Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يصفق

خفف

(خفف) الشَّيْء جعله خَفِيفا وَيُقَال خفف الثَّوْب رقق نسجه وخفف مَا بِهِ هونه لَهُ وورح عَنهُ وخفف عَنهُ أَزَال عَنهُ مشقة
(خ ف ف) : (فِي الْحَدِيثِ) «لَا سَبْقَ إلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ» يَعْنِي الْإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَقَوْلُهُ يُحْمَى مِنْ الْأَرَاكِ مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ يَعْنِي أَنَّ الْإِبِلَ تَأْكُل مُنْتَهَى رُءُوسِهَا وَيَحْمِي مَا فَوْقَهَا.
خ ف ف: (الْخُفُّ) وَاحِدُ (أَخْفَافِ) الْبَعِيرِ وَهُوَ أَيْضًا وَاحِدُ (الْخِفَافِ) الَّتِي تُلْبَسُ. وَ (التَّخْفِيفُ) ضِدُّ التَّثْقِيلِ وَ (اسْتَخَفَّهُ) ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ. وَ (اسْتَخَفَّ) بِهِ أَهَانَهُ. وَ (خَفَّ) الشَّيْءُ يَخِفُّ بِالْكَسْرِ (خِفَّةً) صَارَ (خَفِيفًا) . وَ (أَخَفَّ) الرَّجُلُ خَفَّتْ حَالُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كَئُودًا لَا يَجُوزُهَا إِلَّا الْمُخِفُّ» . 
خفف قَالَ أَبُو عبيد: وَجهه عِنْدِي أَنه يُرِيد بذلك فِي السُّجُود يَقُول: لَا تُرْسِل نَفْسك على الأَرْض إرْسَالًا ثقيلا فيؤثر فِي جَبْهَتِك أثر السُّجُود [وَيبين ذَلِك حَدِيث مُجَاهِد أَن حبيب بن أبي ثَابت سَأَلَهُ فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف أَن يُؤثر السُّجُود فِي جبهتي فَقَالَ: إِذا سجدت فتَخافَّ. يَعْنِي خَفِّف نَفسك وجبهتك على الأَرْض. وَبَعض النَّاس يَقُول: فتجافّ وَالْمَحْفُوظ عِنْدِي بِالْخَاءِ من التَّخْفِيف] .

خفف


خَفَّ(n. ac. خَفّ
خَفَّة
خِفَّة)
a. Was light; was nimble, active.
b. Was lightly esteemed, of little account
unimportant.
c. Became lighter; diminished, decreased.
d.(n. ac. خُفُوْف) ['Ila], Hastened towards.
خَفَّفَأَخْفَفَa. Rendered light, lightened; alleviated, eased
relieved.

تَخَفَّفَa. Put on, wore boots.

تَخَاْفَفَa. Was lightened; was alleviated, eased, relieved.

إِسْتَخْفَفَa. Considered light, easy.
b. [Bi], Made light of, despised.
خِفّa. Light.
b. Small number; a few.

خِفَّةa. Lightness.
b. Levity, inconstancy, instability.
c. Slightness; unimportance; insignificance.

خُفّ
(pl.
خِفَاْف
أَخْفَاْف)
a. Boot, shoe.
b. (pl.
أَخْفَاْف), Hoof (camel); foot ( astrich).
خُفَاْفa. see 25
خَفِيْف
(pl.
خِفَاْف أَخْفَاْف
أَخْفِفَآءُ)
a. Light.
b. Frivolous, giddy.
c. Active, nimble, sprightly.
d. Unimportant, of little consequence
insignificant.

خُفُوْفa. Nimbleness, quickness, agility.

خَفَّاْفa. Boot-maker.
خ ف ف

خف الشيء خفة، فهو خفيف وخفاف وخف. وخف الميزان: شال. وشيء خف: خفيف المحمل. وخففه، وخفف عنه. واستخفه: استفزه. و" خفوا على الأرض " يعني في السجود حتى لا يؤثر الاعتماد بالجبهة. " وإذا سجدت فتخاف " وتخففوا تلحقوا. وكأنهم ليوث خفان، وهي أجمة في سواد الكوفة. وسمعت خفخفة الكلاب وهي صوت أكلها.

ومن المجاز: خفت حاله ورقت. وأخف فلان: صار خفيف الحال. وأقبل فلان مخفاً. وفاز المخفون. وفي الحديث: " إن بين أيدينا عقبة كؤداص لا يجوزها إلا المخف " وخف القوم عن أوطانهم خفوفاً. وهو خفيفالعارضين. وهو خفيف، وفيه خفة وطيش. وخفيف الروح: طريف. وخفيف القلب: ذكيّ. وخف فلان على الملك إذا قبله واستأنس به. وغلام خف: جلد. وخف فلان في عمله وفي خدمته. وخف فلان لفلان: أطاعه. وخفت الأتن للفحل: ذلت له وانقادت. واستخفه الهم والفزع، واستخف به: استهان به. وماله خف ولا حافر ولا ظلف. وجاءت الإبل على خف واحد، وعلى وظيف واحد إذا نبع بعضها بعضاً كالقطار. ووقعن في خف من الأرض وهو أطول من النعل.
[خفف] الخُفُّ: واحد أَخْفافِ البعير. والخُفُّ: واحد الخِفافِ التي تُلْبَسُ. والخُفُّ في الأرض: أغلظُ من النعل. وأما قول الراجز: يحمل في سحق من الخفاف تواديا سوين من خلاف فإنما يريد به كنفا اتخذ من ساق خف. والخف بالكسر: الخفيف، قال امرؤ القيس: يَزِلُّ الغلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِه ويُلْوي بأثوابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ ويقال أيضاً: خرجَ فلانٌ في خِفٍّ من أصحابه، أي في جماعة قليلة. والتخفيف: ضد التثقيل. واسْتَخَفَّهُ: خلاف استثقله. واسْتَخَفَّ به: أهانه. ورجلٌ خَفيفٌ وخُفافٌ بالضم. وخفاف بن ندبة السلمى: أحد غربان العرب. وخف الشئ يخف خفة : صار خَفيفاً. وخَفَّ القوم خُفوفاً، أي قَلُّوا. وقد خَفَّتْ زحمتهم. وخَفَّ له في الخدمة يَخِفُّ خِفَّةً. وأَخَفَّ الرجلُ، أي خَفَّتْ حاله. وفى الحديث: إن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يجوزها إلا المخف. وأخف القوم، إذا كانت دوابهم خفافا، عن أبى زيد. وخفان: موضع، وهو مأسدة، ومنه قول الشاعر: شرنبث أطراف البنان ضبارم هصور له في غيل خفان أشبل
خ ف ف : خَفَّ الشَّيْءُ خَفًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَخِفَّةً ضِدُّ ثَقُلَ فَهُوَ خَفِيفٌ وَخَفَّفْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُهُ كَذَلِكَ وَخَفَّ الرَّجُلُ طَاشَ وَخَفَّ إلَى الْعَدُوِّ خُفُوفًا أَسْرَعَ وَشَيْءٌ خِفٌّ بِالْكَسْرِ أَيْ خَفِيفٌ وَاسْتَخَفَّ الرَّجُلُ بِحَقِّي اسْتَهَانَ بِهِ وَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ حَمَلَهُمْ عَلَى الْخِفَّةِ
وَالْجَهْلِ وَأَخَفَّ هُوَ بِالْأَلِفِ إذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَا يُثْقِلُهُ.

وَخُفَافٌ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ وَبَنُو خُفَافٍ قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ.

وَالْخُفُّ الْمَلْبُوسُ جَمْعُهُ خِفَافٌ مِثْلُ: كِتَابٍ.

وَخُفُّ الْبَعِيرِ جَمْعُهُ أَخْفَافٌ مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَفِي حَدِيثٍ «يُحْمَى مِنْ الْأَرَاكِ مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ» قَالَ فِي الْعُبَابِ الْمُرَادُ مَسَانُّ الْإِبِلِ وَالْمَعْنَى لَا يُحْمَى مَا قَرُبَ مِنْ الْمَرْعَى بَلْ يُتْرَكُ لِلْمَسَانِّ وَالضِّعَافِ الَّتِي لَا تَقْوَى عَلَى الْإِمَّعَانِ فِي طَلَبِ الْمَرْعَى رِفْقًا بِأَرْبَابِهَا قَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا مِثْلُ: قَوْلِهِمْ أَخَذَتْهُ سُيُوفُنَا وَرِمَاحُنَا وَالسُّيُوفُ لَا تَأْخُذُ بَلْ الْمَعْنَى أَخَذْنَاهُ بِقُوَّتِنَا مُسْتَعِينِينَ بِسُيُوفِنَا وَكَذَلِكَ مَا لَمْ تَصِلْ إلَيْهِ الْإِبِلُ مُسْتَعِينَةً بِأَخْفَافِهَا فَأَبَاحَ مَا تَصِل إلَيْهِ عَلَى قُرْبٍ وَأَجَازَ أَنْ يُحْمَى مَا سِوَاهُ. 
[خفف] نه فيه: أن بين أيدينا عقبة كؤدا لا يجوزها إلا "المخف" أخف الرجل فهو مخف وخف وخفيف إذا خفت حاله ودابته وإذا كان قليل الثقل، يزيد به المخف من الذنوب وأسباب الدنيا وعلقها. ومنه ح: نجا "المخفون". وح على لما استخلف في غزوة قال: يا رسول الله! يزعم المنافقون أنك استثقلتنيو"تخففت" مني، أي طلبت الخفة بترك استصحابي معك. وفي ح ابن مسعود: أنه كان "خفيف" ذات اليد، أي فقيرًا قليل المال والحظ من الدنيا، ويجمع الخفيف على أخفاف. ومنه ح: خرج شبان أصحابه و"أخفافهم" حُسرا، وهم من لا متاع معهم ولا سلاح، ويروى: خفافهم، وأخفاؤهم، وهما جمعًا خفيف أيضًا.: أخفاء جمع خف بكسر معجمة. ن: وهم المسارعون المستعجلون، وروى: جفاء - بضم جيم وبمد، والمراد من خرج معهم من أهل مكة للغنيمة. نه وفي ح خطبة مرضه عليه السلام: قد دنا مني "خفوف" من بين أظهركم، أي حركة وقرب ارتحال يريد الإنذار بموته صلى الله عليه وسلم. ومنه ح: قد كان منى "خفوف" أي عجلة وسرعة سير. وح: لما ذكر له قتل أبي جهل "استخفه" الفرح، أي تحرك لذل وخف وأصله السرعة. ومنه قول عبد الملك: لا تغتابن عندي الرعية فإني "لا يخفني" أي لا يحملني على الخفة فأغضب لذلك. وفيه: كان إذا بعث الخراص قال: "خففوا" الخرص فإن في المال العرية والوصية، أي لا تستقصوا عليهم فيه فإنهم يطعمون منها ويوصون. وفيه: "خففوا" على الأرض، وروى: خفوا، أي لا ترسلوا أنفسكم في السجود إرسالًا ثقيلًا فيؤثر في جباهكم. ومنه ح: إذا سجدت "فتخاف" أي ضع جبهتك على الأرض وضعًا خفيفًا، ويروى بجيم وقد مر. وفيه: لا سبق إلا في "خف" أو نصل أو حافر، أراد بالخف الإبل، أي في ذي خف وذي نصل وذي حافر، والخف للبعير كالحافر للفرس. ومنه: نهى عن حمى الأراك إلا ما لم تنله "أخفاف" الإبل، جمع خُف الجمل المسن، وقد مر في يحمي. وفيه: غليظة "الخف" استعار خف البعير لقدم الإنسان. ط: "خفف" على داود القرآن، أي القراءة فيقرأ القرآن أي الزبور قبل أن يسرج، وهو يدل على طي الزمان كما يطوي المكان، ولا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الإلهي، ويتم في قرأ. ك: وضوء "خفيفًا" أي مرة مرة، أو باستعمال الماء بخلاف عادته. وفيه: "يخففه" عمرو بالغسل الخفيف مع الإسباغ ويقلله بالاقتصار مرة. وفي ح عائشة: إذا أعجبك حسن عمل امريء فقل: اعملوا فسيرى الله عملكم و"لا يستخفنك" أحد بأن تزكي عمله بالمعجل بل تفوض الأمر إلى الله ورسوله. مق: أي لا تتحرك لما رأيت منه ولا تغتر به، وأصل اللسرعة. زر: أي لا يستخفنك بعلمه فتن به الخير حتى تراه عاملًا على شرع الله ورسوله. وكان يحب ما "يخفف" عنهم، روى مبنيا للفاعل والمفعول، وخفف بالماضي، وكلها من التفعيل. ن: "أخف" الحدود- بالنصب، أي أجلده كأخف الحدود. وفيه: في "خفة" الطير وأحلام السباع، أي يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير وفي ظلم بعضهم بعضًا في أخلاق السباع. غ: "لا يستخفنك" أي لا يستجهلنك. و""فاستخف" قومه" حملهم على الخفة والجهل. وأخف أغضب حتى حمل على الخفة و"تستخفونها" يخف عليكم حملها. مد: "حملت حملًا "خفيفًا" أي خف عليها ولم تلق كربا كما تلقى بعض الحبالى من الكرب. وح: يسمع بكاء الصبي "فيخف" يجيء في فتنة.
خفف
الخف: واحد أخفاف البعير. وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا سبق غلا في خف أو حافر أو نصل، أراد: في ذي خف. وفي حديثه الأخر: تستن عليه بقوائمها وأخفافها، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ق ر ر. قال الراعي:
لها أمْرُها حتّى إذا ما تَبَوَّأتْ ... بأخْفَافِها مَأوىً تَبَوَّأ مَضْجَعا
والخف - أيضاً -: واحد الخفاف التي تلبس.
والخف من الأرض: أغلظ من النعل.
وإما قوله:
يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفَافِ ... تَوَادِياً سُوِّيْنَ من خِلافِ
فأنه يريد به كنفاً اتخذ من ساق خف.
وقولهم: رجع بخفي حنين. قال أبو عبيد: اصله أن حنيناً كان إسكافاً من أهل الحيرة؛ فساومه أعرابي بخفين حتى أغضبه؛ فأراد غيظ العرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فطرحه في الطريق؛ ثم ألقى الأخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الأخر لأخذته؛ ومضى فلما انتهى إلى الأخر ندم على تركه الول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ قال: جئتكم بخفي حنين، فذهبت مثلاً. يضرب عند الياس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً أدعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمر أن فقال: يا عم أنا أبن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب أبي هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع فقيل: رجع حنين بخفيه.
والخف - بالكسر -: الخفيف، قال امرؤ القيس:
يَزلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِهِ ... ويُلْوي بأثْوابِ العَنِيْفِ المُثَقَّلِ
ويقال - أيضاً -: خرج فلان في خف من أصحابه: أي في جماعة قليلة.
وخفاف بن ندبة - وهي أمه -؛ وهو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد، وخفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري - رضي الله عنهم -: لهما صحبة، وأبن ندبة له شعر، وهو أحد غربان العرب.
ورجل خفاف وخفيف: بمعنى، كطوال وطويل، قال أبو النجم:
وقد جَعَلْنا في وَضِيْنِ الأحبُلِ ... جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ
أي: قلبه خفيف وبدنه ثقيل.
وخف الشيء يخف خفة: صار خفيفاً، ومنه قول عطاء بن أبى رباح: خفوا على الأرض. قال أبو عبيد: وجهه عندي أنه يريد ذلك في السجود، يقول: لا ترسل نفسك على الأرض إرسالاً فيؤثر في جبهتك أثر السجود.
وخفان: مأسدة قرب الكوفة، وأنشدوا:
شَرَنْبَثُ أطْرَافِ البَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصْرٌ له في غِيْلِ خَفّانَ أشْبُلُ
وأنشد الليث:
تَحِنُّ إلى الدَّهْنى بخَفّانَ ناقَتي ... وأيْنَ الهَوَى من صَضوْتِها المُتَرَنِّمِ
والخفان: الكبريت. وقال الليث: الخفانة: النعامة السريعة. وكذلك أبن عباد. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالحاء المهملة. وخفت الأتن لعيرها: إذا أطاعته، قال الراعي:
نَفَى بالعِرَاكِ حَوَالِيَّها ... فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ
وقال أبن دريد: خفت الضبع تخف خفاً - بالفتح -: إذا صاحت. وقال أبن عباد: خفوف - مثال سفود -: الضبع.
وخف القوم: أي ارتحلوا مسرعين، قال الخطل:
خَفَّ القطين فراحوا منك أو بكروا ... وأزعَجَتْهُمْ نَوىً في صَرْفِها غِيَرُ
والخفيف: جنس من العروض مبني على " فاعلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُنْ " ست مرات.
وامرأة خفخافة: أي كأنَّ صوتها يخرج من منخريها.
وقال المفضل: الخفوف: الطائر الذي يقال له الميساق؛ وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار.
وضبعان خفاخف: كثير الصوت.
وأخف الرجل: خفت حاله.
وقال أبو زيد: أخف القوم: إذا كانت دوابهم خفافاً.
وقول أبي الدرداء - رضي الله عنه -: إن بين أيدينا عقبة كؤوداً لا يقطعها إلا المخفف. هو من قولهم: أخف الرجل إذا خفت حاله ورقت، وكان قليل الثقل في سفره أو حضره.
وعن مالك بن دينار: أنه وقع الحريق في دار كان فيها فاشتغل الناس بنقل المتعة، وأخذ مالك عصاه وجرابه ووثب؛ فجاوز الحريق وقال: فاز المخفون ورب الكعبة.
ويقال: أقبل فلان مخفاً.
وأخفه - أيضاً -: أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول عبد الملك بن مروان لبعض جلسائه: لا تغتابن عندي الرعية فانه لا يخفني.
والتخفيف: ضد التثقيل، قال الله تعالى:) ذلكَ تَخْفيفٌ من رَبِّكُم ورَحْمَةٌ (.
وتخفف: لبس الخف.
وقول علي - رضي الله عنه -: يا رسول الله يزعم المنافقون انك استثقلني وتخففت مني. قالها حين استخلفه في أهله ولم يمض به إلى غزوة تبوك، فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى: أي طلبت الخفة بتخليفك إياي وتركك استصحابي.
وقال أبن دريد: الخفخفة: صوت الضبع. وقال غيره: خفخفة الكلاب: أصواتها عند الكل.
وقال أبن الأعرابي: خفخف: إذا حرك قميصه الجديد فسمعت له خفخفة أي صوت.
والاستخفاف: ضد الاستثقال.
وقوله تعالى:) ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يُوْقِنون (أي لا يستفزنك ولا يستجهلنك، ومثله قوله:) فاسْتَخَفَّ قَوْمَه فأطاعُوه (أي حَمَلَهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه: إذا حمله على الجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب.
واستخفه الطرب: إذا أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول أبن مسعود - رضي الله عنه -: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني قتلت أبا جهل، فاستخفه الفرح وقال: أرنيه.
وقوله تعالى:) تَسْتَخِفُّوْنَها يَوْمَ ظَعْنِكم (أي يخف عليكم حملها.
والتخاف: ضد التثاقل، ومنه حديث مجاهد - وسأله حبيب بن أبي ثابت فقال: أني أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي - فقال: إذا سجدت فتخاف: أي ضع جبهتك على الأرض وضعاً خفيفاً من غير اعتماد. قال أبو عبيد: وبعض الناس يقول: فتجاف، والمحفوظ عندي بالخاء.
والتركيب يدل على شيء يخالف الثقل والرزانة.
خفف
خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ خَفَفْتُ، يَخِفّ، اخفِفْ/ خِفَّ، خِفَّةً وخَفًّا، فهو خِفّ وخَفيف، والمفعول مخفوف إليه
• خفَّ الشَّيءُ: قلّ وزنه، عكس ثَقُل " {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}: حبطت أعماله، كناية عن قلّة أعماله الصالحة- {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا}: هيِّنًا، يعني أوّل الحَمْل" ° ما خفّ حَمْله وغلا ثمنُه: قليل الوزن غالي الثَّمن.
• خفَّ الألمُ/ خفَّ المطرُ: نقص وقلّت حدَّتُه "خفّ الحمَاسُ: فتر وضعف"? خفَّتْ حالُه: صار فقيرًا.

• خفَّ اللَّونُ: بهِت وضعُف.
• خفَّ الشَّخصُ/ خفَّ عقلُه: طاش وحمُق.
• خفَّ المريضُ: شُفِي من المرض "خَفَّ الجرحُ".
• خفَّ إلى مساعدته/ خفَّ لمساعدته: أسرع ونشط لها، أسرع وبادر إليها "خفّ إلى تهنئته- خَفّ إلى العَدُوّ/ لقاء الضيوف".
• خفَّ على القلوب: أَنِسَت به وأحبَّته.
• خفَّ عن المكان: ارتحل مسرعًا.
• خفَّ في عَدْوِه: أسرع فيه.
• خفَّ للرَّجل: أطاعه. 

خفَّ2 يَخِفّ، اخفِفْ/ خِفَّ، خُفُوفًا، فهو خفيف
• خفَّ الجمعُ: قلَّ "خفَّ جمهورُ النَّاس بعد انتهاء الاجتماع". 

أخفَّ يُخفّ، أخْفِفْ/ أخِفَّ، إخفافًا، فهو مُخِفّ، والمفعول مُخَفّ (للمتعدِّي)
• أخفَّ الرَّجلُ: قلَّل متاعُه في السفر "إن كنت مُسافرًا بالطائرة فأخففْ؛ لأنّ الوزن مُحدَّد".
• أخفَّ صديقَه:
1 - أَذْهب حِلْمَه وحمله على الطيش، جعله خفيفًا.
2 - وجده خفيفًا طائشًا. 

استخفَّ/ استخفَّ بـ يستخفّ، اسْتَخْفِف/ استَخِفَّ، استخفافًا، فهو مُسْتَخِفّ، والمفعول مستخَفّ
• استخفَّ الشَّخصَ: أَخَفَّه، حمله على الخِفّة والطَّيش "حامل الهوى تعبُ ... يستخفُّه الطربُ- {وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ} ".
• استخفَّ الشَّيءَ: عدَّه أو وجده خفيفًا " {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} ".
• استخفَّ فلانًا/ استخفَّ بفلان: هزِئ واستهان به، أهانه، تجاهله وعامله بازدراء، أهمله "استخف بمواهِبه/ بالدور الذي لَعبَه/ بالقوانين/ بالفكرة/ بعقول الجماهير- {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}: استجهلهم واستهان بهم". 

تخفَّفَ/ تخفَّفَ من يتخفَّف، تخفُّفًا، فهو متخفِّف، والمفعول متخفَّف (للمتعدِّي)
• تخفَّف الحِمْلُ: صار خفيفًا.
• تخفَّف الخُفَّ: لبسه.
• تخفَّف من الحِمْل: أزال بعضَه ليَقِلّ ثِقَلُه "تخفَّف من ثيابه لشدَّة الحرّ". 

خفَّفَ/ خفَّفَ عن/ خفَّفَ من يُخفِّف، تخفيفًا، فهو مخفِّف، والمفعول مخفَّف
• خَفَّف الوزنَ/ خَفَّف من الوزن: قلَّل منه، جعله خفيفًا "خفّف الجزية/ السرعةَ- خَفَّف آلامَ/ من آلام المصابين: قلَّل من حِدَّتها" ° محلول مخفَّف: محلول خُلط به سائل آخر لتقليل كثافته.
• خفَّف المريضَ: عالجه حتى شفاه الله من مرضه.
• خفَّف الثَّوبَ: جعله رقيقًا.
• خفَّف ما بصديقه/ خفَّف عن صديقه: هَوّنَه عليه وبسَّطه، أزال عنه مشقَّة، روَّح عنه " {الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا}: يسَّر وقلَّل"? خَفِّف عنك/ خَفِّف من حُزنك: هَوِّن عليك.
• خفَّف الحرفَ: سكَّنه، ضدّ شدَّده. 

أخفُّ [مفرد]: اسم تفضيل من خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ: أقلّ وزنًا ° أخفّ الضَّرَرَيْن: أهونهما، أقلُّهما شرًّا- أخفُّ رأسًا من الذِّئب: خفيف النوم، يَقِظ- أخفّ من الفراشة/ أخفّ من الرِّيشة: خفيف الوزن. 

تخفيف [مفرد]:
1 - مصدر خفَّفَ/ خفَّفَ عن/ خفَّفَ من ° تخفيف حِدَّة التَّوتُّر: العمل على الحدِّ منه.
2 - (نح، جد) تخفُّف في النُّطق بالهمزة، وذلك بسقوطها، أو بإبدالها ألفًا أو واوًا أو ياءً، أو بالنُّطق بها بين بين.
3 - (كم) تقليل درجة التَّركيز لمحلول ما بإضافة كمية من المذيب.
• ظروف التَّخفيف: (قن) ملابسات تستدعي تخفيف الحكم على المتهم. 

تخفيفيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تخفيف.
• أسباب تخفيفيَّة/ ظروف تخفيفيَّة: (فن) ملابسات
 تستدعي تخفيف حكم على متَّهم، أو عقوبات مفروضة على دولة. 

خَفّ [مفرد]: مصدر خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ. 

خُفّ [مفرد]: ج أخفاف وخِفاف: ما يُلبس في الرِّجل من جلد رقيق، نوعٌ من الأحذية، حذاء خفيف ليس له كعب يمكن ارتداؤه ونزعه بسهولة وعادة ما يُلبس داخل البيت "مسح على خُفَّيْه في الوضوء- رجع بخُفَّيْ حُنَيْن [مثل]: يُضرب لمن عجز عن تحقيق حاجته ورجع خائبًا".
• خُفّ البعير: ما يقابل القدم عند الإنسان والحافر عند الفرس. 

خِفّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ. 

خِفَّة [مفرد]: مصدر خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ ° خِفَّة الدَّم/ خِفَّة الرُّوح/ خِفَّة الظِّلّ: لطف، رقة، تعبير يقال لمن له نفس مَرِحة- خِفَّة العقل: الطّيش- خِفَّة اليَد: مهارة يدويّة في تنفيذ الخدَع والحِيَل بسرعة لا يمكن ملاحظتها، مهارتها في العمل. 

خُفوف [مفرد]: مصدر خفَّ2. 

خَفيف [مفرد]: ج أخِفّاء وخِفاف، مؤ خَفيفة، ج مؤ خَفيفات وخِفاف:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفَّ1/ خفَّ إلى/ خفَّ على/ خفَّ عن/ خفَّ في/ خفَّ لـ وخفَّ2 ° خفيف الحركة: نشيط، سريع، رشيق- خفيف الدَّم/ خفيف الظِّلّ: ظريف، لطيف- خفيف الرُّوح: لطيف، مَرِح، رقيق العشرة- خفيف السَّمع: سريع السمع- خفيف الظَّهْر/ خفيف الرِّداء: قليل العيال- خفيف العارضين: قليل شعر الوجه- خفيف العقل: أحمق، طائش- خفيف النَّوم: سريع التيقظ- خفيف اليَد: سريع في العمل، ماهر في السرقة، لصّ، نشّال- خفيف ذات اليَد: فقير، قليل المال.
2 - سريع في عمله أو سَيْره.
3 - أحمق طائش.
• الخفيف: (عر) أحد بحور الشِّعر العربيّ، ووزنه: (فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ) في كلِّ شطر.
• السَّبب الخَفيف: (عر) ما تركّب من حركة وسكون. 

مُخفِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خفَّفَ/ خفَّفَ عن/ خفَّفَ من.
2 - (كم) مادة تقلِّل تركيز محلول عند إضافتها إليه. 

خفف: الخَفَّةُ والخِفّةُ: ضِدُّ الثِّقَلِ والرُّجُوحِ، يكون في الجسم

والعقلِ والعملِ. خفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً: صار خَفِيفاً، فهو

خَفِيفٌ وخُفافٌ، بالضم وقيل: الخَفِيفُ في الجسم، والخُفاف في التَّوَقُّد

والذكاء، وجمعها خِفافٌ. وقوله عز وجل: انفروا خِفافاً وثقالاً؛ قال الزجاج

أَي مُوسرين أَو مُعْسِرين، وقيل: خَفَّتْ عليكم الحركة أَو ثَقُلَت،

وقيل: رُكباناً ومُشاة، وقيل: شُبَّاناً وشيوخاً.

والخِفُّ: كل شيء خَفَّ مَحْمَلُه. والخِفُّ، بالكسر: الخفِيف. وشيءٌ

خِفٌّ: خَفِيفٌ؛ قال امرؤ القيس:

يَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِه،

ويُلْوِي بأَثْوابِ العَنِيفِ الـمُثَقَّلِ

(* وفي رواية: يطير الغلامُ الخفُّ. وفي رواية أُخرى: يُزل الغلامَ

الخِفَّ.)

ويقال: خرج فلان في خِفٍّ من أَصحابه أَي في جماعة قليلة. وخِفُّ

الـمَتاعِ: خَفِيفُه. وخَفَّ المطر: نَقَص؛ قال الجعدي:

فَتَمَطَّى زَمْخَريٌّ وارِمٌ

مِنْ رَبيعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ

(* قوله «فتمطى إلخ» في مادة زمخر، قال الجعدي: فتعالى زمخري وارم

مالت الاعراق منه واكتهل)

واسْتَخَفَّ فلان بحقي إذا اسْتَهانَ به، واسْتَخَفَّه الفرحُ إذا ارتاح

لأَمر. ابن سيده: استخفه الجَزَعُ والطَربُ خَفَّ لهما فاسْتَطار ولم

يثبُت. التهذيب: اسْتَخَفَّه الطَّرَب وأَخَفَّه إذا حمله على الخِفّة

وأَزال حِلْمَه؛ ومنه قول عبد الملك لبعض جُلسائه: لا تَغْتابَنَّ عندي

الرَّعِيّة فإنه لا يُخِفُّني؛ يقال: أَخَفَّني الشيءُ إذا أَغْضَبَك حتى حملك

على الطَّيْش، واسْتَخَفَّه: طَلَب خِفَّتَه. التهذيب: اسْتَخَفَّه فلان

إذا اسْتَجْهَله فحمله على اتِّباعه في غَيِّه، ومنه قوله تعالى: ولا

يَسْتَخفَّنَّكَ الذين لا يوقِنون؛ قال ابن سيده: وقوله تعالى: ولا

يَسْتَخِفَّنَّك، قال الزجاج: معناه لا يَسْتَفِزَّنَّك عن دينك أَي لا

يُخْرِجَنَّك الذين لا يُوقِنون لأَنهم ضُلاَّل شاكّون. التهذيب: ولا يستخفنك لا

يستفزنَّك ولا يَسْتَجْهِلَنَّك؛ ومنه: فاستخَفَّ قومَه فأَطاعوه أَي

حملهم على الخِفّة والجهل. يقال: استخفه عن رأْيه واستفزَّه عن رأْيه إذا

حمله على الجهل وأَزاله عما كان عليه من الصواب. واستخف به أَهانه.

وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه، لـمَّا استخلفه رسول اللّه، صلى اللّه

عليه وسلم، في غزوة تَبُوكَ قال: يا رسول اللّه يَزْعم المنافقون أَنك

اسْتَثْقَلْتَني وتخَفَّفْتَ مني، قالها لما استخلفه في أَهله ولم يمضِ به

إلى تلك الغَزاةِ؛ معنى تخففت مني أَي طلبت الخفة بتخليفِك إياي وترك

اسْتصْحابي معك. وخَفَّ فلان لفلان إذا أَطاعه وانقاد له. وخَفَّتِ الأُتُنُ

لعَيرها إذا أَطاعَتْه؛ وقال الراعي يصف العَير وأُتُنه:

نَفَى بالعِراكِ حَوالِيَّها،

فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ

والخَذُوفُ: ولد الأتان إذا سَمِنَ. واسْتَخَفَّه: رآه خَفيفاً؛ ومنه

قول بعض النحويين: استخف الهمزة الأُولى فخففها أَي لم تثقل عليه فخفَّفها

لذلك. وقوله تعالى: تَسْتَخِفُّونها يوم ظَعْنِكم؛ أَي يَخِفُّ عليكم

حملها.

والنون الخفِيفة: خلاف الثقيلة ويكنى بذلك عن التنوين أَيضاً ويقال

الخَفِيّة.

وأَخَفَّ الرجلُ إذا كانت دوابُّه خفافاً. والـمُخِفُّ: القليلُ المالِ

الخفيف الحال. وفي حديث ابن مسعود: أَنه كان خَفِيفَ ذات اليد أَي فقيراً

قليل المال والحظِّ من الدنيا، ويجمع الخَفِيفُ على أَخفافٍ؛ ومنه

الحديث: خرج شُبّانُ أَصحابه وأَخْفافُهم حُسَّراً؛ وهم الذين لا مَتاع لهم

ولا سِلاح، ويروى: خِفافُهم وأَخِفّاؤهم، وهما جمع خَفِيف أَيضاً. الليث:

الخِفّةُ خِفَّةُ الوَزْنِ وخِفّةُ الحالِ. وخفة الرَّجل: طَيْشُه

وخِفَّتُه في عمله، والفعل من ذلك كلِّه خَفَّ يَخِفُّ خِفَّة، فهو خفيف، فإذا

كان خَفيفَ القلب مُتَوَقِّداً، فهو خُفافٌ؛ وأَنشد:

جَوْزٌ خُفافٌ قَلْبُه مُثَقَّلُ

وخَفَّ القومُ خُفُوفاً أَي قَلُّوا؛ وقد خَفَّت زَحْمَتُهم. وخَفَّ له

في الخِدمةِ يَخِفُّ: خَدَمه. وأَخفَّ الرَّجل، فهو مُخِفٌ وخَفيف وخِفٌّ

أَي خَفَّت حالُه ورَقَّت وإذا كان قليل الثَّقَلِ. وفي الحديث: إنَّ

بين أَيدِينا عَقَبَةً كَؤُوداً لا يجوزها إلا الـمُخِفّ؛ يريد المخفَّ من

الذنوب وأَسبابِ الدنيا وعُلَقِها؛ ومنه الحديث أَيضاً: نَجا

المُخِفُّون. وأَخفَّ الرجلُ إذا كان قليل الثَّقَلِ في سفَره أَو

حَضَره.والتخفيفُ: ضدُّ التثقيل، واستخفَّه: خلاف اسْتَثْقَلَه. وفي الحديث:

كان إذا بعث الخُرَّاصَ قال: خَفِّفُوا الخَرْصَ فإنَّ في المال العرِيّة

والوصيّة أَي لا تَسْتَقْصُوا عليهم فيه فإنهم يُطعِمون منها ويُوصون. وفي

حديث عَطاء: خَفِّفُوا على الأَرض؛ وفي رواية: خِفُّوا أَي لا تُرْسِلوا

أَنفسكم في السجود إرْسالاً ثقيلاً فتؤثِّرُوا في جِباهِكم؛ أَراد

خِفُّوا في السجود؛ ومنه حديث مجاهد: إذا سجدتَ فتَخافَّ أَي ضَعْ جبهتك على

الأَرض وَضْعاً خفِيفاً، ويروى بالجيم، وهو مذكور في موضعه.

والخَفِيفُ: ضَرْبٌ من العروض، سمي بذلك لخِفَّته.

وخَفَّ القوم عن منزلهم خُفُوفاً: ارْتحَلُوا مسرعين، وقيل: ارتحلُوا

عنه فلم يَخُصُّوا السرعة؛ قال الأَخطل:

خَفَّ القَطِينُ فَراحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا

والخُفُوفُ: سُرعةُ السير من المنزل، يقال: حان الخُفُوفُ. وفي حديث

خطبته في مرضه: أَيها الناس إنه قد دَنا مني خُفوفٌ من بين أَظْهُرِكُمْ أَي

حركةٌ وقُرْبُ ارْتِحالٍ، يريد الإنذار بموته، صلى اللّه عليه وسلم. وفي

حديث ابن عمر: قد كان مني خفوفٌ أَي عَجَلَةٌ وسُرعة سير. وفي الحديث:

لما ذكر له قتلُ أَبي جهل استخفَّه الفَرَحُ أَي تحرك لذلك وخَفَّ، وأَصله

السرعةُ. ونَعامة خَفّانةٌ: سريعة.

والخُفُّ: خُفُّ البعير، وهو مَجْمَعُ فِرْسِن البعير والناقة، تقول

العرب: هذا خُفّ البعير وهذه فِرْسِنُه. وفي الحديث: لا سَبَق إلا في خُفٍّ

أَو نَصْلٍ أَو حافر، فالخُفُّ الإبل ههنا، والحافِرُ الخيلُ، والنصلُ

السهمُ الذي يُرمى به، ولا بدّ من حذف مضاف، أَي لا سَبَقَ إلا في ذي خفّ

أَو ذي حافِرٍ أَو ذي نَصْلٍ. الجوهري: الخُف واحد أَخْفافِ البعير وهو

للبعير كالحافر للفرس. ابن سيده: وقد يكون الخف للنعام، سَوَّوْا بينهما

للتَّشابُهِ، وخُفُّ الإنسانِ: ما أَصابَ الأَرضَ من باطن قَدَمِه، وقيل:

لا يكون الخف من الحيوان إلا للبعير والنعامة. وفي حديث المغيرة: غَلِيظة

الخفّ؛ استعار خف البعير لقدم الإنسان مجازاً، والخُفّ في الأَرض أَغلظ

من النَّعْل؛ وأَما قول الراجز:

يَحْمِلُ، في سَحْقٍ من الخِفافِ،

تَوادِياً سُوِّينَ من خِلافِ

فإنما يريد به كِنْفاً اتُّخِذَ من ساقِ خُفٍّ. والخُفُّ: الذي يُلْبَس،

والجمع من كل ذلك أَخْفافٌ وخِفافٌ. وتخَفَّفَ خُفّاً: لَبِسه. وجاءت

الإبلُ على خُفّ واحد إذا تبع بعضها بعضاً كأَنها قِطارٌ، كلُّ بعير رأْسُه

على ذنب صاحبه، مقطورةً كانت أَو غير مقطورة. وأَخَفَّ الرجلَ: ذكر

قبيحه وعابَه.

وخَفّانُ: موضع أَشِبُ الغِياضِ كثير الأُسد؛ قال الأَعشى:

وما مُخْدِرٌ وَرْدٌ عليه مَهابةٌ،

أَبو أَشْبُلٍ أَضْحى بخَفّانَ حارِدا

وقال الجوهري: هو مأْسَدة؛ ومنه قول الشاعر:

شَرَنْبَث أَطْرافِ البَناننِ ضُبارِمٌ،

هَصُورٌ له في غِيلِ خَفّانَ أَشْبُلُ

والخُفّ: الجمَل الـمُسِنّ، وقيل: الضخْم؛ قال الراجز:

سأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفّا،

والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كيْ تَخِفّا

وفي الحديث: نهى عن حَمْيِ الأَراك إلا ما لم تَنَلْه أَخْفافُ الإبل

أََي ما لم تَبْلُغْه أَفواهُها بمشيها إليه.

وقال الأَصمعي: الخُف الجمل الـمُسِنُّ، وجمعه أَخفاف، أَي ما قَرُب من

الـمَرْعى لا يُحْمى بل يترك لـمَسانِّ الإبل وما في معناها من الضّعافِ

التي لا تَقْوى على الإمعان في طلَبِ الـمَرْعَى.

وخُفافٌ: اسم رجل، وهو خُفافُ بن نُدْبةَ السُّلمي أَحد غِرْبانِ العرب.

والخَفْخَفةُ: صوتُ الحُبارى والضَّبُعِ والخِنْزيرِ، وقد خَفْخَفَ؛ قال

جرير:

لَعَنَ الإلهُ سِبالَ تَغْلِبَ إنَّهم

ضُرِبوا بكلِّ مُخَفْخِفٍ حَنّان

وهو الخُفاخِفُ. والخَفْخَفةُ أَيضاً: صوتُ الثوب الجديد أَو الفَرْو

الجديد إذا لُبِس وحرَّكْتَه. ابن الأَعرابي: خَفْخَفَ إذا حرَّك قميصَه

الجديد فسمعت له خَفْخَفةً أَي صوتاً؛ قال الجوهري: ولا تكون الخَفْخَفةُ

إلا بعد الجَفْجَفةِ، والخَفْخَفة أَيضاً: صوت القرطاس إذا حرَّكْتَه

وقلَبته. وإنها لخَفْخافةُ الصوت أَي كأَن صوتها يخرج من أَنفها.

والخُفْخُوفُ: طائر؛ قال ابن دريد: ذكر ذلك عن أَبي الخَطاب الأَخفش،

قال ابن سيده: ولا أَدري ما صحته، قال: ولا ذكره أَحد من أَصحابنا. المفضل:

الخُفْخُوفُ الطائر الذي يقال له المِيساقُ، وهو الذي يصفق بجناحيه إذا

طار.

(خفف) في صفة عبدِ الله بن مَسْعود، رضي الله عنه: "أَنَّه كان خَفِيفَ ذاتِ اليَدِ".
يقال: أَخفَّ فُلانٌ، إذا خَفَّت حالُه ودابَّتُه، وإذا كان قليل الثَّقَل فهو خِفٌّ وخَفِيفٌ، كحِبٍّ وحَبِيب.
- ومنه الحديث: "خَرَج شُبَّانُ أَصحابِه وأَخْفَافُهم حُسَّرًا"
الأَخْفاف: جمع الخِفّ، يَعنِي الذين لا سِلاحَ معهم ولا مَتاعَ.
- في حديث ابنِ عُمَر، رَضِي الله عنه: "قد كان مِنِّي خُفوفٌ"
: أي عَجَلَةٌ وسُرعَةُ سيرٍ إذا ارتحَلُوا، وهو من الخِفَّة أَيضًا.
- وفي الحديث: "لَمَّا ذُكِر له قَتلُ أَبِي جَهْل استَخَفَّه الفَرحُ"
: أي تحرَّك لذلك وخَفَّ له، وأَصلُه السُّرعة أَيضًا.
- في الحديث: "نَهَى عن حَمْيِ الأَراك إلَّا ما لم تَنلْه أَخفافُ الِإبل" . : أي ما كان كَلأً لها وتَصِل إليه.
وقال الأَصمَعِيُّ: الخُفُّ: الجَمَل المُسِنّ، أي ما قَرُب من المَرعَى لا يُحمَى. بل يُتْرك لمَسانِّ الِإبل وما في مَعْناها من الضِّعافِ التي لا تَقوَى على الِإمْعان في طَلَب المَرعَى، وأنشد:
* سأَلتُ زيدًا بعد بَكْرٍ خُفَّا * 
: أي جَمَلا مُسِنًّا.

علا

(علا)
الشَّيْء علوا ارْتَفع فَهُوَ عَال وَعلي وَيُقَال علا النَّهَار وَيُقَال علا فلَان فِي الأَرْض تكبر وتجبر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن فِرْعَوْن علا فِي الأَرْض} وَفُلَان بِالْأَمر اضطلع بِهِ واستقل وبالشيء جعله عليا وَالشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه رقِيه وصعده وَالرجل قهره وغلبه وبالسيف ضربه وَفُلَان حَاجته ظهر عَلَيْهَا
ع ل ا: عَلَا فِي الْمَكَانِ مِنْ بَابِ سَمَا. وَ (عَلِيَ) فِي الشَّرَفِ بِالْكَسْرِ (عَلَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَ (عَلَا) يَعْلَى لُغَةٌ فِيهِ. وَفُلَانٌ مِنْ (عِلْيَةِ) النَّاسِ وَهُوَ جَمْعُ (عَلِيٍّ) أَيْ شَرِيفٌ رَفِيعٌ مِثْلُ صَبِيٍّ وَصِبْيَةٍ. وَ (عَلَاهُ) غَلَبَهُ. وَعَلَاهُ بِالسَّيْفِ ضَرَبَهُ. وَ (عَلَا) فِي الْأَرْضِ تَكَبَّرَ وَبَابُ الثَّلَاثَةِ سَمَا. وَ (عُلْوُ) الدَّارِ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا ضِدُّ سُفْلِهَا بِضَمِّ السِّينِ وَكَسْرِهَا. وَ (الْعَلْيَاءُ) كُلُّ مَكَانٍ مُشْرِفٍ. وَ (الْعَلَاءُ) وَ (الْعُلَا) الرِّفْعَةُ وَالشَّرَفُ وَكَذَا (الْمَعْلَاةُ) وَالْجَمْعُ (الْمَعَالِي) . وَ (الْعَالِيَةُ) مَا فَوْقَ نَجْدٍ إِلَى أَرْضِ تِهَامَةَ وَإِلَى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ وَهِيَ الْحِجَازُ وَمَا وَالَاهَا. وَ (الْعُلِّيَّةُ) بِضَمِّ الْعَيْنِ الْغُرْفَةُ وَالْجَمْعُ (الْعَلَالِيُّ) . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ (الْعِلِّيَّةُ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْمُعَلَّى) بِفَتْحِ اللَّامِ السَّابِعُ مِنْ سِهَامِ الْمَيْسِرِ. وَ (اسْتَعْلَى) الرَّجُلُ عَلَا. وَ (اسْتَعْلَاهُ) عَلَاهُ، وَ (اعْتَلَاهُ) مِثْلُهُ. وَ (تَعَلَّى) أَيْ عَلَا فِي مُهْلَةٍ. وَ (تَعَلَّتِ) الْمَرْأَةُ مِنْ نِفَاسِهَا أَيْ سَلِمَتْ. وَ (تَعَلَّى) الرَّجُلُ مِنْ عِلَّتِهِ. وَ (الْعَلِيُّ) الرَّفِيعُ. وَ (أَعْلَاهُ) اللَّهُ رَفَعَهُ. وَ (عَالَاهُ) مِثْلُهُ. وَ (التَّعَالِي) الِارْتِفَاعُ تَقُولُ مِنْهُ إِذَا أَمَرْتَ: (تَعَالَ) يَا رَجُلُ بِفَتْحِ اللَّامِ وَلِلْمَرْأَةِ تَعَالَيْ وَلِلْمَرْأَتَيْنِ تَعَالَيَا وَلِلنِّسْوَةِ تَعَالَيْنَ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ مِنْهُ: تَعَالَيْتُ وَلَا يُنْهَى عَنْهُ. وَيُقَالُ: قَدْ تَعَالَيْتُ وَإِلَى أَيِّ شَيْءٍ أَتَعَالَى. وَقَوْلُهُمْ: (عَلَيْكَ) زَيْدًا أَيْ خُذْهُ. وَ (عَلَى) حَرْفٌ خَافِضٌ يَكُونُ اسْمًا وَفِعْلًا وَحَرْفًا. تَقُولُ: عَلَى زَيْدٍ ثَوْبٌ. وَ (عَلَا) زَيْدًا ثَوْبٌ. وَأَلِفُهُ تُقْلَبُ مَعَ الْمُضْمَرِ يَاءً تَقُولُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِ. وَبَعْضُ
الْعَرَبِ يَتْرُكُهَا عَلَى حَالِهَا فَيَقُولُ: عَلَاكَ وَعَلَاهُ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ تَنْفُضُ الطَّلَّ بَعْدَمَا
أَيْ غَدَتْ مِنْ فَوْقِهِ فَهُوَ هَا هُنَا اسْمٌ لِأَنَّ حَرْفَ الْجَرِّ لَا يَدْخُلُ عَلَى حَرْفِ الْجَرِّ. وَقَوْلُهُمْ كَانَ كَذَا عَلَى عَهْدِ فُلَانٍ أَيْ فِي عَهْدِهِ. وَقَدْ تُوضَعُ مَوْضِعَ مِنْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} [المطففين: 2] أَيْ مِنَ النَّاسِ. قُلْتُ: وَقَدْ تُوضَعُ مَوْضِعَ الْبَاءِ ذَكَرَهُ مَعَ شَاهِدِهِ فِي الْبَاءِ مِنَ الْبَابِ الْأَخِيرِ. وَتَقُولُ: (عَلَيَّ) زَيْدًا وَعَلَيَّ بِزَيْدٍ مَعْنَاهُ أَعْطِنِي زَيْدًا. وَ (عُلْوَانُ) الْكِتَابِ عُنْوَانُهُ وَقَدْ (عَلْوَنَ) الْكِتَابَ عَنْوَنَهُ. وَ (الْعِلَاوَةُ) بِالْكَسْرِ مَا عَلَّيْتَ بِهِ عَلَى الْبَعِيرِ بَعْدَ تَمَامِ الْوِقْرِ أَوْ عَلَّقْتَهُ عَلَيْهِ كَالسِّقَاءِ وَالسَّفُّودِ وَالْجَمْعُ (الْعَلَاوَى) بِفَتْحِ الْوَاوِ مِثْلُ إِدَاوَةٍ وَأَدَاوَى. 
علا
العُلْوُ: ضدّ السُّفْل، والعُلْوِيُّ والسُّفْليُّ المنسوب إليهما، والعُلُوُّ: الارتفاعُ، وقد عَلَا يَعْلُو عُلُوّاً وهو عَالٍ ، وعَلِيَ يَعْلَى عَلَاءً فهو عَلِيٌّ ، فَعَلَا بالفتح في الأمكنة والأجسام أكثر. قال تعالى:
عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ
[الإنسان/ 21] .
وقيل: إنّ (عَلَا) يقال في المحمود والمذموم، و (عَلِيَ) لا يقال إلّا في المحمود، قال: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ [القصص/ 4] ، لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ [يونس/ 83] ، وقال تعالى: فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ [المؤمنون/ 46] ، وقال لإبليس:
أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ [ص/ 75] ، لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ [القصص/ 83] ، وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ [المؤمنون/ 91] ، وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً [الإسراء/ 4] ، وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا [النمل/ 14] . والعَليُّ: هو الرّفيع القدر من: عَلِيَ، وإذا وصف الله تعالى به في قوله:
أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج/ 62] ، إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً [النساء/ 34] ، فمعناه:
يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين. وعلى ذلك يقال: تَعَالَى، نحو:
تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل/ 63] ، [وتخصيص لفظ التّفاعل لمبالغة ذلك منه لا على سبيل التّكلّف كما يكون من البشر] ، وقال عزّ وجلّ: تَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً [الإسراء/ 43] ، فقوله: (علوّا) ليس بمصدر تعالى. كما أنّ قوله (نباتا) في قوله:
أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً [نوح/ 17] ، و (تبتيلا) في قوله: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [المزمل/ 8] ، كذلك . والأَعْلى: الأشرف.
قال تعالى: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى [النازعات/ 24] ، والاسْتِعْلاءُ: قد يكون طلب العلوّ المذموم، وقد يكون طلب العلاء، أي: الرّفعة، وقوله: وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى
[طه/ 64] ، يحتمل الأمرين جميعا. وأما قوله:
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
[الأعلى/ 1] ، فمعناه: أعلى من أن يقاس به، أو يعتبر بغيره، وقوله: وَالسَّماواتِ الْعُلى
[طه/ 4] ، فجمع تأنيث الأعلى، والمعنى: هي الأشرف والأفضل بالإضافة إلى هذا العالم، كما قال: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها [النازعات/ 27] ، وقوله: لَفِي عِلِّيِّينَ
[المطففين/ 18] ، فقد قيل هو اسم أشرف الجنان ، كما أنّ سجّينا اسم شرّ النّيران، وقيل: بل ذلك في الحقيقة اسم سكّانها، وهذا أقرب في العربيّة، إذ كان هذا الجمع يختصّ بالناطقين، قال: والواحد عِلِّيٌ نحو بطّيخ. ومعناه: إن الأبرار في جملة هؤلاء فيكون ذلك كقوله: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ [النساء/ 69] ، الآية.
وباعتبار العلوّ قيل للمكان المشرف وللشّرف:
العَلْيَاءُ، والعُلِّيَّة: تصغير عَالِيَةٍ فصار في التّعارف اسما للغرفة، وتَعَالَى النهار: ارتفع، وعَالِيَةُ الرّمحِ: ما دون السّنان، جمعها عَوَالٍ، وعَالِيَةُ المدينةِ، ومنه قيل: بعث إلى أهل العَوَالِي ، ونسب إلى العَالِيَة فقيل: عُلْوِيٌّ . والعَلَاةُ:
السّندان حديدا كان أو حجرا. ويقال: العُلِّيَّةُ للغرفة، وجمعها عَلَالِي، وهي فعاليل، والعِلْيَانُ: البعير الضّخم، وعِلَاوَةُ الشيءِ:
أعلاه. ولذلك قيل للرّأس والعنق: عِلَاوَةٌ، ولما يحمل فوق الأحمال: عِلَاوَةٌ. وقيل: عِلَاوَةُ الرّيح وسفالته، والمُعَلَّى: أشرف القداح، وهو السابع، واعْلُ عنّي، أي: ارتفع . و (تَعالَ) قيل: أصله أن يدعى الإنسان إلى مكان مرتفع، ثم جعل للدّعاء إلى كلّ مكان، قال بعضهم: أصله من العلوّ، وهو ارتفاع المنزلة، فكأنه دعا إلى ما فيه رفعة، كقولك:
افعل كذا غير صاغر تشريفا للمقول له. وعلى ذلك قال: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
[آل عمران/ 61] ، تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ [آل عمران/ 64] ، تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ [النساء/ 61] ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ [النمل/ 31] ، تَعالَوْا أَتْلُ [الأنعام/ 151] . وتَعَلَّى: ذهب صعدا. يقال:
عَلَيْتُهُ فتَعَلَّى، و (عَلَى) : حَرْفُ جرٍّ، وقد يوضع موضع الاسم في قولهم:
غدت من عليه
(علا) - في الحَديثِ: "اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلَى"
قال ابنُ قُتَيْبَة: العُليَا: المُعطِيَة، والسُّفلَى: السَّائِلة.
قال : وفيه وَجْهٌ آخرٌ، وهو أَشبَه بمَعنَى الحَديثِ - وهو أن العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة ، والسُّفلَى: السَّائِلة.
وجاء ذلك عن ابنِ عُمَر - رضي الله عنه - مَرفُوعًا.
ووَجهٌ ثالِثٌ عن الحَسَن أنه قال: العُلْيا. المُعْطية، والسُّفْلَى: المَانِعَة. وبَيْن الرُّواةِ في المُتَعَفِّفة والمنْفِقَة خِلافٌ، فقال عبد الوارث: العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة.
وقال أكثرهم عن حَمّاد بن زيد، عن أيّوبَ: المُنفِقَة.
وقال وَاحدٌ: المُتَعَفِّفَة، وهو أَشبَهُ وأَصَحُّ في المعنى؛ لأنَّ ابنَ عُمَر - رضي الله عنهما - ذَكَر أنَّ رَسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قاله وهو يَذكُر التَّعَفُّفَ.
وذهب جَماعةٌ إلى أن يَدَ المُعطِي مُسْتَعْلِيَة، وليس بشيء.
- أخبرنا الإمام أبو القَاسِم - رَحِمَه الله - أَنبأَ أبو بكر بنُ خَلَف، ثنا الحاكِمُ أبو عَبدِ الله، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي عَمْرٍو المُسْتَمْلي، سألت أَبَا بكر بنَ خُزَيْمة عن مَعنَى قولِ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "مَنْ صَامَ الدهرَ ضُيِّقَت عليه جَهَنَّم"
فقال: ينبغي أن يكون ها هنا معنى عَلَيْه عَنْه، فلا يدخل جَهنَّم؛ لأَنَّ من ازدَادَ لِلَّهِ تعالى عَملًا وطَاعةً، ازداد به عند الله رِفْعَةً، وعليه كَرَامَة، وإليه قُربَةً.
وقال الأَثْرم: قلت لأَبي عبدِ الله: فسَّر مُسَدّد قَولَ أَبي مُوسىَ "مَنْ صَامَ الدَّهرَ ضُيِّقَت عَليه جَهَنِّم"، قال تَضِيقُ فلا يَدْخُلُها، فَتَبَسَّم، وقال: مَنْ قَالَ هذا؟ وأينَ حَدِيثُ عبدِ الله بِن عَمْرو أَنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلم - كَرِه ذَلِك له، وما فيه من الأَحادِيث. - وفي حديث أَبِي سُفْيَان: "لولا الحَياءُ من أن يَأْثِروا علىّ كذِبًا لكَذَبت عَنْه "
عَليَّ بمعنى عَنِّى - أيضًا - قال الشاعر:
إذا رَضِيَت عَلَىَّ بنو قُشَيْر لعَمرُ الله أعجَبَني رِضَاهَا
وقَولُه عليه بمعنى عَنْه، كما يجعلون عليَّ بمعنى عَنِّي، قال الشَّاعِرُ:
لَاهِ ابنُ عَمِّكِ لا أَفْضلْتَ في حَسَبٍ
عَنَّى ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزُوني .
: أي ما أَفْضَلْت علىَّ.
والعُلْيَا من عَلاَء المَجْد، والفِعْل منه عَلىَ في المكارم - بكسْر اللام - يَعْلَى، ومن ذلك يُسَمَّى يَعْلَىَ وأَبُو يَعْلَى.
- في الحديث: "تَعلُو عنه العَيْنُ"
: أَى تَنبُو، وإذا نَبَا الشيءُ عن الشيءِ ولم يَلْصَق به فَقَدْ علاَ عنه. - وفي حَديثِ ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "فإذا هُوَ يتعَلَّى عَنِّي"
: أي يَتَرفَّع عَلَيَّ.
- وفي حَديثِ سُبَيْعَة - رَضي الله عنها -: "فلما تَعلَّت، أو تَعالَت من نِفاسِها".
: أي ارْتَفَعت وطَهُرت.
وتَعَلَّى الرَّجلُ من عِلَّته؛ إذا ارتَفَع وبَرَأَ. ويَجوزُ أن يكونَ مُطاوعَ عَلَّلها اللَّهُ
: أي أَزالَها. فَفَعل به ما فَعَل بِتَقَضُّضِ البَازي وتَطَبَّبَت
- في حديث قَيْلةَ: "والله لا يِزَال كَعْبُك عاليًا"
: أي لا تَزَالِين شَريفَةً مُرتَفِعةً على من يعاديك ظاهِرةً مَنصُورَةً على مَنْ يَقْصِدُك بِسُوء.
- في حديث زَكاةِ الفِطْر: "على كلِّ حُرٍّ وعَبدٍ صَاعٌ"
قيل: مَعنَى على - ها هنا -: عَنْ ؛ لأن العَبدَ لا تَجب عليه، وإنما تَجب على سَيِّده عنه. كما قَالَ اللَّهُ تَعالَى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ} : أي من النَّاسِ.
ومِثلُه قَولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "مَنْ صَامَ الدَّهرَ ضُيِّقَت عليه جَهَنَّمُ" قيل: معناه ضُيِّقَت عنه حتى لا يَدْخُلَها.
- في حَديثِ ابنِ عُمَرَ - رَضي الله عنهما -: "أَخذْت بعَالِيَة رُمْح"
وهي ما يَلِى السِّنانَ مِن القَناةِ. والجَمعُ العَواليِ.
- وفي حديث : "بَعَثَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - إلى أَهلِ العَالِيَة"
وهي أَعلَى المدِينةِ، والمَنْسوب إليه عُلْوِىٌّ.
وقِيلَ: عَالِيَةُ الحِجاز وغيرها: أَعْلَاها، وما ارْتَفَع منها، ويَتَبَيَّن ذَلِك بمَجِيء المَاءِ من ناحِيَتِه.
وعالِيَةُ كلِّ شيء: عِلْوه وعُلْوه، وقد أَعلَى وعَالَى: أَتَى العَالِيةَ.
- ومنه حَدِيثُ عَبدِ الله بن عَمْرو - رضي الله عنه: "جَاءَ أَعرابيٌّ عُلْوِيٌّ جَافٍ"
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "فارتَقَى عُلِّيَّة"
على وزن حُرِّيّة، وهي الغُرفَة، وجَمْعُها عَلاَلِيّ. قيل: وهي في التَّصريف فُعُّوْلَة.
وقال الأَزهَرِي : عِلِّيَّةٌ أكثر: يعني بكَسْر العين - وجَمعُها: عِلَّىٌّ. - في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "ما بَالُ العِلاَوةُ بين الفَوْدَيْن"
العِلاوةُ: ما زِيدَ على الحِمْل ووُضِع فَوقَه وعُولِى عليه، وضَربَ عِلاوَتَه: أي رَأْسَه.
- وفي حديث عطاء: "في ذكر مَهْبِطِ آدمَ عليه الصلاة والسَّلامِ، فقال: هَبَطَ بالعَلاةِ"
وهي السِّنْدَان .
- وفي حديث أُحُدٍ: "عَالِ عَنْها"
: أي تَجافَ عن ذِكرِها، يَعنِي هُبَل.
- وفي الحديث: "عَليكُم بكَذَا".
جُعِل اسماً للفِعْل الذي هو خُذْ. قيل: عَلَيْكَ بزَيدٍ، وعليك زيدًا: أي خُذْه. - في شِعْر عَبَّاس:
.. مِنْ * خِنْدِفَ عَلْياءَ تَحتَها النُّطُق *
عَلْيَاء: اسم للمكان المرتَفِعِ، كالنَّجْد واليَفَاع، وليست بتَأْنِيث الأَعْلَى، ولو كانت صِفَةً قيل: عَلْوَاء كالعَشْواء والقَنواء، والخَذْواء؛ ولأَنَّها استُعمِلت مُنكَّرة، وأفعل للتَّفْضِيل، ومُؤَنَّثُه بخِلافه.
[علا] عَلا في المكان يَعْلو عُلوًّا. وعَلِيَ في الشرف بالكسر يَعْلى عَلاءً. ويقال أيضاً: عَلا بالفتح يعلى. قال رؤبة * لما علا كعبك بن عليت * فجمع بين اللغتين. وفلانٌ من عِليةِ الناس، وهو جمع رجل على، أي شريف رفيع، مثل صبى وصبية. وعلوت الرجل: غلبته. وعَلَوْتُهُ بالسيف ضربته. وعلا في الأرض: تكبَّر، عُلوًّا في هذا كلِّه. وعُلْوُ الدارِ وعِلْوُها: نقيض سِفلها. ويقال: أتيته من عل الدار بكسر اللام، أي من عال. قال امرؤ القيس:

كجلمود صخرٌ حطَّه السيلُ من عَلِ * وأتيته من عَلا. قال أبو النجم: باتتْ تنوشُ الحَوْضَ نَوْشاً من عَلا * نَوْشاً به تقطع أجواز الفَلا وأتيته من عَلُ بضم اللام. وأنشد يعقوب لعدي بن زيد: في كِناسٍ ظاهرٍ تَسْتُرُهُ * مِنْ عَلُ الشَفَّانِ هُدَّابُ الفَنَنْ  (*) وأما قول أوس: فملك بالليط الذى تحت قشره كغرقئ بيض كنه القيض من علو فإن الواو زائدة، وهى لاطلاق القافية، ولا يجوز مثله في الكلام. وأتيته من عال. وأنشد يعقوب لدكين ابن رجاء:

ظمأى النسا من تحت ريا من عال * يعنى فرسا. وأتيته من معال بضم الميم. قال ذو الرمة. * ونغضان الرحل من معال * وأما قول أعشى باهِلَةَ: إنّي أَتَتْني لِسانٌ لاأسر بها * من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سخر فيروى بضم الواو وفتحها وكسرها، أي أتانى خبر من أعلى نجد. ويقال: عال عنى، وأعل عنِّي، أي تنحّ عنّي. وأعْلِ عن الوسادة . وعَالِ عليَّ، أي أحمل. وقول أمية بن أبى الصلت: سلع ما ومثله عشر ما * عائل ما وعالت البيقورا أي إن السنة الجدبة أثقلت البقر بما حملت من السلع والعشر. ويقال كن [في ] علاوة الريح وسُفالَتِها. فعَلاوتها: أن تكون فوق الصيد. وسُفالَتِها: أن تكون تحت الصيد لئلا يجد الوحشُ رائحتك. والعَلياءُ: كلُّ مكانٍ مشرفٍ. والعَلاءُ والعلاءُ: الرفعة والشرف، وكذلك المَعْلاةُ، والجمع المعالي. والعَلاةُ: حجرٌ يجعل عليه الاقط. وقال (*) الراجز : لا تنفع الشاوى فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته والعلاة: السندان ; والجمع العلا. ويقال للناقة عَلاةٌ، تشبَّه بها في صلابتها. يقال: ناقة علاة الخلق قال الشاعر:

جاوزتها بعلاة الخلق عليان * أي طويلة جسيمة. ويقال رجل عليان مثال عطشان، وكذلك المرأة، يستوى فيه المذكر والمؤنث. وأنشد أبو عليّ: ومَتْلَفٍ بين موْماةٍ ومَهْلَكَةٍ * جاوزْتُهُ بعلاة الخلق عليان والعالية: ما فوق نجد إلى أرض تهامة وإلى ما وراء مكة، وهى الحجاز وما والاها، والنسبة إليها عالى، ويقال أيضا علوى على غير قياس. ويقال: عالى الرجل وأعْلى، إذا أتى عالِيَةَ نجد. والعلية: الغرفة، والجمع العلالى، وهو فعيلة مثل مريقة، وأصله عليوة، فأبدلت الواو ياء وأدغمت، لان هذه الواو إذا سكن ما قبلها صحت، كما ينسب إلى الدلو دلوى ; وهو من علوت. وقال بعضهم: هي العلية بالكسر على فعيلة. وبعضهم يجعلها من المضاعف، ووزنها فعلية. وبعضهم يجعلها من المضاعف، ووزنها فعلية. قال: وليس في الكلام فعيلة. وعَالِيَة الرمح: ما دخل في السنان إلى ثُلثه. والمعَلَّى بفتح اللام: السابع من سهام الميسر، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي. والمعلِّي بكسر اللام: الذي يأتي الحلوبة من قبل يمينها. والمعلى أيضا: اسم فرس الاسعر الشاعر. وعلوى: اسم فرس سليك. ويميلى مصغر: اسم رجل. وقول الراجز: قد عجبت منى ومن يعيليا * لما رأتنى خلقا مقلوليا أراد يعيلى فحرك الياء ضرورة، لانه رده إلى أصله، وأصل الياءات الحركة، وإنما لم تنون لانه لا ينصرف. واستعلى الرجل، أي عَلا. واسْتَعْلاهُ، أي علاه. واعتلاه مثله. (*) وتعلى، أي عَلا في مُهلة. وتَعَلَّتِ المرأة من نِفاسها، أي سلمت. وتَعَلَّى الرجل من عِلَّتِهِ. والعَلِيُّ: الرفيع. وأعلاهُ الله: رفعه. وعالاه مثله. قال: عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور وقال روبة: وإن هوى العاثر قلنا دعدعا * له وعالينا بتنعيش لعا وعليت الحبل تعلية: رفعته إلى موضعه من البَكرةِ والرِشاء. والتَعالي: الارتفاع. تقول منه إذا أمرتَ: تَعالَ يا رجل بفتح اللام، وللمرأة: تعالَيْ، وللمرأتين: تعالَيا، وللنسوة: تعالَيْنَ. ولا يجوز أن يقال منه تعالَيْتُ، ولا ينهى عنه. ويقال قد تعالَيْتُ. وإلى أي شئ أتعالى. وقولهم: عَلَيْكَ زيداً، أي خُذه، لما كثُر استعماله صار بمنزلة هلمّ وإن كان أصله من الارتفاع. وعَلا بالأمر: اضطلعَ به واستقلّ. قال الشاعر  اعمد لما تعلو فما لك بالذي * لا تستطيع من الامور يدان وعلى لها ثلاثة مواضع. قال أبو العباس المبرد هي لفظة مشتركة للاسم والفعل والحرف، لا أن الاسم هو الحرف أو الفعل، ولكن يتفق الاسم والحرف في اللفظ. ألا ترى أنك تقول: على زيد ثوب، فعلى هذه حرف. وتقول: علا زيدا ثوب، فعلا هذه فعل لانه من علا يعلو. قال طرفة:

وعلا الخيل دماء كالشقر * ويروى: " وعلى الخيل ". قال سيبويه: ألفها منقلبة من واو، إلا أنها تقلب مع المضمر تقول عليك. وبعض العرب يتركها على حالها. قال الراجز: أي قلوص راكب تراها * واشدد بمثنى حقب حقواها نادية وناديا أباها * طاروا علاهن فطر علاها ويقال: هي لغة بلحارث بن كعب. وعلى: حرف خافض، وقد يكون اسماً يدخل عليه حرف جر. قال مزاحم (*) غدت من عليه بعد ماتم ظمؤها * تَصِلُّ وعن قَيْضِ بزيزاَء مَجْهَلِ وقال آخر : غَدَتْ مِن عَلَيْهِ تنفض الطل بعدما * رأت حاجب الشمس استوى فَتَرَفَّعا أي غدت من فوقه ; لأنَّ حرف الجر لا يدخل على حرف الجر. وقولهم: كان كذا على عهد فلان، أي في عهده. وقد توضع في موضع عن وكذلك عامّة حروف الخفض. وقد توضع موضعَ مِنْ، كقوله تعالى: (إذا اكتالوا على الناس يَسْتَوفون) أي من الناس. وتكون بمعنى الباء، قال أبو ذؤيب:

يَسَرٌ يفيض على القِداحِ ويَصْدَعُ * أي بالقداح. وتقول: عَلَيَّ زيداً وعَليَّ بزيد، معناه أعطني زيدا. وعلوان الكتاب: عنوانه، يقولونه باللام والنون. وقد علونته وعنونته. والعلاوة: ما علَّيتَ به على البعير بعد تمام الوِقْر، أو علَّقته عليه، نحو السِقاءِ والسفُّودِ والسُفْرَةِ ; والجمع العلاوى مثل إداوة وأداوى. والعلاوة أيضا: رأس الانسان ما دام في عنقه. يقال: ضرب علاوته، أي رأسه.
[علا] فيه: "العلي" تعالى من ليس فوقه شيء في المرتبة و"المتعالي" تعالى من جل عن إفك المفترين وعلا شأنه، وقيل: جل عن كل وصف وثناء. وفيه: فإذا هو "يتعلى" عني، أي يترفع علي. وفيه: فلما "تعلت" من نفاسها، ويروي، تعالت: ارتفعت وطهرت، أو هو من تعلى من علته إذا برأ، أي خرجت من نفاسها وسلمت. ج: تعلت وتعالت، بمعنى، وتشوفت أي مالت إليه. نه: اليد "العليا" خير من اليد السفلى، هي المتعففة والسفلى السائلة، وروى أنها المنفقة والسفلى الآخذة، وقيل: المانعة. ك: المنفقة فاعل من أنفق، وعند أبي داود: المتعففة، لأن الحديث مسوق لذكر العفة عن السؤال. نه: إن أهل الجنة ليتراءون أهل "عليين" كما تراءون الكوكب، هو اسم للسماء السابعة، وقيل: اسم لديوان الملائكة الحفظة يرفع إليه أعمال الصالحين من العباد، وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله في الآخرة، ويعرب بالحروف والحركات كنحو قنسرين على أنه جمع أو واحد. ط: ومنه: صلاة في إثر صلاة كتاب في "عليين"، أي صلاة عقب صلاة عمل مكتوب في عليين أي متابعة الصلاة من غير شوب بما ينافيها لا مزيد عليها ولا شيء من الأعمال أعلى منها فكني عنه بكتاب في عليين وهو ديوان الحفظة. نه: وفي ح ابن مسعود: فلماعليه. ومنه: ضرب علاوته، أي رأسه، والفودان العدلان، وح: نعم العدلان و"العلاوة"- مر في عدل. وفيه: هبط "بالعلاة"، وهي السندان يريد آدم. وفي مدحه صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف "علياء" تحتها النطق
علياء اسم للمكان المرتفع. و"العلي"- بالضم والقصر موضع من ناحية وادي القرى نزله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك. وفيه: "تعلو" عنه العين، أي تنبو عنه ولا تلصق به. ومنه ح النجاشي: وكانوا بهم "أعلى" عينا، أي أبصر بهم وأعلم بحالهم. ك: "تعال" و"تعالى" بفتح لام. ج: "تعاله" أي أدنه، والهاء للسكت. ن: "تعالى" النهار: ارتفع. وح: قد "علا" رجلًا من المسلمين، أي ظهر عليه وأشرف على قتله أو صرعه وجلس عليه ليقتله. بي: وح: فمن أيهما "علا" أو سبق، يجوز كون المراد بالعلو السبق أو الكثرة والقوةبحسب كثرة الشهوة، قوله: فمن- بكسر ميم وسكون نون، قيل: إن سبق ماؤه وعلا أذكر وأشبه الأعمام، وإن سبق ماؤها وعلا أنث وأشبه الأخوال، وإن سبق ماؤه وعلا ماؤها أذكر وأشبه الأخوال، وبالعكس انعكس. ن: وقيل: إنما الولد من مائها وماؤه للعقد كالمنفاح للبن، وقيل بالعكس، وقيل: من الحيض لا منهما؛ والصحيح ما دل عليه الحديث أنه منهما. وح: نزل في "علو" المدينة، بكسر عين وضمها، وكذاح: وأبو أيوب في "العلو". وح: فيذهب الذاهب إلى "العوالي"، يريد به أنه كان يعجل العصر حين صار الظل مثله، إذ لا يمكن الذهاب قدر ميلين وثلاثة والشمس بعد لم يتغير إلا في مثله مع ايام طويلة، وإنما كان صلاة بني عمرو بعد الوصول لأنهم كانوا أهل عمل في حرثهم فيصلون في وسط الوقت. ش: الملأ "الأعلى" الملائكة، وقيل: نوع منهم أعظم قدرًا. غ: و"لتعلن علوا"، أي تعظمن. و"هذا صراط "علي" مستقيم" أي طريق الخلق علي لا يفوتني منهم أحد. نه: وفيه: من صام الدهر ضيقت "عليه" جهنم، حمله بعضهم على ظاهره عقوبة له كأنه كره صوم الدهر، ويشهد له منع عبد الله بن عمروحلق عند إحلال الحج ولم يقصر، فتقصيره الذي دل عليه الحديث إنما يكون عند إحلال العمرة فيكون متمتعًا.

علا: عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه:

أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْتُ

عُلْوه وفي عُلْوِه. قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُها

وعُلْوُها ، وعلا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بعض

الرُّجَّاز:

وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاَّ

مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ،

تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّى

وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ.

وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّهُ

وعالاه وعالَى به؛ قال:

كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّي

ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلان

فلاناً إذا قَهَرَه. والعَليُّ: الرَّفيعُ. وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أبي

ذؤيب:

عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَتْ

نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِلِ

تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم. وأَخذَه

من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالوا

ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قال

أَعْشى باهِلَة:

إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها،

مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَرُ

ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقوب

لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ:

يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ،

وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ،

ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عالْ

يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال:

فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلالِ

جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ،

ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعالِ

أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ،

سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي:

أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِي

إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ ،

أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَن

تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَي

أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه. والعا والسافلُ: بمنزلة

الأَعْلى والأَسْفل؛ قال:

ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيهْ

مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ،

لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِيه

وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا. قال ابن السكيت: يقال أَتَيْته

مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو ، بضم اللام وسكون الواو،

وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، ومن

عَلْوَ ومن عَلْوِ. قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكسر

اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً،

كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَلِ

وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم:

باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا،

نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا

وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد:

في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه،

من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ

وأَما قول أَوس:

فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها،

كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُو

فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام. وقال

الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُم

بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها ، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم،

قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ،

فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلَّ

الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء،

ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قوله

تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوِّ

الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذا

بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس،

قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما لا

تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُم

ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم.

والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصاد

والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَن

تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى ، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَما

الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها.

والعَلاءُ: الرِّفْعَة. والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوضع

دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذهب

الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَبو

عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابناً

مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كان

العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّف

باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَب

عَلاءً وعَلْواً.

وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ. والعُلُوُّ: العَظَمة

والتَّجَبُّر. وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْكَ

الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً؛

قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقال

مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا في

الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض. يقال: عَلا فلانٌ في

الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى. وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً؛

معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ. ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَلا

وتَعَظَّمَ . واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُلا

والعَلاء والمَعا ، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، هو

الأَعْلى سبحانه بمعنى العا ، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فهو

أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قال

الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيُّ

الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوقه

شيء. ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته. وأَما المُتعا: فهو

الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وقد

يكون المُتعا بمعنى العا . والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عالٍ

واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا:

صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلمة

العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَنْ

لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك

له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين،

وهو العَليُّ العظيم. وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلِّ

شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا في

مُهْلة. وعَلِيَ ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَى

عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بين

اللغتين:لَمَّا عَلا كَعْبُك * عَلِيتُ،

دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيتُ

(* قوله دأداني وقد جويت» هكذا في الأصل.)

قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك ؛ ووجهه عندي

عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني ، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحكى

اللحياني عَلا في هذا المعنى.

ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَبا

الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه. وفي الحديث: تَعْلو عنهُ

العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِمْ

أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم. وفي حديث قيلة: لا

يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ. وفي

حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وهي

عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ. واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُد

عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة من

العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها:

فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّني

بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي

أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ. وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي:

تَنَحَّ. وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن لا

نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا. وفي حديث

ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْلِ

عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء في

الوَقْف جيماً.وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت:

سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّا

عائِلٌ مَّا ، وعالَتِ البَيْقُورا

أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ من

السَّلَع والعُشَر. ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر. وفي

حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم:

اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر:

أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْرٍ

عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ثم

يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم،

وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِلى

أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر،

رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْها

بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم. وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ

السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رضي

الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَة

والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة.

والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَبُ

الشَّرَف، وجمعها المَعالي. قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة.

ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ. يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَي

من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضعف

حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَريف

رَفيعٍ. وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِه

(* قوله« من علية قومه إلخ» هو بتشديد اللام والياء في الأصل.)

وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة. قال ابن بري: ويقال رَجلٌ

عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر:

وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه،

فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْرِ

ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ.

والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وهي

في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثلُ

مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنَّ

هذه الواو إِذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْوِ

دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضهم

يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة. وقال الأَصمعي:

العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج:

وبِيعَة لِسُورها عِلِيٌّ

وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووزن

عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة. قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر من

عُلِّيَّة. وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بضم

العين وكسرها.

وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً.

والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي،

وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ،

وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب:

أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما،

كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِدِ

أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه. وفي حديث ابن عمر:

أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ. وعَوالي

الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حين

خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنهم

عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّماح

لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْحِ

ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِلى

أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذكر

العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراضي

المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جهة

نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر على

غير قياس؛ وأَنشد ثعلب:

أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً،

بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامعُ

وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ. وعالوا:

أَتَوُا العالِيَة. قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلداً

وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنثى

عُلْوِيَّة. ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إِذا أَتى عالِية الحجاز

ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم:

مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُحَجَّرٌ،

وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها

وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز،

وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً،

(* قوله«وعلياً» هكذا في الأصل والمحكم

بكسر العين وسكون اللام، وكذلك في قراءة ابن مسعود، وفي القاموس وشرحه:

والعلي بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعلياً اهـ. يعني

بكسر العين واللام وتشديد الياء). وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه:

ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني.

وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجبل

وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماءُ

عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل.

وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كما

يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام،

ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه من

لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبويه

ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَبو

كبير الهُذَلي:

ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَمٍ

جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّل

أَي في الظلام. ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً،

ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاحم

العُقَيْلي:

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها،

تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَل

وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ. وقوله في

الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها،

وقيل منْ عندها. وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقال

رَمَيْتُ بها؛ قال:

أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَع

وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال ابن

الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ،

كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو عن

صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْلة

قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فما

يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هنا

بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حديث

أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي.

وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدون

ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاَّ

من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاقة

المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْتُ

القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَتْ

علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله،

وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَصل

للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِضُ

الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لما

يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذا

عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقالت

الخنساء:سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ،

فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَها

وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه،

وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ،

وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: لم

يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إِذا قلت

عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به. وفي

الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْك

زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه. قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيداً

منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حيث

كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ. قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كلهم

يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة. قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رجل

منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجهك

ومع وجهك. وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: على

بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده. قال ابن

كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك:

عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْرى

الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَي

الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إِذا جُعِلَت أَخباراً

ولا يغْري بها. ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يريد

النُّهُوض. وتَجِيء على

بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إِذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛

معناه إِذا اكتالوا عَنْهُم. قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قال

المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَو

الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيدٍ

ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَلا

يَعْلُو؛ قال طرَفة:

وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً،

وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ

ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو،

إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها على

حالها؛ قال الراجز:

أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها،

فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواها

نادِيَةً ونادِياً أَباها،

طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاها

ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد:

ناجِيةً وناجِياً أَباها

قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا. وقال أَبو حاتم: سأَلت أَبا

عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل. وعلى: حرف

خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة:

غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَما

رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَا

أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كانَ

كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إِذا

اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس. وتقول: عَليَّ زيداً وعَليَّ

بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قال

أَبو ذؤيب:

وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَنه

يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَعُ

أَي بالقِداحِ. وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْت

على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم:

الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنَّ

الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخر

المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازمة

لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة؟

ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُما

ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لما

كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة.

والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق. يقال: ضربت

عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه. والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ في

عُنُقهِ. والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بين

العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه. يقال: أَعطاه أَلفاً

وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَى

مثل هِراوَة وهَرَاوَى. وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك؟

فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ؟

العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ.

ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها. والعِلاوَةُ: كلُّ ما

عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاءِ

والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى.

والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ،

وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير:

تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ

تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُم؟

والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَنه

شَذَّ. والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْيا

والثَّنايا السُّفْلى. يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومنه

قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وهو

بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى.

والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله عليه

وسلم:

حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِنْ

خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُقُ

قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَى

لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف. والعلْيا: اسمٌ

للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياءً

لأَن فَعلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كما

أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إِذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها في

فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه.

ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِرُ

الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه. وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها:

ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك. ورجل عَلُوٌّ للرجال على

مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء التي

حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلاه

واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَهم

وقَهَرَهُم وعَلاهُم. قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى؛

قال الليث: الفرسُ إِذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَى

على الغاية. وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته.

والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ. وقالوا في النداءِ:

تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر.

والتَّعالي: الارْتِفاعُ. قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرجل

تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَة

تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْلى

من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْهى

عنه. وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى. وعَلا بالأَمْرِ:

اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ بن

كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير:

(* قوله«العرير» هو هكذا في الأصل.)

اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِي

لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدانِ

هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله:

وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَه

شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيان

يقول: إِذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِك

،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلُّ

به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك.

وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه. وأَعْلَى عنه: نَزَلَ. وعَلَّى المَتاعَ عن

الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاَّ

مُسْتَكْرَهاً. وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقال

أَعْلَوْه ولا عَلَّوه. ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ على قوم

بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ. ويقال: عالَيْتُه على الحمار

وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت:

عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُورِ

عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُورِ

وقال:

فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها،

وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه؟

أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة:

وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا

لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَعا

أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها. ويقال:

لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ.

ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فوق

الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْش

رائِحَتَك.

ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَل

إِنْسِيِّها.

والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وهو

أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبعة

فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِن

لم يَفُزْ.

والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثاء

ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَبو

عبيد:

وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به،

رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصمُ

وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّها

جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِمُ

يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَى

لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلاة

للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها. قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَل

عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي:

لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه،

وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُه

والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ. والعلاة:

السَّنْدان. وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وهي

السَّنْدانُ، والجمع العَلا. ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها في

صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر:

ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَةٍ

جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيان

أَي طَوِيلَة جَسِيمة. وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان،

بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصلُ

الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح:

تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيان

ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي فيه

المذكَّر والمؤنّث. وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل في

تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ.

وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقالُ

للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إِذا

مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى. وقال أَبو عمرو: التَّعْلِية

أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّي

الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ:

كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَلْ

أَراد المُعَلِّي وقال:

لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي

تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّى

وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعين

المُسْتَقيَ بذلك.

وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس.

ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً.

قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد:

وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها،

جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوانا

أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْواناً

لما أَرَدْتُ. قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثيرة

مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوان

الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره.

ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء. وناقة عِلْيان:

طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْيان،

مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيان

وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير لا

تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب. والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل:

الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذكر

الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره.

وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم. وصوت

عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقرب

الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون.

والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فاردٌ

تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصارها

قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف في

الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَنه

غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيير

والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظير

العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ.

وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِيةِ

وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِلى

تَبُوكَ وبه مَسْجِد.

واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال:

إِني، إِذا ما لم تَصِلْني خلَّتي وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْتُ

بِعادَها

أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي

لبعض ولد بلال بن جرير:

لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَلٍ

بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْر

فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ. والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديدُ

القَويُّ.

وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَيم

والعَنْبَر ومازنٍ. وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس.

والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة على

حِمْلِها. وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجانب

الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّى

المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري:

المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم على

يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقال

الكميت في المُسْتَعْلي والبائن:

يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ،

من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرارا

والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن من

الأَيمن. قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَل

يَمِينها. والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْي

،يُحْلَب بها. وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال:

حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَج

ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة.

والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة.

وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة؛

عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة:

لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما،

كأَنهما بابا مُنِيفٍ مُمرَّدِ

وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ

(* قوله« هني إلخ»

هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ.) عَلِيّ أَي يَتَأَنَّثُ

للنساء. وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون من

عَلا يَعْلُو. وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إليه

يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين. وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَفي

عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة. يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّون

بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون فيه

إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: من

ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه. قال:

وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إِذا

طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد:

قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِينا

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينا

فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قول

الشاعر:فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ * بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِينا

أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بعد

ارتفاعٍ. قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعلى

الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْع

لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ،

وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الله

عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْنَ

الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّون

اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إليه

أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشرف

المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركات

كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلمة

معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِنى

أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون.

والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعا َ البلاد، فإذا كانوا ينزلون

أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون.

ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري عليه

كثيراً.

وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع.

وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها. وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لما

تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَتْ

لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون من

قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر:

ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّتِ

وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها.

ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله:

قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيـْلِيا،

لَمّا رأَتْني خلقاً مُعْلَوْلِيا

فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة،

وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف. قال الجوهري:

ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِبَ

الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إلى

بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن ابن

الأَعرابي في قوله:

بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سواء

قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كان

وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل

(* قوله«حادل»

هكذا في الأصل.) من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر. وعَلْوان

ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ. وتِعْلى: اسم امْرَأَة

(* قوله «وتعلى اسم امرأة» هكذا في الأصل والتكملة، وفي القاموس: يعلى،

بكسر الياء.)

وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي.وحكى

أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده:

وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي:

ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُمْ

غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَلِ

إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً. يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ في

الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر. والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ.

والمُعَلِّي أَيضاً:

(* قوله « والمعلي أيضاً إلخ » هكذا في الأصل

والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمعلي بكسر اللام الذي

يأتي الحلوبة من قبل يمينها، والمعلي أيضاً فرس الاشعر الشاعر، وفرس الأشعر

المعلى بفتح اللام.) اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر. وعَلْوَى: اسم فَرَس

سُلَيكٍ . وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها:

وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي،

لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِكا

وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر. قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فرس

كانت من سَوابق خَيْل العَرَب.

أسق

أسق: المِئْساق :الطائر الذي يصفق بجناحيه إذا طار.

(أس ق)

المئساق: الطَّائِر الَّذِي يصفق بجناحيه إِذا طَار.
أسق
} المِئْساقُ: الطَّائِرُ الَّذِي يُصَفِّقُ بجَناحَيْهِ إِذا طَار، ذكره صاحبُ اللِّسانِ هكَذا، وأَهْمَلَه الجَماعةُ، ويُقَوِّى قولَهُم: إِنَّ أَصْلَه الهَمْز جَمْعُهم لَهُ علا {مآسيقَ لَا غيرُ، قالَهُ ابنُ سِيدَه، وسيأْتي فِي وس ق.

سبب

(سبب) : السِّبِّيبَي: السًّبُّ.
السبب: في اللغة اسم لما يتوصل به إلى المقصود، وفي الشريعة: عبارة عما يكون طريقًا للوصول إلى الحكم غير مؤثر فيه.

السبب التام: هو الذي يوجد المسبب بوجوده فقط.

السبب الغير التام: هو الذي يتوقف وجود المسبب عليه، لكن لا يوجد المسبب بوجوده فقط.

السبب الخفيف: هو متحرك بعده ساكن، نحو: قم، ومن.

السبب الثقيل: هو حرفان متحركان نحو: لك، ولم.
(س ب ب) : (السِّبُّ) فِي ح ج سبت: (السَّبْتُ) الْقَطْعُ وَمِنْهُ سَبَتَ رَأْسَهُ حَلَقَهُ (وَالسِّبْتُ) بِالْكَسْرِ جُلُودُ الْبَقَرِ الْمَدْبُوغَةُ بِالْقَرَظِ (وَمِنْهُ) النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ لِأَنَّ شَعْرَهَا قَدْ سُبِتَ عَنْهَا أَيْ حُلِقَ بِالدِّبَاغِ فَلَانَتْ وَهِيَ مِنْ نِعَالِ أَهْلِ التَّنَعُّمِ وَأَمَّا حِكَايَةُ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْمُنْتَقَى فَفِيهَا نَظَرٌ.
س ب ب: (السَّبُّ) الشَّتْمُ وَالْقَطْعُ وَالطَّعْنُ وَبَابُهُ رَدَّ، وَ (التَّسَابُّ) التَّشَاتُمُ وَالتَّقَاطُعُ. وَهَذَا (سُبَّةٌ) عَلَيْهِ بِالضَّمِّ أَيْ عَارٌ يُسَبُّ بِهِ. وَرَجُلٌ سُبَّةٌ يَسُبُّهُ النَّاسُ. وَ (سُبَبَةٌ) كَهُمَزَةٍ يَسُبُّ النَّاسَ. وَ (السَّبَبُ) الْحَبْلُ وَكُلُّ شَيْءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ. وَ (أَسْبَابُ) السَّمَاءِ نَوَاحِيهَا. 
س ب ب : سَبَّهُ سَبًّا فَهُوَ سَبَّابٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْأُصْبُعِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ سَبَّابَةٌ لِأَنَّهُ يُشَارُ بِهَا عِنْدَ السَّبِّ وَالسُّبَّةِ الْعَارُ وَسَابَّهُ مُسَابَّةً وَسِبَابًا وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ سِبٌّ بِالْكَسْرِ وَالسِّبُّ أَيْضًا الْخِمَارُ وَالْعِمَامَةُ وَالسَّبَبُ الْحَبْلُ وَهُوَ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى الِاسْتِعْلَاءِ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِكُلِّ شَيْءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى أَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ فَقِيلَ هَذَا سَبَبُ هَذَا وَهَذَا مُسَبَّبٌ عَنْ هَذَا. 

سبب


سَبَّ(n. ac. سَبّ
سِبِّيْبَى )
a. Reviled, vilified, abused.

سَبَّبَa. Caused, occasioned; furnished with an opportunity, gave
a chance.
b. Abused, inveighed against.

سَاْبَبَa. see I
تَسَبَّبَa. Sought an occasion, opportunity &c.
b. [Bi], Was the cause, means of.
c. [Bi & Ila], Made use of as a means for obtaining, getting at.
d. Trafficked, carried on a retail trade.
سَبّa. Abuse; invectives.

سَبَّة
(pl.
سِبَاْب)
a. Period, space of time; a while, some time.
b. Podex.

سِبّa. Vilifier.
b. Muffler, veil.

سِبَّةa. Fore-finger, index.
b. Week.

سُبَّةa. Disgrace, shame.
b. Fault; vice.

سَبَب
(pl.
أَسْبَاْب)
a. Cause; motive, reason; occasion.
b. Means; opportunity, chance.
c. Matter, subject; argument.
d. Means of subsistence, livelihood.
e. Part of a foot, consisti ng of two letters ( in
versification ).
f. Rope, cord.

سَبَبِيّa. Causative, causal.

سَبَبِيَّةa. Causality.

مَسْبَبَة
(pl.
مَسَاْبِبُ)
a. Abusive; slanderous.
b. Reviler.
c. Revilings, invectives; blasphemy.
d. see 3t
سِبَاْبa. see 1
سَبِيْب
(pl.
أَسَاْبِيْبُ)
a. Lock, plait of hair; hair.

سَبِيْبَة
(pl.
سَبَاْئِبُ)
a. see 25b. Strip of cloth.

سَبَّاْبa. Sword.

سَبَّاْبَةa. see 2t (a)
N. Ag.
سَبَّبَa. Causer; cause.

N. P.
سَبَّبَa. Caused, occasioned.

بِسَبَب ذَلِك
a. Because of that, on that account, owing to
that.

مُتَسَبِّب عن
a. see N. P.
سَبَّبَ
مُسَابَّة
a. see 1
(سبب) - في حديث عُقْبة: "وَإن كان رِزْقُه في الأَسْباب"
: أي في طُرُق السَّماءِ وأَبوابِها، ويُحتَمل أن يكونَا سُمِّيا سَبَباً، لأَنَّ بهما يُتوصَّل إليها.
- في حديث عوف بن مالك: "أَنَّه رأَى في المنامِ كأنّ سَبَباً دُلِّىَ من السَّماء"
: أي حَبْلاً، ولا يُسَمَّى الحَبْلُ سَبَباً حتى يكون أحدُ طرفيه مُعَلَّقاً بالسَّقف أو نَحوِه. - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لَا تَمشِيَنَّ أمَام أبيك وَلا تَسْتَسِبَّ له"
: أي لا تُعرِّضه للسَّبّ؛ بأن تَسُبَّ أبا غيرك فيسُبَّ أباكَ مجازاةً لك، فيكون كأنك سأَلْتَه ذلك، وعلى هَذا معنى قَوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ..} الآية.
وقيل: أَصلُ السَّبِّ القَطْع، ثم كَثُر ذلك حتر صار السَبُّ شَتْماً.
- في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنه -: "أَنّه سُئِل عن سَبَائِبَ يُسْلَف فيهنّ"
قيل: السَّبائبُ: ضَرْبٌ من الكَتَّان جمع سَبِيبةٍ، والمشهور في السَّبِيبة: الشُّقَّة من الثِّياب أىَّ نوع كان.
- في الحديث: "ليس في السُّبُوب زَكاةٌ"
قال أبو عَمْرٍو: هىِ الثِّيابُ الرِّقاق، الواحِدُ سِبٌّ - يعنى - إذا كانت لِغير التِّجارة.
وقيل: أنهَا السُّيُوب، بالياء، وهي الرِّكاز. إلا أَنَّ الرِّكاز يجب فيه الخُمسُ. 
س ب ب

بينهما سباب، والمزاح سباب النوكى، وقد سابه وتسابوا واستبوا. وفي الحديث " المستبان شيطانان " وهو سبة، وهذه سبة عليك وعلى عقبك، وأنت سبة على قومك. وإياك والمسبة والمساب. ولا تكن سببة ولا سبة كضحكة وضحكة. واستسب لأبويه. وبينهم أسبوبة وأسابيب. وتقول: ما هي أساليب، إنما هي أسابيب. وفرس ضافي السبيب، وقد عقدوا سبائب خيلهم، وأقبلت الخيل معقدات السبائب. وله سبيبة من ثوب وسبائب: شقق. وانقطع السبب أي الحبل. ومالي إليه سبب: طريق.

ومن المجاز: خيل مسببة، يقال لها: قاتلها الله تعالى أو أخزاها إذا استجيدت. قال الشماخ:

مسببة قب البطون كأنها ... رماح نحاها وجهة الريح راكز

وأشار إليه بالسبابة والمسببة. وسيف سباب العراقيب كأنه يعاديها ويسبها. وامرأة طويلة السبائب وهي الذوائب. وعليه سبائب الدم: طرائقه. ونشر الآل سبائبه. قال ذو الرمة:

فأصبحن بالجرعاء جرعاء مالك ... وآل الضحى يزهى الشبوح سبائبه

وانقطع بينهم السبب والأسباب: الوصل. وجرى في سبب الصبا. قال مصرف بن الأعلم العقيليّ:

فزع الفؤاد وطالما طاوعته ... وجريت في سبب الصبا ما تنزع

تكف. وسبب الله لك سبب خير. وسببت للماء مجرى: سويته. واستسب له الأمر. وطعنه في سبته: في استه لأنها مذمومة. وعن بعض الفرسان طعنته في الكبه، فوضعت رمحي في اللبه، فأخرجته من السبة. ومضت سبة من الدهر. قال:

والدهر سبات فحر وخصر

لأن الدهر أبداً مشكو، ولقولهم: كان ذلك على است الدهر.
سبب
السَّبَبُ: الحبل الذي يصعد به النّخل، وجمعه أَسْبَابٌ، قال: فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ [ص/ 10] ، والإشارة بالمعنى إلى نحو قوله:
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ [الطور/ 38] ، وسمّي كلّ ما يتوصّل به إلى شيء سَبَباً، قال تعالى: وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً [الكهف/ 84- 85] ، ومعناه: أنّ الله تعالى آتاه من كلّ شيء معرفة، وذريعة يتوصّل بها، فأتبع واحدا من تلك الأسباب، وعلى ذلك قوله تعالى: لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ [غافر/ 36- 37] ، أي: لعلّي أعرف الذرائع والأسباب الحادثة في السماء، فأتوصّل بها إلى معرفة ما يدعيه موسى، وسمّي العمامة والخمار والثوب الطويل سَبَباً ، تشبيها بالحبل في الطّول. وكذا منهج الطريق وصف بالسّبب، كتشبيهه بالخيط مرّة، وبالثوب الممدود مرّة. والسَّبُّ: الشّتم الوجيع، قال: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام/ 108] ، وسَبَّهُمْ لله ليس على أنهم يَسُبُّونَهُ صريحا، ولكن يخوضون في ذكره فيذكرونه بما لا يليق به، ويتمادون في ذلك بالمجادلة، فيزدادون في ذكره بما تنزّه تعالى عنه. وقول الشاعر:
فما كان ذنب بني مالك بأن سبّ منهم غلاما فسبّ
بأبيض ذي شطب قاطع يقطّ العظام ويبري العصب
فإنه نبّه على ما قال الآخر: ونشتم بالأفعال لا بالتّكلّم
والسِّبُّ: الْمُسَابِبُ، قال الشاعر:
لا تسبّنّني فلست بسبّي إنّ سبّي من الرّجال الكريم 
والسُّبَّةُ: ما يسبّ، وكنّي بها عن الدّبر، وتسميته بذلك كتسميته بالسّوأة. والسَّبَّابَةُ سمّيت للإشارة بها عند السّبّ، وتسميتها بذلك كتسميتها بالمسبّحة، لتحريكها بالتسبيح.
[سبب] السَبُّ: الشَتْمُ، وقد سَبَّهُ يَسُبُّهُ. وسَبَّهُ أيضاً بمعنى قَطَعَهُ. وقولهم: ما رأيته منذ سَبَّهُ، أي مُنذ زمنٍ من الدهر، كقولك منذ سنةٍ. ومَضَتْ سَبَّةٌ من الدهرِ. والسَبَّةُ الاسْتُ: وسَبَّهُ يَسُبُّهُ، إذا طعنه في السَبَّةِ. وقال : فما كان ذنب بنى مالك * بأن سب منهم غلام فسب يعنى معاقرة غالب وسحيم، فقوله سب شتم، وسب عقر: والتَسابُّ: التشاتم. والتَسابُّ: التقاطُعُ. ورجل مسب بكر الميم: كثير السباب. ويقال: صار هذا الأمر سُبَّةً عليه، بالضم، أي عاراً يُسَبُّ به. ورجل سُبَّةٌ، أي يَسُبُّهُ الناس. وسُبَبَةٌ، أي يَسُبُّ الناسَ. قال أبو عبيد: السِبُّ بالكسر: الكثير السِباب. وسِبُّكَ أيضاً: الذي يُسابُّكَ قال الشاعر : لا تَسُبَّنَّني فَلَسْتُ بِسِبِّي * إنَّ سِبِّي من الرجال الكَريمُ والسِبُّ أيضاً: الخِمارُ، وكذلك العمامة. قال المخبل السعدى: وأشهد من عوف حلولا كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا والسب: الحبل في لغة هذيل. قال أبو ذؤيب: تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ * بجرداَء مثلِ الوَكْفِ يَكْبو غرابها والسبوب: الحبال. قال ساعدة بن جُؤَيَّة: صَبَّ اللهيفُ لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والسب: شقة كتان رقيقة. والسبيبة مثله، والجمع السبوب والسبائب. قال الراجز : ينير أو يسدى به الخدرنق * سبائبا يجيدها ويصفق وإبل مسببة، أي خيار، لأنه يُقالُ لها عند الإعجاب بها: قاتَلَها الله! ويقال: بينهم أُسْبوبَةٌ يَتَسابُّونَ بها. والسبب: الحَبْلُ. والسبب أيضا: كل شئ يتوصل به إلى غيره. والسَبَبُ اعْتِلاقُ قَرابَةٍ. وأسبابُ السماءِ: نواحيها في قول الأعشى:

وَرُقِّيتَ أَسبابَ السَماءِ بسُلَّمِ * والله مُسَبِّبُ الاسباب، ومنه التسبيب. والسبيب: شعر الناصية والعرف والذنب. والسبسب: المفازة. يقال: بلد سَبْسَبٌ، وَبَلدٌ سَباسِبُ. وقول النابغة: رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرَيحانِ يومَ السَباسِبِ يعني به عيدا لهم. والسبابة من الاصابع: التى تلى الابهام. 
[سبب] كل سبب ونسب ينقطع إلا "سببى" ونسبى، النسب بالولادة والسبب بالزواج، وأصله من السبب الحبل المتوصل به إلى الماء، فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شئ، كقوله "وتقطعت بهم الأسباب" أي الوصل والمودات. ومنه ح: إن كان رزقه في "الأسباب" أي طرق السماء وأبوابها. وح: رأي في المنام كأن "سببا" دلى من السماء، أي حبلا، وقيل: لا يسمى الحبل سببا حتى يكون أحد طرفيه معلقا بنحو السقف. وفيه: ليس في "السبوب" زكاة، هي الثياب الرقاق، جمع سبب بالكسر، يعنى إذا كانت لغير التجارة، وقيل: إنما هي السيوب بالياء يعنى الركاز، إذ لا يجب فيه الزكاة بل الخمس. ومنه: فاذا "سب" فيه دوخلة أي ثوب رقيق. وفيه: سئل عن "سبائب" تسلف فيها، هي جمع "سبيبة" وهى شقة من الثياب أي نوع كان، وقيل: من الكتان. ومنه ح: فعمدت إلى "سبيبة" من هذه السبائب فحشنها صوفا ثم أتتنى بها. وح: دخلت على خالد وعليه "سبيبة"، وفيه: رأيت العباس وقد طال عمر وعيناه تنضمان و"سبائبه" تجول على صدره، يعنى ذوائبه جمع سبيب، وعد بعض: وقد طال عمره، وإنما هو: طال عمر، أي كان"يسب" ابن أحدنا - بضم تحتية وفتح مهملة، وحكى بفتح تحتية وكسر شين معجمة من الشباب، والأول الصواب. وفيه: لعله يستغفر "فيسب" أي إذا دعا لنفسه وهو لا يعقل يدعو عليها. ": يستغفر "فيسب" بالرفع عطفا، والنصب جوابًا للعل، يعنى لعله يطلب من الله المغفرة لذنبه ليصير مزكى فيتكلم بما يجلب الذنب فيزيد العصيان فكأنه سب نفسه. وفيه: "المستبان" ما قالا فعلى البادئ، أي اللذان يشتم كل منهما الآخر، وما شرطية أو موصولة، فعلى البادئ جزاء أو خبر، أي إثم ما قالا على البادئ إذا لم يعتد المظلوم فاذا تعدى يكون عليهما. ش: و"سب" أخر الأمة، أخبر بطعن الخلف السلف، ويجوز أن يراد ألا يقتدى بهم في الأعمال الصالحة فنزل ذلك سبا. غ: ((أتينه من كل شئ "سببا")) أي شئ يتبلغ به في التمكن من أقطار الأرض سببا علما يوصله إلى حيث يريد ((فاتبع "سببا")) أي سببا من الأسباب. و: ((فليرتقوا في "الأسباب")) أي طرق السماء وأبوابها، يقال لذوى الفضل إنه يرتقى في السماء. ((وتقطعت بهم "الاسباب")) أي الوصل والمودات.
سبب
سبَّ سَبَبْتُ، يَسُبّ، اسْبُبْ/ سُبّ، سَبًّا، فهو سابّ، والمفعول مَسْبوب
 • سبَّ المقصِّرَ في عمله: شتمه وعابه، أهانه بكلام جارح "انتقده بدون أن تسبّه- {وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} ". 

استبَّ يستبّ، استَبِِبْ/ استَبَّ، اسْتِبابًا، فهو مُستَبّ
• استبَّ الخصومُ: شتَم بعضُهم بعضًا، أهان بعضُهم بعضًا بكلام جارح "ما استبّ اثنان إلاّ انحطَّ الأعلى إلى مرتبة الأسفل". 

تسابَّ يتسابّ، تَسَابَبْ/ تَسابَّ، تَسابًّا، فهو مُتسابّ
• تسابَّ الخصومُ أمام النَّاس: استبُّوا؛ تشاتموا، سَبَّ بعضُهم بعضًا. 

تسبَّبَ عن/ تسبَّبَ في يتسبَّب، تسبُّبًا، فهو مُتسبِّب، والمفعول مُتسبَّبٌ عنه
• تسبَّبت عن الحادث خسائرُ في الأرواح: مُطاوع سبَّبَ: نتجت منه.
• تسبَّب في فَصْله من العمل: كان سببًا فيه "تسبَّبت الأحداثُ في إسقاط الوزارة- تسبَّب الطقسُ في إلغاء المباراة". 

سابَّ يسابّ، سابِبْ/ سابَّ، سِبابًا ومُسابَّةً، فهو مُسابّ، والمفعول مُسابّ
• سابَّ زميلَه: شاتَمَه "سابّ بعضُهم بعضًا- سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ [حديث] " ° دمدم سبابًا: تلفّظ بشتائم. 

سبَّبَ يُسبِّب، تسبيبًا، فهو مُسبِّب، والمفعول مُسبَّب
• سبَّب الأسبابَ: أوجدَها، كان سببًا لها "سرعة قيادة السيّارة تسبِّب الحوادثَ- سبَّب القمارُ إفلاسه".
• سبَّب الحكمَ ونحوَه: ذكر أسبابَه، علّله وبرّره "قدّم استقالة مسبَّبة- سبّب رأيَه في القضيّة". 

أُسْبوبة [مفرد]: ج أسابِيبُ: ما يُتسابُّ به. 

سِباب [مفرد]: مصدر سابَّ. 

سَبّ [مفرد]: مصدر سبَّ. 

سَبَب [مفرد]: ج أسباب:
1 - ما يؤدّي إلى حدوث أمر أو نتيجة، ما يتوصّل به إلى غيره "الكسل والإهمال سببان من أسباب الفشل- الأسباب والعلل- {وَءَاتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا. فَأَتْبَعَ سَبَبًا} " ° أخَذ بأسباب الحضارة: اتَّصل بمقوّماتها- بسبب/ لهذا السبب: نتيجة لـ- تعاطى الأسباب: أخذ وأعطى طلبًا لتحصيل ما يحتاج إليه أمر المعيشة- تقطَّعت بهم الأسباب: أعيتهم الحِيَل، ضلّوا- السبب المباشر: الفاعل الذي يصدر عنه الفعل بلا واسطة- قطَع بفلان السَّبب: مات- لأسباب صحِّيَّة: لدواعٍ صحِّيّة- ما لي إليك سبب: طريق- ولذلك السبب: من أجل ذلك.
2 - حَبْل " {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} ".
3 - قرابة ومودّة، علاقة وصِلة "ليس بيني وبينهم سبب- {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} " ° تقطَّعت الأسبابُ بينهم: انقطعت علاقاتهم.
4 - (عر) حرفان، متحرِّك فساكن أو متحرِّكان، فالأوّل سَبَبٌ خفيفٌ، والثّاني سَبَبٌ ثقيلٌ.
• أسباب السَّماء: أبوابها، مراقيها ونواحيها وطُرقها " {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ} ".
• أسباب الحكم: (قن) ما تسوقه المحكمة من أدلّة واقعيّة وحجج قانونيّة لحكمها. 

سَبّابة [مفرد]: إصبع بين الإبهام والوسطى وسُمِّيت بذلك؛ لأنّه يُشار بها عند السَّبِّ "أشار بالسبّابة". 

سُبّة [مفرد]:
1 - عارٌ "نَقْض العهد سُبّة- *وإنَّا لقومٌ لا نرى الموتَ سُبَّةً*" ° سُبَّة في جبين والديه.
2 - مَنْ يُكثر الناسُ سَبّه "من يُقرض الناسَ بالرِّبا الفاحش يصبح سُبّة- هرب من المعركة فأصبح سُبَّة". 

سببيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَبَب: "يريد أن يغير المسار السببيّ للأشياء".
• نَعْت سببيّ: (نح) نعتٌ دالٌّ على صفة من صفات متعلِّق منعوته "هذا رجلٌ محمودة أخلاقُه". 

سَبَبِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى سَبَب.
2 - مصدر صناعيّ من سَبَب: علاقة بين السَّبَب والمُسَبَّب.
3 - (بغ) علاقة من علاقات المجاز المرسَل.
4 - (سف) مبدأ عقليّ يراد به أنّ لكلّ ظاهرة سببًا يحدثها.
5 - (سف) نظريّة قائمة على
 العلاقة التي تجمع بين العلَّة والمعلول. 

مُسَبِّب [مفرد]: ج مُسبِّبون (للعاقل) ومُسَبِّبات:
1 - اسم فاعل من سبَّبَ.
2 - ما يؤدِّي إلى حدوث أمر أو إلى نتيجة "قضينا على مُسبِّبات هذا المرض". 

مَسَبَّة [مفرد]: سُبّة؛ عار. 

سبب: السَّبُّ: القَطْعُ. سَبَّه سَبّاً: قَطَعه؛ قال ذو الخِرَقِ

الطُّهَوِيُّ:

فما كان ذَنْبُ بَني مالِكٍ، * بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ، فَسَبْ(1)

(1 قوله «بأن سب» كذا في الصحاح، قال الصاغاني وليس من الشتم في شيء. والرواية بأن شب بفتح الشين المعجمة.)

عَراقِـيبَ كُومٍ، طِوالِ الذُّرَى، * تَخِرُّ بَوائِكُها للرُّكَبْ

بأَبْيضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ، * يَقُطُّ العِظَامَ، ويَبْري العَصَبْ

البَوائِكُ: جمع بائكة، وهي السَّمِـينةُ. يريدُ مُعاقَرةَ أَبي الفَرَزْدق غالِب بن صَعْصعة لسُحَيْم بن وَثِـيلٍ الرِّياحِـيّ، لما تَعاقَرا بصَوْأَر، فعَقَرَ سُحَيْم خمساً، ثم بدا له وعَقَرَ غالِبٌ مائة. التهذيب: أَراد بقوله سُبَّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ، فسَبَّ عَراقيبَ إِبله أَنَفةً مما عُيِّر به، كالسيف يسمى سَبَّابَ العَراقيب لأَنه يَقْطَعُها.

التهذيب: وسَبْسَبَ إِذا قَطَع رَحِمه.

والتَّسابُّ: التَّقاطُعُ.

والسَّبُّ: الشَّتْم، وهو مصدر سَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: شَتَمَه؛ وأَصله

من ذلك.

وسَبَّبه: أَكثر سَبَّه؛ قال:

إِلاَّ كَمُعْرِضٍ الـمُحَسِّرِ بَكْرَهُ، * عَمْداً، يُسَبِّـبُني على الظُّلْمِ

أَراد إِلا مُعْرِضاً، فزاد الكاف، وهذا من الاستثناءِ

المنقطع عن الأَوَّل؛ ومعناه: لكن مُعْرِضاً.

وفي الحديث: سِـبابُ الـمُسْلِم فُسوقٌ، وقِتاله كُفرٌ. السَّبُّ: الشَّتْم، قيل: هذا محمول على من سَبَّ أَو قاتَلَ مسلماً، من غير تأْويل؛

وقيل: إِنما قال ذلك على جهة التغليظ، لا أَنه يُخْرِجُه إِلى الفِسْقِ

والكفر.

وفي حديث أَبي هريرة: لا تَمْشِـيَنَّ أَمام أَبيك، ولا تجْلِسْ قَبْله،

ولا تَدْعُه باسمه، ولا تَسْتَسِبَّ له، أَي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ، وتَجُرَّه إِليه، بأَن تَسُبَّ أَبا غَيْرك، فيَسُبَّ أَباك مُجازاةً لك.

قال ابن الأَثير: وقد جاءَ مفسراً في الحديث الآخر: انَّ من أَكبر الكبائر أَن يَسُبَّ الرجلُ والديه؛ قيل: وكيف يَسُبُّ والديه؟ قال: يَسُبُّ أَبا الرجلِ، فيسُبُّ أَباه، ويَسُبُّ أُمـَّه، فيَسُبُّ أُمـَّه. وفي

الحديث: لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِن فيها رُقُوءَ الدَّم.

والسَّـبَّابةُ: الإِصْبَعُ التي بين الإبهام والوُسْطى، صفةٌ غالبة،

وهي الـمُسَبِّحَةُ عند الـمُصَلِّين.

والسُّـبَّة: العارُ؛ ويقال: صار هذا الأَمر سُبَّةً عليهم، بالضم، أَي

عاراً يُسبُّ به.

ويقال: بينهم أُسْبوبة يَتَسابُّونَ بها أَي شيء يَتشاتَمُونَ به.

والتَّسابُّ: التَّشاتُم. وتَسابُّوا: تَشاتَمُوا.

وسابَّه مُسابَّةً وسِـباباً: شاتَمه.

والسَّبِـيبُ والسِّبُّ: الذي يُسابُّكَ. وفي الصحاح: وسِـبُّكَ الذي

يُسابُّكَ؛ قال عبدالرحمن بن حسان، يهجو مِسْكِـيناً الدَّارِمِيَّ:

لا تَسُبَّنَّنِـي، فَلسْتَ بِسِبِّـي، * إِنَّ سِبِّـي، من الرِّجالِ، الكَرِيمُ

ورجل سِبٌّ: كثيرُ السِّبابِ.

ورجلٌ مِسَبٌّ، بكسر الميم: كثيرُ السِّبابِ. ورجل سُبَّة أَي يَسُبُّه

الناسُ؛ وسُبَبَة أَي يَسُبُّ الناسَ. وإِبِلٌ مُسَبَّبَة أَي خِـيارٌ؛ لأَنـَّه يقال لها عندَ الإِعْجابِ بها: قاتلَها اللّه !وقول الشَّمَّاخ، يَصِفُ حُمُر الوَحْشِ وسِمَنَها وجَوْدَتَها:

مُسَبَّبَة، قُبّ البُطُونِ، كأَنها * رِماحٌ، نَحاها وجْهَة الريحِ راكزُ

يقولُ: من نَظَر إِليها سَبَّها، وقال لها: قاتَلها اللّهُ ما أَجودَها!

والسِّبُّ: السِّتْرُ. والسِّبُّ: الخمارُ. والسِّبُّ: العِمامة.

والسِّبُّ: شُقَّة كَتَّانٍ رقِـيقة. والسَّبِـيبَةُ مِثلُه، والجمع السُّـبُوبُ، والسَّبائِبُ. قال الزَّفَيانُ السَّعْدِي، يَصِفُ قَفْراً قَطَعَه في الهاجرة، وقد نَسَجَ السَّرابُ به سَبائِبَ يُنيرُها، ويُسَدِّيها، ويُجيدُ صَفْقَها:

يُنيرُ، أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ * سَبائِـباً، يُجِـيدُها، ويصْفِقُ

والسِّبُّ: الثَّوْبُ الرَّقِـيقُ، وجَمْعُه أَيضاً سُبُوبٌ. قال أَبو عمرو: السُّبُوبُ الثِّيابُ الرِّقاقُ، واحدُها سِبٌّ، وهي السَّبائِبُ، واحدُها سَبيبَة؛ وأَنشد:

ونَسَجَتْ لوامِـعُ الـحَرُورِ * سَبائِـباً، كَسَرَقِ الـحَريرِ

وقال شمر: السَّبائِب متاعُ كَتَّانٍ، يُجاءُ بها من ناحية النيلِ، وهي

مشهورة بالكَرْخِ عند التُّجّار، ومنها ما يُعْملُ بِمصْر، وطولها ثمانٌ في سِتٍّ.

والسَّبِـيبَة: الثوبُ الرقِـيقُ.

وفي الحديث: ليس في السُّبوبِ زَكاةٌ، وهي الثِّيابُ الرِّقاقُ،

الواحِدُ سِبٌّ، بالكسرِ، يعني إِذا

كانت لغير التجارةِ؛ وقيل: إِنما هي السُّيُوبُ، بالياءِ، وهي الرِّكازُ لأَن الركاز يَجِبُ فيه الخُمس، لا الزكاةُ.

وفي حديث صِلَة بن أَشْيَمَ: فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّةُ رُطَبٍ أَي ثوبٌ رَقِـيقٌ. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَنه سُئِلَ عن

سَبائِبَ يُسْلَفُ فيها. السَّبائِبُ: جمع سَبِيبَةٍ وهي شُقَّة من الثِّيابِ

أَيَّ نوعٍ كان؛ وقيل: هي منَ الكتَّانِ؛ وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فعَمَدَتْ إِلى سَبِـيبةٍ من هذه السَّبائبِ، فَحَشَتْها صوفاً، ثم أَتتني بها. وفي الحديث: دَخَلْتُ على خالد، وعليه سَبِـيبة؛ وقول المخبل السعدي:

أَلم تَعْلَمِـي، يا أُمَّ عَمْرَةَ، أَنني * تخَاطأَني رَيْبُ الزَّمانِ لأَكْبَرا

وأَشْهَدُ من عَوْفٍ حُلُولاً كثيرةً، * يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ الـمُزَعْفَرا

قال ابن بري: صواب إِنشاده: وأَشْهَدَ بنَصْبِ الدالِ. والـحُلولُ:

الأَحْياءُ المجتمعةُ، وهو جمع حالٍّ، مثلُ شاهِدٍ وشُهودٍ. ومعنى يَحُجُّون: يَطْلُبونَ الاختلافَ إِليه، ليَنْظُروه؛ وقيل: يعني عمامَتَه؛ وقيل: اسْتَه، وكان مَقروفاً فيما زَعَم قُطْرُبٌ. والـمُزَعْفَر: الـمُلَوَّن بالزَّعْفَران؛ وكانت سادةُ العرب تَصْبُغُ عَمائمَها بالزَّعْفَرانِ.

والسَّبَّةُ: الاسْتُ. وسَـأَلَ النُّعمانُ بنُ الـمُنْذِرِ رجُلاً طَعَنَ رجُلاً، فقال: كيف صَنَعْتَ؟ فقال طَعَنْتُه في الكَبَّةِ طَعْنةً في السَّبَّة، فأَنْفَذْتُها من اللَّبَّة. فقلت لأَبي حاتمٍ: كيف طَعَنَه في السَّبَّة وهو فارس؟ فَضَحِكَ وقال: انْهَزَم فاتَّبَعه، فلما رَهِقَه أَكبَّ ليَـأْخُذَ بمَعْرَفَةِ فَرَسِه، فَطَعَنَه في سَبَّتِه.

وسَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: طَعَنَه في سَبَّتِه. وأَورد الجوهري هنا بَيْتَ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:

بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلامٌ فَسَبْ

ثم قال ما هذا نصه: يعني مُعاقَرَة غالِبٍ وسُحَيْمٍ، فقوله سُبّ:

شُتِمَ، وسَبَّ: عَقَرَ. قال ابن بري: هذا البيت فسره الجوهري على غير ما قَدَّم فيه من المعنى، فيكون شاهداً على سَبَّ بمعنى عَقَر، لا بمعنى طَعَنه في السَّبَّة وهو الصحيح، لأَنه يُفَسَّر بقوله في البَيْتِ الثاني:

عَراقِـيبَ كُومٍ طوالِ الذُّرَى

ومما يدل على أَنه عَقْرٌ، نَصْبُه لِعَراقيبَ، وقد تقدَّمَ ذلك مُستَوْفًى في صدْر هذه الترجَمة.

وقالت بعض نساءِ العرَب لأَبِـيها، وكان مَجْرُوحاً: أَبَتَ، أَقَتَلُوكَ؟ قال: نعم، إِي بُنَيَّةُ ! وسبُّوني، أَي طَعَنُوه في سَبَّتِه.الأَزهري: السَّبُّ الطِّبِّيجاتُ، عن ابن الأَعرابي. قال الأَزهري: جعل

السَّبَّ جمعَ السَّبَّة، وهي الدُّبرُ. ومَضَتْ سَبَّة وسَنْبَة من الدَّهْر أَي مُلاوَةٌ؛ نونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ مِنْ باءِ سَبَّة، كإِجّاصٍ وإِنجاصٍ، لأَنه ليس في الكلام «س ن ب». الكسائي: عِشْنا بها سَبَّة وسَنْبَة، كقولك: بُرهةً وحِقْبَةً. وقال ابن شميل: الدهرُ سَبّاتٌ أَي أَحْوالٌ،

حالٌ كذا، وحالٌ كذا. يقال: أَصابَتْنَا سَبَّة من بَرْدٍ في الشِّتاءِ،

وسَبَّةٌ مِنْ صَحْوٍ، وسَبَّةٌ من حَرٍّ، وسَبَّةٌ من رَوْحٍ إِذا دامَ ذلك أَيـَّاماً.

والسِّبُّ والسَّبِـيبَةُ: الشُّقَّةُ، وخَصَّ بعضُهم به الشُّقَّة البَيْضاء؛ وقولُ عَلْقَمَة بنِ عَبَدة:

كأَنَّ إِبريقَهُم ظَبْيٌ على شَرَفٍ، * مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتَّانِ، مَلْثُومُ

إِنما أَراد بِسَبائِب فحَذف، وليس مُفَدَّمٌ من نَعْت الظَّبْـي، لأَنَّ الظَّبـيَ لا يُفَدَّم؛ إِنما هو في موضع خَبرِ الـمُبْتَدَإِ، كأَنه قال: هو مُفَدَّمٌ بسَبا الكَتَّانِ.

والسَّبَبُ: كلُّ شيءٍ يُتَوَصَّلُ به إِلى غيره؛ وفي نُسْخةٍ: كلُّ شيءٍ

يُتَوَسَّل به إِلى شيءٍ غيرِه، وقد تَسَبَّبَ إِليه، والجمعُ أَسْبابٌ؛

وكلُّ شيءٍ يُتَوصّلُ به إِلى الشيءِ، فهو سَبَبٌ. وجَعَلْتُ فُلاناً لي

سَبَباً إِلى فُلانٍ في حاجَتي وَوَدَجاً أَي وُصْلَة وذَريعَة.

قال الأَزهري: وتَسَبُّبُ مالِ الفَيءِ أُخِذَ من هذا، لأَنَّ الـمُسَبَّبَ عليه المالُ، جُعِلَ سَبَباً لوُصول المال إِلى مَن وَجَبَ له من أَهل الفَيءِ.

وقوله تعالى: وتَقَطَّعَتْ بهمُ الأَسْبابُ، قال ابن عباس: المودّةُ.

وقال مجاهدٌ: تواصُلُهم في الدنيا. وقال أَبو زيد: الأَسبابُ المنازلُ، وقيل المودّةُ؛ قال الشاعر:

وتقَطَّعَتْ أَسبابُها ورِمامُها

فيه الوجهان مَعاً. المودة، والمنازِلُ. واللّه، عز وجل، مُسَبِّبُ

الأَسْبابِ، ومنه التَّسْبِـيبُ.

والسَّبَبُ: اعْتِلاقُ قَرابة. وأَسبابُ السماء: مَراقِـيها؛ قال زهير:

ومَن هابَ أَسبابَ الـمَنِـيَّةِ يَلْقَها، * ولو رَامَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّم

والواحدُ سَبَبٌ؛ وقيل: أَسبابُ السماءِ نواحيها؛ قال الأَعشى:

لئن كنتَ في جُبٍّ ثمانينَ قامةً، * ورُقِّيتَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّمِ

لَيَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حتى تَهُرَّه، * وتَعْلَمَ أَني لستُ عنكَ بمُحْرِمِ

والـمُحْرِمُ: الذي لا يَسْتَبيح الدِّماءَ. وتَهُرّه: تَكْرَهه.

وقوله عز وجل: لَعَلِّي أَبْلُغ الأَسبابَ أَسبابَ السموات؛ قال: هي

أَبوابُها. وارْتَقَى في الأَسبابِ إِذا كان فاضِل الدين.

والسِّبُّ: الـحَبْلُ، في لغة هُذَيْلٍ؛ وقيل: السِّبُّ الوَتِد؛ وقول

أَبي ذُؤَيْب يصف مُشْتارَ العَسَل:

تَدَلَّى عليها، بين سِبٍّ وخَيْطةٍ، * بجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها

قيل: السِّبُّ الـحَبْل، وقيل الوَتِدُ، وسيأْتي في الخَيْطة مثلُ هذا

الاختلاف، وإِنما يصف مُشْتارَ العَسَل؛ أَراد: أَنه تَدَلَّى من رأْسِ

جبلٍ على خلِـيَّةِ عَسَلٍ ليَشْتارَها بحَبْلٍ شدَّه في وَتِدٍ أَثْبَته في رأْس الجبَل، وهو الخَيْطة، وجَمْع السِّبِّ أَسبابٌ.

والسَّبَبُ: الـحَبْلُ كالسِّبِّ، والجمع كالجمع، والسُّبوبُ: الـحِـبال؛ قال ساعدة:

صَبَّ اللهيف لها السُّبوبَ بطَغْيةٍ، * تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ الـمِجْنَبُ

وقوله عز وجل: مَن كان يظُنُّ أَن لنْ يَنْصُرَه اللّه في الدنيا

والآخرة فلْـيَمدُدْ بسببٍ إِلى السماءِ. معناه: من كان يَظُنّ أَن لن يَنْصُرَ اللّهُ، سبحانه، محمداً، صلى اللّه عليه وسلم، حتى يُظْهِرَه على الدين كلِّه، فلْـيَمُتْ غَيظاً، وهو معنى قوله تعالى: فلْـيَمدُدْ بسَبَب إِلى السماءِ؛ والسَّبَبُ: الـحَبْل. والسماءُ: السَّقْف؛ أَي فلْـيَمْدُدْ حَبْلاً في سَقفِهِ، ثم

ليَقْطَعْ، أَي ليَمُدَّ الـحَبْل حتى ينْقَطِـع، فيَموتَ مخْتَنِقاً. وقال أَبو عبيدة: السَّببُ كلُّ حَبْل حَدَرْتَه من فوق. وقال خالدُ بنُ جَنَبَة: السَّبَب من الـحِـبال القويُّ الطويلُ.

قال: ولا يُدعى الحبلُ سَبباً حتى يُصْعَد به، ويُنْحَدَرَ به. وفي الحديث: كلُّ سببٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِـعُ إِلاّ سَبَبـي ونَسَبــي؛ النَّسَبُ

بالولادةِ، والسَّبَبُ بالزواج، وهو من السَّبَبِ، وهو الـحَبْل الذي

يُتَوَصَّل به إِلى الماءِ، ثم اسْتُعِـير لكلّ ما يُتوصَّل به إِلى شيءٍ؛ كقوله تعالى: وتقَطَّعَتْ بهِمُ الأَسبابُ، أَي الوُصَل والـمَوَدَّاتُ. وفي حديث عُقْبَة، رضي اللّه عنه: وإِن كان رزْقُه في الأَسباب، أَي في طُرُقِ السماءِ وأَبوابها. وفي حديث عَوْفِ بن مالك، رضي اللّه عنه: أَنه رأَى في المنامِ كأَنَّ سَبباً دُلِّـيَ من السماءِ، أَي حَبْلاً. وقيل: لا يُسَمَّى الحبلُ سبباً حتى يكونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بالسَّقْفِ أَو نحوِه.والسببُ، من مُقَطَّعات الشِّعْرِ: حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وحرفٌ ساكنٌ، وهو على ضَرْبَيْن: سَبَبانِ مَقرونانِ، وسَببانِ مَفْروقان؛ فالمقْرونانِ ما توالَتْ فيه ثلاثُ حَرَكاتٍ بعدَها ساكِنٌ، نحو مُتَفَا من مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتُنْ من مُفاعَلَتُن، فحركة التَّاءِ من مُتَفا، قد قَرَنَت السَّبَبَين، وكذلك حركةُ اللامِ مِن عَلَتُنْ، قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ أَيضاً؛ والـمَفْرُوقان هما اللذانِ يقومُ كلُّ واحدٍ منهما بنفسِه أَي يكونُ حرفٌ متحركٌ وحرفٌ ساكنٌ، ويَتْلُوه حرفٌ متحرك، نحو مُسْتَفْ، من مُسْتَفْعِلُنْ؛ ونحو عِـيلُنْ، مِن مَفاعِـيلُنْ، وهذه الأَسبابُ هي التي يَقَع فيها الزِّحافُ على ما قد أَحْكَمَته صِناعةُ العَروض، وذلك لأَن الجُزْءَ غيرُ مُعْتَمِدٍ عليها؛ وقوله:

جَبَّتْ نِساءَ العالَـمِـينَ بِالسَّبَبْ

يجوز أَن يكونَ الـحَبْلَ، وأَن يكونَ الخَيْطَ؛ قال ابنُ دُرَيْدٍ: هذه

امرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِـيزَتَها بخَيْطٍ، وهو السبب، ثم أَلْقَتْه إِلى النساءِ لِـيَفْعَلْنَ كما فَعَلَتْ، فَغَلَبَتْهُنّ. وقَطَعَ اللّه به السببَ أَي الـحَياة.

والسَّبِـيبُ من الفَرَس: شَعَر الذَّنَبِ، والعُرْفِ، والنَّاصِـيَةِ؛

وفي الصحاح: السبِـيبُ شَعَر الناصِـيةِ، والعُرْفِ، والذَّنَبِ؛ ولم

يَذْكُر الفَرَس. وقال الرياشِـيُّ: هو شَعْرُ الذَّنَب، وقال أَبو عبيدة:

هو شَعَر الناصِـية؛ وأَنشد:

بِوافي السَّبِـيبِ، طَوِيلِ الذَّنَبْ

والسَّبِـيبُ والسَّبِـيبَةُ: الخُصْلة من الشَّعَر. وفي حديثِ استسْقاءِ عُمَرَ، رضي اللّه عنه: رأَيتُ العباسَ، رضي اللّه عنه، وقد طالَ

عُمَرَ، وعَيْناه تَنْضَمَّان، وسَبائِبُهُ تَجُولُ على صَدْرِه؛ يعني

ذَوائِـبَهُ، واحدُها سَبِـيبٌ. قال ابن الأَثير: وفي كتاب الـهَرَوِيّ، على اختلافِ نسخه: وقد طالَ عُمْرُه، وإِنما هو طال عُمَرَ، أَي كان أَطْوَلَ منه لأَنَّ عُمَرَ لـمَّا استَسْقَى أَخَذَ العباس إِليه، وقال: اللهم إِنَّا نَتَوسَّل إِليك بعَمِّ نَبِـيِّكَ، وكان إِلى جانِـبِه، فرآهُ الراوي

وقد طالَهُ أَي كان أَطوَلَ منه.

والسَّبِـيبة: العِضاهُ، تَكْثُرُ في المكانِ.

سبب: {سببا}: ما وصل شيئا بشيء. {أسباب السماوات}: أبوابها.

الخُفُّ

الخُفُّ، بالضم: مَجْمَعُ فِرْسِنِ البَعيرِ، وقد يكونُ لِلنَّعامِ، أو الخُفُّ: لا يكونُ إلاَّ لهما
ج: أخْفَافٌ،
وـ: واحِدُ الخِفافِ التي تُلْبَسُ،
وتَخَفَّفَ: لَبِسَهُ،
وـ من الأرضِ: الغَليظَةُ،
وـ من الإِنسانِ: ما أصابَ الأرضَ من باطِنِ قَدَمِهِ،
وـ: الجَمَلُ المُسِنُّ. وساوَمَ أعرابِيٌّ حُنَيْناً الإِسْكافَ بخُفَّيْنِ حتى أغْضَبَهُ، فلما ارْتَحَلَ الأعْرابِيُّ، أَخَذَ حُنَيْنٌ أحدَ خُفَّيْهِ، فَطَرَحَهُ في الطَّرِيقِ، ثم ألْقَى الآخَرَ في مَوْضِعٍ آخَرَ، فلما مَرَّ الأَعْرابِيُّ بأحَدِهِما قال: ما أشْبَهَ هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ، ولو كانَ مَعَهُ الآخَرُ لأَخَذْتُهُ، ومَضَى، فلما انتَهَى إلى الآخرِ، نَدِمَ على تَرْكِهِ الأوَّلَ، وقد كَمَنَ له حُنَيْنٌ، فلما مضَى الأَعْرابيُّ في طَلَبِ الأوَّل، عَمَدَ حُنَيْنٌ إلى رَاحِلَتِه وما عليها فَذَهَبَ بها، وأقبَلَ الأَعْرابيُّ وليس معه إلاَّ خُفَّانِ، فقيلَ: ماذا جِئْتَ به من سَفَرِكَ؟ فقال: "جِئْتُكُمْ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ"، فَذَهَبَ مَثَلاً يُضْرَبُ عندَ اليأس من الحاجةِ، والرُّجُوعِ بالخَيْبَةِ.
ابنُ السِّكِّيتِ: حُنَيْنٌ رجلٌ شديدٌ، ادَّعَى إلى أسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافٍ، فأتَى عبدَ المُطَّلِبِ وعليه خُفَّانِ أحْمَرانِ، فقال: يا عَمِّ، أنا ابنُ أسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافٍ فقال عبدُ المُطَّلِبِ: لا وثِيابِ أبي هاشِمٍ، ما أعْرِفُ شَمَائِلَ هاشِمٍ فيكَ، فارْجِعْ، فَرَجَعَ، فقيل: "رَجَعَ حُنَيْنٌ بخُفَّيْهِ".
والخِفُّ، بالكسر: الخفيفُ، والجَماعَةُ القليلةُ. وكغُرابٍ: الخفيفُ، وقد خَفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً، بكسرها وتُفْتَحُ، وتَخَوُّفاً، وهذا من غيرِ لَفْظِه، ومَوْضِعُه في: خ وف. وخُفافُ بنُ نُدْبَةَ، وابنُ إيْماءَ، وابنُ نَضْلَةَ: صحابيُّونَ.
وخَفَّانُ، كَعَفَّانٍ: مَأْسَدَةٌ قُرْبَ الكُوفَةِ.
وخَفَّتِ الأتُنُ لعَيْرِها: أطاعَتْهُ،
وـ الضَّبُعُ تَخِفُّ خَفّاً، بالفتحِ: صاحتْ،
وـ القَوْمُ: ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ. وكَتَنُّورٍ: الضَّبُعُ. وكأَميرٍ: ما كان من العَروضِ على: فاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فاعِلاتُنْ، سِتَّ مَرَّاتٍ.
وامْرَأَةٌ خَفْخَافَةٌ: كأَنَّ صَوْتَها يَخْرُجُ من مَنْخِرَيْها.
والخُفْخُوفُ، (بالضمِّ) : طائِرٌ يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ.
وضِبْعانٌ خَفَاخِفُ: كَثيرُو الصَّوْتِ.
وأخَفَّ: خَفَّتْ حالُهُ،
وـ القَوْمُ: صارَتْ لَهُمْ دَوابُّ خِفافٌ،
وـ فُلاناً: أزالَ حِلْمَهُ، وحَمَلَهُ على الخِفَّةِ.
والتَّخْفيفُ: ضِدُّ التَّثْقيلِ.
والخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الضِّباعِ والكِلابِ عِنْدَ الأَكْلِ، وتَحْريكُ القَمِيص الجَديدِ.
واسْتَخَفَّهُ: ضدُّ اسْتَثْقَلَهُ،
وـ فُلاناً عن رَأيِهِ: حَمَلَهُ على الجَهْلِ والخِفَّةِ، وأزالَهُ عَمَّا كان عليه من الصَّوابِ.
والتَّخافُّ: ضدُّ التَّثاقُلِ.

الصَّفْقُ

الصَّفْقُ: الضَّرْبُ يُسْمَعُ له صَوتٌ، والصَّرْفُ، والرَّدُّ،
كالإِصْفاقِ، والناحيةُ، ويُضَمُّ ويُحرَّكُ، والمَوْضِعُ،
وـ من الجَبَلِ: وَجْهَهُ، أو صَفْحُه.
وصَفْقا العُنُقِ: جانِباهُ،
وـ من الفرسِ: خَدّاهُ،
و=: ماءٌ أصْفَرُ يَخْرُجُ من أدِيمٍ جَديدٍ، صُبَّ عليه ماءٌ، ويُحرَّكُ، أو ريحُ الدِباغِ وطَعْمُه، وبالكسر: مِصْراعُ البابِ.
وصَفَقَ له بالبيعِ يَصْفِقُــه، وصَفَقَ يَدَهُ بالبَيْعَةِ،
وـ على يدِه صَفْقاً وصَفْقَةً: ضَرَبَ يَدَهُ على يدِه، وذلك عندَ وُجوبِ البيع، والاسمُ: الصَّفْقُ والصِفِقَّى، كزِمِجّى،
وـ الطائرُ بجَناحَيْهِ: ضَرَبَهُما،
كصَفَّقَ،
وـ البابَ: رَدَّهُ، أو أغْلَقَه،
كأَصْفَقَه، وفَتَحَه، ضِدٌّ،
وـ عَيْنَه: غَمَّضَها،
وـ العودَ: حَرَّكَ أوْتارَه،
وـ الرجُلُ: ذَهَب،
وـ الريحُ الأشجارَ: حَرَّكَتْها،
وـ القَدَحَ: مَلأَه،
كأَصْفَقَه،
وـ علينا صافِقَةٌ: نَزلَ بِنا جَماعَةٌ،
وـ الناقةُ: أُرْتِجَتْ رَحِمُها عن ولدِها حتى يَموتَ الوَلَدُ،
وـ فلاناً بالسيفِ: ضَرَبَهُ.
وصَفْقَةٌ رابحةٌ أو خاسِرةٌ: بَيْعَةٌ. وكشَدّادٍ: الكثيرُ الأَسْفارِ والتَّصَرُّفِ في التِّجاراتِ.
وثَوبٌ صَفيقٌ: ضِدُّ سَخيفٍ.
ووَجْهٌ صَفيقٌ، بَيِّنُ الصَّفاقَةِ: وَقِحٌ، وقد صَفُقَ، ككرُم، فيهما. وكصَبورٍ: المُمْتَنِعُ من الجِبالِ، واللَّيِّنَةُ من القِسِيِّ، والصَّخْرَةُ المَلْساءُ المُرْتَفِعَةُ، ج: ككتُبٍ. وككِتابٍ: الجِلْدُ الأسْفَلُ تحتَ الجِلْدِ الذي عليه الشَّعَرُ، أو ما بين الجِلْدِ والمُصْرانِ، أو جِلْدُ البَطْنِ كلُّهُ.
والصَّوافِقُ والصَّفائِقُ: الحَوادِثُ.
والصَّفَقُ، مُحرَّكةً: آخِرُ الدِماغِ، والماءُ يُصَبُّ في القِرْبَةِ الجَديدَةِ، فيُحَرَّكُ فيها، فَيَصْفَرُّ، وتَقَدَّمَ.
والتَّصْفيقُ: التَّقْليبُ، وتَحويلُ الشَّرابِ من إِناءٍ إلى إناءٍ مَمْزوجاً ليَصْفُوَ،
كالصَّفْقِ والإِصْفاقِ، والضَّرْبُ بِباطِنِ الراحَةِ على الأُخْرَى، وتَحْويلُ الإِبِلِ مِن مَرْعىً إلى آخَرَ، والذَّهابُ والطَّوْفُ.
والصَّفافيقُ: ع.
وأصْفَقوا على كذا: أطْبَقُوا،
وـ يَدِي بكذا: صادَفَتْهُ ووافَقَتْهُ،
وـ للقومِ: جاءَهمُ مِن الطَّعامِ بما يُشْبِعُهُم.
والصَّفوقُ، كصَبورٍ: الصَّعودُ المُنْكَرَةُ، ج: صَفائِقُ وصُفُقٌ.
والمُصافِقُ من الإِبِلِ: الذي يَنامُ على جَنْبٍ مَرَّةً، وعلى آخَرَ أُخْرَى.
وصافَقَ بين جَنْبَيْه: انْقَلَبَ،
وـ الناقَةُ: مَخَضَتْ،
وـ بين ثَوْبَيْنِ: طارَقَ.
وانْصَفَقَ: انْصَرَفَ.
واصْطَفَقَتِ الأَشْجارُ: اهْتَزَّتْ بالريح،
وـ العُودُ: تَحَرَّكَتْ أوتارُهُ.
وتَصَفَّقَ: تَرَدّدَ،
وـ للأَمْرِ: تَعَرَّضَ،
وـ الناقَةُ: انْقَلَبَتْ ظَهْراً لِبَطْنٍ.

سل

(سل)
الشَّيْء من الشَّيْء سلا انتزعه وَأخرجه بِرِفْق يُقَال سل الشعرة من الْعَجِين وَالسيف من غمده وَالشَّيْء سَرقه وسله الدَّاء أَصَابَهُ فَهُوَ مسلول وسليل

(سل) أُصِيب بالسل فَهُوَ مسلول
سل
سَلُّ الشيء من الشيء: نزعه، كسلّ السّيف من الغمد، وسَلُّ الشيء من البيت على سبيل السّرقة، وسَلُّ الولد من الأب، ومنه قيل للولد:
سَلِيلٌ. قال تعالى: يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً
[النور/ 63] ، وقوله تعالى: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ
[المؤمنون/ 12] ، أي: من الصّفو الذي يُسَلُّ من الأرض، وقيل: السُّلَالَةُ كناية عن النطفة تصوّر دونه صفو ما يحصل منه. والسُّلُّ : مرض ينزع به اللّحم والقوّة، وقد أَسَلَّهُ الله، وقوله عليه السلام: «لا إِسْلَالَ ولا إغلال» . وتَسَلْسَلَ الشيء اضطرب، كأنه تصوّر منه تَسَلُّلٌ متردّد، فردّد لفظه تنبيها على تردّد معناه، ومنه السِّلْسِلَةُ، قال تعالى: فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً [الحاقة/ 32] ، وقال تعالى: سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً
[الإنسان/ 4] ، وقال: وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر/ 71] ، وروي: «يا عجبا لقوم يقادون إلى الجنّة بالسّلاسل» . وماء سَلْسَلٌ:
متردّد في مقرّه حتى صفا، قال الشاعر:
أشهى إليّ من الرّحيق السَّلْسَلِ
وقوله تعالى: سَلْسَبِيلًا
[الإنسان/ 18] ، أي: سهلا لذيذا سلسا حديد الجرية، وقيل: هو اسم عين في الجنّة، وذكر بعضهم أنّ ذلك مركّب من قولهم: سل سبيلا ، نحو: الحوقلة والبسملة ونحوهما من الألفاظ المركّبة، وقيل:
بل هو اسم لكلّ عين سريع الجرية، وأسلة اللّسان: الطّرف الرّقيق.
باب السين واللام س ل، ل س يستعملان

سل: السَّلُّ: إِخراجُكَ الشَّعْرَ من العجين ونحوه من الأشياء. والانسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من بينَ مَضيقٍ أو زِحام. وسَلَلْتُ السَّيفَ فانَسلَّ من غِمْدِه. والسُّلُّ والسُّلالُ: داءٌ يأخُذ الانسانَ ويقتُلُ، وسُلَّ الرجلُ وأَسَلَّهُ اللهُ إسلالاً [فهو مَسْلولٌ] . والإِسلال: السَّرِقةُ الخَفِيَّة. والسَّلُّ والسَّليلُ والسلان: جماعة أودية بالبادية. والسَّليلُ والسَّليلةُ: المُهْرُ [والمُهْرَة] . [والسليلُ: دِماغ الفرس] . والسَّليل: الولدُ، [سُمِّي سَليلاً، لأنّه خلق من السّلالة] . والسَّليلةُ: عَقَبةٌ أو عَصَبةٌ أو لَحْمةٌ اذا كانت شِبْهَ طَرائقَ ينفَصِلُ بعضُها عن بعض، [وأنشد: لاءم فيه السليل الفقار

قال: السَّليلُ لَحْمَةُ المَتنَينِ] . وكذلك السَّلائل في الخَيْشوم، وهي لَحَماتٌ عِراضٌ بعضُها مُلتَزِقاتْ ببعضٍ. والتَّسَلُّلُ: فِعلُ جماعة القوم اذا انْسَلّوا، [ويَتَسَلَّلُونَ ويَنْسَلُّون واحد] . وسَلَّةُ الفَرَسِ: دَفْعَتُه في سِباقه، تقول: قد خَرجَتْ سَلَّةُ هذا الفَرسِ على سائر الخَيْلِ، قال:

أَلِزاً اذْ خَرَجَتْ سَلَّتُه ... وَهِلاً تَمَسُحه ما يَسْتَقِر

الأَلِز: الوَثّابُ، والسلة: السبذة المطبقة كالجؤنة. والمِسَلَّة: المِخيَط، وجمعُه مَسالّ. والسَّلسَلُ: الماءُ العَذْبُ الصافي يَتَسَلَسلُ في الحَلْقِ، وفي صَبَبٍ أو حَدُورٍ اذا جَرَى. وهو السَّلْسالُ، وخَمرٌ سَلْسَلٌ قال الأخطل:

أَدَبَّ إليها جَدْوَلاً يتَسَلْسَلُ

وقال:

بردى يصفق بالرحيق السلسل

والسَّلَةُ: الفُرْجةُ بين نَصائِبِ الحَوْضِ، [وأنشد:

أَسَلَّةٌ في حوضها أم انَفَجَرْ

وفي حديث أبي زرْعِ بنِ أبي زَرْعٍ: كَمَسَلِّ شَطْبةٍ

أراد بالمَسَلِّ: ما سُلَّ من شَطْبِ الجريدة، شَبَّهَه به لدِقَّةِ خَصْرِه] . والسَّلاسِلُ جمعُ السِّلسِلة. وبَرْقٌ ذو سَلاسِلَ، ورَمْلٌ مِثلُه، وهو تَسَلْسُله الذي يُرَى في التِوائِه . وماءٌ سُلاسِلٌ: عَذْبٌ. قال زائدة: كُلُّ مَنتُوجٍ سَليلٌ لأنّه يُسَلُّ من بطن أُمِّه لأنَّه يُجْبَذُ بالأيْدي سَلاًّ. وفي بني فُلانٍ مَسلَّةٌ أي سَرِقةٌ. وفيهم سَلَّةٌ أي سُيُوفٌ حِدادٌ. والسَلَّةُ حَصىً صِغارٌ مِثلُ الجَوْز في بطون الأَودِيةِ، لأنَّ الماءَ سَلَّها من بين الجِبال . والسَّليلُ: اسْمُ منزلٍ بالبادية. وذاتُ السَّلاسِلِ: أرضٌ من أرض الشّام غَزاها عمرو بن العاص على عهد النبيِّ- صلى الله عليه وآله وسَلَّم- . والمُسَلْسَلُ والمُسَنْسَنُ: طريقٌ يُسْلَكُ يَتخَلَّلُ البلاد كأنَّه حَيَّةٌ. ودابَّة سَلِسَةٌ أي مُنقادةٌ. والسَّلِسُ: السَّيف، وجمعه سُلُوسٌ. والسَّلْسُ: الخَيط يُنْظمَ فيه الخَرَزُ، وجمعه سُلُوس، قال: وقَلائدٌ من حُبلةٍ وسُلُوسِ

لس: اللَّسُّ: تَناوُل الدّابَّةِ الحشيشَ بجَحْفَلَتِها اذا نَتَفَتْهُ، قال زهير:

قد اخضَرَّ من لس الغمير جحافله

والمَلْسوس: الذاهبُ العقل.

سل

1 سَلَّ الشَّىٌءَ, (S, M, Mgh,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. سَلٌّ; (S, M, Mgh, K;) and ↓ استلّهُ, (M,) inf. n. اِسْتِلَالٌ; (K; [in the CK, الِاسْلال is put in the place of الِاسْتِلَال;]) He drew the thing out or forth from another thing: (Jel in xxiii. 12:) or he pulled out the thing, or drew it forth, gently: (M, K: *) or he drew, or pulled, the thing out, or forth, as a sword from its scabbard, and a hair from dough. (Mgh.) You say, سَلَّ السَّيْفَ, (S, Msb,) aor. and inf. n. as above; (Msb;) and ↓ استلّهُ, both signifying the same; (S;) [i. e. He drew the sword;] as also ↓ اسلّهُ, inf. n. إِسْلَالٌ. (TA.) In the saying of El-Farezdak, غَدَاةَ تَوَلَّيْتُمْ كَانَّ سُيُوفَكُمْ

↓ ذَآنِينُ فِى أَعْنَاقِكُمْ لَمْ تُسَلْسَلِ [In the morning when ye turned back, as though your swords were ذآنين (pl. of ذُؤْنُونٌ a species of fungus) upon your necks, (for the sword was hung upon the shoulder, not by a waist-belt,) not drawn forth], he has separated the doubled letter: thus the verse is related by IAar: but by Th, ↓ لَمْ تَسَلَّلِ [for تَتَنَسَلَّلِ]. (M.) It is said in a trad., لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ العَجِينِ [I will assuredly draw thee forth from them like as the single hair is drawn forth from dough]. (TA.) And in another trad., اَللّٰهُمَّ أْسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِى (tropical:) [O God, draw forth the rancour of my heart]: and hence the saying الهَدَايَا تَسُلُّ السَّخَائِمَ وَتَحُلُّ الشَّكَائِمَ (tropical:) [Presents draw away feelings of rancour, and loose, or melt, resistances, or incompliances]. (TA.) And سُلَّ, said of a colt, means He was drawn forth a سَلِيل [q. v.]. (M, TA.) b2: Also He took the thing. (Msb.) Hence one says, تُسَلُّ المَيِّتُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ إِلَى القَبْرِ, i. e. [The dead body] is taken [head-foremost to the grave]: (Msb:) [or is drawn forth &c.: for] it is said of the Apostle of God, سُلَّ مِنْ قِبَل رَأْسِهِ, meaning He was drawn forth [&c.] from the bier. (Mgh.) b3: Also, aor. and inf. n. as above, He stole the thing: (Msb, TA:) or he stole it covertly, secretly, or clandestinely; (TA;) and so ↓ اسلّهُ. (TK. [But see 4, below, where اسلّ meaning “ he stole ” is mentioned only as intrans.]) Yousay, سَلَّ البَعِيرَ جَوْفِ اللَّيْلِ He drew away the camel from among the other camels in the middle of the night: and in like manner you say of other things. (TA.) A2: سَلَّ, aor. ـِ (K,) inf. n. سَلٌّ, (TK,) said of a man; (TA;) or سَلَّتْ, aor. ـَ [whence it would seem that the sec. Pers\. of the pret. is سَلِلْتَ, and the inf. n. سَلَلٌ,] said of a sheep or goat, شاة; (M;) He, or it, lost his, or its, teeth: (M, K:) on the authority of Lh. (M.) A3: سُلَّ, (M, Msb, K,) in the pass. form, (Msb,) with damm, (K,) He was, or became, affected with the disease termed سِلّ [q. v.]. (M, Msb, K.) 4 أَسْلَ3َ see 1, second sentence. b2: اسلّ, (ISk, S, M, Mgh,) inf. n. إِسْلَالٌ, (ISk, S, K,) also signifies He stole: (ISk, S, Mgh:) or he stole covertly, secretly, or clandestinely. (M, K.) See also 1, in the latter half of the paragraph. You say, اسلّ مِنَ المَغْنَمِ He stole of the spoil. (Mgh.) b3: إِسْلَالٌ signifies also An open raid or predatory incursion. (TA.) b4: And اسلّ He aided another to steal, or to steal covertly, secretly, or clandestinely. (TA.) b5: [See also إِسْلَالٌ below. Accord. to Freytag, اسلّ signifies He received a bribe: but this requires consideration: he gives no authority but the K, which does not justify this explanation.]

A2: اسلّهُ He (God) caused him to be affected with the disease termed سِلّ [q. v.]. (S, M, Msb, K.) 5 تسلّل: see 7: and see also 1, in the former half of the paragraph. b2: Also i. q. اِضْطَرَبَ [It was, or became, in a state of commotion, agitation, &c.]; said of a thing; as though it were imagined to be repeatedly drawn forth. (Er-Rághib, TA.) 7 انسلّ It (a thing) became pulled out, or drawn forth, gently; (M;) it became drawn, or pulled out or forth, as a sword from its scabbard, and a hair from dough. (Mgh.) You say, انسلّ السَّيْفُ مِنَ الغَمْدِ The sword [became drawn from the scabbard: or] slipped out from the scabbard. (TA.) And انسلّ قِيَادُالفَرَسِ مِنْ يَدِهِ [The leading-rope of the horse slipped out or] came forth [from his hand]. (Mgh.) b2: And [hence], as also ↓ تسلّل, (S, M, K,) He slipped away, or stole away; i. e., went away covertly, secretly, or clandestinely: (M, K:) or he went forth, مِنْ بَيْنِهِمْ [from among them]. (S.) And اِنْسَلَلْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ I went away, and went forth, deliberately, or leisurely, and by degrees, from before him. (TA.) Sb says that اِنْسَلَلْتُ [used in this or a similar sense] is not a quasi-pass. verb; but is only like [a verb of the measure] فَعَلْتُ; like as اِفْتَقَرَ is like ضَعُفَ. (M.) It is said in a prov., رَمَتْنِى بِدَائِهَاوَانْسَلَّتْ [She reproached me with her own fault, and slipped away]: (S, Meyd, TA:) [originally] said by one of the fellow-wives of Ruhm, daughter of El-Khazraj, wife of Saad Ibn-Zeyd-Menáh, on Ruhm's reproaching her with a fault that was in herself. (Meyd, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. cap. x. no. 2; and another prov. there referred to in cap. ii. no. 78.]) And one says also, بِكَذَا ↓ استلّ, meaning He went away with such a thing covertly, secretly, or clandestinely. (TA.) 8 إِسْتَلَ3َ see 1, first and second sentences: A2: and see also 7, last sentence.10 استسل النَّهْرُ جَدْوَلًا (tropical:) The river had a rivulet or streamlet, branching off from it. (TA.) R. Q. 1 سَلْسَلَةٌ [as inf. n. of سُلْسِلَ (see مُسَلْسَلٌ below)] signifies A thing's being connected with another thing. (M, K.) [It is also inf. n. of سَلْسَلَ, as such signifying The connecting a thing with another thing.] b2: [Hence, or the reverse may be the case,] سَلْسَلْتُهُ I bound him with the سِلْسِلَة [or chain]. (O. TA.) b3: And سَلْسَلْتُ المَآءَ فِى الحَلْقِ I poured the water into the throat, or fauces, [app. in a continuous stream.] (S, * O.) b4: And مَاسَلْسَلَ طَعَامًا He did not eat food: (K:) as though he did not pour it into his throat, or fauces. (TA.) A2: Accord. to IAar, سَلْسَلَ signifies He ate a سَلْسَلَة, i. e., a long piece of a camel's hump. (O.) A3: See also 1, third sentence. R. Q. 2 تَسَلْسَلَ, said of water, It ran into the throat, or fauces: (S, O:) or it ran down a declivity, or declivous place: (M, K:) or (assumed tropical:) it became [fretted with a succession of ripples] like a chain, in running [in a shallow and rugged bed], or when smitten by the wind. (S.) b2: And, said of lightning, (assumed tropical:) It assumed the form of سَلَاسِل, [i. e. chains, meaning elongated streams,] pl. of سِلْسِلَةٌ [q. v.], in the clouds. (M.) b3: And تَسَلْسُلٌ signifies (assumed tropical:) The glistening, and [apparent] creeping, of the diversified wavy marks, streaks, or grain, [resembling a chain, (see مُسَلْسَلٌ,) and also likened to the creeping of ants, (see فِرِنْذٌ, and رُبَدٌ,)] of a sword. (TA. [See also أَثْرٌ.]) b4: And تَسَلْسَلَ said of a garment, (assumed tropical:) It was worn until it became thin; (O, K;) like تَخَلْخَلَ. (O.) سَلٌّ, (M, K,) applied to a man, (M,) Whose teeth are falling out; (M;) losing his teeth: (K:) fem. with ة: (M, K:) likewise applied to a sheep or goat (شَاْةٌ); on the authority of Lh; (M;) and to a she-camel whose teeth have fallen out from extreme old age; or one extremely aged, having no tooth remaining; on the authority of IAar. (TA.) A2: See also سَلَّةٌ, in two places.

سُلٌّ: see what next follows.

سِلٌّ (S, M, Msb, K) and ↓ سُلَالٌ, (S, M, K,) the former [the more common, and] often occurring in the verses of chaste poets, though El-Hareeree says in the “ Durrat el-Ghowwás ” that it is an erroneous term of the vulgar, and that the latter is the right term, (TA,) signify the same, (S, M, K,) as also ↓ سُلٌّ and ↓ سَلَّةٌ, (K,) [Consumption: or phthisis:] an emaciating, oppressive, and fatal malady: (T, TA:) a certain disease, well known; said in the medical books to be one of the diseases of girls, because of the abundance of blood in them: (Msb:) accord. to the physicians, (TA,) an ulcer, (K, TA,) or ulcers, (Msb,) [or ulceration,] in the lungs; (Msb, K, TA;) succeeding (تُعَقِّبُ [grammatically referring to سَلَّة]) either ذَات الرِّئَة [i. e. inflammation of the lungs] or ذَات الجَنْب [i. e. pleurisy]: (in the CK, بِعَقَبِ ذات الرِّيّةِ اوذاتِ الجَنْبِ is [erroneously] put in the place of تُعَقِّبُ ذَاتَ الرِّئَةِ أَوْ ذَاتَ الجَنْبِ: and in what here follows, the gen. case is put in the place of the nom. in four instances:) or a rheum (زُكَامٌ), and defluxions (نَوَازِلُ), or a long cough, and attended with constant fever. (K, TA.) b2: Hence the saying, in a trad., غُبَارُذَيْلِ المَرْأَةِ الفَاجِرَةِ يُورثُ السِّلَّ (assumed tropical:) [The dust of the skirt of the vitious woman occasions the loss of property]; meaning that he who follows vitious women and acts vitiously, loses his property, and becomes poor: the diminution and departure of property being likened to the diminution and wasting away of the body when one has the disorder termed سِلّ. (TA.) سَلَّةٌ The drawing of swords; (S, M, K;) as also ↓ سِلَّةٌ. (K.) So in the saying, أَتَيْنَاهُمْ عِنْدَ السَّلَّةِ [We came to them on the occasion of the drawing of swords]. (S, M, K.) b2: And Theft: (S, Msb:) or covert, secret, or clandestine, theft; (M, K;) like إِسْلَالٌ [except that the former is a simple subst., and the latter is an inf. n., i. e. of 4]: (K:) one says, فِى بَنِى فُلَانٍ سَلَّةٌ [Among the sons of such a one is theft, or covert theft]: (S:) and الخَلَّةُ تَدْعُو إِلَى السَّلَّةِ [Want invites to theft, or covert theft]. (TA.) A2: Also (tropical:) The rush (دُفْعَة) of a horse among other horses, in running: (TA:) or the rush (دُفْعَة) of a horse in striving to outstrip: (S, TA: [I read فِى سِبَاقِهِ, as in a copy of the S; instead of فى سِيَاقِهِ, as in other copies of the S and in the TA:]) so in the saying, فَرَسٌ شَدِيدُ السَّلَّةِ (tropical:) [A horse of which the rush &c. is vehement]: (S, TA:) and خَرَجَتْ سَلَّتُهُ عَلَى

الخَيْلِ (S) or عَلَى سَائِرِ الخَيْلِ (TA) (tropical:) [His rush in striving to outstrip proceeded against the other horses]. b2: And A revulsion of shortness of breathing (اِرْتِدَادُ رَبْوٍ) in the chest of a horse, in consequence of his suppressing such shortness of breathing [so I render مِنْ كَبْوَةٍ يَكْبُوهَا, but this phrase admits of other renderings, as will be seen in art. كبو]: (M, K:) when he is inflated thereby, one says, أَخْرَجَ سَلَّتَهُ [app. meaning he has manifested his revulsion of shortness of breathing]; and thereupon he is urged to run with vehemence, and made to sweat, and coverings are thrown upon him, and that shortness of breathing (ذٰلِكَ الرَّبْوُ) passes forth. (M.) b3: [In a sheep or goat, or a ewe or she-goat, it seems to mean Power, or force, of long continuance: see مَسْلُولَةٌ, voce مَسْلُولٌ.]

A3: See also سِلٌّ.

A4: Also A [basket of the kind called] جُونَة: (K:) or a thing like the جُونَة, (M,) or like the covered جُونَة, which is also called سَبَذَةٌ; so says Az: (TA:) a receptacle in which fruit is carried: (Msb:) [sometimes covered with red skin: (see حَوَرٌ:) in the present day commonly applied to a basket made of twigs, oblong and deep, generally between a foot and a foot and a half in length:] and ↓ سَلٌّ signifies the same: (M, K:) what is termed سَلَّةُ الخُبْزِ [the bread-basket] is well known: (S:) سَلَّةٌ meaning as expl. above is not thought by IDrd to be an Arabic word: (M:) [the dim. ↓ سُلَيْلَةٌ occurs in the K voce جُونَةٌ, and in the Mgh voce رَبْعَةٌ, &c.:] the pl. is سِلَالٌ (M, K) and سَلَّاتٌ (Msb) and [coll. gen. n.] ↓ سَلٌّ, of which Abu-l-Hasan says that it is in his opinion a rare kind of pl. [or coll. gen. n.] because it denotes what is made by art, not created, and it should more properly be regarded as of the class of كَوْكَبٌ and كَوْكَبَةٌ [which are syn.] because this is more common than the class of سَفِينَةٌ and سَفِينٌ. (M.) A5: Also A fault, or defect, in a water-ing-trough or tank, or in a [jar of the kind called]

خَابِيَة: (M, K:) or a breach between the أَنْصَابِ, (K,) or [more properly] between the نَصَائِب, [i. e. the stones set up, and cemented together with kneaded clay, around the interior,] (M,) of a watering-trough or tank. (M, K.) b2: And Fissures in the ground, that steal [i. e. imbibe] the water. (TA.) A6: Also One's sewing [a skin, or hide, with] two thongs in a single puncture, or stitch-hole. (M, K.) سِلَّةٌ: see سَلَّةٌ, first sentence.

سُلَالٌ i. q. سِلٌّ, q. v. (S, M, K.) سَلِيلٌ A drawn sword; i. q. ↓ مَسْلُولٌ. (M, K.) b2: (assumed tropical:) A child, or male offspring; [because drawn forth;] (S, M, Msb, K;) as also ↓ سُلَالَةٌ; (M, Mgh, Msb, K;) metonymically so termed: (Mgh:) or, when it comes forth from the belly of its mother; as also ↓ the latter; the former so called because created from the [sperma genitalis, which is termed] سُلَالَة: (Akh, TA:) fem. of the former ↓ سَلِيلَةٌ, (S, M, Msb, K,) applied to a daughter. (AA, K.) b3: A colt; (M, K;) and with ة a filly; (S, * M, TA;) the ة being affixed, though سليل is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, because the word is made a subst.: (Ham p. 102:) or, as some say, (M, in the K “ and ”) the former signifies a colt that is born not in a [membrane such as is called] مَاسِكَة nor [in one such as is called] سَلًى: if in either of these, it is termed بَقِيرٌ [not بُقَيْرٌ as in the CK]. (M, K.) [See also دُعْمُوصٌ.] b4: And A young camel when just born, before it is known whether it is a male or a female. (As, S, TA.) A2: Clear, or pure, beverage or wine; (K, TA;) as though gently drawn away from dust or motes or particles of rubbish or the like: such is said to be the beverage, or wine, of Paradise: or cool beverage or wine: or such as is clear from dust or motes or particles of rubbish or the like, and from turbidness; of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: or such as is easy [in its descent] in the throat, or fauces. (TA.) [See also سُلَالَةٌ, and سَلْسَالٌ.]

A3: The channel of the water, or place in which the water flows, in a valley: or the middle of a valley, (M, K, *) where flows the main body of water. (M.) and A wide (S, M, K) and deep (M, K) valley, (S, M, K,) that gives growth to the [trees called]

سَلَم and سَمُر, (S, K,) or that gives growth to the سَلَم and ضَعَة and يَنَمَة and حَلَمَة; (M;) and ↓ سَالٌّ signifies the same: (M, K:) or this latter, a place in which are trees: (TA:) or a narrow channel of a torrent in a valley: (As, S, TA:) or a low place surrounded by what is elevated, in which the water collects: (En-Nadr, TA:) pl. of both سُلَّانٌ, (M, K,) or of the former accord. to Kr, (M, TA,) and of the latter accord. to As [and the S], (TA,) or that of the latter is سَوَالُّ. (En-Nadr, K, TA.) One says سَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ

like as one says غَالٌّ مِنْ سَلَمٍ. (S.) The phrase سَالَ السَّلِيلُ بِهِمْ [lit. The wide, or wide and deep, valley, &c., flowed with them] is used by the poet Zuheyr (S, IB) as meaning (assumed tropical:) they journeyed swiftly. (IB, TA.) A4: The brain of the horse. (M, K.) b2: The hump of the camel. (M, K.) b3: The نُخَاع [or spinal cord]. (M, K.) b4: and سَلِيلُ اللَّحْمِ The [portions that are termed]

خَصِيل [q. v. voce خَصِيلَةٌ] of flesh: [the former word in this case being app. a coll. gen. n., of which the n. un. is ↓ سَلِيلَةٌ (q. v.); the more probably as it is added that] the pl. is سَلَائِلُ. (TA.) سُلَالَةٌ What is, or becomes, drawn forth, or drawn forth gently, from, or of, a thing: (M, K:) or so سُلَالَةُ شَىْءٍ: (S:) [an extract of a thing: and hence,] the clear, or pure, part, or the choice, best, or most excellent, part [of a thing]; (Mgh; and Ksh and Bd and Jel in xxiii. 12;) because drawn from the thick, or turbid, part. (Mgh.) It is said in the Kur [xxiii. 12], وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ, meaning [and verily we created man from] what was drawn forth from every kind of dust, or earth: (Fr, TA:) or from a pure, or choice, or most excellent, sort of earth or clay. (Ksh, Bd, Jel.) b2: and [hence,] The sperma genitalis of a man, or human being; (S, TA;) what is drawn from the صُلْب [app. here meaning loins] of the man and from the تَرَائِب [pl. of تَرِيبَة, q. v.,] of the woman: (AHeyth, TA:) the water (مَآء) that is drawn from the back. ('Ikrimeh, TA.) b3: See also سَليلٌ, second sentence, in two places.

سَلِيلَةٌ: see سَلِيلٌ, second sentence. b2: Also A sinew, (عَصَبَةٌ, (M, K, or عَقَبَةٌ, K,) or a portion of flesh having streaks, or strips, (M, K,) that separate, one from another. (TA.) And The oblong portion of flesh of the part on either side of the backbone: (K:) or this is called سَلِيلَةُ المَتْنِ: (M:) [or] accord. to As, [the pl.] سَلَائِلُ signifies the long streaks, or strips, of flesh extending with the backbone. (TA.) See also سَلِيلٌ, last sentence. [Also] A small thin thing [or substance] resembling flesh: pl. سَلَائِلُ. (TA in art. خشم.) And سَلَائِلُ السَّنَامِ Long slices cut from the camel's hump. (TA.) b3: And the pl., Oblong نَغَفَات [or portions of dry mucus or the like] in the nose. (M.) b4: Also [Goats'] hair separated, or plucked asunder, with the fingers, then folded, and tied; then the woman draws from it one portion after another, which she spins: (M:) or سَلِيلَةٌ مِنْ شَعَرٍ signifies what is drawn forth from a ضَرِيبَة of [goats'] hair, which is a portion thereof separated, or plucked asunder, with the fingers, then folded, and rolled up into long portions, the length of each being about a cubit, and the thickness that of the half of the fore arm next the hand: this is tied, then the woman draws from it one portion after another, and spins it. (S.) [See also عَمِيتَةٌ.]

A2: Also A certain long fish, (K, TA,) having a long مِنْقَار [app. meaning beak-like snout, or nose]. (TA.) سُلَيْلَةٌ: see سَلَّةٌ (of which it is the dim.), in the latter half of the paragraph.

سُلَّآءٌ; n. un. with ة; mentioned in the M and K in this art. as well as in art. سلأ: see the latter art. سَلَّالٌ: see سَالٌّ.

A2: [And it seems to be somewhere mentioned in the S, though not in the present art., as meaning A maker of the sort of baskets called سِلَال (pl. of سَلَّةٌ): for Golius explains it, as on the authority of J, as signifying qui sportas qualosque contexit.]

سَلْسَلٌ and ↓ سَلْسَالٌ and ↓ سُلَاسِلٌ (S, M, K) Sweet water, (M, K,) that descends easily in the throat, or fauces; (M;) water that enters easily into the throat, or fauces, by reason of its sweetness and clearness: (S:) or cold, or cool, water: (M, K:) or water that has fluctuated to and fro, in the place where it has continued, until it has become limpid, or clear. (Er-Rághib, TA.) and the first and ↓ second, Mellow wine: (M, K:) the former is expl. by Lth as meaning sweet and clear, that runs [easily] into the throat, or fauces, when drunk. (TA.) b2: And غَدِيرٌ سَلْسَلٌ [A pool of water left by a torrent] which, being smitten [or blown upon] by the wind, becomes [rippled so as to be] like the سِلْسِلَة [or chain]. (TA.) سُلْسُلٌ A boy, or young man, light, or active, in spirit; as also لُسْلُسٌ. (IAar, O.) سِلْسِلٌ: see سِلْسِلَةٌ, in two places.

سَلْسَلَةٌ [as an inf. n.: see R. Q. 1.

A2: Also] A long piece of a camel's hump: (IAar, O, K:) accord. to AA, it is called لَسْلَسَةٌ: accord. to As, لِسْلِسَةٌ. (O.) سِلْسِلَةٌ A chain, i. q. زِنْجِيرْ in Pers\.; (KL;) rings (دَائِرٌ [app. used as a coll. gen. n., though I do not know any authority for such usage of it,] K [in the M دَائِرَةٌ]) of iron (S, M, K) or the like (M, K) of metals: derived from السَّلْسَلَةُ signifying “ the being connected ” with another thing: (M: [see R. Q. 1:]) pl. سَلَاسِلُ. (S, Mgh, TA.) It was a custom to extend a سِلْسِلَة over a river or a road, the ships or beats or the passengers being arrested thereby, for the purpose of the taking of the tithes from them by an officer set over it. (Mgh.) b2: [Hence,] سِلْسِلَةُ بَرْقٍ (tropical:) An elongated stream of lightning [like a chain] in the midst of the clouds: (S, TA: *) or سَلَاسِلُ البَرْقِ means what have assumed the form of chains (مَاتَسَلْسَلَ), of lightning, (M, K,) in the clouds; (M;) and السَّحَابِ [i. e., of the clouds in like manner]: (K: [but I think that وَالسَّحَابِ in the K is evidently a mistranscription for فِى السَّحَابِ the reading in the M:]) sing. سِلْسِلَةٌ (M, K) and ↓ سِلْسِلٌ, (K,) thus in the copies of the K, but in the L ↓ سِلْسِيلٌ, which is [said to be] the correct word. (TA. [See, however, what follows.]) And in like manner, سَلَاسِلُ الرَّمْلِ (assumed tropical:) What have assumed the form of chains (مَا تَسَلْسَلَ) of sands: (M:) or سَلَاسِلُ signifies (tropical:) sands that become accumulated, or congested, (يَنْعَقِدُ,) one upon another, and extended along: (A'Obeyd, S, O, K, TA:) you say رَمْلٌ ذُوسَلَاسِلَ (tropical:) [sands having portions accumulated, or congested, &c.]: and ذَاتُ سَلَاسِلَ, which has been expl. as meaning (assumed tropical:) elongated sands: (TA:) sing. سِلْسِلَةٌ (M, TA) and ↓ سِلْسلٌ, (M,) or ↓ سِلْسِيلٌ; and الرَّمْلِ ↓ سَلْسُولُ, with fet-h [to the first letter], is a dial. var. of سِلْسِيلُهُ. (TA.) b3: And سَلَاسِلُ كِتَابٍ (tropical:) The lines of a book or writing. (O, K, TA.) b4: and بِرْذَوْنٌ ذُو سَلَاسِلَ (assumed tropical:) [A hackney] upon whose legs one sees what resemble سَلَاسِل [or chains]. (M.) A2: Also The وَحَرَة, (O, K,) which is a small reptile, [a species of lizard, the same that is called السِلْسِلَةُ الرَّقْطَآءُ, (see أَرْقَطُ,)] spotted, black and white, having a slender tail, which it moves about when running. (TA.) سَلْسَالٌ: see سَلْسَلٌ, in two places.

سَلْسُولٌ: see سِلْسِلَةٌ.

سِلْسِيلٌ: see سِلْسِلَةٌ, in two places.

سُلَاسِلٌ: see سَلْسَلٌ.

سَالٌّ [act. part. n. of سَلَّ, Drawing out, or forth: &c. b2: Stealing: or stealing covertly, secretly, or clandestinely:] a thief; as also ↓ سَلَّالٌ [which is commonly applied in the present day to a horse-stealer and the like] and ↓ أَسَلُّ. (TA.) A2: See also سَلِيلٌ.

أَسَلُّ: see the next preceding paragraph.

إِسْلَالٌ A bribe. (S, M, K.) It is said in a trad., لَا إِغْلَالَ وَلَا إِسْلَالَ There shall be no treachery, or perfidy, and no [giving or receiving of a] bribe: or, and no stealing. (S in this art. and in art. غل. [See 4.]) مَسَلّ in the phrase مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ, in the trad. of Umm-Zara, meaning [His sleepingplace is] like a green palm-stick drawn forth from its skin [by reason of his slenderness], or, as some say, a sword drawn forth [from its scabbard], is [originally] an inf. n. used in the sense of a pass. part. n. (TA. [See also art. شطب.]) مِسَلَّةٌ A large needle: (S, M, Mgh, Msb, K:) [a packing-needle:] pl. مَسَالُّ. (S, Mgh, Msb.) مُسَلِّلٌ Subtle of machination in stealing. (TA.) مَسْلُولٌ: see سَلِيلٌ. b2: [Hence, elliptically,] A man (Msb) whose testicles have been extracted. (Mgh, Msb.) A2: Also Affected with the disease termed سِلّ: (S, M, Msb, K:) [regularly derived from سُلَّ, but] anomalous [as derived from أَسَلَّهُ]: (S, M, Msb:) Sb says, as though the سِلّ were put into him. (M.) A3: AA says that the مَسْلُولَة of غَنَم [meaning sheep or goats, i. e., applied to a شَاة, meaning a sheep or goat, or a ewe or she-goat,] is One whose powers, or forces, are of long continuance (اَلَّتِى يَطُولُ قُوَاهَا): and that one says [of such] فِى فِيهَا سَلَّةٌ [in which phrase فى seems evidently to have been preposed by mistake: see سَلَّةٌ]. (O, TA.) مُسَلْسَلٌ A thing having its parts, or portions, connected, one with another. (S, O.) b2: and [hence, (see سِلْسِلَةٌ,)] Chained; bound with the سِلْسِلَة. (TA.) [المَرْأَةُ المُسَلْسَلَةُ is the name of The constellation Andromeda; described by Kzw and others.] b3: (assumed tropical:) Lightning that assumes the form of chains (يَتَسَلْسَلُ) in its upper portions, and seldom, or never, breaks its promise [of being followed by rain]. (IAar, TA.) b4: Applied to hair, [as also ↓ مُتَسَلْسِلٌ, (K in art. حجن,) (assumed tropical:) Forming a succession of rimples, like water running in a shallow and rugged bed, or rippled by the wind; (see R. Q. 2;) or] crisp, or curly, or twisted, and contracted; syn. جَعْدٌ. (Mgh.) b5: (assumed tropical:) A sword having in it, or upon it, diversified wavy marks, streaks, or grain, resembling the سِلْسِلَة [or chain]. (TA.) [See also مُسَلَّسٌ.] b6: (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, figured with stripes, or lines; (K;) as also مُلَسْلَسٌ: as though formed by tranposition. (TA.) Also, and ↓ مُتَسَلْسِلٌ, (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, woven badly (M, K) and thinly. (M.) b7: حَدِيثٌ مُسَلْسَلٌ (assumed tropical:) A tradition [related by an uninterrupted chain of transmitters,] such as when one says, I met face to face such a one who said, I met face to face such a one, and so on, to the Apostle of God. (O, TA.) مُتَسَلْسِلٌ: see the next preceding paragraph, in two places. b2: Also (assumed tropical:) A garment worn until it has become thin, (TA.)

ثَغْبٌ 

(ثَغْبٌ) الثَّاءُ وَالْغَيْنُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ غَدِيرٌ فِي غِلَظٍ مِنْ أَرْضٍ. يُقَالُ لَهُ ثَغْبٌ وَثَغَبٌ، وَجَمْعُهُ ثِغَابٌ وَأَثْغَابٌ، وَيُقَالُ ثُِغْبَانٌ. وَقَالَ عُبَيْدٌ:

وَلَقَدْ تَحِلُّ بِهَا كَأَنَّ مُجَاجَهَا ... ثَغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوُهُ بِمُدَامِ

وَسَقَ 

(وَسَقَ) الْوَاوُ وَالسِّينُ وَالْقَافُ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى حَمْلِ الشَّيْءِ. وَوَسَقَتِ الْعَيْنُ الْمَاءَ: حَمَلَتْهُ. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} [الانشقاق: 17] ، أَيْ جَمَعَ وَحَمَلَ. وَقَالَ فِي حَمْلِ الْمَاءِ:

وَإِنِّي وَإِيَّاهُمْ وَشَوْقًا إِلَيْهِمُ ... كَقَابِضِ مَاءٍ لَمْ تَسِقْهُ أَنَامِلُهْ

وَمِنْهُ الْوَسْقُ، وَهُوَ سِتُّونَ صَاعًا. وَأَوْسَقْتُ الْبَعِيرَ: حَمَّلْتُهُ حِمْلَهُ. قَالَ:

وَأَيْنَ وَسْقُ النَّاقَةِ الْمُطَّبَعَهْ

وَمِمَّا شَذَّ عَنْهُ طَائِرٌ مِيسَاقٌ، وَهُوَ مَا يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذَا طَارَ. وَقَدْ يُهْمَزُ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ. 

يَمَنَ 

(يَمَنَ) الْيَاءُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ: كَلِمَاتٌ مِنْ قِيَاسٍ وَاحِدٍ. فَالْيَمِينُ: يَمِينُ الْيَدِ. [وَ] يُقَالُ: الْيَمِينُ: الْقُوَّةُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ:

إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ

أَرَادَ الْيَدَ الْيُمْنَى. وَالْيُمْنُ: الْبَرَكَةُ، وَهُوَ مَيْمُونٌ. وَالْيَمِينُ: الْحَلِفُ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْيَدِ الْيُمْنَى. وَكَذَلِكَ الْيَمَنُ، وَهُوَ بَلَدٌ. يُقَالُ: رَجُلٌ يَمَانٍ، وَسَيْفٌ يَمَانٍ. وَسُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا لِأَنَّ الْمُتَحَالِفَيْنِ كَأَنَّ أَحَدَهُمَا يَصْفِقُ بِيَمِينِهِ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ.

صَفِقَ

(صَفِقَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّ أكْبَر الْكَبَائِرِ أَنْ تُقَاتِل أَهْلَ صَفْقَتِكَ» هُوَ أَنْ يُعْطَى الرجلُ الرجلَ عَهده وميثاقَه، ثُمَّ يقاتلَه، لِأَنَّ المُتَعَاهِدَين يَضَعُ أحدُهما يَدَه فِي يَدِ الْآخَرِ، كَمَا يَفْعَلُ المُتَبايعان، وَهِيَ المرَّة مِنَ التَّصْفِيق باليَدَينِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أعطاهُ صَفْقَةَ يَدِه وثمرةَ قَلْبِه» .
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأسْواق» أَيِ التَّبايُع.
(هـ) وَحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «صَفْقَتَانِ فِي صَفْقَة ِرباً» هُوَ كَحَدِيثِ «بَيْعَتَين فِي بَيْعة» . وَقَدْ تقدَّم فِي حَرْفِ الْبَاءِ.
(س) وَفِيهِ «أنَه نَهَى عَنِ الصَّفْق والصَّفير» كَأَنَّهُ أرادَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً كَانُوا يُصَفِّقُــون ويُصَفِرُونَ لِيَشْغَلوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمُسْلِمين فِي الْقِرَاءَةِ وَالصَّلَاةِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أرادَ الصَّفْق عَلَى وجْه اللَّهو واللَّعب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ «صَفَّاق أَفَّاق» هُوَ الرجُل الكَثِيْرُ الأسْفَار والتَصَرُّف عَلَى التِّجَارَاتِ. والصَّفْق والأفْقُ قَرِيبٌ مِنَ السَّواء. وَقِيلَ الأفّاقُ مِنْ أُفقِ الأرْض:
أَيْ نَاحِيَتِها.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبَياضِ» أَيِ اضْطَرب وَانْتَشَرَ الضَّوُء، وَهُوَ افتَعَل، مِنَ الصَّفْق، كَمَا تَقُولُ اضْطَرب المَجْلس بالقَوْم. [هـ] وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «فَأَصْفَقَتْ لَهُ نِسْوانُ مَكَّةَ» أَيِ اجْتَمَعَت إِلَيْهِ. وَرُوِيَ:
فانْصَفَقَتْ لَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فَنَزَعْنا فِي الْحَوْضِ حَتَّى أَصْفَقْنَاه» أَيْ جَمْعنا فِيهِ الْمَاءَ.
هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَحْفُوظُ «أفْهَقْناه» : أَيْ ملأنَاه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ سُئل عَنِ امْرَأَةٍ أخَذَت بأنثيي زوجها فحرقت الجِلْد ولَم تَخْرق الصِّفَاق، فَقَضى بِنِصْفِ ثُلُثِ الدِّيَةِ» الصِّفَاق: جلدةٌ رقيقةٌ تَحْتَ الْجِلْدِ الْأَعْلَى وَفَوْقَ اللَّحْمِ.
(س) وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ إِلَى مَلك الرُّومِ «لأنْزَعَنَّك مِنَ المُلك نَزْعَ الأَصْفَقَانِيَّة» هُمُ الخَوَل بِلُغَةِ الْيَمَنِ. يُقَالُ: صَفَقَهُم مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ: أَخْرَجَهُمْ مِنْهُ قَهْرَاً وذُلاً، وصَفَقَهُم عَنْ كَذَا: أَيْ صَرَفهم.

قَوَمَ

(قَوَمَ)
- فِي حَدِيثِ الْمَسْأَلَةِ «أوْ لِذي فقْرٍ مُدْقِع حَتَّى يُصيب قَواما»
مِنْ عَيش» أَيْ مَا يَقُوم بحاجتِه الضَّرُّورِية. وقِوَامُ الشَّيْءِ: عِمَادُهُ الَّذِي يَقُوم بِهِ. يُقَالُ: فُلان قِوام أَهْلِ بَيْتِهِ. وقِوام الأمرِ: مِلاكُه.
(س) وَفِيهِ «إنْ نَسَّانِي الشيطانُ شَيْئًا مِنْ صَلاتي فلْيُسَبِّح القومُ ولْــيُصَفِّق النِّسَاءُ» الْقَوْمُ فِي الْأَصْلِ: مصدرُ قَامَ، فوُصف بِهِ، ثُمَّ غَلَب عَلَى الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، وَلِذَلِكَ قابَلُهنّ بِهِ. وسُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ قَوَّامون عَلَى النِّسَاءِ بِالْأُمُورِ الَّتِي لَيْسَ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَقُمْن بها. وفيه «مَن جالسَه أَوْ قَاوَمه فِي حَاجَتِهِ صابَرهُ» قَاوَمَه: فاعَلَه، مِنَ القِيام: أَيْ إِذَا قَامَ مَعَهُ ليَقْضِيَ حاجتَه صَبَر عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَقْضِيها.
وَفِيهِ «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ قَوَّمْتَ لَنَا، فَقَالَ: اللَّهُ هُوَ المُقَوِّم» أَيْ لَوْ سَعَّرْت لَنَا. وَهُوَ مِنْ قِيمة الشَّيْءِ: أَيْ حَدّدْت لَنَا قِيمَتَها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إِذَا اسْتَقَمْتَ بِنَقْدٍ فبعْتَ بِنَقْد فَلَا بأسَ بِهِ، وَإِذَا اسْتَقَمْتَ بِنَقْدٍ فبِعْتَ بنَسِيئةٍ فَلَا خيرَ فِيهِ» اسْتَقَمْت فِي لُغَةِ أَهْلِ مَكَّةَ: بِمَعْنَى قَوَّمْت. يَقُولُونَ: اسْتَقَمْتُ المَتاع إِذَا قَوَّمْتَه.
وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنْ يَدْفَع الرجُلُ إِلَى الرَّجُلِ ثَوْباً فيُقَوِّمه مَثَلًا بِثَلَاثِينَ، ثُمَّ يَقُولُ: بعْه بِهَا وَمَا زَادَ عَلَيْهَا فَهُوَ لَكَ. فَإِنْ بَاعَهُ نَقْداً بأكثَر مِنْ ثَلَاثِينَ فَهُوَ جَائِزٌ وَيَأْخُذُ الزِّيَادَةَ، وَإِنْ بَاعَهُ نَسِيئةً بِأَكْثَرَ ممَّا يَبيعهُ نَقْداً، فَالْبَيْعُ مَرْدود وَلَا يَجُوزُ .
(س) وَفِيهِ «حِينَ قَامَ قائمُ الظَّهِيرة» أَيْ قِيامُ الشَّمْسِ وقْتَ الزَّوال، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَامَتْ بِهِ دابَّتُه: أَيْ وقَفَت. وَالْمَعْنَى أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا بَلَغت وسَطَ السَّمَاءِ أبْطَأت حَرَكَةُ الظِّلّ إِلَى أَنْ تزُول، فيَحْسَب الناظرُ المُتأملّ أَنَّهَا قَدْ وقَفَت وَهِيَ سَائِرَةٌ، لَكِنْ سَيْراً لَا يَظْهَر لَهُ أثَر سَريع، كَمَا يَظْهَر قَبْلَ الزَّوال وَبَعْدَهُ، فَيُقَالُ لِذَلِكَ الوُقوفِ الْمُشَاهَدِ [قام] قائم الظّهيرة.
(س) وَفِي حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ حِزَام «بايَعت رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أخِرَّ إِلَّا قَائِمًا» أَيْ لَا أمُوت إِلَّا ثابِتاً عَلَى الْإِسْلَامِ والتَّمسُّك بِهِ. يُقَالُ: قَامَ فُلان عَلَى الشَّيْءِ إِذَا ثَبَت عَلَيْهِ وتمسَّك بِهِ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الْخَاءِ.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اسْتَقِيمُوا لقُريش مَا اسْتَقَاموا لَكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فضَعُوا سُيوفَكم عَلَى عَواتِقِكم فأبِيدُوا خَضْراءهُم» أَيْ دُومُوا لَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ واثْبتُوا عَلَيْهَا، مَا دامُوا عَلَى الدِّين وثَبَتُوا عَلَى الْإِسْلَامِ. يُقَالُ: أَقَام واسْتَقَام، كَمَا يُقَالُ: أَجَابَ واسْتَجاب.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الخَوارِج وَمَنْ يَرَى رأيَهم يَتَأوّلُونَه عَلَى الأئمة، ويحْملون قوله «مَا اسْتَقَاموا لَكُمْ» عَلَى العَدْل فِي السِّيرة، وَإِنَّمَا الاسْتِقَامة هَاهُنَا الإِقَامةُ عَلَى الْإِسْلَامِ.
ودَلِيلُه فِي حَدِيثٍ آخَرَ «سَيَلِيكُم أُمَراء تَقْشَعرّ مِنْهُمُ الجُلود، وتَشْمَئزُّ مِنْهُمُ الْقُلُوبُ، قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُقاتِلُهم؟ قَالَ: لَا، مَا أَقَاموا الصَّلَاةَ» .
وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ «الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيش، أبْرارُها أمَراء أبْرارِها، وفُجَّارُها أمراءُ فُجَّارِها» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «العلْم ثلاثةٌ؛ آيَةٌ مُحْكَمة، أَوْ سُنَّة قَائِمَةٌ، أَوْ فَريِضة عادِلة» القائِمة: الدَّائِمَةُ المُسْتَمِّرة الَّتِي العَملُ بِهَا مُتَّصِلٌ لَا يُتْرك.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَوْ لَم تَكِلْه لَقَام لَكُمْ» أَيْ دَامَ وثَبت.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَوْ تَرَكْتَه مَا زَالَ قَائِمًا» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَا زَالَ يُقِيم لَهَا أُدْمَها» .
وَفِيهِ «تَسْوية الصَّفِّ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ» أَيْ مِنْ تَمامِها وكَمالها. فأمَّا قَوْلُهُ «قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ» فَمَعْنَاهُ قَامَ أهلُها أَوْ حَانَ قيامُهم.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ ثُلث الدِّية» هِيَ الْبَاقِيَةُ فِي موضِعها صَحِيحَةً، وَإِنَّمَا ذَهَب نَظَرُهَا وإبْصارُها.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرداء «رُبَّ قائِمٍ مَشْكورٌ لَهُ، ونائمٍ مغفورٌ لَهُ» أَيْ رُبَّ مُتَهجِّد يَسْتَغفْر لأخِيه النَّائِمِ، فيُشْكَر لَهُ فعْلُه، ويُغْفَر لِلنَّائِمِ بِدُعائه.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أذِنَ فِي قَطْعِ المَسَدِ والقائِمَتَين مِنْ شَجَرِ الحَرم» يُرِيدُ قائِمَتَي الرَّحْل الَّتِي تَكُونُ فِي مُقَدّمه ومُؤخّره.

الفَقَنَّسُ

(الفَقَنَّسُ، كعَمَلَّسٍ: طائرٌ عظيمٌ، بمِنْقارِهِ أربَعونَ ثَقْباً، يُصَوِّتُ بكلِّ الأنْغامِ والألْحانِ العجيبة المُطْرِبَةِ، يأتي إلى رأسِ جبلٍ، فَيَجْمَعُ من الحَطَبِ ما شاءَ، ويَقْعُدُ يَنُوحُ على نَفْسِه أربَعينَ يوماً، ويَجْتَمِعُ إليه العالَمُ، يَسْتَمعونَ إليه، ويَتَلَذَّذُونَ، ثم يَصْعَدُ على الحَطَبِ، ويُصَفِّقُ بجَناحَيْهِ، فَتَنْقَدِحُ منه نارٌ، ويَحْتَرِقُ الحَطَبُ والطائرُ، ويبقَى رَماداً، فَيَتَكَوَّنُ منه طائِرٌ مِثلُهُ. ذَكَرَهُ ابنُ سِينَا في الشِّفا) .

يَرِيضُ

يَرِيضُ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء ساكنة، وضاد معجمة: موضع بالشام، قال الأزهري: من رواه بالباء فقد صحّف، وأنشد قول امرئ القيس:
قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين تلاع يثلث فالعريض
أصاب قطاتين فسال لواهما ... فوادي البديّ فانتحى لليريض
وأما قول حسّان:
يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفّق بالرحيق السلسل
فقد مرّ في موضعه أنه بالباء الموحدة والصاد المهملة.

شَوْقٌ

شَوْقٌ:
قال ابن المعلى الأزدي: شوق جبل، قاله في تفسير قول ابن مقبل:
ولاح ببرقة الأمهار منها ... لعينك نازح من ضوء نار
لمشتاق يصفّقــه وقود ... كنار مجوس في الأطم المطار
ركبن جهامة بحزيز شوق ... يضئن بليلهنّ إلى النّهار

وَسَقَهُ

وَسَقَهُ يَسِقهُ: جَمَعَهُ وحَمَلَهُ، ومنه: {واللَّيلِ وما وَسَقَ} ، وطَرَدَهُ،
ومنه: الوَسيقَةُ، وهي من الإِبِلِ كالرُّفْقَةِ من الناسِ، فإذا سُرِقَتْ طُرِدَتْ مَعاً،
وـ الناقَةُ: حَمَلَتْ وأغْلَقَتْ على الماءِ رَحِمَها، فهي واسِقٌ من وِساقٍ ومَواسِقَ ومَواسيقَ،
وـ العَيْنُ الماءَ: حَمَلَتْه.
والوَسيقُ: السَّوْقُ، والمَطَرُ.
والوَسْقُ: ستُّونَ صاعاً، أو حِمْلُ بَعيرٍ.
ووَسَّقَ الحِنْطَةَ تَوْسيقاً: جَعَلَها وسْقاً وسْقاً.
وأوسَقَ البَعيرَ: حَمَّلَهُ حِمْلَهُ،
وـ النَّخْلَةُ: كثُرَ حَمْلُها.
واسْتَوْسَقَتِ الإِبِلُ: اجْتَمَعَتْ.
واتَّسَقَ: انْتَظَمَ.
وواسَقَه: عارَضَه فكانَ مِثْلَهُ، ولم يكن دونَهُ، وناهَدَهُ.
والميساقُ: الطائِرُ يُصَفِّقُ بجَناحَيْهِ إذا طَارَ، ج: مَيَاسيقُ ومآسيقُ. 

فقنس

فقنس
الفَقَنَّسُ، كعَمَلَّسٍ، أَهْمَلَه الجَمَاعةُ، قَالَ الدَّمِيرِيُّ فِي حَيَاةِ الحَيَوانِ: هُوَ طائِرٌ عَظِيمٌ، بمِنْقَارِه أَرْبَعُون ثَقْباً يُصَوِّتُ بكُلِّ الأَنْغَامِ والأَلْحانِ العَجِيبة المُطْرِبَةِ، يَأْتِي إِلى رأْسِ جَبَلٍ فيَجْمَعُ من الحَطَب مَا شَاءَ ويَقْعُد يَنُوحُ على نَفْسِه أَرْبَعِينَ يَوْماً ويَجْتَمِع إِليه العالَمُ يَسْتَمعُونَ إِليه ويَتَلذَّذُونَ بحُسْن صَوْته ثُمّ يَصْعَدُ عَلَى الحَطَب، ويُصَفِّقُ بجَناحَيْهِ، فتَنْقَدِحُ مِنْه نارٌ، ويَحْتَرِقُ الحَطَبُ والطَّائِرُ، ويَبْقَى رَمَاداً فيَتَكَوَّنُ مِنْهُ طائِرٌ مِثْلُه، ذَكَرَه ابْن سينا فِي الشِّفاءِ، فالعُهْدَةُ عَلَيْه، وَقد ذَكَرُوه فِي شَرْحِ قولِه: والَّذِي حارَتِ البَرِيَّةُ فِيهِ، بيتُ التَّلْخِيصِ، وشَرْحُه فِي المُطَوِّلِ وحَواشِيه، وكأَنَّه سَقَطَ من نُسْخَةِ شيخِنَا فنَسَب المُصَنِّفَ إِلى القُصُور، وَهُوَ كَمَا تَرَى ثابِتٌ فِي سائِرِ النَّسَخِ. وَقَالَ القَزْوِيني: هُوَ قِرقِيس، ثمّ ذَكَر قِصَّتَه بمِثْلِ مَا ذَكَرها الدَّمِيريُّ، وزادَ: فإِذا سَقَط المَطَرُ عَلَى ذلِك الرَّمَادِ تَولَّدَ منْهُ دُودٌ ثمّ تَنْبُتُ لَهُ أَجْنِحَةٌ، فيَصِير طَيْراً، فيَفْعَلُ كفِعْلِ الأَوَّل من الحَكِّ والاحْتِرَاقِ.

خَفف

خَفف
) {الْخُفٌّ، بِالضَّمِّ: مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِير، والنَّاقَةِ، تَقولُ العَرَبُ: هَذَا} خُفُّ البَعِيرِ، وَهَذِه فِرْسِنُهُ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخُفُّ: وَاحشدُ! أَخْفَافِ البَعِيرِ، وَهُوَ للبَعِيرِ كالحَافِرِ لِلفَرَسِ، وَفِي المُحْكَمِ: وَقد يَكُونُ الخُفُّ لِلنَّعَامِ، سَوَّوْا بَيْنَهُمَا للتَّشَابُهِ، قَالَ: أَو الْخُفُّ لَا يَكُونُ إِلاَّ لَهُمَا، أَخْفَافٌ. والخُفُّ أَيضاً: وَاحِدُ {الخِفَافِ الَّتِي تُلْبَسُ فِي الرِّجْلِ، ويُجْمَعُ أَيضاً على أَخْفَافٍ، كَمَا فِي اللِّسَانِ.} وتَخَفَّفَ الرَّجُلُ إِيّاهُ: لَبِسَهُ.
والخَفُّ مِن الأَرْضِ: الغَلِيظَةُ، وَفِي الصِّحاحِ، والعُبَابِ: أَغْلَظُ مِن النَّعْلِ، وَهُوَ مَجَازٌ. ومِن المَجَازِ: الْخُف مِن الإِنْسَانِ: مَا أَصَابَ الأَرْضَ مِن بَاطِنِ قَدَمِهِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والخُلاَصةِ.
والخُفُّ: الْجَمَلُ الْمُسِنُّ، وَقيل: الضَّخْمُ، قَالَ الرَّاجِزُ: سَأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ {خُفَّا والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ} تَخِفَّا وَقد تقدَّم إِنْشَادُه فِي س م ع والجَمْعُ: أَخْفَافٌ، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ الحديثُ: نَهَى عَنْ حَمْىَ الأَرَاكِ إِلاَّ مَا لم يَنَلْهُ أَخْفَافُ الإِبِلِ قَالَ: أَي مَا قَرُبَ مِن المَرْعَى لَا يُحْمَى، بل يُتْرَكُ لِمَسَانَّ الإِبِلِ، وَمَا فِي مَعْنَاهَا مِن الضِّعافِ الَّتِي لَا تقْوَى علَى الإِمْعَانِ فِي طَلَبِ المَرْعَى. وَقَالَ: غيرُه: مَعْنَاهُ أَي مَا لم تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بمَشْيِهَا إِلَيْهِ.
وقَوْلُهُم: رَجَعَ {- بخُفَّيْ حُنَيْنٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصْلُهُ سَاوَمَ أَعْرَابِيٌّ حُنَيْناً الإِسْكَافَ، وَكَانَ مِن أَهْلِ الحِيرَةِ} بِخفيْنِ حَتَّى أَغْضَبَهُ، فَأَرَادَ غَيْظَ الأَعْرَابِيِّ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ الأَعْرَابِيُّ أَخَذَ حُنَيْنٌ أَحَدَ {خُفَيْهِ فَطَرَحَهُ فِي الطَّريقٍ، ثُمَّ أَلْقَى الآخَرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، فَلَمَّا مَرَّ الأَعْرَابِيُّ بِأَحَدِهِمَا، قَالَ: مَا أَشْبَهَ هَذَا} بِخُفِّ حُنَيْنٍ، ولَوْ كَانَ مَعَهُ الآخَرُ لأَخَذْتُهُ، ومَضَى، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الآخَرِ نَدِمَ علَى تَرْكِهِ الأَوَّلَ، وَقد كَمَنَ لَهُ حُنَيْنٌ، فَلَمَّ مَضَى الأَعْرَابِيُّ فِي طَلَبِ الأَوَّلِ عَمَدَ حُنَيْنٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ومَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بِهَا، وأَقْبَلَ الأَعْرَابِيُّ ولَيْسَ مَعَهُ إِلاَّ {خُفَّانِ، فَقِيلَ، أَي قَالَ لَهُ قَوْمُهُ: مَاذَا جِئْتَ بِهِ) مِن سَفَرِكَ، فَقَالَ: جِئْتَكُمْ} - بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ. فَذَهَبَ، وَفِي العُبَابِ: فذَهَبَتْ مَثَلاً، يُضْرَبُ عندَ الْيَأْسِ مِن الْحَاجِةِ، والرُّجُوعِ بِالْخَيْبَةِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: حُنَيْنٌ رَجُلٌ شَدِيدٌ، ادَّعَى إِلَى أَسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، فَأَتَى عبدَ المُطَّلِبِ وعَلَيْه خُفَّانِ أَحْمَرَانِ، فقالَ: يَا عَمِّ، أَنَا ابنُ أَسدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، فَقَالَ عبدُ المُطَّلِبِ: لاَ وِثِيَابِ أَبي هَاشِمٍ، مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِيكَ، فَارْجِعْ، فَرَجَع، فَقِيلَ: رَجَعَ حُنَيْنٌ {بِخُفَّيْهِ. هَكَذَا أَوْرَدَ الوَجْهَيْنِ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي المُسْتَقْصَى، والمَيْدَانِيُّ فِي مَجْمَعِ الأَمْثَال، وشُرَّاحُ المَقَامَاتِ، واقْتَصَرَ غَالِبُهم علَى مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ.
} والْخِفُّ، بِالْكَسْرِ: {الْخَفِيفُ، يُقَال: شَيْءٌ} خِفٌّ: أَي خَفِيفٌ، وكُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ فَهُوَ خِفٌّ، وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: يَزِلُّ الْغُلاَمُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ ويَلْوِي بِأَثْوَابِ الْعَنِيفِ الْمُثَقَّلِ (و) {الخِفُّ: الجَمَاعَةُ الْقَلِيلَةُ، يُقَال: خَرَجَ فُلانٌ فِي خِفٍّ مِن أَصْحابِهِ، أَي فِي جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ.
(و) } الخُفَافُ، كَغُرَابٍ: الْخَفِيفُ، كطُوالٍ وطَوِيلٍ، قَالَ أَبو النَّجْمِ.
وَقد جَعَلْنَا فِي وَضِينِ الأَحْبُلِ جَوْزَ {خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ أَي: قَلْبُهُ} خَفِيفٌ، وبَدَنُه ثَقِيلٌ. وَقيل: الخَفِيفُ فِي الجِسْمِ، {والخُفَافُ فِي التَّوَقُّدِ والذَّكَاءِ، وجَمَعُهما} خِفَافٌ، وَمِنْه قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ) انْفِرُوا {خِفَافاً وثِقَالاً (. قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي مُوسِرِينَ أَو مُعْسِرِين، وَقيل:} خَفَّتْ عليكُم الحَرَكَةُ أَو ثَقُلَتْ، وَقيل: رُكْبَاناً ومُشَاةً، وَقيل: شُبَّاناً وشُيُوخاً. وَقد {خَفَّ،} يَخِفُّ، {خَفّاً،} وخِفَّةً، بِكَسْرِهَا، وتُفْتَحُ، وعَلى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وتَخَوُّفاً، وَهَذَا مِن غَيْرِ لَفْظِهِ، ومَوْضِعُهُ فِي خَ وف، كَمَا سيأْتي: أَي صَار {خَفِيفاً، يكونُ فِي الجِسْمِ، والعَقْلِ، والعَمَلِ، وَفِي الآخَرَين مَجَازٌ، فَهُوَ} خِفٌّ، {وخَفِيفٌ،} وخُفافٌ، وَمِنْه قَوْلُ عَطاءٍ: {خِفُّوا علَى الأَرْضِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي فِي السُّجُودِ، ويُرْوَى بالجِيمِ أَيضاً.} وخُفَافُ بنُ نُدْبَةَ، وَهِي أُمُّهُ، وأَبوه عُمَيْرُ بنُ الحارِثِ بنِ عمرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيُّ: أَحَدُ فُرْسانِ قَيْسٍ وشُعَرَائِها، وَقد شَهِدَ الفَتْحَ، وتقدَّم ذِكْرُه أَيضاً فِي ن د ب وَفِي غ ر ب. (و) {خُفافُ ابنُ إِيْمَاءَ. خُفَافُ بنُ نَضْلَةَ الثَّقَفِيُّ، لَهُ وِفَادَةٌ، رَوَى عَنهُ ذَابِلُ بنُ طُفَيْلٍ، صَحَابِيُّونَ، رَضِيَ اللهُ عَنهم.} وخَفّانُ، كَعَفَّان: مَوْضِعٌ، وَهُوَ مَأْسَدَةٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي)
اللِّسَانِ: مَوْضِعٌ أَشِبُ الغِيَاضِ، كثيرُ الأُسْدِ، وَفِي العُبَابِ: قُرْبَ الْكُوفَةِ، وَفِي الأَسَاسِ: أَجَمَةٌ فِي سَوَادِ الكُوفَةِ، وَمِنْه قَوْلُهم: كأَنَّهُم لُيُوثُ {خَفَّانَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشاعرِ:
(شَرَنْبَثُ أَطْرَافِ الْبَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصُورٌ لَهُ فِي غِيلِ خَفَّانَ أَشْبُلُ)
وأَنْشَدَ اللِّيْثُ:
(تَحِنُّ إِلَى الدَّهْنَا} بِخَفَّانَ نَاقَتِي ... وأَيْنَ الهَوَى مِنْ صَوْتِهَا المُتَرَنِّمِ)
وأَنْشَدَ غيرُهُ لِلأَعْشَى:
(ومَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهَابَةٌ ... أَبو أَشْبلٍ أَضْحَى بِخَفَّانَ حَارِدَا) من المَجَازِ: {خَفَّتِ الأُتُنُ لِعَيْرِهَا: إِذا أَطَاعَتْهُ، وَمِنْه قَوْلُ الرَّاعِي:
(نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا ... } فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ)
وَقد تَقَدَّم فِي) خَ ذ ف (. وَفِي الأَسَاسِ: خَفَّتِ الأُنْثَى للفَحْلِ: ذَلَّتْ لَهُ، وانْقَادَتْ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَفَّتِ الضَّبُعُ، {تَخِفُّ،} خَفّاً، بِالفَتْحِ: إِذا صَاحَتْ، هَكَذَا فِي نَصِّ الجَمْهَرَةِ، وذِكْرُ الفَتْحِ فِي كَلامِ المُصَنِّفِ مُسْتَدْرَكٌ. مِن المَجَازِ: {خَفَّ الْقَوْمُ عَن وَطَنِهِم،} خُفُوفاً: ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ، وَقيل: ارْتَحَلُوا عَنهُ، فَلم يَخُصُّوا السُّرْعَةَ، قَالَ الأَعْشَى:
(خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا ... وأَزْعَجَتْهُم نَوىً فِي صَرْفِهَا غِيَرُ)
وَقيل: {خَفُّوا خُفُوفاً: إِذَا قَلُّوا،} وخَفَّتْ زَحْمَتُهم. (و) {الخَفُّوفُ، كَتَنُّورٍ: الضَّبُعُ عَن ابنِ عَبَّادٍ. (و) } الخَفِيفُ، كَأَمِيرٍ: مَا كَانَ مِن الْعَرُوضِ مَبْنِيّاً على فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِلُن، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: فاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ، فَاعِلاَتُنْ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، والتَّكْمِلَةِ سِتَّ مَرَّاتٍ، سُمِّيَ بذلك {لِخِفَّتِهِ. وامْرَأَةٌ} خَفْخَافَةُ الصَّوْتِ، أَي: كَأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِن مَنْخِرَيْهَا. {والْخُفْخُوفُ، بِالْضَّمِّ: طَائِرٌ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، عَن أَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه، وَقَالَ المُفَضَّلُ: هُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا طَارَ، ويُقَال لَهُ: المِيسَاقُ. وضِبْعَانٌ} خَفَاخِفُ: كَثِيرُو الصَّوْتِ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، بفَتْحِ خاءِ خَفاخِف، وكَثيرُو، علَى طَرِيقِ جَمْعِ السَّلامةِ، وَهُوَ غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ، والصَّوَابُ: {خُفَاخِفُ، كعُلاَبِطٍ، وكَثِيرُ الصَّوتِ، بالإِفْرَادِ، وضِبْعَانٌ، بالكَسْرِ للذَّكَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، واللِّسَانِ، وَقد نَبَّه عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَيضاً. مِن المَجَازِ:} أَخَفَّ الرَّجُلُ: إِذا {خَفَّتْ حَالُهُ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ زَادَ غَيرُه: ورَقَّتْ، وَكَانَ قَلِيلَ الثَّقَلِ فِي سَفَرِهِ أَو حَضَرِه، فَهُوَ} مُخِفٌّ، {وخَفِيفٌ،} وخِفٌّ، وَمِنْه الحديثُ: نَجَا {الْمُخِفُّونَ، أَي: مِن أَسْبَابِ الدُّنْيَا وعُلَقِهَا، وَعَن مالِكِ بنِ دِينَارٍ، أَنَّه وَقَعَ)
الحَرِيقُ فِي دَارٍ كَانَ فِيهَا، فاشْتَغَلَ الناسُ بنَقْلِ الأَمْتِعَةِ، وأَخَذَ مَالِكٌ عَصاهُ وجِرَابَهُ، ووَثَبَ فجَاوَزَ الحَرِيقَ، وقالَ: فَازَ المُخِفُّونَ ورَبِّ الكَعْبَةِ، ويُقَالُ: أَقْبَلَ فُلانٌ} مُخِفّاً. (و) {أَخَفَّ الْقَوْمُ: صَارَتْ لَهُمْ دّوَابٌّ} خِفَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي زَيْدٍ، أَخَفَّ فُلاناً: إِذا أَغْضَبَهُ، وأَزَالَ حِلْمَهُ، وحَمَلَهُ عَلَى {الْخِفَّةِ والطَيْشِ، وبَيْنَ حِلْمِه وحَملَهُ جِنَاس القَلْبِ، وَمِنْه قَوْلُ عبدِ الملكِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: لَا تَغْتَابَنَّ عِنْدِي الرَّعَيَّةَ فإِنَّهُ لَا} - يُخِفُّنِي. {والتَّخْفِيفُ: ضِدُّ التَّثْقِيلِ، وَمِنْه قَولَهُ تعالَى: ذلِكَ} تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ. وَمِنْه الحديثُ: كَانَ إِذا بَعَثَ الخُرَّاصَ، قَالَ: {خَفِّفُوا الخَرْصَ، فَإِنَّ فِي الْمَالِ الْعَرِيَّةَ والْوَصِيَّةَ، أَي: لَا تَسْتَقْصُوا عَلَيْهِم فِيهِ، فإِنَّهم يُطْعِمُون مِنْهَا، ويُوصُون. وَفِي حديثِ عَطَاءٍ: خَفِّفُوا علَى الأَرْضِ ويُرْوَى:} خِفُّوا، وَقد تقدَّم قَرِيباً، أَي: لَا تُرْسِلُوا أَنْفُسَكُم فِي السُّجُودِ إِرْسَالاً ثَقِيلاً، فيُؤَثِّرَ فِي جِبَاهِكُمْ. {والْخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الضِّبَاعِ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَقد} خَفْخَفَ الضَّبُعُ، قيل:! الخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الْكِلاَبِ عِنْدَ الأَكْلِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَفْخَفَةُ: صَوْتُ تَحْرِيكِ الْقَمِيصِ الْجَدِيدِ زَادَ غيرُهُ: أَو الفَرْوِ الجَدِيْدِ إِذا لُبِسَ. {واسْتَخَفَّهُ: ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ، أَي: رَآهُ} خَفِيفاً، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {تَسْتَخِفُّونَهَا يَوُمَ ظَعْنِكُمْ أَي} يَخِفُّ عليْكُم حَمْلُها، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين: {اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى} فَخَفَّفَها، أَي: لم تَثْقُلْ عَلَيْهِ فخَفَّفَها لذَلِك.
اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ: إِذا حَمَلَهُ علَى الْجهْلِ، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين: اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى فَخَفَّفَها، أَي: لم تَثْقُلْ عَلَيْهِ فخَفَّفَها لذَلِك. اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ: إِذا حَمَلَهُ علَى الْجَهْلِ، {والْخِفَّةِ، وأَزَالَهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِن الصَّوَابِ، وَكَذَلِكَ: اسْتَفَرَّه عِن رَأْيِهِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. وأَمَّاقولُه تعالَى: وَلاَ} يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ فَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ: لَا يَسْتَفِزَّنَّكَ، وَلَا يَسْتَجْهِلَنَّك، وَمِنْه: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ، أَي: حَمَلَهُمْ علَى} الخِفَّةِ والجَهْلِ. {والتَّخَافُّ: ضِدُّ التَّثَاقُلِ، وَمِنْه حديثُ مُجَاهِدٍ، وَقد سَأَلَهُ حَبِيبُ بنُ أَبي ثابِتٍ: إِني أَخَافُ أَن يُؤَثِّرَ السُّجودُ فِي جَبْهَتِي، فَقَالَ: إِذَا سَجَدْتَ} فَتَخَافَّ أَي: ضَعْ جَبْهَتَكَ علَى الأَرْضِ وَضْعاً {خَفِيفاً، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبعضُ النَّاسِ يَقُولُونَ: فَتَجَافَ، بالجِيمِ، والمَحْفُوطُ عِنْدِي بالخَاءِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} خَفَّ المَطَرُ: نَقَصَ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(فَتَمَطِّي زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ ... مِن رَبِيعٍ كُلَّمَا خَفَّ هَطَلْ)
{واسْتَخَفَّ فُلانٌ بحَقِّي: إِذا اسْتَهان بِهِ، وَكَذَا:} اسْتَخَفَّهُ الجَزَعُ والطَّرَبُ: خَفَّ لَهما فاسْتَطار، وَلم يَثْبُتْ، وَهُوَ مَجَازٌ. {واسْتَخَفَّهُ: طَلَبَ} خِفَّتَهُ. واسْتَخَفهُ: اسْتَجْهَلَهُ، فحَمَلَهُ علَى اتِّبَاعِهِ فِي غَيِّهِ.)
{وتَخَفَّفَ مِنْهُ: طلب مِنْهُ} الخِفَّةَ. {وخَفَّ فُلانٌ لِفُلانٍ: إِذا أَطَاعَهُ وانْقَادَ لَهُ. وخَفَّ فِي عَمَلِهِ، وخِدْمَتِه كَذَلِك، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه: غُلامٌ} خِفٌّ: أَي جَلْدٌ، وَقد ذُكِرَ شاهِدُه. وخَفَّ فُلانٌ علَى المَلِكِ: قَبِلَهُ، وأَنِسَ بِهِ. والنُّونُ الخَفِيفَةُ: خِلاَفُ الثَّقِيلَةِ، ويُكْنَى بذلك عنن التَّنْوِينِ أَيضاً، ويُقَال: {الْخَفِيَّةُ. ورَجُلٌ} خَفِيفُ ذاتِ الْيَدِ: أَي: فَقِيرٌ، ويَجْمَعُ {الخَفِيفُ علَى} أَخْفَافٍ، {وخِفَافٍ، وأَخِفَّاءَ، وبكُلِّ ذَلِك رُوِيَ الحديثُ: خَرَجَ شُبَّانُ أَصحابِهِ} وأَخْفَافُهُم حُسَّراً. وخَفَّ المِيزَانُ: شَالَ. {وخِفَّةُ الرَّجُلِ: طَيْشُه.} والخُفُوفُ، بالضَّمِ: سُرْعَةُ السَّيْرِ من المَنْزِلِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ: قد كَانَ مِنِّي {خُفُوفٌ أَي: عَجَلَةٌ، وسُرْعَةُ سَيْرٍ. ونَعَامَةٌ} خَفَّانَةٌ: سَرِيعَةٌ، قَالَهُ اللُّيْثُ، ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والمُحِيطِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، صَوَابُه بالحَاءِ المُهْمَلَةِ. وَهُوَ خَفِيفُ العَارِضَيْنِ. {وخَفِيفُ الرُّوحِ: ظَرِيفٌ. وخَفِيفُ القَلْبِ: ذَكِيٌّ. ويُقَال: مَالَهُ} خُفٌّ، وَلَا حَافِرٌ، وَلَا ظِلْفٌ، وَكَذَا الحدِيثُ: لاَ سَبْقَ إلاَّ فِي خُفٍّ، أَو حَافِرٍ، أَو نَصْلٍ، وكُلُّ ذَلِك مَجازٌ بحَذْفِ المُضَافِ. ويُقَال: جاءَتِ الإِبِلُ علَى خُفٍّ واحدٍ: إِذا تَبِعَ بَعْضُها بَعْضاً، كأَنَّهَا قِطَارٌ، كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه على ذَنَبِ صاحِبِه مَقْطُورَةً كانتْ أَو غيرَ مَقْطُورةٍ، كَذَا فِي اللِّسَانِ، والأَسَاسِ، وَهُوَ مَجَازٌ. {وأَخَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ: ذكَرَ قَبِيحَه، وَعابَهُ.
} والخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الحُبَارَى، والخِنْزِيرِ، قَالَ الجَوهَرِيُّ: وَلَا تكونُ {الخَفْخَفَةُ إِلاَّ بَعْدَ الجَفْجَفَةِ.
والخَفْخَفَة أَيضاً: صَوْتَ القِرْطَاسِ إِذا حَرَّكْتَه وقَلَبْتَه.} والخَفَّانُ: الكِبْرِيتُ، نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
والمُبَارَكُ بنُ كاملٍ {الخَفَّافُ: مُحَدِّثُ. وأَبو عَبْدِ الله محمدُ بنُ} الخَفيفِ الشِّيرَازِيُّ، شيخُ الشُّيوخِ، مَشْهُورٌ. وكزُبَيْرٍ: {الخُفَيْفُ بنُ مَسْعُودِ بن جَارِيةَ بنِ مَعْقِلٍ، أَحَدَ فُرْسَانِ الجاهليَّةِ، وهوأَبو الأُقَيْشِر، الَّذِي تقدّم ذِكْرُه فِي ق ش ر. وَبَنُو} خُفَافٍ، كغُرَابٍ: بَطْنٌ مِن بَنِي سُلَيْمٍ، مِنْهُم الضَّحَّاكُ بنُ شَيْبَانَ {الخُفافِيُّ، ذَكَرَه الرُّشَاطِيُّ. وبالفَتْحِ والتَّثْقِيلِ: أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عِمْرَانَ} الخَفَّافِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ، عَن نَصْرِ بنِ الفَتْحِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، ذكَره ابنُ السَّمْعَانِيِّ.! والخُفُّ، بالضَّمِّ: لَقَبُ خَلَفِ بنِ عمرِو بنِ يَزِيدَ بنِ خَلَف، مَوْلَى بَنِي رُمَيْلَةَ، من تُجِيبَ، قَالَه ابنُ يُونُسَ، وابْنُه عبدُ الوَهَّابِ، المُحَدِّثُ بدَمِيرَةَ بعدَ سنةِ سبعين وَمِائَتَيْنِ، تقدَّم ذِكْرُه.

مكاء

م ك ى [مكاء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً .
قال: المكاء: القنبرة، والتصدية: صوت العصافير وهو التصفيق، وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة . كان يصلي قائما بين الحجر وبين الركن اليماني ، فيجيء رجلان من بني سهم يقوم أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء، والآخر يصفق بيديه كتصدية العصافير ليفسد عليه صلاته.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما حسّان بن ثابت وهو يقول:
نقوم إلى الصّلاة إذا دعينا ... وهمّكم التّصدّي والمكاء 
وقال آخر من الشعراء في التصدية:
حين تنبّهنا سحيرا ... قبل تصدية العصافر 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.