، 44).
قوام المملكة: وزراء المملكة. (انظرها في معطن).
قائم الأسطول: قائد البحرية (تاريخ البربر 2: 215).
قائم الخيل: سائس، مروض الجياد. (معجم الطرائف).
قائم المسجد: قواس المسجد. بواب المسجد (معجم أبي الفدا، الثعالبي لطائف ص13) ويقال أيضا: قائم فقط. (معجم بن الحارث ص296، ص330) (المقري 1: 364) وكان قائم المسجد في إمرة صاحب الصلاة. (محمد بن الحارث ص273).
قومة (جمع قائم): القائمون بالأذان، المؤذنون. (ابن جبير ص 94).
قائم الليل: من يقضي الليل يصلي.
ففي كتاب عبد الواحد (ص133): كان يعد في قوام الليل. وصوام النهار: (انظر في مادة قام).
قائم بالملك: ملك. جالس على العرش. جالس على كرسي الملك. (بوشر).
قائم: عكس ميل الشعر. (بوشر).
على القائم: بعكس ميل الشعر، المقلوب. (بوشر).
قائم: تطلق هذا الكلمة في لعب الشطرنج حيث لا غالب ولا مغلوب. انظر رولاند في جريدة الجمعية الآسيوية الملكية (13: 15) قائم: يطلق اسم قائم في مصر على أربع سواري تقام في صف واحد ي الاحتفال السنوي بالمولد النبوي وتربط عليها حبال تعلق فيها القناديل. (لين عادات 2: 208).
قائم الماء: بناء مرتفع يتوزع منه. (محيط المحيط).
قائمة: تستعمل بمعنى كلمة Pied ( أي رجل) بالفرنسية فيقال مثلا: قائمة المنضدة أي رجل المنضدة وقائمة السرير أي رجل السرير، وقائمة الآلة الحربية أي رجلها إلى غير ذلك. (معجم البلاذري).
قائمة: إطار الباب، كفاف الباب.
ففي رياض النفوس (ص 77 ق): فيأتي القمودي إلى باب البيت الذي هم فيه فيجعل يده على قوائم الباب ثم يقرأ هذه الاية الخ.
قائمة: دعامة من خشب، عمود من خشب، سند من خشب. (ابن العوام 1: 455).
قائمة: هاون، مدقة، مدق الهراس (محيط المحيط). القائمة من الزوايا عند أرباب المساحة: الزاوية الحادة على جانب خط مستقيم. (محيط المحيط، المقدمة 3: 101).
قائمة والجمع قائمات وقوائم: جدول، بيان، جرد، لائحة، كشف. (بوشر، هلة، محيط المحيط).
أقوم ب: أكثر كفاءة. أحق، جدر، قمن، أهل ل. (الماوردي ص5، المنتخب من تاريخ العرب ص 572).
إقامة. الإقامات: طعام، قوت، أسباب العيش (هلو) وزاد مؤونة. (مملوك 1، 1: 22، فليشر معجم ص99، دي ساسي طرائف 2: 86، ابن خلكان 10: 72، زيشر: 593).
تقويم، والجمع تقاويم: تعيين وتحديد مواضع النجوم في زمن معين. (المقدمة 3: 107، المقري 2: 549).
تقويم: لوحة فلكية. ففي الفخري (ص 326): فجعل ينظر في اصطرلابه وتقاويمه.
وفي ألف ليلة (3: 203): فضربت له تقويما.
تقويم البلدان: بيان طولها وعرضها (محيط المحيط).
تقويم البلدان: مؤلف تذكر فيه أوصاف البلدان (بوشر).
تقويم التواريخ: جداول تاريخية. (بوشر).
تقويم، والجمع تقاويم: روزنامة، نتيجة حساب الأوقات. (بوشر، محيط المحيط).
تقويم: تقدير ثمن المال. ففي مملوك 1، 1: 37): وقد انشأ وابتكر التصقيع وهو سجل مساحة الأرض والتقويم وهو تقدير ثمن المال. ومقاييس جائرة أخرى.
تقويم: تمرد، عصيان. (بوشر).
تقويم: مضاعفة قوة العدد في علم الحساب. (بوشر).
مقام: رتبة، مكانة، منصب، منزلة. (بوشر). والجمع مقامات.
وفي المقري (3: 755): وقد عرف لي مقامي.
مقام: درجة الولاية وهي كون الرجل وليا، ورتبة القداسة. (فهرست المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن (5: 1 رقم 2) وفيه (مقام؟)، ابن بطوطة 4: 343) وفي كرتاس (ص179): وكان مقامه التوكل.
وفي المقري (3: 675): ونال أسرار المعارف خصوصا مقام التوكل. والجمع مقامات. (كوسج طرائف ص61، تاريخ البربر 1: 50).
مقام الجمع: هو أن يعرض للمريد توهم الوحدة.
ومقام الفرق: هو أن يترقى المريد عن مقام الجمع إلى التمييز بين الموجودات. (المقدمة 3: 72).
مقام: من مصطلحات الموسيقى وهو درجة الصوت، نبرة الصوت (صفة مصر 14، 24، 37 رقم 1).
مقام الصوت: رنة الصوت، درجة ارتفاع الصوت في اللحن، خانة. (بوشر).
مقام الموسيقا: نغمة موسيقية، لحن موسيقي (بوشر).
مقام: درجة، رتبة، منصب، منزلة. (بوشر).
مقامات: درجات كنسية، درجات الاكليروس. درجات الكهنوت. (همبرت ص150).
مقام: سلطة، سيادة، رئاسة، سلطان. قدرة. (الكالا).
مقام: دور، سيرة، سلوك: طريقة التصرف في بعض المناسبات. ففي مخطوطة ابن خلدون (4: 8): كان لموسى في هذه الغزاة مقام محمود.
مقام: احترام، تشريف، إكرام، إظهار دلائل وعلامات الاحترام والإكرام. ففي ألف ليلة (3: 231): عمل له مقاما، أي أظهر له كل دلائل الاحترام.
مقام: لقب يطلق على السلاطين والملوك خاصة. (مملوك 121، 155، 1، 2، 49).
ولا يستعمل هذا اللقب في مصر فقط بل في غيرها من البلدان أيضا (الكالا، الخطيب ص172 و، ص255 ق، ابن بطوطة، الحلل ص1 ق، وغيرها).
عالي مقامكم: سموكم. (بوشر).
المقامات الخمسة عند الدروز هم الأشخاص الخمسة الذين حلت بهم الألوهية، وهم عبيد الله المهدي، والقائم بأمر الله، والمنصور بالله، والمعز بالله، والعزيز بالله. (دي ساسي، طرائف 2: 234).
مقام، والجمع مقامات: معركة، قتال.
ففي مخطوطة ابن خلدون (4: 8): هزموهم بعد مقام صعب.
وفي أخبار (ص87): أنا لم نجيء للمقام. أي أنا لم نجيء للعراك.
وفي تاريخ البربر (1: 15): وكانت لهم مقامات.
مقام: موضوع، مادة علم. مادة يكتب عنها. (المقدمة 3: 324).
مقام: نظام، نسق، نمط، طراز، أسلوب. (المقدمة 3: 122).
مقام، والجمع مقامات: صرح تذكاري يقام في موضع استقر فيه ولي من الأولياء. (مجلة الشرفاء الجزائر السلسلة الجديدة 4: 82)، وهو عادة مسجد فيه قبر الولي. (عواده ص596، بارت 1: 424، 533، سوسا تستجيوس لغة العرب في البرتغال طبعة مورا ص164، نيبور رحلة 1: 310، بركهارت سوريا ص612، زيشر 11: 437 رقم 3، ألف ليلة برسل 11: 41، 42، ماكن 494 وفيه مزار).
وفي تاريخ تونس (ص142): وله غير ذلك من المآثر والمحاسن والاعتناء بمقامات الصالحين وتجديد مشاهدهم.
وفي معجم بوشر: مقام للميت أي ضريح، قبر فخم.
مقام، والجمع مقامات، في مصطلح الحساب: مقام كسر، مخرج، وهو عدد أقل من الكسر. (بوشر) وانظرها في مادة قلم.
مقام: إذا أضيف كان معناه قابل للتطبيق.
يقال مثلا: هذه المادة ما هي مقام هذا القانون أي هذه المادة غير قابلة للتطبيق في هذه الحالة. (بوشر).
في المقام: حالا، وفي الحال، فورا. (معجم بدرون).
مقام: في بيت من الشعر للشماخ: ونفيت عنه مقام الذئب ... أي الذئب (المفصل ص41). مقام: مصدر بمعنى ليت في المكان. (كليلة ودمنة ص14، 16).
مقام: والجمع مقامات: أدوات المائدة، وهي الصحون والآنية وغطاء المائدة وفوطها التي توضع على مائدة الطعام. فليشر معجم 98، ألف ليلة برسل 12: 354، باسم ص12، 13، 14، 18، 26).
مقامو. صداقتنا مقامة واحدة (دي ساسي ديب 9: 495) وقد ترجمها دي ساسي إلى الفرنسية بما معناه: صداقتنا معه بقيت على حالتها الأولى.
مقامة والجمع مقاوم: اجتماع عام. مجلس عام.
ففي حيان (ص23 ق): يقوم بين يدي الخلفاء في المحافل والمقاوم. (وقد حذف ابن الآبار الكلمة الأخيرة حين نقل هذه العبارة في ص98).
ويقال فيما يظهر قام المقامة في نفس المعنى (حيان ص21 ق) وعند ابن الآبار (ص97): كان يقوم بين يدي الخليفة المقاوم.
مقامة: خطبة، عظة. ففي أسس البلاغة: وقام بين يدي الأمير بمقامة حسنة، وبمقامات بخطبة أو عظة أو غيرهما.
وفي رياض النفوس (ص96 و): وكان يقوم في جموع المسلمين فيحرضهم على الجهاد وبمقامات كانت عنده وبشعر.
وفي محيط المحيط: وتطلق المقامات على خطب من منظوم ومنثور وكمقامات الحريري.
مقامي: ما كان بقرب مقام إبراهيم. ففي رحلة ابن جبير (ص144): التراويح المقامية.
مقوم: كثير وجيد، حسن. (فوك).
مقوم: من يجهز الحجاج بالدواب والمؤونة. (بركهارت بلاد العرب 2: 6، وسوريا ص24، زيشر 22: 131).
مقاوم: معادل، مساو (بوشر).
استقامة: نزاهة، عدل، إنصاف، صلاح، إخلاص، خلوص. سداد، إحكام، صدق، أماني. (بوشر، همبرت ص232).
مستقيم: أمين، نزيه، مخلص، صادق. (بوشر).
قوم
قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ يَقُوم، قُمْ، قَوْمًا وقِيامًا وقامةً، فهو قائم وقيِّم، والمفعول مَقوم (للمتعدِّي)
• قام الشَّخْصُ: وقف ونهض، انتصب، عكسه قعد "كان قاعدًا فقام- إذا قام بك الشرّ فاقعدْ به [مثل]- {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: يوم يُبعثون- {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ} " ° قام الرَّأي العامّ وقعد لهذا الحادث: تأثّر- قام القطارُ: تحرَّك- قامتِ الحربُ على قَدَم وساق: اشتدّ الأمر وصعب الخلاص منه- قامتِ الصَّلاةُ: حضرت- قامت قيامتُه: مات- لم تقم له قائمة: قُضِي عليه قضاءً تامًّا.
• قام الأمرُ: ظهر واستقرَّ "قام الحقُّ بعد الباطل- قامت علاقة بينه وبين جاره- يكسر النظم القائمة- {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ} - {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} ".
• قام الليلَ: صلَّى " {تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} ".
• قام مقامَه: ناب عنه "قام مقامه في العمل- قام مقام الأب- {فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} ".
• قام إلى الشّيء: تهيَّأ واستعدّ " {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} - {قُمْ فَأَنْذِرْ} ".
• قام بواجبه نحو والديه: فعله وأنجزه، دام عليه وثبت "قام برحلة/ بزيارة المريض/ بالتدابير اللازمة/ بوعده/ بدوره/ بشأنه/ بالمصاريف/ بأعباء الحكم/ بحملة اعتقالات/ بما وُكِّل إليه/ بدفع المبلغ/ بمؤامرة لقلب نظام الحكم- المدفعية قائمة بالعمل"? قام بأَوَده: أعطاه ما يحفظ رمقَه.
• قامَ البيتُ على الصّخر: بُنِي، ارتكز عليه "كلّ ظُلْم يقوم على الجهل والخوف- تفكير لا يقوم على منطق- قام على الكتاب والسنة".
• قام الوكيلُ على شئون اليتامى: راقبها ودام عليها، تولَّى أمرهم وثبت على ذلك "قام على خطَّة القضاء- قام الأمير على رعيّته- قام على أهله: تولَّى أمرَهم، وقام بنفقاتهم- {قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}: راع وحافظ".
• قام للأمر: تولاَّه "قام الجيشُ لحماية المنطقة".
• قام يفعل كذا: شرع، أخذ في عمله "قام يدافع عن رأيه- {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ} ". 

أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ يُقيم، أَقِمْ، إقامةً، فهو مُقِيم، والمفعول مُقام
• أقام الصَّلاةَ: أدامها، وفَّاها بصورة كاملة " {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ} - {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ} ".
• أقام البناءَ: شيَّده "أقام قواعدَ البيت- {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} ".
• أقام العودَ ونحوَه: عَدَّله وأزال عِوَجَه ° أقام أَوَدَه: أزال اعْوِجاجَه، أصلح أمرَه، قوَّمه- أقام صلبَه: كفاه من الطعام ما يبقيه حيًّا.
• أقام الحقَّ والعدلَ: أظهرَهُ، وحقَّقَه "أقام دليلاً على صحَّة قوله- {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} ".

• أقام وجهَه: وجّه اهتمامَه " {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} ".
• أقام حفلةً: هيَّأها "أقام حفلَ عشاء- أقام وليمةً في الصالة الكبرى".
• أقام الشَّعائرَ الدينيَّةَ: أدَّاها.
• أقامَ حكومةً: أسّسها، أنشأها "إقامة معارضة واسعة القاعدة".
• أقام فلانًا: أزاله من مكانه، ضدّ أقعدهُ? أقام الدُّنيا وأقعَدها: أحدث ضجَّة كبيرة، أثار الاهتمامَ، شغل النّاسَ.
• أقام عليه الدعوى: قدَّم شكوى ضدَّه أمام المحكمة.
• أقام له وزنًا: أولاه أهميّة أو أخذه بعين الاعتبار، وفّاه حقَّه " {وَأَقِيْمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [ق]- {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} ".
• أقام بالمكان/ أقام في المكان: اتَّخذه مُقامًا، استقرّ فيه، استوطنه "أقام بالعاصمة- أقام في فندق- {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} "? أقام بين ظَهْرَيْهم/ أقام بين أَظْهرُهم: بينهم، في وسطهم- إقامة مؤقَّتة: فترة إقامة قصيرة- أقام رَدَحًا من الزَّمن- طائر مقيم: غير مهاجر.
• أقام للصَّلاة: نادى بها. 

استقامَ يستقيم، اسْتَقِمْ، استقامةً، فهو مُسْتَقِيم
• استقام العُودُ: استوى "استقام الطريقُ- {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} " ° استقام ميزانُ النَّهار: انتصف.
• استقام الإنسانُ: اعتدل في سلوكه وكانت أخلاقُه فاضلة " {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} - {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا}: امضيا واستمرّا"? استقام على الطَّريق: اهتدى.
• استقام الشِّعرُ: اتَّزنَ. 

تقوَّمَ يتقوَّم، تقوُّمًا، فهو مُتقوِّم
• تقوَّم العودُ: اعتدل وزال عوجُه واستوى "تقوَّم الطريقُ/ سلوكُه". 

قاومَ يقاوم، مُقاومةً وقِوامًا، فهو مُقاوِم، والمفعول مُقاوَم
• قاومَ العدُوَّ: واجَهَهُ، وضادَّه "قاوم الإغراءَ/ الظُّلمَ/ البردَ/ مُيُولَه/ الحاكمَ المستبدّ/ الطغيانَ/ العدوانَ/ الهجومَ/ الضّربةَ- قاوم الرجالُ الحريقَ- يقاوم بشراسة".
• قاومَتِ الرِّياحُ سيرَ السَّفينة: منعتها السّيرَ أو التقدُّمَ.
• قاوم الجسمُ المرضَ: قام بردّ فعل ليزيل تأثيرَ المرض أو يخفّف من ضرره. 

قوَّمَ يُقوِّم، تقويمًا، فهو مُقوِّم، والمفعول مُقوَّم
• قوَّم المُعْوجَّ: سوَّاه وعَدَّلهُ، وأزال عِوَجَه "قوَّم الطريقَ المنحني- قوَّم الأخطاءَ: صَحَّحها- إعادة تقويم سياسة الدفاع- إن الغصونَ إذا قوَّمْتَها اعتدلت ... ولا يلينُ إذا قوَّمتَهُ الحطبُ".
• قوَّم السِّلْعَةَ ونحوَها: سعَّرها، وضع لها ثمنًا "قوَّم سِعْرَ الخُبْز بعشرة قروش". 

قيَّمَ يقيِّم، تقييمًا، فهو مُقَيِّم، والمفعول مُقيَّم (انظر: ق ي م - قيَّمَ). 

إقامة [مفرد]:
1 - مصدر أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ ° إقامة جبريَّة: فرض الإقامة على شخص سياسيّ في منزله أو في مكان يخصّص له.
2 - مكان السَّكن "إقامة فلان بشارع الحرّيَّة- طالت إقامتُه هنا" ° حدَّد إقامة فلان: ألزمه بالبقاء في مكان خاصّ لا يفارقه- طوى بِساطَ الإقامة: رحَل، سافر.
• إقامة علاقات دبلوماسيَّة: (سة) تبادل تمثيل دبلوماسيّ على مستوى تتّفق عليه دولتان. 

أَقْوَمُ [مفرد]: اسم تفضيل من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ: أكثر عدلاً، وقربًا من الصواب "هذا الرأي أقومُ من غيره- {إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} - {وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ}: أعون على إقامة الشهادة". 

استقامة [مفرد]: مصدر استقامَ. 

تقويم [مفرد]: ج تقاويمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر قوَّمَ ° الطِّبّ النَّفسيّ التَّقويميّ: الدراسة المتعلّقة بالوقاية والمعالجة النفسيّة للمشاكل العاطفيّة والسلوكيّة- تقويم الأنف/ تقويم
 الأسنان.
2 - سجل يشمل ويبيِّن أيّام السَّنة موزَّعة على شهورها مع ذكر أيّام العطلات والأعياد وأوقات الصَّلاة والملاحظات النجوميّة والفلكيّة "الموت لا يعتمد تقويمًا".
3 - مطبوع سنويّ في الغالب يحتوي على حقائق نافعة ومعلومات إحصائيّة.
4 - (جغ) تعيين مواقع البلدان وبيان ظواهرها.
5 - (فك) نظام تقسيم الزَّمن إلى وحدات مثل السِّنين والأشهر والأسابيع والأيَّام "تقويم هجريّ/ ميلاديّ".
• تقويم النُّقود: (قص) إعادتها إلى قيمتها الأصليّة وتثبيتها "تقويم الجنيه بالنسبة إلى الدولار- إعادة تقويم العملة".
• تقويم الأداء: عمليّة تقويم أداء وسلوك الموظَّفين كُلٌّ على انفراد، وذلك لتقدير احتياجات التّدريب أو للاحتفاظ بالموظّفين أو لتعديل المرتّبات. 

تقويميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تقويم: "رؤية/ نظرة/ دراسة/ مرحلة/ تقارير/ زيارة/ معالجة تقويميَّة- أسئلة تقويميَّة: لتحسين المستوى- شهادات تقويميَّة: تقديريَّة- اختبارات تقويميَّة: لتحديد المستوى".
• مسطرة تقويميَّة: (هس) مسطرة مقسَّمة إلى درجات لرصد أو لقياس الأطوال.
• جراحة تقويميَّة: (طب) عملية جراحيَّة تُجرى لتعديل أو استبدال أحد أجزاء الجسم المعطوبة أو المشوّهة بجزء آخر من نفس المريض أو من مريض آخر. 

قائم [مفرد]: ج قائمون وقوائمُ (لغير العاقل) وقُوَّام وقُوَّم وقُيَّام وقُيَّم، مؤ قائمة، ج مؤ قائمات وقوائمُ وقُوَّم وقُيَّم:
1 - اسم فاعل من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ ° قائم الزَّاوية.
2 - باق، ظاهر للعين " {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قُوَّمًا عَلَى أُصُولِهَا} [ق] ".
3 - مُكلَّف "قائم بأعمال المدير في غيابه" ° قائمٌ على رِجْلٍ: مشغول بأمر، مهموم به.
4 - متمسِّك بدينه " {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ ءَايَاتِ اللهِ} ".
5 - مُستمرّ "جيش قائم- النظام القائم" ° ماء قائم: دائم.
6 - مُستقِلّ "قائم الذات- قائم بذاته/ بنفسه: معتمد على نفسه".
• القائم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الحافظ المعطي لكُلِّ نفس ما به قوامها.
• قائم الماء: بناء مرتفع يتوزَّع منه الماء.
• قائم الباب: الجزء العموديّ من هيكله.
• قائم الصَّاري: عمود خشبيّ أو معدنيّ يستخدم لإطالة قاعدة الشِّراع، ويستخدم لدعم الأشرعة وحبالها.
• قائم السّفينة الخلفيّ: القائم الرئيسيّ العموديّ في مؤخّرة السّفينة يعمل على دَعْم الدَّفَّة.
• قائم بالأعمال: (سة) ممثل للدولة يختلف عن السفير والوزير المفوَّض في أنّه لا يمثل شخصَ رئيس الدولة، ويحمل أوراق اعتماده من وزير خارجيّة دولته إلى وزير خارجيّة الدولة المبعوث لها.
• الخطّ القائم: (هس) الخطّ الذي يؤلّف مع خطّ آخر زاوية قائمة قياسها تسعون درجة.
• الشَّيئان القائمان: السَّماوات والأرض. 

قائِمة [مفرد]: ج قائمات وقوائمُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ ° زاوية قائمة: ذات 90 درجة.
2 - ورقة تقيَّد بها الأسماءُ والأشياءُ في صفٍّ قائم "قائمة أسماء الطلاب/ الطعام/ الحضور/ الأسعار- قائمة المرشحين لمجلس الشعب" ° قائمة المراجع/ قائمة المصادر: قائمة المؤلَّفات التي أشار إليها المؤلِّف أو استعان بها في إخراجه لبحثه- قائمة انتظار: قائمة بأسماء من ينتظرون موعدًا كالتعيين في الوظائف الحكوميّة- قائمة مشبوهة: لائحة بأسماء أشخاص مشبوهين تجب مراقبتُهم باستمرار.
• قائمة الدَّابَّة: رجلُها أو يدُها "حصان طويل القوائم: طويل الأرجل".
• قائمة الطَّاولة: ساقها، رجلها التي تقوم عليها "قائمة السرير أو الخِوان". 

قامَة [مفرد]: ج قامات (لغير المصدر):
1 - مصدر قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - وحدة قياس طولها ستّ أقدام تستخدم عادة في قياس أعماق البحر.
• قامة الإنسان: طوله، قدّه، قوامه "قامة ممشوقة/
 متوسِّطة- رَبْعة/ فارع القامة". 

قَوام [مفرد]:
1 - قامَة الإنسان "امرأة لها قوامٌ رشيق- ربعة القوام".
2 - عدلٌ " {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}: عدلاً وسطًا بين الطَّرفين".
3 - ما يُعاش به "المال قَوام الحياة- {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قَوَامًا} [ق] ". 

قِوام [مفرد]:
1 - مصدر قاومَ.
2 - هيئة أو كيان أو عماد أي شيء "قِوام مجتمع/ مذهب".
3 - عدد "قِوام كتيبة".
4 - كثافة "قوام سائل".
5 - مُصْلحًا للأمور " {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} ".
6 - مايقيم الإنسانَ من القوت ° قوام أهل بيته: ينفق عليهم، ويقيم شأنهم- هو قوام عائلته: سندها والقائم بأودها.
• قِوام الأمر: نظام الأمر وملاكه الذي يقوم به. 

قِوامَة [مفرد]: قيام على أمر أو مال، أو ولاية الأمْر "القِوامة على أموال اليتامى ليست بالأمر السَّهل". 

قَوْم [مفرد]: ج أقْوام (لغير المصدر):
1 - مصدر قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - جماعة من الناس تربطهم وحدة اللغة والثقافة والمصالح المشتركة وخصصت بجماعة الرِّجال (يذكّر ويؤنّث) "والقوم أشباه وبين حلومهم ... بَوْن كذاك تفاضل الأشياءِ- {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ} - {لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} " ° أحاسن القَوْم: خيارهم- إذا كُنْتَ في قوم فاحلُب في إنائهم: الحثّ على موافقة من تكون في ضيافتهم- أكابر القوم: عظماؤهم وشرفاؤهم- حَلْقة القوم: دائرتهم- شَخْصٌ من علية القوم: من ذوي النفوذ- شقَّ عَصَا القوم: تمرَّد عليهم- طار القوم شعاعًا: الشعاع المتفرِّق المنتشر، تفرَّقوا- لسان القوم: المتكلِّم عنهم، لغتهم- هم قوم علينا: أعداء مجتمعون علينا.
• قَوْم الشَّخص: أقاربه عصبيَّة أو من هم بمنزلة الأقارب له، أهله وعشيرته " {وَكَانَ يَأْمُرُ قَوْمَهُ بِالصَّلاَةِ} [ق] ". 

قَوْمة [مفرد]: ج قَوْمات وقَوَمات:
1 - اسم مرَّة من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - ثورة، نهضة "قام الشَّعب قَوْمة واحدة". 

قَوْميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قَوْم.
2 - من يؤمن بوجوب معاونته لقومه ومساعدتهم.
3 - وطنيّ "عيد/ زعيمٌ/ وعيٌ/ مجلسٌ قوميّ- التوزيع العادل للدخل القوميّ".
4 - مَنْ يدعو إلى القوميّة العربيّة "حزب البعْث حِزْب قَوْميّ".
• الدَّخْلُ القَوْميّ: (قص) جملةُ الأُجور والأرباح والفوائد والقيم لجميع السِّلع المنتجَة والخدمات المقدّمة في سنة معيّنة لدولة ما، أو هو مجموع دخول الأفراد والهيئات في خلال مدَّة معيّنة تقدّر عادة بسنةٍ. 

قَوْميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قَوْم.
2 - مصدر صناعيّ من قَوْم.
3 - صلة اجتماعيَّة عاطفيّة تنْشأ من الاشتراك في الوطن واللغة ووحدة التاريخ والأهداف.
4 - دعوة إلى توحيد العرب تحت شعار القوميّة العربيّة.
5 - (سة) مبدأ سياسيّ اجتماعيّ يُفضِّل معه صاحبه كلّ ما يتعلّق بأمّته على سواه ممّا يتعلّق بغيرها، أو هي الاعتقادُ السَّائد لدى الشَّعب في أنّه يشكّل جماعة متميِّزة ذات سمات خاصَّة تميِّزه عن الآخرين، مع توفّر الرَّغبة في حماية هذا التَّميُّز والارتقاء به ضمن حكومة ذاتيّة.
• الثَّروة القوميَّة: (قص) مجموعة القوى المنتجة في الدّولة. 

قَوّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ: "رجلٌ قوَّامٌ في الليل".
2 - متولٍّ للأمور، حسن القيام بها "قوَّام على ممتلكات- {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}: يقومون بالنَّفقة عليهنَّ والذّبّ عنهنّ- {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ}: القيام لله بحقوقه، في أنفسهم بالعمل الصالح وفي غيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}: اشهد الحقّ ولو عاد ضررُ الشهادة عليك وإذا سئلت عن الأمر فقل الحقّ فيه ولو عادت مضرّته عليك". 

قَويم [مفرد]: ج قِوام وقِيام:
1 - مُعْتدِل غير معوجّ "رأي/ سلوكٌ قوِيم- سلك الطّريقَ القويم- ألا فاستقم في كُلِّ أمرك واقتصد ... فذلك نهجٌ للصِّراط قويمُ".
2 - حسن القامة. 

قِيام1 [مفرد]:
1 - مصدر قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/
 قامَ لـ ° قيام السَّاعة: يوم البعث- موعد قيام الطائرة: موعد انطلاقها.
2 - ما يقوم به أمر النَّاس أو يصلح شأنهم " {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا} ". 

قِيام2 [جمع]: مف قائم: واقفون، أو ناهضون " {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} - {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} ". 

قِيامة [مفرد]: قِوامة، قيام على الأمر أو المال أو ولاية الأمر.
• القيامة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 75 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعون آية.
• يوم القيامة: يوم بعث الخلائق للحساب " {فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " ° عيد القيامة: عيد يحتفل به المسيحيّون- قامت قيامتُه: مات. 

قِيمَة [مفرد]: ج قِيمات وقِيَم
• القيمة الاسميَّة: المبلغ المدوَّن على وجه الكمبيالة أو الفاتورة.
• القيمة السُّوقيَّة: الكميّة التي يتوقّع البائعُ الحصولَ عليها من البضائع في السُّوق الحرّة.
• القيمة المضافة: ضريبة تُضاف إلى قيمة سعر المُنْتَج على كلّ مرحلة من مراحل تصنيعه وتوزيعه حتى تُمرَّر إلى المستهلك.
• قيمة الشَّيء:
1 - الثَّمن الذي يعادل تكلفته "قيمة بضاعة/ أسْهُم شركة- تخفيض قيمة النقد- قيمة السلعة المحليّة مقارنة مع الأجنبيّة".
2 - قَدْرُه "فلان ذو قيمة- قيمة الوقت- هو إنسان لا قيمة له- ليس للتَّهور قيمة- قيمة هذا المؤلَّف نابعة من صدق صاحبه" ° عديم القِيمة: يقال لما لا خَيْرَ فيه أو لا أهميِّة له.
• تعادُل القيمة: (قص) تكافؤ بين سِعْريْ عُملتَين عندما يمكن مبادلة الواحدة بالأخرى بنفس سعر التَّحويل الرَّسميّ السَّائد.
• فائض القيمة: (قص) الرِّبح المضاف إلى كلفة الإنتاج لسلعة ما، أو هو بوجه عام زيادة قيمة السلعة أو الدخل لسبب خارج عن السلعة أو الدخل ذاته.
• القِيَم: الفضائل الدِّينيّة والخُلقيّة والاجتماعيّة التي تقوم عليها حياة المجتمع الإنسانيّ "يحثُّ الكاتبُ في كتاباته على القيم الأخلاقيّة- {هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا} ".
• علم القيم: (سف) علم يشمل القيم أو الفضائل وبوجه خاصّ القيم الأخلاقيّة. 

قيَّام [مفرد]: صيغة مبالغة من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
• القيَّام: اسم من أسماء الله الحُسنى " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيَّامُ} [ق] ". 

قيِّم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ ° قيِّم المرأة: زوجُها.
2 - مستقيم "أمر قيِّم- {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} - {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}: ديانة مستقيمة معتدلة" ° الدِّيانة القيِّمة: المستقيمة.
3 - نفيسٌ ذو قيمة "مجلاّت قيِّمة- كتاب قيِّم- عنده كتب قيِّمات- {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} ".
4 - (قن) وصيّ تعيِّنه المحكمة على ممتلكات وأموال الفرد الذي يتّضح أنّه غير قادر على إدارتها، وقد يكون هذا الوصيّ شخصًا طبيعيًّا أو معنويًّا.
• القَيِّم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: القائم على كلّ شيء بما يجب له، والمتكفِّل بتدبير خلقه، وهو المكتفي بذاته الذي لا قوامَ بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كلّ موجود " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيِّمُ} [ق] ". 

قيُّوم [مفرد]: دائم القيام على كلّ شيء.
• القيُّوم: اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: القائم على كلّ شيءٍ بما يجب له، والمتكفّل بتدبير خلقه فلا قوامَ بغيره " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ". 

مُستقيم [مفرد]: ج مستقيمون ومستقيمات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من استقامَ ° الدِّين المستقيم: الدّين الحقيقيّ أو الصَّحيح- الصِّراط المستقيم- الطَّريق المستقيم:
 طريق الهدى وسواء السَّبيل- المستقيم الرَّأي: الموافق الرَّأي الصَّحيح، الصحيح المعتقد.
2 - (شر) جزء الأمعاء الذي يصل ما بين نهاية القولون إلى الشّرَج.
3 - (هس) خطّ ليس بمنكسر ولا مُنْحَنٍ.
• الزَّاوية المستقيمة: ما يكون ضلعاها على استقامة من جهتي الرَّأس ومقدارها 180ْ. 

مَقام [مفرد]: ج مقامات:
1 - مصدر ميميّ من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ.
2 - اسم مكان من قامَ/ قامَ إلى/ قامَ بـ/ قامَ على/ قامَ لـ: مسكن، محلّ الإقامة "غادر مقامَه- {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} - {وَمَا مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} ".
3 - مجلس " {أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} ".
4 - ضريح، مكان مُقدَّس "مقام إبراهيم- عليه السلام- في المسجد الحرام بمكَّة- {فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ}: وهو الحجر الذي قام عليه إبراهيم حين رفع بناء البيت" ° أشرف على دار المقام: للدلالة على هرم الإنسان ومشارفته الفناء.
5 - منزلة، مركز اجتماعيّ في نظر الجماعة يصل إليه الفردُ بفضل التقدير الاجتماعيّ الذي يحصل عليه، ويصاحبه بعض مظاهر الاعتراف والاحترام والإعجاب "إنّه في مقام والدي- سعى وراء المقامات- وابعثه اللّهم المقامَ المحمود الذي وعدته- {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} - {وَمَا مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} " ° انحطّ مقامُه: سقط إلى مستوى أدنى ممّا كان عليه.
6 - مناسبة "لِكُلِّ مقام مقال: الدعوة إلى الملاءمة بين القول والموقف" ° في هذا المقام: في هذه المناسبة.
7 - (جب) عددُ أسفلُ في الكسر الاعتيادي "مقام الكسر".
8 - (سق) سُلَّم الموسيقى، تَسَلْسُل النَّغم درجة فوق أُخرى.
9 - (سق) علامة موسيقيَّة.
• المَقامات: (سف) حالات ثابتة ينالها السّالكُ بجهده الخاصّ أهمها التَّوبة والورع والزُّهد والفقر والصَّبر والتَّوكّل والرِّضا. 

مُقام [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ: إقامة "ملَّ من طول مُقامه بالفندق".
2 - اسم مكان من أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ: "مُقام فلان بالعاصمة- استمرّ مُقامه بالمَغْرب شهرًا- {يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} ".
3 - اسم مفعول من أقامَ/ أقامَ بـ/ أقامَ في/ أقامَ لـ. 

مَقامة [مفرد]:
1 - مَجْلِس.
2 - (دب) قصَّة قصيرة مكتوبة بالسّجع تشتمل على موعظة أو مُلْحة ويُظْهِر الأدباءُ فيها براعتَهم اللّغَويَّة والفَنِّيَّة، وهي قالب أدبي قديم "مقامات بديع الزّمان الهمذانيّ/ الحريريّ". 

مُقاوِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قاومَ.
2 - (فز) أداة توضع في طريق دائرة كهربائيَّة لمقاومة مرور التيَّار الكهربيّ. 

مُقاومة [مفرد]:
1 - مصدر قاومَ.
2 - صُعوبة تواجهُها قوَّة معيَّنة "مُقاومة الرِّياح- مقاومة التجربة: المعارضة ورفض الخضوع لإرادة الغير" ° مقاومة الهواء: هي القوّة التي يصادفها جسم متحرك في الهواء.
3 - (حي) قدرة الكائن الحيّ على أن يدرأ عن نفسه الأمراض والسّموم.
4 - (سك) منظمة عسكريّة أو شِبْهُ عسكريَّة تشنّ على العدُوّ المحتلّ حَرْب عِصابات في المدن وخارجها "مقاومة شعبيّة- جيوب المقاومة- المقاومة السلبيّة/ السِّرِّيّة/ الفلسطينيَّة- قام المتمرِّدون أخيرًا بمقاومة عنيفة لقوات الحكومة- مقاومة تدابير حكوميَّة تعسُّفيَّة".
5 - (نف) معارضة غريزيّة لأيَّة محاولة لنقل موضوع من اللاّشعور إلى الشُّعور.
6 - (سك) مواجهة الخطر أو العدوّ والثبات وعدم الاستسلام له، رغم قوّته وسيطرته الجزئيّة أو الكلِّيَّة على ميدان القتال.
• مقاومة كهربائيَّة: (فز) صعوبة يمثلها ناقل عند مرور تيَّار.
• جيوب المقاومة: (سك) بقايا القوّات المدافعة عن بلادها بعد احتلال الجيش الغازي لهذه البلاد. 

مُقوِّم [مفرد]: ج مقوِّمون ومقوِّمات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من قوَّمَ.
2 - مَنْ يعطي قيمة لعمل أو شخص أو مجموعة "خبراء مقوِّمون".
3 - كلّ ما يتألّف أو يتركّب منه جسم أو جهاز أو مشروع من عناصر أساسيّة تسهم في قيامه ووجوده وفاعليّته "مُقَوِّمات الحياة/ الجمال- المقوِّمات العمرانيّة".
 • مقوِّم التَّيّار: (فز) جهاز يسمح للتيّار الكهربائيّ بالمرور خلاله في اتّجاه واحد، ويُستخدم لتحويل التيَّار المتردِّد إلى تيَّار مستمرّ. 

قوم: القيامُ: نقيض الجلوس، قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة

وقامةً، والقَوْمةُ المرة الواحدة. قال ابن الأَعرابي: قال عبد لرجل أَراد أن

يشتريه: لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً، وإذا شبِعت أَحببت

نَوْماً، أي أَبغضت قياماً من موضعي؛ قال:

قد صُمْتُ رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامتي،

وقُمْتُ لَيْلي، فتقَبَّل قامَتي

أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي

أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ

وقال بعضهم: إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً،

وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة، وأَراد من خوف النار التي أَعددت؛

وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال:

قد قمت ليلي، فتقبَّل قَوْمَتي،

وصمت يومي، فتقبَّل صَوْمَتي

ورجل قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ.

وقَوْمٌ: قيل هو اسم للجمع، وقيل: جمع. التهذيب: ونساء قُيَّمٌ

وقائمات أَعرف. والقامةُ: جمع قائم؛ عن كراع. قال ابن بري رحمه الله: قد

ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو؛ ومعنى القِيام

العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه

قاسم:قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه:

ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه،

فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه

أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه؛ وكقول النابغة الذبياني:

نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ

قامُوا فقالُوا؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ

أَي عَزَموا فقالوا؛ وكقول حسان بن ثابت:

علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ،

كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ

(* قوله «علاما» ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل، وعليها

فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ).

معناه علام يعزم على شتمي؛ وكقول الآخر:

لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما

ومنه قوله تعالى: وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه؛ أي لما عزم. وقوله

تعالى: إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض؛ أي عزَموا فقالوا، قال:

وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح؛ ومنه قوله تعالى: الرجال

قوّامون على النساء، وقوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائماً؛ أي ملازماً

محافظاً. ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات. يقال للماشي: قف لي أي تحبَّس

مكانَك حتى آتيك، وكذلك قُم لي بمعنى قف لي، وعليه فسروا قوله سبحانه: وإذا

أَظلم عليهم قاموا؛ قال أهل اللغة والتفسير: قاموا هنا بمعنى وقَفُوا

وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين، ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو

الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له؛ ومنه الحديث: المؤمن وَقَّافٌ

متَأَنٍّ، وعلى ذلك قول الأَعشى:

كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ،

لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ، إذْ نادَيْتَهم، وقَفُوا

أي ثبتوا ولم يتقدَّموا؛ ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها:

يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه،

يَعَضُّ على إبْهامِه، وهو واقِفُ

أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر؛ قال: ومنه قول مزاحم:

أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ،

منَ الحَيِّ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ

وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً،

ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ

قال: فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية. قال: ومنه قامت الدابة إذا وقفت

عن السير. وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح؛ ومنه قولهم: أقام بالمكان

هو بمعنى الثبات. ويقال: قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً،

وإذا جَمد أيضاً؛ قال: وعليه فسر بيت أبي الطيب:

وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ،

سالَ النُّضارُ بها وقام الماء

أي ثبت متحيراً جامداً. وقامَت السُّوق إذا نفَقت، ونامت إذا كسدت.

وسُوق قائِمة: نافِقة. وسُوق نائِمة: كاسِدة. وقاوَمْتُه قِواماً: قُمْت معه،

صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم. والقَوْمةُ: ما بين الركعتين من

القِيام. قال أَبو الدُّقَيْش: أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ، والمغرب ثلاث

قَوْمات، وكذلك قال في الصلاة.

والمقام: موضع القدمين؛ قال:

هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ،

غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ

ويروى: بِراحِ. والمُقامُ والمُقامةُ: الموضع الذي تُقيم فيه.

والمُقامة، بالضم: الإقامة. والمَقامة، بالفتح: المجلس والجماعة من الناس، قال:

وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة، وقد يكون

بمعنى موضع القِيام، لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح، وإن جعلته من

قام يُقِيمُ فَمضْموم، فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم،

لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا. وقوله

تعالى: لا مقَامَ لكم، أي لا موضع لكم، وقُرئ لا مُقام لكم، بالضم، أي لا

إقامة لكم. وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً؛ أَي موضعاً؛ وقول لبيد:

عَفَتِ الدِّيارُ: مَحلُّها فَمُقامُها

بِمنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها

يعني الإقامة. وقوله عزَّ وجل: كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام

كَريم؛ قيل: المَقامُ الكريم هو المِنْبَر، وقيل: المنزلة الحسَنة. وقامت

المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح، وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر

نوائح العرب قِيامٌ؛ قال لبيد:

قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح

وقوله:

يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ

أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي

إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي، لأَن المرأَة إذا مات

حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه. وقولهم: ضَرَبه

ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة، سميت بذلك لقُعودها وقِيامه

في خدمة مواليها، وكأنَّ هذا جعل اسماً، وإن كان فِعْلاً، لكونه من

عادتها كما قال: إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ. وأَقامَ بالمكان إقاماً

وإقامةً ومُقاماً وقامةً؛ الأخيرة عن كراع: لَبِثَ. قال ابن سيده: وعندي أن

قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ. التهذيب: أَقَمْتُ إقامةً، فإذا أَضَفْت

حَذَفْت الهاء كقوله تعالى: وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ. الجوهري:

وأَقامَ بالمكان إقامةً، والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً،

وأَقامَه من موضعه. وأقامَ الشيء: أَدامَه، من قوله تعالى: ويُقِيمون الصلاةَ،

وقوله تعالى: وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم؛ أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق

بيِّن واضح؛ هذا قول الزجاج.

والاسْتِقامةُ: الاعْتدالُ، يقال: اسْتَقامَ له الأمر. وقوله تعالى:

فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ. وقامَ الشيءُ

واسْتقامَ: اعْتدَل واستوى. وقوله تعالى: إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم

اسْتَقاموا؛ معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه، صلى الله

عليه وسلم. وقال الأَسود بن مالك: ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً، وقال

قتادة: استقاموا على طاعة الله؛ قال كعب بن زهير:

فَهُمْ صَرفُوكم، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى،

بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ

قال: القِيَمُ الاسْتِقامةُ. وفي الحديث: قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ؛

فسر على وجهين: قيل هو الاسْتقامة على الطاعة، وقيل هو ترك الشِّرك.

أَبو زيد: أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام، قال:

والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه. واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه.

وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ، وقام قائمٌ الظَّهِيرة؛ قال الراجز:

وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ

والقَوامُ: العَدْل؛ قال تعالى: وكان بين ذلك قَواماً؛ وقوله تعالى: إنّ

هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ؛ قال الزجاج: معناه للحالة التي هي

أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله، وشهادةُ أن لا إله إلا الله،

والإيمانُ برُسُله، والعمل بطاعته. وقَوَّمَه هو؛ واستعمل أبو إسحق ذلك في

الشِّعر فقال: استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ. وقَوّمَََ دَرْأَه: أَزال

عِوَجَه؛ عن اللحياني، وكذلك أَقامَه؛ قال:

أَقِيمُوا، بَني النُّعْمانِ، عَنَّا صُدُورَكُم،

وإلا تُقِيموا، صاغِرِينَ، الرُّؤوسا

عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا، وأَما قوله:

وإلاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا

أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين، فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا،

وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف،

والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول.

أَبو الهيثم: القامةُ جماعة الناس. والقامةُ أيضاً: قامةُ الرجل. وقامةُ

الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه: شَطاطُه؛ قال

العجاج:

أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ،

فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ

صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ

وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد؛ حكان اللحياني عن

الكسائي. ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ: حَسَنُ القامة، وجمعهما قِوامٌ.

وقَوام الرجل: قامته وحُسْنُ طُوله، والقُومِيَّةُ مثله؛ وأنشد ابن بري رجز

العجاج:

أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ،

صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ

والقَوامُ: حُسْنُ الطُّول. يقال: هو حسن القامةِ والقُومِيَّة

والقِمّةِ. الجوهري: وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ

وتِيَر، قال: وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة

ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ. والقُومِيَّةُ:

القَوام أَو القامةُ. الأَصمعي: فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة

بمعنى واحد؛ وأَنشد:

فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ

ويقال: فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره. وتقول: هذا الأَمر لا

قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له. والقُومُ: القصدُ؛ قال رؤبة:

واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما

وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها. وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض.

وقِوامُ الأمر، بالكسر: نِظامُه وعِماده. أَبو عبيدة: هو قِوامُ أهل

بيته وقِيامُ أهل بيته، وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى: ولا تُؤتوا

السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً. وقال الزجاج: قرئت جعل

الله لكم قِياماً وقِيَماً. ويقال: هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم

به؛ قال لبيد:

أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ

خُذِلَتْ، وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها؟

قال: وقد يفتح، ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم

فتَقُومون بها قِياماً، ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا، والمعنى جعلها

الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم؛ وقال الفراء: التي جعل الله

لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً، وقرأَ نافع المدني

قيَماً، قال: والمعنى واحد.

ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح، وهو عند الصيارفة ناقص

حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً، والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ. وقَوَّمَ

السِّلْعة واسْتَقامها: قَدَّرها. وفي حديث عبد الله بن عباس: إذا

اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به، وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته

بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه؛ قال أَبو عبيد: قوله إذا استقمت يعني

قوَّمت، وهذا كلام أهل مكة، يقولون: اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته، وهما

بمعنى، قال: ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً

بثلاثين درهماً، ثم يقول: بعه فما زاد عليها فلك، فإن باعه بأكثر من

ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأْخذ ما زاد على الثلاثين، وإن باعه بالنسيئة

بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز؛ قال أَبو عبيد: وهذا عند من

يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة، وهي عندنا معلومة جائزة،

لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي

عليه، قال: وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة

نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة، فيقول: أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة

فتكون الخمسة عشر لي، فهذا الذي كره. قال إسحق: قلت لأَحمد قول ابن عباس

إذا استقمت بنقد فبعت بنقد، الحديث، قال: لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه

باطلاً، قال إسحق: كما قال قلت فما المستقيم؟ قال: الرجل يدفع إلى الرجل

الثوب فيقول بعه بكذا، فما ازْدَدْتَ فهو لك، قلت: فمن يدفع الثوب إلى

الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك؟ قال: لا بأْس، قال إسحق كما قال.

والقِيمةُ: واحدة القِيَم، وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء.

والقيمة: ثمن الشيء بالتَّقْوِيم. تقول: تَقاوَمُوه فيما بينهم، وإذا انْقادَ

الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه. ويقال: كم قامت ناقتُك أي كم بلغت.

وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار، وكم قامَتْ

أَمَتُك أي بلغت. والاستقامة: التقويم، لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي

قوَّمته. وفي الحديث: قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا، فقال: الله هو

المُقَوِّم، أي لو سَعَّرْت لنا، وهو من قيمة الشيء، أي حَدَّدْت لنا

قيمتها. ويقال: قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر. وقامت

الدابة: وَقَفَت. وفي الحديث: حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت

الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت، والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط

السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول، فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت

وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده،

ويقال لذلك الوقوف المشاهد: قام قائم الظهيرة، والقائمُ قائمُ الظهيرة.

ويقال: قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل. ابن سيده: وقام قائم الظهيرة

إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ، وهو من القيام. وعَيْنٌ قائمة: ذهب بصرها

وحدَقَتها صحيحة سالمة. والقائم بالدِّين: المُسْتَمْسِك به الثابت عليه.

وفي الحديث: إنَّ حكيم بن حِزام قال: بايعت رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، أن لا أخِرَّ إلا قائماً؛ قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أمّا من

قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً

أي على الحق؛ قال أبو عبيد: معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على

الإسلام والتمسُّك به. وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه. وقال

تعالى: ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ؛ إنما هو من المُواظبة

على الدين والقيام به؛ الفراء: القائم المتمسك بدينه، ثم ذكر هذا الحديث.

وقال الفراء: أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها. وقوله عز وجل: لا يُؤَدِّه

إليك إلا ما دُمت عليه قائماً؛ أي مُواظِباً مُلازِماً، ومنه قيل في

الكلام للخليفة: هو القائِمُ بالأمر، وكذلك فلان قائِمٌ

بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به. قال ابن بري: والقائِمُ على الشيء

الثابت عليه، وعليه قوله تعالى: من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ؛ أي مواظِبة

على الدين ثابتة. يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به؛ ومنه

الحديث: اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم، فإنْ لم يَفْعَلوا

فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم، أي دُوموا لهم في الطاعة

واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام. يقال: قامَ

واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ؛ قال الخطابي: الخَوارِج ومن يَرى

رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم

على العدل في السِّيرة، وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام، ودليله

في حديث آخر: سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ

منهم القلوب، قالوا: يا رسول الله، أَفلا تُقاتلهم؟ قال: لا ما أَقاموا

الصلاة، وحديثه الآخر: الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها

وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها؛ ومنه الحديث: لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي

دام وثبت، والحديث الآخر: لو تَرَكَتْه ما زال قائماً، والحديث الآخر: ما

زال يُقِيمُ لها أُدْمَها. وقائِمُ السيف: مَقْبِضُه، وما سوى ذلك فهو

قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة. وقَوائِم الخِوان ونحوها: ما

قامت عليه. الجوهري: قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه. والقائمةُ: واحدة قوائم

الدَّوابّ. وقوائم الدابة: أربَعُها، وقد يستعار ذلك في الإنسان؛ وقول

الفرزدق يصف السيوف:

إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها،

وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ

أَراد سُلَّت. والقوائم: مقَابِض السيوف.

والقُوام: داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه. ابن السكيت: ما فَعل

قُوام كان يَعتري هذه الدابة، بالضم، إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث. الكسائي:

القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه؛ وقَوَّمت الغنم: أَصابها

ذلك فقامت. وقامُوا بهم: جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم. وفلان

لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه، وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً

قيل: ما قام به. الليث: القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر

يوضع عليه عود البَكْرة، والجمع القِيم، وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو

قامة؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح، والقامة عند

العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر، وروي عن أبي زيد أنه قال:

النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة، وهي

البَكْرة من النعامة. ابن سيده: والقامةُ البكرة يُستقَى عليها، وقيل: البكرة

وما عليها بأَداتِها، وقيل: هي جُملة أَعْوادها؛ قال الشاعر:

لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ،

وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ،

نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ

والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ، وقامٌ؛ قال الطِّرِمّاح:

ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه

ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ

وقال الراجز:

يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه،

يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ،

واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ

وقال ابن بري في قول الشاعر:

لَمّا رأَيت أَنها لا قامه

قال: قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع

وباعةٍ، كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه، قال: ومثله

فيما ذهب إليه الأَصمعي:

وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ،

حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي

أي رَبِيعة قائمون بأَمري؛ قال: وقال عديّ بن زيد:

وإنِّي لابنُ ساداتٍ

كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ

وإنِّي لابنُ قاماتٍ

كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ

أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث؛ ومما يشهد بصحة قول

ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله:

نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه

والدِّعامة إنما تكون للبكرة، فإن لم تكن بكْرَةٌ

فلا دعامة ولا زعزعةَ لها؛ قال ابن بري: وشاهد القامة للبكرة قول

الراجز:إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ،

تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ

وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر:

قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى،

كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ

والمِقْوَم: الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث. وقوله في الحديث: إنه

أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الحَرَم، يريد قائمتي الرَّحْل

اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره.

وقَيِّمُ الأمر: مُقِيمهُ. وأمرٌ

قَيِّمٌ: مُسْتقِيم. وفي الحديث: أتاني مَلَك فقال: أَنت قُثَمٌ

وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن. وفي الحديث: ذلك الدين القَيِّمُ أي

المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق. وقوله تعالى: فيها كُتب

قيِّمة؛ أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان؛ عن الزجاج.

وقوله تعالى: وذلك دِين القَيِّمة؛ أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق،

ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة؛ قال الجوهري: إنما أَنثه لأَنه أَراد

المِلة الحنيفية. والقَيِّمُ: السيّد وسائسُ الأَمر. وقَيِّمُ القَوْم:

الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم. وفي الحديث: ما أَفْلَحَ قَوْمٌ

قَيِّمَتُهُم امرأة. وقَيِّمُ المرأَةِ: زوجها في بعض اللغات. وقال أَبو

الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب. يروى أَن جاريتين من بني

جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما

فقالت إحداهما:

أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ

لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما

أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه

وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما

يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها،

ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ: مَنْ قَيِّماهُما؟

قَيِّماهما: بَعْلاهُما، ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو

القَطيعَيْنِ. وفي الحديث: حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد؛

قَيِّمُ المرأَةِ: زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه. وقام بأَمر كذا.

وقام الرجلُ على المرأَة: مانَها. وإنه لَقَوّام علهيا: مائنٌ لها. وفي

التنزيل العزيز: الرجالُ قَوَّامون على النساء؛ وليس يراد ههنا، والله

أَعلم، القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود، إنما هو من

قولهم قمت بأَمرك، فكأنه، والله أَعلم، الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء

مَعْنِيُّون بشؤونهن، وكذلك قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم

إلى الصلاة؛ أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم

غير متطهرين فافعلوا كذا، لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر

وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه، لا مرتَّباً ولا مُخيراً

فيه، فيصير هذا كقوله: وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا؛ وقال هذا، أَعني قوله

إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا، وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة، فحذف

ذلك للدلالة عليه، وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً؛

ومنه قول طرفة:

إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه،

وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ، يا ابنةَ مَعْبَدِ

تأْويله: فإن مت قبلك، لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه

معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها، إذ التكليفُ لا

يصح إلا مع القدرة، والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده، وهذا واضح.

وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً؛ فإقامةً

على العوض، وإقاماً بغير عوض. وفي التنزيل: وإقامَ الصلاة. ومن كلام

العرب: ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ؛ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه

أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً، لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه، فلما وَنَى فيه

لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو، ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما

لا محالة. وقالوا: قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام. قال ثعلب: قال ابن

ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام، وأَما

الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة. قال ابن سيده: وعندي أَن

قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب.

والمِلَّة القَيِّمة: المُعتدلة، والأُمّة القَيِّمة كذلك. وفي التنزيل:

وذلك دين القَيّمة؛ أي الأُمَّة القيمة. وقال أَبو العباس والمبرد: ههنا

مضمرٍ، أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة، فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ؛

وقال الفراء: هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه؛ قال الأَزهري:

والقول ما قالا، وقيل: أباء في القَيِّمة للمبالغة، ودين قَيِّمٌ كذلك. وفي

التنزيل العزيز: ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم. وقال اللحياني وقد قُرئ

ديناً قَيِّماً أي مستقيماً. قال أَبو إسحق: القَيِّمُ هو المُسْتَقيم،

والقِيَمُ: مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله: لا

يبغون عنها حِوَلاً؛ لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً، وقامَ كان في

الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ، فصار قام فاعتل قِيَم، وأَما حِوَلٌ

فهو على أَنه جار على غير فِعْل؛ وقال الزجاج: قِيَماً مصدر كالصغر

والكبر، وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ.

ويقال: رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ

أَى مستقيم؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير:

فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى

بأَسْيافهم، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ

(* قوله «ضربوكم حين جرتم» تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل: صرفوكم حين

جزتم، ولعله مروي بهما).

وقال حسان:

وأَشْهَدُ أَنَّكَ، عِنْد المَلِيـ

ـكِ، أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ

قال: إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة. والله تعالى القَيُّوم

والقَيَّامُ. ابن الأَعرابي: القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد. وقال

الزجاج: القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير

أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم. قال الله تعالى: وما

من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها

ومُسْتَوْدَعها. وقال الفراء: صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول، وصورة

القَيَّام الفَيْعال، وهما جميعاً مدح، قال: وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً

للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ، يقولون الصَّيَّاغ. وقال الفراء

في القَيِّم: هو من الفعل فَعِيل، أَصله قَوِيم، وكذلك سَيّد سَوِيد

وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم، وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً

لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها، فلما فعلوا ذلك

صارت سَيْد على فَعْل، فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف؛ وقال

سيبويه: قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم، فلما اجتمعت الياء والواو والسابق

ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها، فصارتا ياء

مشدّدة، وكذلك قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن. قال الفراء: ليس في

أَبنية العرب فَيْعِل، والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً، فلما إجتمعت الياء

والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة. وقال مجاهد: القَيُّوم القائم

على كل شيء، وقال قتادة: القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم

وأَرزاقهم. وقال الكلبي: القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له. وقال أَبو عبيدة: القيوم

القائم على الأشياء. الجوهري: وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام، وهو لغة،

والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم

ومستودعهم. وفي حديث الدعاء: ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض،

وفي رواية: قَيِّم، وفي أُخرى: قَيُّوم، وهي من أبنية المبالغة، ومعناها

القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله، وأَصلها من الواو

قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ، بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول.

والقَيُّومُ: من أَسماء الله المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، وهو

مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا

به.

والقِوامُ من العيش

(* قوله «والقوام من العيش» ضبط القوام في الأصل

بالكسر واقتصر عليه في المصباح، ونصه: والقوام، بالكسر، ما يقيم الإنسان من

القوت، وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر، وقال صاحب

القاموس: القوام كسحاب ما يعايش به، وبالكسر، نظام الأمر وعماده): ما

يُقيمك. وفي حديث المسألة: أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش

أَي ما يقوم بحاجته الضرورية. وقِوامُ العيش: عماده الذي يقوم به.

وقِوامُ الجِسم: تمامه. وقِوام كل شيء: ما استقام به؛ قال العجاج:

رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس

وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل: منها

هامِد ومنها قائم. الجوهري: وقَوَّمت الشيء، فهو قَويم أي مستقيم، وقولهم

ما أَقوَمه شاذ، قال ابن بري: يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ

تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة، وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم، كما

قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير.

قال: ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله. وفي

الحديث: مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره. قال ابن الأَثير: قاوَمَه

فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن

يقضِيها.وفي الحديث: تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها، قال:

فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم. وفي

حديث عمر: في العين القائمة ثُلُث الدية؛ هي الباقية في موضعها صحيحة

وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها. وفي حديث أَبي الدرداء: رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له

ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر

له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه. وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ

كلاماً.

والقَوْمُ: الجماعة من الرجال والنساء جميعاً، وقيل: هو للرجال خاصة دون

النساء، ويُقوِّي ذلك قوله تعالى: لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن

يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن؛ أَي رجال من

رجال ولا نساء من نِساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من

نساء؛ وكذلك قول زهير:

وما أَدرِي، وسوفَ إخالُ أَدري،

أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟

وقَوْمُ كل رجل: شِيعته وعشيرته. وروي عن أَبي العباس: النَّفَرُ

والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون

النساء. وفي الحديث: إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ

ولــيُصَفِّقِ النساء؛ قال ابن الأَثير: القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على

الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به، وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء

بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها. الجوهري: القوم الرجال دون

النساء لا واحد له من لفظه، قال: وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن

قوم كل نبي رجال ونساء، والقوم يذكر ويؤَنث، لأَن أَسماء الجموع التي لا

واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال

تعالى: وكذَّبَ به قومك، فذكَّر، وقال تعالى: كذَّبتْ قومُ نوح، فأَنَّث؛

قال: فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير،

وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل

الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له، وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد،

وإن ذكر وأُنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت، وتريد الجماعة إذا أَنثت. ابن

سيده: وقوله تعالى: كذَّبت قوم نوح المرسلين، إِنما أَنت على معنى كذبت

جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده، لأَن من كذب

رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها، لأَن كل رسول يأْمر

بتصديق جميع الرسل، وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل، وحكى ثعلب: أَن العرب

تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا، على اللفظ وعلى المعنى. وقال

مرة: المخاطب واحد، والمعنى الجمع، والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم؛

كلاهما على الحذف؛ قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب:

فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا

فُؤادَكَ، لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ

ويروى: الأقايِمُ، وعنى بالقلب العقل؛ وأَنشد ابن بري لخُزَز بن

لَوْذان:مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ

يٍ، حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ

وقوله تعالى: فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين؛ قال الزجاج: قيل

عنى بالقوم هنا الأَنبياء، عليهم السلام، الذين جرى ذكرهم، آمنوا بما أَتى

به النبي، صلى الله عليه وسلم، في وقت مَبْعثهم؛ وقيل: عنى به من آمن من

أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَتباعه، وقيل: يُعنى به الملائكة

فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل: قل أُوحي

إليّ أَنه استمع نفر من الجن، وقوله تعالى: يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم؛ قال

الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة،

وجاء: إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة، وجاء أيضاً:

يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس، وقيل: المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً

أَطْوَعَ له منكم. قال ابن بري: ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ

وقَوْمٌمن الملائكة؛ قال أُمية:

وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ،

مَلائِكُ ذُلُِّلوا، وهُمُ صِعابُ

والمَقامُ والمَقامة: المجلس. ومَقامات الناس: مَجالِسُهم؛ قال العباس

بن مرداس أَنشده ابن بري:

فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً

فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها

ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ: مَقامة؛ ومنه قول لبيد:

ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم

جِنٌّ، لدَى بابِ الحَصِيرِ، قِيامُ

الحَصِير: المَلِك ههنا، والجمع مَقامات؛ أَنشد ابن بري لزهير:

وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ،

وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ

ومَقاماتُ الناسِ: مَجالِسهم أيضاً. والمَقامة والمَقام: الموضع الذي

تَقُوم فيه. والمَقامةُ: السّادةُ.

وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك. أَبو زيد في نوادره: قامَ بي

ظَهْري أَي أَوْجَعَني، وقامَت بي عيناي.

ويومُ القِيامة: يومُ البَعْث؛ وفي التهذيب: القِيامة يوم البعث يَقُوم

فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم. وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير

موضع، قيل: أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة، وقيل: هو تعريب

قِيَمْثَا

(* قوله «تعريب قيمثا» كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى

بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما. ووقع في التهذيب بدل المثلثة

ياء مثناة ولم يضبط)، وهو بالسريانية بهذا المعنى. ابن سيده: ويوم

القِيامة يوم الجمعة؛ ومنه قول كعب: أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة؟

ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ

أَو قِطْعة، ولم يَجِدْه أَبو عبيد، وكذلك مضَى قُوَيْمٌ

من الليلِ، بغير هاء، أَي وَقْت غيرُ محدود.

قوم: {القيم}: القائم المستقيم السداد لا عوج فيه. {أقاموا الصلاة}: أتوا بها في مواقيتها. {قيام}: جمع قائم، ومصدر، وما يقوم به الأمر نحو القوام، ومنه: {جعل الله لكم قياما}. القيوم: الدائم الذي لا يزول، وزنه فيعول كالقيصوم فأصله قيؤوم اجتمعت الواو والياء وسبقت أحدهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فقيل: قيوم.

قوم


قَامَ (و)(n. ac. قَوْم [ ]قَوْمَة []
قَامَة []
قِيَام [] )
a. Rose; stood, stood up; was upright; was set up
erected.
b. Stopped, stood still; was motionless, immovable; was
frozen (water).
c. Rose again; resuscitated; revived.
d. Was worth, amounted to, stood at, cost.
e. Was animated, brisk (market).
f. Triumphed, prevailed (truth).
g. ['Ala], Revolted against.
h. ['Ala], Watched, observed.
i. [La], Rose to receive, out of respect to.
j. [acc.
or
'Ala], Provided for, maintained.
k. [Bi], Occupied (himself) with, engaged in.
l. [Bi], Kept ( promise, word ).
m. [Bi], Upheld.
n. [Bi], Hurt (back).
o. [Ila], Went, repaired to.
قَوَّمَa. Raised, set up, erected; made to stand up; stood
up.
b. Straightened; put, set right; rectified; corrected;
arranged.
c. Fixed the price of; priced; appraised
estimated.
d. [ coll. ], Awoke, aroused;
roused.
e. ( ي) [ coll. ], Was drawn (
game ).
قَاْوَمَa. Stood by, with.
b. [acc. & 'Ala], Confronted; withstood, opposed, resisted; defied.
c. [acc. & Fī], Disputed with.... about.
أَقْوَمَa. see II (a) (b).
c. Raised, brought to life again, resuscitated.
d. Installed, established; nominated, appointed.
e. [acc. & 'Ala], Set, stationed over.
f. [Bi], Remained, stayed, continued, rested in; halted at;
sojourned, dwelt, lived in.
g. Made to last, prolonged, lengthened
protracted.
h. [acc. & 'Ala], Commenced ( legal proceedings )
against; went to (law) with.
i. [Fī], Persisted in.
تَقَوَّمَa. Pass. of II (a), (b).

تَقَاْوَمَa. Rose against each other, fought; withstood, opposed
defied each other.

إِقْتَوَمَa. Mutilated ( the nose of ).
إِسْتَقْوَمَa. Was right, in good order; was well.
b. Was upright, honest.
c. [Ila], Returned to (God).
d. see II (c)
& IV (f).
f. [ coll. ], Was pregnant.

قَوْمa. Standing; rising; uprightness, erectness
perpendicularity; straightness.
b. Continuance, continuation; stay; stoppage; sojourn
&c.
c. (pl.
أَقَاوِم []
أَقْوَام [] أَقَاوِيْم [أَقَاْوِيْمُ]), People, nation; tribe.
d. Persons, people; some people.
e. Some one.
f. Abode, residence.

قَوْمَة []
a. see 1 (a)b. Station, post, place; position.
c. Pause ( in prayer ).
d. Revolt, rising, insurrection; sedition;
revolution.
e. see 1tA (a)
قَامَة []
a. Stature, figure; height.
b. (pl.
قِيَام
[قِوَاْم]), Water-wheel.
قَوْمِيَّة []
a. see 1tA (a)b. Means of subsistence, sustenance; livelihood.

قِيْمَة [] (pl.
قِيَم [ ])
a. Worth, value; amount; price; cost.
b. Perseverance; constancy.
c. see 1tA (a)
قُوْمa. see 1 (b)
مَقَام []
a. Place, post; position.
b. Stay; abode, dwelling, residence.
c. Position, station, rank, dignity.

مَقَامَة [] ( pl.
reg. )
a. Place of meeting; sitting, session.
b. Meeting, assembly.
c. Address, discourse.

مِقْوَم []
a. Plough-handle.

قَائِم [] (pl.
قُوَّم []
قُيَّم []
قِيَام []
قَوَّام [] )
a. Rising; standing; upright, erect; perpendicular
vertical.
b. Firm, constant, steady, persevering.
c. Insurgent, rebel.
d. Hilt; guard ( of a sword ).
قَائِمَة [] (pl.
قَوَائِم [] )
a. Foot, hoof.
b. see 21 (d)c. ( pl.
reg.
& ], Invoice.
d. [ coll. ], List.
e. [ coll. ], Register.

قَوَامa. Right, just, equitable, fair.
b. [ coll. ], Quick! At once!
c. see 1tA (e) & 1yit
(b).
قِوَامa. Sound, normal condition.
b. Support, stay, sustainer, maintainer ( of a
family ).
c. see 1yit (b)
قِيَام []
a. see 23 (a) (b).
قِيَامَة []
a. Resurrection.

قُوَامa. A certain disease ( in sheep ).

قَوِيْم [] (pl.
قِيَام [] )
a. Upright, erect, straight.
b. Solid; fixed, firm.
c. Handsome, well-made.

قَيِّم []
a. Supreme; chief, ruler; guardian.
b. True.
c. [ coll. ], Null; draw (
game ).
قَوَّام []
a. see 25 (c) & 25I
(a).
قَيَّام []
a. see 31
قَيُّوْم []
a. Self-existent, eternal.

تَقْوِيْم [ N.
Ac.
a. II ], (pl.
تَقَاْوِيْم), Straightening; rectification, correction; redress.

مُقَاوِم [ N.
Ag.
a. III], Opponent, adversary; opposer.

مُقَاوَمَة [ N.
Ac.
قَاْوَمَ
(قِوْم)]
a. Opposition, resistance; contradiction.

مُقَام [ N. P.
a. IV]
see 17 (a) (c).
إِقَامَة [ N.
Ac.
a. IV]
see 1 (e)b. Rations, allowance, pittance; provisions.

مُسْتَقِيْم [ N.
Ag.
a. X], Straight.
b. Right, in good order.
c. [ coll. ], Straightforward
honest.
إِسْتِقَامَة
a. Rectitude, uprightness.
b. see 23 (a)c. [ coll. ], Pregnancy.

مُقَامَة
a. see 17tA
قَوَامًا
a. Straight forward, straight on.

قَائِم الزَّاوِيَة
a. Rectangle.

زَاوِيَة قَائِمَة
a. Right angle.

القِيَام بِاللّٰهِ
a. Devoutness, piety.

القِيَام لِلّٰهِ
a. Return to God, conversion.

يَوْم القِيَامَة
a. The day of Resurrection.

الْقَيِّمَة
a. True religion; orthodoxy.

قَيِّم المَرْأَة
a. Husband.

قَائِم مَقَام
قَيِّم مَقَام
a. Representative, deputy, lieutenant.

قَائِمَقَام قَيِّمَقَام
a. [ coll. ]
see supra.

تَقْوِيْم البِلَاد
a. Register of the survey of land.

تَقْوِيْم السَّنَة
a. [ coll. ], Alamanac, calendar.

قَامَتْ تَنُوْح
a. She began to weep.

قَامَ مَقَامَهُ
a. He took his place, represented him.

قَوْمَس
a. see under
قَمَسَ
باب القاف والميم و (وا يء) معهما ق وم، وق م، وم ق، م وق، مء ق، ق مء مستعملات

قوم: القَوْمُ: الرجال دون النساء، قال الله [جل وعز] : لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ، عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ، وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ، وقال زهير:

وما أدري، وسوف أخال أدري ... أقومٌ آل حصن أم نساء؟!

وقومُ كل رجل: شيعته وعشيرته. والقَوْمَةُ: ما بين الركعتين من القيام. قال أبو الدقيش: أصلي الغداة قومتين، والمغرب ثلاث قَومات. والقامةُ: مِقْدارُ قيامِ الرجل، أقصر من الباع بشبر، وثلاث قِيَمٍ وقامات. والقامة: مقدار قيام الرجل، كهيئة الرجل يُبنى على شفير بئر لوضع عود البكرة عليه، والجميع: القام، وكل شيء كذلك بني على سطح ونحوه فهو قامة. وفلان ذو قومية على ماله وأمره. وهذا الأمر لا قومية له، أي: لا قوام له، قال:

ألم تر للحق قُوميّةً ... وأمراً جلياً به يهتدى

وتقول: قُمْتُ قياماً ومَقاماً، وأَقَمْتُ بالمكان إقامةً ومُقاماً. والمَقامُ: موضع القَدَمَيْنِ، والمُقامُ والمُقامةُ: الموضع الذي تقيم فيه. ورجال قيامٌ، ونساء قُيَّم، وقائمات أعرف. ودنانير قُوَّم وقُيَّم، ودينار قائم، أي: مثقال سواء لا يرجح. وهو عند الصيارفة ناقص حتى يرجح فيسمى ميالاً. وعين قائمةٌ: ذهب بصرها، والحدقة صحيحة. وإذا أصاب البرد شجراً أو نبتاً، فأهلك بعضاً وبقي بعض قيل: منها هامد، ومنها قائم، ونحوه [كذلك] . وقائمُ السيف: مقبضه، وما سواه: قائمة بالهاء [نحو] قائمة السرير، والخوان والدابة. وقام قائِمُ الظهيرة، إذا قامت الشمس وكاد الظل يعقل. وإذا لم يطق الإنسان شيئاً قيل: ما قام [به] وَقَيِّمُ القَوْم: من يسوس أمرهم ويُقَوِّمُهُمْ. ورمح قَوِيمٌ، ورجل قويمٌ.

وفي الحديث: ولا أخر إلا قائماً

، أي: لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام. والقائمُ في الملك ونحوه: الحافظ. وكل من كان على الحق فهو القائمُ الممسك به. والقيِّمة: الملة المستقيمة. وقوله: وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

، أي: المستقيمة. والقِيِّامةُ: يوم البعث، يقوم الخلق بين يدي القَيُّوم، والقيام لغة، اللهم قيام السماوات والأرض، فهمنا أمر دينك. والقِوامُ من العيش: ما يُقِيمُك، ويغنيك. والقيامُ: العماد في قوله سبحانه: جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً . وقِوامُ الجسم: تمامه وطوله. وقِوامُ كل شيء: ما استقام به. وقاومته في كذا، أي: نازلته. والقِيمةُ: ثمن الشيء بالتَّقْويم تقول: تقاوَموا فيما بينهم. وإذا انقاد، واستمرت طريقته، فقد استقام لوجهه.

وقم: الوَقْمُ: جذبك العنان إليك، لتكف منه. قال :

تراه، والفارس منه واقِمُ

ومق: ومِقْتُ فلاناً: [أحببته] وأنا أَمِقُهُ مِقَةً، وأنا وامِقٌ، وهو مَوْمُوق. وإنه لك ذو مِقةٍ، وبك ذو ثقة. موق: المُوقان: ضرب من الخفاف، ويجمع [على] أمْواق. والمُؤُوق: حمق في غباوة، والنعت: مائق، ومائقة، وقد ماق يمُوقُ مَوْقاً، واستماق. والمُوقُ: مؤخر العين في قول أبي الدقيش و [الماق] : مقدمها. ومؤخر العين مما يلي الصدغ، ومقدم العين: ما يلي الأنف. وآماق العين: مآخيرها ، ومآقيها: مقاديمها. قال أبو خيرة: كل مدمع موقٌ من مؤخر العين ومقدمها. وقد وافق الحديث قول أبي الدقيش

[جاء في الحديث] : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكتحل من قبل مُوقِهِ مرة، ومن قبل ماقِهِ مرة

، أي: مقدمه مرة، ومن مؤخرها مرة.

مأق: المَأْقُ، مهموز: هو ما يعتري الصبي بعد البكاء. وامتأَقَ إليه: وهو شبه التباكي إليه لطول غيبته. وقالت [أم تأبط شراً تؤبنه] : ما أنمته على مَأْقةٍ. [وفي المثل] : أنا تئق، وأخي مَئِق فكيف نتفق!؟ والمُؤْقُ من الأرض، والجميع الأَمْاق: النواحي الغامضة من أطرافها، قال:  تفضي إلى نازحة الأَمْاق

قمأ: رجل قميء، وامرأة بالهاء، أي: قصير ذليل. قَمُؤَ [الرجل] قَماءةً. والصاغر: القميء، يصغر بذلك، وإن لم يكن قصيراً. وقَمَأَت الماشيةُ تقمأ قموء، فهي قامئِة، أي: امتلأت سمنا. وأقمأته: أذللته. 

قوم

1 قَامَ He stood still (Ksh and Bd in ii. 19) in his place. (Ksh.) b2: قَامَتِ الدَّابَّةُ The beast stopped (S, K, TA) from journeying, (TA,) from fatigue, or being jaded; (S, TA;) i. q. انقطعت. (A.) And قَامَتْ عَلَيْهِ الدَّابَّةُ His beast, being jaded, stopped with him, and moved not from its place. (Mgh.) b3: قَامَ He, or it, stood up, or erect; syn. اِنْتَصَبَ. (K.) and hence, He rose, i. e. from sitting or reclining. b4: قَامَ بِاللَّيْلِ He rose in the night to pray. b5: قَامَ رَمَضَانَ He passed the nights of Ramadán in prayer: (El-'Alkarnee in a marginal note in a copy of the Jámi' es-Sagheer, voce مَنْ:) or he performed the prayers [of Ramadán] called التَّرَاوِيح. (En-Nawawee, ibid.) b6: قَامَتِ الصَّلَاةُ The people rose to prayer: or the time of their doing so came. (TA.) b7: قَامَتِ السَّاعَةُ The resurrection, or the time thereof, came to pass. b8: قَامَتِ الشَّمْسُ وَكَادَ الظِّلُّ يَعْقِلُ [The sun became high, and the shade almost disappeared, at midday]. (JK.) b9: قَامَ عَلَيْهِ He rose up against him: see a verse cited voce حُوبٌ. b10: قَامَ بِالأَمْرِ He undertook the affair; took, or imposed, it upon himself; syn. تَكَفَّلَ بِهِ; and the epithet is قَائِمٌ and قَيِّمٌ: (Ham, p. 5:) [and] he managed, conducted, ordered, regulated, or superintended, the affair; syn. سَاسَهُ; (TA in art. سوس;) and قام عَلَيْهِ has this latter signification; and he tended, or took care of, it, or him; syn. سَاسَهُ and وَلِيَهُ: (Ham ubi supra:) [and] the former signifies he attended to the affair; [occupied himself with it]; (this should be the first explanation;) was mindful of it; kept to it constantly, or steadily; and is contr. of قَعَدَ عَنْهُ and تَقَاعَدَ: (JM, q. v.:) [or,] as contr. of قعد عنه and تقاعد, he acted vigorously in the affair; as also ↓ أَقَامَهُ; syn. جَدَّ فِيهِ, and تَجَلَّدَ. (Bd in ii. 2.) b11: You say, قَامَ بِشَأْنِهِ He undertook, or superintended, or managed, his affair, or affairs. And you say, قَامَ بِاليَتِيمِ, (Msb in art. عول,) and بِالصَّبِىِّ, (Idem, art. كفل,) He maintained the orphan, and the child; syn. عَالَهُ, and كَفَلَهُ: (Idem:) and قَامَ المَرْأَةَ, and عَلَيْهَا, He undertook the maintenance of the woman; or he maintained her; (مَانَهَا [i. e. قَامَ بِكِفَايَتِهَا (S and K in art. مون)];) and undertook, or managed, her affair, or affairs. (K.) and الرِّجَالُ يَقُومُونَ عَلَى النِّسَآءِ The men govern the women: (Bd, iv. 38:) or are mindful of them, and act well to them, or take care of them. (TA.) b12: قامَ بِعُذْرِى [He undertook, and it served, to excuse me]. (Msb and TA in art. عذر; &c.) b13: قَامَ بِهِ He, or it, was supported, or sustained, by it; subsisted by it: see the explanation of قَِوَامٌ in the Msb. b14: قَامَ عَلَيْهِ كَذَا It cost him such a thing, such a sum, or so much. b15: قَامَ often signifies ثَبَتَ: so in قَامَ فِى نَفْسِهِ أَنَّهُ كَذَا It was, or became, established in his mind that it was so. b16: قَامَ بِهِ قِيَامًا تَامًّا He managed it perfectly. b17: قَامَ يَفْعَلُ كَذَا He began to do such a thing; he betook himself to doing such a thing. (Zj, in TA, art. قدم.) b18: قَامَ المَآءُ (assumed tropical:) The water congealed, or froze; syn. جَمَدَ. (S, M, voce جَمَدَ.) b19: قَامَتْ عَيْنُهُ: see عَيْنٌ قَائِمَةٌ. b20: قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ: see ظَهِيرَة: there expl. from JK. b21: قَامَ وَقَعَدَ: see قَعَدَ; and أَقْعَدَهُ; and see an ex. voce سُدَّةٌ. b22: قَامَ has also for an inf. n. مَقَامٌ, agreeably with a general rule: see Bd in x. 72, &c.; and see مَرَامٌ in art. روم.2 قَوَّمَهُ He made it straight, or even; namely, a crooked thing; as also ↓ أَقَامَهُ: (TK:) and made it right, or in a right condition; direct, or rightly directed. b2: قَوَّمَهُ بِكَذَا He valued it, or rated it, as equal to, or worth, such a thing. A phrase well known, and used in the present day. b3: قَوَّمَهُ He set its price; assigned it its price; valued it; (S, * Msb, K;) as also ↓ اِسْتَقَامَهُ. (Msb, K.) b4: ↓ قَوَّمْتُهُ فَتَقَوَّمَ i. q. عَدَّلْتُهُ فَتَعَدَّلَ. (Msb.) b5: قَوَّمَ He made a writing, and an account, or a reckoning, accurate, or exact, or right.3 قَاوَمَهُ [He rose against him, and withstood him, or opposed him, in contention;] namely, his adversary. (Mgh in art. نهض.) b2: It was equal, or equivalent, to it. (Msb.) b3: قَاوَمَهُ فِى الحَرْبِ He opposed him, or contended with him for equality, in war, or battle. (MA.) b4: قَاوَمَهُ فِى حَاجَةٍ He rose, or stood, with him [or assisted him] to accomplish some needful affair. (IAth, TA.) b5: قَاوَمَهُ It was equal, or equivalent, to it: see Msb: syn. عَادَلَهُ, q. v. (TA in art. بوأ.) b6: يُقَاوِمُ السُّمُوم [It counteracts poisons]. (TA, art. بلس.) 4 أَقَامَ He set up, put up, set upright, a thing. (Msb.) b2: أَقَامَهُ, said of food, [It sustained him, supported him]. (Msb.) b3: أَقَامَ عَلَى خَطَرٍ He stood to a bet, wager, or stake. (TA, voce نَدِبٌ.) b4: أَقَامَ عَلَيْهِ الحَّدَ He inflicted upon him the punishment termed حَدٌّ. (Mgh, art. حد.) b5: أَقَامَ دَرْأَهُ: see درأ. b6: أَقَامَ لِلصَّلَاةِ, inf. n. إِقَامَةٌ, He (the مُبَلِّغ) recited the form of words called إِقَامَة, q. v. infra. b7: أَقَامَ He remained, continued, stayed, tarried, resided, dwelt, or abode, in a place: he remained stationary. b8: أَقَامَ الصَّلَاةَ, He observed prayer: or أَدَامَ فِعْلَهَا. (S, Msb.) See also Bd, and Jel ii. 2. b9: أَقَامَ فِعْلًا He performed an action. b10: See 1. b11: أَقَامَهُ عَلَى الطَّرِيقِ He made him to keep to the road: and للقَصْدِ, to the right way. (L, art. لغد.) b12: See 10. b13: أَقَاَمَ الأَمْرَ He put the affair into a right state; like نَظَمَهُ: see the latter in the Msb. b14: أَقَامَهُ (K in art. عدل) He made it to be conformable with that which is right; namely, a judgment, a judicial decision. (TK in that art.) b15: See 2. b16: أَقَامَ بِهِ in the Hamáseh, p. 75, 1. 9, app. signifies He stood in his stead. b17: أَقَامَ He observed, or duly performed, a religious, or moral, ordinance or duty. b18: أَقَامَ البَيِّنَةَ [He established the evidence or proof; and so اقام بِهَا? the ب being redundant]. (Bd, iii. 68.) And [in like manner,] اقام حُجَّتَهُ i. q.

أَثْبَتَهَا; (TA in art. ثبت;) and so, app., بِحُجَّتِهِ; the ب being redundant, as in an ex. voce خُطَّةٌ; but this is the only ex. that I know, and it is without explanation: Golius mentions the phrase أَقَامَ بِى عَلَيْكُمْ; but without indicating his authority. b19: أَقَامَ عَلَى حَالٍ He abode, or continued, in a state, or condition; and اقام على أَمْرٍ the same; and he abode, continued, stayed, or waited, intent upon, or occupied in, an affair, a business, or a concern; he kept to it.5 تَقَوَّمَ It subsisted: see رُكْنٌ. b2: تَقَوَّمَ It had a price; was valued. b3: See 2.6 تَقَاوَمُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ They valued it, or estimated its price, among them. (TA.) 10 اِسْتَقَامَ It became right; direct; in a right state; straight: even: tended towards the right, or desired, point, or object; had a right direction, or tendency; was regular. b2: اِسْتَقَامَ عَلَى طَرِيقِ الحَقِّ (K, art. رشد) He continued in the way of truth, or the right way; as also أَقَامَ ↓ عَلَيْهِ b4: لَمْ يَسْتَقِمِ الأَمْرُ The affair was, or became, difficult: see تَعَذَّرَ. b5: استقام لَهُ الأَمْرُ The affair, or case, became in a right state for him; syn. اِعْتَدَلَ. (S.) b6: اِسْتَقَامَ He, or it, was, or became, right, direct, rightly directed, undeviating, straight, or even: and he, or it, stood right, or straight, or erect. (MA, KL.) He went right on, straight on, or undeviatingly: (see زَعَبَ:) whence اِسْتَقَامَ عَلَى الطَّرِيقَةِ he went on undeviatingly in the way. (See Kur lxxii. 16.) He went right; pursued a right course; acted rightly, or justly. See also سَدَّ, with which it is syn. It (an affair) was direct in its tendency, or had a right tendency. It (discourse, &c.) had a right tenour. b7: See 2.

قَوْمٌ [A people, or body of persons composing a community: and people, or persons:] a company, or body, [or party, (see what follows,)] of men, [properly] without women: (S, Msb, K, &c.:) or of men and women together; (K;) for the قوم of every man is his party, and his kinsfolk, or tribe: (TA:) or (K) sometimes including women, as followers; (S, Msb, K;) for the قوم of every prophet is of men and women. (S, Msb.) b2: قَوْمٌ opposed to نِسَآءٌ: see a verse cited voce سَوْفَ.

قَامَةٌ The stature of a man; his height in a standing posture; it is a span (شِبْر) shorter than a باع: (JK:) tallness, height; and beauty, or justness, of stature. (K.) b2: قَامَةٌ A structure [or post] like the figure of a man, raised at the side of a well, whereon is placed the wood to which the pulley is attached: pl. قَامٌ: (JK:) also called ↓ قَائِمَةٌ: see K, voce عَمُود: or قَامَةُ البَكْرَةٌ signifies the sheave (بَكْرَة) with its apparatus. (S, K.) دِينٌ قِيَمٌ A right religion. (Kur, vi. 162.) See دِرَّةٌ.

الرِّيَاحُ القُوَّمُ The right [or cardinal] winds. (S, voce نَكْبَاءُ.) الدِّينُ القَيِّمُ (Kur ix. 36) The right, correct, or true, reckoning. (T in art. دين.) b2: قَيِّمُ الأَمْرِ i. q. ↓ مُقِيمُهُ and سَائِسُهُ: fem. قَيِّمَةٌ. (TA.) b3: قَيِّمٌ بِالأَمْرِ A manager of an affair; i. q. إِزَاؤُهُ. (S, Msb, art. ازى.) See قَامَ بِالأَمْرِ. b4: قَيِّمٌ A manager, conductor, orderer, regulator, or superintendent, of an affair: (TA:) a manager, conductor, &c., of the affairs of a people. (JK.) قَيِّمٌ عَلَى المَالِ A good [manager and] tender of camels, &c. (TA in art. بلو.) قِيمَةٌ The real value, or worth, of a thing; its equivalent; differing from ثَمَنٌ, q. v. (MF in art. ثمن.) قَوَامٌ Stature, and goodly stature, or tallness, of a man: (S:) symmetry, or justness of proportion. (Msb.) b2: قِوَامُ الأَمْرِ and قِيَامُهُ and قَوَامُهُ The stay, or support, of the thing, or affair, whereby it subsists, and is managed and ordered. (Msb.) And قِوَامٌ The food that is a man's support; (Msb;) [his subsistence.] b3: قِوَامٌ [The main stay of a thing.] b4: لَا قِوَامَ لَهُ بِهِ [He has not power to withstand him. (K, art. نجز.) قِوَامٌ Subsistence: see رُكْنٌ and طَبَعٌ.

قِيَامٌ [A state of purging, or flux of the belly: used in this sense in the S, K, voce هَيْضَةٌ].

قَوِيمٌ : see صَوِيبٌ.

القَيُّومُ : see يَا قَيُّومُ in the last paragraph of art. شره, where I have rendered it on the authority of an explanation in the TA.

قَوَّامٌ One who rises much, or often, in the night to pray. (TA.) See صَوَّامٌ.

قُومِيَّةٌ is written with damm in copies of the S, K, JK: in the CK, erroneously, قَوْمِيَّةٌ, in both senses. See voce مُتَشَمِّسٌ.

قَائِمٌ Appearing; conspicuous; [as though standing before one]: said of a thing whether standing or thrown down. (TA, in explanation of the phrase هٰذَا نُصْبُ عَيْنِى, art. نصب.) b2: قَائِمَةٌ, pl. قَوَائِمُ, Leg of a horse, &c. b3: عَيْنٌ قَائِمَةٌ An eye [blind, or white and blind, but still whole or] that has become white and blind, but not yet burst, (Az in L, art. سد,) or sightless, but with the black still remaining. (Mgh, Msb.) b4: قَائِمٌ and قَائِمَةٌ The hilt of a sword. (Msb.) b5: قَائِمَةٌ A leg of a table, and of a throne, or moveable seat, &c. (JK.) See also قَامَةٌ; and see إِسْنَادٌ. b6: قَوَمَةُ بَيْتِ النَّارِ (K, art. هربذ.) The servants of the fire-temple. (TA, same art.) b7: القَوَائِمُ The winds. So in a verse of Umeiyeh Ibn-Abi-s-Salt. (TA, voce سَدِرٌ.) b8: قَوَائِمُ المَائِدَةِ [The legs of the table]. (K, art. عقر.) b9: قَطٌّ قَائِمٌ A nibbing in which the pith and the exterior of the reed are made of equal length: opposed to مُصَوَّبٌ. (TA in art. حرف.) b10: مَآءٌ قَائِمٌ Frozen water. And stagnant water: see حِبَاك.

إِقَامَةٌ The form of words chanted by the مُبَلِّغ, not by the مُؤَذِّن, consisting of the common words of the أَذَان, with the addition of قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ (The time of prayer has come!) pronounced twice after حَىَّ عَلَى الفَلَاحِ. See ثَوَّبَ.

مَقَامٌ The place of the feet; (K;) a standingplace; (S, Msb;) as also ↓ مُقَامٌ: (S:) or the latter, a place of stationing: (Msb:) and both, a place of continuance, stay, residence, or abode: (K:) [a standing:] and the latter, a place of long continuance, stay, residence, or abode: (Expos. of the Mo'allakát, Calc., p. 138:) and both, continuance, stay, residence, or abode. (S, K.) مُقَامٌ : see مَقَامٌ.

مُقِيمٌ Lasting; continuing: (Bd, ix. 21:) unceasing. (Bd, ix. 69.) b2: أَخَذَهُ المُقِيمُ المُقْعِدُ: see art. قعد. b3: See قَيِّمٌ.

مَقَامَةٌ A standing-place. Hence, (assumed tropical:) A sittingplace. Hence, (assumed tropical:) The persons sitting there. Hence, (assumed tropical:) An oration, or a discourse, or an exhortation, (خُطْبَة او عِظَة,) or the like, there delivered; as also مَجْلِسٌ. (Mtr, in De Sacy's ed. of El-Hareeree, p. 5.) حَجَرٌ مُتَقَوِّمٌ (K, art. موس) A precious stone. (TA, same art.) المِعَى المُسْتَقِيمُ The rectum.

تَقْوِيمَاتٌ [pl. of تَقْوِيمٌ] Stellar calculations. (TA, voce اِيجٌ.)

سردق

سردق
السُّرَادِقُ فارسيّ معرّب، وليس في كلامهم اسم مفرد ثالثه ألف. وبعده حرفان ، قال تعالى: أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها [الكهف/ 29] ، وقيل: بيت مُسَرْدَقٌ، مجعول على هيئة سرادق.
سردق: {سرادقها}: الحجزة التي حول الفسطاط.
(س ر د ق) : (السُّرَادِقُ) مَا يُدَارُ حَوْلَ الْخَيْمَةِ مِنْ شُقَقٍ بِلَا سَقْفٍ.
(سردق)
الْبَيْت جعل أَعْلَاهُ وأسفله مشدودا كُله

سردق


سَرْدَقَ
a. Erected an awning &c.

سُرَادِق (pl.
سُرَادِقَات)
a. Awning, canopy; pavilion.

سَردِيْن
a. Sardine.
س ر د ق: (السُّرْدَاقُ) وَاحِدُ (السُّرَادِقَاتِ) الَّتِي تُمَدُّ
فَوْقَ صَحْنِ الدَّارِ، وَكُلُّ بَيْتٍ مِنْ كُرْسُفِ أَيْ قُطْنٍ فَهُوَ (سُرَادِقٌ) يُقَالُ. بَيْتٌ (مُسَرْدَقٌ) . 
[سردق] فيه: ذكر "السرادق" وهو كل ما أحاط بشىء من حائط أو مضرب أو خباء. ك: هو ما يمد فوق صحن الدار. ومنه: عند "سرادق" الحجاج، وهو بضم سين الخيمة، وقيل: هو الذي يحيط بالخيمة وله باب يدخل منه إلى الخيمة، وقيل: هو ما يمد فوق البيت. ط: ومنه: "لسرادفات" النار أربعة جدر، تروى بفتح لام مبتدأ وبكسرها، وكثف بكسر كاف وفتح ثاء أي غلظ.
[سردق] السُرادِقُ: واحد السُرادِقاتِ التي تُمَدُّ فوق صَحْنِ الدار. وكلُّ بيتٍ من كُرْسُفٍ فهو سُرادِقُ. قال رؤبة: يا حكم بن المنذر بن الجارود سرادق المجد عليك ممدود يقال: بيتٌ مُسَرْدَقٌ. قال الشاعر يذكر أبرويز وقتله النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة: هو المُدْخِلُ النعمانَ بيتاً سَماؤُهُ صُدورِ الفيول بعد بيت مسردق
سردق: [السُّرادق: كل ما أحاط بشيء نحو الشقة في المضرب، أو الحائط المشتمل على الشيء] . والسُّرادق يجمع [على] السرادقات. وبيت مُسَرْدَقٌ أعلاه وأسفله: مشدود كله، قال:

هو المدخل النعمان بيتاً سماؤه ... نحور الفيول، بعد بيت مُسَرْدَقِ 
سردق
سُرادِق [مفرد]: ج سُرادِقات:
1 - خيمة يجتمع فيها الناس في مناسبة عامّة "أقام سُرادِق عزاء- اجتمع المدعوّون في السُّرادق".
2 - كلُّ ما أحاط بشيء من حائط ونحوه " {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}: قيل في تفسير هذا السرادق بأنّه من دخان أو نار". 
سردق: تسردق. تسردق الغبار: صار مثل السُرَداق (ألف ليلة 3: 294) سُرادِق: مظلة فوق العرش (ألف ليلة 1: 555) سُرادق: سَرَاجَة و (ولعل سرادق تحريفها) أو سَرَابَرْدَه، وهو ما يسمى في المغرب آقَرَاك أي السور الكبير من الكتان أو الحائط الكبير من نسيج الكتان كما يقول ابن جبير (ص177) وهو في بلاد الإسلام يحيط بخيمة السلطان - ومن هذا أطلقت على خيمة السلطان الكبيرة (المقري) 1: 317، تاريخ البربر 2: 253) سد سرادق: يطلق اتساعاً على المعسكر (ألف ليلة 3: 313).
- ويقال: سرادق الأسوار. ففي تاريخ البربر (2: 328): سرادق الأسوار المحيطة. وسُرادق الحفائر، ففي تاريخ البربر (2: 160): سرادقات الحفائر ويقال مجازاً: أحاط بها سرادق العذاب (ابن طفيل (ص169، 194) أي ان العذاب أحاط بها من كل جانب وكل هذا إشارة إلى السور من الكتان الذي يحيط بخيمة السلطان.
سرادق: غرفة النوم. ففي ألف ليلة (1: 559): فلما جاء الليل فتح الخصيان أبواب السرادق فدخلت فيه العروس، ويظهر أن السرادق هنا مرادف مقصورة. وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: شقة داخلية وقد ترجمها ريشاردسن في معجمه بمعنى سراجه.
سرادق: ولابد أن هذه الكلمة تعنى حيواناً تصنع من جلده الفراء والفرش والكفوف (انظر المقري 1: 23) حيث يقول ابن خلدون (4: 12 ق): وعشرَة افرية من عالي جلود الفنك وستة من السرادقات العراقية. ويقول محمد العمراني (مخطوطة رقم 595، ص60): وهو متكئ على مخادّ خزّ سود وفرش السرادق. وفي ألف ليلة (1: 31): وكان الملك لابس كفوف من جلد السرادق.
سُرَادِقَة = سرادق بمعني مخيم معسكر (ألف ليلة برسل 12: 272).

سردق: السُّرادِق: ما أحاط بالبناء، والجمع سُرادِقات؛ قال سيبويه:

جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر. وفي التنزيل: أحاطَ بهم

سُرادِقُها، في صفة النار أعاذنا الله منها؛ قال الزجاج: صار عليهم سُرادِقٌ من

العذاب. والسُّرادِقُ: كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو

الحائط المشتمل على الشيء. ابن الأثير: وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق

في غير موضع، وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء. وقال

بعض أهل التفسير في قوله تعالى: وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ؛ هو من سُرادِقِ أهل

النار. وبيت مُسَرْدَق: وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله؛ وقد

سَرْدَقَ البيت؛ قال سلامة بن جندل يذكر قَتْلَ كِسْرى للنعمان:

هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه

صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ

الجوهري: السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار. وكل

بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق؛ قال رؤبة:

يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ،

أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ،

سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ

وقيل: الرجز للكذّاب الحِرْمازي، وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه:

يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة، وأنشد البيت

الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل. والسُّرادِقُ: الغبار الساطع؛ قال لبيد

يصف حُمُراً:

رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ،

يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال

وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء؛ قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً،

وأنشد البيت.

سردق



[Q. 1. سَرْدَقَ, inf. n. سَرْدَقَةٌ, He covered a house with an awning over its interior court, as a protection from the heat of the sun: so accord. to Golius, as on the authority of the KL: and the same is indicated by the explanation of the pass. part. n. in the PS: but in the KL, I find only the inf. n. expl. by سَرَاپَرْدَهْ كَرْدَنْ: the verb may, however, be better expl. as signifying he furnished with a سُرَادِق, q. v.]

سُرَادِقٌ, said by El-Jawáleekee to be an arabicized word from [the Pers\.] سَرَادَرْ or سَرَاطَاقْ, (MF,) An awning extended over the interior court of a house: (S, O, Msb, K:) [and the cover of a tent:] and any tent of cotton: (S, O, K, and mentioned in the Msb as on the authority of J:) or a [ tent of the kind called] فُسْطَاط; (Bd in xviii. 28;) so says AO: (Msb:) also (Msb) an enclosure around a خَيْمَة [or tent], consisting of pieces of cloth, without a roof: (Mgh, Msb:) or an enclosure (حُجْرَة) around a فُسْطَاط: (Ksh and Bd ubi suprá:) or what surrounds the [tent called] خَيْمَة and the [tent called] قُبَّة: (Ham p. 772:) or any wall or enclosure, or [tent such as is called] مِضْرَب or [such as is called] خِبَآء

that surrounds a thing: (IAth, TA:) pl. سُرَادِقَاتٌ: (S O, K:) it has this pl., though it is masc., because. it has no broken pl. (Sb, TA.) ElKedhdháb El-Hirmázee says, not Ru-beh as in the “ Book ” of Sb [and in the S], addressing Hakam Ibn-El-Mundhir Ibn-El-Járood, سُرَادِقُ المَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدُودْ (assumed tropical:) [The canopy of glory is extended over thee]. (O, TA.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) Dust rising; or spreading, or diffusing itself. (Az, O, K.) b3: and (assumed tropical:) Smoke rising high, and surrounding a thing. (Az, O, K.) b4: In the Kur xviii. 28, it is applied to what will surround the unbelievers, of the fire of Hell, (Ksh, Bd,) as being likened to a فُسْطَاط, (Bd,) or to an enclosure around a فسطاط; or as meaning the smoke of the fire; or a wall thereof. (Ksh, Bd.) بَيْتٌ مُسَرْدَقٌ (Lth, S, &c.) [A house, or tent,] having a سُرَادِق: (Ksh in xviii. 28, and PS:) or having the whole of its upper part, and of its lower part, مَشْدُود [accord. to the TK here meaning curtained, which seems to be the only apposite rendering, but I know not any authority for it], (Lth, JK, O, K, TA,) or مَسْدُود [i. e. closed, &c.]. (So in the CK.)
سردق
السرُّادِقُ كعُلابِطٍ، وإِنما أَهْمَلَهُ لشهْرَتِه: الذِي يُمَد فَوْقَ صحْنِ البَيْتِ وَفِي الصِّحاح: صَحْن الدّارِ، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ كلًّ مَا أحاطَ بشَيء: من حائِط أَو مَضْرِب أَو خباءً ج: سُرادِقات قالَ سِيبَوَيهِ: جَمعوه بالتّاء وإِن كانَ مذَكرًا حِينَ لم يُكسَّر، وَفِي التَّنْزِيل: أَحاطَ بِهمْ سُرادِقُها قَالَ الزَّجّاجُ: أَي: صارَ عَلَيْهِم سُرادِقٌ من العَذابِ، أَعاذَنا الله تَعالَى مِنْهَا.
والسُّرادِقُ: البَيْتُ من الكُرْسُفِ نَقَله الجَوْهَريُّ، وأَنْشدَ لرؤبَةَ، وَهَكَذَا وقَع فِي كتاب سِيبَوَيْهِ، قالَ الصاغانيُّ: وليسَ لَهُ، وإِنَّما هُو للكَذّابِ الحِرْمازِيِّ: يَا حَكَمُ بن المُنذِر بنِ الجارُودْ أَنْتَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ المَحْمُودْ سرُادِقُ المَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدُودْ والسرادِقُ: الغُبار السّاطِعُ نَقَله الأزْهَرِيُّ، وأَنْشَد للَبِيدٍ رضِيَ الله عَنهُ يَصِفُ حُمُراً:
(رَفَعْنَ سُرادِقاً فِي يَوْم رِيح ... يُصَفِّقُ بينَ مَيْلٍ واعْتِدالِ)
وقِيلَ: هُوَ الدخانُ الشاخِصُ المُرْتَفِعُ المُحِيطُ بالشَّيءَ وَبِه فُسِّرَ أَيْضا قولُ لَبِيدٍ السّابِقُ يَصِفُ عَيْرًا يَطْرُدُ عانَةً.
وَقَالَ اللّيْثُ: بَيْتٌ مُسَرْدَقٌ أَي: أَعْلاهُ وأَسْفَلهُ مَشْدُودٌ كُله قالَ سَلامَةُ بن جَنْدَلٍ السعْدِي يَذْكُرُ قَتْلَ كِسْرَى للنُّعْمانِ:
(هُو المُدخِلُ النعْمانَ بَيْتاً سَماؤُه ... صُدُورُ الفُيُول بعدَ بَيتٍ مُسَرْدَقِ)
ونَسَبه الجَوْهَرِي للأعْشَى يَذْكُر أبَرْوِيزَ وقَتْلَه النعْمانَ بنَ المُنْذِرِ تَحْت أرْجُل الفِيَلَةِ.
قالَ شَيْخُنا: وأَغْفَلَ المُصَنِّفُ التَّنْبِيهَ عَلَى كَوْنِ السرادِقِ مُعَرَّباً تقصِيرًا، قالَ الجَوالِيقِي: هُو مُعَرَّبُ: سَرادار أَوْ سراطاق وقَدْ أَغْفَلَه الكِرْمانِي والحافِظُ بنُ حَجَرٍ وغَيْرُهما: الخَيْمَةُ، وَفِيه نَظَر.

سلسل

سلسل


سَلْسَلَ
a. [acc. & Bi], Chained, linked to.
b. [acc. & Ila], Traced back.... to (pedigree).

سَلَاْسِلُa. Forked lightning.
b. Lines ( of a book ).
c. Sandbanks; banks of cloud.

سَلْسَلَةa. Concatenation; connection, succession.

سِلْسِلَة
(pl.
سَلَاْسِلُ)
a. Chain.
b. see 51t
.)
(سلسل)
الْأَشْيَاء وصل بَعْضهَا بِبَعْض كَأَنَّهَا سلسلة يُقَال سلسل الْأَعْدَاد وَالْمَاء وَنَحْوه صبه شَيْئا فَشَيْئًا فِي حدور واتصال وَالْحَيَوَان وَغَيره قَيده أَو ربطه بالسلسلة وَالثَّوْب وَنَحْوه جعل فِيهِ صورا كَهَيئَةِ السلسلة
(سلسل) - في الحديث: "عَجِبتُ لأقوام يُقادُون إلى الجنة في السَّلاسِلِ"
قال الحربى: يعنى الأَسْرى يُقادون إلى الإسلام مُكرَهين، فيكون ذاك سَبَب دخولهم الجَنّة لَيسَ أَنَّ ثَمَّ سلسلة قال الشاعر:
* ولكن أَحاطَت بالرقاب السَّلاسِلُ *
: أي أُدخِلوا في الإسلام مُكْرَهِينَ.
- في حديث ابن عمرو: "وفي الأرضِ الخامسة حَيَّاتٌ كسَلاسِلِ الرَّمل".
وهي رمل يَنْعَقِد بَعضُه على بعض مُمتدًّا (سلط) - في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: " كضَوْءِ سِراجِ السليط"
السَّليِط: دُهْن الزَّيت، وعند أَهلِ اليمن دُهْن السِّمْسِم.
سلسل: سَلْسَل الأشياء وصل بعضها في بعض كأنها السلسلة. وسلسل الحديث: قصه شيئاً بعد شيء (ابن جبير ص122) تَسَلْسل: اتصل شيء بشيء (معجم البلاذري) تسلسل: صار سلسلة، وصاروا سلسلة بالتماسك باليد (ابن جبير ص132، 137، 147) قارن بهذا ما جاء في الملابس (ص422): إذا قطعت قطعة من النعل انقطعت منه أخرى (فيتسلسل الحال).
تسلسل في الأزقة: مشى فيها متحارفاً يمنة ويسرة ففي رياض النفوس (ص17 ق) فقال لي اتبعني فاتبعته ولم يزل يتسلسل في الأزقة حتى أتى الخ. سَلْسَلة: انظر المادة التالية.
سِلْسِلَة: قلادة، انظرها في سِرْسِلة.
سِلْسِلة: أصل، نسب.
سِلْسِلَة: نوع من الطير (ياقوت 1: 885) سِلْسِلَة السمك: فقرة السمك حَسَكة (بوشر) سلسلة الصُلبْ: فقار الظهر (فوك) وفيه سَلْسَلة ويقال أيضاً: سلسلة الظهر (بوشر) قارنها بكلمة سُرْسُول. سلسول الماء: مسيل الماء. (بوشر)
[سلسل] نه: فيه: عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة "بالسلاسل" قيل: هم الأسرى يقادون إلى الإسلام مكرهين فيكون ذلك سبب دخولهم الجنة، ويدخل فيه كل من حمل على عمل من أعمال الخير. ومنه ح: في الأرض الخامسة حيات "كسلاسل" الرمل، هو رمل ينعقد بعضه على بعض ممتدا. وفيه: اللهم اسق ابن عوف من "سلسل" الجنة، هو الماء البارد، وقيل: السهل في الحلق، يقال: سلسل وسلسال، ويروى: منالجنة، وهو اسم عين فيها. ك: "فيتسلسل" أي يتسهل، تسلسل الماء في الحوض أي جري. نه: وغزوة "السلاسل" بضم سين أولى وكسر ثانية ماء بأرض جذام وبه سميت الغزوة، وهو لغة الماء السلسال. ك: "سلسلت" الشياطين ليمتنعوا من إيذاء المسلمين. وفيه: كأنه "سلسلة" على صفوان، أي كان الصوت من ضرب أجنحتهم صوت السلسلة الحديدية المضروبة على الحجر الأملس، قوله قال على أي ابن عبد الله، قال غيره أي غير سفيان: ينفذهم. أي بزيادة لفظ ينفذ أي ينفذ الله ذلك الأمر أو القول إلى الملائكة، ويحتمل أن غير سفيان قال:، صفوان بفتح فاء فاختلاف الطريقين في الفتح والسكون.
سلسل
سلسلَ يُسلسل، سلسلةً، فهو مُسلسِل، والمفعول مُسلسَل
• سَلسَل الأشياءَ: وصل بعضَها ببعض كأنّها سِلْسلة "سَلسَل الأعدادَ: رتَّبها ترتيبًا متتابعًا".
• سَلسَل الحيوانَ: ربطه بسِلسِلة، أو قيّده بها "سَلسَل كلْبًا".
• سلسل الماءَ: صبَّه شيئًا فشيئًا في حدور واتِّصال. 

تسلسلَ يتسلسل، تسلسُلاً، فهو مُتسلسِل
• تسلسلتِ الأشياءُ: تعاقبت، تتابعت بترابط وتناسُق "هذه القطعُ تحمل أرقامًا متسلسلة- تسلسلتِ الأفكارُ/ الحوادثُ" ° الأعداد المتسلسلة: مجموعة أعداد تتوالى بحسب قاعدة معيّنة.
• تسلسل الماءُ: جرى في حدور واتّصال. 

تسلْسُل [مفرد]: مصدر تسلسلَ ° بالتَّسلسل: بصورة متتابعة- تسلسُل الأفكار: تناسقها وترابطها- تسلسُل كهنوتيّ: تسلسُل رُتب ودرجات مجموعة من رجال الدين.
• التَّسلسُل الإداريّ: التَّرابط الإداريّ من أدنى إلى أعلى أو العكس.
• تسلْسُل الأحياء: (حي) دراسة شجرة الأنساب للمجموعات الأحيائيّة المختلفة. 

تسلسُليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تسلْسُل.
2 - متعلِّق بالترتيب في المجتمعات البيئيّة في المراحل الأوليّة الابتدائيّة إلى الذروة.
3 - (حس) متعلِّق بالنَّقل التَّتابعيّ والمسلسل لسعة الذاكرة المطلوبة لتخزين حرف أو رقم بحجم معيّن لنقل المعلومات عبر سلك. 

سُلاسِل [مفرد]: عذب صافٍ، سهلُ المرور في الحلْق "ماءٌ سُلاسِل". 

سَلْسال [مفرد]: سُلاسِل؛ عذب صافٍ، سهل المرور في الحلق "ماءٌ سَلْسال". 

سَلْسَل [مفرد]: عذب صافٍ سلس سهل "ماءٌ سَلْسَل". 

سِلْسِلة [مفرد]: ج سلاسِلُ:
1 - حلقات من المعدن أو غيره يتّصل بعضُها ببعض "سلسلة كلب- {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} " ° السِّلسِلة الفَقَريّة/ سلسلة الظَّهْر: السِّلسلة العظميّة الظهريّة، السِّلسلة الفقَاريَّة، والتي تمتدّ من القِحْف إلى العُصْعُص وتغطّى النّخاع الشَّوكيّ وتشكل الدّعامة الرّئيسية للجسد.
2 - مجموعة من الأشياء المتتابعة "سِلْسِلة جُزُر- سِلْسِلة من الكتب العلميّة- قوّة السِّلسلة في أضعف حلقاتها [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: سيروا بسيْر أضعفكم" ° السِّلسِلة الهزليّة: سلسلة قصصيّة هزليّة- سلاسل البرق: ما استطال منه في عرض السَّحاب- سلسلة جبال: نسق من الجبال متَّصل بعضُه ببعض.
3 - قَيْد "قُيِّد الأسيرُ بالسلاسل- {إِذِ الأَغْلاَلُ فِي
 أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ} ".
• سلسلة غذائيَّة: (حي) مجموعة من الكائنات الحيّة العضويّة يتغذّى فيها الأقوى على الأضعف، ممّا يشكِّل استمراريّة الطَّاقة الغذائيّة. 

مُسَلْسَل [مفرد]: ج مُسَلْسَلات:
1 - اسم مفعول من سلسلَ ° سيفٌ مسلسل: يبرق فرنده.
2 - قصّة أو موضوع يقدّم في حلقات متتابعة "مُسلسل إذاعيّ/ تليفزيونيّ" ° فيلم مسلسل: فيلم ذو حلقات، ذو حوادث مرتبطة بعضُها ببعض.
3 - (حد) ما تتابع فيه الرُّواة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حال واحدة "حديث مُسلسل". 

سلسل: السَّلْسَلُ والسَّلْسال والسُّلاسِلُ: الماء العَذْب السَّلِس

السَّهْل في الحَلْقِ، وقيل: هو البارد أَيضاً. وماء سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ:

سَهْلُ الدخول في الحلق لعُذوبته وصفائه، والسُّلاسِل، بالضم، مثله؛ قال

ابن بري: شاهد السَّلْسَل قول أَبي كبير:

أَم لا سَبِيلَ إِلى الشَّبابِ، وذِكْرُه

أَشْهَى إِليَّ من الرَّحِيق السَّلْسَلِ

قال: وشاهد السُّلاسِل قول لبيد:

حَقائبُهُم راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ،

ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاسِلُ

وقال أَبو ذؤيب:

من ماء لِصْبٍ سُلاسِل

(* قوله «من ماء لصب» هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج:

فشرّجها من نطفة رحيبة * سلاسلة من ماء لصب سلاسل)

وقيل: معنى يَتَسَلْسَل

(* قوله «وقيل معنى يتسلسل» هكذا في الأصل، ولعل يتسلسل محرف عن سلسل

بدليل الشاهد بعد).

أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يصير كالسِّلْسِلة؛ قال أَوس:

وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ، كأَنَّه

غَديرٌ جَرَت في مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ

وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسال: لَيِّنَة؛ قال حَسَّان:

بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل

وقال الليث: هو السَّلْسَل وهو الماء العَذْب الصافي إِذا شُرب

تَسَلْسَل في الخَلْق. وتَسَلْسَلَ الماءُ في الخلق؛ جَرى، وسَلْسَلْته أَنا:

صَبَبْته فيه؛ وقول عبد الله بن رَواحَة:

إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم في جِنانٍ،

يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا

الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق،

ويقال: شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ. قال ابن الأَعرابي: لم أَسمع

سَلْسَبيل إِلاَّ في القرآن؛ وقال الزجاج: سَلْسَبيل اسم العين وهو في

اللغة لما كان في غاية السَّلاسة فكأَنَّ العين سُمِّيت لصِفتها؛ غيره:

سَلْسَبيل اسم عين في الجنة مَثَّلَ به سيبويه على أَنه صفة، وفسره

السيرافي. وقال أَبو بكر في قوله تعالى: عَيْناً فيها تُسَمَّى سَلْسَبيلاً؛

يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسماً للعين فنُوِّن، وحَقُّه أَن لا يُجْرى

لتعريفه وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة إِذ كان التوفيق

بينهما أَخَفَّ على اللسان وأَسهل على القارئ، ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل

صفة للعين ونعتاً له، فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ

الإِجراء، وقال الأَخفش: هي مَعْرِفة ولكن لما كانت رأْس آية وكان

مفتوحاً زيدت فيه الأَلف كما قال: كانت قوارير قواريراً؛ وقال ابن عباس:

سَلْسَبيلاً يَنْسَلُّ في حُلوقهم انْسِلالاً، وقال أَبو جعفر محمد بن علي،

عليه السلام: معناها لَيِّنة فيما بين الحَنْجَرَة والحلق؛ وأَما من فسره

سَلْ رَبَّك سَبيلاً إِلى هذه العين فهو خطأٌ غير جائز. ويقال: عين

سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول في الحلق، قيل:

جمع السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ، وجمع السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات.

وتَسَلْسَل الماءُ: جَرى في حَدُور أَو صَبَب؛ قال الأَخطل:

إِذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَماءَةً،

أَدَبَّ إِليها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ

والسَّلْسَبيل: اللَّيِّن الذي لا خشونة فيه، وربما وُصف به الماء. وثوب

مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ: رديء النَّسْج رَقِيقه. اللحياني: تَسَلْسَل

الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حتى رَقَّ، فهو مُتَسَلْسِلٌ.

والتَّسَلْسُل: بَريق فِرِنْد السيف ودَبيبُه. وسَيْفٌ مُسَلْسَل وثوب مُلَسْلَسٌ

(*

قوله «وثوب ملسلس» وقوله «وبعض يقول مسلسل» هكذا في الأصل ومثله في

التهذيب، وفي التكملة عكس ذلك) وفيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وبَعْضٌ يقول

مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب؛ وقال المعطل الهذلي:

لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ،

وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ

أَراد بالمَطارِد سِهاماً يُشْبِه بعضها بعضاً، وأَراد بقوله مُسَلَّس

مُسَلْسَل أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد. والسَّلْسَلة: اتصالُ

الشيء بالشيء.

والسَّلْسِلةُ: معروفة، دائرة من حديد ونحوه من الجواهر، مشتق من ذلك.

وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّك من أَقوام يُقادُون إِلى الجنَّة بالسَّلاسِل؛

قيل: هم الأَسرى يُقادُون إِلى الإِسلام مُكْرَهين فيكون ذلك سبب دخولهم

الجنة ليس أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة، ويدخل فيه كل من حُمِل على عَمَل من

أَعمال الخير. وسَلاسِلُ البَرْق: ما تَسَلْسَل منه في السحاب، واحدته

سِلْسِلة، وكذلك سَلاسِل الرَّمْل، واحدتها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ؛ قال

الشاعر:خَلِيلَيَّ بين السِّلْسِلَيْنِ لو آنَّني

بنَعْفِ اللِّوى، أَنْكَرْتُ ما قلتُما ليا

وقيل: السِّلْسِلان هنا موضعان. وبَرْقٌ ذو سَلاسِل، ورمل ذو سَلاسِل:

وهو تَسَلْسُله الذي يُرى في التوائه. والسَّلاسِل: رَمْلٌ يتَعَقَّد بعضه

على بعض وينقاد. وفي حديث ابن عمرو: في الأَرض الخامسة حَيَّات كسَلاسِل

الرَّمْل؛ هو رَمْل ينعقد بعضه على بعض مُمَْتَدًّا. ابن الأَعرابي:

البَرْق المُسَلْسَل الذي يتَسَلْسَل في أَعاليه ولا يكاد يُخْلِف. وشيء

مُسَلْسَلٌ: متصل بعضه ببعض، ومنه سِلْسِلة الحديد. وسِلْسِلة البرق: ما

استطال منه في عَرْض السحاب. وبِرْذَوْنٌ ذو سَلاسِل إِذا رأَيت في قوائمه

شبهها.

وفي الحديث ذكر غَزْوة السُّلاسل، وهو بضم السين الأُولى وكسر الثانية،

ماء بأَرض جُذام، وبه سميت الغَزاة، وهو في اللغة الماء السَّلْسال، وقيل

هو بمعنى السَّلْسَل.

ويقال للغلام الخفيف الروح: لُسْلُسٌ وسُلْسُل. والسِّلْسِلانُ: ببلاد

بني أَسَد. وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من الدَّهْناء؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يَكْفِيك، جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل،

ضَحْيانةٌ من عَقَدات السَّلْسَل

سلسل
{السَّلْسَلُ، كجَعْفَرٍ، وخَلْخَالٍ: الْماءُ العَذْبُ، السَّلِسُ، السَّهْلُ فِي الْحَلْقِ، أَو الْبارِدُ أَيْضا، يُقالُ: ماءٌ} سَلْسَلٌ، {وسَلْسَالٌ: سَهْلُ الدُّخُولِ فِي الحَلْقِ، لِعُذُوبَتِهِ، وصَفَائِهِ، وقالَ الرَّاغِبُ: تَرَدَّدَ فِي مَقَرِّهِ حَتَّى صَفا،} كالسُّلاسِلِ، بالضَّمِّ، قالَ ابنُ بَرِّيِّ: شاهِدُ {السَّلْسَلِ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ:
(أَمْ سَبِيلَ إلىَ الشَّبابِ، وذِكْرُهُ ... أشْهَى إِلَيَّ مِنْ الرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)
وشاهِدُ} السُّلاسِلِ قَوْلُ لَبِيدٍ:
(حَقائِبُهُمْ رَاحٌ عَتِيقٌ وَدَرْمَكٌ ... ورَيْطٌ وَفَاثُورِيَّةٌ {وسُلاسِلُ)
وَقَالَ أَو ذُوَيبٍ:
(فَشَرَّجَها مِنْ نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ ... سُلاَسِلَةٌ مِنْ ماءِ لِصْبٍ} سُلاَسِلِ)
(و) {السَّلْسَلُ،} والسَّلْسَالُ مِنَ الْخَمْرِ: الَّليِّنَةُ، قالَ حَسَّانُ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ: بَرَدَى يُصَفَّقُ بِالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقالَ اللَّيْثُ: هوَ السَّلْسَلُ، أَي العَذْبُ الصَّافِي، إِذا شُرِبَ {يَتَسَلْسَلُ فِي الْحَلْقِ.} وتَسَلْسَلَ الْماءُ: جَرَى فِي حُدُورٍ، أَو صَبَبٍ، قالَ الأَخْطَلُ:
(إِذا خَافَ مِنْ نَجْمٍ عَلَيْها ظَمَاءَةً ... أَدَبَّ إِليْها جَدْوَلاً {يَتَسَلْسَلُ)
وثَوْبٌ} مُسَلْسَلٌ، {ومُتَسَلْسِلٌ: رَدِيءُ النَّسْجِ، رَقِيقُهُ.} والسَّلْسَلَةُ: اتِّصالُ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ، وشَيء {مُسَلْسَلٌ: مُتَّصِلٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. وَأَيْضًا: الْقِطْعَةُ الطَّوِيلَةُ مِنَ السَّنامِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ أَبو عَمْرٍ و: هِيَ اللَّسْلَسَةُ، ويُكْسَرُ، عَن الأَصْمَعِيِّ: يُقالُ: لَسْلَسَةٌ، وسَلْسَلَةٌ. (و) } السِّلْسِلَةُ، بالكَسْرِ: دَائِرٌ مِن حَدِيدٍ، ونَحْوِهِ مِنَ الجَواهِرِ مُشْتَقٌّ مِ ذَلِك، وقالَ الرَّاغِبُ: تُصُوِّرَ فِيهِ {تَسَلُّلٌ مُتَرَدِّدٌ، فرُدِّدَ لَفْظُهُ تَنْبِيهاً عَلى تَرَدُّدِ مَعْناهُ، والجَمْعُ} السَّلاسِلُ، ومنهُ الحَديثُ: يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ {بالسَّلاسِلِ.
ومِنَ المَجازِ: بَدَتْ} سَلاسِلُ الْبَرْقِ، أَيْ اسْتَطالَ فِي خَفَقانِهِ، {وتَسَلْسَلَ فِي عُرْضِ السَّحابِ، (و) } سَلاَسِلُ السَّحابِ: مَا {تَسَلْسَلَ مِنْهُ أَيْضا، وَاحِدتُها} سِلْسِلَةٌ، {وسِلْسِلٌ، بكسرِهِما، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ:} وسِلْسِيلٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ. {والسِّلْسِلاَنُ، بالكسرِ: ع، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَاب: مَوْضِعَانِ، وهما بِبِلاَدٍ بَنِي أَسَدٍ، وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِرِ:
(خَلِيلَيَّ بَيْنَ} السِّلْسِلَيْنِ لَوَ أَنَّنِي ... بِنَعْفِ الِّلوَى أَنْكَرْتُ مَا قُلْتُما لِيَا)
(و) {السَّلْسَلُ، كفَدْفَدٍ: جَبَلٌ بالدَّهْنَاءِ، أَرْضِ بني تَمِيم، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: حَبْلٌ، بالحَاءِ)
المُهْمَلَةِ، لأَنَّ الدَّهْناءَ لَا جَبَلَ فِيهَا، نَبَّهَ على ذلكَ نَصْرٌ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: يَكْفِيكَ جَهْلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهِلِ ضَحْيانَةٌ مِن عَقَداتِ} السَّلْسَلِ {والسَّلاَسِلُ: رَمْلٌ يَتَعَقَّدُ بَعْضُهُ عَلى بَعْضٍ، بَعْضُهُ عَلى بَعْضٍ، ويَنْقادُ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، يُقالُ: رَمْلٌ ذُو} سَلاَسِلَ، وَهُوَ مَجازٌ، ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ عَمْرٍ و: فِي الأرْضِ الخامِسَةِ حَيَّاتٌ {كَسَلاَسِلِ الرَّمْلِ. وأنْشَدَ ابنُ السِّيدِ فِي الفَرْق لِذِي الرُّمَّةِ:
(لأُدْمَانَةٍ مِنْ وَحْشِ بَيْنَ سُوَيْقَةٍ ... وَبَيْنَ الْحِبَالِ الْعُفْرِ ذاتِ} السَّلاسِلِ)
وفَسَّرَها بالرِّمالِ المُسْتَطِيلَةِ، واحِدَتُها {سِلْسِلَةٌ} وسِلْسِيلٌ. (و) {السَّلاسِلُ مِنَ الْكِتابِ: سُطُورُهُ، يُقالُ: مَا أَحْسَنَ} سَلاَسِلَ كِتَابِهِ، وَهُوَ مَجازٌ. {والسِّلْسِلَةُ، بِالكَسْرِ: الْوَحَرَةُ، وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ رُقَيْطَاءُ، لَها ذَنَبٌ رَقِيقٌ، تَمْصَعُ بهِ إِذا عَدَتْ، وَقد ذُكِرَتْ فِي وح ر. ويُقالُ: مَا} سَلْسَلَ طَعاماً: أَي مَا أَكَلَهُ كأَنَّهُ مَا صَبَّهُ فِي حَلْقِهِ. {وتَسَلْسَلَ الثَّوْبُ، وتَخَلْخَلَ: لُبِسَ حَتَّى رَقَّ، فَهُوَ} مُتَسَلْسِلٌ، ومُتَخَلْخِلٌ. وثَوْبٌ {مُسَلْسَلٌ: فِيْهِ وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وَكَذَلِكَ: مُلَسْلَسٌ، وكأَنَّ} المُسَلْسَلَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وغَزْوَةُ ذَاتِ {السَّلاَسِلِ، ظَاهِرُهُ أَنَّهُ بِفَتْحِ السِّينِ، وَهُوَ المَشْهُورُ، وَبِه جَزَمَ البَكْرِيُّ، ويُرْوَى بِضَمِّها، وبهِ جَزَمَ ابنُ الأَثِيرِ، ونَقَلَ الحافِظُ القَوْلَيْنِ فِي الفَتْحِ، وقالَ ابنُ القَيِّم: بالضَّمِّ، والفَتْحِ لُغَتانِ. فاقْتِصارُ المُصَنِّفِ عَلى الواحِدَةِ قُصُورٌ ظَاهِرٌ، وتَبَرَّأَ الشَّامِيُّ مِنَ الضَّمِّ، وَقَالَ: إنَّ المَجْدَ معَ سَعَةِ اطِّلاَعِهِ لم يَذْكُرْ إلاَّ الفَتْحَ، قالَ شَيخُنا: وَهَذَا غيرُ قادِح، لأنَّ الحافِظَ حُجَّةٌ، وَقد صَرَّحَ البُرْهانُ بأَنَّ غيرَ واحِدٍ صَرَّحَ بهما مَعاً، وَكم فاتَ المَجْدُ مِنَ الأَمْرِ المَشْهُورِ، فَضْلاً عَن المَهْجُورِ، ثمَّ تَسْمِيَتُهُ على الفَتْحِ، لأَنَّهُ كانَ بهِ رَمْلٌ بَعْضُهُ على بَعْضٍ،} كالسِّلْسِلَةِ، وعَلى الضَّمِّ لِسُهُولَتِهِ، وَهِي، أَي: ذاتُ السَّلاَسِل: ماءٌ بأَرْضِ جُذَامِ، وَرَاءَ وادِي الْقُرَى، وبهِ سُمِّيَتِ الْغَزَاةُ، غَزَاهَا سَرِيَّةُ عَمْرِو ابْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ، سَنَةَ ثَمانٍ مِنَ الهِجْرَةِ الشَّرِيفَةِ، قالَ حَسَّانُ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (أجِدَّكَ لم تَهْتَجْ لِرَسْمِ المَنازِلِ ... ودَارِ مُلُوكٍ فَوقَ ذَاتِ {السَّلاَسِلِ)
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: غَدِيرٌ} سَلْسَلٌ: إِذا ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ يَصِيرُ {كالسِّلْسِلَةِ، قالَ أَوْسٌ:
(وأَشْبَرَنِيهِ الْهَالِكِيُّ كَأَنَّهُ ... غَدِيرٌ جَرَتْ فِي مَتْنِهِ الرِّيحُ} سَلْسَلُ)

{وتَسَلْسَلَ الْمَاءُ فِي الحَلْقِ: جَرَى،} وسَلْسَلْتُه أَنا: صَبَبْتُهُ فِيهِ. {والتَّسَلْسُلُ: بَرِيقُ فِرِنْدِ السَّيْفِ ودَبِيبُهُ. وسَيْفٌ} مُسَلْسَلٌ: فِيهِ مِثْلُ {السِّلْسِلَةِ مِنَ الْفِرنْدِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: البَرْقُ} المُسَلْسَلُ: الَّذِي {يَتَسَلْسَلُ فِي أَعالِيهِ، وَلَا يكادُ يُخْلِفُ. وبِرْذَوْنٌ ذُو} سَلاَسِلَ: إِذا رَأَيْتَ فِي قَوائِمِهِ شِبْهَ {السِّلْسِلَةِ.
ويُقالُ لِلْغُلاَمِ الْخَفِيفِ الرُّوحِ:} سُلْسُلٌ، ولُسْلُسٌ، بالضَّمِّ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. {وسَلْسَلَ: إِذا أَكَلَ} السِّلْسِلَةَ، أَي القِطْعَةَ مِنَ السَّنَامِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. {وسَلْسَلَهُ: قَيَّدَهُ} بالسِّلْسِلَةِ، فَهُوَ {مُسَلْسَلٌ.
وقالَ ابنُ حَبِيب: بَنُو} سِلْسِلَةَ بنِ غُنْمٍ، بَطْنٌ مِنْ طَيِّءٍ. والحَدِيثُ {المُسَلْسَلُ: مِثْلَ أَنْ يَقولَ المُحَدِّثُ: صافَحْتُ فُلاَناً، قالَ: صافَحْتُ فُلانا، هَكَذَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قالَ ألص أغانيُّ: سَمِعْتُ مِنَ الأَحادِيثِ،} المُسَلْسَلَةِ بِمَكَّةَ، حَرَسَهَا اللهُ تَعالى، والهِنْدِ، واليَمَنِ، وبَغْدَادَ، مَا يَنِيفُ عَلى أَرْبَعِمائةِ حَدِيثٍ، ولَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ أَحَداً اجْتَمَعَ لَهُ هَذا القَدْرُ مِنَ! المُسَلْسَلاتِ.
(الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً دائِماً أَبَداً ... أَعْطَانِيَ اللهُ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدا)
قلتُ: وأَشْهَرُها الحَدِيثُ المُسَلْسَلُ بالأَوَّلِيَّةِ، وَقد أَلَّفْتُ فِيهَا رِسَالةً حافِلَةً، سَمَّيْتُها المِرْقَاةُ العَلِيَّةُ فِي شَرْحِ الحديثِ المُسَلْسَلِ بالأَوَّلِيَّةِ، نافِعَةٌ فِي بابِها، وَقد وَقَعَتْ لَنا الأحادِيثُ {المُسَلْسَلَةُ بِشُرُوطِها مَا يَنِيفُ عَلى الْمِائةِ، وَمَا هُوَ بالإِجازَةِ الخَاصَّةِ والْعَامَّةِ، مِمَّا سَمِعْتُها بالحَرَمَيْنِ، والْيَمَنِ، ومِصْرَ، والقُدْسِ، مَا يَبْلُغُ إِلَى أرْبَعِمِائةٍ ونَيِّفٍ، والحَمْدُ للهِ تَعالَى عَلى ذَلِك.} وسَلْسَلٌ، كجَعْفَرٍ: نَهْرٌ فِي سَوادِ العِرَاقِ، يُضافُ إليهِ طَسُّوجٌ مِنْ خُراسَانِ. ودَرْبُ {السِّلْسِلَةِ بِبَغْدَادَ، عندَ بابِ الكُوفَةِ، نَزَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ يَعُقُوبَ الكُلِينِيُّ الرَّازِيُّ، مِنْ فُقَهاءِ الشِّيعَةِ فنُسِبَ إِلَيْهِ، قالَهُ الحَافِظُ،} وسَلْسُولُ الرَّمْلِ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ فِي {سِلْسِيلِهِ، بالكسْرِ: عَامِّيَّةٌ. ومُنْيَةُ} السِّلْسِيلِ: بالكَسْرِ: قَرْيَةٌ قُرْبَ تِنِّيْسَ، وَمِنْهَا شَيخُ مَشايخِ مَشايخِنا العَلاَّمَةُ زَيْنُ الدينِ بنُ مُصْطَفى الدِّمْياطِيُّ {- السِّلْسِيلِيُّ، وُلِدَ سنة، وقَرَأَ عَلى المَزَّاحِيِّ، والشَّبْرَامَلْسِيِّ، والشَّمْسِ الشَّوْبَرِيِّ، وعَنْهُ الإِمَامُ أَبُو حَامِدٍ البَدْرِيُّ، وتُوُفِّيَ سنة. وأحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ الْكِنَانِيُّ} - السُّلاَلِيُّ، بالضَّمِّ: أَحَدُ الفُقَهاءِ بالْيَمَنِ، ذَكَرَهُ الخَزْرَجِيُّ.

ثغب

(ثغب)
الشَّاة وَنَحْوهَا ثغبا ذَبحهَا وَالرجل بِالرُّمْحِ طعنه
ث غ ب

رضاب كالثغب وهو الماء المستنقع في صخرة أو صلابة من الأرض. ويقال لذوب الجمد الثغب.

ثغب


ثَغَبَ(n. ac. ثَغْب)
a. Cut the throat of. — [acc. & Bi], Pierced with ( a spear ).
ثَغِبَ(n. ac. ثَغَب)
a. Flowed; melted.

تَثَغَّبَa. Flowed.

ثَغْب
(pl.
ثِغَاْب
أَثْغَاْب)
a. Pool of water.

ثَغَب
(pl.
ثِغْبَاْن)
a. see 1
[ثغب] الثَغَبُ: الغدير يكون في ظلّ جبل لا تصيبه الشمس فيبرد ماؤه، والجمع ثغبان، مثل شبث وشبثان، وثغبان مثل حمل وحملان. قال الشاعر :

مشعشعة بثغبان البطاح * وقد يسكن فيقال ثَغْبٌ، والجمع ثِغابٌ وأثغاب.
ثغب
الثَّغَبُ: ماءٌ صافٍ مُسْتَنْقَعٌ في صَخْرَةٍ، والجَميعُ الثُّغْبَانُ. وذَوْبُ الجَمَدِ: ثَغَبٌ.
والمَثْغَبُ: الطَّرِيقُ يكونُ في القُفِّ الذي فيه الثَّغَبُ.
وثَغَبَه بالسِّكِّينِ: طَعَنَه بها، ثَغْباً. وهو الذَّبْحُ أيضاً. وتَثَغَّبَتْ لَبَّتُه بالدَّم.
[ثغب] ك: ما غبر من الدنيا إلا "كالثغب" بمفتوحة فمعجمة تفتح وتسكن، شبه ما بقي من الدنيا بما بقي من الغدير ذهب صفوه. نه: هو موضع مطمئن في أعلى الجبل يستنقع فيه ماء المطر، وقيل: غدير في غلظ من الأرض أو على صخرة ويكون قليلاً. ومنه ح: فثئت بسلالة من ماء ثغب.
(ث غ ب)

الثَّغب، والثَّغَب، وَالْفَتْح اكثر: مَا بقى من المَاء فِي بطن الْوَادي.

وَقيل: هُوَ بَقِيَّة المَاء العذب فِي الأَرْض.

وَقيل: هُوَ أخدُود تحتفره المسايلُ من علُ، فَإِذا انحطت حفرت أَمْثَال الْقُبُور والدبار، فيمضي السَّيْل عَنْهَا ويغادر المَاء فِيهَا، فتُصفِّقه الرّيح، فَلَيْسَ شَيْء اصفى مِنْهُ وَلَا ابرد، فَسمى المَاء بذلك الْمَكَان.

وَقيل: كُلّ غديرٍ: ثَغْبٌ.

وَالْجمع: أثغاب، وثِغاب.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الثَّغَبُ، مَا استطال فِي الأَرْض مِمَّا يبْقى من السَّيْل: إِذا انحسر يبْقى مِنْهُ فِي حَيْد من الارض، فالماء بمكانه ذَلِك ثَغَبٌ، قَالَ: واضطر شَاعِر إِلَى إسكان ثَانِيه، فَقَالَ: وَفِي يَدي مثلُ مَاء الثَّغْب ذُو شُطَب أنِّى بِحَيْثُ يَهُوسُ اللّيْثُ والنَّمِرُ

شَبَّه السَّيْف بذلك المَاء فِي رقته وصفائه، وَأَرَادَ: لِأَنِّي.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الثَّغْب، بِسُكُون الْغَيْن: الغدير، وَالْجمع ثغْبان.

والثَّغب: ذوب الجمد، وَالْجمع: ثُغبان، قَالَ الاخطل:

وثالثة من الْعَسَل المُصفى مشعشعة بثُغبان البطاح

ثغب: الثَّغْبُ والثَّغَبُ، والفتح أَكثرُ: ما بَقِيَ من الماءِ في بطنِ

الوادي؛ وقيل: هو بَقِيَّةُ الماءِ العَذْبِ في الأَرض؛ وقيل: هو

أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ الـمَسايِلُ من عَلُ، فإِذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ

القُبورِ والدِّبار، فيَمْضي السَّيْلُ عنها، ويُغادِرُ الماءَ فيها، فتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُد، فليس شيءٌ أَصْفَى منه ولا أَبْرَدَ، فسُمِّيَ الماءُ بذلك المكانِ. وقيل: الثَّغَبُ الغَدِيرُ يكون في ظلِّ جَبَل لا تُصِيبُه الشمس، فيَبْرُد ماؤُه، والجمع ثِغْبانٌ مثل شَبَثٍ وشِبْثانٍ، وثُغْبانٌ مثل حَمَل وحُمْلان. قال الأَخطل:

وثالثةٍ من العَسَل الـمُصَفَّى، * مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطاح

ومنهم من يرويه(1)

(1 قوله «ومنهم من يرويه إلخ» هو ابن سيده في محكمه كما

يأتي التصريح به بعد.) بثُغْبانٍ، بضم الثاءِ، وهو على لغة ثَغْبٍ،

بالاسكان، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ. وقيل: كلُّ غَدِيرٍ ثَعْبٌ، والجمع أَثْغابٌ

وثِغابٌ. الليث: الثَّغَبُ ماءٌ، صار في مُسْتَنْقَعٍ، في صَخْرَةٍ أَو

جَهْلةٍ، قليلٌ. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: ما شَبَّهْتُ ما غَبَرَ من الدنيا إِلا بثَغْبٍ قد ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِيَ كَدَرُه. أَبو عبيد:

الثَّغْبُ، بالفتح والسكون: الـمُطْمَئِنُّ من المواضع في أَعلى الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيه ماءُ المطر. قال عَبيدٌ:

ولقد تَحُلُّ بها، كأَنَّ مُجاجَها * ثَغْبٌ، يُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ

وقيل: هو غَديرٌ في غَلْظٍ من الأَرضِ، أَو على صَخْرة، ويكون قليلاً.

وفي حديث زياد: فُثِئَتْ بِسُلالةٍ من ماء ثَغْبٍ. وقال ابن الأَعرابي: الثَّغَبُ ما استَطال في الأَرض مـما يَبْقَى مِن السَّيْل، إِذا انْحَسَر يَبْقَى منه في حَيْدٍ من الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذلك ثَغَبٌ. قال: واضْطُرَّ شاعر إِلى إِسْكان ثانِيه، فقال:

وفي يَدي، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ ، * أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ

شَبَّه السيفَ بذلك الماءِ في رِقَّتِه وصَفائه، وأَراد لأَني. ابن

السكيت: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه الـمَسايِلُ مِن عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، والمكانُ ثَغْبٌ، وهما جميعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ. قال الشاعر:

وما ثَغَبٌ، باتَتْ تُصَفِّقُه الصَّبا، * قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْها الرَّوائِحُ

والثَّغَبُ: ذَوْبُ الجَمْدِ، والجمعُ ثُغْبانٌ. وأَنشد ابن سيده بيت

الأَخطل: بثُغْبان البطاح. ابن الأَعرابي، الثُغْبان: مَجاري الماء، وبين كلِّ ثَغْبَيْنِ طَريقٌ، فإِذا زادتِ المِياهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ،

وأَنشد:

مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بها الوَبْلُ

ثغب
: (الثَّغْبُ:) هُوَ (الطَّعْنُ والذَّبْحُ) (نَقَلَهُ الصَاغَانِيُّ، (و) الثَّغْبُ (: أَكْثَرُ مَا بَقِيَ مِنَ المَاءِ فِي بَطْنِ الوَادِي) وقِيلَ: هُوَ بَقيَّةُ المَاءِ العَذْبِ فِي الأَرْضِ، وقِيل: هُوَ أُخْدُودٌ تَحْتَفِرُه المَسَايِلُ مِنْ عَلُ، فإِذَا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمْثَالَ القُبُورِ والدَّبَارِ، فَيَمْضِي السَّيْلُ عَنْهَا ويُغَادرُ المَاءَ فِيهَا فَتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُدُ، فَلَيْسَ شَيءٌ أَصْفَى مِنْه وَلاَ أَبْرَدَ، فَسْمِّيَ المَاءُ بذَلكَ المَكَانِ، (ويُحَرَّكُ) ، وهُوَ الأَكْثَرُ، (ج ثِغَابٌ) ، بالكَسْرِ، وَهُوَ القِيَاسُ فِي المَفُتُوح والمُحَرَّك، (وأَثْغَابٌ) جَمْعُ المُتَحَرَّكِ، (وثِغْبَانٌ بالكَسْرِ) مثْل شَبَث وشِبْثَانٍ (والضَّمِّ) مثْلُ حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ، قَالَ الأُخْظَلُ:
وَثَالِثَةٍ مِنَ العَسَلِ المُصَفَّى
مُشَعْشَعَةٍ بثِغْبَانِ البِطَاحِ
ومنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ: بِثُغْبان، بالضِّمد وهُوَ عَلَى لُغَةِ ثَغْبٍ بالأَكْكَان، كعَبْدٍ وعُبْدَانِ، وقِيلَ: كُلُّ غَدِيرٍ ثَغْبٌ، وعَنِ اللّيْثِ: اللثَّغْبُ: مَا صَارَ فِي مُسْتَنْقَعٍ فِي صَخْرَةٍ، وَفِي حَديث ابنِ مَسْعُودٍ (مَا شَبَّهْتُ مَا غَبَرَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَ بِثَغْبٍ قَدْ ذَهَبَ صَفْوُهُ وبَقِيَ كَدَرُهُ) وَعَن أَبِي عُبَيْد: الثَّغْبُ، بالفَتْحِ والسُّكُونِ: المُطْمَئنُّ منَ المَوَاضِعِ فِي أَعْلَى الجَبَل يَسْتَنْقعُ فِيهِ مَاءُ المَطَرِ، قَالَ عَبيد:
وَلَقَدْ تَحُلُّ بِهَا كَأَنَّ مُجَاجَهَا
ثَغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوُهُ بِمُدَامِ
وَقيل هُوَ غَديرٌ فِي غَلْظٍ مِنَ الأَرْضِ أَوْ عَلَى صَخْرَةِ، ويكونُ قَليلاً، وَفِي حَدِيث زِيَادٍ (فُثِئَتْ بِسُلاَلَةٍ مِنْ معاءِ ثَغْب) . وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الثَّغَبُ: مَا اسْتَطَالَ فِي الأَرْض ممَّا يَبْقى من السَّيْل إِذَا انْحَسَرَ يَبْقَى مِنْهُ فِي حَيْد منَ الأَرْضِ فَالمَاءُ بمَكَانِهِ ذَلِك ثَغَبٌ، قَالَ واضْطُرَّ شَاعر إِلى إِسْكَان ثَانيه فَقَال:
وَفِي يَدِي مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ ذُو شُطَب
أَنِّى بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمرُ
شَبَّهَ السَّيْفَ بذلك المَاءِ فِي رِقَته وصَفَائِهِ، وأَرَادَ: لاِءَنِّي، وقَالَ ابنُ السِّكِّيت: الثَّعْبُ تَحْتَبِرُهُ المَسَايِلُ مِنْ عَلُ فالمَاءُ ثَغْبٌ (والمكانُ ثَغْبٌ) وهُمَا جَمِيعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ، قَالَ الشَّاعرُ:
وَمَا ثَغَبٌ بَاتَتْ تُصَفِّقُهُ الصَّبَا
قَرَارَةَ نِهْيِ أَتْأَقَتْهَا الرَّوَائِحُ
(و) مِنَ المَجَازِ (تَثَغَّبَتْ لِثَتُهُ بالدَّم سالَتْ، والثَّغَبُ مُحَرَّكَةً: ذَوْبُ الجَمَدِ) والجَمْعُ ثُغُبَانٌ، كعُثْمَانَ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الثُّغْبَانُ: مَجَارِي المَاءِ، وبَيْنَ كِلَّ ثَغْبَيْنِ طَرِيقٌ، فإِذا زَادَت المِيَاهُ ضَاقَتِ المَسَالِكُ فَدَقَّتْ، وأَنشد: مَدَافعُ ثُغْبَانٍ أَضَرَّ بِهَا الوَبُلُ
(و) قِيلَ الثَّغَبُ هُوَ (الغَدِيرُ) يَكُونُ (فِي ظِلِّ جَبَلٍ) لاَ تُصِيبُهُ الشَّمْسُ فَيَبْرُد مَاؤُهُ وجَمْعُهُ ثُغْبَانٌ.
وَفِي الأَساس: وثَغَبَ البَعِيرُ شَفَتَه: أَخْرَجَهَا.
ورُضَابٌ كالثَّغْبِ وهُوَ المَاءُ المُسْتَنْقَعُ فِي صَخْرَةٍ. وَقد تَقَدَّم فِي المُهْمَلَةِ: أَنَّ الثُّعْبَان: اسْمُ مَاءٍ.

ودع

(ودع) (يودع) دعة ووداعة سكن وَاسْتقر وترفه فَهُوَ وديع
(ودع) : الدَّعَةُ: تِبْنُ الطَّهَفِ، وهو شَجَرٌ دَقِيقٌ، وبَزْرُه صِغرٌ حُمْرٌ، يُتَّخَذُ منه خُبْزٌ كأَنَّه خُبْزُ الأُرْز.
ودع: الوداع [الودع]: الترك. {ما ودعك}: ما تركك، ومنه الوداع. 
(ودع) الْمُسَافِر النَّاس فارقهم محييا لَهُم وَالنَّاس الْمُسَافِر شيعوه محبيين لَهُ متمنين لَهُ دعة يصير إِلَيْهَا إِذا قفل وَالشَّيْء تَركه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مَا وَدعك رَبك} وصانه فِي صوانه وَيُقَال ودع الثَّوْب جعله فِي صوان يصونه وَالصَّبِيّ وضع فِي عُنُقه الودع وفرسه رفهه فَهُوَ مُودع ومودوع (على غير قِيَاس)
ودع
الدّعة: الخفض. يقال: ودعت كذا أدعه وَدْعاً. نحو: تركته، وادعا وقال بعض العلماء:
لا يستعمل ماضيه واسم فاعله وإنما يقال: يَدَعُ ودَعْ ، وقد قرئ: (ما وَدَعَكَ ربّك) [الضحى/ 3] ، وقال الشاعر:
ليت شعري عن خليلي ما الذي غاله في الحبّ حتى ودعه
والتودّع: ترك النّفس عن المجاهدة، وفلان متّدع ومتودّع، وفي دعة: إذا كان في خفض عيش، وأصله من التّرك. أي: بحيث ترك السّعي لطلب معاشه لعناء، والتّوديع أصله من الدّعة، وهو أن تدعو للمسافر بأن يتحمّل الله عنه كآبة السّفر، وأن يبلّغه الدّعة، كما أنّ التّسليم دعاء له بالسّلامة فصار ذلك متعارفا في تشييع المسافر وتركه، وعبّر عن التّرك به في قوله: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ
[الضحى/ 3] ، كقولك: ودّعت فلانا نحو: خلّيته، ويكنّى بالمودع عن الميّت، ومنه قيل: استودعتك غير مودع، ومنه قول الشاعر:
ودّعت نفسي ساعة التّوديع
و د ع

دعه يفعل كذا، وما ينبغي أن تدعه. ووادعه موادعة: تاركه العداوة. وتوادعوا. وأودعته الوديعة والودائع، واستودعته إياها. وهو في خفض ودعة، وقد ودع وداعة، واتّدع وتودّع. وقال عمر بن أبي ربيعة:

تودّع من نساء الناس طراً ... فأصبح خالصاً بكم يهيم

وفي الحديث: " فقد تودّع منهم " ورجل وديع ووادع ومتدع ومتودع. ونال الملك وادعاً: من غير كلفة. وودّع الثوب توديعاً، وتودّعه: صانه في الميدع وهو الصّوان. قال الراعي:

ثناء تشرق الأحساب منه ... به نتودّع الحسب المصونا

وهذا الجمل يودّع للفحلة: يصان.

ومن المجاز: أودعته سرّي. وأودع الوعاء متاعه. وأودع كتابه كذا. وأودع كلامه معنى حسناً. قال:

أستودع العلم قرطاساً فضيّعه ... فبئس مستودع العلم القراطيس

وسقطت الودائع: الأمطار، لأنها أودعت السحاب. وفلان وديع: للساكن الطائر استعير من المستريح. قال حسان:

وديع وسهل للصديق وإنه ... ليعدل رأس الأصيد المتمايل
ودع
هو مِيْدَاعَةٌ ومُتَّدِعُ: أي صاحِبُ دَعَةٍ وخَفْضٍ، وقد وَدُعَ وَدَاعَةً وهو وادِعٌ ووَدِيْعٌ. واتَّدَعَ تُدَعَةً - على وَزْنِ تُخَمَةٍ - وعليك بالمَوْدُوْعِ، ولا فِعْلِ منه، كما يُقال: المَعْسُوْر. وَوَدَّعْتُ الثَّوْبَ وتَوَدَّعْتُه: صُنْتَه في مِيْدَعٍ، والمِيْدَعُ: يكون ما يُجْعَلُ وقايَةً لغَيْرِه. ويُوْصَفُ به الثَّوبُ المُبْتَذَلُ أيضاً.
ووَدَّعْتُه: تَرَكْتَ إخاءه، وهو من الوَدَاع، ويُقال: لم أُدَعْ وَرائي: أي لم أُتْرَكْ، وأصْلُه، أُوْدَعْ. وهو يَدَعُ كذا، ولا يُقال وَدَعَ إِلاًّ في ضَرورةٍ. والوَدْعُ: مَنَاقِفُ صِغَارٌ تَخْرُجُ من البَحْر. وَوَدْعُ: اسْمٌ من أسماء اليَرْبُوْع. والمُوَادَعَةُ: المُنَاطَقَةُ. والمُصَالَحَةُ أيضاً.
وأوْدَعُ: اسْمٌ للغَرَضِ، يُقال: أنا أوْدَعُ لكَ من كُلِّ شَيْءٍ. والوَدَائعُ: الأمْطَار. والأوْدَعُ من القَنَافِذِ واليَرَابيعِ: شِبْهُ الأبْلَقِ. يُقال: حَمَامٌ أوْدَعُ: إِذا كان في حَوْصَلَتِه بَيَاضٌ.
والمُتَّدِعُ: الذي يَشْكو عِضْواً وسائرُه صَحيحٌ. وأوْدَعْتُه مالاً واسْتَوْدَعْتُه: سَوَاء. وقيل أيضاً: أوْدَعْتُه مالاً: دَفَعْتَه إِليه وَدِيْعةً. وأوْدَعْتُه: قَبِلْتَ وَدِيْعَتَه. والوَدَعُ: شَيْءٌ من الأدْوِيَةِ، مُعَرَّبَةٌ.
(ودع) - في حديث سَهْل بن أَبى حَثْمَه - رضي الله عنه -: "إذَا خَرصْتُم فدَعُوا الثُّلُثَ أَو الرُّبُع"
قيل: معناه: دعوا لهم هذا القدرَ لِيُفرِّقُوه على قَرَابتِهم وجِيرَانِهم بأنفُسِهِم، ويحتمل أن يُريدَ به: إذَا لم يَرْضَوْا بِخَرْصكُم فدَعُوا لهم الثُّلُثَ، ليتَصَرَّفُوا فيه، ويضمَنُوا حَقَّه، ويدَعُوا البَاقى إلى أن يَجِفَّ ويؤخَذَ حَقُّه، لا أنه يُترَكُ لهم ذلك بلا عِوَض، ولا إخَراجِ حَقٍّ.
- في الحديث: "ارْكَبُوا هذه الدّوَابَّ سَاِلمةً، وايْتَدِعُوهَا سَالمَةً" يُقَالُ: ايْتَدَع واتّدَعَ تُدَعَةً على وَزْن تُخَمَة، بمعنَى وَدَعَ وَدَاعَةً، فهو مُتَّدِعٌ؛ أي صاحِبُ دَعَةٍ وخفضٍ، كأنه يُرِيدُ: رَفِّهُوا عنها إذا لم تَحْتاجُوا إلى رُكوبِها.
- في الحديث: "مَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ الله تعالى له" الوَدَعُ - بفَتح الدَّال وسُكُونِها -: شَىءٌ يكُون في البَحر مُجوَّفٌ يُعَلَّقُ مِن مَخافَة [العَيْن] .
- وقَوله: "لا وَدَع الله تعالى له": أي لا جَعَلَه الله في خَفْضٍ ودَعَةٍ وسُكُونٍ. وقيل: معناه: لا خفَّف الله تعالى عنه ما يَخافُه، مَأخُوذٌ مِن وَدَعَه يَدَعُه: أي تركَه؛ وقَلَّ ما يُسْتَعْمل الماضى منه إلّا كقَول الشّاعِر:
* غَالَهُ في الحبِّ حتى وَدَعَه *
- في الحديث: "أنه وادَعَ بنى فُلانٍ"
: أي سَالَم وصَالَح على أَن يَتركَ كُلُّ واحدٍ منهم صاحِبَه من الحَرب والأَذَى . 

ودع


وَدُعَ(n. ac. وَدَاْعَة)
a. Was quiet, tranquil; stopped.

وَدَّعَa. see I (a) (b).
وَاْدَعَa. Became reconciled to.
b. see I (b)
أَوْدَعَa. Deposited with, intrusted to.
b. Took charge of.
c. [acc. & Ila], Commended, committed to.
d. see I (b)
تَوَدَّعَa. Was deposited &c.
b. Kept, preserved; laid by.
c. Employed.
d. Received the farewell of, parted from.

تَوَاْدَعَa. Made peace.

إِوْتَدَعَ
(ت)
a. see (وَدُعَ).
b. Was left in peace.

إِسْتَوْدَعَa. Recommended to: committed to.

وَدْعa. Tomb, grave; railing, enclosure.
b. Jerboa.

وَدْعَة
(pl.
وَدْع)
a. Shell; amulet.

وَدَعa. see 1 (b)
وَدَعَة
(pl.
وَدَع
& reg. )
a. see 1t
أَوْدَعُa. Quieter, gentler & c.
b. Whitethroated (pigeon).
c. see 1 (b)
مَوْدَعَة
a. [ coll. ], Nest-egg.

مِوْدَع
(pl.
مَوَادِع [] )
a. Workingclothes, every-day dress.
b. Disagreeable, offensive (language).
c. Chest, press, wardrobe.

مِوْدَعa. see 20 (a)
وَاْدِعa. Quiet, gentle, peaceable; tranquil.

وَدَاْعa. Adieux; farewell; leave; valediction.

وَدَاْعَةa. Mildness, gentleness, peaceableness;
mansuetude.

وِدَاْعa. see 22. — 25 (pl.
وُدَعَآءُ)
see 21b. Docile, manageable.
c. ( pl.
وَدَاْئِعُ), Pact, alliance, treaty.
وَدِيْعَة
(pl.
وَدَاْئِعُ)
a. fem. of
وَدِيْعb. Deposit.
c. Rain.

مِوْدَاْعa. see 20I
N. P.
وَدڤعَa. Left, abandoned.
b. see 25 (b)
& دَعَة (a).

N. P.
أَوْدَعَa. see 25 (b)
N. Ag.
تَوَدَّعَa. see 21
N. Ag.
إِوْتَدَعَ
(ت)
a. see 21b. Infirm.

N. Ag.
إِسْتَوْدَعَa. Depositor.

N. P.
إِسْتَوْدَعَa. Depository.
b. Place of deposit.
c. Uterus, matrix.

دَعَة
a. Quiet, quietness, tranquillity.
b. Ease, comfort.
c. see 22t
تُدَْعَة تَدَاعَة
a. see 22t
& دَعَة (a) (b).
وَادِعًا
a. Easily.

ذَات الوَدْع
a. The Temple of Mecca.
b. Noah's Ark.
c. Idols.

دَعْنِي أَفْعَل
a. Let me do; leave me alone.

تُوُدِّع مِنِّي
a. I have been bidden farewell.

مَا لَهُ مِيْدَع
a. He has no one to work for him.
و د ع : وَدَعْتُهُ أَدَعُهُ وَدْعًا تَرَكْتُهُ وَأَصْلُ الْمُضَارِعِ الْكَسْرُ وَمِنْ ثَمَّ حُذِفَتْ الْوَاوُ ثُمَّ فُتِحَ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ قَالَ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ وَزَعَمَتْ النُّحَاةُ أَنَّ الْعَرَبَ أَمَاتَتْ مَاضِيَ يَدَعُ وَمَصْدَرَهُ وَاسْمَ الْفَاعِلِ وَقَدْ قَرَأَ مُجَاهِدٌ وَعُرْوَةُ وَمُقَاتِلٌ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَيَزِيدُ النَّحْوِيُّ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] بِالتَّخْفِيفِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «لَيَنْتَهِيَنَّ قَوْمٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ» أَيْ عَنْ تَرْكِهِمْ فَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَنْ أَفْصَحِ الْعَرَبِ وَنُقِلَتْ مِنْ طَرِيقِ الْقُرَّاءِ فَكَيْفَ يَكُونُ إمَاتَةً وَقَدْ جَاءَ الْمَاضِي فِي بَعْضِ الْأَشْعَارِ وَمَا هَذِهِ سَبِيلُهُ فَيَجُوزُ الْقَوْلُ بِقِلَّةِ الِاسْتِعْمَالِ وَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِالْإِمَاتَةِ وَوَادَعْتُهُ مُوَادَعَةً صَالَحْتُهُ وَالِاسْمُ الْوِدَاعُ بِالْكَسْرِ وَوَدَّعْتُهُ تَوْدِيعًا وَالِاسْمُ الْوَدَاعُ بِالْفَتْحِ مِثْلُ سَلَّمَ سَلَامًا وَهُوَ أَنْ تُشَيِّعَهُ عِنْدَ سَفَرِهِ.

الْوَدِيعَةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَأَوْدَعْتُ زَيْدًا مَالًا دَفَعْتُهُ إلَيْهِ لِيَكُونَ عِنْدَهُ وَدِيعَةً وَجَمْعُهَا وَدَائِعُ وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ الدَّعَةِ وَهِيَ الرَّاحَةُ أَوْ أَخَذْتُهُ مِنْهُ وَدِيعَةً فَيَكُونُ الْفِعْلُ مِنْ الْأَضْدَادِ لَكِنْ الْفِعْلُ فِي الدَّفْعِ أَشْهَرُ وَاسْتَوْدَعْتُهُ مَالًا دَفَعْتُهُ لَهُ وَدِيعَةً يَحْفَظُهُ وَقَدْ وَدُعَ زَيْدٌ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِهَا وَدَاعَةً بِالْفَتْحِ وَالِاسْمُ الدَّعَةُ وَهِيَ الرَّاحَةُ وَخَفْضُ الْعَيْشِ وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنْ الْوَاوِ. 
(و د ع) : (لَا تَدَعْهُ) وَلَا تَذَرْهُ أَيْ لَا تَتْرُكْهُ قَالُوا وَلَا يُسْتَعْمَلُ مِنْهُ مَاضٍ وَلَا مَصْدَرٌ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ نَادِرًا أَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ لِأَنَسِ بْنِ زُنَيْمٍ
لَيْتَ شِعْرِي عَنْ أَمِيرِي مَا الَّذِي ... غَالَهُ فِي الْحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ
وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا قَرَآ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] بِالتَّخْفِيفِ وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيُخْتَمَنَّ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيُكْتَبُنَّ مَنْ الْغَافِلِينَ» أَيْ عَنْ تَرْكِهِمْ إيَّاهَا قَالَ شِمْرٌ زَعَمَتْ النَّحْوِيَّةُ أَنَّ الْعَرَبَ أَمَاتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَفْصَحُ الْعَرَبِ وَقَدْ رُوِيَتْ عَنْهُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ (وَالْمُوَادَعَةُ) الْمُصَالَحَةُ لِأَنَّهَا مُتَارَكَةٌ (الْوَدِيعَةُ) لِأَنَّهَا شَيْءٌ يُتْرَكُ عِنْدَ الْأَمِينِ يُقَالُ (أَوْدَعْتُ) زَيْدًا مَالًا (وَاسْتَوْدَعْتُهُ إيَّاهُ) إذَا دَفَعْتُهُ إلَيْهِ لِيَكُونَ عِنْدَهُ (فَأَنَا مُودِعٌ وَمُسْتَوْدِعٌ) بِالْكَسْرِ (وَزَيْدٌ مُودَعٌ وَمُسْتَوْدَعٌ) بِالْفَتْحِ (وَالْمَالُ مُودَعٌ وَمُسْتَوْدَعٌ) أَيْ وَدِيعَةٌ (وَالدَّعَةُ) الْخَفْضُ وَالرَّاحَةُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ فِي الْعُشْرِ يَنْقُصُ لِلْعَنَاءِ وَيَتِمُّ (لِلدَّعَةِ) وَقَدْ وَدُعَ دَعَةً وَوَدَاعَةً وَبِهَا سُمِّيَ وَالِدُ عَكَّافِ بْنِ (وَدَاعَةَ) الْهِلَالِيُّ وَبِاسْمِ الْفَاعِلَةِ مِنْهُ سُمِّيَ الْحَيُّ مَنْ هَمْدَانَ وَهِيَ الَّتِي يُنْسَبُ إلَيْهَا الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْوَدَاعِيُّ فِي السِّيَرِ فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -.
[ودع] التَوديعُ عند الرحيل. والاسم الوداع بالفتح. وتوديع الفحل: اقتناؤه للفحلة. وقوله تعالى: " ما وَدَّعَكَ رَبُّك " قالوا: ما تركك. وتَوْديعُ الثوبِ: أن تجعله في صوانٍ يصونه. والوَدَعاتُ: مَناقِفُ صِغار تُخْرَجُ من من البحر، وهي خَرَزٌ بيضٌ تتفاوت في الصغر والكبر. قال الشاعر : ولا ألقي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطي * لأَخْدَعَهُ وغِرَّتَهُ أُريدُ * الواحدة وَدْعَةٌ وَوَدَعَةٌ أيضاً بالتحريك. قال الشاعر:

والحِلمُ حِلْمُ صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ * والدعة: الخفض، والهاء عوض من الواو. تقول منه: وَدُعَ الرجل بالضم، فهو وَديعٌ، أي ساكنٌ، ووادع أيضا، مثل حمض فهو حامض. يقال: نال فلان المكارم وادِعاً من غير كلفةٍ. ورجلٌ مُتَّدِعٌ، أي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ. والمُوادَعَةُ: المصالحةُ. والتَوادُعُ: التصالحُ. وقولهم: عليك بالمَوْدوعِ، أي بالسكينة والوقار. ولا يقال منه ودعه كما لا يقال من المعسور والميسور عسره ويسره. وقولهم: دع ذا، أي اتركْه. وأصله وَدَعَ يَدَعُ وقد أُميتَ ماضيه، لا يقال وَدَعَهُ وإنَّما يقال تركه، ولا وادِعٌ ولكن تاركٌ، وربما جاء في ضرورة الشعر: وَدَعَهُ فهو مَوْدوعٌ على أصله. وقال : ليتَ شعري عن خليلي ما الذى * غاله في الحُبِّ حتَّى وَدَعَهْ * وقال خُفافُ بن نُدْبة: إذا ما اسْتَحَمَّتْ أرضهُ من سمائِهِ * جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ * أي متروكٌ لا يُضْرَبُ ولا يُزْجَرُ. والوَديعَةُ: واحدة الودائِع. قال الكسائي: يقال أوْدَعْتُهُ مالاً، أي دفعته إليه يكون وديعة عنده. وأودعته أيضاً، إذا دفع إليك مالاً ليكون وديعةً عندك فقبلتَها. وهو من الأضداد. واسْتَوْدَعْتُهُ وَديعَةً، إذا استحفظته إيَّاها. قال الشاعر: اسْتَوْدَعَ العِلْمَ قِرطاساً فَضَيَّعَهُ * فبئسَ مُسْتَوْدَعُ العِلْمَ القراطيسُ * والميدَعُ والميدَعَة : واحدة الموادِعِ. قال الكسائي: هي الثِياب الخُلقانُ التي تُبْتَذَلُ، مثل المَعاوِزِ. والأوْدَعُ: اسمٌ من أسماء اليربوع. وودعان: اسم موضع.
ودع:
ودعوا أموالهم: وضعوا أموالهم في مأمن (ابن بطوطة 281:3).
ودّع في نفسه حاجة: كان لديه حاجة (فريتاج كرست 5:50).
وَدّع: ترك، لم يفعل ne pas faire ( كليلة ودمنة 226) فاضرب لي مثلاً من يَدَعَ ضُرَّ غيره إذا قدر عليه.
ودع: ودعت الريح شكنت واستقرت (ابن جبير 19:315).
ودّع: يسّر له الراحة، أي حقق له راحة البال (المقري 245:1): فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بفتح باب الصناعة لأدخل عليه منه هوّن على المشي وودع جسمي procurer du repose.
وادع: اتفق مع فلان على (معجم البلاذري).
أودع: تصاغ مع الفعل اللازم ومع الحرف الجر ل أيضاً، أي لفلان (ألف ليلة 3:59:1): ونحن بنات نخاف أن نودع السر لمَنْ لا يحفظهُ.
تودع: ارتاح (معجم البيان اوتوب 230): طلب منه الإجازة إلى الأندلس يتودع بها فسرّحه لذلك (انظر البربرية 7:519:2). وفي (البربرية 473:2): (قضى متودعاً بين أهله وولده). ولعلها التي ينبغي أن تترجم: (انه توفي بسلام وهدوء). وقد ترجمها (دي سلان) لقام بالوداع الأخير، إلا إنني أشك في كون هذه الصيغة تحمل هذا المعنى.
تودع: تمتع بسلام من (البربرية 9:470:2): ثم دخل السلطان إلى قصره واقتعد أريكته وتودع ملكه. وفي (1:471): واستقر كل بمكانه وتودعوا أمرهم.
استودعه أمانة: إتُتَمَن فلاناً على أمانة (بقطر).
استودعك الله: ليحفظك الله! إلا إن جملة استودع الله أرضاً التي وردت في بيت الشعر الآتي تعد بمثابة لعنة أو مسبة:
أستودع الله أرضاً عندما وضحت ... بشائر الصبح فيها بُدلت حلكا
أي لا شيء مشترك يربط بيني وأرضٍ ... الخ.
استودع: طلب الانصراف، قال: الوداع (الكالا).
وَدْعّ وودَع: اسم جمع. الواحدة ودعة: صدف، صدفة (معجم أبي الفداء، معجم مسلم). والودع أيضاً خرز البحر المبرقش في هيئة حبة القهوة المثقوبة في منتصفها (بورسيلين البحر) (تيربونو، وانظر ابن البيطار، المجلد الرابع). ودع وتسمى أيضاً بغوري cauri وهو نقد صدفي كان رائجاً في الهند وأفريقيا السوداء يرميه الغجر في الهواء للكشف عن المستقبل (انظر بركهارت نوبيا 420). إن استعمال الغوري، في موضع النقد، لا يقتصر على الهند وحدا بل في جزر المالديف والسودان .. الخ. (ابن بطوطة Pssim دوماس صحاري 99، 298، 300).
ودع: يقال إن هناك قرب مدينة (سهرورد) أو (شهرزور) يوجد حقل لأشجار من الكروم التي تعطي سنةً أعناباً وفي السنة التي تعقبها ثماراً شديدة الاحمرار وسوداء شديدة السواد وفي نهاياتها، شبيهة بالصدف لذلك سميت بالودع
(معجم الجغرافيا).
ودع: قرابين دينية (جريدة الشرق والجزائر 406:12:، جاكو 296): هدايا (دوماس صحارى 233 وما يعقبها، عادات 328، 329، 356، 66). ودع: عيد أحد قديسّي قبيلة، عيد أحد الأولياء أو مزاره (دوماس عادات، 177:260 و466 وما يعقبها، مرغريت 147).
وداعة: دماثة الخلق أو عذوبته (بقطر).
وداعة: إيداع أو أمانة أو عملية وضع الشيء في المستودع أو تحت الحراسة (رحلة السندباد، طبعة لانجليس 43:14) (بقطر).
وداعة: استئمان، وصية استئمان (اصطلاح قانوني fidéi commis) ( بقطر).
وديعة: هي أيضاً استئمان حين تكون بمعنى التعاقد الذي يتم بوضع شيء في حوزة شخص معين.
وديعة: توصية، شفاعة، تزكية، نصيحة، وصية (الكالا).
في ودائع الله: برعاية الله (رياض النفوس 61) (بعد رحلة في الصحراء): فقال سر في ودائع الله فهذا هو العمران قد قرب منا.
ولله فيه وديعة: أنه في حراسة الله، إنسان ورع (رياض النفوس 100): وكان إذا سلّم عليه أحد نظر إليه نظرة فإن رأى الله تعالى فيه وديعة جلس وانبسط وإن رأى فيه غير ذلك قال علينا شغل.
وديعة والجمع ودائع: وداع (المقدمة 363:3).
وادع. آمن وادع: أمن تام (الإدريسي 405).
مَوْدع: والجمع مودعات: تشير الكلمة، على نحو عام: إلى المكان أو المنقول الذي يراد حراسته، أي إلى الأشياء التي يراد حفظها في موضع أمين، وهذا يمكن أن يكون بناء أو غرفة أو صندوقاً أو تابوتاً (مملوك 108:1:2 ألف ليلة) وذلك وفقاً للظروف والأزمنة والأمكنة. كما إن الكلمة تعني مخزناً أيضاً (البربرية 2:501:1): وباع ما كان بمودعاتهم من الآنية والفرش والخزفي والماعون والمتاع. وفي (5:74 منه): وشحن بالأقوات والأسلحة مخازنها ومودعاتها. وكلمة مودع المال (البربرية 152:2) تنصرف إلى المال العام أو مال الدولة أو بيت المال خاصة (البربرية 152:2
و4:412:5 و7:424 و10:425 و3:447، ابن عبد الملك 51): أمر بحرق بابه وانتقال ماله وتثقيفه في المودع؛ أنظر أيضاً (الجريدة الآسيوية 3:62:1:1851) حيث تبدو هذه العبارة، بوضوح بالرغم من أن ما أعقبها في تحرّف (أنظر 48، عدد 22). ومن معاني المودع، أيضاً، الصندوق الذي تودع فيه الأموال المخصصة للغرض الفلاني والغرض الآخر (مملوك 107:2:2، المقدمة 6:56:2). وهناك أيضاً اصطلاح المودع وحده أو مع كلمة الحكْم وهو صندوق يوضع تحت تصف القاضي يحتوي على الأموال العائدة لليتامى والغائبين (1:1 مملوك و 6:156 الملابس).
مُودَع: مستودع depositaire ( معجم التنبيه).
مَودَعَة: في (محيط المحيط): (المودعة عند العامة بيضة تترك في القن لتستأنس بها الدجاجة فلا تضيع.).
مودوع: موصى عليه recommandé، نازل، موضوع depose ( الكالا).
مستودع consignataire مستودَع مبلغٍ من المال أو تاجر بعثت إليه بضائع للبيع أو بصفة وديعة، أمين استيداع؛ fideicommissaire.
اصطلاح قانوني، عهيد متسلم الوصية الاستئمانية (بقطر).
مستودع الجامع: هو في (قرطاس 7:39 وما بعدها) نوع من أنواع صناديق الصدقات تحفظ فيها، بعناية تامة، النقود والقطع الذهبية التي يضعها فيها المتصدقون. وعند (شيكوري 207) لها معنى آخر: لقد شاهدت رجلاً من أهل القيسارية كان يكثر الجلوس بالمستودع من رحبة المسجد الجامع فكنت أنكر ذلك عليه إذ ليس ذلك بمحل جلوس ولم اعلم سبب ذلك؛ ولقد حدث إن هذا الشخص كان مصاباً بإسهال شديد؛ وسألته عن جلوسه بالمستودع فقال لي هو طريق الحانوت. في الحقيقة إن كلمة مستودع، موضوع البحث، عند (قرطاس) بعيدة عن أن تكون محلاً مفتوحاً للعامة وإنها ذات بابين مغلق كلاهما بقفل ثلاثي.
[ودع] نه: فيه لينتهين أقوام عن "ودعهم" الجمعات أو ليختمن على قلوبهم، أي عن تركهم إياها، من ودعه يدعه: تركه، قال النحاة: العرب أماتوا ماضي يدع ومصدره، ويحمل على القلة للحديث وقد قرئ "ما ودعك ربك" بالخفة. ط: يعني اعتياد ترك الجمعات يغلب الرين على القلوب ويزهد النفوس في الطاعة وذلك يؤدي إلى كونهم من الغافلين. نه: ومنه: إذا لم ينكر الناس المنكر فقد "تودع" منهم، أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم وتركوا وما استحبوا من المعاصي حتى يكثروا منها فيستوجبوا العقوبة، وهو من المجاز لأن المعتني بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه، أو هو من تودعت الشيء أي صنته في ميدع، يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويتصون كما يتوقى شرار الناس. ومنه ح: إذا مشت هذه الأمة السميهاء فقد "تودع" منها. ومنه ح: اركبوا هذه الدواب سالمة و"ايتدعوها" سالمة، أي اتركوها ورفهوا إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها، وهو افتعل من ودع - بالضم - وداعة أي سكن وترفه، وايتدع فهو متدع أي صاحب دعة، أو من ودع - إذا ترك، من اتدع وايتدع على القلب والإدغام والإظهار. ومنه: صلى معه عبد الله بن أنيس وعليه ثوب متمزق قلما انصرف دعا له بثوب فقال: "تودعه" بخلقك هذا، أي صنه به، يريد البس هذا في أوقات الصلاة والاحتفال والتزين، والتوديع أن تجعل ثوبا ًوقاية ثوب أخر وأن تجعله أيضًا في صوان يصونه. وفيه: إذا خرصتم فخذوا و"دعوا" الثلث"؛ الخطابي: ذهب البعض إلى أنه يترك لهم من عرض المال توسعة عليهم لأنه إن أخذ الحق منهم مستوفي أضر بهم فإنه يكون منها الساقطة والهالكة وما يأكله الطير والناس، وقيل: لا يترك لهم شيء شائع في جملة النخل بل يفرد لهم نخلات معدودة قد علم مقدار تمرها بالخرص، وقيل: معناه إذا لم يرضوا بخرصكم فدعوا لهم الثلث أو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقه ويتركوا الباقي إلى أن يجف ويؤخذ حقه، لا أنه يترك لهم بلا عوض ولا إخراج. ط: أي إذا خرصتم فعينوا مقدار الزكاة ثم خذوا ثلثيه واتركوا الثلث لصاحبه حتى يتصدق هو على جيرانه ومن يطلب فلا يحتاج إلى أن يغرم ذلك من مال نفسه، وأصحاب الرأي لا يعتبرون الخرص لإفضائه إلى الربا وزعموا أن أحاديث الخرص كانت قبل تحريم الربا. نه: ومنه: "دع" داعي اللبن - ومر في د. وفيه: لكم يا بني نهد "ودائع" الشرك، أي العهود والمواثيق، من توادع الفريقان - إذا أعطى كل واحد منهما الآخر عهدًا أن لا يغزوه، أعطيته وديعًا أي عهدًا، أو يريد بها ما كانوا استودعوه من أموال الكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام، أراد إحلالها لهم لأنها مال كافر قدر عليه من غير عهد ولا شرط، ويدل عليه قوله: ما لم يكن عه ولا موعد. ومنه ح: إنه "وادع" بني فلان، أي صالحهم وسالمهم على ترك الحرب، وحقيقته المتاركة أي يدع كل واحد منهما ما هو فيه. ومنه: وكان كعب القرظي "موادعا" له صلى الله عليه وسلم. وفي ح الطعام: غير مكفور ولا "مودع"، أي غير متروك الطاعة - ومر في كف وفي مدجه:
وفي "مستودع" حيث يخصف الورقولا تؤذوني بإيذاء عترتي وأهل بيتي، وقيل: يعني ليحسن كل واحد منكم على أهله فإذا مات واحد منكم فاتركوا ذكر مساويه أو اتركوا محبته بعد الموت ولا تبكوا عليه. وح: "تدع" الناس من شر، أي تكف عنهم شرك، فإنها أي ودعهم صدقة تصدق بها على نفسك حيث حفظتها عما يرد بها. غ: الحمد لله غير "مودع" ربي، أي غير تارك طاعة ربي أو غير مودع ربي. وح اللقمة: و"لا يدعها" للشيطان - مر في ميط وفي شيط.
ودع
ودَعَ يَدَع، دَعْ، وَدْعًا، فهو وادع، والمفعول مَوْدوع
• ودَع الشَّيءَ: تركه وأهمله (وقلَّما يُستعمل من هذا الفعل صيغ الماضي والمصدر والوصف، وإنَّما الشَّائع صيغتا المضارع والأمر) "لا تَدَع سيَّارتك لأحد غيرك- دعْني وشأنِي- {مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [ق]- {وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} " ° دعْ عنك ذلك: اتركه- لا يَدَع مجالاً للشَّكّ: لا يقبل الجدال، باتّ، قاطع، حاسم.
• ودَع عنده مالاً: حفظه، تركه عنده وديعةً. 

ودُعَ يَودُع، دَعَةً ووَداعةً، فهو وادع ووَديع
• ودُع الشَّخْصُ:
1 - سكن واستقرَّ واطمأنَّ "وديع الطبْع- هو على درجة من الوَداعة لا مثيل لها- كان في عيشه وديعًا".
2 - ترفَّه "ودُع في شيخوخته بعد تقشُّف في شبابه". 

أودعَ يُودع، إيداعًا، فهو مُودِع، والمفعول مُودَع
• أودع أموالَه في الخزينة: صانها "أودع النَّصَّ المعتمد في دار المحفوظات- أودع سيَّارتَه في المخزن".
• أودعَ نقودَه صديقَه: سلَّمها إليه لتكون عنده وَديعة أي أمانة.
• أودعه السِّجْنَ: أدخله فيه "أودع أباه دار المسنّين: أولاها رعايته".
• أودعه سرَّه: باح له به وسأله كتمانه، ائتمنه عليه.
• أودع كلامَه معنًى حسنًا: ضمَّنه هذا المعنى "أودع كتابًا خواطرَه". 

استودعَ يستودع، استيداعًا، فهو مُستودِع، والمفعول مُستودَع
• استودع الشَّخْصَ مالاً: أودعه إيّاه؛ تركه عنده وديعة أي أمانة يستردُّها وقتما شاء "استودعته كلَّ مصوغاتها وسافرت- {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} ".
• استودعه اللهَ: ودَّعه تاركًا إيّاه في عناية الله "أستودعك اللهَ الذي لا تضيع ودائعه". 

ودَّعَ يودِّع، توديعًا، فهو مُودِّع، والمفعول مُودَّع
• ودَّع فلانٌ فلانًا: شيَّعه عند سفره متمنِّيًا له الدَّعَة والسَّلامة "ودَّعه جميعُ أسرته- *ولم أدْرِ إذْ شَيَّعْتُ كيف أُوَدِّع*".
• ودَّع المسافرُ النَّاسَ: فارقهم مُحيِّيًا لهم "ودَّع الرَّئيسُ كبارَ المسئولين".
• ودَّع الشَّيءَ: تركه وخلاّه "ودَّع العملَ الصَّحفيَّ واشتغل بالتّدريس- {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ". 

إيداع [مفرد]:
1 - مصدر أودعَ.
2 - (قص) وضع البضائع المستوردة في مخازن تابعة لدوائر الجَمَارك أو تحت إشرافها.
• الإيداع القانونيّ: تسليم نُسَخ محدودة من المنشورات

الجديدة للمكتبة الوطنيّة أو دوائر أخرى قبل توزيعها.
• حجرة الإيداع: مكان كغرفة تُوضع فيه المعاطف أو الطُّرود أو أيَّة موادّ أخرى مؤقّتًا.
• مخزن إيداع: (جر) مخزن لحجز البضائع في الجمرك إلى أن يتمَّ دفع الضَّرائب المفروضة عليها.
• بطاقة الإيداع: (قن) وثيقة بمقتضاها يُوضع الإنسان في السِّجْن.
• شهادة إيداع: (قن) سند كتابة يعطيه البنك إشعارًا بأن المذكور فيه قد أودع عنده مقدارًا محدَّدًا عادة لفترة معيَّنة وبنسبة فائدة ثابتة. 

استيداع [مفرد]:
1 - مصدر استودعَ ° مَخْزَن الاستيداع: إيداع بضائع مؤقّتًا في مخزن.
2 - إعفاء الضَّابط أو الموظَّف من العمل قبل سنّ المعاش "أحيل الضَّابط إلى الاستيداع" ° إحالة على الاستيداع/ إحالة الموظَّف على الاستيداع: إنهاء لخدمة الموظَّف بصفة مؤقَّتة لغرض التَّحقيق أو غيره دون حرمانه من راتبه. 

دَعَة [مفرد]: مصدر ودُعَ. 

مُسْتَوْدَع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استودعَ.
2 - اسم مكان من استودعَ: مكان الوَديعة، مكان الحفظ " {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}: المراد: مقرُّها في الأصلاب أو الأرحام أو بعد موتها".
3 - خزّان، مكان تُخْزَن فيه البضائع "مُسْتَوْدَع الأثاث/ البنزين/ الجَمارك- خصَّص مُسْتَوْدَعًا للحبوب". 

وَداع/ وِداع [مفرد]: تشييع المسافر، تبادل الأشخاص عبارات السَّلام في طريق الافتراق إلى وقت قد يكون طويلاً "يكره النَّاسُ لحظات الوَداع- ألقى نظرة وَداع- دَفَعْتُ إليها في الوَداع وديعةً ... وقلتُ احفظيها إنَّني سأعودُ" ° حَفَل وَداع: حفل يُقام لمن يُغادر بلدًا أو عملاً أو يُحال إلى المَعاش- وَداعًا: عبارة مجاملة تقال عند تشييع المسافرين أو عند افتراق الأشخاص- وقَف على ثنية الوَداع: للدَّلالة على هرم الإنسان ومشارفته الفناء. 

وَداعة [مفرد]: مصدر ودُعَ ° فلانٌ ذو وَدَاعة: لطيف- وَدَاعةُ الخُلُق: لينُه ودماثتُه. 

وَدْع [مفرد]: مصدر ودَعَ. 

وَدَعَة [مفرد]: ج وَدَعات ووَدْع ووَدَع:
1 - (حي) خَرَزَة بيضاء في بطنها شقّ كشقّ النَّواةِ، تتفاوت في الصِّغرِ والكِبَرِ، تتخذها بعض الحيوانات الرِّخوة سكنًا وحماية لها من أعدائها "الوَدَعَةُ إلى الوَدَعَةِ قِلادة [مثل]: يُضرب لكلِّ قليلٍ يجتمع فيكثُر".
2 - صدفة، قوقعة، محارة. 

وَديع [مفرد]: ج وُدعاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ودُعَ. 

وَديعة [مفرد]: ج وَدائعُ (لغير العاقل):
1 - مؤنَّث وَديع: "فتاة وَديعة".
2 - ما استودعته لتستردَّه فيما بعد "جعل نقودَه في البنك كوديعة- وَديعة تحت الطَّلب" ° ودائع البنوك: ما أودعه العملاء فيها من الأموال- وديعة تحت الطَّلب: وديعة بنكيَّة ماليَّة تُسحب عند الطَّلب من غير إشعار سابق.
3 - أمانة، ما أُودع عندك "ردَّ النَّبي صلّى الله عليه وسلّم الودائعَ إلى أصحابها- ترك نقودَه كوَديعة عندي- وما المال والأهلون إلاّ وديعة ... ولابد يومًا أن تُردّ الودائع" ° الصَّنائع ودائعُ: أي عمل المعروف أمانة، ستُرَدّ إلى صاحبها يومًا ما بأن يُفعل له مثله. 
(ود ع)

الوَدْعُ والوَدَعُ: مناقف صغَار تخرج من الْبَحْرين تزين بهَا العثاكل، وَهِي خرز بيض جَوف فِي بطونها شقّ كشق النواة، واحدتها وَدْعَةٌ ووَدَعَةٌ.

ووَدَّعَ الصَّبِي: وضع فِي عُنُقه الوَدَعَ.

ووَدَّعَ الْكَلْب: قَلّدهُ الوَدَعَ، قَالَ:

يُوَدِّعُ بالأَمْرَاسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... من المُطْعَماتِ اللَّحْمَ غيرِ الشواجنِ

أَي يقلدها وَدَع الأمراس.

وَذُو الوَدْعِ: الصَّبِي لِأَنَّهُ يقلدها مَا دَامَ صَغِيرا: قَالَ جميل:

ألمْ تَعْلَمي يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أضَاحِكُ ذِكْرَاكمُ وأنْتِ صَلُود

وَهُوَ يمردني الوَدْع ويمرثني أَي يخدعني كَمَا يخدع الصَّبِي بالودع فيخلى يمرثها، وَيُقَال للأحمق: هُوَ يمرد الودع، يشبه بِالصَّبِيِّ.

والدَّعَةُ والتُّدَعَةُ - على الْبَدَل -: الْخَفْض فِي الْعَيْش، وَدُع وَدَاعَةً فَهُوَ وَدِيعٌ ووَادِع وتَوَدَّعَ واتَّدَعَ. ووَدَّعَه: رفَّهه، وَالِاسْم المَوْدُوعُ، فَأَما قَوْله:

إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أرْضُه منْ سَمائِهِ ... جَرَى وهْوَ مَوْدُوعٌ ووَاعِدُ مَصْدَقِ

فَكَأَنَّهُ مفعول من الدَّعَةِ أَي أَنه ينَال متَّدِعا من الجري مَا يسْبق بِهِ. فَإِن قلت فَإِنَّهُ لفظ مفعول وَلَا فعل لَهُ إِذْ لم يَقُولُوا وَدَعْتُه فِي هَذَا الْمَعْنى قيل: قد تَجِيء الصّفة وَلَا فعل لَهَا كَمَا حُكيَ من قَوْلهم: رجل مفئود للجبان ومدرهم للكثير الدِّرْهَم وَلم يَقُولُوا فئدولا دِرْهَم.

ووَدَعَ الشَّيْء يَدَعُ، واتَّدَعَ، كِلَاهُمَا: سكن، وَعَلِيهِ أنْشد بَعضهم بَيت الفرزدق:

وعَضَّ زَمانٍ يَا بْنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ ... منَ المالِ إلاَّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

فَمَعْنَى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ وَلم يثبت، وَالْجُمْلَة بعد زمَان فِي مَوضِع جر لكَونهَا صفة لَهُ، والعائد مِنْهَا إِلَيْهِ مَحْذُوف للْعلم بموضعه. وَالتَّقْدِير فِيهِ: لم يَدَعْ فِيهِ أَو لأَجله من المَال إِلَّا مسحت أَو مجلف، فيرتفع مسحت بِفِعْلِهِ ومجلف عطف عَلَيْهِ.

وأوْدع الثَّوْب ووَدَّعه: صانه.

والمِيدَعُ والمِيدَعَةُ والمِيدَاعَةُ: مَا وَدَّعَهُ بِهِ قَالَ:

هِيَ الشمسُ إشراقا إِذا مَا تزَيَّنَتْ ... وشِبْهُ النَّقَي مُعْترَّةً فِي الموَادعِ

وثوب ميدع، صفة، قَالَ الضَّبِّيّ:

أُقَدّمُه قُدَّامَ نَفْسِي وأتَّقِى ... بهِ الموْتَ إنَّ الصُّوفَ للخزِّ مِيدَعُ

وَقد يُضَاف.

والمِيدَعُ أَيْضا: الثَّوْب الَّذِي تبتذله الْمَرْأَة فِي بَيتهَا.

والمِيدَع والمِيدَعَةُ: الثَّوْب الْخلق.

ووَدَعَه يَدَعُه: تَركَه، وَهِي شَاذَّة. وَكَلَام الْعَرَب دَعْنِي وذرني ويَدَعُ ويذر وَلَا يَقُولَن: وَدَعْتُك وَلَا وذرتك. استغنوا عَنْهَا بركتك. والمصدر فيهمَا تركا، وَلَا يُقَال: وَدْعا وَلَا وذرا - وحكاهما بَعضهم - وَلَا: وَادِعٌ، وَقد جَاءَ فِي بَيت الْفَارِسِي أنْشدهُ فِي البصريات: فأُّيهُما مَا أتبَعَنَّ فإنَّنِي ... حزِينٌ على تَركِ الَّذِي أَنا وَادِعُ

وَقَرَأَ بَعضهم (مَا وَدَعَك رَبُّك) قَالَ:

وَكَانَ مَا قَدَّمُوا لأنفْسِهمْ ... أكثرَ نفعا من الَّذِي وَدَعُوا

وَقَالَ ابْن جني: إِنَّمَا هَذَا على الضَّرُورَة لِأَن الشَّاعِر إِذا اضْطر جَازَ لَهُ أَن ينْطق بِمَا يبيحه الْقيَاس وَإِن لم يرد بِهِ سَماع، وَأنْشد قَول أبي الْأسود:

ليتَ شِعْرِي عَن خليلي مَا الَّذي ... غالَهُ فِي الحُبّ حتَّى وَدَعَهْ

وَعَلِيهِ قِرَاءَة بَعضهم (مَا وَدَعَك رَبُّك وَمَا قلى) لِأَن التّرْك ضرب من القِلَى، قَالَ: فَهَذَا أحسن من أَن تعل بَاب استحوذ، واستنوق الْجمل. لِأَن اسْتِعْمَال وَدَعَ مُرَاجعَة أصل، واعتلال استحوذ واستنوق وَنَحْوهمَا من الْمُصَحح ترك أصل، وَبَين مُرَاجعَة الْأُصُول وَتركهَا مَا لَا خَفَاء بِهِ. وَقَالُوا: لم يُدَعْ وَلم يذر شَاذ، والأعرف لم يُودَعْ وَلم يوذر. وَهُوَ الْقيَاس.

والوَدَاعُ: التَّرك وَقد ودَّعَه ووَادَعَهُ.

ووَدَّعَه ووَادَعَهُ: دَعا لَهُ. من ذَلِك، قَالَ:

فَهاج جَوىً القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوى ... بِبيَنْوُنَةٍ يَنْأَى بهَا منْ يُوَادِعُ

وتَوَدَّعَ الْقَوْم وتَوَادَعُوا: وَدَّع بَعضهم بَعْضًا.

والوَدَاعُ: القِلَى.

والمُوَادَعَةُ والتَّوَادُعُ: شبه الْمُصَالحَة.

والوَدِيعُ: الْعَهْد. وَفِي الحَدِيث طهفة قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لكم يَا بني نهد وَدائعُ الشّرك " وتوادَع الْقَوْم: أعْطى بَعضهم بَعْضًا عهدا. وَكله من الْمُصَالحَة. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

واسْتَوْدَعَهْ مَالا وأوْدَعَه إِيَّاه: دَفعه إِلَيْهِ ليَكُون عِنْده.

وأوْدَعَهُ: قبله مِنْهُ.

والوَدِيعةُ: مَا اسْتُودعَ وَقَوله تَعَالَى (فمسْتقرّ ومُسْتَودَعُ) المُسْتَوْدَعُ: مَا فِي الْأَرْحَام. واستعاره عَليّ رَضِي الله عَنهُ للحكمة وَالْحجّة فَقَالَ " بهم يَحْفَطُ الله حججهم حَتَّى يودعوها نظراءهم ويزرعونها فِي قُلُوب أشباههم.

وطائر أوْدَعُ: تَحت حنكه بَيَاض.

والوَدْعُ والوَدَعُ: اليربوع.

والوَدْعُ: الْغَرَض يرْمى فِيهِ.

والوَدْعُ: وثن.

وَذَات الوَدْعِ: وثن أَيْضا.

وَذَات الوَدْعِ: سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَت الْعَرَب تقسم بهَا فَتَقول: بِذَات الوَدْع. قَالَ عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ:

كَلاَّ يمِينا بِذَاتِ الوَدْعِ لوْ حَدَثتْ ... فيكُمْ وقابَل قَبْرُ الماجِدِ الزَّارَا

يَعْنِي بالماجد: النُّعْمَان بن الْمُنْذر، والزار أَرَادَ الزارة بالجزيرة، وَكَانَ النُّعْمَان مرض هُنَالك.

والوَدْعُ - بِسُكُون الدَّال -: حائر يحاط عَلَيْهِ حَائِط يدْفن فِيهِ الْقَوْم موتاهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن المسروجي وَأنْشد:

لعمري لقد أوفى ابنُ عَوْف عشِيَّةً ... على ظَهْرِ وَدْع أتْقَن الرَّصْفَ صَانعُهْ

وَفِي الوَدْعِ لَو يَدري ابنُ عَوْف عشيَّةً ... غِنَى الدَّهْر أَو حَتْفٌ لمن هُوَ طالِعُهْ

قَالَ المسروجي: سَمِعت رجلا من بني رويبة ابْن قصية بن نضر بن سعد بن بكر يَقُول: اوفى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجمهورة وَهِي حرَّة لبني سعد بن بكر، قَالَ: فَسمِعت فِي جَانب الوَدْعِ قَائِلا يَقُول مَا انشدناه، قَالَ فَخرج ذَلِك الرجل حَتَّى أَتَى قُريْشًا فَأخْبر بهَا رجلا من قُرَيْش، فَأرْسل مَعَه بضعَة عشر رجلا فَقَالَ: احفروه واقرءوا الْقُرْآن عِنْده واقلعوه. فَأتوهُ فقلعوا مِنْهُ، فَمَاتَ سِتَّة مِنْهُم أَو سَبْعَة، وَانْصَرف الْبَاقُونَ ذَاهِبَة عُقُولهمْ فَزعًا، فاخبروا صَاحبهمْ. فكفوا عَنهُ. قَالَ وَلم يعد لَهُ بعد ذَلِك أحد، كل ذَلِك حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي عَن المسروجي.

وَجمع الوَدْع: وُدُوعٌ عَن المسروجي أَيْضا.

والوَدَاعُ: وَاد بِمَكَّة، وثنية الوَدَاعِ منسوبة إِلَيْهِ. وَلما دخل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّة يَوْم الْفَتْح استقبله إِمَاء مَكَّة يصفقــن وَيَقُلْنَ: طلع البدْرُ علينا ...من ثنِيَّات الوَداعِ

وَجبَ الشكرُ علينا ... مَا دَعَا للهِ دَاعى

ووادِعَة: قَبيلَة، إِمَّا أَن تكون من هَمدَان، وَإِمَّا أَن تكون هَمدَان مِنْهَا.

ودع: الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ: مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر

تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ، وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ

النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر، وقيل: هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ

كالحَلَمةِ؛ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة:

ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي

لأَخْدَعَه، وغِرَّتَه أُرِيدُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده:

أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ

واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ. ووَدَّعَ الصبيَّ: وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع.

وودَّعَ الكلبَ: قَلَّدَه الودَعَ؛ قال:

يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ،

مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ

أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ. وذُو الودْعِ: الصبيُّ لأَنه

يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً؛ قال جميل:

أَلَمْ تَعْلَمِي، يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ، أَنَّني

أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، وأَنْتِ صَلُودُ؟

ويروى: أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ؛ ومنه الحديث: من تَعَلَّقَ ودَعةً لا

وَدَعَ الله له، وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين،

وقوله: لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ، وهو لفظ مبنيّ

من الودعة، أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه. وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ

ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى

يَمْرُثُها. ويقال للأَحمق: هو يَمْرُدُ الوْدَع، يشبه بالصبي؛ قال

الشاعر:والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ

قال ابن بري: أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم

بكماله:

السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ،

والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ

قال: وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي

ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ، ووَدَّع ابنه: جعل الوَدعَ في

عُنُقه، وكلبَه: قَلَّدَه الودع، وفرسَه: رَفَّهَه، وهو فرس مُوَدَّعُ

ومَوْدُوع، على غير قِياسٍ، ودِرْعَه، والشيءَ: صانَه في صِوانِه.

والدَّعةُ والتُّدْعةُ

(* قوله« والتدعة» أي بالسكون وكهمزة أفاده

المجد) على البدل: الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ، والهاء عِوَضٌ من

الواو.والوَديعُ: الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ. ويقال ذو وَداعةٍ،

وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً، زاد ابن بري: ووَدَعَه، فهو وَديعٌ

ووادِعٌ أَي ساكِن؛ وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي:

ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه،

به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا

أي تَقِيه وتَصُونه، وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً. ويقال:

وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ؛ ومنه قول سويد بن

كراع:

أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ

لِسُلَيْمى، ففُؤادِي مُنْتَزَعْ

أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ. ويقال: نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَي من

غير أَن يَتَكَلَّفَ فيها مَشَقّة. وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً

وودَّعَه: رَفَّهَه، والاسم المَوْدوعُ. ورجل مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ

وراحةٍ؛ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة:

إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه

جَرى، وهو موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق

فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَي أَنه ينال مُتَّدَعاً من الجرْيِ متروكاً

لا يُضْرَبُ ولا يْزْجَرُ ما يسْبِقُ به، وبيت خفاف بن ندبة هذا أَورده

الجوهري وفسره فقال أَي متروك لا يضرب ولا يزجر؛ قال ابن بري: مَوْدوعٌ

ههنا من الدَّعةِ التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أَنه جرى

ولم يَجْهَدْ كما أَوردناه، وقال ابن بزرج: فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ

ومُودَعٌ؛ وقال ذو الإِصبَع العَدواني:

أُقْصِرُ من قَيْدِه وأُودِعُه،

حتى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا

والدَّعةُ: من وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ. وقولهم: عليكَ بالمَوْدوع أَي

بالسكِينة والوقار، فإِن قلت: فإِنه لفظ مفْعولٍ ولا فِعْل له إِذا لم

يقولوا ودَعْتُه في هذا المعنى؛ قيل: قد تجيء الصفة ولا فعل لها كما حُكي

من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ، ومُدَرْهَمٌ للكثير الدِّرهم، ولم يقولوا

فُئِدَ ولا دُرْهِمَ. وقالوا: أَسْعَده الله، فهو مَسْعودٌ، ولا يقال

سُعِدَ إِلا في لغة شاذة. وإِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكينةِ والوَقارِ قلت له:

تَوَدَّعْ واتَّدِعْ؛ قال الأزهري: وعليك بالموْدوعِ من غير أَن تجعل له

فعلاً ولا فاعاً مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ، قال الجوهري: وقولهم عليك

بالمودوع أَي بالسكينةِ والوقار، قال: لا يقال منه ودَعه كما لا يقال من

المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه. ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ

واتَّدَعَ، كلاهما: سكَن؛ وعليه أَنشد بعضهم بيت الفرزدق:

وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ، لم يَدَعْ

من المال إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

فمعنى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ، والجملة بعد زمان في موضع

جرّ لكونها صفة له، والعائد منها إِليه محذوف للعلم بموضعه، والتقدير فيه

لم يَدَعْ فيه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف، فيرتفع

مُسْحت بفعله ومجَلَّفُ عطف عليه، وقيل: معنى قوله لم يدع لم يَبْقَ ولم

يَقِرَّ، وقيل: لم يستقر، وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ

أَي لم يترك من المال إِلاَّ شيئاً مُسْتأْصَلاً هالِكاً أَو مجلف كذلك،

ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره، قال: وهو كقولك ضربت زيداً وعمروٌ، تريد

وعمْرٌو مضروب، فلما لم يظهر له الفعل رفع؛ وأَنشد ابن بري لسويد بن أَبي

كاهل:

أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لم يَدَعْ

من سُلَيْمى، فَفُؤادي مُنْتَزَعْ

أَي لم يَسْتَقِرّ. وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه: صانَه. قال الأَزهري:

والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً في صِوانٍ لا يصل إِليه غُبارٌ ولا رِيحٌ.

وودَعْتُ الثوبَ بالثوب وأَنا أَدَعُه، مخفف. وقال أَبو زيد: المِيدَعُ

كل ثوب جعلته مِيدَعاً لثوب جديد تُوَدِّعُه به أَي تَصُونه به. ويقال:

مِيداعةٌ، وجمع المِيدَعِ مَوادِعُ، وأَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك

أَي رفَّهْتَه به؛ قال ذو الرمة:

هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً، إِذا ما تَزَيَّنَتْ،

وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ

وقال الأَصمعي: المِيدَعُ الثوبُ الذي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ به ثيابَ

الحُقوق ليوم الحَفْل، وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ به المَصونُ.

وتودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله في حاجته. وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا

ابتذلها. وفي الحديث: صَلى معه عبدُ الله ابن أُنَيْسٍ وعليه ثوب

مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال: تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا أَي

تَصَوَّنْه به، يريد الْبَسْ هذا الذي دفعته إِليك في أَوقات الاحتفال والتزَيُّن.

والتَّوديعُ: أَن يجعل ثوباً وقايةَ ثوب آخر. والمِيدَعُ والميدعةُ

والمِيداعةُ: ما ودَّعَه به. وثوبٌ مِيدعٌ: صفة؛ قال الضبي:

أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي، وأَتَّقِي

به الموتَ، إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ

وقد يُضاف. والمِيدع أَيضاً: الثوب الذي تَبْتَذِله المرأَة في بيتها.

يقال: هذا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها، ومِيدَعَتُها: التي تُوَدِّعُ بها

ثيابها. ويقال للثوب الذي يُبْتَذَل: مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل.

والمِيدعُ والمِيدَعةُ: الثوب الخَلَقُ؛ قال شمر أَنشد ابن أَبي عدْنان:

في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ

مُبْتَذَلاتٌ، ما لَهُنَّ مِيدَعُ

قال: ما لهنَّ مِيدع أَي ما لهن من يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي

يصونهُنَّ عن العَمَل. وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كان يُحْزِنُ، وذلك إِذا كان

كلاماً يُحْتَشَمُ منه ولا يستحسن.

والمِيداعةُ: الرجل الذي يُحب الدَّعةَ؛ عن الفراء.

وفي الحديث: إِذا لم يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم أَي

أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها، ولم

يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله، وأَصله من التوْدِيع

وهو الترك، قال: وهو من المجاز لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل

إِذا يَئِسَ من صلاحِه تركه واسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه، ويجوز أَن

يكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه في مِيدَعٍ، يعني قد صاروا

بحيث يتحفظ منهم ويُتَصَوَّن كما يُتَوَقَّى شرار الناس. وفي حديث علي،

كرم الله وجهه: إِذا مََشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّعَ

منها. ومنه الحديث: اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً وابْتَدِعُوها سالمة أَي

اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها، وهو

افْتَعَلَ من وَدُعَ، بالضم، ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ.

وايْتَدَعَ، فهو مُتَّدِعٌ أَي صاحب دَعةٍ، أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ، يقال

اتهَدَعَ وابْتَدَعَ على القلب والإِدغام والإِظهار. وقولهم: دَعْ هذا أَي

اتْرُكْه، ووَدَعَه يَدَعُه: تركه، وهي شاذة، وكلام العرب: دَعْني وذَرْني

ويَدَعُ ويَذَرُ، ولا يقولون ودَعْتُكَ ولا وَذَرْتُكَ، استغنوا عنهما

بتَرَكْتُكَ والمصدر فيهما تركاً، ولا يقال ودْعاً ولا وَذْراً؛ وحكاهما

بعضهم ولا وادِعٌ، وقد جاء في بيت أَنشده الفارسي في البصريات:

فأَيُّهُما ما أَتْبَعَنَّ، فإِنَّني

حَزِينٌ على تَرْكِ الذي أَنا وادِعُ

قال ابن بري: وقد جاء وادِعٌ في شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ:

عليه شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا،

يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه

وفي التنزيل: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى؛ أَي لم يَقْطَعِ اللهُ

الوحيَ عنك ولا أَبْغَضَكَ، وذلك أَنه، صلى الله عليه وسلم، اسْتأَخر

الوحْيُ عنه فقال ناس من الناس: إِن محمداً قد ودّعه ربه وقَلاه، فأَنزل الله

تعالى: ما ودعك ربك وما قلى، المعنى وما قَلاكَ، وسائر القُرّاء قرؤوه:

ودّعك، بالتشديد، وقرأَ عروة بن الزبير: ما وَدَعَك ربك، بالتخفيف، والمعنى

فيهما واحد، أَي ما تركك ربك؛ قال:

وكان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم

أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذي وَدَعُوا

وقال ابن جني: إِنما هذا على الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له

أَن ينطق بما يُنْتِجُه القِياسُ، وإِن لم يَرِدْ به سَماعٌ؛ وأَنشد قولَ

أَبي الأَسودِ الدُّؤلي:

لَيْتَ شِعْرِي، عن خَلِيلي، ما الذي

غالَه في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ؟

وعليه قرأَ بعضهم: ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلى، لأَن الترْكَ ضَرْبٌ

من القِلى، قال: فهذا أَحسن من أَن يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ

الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل، وإِعلالُ استحوذ

واستنوق ونحوهما من المصحح تركُ أَصل، وبين مراجعة الأُصول وتركها ما لا خَفاء

به؛ وهذا بيت روى الأَزهري عن ابن أَخي الأَصمعي أَن عمه أَنشده لأَنس بن

زُنَيْمٍ الليثي:

لَيْتَ شِعْرِي، عن أَمِيري، ما الذي

غالَه في الحبّ حتى ودَعْه؟

لا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً،

إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَهْ

قال ابن بري: وقد رُوِيَ البيتان للمذكورين؛ وقال الليث: العرب لا تقول

ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تركته ولكن يقولون في الغابر يَدَعُ، وفي

الأَمر دَعْه، وفي النهي لا تَدَعْه؛ وأَنشد:

أَكْثَرَ نَفْعاً من الذي ودَعُوا

يعني تركوا. وفي حديث ابن عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:

لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ على

قلوبهم أَي عن تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه

وَدْعاً إِذا تركه، وزعمت النحويةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر يَدَعُ

ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أَفصح العرب

وقد رويت عنه هذه الكلمة؛ قال ابن الأَثير: وإِنما يُحْمل قولهم على قلة

استعماله فهو شاذٌّ في الاستعمال صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث

حتى قرئ به قوله تعالى: ما وَدَعَك ربك وما قَلى، بالتخفيف؛ وأَنشد ابن

بري لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ:

سَلْ أَمِيري: ما الذي غَيَّرَه

عن وِصالي، اليوَْمَ، حتى وَدَعَه؟

وأَنشد لآخر:

فَسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه،

ثم لَمْ يُدْركْ، ولا عَجْزاً وَدَعْ

وقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ شاذٌّ، والأَعرف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ،

وهو القياس. والوَداعُ، بالفتح: التَّرْكُ. وقد ودَّعَه ووَادَعَه

ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ له من ذلك؛ قال:

فهاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى،

بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ

وقيل في قول ابن مُفَرِّغٍ:

دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ

أي اتْرُكِيني بعضَ الترْك. وقال ابن هانئ في المرريه

(* قوله« في

المرريه» كذا بالأصل ) الذي يَتَصَنَّعُ في الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه على

ثِقةٍ: دَعْني من هِنْدَ فلا جَدِيدَها ودَعَتْ ولا خَلَقَها رَقَعَتْ. وفي

حديث الخَرْصِ: إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثلث، فإِن لم تَدَعُوا

الثلث فدَعوا الرُّبعَ؛ قال الخطابي: ذهب بعض أَهل العلم إِلى أَنه

يُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عليهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم

مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بهم، فإِنه يكون منها الساقِطةُ والهالِكةُ وما

يأْكله الطير والناس، وكان عمر، رضي الله عنه، يأْمر الخُرّاصَ بذلك. وقال

بعض العلماء: لا يُترك لهم شيءٌ شائِعٌ في جملة النخل بل يُفْرَدُ لهم

نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ، وقيل: معناه أَنهم

إِذا لم يرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع ليتصرفوا فيه

ويضمنوا حقّه ويتركوا الباقي إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه، لا أَنه يترك لهم

بلا عوض ولا اخراج؛ ومنه الحديث: دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ منه

في الضَّرْع شيئاً يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ ولا تَسْتَقْصِ حَلْبَه.

والوَداعُ: تَوْدِيعُ الناس بعضهم بعضاً في المَسِيرِ. وتَوْدِيعُ

المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً: تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ،

وهم يُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلاً بالدَّعةِ التي يصير إِليها إِذا

قَفَلَ. ويقال ودَعْتُ، بالتخفيف، فَوَوَدَعَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً،

تُضَحّي رُوَيْداً، وتُمْسي زُرَيْقا

وهو من قولهم فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ. وتَوَدَّعَ القومُ

وتَوادَعُوا: وَدَّعَ بعضهم بعضاً. والتوْدِيعُ عند الرَّحِيل، والاسم

الوَادع، بالفتح. قال شمر: والتوْدِيعُ يكون للحيّ والميت؛ وأَنشد بيت

لبيد:فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ،

وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ

وقال القطامي:

قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا،

ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا

أَراد ولا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وليكن موقف غِبْطةٍ وإِقامة

لأَنَّ موقف الوداع يكون لِلفِراقِ ويكون مُنَغَّصاً بما يتلوه من

التبارِيحِ والشوْقِ. قال الأَزهريّ: والتوْدِيعُ،وإِن كان أَصلُه تَخْليفَ

المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ، فإِنّ العرب تضعه موضع التحيةِ والسلام

لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة والبقاء ودَعوْا بمثْلِ ذلك؛ أَلا

ترى أَن لبيداً قال في أخيه وقد مات:

فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَيْزٍ

أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته، وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودَّعَه

تَوْدِيعَ الحيّ إِذا سافر، وجائز أَن يكون التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه في

الخفْضِ والدَّعةِ. وفي نوادر الأَعراب: تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ

عَلَيَّ. قال الأَزهري: فمعنى تُوُدِّعَ منهم أَي سُلِّمَ عليهم للتوديع؛

وأَنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته:

قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ

بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ

قال: تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ، تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرَّعْي. يقال:

سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عليها وصَقَلَها، وكذلك صَقَلَ فَرَسَه

إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ من ضُمْرِه ما يبلغ الصَّيْقَلُ من السيف، وهذا

مثل؛ وروى شمر عن محارب: ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام. ووَدَّعْتُ

فلاناً أَي هَجَرْتُه. والوَداعُ: القِلى.

والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ: شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ.

والوَدِيعُ: العَهْدُ. وفي حديث طَهْفةَ: قال عليه السلام: لكم يا بني نهْدٍ

ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ المال؛ ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ،

يقال: أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً. قال ابن الأَثير: وقيل يحتمل

أَن يريدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذين لم يدخلوا

في الإِسلام، أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ عليه من غير

عَهْدٍ ولا شرْطٍ، ويدل عليه قوله في الحديث: ما لم يكن عَهْدٌ ولا

مَوْعِدٌ. وفي الحديث: أَنه وادَعَ بَني فلان أَي صالَحَهم وسالَمَهم على ترك

الحرب والأَذى، وحقيقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كل واحد منهما ما

هو فيه؛ ومنه الحديث: وكان كعب القُرَظِيُّ مُوادِعاً لرسول الله، صلى

الله عليه وسلم. وفي حديث الطعام: غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ ،لا

مُسْتَغْنًى عنه رَبّنا أَي غير مَتْرُوكِ الطاعةِ، وقيل: هو من الوَداعِ

وإِليه يَرْجِعُ. وتَوادَعَ القوم: أَعْطى بعضُهم بعضاً عَهْداً، وكله من

المصالحة؛ حكاه الهرويّ في الغريبين. وقال الأَزهري: تَوادَعَ الفَريقانِ

إِذا أَعْطى كل منهم الآخرِينَ عهداً أَن لا يَغْزُوَهُم؛ تقول: وادَعْتُ

العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً، وهي الهُدْنةُ والمُوادعةُ. وناقة

مُوَدَّعةٌ: لا تُرْكَب ولا تُحْلَب. وتَوْدِيعُ الفَحلِ: اقْتِناؤُه

للفِحْلةِ. واسْتَوْدَعه مالاً وأَوْدَعَه إِياه: دَفَعَه إِليه ليكون عنده

ودِيعةً. وأَوْدَعَه: قَبِلَ منه الوَدِيعة؛ جاء به الكسائي في باب

الأَضداد؛ قال الشاعر:

اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ،

فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ

وقال أَبو حاتم: لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته، وأَنكره شمر

إِلا أَنه حكى عن بعضهم اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بعيراً فأَبَيْتُ أَن

أُودِعَه أَي أَقْبَلَه؛ قال الأَزهري: قاله ابن شميل في كتاب المَنْطِقِ

والكسائِيُّ لا يحكي عن العرب شيئاً إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه. ويقال:

أَوْدَعْتُ الرجل مالاً واسْتَوْدَعْتُه مالاً؛ وأَنشد:

يا ابنَ أَبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ،

أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذي هُو حَسْبِيَهْ

وأَنشد ابن الأَعرابي:

حتى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ،

ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ،

أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا

أَشْياءَ، ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ

وأَنشد أَيضاً:

إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ،

فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ

ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجعله ودِيعةً لهذا الجَمَل أَي أَلْزِمْه

الغَرْبَ.والوَدِيعةُ:واحدة الوَدائِعِ، وهي ما اسْتُودِعَ. وقوله تعالى:

فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ المُسْتَوْدَعُ ما في الأَرحام، واسْتَعاره علي،

رضي الله عنه، للحِكْمة والحُجّة فقال: بهم يَحفظ اللهُ حُجَجَه حتى

يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها في قُلوبِ أَشباهِهِم؛ وقرأَ ابن كثير وأَبو

عمرو: فمستقِرّ، بكسر القاف، وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم

قال: فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب، روي ذلك عن ابن مسعود

ومجاهد والضحاك. وقال الزجاج: فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم

في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، ومن قرأَ فمستقِرّ، بالكسر، فمعناه فمنكم

مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى. وقال ابن مسعود في

قوله: ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام

ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض. وقال قتادة في قوله عز وجل: ودَعْ أَذاهُم

وتَوَكَّلْ على الله؛ يقول: اصْبِرْ على أَذاهم. وقال مجاهد: ودع أَذاهم أَي

أَعْرِضْ عنهم؛ وفي شعر العباس يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم:

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي

مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ

المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة، يقال: اسْتَوْدَعْتُه

ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها، وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ

وحوّاء من الجنة، وقيل: أَراد به الرَّحِمَ.

وطائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بياض. والوَدْعُ والوَدَعُ: اليَرْبُوعُ،

والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع.

والوَدْعُ: الغَرَضُ يُرْمَى فيه. والوَدْعُ: وثَنٌ. وذاتُ الوَدْعِ:

وثَنٌ أَيضاً. وذات الوَدْعِ: سفينة نوح، عليه السلام، كانت العرب تُقْسِمُ

بها فتقول: بِذاتِ الودْع؛ قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي:

كَلاّ، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ

فيكم، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا

يريد سفينةَ نوح، عليه السلام، يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ

بنَ المنذِرِ، والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة، وكان النعمان مَرِضَ

هنالك. وقال أَبو نصر: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في

سُتُورِها الوَدْعُ؛ ويقال: أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ. أَبو عمرو:

الوَدِيعُ المَقْبُرةُ. والودْعُ، بسكون الدال: جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ

يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم؛ حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ؛

وأَنشد:لَعَمْرِي، لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً

على ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ

وفي الوَدْعِ، لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً،

غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُهْ

قال المسروحيّ: سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن

بكر يقول: أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، وهي حرة لبني

سعد بن بكر، قال: فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه، قال: فخرج ذلك الرجل

حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً،

فقال: احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه، فأَتوه فقلعوا منه فمات

ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً، فأَخبروا صاحبهم

فكَفُّوا عنه، قال: ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد؛ كلّ ذلك حكاه ابن

الأَعرابي عن المسروحيّ، وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عن المسروحي أَيضاً.

والوَداعُ: وادٍ بمكةَ، وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه. ولما دخل

النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْــنَ

ويَقُلْن:

طَلَعَ البَدْرُ علينا

من ثَنيّاتِ الوداعِ،

وجَبَ الشكْرُ علينا،

ما دَعا للهِ داعِ

ووَدْعانُ: اسم موضع؛ وأَنشد الليث:

ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ

ووادِعةُ: قبيلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ، وإِمّا أَن تكون هَمْدانُ

منها، وموْدُوعٌ: اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّي، وكان هَرِمٌ قُتِلَ

في حَرْبِ داحِسٍ؛ وفيه تقول نائحتُه:

يا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ،

أَنْ لا أَرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ

ودع
} الوَدْعَةُ، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ، ج: {وَدَعَاتٌ، مُحَرَّكَةً: مَناقِيفٌ صِغارٌ، وهِيَ: خَرَزٌ بَيضٌ تَخْرُجُ منَ البَحْرِ تَتفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ والكِبَرِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ زادَ فِي اللِّسانِ: جُوفُ البُطونِ، بَيْضاءُ تُزَيَّنُ بهَا العَثَاكِيلُ، شَقُّهَا كشَقِّ النَّواةِ، وقِيلَ: فِي جَوفْهِا دُودَةٌ كَلحْمَةٍ، كَمَا نَقَله الصّاغَانِيُّ عَن اللَّيْثِ، وَفِي اللِّسانِ: دُوَيْبَّةٌ كالحَلَمَةِ تُعَلَّقُ لِدَفْع العَيْنِ، ونَصُّ إبْراهِيمَ الحَرْبِيِّ: تُعَلَّقُ منَ العَيْنِ ومنْهُ الحَدِيثُ: منْ تَعَلَّقَ} ودَعَةً فَلَا {وَدَعَ اللهُ لَهُ.
وقالَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ: إنَّ هذهِ الخَرَزاتِ يَقْذِفُها البَحْرُ، وإنَّهَا حَيَوانٌ منْ جَوْفِ البَحْرِ، فَإِذا قَذَفَها ماتَتْ، ولَهَا بَرِيقٌ وحُسْنُ لَوْنٍ وتَصْلُبُ صَلابَةَ الحَجَرِ فَتُثْقَبُ، وتُتَّخَذُ منْهَا القَلائِدُ، واسْمُها مُشْتَقٌّ منْ} وَدَعْتُه بمَعْنَى تَرَكْتُه، لأنَّ البَحْرَ يَنْضُبُ عَنْهَا {ويَدَعُها، فَهِيَ} وَدَعٌ، مِثْلُ قَبْضٍ وقَبَضٍ، فَإِذا قُلْتَ بالسُّكُونِ فهِيَ منْ بابِ مَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، انْتهى.
وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ، وهُوَ عَلْقَمَةُ ابنُ عُلَّفَةَ المُرِّيُّ، وَفِي العُبَابِ واللِّسَانِ عَقِيلُ بنُ عُلَّفَةَ:
(وَلَا أُلْقِي لِذِي {الوَدَعاتِ سَوْطِي ... لأخْدَعَهُ وغِرَّتَه أُرِيدُ)
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُ إنْشادِه:) أُلاعِبُهُ وزَلَّتَه أُرِيدُ ومِثْلُه فِي العُبابِ، ويُرْوَى أيْضاً: ورَبَّتَهُ، ورِيبَتَه، وغِرَّتَهُ.
وشاهِدُ} الوَدْعِ بالسُّكُونِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(كأنَّ أُدْمَانَها والشَّمْسُ جانِحَةٌ ... {وَدْعٌ بأرْجائِهَا فَضٌّ ومَنْظُومُ)
وشاهِدُ المُحَرَّكِ مَا أنْشَدَهُ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ:
(إنَّ الرُّوَاةَ بِلَا فَهْمٍ لما حَفِظُوا ... مِثْلُ الجِمَالِ عَلَيْهَا يُحْمَلُ} الوَدَعُ)

(لَا الوَدْعُ يَنْفَعُهُ حَمْلُ الجِمَالِ لَهُ ... وَلَا الجِمَالُ بحَمْلِ الوَدْعِ تَنْتَفِعُ)
وَفِي البَيْتِ الأخِيرِ شاهِدُ السُّكونِ أيْضاً.
وشاهِدُ {الوَدَعَةِ مَا أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ: والحِلْمُ حِلْمُ صَبِيٍّ يَمْرُثُ} الوَدَعَهْ قلتُ: وَهَكَذَا أنْشَدَهُ السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْضِ، والبَيْتُ لأبِي دُوادٍ الرُّؤَاسِيِّ، والرِّوايَةُ:
(السِّنُّ منْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والعَقْلُ عَقْلُ صَبِيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ)
وذاتُ {الوَدَعِ مُحَرَّكَةً، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ بالسُّكُونِ: الأوْثَانُ، ويُقَالُ: هُوَ وَثَنٌ بعَيْنِه، وقِيلَ: سَفِينَةُ نُوحٍ عليهِ السّلامُ، وبكُلٍّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ ابنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ:
(كَلاّ، يَميناً بذاتِ} الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ ... فِيكُمْ وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا) الأخِيرُ قَوْلُ ابنِ الكَلْبِيِّ، قالَ: يَحْلِفُ بهَا، وكانَتِ العَرَبُ تُقْسِمُ بهَا، وتَقُولُ: بذَاتِ الوَدْعِ، وقالَ أَبُو نَصْرٍ: هِيَ الكَعْبَةُ شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى، لأنَّهُ كَانَ يُعَلَّقُ {الوَدَعُ فِي سُتُورِهَا فَهَذِهِ ثلاثةُ أقوالٍ.
وذُو} الوَدَعاتِ، مُحَرَّكَةً: لَقَبُ هَبْنَّقَةَ، واسْمُه يَزِيدُ بنُ ثَرْوانَ، أحَدُ بنَي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، لُقِّبَ بهِ لأنَّه جَعَلَ فِي عُنُقِه قِلادَةً منْ وَدَعٍ وعِظامٍ وخَزَفٍ، مَعَ طُولِ لِحْيَتِه، فسُئلَ عَن ذلكَ فقالَ: لِئَلا أضِلَّ أعْرِفُ بهَا نَفْسِي، فسَرَقَها أخُوهُ فِي لَيْلَةٍ وتَقَلَّدَها، فأصْبَحَ هَبَنَّقَةُ، ورَآهَا فِي عُنُقِهِ فقالَ: أخي، أنتَ أَنا، فمنْ أَنا، فضُرِبَ بحُمْقِه المَثَلُ، فقالُوا: أحْمَقُ منْ هَبَنَّقَةَ، قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جَرِيرًا:
(فَلْوْ كانَ ذَا الوَدْعِ بنَ ثَرْوَانَ لالْتَوتْ ... بهِ كَفُّهُ أعْنِي يَزِيدَ الهَبَنَّقَا)
{ووَدَعَه، كوَضَعَهُ} وَدْعاً، {ووَدَّعَهُ} تَوْدِيعاً بمَعْنىً واحدٍ، الأوَّلُ رَواهُ شَمِرٌ عنْ مُحارِبٍ.
والاسْمُ {الوَدَاعُ، بالفَتْحِ، ويُرْوَى بالكَسْرِ أيْضاً وبهِمَا ضَبَطَه شُرّاحُ البُخَارِيِّ فِي حَجَّةِ الوَادعِ، وهُوَ الواقِعُ فِي كُتُبِ الغَرِيبِ، قالَهُ شَيْخُنا، وهُوَ أَي الوَداعُ: تَخْلِيفُ المُسَافِرِ النّاسَ خافِضينَ} وادِعينَ،)
وهُمْ {يُودِّعُونَه إِذا سافَرَ، تَفاؤُلاً بالدَّعَةِ الّتِي يَصِيرُ إليْهَا إِذا قَفَلَ، أَي: يَتْرُكُونَه وسَفَرَه كَمَا فِي العُبابِ، قالَ الأعْشَى:
(} ودِّعْ هُرَيْرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ ... وهَلْ تُطِيقُ {وَداعاً أيُّهَا الرَّجُلُ)
وقالَ شَمِرٌ:} التَّوْدِيعُ يَكُونُ للحَيِّ وللمَيِّتِ، وأنْشَدَ للبَيدٍ يَرْثِي أخاهُ:
( {فوَدِّعْ بالسّلامِ أَبَا حُرَيْزٍ ... وقَلَّ} وَدَاعُ أرْبَدَ بالسَّلامِ) وقالَ القَطامِيُّ:
(قِفِي قَبْلَ التَّفرُّقِ يَا ضُبَاعا ... وَلَا يَكُ مَوْقِفُ مِنْكِ {الوَدَاعا)
أرادَ: وَلَا يكُنْ مِنْكِ مَوْقِفُ الوَداعِ، وليَكُنْ مَوْقِفَ غِبْطَةٍ وإقامَةٍ، لأنَّ مَوْقِفَ الوَداعِ يَكُونُ مُنَغِّصاً من التَّباريحِ والشَّوْقِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ:} التَّوْدِيعُ وإنْ كانَ أصْلهُ تَخْلِيفَ المُسَافِرِ أهْلَه وذَوِيهِ {وادِعِينَ، فإنَّ العَرَبَ تَضَعُه مَوْضِعَ التَّحِيَّةِ والسَّلامِ، لأنَّه إِذا خَلَّف دَعَا لَهُمْ بالسَّلامَةِ والبَقَاءِ، ودَعَوْا لَهُ بمِثْلِ ذلكَ، أَلا تَرَى أنَّ لَبِيداً قالَ فِي أخِيهِ وقدْ ماتَ: فوَدِّعْ بالسَّلام أَبَا حُرَيْزٍ أرادَ الدُّعاءَ بالسّلامِ بَعْدَ مَوْتِه، وقدْ رثاهُ لَبِيدٌ بِهَذَا الشِّعْرِ،} ووَدَّعَه {تَوْدِيعَ الحَيِّ إِذا سافَرَ، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ} التَّوْدِيعُ: تَرْكَه إيّاهُ فِي الخَفْضِ والدَّعَةِ، انْتَهَى. ومنْهُ قولُه تَعَالَى: مَا {وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، بالتَّشْدِيدِ، أَي: مَا تَرَكَكَ مُنْذُ اخْتَارَكَ وَلَا أبْغَضَكَ مُنْذُ أحَبَّكَ، ومنْهُ حديثُ أبي أُمَامَةَ عنْدَ رَفْعِ المائِدَةِ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَلَا} مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ رَبَّنَا وقيلَ: مَعْنَاهُ: غيرُ مَتْرُوكِ الطَّاعَةِ. {وَدُعَ الشَّيءُ، ككَرُمَ ووَضَعَ،} وَدْعاً، {وَدَعَةً،} ووَداعَةً، فهُوَ {وَدِيعٌ} ووادِعٌ، سَكَنَ واسْتَقَرَّ وصارَ إِلَى {الدَّعَةِ،} كاتَّدَعَ {تُدْعَةً بالضَّمِّ} وتُدَعَةً كهُمَزَةٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على اللُّغَةِ الأُولَى أَي: {وَدُعَ، ككَرُمَ، وزادَ:} ووادِعٌ أيْضاً أَي: ساكِنٌ، مثل: حَمُضَ فهُوَ حامِضٌ، يُقَالُ: نَالَ فُلانٌ المَكَارِمَ {وادِعاً أَي: منْ غَيرِ كُلْفَة، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ:
(أرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لمْ} يَدَعْ ... منْ سُلَيْمَى ففُوادِي مُنْتَزَعْ) أَي لمْ {يَتَّدِعْ، وَلم يَقَرَّ، وَلم يَسْكُنْ، وَفِي اللِّسانِ: وعليْه أنْشَدَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ الفَرَزْدَقِ:
(وعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْنَ مَرْوانَ لَمْ} يَدَعْ ... منَ المالِ إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ)
فمَعْنَى لَمْ يَدَعْ: لَمْ يَتَّدِعْ وَلم يَثْبُتْ، والجُمْلَةُ بَعْدَ زَمان فِي مَوْضِعِ جَرٍّ، لكَوْنِهَا صِفَةً لَهُ، والعائِدُ منْهَا إِلَيْهِ مَحْذُوفٌ للعِلْمِ بموضِعِه، والتَّقْدِيرُ فيهِ: لَمْ يَدَعْ فيهِ، أَو لأجْلِهِ منَ المالِ إِلَّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ،)
فيَرْتَفِعُ مُسْحَتٌ بفِعْلِه، ومُجَلَّفٌ عَطْفٌ عليهِ، وقيلَ: لم يَسْتَقِرَّ، وأنْشَدَ سَلَمَةُ: إِلَّا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي: لم يَتْرُكْ من المالِ إِلَّا شَيئاً مُسْتَأْصَلاً هالِكاً، أَو مُجَلَّفٌ كذلكَ، ونَحْو ذلكَ رَواهُ الكِسَائِيُّ وفَسَّرَهُ.
{والمَوْدُوعُ: السَّكِينَةُ يُقَالُ: عَلَيْكَ} بالمَوْدُوعِ، أَي: السَّكِينَةِ والوَقَارِ، وَلَا يُقَالُ منْهُ: {وَدَعَهُ، كَمَا لَا يُقَالُ منَ المَيْسُورِ والمَعْسُورِ: يَسَرَهُ وعَسَرَهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ وقالَ ابنُ سِيدَه: وقدْ تَجِيءُ الصِّفَةُ وَلَا فِعْلَ لَهَا، كَمَا حُكِيَ من قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ مَفْؤُودٌ للجَبَانِ، ومُدَرْهَمٌ للكَثِيرِ الدَّراهِمِ، ولمْ يَقُلولوا: فُئِدَ، وَلَا دُرْهِمَ، وقالُوا: أسْعَدَهُ اللهُ، فهُوَ مَسْعُودٌ، وَلَا يُقَالُ: سُعِدَ، إِلَّا فِي لُغَةٍ شاذَّةٍ.
} والوَدِيعَةُ: واحِدَةُ {الوَدَائِعِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهِي مَا} استُودِعَ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للبيدٍ رَضِي الله عَنهُ:
(وَمَا المالُ والأهْلُونَ إِلَّا {وَدِيعَةٌ ... وَلَا بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ)
وأنْشَدَه الإمامُ مُحْيي الدِّينِ عَبْدُ القادِرِ الطَّبَرِيُّ، إمامُ المَقامِ، فِي طَيِّ كتابٍ إِلَى المُفْتِي وَجِيهِ الدِّينِ عَبْد الرَّحمن بنِ عِيسَى المُرْشِدِيِّ المَكّيّ يُعَزِّيهِ فِي وَلَدِه حُسَيْنٍ مَا نَصّه: فَمَا المالُ والأبْنَاءُ إِلَّا} وَدائِعٌ. . الخ والرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ مَا ذَكَرْنا.
{والوَدِيعُ كأمِيرٍ: العَهْدُ، ج:} ودَائِعُ، ومنْهُ كتَابُ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْكِ، ووَضَائِعُ المالِ أَي العُهُودُ والمَواثِيقُ وهُوَ منْ {تَوادَعَ الفَرِيقانِ: إِذا تعاهدَا على تَرْكِ القِتالِ، وكانَ اسْمُ ذلكَ العَهْدِ} وَدِيعاً، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: ويَحْتَمِلُ أنْ يُرِيدُوا بهَا مَا كانُوا {اسْتُودِعُوهُ من أمْوالِ الكُفّارِ الّذِينَ لمْ يَدْخُلوا فِي الإسْلامِ، أرادَ إحلالَها لَهُم، لأنَّهَا مالُ كافِرٍ قُدِرَ عليهِ منْ غَيْرِ عَهْدٍ وَلَا شَرْطٍ، ويَدُلُّ عليهِ قَوْلُه فِي الحديثِ: مالَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلَا مَوْعِدٌ.
(و) } الوَدِيعُ منَ الخَيْلِ: المُسْتَرِيحُ الصائِرُ إِلَى {الدَّعَةِ والسُّكُونِ،} كالمَوْدُوعِ على غَيْرِ قِيَاسٍ، {والمُودَعِ لم يَضْبِطْه، فاحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ كمُكْرَمٍ، كَمَا هُوَ فِي النُّسَخِ كُلِّها، وكمُعَظَّمٍ، وَقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ، قالَ ابنُ بُزُرْجَ: فَرَسٌ وَدِيعٌ،} ومَوْدُوعٌ، {ومُودَعٌ، وأنْشَدَ لذِي الإصْبَعِ العَدْوَانِيِّ:
(أُقْصِرُ منْ قَيْدِه} وأُودِعُهُ ... حَتَّى إِذا السِّرْبُ ريعَ أَو فَزِعَا)
فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّه منْ {أوْدَعَه فَهُو} مُودَوعٌ.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ فِي أماليهِ: وتَقُولُ: خَرَجَ زَيْدٌ {فَوَدَّعَ أباهُ وابْنَه وكَلْبَه، وفَرَسَه، وهُوَ فَرَسٌ} مُوَدَّعٌ، {ووَدَّعَه، أَي: وَدَّعَ أباهُ عِنْدَ السَّفَرِ، من} التَّوْدِيعِ، {ووَدَّعَ ابنْه: جَعَلَ} الوَدْعَ فِي عُنُقِهِ، وكَلْبَه: قَلَّدَه)
الوَدْعَ، وفَرَسَه: رَفَّهَهُ، وهُوَ فَرَسٌ {مُوَدَّعٌ} ومَوْدُوعٌ، على غَيْرِ قِياسٍ. {ووَدَعَ الشَّيءَ: صانَهُ فِي صِوانِه، فَهَذَا يَدُلُّ على أنَّه منْ} وَدَعَه فَهُوَ {مُودَعٌ} ومَوْدُوعٌ، ويَشْهَدُ لما قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ مَا أنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ لمِتُمِمِّ بنِ نُوَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ يَصِفُ ناقَتَه:
(قاظَتْ أُثالَ إِلَى الملا وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ {وتُودَعُ)
قالَ:} تُودَعُ، أَي: {تُوَدَّعُ، وتُسَنُّ أَي: تُصْقَلُ بالرِّعْيِ.
} والتُّدْعَةُ، بالضَّمِّ وكهُمَزَةٍ، وسحابَةٍ، {والدَّعَةُ، بالفَتْحِ، على الأصْلِ والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ، والتاءُ فِي التُّدْعَةِ على البَدَلِ: الخَفْضُ، والسُّكُونُ والرّاحَةُ، والسَّعَةُ فِي العَيْشِ، وَقد} تَوَدَّعَ {واتَّدَعَ فهُوَ} مُتَّدِعٌ: صاحِبُ {دَعَةٍ وسُكُونٍ ورَاحَةٍ.
} والمِيدَعُ، {والمِيدَعَةُ،} والمِيداعَةُ، بالكَسْرِ فِي الكُلِّ: الثَّوبُ المُبْتَذَلُ، قالَ الكِسَائِيُّ: هِيَ الثِّيَابُ الخُلْقَانُ الّتِي تُبْذَلُ، مِثْلُ المَعاوزِ، وقالَ أَبُو زَيدٍ: {المِيدَعُ: كُلُّ ثَوْبٍ جَعَلْتَه} مِيدَعاً لِثَوْبٍ جَديدٍ {تُودِّعُه بهِ، أَي تَصُونُه بهِ، ويُقَالُ:} مِيداعَةٌ، ج: {مَوادعُ هُوَ جَمْعُ} مِيدَعٍ، وأصْلُه الواوُ، لأنَّكَ {وَدَّعْتَ بهِ ثَوْبَكَ، أَي: رَفَّهْتَه بهِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(هِيَ الشَّمْسُ إشْرَاقاً إِذا مَا تَزَيَّنَتْ ... وشِبْهُ النَّقَى مُقْتَرَّةً فِي} المَوادِعِ)
قالَ الأصْمَعِيُّ: {المِيدَعُ: الثَّوْبُ الّذِي تَبْتذِلُه وتُوَدِّعُ بهِ ثِيَابَ الحُقُوقِ ليَوْمِ الحَفْلِ، وإنَّما يُتَّخَذُ المِيدَعَ} ليُودَعَ بهِ المَصُونُ.
{وتَوَدَّعَ ثِيَابَ صَوْنِه: إِذا ابْتَذَلَها، وَفِي الحديثِ: صَلَّى مَعَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ وعَلَيْهِ ثَوْبٌ ممَزَّقٌ، فلمَّا انْصَرَفَ دَعَا لَهُ بثَوْبٍ، فقالَ:} تَوَدَّعْهُ بخَلَقِكَ هَذَا أَي: صُنْه بهِ، يُرِيدُ: الْبَسْ هَذَا الّذِي دَفَعْتُ إليْكَ فِي أوْقاتِ الاحْتِفَالِ والتَّزَيُّنِ.وثَوْبٌ {مِيدَعٌ صِفَةٌ، وقدْ يُضَافُ، وعَلى الأوَّلِ قَوْلُ الضَّبِّيِّ:
(أُقِدِّمُه قُدّامَ نَفْسِي وأتَّقِي ... بهِ المَوْتَ إنَّ الصُّوفَ للخَزِّ} مِيَدعُ)
ويُقَالُ: هَذَا مِبْذَلُ المَرْأَةِ، {ومِيدَعُها،} ومِيَدَعَتُها الّتِي تُوَدِّعُ بهَا ثِيَابَها، ويُقَالُ للثَّوْبِ الّذِي يُبْتَذَلُ: مِبْذَلٌ {ومِيدَعٌ، ومِعْوَزٌ، ومِفْضَلٌ وقالَ شَمِرٌ: أنشَدَنِي أَبُو عَدْنانَ: فِي الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ مَا لَهُنَّ} مِيدَعُ يُقَالُ: مالَهُ {ميدَعُ، أَي: مالَهُ منْ يَكْفِيهِ العَمَلَ} فيَدَعُه، أَي: يَصُونُهُ عَن العَمَلِ.)
وكَلامٌ {مِيدَعٌ، أَي يُحْزِنُ، لأنَّه يُحْتَشَمُ منْهُ، وَلَا يُسْتَحْسَنُ، قالَه اللِّحْيَانِيُّ.
وحَمامٌ} أوْدَعُ إِذا كانَ فِي حَوْصَلَتِه بَيَاضٌ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ وَفِي اللِّسانِ: طائِرٌ {أوْدَعُ: تَحْتَ حَنَكِه بَياضٌ.
وثَنِيَّةُ الوَداعِ: بالمَدِينَةِ، على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، وقدْ جاءَ ذِكْرُهَا فِي حديثِ ابنِ عُمَرَ فِي مُسَابَقَةِ الخَيْلِ، سُمِّيَتْ لأنَّ منْ سافَرَ منْهَا إِلَى مَكَّةَ، شَرَّفها الله تَعَالَى، كانَ} يُوَدَّعُ ثمَّ، أَي هناكَ ويُشَيَّعُ إلَيْهَا، كَمَا فِي العُبَابِ، والّذِي فِي اللِّسانِ: أنّ الوَداعَ، وادٍ بمَكَّةَ، وثَنِيَّةُ الوَداعِ مَنْسُوبَةٌ إليْهِ، ولَمّا دخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّةَ يَومَ الفَتْحِ اسْتَقْبَلَهُ إماْ مَكَّةَ يُصَفِّقْــنَ ويَقُلْنَ:
(طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا ... منْ ثَنِيَّاتِ الوَداعِ)

(وجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا ... مَا دَعا للهِ داعِ) {ووَداعَةُ: مِخْلافٌ باليَمَنِ، عَن يَمِينِ صَنْعاءَ.
(و) } وَداعَةُ بنُ جُذَامٍ هَكَذَا بالجِيمِ فِي النُّسَخِ، وَفِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، أَو حَرَامٍ، أوْرَدَهُ المُسْتَغْفِرِيُّ، وقالَ: فِي إسْنَادِ حديثهِ نَظَرٌ.
ووَدَاعَةُ بنُ أبي زَيْدٍ الأنْصَارِيُّ شَهِدَ صِفِّينَ معَ عليٍّ، وقُتِلَ أَبوهُ يَوْمَ أحُدٍ.
{وودَاعَةُ بنُ أبي} وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ، هَكَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ التَّصْرِيحُ باسْمِه، ولَهُ وِفَادَةٌ فِي إسْنَادِ حَديثِه مَقَالٌ، تَفَرَّدَ بهِ الكَلْبِيُّ: صحابِيُّونَ رَضِي الله عَنْهُم.
ووَدَاعَةُ بنُ عَمْرو بنِ عامِرِ بن ناسِج بنِ رافِعِ بنِ ذِي بارِقِ بنِ مالِكِ بنِ جُشَمَ: أَبُو قَبِيلَةِ منْ بَنِي جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَيْرانَ بنِ نَوْفِ بنِ هَمْدانَ، منْهُم الأجْدَعُ بنُ مالكِ بنِ أُمَيَّةَ {- الوَدَاعِيُّ ابْن مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ وَدَاعَةَ أَو هُوَ} وادِعَةُ بتَقْدِيمِ الألِفِ، كَمَا فِي جَمْهَرَةِ النَّسَبِ عِنْدَ أهْلِ النَّسَبِ، والمَعْرُوفُ عِنْدَنا، والأجْدَعُ المَذْكُورُ أدْرَكُ الإسلامَ، وَبَقِي إِلَى زَمانِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ.
{ووادِعُ بنُ الأسْوَدِ الرّاسِبِيُّ كَذَا فِي التَّبْصِيرِ، وَهُوَ الصَّوابُ، ووقَع فِي العُبابِ الرِّياشِيّ: مُحَدِّثُ رَوَى عَن الشَّعْبِيِّ.
والقاضِي أَبُو مُسْلِمٍ} وادِعُ بنُ عَبدِ الله المَعَرِّيُّ: ابنُ أخي أبي العَلاءِ أحْمَدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيْمانَ التَّنُوخِيِّ المَعَرّيِّ المَشْهُورِ. {ووَدِيعَةُ بنُ جُذَامٍ هَكَذَا بالجِيمِ، وَفِي المَعاجِمِ بالخاءِ، وهُوَ الّذِي أنْكَحَ ابْنَتَهُ رَجلاً لَمْ تُرِدْهُ، فرَدَّ)
رسولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذلكَ النِّكاحَ.
(و) } وَدِيعَةُ بنُ عَمرو الجُهَنِيُّ حَلِيفُ بنِي النَّجّارِ: صحابِيّانِ رَضِي الله عَنْهُمَا، الأخِيرُ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ.
{ودَعْهُ، أَي: اتْرُكْهُ، وأصْلُه} ودَعَ {يَدَعُ، كوَضَعَ يَضَعُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ ومنْهُ الحديثُ:} دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، وقالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يَكَرِبَ:
(إِذا لمْ تَسْتَطِعْ أمْراً {فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِعْ)
قالَ شَيْخُنا: اخْتَلَفَ أهْلُ النَّظَرِ، هَلْ} دَعْ، وذَرْ مُتَرادِفَانِ أَو مُتَخالِفانِ فذهَبَ قَوْمٌ إِلَى الأوَّلِ، وهُوَ رَأْيُ أكْثَرِ أهْلِ اللُّغَةِ، وذهَبَ أكْثَرُونَ إِلَى الفَرْقِ بَيْنَهُمَا، فقالَ: {دَعْ} ويَدَعْ يُسْتَعْمَلانِ فِيمَا لَا يُذَمُّ مُرْتَكِبُه، لأنَّه منَ {الدَّعَةِ، وهِيَ الرَّاحَةُ، وَلذَا قيلَ لمُفَارَقَةِ النّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً:} مُوَادَعَةٌ وعَدَمَ اعْتِدادٍ، لأنَّهُ منَ الوَذْرِ، وهُوَ قَطْعُ اللُّحَيْمَةِ الحَقِيرَةِ، كَمَا أشارَ إليهِ الرّاغِبُ، فَلِذَا قَالَ تَعَالَى: أتْدُعُونَ بَعْلاً وتَذَرُونَ أحْسَنَ الخالِقِينَ، دُونَ تَدَعُونَ، معَ مَا فيهِ من الجِنَاسِ، وقيلَ: دَعْ: أمْرٌ بالتَّرْكِ قَبْلَ العِلْمِ، وذَرْ بَعْدَهُ، كَمَا نُقِلَ عَن الرّازِيِّ، قيلَ: وَهَذَا لَا يُساعِدُه اللُّغَةُ وَلَا الاشْتِقاقُ، وَقد أُمِيتَ ماضِيهِ، لَا يُقَالُ: {وَدَعَهُ وإنَّمَا يُقَالُ فِي ماضِيهِ: تَرَكَهُ كَمَا فِي الصِّحاحِ وزادَ: وَلَا} وادِعٌ، وَلَكِن تارِكٌ، ورُبَّمَا جاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ ودَعَهُ، وهُوَ! مَوْدُوعٌ على أصلهِ وقالَ الشّاعِرُ يُقَالُ: هُو أَبُو الأسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ، كَمَا قالَهُ ابنُ جِنِّي، والّذِي فِي العُبابِ أنَّه لأنَسِ بنِ زُنَيْمٍ اللَّيْثِيِّ، ورَوى الأزْهَرِيُّ عَن ابْنِ أخِي الأصْمَعِيِّ أنَّ عَمَّهُ أنْشَدَه لأنَس هَذَا:
(لَيْتَ شِعْرِي عَن خَلِيلي مَا الّذِي ... غالَهُ فِي الحُبِّ حَتَّى {وَدَعَهْ)
وآخرهُ:
(لَا يَكُنْ بَرْقُكَ بَرْقاً خُلَّباً ... إنّ خَيرَ البَرْقِ مَا الغَيْثُ مَعَهْ)
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وقدْ رُوِيَ البَيْتَانِ لهُمَا جَمِيعاً، وقالَ خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:
(إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أرْضُه منْ سَمَائِهِ ... جَرَى وهُوَ} مَوْدُوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ)
أَي مَتْرُوكٌ لَا يُضْرَبُ وَلَا يُزْجَرُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قلتُ: وَفِي كِتابِ تَقْوِيمِ المُفْسَدِ والمُزَالِ عَن جِهَتِه لأبي حاتِمٍ أنّ الرِّوايَةَ فِي قَوْلِ أنَسِ بنِ زُنَيْمٍ السّابِقِ: غالَهُ فِي الوَعْدِ ومَنْ قالَ: فِي الوُدِّ فقد غَلِطَ، وقالَ: كأنَّه كانَ وَعدَه شَيئاً. قلتُ: ويَدُلُّ لهذهِ الرِّوايَةِ البَيْتُ الّذِي بَعْدَهُ، وقدْ تقَدَّمَ.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ فِي قَوْلِ خُفَافٍ الّذِي أنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ {مَوْدُوعٌ هُنا منَ الدَّعَةِ، الّتِي هِيَ السُّكُونُ لَا)
منَ التَّرْكِ، كَمَا ذكَرَ الجَوْهَرِيُّ أَي: أنَّهُ جَرَى ولمْ يَجْهَدْ.
وَفِي اللِّسانِ:} وَدَعَهُ {يَدَعُهُ: تَرَكَه، وَهِي شاذَّةٌ، وكلامُ العَرَبِ} - دَعْنِي وذَرْنِي، {ويَدَعُ ويَذَرُ، وَلَا يَقُولونَ:} وَدَعَتُك، وَلَا وَذَرْتُكَ، اسْتَغْنَوا عنْهَا بتَرْكْتُكَ، والمَصْدَرُ فيهمَا: تَرْكاً، وَلَا يُقَالُ: {وَدْعاً وَلَا وَذْراً، وحكاهُمَا بَعْضُهُم، وَلَا وادِعٌ، وقدْ جاءَ فِي بَيْت أنْشَدَهُ الفارِسِيُّ فِي البَصْرِيّاتِ:
(فأيُّهُما مَا أتْبَعَنَّ فإنَّنِي ... حَزِينٌ على تَرْكِ الّذِي أَنا} وادِعُ) قالَ ابنُ بَرِّيّ: وقدْ جاءَ وادِعٌ فِي شِعْرِ مَعْنِ بنِ أوْسٍ:
(عليهِ شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصَا ... يُسَاجِلُهَا حَمّاتِه وتُسَاجِلُهْ)
وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ يَصِفُ نَفْسَه:
(فسَعَى مَسْعاتَه فِي قَوْمِه ... ثُمَّ لمْ يُدْرِكْ، وَلَا عَجْزاً {وَدَعْ)
وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لآخر:
(سَلْ أمِيرِي مَا الّذِي غَيَّرَه ... عنْ وِصالِي اليَوْمَ حَتَّى} وَدَعَهْ)
وأنْشَدَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ فِي الفَتْحِ:
(ونَحْنُ {وَدَعْنَا آلَ عَمْرو بنِ عامِرٍ ... فَرَائِسَ أطْرَافِ المُثَقَّفَةِ السُّمْرِ)
وقالوُا: لمْ} يُدَعْ ولمْ يُذَرْ شاذٌّ، والأعْرَفُ لم {يُودَعْ وَلم يُوذَرْ، وَهُوَ القِياسُ وقُرِئَ شاذّاً مَا} وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى، أَي مَا تَرَكَكَ، وَهِي قِرَاءَةُ عُرْوَةَ ومُقَاتِلٍ، وقَرَأ أَبُو حَيْوَةَ وَأَبُو البَرَهْسَمِ وابنُ أبي عَبْلَةَ ويَزِيدُ النَّحْوِيُّ والباقُونَ بالتَّشْدِيدِ، والمَعْنَى فيهمَا واحِدٌ وهِيَ قِرَاءَتُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيمَا رَوَى ابنُ عَبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا عَنْهُ، وجاءَ فِي الحديثِ: لَيَنْتَهِينَ أقْوَامٌ عنْ {وَدْعِهِم الجُمُعاتِ أَو ليَخْتِمَنَّ اللهُ على قُلُوبِهِم، ثمَّ ليَكُونُنَّ من الغَافِلينَ، رواهُ ابنُ عباسٍ أيْضاً وقالَ اللَّيثُ: العَرَبُ لَا تَقُولُ:} وَدَعْتُه فَأَنا {وادِعٌ، أَي: تَرَكْتُه، ولكنْ يَقُولونَ فِي الغابِرِ:} يدَعُ، وَفِي الأمْرِ {دَعْه، وَفِي النَّهْيِ لَا تَدَعْهُ، وأنْشَدَ:
(وكانَ مَا قَدَّمُوا لأنْفُسِهمْ ... أكْثَرَ نَفْعاً منَ الّذِي} وَدَعُوا)
يَعْنِي تَرَكُوا، وقالَ ابنُ جِنِّي: إنّمَا هَذَا على الضَّرُورَةِ، لأنَّ الشّاعِرَ إِذا اضْطُرَّ جازَ لَهُ أنْ يَنْطِقَ بِمَا يُنْتِجُهُ القيَاسُ، وإنْ لَمْ يُرِدْ بهِ سَماعٌ، وأنْشَدَ قَوْلَ أبي الأسْوَدِ السّابِقَ، قالَ: وعليْهِ قراءَةُ مَا {وَدَعَكَ لأنّ التَّرْكَ ضَرْبٌ من القِلَى، قَالَ: فَهَذَا أحْسَنُ منْ أنْ يُعَلَّ بَاب اسْتَحْوَذَ، واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأنَّ اسْتِعْمالَ} وَدَعَ مراجَعَةُ أصْلٍ، وإعْلالَ اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ ونَحْوِهِما منَ المُصَحَّحِ تَرْكُ أصْلٍ،)
وبَيْنَ مُراجَعَةِ الأُصُولِ وتَرْكِهَا مَا لَا خَفَاءَ بهِ، قَالَ شَيْخُنَا عِنْدَ قَوْلهِ: وقدْ أُمِيتَ ماضِيهِ، قلتُ: هِيَ عِبَارَةُ أئِمَّةِ الصَّرْفِ قاطِبَةً، وأكْثَرُ أهْلِ اللُّغَةِ، ويُنَافِيه مَا يَأْتِي بأثَرِهِ منْ وُقُوعِه فِي الشِّعْرِ، ووُقُوعِ القَراءَةِ، فَإِذا ثَبَتَ وُرُودُه وَلَو قَلِيلاً فكَيْفَ يُدَّعَى فيهِ الإماتَة قلت: وَهَذَا بعَيْنِه نَصُّ اللَّيثِ، فإنّه قالَ: وزَعَمَتِ النَّحْوِيَّةُ أنَّ العَرَبَ أماتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ ويَذَرُ، واسْتَغْنَوا عنْهُ بتَرْكٍ، والنَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفْصَحُ العَرَبِ، وَقد رُوِيَتْ عَنْهُ هذهِ الكَلِمَةُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: وإنّمَا يُحْمَلُ قَوْلُهُم على قِلَّةِ استِعْمَالِهِ، فهُوَ شاذٌّ فِي الاسْتِعْمَالِ، صَحِيحٌ فِي القِيَاسِ، وَقد جاءَ فِي غَيْرِ حديثٍ، حَتَّى قُرِئَ بهِ قولُه تَعَالَى: مَا وَدَّعَكَ وَهَذَا غايَةُ مَا فَتَحَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، فتَبَصَّرْ وكُنْ منَ الشّاكِرِينَ.
{ووَدْعانُ: ع، قُرْبَ يَنْبُعَ وأنْشَدَ اللَّيْثُ: ببيضِ وَدْعَانَ بَسَاطٌ سِيُّ (و) } وَدْعانُ: عَلَمٌ.
{ووَدَعَ الثَّوْبَ بالثَّوْبِ، كوَضَعَ، فأنَا} أدَعُه: صانَهُ عنِ الغُبَارِ، قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ.
{ومَوْدُوعٌ: عَلَمٌ، وأيْضاً: اسْمُ فَرَس هَرِمِ بنِ ضَمْضَمٍ المُرِّيّ، وكانَ هَرِمٌ قُتِلَ فِي حَرْب داحس، وفيهِ تَقُولُ نائِحَتُه:
(يَا لَهْفَ نَفْسِي لَهْفَةَ المَفْجُوعِ ... أَلا أرَى هَرِماً على} مَوْدُوعِ) (منْ أجْلِ سَيِّدِنا ومَصْرَعِ جَنْبِه ... عَلِقَ الفُؤادُ بحَنْظَلٍ مَصْدُوع)
وقالَ الكِسائِيّ: يُقَالُ: {أوْدَعْتُه مَالا، أَي: دَفَعْتُه إليْهِ، ليَكُونَ} وَدِيعَةً عِنْدَه.
قالَ: {وأوْدَعْتُه أيْضاً أَي: قَبِلْتُ مَا} أوْدَعَنِيهِ، أَي مَا جَعَلَه {وَدِيعَةً عِنْدِي، ضِدٌّ هَكَذَا جاءَ بِهِ الكِسَائِيِّ فِي بابِ الأضدادِ، وأنْكَرَ الثانيَ شَمِرٌ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: لَا أعْرِفُهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: إِلَّا أنَّه حَكَى عَن بَعْضِهِم:} - اسْتَودَعَنِي فُلانٌ بَعِيراً فأبَيْتُ أنْ {أُودِعَهُ، أَي: أقْبَلَهُ، قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ المَنْطِقِ، والكِسَائِيُّ لَا يَحْكِي عَنِ العَرَبِ شَيئاً إِلَّا وقَدْ ضَبَطَهُ وحَفِظَهُ، وأنْشَدَ: يَا ابْنَ أبي وَيَا بُنَيَّ أُمِّيَهْ} أوْدَعْتُكَ اللهُ الّذِي هُوَ حَسِبِييَهْ {وتَوْدِيعُ الثَّوْبِ: أنْ تَجْعَلَه فِي صِوَانٍ يَصُونُهُ، لَا يَصِلُ إليهِ غُبَارٌ وَلَا رِيحٌ، نَقَلَه الأزْهَرِيُّ.
ورَجُلٌ} مُتَّدِعٌ، بالإدْغامِ: صاحِبُ {دَعَةٍ ورَاحَةٍ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
أَو} مُتَّدِعٌ: يَشْكُو عُضْواً وسائِرُه صَحِيحٌ، كَمَا فِي المُحِيطِ.)
وفَرَسٌ {مَوْدُوعٌ،} وَوَدِيعٌ، {ومُودَع كمُكْرَمٍ: ذُو} دَعَةٍ، وقدْ تقدَّمَ هَذَا بِعَيْنِهِ، وذكَرَ هُنَاكَ أنَّ مُودعاً جاءَ على الأصْلِ، مُخَالِفاً للقياسِ، فإنَّ ماضِيَهُ {وَدَّعَهُ} تَوْدِيعاً: إِذا رَفَّهَه، ثمَّ هَذَا الّذِي ذَكَرَهُ تَكْرارٌ معَ مَا سَبَقَ لَهُ، فتأمَّلْ.
{واتَّدَعَ بالإدْغامِ} تُدْعَةً، {وتُدَعَةً،} وَدَعَةً تقارَّ، قالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ، يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِياً:
(ثمَّ وَلّى وجِنَابانِ لَه ... منْ غُبَارٍ أكْدَرِيٍّ! واتَّدَعْ) {والوَدْعُ، بالفَتْحِ: القَبْرُ، أَو الحَظِيرَةُ حَوْلَه، والّذِي حكاهُ ابنُ الأعْرَابِيّ عَن المَسْرُوحِيِّ أنّ الوَدْعَ: حائِرٌ يُحَاطُ عليهِ حائِطٌ، يَدْفِنُ فيهِ القَوْمُ مَوْتاهُم، وأنْشَدَ:
(لعَمْرِي لقَدْ أوْفَى ابنُ عَوْفٍ عَشِيَّةً ... على ظَهْرِ} وَدْعٍ أتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُه)

(وَفِي {الوَدْعِ لوْ يَدْرِي ابْنُ عَوْفٍ عَشِيَّةً ... غِنَى الدَّهْرِ أَو حَتْفٌ لمَنْ هُوَ طالِعُهْ)
ولهذينِ البَيْتَيْنِ قِصَّةٌ غَرِيبَةٌ نَقَلها المَسْرُوحِيُّ، تقدَّمَ ذِكْرُها فِي جمهر وجَمْعُ الوَدْعِ وُدُوعٌ، عَن المسروحِيِّ أيْضاً.
والوَدْعُ: اليَرْبُوعُ، ويُحَرَّكُ، كِلاهُمَا فِي المُحِيطِ، وَفِي اللِّسانِ} كالأوْدَعِ وَهَذَا عَن الجَوْهَرِيِّ، قَالَ: هُوَ من أسْمَائِهِ.
{واسْتَوْدَعْتُه} وَدِيعَةً: اسْتْحَفَظْتُه إيّاهَا قالَ الشّاعِرُ:
( {استُودِعَ العِلْمَ قِرْطَاسٌ فَضَيَّعَهُ ... فَبِئسَ} مُسْتَوْدَعُ العِلْمِ القَرَاطِيسُ)
كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي اللِّسانِ: {اسْتَوْدَعَهُ مَالا، وأوْدَعَهُ إيّاهُ: دَفَعَهُ إليْه ليَكُونَ عِنْدَهُ وَدِيعَةً، وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:
(حَتَّى إِذا ضَرَبَ القُسُوسُ عَصَاهُمُ ... ودَنَا من المُتَنَسِّكِينَ رُكُوعُ)

(} أوْدَعْتَنا أشْيَاءَ واسْتَوْدَعْتَنَا ... أشْيَاءَ لَيْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ)
{والمُسْتَوْدَعُ، على صِيغَةِ المَفْعُولِ، فِي شِعْرِ سَيِّدِنا أبي عبدِ اللهِ العَبّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ يمْدَحُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
(منْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلالِ وَفِي ... } مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ)
هُوَ المَكَانُ الّذِي تُجْعَلُ فيهِ! الوَدِيعَةُ، وأرادَ بهِ المَكَان الّذِي جُعِلَ فيهِ آدَمُ وحَوّاءُ، عَلَيْهِما السَّلامُ منَ الجَنَّةِ، {واسْتُودَعاهُ، وقولُه: يُخْصَفُ الوَرَقُ، عَنَى بهِ قَوْلَه تَعَالَى: وطَفِقَا يَخْصِفانِ عليهِمَا منْ وَرَقِ الجَنَّةِ وقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:)
(كأنَّهَا أُمُّ ساجِي الطَّرْفِ أخْدَرَهَا ... } مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْسَاءِ مَرْخُومُ)
أَي تُوارِي وَلَدَ هَذِه الظَّبْيَةِ الخَمَرُ، وقَوْلُ عَبْدَةَ بنِ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيّ:
(إنَّ الحَوَادِثَ يَخْتَرِمْنَ، وإنَّمَا ... عُمْرُ الفَتَى فِي أهْلِه {مُسْتَوْدَعُ)
أَي} وَدِيعَةُ يُسْتعادُ ويُسْتَرَدُ.
أَو {المُسْتَوْدَعُ: الرَّحِمُ وقوْلُه تَعَالَى: فمُسْتَقَرٌّ} ومُسْتَوْدَعٌ المُسْتَوْدَعُ: مَا فِي الأرْحَامِ وقرَأ ابنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْروٍ: فمُسْتَقِرٌّ بكسرِ القافِ، وقَرَأ الكُوفِيُّونَ، ونافِعٌ وابنُ عامِرٍ، بالفَتْحِ، وكُلُّهُم قالُوا: فمُسْتَقَرٌّ فِي الرَّحِمِ، ومُسْتَوْدَعٌ فِي صُلْبِ الأبِ، رُوِيَ ذلكَ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ، ومُجَاهِدٍ، والضَّحّاكِ ومنْ قَرَأَ بكَسْرِ القافِ قالَ: مُسْتَقِرٌّ فِي الأحْيَاءِ، ومُسْتَوْدَعٌ فِي الثَّرَى.
{ووادَعَهُمْ مُوادَعَةً: صالحَهُم وسالَمَهُمْ على تَرْكِ الحَرْبِ والأذَى، وأصْلُ} المُوَادَعَةِ: المُتَارَكَةُ، أَي: يَدَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا مَا هُوَ فيهِ، ومنْهُ الحديثُ: كانَ كَعْبٌ القُرَظِيُّ {مُوَادِعاً لرسولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
} وتَوَادَعَا: تَصَالحَا، وأعْطَى كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ: الآخَرَ عَهْداً أَلا يَغْزُوه، قالَهُ الأزْهَريُّ.
! وتَوَدَّعه: صانَهُ فِي مِيدَعٍ أَي صِوانٍ عَن الغُبَارِ، وأنْشَدَ شَمِرٌ قولَ عُبَيْدٍ الرّاعِي: (وتَلْقَى جارَنَا يُثْنِي عَلَيْنَا ... إِذا مَا حانَ يَوْماً أَن يَبِينَا)

(ثَناءً تُشْرِقُ الأحْسَابُ مِنْهُ ... بهِ {نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا)
أَي نَقِيهِ ونَصُونُه، وقيلَ: أَي نُقِرُّه على صَوْنِه} وادِعاً.
(و) {تَوَدَّعَ فلانٌ فُلاناً: ابْتَذلَهُ فِي حاجَتِهِ، وكذلكَ تَوَدَّعَ ثِيابَ صَوْنِه: إِذا ابْتَذَلَها، فكأنَّهُ ضِدٌّ.
ويُقَالُ:} تُوُدِّعَ مني، مَجْهُولاً، أَي: سُلِّمَ عليَّ، كَذَا فِي نَوَادِرِ الأعْرابِ.
وقوْلُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا رَأْيتَ أُمَّتِي تَهابُ الظّالِمَ، أنْ تَقُولَ: إنَّكَ ظالمٌ، فقَدْ تُوُدِّعَ منْهُم أَي اسْتُرِيحَ منْهُم وخُذِلُوا، وخُلِّيَ بَيْنَهُم وبَيْنَ مَا يَرْتَكِبُونَ منَ المَعاصِي حَتَّى يُكْثِرُوا منْهَا، وَلم يُهْدَوا لرُشْدِهِمْ حَتَّى يَسْتَوْجِبُوا العُقُوبَةَ فيُعاقِبُهُم اللهُ تَعَالَى، وهُوَ منَ المجازِ، لأنَّ المُعْتَنِيَ بإصْلاحِ شَأْنِ الرَّجُلِ إِذا يَئسَ منْ صَلاحِهِ تَرَكَه، واسْتَراحَ منْ مُعاناةِ النَّصَبِ مَعَه، ومنْهُ الحديثُ الآخَرُ: إِذا لَمْ يُنْكِرِ النّاسُ المُنْكَرَ فقدْ تُوُدِّعَ منْهُم، وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: إِذا مَشَتْ هذهِ الأُمَّةُ السُّمَّيْهَي، فقدْ تُوُدِّعَ منْهَا، أَو مَعْناه: صارُوا بحَيْثُ تُحُفِّظَ منْهُم وتُوُقِّيَ وتُصُوِّنَ، كَمَا يُتَوَقَّى منْ شِرارِ النّاسِ ويُتَحَفَّظُ منْهُم، مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِهِم: {تَوَدَّعْتُ الشَّيءَ: إِذا صُنْتَهُ فِي} مِيدَعٍ.)
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: {وَدَّعَ صَبِيَّهُ} تَوْديعاً: وَضَعَ فِي عُنُقِهِ الوَدَعَ.
والكَلْبَ: قَلَّدَه {الوَدَعَ، نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ، وقالَ الشّاعِرُ:} يُوَدِّعُ بالأمْرَاسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ منَ المُطْعِماتِ اللَّحْمِ غَيْرِ الشّواحِنِ أَي: يُقَلِّدُهَا وَدَعَ الأمْراسِ.
وَذُو الوَدْعِ: الصَّبِيُّ، لأنّه يُقَلَّدُهَا مَا دامَ صَغِيراً، قالَ جَمِيلٌ:
(ألمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأنْتِ صَلُودُ)
وَفِي الحديثِ: منْ تَعلَّقَ {وَدْعَةً لَا وَدَعَ اللهُ لَهُ، أَي: لَا جَعَلَهُ فِي} دَعَةٍ وسُكُونٍ، وهُوَ لَفْظٌ مَبْنِيٌ منَ {الوَدَعَة، أَي: لَا خَفَّفَ اللهُ عنْهُ مَا يَخَافُه.
وهُوَ يَمْرُدُنِي} الوَدْع، ويَمْرُثُني، أَي: يَخْدَعُنِي، كَمَا يُخْدَعُ الصَّبِيُّ {بالوَدْعِ، فيُخَلَّى يَمْرُثُها، ويُقَالُ للأحْمَقِ: هُوَ يَمْرُدُ الوَدْعَ، يُشَبَّهُ بالصَّبِيِّ.
وفَرَسٌ} مُوَدَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَصُونٌ مُرَفَّهٌ.
ودِرْعٌ {مُوَدَّعٌ: مَصُونٌ فِي الصِّوانِ.
} والوَدِيعُ: الرَّجُلُ السّاكِنُ الهَادئُ ذُو {التُّدْعَةِ.
} وتَوَدَّعَهُ: أقَرَّهُ على صَوْنِهِ {وادِعاً، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعِي، وقدْ تقَدَّمَ.
} وتَوَدَّعَ الرَّجُلُ: {اتَّدَعَ، فهُوَ} مُتَوَدِّعٌ، {والدَّعَةُ منْ وَقارِ الرَّجُلِ الوَدِيعِ، وَإِذا أمَرْتَ الرَّجُلَ بالسَّكِينَةِ والوَقَارِ قلتَ:} تَوَدَّعْ، {واتَّدِعْ.
وأوْدَعَ الثَّوْبَ: صانَهُ.
} والمِيدَاعَةُ: الرَّجُلُ الّذِي يُحِبُّ الدَّعَةَ، قالَهُ الفَرّاءُ.
{وإِبتَدَعَ الدَّابَّة: رفهها وَتركهَا وَلم يَتْرُكهَا وَهُوَ افتعل من} وَدُعَ ككرم
وإيتَدَعَ بنَفْسِه: صارَ إِلَى الدَّعَةِ، {كاتَّدَعَ، على القَلْبِ والإدْغامِ والإظْهَارِ.
} والمُوَادَعَةُ: {الدَّعَةُ والتَّرْكُ، فمِنَ الأوَّلِ: قَوْلُ الشّاعِرِ:
(فهاجَ جوَىً فِي القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوَى ... ببَيْنُونَةٍ يَنْأى بهَا منْ} يُوَادِعُ) ومنَ الثّانِي: قَوْلُ ابنِ مُفَرِّغٍ: {- دَعيني منَ اللَّوْمِ بَعْضَ} الدَّعَهْ ويُقَالُ: {وَدَعْتُ، بالتَّخْفِيفِ،} فوَدَعَ، بمَعْنَى {وَدَّعْتُ} تَوْدِيعاً، وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ:)
(وسِرْتُ المَطِيَّةَ {مَوْدُوعَةً ... تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمْشِي زَرِيفَا)
} وتَوَدَّعَ القَوْمُ، {وتَوادَعُوا:} وَدَّعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.
وقالَ الأزْهَرِيُّ: {تُوُدِّعَ منْهُم، أَي: سُلِّمَ عَلَيْهِمْ} للتَّوْدِيعِ.
{ووَدَّعْتُ فُلاناً: أَي: هَجَرْتُه، حَكاهُ شَمِرٌ.
ونَاقَةٌ} مُوَدَّعَةٌ: لَا تُرْكَبُ وَلَا تُحْلَبُ.
وقَوْلُ الشّاعِرِ: أنْشَدَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ: إنْ سَرَّكَ الرِّيُّ قُبَيْلَ النّاسِ {فوَدِّعِ الغَرْبَ بوَهْمٍ شاسِ أَي: اجْعَلْهُ} وَدِيعَةً لهَذَا الجَمَلِ، أَي: ألْزِمْهُ الغَرْبَ.
وقالَ قَتَادَةُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: {وَدعْ أذاهُمْ أَي: اصْبِرْ على أذاهُمْ، وقالَ مُجَاهِدٌ: أَي: أعْرِضْ عَنْهُمْ.
} والوَدْعُ بالفَتْحِ: غَرَضٌ يُرْمَى فيهِ.
واسْمُ صَنَمٍ.
{والوَدِيعُ: المَقْبَرَةُ عَن أبي عَمْروٍ.
ومُرَجّى بن وَدَاع، كسَحَابٍ: مُحَدِّثٌ.
وأحْمَدُ بنُ عَليٍّ بنِ دَاوُدَ بنِ} وُدَيْعَةَ، كجُهَيْنَةَ: شَيْخٌ لابْنِ نُقْطَةَ.
وعَلاءُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ المُظَفَّرِ! - الوَدَاعِيُّ الأدِيبُ المَشْهُورُ، قالَ الحافِظُ: حَدَّثُونا عَنْهُ. وَمن المَجَازِ: أوْدَعْتُه سِرّاً، وأوْدَعَ الوِعَاءَ مَتاعَهُ.
{وأوْدَع كِتابَهُ كَذَا،} وأوْدَعَ كَلامَهُ مَعْنىً حَسَناً.
وسَقَطَتِ {الوَدَائِعُ، يَعْنِي: الأمْطَارَ، لأنَّهَا قَدْ} أُودِعَتِ السَّحَابَ.
{ووادِعٌ: صحَابِيٌّ، رَوَتْ عَنْهُ بِنْتُه أُمُّ أبان، أخْرَجَهُ ابنُ قانِعٍ.
(ودع)

ودع

1 وَدُعَ

, (S, K,) inf. n. وَدْعٌ and دَعَةٌ, (TA,) He (a man, S,) or it, (a thing, TA,) became still, quiet, or at rest; (S, K, TA;) as also ↓ اِتَّدَعَ, (K, TA,) [quasi-] inf. n. تُدْعَةٌ and تُدَعَةٌ. (TA.) You say to a man, ↓ اِنَّدَعْ and ↓ تَوَدَّعْ meaning Be thou grave, staid, steady, sedate, or calm. (TA.) See also 1; and art. وذر. b2: وَدُعَ and وَدَعَ, inf. n. وَدَاعَةٌ, He was, or became, in a state of ease, and ampleness of the means or circumstances of life. (Msb.) b3: دَعْ: see an ex. voce آذَى: it may be rendered, in different cases, Leave thou, or let alone, or say nothing of: see بَلْهَ. b4: دَعْنِى مِنْ كَذَا Let me alone and cease from such a thing: and exempt thou me, or excuse me, from such a thing. b5: دَعْ عَنْكَ كَذَا Dismiss thou from thee such a thing. See خُذْ عَنْكَ. b6: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى لَا يَرِيبُكَ: see art. ريب. b7: دَعْ مَا زَيْدٌ: see سِىٌّ in art. سوى. b8: وَدَعَ used as a pret.: see an ex. voce زَائِلَةٌ, in art. زول.2 وَدَّعَهُ

, (MA,) inf. n. تَوْديعٌ, (PS,) He bade farewell to him. (MA, PS.) 3 وَادَعَهُ

, inf. n. مُوَادَعَةٌ, and subst. وِدَاعٌ, He made peace or reconciled himself, with him: (Msb:) [the inf. n.] مُوَادَعَةٌ is syn. with مُصَالَحَةٌ

because it is مُتَارَكَةٌ [a mutual leaving, or leaving unmolested]. (Mgh.) b2: مُوَادَعَةٌ is also syn. with تَرْكٌ; as also ↓ دَعَةٌ: (TA:) so that وَادَعَهُ signifies He left him: but more correctly, he left him, being left by him; like تَارَكَهُ, and خَالَاهُ; and this is the primary meaning.5 تَوَدَّعَ see 1.6 تَوَادَعَا They two made peace, or became reconciled, each with the other. (K.) 7 إِنْوَدَعَ see 1.8 اِتَّدَعَ

: see 1: he acted, or proceeded, with moderation, without haste or hurry, in his pace or journeying. (M in art. اون.) 10 اِسْتَوْدَعَهُ مَالًا He intrusted him with property; intrusted to him property; gave property to him in trust, or as a deposit. (Msb.) and اِسْتَوْدَعَهُ وَدِيعَةً He asked him to keep, preserve, guard, or take care of, a deposit. (K.) دَعَةٌ Ease; repose; freedom from trouble or inconvenience, and toil or fatigue; tranquillity; syn. خَفْضٌ (S. Mgh, K, TA) and رَاحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and سُكُونٌ; (TA;) and ampleness of circumstances (سَعَةٌ) in life: (K:) or دَعَةٌ is syn. with راحة and سكون; but خَفْضٌ signifies “ ampleness of the circumstances ” (سَعَهٌّ) of life, and “ plentifulness and pleasantness ” thereof: [see an ex. of both, voce خَفْضٌ]. (El-Marzookee and MF, art. خفض.) A2: See 1 and 3.

وَدَعَةٌ A cowry; Cypræa: see an ex. cited voce سَمَّ.

وَدِيعَةٌ A thing committed to the trust and care of a person; a trust; a deposit. (Mgh, Msb.) See 10.

وَدَاعٌ [Gravity, steadiness:] i. q. سَكِينَةٌ, [like ↓ مَوْدُوعٌ,] as also وَقَارٌ. (S, L, in art. سكن.) b2: And Valediction. (S, Msb.) مِيدَعٌ and مِيدَعَةٌ A garment, or piece of cloth, used as a repository for clothes. (TA.) مَوْدُوعٌ

: see وَدَاعٌ, and see a verse cited voce مَصْدَق.

مُسْتَوْدَعٌ A depository: see a verse cited voce ظِلٌّ.
و د ع: (التَّوْدِيعُ) عِنْدَ الرَّحِيلِ، وَالِاسْمُ (الْوَدَاعُ) بِالْفَتْحِ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3] قَالُوا: مَا تَرَكَكَ. وَ (الْوَدَعَاتُ) خَرَزٌ بِيضٌ تَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ تَتَفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ الْوَاحِدَةُ (وَدَعَةٌ) بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا. (وَالدَّعَةُ) الْخَفْضُ، تَقُولُ مِنْهُ: (وَدُعَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الدَّالِ وَفَتْحِهَا. وَ (الدَّعَةُ) الْخَفْضُ، تَقُولُ مِنْهُ: (وَدُعَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الدَّالِ فَهُوَ (وَدِيعٌ) أَيْ سَاكِنٌ وَ (وَادِعٌ) أَيْضًا مِثْلُ حَمُضَ فَهُوَ حَامِضٌ. (وَالْمُوَادَعَةُ) الْمُصَالَحَةُ (وَالتَّوَادُعُ) التَّصَالُحُ. وَقَوْلُهُمْ: دَعْ ذَا أَيِ اتْرُكْهُ وَأَصْلُهُ وَدَعَ يَدَعُ وَقَدْ أُمِيتَ مَاضِيهِ فَلَا يُقَالُ: وَدَعَهُ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: تَرَكَهُ وَلَا وَادِعٌ وَلَكِنْ تَارِكٌ. وَرُبَّمَا جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ (وَدَعَهُ) وَ (مَوْدُوعٌ) أَيْضًا عَلَى الْأَصْلِ. (وَالْوَدِيعَةُ) وَاحِدَةُ (الْوَدَائِعِ) يُقَالُ: (أَوْدَعَهُ) مَالًا أَيْ دَفْعَهُ إِلَيْهِ لِيَكُونَ وَدِيعَةً عِنْدَهُ. وَ (أَوْدَعَهُ) مَالًا أَيْضًا قَبِلَهُ مِنْهُ وَدِيعَةً وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. (وَاسْتَوْدَعَهُ) وَدِيعَةً اسْتَحْفَظَهُ إِيَّاهَا. 

وسق

(وسق) الْحبّ جعله وسْقا وسْقا

وسق



وَسْقٌ A camel's load: see وِقْرٌ.

وَسِيقَةٌ A mob of driven cattle: see سَيِّقَهٌ and مِعْتَاقٌ.
وسق: {وسق}: جمع، وقيل: علا. {إذا اتسق}: تم وامتلأ في الليالي البيض وقيل: اتسق استوى.
(و س ق) : (الْوَسْقُ) سِتُّونَ صَاعًا بِصَاعِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ عَنْ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا بِصَاعِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَالْخَمْسَةُ الْأَوْسُقِ ثَلَاثُ مِائَةِ صَاعٍ وَالصَّاعُ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ وَهُوَ مِثْلُ الْقَفِيزِ الْحَجَّاجِيِّ وَمِثْلُ رُبُعِ الْهَاشِمِيِّ.
[وسق] نه: فيه الوسق: ستون صاعا، وأصله الحمل، وسقته: حملته، وأيضًا ضم الشيء إلى الشيء. ن: أوسق جمعه كفلس وأفلس، وفتح واوه أشهر من كسرها. نه: ومنه ح أحد: "استوسقوا"، أي استجمعوا وانضموا. وح: إن رجلًا كان يجوز المسلمين ويقول: "استوسقوا". وح النجاشي: و"استوسق" عليه أمر الحبشة، أي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك فيه. ك: ومنه: "بالأوسق الموسقة"، هو تأيد كالقناطير المقنطرة. غ: و"اليل وما "وسق" - أي جمع وضم - والقمر إذا "اتسق"" أي اجتمع ضوؤه في الليالي البيض أو استوى.
و س ق: (الْوَسْقُ) مَصْدَرُ (وَسَقَ) الشَّيْءَ أَيْ جَمَعَهُ وَحَمَلَهُ وَبَابُهُ وَعَدَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} [الانشقاق: 17] فَإِذَا جَلَّلَ اللَّيْلُ الْجِبَالَ وَالْأَشْجَارَ وَالْبِحَارَ وَالْأَرْضَ فَاجْتَمَعَتْ لَهُ فَقَدْ وَسَقَهَا. وَ (الْوَسْقُ) أَيْضًا سِتُّونَ صَاعًا، قَالَ الْخَلِيلُ: الْوَسْقُ حِمْلُ الْبَعِيرِ وَالْوِقْرُ حِمْلُ الْبَغْلِ وَالْحِمَارِ. وَ (الِاتِّسَاقُ) الِانْتِظَامُ. وَ (أَوْسَقَ) الْبَعِيرَ حَمَّلَهُ حِمْلَهُ. 
وسق
الوَسْقُ: جمع المتفرّق. يقال: وَسَقْتُ الشيءَ: إذا جمعته، وسمّي قدر معلوم من الحمل كحمل البعير وَسْقاً، وقيل: هو ستّون صاعا ، وأَوْسَقْتُ البعيرَ: حمّلته حِمله، وناقة وَاسِقٌ، ونوق مَوَاسِيقُ. إذا حملت. ووَسَّقْتُ الحنطةَ: جعلتها وَسْقاً، ووَسِقَتِ العينُ الماءَ:
حملته، ويقولون: لا أفعله ما وَسَقَتْ عيني الماءَ . وقوله: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ
[الانشقاق/ 17] قيل: وما جمع من الظّلام، وقيل: عبارة عن طوارق اللّيل، ووَسَقْتُ الشيءَ: جمعته، والوَسِيقَةُ الإبلُ المجموعةُ كالرُّفْقة من الناس، والاتِّسَاقُ: الاجتماع والاطّراد. قال الله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
[الانشقاق/ 18] .
وسق
الوَسْقُ: ضَمُّكَ الشَّيْءَ بعضَه إلى بعضٍ. والاتِّسَاقُ: الانْضِمامُ والاسْتِوَاءُ. واسْتَوْسَقَتِ الإِبلُ: اجْتَمَعَتْ، والراعي
يَسِقُها.
وقَوْلُه تعالى: " واللَّيْل وما وَسَقَ " أي جَمَعَ، " والقَمَرِ إذا اتَّسَقَ " ثمَ وامْتَلأ. والوَسْقُ: سِتُّوْنَ صاعاً. وأوْسَقْتُ البَعِيرَ: أوْقَرْتُه. والوَسْقُ: العِدْلُ.
وإذا حَمَلَتِ النَّخْلَةُ كثيراً قيل: أوْسَقَتْ؛ أي حَمَلَتْ وَسْقاً. والوَسِيْقَةُ من الإِبل: كالرُّفْقَة من الناس. وهي الطَّرِيْدَة أيضاً.
والوَسِيْقُ: السوْق. والمَطَرُ أيضاً؛ لأنَّ السَّحابَ يَسِقُه أي يَحْمِلُه.
ويقولون: " لا أفْعَلُه ما وَسَقَتْ عَيْني الماءَ ".
والمِيْسَاقُ: الطائرُ الذي يُصَفِّقُ جَنَاحَيْه إذا طارَ، وجَمْعُه مَوَاسِيْقُ.
و س ق : وَسَقْتُهُ وَسْقًا مِنْ بَابِ وَعَدَ جَمَعْتُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} [الانشقاق: 17] وَالْوَسْقُ حِمْلُ بَعِيرٍ يُقَالُ عِنْدَهُ وَسْقٌ مِنْ تَمْرٍ وَالْجَمْعُ وُسُوقٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَأَوْسَقْتُ الْبَعِيرَ بِالْأَلِفِ وَوَسَقْتُهُ أَسِقُهُ مِنْ بَابِ وَعَدَ لُغَةٌ أَيْضًا إذَا حَمَّلْتَهُ الْوَسْقَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا بِصَاعِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالصَّاعُ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ وَالْوَسْقُ عَلَى هَذَا الْحِسَابِ مِائَةٌ وَسِتُّونَ مَنًّا وَالْوَسْقُ ثَلَاثَةُ أَقْفِزَةٍ وَحَكَى بَعْضُهُمْ الْكَسْرَ لُغَةً وَجَمْعُهُ أَوْسَاقٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ. 

وسق


وَسَقَ
a. [ يَسِقُ] (n. ac.
وَسْق), Gathered; accumulated.
b. Contained, held; embraced.
c. [ coll. ], Laded, loaded.
d.(n. ac. وَسِيْق), Drove (camels).
وَسَّقَa. Put into sacks (corn).
وَاْسَقَa. Confronted, with-stood.

أَوْسَقَa. see I (c)b. Was loaded with fruit (palmtree).

إِوْتَسَقَ
(ت)
a. Pass. of I (a).
b. Was arranged, complete.
c. Was at the full (moon).
إِسْتَوْسَقَa. Were gathered (camels).
وَسْق
(pl.
وُسُوْق
أَوْسَاْق
38)
a. Load, burden; lading, freight, cargo.

وَسْقَة
a. [ coll. ], Cargo; shipment.

وَاْسِق
(pl.
وِسَاْق
&
a. وَاسِقَات ), Pregnant (
camel ).
وَسِيْقa. Driven together (camels).
b. Rain.

وَسِيْقَة
(pl.
وَسَاْئِقُ)
a. Herd of camels.

مَوَاْسِقُa. Pregnant (camels).
مِوْسَاْق
(pl.
مَوَاْسِيْقُ
&
مَآسِيْق )
a. Flapping its wings (bird).
مَوَاْسِيْقُa. see 44
N. P.
وَسڤقَ
a. [ coll. ], Loaded, laden.

مُتَّسِق [ N.
Ag.
a. VIII], Arranged; orderly.
b. A certain metre.
و س ق

عنده وسق من تمر ووسوق وأوساق. ووسّق متاعه: جعله وسوقاً. وأوسقت البعير: حمّلته الوسق. ووسقه. حمله. وكلّ شيء جمعته وحملته فقد وسقته. قال:

وإني وإياكم وشوقاً إليكم ... كقابض ماء لم تسقه أنامله

والراعي يسق الإبل حتى استوسقت: اجتمعت. وساق العدوّ الوسيقة والوسائق وهي الطريدة. وناقة واسق: حامل، وقد وسقت. ونخلة موسقة، وقد أوسقت. قال لبيد يصف الجنة:

يوم أرزاق من يفضّل عمّ ... موسقات وحفّلٌ أبكار

ومن المجاز: اتّسق القمر. واتسق أمره واستوسق. وطرد الحمار وسيقته وهي عانته. وهو لا يواسق فلاناً: لا يعادله، وأصل المواسقة: المحاملة. قال جندل:

فلست إن جاريتني مواسقي ... ولست إن عضّ شكيمي صادقي

" والليل وما وسق ". ولا أفعل ذلك ما وسقت عيني الماء.
وسق:
وسق: وسع، في الحديث عن الزق المليء خمراً (عبد الواحد 11:121).
وسق: في (محيط المحيط): (وسق البعير وسيقاً ساقه. والبحرية يقولون (وسق فلان السفينة حنطة وغيرها. أي حمُلها. كما يقولون شحنها). ووسق ب ومن (معجم الإدريسي). وفي (فوك): موسوق الشُفن في مادة honerare.
وسق ثاني: أركب ثانية، حمّل ثانية في البحر، ركب البحر ثانية (بقطر).
وسّق: حمّل سفينة (المقري).
أوسق: حمل سفينة ب أو من (معجم الإدريسي، فوك، المقري 6:741:2).
أوسقهم تكاليف: حمَّلهم ضرائب (بقطر) اتسق: تحملّت السفينة (فوك).
استوسق لفلان: مثل استوثق (أنظر وثق بوزن استفعل).
وَسْق والجمع أوسُق: (أنظر أيضاً معجم التنبيه) ويعادل، في البصرة، خمسة فقائز (الكامل 5:112 وما بعده) ويجمع أيضاً على أوساق (انظر أيضاً الكامل 17:508). وفي الحجاز يعادل 320 لبرة
وفي العراق 480 لبرة (رطلاً: م. المحيط).
وسق والجمع أوساق: أحمال، شحنات (معجم الإدريسي، فوك)؛ تعريف الوسق اصطلاح تجاري يقصد به ورقة أو (بوليصة) الشحن، تصريحة حمولة الباخرة؛ قائمة.
الوسق: (المانيفست) (الحمولة) سجل أو قائمة حمولة الباخرة (بقطر).
علم وساق العربة: سجل أو قائمة حركة المركبة (بقطر).
وسق: حمْل، طاقة الاستيعاب والتحميل (بقطر).
وَسقة: حمولة باخرة (بقطر، هلو). وفي (محيط المحيط): ( .. كما يقولون شحنها وحملها عندهم الوسقة والشحنة).
وسقة والجمع وسائق: عند (بوسويه): حبس الأشخاص أو حجز الأشياء طلباً لثأر أو انتقام.
وسيقة: الانتقام الذي يتضمنه هذا الحبس؛ (دوماس طبائع 311) ousiga، ثأر. وفي m. s وسيكة؛ وعند (هلو): وزيقة ولعل صوابها حين تكتب وثيقة.
مواسيق: (اسم جمع) من أنواع الحمام (مخطوطة الاسكوريال 893).
[وسق] الوسق: مصدر وسقت الشئ: جمعته وحملته. ومنه قوله تعالى: {واليل وما وسق} . قال ضابئ بن الحارث البُرْجمِيُّ: فإنِّي وإيَّاكم وشوقاً إليكم كقابِضِ ماءٍ لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ يقول: ليس في يدى من ذلك شئ كما أنَّه ليس في يد القابض على الماء شئ، فإذا جلل الليل الجبالَ والأشجارَ والبحار والأرض فاجتمعتْ له فقد وَسَقَها. والوَسْقُ: الطردُ، ومنه سمِّيت الوَسيقَةُ وهي من الإبل كالرُفقة من الناس، فإذا سرقت طردت معا. قال الشاعر :

كما قاف آثار الوسيقة قائف * والوسق: سِتُّون صاعاً، قال الخليل: الوَسْقُ هو حِمْلُ البعير. والوِقْرُ حِمل البغل أو الحمار. وقولهم: لا أفعله ما وَسَقَتْ عيني الماء، أي حملْتُه. ووَسَقَتِ الناقة وغيرها تَسِقُ وَسْقاً بالفتح، أي حَمَلَتْ وأغفلت رحمها على الماء، فهى ناقة واسق ونوق وساق مثل نائم ونيام، وصاحب وصاحب. قال بشر بن أبي خازم الاسدي: ألَظَّ بهنَّ يحْدوهنَّ حتَّى تَبَيَّنَتِ الحيال من الوساق ويقال: نوقٌ مَواسيقٌ ومَواسِقُ، وهو جمعٌ على غير قياس. والاتِّساقُ: الانتظامُ. ووَسَّقْتُ الحنطة تَوْسيقاً، أي جعلتُها وَسْقاً وَسْقاً. واسْتَوْسَقَتِ الإبلُ: اجتمعت. قال الراجز: إن لنا قلائصا حقائقا مستوسقات لو يجدن سائقا وأَوْسَقْتُ البعيرَ: حمَّلته حِملَه. وأوْسَقَتِ النخلةُ: كثُر حملها. قال لبيد: يومَ أرْزاقُ من يُفَضَّلُ عُمٌّ موسِقاتٌ وحُفَّلٌ أبكارُ قال أبو عبيد: الميساقُ: الطائرُ الذي يصفِّق بجناحيه إذا طار. قال وجمعه مياسيق. 
وسق
وسَقَ يَسِق، سِقْ، وَسْقًا ووُسُوقًا، فهو واسِق، والمفعول مَوْسوق
• وسَق الشَّيءَ: ضمَّه وجمَعَه وحمَلَه " {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقََ} " ° وَسَق اللَّيلُ الأشياءَ: جلَّلها وستَرها. 

اتَّسقَ يتَّسق، اتِّساقًا، فهو مُتَّسِق
• اتَّسق الشَّيءُ:
1 - اجتمع وانضمَّ "اتّسقت الأشجار/ الإبل- {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}: اجتمع نوره واستوى أمره، وذلك حين يكون بدرًا".
2 - انتظم وتلاءم واستوى "اتّسقت صفوف التلاميذ في المدرسة- اتّسقت العبارات- {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} " ° اتّسقت الأفكار: ترابطت.
• اتَّسق القمرُ: استوى وامتلأ واكتمل واستدار " {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} ". 

استوسقَ يستوسق، استيساقًا، فهو مُستوسِق
• استوسق الشَّيءُ: اجتمع وانضم.
• استوسق الأمرُ: انتظم ° استوسق له الأمرُ: أمكنه. 

وسَّقَ يوسِّق، توسيقًا، فهو مُوسِّق، والمفعول مُوسَّق
• وسَّق القمحَ ونحوَه: جعله في حمولة جَمَل ونحوه.
• وسَّق الحَبَّ: جعله وَسْقًا وَسْقًا، أي حِملاً حِملاً. 

اتِّساق [مفرد]:
1 - مصدر اتَّسقَ.
2 - (سف) عدم التَّناقض أو التّكلُّف في أجزاء الفكرة.
3 - (سف) انسجام أو توافق تام بين المقدمات والنتائج، أو بين البراهين الرياضيّة ومكوناتها من الأوليات والبدهيات. 

وَسْق [مفرد]: ج أوساق (لغير المصدر {وأَوْسُق} لغير
 المصدر) ووُسُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر وسَقَ.
2 - حِمْل دابَّة أو عربة أو سفينة أو نحوها.
3 - مِكْيَلة معلومة، وهي ستُّون صاعًا والصَّاع خمسة أرطال وثلث. 

وُسوق [مفرد]: مصدر وسَقَ. 
(وس ق)

الوسق، والوسق: حمل بعير.

وَقيل: هُوَ سِتُّونَ صَاعا بِصَاع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَقيل: هُوَ الْعدْل، وَقيل: العدلان.

وَقيل: هُوَ الْحمل عَامَّة.

وَالْجمع: أوسق، ووسوق، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَا حمل البختي عَام غياره ... عَلَيْهِ الوسوق برهَا وشعيرها

ووسق الْبَعِير، وأوسقه: أوقره.

والوسق: وقر النَّخْلَة.

وأوسقت النَّخْلَة: كثر حملهَا، قَالَ لبيد:

يَوْم أرزاق من يفضل عَم ... موسقات وحفل أبكار

ووسقت النَّاقة وَالشَّاة وسْقا، ووسوقا، وَهِي واسق: لقحت.

وَالْجمع: مواسيق، ومواسق، كِلَاهُمَا على غير قِيَاس. وَعِنْدِي: أَن مواسيق، ومواسق: جمع ميساق وموسق.

وَلَا آتِيك مَا وسقت عَيْني المَاء: أَي حَملته.

والميسق من الْحمام: الوافر الْجنَاح، وَقيل: هُوَ على التَّشْبِيه، جعلُوا جناحيه لَهُ كالوسق، وَقد تقدم فِي الْهَمْز، ويقوى أَن اصله الْهَمْز قَوْلهم فِي جمعه: مآسيق، لَا غير.

والوسوق: مَا دخل فِيهِ اللَّيْل وَمَا ضم.

وَقد وسق اللَّيْل، واتسق. وكل مَا انْضَمَّ: فقد اتسق.

وَالطَّرِيق يأتسق، ويتسق: أَي يَنْضَم، حَكَاهُ الْكسَائي.

واتسق الْقَمَر: اسْتَوَى، وَفِي التَّنْزِيل: (والْقَمَر إِذا اتسق) والوسيق: الطَّرْد، قَالَ:

قربهَا وَلم تكد تقرب ... من آل نِسْيَان وسيق أجدب

ووسق الْإِبِل فاستوسق: أَي طردها فأطاعت، عَن ابْن الاعرابي، وَأنْشد:

إِن لنا لإبلاً نقانقا ... مستوسقات لَو تجدن سائقا

أَرَادَ: مثل النقانق، وَهِي الظلمان، شبهها بهَا فِي سرعتها.

ووسق الْإِبِل: طردها وَجَمعهَا، وَأنْشد:

يَوْمًا تَرَانَا صالحين وَتارَة ... تقوم بِنَا كالواسق المتلبب

واتسقت الْإِبِل، واستوسقت: اجْتمعت.

والوسيقة من الْإِبِل وَالْحمير: كالرفقة من النَّاس.

وَقد وسقها وسوقا.

وَقيل: كل مَا جمع فقد وسق.

وَإِن اللَّيْل لطويل وَلَا أسق باله، وَلَا أسقه بَالا، بِالرَّفْع والجزم، من قَوْلك: وسق: إِذا جمع، أَي: وكلت بِجمع الهموم فِيهِ، وَقَالَ اللحياني: مَعْنَاهُ: لَا يجْتَمع لَهُ أمره، قَالَ: وَهُوَ دُعَاء.

والوسيقة من الْإِبِل وَنَحْوهَا: مَا غصبت. 

وسق: الوَسْقُ والوِسْقُ: مِكْيَلَة معلومة، وقيل: هو حمل بعير وهو ستون

صاعاً بصاع النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو خمسة أَرطال وثلث، فالوسْقُ

على هذا الحساب مائة وستون مَناً؛ قال الزجاج: خمسة أَوسق هي خمسة عشر

قَفِيزاً، قال: وهو قَفِيزُنا الذي يسمى المعدّل، وكل وَسْق بالمُلَجَّم

ثلاثة أَقْفِزَةٍ، قال: وستون صاعاً أَربعة وعشرون مكُّوكاً بالمُلَجَّم

وذلك ثلاثة أَقفِزَةٍ. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ليس

فيما دون خمسة أَو سُقٍ من التمر صدقة. التهذيب: الوَسْقُ، بالفتح، ستون

صاعاً وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز، وأَربعمائة وثمانون

رطلاً عند أَهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمُدِّ، والأَصل في

الوَسْق الحَمْل؛ وكل شيء وسَقَتْه، فقد حملته. قال عطاء في قوله خمسة

أَوْسُقٍ: هي ثلاثمائة صاع، كذلك قال الحسن وابن المسيب. وقال الخليل: الوَسْق

هو حِمْل البعير، والوِقْرُ حمل البغل أَو الحمار. قال ابن بري: وفي

الغريب المصنف في باب طلع النخل: حَمَلت وَسْقاً أَي وِقْراً، بفتح الواو لا

غير، وقيل: الوَسْق العِدْل، وقيل العِدْلان، وقيل هو الحِملُ عامة،

والجمع أوْسُقٌ ووُسوق؛ قال أَبو ذؤيب:

ما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عامَ غِيارِه،

عليه الوُسُوقُ، بُرُّها وشَعِيرُها

ووَسَقَ البعيرَ وأَوْسَقه: أَوْقَره.

والوَسْقُ: وَقْر النخلة. وأَوْسَقَت النخلةُ: كثر حَمْلها؛ قال لبيد:

وإلى الله تُرْجَعون، وعند الـْ

لمَه وِرْدُ الأُمور والإصدارُ

كلَّ شيء أَحْصَى كتاباً وحِفْظاً،

ولَدَيْهِ تَجَلَّت الأَسْرارُ

(* في رواية أخرى: وعِلماً بدل وحفظاً).

يوم أَرزاقُ من يُفَضَّلُ عُمٌّ،

موسِقاتٌ وحُفَّلٌ أَبكارُ

قال شمر: وأَهل الغرب يسمون الوَسْق الوِقْر، وهي الأَوْساق والوُسُوق.

وكل شيء حملته، فقد وَسَقْته. ومن أَمثالهم: لا أفعل كذا وكذا ما وَسَقَت

عيني الماءَ أَي ما حملته. ويقال: وَسَقَت النخلةُ إذا حملت، فإذا كثر

حملها قيل أَوْسَقَتْ أَي حملت وَسْقاً. وَوَسَقْت الشيء أَسِقُه وَسْقاً

إذا حملته؛ قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِيُّ:

فإنِّي، وإيَّاكم وشَوْقاً إليكُمُ،

كقابض ماء لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ

أَي لم تحمله، يقول: ليس في يدي شيء من ذلك كما أَنه ليس في يد القابض

على الماء شيء، ووَسَقَت الأَتان إذا حلت ولداً في بطنها. ووَسَقَت الناقة

وغيرُها تَسِقُ أَي حملت وأَغْلَقَتْ رَحِمَها على الماء، فهي ناقة

واسِقٌ ونُسوق وِساقٌ مثل نائم ونِيَام وصاحب وصِحَاب؛ قال بشر بن أَبي

خازم:أَلَظَّ بِهِنَّ يَحْدوهُنَّ، حتى

تَبَيَّنت الحِيالُ من الوِساقِ

ووَسَقَت الناقةُ والشاةُ وَسْقاً ووُسوقاً، وهي واسِقٌ: لَقِحَتْ،

والجمع مَوَاسِيق ومَواسِق كلاهما جمع على غير قياس؛ قال ابن سيده: وعندي أَن

مَوَاسيق ومَوَاسق جمع ميساق ومَوْسق. ولا آتيك ما وَسَقَتْ عيني الماءَ

أَي ما حملته.

والمِيسَاق من الحمام: الوافر الجناح، وقيل: هو على التشبيه جعلوا

جناحيه له كالوَسْقِ، وقد تقدم في الهمز، ويقوي أَن أَصله الهمز قولهم في جمعه

مَآسيق لا غير.

والوُسُوق: ما دخل فيه الليل وما ضم.

وقد وَسَقَ الليلُ واتَّسَقَ؛ وكل ما انضم، فقد اتَّسَق. والطريق

يأتَسِقُ؛ ويَتَّسق أَي ينضم؛ حكاه الكسائي. واتَّسَق القمر: استوى. وفي

التنزيل: فلا أُقسم بالشَّفَق والليل وما وَسَق والقمر إذا اتَّسَق؛ قال

الفراء: وما وسَقَ أَي وما جمع وضم. واتَّساقُ القمر: امتلاؤه واجتماعه

واستواؤه ليلة ثلاث عشرة وأَربع عشرة، وقال الفراء: إلى ست عشرة فيهن امتلاؤه

واتِّسَاقه، وقال أَبو عبيدة: وما وَسَقَ أَي وما جمع من الجبال والبحار

والأشجار كأنه جمعها بأَن طلع عليها كلِّها، فإذا جَلَّلَ الليلُ الجبال

والأَشجار والبحار والأَرض فاجتمعت له فقد وَسَقَها. أَبو عمرو: القمر

والوَبَّاص والطَّوْس والمُتَّسِق والجَلَمُ والزِّبْرقان والسِّنِمَّارُ.

ووَسَقْت الشيءَ: جمعته وحملته. والوَسْق: ضم الشيء إلى الشيء. وفي حديث

أُحُد: اسْتَوسِقُوا كما يَسْتَوْسِق جُرْبُ الغنم أَي استجمعوا وانضموا،

والحديث الآخر: أَن رجلاً كان يَجوز المسلمين ويقول اسْتَوسِقُوا. وفي

حديث النجاشي: واسْتَوْسَقَ عليه أَمْرُ الحَبَشة أَي اجتمعوا على طاعته

واستقر الملك فيه.

والوَسْقُ: الطرد؛ ومنه سميت الوَسِيقةُ، وهي من الإبل كالرُّفْقة من

الناس، فإذا سُرِقَتْ طُرِدت معاً؛ قال الأَسود بن يَعْفُر:

كَذَبْت عَلَيْكَ لا تزال تَقُوفُني،

كما قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائفُ

وقوله كذبت عليك هو إغراء أَي عليك بي، وقوله تقوفني أَي تَقُضُّني

وتتبع آثاري، والوَسِيقُ: الطَّرْد؛ قال:

قَرَّبها، ولم تَكَدْ تُقَرَّب

من آل نَسْيان، وَسِيقٌ أَجدب

ووَسَق الإبلَ فاسْتَوْسقت أَي طردها فأَطاعت؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:إنَّ لنا لإبلاً نَقانِقا

مُسْتَوسْقاتٍ، لو تجدْنَ سائقا

أَراد مثل النَّقانِق وهي الظِّلْمانُ، شبهها بها في سرعتها.

واسْتَوْسَقت الإبل: اجتمعت؛ وأَنشد للعجاج:

إنَّ لنا قلائصاً حقَائقا

مُسْتَوْسقات، لو تجدْنَ سائقا

وأَوْسَقْتُ البعير: حَمّلته حمْله ووَسَقَ الإبل: طردها وجمعها؛

وأَنشد:يوماً تَرانا صالحينَ، وتارةً

تَقومُ بنا كالوَِاسِقِ المُتَلَبِّبِ

واسْتَوْسَقَ لك الأَمرُ إذا أَمكنك. واتَّسَقت الإبل واسْتَوْسقَت:

اجتمعت. ويقال: واسَقْتُ فلاناً مُوَاسقةً إذا عارضته فكنت مثله ولم تكن

دونه؛ وقال جندل:

فلسْتَ، إنْ جارَيْتني، مُوَاسِقِي،

ولسْتَ، إن فَرَرْتَ مِنِّي، سابِقي

والوِساقُ والمُوَاسقة: المُنَاهدة؛ قال عدي:

ونَدَامَى لا يَبْخَلُون بما نا

لوا، ولا يُعْسِرون عند الوِساقِ

والوَسِيقةُ من الإبل والحمير: كالرُّفْقة من الناس، وقد وَسَقها

وُسُوقاً، وقيل: كل ما جُمِع فقد وُسِقَ. ووَسِيقهُ الحمار: عانته. وتقول

العرب: إن الليل لطويل ولا أَسِقُ بالَهُ ولا أَسِقْهُ بالاً، بالرفع والجزم،

من قولك وَسَق إذا جَمَع أَي وُكِلت بجمع الهموم فيه. وقال اللحياني:

معناه لا يجتمع له أمره، قال: وهو دعاء. وفي التهذيب: إن الليل لطويل ولا

تَسِقْ جزم على الدعاء، ومثله: إن الليل طويل ولا يَطُلْ إلا بخير أَي لا

طال إلا بخير.

الأَصمعي: يقال للطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار: هو المِيساقُ،

وجمعه مَآسِيق؛ قال الأَزهري: هكذا سمعته بالهمز. الجوهري: أَبو عبيد

المِيساقُ الطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار، قال: وجمعه

مَياسِيقُ.والاتّساقُ: الإنتظام. ووَسَّقْتُ الحِنطة تَوْسيقاً أَي جعلتها وَسْقاً

وَسْقاً.

الأَزهري: الوَسِيقةُ القطيع من الإبل يطردها الشَّلاَّل، وسميت وَسيقةً

لأن طاردها يجمعها ولا يَدَعُها تنتشر عليه فيلحَقُها الطلبُ فيردها،

وهذا كما قيل للسائق قابض، لأَن السائق إذا ساق قطيعاً من الإبل قبضها أَي

جمعها لئلا يتعذر عليه سوقها، ولأَنها إذا انتشرت عليه لم تتابع ولم

تَطْرِدْ على صَوبٍ واحد. والعرب تقول: فلان يسوق الوَسِيقة وينسُل الوَدِيقة

ويحمي الحَقيقة؛ وجعل رؤبة الوَسْق من كل شيء فقال:

كأَنَّ وَسْقَ جَنْدَلٍ وتُرْبِ،

عليَّ، من تَنْحيب ذاك النَّحْبِ

والوَسِيقةُ من الإبل ونحوها: ما غصبت. الأَصمعي: فرس مِعْتاق الوَسِيقة

وهو الذي إذا طُرِدَ عليه طرِيدةٌ أنجاها وسبق بها؛ وأَنشد:

أَلم أَظْلِفْ عن الشعراء عِرْضي،

كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ؟

وسق
{وسَقَه} يسِقُه {وسْقاً} ووُسوقاً: ضمّه وجمَعَه وحمَله. وَمِنْه قولُه تَعالى:) وباللّيْلِ وَمَا {وَسَق (أَي وَمَا جمَع وضمّ، قَالَه الفَرّاءُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: أَي وَمَا جمَع من الجِبالِ والبِحار والأشْجارِ، كأنّه جمَعها بأنْ طلَع عَلَيْهَا كُلّها، فَإِذا جلّل اللّيلُ الجِبالَ والأشجارَ والبِحارَ والأرضَ فاجتَمَعت لَهُ فقد} وسَقَها. وَأنْشد الجوهريّ لضابِئِ بنِ الحارِثِ البُرْجُميّ: (فإنّي وإيّاكُم وشَوْقاً إليكُمُ ... كقابِضِ ماءٍ لم {تسِقْهُ أنامِلُهْ)
أَي: لم تحْمِلْه. يَقُول: لَيْسَ فِي يَدي شيءٌ من ذلِك، كَمَا أنّه لَيْسَ فِي يدِ القابِضِ على الماءِ شيءٌ. (و) } وسَقه {يسِقه وسْقاً: طرَده. وَمِنْه سُمّيَت} الوَسيقَة وَهِي منَ الإبِلِ والحَميرِ كالرُّفْقَةِ من النّاس، وَقد {وسَقَها} وسْقاً فَإِذا سُرِقَت طُرِدَت مَعاً. قَالَ الأسودُ بنُ يعْفُر:
(كذَبْتُ عليكَ لَا تزَال تَقوفُني ... كَمَا قافَ آثارَ {الوَسيقةِ قائِفُ)
هُوَ إغراءٌ، أَي: عليْك بِي. وَقَالَ الأزهريّ:} الوَسيقَة: القَطيعُ من الْإِبِل يطرُدها الشّلاّل، وسُمّيت {وسيقَة لأنّ طارِدَها يجْمَعُها وَلَا يدَعُها تنتَشِر عَلَيْهِ، فيلحَقُها الطّلَبُ فيردّها. وَهَذَا كَمَا قيل للسّائق: قابِضٌ لأنّ السائِقَ إِذا ساقَ قَطيعاً من الإبِل قبَضها أَي: جمَعَها لِئَلَّا يتعذّرَ عَلَيْهِ سوقُها، ولأنّها إِذا انتَشَرت عَلَيْهِ لم تتتابع، وَلم تطّرِد على صوْبٍ وَاحِد. والعَرَبُ تَقول: فلانٌ يسوقُ} الوَسيقَة وينْسُل الوَديقة، ويَحْمي الحَقيقةَ. وَقد مرّ شاهِدُه من قوْل الهُذَليّ فِي وَدَق قَرِيبا.
(و) {وَسَقَت النّاقَةُ وغيرُها وسْقاً} ووُسوقاً: حمَلَت وأغْلَقَت على الماءِ رحِمَها، فهيَ ناقةٌ واسِقٌ من نُوق {وِساقٍ بالكسْر، مثل نائِم ونِيام، وصاحِب وصِحاب. قَالَ بِشْر بنُ أبي خازِم:
(ألَظَّ بهِنّ يحْدوهُنّ حتّى ... تبيّنَتِ الحِيالُ من} الوِساقِ)
ويُقال أَيْضا: نوقٌ {مواسِقُ} ومَواسيقُ جمْع على غيْرِ قِياس، كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ ابنُ سيدَه: وعِندي أنّهما جمْعُ {مِيساق} ومَوْسِق. وَمن المَجاز قولُهم: لَا آتيكَ مَا! وسَقَت العيْنُ الماءَ أَي: مَا حمَلَتْه. وَفِي المُحيطِ واللّسان: الوَسيقُ كأميرٍ: السَّوْقُ. وَمِنْه قولُ الشاعِر: قرّبَها وَلم تكَدْ تُقَرَّبُ من آلِ نَسْيان {وَسيقٌ أجْدَبُ)
وَفِي المُحيط: الوسيق: المَطَر لأنّ السّحابَ يسِقُهُ أَي يطرُده.} والوَسْقُ بالفَتْح، كَمَا ضبَطه غيرُ وَاحِد، وَهُوَ المشْهور، وَفِيه لُغة أُخْرَى بكسرِ الْوَاو. نقَلَهُ ابنُ الْأَثِير، وعِياضٌ وابنُ قُرْقول، والفَيّوميّ، وَهُوَ مِكْيلَةٌ معْلومة، وَهُوَ سِتّون صَاعا بصاعِ النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ خمْسَةُ أرْطال وثُلُث. {فالوَسْقُ على هَذَا الحِساب مائَةٌ وستّون مَنّاً. وَقَالَ الزّجّاجُ: كُلُّ} وسْقٍ بالمُلَجَّم ثَلاثةُ أقفِزة. قَالَ: وستّون صَاعا: أربعةٌ وعشْرون مَكّوكاً بالمُلجَّم، وذلِك ثلاثَةُ أقفِزة.
وَفِي التّهذيب: الوسْقُ بالفَتْح: ستّون صَاعا وَهُوَ ثَلثمائة وَعِشْرُونَ رِطْلاً عِنْد أهلِ الحِجاز، وأرْبَعمائة وَثَمَانُونَ رِطْلاً عِنْد أهلِ العِراقِ على اختِلافِهم فِي مِقدار الصّاعِ والمُدّ. وَالْجمع {أوسُقٌ،} ووُسوق. قَالَ أَبُو ذُؤيب:
(مَا حُمِّلَ البُختيُّ عامَ غِيارِه ... عَلَيْهِ {الوُسوقُ بُرُّها وشَعيرُها)
وَفِي الحَدِيث: لَيْسَ فِيمَا دونَ خمْسةِ أوْسُقٍ من التّمرِ صدَقَةٌ. قَالَ عَطاء: خمْسَةُ} أوْسُق هِيَ ثَلثمائة صاعٍ وَكَذَلِكَ قَالَ الحسَنُ وابنُ المُسَيّب. أَو الوَسْق: حِمْلُ الْبَعِير، والوِقْرُ: حِمْلُ البَغْل أَو الحِمار، هَذَا قولُ الخَليل. وَقَالَ غَيره: {الوَسْق: العِدْل، وَقيل: العِدْلانِ، وَقيل: الحِمْلُ عامّةً.
وَجمع الزّمخشريّ بيْن القوْلَين فَقَالَ: الوَسْقُ: ستّون صَاعا، وَهُوَ حِمْلُ بعير، وَأنْشد غيرُه: أينَ الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ وأينَ} وسْقُ الناقَةِ الجَلَنْفَعَهْ {ووسّقَ الحِنْطَةَ} توْسيقاً: جعلَها، وَفِي بعض نُسَخ الصِّحَاح: حمَلَها {وسْقاً} وسْقاً. {وأوسَقَ البَعيرَ: أوْقَرَه، وَفِي الصِّحَاح: حمّلَه حِمْلَه. ويُقال:} وسّقَت النّخلَةُ: إِذا حمَلت، فَإِذا كثُر حَمْلُها فقد {أوْسَقَت، أَي: حمَلت} وسْقاً. قَالَ لَبيد:
(يومَ أرْزاقُ من يُفضِّلُ عُمٌّ ... موسَقاتٌ وحُفَّلٌ أبْكارُ)
{واستَوْسَقَت الإبِل أَي اجتَمَعت. وأنشدَ الجوهريّ للعَجّاج: إنّ لنا قلائِصاً حَقائِقا} مُسْتَوسِقاتٍ لَو يجِدْنَ سائِقا وَمن المَجاز: {اتّسَقَ أمرُه، أَي: انْتَظَم. وَمن الْمجَاز:} واسَقَه {مُواسَقَةً،} ووِساقاً: عارَضَه فَكَانَ مثلَه وَلم يكُن دونَ. قَالَ جَنْدَلٌ: فلسْتَ إنْ جاريْتَني {- مُواسِقي)
ولستَ إِن فرَرْتَ منّي سابِقي (و) } واسَقَه أَيْضا: إِذا ناهَدَه {مُواسَقَةً،} ووِساقاً. قَالَ عديُّ بنُ زيْدِ العِباديّ:
(ونَدامَى لَا يبْخَلونَ بِمَا نَا ... لُوا وَلَا يُعسِرونَ عندَ {الوِساقِ)
وَقَالَ أَبُو عُبيد:} المِيساقُ: الطائِر الَّذِي يُصفِّقُ بجَناحَيْه إِذا طَار، ج: {مَياسِيقُ، هَكَذَا نقلَه الجوهريّ. وَقَالَ الأزهريّ:} مآسيقُ. قَالَ: هَكَذَا سمِعْتُه بالهَمْز. وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: {الوَسْق، بالفَتْح لَا غيرُ: وِقْرُ النّخلَةِ، نقلَه ابنُ برّي عَن أبي عُبيد، ذكَره فِي بَاب طلْع النّخْل. يُقال: حمَلَتْ} وسْقاً، أَي: وِقْراً، زَاد شمِرٌ: وَهِي لُغةُ العرَب، والجمْع {الأوْساقُ} والوُسوقُ. وَقد {وسَقَتْ} وسْقاً، أَي: حمَلت وِقْراً. {ووَسَقت الأتانُ: حمَلَت ولدا فِي بطْنِها، وَكَذَلِكَ الشّاةُ.} والميساقُ من الحَمام: الوافِرُ الجَناح، وَقيل: هُوَ على التّشْبيهِ، جعلُوا جَناحَيْهِ لَهُ {كالوَسْق، جمعُه:} مآسيقُ بالهَمْز. وَقد ذُكِر فِي الهَمْزِ. وكلّ مَا انضَمّ فقد {اتّسَق. والطّريق يأْتَسِقُ،} ويتّسِقُ، أَي: ينْضَمّ، حَكَاهُ الكِسائيّ. وقولُه تَعَالَى:) والقَمَرِ إِذا {اتّسَقَ (أَي: استَوى.} واتِّساقُ القَمَر: امتلاؤه واجْتِماعُه واستِواؤُه ليلَة ثَلاثَ عشْرةَ وأربَعَ عشْرَةَ. وَقَالَ الفرّاءُ: الى سرَّ عشْرةَ فيهِنّ امتلاؤُه {واتّساقه.
وَقَالَ أَبُو عمْرو: من أسْماءِ القَمَر: الوَبّاصُ، والطَّوْس،} والمُتَّسِق، والجَلَمُ، والزِّبْرِقانُ، والسِّنِمار. {والوَسْقُ: ضمُّ الشّيءِ الى الشّيء.} واستَوسَقوا: استَجْمَعوا وانْضَمّوا. وَفِي حَدِيث النّجاشيّ: {واسْتَوسَقَ عَلَيْهِ أمْر الحَبَشة أَي: اجتَمعوا على طاعَتِه واستقرّ المُلْكُ فِيهِ.} ووسّقَ الإبلَ، {فاسْتَوسَقَت، أَي: طرَدَها فأطاعت، عَن ابنِ الأعرابيّ.} واستَوْسَقَ لَك الْأَمر: أمكنَك.
{واتّسَقَت الإبِلُ: اجتَمَعت. وناقةٌ} وسيقَةٌ: حامِل. {واستَوْسَق أمْرُه: انْتَظَم، وَهُوَ مجَاز. وطردَ الحِمارُ} وَسيقَتَه، أَي: عانَتَه، وَهُوَ مَجازٌ. وَهُوَ لَا {يُواسِقُ فُلاناً، أَي: لَا يُعادِلُه، وَهُوَ مَجاز.
وَتقول العربُ: إنّ اللّيلَ لطَويلٌ وَلَا} أسِقُ بالَه، وَلَا {أسِقْهُ بَالا بالرّفع والجزْم من قوْلك:} وسَقَ: إِذا جمَع، أَي: وُكِلتُ بجَمْع الهُمومِ فِيهِ. وَقَالَ اللِّحياني: معْناه لَا يجْتَمِعُ لَهُ أمْرُه، قَالَ: وَهُوَ دُعاءٌ. قَالَ الأزهريّ: ومثلُه: إنّ اللّيلَطويلٌ وَلَا يَطُلْ إِلَّا بخيْرٍ، أَي: لَا طالَ إِلَّا بخَيْر. وَقَالَ الأصمعيّ: فرسٌ مِعْتاقُ {الوَسيقة، وَهُوَ الَّذِي إِذا طُرِد عَلَيْهِ طَريدةٌ أنجاها، وسَبَق بهَا، وَأنْشد:
(ألم أظْلِفْ عنِ الشُعَراءِ عِرْضي ... كَمَا ظُلِفَ} الوسيقَةُ بالكُراعِ)

صفح

صفح
صفَحَ/ صفَحَ عن يَصفَح، صَفْحًا، فهو صافِح وصَفُوح، والمفعول مَصْفوحٌ
• صفَح فلانٌ الكتابَ: عرضَه ورقةً ورقةً.
• صفَح عن ذنبه:
1 - عفا عنه وسامحَه "صفَح عن الشَّخص- وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموك بجفوةٍ ... فالصَّفح عنهم والتَّجاوز أصوبُ- {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ} ".
2 - أعرض عن المؤاخذة " {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} - {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ". 

استصفحَ يستصفح، استصفاحًا، فهو مُستصفِح، والمفعول مُستصفَح
• استصفح فلانًا: طلب منه الصَّفحَ والعفوَ "استصفح والديه/ معلِّمه".
• استصفحه ذنبَه: طلب منه أن يغفره له "استصفح التِّلميذُ المعلِّمَ خطأه". 

تصافحَ يتصافح، تصافُحًا، فهو مُتصافِح
• تصافح الشَّخصانِ: سلَّم أحدُهُما على الآخر يدًا بيدٍ "تصافحت الصَّديقتان". 

تصفَّحَ/ تصفَّحَ في يتصفَّح، تصفُّحًا، فهو مُتصفِّح، والمفعول مُتصفَّح
• تصفَّح النَّاسَ: نظر فيهم وتأمّلهم ليتعرّف أمورَهم "تصفَّح وجوهَ النَّاس".
• تصفَّح الكتابَ/ تصفَّح في الكتاب:
1 - نظر في صفحاته وتأمّله "تصفَّح مجموعة من الكتب الفلسفيّة- تصفّح القضيّةَ".
2 - نظر في صفحاته ولم يقرأه بتمعُّن، قرأه قراءة سطحيّة. 

صافحَ يصافح، مُصافَحةً، فهو مُصافِح، والمفعول مُصافَح
• صافح فلانًا: سلَّم عليه يدًا بيد "صافح الوزيرُ كبارَ الزُّوَّار" ° صافح سمعَه: بلغ أُذُنَه. 

صفَّحَ يصفِّح، تصفيحًا، فهو مُصفِّح، والمفعول مُصفَّح
• صفَّح البابَ ونحوَه: كساه بالصَّفائح المعدنيَّة أو الفولاذ لتقويته "صفّح البيتَ".
• صفَّح قِطْعةَ الحديد: رقَّقها، عرَّضها وطوَّلها "صفَّح المَعْدِنَ".
• صفَّح الأغذيةَ: غطّاها، لفَّها، زوّدها بغطاء. 

صَفائحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى صفائحُ: على غير قياس.
2 - صانع الصَّفائح.
• زنبرك صفائحيّ: (فز) زنبرك يستخدم في النَّوابض الذَّاتيّة الحركة أو الدَّفع، ذو عدّة طبقات من الشَّرائط المعدنيّة المرنة المجمَّعة؛ لتعمل كوحدة واحدة. 

صَفْح [مفرد]: مصدر صفَحَ/ صفَحَ عن ° ضرب عنه صَفْحًا: أعرض عنه وتناساه. 

صَفْحة [مفرد]: ج صَفَحات وصَفْحات
• صَفْحة الشَّيء: وجهه وجانبه "صَفْحة السَّماء/ النَّهار/ الباب" ° أبدى له صَفْحتَه: كاشفه وباح له بأسراره- بيَّض اللهُ صفحتَه: جعله طاهرًا نقيًّا من العيوب- صَفْحة الرَّجلِ: عرْضُ صدرِه.
• صَفْحة الكتاب ونحوِه: أحدُ وجهي الورقة "قرأت الصَّفحةَ الأولى من الكتاب"? الصَّفحة النَّقيَّة: العقل قبل أن يتلقَّى آثارَ ما يكسبه من خبرات- تركيب الصَّفحات: عمليّة تقوم على ترتيب نهائيّ لنصّ كتاب ورسومه من أجل الحصول على قطع معيّن قبل الطّبع- ذيل الصَّفْحة: أدناها- طوى صفحةَ الماضي: تخلّى عمَّا سبق، وبدأ من جديد- فتَح صَفْحة جديدة: بدأ بداية جديدة، تناسى الماضي وألغاه من اعتباره.
• الصَّفحتان: الخَدَّان. 

صَفَحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى صَفيحة.
• طين صفحيّ: (جو) صخر قابل للانشطار يتكوَّن من طبقات رسوبيّة شبيهة بالطِّين فيها حبيبات ناعمة.
• برق صفحيّ: (فك) برق يظهر كصفيحة ضوئيَّة في أجزاء من الغَيْمة المُرعدة، يتسبّب بظهوره انعكاسات وميض البرق.
• زُجاج صفحيّ: زجاج مسحوب في حالته المنصهرة إلى صفائح رقيقة تستعمل في صُنْع النَّوافذ. 

صَفوح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفَحَ/ صفَحَ عن: كريمٌ متسامح "رجلٌ/ امرأةٌ صَفوح".
• الصَّفُوح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العفوّ عن ذنوب العباد، المتجاوز عن زلاَّتهم وهفواتهم. 

صَفيح [جمع]: مف صفيحة: رقائق من الحديد تُستعمل في صنع الأوعية أو أغراض مختلفة "صناعة الصَّفيح إحدى الصِّناعات الصَّغيرة". 

صَفيحة [مفرد]: ج صفيحات وصفائحُ وصفيح:
1 - وجه كلّ شيء عريض "صفيحة السَّيَّارة".
2 - وعاء من معدن رقيق تُوضع فيه السَّوائل "صفيحة البنزين".
3 - قطعة مستطيلة رقيقة وكبيرة من مادّة مثل الورق أو المعدن أو الزّجاج أو الخشب المتشكَّل.
• صفيحة الوجه: بشرة جِلْدِه.
• صَفيحة دمويَّة: (طب) جسيم غير منتظم الشكل لا لون له، وهو أصغر الجسيمات الصّلبة في الدّم، له دور مهمّ في عمليّة تجلُّط الدّم، ويُسمّى أيضًا خليّة ثرومبيَّة.
• الْتِهاب الصَّفيحة: التهاب الغشاء الصَّفيحيّ للحافر، خاصَّة عند الخيول.
• صفائحُ الباب: الألواح التي يعتمد عليها مصراعاه. 

مُصفَّحة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول صفَّحَ.
• سيَّارة مُصَفَّحة: (سك) سيارة حربيَّة مكسُوّة بصفائح من الفولاذ تكون دِرْعًا لها، وتحفظها من قذائف العدوّ، ومسلّحة بمدافع، دبَّابَة "فرقة مُصَفّحة". 
صفح
: (الصَّفْح) من كلِّ شَيْءٍ: (الجانبُ) وصَفْحَاه: جانِباه، كالصَّفْحَةِ. وَفِي حَدِيث الاسْتِنْجاءِ: (حَجَرَيْن للصَّفْحَيْن وحَجَراً للمَسْرُبةِ) ، أَي جَانِبَي المَخْرَجِ. (و) الصَّفْح (من الجَبَلِ: مُضْجَعُه) والجمْعُ صِفَاحٌ. (و) الصَّفْح (مِنْك: جَنْبُكِ. و) الصَّفْحُ (من الوَجْهِ، والسَّيْفِ: عُرْضُه) ، بِضَم الْعين وَسُكُون الرّاء، (ويُضَمّ) فيهمَا. ونَسَبَ الجَوْهريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة. يُقَال نَظَرَ إِليه بصُفْحِ وَجْهِه، وصَفْحِه، أَي بعُرْضِه. وضَرَبه بصُفْح السَّيْف، وصَفْحِهِ. (و) ج، صِفَاحٌ بِالْكَسْرِ، وأَصْفاحٌ. وصَفْحَتَا السَّيْفِ: وَجْهَاه. (و) أَمّا قولُ بشْرٍ:
رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ
لَهَا بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
فَهُوَ اسْم (رَجُل من بني كَلْب) ابنِ وَبْرَة، وَله حديثٌ عِنْد الْعَرَب. فَفِي (الصّحاح) أَنه جاوَرَ قَوْماً من بني عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً. يَقُول: غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.
(و) صَفَحَ (كَمَنَعَ: أَعْرَضَ وتَرَكَ) ، يَصْفَحُ صَفْحاً. يُقَال: ضَرَبْتُ عَن فُلان صَفْحاً، إِذا أَعْرَضْتَ عَنهُ وتَرَكْته. وَمن المَجَاز: {6. 030 اءَفنضرب عَنْكُم. . صفحا} (الزخرف: 5) مَنْصُوب على المَصْدر، لأَنّ معنى قَوْله أَنُعْرِضُ عَنْكُم الصَّفْحَ، وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه، وَقد أَضْرَبَ عَن كَذَا، أَي كَفَّ عَنهُ وتَرَكَه.
(و) صَفَحَ (عَنهُ) يَصْفَح صَفْحاً: أَعْرَضَ عَن ذَنْبه. وَهُوَ صَفُوحٌ وصَفّاحٌ: (عَفَا) . وصَفَحْتُ عَن ذَنْبِ فُلانٍ، وأَعْرَضْت عَنهُ، فَلم أُؤَاخِذْه بِهِ.
(و) صَفَحَ (الإِبِلَ على الحَوْضِ) إِذا (أَمَّرَها عَلَيْهِ) إِمراراً.
(و) صَفَحَ (السَّائلَ) عَن حاجتِه يَصْفَحه صَفْحاً: (رَدَّه) ومنعَه. قَالَ:
ومَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يَا حُرَّ لَا يَزَلْ
يُمَقَّتُ فِي عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ
(كأَصْفَحَه) . يُقَال: أَتاني فُلانٌ فِي حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عَنْهَا إِصفاحاً، إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته. وَفِي حَدِيث أُمِّ سَلَمة: (لَعَلَّه وَقَفَ على بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه) ، أَي خيَّبتُمُوه. قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال: صَفَحْتُه، إِذَا أَعْطَيْته، وأَصْفَحْتُه، إِذا حَرَمْته. (و) صَفَحَه (بالسّيفِ) وأَصْفَحه: (ضَرَبَه) بِهِ (مُصْفَحاً) كمُكْرَم، (أَي بعُرْضِه) . وَقَالَ الطِّرِمّاح:
فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها
علَى حَرْفِ سَيْفِ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ
وضَرَبه بالسيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً. عَن ابْن الأَعْرَابيّ، أَي مَعرَّضاً. وَفِي حَدِيث سعدِ بن عُبَادةَ: (وَلَو وَجَدْتُ مَعهَا رَجلاً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ مُصْفح) . يُقَال: أَصْفَحَه بالسّيفِ، إِذَا ضَرَبه بعُرْضِه دونَ حَدِّه، فَهُوَ مُصْفِحٌ بالسَّيفِ، (والسّيْفُ) مُصْفَحٌ، يُرْوَيانِ مَعًا. وسيْقً مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ: عَرِيضٌ. وَتقول: وَجْهُ هاذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ، أَي عَريض، من أَصْفَحْتُه. وَقَالَ رَجلٌ من الخَوَارج: (لَنَضْرِبَنَّكم بالسُّيُوف غيرَ مُصْفَحَاتٍ) . يَقُول: نَضْرِبكم بحَدِّها لَا بعُرْضها.
(و) صَفَحَ (فُلاناً) يَصْفَحُه صَفْحاً: (سَقَا أَيَّ شَرابٍ كانَ ومَتَى كَانَ.
(و) صَفح (الشَّيْءَ: جَعَلَه عَريضاً) . قَالَ:
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جَأْبَا
صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبَا
أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعيه، فقَلَب. وَقيل: هُوَ أَن يبسُطَهما ويُصَيِّرَ العَظْمَ بَيْنَهما لِيَأْكُله. وهاذا البيتُ أَوردِ الأَزهريّ، قَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَم، وذَكَرَه، ثمَّ قَالَ: وصَفَ حبْلاً عَرَّضه فاتِلُه حِين فَتَله فصارَ لَه وَجْهَانِ، فَهُوَ مَصْفوحٌ، أَي عريضٌ. قَالَ: وقولُه: صَفْحَ ذِراعيْه، أَي كَمَا يَبْسُط الكلبُ ذِراعيه على عرْقٍ يُوَتِّده على الأَرْضِ بذِراعيْه يَتَعرَّقُه. ونَصَبَ كلْباً على التَّفْسِيرِ. (كصَّفحَه) تَصْفيحاً. وَمِنْه قَوْلهم: رَجُلٌ مُصفَّحُ الرَّأْسِ، أَي عَريضُها. (و) صَفَحَ (القَوم) صَفْحاً، (و) كَذَا (وَرَقَ المُصْحفِ) ، إِذا (عَرَضَهَا) ، وَفِي نسخَة: عَرَضهما، وَهِي الصَّواب، (واحِداً واحِداً. و) صَفَحَ (فِي الأَمرِ) إِذا (نَظر) فِيهِ، (كَتَصَفَّحَ) ، يُقَال: تَصَفَّحَ الأَمْرَ وَصَفَحَه: نَظَرَ فِيهِ. وَقَالَ اللّيث: وصَفح القَوْمَ وتَصَفَّحُهم: نَظَر إِليهم طَالباً لإِنسانٍ. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصفَّحها: نَظَرَها مُتعرِّفاً لَهَا. وتَصفَّحْتُ وُجوهَ القَوْمِ، إِذا تأَمَّلْتَ وُجوهَهم تَنظُرُ إِلى حِلاَهم وصُوَرِهم وتَتَعرَّفُ أَمْرَهم. وأَنشد ابْن الأَعْرَابيّ:
صَفحْنَا الحُمُولَ للسَّلامِ بنظْرَة
فلمّ يَكُ إِلاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِ
أَي تَصفَّحْنا وُجوهَ الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ، إِذا نَظَرْت فِي صَفَحَاته. وَفِي (الأَساس) : تَصفَّحَه: تَأَمَّله ونَظَرَ فِي صَفَحَاتِه: والقَوْمَ: نَظَرَ فِي أَحْوَالِهم وَفِي خِلالِهم، هَل يَرَى فُلاناً. وتَصَفَّحَ الأَمْرَ. قَالَ الخَفَاجيّ فِي العِناية فِي أَثْنَاءِ القِتَال: التَّصفُّحُ: التَّأَمُّلُ لَا مُطْلَقُ النَّظَرِ، كَمَا فِي (الْقَامُوس) قَالَ شيخُنا: قلت: إِن النّظر هُوَ التأَمُّل، كَمَا صَرَّح بِهِ فِي قَوْلهم: فِيهِ نَظَرٌ، ونَحْو، فَلَا مُنافاةَ.
قلت: وَبِمَا أَوْرَدْنَا من النُّصُوصِ المتقدِّمِ ذِكْرُهَا يَتَّضِحُ الحقُّ ويَظْهَرَ الصَّوَابُ. (و) صَفَحَت (النّاقَةُ) تَصْفَح (صُفُوحاً) بالضّمّ: (ذَهَبَ لَبنُها) وَوَلَّى، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، (فَهِيَ صافِحٌ) . قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: الصَّافحُ: النّاقَةُ الّتي فَقَدَتْ وَلَدَهَا فغَرَزَتْ وذَهَبَ لَبَنُهَا.
(والمُصافحَةُ: الأَخْذُ باليَدِ، كالتَّصَافُح) . والرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ: إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه فِي صُفْحِ كَفِّه، وصُفْحَا كَفَّيْهمَا: وَجْهَاهُما. وَمِنْه حَدِيث: (المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ:) وَهِي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الأَساس) و (التَّهْذِيب) ، فَلَا يُلْتَفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن المُصَافَحَة غيرُ عربيّ.
(و) ملائكةُ (الصَّفيح) الأَعْلَى: هُوَ من أَسماءِ (السّماءِ) . وَفِي حَدِيث عَلِيَ وعمّار: (الصَّفِيحُ الأَعْلَى من مَلَكُوتِه) . (ووَجْه كلِّ شيْءٍ عَريضٍ) : صَفيحٌ وصَفِيحةٌ.
(والمُصْفَحُ كمُكْرَم: العَرِيضُ) من كلّ شَيْءٍ، (ويُشدَّد) ، وَهُوَ الأَكثر. (و) المُصْفَح إِصفاحاً: (الّذِي اطْمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبِينُه) فخَرَجَت وظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه. (و) المُصْفَحُ من السُّيوف: (المُمَالُ) والمُصَابي الّذي يُحرَّفُ على حَدِّه إِذا ضُربَ بِهِ، ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يُغْمِدُوه. (و) قَالَ ابْن بُزُرْج: المُصْفَح: (المَقْلوبُ) . يُقَال: قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصْفَح (من الأُنوف: المُعْتَدِلُ القَصَبَةِ) المُسْتَوِيها بالجَبْهَة. (و) المُصْفَح (من الرُّؤُوسِ: المَضْغُوطُ من قِبَلِ صُدْغَيْهِ حتّى طالَ) ، وَفِي نُسْخَة: فطالَ (مَا بينَ جَبْهَتِه وقَفاه) . وَقَالَ أَبو زيدٍ: من الرُّؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً. وَهُوَ الّذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَجَبينُه، فخرَجَ، وظَهَرَتْ قَمَحْدُوتُه، والأَرْأَس: مِثْلُ المُصْفَح، وَلَا يُقَال: رُؤاسِيّ.
(و) المُصْفَحُ (من القُلوب) المُمَالُ عَن الحَقِّ. وَفِي الحَدِيث: (قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ على الحقِّ) أَي مُمالٌ عَلَيْهِ، كأَنّه قد جَعَلَ صَفْحَه، أَي جانِبَه عَلَيْهِ. وَقَوله: (مَا اجْتَمَعَ) مأْخوذٌ من حديثِ حُذَيفةَ أَنه قَالَ: (القُلُوبُ أَربعةٌ: فقَلْبٌ أَغْلَفُ، فذالِكَ قَلْبُ الكافرِ؛ وقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فذالك قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الإِيمان؛ وقَلْبٌ أَجْرَدُ مِثْلُ السرَاجِ يُزْهِر، فذالك قَلْبُ المُؤْمِن؛ وقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمع (فِيهِ الإِيمانُ والنِّفَاقُ)) (فَمَثَلُ الإِيمان فِيهِ كمَثَل بَقْلَةٍ يُمهدُّهَا الماءُ العَذْبُ، ومَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كمَثَلِ قَرْحَةٍ يُمِدّها القَيْحُ والدَّمُ، وَهُوَ لأَيِّهما غَلَبَ) . قَالَ ابْن الأَثير: المُصْفَح: الَّذِي لَهُ وَجْهَانِ، يَلْقَى أَهْلَ الكُفْرِ بوَجْهٍ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوجهٍ، وصَفْحُ كلِّ شَيْءٍ وَجْهُه وناحِيَتُه. وَهُوَ مَعْنَى الحدِيثِ الآخَرِ: (شَرُّ الرِّجَالِ ذُو الوَجْهَيْنِ: الذِي يأْتي هؤلاءِ بِوَجْهٍ وهاؤُلاءِ بوَجْهٍ) . وَهُوَ المنافِق. وجعَلَ حُذَيْفَةُ قَلْبَ المُنَافقِ الّذِي يأْتي الكخفَّارَ بوَجْهِ، وأَهْلَ الإِيمانِ بوَجْهٍ آخَرَ، ذَا وَجْهَيْنِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقَالَ شَمرٌ فِيمَا قرَأْتُ بخَطّه: القَلْبُ المُصْفَح، زَعَمَ خالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الّذِي فِيهِ غِلٌّ، الّذي لَيْسَ بخالِصِ الدِّينِ.
قلْت: فإِذا تأَمّلْت مَا تَلَوْنا عَلَيْك عَرَفتَ أَن قَول شَيخنَا رَحمَه الله تَعَالَى: كَيفَ يَجتمعانِ؟ وَكَيف يَكُون مِثْلُ هاذا من كَلَام الْعَرَب، والنفاقُ والإِيمانُ لفظانِ إِسلاميّانِ؟ فتأَمّلْ فإِنه غيرُ مُحَرَّر، انْتهى نَشَأَ من عَدَم اطّلاعه على نُصُوص العُلمَاءِ فِي بابِه.
(و) المُصْفَحٌ: (السّادِسُ من سهَامِ المَيْسِرِ) ، وَيُقَال لَهُ: المُسْبِلُ، أَيضاً. وَقَالَ أَبو عُبيد: من أَسماءِ قِدَاحِ المَيْسِرِ المُصْفَحُ والمُعَلَّى.
(و) المُصْفَح (من الوُجوه: السَّهْلُ الحَسَنُ) ، اللِّحْيَانيّ.
(والصَّفُوحُ: الكَرِيمُ) ، لأَنّه يَصْفَح عمّن جَنَى عَلَيْهِ. (و) أَمّا الصَّفُوح مِن صِفَات الله تَعَالَى فَمَعْنَاه (العفُوُّ) عَن ذُنوبِ العِبَاد، مُعْرِضاً عَن مُجازاتِهم بالعُقُوبةِ تَكَرُّماً. (و) الصَّفوحُ فِي نَعْتِ (المَرْأَة: المُعْرِضَةُ الصَّادَّةُ الهاجِرَةُ) ، فأَحْدُهما ضِدُّ الآخَرِ. قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ امرأَةً أَعْرَضَتْ عَنهُ:
صَفُوحاً فمَا تَلْقَاكَ إِلاّ بَخِيلةً
فمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذالك الوَصْلَ مَلَّت
(كأَنّهَا لَا تَسْمَحَ إِلاّ بصَفْحَتِها) .
(والصّفَائِحُ: قَبَائلُ الرَّأْسِ) ، واحِدتُها صَفِيحَةٌ. (و) الصَّفَائِحُ: (ع. و) الصَّفَائحُ (من البابِ: أَلْوَاحُه. و) قَوْلهم: اسْتَلُّوا الصَّفائحَ، أَي (السُّيوف العَرِيضَة) ، واحدتُها صَفيحةٌ. وقولُهُم: كأَنَّهَا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَة. (و) الصَّفائْح: (حِجَارَةٌ عِرَاضٌ رِقَاقٌ) . والوَاحِدُ كالوَاحِدِ. يُقَال: وُضِعتْ على القَبْرِ الصَّفَائِحُ، (كالصُّفّاح، كرُمّانِ) ، وَهُوَ العَريض. والصُّفَّاح أَيضاً من الحجَارةِ كالصَّفَّائحِ، الواحدةُ صُفّالحَةٌ، وَفِي (اللِّسَان) : وكلُّ عريضِ من حِجارةٍ أَو لَوْحٍ ونَحْوِهما صُفّاحَةٌ وَالْجمع صُفّاح؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ صَفَائِحُ. وَمِنْه قَول النّابِغة:
ويُوقِدْنَ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال للحجَارةِ العَرِيضَةِ: صَفائِحُ، واحِدتُها صَفيحةٌ وصَفيحٌ. قَالَ لَبيد:
وصَفَائِحاً صُمًّا، رَوَا
سِيها يُسَدِّدْنَ الغُضونَا
(وَهُوَ) قَالَ شيخُنا: هَكَذَا بالتّذكير فِي سائِر النُّسخ، والأَوْلَى: وَهِي (الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا) ، فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأْخُذُ قَرَاها، وَهُوَ مجازٌ، أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا
عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ
شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة، لصَلاَبتها. وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجودٌ مُحْتَاجٌ. (ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ) .
(و) الصُّفّاح (: ع قُرْبَ ذَرْوَةَ) ، فِي ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ لبني مُرَّةَ.
(والمُصفَّحَة، كمعظَّمَة المُصَرّاة) .
وَفِي (التَّهْذِيب) : ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة: بِمَعْنى واحدٍ. (و) المُصَفَّحَةُ: (السَّيْف، ويُكْسَر ج مُصَفَّحَاتٌ) . وَقيل المُصَفَّحاتُ: السُّيوفُ العَريضةُ. وَقَالَ لَبيد يَصف سَحاباً:
كأَنّ مُصفَّحاتٍ فِي ذُرَاه
وأَنْواحاً عليهنّ المَآلِي
قَالَ الأَزهريّ: شَبَّهَ البَرْقَ فِي ظُلْمة السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض. وَقَالَ ابْن سَيّده: المُصفَّحَاتُ: السُّيوفُ، لأَنها صُفِّحَتْ حِين طُبِعَتْ، وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها. ويُروَى بِكَسْر الفاءِ، كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْثِ إِذا لَمعَ مِنْهُ البَرْقُ فانْفَرَجَ ثمّ الْتعقَى بعْدَ خُبخوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن بأَيْدِيهِنّ. قلت: هاكذا عبارَة (الصّحاحِ) ، وصَوَابه: الغَيْم، بدل: الغَيْث. ويُعلَم من هاذا أَن المصفِّحات على رِوَايَة الْكسر من الْمجَاز، فتأَمّلْ.
(والتَّصْفيحُ) مثلُ (التَّصْفيق) . وَفِي الحَدِيث: (التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفِيحُ للنِّساءِ) . ويُرْوَى أَيضاً بِالْقَافِ. يُقَال: صَفَّحَ بيدَيْهِ وصَفَّقَ. قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى، يَعْنِي إِذَا سَهَا الإِمامُ يُنبِّهِه المأْمومُ، إِن كَانَ رَجلاً قَالَ: سُبْحَانَ الله، وإِن كَانَت امرأَةً ضَرَبَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى، عِوَضَ الكلامِ. وروى بَيْت لبيد:
كأَنّ مُصفِّحاتٍ فِي ذُراهُ
جَعلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقــن بأَيْدِيهنّ فِي مأْتَمٍ، شبَّهَ صَوتَ الرّعدِ بتصفِيقِهنّ. ومَنْ رَوَاهُ: مصفَّحاتٍ، أَراد بهَا السُّيوفَ العَرِيضةَ، شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها.
(و) قَالَ ابْن الأَعرابيّ (فِي جَبْهتِه صَفَحٌ، محرّكَةً، أَي عُرْضٌ) ، بِسُكُون الراءِ، (فاحِشٌ) . وَفِي حَدِيث ابنِ الحَنَفيّة، أَنه ذَكَرَ رَجلاً مُصْفَحَ الرَّأْسِ، أَي عَرِيضه.
(وَمِنْه إِبراهِيمُ الأَصفحُ مُؤذِّنُ المَدينةِ) ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسَّلام. قَالَ شَيخنَا: الأَصفح مُؤَذِّن الْمَدِينَة، يَرْوِي عَن أَبي هُرَيْرَةَ، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ؛ قَالَه ابْن حِبَّانَ. فالصّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ.
(والصِّفَاحُ، كِكتَا، ويُكْرَه فِي الخَيْلِ: شَبِيهٌ بالمَسْحَة فِي عُرْضِ الخَدِّ يُفْرِط بهَا اتّساعُه. و) الصِّفَاحُ: (جِبَالٌ تُتاخِمُ) ، أَي تُقابِل (نُعْمَانَ) ، بِفَتْح النُّون: جَبَل بَين مَكَّةَ والطَّائِفِ. وَفِي الحَدِيث ذِكْرُه، وَهُوَ موضعٌ بَين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ.
(وأَصْفَحَه: قَلَبَه) فَهُوَ مُصْفَحٌ، وَقد تقدّم.
(والمُصَافِحُ: مَن يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
لَقِيَه صِفَاحاً، أَي استقبَلَه بصَفْحِ وَجْهِ، عَن اللِّحْيَانيّ.
وَفِي الحَدِيث: (غيرَ مُقْنِعٍ رَأْسَه وَلَا صافِحٍ بخَدِّه) ، أَي غير مُبْرِزٍ صَفْحَةَ خَدِّه وَلَا مائلٍ فِي أَحدِ الشِّقَّيْن.
وصَفيحَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه.
والصَّفْحَانِ من الكَتِف: مَا انْحَدَرَ عَن العَيْن من جانِبَيْهِمَا، والجمْع صِفاحٌ، وصَفْحَةُ الرَّجُل: عُرْضُ صَدْرِه. والصفاح.
واسْتَصْفَحه ذَنْبَه: اسْتَغْفَره إِيّاه وطَلَبَ أَن يَصْفَحَ لَهُ عَنهُ.
وَمن المجازِ: أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَه: كاشَفَه.
(صفح) : المُصافِحُ: الَّذي لا يَتْرُكُ أَمَةً ولا غَيْرَها إلاَّ زَنَى بها.
(صفح) الشَّيْء جعله عريضا وبيديه صفق وَالشَّيْء كَسَاه بالصفيح أَو الفولاذ (محدثة)
(صفح)
عَنهُ صفحا أعرض وَعَن ذَنبه عَفا عَنهُ وَفُلَانًا عَن حَاجته رده وَالْقَوْم عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وورق الْكتاب عرضه ورقة ورقة وَالشَّيْء جعله عريضا وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ ضربه بعرضه لَا بحده
ص ف ح

نظر إليه بصفح وجهه وبصفح وجهه. وضربته على صفحه وعلى صفحته: على جنبه. وجلا صفحتي السيف. وكتب في صفحتي الورقة. وتصفح الشيء: تأمله ونظر في صفحاته. وتصفح القوم: نظر في أحوالهم أو نظر في خلالهم هل يرى فلاناً. وتصفح الأمر. وصفحت عنه: أعرضت عن ذنبه. وأتيت فلاناً في حاجة فصفحني عنها: ردني. وضربه بالسيف مصفحاً ومصفحاً: بعرضه لا بحده. ورأس مصفح: عريض. وصافحه بيده. وصفح بيديه وصفق. " والتسبيح للرجال والتصفيح للنساء ". واستلوا الصفائح: السيوف العراض. وكأنه صفيحة يمانية. ووضعت على القبر الصفائح والصفاح: الحجارة العراض.

ومن المجاز: " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " وأبدي له صفحته: كاشفه.
(صفح) - قَولُه تَبارك وتعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ}
: أي أَعرِض عنهم. وأَصلُ الصَّفح أن تَنْصَرف عنه وتُولِّيَه صَفحةَ وجهك،
: أي ناحِيتَه وكذلك الإعراض أن تُوَلِّيَه عُرْضَك: أي جانِبَك ولا تُقبِل عليه.
- ومنه حَدِيثُ عائشة - رضي الله عنها -، في صِفة أَبِيها: "صَفوحٌ عن الجاهِلين"
: أي كَثير الصَّفْح.
- في الحديث: "غَيرَ مُقَنِّعٍ رأسَه ولا صافحٍ بخَدِّه"
: أي غَيرَ مُبْرزٍ صفحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّين.
- في حديث ابنِ الحنَفِيّة: "أنه ذكر رجلاً مُصْفَّحَ الرأسِ".
: أي عَريضَه. وسيف مُصْفَّح وصَدْر مُصَفَّح كذلك.
- في الحديث: "قُبلَة المُؤْمِن المُصافَحَة"
هي مُفاعلَة من إلْصاقِ الصَّفْح بالصَّفْح من الوَجْه واليَدِ . 
(ص ف ح) : (صَفْحُ) الشَّيْءِ وَصَفْحَتُهُ وَجْهُهُ وَجَانِبُهُ (وَمِنْهُ) صَلَّى إلَى صَفْحَةِ بَعِيرِهِ (وَقَوْلُهُمْ) صَفَحَ عَنْهُ إذَا أَعْرَضَ عَنْهُ وَحَقِيقَتُهُ وَلَّاهُ صَفْحَةَ وَجْهِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي طَلَاقِ الْأَصْلِ صَفَحْتُ عَنْ طَلَاقِكِ (وَتَصَفَّحَ الشَّيْءَ) تَأَمَّلَهُ وَنَظَرَ إلَى صَفَحَاتِهِ وَمِنْهَا «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تَصَفَّحَ الرَّقِيقَ فَرَأَى فِيهِمْ امْرَأَةً وَالِهَةً» (وَصَفَّحَ) بِيَدَيْهِ ضَرَبَ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى (وَمِنْهُ) التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ وَيُرْوَى التَّصْفِيقُ وَهُمَا بِمَعْنًى (وَالْمُصْفَحُ) الَّذِي كَانَ مُسِحَ صَفْحَا رَأْسِهِ أَيْ نَاحِيَتَاهُ فَخَرَجَ مُقَدَّمُهُ وَمُؤَخَّرُهُ (وَالصَّفِيحَةُ) اللَّوْحُ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ وَمِنْهَا اشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَقَوْلُهُ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ أَيْ جُعِلَتْ لَهُ قِطَعٌ مِنْهَا مِثْلُ الصَّفَائِحِ.
ص ف ح : صَفَحْتُ عَنْ الذَّنْبِ صَفْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ عَفَوْتُ عَنْهُ وَصَفَحْتُ الْكِتَابَ صَفْحًا قَلَبْتُ صَفَحَاتِهِ وَهِيَ وُجُوهُ الْأَوْرَاقِ وَتَصَفَّحْتُهُ كَذَلِكَ وَصَفَحْتُ الْقَوْمَ صَفْحًا رَأَيْتُ صَفَحَاتِ وُجُوهِهِمْ وَصَفَحْتُ عَنْ الْأَمْرِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَصُفْحُ السَّيْفِ بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِهَا عَرْضُهُ وَهُوَ خِلَافُ الطُّولِ وَالصَّفْحُ بِالْفَتْحِ مِنْ كُلّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَالصَّفْحَةُ بِالْهَاءِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ صَفَحَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَكُلُّ شَيْءٍ عَرِيضٍ صَفِيحَةٌ وَصَافَحْتُهُ مُصَافَحَةً أَفْضَيْتُ بِيَدِي إلَى يَدِهِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ مِثْلُ التَّصْفِيقِ صفر يُقَالُ بَيْتٌ صِفْرٌ وِزَانُ حِمْلٍ أَيْ خَالٍ مِنْ الْمَتَاعِ وَهُوَ صِفْرُ الْيَدَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا شَيْءٌ مَأْخُوذٌ مِنْ الصَّفِيرِ وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَالِي عَنْ الْحُرُوفِ وَصَفِرَ الشَّيْءُ يَصْفَرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا خَلَا فَهُوَ صِفْرٌ وَأَصْفَرَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالصُّفْرُ مِثْلُ قُفْلٍ وَكَسْرُ الصَّادِ لُغَةٌ النُّحَاسُ وَصَفَرٌ اسْمُ الشَّهْرِ وَأَوْرَدَهُ جَمَاعَةٌ مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ مِنْ السَّنَةِ سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ وَجَمْعُهُ أَصْفَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَرُبَّمَا قِيلَ صَفَرَاتٌ قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيِّ فِي شَرْحِ أَدَبِ الْكَاتِبِ وَلَا شَيْءَ مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ يَمْتَنِعُ جَمْعُهُ مِنْ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَالصُّفْرَةُ لَوْنٌ دُونَ الْحُمْرَةِ وَالْأَصْفَرُ الْأَسْوَدُ أَيْضًا فَالذَّكَرُ أَصْفَرُ وَالْأُنْثَى صَفْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتْ بُقْعَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقِيلَ وَادِي الصَّفْرَاءِ
وَيُقَالُ الصَّفْرَاءُ أَيْضًا. 
[صفح] صفح الشئ: ناحيته. وصفح الإنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ الجبل: مُضْطَجَعُه. وأما قول بشر: رضيعة صفح بالجباة ملمة * لها بلق فوق الرؤوس مشهر فهو اسم رجل من كلب جاور قوما من بنى عامر فقتلوه غدرا. يقول: غدرتكم بزيد بن ضباء الاسدي، أخت غدرتكم بصفح الكلبى. وصفحة كل شئ: جانبه. ونظر إليَّ بِصَفْحِ وجهه وبصُفْح وجهه، أي بِعُرْضِه. قال أبو عبيدة: يقال ضربه بصفح السيف - والعامة تقول: بصفح السيف مفتوحة - أي بعرضه. وصفيحة الوجه: بَشَرَةُ جِلْدِه. وصَفائح الباب: أَلْواحه. والصَفيحة: السَيْفُ العَريض، وكذلك الحجر العريض. ووجه كل شئ عريضٍ صَفيحةٌ. وصَفَحْتُ عن فلانٍ، إذا أعْرضْتَ عن ذَنْبِه. وقد ضَرَبْتُ عنه صَفْحاً، إذا أعْرَضْتَ عنه وتركتَه. وصَفَحْتُ الإبلَ على الحوْض، إذا أَمْرَرْتَها. وصفَحْتُ فُلاناً وأصفحتُه، إذا سألك فردَدْتَه. وصَفَحْتُهُ وأَصْفَحْتُهُ جميعاً، إذا ضَرَبْتَهُ بالسيف مصفحا، أي بعرضه. وتصفحت الشئ، إذا نَظَرتَ في صَفَحاتِه. والمصافحة: الأخْذُ باليد. والتَصافُحُ مثله. وتقول: وَجْه هذا السيف مُصْفَحٌ ، أي عريض، من أَصْفَحْتُهُ. والمصفح أيضاً: الممال. وفى الحديث " قلب المؤمن مصفح على الحق ". والمُصْفَحُ أيضاً: السادس من سهام الميسر. ويقال له المسبل أيضا. والتصفيح: مثل التصفيق. وفي الحديث: " التَسْبيحُ للرجال والتَصفيح للنساء "، ويُروى أيضاً بالقاف. وتصفيح الشئ: جعله عريضا. ومنه قولهم رجُلٌ مُصَفَّحُ الرأس، إذا كان عريض الرأسِ. وقول لبيدٍ يصف سَحاباً: كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ * وأنْواحاً عليهنَّ المآلي قال ابن الأعرابيُّ: المُصَفَّحاتُ: السُيوفُ، لأنَّها صُفّحت حين طُبِعَتْ، وتَصْفيحها: تعريضها ومَطْلُها. ويروى بكسر الفاء، كأنّه شبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْمِ إذا لمع منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّهِ بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن. والصفاح بالضم والتشديد: الحجر العريض.
صفح: صفح: قلّب صفحات الكتاب دون أن يقرأه.
وتصفح: قلّب صفحات الكتاب وقرأه (معجم المنصوري).
صفح: بيطر الفرس ونعّله (هلو).
صفح وصلَّح: ذبذب، سار ملتوياً ضد الريح. (بوشر).
صفح المركب لتصليحه: أمال المركب لإصلاحه وجعله على جانبه لإصلاحه (بوشر).
صَفَّح (بالتشديد): رقّم الصفحات (فوك).
صَفَّح: بلّط، رصف. ففي فريتاج (طرائف ص113): وهدم الحوش القبلي الشرقي الذي كان للقلعة - ورأى أن يسفّحه فسفحه السلطان الملك الظاهر بعده وكتب عليه اسمه بالسواد. والصواب بالصاد بدل السين. انظر بعد ذلك: مُصفَّحة.
صافح. يقول برتون (2: 52) بالإنجليزية ما معناه: ((المصافحة هي طريقة العرب بهز اليد للتحية وهم يطبقون راحة اليد اليمنى من كل واحد منهما على راحة اليد اليمنى للآخر دون أن يضغطوا على الأصابع، ثم يرفع كل واحد منهما يده إلى جبهته.
وانظر: بركهارت (بلاد العرب 1: 369). ويستعمل مجازاً، ففي القلائد (ص58): ومعه قومُه، وقد راقهم يومُه، وصِلاتُه تُصافح مُعْتفيهم: ومبرّاته تُشافِهُ موافيهم.
صافِحْ مُحَيَّاهُ: بمعنى أمثل أمامه (المقري 2: 263).
صافح: عادل، ساوى، كان نداً له (ابن جبير ص92، عبد الواحد ص127).
صافح. والعامة تقول صافح المريض أي أمن من الخطر (محيط المحيط).
تصَفَّح: صفح عن، سامح، غفر له (معحم الطرائف).
استصفح: لم يذكر لين هذا الفعل إلا متعدياً بنفسه، غير إنه يستعمل أيضاً متعدياً بعن، ففي حيان (ص67 و) مثلاً: ويستصفحهم عن إجرام سُفَهائهم.
صَفْح. ضربه بالسيف صفحاً: ضربه بُعرض السيف (بوشر). ويقال أيضاً: ضربه صفحاً (كوسج طرائف ص73).
ويكلق الجمع صفاح مجازاً على السيوف، ففي كوسج (طرائف ص77): وشهروا الصفاح.
أضرب صفحاً عن: أعرض عن (عبد الواحد ص120) وفي محيط المحيط: ضَرب عنه صفحاً أي اعرض عنه.
صفح الجَبَل: جانبه المنحدر (بوشر) ومنحدر الجبل (همبرت ص170).
صفحاً: فجأة، بغتةً، ارتجالاً، على غير استعداد. ففي الأغاني (ص54): وما سمعها قط إلا تلك المرَّة صفحاً.
والجمع صفاح تحريف صفائح: بلاط، ألواح حجر، وردت في شعر شاعر عامي (المقدمة 3: 405).
صَفّحة. الصفحتان: الخدّان (محيط المحيط، فوك).
صفحتا المِرْآة: إطارها (ابن بطوطة 2: 101).
صفحة: صفحة الوجه، وجه، محيا، طلعة (فوك، عباد 1/ 46، 2/ 59).
صَفْحة: وجمعها صَفْح: ورقة دفتر أو كتاب. (بوشر، همبرت ص110، فوك).
صَفَحْة: مصافحة (بوشر).
صَفْحة: عفو، مغفرة (عباد 2: 109).
صفيح: تنك (بوشر، هلو).
صفيح الحديد: مْطيلة. صفيحة حديد (بوشر).
صَفِيَحة وجمعها صُفُح (الكامل ص (77).
صَفِيَحة: شذرة، قطعة ذهب أو فضة أو حديد رقيقة مثقوبة لتلصق على القماش (بوشر).
صَفِيَحة (في المغرب): نعل الفرس (فوك، ألكالا وفيه: زوّل الصفيحة أي نعّل الدابة). (دومب ص66، بوشر (بربرية)، همبرت ص59 (بربرية)، ابن بطوطة 3: 429).
صفيحة: رزة الجارور (الكالا).
صفيحة: قشرة الصدفة (بوشر).
صَفِيَحة: عند المولّدين رقاقات صغيرة من العجين يوضع عليها توابل من اللحم وتخبز (محيط المحيط).
صفيحة بيضاء: تنكة (بوشر).
صفيحة القفل: علبة القفل (بوشر).
صفائح: رسوم، صُوَر، نقوش محفورة تزين بها الأبواب (ألكالا وفيه صفائح الرتاج) وفي ابن البيطار (1: 85) نقلاً عن البكري: الصفائح المخرمّة التي تكون تحت حلق الأبواب.
صفائح: في المعجم اللاتيني. العربي: Fistula صفائح ولا أدري أي معاني Fistula يصلح لهذه الكلمة العربية.
صُفّاح: حجر تسخن به الأصباغ (ألكالا). صخر، صخر عال، حجارة رقيقة عريضة (الكالا).
صَفَائِحيّ: رقائقيّ. ففي ابن البيطار (1: 527) في كلامه عن أنواع الزرنيخ: وأجْوَدها الصفائحي الذي يستعمله النقاشون. وينقل بعد ذلك (ص528) كلام ديسقوريدوس هذا: وأجْوَده ما كان ذا صفائح.
حديد مُصَفَّح: مطيلة، صفيحة من حديد (بوشر).
مُصَفَّحَة: لترصيف حجر التبليط (ألكالا) وانظرها في مادة صَفَح.
مُصَفَّحَة: صفيحة معدنية، كرتاس (ص213): ودروعهم وخيولهم بالزرد النضيد ومصفحات الحديد (انظر الكالا: صَفِيحة).
مُتَصَفَّح: نسيج تزينه خيوط من صفيح المعادن. (باين سميث 1491).
صفد صفد: مصدره صِفاد أيضاً (دي ساسي طرائف 2: 463).
صفد: قفص (فوك).
صَفَد: بعض أصول سود. انظر ابن البيطار (2: 131).
صَفَد: عامية صدف وهو غشاء الدر (محيط المحيط).
أُمُّ صُفَيْدَة: أم سَكَعْكَع، ذُعَرة (محيط المحيط) - في مادة ذُعَرَة).
(ص ف ح)

صَفْحُ كل شَيْء: جَانِبه. وَنظر إِلَيْهِ بصَفْحِ وَجهه وصُفْحهِ. ولقيه صِفاحا، أَي استقبله بصَفْحِ وَجهه، هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

وصَفْحُ السَّيْف وصُفْحُه، عرضه وَالْجمع أصفاحٌ.

وضربه بِالسَّيْفِ مُصْفَحا ومَصْفوحا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، أَي معرضًا.

وَسيف مُصْفَحٌ ومُصَفَّحٌ، عريض.

وَرجل مُصْفَحُ الْوَجْه: سهله حسنه، عَن الَّلحيانيّ.

والصَّفْحانِ والصفحَتان، الخدان وهما مَوضِع اللحيين.

وقلب مُصَفَّحٌ: اجْتمع فِيهِ الْأَيْمَان والنفاق. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ " الْقُلُوب أَرْبَعَة: قلب كَذَا، وقلب كَذَا، وقلب كَذَا وقلب مُصَفَّحٌ. وَهُوَ مِمَّا تقدم، كَأَن صَاحبه يلقى أهل الْأَيْمَان بصَفْحةٍ، وَأهل النِّفَاق بصَفحةٍ، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والصَّفْحانِ من الْكَتف، مَا انحدر عَن الْعين من جانبيهما. وَالْجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا الْعُنُق، جانباه. والصَّفيحةُ من السيوف، العريض.

وصَفائحُ الرَّأْس، قبائله. واحدتها صَفيحةٌ.

والصفائح، حِجَارَة عراض رقاق، وَالْوَاحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ من الْحِجَارَة كالصفائح، الْوَاحِدَة صُفَّاحَةٌ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصُفَّاَحَةٍ مثلِ الفنيقِ مَنَحتُها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أقارِبُه

شبه النَّاقة بالصُّفاحةِ لصلابتها، وَابْن حوب رجل مجهود مُحْتَاج، لِأَن الْحُوب والشدة.

وكل عريض من حِجَارَة أَو لوح وَنَحْوهمَا صُفَّاحَةٌ، وَالْجمع صُفَّاحٌ، وصفيحة وَالْجمع صَفَائِح.

والصُّفَّاحُ من الْإِبِل، الَّتِي عظمت أسنانها فَكَادَتْ تَأْخُذ أقراءها، وَالْجمع صُفَّاحَاتُ وصفافيحُ.

وصفْحةُ الرجل: عرض صَدره.

والمُصْفَحُ من الرُّءُوس: الَّذِي ضغط من قبل صدغيه فطال مَا بَين جَبهته وَقَفاهُ. وَكَذَلِكَ المُصَفَّحُ. وَقيل: المصَفَّحُ، الَّذِي اطْمَأَن جنبا رَأسه ونتأ جَبينه فَخرج وَظَهَرت قمحدوته.

وأنف مُصَفَّحٌ: معتدل القصبة مستويها بالجبهة.

وصَفَح الْكَلْب ذِرَاعَيْهِ للعظم يصْفَحُهما صَفْحا، نصبهما. قَالَ:

يصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْها جأبا

صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لعَظمِ كَلْبا

أَرَادَ: صَفْح كلب ذِرَاعَيْهِ، فَقلب. وَقيل: هُوَ أَن يبسطهما وَيصير الْعظم بَينهمَا ليأكله. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

صَفوحٌ بخَدَّيها إِذا طالَ جَرْيُها ... كَمَا قَلَّبَ الكَفَّ الألَدُّ المجادِلُ

عَنى أَنَّهَا تنصبهما وتقلبهما. وصَفَحَ الرجل بيدَيْهِ، صفَّق. والتَّصفيحُ للنِّسَاء كالتصفيق للرِّجَال. قَالَ لبيد:

كأنَّ مُصَفِّحاتٍ فِي ذُراه ... وأنواحا عليهنَّ المآلِي

وصَفَحَ الْقَوْم صَفْحا: عرضهمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ صفَح ورق المُصْحَفِ.

وصفَح الْأَمر وتصَفَّحه، نظر فِيهِ.

وصَفَح الْقَوْم وتَصَفَّحهم، نظر إِلَيْهِم طَالبا لإِنْسَان.

وصَفَح وُجُوههم وتصَفَّحها، نظرها متعرفا لَهَا. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ ... فَلم يكُ إلاّ وَمْؤُها بالحواجِبِ

أَي تصَفَّحْنا وُجُوه الركَّابِ.

وصَفَحت الشَّاة والناقة تصْفَحُ صُفُوحا: ولَّى لَبنهَا.

وصَفَحَ الرجل يصفَحُه صَفْحا وأصْفَحه، سَأَلَهُ فَمَنعه. قَالَ:

وَمن يُكْثِرِ التَّسآلَ يَا حُرَّ لم يزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ

وصفَحه عَن حَاجته يصْفَحُه صَفْحا وأصفَحه، كِلَاهُمَا: رده.

وصَفَح عَنهُ يصْفَحُ صَفْحا، وَهُوَ صَفوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفا. والصَّفُوحُ، الْكَرِيم لِأَنَّهُ يصْفَح عَمَّن جنى عَلَيْهِ.

واستصفحه ذَنبه، استغفره إِيَّاه وَطلب أَن يصْفَحَ لَهُ عَنهُ.

وصَفَح الرجل يَصفَحُه صَفْحا، سقَاهُ أَي شراب كَانَ، وَمَتى كَانَ.

والمُصْفَحُ، الممال عَن الْحق. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

وناديتُ شِبْلا فاستَجابَ وَرُبمَا ... ضَمِنَّا القِرىَ عشرا لمن لَا نُصافِحُ

ويروى: ضمنا قرى عشر لمن لَا نُصَافحُ، فسره فَقَالَ: لمن لَا نُصَافحُ، أَي لمن لَا نَعْرِف. وَقيل: مَعْنَاهُ الْأَعْدَاء الَّذين لَا يحْتَمل أَن نُصافحَهم.

والمُصْفَحُ: السَّادِس من سِهَام الميسر وصَفحٌ: اسْم رجل.

والصفائحُ: مَوضِع. قَالَ الافوه:

تُبَكِّيهِ الأرامِلُ بالمآلي ... بِدارَاتِ الصَّفائحِ والنَّصِيلِ

صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كل شيءٍ:

جانبه. وصَفْحاه: جانباه. وفي حديث الاستنجاء: حَجَرَين للصَّفْحَتين

وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج. وصَفْحُه: ناحيته. وصَفْحُ

الجبلِ: مُضْطَجَعُه، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَةُ الرجل: عُرْضُ وجهه. ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي

بعُرْضِه.

وفي الحديث: غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ

صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن؛ وفي شعر عاصم بن ثابت:

تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ

أَي أَحد جانِبَي وجهه.

ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه، هذه عن اللحياني.

وصَفْحُ السيف وصُفْحُه: عُرْضُه، والجمع أَصفاح. وصَفْحَتا السيف:

وجهاه.

وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً؛

وضربه بصُفْح السيف، والعامة تقول بصَفْحِ السيف، مفتوحة، أَي بعُرْضه؛

وقال الطِّرِمّاح:

فلما تنَاهتْ، وهي عَجْلى كأَنها

على حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ

وفي حديث سعد بن عُبادة: لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ

مُصْفَِحٍ؛ يقال: أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ،

والسيف مُصْفَحٌ، يُرْوَيان معاً. وقال رجل من الخوارج: لنضرِبَنَّكم

بالسيوف غيرَ مُصْفَحات؛ يقول: نضربكم بحدّها لا بعُرْضها؛ وقال الشاعر:

بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ،

أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ

(* قوله «بحيث مناك القرط إلخ» هكذا هو في الأصل بهذا الضبط.)

وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً، إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي

بعُرْضه. وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح: عريض؛ وتقول: وَجْهُ هذا السيف

مُصْفَح أَي عريض، مِن أَصْفَحْتُه؛ قال الأَعشى:

أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا،

وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟

يعني العِراض؛ وأَنشد:

وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ،

إِذا ضاقتْ، عن الموتِ، الصُّدورُ

وقال بعضهم: المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد

كالمُصْفَحِ من الرؤوس، له جوانب. ورجل مُصْفَح الوجه: سَهْلُه حَسَنُه؛

عن اللحياني:

وصَفِيحةُ الوجه: بَشَرَةُ جلده.

والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ: الخَدَّان، وهما اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ

من الكَتِف: ما انْحَدَر عن العين

(* قوله «ما انحدر عن العين» هكذا في

الأصل وشرح القاموس، ولعله العنق.) من جانبيهما، والجمع صِفاحٌ.

وصَفْحَتا العُنُق: جانباه. وصَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللذان يُكتبان.

والصَّفِيحة: السيف العريض؛ وقال ابن سيده: الصَّفيحة من السيوف العريضُ.

وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. والصفائح: حجارة رِقاقٌ عِراض،

والواحد كالواحد.

والصُّفَّاحُ، بالضم والتشديد: العَرِيضُ؛ قال: والصُّفَّاح من الحجارة

كالصَّفائح، الواحدة صُفَّاحة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها

عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه

شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها. وابن حَوْبٍ: رجلٌ مجهود محتاج لأَن

الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة.

ووَجْهُ كل شيء عريض: صَفِيحةٌ. وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما:

صُفَّاحة، والجمع صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ والجمع صفائح؛ ومنه قول النابغة:

ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ

قال الأَزهري: ويقال للحجارة العريضة صَفائح، واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ؛

قال لبيد:

وصَفائِحاً صُمّاً، رَوا

سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا

وصَفائح الباب: أَلواحه. والصُّفَّاحُ من الإِبل: التي عظمت

أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها، جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة

الرجل: عُرْضُ صدرِه.

والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه، فطال ما بين

جبهته وقفاه؛ وقيل: المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه

فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه؛ قال أَبو زيد: من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً،

وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه،

والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، ولا يقال: رُؤَاسِيّ؛ وقال ابن الأَعرابي: في

جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش؛ وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه ذكر

رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه. وتَصْفِيحُ الشيء: جَعْلُه عريضاً؛ ومنه

قولهم: رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها. والمُصَفَّحاتُ: السيوف العريضة،

وهي الصَّفائح، واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قول لبيد يصف سحاباً:

كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ،

وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي

قال الأَزهري: شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ؛ وقال ابن

سيده: المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها

تعريضها ومَطُّها؛ ويروى بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ

منه البَرْق فانفرج، ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا

صَفَّقْنَ بأَيديهن.

والتَّصفيح مثل التصفيق. وصَفَّحَ الرجلُ بيديه: صَفَّق. والتَّصْفيح

للنساء: كالتصفيق للرجال؛ وفي حديث الصلاة: التسبيح للرجال والتصفيح

للنساء، ويروى أَيضاً بالقاف؛ التصفيح والتصفيق واحد؛ يقال: صَفَّحَ وصَفَّقَ

بيديه؛ قال ابن الأَثير: هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف

الأُخرى، يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال: سبحان الله

وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام؛ وروى بيت

لبيد:

كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ

جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْــن بأَيديهن في مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ

الرعد بتصفيقهن، ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ، أَراد بها السيوف العريضة؛ شبه

بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها. والمُصافَحةُ: الأَخذ باليد، والتصافُحُ مثله.

والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه؛ وصُفْحا كفيهما:

وَجْهاهُما؛ ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء، وهي مُفاعَلة من

إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه.

وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ

الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما: نصبهما؛ قال:

يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا،

صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا

أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه، فَقَلَبَ؛ وقيل: هو أَن يبسطهما

ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله؛ وهذا البيت أَورده الأَزهري، قال: وأَنشد أَبو

الهيثم وذكره، ثم قال: وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان،

فهو مَصْفُوح أَي عريض، قال: وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط

الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه، ونصب

كلباً على التفسير؛ وقوله أَنشده ثعلب:

صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها،

كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ

عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم

واحداً واحداً، وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه:

نظر فيه؛ قال الليث: صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ

وتَصَفَّحَهم: نظر إِليهم طالباً لإِنسان. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها:

نظرها مُتَعَرِّفاً لها. وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم

تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ،

فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ

أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب. وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في

صَفَحاته. وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه؛ وفي التهذيب: ناقة

مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بمعنى واحد. وصَفَحَتِ

الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابن الأَعرابي:

الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها؛ وقد صَفَحَتْ

صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فمنعه؛

قال:ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ، لا يَزَلْ

يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ

ويقال: أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها

فمَنَعْتَه. وفي حديث أُم سلمة: أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم، فقلت

للخادم: ارفعيها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ

حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: لعله

وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه. قال ابن الأَثير: يقال

صَفَحْتُه إَذا أَعطيته، وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عن حاجته

يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كلاهما: رَدَّه. وصَفَحَ عنه يَصْفَح

صَفْحاً: أَعرض عن ذنبه.

وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الكريم، لأَنه يَصْفَح

عمن جَنى عليه.

واستْصَْفَحَه ذنبه: استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه.

وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل، فمعناه العَفُوُّ؛ يقال:

صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به؛ وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا

أَعرضت عنه وتركته؛ فالصَّفُوحُ في صفة الله: العَفُوُّ عن ذنوب العباد

مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً. والصَّفُوحُ في نعت المرأَة:

المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الآخر. ونصب قوله صَفْحاً

في قوله:أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ على المصدر لأَن معنى قوله

أَنُعْرِضُ

(* قوله «لأن معنى قوله أنعرض إلخ» كذا بالأصل.) عنكم

الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه؛ وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه

وتركه؛ وفي حديث عائشة تصف أَباها: صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح

والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم؛ وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض

بوجهه عن ذنبه. والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة. وقال الأَزهري في قوله

تعالى: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن

نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم؟ يقال صَفَح

عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً؛ ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت

عنه:صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً،

فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ

وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان.

والمُصْفَحُ: المُمالُ عن الحق؛ وفي الحديث: قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على

الحق أَي مُمالٌ عليه، كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه؛ وفي حديث

حذيفة أَنه قال: القلوب أَربعة: فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس

فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان، وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج

يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن، وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان،

فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النفاق كمثل

قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وهو لأَيهما غَلَبَ؛ المُصْفَحُ الذي

له وجهان: يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه. وصَفْحُ كل شيء:

وجهه وناحيته، وهو معنى الحديث الآخر: من شَرِّ الرجال ذو الوجهين، الذي

يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق. وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي

يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين؛ قال الأَزهري:

وقال شمر فيما قرأْت بخطه: القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي

فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين؛ وقال ابن بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ

المقلوب؛ يقال: قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى

الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه.

ويقال: صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ، وربما

ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ

ويروى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ؛ فسره فقال: لمن لا نصافح

أَي لمن لا نعرف،وقيل: للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم.

والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر: السادسُ، ويقال له: المُسْبِلُ أَيضاً؛

أَبو عبيد: من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى.

وصَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، وله حديث عند العرب معروف؛ وأَما

قول بشر:

رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ،

لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ

(* قوله «بالجباه» كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم

ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو

ماء بالشام بين حلب وتدمر.)

فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً ؛ يقول:

غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.

وصِفاحُ نَعْمانَ: جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه؛ ونَعْمانُ: جبل بين

مكة والطائف؛ وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ، بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع

بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة. وملائكةُ

الصَّفيح الأَعْلى: هو من أَسماء السماء، وفي حديث عليّ وعمار: الصَّفِيحُ

الأَعْلى من مَلَكُوته.

صفح

1 صَفَحَ عَنْهُ, (Mgh, Msb, K, *) aor. ـَ (K,) inf. n. صَفْحٌ, (TA,) properly signifying He turned towards [or from] him, or it, the صَفْحَة [i. e. side] of his face, (Mgh,) means he turned away from, (Mgh, Msb, K, *) and left, (Msb, K,) him, or it, (Mgh, Msb,) i. e. [a man, or] an affair. (Msb.) And ضَرَبْتُ عَنْهُ صَفْحًا I turned away from him and left him; (S, TA;) i. e. a man: (TA:) صَفْحًا being here an inf. n., and therefore in the accus. case, as in the phrase قَعَدْتُ جُلُوسًا; or it is in the accus. case as an adv. n., and the meaning is I turned away from him aside. (Har p. 434.

[See also, in art. ضرب, a similar phrase in the Kur xliii. 4, cited here in the TA, and in Har ubi suprà.]) b2: And صَفَحَ عَنْهُ, (S, A, K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) means [also] He turned away from his crime, sin, fault, or offence: (S, A, TA:) or he forgave him. (K, TA.) and صَفَحْتُ عَنْ ذَنْبِ فُلَانٍ I turned away from the crime, sin, &c., of such a one, and did not punish him for it: (TA:) or صَفَحْتُ عَنِ الذَّنْبِ, aor. and inf. n. as above, I forgave the crime, sin, &c. (Msb.) b3: And صَفَحَتْ, (K, TA,) aor. as above, (TA,) inf. n. صُفُوحٌ, said of a she-camel, (K, TA,) and of a ewe, or she-goat, (TA,) [She ceased to yield her milk;] her milk went away. (K, TA.) A2: صَفَحَ as a trans. verb: see 5, in five places. b2: And see 2. b3: Also, aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ, He (a dog) spread forth, or stretched out, his fore legs: a rájiz says, صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ لِعَظْمٍ كَلْبَا [As the spreading forth of his fore legs, to, or for, a bone; I mean a dog]; كلبا being put in the accus. case as an explicative: or he here uses an inversion; meaning صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعَيْهِ. (L.) b4: And صَفَحَهُ, (S,) or صَفَحَهُ بِالسَّيْفِ; (K;) and ↓ اصفحهُ, (S,) or اصفحهُ بالسيف; (TA;) He struck him with the side, or flat, of the sword, (بِعُرْضِهِ, TA, or بِعَرْضِهِ, S, K,) [i. e. with its صَفْح, or صُفْح, or صَفْحَة,] not with its edge. (TA.) b5: And صَفَحَهُ, (S, IAth, K, TA,) aor. ـَ inf. n. صَفْحٌ; (TA;) and ↓ اصفحهُ, (S, K, TA,) inf. n. إِصْفَاحٌ; (TA;) He turned him back, or sent him away; namely, a person asking, or begging; (S, K, TA;) he refused his request: (IAth, TA:) and صَفَحَهُ عَنْ حَاجَتِهِ and عَنْهَا ↓ اصفحهُ He refused him the thing that he wanted. (TA.) b6: And صَفَحَهُ also signifies He gave to him. (IAth, TA.) [Thus it has two contr. meanings.] b7: Also He gave him to drink any kind of beverage (K, TA) and at any time. (TA.) b8: And صَفَحَ الإِبِلَ عَلَى الحَوْضِ He made the camels to pass by the wateringtrough; [app. watering them;] syn. أَمَرَّهَا عَلَيْهِ. (S, K.) 2 صفّح, (K,) inf. n. تَصْفِيحٌ, (S,) He made a thing wide, or broad; (S, K;) as also ↓ صَفَحَ; (K;) [and ↓ اصفح;] see مُصْفَحٌ. One says of a sword, صُفِّحَ, inf. n. as above, It was made broad, or wide, and lengthened out, in the forging. (IAar, S, TA.) A2: تَصْفِيحٌ is also syn. with تَصْفِيقٌ, (S, Msb, K,) meaning The clapping with the hands. (S, IAth, TA.) One says, صَفَّح بِيَدَيْهِ and صَفَّقَ [He clapped with his hands]; (A, TA;) he struck one of his hands upon the other: (Mgh:) or he struck with the outer side of the right hand upon the inner side of the left hand. (O in art. صفق.) [Golius gives صَفَحَ in this sense, erroneously, as from the S; and Freytag, this form as well as صفّح.] And it is said in a trad., التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَآءِ, or, as some relate it, التَّصْفِيقُ instead of التصفيح, [The saying سُبْحَانَ اللّٰهِ is for men, and the clapping with the hands is for women;] (S, Mgh, * TA;) i. e., when the Imám is inadvertent, the person whom he leads should, if a man, rouse him by saying سبحان اللّٰه; and if a woman, should clap with her hands, instead of speaking. (IAth, TA.) 3 مُصَافَحَةٌ signifies The taking by the hand; (S, A, K;) as also ↓ تَصَافُحٌ; (A;) or the latter has a like meaning: (S, K: *) or the former signifies [the joining hands; i. e.] the putting the hand [of one] in the hand [of another] in meeting and saluting: (Ham p. 802:) or the making the palm of the hand to cleave to [that of] the hand [of another], and turning face to face. (L.) Yousay, صَافَحَهُ بِيَدِهِ He took him by his hand. (A.) And صَافَحْتُهُ, inf. n. as above [and صِفَاحٌ], I applied my hand to his hand; (Msb;) or I put the palm of my hand upon the palm of his hand. (TA.) b2: And لَقِيَهُ صِفَاحًا He met him turning towards him the صَفْح [or side] of his face: (TA:) or he met him face to face; i. q. صِقَابًا: (TA in art. صقب:) [and] he met him suddenly, or unexpectedly. (Ham p. 802.) 4 اصفحهُ: see 1, latter part, in three places: b2: and see also 2. b3: Also He inverted it, or reversed it, (Ibn-Buzurj, K,) namely, a sword; like صَابَاهُ [q. v.]. (Ibn-Buzurj.) 5 تصفّحهُ He examined its صَفَحَات [or sides]; i. e. a thing's: (S:) or he considered it carefully, or attentively, and examined its صَفَحَات. (A, Mgh.) And تَصَفَّحْتُ الكِتَابَ I turned over, or examined, the صَفَحَات, meaning pages, of the book; as also ↓ صَفَحْتُهُ, inf. n. صَفْحٌ: (Msb:) and وَرَقَ المُصْحَفِ ↓ صَفَحْتُ I examined the leaves of the مُصْحَف [i. e. volume, or book, or copy of the Kur-án,] one by one. (O, K.) And تصفّح القَوْمَ, (Lth, A,) and ↓ صَفَحَهُمْ, (Lth, O, Msb, K,) He looked at the people, seeking for a particular man: (Lth:) or he examined the states, or conditions, of the people, and looked among them, to ascertain whether such a one was to be seen: (A; in explanation of the former:) or he made the people to pass before him, and examined them, one by one: (O, K; in explanation of the latter:) or he beheld [or looked at] the صَفَحَات [or sides] of the faces of the people. (Msb.) And تصفّح وُجُوهَ القَوْمِ He examined carefully, or attentively, the faces of the people, looking at their (the people's) external appearances and forms, and seeking to make himself acquainted with their cases: and he looked at the faces of the people, seeking to know them; as also ↓ صَفَحَهَا. (Lth, TA.) And تصفّح الأَمْرَ, (A, TA,) and تصفّح فِى الأَمْرِ, (K, TA,) and الأَمْرَ ↓ صَفَحَ, (TA,) and صَفَحَ فِى الأَمْرِ, (K, TA,) He looked into the affair, or case. (K, TA.) 6 تَصَافَحَا They took each the other's hand. (TK.) See also 3. b2: Hence, تَصَافُحُ الأَجْفَانِ (assumed tropical:) The closing together of the eyelids. (Har p.

364.) 10 استصفحهُ دَنْبَهُ He asked him, or begged him, to forgive his crime, sin, fault, or offence. (L, TA.) صَفْحٌ, (S, A, Mgh, Msb, K,) of a thing, (S, A, Mgh,) or of anything; (Msb;) and ↓ صَفْحَةٌ, (S, A, Mgh, Msb,) of a thing, (Mgh,) or of anything; (S, A, Msb;) The side; or lateral, or outward, part or portion; syn. of the former نَاحِيَةٌ; (S, A;) or of the same, (K,) or of the latter, (S, A,) or of each, (Mgh, Msb,) جَانِبٌ: (S, A, Mgh, Msb, K:) and both signify also the face, or surface, or front, of a thing: (Mgh:) pl. [of the former صِفَاحٌ, as below, and] of the latter صَفَحَاتٌ. (Msb.) صَفْحَا الشَّىْءِ signifies The two sides of the thing; syn. جَانِبَاهُ. (TA.) And صَفْحُ الإِنْسَانِ The side of the human being; (S, O, K; *) as also ↓ صَفْحَتُهُ. (O.) And hence, بَعِيرِهِ ↓ صَلَّى إِلَى صَفْحَةِ [He prayed towards the side of his camel]. (Mgh.) And صَفْحٌ and ↓ صُفْحٌ signify The عُرْض [i. e. side] (S, O, and K accord. to the TA, but in the CK and in my MS. copy of the K عَرْض, [which in this instance I think a mistake,]) of the face: (S, O, K:) and so of a sword; (K, TA; [in the former of which, in art. عرض, the عُرْض of a sword is said to be its صَفْح;]) or the عَرْض [i. e. breadth, or width,] (S, O, Msb, and so accord. to the CK and my MS. copy of the K,) of a sword; (S, O, Msb, K;) i. e. contr. of طُول; (Msb;) [but it may be well rendered its side, or its flat, and so ↓ صَفْحَةٌ, for SM says that] صَفْحَتَا السَّيْفِ signifies the two faces, or surfaces, of the sword: (TA:) one says, نَظَرَ إِلَيْهِ بِصَفْحِ وَجْهِهِ (S, A) and ↓ بِصُفْحِ وجهه (S) [He looked towards him with the side of his face turned towards him] and ↓ بِصَفْحَتِهِ [which means the same]: (A:) but accord. to AO, one says, السَّيْفِ ↓ ضَرَبَهُ بِصُفْحِ [He struck him with the side, or flat, of the sword], and the vulgar say بِصَفْحِ السيف, with fet-h: (S:) the pl. [of صَفْحٌ] is صِفَاحٌ (K, TA) and [that of ↓ صُفْحٌ is] أَصْفَاحٌ. (TA.) الرَّجُلِ ↓ صَفْحَةٌ signifies The side (عُرْض) of the breast of the man. (L.) And one says, جَنْبِهِ ↓ ضَرَبَهُ عَلَى صَفْحَةِ [He struck him on the surface, or flat part, of his side; and so على صَفْحِ جنبه; but the former is the more common]. (A.) And السَّيْفِ ↓ جَلَا صَفْحَتَى [He polished the two sides, or surfaces, of the sword]. (A.) And الوَرَقَةِ ↓ كَتَبَ فِى صَفْحَتَىِ [He wrote upon the two sides, or faces, of the piece of paper]. (A.) الكِتَابِ ↓ صَفَحَاتُ signifies The pages, or faces of the leaves, of the book. (Msb.) and صَفْحُ الكَفِّ The face [i. e. palm] of the hand. (L.) And صَفْحَا الكَتِفِ The two parts of the scapula that slope down from the عَيْر [or spine thereof]: pl. صِفَاحٌ. (L.) And صَفْحُ الجَبَلِ The part of the mountain where the side thereof rests upon the ground; (S, K;) its سَفْح [q. v.]: (JM:) pl. صِفَاحٌ. (S.) صُفْحٌ: see the next preceding paragraph, in four places.

صَفَحٌ Excessive width in the forehead. (IAar, K.) صَفْحَةٌ: see صَفْحٌ, in ten places. b2: [Hence,] أَبْدَى لَهُ صَفْحَتَهُ (tropical:) i. q. كَاشَفَهُ [which is used alone as meaning كَاشَفَهُ بِالعَدَاوَةِ He showed open enmity, or hostility, with him]: (A, TA:) or he showed, or revealed, to him his deed [or crime] which he was concealing. (TA in art. بدو, from a trad. [which shows it to be used in an evil sense].) صِفَاحٌ, which is disapproved in horses, is [A quality] like what is termed مَسْحَة [app. meaning a flatness, or an evenness,] in the side (عُرْض) of the cheek, by reason of which its width is excessive. (O, K.) A2: [It is also an inf. n. of 3, q. v.]

صَفُوحٌ One who has the quality of turning away from the crimes, sins, faults, or offences, of others, and of forgiving; [or rather wont to turn away &c.;] as also ↓ صَفَّاحٌ: (TA:) الصَّفُوحُ, (K, TA,) as an epithet applied to God, (TA,) means the Very Forgiving; or He who forgives much. (K, TA.) b2: And Generous; (K;) because the generous man forgives those who act injuriously towards him. (TA.) b3: And A woman who turns away from one; who forsakes one's society: as though not giving aught but her side. (K.) صَفِيحٌ: see صَفِيحَةٌ, in four places. [It is properly a coll. gen. n.: as such signifying Any kind of thing made flat and broad or wide: as, for instance, plate, or expanded metal: n. un. with ة, meaning a piece thereof.] b2: [Hence, as it is supposed to be an expanded solid substance,] الصَّفِيحُ, (K,) or الصَّفِيحُ الأَعْلَى, (TA,) is one of the names of Heaven. (K, TA.) صَفِيحَةٌ A wide, or broad, stone; (T, S;) as also ↓ صَفِيحٌ (T) and ↓ صُفَّاحٌ: (S:) or [↓ صَفِيحٌ and]

↓ صُفَّاحٌ and صَفَائِحُ [which last is pl. of صَفِيحَةٌ] signify wide, or broad, stones, which are put over graves: (A:) or صَفَائِحُ and ↓ صُفَّاحٌ signify wide, or broad, and thin, stones; (K, TA;) one of which is called صَفِيحَةٌ and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) and anything wide, or broad, (Mgh, Msb, TA,) such as a stone, (TA,) and a plank, or board, (Mgh, TA,) and the like, (TA,) is termed صَفِيحَةٌ (Mgh, Msb, TA) and ↓ صُفَّاحَةٌ: (TA:) whence one says, اِشْتَرَى دَارًا فِيهَا صَفَائِحُ مِنْ ذَهَبَ وَفِضَّةٍ [He purchased a house in which were plates of gold and of silver]. (Mgh.) The pl. صَفَائِحُ signifies also [particularly] The planks, boards, or leaves, (أَلْوَاح,) of a door. (S, K.) And Wide, or broad, swords; (A, K;) one such sword being termed صَفِيحَةٌ: (S:) or this latter signifies [simply] a sword; and ↓ صَفِيحٌ, swords. (Ham p. 323.) And The قَبَائِل [or principal bones, namely, the frontal, occipital, and two parietal, bones,] of the head; (K;) a single one of these being termed صَفِيحَةٌ. (TA.) And صَفِيحَةٌ, (S,) or ↓ صَفِيحٌ, (K,) or each of these, (TA,) signifies The face, or surface, of anything wide, or broad. (S, K, TA.) And صَفِيحَةُ الوَجْهِ The exterior skin, cuticle, or scarf-skin, of the face. (S.) صَفَّاحٌ: see صَفُوحٌ.

صُفَّاحٌ; and its n. un., with ة: see صَفِيحَةٌ, in five places. b2: Also (tropical:) Camels whose humps have become large, (K, TA,) so that the hump of the she-camel occupies the whole of her back: n. un. with ة: (TA:) pl. صُفَّاحَاتٌ and صَفَافِيحُ: (K:) likened to wide, or broad, stones or similar things, because of their hardness. (TA.) صَافِحٌ A she-camel, (K,) and a ewe, or she-goat, (TA,) [ceasing to yield her milk;] whose milk is going away: (K, TA:) or a she-camel that has lost her young one, and whose milk has gone. (IAar, TA.) b2: غَيْرَ مُقْنِعٍ رَأْسَهُ وَلَا صَافِحٍ بِخَدِّهِ, occurring in a trad., means [Not lifting up, or elevating, his head,] nor putting forth his cheek, nor inclining on one side. (L.) أَصْفَحُ A man excessively wide in the forehead: from صَفَحٌ. (K.) مُصْفَحٌ Wide, or broad; (S, K;) as also ↓ مُصَفَّحٌ, (K,) which latter is the more common; both applied in this sense to a sword, and to anything; and ↓ مَصْفُوحٌ signifies the same. (TA.) One says, وَجْهُ هٰذَا السَّيْفِ مُصْفَحٌ The face of this sword is wide, or broad; from ↓ أَصْفَحْتُهُ. (S.) And ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ مُصْفَحًا, (S, A, K,) and ↓ مَصْفُوحًا, (IAar, TA,) and ↓ مُصْفِحًا, (A, [this last relating to the agent,]) He struck him with the breadth, or width, [or flat,] of the sword; (S, A, K;) not with its edge: (A:) and ضربه بالسيف غَيْرَ مُصْفَحٍ He struck him with the sword not with its breadth, but with its edge. (TA.) And رَجُلٌ الرَّأْسِ ↓ مُصَفَّحُ A man wide, or broad, in respect of the head; (S, TA;) and so مُصْفَحُ الرَّأْسِ. (TA.) b2: Also Having the two sides of his head depressed, and the side of the forehead prominent, (K, TA,) and the occiput also prominent and conspicuous: (TA:) or having the fore and hind parts of the head projecting. (Az, Mgh.) b3: And A head compressed in the parts next the temples, so as to be long between the forehead and the back of the neck. (K.) b4: A nose straight in the bone; (K, TA;) having the bone even with the forehead. (TA.) b5: And A smooth, or soft, or smooth and soft, and beautiful, face. (Lh, K.) b6: Applied to a sword, (TA,) Inclined, or bent: (S, K, TA:) and inverted, or reversed: (Ibn-Buzurj, K, TA:) that is turned upon its edge when one strikes with it: and that is inclined, or bent, when one desires to sheath it. (TA.) b7: It is said in a trad., قَلْبُ المُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الحَقِّ, meaning (assumed tropical:) The heart of the believer is inclined to the truth; (S, L;) as though its side (صَفْحُهُ i. e. جَانِبُهُ) were placed upon it. (L.) And مُصْفَحٌ applied to a heart signifies also (assumed tropical:) Turned away from the truth: (TA:) [or] so applied, in which are combined faith and hypocrisy: (K, TA:) or, accord. to Khálid, that falls short of its duty; in which is latent rancour, malevolence, malice, or spite; and which is not sincere in its religion: (Sh, TA:) or it means double-faced; one who meets the unbelievers with one face, and the believers with another face; صَفْحٌ signifying the “ face,” of anything. (IAth, TA.) A2: And المُصْفَحُ is a name of The sixth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (S, K;) as also المُسْبِلُ. (S.) مُصْفِحٌ بِالسَّيْفِ Striking with the side of the sword, not with the edge; (TA;) striking with the face of the sword. (O.) See also مُصْفَحٌ.

مُصَفَّحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places. b2: [Hence,] مُصَفَّحَةٌ signifies A sword; as also ↓ مُصَفِّحَةٌ: (K: [but see what follows:]) accord. to IAar, مُصَفَّحَاتٌ [its pl. (K)] signifies swords; because they are made broad, or wide, and lengthened out, in the forging: (S:) or, as some say, it signifies broad, or wide, swords. (TA. [See also صَفِيحَةٌ.]) Lebeed says, describing clouds, كَأَنَّ مُصَفَّحَاتٍ فِى ذُرَاهَا وَأَنْوَاحًا عَلَيْهِنَّ المَآلِى

[As though there were swords, or broad swords, upon their summits, and wailing women having upon them the pieces of rag which such women hold in wailing and with which they make signs]: (S, TA:) Az says that he likens the lightning, in the darkness of the clouds, to broad swords: (TA:) and IAar says that مصفّحات here means swords: but as some relate the verse, the word is ↓ مُصَفِّحَات [meaning women clapping their hands]; as though he likened the clouds' discovering themselves when the lightning shone from them, and they opened, and then met together after the lightning's becoming extinct, to the clapping of women's hands: (S: in some copies of which, الغَيْث is put for الغَيْم:) or, accord. to this reading, he likens the sound of the thunder to women's clapping of their hands. (TA.) b3: Also A she-camel (T, L) that is kept from being milked, in order that she may become fat. (T, L, K.) مُصَفِّحَةٌ, and its pl.: see مُصَفَّحٌ.

مَصْفُوحٌ: see مُصْفَحٌ, in two places.

مُصَافِحٌ One who commits adultery, or fornication, with any woman, whether she be free or a slave. (K.)
ص ف ح: (صَفْحُ) الشَّيْءِ نَاحِيَتُهُ وَصَفْحُ الْجَبَلِ مِثْلُ سَفْحِهِ. وَ (صَفْحَةُ) كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ. وَ (صَفَائِحُ) الْبَابِ أَلْوَاحُهُ. وَ (صَفَحَ) عَنْهُ أَعْرَضَ عَنْ ذَنَبِهِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَضَرَبَ عَنْهُ (صَفْحًا) أَعْرَضَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وَ (تَصَفَّحَ) الشَّيْءَ نَظَرَ فِي (صَفَحَاتِهِ) . وَ (الْمُصَافَحَةُ) وَ (التَّصَافُحُ) الْأَخْذُ بِالْيَدِ. وَ (الْمُصْفَحُ) بِوَزْنِ الْمُصْحَفِ الْمُمَالُ وَفِي الْحَدِيثِ: «قَلْبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الْحَقِّ» وَالتَّصْفِيحُ مِثْلُ التَّصْفِيقِ وَفِي الْحَدِيثِ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ» وَيُرْوَى بِالْقَافِ أَيْضًا. 

صفح


صَفَحَ(n. ac. صَفْح)
a. Spread or stretched out, extended; flattened.
b. [acc. & Bi], Struck with the flat ( of the sword ).
c. Reviewed, inspected; scrutinized; perused, glanced
through (book).
d. [Fī], Considered.
e. ['An], Turned away from; passed by, overlooked, condoned
forgave (offence).
f. [acc. & 'An], Refused, denied.
صَفَّحَa. Flattened; rolled out.
b. Plated, sheeted.

صَاْفَحَa. Took by the hand, shook hands with; embraced.
b. [ coll. ], Was out of danger (
one sick ).
أَصْفَحَa. see II (a)
تَصَفَّحَa. Considered attentively, scrutinized.
b. [Fī], Examined, looked into.
تَصَاْفَحَa. Took each other by the hand, shook hands.

صَفْح
(pl.
صِفَاْح)
a. Side; surface, face; flat ( of the sword ).

صَفْحَةa. see 1b. Page ( of a book ).
صُفْحa. see 1
صَفَحa. Excessive width of forehead.

صِفَاْحa. Opposite.

صَفِيْحa. see 25t (a)b. The sky, Heaven.

صَفِيْحَة
(pl.
صَفَاْئِحُ)
a. Face, the flat side of anything.
b. Board, plank; slab of stone; slate; sheet or plate of
metal.
c. Broadsword, sabre.

صَفُوْحa. Generous, forgiving.

صُفَّاْحa. see 25t (b)
N. P.
صَفَّحَa. Wide, broad.

N. Ac.
صَاْفَحَ
(صِفْح)
a. Hand-shaking.

N. P.
أَصْفَحَa. Wide, broad.
b. Smooth; soft.

مُصَفَِّحَة
a. Sword.
صفح
صَفْحُ الشيءِ: عرضه وجانبه، كَصَفْحَةِ الوجهِ، وصَفْحَةِ السّيفِ، وصَفْحَةِ الحَجَرِ.
والصَّفْحُ: تركُ التّثريب، وهو أبلغ من العفو، ولذلك قال: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
[البقرة/ 109] ، وقد يعفو الإنسان ولا يَصْفَحُ. قال: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ
[الزخرف/ 89] ، فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً
[الزخرف/ 5] ، وصَفَحْتُ عنه:
أوليته مني صَفْحَةٍ جميلةٍ معرضا عن ذنبه، أو لقيت صَفْحَتَهُ متجافيا عنه، أو تجاوزت الصَّفْحَةَ التي أثبتّ فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها، من قولك: تَصَفَّحْتُ الكتابَ، وقوله: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
[الحجر/ 85] ، فأمر له عليه السلام أن يخفّف كفر من كفر كما قال: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل/ 127] ، والمُصَافَحَةُ: الإفضاء بِصَفْحَةِ اليدِ.
صفح الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحا كلِّ شَيْءٍ: جانِباه. وصَفْحَتا السَّيْفِ: وَجْهاه. وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عَرْضُ صَدْرِه. وسَيْفٌ مُصْفَحٌ: عَرِيْضٌ. والصَّدْرُ المُصْفَحُ كذلك، وكُلُّ سَيْفٍ عَرِيْضٍ أو خَشَبَةٍ عَرِيْضَةٍ. وحَدِيْدَةٌ صَفِيحَةٌ. وأصْفَحَ فلانٌ بِسَيْفِه: ضَرَبَ بصَفْحِه. ونَظَرَ إليه بصَفْحِ وَجْهِه وصُفْحِه. ورَجُلٌ مُصَفَّحُ الوَجْهِ. والمُصَفَّحَاتُ: السُّيُوْفُ لأنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ. والصُّفّاحُ من الحِجَارَةِ خاصَّةً: ما عَرُضَ وطالَ، والواحِدَةُ: صُفَّاحَةٌ. والمُصَافَحَةُ مَعْروفةٌ. والصَّفْحُ: العَفْوُ. والإعْرَاضُ. وصَفَحْتُ النّاسَ: نَظَرْتُ في حالِهم، أو عَرَضْتُهم واحِداً واحِداً. وصَفَحْتُ وَرَقَ المُصْحَفِ صَفْحاً. والصُّفّاحُ من الإِبِلِ: التي عَظُمَتْ أسْنِمَتُها، وتُجْمَعُ: صُفّاحاتٍ وصَفَافِيْحَ. والمُصَفَّحُ: الأعْوَجُ من السِّهَام. وهو مُصَفَّحُ الجِسْمِ. وجَمَلٌ فيه صَفْحٌ وصِفَاحٌ: أي دِقَّةٌ وهَضَمٌ. وصَفَحْتُ الرَّجُلَ أصْفَحُه صَفْحاً: إذا سَقَيْتَه أيَّ شَرابٍ كانَ. وإِذا سَألَكَ فلم تُعْطِه قُلْتَ: صَفَحْتُه وأصْفَحْتُه - بالألف -. والمُصْفَحُ: المَرْدُوْدُ عن حاجَتِه. وصَفَّحَ وصَفَّقَ: وَاحِدٌ، وهو التَّصْفِيْحُ والتَّصْفِيْقُ. ولَقِيْتٌه صِفَاحاً: أي فُجَاءةً.

يمن

يمن: {باليمين}: أي بالقوة والقدرة وقيل: {لأخذنا منه باليمين}: منعناه التصرف.
(يمن)

(ييمن) يمنا أَخذ ذَات الْيَمين وأتى الْيمن وبفلان ذهب بِهِ ذَات الْيَمين وَجَاء عَن يَمِينه والبلد سلك يَمِينه وَفُلَان آله وعَلى آله ولآله

(ييمن) يمنا وميمنة كَانَ مُبَارَكًا عَلَيْهِم وَالله فلَانا يمنا جعله مُبَارَكًا فَهُوَ مَيْمُون

(يمن) فلَان على آله ولآله (ييمن) يمنا وميمنة يمن فَهُوَ يامن وَيَمِين وأيمن

(يمن) فلَان على آله ولآله يمن فَهُوَ مَيْمُون (ج) ميامين

(أَيمن) أَخذ نَاحيَة الْيَمين وَلبس اليمنة

(يامن) أَخذ ذَات الْيَمين وَأَرَادَ الْيمن وَبِه ذهب بِهِ ذَات الْيَمين

(يمن) يامن وعَلى فلَان برك
يمن: يُمِنَ الرَّجُلُ فهو مَيْمُوْنٌ. والمُيَمِّنُ: الذي يَأْتي باليُمْنِ والبَرَكَةِ.
واليَمَنُ: ما كانَ على يَمِيْنِ القِبْلَةِ من بِلاَدِ الغَوْرِ. واليَامِنُ: نَعْتٌ؛ وهو الذي جاءَ من ناحِيَةِ اليَمَنِ. وأَخَذْنَا يَمْنَةً ويَمْناً، ونَحْنُ يَمَنٌ وشَأمٌ، وهم اليَامِنُوْنَ والياسِرُوْنَ، وثَلاَثُ أيْمُنٍ وأَشْمُلٍ. واليَمِيْنُ خِلاَفُ الشِّمَالِ.
والتَّيَمُّنُ: المَوْتُ؛ لأنَّ المَيِّتَ يُوَسَّدُ يَمِيْنَه، ومنه قيل:
التَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
وهو الأَيْمَنُ: الذي شِمَالُه كيَمِيْنِهِ في القُوَّةِ، وجَمْعُه يُمْنٌ.
واليَمِيْنُ: القُوَّةُ؛ في قَوْلِه عَزَّ وجلَّ: " ضَرْباً باليَميْنِ ".
واليُمْنَةُ: ضَرْبٌ من بُرُوْدِ اليَمَنِ.
واليَمِيْنُ: الحَلِفُ، والجَمِيْعُ الأَيْمَانُ. وأَيْمَنُ: حَرْفٌ وُضِعَ للقَسَمِ، تقول: أَيْمُ اللهِ وأَيْمُنُ اللهِ؛ ولَيْمَنُكَ وأَيْمُنُكَ.
وهو عِنْدَنَا باليَمِيْنِ: أي بمَنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ.
واسْتَيْمَنْتُ فلاناً: اسْتَحْلَفْتُه.
ومِلْكُ اليَمِيْنِ في الشِّرَى: أن يَصْفِقَ بيَمِيْنِهِ.
واليَمَانِيَةُ: شَعِيْرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
ويُقال للذَّكَرِ: مَيْمُوْنٌ.
ي م ن

يمن على قومه يمناً، وهو ميمون عليهم، وهو الأيمن، وهي اليمنى. وأخذ بيمينه ويمناه، قالوا لليمين: اليمنى، كما قالوا للشمال: الشّومى. وقيل للحلف: اليمين: لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون. وتيمّن به. ويمّن عليه وبرّك. ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وليمن الله لأفعلنّ. قال:

فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري

واستيمنته: استحلفته. ويامنوا وتيامنوا: أخذوا في جانب اليمين. وولاذه ميامنه. وأيمن الرجل ويامن وتيامن: أتى اليمن. ولبس اليمنة وهي من برود اليمن. ومن المجاز: هو ملك يمينه. وهو عنده باليمين: بمنزلة حسنةٍ. وضربها بالميمون: جامعها. قال:

أضرب بالميمون في دهليزها ... أصبّ ما في قلّتي في كوزها

ويقال للشيخ الفاني: التيمّن أروح أي الموت لأن الميّت يتوسّد يمينه. قال:

إذا المرء علبيَ ثم أصبح جلده ... كرحض أديم فالتيمن أروح

ظهرت علابيّه من الكبر، الرّحض: الشنّ الخلق. ويقولون: نحن يمن وهم شامٌ.
يمن بن [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أنّه قَالَ: لَيْمُنُكَ لَئِن كنت ابتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ ولَئن كنت أخَذْتَ لقد أبقيت قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه. قَوْله: ليمنك وأيمنك إنماهي يَمِين وَهِي كَقَوْلِهِم: يَمِين الله كَانُوا يحلفُونَ بهَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الطَّوِيل)

فقلتُ يَمِينُ الله أبْرَحُ قَاعِداً ... وَلَو ضَرَبوا رَأْسِي لَدَيْكِ وأوصالي

فَحلف بِيَمِين الله ثمَّ تُجْمَعُ اليمينُ أيْمُن كَمَا قَالَ زُهَيْر: (الوافر)

فَتُجْمَعُ أيْمُنُ منّا ومِنكُم ... بُمْقَسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُ

ثمَّ يحلفُونَ بأيمُن الله فَيْقولون: أيمُنُ الله لَا أفعل ذَلِك وأيْمُنُك يَا رَبّ إِذا خَاطب ربَّه فعلى هَذَا قَالَ عُرْوَة: لَيْمُنُك لَئِن كنت ابْتليت لقد عافيت فَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي أيْمُنُ الله ثمَّ كثر هَذَا فِي كَلَامهم وخَفّ على ألسنتهم حَتَّى حذفوا النُّون كَمَا حذفوا فِي قَوْلهم: لم يكن فَقَالُوا: لم يَكُ وَكَذَلِكَ قَالُوا أيْمُن الله لأفْعَلَنَّ ذَاك وأيم الله لأفْعَلَنّ ذَاك قَالَ وفيهَا لُغَات سوى هَذِه كَثِيرَة. حَدِيث الْقَاسِم مُحَمَّد بن أبي بكر رَحمَه الله
(يمن) - قولُه تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ}
قال صاحِبُ التَّتِمّة: سَمِعْتُ شَيخَنا أبا طَالب يقول: يجوز أن يكون أرَادَ باليَمين: الأَيمانَ، فأوقع الواحدَ مَوقعَ الجَمْعِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} : أي النّاس. ويجوز أن يَكُون أراد "بالشَّمائِل": الواحد، فَأوقَع الجَمعَ موقعَ الوَاحدِ، كَقَولِه تَعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} أراد به: نُعَيم بنَ مَسْعُود. - وفي الحديث: "الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمينُ الله تعالى في الأرضِ"
قال الخطَّابِى: هذا كلام تَشْبِيه وَتَمْثِيلٍ، وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صَافح رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُلُ يدَه، فكأنَ الحجَر [الأَسْوَدَ] لله تعالى بمَنْزِلة اليَمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَمُ وَيُلثَم.
- وفي الحَديث: "وكِلْتَا يَدَيْهِ يَمينٌ"
: أي أنَّ الشِّمَالَ تَنْقُصُ عنَ اليَمِين في العادَةِ ، وُسَمّىِ الشِّمال الشُؤْمَى ، كأنَّه أَرادَ أَنَّ يدَيه تبارك وتعالى جميعاً بِصفةِ الكماَل لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما.
- وفي رِوَاية: "كِلتَاهُما مَيمُون مُبارَكُ" على أنّ الشِّمال قد وَردَ في بعض الأخبار الصِّحاح.
وفي رِوَايَةٍ: "ويَدُه الأُخْرى" لم يَذكُر اليَمينَ ولا الشِّمال.
- في الحديث: "أنّه عليه السلام كُفِّنَ في يُمْنَةٍ"
: وهي ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ - بضَم اليَاءِ -، قال الشَّاعر: كَسَحْق اليُمْنَةِ المنُجَابِ *
- في الحديث : "يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِه والخُلْدَ بِشِمالِه"
: أي يُجْعَلاَن في مَلَكَتِهِ، فاسْتَعار اليَمِينَ والشِّمال؛ لِأَنّ الأخْذَ بهما.
يمن:
تيمن ب: لا تعني أبداً مات وفقاً (لفريتاج)، بل ووفقاً (لمحيط المحيط)، إذ أن تبرّك به ضد تشأم، أي تفاءل خيراً من (تقويم 1:80): ويسمى بالسعود لتيمنهم بطلوعه (عبد الواحد 6:94): فسّر بهم أهل الأندلس وأظهروا التيمن بأمير المسلمين والتبرك به (عباد 3:109:2).
تيمن في: = أخذ فيه من المين مثلما ورد في الحديث يجب التيمن في جميع أمره ما استطاع.
تيمن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicere.
تيامن: في (محيط المحيط): (تيامن
الرجل تيامناً ذهب ذات اليمين. وتيامن بفلان ذهب به ذات اليمين وقيل ولا تقل تيامن بهم والعامة تقوله. وتيامن فلان أخذ ناحية اليمن).
وخطأ العامة هذا يقع فيه أحسن الكتّاب مثل (بدرون 11:76) و (البكري 4:114). وهكذا نرى، وفقاً (لمحيط المحيط) إن (فريتاج) أخطأ في استعمال تيامن استعمال العامة لها وكان عليه أن يقول تيامن بفلان.
تيامن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicer.
استيمن ب: صحح استيمن ب وفقاً لما ذكرناه في تيمن ب. وهذه أيضاً تعين ما أراده صاحب (محيط المحيط) في قوله: (تيامن بفلان اخذ ناحية اليمن واستيمنه استيماناً استحلفه. واستحلفه بكذا تبرّك به).
يمن: بركة (فوك) benediction.
يمن: موت (معجم البلاذري).
يمنّى، يماني: مع عقيق أو حجر أو الصفة وحدها يصبح المعنى متعلقاً بالحجر اليماني أو اليشب الذي هو من الأحجار الكريمة (بقطر، ريشاردسون سنترال 29:2: agate) . وعند (نيبور B: 134 وباجني ms وهلو): عقيق أحمر cornaline.
يمني: قطن ملون (دي سويس، زيتشر 510:11).
يمنية: مرتل في التأبين (لين عادات مصر 322:2، بيرتون 369:1).
يمين. ملك اليمين: الجواري والمحظيات (قارطاس 7:78) (أنظر القرآن الكريم 3:4).
يمين: بمعنى القسم والجمع يمينات عند (بقطر).
التيمن: الجنوب le sud ( الجريدة الآسيوية 196:2:1848 (باين سميث 1606؛ وانظر في (ترجمة أبو الفداء. جغرافيا 2111 × 2 عدده). وقد أخطأ (رينو حين كتبها: تَيَمن).
تيمينة: من طرق إلقاء التحية. انظر (لين عادات مصر. 300:1).
مُيمّن: تصحيف مؤمِّن: (الكالا).
ميمون: عبد (رولاند) (؟).
ميمون: الاسم البربري لنابت الظان الأسود (ابن البيطار 114:3). وانظر ظيان في آخر الجزء السابع من ترجمة هذا المعجم؛ أما (معجم المنصوري)، فقد أطلق عليه اسم ميمونة وهو الاسم الذي يطلقه عوام المغرب على هذه النبتة، وانظر مادة بوطانية.

يمن


يَمَنَ
[&
a. يَامِن] (n. ac.
يَمْن), Went to the right.
b. Approached from the right.
c. [Bi], Led to the right.
d. Placed on the right side ( one dead ).
e. [& يَامَن ], (n. ac.
يُمْن
مَيْمَنَة) [& pass.], Was fortunate, lucky.
f.
see (يَمُنَ) (b).
يَمِنَa. see supra
(b) (e).
يَمُنَa. see I (e)b. ['Ala], Brought happiness to.
يَمَّنَa. see I (a) (c).
c. Went, came to Yemen.
d. ['Ala], Invoked blessings upon.
يَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
أَيْمَنَa. see I (a)
& II (c).
تَيَمَّنَa. Belonged, referred to Yemen.
b. [Bi], Was lucky, prospered in; was benefited by.
c. [Fī], Succeeded, prospered in.
d. Died.
e. [Bi]
see I (d)
تَيَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
إِسْتَيْمَنَa. see V (b)b. Exacted an oath from; swore.

يَمْنَةa. see 4 (a)b. Portion; food.

يُمْنa. Luck, good fortune; luckiness; prosperity, success;
felicity.
b. Good omen.

يُمْنَةa. see 3 (a)b. Striped cloth from Yemen.

يُمْنَى
( pl.

يُمْنَيَات
a. see 4 (a)
يَمَنa. Right : right side, right hand.
b. [art.], Al-Yemen, Arabia Felix.
يَمَنِيّa. Of or from Yemen.

أَيْمَنُ
(pl.
أَيَاْمِنُ أَيَاْمِيْنُ)
a. Right; righthand; dexter; dextral.
b. Right-hand.
c. Fortunate, prosperous; felicitous; auspicious
favourable.

مَيْمَنَة
(pl.
مَيَاْمِنُ)
a. Right-side, wing or flank.
b. see 3 (a)
يَاْمِنa. see 14 (a) (c).
يَمَاْنِيّa. see 4yi
يَمَاْنِيَّةa. A species of red barley.

يَمِيْن
(pl.
أَيْمُن أَيَاْمِنُ
أَيْمَاْن
أَيَاْمِيْنُ)
a. see 4 (a)b. (pl.
أَيْمَاْن)
see 14 (c)c. Power, might.
d. (pl.
أَيْمُن
أَيْمَاْن), Oath.
e. see 3 (a)
N. P.
يَمڤنَ
(pl.
مَيَاْمِيْنُ)
a. see 14 (c)b. [art.], Penis.
c. [ coll. ], Ape.
N. P.
يَمَّنَa. Prosperous; blessed.

يَمَانِ
a. see 4yi
يَمَانِيَة
a. fem. of supra.
b. South (wind).
يَمَانُوْنَ
a. People of Al-Yemen.

أَلتَّيْمَن
a. The south.
b. The south wind.

أَلتَّيْمَنِيّ
a. see 4 (b)
& supra (a).
يَمْنَةً يَمَنًا يَمِيْنًا
a. From, on the right.

عَن اليَمِيْن
a. see supra.
b. Auspiciously, with good omens.

يَمِيْن الصَّبْر
a. False oath; perjury.

عَلَى أَيْمَن الْيَمِيْن
a. Prosperously, felicitously.

أَـِيْمَُِنُ الْلَّهِ
a. In God's name!

أَـِيْمُِ الْلّٰةِ
أَـِمَُ الْلّٰهِ
a. see supra.

أَتَوْنَا عَن اليَمِيْن
a. They have deceived us.

هُوَ عِنْدَنَا بِالْيَمِيْن
a. He is held in honour amongst us.

يَنْبُوْب
a. see under
نَبَتَ
يَنْبُوْع
a. see under
نَبَعَ
يَنْخُوْب
a. see under
نَخَبَ
(ي م ن) : (الْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَرَجُلٌ مَيْمُونٌ (وَتَيَمَّنَ بِهِ) تَبَرَّكَ (وَالْيَمِينُ) خِلَافُ الْيَسَارِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَسَمُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَمَاسَحُونَ بِأَيْمَانِهِمْ حَالَةَ التَّحَالُفِ وَقَدْ يُسَمَّى الْمَحْلُوفُ عَلَيْهِ يَمِينًا لِتَلَبُّسِهِ بِهَا (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا» وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ فِي جَمِيعِ الْمَعَانِي (وَقَوْلُهُمْ) الْأَيْمَانُ ثَلَاثَةٌ الصَّوَابُ ثَلَاثٌ وَإِنْ كَانَتْ الرِّوَايَةُ مَحْفُوظَةً فَعَلَى تَأْوِيلِ الْأَقْسَامِ وَيُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٌ كَرَغِيفٍ وَأَرْغُفٍ (وَأَيْمُ) مَحْذُوفٌ مِنْهُ وَالْهَمْزَةُ لِلْقَطْعِ وَهَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزَّجَّاجُ وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ هِيَ كَلِمَةٌ بِنَفْسِهَا وُضِعَتْ لِلْقَسَمِ لَيْسَتْ جَمْعًا لِشَيْءٍ وَالْهَمْزَةُ فِيهَا لِلْوَصْلِ وَمِنْ الْمُشْتَقِّ مِنْهَا (الْأَيْمَنُ) خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِيهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ الْأَيْمَنُ الْأَيْمَنُ» هَكَذَا فِي الْمُتَّفِقِ وَرُوِيَ الْأَيْمَنُ بِالْإِفْرَادِ وَفِي إعْرَابِهِ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ بِإِضْمَارِ الْفِعْلِ أَوْ الْخَبَرِ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ حَاضِنَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ أَخُو أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ لِأُمِّهِ (وَيَامَنَ وَتَيَامَنَ) أَخَذَ جَانِبَ الْيَمِينِ (وَمِنْهُ) «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ التَّيَامُنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ» وَرُوِيَ التَّيَمُّنَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنِّي لَمْ أَجِدْهُ إلَّا فِي مَعْنَى التَّبَرُّكِ وَمِنْ الْمَأْخُوذِ مِنْهَا (الْيَمَنُ) بِخِلَافِ الشَّامِ لِأَنَّهَا بِلَادٌ عَلَى يَمِينِ الْكَعْبَةِ (وَالنِّسْبَةُ) إلَيْهَا يَمَنِيٌّ بِتَشْدِيدِ الْيَاء أَوْ يَمَانِيٌّ بِالتَّخْفِيفِ عَلَى تَعْوِيضِ الْأَلِفِ مِنْ إحْدَى يَاءَيْ النِّسْبَةِ وَمِنْهُ طَاوُسٌ الْيَمَانِيُّ (وَأَمَّا يَامِينُ) فَاسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَهُوَ يامين بْنُ وَهْبٍ فِي السِّيَرِ أَسْلَمَ وَلَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
ي م ن: (الْيَمَنُ) بِلَادٌ لِلْعَرَبِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ (يَمَنِيٌّ) (وَيَمَانٍ) مُخَفَّفَةٌ وَالْأَلِفُ عِوَضٌ مِنْ يَاءِ النَّسَبِ فَلَا يَجْتَمِعَانِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (يَمَانِيٌّ) بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْمٌ (يَمَانِيَةٌ) وَ (يَمَانُونَ) مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ وَثَمَانُونَ، وَامْرَأَةٌ (يَمَانِيَةٌ) أَيْضًا. وَ (أَيْمَنَ) الرَّجُلُ وَ (يَمَّنَ تَيْمِينًا) وَ (يَامَنَ) إِذَا أَتَى الْيَمَنَ. وَكَذَا إِذَا أَخَذَ فِي سَيْرِهِ يَمِينًا، يُقَالُ: يَامِنْ يَا فُلَانُ بِأَصْحَابِكَ. أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً. وَلَا تَقُلْ: تَيَامَنْ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. (وَتَيَمَّنَ) تَنَسَّبُ إِلَى الْيَمَنِ. (وَالْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَقَدْ (يُمِنَ) فُلَانٌ عَلَى قَوْمِهِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَيْمُونٌ) أَيْ صَارَ مُبَارَكًا عَلَيْهِمْ. وَ (يَمَنَهُمْ) أَيْضًا (يَمْنًا) فَهُوَ (يَامِنٌ) وَ (تَيَمَّنَ) بِهِ تَبَرَّكَ. وَ (الْيَمْنَةُ) ضِدُّ الْيَسْرَةِ. وَ (الْأَيْمَنُ) وَ (الْمَيْمَنَةُ) ضِدُّ الْأَيْسَرِ وَالْمَيْسَرَةِ. وَ (الْيَمِينُ) الْقُوَّةُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات: 28] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا -: أَيْ مِنْ قِبَلِ الدِّينِ فَتُزَيِّنُونَ لَنَا ضَلَالَتَنَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ تَأْتُونَنَا عَنِ الْمَأْتَى السَّهْلِ. وَالْيَمِينُ الْقَسَمُ، وَالْجَمْعُ (أَيْمُنٌ) وَ (أَيْمَانٌ) قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ. وَإِنْ جَعَلْتَ الْيَمِينَ ظَرْفًا لَمْ تَجْمَعْهُ لِأَنَّ الظُّرُوفَ لَا تَكَادُ تُجْمَعُ. (وَالْيَمِينُ) يَمِينُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَ (ايْمُنُ) اللَّهِ اسْمٌ وُضِعَ لِلْقَسَمِ هَكَذَا بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَهُوَ جَمْعُ يَمِينٍ وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ عِنْدَ أَكْثَرِ النَّحْوِيِّينَ، وَلِمَ يَجِئْ فِي الْأَسْمَاءِ أَلِفُ الْوَصْلِ مَفْتُوحَةً غَيْرَهَا، وَرُبَّمَا حَذَفُوا مِنْهُ النُّونَ فَقَالُوا: (أَيْمُ) اللَّهِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا أَبْقَوُا الْمِيمَ وَحْدَهَا فَقَالُوا: مُ اللَّهِ، وَمِ اللَّهِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا قَالُوا: مُنُ اللَّهِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ، وَمَنَ اللَّهِ بِفَتْحِهِمَا، وَمِنِ اللَّهِ بِكَسْرِهِمَا. وَيَقُولُونَ: (يَمِينُ) اللَّهِ لَا أَفْعَلُ. وَجَمْعُ الْيَمِينِ (أَيْمُنٌ) كَمَا سَبَقَ. 
ي م ن : الْيَمِينُ الْجِهَةُ وَالْجَارِحَةُ وَتَقَدَّمَ فِي الْيَسَارِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَخَذْتُ بِيَمِينِهِ وَيُمْنَاهُ
وَقَالُوا لِلْيَمِينِ الْيُمْنَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا أَيْمُنٌ وَأَيْمَانٌ.

وَيَمِينُ الْحَلِفِ أُنْثَى وَتُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٍ وَأَيْمَانٍ أَيْضًا قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قِيلَ سُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ فَسُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا مَجَازًا وَالْيَمِينُ الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْيُمْنُ الْبَرَكَةُ يُقَالُ يُمِنَ الرَّجُلُ عَلَى قَوْمِهِ وَلِقَوْمِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَيْمُونٌ وَيَمَنَهُ اللَّهُ يَيْمُنُهُ يَمْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا جَعَلَهُ مُبَارَكًا وَتَيَمَّنْتُ بِهِ مِثْلُ تَبَرَّكْتُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيَامَنَ فُلَانٌ وَيَاسَرَ أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَالْأَمْرُ مِنْهُ يَامِنْ بِأَصْحَابِكَ وِزَانُ قَاتِلْ أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ تَيَامَنْ بِهِمْ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: تَيَاسَرَ بِمَعْنَى يَاسَرَ وَتَيَامَنَ بِمَعْنَى يَامَنَ وَبَعْضُهُمْ يَرُدُّ هَذَيْنِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ الْعَامَّةُ تَغْلَطُ فِي مَعْنَى تَيَامَنَ فَتَظُنُّ أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ عَنْ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا تَيَامَنَ عِنْدَهُمْ إذَا أَخَذَ نَاحِيَةَ الْيَمَنِ وَأَمَّا يَامَنَ فَمَعْنَاهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ.

وَالْيَمَنُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَقِيلَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ يَمَنِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَيَمَانٍ بِالْأَلِفِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَعَلَى هَذَا فَفِي الْيَاءِ مَذْهَبَانِ أَحَدُهُمَا وَهُوَ الْأَشْهَرُ تَخْفِيفُهَا وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُ التَّثْقِيلَ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْأَلِفَ دَخَلَتْ قَبْلَ الْيَاءِ لِتَكُونَ عِوَضًا عَنْ التَّثْقِيلِ فَلَا يُثَقَّلُ لِئَلَّا يُجْمَعَ بَيْن الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضِ عَنْهُ وَالثَّانِي التَّثْقِيلُ لِأَنَّ الْأَلِفَ زِيدَتْ بَعْدَ النِّسْبَةِ فَيَبْقَى التَّثْقِيلُ الدَّالُّ عَلَى النِّسْبَةِ تَنْبِيهًا عَلَى جَوَازِ حَذْفِهَا وَالْأَيْمَنُ خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَأَيْمُنٌ اسْمٌ اُسْتُعْمِلَ فِي الْقَسَمِ وَالْتُزِمَ رَفْعُهُ كَمَا اُلْتُزِمَ رَفْعُ لَعَمْرُ اللَّهِ وَهَمْزَتُهُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَصْلٌ وَاشْتِقَاقُهُ عِنْدَهُمْ مِنْ الْيُمْنِ وَهُوَ الْبَرَكَةُ وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ قَطْعٌ لِأَنَّهُ جَمْعُ يَمِينٍ عِنْدَهُمْ وَقَدْ يُخْتَصَرُ مِنْهُ فَيُقَالُ وَاَيْمُ اللَّهِ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ ثُمَّ اُخْتُصِرَ ثَانِيًا فَقِيلَ (مُ اللَّهِ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. 
يمن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية. قَوْله: الْإِيمَان يمَان وَإِنَّمَا بَدَأَ الْإِيمَان من مَكَّة لِأَنَّهَا مولد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ومبعثه ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَفِي ذَلِك قَولَانِ: [أما -] أَحدهمَا فَإِنَّهُ يُقَال: إِن مَكَّة من أَرض تهَامَة وَيُقَال: إِن تهَامَة من أَرض الْيمن وَلِهَذَا سمي مَا وَالِي مَكَّة من أَرض الْيمن واتصل بهَا التهائم فَكَانَ مَكَّة على هَذَا التَّفْسِير يَمَانِية فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان [على هَذَا -] وَالْوَجْه الآخر أَنه يرْوى فِي الحَدِيث إِن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هَذَا الْكَلَام وَهُوَ يَوْمئِذٍ بتبوك نَاحيَة الشَّام وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ بَينه وَبَين الْيمن فَأَشَارَ إِلَى نَاحيَة الْيمن وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان أَي هُوَ من هَذِه النَّاحِيَة فهما وَإِن لم يَكُونَا من الْيمن فقد يجوز أَن ينسبا إِلَيْهَا إِذا كَانَتَا من ناحيتها وَهَذَا كثير فِي كَلَامهم فَاش أَلا تراهم قَالُوا: الرُّكْن الْيَمَانِيّ فنسب إِلَى الْيمن وَهُوَ بِمَكَّة لِأَنَّهُ مِمَّا يَليهَا وأنشدني الْأَصْمَعِي للنابغة يذم يزِيد بْن الصَّعق وَهُوَ رجل من قيس فَقَالَ:

[الوافر]

وكنتَ أمينَه لَو لم تخنه ... وَلَكِن لَا أَمَانَة لليمانيِ

وَذَلِكَ أَنه كَانَ مِمَّا يَلِي الْيمن وَقَالَ ابْن مقبل وَهُوَ رجل من بني العجلان من بني عَامر بن صعصة: [الْبَسِيط]

طافَ الخيالُ بِنَا ركبًا يمانينا

فنسب نَفسه إِلَى الْيمن لِأَن الخيال طرقه وَهُوَ يسير ناحيتها وَلِهَذَا قَالَ: سُهَيْل الْيَمَانِيّ لِأَنَّهُ يرى من نَاحيَة الْيمن. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَخْبرنِي هِشَام أبن الْكَلْبِيّ أَن سُهَيْل بْن عبد الرَّحْمَن بْن عَوْف تزوج الثرياء / بنت فلَان 58 / ب من بني أُميَّة من العَبَلات وَهِي أُميَّة الصُّغْرَى فَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة أنشدنيه عَنهُ الْأَصْمَعِي: [الْخَفِيف]

أَيهَا المنكح الثريا سُهيلا ... عمرك اللَّه كَيفَ يلتقيانِ

هِيَ شامية إِذا مَا استقلّت ... وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يمانِ

قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل لَهما النُّجُوم مِثَالا لِاتِّفَاق أسمائهما للنجوم قَالَ ثمَّ قَالَ: هِيَ شامية فعنى الثريا الَّتِي فِي السَّمَاء وَسُهيْل يمَان وَذَلِكَ أَن الثريا إِذا ارْتَفَعت اعترضت نَاحيَة الشَّام مَعَ الجوزاء حَتَّى تغيب تِلْكَ النَّاحِيَة قَالَ: وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يماني لِأَنَّهُ يَعْلُو من نَاحيَة الْيمن. فَسمى تِلْكَ شامية وَهَذَا يَمَانِيا وَلَيْسَ مِنْهُمَا شأم وَلَا يمَان وَإِنَّمَا هما نُجُوم السَّمَاء وَلَكِن نسب كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى ناحيته فعلى هَذَا تَأْوِيل قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان. وَيذْهب كثير من النَّاس فِي هَذَا إِلَى الْأَنْصَار يَقُول: هم نصروا الْإِيمَان وهم يَمَانِية فنسب الْإِيمَان إِلَيْهِم على هَذَا الْمَعْنى. وَهُوَ أحسن الْوُجُوه عِنْدِي [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لما قدم [أهل -] الْيمن قَالَ: أَتَاكُم أهل الْيمن هم أَلين قلوبا وأرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وهم أنصار النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمِنْه أَيْضا قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار.
[يمن] اليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يمنى ويمان مخففة، والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف يمانيا يظَلُّ يشدُّ كِيراً * وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُواظِ وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ، مثل ثمانية وثمانون. وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً. وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ، ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً. ولا تقل تيامن بهم. والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ. والتَيْمَنِيُّ: أفق اليَمَنِ. واليُمْنُ: البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم. ويمنهم فهو يا من، مثل شئم وشأم . وتيمنت به: تبركت. والايامن: خلاف الاشأئم. قال المرقش : ولقد غدوت وكنت لا * أغدو على واق وحاتم  (*) فإذا الاشائم كالايا * من والايامن كالاشائم وقول الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأى مثبور وثابر يعنى في انتسابها إلى اليمن، كأنه جمع اليمن على أيمن، ثم على أيامن، مثل زمن وأزمن. واليمنة بالفتح: خلاف اليسرة. ويقال: قعد فلانٌ يَمْنَةً. والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة. واليمينُ: القوَّة. قال الحطيئة : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عراببة اليمين وقوله تعالى: (تأتونَنا عن اليمينِ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد: تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على اليُمْنِ. واليمين: القسم، الجمع أيمن وأيمان. يقال: سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ على يَمينِ صاحبِهِ. وإن جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه، لان الظروف لا تكاد تجمع، لانها جهات وأقطار مختلفة الالفاظ. ألا ترى أن قدام مخالف لخلف، واليمين مخالف للشمال. وقول الشاعر :

يبرى لها من أيمن وأشمل * يقول: يعرض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى أيمن الابل وأشملها، فجمع لذلك. وقول الشاعر :

ألقت ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ * يعني مالت بأحد جانبيها إلى المغيب. (*) واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره. وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ. وأما الذى في حديث عمر رضي الله عنه: " زودتنا أمنا بيمينتيها من الهبيد " فيقال: إنه أراد بيمينتيها تصغير يمنى، فأبدل من الياء الاولى تاء إذ كانتا للتأنيث. واليُمْنَةُ بالضم : البُرْدَةُ من بُرود اليمن. وقال:

واليمنة المعصبا * وأم أيمن: امرأة أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى حاضنة أولاده، فزوجها من زيد فولدت له أسامة. وأيمن الله: اسم وضع للقسم، هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحو يين، ولم يجئ في الاسماء ألف وصل مفتوحة غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء، تقول: ليمن الله، فتذهب الالف في الوصل. قال الشاعر  فقال فريق القوم لما نشدتهم * نعم وفريق ليمن الله ما ندرى وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير ليمن الله قسمي، وليمن الله ما أقسم به. وإذا خاطبت قلت: ليمنك. وفى حديث عروة ابن الزبير أنه قال: " ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت سلبت لقد أبقيت " وربما حذفوا منه النون فقالوا: ايم الله وايم الله أيضا بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء فقالوا: ام الله وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا: م الله، ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحدا، فيشبهونها بالباء، فيقولون م الله. وربما قالوا من الله بضم الميم والنون، ومن الله بفتحهما، ومن الله بكسرهما. وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ. وأنشد لامرئ القيس: فقلتُ يَمينُ الله أبرحُ قاعداً * ولو قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي أراد: لا أبرحْ، فحذف لا وهو يريده. ثم يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ، كما قال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا ومنكم * بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا. قال: فهذا هو الاصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قولهم: لم يكن فقالوا لم يك. قال: وفيها لغات كثيرة سوى هذه. وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقال: ألف أيمن ألف قطع وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. 
[يمن] نه: فيه: الإيمان "يمان" والحكمة "يمانية"، لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وهي من أرض اليمن، ولذا يقال: الكعبة اليمانية. ن: هو بخفة ياء على المشهور، وحكى تشديدها. نه: وقيل: قاله بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد الحرمين، وقيل: أراد الأنصار لأنهم يمانون في الأصل وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وأوهم فنسب الإيمان إليهم. ن: ولا مانع من حمله على الحقيقة لأن من قوى في شيء نسب إليه، وهكذا كان حال الوافدين منهم لحديث: جاءكم أهل اليمن أرق أفئدة -إلخ، ومنهم أويس وأبو مسلم، مع أنه لا ينفي الإيمان عن غيرهمن ثم المراد الموجودون منهم حينئذ لا كلهم في كل زمان. ز: قلت: لعل المانع أنه يلزم قوة يمانهم وفضلهم به على المهاجرين الأول والأنصار وفيهم العشرة وغيرهم - والله أعلم. ك: أصل يمان يمنى، حذف إحدى الياءين وعوض عنها الألف، وقيل: قدم أحداهما وقلبت ألفًا فصار كقاض، والحكمة يمانية - بخفة ياء على الأصح. ومنه بين العمودين "اليمانيين" - بخفتها، وجوز سيبويه التشديد، وهما الركنان: الركن الأسود والركن اليماني. ن: ومنه لا تمس إلا "اليمانيتين"، وفيه تغليب. ك: ثلاثة أثواب "يمانية"ن بخفة ياء. نه: وفيه: الحجر الأسود "يمين" الله، هو تمثيلوأما عند غيره فيقع على نية الحالف لكنه يأتم به إلا إذا كان على جهة العذر. بغوي: قيل: إن كان المستحلف مظلومًا فعلى نيته، وإن كان ظالمًا فعلى نية الحالف. ط: وفيه: عرض على قوم "اليمين" فأسرعوا فأسهم، صورته أن يتداعى الرجلان متاعًا في يد ثالث ولم يكن لهما بينة أو لهما بينة يقرع بينهما فأيهما خرجت قرعته يحلف ويقضي له به. ك: حلفت على "يمين"، أي بيمين، أو المراد بها المحلوف عليه مجازًا. ش: ومثله: لا أحلف على "يمين". نه: وفيه: "ليمنك" لئن ابتليت لقد عافيت ولئن أخذت لقد أبقيت، ليمن وأيمن من ألفاظ القسم وألفه وصل وتفتح وتكسر. وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم كفن في "يمنة" - بضم ياء، ضرب من برود اليمن.
باب ين
[ي م ن] اليُمْنُ خلاف الشُّؤْم وقد يَمِنَ الرجل يَمْنًا ويُمِنَ وتَيَمَّنَ به واستَيْمَنَ وإنهُ لميْمُونٌ عَلَيهم ورجلٌ أيْمنُ ومَيمُونٌ والجمع أيامِنُ والأيامِنُ خلافُ الأشَائِم ويقال قَدِم فُلان على أَيمَنِ اليمين أي على اليُمْنِ والمَيْمَنةُ اليُمْنُ وقوله تعالى {فأصحاب الميمنة} الواقعة 8 أي أصحاب اليُمْنِ على أَنْفُسِهم أي كانوا مَيَامينَ على أنفسهم غَيرَ مَشَائِيمَ واليَمِنُ نقيضُ اليَسَارِ والجمع أيمُنٌ وأيْمَانٌ ويَمايِيْنُ فأمّا قوله

(قد جَرَت الطيرُ أَيَامنِيْنَا ... )

(قالت وكنت رَجلاً فَطيْنَا ... )

(هذا لَعَمْرو الله إسرائِيْنَا ... )

فعندي أنه جَمَعَ يَمينًا على أَيمُنٍ ثم جَمَعَ أيْمُنًا على أَيامِنَ ثم أراد وراءَ ذلكَ جمعًا آخَرَ فلم يجد جَمْعًا من جُموعِ التكسير أكثرَ مِنْ هذا لأن باب أَفَاعِلَ وفَوَاعِلَ وفعائِلَ ونحوها نهايَةُ الجمعِ فرجعَ إلى الجمع بالواو والنونِ كقول الآخَرِ

(فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتُها ... )

بلغَ نهايةَ الجمعِ التي هي حَدَائِدُ فلم يجد بعدَ ذلك بناءً من أبْنِيَةِ الجمع المُكَسَّرِ فجمعَهُ بالألف والتاءِ وكقولِ الآخر

(جَذْبَ الصراريِّينَ بالكُرُور ... )

جَمَعَ صارِيًا على صُرَّاءٍ ثم جمع صُرَّاءً على صَرَارِيٍّ ثم جمع صَراريَّ بالياء والنونِ وقد كان يجب لهذا الراجزِ أن يقولَ أياميِنِينا لأن جمعَ أَفْعَالَ كجمع إفْعَالٍ لكن لمَّا أزمع أن يقول في النصفِ الثاني أو البيت الثاني فطينَا ووزنُهُ فَعُولنْ أرادَ أن يَبنى قولَهُ أيامِنينا على فَعُولُنْ أيضًا ليُسوِّيَ الضَّرْبينِ أو العَرُوضين ونظير هذه التسوية قولهُ

(قد رَوِيَتْ غَيرَ الدُّهَيْدِهِيْنا ... )

(قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكريْنَا ... )

كان حُكمُه أن يقولَ غَيرَ الدُّهَيْدِهينا لأن الألِفَ في دَهْدَاهٍ رابعَةٌ وحُكْمُ حرف اللينِ إذَا ثَبتَ في الواحدِ رابعًا أن يثبُتَ في الجمع ياءً كقولك سرادحٌ وسَراديحُ وقِندِيلٌ وقناديل ويُهْلُولٌ وبهاليلُ ولكن أرادَ أن يسوّي بين دُهَيْدِهينا وبين أُبيَكرينا فجعل الضربين جميعًا أو العروضين فَعُولُنْ وقد يجوز أن يكون أيامِنيْنَا جمع أيامِنَ الذي هو جمع أَيْمُنٍ فلا يكون هنالك حذُفٌ وأَمَّا قوله

(هذا لعمرُو الله إِسرائينَا ... )

فإنّ قالت هنا بمعنى ظنّتْ فعدتْهُ إلى مفعولينِ كما تعدَّى قال إلى مفعولينِ وذلك في لغة بني سُلَيْمٍ حكاه سيبويه عن أبي الخطّاب ولو أراد قال التي ليست في مَعْنَى الظنّ لرفعَ وليس أحدٌ منَ العرب يَنْصِبُ بقال التي في معنى ظنّ إلا بَني سُلَيم وهي اليُمْنَى لا تُكَسَّرُ قال أبو عُبَيْدٍ وأما قول عُمَر رضي الله عنه وَزَوّدتْنَا يُمَيتَنَيْها فقياسه يُمَيّنَيْهَا لأنه تصغير يَمينٍ لكن قال يُمَيْنَتَيْهَا على تصغير الترخيم وإنما قال يُمَيْنَتَيْهَا ولم يقل يَدَيها ولا كَفَّيْها لأنه لم يُرد أنها جمعت كفيها ثم أَعطَتْهُما بجميع الكفينِ ولكنه أراد أنها أعطَتْ كُلَّ واحدٍ كفّا واحِدةً بيَمينها وَأَيْمَنَ أَخَذَ يَمِينًا وَيَمنَ به ويَامَنَ وتيامَنَ ذَهَبَ به ذات اليَمينِ وحكى سيبويه يَمَنَ يَيْمِنُ يعني أخذ ذاتَ اليمينِ قال وسَلّمُوا لأنّ الياءَ أخفُّ عليهم من الواوِ وقوله تعالى {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} الصافات 28 قال الزجّاجُ هذا قول الكفّارِ للذين أضلوهم كنتم تخدعونَنَا بأقوى الأسباب فكنتم تأتوننا مِنْ قِبَلِ الدّين فَتُرُونَنَا أنّ الدين والحقَّ ما تضلوننا به وقيل معناه كنتم تأتوننا من قِبَلِ الشهوة لأن اليَمِينَ مَوضِعُ الْكبِدِ والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإرادة ألا ترى أنّ القلبَ لا شيءَ له من ذلكَ لأنه من ناحية الشمال والتيَمُّنُ أنّ يوضعَ الرجلُ على جنبِه الأَيْمَنِ في القبر قال

(إذَا الشيخُ عَلْبا ثُمّ أصبح جِلْدُهُ ... كَرَحْضِ غِسيلٍ فالتيَمُّنُ أَرْوَحُ)

وأخذ يَمْنَةً وَيمنًا وَيسْرَةً ويَسَرًا أي ناحية يَمِين ويسارٍ واليَمَنُ ما كانَ عَنْ يمين القِبَلة مِنْ بلادِ الغَور النسبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمَانٍ على نادر النسب وألفُهُ عِوَضُ من الياءِ ولا تدلُّ على ما تدل عليه الياءُ إِذْ ليس حكمُ العقيِبِ أنْ يدلّ على ما يدل عَلَيه عَقيبُهُ دائمًا فإن سَمَّيتَ رجُلاً بِيَمَنٍ ثم أضفتَ إليه فعلى القياس وكذلك جميعُ هذا الضربِ وقد خَصُّوا باليَمَنِ موضعًا مَا أو غلَّبُوه عليه وعلى هذا لا يجوزُ ذهبتُ اليَمَنَ وإنّما يجوزُ على اعتقاد العموم ونظيرهُ الشأمُ ويدُلُّك على أنّ اليَمَنَ جنسِيٌّ غيرُ عَلَميٍّ أنّهم قد قالوا فيه اليَمْنَةُ واليُمْنَةُ وأَيْمَنَ القَومُ ويَمّنُوا أتَوا اليَمَنَ وقولُ أبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ

(تَعْوِي الذِّئَابُ من المخافَةِ حَوْلَهُ ... إهلاكَ رَكْبِ اليامِنِ المُتَطوِّفِ)

إمّا أنْ يكون على النسبِ وإمّا أنْ يكونَ على الفعلِ ولا أعْرِف له فِعْلاً ورجلٌ أَيْمَنُ يَصْنَعُ بِيُمْنَاه وقال أبو حَنيفَةَ يَمِنَنى ويَمَننَي جاء عن يميني واليَمِينُ الحِلفُ أُنثى والجمعُ أَيْمُنٌ وأَيْمانٌ وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ الله وإيمُنُ الله وإيمُ الله ومُ الله فحذفوا ومِ الله أُجرِي مُجْرَى مُ اللهِ قال سيبويه وقالوا لايْمُ الله واستدل بذلك على أنّ ألفَها ألِفُ وصْلٍ قال ابن جِنّي أمّا أيَمُنٌ في القسم فحذفت الهمزةُ منها وهي اسمٌ مِنْ قِبَلِ أنَّ هذا اسمٌ غَيرُ متمكِّنٍ ولم يستعمل إلا في القسم وحْدَهُ فلما ضارعَ الحرفَ بقلة تمكُّنِه فُتِحَ تشبيهًا بالهمزةِ اللاحقة لحرف التعريفِ وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرفَ وأيضًا فقد حكى يونس إيمُ الله بالكسر فقد جاءَ فيه الكسرُ أيضًا كما ترى ويؤكِّدُ عندك أيضًا حالَ هذا الاسم في مضارعته الحرفَ أنّهم قد تلاعبُوا به وأضعَفوهُ فقالوا مرّة أيمُنُ الله ومرّةً أيْمُ الله ومرّة إيْمُ الله ومرّة مِ الله ومرّة مُ الله فلما حذفوه هذا الحذف المُفْرِطَ وأصارُوهُ من كونه عَلَى حَرْفٍ إلى لفظِ الحروفِ قوِيَ شبَهُ الحرفِ عليه ففتحوا هَمْزتَهُ تشبيهًا بهمزة لامِ التعريف وقالَ مَرّةً ومما يجيزُهُ القياسُ غَيْرَ أَنْ لم يَرِدْ به الاستعمالُ خَبَرُ الأيْمُنِ مِن قولهم لايمُنُ اللهِ لأنطلقنّ فهذا مبتدأٌ محذُوفُ الخبر وصارَ طولُ الكلامِ بجوابِ القسم عِوَضًا منِ الخبر واستَيْمَنْتُ الرجلَ استخلفتهُ عن اللحيانِي واليَمِينُ القوة والقدرة وبه فُسِّرَ قوله تعالى {لأخذنا منه باليمين} الحاقة 45 وقيل أراد باليد اليُمْنَى وقولُ الشَّمَّاخ

(إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجْدٍ ... تَلَقّاها عَرابةُ باليَمِينِ)

قيلَ أرادَ القوّة وقيل أراد اليد اليُمْنَى وأمّا قوله {فراغ عليهم ضربا باليمين} الصافات 93 فقيل معناه بالحَلِف لقوله {وتالله لأكيدن أصنامكم} الأنبياء 57 واليَمِينُ المنزلةُ يقال هو عندنا باليَمِيْنِ أي بمنزلةٍ حَسَنَةٍ واليَمْنَةُ واليُمْنَةُ ضربٌ من بُرُود اليَمَنِ وأَيمُنُ اسم رجلٍ وأيمُنُ موضع قال المُسّيَبُ أو غَيرُهُ

(شَرَكَا بَمَاءِ الذَّوْبِ تجمعُهُ ... في طوْد أيْمَنَ مِنْ قُرى قَسْرِ)
يمن
يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون
• يمَن اللهُ الشَّخصَ: جعله مُباركًا.
• يمَن آلَه/ يمَن على آله/ يمَن لآله: كان مُباركًا عليهم. 

يمَنَ2/ يمَنَ بـ ييمِن، يَمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون (للمتعدِّي)
• يمَن الشَّخصُ: ذهب جهة اليمين.
• يمَن فلانٌ فلانًا: أتى من يمينه "أدرك صاحبَه في الطريق فيَمَنه".
• يمَن فلانٌ بفلان:
1 - ذهب به جهة اليمين.
2 - جاء عن يمينه. 

يمُنَ على/ يمُنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن وأيْمَن، والمفعول مَيْمُون عليه
• يمُن على آله/ يمُن لآله: يمَن عليهم، كان مُباركًا عليهم. 

أيمنَ يُومن، إيمانًا، فهو مُومِن
 • أيمنَ الرَّجلُ:
1 - اتَّجَه ناحيةَ اليمين.
2 - دخلَ بلاَد اليمن. 

استيمنَ/ استيمنَ بـ يستيمن، استيمانًا، فهو مُستيمِن، والمفعول مُستيمَن
• استيمن فلانٌ فلانًا: استحلفه؛ طلب منه الحلِف "استيمن القاضي الشهودَ قبل الإدلاء بشهادتهم".
• استيمن فلانٌ بالشَّيءِ: تبرَّك به "استيمن بزيارة المسجد النبويّ". 

تيامنَ يتيامن، تيامُنًا، فهو مُتيامِن
• تيامن الرَّجلُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - تفاءَل "فلنتيامن بمقدِم الربيع". 

تيمَّنَ/ تيمَّنَ بـ/ تيمَّنَ في يَتيمَّن، تيمُّنًا، فهو مُتيمِّن، والمفعول مُتيمَّن به
• تيمَّن الشَّخصُ: انتسب إلى اليَمَن.
• تيمَّن بالشَّيء: تبرّك به، تفاءَلَ؛ ضدّ تشاءَم "تيمّن بزيارة المسجد النبويّ- تيمَّن بنجاح مشروعه".
• تيمَّن بالأمر/ تيمَّن في الأمر: أخذ فيه من جهة اليمين "يتيمّن العربُ في كتابتهم". 

يامنَ/ يامنَ بـ ييامن، مُيامَنةً، فهو مُيامِن، والمفعول مُيَامَن به
• يامَن الشَّخصُ: يمَن، ذهب جهة اليمين، أتى اليمين "يامن القائدُ".
• يامَن القائدُ بجنودِه: ذهب بهم جهة اليمين. 

يمَّنَ/ يمَّنَ على يُيمِّن، تيمينًا، فهو مُيمِّن، والمفعول مُيمَّن عليه
• يمَّن الشَّخصُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - سافر إلى اليمن "يمَّن المعلِّم في بعثة تعليميّة".
3 - تفاءَل.
• يمَّن عليه: برَّك عليه، دعا له بالبركة. 

أيمنُ1 [مفرد]: ج أيامِنُ وأيْمَان وأَيْمُن، مؤ يُمنى، ج مؤ يُمْنَيَات وأيْمَان وأَيْمُن:
1 - جهة اليمين، عكسه أيسر "الشارع الأيمن- اليد/ الجهة اليُمنى- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} " ° هو ذراعه اليُمنى/ هو ساعده الأيمن: عضده، يعتمد عليه في الشدَّائد.
2 - اسم تفضيل من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: أكثر بركة " {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} ".
• أيمن الدَّوران: مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

أَيْمَنُ2 [مفرد]: ج يُمْن، مؤ يَمْناء، ج مؤ يَمْناوَات ويُمْن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يمُنَ على/ يمُنَ لـ.
2 - مَنْ يعمل بيده اليُمنى، عكسه أعسر. 

ايمن [كلمة وظيفيَّة]: اسم يضاف إلى اسم الله تعالى، يعرب مبتدأ دائمًا وخبره محذوف وجوبًا، وهو بمعنى اليمين والقسم، وقد تحذف نونه فيقال: ايْمُ وهمزته همزة وصل "ايمنُ الله لأخدمنّ الوطن: التقدير: ايمن الله قسمي". 

مُيامِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يامنَ/ يامنَ بـ.
2 - ما يدور باتّجاه عقارب الساعة "حركة مُيامِنة".
3 - (كم) ما يحوِّل مستوى الضوء المستقطب إلى اليمين "بِلَّوْر مُيامِن". 

مُيامَنة [مفرد]: مصدر يامنَ/ يامنَ بـ.
• مُيامَنة القَلب: (طب) وضع القلب إلى اليمين، أو تحوُّله، ويكون إمّا خِلْقيًّا وإمّا مُكتسَبًا. 

مُيمَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من يمَّنَ/ يمَّنَ على: مَدْعوٌّ له بالبركة.
2 - مَنْ يأتي بالخير والبركة. 

مُيمِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يمَّنَ/ يمَّنَ على.
2 - (فز) مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

مَيْمَنة [مفرد]: ج مَيَامِنُ:
1 - مصدر ميميّ من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: " {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ".
2 - ناحية اليمين، عكسها مَيْسرة "مَيْمَنة الجيش: جناحه الأيمن- مَيْمنة السفينة أو الطائرة- {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ". 

مَيْمون [مفرد]: ج مَيَامِنُ ومَيامينُ:
1 - اسم مفعول من
 يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ويمَنَ2/ يمَنَ بـ ° سافر على الطَّائر الميمون: سافر بالطائرة- سِرْ على الطَّائر الميمون: سِرْ موفّقًا- سَفرًا ميمونًا: دعاء للمسافر- هو ميمون الطائر: مبارك الطلعة.
2 - (حن) قِرْد من فصيلة كلبيَّة الرءوس، وهو أقبح القرود وأشرسها خُلقًا. 

يَمانيّ [مفرد]: مؤ يمانيّة: اسم منسوب إلى يَمَن: على غير قياس "سيف يمانيّ- عادات يمانيَّة".
• الشِّعْرى اليَمانيَّة: (فك) النَّجمة الأكثر توهّجًا وبريقًا في مجموعة الدُّبّ الأكبر في النِّظام الفلكيّ. 

يَمْن [مفرد]: مصدر يمَنَ2/ يمَنَ بـ. 

يُمْن [مفرد]:
1 - مصدر يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ.
2 - بركة، سِعة عيش، رفاهية، قوّة، خير كثير "أعاد الله عليكم العيد بالخير واليُمْن والبركاتَ" ° سنةُ يُمْن: سنة إقبال. 

يَمْنَة [مفرد]: مَيْمَنة؛ ناحية اليمين، عكسُ يَسْرَة "أحاطتِ الأشجارُ بالحديقة يَمْنَةً ويَسْرَة- اتّجهت السيارة يَمْنة". 

يَمين1 [مفرد]: ج أَيْمُن ويمائن:
1 - جهة اليمين، عكس يسار (مؤنّثة) "جلس على يمينه: تمكّن في جلوسه من جهة اليمين- جلس عن يمينه: جلس مُنحرِفًا عنه، غير ملاصق لجاره- {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} - {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} " ° أقصى اليَمين- إلى اليَمين دُرْ- ذات اليَمين: جهة اليمين- يمينًا وشمالاً: إلى اليمين وإلى اليسار.
2 - يد يمنى، عكس يسار " {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} - {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} " ° أصْحاب اليَمين: أهل الجنّة- ما ملكت يمينه: ممتلكاته- مِلْك اليَمين: الإماء.
• أحزاب اليَمين: الأحزاب المحافظة وهي التي تميل إلى الاعتدال في الحياة السياسيّة والقضايا العامَّة ويقابلها: الأحزاب اليساريّة. 

يَمين2 [مفرد]: ج أيْمَان وأَيْمُن:
1 - قَسَم، حَلِف (مؤنّثة) "يمين الولاء والإخلاص- يمين كاذبة/ زور/ غليظة- الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث] " ° يمين الله: أُقْسِم بالله.
2 - قوَّة وشدّة "أخذَ حَقَّه بيمينه- {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ".
• اليَمين الغَموس: (فق) يمين كاذبة تغمس صاحبَها في النّار لأنّه يحلف وهو يعلم أنّه كاذب.
• اليَمين اللَّغْو: (فق) ما يحلف عليه الشَّخص ظانًّا أنّه كذا وهو بخلافه، أو ما ورد على اللِّسان بغير قصد.
• اليَمين القَضائيَّة: (قن) اليَمين التي تتمّ أمام القضاء، وهي نوعان: حاسمة وهي التي يوجِّهها خصم إلى خصمه ليحسم بها النِّزاع، ومتمِّمة وهي التي توجِّهها المحكمة من تلقاء نفسها إلى أحد الخصوم.
• يمين الأمانة: (قن) اليَمين التي كان القاضي يلي تحليفها المدَّعي أو المدَّعى عليه كلّما استشعر أنّ واحدًا منهما يفعل أو يهمل شيئًا غدرًا.
• يمين المبرَّة: (قن) اليَمين التي كان يحلفها الخصمان تلو انتصاب الخصومة، أي أنّهما أقاماها اعتقادًا بصدقها ويواصلانها بلا خيانة.
• اليَمين الدُّستوريَّة: (قن) القسم الذي يتعهّد فيه رئيس الجمهوريّة قُبَيْل تسلُّمه الحكم بالمحافظة على الدستور. 

يَمين3 [مفرد]: ج أيْمَان: بركة ° هو عندنا باليمين: بالمنزلة الحسنة. 

يَمينيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يَمين1: عكسه يساريّ "طريقة يمينيّة".
2 - (سة) مَنْ يميل إلى المحافظة والاعتدال في رأيه وفي الحياة السياسيَّة والعامَّة، وينسب الاسم إلى اليمين لأن مقاعد اليمينيِّين في المجالس النيابيَّة إلى اليَمين، وهو خلاف اليساريّ "تفوق أعدادُ اليمينيّين في البرلمان أعدادَ اليساريِّين- يمينيّ متطرِّف". 
يمن
: ( {اليُمْنُ، بالضَّمِّ: البَرَكَةُ) ؛) وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ، وَهُوَ ضِدُّ الشُّؤْمِ؛ (} كالمَيْمَنَةِ) ؛) وَبِه فسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {أُولَئِكَ أَصْحابُ {المَيْمِنَةِ} ، أَي كَانُوا} مَيامِينَ على أَنْفُسِهم غَير مَشَائِيم، وجَمْعُ {المَيْمَنَةِ} مَيَامِنُ، وَقد ( {يَمِنَ) الرَّجُلُ، (كعَلِمَ وعُنِيَ وجَعَلَ وكَرُمَ) ،} يُمْناً، (فَهُوَ {مَيْمونٌ} وأَيْمَنُ {ويامِنٌ} ويمينٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: {يُمِنَ فلانٌ على قوْمِه فَهُوَ} مَيْمونٌ إِذا صارَ مُبارَكاً عَلَيْهِم، ويَمَنَهُم، فَهُوَ {يامِنٌ، مِثْلُ شُئِمَ وشَأَمَ.
وَفِي المُحْكَم: يَمَنَه اللَّهُ يُمْناً، فَهُوَ مَيْمُونٌ، واللَّهُ} اليَامِنُ؛ {واليَمِينُ} واليَامِنُ، كالقَدِيرِ والقَادِرِ؛ قالَ:
بَيْتُكَ فِي {اليامِنِ بَيْتُ} الأيْمَنِ (ج {أَيامِنُ) جَمْعُ} أَيْمَن، (و) جَمْعُ {المَيْمونِ (} مَيامِينُ.
( {وتَيَمَّنَ بِهِ) وبرأْيِه (} واسْتَيْمَنَ) :) أَي تَبَرَّكَ بِهِ.
(وقَدِمَ على {أَيْمَنِ} اليَمِينِ: أَي {اليُمْنِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: قَدِمَ على أَيْمَنِ اليُمْنِ: أَي على اليُمْنِ.
(} واليَمِينُ: ضِدُّ اليَسارِ، ج {أَيْمُنٌ) بضمِّ الميمِ وفتحِها، (} وأَيْمانٌ {وأَيامِنُ) جَمْعُ أَيْمَنَ، (} وأَيامِينُ) جَمْعُ أَيْمانٍ.
(و) {اليَمِينُ: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (القُوَّةُ) والقُدْرَةُ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشمَّاخِ:
تَلقَّاها عَرابَةُ} باليَمِينِ أَي بالقُوَّةِ، وَكَذَا قَوْلُه تَعَالَى: {لأَخَذْنَا مِنْهُ {باليَمِين} .
قالَ الزجَّاجُ: أَي بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: باليَدِ} اليُمْنَى.
وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {فَراغَ عَلَيْهِم ضَرْباً {باليَمِينِ} ، فقيلَ:} بيَمِينِه؛ وقيلَ: بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: بالحَلْفِ.
( {ويَمَنَ بِهِ} يَيْمِنُ) ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَكَاهُ سِيْبَوَيْه، ( {ويامَنُ،} ويَمَّنَ) ، مُشَدَّداً، ( {وتَيامَنَ: ذَهَبَ بِهِ ذاتَ اليَمينِ) .
(وقالَ ابنُ السِّكِّيت: يامِنْ بأَصْحابِكَ وشائِمْ: خُذْ بهم} يَمِيناً وشِمالاً، وَلَا يقالُ {تَيامَنَ بهم وَلَا تياسَرْ.
وَفِي الحدِيثِ: (فأَمَرَهُم أَن} يَتَيَامَنُوا عَن الغَمِيمِ) ، أَي يأْخُذُوا عَنهُ! يَمِيناً.
(و) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {إنَّكُم (كُنْتُم تَأْتوننا عَن اليمينِ) } ،) قالَ الزجَّاجُ: هَذَا قوْلُ الكفَّارِ للَّذِينَ أَضَلُّوهم؛ (أَي تَخْدَعُوننا بأَقْوَى الأَسْبابِ) فتُرُونَنا أنَّ الدِّينَ والحَقَّ مَا تُضِلُّوننا بِهِ، كأَنَّه أَرادَ تَأْتُونَنا عَن المَأْتَى السَّهْل؛ (أَو) مَعْناه: تَأْتُونَنا (من قِبَلِ الشهوةِ لأنَّ اليَمِينَ مَوْضِعُ الكَبِدِ، والكَبِدُ مَظِنَّةُ الشهوةِ والإرادَةِ) ، أَلا تَرَى أنَّ القَلْبَ لَا شَيْء لَهُ مِن ذلِكَ لأنَّه من ناحِيَةِ الشِّمالِ؟
( {والتَّيَمُّنُ: الموتُ؛ و) الأصلُ فِيهِ (وَضْعُ المَيِّتِ فِي قبرِهِ على جَنْبِهِ} الأَيْمَنِ) ؛) قالَ الجَعْدِيُّ:
إِذا مَا رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى وجِلْدُهكضَرْحٍ قَديمٍ {فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُوهو مجازٌ.
(وأَخَذَ} يَمْنَةً {ويَمَناً، محرَّكةً) ، ويَسْرَةً ويَسَراً، (أَي ناحِيَةَ يَمِينٍ) ويَسارٍ.
(} واليَمَنُ، محرَّكةً: مَا) كانَ (عَن {يَمِينِ القِبْلَةِ من بِلادِ الغَوْرِ) .) وقالَ الشَّرْقي: إنَّما سُمِّيَت اليَمَن لتَيامُنِهم إِلَيْهَا.
قالَ ياقوتُ: فِيهِ نَظَرٌ لأنَّ الكَعْبَة مربَّعَةٌ فَلَا يَمِين لَهَا وَلَا يَسَار، فَإِذا كَانَ} اليَمَنُ عَن يَمِينِ قَوْمٍ كانتْ عَن يَسارِ آخَرِيْن، وكذلِكَ الجِهَات الأرْبَع إلاَّ أنْ يُريدَ بذلِكَ من يَسْتَقْبل الرُّكْن! اليَمَانيّ فإنَّه أَجَلّها، فَإِذا يصحّ، واللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم.
وَفِي المَراصِدِ: اليَمَنُ ثلاثٌ وِلاياتٍ: الجنْدُ ومَخالِيفُها، وصَنْعاءُ ومَخالِيفُها، وحَضْرَمَوْت ومَخالِيفُها، وأَمَّا حَدُّ اليَمَنِ فمِن وَرَاء تَثْلِيث وَمَا سامتها إِلَى صَنْعاء وَمَا قارَبَها إِلَى حَضْرَمَوْت والشَّحْر وعُمَان إِلَى عَدَن أَبْيَن وَمَا يَلِي ذلكَ إِلَى التهائِم والنّجُودِ، واليَمَنُ يَجْمَعُ ذلِكَ كُلّه.
وقالَ قُطْرُبُ: سُمِّي اليَمَن ليمنِه والشّأْم لشُؤْمِه.
(وَهُوَ {يَمَنِيٌّ) على القِياسِ، (} ويَمانِيٌّ) ، بتَشْدِيدِ الياءِ، نَقَلَهُ سِيْبَوَيْه عَن بعضِهم، وأَنْشَدَ لأُمَيَّة بنِ خَلَف الهُذَليّ:
{يَمانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِباً لَهَبَ الشُّوَاطِقالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: والأَكْثَر على مَنْعِ التَّشْديدِ مَعَ ثُبوتِ الألِفِ لأنَّه جَمْعٌ بينَ العَوَضِ والمُعَوَّضِ.
وأَجابَ عَنهُ الشِّيخُ ابنُ مالِكٍ: بأنَّه قد يكونُ نسْبَةً مَنْسُوب.
(} ويمانٍ) ، مُخَفَّفَة، وَهُوَ من نادِرِ النَّسَبِ، وأَلِفُه عِوَض عَن الياءِ، وَلَا يدلُّ على مَا يدلُّ عَلَيْهِ الياءُ إِذْ ليسَ حكم العقيب أَن يدلَّ على مَا يدلّ عَلَيْهِ عقبه دائِباً.
وقومٌ {يَمانِيَةٌ} ويَمانُونَ: مثْلُ ثمانِيَة وثَمانُون، وامْرأَةٌ {يَمانِيَة أَيْضاً.
(} ويَمَّنَ {تَيْمِيناً} وأَيْمَنَ {ويامَنَ: أَتاها) أَو أَرادَها.
(} وتَيَمَّنَ: انْتَسَبَ إِلَيْهَا.
( {والتَّيْمَنِيُّ: أُفُقُ اليَمَنِ) وَإِذا نَسَبُوا إِلَى} التَّيَمُّنِ قَالُوا {تَيْمَنِيٌّ.
(} والأَيْمَنُ: من يَصْنَعُ {بيُمْناهُ) ، وَهُوَ ضِدُّ الأَيْسَرِ.
(} ويَمَنَهُ، كمَنَعَهُ وعَلِمَهُ) يُمْناً ويُمْنَةً: (جاءَ عَن يَمِينِهِ) ، وكذلِكَ شَأمَهُ وشَئِمَه ويَسَرَهُ إِذا جاءَ عَن شِمالِه.
( {واليَمِينُ) :) الحَلْفُ و (القَسَمُ، مُؤَنَّثٌ) ، سُمِّيَ باسمِ يَمِينِ اليَدِ، (لأنَّهم كَانُوا يَتَماسحونَ} بأَيْمانِهِم فيَتحالَفُونَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: لأنَّهم كَانُوا إِذا تَحالَفُوا ضَرَبَ كلُّ امْرىءٍ مِنْهُم {يَمِينَه على} يَمِينِ صاحِبِه، (ج أَيْمُنٌ) ، بضمِّ الميمِ، (وأَيْمانٌ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لزُهَيْرٍ:
فتُجْمَعُ {أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمُبمُقْسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُقالَ الجوْهرِيُّ: وَإِن جَعَلْتَ اليَمِينَ ظَرْفاً لم تَجْمَعْه، لأنَّ الظّروفَ لَا تَكادُ تُجْمَعُ لأنَّها جِهاتٌ وأَقْطارٌ مُخْتَلِفَةُ الأَلْفاظِ.
(} وأَيْمُنُ اللَّهِ) ، بضمِّ الميمِ والنّونِ، وأَلِفُه أَلِفُ وَصْل عنْدَ أَكْثَر النّحويِّين، وَلم يَجِىءْ فِي الأسماءِ أَلِف وَصْل مَفْتوحَة غَيْرها، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
( {وأَيْمُ اللَّهِ، وَيكسر أَوَّلُهُما) ، عَن ابنِ سِيدَه.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: أَهْلُ الكُوفَة يقُولُونَ: أَيْمُن جَمْعُ يَمينِ للقَسَمِ، والألِفُ فِيهَا أَلِفُ وَصْلٍ ويُفْتَحُ ويُكْسَرُ.
والكَسْرُ فِي} إِيمِ اللَّهِ، حَكاهُ يونُسُ ونَقَلَه ابنُ جنِّي.
وذَهَبَ ابنُ كَيْسان وابنُ دَرَسْتَوَيْه: إِلَى أنَّ أَلِفَ أَيْمُنٍ أَلفُ قَطْع، وَهُوَ جَمْعُ يَمينٍ، وإنّما خُفِّفَتْ هَمْزَتُها وطُرِحَتْ فِي الوَصْلِ لكَثْرةِ اسْتِعْمالِهم لَهَا.
ويقُولانَ: إنَّ أَيْم اللَّهِ أَصْلُه أَيْمُن اللَّهِ حذفت النُّونُ كَمَا حُذِفَتْ مِن لم يَكُ ( {وأَيْمَنُ اللَّهِ، بفتْحِ الميمِ والهَمْزَةِ، و) قد (تُكْسَرُ) الهَمْزَةُ.
(} وإيم اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ والميمِ، وقيلَ: أَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ) ، وَهُوَ قَوْلُ النّحويِّين إلاَّ مَا كانَ مِن ابنِ كَيْسان وابنِ دَرَسْتَوَيْه كَمَا ذَكَرْنا.
(و) قالُوا: (هَيْمُ اللَّهِ، بفتْحِ الهاءِ وضمِّ الْمِيم) ، والأصْلُ أَيْمُ اللَّهِ، قُلِبَتِ الهَمْزةُ هَاء، (و) رُبَّما حَذَفُوا مِنْهُ الياءَ فَقَالُوا ( {أَمِ اللَّهِ، مُثلَّثَة الميمِ،} وإِمُ اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ وضمِّ الميمِ وفَتْحِها، و) رُبَّما قَالُوا: ( {مُنِ اللَّهِ، بضمِّ الميمِ وكسْرِ النُّونِ،} ومُنُ اللَّهِ، مُثلَّثَةَ الميمِ والنُّونِ) أَي بضمِّ الميمِ والنونِ وبفتْحِهما وبكسْرِهِما، (و) رُبَّما أَبقُوا الميمَ وَحْدَها فَقَالُوا: (مُ اللَّهِ، مُثلَّثَةً) ، أَمَّا الضمُّ فَهُوَ الأصْلُ، وأَمَّا الكَسْرُ فلأنَّها صارَتْ حَرْفاً واحِداً فيُشَبِّهُونَها بالباءِ، (و) رُبَّما أَدْخَلُوا عَلَيْهَا اللامَ لتَأْكِيدِ الابْتِداءِ، فقالُوا: ( {لَيْمُ اللَّهِ ولَيْمَنُ اللَّهِ) ، الأخيرَة نَقَلَها الجوْهرِيُّ وحينَئِذٍ يَذْهب الألِفُ فِي الوَصْلِ؛ قالَ نُصَيْبٌ:
فَقَالَ فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْنَعَمْ وفريقٌ} لَيْمُنُ اللَّهِ مَا نَدْرِي وَهُوَ مَرْفوعٌ بالابْتِداءِ، وخبرُهُ مَحْذُوفٌ، والتَّقْديرُ لَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي، {ولَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ، وَإِذا خاطَبْتَ قُلْتَ} لَيْمُنُكَ.
وَفِي حدِيثِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ أنَّه قالَ: لَيْمُنُكَ لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، وَإِن كُنْتَ أَخَذْتَ لقد أَبْقَيْتَ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: والعلَّةُ فِي ضمِّ نونِ لَيْمُنَك كالعَلَّةِ فِي قوْلِهم لَعَمْرُكَ، كأَنَّه أُضْمِرَ فِيهَا يَمِينٌ ثانٍ، فقيلَ: وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عَظِيمَة، وكَذلِكَ لَعَمْرُك، فلعمرك عَظِيمٌ، قالَهُ الأحْمَر والفرَّاء.
كُلُّ ذلِكَ (اسمٌ وُضِعَ للقَسَمِ، والتَّقْديرُ {أَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي) ،} وأَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ.
( {وأَيْمُنٌ، كأَذْرُحَ: اسمُ) رجُلٍ.
(و) أَيْمَنُ، (كأَحْمَدَ: ع) ؛) قالَ المُسَيَّبُ أَو غيرُهُ:
شرقاً بماءِ الذّوْبِ يَجْمَعُهفي طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ (} واسْتَيْمَنَهُ: اسْتَخْلَفَهُ) ، عَن اللَّحْيانيّ.
(وبِنْيامينُ، كإسْرافيلَ: أَخُو يوسُفَ، عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَلَا تَقُلْ ابنِ يامِينَ) . (قُلْتُ: فَإِذا مَحَلُّ ذِكْرِه فَصْل الباءِ مَعَ النونِ وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ.
(وحُذَيْفَةُ بنُ {اليَمانِ: صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، اسمُ أَبيهِ حسلٌ، ويقالُ: حسيلُ بنُ جردَةَ بنِ عُمَر بنِ عبدِ اللَّهِ القَيْسيّ، وقيلَ: اليَمَانُ لَقَبُ جَدِّه جردَةَ بنِ الحارِثِ.
قالَ الكَلْبيُّ: أَصابَ دَماً فِي قوْمِه فهَرَبَ إِلَى المدينَةِ وحالَفَ بَني عبدِ الأَشْهَل فسمَّاه قَوْمُه اليَمانَ، تُوفي سَنَة 36.
(وسَمَّوْا:} يُمْناً، بالضَّمِّ وبالتَّحْرِيكِ) ؛) أَمَّا بالضمِّ: فيُمْنُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُسْتَنْصر مِن الأُمَراءِ ومَوْلاهُ نظرُ بنُ عبدِ اللَّهِ اليَمَنِيُّ، سَمِعَ مَعَ مَوْلاه مِن ابنِ البطرِ، ماتَ سَنَة 544، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
والمُكَنَّى بأَبي {اليَمَنِ كَثِيرُونَ.
وأَمَّا بالتّحْريكِ: فيَمَنُ الحَنْبَليُّ الفَقِيهُ حَمُو المُحدِّثِ محبُّ الدِّيْن، قَرَأَ صَحِيحَ البُخاري على أَصْحابِ ابنِ الزّبيدي.
وجَحَّافُ بنُ اليَمَنِ الأنْدَلُسِيُّ قاضِي بَلَنْسِيَة؟ أُصيْبَ سَنَة 327 غازِياً.
ويَمَنُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحَنَفيُّ فِي نَسَبِ حَمْزَةَ بن بَيْض، الشاعِر الحَنَفي.
وأَبو اليَمَن عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي الشَّرِيف، ذَكَرَه عبدُ الغَنيِّ بنُ سعيدٍ.
(و) سَمَّوْا:} يامِنَ، (كصاحِبٍ، {ويامِينَ) ، كرَاحِيلَ، (} والمَيْمونُ: نَهْرٌ) مِن أَعْمالِ وَاسِط، قصبتُه الرَّصافَة، وكانَ أَوَّل من حَفَرَه سعيدُ بنُ زيْدٍ، وَكِيل أُمِّ جَعْفَر زبيدَةَ، وكانتْ فوهَتُه فِي قَرْيةٍ تُسَمَّى قَرْية! مَيْمونٍ، فحوِّلَتْ فِي أَيامِ الوَاثِقِ على يَدِ عُمَر بنِ الفَرَجِ الرجحي إِلَى مَوْضِع آخر وسُمِّي {بالمَيْمونِ لِئَلاّ يَسْقطَ عَنهُ اسمُ اليَمَنِ.
(و) مِن المجازِ: المَيْمونُ: (الذَّكَرُ) .) يقالُ: ضَرَبَها بالمَيْمون إِذا جامَعَها؛ وأَنْشَدَ الزَّمَخْشريُّ:
أَضْرِبُ بالمَيْمونِ فِي دِهْلِيزهاأَصبُّ مَا فِي قُلَّتي فِي كوزِها (و) } مَيْمونُ (بنُ خالِدِ) بنِ عامِرِ بنِ (الحَضْرَميّ، ويُضافُ إِلَيْهِ بِئْرٌ بمكَّةَ) .
(قالَ ياقوتُ: كَذَا وَجَدْتُه بخطِّ الحافِظِ أَبي الفضْلِ بنِ ناصِرٍ على ظهْرِ كتابٍ؛ قالَ: ووَجدْتُ فِي موْضِع آخَر: أَنَّ مَيْمونَ صاحِبَ البِئْرِ هُوَ أَخُو العَلاءِ بنِ الحَضْرميّ وَالِي البَحْرَيْن، حَفَرَها بأَعْلى مكَّةَ فِي الجاهِلِيَّة وعنْدَها قَبْرُ أَبي جَعْفرٍ المَنْصورِ، كانَ مَيْمونُ حَلِيفاً لحَرْبِ بنِ أُمَيَّة بنِ عبْدِ شمْس؛ واسمُ الحَضْرميّ عبدُ اللَّهِ بنُ عماد؛ قالَ الشاعِرُ:
تَأمل خليلي هَل ترى قصرَ صالحوهل تعرف الأطلال من شعب وَاضح؟ إِلَى بِئْر مَيْمُون إِلَى الْعبْرَة التيلها ازدحَمَ الْحجَّاج بَين الأباطح (! ويُمْنٌ، بالضَّمِّ) ، ويُرْوَى بالفتْحِ أَيْضاً: (ماءٌ) لغَطَفانَ مِن بَطْنِ فِرِنْداذ على الطَّريقِ بينَ تَيْماءَ وفَيْد.
وقيلَ: هُوَ ماءٌ لبَني صرمَةَ بنِ مُرَّةَ، مِنْهُم ويُسمِّيه بعضُهم أمنا؛ قالَ زهيرٌ: عَفَا من آلِ فاطِمَة الجواءُ {فيُمْنٌ فالقَوادِمُ فالحَساءُ (و) } يُمَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ) فِي جَبَلِ صَبِر، من أَعْمالِ ثغر اسْتَحْدَثَه عليُّ بنُ زُرَيْعٍ.
( {واليَمانِيَةُ، مُخَفَّفَةً: شَعيرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
(و) } المُيَمَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الَّذِي يَأْتي {باليُمنِ والبَرَكَةِ.
(} وتَيَمَّنَ بِهِ) :) تَبَرَّكَ.
( {ويَمَّنَ عَلَيْهِ) } تَيْمِيناً: (بَرَّكَ) تَبْرِيكاً.
( {واليُمْنَةُ، بالضَّمِّ) وتُفْتَحُ: (بُرْدٌ يَمَنِيٌّ) ؛) قالَ رَبيعَةُ الأسَدِيُّ:
إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بينناخَلَقٌ كسَحْقِ} اليُمْنَةِ المُنْجابِ وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفن فِي {يُمْنَةٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأيامِنُ: خِلافُ الأشائِمِ؛ قالَ المُرَقِّشُ:
فَإِذا الأشائِمُ كالأيامِن {والأيامِنُ كالأشائِم وقالَ الكُمَيْت:
ورَأَتْ قُضاعَةُ فِي الأيامِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْيعْني فِي انْتِسابِها إِلَى اليَمَنِ، كأَنَّه جَمَع اليَمَنَ على} أَيْمُنٍ ثمَّ على! أَيامِنَ كزَمَنٍ وأَزْمُن. ويقالُ فِي جَمْعِ اليَمِينِ اليُمُنُ بضَمَّتَيْن؛ قالَ زهيرٌ:
وحَقّ سَلْمَى على أَرْكانِها اليُمُنِ {والتَّيَمُّنُ: الابْتِداءُ فِي الأفْعالِ باليَدِ} اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانِبِ {الأَيْمَن.
ونَظَرَ} أَيْمَنَ مِنْهُ: عَن {يَمِينِه.
وتُجْمَعُ} اليَمينُ ضِدّ اليَسارِ على يَمَائِنُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
وقالَ اليَزِيدِيُّ: {يَمَنْتُ أَصْحابي: أَدْخَلْتُ عَلَيْهِم} اليَمِينَ، وأَنا {أَيْمَنُهُمْ} يُمْناً {ويُمْنةً} ويُمنْتُ عَلَيْهِم وأَنا {مَيْمونٌ عَلَيْهِم.
} وأَيْمَنَ الرَّجُلُ: أَرادَ {اليَمِينَ، كأَشْأَمَ أَرادَ الشمالَ.
} والمَيْمَنَةُ: خِلافُ المَيْسَرَةِ، وقوْلُه:
قَدْ جَرَتِ الطَّيْرُ {أَيامِنِينا قالتْ وكُنْتُ رجُلاً فَطِينا هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ إسْرائينا قالَ ابنُ سِيدَه: جَمَع} يَمِيناً على {أَيْمانٍ، ثمَّ جَمَعَه على} أَيامِين، ثمَّ جَمَعَه بالواوِ والنونِ.
وأَعْطاهُ {يَمْنَةً من طَعامٍ: أَي أَعْطاهُ الطَّعامَ} بيَمِينِه ويَدهُ مَبْسوطَة. والأصْلُ فِي يَمْنَة أنَّها مَصْدَرٌ كاليَسْرَةِ، ثمَّ سُمِّي الطَّعامُ يَمْنَةً لأنَّهُ أُعْطِي يَمْنَةً أَي {باليَمِينِ؛ كَمَا سَمَّوا الحَلِفَ} يَمِيناً لأنَّه يكونُ بأَخْذِ اليَمِينِ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ مَنْ لَقِيتُ مِن غَطَفانَ يتَكلَّمُونَ فيَقولُونَ إِذا أَهْوَيْتَ! بيَمِينِك مَبْسوطَةً إِلَى الطَّعامِ أَو غيرِهِ فأَعْطَيْت بهَا مَا حَمَلَتْه مَبْسوطَة فإنَّك تقولُ أَعْطاهُ يَمْنةً من الطَّعامِ، فَإِن أَعْطاهُ بهَا مَقْبوضَةً قُلْتَ أَعْطاهُ قَبْضةً من الطَّعامِ، وَإِن حَثَى لَهُ بيدَيْه فَهِيَ الحَثْيَة والحَفْنَةُ.
وتَصْغيرُ اليَمِينِ: {يُمَيِّنٌ؛ وتَصْغيرُ} اليَمْنَة {يُمَيْنَة، وهُما} يُمَيْنتاه.
وذَهَبَ إِلَى {أَيْمَنِ الإِبِلِ وأَشْمُلِها: أَي مِن ناحِيَةِ} يَمِينِها وشمالِها؛ وقوْلُ ثَعْلَبَة بنِ صُعَيْر:
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدماأَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينِها فِي كافِرِيعْنِي مالَتْ بإحْدَى جانِبَيْها إِلَى المَغِيبِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: هُوَ عنْدَنا باليَمِينِ أَي بمنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ، وَهُوَ مجازٌ.
{ويمَن يَمِيناً: أَتَى باليَمِينِ.
وَكَانُوا يَقولُونَ فِي الحلفِ: يَمِينُ اللَّهِ لَا أَفْعَل؛ عَن أَبي عبيدٍ.
ورُوِي عَن عطاءِ بنِ السائِبِ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ يَمِيناً مِن أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {كهيعيص} : كَاف هاد يَمِين عَزِيز صَادِق.
وإنَّما قيلَ للشعرى العبورُ} اليَمانِيةُ ولسُهَيْل {اليَمانِيُّ لأنَّهما يُريَان من ناحِيَةِ اليَمَنِ.
} وتَيَامَنَتِ السَّحابَةُ: أَخَذَتْ ناحِيَةَ اليَمَنِ.
وأُمُّ أَيْمَنَ: امْرأَةٌ أَعْتَقَها، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حاضِنَةُ أَولادِه فزوَّجَها مِن زيْدٍ فولَدَتْ لَهُ أُسامَةَ.
ويقالُ: هُوَ مِلْكُ اليَمِينِ للرَّقِيقِ، وَهُوَ مجازٌ.
{واليُمَيْنَيْن، مُثَنَّى} يُمَيْن، كزُبَيْرٍ: من حُصُونِ اليَمَنِ بعْدَ كابس، عَن ياقوت. {واليَمانِيةُ: فِرْقةٌ مِن الخَوارِج أَصْحاب محمدِ بنِ اليَمان الكُوفيّ.
} ويَمِينُ بنُ سليعٍ الحَضْرميُّ، كأَمِيرٍ، جَدُّ حَسَّان بن أَعْين عَن عبدِ اللَّهِ بنِ عان، وَعنهُ ابْنُه خالِدُ وعقبةُ بنُ عامِرٍ الحَضْرَميُّ.
ويقالُ لمكّةَ {اليَمانِيَة لأنَّها مِن تهامَةُ وتهامَة من أَرْضِ اليَمَنِ.

يمن: اليُمْنُ: البَركةُ؛ وقد تكرر ذكره في الحديث. واليُمْنُ: خلاف

الشُّؤم، ضدّه. يقال: يُمِنَ، فهو مَيْمُونٌ، ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ. ابن

سيده: يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن، وإنَّه

لمَيْمونٌ

عليهم. ويقال: فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به، وجمع

المَيْمونِ مَيامِينُ. وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فهو مَيْمُونٌ، والله

الْيَامِنُ. الجوهري: يُمِن فلانٌ على قومه، فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً

عليهم، ويَمَنَهُم، فهو يامِنٌ، مثل شُئِمَ وشَأَم. وتَيَمَّنْتُ به:

تَبَرَّكْتُ.

والأَيامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قال المُرَقِّش، ويروى لخُزَزَ بن

لَوْذَانَ.

لا يَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَا

ءِ الخَيْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم

وكَذَاك لا شَرٌّ ولا

خَيْرٌ، على أَحدٍ، بِدَائم

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو على وَاقٍ وحائم

فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامنُ كالاشائم

وقول الكيمت:

ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا

مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ

يعني في انتسابها إلى اليَمَن، كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على

أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن. ويقال: يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن؛

قال زُهَير:

وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ

ورجل أَيْمَنُ: مَيْمُونٌ، والجمع أَيامِنُ. ويقال: قَدِمَ فلان على

أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن. وفي الصحاح: قدم فلان على أَيْمَن

اليَمِين أَي اليُمْن. والمَيْمنَةُ: اليُمْنِ. وقوله عز وجل: أُولئك أَصحاب

المَيْمَنةِ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على

أَنفسهم غير مَشَائيم، وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ.

واليَمِينُ: يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه، وتصغير اليَمِين يُمَيِّن،

بالتشديد بلا هاء. وقوله في الحديث: إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع

أَمره ما استطاع؛ التَّيَمُّنُ: الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى

والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن. وفي الحديث: فأَمرهم أَن

يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً. وفي حديث عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ

أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم؛ أَي عن يمينه. ابن سيده: اليَمينُ

نَقِيضُ اليسار، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ

ويَمَائنُ. وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص:

هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ

عَزِيزٌ صادِقٌ؛ قال أَبو الهيثم: فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله

كافٍ، وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ، وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من

قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً، فهو مَيْمون، قال:

واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر؛ وأَنشد:

بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ

قال: فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ، وجعل العَيْنَ عزيزاً

والصاد صادقاً، والله أَعلم. قال اليزيدي: يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم

اليَمِينَ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا

مَيْمونٌ

عليهم، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم، وأَنا أَيْمَنُهُمْ

يَمْناً ويَمْنةً، وكذلك شَأَمْتُهُم. وشأَمْتُهُم: أَخَذتُ على شَمائلهم،

ويَسَرْتُهم: أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً. والعرب تقول: أَخَذَ فلانٌ

يَميناً وأَخذ يساراً، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً. ويامَنَ فلان:

أَخذَ ذاتَ اليَمِين، وياسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابن السكيت: يامِنْ

بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً، ولا يقال: تَيامَنْ بهم

ولا تَياسَرْ بهم؛ ويقال: أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين،

ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ. واليَمْنةُ: خلافُ اليَسْرة.

ويقال: قَعَدَ فلان يَمْنَةً. والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة: خلاف الأَيْسَر

والمَيْسَرة. وفي الحديث: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض؛ قال ابن

الأَثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ

الرجلُ يده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم

ويُلْثَم. وفي الحديث الآخر: وكِلْتا يديه يمينٌ

أَي أَن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن

الشمال تنقص عن اليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد

والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو

على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم. وفي حديث

صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ

في مَلَكَتِه، فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما؛ وأَما

قوله:

قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا،

قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا:

هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا

قال ابن سيده: عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ، ثم جمع أَيْماناً على

أَيامِين، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير

أَكثر من هذا، لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع، فرجع

إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها

لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية

الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء؛ وكقول الآخر:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور

جَمَع صارِياً على صُرَّاء، ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ، ثم جمعه على

صراريين، بالواو والنون، قال: وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول

أَيامينينا، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال، لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف

الثاني أَو البيت الثاني فطينا، ووزنه فعولن، أَراد أَن يبني قوله

أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين؛ ونظير هذه التسوية

قول الشاعر:

قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا

كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا، لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة

وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء، كقولهم

سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل، لكن أَراد أَن

يبني بين

(* قوله «يبني بين» كذا في بعض النسخ، ولعل الأظهريسوي بين كما

سبق). دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا، فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو

العَرُوضَيْن فَعُولُن، قال: وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي

هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف؛ وأَما قوله:

قالت، وكنتُ رجُلاً فَطِينا

فإن قالت هنا بمعنى ظنت، فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى

مفعولين، وذلك في لغة بني سليم؛ حكاه سيبويه عن الخطابي، ولو أَراد قالت التي

ليست في معنى الظن لرفع، وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن

إلاَّ بني سُلَيم، وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ

(* قوله «وهي اليمنى فلا

تكسر» كذا بالأصل، فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو

الورقتين، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة

لنقصهما). قال الجوهري: وأَما قول عمر، رضي الله عنه، في حديثه حين ذكر ما

كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته، وأَنه واخْتاً له خرجا

يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما، قال: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها

وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ، فيقال: إنه أَراد

بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى، فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث؛

قال ابن بري: الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة، وهي تصغير

يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة؛ يقال: أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه

الطعام بيمينه ويده مبسوطة. ويقال: أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه

بيده مبسوطة، والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة، ثم سمي

الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين، كما سَمَّوا الحَلِفَ

يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين؛ قال: ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً

تَصْغِيرَ الترخيم، ثم ثنَّاه، وقيل: الصواب يَمَيِّنَيْها، تصغير يمين،

قال: وهذا معنى قول أَبي عبيد. قال: وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه

أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى، على ما ذكره من إبدال التاء من

الياء الأُولى. قال أَبو عبيد: وجه الكلام يُمَيِّنَيها، بالتشديد،

لأَنه تصغير يَمِينٍ، قال: وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء. قال ابن سيده:

وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها، وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين،

لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم، وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل

يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع

الكفين، ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها، فهاتان

يمينان؛ قال شمر: وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها، قال: وهكذا قال

يزيد بن هرون؛ قال شمر: والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن

اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة، قال: وسعت من لقيت في غطفانَ

يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت

بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام، فإن أَعطاه

بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام، وإن حَشَى له بيده فهي

الحَثْيَة والحَفْنَةُ، قال: وهذا هو الصحيح؛ قال أَبو منصور: والصواب عندي ما

رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها، وهو صحيح كما روي، وهو تصغير

يَمْنَتَيْها، أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم

ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ؛ قال: وهذا أَحسن الوجوه مع السماع. وأَيْمَنَ:

أَخَذَ يَميناً.ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ: ذهب به ذاتَ

اليمين. وحكى سيبويه: يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين، قال: وسَلَّمُوا

لأَن الياء أَخف عليهم من الواو، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه؛ وقول

أَبي النَّجْم:

يَبْري لها، من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ،

ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ

(* قوله «يبري لها» في التكملة الرواية: تبري له، على التذكير أي

للممدوح، وبعده:

خوالج بأسعد أن أقبل

والرجز للعجاج).

يقول: يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى

أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك؛ وقال ثعلبة بن صُعَيْر:

فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً، بعدما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر

يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب. قال أَبو منصور: اليَمينُ في كلام

العرب على وُجوه، يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ. واليَمِينُ: القُوَّة

والقُدْرة؛ ومنه قول الشَّمّاخ:

رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو

إلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرينِ

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ،

تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ

أَي بالقوَّة. وفي التنزيل العزيز: لأَخَذْنا منه باليَمين؛ قال الزجاج:

أَي بالقُدْرة، وقيل: باليد اليُمْنَى. واليَمِينُ: المَنْزِلة.

الأَصمعي: هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ؛ قال: وقوله تلقَّاها عَرابة

باليمين، قيل: أَراد باليد اليُمْنى، وقيل: أَراد بالقوَّة والحق. وقوله

عز وجل: إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين؛ قال الزجاج: هذا قول الكفار

للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب، فكنتم تأْتوننا من

قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به

وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل، وقيل:

معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد،

والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ، أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك

لأَنه من ناحية الشمال؟ وكذلك قيل في قوله تعالى: ثم لآتِيَنَّهم من بين

أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم؛ قيل في قوله وعن

أَيمانهم: من قِبَلِ دينهم، وقال بعضهم: لآتينهم من بين أَيديهم أَي

لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة، ومن خلفهم حتى

يكذبوا بأَمر البعث، وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون

لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك، وإن كانت اليدان لم

تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف، فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل

بغيرهما. وأَما قوله تعالى: فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين؛ ففيه أَقاويل:

أَحدها بيمينه، وقيل بالقوَّة، وقيل بيمينه التي حلف حين قال: وتالله

لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين.

والتَّيَمُّنُ: الموت. يقال: تَيَمَّنَ فلانٌ

تيَمُّناً إذا مات، والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في

قبره؛ قال الجَعْدِيّ

(* قوله «قال الجعدي» في التكملة: قال أبو سحمة

الأعرابي):

إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى، وجِلْدَه

كضَرْحٍ قديمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* قوله «وجلده» ضبطه في التكملة بالرفع والنصب).

عَلْبَى: اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ، والضِّرْحُ: الجِلدُ،

والتَّيَمُّن: أَ يُوَسَّدَ

يمِينَه في قبره. ابن سيده: التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه

الأَيْمن في القبر؛ قال الشاعر:

إذا الشيخُ عَلْبى، ثم أَصبَحَ جِلْدُه

كرَحْضٍ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة).

وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ.

واليَمَنُ: ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ، النَّسَبُ إليه

يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، على نادر النسب، وأَلفه عوض من الياء، ولا تدل على ما تدل عليه

الياء، إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً، فإن

سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس، وكذلك جميع هذا الضرب،

وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه، وعلى هذا ذهب اليَمَنَ، وإنما

يجوز على اعتقاد العموم، ونظيره الشأْم، ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير

علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة. وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا:

أَتَوا اليَمن؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه،

إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ

إمّا أَن يكون على النسب، وإِما أَن يكون على الفعل؛ قال ابن سيده: ولا

أََعرف له فعلاً. ورجل أَيْمَنُ: يصنع بيُمْناه. وقال أَبو حنيفة: يَمَنَ

ويَمَّنَ جاء عن يمين.

واليَمِينُ: الحَلِفُ والقَسَمُ، أُنثى، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان. وفي

الحديث: يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له

على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له.

الجوهري: وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم، هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف

وصل عند أَكثر النحويين، ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها؛

قال: وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول: لَيْمُنُ اللهِ، فتذهب

الأَلف في الوصل؛ قال نُصَيْبٌ:

فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ:

نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري

وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي،

ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به، وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك. وفي حديث عروة بن

الزبير أَنه قال: لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، ولئن كنت

سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ، وربما حذفوا منه النون قالوا: أَيْمُ الله وإيمُ

الله أَيضاً، بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء، قالوا: أَمُ اللهِ،

وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة، قالوا: مُ اللهِ، ثم يكسرونَها

لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ، وربما قالوا

مُنُ الله، بضم الميم والنون، ومَنَ الله

بفتحها، ومِنِ الله بكسرهما؛ قال ابن الأَثير: أَهل الكوفة يقولون

أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ، والأَلف فيها أَلف وصل تفتح وتكسر، قال ابن

سيده: وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ، فحذفوا،

ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ. قال سيبويه: وقالوا لَيْمُ الله،

واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل. قال ابن جني: أَما أَيْمُن في القسم

ففُتِحت الهمزة منها، وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن، ولم يستعمل

إلا في القسَم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة

اللاحقة بحرف التعريف، وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف،

وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله، بالكسر، وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى،

ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به

وأَضعفوه، فقالوا مرة: مُ الله، ومرة: مَ الله، ومرة: مِ الله، فلما

حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف، قوي شبه

الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف، ومما يجيزه القياس،

غير أَنه لم يرد به الاستعمال، ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله

لأَنطلقن، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما

أُقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من

الخبر.

واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحياني. وقال في حديث عروة بن

الزبير: لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ، وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون

بها. قال أَبو عبيد: كانوا يحلفون باليمين، يقولون يَمِينُ

الله لا أَفعل؛ وأَنشد لامرئ القيس:

فقلتُ: يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً،

ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي

أَراد: لا أَبرح، فحذف لا وهو يريده؛ ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما

قال زهير:

فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ

بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ

ثم يحلفون بأيْمُنِ الله، فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا،

وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا، وأَيْمُنْك يا رَبِّ، إذا خاطب ربَّه، فعلى

هذا قال عروة لَيْمُنُكَ، قال: هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله، ثم كثر في

كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا:

لم يَكُ، وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ؛ قال الجوهري: وإلى هذا ذهب ابن كيسان

وابن درستويه فقالا: أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع، وهو جمع يمين، وإنما خففت

همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أَبو منصور: لقد أَحسن

أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول، إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك

لمَ ضمَّت النون، قال: والعلة فيها كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه

أُضْمِرَ فيها يَمِينٌ

ثانٍ، فقيل وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عظيمة، وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك

عظيم؛ قال: قال ذلك الأَحمر والفراء. وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى:

الله لا إله إلا هو؛ كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم. وقال

غيره: العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله، الأَصل أَيْمُنُ الله، وقلبت

الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ، وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف

فقالوا مُ الله ليفعلن كذا، وهي لغات كلها، والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن

الله. قال الجوهري: سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل

امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه،

لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ، أَلا ترى

أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال؟ وقال بعضهم: قيل

للحَلِفِ يمينٌ

باسم يمين اليد، وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا

وتبايعوا، ولذلك قال عمر لأَبي بكر، رضي الله عنهما: ابْسُطْ يَدَك

أُبايِعْك. قال أَبو منصور: وهذا صحيح، وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى،

كما روى عن ابن عباس، فهو الحَلِفُ بالله؛ قال: غير أَني لم أَسمع

يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب، والله أَعلم.

واليُمْنةَ واليَمْنَةُ: ضربٌ من بُرود اليمن؛ قال: واليُمْنَةَ

المُعَصَّبا. وفي الحديث: أَنه عليه الصلاة والسلام، كُفِّنَ في يُمْنة؛ هي، بضم

الياء، ضرب من برود اليمن؛ وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن

عَمَّار:

يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا،

ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه

وقال ربيعة الأَسدي:

إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا

خلَقٌ، كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ

وفي هذه القصيدة:

إنْ يَقْتُلوكَ، فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم

بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ

وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة، كما قيل لناحية

الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،

وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ: الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة؛ وقال أَبو

عبيد: إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة، لأَنها مولد النبي، صلى الله

عليه وسلم، ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة. ويقال: إن مكة من أَرض

تِهامَةَ، وتِهامَةُ من أَرض اليَمن، ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية، ولهذا سمي ما

وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ، فمكة على هذا التفسير

يَمَانية، فقال: الإيمانُ يَمَانٍ، على هذا؛ وفيه وجه آخر: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك، ومكّةُ والمدينةُ

بينه وبين اليَمن، فأَشار إلى ناحية اليَمن، وهو يريد مكة والمدينة أَي هو

من هذه الناحية؛ ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل

من قيس:

وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ،

ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي

وذلك أَنه كان مما يلي اليمن؛ وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس:

طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا

فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها، ولهذا قالوا

سُهَيْلٌ

اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ. قال أَبو عبيد: وذهب بعضهم إلى

أَنه، صلى الله عليه وسلم، عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ،

وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم، قال: وهو

أَحسن الوجوه؛ قال: ومما يبين ذلك حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن: أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً

وأَرَقُّ أَفْئِدَة، الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ. وقولهم: رجلٌ

يمانٍ منسوب إلى اليمن، كان في الأَصل يَمَنِيّ، فزادوا أَلفاً وحذفوا

ياء النسبة، وكذلك قالوا رجل شَآمٍ، كان في الأَصل شأْمِيّ، فزادوا أَلفاً

وحذفوا ياء النسبة، وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً

وقالوا تَهامٍ. قال الأَزهري: وهذا قول الخليل وسيبويه. قال الجوهري:

اليَمَنُ بلادٌ للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، مخففة، والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه:

وبعضهم يقول يمانيّ، بالتشديد؛ قال أُميَّة ابن خَلَفٍ:

يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً،

ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ

وقال آخر:

ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها،

وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ

وقوم يَمانية ويَمانُون: مثل ثمانية وثمانون، وامرأَة يَمانية أَيضاً.

وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ، وكذلك إذا أَخذ في

سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً، ولا تقل

تَيامَنْ بهم، والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تنَسَّبَ إلى اليمن. ويامَنَ

القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن. قال ابن الأَنباري: العامة

تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب،

إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن، وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية

الشأْم، ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه، وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله. قال

النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك

عَيْنٌغُدَيْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ

الشأْم. ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ

ويَمَنٌ، وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ.

والتِّيمَنِيُّ: أَبو اليَمن

(* قوله «والتيمني أبو اليمن» هكذا بالأصل

بكسر التاء، وفي الصحاح والقاموس: والتَّيمني أفق اليمن ا هـ. أي بفتحها)

، وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ. وأَيْمُنُ: إسم رجل.

وأُمُّ أَيْمَن: امرأة أَعتقها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي حاضنةُ

أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة. وأَيْمَنُ: موضع؛ قال

المُسَيَّبُ أَو غيره:

شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه

في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ

يمن
اليَمِينُ: أصله الجارحة، واستعماله في وصف الله تعالى في قوله: وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[الزمر/ 67] على حدّ استعمال اليد فيه، وتخصيص اليَمِينِ في هذا المكان، والأرض بالقبضة حيث قال جلّ ذكره:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر/ 67] يختصّ بما بعد هذا الكتاب. وقوله:
إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ
[الصافات/ 28] أي: عن الناحية التي كان منها الحقّ، فتصرفوننا عنها، وقوله: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
[الحاقة/ 45] أي: منعناه ودفعناه. فعبّر عن ذلك الأخذ باليَمِينِ كقولك: خذ بِيَمِينِ فلانٍ عن تعاطي الهجاء، وقيل: معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جلّ ذكره: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ
[الواقعة/ 27] أي: أصحاب السّعادات والمَيَامِنِ، وذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن المَيَامِنِ باليَمِينِ، وعن المشائم بالشّمال. واستعير اليَمِينُ للتَّيَمُّنِ والسعادة، وعلى ذلك وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ 90- 91] ، وعلى هذا حمل:
إذا ما راية رفعت لمجد تلقّاها عرابة باليَمِينِ
واليَمِينُ في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمحالف وغيره. قال تعالى:
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
[القلم/ 39] ، وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ [النور/ 53] ، لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ
[البقرة/ 225] ، وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ
[التوبة/ 12] ، إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ
[التوبة/ 12] وقولهم: يَمِينُ اللهِ، فإضافته إليه عزّ وجلّ هو إذا كان الحلف به.
ومولى اليَمِينِ: هو من بينك وبينه معاهدة، وقولهم: ملك يَمِينِي أنفذ وأبلغ من قولهم: في يدي، ولهذا قال تعالى: مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
[النور/ 33] وقوله صلّى الله عليه وسلم آله: «الحجر الأسود يَمِينُ اللهِ» أي: به يتوصّل إلى السّعادة المقرّبة إليه. ومن اليَمِينِ: تُنُووِلَ اليُمْنُ، يقال:
هو مَيْمُونُ النّقيبة. أي: مبارك، والمَيْمَنَةُ: ناحيةُ اليَمِينِ.

يمن

1 يُمِنَ , (T, M, K,) and يَمِنَ, (M, K,) He was prosperous; fortunate; lucky. (T, M, K.) 3 يَامَنَ : see 3 in art. شأم in two places.4 أَيْمَنَهُ He made it to incline towards the right: see an ex. voce سِنٌّ (near the end of the paragraph). b2: أَيْمَنَ: see أَشْأَمَ in two places. b3: أَيْمَنْتُ إِبِلِى: see أَيْسَرْتُ.5 تَيَمَّنَ He was placed on his right side in the grave. (TA, voce عَلْبَى.) b2: تَيَمَّنَ بِهِ i. q. تَبَرَّكَ بِهِ [q. v.]. (S.) b3: فُلَانٌ يُتَيَمَّنُ بِرَأْيِهِ, i. e. يُتَبَرَّكُ بِهِ, (T,) app. One is fortunate in, or derives a blessing from, his counsel. b4: He augured good by it, or from it; or looked for good fortune, or a blessing, from it; syn. تَبَّرَكَ بِهِ: (Mgh, Msb, &c:) opposed to تَشَأءَمَ بِهِ, in the K, art. طير; and in Bd, xvii. 14; and well known. b5: تَيَمَّنَ بِكَلِمَةٍ [He augured good from the word], (Har, p. 488,) and بِكَلَامٍ. (Msb. in art. فأل.) 6 تَيَامَنَ : see تَشَّامَ. b2: تَيَامَنُوا: see 3 in art. يسر.

يُمْنٌ Prosperity; good fortune; good luck; auspiciousness; (T, S, M, K;) contr. of شُؤْمٌ, (M,) and of نَحْسٌ. (L, art. سعد.) يُمْنَةٌ : its pl. seems to be يُمَنٌ. See بُرْدٌ.

اليَمِينُ The location that is on the right. b2: يَمِينٌ also, The south. See سَرْحٌ. b3: يَمِينُ also signifies A covenant (Bd, and Jel in lxviii. 39) confirmed by an oath. (Bd, ibid.) يَمِينُ اللّٰهِ The oath by attestation of God: see أَيْمُ اللّٰهِ, and عَهْدُ اللّٰهِ. b4: حَلَفْتُ يَمِينًا [I swore, or have sworn, an oath]. (T, S, M, voce أَمِينٌ, which see. You say, يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعلُ (as in some copies of the S [meaning, حَلَفْتُ يَمِينَ اللّٰهِ]): or يَمِينُ اللّٰهِ (as in other copies [meaning, يَمِينُ اللّٰهِ قَسَمِى]). See a similar form of oath voce حَرَامٌ. b5: يَمِينًا صَادِقَةً لَأَفْعَلَنَّ: see زَعْمةٌ.

يَمَانٍ A garment of Yemen: see a verse voce تَسْهِيمٌ.

يَمَانِىٌّ and يَمَانُونَ: see تِهَامِىٌّ.

يَامِنٌ : see يَاسِرٌ.

أَيْمَنُ [The right, as opposed to the left; see Kur, xix. 53, xx. 82, and xxviii. 30:] contr. of أَيْسَرُ; and [in like manner] ↓ مَيْمَنَةٌ is contr. of مَيْسَرَةٌ. (S.) b2: أَيْمَنُ, contr. of أَشْأَمُ, as signifying The right, opposed to the left: and as signifying Lucky, or auspicious: pl. أَيَامِنُ. See أَشْأَمُ. b3: It is also used in the sense of يُمْنٌ: see أَشْأَمُ. b4: Also More, and most, lucky, or auspicious, or happy: see 8 in art. فئل.

أَيْمُنٌ , used only in swearing, is a sing. noun, not a particle, nor pl. of يَمِينٌ: and is derived from يُمْنٌ. (Mughnee.) الأَيَامِنُ : see an ex. of this word, voce ثَابِرٌ.

مَيْمَنَةٌ The right wing of an army. See أَيْمَنُ.

مَيْمُونٌ Fortunate; happy; (T, M, MA, KL;) blest. (T.) See an ex. voce عَرِيكَةٌ.

تَيَمُّنٌ The having [or receiving] a blessing. (K L.) تِيمَنَّا for تَأْمَنَّا: see أَمِنَهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.