Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ولبة

غلب

غلب: غَلَبه يَغْلِـبُه غَلْباً وغَلَباً، وهي أَفْصَحُ، وغَلَبةً

ومَغْلَباً ومَغْلَبةً؛ قال أَبو الـمُثَلَّمِ:

رَبَّاءُ مَرْقَبةٍ، مَنَّاعُ مَغْلَبةٍ، * رَكَّابُ سَلْهبةٍ، قَطَّاعُ أَقْرانِ

وغُلُبَّـى وغِلِـبَّـى، عن كراع. وغُلُبَّةً وغَلُبَّةً، الأَخيرةُ عن

اللحياني: قَهَره. والغُلُبَّة، بالضم وتشديد الباءِ: الغَلَبةُ؛ قال

الـمَرَّار:

أَخَذْتُ بنَجْدٍ ما أَخَذْتُ غُلُبَّةً، * وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَويلُ

ورجل غُلُبَّة أَي يَغْلِبُ سَريعاً، عن الأَصمعي. وقالوا: أَتَذْكر

أَيامَ الغُلُبَّةِ، والغُلُبَّـى، والغِلِـبَّى أَي أَيامَ الغَلَبة وأَيامَ من عَزَّ بَزَّ. وقالوا: لمنِ الغَلَبُ والغَلَبةُ؟ ولم يقولوا: لِـمَنِ الغَلْبُ؟ وفي التنزيل العزيز: وهم من بَعْدِ غَلَبِهم سَيَغْلِـبُون؛ وهو من مصادر المضموم العين، مثل الطَّلَب. قال الفراءُ: وهذا يُحْتَمَلُ أَن يكونَ غَلَبةً، فحذفت الهاءُ عند الإِضافة، كما قال الفَضْلُ بن العباس بن عُتْبة اللِّهْبـيّ:

إِنَّ الخَلِـيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا، * وأَخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الذي وَعَدُوا

أَراد عِدَةَ الأَمر، فحذف الهاءَ عند الإِضافة. وفي حديث ابن مسعود: ما اجْتَمَعَ حلالٌ وحرامٌ إِلا غَلَبَ الـحَرامُ الـحَلالَ أَي إِذا

امْتَزَجَ الحرامُ بالـحَلال، وتَعَذَّرَ تَمْييزهما كالماءِ والخمر ونحو ذلك، صار الجميع حراماً. وفي الحديث: إِنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبي؛ هو إِشارة إِلى سعة الرحمة وشمولها الخَلْقَ، كما يُقال: غَلَبَ على فلان الكَرَمُ أَي هو أَكثر خصاله. وإِلا فرحمةُ اللّه وغَضَبُه صفتانِ راجعتان إِلى إِرادته، للثواب والعِقاب، وصفاتُه لا تُوصَفُ بغَلَبَةِ إِحداهما الأُخرى، وإِنما على سبيل المجاز للمبالغة. ورجل غالِبٌ مِن قوم غَلَبةٍ، وغلاَّب من قوم غَلاَّبينَ، ولا يُكَسَّر. ورجل غُلُبَّة وغَلُبَّة: غالِبٌ، كثير الغَلَبة، وقال اللحياني: شديد الغَلَبة. وقال: لَتَجِدَنَّه غُلُبَّة عن قليل، وغَلُبَّةَ أَي

غَلاَّباً.والـمُغَلَّبُ: الـمَغْلُوبُ مِراراً. والـمُغَلَّبُ من الشعراءِ:

المحكوم له بالغلبة على قِرْنه، كأَنه غَلَب عليه. وفي الحديث: أَهلُ الجنةِ الضُّعَفاءُ الـمُغَلَّبُونَ. الـمُغَلَّبُ: الذي يُغْلَبُ كثيراً. وشاعر مُغَلَّبٌ أَي كثيراً ما يُغْلَبُ؛ والـمُغَلَّبُ أَيضاً: الذي يُحْكَمُ

له بالغَلَبة، والمراد الأَوَّل. وغُلِّبَ الرجلُ، فهو غالِبٌ: غَلَبَ، وهو من الأَضداد. وغُلِّبَ على صاحبه: حُكِمَ له عليه بالغلَبة؛ قال امرؤُ القيس:

وإِنَّكَ لم يَفْخَرْ عليكَ كفاخِرٍ * ضَعِـيفٍ؛ ولم يَغْلِـبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ

وقد غالبَه مُغالبة وغِلاباً؛ والغِلابُ: الـمُغالَبة؛ وأَنشد بيت كعب

بن مالك:

هَمَّتْ سَخِـينَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها، * ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ

والـمَغْلبة: الغَلَبة؛ قالت هِنْدُ بنتُ عُتْبة تَرْثي أَباها:

يَدْفَعُ يومَ الـمَغْلَبَتْ، * يُطْعِمُ يومَ الـمَسْغَبَتْ

وتَغَلَّبَ على بلد كذا: استولى عليه قَهْراً، وغَلَّبْتُه أَنا عليه تَغْليباً. محمدُ بنُ سَلاَّمٍ: إِذا قالت العرب: شاعر مُغَلَّبٌ، فهو مغلوب؛ وإِذا قالوا: غُلِّبَ فلانٌ، فهو غالب. ويقال: غُلَّبَتْ ليْلى الأَخْيَليَّة على نابِغة بني جَعْدَة، لأَنها غَلَبَتْه، وكان الجَعْدِيُّ مُغَلَّباً.

وبعير غُلالِبٌ: يَغْلِبُ الإِبل بسَيْرِه، عن اللحياني. واسْتَغْلَبَ

عليه الضحكُ: اشتدَّ، كاسْتَغْرَبَ. والغَلَبُ: غِلَظُ العُنق وعِظَمُها؛

وقيل غِلَظُها مع قِصَرٍ فيها؛ وقيل: مع مَيَلٍ يكون ذلك من داءٍ أَو

غيره. غَلِبَ غَلَباً، وهو أَغْلَبُ: غليظُ الرَّقَبة. وحكى اللحياني: ما كان أَغْلَبَ، ولقد غَلِبَ غَلَباً، يَذْهَبُ إِلى الانتقال عما كان عليه.

قال: وقد يُوصَفُ بذلك العُنُق نفسه، فيقال: عُنُق أَغْلَبُ، كما يقال: عُنقٌ أَجْيَدُ وأَوْقَصُ. وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: بِـيضٌ مَرازبةٌ غُلْبٌ جَحاجحة؛ هي جمع أَغْلَب، وهو الغليظ الرَّقَبة، وهم يَصِفُون أَبداً السادةَ بغِلَظِ الرَّقبة وطُولِها؛ والأُنثى: غَلْباءُ؛ وفي قصيد كعب: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرَةٌ. وقد يُسْتَعْمَل ذلك في غير الحيوان، كقولهم: حَديقةٌ غَلْباءُ أَي عظيمةٌ مُتكاثفة مُلْتفَّة. وفي التنزيل العزيز: وحَدائِقَ غُلْباً. وقال الراجز:

أَعْطَيْت فيها طائِعاً، أَوكارِها،

حَديقةً غَلْباءَ في جِدارِها

الأَزهري: الأَغْلَبُ الغَلِـيظُ القَصَرَةِ. وأَسَدٌ أَغْلَبُ وغُلُبٌّ: غَلِـيظُ الرَّقَبة. وهَضْبةٌ غَلْباءُ: عَظِـيمةٌ مُشْرِفة. وعِزَّةٌ غَلْباءُ كذلك، على المثل؛ وقال الشاعر:

وقَبْلَكَ ما اغْلَولَبَتْ تَغْلِبٌ، * بغَلْباءَ تَغْلِبُ مُغْلَولِـبينا

يعني بِعِزَّة غَلْباءَ. وقَبيلة غَلْباءُ، عن اللحياني: عَزيزةٌ ممتنعةٌ؛ وقد غَلِبَتْ غَلَباً.

واغْلَولَبَ النَّبْتُ: بَلَغَ كلَّ مَبْلَغٍ والتَفَّ، وخَصَّ اللحيانيُّ به العُشْبَ. واغْلَوْلَبَ العُشْبُ، واغْلَولَبَتِ الأَرضُ إِذا التَفَّ عُشْبُها. واغْلَولَبَ القومُ إِذا كَثُرُوا، من اغْلِـيلابِ العُشْبِ. وحَديقَةٌ مُغْلَــوْلِـبَة: ملْتفّة. الأَخفش: في قوله عز وجل: وحدائقَ غُلْباً؛ قال: شجرة غَلْباءُ إِذا كانت غليظة؛ وقال امرؤُ القيس:

وشَبَّهْتُهُمْ في الآلِ، لـمَّا تَحَمَّلُوا، * حَدائِقَ غُلْباً، أَو سَفِـيناً مُقَيَّرا

والأَغْلَبُ العِجْليُّ: أَحَدُ الرُّجَّاز.

وتَغْلِبُ: أَبو قبيلة، وهو تَغْلِبُ بنُ وائل بن قاسط بنِ هِنْبِ بنِ

أَفْصَى بن دُعْمِـيِّ بن جَديلَةَ ابن أَسَدِ بن ربيعةَ بن نِزار بن

مَعَدِّ بن عَدْنانَ. وقولهم: تَغْلِبُ بنتُ وائِل، إِنما يَذْهَبُون

بالتأْنيث إِلى القبيلة، كما قالوا تميمُ بنتُ مُرٍّ. قال الوليد بن عُقْبة،

وكان وَليَ صَدَقات بني تَغْلِبَ:

إِذا ما شَدَدْتُ الرأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ، * فَغَيَّكِ عَنِّي، تَغْلِبَ ابنةَ وائِل

وقال الفرزدق:

لولا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنةِ وائِلٍ، * ورَدَ العَدُوُّ عليك كلَّ مَكانِ

وكانت تَغْلِبُ تُسَمَّى الغَلْباءَ؛ قال الشاعر:

وأَوْرَثَني بَنُو الغَلْباءِ مَجْداً * حَديثاً، بعدَ مَجْدِهِمُ القَديمِ

والنسبة إليها: تَغْلَبـيٌّ، بفتح اللام، اسْتِـيحاشاً لتَوالي الكسرتين

مع ياءِ النسب، وربما قالوه بالكسر، لأَن فيه حرفين غير مكسورين، وفارق النسبة إِلى نَمِر. وبنو الغَلْباءِ: حَيٌّ؛ وأَنشد البيت أَيضاً:

وأَوْرَثَني بنُو الغَلْباءِ مَجْداً

وغالِبٌ وغَلاَّبٌ وغُلَيْبٌ: أَسماءٌ. وغَلابِ، مثل قَطامِ: اسم

امرأَة؛ مِن العرب مَنْ يَبْنِـيه على الكسرِ، ومنهم من يُجْريه مُجْرى زَيْنَبَ.

وغالِبٌ: موضعُ نَخْلٍ دون مِصْرَ، حَماها اللّه، عز وجل، قال كثير عزة:

يَجُوزُ بِـيَ الأَصْرامَ أَصْرامَ غالِبٍ، * أَقُولُ إِذا ما قِـيلَ أَيْنَ تُريدُ:

أُريدُ أَبا بكرٍ، ولَوْ حالَ، دُونَه، * أَماعِزُ تَغْتالُ الـمَطِـيَّ، وَبِـيدُ

والـمُغْلَنْبـي: الذي يَغْلِـبُكَ ويَعْلُوكَ.

غلب: {غلبا}: غلاظ الأعناق، واحدها أغلب.
(غلب) غلبا غلظ عُنُقه والحديقة تكاثفت أشجارها والتفت فَهُوَ أغلب وَهِي غلباء (ج) غلب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَحَدَائِق غلبا} 
(غلب) على الشَّيْء أَخذ مِنْهُ قهرا
غ ل ب

بينهما غلابٌ أي مغالبة، وتغالبوا على البلد. وغلبته على الشيء: أخذته منه، وهو مغلوب عليه، وأيغلب أحدكم أن يصاحب الناس معروفاً بمعنى أيعجز. وهو رجل حرّ وقد أبى أفنغلبه على نفسه: أفنكرهه. وشاعر مغلّب: غلب كثيراً أو غلّب فهو ذم ومدح. قال امرؤ القيس:

فإنك لم يفخر عليك كعاجز ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب

ومن المجاز: هضبة غلباء، وعزّة غلباء.

واغلولب العشب، " وحدائق غلباً ".
غلب
غَلَبَ يَغْلِبُ غَلَبَةً وغَلَباً. والغِلابُ: النزَاعُ. واللهُ الغَلابُ.
وأسَد أغْلَبُ، والفِعْلُ غَلِبَ يَغْلَبُ غَلَباً -. والغلب: داءٌ.
وهَضْبَة غَلْبَاءُ. وعِزَّةٌ غَلْبَاءُ. وكانتْ تُسَمى تَغْلِبُ: الغَلْباءَ.
والغُلُبَى: الغالِبُ. ورَجُلٌ غُلُبةٌ: يَغْلِبُ سَرِيعاً. والغَلاَبِيَةُ: الغَلَبَةُ. والغُلْبَةُ: المغالَبَةُ..
واغْلَوْلَبَ العُشْبُ في الأرض: إذا بَلَغَ كُل مَبْلَغٍ. والنسبةُ إلى تَغْلِبَ: بالكَسْر والفَتْح.
وبَعِيْرٌ غُلاب: الذي يَغْلِبُ بسَيْرِه. وقيل في قول الراجِزِ: يا لَيْتَ دَيْنَ غِلْبَتي قد حَلا أتى وَقْتي الذي أغْلِب فيه الناسَ. وغَلابِ: اسْمُ امْرأةٍ.
غ ل ب : غَلَبَهُ غَلْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالِاسْمُ الْغَلَبُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْغَلَبَةُ أَيْضًا وَبِمُضَارِعِ الْخِطَابِ سُمِّيَ وَمِنْهُ بَنُو تَغْلِبَ وَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ طَلَبَهُمْ عُمَرُ بِالْجِزْيَةِ فَأَبَوْا أَنْ يُعْطُوهَا بِاسْمِ الْجِزْيَةِ وَصَالَحُوا عَلَى اسْمِ الصَّدَقَةِ مُضَاعَفَةً وَيُرْوَى أَنَّهُ قَالَ هَاتُوهَا وَسَمُّوهَا مَا شِئْتُمْ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ تَغْلِبِيُّ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُ لِلتَّخْفِيفِ اسْتِثْقَالًا لِتَوَالِي كَسْرَتَيْنِ مَعَ يَاءِ النَّسَبِ وَغَالَبْتُهُ مُغَالَبَةً وَغِلَابًا. 
(غ ل ب) : (غُلِبَ) فُلَانٌ عَلَى الشَّيْءِ إذَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْغَلَبَةِ قَالَ
فَكُنْت كَمَغْلُوبٍ عَلَى نَصْلِ سَيْفِهِ
وَقَدْ جَرَّ فِيهِ نَصْلُ حَرَّانَ ثَائِرِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» وَهُوَ حَثٌّ عَلَى أَنْ يَجْتَهِدُوا فِي أَدَائِهِمَا حَتَّى لَا يَفُوتهُمْ ذَلِكَ فَيَفُوزُ بِهِ غَيْرُهُمْ (وَبَنُو تَغْلِب) قَوْمٌ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ طَالَبَهُمْ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالْجِزْيَةِ فَأَبَوْا فَصُولِحُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوا الصَّدَقَةَ مُضَاعَفَةً فَرَفَضُوا فَقِيلَ الْمُصَالِحُ كَرْدُوسٌ التَّغْلِبِيُّ وَقِيلَ ابْنُهُ دَاوُد هَكَذَا فِي كِتَابِ الْأَمْوَالِ لِأَبِي عُبَيْدٍ وَهُوَ أَقْرَبُ وَقِيلَ زُرْعَةُ بْنُ النُّعْمَانَ أَوْ النُّعْمَانُ بْنُ زُرْعَةَ.
غ ل ب: (غَلَبَ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (غَلَبَةً) وَ (غَلَبًا) أَيْضًا بِفَتْحِ اللَّامِ فِيهِمَا. وَ (غَالَبَهُ مُغَالَبَةً) وَ (غِلَابًا) بِالْكَسْرِ. وَ (تَغَلَّبَ) عَلَى الْبَلَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ قَهْرًا. وَ (الْغَلَّابُ) بِالتَّشْدِيدِ الْكَثِيرُ الْغَلَبَةِ. وَ (الْمُغَلَّبُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِهَا (الْمَغْلُوبُ) مِرَارًا. وَ (تَغْلِبُ) بِكَسْرِ اللَّامِ أَبُو قَبِيلَةٍ. وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (تَغْلَبِيُّ) بِفَتْحِ اللَّامِ اسْتِيحَاشًا لِتَوَالِي الْكَسْرَتَيْنِ مَعَ يَاءِ النَّسَبِ. وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِالْكَسْرِ لِأَنَّ فِيهِ حَرْفَيْنِ غَيْرَ مَكْسُورَيْنِ فَفَارَقَ النِّسْبَةَ إِلَى نَمِرٍ. قُلْتُ: يَعْنِي أَنَّ فِي نَمِرٍ حَرْفًا وَاحِدًا غَيْرَ مَكْسُورٍ فَلَمْ يَنْسُبُوا إِلَيْهِ بِالْكَسْرِ بَلْ بِالْفَتْحِ فَقَطْ. قَالَ: وَحَدِيقَةٌ (غَلْبَاءُ) بِوَزْنِ حَمْرَاءَ أَيْ مُلْتَفَّةٌ وَ (حَدَائِقُ) غُلْبٌ. وَ (الْغَلُبَّةُ) وَ (الْغُلُبَّةُ) الْقَهْرُ. 
(غلب) - قَولُه سُبحانَه وتَعالَى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}
قيل: إنَّ الأنبياءَ والأَولياءَ كَيفَما دار بهم الأَمرُ فهم المَنْصُورُون؛ لأنَّهم إن نُكِبوا فلهم الدرجاتُ في الجَنَّة، وإن ظَفِروا فلهم الثَّوابُ والغَنِيمة.
ومنه قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بنَا إلَّا إِحدَى الحُسْنَيَيْنِ}
ولهذا قال بَعضُهم: هم الأَكْثَرون وإن قَلُّوا، والأَعزُّون وإن ذَلُّوا، والمَنْصُورُون وإن فَلُّوا.
وقيل: مَنْ كان عاقِبَتُه الجَنَّة فهو المَنْصور كَيفَما دَارَت به الأُمورُ . وقيل: أرادَ به الحُجَّةَ والغَلبَة والنُّصرة، وإنَّ حُجَّةَ الإسلامِ أَعْلَى الحُجَج، ولن يأتيَ أَحدٌ بشُبْهة يَعجزُ أَهلُ الحَقِّ عن رَدِّهَا.
- في الحديث: "أهل الجَنَّة الضُّعفاء المُغَلَّبون"
المُغَلَّبُ: الذي يُغْلَب كَثيرًا، وقد يكون الذي يُحْكَم له بالغَلَبة: أي لا يَزالُ يُغْلَبُ. - في حديث إبْراهِيمَ: "يَجُوزُ التَّغَلُّب"
: أي طَلَبُ الغَلَبة، وأن يُغالِطَ صاحِبَه حتى يَغلِب في الحِسابِ.

غلب


غَلَبَ(n. ac. غَلْب
غَلَب
غَلَبَة
مَغْلَب
مَغْلَبَة
غُِلُِبَّة غُِلُِبَّى غِلِبَّآء )
a. [acc.
or
'Ala], Overcame, vanquished, conquered; overpowered
mastered, prevailed over; baffled, foiled; exceeded, surpassed.
b. [acc. & 'Ala], Took from, deprived of.
غَلِبَ(n. ac. غَلَب)
a. Was thick-necked.

غَلَّبَ
a. [acc. & 'Ala], Rendered victorious, made to prevail over.
b. Adjudged the victory to, declared victor.

غَاْلَبَa. Strove, contended with, tried to overcome.

تَغَلَّبَ
a. ['Ala], Got possession of, took, captured; conquered
subjugated, subdued ( country & c. ).

تَغَاْلَبَa. Contended, vied.

إِنْغَلَبَ
a. [ coll. ], Was over come
vanquished, conquered.
غَلَبَةa. Victory; supremacy; ascendancy; the upper hand
mastery; predominancy, superiority.

غُلَبَة
غُلُبَّة
غُلُبَّىa. see 28
أَغْلَبُa. More powerful.
b. More frequent; more probable.
c. (pl.
غُلْب), Thick-necked.
مَغْلَبَةa. Place of victory.
b. Victory.

غَاْلِب
(pl.
غَلَبَة)
a. see 28b. The most, the majority, the generality, the most
part.

غَاْلِبَة
(pl.
غَوَاْلِبُ)
a. fem. of
غَاْلِب
غَلَّاْب
( pl.
reg. )
a. Victorious; victor, conqueror, vanquisher.

غَوَاْلِبُa. Insuperable, invincible obstacles.

غَلْبَآءُa. fem. of
أَغْلَبُ
(c).
b. Great, mighty, powerful (tribe).
c. Luxuriant garden; grove.

N. P.
غَلڤبَa. Overcome, subdued.

N. P.
غَلَّبَa. see N. P.
I
غَلِبًا
فِى الغَالِب
فِى الاَغْلَب
a. Mostly, for the most part, generally.
b. Most probably.

كَثِيْرُ الغَلَبَة
a. [ coll. ], Meddler, busy-body.
غلب
الغَلَبَةُ القهر يقال: غَلَبْتُهُ غَلْباً وغَلَبَةً وغَلَباً ، فأنا غَالِبٌ. قال تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ
[الروم/ 1- 2- 3] ، كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
[البقرة/ 249] ، يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ
، [الأنفال/ 65] ، يَغْلِبُوا أَلْفاً [الأنفال/ 65] ، لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي
[المجادلة/ 21] ، لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ
[الأنفال/ 48] ، إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ
[الأعراف/ 113] ، إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ
[الشعراء/ 44] ، فَغُلِبُوا هُنالِكَ
[الأعراف/ 119] ، أَفَهُمُ الْغالِبُونَ
[الأنبياء/ 44] ، سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ
[آل عمران/ 12] ، ثُمَّ يُغْلَبُونَ
[الأنفال/ 36] ، وغَلَبَ عليه كذا أي: استولى.
غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا
[المؤمنون/ 106] ، قيل: وأصل غَلَبَتْ أن تناول وتصيب غَلَبَ رقبته، والْأَغْلَبُ: الغليظ الرّقبة، يقال: رجل أَغْلَبُ، وامرأة غَلْبَاءُ، وهضبة غَلْبَاءُ، كقولك: هضبة عنقاء ورقباء، أي: عظيمة العنق والرّقبة، والجمع: غُلْبٌ، قال وَحَدائِقَ غُلْباً
[عبس/ 30] .
باب الغين واللام والباء معهما غ ل ب، ب ل غ، ب غ ل، ل غ ب مستعملات

غلب: غَلَبَ يغلِبُ غَلَباً وغَلَبةً. والغِلابُ: النَّزاعُ. والمُغَلَّبُ: الذي يَغلِبُه أقرانه فيما يمارس. والمُغَلَّبُ قد يكون المفضل على غيره. والأَغْلَبُ: الغليظ الشديد القصرة، واسد أَغْلَبُ. وقد غَلِبَ غَلَباً، يكون من داء أَيضاً. وهضبة غَلَباءُ، وعِزَّةٌ غَلْباءُ، وتَغِلْبُ كانَتْ تسمى الغَلْباءَ. واغلَوْلَبَ العُشْبُ [في] الأرض إذا بَلَغَ كُلَّ مَبَلَغ

لغب: لَغَبَ يلغُبُ لُغُوباً، ولَغِبَ، وهو شِدَّة الاعياء. واللُّغابُ من الريش: البَطْنُ، الواحدة بالهاء. واللُّغابُ: ريش السهم إذا لم يعتدل، والمعتدل لؤام، قال:

بسهم لم يكن يكسى لُغاما

بغل: البَغْلةُ والبَغْلُ معروفان. والبَغلُ بَغْلُ وهو لذلك أهل . والتَّبْغيلُ: مشية الإبل في سعةٍ.

بلغ: رجُلٌ بَلْغٌ: بَليغٌ، وقد بَلُغَ بلاغةً. وبَلَغَ الشيءُ يبلُغُ بُلُوغاً، وأَبْلَغْتُه إبلاغاً. وبلَّغْتُه تبليغاً في الرسالةِ ونحوها. وفي كذا بَلاغٌ وتَبَليغٌ أي كفاية. وشيء بالغٌ أي جيد. والمُبالَغَةُ: أن تَبْلُغَ من العمل جهدك. قال الضرير: سمعت أبا عمرو يقول: البَلْغُ ما يبلُغُكَ من الخَبَر الذي لا يعجبك، القول: اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ أي اللهم نَسْمَعُ بمثل هذا فلا تنزله بنا 
[غلب] غَلَبَهُ غَلَبَةً وغَلْباً، وغَلَباً أيضاً. قال الله تعالى: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) ، وهو من مصادر المفتوح العين مثل الطلب. قال الفراء: هذا يحتمل أن يكون غلبة فحذفت الهاء عند الاضافة، كما قال الشاعر : إن الخليط أجدوا البين فانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذى وعدوا أراد عدة الامر، فحذف الهاء عند الاضافة. وغالبه مغالبة وغلابا. وغلاب، مثل قطام: اسم امرأة. وتغلب على بلد كذا: استولى عليه قهراً. وغَلَّبته أنا عليه تغليباً. والغلاّب: الكثير الغَلَبَة. والمغلَّب: المغلوب مراراً. والمغلَّب أيضا من الشعراء: المحكوم له بالغَلَبَة على قِرْنِهِ، كأنَّه غُلِّب عليه، وهو من الاضداد. وتغلب: أبو قبيلة، وهو تغلب بن وائل بن فاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وقولهم تغلب بنت وائل، إنما يذهبون بالتأنيث إلى القبيلة، كما قالوا تميم بنت مر. قال الوليد بن عقبة - وكان ولى صدقات بنى تغلب: إذا ما شددت الرأس منى بمشوذ * فغيك عنى تغلب ابنة وائل وقال الفرزدق: لولا فوارس تغلب ابنة وائل * ورد العدو عليك كل مكان وكانت تغلب تسمى الغلباء. قال الشاعر: وأورثني بنو الغلباء مجدا * حديثا بعد مجدهم القديم والنسبة إليها تغلبى بفتح اللام، استيحاشا لتوالى الكسرتين مع ياءى النسب. وربما قالوه بالكسره، لان فيه حرفين غير مكسورين، وفارق النسبة إلى نمر. وتقول: رجلٌ أغْلَبُ بيِّن الغَلَبِ، إذا كان غليظ الرقبة. وهضبةٌ غَلْباء، وعزة غلباء. والاغلب العجلى: أحد الرجاز. وحديقة غلباء: ملتفة، وحدائقُ غُلْبٌ. واغْلَوْلَبَ العشبُ: بلغ والتفّ. والغُلَبَّة بالضم وتشديد الباء: الغلبة. قال المرار: أخذت بنجد ما أخذتُ غُلُبّةً * وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أشمُّ طويلُ ورجل غُلَبَّةٌ أيضا، أي يغلب سريعا. عن الاصمعي.
[غلب] أهل الجنة الضعفاء "المغلبون"، المغلب من يغلب كثيرًا، وشاعر مغلب- أي كثيرًا ما يغلب، والمغلب أيضًا من يحكم له بالغلبة، والمراد الأول. وفيه: ما اجتمع حلال وحرام إلا "غلب" الحرام الحلال، أي إذا امتزج الحرام به وتعذر تمييزها كالماء والخمر ونحوه صار الجميع حرامًا. وح: إن رحمتي "تغلب" غضبي، هو إشارة إلى سعة الرحمة وشمولها الخلق وإلا فهما صفتان راجعتان إلى إرادة الثواب والعقاب، وهي لا توصف بغلبة إحداهما الأخرى. ك: "غلبت" رحمتي غضبي، لأن من غضب عليه لم يخيبه في الدنيا من رحمته، وقيل: ولا في الأخرى، أو في أن يخلق عذاب أهل النار بحيث يكون ما فيهم من العذاب بالنسبة إليه رحمة لهم. نه: وفيه: بيض مرازبة "غلب" جحاجحة، هي جمع أغلب،الإبل أي يحلبون في العتمة، أي بعد غيبوبة الشفق. وح: من طلب القضاء حتى يناله ثم "غلب" عدله حوره، حتى غاية الطلب للتدرج فيدل على مبالغة في الطلب، ومثله موكول إلى نفسه فلا يسدده ملك فكيف يغلب عدله؟ ويجاب بأنه يمكن مثله في الصحابة وبعض التابعين، والمراد بغلبة أحدهما منعه عن الآخر لا زيادته عليه فإنه باطل. غ: "قال الذين "غلبوا" على أمرهم" أي الرؤساء.
الْغَيْن وَاللَّام وَالْبَاء

غَلبه يَغْلِبه غَلْباً وغَلَباً، وَهِي افصح، وغَلَبة، ومَغْلباً، ومَغْلَبة، قَالَ أَبُو المثلَّم:

ريّاءُ مَرْقبةٍ مَنّاعُ مَغْلَبة رَكّاب سَلْهبة قَطاع أَقْرَان

وغُلُبَّى، وغِلبَّى، عَن كرَاع، وغُلُبَّة، وغَلْبَّة، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: قهره.

وَقَالُوا: أَتَذكر أَيَّام الغُلُبَّة، والغُلُبَّى، والغِلبَّى؟ أَي: أَيَّام الغَلبة، وَلم يَقُولُوا: لمن الغَلَبُ، والغَلَبة، وَلم يَقُولُوا: لمن الغَلْبُ.

وَرجل غَالب، من قوم غَلَبة، وغَلاّب، من قوم غلاّبين، وَلَا يكسر.

وَرجل غُلْبة، وغَلُبّة: كثير الْغَلَبَة.

وَقَالَ اللَّحياني: شَدِيد الْغَلَبَة. وَقَالَ: لَتجدنّه غُلُبَة عَن قَلِيل، وغُلُبَّة، أَي: غلاَّبا.

وغُلِّب الرجلُ: غَلَب.

وغُلِّب على صَاحبه: حكم لَهُ عَلَيْهِ بالغَلبة، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وَإنَّك لم يفخر عَلَيْك كفاخرٍ ضَعِيف وَلم يَغلِبك مثلُ مُغَلَّبِ

وَقد غالبه مغَالبة وغلابا.

والمَغْلبة: الغَلَبة، قَالَت هندُ بنتُ عتبَة ترثي اباها:

يَدفع يَوْم المَغْلَبَتْ يُطعم يَوْم المَسْغَبَتْ

وبعير غُلالب: يغلب الْإِبِل بسيره، عَن اللحياني.

واستغلب عَلَيْهِ الضحك: اشْتَدَّ، كاستغرب.

والغلب: غلظ العنف وعِظَمها.

وَقيل: غلظها مَعَ قِصَرٍ فِيهَا.

وَقيل: مَعَ ميل، يكون ذَلِك من داءٍ أَو غَيره.

غَلِب غَلَباً، وَهُوَ اغلب.

وَحكى اللحياني: مَا كَانَ اغلَب، وَقد غَلب غلبا، يذهب إِلَى الِانْتِقَال عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ.

وَقَالَ يُوصف بذلك العُنق نَفسه، فَيُقَال: عُنق اغلب، كَمَا قَالُوا: عُنق أجيد، وأوقص.

وَقد يُستعمل ذَلِك فِي غير الْحَيَوَان، كَقَوْلِهِم: حديقة غلباء، أَي: عَظِيمَة متكاثفة، وَفِي التَّنْزِيل: (وحَدائق غُلْبا) ، قَالَ الراجز:

أَعْطَيْت فِيهَا طَائِعا أَو كارهاَ حديقةً غلباء فِي جِدارها

وَأسد أغلب، وغُلُبُّ: غَلِيظَة الرَّقَبَة. وهَضبة غلباء: عَظِيمَة مشرفة.

وعزّة غَلْباء، كَذَلِك، على الْمثل.

وقبيلة غلباء، عَن اللَّحياني: عزيزة ممتنعة.

وَقد غَلِبت غَلَباً.

واغلَولب النبت: بلغ كل مبلغ.

وَخص اللِّحياني بِهِ العُشْب.

وحديقة مُغْلــولبة: ملتفة.

وتَغِلب: قَبيلَة.

وَبَنُو الغلباء: حَيّ، قَالَ:

واورثني بَنو الغلباء مَجْداً حَدِيثا بعد مَجدهِم الْقَدِيم

وغالب، وغَلاب، وغُليب، أَسمَاء.

وغَلاب: اسْم امْرَأَة من الْعَرَب، من الْعَرَب، مِنْهُم من يُبينهُ على الْكسر، وَمِنْهُم من يُجِريه مجْرى " زَيْنَب ".

وغالب: مَوضِع نخل دون مصر، قَالَ كثير عزة:

يجوز بِي الأصرام أصرام غَالب أَقُول إِذا مَا قيل أَيْن تُريد

أُرِيد أَبَا بكر وَلَو حَال دونه أما عُز تغتال المطِيّ وبيد

والمُغْلَنْبي، الَّذِي يغْلِبك ويَعْلوك.
غلب: غلب، يقلل غَلَبَ عِنْدَكَ: بتقدير الظَّن والرأَيُ أو ما أشبهها. أي أنت تظن وتحسب وتتصور، ففي طرائف دي ساسي (1: 172): وقد غلب عندكم أننا كفرة.
غلب: لاحظ قولهم: غلبتني عيني بالدموع فبكيتُ. (رياض النفوس ص85 و).
غلب، غَلَبَه الضَّحِكُ، وغُلِبَ ضَحِكاً: قهقه. اشتد ضحكه، (رسالة إلى فليشر ص177) انظر: استغلب في معجم لين.
غلب على: ساد أكثر وأقوى، يقال مثلاً: يغلب عليه البياض أي أن البياض كان أكثر فيه. (بوشر).
غلب فلاناً وعلى فلان: قهره. وأجبره على (مباحث 1 ملحق ص45، 2رقم 3).
غلب امرأة على نفسها، وغلب امرأة أيضاً: اغتصبها، اعتدى على عفافها، هتك سترها (معجم أبي الفدا).
غلب: خدع، خاتل، غرَّر: غلبوك أي خدعوك وختلوك. (بوشر).
غُلِب من: تألَّم من، أَحسَّ بألم من. (بوشر) غَلَّب (بالتشديد): غلَّبه وغلّبه على: فضلّه على غيره. (ألف ليلة 1: 618).
غَلَّب: خيَّب، أخلف الظنّ، ثبّط همته، انتزع منه وسائل النجاح، أساء إليه، أربكه، أقام في وجهه العقبات، عرقل أعماله (بوشر) يغلَب: مزعج مضايق، متعب، مكدر (بوشر).
غالَب. من جهة المغالبة: بمقتضى حق الأقوى (حيّان ص10 ق).
غالب فلاناً وعليه: انتزع منه شيئاً وسلبه منه (معجم البلاذري).
تغلَب على: استولى على قهراً، وصاحب الاكتفا يعدى هذا الفعل بنفسه بدل تعديته بعلي وفي عبّاد (2: 163ق): وتغلَّب حصونَها.
تغلَّب: حاول الإساءة إلى شخص وإلحاق الضرر به. ويقال بهذا المعنى: تغلّب على فلان (دي ساسي طرائف 2: 23) وتغلب في فلان. (ألف ليلة 1: 90).
انغلب: غُلِب، انهزم (فوك، أساطير. لقمان طبعة شيير ص35).
انغلب في حمله (ألف ليلة برسل 4: 347): يظهر أن معناه: غلب، قهر، استولى على (فوك، أماري ص534).
استُغْلِبَ عليه: بَزَّه غيره وتفوق عليه. ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص65 ق): وهو كاتب مُجيد ورجل مَجيد إلا أن بسبب توحَّشه عن الناس بنفسه استغلب عليه فاستولى عليه بذلك الخمول والقعود.
غَلْبَة: تفوّق، رجحان، امتياز في السلطة (بوشر).
غُلْبَة: كثرة، وفرة. (رولاند).
غَلَبَة: أن يكون أصل اللفظ في الأصل عاماً ثم يصير بكثرة الاستعمال في أحدها أشهر بحيث لا نحتاج ذلك الشيء بخلاف ما كان واقعاً عليه. مثل خليل الرحمن لإبراهيم (بوشر) والبيت للكعبة، والكتاب للقرآن، والرحمن لله تعالى، والأسود للحيَّة. (محيط المحيط).
غلبة: لاحظ أن بوشر لا يذكر ضبط هذه الكلمة ولا الكلمات التي تليها. ففيه: غلبة خلق: جمهرة من الناس، غوغاء. وفي رحلة ابن جبير (ص141): غلبات العوام. وفي ألف ليلة (برسل 6: 339): فسأل ما هذا الجموع والغلبة الذي قد اجتمعوا هاهنا.
غلبة: ضجَّة، صخب، ضوضاء (معجم أبي الفداء).
غلبة: هذر، ثرثرة، بقبقة، كلام فارغ، هُراء، تحذلق. (بوشر).
كثير غلبة: ثرثار، مهذار؛ فضولي؛ ومتحذلق. (بوشر).
غلبة: حَيْرة، ارتباك، ورطة، قلق، هَمّ، غمّ، ألم. (بوشر).
غلبة: تلّف، تصنّع. مجاملة مزعجة. (بوشر).
غَلْبان: حائر، قلق، مرتبك. (بوشر لين عادات 2: 19، ألف ليلة 3: 203) (وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه عاجز عن التغلب) (ألف ليلة 4: 152).
غلباوي: ثرثار، مهذار (بوشر).
غلباوي: متحذلق، مدعي المعرفة، مدعي العلم وليس بعالم، متعالم، متظاهر بالعلم والمعرفة وليس به حق (بوشر). غلباوي: من يجعل من الامر التافه سراً خفياً (بوشر).
غَلّوب: من يفوز غالبا بالغلبة والانتصار. (معجم مسلم).
غالِب: جيّد، فاخر، ممتاز، من الطراز الأول، فاضل، مجيد، بارع، فريد. (معجم مسلم).
في غالب الظَّنَ: إذا لم أخطئ. (المقري 1: 393) وانظر: إضافات.
غالِبَة: اسم نبات في الأندلس وهو الكاكنج. (ابن البيطار 1: 183) وفي مادة عُبَب (وليس عنب كما هو عند سونثيمر) وهو النوع البري من النبات الذي اسمه العلمي solanum nigrum ( ابن البيطار 2: 212) وهي في معجم فوك: لبلاب، عشقة.
والغلابة في الأندلس هو العنب البري.
وكلمة غالبة في عجمية الأندلس من أصل أسباني لأن المستعيني يذكر في مادة يقطين: وبالعجمية الغالبة. (وهذا هو صواب الكلمة وفقاً لما جاء في مخطوطة طليطلة، وفي مخطوطة ن: العالية، وفي مخطوطة لا: العالبة).
أغْلَبُ: أكثر، مُعْظَم، القسم الأكبر. (بوشر).
مِغْلاب، والجمع مَغاليب: وسيلة الغلبة والانتصار. (معجم الماوردي).
مَغْلُوب عن الشيء: عاجز عن فعل الشيء لصعوبة تعترضه فلا يستطيع أن يتمه. (معجم أبي الفدا). المَغالبَة بالأصابع: هي الكباش والمكابشة (محيط المحيط ص1748) غير أنه لا يفسر معناها.
غلب
غلَبَ/ غلَبَ على يَغلِب، غَلْبًا وغَلَبةً وغَلَبًا، فهو غالب، والمفعول مَغْلوب
• غلَب فلانًا: قهره، هزمه "غلب فلانًا في الشطرنج- للحقّ لا القوّة الغلبة- {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ} - {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} " ° رَجُلٌ مغلوب: يتغافل عن فجور امرأته- لا يُغْلَب: منيع- مغلوبٌ على أمره: لا يستطيع تنفيذَ ما يريد.
• غلَب عليه الكرمُ: صار الكرمُ من أكبر خصاله وأبرزها فكأنّه أصبح لا يستطيع إلاّ أن يكون كريمًا "غلَب عليه التردُّد/ التَّفاؤل/ النَّوم- غلَب لونٌ على لوحة"? غُلِبَ على أمره: حيل بينه وبين تنفيذ ما يريد، لاحول له ولا قوّة- غلب على الظَّن: كان محتملاً- غلب على نفسه: أكرهه. 

تغالبَ يتغالب، تَغَالُبًا، فهو مُتَغَالِب
• تغالب الشَّخصان: حاول كلٌّ منهما أن يغلب الآخر. 

تغلَّبَ على يَتغلَّب، تغلُّبًا، فهو مُتغلِّب، والمفعول مُتغلَّب عليه
• تغلَّب على الشَّيء: مُطاوع غلَّبَ: قدر عليه، هزمه، استولى عليه عَنْوةً وقهرًا "تغلَّب النُّعاسُ عليه- تغلَّب على العقبات/ الصُّعوبات/ الخَصْم/ العدُوّ/ الأهواء/ المشكلة/ القُوى الطَّبيعيّة/ بلد كذا/ شهواته". 

غالبَ يُغالِب، مُغالَبةً وغِلابًا، فهو مغالِب، والمفعول مغالَب
• غالَب فلانٌ فلانًا:
1 - حاول كلٌّ منهما أن يهزم الآخرَ ويقهره "غالب الدمعَ- غالبه النعاسُ- وما نيل المطالب بالتمنِّي ... ولكن تُؤخذ الدُّنيا غِلابا".
2 - قاهره ونازعه "غالب منافسَه ليفوز بالجائزة". 

غلَّبَ يُغلِّب، تغليبًا، فهو مُغلِّب، والمفعول مُغلَّب
• غلَّب فلانًا على كذا: جعله يغلِبه أو يهزمه "غلَّبه ذكاؤهُ وحُسن تخطيطه على عدوِّه". 

أغْلبُ [مفرد]: اسم تفضيل من غلَبَ/ غلَبَ على: أكثر،
 مُعظَم "أغلبُ الناس هنا فقراء" ° أغلب الظَّنّ- في أغْلَب الأحيان/ في أغْلَب الأحوال: في معظم الأوقات- في الأغلب/ على الأغلب: على الأرجح. 

أغلبيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أغْلبُ: أكثريّة "وافقت أغلبيّة الأعضاء على القرار- فاز في الانتخابات بأغلبيّة ساحقة- أغلبيّة الأصوات/ الحضور" ° أغلبيّة الثُّلثين: أكثر من ثلثي مجموع الأصوات- حزب الأغلبيّة: أكبر أحزاب المجلس.
• الأغلبيَّة المُطلقة:
1 - (سة) أصوات نصف الحاضرين بزيادة واحد.
2 - (سة) أصوات نصف من لهم حقّ التَّصويت بزيادة واحد.
• الأغلبيَّة النِّسبيَّة: (سة) زيادة أحد المرشَّحين في الأصوات بالنِّسبة لغيره.
• خروج على رأي الأغلبيَّة: (قن) رفض أحد القضاة الموافقة على رأي الأغلبيّة نحو ما يحدث في المحكمة العليا. 

تغليب [مفرد]:
1 - مصدر غلَّبَ.
2 - (لغ) إيثار أحد اللَّفظين على الآخر إذا كان بينهما علاقة مثل الأبوين للأب والأم، والمشرقين للمشرق والمغرب والعُمَرين لأبي بكر وعمر. 

غالِب [مفرد]: ج غالبون وغَلَبَة:
1 - اسم فاعل من غلَبَ/ غلَبَ على ° صفة غالبة: صفة سائدة، ميزة أساسيّة- في الغالِب/ غالبًا: في أكثر الأحيان، كثيرًا- لا غالب ولا مغلوب: تعادُل.
2 - متسلّط، راجح.
3 - (جو) مؤثّر في وجود أصناف أخرى في المجتمعات الحيويّة ونوعها.
• الغالِب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: البالِغ مراده من خلقه أحبّوا أو كرهوا. 

غالبيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من غالِب: أكثريَّة "غالبيّة النَّاس يحبُّون كرة القدم" ° في غالبيَّة الأحوال: في معظم الأحوال. 

غِلاب [مفرد]:
1 - مصدر غالبَ ° أُخِذَ غِلابًا: بالقوّة.
2 - هزيمة وقهر " {غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غِلاَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [ق] ". 

غَلْب [مفرد]: مصدر غلَبَ/ غلَبَ على. 

غَلَب [مفرد]:
1 - مصدر غلَبَ/ غلَبَ على.
2 - (طب) ورم عُقَد العُنُق. 

غُلْب [جمع]: مف غَلْباءُ: حدائق متكاثفة الشَّجر " {وَحَدَائِقَ غُلْبًا} ". 

غلَبَة [مفرد]:
1 - مصدر غلَبَ/ غلَبَ على ° علم بالغَلَبة: ما كان تعيين مدلوله بغلبة الاستعمال لا بالوضع كغلبة الكتاب عند أهل الشريعة على القرآن وعند النحاة على كتاب سيبويه.
2 - تفوّق في الوزن أو القوّة أو الأهمية أو النفوذ. 

غَلاّب [مفرد]: صيغة مبالغة من غلَبَ/ غلَبَ على: كثير الغَلَبة والقهر، لا يُقاوم "هوًى غلاّب- ابتسامة غلاّبة". 

غلب

1 غَلَبَهُ, (S, Msb,) [and غَلَبَ عَلَيْهِ,] aor. ـِ (Msb,) inf. n. غَلَبٌ and غَلْبٌ, (S, K, TA,) the former of which is the more chaste, (TA,) or the latter is an inf. n. and the former is a simple subst., (Msb,) and غَلَبَةٌ, (S, K, TA,) [the most common form,] or this is a simple subst. like غَلَبٌ, (Msb,) which is perhaps formed from it by the elision of the ة, (Fr, S,) and مَغْلَبٌ and مَغْلَبَةٌ, (K, TA,) which last is rare, (TA,) and غَلَابِيَةٌ and [in an intensive sense] غُلُبَّى and غِلِبَّى (K, TA) and غُلُبَّةٌ (Lh, K, TA, said in the S to be syn. with غَلَبَةٌ) and غَلُبَّةٌ, with fet-h to the غ, (K, TA, in the CK غلَبَّة,) and غِلِبَّآءُ, (Kr, TA,) He, or it, overcame, conquered, subdued, overpowered, mastered, or surpassed, him, or it; gained ascendency or the mastery, prevailed, or predominated, over him, or it; or was, or became, superior in power or force or influence, to him, or it. (A, MA, K, PS, TK, &c.) [See also 5.] b2: One says, غَلَبْتُهُ عَلَيْهِ meaning [I overcame him in contending for it; i. e.] I took it, or obtained it, from him [by superior power or force]. (A.) And غُلِبَ فُلَانٌ عَلَى الشَّىْءِ Such a one had the thing taken from him by superior power or force. (Mgh.) Hence the saying, لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ

قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا Be not ye overcome and anticipated by others in performing prayer before the rising of the sun and before its setting, so that the opportunity for your doing so escape you. (Mgh.) b3: And غَلَبَهُ عَلَى نَفْسِهِ He forced him, or constrained him against his will. (A, TA.) b4: [And غَلَبَهُ الأَمْرُ The affair overcame, defeated, or baffled, him.] b5: And غَلَبَهُ بِالخَوْفِ He exceeded him in fear. (S in art. خوف.) b6: and غَلَبَ عَلَى فُلَانٍ الكَرَمُ Generosity was, or became, the predominant quality of such a one. (TA.) b7: And غَلَبَ أَنْ يُخْطَمَ [He refused to have the خِطَام (or leading-rope) put upon him]; said of a camel. (TA in art. خطم.) b8: And أَيُغْلَبُ أَحَدُكُمْ

أَنْ يُصَاحِبَ النَّاسَ مَعْرُوفًا meaning أَيَعْجِزُ [i. e. Is any one of you unable to associate with men kindly?]. (A.) A2: غَلِبَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. غَلَبٌ, (S, * TA,) He was, or became, thick-necked: (K, TA:) or thick and short in the neck: or thick and inclining in the neck: from disease or other cause. (TA.) 2 غَلَّبْتُهُ عَلَيْهِ, inf. n. تَغْلِيبٌ, [I made him to overcome, conquer, subdue, overpower, master, or surpass, him, or it; &c.: see 1: and] I made him to gain the mastery over it, or to obtain possession of it, (namely, a town, or country,) by [superior power or] force. (S.) b2: And غُلِّبَ عَلَى صَاحِبِهِ He (a poet) was judged to have overcome his fellow. (TA.) [See مُغَلَّبٌ.] b3: [غَلَّبَ لَفْظًَا عَلَى لَفْظٍ آخَرَ, a conventional phrase of the lexicologists, means He made a word to predominate over another word; as in القَمَرَانِ for الشَّمْسُ وَالقَمَرُ; and سِرْنَا عَشْرًا for سِرْنَا عَشْرَ لَيَالٍ

بِأَيَّامِهَا: of the former instance you say, فِيهِ تَغْلِيبُ القَمَرِ عَلَى الشَّمْسِ In it is the attribution of predominance to the moon over the sun; and in the latter, فيه تَغْلِيبُ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ In it is the attribution of predominance to the night over the day. See more in Kull p. 115.]3 غالبهُ [He vied, contended, or strove, with him, to overcome, conquer, subdue, overpower, master, or surpass, &c., (see 1,) or for victory, or superiority], inf. n. مُغَالَبَةٌ and غِلَابٌ. (S, Msb, TA.) You say, غَالَبْتُهُ فَغَلَبْتُهُ [I vied, contended, or strove, with him, to overcome, &c., and I overcame him.

&c.]. (O.) And Kaab Ibn-Málik says, هَمَّتْ سَخِينَةُ أَنْ تُغَالِبَ رَبَّهَا وَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلَّابِ

[Sakheeneh (a by-name of the tribe of Kureysh) proposed to themselves to contend for victory with their Lord: but he who contends for victory with the very victorious will assuredly be overcome]. (TA.) 5 تغلّب عَلَى بَلَدِ كَذَا He gained the mastery over such a town, or country, or obtained possession of it, by [superior power or] force. (S, K, *) 6 تغالبوا عَلَى البَلَدِ [They vied, contended, or strove, one with another, against the town, or country, to take it]. (A.) 10 استغلب عَلَيهِ الضَّحِكُ Laughter became vehement in its effect upon him. (TA.) 12 اغلولب العُشْبُ The fresh, or green, herbage attained to maturity, and became tangled and luxuriant, or abundant and dense: (S:) or became compact and dense. (TA.) غَلَبَةٌ an inf. n. of غَلَبَ, (S, K, TA,) or a simple subst. (Msb.) [It is much used as a subst., signifying The act of overcoming, conquering, subduing, &c.; (see 1;) victory, conquest, ascendency, mastery, prevalence, predominance, superiority. or superior power or force or influence; success in a contest; or the act of taking, or obtaining, by superior power or force.]

A2: And pl. of غَالِبٌ. (TA.) غُلَبَةٌ: see what next follows.

غُلُبَّةٌ and غَلُبَّةٌ and غَلَبَّةٌ: see what next follows.

غُلُبَّى and غِلِبَّى: see what next follows.

غَلَّابٌ (S, O) and ↓ غُلَبَةٌ (O) and ↓ غُلُبَّةٌ and ↓ غَلُبَّةٌ (O, TA) and ↓ غَلَبَّةٌ (O) and ↓ غُلُبَّى and ↓ غِلِبَّى, (Fr, O,) [all of which except the first and second, and app. the fifth, are originally inf. ns.,] A man who overcomes, conquers, subdues, overpowers, masters, or surpasses, much, or often, (S, O, TA,) and quickly; (O;) [very, or speedily, or very and speedily, victorious:] or the third, accord to As, signifies a man who overcomes, or conquers, &c., quickly: (S:) pl. of the first غَلَّابُونَ. (TA.) رَجُلٌ غَالِبٌ A man who overcomes, conquers, subdues, overpowers, masters, or surpasses; or overcoming, &c.: pl. غَلَبَةٌ. (TA.) b2: اِسْمٌ غَالِبٌ A noun [used predominantly in one of its senses,] such as دَابَّةٌ applied to “ a horse,” and مَالٌ applied to “ camels. ” (TA in art. سنه.) And صِفَةٌ غَالِبَةٌ [i. e. غَالِبَةٌ اسْمِيَّتُهَا, or غَلَبَتْ عَلَيْهَا الاِسْمِيَّةُ,] An epithet [in which the quality of a substantive is predominant,] such as حَاجِبٌ applied to “ a doorkeeper. ” (TA in art. حجب.) b3: [And الغَالِبُ signifies also The most, or the most part; and the generality: whence, غَالِبًا and فِى الغَالِبِ meaning Mostly, or for the most part: in which sense ↓ فى الأغْلَبِ is sometimes used: and generally. b4: And What is most probable: whence, غَالِبًا and فِى الغَالِبِ meaning Most probably.]

أَغَْلَبُ [More, and most, overcoming or conquering &c.: fem. غَلْبَآءُ: and pl. غُلْبٌ]. One says قَبِيلَةٌ غَلْبَآءُ A [most overcoming or] mighty, resistive, tribe. (K.) And عِزَّةٌ غَلْبَآءُ [Most overpowering might]. (S.) b2: See also غَالِبٌ.

A2: Also Thick-necked, (S, TA,) applied to a man: (S:) [or thick and short in the neck: or thick and inclining in the neck: (see 1, last sentence:)] fem.

غَلْبَآءُ, applied to a she-camel: and pl. غُلْبٌ. (TA.) And Thick, applied to a neck. (Lh, TA.) b2: [Hence,] حَدِيقَةٌ غَلْبَآءُ (tropical:) [A garden, or walled garden, &c.,] of tangled and luxuriant, or abundant and dense, trees: (S:) or of compact and dense trees; as also ↓ مُغْلَــوْلِبَةٌ. (K, TA.) In the phrase حَدَائِقَ غُلْبًا in the Kur [lxxx. 30], the epithet is expl by Bd as meaning (tropical:) Large. (TA.) And the fem. is applied to a [mountain, or hill, such as is termed] هَضْبَة, (S, TA,) meaning (tropical:) Lofty and great. (TA.) b3: And الأَغْلَبُ meansThe lion [app. because of the thickness of his neck]. (K.) مَغْلَبَةٌ A place where one is overcome, or conquered. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

مُغَلَّبٌ Overcome, conquered, &c., repeatedly, several times, or many times; (S, A, K, TA;) applied to a poet: (A:) and (so applied, S, A, TA) judged to have overcome (S, A, * K, TA) his fellow, (S, TA,) much, or often: (A:) thus having two contr. significations: (S, K:) an epithet of praise as well as of dispraise: (O:) or, when the Arabs say of a poet that he is مُغَلَّب, the meaning is that he is overcome; but if they say, غُلِّبَ فُلَانٌ, the meaning is, such a one has [been judged to have] overcome: thus they say, غُلِّبَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ عَلَى نَابِغَةِ بَنِى جَعْدَةَ, for she overcame him, and he ([En-Nábighah] El-Jaadee) was مُغَلَّب. (Mohammad Ibn-Selám, TA.) مَغْلُوبٌ [pass. part. of غَلَبَ, Overcome, conquered, subdued, &c. b2: And] part. n. of غُلِبَ in the phrase غُلِبَ فُلَانٌ عَلَى الشَّىْءِ expl. above: [see 1:] (Mgh: [and the like is said in the A:]) a poet says, فَكُنْتُ كَمَغْلُوبٍ عَلَى نَصْلِ سَيْفِهِ [And I was like one whose blade of his sword has been taken from him by superior power or force; or who has had his blade of his sword taken from him &c.]. (Mgh.) مُغْلَنْبٍ One who overcomes, conquers, or subdues, another; who gains ascendency, or the mastery, over him: (K, TA:) it is quasi coordinate to [مُحْرَنْجِمٌ, part. n. of] اِحْرَنْجَمَ [which is from حَرْجَمَ]. (TA.) حَدِيقَةٌ مُغْلَــوْلِبَةٌ: see أَغْلَبُ.
غلب
: (الغَلْبُ) بفَتْح فَسُكُون (ويُحرَّك، وَهِيَ أَفْصَح، (والغَلَبَة) مُحَرَّكة، (والمَغْلَبَةُ) بالفَتْح، وَهُوَ قَلِيل، (والمَغْلَبُ) ، بِغَيْر هاءٍ، وَهُمَا مَصْدَرَانِ مِيمِيَّان، وَفِي الأَوّل قَالَ أَبُو المُثَلَّم:
رَبَّاءُ مَرْقَبَةٍ، مَنَّاعُ مَغْلَبَة:
رَكَّابُ سَلْهَبَة، قَطَّاعُ أَقْرَانِ وَفِي المَغْلَبَةِ قَالَت هِنْدُ بنتُ عُتْبَةَ تَرْثِي أَخَاهَا:
يَدْفَعُ يومَ المَغْلَبَتْ
يُطْعِم يوْمَ المَسْغَبَتْ
(والغُلُبَّى كالكُفُرَّى، والغِلِبَّى كالزِّمِكَّى) وَهُمَا عَن الفَرَّاء، هَكَذَا عِنْدنا فِي النُّسَخ المُصحَّحة، فَلَا يُعَوَّل على قَوْل شَيْخِنا: لَوْ قَالَ كَذَا لأَجَاد، ثمَّ قَالَ: وَرُبمَا وُجِد فِي نُسَخ، لكنه بإِصْلاح، والأُصُولُ المُصَحَّحة مُجَرّدة. قلت: وَهَذِه دَعْوَى عَصَبِيَّة من شَيخنَا، فإِنَّ النُّسخَ الَّتِي رأَينَاها غَالِباً مَوْجودٌ فِيهَا هَذَا الضَّبْط، وإِذَا سَقَط من نُسْخَت لَا يَعُمُّ السُّقُوطُ من الكُلِّ، وَكَذَا قولُه فِي أَوَّلِ المَادَّة: أَورد المُصَنِّفُ هذَا اللَّفْظَ وأَتْبَعَه بأَلْفَاظٍ غَيرِ مَضْبُوطة وَلَا مَشْهُورَة تبعا لِما فِي المُحْكم وَذَاكَ يتَقَيَّد لضبطها بالقَلم، وَهَذَا الْتَزَمِ ضَبْطَ الأَلْفَاظ باللِّسَان، وكَأَنَّه نَسِيَ الشَّرط، وأَهْمَل الضَّبْط إِلى آخر مَا قَالَ. وَلَا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَه: ويُحَرَّك، ضَبْطٌ لِمَا قَبْلَه، والَّذِي بَعْدَه مُسْتَغْنٍ عَن الضَّبْط لاشْتِهَاره، واللّذانِ بَعْدَه من المَصَادِر المِيمِيَّة مَشْهُورَةُ الضَّبْطِ لَا يكَاد يُخْطِيءُ فيهِمَا الطَّالِب، واللذَانِ بعدَه فقد ضَبَطَهما بالأَوْزَان وإِن سَقط من نُسْخَتِه، وضَبَط الَّذِي بَعْدَه فَقَالَ: (والغُلُبَّةُ بضَمَّتَيْنِ) عَن اللّحْيَانِيّ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَخذْتُ بِنَجْدٍ مَا أَخَذْتُ غُلُبَّةً
وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أَشَمُّ طَوِيلُ
(والغَلُبَّة بفَتْحِ الغَيْنِ) وضَمِّ اللَّامِ، كَذَا هُوَ فِي نُسْخَتِنَا مضبوطٌ بالقَلَم، أَي مَعَ تَشْدِيدِ المُوَحَّدَة فِيهِما، وَهَذِه عَن أَبِي زَيْد. (والغَلَابِيَة) أَي كزَلَابِيَة، والغِلِبَّاءُ، بالكَسْر وتَشْدِيدِ المُوَحَّدة مَمْدُوداً، عَن كُرَاع، والغُلَبَة كهُمَزَة، عَن الصَّاغَانِيّ، كُلُّ ذَلِك بمَعْنَى الغَلَبَة و (القَهْر) ، وَقَوْلهمْ: (لتَجِدَنَّه غُلُبَّةً عَن قَلِيل) أَي بضَمَّتَيْن، وغَلُبَّة أَي بالفَتْح مَعَ التَّشْدِيدِ، أَي غَلَّاباً.
(والمُغَلَّبُ) ، كمُعَظَّم: (المَغْلُوب مِرَاراً: أَو) المُغَلَّبُ من الشُّعَرَاءِ: (المَحْكُومُ لَهُ بالغَلَبَةِ) على قِرْنِه كأَنَّه غُلِّبَ عَلَيْه. وَفِي الحَدِيثِ: (أَهلُ الجَنَّةِ الضُّعَفَاء المُغَلَّبُون. المُغَلَّب: الذِي يُغْلبُ كثيرا. وشَاعِر مُغَلَّبٌ، أَي كَثيراً. مَا يُغْلَبُ. وغُلِّبَ عَلَى صَاحِبِه: حُكمَ لَهُ عَلَيْهِ بالغَلَبَةِ. قَالَ امْرُؤ القَيْس:
وإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ كَفَاخِرٍ
ضَعِيفٍ وَلم يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلَّام: إهذَا قَالَت العَرَبُ: شاعِرٌ مُغَلَّبٌ فَهُوَ مَغْلُوب، وإِذَا قَالُوا: غُلِّبَ فلانٌ فَهُو غَالِب. وَيُقَال: غُلِّبَت لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة على نَابِغَة بَنِي جَعْدَة؛ لأَنها غَلَبَتْه وَكَانَ الجَعْدِيّ مُغَلَّبا، وَهُوَ (ضِدٌّ) ، صَرَّح بِهِ ابنُ مَنْظُور وابنُ سِيده وغَيْرُهُمَا. (و) المُغَلَّبُ: (شَاعِرٌ عِجْلِيٌّ) ، بالكَسْر، إِلى عِجْلِ بن لُجَيْم.
(وغَلِب، كفَرِح) غَلَباً: (غَلُظَ عُنُقُه) قيل: مَعَ قِصَرٍ فِيهِ، وَقيل: مَعَ مَيْلٍ، يَكُون ذَلِك مِنْ دَاءٍ أَو غَيره، وَهُوَ أَغلَبُ. وَحَكَى اللِّحيانيّ: مَا كانَ أَغْلَبَ، وَلَقَد غَلِبَ غَلَباً، يَذْهَب إِلى الانْتِقال عَمَّا كَان عَلَيْهِ. قَالَ: وَقد يُوصَف بذلِكَ العُنُق نَفسُه فَيُقَال: عُنقٌ أَغْلَبُ، كَمَا يُقَال: عُنُقٌ أَجْيَدُ وأَوْقَصُ وَفِي حَدِيث ابْن ذِي يَزَن:
بِيضٌ مَرَازِبَةٌ غُلْبٌ جحَا جِحَةٌ
هِيَ جمع أَغلب، وَهُوَ الغَليظُ الرَّقَبة. وناقة غَلْبَاءُ: غَلِيظَةُ الرَّقَبَة: وَمِنْه قولُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْر:
غَلباءُ وَجْنَاءُ عُلكومٌ مُذَكَّرَةٌ
(و) مِن المحاز: (الغَلْبَاءُ: الحَدِيقَةُ المُتَكَاثِفَةُ، كالمُغْلَــوْلِبَة) . واغْلَوْلَبَ العُشْبُ، إِذَا تكاثَفَ. (و) الغَلْبَاءُ (من الهِضَاب: المُشْرِفَةُ العَظِيمَة) . يُقَال: هَضْبَةٌ غلباءُ، أَي عظِيمة مُشْرِفَة. وَقَوله تَعَالَى: {وَحَدَآئِقَ غُلْباً} (عبس: 30) قَالَ البَيْضَاوِيّ: أَي غِظَاماً. مُسْتَعَار مِنْ وَصْفِ الرِّقاب (و) الغَلْبَاءُ (من القَبَائِل: العَزيزَةُ المُمْتَنِعَةُ) .
(و) الغَلْبَاءُ: (أَبُو حَيّ، وَهُوَ المَعْرُوف بتَغلِبَ) كَانَت تَغْلِبُ تُسمَّى الغَلْبَاءَ. قَالَ الشَّاعِر:
وأَورَثَنِي بَنُو الغَلْبَاءِ مَجْداً
حَدِيثاً بعد مَجْدِهمُ القَدِيمِ
أَو أَنَّ بَنِي الغَلْبَاءِ: حَيٌّ آخَرُ غير بَنِي تَغْلِبُ.
وَفِي الْمِصْبَاح: بَنو تَغْلبَ: حَيٌّ من مُشْرِكي العَرَب، طَلَبَهم عُمَرُ بالجِزْيَة فأَبَوْا أَن يُعْطُوها باسم الجِزْية، وصَالَحُوا على اسْمِ الصَّدَقَة مُضَاعَفَةً، ويُرْوَى أَنَّه قَالَ: هَاتُوها وسَمُّوها مَا شِئْتُم، (والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا (بِفَتْح اللَّام) استِيحَاشاً لتَوَالِي الكَسْرَتَيْن مَعَ يَاءِ النَّسَب، وَهُوَ قَول ابْن السَّرَّاج، كَذَا فِي المِصْباح، وَرُبمَا قَالُوه بالكَسْرِ لأَنَّ فِيهِ حَرْفيْن غَيْر مكسوريْن، وفارقَ النِّسْبَةَ إِلى نَمِر. قلت: والذِي فِي المِصْباح أَن الكَسْر هُوَ الأَصْلُ (وَهُو) أَي تَغْلِب (ابْنُ وَائِلِ بْنِ قَاسِط) بن هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَة بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَار بن مَعَدّ بْنِ عَدْنَان.
(وقَوْلُهم: تَغْلِبُ بِنْتُ وَائِل) إِنَّمَا هُوَ (ذَهَابٌ إِلَى مَعْنَى القَبِيلَة، كقَوْلِهِم: تَمِيمُ بِنْتُ مُرّ) . قَالَ الوَلِيدُ بنُ عُقْبَة وَكَانَ وَلِيَ صَدَقَات بني تَغْلِب:
إِذَا مَا شَدَدْتُ الرأْسَ مِتِّي بمِشْوَذٍ
فغَيَّكِ مني تَغْلِبَ ابْنةَ وَائِل
وَقَالَ الفرزدق:
لَوْلَا فَوَارِسُ تَغْلِبَ ابنةِ وَائِلٍ
ورَدَ العَدُوُّ عليكَ كُلَّ مكانِ
(وتَغَلَّبَ) على بَلَد كَذَا: (اسْتَوْلَى) عَلَيْهِ (قَهْراً. الأَغْلَبُ: الْأَسَدُ) .
(و) الأَغْلَبُ: (شُعراءُ) ورُجَّازٌ (أَزْدِيٌّ وكَلْبِيٌّ وعِجْلِيٌّ) أَي ن هَذِه القَبَائِل الثَّلَاثَة، فالكَلْبِيّ: اسْمه بِشْرُ بنُ حَرزُ بن خُثَيْم بن جَعْول، والأَزدِيّ: هُو ابنُ نُبَاتَة، وهُمَا شَاعِرَانِ.
(ويَغْلِبْ بْنُ كُلَيْبٍ) الحَضْرَمِيّ (كيَضْرِب) ، وَكَذَا يَغْلِب بنُ رَبِيعَة بن نَمِرٍ الحَضْرَمِيّ. قلت: ومِنْ وَلَد الأَخِير قَاضِي مِصْر أَبو مِحْجَن توبَةُ بْنُ نَمِر بْنِ حَرْمَلَة بْنِ يَغْلِب، هَذَا وسَيَأْتي ذِكْرُه وذكْرُ ذَوِيهِ فِي (ب س س) .
(وغَلْبُونُ) بالفَتْح (وغَالِبٌ و) غَلَابٌ (كسَحَاب و) غِلَّابٌ مثل (كَتَّان و) غُلَيْبٌ مِثْل (زُبَيْر: أَسْمَاءٌ) . فمِنَ الأَوَّل جَدُّ أَبِي الطَّيِّب مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بن غَلْبُون المقرىء المصريّ، روى عَن أَبي بكر السَّامِريّ، وَعنهُ أَبو الفَضْل الخُزَاعِيّ وَالثَّانِي قَبِيلَةٌ من خَوْلَانَ، إِلَى غَالِبِ بْن سَعْد بْنِ خَوْلَان من قُضَاعَة (مِنْهُم) عُمَرُ بْنُ زَيْدِ الغَالِبيُّ الشَّاعِر، ومُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ غَالِب الغَالِبِيّ، إِلى جدِّه. قَالَ أَبو علِيّ القَالِيّ: نَاولني كَتَاب الأَلْفَاظ لِيَعْقُوب بْنِ السِّكِّيت عَن ابْنِ كَيْسَان عَن ابْنِ كَيسَان عَن ثَعْلَب عَنهُ، والثالِث سَيَأْتِي تَحْقِيقُه. وَالرَّابِع خَالِدُ بْنُ غلَّاب القُرَشِيّ البَصْرِيّ. قَالَ ابنُ مَرْدَوَيْه فِي تَارِيخ أَصْبهَان: لَهُ صُحْبَة. قلت: وَهَكَذَا فِي مُعْجَم ابْنِ فَهْد، وَلَكِن وَهِمَ ابنُ السَّمْعانِيّ هُنَا فَقَالَ: وَهُوَ جَدّ الغَلَّابِين بِالْبَصْرَةِ. وغَلَابُ أُمُّه، لأَنَّ الصوابَ التَّخْفِيف كَمَا يَأْتي. وغالِب بْنُ الحَارِث المُزَنِيّ، وغَالِبُ بْنُ بِشْر الأَسَدِيّ، وغَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الكِنانيّ: صَحَابِيُّون.
(و) غَلَابه (كَقطَامِ) : اسمُ (امرَأَة) مِنَ العَرَبِ، مِنْهُم مَنْ يَبْنِيهِ على الْكسر ومِنْهُم من يُجْرِيه مُجْرى زَيْنَب. قَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: بَنو غَلَاب: هم بَنُو الحَارِث بْنِ أَوْس، قَالَ الرُّشاطِيّ: الحَارِث بنُ أَوْس بْنِ النَّابِغَة بن غَنِيّ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ دُهْمَان بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعاوِية، أَهل بَيتٍ بالبَصْرَة يُعْرَفُونَ ببنِي غَلَابِ، وغَلَابِ: جَدَّة لَهُم من مُحَارِب بْنِ خَصَفَة. وَقَالَ الرُّشَاطِيّ: رأَيتُ بخَطِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِين الحكَم: أُمُّ الحارِث بْنِ أَوْس غَلابُ ابْنَةُ الفَهْمِيّ، وَهَذَا يُخَالِف قَوْلَ ابْن دُرَيْد. مِنْهم غَسَّانٌ بْنُ المُفَضَّل، وبِشْرُ بْنُ المُفَضَّل، وعَبَّاس بْنُ أَبِي طَالب وَقَالَ ابنُ لأَثير: أَبو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَار الغَلابِيّ البصْرِيّ، عَن عَبْدِ اللهِ بن رَجَاء، وَعنهُ الطَّبرانيّ وغَيْرُه، وَقَالَ: غَلَاب اسمُ بَعْضِ أَجْدادِه.
(وغَالِبٌ: ع) أَي موضِعُ نَخْل (دُونَ مِصْر) حمَاها اللهُ عَزَّ وجَلَّ، قَالَ كُثَيِّر عزَّة:
يجُوزُ بِيَ الأَصْرامَ أَصرَامَ غَالِب
أَقُولُ إِذَا مَا قِيلَ أَيْن تِرَيدُ
أُريدُ أَبَا بَكْر وإِنْ حَالَ دُونَه
أَماعِزُ تَغْتَالُ المَطِيَّ وَبِيدُ
(والمُغْلَنْبِي: الَّذِي يغْلِبُك ويَعْلُوك) وهذَا البَابُ مُلْحَق باحْرَنْجَمَ، على مَا عُرِفَ فِي التَّصْرِيف.
وَمَا بَقِيَ على المُصَنِّف:
قولُهم: غَلَب على فُلان الكَرَمُ، أَي هُوَ أَكْرَمُ خِصالِه. وَرجل غَالِبٌ من قَوْمٍ غَلَبَة، وغَلَّاب من قَوْم غَلَّابِين. ورجُلٌ غُلُبَّةٌ وَغَلُبَّة: غَالِبٌ كَثيرُ الغَلَبَة. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: شَديدُ الغَلَبة وَقَالَ: (لتَجِدنَّه غُلُبَّة عَن قَلِيل) وَغَلُبَّة، أَي غَلَّاباً، وَقد غَالَبه مُغَالَبَةً وغِلَاباً. قَالَ كَعْبُ بْنُ مالِك:
هَمَّتْ سَخِينَةُ أَن تُغَالِبَ رَبَّها
ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلَّابِ
واستْغْلَب عَلَيْهِ الضَّحِكُ: اشْتَدَّ كاستَغْرَبَ. وغَلَبه على نَفْسِه، إِذَا أَكْرهه، من الأَسَاسِ.
وبنوالأَغْلَب بِإِفْرِيقِيَة، وهم من تَمِيم بنِي الأَغْلَب بْنِ سَالم بْنِ سوَّارَة بْنِ إِبْرَاهيم بن عِقَال بن خَفَاجة بْنِ عبْدِ اللهِ بن عَبَّاد. مِنْهُم بَنُو زِيادَة بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ الأَغْلَبِ بْنِ إِبراهِيمَ بنِ الأَغْلَب. وتَغْلبُ بنُ حُلْوانَ بْنِ عَمْرو بْنِ الحَافِ بنُ قُضَاعَة. ذكره الأَمِيرُ ابنُ مَاكُولا وغَيْرُه من أَهْل النَّسَب.
وبعِيرٌ غُلَالِبٌ كعُلَابِط: يَغْلِب بهسَيْرِه. واغلَوْلَبَ القَوْمُ، إِذا كَثُرُوا. واغْلَوْلَبَت الأَرْضُ، إِذة التَفَّ عُشْبُها.
(غلب) غلب وعَلى صَاحبه حكم لَهُ عَلَيْهِ بالغلبة

لبب

(لبب) الْحبّ جرى فِيهِ الدَّقِيق وَالرجل جَمِيع ثِيَابه عِنْد نَحره فِي الْخُصُومَة ثمَّ جَرّه وَيُقَال صرخَ إِلَيْهِم ولبب جعل ثَوْبه فِي عُنُقه ثمَّ قبض على تلبيب نَفسه وصرخ وَهَكَذَا يفعل منذرهم
(لبب) : كَلْبٌ تقُولُ: لَبَّبَ بالثَّوب: أَشارَ به.
(ل ب ب) : (التَّلْبِيَةُ) مَصْدَرُ لَبَّى إذَا قَالَ لَبَّيْكَ وَالتَّثْنِيَةُ لِلتَّكْرِيرِ وَانْتِصَابُهُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ وَمَعْنَاهُ إلْبَابًا لَكَ بَعْدَ إلْبَابٍ أَيْ لُزُومًا لِطَاعَتِكَ بَعْدَ لُزُومٍ مِنْ أَلَبَّ بِالْمَكَانِ إذَا قَامَ (وَاللَّبَّةُ) الْمَنْحَرُ مِنْ الصَّدْرِ (وَلَبَبُ الدَّابَّةِ) مِنْ سُيُورِ السَّرْجِ مَا يَقَعُ عَلَى لَبَنِهِ (وَلَبَّبَ) خَصْمُهُ فَعَتَلَهُ إلَى الْقَاضِي أَيْ أَخَذَ تَلْبِيبَهُ بِالْفَتْحِ وَهُوَ مَا عَلَى مَوْضِعِ اللَّبَبِ مِنْ ثِيَابِهِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «أَنَّهُ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّبًا» أَيْ مُتَحَزِّمًا وَأَمَّا قَوْلُهُ إذَا لَبَّبَ قَمِيصَهُ حَرِيرًا فَمِنْ اسْتِعْمَالِ الْفُقَهَاءِ وَمَعْنَاهُ خَاطَ الْحَرِيرَ عَلَى مَوْضِعِ اللَّبَبِ مِنْهُ (وَلُبَابَةُ) بِنْتُ الْحَارِثِ الْعَامِرِيَّةُ أُمُّ الْفَضْلِ زَوْجَةُ الْعَبَّاسِ عَمِّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
(لبب) - في حديث صَفيَّة - رضي الله عنها -: "أَضْرِبُه كى يَلَبَّ" من اللُّبّ وهو العَقْلُ.
يُقَال: لَبِبْتُ ألَبُّ لُبًّا، ولَبُبتُ أَلَبّ: عَقَلتُ فهو لَبِيبٌ.
- في حدِيث عُمَر: "فلبَبْتُه"
: أي اخذتُ بِتَلْبِيبه، وجَعلتُ في عُنُقه حَبلاً أو نَحوَه
- وفي حديث عبد الله بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما -: "أنه أَتى الطَّائفَ فإذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ " من اللَّبلَبَةِ؛ وهي حِكايَةُ صَوْت التَّيّسِ عند السِّفَاد.
وأهلُ نَجْدٍ يقولون: لَبَّ يَلِبُّ، كفَرَّ يَفِرُّ.
- في الحديث : "لَبَّىْ يدَيْك"
جوابُ لَبَّيْكَ في حديث علقمة: إنّي أطيعُكَ وأتَصرّفُ بإرادَتك كالشىّءِ الذي تُصَرِّفُه بيدَيكَ.
قال يونس: هو لَبَّى قُلِبَتْ ألِفُه ياءً عند الإضافة إلى المُضمَرِ، كما فعل بعَلَيكَ وإليكَ. وقال سيبويه: إنّما هو لَبَّ.
لبب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه لما خرج إِلَى مَكَّة عرض لَهُ رجل فَقَالَ: إِن كنت تُرِيدُ النِّسَاء الْبيض والنوق الْأدم فَعَلَيْك ببني مُدْلِج فَقَالَ: [إِن -] اللَّه منع من بني مُدلج لصلتهم الرَّحِم وطعنهم فِي ألباب الْإِبِل. وَبَعْضهمْ يرويهِ: فِي لَبّات [الْإِبِل -] . قَوْله: وطعنهم فِي ألباب الْإِبِل فقد يكون ألباب فِي مَعْنيين: أَحدهمَا أَن يكون أَرَادَ جمع اللب ولب كل شَيْء خالصه كَقَوْلِك: 75 / الف لب الطَّعَام / ولب النَّخْلَة وَغير ذَلِك يَقُول: فَإِنَّمَا ينحرون خَالص إبلهم وكرائمها. وَالْوَجْه الآخر أَن يكون أَرَادَ جمع اللبب وَهُوَ مَوضِع المنحر من كل شَيْء. ونرى أَن لبب الْفرس إِنَّمَا سمي بِهِ لهَذَا وَلِهَذَا قيل: لبّبت فلَانا إِذا جمعت ثِيَابه عِنْد صَدره ونحره ثمَّ جررته وَإِنَّمَا وَصفهم أَنهم أهل جود بِأَمْوَالِهِمْ وصلَة لأرحامهم. وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَن الْإِحْسَان والصلة يدفعان السوء وَالْمَكْرُوه. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ هُوَ لبات فان اللبة مَوضِع النَّحْر ثمَّ جمعهَا لبات.
ل ب ب: (أَلَبَّ) بِالْمَكَانِ (إِلْبَابًا) أَقَامَ بِهِ وَلَزِمَهُ. وَ (لَبَّ) لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ (لَبَّيْكَ) أَيْ أَنَا مُقِيمٌ عَلَى طَاعَتِكَ وَنُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ كَقَوْلِكَ: حَمْدًا لِلَّهِ وَشُكْرًا. وَكَانَ حَقُّهُ أَنْ يُقَالَ: لَبًّا لَكَ. وَثُنِّيَ عَلَى مَعْنَى التَّأْكِيدِ أَيْ إِلْبَابًا بِكَ بَعْدَ إِلْبَابٍ وَإِقَامَةً بَعْدَ إِقَامَةٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: دَارُ فُلَانٍ تَلُبُّ دَارِي بِوَزْنِ تَرُدُّ أَيْ تُحَاذِيهَا أَيْ أَنَا مُوَاجِهُكَ بِمَا تُحِبُّ إِجَابَةً لَكَ. وَالْيَاءُ لِلتَّثْنِيَةِ وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى النَّصْبِ لِلْمَصْدَرِ. وَ (اللُّبُّ) الْعَقْلُ وَجَمْعُهُ (أَلْبَابٌ) وَ (أَلُبٍّ) كَأَشُدٍّ. وَرُبَّمَا أَظْهَرُوا التَّضْعِيفَ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ فَقَالُوا: (أَلْبُبٍ) كَأَرْجُلٍ. وَ (اللَّبِيبُ) الْعَاقِلُ وَجَمْعُهُ (أَلِبَّاءُ) بِوَزْنِ أَشِدَّاءَ وَقَدْ (لَبِبْتَ) يَا رَجُلُ بِالْكَسْرِ (لَبَابَةً) بِالْفَتْحِ أَيْ صِرْتَ ذَا لُبٍّ. وَحَكَى يُونُسُ: (لَبُبْتَ) بِالضَّمِّ وَهُوَ نَادِرٌ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمُضَاعَفِ. وَخَالِصُ كُلِّ شَيْءٍ (لُبُّهُ) . وَالْحَسَبُ (اللُّبَابُ) بِالضَّمِّ الْخَالِصُ. وَ (اللَّبَّةُ) بِوَزْنِ الْحَبَّةِ الْمَنْحَرُ. 
ل ب ب

هو لبّ اللوز وغيره ولبابه. وفي حديث الحسن: " لباب البر بلعاب النحل " ورأيته يلب اللوز: يكسره ويستخرج لبه. وحبب البر ولبب: صار له حبّ ولب. وألبّ بالمكان وأربّ: أقام. وامرأة واضحة اللباب، وطعن في لبّة البعير وهي منحره وموضع قلادتها، وألببت الفرس: عرضت اللبب على لبته، وأخذ بتلبيبه وهو ما في موضع اللبب من ثيابه. ولبّبه فعتله. وصرخ إليهم ولبّب: جعل قوسه في عنقه ثم قبض على تلبيب نفسه وصرخ وهكذا يفعل صارخهم. قال:

إنا إذا الداعي اعترى ولبباً

وتلبب الرجل: تحزم. وفي الحديث: " إنه صلى في ثوب واحد متلبّباً به " وقال:

واستلأموا وتلّببوا ... إن التلبّب للمغير

ولبلبت الشاة بولدها إذا لحسته وألطفته بشفتيها وتعطّفت عليه، ومنه: اللّبلاب: لالتوائه على الغصوب.

ومن المجاز: هو ذو لب، وهو من أولي الألباب، وهو لبيب من الألباء، وقد لب يلب لبابةً. وأخذ لبابه: خالصه. وهو من لباب الإبل. ورجل لباب من قوم لباب. وحسب لباب. قال:

أليس بذي المكارم في قريش ... إذا عدّت وذي الحسب اللباب

وأقبل عليه بلبه وببنات ألببه وألببه بالفتح والضمّ، وأنا أحبك من بنات أببي أي من أصل نفسي. وأخذوا في لبب الرمل وهو ما بين يده من الرمل الرقيق إلى جلد الأرض. وهو بلبب الوادي، ولبّبوا واستلببوا: أخذوا فيه. وهو رخيّ اللبب: واسع الصدر. وهو في لببٍ رخيٍّ: في سعة حال. وذاك الأمر منه في لبب رخيّ: في بال واسع. ولبلبت به: أشفقت. قال:

ومنا إذا حزبتك الأمور ... عليك الملبلب والمشبل

وهو محبّ له بلبالب قلبه. ومررت بحيّ ذي لبالب وظباظب: ذي جلبتين جلبة الغنم وجلبة الإبل. قال:

وخصفاء في عام مياسير شاؤه ... لها حول أطناب البيوت لبالب

الخصفاء: غنم مختلطة من ضأن ومعز، والمياسير: من يسّرت الغنم إذا ولدت وكثرت ألبانها.
[لبب] نه: فيه: "لبيك" اللهم، من التلبية: إجابة المنادي، أي إجابتي لك يا رب، من لب بالمكان وألب- إذا أقام به، وألب عليه- إذا لم يفارقه، أو اتجاهي وقصدي إليك يا رب، نحو: داري تلب دارك، أي تواجهها، أو إخلاصي لك كحسب لباب أي خالص مخلص، ومنه لب الطعام ولبابه. ومنه ح علقمة قال للأسود: يا أبا عمر! قال: "لبيك" قال: لبي يديك، أي سلمت يداك وصحتا، وحقه: يداك، فقال: يديك، لمشاكلة: لبيك، وقيل: معناه أطيعك وأتصرف بإرادتك وأكون كشيء تصرفه بيديك كيف شئت. ط: ومنه: إلا "لبى" من على يمينه، أتى بمن إخراجًا إلى جملة ذوي العقول، منقطع الأرض من هنا وههنا أي إلى منتهى الأرض من جانب الشرق والغرب، أي يوافقه في التلبية كل شيء في الأرض. نه: وفيه: إن اللع منع مني بني مدلج لصلتهم الرحم وطعنهم في "ألباب" الإبل، هي جمع لب: خالص كل شيء، أراد خالص إبلهم وكرائمها، وقيل: جمع لبب وهو المنحر، وبه سمي لبب السرج، وروى: لبات الإبل جمع لبة: الهزمة التي فوق الصدر منحر الإبل. ومنه ح: أما تكون الذكاة إلا في الحلق و"اللبة". ط: الهمزة للاستفهام و"ما" نافية، سأل أن الذكاة منحصرة فيهما دائمًا، فأجاب: إلا في الضرورة. ك: هو بفتح لام فموحدة مشددة: موضع قلادة من الصدر. ومنه: فشق ما بين نحره إلى "لبته" وفرغ- بتشديد راء، ومنه: فانفجر من "لبته" وفي بعضها: من ليته: بكسر لام فتحتيه ساكنة: صفحة العنق، وروى: من ليلته. نه: وفيه: إنا حي من مذحج عباب سلفها و"لباب" شرفها، هو الخالص من كل شيء كاللب. فيه: إنه صلى في ثوب واحد "متلببًا" به، أي متحزمًا به عند صدره، تلبب بثوبه- إذا جمعه عليه. ومنه: إن رجلًا خاصم أباه عنده فأمر به "فلب"، لببته ولبيته- إذا جعلت في عنقه ثوبًا أو غيره وجررته به، وأخذت بتلبيب فلان- إذا جمعت عليه ثوبه الذي لبسه وقبضت عليه تجره، والتلبيب مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل. ومنه ح: أمر بإخراج المنافقين من المسجد فقام أبو أيوب إلى ابن وديعة "فلببه" بردائه ثم نتره نترًا شديدًا. ك: لببته بردائه- بالتشديد. ج: ومنه: تى بالموت "ملببًا" كأنه أخذ بتلابيبه، وهو استعارة. نه: وفي ح صفية أم الزبير: أضربه كي "يلب"، أي يصير ذا لب أي عقل، وجمعه ألباب، لب يلب كعض يعض، أي صار لبيبًا، وعند أهل نجد كفر يفر، ويقال: لبب- بالكسر، يلب- بالفتح، أي صار ذا لب، وحكى: لبب- بالضم، وهو نادر. وفيه: فإذا هو يرى التيوس "تلب" أو تنب على الغنم، هو حكاية صوت التيوس عند السفاد، لب يلب كفر يفر. ك: أذهب "للب" الرجل الحازم من إحداكن، "أذهب" من الإذهاب، واللب: العقل الخالص من الشوائب، والحازم: الضابط لأمره، وهو مبالغة فإنه إذا كان الضابط لأمره ينقاد لهن فغيره أولى. ط: ومن ناقصات- صفة محذوف، أي أحدًا من ناقصات، ومن إحداكن- متعلق بأذهب، قوله: أريتكن أكثر أهل النار- ضمير المتكلم والمخاطب وأكثر: ثلاث مفاعيل "أريت" والمفضل عليه لأكثر محذوف، وفيه أن كفران العشير كبيرة.
ل ب ب :
لُبُّ النَّخْلَةِ قَلْبُهَا وَلُبُّ الْجَوْزِ وَاللَّوْزِ وَنَحْوِهِمَا مَا فِي جَوْفِهِ وَالْجَمْعُ لُبُوبٌ وَاللُّبَابُ مِثْلُ غُرَابٍ لُغَةٌ فِيهِ وَلُبُّ كُلِّ شَيْءٍ خَالِصُهُ وَلُبَابُهُ مِثْلُهُ.

وَاللُّبُّ الْعَقْلُ وَالْجَمْعُ أَلْبَابٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَلَبِبْتُ أَلِبُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمُضَاعَفِ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ لَبَابَةً بِالْفَتْحِ صِرْتُ ذَا لُبٍّ وَالْفَاعِلُ لَبِيبٌ وَالْجَمْعُ أَلِبَّاءُ مِثْلُ شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ.

وَلَبَّةُ الْبَعِيرِ مَوْضِعُ نَحْرِهِ قَالَ الْفَارَابِيُّ اللَّبَّةُ الْمَنْحَرُ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مَنْ قَالَ إنَّهَا النُّقْرَةُ فِي الْحَلْقِ فَقَدْ غَلِطَ وَالْجَمْعُ لَبَّاتٌ مِثْلُ حَبَّةٍ وَحَبَّاتٍ.

وَاللَّبَبُ بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ سُيُورِ السَّرْجِ مَا يَقَعُ عَلَى اللَّبَّةِ.

وَتَلَبَّبَ تَحَزَّمَ وَلَبَّبْتُهُ تَلْبِيبًا أَخَذْتُ مِنْ ثِيَابِهِ مَا يَقَعُ عَلَى مَوْضِعِ اللَّبَبِ.

وَأَلَبَّ بِالْمَكَانِ إلْبَابًا أَقَامَ وَلَبَّ لَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ لُغَةٌ فِيهِ وَثُنِّيَ هَذَا الْمَصْدَرُ مُضَافًا إلَى كَافِ الْمُخَاطَبِ وَقِيلَ.

لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ أَيْ أَنَا مُلَازِمٌ طَاعَتَكَ لُزُومًا بَعْدَ لُزُومٍ وَعَنْ الْخَلِيلِ أَنَّهُمْ ثَنَّوْهُ عَلَى جِهَةِ التَّأْكِيدِ وَقَالَ اللَّبُّ الْإِقَامَةُ وَأَصْلُ لَبَّيْكَ لَبَّيْنَ لَك فَحُذِفَتْ النُّونُ لِلْإِضَافَةِ وَعَنْ يُونُسَ أَنَّهُ غَيْرُ مُثَنًّى بَلْ اسْمٌ مُفْرَدٌ يَتَّصِلُ بِهِ الضَّمِيرُ بِمَنْزِلَةِ عَلَى وَلَدَى إذَا اتَّصَلَ بِهِ الضَّمِيرُ وَأَنْكَرَهُ سِيبَوَيْهِ وَقَالَ لَوْ كَانَ مِثْلَ عَلَى وَلَدَى ثَبَتَتْ الْيَاءُ مَعَ الْمُضْمَرِ وَبَقِيَتْ الْأَلِفُ مَعَ الظَّاهِرِ وَحَكَى مِنْ كَلَامِهِمْ لَبَّى زَيْدٌ بِالْيَاءِ مَعَ الْإِضَافَةِ إلَى الظَّاهِرِ فَثُبُوتُ الْيَاءِ مَعَ الْإِضَافَةِ إلَى الظَّاهِرِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِثْلَ عَلَى وَلَدَى وَلَبَّى الرَّجُلُ تَلْبِيَةً إذَا قَالَ لَبَّيْكَ وَلَبَّى بِالْحَجِّ كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَتْ الْعَرَبُ لَبَّأْتُ بِالْحَجِّ بِالْهَمْزِ وَلَيْسَ أَصْلُهُ الْهَمْزَ بَلْ الْيَاءَ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَرُبَّمَا خَرَجَتْ بِهِمْ فَصَاحَتُهُمْ حَتَّى هَمَزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ فَقَالُوا لَبَّأْتُ بِالْحَجِّ وَرَثَأْتُ الْمَيِّتَ وَنَحْوَ ذَلِكَ كَمَا يَتْرُكُونَ الْهَمْزَ إلَى غَيْرِهِ فَصَاحَةً وَبَلَاغَةً. 
[لبب] ابن السكيت: ألَبَّ بالمكان، أي أقام به ولزِمه. وقال الخليل: لب لغة فيه. حكاها عنه أبو عبيد. قال الفراء: ومنه قولهم لَبَّيْكَ، أي أنا مقيم على طاعتك. ونُصب على المصدر كقولك حمداً لله وشكراً. وكان حقُّه أن يقال لبا لك. وثنى على معنى التأكيد، أي إلباباً بك بعد إلبابٍ، وإقامة بعد إقامة. قال الخليل: هو من قولهم دارُ فلان تَلُبُّ داري أي تُحاذيها، أي أنا مواجهك بما تحب، إجابة لك. والياء للتثنية، وفيها دليل على النصب للمصدر. ونحن نذكر حجته على يونس في باب المعتل إن شاء الله تعالى. واللب: العقل، والجمع الألباب، وقد جمع على ألب، كما جمع بؤس على أبؤس، ونعم على أنعم. قال أبو طالب:

قلبى إليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ * وربَّما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر، كما قال الكميت: إليكمْ ذَوي آلِ النبيِّ تطلَّعَتْ * نوازِعُ من قلبي ظماء وألبب ويقال بنات ألبب: عروقٌ في القلب يكون منها الرِقَّة. وقيل لأعرابيَّة تعاتب ابناً لها: مالَكِ لا تَدعينَ عليه؟ قالت: " تَأْبى له بناتُ أَلْبُبي ". وقال المبرّد في قول الشاعر:

قد عَلِمَتْ منه بَناتُ أَلْبَبِه * يريد بناتِ أَعْقَلِ هذا الحيّ. فإنْ جمعتَ أَلْبُباً قلت أَلابِبُ، والتصغير أليبب، وهو أولى من قول من أعلها . واللبيب: العاقل، والجمع أَلِبَّاءُ. وقد لَبِبْتَ يا رجل بالكسر تَلَبُّ لَبابَةً، أي صرت ذا لُبٍّ. وحكى يونس بن حبيب: لببت بالضم، وهو نادر لا نظير له في المضاعف. ولب النخل: قلبها. وخالص كل شئ لبه. ولُبُّ الجَوْزِ واللوز ونحوِهما: ما في جوفه، والجمع اللُبوب. تقول منه: ألَبَّ الزرع، مثل أحبَّ، إذا دخل فيه الأكلُ. ولَبَّبَ الحَبُّ تلبيباً، أي صار له لُبٌّ. واللبيبة: ثوبٌ كالبَقيرة. ولبَّبْتُ الرجلَ تلبيباً، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونحرِه في الخصومة ثم جررته. والحَسَبُ اللبابُ: الخالص، ومنه سميت المرأة لبابة. واللبة: المَنْحَرُ، والجمع اللَباتُ. وكذلك اللَبَبُ، وهو موضع القلادة من الصدر من كل شئ، والجمع الالباب. واللَبَبُ أيضاً: ما يشدُّ على صدر الدابَّة والناقة يمنع الرَحْل من الاستِئخار. تقول منه: أَلْبَبْتُ الدابة فهو ملبب. وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت وغيره بإظهار التضعيف. قال ابن كيسان: هو غلط، وقياسه ملب، كما يقال مُحَبٌّ من أحببته. ومنه قولهم: فلان في لَبَبٍ رَخِيّ، إذا كان في حال واسعة. قال الأحمر: اللَّبَبُ: ما استرق من الرمل، لان معظمه العقنقل، فإذا نقص قيل كثيب، فإذا نقص قيل عوكل، فإذا نقص قيل سقط، فإذا نقص قيل عداب، فإذا نقص قيل لبب. قال ذو الرمّة: برَّاقَةُ الجيدِ واللَّبَّاتِ واضِحة * كأنها ظبية أفضى بها لبب واللبلاب: نبت يلتوى على الشجر. واللبلبة: الرقة على الولد،: يقال لبلبت الشاة على ولدها، إذا لحسته وأشبلت عليه حين تضعه. ولبالب الغنم: جلبتها وأصواتها. ورجلٌ لَبٌّ، أي لازمٌ للأمر، يقال رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ. وأنشد أبو عمرو:

لَبًّا بأعجاز المَطِيِّ لاحقا * وامرأة لَبَّةٌ، قال أبو عبيد: أي قريبة من الناس لطيفة. ورجلٌ لبيب مثل لَبٍّ. قال المُضَرِّبُ ابن كعبٍ: فقلتُ لها فِيئي إليكِ فإنَّني * حرامٌ وإنِّي بعد ذاكَ لبيبُ أي مع ذاك مقيم. وقال بعضهم: أراد ملب من التلبية. ولببته لبا: ضربت لَبَّتَه. وتَلَبَّبَ الرجل، أي تحزم وتشمر.
لبب
لبَّ1/ لبَّ بـ لَبَبْتُ، يَلُبّ، الْبُبْ/ لُبَّ، لَبًّا ولُبُوبًا، فهو لابّ، والمفعول مَلْبوب
• لبَّ الشَّخصَ: ضربَ لبّتَه، وهي موضع القلادة من العنق.
• لبَّ اللّوْزَ ونحوَه: كسره واستخرج لُبَّه.
• لبَّ بالمكان: أقام به ولزمه. 

لبَّ2 لبَبْتُ، يَلِبّ، الْبِبْ/ لِبَّ، لَبًّا ولَبَابَةً، فهو لبيب
• لبَّ الشَّخصُ: صار ذا عقل، أدرك وميَّز "كلّ لبيب بالإشارة يفهم". 

تلبَّبَ يتلبَّب، تلبُّبًا، فهو مُتلبِّب
• تلبَّب الرَّجلان:
1 - أخذ كلٌّ منهما بلُبَّة صاحبه، جمع كلّ منهما ثوبَ الآخر إلى عنقه.
2 - لبسا السِّلاح "تلبَّبا للقتال". 

لبَّبَ يلبِّب، تلبيبًا، فهو مُلبِّب، والمفعول مُلبَّب
• لبَّب الشّخصَ: أخذ بتلبيبه، أي: جمع ثيابَه عند صدره ونحره في الخصومة وجرَّه. 

تَلْبيب [مفرد]: ج تلابيبُ (لغير المصدر):
1 - مصدر لبَّبَ.
2 - طوقُ الثَّوب "أخذ بتلابيبه: أمسكه من أعلى ثوبه كأنّه يريد ضربَه". 

لُباب [مفرد]: خالص كلّ شيء "فلانٌ لُبابُ قومه" ° لُباب الأمر: لُبُّه- هو لُباب قومه: أفضلهم.
• لُباب اللَّوزِ ونحوِه: الثَّمرة التي تُؤْكلُ وهي تحت القشرة.
• لُباب الخُبْزِ: داخله الطَّريّ غير المُنْضَج جيّدًا. 

لَبابة [مفرد]: مصدر لبَّ2. 

لَبّ [مفرد]: مصدر لبَّ1/ لبَّ بـ ولبَّ2. 

لُبّ1 [مفرد]: خالصُ كُلّ شيء، جوهره وحقيقته "تفهَّم لُبّ المشكلة- دخل في لُبّ الموضوع مباشرة: دخل في قلبه ووسطه".
• لُبُّ الأرض: (جو) النطاق الصخريّ المحيط بسطح الأرض من داخلها، قلب الأرض الكثيف الذي يتكوّن منه أغلب كتلتها. 

لُبّ2 [مفرد]: ج ألباب:
1 - عقل "مَلَك عليه لُبَّه- {فَاتَّقُوا اللهَ يَاأُولِي الأَلْبَابِ} - {وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ}: عقول سليمة مستنيرة بنور الله".
2 - (شر) جزء أوسط مركزيّ من جوف العضو، ويقابله قشرة. 

لُبّ3 [مفرد]: ج لُبُوب: ما في جوف بعض الفواكه من ثمرة تُؤكل "لبُّ الجَوْز/ اللّوز".
• لُبّ الثَّمرة: الطبقة الوسطى من جدار ثمرة فواكه، الجزء القاسي أو الليفيّ في قلب ثمرة يحتوي على البذور ° ثمرة لُبِّيَّة: ثمرة بسيطة غير منفتحة عند النضج، لبيَّة صالحة للأكل مثل الفراولة والعنب والعليق. 

لَبَّة [مفرد]: ج لَبَّات ولِباب: موضع القلادة من العنق. 

لَبَّيْكَ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ل ب ب ي ك - لَبَّيْكَ). 

لُبوب [مفرد]: مصدر لبَّ1/ لبَّ بـ. 

لَبيب [مفرد]: ج أَلِبّاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لبَّ2: عاقل، ذكيّ. 
[ل ب ب] لُبُّ كلِّ شيءٍ ولُبَابُهُ خالِصُهُ وَخِيارُهُ وقد غَلَبَ اللُّبُّ على ما يُؤْكلُ دَاخِلُه ويُرْمَى خارجُه من الثَّمرِ وشيءٌ لُبَابٌ خالصٌ ابنُ جِنِّي هو لُبابُ قَومِهِ وهُم لُبابُ قومِهم وهي لُبابُ قومِها قال جرير

(تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُرونًا ... على بَشَرٍ وآنِسَةٍ لُبابُ)

قال ذو الرُّمَّةِ

(سِبَحْلاً أبا شرخَيْنِ أحْيا بَناتِهِ ... مَقَالِيتُها فهي اللُّبابُ الحَبَائِسُ)

واللُّبابُ طَحِينٌ مُرَقَّقٌ ولَبَبَ الحَبُّ جرى فيه الدَّقيقُ ولُبُّ كلِّ شيءٍ نَفْسُهُ وحَقِيقَتُهُ وربما سُمِّيَ سُمُّ الحيَّةِ لُبّا واللُّبُّ العَقْلُ والجمع أَلْبابٌ وأَلْبُبٌ قال الكُمَيْتُ(إِلَيْكُمْ ذَوِي آلِ النَّبيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَلْبي ظِمَاءٌ وألْبُبُ)

وقد لَبُبْتُ أَلُبُّ ولَبِبْتُ لُبّا وَلَبّا ولَبَابَةً وقيل لصَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطَّلِبِ وَضَرَبَتِ الزُّبَيْرَ لِمَ تَضْرِبينَهُ فقالت لِيَلَبْ وَيقودَ الجَيْشَ ذا الجَلَبْ ورواه بعضهم أضْرِبُه لكي يَلَبْ وَيقودَ الجيشَ ذا اللَّجَبْ ورجُلٌ مَلْبوبٌ مَوْصوفٌ باللَّبابَةِ ولَبِيبٌ ذو لُبٍّ من قوم أَلِبَّاءَ قال سيبويه لا يُكَسَّرُ على غير ذلك والأنثى لَبيبَةٌ واسْتَلَبَّهُ امْتَحَنَ لُبَّهُ وقد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ ألْبَبِهِ يَعْنون لُبَّهُ وهو أَحَدُ ما شَذَّ عن المُضَاعَفِ فَجاءَ على الأصْلِ هذا مَذْهبُ سيبويه قال يَعنونَ لُبَّهُ واللَّبُّ اللَّطيفُ القَريبُ من النَّاسِ والأنثى لَبَّةٌ وجَمْعُها لِبَابٌ واللَّبُّ الحَادِي اللاَّزِمُ لِسَوْقِ الإبلِ لا يَفْتُرُ عنها ولا يُفارِقُها ورَجُلٌ لَبٌّ لازِمٌ لِضَيْعَتِهِ ولا يُفارقُها ولَبَّ بالمكانِ لَبّا وأَلَبَّ أَقامَ وأَلَبَّ على الأمْرِ لَزِمَهُ فلم يُفارِقْهُ وقَولُهم لَبَّيْكَ وَلَبَّيْهِ منه أي لُزومًا لِطاعَتِكَ قال

(إنك لو دَعَوْتَنِي ودُوني ... )

(زَوْراءُ ذَاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ ... )

(لَقُلْتُ لَبَّيْهِ لمَنْ يَدْعونِي ... )

أصلُه لَبِّبتُ فَعَّلْتُ من أَلَبَّ بالمكانِ فأُبْدِلَتِ الباءُ ياءً لأجْلِ التَّضْعيفِ قال سيبويه انْتَصَبَ لبَّيْكَ على الفِعْلِ كما انْتَصَبَ سبحانَ اللهِ قال وزعم يُونسُ أن لَبَّيْكَ اسم مُفْرَدٌ بِمَنْزِلةِ عَلَيْكَ ولكنه جاء على هذا اللَّفْظِ في حَدِّ الإضافَةِ وزعم الخليلُ أنَّها تَثنِيةٌ كأنهُ قال كُلَّما أجَبْتُكَ في شيءٍ فأنا في الآخَرِ لكَ مُجيبٌ قال سيبويه ويَدُلُّكَ على صِحَّةِ قولِ الخليل قول بعضِ العربِ لَبِّ يُجْرِيه مُجْرَى أَمْسِ وَغاقِ قال ويَدُلُّكَ على أن لَبَّيْكَ ليْسَتْ بِمَنْزِلَةِ عَلَيْكَ أنك إذا أظْهَرْتَ الاسمَ قُلْتَ لَبَّيْ زَيْدٍ وأنْشَدَ

(دَعَوْتُ لما نَابَنِي مِسْوَرًا ... فَلَبَّى فَلَبَّى يَدَيْ مِسْوَرِ)

فلو كان بِمَنْزِلَةِ على لَقُلْتَ فَلَبَّى يَدَيْ لأنك تقول على زيدٍ إذا أظهرت الاسمَ قال ابن جِنِّي الألِفُ في لَبَّى عند بَعْضِهم هي ياءُ التَّثْنِيَةِ في لبَّيْكَ لأنه اشْتَقَّ من الاسمِ المثَنَّى الذي هو الصوتُ مع حرف التَّثْنِيَةِ فِعْلاً فجموعه من حُروفِهِ كما قالوا مِنْ لا إِله إِلاّ اللهُ هَلَّلْتُ ونَحوُ ذلكَ فاشْتَقُّوا لَبَّيْتُ من لفظِ لَبَّيْكَ فجاءوا في لفظِ لَبَّيْتُ بالياءِ التي للتَّثْنِيَةِ في لَبَّيْكَ وهذا قول سيبويه وأمَّا يونسُ فَزَعَمَ أن لَبَّيْكَ اسمٌ مُفْرَدٌ وأصلُه عِنْدَه لَبَّبٌ وَزْنُه فَعْلَلٌ قال ولا يجوز أن تَحْمِلَهُ على فَعَّلِ لِقلَّةِ فَعَّلٍ في الكلام وكثرةِ فَعْلَلٍ فقَلَبَ الباءَ التي هي اللاَّمُ الثانيةُ من لَبَّبٍ ياءً هربا من التَّضْعيفِ فصار لَبَّيْ ثُمَّ أَبْدَلَ الياءَ ألفًا لِتَحرُّكها وانفتاحِ ما قبلها فصار لَبَّيْ ثمَّ إنَّه لمَّا وُصِلَتْ بالكافِ في لَبَّيْكَ وبالهاء في لَبَّيْهِ قلبتِ الألفُ ياءً كما قُلِبَتْ في إِلَي وَعَلَى وَلَدَى إذا وَصَلْتَها بالضَّميرِ فقلتَ إِلَيكَ وعليكَ ولدَيْكَ واحْتَجَّ سيبويه على يونسَ فقال لو كانت ياءُ لبيكَ بمنزلة ياءِ عليكَ وَلَدَيْكَ لَوَجَبَ متى أَضَفْتَها إلى المُظْهَرِ أن تُقِرَّها ألِفًا كما أنَّك إذا أَضَفْتَ عليك وأُخْتَيْها إلى المُظْهَرِ أَقْرَرْتَ أَلِفَها بِحالِها ولَكُنْتَ تقولُ على هذا لَبَّا زَيْدٍ ولَبَّا جَعْفَرٍ كما تقولُ إلى زَيْدٍ وعلى عمرو وَلَدَى خالدٍ وأنشدَ قولُه

(فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرٍ ... )

قال فقوْلُه لَبَّيْ بالياء مع إضافَتِهِ إلى المُظْهَرِ يَدُلُّ على أنه اسمٌ مُثَنّى بِمَنْزِلَةِ غُلامَيْ زَيْدٍ وَلبَّاهُ قال لَبَّيكَ ولَبَّى بالحَجِّ كذلك وقول المُضَرِّبِ بنِ كَعْبٍ

(فقُلْتُ لها بَيْئِي إليكِ فإنني ... حرامٌ وإنِّي بعدَ ذاكِ لَبِيبُ) إنما أراد مُلَبٍّ بالحَجِّ وقولُه بعد ذاكِ مع ذاكِ أى وحكى ثَعْلَبٌ لَبَّأْتُ بالحَجِّ قال وكان يَنْبَغِى أن يكون لَبَّيْتُ بالحَجِّ ولكنَّ العربَ قد قالَتْه بالهَمْزِ وهو على غير القياسِ ولَبابِ لَبَابِ يراد به لا بأس بِلُغَةِ حِمْيَر وهو عندي مما تَقدَّم كأنَّه إذا نَفَى البَأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَه واللّبَبُ مَعْروفٌ يكونُ للرَّحْلِ والسَّرْجِ يَمْنَعُهما منَ الاسْتِئْخارِ والجَمْعُ ألْبَابٌ قال سيبويه لم يُجاوِزُوا به هذا البِناءَ وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ عَمِلْتُ له لَبَباً وألْبَبْتُ الفَرَسَ فهو مُلْبَبٌ جاء على الأصل وهو نادِرٌ جَعَلْتُ له لَبَبًا ولَبَبْتُه مُخَفَّفٌ كذلك عن ابن الأعرابي واللَّبَبُ الْبَالُ يُقالُ إنه لَرَخِيُّ اللَّبَبِ واللَّبَبُ منَ الرَّمْلِ ما اسْتَرَقَّ وانحدَرَ مِنْ مُعْظَمِهِ فصار بَيْنَ الجَلَدِ وغِلَظِ الأَرْضِ وقيل لَبَبُ الكَثِيبِ مُقَدَّمُه قال

(كأنَّها ظَبْيَةٌ أفْضَى بها لَبَبُ ... )

واللَّبَّةُ وَسطُ الصَّدْرِ والجمعُ لَبَّاتٌ ولِبَابٌ عن ثعلبٍ وحَكَى اللِّحيانيُّ إنها لحَسَنَةُ اللَّبَّاتِ كأنهم جعلوا كلَّ جُزءٍ منه لَبَّةً ثم جمعوا على هذا واللَّبَبُ كاللَّبَّةِ وأمَّا ما جاءَ في الحديثِ

إن الله مَنَعَ مِنِّي بَني مُدْلِجٍ لَصِلَتِهمُ الرَّحِمَ وطَعْنِهم في ألْبابِ الإِبِلِ قيل ألْبَابٌ جمعُ اللُّبِّ الذي هو الخالصُ من كلِّ شَيءٍ وقيلَ هو جمعُ اللَّبَبِ من الصَّدْرِ ورُوِيَ في لَبَّاتِها جَمْعِ لَبَّةٍ من الصدرِ أيضًا وهو الصَّحيحُ عندي ولَبَّهُ يَلُبُّهُ لَبّا ضَرَبَ لَبَّتَهُ ولَبَّةُ القِلاَدَةِ واسِطَتُها والمُتلَبٍّ بُ المُتَحَزِّمُ بالسِّلاحِ وغَيْرِه وكلُّ مُجَمِّعٍ لِثِيابِهِ مُتَلَبِّبٌ قال عَنتَرةُ

(إِنِّي أُحاذِرُ أنْ تَقولَ حَلِيلَتي ... هذا غُبارٌ ساطعٌ فَتَلبَّبِ)

واسم ما يُتَلَبَّبُ به اللَّبَابَةُ قال

(وَلقد شَهِدتُ الخَيْلَ يوم طِرادِها ... فَطَعَنْتُ تحتَ لَبابَةِ المُتَمَطِّرِ)

وتَلَبُّبُ المرأةِ بِمِنْطَقَتِها أن تَضَعَ أَحَدَ طَرَفَيْها على مَنْكِبها الأَيْمَنِ وتُخْرِجُ وَسَطَها من تحتِ يدِها اليُمْنَى فَتُغَطِّي بها صدرَها وتَرُدّ الطًّرفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأيْسَرِ والتَّلْبيبُ من الإنسانِ ما في مَوْضِعِ اللَّبَبِ مِنْ ثيابه ولَبَّبَ الرَّجُلَ جَمعَ ثيابَه في عُنُقِهِ ثم قَبَضَهُ وأَخَذَ بِتَلْبيبِهِ كذلك وهو اسم كالتَمْتِينِ وتَلَيَّبَ الرَّجُلانِ أخذ كلُّ واحدٍ منهما بِلَبَّةِ صاحبِه والتَّلْبيبُ التَّرَدُّدُ هكذا يُحْكى ولا أَدْرِي ما هُوَ ودَارُه تُلِبُّ دَاري أي تَمْتَدُّ معها وألَبَّ لك الشَّيءُ عَرَضَ قال رُؤْبَةُ

(وإِنْ قَراً أو مَنْكِبًا أَلَبَّا ... )

واللّبْلَبَةُ لَحْسُ الشَّاةِ ولَدَها وقِيلَ هو أن تُخْرِجَ الشَّاةِ لِسانَهَا كأنَّها تَلْحَسُ وَلَدَها ويكونَ مِنْها صَوْتٌ كأنها تقولُ لَبْ لَبْ واللَّبْلَبَةُ عَطْفُكَ على الإنْسَانِ ومَعُونَتُه وقد لَبْلَبْتُ عليه قال الكُمَيْتُ

(ومِنَّا إذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ ... عليكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ)

واللَّبْلَبُ النَّحْرُ ولَبْلِبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ نَبَّ وقد يقال ذلك للظَّبْيِ واللَّبَابَةُ من النَّباتِ الشَّيءُ القليلُ غَيرُ الواسِعِ حكاه أبو حنيفة واللَّبْلابُ حَشِيشَةٌ ولُبَابَةُ اسمُ امْرأَةٍ ولَبَّى ولِبَّى ولُبَّى مَوْضِعٌ قال

(أَسِيرُ وَما أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتي ... بِلَبَّى إِلى أَعْراقِها قَدْ تَدَلَّتِ)

لبب: لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبابُه: خالِصُه وخِـيارُه، وقد غَلَبَ

اللُّبُّ على ما يؤكل داخلُه، ويُرْمى خارجُه من الثَّمر. ولُبُّ الجَوْز واللَّوز، ونحوهما: ما في جَوْفه، والجمعُ اللُّـبُوبُ؛ تقول منه: أَلَبَّ الزَّرْعُ، مثل أَحَبَّ، إِذا دَخَلَ فيه الأُكلُ.

ولَـبَّبَ الـحَبَّ تَلْبِـيباً: صار له لُبٌّ. ولُبُّ النَّخلةِ: قَلْبُها. وخالِصُ كلِّ شيءٍ: لُبُّه. الليث: لُبُّ كلِّ شيءٍ من الثمار داخلُه الذي يُطْرَحُ خارجُه، نحو لُبِّ الجَوْز واللَّوز. قال: ولُبُّ الرَّجُل: ما جُعِل في قَلْبه من العَقْل.

وشيءٌ لُبابٌ: خالِصٌ. ابن جني: هو لُبابُ قَومِه، وهم لُبابُ قومهم، وهي لُبابُ قَوْمها؛ قال جرير:

تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُروناً * على بَشَرٍ، وآنِسَـةٌ لُبابُ

والـحَسَبُ: اللُّبابُ الخالصُ، ومنه سميت المرأَة لُبابَة. وفي الحديث: إِنـَّا حَيٌّ من مَذْحجٍ، عُبابُ سَلَفِها ولُبابُ شرَفِها. اللُّبابُ: الخالِصُ من كل شيءٍ، كاللُّبِّ. واللُّبابُ: طَحِـينٌ مُرَقَّقٌ. ولَبَّبَ الـحَبُّ: جَرَى فيه الدَّقيقُ. ولُبابُ القَمْح، ولُبابُ الفُسْتُقِ، ولُبابُ الإِبلِ: خِيارُها. ولُبابُ الـحَسَبِ: مَحْضُه. واللُّبابُ: الخالِصُ من كلِّ شيءٍ؛ قال ذو الرمة يصف فحلاً مِئناثاً:

سِـبَحْلاً أَبا شِرْخَينِ أَحْيا بَناتِه * مَقالِـيتُها، فهي اللُّبابُ الـحَبائسُ

وقال أَبو الحسن في الفالوذَج: لُبابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل.

ولُبُّ كلِّ شيءٍ: نفسُه وحَقِـيقَتُه. وربما سمي سمُّ الحيةِ: لُبّاً.

واللُّبُّ: العَقْلُ، والجمع أَلبابٌ وأَلْـبُبٌ؛ قال الكُمَيْتُ:

إِليكُمْ، بني آلِ النبـيِّ، تَطَلَّعَتْ * نَوازِعُ من قَلْبي، ظِماءٌ، وأَلْـبُبُ

وقد جُمعَ على أَلُبٍّ، كما جُمِعَ بُؤْسٌ على أَبْؤُس، ونُعْم على

أَنْعُم؛ قال أَبو طالب:

قلْبي إِليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ

واللَّبابةُ: مصدرُ اللَّبِـيب. وقد لَبُبْتُ أَلَبُّ، ولَبِـبْتَ تَلَبُّ، بالكسر، لُبّاً ولَبّاً ولَبابةً: صِرْتَ ذا لُبٍّ. وفي التهذيب: حكى لَبُبْتُ، بالضم، وهو نادر، لا نظير له في المضاعف. وقيل لِصَفِـيَّة بنت

عبدالمطَّلب، وضَرَبَت الزُّبَير: لم تَضْرِبينَهُ؟ فقالتْ: لِـيَلَبَّ، ويقودَ الجَيشَ ذا الجَلَب أَي يصير ذا لُبٍّ. ورواه بعضهم: أَضْرِبُه

لكيْ يَلَبَّ، ويَقودَ الجَيشَ ذا اللَّجَب. قال ابن الأَثير: هذه لغةُ

أَهلِ الـحِجاز؛ وأَهْلُ نَجْدٍ يقولون: لَبَّ يَلِبُّ بوزن فَرَّ يَفِرُّ.

ورجل ملبوبٌ: موصوف باللَّبابة.

ولَبيبٌ: عاقِلٌ ذو لُبٍّ، مِن قوم أَلِبَّاء؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّرُ على غير ذلك، والأُنثى لبيبةٌ. الجوهري: رجلٌ لَبيبٌ، مثلُ لَبٍّ؛ قال الـمُضَرِّبُ ابن كَعْب:

فقلتُ لها: فِـيئي إِلَيكِ، فإِنَّني * حَرامٌ، وإِني بعد ذاكَ لَبِـيبُ

التهذيب: وقال حسان:

وجارِيَةٍ مَلْبُوبةٍ ومُنَجَّسٍ * وطارِقةٍ، في طَرْقِها، لم تُشَدِّدِ

واسْتَلَبَّهُ: امْتَحَنَ لُبَّهُ.

ويقال: بناتُ أَلْبُبٍ عُروق في القَلْبِ، يكون منها الرِّقَّةُ. وقيل

لأَعْرابيةٍ تُعاتِبُ ابْنَها: ما لَكِ لا تَدْعِـينَ عليه؟ قالت: تَـأْبى

له ذلك بناتُ أَلْبُـبـي. الأَصمعي قال: كان أَعرابيٌّ عنده امرأَة

فَبَرِمَ بها، فأَلقاها في بِئرٍ غَرَضاً بها، فمَرَّ بها نَفَرٌ فسَمِعوا

هَمْهَمَتَها من البئر، فاسْتَخْرجوها، وقالوا: من فَعَلَ هذا بك؟ فقالت: زوجي، فقالوا ادعِـي اللّهَ عليه، فقالَتْ: لا تُطاوعُني بناتُ أَلبُـبـي. قالوا: وبَناتُ أَلبُبٍ عُروقٌ متصلة بالقلب. ابن سيده: قد عَلِمَتْ بذلك بَناتُ أَلبُبِه؛ يَعْنونَ لُبَّه، وهو أَحدُ ما شَذَّ من الـمُضاعَف، فجاءَ على الأَصل؛ هذا مذهب سيبويه، قال يَعْنُونَ لُبَّه؛ وقال المبرد في قول الشاعر:

قد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَلبَـبِهْ

يريدُ بَناتِ أَعْقَلِ هذا الـحَيِّ، فإِن جمعت أَلبُـباً، قلتَ: أَلابِبُ، والتصغير أُلَيبِـيبٌ، وهو أَولى من قول من أَعَلَّها.

واللَّبُّ: اللَّطِـيفُ القَريبُ من الناس، والأُنْثى: لَبَّةٌ، وجمعها

لِـبابٌ. واللَّبُّ: الحادِي اللاَّزم لسَوقِ الإِبل، لا يَفْتُر عنها

ولا يُفارِقُها. ورجلٌ لَبٌّ: لازمٌ لِصَنْعَتِهِ لا يفارقها. ويقال: رجلٌ

لَبٌّ طَبٌّ أَي لازِمٌ للأَمرِ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

لَبّاً، بأَعْجازِ الـمَطِـيِّ، لاحقا

ولَبَّ بالمكان لَبّاً، وأَلَبَّ: أَقام به ولزمَه. وأَلَبَّ على الأَمرِ: لَزِمَه فلم يفارقْه.

وقولُهم: لَبَّيكَ ولَبَّيهِ، مِنه، أَي لُزوماً لطاعَتِكَ؛ وفي الصحاح: أَي أَنا مُقيمٌ على طاعَتك؛ قال:

إِنَّكَ لو دَعَوتَني، ودوني

زَوراءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ،

لَقُلْتُ: لَبَّيْهِ، لـمَنْ يَدعُوني

أَصله لَبَّـبْت فعَّلْت، من أَلَبَّ بالمكان، فأُبدلت الباء ياءً لأَجلِ التضعيف. قال الخليل، هو من قولهم: دار فلان تُلِبُّ داري أَي تُحاذيها أَي أَنا مُواجِهُكَ بما تُحِبُّ إِجابةً لك، والياء للتثنية، وفيها

دليل على النصب للـمَصدر. وقال سيبويه: انْتَصَب لَبَّيْكَ، على الفِعْل، كما انْتَصَبَ سبحانَ اللّه. وفي الصحاح: نُصِبَ على المصدر، كقولك: حَمْداً للّه وشكراً، وكان حقه أَن يقال: لَبّاً لكَ، وثُنِّي على معنى التوكيد أَي إِلْباباً بك بعد إِلبابٍ، وإِقامةً بعد إِقامةٍ. قال الأَزهري: سمعت أَبا الفضل الـمُنْذِرِيَّ يقول: عُرضَ على أَبي العباس ما سمعتُ من أَبي طالب النحويّ في قولهم لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قال: قال الفراء: معنى لَبَّيْكَ، إِجابةً لك بعد إِجابة؛ قال: ونصبه على المصدر.

قال: وقال الأَحْمَرُ: هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان، وأَلَبَّ به إِذا

أَقام؛ وأَنشد:

لَبَّ بأَرضٍ ما تَخَطَّاها الغَنَمْ

قال ومنه قول طُفَيْل:

رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ ورَهْطِهِ، * وتَيْمٌ تُلَبِّي في العُروجِ، وتَحْلُبُ

أَي تُلازمُها وتُقيمُ فيها؛ وقال أَبوالهيثم قوله:

وتيم تلبي في العروج، وتحلب

أَي تَحْلُبُ اللِّبَـأَ وتَشْرَبهُ؛ جعله من اللِّبـإِ، فترك همزه، ولم يجعله من لَبَّ بالمكان وأَلَبَّ. قال أَبو منصور: والذي قاله أَبو الهيثم أَصوبُ. لقوله بعده وتَحْلُبُ. قال وقال الأَحمر: كأَنَّ أَصْلَ لَبَّ

بك، لَبَّبَ بك، فاستثقلوا ثلاث باءَات، فقلبوا إِحداهن ياءً، كما

قالوا: تَظَنَّيْتُ، من الظَّنِّ. وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَنه قال: أَصله من أَلبَبْتُ بالمكان، فإِذا دعا الرجلُ صاحبَه، أَجابه: لَبَّيْكَ أَي أَنا مقيم عندك، ثم وكد ذلك بلَبَّيكَ أَي إِقامةً بعد إِقامة. وحكي عن الخليل أَنه قال: هو مأْخوذ من قولهم: أُمٌّ لَبَّةٌ أَي مُحِـبَّة عاطفة؛ قال: فإِن كان كذلك، فمعناه إِقْبالاً إِليك ومَحَبَّـةً لك؛ وأَنشد:

وكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ، طَعَنَ ابْنُها * إِليها، فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ

قال، ويقال: هو مأْخوذ من قولهم: داري تَلُبُّ دارَك، ويكون معناه: اتِّجاهي إِليك وإِقبالي على أَمرك. وقال ابن الأَعرابي: اللَّبُّ الطاعةُ، وأَصله من الإِقامة. وقولهم: لَبَّيْكَ، اللَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثنيت، قلت في الرفع: لَبَّانِ، وفي النصب والخفض: لَبَّينِ؛ وكان في الأَصل لَبَّيْنِكَ أَي أَطَعْتُكَ مرتين، ثم حُذِفَت النون للإِضافة أَي أَطَعْتُكَ طاعةً، مقيماً عندك إِقامةً بعد إِقامة. ابن سيده: قال سيبويه وزعم يونس أَن لَبَّيْكَ اسم مفرد، بمنزلة عَلَيكَ، ولكنه جاءَ على هذا اللفظ في حَدِّ الإِضافة، وزعم الخليل أَنها تثنية، كأَنه قال: كلما أَجَبْتُكَ في شيءٍ، فأَنا في الآخر لك مُجِـيبٌ. قال سيبويه: ويَدُلُّك على صحة قول الخليل قولُ بعض العرب: لَبِّ، يُجْريه مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ؛ قال: ويَدُلُّك على أَن لبَّيكَ ليست بمنزلة عليك، أَنك إِذا أَظهرت الاسم، قلت:

لَبَّيْ زَيْدٍ؛ وأَنشد:

دَعَوْتُ لِـمَانا بَني مِسْوَراً، * فَلَبَّـى، فَلَبَّـيْ يَدَيْ مِسْوَرِ

فلو كان بمنزلة على لقلتَ: فَلَبَّى يَدَيْ، لأَنك لا تقول: عَلَيْ زَيدٍ إِذا أَظهرتَ الاسم. قال ابن جني: الأَلف في لَبَّـى عند بعضهم هي ياء التثنية في لَبَّيْكَ، لأَنهم اشتقوا من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف التثنية فعلاً، فجمعوه من حروفه، كما قالوا مِن لا إِله إِلا اللّه: هَلَّلْتُ، ونحو ذلك، فاشتقوا لبَّيتُ من لفظ لبَّيكَ، فجاؤُوا في لفظ لبَّيْت بالياءِ التي للتثنية في لبَّيْكَ، وهذا قول سيبويه. قال: وأَما يونس فزعم أَن لبَّيْكَ اسم مفرد، وأَصله عنده لَبَّبٌ، وزنه فَعْلَل، قال: ولا يجوز أَن تَحْمِلَه على فَعَّلَ، لقلة فَعَّلَ في الكلام، وكثرة فَعْلَلَ، فقُلِـبَت الباء، التي هي اللام الثانية من لَبَّبٍ، ياءً، هَرباً من التضعيف، فصار لَبَّـيٌ، ثم أَبدل الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار لَبَّـى، ثم إِنه لما وُصِلَتْ بالكاف في لبَّيْك، وبالهاءِ في لَبَّيْه، قُلِـبَت الأَلفُ ياء كما قُلِـبَتْ في إِلى وعَلى ولدَى إِذا وصلتها بالضمير، فقلت إِليك وعليك ولديك؛ واحتج سيبويه على يونس فقال: لو كانت ياءُ لَبَّيْكَ، بمنزلة ياء عليك ولديك، لوجب، مَتى أَضَفْتَها إِلى الـمُظْهَر، أَن تُقِرَّها أَلِفاً، كما أَنك إِذا أَضَفْتَ عليك وأُختيها إِلى الـمُظْهَرِ، أَقْرَرْتَ أَلفَها بحالها، ولكُنْتَ تقول على هذا: لَـبَّى زيدٍ، ولَـبَّى جَعْفَرٍ، كما تقول: إِلى زيدٍ، وعلى عمرو، ولدَى خالدٍ؛ وأَنشد قوله: فلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ؛ قال: فقوله لَبَّيْ، بالياءِ مع إِضافته إِلى الـمُظْهَر، يدل على أَنه اسم مثنى، بمنزلة غلامَيْ زيدٍ، ولَبَّاهُ قالَ:

لَبَّيْكَ، ولَبَّـى بالـحَجِّ كذلك؛ وقولُ الـمُضَرِّبِ بن كعبٍ:

وإِني بعد ذاكَ لَبيبُ

إِنما أَراد مُلَبٍّ بالـحَج. وقوله بعد ذاك أَي مع ذاك. وحكى ثعلب:

لَبَّـأْتُ بالحج. قال: وكان ينبغي أَن يقول: لَبَّيْتُ بالحج. ولكن العرب قد قالته بالهمز، وهو على غير القياس. وفي حديث الإِهْلالِ بالحج: لَبَّيْكَ اللهمَّ لبَّيْكَ، هو من التَّلْبية، وهي إِجابةُ الـمُنادِي أَي إِجابَتي لك يا ربِّ، وهو مأْخوذٌ مما تقدم. وقيل: معناه إِخلاصِـي لك؛ مِن قولهم: حَسَبٌ لُبابٌ إِذا كان خالصاً مَحْضاً، ومنه لُبُّ الطَّعام ولُبابُه. وفي حديث عَلْقمة أَنه قال للأَسْوَدِ: يا أَبا عَمْرو. قال: لبَّيْكَ!قال: لبَّى يَدَيكَ. قال الخَطّابي: معناه سَلِمَتْ يداك وصَحَّتا، وإِنما ترك الإِعراب في قوله يديك، وكان حقه أَن يقول: يداك، لِـيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بلَبَّـيْكَ. وقال الزمخشري: معنى لَبَّى يَدَيْك أَي أُطيعُكَ، وأَتَصَرَّفُ بإِرادتك، وأَكونُ كالشيءِ الذي تُصَرِّفُه بيديك كيف شئت. ولَبابِ لَبَابِ يُريدُ به: لا بأْس، بلغة حمير. قال ابن سيده: وهو عندي مما تقدم، كأَنه إِذا نَفَى البأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازمَته.

واللَّبَبُ: معروف، وهو ما يُشدُّ على صَدْر الدابة أَو الناقة؛ قال ابن سيده وغيرُه: يكونُ للرَّحْل والسَّرْج يمنعهما من الاستئخار، والجمعُ أَلبابٌ؛ قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناءَ.

وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ: عَمِلْتُ له لَبَـباً. وأَلْبَـبْتُ الفرسَ، فهو مُلْبَبٌ، جاءَ على الأَصل، وهو نادر: جَعَلْتُ له لَبَـباً. قال: وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت، بإِظهار التضعيف. وقال ابن كَيْسان: هو غلط، وقياسُه مُلَبٌّ، كما يقال مُحَبٌّ، مِن

أَحْبَبْتُه، ومنه قولهم: فلان في لَبَبٍ رخِـيٍّ إِذا كان في حال واسعة؛ ولَبَبْتُهُ، مخفف، كذلك عن ابن الأَعرابي: واللَّبَبُ: البالُ، يقال: إِنه لَرَخِـيُّ اللَّبَبِ. التهذيب، يقال: فلانٌ في بالٍ رَخِـيٍّ ولَبَبٍ رَخِـيٍّ أَي في سَعَة وخِصْب وأَمْنٍ.

واللَّبَبُ من الرَّمْل: ما اسْتَرَقَّ وانحَدَرَ من مُعْظَمه، فصار بين

الجَلَد وغَلْظِ الأَرضِ؛ وقيل: لَبَبُ الكَثِـيبِ: مُقَدَّمُه؛ قال ذو

الرمة:

بَرَّاقةُ الجِـيدِ واللَّبَّاتِ واضحةٌ، * كأَنها ظَبْيَةٌ أَفْضَى بها لَبَبُ

قال الأَحمر: مُعْظَمُ الرمل العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ قيل: كَثِيبٌ؛

فإِذا نقَص قيل: عَوْكَلٌ؛ فإِذا نقص قيل: سِقْطٌ؛ فإِذا نقص قيل:

عَدابٌ؛ فإِذا نقَص قيل: لَبَبٌ. التهذيب: واللَّبَبُ من الرمل ما كان قريباً من حَبْل الرَّمْل.

واللَّبَّةُ: وَسَطُ الصَّدْر والـمَنْحَر، والجمع لَبَّاتٌ ولِـبابٌ، عن ثعلب. وحكى اللحياني: إِنها لَـحَسنةُ اللَّبَّاتِ؛ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها لَبَّةً، ثم جَمَعُوا على هذا. واللَّبَبُ كاللَّبَّةِ: وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيءٍ، والجمع الأَلْبابُ؛ وأَما ما جاءَ في الحديث: إِن اللّه منع مِنِّي بَني مُدْلِـجٍ لصلَتِهِم الرَّحِم، وطَعْنِهم في أَلْبابِ الإِبل، ورواه بعضهم: في لَبَّاتِ الإِبل. قال أَبو عبيد: من رواه في أَلباب الإِبلِ، فله معنيان: أَحدهما أَن يكون أَراد جمعَ اللُّبِّ، ولُبُّ كلِّ شيءٍ خالصُه، كأَنه أَراد خالصَ إِبلهم وكرائمها،

والمعنى الثاني أَنه أَراد جمعَ اللَّـبَب، وهو موضع الـمَنْحَر من كل شيءٍ. قال: ونُرَى أَن لَبَبَ الفرس إِنما سمي به، ولهذا قيل: لَبَّـبْتُ فلاناً إِذا جَمَعْتَ ثيابَه عند صَدْره ونحْره، ثم جَرَرْتَه؛ وإِن كان المحفوظُ اللَّبَّات، فهي جمعُ اللَّبَّةِ، وهي اللِّهْزِمةُ التي فوق الصدر، وفيها تُنْحَرُ الإِبل. قال ابن سيده: وهو الصحيح عندي.

ولَبَـبْتُه لَبّاً: ضَرَبْتُ لَبَّـتَه. وفي الحديث: أَما تكونُ الذكاةُ إِلاَّ في الـحَلْقِ واللَّبَّة. ولَبَّه يَلُبُّه لَبّاً: ضَرَبَ لَبَّتَه. ولَبَّةُ القلادة: واسطتُها.

(يتبع...)

(تابع... 1): لبب: لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبابُه: خالِصُه وخِـيارُه، وقد غَلَبَ... ...

وتَلَبَّبَ الرجلُ: تَحَزَّم وتَشَمَّر. والـمُتَلَبِّبُ: الـمُتَحَزِّمُ بالسلاح وغيره. وكل مُجَمِّعٍ لثيابِه: مُتَلَبِّبٌ؛ قال عنترة:

إِني أُحاذِرُ أَن تَقولَ حَلِـيلَتي: * هذا غُبارٌ ساطِـعٌ، فَتَلَبَّبِ

واسم ما يُتَلَبَّبُ: اللَّبابَةُ؛ قال:

ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَومَ طِرادِها، * فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبابةِ الـمُتَمَطِّر

وتَلَبُّب المرأَة بمِنْطَقَتِها: أَن تضع أَحد طرفيها على مَنكِـبها

الأَيسر، وتُخْرِجَ وسطَها من تحت يدها اليمنى، فتُغَطِّـيَ به صَدرَها، وتَرُدَّ الطَّرَفَ الآخر على مَنكِـبِها الأَيسر.

والتَّلْبيبُ من الإِنسان: ما في موضع اللَّبَبِ من ثيابه. ولَبَّبَ الرجلَ: جعل ثيابه في عُنقِه وصدره في الخصومة، ثم قَبَضَه وجَرَّه. وأَخَذَ بتَلْبـيبِه كذلك، وهو اسم كالتَّمْتِـينِ.

التهذيب، يقال: أَخَذ فلانٌ بتَلْبِـيبِ فلان إِذا جمَع عليه ثوبه الذي

هو لابسه عند صدره، وقَبَض عليه يَجُرُّه. وفي الحديث: فأَخَذْتُ

بتَلْبيبِه وجَرَرْتُه؛

يقال لَبَّبَه: أَخذَ بتَلْبيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره، ثم جَرَرْته، وكذلك إِذا جعلتَ في عُنقه حَبْلاً أَو ثوباً، وأَمْسَكْتَه به. والـمُتَلَبَّبُ: موضعُ القِلادة. واللَّبَّة: موضعُ الذَّبْح، والتاء زائدة. وتَلَبَّبَ الرَّجُلانِ: أَخَذَ كلٌّ منهما بلَبَّةِ صاحِـبه.

وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، صَلَّى في ثوبٍ واحدٍ مُتَلَبِّـباً به. الـمُتَلَبِّبُ: الذي تَحَزَّم بثوبه عند صدره. وكلُّ من جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً، فقد تَلَبَّبَ به؛ قال أَبو ذؤيب:

وتَمِـيمَةٍ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، * في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ

ومن هذا قيل للذي لبس السلاحَ وتَشَمَّر للقتال: مُتَلَبِّبٌ؛ ومنه قول

الـمُتَنَخِّل:

واسْتَلأَموا وتَلَـبَّبوا، * إِنَّ التَّلَبُّبَ للـمُغِـير

وفي الحديث: أَن رجلاً خاصم أَباه عنده، فأَمَرَ به فلُبَّ له.

يقال: لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُه إِذا جعلتَ في عُنقه ثوباً أَو غيره،

وجَرَرْتَه به.

والتَّلْبيبُ: مَجْمَعُ ما في موضع اللَّبَب من ثياب الرجل. وفي الحديث: أَنه أَمر بإِخراج المنافقين من المسجد، فقام أَبو أَيُّوبَ إِلى رافع بن وَدِيعةَ، فلَبَّبَه بردائه، ثم نَتَره نَتْراً شديداً.

واللَّبيبةُ: ثوبٌ كالبَقِـيرة.

والتَّلْبيبُ: التَّرَدُّد. قال ابن سيده: هكذا حُكِيَ، ولا أَدرِي ما

هو. الليث: والصَّريخ إِذا أَنذر القومَ واسْتَصْرَخَ: لَبَّبَ، وذلك أَن

يَجْعل كِنانَته وقَوْسَه في عُنقه، ثم يَقْبِضَ على تَلْبيبِ نَفْسِه؛

وأَنشد:

إِنا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا

ويقال: تَلْبيبُه تَرَدُّدُه. ودارُه تُلِبُّ داري أَي تَمتَدُّ معها.

وأَلَبَّ لك الشيءُ: عَرَضَ؛ قال رؤبة:

وإِن قَراً أَو مَنْكِبٌ أَلَبَّا

واللَّبْلَبةُ: لَحْسُ الشاة ولدَها، وقيل: هو أَن تُخْرِجَ الشاةُ لسانَها كأَنها تَلْحَسُ ولدَها، ويكون منها صوتٌ، كأَنها تَقول: لَبْ لَبْ.

واللَّبْلَبة: الرِّقَّة على الولد، ومنه: لَبْلَبَتِ الشاةُ على ولدها إِذا لَحِسَتْه، وأَشْبَلَتْ عليه حين تضَعُه. واللَّبْلَبة: فِعْلُ الشاةِ بولدها إِذا لَحِسَتْه بشفتها. التهذيب، أَبو عمرو: اللَّبْلَبَةُ التَّفَرُّق؛ وقال مُخَارِقُ بنُ شهاب في صفة تَيْسِ غَنَمِه:

وراحَتْ أُصَيْلاناً، كأَنَّ ضُروعَها * دِلاءٌ، وفيها واتِدُ القَرْن لَبْلَبُ

أَراد باللَّبْلَب: شَفَقَتَه على الـمِعْزى التي أُرْسِلَ فيها، فهو ذو

لَبْلَبةٍ عليها أَي ذو شَفَقةٍ.

ولَبالِبُ الغَنم: جَلَبَتُها وصَوتها. واللَّبْلَبَة: عَطْفُك على الإِنسان ومَعُونتُه. واللَّبْلَبة: الشَّفَقة على الإِنسان، وقد لَبْلَبْتُ عليه؛ قال الكميت:

ومِنَّا، إِذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ، * علَيْكَ الـمُلَبْلِبُ والـمُشْبِلُ

وحُكيَ عن يونس أَنه قال: تقول العرب للرجل تَعْطِفُ عليه: لَبابِ، لَبابِ، بالكسر، مثل حَذامِ وقَطامِ.

واللَّبْلَبُ: النَّحْرُ. ولَبْلَبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ: نَبَّ، وقد يقال ذلك للظبي. وفي حديث ابن عمرو: أَنه أَتى الطائفَ، فإِذا هو يَرى

التُّيوسَ تَلِبُّ، أَو

تَنِبُّ على الغَنم؛ قال: هو حكاية صوتِ التُّيوس عند السِّفادِ؛ لَبَّ يَلِبُّ، كَفَرَّ يَفِرُّ.

واللَّبابُ من النَّبات: الشيءُ القليل غير الواسع، حكاه أَبو حنيفة.

واللَّبْلابُ: حَشيشة. واللَّبْلابُ: نَبْتٌ يَلْتَوي على الشجر.

واللَّبْلابُ: بقلة معروفة يُتَداوَى بها.

ولُبابةُ: اسم امرأَة. ولَبَّى ولُبَّى ولِـبَّى: موضعٌ؛ قال:

أَسيرُ وما أَدْرِي، لَعَلَّ مَنِـيَّتي * بلَبَّـى، إِلى أَعْراقِها، قد تَدَلَّتِ

لبب
: ( {أَلَبَّ) بالمكانِ،} إِلْباباً: (أَقَام) بِهِ، ( {كَلَبَّ) ثُلاثِيّاً، نقلَها الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي عُبَيْدٍ، عَن الخَلِيل.
} وأَلَبَّ على الأَمْرِ: لَزِمَهُ فَلم يُفَارِقْه.
(وَمِنْه) قولُهم: ( {لَبَّيْكَ) ،} ولَبَّيْه: (أَيْ) : لُزُوماً لِطَاعَتِك. وَفِي الصَّحاح: أَي (أَنا مُقِيمٌ على طاعَتِك) ؛ قَالَ:
إِنَّكَ لَوْ دَعَوْتَنِي ودُونِي
زَوْرَاءُ ذاتُ مَنْزَع بَيُونِ
لَقُلْتُ {لَبَّيْهِ لمن يَدْعُونِي
أَصلُه:} لَبَّيْتُ، من أَلَبَّ بِالْمَكَانِ، فأُبدلت الباءُ يَاء لأَجْل التّضعيف. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: انْتَصَبَ {لبَّيْكَ، على الفِعْل، كَمَا انتصبَ سُبْحَانَ اللَّهِ. وَفِي الصَّحاح: نُصِبَ على الْمصدر، كَقَوْلِك: حَمْداً لِلَّهِ وشُكْراً، وَكَانَ حقُّه أَنْ يُقال:} لَبّاً لَك، وثَنَّى على معنى التّوكيد، أَي: ( {إِلْباباً) بك (بَعْدَ} إِلْبابِ) ، وإِقامةً بعدَ إِقامةٍ. (و) قَالَ الأَزهريّ: سمِعْتُ أَبا الفَضْلِ المُنْذِرِيَّ يقولُ: عُرِضَ على أَبي العبّاس مَا سَمعْتُ من أَبي طَالب النحْوِيّ فِي قَوْلهم: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قَالَ: قالَ الفَراءُ: معنى لَبَّيْكَ (إِجابَةً) لَك (بَعْدَ إِجابَةِ) ؛ قَالَ: ونَصبه على المصْدر. قَالَ: وَقَالَ الأَحمرُ: هُوَ مأْخوذٌ من {لَبَّ بالمكانِ، وأَلَبَّ بِهِ. إِذا أَقامَ، وأَنشد:
لَبَّ بأَرْضٍ مَا تخَطَّاها الغَنَمْ
قَالَ: وَمِنْه قَول طُفَيْل:
رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيَ وَرهْطِهِ
وتَيْمٌ تُلَبِّي فِي العُرُوجِ وتَحْلُبُ
أَي: تُلازِمُها وتُقِيمُ فِيهَا. وقيلَ: مَعْنَاهُ: أَي تَحْلُبُ اللِّبَأَ وتَشْرَبُهُ، جعَلَه من اللِّبَإِ، فَترك الهمزَ، وَهُوَ قولُ أَبي الهَيْثَمِ. قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهُوَ الصَّواب. وَحكى أَبُو عُبَيْدٍ، عَن الْخَلِيل أَنّه قَالَ: أَصله من: أَلْبَبْتُ بالمكانِ، فإِذا دَعَا الرَّجُلُ صاحبَهُ، أَجابَه: لَبَّيْكَ، أَي: أَنا مُقِيمٌ عندَك؛ ثُمَّ وَكّدَ ذالك بلَبَّيْك، أَي: إِقامةً بعدَ إِقامة. (أَو مَعْنَاهُ: اتِّجَاهِي) إِليك، (وقَصْدِي لَكَ) ، وإِقبالي على أَمْرِك. مأْخوذٌ (منْ) قَوْلهم: (دارِي تَلُبُّ دارَهُ، أَي: تُوَاجِهُها) وتُحاذيها ويكونُ حاصلُ الْمَعْنى: أَنا مُواجِهُك بِمَا تُحبّ إِجابةً لَك، والياءُ لِلتَّثْنيَة، قَالَه الخَليل، وفيهَا دَلِيل على النَّصب للمصدر. وَقَالَ الأَحمرُ: كَانَ أَصله لَبَّب بِكَ، فاستثقَلُوا ثلاثَ باءآت، فقلَبُوا إِحداهُنَّ يَاء، كَمَا قالُوا: تَظَنَّيْتُ، منَ الظنّ، (أَو مَعْنَاهُ: مَحَبَّتِي لَكَ) ، وإِقبالي إِليك، مأْخوذ (من) قَوْلهم: (امْرَأَةٌ} لَبَّةٌ) ، أَي: (مُحِبَّةٌ) عاطِفةٌ (لِزَوْجِها) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ. والّذي حُكِيَ عَن الْخَلِيل فِي هاذا القَوْل: أُمٌّ لَبَّةٌ، بدل امْرَأَة، ويدُلُّ على ذالك، مَا أَنشدَ:
وكنتم كَأُمَ لَبَّةِ طَعَنَ ابْنُها
إِلَيْهَا فَمَا دَرَّتْ عليهِ بساعِدِ
وَفِي حَدِيث الإِهلال بالحجّ: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ) هُوَ من التَّلْبِيَة، وَهِي إِجابةُ المُنَادِي، أَي: إِجابَتِي لَك يَا رَبِّ، وَهُوَ مأْخوذٌ ممَّا تقدَّم؛ (أَو مَعْنَاهُ: إِخلاصي لَكَ) مأْخوذٌ (مِنْ) قَوْلهم: (حَسَبٌ {لُبَابٌ) ، بالضَّمّ، أَي: (خالصٌ) مَحْضٌ، وَمِنْه:} لُبُّ الطَّعَام، {ولُبَابُهُ. وَفِي حديثِ عَلْقَمَةَ: (أَنّه قالَ للأَسْودِ: يَا أَبا عَمْرٍ و، قَالَ: لَبَّيْكَ، قَالَ: لَبَّى يَدَيْكَ) . قَالَ الخَطّابِيُّ: معناهُ: سَلِمَتْ يَدَاكَ وصَحَّتَا، وإِنَّمَا تَرَك الإِعرابَ فِي قَوْله: يَدَيْكَ، وَكَانَ حقُّه أَن يقولَ: يَداك، لِيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بلَبَّيْكَ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: معنى لَبَّى يَدَيك، أَي: أُطِيعُك، وأَتَصرَّفُ بإِرادَتِك، وأَكونُ كالشَّيْءِ الّذي تُصَرِّفُهُ بيَدَيْك كيفَ شِئْتَ.
(} واللَّبُّ) ، بالفَتْح: الحادِي (اللاّزِمُ) لِسَوْقِ الإِبِل، لَا يَفْتُرُ عَنْهَا وَلَا يُفارِقها.
وَرجل لَبٌّ: لازِمٌ لِصَنْعَتِه، لَا يُفَارِقُهَا ويُقَال: رجلٌ {لَبٌّ طَبٌّ، أَي: لازِمٌ للأَمْر. وأَنشد أَبو عَمْرو:
} لَبّاً بأَعْجَازِ المَطِيّ لاحِقاً
واللَّبُّ: (المُقِيمُ) بالأَمْر.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: اللَّبُّ: الطاعةُ: وأَصلُه من الإِقامَة. وَقَوْلهمْ: لَبَّيْكَ: اللَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثَنَّيْت، قُلْتَ فِي الرّفع: لَبَّانِ، وَفِي النَّصْب والخَفْض: لَبَّيْنِ. وَكَانَ فِي الأَصل: لَبَّيْنِكَ، أَي أَطَعْتُك مرّتَيْن، ثمَّ حذفت النّون للإِضافة، أَي أَطعتُك طَاعَة، مُقيماً عِنْدَكَ إِقامةً بعدَ إِقامةٍ.
وَفِي المُحْكَم: قَالَ سِيبَوَيْهِ: وزعَمَ يُونُسُ أَنَّ لَبَّيْك اسْمٌ مُفْرد، بِمَنْزِلَة عَلَيْك، ولاكِنَّهُ جاءَ على هاذا اللَّفْظ فِي حَدِّ الإِضافَة. وزَعم الخليلُ أَنّها تَثْنِيَةٌ، كأَنّه قَالَ: كلّما أَجَبْتُك فِي شَيْءٍ، فأَنَا فِي الآخَرِ لَك مُجِيبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: ويَدُلُّكَ على صِحَّة قولِ الخَلِيل قولُ بعضِ الْعَرَب: لَبِّ، يُجْرِيهِ مُجْرَى أَمْسِ وَغَاقِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الأَلِفُ فِي لَبَّى عندَ بَعضهم، هِيَ ياءُ التَّثْنِيَة فِي: لَبَّيْكَ، لاِءَنّهم اشْتَقُّوا من الِاسْم المَبْنِيّ الّذي هُوَ الصَّوْت مَعَ حرف التّثنية فعْلاً، فجَمعوه من حُروفه، كَمَا قالُوا من لَا إِلللهه إِلاّ اللَّهُ: هَلَّلْتُ، وَنَحْو ذالك، فاشْتَقُّوا لَبَّيْتُ من لَفْظ لَبّيْكَ، فَجَاؤُوا فِي لفظ لَبَّيْت بِالْيَاءِ الّتِي للتّثنية فِي لَبَّيْك، وهاذا قَول سِيبَويهِ. قَالَ: وأَما قولُ يُونُسَ، فزَعَمَ أَن لَبَّيْكَ اسْمٌ مُفْرَد، وأَصلُه عندَهُ: {لَبَّبٌ، وزنُهُ فَعْلَلٌ، قَالَ: وَلَا يجوزُ أَن تَحْمِلَهُ على فَعَّلَ، لِقِلَّة فَعَّلَ فِي الْكَلَام، وكَثرة فَعْلَلَ، فَقلب الباءَ، الّتي هِيَ الّلام الثّانية من لَبَّبَ، يَاء، هَرَباً من التّضعيف، فَصَارَ لَبَّيٌ، ثُمَّ أَبدل الياءَ أَلفاً لِتَحَرُّكِها وانفتاح مَا قبلَها، فصارَ لَبَّى، ثمَّ إِنّه لَما وُصِلَتْ بِالْكَاف فِي لَبَّيْك، وبالهاء فِي لَبَّيْه، قُلِبت الأَلفُ يَاء، كَمَا قلبت فِي إِلَى وعَلَى ولَدَى، إِذا وَصَلْتَها بالضَّمير، فقلتَ: إِلَيْكَ، وعَلَيْكَ، ولَدَيْكَ. وَقد أَطال شيخُنا الْكَلَام فِي هَذَا المَبْحث، وَهُوَ مأْخوذٌ من لِسَان الْعَرَب، وَمن كتاب المُحْتَسِب لابْنِ جِنِّي، وغيرِهما؛ وَفِيمَا ذَكرْنَاهُ كفايةٌ.
(و) } اللُّبُّ، (بالضَّمِّ: السَّمُّ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب، عَن أَبي الْحسن: وربّما سُمِّي سُمٌّ الحَيَّةِ {لُبّاً.
(و) اللُّبُّ: (خالِصُ كُلِّ شَيءٍ) ،} كاللُّبابِ، بالضَّمّ أَيضاً.
(ومِنَ النَّخْلِ) : جَوْفُهُ. وَقد غلب على مَا يُؤْكَلُ داخلُهُ ويُرْمَى خارِجُهُ من الثَّمَر.
(و) {لُبُّ (الجَوْزِ ونَحْوِه) كاللَّوْز وشِبْهِهِ: مَا فِي جَوْفِه، وَالْجمع} اللُّبُوبُ. ومثلُهُ قولُ اللَّيْث: {ولُبُّ النَّخلَةِ: (قَلْبُها) .
(و) من المَجاز: لُبُّ الرَّجُل: مَا جُعلَ فِي قلْبه من (العَقْل) ، سُمِّيَ بِه لاِءَنّه خُلاصَة الإِنسان، أَو أَنَّهُ لَا يُسمَّى ذالك إِلاّ إِذا خَلُصَ من الهَوَى وشوائبِ الأَوْهَام، فعلى هاذا هُوَ أَخَصُّ من العَقْل. كَذَا فِي كشف الكَشَّاف، فِي أَوائل البَقَرَة، نَقله شيخُنا. (ج:} أَلْبابٌ، {وأَلُبُّ) بالإِدْغام، وَهُوَ قَلِيل. قَالَ أَو طالبٍ:
قَلْبِي إِليهِ مُشْرِفُ} الأَلُبِّ
(و) قَالَ الجَوْهَرِيُّ. وربَّما أَظهروا التَّضْعيفَ فِي ضرورَة الشّعر، قَالَ الكُمَيْتُ:
إِلَيْكُمْ بَنِي آلِ النَّبِيِّ تَطَلَّعَت
نَوَازِعُ من قَلْبِي ظِماءٌ و ( {أَلْبُبُ)
(وَقد} لَبُبِتُ، بالكَسر وبالضّم) ، أَي: من بابِ: فَرِحَ وقَرُبَ، ( {تَلَبّ) بِالْفَتْح،} لُبّاً بالضَّمِّ {ولَبّاً، و (} لَبَابَةً) بِالْفَتْح فيهمَا: صرْتَ ذَا {لُبٍّ. وَفِي التّهذيب: حُكِيَ:} لَبُبْتَ، بالضَّمِّ، وَهُوَ نادِرٌ، لَا نظيرَ لَهُ فِي المضاعف.
وَقيل لِصَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب، وضَرَبَتِ الزُّبَيْرَ: لِمَ تَضْرِبِينَه؟ فَقَالَت: {لِيَلَبَّ، ويَقُودَ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ، أَي يصيرَ ذَا لُبَ وَرَوَاهُ بعضهُم أَضْرِبه لكَي} يَلَبَّ، ويَقُودَ الجَيْشَ ذَا اللَّجَب. قَالَ ابْنخ الأَثيرِ: هاذه لغةُ أَهلِ الحِجاز، وأَهلُ نَجْدِ يقولُونَ: لَبَّ يَلبُّ، بِوَزْن فَرَّ يَفِرّ.
(وَلَيْسَ فَعُلَ) بالضّمّ (يَفْعَلُ) بِالْفَتْح (سِوَى لَبُبْت، بالضَّمّ، تَلَبُّ بِالْفَتْح) ؛ فإِن الْقَاعِدَة أَنّ المضموم من الماضيات لَا يكونُ مضارِعُهُ إِلاّ مضموماً وشذّ هاذا الحَرْفُ وحدَهُ لَا نظيرَ لَهُ، وَهُوَ الّذي صرّح بِهِ شُرّاحُ اللاّمِيَّة والتَّسْهِيل وغَيْرُهم، وَحَكَاهُ الزَّجّاجُ عَن الْعَرَب، واليَزِيديُّ، وَنَقله ابْنُ القَطّاع فِي صَرْفه، زادَ: وَحكى اليَزِيدِيُّ أَيضاً: لَبِبْتَ تَلُبّ، بِكَسْر عين الْمَاضِي، وضَمِّها فِي الْمُسْتَقْبل. قَالَ: وَحَكَاهُ يُونُسُ بضَمِّهما جَمِيعًا. والأَعَمُّ: لَبِبَ، كفَرِحَ.
وَفِي المِصْباح مَا يقْضِي أَنّ الضَّمَّ، وإِن كَانَ فيهمَا مَعًا، قليلٌ، شاذٌّ فِي المضاعف، وَاقْتصر فِي: لَبَّ، على هاذا الْفِعْل، وَزَاد عَلَيْهِ فِي دَمم حَرْفَيْنِ آخَرَيْنِ، قَالَ: دَمَّ الرَّجُلُ، يَدمُّ، دَمَامَةً، من بابَيْ: ضَرَبَ وتَعِبَ، وَمن بابِ قَرُبَ لغةٌ، فيُقَال: دَمُمْتَ، تَدُمُّ، ومثلُهُ: لَبُبْتَ تَلُبُّ، وشَرُرْت تَشُرُّ من الشَّرّ، وَلَا يكادُ يُوجَدُ لَهَا رابعٌ فِي المضاعَفِ.
وصرّح غَيره بأَنّ الثّلاثةَ وَرَدَتْ بالضَّمّ فِي الْمَاضِي، والفتحِ فِي المُضَارع، على خلاف الأَصلِ، وَلَا رابعَ لَهَا. وَذكرهَا فِي الأَشباه والنظائر غيرُ وَاحِد. والأَكثرونَ اقتصرُوا على لَبُبَ، وبعضُهم عَلَيْهِ مَعَ دَمُمَ، وقالُوا: لَا ثالثَ لَهما. انْتهى.
قَالَ شيخُنا: دَمَّ نقلَها ابْنُ القَطّاع عَن الْخَلِيل، وشَرَّ: نَقَلَهَا ابْنُ هشامٍ فِي شرح الفصيح عَن قُطْرُبٍ، وَاقْتصر القَزّاز فِي الْجَامِع على: لَبَّ، ودَمَّ؛ وَقَالَ: لَا نظيرَ لَهما. وَزَاد ابْنُ خالَوَيْهِ: عَزُزَتِ الشّاة: قلّ لَبَنُهَا. فَتكون أَربعة. وقيّدَ الفَيُّومِيُّ بالمُضَاعَف، لاِءَنّه وَرَدَ فِي غير المُضَاعَف نظائرُه، وإِن كَانَت شاذَّة.
قَالَ ابْنُ القَطّاع فِي كتاب الأَبْنِيَة لَهُ: وأَمّا مَا كَانَ ماضيه على فَعُلَ، بالضَّمّ، فمضارعه يأْتي على يَفْعُلُ، بالضَّمّ، ككَرُمَ وشَرُفَ، مَا خلا حرْفاً وَاحِدًا، حَكَاهُ سِيبَوَيْه، وَهُوَ: كُدْتَ تَكادُ، بضمّ الْكَاف فِي الْمَاضِي، وَفتحهَا فِي الْمُضَارع، وَهُوَ شاذٌّ، والجَيِّدُ كِدْتَ تَكَادُ. وَحكى غيرُه: دُمْتَ تَدام، ومُتَّ تَماتُ، وجُدْتَ تَجاد. ثمَّ نقل لَبَّ عَن الزجّاج واليَزِيديّ كَمَا مَرَّ، ودَمَّ عَن الْخَلِيل، وعَزَّ عَن ابْنِ خالَوَيْهِ. وَلم يتعرّض لِشَرَّ الّذي فِي الْمِصْبَاح. انْتهى.
ويأْتي فِي فكك: وَلَقَد فَكُكْت، كعَلِمت وكَرُمت، فيستدرك على هاذه الأَلفاظ.
( {واللَّبَبُ) : مَوْضِعُ (المَنْحَرِ) من كُلّ شَيْءٍ، قيل: وَبِه سُمِّيَ لَبَبُ الفَرَس.
واللَّبَبُ: (} كاللَّبَّة، و) هُوَ (مَوْضِعُ القِلادَةِ من الصَّدْرِ) من كُل شَيْءٍ، أَو النُّقْرَة فوقَه، وَالْجمع {الأَلْبابُ. وَفِي لِسَان الْعَرَب:} اللَّبَّةُ وَسَطُ الصَّدْرِ والمَنْحَرِ، وَالْجمع {لَبّاتٌ} ولِبابٌ، عَن ثَعْلَب. وَحكى اللِّحْيَانيُّ: إِنَّهَا لَحَسَنَةُ اللَّبَّاتِ، كأَنّهم جعلُوا كلَّ جزءٍ مِنْهَا لَبَّةً، ثمَّ جمعُوا على هادا. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هِيَ العِظَامُ الّتي فَوْقَ الصَّدْرِ وأَسفَلَ الحَلْقِ بَين التَّرْقُوَتَيْنِ، وفيهَا تُنْحَرُ الإِبِلُ. وَمن قَالَ: إِنها النُّقْرَةُ فِي الحَلْقِ، فقد غَلِطَ. انْتهى.
(و) من الْمجَاز: أَخَذَ فِي {لَبَبِ الرَّمْل، هُوَ: (مَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْلِ) ، وانْحَدَرَ من مُعْظَمِهِ، فَصَارَ بَيْنَ الجَلَدِ وغَلْظِ الأَرْض.
وَقيل: لَبَبُ الكَثِيبُ: مُقَدَّمُهُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
بَرَّاقَةُ الجِيدِ} واللَّبَّاتِ واضِحَةٌ
كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِها لَبَبُ
قَالَ الأَحْمَرُ: مُعْظَمُ الرَّمْلِ: العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ، قيل: كَثِيبٌ، فإِذا نَقَصَ، قِيلَ: عَوْكَلٌ، فإِذا نَقَصَ، قيل: سِقْطٌ، فإِذا نقص، قيلَ: عَدَابٌ، فإِذا نَقَصَ، قيلَ: لَبَبٌ.
وَفِي التَّهْذِيب: اللَّبَبُ من الرَّمْل: مَا كَانَ قَريباً من حَبْلِ الرَّمْل.
(و) اللَّبَبُ: معروفٌ، وَهُوَ (مَا يُشَدُّ فِي) ، وَفِي نسخةٍ: على (صَدْرِ الدّابَّةِ) ، أَو النّاقة، كَمَا فِي نُسْخَة بدل الدَّابّةِ. قَالَ ابْنُ سيدَهْ وغيرُهُ: يكون للرَّحْلِ والسَّرْج (لِيَمْنَعَ اسْتِئْخَارَ الرَّحْل) والسَّرْجِ، أَي: يَمْنَعُهُمَا من التّأْخير، (ج أَلْبابٌ) ، قَالَ سيبويهِ: لم يُجاوِزُوا بِهِ هاذا البِناءَ.
( {وأَلْبَبْتُ) السَّرْجَ: عَمِلْتُ لَهُ} لَبَباً، وأَلْبَبْتُ (الدّابَّةَ، فَهِيَ {مُلْبَبٌ) جاءَ على الأَصل، وَهُوَ نادرٌ: جعلتَ لَهُ لَبَباً. قالَ: وهاذا الحرفُ، هاكذا رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بِإِظْهَار التّضعيف. (و) قَالَ ابْنُ كَيْسَان: هُوَ غَلَطٌ وقياسُه (} مُلَبٌّ) ، كَمَا يُقَال مُحَبٌّ، من: أَحْبَبْتُهُ. (و) كذالك ( {لَبَبْتُهَا) ، أَي: الدّابَّةَ، (فَهِيَ} مَلْبُوبَةٌ) من الثُّلاثيّ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(! واللَّبْلابُ) : حَشِيشَةٌ، و (نَبْتٌ) يَلْتَوِي على الشَّجَر. واللَّبْلابُ: بَقْلَةٌ مَعْرُوفَة، يُتداوَى بهَا.
( {واللَّبْلَبَةُ: الرِّقَّةُ على الوَلَد) ، وَمِنْه: لَبْلَبَةُ الشّاةِ، على مَا يأْتي.
واللَّبْلَبَةُ: الشَّفَقَةُ على الإِنسان، وَقد لَبْلَبْتُ عَلَيْهِ. واللَّبْلَبَة: عَطْفُكَ على الإِنْسَان، ومَعُونته؛ قَالَ الكُمَيْتُ:
ومِنَّا إِذا حَزَبَتْكَ الأُمُورُ
عَلَيْكَ} المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ
( {واللَّبِيبَةُ: ثَوْبٌ كالبَقِيرَةِ) ، وسيأْتي بيانُهَا فِي حرف الرّاءِ.
(واللَّبَابُ كسَحابٍ) ، وَفِي لِسَان الْعَرَب: اللَّبَابَةُ، بِزِيَادَة الْهَاء: (الكَلأُ) ، وَفِي أُخرى: من النَّبات: الشَّيْءُ (القَلِيلُ) غيرُ الواسِع، حَكَاهُ أَبو حنيفَة، قَالَ:
أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وفُحُولٍ كُومِ
باتَتْ تَعشَّى اللَّيْلَ بالقَصِيمِ
لَبَابَةً من هَمِقٍ هَيْشُومِ
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ لُبَايَةٌ، بالضَّمّ والياءِ التَّحْتيّة، وأَنشد الرَّجزَ، وَقَالَ: هِيَ شجرةُ الأُمْطِيّ الّذي يُعْمَلُ مِنْهُ العِلْكُ.
(و) لُبَاب، (كغُرَابٍ: جَبَلٌ لبَنِي جَذِيمَةَ) .
(و) فِي الحديثُ: (أَنَّ رجلا خاصَمَ أَباهُ عندَهُ، فَأَمَرَ بهِ فَلُبَّ لَهُ) يُقَال: (} لَبَّبَهُ {تَلْبِيباً) : إِذا (جَمَع ثِيابَهُ) الّتي عَلَيْهِ (عِنْدَ نَحْرِهِ) وصدرِه (فِي الخُصُومَة. ثُمّ جَرَّهُ) وقَبَضَهُ إِليه، وَكَذَلِكَ إِذا جعل فِي عُنُقِه حَبْلاً أَو ثَوْباً، وأَمْسَكه بِهِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه أَمَرَ بإِخْراجِ المُنَافِقِينَ من الْمَسْجِد، فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ إِلى رافعِ بْنِ وَدِيعَةَ،} فلَبَّبَهُ برِدائِه، ثمَّ نَتَرَهُ نَتْراً شَدِيدا) .
(ولَبَّبَ الحَبُّ) تَلْبِيباً: (صارَ لَهُ {لُبٌّ) يُؤْكَلُ.
(واللَّبَّةُ: المَرْأَةُ اللَّطِيفَةُ) الحَسَنَة العِشْرةِ مَعَ زوجِها، وَقد تقدَّمَ.
} ولَبَّ اللَّوْزَ: كَسَرَهُ، واسْتَخْرَجَ قَلْبَهُ. (ولَبَّهُ) ، لَبّاً: إِذا (ضَرَبَ {لَبَّتَهُ) ، وَهِي اللِّهْزِمَةُ الّتِي فوقَ الصَّدر، وفيهَا تُنْحَرُ الإِبِلِ؛ وَقد سبَق. وَفِي الحَديثه: (أَما تَكُونُ الذَّكاةُ إِلاَّ فِي الحَلْقِ واللَّبَّةِ) .
(وتَلَبَّبَ) الرَّجُلُ، وَفِي الأَساس: لَبَّبَ: تَحَزَّم، و (تَشَمَّر) .
} والمُتَلَبِّبُ: المُتَحَزِّمُ بالسِّلاحِ وَغَيره.
وكُلُّ مُجَمِّعٍ لثيابِهِ، {مُتَلَبِّبٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
إِنِّي أُحاذِرُ أَنْ تَقُولَ حَلِيلَتِي
هاذا غُبَارٌ ساطِعٌ،} فتَلَبَّبِ
والمُتَلَبَّبُ: مَوْضِعُ القِلادَةِ.
{وتَلَبَّبَ الرَّجُلانِ: أَخَذَ كلُّ مِنْهُمَا} بِلَبَّةِ صاحِبِه. وَفِي الحديثِ: (أَنّ النَّبِيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ {مُتَلَبِّباً بِهِ) والمُتَلَبِّب: الّذِي تَحزَّم بِثَوْبِهِ عِنْد صَدره، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
ونَمِيمَة من قانِصٍ} مُتَلَبِّبٍ
فِي كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ
وَمن هاذا قِيلَ للَّذي لبس السّلاحَ، وتَشمَّرَ للقِتَال: مُتَلَبِّبٌ: وَمِنْه قولُ المُنَخَّلِ:
واسْتَلأَمُوا {وتَلَبَّبُوا
إِنَّ} التَّلَبُّبَ لِلْمُغِير
( {واللَّبْلَبُ) } واللُّبْلُب، (كَسَبْسَبِ وبُلْبُلٍ: البَارُّ بِأَهْلِه، و) المُحْسِنُ إِلى (جِيرَانِهِ) ، والمُشْفِقُ عَلَيْهِم.
( {واللَّبْلَبَة: التَّفَرُّقُ) ، حَكَاهُ فِي التَّهذيب عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) } اللَّبْلَبَةُ: (حِكايَةُ صَوْت التَّيْسِ عِنْدَ السِّفادِ) ، يقالُ: لَبْلَبَ: إِذا نَبَّ؛ وَقد يُقالُ ذالك للظَّبْيِ. وَفِي حديثِ ابْن عَمْرٍ و (أَنَّه أَتَى الطَّائفَ، فإِذا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ! تَلِبُّ، أَو تَنِبُّ، الَّتِى الغَنَم) . لَبَّ يَلِب كَفَرَّ يَفِرُّ.
(و) اللَّبْلَبَةُ: (أَنْ تُشْبِلَ الشّاةُ على وَلَدِهَا بَعْدَ الوَضْعِ) وَحين الوَضْع (وتَلْحسَهَا) بشَفَتَيْها، وَيكون مِنْهَا صَوت؛ كأَنّها تقولُ: {لَبْ} لَبْ.
) ، {والأُلْبُوبُ) ، بالضّم: (حَبُّ نَوَى النَّبِقِ) خاصَّةً، وَقد يُؤْكَلُ.
(والتَّلْبِيبُ: التَرَدُّدُ) ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا حُكِيَ، وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ.
(و) } التَّلْبِيبُ من الإِنسان: (مَا فِي مَوْضِعِ اللَّبَبِ من الثِّيَاب) .
وأَخَذَ {بتَلْبِيبِهِ: أَي لَبَبِهِ وَهُوَ (اسْمٌ كالتَّمْتينِ) . وَفِي التّهْذيب: يُقَال: أَخَذَ} بتَلْبِيبِ فُلانٍ: إِذا جَمَعَ عَلَيْهِ ثَوْبَهُ الَّذِي هُوَ لابسُهُ عندَ صدرِه، وقَبَضَ عَلَيْهِ يَجُرُّهُ. وَفِي الحَدِيث: (أَخَذْتُ بتَلْبِيبِه، وجَرَرْتُه) . وكذالك: أَخَذْتُ بتَلابِيبِه.
(و) أَلَبَّ الزَّرْعُ، مثلُ أَحَبَّ: إِذا دَخَلَ فيهِ الأُكْلُ.
( {أَلَبَّ لهُ الشَّيْءُ: عَرَضَ) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
وإِنْ قَرَاً أَوْ مَنْكِبٌ} أَلَبّا
(و) عَن الأَصْمَعِيِّ، قَالَ: كَانَ أَعْرَابِيٌّ عندَهُ امْرَأَةٌ، فَبَرِمَ بهَا، فأَلْقاها فِي بِئْرٍ غَرَضاً بهَا، فمرّ بهَا نفر، فسَمِعُوا هَمْهَمَتَهَا من البِئر، فاستخرجُوها وَقَالُوا: منْ فَعَلَ هاذا بِكِ؟ فَقَالَت: زَوجي، فقالُوا: ادْعِي اللَّهَ عَلَيْهِ، فَقَالَت: لَا تُطاوِعُني بَنَاتُ {- أَلْبُبِي. قالُوا: (بَناتُ} أَلْبُبٍ، بضمّ الباءِ) المُوَحَّدة الأُولى، (و) قد (فَتَحَها) أَبو العَبَّاس (المُبَرّدُ) فِي قَول الشّاعر:
قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ بَنَاتُ! أَلْبَبِهْ
وَهِي (عُروقٌ فِي القَلْبِ) متّصلةٌ بِهِ، (تكونُ مِنْهَا الرَّقَّةُ) والشَّفَقَةُ. ولاكنْ يُقَالُ: لَيْسَ لنا فِي الْجمع أَفْعَل بالفَتح كأَحْمَدَ.
وَفِي المُحْكَم: قد عَلِمَتْ بذالِك بَنَاتُ {أَلْبُبِهِ، يَعْنُونَ لُبُّهُ، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ من المُضَاعَفَ، فجاءَ على الأَصل، هاذا مَذْهَب سِيبَوَيْهِ.
وَقَالَ المُبَرِّدُ فِي قَول الشَّاعر يُرِيدُ بَنَاتِ أَعْقَلَ هَذا الحَيِّ، فإِنْ جَمَعْتَ} أَلْبُباً، قلتَ: {أَلابِبُ، والتَّصْغيرُ} أُلَيْبِبٌ، وَهُوَ أَوْلَى من قولِ مَنْ أَعَلَّها.
(و) من المَجَاز: مررتُ بِحيَ ذِي لَبالِبَ، وظَبَاظِبَ. (لَبَالِبُ الغَنَم: جَلَبَتُهَا وصَوتُها) ، وظَبَاظِبُ الإِبِلِ، جَلَبَتُها، كَذَا فِي الأَساس.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ لَبٌّ ولَبِيبٌ) ، أَي: (لازِمٌ للأَمْرِ) ، مُقِيمٌ عَلَيْهِ، لَا يَفْتُرُ عَنهُ.
واللَّبُّ، أَيضاً: اللَّطِيف القَرِيبُ من النّاس، والأُنثى لَبَّةٌ، وجمعُهَا لِبابٌ.
(و) من المَجَاز: رَجُلٌ ( {مَلْبُوبٌ) ، أَي: (مَوْصُوفٌ بالعَقْلِ) } واللُّبِّ. قَالَه اللَّيثُ. وَفِي التّهذيب: قَالَ حَسّانٌ:
وجارِيَة مَلْبُوبَة ومُنَجَّسٍ
وطارِقَةٍ فِي طَرْقِها لَمْ تَشَدَّدِ
(و) من المَجاز: ( {اللَّبِيبُ: العاقِلُ) ذُو لُبَ، وَمن أُولِي الأَلْبابِ، (ج} أَلِبَّاءُ) . قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يُكَسَّرُ على غير ذالك، والأُنْثَى {لَبيبَةٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِي: رَجُلٌ} لَبِيبٌ، مثلُ لَبَ. قَالَ المُضَرِّب بْنُ كَعْب:
فَقُلْتُ لَهَا فِيئِي إِليك فإِنَّني
حَرامٌ وإِنّي بَعْدَ ذاكِ لَبِيبُ
قيل: إِنَّمَا أَراد:! مُلَبّ بِالْحَجِّ، وَقَوله: (بعدَ ذاكِ) ، أَي: مَعَ ذاكِ.
(و) حُكِيَ عَن يُونُسَ أَنّه قَالَ: تقولُ العربُ للرَّجُل تَعْطِفُ عَلَيْهِ: (لَبَابِ لَبَابِ) ، بِالْكَسْرِ (كَقَطَامِ) وحَذَامِ. وَقيل: إِنّه (أَي: لَا بأْسَ) بلُغةِ حِمْيَرَ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ عِنْدِي مِمّا تقدّم، كأَنّه إِذا نَفَى البَأْسَ عَنهُ، اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَهُ.
(ودَيْرُ {لَبَّى، كحَتَّى، مُثَلَّثَةَ اللاّم: ع بالمَوْصِل) ، قَالَ:
أَسِيرُ وَلَا أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتِي
} بِلَبَّى إِلى أَعْرَاقِها قَدْ تَدَلَّتِ
قلت: زَعَمَ المُصَنِّفُ التّثليثَ فِي هاذا الْموضع الّذِي بالمَوْصِل، والصَّحيح أَنّه بالكَسْرِ فَقَطْ كَمَا قيَّده الصّاغانيّ ونَصْرٌ، وَهُوَ بالقُرْب من بَلَدَ بَيْنَهُ وَبَين العقْر، وأَما لُبَّى، بالضَّم والتّشديد وَالْبَاء مُمَالةً، فإِنّه جَبَلٌ نَجْدِيّ، وبالفَتح: مَوضِع آخَرُ، فتأَمَّلْ.
(ولَبَبٌ) ، محرّكةً: (ع) نَقله الصّاغانيُّ.
(و) فِي التَّهْذِيب، فِي الثُّنَائيّ. فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ لَبَب مَا نَصُّه: و (يُقَالُ لِلْمَاءِ الكَثِيرِ الَّذِي يَحْمِلُ مِنْهُ الفَتْحُ) .
وَفِي التَّهْذِيب: المِفْتَحُ، بِالْمِيم، (مَا يَسَعهُ فيَضِيقُ صُنْبُورُهُ) ، بالضَّمّ، هُوَ مِثْقَبُ الماءِ (عَنْهُ من كَثْرَتِه) أَي: الماءِ (فَيَسْتَدِيرُ الماءُ عندَ فَمِهِ، ويَصِيرُ كأَنَّه بُلْبُلُ آنِيَةٍ: لَولَبٌ) ، وَجمعه لوَاليبُ. قَالَ أَبو منصورٍ: وَلَا أَدْرِي أَعَرَبيّ هُوَ، أَم مُعَرَّب؟ غيرَ أَنّ أَهلَ العِراق أُولِعُوا باسْتِعْمَالِ اللَّوْلَبِ، وَقَالَ الجوهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ لوب: وأَمّا المِرْوَدُ، ونَحْوُهُ، فَهُوَ المُلَوْلَبُ، على مُفَوْعَل، كَمَا سيأْتي وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ فولف: ومِمّا جاءَ على بِناءِ فَوْلَفٍ: لَوْلَبُ الماءِ.
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
قَالَ ابْنُ جنِّي هُوَ لُبَابُ قَوْمِهِ، وهم لُبَابُ قَومهم، وَهِي لُبَابُ قَوْمِها؛ قَالَ جَرِير:
تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً
على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبَابُ
والحَسَبُ اللُّبَابُ: الخالِصُ، وَمِنْه سُمِّيَتِ المَرْأَةُ لُبَابَةَ. وَفِي الحَدِيث: (إِنّا حَيٌّ من مَذْحِجٍ، عُبَابُ سَلَفِها، ولُبَابُ شَرَفِها) . اللُّبَابُ: الخالصُ من كُلِّ شَيْءٍ.
واللُّبابُ: طَحِينٌ مُرَقَّقُ.
ولَبَّبَ الحَبُّ: جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ.
ولُبَابُ القَمْحِ، ولُبَابُ الفُسْتُق. وَفِي الأَساس، من المَجَاز: لُبَابُ الإِبِلِ: خِيارُها، ولُبَابُ الحَسَب: مَحْضُهُ. انْتهى.
قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَحْلاً مِئْناناً:
مَقاليتُهَا فَهِيَ اللُّبَابُ الحَبَائِسُ
وَقَالَ أَبو الحَسَن فِي الفالُوذَجِ: لُبَابُ القَمْحِ، بِلُعابِ النَّحْلِ.
ولُبُّ كلِّ شَيْءٍ: نَفْسُه، وحَقِيقَتُهُ.
وامْرَأَةٌ واضِحةُ اللِّبَابِ.
{واسْتَلَبَّهُ: امْتَحَنَ لُبَّهُ.
وَمن المَجَاز: هُوَ بِلَبَبِ الوادِي،} ولَبَّبُوا، {واسْتَلَبُّوا: أَخَذُوا فِيهِ، كَذَا فِي الأَساس.
وَعَن ثعلبٍ: لَبَّأْتُ، قالته العربُ بِالْهَمْز، وَهُوَ على غيرِ القِيَاس، وَقد سبقتِ الإِشارةُ إِليه فِي حَلأَ.
وَمن المَجَاز: قَوْلهم: فُلانٌ فِي لَبَبٍ رَخِيَ: إِذا كَانَ فِي بَال، وسَعَة ورَخِيُّ اللَّبَب واسعُ الصَّدْر. وَفِي لبَبٍ رَخِيَ: فِي سَعَة، وخِصْبٍ، وأَمْنٍ. وَفِي الحَدِيث: (إِنَّ اللَّهَ مَنَعَ مِنِّي بَنِي مُدْلِج، لصِلَتِهِم الرَّحِمَ، وطعنِهِم فِي أَلْبابِ الإِبِل) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: على هاذه الرِّوايةِ لَهُ معنيانِ: أَحدُهما أَنْ يكونَ أَراد جمعَ اللُّبِّ بِمَعْنى الْخَالِص كأَنّه أَراد خالصَ إِبلهم وكَرَائمَهَا. والثّاني أَنّه أَرادَ جمعَ اللَّبَبِ، وَهُوَ مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلِّ شَيْءٍ. وَرَوَاهُ بعضُهم: فِي لَبَّاتِ الإِبِلِ.
واسْمُ مَا} يُتَلَبَّبُ: {اللَّبَابَةُ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ طِرَادِهَا
فطَعَنْتُ تَحْتَ} لَبَابَةِ المُتَمَطِّرِ وتَلَبُّبُ المرأَةِ بمِنْطَقَتِهَا: أَنْ تَضَعَ أَحَد طَرَفَيْهَا على مَنْكِبِهَا الأَيْسَرِ، وتُخْرِجَ وَسَطَها من تَحت يدهَا اليُمْنَى، فَتُغَطِّيَ بِهِ صَدْرَها، وتَرُدَّ الطَّرَفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأَيْسَرِ.
وَعَن اللَّيْث: والصّرِيخُ إِذا أَنْذَرَ القَوْمَ، واستَصْرخَ: لَبَّبَ، وذالك أَن يَجعَلَ كِنَانَتَه وقَوْسَه فِي عُنُقِه، ثُمّ يَقْبِضَ على {تَلْبِيبِ نَفْسِه، وأَنشد:
إِنَّا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا
ويُقَالُ:} تَلْبيبُهُ. تَرَدُّدُه، وَقد تقدَّم.
وَقَالَ مُخَارِقُ بْنُ شِهابٍ فِي صفة تَيْسِ غَنَمِه:
ورَاحَتْ أُصَيْلاناً كَأَنَّ ضَرُوعَها
دِلاءٌ وفِيهَا واتِدُ القَرْنِ لَبْلَبُ
أَراد {باللَّبْلَب: شَفَقَتَهُ على المِعْزَى الّتي أُرْسِلَ فِيهَا، فَهُوَ ذُو} لَبْلَبَة، أَي: ذُو شَفَقَة.
{- ولبّى بنُ سعدِ بْنِ شَطَن، ولبّى بنُ صبيرةَ بن عِنَبَةَ: بَطْنانِ من بني سامةَ بن لُؤَيَ، ذكره الأَميرُ عَن سَيّارٍ النَّسَّابةِ.
وَمن المَجَاز: هُوَ مُحِبٌّ لَهُ} بلَبَالِبِ قَلْبِهِ.
واللُّبُّ، بالضَّمّ فِي لُغَة الأَنْدَلُسِ والعُدْوَةِ: سَبُعٌ مَعْرُوف عِنْدهم، شَبِيهٌ بالذِّئب. قَالَ أَبو حَيّانَ فِي شَرح التَّسْهِيل: وَلَيْسَ يكون فِي غَيرهَا من البِلاد.
وأَبو {لُبَابَةَ: بِشْرُ بْنُ عبدِ المُنْذِرِ الأَنْصَارِيُّ، من النُّقَباءِ، وأَبو لبيبَةَ الأَشْهَليُّ: صَحَابِيّانِ.
} ولُبَابَةُ بنتُ عبدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسِ بْنِ عبدِ المُطَّلِب: هِيَ أُمُّ نَفيسة بنتِ زيدِ بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ.

لبب


لَبَّ(n. ac. لَبّ)
a. [Bi], Remained, stayed in; kept to.
b. Hurt in the chest.
c. Put the breast-girth on (animal).
d. Faced, fronted.
e.
(n. ac.
لَبَب
لَبَاْبَة), Was intelligent; was brave.
f. I, Uttered a cry.
g. Shelled (almond).
لَبَّبَa. Seized by the collar, collared.
b. Went to & fro.
c. see IV (c) (e) & V (d).
أَلْبَبَa. see 1 (a) (c).
c. [La], Happened, occurred to; appeared to.
d. ['Ala], Kept to.
e. Was pulpy.

تَلَبَّبَa. Girded himself.
b. [La], Made ready for (fight).
c. Grappled each other.
d. Traversed (valley).
إِسْتَلْبَبَa. see V (d)b. Made trial of.

لَبّa. Service; obedience.
b. (pl.
لِبَاْب), Courteous, affable, polite; affectionate, kind; fond.
c. see 25 (b)
لَبَّةa. see 1 (b)b. (pl.
لِبَاْب
& reg.), Throat; thorax.
لُبّ
(pl.
لُبُوْب)
a. Heart; middle, inside; kernel; pith, pulp.
b. Fecula, farina.
c. Crumb.
d. (pl.
أَلُبّ
أَلْبُب

أَلْبَاب
a. Heart; spirit; understanding, intelligence, intellect
mind.
e. The best, choice, flower of; the essence, quintessence
substance of.
f. Poison.

لَبَب
(pl.
أَلْبَاْب)
a. see 1t (b)b. Breast-girth.
c. Sandy tract.

لَبَاْبa. Small quantity of herbage.

لَبَاْبَةa. see 22
لِبَاْبَةa. A coat of mail.

لُبَاْبa. Pure; stainless.
b. see 3 (e)c. Fine flour. —

لَبِيْب
(pl.
أَلْبِبَآءُ)
a. Intelligent, gifted; genius.
b. Assiduous, persevering.

لَبِيْبَةa. A certain garment.

N. P.
لَبڤبَa. Intelligent.
b. see
N. P.
أَلْبَبَ
N. P.
أَلْبَبَa. Girded, girt.

N. Ac.
لَبَّبَa. Collar; upper part of the dress.
مُلْبَب
a. see N. P.
أَلْبَبَ
أَلْبُوْب
a. Kernel of the lote-tree.

بَنَات أَلْبُب
a. The veins of the heart.
b. Heart-strings.

لَبَّيْكَ
a. At thy service!

لَبَابِ لَبَابِ
a. No harm! Have no fear!

لَوْلَب (pl.
لَوَالِب)
a. Spout; cock, tap; tube.

لولب

لولب: التهذيب في الثنائي في آخر ترجمة لبب: ويقال للماءِ الكثير يَحْمِلُ منه الـمِفْتَحُ ما يَسَعُه، فيَضِـيقُ صُنْبُورُه عنه من كثرته، فيستدير الماءُ عند فمه، ويصير كأَنه بُلْبُلُ آنِـيةٍ: لَولَبٌ؛ قال أَبو منصور: ولا أَدري أَعربي، أَم مُعَرَّب، غير أَن أَهل العراقِ وَلِعُوا باستعمال اللَّوْلَبِ. وقال الجوهري في ترجمة لوب: وأَما الـمِروَدُ ونحوُه فهو الـمُلَولَبُ، على مُفَوْعَل، وقال في ترجمة فولف: ومما جاءَ على بناءِ

فَوْلَفٍ: لَوْلَبُ الماءِ.

لولب: لولبَ: دوّر؛ ملولب: مدور (فوك).
لولبّ: أدار القلاّب الذي يستخدم في نزح الماء، أو محور الطاحونة (فوك).
لولب (بالتشديد): مطاوع لولب (فوك).
لَولَب: برغي، علاقة دائرية (بوشر) برغي العلبة (شيرب).
لولب: نابض، قطعة حديدية تقاوم الضغط (بوشر).
لولب: صمام، لسان المضخة المتحرك (بوشر).
لولب: حنفية (بوشر).
لولب: قلاب لاغتراف الماء، بقطعة طويلة من الخشب، في إحدى حافتيها يعلق سطل، وفي الأخرى حجارة لحفظ الموازنة (فوك).
لولب: شجرة الطاحونة (فوك).
لولب: ماكنة الدفاع (لولاب- هلو).
لولب: مخرطة الخزفي (معجم فليشر 73).
لولب: كابس (ابن البيطار 1: 41) (65:1): يُخرَج عصارته بلولب.
لولب: مزلاج، سقاطة (هلو).
لولب: صنبور (بوشر).
لولب: فقرة، فقارة: باللاتينية: vertebra.
لولب الانبيق: منقار انبيق التقطير (بوشر).
لولب الدولاب: محور ذو مقبض لدولاب المغزل (بوشر).
لولب
: ( {المُلَوْلَبُ، بِفَتْح لامَيْهِ، عَلى) وزنِ (مُفَوْعَلٍ) ، أَوّلُهُ مِيمٌ مَضْمُومَة، كأَنّه اسْمُ مفعولٍ من} لَوْلَبَ: (المِرْوَدُ) ، وَفِي بَعْضهَا: على فَعَوْعَلٍ، بالفاءِ الْمَفْتُوحَة فِي أَوله، وَقد صحّحه جمَاعَة.
وَذكر الجوْهَرِيّ، فِي آخِرِ مادّةِ لوب، مَا نَصُّه: وأَمّا المِرْوَدُ ونحوُه، فَهُوَ المُلَوْلَبُ، على مُفوْعَلٍ. ووجدتُ فِي هامشه مَا نصُّهُ: وبخَطِّ أَبي زَكَرِيّا: مفعوعل، وَهُوَ سَهْوٌ.
قلت: وذِكرُهُ هُنَا تَرْجَمَة مستقِلَّة، فيهِ مَا فِيهِ، أَوَّلاً: فإِنّه ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ، فَلَا يكونُ زِيَادَة عَلَيْهِ، وَثَانِيا: إِن كانتِ الميمُ زَائِدَة، فَمَحَلُّ ذِكرِهِ فِي لَوْلَب، وَقد صحَّحه جماعةٌ. والظَّاهرُ أَنّه غَيْرُ عَرَبِيَ، كَمَا قيلَ.
(! واللَّوْلَبُ) : مرَّ ذكرُهُ (فِي لبب) وهُنَا ذَكَرَهُابْنُ منظورٍ، وجماعةٌ.
لولب
لولبَ يلولب، لــولبةً، فهو مُلولِب، والمفعول مُلولَب
• لولب نباتًا متسلِّقًا: جعله يسلك مسارًا لولبيًّا. 

تلولبَ يتلولب، تلولُبًا، فهو متلولِب
• تلولب الأسيرُ: مُطاوع لولبَ: تلوَّى مثل اللولب.
• تلولب المسمار: صار مُلَولبًا، أخذ شكل اللولب. 

لَوْلَب [مفرد]: ج لوالِبُ:
1 - آلة من خشب أو معدن ذات مِحْور حلزونيّ.
2 - مِسْمار له شكل اللَّوْلب.
3 - جزء صغير ناتئ يتمّ عن طريقه تعبئة الساعة.
4 - جهاز يُستعمل لرفع الأثقال.
5 - (سق) ما يُعرف بالبُرغ، ومكانه في كعب العصا.
6 - (طب) وسيلة لمنع الحمل عند المرأة، حيث يوضع كجسم غريب في الرحم يمنع من علوق الحمل.
7 - (فز) ملف أسطوانيّ من السلك مثل الملفّ اللولبيّ.
• لَوْلَب ألفا: (حي) تركيبة من البروتينات متميزة بسلسلة لولبيّة من الأحماض الأمينيّة. 

لَوْلبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى لَوْلَب: ما كان على شكل اللّولب "سُلَّم لولبيّ".
• الحركة اللَّولبيَّة: (فز) حركة الجسم حركة دورانيّة حول محور ثابت، وتكون مقرونة بحركة انتقاليّة في اتِّجاه هذا المحور. 

مُلولَب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لولبَ ° مسمار ملولَب: مسمار يُشدّ بصامولة.
2 - (نت) ذو حواف ملتفة أو ملــولبة إلى الداخل، ذو ثنيات تغطي المحور، لولبيّ.
3 - ذو تركيب لولبيّ أو أجزاء لولبيّة. 

لب

لب:
اسم مدينة بالأندلس من ناحية البحر المحيط.
اللب: هو العقل المنور بنور القدس، الصافي عن قشور الأوهام والتخيلات.
(لب)
لبَابَة صَار ذَا عقل فَهُوَ لَبِيب (ج) ألباء وبالمكان لبا ولبوبا أَقَامَ بِهِ وَلَزِمَه فَهُوَ لب (وصف بِالْمَصْدَرِ) وَفُلَانًا ضرب لبته واللوز كَسره واستخرج لبه
لب:
[في الانكليزية] Lip ،words of the beloved -Levre ،paroles du bien
[ في الفرنسية] aime
معناها (شفة). وهي عند الصوفية كلام المعشوق. والشّفة الحمراء باطن كلام المعشوق والشفة السّكرية الكلام المنزّل على الأنبياء عليهم السلام بواسطة الملك، وعلى الأولياء بتصفية الباطن. والشفة الحلوة: الكلام بدون واسطة.
لب
اللُّبُّ: العقل الخالص من الشّوائب، وسمّي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه، كَاللُّبَابِ واللُّبِّ من الشيء، وقيل: هو ما زكى من العقل، فكلّ لبّ عقل وليس كلّ عقل لبّا.
ولهذا علّق الله تعالى الأحكام التي لا يدركها إلّا العقول الزّكيّة بأولي الْأَلْبَابِ نحو قوله: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً إلى قوله:
أُولُوا الْأَلْبابِ [البقرة/ 269] ونحو ذلك من الآيات، ولَبَّ فلان يَلَبُّ: صار ذا لبّ . وقالت امرأة في ابنها: اضربه كي يلبّ، ويقود الجيش ذا اللّجب . ورجل أَلْبَبُ: من قوم أَلِبَّاءَ، ومَلْبُوبٌ: معروف باللّبّ، وأَلَبَّ بالمكان: أقام. وأصله في البعير، وهو أن يلقي لَبَّتَهُ فيه، أي:
صدره، وتَلَبَّبَ: إذا تحزّم، وأصله أن يشدّ لبّته، ولَبَّبْتُهُ: ضربت لبّته، وسمّي اللَّبَّةَ لكونه موضع اللّبّ، وفلان في لَبَبٍ رخيّ، أي: في سعة.
وقولهم: «لَبَّيْكَ» قيل: أصله من: لَبَّ بالمكان وألبّ: أقام به، وثنّي لأنه أراد إجابة بعد إجابة، وقيل: أصله لبّب فأبدل من أحد الباءات ياء.
نحو: تظنّيت، وأصله تظنّنت، وقيل: هو من قولهم: امرأة لَبَّةٌ. أي: محبّة لولدها، وقيل:
معناه: إخلاص لك بعد إخلاص. من قولهم:
لُبُّ الطّعام، أي: خالصه، ومنه: حسب لُبَابٌ.
لب: محيط المحيط: (وقول الفقهاء لبَّ قميصه حريراً أي خاط على موضع اللبب منه).
لبب (بالتشديد): انظرها عند (فوك) في مادة capitulum ( باب) إلاّ أنني أشك في أن هذه الصيغة تعود إلى مادة capicium وكذلك الأمر فيما تعلق بصيغة تلبب.
لببوا عليه: ترجمها تورنبرج اعتماداً على كارتاس (112: 6ب): eum conviciat sunt وهذا ما ينسج مع سياق الكلام ولكن هل كتابة الكلمة كانت صحيحة؟ تلبب: انظرها في معجم (فوك) في مادة Cupiulum ( باب) مع ملاحظة ما ورد في أعلاه.
لَبَّ (بالإسبانية Lapa وباللاتينية Lappa) ووحداتها لبة: ارقطيون، بلسكان (جنس نبات من الفصيلة المركبة مهده اليابان). انظر لبيلة لبالة.
لِب انظر لُب.
لُب: مخ والجمع ألباب (فوك).
لب الخبز: (بوشر).
لب والجمع ألباب: نواة (فوك، همبرت 52، حبة، بزرة [بوشر].).
لب الرمان (المقدسي 324: 10) ويلفظ في مصر لِب (لين عادات 2: 19 زيتشر 2: 520 رقم 42) وترد كلمة قلب عند الحديث عن الفستق واللوز والبندق بعد أن ينزع عنهم القشر وهناك أيضاً صفة الجمع لب الفستق: انظر مادة قلب؛ لب الجوز يبدو أنه يرادف قلب الجوز عند (بوشر) الذي يذكر أنها لب نصف الجوزة الخضراء المنزوع عنها القشر أما (شكوري ص196) فقد ذكر: ورأيت بعض أبناء الملوك يضيف إليها لب الجوز مقشوراً من القشر الداخل.
لب: (بالإسبانية Lobo) ومؤنثها لبة وجمعها لبات ولببة: ذئب (فوك، ماكني 1: 122، 12): زبل الذئب: وهو خرو اللب وانظر في المرجع نفسه مرارة الذئب: وهي مرارة اللب.
لبّة مغلية وهي الحليب والطحين المطبوخ معاً وفطيرة سائلة (بوشر) وهي من أصناف الطعام المعد من أول الحليب الذي يعقب نتاج البقرة ويضيف (مهرن 34) " ... الفعل لب معناه رضع" إلاّ أن هذا الفعل لا يعني هذا المعنى وإن لبة التي أوردنا ذكرها هي صيغ عامية لكلمة لبا التي تعني، من دون شك، الحليب الأول للبقرة بعد نتاجها.
لِبَّة: عِقْد (لين عادات 2: 405، بوشر، أخبار 122) = عِقْد (ابن الخطيب 3 في حديثه عن غرناطة): إلى أن صارت دار ملك ولبّة سلك وترد اللبة أيضاً بين المفردات التي توضع في الصرّة: والشنيفة واللبة بكذا وما فيها من العقيق.
لُبّة (مثل لُب) مخّ. مكاك. نقى (القلائد 94: 10): ولقد رأيت عظمي ساقيه قد أخرجا من حفر بعد سنين ولبّاتهما مشتفّة (صححت وفقاً للمخطوطات).
لبة الساق: مأبض (باطن الركبة) (بوشر).
لبة الخبز: (همبرت 13).
لبابة: ذكاء (فوك).
لبابة: فصاحة (همبرت 94).
لبابة: لبة الخبز (بوشر، همبرت 13، ألف ليلة 2: 68).
لِبابة: صنف من الطعام يصنع من لبة الخبز والعسل والزيدة مذوّب في ماء الورد (لين عادات 2: 307).
لب: لُبُّ كُلِّ شَيْءٍ: داخِلُه، ولُبَابُه أيضاً. وكذلكَ الخالِصُ الخِيَارُ من كُلِّ شَيْءٍ.
ولَبَّ الرَّجُلُ يَلُبُّ لَبّاً: إذا كَسَرَ الجَوْزَ فأخْرَجَ لُبَّه. وألَبَّ الزَّرْعُ: وَقَعَ فيه اللُّبُّ. وطَعَامٌ مَلْبُوْلٌ: أُخِذَ من اللُّبَابِ.
واللُّبَابُ: سَمَكةٌ ضَخْمَةٌ رَقْطَاءُ طَوِيْلَةٌ.
ولُبُّ الرَّجُلِ: عَقْلُه.
واللَّبَابَةُ: مَصْدَرُ اللَّبِيْبِ، لَبَّ يَلُبُّ ويَلَبُّ ويَلِبُّ، ورَجُلٌ مَلْبُوْبٌ وقَوْمٌ أَلِبّاءُ.
ولُبَابَةُ: من أسْمَاءِ النِّسَاءِ؛ من ذلك.

وفي المثل:
قَدْ عَلِمَتْ ذاكَ بَنَاتُ أَلْبُبِهْ
بإظْهَارِ التَّضْعِيْفِ: أي وَقَعَ في خَلَدِه.
وألْقى عليه شَرَاشِرَه وأَلْبُبَه: أي شَفَقَتَه. وأقْبَلَ عليه ببَنَاتِ ألْبُبِه: إذا أحَبَّه بقَلْبِه ولُبِّه.
واللُّبَابَةُ: العَقْلُ.
ويُقَال لِسمِّ الحَيَّةِ: لُبٌّ. ومنه سِنَانٌ مُسْتَلِبٌّ الغِرَارِ: أي مَسْمُوْمٌ.
واللَّبَبُ: البَالُ، جَعَلْتُ الأمْرَ في لَبَبٍ رَخِيٍّ. وهو من الرَّمْلِ: شِبْهُ حِقْفٍ بَيْنَ مُعْظَمِ الرَّمْلِ وجَلَدِ الأرْضِ. ولَبَّبَ الرَّجُلُ: أخَذَ في لَبَبِ الوادي ولَبَبِ الرَّمْلِ.
وكُلُّ مَنْ جَمَعَ ثِيَابَه وتَحَزَّمَ: فَقَدْ تَلَبَّبَ.
والمُتَلَبِّبُ في شِعْرِ أبي ذُؤَيْبٍ: المُتَسَلِّحُ.
واللَّبَابَةُ: التَّوَشُّحُ بالسَّيْفِ.
وأخَذَ بتَلْبِيْبِه، ولَبَّبَه: جَعَلَ في عُنُقِه حَبْلاً.
واللَّبُّ: اللاّزِمُ للشَّيْءِ لا يُفَارِقُه.
وامْرَأَةٌ لَبَّةٌ: قَرِيْبَةٌ من النّاسِ لَطِيْفَةٌ مُشْفِقَةٌ.
وألَبَّ لي كذا: أي عَنَّ وعَرَضَ. وألَبَّتْ له الحُمّى.
واللَّبَّةُ من الصَّدْرِ: مَوْضِعُ اللَّبَّةِ من القِلاَدَةِ وهي واسِطَةٌ حَوَالَيْها لُؤْلُؤٌ، والجَمِيْعُ الألْبَابُ. والمُتَلَبَّبُ: مُجْتَمَعُ ذاكَ. واللَّبْلَبُ: الصَّدْرُ. والمَلْبَبُ: مَوْضِعُ اللَّبَبِ.
وصَرَخً إليهم ولَبَّبَ: أي جَعَلَ كِنَانَتَه في عُنُقِه ثمَّ قَبَضَ على تَلْبِيْبِ نَفْسِه وصَرَخَ. وقيل: التَّلْبِيْبُ: التَّرَدُّدُ والتَّلْوِيْحُ بالثَّوْبِ.
ويَقُوْلُوْنَ: لَبَابِ لَبَابِ: أي لا بَأْسَ عليكَ.
واللِّبَابَةُ والإِتْبُ: واحِدٌ، وجَمْعُها لَبَائِبُ.
واللَّبْلَبَةُ: فِعْلُ الشّاةِ بوَلَدِها إذا لَحَسَتْه شَفَقَةً وحُبّاً.
وجَلَبَةُ الغَنَمِ: لَبَالِبُ.
ولَبَالِبُ القَلْبِ: ما حَوْلَه ممَّا عُلِّقَ به، وهو يُحِبُّه بلَبَالِبِ قَلْبِه.
واللَّبْلاَبُ: حَشِيْشَةٌ يُتَدَاوى بها. ولَبَّ بالمَكانِ وأَلَبَّ به: أقَامَ به، ومنه قَوْلُهم: لَبَّيْكَ: أي أنا مُقِيْمٌ على طَاعَتِكَ وإجَابَتِكَ، وقيل: اتِّجَاهِي إليكَ، من قَوْلِهِم: داري تَلُبُّ دارَكَ: أي تُوَاجِهُها. وهو بِلَبَبِ الوادي: أي بحِذَائِه.
واللَّبِيْبُ بوَزْنِ فَعِيْلٍ: المُلَبِّي الذي يَقُولُ: لَبَّيْكَ.
والمَلَبُّ: المَمْشَى في الطَّرِيْقِ الذي يَلُبُّ الجَبَلَ.
وهو لَبٌّ بكذا: أي حاذِقٌ، وقَوْمٌ لُبُّوْنَ. وهو طَبٌّ لَبٌّ.
باب الّلام والباء ل ب، ب ل مستعملان

لب: لُبُّ كلِّ شيء من الثمار: داخله الّذي يُطْرحُ خارجه، نحو اللّوز وما إليه. ولُبُّ الرَّجل ما جُعِل في قلبه من العَقْل وجمع الّلبِّ: ألبابٌ. والُّلباب جامع في كلّ ما خلا الإنسان، لا يقال في موضع اللّب من الإنسان: لُباب. ولُبابُ القَمْح، يعني الحِنطة، ولُبابُ الفُسْتق. واللُّبابُ من الإبل: خِيارُها وأفضلها. ولباب الحسب: مَحْضُهُ. واللُّبابُ: الخالصُ من كلّ شيء، قال:

وأهل العزّ والحَسَبِ الُّلبابِ

وقال :

سِبَحْلاً أبا شرخين أحيا بناته ... مقاليتها فهي اللباب الحبائس

يصف الإبل. وقال الحَسَن في وَصْف الفالوذَج: لُباب القَمْح بلعاب النّحل. واللَّبابةُ: مصدرُ اللَّبيب، والفِعْلُ منهُ: لَبِبَ يَلَبُّ. ورجلٌ مَلْبوبٌ، أي: موصوف باللّب. ولُبابة: من أسماء النِّساء، قال حسان:

وجارية ملبوبة ومنجس ... وطارقةٍ في طَرْقها لم تُشَدِّدِ

واللّبُّ: مَوْضِعُ اللَّبّبِ من الصَّدْر. واللَّبَبُ: البال، يُقالُ: ذاك الأمرُ منه في بال رخيٍّ، وفي لَبَبٍ رخيّ. واللَّبَبُ من الرَّمل: شِبْه حقف، قال ذو الرّمة :

برّاقةُ الجيدِ واللَّبّاتِ واضحةٌ ... كأنّها ظبيةٌ أَفْضَى بها لَبَبُ

وأما قول أبي ذؤيب :

ونميمةً من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كفه جشء أجش وأقطع

فإِنّه كلّ من جَمَعَ ثيابَهُ وتحزّم فقد تلبّب، وهو هاهنا المُتَسَلِّح، شبّهه بمن جمع ثيابه. والَّلبّةُ من الصَّدْر: مَوْضعُ القِلادة، وهي واسطةٌ حواليها اللُّؤلُؤ وخَرَزٌ قليل وسائرها خيط. والتَّلبيب: مَجْمَعُ ما في مَوْضعُ اللَّبَب من ثياب الرَّجل، يقال: أخذ فلانٌ بتَلْبيب فلانٍ. ولَبَّبْتُهُ، إذا جعلتَ في عُنُقِهِ ثوباً أو حَبْلاً، وقبضتَ على مَوْضع تَلْبيبه، [وأنت] تَعْتِلُهُ. والصَّريخُ يَصْرخ إلى القوم ويُلَبِّبُ، لأنّه يجعل كنانته أو قوسَه في عُنُقه ثمّ يقبض على تلبيب نفسه ويَصْرخ. قال:

إنّا إذا الرّاعي اعترى ولبّبا

ويقال: هو في هذا الموضع: التَّردُّد. واللَّبْلَبةُ: فعلُ الشّاةِ بوَلَدِها إذا لحسته بشفتها. والَّلبلابُ: حشيشةٌ يُتَداوَى بها.

بل: البَلَلُ اسم من (بلّ) . والبِلَّةُ والبَلَلُ: الدّون. وبِلّة اللِّسان: وُقُوعُه على مَواضع الحُرُوف، واستمرارُه على المَنْطق، يُقال: ما أَحْسَنَ بِلّةَ لسانِهِ، أو ما يَقَعُ لسانُه إلاّ على بِلّته. والبِلال: البَلَلُ وهو الاسم، والواحدُ مِثْلُهُ، ويُقال: هو جمع بِلّة، قال السّاجع:

اضربوا أميالا تجدوا بلالا.

ويقال: بلال هاهنا اسم رجل. والبليل: الرّيحُ الباردة. ويقال: بلّ فلانٌ من مَرَضه وأَبَلَّ واستبلّ، أي: برأ، والاسم منه: البِلُّ.

وفي الحديث: وهي لشاربٍ حِلٌّ وبِلّ

، البِلُّ: المُباحُ بلغة حمير، وقال:

إذا بَلَّ من داءٍ به ظنّ أنّه ... نجا وبه الدّاءُ الذي هو قاتلُهْ

وبلّ فلانٌ بفلانٍ، أي: وقع في يَدَيْه، قال:

بلّت به غير طيّاش ولا رَعِش

وقال طَرْفة :

[إذا ابتدر القومُ السِّلاحَ وجدتَني] ... مَنيعاً إِذا بَلَّتْ بقائمهِ يَدي والبلُّ: مصدرُ الأَبلّ من الرِّجال، وهو الذي لا يستحي ولا يبالي ما قال، قال:

ألا تتّقون اللَّه يا الَ عامرٍ ... وهل يتَّقي اللَّهَ الأَبَلُّ المُصَمِّم

ويُقال للإنسان إذا حسنت حاله بعد الهُزال: قد ابتلّ وتبلَّلَ. والبُلْبُلُ: طائرٌ يكون في أرض الحرم، حَسَنُ الصّوت، يألفُ الحَرَم. والبُلْبُلةُ: ضَرْبٌ من الكِيزانِ في جنبه بُلْبُل يَنْصَبُّ منه الماءُ. والبَلْبَلَةُ: وَسْواس الهُمُوم في الصَّدْر، وهو البَلْبالُ، والجميع: البلابل. والبَلْبَلةُ: بَلْبَلةُ الأَلْسُن المختلفة، يُقال واللَّه أعلم: إنّ اللَّه عزّ وجلّ لما أراد أن يُخالِفَ بين أَلْسِنة بني آدمَ بعث ريحاً فحشرتهم من كلِّ أُفُق إلى بابل فبلبل اللَّه بها ألسنتهم، ثمّ فرَّقتهم تلك الرِّيحُ في البلاد.

وفي الحديث: كان النّاسُ بذي بِلَّى

ويُرْوَى: بذي بِلِّيان، مكسورة الباء، مشدّدة اللاّم، يُقال: أراد بذلك، واللَّه أعلم، تَفَرُّق النّاسِ وتَشَتُّت أمورهم. قال:

يَنامُ ويذهَبُ الأَقْوامُ حتّى ... يُقالَ: أَتَوْا على ذي بليان  يعني: أنه أطال النَّومَ ومضى أصحابُه حتّى صاروا مُتفرِّقين إلى مواضعَ لا يَعْرِفُ مكانَهم فيها.

لب

1 لَبڤ3َ [لَبَّ, originally لَبِبَ,] sec. per. لَبِبْتَ, (S, K,) the most common form of the verb, (TA,) and [لَبَّ, originally لَبُبَ, like حَبَّ, originally حَبُبَ, q. v.,] sec. Pers\. لَبُبْتَ, aor. ـَ (S, K,) in the dial. of El-Hijáz, deviating from rule as aor. of the latter form of the verb; (TA;) inf. n. لَبَابَةٌ (S, K) and لِبٌّ and لَبٌّ; (TA;) and لَبَّ, aor. ـِ in the dial. of Nejd; like فَرَّ, aor. ـِ (TA;) and [لَبَّ], sec. Pers\. لَبِبْتَ, aor. ـُ [contr. to analogy;] (Yz;) and [لَبَّ], sec. Pers\.

لَبُبْتَ, aor. ـُ [agreeably with analogy;] (Yoo;) He was, or became, possessed of لُبّ, i. e., understanding, intellect, or intelligence. See لُبٌّ. (S, K.) It has been said by some (as the authors of the T, the S, &c.) that لَبُبْتَ, aor. ـَ has not its like among the class of reduplicative verbs; i. e., in being of the measure فَعُلَ in the pret., and يَفْعَلُ in the aor. : but three similar verbs have been mentioned; namely, دَمُمْتَ, شَرُرْتَ, and عَزُزَتِ الشَّاةُ (meaning “ the ewe, or goat, became scant in her milk ”). (TA.) [This, however, is a mistake: the assertion relates to لَبُبْتَ having for its aor. (regularly) تَلُبُّ: see دَمَّ, aor. ـُ A2: لَبَّ, aor. ـِ and ↓ لَبْلَبَ; He (a goat, and sometimes ↓ لبلب is used in the same sense with reference to a buck-antelope,) uttered a cry, or sound, at rutting-time. (TA.) A3: لَبَّ اللَّوْزَ He broke the almond and took forth its kernel. (TA.) b2: لَبَّهُ, (K,) sec. Pers\. لَبَبْتُ, aor. ـُ inf. n. لَبٌّ, (S,) He struck him upon the part called the لَبَّة; (S, K;) i. e., the pit above the breast, between the collar-bones; the place where camels are stabbed. (TA.) A4: لَبَّ, aor. ـُ It (a house) faced, was opposite to, or stood over against, another house. (Kh, S, K.) A5: See 4.2 لبّب, inf. n. تَلْبِيبٌ, He (a man warning, or admonishing, a people, and crying out for aid,) put his quiver and his bow upon his neck, and then grasped his own clothes at the upper part of his bosom: ex.

إِنَّا إِذَا الدَّاعِى اعْتَرَى وَلَبَّبَا [Verily we, when a caller comes seeking a kind office, and puts his quiver &c.]: (Lth:) or لبّب here signifies تَرَدَّدَ: see above. (TA.) b2: He drew together his garments at his bosom and breast, in altercation, or contention, and then dragged him along. (S, K.) b3: Also, He put round his neck a rope, or a garment, and held him with it. (TA.) A2: See also 5, and تَلْبِيبٌ

A3: لبّب It (grain) got a لُبّ, or heart, (S, K,) an edible heart. (TA.) A4: لبّب, inf. n. تَلْبِيبٌ, He went backwards and forwards, or to and fro; went and came: syn. تَرَدَّدَ. (K.) ISd says, This is related, but I know not what it is. (TA.) See below.4 البّ بِالمَكَانِ, inf. n. إِلْبَابٌ; (ISk, S, K;) and ↓ لَبَّ بِهِ, [aor. ـُ inf. n. لَبٌّ; (Kh, S, K;) He remained, stayed, abode, or dwelt, in the place; (S, K;) kept to it. (S.) Hence, says Fr., the expression لَبَّيْكَ, q. v. infra. (S, K.) b2: البّ عَلَى الأَمْرِ He kept to the thing, or affair. (TA.) A2: البّ It (growing corn, &c.) had, bore, or produced, the edible substance in the grain: like احبّ. (S.) A3: البّ لَهُ الشَّىْءُ The thing appeared to him: syn. عَرَضَ. (K.) A4: أَلْبَبْتُ السَّرْجَ I made a لَبَب (or breast-leather) to the saddle. (TA.) b2: أَلْبَبْتُ الدَّابَّةَ I put a لَبَب (or breast-leather) on the beast of carriage; (S, K;) as also ↓ لَبَبْتُهَا, aor. ـُ (K.) 5 تلبّبت بِمِنْطَقَتِهَا [app. a mistake for بِمِنْطَقِهَا] She (a woman) put one end of her scarf over her left shoulder, and drew forth the middle of it from beneath her right arm, and covered with it her bosom, and put the other end also over her left shoulder. (TA.) b2: تلبّب He raised his clothes, or tucked them up: (K:) he girded himself, and raised, or tucked up, his clothes; (S;) a signification assigned in the A to ↓ لَبَّبَ: he girded himself with his garment about his bosom; or wrapped it round him at his bosom: he drew together his garments: he girded himself with a weapon &c.: he armed himself, and raised, or tucked up, his clothes for fight: (TA:) he bound his waist with a rope. (S, in art. حزم.) b3: تَلَبَّبَ الرَّجُلَانِ The two men seized each other at the part called لَبَّة. (TA.) A2: تلبّب الوَادِى (tropical:) He took his way through the valley: and, in like manner, ↓ لبّبوا and ↓ استلبّوا they took their way through it. (A.) 10 استلبّهُ He made trial of his understanding, or intelligence. See لُبٌّ.

A2: And see 5.

R. Q. 1 لَبْلَبَةٌ, [inf. n. of لَبْلَبَ,] The being tender, affectionate, kind, or compassionate, to offspring. (S, K.) b2: لَبْلَبَتْ عَلَى وَلَدِهَا, inf. n. as above, She (a ewe) was tender, or affectionate, to her young one, and licked it, when she brought it forth, (S, K,) making a sound like لِبْ لِبْ. (TA.) b3: See 1. b4: لَبْلَبَ عَلَيْهِ, inf. n. as above, He was kind, or compassionate, to him; i. e., to a man: he was kind, or affectionate, to him, and aided, or succoured, him. (TA.) A2: لَبْلَبَ It was separated, dispersed, or scattered. (AA, T, K.) (The inf. n., لبلبة, is explained by تَفَرُّقٌ: but I think it not improbable that this is a mistake for تَرَفُّقٌ; and that the meaning is, He was gentle, courteous, or kind.]

لَبٌّ inf. n. of لَبَّ “ he remained, &c. ” b2: لبَّيْكَ [At thy service! lit., Doubly at thy service!] (S, K, &c.) and لَبَّيْهِ [At his service: &c.]. (TA.) [See an ex. voce مَرْهُوبٌ. It is used in the present day like our phrase At thy service, and may well be thus rendered, or with the addition of time after time.] لبّيك is derived from أَلَبَّ [or rather from لَبَّ as syn. with البّ] “ he remained &c. ”; and means I wait intent upon thy service, or upon obedience to thee: (Fr, S, K;) waiting [at they service] after waiting; [i. e., time after time;] and answering [thy commands] after answering: (K:) it [i. e. the noun without the annexed pron.] is put in the acc. case as an inf. n. [used as an absolute complement of its own verb which is understood], as in حَمْدًا لِلّٰهِ وشُكْرًا; and the right way would be to say لَبًّا لَكَ; but it is put in the dual number for the sake of corroboration; meaning إِلْبَابًا بِكَ بَعْدَ إِلْبَابٍ, and إِقَامَةً بَعْدَ إِقَامَةٍ, [waiting at thy service, or in attendance upon thee, or in thy presence, after waiting, or time after time]. (Fr, S.) [See also the similar expression سَعْدَيْكَ.] Or لَبٌّ signifies the obeying, or serving; or obedience, or service; from the original signification of the “ remaining, staying, abiding, or dwelling,” [in a place]: the dual, in the nom. case, is لَبّانِ; and in the acc. and gen., لَبَّيْنِ; and the original meaning of لبيك is I have obeyed thee, or served thee, twice: [or I do obey thee, &c.:] the ن [of لبّين] being elided because of its being prefixed to the pron. (IAar.) Or لبّيك is from the saying دَارُ فُلَانٍ تَلُبُّ دَارِى “ the house of such a one faces my house ”; (Kh, S, K;) and the meaning is I present myself before thee, (or repair to thee, K,) doing what thou likest, answering thee [after answering, or time after time]: the ى is to form the dual number; and indicates that the noun is in the acc. case as an inf. n. [used as mentioned above]. (Kh, S.) Or it means My love [is given] to thee; from the expression اِمْرَأَةٌ لَبَّةٌ “ a woman loving (and affectionate, TA,) to her husband ”: so in the K: but the expression, as related on the authority of Kh, is أُمٌّ لَبَّةٌ; which is confirmed by a verse that he cites. (TA.) Or the meaning is إِخْلَاصِى لَكَ [My sincere service, or the like, (is given) to thee;] from the expression حَسَبٌ لُبَابٌ

“ pure nobility, or the like. ” (K.) Accord. to Yoo, لبّيك is a noun in the sing. number with the pron. annexed to it: this noun is originally لَبَّبٌ, of the measure فَعْلَلٌ: (not of the measure فَعَّلٌ, because this is rare in the language:) the the last ب is changed into ى to avoid the reduplication; and thus it becomes لَبَّىٌ: then the ى, being movent, and immediately preceded by fet-hah, is changed into ا; and it becomes لَبَّا [or لَبَّى, for the ى in this case is called ا]: then, being conjoined with ك in لبّيك, and with ه in لبّيه, its ا is changed into ى; after the same manner as you say إِلَيْكَ and عَلَيْكَ and لَدَيْكَ. (TA.) [But see what here follows.] b3: لَبَّىْ يَدَيْكَ is a phrase exactly similar to لبّيك, meaning At the service (or, lit. doubly at the service) of thy hands! and this is said, in the S, art. لبى to be at variance with the opinion of Yoo, given above; for, if لبّى were similar to إِلَى &c., being prefixed to a noun, not a pron., it would be لَبَّى يَدَيْكَ, not لَبَّىْ.] Accord. to El-Khattá- bee, لبّى يديك signifies May thy hands be safe and sound! the desinential syntax being disregarded in the saying يديك, which rightly should be يَدَاكَ, in order that يديك may match in sound with لبّيك: but Z says, that the meaning is, I will obey thee, and be at thy free disposal, as a thing which thou shalt dispose of with thy hands in whatever manner thou shalt please. (TA.) b4: In like manner you say لَبَّىْ زَيْدٍ [At the service (or doubly at the service) of Zeyd]. (Msb.) See art. لبى. b5: لَبِّ, with kesreh for its termination, like أَمْس and غَاقِ, is also related as having been used: (Sb:) [and it is still used in some parts, as signifying At thy service!].

A2: لَبٌّ keeping, or adhering, [to a thing]: remaining, or staying. (K.) b2: A camel-driver who keeps constantly to the work of driving the camels, not leaving them. (TA.) b3: رَجُلٌ لَبٌّ A man who keeps to a thing, or affair, or business; as also ↓ لَبِيبٌ; (S, K;) a man who keeps to his art, or craft, or trade, not ceasing from it. (TA.) b4: رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ A man who keeps to business, [and is skilful, expert, clever, or intelligent]. (S, TA.) A3: لَب One who renders himself near to people by affection and friendship [or is friendly and affectionate to them]: courteous, polite, or affable: fem. لَبَّةٌ: pl. لِبَابٌ. (TA.) b2: اِمْرَأَةٌ لَبَّةٌ A woman who renders herself near by affection and friendship [or is friendly and affectionate], to people; (S;) courteous, polite, or affable: (S, K:) a woman loving to her husband; (K;) affectionate to him: or, accord. to Kh, the expression is أُمٌّ لَبَّةٌ: see لَبٌّ, above. (TA.) لُبٌّ (S, K) and ↓ لُبَابٌ (Msb) of a nut, an almond, and the like, What is in the inside; (S;) the heart, or kernel: (K:) of a palm-tree, the heart, or pith, called قَلْبٌ or قُلْبٌ. (S, K.) Pl. of the former لُبُوبٌ. (S.) b2: لُبٌّ (S, K) and ↓ لُبَابٌ (TA) What is pure, or the choice, or best, part, of anything: (S, K:) pl. of the former أَلْبَابٌ. (A'Obeyd.) b3: لُبُّ الحِنْطَةِ [The purest substance of wheat: see فَالُوذٌ:] (T, L, art. فلذ &c:) [also called البُرِّ ↓ لُبَابُ, acc. to Sprenger, “Life of Mohammad,” (Allahabad, 1851,) p. 24, note 1.] b4: [Hence,] لُبٌّ of a man, (TA,) (tropical:) Understanding; intellect; intelligence; or mind; syn. عَقْلٌ: (S, K:) the understanding, &c., that is put into the heart of a man: so called because it is the choicest or best part of him: or it is not so called unless it is pure from cupidity, or lust, and foul imaginations; and therefore has a more special sense than عقل: so in the Keshf el-Keshsháf: (TA:) pl. أَلْبَابٌ, and sometimes أَلُبٌّ; (S, K;) like as أَبْؤُسٌ is pl. of بُؤْسٌ, and أَنْعُمٌ of نُعْمٌ; (S;) and أَلْبُبٌ; (S, K;) the last being used, without incorporating the second ب into the first, in case of necessity in poetry. (S.) b5: بَنَاتُ أَلْبُبٍ Certain veins in the heart; the sources of tenderness, affection, kindness, or compassion. (S, K.) b6: تَأْبَى لَهُ ذٰلِكَ بَنَاتُ أَلْبُبِى

[My tenderness forbids the doing so to him]: said by an Arab woman of the desert, on the occasion of her reproving her son, to one who asked her why she did not curse him. (S.) b7: أَلْقَى عَلَيْهِ بَنَاتَ أَلْبُبِهِ He loved it. (L, art. شر.) b8: The following words of the poet, قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ بَنَاتُ أَلْبُبِهْ signify, accord. to the M, My intellect knew that. (TA.) El-Mubarrad read أَلْبَبِهْ in the above words of the poet: (TA:) the meaning of these words, accord. to him, is, The daughters of the most intelligent of his tribe knew this. (S, TA.) b9: If you form a pl. from [the pl.] أَلْبُبٌ, it is أَلَابِبُ; and the dim. n. is أُلَيْبِبٌ. (S.) b10: ذُو لُبٍّ Possessing, having, or a person of, understanding, or intelligence: pl. أُولُوا الْأَلْبَابِ [persons of understandings]. (TA.) See also لَبِيبٌ and مَلْبُوبٌ. b11: لُبٌّ (assumed tropical:) The self, substance, or essence, of anything. (TA.) A2: Poison: (K:) the poison of the serpent is sometimes thus called. (Abu-l-Hasan, L.) A3: لُبٌّ, in the dial. of El-Andalus and El-'Adweh, A certain beast of prey, resembling the wolf, said by AHei not to exist in other countries. (TA.) لَبَبٌ: see لَبَّةٌ. b2: The breast-girth, or thing that is bound over the breast of a beast, (or a she-camel, S,) to prevent the saddle from slipping back: (S, K:) it is an appertenance to the camel's saddle and to the horse's: (ISd, and others:) pl. أَلْبَابٌ: (S, K:) its only pl. (Sb.) b3: فُلَانٌ فِى لَبَبٍ رَخِىٍّ (tropical:) Such a one is in ample circumstances (S,) in the enjoyment of abundance and security. (TA.) b4: رَخِىُّ اللَّبَبِ Having a dilated bosom, or heart: syn. وَاسِعُ الصَّدْرِ. (TA.) A2: A thin tract, or portion, of sand, (S, K,) that has descended from the main heap, and is between the hard and even, and the rugged, parts of the earth: (TA:) or such as is near to an oblong tract of sand: (T:) or لَبَبُ كَثِيبٍ signifies the fore part of a sand-hill. (TA.) El-Ahmar says, The largest quantity of sand is called عَقَنْقَلٌ; what is less than this, كَثِيبٌ; what is still less, عَوْكَلٌ; what is still less, سِقْطٌ; what is still less, عَدَابٌ; and what is still less, لَبَبٌ. (S.) لَبَّةٌ and ↓ لَبَبٌ The stabbing-place in an animal; (S, L, K;) the middle of the breast: (L:) the pit above the breast, between the collar-bones; the place where camels are stabbed: (see لَبَّهُ:) or the bones [probably a mistake for the part next above the bones] that are above the breast, and below the throat, between the collar-bones, where camels are stabbed: he who says that it is the pit in the throat errs: (IKt:) [for it is just beneath the throat:] pl. of the former لَبَّاتٌ (S) and لِبَابٌ; and of the latter أَلْبَابٌ. (TA.) Also, both words, (the latter ↓ accord. to the S and K, and the former accord. to the TA,) and ↓ مُتَلَبَّبٌ, (TA,) The place of the breast where the necklace or collar lies, or hangs, (S, K,) in anything; (S;) [i. e., in a human being or a beast:] or the pit above it: (TA:) pl. of لَبَبٌ, أَلْبَابٌ. (S.) Lh mentions the phrase إِنَّهَا لَحَسَنَهُ اللَّبَّاتِ [Verily she is beautiful in the upper part of the breast]: as though the sing. were applied to each portion of it, and the pl. formed to denote the whole. (TA.) لَبَابٌ (as in the K) or ↓ لَبَابَةٌ (as in the L) A little of pasture, or herbage; (K;) what is not extensive thereof. (AHn.) A2: لَبَابِ لَبَابِ, said by the Arabs to a man on the occasion of becoming favourably disposed towards him, (Yoo,) No harm, No harm. Syn. لَا بَأْسَ. (K.) ISd thinks it to be from a preceding meaning; [that of “ keeping, or adhering ”;] observing that when one dispels evil from another, he [the latter] loves to adhere to him: [so that it seems to be an imp. verbal n., like نَزَالِ &c., meaning keep with me, and fear not]. (TA.) هُوَ لُبَابُ قَوْمِهِ [He is the choice one, or best, of his people]: and in like manner, هُمْ لُبَابُ قَوْمِهِمْ: and هِىَ لُبَابُ قَوْمِهَا. (IJ.) b2: لُبَابُ الإِبِلِ (tropical:) The best of the camels. (A.) b3: لُبَابُ الدَّقِيقِ The best and purest of flour; which is white flour. (TA, voce حُوَّارَى.) b4: لُبَابٌ Finely-ground flour, or meal. (TA.) b5: See لُبٌّ. b6: حَسَبٌ لُبَابٌ Pure nobility, or the like. (S, K.) لَبِيبٌ (tropical:) A person of understanding, or intelligence: pl. أَلِبَّاءُ. (S, K.) No other broken pl. is formed from it. (Sb.) Fem. with ة. (TA.) See لُبٌّ, and مَلْبُوبٌ.

A2: In the following verse of El-Mudarrib Ibn-Kaab, فَقُلْتُ لَهَا فِيئِى إِلَيْكِ فَإِنَّنِى

حَرَامٌ وَإِنِّى بَعْدَ ذَاكِ لَبِيبُ by بعد ذاك is meant مع ذاك; and by لبيب, مُقِيم, (remaining, or staying,) or, accord. to some, مُلَبٍّ, from التَّلْبِيَة: see art. لبى. (S.) لَبَابَةٌ: see لَبَابٌ.

لِبَابَةٌ What is worn by the مُتَلَبِّب [app. meaning him who girds himself, and raises or tucks up his clothes, and arms himself, for fight]: (TA:) [A garment which he who prepares himself for fight puts on over other garments. (Freytag.) App., A piece of drapery thrown over the upper part of the bosom, and over the shoulders. See 5.]

لَبِيبَةٌ A certain garment, like the بَقِيرَة, q. v. (S, K.) لَبْلَبٌ and لُبْلُبٌ Kind, and beneficent, to his family and his neighbours. (K.) هُوَ مُحِبٌّ لَهُ بِلَبَالِبِ قَلْبِهِ (tropical:) [He loves him with the tenderest affections of his heart]. (TA.) A2: لَبَالِبُ (tropical:) The confused noise, and cries, of sheep or goats. (S, K.) لَبْلَبَةٌ a word imitative of The sound which a he-goat makes at rutting-time. (K.) لَبْلَابٌ A certain herb: syn. حَشِيشَةٌ. (TA.) A certain plant, (K,) that twines about trees: (S:) [a species of dolichos, the dolichos lablab of Linn.: accord. to Golius, as from the S, convolvulus, a herb which as it rises embraces a tree: and he adds, pecul., the helxine: (Diosc. iv., 39, Beith:) either as if لفلاف, from لف; or from the love with which it seems to embrace the tree; whence it is also called عشقة [q. v.], and is a symbol of love which endures after death.] A well-known herb, or leguminous plant, (بقلة, q. v.,) used medicinally. (TA.) See عُصْرٌ.

لَوْلَبٌ A large quantity of water, which, when the aperture (مَفْتَح, as in the T; or فَتْح, as in MS. copies of the K; in the CK فُتُح;) [mean-ing the aperture of the tank or the like] carries off thereof what it can, and the hole by which it runs out (صُنْبُورُهُ, meaning the مَثْعَب of the water, TA,) is too narrow to admit it freely on account of its abundance, whirls round, and becomes like the spout of a vessel. (T, K.) AM says, I know not whether it be an Arabic word or arabicized; but the people of El-'Irák are fond of using it. (TA.) [It appears to be from the Persian لُولَهْ, as Golius thinks; and is used in modern Arabic in several other senses; namely, A tube through which water flows: the spout of a ewer, of an alembic, and the like: a cock, or tap: a turning pin, or peg; a screw: and the like. Its more appropriate place, I think, would be in an art. composed of the letters للب (accord. to what is said of مُلَوْلَبٌ in the S, K); or rather, (accord. to its derivation from the Pers\.,) لولب.] Pl. لَوَالِبُ. (TA.) أُلْبُوبٌ [and also, accord. to Golius, أَلْبُوبٌ,] The kernel of the stone of the نَبِق [or fruit of the lote-tree]. (K.) It is sometimes eaten: (TA:) and is also called صَلّامٌ. (TA in art. صلم.) مُلَبٌّ: see next paragraph.

مُلْبَبٌ and ↓ مُلَبٌّ (K: the former on the authority of ISk; but Ibn-Keysán says that it is wrong; and that the latter is the right: S:) and ↓ مَلْبُوبٌ (IAar, K) A beast of carriage furnished with a لَبَب, or breast-leather. (S, K.) مَلْبُوبٌ (tropical:) Characterized by understanding, or intelligence. (K.) b2: See preceding paragraph.

تَلْبِيبٌ The portion of the clothes that is at the part called لَبَب: a subst., like تَمْتِينٌ: (K:) pl. تَلَابِيبُ. (TA.) b2: أَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ He drew together his clothes at the bosom, and seized him, dragging him along: (T:) he took him by the لَبَّة: you also say اخذ بِتَلَابِيبِهِ. (TA.) See also 2 and 5.

كلخ

كلخ: كلخة مؤنث الذي جمعه كلوخ: نبات الحلتيت. قِنّة جنس نبات من فصيلة الخيميات وباللاتينية ( Ferula) ( فوك، الكالا) و (دومب 70): ويذكر ديسقوريدوس (الثالثة 84:) إنه الخلباني (باليونانية) ويذكر ابن البيطار (الجزء الرابع 37): شبيهة في شكلها بالقنا وهو الكلخ وهو باليونانية خلباني وفي موضع آخر النبات المسمى نرقس وهو الكلخ؛ (1، 225) وكذلك (في 1، 205) وجد المدلّسون السبيل إلى تدليسه بغير
ما نوع من الكلوخ وكذلك (3:2) القنا وهو الكلخ عمد العامة؛ البكري 39، 3، 71، 12 ابن العوام 722:2، 10 كارتاس 5:14، 19، 2) هو نوع من الأشق.
حلبينة (صمغ راتينجي) وهي الكلمة التي يذكر المعجم اللاتيني العربي إنها ترجمة صمغ الكلخ أو، بالأحرى، صمغ النشادر (أنظر المستعيني في مادة وشق: وهو صمغ الكلخ، ومعجم المنصوري): اشق هو صمغ صنف من الكلوخ يجلب إلى المغرب ومَنْ زعم إنه صمغ الكلخ نفسه فقد أخطأ ويقال نبات الكلخ، (دافيدسن 23: الكلخ نبات يشبه الشمار ولبّة (والشمار هو ما يدعى Fennel بالإنكليزية) ومنه اشتق الصمغ النشادري. ومن هنا أطلق عليه، في مصر، اسم الكلخ أي الصمغ النشادري الذي ذكرناه آنفاً (ابن البيطار 388:2).
الكلخ: (باللاتينية Arundo) أي القصب البري. (فوك) وعند (الكالا): canvera التي تعني المعنى نفسه.
الكلخ: الحشيشة الزجاج (نبات عشبي ينمو قرب الجدران): وهي باللاتينية: Parietaria diffusa Mert et Koch وبالقشنالية (الكالا) csna roya yerva اعتمدت فيما ذكرته هنا، وفي ما يلي ذلك، على كولميرو.
الكلخ: باللاتينية Onopordon Acanthium وبالقشتالية (الكالا) Tova cona.
الكلخ: الرازيانج (براكس R. d. O. A:352:8) .
الكلخ الدلبي: ويسمى في غرناطة: Heracleum Sphondylium ( ابن البيطار 454:1 و242).
الكلخي= العود الهندي (ابن بطوطة 167:6) وربما تدعى باليونانية الأوّية. د كَليخة: خيميات، صيوانيات (فصيلة من ذوات الفلقتين فيها الجزر والكمون والكزبرة) (براكس R. d. O. a 250:8 ولعلها كُليخة: نبات القنة الصغيرة).

لباً

لباً:
لباً: القشدة التي تكرر تسخينها (بوشر).
لبا النار البارد: سقي هذا النبات بهذا الاسم لأن تسغه ذو عصارة لبنية ومذاقه حار وحرّيف. (فوك).
لُبُوّة ولَبوة: ذئبة (فوك) ومن هذا نفهم أن (فوك) قد خلط بين أنثى الأسد، وهي كلمة عربية ولُبّة وهي كلمة أسبانية Loba.
لبّاء: نوع سمك (ياقوت 1: 898، 8) وقد وردت عند (القزويني) بالتشديد (119:2، 2).

موازنات

موازنات
أقصد بعقد هذه الموازنات أن نتبين الدقة القرآنية في تصوير المعنى تصويرا ينقل إلى النفس الفكرة نقلا أمينا، ولكنى لا أريد أن أعقد كل ما يمكن من الموازنات، فذلك ما لم يتيسر لى القيام به إلى اليوم، فضلا عن أنه فوق طاقتى، وكل ما أريده الآن هو عرض ما أمكننى من هذه الموازنات، راجيا أن أوفق إلى الإكثار منها، بقدر ما أستطيعه في قابل الطبعات إن شاء الله.
1 - قال تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (يس 39).
وقال ابن المعتز:
ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا ... مثل القلامة قد قدّت من الظفر
وقال أيضا:
انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر
وقال أيضا:
انظر إلى حسن هلال بدا ... يهتك من أنواره الحندسا
كمنجل قد صيغ من فضة ... يحصد من زهر الدجى نرجسا
وقال السرىّ الرفاء:
وكأن الهلال نون لجين ... غرّقت في صحيفة زرقاء
وقال أيضا:
ولاح لنا الهلال كشطر طوق ... على لبّات زرقاء اللباس
تتحدث هذه النصوص كلها عن الهلال، ولكى ندرك الفرق في القيمة بين هذه النصوص بعضها وبعض، نتبين معنى كل نص منها، لنرى أيها أدق وأوفى:
أما الآية الكريمة فإنها تتحدث عن تلك التنقلات التى تحدث للقمر بقدرة الله، فبينا هو وليد، إذا به ينمو رويدا رويدا، حتى يصبح بدرا مكتملا، ثم يعود أدراجه، وينقص قليلا قليلا، حتى يعود كعود الكباسة القديم، دقيقا معوجا لا يكاد يرى، ولا يؤبه له، بعد أن كان ملء البصر، وملء الفؤاد، وأنت بذلك ترى أن التشبيه الذى جاء في الآية كان له نصيب في أداء المعنى، ولم يجئ بعد أن استوفى المعنى تمامه، وكان دقيقا أتم دقة، فى أداء المعنى وتصويره كاملا.
أما بيت ابن المعتز الأول، فإن التشبيه الذى أورده لا دخل له أصلا في الفكرة التى يريد نقلها إلى قارئه، فإن كون الهلال مثل قلامة الظفر لا دخل له في أنه كاد يفضحهم، بل على العكس يقلل من شأن الفكرة ويضعفها، فإن هذا الهلال الضئيل الذى يشبه قلامة الظفر، خليق به ألا يكون له أثر ما في تبديد ظلمة الليل المتكاثفة، وخليق به ألا يفضحهم ولا يبين عن مكانهم، وبذلك ترى أن الصلة ليست وثيقة بين شطرى البيت، ولا بين التشبيه والفكرة التى جاء من أجلها.
وفي بيته الثانى سبق أن بينا وجوه النقص فيه ، وتحدثنا عن أن نفاسة المشبّه به لا ترفع من شأن التشبيه، ولا تستر ما فيه من ضعف، وذكرنا أن انتزاع الصورة من
الخيال لا يزيد المشبه وضوحا، ولا يمنحه قوة.
أما بيته الثالث فضعيف متهالك، لم يصور الهلال كما تراه العين، ولا كما تحس به النفس، ففضلا عن غفلة ابن المعتز عما يبعثه الهلال الجديد من آمال جديدة في النفس، ووقوفه عند حد التصوير البصرى لم يوفق في هذا التصوير، فإن الهلال في نظر العين هادئ ساكن، والمنجل في يد الحاصد متحرك في سرعة، فكيف نتخيل الهلال منجلا يحصد، وهو لم يتحرك، ثم ما الصلة بين زهر الدجى وبين النرجس، وكيف يحصد الهلال هذا الزهر، والزهر باق في مكانه لا ينمحى ولا يزول، والعهد بما يحصد أن يتخلى عن مكانه. ومن ذلك ترى نقص التشبيه وقصوره.
واقتصر السّرى الرفاء على التصوير البصرى أيضا ثمّ فاتته الدقة عند ما جعل هذه النون من اللجين غريقة في صحيفة زرقاء، فصور لنفسك أى قدر هذه التى تشبه بها السماء، وتأمل أهناك سبب يدعو إلى جعل هذه النون غريقة في تلك القدر الضخمة؟! فالغريق يعلو، ويهبط، ويبدو، ويختفى، مما لا تراه العين في الهلال الهادى المطمئن.
وانظر، أتجد في بيته الثانى تشبيها زادك شعورا بالهلال عند ما جعله نصف طوق فضلا عن عدم دقته؟! وتأمل أى صلة تربط بين السماء ولبة فتاة تلبس ثيابا زرقاء؟!. وبذلك العرض الموجز تتبين الفرق بين تشبيه القرآن الدقيق المصور وبين تلك التشبيهات الضعيفة العرجاء.
2 - وأطال القدماء في الموازنة بين قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ (البقرة 179). وقولهم: «القتل أنفى للقتل». قالوا: وفضله عليه من وجوه:
أولها: أن الآية الكريمة أقل حروفا من كلامهم.
وثانيها: النص على المطلوب وهو ثبوت الحياة، بخلاف قولهم لأنه إنما يدل على المطلوب باللزوم، من جهة أن نفى القتل يستلزم ثبوت الحياة.
وثالثها: أن تنكير حياة يفيد تعظيما لمنعهم عما كانوا عليه من قتل جماعة بواحد.
ورابعها: اطراده، بخلاف قولهم، فإن القتل ينفى القتل إذا كان على وجه القصاص المشروع، وقد يكون أدعى للقتل، كما إذا وقع ظلما، كقتلهم غير القاتل، وظاهر العبارة يحتمل المعنيين بخلاف القصاص.
وخامسها: أن فيه تكريرا غيره أبلغ منه، ومتى كان التكرير كذلك فهو مقصر عن أقصى طبقات البلاغة.
وسادسها: استغناؤه عما ذكره أكثر من حذفه، وهو (من) بعد أفعل التفضيل الواقع خبرا.
وسابعها: أن القصاص سبب للموت الذى هو ضد الحياة، فما في الآية ملحق بالطباق.
وثامنها: سلامة الآية الكريمة من لفظ القتل المشعر بالوحشة، وتاسعها ظهور العدل في كلمة القصاص.
3 - وتحدث الشعراء عن الصبح، فقال السرى الرفاء:
انظر إلى الليل، كيف تصدعه ... راية صبح مبيضة العذب
كراهب جن للهوى طربا ... فشق جلبابه من الطرب
وقال الشريف الرضى:
وكأنما أولى الصباح وقد بدا ... فوق الطويلع راكب متلثم
وأذاع بالظلماء فتق واضح ... كالطعنة النجلاء يتبعها دم
وقال أيضا:
وليلة خضتها على عجل ... وصبحها بالظلام معتصم تطلع الفجر من جوانبها ... وانفلتت من عقالها الظلم
وقال أيضا:
والصبح قد أخذت أنامل كفه ... فى كل جيب للظلام مزرر
فكأنما في الغرب راكب أدهم ... يحتثه في الشرق راكب أشقر
وليس كل ذلك الشعر بباعث إلى نفسك الشعور بما في الصبح من يقظة وحياة، كما يبعثه إلى نفسك تلك الكلمة القرآنية المختارة: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 18).
فإنها تحمل إليك معنى الحياة التى دبت في الكون بعد طول هجوعه، واليقظة التى شملته بعد رقاد وهمود، ويصور لك الوجود، وقد بدأ يفتح عينيه وينهض من سبات، أما هذه الأبيات من الشعر فإنها وقفت تتلمس لهذه الظاهرة الكونية شبيها بصريا، وقد أخفقت جميعها في هذا التصوير البصرى، فشعر السرى الرفاء تلمس للصبح مثيلا، فوجد في الراية ذات العذبات البيض شبيها له، ولا شىء يجمع بين المشبه والمشبه به سوى هذا اللون الأبيض، أما الإحساس النفسى فلا دخل له في الربط بين هذين الطرفين، ثم جعل السرى الليل راهبا، ولا ندرى كيف يدفع الهوى راهبا إلى الجنون وهو راهب، وليت شعرى ما الذى يبدو من الراهب إذا شق ثوبه؟! وإذا كان الراهب أسود اللون فهل يبدو تحت جلبابه سوى السواد، وشق الثوب من مجنون إنما يكون في سرعة لا تمثل ضوء الصباح الزاحف في بطء.
أما شعر الشريف الرضى الأول فقد أجهدت ذهنى في أن أربط صلة بين الصبح والراكب المتلثم، فلم أجد رابطا ذا قيمة يصل بينهما، ولماذا اختار الشاعر الراكب دون الماشى؟ وما لون هذا الراكب؟ وعلى أى شىء يركب؟ وهل الصبح كمتلثم يظل متلثما، ثم يبدى صفحة وجهه دفعة واحدة؟ وما الصورة التى ترتسم في ذهنك لهذا الصبح المتلثم الراكب؟ وهل هيئة الصبح تشبه هيئة راكب متلثم؟ وفيم؟
كل هذه أسئلة تخرج منها بوهن الصلة بين الصبح وهذه الصورة التى يرسمها الشاعر، وفي البيت الثانى يصور لك هذا الصبح، وما فيه من جمال وروعة، تبعث فى النفس حب الجمال لهذه الطبيعة الباسمة المشرقة- صورة دامية بشعة، تثير فى النفس الخوف والألم والنفور، صورة طعنة نجلاء يقطر منها الدم، وسبب ذلك إغفال الجانب النفسى الشعورى من الشاعر عند التشبيه، والوقوف عند حد اللون الذى يربط لون الصبح بتلك الآلة الحادة الطاعنة، وذلك الضوء الأحمر الحى تزجيه الشمس بين يديها، ولون قطرات الدماء، ألا ما أعظم الفرق بين الشعورين! وما أقوى أن يتنافرا، حتى لا يجمع بينهما رباط! وأخطأ الشريف الرضى التوفيق أيضا عند ما وصف الصبح يسفر بعد ظلام الليل، وإن كانت هذه الصورة في بعض نواحيها أضوأ من صاحبتها، عند ما قال:
«تطلع الصبح من جوانبها»، ففي هذا التصوير نوع من الحياة، ولكنه بعيد كل البعد عن أن يصور حياة تكون كما صورتها الآية الكريمة، أما باقى الصورة التى ترسمها الأبيات فقد أخطأت في رسم هذه الظاهرة الطبيعية، فإن الشعر يصور لك أن الصبح لم يلبث أن أطل من الأفق، حتى مضى الليل مسرعا يهرول في جريه، كأنما قد أسفر الصبح ومضى الليل بين غمضة عين وانتباهتها، وذلك تصوير غير دقيق، لأن الليل ينحسر قليلا قليلا عن الصبح، حتى يتم أسفاره، كما أن النهار ينحسر قليلا قليلا، تاركا الكون لظلام الليل، وعبر القرآن عن ذلك في قوله سبحانه: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37). فاستخدم كلمة السلخ لتوحى بما ذكرناه.
وعاد في شعره الثالث إلى الراكب، لا يلمح من جمال الصبح وبهجته سوى لونه، ونقدنا لهذا الشعر هو ما سبق أن أوضحناه.
4 - ووصف الرسول كتاب الله، كما وصف الله كتابه في القرآن، فقال النبى:
«إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينة الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أصدق الحديث وأبلغه » وقال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (الزمر 23). وأنت ترى الفرق واضحا بين قوة الكلامين، والمنهجين، والاتجاهين.
5 - وصاغ أبو بكر جملة على مثال الجملة القرآنية، فقال من خطبة له:
«واعلموا أن أكيس الكيس التقى » على مثال قوله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى (البقرة 197)، ولا ريب أن النص القرآنى، يصور تلك الرحلة التى ينتقل فيها الإنسان من الحياة الدنيا إلى الآخرة، وهى رحلة تنتهى بحياة خالدة يحتاج المرء فيها إلى زاد يعيش عليه، فتصوير التقوى بأنها خير زاد يوحى بذلك كله، كما يوحى بالحاجة إليها، كما يحتاج المسافر إلى ما يتزود به في غربته، ولم تزد جملة أبى بكر على أن وصفت التقوى بأنها أحكم ما يتصف به العقلاء، فلم توح الجملة إلى النفس بما أوحت به جملة القرآن. 6 - ومن كتاب أرسله أبو عبيدة ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب: «إنّا نحذرك يوما تعنو فيه الوجوه وتجب فيه القلوب »، وقد وصف القرآن هذا اليوم، فقال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (النور 37)، وكلمة «التقلب» فى الآية أشد دلالة على ما يصيب القلوب من الفزع والاضطراب في ذلك اليوم، من الوجيب، فضلا عما فى النص القرآنى من خلوصه من تكرير «فيه» الواردة في الرسالة.
7 - وعند ما يتأثر الشاعر القرآن، يبدو الفرق واضحا بين الأصل والتقليد، وأصغ إلى حسان يقول:
وهل يستوى ضلال قوم تسفهوا ... عمى، وهداة يهتدون بمهتد
أخذه من قوله سبحانه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ (الرعد 16). فأنت ترى حسان يوازن بين ضلّال وهداة، وليس الفرق بينهما من الوضوح والقوة كالفرق بين الأعمى والبصير، والظلمات والنور، فالفرق هنا واضح ملموس، يشعر به الناس جميعا، حتى إذا اطمأنت النفس إلى هذا الفرق، وآمنت بأن هناك بونا شاسعا بينهما، انتقلت من ذلك إلى تبين مدى ما بين الضال والمهتدى من فرق بعيد.
8 - وقال حسان أيضا في رثاء رسول الله:
عزيز عليه أن يحيدوا عن الهدى ... حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
أخذه من قوله تعالى: عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (التوبة 128). وقوة الآية القرآنية تبدو في إظهار نتيجة الحيد عن الهدى، وهى الهلاك والعذاب، وفي ذلك من التخويف لهم ما فيه، فهو يبرز هذه النتيجة كأنها حقيقة واقعة، تؤلم الرسول، وتثقل عليه، وتبدو هذه القوة أيضا في تعميم الحرص، فهو حريص على هدايتهم، حريص على خيرهم، حريص على أن يظفروا فى الآخرة بالثواب والنعيم المقيم، وكل ذلك وأكثر منه يفهم من قوله: «حريص عليكم»، أما حسان فقد خصص ولم يطلق.
9 - وقال حسان في غزوة بدر:
سرنا وساروا إلى بدر لحينهم ... لو يعلمون يقين العلم ما ساروا
دلاهمو بغرور، ثم أسلمهم ... إن الخبيث لمن ولاه غرار
وقال: إنى لكم جار، فأوردهم ... شر الموارد، فيه الخزى والعار ثم التقينا، فولوا عن سراتهم ... من منجدين، ومنهم فرقة غاروا
يستوحى ذلك من قوله تعالى: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (الأنفال 48). وتأمل التصوير القوى البارع في القرآن لتزيين الشيطان أعمال الكافرين لهم، فإن القرآن قد نقل ذلك الحديث الذى أوحى به الشيطان إلى أوليائه وكيف ملأ قلبهم بالغرور، وهنا يجمل حسان، بينما يفصل القرآن، وفي هذا التفصيل سر الحياة، تلك الحياة التى ترينا الشيطان ناكصا على عقبيه، عند ما تراءت الفئتان، يبرأ من هؤلاء الذين غرهم بخداعه، وأسلمهم إلى الموت بكذبه وإيهامه، وهذه الحياة هى التى تنقص شعر حسان.
10 - وتأمل الفرق في الأسلوب، عند ما حور النابغة الجعدى أسلوب القرآن قليلا، فقال:
الحمد لله، لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
المولج الليل في النهار، وفي اللي ... ل نهارا، يفرج الظلما
فقد حور قوله سبحانه: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ (الحج 61). فحذف المولج، وتقديم في الليل، وتنكير نهارا، والمجيء بجملة «يفرج الظلما»، كل ذلك أضعف أسلوب الشاعر، وباعد بينه وبين الأسلوب القوى للقرآن.
11 - وخذ قول الشاعر:
فإنك لا تدرى بأية بلدة ... تمت، ولا ما يحدث الله في غد
المستمد من قوله تعالى: وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (لقمان 34)، تر التعميم في الآية الكريمة أكسبها فخامة وقوة، والتعبير بتكسب فيه تصريح بعجز النفس عن أن تعرف ما تعمله هى نفسها في الغد، وذلك ما لا تجده عند الشاعر الذى عمم فيما يحدثه الله في غد، ولم يكن لهذا التعميم ما للتخصيص من قوة التعجيز.
12 - وهذا الشعر الذى ينسب إلى حمزة في غزوة بدر، يتحدث عن الكفار:
أولئك قوم قتلوا في ضلالهم ... وخلوا لواء غير محتضر النصر
لواء ضلال قاد إبليس أهله ... فخاس بهم، إن الخبيث إلى غدر
فقال لهم إذ عاين الأمر واضحا: ... برئت إليكم، ما بى اليوم من صبر
فإنى أرى ما لا ترون، وإننى ... أخاف عقاب الله، والله ذو قسر
فقدمهم للحين، حتى تورطوا ... وكان بما لم يخبر القوم ذا خبر وهو يستوحى كحسان قوله تعالى: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ... (الأنفال 48) فأى فرق شاسع بين الأسلوبين وبين التصويرين، فالأسلوب في الشعر متهاو ضعيف، بينما هو في الآية قوى رائع، يصور الشيطان وقد ملأ أفئدتهم إعجابا بأعمالهم، فاغتروا بها، وتكاد تستمع إلى وسوسته، وهو يؤكد لهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس ما دام جارا لهم، وتتخيله موليا الأدبار بعد أن تراءت الفئتان، وبدت أمام عينيه الهزيمة، فيسلم قومه إلى القتل، ويفر غادرا بهم، ويرن فى أذنك براءته منهم، معللا ذلك بأنه يرى ما لا يرون، وبأنه يخاف الله، وفي ذلك التصوير من التهكم بهم ما فيه.
أما الشعر فبيّن الضعف، يصف اللواء بأنه غير محتضر النصر. وقوله: إذ عاين الأمر واضحا، ليس بأسلوب شعرى. والفرق قوى بين: والله شديد العقاب، وقوله:
والله ذو قسر، وأنت ترى أنه برغم أن المعنى قد أوضحه القرآن، لم يستطع الشاعر أن ينهض إلى مستوى رفيع.
... وللباقلانى منهج في الموازنة، يبين به فضل كتاب الله، هو «أن تنظر أولا في نظم القرآن، ثم في شىء من كلام النبى صلّى الله عليه وسلم، فتعرف الفصل بين النظمين، والفرق بين الكلامين، فإن تبين لك الفصل، ووقعت على جلية الأمر، وحقيقة الفرق، فقد أدركت الغرض، وصادفت المقصد، وإن لم تفهم الفرق، ولم تقع على الفصل، فلا بدّ لك من التقليد، وعلمت أنك من جملة العامة، وأن سبيلك سبيل من هو خارج عن أهل اللسان »، ثم أورد الباقلانى بعض خطب الرسول وكتبه، وعلق عليها بقوله: «ولا أطول عليك، وأقتصر على ما ألقيته إليك، فإن كان لك في الصنعة خطر ... فما أحسب أن يشتبه عليك الفرق بين براعة القرآن، وبين ما نسخناه لك من كلام الرسول صلّى الله عليه وسلم في خطبه ورسائله، وما عساك تسمعه من كلامه، ويتساقط إليك من ألفاظه، وأقدر أنك ترى بين الكلامين بونا بعيدا، وأمدا مديدا، وميدانا واسعا، ومكانا شاسعا  ... ».
«فإذا أردت زيادة في التبيين ... فتأمل (هداك الله) ما ننسخه لك من خطب الصحابة والبلغاء، لتعلم أن نسجها ونسج ما نقلنا من خطب النبى صلّى الله عليه وسلم واحد وسبكها سبك غير مختلف، وإنما يقع بين كلامه وكلام غيره ما يقع من التفاوت بين كلام الفصيحين، وبين شعر الشاعرين ... فإذا عرفت أن جميع كلام الآدمى منهاج، ولجملته طريق، وتبينت ما يمكن فيه من التفاوت- نظرت إلى نظم القرآن نظرة أخرى، وتأملته مرة ثانية، فترى بعد موقعه وعالى محله وموضعه  ... » ثم يورد بعض خطب البلغاء وكتبهم، ويقول: «تأمل ذلك وسائر ما هو مسطر من الأخبار المأثورة عن السلف وأهل البيان واللسن، والفصاحة والفطن ... فسيقع لك الفضل بين كلام الناس وبين كلام رب العالمين، وتعلم أن نظم القرآن يخالف نظم كلام الآدميين ... فإن خيل إليك، أو شبه عليك، وظننت أنه يحتاج أن يوازن بين نظم الشعر والقرآن، لأن الشعر أفصح من الخطب، وأبرع من الرسائل وأدق مسلكا من جميع أصناف المحاورات ... فتأمل ما نرتبه ينكشف لك الحق: إذا أردنا تحقيق ما ضمناه لك فمن سبيلنا أن نعمد إلى قصيدة متفق على كبر محلها وصحة نظمها، وجودة بلاغتها ومعانيها، وإجماعهم على إبداع صاحبها فيها، مع كونه من الموصوفين بالتقدم في الصناعة، والمعروفين بالحذق في البراعة، فنقفك على مواضع خللها، وعلى تفاوت نظمها، وعلى اختلاف فصولها، وعلى كثرة فضولها، وعلى شدة تعسفها، وبعض تكلفها، وما تجمع من كلام رفيع يقرن بينه، وبين كلام وضيع، وبين لفظ سوقى يقرن بلفظ ملوكى  ... » ثم عرض تطبيقا على منهجه معلقة امرئ القيس، وأخذ يبين ما فيها من مجال النقص، ووجوه العيب، ثم قال: «وقد بينا لك أن هذه القصيدة ونظائرها تتفاوت في أبياتها تفاوتا بينا في الجودة والرداءة، والسلاسة والانعقاد، والسلامة والانحلال، والتمكن والتسهل، والاسترسال والتوحش والاستكراه، وله شركاء في نظائرها، ومنازعون فى محاسنها، ومعارضون في بدائعها، ولا سواء كلام ينحت من الصخر تارة، ويذوب تارة، ويتلون تلون الحرباء، ويختلف اختلاف الأهواء، ويكثر في تصرفه اضطرابه، وتتقاذف به أسبابه، وبين قول يجرى في سبكه على نظام، وفي رصفه على منهاج، وفي وضعه على حد، وفي صفائه على باب، وفي بهجته ورونقه على طريق، مختلفه مؤتلف، ومؤتلفه متحد، ومتباعده متقارب وشارده مطيع، ومطيعه شارد، وهو على متصرفاته واحد، لا يستصعب في حال، ولا يتعقد في شأن ».
ذلك هو منهج الباقلانى في الموازنات.
... وإن مجال الموازنات لمتسع بين القرآن والشعر عند ما يكون الموضوع واحدا، فقد تحدث القرآن والشعر عن كثير من الغزوات ولم يستطع الشعر برغم تقليده في كثير من الأحيان للقرآن أن يصل إلى السمو القرآنى، وأن يتناول شتى الأغراض التى تنتظم شئون الجماعة الإسلامية، فى حين أن الشعر الذى تحدث عن هذه الغزوات ضعيف في جملته لا يخرج عن أغراض الشعر المعروفة يومئذ من مدح أو هجاء أو فخر أو رثاء. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.