Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وضوء

أَيَا

أَيَا
: ( {أَيَا) ، بِالْفَتْح والتَّخْفيفِ: (حَرْفٌ لنِداءِ البَعِيدِ لَا القَريبِ؛ ووَهِمَ الجَوْهرِي) ، لم أرَه فِي الصِّحاح فليُنْظَر ذلكَ؛ (وتُبْدَلُ هَمْزَتُه هَاء) فيقالُ: هَيَا، وَقد تقدَّمَ فِي موضِعِه.
قَالَ ابنُ الحاجِبِ فِي الكفايةِ فِي بيانِ حُروفِ النِّداءِ مَا نَصّه يَا أَعَمّ الحُرُوفِ تُسْتَعْمل فِي القَرِيبِ والبَعِيدِ والمُتَوسِط،} وأَيَا وهَيَا للبَعِيدِ، واي والهَمْزةُ للقَرِيبِ.
وَقَالَ الفخْرُ الجاربردي مُوافِقاً لصاحِبِ المُفَصّل: أنَّ أَيَا وهَيَا للبَعِيدِ، أَو مَنْ هُوَ بمنْزِلَتِه من نائِمٍ وسَاهٍ، وَإِذا نُودِي بِهَذِهِ الحُروفِ الثَّلاثةِ من عَدا البَعِيد والنَّائِم والسَّاهِي فلحرْصِ المُنادَى على إقْبالِ المَدْعوِّ عَلَيْهِ.
(! وإيًّا، بِالْكَسْرِ) مَعَ تشْديدِ الياءِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي؛ (والفَتْح) ، رَواهُ قُطْرب عَن بعضِهم وَمِنْه قَراءَةُ الفَضْل الرّقاشي: { {أَياكَ نَعْبُدُ} وأَياكَ نَسْتَعِين} بفَتْح الهَمْزتَيّن نقلَهُ الصَّاغاني؛ زادَ قُطْرب ثمَّ تُبَدْلُ الهَمْزةُ هَاء مَفْتوحةً أَيْضاً فَيَقُولُونَ هَيَّاكَ.
قَالَ الجَوْهري: (اسْمٌ مُبْهَمٌ تَتَّصِلُ بِهِ جَميعُ المُضْمَراتِ المُتَّصِلَةِ الَّتِي للنَّصْبِ) ، تقولُ: ( {إيَّاكَ} وإِيَّاهُ {وإيَّايَ) } وإيَّانا، وجُعِلت الكافُ والهاءُ والياءُ والنونُ بَياناً عَن المَقْصودِ ليُعْلَم المُخاطَب مِن الغائِبِ، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِن الإعْرابِ، فَهِيَ كالكافِ فِي ذلكَ وأَرَأَيْتَكَ، وكالألفِ والنونِ الَّتِي فِي أَنْتَ، فتكونُ {إيَّا الاسْم وَمَا بعْدَها للخطابِ، وَقد صارَا كالشيءِ الواحِدِ لأنَّ الأسْماءَ المُبْهمَةَ وسائِرَ المَكْنِيَّات لَا تُضَافُ لأنَّها مَعارِفُ.
وَقَالَ بعضُ النّحويِّين: إنَّ} إيَّا مُضافٌ إِلَى مَا بعَده، واستدلَّ على ذلكَ بقولِهم: إِذا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّين {فإيَّاهُ} وإيَّا الشَّوابِّ، فأضافُوها إِلَى الشَّوابِّ وخَفَضُوها.
وَقَالَ ابنُ كَيْسان: الكافُ والهاءُ والياءُ والنونُ هِيَ الأسْماءُ، {وإيَّا عِمادٌ لَهَا، لأنَّها لَا تقومُ بأَنْفُسِها كالكافِ والهاءِ والياءِ فِي التَّأْخيرِ فِي يَضْرِبُكَ ويَضْرِبُه ويَضْرِبُني، فلمَّا قُدِّمَتِ الكافُ والهاءُ والياءُ عُمِدَتْ} بإيَّا، فصارَ كُلّه كالشيءِ الواحِدِ، ولكَ أَن تقولُ ضَرَبْتُ {إيَّايَ لأنَّه يَصح أَن تقولَ ضَرَبْتُني وَلَا يجوزُ أَن تقولَ ضَرَبْتُ إيَّاكَ، لأنَّك إنّما تَحْتاجُ إِلَى إيَّاكَ إِذا لم يمكنك اللّفْظ بالكافِ، فَإِذا وَصَلْت إِلَى الكافِ تَرَكْتها، ويجوزُ أَنْ تقولَ ضَرَبْتُك} إيَّاك لأنَّ الكافَ اعْتُمِدَ بهَا على الفِعْل، فَإِذا أَعَدْتَها احْتَجْتَ إِلَى {إيَّا؛ وأَمَّا قولُ الشاعرِ، وَهُوَ ذُو الأصْبَع العَدْواني:
كأنَّا يومَ قُرَّى إنَّما نَقْتُلُ} إيَّانا قَتَلْنا منهُم كُلَّ فَتًى أَبْيَضَ حُسَّانا فإنَّه إنَّما فَصلَها مِن الفِعْلِ لأنَّ العَرَبَ. لَا تُوقع فِعْلَ الفاعِلِ على نَفْسِه باتِّصالِ الكِنايَةِ، لَا تقولُ قَتَلْتُني، إنَّما تقولُ قَتَلْتُ نَفْسِي، كَمَا تقولُ ظلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لي، وَلم تَقُلْ ظَلَمْتُني، فأجْرى إيَّانا مُجْرَى أَنْفُسِنا، انتَهَى كَلامُ الجَوْهري.
قَالَ ابنُ برِّي عنْدَ قولِ الجَوْهرِي: ولَكَ أَن تقولَ ضَرَبْتُ {إيَّاي إِلَى آخرِه؛ صَوابُه أنْ تقولَ ضَرَبْتُ} إيَّايَ لأنَّه لَا يجوزُ أنْ يقالَ ضَرَبْتُني.
(وتُبْدَلُ هَمْزَتُه هَاء) كأَراقَ وهَرَاقَ تقولُ هِيَّاكَ، قَالَ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ الأخْفَش:
فهِيَّاكَ والأَمْرَ الَّذِي إنْ تَوسَّعَتْ
مَورِادُ ضاقَتْ عَلَيْكَ مَصادِرُه وَفِي المُحْكم: ضاقَتْ عَلَيْكَ المَصادِرُ، والبَيْتُ لمُضَرِّس.
وَقَالَ آخَرُ:
يَا خالِ هَلاَّ قُلْتُ إذْ أَعْطَيْتَني
هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ (و) تُبْدَلُ (تارَةً واواً، تقولُ وِيَّاكَ) .
وَقد اخْتَلَفَ النَّحويّون فِي إيَّاكَ، فقالَ (الخليلُ) بنُ أَحمدَ: ( {إِيًّا اسْمٌ مُضْمَرٌ مُضافٌ إِلَى الكافِ) . وحُكَي عَن المازِني مِثْل ذلكَ.
قَالَ أَبُو عليَ: وحَكَى أَبو بكْرٍ عَن أَبي العبَّاس عَن أَبي الحَسَنِ (الأَخْفَشِ) أنَّه: (اسْمٌ مُفْرَدٌ مُضْمَرٌ يَتَغَيَّرُ آخرُه كَمَا يَتَغَيَّرُ آخَرُ المُضْمَراتِ لاخْتِلافِ أَعْدادِ المُضْمَرِينَ) ، وأنَّ الكافَ فِي إيَّاكَ كَالَّتِي فِي ذَلِكَ فِي أنَّه دَلالةٌ على الخِطابِ فَقَط مُجَرَّدَةٌ مِن كوْنِها عَلامَةَ المُضْمَر.
وحَكَى سِيبَوَيْهٍ عَن الخليلِ أنَّه قالَ: لَو قالَ قائِلٌ} إيَّاكَ نَفْسك لم أُعَنِّفْه لأنَّ هَذِه الكَلمةَ مَجْرورَةٌ. وقالَ بعضُهم: إيَّا اسْمٌ مُبْهمٌ يُكْنَى بِهِ عَن المَنْصوبِ، وجُعِلَت الكافُ والهاءُ والياءُ بيَاناً عَن المَقْصودِ ليُعْلَم المُخاطَبُ مِن الغائِبِ، وَلَا مَوْضِع لَهَا مِن الإعْرابِ وَهَذَا بعَيْنِه مَذْهَبُ الأخْفَش.
قَالَ الأزْهري: وقولهُ اسْمٌ مُبْهمٌ يُكْنى بِهِ عَن المَنْصوبِ يدلُّ على أنَّه لَا اشْتِقاقَ لَهُ.
وَقَالَ أَبو إسْحق: الكافُ فِي إيَّاكَ فِي مَوْضِعِ جرَ بإضافَةِ! إيَّا إِلَيْهَا، إلاَّ أنَّه ظاهِرٌ يُضافُ إِلَى سائِرِ المُضْمَراتِ، ولَوْ قلْت إيَّا زَيْدٍ حدَّثْت لكانَ قَبِيحاً، لأنَّه خُصَّ بالمُضْمَرِ.
قَالَ ابنُ جنِّي: وتأَمَّلْنا هَذِه الأقْوالَ على اخْتِلافِها والاعْتِلالَ لكلِّ قولٍ مِنْهَا فَلم نجِدْ فِيهَا مَا يصحُّ مَعَ الفَحْصِ والتَّنْقِير غَيْرَ قولِ الأخْفَش، أَمَّا قولُ الخليلِ إنَّ إيَّا اسْمٌ مُضْمَر مُضافٌ فظاهِرُ الفَسادِ وذلكَ أنَّه إِذا ثَبَتَ أنَّه مُضْمَر لم تجزْ إضافَتَه على وَجْهٍ من الوُجُوهِ لأنَّ الغَرضَ مِنَ الإضافَةِ إنَّما هُوَ التَّعْريفُ والتَّخْصيصُ، والمُضْمَر على نهايَةِ الاخْتِصاصِ فَلَا حاجَةَ بِهِ إِلَى الإضافَةِ؛ وأَمَّا قولُ مَنْ قالَ إنَّ إيَّا بكَمالِها اسْمٌ فليسَ بقَوِيَ، وذلكَ أنَّ إيَّاكَ فِي أنَّ فَتْحةَ الكافِ تُفيدُ للخطابِ المُذكَّرِ وكَسْرةَ الكافِ تُفيدُ للخطابِ المُؤنَّثِ بمنْزلَةِ أَنتَ فِي أَنَّ الاسْمَ وَهُوَ الهَمْزةُ وَالنُّون والتّاء المَفْتوحَة تُفيدُ للخطابِ المُذكّر وَالتَّاء المَكْسُورَة تُفيدُ للخطابِ المُؤنّث، فَكَمَا أنَّ مَا قَبْل التاءِ فِي أَنْتَ هُوَ الاسْمُ، والتاءُ هُوَ الخطابُ، فَكَذَا إيَّا اسْمٌ والكافُ بعَدْها حَرْفُ خطابٍ؛ وأَمَّا مَنْ قالَ إنَّ الكافَ والهاءَ والياءَ فِي {إيَّاكَ} وإيَّاهُ! وإيَّايَ هِيَ الأسْماءُ وأَنَّ إيَّا إنَّما عُمِدَتْ بهَا هَذِه الأسْماء لقلّتِها، فغَيْر مَرْضِيَ أَيْضاً، وذلكَ أنَّ إيَّا فِي أنَّها ضَمِيرٌ مُنْفصلٌ بمنْزلَةِ أَناوَلم نَعْلَم اسْماً مُظْهراً اقْتُصِرَ بِهِ على النَّصْبِ البتَّة إلاَّ مَا اقْتُصِرَ بِهِ مِنَ الأسْماءِ على الظَّرْفيَّةِ، وذلكَ نَحْو ذاتَ مَرَّةٍ وبُعَيْداتِ بَيْنٍ وَذَا صَباحٍ وَمَا جَرَى مَجْراهُنَّ، وشيئاً مِنَ المَصادِرِ نَحْو سُبْحانَ اللهاِ ومَعاذَ اللهاِ ولَبَّيْكَ، وَلَيْسَ إيَّا ظَرْفاً وَلَا مَصْدراً فيُلْحَقُ بِهَذِهِ الأسْماءِ، فقد صحَّ إذَنْ بِهَذَا الْإِيرَاد سُقُوطُ هَذِه الأقْوالِ، وَلم يَبْقَ هُنَا قولٌ يجبُ اعْتِقادُه ويلزمُ الدُّخول تَحْته إلاَّ قَوْل أَبي الحَسَنِ الأخْفَش من أنَّ إيَّا اسْمٌ مُضْمرٌ، وأنَّ الكافَ بعْدَه ليسَتْ باسمٍ، وإنّما هِيَ للخِطابِ بمنْزِلَةِ كافِ ذَلِكَ وأَرَأَيْتُكَ وأَبْصِرْكَ زَيْداً والنَّجاكَ؛ قالَ: وسُئِلَ أَبو إسْحق عَن مَعْنى قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {إيَّاك نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِين} ، مَا تأْوِيلُه؟ فقالَ: تأْوِيلُه حَقِيقَتَكَ نَعْبُدُ، قَالَ: واشْتِقاقُه من الآيةِ الَّتِي هِيَ العَلامَةُ. قالَ ابنُ جنِّي وَهَذَا غَيْرُ مَرْضِيَ وذلكَ أنَّ جميعَ الأسْماءِ المُضْمَرةِ مَبْنيٌّ غَيْر مُشْتَقّ نَحْو أَنا وَهِي وَهُوَ، وَقد قامَتِ الدَّلالةُ على كَوْنهِ اسْماً مُضْمراً فيجِبُ أَنْ لَا يكون مُشْتقّاً.
( {وإيَا الشَّمسِ، بالكسْرِ والقَصْرِ) ، أَي مَعَ التّخْفيفِ، (وبالفَتْح والمدِّ) أَيْضاً، (} وأَياتُها، بالكسْرِ والفَتْح) ، فَهِيَ أَرْبَعُ لُغاتٍ؛ (نُورُها وحُسْنُها) وضَوْءُــها؛ ويقالُ: {الأَياةُ للشَّمسِ كالهَالَةِ للقَمَرِ؛ وشاهِدُ} إياة قولُ طرفَةَ: سَقَتْه {إيّاةُ الشمسِ إلاَّ لِثاتِه
أُسِفَّ وَلم تَكْدِمْ عَلَيْهِ بإثْمِد ِوشاهِدُ} إيَا بالكسْرِ مَقْصوراً ومَمْدوداً قولُ مَعْنِ بنِ أوْسٍ أَنْشَدَه ابنُ برِّي:
رَفَّعْنَ رَقْماً على أيْلِيَّةٍ جُدُدٍ
لاقَى {أيَاها أياءَ الشمسِ فَائتَلَقافجمَعَ اللُّغَتَيْن فِي بَيْتٍ.
(وَكَذَا) الإياءُ (مِن النَّباتِ) : حُسْنُه وبَهْجتُه فِي اخْضِرارِهِ ونُموِّه.
(} وأيَّايَا ويَايَا ويَايَهْ) : كُلُّ ذلكَ (زَجْرٌ للإِبِلِ) ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الأُولى، (وَقد {أَيَّا بِها) ؛ وأنْشَدَ لذِي الرُّمّة:
إِذا قالَ حادِيهِمْ} أيَايَا اتَّقَيْتُه
بميل الذُّرَا مُطْلَنْفِئاتِ العَرائِكِقال ابنُ برِّي: والمَشْهورُ فِي البَيْتِ:
إِذا قَالَ حادِينا أيا عَجَسَتْ بِنا
خِفافُ الخُطَا، الخثم إنَّ ذِكْرَه يَايَهْ هُنَا كأنَّه اسْتِطْرادٌ، وإلاَّ فمَوْضِع ذِكْرِه الْهَاء، وتقدَّمَ هُنَاكَ يَهْ يَهْ ويَايَهْ وَقد يَهْيَه بهَا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
وَقد تكونُ إيَّا للتّحْذيرِ، تقولُ:! إيَّاكَ والأَسَدَ، وَهُوَ بدلٌ مِن فِعْلٍ كأنَّك قُلْتَ باعِدْ؛ ويقالُ هَيَّاكَ بالهاءِ، وأَنْشَدَ الأخْفَش لمضَرِّسٍ:
فهِيَّاكَ والأَمْرَ الَّذِي إنْ تَوسَّعَتْ وَقد تقدَّم.
وتقولُ: إيَّاكَ وأنْ تَفْعَلَ كَذَا، وَلَا تَقُلْ إيَّاكَ أنْ تَفْعَلَ، بِلا واوٍ؛ وَكَذَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ ابنُ كَيْسان: إِذا قُلْتَ {إيَّاك وزَيْداً، فأنْتَ مُحَذِّرٌ مَن تُخاطِبُه مِن زَيْدٍ، والفِعْلُ الناصِبُ لَا يَظْهَرُ، والمَعْنى أُحَذِّرُكَ زَيْداً، كأنَّه قالَ أُحَذِّرُكَ إيَّاكَ وَزَيْداً، فإيَّاكَ مُحَذِّر كأنَّه قالَ باعِدْ نَفْسَك عَن زَيْدٍ باعِدْ زيْداً عنْك، فقد صارَ الفِعْلُ عامِلاً فِي المُحَذَّرِ مِنْهُ، انتَهَى.
وَقد تحذفُ الواوُ كَمَا فِي قولِ الشاعرِ:
} فإيَّاك إيَّاكَ المِراءَ فإنّه
إِلَى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللشَّرِّ جالِبُيريدُ إيَّاكَ والمِراءَ، فحذَفَ الواوَ لأنَّه بتأْوِيلِ إيَّاك وأَنْ تُمارِيَ، فاسْتَحْسَن حذْفَها مَعَ المِراءِ.
وَقَالَ الشَّريشي عنْدَ قولِ الحَرِيرِي فَإِذا هُوَ إِيَّاه مَا نَصّه: اسْتَعْمل إيَّاهُ وَهُوَ ضَمِيرٌ مَنْصوبٌ فِي مَوْضِع الرَّفْعِ. وَهُوَ غَيْرُ جائِزٍ عنْدَ سِيبَوَيْهٍ، وجَوَّزَه الكِسائي فِي مسأَلَةٍ مَشْهورةٍ جَرَتْ بَيْنهما، وَقد بَيَّنها الفنجديهي فِي شرْحِه على المَقامَاتِ عَن شيْخةِ ابنِ برِّي بِمَا لَا مَزِيدَ عَلَيْهِ فراجِعْه فِي الشرْحِ المذكورِ.

عَدو

عَدو
: (و ( {عَدا} يَعْدُو) ؛) ذِكْرُ المُضارِعِ مُسْتدركٌ كَمَا مَرَّ الإيماءُ إِلَيْهِ مِراراً، ( {عَدْواً) ، بالفَتْح، (} وعَدُوًّا) ، كعُلُوَ؛ ( {وعَدَواناً، محرَّكةً،} وتَعْداءً) بالفتحِ ( {وعَداً) ، مَقْصورٌ: (أَحْضَرَ) ، يكونُ مِنَّا ومِن الخَيْلِ.
وحُكِي: أَتاهُ عَدْواً، وَهُوَ مُقارِبُ الهَرْولَةِ ودُونَ الجَرْي.
(} وأَعْداهُ غَيْرُهُ) .) يقالُ: {أَعْدَيْتُ الفَرَسَ: أَي حَمَلْته على الحُضْر.
(} والعَدَوانُ، محرَّكةً، {والعَدَّاءُ) ، كشَدَّادٍ: كِلاهُما (الشَّديدَةُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الشَّد يدُهُ بهاءِ الضَّمِير، أَي الشَّديدُ} العَدْوِ.
فِي الصِّحاح، يقالُ: إنَّه {لعَدَوانٌ، أَي شَديدُ العَدْوِ.
(} وتَعادَوْا: تَبارَوْا فِيهِ) ، أَي فِي العَدْوِ.
وقالَ الراغبُ: أَصْلُ العَدْوِ التَّجاوُزُ ومُنافاةُ الالْتِئَامِ، فتارَةً يُعْتَبر بالمَشْي فيُقالُ لَهُ العَدْوُ، وتارَةً بالقَلْبِ فيُقالُ لَهُ {العَدَاوَةُ إِلَى آخِر مَا قَالَ.
(} والعِداءُ، ككِساءٍ ويُفْتَحُ: الطَّلَقُ الواحِدُ) للفَرَسِ؛ فمَنْ فَتَحَ قالَ جاوَزَ هَذَا إِلَى ذاكَ، ومَنْ كَسَر فمِنْ {عَادَى الصَّيْدَ مِنَ العَدْوِ وَهُوَ الحُضْر حَتَّى يَلْحَقَه.
(و) } العَدِيُّ، (كَغَنِيَ جماعَةُ القوْمِ) ، بلُغَةِ هُذَيْل، ( {يَعْدُونَ لقِتالٍ) ونحْوِه؛ أَو الَّذين يَعْدُونَ على أَقْدامِهم؛ كَمَا فِي الصِّحاح، قالَ: وَهُوَ جَمْعُ} عادٍ كغَازٍ وغَزِيَ.
(أَو أَوَّلُ من يَحْمِلُ من الرَّجَّالةِ) لأنَّهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لمالِكِ بنِ خالِدٍ الخُنَاعِيّ:
لمَّا رأَيْتُ {عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهم
طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ (} كالعادِيَةِ فيهِما) ، والجمْعُ {العَوادِي.
(أَو هِيَ للفُرْسانِ) ، أَي لأوَّل مَنْ يَحْمِلُ مِنْهُم فِي الغارَةِ خاصَّةً.
(} وعَدا عَلَيْهِ {عَدْواً} وعُدُوًّا) ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وَبِهِمَا قُرِىء قوْلُه تَعَالَى: {فيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بغيرِ عِلْمٍ} ؛ {وعُدُوّ، كعُلُوِّ، قراءَةُ الحَسَنِ؛ وقُرِىء:} عَدُوًّا، يَعْنِي بجماعَةٍ، وقيلَ: هُوَ واحِدٌ فِي مَعْنى جماعةٍ؛ ( {وعَداءً) ، كسَحابٍ، (} وعُدْواناً، بالضَّمِّ والكَسْرِ) ، عَن ابنِ سِيدَه، ( {وعُدْوَى، بالضمِّ) فَقَط: (ظَلَمَهُ) ظُلْماً جاوَزَ فِيهِ القدرَ، وَهَذَا تَجاوُزٌ فِي الإخْلالِ بالعَدَالةِ فَهُوَ عادٍ؛ وَمِنْه قوْلُهم: لَا أَشْمَتَ اللهُ بكَ} عادِيَكَ أَي الظالِمُ لكَ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {فَلَا {عُدْوان إلاَّ على الظَّالِمِين} ، أَي لَا سَبِيلَ.
وقِيلَ:} العُدْوانُ أَسْوأُ {الاعْتِداءِ فِي قوَّةٍ أَو فِعْلٍ أَو حالٍ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ومَنْ يَفْعَلْ ذلكَ} عُدْواناً وظُلْماً فسَوْف نصْلِيه نَارا} ، وقولُه تَعَالَى: {بل أَنْتُم قوْمٌ {عادُونَ} ، أَي} مُعْتَدُونَ.
( {كتَعَدَّى} واعْتَدَى {وأَعْدَى) ، ومِن الأخيرِ:} أَعْدَيْت فِي مَنْطِقِكَ، أَي جرْتَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قالَ الراغبُ:! الاعْتِداءُ مجاوَزَةُ الحَقِّ قد يكونُ على سَبِيلِ الابْتِداءِ، وَهُوَ المُنْهَى عَنهُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَلَا {تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحبُّ} المُعْتَدِين} . وَقد يكونُ على سَبيلِ المُجازَاةِ ويصحّ أَن يُتَعاطَى مَعَ مَنِ ابْتَدَأَ كقَوْلِه تَعَالَى: {فمنْ {اعْتَدَى عَلَيكم} فاعْتَدُوا عَلَيْهِ بمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكم} ، أَي قابِلُوه بحقِّ {اعْتِدائِه سُمِّي بمثْلِ اسْمِه لأنَّ صورَةَ الفِعْلَيْن واحِدٌ، وإنْ كانَ أَحدُهما طاعَةً والآخَرُ مَعْصِيَةً.
(وَهُوَ} مَعْدُوٌّ) عَلَيْهِ، ( {ومَعْدِيٌّ عَلَيْهِ) على قَلْبِ الواوِ يَاء للخفَّةِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
وَقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي
أَنا الليثُ} مَعْدِيًّا عَلَيْهِ {وعادِيا (} والعَدْوَى: الفَسادُ) ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {وعَدا اللِّصُّ على القُماشِ} عَداءً) ، كسَحابٍ، ( {وعُدْواناً، بالضَّمِّ والتَّحْريكِ) ؛) وَفِي المُحْكم بالضَّمِّ والفَتْح مَعًا وَهَكَذَا ضَبَطَه؛ أَي (سَرَقَهُ) ؛) وَهَذَا أَيْضاً تَجاوُزٌ فيمَا يخلُّ بالعَدَالةِ.
(وذِئْبٌ} عَدَوانٌ، محرَّكةً) :) أَي (عادٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: {يَعْدُو على الناسِ.
ومِن سَجَعاتِ الأساسِ: وَمَا هُوَ إلاَّ ذِئْبٌ عَدَوانٌ دِينُه الظُّلم} والعُدْوانُ.
( {وعَداهُ عَن الأَمْرِ عَدْواً) ، بالفَتْحِ، (وعُدْواناً) ، بالضَّمِّ: (صَرَفَهُ وشَغَلَهُ؛} كعَدَّاهُ) ، بالتَّشديدِ. يقالُ: عَدّ عَن كَذَا، أَي اصْرِفْ بَصَرَك عَنهُ.
(و) عَدَا (عَلَيْهِ) عَدْواً: (وَثَبَ) .
(و) عَدَا (الأَمْرَ، و) عَدا (عَنهُ: جاوَزَهُ وتَرَكَهُ) .
(وعَداهُ الأَمْرَ (! كتَعدَّاهُ) :) تَجاوَزَهُ. ( {وعَدَّاهُ} تَعْدِيَةً: أَجازَهُ وأَنْفَذَه) {فتَعَدَّى.
} والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشَّيءِ إِلَى غيرِهِ، وَمِنْه {تَعْدِيةُ الفِعْلِ عنْدَ النُّحَّاةِ، وَهُوَ جَعْلُ الفِعْل لفاعِلٍ يَصِيرُ مَنْ كانَ فاعِلاً لَهُ قَبْل} التَّعْديَةِ مَنْسوباً إِلَى الفِعْل نَحْو خَرَجَ زيْدٌ فأخْرَجْتَه.
( {والعَداءُ، كسَماءٍ وغُلَواءٍ: البُعْدُ.
(وَفِي الصِّحاحِ: بُعْد الَّدارِ.
قُلْت: وَمِنْه قوْلُ الَّراجزِ:
مِنْهُ على} عُدَواءِ الدَّار تَسْقِيمُ (و) أيْضاً: (الشَّغْلُ يَصْرِفُكَ عنِ الشَّيءِ) ، قَالَ زهيرٌ:
{وعادَكَ أَن تُلاقيها} العَدَاء وقيلَ: {العُدَواءُ: عادَةُ الشُّغْل.
وقيلَ: عُدَواءُ الشُّغْلِ مَوانِعُه؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للعجَّاج:
وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا
عَنْها وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا (} والتَّعادِي: الأمْكِنَةُ الغَيْرُ المُتَساوِيَةِ؛ وَقد {تَعادَى المَكانُ) :) إِذا تَفاوَتَ وَلم يَسْتَوِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (وَفِي المَسْجِدِ جَراثِيمُ} وتَعادٍ؛ أَي أَمْكنَةٌ مُخْتَلِفَة غَيْر مُسْتَوِيةٍ.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: نِمْتُ على مَكانٍ {مُتَعادٍ، إِذا كانَ مُتَفاوِتاً ليسَ بمُسْتَوٍ.
وَهَذِه أَرْضٌ} مُتعادِيَةٌ: ذاتُ حِجَرَةٍ ولَخاقِيق.
وَفِي الأساسِ: وبعُنُقِي وَجَعٌ مِن {تَعادِي الوِسادِ: مِن المَكانِ} المُتَعادِي غَيْر المُسْتَوِي.
(و) ! العِدَى، (كإلَى: المُتَباعِدُونَ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (الغُرباءُ) والأَجانِبُ؛ وَمِنْه حديثُ حبيب بنِ مُسْلِمَةَ لمَّا عَزَلَه عُمَرُ عَن حِمْصَ قالَ: (رَحِمَ اللهُ عُمَرَ يَنْزِعُ قَوْمه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَى) .
وقوْلُه: ( {كالأعْداءِ) :) يَقْتَضِي أنْ يكونَ} كالعدى فِي مَعانِيه وليسَ كَذلكَ.
وَالَّذِي فِي المُحْكم بَعْد قَوْله: وقيلَ الغُرْباء، وهُم {الأعْدَاءُ أَيْضاً لأنَّ الغَرِيبَ بَعِيدٌ؛ فالصَّوابُ أنْ يقولَ:} والأعْداء.
ويدلُّ لَه أيْضاً مَا فِي الصِّحاح، قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَلم يأْتِ فِعْلٌ فِي النّعوتِ إلاَّ حَرْف واحِدٌ، يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ عِدًى، أَي غُرباءُ؛ وقَوْمٌ {عِدًى: أَي} أَعْداءٌ، وأَنْشَدَ:
إِذا كنتَ فِي قوْمٍ عِدًى لسْتَ منهمُ
فكُلْ مَا عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب ( {والعُدْوَةُ، بالضَّمِّ: المَكانُ المُتباعِدُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والعُدَواءُ، كالغُلَواءِ: الأَرضُ اليابِسَةُ الصُّلْبَةُ) ، ورُبَّما جاءَتْ فِي البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، ورُبّما كانتْ حَجَراً فيحيدُ عَنْهَا الحافِرُ.
ويقالُ: أَرْضٌ ذاتُ {عُدَواءَ إِذا لم تكُنْ مُسْتَقِيمةً وَطِيئةً وَكَانَت} مُتَعادِيَةً.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ الخَشِنُ الغَلِيظُ.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ المُشْرِفُ يَبْرُكُ عَلَيْهِ البَعيرُ فيَضْطجِعُ عَلَيْهِ، وَإِلَى جَنْبِه مَكانٌ مُطْمَئِنٌّ فيميلُ فِيهِ فيَتَوَهَّنُ، وتوَهُّنُه مَدُّ جِسْمِه إِلَى المَكانِ الوَطِيءِ فتَبْقى قَوائِمُه على العُدَواءِ، وَهُوَ المُشْرِفُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ القِيامَ حَتَّى يموتَ، فتَوَهُّنه اضْطِجاعُه.
قَالَ الَّراغبُ: وَهَذَا مِن التَّجاوُزِ فِي أَجْزاءِ المقرِّ.
(و) أَيْضاً: (المَرْكَبُ الغَيْرُ المُطْمَئِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: العُدَواءُ المَكانُ الَّذِي لَا يَطْمَئِنُّ مَنْ قَعَدَ عَلَيْهِ.
يقالُ: جِئْتُ على مَرْكبٍ ذِي عُدَواء أَي ليسَ بمُطْمَئِنَ؛ وأَبو زيْدٍ مِثْله.
وَفِي المُحْكم: جَلَسَ على عُدَواء أَي على غَيْرِ اسْتِقامَةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَفِي نسخةِ المصنَّفِ لأبي عُبيدٍ: ذِي عُدَواء مَصْرُوفٌ وَهُوَ خَطَأ مِنْهُ إِن كانَ قائِلَه لأنَّ فُعَلاء بِناءٌ لَا يَنْصرِفُ مَعْرِفَةً وَلَا نَكِرَةً.
( {وأَعْدَى الأَمْرَ: جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ) .
(وَفِي المُحْكم:} أَعْداهُ الدَّاءُ جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ؛ {وأَعْداهُ مِن عِلَّتِه وخُلُقِه وأَعْداهُ بِهِ: جَوَّزَه إِلَيْهِ؛ والاسْمُ مِن كلِّه العَدْوى.
(و) } أَعْدى (زيْداً عَلَيْهِ) :) إِذا (نَصَرَهُ وأَعانَهُ) ، والاسْمُ {العَدْوى، وَهِي النُّصْرةُ والمَعُونَةُ.
(و) أَعْدَاهُ: (قَوَّاهُ) ؛) وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
وَلَقَد أَضاءَ لكَ الطَّريقُ وأَنْهَجَت
سُبُلُ المكارِمِ والهُدَى} يُعْدي أَي: إبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيكَ على الطَّريقِ.
( {واسْتَعداهُ: اسْتَعانَهُ واسْتَنْصَرَهُ) .) يقالُ:} اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأَميرَ فأعْداني: أَي اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فأَعانَنِي عَلَيْهِ؛ والاسْمُ مِنْهُ العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ فيكونُ {الاسْتِعْداءُ طَلَب العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ.
(} وعادَى بينَ الصَّيْدَيْنِ {مُعادَاةً} وعِداءً: وَالَى وتابَعَ) بأَنْ صَرَعَ أَحَدَهما على إثْرِ الآخَرِ (فِي طَلَقٍ واحِدٍ) ؛) وكَذلكَ! المُعادَاةُ بينَ رَجُلَيْن إِذا طَعَنَهما طَعْنَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لامْرىءِ القَيْس:
{فعَادَى عِداءً بَين ثوْرٍ ونعْجَةٍ
دِرَاكاً وَلم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ (} وعَداءُ كُلِّ شيءٍ، كسَماءٍ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ ( {وعِداهُ} وعِدْوُهُ {وعِدْوَتُهُ، بكسْرِهنَّ وتُضَمُّ الأَخيرَةُ) ، إِذا فَتَحْته مَدَدْته وَإِذا كَسَرْته قَصَرْته؛ (طَوارُهُ) وَهُوَ مَا انْقادَ مَعَه مِن عَرْضِه وطُولِه. يقالُ: لَزِمْتُ} عَداءَ الطَّريقِ أَو النَّهْرِ أَو الجَبَلِ أَي طَوَاره.
( {والعِدَى، كإلَى: النَّاحِيَةُ؛ ويُفْتَحُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم، (ج} أَعْداءٌ) .
(وقيلَ: أَعْداءُ الوادِي: جَوانِبُه.
(و) أَيْضاً: (شَاطِىءُ الوادِي) وشَفِيرُه وجانِبُه.
( {كالعُدْوَةِ مُثَلَّثَةً) ، التَّثْلِيثُ عَن ابنِ سِيدَه، جَمْعُه عِدًى، بالكسْرِ والفَتْح.
وَفِي الصِّحاح:} العِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانِبُ الوادِي وحافَتُه؛ قالَ اللهُ تَعَالَى: {وهُم {بالعُدْوَةِ القُصْوى} .
وَفِي المِصْباح: ضمُّ العَيْن لُغَةُ قَرَيْش، والكسْرُ لُغَةُ قَيْسٍ، وقُرِىءَ بهما فِي السَّبْعةِ.
وَقَالَ الراغبُ:} العُدْوَة القُصْوى الجانِبُ المُتجاوِز للقُرْب.
(و) {العِدَا: (كُلُّ خَشَبَةٍ) تُجْعَلُ (بينَ خَشَبَتَيْنِ.
(و) أَيْضاً: (حَجَرٌ رَقيقٌ يُسْتَرُ بِهِ الشَّيءُ،} كالعِداءِ) ، ككِتابٍ، (واحِدَتُه) {عِدْوٌ، (كجِرْوٍ) ، وَهُوَ حينئَذٍ جَمْعٌ.
وَالَّذِي فِي نسخ المُحْكم: العِدَى} والعَداءُ كإلَى وسَحابٍ، هَكَذَا ضَبَطَه بالقَلَمِ. ( {والعُدْوَةُ، بالكسْر والضَّمِّ: المَكانُ المُرْتَفِعُ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج.} عِداءٌ) ، كبُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ، ( {وعَدَياتٌ) ، بالتَّحْريكِ، كَمَا فِي النسخِ، وَفِي الصِّحاح: بكسْرِ العَيْنِ وفَتْح الدالِ.
(} والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيقِ) .
(وَفِي الصِّحاح: ضِدُّ الوَلِيِّ يكونُ (للواحِدِ والجَمْعِ والذَّكَرِ والأُنْثَى) بلَفْظِ واحدٍ، (وَقد يُثَنَّى ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ) .
(فِي الصِّحاح: قالَ ابنُ السِّكِّيت: فَعُولٌ إِذا كانَ فِي تأْوِيلِ فاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُه بغَيْرِ هاءٍ نَحْو رجلٌ صَبُور وامْرأَةٌ صَبُور، إلاَّ حَرْفاً وَاحِدًا جاءَ نادِراً؛ قَالُوا: هَذِه {عَدُوَّة الله.
قالَ الفرَّاءُ: إنَّما أَدْخَلوا فِيهَا الهاءَ تَشْبيهاً بصَديقةٍ لأنَّ الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ. (ج} أَعْداءٌ، ج) جَمْعُ الجَمْعِ ( {أَعادٍ.
(} والعُدا، بالضَّمِّ والكَسْر: اسْمٌ الجَمْعِ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النّسخ بالألِفِ، والصَّوابُ أنَّه يُكْتَبُ بالياءِ وَإِن كانَ واوِيًّا لكَسْرةِ أَوَّلِه.
وَفِي الصِّحاحِ: {العِدَى، بالكَسْرِ: الأعْدَاءُ، وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلم يأْتِ فِعَلٌ فِي النُّعوت إلاَّ حَرْف واحِدٌ يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ} عِدًى، أَي أَعْداءٌ؛ ويقالُ: قَوْمٌ {عُدىً مِثْل سِوًى وسُوًى؛ قالَ الأخْطَل:
أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بني بَدْرِ
وإنْ كانَ حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِيُرْوَى بالضَّمِّ وبالكَسْر.
وقالَ ثَعْلبٌ: قَوْمٌ أَعْداءٌ} وعِدًى، بكسْرِ العَيْن، فإنْ أُدْخِلَتِ الهاءُ قُلْت {عُداةٌ بضمِّ العَيْن.
(} والعادِي: {العَدُوُّ) قالتِ امْرأَةٌ مِن العَرَبِ أَشْمَتَ رَبُّ العالَمِيْن} عادِيَكَ، أَي {عَدُوَّكَ، (ج} عُداةٌ) ، كقَاضٍ وقُضاةٍ.
(وَقد {عَادَاهُ) } مُعادَاةً، (والاسْمُ {العَداوَةُ) يقالُ: عَدُوٌّ بَيِّنُ} المُعَادَاةِ {والعَداوَةِ،} فالعَداوَةُ: اسْمٌ عامٌّ مِن العَدُوِّ، وَمِنْه قوْلُهُ تَعَالَى: {وأَلْقَيْنا بَيْنهم العَداوَةَ والبغْضاءَ} .
( {وتَعادَى: تَباعَدَ) ، والاسْمُ العَداءُ، كسَحابٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأَعْشَى يَصِفُ ظَبْيَةً وطلاها:
وتَعَادى عَنهُ النَّهَار فَمَا تَعْ
جُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُيقولُ: تباعَدُ عَن ولَدِها فِي المَرْعى لئَلاَّ يَسْتَدِلَّ الذِّئْبُ بهَا عَلَيْهِ.
(و} تَعادَى (مَا بَيْنهم: اخْتلَف.
(وَفِي الصِّحاح: فَسَدَ.
(و) تَعادَى (القومُ: {عادَى بعضُهم بَعْضًا،) مِن العَداوَةِ.
(} وعَدِيتُ لَهُ، كرَضِيتُ: أَبْغَضْتُه؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {وعادَى شَعَرَهُ: أَخَذَ مِنْهُ أَو رَفَعَه) عنْدَ الغَسْل أَو جفاهُ وَلم يَدْهِنْه، أَو عاوَدَهُ بالــوضُوءِ والغُسْلِ.
(وإِبلٌ} عادِيَةٌ {وعَوادٍ: تَرْعَى الحَمْضَ؛) كَمَا فِي المُحْكم، وَهُوَ مَا فِيهِ مُلُوحَةٌ.
وَفِي الصِّحاح:} العادِيَةُ من الإِبِلِ المُقِيمةُ فِي العِضاهِ لَا تُفارِقُها وليسَتْ تَرْعَى الحَمْضَ؛ قالَ كثيِّرٌ:
وإنَّ الَّذِي يَبْغي منَ المالِ أهْلُها
أَوارِكُ لمَّا تَأْتَلِفْ! وعَوادِي يقولُ: أَهْلُ هَذِه المَرْأَة يَطْلُبونَ من مَهْرِها مَا لَا يكونُ وَلَا يُمْكِن كَمَا لَا تَأْتَلِفُ الأَوَارِكُ {والعَوادِي؛ وكذلكَ} العَادِيات؛ قالَ النُّعْمانُ بنُ الأعْرج:
رأَى صاحِبي فِي العادِياتِ نَجِيبةً
وأَمْثالها فِي الواضِعاتِ القَوامِسِ ( {وتَعَدَّوُا: وَجَدُوا لَبَناً) يَشْربُونه (فأَغْناهُمْ عَن الخَمْرِ،) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ: عَن اللَّحْمِ أَي عَن اشْتِرائِه، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
(و) أَيْضاً: (وَجَدُوا مَرْعًى) لمَواشِيهم (فأَغْناهُمْ عَن شِراءِ العَلَفِ.
(و) } عَدِيٌّ، (كغَنِيَ: قَبيلَةٌ،) بل قَبائِل أَشْهَرهنَّ الَّتِي فِي قُرَيْش رَهْط عُمَر بنِ الخطَّاب، رضِيَ اللَّه عَنهُ، وَهُوَ عَدِيٌّ ابنُ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ بنِ فهرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضْر.
وَفِي الرِّباب: عَدِيٌّ بنُ عبْدِ مَناةَ بنِ أُدِّ بنِ طَلْحَةَ رَهْطُ ذِي الرُّمَّة.
وَفِي حَنيفَةَ: عَدِيُّ بنُ حنيفَةَ؛ وعَدِيٌّ فِي فزارَة؛ هَؤُلَاءِ ذَكَرَهُم الجَوْهريُّ.
وَفِي مرَّةَ بنِ أُدَد: عَدِيُّ بنُ الحارثِ بنِ مرَّة.
وَفِي السّكُون: عَدِيُّ بنُ أَشْرَس بنِ شبيبِ بنِ السّكُونِ.
وَفِي خزاعَةَ: عَدِيُّ بنُ سلولِ بنِ كعْبٍ.
وَفِي ربيعَةَ الْفرس: عَدِيُّ بنُ عُمَيْرَةَ بنِ أَسَدٍ.
وَفِي كَلْبٍ: عَدِيُّ بنُ جنابِ بنِ هُبَل.
(وَهُوَ) إِلَى كلَ من هَذِه القَبائِلِ: ( {عَدَوِيٌّ،) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ، (} وعَدَيِيُّ، كحَنَفِيَ،) هَكَذَا فِي النُّسخِ. والصَّوابُ كحَنِيفيَ كَمَا هُوَ نصُّ المُحْكَم. (وبَنُو {عِدَى، كإلَى: حَيٌّ) من مُزَيْنَة، (وَهُوَ} عِدَاوِيٌّ،) نادِرٌ هَكَذَا فِي المُحْكم؛ وَهُوَ عَدِيُّ بنُ عُثْمان بنِ عَمْرِو بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةٍ وأُمُّ عَمْرٍ ووتُسَمَّى مُزَيْنَة وَبهَا عُرِفُوا، وضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ {عَدَّاء كشَدَّاد.
(} وعَدْوانُ،) بالتَّسْكِين: (قَبيلَةٌ) من قَيْسِ، واسْمه الحارِثُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ، وإنَّما قيلَ لَهُ ذلكَ لأنَّه {عَدا على أخِيهِ فهَمَّ بقَتْلِه.
وَفِي غَطَفان: عَدْوانُ بنُ سَهْمِ بنِ مرَّة، وَمِنْهُم ذُو الإصْبَع العَدْوانِيُّ حكِيمُ العَرَبِ.
(وبَنُو عَدَّاءٍ،) كشَدَّادٍ: (قَبيلَةٌ؛) قيلَ: هُم الَّذين تقدَّمَ ذِكْرُهم مِن مُزَيْنَة، وَهَكَذَا ضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ فِي المقدَّمةِ الفاضِلِيَّةِ.
(} ومَعْدِيكَرِبَ، وتُفْتَحُ دالُهُ: اسْمٌ؛) فِي المُحْكَم: من جَعَلَه مَفْعِلاً كانَ لَهُ مَخْرَج مِن الياءِ والواوِ.
قالَ شيْخُنا: وفَتْح دالِهِ غَريبٌ وَلَا يُعْرَفُ فيمَا رُكِّبَ ترْكِيب مزْجٍ مُعْتَل وآخِرُ الجُزْءِ الأَوَّل مَفْتُوح، وفَتْحِ الدَّالِ مَعَ حَذْفِ الياءِ وعَدَم إبْدالِها ألِفاً مَعَ دَعْوَى أصالَةِ الميمِ أَشَدُّ غَرابةً.
قُلْت: وَهَذَا الَّذِي اسْتَغْرَبَه شيْخُنا فقد ذَكَرَه الصَّاغاني فِي التكمِلَةِ عَن ابنِ الكَلْبي وقالَ: هُوَ بلُغةِ اليَمَنِ. ( {وعَدا: فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وبدُونِهِ،) تَقول: جاءَني القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً، وجاؤُوني عَدا زَيْداً، تنصبُ مَا بَعْدَهابها والفَاعِل مُضْمَر فِيهَا، كَذَا فِي الصِّحاح.
قالَ شيْخُنا: وإنَّما يكونُ فِعْلاً إِذا كانَ مَا بَعْده مَنْصوباً، فَإِن كانَ مَا بَعْدَه مَجْروراً فَهُوَ حَرْفٌ باتِّفاقٍ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم: رأَيْتهم عَدا أَخَاكَ وَمَا} عَداهُ، أَي مَا خَلا، وَقد يُخْفَضُ بهَا دُونَ مَا.
وَقَالَ الأزْهري: إِذا حَذَفْتَ نَصَبْت بمعْنَى إلاَّ، وخَفَضْت بمعْنَى سِوَى.
( {والعَدْوَى: مَا} يُعْدِي من جَرَبٍ أَو غيرِه، وَهُوَ مُجاوزَتُه مِن صاحِبِه إِلَى غيرِه.) يقالُ: {أَعْدَى فلانٌ فلَانا مِن خُلُقِه أَو مِن عِلَّةٍ بِهِ، أَو جَرَبٍ.
وَفِي الحديثِ: (لَا} عَدْوَى وَلَا طِيرَة) ، أَي لَا يُعْدِي شيءٌ شَيْئا؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي النهايَةِ: وَقد أَبْطَلَه الإِسْلامُ لأَنَّهم كَانُوا يظُنُّونَ أنَّ المَرَضَ بنَفْسِه {يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه ليسَ الْأَمر كَذلكَ، وإنَّما اللَّهُ هُوَ الّذي يُمْرِضُ ويُنْزلُ الدَّاءَ، وَلِهَذَا قَالَ فِي بعضِ الأحاديثِ: فمَن أَعْدَى الأوَّل، أَي من أَيْنَ صارَ فِيهِ الجَرَب؟ .
(} والعَدَوِيَّةُ،) محرَّكةً: (من نَباتِ الصَّيْفِ بعدَ ذَهابِ الرَّبيعِ) يَخْضَرُّ صِغارُ الشَّجَرِ فتَرْعاهُ الإِبِلُ يقالُ: أَصابَتِ الإِبِلُ {عَدَوِيَّةً، كَذَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ:} العَدَوِيَّةُ الرَّبْل.
(و) العَدَوِيَّةُ أَيْضاً: (صِغارُ الغَنَمِ؛) وقيلَ: هِيَ (بَناتُ أَرْبَعينَ يَوْماً،) فإِذَا جُزَّتْ عَنْهَا عَقِيقتُها ذَهَبَ عَنْهَا هَذَا الاسْمُ؛ قالَهُ اللَّيْثُ، وَقد غَلَّطَه الأزْهري.
(أَو هِيَ بالغَيْنِ) والَّذالِ المعْجَمَتَيْن، أَو بإِعْجامِ الأَوَّلِ فَقَط، واحِدُها غَذِيٌّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وسَيَأْتِي للمصنِّفِ فِي غَدَى وَفِي غَذَى.
وقدْ نَبَّه الأزْهري على تَغْليطِ اللّيْث وتَصْويب القَوْل الأَخيرِ.
(و) العَدَوِيَّةُ: (ة قُرْبَ مِصْرَ،) وَهِي تُعْرَفُ الآنَ بدَيْر العَدَوِيَّةِ.
والعَدَوِيَّةُ: قَرْيةٌ أُخْرى بالغَرْبيةِ قُرْب أبيار.
( {والعادِي: الأَسَدُ) لظُلْمِه وافْتِراسِه الناسَ؛ وَقد جاءَ فِي الحديثِ ذكْرُ السَّبع} العادِي.
(و) {عُدَيَّةُ، (كسُمَيَّةَ: امْرأَةٌ) مِن العَرَبِ، وَهِي أُمُّ قَيْسٍ وعَوْفٍ ومُسَاورٍ وسيَّارٍ ومَنْجوفٍ.
(و) بَنُو عُدَيَّة: (قَبيلَةٌ) وهُم بَنُو هؤلاءِ، نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم المَذْكورَةِ، وهم مِن أَفْخاذِ صَعْصَعَة بنِ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرِ بنِ وائلٍ.
(و) عُدَيَّةُ: (هَضْبَةٌ؛) نَقَلَهُ الصَّاغاني هَكَذَا.
(} وتَعَدَّى مَهْرَ فلانَةَ: أَخَذَه.
( {وعَدْوَةُ: ع.
(} وعَادِيا اللَّوْح: طَرَفاهُ،) كلٌّ مِنْهُمَا {عادِى،} كالعدى.
( {والعَوادِي من الكَرْمِ: مَا يُغْرَسُ فِي أُصُولِ الشَّجَرِ العِظامِ،) الواحِدَةُ} عادِيَةٌ.
(! وعادِيَةُ: أُمُّ أَهْبانَ) بنِ أَوْسٍ الأَسْلَمي ابْن عقبَةَ (مُكَلِّمِ الذِّئْبِ،) رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ، ويُعْرَفُ بابنِ عادِيَة.
( {والعَدَّاءُ بنُ خالِدِ) بنِ هوذَةَ مِن بكْرِ بنِ هوَازن، (صَحابِيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ بَعْدَ حُنَيْن، وروايَةٌ، رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العادِيَةُ: الخَيْلُ المُغِيرَةُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} والعادِياتُ ضَبْحاً} .
وَهُوَ منِّي عَدْوَة القَوْسِ.
{والعَادِي:} المُعْتَدِي {والمُعَادِي والمُتَجاوِزُ الطّورِ.
وعَدَا طَوْرَه: جاوَزَهُ، وقولُه تَعَالَى: {غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ} ، أَي: غَيْر مُتجاوِزٍ سَدّ الجُوعَة، أَو غَيْر عادٍ فِي المَعْصِيةِ طَرِيق المُحْسِنِين.
وقالَ الحَسَنُ: أَي وَلَا عَائِد فقُلِبَ.
} وعُدِي عَلَيْهِ، كعُنِيَ: سُرِقَ مالُه وظُلِم.
{والاعْتِداءُ فِي الدُّعاءِ: الخُرُوجُ عنِ السُّنَّةِ المَأْثُورَةِ.
والعادِي المُخْتَلِسُ.
} والعادِيَةُ: الشُّغْلُ يَعْدُوكَ عَن الشيءِ؛ والجَمْعُ العَوادِي، وَهِي الصَّوارِفُ.
يقالُ: {عَدَتْ عَوادٍ عَن كَذَا: أَي صَرَفَتْ صَوارِفُ؛ وقولُ الشاعِرِ:
} عَداكَ عَن رَيَّا وأُمِّ وَهْبٍ
! عادِي العَوادِي واخْتِلافُ الشَّعْبِفسَّرَ ابنُ الأَعْرابي: عَادِي العَوادِي بأَشَدّها أَي أَشَدّ الأَشْغَالِ، وَهُوَ كزَيْد رجُلُ الرِّجالِ أَي أَشَدُّ الرِّجالِ. {وعَدْواءُ الدَّهْر: صَرْفُه واخْتِلافُه.
} والتَّعدِّي فِي القافِيَةِ: حَرَكةُ الهاءِ الَّتِي للمُضْمَرِ المُذَكَّر السَّاكِنَة فِي الوَقْف؛ {والمُتَعَدِّي الواوُ الَّتِي تَلْحقُه من بَعْدِها كقَوْله:
تَنْفُشُ مِنْهُ الخَيل مَا يَغْزِلُهُو فحركَةُ الهاءِ هِيَ} التَّعَدِّي، والواوُ بَعْدها هِيَ {المُتَعَدِّي، سُمِّيَت بذلك لأَنَّه تَجاوزٌ للحَدِّ وخُروجٌ عَن الواجِبِ، وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ فِي الوَزْنِ، لأنَّ الوَزْنَ قد تَناهَى قَبْله جَعَلُوه آخِرَ البَيْت بمنْزِلَةِ الخَرْمِ أوَّله.
وقالَ ابنُ فارِسَ:} العَدْوَى طَلَبُكَ إِلَى والٍ {ليُعْدِيَكَ على مَنْ ظَلَمَكَ، أَي يَنْتَقِم مِنْهُ} باعْتِدائِه عَلَيْك.
والفقهاءُ يقولونَ: مَسافَة العَدْوَى وكأَنَّهم اسْتَعَارُوها من هَذِه العَدْوَى لأنَّ صاحِبَها يَصِلُ فِيهَا الذَّهابَ والعَوْدَ بعَدْوٍ واحِدٍ لمَا فِيهِ من القوَّةِ والجلادَةِ؛ كَمَا فِي المِصْباح.
وقوْلُهم: {أَعْدَى من الذِّئْبِ، من} العَدْوِ {والعَداوَةِ، والأوَّلَ أَكْثَر.
} والمُعَادَاةُ: المُوالاةُ والمُتابَعَةُ.
وَقَالُوا فِي جَمْعِ {عَدْوَةٍ} عَدايا فِي الشِّعْر.
! وتَعادَى القوْمُ: ماتَ بعضُهم إثْرَ بعضٍ فِي شَهْرٍ واحِدٍ وَفِي عامٍ واحِدٍ، أَو إِذا أَصابَ هَذَا دَاء هَذَا؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ: فَمَا لَكِ مِنْ أَرْوَى {تَعادَيْت بالعَمى
ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورَامِيا} والعُدْوَةُ، بالضمِّ: الخلَّةُ من النَّباتِ، وَهِي مَا فِيهِ حَلاوَةٌ؛ والنَّسَبُ إِلَيْهَا {عُدوية على القِياسِ،} وعَدَوِيَّةٌ على غيرِهِ، {وعَوادٍ على النَّسَبِ بغيرِ ياءِ النَّسَبِ.
وإِبِلٌ عُدْويَّةٌ، بالضمِّ،} وعُدَوِيَّةٌ، بضمِّ ففَتْح: تَرْعَى الحَمْضَ.
{وتَعَدَّى الحقَّ} واعْتَداهُ: جاوَزَهُ، وَكَذَا عَن الحقِّ، وفَوْقَ الحقِّ، {والعِدَى: كإلَى: مَا يُطْبَقُ على اللَّحْدِ من الصَّفائِحِ؛ عَن أبي عَمْرٍ و، وبِه فسّر قَوْل كثيِّرٍ:
وحالَ السَّفا بَيْني وبَيْنَكَ والعِدَى
ورهْنُ السَّفَا غَمْرُ النَّقِيبة ماجِدُوالسَّفا: تُرابُ القَبْر.
وطالَتْ} عُدَوَاؤُهم أَي تَباعُدُهم وتَفَرُّقهم.
{والعُدَواءُ: إناخَةٌ قَلِيلَةٌ.
وجِئْتُكَ على فَرَسٍ ذِي} عُدَواءَ: غَيْر مُجْرًى إِذا لم يكُنْ ذَا طُمَأْنِينَة وسُهُولَة.
{وعُدَوَاءُ الشَّوْق: مَا بَرَّحَ بصاحِبِه.
} وعَدَّيْت عَنِّي الهَمَّ: نَحَّيْتَه.
وتقولُ لمَنْ قَصَدَك: {عَدِّ عَنِّي إِلَى غَيْري، أَي اصْرِفْ مَرْكبَك إِلَى غَيْرِي.
} والعادِيَةُ: الحدَّةُ والغَضَبُ.
وأَيْضاً: الظُّلْمُ والشرُّ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالعاقِبَةِ.
{وعادِيَةُ الرَّجُلِ:} عَدْوُه عَلَيْك بالمَكْرُوه.
وعَدَا الماءُ يَعْدُو: إِذا جَرَى.
{وتَعَادَى القوْمُ عليَّ بنَصْرِهم: أَي تَوالَوْا وتَتابَعُوا.
} وعَدْوَةُ الأَمَدِ: مَدُّ البَصَرِ.
ويقالُ: عادِ رِجْلَكَ عَن الأرْضِ: أَي جافِها. {وعَادَى الوِسادَةَ: ثَناها؛ والشيءَ: باعَدَهُ.
وتعَادَى عَنهُ: تَجافَى.
وفلانٌ لَا} يُعَادِينِي وَلَا يُوادِينِي: أَي لَا يُجافِينِي وَلَا يُواتِينِي.
{وتَعادَتِ الإِبِلُ جَمْيعاً: مَوَّتَتْ؛ وقَد} تَعَادَتْ بالقَرْحة.
وعَادَى القِدْرَ: إِذا طامَنَ إحْدَى الأَثافِي لتَمِيلَ على النارِ.
{وعَدَاني مِنْهُ شَرٌّ: أَي بَلَغنِي.
وفلانٌ قد} أَعْدَى الناسَ بشَرَ: أَي أَلْزَقَ بهم شَرًّا وفَعَلَ كَذَا عَدْواً بَدْواً: أَي ظاهِراً جِهاراً.
وقولُ العامَّةِ: مَا عَدَا مَنْ بَدَا، خَطَأ، والصَّواب: أَمَا مَا عَدَا بألفِ الاسْتِفْهامِ: أَي أَلَمْ يَتَعَدَّ الحَقَّ مَنْ بَدَأَ بالظُّلْم.
وَمَا لي عَنهُ {مَعْدًى: أَي لَا تجاوُزَ إِلَى غيرِهِ وَلَا قُصُورَ دُونَه.
ويقالُ: السُّلطانُ ذُو} عَدَوانٍ وذُو بَدرانٍ.
وبَنُو العَدَوِيَّةَ: قوْمٌ مِن حَنْظَلَة وتمِيمٍ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم، واسْمُها الحزامُ بنْتُ خزيمَةَ بنِ تمِيمِ بنِ الدول، ويقالُ فيهم: {بلعَدَوِيَّة أَيْضاً:} وعادِياءُ، والِدُ السَّمَوْأَل، مَمْدودٌ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلبٍ:
هلاَّ سأَلْت {بعادِياءَ وبَيْتِه
والخَلِّ والخَمْرِ الَّتِي لم تُمْنَعِوجاءَ مَقْصوراً فِي قوْلِ السَّمَوْأَل:
بَنَى لي} عادِياً حِصْناً حَصِيناً
إِذا مَا سامَنِي ضَيْمٌ أَبَيْت {وَعَادِيَةُ بنُ صَعْصَعَة مِن هُذَيْلٍ.
وَفِي هوَازن: بَنُو} عاَدِيَة.
وَفِي بَجِيلَةَ: بَنُو عادِيَةَ بن عامِرٍ.
وَفِي أَفْخاذِ صَعْصَعة: بَنُو عادِيَةَ، وهم: بَنُو عبدِ اللَّهِ والحارِثِ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم.
وأَبو السّيَّارِ {عَاِدي بن سَنْد كَتَبَ عَنهُ السَّلَفِي.
وبرّ} العُدْوَةِ، بالضمِّ: بالأنْدَلُسِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ شهابُ بنُ إدْرِيس {العُدْوِيُّ عَن قاسِمِ بنِ أصْبَغ، قيَّدَه الرَّشاطِي.
وزِيادُ بنُ} عُدَيَ، كسُمَيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ، قالَ الحافِظُ: وحَكَى فِيهِ البُخاري عُتَي بالتاءِ الفَوْقِيّة.
وقالَ ابنُ حَبيبٍ: كلُّ شيءٍ فِي العَرَبِ عَدِي بفَتْح العَيْن إلاَّ الَّذِي فِي طيِّىءٍ وَهُوَ {عُدَيُّ بنُ ثَعْلَبَة بنِ حَيَّان بنِ جرمٍ.
} وعِدْي، بكسْرٍ فسكونٍ، هُوَ ابنُ الحارِثِ بنِ عَوْفٍ النَّخَعِيُّ جَدُّ زُرَارَةَ بنِ قَيْسِ بنِ الحارِثِ بنِ عدي، وجَدُّ عَزِيزِ بنِ معاويَةَ بنِ سِنانِ بنِ عدي، ومثْلُه {عِدْيُ بنُ رَبيعَةَ بن عجلٍ.
وكسُمَيَّة:} عُدَيَّةُ بنُ أُسامةَ فِي آل عجلٍ، هَكَذَا ضَبَطَه الدَّارْقطْني.
وبَنُو عَدِيَ، كغَنِيَ: بليدَةٌ فِي الأَشْمونين سُمِّيَت باسْمِ النازِلِينَ بهَا، وهُم عَدِيُّ قُرَيْشٍ فيمَا زَعَمُوا، وَقد خَرَجَ مِنْهَا فِي الزَّمَن القَرِيب أَهْل العِلْمِ والصَّلاحِ.
{وأَعْدَى الشَّيءُ الشَّيءَ والصَّاحِبُ الصَّاحِبَ: أَكْسَبَه مثْلَ مَا بِهِ.
وَفِي المَثَلِ: قَرِينُ الشَّيء} يعدي قَرِينَه. وبَنُو {عاداة: قَبِيلةٌ.
وأُمُورٌ} عِدْوَة، بالكَسْر: أَي بعِيدَةٌ.

وَله

(وَله) فلَان (يَله) وَلها اشْتَدَّ حزنه حَتَّى ذهب عقله وتحير من شدَّة الوجد وَمِنْه خَافَ وَالأُم إِلَى طفلها حنت إِلَيْهِ وَالصَّبِيّ إِلَى أمه فزع إِلَيْهَا فَهُوَ واله وولهان وَهِي والهة وولهى

(وَله) (يَله ويوله) وَلها وولهانا وَله
وَله
: ( {الوَلَهُ، محرّكةً: الحُزْنُ، أَو ذَهابُ العَقْلِ) لفِقْدانِ الحَبيبِ، أَو (حُزْناً.
(و) قيلَ: هُوَ (الحَيْرَةُ) مِن شِدَّةِ الوَجْدِ (أَو الخَوْفُ) أَو الحُزْنُ.
(} وَلِهَ، كوَرِثَ ووَجِلَ ووَعَدَ) ؛) الأخيرَةُ عَن الصَّاغاني، والثانِيَةُ على القِياسِ، وَعَلَيْهَا اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ وذَكَرَ من مَصادِرِها {وَلَهاً} ووَلَهاناً.
وقيلَ: الوَلَهُ يكونُ مِنَ السّرورِ والحُزْنِ كالطَّربِ.
(فَهُوَ {وَلْهانٌ} ووالِهٌ وآلِهٌ) ، على البَدَلِ، ( {وتَوَلَّهَ} واتَّلَهَ) ، قالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ افْتَعَلَ فأُدْغِمَ؛ وأَنْشَدَ لمُلَيْحٍ الهُذَليّ: إِذا مَا حالَ دون كَلامِ سُعْدَى تَنائِي الدارِ {واتَّلَه الغَيُورُ (وَهِي} وَلْهَى) ، كسَكْرَى، ( {ووالِهَةٌ} ووالِهٌ) أَيْضاً.
وكلُّ أُنْثى فارَقَتْ وَلَدَها فَهِيَ {والِهٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى يَذْكُرُ بقَرَةً أَكَلَ السِّباعُ وَلَدَها:
فأَقْبَلَتْ} والِهاً ثَكْلَى على عَجَلٍ كلٌّ دهاها وكلٌّ عِنْدهَا اجْتَمَعا (و) ناقَةٌ ( {مِيلاهٌ: شَديدَةُ الوَجْدِ والحُزْنِ على ولَدِها) .
(وقالَ ابنُ شُمَيْل: هِيَ الَّتِي فَقَدَتْ وَلَدَها فَهِيَ تحِنُّ إِلَيْهِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: هِيَ الَّتِي من عادَتِها أَن يشْتَدَّ وجْدُها على ولَدِها، صارَتِ الواوُ يَاء لكسْرَةِ مَا قَبْلها، والجَمْعُ} مَوَالِيه؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت يَصِفُ سَحاباً:
كأَنَّ المَطافِيلَ {المَوالِيهَ وَسْطَه يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ (و) قد (} أَوْلَهَها) الحُزْنُ والجَزَعُ فَهِيَ {مُولَهٌ؛ وَمِنْه قَوْلُ الرَّاجِزِ:
حاملةٌ دَلْوِيَ لَا مَحمولَهْمَلأَى من الماءِ كعينِ} المُولَه ْورَواهُ أَبو عَمْرٍ و:
تَمْشي من الماءِ كمَشْي المُولَهْ قالَ: ( {والمُولَهُ، كمُكْرَمٍ: العَنْكَبُوتُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وزَعَمَ قَوْمٌ من أَهْلِ اللغَةِ أَنَّ العَنْكبُوتَ تسمَّى المُولَه، وليسَ بثَبْتٍ؛ وَقد تقدَّم فِي (م ول) .
(و) } المُولَهُ: (الماءُ المُرْسَلُ فِي الصَّحراءِ؛ {كالمُوَلَّهِ، كمُعَظَّمٍ) ؛) وَبِه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الرَّاجزِ: كعينِ} المُولَه.
(! والمِيلَهُ، بالكسْرِ: الفَلاةُ) الَّتِي تُحَيِّرُ الناسَ؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبة:
بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ {مِيلَهِ بِنَا حَراجِيجَ المَهارِي النُّفَّهِقالَ الجَوْهرِيُّ: أَرادَ البلادَ الَّتِي} تُوَلِّهُ الإنْسانَ أَي تُحيِّرُه.
قُلْتُ: وأَوْرَدَه الأزْهرِيُّ فِي ت ل هـ، قالَ: قالَ اللَّيْثُ: فَلاةٌ مَتْلَهَةٌ: مَتْلَفَةٌ، والتَّلَهُ لُغَةٌ فِي التَّلَفِ؛ وأَنْشَدَ:
بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مَتْلَه ( {والوَلِيهَةُ: ع) ؛) عَن ياقوت.
(} والوَلْهانُ) :) اسمُ (شَيْطانٍ يُغْرِي بكَثْرَةِ صَبِّ الماءِ فِي الــوُضوءِ) ؛) هَكَذَا جاءَ تَفْسيرُه فِي الحدِيثِ؛ وضَبَطَه اللَّيْثُ بالتَّحْريكِ.
(و) يقالُ: (وَقَعَ فِي وادِي {تُوُلِّهَ، بضمَّتَيْن، وكسْرِ الَّلامِ) ؛) نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ، أَي (فِي الهَلاكِ.
(} والمِيلاهُ، بالكسْرِ: (الرِّيحُ الشَّديدَةُ) الهُبُوبِ ذاتُ الحَنِينِ.
(و) قالَ شَمِرٌ: {المِيلاهُ (ناقَةٌ تَرُبُّ بالفَحْلِ، فَإِذا فَقَدَتْهُ} وَلِهَتْ إِلَيْهِ) ، أَي حَنَّتْ.
( {واتَّلَهَهُ النَّبيذُ، كافْتَعَلَهُ) :) أَي (ذَهَبَ بعَقْلِهِ) ، عَن الفرَّاءَ، وجَعَلَه مُتعدِّياً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} وَلَّهَها الحُزْنُ والجَزَعُ {تَوْلِيهاً مِثْل} أَوْلَهَها.
وناقَةٌ {مُولَّهَةٌ: لَا يَنْمى لَهَا وَلَدٌ يَمُوتُ صَغِيراً؛ كَمَا فِي الأساسِ.
ويقالُ فِي جَمْعِ} الوَالِهَةِ الوُلَّهُ، كرُكَّعٍ.
ورِياحٌ {أُلَّهٌ، على البَدَلِ، وَمِنْه قَوْلُ الهُذَليّ:
فهُنَّ هَيَّجْنَنا لمَّا بَدَوْنَ لَنامِثْلَ الغَمامِ جَلَتْهُ} الأُلَّهُ الهُوج ُفإنَّه عَنَى الرِّياحَ لأنَّه يُسْمَعُ لَهَا حَنِينٌ.
{ووَلِهَ الصَّبيُّ إِلَى أُمِّهِ: نَزَعَ إِلَيْهَا.
} ووَلَهَ {يَلِهُ: حَنَّ؛ قالَ الكُمَيْت:
وَلِهَتْ نَفْسِيَ الطَّرُوبُ إِلَيْهِم} وَلَهاً حالَ دونَ طَعْمِ الطَّعامِوأَنْشَدَ المازِنيُّ:
قد صَبَّحَتْ حَوْضَ قِرًى بَيُّوتاً {يَلِهْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتا نَسْفَ العجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا قالَ:} يَلِهْنَ أَي يُسْرِعْنَ إِلَيْهِ وَإِلَى شرْبِه ولَهَ {الوَالِه إِلَى ولَدِها حَنِيناً.
} والتَّوْلِيهُ: التَّفْريقُ بينَ المرْأَةِ وولَدِها؛ زادَ الأزْهرِيُّ: فِي البَيْعِ، وَقد نَهَى عَنهُ؛ وَقد يكونُ بينَ الإخْوةِ، وبينَ الرَّجُلِ وولَدِه.
{وأَوْلَهْت الناقَةَ: فَجَعْتها بولَدِها.

خَصف

خَصف
) الْخَصْفُ: النَّعْلُ ذَاتُ الطِّرَاقِ، وكُلُّ طِرَاقٍ مِنْهَا خَصْفَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وخَصَفَ النَّعْلَ، يَخْصِفُهَا، خَصْفاً، ظَاهَرَ بَعْضَهَا علَى بَعْضٍ، وخَرَزَهَا، وكُلُّ مَا طُورِقَ بَعْضُه علَى بَعْضٍ فقد خُصِفَ، وَفِي الحديثِ: كانَ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَفِي آخَرَ: وَهُوَ قاعِدٌ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَهُوَ من الخَصْفِ، بمعْنَى الضَّمِّ والجَمْعِ. ومِن المَجَازِ: خَصَفَ العُرْيَانُ الْوَرَقَ علَى بَدَنِهِ، يَخْصِفُهَا، خَصْفاً: أَلْزَقَهَا، أَي: أَلْزَقَ بَعْضَها إِلى بَعْضٍ، وأَطْبَقَهَا عَلَيْهِ وَرَقَةً وَرَقَةً، لِيَسْتُرَ بِهِ عَوْرَتَهُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ، وَمِنْه أَيضاً قَوْلُ العَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، يَمْدَحُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: (مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلاَلِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ)
أَي: فِي الجَنَّةِ، كَأَخْصَفَ، وَمِنْه قِرَاءَةُ ابنُ بُرَيْدَةَ، والزُّهْرِيِّ، فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ: وَطَفِقَا يُخْصِفَانِ. واخْتَصَفَ قالَ اللَّيْثُ: الاخْتِصَافُ: أَن يَأْخُذَ العُرْيانُ علَى عَوْرَتِهِ وَرَقاً عَرِيضاً، أَو شَيْئاً نَحْوَ ذَلِك، يُقال: اخْتَصَفَ بِكَذَا، وقَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ، والزُّهْرِيُّ، والأَعْرَجُ، وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ: وَطَفِقَا يَخِصِّفانِ، بكَسْرِ الخاءِ والصَّادِ وتَشْدِيدِهَا، علَى معنَى يخْتَصِفان، ثمَّ تُدْغَمُ التَّاءُ فِي الصَّادِ، وتُحَرَّكُ الخاءُ بحَرَكةِ الصَّادِ، وبعضُهُمْ حَوَّلَ حَرَكَةَ التَّاءِ ففَتَحَهَا، حَكاهُ الأَخْفَشُ.
قلتُ: ويُرْوَى عَن الحَسَنِ أَيضاً، وقَرَأَ الأَعْرَجُ وأَبو عمرٍ و: يَخْصِّفانِ بسُكونِ الخاءِ وكَسْرِ الصَّادِ المُشَدَّدَةِ.
قلتُ: وَفِيه الجَمْعُ بَين السَّاكنَيْن، وَقد تقدَّم الكلامُ عَلَيْهِ فِي اسْتَطاع، فرَاجِعْهُ. وخَصَفَتِ النَّاقَةُ،) تَخْصِفُ، خِصَافاً، بِالْكَسْرِ: إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا وقَدْ بَلَغَ الشَّهْرَ التَّاسِعَ، فَهِيَ خَصُوفٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ، ونَصُّه فِي النَّوادِرِ: يُقَال للنَّاقةِ إِذا بَلَغَتِ الشَّهْرَ التَّاسِعَ مِن يَوْمِ لَقِحَتْ ثمَّ أَلْقَتْهُ: قد خَصَفَتْ، تَخْصِفُ، خِصَافاً، فَهِيَ خَصُوفٌ. وَقيل: الْخَصُوفُ: هِيَ الَّتِي تُنْتَجُ بَعْدَ الْحَوْلِ مِن مَضْرِبِهَا بِشَهْرَيْنِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ: بشَهْرٍ، والجَرُورُ بشَهْرَيْنِ. قلتُ: وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَصُوفُ: هِيَ الَّتِي تُنْتَجُ عندَ تَمَامِ السَّنَةِ، وَقَالَ غيرُه: الخَصُوفُ مِن مَرَابِيعِ الإِبِلِ: الَّتِي تُنْتَجُ عندَ تَمامِ السَّنَةِ، وَقَالَ غيرُه: الخَصُوفُ مِن مَرَابِيعِ الإِبِلِ: الَّتِي تُنْتَجُ إِذا أَتَتْ علَى مَضْرِبِها تَمَاماً لَا يَنْقُصُ. والْخَصَفَةُ، مُحَرَّكَةً: الْجُلَّةُ تُعْمَلُ مِن الْخُوصِ لِلْتَمْرِ، يُكْنَزُ فِيهَا، بلُغَةِ البَحْرَانِيِّينَ.
والخَصَفَةُ أَيضاً: الثَّوْبُ الْغَلِيظُ جِدًّا تَشْبِيهاً بالخَصَفَةِ المَنْسُوجةِ مِنَ الخُوصِ، قَالَهُ اللَّيْثُ ج: خَصَفٌ، وخِصَافٌ، بالكَسْرِ، قَالَ الأَخْطَلُ يذْكُر قَبِيلَةً:
(فَطَارُوا شَقافَ الأُنْثَيَيْنِ فَعَامِرٌ ... تَبِيعُ بَنِيهَا بِالْخِصَافِ وبِالتَّمْرِ)
أَي صارُوا فِرْقَتَيْنِ بمَنْزِلَةِ الأُنْثَيَيْنِ، وهما البَيْضَتانِ. قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَن تُبَّعاً كَسَا الْبَيْتَ المُسُوحَ، فَانْتَفَضَ البيتُ مِنْهَا، ومَزَّقَهَا عَن نَفْسِهِ، ثُمَّ كَسَاهُ الخَصَفَ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: الخَصَفُ الَّذِي كَسَا تُبَّعٌ البَيْتَ لم يكُنْ ثِيَاباً غِلاظاً كَمَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا الخَصَفُ سَفَائِفُ تُسَفُّ مِن سَعَفِ النَّخْلِ، فيُسَوَّى مِنْهَا شُقَقٌ تُلبَّسُ بُيُوتَ الأَعْرَابِ، ورُبَّمَا سُوِّيَتْ جِلالاً للتَّمْرِ، وَمِنْه الحديثُ: أَنه كَانَ يُصَلِّي فاَقْبَلَ رَجُلٌ فِي بَصَرِه سُوءٌ، فَمَرَّ بِبِئْرٍ عَلَيْهَا خَصَفَةٌ، فَوَطِئَها، فَوَقَعَ فِيهَا، فَضَحِكَ بعضُ مَن كَانَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، فأَمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ مَن ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الــوُضُوءَ والصَّلاةَ.
وخَصْفَةُ أَيْضاً: ابنُ قَيْسِ عَيْلاَنَ أَبو حَيٍّ مِن العَرَبِ. وخَصَفى، كَجَمَزَى: ع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
والأَخْصَفُ: الأَبْيَضُ الْخَاصِرَتَيْنِ مِن الْخَيْلِ والْغَنَمِ وسَائِرُ لَوْنِهَا مَا كانَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهِي خَصْفَاءُ، وَقد يكونُ أَخْصَفَ بجَنْبٍ وَاحِدٍ، وَقيل: هُوَ الَّذِي ارْتَفَعَ البَلَقُ مِن بَطْنِهِ إِلى جَنْبَيْهِ.
والأَخْصَفُ مِن الْجِبَالِ والظِّلْمَانِ: الَّذِي لَوْنُه كلَوْنِ الرَّمَادِ، فِيهِ بَيَاضٌ وسَوَادٌ، والنَّعَامَةُ خَصْفاءُ، يُقال: جَبَلٌ أَخْصَفُ، وظَلِيمٌ أَخْصَفُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْعَجَّاجِ فِي صِفَةِ الصُّبْحِ: حَتَّى إِذَا مَا لَيْلُهُ تَكَشَّفَا أَبْدَى الصَّبَاحُ عَنْ بَرِيمٍ أَخْصَافَ)
وأَخْصَفُ: ع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وأَهْمَلَهُ يَاقُوتُ. وكَتِيبَةٌ خَصِيفَةٌ: ذَاتُ لَوْنَيْنِ لَوْنِ الْحَدِيدِ وغَيْرِهِ، وَفِي اللِّسَانِ: لِمَا فِيهَا مِن صَدَإِ الحَدِيدِ وغيرِه، ونَصُّ الصِّحاحِ والعُبَابِ، وكَتِيبَةٌ خَصِيفٌ، لم تَدْخُلْهَا الهاءُ، لأَنَّهَا مَفْعُولَةٌ، أَي: خُصِفَتْ مِن وَرَائِهَا بخَيْلٍ، أَي: أُرْدِفَتْ، وَلَو كانتْ لِلَوْنِ الحَدِيدِ لَقالُوا: خَصِيفَةٌ، لأَنَّهَا بمعنَى فَاعِلَة، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. والْخَصِيفُ، كأَمِيرٍ: الرَّمَادُ، سُمِّيَ بِهِ لِمَا فِيه لَوْنانِ سَوَادٌ وبَيَاضٌ، ويُقَال: رَمَادٌ خَصِيفٌ، علَى الوَصْفِ، وَهُوَ الأَكْثَرُ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
(وخَصِيفٍ لِذِي مَنَاتِجِ ظِئْرَيْ ... نِ مِنَ الْمَرْخِ أَتْأَمَتْ زُنُدُهْ)
شَبَّهَ الرَّمادَ بالْبَوِّ، وظِئْرَاهُ: أُثْفِيَتَان أُوقِدَتِ النَّارُ بَيْنَهما. والخَصِيفُ أَيْضاً: النَّعْلُ الْمَخْصُوفَةُ، خُرِزَ بَعْضُهَا علَى بَعْضٍ، والخَصِيفُ أَيضاً: اللَّبَنُ الْحَلِيبُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الرَّائِبُ، فإِن جُعِلَ فِيهِ التَّمْرُ والسَّمْنُ فَهُوَ العَوْبَثَانِيُّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للسَّعْدِيّ:
(إِذَا مَا الْخَصِيفُ الْعَوْبَثَانِيُّ سَاءَنَا ... تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ الْمُسَرْهَدَا)
قلتُ: وَقد تَقَدَّم فِي ع ب ث عَن ابْنِ بَرِّيّ، أَنَّ البَيْتَ لِناشِرَةَ بنِ مَالِكٍ، يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيِّ، وَكَانَ المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبْنِ، فرَاجِعْهُ. وخَصِيفُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ الجَزَرِيُّ: مُحَدِّثٌ، وسيأْتي ذِكْرُ ابنِ أَخِيهِ قَرِيبا ومِن المَجَاز: الخَصَّافُ، كَشَدَّادٍ: الْكَذَّابُ، كأَنَّهُ يَخْرِزُ القَوْلَ، أَي يَخْرِزُهَا. وأَبو بكر أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُهَيْر الخَصَّافُ شَيْخٌ شَرُوطِيٌّ حَنَفِيّ، أَلَّفَ فِي الشُّرُوطِ، والأَوْقَافِ، وآدابِ الْقَضَاءِ، والرَّضَاعِ، والنَّفَقاتِ، علَى مَذْهبِ أَبي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وخَصَافِ، كَقَطَامِ: فَرَسٌ أُنْثَى كَانَتْ لِمَالِكِ بنِ عَمْرٍ والْغَسّانِيِّ، وَكَانَ فِيمَنْ شَهِدَ يَوْمَ حَلِيمَةَ فأَبْلَى بَلاءً حَسَناً، وجاءَتْ حَلِيمَةُ تُطَيِّبُ رِجَالَ أَبِيهَا مِن مِرْكَنٍ، فلَمَّا دَنَتْ مِنْ هَذَا قَبَّلَهَا، فشَكَتْ ذَاك إِلى أَبِيهَا، فَقَالَ: هُوَ أَرْخَى رَجُلٍ عِنْدِي فَدَعِيهِ، فإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ، وإِمَّا أَنْ يُبْلِيَ بَلاءً حَسَناً، ويُسَمَّى فَارِسَ خَصافِ، كَذَا فِي العُبَابِ. وَرَوَى ابنُ الكَلْبِيِّ، عَن أَبِيهِ، يُقَال: كَانَ مالكُ بنُ عَمْرٍ وَهَذَا مِنْ أَجْبَنِ النَّاسِ، قَالَ: فَغَزَا يَوْماً، فأَقْبَلَ سَهْمٌ حَتَّى وَقَعَ عندَ حَافِرِ فَرَسِهِ، فَتَحَرَّكَ سَاعَةً، فَقَالَ: إِنَّ لهَذَا السَّهْمِ شَيْئاً يَنْجُثُهُ، فاحْتَفَرَ عَنهُ، فإِذا هُوَ قد وَقَعَ علَى نَفَقِ يَرْبُوعٍ فأَصَابَ رَأْسَهُ، فتَحَرَّك اليَرْبُوعُ سَاعَةً، ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ: هَذَا فِي جوْفِ جُحْرٍ، جاءَ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، وأَنا ظَاهِرٌ علَى فَرَسِي.
مَا المَرْءُ فِي شَيْءٍ وَلَا اليَرْبُوعُ فذَهَبَ مَثَلاً، ثمَّ شَدَّ عَلَيْهِم، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِك مِنْ أَشْجَعِ النَّاسِ. قَوْلُه: يَنْجُثُه: أَي يُحَرِّكُهُ. وَمِنْه:) أَجْرَأُ مِن فَارِسِ خَصَافِ ورَوَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ أَنَّ صَاحِبَ خَصَافِ كَانَ يُلاَقِي جُنْدَ كِسْرَى فَلَا يَجْتَرِىءُ عَلَيْهِم، وَيَظُنُّ أَنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ كَمَا تَمُوتُ النَّاسُ، فَرَمَى رَجُلاً مِنْهُم يَوْماً بسَهْمٍ فَصَرَعَهُ، فَمَاتَ، فَقَالَ: إِنَّ هؤلاءِ يمُوتُونَ كَمَا نَمُوتُ نَحن، فَاجْتَرَأَ عَلَيْهِم، فَكانَ مِن أَشْجَعِ النَّاسِ، وأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيّ:
(تَاللهِ لَوْ أَلْقَى خَصَافِ عَشِيَّةً ... لَكُنْتُ علَى الأَمْلاَكِ فَارِسَ أَسْأَمَا)
وخِصَافٌ، ككِتَابٍ: حِصَانٌ كَانَ لِسُمَيْرِ بنِ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيِّ، كَذَا فِي العُبَابِ، ونَصُّ كتاب الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ: سُفْيَان بن رَبِيعَةَ البَاهِلِيّ، قَالَ: وَعَلَيْهَا قُتِلَ: قَوَلاَ المَرْزُبانَ، وسِيَاقُهُ يَقْتَضِي أَنَّهَا كانَتْ أُنْثَى، وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ، وَفِي العُبَابِ: لَهُ أَيْضاً: فَارِسُ خِصَافٍ، أَجْرَأَ مِن فَارِسِ خِصَافٍ.
وخِصَافٌ أَيضا: حِصَانٌ آخَرُ، كَانَ لِحَمَلِ بنِ زَيْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عامرِ بنِ ذُهْلٍ، مِن بني بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، يُقال: كَانَ مَعَهُ هذَا الْفَرَسُ، وطَلَبَهُ مِنْهُ الْمُنْذِرُ بنُ امْرِىءِ الْقَيْسِ لِيَفْتَحِلَهُ، فَخَصَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِجُرْأَتِهِ، فَسُمِّيَ خَاصِي خَصَافٍ، ومِنْهُ أَجْرَأُ مِن خَاصِي خِصَافٍ، فأَمَّا مَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ علَى مِثَالِ قَطَامِ، فَهِيَ كانتْ أُنْثَى، فكيفَ تُخْصَى، وصِحَّةُ إِيرَادِ ذلِكَ المَثَلِ: أَجْرَأُ مِنْ فَارِسِ خِصَافٍ نَبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ. وعبدُ المَلِكِ بنُ خِصَافِ بنِ أَخِي خَصِيفٍ الجَزَرِيّ: مُحَدِّثٌ، رَوَى عَن هَبّارِ بنِ عَقِيلٍ، وتقدَّم ذِكْرُ عَمِّه آنِفاً. وسَمَاءٌ مَخْصُوفَةٌ: مَلْسَاءُ خَلْقَاءُ، أَو مَخْصُوفَةٌ: ذَاتُ لَوْنَيْنِ فِيهَا سَوَادٌ وبَيَاضٌ، كَمَا فِي العُبَابِ. والْخُصْفَةُ، بِالضَّمِّ: الْخُرْزَةُ بالضَّمِّ أَيضاً. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَخْصَفَ فِي عَدْوِهِ: أَي أَسْرَعَ، قَالَ: وَهُوَ بالحَاءِ جَائِزٌ أَيضاً، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والصَّوابُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ لَا غَيْرُ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ علَى الصَّوابِ. والتَّخْصِيفُ: سُوءُ الْخُلُقِ، وضِيقُهُ، يُقَال: رَجُلٌ مُخْصِفٌ. والتَّخْصِيفُ أَيضاً: الاجْتِهَادُ فِي التَّكْلُّفِ بِمَا لَيْس عِنْدَكَ.
وَمن المَجَازِ: خَصَّفَهُ الشَّيْبُ، تَخْصِيفاً، أَي: اسْتَوَى هُوَ أَي بَيَاضُهُ والسَّوَادُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: خَصَّفَهُ الشَّيْبُ تَخْصِيفاً، وخَوَّصَهُ تَخْوِيصاً، ونَقَّبَ فِيهِ تَنْقِيباً، بِمَعْنى واحدٍ، وَفِي الأَساسِ: خَصَّفَ الشَّيْبُ لِمَّتَهُ: جَعَلَهَا خَصِيفاً: ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخَصْفُ: الضَّمُّ والجَمْعُ. والمِخْصَفُ، كمِنْبَرٍ: المِثْقَبُ والإِشْفَى، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ عُقَاباً:
(حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى فِرَاشِ عَزِيزَةٍ ... فَتَخَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِهَا كَالْمِخْصَفِ)

وَقد تقدَّم للمُصنِّف إِنْشَادُ هذَا البيتِ فِي ف ر ش. وَمن المَجَازِ قَوْلُه: فَمَا زَالُوا يَخْصِفُون أَخْفَافَ المَطِيِّ بحَوَافِرِ الْخَيْلِ حَتَّى لَحِقُوهم، يعْنى أَنهم جَعَلُوا آثارَ حَوَافِرِ الخَيْلِ علَى آثارِ أَخْفَافِ الإِبِلِ، فكأَنَّهُم طَارَقُوها بِهَا، أَي: خَصَفُوها بِهَا، كَمَا يُخْصَفُ النَّعْلُ. ويُقَال: خَصَّفَ يُخَصِّفُ تَخْصِيفاً، مِثْل اخْتَصَفَ، ومِنهُ قراءَةُ أَبي بُرَيْدَةَ، والزُّهْرِيِّ، فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ، والزُّهْرِيِّ، فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ: وطَفِقَا يُخَصِّفَانِ. وَمِنْه الحديثُ: إِذا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الحَمَّامَ فَعَلَيْهِ بالنِّشِيرِ، وَلاَ يَخْصِفْ النَّشِيرُ: المِئْزَرُ، وَلَا يَخْصِفْ: أَي لَا يَضَعْ يَدَهُ علَى فَرْجِهِ. وتَخَصَّفَهُ، كَذَلِك، ورَجُلٌ مِخْصَفٌ وخَصَّافٌ: صَانِعٌ لِذَلك، عَن السِّيرَافِيِّ، وجَبَلٌ خَصِيفٌ، مِثْلُ أَخْصَفَ، وكُلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمَعَا، فَهُوَ خَصِيفٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. والخَصُوفُ مِن النِّسَاءِ: الَّتِي تَلِدُ فِي التَّاسِعِ وَلَا تَدْخُلث فِي العاشرِ. والخَصَفُ، مُحَرَّكَةً: لُغَةٌ فِي الخَزَفِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. واخْتَصَفَتِ النَّاقَةُ: صارَتْ خَصُوفاً. والخُصَّافُ، كرُمَّانٍ: حَصِيرٌ مِن خُوصٍ. وَمن المَجَازِ: خَصَّفْتُ فُلاناً: أَرْبَيْتُ عَلَيْهِ فِي الشَّتْمِ.

زلبر

زلبر
: (زَلَنْبورُ) ، أَهْملَه الجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ مِجَاهِد: هُوَ (أَحَدُ أَولادِ إِبليسَ الخَمْسَةِ الَّذين فَسَّرُوا بهم ولَه تعالَى {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرّيَّتَهُ أَوْلِيَآء} مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ (الْكَهْف: 50) وهاكذا نَقَلَه عَنهُ الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب فِي الخُمَاسِيّ، والغَزَالِيّ فِي الإِحياءِ، والصّاغانيّ فِي التَّكْمِلَة. (وعَمَلُه أَنْ يُفرِّقَ بينَ الرَّجلِ وأَهلِه، ويُبْصِّرَ الرَّجلَ بعُيُوب أَهلِه) ، قَالَه سُفْيَان، ونقلَه عَنهُ الأَزهريّ.
وَالَّذِي فِي الإِحياءِ فِي آخِرِ بَاب الكَسْب والمَعاشِ، نَقْلاً عَن جَمَاعة من الصَّحَابة: أَن زَلَنْبُورَ صاحِبُ السُّوقِ، وبَسببه لَا يَزالون يَخْتَصِمون، وأَنَّ الَّذِي يَدْخُل مَعَ الرَّجل إِلى أَهله يرُيد العَبَثَ بهم فاسْمُه دَاسِمٌ. قَالَ: وَمِنْهُم ثَبْر، والأَعْور، ومِسْوَطٌ. فأَما ثَبْرٌ فَهُوَ صاحبُ المصائب الَّذِي يأْمر بالثُّبور وشَقِّ الجُيُوب. وأَمّا الأَعور فَهُوَ صاحِبُ الزِّنَا يأْمُرُ بِهِ. وأَمّا مِسْوطٌ فَهُوَ صاحبُ الكَذِب. فهِؤلاءِ الخمسةُ إِخوةٌ من أَولادِ إِبليسَ.
قلْت: وَقد ذكر المصنِّفُ شَيْطانَ الصلاةِ والــوضوءِ: خَنْزَبٌ والوَلْهَانُ.
قَالَ شَيخنَا: وهاذا مبنيّ على أَن إِبليسَ لَهُ أَولاٌ حَقِيقَة مَا هُوَ ظاهرُ الآيةِ، والخلافُ فِي ذالك مشهورٌ.

خربذ

خربذ
: (مَعْرُوف بن خَرَّبُوذَ، بِفَتْح الخاءِ والراءِ المشدَّدةِ، وضمّ الباءِ الموحَّدةِ) ، أَهملَه الجوهَرِيُّ والجماعَة، وَقَالَ الصَّغانيّ: هُوَ (مُحَدِّثٌ لغَوِيٌّ مَكِّيٌّ) . ونقَلَ الحافِظ فِي تَهْذِيب التهذيبِ سكونَ الرَّاءِ أَيضاً، قَالَ، وَهُوَ مِن موالِي آلِ عُثمانَ، صَدُوقٌ، رُبَّما وَهِمَ، وَكَانَ أَخْبَارِيًّا عَلاَّمَةً، من الخامِسَة.
وبَقِيَ:
سالِمُ بن سَرْجٍ أَبو النّعْمَان. وَفِي كِتَاب الثِّقَاتِ لِابْنِ حبَّان: وَيُقَال ابنُ خَرَّبُوذ، وَالصَّحِيح ابْن سَرْجٍ يَروِي عَن أُمِّ ضُبَيْبَةَ الج 2 نِيَّة، قَالَت (اخْتَلَفَتْ يَدِي ويَدُ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الــوُضوءِ مِن إِناءٍ واحِدٍ) . رَوَاهُ عَنهُ أُسامة بن زَيْدٍ وخارِجَة بن الحارِث المَدَنِيّ. واسُم أُمِّ ضُبَيْبَة خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، وَهُوَ مَوْلاَها. ونقلَ شَيْخُنَا عَن تَارِيخ المَدِينَة للسخاوِيّ عَن الدارقطْني قَالَ: سَرْجٌ يُعْرَف بِخَرَّبُوذَ، وَقَالَ الْحَاكِم: مَن قَالَ ابْن سَرْجٍ فَقَدْ عَرَّبَه، ومَن قَالَ ابْن خَرَّبوذ أَرَادَ بِهِ الإِكَافَ بالفَارِسِيّة. واستْدْرك: سلِيمان ابْن خَرَّبوذ، روَى عَن شيخٍ من أَهل المَدينةِ عَن عبد الرحمان بن عَوْف قَالَ: عَمَّمَني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَسَدَلَهَا مِنْ بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفِي. قلت: وعبدُ الرحمامن بن خرَّبوذ يَرْوِي عَن ابنِ عُمَرَ وأَبي هُيَرْيَرَةَ. وَعنهُ يَعْلَى بن عَطَاءٍ.

النّقض

النّقض:
[في الانكليزية] Refutation ،contradiction ،abolition
[ في الفرنسية] Refutation ،contradiction ،abolition
بالفتح وسكون القاف لغة الكسر، وعند أهل النظر يطلق على معان ثلاثة كما في الرشيدية. الأول نقض الطرد وهو أن يوجد الوصف الذي يدعى أنّه علّة مع عدم الحكم فيه، وحاصله انتفاء المدلول مع وجود الدليل، وذلك يكون بوجهين أحدهما أن يوجد الدليل في صورة ولم يوجد المدلول فيها، وثانيهما أن يوجد ولا يوجد مدلوله أصلا، ويعبّر عن المعنى الأول بتخلّف المدلول عن الدليل وعن الثاني باستلزام المدلول المحال على تقدير تحقّقه، وهذا هو المعني من التعريف المشهور للنّقض وهو تخلّف الحكم عن الدليل، فإنّ المراد بالتخلّف الانتفاء وبالحكم المدلول ويسمّى نقضا إجماليا أيضا، أعني أنّه كما يطلق لفظ مطلق النّقض على المعنى المذكور يطلق النّقض المقيّد بقيد الإجمال عليه أيضا بخلاف المنع فإنّه لا يطلق عليه إلّا مقيدا بالتفصيلي كما في الرشيدية، ويسمّيه أهل الأصول بالمناقضة وبالتناقض أيضا كذا في بعض شروح الحسامي.
مثاله خروج النّجاسة علّة لانتقاض الــوضوء فنوقض بخروج القليل من النجاسة فإنّه لا ينقض الــوضوء، وجواب النقض بأربع طرق. الأول الدفع بالوصف وهو منع وجود العلّة في صورة النقض والثاني الدفع بمعنى الوصف وهو منع وجود المعنى الذي صارت العلّة علة لأجله.
والثالث الدفع بالحكم وهو منع تخلّف الحكم من العلّة في صورة النقض. والرابع الدفع بالغرض وهو أن يقال الغرض التسوية بين الأصل والفرع، فكما أنّ العلّة موجودة في الصورتين فكذا الحكم، وكما أنّ ظهور الحكم قد يتأخّر في الفرع فكذا في الأصل فالتسوية حاصلة بكلّ حال. وإن شئت التوضيح فارجع إلى التوضيح.
اعلم أنّ من لم يجوّز تخصيص العلّة أخذ تخلّف الحكم أعمّ من أن يكون لمانع أو لغير مانع. وقال إن تيسّر الدفع بهذه الطرق فبها وإلّا فإن لم يوجد في صورة النقض مانع فقد بطلت العلّة، وإن وجد المانع فلا، فإنّ عدم المانع جزء للعلّة أو شرط لها فيكون انتفاء الحكم في صورة النقض مبنيا على انتفاء العلّة بانتفاء جزئها أو شرطها. ومن جوّز تخصيص العلّة وقال العلّة توجب هذا لكن تخلّف الحكم لمانع أخذ قيد لا لمانع وقال المناقضة هي تخلّف الحكم عمّا ادعاه المعلّل علّة لا لمانع ليخرج تخصيص العلّة عن المناقضة بخلاف من لم يجوّزه فإنّه أي تخصيص العلّة عنده مناقضة، والثاني نقض المعرّفات إمّا طردا وإمّا عكسا. والثالث المناقضة وهي عندهم عبارة عن منع مقدّمة معيّنة من مقدّمات الدليل سواء كان المنع مع السّند أو بدونه وتسمّى منعا ونقضا تفصيليا أيضا، قالوا إذا استدلّ المستدلّ على مطلوب بدليل فالخصم إن منع مقدّمة معيّنة من مقدماته أو كلّ واحدة منها على التعيين فذلك يسمّى منعا ومناقضة ونقضا تفصيليا ولا يحتاج في ذلك إلى شاهد، فإنّ المراد بالمنع منعها عن الثبوت بأن طلب دليلا على ثبوتها، وذلك لا يقتضي شاهدا، وإن منع مقدمة غير معيّنة بأن يقول ليس دليلك بجميع مقدّماته صحيحا ومعناه أنّ فيه خللا فذلك يسمّى نقضا إجماليا، ولا بد هناك من شاهد لأنّه لو اعتبر مجرّد دعوى صحة الدليل عليها يلزم انسداد باب المناظرة، وحصروا الشّاهد في تخلّف الحكم أو استلزامه المحال، ولهذا وقع في الشريفية النقض الإجمالي إبطال الدليل بعد تمامه متمسكا بشاهد يدلّ على عدم استحقاقه الاستدلال به، وهو أي عدم استحقاقه استلزامه فسادا ما، وإن لم يمنع شيئا من المقدّمات لا معيّنة ولا غير معيّنة بل أورد دليلا مقابلا لدليل المستدلّ دالا على نقيض مدعاه فذلك الإيراد المخصوص يسمّى معارضة، هكذا ذكر السّند والمولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية، وهذا المعنى أخصّ من المعنى الأول لأنّه قسم منه، فإنّ النقض بالمعنى الأول يشتمل التفصيلي والإجمالي، وعلم مما ذكر أنّ للنقض الإجمالي معنيين أحدهما أعمّ من الآخر.

دَسَعَ

(دَسَعَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «أَلَمْ أجْعَلْكَ تَرْبَع وتَدْسَع» تَدْسَعُ: أَيْ تُعْطِي فتُجْزِل.
والدَّسْعُ الدَّفعُ، كَأَنَّهُ إِذَا أَعطى دَسَعَ: أَيْ دَفَع.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلْجَوَّادِ «هُوَ ضَخْم الدَّسِيعَة» أَيْ واسِعُ العَطِيّة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ كِتَابِهِ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ «وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ أَيْدِيهِمْ عَلَى مَن بَغَى عَلَيْهِمْ أَوِ ابْتَغى دَسِيعَةَ ظُلم» أَيْ طَلَب دَفْعاً عَلَى سَبِيلِ الظُّلم، فَأَضَافَهُ إِلَيْهِ، وَهِيَ إِضَافَةٌ بِمَعْنَى مِنْ. وَيَجُوزُ أَنْ يُراد بِالدَّسِيعَةِ العَطِية: أَيِ ابْتَغَى مِنْهُمْ أَنْ يدفَعوا إِلَيْهِ عَطِيَّة عَلَى وَجْهِ ظُلمِهم: أَيْ كونِهم مَظْلُومِينَ أَوْ أَضَافَهَا إِلَى ظُلمِه لِأَنَّهُ سببُ دَفْعِهم لَهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ظَبْيَانَ وَذِكْرُ حِمْيَرَ «فَقَالَ: بَنَوُا المَصانِعَ، واتَّخَذوا الدَّسَائِعَ» يُريد العَطايا. وَقِيلَ الدَّسَائِعُ: الدَّساكرُ. وَقِيلَ الجِفانُ والمَوائد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وَذَكَرَ مَا يُوجِبُ الْــوُضُوءَ فَقَالَ: «دَسْعَةٌ تَمْلأَ الفَمَ» يُرِيدُ الدّفَعة الْوَاحِدَةَ مِنَ القَيْء. وجَعَله الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: هِيَ مِنْ دَسَعَ البعيرُ بِجِرَّته دَسْعاً إِذَا نَزَعها مِنْ كَرِشِه وَأَلْقَاهَا إِلَى فِيه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعاذ «قَالَ مَرّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أسْلِخْ شَاةً فَدَسَعَ يَده بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ دَسْعَتَيْنِ» أَيْ دَفَعَها دَفْعتين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَسٍّ «ضَخْم الدَّسِيعَة» الدَّسِيعَةُ هَاهُنَا مجْتَمعُ الكتِفين. وَقِيلَ هِيَ العُنُق.

لقا

(لقا) - قوله تبارك وتعالى: {يَوْمَ التَّلَاقِ}
: أي يوم يَلتَقِى فيه أهلُ الأرض وأهلُ السَّماءِ.
- وقوله تعالى: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ}
: أي تُجاهِهم.
- وقولُه تعالى: {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي}
: أي مِن عند نَفْسِى.
- وقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}  : أي دَافِعُوا عن أنفَسِكم.
يقال: ألقَى بنَفْسِه: أي استَسْلَم للعَدُوِّ.
- وفي الحديث: "نَهَى عن التَّلَقِّى "
وهو أن يَستَقْبِل الحضَرىُّ البَدَوِيَّ ، فيُخبِرَه بكَساد ما مَعه فيَشترِيَهُ منه بوَكْسٍ، بل يُتْرك حتى يَهْبِطَ به الأسواقَ فيشتريه كُلُّ مَنْ يَحتاجُ إليه، دون أن يختصَّ به بعضُهُم.
[لقا] نه: فيه: من أحب "لقاء" الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه والموت دون لقاء الله، أراد بلقاء الله المصير إلى الآخرة وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت، لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاءه، ومن آثرها وركن إليها كره لقاءه، لأنه إنما يصل إليه بالموت، وقوله: والموت دون لقاء الله، يبين أن الموت غير اللقاء ولكنه معترض دون المطلوب فيجب أن يصبر عليه ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء. ك: هو متناول للموت أيضًا، فإن لقاءه على وجوه الرؤية والبعث والموت، وهذه المحبة حال النزع وبعد الإطلاع على حاله وما أعد الله له من الكرامة، ولا ينافيه حديث كراهية تمني الموت، لأنه في حال صحته وقبل الإطلاع. ط: و"لقاؤك" حق، أي المصيرهو النوم على القفا ووضع الظهر. ط: يحمل هذا على الاستلقاء بمد الرجلين بحيث لا ينكشف سوأته وح النهي عنه في نصب الركب وعدم لبس السراويل، وفيه جواز الاستلقاء في المسجد، ولعله لضرورة من تعب أو طلب راحة، وإلا فقد علم أنه صلى الله عليه وسلم كان يجلس مربعًا على الوقار والتواضع. ن: "فلقيته لقية" أخرى- بضم لام، وقيل: بفتحها. وفيه: "تلقى" عنده ثيابك- كذا روى وهو لغة، والمشهور تلقين- بنون. و"يلقى" النوى بين إصبعيه، أي يجعله بينهما لقلته، ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط به، أو كان يجمعه على ظهر الإصبعين ثم يرمى به. وح: فلم "يلقى"- بثبوت ألف لغة. وح: "يلقين" و"يلقين"، أي يلقين كذا ويلقين كذا. وح: "تلقينا" أنسا حين قدم الشام، صوابه: من الشام، أو معناه: تلقيناه في رجوعه حين قدم الشام. ط: "فيلقى" حجته، أي يتعلم وينبه عليها، وقال: خفت الناس، ولعله فيمن يخاف سطوتهم وهو لا يستطيع دفعها عن نفسه. وح: إنا "لاقو" العدو- يجيء في مدى. غ: "فتلقى": قبل. وفيه: ""فالتقى" الماء" أي ماء الأرض والسماء. وفيه: ""فالملقيات" ذكرا" الملائكة تلقى الذكر من الله على الأنبياء. نه: وفيه: إنه اكتوى من "اللقوة"، وهي مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد الجانبين.
باب لك

لقا: اللَّقْوة: داء يكون في الوجه يَعْوَجُّ منه الشِّدق، وقد لُقِيَ

فهو مَلْقُوٌّ. ولَقَوْتُه أَنا: أَجْرَيْت عليه ذلك. قال ابن بري: قال

المهلبي واللُّقاء، بالضم والمد، من قولك رجل مَلْقُوٌّ إِذا أَصابته

اللَّقْوة. وفي حديث ابن عمر: أَنه اكْتَوَى من اللَّقْوَة، هو مرض يَعْرِضُ

لوجه فيُميلُه إِلى أَحد جانبيه.

ابن الأَعرابي: اللُّقَى الطيُّور، واللُّقَى الأَوْجاع، واللُّقَى

السَّريعاتُ اللَّقَح من جميع الحيوان.

واللَّقْوةُ واللِّقْوة: المرأَة السَّريعةُ اللَّقاحِ والناقة السريعة

اللقاح؛ وأَنشد أَبو عبيد في فتح اللام:

حَمَلْتِ ثَلاثةً فَوَلَدتِ تِمّاً،

فأُمٌّ لَقْوةٌ وأَبٌ قَبِيسُ

وكذلك الفرسُ. وناقة لِقْوةٌ ولَقْوةٌ: تَلْقَح لأَول قَرْعةٍ. قال

الأَزهري: واللَّقْوة في المرأَة والناقة، بفتح الام، أَفصح من اللِّقوة،

وكان شمر وأَبو الهيثم يقولان لِقْوة فيهما. أَبو عبيد في باب سرعة اتفاق

الأَخوين في التحابّ والمودَّة: قال أَبو زيد من أَمثالهم في هذا كانت

لَقْوةٌ صادَفَتْ قَبِيساً؛ قال: اللَّقْوةُ هي السريعة اللَّقَح والحَمْل،

والقَبِيسُ هو الفَحْل السريع الإِلقاح أَي لا إبْطاء عندهما في النِّتاج،

يضرب للرجلين يكونان متفقين على رأْي ومذهب، فلا يَلْبَثان أَن يتصاحبا

ويتَصافَيا على ذلك؛ قال ابن بري في هذا المثل: لَقْوةٌ بالفتح مذهب أَبي

عمرو الشيباني، وذكر أَبو عبيد في الأَمثال لِقْوة، بكسر اللام، وكذا

قال الليث لِقْوة، بالكسر. واللَّقْوة واللِّقْوة: العُقاب الخَفِيفة

السَّريعةُ الاخْتِطاف. قال أَبو عبيدة: سميت العقاب لَقْوة لسَعة أَشْداقها،

وجمعها لِقاءٌ وألقاءٌ، كأَنَّ أَلقاءً على حذف الزائد وليس بقياس.

ودَلْو لَقْوةٌ: لَيِّنة لا تَنْبَسِطُ سريعاً لِلِينها؛ عن الهَجَريّ؛

وأَنشد:شَرُّ الدِّلاءِ اللَّقْوةُ المُلازِمه،

والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ

والصحيح: الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ. ولقِيَ فلان فلاناً لِقاء ولِقاءةً،

بالمدّ، ولُقِيّاً ولِقِيّاً، بالتشديد، ولُقْياناً ولِقْياناً ولِقْيانة

واحدة ولُقْيةً واحدة ولُقًى، بالضم والقصر، ولَقاةً؛ الأَخيرة عن ابن

جني، واستضعفها ودَفَعها يعقوب فقال: هي مولَّدة ليست من كلام العرب؛ قال

ابن بري: المصادر في ذلك ثلاثة عشر مصدراً، تقول لَقِيته لِقاءً

ولِقاءَةً وتِلقاءً ولُقِيّاً ولِقِيّاً ولِقْياناً ولُقْياناً ولِقْيانَةً

ولَقْيةً ولَقْياً ولُقًى ولَقًى، فيما حكاه ابن الأَعرابي، ولَقاةً؛ قال:

وشاهد لُقًى قول قيس بن المُلَوّح:

فإِن كان مَقْدُوراً لُقاها لَقِيتُها،

ولم أَخْشَ فيها الكاشِحِينَ الأَعادِيا

وقال آخر:

فإِنَّ لُقاها في المَنامِ وغيره،

وإِنْ لم تَجُدْ بالبَذْل عندي، لرابِحُ

وقال آخر:

فلوْلا اتِّقاءُ الله، ما قلتُ مَرْحَباً

لأَوَّلِ شيباتٍ طَلَعْنَ، ولا سَهْلا

وقد زَعَمُوا حُلْماً لُقاك، فلم يَزِدْ،

بِحَمْدِ الذي أَعْطاك، حِلْماً ولا عَقْلا

وقال ابن سيده: ولَقاه طائية؛ أَنشد اللحياني:

لمْ تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها ما قد لَقَتْ

مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ، وسَيْرٍ مُسْأَدِ

الليث: ولَقِيه لَقْيةً واحدة ولَقاةً واحدة، وهي أَقبحها على جوازها ،

قال ابن السكيت: ولِقيانةً واحدة ولَقْيةً واحدة، قال ابن السكيت: ولا

يقال لَقاة فإِنها مولدة ليست بفصيحة عربية، قال ابن بري: إِنما يقال لَقاة

لأَن الفَعْلة للمرة الواحدة إِنما تكون ساكنة العين ولَقاةٌ محركة

العين. وحكى ابن درستويه: لَقًى ولَقاة مثل قَذًى وقَذاةٍ، مصدر قَذِيت

تَقْذَى.

واللِّقاء: نقيض الحِجاب؛ ابن سيده: والاسم التِّلقاء؛ قال سيبويه: وليس

على الفعل، إِذ لو كان على الفعل لفتحت التاء؛ وقال كراع: هو مصدر نادر

ولا نظير له إِلا التِّبْيان. قال الجوهري: والتِّلقاء أَيضاً مصدر مثل

اللقاء؛ وقال الراعي:

أَمَّلْتُ خَيْرَكَ هل تَأْتي مَواعِدُه،

فالْيَوْمَ قَصَّرَ عن تِلْقائِه الأَمَلُ

قال ابن بري: صوابه أَمَّلت خيركِ، بكسر الكاف، لأَنه يخاطب محبوبته،

قال: وكذا في شعره وفيه عن تِلْقائِك بكاف الخطاب؛ وقبله:

وما صَرَمْتُك حتى قُلْتِ مُعْلِنةً:

لا ناقةٌ لي في هذا، ولا جَملُ

وفي الحديث: مَنْ أَحبَّ لِقاء اللهِ أَحبَّ اللهُ لقاءه ومَن كَرِه

لقاء اللهِ كرهَ الله لقاءه والموتُ دون لقاء الله؛ قال ابن الأَثير: المراد

بلقاء الله المصيرُ إِلى الدار الآخرة وطلبُ ما عند الله، وليس الغرض به

الموت لأَن كلاًّ يكرهه، فمن تَرك الدنيا وأَبغضها أَحبَّ لِقاء اللهِ،

ومَن آثَرَها ورَكِنَ إِليها كَرِهَ لِقاء الله لأَنه إِنما يصل إِليه

بالموت. وقوله: والموتُ دون لقاء الله، يُبَيِّنُ أَن الموتَ غيرُ اللقاء،

ولكنه مُعْتَرِضٌ دون الغَرَض المطلوب، فيجب أَن يَصْبر عليه ويحتمل

مشاقَّة حتى يصل إِلى الفَوْز باللِّقاء.

ابن سيده: وتَلَقَّاه والتَقاه والتَقَيْنا وتَلاقَيْنا. وقوله تعالى:

ليُنذِر يوم التَّلاقِ؛ وإِنما سمي يومَ التلاقي لتَلاقي أَهل الأَرضِ

وأَهل السماء فيه. والتَقَوْا وتَلاقَوْا بمعنى.

وجلس تِلْقاءه أَي حِذاءه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَى،

نَعَمْ، وأَلا لا حيثُ يَلْتَقِيانِ

فسره فقال: أَراد مُلْتَقَى شفتيها لأَن التِقاء نَعمْ ولا إِنما يكون

هنالك، وقيل: أَراد حَبَّذا هي مُتكلِّمةً وساكتة، يريد بملتقى نعم

شفتيها، وبأَلا لا تَكلُّمَها، والمعنيان متجاوران. واللَّقِيانِ

(* قوله«

اللقيان» كذا في الأصل والمحكم بتخفيف الياء، والذي في القاموس وتكملة

الصاغاني بشدها وهو الاشبه): المُلتَقِيانِ.ورجل لَقِيٌّ ومَلْقِيٌّ ومُلَقًّى

ولَقَّاء يكون ذلك في الخير والشر، وهو في الشر أَكثر. الليث: رجل

شَقِيٌّ لَقِيٌّ لا يزال يَلْقى شَرّاً، وهو إِتباع له. وتقول: لاقَيْتُ بين

فلان وفلان. ولاقَيْتُ بين طَرَفَيْ قضيب أَي حَنَيْته حتى تلاقيا

والتَقَيَا. وكلُّ شيءٍ استقبل شيئاً أَو صادفه فقد لقِيَه من الأَشياء كلها.

واللَّقِيَّان: كل شيئين يَلْقى أَحدهما صاحبه فهما لَقِيَّانِ. وفي حديث

عائشة، رضي الله عنها: أَنها قالت إِذا التقى الخِتانان فقد وجَب

الغُسْلُ؛ قال ابن الأَثير: أَي حاذى أَحدهما الآخر وسَواء تَلامَسا أَو لم

يتَلامَسا، يقال: التَقى الفارسان إِذا تَحاذَيا وتَقابلا، وتظهر فائدته فيما

إِذا لَفَّ على عُضوه خرقة ثم جامَع فإِن الغسل يجب عليه وإن لم يَلْمَسِ

الخِتانُ الخِتانَ. وفي حديث النخعي: إِذا التقى الماءَانِ فقد تَمَّ

الطُّهورُ؛ قال ابن الأَثير: يريد إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَين من أَعْضائك

في الــوضُوءِ فاجتمع الماءَانِ في الطُّهور لهما فقد تم طُهُورهُما للصلاة

ولا يُبالي أَيُّهما قدَّم، قل: وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في

الــوضوء أَو يريد بالعضوين اليدين والرجلين في تقديم اليمنى على اليسرى أَو

اليسرى على اليمنى، وهذا لم يشترطه أَحد.

والأُلْقِيَّةُ: واحد من قولك لَقِيَ فلان الأَلاقيَّ من شَرٍّ وعُسْر.

ورجل مُلَقًّى: لا يزالُ يلقاه مكروه. ولَقِيتُ منه الأَلاقَي؛ عن

اللحياني، أَي الشَّدائد، كذلك حكاه بالتخفيف.

والمَلاقي: أَشْراف نَواحي أَعْلى الجبل لا يزال يَمْثُل عليها الوعل

يعتصم بها من الصياد؛ وأَنشد:

إِذا سامَتْ على المَلْقاةِ ساما

قال أَبو منصور: الرواة رووا:

إِذا سامت على المَلَقاتِ ساما

واحدتها مَلَقةٌ، وهي الصَّفاة المَلْساء، والميم فيها أَصلية، كذا روي

عن ابن السكيت، والذي رواه الليث، إِن صح، فهو مُلْتَقى ما بين الجبلين.

والمَلاقي أَيضاً: شُعَبُ رأْس الرَّحِم وشُعَبٌ دونَ ذلك، واحدها

مَلْقًى ومَلْقاةٌ، وقيل: هي أَدنى الرحم من موضع الولد، وقيل: هي الإِسَكُ؛

قال الأَعشى يذكر أُم عَلْقمةَ:

وكُنَّ قد أَبْقَيْنَ منه أُذًى،

عند المَلاقي، وافيَ الشَّافِرِ

الأَصمعي: المُتَلاحِمةُ الضيِّقة المَلاقي، وهو مَأْزِمُ الفَرْجِ

ومَضايِقُه. وتلقَّت المرأَة، وهي مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ، وقلّ ما أَتى هذا

البناء للمؤنث بغير هاء. الأَصمعي: تَلقَّتِ الرحمُ ماء الفحل إِذا

قَبِلَتْه وأَرتَجَتْ عليه. والمَلاقي من الناقة: لحم باطن حيَائها، ومن الفرس

لحم باطن ظَبْيَتها.

وأَلقى الشيء: طَرَحَه. وفي الحديث: إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة ما

يُلْقي لها بالاً يَهْوي بها في النار أَي ما يُحْضِرُ قلبَه لما يَقولُه

منها، والبالُ: القَلبُ. وفي حديث الأَحنف: أَنه نُعِيَ إِليه رَجلٌ فما

أَلقى لذلك بالاً أَي ما اسْتَمع له ولا اكْتَرَثَ به؛ وقوله:

يَمْتَسِكُونَ، مِن حِذاِ الإِلْقاءِ،

بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّيصاء

إِنما أَراد أَنهم يَمْتسكون بخَيْزُران السَّفينة خشية أَن تُلقِيَهم

في البحر، ولَقَّاه الشيءَ وأَلقاه إِليه وبه. فسر الزجاج قوله تعالى:

وإِنَّك لَتُلَقَّى القرآن؛ أَي يُلْقى إِليك وحْياً من عند الله. واللَّقى:

الشيء المُلْقى، والجمع أَلقاء؛ قال الحرث بن حلزة:

فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبةٌ مِن

كلِّ حَيٍّ، كأَنهم أَلْقاءُ

وفي حديث أَبي ذر: ما لي أَراك لَقًى بَقًى؟ هكذا جاءَا مخففين في رواية

بوزن عَصاً.

واللَّقى: المُلْقى على الأَرض، والبَقى إِتباع له. وفي حديث حكيم بن

حزام: وأُخِذَتْ ثِيابُها فجُعِلتْ لَقًى أَي مُرْماةً مُلْقاةً. قال ابن

الأَثير: قيل أَصل اللَّقى أَنهم كانوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثيابَهم

وقالوا لا نَطُوف في ثياب عَصَيْنا اللهَ فيها، فيُلقُونها عنهم ويُسمّون ذلك

الثوب لَقًى، فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لم يأْخُذوها وتركوها بحالها

مُلْقاةً. أَبو الهيثم: اللَّقى ثوبُ المُحْرِمِ يُلْقِيه إذا طاف بالبيت في

الجاهلية ، وجمعه أَلقاء . واللَّقى: كل شيء مطروح متروك كاللُّقَطة.

والأُلْقِيَّةُ: ما أُلقِيَ. وقد تَلاقَوْا بها: كتَحاجَوْا؛ عن اللحياني

. أَبو زيد: أَلْقَيت عليه أُلْقِيَّةً كقولك أَلقَيت عليه

أُحْجِيَّةً، كل ذلك يقال؛ قال الأَزهري: معناه كلمة مُعاياةٍ يُلقِيها عليه

ليستخرجها . ويقال: هم يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لهم.

ولَقاةُ الطريق: وسَطُه؛ عن كراع.

ونهى النبيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، عن تَلَقِّي الرُّكْبان ؛ وروى

أَبو هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، لا

تَتلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَرى منه شيئاً

فصاحِبُه بالخِيارإذا أَتى السُّوقَ؛ قال الشافعي: وبهذا آخذ إن كان ثابتاً،

قال: وفي هذا دليل أَن البيع جائِز غيرَ أَن لصاحبها الخيار بعد قُدوم

السوق، لأَنَّ شراءَها من البَدوِيّ قبل أَن يصير إلى موضع المُتساومَيْنِ

من الغرور بوجه النقص من الثمن فله الخيار ؛ وتَلَقِّي الرُّكبان: هو

أَن يستقبل الحضَريُّ البدويَّ قبل وصوله إلى البلد ويخبره بكَسادِ ما معه

كَذِباً ليشتري منه سِلْعَته بالوَكْس وأَقلَّ من ثمن المثل ، وذلك

تَغْرير مُحرَّم ولكن الشراء منعقد، ثم إن كذب وظهر الغَبْنُ ثبت الخِيار

للبائع، وإن صدَق ففيه على مذهب الشافعي خلاف . وفي الحديث: دخَل أَبو قارظٍ

مكةَ فقالت قُريش حَلِيفُنا وعَضُدُنا ومُلْتَقى أَكُفِّنا أَي أَيدينا

تَلتَقي مع يده وتجتمع، وأَراد به الحِلْفَ الذي كان بيْنه وبينهم . قال

الأَزهري: والتَّلَقِّي هو الاستقبال ؛ ومنه قوله تعالى: وما يُلَقَّاها

إلا الذين صَبَروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ؛ قال الفراء: يريده ما

يُلَقَّى دفعَ السيئة بالحَسَنة إلا من هو صابر أَو ذو حظٍّ عظيم،

فأَنثها لتأْنيث إرادة الكلمة، وقيل في قوله وما يُلقَّاها أي ما يُعَلَّمها

ويُوَفَّقُ لها إلا الصابر . وتَلَقَّاه أَي استقبله. وفلان يَتَلَقَّى

فلاناً أَي يَسْتَقْبِله. والرجل يُلَقَّى الكلام أَي يُلَقَّنه. وقوله

تعالى: إذ تَلَقَّوْنَه بأَلسنتكم؛ أَي يأْخذ بعض عن بعض. وأَما قوله تعالى:

فَتَلقَّى آدمُ من ربّه كلِماتٍ؛ فمعناه أَنه أَخذها عنه، ومثله

لَقِنَها وتَلَقَّنَها ، وقيل: فتَلقَّى آدمُ من ربه كلماتٍ، أَي تَعلَّمها ودعا

بها. وفي حديث أَشراط الساعة: ويُلْقى الشُّحُّ؛ قال ابن الأَثير: قال

الحميدي لم يَضْبِط الرواةُ هذا الحرف، قال: ويحتمل أَن يكون يُلَقَّى

بمعنى يُتَلَقَّى ويُتَعَلَّم ويُتَواصى به ويُدعى إليه من قوله تعالى: وما

يُلَقَّاها إلا الصابرون؛ أَي ما يُعَلَّمُها ويُنَبَّه عليها ، ولو قيل

يُلْقَى، مخففة القاف، لكان أَبعد، لأَنه لو أُلقِيَ لترك ولم يكن

موجوداً وكان يكون مدحاً، والحديث مبني على الذم، ولو قيل يُلْفى، بالفاء،

بمعنى يوجد لم يَستَقِم لأَن الشحّ ما زال موجوداً.

الليث: الاسْتِلْقاءُ على القفا، وكلُّ شيء كان فيه كالانْبِطاح ففيه

اسْتِلقاء، واسْتَلْقى على قفاه؛ وقال في قول جرير:

لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ

جعله البعيث لَقًى لا يُدْرى لمن هو وابْنُ مَن هو، قال الأَزهري: كأَنه

أَراد أَنه منبوذ لا يُدرى ابن مَن هو. الجوهري: واللَّقى، بالفتح،

الشيء المُلْقى لهَوانه، وجمعه أَلقاء؛ قال:

فلَيْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كلُّه،

وكنت لَقًى تَجْري عليْكَ السَّوائِلُ

قال ابن بري: قال ابن جني قد يجمع المصدر جمع اسم الفاعل لمشابهته له،

وأَنشد هذا البيت ، وقال: السَّوائلُ جمع سَيْل فجَمَعه جَمع سائل؛ قال:

ومثله:

فإِنَّكَ ، يا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ،

مُعِيدٌ على قِيلِ الخَنا والهَواجِرِ

فالهَواجِرُ جمع هُجْر ؛ قال: ومثله :

مَن يفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ

فيمن جعله جمع جزاء ؛ قال: قال ابن أَحمر في اللقى أَيضاً:

تَرْوي لَقًى أَلْقِيَ في صَفْصَفٍ،

تَصْهَرُه الشمس فما يَنْصَهِر

وأَلْقَيْتُه أَي طَرحته . تقول: أُلقِه مِن يدِك وأَلقِ به من يدك،

وأَلقَيْتُ إليه المودّة وبالمودّةِ.

ثَوَرَ

(ثَوَرَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ أَكَلَ أَثْوَار أَقِط» الأَثْوَار جَمْع ثَوْر، وَهِيَ قِطْعة مِنَ الأقِط، وَهُوَ لَبَن جَامِدٌ مُسْتَحْجِر.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «توضّأُوا ممَّا مَسَّت النَّارُ وَلَوْ مِنْ ثَوْر أقِط» يريدُ غَسْل الْيَدِ والفَم مِنْهُ.
وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِ وُضُوء الصَّلَاةِ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ «أتيْت بَنِي فُلَانٍ فأتَوني بثَوْرٍ وقَوْس وكَعْب» والقَوس: بَقِيَّة التَّمر فِي الجُلَّة، والكَعْب: الْقِطْعة مِنَ السَّمْن.
(هـ) وَفِيهِ «صَلُّوا العِشاء إِذَا سَقَطَ ثَوْر الشَّفَق» أَيِ انتِشاره وثَوَرَان حُمْرته، مِنْ ثَارَ الشَّيْءُ يَثُور إِذَا انْتشَر وارْتَفع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَرَأَيْتُ الْمَاء يَثُور مِنْ بَيْن أَصَابِعِهِ» أَيْ يَنْبُع بقُوّة وَشِدَّةٍ.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ أَوْ تَثُور» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أَرَادَ العلْم فَلْيُثَوِّرِ الْقُرْآنَ» أي ليُنَقِّر عنه ويُفكّر فِي مَعَانِيهِ وَتَفْسِيرِهِ وَقِرَاءَتِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ «أَثِيرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كتَب لأهْل جُرَش بالْحِمَى الَّذِي حَماه لَهُمْ لِلْفَرس والرَّاحِلة والمُثِيرَة» أَرَادَ بالمُثِيرَة بَقَر الحَرْث، لِأَنَّهَا تُثِيرُ الْأَرْضَ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نجْد ثَائِر الرَّأْسِ يَسْأَلُهُ عَنِ الْإِيمَانِ» أَيْ مُنْتَشر شَعر الرَّأْسِ قَائِمَهُ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ.
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «يَقُوم إِلَى أَخِيهِ ثَائِراً فَريصته» أَيْ مُنْتَفخ الْفَرِيصة قائمَها غضبا. والفريضة: اللّحْمة الَّتِي بَيْنَ الْجَنْبِ والكَتِف لَا تَزَالُ تَرْعُدُ مِنَ الدَّابَّةِ، وَأَرَادَ بِهَا هَاهُنَا عصَب الرَّقبة وعُروقها، لِأَنَّهَا هِيَ الَّتي تَثُور عِنْدَ الغَضَب. وَقِيلَ: أَرَادَ شَعْرَ الفَريصة، عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ حَرَّم الْمَدِينَةَ مَا بَين عَيْر إِلَى ثَوْرٍ» هُمَا جبَلان: أَمَّا عَيْرٌ فجبَل مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ، وَأَمَّا ثَوْر، فَالْمَعْرُوفُ أَنَّهُ بِمَكَّةَ، وَفِيهِ الْغار الَّذِي بَاتَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا هَاجَرَ، وَفِي رِوَايَةٍ قَليلة «مَا بَيْن عَير وأحُدٍ» وأحُدٌ بِالْمَدِينَةِ، فَيَكُونُ ثَور غَلطا مِنَ الرَّاوِي وَإِنْ كَانَ هُوَ الْأَشْهَرَ فِي الرِّوَايَةِ وَالْأَكْثَرَ. وَقِيلَ إِنَّ عَيْرا جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَيَكُونُ الْمُرَادُ أَنَّهُ حَرَّم مِنَ الْمَدِينَةِ قَدْرَ مَا بَيْنَ عَير وَثَوْرٍ مِنْ مَكَّةَ، أَوْ حَرّم الْمَدِينَةَ تَحْريما مِثْلَ تَحْرِيمِ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَثَوْرٍ بِمَكَّةَ، عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَوَصْفِ الْمَصْدَرِ الْمَحْذُوفِ .

ملك

ملك
المَلِكُ: هو المتصرّف بالأمر والنّهي في الجمهور، وذلك يختصّ بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: مَلِكُ الناسِ، ولا يقال: مَلِك الأشياءِ، وقوله: مَلِكِ يومِ الدّين [الفاتحة/ 3] فتقديره: الملك في يوم الدين، وذلك لقوله:
لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ
[غافر/ 16] . وَالمِلْكُ ضربان: مِلْك هو التملك والتّولّي، ومِلْك هو القوّة على ذلك، تولّى أو لم يتولّ. فمن الأوّل قوله: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها
[النمل/ 34] ، ومن الثاني قوله: إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً [المائدة/ 20] فجعل النّبوّة مخصوصة والمِلْكَ عامّا، فإن معنى الملك هاهنا هو القوّة التي بها يترشّح للسياسة، لا أنه جعلهم كلّهم متولّين للأمر، فذلك مناف للحكمة كما قيل: لا خير في كثرة الرّؤساء. قال بعضهم: المَلِك اسم لكلّ من يملك السياسة، إما في نفسه وذلك بالتّمكين من زمام قواه وصرفها عن هواها، وإما في غيره سواء تولّى ذلك أو لم يتولّ على ما تقدّم، وقوله:
فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً [النساء/ 54] . والمُلْكُ: الحقّ الدّائم لله، فلذلك قال: لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ [التغابن/ 1] ، وقال: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ [آل عمران/ 26] فالمُلْك ضبط الشيء المتصرّف فيه بالحكم، والمِلْكُ كالجنس للمُلْكِ، فكلّ مُلْك مِلْك، وليس كلّ مِلْك مُلْكا. قال: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ [آل عمران/ 26] ، وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً
[الفرقان/ 3] ، وقال:
أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ [يونس/ 31] ، قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا
[الأعراف/ 188] وفي غيرها من الآيات. والمَلَكُوتُ: مختصّ بملك الله تعالى، وهو مصدر مَلَكَ أدخلت فيه التاء. نحو: رحموت ورهبوت، قال: وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأنعام/ 75] ، وقال:
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 185] والمَمْلَكة: سلطان المَلِك وبقاعه التي يتملّكها، والمَمْلُوكُ يختصّ في التّعارف بالرقيق من الأملاك، قال: عَبْداً مَمْلُوكاً [النحل/ 75] وقد يقال: فلان جواد بمملوكه. أي: بما يتملّكه، والمِلْكَة تختصّ بمِلْك العبيد، ويقال: فلان حسن الملكة. أي:
الصّنع إلى مماليكه، وخصّ ملك العبيد في القرآن باليمين، فقال: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
[النور/ 58] ، وقوله: أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ [النساء/ 3] ، أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ [النور/ 31] ومملوك مقرّ بالمُلُوكَةِ والمِلْكَةِ والمِلْكِ، ومِلَاكُ الأمرِ: ما يعتمد عليه منه. وقيل: القلب ملاك الجسد، والمِلَاكُ:
التّزويج، وأملكوه: زوّجوه، شبّه الزّوج بِمَلِكٍ عليها في سياستها، وبهذا النظر قيل: كاد العروس أن يكون مَلِكاً . ومَلِكُ الإبل والشاء ما يتقدّم ويتّبعه سائره تشبيها بالملك، ويقال: ما لأحد في هذا مَلْكٌ ومِلْكٌ غيري. قال تعالى: ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا [طه/ 87] وقرئ بكسر الميم ، ومَلَكْتُ العجينَ: شددت عجنه، وحائط ليس له مِلَاكٌ. أي: تماسك وأما المَلَكُ فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكة، وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحقّقين:
هو من المِلك، قال: والمتولّي من الملائكة شيئا من السّياسات يقال له: ملك بالفتح، ومن البشر يقال له: ملك بالكسر، فكلّ مَلَكٍ ملائكة وليس كلّ ملائكة ملكا، بل الملك هو المشار إليه بقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [النازعات/ 5] ، فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً [الذاريات/ 4] ، وَالنَّازِعاتِ [النازعات/ 1] ونحو ذلك، ومنه: ملك الموت، قال: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها [الحاقة/ 17] ، عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ [البقرة/ 102] ، قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ [السجدة/ 11] .
ملك
المَلِكُ: اللهُ عَّزَ اسْمُه، وهو المالِكُ والمَلِيْكُ.
والمَلَكُوْتُ: مُلْكُ اللَّهِ وسُلْطانُه، ويُقال: مَلْكُوَةٌ.
وما لِفُلانٍ مَوْلى مِلاَكَةٍ دُوْنَ اللَّهِ عَزَّ وجل: أي ما يَمْلِكُه أحَدٌ إلاّ الله. والمِلْكُ: ما مَلَكَتِ اليَدُ من مالٍ وخَوَلٍ. والمَلَكَةُ: مِلْكُ العَبْدِ.
والمَمْلَكَةُ: سُلْطانُ المَلِكِ.
ومّلَّكْتُه أمْرَه وأمْلَكْتُه ومَلَكْتُه. وهو مَلَكُ يَدي - بفَتْحَتَيْن -.
والمَمْلُوْكُ: العَبْدُ، والجميع مَمَالِيْكُ. وقد أقَرَّ بالمُلُوْكَةِ والمَلَكَةِ والمِلْكِ.
والماءُ مَلَكُ أمْرٍ: إِذا كانَ مَعَ القَوْم ماءٌ فَمَلَكُوا أمْرَهم - بفَتْح اللاّم والميم -.
وفلانٌ لا مَلَكَ له: أي لا شَيْء له. وهُوَ لي في مُلْكٍ ومِلْكٍ.
ولنا مُلُوْكٌ من نَخْل: جَمْعُ المِلْكِ لِمَا تَمْلِكُه.
وليس لنا مَلَكاً: جَمْعُ المَلِيْكِ من المَمْلُوك.
ومِلاَكُ الأمْرِ: الذي يُعْتَمَدُ عليه.
والإِمْلاكُ: إمْلاكُ التَّزْوِيْج. وفي المَثَل: " كادَ العَرُوْسُ أنْ يكونَ مَلِكاً ".
ويُقال: مُلَّكَتْ فُلانةُ وجُعِل حَبْلُها على غارِبِها: أي طُلِّقَتْ.
والمَلَكُ والمَلأكُ: من المَلائكة.
والمُلُكُ من الدابَّةِ: قَوائمُه وهادِيْه، وجاءَنا يَقُوْدُه مُلُكُه. ويُسَمّى قائدُ الإبل والغَنَم: المِلاَكَ، وجَمْعُه مُلُكٌ.
ومَلْكُ الطَّرِيق ومِلْكُه: أي وَسَطُه، وكذلك مِلاَكُه.
ومَلَكْتُ العَجِيْنَ وأمْلَكْتُه حتى انْتَهَتْ مِلاَكَتُه - باللغَتَيْن جَميعاً -.
والمِلِّيْكى: المِلاكُ.

ملك

1 مَلَكَهُ He possessed it, or owned it, [and particularly] with ability to have it to himself exclusively: (M, K:) [and he exercised, or had, authority over it; for] مُلْكٌ signifies the exercise of authority to command and to forbid in respect of the generality of a people [&c.]: (Er-Rághib, TA:) or the having possession and command or authority: and the having power to exercise command or authority. (TA.) مِلْكٌ, as inf. n. of مَلَكَهُ meaning He possessed it, is more common than مَلْكٌ and مُلْكٌ. b2: [مَلَكَ أَمْرَهُ He had the ruling, or ordering, of his affair, or case] and مَلَكَ عَلَى النَّاسِ أَمْرَهُمْ He had the dominion, or sovereignty, or ruling power, over the people. (Msb.) A2: See 4.2 مَلَّكَهُ He made him to possess a thing; (S, K;) as also ↓ أَمْلَكَهُ. (K.) b2: He made him king; or made him to have dominion, kingship, or rule. (Msb, K.) b3: يُمَلَّكَ الرَّجُلُ أَمْرَهُ [The man shall be made to have the ruling, or ordering, of his affair, or affairs, or case]. (Sh, T in art. دين.) 3 مَالكَ أُمَّهُ : see شَدَنَ.4 مَلَكَ ↓ العَجِينَ and أَمْلَكَهُ He kneaded well the dough. (S, K.) A2: See 2.5 تَمَلَّكَ He took possession of a thing [absolutely or] by force. (Msb.) 6 مَا تَمَالَكَ أَنْ فَعَلَ He could not restrain himself from doing; (Mgh, Msb;) syn. مَا تَمَاسَكَ [q. v.] (S.) مِلْكٌ : its pl. أَمْلاَكٌ, in common conventional language means [or rather includes] Houses and lands. (TA.) See its pl. pl. أَمْلاَكَاتٌ.

مُلْكٌ Dominion; sovereignty; kingship; rule; mastership; ownership; possession; right of possession; authority; sway. b2: مُلْكُ اللّٰهِ God's world of spirits; or invisible world. (TA, art. شهد.) b3: [مُلْكٌ (when distinguished from ملكوت) The dominion that is apparent; as that of the earth.]

مَلَكٌ An angel: see مَأْلَكٌ. b2: مَلَكٌ Water. (S.) مَلِكُ الأَمْلاَكِ The king of kings. See أَخْنَعُ.

مَلاَكُ الأَمْرِ and ↓ مِلاَكُهُ That whereby the thing &c. subsists: (S, KL:) its قَوَام [q. v.] by whom, or by which, it is ruled, or ordered: (K:) its foundation; syn. أَصْلُهُ: (KL:) its support; that upon which it rests: (T, TA:) it may be rendered the cause, or means, of the subsistence of the thing; &c.

مِلَاكٌ see مَلاَكٌ.

مَالِكٌ : see رَبٌّ. b2: مَالِكُ الأَمْرِ The possessor of command, or rule. b3: المَالِكُ الكَبِيرُ The Great Master, or Owner; i. e., God; in contradistinction to المَالِكُ الصَّغِيرُ the little master, or owner; i. e., the human owner of a slave, &c. b4: مَالِكٌ الحَزِينُ: (so in one copy of the S: in another, and the MA, and Kzw, مَالِكُ الحَزِينِ:) [The heron: or a species thereof] in Pers\. بوتيمار; (MA;) a certain bird, long in the neck and legs, called in Pers\.

بوتيمار. (Kzw:) see سَبَيْطَرٌ b5: أَبُو مَالِكٍ Hunger. (MF, art. جبر.) See also أَبٌ.

أَمْلَاكَاتٌ pl. of أَمْلاَكٌ pl. of مِلْكٌ Goods, or chattels, of a bride: see أَغْنَآءٌ in art. غنى.

مَلَكَةٌ [A faculty.] A quality firmly rooted in the mind. (KT.) مَلَكُوتُ اللّٰهِ God's world of corporeal beings. (TA, art. شهد.) Generally The kingdom of God.

مِلِيك is also syn. with مَمْلُوكٌ; this is meant in the TA where it is said that مُلَكَآءُ in the saying لَبَا مُلُوكٌ وَلَيْسَ لَبَا مُلَكَآءُ [We have kings of bees, but we have not slaves] is pl. of المَلِيكُ from المَمْلُوكُ: it is also said in art. رغو in the TA, (see 4 in that art.) that مَلِيكَةٌ is syn. with مَمْلُوكَةٌ.

أَمْلَكُ : see شَرْطٌ. and also أَمْلَأُ, and أَرَبٌ. b2: مَا أَمْلِكُ شَدًّا وَلاَ إِرْخَآءً: see شَدَّ.

مَمْلَكَةٌ A kingdom, or realm. (S.) مَمْلُوكٌ A slave; a bondman; syn. عَبْدٌ, (S,) or رَقِيقٌ. (TA.) In the present day, specially, A white male slave. (TA.) See مَرْبُوبٌ.
(ملك) النبعة صلبها ويبسها فِي الشَّمْس وَفُلَانًا الشَّيْء أملكهُ إِيَّاه
(ملك)
الشَّيْء ملكا حازه وَانْفَرَدَ بِالتَّصَرُّفِ فِيهِ فَهُوَ مَالك (ج) ملك وملاك والخشف أمه قوي وَقدر أَن يتبعهَا والعجين عجنه فأنعم عجنه وأجاده وَالْوَلِيّ الْمَرْأَة منعهَا أَن تتَزَوَّج وَفُلَان امْرَأَة تزَوجهَا
(ملك) : المُلْكُ يُذَكَّرُ ويُؤَثَّثُ قالَ ابنُ أَحمرَ في التَّأْنِيث:
إِنَّ امْرأَ القَيْسِ على عَهْدِه ... في إِرثِ ما كانَ أَبُوهُ حَجَرْ
بَنَّتْ، عليهِ المُلْكُ أَطْنَابَها ... كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرْ
وقال ابنُ الأَنبارِي في "كتاب المُذَكَّر والمُؤَنَّث" من تَأْلِيفه: (قدم) : القَدُّومُ - بتشديد الدَّال -: اسم موضعٍ، يعنِي به المَوضِعَ الذي اختَتَنَ به إِبراهِيمُ صلوات الله عليه، وقال: سمعتُه من أَبي العَبَّاسِ.
(ملك) - في الحديث: "حُسْنُ الملَكَةِ نَماءٌ"
يُقال: فلانٌ حسَنُ المَلَكةِ؛ إذا كان حَسَنَ الصَّنِيعَةِ إلى مماليكه.
ويُقالُ: ما لِفُلانٍ مَلاكَةٌ ومَلَكَةٌ دُونَ الله عزّ وجَلّ: أي لَم يمْلِكْه إلَّا هُوَ كأَنَّ الملَكَةَ بمعنَى المِلْك وَالتَّملُّك.
- وفي الحديث: "مِلاكُ الدِّين الوَرَعُ"
: أي قِوامُه ونِظامُه، وما يُعتَمد عليه فيه.
- وفي الحديث: "مَن شَهِدَ مِلاكَ امْرِىءٍ مُسْلِم"
المِلَاكُ والِإمْلاكُ: التَّزْويجُ . يُقَال: أملَكْنَاهُ المرأةَ، وَملَّكْنَاهُ؛ أي شَهِدْنَا تَملُّكَهُ المرأَةَ.
- في الحديث: "لا تدخُل الملائِكَةُ بَيْتاً فيه كلبٌ، ولا صُورةٌ" قال الليثُ بن سعد: إنَّهم الملائكةُ السَّيَّاحُون .
قال أبو حاتم: فالرَّجُل إذَا احتُضِر وفي البَيْتِ كَلْبٌ أَو صُوَرٌ دخَل المَلَكُ في قَبض رُوحِه، والمَلَكان الحافِظان لا يُصارِفَانِه.
م ل ك

الشيء وامتلكه وتملّكه، وهو مالكه وأحد ملاّكه، وهذا ملكه وملك يده، وهذه أملاكه. وقال قشيريّ: كانت لنا ملوك من نخل أي أملاك. ولله الملك والملكوت، وهو الملك والمليك. وملك فلان سنين. وهو صاحب ملك ومملكة وممالك. وهو مملوك من المماليك. وأقرّ المملوك بالملك والملكة. ولعن الله سيء الملكة. وهو عبد مملكة وتملكة إذا سبي ولم يملك أبواه، وما لفلان مولى ملاكة دون الله أي لم يملكه إلا الله.

ومن المجاز: ملك المرأة: تزوّجها، وأملكها: زوّجها، وأملكها أبوها. وكنا في إملاك فلان وملك نفسه عند الغضب. ولو ملكت أمري لكان كيت وكيت، وملك عليه أمره إذا استولى عليه، وملّكته أمره وأملكته: خليته وشأنه. وملّكت فلانة أمرها إذا طلقت. وسمعت كذا فلم أملك أن قلت كذا، وما تمالك أن فعل كذا. وهذا حائط لا يتمالك. وهذا ملاك الأمر: قوامه وما يملك به. والقلب ملاك الجسد. وركب ملاك الطريق وملكه: وسطه. وملكت كفّي بالسيف إذا شدّ القبض عليه. وملكت عجينها وأملكته: شدّت عجنه، وملكته حتى انتهت ملاكته. وعلاه أبو مالك: الكبر. قال:

أبا مالك إن الغواني هجرنني ... أبا مالكٍ إني أظنك دائباً
م ل ك : مَلَكْتُهُ مَلْكًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالْمِلْكُ بِكَسْرِ الْمِيمِ اسْمٌ مِنْهُ وَالْفَاعِلُ مَالِكٌ وَالْجَمْعُ مُلَّاكٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْمَلْكَ بِكَسْرِ الْمِيمَ وَفَتْحِهَا لُغَتَيْنِ فِي الْمَصْدَرِ وَشَيْءٌ مَمْلُوكٌ وَهُوَ مِلْكُهُ بِالْكَسْرِ وَلَهُ عَلَيْهِ مَلَكَةٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ عَبْدُ مَمْلَكَةٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّهَا إذَا سُبِيَ وَمُلِكَ دُونَ أَبَوَيْهِ وَمَلَكَ عَلَى النَّاسِ أَمْرَهُمْ إذَا تَوَلَّى السَّلْطَنَةَ فَهُوَ مَلِكٌ بِكَسْرِ اللَّامِ وَتُخَفَّفُ بِالسُّكُونِ وَالْجَمْعُ مُلُوكٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالِاسْمُ الْمُلْكُ بِضَمِّ الْمِيمِ.

وَمَلَكْتُ الْعَجِينَ مَلْكًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا شَدَدْتُهُ وَقَوَّيْتُهُ.

وَهُوَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ شَهْوَتِهَا أَيْ يَقْدِرُ عَلَى حَبْسِهَا وَهُوَ أَمْلَكُ لِنَفْسِهِ أَيْ أَقْدَرُ عَلَى مَنْعِهَا مِنْ السُّقُوطِ فِي شَهَوَاتِهَا وَمَا تَمَالَكَ أَنْ فَعَلَ أَيْ لَمْ يَسْتَطِعْ حَبْسَ نَفْسِهِ.

وَالْمَلَكُ بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ الْمَلَائِكَةِ وَتَقَدَّمَ فِي تَرْكِيبِ ألك.

وَمَلَكْتُ امْرَأَةً أَمْلِكُهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا تَزَوَّجْتُهَا وَقَدْ يُقَالُ مَلَكْتُ بِامْرَأَةٍ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ وَالْهَمْزَةِ إلَى مَفْعُولٍ آخَرَ فَيُقَالُ مَلَّكْتُهُ امْرَأَةً وَأَمْلَكْتُهُ امْرَأَةً وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ» أَيْ زَوَّجْتُكَهَا وَكُنَّا فِي إمْلَاكِهِ
أَيْ فِي نِكَاحِهِ وَتَزْوِيجِهِ وَالْمِلَاكُ بِكَسْرِ الْمِيمِ اسْمٌ بِمَعْنَى الْإِمْلَاكِ وَالْمَلَاكُ بِفَتْحِ الْمِيمِ اسْمٌ مِنْ مَلَّكْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ وَمَلَّكْتُهُ الْأَمْرَ بِالتَّشْدِيدِ فَمَلَكَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمَلَّكْنَاهُ عَلَيْنَا بِالتَّشْدِيدِ أَيْضًا فَتَمَلَّكَ.

وَمِلَاكُ الْأَمْرِ بِالْكَسْرِ قِوَامُهُ وَالْقَلْبُ مِلَاكُ الْجَسَدِ. 
(م ل ك) : (عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) إذَا أَوْصَى الرَّجُلُ بِوَصِيَّتَيْنِ فَآخِرُهُمَا أَمْلَكُ أَيْ أَضْبَطُ لِصَاحِبِهَا وَأَقْوَى أَفْعَلُ مِنْ الْمِلْكِ كَأَنَّهَا تَمْلِكُهُ وَتُمْسِكُهُ وَلَا تُخْلِيهِ إلَى الْأُولَى وَنَظِيرُهُ الشَّرْطُ أَمْلَكُ فِي الْمَثَلِ السَّائِرِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ أَصْلُ هَذَا التَّرْكِيبِ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةٍ فِي الشَّيْءِ وَصِحَّةٍ مِنْهُ قَوْلُهُمْ مَلَكْتُ الْعَجِينَ إذَا شَدَدْتُ عَجْنَهُ وَبَالَغْتُ فِيهِ وَأَمْلَكْتُ لُغَةً وَالْفُقَهَاءُ يَسْتَشْهِدُونَ بِقَوْلِهِ
مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا
وَالْبَيْتُ لِقَيْسِ بْنِ الْحَطِيمِ فِي الْحَمَاسَةِ وَقَبْلَهُ
طَعَنْتُ ابْنَ عَبْدِ الْقَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ ... لَهَا نَفَذٌ لَوْلَا الشُّعَاعُ أَضَاءَهَا
(مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي) أَيْ شَدَدْتُ بِالطَّعْنَةِ كَفِّي (وَالْإِنْهَارُ) التَّوْسِعَةُ (وَالْفَتْقُ) الشَّقُّ وَالْخَرْقُ يَقُولُ شَدَدْتُ بِهَذِهِ الطَّعْنَةِ كَفِّي وَوَسَّعْتُ خَرْقَهَا حَتَّى يَرَى الْقَائِمُ مِنْ دُونِهَا أَيْ قُدَّامِهَا الشَّيْءَ الَّذِي وَرَاءَهَا أَيْ خَلْفَهَا (وَمَلَكَ الشَّيْءَ مِلْكًا) وَهُوَ مِلْكُهُ وَهِيَ أَمْلَاكُهُ قَالَ لِأَنَّ يَدَ الْمَالِكِ قَوِيَّةٌ فِي الْمَمْلُوكِ وَأَمْلَكْتُهُ الشَّيْءَ وَمَلَّكْتُهُ إيَّاهُ بِمَعْنًى وَمِنْهُ مُلِّكَتْ الْمَرْأَةُ أَمْرَهَا إذَا جُعِلَ أَمْرُ طَلَاقِهَا فِي يَدِهَا وَأُمْلِكَتْ وَالتَّشْدِيدُ أَكْثَرُ وَأَمْلَكَهُ خَطِيبَةً زَوَّجَهُ إيَّاهَا وَشَهِدْنَا فِي إمْلَاكِ فُلَانٍ وَمِلَاكِهِ أَيْ فِي نِكَاحِهِ وَتَزْوِيجِهِ (وَمِنْهُ) لَا قَطْعَ عَلَى السَّارِقِ فِي عُرْسٍ وَلَا خِتَانٍ وَلَا مِلَاكٍ وَالْفَتْحُ لُغَةً عَنْ الْكِسَائِيّ وَفِي الصِّحَاحِ جِئْنَا مِنْ إمْلَاكِ فُلَانٍ وَلَا تَقُلْ مِنْ مِلَاكِهِ وَيُقَالُ فُلَانٌ مَا تَمَالَكَ أَنْ قَالَ ذَاكَ وَمَا تَمَاسَكَ أَيْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَحْبِسَ نَفْسَهُ (وَمِنْهُ) هَذَا الْحَائِطُ لَا يَتَمَالَكُ وَلَا يَتَمَاسَكُ وَأَمَّا مَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ الظِّهَارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ فَلَمْ أَتَمَالَكْ نَفْسِي فَالصَّوَابُ لُغَةً فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي عَلَى أَنَّ الرِّوَايَةَ فَلَمْ أَلْبَثَ أَنْ نَزَوْتُ عَلَيْهَا هَكَذَا فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ.
م ل ك: (مَلَكَهُ) يَمْلِكُهُ بِالْكَسْرِ (مِلْكًا) بِكَسْرِ الْمِيمِ. وَهَذَا الشَّيْءُ (مِلْكُ) يَمِينِي، وَ (مَلْكُ) يَمِينِي وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَ (مَلَكَ) الْمَرْأَةَ تَزَوَّجَهَا. وَ (الْمَمْلُوكُ) الْعَبْدُ. وَ (مَلَّكَهُ) الشَّيْءَ (تَمْلِيكًا) جَعَلَهُ مِلْكًا لَهُ. يُقَالُ: مَلَّكَهُ الْمَالَ وَالْمُلْكَ فَهُوَ (مُمَلَّكٌ) قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي خَالِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكَ:

وَمَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ إِلَّا مُمَلَّكًا ... أَبُو أُمِّهِ حَيٌّ أَبُوهُ يُقَارِبُهْ
يَقُولُ: مَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ حَيٌّ يُقَارِبُهُ إِلَّا مُمَلَّكٌ أَبُو أُمِّ ذَلِكَ الْمُمَلَّكُ أَبُوهُ وَنَصَبَ مُمَلَّكًا لِأَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مُقَدَّمٌ. وَ (الْإِمْلَاكُ) التَّزْوِيجُ وَقَدْ (أَمْلَكْنَا) فُلَانًا فُلَانَةَ أَيْ زَوَّجْنَاهُ إِيَّاهَا. وَجِئْنَا بِهِ مِنْ (إِمْلَاكِهِ) وَلَا تَقُلْ: مِنْ مِلَاكِهِ. وَ (الْمَلَكُوتُ) مِنَ الْمُلْكِ كَالرَّهَبُوتِ مِنَ الرَّهْبَةِ، يُقَالُ لَهُ: مَلَكُوتُ الْعِرَاقِ وَهُوَ الْمُلْكُ وَالْعِزُّ فَهُوَ (مَلِيكٌ) وَ (مَلْكٌ) وَ (مَلِكٌ) مِثْلُ فَخْذٍ وَفَخِذٍ كَأَنَّ الْمَلْكَ مُخَفَّفٌ مِنْ مَلِكٍ، وَالْمَلِكُ مَقْصُورٌ مِنْ (مَالِكٍ) أَوْ (مَلِيكٍ) وَالْجَمْعُ (الْمُلُوكُ) وَ (الْأَمْلَاكُ) وَالِاسْمُ (الْمُلْكُ) ، وَالْمَوْضِعُ (مَمْلَكَةٌ) . وَ (تَمَلَّكَهُ) : مَلَكَهُ قَهْرًا. وَعَبْدُ (مَمْلَكَةٍ) وَ (مَمْلُكَةٍ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّهَا وَهُوَ الَّذِي مُلِكَ وَلَمْ يُمْلَكْ أَبَوَاهُ وَهُوَ ضِدُّ الْقِنِّ، فَإِنَّهُ الَّذِي مُلِكَ هُوَ وَأَبَوَاهُ. وَهُوَ فِي حَدِيثِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ. وَقِيلَ: الْقِنُّ الْمُشْتَرَى. وَيُقَالُ: فِي (مَلْكِهِ) شَيْءٌ، وَمَا فِي (مِلْكِهِ) شَيْءٌ، وَمَا فِي (مَلَكَتِهِ) شَيْءٌ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ لَا يَمْلِكُ شَيْئًا. وَفُلَانٌ حَسَنُ (الْمَلَكَةِ) أَيْ حَسَنُ الصَّنِيعِ إِلَى مَمَالِيكِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّءُ الْمَلَكَةِ» . وَ (مَلَاكُ) الْأَمْرِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا مَا يَقُومُ بِهِ، يُقَالُ: الْقَلْبُ مِلَاكُ الْجَسَدِ. وَمَا (تَمَالَكَ) أَنْ قَالَ كَذَا أَيْ مَا تَمَاسَكَ. وَ (الْمَلَكُ) مِنَ (الْمَلَائِكَةِ) وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، وَيُقَالُ: مَلَائِكَةٌ وَمَلَائِكُ. 

ملك


مَلَكَ(n. ac. مَلْك
مِلْك
مُلْك
مَلَكَة
مَمْلَكَة
مَمْلُكَة)
a. Possessed, owned; held; was master of.
b. ['Ala], Reigned, ruled over.
c.(n. ac. مَلْك
مِلْك
مُلْك), Married.
d.(n. ac. مَلْك), Kneaded well (dough).
e. Gave to drink.

مَلَّكَa. Put in possession of.
b. [acc. & 'Ala], Made king, ruler over.
c. Gave to in marriage.
d. see I (d)e. [ coll. ], Made to get firm hold
(lever).
أَمْلَكَa. see I (d)
& II (a), (b), (
c ).
e. Satisfied thirst (water).
تَمَلَّكَa. Acted like a king, a ruler.
b. Made himself master; got possession, hold of.

تَمَاْلَكَ
a. ['An], Abstained from.
b. Contained himself.

مَلْكa. Possession, ownership, proprietorship.
b. (pl.
مُلُوْك
أَمْلَاْك
38), Possessor, owner, proprietor.
c. Right of pasturage; pasture; water.
d. Middle or side of the road.
e. see 2 (a) & 5
(a).
مَلْكَةa. see 2t
مِلْك
(pl.
أَمْلَاْك)
a. Property, possession: fortune, estate.
b. see 1 (c) (d)
مَلَكَة
(d) &
مَلِك
(a).
مِلْكَةa. Property, possession.

مِلْكِيّa. see 4yi (b)
مُلْكa. Power, authority, dominion; royalty, kingship.
b. Greatness, grandeur, magnificence.
c. [art.], The visible world.
d. Pea.
e. see 1 (a) (c), (d)
مِلْك
(a) &
مَمْلَكَة
مُلْكَةa. see 2t
مُلْكِيّa. Royalist.

مَلَكa. see 1 (c)مِلْك
(a) &
مَلَاْك
(a).
d. Cause, origin.

مَلَكَةa. see 2t & 17t
(a).
c. Custom, habit, wont; acquired virtue.
d. Servitude, slavery.

مَلَكِيّa. Royal, regal, kingly.
b. G.
Malachite (sect).
مَلِك
(pl.
مُلُوْك)
a. King; sovereign, ruler.
b. see 1 (b)
مَلِكَةa. Queen.

مُلُك
(pl.
أَمْلَاْك)
a. see 2 (a)
مَمْلَكَة
(pl.
مَمَاْلِكُ)
a. Kingdom, realm; state; reign; empire.
b. Royalty, majesty; kingship.

مَمْلُكَةa. see 17t
مَاْلِك
(pl.
مُلَّك
مُلَّاْك
29)
a. King.
b. Proper name.
c. see 1 (b)
مَاْلِكِيَّةa. see 17t (a)
مَلَاْكa. Angel ( for
مَلأْلَك ).
b. Support, stay.
c. Power, potency.
d. Self-restraint, self-control; continence.
e. Marriage, wedlock.

مَلَاْكَةa. see 2t
مِلَاْك
(pl.
مُلْك مُلُك)
a. Foot, hoof.
b. Mud.
c. see 22 (c) (e).
مَلِيْك
(pl.
مُلَكَآءُ)
a. see 1 (b) & 5
(a).
مُلُوْكَةa. see 2t
مُلُوْكِيّa. see 4yi (a)
N. P.
مَلڤكَa. Possession.
b. (pl.
مَلَاْكِيْ4ُ), Slave, servant.
c. Mameluke.
d. Well-kneaded (dough).
e. [ coll. ], Apron.
N. P.
مَلَّكَa. Put in possession, possessed of.
b. Made, crowned king.

N. Ac.
أَمْلَكَa. Marriage; marriage contract.

مَمْلُوْكَة
a. see 17t (a)
مَلْكُوْت
a. see 3 (b) & 17t
(a), (b).
d. The invisible world, heaven.

مُمْلَكَة
a. Bridegroom, husband.

مَلْكُوَة
a. see 3 (b) & 17t
(a), (b).
أُمْلُوَك
a. Possessors; rulers; lords.

تَمْلِيْكَة
a. see 1t (a)
مُلَيْكَة
a. Book; folio.

مَالَك الحَزِيْن
a. Heron (bird).
مَلِيْك النَّحْل
a. Queen-bee.

عَالَم مَلْكُوْتِيّ
a. The spiritual world.

عَبْد مَمْلَُكَة
a. Enslaved.

مَا لَهُ مَلَاك
a. He has no selfcontrol.

هُوَ حَسَن المَلَكَة
a. He is good ruler.

مَلَم
a. Vile.
[ملك] ملكت الشئ أملكه ملكا. ومَلْكُ الطريق أيضاً: وسطُهُ، وقال: أقامَتْ على مَلْكِ الطريقِ فمَلْكُهُ لها ولمَنْكوبِ المَطايا جوانِبُهْ ومَلَكْتُ العجين أمْلِكُهُ مَلْكاً بالفتح، إذا شددت عجنه. قال قيس بن الخطيم: مَلَكْتُ بها كفِّي فأَنْهَرَتْ فَتْقَها يَرى قائمٌ من دونِها ما وراءها يعنى شددت. وهذا الشئ ملك يميني ومَلْكُ يميني، والفتح أفصح. ومَلَكْتُ المرأةَ: تزوَّجتها. والمَمْلوكُ: العبدُ. وملكة الشئ تمليكا، أي جعله مِلْكاً له. يقال: مَلَّكَهُ المال والملك، فهو مملك. قال الفرزدق في خال هشام بن عبد الملك: (203 - صحاح - 4) وما مثله في الناس إلا مملكا أبو أمه حى أبوه يقاربه يقول: ما مثله في الناس حى يقاربه إلا مملك أبو أم ذلك المملك أبوه. ونصب " مملكا " لانه استثناء مقدم. وملك النبعة: صلَّبها، إذا يبَّسها في الشمس مع قشرها. قال أوس: فملك بالليط الذى تحت قشره كغرقئ بيض كنه القيض من عل ويروى " فمن لك "، والاول أجود. ألا ترى إلى قول الشماخ يصف نبعة فمصعها شهرين ماء لحائها وينظر منها أيها هو غامز والتمصيع: أن يترك عليها قشرها حتى تجف عليها ليطها، وذلك أصلب لها وأملكت العجين: لغة في مَلَكْتُهُ، إذا أجدتَ عجنَه. والإمْلاكُ: التزويجُ. وقد أمْلَكْنا فلاناً فلانَةً، إذا زوَّجناه إيَّاها. وجئنا من إمْلاكِهِ، ولا تقل مِلاكِهِ. والمَلَكوتُ من المُلْكِ، كالرَهَبوتِ من الرَهْبَةِ. يقال: له مَلَكوتُ العراق وملكوة العراق أيضا، مثال الترقوة: وهو الملك والعِزُّ. فهو مَليكٌ، ومَلِكٌ ومَلْكٌ، مثل فخذ وفخذ، كأنَّ المَلْكَ مخفَّفٌ من مَلكٍ، والملك مقصور من مالك أومليك. والجمع الملوك والاملاك، والاسم المُلْكُ، والموضع مَمْلَكَةٌ. وتمَلَّكَهُ، أي مَلَكَهُ قهراً. ومَليكُ النحلِ: يعسوبها. قال الهذلي: وما ضَرَبٌ بيضاءُ يأوى ملكها إلى طنف أعيا بِراقٍ ونازِلِ وعبدُ مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكَةٍ، إذا مُلِكَ ولم يُمْلَكْ أبواه. في الحديث أن الاشعث بن قيس خاصم أهل نجران إلى عمر في رقابهم، وكان قد استعبد هم في الجاهلية فلما أسلموا أبوا عليه فقالوا: " يا أمير المومنين، إنا إنما كنا عبيد مملكة ولم نكن عبيدقن ". قال الكسائي: القن: أن يكون ملك هو وأبواه. والمملكة، أن يغلب عليهم فيستعبد هم وهم في الاصل أحرار. ويقال: القن: المشترى. وقولهم: ما في ملكه شئ وملكه شئ، أي لا يملك شيئاً. وفيه لغة ثالثة: ما في ملكته شئ بالتحريك، عن ابن الأعرابي. يقال: فلان حَسَنُ المَلَكَةِ، إذا كان حسَنَ الصنع إلى مماليكه. في الحديث " لا يدخل الجنة سيئ الملكة ". قال ابن السكيت: يقال لأذْهَبَنَّ فإمَّا مُلْكٌ وإمَّا هُلْكٌ. قال: ويقال أيضاً: فإمَّا مَلْكٌ وإمَّا هَلْكٌ بالفتح. ومِلاكُ الأمرِ ومَلاكُهُ: ما يقوم به. ويقال القلب مِلاكُ الجسد. وما لفلانٍ مولى مَلاكَةٍ دون الله، أي لم يملِكُهُ إلا الله. وفلان ماله ملاك بلفتح، أي تماسك. وما تمالَكَ أن قال ذلك، أي ما تماسك. ومُلُكُ الدابَّة، بضم الميم واللام: قوائمها وهاديها. ومنه قولهم: جإنا تقوده ملكه. حكاه أبو عبيد. والملك من الملائكة واحد وجمع، قال الكسائي: أصله مألك بتقديم الهمزة، من الالوك وهي الرسالة، ثمَّ قُلِبتْ وقدِّمتْ اللام فقيل ملأَكٌ. وأنشد أبو عبيدة لزجل من عبد القيس جاهلي يمدح بعض الملوك فليست لإنْسِيٍّ ولكن لملأَكٍ تنزَّلَ من جَوِّ السماءِ يَصوبُ ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال، فقيل مَلَكٌ، فلمَّا جمعوه ردُّوها إليه فقالوا ملائكة وملائك أيضا. قال أمية بن أبي الصلت: فكأنّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حوله سدرتوا كله القوائم أجرب ويقال أيضا: الماءُ مَلَكُ أمرٍ، أي يقوم به الامر. قال أبو وجزة ولم يكن ملك للقوم يُنْزِلُهُم إلاَّ صلاصلُ لا تُلْوى على حسب ومالك الحزين: اسم طائر من طير الماء. والمالكان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة.
[ملك] نه: فيه: "املك" عليك لسانك، أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك. ط: هو أمر من الثلاثي أي احفظها عما لا خير فيه، وليسعك بيتك- كي لا تخرج منه إلا لضروري. نه: وفيه: "ملاك" الدين الورع، هو بالكسر والفتح قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه. ط: كسر ميمه رواية وفتحها لغة. ومنه: ألا أدلك على "ملاك" هذا الأمر، قوله: الذي يصيب به خير الدارين- تفسير لذلك الأمر، وأن تعمل جسدك- عبارة عن بذل الجهد. نه: وفيه: كان آخر كلامه الصلاة وما "ملكت" أيمانكم، يريد الإحسان إلى الرقيق والتخفيف عنهم، وقيل: أراد حقوق الزكاة من الأموال المملوكة كأنه علم بما يكون من أهل الردة وإنكارهم وجوبها وامتناعهم من أدائها إلى القائم بعده فوصى آخرًا بالصلاة والزكاة، حتى قال الصديق: لأقاتلن من فرق بينهما. ط: ولأنها قرين الصلاة في الكتاب والسنة، والأظهر أنه أراد المماليك، وقرن بالصلاة تسوية بينهما في الوجوب الأكيد، وعامله محذوف أي احفظوا الصلاة بالمواظبة. وما ملكت أيمانكم بحسن الملكة وبالقيام بما يحتاجون إليه من الكسوة والطعام، او احذروا تضييعهما، وقد ضم البهائم المتملكة في هذا الحكم إلى المماليك، والذي يقتضيه ضيق المقام من توصية أمته في آخر عهده أنه من جوامع الكلم، فيراد بالصلاة جميع المأمورات والمنهيات فإنها تنهى عن الفحشاء، وبما ملكت جميع ما يتصرف فيه ملكًا وقهرًا حثًا على الشفقة على خلق الله. ن: اذهب فقد "ملكتها"، هو بمضمومة وكسر لام مشددة. وح: لو قلتها وأنت "تملك" أمرك، أي لو قلت: إني مسلم- قبل أسرك، فلحت كل الفلاح وتخلصت من الأسر ونهب الأموال، وأما إذا أسلمت بعده تتخلص من القتل لا من الأسر. وح: "لا أملك" لك من الله شيئًا، أي من المغفرةمن شهد "ملاك" امرئ مسلم، الملاك والإملاك: التزويج وعقد النكاح. وفيه: "أملكوا" العجين فإنه أحد الريعين، ملكت العجين وأملكته- إذا أنعمت عجنه وأجدته، أراد أن خبزه يزيد بما يحتمله من الماء لجودة العجن. وفيه: لا تدخل "الملائكة" بيتًا فيه كذا، أراد السياحين غير الحفظة وحاضري الموت، وهي جمع ملأك فحذفت همزته فقيل: ملك، ويقال: ملائك. وفيه: مسحة "ملك"، أي أثر من الجمال لأنهم يصفون الملائكة بالجمال. وفيه: هذا "ملك" هذه الأمة قد ظهر، يروى بضم ميم وسكون لام، وبفتحها وكسر لام.
(م ل ك)

المَلْك، والمِلْك: احتواء الشَّيْء والقُدرة على الاستبداد بِهِ.

مَلَكه يملِكه مَلْكا، ومِلكا، ومُلكا، الْأَخِيرَة عَن اللحياني لم يحكها غَيره.

ومَلَكة، ومَمْلكة ومَمْلُكة: كَذَلِك.

وَمَاله مَلْك، ومِلْك، ومُلْك، ومُلُك: أَي شَيْء يملكهُ، كل ذَلِك عَن اللحياني.

وَحكى عَن الْكسَائي: ارحموا هَذَا الشَّيْخ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُلْك وَلَا بصر: أَي لَيْسَ لَهُ شَيْء، بِهَذَا فسّره اللحياني، وَهُوَ خطأ، وَسَيَأْتِي بعد هَذَا.

وأملكه الشَّيْء، وملَّكه إِيَّاه: جعله يملكهُ.

وَحكى اللحياني: مَلِّك ذَا أَمر أمره، كَقَوْلِك: مَلِّك المَال ربَّه وَإِن كَانَ أَحمَق. هَذَا نَص قَوْله.

ولي فِي هَذَا الْوَادي مَلْك، ومِلْك، ومُلْك، ومَلَك: يَعْنِي مَرْعىً ومشربا ومالا، وَغير ذَلِك مِمَّا تملكه.

وَقيل، هِيَ الْبِئْر تحفرها وتنفرد بهَا.

وَقَالُوا: المَاء مَلَكُ أَمر: أَي إِذا كَانَ مَعَ الْقَوْم مَاء ملكوا امرهم، قَالَ أَبُو وَجْزة السَّعْدِيّ: وَلم يكن مَلَك للْقَوْم يُنْزِلهم ... إلاّ صلاصل لَا تَلْوِى على حَسَب

أَي يُقْسَم بَينهم بالسَوِيَّة لَا يُؤثر بِهِ أحد.

وَقَالَ ثَعْلَب: يُقَال لَيْسَ لَهُم مِلْك، وَلَا مَلْك، وَلَا مُلْك: إِذا لم يكن لَهُم مَاء.

ومَلكنَا المَاء: اروانا فقوينا على مَلْك امرنا.

وَهَذَا مِلْك يَمِيني، ومَلْكها، ومُلْكها: أَي مَا أملكهُ.

وَأَعْطَانِي من مَلْكه، ومُلْكه، عَن ثَعْلَب: أَي ممّا يقدر عَلَيْهِ.

ومَلْك الْوَلِيّ الْمَرْأَة، ومِلْكه، ومُلْكه: حظره إيّاها ومِلْكه لَهَا.

وَعبد مَمْلكة، ومَمْلُكة، ومَمْلِكة، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي: مُلِك وَلم يُملك أَبَوَاهُ.

وَنحن عبيد مَمْلكة لَا قِنّ: أَي أننا سُبِينا وَلم نُملك قبل.

وطالت مَمْلَكتُهم النَّاس، ومَمْلِكتهم إيّاهم: أَي مِلْكهم إيّاهم، الْأَخِيرَة نادرة، لِأَن مَفْعِلا ومَفْعِلة قلَّما يكونَانِ مصدرا.

وَطَالَ مِلْكه، ومُلْكه، ومَلْكه، ومَلَكَتُه عَن اللحياني: أَي رِقُّه.

وَيُقَال: إِنَّه حسن المِلْكة، والمِلْك، عَنهُ أَيْضا.

وأقرَّ بالمَلَكة، والمُلوكة: أَي المِلْك.

والمُلْك: مَعْرُوف، وَهُوَ يذكَّر ويؤنَّث كالسلطان.

ومُلْك الله، وملكوته: سُلْطَانه وعظمته.

وَلفُلَان ملكوت الْعرَاق: أَي عِزّه وسلطانه عَن اللحياني.

والمَلْك، والمَلِك، والمليك، وَالْمَالِك: ذُو المُلْك.

وَجمع المَلْك: مُلُوك، وَجمع المِلك: أَمْلَاك. وَجمع الملِيك: مُلَكاء. وَجمع الْمَالِك: مُلَّك، ومُلاَّك.

والأملوك: اسْم للْجمع.

ومَلَّك الْقَوْم فلَانا على أنفسهم، وأمْلَكوه: صيروه ملِكا، عَن اللحياني.

وَقَالَ بَعضهم: الملِك، والمليك: لله وَغَيره، والمَلْك لغير الله. ومُلُوك النَّحْل: يعاسيبُها الَّتِي يَزْعمُونَ أَنَّهَا تقتادها على التَّشْبِيه.

واحدهم: مليك، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب.

وَمَا ضَرَب بَيْضَاء يأوِى مليكُها ... إِلَى طُنُف أعيا براقٍ ونازلِ

والمملَكة، والمملُكة: سُلْطَان الْملك وعبيده وَقَول ابْن أَحْمَر:

بنَّت عَلَيْهِ الملكُ أطنابَها ... كأسٌ أرَنَوناة وطِرْف طِمِرّ

قَالَ ابْن الأعرابيّ: المُلك هُنَا: هُوَ الكأس، والطِرْف الطمر، وَلذَلِك رفع الْملك والكأس مَعًا يَجْعَل الكأس بَدَلا من الْملك، وأنشده غَيره:

بَنّت عَلَيْهِ الملكَ أطنابَها ... كأسٌ......

فنصب " الْملك " على انه مصدر مَوْضُوع مَوضِع الْحَال، كَأَنَّهُ قَالَ: مملَّكا، وَلَيْسَ بِحَال، وَلذَلِك ثبتَتْ فِيهِ الْألف وَاللَّام، وَهَذَا كَقَوْلِه:

فأرسلها العراكَ....

أَي: معترِكة وكأس حِينَئِذٍ رفع ببنَّت. وَرَوَاهُ ثَعْلَب:

بَنَتْ عَلَيْهِ الْملك ...

مخفَّف النُّون، وَرَوَاهُ بَعضهم: " مدَّت عَلَيْهِ الْملك ". وكل هَذَا من المِلْك، لِأَن المُلْك مِلْك وَإِنَّمَا ضمّوا الْمِيم تفخيما لَهُ.

وتمالك عَن الشَّيْء: ملك نَفسه.

وَلَيْسَ لَهُ مَلاَك: أَي لَا يَتَمَالَك.

ومِلاك الامر، ومَلاكه: قوامه الَّذِي يُملك بِهِ.

وَقَالُوا: لأذهبَنّ فإمَّا هٌلْكا وَإِمَّا مُلْكا، ومَلْكا، ومِلْكا: أَي إِمَّا أَن أهلك وَإِمَّا أَن أملك. وَشَهِدْنَا إملاك فلَان، ومِلاكه، ومَلاكه، الأخيرتان عَن اللحياني: أَي عقده مَعَ امْرَأَته.

وأملكه إيّاها حَتَّى مَلَضكها يَمْلكها مُلْكا ومَلْكا ومِلْكا: أزَوجهُ إِيَّاهَا، عَن اللحيانيّ.

وأُمْلِك فلَان: زُوِّج عَنهُ أَيْضا.

وَلَا يُقَال: مَلَك بهَا، وَلَا أُمْلِك بهَا.

وأُمْلِكت فُلَانَة أمرهَا: طُلِّقت، عَن اللحياني.

وَملك الْعَجِين يَملِكه مَلْكا، وأملكه: عَجَنَه فأنعم عجنه، وَفِي حَدِيث عمر: " أملكوا الْعَجِين فَإِنَّهُ أحد الرّبْعين ": أَي الزيادتين.

ومَلَك الْعَجِين يَمْلِكه ملكا: قوي عَلَيْهِ.

وَملك الخِشْفُ أمَّه: إِذا قوي وَقدر أَن يتبعهَا، كِلَاهُمَا عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وناقة مِلاَك الْإِبِل: إِذا كَانَت تتبعها، عَنهُ أَيْضا وَقَول قيس بن الخطيم يصف طعنة:

ملكتُ بهَا كفّي فأنهرتُ فَتْقها ... يرى قَائِم مِنْ دونهَا مَا وَرَاءَهَا

أَي: شددت بهَا كفّي، وَقَالَ أَوْس بن حَجَر فِي صفة قَوس:

فمَلَّكَ باللِّيطِ الَّذِي تَحت قِشْرِها ... كغِرقئ بَيْض كنّهُ القَيْضُ من عَلُ

مَلَّكَ: أَي شدَّد، يَعْنِي أَنه ترك شَيْئا من القِشر على قلب الْقوس تتمالك بِهِ ويصونها، يدلك على ذَلِك تمثيله إِيَّاهَا بالقيض والغرقئ.

ومَلْكُ الطَّرِيق، ومُلْكه ومِلكه: وَسطه ومعظمه.

وَقيل: حدّه، عَن اللحياني.

ومِلْك الْوَادي، ومُلْكه: ومَلْكُه وَسطه وَحده، عَنهُ أَيْضا.

ومُلْك الدَّابَّة: قوائمه وهاديه، وَعَلِيهِ أوجِّه مَا حَكَاهُ اللحياني عَن الْكسَائي من قَول الْأَعرَابِي: ارحموا هَذَا الشَّيْخ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ملك وَلَا بصر: أَي يدان وَلَا رجلَانِ وَلَا بصر، وَأَصله من قَوَائِم الدَّابَّة فاستعاره الشَّيْخ لنَفسِهِ.

والمُلَيْكة: الصَّحِيفَة.

والأُمْلُوك: قوم من الْعَرَب من حِمْيَر، كتب اليهم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى أُمْلُوك رَدْمان ".

والأُمْلُوك: دُوَيْبَّة تكون فِي الرمل تشبه العظاءة.

ومُلَيك، ومُلَيكة، ومالِك، ومُوَيلك، ومٌمَلَّك، ومِلْكان، كلهَا أَسمَاء.

وَرَأَيْت فِي بعض الْأَشْعَار: مالِك الْمَوْت: فِي: فِي مَلَك الْمَوْت، وَهُوَ قَوْله:

غَدا مالِك يَبْغِي نسَائِي كأنّما ... نسَائِي لسَهْمي مالِك غَرَضان

وَهَذَا عِنْدِي: خطأ، وَقد يجوز أَن يكون من جفَاء الْأَعْرَاب وجهلهم، لِأَن مَلَك الْمَوْت مخفف عَن مَلأَك.

ومالِك: اسْم رمل، قَالَ ذُو الرُمَّة:

لعمرك إِنِّي يَوْم جَرْعاءِ مالِك ... لذُو عَبْرة كُلاًّ تُفِيض وتَخْنُق
ملك
ملَكَ1 يملُك ويَملِك، مُلْكًا، فهو مالِك، والمفعول مَمْلوك
• ملَك الشَّيءَ: استولى عليه وكان في قدرته أن يتصرّف فيه بما يريد، تمكّن منه "ملَك ضَيْعة- {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} " ° ملك عليه حَواسَّه: شغله وأثَّر فيه- مَلَكَهُ الغيظ: أخذه واستبدّ به. 

ملَكَ2 يَملِك، مَلْكًا ومِلْكًا، فهو مالِك، والمفعول مَمْلوك
• ملَك الأمرَ: قَدَرَ عليه وتحكّم فيه، تولاّه وتمكّن منه "هو يملك نفسَه عند شهوتها: يقدر على حبسها" ° ملك عليه حَواسَّه: شغله وأثَّر فيه- ملك غرائزَه: سيطر وتغلّب عليها، كبتَها- ملَك نفسَه/ ملك زِمامَ نفسه: تحكَّم فيها، قدر على حبسها.
• ملَك العجينَ: شدّده وقوّاه، أنعم عجنَه وأجاده. 

ملَكَ3 يَملِك، مُلْكًا، فهو مَلِك ومَليك، والمفعول مَمْلوك
• ملَك النَّاسَ: صار ملكًا عليهم، أو كان له التصرُّف فيهم بالأمر والنّهي وكان منهم الطاعة له "مَلَكَ الشّعبَ- {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ} ". 

أملكَ يُملك، إملاكًا، فهو مُملِك، والمفعول مُملَك
• أملكه عقارًا: جعله مِلكًا له "أملكتِ المؤسسةُ موظفيها مساكنَ".
• أملك القومُ فلانًا عليهم: صيّروه مَلِكًا عليهم.
• أملك فلانًا أمرَه: خلاّه وشأنه ° أُمْلِكَتْ فلانةُ أمرَها: طُلِّقت، أو جُعِلَ أمرُ طلاقها بيدها. 

استملكَ يستملك، استملاكًا، فهو مُسْتَمْلِك، والمفعول مُسْتَمْلَك
• استملك قطعةَ أرض: نزَع ملكيّتها، حرَم مالكًا من ملكيَّتها ووضع اليدَ عليها. 

امتلكَ يمتلك، امتلاكًا، فهو مُمتلِك، والمفعول مُمتلَك
• امتلكَ الشَّيءَ: ملكه، حازه وقدِر على التَّصرُّف فيه "امتلك فدّانًا/ مالاً /مزرعة- امتلك دارًا في القرية" ° امتلك قلوبَ النَّاس بأخلاقه: اكتسبها- امتلك نواصِيَ الأمور: سيطرَ عليها- امتلكه جسدًا وروحًا. 

تمالكَ/ تمالكَ عن يتمالك، تمالُكًا، فهو مُتمالِك، والمفعول مُتمالَك
• تمالك نفسَه رغم المُعَاكسة: ملَكَ نفسَه، أخفى اضطرابه وسيطر على انفعلاته "تمالك أعصابَه- ما تمالك أن فعل
 كذا- تمالك نفسَه بعد الصَّدمة".
• تمالك عن التدخين: ضبط نفسَه عنه فلم يتناوله، امتنع عنه "تمالَكَ عن الضَّحكِ/ الغضبِ" ° تمالُك النَّفس: تحكُّم الشّخص بمشاعره أو رغباته أو ميوله- لم يتمالَك نفسَه: لم يتحكّم فيها، لم يستطع حبس نفسه عن فعل شيء ما. 

تملَّكَ/ تملَّكَ على يتملَّك، تَملُّكًا، فهو مُتملِّك، والمفعول مُتملَّك
• تملَّك الأرضَ: ملكها قهرًا وغصبًا وعنوةً، استولى عليها وكان في قدرته أن يتصرّف فيها كما يريد "تمّلك أموالَ الآخرين" ° تملّكه الحماسُ.
• تملَّك على القوم: صار مَلِكًا عليهم يتصرّف في مصالحهم ويأمرهم وينهاهُم، وله عليهم حقُ الطّاعة "تملّك على البلاد منذ ثلاثين عاما". 

ملَّكَ يملِّك، تَمليكًا، فهو مُمَلِّك، والمفعول مُملَّك
• ملَّكهُ أرضًا/ ملَّكه على أرضٍ: أملكه إيَّاها، جعلها ملكًا له "ملّكه عقارًا".
• ملَّك القومُ الشّخصَ عليهم: أملكوه، صيّروه ملكًا عليهم يأمرهم وينهاهم ويطيعوه، ويتصرّف في أمورهم "ملّكه على بلدٍ ما".
• ملَّك فلانًا أمرَه: أملكه، خلاّه وشأنه، جعله يتصرّف كيفما يشاء. 

امتلاك [مفرد]: مصدر امتلكَ.
• الامتلاك بوضع اليد: (قن) امتلاك عقار لا يملكه أحد مع نيّة الحصول على الحقّ الشَّرعيّ لامتلاكه. 

تَملُّك [مفرد]:
1 - مصدر تملَّكَ/ تملَّكَ على.
2 - (فق) وضعُ اليدِ على الشَّيءِ وضعًا شرعيًّا "تملُّك الرَّاشِد لأرضه".
3 - (قن) اكتساب الملكيَّة "تملُّك البيوت". 

تمليكيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَمليك: "عقود تمليكيَّة".
• الإجارة التَّمليكيَّة: قانون إجارة يُمكِّن المستأجرَ من العقار أو الشقَّة أو المحلّ بحيث لا يستطيع المالكُ طردَه أو نزعَ ملكيَّته منه إلاّ إذا أخلّ بشروط العقد المُبرَم بينهما. 

مالِك1 [مفرد]: ج مالكون ومُلاَّك ومُلَّك: صاحب المِلْك "مالِكُ الدّار". 

مالِك2 [مفرد]: اسم خازن النّار " {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ".
• المالك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: صاحب القدرة التّامّة على التّصرُّف.
• مالك يوم الدّين: الله سبحانه وتعالى؛ وذلك أنه لا مالك يوم الدين غيره، ولا مالك له سواه، ولا مالك يومئذ.
• مالِك المُلك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: مالك الملوك، ووارث الملك يوم لا يدّعي الملك غيرُه، والذي ينفّذ مشيئتَه في مملكته كيف شاء وكما شاء " {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} ".
• مالك الحزين: (حن) البلشون؛ طائر مائيّ كبير الحجم طويل العنق والجناحين والساقين، يغتذي بالأسماك. 

مالِكيّ [مفرد]:
1 - منسوب إلى مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه "الفقه المالكيّ".
2 - من أتباع فقه الإمام مالك ابن أنس "هو مالكيّ المذهب". 

مَلاك [مفرد]: مَلَك؛ وهو مخلوق لطيف نورانيّ يتشكّل بأشكال مختلفة "فتاة في رقّة المَلاك".
• مَلاكُ الأمرِ: قِوامُهُ وخُلاصتُهُ أو عنصرُهُ الجوهريّ "القلبُ مَلاَكُ الجسد". 

مِلاك [مفرد]
• مِلاكُ الأمرِ: مَلاَكه؛ نظامه، قوامه وخلاصته أو عنصره الجوهريُّ "القلب مِلاك الجسد". 

مَلْك [مفرد]:
1 - مصدر ملَكَ2.
2 - مَلِك.
3 - ما ملكت اليدُ من مالٍ ونحوه ° أعطاني من مَلْكه: ممّا يقدر عليه.
4 - إرادة حُرّةُ " {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} " ° طال مَلْكُه: طال رقُّه. 

مَلَك [مفرد]: ج ملائِكَة: مَلاَك؛ وهو مخلوق لطيف نورانيّ يتشكَّل بأشكال مختلفة "نزل المَلَك على النّبي صلّى الله
 عليه وسلّم في الغار- {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} ".
• مَلَك الموت: مَلَك مُوكَّل من قِبَل الله تعالى بقبض أرواح العباد "فلا مَلَك الموت المريحُ يريحني ... ولا أنا ذو عيش ولا أنا ذو صبرِ". 

مَلِك [مفرد]: ج مُلُوك: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملَكَ3: صاحب الأمر والسّلطة على أمّة أو بلاد، شخص يحكم أو يتولّى الملك في منطقة بحكم الوراثة ولمدى الحياة "ملِك المملكة العربيّة السعوديّة- {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} " ° بلاط الملك: قصره- خاصَّة المَلِك: المقرَّبون إليه من رجال دولته- مَلِك الغابة: الأسد.
• المَلِك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الظّاهر بعزّ سلطانه، المُتصرّف في كلّ الأشياء بأمره ونهيه، صاحب المُلك المُطلَق، الذي يستغنى في ذاته وصفاته عن كلِّ موجود " {فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} ". 

مُلْك [مفرد]:
1 - مصدر ملَكَ1 وملَكَ3.
2 - تمليك.
• المُلك: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 67 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثلاثون آية. 

مِلْك [مفرد]: ج أملاك (لغير المصدر):
1 - مصدر ملَكَ2.
2 - شيء مملوك يمكن لصاحبه أن يتصرّف فيه "عنده أملاك واسعة- أملاك عقاريّة/ أميريّة/ خاصّة- أملاك الدولة: ما تملكه الدولةُ من أبنية وعقارات- أملاك الشَّخص: مقتنياته كلّها، التي تقدم لرفع الديون عند الإفلاس" ° المِلْك الثابت: العقار، الأرض وما عليها من موارد أو أبنية- صاحب المِلك: المالك، المقتنِي- مِلْكي: لي، خاصّتي. 

مَلَكَة [مفرد]: ج مَلَكات: صفة راسخة في النفس، أو استعداد عقليّ خاصّ لتناول أعمال مُعيَّنة بذكاء ومهارة، موهبة "مَلَكة لُغويّة/ فنيّة- مَلَكة الشِّعر/ الغناء". 

مَلِكة [مفرد]: ج مَلِكات:
1 - زوجة أو أرملة الملك.
2 - حاكمة بالوراثة.
3 - (حن) أنثى ناسلة ذات حجم كبير، وبنيان متميِّز في الحشرات الاجتماعيّة كالنحل والنمل والنمل الأبيض.
• المَلِكة الأمّ: الملكة التي تكون أرملة المَلِك السّابق وأمّ المَلِك الحالي.
• ملِكة الجمال: اسم الآنسة التي تنتخب في مباريات دوليّة أو محليّة، وتتحقّق فيها مقاييس الجمال المتعارف عليها. 

مَلكوت [مفرد]:
1 - عالَمُ الغيب المختصُّ بالأرواح والنفُّوس والعجائب " {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ".
2 - مُلكُ الله خاصّة " {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}: القدرة على كلّ شيء" ° ملكوت الله: سلطانه وعظمته. 

مَلَكيّ [مفرد]: خاصّ بالملكيّة، منسوب إلى الملك "التاج الملكيّ- تصرّف مَلكيّ" ° حَقّ ملكيٌّ: امتياز ملكيّ. 

مَلَكِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مَلِك: نظام حكم يرأسه مَلِك "ملكيَّة وراثيّة- ملكيّة دستوريّة: حكم ملكيّ تحدُّ من سلطته قوانين دستوريّة- ملكيّة مطلقة: لا يخضع لأيّة رقابة" ° الحكومة الملكيّة: الحكومة التي يرأسها ملكٌ يتولَّى المُلك بالوراثة غالبًا- مُخَصَّصات مَلَكِيَّة: مبالغ تُخصَّص من خزانة الدولة لنفقات الملك أو الملِكة الخاصَّة، مخصَّصات ماليّة يقرِّرها البرلمان للملك أو الملكة عند اعتلاء العرش. 

مِلْكِيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من مِلْك: تمليك.
2 - حقُّ الاستعمال والتّصرُّف في الشّيء إطلاقًا في نطاق القانون "الملكيَّة الأدبيَّة".
3 - حكم شرعيّة يقدّر في عين أو منفعة تقتضي تمكّن من ينسب إليه من انتفاعه به، مال عوض عنه من حيث هو كذلك.
• المِلْكِيَّة الفكريَّة: (قن) جميع فئات المِلْكيَّة المنصوص عليها في الملحق الخاصّ بإعلان مراكش 15 مارس 1994م الأقسام من 1: 7 ومنها حماية الأفكار وحقوق المؤلِّف وبرامج الكمبيوتر والتَّسجيلات السِّينمائيَّة والإذاعيَّة والعلامات التِّجاريَّة.
• تاريخ ملكيَّة: (قن) بيان مختصر عن نقل عقار يتضمّن كافّة الادِّعاءات التي يمكن أن ترفع ضدّ ذلك.
• ملكيَّة المساهمين: (قص) الحقوق التي يمتلكها المساهمون كحصّة في شركة، وتقاس بمجموع الأصول بعد طرح مجموع الالتزامات منها.
 • حقوق الملكيَّة: (قص) حقّ امتلاك أصل، وهذا الحقّ يمنح مالكَه امتيازات وصلاحيّات معيَّنة. 

مليك [مفرد]: ج مُلَكَاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملَكَ3: صاحب الملْك.
• المليك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الملك حقًّا، ومُلك ما سواه مجاز " {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} ".
• مليكُ النَّحل: يعسُوبُها وهي الرَّئيسةُ الكبيرة فيها. 

ممتلكات [جمع]: مف ممتلك: أشياء أو أغراض شخصيّة يمتلكها الفرد "ممتلكات أميريّة- صادرت الدولة ممتلكاته- وضع ممتلكات العدوّ تحت الحراسة- أضرّت المظاهرةُ بالممتلكات العامّة". 

مَمْلَكَة [مفرد]: ج ممالِكُ:
1 - دولة يحكمها مَلِك "المملكة المغربيَّة- المملكة العربيّة السعوديّة".
2 - سُلطانُ الملك في رعيَّته وعزُّه "طالت مملكتُه".
3 - عالَم، قسم في تصنيف الأحياء والجماد "مملكة الحيوان/ النَّحل/ النَّبات". 

مملوك [مفرد]: ج مماليكُ:
1 - اسم مفعول من ملَكَ1 وملَكَ2: عبد؛ الرّقيق من البشر.
2 - عبد من الأتراك أو الجراكسة الذين استخدمهم الأيُّوبيّون في الجيش بمصر. 

ملك: الليث: المَلِكُ هو الله، تعالى ونقدّس، مَلِكُ المُلُوك له

المُلْكُ وهو مالك يوم الدين وهو مَلِيكُ الخلق أي ربهم ومالكهم. وفي التنزيل:

مالك يوم الدين؛ قرأ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وحمزة: مَلِك

يوم الدين، بغير أَلف، وقرأَ عاصم والكسائي ويعقوب مالك، بأَلف، وروى عبد

الوارث عن أَبي عمرو: مَلْكِ يوم الدين، ساكنة اللام، وهذا من اختلاس أبي

عَمرو، وروى المنذر عن أَبي العباس أَنه اختار مالك يوم الدين، وقال: كل

من يَمْلِك فهو مالك لأنه بتأْويل الفعل مالك الدراهم، ومال الثوب،

ومالكُ يوم الدين، يَمْلِكُ إقامة يوم الدين؛ ومنه قوله تعالى: مالِكُ

المُلْكِ، قال: وأما مَلِكُ الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أَراد أَفضل من

هؤلاء، ولم يريد أَنه يملك هؤلاء، وقد قال تعالى: مالِكُ المُلْك؛ أَلا ترى

أنه جعل مالكاً لكل شيءٍ فهذا يدل على الفعل؛ ذكر هذا بعقب قول أَبي

عبيد واختاره.

والمُلْكُ: معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان؛ ومُلْكُ الله تعالى

ومَلَكُوته: سلطانه وعظمته. ولفلان مَلَكُوتُ العراق أي عزه وسلطانه ومُلْكه؛

عن اللحياني، والمَلَكُوت من المُلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ،

ويقال للمَلَكُوت مَلْكُوَةٌ، يقال: له مَلَكُوت العراق ومَلْكُوةُ العراق

أَيضاً مثال التَّرْقُوَةِ، وهو المُلْكُ والعِزُّ. وفي حديث أَبي سفيان:

هذا مُلْكُ هذه الأُمة قد ظهر، يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر

اللام وفي الحديث: هل كان في آبائه مَنْ مَلَكَ؟ يروى بفتح الميمين

واللام وبكسر الميم الأُولى وكسر اللام. والْمَلْكُ والمَلِكُ والمَلِيكُ

والمالِكُ: ذو المُلْكِ. ومَلْك ومَلِكٌ، مثال فَخْذٍ وفَخِذٍ، كأن المَلْكَ

مخفف من مَلِك والمَلِك مقصور من مالك أو مَلِيك، وجمع المَلْكِ مُلوك،

وجمع المَلِك أَمْلاك، وجمع المَلِيك مُلَكاء، وجمع المالِكِ مُلَّكٌ

ومُلاَّك، والأُمْلُوك اسم للجمع. ورجل مَلِكٌ وثلاثة أَمْلاك إلى العشرة،

والكثير مُلُوكٌ، والاسم المُلْكُ، والموضع مَمْلَكَةٌ. وتَمَلَّكه أي

مَلَكه قهراً. ومَلَّكَ القومُ فلاناً على أَنفسهم وأَمْلَكُوه: صَيَّروه

مَلِكاً؛ عن اللحياني. ويقال: مَلَّكَه المالَ والمُلْك، فهو مُمَلَّكٌ؛ قال

الفرزدق في خال هشام بن عبد الملك:

وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَلَّكاً،

أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبُه

يقول: ما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملَّك أَبو أُم ذلك المُمَلَّكِ

أَبوه، ونصب مُمَلَّكاً لأنه استثناء مقدّم، وخال هشام هو إبراهيم بن

إسماعيل المخزومي. وقال بعضهم: المَلِكُ والمَلِيكُ لله وغيره، والمَلْكُ

لغير الله. والمَلِكُ من مُلوك الأرض، ويقال له مَلْكٌ، بالتخفيف، والجمع

مُلُوك وأَمْلاك، والمَلْكُ: ما ملكت اليد من مال وخَوَل. والمَلَكة:

مُلْكُكَ، والمَمْلَكة: سلطانُ المَلِك في رعيته. ويقال: طالت مَمْلَكَتُه

وساءت مَمْلَكَتُه وحَسُنَت مَمْلَكَتُه وعَظُم مُلِكه وكَثُر مُلِكُه.

أَبو إسحق في قوله عزّ وجل: فسبحان الذي بيده مَلَكُوتُ كل شيء؛ مَعناه

تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة، قال: وقوله تعالى ملكوت كل شيء أي القدرة

على كل شيء وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم. ويقال: ما لفلان مَولَى

مِلاكَةٍ دون الله أي لم يملكه إلا الله تعالى. ابن سيده: المَلْكُ

والمُلْكُ والمِلْك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، مَلَكه يَمْلِكه

مَلْكاً ومِلْكاً ومُلْكاً وتَمَلُّكاً؛ الأخيرة عن اللحياني، لم يحكها

غيره. ومَلَكَةً ومَمْلَكَة ومَمْلُكة ومَمْلِكة: كذلك. وما له مَلْكٌ

ومِلْكٌ ومُلْكٌ ومُلُكٌ أي شيء يملكه؛ كل ذلك عن اللحياني، وحكي عن الكسائي:

ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء؛ بهذا

فسره اللحياني، وقال ليس له شيء يملكه. وأَمْلَكه الشيءَ ومَلَّكه إياه

تَمْليكاً جعله مِلْكاً له يَمْلِكُه. وحكى اللحياني: مَلِّكْ ذا أَمْرٍ

أَمْرَه، كقولك مَلِّك المالَ رَبَّه وإن كان أَحمق، قال هذا نص قوله: ولي

في هذا الوادي مَلْكٌ وملْك ومُلْك ومَلَكٌ يعني مَرْعًى ومَشْرباً

ومالاً وغير ذلك مما تَمْلِكه، وقيل: هي البئر تحفرها وتنفرد بها. وجاء في

التهذيب بصورة النفي: حكي عن ابن الأعرابي قال ما له مَلْكٌ ولا نَفْرٌ،

بالراء غير معجمة، ولا مِلْكٌ ولا مُلْك ولا مَلَكٌ؛ يريد بئراً وماء أي ما

له ماء. ابن بُزُرْج: مياهنا مُلُوكنا. ومات فلانٌ عن مُلُوك كثيرة،

وقالوا: الماء مَلَكُ أَمْرٍ أي إذا كان مع القوم ماء مَلَكُوا أَمْرَهم أي

يقوم به الأمر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي:

ولم يكن مَلَكٌ للقوم يُنْزِلُهم،

إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ

أي يُقْسَم بينهم بالسوية لا يُؤثَرُ به أَحدٌ. الأُمَوِيُّ: ومن

أَمثالهم: الماءُ مَلَكُ أَمْرِه أي أن الماء مِلاكُ الأشياء، يضرب للشيء الذي

به كمال الأمر. وقال ثعلب: يقال ليس لهم مِلْك ولا مَلْكٌ ولا مُلْكٌ إذا

لم يكن لهم ماء. ومَلَكَنا الماءُ: أرْوانا فقَوِينا على مَلْكِ

أَمْرِنا. وهذا مِلْك يَميني ومَلْكُها ومُلْكُها أي ما أَملكه؛ قال الجوهري:

والفتح أفصح. وفي الحديث: كان آخر كلامه الصلاة وما مَلَكَتْ أَيمانكم،

يريد الإحسانَ إلى الرقيق، والتخفيفَ عنهم، وقيل: أَراد حقوق الزكاة

وإخراجها من الأموال التي تملكها الأَيْدي كأَنه علم بما يكون من أَهل الردة،

وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أَدائها إلى القائم بعده فقطع حجتهم بأن

جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة فعقل أَبو بكر، رضي الله عنه، هذا

المعنى حين قال: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة. وأَعطاني

من مَلْكِه ومُلْكِه؛ عن ثعلب، أي مما يقدر عليه. ابن السكيت: المَلْكُ ما

مُلِكَ. يقال: هذا مَلْكُ يدي ومِلْكُ يدي، وما لأَحدٍ في هذا مَلْكٌ

غيري ومِلْكٌ، وقولهم: ما في مِلْكِه شيء ومَلْكِه شيء أي لا يملك شيئاً.

وفيه لغة ثالثة ما في مَلَكَته شيء، بالتحريك؛ عن ابن الأَعرابي. ومَلْكُ

الوَليِّ المرأَةَ ومِلْكُه ومُلْكه: حَظْرُه إياها ومِلْكُه لها.

والمَمْلُوك: العبد. ويقال: هو عَبْدُ مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكة ومَمْلِكة؛ الأخيرة

عن ابن الأعرابي، إذا مُلِكَ ولم يُمْلَكْ أَبواه. وفي التهذيب: الذي

سُبيَ ولم يُمْلَكْ أَبواه. ابن سيده: ونحن عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لا قِنٍّ أي

أَننا سُبِينا ولم نُمْلَكْ قبلُ. ويقال: هم عبِيدُ مَمْلُكة، وهو أَن

يُغْلَبَ عليهم ويُستْعبدوا وهم أَحرار. والعَبْدُ القنّ: الذي مُلِك هو

وأَبواه، ويقال: القِنُّ المُشْتَرَى. وفي الحديث: أن الأَشْعَثَ بن

قَيْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلى عمر في رِقابهم وكان قد استعبدهم في الجاهلية،

فلما أَسلموا أَبَوْا عليه، فقالوا: يا أَمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد

مَمْلُكة ولم نكن عبيدَ قِنٍّ؛ المَمْلُكة، بضم اللام وفتحها، أَن

يَغْلِبَ عليهم فيستعبدَهم وهم في الأصل أَحرار. وطال مَمْلَكَتُهم الناسَ

ومَمْلِكَتُهم إياهم أي مِلْكهم إياهم؛ الأخيرة نادرة لأن مَفْعِلاً

ومَفْعِلَةً قلما يكونان مصدراً. وطال مِلْكُه ومُلْكه ومَلْكه ومَلَكَتُه؛ عن

اللحياني، أَي رِقُّه. ويقال: إنه حسن المِلْكَةِ والمِلْكِ؛ عنه أَيضاً.

وأَقرّ بالمَلَكَةِ والمُلُوكةِ أي المِلْكِ. وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ

سَيءُ المَلَكَةِ، متحرّك، أي الذي يُسيءُ صُحْبة المماليك. ويقال: فلان

حَسَنُ المَلَكة إذا كان حسن الصُّنْع إلى مماليكه. وفي الحديث: حُسْنُ

المَلَكة نماء، هو من ذلك. ومُلُوك النحْل: يَعاسيبها التي يزعمون أنها

تقتادها، على التشبيه، واحدها مَلِيكٌ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها

إلى طَنَفٍ أََعْيَا بِراقٍ ونازِلِ

يريد يَعْسُوبَها، ويَعْسُوبُ النحل أَميره. والمَمْلَكة والمُمْلُكة:

سلطانُ المَلِكِ وعَبيدُه؛ وقول ابن أَحمر:

بَنَّتْ عليه المُلْكُ أَطْنابها،

كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفًٌ طِمِرّ

قال ابن الأَعرابي: المُلْكُ هنا الكأْس، والطِّرْف الطِّمِرُّ، ولذلك

رفع الملك والكأْس معاً بجعل الكأْس بدلاً من الملك؛ وأَنشد غيره:

بنَّتُ عليه المُلْكَ أَطنابَها

فنصب الملك على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَلَّكاً وليس

بحال، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام، وهذا كقوله: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي

مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت، ورواه ثعلب بنت عليه الملك، مخفف

النون، ورواه بعضهم مدَّتْ عليه الملكُ، وكل هذا من المِلْكِ لأَن

المُلْكَ مِلْكٌ، وإنما ضموا الميم تفخيماً له. ومَلَّكَ النَّبْعَةَ:

صَلَّبَها، وذلك إذا يَبَّسَها في الشمس مع قشرها. وتَمالَكَ عن الشيء: مَلَكَ

نَفْسَه. وفي الحديث: امْلِكْ عليك لسانَك أي لا تُجْرِه إلا بما يكون لك لا

عليك. وليس له مِلاكٌ أي لا يَتَمالك. وما تَمالَك أن قال ذلك أي ما

تَماسَك ولا يَتَماسَك. وما تَمالَكَ فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أَن

يحبس نفسه؛ قال الشاعر:

فلا تَمَلَك عن أَرضٍ لها عَمَدُوا

ويقال: نفسي لا تُمالِكُني لأن أَفعلَ كذا أَي لا تُطاوعني. وفلان ما له

مَلاكٌ، بالفتح، أي تَماسُكٌ. وفي حديث آدم: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ

أَنه خَلق لا يَتَمالَك أي لا يَتَماسَك. وإذا وصف الإنسان بالخفة

والطَّيْش قيل: إنه لا يَتَمالَكُ. ومِلاكُ الأمر ومَلاكُه: قِوامُه الذي

يُمْلَكُ به وصَلاحُه. وفي التهذيب: ومِلاكُ الأمر الذي يُعْتَمَدُ عليه،

ومَلاكُ الأمر ومِلاكُه ما يقوم به. وفي الحديث: مِلاكُ الدين الورع؛ الملاك،

بالكسر والفتح: قِوامُ الشيء ونِظامُه وما يُعْتَمَد عليه فيه، وقالوا:

لأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكاً وإما مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً أي إما أن

أَهْلِكَ وإما أن أَمْلِكَ. والإمْلاك: التزويج. ويقال للرجل إذا تزوّج: قد

مَلَكَ فلانٌ يَمْلِكُ مَلْكاً ومُلْكاً ومِلْكاً. وشَهِدْنا إمْلاك فلان

ومِلاكَه ومَلاكه؛ الأخيرتان عن اللحياني، أي عقده مع امرأته. وأَمْلكه

إياها حتى مَلَكَها يَمْلِكها مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً: زوَّجه إياها؛

عن اللحياني. وأُمْلِكَ فلانُ يُمْلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج؛ عنه أَيضاً.

وقد أَمْلَكْنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إياها؛ وجئنا من إمْلاكه ولا

تقل من مِلاكِه. وفي الحديث: من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم؛ نقل ابن

الأثير: المِلاكُ والإمْلاكُ التزويجُ وعقد النكاح. وقال الجوهري: لا يقال

مِلاك ولا يقال مَلَك بها

(* قوله «ولا يقال ملك بها إلخ» نقل شارح القاموس

عن شيخه ابن الطيب أن عليه أكثر أهل اللغة حتى كاد أن يكون اجماعاً منهم

وجعلوه من اللحن القبيح ولكن جوزه صاحب المصباح والنووي محافظة على

تصحيح كلام الفقهاء.) ولا أُمْلِك بها. ومَلَكْتُ المرأَة أي تزوّجتها.

وأُمْلِكَتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عن اللحياني، وقيل: جُعِل أَمر طلاقها

بيدها. قال أَبو منصور: مُلِّكَتْ فلانةُ أَمرها، بالتشديد، أكثر من

أُمْلِكَت؛ والقلب مِلاكُ الجسد. ومَلَك العجينَ يَمْلِكُه مَلْكاً

وأَمْلَكَه: عجنه فأَنْعَمَ عجنه وأَجاده. وفي حديث عمر: أَمْلِكُوا العجين فإِنه

أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزيادتين؛ أَراد أَن خُبْزه يزيد بما يحتمله من

الماء لجَوْدة العجْن. ومَلَكَ العجينَ يَمْلِكه مَلْكاً: قَوِيَ عليه.

الجوهري: ومَلَكْتُ العجين أَمْلِكُه مَلْكاً، بالفتح، إِذا شَدَدْتَ عجنه؛

قال قَيْسُ بن الخطيم يصف طعنة:

مَلَكْتُ بها كَفِّي، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها،

يَرى قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها

يعني شَدَدْتُ بالطعنة. ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت

مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَلَكَتْه تَمْلِكُه

مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ وقال أَوْسُ بن حَجَر يصف قوساً:

فَمَلَّك بالليِّطِ التي تَحْتَ قِشْرِها،

كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُ

قال: مَلَّكَ كما تُمَلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عجنه أَي ترك من

القشر شيئاً تَتمالك القوسُ

به يَكُنُّها لئلا يبدو قلب القوس فيتشقق، وهو يجعلون عليها عَقَباً

إِذا لم يكن عليها قشر، يدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ؛

الفراء عن الدُّبَيْرِيَّة: يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً

مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ، ويروى فمن لك، والأَول أَجود؛ أَلا ترى إِلى

قول الشماخ يصف نَبْعَةً:

فَمَصَّعَها شهرين ماءَ لِحائها،

وينْظُرُ منها أَيَّها هو غامِزُ

والتَّمْصِيع: أَن يترك عليها قشرها حتى يَجِفَّ عليها لِيطُها وذلك

أَصلب لها؛ قال ابن بري: ويروى فمظَّعَها، وهو أَن يبقي قشرها عليها حتى

يجف. ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها؛ عن ابن

الأَعرابي. وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها؛ عنه أَيضاً. ومَلْكُ

الطريق ومِلْكُه ومُلْكه: وسطه ومعظمه، وقيل حدّه؛ عن اللحياني. ومِلْكُ

الوادي ومَلْكه ومُلْكه: وسطه وحَدّه؛ عنه أَيضاً. ويقال: خَلِّ عن مِلْكِ

الطريق ومِلْكِ الوادي ومَلْكِه ومُلْكه أَي حَدِّه ووسطه. ويقال: الْزَمْ

مَلْكَ الطريق أَي وسطه؛ قال الطِّرمّاح:

إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ، توَسَّمَتْ

رَتِيمَ الحَصى من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ

وفي حديث أَنس: البَصْرةُ إِحْدى المؤتفكات فانْزلْ في ضَواحيها، وإِياك

والمَمْلُكَةَ، قال شمر: أَراد بالمَمُلُكة وَسَطَها. ومَلْكُ ا لطريق

ومَمْلُكَتُه: مُعْظمه ووسطه؛ قال الشاعر:

أَقامَتْ على مَلْكِ الطريقِ، فمَلْكُه

لها ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبُهْ

ومُلُك الدابة، بضم الميم واللام: قوائمه وهاديه؛ قال ابن سيده: وعليه

أُوَجِّه ما حكاه اللحياني عن الكسائي من قول الأَعرابي: ارْحَمُوا هذا

الشيخ الذي ليس له مُلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يدان ولا رجلان ولا بَصَرٌ،

وأَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه. أَبو عبيد: جاءنا تَقُودُه

مُلُكُه يعني قوائمه وهاديه، وقوام كل دابة مُلُكُه؛ ذكره عن الكسائي في كتاب

الخيل، وقال شمر: لم أَسمعه لغيره، يعني المُلُك بمعنى القوائم.

والمُلَيْكَةُ: الصحيفة.

والأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْيَرَ، وفي التهذيب: مَقاوِلُ من حمير

كتب إِليهم النبي، صلى الله عليه وسلم: إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ،

ورَدْمانُ موضع باليمن. والأُمْلُوك: دُوَيبَّة تكون في الرمل تشبه العَظاءة.

ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ ومالك ومُوَيْلِك ومُمَلَّكٌ ومِلْكانُ، كلها:

أَسماء؛ قال ابن سيده: ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَلَكِ الموت

وهو قوله:

غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما

نسائي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ

قال: وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأَن

مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك، الليث: المَلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف

المَلأَك، واجتمعوا على حذف همزه، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وقد ذكرناه

في المعتل. والمَلَكُ من الملائكة: واحد وجمع؛ قال الكسائي: أَصله

مَأْلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل

مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك

قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن

الزبير:

فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ، ولكن لِمَلأَكٍ

تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ

ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل مَلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِليه

فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ:

وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه،

سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ

قال ابن بري: صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية؛ وقبله:

فأَتَمَّ سِتّاًّ، فاسْتَوَتْ أَطباقُها،

وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ

وفيها يقول في صفة الهلال:

لا نَقْصَ فيه، غير أَن خَبِيئَه

قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ

وفي الحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة؛ قال ابن الأَثير:

أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت. وفي

الحديث: لقد حَكَمْت بحكم المَلِكِ؛ يريد الله تعالى، ويروى بفتح اللام،

يعني جبريل، عليه السلام، ونزوله بالوحي. قال ابن بري: مَلأَكٌ مقلوب من

مَأْلَكٍ، ومَأْلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك، قال: وحقه أَن

يذكر في فصل أَلك لا في فصل ملك.

ومالِكٌ الحَزينُ: اسم طائر من طير الماء.

والمالِكان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة. ابن الأَعرابي: أَبو مالك كنية

الكِبَر والسِّنّ كُنِيَ به لأَنه مَلَكه وغلبه؛ قال الشاعر:

أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني،

أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دائبا

ويقال للهَرَمِ أَبو مالك؛ وقال آخر:

بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ:

أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ

وأَبو مالك: كنية الجُوعِ؛ قال الشاعر:

أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظهائرِ،

يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عند عامِرِ

ومِلْكانُ: جبل بالطائف. وحكى ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخه قال: كل

ما في العرب مِلْكان، بكسر الميم، إِلاَّ مَلْكان بن حزم بن زَبَّانَ

فإِنه بفتحها. ومالك: اسم رمل؛ قال ذو الرمة:

لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك * لَذو عَبْرةٍ، كَلاً تَفِيضُ وتخْنُقُ

ملك
مَلَكَه يَمْلِكُه مَلْكًا، مُثَلَّثَةً اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الكَسر، وزادَ ابنُ سِيدَه الضَّمَّ والفَتْح عَن الَلِّحْياني ومَلَكَةً مُحَرَكَةً عَن اللِّحْيانيِّ وممَلكَةً، بِضَم اللامِ أَو يُثَلَّثُ كسرُ اللامِ عَن ابنِ الأَعْرابِي وَهِي نادِرَةٌ لِأَن مَفْعِلاً ومَفْعِلَةً قلّما يكونانِ مَصْدَرًا: احْتَواهُ قادِرًا عَلَى الاسْتِبدادِ بهِ كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَقَالَ الرّاغِبُ: المُلْك: هُوَ التَّصَرُّفُ بالأَمْرِ والنَّهي فِي الجُمْهُورِ، وذلِكَ يَخْتَصُّ بسِياسَةِ الناطِقِينَ، ولِهذا يُقال: مالِكُ النّاس وَلَا يُقال: مالِكُ الأَشْياءِ، وقولُه عَزّ وجَلَّ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فتَقْدِيرُه المالِك فِي يَوْمِ الدِّينِ، وذلِكَ لقولِه عَزّ وجَلّ: لِمَنِ المُلْك اليَوْمَ والمُلْكُ ضَربان: مُلْكٌ هُوَ التَّمَلّكُ والتَّوَلِّي، ومُلْكٌ هُوَ القُوَّةُ على ذلِكَ، تَوَلَّى أَو لَمْ يَتَوَلَّ، فمِنَ الأَوَّلِ قولُه عَزَّ وجَلَّ: إنَّ المُلُوكَ إِذا دَخَلوا قَريَةً أَفْسَدُوها. وَمن الثّانِي قولُه عَزَّ وجَلَّ: إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُم مُلُوكًا فجعَلَ النُّبُوَّةَ مَخْصُوصةً، والمُلْكَ فِيهم عامًّا، فإِنَّ مَعْنَى الملْكِ هُنا هُوَ القَوَّةُ الَّتِي يُتَرَشَّحُ بهَا للسِّياسَةِ، لَا أَنّه جعلَهُم كُلَّهُم مُتَوَلِّينَ للأَمْرِ، فَذَلِك مُنافٍ للحِكْمَةِ، كَمَا قِيلَ: لَا خَيرَ فِي كَثْرَةِ الرّؤَساءِ.
ومالَهُ مِلْكٌ، مُثَلَّثاً ويحَرَّكُ، وبَضَمَّتَيْنِ كل ذلِكَ عَن اللِّحْيانِي مَا عَدَا التَّحْرِيكَ، أَي: شَيءٌ يَملِكُهُ وقالَ اللّيثُ: وقولُهم: مَا فِي مِلْكِه شَيءٌ ومَلْكِه شَيءٌ: أَي لَا يَمْلِكُ شَيئًا، وَفِيه لُغَةٌ ثالِثَةٌ مَا فِي مَلَكَتِه شَيءٌ بالتَّحْرِيكِ عَن ابنِ الأَعْرابِي، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِي، وحَكَى اللِّحْيانِي عَن الكِسائي: ارْحَمُوا هَذَا الشَّيخَ الَّذِي لَبسَ لَهُ مُلْكٌ وَلَا بَصَرٌ، أَي: لَيسَ لَهُ شَيءٌ، بِهَذَا فَسَّرَه اللِّحْيانِي، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ خَطَأٌ، وحَكَاه الأزْهَرِيُّ أَيضًا، وَقَالَ: ليسَ لَه شَيءٌ يَملِكُه.
وأَمْلَكَه الشَّيْء ومَلَّكَه إِيّاه تَمْلِيكًا بمَعْنًى وَاحِد، أَي: جَعَلَه مِلْكًا لَهُ يَمْلِكُه.
ويُقال: لِي فِي هَذَا الوادِي مِلْكٌ، مُثَلَّثًا، ويُحَرَكُ، أَي: مرعًى ومَشْرَب ومالٌ وغيرُ ذَلِك مِمَّا يَمْلِكُهُ. أَو هِيَ البِئْرُ يَحْفِرُها ويَنْفَرِدُ بهَا وأَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ عَن ابنِ الأَعْرابِي بصورَةِ النَّفي.
وقالُوا: الماءُ مَلَكُ أَمْرٍ، مُحَرَّكَةً أَي: يَقُومُ بِهِ الأمْرُ لأَنَّهُمِ أَي القَوْمَ إٍ ذَا كانَ مَعَهُم ماءٌ مَلَكُوا أمْرَهم قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِي:
(لم يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُم ... إِلا صَلاصِلُ لَا تُلْوِي عَلَى حَسَبِ)
أَي يُقْسَمُ بينَهُم بالسَّويَّةِ لَا يُؤْثَرُ بِهِ أَحَدٌ، وَقَالَ الأُمَوِيُّ: من أَمْثالِهِمْ الماءُ مَلَك أَمْره أَي: على لَفْظِ الماضِي، أَي إِنّ الماءَ مِلاكُ الأَشْياءِ، يُضْرَبُ للشَّيءِ الَّذِي بهِ كَمالُ الأَمْرِ. قلتُ: ويُروَى أَيْضًا الماءُ مَلَكُ الأَمْر، ومَلَكُ أَمْري، فَهِيَ أَرْبَعُ رِوَايَات، ذكر المُصَنِّفُ واحِدَةً وأَغفل عَن الباقِينَ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقالُ: لَيسَ لَهُم مِلْكٌ، مُثَلَّثًا: إِذا لم يَكُنْ لَهُم ماءٌ والجَمْعُ مُلُوكٌ، قَالَ ابْن بُزُرْجَ: مِياهُنا مُلُوكُنا، وماتَ) فُلانٌ عَن مُلُوك كَثِيرَةٍ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِي: مالَهُ مِلْكٌ، بالتَّثْلِيثِ ويُحَرّك: يُرِيدُ بِئْرًا وَمَاء، أَي مالَه ماءٌ. ومَلَكَنا الماءُ أَي: أَرْوانَا فقَوِينا على أَمْرِنا، عَن ثَعْلَبٍ.
ويُقال: هَذَا مِلْك يَمِيني مُثَلَّثَةً، ومَلْكَةُ يَمِيني بالفَتْحِ، والصّوابُ بالتَّحْرِيكِ، عَن ابْن الأعْرابِي: أَي مَا أَمْلِكُه، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والفَتْحُ أَفْصَحُ، وَفِي الحَدِيثِ: كانَ آخِرُ كَلامِه الصَّلاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيمانُكُم يريدُ الإِحْسانَ إِلَى الرَّقِيقِ والتَّخْفِيفَ عَنْهُم، وِقيل أرادَ حُقُوق الزَّكاةِ وِإخْراجها من الأموالِ الَّتِي تَمْلِكُها الأيْدِي، كأَنه عَلِمَ بِمَا يَكُونُ من أَهْلِ الرِّدَّةِ وإِنْكارِهِم وُجُوبَ الزَّكاةِ وامْتناعِهم من أَدائِها إِلى القائِمِ بَعْدَه، فقَطَعَ حُجَّتَهُم بأَن جَعَلَ آخرَ كلامِه الوَصِيَّةَ بالصّلاةِ والزَّكاةِ، فعَقَلَ أَبو بَكْرٍ رَضِي الله عَنهُ هَذَا المَعْنَى حينَ قَالَ: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّقَ بينَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ.
وأَعْطاني مِنْ مُلْكهِ، مُثَلَّثَةً اقْتَصَرَ ثَعْلبٌ على الفتحِ والضمِّ، أَي: مِمَّا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: المَلْكُ: مَا مُلِكَ، يُقال: هَذَا مَلْكُ يَدي، ومِلْكُ يَدِي، وَمَا لأَحَدٍ فِي هَذَا مَلْكٌ غَيري، ومِلْكٌ.
ومَلْكُ الوَلِيِّ المَرأَةَ بالفتحِ، ويُثَلَّثُ هُوَ حَظْرُه إِيّاها ومِلْكُه لَهَا.
ويُقال: هُوَ عَبدُ مَمْلَكَةٍ، مُثَلَّثَةَ اللاّمِ كسرُ اللاَّمٍ عَن ابنِ الأَعْرابِي: إِذا مُلِكَ هُوَ ولمُ يمْلَكْ أَبَواهُ وَفِي التَّهْذِيب: الَّذِي سُبِيَ ولَمُ يمْلَكْ أَبَواه، قَالَ ابنُ سيدَه: يُقال: نَحْنُ عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لَا عَبِيد قِن، أَي: إنَّنا سبِينَا وَلم نُمْلَكْ قَبلُ، والعَبدُ القنُّ: الَّذِي مُلِكَ هُوَ وأَبَواه، ويُقال: القِنُّ: المُشْتَرَى.
ويُقال: طالَ مُلْكُهُ مثَلَّثَةً، ومَلَكَتُه مُحَرَكَةً عَن اللِّحْيانِيِّ، أَي: رِقُّه ويُقال: إِنّه حَسَنُ المِلْكَةِ والمِلْكِ، عَنهُ أَيضًا.
وأَقَرَ بالمَلَكَةِ، مُحَرَّكَةً، وبالمُلُوكَة بالضّمِّ أَي بالمُلْكِ وَفِي الحَدِيث: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيئُ المَلَكَةِ أَي الَّذِي يُسيءُ صُحْبَة المَمالِيكِ، وَفِي حَدِيث آخر: حُسنُ المَلَكَةِ نَماءٌ، وسُوءُ المَلَكَةِ شُؤْمٌ.
والمُلْكُ، بالضّمِّ: م مَعْرُوفٌ، وَهُوَ ضَبطُ الشَّيْء المُتَصَرَفِ فِيهِ بالحُكْمِ، وَهُوَ كالجِنْسِ للمِلْكِ، فكُلُّ مُلْكٍ مِلْكٌ، وليسَ كُلُّ مِلْكٍ مُلْكًا، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ كالسّلْطانِ.
والمُلْكُ: العَظَمَةُ والسلْطانُ وَمِنْه قَوْلُه تَعالَى: قُل اللهُمَّ مالِكَ المُلْك تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وقولُه تَعالى: لِمَنِ المُلْك اليَوْمَ.
والمُلْكُ: حَبُّ الجُلْبانِ.
والمُلْكُ: الماءُ القَلِيلُ يُقالُ: مالَهُ مُلْكٌ من الماءِ، أَي: قَلِيلٌ مِنْهُ.
والمَلْكُ بالفَتْحِ، وككَتِف وأَمِيرِ وصاحِبِ: ذُو المُلْكِ وبهِنَّ قُرِئَ قولُه تعالَى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ومَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ومَلِيكِ يَومِ الدِّينِ ومَلْكِ يَومِ الدِّينِ كَمَا سَيَأْتي، ومَلْك ومَلِكٌ، مثل فَخْذٍ وفَخذٍ، كأَنَّ المَلْكَ مُخَفَّفٌ من ملك، والمَلِك مَقْصُورٌ من ممالِك أَو مَلِيكٍ، قالَ عَبدُ اللِّه بنُ الزِّبَعْرَى:)
(يَا رَسُولَ المَلِيك إِنَّ لِسانِي ... راتِقٌ مَا فَتَقْتُ إِذْ أَنا بُورُ)
والمَلْكِ مُلُوكٌ، وَجمع المَلِكِ أمْلاكٌ، وَجمع المَلِيكِ مُلَكاء، وجَمْعُ المالِكِ مُلَّكٌ، كرُكَّع وراكِع، والاسمُ المُلْكُ والأمْلُوكُ بالضمِّ: اسمٌ للجَمْعِ عَن ابنِ سِيدَهْ.
وقالَ بعضُهم: المَلِكُ والمَلِيك للهِ تَعالَى وغيرِه، والمَلْكُ لغيرِ الله تَعَالَى، والمَلِكُ: من مُلُوكِ الأَرْضِ، ويُقالُ لَهُ مَلْكٌ، بالتَّخْفِيفِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدِ: الأُمْلُوكُ: قَوْمٌ مِنَ العَرَبِ زادَ غَيرُه مِنْ حِميرَ أَو هم مَقاوِلُ حِمْيَر كَمَا فِي التَّهْذِيب، ومِنْهُ: كَتَبَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُّ عليهِ وسَلّم إِلى أُمْلُوكِ رَدْمانَ ورَدْمانُ: موضِعٌ باليَمَنِ.
ومَلَّكُوه على أَنْفسِهِم تَمْلِيكًا، وأَمْلَكُوه: صَيَّرُوهُ مَلِكًا عَن اللِّحْيانيِّ، ويُقال: مَلَّكَه الله المالَ والمُلْكَ، فَهُوَ مُمَلَّكٌ، قالَ الفَرَزْدَقُ فِي خالِ هِشامِ بنِ عبد المَلِكِ:
(وَمَا مِثْلُه فِي النّاسِ إِلاّ مُمَلَّكًا ... أَبُو أُمِّه حَيٌ أَبُوه يُقارِبهْ)
يَقُولُ: مَا مِثْلُه فِي النّاسِ حَيُ يُقارِبُه إِلاّ مُمَلَّكٌ أَبُو أُمِّ ذَلِك المُمَلَّكِ أَبُوهُ، ونَصَب مُمَلَّكًا لأنّه استثْناءٌ مُقَدَّمٌ، وَقَالَ هِشام: هُوَ إِبْراهِيمُ بنُ إِسْماعِيلَ المَخْزُومِي، قَالَ الصّاغانيُ: البَيتُ من أَبْياتِ الكِتابِ، وَلم أَجِدْهُ فِي شِعْرِ الفَرَزْدَقِ.
والمَلَكُوتُ مُحَرّكَةً، من المُلْكِ كرَهَبُوتٍ من الرّهبة، مُخْتَصٌّ بمُلْكِ الله عزّ وجلّ، قالَ اللهُ تَعالَى: وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والأَرْضِ. ويُقالُ للمَلَكُوتِ مَلْكُوَةٌ مثل تَرقُوَةٍ بمَعْنَى العِزّ والسُّلْطان يُقال لَهُ مَلَكُوتُ العِراقِ ومَلْكُوَتُهُ أَي: عِزُّه ومُلْكُه عَن اللِّحْياني، وقولُه تَعالَى: بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيء أَي: سُلْطانُه وعَظَمَتُه، وَقَالَ الزَّجّاجُ: أَي تَنْزِيه الله عَن أَنّ يُوصَفَ بغَيرِ القُدْرَةِ، قالَ: ومَلَكُوتُ كُلِّ شَيْء، أَي: القُدْرَةُ عَلَى كلِّ شَيْء.
والمَمْلَكَةُ، وتُضَمُّ اللامُ: عِزُّ المَلِكِ وسُلْطانُه فِي رَعِيتِه. وقِيل: عَبِيدُه وقالَ الرّاغِبُ: المَمْلَكَةُ: سُلْطانُ المَلِكِ وبقاعُه الَّتِي يَتَمَلَّكُها، وَقَالَ غَيره: يُقال: طالَتْ مَمْلَكَتُه، وساءَتْ مَمْلَكَتُه، وحَسُنَتْ مَمْلَكَتُه، والجَمْعُ المَمالِكُ.
وبضَمِّ اللامِ فَقَط: وَسَطُ المَملَكَةِ وَبِه فَسَّرَ شَمِرٌ حَدِيث أَنَس رَضِي الله عَنهُ البَصْرَةُ إِحْدَى المُؤْتَفِكاتِ فانْزِلْ فِي ضَواحِيها وإِيّاكَ والمَمْلُكَةَ.
وَمن المَجازِ: تَمالَكَ عَنْهُ: إِذا مَلَكَ نَفْسَه عَنهُ.
ولَيسَ لَهُ مَلاكٌ، كسَحابٍ أَي: لَا يَتَمالَكُ.
ويُقال: مَا تَمالَكَ فُلانٌ أَنْ وَقَع فِي كَذَا: إِذا لَم يستَطعْ أَنْ يَحْبِسَ نَفْسَه، قَالَ الشّاعِرُ: فَلَا تَمَالَكَ عَن أَرْضٍ لَهَا عَمَدُوا ويُقال: نَفْسِي لَا تُمالِكُني لأَنْ أَفْعَلَ كَذَا، أَي: لَا تُطاوِعُني.)
وَفُلَان مالَهُ مَلاكٌ، أَي: تَماسُكٌ، وَفِي حَدِيثِ آدَمَ عليهِ السّلامُ: فَلَمّا رَآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنّه خَلْقٌ لَا يَتَمالَكُ أَي لَا يَتماسَكُ. وِإذا وُصِفَ الإِنْسانُ بالخِفَّةِ والطيش قِيلَ: إِنّه لَا يَتَمالَكُ.
ومَلاكُ الأَمْرِ بالفتحِ ويُكْسَرُ: قِوامُه الَّذِي يُمْلَكُ بِهِ وصَلاحُه، وَفِي التَّهْذيب: الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، وَفِي الحَدِيث: مِلاكُ الدِّين الوَرَعُ وَهُوَ مَجازٌ.
والمِلاكُ ككِتابٍ: الطِّينُ لأَنّهُيمْلَكُ كَمَا يُمْلَكُ العَجِينُ.
ومِنَ المَجازِ ناقَةٌ مِلاكُ الإِبِلِ: إِذا كَانَت تَتْبَعُها عَن ابنِ الأَعْرابي.
وَمن المَجازِ: شَهِدْنا إِمْلاكَهُ ومِلاكَهُ بكَسرهِما ويُفْتَحُ الثّانِي الأَخِيرتانِ عَن الَلِّحْيانيِّ تَزَوُّجَه أَو عَقْدَه مَعَ امْرَأَتِه.
وأَمْلَكَه إِيّاها حَتَّى مَلَكَها يَمْلِكُها مَلْكًا، مُثَلَّثًا: زَوَّجَه إِيّاها عَن اللِّحْيانيِّ، وَهُوَ مَجازٌ تَشْبِيهًا بمُلِّكَ عَلَيْهَا فِي سِياسَتِها، وَبِهَذَا النَّظَرِ قِيل: كادَ العَرُوسُ يَكُونُ مَلِكًا، قَالَه الرّاغِبُ.
وأُمْلِكَ فُلانٌ يمْلَكُ إِمْلاكًا: إِذا زُوِّجَ وقولُه مِنْه وَفِي بعضِ النُّسَخِ عَنهُ أَيْضًا أَي هَذَا القولُ عَن اللِّحْيانِي أَيضًا، وَلم يَسبِقْ لَهُ ذِكْرُ اللِّحْيانيِّ حَتّى يُعِيدَ إِليه الضَّميرَ وِإنّما هُوَ رَآهُ هَكَذَا فِي التَّهذيبِ والمُحْكَم لما ذَكَرُوا عَن اللِّحْيانيِّ القولَ الأَوّلَ ثمَّ ذَكَرُوا القولَ الثَّانِي، وقالُوا عَنهُ أَيْضًا: وهذَا غَلَطٌ كبِيرٌ من المُصَنِّفِ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ.
وَلَا يُقالُ: مَلَكَ بِها، وَلَا أُمْلِكَ بِها، وإِنّما يُقال: مَلَكَها يَمْلِكُها مَلْكًا بالتّثْلِيثِ: إِذا تَزَوَّجَها.
وأَمْلَكَه فُلانَةَ: زَوَّجَه إِيّاها، نقَلَه ابنُ الأَثِيرِ وغيرُه، قَالَ شَيخُنا: وَعَلِيهِ أَكْثَرُ أَهلِ اللُّغَةِ حَتّى كادَ أَنْ يَكُونَ إِجْماعًا مِنْهُم، وجَعَلُوه من اللَّحْنِ القَبِيحِ، وَلَكِن جَوَّزَه صاحبُ المِصْباحِ، وَقَالَ: إِنّه يُقالُ: مَلَكْتُ بامْرَأَة، كَمَا يُقال: تَزَوَّجْتُ بهَا، فِي لُغَةِ مَنْ يَقُول: تَزَوَّجْتُ بامَرَأَةٍ، وقالَه النَّوَوِيُّ مُحافَظةً على تَصْحِيحِ عِبارَةِ الفُقَهاءِ وَالله أَعلم. قلتُ: وَفِي الصِّحاحِ: وجِئنَا من إِمْلاكِهِ وَلَا تَقُلْ مِنْ مِلاكِه، وَفِي العَيْنِ المِلاكُ: مِلاكُ التَّزْوِيجِ، وأَباهُ الفُصَحاءُ ونقَلَه ابنُ الأَثِيرِ أَيْضًا. قلتُ ولكِنَّه وَرَد فِي حَدِيثٍ: مَنْ شَهِدَ مِلاكَ امْرئ مُسلمِ إِلَخ فَهَذَا أَقْوَى دَلِيلِ على جَوازِه، وِإليَه مالَ اللِّحْيانيُ، وكأنَّ المُصَنِّفَ لم يُنَبِّه عَلَيْهِ لأَجْلِ ذَلِك، فتَأَمَّلْ. وَمن المَجازِ: أمْلِكَتْ فُلانةُ أَمْرَها: إِذا طُلِّقَتْ عَن اللِّحْيانِيِّ، وقِيلَ: جُعِلَ أَمْرُ طَلاقِها بِيَدِها.
قالَ الأَزْهَرِيُّ: مُلِّكَتْ فُلانَةُ أَمْرَها بالتَّشْدِيدِ، أَكْثَرُ مِنْ أُمْلِكَتْ.
ومَلَكَ العَجِينَ يَمْلِكُه مَلْكًا، وأَمْلَكَه نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ: إِذا أَنْعَمَ عَجْنَه وَفِي الصِّحاحِ: شَدَّ عَجْنَه، وَقَالَ مَرَةً: أَجادَ عَجْنَه، وَقَالَ غَيرُه مَلَكَه: إِذا قَوِيَ عليهِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: أَمْلِكُوا العَجِينَ فإِنَّه أَحَدُ الرَيْعَيْنِ أَي الزِّيادَتَيْن، أَرادَ أَنَّ خُبزَهُ يَزِيدُ بِمَا يَحْتَمِلُه من الماءِ بجَوْدَةِ العَجْنِ وَقد مَرَّ فِي ر ي ع.)
وقالَ بَعْضُهُم: عَجَنَت المَرأَةُ فأَمْلَكَتْ: إِذا بَلَغَتْ مِلاكَتَهُ وأَجادَتْ عَجْنَه حَتّى يَأْخُذَ بَعْضُه بَعْضًا كَمَلَّكَه تَمْلِيكًا، وَهَذِه عَن الصّاغانيِّ.
قلتُ: ونَقَل الفَرّاءُ عَن الدُّبَيرِيَّةِ: يُقال للعَجِينِ إِذا كانَ مُتماسِكًا مَمْلُوكٌ ومملَكٌ ومُمَلَكٌ.
ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّهُ: إِذا قَوِيَ وقَدَرَ أَنْ يَتْبَعَها عَن ابنِ الأَعْرابِي وَهُوَ مَجازٌ.
ومِلْكُ الطَّرِيقِ، مُثَلَّثًا: وَسَطُه ومُعْظَمُه أَو حَدُّه عَن اللِّحْيانيِّ، وَكَذَا مِلْكُ الوَادِي، عَنهُ أَيْضًا ويُقال: خَلِّ عَن مِلْكِ الطَّرِيقِ وملْكِ الوادِي: أَي حَدِّه ووَسَطِه، ويُقال: الْزَمْ ملْكَ الطَّرِيقِ، أَي: وَسَطَه، قالَ الطِّرِمّاحُ:
(إِذا مَا انْتَحَتْ أمَّ الطَّرِيقِ تَوَسَّمَتْ ... رَثِيمَ الْحَصَى من مَلْكِها المتُوَضِّحِ)
وَقَالَ آخرُ:
(أَقامَتْ عَلَى مَلْكِ الطَّرِيقِ فمَلْكُه ... لَها، ولمَنْكُوبِ المَطايَا جَوانِبُهْ)
والمُلَيكَةُ، كجُهَينَةَ: الصَّحِيفَةُ كَمَا فِي الِّلسانِ.
ومُلَيكَةُ اسمُ جَماعَةٍ من النِّسوَة صحابِيّات رَضِي الله تَعالَى عَنْهُنَّ، وَهن: مُلَيكَةُ: جَدَّهُ إسْحاقَ بنِ عبد الله بنِ أبي طَلْحَةَ، ومُلَيكَةُ بنتُ ثابِتِ بنِ الفاكِهِ، وابْنَةُ خارِجَةَ بنِ زَيْد، وابْنَةُ خارِجَةَ بنِ سنانٍ المُرِّيَّةُ، وامرأَةُ خَبّابِ بنِ الأَرَتِّ: لَهَا إِدْراكٌ، وابْنَةُ داوُدَ: وابْنَةُ سَهْلِ بنِ زَيْدٍ الأَشْهَلِيَّةُ، وابْنَةُ عبدِ الله بنِ أبي بْنِ سَلُولٍ، وامرأَةُ عَبدِ الله بنِ أَبيِ حَدْرَد الهِلالِيَّةُ، وأُمُّ السّائِب بنِ الأقْرَعِ الثَّقَفِيَّةُ، وابْنَةُ عَمْرو الزَّيْدِيَّةُ، وغيرُ هؤلاءِ.
ومُلَيكَةُ أَيضاً: جَماعَة من المُحَدِّثِينَ.
وتَمْلِكُ، كتَضْرِبُ العَبدَرِيَّةُ: صَحابِيَّةٌ رَضِي الله عَنْهَا، لَهَا حَدِيث مُضْطَرِبٌ رَوَتْ عَنْها صَفِيَّةُ بنت شَيبَةَ.
وكسَفِينَةٍ مَلِيكَةُ بنت أبي الحَسَن النَّيسابُورِيَّةُ: مُحدِّثَةٌ رَوَتْ عَن الفَضْل ابنِ المُحِبِّ، وعنها عبدُ الرحْمنِ بنُ السمعانيِّ.
وكزُبَيرٍ: يَزِيدُ بنُ مُلَيكٍ عَن أبي الطُّفَيلِ، وعَنْهُ حَفِيدُه يَزِيدُ بنُ أبي حَكِيمِ ابنِ يَزِيدَ.
وعَبدُ الرّحمنِ بنُ أَحْمَدَ بن مُلَيك شَيخٌ لابنِ جُمَيع، أَوْرَدَه فِي مُعْجَمِه.
وكأَمِيرٍ: مُحًمّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَلِيك بن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهِيمَ الدَّيبُلِيِّ.
وكصَبُورٍ والصّوابُ على لَفْظِ الجَمْعِ كَمَا حَقَّقهُ الحافِظُ وغيرُه مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بن مَلُوكٍ الهاشِمِيُ عَن كَرِيمَةَ المَروَزِيَّة.
وأَبو المُهَلّبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَلوكٍ الوَرّاق: شَيخٌ لِابْنِ طَبَرزَدَ مُحَدّثُونَ.
وفاتَه: عَبد الوَهّابِ بنُ أبي الفَهْمِ بنِ أبي القاسِمِ بنِ عَبدِ المَلِكِ الكَفْرطابِيُ، يُعْرَفُ بابنِ مُلُوكٍ، حَدَّثَ عَن ابنِ) عَساكِر، ماتَ سنة 615. وَفِي النِّساءِ مُلُوكُ عِدَةٌ.
ومُلْكُ الدّابَّةِ، بالضّمِّ وبضَمَّتَين: قَوائِمُها وهادِيها، وَمِنْه قَوْلُهم: جاءَنا تَقُودُه مُلُكُه، حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيدٍ، واقْتَصَر على اللّغَةِ الأَخِيرَةِ، وبالضّمِّ كأَنه مُخَفَّفٌ من المُلُكِ بضَمَّتَين، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعَلِيهِ أُوَجِّهُ مَا حَكَاهُ اللِّحْياني عَن الكِسائيِّ من قَوْل الأَعْرابِي: ارْحَمُوا هَذَا الشَّيخَ الَّذِي لَيسَ لَهُ مُلْكٌ وَلَا بَصَرٌ، أَي: يَدانِ وَلَا رِجلانِ وَلَا بَصَر، وأَصْلُه من قَوائمِ الدّابَّةِ فاسْتَعارَهُ الشَّيخ لنَفْسِه، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ هَذَا القَوْلَ يَعْنِي المُلُكَ بمَعْنَى القَوائِم لغَيرِ الكِسائي، الواحِدُ مِلاكٌ ككِتَاب سُمِّي بِهِ لأنَّه بِهِ قِوامُها ونِظامُها.
والمَلَكُ، مُحَرَّكَةً: واحِدُ الملائِكَةِ، والمَلائِكِ يَكُونُ واحِدًا وجَمْعًا، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وشاهِدُ الأَخِيرِ قولُ أُميّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ:
(وكَأَنَّ بِرقِعَ والمَلائِكُ حَوْلَه ... سَدِرٌ تَواكَلَه القَوائِمُ أَجْرَدُ)
قالَ اللَّيْثُ: المَلَكُ إِنّما هُوَ تَخْفِيفُ المَلأَكِ، وأَجْمَعُوِا على حَذْفِ هَمزِهِ، وَهُوَ مَفْعَلٌ من الألُوكِ، وَقد ذُكِرَ فِي: ل أك وَفِي أل ك وذَكَرنا هناكَ عَن الكِسائي قَالَ: إِنّ أَصْلَه مَألَك بتَقْدِيمِ الهَمزَةِ من الأَلُوك، ثمَّ قُلِبَتْ، وقُدِّمَت الّلامُ، فَقيل: مَلأَك، وأَنْشَدَ أَبو عُبَيدَةَ لرَجُلٍ من عَبدِ القَيسِ جاهِلِي يَمْدَحُ بعضَ المُلُوكِ، كَمَا فِي الصِّحاح، قيل: هُوَ النُّعْمانُ، وَقَالَ ابنُ السِّيرافي: هُوَ لأبي وَجْزَةَ يمدح بِهِ عبدَ الله بن الزُّبَير، قلت وأَنشده الْكسَائي لعَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ يمدحُ الحارثَ بن جَبَلَة بن أبي شَمَر:
(ولَستَ لإِنسيٍ ولكِنْ لِمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السّماءِ يَصُوبُ)
ثمَّ تُرِكَتْ هَمْزَتُه لكثرةِ الاسْتِعمالِ، فقِيلَ: مَلَكٌ، فَلَمَّا جَمَعُوه رَدّوها إِليه، فقالُوا: ملائِكَةٌ ومَلائِكُ أَيْضًا. هَذِه أقوالُ النَّحْوِيِّينَ، قالَ الرّاغِبُ: وقالَ بعَضُ المُحَقِّقِينَ: هُوَ من المُلْكِ، قَالَ: والمُتَوَلِّي من الملاَئِكَةِ شَيئاً من السِّياساتِ يُقالُ لَهُ: مَلَكٌ بالفَتْحِ، ومِنَ البَشَر يُقال لَهُ: مَلِكٌ بِالْكَسْرِ، قَالَ: وكُلُّ مَلَكٍ ملائِكَةٌ، وَلَيْسَ كُلّ مَلائِكَةٍ مَلَكًا، بل المَلَكُ هم المُشارُ إِلَيهِم بقولِهِ عَزَّ وجَلَّ: فالمُدَبِّراتِ فالمُقَسِّماتِ النّازِعاتِ وَنَحْو ذَلِك وَمِنْه: مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكم.
قلتُ: وَهَذَا بِناء عَلى أَنَّ المِيمَ أصْلَيّةٌ، وِإليه جَنَحَ أَبو حَيّان فِي النَّهْرِ، فقالَ: المَلَكُ مِيمُه أصْلِيَّةٌ، وجَمْعُه على مَلائِكَة أَو مَلائِكَ شاذٌّ. واشْتِقاقُه من المُلْكِ، وَهُوَ القُوَّةُ كأَنَّهم تَوَهَّمُوا أَنّه فَعال، وقِيلَ: أَصْلُه مَلاكٌ كشَمالٍ، ومِيمُه أَصْلِيَّةٌ حُذِفَتْ همزَتُه بعدَ إِلْقاءِ حَرَكَتِها على مَا قبلَها، ثُمَّ رُدَّتُ للجَمْعِ، فوَزْنُه فعائِلَة، وهَمزَتُه زائِدَةٌ: نَقله شيخُنا. قلت: وكأَنَّ الجَوهرِيَ لَحَظَ هَذَا المَعْنَى فأَوْرَدَ هَذِه اللَّفْظَةَ هُنا، وذَكَر أَقْوالَ النَّحْويِّينَ، وِإلاّ فليسَ مَحَلُّ ذِكْرِها هُنا، وَقد نَبَّه عَلَيْهِ الشَّمْسُ الفناريّ فِي حَواشِي المُطَوَّلِ، فقالَ: وأَنْت خَبِيرٌ بأَنَّ إِيرادَه مَا ذُكِرَ فِي فصل المِيمِ من بابِ الكافِ)
ليسَ كَمَا يَنْبَغِي، والحَقُّ إِيرادُه فِي فصلِ الأَلِفِ من ذَلِك البابِ، ثمَّ والعَجَبُ أَنَّه أَوْرَدَه فِيهِ مَعَ زيادَةِ المِيمِ، وأَوْرَدَ المَكانَةَ فِي فصل الكافِ من بابِ النّونِ مَعَ أَنَّ المِيمَ فِيهَا أَصْلِيَّةٌ.
وكصاحب الإِمامُ المُقدَّمُ مالِكُ بنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِي إِلى ذِي أَصْبَحَ بنِ زَيْدِ بنِ الغَوْثِ بن سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عَدِي بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ سَدَدِ بنِ زرعَةَ وَهُوَ حِمْيَرُ الأَصْغَرُ: إِمامُ المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ، تَرجَمَته شَهيرةٌ، ومناقِبُه كَثِيرَة، وَهُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ المَشْهُودِ لَهُم بالسَّبقِ والاجْتِهادِ، تُوفي بالمَدِينة سنة ودُفِنَ بالبَقِيعِ رَضِي اللُّه عَنهُ وأَرْضاهُ عَنّا.
والمُسَمَّى بمالِكٍ مُحَدِّثُونَ كَثِيرُون لَا يَدْخُلُون تحتَ الاسْتِقصاءِ، فَمن ثِقاتِ التّابِعِينَ: مالِكُ بنُ أَوْسِ بن الحَدَثانِ كانَ من فصَحاءِ العَرَبِ، ومالِكُ بنُ عامِرٍ السَكْسَكي وأَبو أَنَس مالِكُ بنُ أبي عامِرٍ الأَصْبَحِي جَدُّ مالِكِ ابنِ أَنَسٍ، ومالِكُ بنُ دِينارٍ الزَّاهِدُ البَصْرِيُّ، وَمَالك بن عِيَاض، ومالِكُ بنُ صُحارٍ، ومالِكُ بن عامِرٍ، ومالِكُ بنُ الحارِثِ الكُوفِي، ومالِكُ بنُ سَعْدٍ التُّجِيبِيُ، ومالِكُ بنُ الجَوْن، ومالِكُ بن هرِم، ومالِكُ بنُ الصَبّاح، ومالِكُ أَبُو داودَ الأحْمَرُ، ومالِكُ بنُ حَمْزَةَ، ومالِكُ بنُ أبي مَريمَ، ومالِكُ بنُ يَسارٍ البَصْرِيُ، ومالِكُ بنُ أبي رُشْد، ومالِكُ بنُ نُمَيرٍ الأَزْدِيُّ، ومالِكُ بنُ يَزِيدَ بن ذِي حمايهّ، ومالِكُ بنُ شُرَحْبِيلَ، ومالِكُ بنُ ضَبَّةَ النّاجِيُ، ومالِكُ بنُ المُنْذِرِ بنِ الجارُودِ، ومالِكُ بنُ ظالمٍ، ومالِكُ بنُ أدا، ومالِكُ ابنُ أبي سَهْمٍ، ومالِكُ بنُ مالِكٍ، ومالِكُ ابْن الصَبّاح، ومالِكُ بنُ الحارِثِ النَّخَعِيُّ الأشَتَرُ، ومالِكُ بنُ أَسماءَ بنِ خارِجَةَ، ومالِكُ بنُ حِصْن الفَزارِيُّ، ومالِكُ بن زُبَيد، فهؤلاءِ تابِعِيُّونَ.
وَتسْعُونَ صحابياً وهم: مالِكُ ابنُ أَحْمَرَ الجُذامِي، وَابْن أُحْيمِر الباهِلي، وابنُ أمَيَّةَ السّلَمِيُ، بَدْرِيٌّ، ومالِكٌ الأَشْجَعِيُ أَبو عَوف، وابنُ أَوْسِ بنِ عَتِيك الأَنْصارِيُّ، وابْنُ إِياس الأَنْصارِيّ، وابنُ أيْفَعَ الهَمداني، وابنُ بُرهَةَ بن نَهْشَلٍ المُجاشِعِيُ، وابنُ التَّيِّهانِ الأَوْسِيُّ، وابنُ ثابِت الأَوْسِي، وابْنُ ثَعْلَبَة الأَنْصارِىّ، وابنُ جُبَيرٍ الأَسْلَمِي، وابنُ الحارِثِ الذّهْلِي: عقبُه بهَراةَ، وابنُ الحارِثِ الغامِدِيّ، وابنُ حَبِيبٍ أَبُو مِحْجَنٍ، وابنُ جسلٍ: لَهُ وفادَةٌ، وابنُ حُمْرَةَ الهَمْدانيُ، وابنُ الحُوَيْرِث اللَّيثيُ، وابنُ حَيدَةَ القُشَيرِيُّ، وابنُ الخَشْخاشِ العَنْبَرِيّ، وابنُ خَلَفِ ابنِ عَمْرو، وابنُ أبي خولي، وابنُ الدُّخْشُم: عَقَبِيٌ بَدْرِيٌّ، وابنُ رافِعٍ الخَزْرَجِيُّ: بَدْرِيّ، وابنُ رَبِيعَة أَبُو أُسَيدٍ: بَدْرىّ، وابنُ رَبِيعَةَ السَّلُولِيُّ، أَبُو مَريَمَ، والرُّواسِيُّ: لَهُ وِفادَةٌ، وابنُ زاهِرٍ، وابنُ زَمْعَةَ بنِ قَيسٍ، والثّقَفي أَبُو السِّائِبِ جَدُّ عَطاءَ بنِ السّائِبِ، بَدْرِىٌّ، ومالِكٌ أَبو السَّمْحِ، وابنُ أبي سِلْسِلَة الأَزْدِيّ أَحدُ الأبْطال، وابنُ سِنانٍ أَخُو صُهَيب، وابنُ سِنان والِدُ أبي سَعِيدٍ، وابنُ صَعْصَعَةَ المازِني، ومالِكٌ أَبو صَفْوانَ، وابنُ ضَمْرَةَ الضَّمْرِيُّ، وابنُ طَلْحَةَ، وابنُ عامِر الأَشْعَرِيّ: لَهُ وِفادَة، وابنُ عُبادَةَ الغافِقِيُ وابنُ عُبادَةَ الهَمدانِيُ، وابنُ عَبدِ اللِّه الطّائي، وابنُ عبد اللِّه بنِ سِنان أَبُو حَكِيمٍ، وابنُ عَبدِ اللِّه الخُزاعِيُّ، وابنُ عبد اللِّه الأَوْدِيُّ، وابنُ عَبدِ اللِّه بنِ جبَيِرِ، ومالِكٌ أَبو عَبدِ اللِّه الهلالِيُّ، وابنُ عبدةَ الهَمْدانيِّ، وابنُ)
عتاهِيَةَ الكِنْدِيّ، وابنُ عَمرِو الأسَدِيُّ، وَابْن عَمْرو البَلَوِيُّ، وابنُ عَمْرِو بن مالِكٍ المُجاشِعِي، وَابْن عَمْرو التَّميمِيُّ، وابنُ عَمْرِو بنِ ثابِت الأَنْصارِيّ أَبو حَنّة، وابنُ عَمْرو الثَّقَفي، وابنُ عَمْرو السُّلَمِيُ: بَدْرِيٌّ، وابنُ عَمْرو بنِ عَتِيك، وَابْن عَمْرو القُشَيرِيُّ، وابنُ عُمَيرِ بنِ مالِكٍ: لَهُ وِفادَةٌ، وابنُ عمَيرِ السُّلَمِيُ، وابنُ عُمَيرٍ أَبو صَفْوانَ، وابنُ عميلَةَ بنِ السبّاقِ، وابنُ عَوْف النَّصْرِيُّ، وابنُ أبي العَيزار، وابنُ عَوْفِ التُّشْتَرِيّ، وابنُ عِياضٍ، وَابْن قُدامَةَ الأَوْسِيُّ: بَدْرِيٌّ، وابنُ قَيسٍ العاهِرِيُّ، وابنُ قَيسٍ أَبو خَيثَمَةَ، وَابْن قَيس أَبُو صِرمَةَ وابنُ مَخْلَدٍ، وابنُ مَرارَة الرَّهاوِيّ، ومالِكٌ المُرِّيُّ والدُ أبي غَطَفانَ، وابنُ مَسعُود الخَزْرَجِيُ: بَدْرِيٌّ، وابنُ مِشْوَف العائِذِيّ لَهُ وِفادَة، وابنُ نَضْلَةَ الجُشَمِيُ لَهُ وِفادَةٌ، وَابْن نَمَطٍ الهَمْدانيُ: لَهُ وِفادَةٌ، وَابْن نُميلَةَ المُزَنيُ: بَدْرِيٌّ، وابنُ نُوَيْرَةَ التَّمِيمِي، وابنُ هُبَيرَةَ السَّكُونِيُ، وابنُ هِدْمٍ التُجِيبِيُ، وابنُ الوَلِيدِ، وابنُ وَهْب الخُزاعِي، وابنُ وُهَيب: والِدُ سَعْدِ بنِ أبي وَقّاصٍ، وَابْن يُخامِر السَّكْسَكِيُ، وَابْن يَسارٍ السَّكُونِي، وَابْن قِهْطِم والِدُ أبي العُشَراءِ الدّارِمِي، وَفِيه اختلافٌ كَثِيرٌ، ومالِكٌ الأَشْعرِيّ، ويُقال: أَبو مالِكٍ، ومالِكُ الدّارِ: مَوْلَى عُمَرَ، ومالِكُ بنُ عُقْبَة، ومالِكُ بنُ مالِكٍ من هَواتِفِ الجانِّ، وَفِي سَنَدِ حَدِيثه نَظَرٌ رَضِي الله تعالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ.
وَمن المَجازِ: اعْتَراهُ أَبُو مالِكٍ وَهُوَ كُنْيَةُ الجُوع قالَ الشّاعِرُ:
(أَبُو مالِكٍ يَعْتادُنا فِي الظَّهَائِرِ ... يَجِيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عِنْدَ عامِرِ)
أَو هُوَ كُنْيَةُ السِّنّ والكِبَر والهَرَمِ، يُقال: عَلاهُ أَبو مالِكٍ، قَالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: كُنيَ بِهِ لأَنَّه مَلَكَه وغَلَبَه قَالَ الشّاعِرُ:
(أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَوانِي هَجَرنَنِي ... أَبا مالِكٍ إِنِّي أَظُنُّكَ دائِبَا)
وَقَالَ آخَرُ: بِئْسَ قَرِينُ اليَفَنِ الهالِكِ أُمُّ عُبَيدٍ وأَبو مالِكِ ومِلْكٌ، بالكسرِ: وادٍ بمَكَّةَ حَرَسها الله تَعالى، وُلِدَ فِيهِ مِلْكانُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبدِ مَناةَ بنِ أُدّ، فسُمِّيَ باسمِ الوادِي، قَالَه نَصْرٌ أَو هُوَ وَاد باليَمامَةِ بينَ قَرقَرَى ومَهَبِّ الجَنُوبِ، أَكثر أَهْلِه بَنو جُشَمَ من وَلَدِ الحارِثِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ حُلَفاءَ بني هزال من وَرائِه وَادي نِساح، قَالَه نَصْرٌ، وَلكنه قيَّدَه فيهمَا بالتَّحْرِيكِ.
ومِلْكانُ، بالكَسرِ أَو بالتَّحْرِيكِ: جَبَلٌ بالطائِفِ قالَهُ نَصْرٌ، بينَه وبينَ مَكَّةَ لَيلَةٌ. وقالَ ابنُ حَبِيب: مَلَكانُ، مُحَرَكَةً فِي قُضاعَةَ هُوَ ابنُ جَرمِ بنِ زَبّانَ بنِ حُلْوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الْحافِ وابنُ عَبّادِ بنِ عِياضِ بنِ عُقْبَةَ بنِ السَكُونِ، وَقَوله فِي قُضاعَةَ غَلَطٌ، وَالصَّوَاب فِي السَّكُونِ، وأَما الَّذِي فِي قُضاعَةَ فَهُوَ ابنُ جَرمٍ المُتَقَدِّمُ ذِكْره قَالَ: ومَنْ سِواهُما من العَرَبِ فبالكَسرِ كَمَا فِي العُبابِ، وأَوْرَدَه السّهَيلِي فِي الرَّوْضِ هَكَذَا، والحافِظُ)
فِي التَّبصِير كُلُّهم عَن ابنِ حَبِيبِ، واقْتَصَرَ ابنُ الأَنْبارِيِّ فِيمَا حَكاهُ عَن أَبِيهِ عَن شُيُوخِه على الأَوَّلِ فقَط، فتأَمّل.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: مَلَكَه يَمْلِكُه تَمَلّكًا: اسْتَبَدّ بهِ، نَقله ابنُ سِيدَه عَن اللِّحْياني، قَالَ: وَلم يَحْكِها غيرُه، وَقَالَ غَيرُه: تَمَلَّكَه تَمَلُّكًا: مَلَكَه قَهْراً.
ويُقال: مَا لِفُلانٍ مَوْلَى مِلاكَةٍ بالكسرِ دُونَ اللهِ، أَي: لَمْ يَمْلِكْه إِلاّ اللهُ تَعالَى.
وَحكى اللِّحْياني: مَلِّكْ ذَا أَمْرٍ أَمْرَهُ كقولِكَ: مَلِّكِ المالَ رَبَّهُ وإِنْ كانَ أَحْمَقَ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي الأَساسِ: مَلَّكْتُه أَمْرَه وأَمْلَكْتُه: خَلَّيتُه وشَأْنَه.
والمَمْلُوكُ يَخْتَص فِي التَّعارُفِ بالرَّقِيقِ من بَيْنِ الأَمْلاكِ، قالَ عَزَّ وَجَلَّ: ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبداً مَمْلوكًا والجمعُ مَمالِيكُ.
وَقد يُقال: فُلانٌ جَوادٌ بمَملُوكِه، أَي: بِما يَتَمَلَّكُه، قالَ الأَعْشَى:
(ولَيسَ كَمَنْ دُون مَمْلُوكِه ... مَفاتِيحُ بُخْلٍ وأَقْفالُها)
ومَمْلُوكٌ مُقِرٌّ بالمُلُوكَةِ، بالضّمِّ، والمَلَكَةِ مُحَرَّكَةً، والمِلْكِ بِالْكَسْرِ، أَي: العُبُودَةِ، والعامَّةُ تَقُول بالمِلْكِيَّةِ.
وقولهُ تَعالى: مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا قُرِئَ بفَتْحِ الميمِ وبكَسرِها.
ومُلُوكُ النَّحْلِ: يَعاسِيبُها الَّتِي يَزْعُمُونَ أَنّها تَقْتادُها على التَّشْبِيهِ، واحِدُهُم مَلِيكٌ، قَالَ أَبو ذُؤْيب: (وَمَا ضَرَبٌ بَيضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلى طُنُفٍ أَعْيَا بِراقٍ ونازِلِ)
وقولُ ابنٍ أَحْمَرَ:
(بَنَّت عَلَيهِ المُلْكُ أَطْنابَها ... كَأْس رَنَوْناةٌ وطِرفٌ طِمِر)
قالَ ابنُ الأَعرابي: المُلْكُ هُنَا: الكَأْسُ والطَرفُ الطًّمِرّ، وَلذَلِك رَفَع المُلْكَ والكَأْسَ مَعًا، يَجْعَلُ الكَأْسَ بَدَلاً من المُلْكِ، وأَنْشَدَه غَيرُه بنَصْب الكافِ من المُلْك، على أَنّه مَصْدَرٌ مَوْضُوعٌ موضِعَ الحالِ، كَأَنَّهُ قَالَ مُمَلَّكًا، وَلَيْسَ بحالٍ، وَلذَلِك ثَبتَتْ فِيهِ الأَلفُ وَاللَّام، وَهَذَا كَقَوْلِه: فأَرْسَلَها العِراكَ ... أَي مُعْتَرِكَةً، وكَأْسٌ حينَئذٍ رُفِعَ ببَنَّتْ، ورَواه ثَعْلَبٌ: بَنَتْ عليهِ المُلْكُ بتخفِيفِ النُّون، ورَواه بعضُهم مَدَّتْ عَلَيْهِ المُلْكُ وكُلُّ هَذَا مِنَ المِلكِ لأَنَّ الملْكَ مِلْكٌ، وإِنّما ضَمُّوا المِيمَ تَفْخِيمًا لَهُ.
ومَلَّكَ النَّبعَةَ تَملِيكًا: صَلَّبَها، وَذَلِكَ إِذا يَبَّسَها فِي الشَّمس مَعَ قِشْرِها عَن أبنِ الأَعْرابي، وَقَالَ أَوس بنُ حَجَرٍ تصِفُ قَوْسًا:
(فمَلَّكَ باللِّيط الَّتِي تَحْتَ قِشْرِها ... كغِزقِئ بَيضٍ كَنَّهُ القَيضُ مِنْ عَلُ)

قالَ: مَلَّكَ كَمَا تُمَلِّكُ المَرأَةُ العَجِينَ تَشُدُّ عَجْنَه، أَي تَرَكَ من القِشْرِ شَيئًا تَتَمالَكُ القَوْسُ بهِ يَكُنُّها لِئَلاّ يَبدُوَ قَلْبُ القَوْسِ فيَتَشَقَّقَ، وهم يَجْعَلُون عَلَيها عَقَبًا إِذا لم يَكُنْ عَلَيْهَا قِشْرٌ، يَدُلُّكَ على ذَلِك تَمْثِيلُه إِيّاه بالقَيضِ للغِرقِئ.
ويُقال: امْلِكْ عَلَيكَ لِسانَكَ، وَهُوَ مَجاز.
ونَقَل ابنُ السِّكِّيتِ: قالُوا: لأَذْهَبنًّ إِمّا هُلْكًا أَو ملْكًا بالتَّثْلِيثِ فِي الأَخيرِ، أَي: إِما أَنْ أَملِكَ أَو أَملِكَ.
وجَمْعُ المِلْكِ بالكَسرِ أَمْلاكٌ، ويختَصّ فِي التَّعارُفِ بالعَقاراتِ والأَراضِي.
وَجمع المالِكِ مُلاكٌ. ويُقال: لنا مُلُوكٌ من نَخْلٍ، جَمْعُ المِلْكِ، وَلَيْسَ لَنا مُلَكاءُ جَمْع المَلِيكِ من المُلُوكِ.
ومُلِّكَتْ فُلانَةُ أَمْرَها تَمْلِيكًا: طُلِّقَتْ، نقلَهَ الأَزْهرِيُّ.
وقالَ قَيسُ بنُ الخَطِيمِ يَصِفُ طَعْنَةً:
(مَلَكْتُ بِها كَفي وأَنْهَرتُ فَتْقَها ... يَرَى قائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَراءها)
يَعْنِي شَدَدْتُ بالطَّعْنَة وَيُقَال ملكتُ كَفي بالسَّيفِ: إِذا شَدَّ القَبضَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مجازٌ.
ومَمْلَكَةُ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه ووَسَطُه، وَكَذَلِكَ مِلاكه، بالكسرِ.
والأُملوكُ، بالضّمِّ: دُوَيْبَّةٌ تكونُ فِي الرَّمْلِ تُشْبه العَظاءةَ.
ومالِكٌ الحَزِينُ: اسمُ طائِرٍ من طَيرِ الماءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
والمالِكانِ: مالِكُ بنُ زَيْد، ومالِكُ ابنُ حَنْظَلَةَ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: مَلك الإِبِلِ والشّاءِ: مَا يَتَقَدَّمُها ويَتْبَعُه سائِرُها، ومِثْلُه للرّاغِبِ، قَالَ: وَهُوَ مجازٌ.
والإِملِيكُ، بالكَسرِ: هُوَ مُوَيْلكُ بنُ مالِكٍ.
وَقَالَ ابْن عَبّاد: المِلِّيكَي، كَخصِّيصى: المِلاكُ.
ومِلاَكَةُ العَجِينِ، ككتَابَةٍ: مَا انْتَهى إِليه عَجْنُه.
ومِلْكانُ، بالكسرِ أَو مُحَرَكَة: جَبَلٌ فِي بِلَاد طَيِّئ كانَت الرُّومُ تَسكُنُه فِي الجاهليَّة، قَالَه نَصْرٌ، وَهُوَ غير مَلَكانِ الطّائف الَّذِي ذَكَرَه المُصَنّف.
ومَالِكٌ: اسْم رَمْلٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(لَعَمرُكَ إِنِّي يومَ جَرعاءِ مالكٍ ... لذُو عَبرَةٍ كَلاً تَفيضُ وتَخْنُقُ)
وسَمَّوْا مُلَّكًا، كسُكَّرٍ.
وامْتَلَكَه، كتَمَلَّكَه.) وَمن المَجازِ: مَلك نَفْسهُ عِنْد الغَضَبِ.
ولَوْ مَلَكْت أَمْرِي كانَ كَذا وكَذا.
ومَلَكَ عَلَيْهِ أَمْرَه: إِذا اسْتَوْلى عَلَيْهِ.
وسَمِعْتُ كَذَا فلَم أَمْلِكْ أَنْ قلْتُ مثل: فَلم أًتمالَكْ.
وَقَالَ ابنُ حَزْمٍ: مَلْكُ بنُ كِنانَةَ بِالْفَتْح، لَا أَعْرِفُ فِي القُدَماءِ غَيرَه، وَلَا فِي الإِسْلاميِّينَ إِلاَّ بَكْرَ بنَ مَلْك، صَاحب فَرغانَةَ، نَقله الحافِظُ عَنهُ.
ومُلوك البِجائيّ، بِالضَّمِّ، ذَكَرَه ابنُ بَشْكُوال.
والمالِكِيةُ: قريَة بالسّوادِ، وَمِنْهَا عبدُ الوَهّابِ بنُ مُحَمَّد المالِكي ابنِ الصابُوني صاحِبُ ابنِ البَطِر، وابْنه عَبد الخالِقِ.
والمَلَكيَّة، محرَكَةً: جماعَةٌ من مسلمة الرّومِ من النّصارَى.
ومَحَلَّةُ مالِك: قريَةِّ بمِصْرَ، وَقد رأَيْتُها.
وابنُ المَلَكِ محَرَّكَةً: شارِحُ المَشارِقِ، اسْمه عبدُ اللَّطِيفِ، وَهُوَ تَعْرِيب ابنِ فُرُشْتَه.
وأَبُو مُلَيكَةَ، كجُهَينَةَ: زُهَيرُ بن عَبدِ اللِّه بنٍ جُدْعانَ التَّيمي، لَهُ صحْبَة، وحَفِيدُه أَبُو مُحَمّدٍ، ويُقال: أَبُو بَكْير، عَبدُ اللِّه بن عبَيدِ الله: محدّث، وابنُ أَخِيه عَبدُ الرَحْمنِ بن أَبي بَكْر من مَشايخ الإِمام الشّافِعِيِّ، رَضِي الله عَنهُ.
وأبُو مُلَيكَة البَلَوِيّ، والكِنْديُّ، والذمارِيِّ: صحابِيّونَ رَضِي اللُه عَنْهُم.
وَأَبُو مالِك الأَسْلَميُ، والأَشْجَعي، والأَشْعَرِيُّ، والغِفارِيُّ، والقُرَظِي: صحابيونَ رَضِي الله عَنْهُم.
وأَبُو مالِكٍ عَمْرُو بنُ هاشِمٍ الجَنْبِي عَن إِسْماعِيلَ بنِ أبي خالِدٍ، وعَنْه مُحَمَّدُ ابنُ عُبَيدٍ المُحارِبي.
وأَبُو مالِكٍ عَبدُ المَلِكِ بنُ الحُسَين النَّخَعِي الواسِطِي عَن أبي إِسْحاقَ السَّبِيعِي، وَعنهُ مَروان بنُ مُعاوِيَةَ الفَزَارِيُّ.
وأَبُو مالِكٍ عُبَيدُ اللِّه بنُ الأَخْنَسِ، عَن عَمرِو بنِ شُعَيب، وعَنْه سَعِيدُ بنُ أبي عَرُوبَةَ.
وشَبرَا ملكان: قَريَةٌ بمِصْرَ، وَقد دَخَلْتُها.
وسَفْطُ المُلوكِ: أُخْرَى بهَا.
وجَزِيرَةُ مالِكٍ: بالبُحَيرَةِ. تَنْبِيهٌ: اعْلَم أَنَّ تَقالِيبَ هَذِه المادَّةِ كُلَّها مُستَعْمَلَةٌ، وَهِي م ل ك وم ك ل وك م ل وك ل م ول ك م ول م ك قالَ الإِمامُ فَخْرُ الدِّينِ: تَقالِيبُها الستَّةُ تُفِيد القوَّةَ، والشِّدَّةَ، خَمْسَةٌ مِنْهَا مُعْتَبَرةٌ، وواحِدٌ ضائِعٌ، يَعْنِي ل م ك قالَ المُصَنِّفُ فِي البَصائِرِ: وَهَذَا غَرِيب مِنْهُ لأَنَّ المادَّةَ الضّائِعَةَ عِنْدَه مُعْتَبَرَةٌ مَعْرُوفةٌ عندَ أَهلِ اللّغَةِ، ثمَّ ساقَ النَّقْلَ عَن العُبابِ مَا قِيلَ فِي اللَّمْكِ، قَالَ: فإِذَنْ تراكيبه، السِّتَّةُ مستَعْمَلَةٌ مُعْطِيَة مَعْنَى القوَّةِ والشِّدَّةِ.) مُهِمَّةٌ: قولهُ تَعالَى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قرأَ عاصِمٌ والكِسائي ويَعقُوبُ مالِكِ بأَلِفٍ، وقرأَ باقِي السَّبعَةِ وهم ابنُ كَثِيرٍ، ونافِع، وأَبُو عَمرو، وابنُ عامِرٍ، وحَمزَةُ: مَلِكِ يَومِ الدِّينِ بغيرِ أَلِفٍ، وأَجْمَعَ السَّبعَةُ على جَر الكافِ والإِضافَةِ.
وقُرِئَ مالِكَ بنَصْبِ الكافِ والإِضافَةِ، ورُوِي ذَلِك عَن الأَعْمَشِ.
وقُرِئَ كَذَلِك بالتَّنْوِينِ، ورُوِي ذَلِك عَن اليَمانِ.
وقُرِئَ مالِكُ يَوْمٍ بالرَّفْعِ والإِضافَةِ، ورُوي ذَلِك عَن أبي هُرَيْرَةَ. وقُرِئَ كَذَلِك بالتَّنْوِينِ، وروى ذَلِك عَن خَلَفٍ.
وقُرِئَ مالِك بالإِمالة، وروى ذَلِك عَن يَحْيَى بنِ يَعْمَر.
وقُرِئَ مَالك بالإمالَة والتَّفْخِيمِ، ونقَلَ ذَلِك عَن الكَسائي.
وقُرِئَ مَلِكي بإِشباع كسرةِ الكافِ، ورُوِي ذَلِك عَن نافِعٍ.
وقُرِئَ مَلِكَ بِنصب الكافِ وتركِ الأَلفِ، وروى ذَلِك عَن أَنَسِ بنِ مَا مَالك.
وقُرِئَ مَالِكُ بِرَفْع الكافِ وتَركِ الأَلفِ، وروى ذَلِك عَن سَعْدِ بنِ أَبي وَقّاص.
وقُرِئَ مَلْكِ كسَهْلٍ، أَي ساكِنَةَ اللامِ ورُوِي ذَلِك عَن أبي عَمْرو، قُلْت: رَوَاهَا عَبدُ الوارِثِ عَنهُ، قَالَ: وَهَذَا من اخْتِلاسِه، وأَصْله مَلِك ككَتف، فسَكَّن، وَهِي لُغَةُ بَكْرِ بنِ وائِل.
وقُرِئَ مَلَكَ فِعلاً ماضِيًا، وروى ذَلِك عَن عَليّ بنِ أبي طالِبٍ.
وقرِئَ مَلِيك كسَعِيد.
ومَلاك ككَتّان.
فهذِه ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجْهًا من الشِّواذِّ، غيرَ الوَجْهَيْنِ الأَوَّلَينْ اللَّذَيْنِ اتَّفَقَ عَلَيْهِمَا السَّبعَة وبعضُها يَرجعُ إِلى المُلْكِ بالضمِّ، وبعضُها إِلى المِلْكِ بالكسرِ.
وفلانٌ مالِكٌ بيَنُ المِلْك والمُلْكِ، والمَلْك.
وقراءةُ جَرِّ الكافِ تُعْرَبُ صِفةً للجَلالَةِ، فإِنْ كانَ اللَّفْظُ مَلِكًا ككَتِفٍ، أَو مَلْكًا كسَهْلٍ مُخَفَّفًا من مَلِك، أَو مَليكًا كأَمِيرٍ، فلاَ إِشْكالِ بوَصْف المَعْرِفَة بالمَعْرِفَةِ. وِإن كانَ اللَّفْظُ مَليكًا أَو مَلاكًا مُحَوَّلَيْنِ من مالِكٍ للمُبالَغَةِ فإِن كانَ للماضي فَلَا إِشْكالَ أَيضًا لأَن إِضافَتَه مَحْضَةٌ، ويُؤَيِّده قراءةُ مَلَكَ بصيغةِ الْمَاضِي، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَكَذَا إِذا قُصِدَ بِهِ زَمانٌ مُستَمرٌّ فإِضافَتُه حَقيقيَّة، فإِن أَرادَ بِهَذَا أَنّه لَا نَظَر إِلى الزَّمَنِ فصَحيحٌ.
وقراءةُ نَصْبِ الْكَاف على القَطْع أَي أَمْدَحُ، وَقيل: أَعْني، وَقيل: منادى تَوْطِئَةً لإِيّاكَ نَعْبُد وَقيل فِي قِرَاءَة مالِكَ)
بالنصبِ: إِنّه حالٌ.
وَمن رَفَعَ فعَلَى إِضمارِ مبتَدأٍ، أَي هُوَ، وقِيلَ: خبَرُ الرَّحْمنِ على رَفعه.
وَمن قَرَأَ مَلَكَ فجُمْلَةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا، ويَجُوزُ كونُها خَبَرَ الرَّحْمن، وَمن قرأَ مَلِكِي أَشْبَعَ كسرة الْكَاف، وَهُوَ شاذّ فِي مَحَلِّ مَخْصُوص، وَقَالَ المَهْدَوِيُّ: لغةٌ.
وَمَا ذُكِرَ من تَخالُف مَعْنَى مالكٍ ومَلِك هُوَ المَشْهُورُ، وقَوْلَ الجُمْهُورِ، وَقَالَ قومٌ: هُما بمَعْنًى وَاحِد كفارِه وفَرِهِ، وفاكِهٍ وفَكِه، وعَلى الأَوّل قيلَ: مالِكُ أَمْدَحُ لأَنه أَوْسَعُ وأَجْمَعُ، وَفِيه زيادَةُ حَرف يتَضَمَّن عشرَ حَسَناتٍ، والمالكِيَّة تثبت لإِطْلاقِ التَّصَرّف دونَ المَلَكيَّة، وأَيْضًا المَلِكُ مَلِكُ الرَّعِيَّة، والمَالِكُ مالِكُ العَبْد، وَهُوَ أَدْوَنُ حَالا من الرَّعِيَّة، فيَكُونُ القَهْرُ والاسْتيلاءُ فِي المالكيَّةِ أَكْثَر ولأَنَّ الرَّعِيَّةَ يمكِنُهم إِخْراجُ أَنْفُسهِم عَن كَوْنِهم رَعيَّةً، والمَمْلوكُ لَا يُمْكِنُه إِخراجُ نفسِه عَن كَوْنِه مَمْلُوكًا، وأَيْضًا المَمْلُوكُ يجبُ عَلَيْهِ خِدْمَةُ المالِكِ بخِلافِ الرَّعِيَّةِ مِع المَلِكِ، فلهذه الوُجوه كانَ مالِكُ أكْمَلَ من ملِكِ ومِمَّن قالَ بِهِ الأَخْفشُ، وأَبو عُبَيدَةَ.
وقِيل: مَلِك أَمْدَحُ لأَنَّ كُلَّ أَحَد من أَهْلِ البَلَدِ مالِكٌ، والمَلِكُ لَا يَكُونُ إِلاّ واحِداً من أَعْظَمِ النّاسِ وأَعْلاهُم، ولأَنَّ سِياسَةَ المُلُوكِ أَقْوَى من سياسَةِ المالِكِينَ، لأَنَّه لَو اجْتَمَع عالَمٌ من المُلاّكِ لَا يُقاوِمُونَ مَلِكاً واحِداً، قَالُوا: ولأَنِّه أَقْصَرُ، والظاهِرُ أَنَّ القارِئَ يُدْرِكُ من الزَّمانِ مَا يُدْرِكُ فِيهِ الكَلِمَةَ بتمامِها بخِلافِ مالِكِ فإِنَّهَا أَطْوَل، فيَحْتَمِلُ أَن لَا يَجِدَ من الزَّمانِ مَا يُتمُّها فِيهِ، فَهُوَ أَوْلَى وأَعْلَى، ورُوِي ذَلِك عَن عُمَر، واخْتَارَه أَبو عُبَيدٍ.
ملك ريع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] /: أملِكُوا العَجِينَ فإنّه أحد الرَّيْعَيْن. 2 / ب قَوْله: أملكوا الْعَجِين أَي أجيدوا عجنه وأنعِمُوه. والرَّيع: الزِّيَادَة فالريع الأول الزِّيَادَة عِنْد الطَّحْن والريع الآخر عِنْد العجن. وَفِيه لُغَتَانِ يُقَال مِنْهُ: أملكت الْعَجِين إملاكا وملكته أملِكه ملكا.
المُلك: عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية، كالعرش والكرسي، وكل جسم يتميز بتصرف الخيال المنفصل من مجموع الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة التنزيهية والعنصرية، وهي كل جسم يتركب من الأسطقسات.

المِلك: "بكسر الميم" في اصطلاح المتكلمين: حالة تعرض للشيء بسبب ما يحيط به، وينتقل بانتقاله، كالتعمم والتقمص، فإن كلًا منهما حالة لشيء بسبب إحاطة العمامة برأسه والقميص ببدنه، والملك في 

المَلَك: جسم لطيف نوراني يتشكل بأشكال مختلفة.

والمِلك المطلق: هو المجرد عن بيان سبب معين، بأن ادّعى أن هذا ملكه ولا يزيد عليه، فإن قال: أنا اشتريته، أو ورثته، فلا يكون دعوى الملك المطلق.
ملك: ملك: ملكت القلعة من موضع كذا: هوجمت وفتحت من ... الخ (الادريسي 83 والترجمة 100).
ملك البر: وصل إلى الساحل (ألف ليلة برسل 9: 370).
ملك روحه من أو عن: تحامى، احتمى، تفادى من، زهد في وعن، قبض يده عن، تورع عن، عزفت نفسه عن (الطعام مثلا) عفت نفسه عن (المنكر مثلا) (فوك).
ملك الولي المرأة: في (محيط المحيط) (ملك الولي المرأة ملكا حظرها عن الزواج).
ملك كفه بالسيف: شد عليه (عباد 3: 94 معجم مسلم في مادة شد).
من يملك أمره عليه: هو من أولئك الذين يخضعون لحكم الأجنبي (المقدمة 3: 265) إلا أن معنى ملكوا عليه أمره هو استحوذوا عليه (تاريخ البربرية 1: 545): ثم تسوروا جدرانها واقتحموا داره وملكوا عليه أمره وأخرجوه برمته.
ملك (بالتشديد) باع، تنازل عن (الكالا: enagenar) ؛ والصيغة التي يستعملها البائع هي بعتك أو ملكتك (معجم التنبيه).
تملك: حصل، امتلك، سيطر على (معجم الطرائف 133:1، القلائد 118:5): معجزة تتشرف الدولة بتملكها: وقد وردت عند (بوشر) بصيغة تملك ب.
أسباب التملك: وسيلته، واسطته أو ذريعته (في الإثراء) (المقري 130:1).
سعة التملك: رخاء، ثروة (معجم الجغرافيا). ولذلك نجد أن صيغة تُمُلّك معناها أسقط أو سقط تحت سيطرته ففي (عباد 1: 38) في الحديث عن ملك أسروه وأزاحوه عن عرشه: تملك بعد الملك (المقدمة 1، 19 وانظر الترجمة): تملك جده من الفرس أي استعبد منهم (دي ساسي ودي سلين أخطأ حين كتباها تملك جده).
متملك: في الحديث عن الأرض، الأشجار ... الخ معناها ملكية خاصة (ابن بطوطة 4: 173، 232، 243).
تملك: تسنم كرسي العرش (بوشر، ابن الأثير 10: 400 المقريزي مخطوطة 2: 351): فلما تملك الظاهر برقوق، تملك على القوم: صار ملكا عليهم (محيط المحيط).
تملك: تزعم، فرض النفس على الآخرين، استقر في بيت وانتهى بالاستحواذ عليه (بوشر).
تمالك عقله أو نفسه: سيطر على أعصابه، كبح جماح نفسه (كوسج، كرست 7: 1).
تمالك: قاوم، ثبت، لم يهرب، لم يفر (أماري 7: 162).
امتلك: حصل، نال (بوشر وعند فوك في مادة posidere) .
امتلك من: أمسك، زهد في، امتنع، كف عن، تجنب (فوك).
استملك القلوب: كسبها وأسرها (بوشر) (انظرها في فوك في مادة posidere) ( بيرتون 2: 4 والثعالبي لطائف 6: 72 ومملوك 1: 1 وكرتاس 8: 33 و12: 281) والدور (كارتاس 2: 273): وغليت في أيامه الأملاك فبيعت الدار في أيامه بألف دينار ذهبا.
ملك: في (حيان 68): بعد أن تمردوا على السلطان ذهبوا إلى ملك أنفسهم: وطدوا العزم على أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، أي أن ينشئوا جمهورية.
أسباب الملك: وسائل الغنى، وسائط الإثراء، ذرائع التملك (معجم الجغرافيا).
مَلَك: واحد الملائكة والجمع أملاك (فوك).
مَلِك: واحد الملوك والجمع أملاك (دي يونج).
مَلِك: يطلق الملك على الأمير أيضا فقد كان أولاد المعتمد الأربعة مجرد حكام ومع ذلك حملوا لقب ملك وقد اعتاد المؤلفون اللاتين والأسبان إطلاق لقب rex و rey على العرب الذين لم يزيدوا عن كونهم قادة عسكر أو حكاما.
مَلِك: هو الأمير في الهند (ابن بطوطة 3: 145).
الملك الأحمر: مارس (بوشر).
ملك الحيات: صل (بوشر).
ملكي عامية تصحيف ملكي: في (محيط المحيط الملكية مؤنث الملكي والملكية لطائفة من النصارى لقبوا به لاتباعهم الملك الواحد. ملكي والعامة تقول ملكي وملكية ونطلق ذلك غالبا على تبعة الكنيسة الرومانية من الروم).
مَلكي: ملائكي (فوك، بوشر).
الملكي: نوع شراب محلى (الجريدة الآسيوية 1861، 1، 16 إلا أنني لست متأكدا من صحة الترجمة التي قام بها بهرنوير).
ملكان = مِلك: (الكامل 16: 270).
مَلكوت وليس ملكوت التي عند (فريتاج): الملكوت عند الصوفية عالم الغيب أو العالم غير المحسوس الذي لا يختص بغير الأرواح والأنفس (دي ساسي كرست 1: 451).
ملكوت: في (محيط المحيط) (عند النصارى: محل القديسين في السماء وربما أطلق عندهم على بشارة الإنجيل وهو من السريانية مذكر وتأنيثه من خطأ العوام).
ملكوت: فردوس (همبرت 149).
ملاك أو ملاك: يمكن أن تترجم ب: نقطة مهمة (كليلة ودمنة 7: 247): والحلم رأس الأمور وملاكها (ابن العوام 1: 153): ملاك صلاح جميع الأشجار سقيها بالماء في الصيف .. الخ (165، 21 و186، 21 والبربرية 2: 560).
ملاك أو ملاك: خطوبة أو زمن الخطوبة (هلو). مليك. المليك: هو الله تعالى (كرست 2: 442 رقم 31).
مليكة: مَلكة (فوك).
ملوكية= ملوخية (فريتاج 250 b) . خبازي (معجم المنصوري وابن البيطار 1: 347).
مالك: خازن الدار (وباللاتينية (فوك) infernalis ministre) ( رجع إلى رايسكه في فريتاج).
مالكي: طير الماء (ابن البيطار 4: 139 بولاق).
أملك ب: المستحق من غير شيء ما (اصطلاح قانوي، الماوردي 9: 20).
أملك ب: وكان الممل املك به: كرس نفسه لأعمال الخير أر مما قام به في (دراساته اللاهوتية) (المقري 12: 894).
تملك: استيلاء، سكن (بوشر). تمليك ب: مكن (فلانا) من ... (بوشر).
مملك: الذي يحمل لقب ملك (عباد 2: 173).
مملكة والجمع ممالك: صفة تطلق على رئيس الوزراء، حين يكون في أقصى درجات القوة مثلما كان المنصور (عبد الواحد 4: 26).
مملوكي: صلاة مملوكية: صلاة العبيد وهي باللهجة الشعبية، صلوات بلا وضوء لأن العبيد، في العادة، لا يمارسون واجباتهم الدينية إلا لكي يتخلصوا من جلد سادتهم لهم بالسياط (بيرتون 1: 98، لين طبائع 1: 254: صلاة ممالكية).
مماليكي: انظر ما تقدم.
امتلاك النفس: اعتدال (بوشر).
متملك: باللاتينية mulcator متملك مموه بالإكراه البدني أو بالغضب (دوكانج) ألا أن قبولنا بهذا المعنى لا يسوغ إقرارنا بوجود توافق بين هاتين الكلمتين العربيتين.
استملاك: تقليد، تنصيب، تولية، توظيف (هلو).

جخف

جخف الجخف والجخيف الخفة والطيش مع الكبر. والجخفة المرأة القضيفة، وهن الجخاف، ورجل جخيف من قوم جخف. والجخيف الكثير. والغطيط في النوم. ووقع في صفري وفي جخيفي أي روعي وقلبي.

جخف


جَخَفَجَخِفَ(n. ac. جَخْف
جَخِيْف)
a. Was proud, boastful.
b. Threatened.
c. Snored.

جَخْفa. Boasting, bragging.
b. Snoring.

جَخِيْفa. see 1 & 28
جَخَّاْفa. Proud, boastful, pompous; boaster, bragger.
ج خ ف: فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّهُ نَامَ وَهُوَ جَالِسٌ حَتَّى سُمِعَ (جَخِيفُهُ) » أَيْ غَطِيطُهُ. 
[جخف] في ح ابن عباس: فالتفت إلي يعني الفاروق فقال: "جخفا جخفا" أي فخراً فخراً وشرفاً شرفا، ويروى: جفخا- بتقديم فاء على القلب. وفيه: نام وهو جالس حتى سمعت "جخيفه" ثم صلى ولم يتوضأ، الجخيف الصوت من الجوف أشد من الغطيط.
[جخف] جَخَفَ الرجلُ يَجْخِفُ بالكسر جَخْفاً، أي تكبَّر، فهو جَخَّافٌ مثل جَفَّاخٍ. ويقال: الجَخيفُ: أن يفتخر الرجل بأ كثر مما عنده. قال الشاعر: أراهم بحمد الله بعد جخيفهم غرابهم إذ مسه القتر واقع وأما الذي في حديث ابن عمر " أنه نام وهو جالس حتَّى سُمِعَ جَخيفُهُ " فيقال غطيطه في النوم قال أبو عبيد: ولم أسمعه في الصَوت إلاّ في هذا الحديث.
جخف
الجخف والجخيف: الغطيط في النوم، وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه نام وهو جالس حتى مع جخيفه ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
وقال أبو زيد: من أسماء النفس: الروح والخلد والجخيف، يقال: ضعه في جخفيك: أي في تامورك وروعك.
وقال أبو عمرو: الجخيف: الجيش الكثير.
والجخيف: أن يفتخر الرجل بأكثر مما عنده، قال عدي بن زيد العبادي:
أرَاهُم بِحَمْدِ اللهِ بعدجَخِيْفِهِمْ ... غُرَابُهُمُ إذْ مَسَّهُ الفَتْرُ واقِعا
تقول منه: جخف الرجل يجخف جخفاً وجخيفاً وكذلك جفخ؛ على القلب.
والجخيف والجخف: الطيش مع الخفة.
والجخيف: المتكبر، وبه جخاف.
والجخيف: صوت بطن الإنسان.
والجخيف: القصير، والجمع: جخف.
والجخيفة والجخفة: المرأة القيرة القضيفة.
والجخف: التهدد.

جخف: جَخَفَ الرجلُ يَجْخِفُ، بالكسر، جَخْفاً وجُخافاً وجَخِيفاً:

تَكَبَّرَ، وقيل: الجَخِيفُ أَن يَفْتَخِر الرجل بأَكثرَ مـما عندَه؛ قال عدي

بن زيد:

أَراهُم بحَمْدِ اللّه بَعْدَ جَخِيفِهم،

غُرابُهم إذْ مَسَّه الفتر واقِعا

(* قوله «الفتر واقعا» كذا بالأصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح وفي

المطبوع منه القتر واقع بالقاف ورفع واقع وفيه أيضاً القتر، بالكسر، ضرب من

النصال نحو من المرماة وهو سهم الهدف.)

ورجل جَخَّافٌ مثل جَفّاخٍ: صاحبُ فخر وتكَبُّرٍ، وغُلامٌ جُخافٌ كذلك؛

عن يعقوب حكاه في المقلوب. وفي حديث ابن عباس: فالتَفَتَ إليَّ، يعني

الفاروقَ، فقال: جَخْفاً جَخْفاً أَي فخراً فخراً وشرفاً شرَفاً. قال ابن

الأَثير: ويروى جفخاً، بتقديم الفاء، على القلب.

والجَخِيفُ: العَقْلُ، ووقع ذلك في جَخِيفي أَي رُوعِي. والجَخِيفُ:

صَوت من الجَوْفِ أَشدُّ من الغَطِيطِ. وجَخَفَ النائمُ جَخِيفاً: نَفَخَ.

وفي حديث ابن عمر: أَنه نامَ وهو جالِسٌ حتى سُمعَ جَخِيفُه ثم صلى ولم

يتوضأْ، أَي غَطِيطُه في النوم؛ الجَخِيفُ: الصَّوْتُ؛ وقال أَبو عبيد: ولم

أَسمعه في الصوتِ إلا في هذا الحديث. والجَخِيفُ: الجَوْفُ. والجَخِيفُ:

الكثير. وامرأَة جَخْفَةٌ: قَضيفَةٌ، والجمع جِخافٌ، ورجل جَخِيفٌ كذلك،

وقوم جُخُفٌ.

جخف فخخ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَبْد اللَّه [بْن عُمَر -] أَنه نَام وَهُوَ جَالس حَتَّى سُمع جَخِيفُه ثمَّ قَامَ فصلى وَلم يتَوَضَّأ. قَوْله: جَخِيْفُه يَعْنِي الصَّوْت وَلم أسمعهُ فِي الصَّوْت إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث والجخيف فِي غير هَذَا: الْكبر وَقد يكون الْكَثْرَة [وَقَالَ الشَّاعِر: (الطَّوِيل)

أَرَاهُم بَحْمِد الله بَعْدَ جَخِيفِهم ... غُرابَهُم إذْ مَسَّه الفتر وَاقعا

فَإِن كَانَ هذاالحرف مَحْفُوظًا فَإِنَّهُ شبَّه غَطِيطه فِي النّوم فِي كثرته بذلك وَهَذَا رخصَة فِي النَّائِم جَالِسا أَنه لَا وضوء عَلَيْهِ والحرف الْمَعْرُوف بِهَذَا الْموضع: الفَخِيخ وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس حِين قَالَ: بت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَامَ حَتَّى سَمِعت فخيخه ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. يُرِيد بالفخيخ الغطيط وَالَّذِي يُرَاد من الجخيف هَذَا الْمَعْنى أَيْضا] (قَالَ أَبُو عبيد: وَالَّذِي عِنْدِي فِي حَدِيث النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه لَا حجَّة فِيهِ لأحد فعل ذَلِك لِأَنَّهُ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تنام عَيْنَايَ وَلَا ينَام قلبِي حَدَّثَنِيهِ يحيى بْن سعيد عَن ابْن عجلَان عَن أَبِيه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم) .

كثر

(كثر) الشَّيْء جعله كثيرا
كثر: {الكوثر}: نهر في الجنة. وكوثر: فوعل من الكثرة.
(كثر) الشَّيْء كثرا وَكَثْرَة خلاف قل فَهُوَ كثر وَكثير وكثار
كثر.

وكثر ثَمَر قَالَ أَبُو عُبَيْد وَغَيره: الكَثَر جُمَّار النّخل فِي كَلَام الْأَنْصَار وَهُوَ الجذب أَيْضا
(ك ث ر) : (الْكَثْرَةُ) خِلَافُ الْقِلَّةِ وَتُجْعَلُ عِبَارَةً عَنْ السَّعَةِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُمْ الْخَرْقُ الْكَثِيرُ وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ثَلَاثُ أَصَابِعَ (وَبِهِ سُمِّيَ) كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيُّ يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ أَدْرَكَ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا (الْكَثْرُ) فِي (ث م) .
(ك ث ر) : وَالْكَثْرُ الْجُمَّارُ وَهُوَ شَيْءٌ أَبْيَضُ رَخْصٌ يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِ النَّخْلِ وَمَنْ قَالَ هُوَ حَطَبٌ أَوْ قَالَ صِغَارُ النَّخْلِ قَدْ أَخْطَأَ (وَثَمَرَةُ) السَّوْطِ مُسْتَعَارَةٌ مِنْ وَاحِدَةِ ثَمَرِ الشَّجَرِ وَهِيَ عَذَبَتُهُ وَذَنَبُهُ وَطَرَفُهُ وَفِي الْمُجْمَلِ ثَمَرُ السِّيَاطِ عُقَدُ أَطْرَافِهَا (وَمِنْهُ) يَأْمُرُ الْإِمَامُ بِضَرْبِهِ بِسَوْطٍ لَا ثَمَرَةَ لَهُ يَعْنِي الْعُقْدَةَ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ لِمَا ذَكَرَ الطَّحَاوِيُّ أَنَّ عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - جَلَدَ الْوَلِيدَ بِسَوْطٍ لَهُ طَرَفَانِ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ ذَنَبَانِ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً فَكَانَتْ الضَّرْبَةُ ضَرْبَتَيْنِ.
ك ث ر

خير كثير وكوثر: بليغ الكثرة. قال الكميت:

وأنت كثير يا ابن مروان كوثر ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا

وتكوثر الغبار. قال حسّان بن نشيبة:

أبوا أن يبيحوا جارهم لعدوهم ... وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا وكاثروهم فكثروهم: كانوا أكثر منهم. قال الأعشى:

ولست بالأكثر منهم حصًى ... وإنما العزة للكاثر

والحمد لله على القلّ والكثر: على القلّة والكثرة وله كثر المال أي أكثره، وأكثر الله ماله وكثّره، وهو مكثر: مثرٍن وكثر ماله، وتكاثرت أمواله، وتكثّر بشيء غيره، وتكثّر من العلم، يقال: تقلل من العلم لتحفظ وتكثّر منه لتفهم. وهو يستكثر القليل. واستكثر من المال. ورجل مكثور: مغلوب في الكثرة، ومكثور عليه: كثر من يطلب إليه المعروف. ورجل وامرأة مكثار: مهذار.
كثر
الكَثْرَةُ: نماَءُ العَدَد. وكاثَرْناهم فَكَثَرْناهم، وبعضٌ يقول: كَثُرْناهم.
وكُثْرُ الشَّيْءِ: أكْثَرُه.
ورَجُلٌ مُكْثِرٌ من المالِ، ومَكْثُوْرٌ عليه: إذا كَثُرَ طُلاّبُ مَعْرُوْفه.
وأكْثَرْتُ الشَّيْءَ إكْثاراً، وكَثرْتُه تَكْثِيراً.
والكُثْرُ من المالِ: الكَثِيرُ، يُقال: الحَمْدُ للَّهِ على القُل والكُثْرِ. وكذلك الكُثَارُ.
والكُثْرى من النَبِيْذِ: الاسْتِكْثارُ منه.
ورَجُلٌ مِكْثَارٌ وامْرَأةٌ كذلك: للكَثِيرَي الكَلام.
والكَوْثَرُ: نَهَرٌ في الجَنَّةِ خاصَّةً، وقيل: هو الخَيْرُ الذي أعْطى اللَّهُ عَز وجلَّ النَّبِيَّ - عليه السَّلامُ - وأُمَتَه يوم القِيامَة.
وتَكَوْثَرَ النَّقْعُ والعَجَاجُ: الْتَفَّ بعضُه على بعض. والكَوْثَرُ: العَجَاجُ والغُبَارُ.
والكَوْثَرُ: الرَّجُلُ السَّخِيُّ السَّمْحُ. وهو من أعضاءِ البَعِيرِ: الكَثِيرُ اللَّحْم، وهو فَوْعَلٌ من الكَثْرَة، ويُقال: كَيْثَرٌ أيضاً.
والكَوْثَرُ: الكَثِيرُ العَطاءِ والخَيْرِ. والكَثَرُ: جُمّارُ النَّخْل.
ك ث ر: (الْكَثْرَةُ) ضِدُّ الْقِلَّةِ. وَالْكِثْرَةُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَقَدْ (كَثُرَ) يَكْثُرُ بِالضَّمِّ (كَثْرَةً) فَهُوَ (كَثِيرٌ) وَقَوْمٌ (كَثِيرٌ) وَهُمْ كَثِيرُونَ. وَ (أَكْثَرَ) الرَّجُلُ كَثُرَ مَالُهُ. وَ (كَاثَرُوهُمْ فَكَثَرُوهُمْ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ غَلَبُوهُمْ بِالْكَثْرَةِ. وَ (اسْتَكْثَرَ) مِنَ الشَّيْءِ (أَكْثَرَ) مِنْهُ. وَ (الْكُثْرُ) بِالضَّمِّ الْمَالُ الْكَثِيرُ، يُقَالُ: مَا لَهُ قُلٌّ وَلَا كُثْرٌ. وَيُقَالُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْقُلِّ وَ (الْكُثْرِ) ، وَالْقِلِّ وَ (الْكِثْرِ) بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَ (التَّكَاثُرُ) (الْمُكَاثَرَةُ) . وَ (الْكَوْثَرُ) مِنَ الرِّجَالِ السَّيِّدُ الْكَثِيرُ الْخَيْرِ، وَالْكَوْثَرُ مِنَ الْغُبَارِ الْكَثِيرُ. وَالْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ. وَ (الْكَثَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ جُمَّارُ النَّخْلِ وَقِيلَ: طَلْعُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ» . 
باب الكاف والثاء والراء معهما ك ث ر، ك ر ث مستعملان فقط

كثر: [الكَثْرَةُ: نماء العدد] ، كثر الشيء كثرة فهو كثير. و [تقول] : كاثرناهم [فَكَثرناهم] . وكُثْرُ الشيء: أكْثَرُهُ، وقله: أقله. ورجل مُكْثِرٌ: كثيرُ المال. ورجل مكثور عليه، أي: كَثُر من يطلب إليه معروفه. ورجل مِكثارٌ، وامرأة مِكثارٌ، وهما الكثيرا الكلام. وأكثرتُ الشيء، وكَثّرته: جعلته كثيراً. والكَوْثَرُ: نهر في الجنة يتشعب منه أكثرُ أنهار الجنة. وعن عائشة: من أراد أن يسمع خرير الكَوْثَرُ فليدخل إصبعه في أذنه. ويقال: بل الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه النبي ص. والكَثْرُ [والكَثَرُ] : جمار النخل، ويقال: الكَثْر: الجذب وهو الجمار أيضاً. قال الضرير: الجذبُ: نخل ينبت في جذوع النخل، فيجذب، ويؤكل جماره، أي: يقلع.

كرث: اكترث: فعل لازم من قولك: ما كرثني هذا الأمر، أي: ما بلغ مني المشقة. كرثته أَكْرِثُه كَرْثاً، جزم. والكُرّاثُ: بقلة ممدودة، إذا تركت خرج من وسطها طاقة طويلة تبزر . والكُرَّاث: الهليون، وهو ذو الباءة. والكَرِيثُ هو المكروث.
ك ث ر : كَثُرَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ يَكْثُرُ كَثْرَةً بِفَتْحِ الْكَافِ وَالْكَسْرُ قَلِيلٌ وَيُقَالُ هُوَ خَطَأٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ الْكُثْرُ وَالْكَثِيرُ وَاحِدٌ وَهُوَ وِزَانُ قُفْلٍ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ وَالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ كَثَّرْتُهُ وَأَكْثَرْتُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} [هود: 32] وَاسْتَكْثَرْتَ مِنْ الشَّيْءِ إذَا أَكْثَرْتَ فِعْلَهُ وَقَوْلُ النَّاسِ أَكْثَرْتُ مِنْ الْأَكْلِ وَنَحْوِهِ يَحْتَمِلُ الزِّيَادَةَ عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ لِلْبَيَانِ عَلَى مَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ وَالتَّقْدِيرُ أَكْثَرْتُ الْفِعْلَ مِنْ الْأَكْلِ وَكَذَلِكَ مَا أَشْبَهَهُ وَاسْتَكْثَرْتُهُ عَدَدْتُهُ كَثِيرًا قَالَ يُونُسُ وَيُقَالُ رِجَالٌ كَثِيرٌ وَكَثِيرَةٌ وَنِسَاءٌ كَثِيرٌ وَكَثِيرَةٌ وَأَكْثَرَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ كَثُرَ مَالُهُ وَالْكَثَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الْجُمَّارُ وَيُقَالُ الطَّلْعُ وَسُكُونُ الثَّاءِ لُغَةٌ وَعَدَدٌ كَاثِرٌ أَيْ كَثِيرٌ وَالْكَوْثَرُ فَوْعَلٌ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ وَقِيلَ هُوَ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. 
[كثر] الكثرة: نقيض القلة. ولا تقل الكثرة بالكسر، فإنها لغة رديئة. وقد كثر الشئ فهو كثير. وقوم كَثيرٌ، وهم كَثيرونَ. وأكْثَرَ الرجل، أي كثر ماله. ويقال: كاثرناهم فكثرناهم، أي غلبناهم بالكثرة. ومنه قول الكميت يصف الكلاب والثور: وعاث في غابرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ * نحرَ المكافئ والمكثور يهتبل - والعثعثة: اللين من الارض. والمكافئ: الذى يذبح شاتين إحداهما مقابلة الاخرى، للعقيقة. ويهتبل: يفترص ويحتال. واستكثرت من الشئ، أي أكثرت منه. والكُثْرُ بالضم من المال: الكَثيرُ. ويقال: ماله قُلٌّ ولا كُثْرٌ. وأنشد أبو عمرو لرجل من ربيعة : فإنَّ الكُثْرَ أعياني قديماً * ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أني غُلامُ - يقال: الحمد لله على القلِّ والكُثْرِ، والقلِّ والكِثْرِ. والتكاثُرُ: المُكاثَرةُ. وعددٌ كاثِرٌ، أي كَثيرٌ. قال الأعشى: ولستَ بالأكْثَرِ منهم حصًى * وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ - وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره. ابن السكيت: فلان مكثور عليه، إذا نفد ما عنده وكثرت عليه الحقوق، مثل مثمود، ومشفوه، ومضفوف. والكوثر من الرجال: السيد الكَثيرُ الخير. قال الكميت: وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مَروانَ طيِّبٌ * وكان أبوك ابنُ العقائِلِ كَوْثَرا - والكَوْثَرُ من الغبار: الكَثيرُ. وقد تَكَوْثَرَ. قال الشاعر :

وقد ثارَ نقع الموتِ حتى تكوثرا * والكوثر: نهر في الجنة. والكثار بالضم: الكثير. والكثرُ: جمار النخل، ويقال طَلعها. وفي الحديث: " لا قَطْعَ في ثمرٍ ولا كَثَرٍ ". وقد أكْثَرَ النخل، أي أطلع.
كثر
قد تقدّم أنّ الْكِثْرَةَ والقلّة يستعملان في الكمّيّة المنفصلة كالأعداد . قال تعالى: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً
[المائدة/ 64] ، وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ
[المؤمنون/ 70] ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ [الأنبياء/ 24] ، قال: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
[البقرة/ 249] ، وقال:
وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً [النساء/ 1] ، وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ [البقرة/ 109] إلى آيات كثيرة، وقوله: بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ [ص/ 51] فإنه جعلها كثيرة اعتبارا بمطاعم الدّنيا، وليست الْكَثْرَةُ إشارة إلى العدد فقط بل إلى الفضل، ويقال: عدد كَثِيرٌ وكُثَارٌ وكَاثِرٌ: زائد، ورجل كَاثِرٌ: إذا كان كَثِيرَ المال، قال الشاعر:
ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر
والْمُكَاثَرَةُ والتّكَاثُرُ: التّباري في كثرة المال والعزّ. قال تعالى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ [التكاثر/ 1] وفلان مَكْثُورٌ، أي: مغلوب في الكثرة، والمِكْثَارُ متعارف في كثرة الكلام، والكَثَرُ:
الجمّار الكثير، وقد حكي بتسكين الثاء، وروي:
«لا قطع في ثمر ولا كَثْرٍ» وقوله: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ
[الكوثر/ 1] قيل: هو نهر في الجنّة يتشعّب عنه الأنهار، وقيل: بل هو الخير العظيم الذي أعطاه النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وقد يقال للرّجل السّخيّ: كَوْثَرٌ، ويقال: تَكَوْثَرَ الشيءُ: كَثُرَ كَثْرَةً متناهية، قال الشاعر:
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا

كثر


كَثَرَ(n. ac. كَثْر)
a. Outnumbered. _ast;

كَثُرَ(n. ac. كَثْرَة
كِثْرَة
كَثَاْرَة)
a. Was numerous, many; was much, abundant; increased;
multiplied; accumulated.
b. [Min], Happened, occurred to constantly; was frequently
done by.
c. [Fī], Occupied himself much with.
d. ['Ala], Multiplied against, swarmed upon.
كَثَّرَa. see IV (a)
كَاْثَرَa. Vied, competed with, rivalled in number.
b. see X (b)
أَكْثَرَa. Increased, augmented, added to; multiplied; made
numerous, many.
b. [Min], Did much, often.
c. [Fī], Was profuse in (speech); was loquacious, made many words.
d. Brought, did, said much; became abundant; became
rich.
e. Put forth its spadix (palm-tree).

تَكَثَّرَa. see (كَثُرَ) (a).
b. [Bi], Was profuse in.
c. [Min], Endeavoured to acquire much of.
d. [Bi], Boasted, bragged about.
تَكَاْثَرَa. Vied together as to number.
b. Became numerous; multiplied.
c. see (كَثُرَ) (d).
إِسْتَكْثَرَ
a. [Min], Desired, wished for much of.
b. Asked much (water) of.
c. Considered much, abundant, many.
d. [acc. & Bi] [ coll. ], Gave many (
thanks ) to, thanked much.
كَثْرa. see 4 & 25
كَثْرَةa. Muchness; abundance, plenty; large quantity or number;
copiousness; plenteousness, plentifulness; numerousness;
multiplicity, multitudinousness.
b. Large number; numbers; many; multitude.
c. Plurality, majority.
d. Frequency.
e. Richness, wealthiness.

كِثْرa. Much.
b. see 1t
كِثْرَةa. see 1t (a) (b), (c), (d).

كُثْرa. see 1t (a) (b), (c), (d)
&
كِثْر
(a).
f. The greater or main part of.

كُثْرَىa. Excess; overplus.

كَثَرa. Heart, spadix ( of a palmtree ).

أَكْثَرُa. More; most.
b. Most numerous.
c. Most frequent.

أَكْثَرِيّa. see 14 (c)
مَكْثَرَةa. Cause of abundance, of increase.

كَاْثِرa. see 25
كِثَاْرa. see 24 (a)
كُثَاْرa. Crowds, multitudes, swarms; concourse; troops.
b. see 25 (a)
كَثِيْرa. Much; abundant, copious, plenteous, plentiful; many
numerous, multitudinous.
b. Large (number).
كَثِيْرَةa. fem. of
كَثِيْرb. Much of.

مِكْثَاْرa. Loquacious, talkative; talker, babbler.

N. P.
كَثڤرَa. Outnumbered.

N. Ag.
أَكْثَرَa. Rich, wealthy.

N. Ac.
تَكَاْثَرَa. Increase, multiplication.
b. Frequency.

كَوْثَر
a. see 25 (a) (b).
c. Generous lord or master.
d. River.
e. [art.], A certain river in Paradise.
كَيْثَر
a. see 25 (a)
& كَوْثَر ( c).
مِكْثِيْر
a. see 45
كَثِيْرًا
a. Much.
b. see infra.

بِتَكَاثُر
a. Often, frequently.

أَكْثَرِيًّا
a. Mostly; generally.

أَكْثَر النَّاس
a. Most men, the majority of people.

مَكْثُوْر عَلَيْهِ
a. Overwhelmed with debt.
b. Frequented, thronged (place).
الْكَاف والثاء وَالرَّاء

الْكَثْرَة، وَالْكَثْرَة، والكثر، نقيض الْقلَّة.

والكثر: مُعظم الشَّيْء وَأَكْثَره.

كثر كثارة، فَهُوَ كثير، وكثار، وَكثر، وَقَوله تَعَالَى: (والعنهم لعناً كثيرا) قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: ذمّ عَلَيْهِ. وَهُوَ رَاجع إِلَى هَذَا، لِأَنَّهُ إِذا دَامَ عَلَيْهِ كثر.

وَكثر الشَّيْء: جعله كثيرا.

وَأكْثر الله مثلك: أَي أَدخل، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

وَرجل مكثر: ذُو كثر من المَال.

ومكثار، ومكثير: كثير الْكَلَام، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى، بِغَيْر هَاء.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يجمع بِالْوَاو وَالنُّون، لِأَن مؤنثه لَا تدخله الْهَاء.

والكاثر: الْكثير، قَالَ الْأَعْشَى:

وَلست بِالْأَكْثَرِ مِنْهُم حَصى ... وَإِنَّمَا الْعِزَّة للكاثر

الْأَكْثَر هَاهُنَا: بِمَعْنى: الْكثير، وَلَيْسَت للتفضل، لِأَن الْألف وَاللَّام و" من " تتعاقبان فِي مثل هَذَا، وَقد يجوز أَن تكون للتفضيل وَتَكون " من " غير مُتَعَلقَة بالاكثر، وَلَكِن على قَول أَوْس بن حجر:

فَإنَّا رَأينَا الْعرض أحْوج سَاعَة ... إِلَى الصون من ريط يمَان مسهم

وَرجل كثير، يَعْنِي بِهِ: كَثْرَة آبَائِهِ وضروب عليائه.

وَفِي الدَّار كثار، وكثار من النَّاس: أَي جماعات، وَلَا يكون إِلَّا من الْحَيَوَان.

وكاثروهم فكثروهم يكثرونهم: كَانُوا اكثر مِنْهُم. وكاثره المَاء، واستكثره إِيَّاه: إِذا أَرَادَ لنَفسِهِ مِنْهُ كثيرا ليشْرب مِنْهُ، وَإِن كَانَ المَاء قَلِيلا.

واستكثر من الشَّيْء: رغب فِي الْكثير مِنْهُ.

وَرجل مكثور عَلَيْهِ: كثر عَلَيْهِ من يطْلب مِنْهُ الْمَعْرُوف.

والكوثر: الْكثير من كل شَيْء.

والكوثر: الْكثير الملتف من الْغُبَار، هذلية، قَالَ أُميَّة:

يحامي الْحقيق إِذا مَا احتد من ... وحمحمن فِي كوثر كالجلال

وَقد تكوثر.

وَرجل كوثر: كثير الْعَطاء وَالْخَيْر.

والكوثر: السَّيِّد الْكثير الْخَيْر، قَالَ الْكُمَيْت:

وَأَنت كثير يَا بن مَرْوَان طيب ... وَكَانَ أَبوك ابْن العقائل كوثرا

والكوثر: النَّهر، عَن كرَاع.

والكوثر: نهر فِي الْجنَّة، يتشعب مِنْهُ جَمِيع أنهارها وَهُوَ للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر) وَقيل: الْكَوْثَر هَاهُنَا: الْخَيْر الَّذِي يُعْطِيهِ الله امته يَوْم الْقِيَامَة، وَكله رَاجع إِلَى معنى: الْكَثْرَة.

والكثر، والكثر، جمار النّخل، أنصارية وَمِنْه الحَدِيث: " لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر) .

وَقيل: الكثر: الْجمار عَامَّة.

واحدته: كَثْرَة.

وَكثير: اسْم رجل، وَمِنْه: كثير بن أبي جُمُعَة وَقد غلب عَلَيْهِ لفظ التصغير.

وكثيرة: اسْم امْرَأَة.

والكثيراء: عقير مَعْرُوف.
كثر: كثر: زاد، كثّر، وفّر، أوفر، (معجم البلاذري).
كَثَّر (بالتشديد): زاد وكَثَّر: جاوز الحدّ، غالى، أفرط، جاوز القدر. (بوشر).
كثّر الله خيرَك: جُزيت خيراً، أشكر فضلك أو جميلك، تُقال لمَنْ قدَّم هدية. (بوشر).
كثَّر خيرك: شكراً جزيلاً، لكح جزيل الشكر. (بوشر).
كثَّر على فلان: اغتابه، ذكر معايبه ومثالبه ومساوئه ومقابحه، ففي الفخري (ص339): كثَرُوا (كَثَّروا) عليه عند الخليفة.
كثَّر قاطع الطريق: حاول أن يوحي بالخوف إلى مسافر بتهديده ووعيده. (الماوردي تفسير سخيف).
تكثير: تدلّ على كَمْ عند النحويين (المقري 518:2).
كاثَر: كان أكثر عدداً. (معجم البلاذري).
كاثَر: هجم على، صاول، صادم، أغار. (معجم بدرون).
كاثَر: غلب، انتصر، قهر. (معجم البلاذري).
المكاثرة بالماء: استعمال كثير من الماء في الــوضوء مثلاً. (معجم التنبيه).
أكثر. أكثر في كلامه: أطال الكلام. (فوك).
أكثر في: أطال الكلام في. (معجم بدورن، دي يونج). ويقال أيضاً: أكثر في ذكر الشيء بهذا المعنى (معجم أبي الفدا).
وأكثر من ذكر الشيء بهذا المعنى. يقال: أكثروا له من الدعاء والشكر. وأكثرت العرب من مراثي المفتولين. (معجم أبي الفدا).
أكثر على فلان (بتقدير القيل والقال مثلاً): عنَّفه ووبَّخه وشتمه، أو تشكَّى منه. (معجم أبي الفدا). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص298): فكتب سليمن بن أسود إلى الأمير رقة يُكْثر على عبد الله بن خالد ويصف تناقله (تَثاقُله).
أكثر: غنّي، ثريّ. وليس أرغس وأغنى وموّل كما جاء في جوليوس- فريتاج. (معجم البلاذري).
تكثّر: ليس معناها تكلَّف الكثرة (فريتاج) بل تفوّق على غيره، وفاقه، وفضله، وصار خيراً منه. (معجم البلاذري).
تكاثر. يقال: تكاثرت أمواله، ومنه التكاثر وهو الحرص على جمع الأموال. (المعجم الجغرافي).
استكثر. إذا تمنيت فاستكثر: إذا تمنيت فتمنٌ الكثير وارغب في الكثير (بوشر).
استكثر من: رغب في الكثير من (عباد 257:1) (صحيح في 110:3، معجم البلاذري). ويقال أيضاً: في ذلك الحين فان الرجال كانوا يستكثرون من الحرص على أحاديث النساء. أي كانوا يميلون كل الميل إلى الأحاديث التي تدور عن النساء. (الثعالبي لطائف ص70).
استكثر من: فرض ضرائب كثيرة الموارد (معجم البلاذري).
استكثرت: حصل على كثير من المعارف في علوم الحديث وروايته. ففي المقري (659:3): شرَّق وحجَّ وتطوَّف واستكثر ودوَّن رحلة سفرة. وفيه (23:1) روى عن مشيخة بلده واستكثر.
استكثره عليه: تجد أمثلة له في معجم البلاذري.
استكثر ذلك عليه: رأى أن هذا الشيء عزيز عليه وأثير عنده (الملابس ص357).
استكثر: تشكَّى، تذمَّر. (رولاند).
استكثر على فلان: تبرَّم، تذمَّر. وتجد مثالاً عليه في مادة قلق.
استكثر بخير: شكره قائلاً كثَّر الله خيرك (بوشر).
استكثر بخيره عن شيء أو على شيء: شكره على ذلك الشيء (بوشر).
استكثر بخيره عن غيرته إليه: شكره على مبادرته إليه. (بوشر).
كثر. من كثر ما: من فرط ما، من كثرة ما.
يقال مثلاً: من كثر ما بكى، ومن كثر ما أكل حصل له ضرر، ومن كثر ما كانوا الناس مزدحمين ما قدرت أدخل. (بوشر).
كَثْرة: عدد كثير من السكان، معمور، كثير الناس. كثير الرؤوس: اسم يطلقه بعضهم على القرصعنّة. (ابن البيطار 251:2).
كثير الأرجل: هو البسبايج (ابن البيطار 351:2).
كثير الركب أو كثير العُقَد: بولوغا ناطن. خاتم سليمان. (ابن البيطار351:2).
كثير الأضلاع: نبات اسمه العلمي: plantage maior ( ابن البيطار 351:2).
كثير الورق: مريافلون، ذو الألف ورقة (ابن البيطار 351:2).
كَثِرّاء: صمغ الشجر، حلوسيا (معجم الإسبانية ص186).
كَوْثَر: الشراب العذب عند المولّدين. (محيط المحيط).
كَوْثَر: السفينة الصغيرة عند المولَّدين. (محيط المحيط).
الكَوْثَريّة: قراءة سورة الكَوْثَر إلى آخر القرآن الكريم. (ابن جبير ص373 = ابن بطوطة 205:1).
أكْثَر. أكثر وما: حدّ أقصى. (فوك).
أنت الأكثر (ألف ليلة 197:3) وقد ترجمها لين بما معناه: أنت الأفضل (في الجود والسخاء والكرم).
أكْثَر: مُزَيّد. مَنْ يجعل الشيء أكثر عدداً. ففي ابن العوام (281:1) عليك أن تقرأ وفقاً لمخطوطتنا: والأرض الرخوة أعْظَمُ لشجرة وأكثَرُ لنزله.
أكْثَريّ: ما حدث عادة، ما يحدث في أكثر الأحيان (مقدمة درّة الغوَّاص ص18) وفي شيكوري (ص189 ق): وهذا ليس حُكْماً جًزْماً بل حُكْماً أكثريّاً تكسيره: من أعياد الأسرة (باربيه) غير أني لا أجرأ على أن أؤكد ان هذه الكلمة من الفعل كثر.
مُكْثَر. والجمع مكاثر: مجمع، اجتماع (دي سلان تاريخ البربر: 596:1). مَكْثُور: أنظر البيضاوي (12:1)
[كثر] فيه: لا قطع في ثمر ولا "كثر". هو بفتحتين جمار النخل وهو شحمه الذي في وسط النخلة. مف: وهو شيء أبيض وسط النخل يؤكل، وقيل: الكثر: الطلح أول ما يؤكل. نه: وفيه: نعم المال أربعون و"الكثر" ستون، هو بضم كاف: الكثير، كالقل في القليل. وفيه: إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا "كثرتاه"، أي غلبتاه بالكثرة وكانتا أكثر منه، كاثرته فكثرته أي غلبته وكنت أكثر منه. ومنه ح مقتل الحسين: ما رأينا "مكثورًا" أجرأ مقدمًا منه، المكثور: المغلوب، وهو من تكاثر عليه الناس فقهروه، أي ما رأينا مقهورًا أجرأالخل. وح: خلفاء "فيكثرون"، أي يقوم في كل ناحية شخص يطلب الإمامة. غ: "التكاثر" المفاخرة بكثرة المال. و""استكثرتم" من الإنس" اضللتم منهم كثيرًا. ش: عاد "كثره" كالعدم، هو بضم كاف: المال الكثير، و"أكثر" به بعد القلة، بضم همزة وكسر مثلثة مشددة. غ: "الكوثر" نهر في الجنة أو القرآن والنبوة، فوعل. ك: "فأكثر" الناس في البكاء، لما سمعوا من الأمور العظام الهائلة، واستكثاره صلى الله عليه وسلم من طلب السؤال كان على سبيل الغضب منه.

كثر

1 كَثُرَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. كَثْرَةٌ (Msb, TA) and كِثْرَةٌ, or this is erroneous, (Msb,) [and perhaps كُثْرَةٌ, and كُثْرٌ, or these are simple substs., (see كَثْرَةٌ, below,)] and كَثَارَةٌ, (TA,) It was, or became, much, copious, abundant, many, numerous, great in number or quantity; it multiplied; it accumulated. (S, K, TA.) كَثُرُوا عَلَيْهِ فَغَلَبُوهُ [They multiplied against him and overcame him.] (TA in art. غرق). [كَثُرَ مِنْهُ كَذَا Such a thing proceeded from him, or was done by him, much, or often.] See also 4.

A2: كَاثَرُوهُمْ فَكَثَرُوهُمْ: see 3.2 كَثَّرَ see 4.3 كَاثَرُوهُمْ فَكَثَرُوهُمْ, (S, K,) inf. n. of the former, مُكَاثَرَةٌ, (S,) [and aor. of the latter, accord. to analogy, كَثُرَ,] They contended with them for superiority in number, and overcame them therein, (S, K, TA,) or surpassed, or exceeded, them in number. (TA.) A2: See also 10.4 اكثرهُ He made it much, abundant, many, or numerous, he multiplied it; as also ↓ كثّرهُ, (Msb, K, TA,) inf. n. تَكْثِيرٌ. (K.) b2: أَكْثَرْتُ مِنَ الشَّىْءِ and مِنْهُ ↓ استكثرتُ signify the same; (S, Msb;) i. e., أَكْثَرْتُ فِعْلَهُ [I did the thing much; lit., I made the doing of it much]: or أَكْثَرْتُ مِنَ الأَكْلِ وَنَحْوِهِ [I ate, and the like, much] presents an instance of pleonasm, [being for أَكْثَرْتُ الأَكْلَ وَنَحْوَهُ,] accord. to the opinion of the Koofees: or it is an instance of explication [of the vague signification of the verb], accord. to the opinion of the Basrees; the objective complement being suppressed, and the complete phrase being أَكْثَرْتُ الفِعْلَ مِنَ الأَكْلِ: and so in the like cases. (Msb.) [You say also أَكْثَرَ فِى الكَلَامِ He spoke, or talked, much; was profuse, or immoderate, in speech, or talk. and in like manner, فِى الأَمْرِ ↓ كَثُرَ He did, acted, or occupied himself, much in the affair.] b3: اكثر [as an intrans. v.] signifies أَتَى بِكَثِيرٍ [He brought, or he did, or he said, much]. (K.) b4: Also, [He became rich; he abounded in property;] his property became much, or abundant. (S, Msb, K.) A2: اكثر It (a palm-tree) produced, or put forth, its طَلْع [or spadix], (S, K,) i. e., its كَثَر, whence the verb. (TA.) A3: [مَا أَكْثَرَ مَالَهُ How abundant is his wealth! or how numerous are his cattle!]5 تكثّر [He endeavoured to acquire much, or abundance, of a thing]. You say تكثّر مِنَ العِلْمِ لِيَحْفَظَ [He endeavoured to acquire much knowledge, in order that he might preserve it in his memory]. And تَكثّر مِنْهُ لِيَفْهَمَ [He endeavoured to acquire much thereof in order that he might understand]. (A.) See also 10. b2: He made a vain, or false, boast of abundance, or riches; or a boast of more than he possessed; and invested himself with that which did not belong to him. (TA, voce تَشَبَّعَ, which signifies the same.) You say تكثّر بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ He made a boast of abundance, or riches, which he did not possess; syn. تَشَبَّعَ. (Msb, art. شبع.) And فُلَانٌ يَتَكَثَّرُ بِمَالِ غَيْرِهِ [Such a one makes a vain or false show of abundance or riches with the wealth or property of another]. (S.) 6 تَكَاْثَرَ i. q. 3 [but relating to more than two]. (S.) [You say تَكَاتَرُوا They contended, one with another, for superiority in number.] التَّكَاثُرُ in the Kur, ci. 1, signifies The contending together for superiority in [the amount or number of] property and children and men. (Jel.) A2: تَكَاثَرَتْ أَمْوَالُهُ [His riches multiplied by degrees]. (A.) b2: تكاثر عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَهَرُوهُ [The people multiplied by degrees against him, and overcame him, or subdued him]. (TA.) 10 استكثر مِنَ الشَّىْءِ He desired, or wished for, much of the thing. (K.) You say استكثر مِنَ المَالِ [He desired, or wished for, much of the property]. (A.) b2: استكثرهُ المَآءِ, and المَآءَ ↓ كاثرهُ, He desired of him for himself much of the water that he might drink of it: (K:) and so if the water were little. (TA.) b3: استكثر مِنَ الشّىُءِ also signifies i. q. أَكْثَرَ مِنْهُ, q. v. (S, Msb.) b4: Also استكثرهُ He reckoned it much, abundant, or many. (Msb.) You say هُوَ يَسْتَكْثِرُ الفَلِيلَ [He reckons little, or few, much, abundant, or many]. (A.) Q. Q. 2 تَكَوْثَرَ It (dust) was, or became, much, or abundant. (S.) See كُوْثَرٌ.

كَثْرٌ: see كَثِيرٌ.

A2: See also كَثَرٌ.

كُثْرٌ: see كَثْرَةٌ.

A2: The greater, or greatest, or main, part, of a thing; the most thereof. (K.) كِثْرٌ: see كَثْرَةٌ.

كَثَرٌ (S, Msb, K) and ↓ كَثْرٌ (Msb, K) The heart, or pith, (syn. جُمَّارٌ, S, Msb, K, and شَحْمٌ, and جَذَبٌ, TA,) of a palm-tree: (S, Msb, K:) of the dial. of the Ansár: (TA:) or its spadix; syn. طَلْعٌ. (S, Msb, K.) كَثْرَةٌ, (S, A, K,) and ↓ كِثْرَةٌ, (K,) or the latter should not be used, for it is a bad dial. form, (S,) or it is correct when coupled with قِلَّةٌ, for the sake of assimilation, (TA,) and ↓ كُثْرَةٌ, though the first is the best known, (Ibn-'Allán, in his Sharh el-Iktiráh,) or the last is not allowable, (TA,) and ↓ كُثْرٌ, (S, A, K,) and ↓ كِثْرٌ, (S,) Muchness; much, as a subst.; copiousness; abundance; a large quantity; numerousness; multiplicity; multitudinousness; a multitude; a plurality; a large number; numbers; and frequency: contr. of قِلَّةٌ. (S, A, K.) [See also كَثُرَ.] You say ↓ مَا لَهُ قُلٌّ وَلَا كُثْرٌ He has not little nor much of property. (S.) and ↓ الحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَى القُلٌّ وَالكُثْرِ, (S, A,) and ↓ عَلَى القِلِّ وَالكِثْرِ, (S,) Praise be to God for little and much. (S, * A.) [↓ كُثْرٌ is explained in the S by كَثِيرٌ, and so in one place in the TA; but it is a subst., or an epithet in which the quality of a subst. predominates.] b2: كَثْرَةٌ is also used to signify Richness, or wealthiness; syn. سَعَةٌ. (Mgh.) كُثْرَةٌ: see كَثْرَةُ.

كِثْرَةٌ: see كَثْرَةُ.

كُثَارٌ: see كَثِيرٌ.

A2: Also, and ↓ كِثَارٌ, Companies, or troops, or the like, (K, TA,) of men or animals only. (TA.) You say فِى الدَّارِ كُثَارٌ مِنَ النَّاسِ, and كِثَارٌ, In the house are companies of men. (TA.) كِثَارٌ: see كُثَارٌ.

كَثِيرٌ (S, A, Msb, K) and ↓ كُثَارٌ (S, K) and ↓ كَاثِرٌ and ↓ كَثْرٌ and ↓ كَيْثَرٌ and ↓ كُوْثَرٌ (K) Much; copious; abundant; many; numerous; multitudinous. (S, A, Msb, K.) You say خَيْرٌ كَثِيرٌ, and ↓ كَيْثَرٌ, Much, or abundant, good. (A.) And قَوْمٌ كَثِيرٌ A numerous party, or people: and هُمْ كَثِيرُونَ They are many. (S.) And رِجَالٌ كَثِيرٌ, and كَثِيرَةٌ, Many men: and نِسَآءٌ كَثِيرٌ, and كَثِيرَةٌ, Many women. (Yoo, ISh, Msb.) And ↓ عَدَدٌ كَاثِرٌ, (S, Msb,) and, as some say, ↓ كَوْثَرٌ, (Msb,) and كَثِيرٌ, (K in art. بول, &c.) A large number. (S, Msb.) And ↓ غُبَارٌ كُوْثَرٌ Much dust: (S:) or much confused dust (K, TA) rising and diffusing itself: of the dial. of Hudheyl. (TA.) b2: [A large quantity, or number, مِنْ مَالٍ وَغَيْرِهِ of property, or cattle, &c.] b3: كَثِيرًا, as an adv., Much; often. (The lexicons passim.) b4: رَجُلٌ كثيرٌ [in the TA كثر: probably the right reading is ↓ كَيْثَرٌ, q. v.:] A man whose ancestors are many, and whose high deeds are various. (L.) b5: See also مُطَّرِدٌ.

كَثِيرَةٌ, with ة, [as a subst., signifying Much,] is used only in negative phrases; like [its contr.]

قَلِيلَةٌ, q. v. (Az, in TA, art. قل.) كَاثِرٌ: see كَثِيرٌ, in two places.

كُوْثَرٌ: see كَثِيرٌ, in three places.

A2: A lord, or master, (S, K,) abounding in good: (S:) a man possessing good, or much good, and who gives much or often; as also ↓ كَيْثَرٌ. (K, TA.) A3: A river. (Kr, K.) b2: And الكَوْثَرُ A certain river in paradise, (S, Msb, K,) from which flow all the [other] rivers thereof, (K,) pertaining specially to the Prophet, described as being whiter than milk and sweeter than honey and as having its margin composed of pavilions of hollowed pearls. (TA.) كَيْثَرٌ: see كَثِيرٌ, in two places: and كُوْثَرٌ.

أَكْثَرُ More, and most, in quantity, and in number. (The lexicons passim.) أَكْثَزِىٌّ Having relation to the greater number of things or cases.]

مُكْثِرٌ A man possessing wealth: (K:) or possessing much wealth. (A, TA.) مَكْثَرَةٌ A cause of rendering abundant, or multiplying; syn. مَثْرَاةٌ, q. v. (S, K in art. ثرو.) مِكْثَارٌ (A, K, TA) and ↓ مِكْثِيرٌ, (K, TA,) applied to a man, and to a woman, (A, TA,) Loquacious; talkative; a great talker; (K, TA;) a great babbler. (A.) مَكْثُورٌ Overcome in number: (S, * A:) one against whom people have multiplied by degrees (ثَكَاثَرُوا عَلَيْهِ) so that they have overcome or subdued him. (TA.) b2: مَكْثُورٌ عَلَيْهِ [A place thronged]. b3: فُلَانٌ مَكْثُورٌ عَلَيْهِ Such a one has spent what he had, and claims upon him have become numerous: (S:) or such a one has many seekers of his beneficence. (A.) See also مَشْفُوفٌ.

مِكْثِيرٌ: see مِكْثَارٌ.

كثر: الكَثْرَةُ والكِثْرَةُ والكُثْرُ: نقيض القلة. التهذيب: ولا تقل

الكِثْرَةُ، بالكسر، فإِنها لغة رديئة، وقوم كثير وهم كثيرون. الليث:

الكَثْرَة نماء العدد. يقال: كَثُرَ الشيءُ يَكْثُر كَثْرَةً، فهو كَثِيرٌ.

وكُثْرُ الشيء: أَكْثَرُه، وقُلُّه: أَقله. والكُثْرُ، بالضم، من المال:

الكثيرُ؛ يقال: ما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو لرجل من

ربيعة:فإِنَّ الكُثْرَ أَعياني قديماً،

ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنِّي غُلامُ

قال ابن بري: الشعر لعمرو بن حَسَّان من بني الحرث ابن هَمَّام؛ يقول:

أَعياني طلبُ الكثرة من المال وإِن كنتُ غيرَ مُقْتِرٍ من صِغَرِي إِلى

كِبَرِي، فلست من المُكْثِرِين ولا المُقْتِرِين؛ قال: وهذا يقوله لامرأَته

وكانت لامته في نابين عقرهما لضيف نزل به يقال له إِساف فقال:

أَفي نابين نالهما إِسافٌ

تَأَوَّهُ طَلَّتي ما أَن تَنامُ؟

أَجَدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ،

أَطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟

بَنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا،

تَغَنَّى في طوئقِه الحَمامُ

تَمَخَّضَت المَنُونُ له بيَوْمٍ

أَنَى، ولكلِّ حامِلَةٍ تَمامُ

وكِسْرى، إِذ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ

بأَسيافٍ، كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ

قوله: أَبا قبيس يعني به النعمان بن المنذر وكنيته أَبو قابوس فصغره

تصغير الترخيم. والركام: الكثير؛ يقول: لو كانت كثرة المال تُخْلِدُ أَحداً

لأَخْلَدَتْ أَبا قابوس. والطوائق: الأَبنية التي تعقد بالآجُرِّ. وشيء

كَثِير وكُثارٌ: مثل طَويل وطُوال. ويقال: الحمد على القُلِّ والكُثْرِ

والقِلِّ والكِثْرِ. وفي الحديث: نعم المالُ أَربعون والكُثْرُ سِتُّون؛

الكُثْرُ، بالضم: الكثير كالقُلِّ في القليل، والكُثْرُ معظم الشيء

وأَكْثَرُه؛ كَثُرَ الشيءُ كَثارَةً فهو كَثِير وكُثارٌ وكَثْرٌ. وقوله تعالى:

والْعَنْهم لَعْناً كثيراً، قال ثعلب: معناه دُمْ عليه وهو راجع إِلى

هذا لأَنه إِذا دام عليه كَثُرَ. وكَثَّر الشيءَ: جعله كثيراً. وأَكْثَر:

أَتى بكَثِير، وقيل: كَثَّرَ الشيء وأَكْثَره جعله كَثيراً. وأَكْثَر اللهُ

فينا مِثْلَكَ: أَدْخَلَ ؛ حكاه سيبويه. وأَكثَر الرجلُ أَي كَثُر مالُه.

وفي حديث الإِفْك: ولها ضَرائِرُ إِلا كَثَّرْنَ فيها أَي كَثَّرْنَ

القولَ فيها والعَنَتَ لها؛ وفيه أَيضاً: وكان حسانُ ممن كَثَّرَ عليها،

ويروى بالباء الموحدة، وقد تقدّم. ورجل مُكْثِرٌ: ذو كُثْرٍ من المال؛

ومِكْثارٌ ومِكْثير: كثير الكلام، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال سيبويه: ولا

يجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء. والكاثِرُ: الكَثِير.

وعَدَدٌ كاثِرٌ: كَثِير؛ قال الأَعشى:

ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى،

وإِنما العِزَّةُ للكاثِرِ

الأَكثر ههنا بمعنى الكثير، وليست للتفضيل، لأَن الأَلف واللام ومن

يتعاقبان في مثل هذا؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن تكون للتفضيل وتكون من غير

متعلقة بالأَكثر، ولكن على قول أَوْسِ بن حَجَرٍ:

فإِنَّا رَأَيْنا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً،

إِلى الصِّدْقِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ

ورجل كَثِيرٌ: يعني به كَثْرَة آبائه وضُرُوبَ عَلْيائة. ابن شميل عن

يونس: رِجالٌ كَثير ونساء كَثِير ورجال كَثيرة ونساء كَثِيرة. والكُثارُ،

بالضم: الكَثِيرُ. وفي الدار كُثار وكِثارٌ من الناس أَي جماعات، ولا يكون

إِلا من الحيوانات.وكاثَرْناهم فَكَثَرناهم أَي غلبناهم بالكَثْرَةِ.

وكاثَرُوهم فَكَثَرُوهُمْ يَكْثُرونَهُمْ: كانوا أَكْثَرَ منهم؛ ومنه قول

الكُمَيْتِ يصف الثور والكلاب:

وعاثَ في غابِرٍ منها بعَثْعَثَةٍ

نَحْرَ المُكافئِ، والمَكْثورُ يَهْتَبِلُ

العَثْعَثَة: اللَّيِّنْ من الأَرض. والمُكافئُ: الذي يَذْبَحُ شاتين

إِحداهما مقابلة الأُخرى للعقيقة. ويَهْتَبِلُ: يَفْتَرِصُ ويَحْتال.

والتَّكاثُر: المُكاثَرة. وفي الحديث: إِنكم لمع خَلِيقَتَيْنِ ما كانتا مع

شيء إِلا كَثَّرتاه؛ أَي غَلَبناه بالكَثْرَةِ وكانَتا أَكْثَر منه.

الفراء في قوله تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زُرْتُم المقابر؛ نزلت في

حَيَّيْنِ تَفاخَرُوا أَيُّهم أَكْثَرُ عَدداً وهم بنو عبد مناف وبنو سَهْم

فكَثَرَتْ بنو عبد مناف بني سهم، فقالت بنو سهم: إِن البَغْيَ أَهلكنا في

الجاهلية فعادُّونا بالأَحياء والأَموات. فكَثَرَتْهم بنو سَهْم، فأَنزل الله

تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر؛ أَي حتى زرتم الأَموات؛ وقال

غيره: أَلهاكم التفاخر بكثرة العدد والمال حتى زرتم المقابر أَي حتى متم؛

قال جرير للأَخطل:

زَارَ القُبورَ أَبو مالكٍ،

فأَصْبَحَ أَلأَمَ زُوَّارِها

(* وفي رواية أخرى: فكان كأَلأَمِ زُوّارِها)

فجعل زيارةَ القبور بالموت؛ وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره. وكاثَره

الماءَ واسْتَكْثَره إِياه إِذا أَراد لنفسه منه كثيراً ليشرب منه، وإِن كان

الماء قليلاً. واستكثر من الشيء: رغب في الكثير منه وأَكثر منه أَيضاً.

ورجل مَكْثُورٌ عليه إِذا كَثُرَ عليه من يطلب منه المعروفَ، وفي

الصحاح: إِذا نَفِدَ ما عنده وكَثُرَتْ عليه الحُقوقُ مِثْل مَثْمُودٍ

ومَشْفوهٍ ومَضْفوفٍ. وفي حديث قَزَعَةَ: أَتيتُ أَبا سعيد وهو مَكْثُور عليه.

يقال: رجل مكثور عليه إِذا كَثُرَتْ عليه الحقوقُ والمطالَباتُ؛ أَراد أَنه

كان عنده جمع من الناس يسأَلونه عن أَشياء فكأَنهم كان لهم عليه حقوق

فهم يطلبونها. وفي حديث مقتل الحسين، عليه السلام: ما رأَينا مَكْثُوراً

أَجْرَأَ مَقْدَماً منه؛ المكثور: المغلوب، وهو الذي تكاثر عليه الناس

فقهروه، أَي ما رأَينا مقهوراً أَجْرَأَ إِقْداماً منه.

والكَوْثَر: الكثير من كل شيء. والكَوْثَر: الكثير الملتف من الغبار

إِذا سطع وكَثُرَ، هُذَليةٌ؛ قال أُمَيَّةُ يصف حماراً وعانته:

يُحامي الحَقِيقَ إِذا ما احْتَدَمْن،

وحَمْحَمْنَ في كَوْثَرٍ كالجَلالْ

أَراد: في غُبار كأَنه جَلالُ السفينة. وقد تَكَوْثَر الغُبار إِذا كثر؛

قال حَسّان بن نُشْبَة:

أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ،

وقد ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حتى تَكَوْثَرا

وقد تَكَوْثَرَ. ورجل كَوْثَرٌ: كثير العطاء والخير.

والكَوْثَرُ: السيد الكثير لخير؛ قال الكميت:

وأَنتَ كَثِيرٌ،يا ابنَ مَرْوانَ، طَيِّبٌ،

وكان أَبوك ابنُ العقائِل كَوْثَرا

وقال لبيد:

وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَكَوْثَرُ

والكَوْثَرُ: النهر؛ عن كراع. والكوثر: نهر في الجنة يتشعب منه جميع

أَنهارها وهو للنبي، صلى الله عليه وسلم، خاصة. وفي حديث مجاهد: أُعطِيتُ

الكَوْثَر، وهو نهر في الجنة، وهو فَوْعَل من الكثرة والواو زائدة، ومعناه

الخير الكثير. وجاء في التفسير: أَن الكوثر القرآن والنبوّة. وفي

التنزيل العزيز: إِنا أَعطيناك الكوثر؛ قيل: الكوثر ههنا الخير الكثير الذي

يعطيه الله أُمته يوم القيامة، وكله راجع إِلى معنى الكثرة. وفي الحديث عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الكوثر نهر في الجنة أَشد بياضاً من اللبن

وأَحلى من العسل، في حافَتَيه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، وجاء أَيضاً

في التفسير: أَن الكوثر الإِسلام والنبوّة، وجميع ما جاء في تفسير الكوثر

قد أُعطيه النبي، صلى الله عليه وسلم، أُعطي النبوّة وإِظهار الدين الذي

بعث به على كل دين والنصر على أَعدائه والشفاعة لأُمته، وما لا يحصى من

الخير، وقد أُعطي من الجنة على قدر فضله على أَهل الجنة، صلى الله عليه

وسلم. وقال أَبو عبيدة: قال عبد الكريم أَبو أُمية: قَدِمَ فلانٌ بكَوْثَرٍ

كَثير، وهو فوعل من الكثرة. أَبو تراب: الكَيْثَرُ بمعنى الكَثِير؛

وأَنشد:

هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهى والثَّرَا

ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ؟

فالكَيْثَرُ والكَوْثَرُ واحد. والكَثْرُ والكَثَرُ، بفتحتين: جُمَّار

النخل، أَنصارية، وهو شحمه الذي في وسط النخلة؛ في كلام الأَنصار: وهو

الجَذَبُ أَيضاً. ويقال: الكَثْرُ طلع النخل؛ ومنه الحديث: لا قَطْعَ في

ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ، وقيل: الكَثَرُ الجُمَّارُ عامَّةً، واحدته كَثَرَةٌ.

وقد أَكثر النخلُ أَي أَطْلَعَ.

وكَثِير: اسم رجل؛ ومنه كُثَيِّرُ بن أَبي جُمْعَةَ، وقد غلب عليه لفظ

التصغير. وكَثِيرَةُ: اسم امرأَة. والكَثِيراءُ: عِقِّيرٌ معروف.

كثر
الكَثْرَةُ، ويُكْسَر: نَقيضُ القِلَّةِ، وَفِي الصِّحاح: الكَسْرُ لغةٌ رَدِيئَة، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ الَّذِي صَرَّح بِهِ فِي الفصيح، وجَزَم شُرَّاحُه بأَنَّ الأَفصحَ هُوَ الْفَتْح. وَحكى ابنُ عَلاّن فِي شرح الاقتراح أنَّ الكثْرة مُثَلَّثة الْكَاف، والفتحُ أَشهَر، ونَقَلَهُ غيرُه، وأَنكَر الضَّمَّ جماعةٌ، وصَوَّبَ جماعةٌ الكَسْرَ إِذا كانَ مَقْرُونا مَعَ القِلَّةِ للازدواج، كالكُثْرِ، بالضَّمِّ، يُقال: الحمْدُ للهِ على القُلِّ والكُثْرِ والقِلّ والكِثْر، وَفِي الحَدِيث نِعْمَ المالُ أَرْبَعُون، والكُثرُ سِتُّون، الكُثْر بالضّمّ: الْكثير، كالقُلِّ فِي الْقَلِيل.
الكُثْرُ هُوَ: مُعْظَمُ الشَّيْءِ وأَكثَرُهُ. قَالَ اللَّيْث: الكَثْرَةُ: نماءُ العَدَدِ، يُقال: كَثُرَ الشيءُ، ككَرُمَ، يَكْثُرُ كَثْرَةً وكَثارَةً، فَهُوَ كَثْرُ وكثيرٌ وكُثارٌ وكاثِرٌ وكَيْثَرٌ، كعَدْل وأَمير وغُراب وصاحِب وصَيْقَل الْأَخير نقلَهُ الصَّاغانيّ، وأَنشد أَبو تُراب:
(هلِ العِزُّ إِلاّ اللُّهَى والثَّرَا ... ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ) وكَثَّرَهُ تَكثيراً: جعلَهُ كَثيراًَ، وأَكْثَرَهُ كَذَلِك. ورَجُلٌ مُكْثِرٌ، كمُحسِن: ذُو مَال كثير، أَو ذُو كُثْرٍ من المَال، ومِكْثارٌ ومِكْثيرٌ بكسرِهما: كثيرُ الكلامِ، يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجلُ والمرأَةُ. وأَكْثَرَ الرجلُ: أَتى بكَثير. وأَكْثَرَ النَّخْلُ: أَطْلَعَ، من الكَثَر محرَّكة وَهُوَ طَلْع النَّخْل، كَمَا سيأْتي. أَكثَرَ الرَّجلُ: كَثُرَ مالُهُ، كأَثْرَى. والكُثارُ، كغُرابٍ: الكَثير. الكِثار، مثل كٍ تَابَ: الجماعاتُ. يُقال: فِي الدَّارِ كُثارٌ من النَّاس وكِثارٌ. وَلَا يكون إلاّ من الْحَيَوَانَات. وكاثَروهم: فكَثروهم: غالَبوهُم فغَلَبوهم بالكَثْرة، أَو كَانُوا أَكثرَ مِنْهُم، وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّكُمْ لَمَع خَليقَتَيْن مَا كَانَتَا مَعَ شيءٍ إلاّ كَثَّرَتاه، أَي غَلَبَتاه بالكَثرة وَكَانَت أَكثر مِنْهُ، وكاثره الماءَ، واستكثَرَه إيَّاهُ، إِذا أَرادَ لِنفسِهِ مِنْهُ كَثيراً لِيشرَبَ مِنْهُ وَإِن كَانَ الماءُ قَلِيلا. واستكثَرَ من الشيءِ: رَغِبَ فِي الكثيرِ مِنْهُ، وأَكْثَرَ مِنْهُ أَيضاً. والكَوْثَرُ، كجَوْهَر: الْكثير من كلِّ شيءٍ.
والكوثر: الْكثير الملتَفّ من الغُبَارِ إِذا سطعَ وكَثُر. هُذَلِيَّةٌ، قَالَ أُميَّةُ يصف حمارا وعانتَهُ:
(بِحامِي الحَقيقِ إِذا مَا احْتَدَمْنَ ... وحَمْحَمْنَ فِي كَوْثَرٍ كالجِلالِ)
أَرَادَ فِي غُبارٍ كأَنَّه جِلالُ السَّفينة. جاءَ فِي بعضِ التفاسيرِ أَنَّ المُرادَ بالكَوْثَرِ فِي الْآيَة الإسلامُ والنُّبُوَّةُ، وَقيل: القرءآنُ، وَقيل الشَّفاعةُ العُظمى لأُمَّتِه، وَقيل: الخَيْرُ الكَثير الّذي يُعطيه اللهُ أُمَّتَه يومَ الْقِيَامَة. كَوْثَر: بالطَّائِفِ كَانَ الحجّاجُ مُعَلِّماً بهَا، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ، وَفِي مُخْتَصر الْبلدَانِ أَنَّه: جَبَلٌ بينَ الْمَدِينَة وَالشَّام. الكَوْثَرُ: الرَّجُلُ الخَيِّرُ المِعطاءُ، كثير العَطاءِ والخَير، كالكَيْثَرِ، كصَيْقَلٍ: وَهُوَ السَّخِيُّ الجَيِّد، قَالَ الكُمَيْتُ:
(وأَنْتَ كَثيرٌ يَا ابنَ مَرْوانَ طَيِّبٌ ... وكانَ أَبوكَ ابنُ العَقائِلِ كَوْثَرا)
قيل: الكَوْثَرُ هُوَ السَّيِّدُ الْكثير الخَيْرِ. الكَوْثَر: النهرُ، عَن كُراع. فِي حَدِيث مُجَاهِد: أُعْطِيتُ الكَوْثَر وَهُوَ نهرٌ فِي الجَنَّةِ، وَهُوَ فَوْعَلٌ من الكَثْرَةِ وَالْوَاو زَائِدَة، وَمَعْنَاهُ الخَيْر الكَثير يَتَفَجَّر مِنْهُ جَمِيع أَنهارِها وَهُوَ للنَّبِي صلّى اللهُ)
تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم خاصَّة، وَبِه فُسِّرت الآيةُ، وجاءَ فِي صِفَتِهِ أَنَّهُ أَشدُّ بَيَاضًا من اللَّبَنِ وأَحْلَى من العَسَل، حافَتُه قِباب الدُّرِّ المُجَوَّف. والكَثْر، بالفَتْح، عَن ابْن درَيْد، ويُحَرَّكُ: جُمَّارُ النَّخْلِ عامَّةً، أَنصارِيَّة، وهوشَحْمُهُ الَّذِي فِي وسط النَّخلة، وَهُوَ الجَذَب أَيْضا أَو طَلْعُها، وَمِنْه الحَدِيث: لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ وَمِنْه قولُهم: أَكْثَرَ النَّخْلُ، إِذا أَطْلَعَ.
وَقد تقدّم فِي كَلَام المصنِّف. كثيرٌ، كأَمير، اسمٌ، وكُثَيِّرٌ، بالتَّصغير مَعَ التَّشديد: صاحِب عَزَّة، مَشْهُور، وَهُوَ أَبُو صَخْرٍ كُثَيِّرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الشاعرُ. قد سَمَّوا كَثيرَةَ، وَهُوَ اسمُ امرأَةٍ، وكُثَيْراً، كزُبَيْر، ومُكَثِّراً، كمُحَدِّث، ومُكْثِراً كمُحْسِن، وكُثرَةَ، بالضَّمِّ، فَمن الأَوّل: كَثيرَةُ مولاةُ عائشَةَ، حَدَّثَ عَنْهَا فَضالَة بن حُصَيْن، وكَثيرةُ بنتُ جُبَيْر، عَن أَبيها، وعنها حُمَيْدٌ الطَّويل، وَأَبُو كَثيرَة اسْمه رُفَيْعٌ، روى عَن عَلِيّ، وَعنهُ عُمَرُ بنُ حُدَير، وكَثيرةُ بنتُ أَبي سُفيانَ الخُزاعِيَّةُ، لَهَا صُحبَة، ذكرهَا ابنُ مَنْدَه وأَبو نُعَيْم، وَذكرهَا ابنُ ماكُولا بموَحّدَة. قلت: روى عَنْهَا مَولاها أَبو ورَقَة فِي فضلِ الأُضْحِيَّة. وَأَبُو كَثيرٍ مَولَى عبدِ اللهِ بنِ جحش، كأَمير، جعله بَعضهم صَحابيّاً، وَهُوَ وَهَمٌ. وبالتَّصغير مَعَ التَّشديد كُثَيِّر بن عمروٍ الهِلاليّ شَاعِر. وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن كَثيرِ بنِ الصَّلْت الكَثيريّ، بِالْفَتْح، روى عَنهُ الزُّ بيرُ بن بَكّار، وَولده مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الكَثيريّ، روى عَنهُ الطَّحاويّ. وجعفر بن الْحسن الكَثيريّ، شيخٌ للسَّمْعاني، وأَحمدُ ابنُ جوادِ بن قَطَنِ بن كُثَيْر، كزُبَيْر، سمع القَعْنَبِيّ، ذكره المالينيّ.
وبالضَّمِّ: كُثَيْرَة بنتُ مالكِ بن عبد الله بن مُحَمَّد التَّيميّ، حدَّثت. وكَثرَى، كسَكْرى: صَنَمٌ كَانَ لجَديسٍ وطَسْمٍ، كَسَرَهُ نَهْشَلُ بنُ الرُّبَيْسِ بن عَرعَرَةَ، ولحِقَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، فأَسلمَ، وكتبَ لَهُ كِتاباً: قَالَ عَمْرو ابْن صَخْرِ بن أَشنع:
(حَلَفْتُ بكَثْرَى حَلْفَةً غَيرَ بَرَّةٍ ... لتُسْتَلَبَنْ أَثوابُ قُسِّ بنِ عازِبِ)
والكَثيراءُ، عِقِّيرٌ معروفٌ، وَهُوَ رُطوبَةٌ تَخرُجُ من أَصلِ شجرةٍ تكونُ بجبالِ بيروتَ ولُبنانَ فِي ساحلِ الشَّام، وَله منافعُ وخواصّ مذكورةٌ فِي كتب الطِّبّ. والكُثرَى، كبُشْرَى، من النَّبيذِ: الاستكثارُمنه، نَقله الصَّاغانيّ. وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: قولُهُم: أَكْثَرَ اللهُ فِينَا مِثلَك: أَدخَلَ، حَكَاهُ سِيبَوَيه. وَفِي حَدِيث الْإِفْك: وَلها ضرائرُ كَثَّرْنَ فِيهَا أَي كَثَّرْنَ القولَ فِيهَا والعَنَتَ لَهَا. وَفِيه أَيضاً: وَكَانَ حسَّان مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَيْهَا، ورُويَ بالموحَّدة أَيضاً. وعَدَدٌ كاثِرٌ: كثيرٌ، قَالَ الْأَعْشَى:
(ولستَ بالأكثرِ مِنْهُم حَصىً ... وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ)
ورجلٌ كَثْرٌ يعْنى بِهِ كَثْرَةُ آبَائِهِ وضُروبُ عَليائِه. وروى ابْن شُمَيل عَن يونُسَ: رَجُلٌ كثيرٌ ورجالٌ كثيرةٌ، ونساءٌ كثيرةٌ. والتَّكاثُرُ: المُكاثَرَةُ. ورجلٌ مَكثورٌ عَلَيْهِ، إِذا كَثُرَ عَلَيْهِ من يطْلب مِنْهُ المعروفَ. وَفِي الصِّحَاح: إِذا نفِدَ مَا عندَهُ وكَثُرَتْ عَلَيْهِ الحقوقُ والمطالَباتُ. والمَكثور: المغلوب، وَهُوَ الَّذِي تكاثرَ عَلَيْهِ الناسُ فقَهَروه. وتَكَوْثَرَ الغُبارُ،)
إِذا كَثُرَ، قَالَ حسَّانُ بنُ نُشْبَةَ:
(أَبَوا أَنْ يُبيحوا جارَهُم لِعَدُوِّهِمْ ... وَقد ثارَ نقْعُ المَوْتِ حَتَّى تَكَوْثَرا)
وكثَرَةُ محرَّكةً: وادٍ فِي ديار الأَزْدِ. وكَوثَرُ بنُ حَكِيم، عَم نَافِع. وآلُ باكَثِير، كأمير: قبيلةٌ بحضْرَمَوت، فيهم مُحدِّثون، مِنْهُم الإِمَام المحدِّثُ المعمَّر عبد الْمُعْطِي بنُ حَسنِ بنِ عبد الله بَاكَثير الحَضْرَميّ المتَوَفَّى بأَحمد آباد، ولد سنة وتوفِّي سنة أَجازه شيخُ الْإِسْلَام زَكَرِيّا، وَعنهُ أَخذ عبد الْقَادِر بنُ شيخ العَيْدَروس بِالْإِجَازَةِ. وَعبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر باكثير الشَّباميّ، ممّن أَخذ عَن البُخَارِيّ.
كثر
كثَرَ يَكثُر، كَثْرًا، فهو كاثِر، والمفعول مَكْثور
• كثَر جارَه بالأولاد: غَلَبه أو فاقه في العدد ° كاثَروهم فكثروهم: غالبوهم فغلبوهم. 

كثُرَ يَكثُر، كُثْرًا وكَثْرةً، فهو كثير
• كثُر مالُه: وَفُر وزاد عددُه؛ خلاف قلَّ "كثُرت الأخطاءُ المطبعيّة في الكتاب- مَنْ كثُر كلامُه كثُر خطؤه- {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ} - {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} - {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} " ° كثُر الضجيجُ: زاد، ارتفع. 

أكثرَ/ أكثرَ من يُكثِر، إكثارًا، فهو مُكثِر، والمفعول مُكثَر (للمتعدِّي)
• أكثر الرَّجُلُ: كثُر مالُه؛ غنِي "جارنا مكثِر: غنيّ".
• أكثر العطاءَ: زاده، جعله كثيرًا "من يكثر الاجتهادَ ينجح- أكثر لهم في الأعطية: أجزل لهم منها- {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} " ° أكثر اللهُ فينا مثلك: نرغب في أن يكون بيننا كثيرون من أمثالك.
• أكثر الكلامَ/ أكثر من الكلام: أطالَ وزاد "من أكثرَ أسقط [مثل]- {يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} "? أكثر من الأخطاء: ارتكب الكثيرَ منها. 

استكثرَ/ استكثرَ من يستكثر، استكثارًا، فهو مُستكثِر، والمفعول مُستكثَر
• استكثر الشَّيءَ/ استكثره عليه: عدَّه أو رآه كثيرًا "استكثر غيابَه- استكثر عليه القيامَ بهذا العمل- استكثر مدير العمل العاملين فصرف بعضًا منهم- {وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} ".
• استكثر طيِّبَ الطَّعام/ استكثر من طيِّب الطَّعام: طلَبه ورغِب في الكثير منه " {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} ".
• استكثر من الأتباع: استحوذ على كثير منهم " {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ} ". 

تكاثرَ يتكاثر، تكاثُرًا، فهو مُتكاثِر
• تكاثر المالُ: كثُر؛ نما وازداد، صار كثيرًا "تكاثر الإنتاجُ الزراعيّ- تتكاثر السُّحُبُ على شمال البلاد- سريع التَّكاثُر" ° تكاثر الإجرامُ: تجاوز الحدَّ.
• تكاثر القومُ: صاروا كثرةً وتفاخروا وتباهوا "نجح بتكاثُر أنصاره ومؤيّديه- تكاثُر الجنس البشريّ- {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} ". 

تكثَّرَ بـ يتكثَّر، تكثُّرًا، فهو مُتَكثِّر، والمفعول مُتكثَّر به
• تكثَّر بماله: تفاخَر به "تكثَّر بأولاد أخيه". 

كاثرَ يُكاثِر، مكاثرةً، فهو مُكاثِر، والمفعول مُكاثَر
• كاثر جارَه: غالبه في الكثرة، وفاخره بكثرة المال والعدد "كاثَرُوهم فكثَروهم- كانت القبائل قديمًا يكاثر بعضُها بعضًا". 

كثَّرَ/ كثَّرَ من يُكثِّر، تكثيرًا، فهو مُكثِّر، والمفعول مُكثَّر
• كثَّر مالَه/ كثَّر من مالِه: جعله كثيرًا، زاده "كثَّر من زرع أشجار الزيتون- كثَّر من الحيوانات: زاد عددها بالتناسُل- يكثّر الكاتبُ الصورَ في أسلوبه- {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ} ". 

أكثرُ [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من كثُرَ: "أنت أكثر من صديق لي: أقرب لي كأنّك أخي- زرته أكثر من مرّة- {فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا} " ° أَعْطاه حقَّه لا أكثر ولا أقلّ: أنصفه حقَّه.
 2 - أغلب ومعظم "في أكثر الأوقات- {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} - {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} " ° السِّلعة الأكثر رواجًا: السِّلعة المشهورة التي يبلغ حجم مبيعاتها أكبر من حجم مبيعات السِّلع المنافِسة لها- على الأكثر: على الأغلب. 

أكثريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أكثرُ: أغلبيَّة؛ عكسه أقليَّة "نجح في الانتخابات بأكثريَّة الثُّلُثَيْن- رأي الأكثريَّة- أقرّ الدستور بأكثريّة الثُّلثين- صُدِّق على القانون بالأكثريّة" ° نال الأكثريَّة: نال مجموعة تشكِّل تفوُّقًا عدديًّا في اقتراع أو انتخاب.
• نوّاب الأكثريَّة: (سة) جماعة أو حزب يملك أكثريَّة الأصوات أو يمثل العددَ الأكبر من الأعضاء في جمعيَّة انتخابيَّة.
• الأكثريَّة المطْلقة: أصوات نصف الحاضرين بزيادة واحد.
• الأكثريَّة النِّسبيَّة: العدد الأكبر من أصوات المقترعين، دون بلوغ الأكثريّة المطلقة، أو زيادة أحد المرشحين في الأصوات بالنسبة إلى غيره ولكن دون بلوغ الأكثريّة المطلقة. 

تكاثُر [مفرد]:
1 - مصدر تكاثرَ.
2 - تعدُّد "تكاثُر المذاهب/ النظريّات".
3 - (رع) تزايد بالتطعيم أو الترقيد.
• التَّكاثُر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 102 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثماني آيات. 

تكاثريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تكاثُر: "جُرْثومة تكاثرية: لها خاصيّة التوالد والتزايد بسرعة".
• الاستجابة التَّكاثريَّة: (حي) رغبة الكائنات الحيَّة في النّموّ والتّزايد وحفظ النَّوع عن طريق التّناسل والتّوالد. 

تكثُّر [مفرد]:
1 - مصدر تكثَّرَ بـ.
2 - (حي) عمليّة إنتاج الكائن الحيّ لذرِّيّته.
3 - (نت) زيادة عدد أفراد النبات بانفصال بعض من أجزائه الخضريَّة، ويكون ذلك طبيعيًّا أو بعمل الإنسان. 

كَثْر [مفرد]: مصدر كثَرَ. 

كُثْر [مفرد]: مصدر كثُرَ. 

كَثْرَة [مفرد]:
1 - مصدر كثُرَ ° بكثرة: بوفرة- كثرة كاثرة: جمع هائل، أغلبيّة.
2 - معظم، أغلبيّة "كثرة الناس على هذا الأمر".
• جمع كَثْرة: (نح) جمع لما فوق العشرة، مثل شهور، عكسه جمع قلّة. 

كثير [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كثُرَ ° كثير الرماد: كريم سخيّ- كثيرًا ما: غالبًا، في أحيان عديدة- كثيرًا ما أفعل كذا: أفعله بكثرة.
• كثير الأرجل: (نت) نبات من السرخسيّات يتَّسم بسيقانه المتسلِّقة. 

كَوْثَر [مفرد]: كثير متراكم من كلّ شيء (انظر: ك و ث ر - كَوْثَر).
• الكَوْثر:
1 - نهر في الجنَّة " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ".
2 - الخير الكثير في الدُّنيا والآخرة " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ".
3 - الشَّراب العذب.
4 - السَّيِّد الكثير الخير، الرجل الكثير العطاء.
5 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 108 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثلاث آيات. 

مِكْثار [مفرد]: مؤ مِكْثار ومِكثارة: مهذار كثير الكلام، ثرثار، يستعمل للمذكّر والمؤنّث "خطيب مكثار- امرأة مِكْثار/ مِكثارة- لا تكن مكثارًا فيمَلّ الناسُ سماعَك". 

كرر

(كرر) الشَّيْء تكريرا وتكرارا أَعَادَهُ مرّة بعد أُخْرَى
(كرر) - في حديث سُهَيل بن عَمْرو - رضي الله عنه -: "حِينَ اسْتَهْداه رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - مَاءَ زَمْزَم فاسْتعانَت امرَأتُه بأُثَيلَةَ فَفَرَتا مَزادَتَيْن وجعَلَتاهما في كُرَّيْن غُوطِيَّيْنِ".
الكُرُّ: جِنسٌ مِن الثّيِاب الغِلاظ.
[كرر] نه: في ح سهيل بن عمرو حين استهداه النبي صلى الله عليه وسلم ماء زمزم: فاستعانت امرأته بأُثيلة ففرتا مزادتين وجعلتاهما في "كرين" غوطيين، الكر جنس من الثياب الغلاظ. وفيه: إذا كان الماء "كُرا" لم يحمل نجسًا، الكر ستة أوقار، وقيل: ستون قفيزًا، الأزهري: هو اثنا عشر وسقا وكل وسق ستون صاعًا. ن: "تكر" في هذه مرة، بكسر كاف أي تعطف على هذه وعلى هذه. ك: "فكر" الناس، أي رجعوا، قوله: أمنت، أي زال خوفي، لأن العاص كان مطاعًا في قومه. غ: "ثم رددنا لكم "الكرة"" أي الظفر. ج: ومنه: أوشكهم "كرة" بعد فرة، الكرة: الإقدام، والفرة: الفرار، يريد أنهم وإن وجد منهم فرارًا نادرًا فإنهم أسرع شيء إلى العود إلى الحرب.
ك ر ر: (الْكَرُّ) بِالْفَتْحِ الْحَبْلُ يُصْعَدُ بِهِ عَلَى النَّخْلَةِ. وَ (الْكَرَّةُ) الْمَرَّةُ وَالْجَمْعُ (الْكَرَّاتُ) . وَ (الْكُرُّ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (أَكْرَارِ) الطَّعَامِ. وَفَرَسٌ (مِكَرٌّ) بِالْكَسْرِ يَصْلُحُ لِلْكَرِّ وَالْحَمْلَةِ. وَ (الْمَكَرُّ) بِالْفَتْحِ مَوْضِعُ الْحَرْبِ. وَ (الْكَرُّ) الرُّجُوعُ وَبَابُهُ رَدَّ. يُقَالُ: (كَرَّهُ) وَ (كَرَّ) بِنَفْسِهِ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَكَرَّرَ الشَّيْءَ (تَكْرِيرًا) وَ (تَكْرَارًا) أَيْضًا بِفَتْحِ التَّاءِ وَهُوَ مَصْدَرٌ وَبِكَسْرِهَا وَهُوَ اسْمٌ. 
كرر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَسمعت أَبَا يُوسُف يُفَسر الْكر مَا ينجس من المَاء مِمَّا لَا ينجس قَالَ: هُوَ أَن يكون المَاء فِي حَوْض عَظِيم أَو غَدِير أَو مَا أشبه ذَلِك فَيبلغ من كثرته [أَنه -] إِذا حرك مِنْهُ جَانب لم يضطرب الْجَانِب الآخر فَهَذَا عِنْده لَا يحمل نجسا فَإِذا بلغ اضطرابه إِلَى الْجَانِب الآخر فَهَذَا قد ينجس وَلَا أعلمني إِلَّا قد سَمِعت مُحَمَّد بن الْحسن [يَقُول] مثله أَو نَحوه فحسبتهما يذهبان من الكُر إِلَى أَن المَاء يكر بعضه على بعض فَحدثت بِهِ الْأَصْمَعِي فَأنْكر أَن يكون هَذَا من كَلَام الْعَرَب أَن يُقَال: قد بلغ المَاء كرا إِذا كَانَ يكر عَلَيْك وَذهب الْأَصْمَعِي بالكر إِلَى الْمِكْيَال الَّذِي يُكَال بِهِ كَأَنَّهُ يَقُول: إِذا كَانَ فِيمَا يحزره ويقدره مثل ذَلِك وَهَذَا عِنْدِي وَجه الحَدِيث وَالله أعلم.
ك ر ر : الْكُرُّ كَيْلٌ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَكْرَارٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهُوَ سِتُّونَ قَفِيزًا وَالْقَفِيزُ ثَمَانِيَةُ مَكَاكِيكَ وَالْمَكُّوكُ صَاعٌ وَنِصْفٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فَالْكُرُّ عَلَى هَذَا الْحِسَابِ اثْنَا عَشَرَ وَسْقًا.

وَكَرَّ الْفَارِسُ كَرًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا فَرَّ لِلْجَوَلَانِ ثُمَّ عَادَ لِلْقِتَالِ وَالْجَوَادُ يَصْلُحُ لِلْكَرِّ وَالْفَرِّ وَأَفْنَاهُ كَرُّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيْ عَوْدُهُمَا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى وَمِنْهُ اُشْتُقَّ تَكْرِيرُ الشَّيْءِ وَهُوَ إعَادَتُهُ مِرَارًا وَالِاسْمُ التَّكْرَارُ وَهُوَ يُشْبِهُ الْعُمُومَ مِنْ حَيْثُ التَّعَدُّدُ وَيُفَارِقُهُ بِأَنَّ الْعُمُومَ يَتَعَدَّدُ فِيهِ الْحُكْمُ بِتَعَدُّدِ أَفْرَادِ الشَّرْطِ لَا غَيْرُ وَالتَّكْرَارُ يَتَعَدَّدُ فِيهِ الْحُكْمُ بِتَجَدُّدِ الصِّفَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِتِلْكَ الْأَفْرَادِ مِثَالُهُ كُلُّ مَنْ دَخَلَ فَلَهُ دِرْهَمٌ فَهَذَا عُمُومٌ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْأَفْرَادِ فَلَا يَسْتَحِقُّ الدَّاخِلُ بِدُخُولِهِ إلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَتَجَدَّدُ بِتَجَدُّدِهِ مِنْهُ وَكُلَّمَا دَخَلَ أَحَدٌ فَلَهُ دِرْهَمٌ فَهَذَا تَكْرَارٌ يَتَعَدَّدُ بِتَعَدُّدِ دُخُولِ كُلِّ فَرْدٍ فَرْدٍ وَالْكَرَّةُ الرَّجْعَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى. 

كرر


كَرَّ(n. ac. كَرّ
كُرُوْر)
a. Returned, came back.
b.(n. ac. كَرّ
كَرِيْر
كُرُوْر
تَكْرَاْر) ['Ala], Returned to; turned, wheeled round upon.
c. ['An], Returned from.
d.(n. ac. كَرّ), Made, caused to return, brought back.
e. ['Ala], Turned against.
f.
(n. ac.
كَرِيْر), Had a rattling in the throat; gave up his spirit.
g. [ coll. ], Unwound, unrolled
itself (thread).
كَرَّرَa. Repeated, reiterated; recurred, reverted to.
b. ['Ala], Mentioned, repeated in ( the hearing of).
c. [ coll. ], Purified; refined.

تَكَرَّرَa. Was repeated &c.; recurred.
b. ['Ala], Was repeated to.
c. [ coll. ], Was purified &c.

كَرّ
(pl.
كُرُوْر)
a. Rope; cable.
b. (pl.
أَكْرَاْر), Skin, leather ( of a saddle ).
c. Mat; carpet.
d. (pl.
كِرَاْر), Hollow; pool.
كَرَّةa. Return.
b. Renewed charge; attack, onset, onslaught.
c. Turn; a time; once.
d. [ coll. ], One hundred thousand.

كُرّ
(pl.
أَكْرَاْر)
a. Measure of six ass-loads.
b. (pl.
كِرَاْر) [ coll. ], Foal, colt ( of
an ass ).
كُرَّةa. [ coll. ], Ball; globe; sphere.

كُرَّىa. see 1t (b)
مَكْرَرa. Place of attack.

مِكْرَرa. Impetuous; expert in attacking.

مِكْرَرَةa. Milked twice a day (camel).
كَرَاْر
a. [ coll. ], Larder, pantry
cellar.
كُرَاْرa. Talisman of shellwork.

كَرِيْرa. Rattling; deathrattle.
b. Hoarseness.

كَرَّاْرa. see 20
تَكْرَاْرa. Reiteration, repetition; tautology.
b. [ coll. ], Refining;
distillation; condensation.
N. Ag.
كَرَّرَ
a. [ coll. ], Refiner.
N. P.
كَرَّرَa. Reiterated.
b. Double.
c. [art.], The letter ر
d. [ coll. ], Refined; distilled
&c.
N. Ac.
كَرَّرَa. see 62
تَكْرَارًا
a. Repeatedly; successively.

كُرُروْر الدُّهُوْر
a. The course of time; the flight of the ages.

كَرَارِجِيّ
a. [ coll. ], Steward, bursar.
b. [ coll. ], Cellarer.
(ك ر ر) : (كَرَّهُ) رَجَعَهُ كَرًّا وَكَرَّ بِنَفْسِهِ كُرُورًا (وَالْكَرَّةُ) الْحَمْلَةُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - اللَّهَ اللَّهَ وَالْكَرَّةَ عَلَى نَبِيِّكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ (وَكُرُّوا وَالْكَرَّةَ عَلَيْهِ) أَيْ ارْجِعُوا إلَيْهِ (وَالْكُرُّ) مِكْيَالٌ لَأَهْلِ الْعِرَاقِ وَجَمْعُهُ أَكْرَارٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ (الْكُرُّ) سِتُّونَ قَفِيزًا وَالْقَفِيزُ ثَمَانِيَةُ مَكَاكِيكَ وَالْمَكُّوكُ صَاعٌ وَنِصْفٌ وَهُوَ ثَلَاثُ كِيلَجَاتٍ قَالَ وَهُوَ مِنْ هَذَا الْحِسَابِ اثْنَا عَشَرَ وَسْقًا وَكُلُّ وَسْقٍ سِتُّونَ صَاعًا وَفِي كِتَابِ قُدَامَةَ (الْكُرُّ الْمُعَدَّلُ) سِتُّونَ قَفِيزًا وَالْقَفِيرُ عَشَرَةُ أَعْشِرَاءَ (وَالْكُرُّ) الْمَعْرُوفُ بِالْقَنْقَلِ كُرَّانِ بِالْمُعَدَّلِ وَهُوَ بِقُفَّزَيْنِ الْمُعَدَّلُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ قَفِيزًا وَهَذَا الْكُرُّ لِلْخَرْصِ وَيُكَالُ بِهِ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ وَالزَّيْتُونُ بِنَوَاحِي الْبَصْرَةِ وَقَفِيزُ الْخَرْصِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ رِطْلًا بِالْبَغْدَادِيِّ فَكُرُّ الْقَنْقَلِ ثَلَاثَةُ آلَافِ رِطْلٍ (وَالْكُرُّ) الْمَعْرُوفُ بِالْهَاشِمِيِّ ثُلُثُ الْمُعَدَّلِ وَهُوَ بِالْمُعَدَّلِ عِشْرُونَ قَفِيزًا وَهَذَا الْكُرُّ يُكَالُ بِهِ الْأُرْزُ (وَالْكُرُّ الْهَارُونِيُّ) مُسَاوٍ لَهُ وَالْأَهْوَازِيُّ مُسَاوٍ لَهُمَا وَالْمَخْتُومُ سُدُسُ الْقَفِيزِ وَالْقَفِيزُ عُشْرُ الْجَرِيبِ (وَقَوْلُهُ) اسْتَأْجِرْهُ لِلْكُرِّ بِدِرْهَمٍ أَيْ لِحَمْلِ الْكُرِّ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.
[كرر] الكَرُّ بالفتح: الحبل يُصْعَدُ به على النخلة. والكَرُّ أيضاً: واحد الأكْرارِ، وهي التي تُضَمُّ بها الظَلِفَتانِ وتُدْخَلُ فيهما. والكَرُّ أيضاً: حبلُ الشِراعِ، وجمعه كرورٌ. قال العجاج:

جذب الصراريين بالكرور * وقال الفراء: الكِرارُ: الاحْساءُ، واحدها كر وكر. قال الشاعر :

بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ * والكَرَّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّاتُ، والكَرَّتانِ: القَرَّتانِ، وهما الغداة والعشي، لغة حكاها يعقوب. والكرَّةُ بالضم: البعْرُ العَفِنُ تُجلى به الدروع. قال النابغة: عُلينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً * فهُنَّ وضاءٌ صافياتُ الغلائل - والكر: واحد أكرار الطعام. وفرسٌ مِكَرٌّ: يصلح للكَرِّ والحملةِ. والمَكَرُّ بالفتح: موضع الحرب. وكرار، مثل قطام: خرزة تؤخذ بها نساء الأعراب، تقول الساحرة: " يا كَرارِ كريه ". والكر كرة: رَحَى زَوْرِ البعير، وهي إحدى الثفنات الخمس. والكر كرة أيضا: الجماعة من الناس. وأبو مالك عمرو بن كركرة: رجل من علماء اللغة. والكر: الرجوع. يقال: كره، وكَرَّ بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. والكَريرُ: صوتٌ كصوت المخنوق. تقول منه: كَرَّ يَكِرُّ بالكسر. قال الشاعر : يَكِرُّ كَريرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُهُ * ليَقْتُلَني والمرءُ ليس بِقتَّالِ - وقال أبو زيد: الكرير: الحشرجة عند الموت. وكررت الشئ تكريرا وتكرارا. قال أبو سعيد الضرير: قلت لابي عمرو ما الفرق بين تفعال وتفعال؟ فقال: تفعال بالكسر اسم، وتفعال بالفتح مصدر. وتكر كر الرجل في أمره، أي تردد. والكر كرة في الضحك مثل القرقرة. والكر كرة: تصريف الريح السحاب، إذا جمعته بعد تفرق. وقال:

باتت تكر كره الجنوب * وأصله تكرره، من التكرير. وكركرت بالدجاجة: صحت بها. وكَرْكَرْتُهُ عنِّي، أي دفعته ورددته.
(ك ر ر) و (ك ر ك ر)

كرّ عَلَيْهِ يكر كرا، وكرورا: وتكرارا: عطف.

وكر عَنهُ: رَجَعَ.

وَرجل كرار، ومكر، وَكَذَلِكَ: الْفرس.

وَكرر الشَّيْء، وكركره: اعاده مرّة بعد أُخْرَى. والمكرر من الْحُرُوف: الرَّاء، وَذَلِكَ لِأَنَّك إِذا وقفت عَلَيْهِ رَأَيْت طرف اللِّسَان يتعثر بِمَا فِيهِ من التكرير، وَلذَلِك احتسب فِي الإمالة بحرفين.

والكرة: الْبَعْث، وتجديد الْخلق بعد الفناء.

وكر الْمَرِيض يكر كريرا: جاد بِنَفسِهِ عِنْد الْمَوْت.

والكرير: الحشرجة.

وَقيل الكرير: صَوت فِي الصَّدْر مثل الحشرجة وَلَيْسَ بهَا.

وَكَذَلِكَ: هُوَ من الْخَيل فِي صدورها.

كرّ يكر كريرا.

والكرير: مثل صَوت المختنق أَو المجهود، قَالَ الْأَعْشَى:

فأهلي الْفِدَاء غَدَاة النزال ... إِذا كَانَ دَعْوَى الرِّجَال الكريرا

والكرير: بحة تعتري من الْغُبَار.

وَالْكر: قيد من لِيف أَو خوص.

وَالْكر: الْحَبل الَّذِي يصعد بِهِ على النّخل، وقالابو عبيد: لَا يُسمى بذلك غَيره من الحبال.

وَقيل: هُوَ الْحَبل الغليظ.

وَقيل: هُوَ حَبل السَّفِينَة.

وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الْحَبل فَعم بِهِ.

وَالْجمع من كل ذَلِك: كرور، قَالَ العجاج:

جذب الصراريين بالكرور

وَالْكر: مَا ضم ظلفي الرحل وَجمع بَينهمَا، وَهُوَ الْأَدِيم الَّذِي تدخل فِيهِ الظلفات من الرحل.

وَالْجمع: اكرار. وَالْكر، وَالْكر: من أَسمَاء الْآبَار، مُذَكّر.

وَقيل: هُوَ الْحسي.

وَقيل: هُوَ الْموضع يجمع فِيهِ المَاء الآجن ليصفو وَالْجمع: كرار، قَالَ كثير:

وَمَا دَامَ وَاد من تهَامَة طيب ... بِهِ قلب عَادِية وكرار

وَالْكر: مكيال لأهل الْعرَاق، وَفِي الحَدِيث: " إِذا بلغ المَاء كرا لم يحمل نجسا ".

وَالْكر: سِتَّة أوقار الْحمار، وَهُوَ عِنْد أهل الْعرَاق سِتُّونَ قَفِيزا، يكون بالمصري أَرْبَعِينَ إردبا.

وَالْكر، أَيْضا: الكساء.

وَالْكر: نهر.

وَالْكر: نهر.

والكرة: البعر.

وَقيل: الكرة: سرقين وتراب يدق، ثمَّ تجلى بِهِ الدروع، قَالَ الْجَعْدِي يصف دروعا:

علين بكديون وأشعرن كرة ... فهن إضاء صافيات الغلائل

والكرار: خرزة يُؤْخَذ بهَا النِّسَاء الرِّجَال، عَن اللحياني، قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: تَقول الساحرة: " يَا كرار كريه، يَا همرة اهمريه، إِن أقبل فسريه وَإِن أدبر فضريه ".

والكركرة: تصريف الرّيح السَّحَاب إِذا جمعته بعد تفرق.

وكركرته: لم تَدعه يسرى، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

تكركره نجدية وتمده ... مسفسفة فَوق التُّرَاب معوج

وتكركر هُوَ: تردى فِي الْهَوَاء.

وتكركر المَاء: تراجع فِي مسيله.

والكركور: وَاد بعيد القعر يتكركر فِيهِ المَاء. وكركره: حَبسه.

وكركره عَن الشَّيْء: دَفعه وحبسه.

والكركرة: ضرب من الضحك.

وَقيل: هُوَ أَن يشْتَد الضحك.

وَفُلَان يكركر فِي صَوته: كيقهقه.

وكركر بالدجاجة: صَاح بهَا.

والكركرة: اللَّبن الغليظ، عَن كرَاع.

والكركرة: رحى زور الْبَعِير والناقة.

وَقيل: هُوَ الصَّدْر من كل ذِي خف.

والكركر: وعَاء قضيب الْبَعِير والتيس والثور.

والكراكر: كراديس الْخَيل.

والكراكر: الْجَمَاعَات، واحدتها: كركرة.
كرر
كَرَّ/ كَرَّ على كَرَرْتُ، يَكُرّ، اكْرُرْ/ كُرَّ، كَرًّا وكُرورًا، فهو كارّ، والمفعول مَكْرور
• كرَّ عليه الحديثَ أو السّؤالَ: أعاده.
• كرَّ الفارسُ على عدوِّه: رجَع لقتاله بعد أن فرَّ منه. 

تكرَّرَ/ تكرَّرَ على يتكرَّر، تكرُّرًا، فهو مُتكرِّر، والمفعول مُتكرَّر عليه
• تكرَّرتْ زياراتُه: تتابعت، حدَثت مرّة بعد أخرى "آمُل أن لا يتكرّر الخطأُ".
• تكرَّر النِّفطُ ونحوُه: تمَّت تصفيتُه.
• تكرَّر عليه الشَّيءُ: أُعيد عليه مرَّة بعد أخرى. 

كرَّرَ1 يكرِّر، تَكْرارًا وتكريرًا، فهو مُكَرِّر، والمفعول مُكَرَّر
• كرَّر كلامًا/ كرَّر سؤالاً: أعاده مرَّة بعد أخرى أو مِرارًا.
• كرَّر حرفًا: شدَّده أو ضاعفه. 

كرَّرَ2 يكرِّر، تكريرًا، فهو مُكرِّر، والمفعول مُكرَّر
• كرَّر السّكَّرَ ونحوَه: خلَّصه من الشّوائب وصفّاه. 

تَكْرار [مفرد]: ج تَكْرارات: مصدر كرَّرَ1 ° تكرار مُغاير: تَرْديد، جناس مُتَشابه- مِرارًا وتكرارًا: لعدّة مرّات.
• التَّكرار: (بغ) الإتيان بعناصر متماثلة في مواضع مختلفة من العمل الفنِّيّ، وهو أساس الإيقاع بجميع صوره، فنجده في الموسيقى كما نجده أساسًا لنظريَّة القافية في الشِّعر "انتشرت ظاهرة التكرار بصورة واضحة في أعماله الرّوائيَّة". 

تكراريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَكْرار: "توزيعات / حركات تكراريّة".
• حلقة تكراريَّة: (حس) مجموعة تعليمات متتالية يتكرّر تنفيذُها حتّى يتمَّ تحقيق شرط معيَّن. 

تكرير [مفرد]:
1 - مصدر كرَّرَ1 وكرَّرَ2.
2 - (بغ) إعادة الألفاظ عينها؛ لتقرير المعنى في ذهن السامع أو للترغيب أو للترهيب، كقوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} التكاثر/ 3، 4. 

تكريريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تكرير: "عمليات/ مصافٍ تكريريَّة".
• طاقة تكريريَّة: قدرة آلات معينة على تصفية النِّفط الخام واستخراج مشتقّاته منه. 

كَرّ [مفرد]: مصدر كَرَّ/ كَرَّ على ° الكرّ والفرّ: الهجوم والتراجع- على كرِّ الدُّهور/ على كرِّ الأيّام/ على كرِّ الزَّمان: على مدى الأيَّام/ على مرِّ الزمن. 

كَرَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من كَرَّ/ كَرَّ على: رَجْعة " {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} " ° أعاد الكَرَّة: حاول مرَّةً ثانية- كرَّة بعد كرَّة: مرَّة بعد مرَّة.
2 - هجوم وحملة في الحرب "أعاد عليهم الكَرَّةَ- انتصر الجيشَ في الكرَّة الثانية".
3 - بعث وتجديد للخلق بعد الفناء " {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ}: لو أنّنا نبعث من جديد ونعود إلى الدنيا".
4 - نفوذ وغلبة " {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ} ". 

كُرور [مفرد]: مصدر كَرَّ/ كَرَّ على. 

مُتكرِّر [مفرد]: اسم فاعل من تكرَّرَ/ تكرَّرَ على.
• حمَّى متكرِّرة: (طب) عدوى متميِّزة بالقشعريرة، تحدث بسبب البكتريا الملتوية أو اللّولبيَّة التي تنقلها القملة أو القرادة. 

مِكرّ [مفرد]: كثير أو جيِّد الهجوم يصلح لأن يُكرَّ عليه "فرسٌ مكرٌّ مفرٌّ: مؤدٍّ طيِّع خفيف يحسن الكرَّ (الهجوم) والفرّ- *مِكرٍّ مِفَرٍّ مُقبل مُدبِرٍ معًا*". 

مُكرَّر [مفرد]: اسم مفعول من كرَّرَ1 وكرَّرَ2.
• طلبيَّة مكرَّرة: طلبيَّة إضافيّة من البضائع ذاتها ومن الموزَّع ذاته. 

مُكرِّرة [مفرد]: (كم) جهاز يُستعمل لتكرير السَّوائل "مُكرِّرة كحول". 
كرر
{كَرَّ عَلَيْهِ} يَكُرّ {كَراًّ} وكُرُوراً كقُعود، {وتَكْرَاراً، بِالْفَتْح: عَطَفَ.} وكرَّ عَنهُ: رَجَعَ، فَهُوَ {كَرَّارٌ} ومِكَرٌّ، بِكَسْر الْمِيم، يُقال فِي الرَّجل والفرَس. {وكَرَّرَه} تَكْرِيراً {وتَكْرَاراً، قَالَ أَبُو سعيد الضَّرير: قلتُ لأبي عَمْرو: مَا بَين تَفْعَال وتِفْعال فَقَالَ: تِفْعال اسمٌ، وتَفْعَالٌ بِالْفَتْح مَصْدَر،} وتَكِرَّةً كتَحِلَّةٍ وتَسِرَّة وتَضِرَّة وتَدِرَّة، قَالَه ابْن بُزُرْج. {وَكَرْكَرَه: أَعَادَهُ مرَّةً بعد أُخْرَى، قَالَ شيخُنا: معنى} كرَّرَ الشيءَ أَي {كَرَّرَهُ فِعْلاً كَانَ أَو قولا، وتفسيرُه فِي كتبِ المَعاني بذِكْر الشيءِ مرَّةً بعد أُخرى اصطِلاحٌ مِنْهُم لَا لُغة، قَالَه عصامٌ فِي شرحِ القصارى، انْتهى. قلتُ: وَقَالَ السُّيوطيُّ فِي بعضِ أَجْوِبته: إنَّ} التَّكْرَار هُوَ التَّجْديدُ للَّفْظِ الأوَّل ويُفيد ضَرْبَاً من التَّأْكِيد. وَقد قرَّرَ الفرْقَ بينهُما جماعةٌ من عُلماء البَلاغة. وممَّا فرَّقوا بِهِ بَينهمَا: أنَّ التَّأْكِيد شَرْطُه الاتِّصال وأنْ لَا يُزاد على ثَلَاثَة،! والتَّكْرارُ يُخالِفُه فِي الأمرَيْن، وَمن ثمَّ بَنَوْا على ذَلِك أنَّ قَوْلُهُ تَعالى: فبأيِّ آلاءِ ربِّكُما تُكَذِّبان {تَكْرَار لَا تَأْكِيد، لأنَّها زادَتْ على ثَلَاثَة، وَكَذَا قولُه تَعَالَى: وَيْلٌ يَوْمَئذٍ للمُكَذَّبين قَالَ شيخُنا: وقولُه أعادَهُ مرَّةً بعدُ أُخرى هُوَ قَريبٌ من اصطلاحِ أهل الْمعَانِي والبَديع. وذكَرَ صَدْرُ الدّين زادَه أنَّهم فسَّروا} التَّكْرير بذِكْرِ الشيءِ مرَّتَيْن، وبذِكْرِ الشيءِ مرَّةً بعد أُخرى، فَهُوَ على الأوَّل مجموعُ الذِّكْرَيْن وعَلى الثَّانِي الْأَخير. وَفِي العِنايَة، أَوَائِل البَقَرة: أنَّ {التّكرارَ يكون بِمَعْنى مَجْمُوعِ الذِّكْرَيْن كَمَا يكون للثَّانِي والأوَّل. وَفِي الفُروق اللُّغَوِيَّة الَّتِي جَمَعَها أَبُو هِلَال العَسْكَرِيّ أنَّ الإعادَة لَا تكون إلاَّ مرّة بعد مرَّة بِخِلَاف التّكْرَار، فَلَا يُقَال أَعَادَهُ مَرَّات إِلَّا من الْعَامَّة} وكرره يحْتَمل مرّة بعد مرّة، ثمَّ قضيّةَ كَلَام المصنّف توقّف {التَّكْرار على التَّثْلِيث لتحقّق الْإِعَادَة مرّة بعد أُخرى، إِلَّا أَن يريدَ بعد ذِكْرِه مرَّةً أُخرى لَا بعد أُخرى إِعَادَة. واللهُ أعلم. فتأمَّل.} والمُكَرَّر، كمُعَظَّم: حَرْفُ الرَّاء، وَذَلِكَ لأنَّك إِذا وَقَفْتَ عَلَيْهِ رأيتَ طَرَفَ اللِّسانِ يتعثَّر بِمَا فِيهِ من {التَّكْرير، وَلذَلِك احتُسِب فِي الإمالةِ بحَرْفَيْن.} والكَريرُ، كأمير: صَوْتٌ فِي الصَّدْرِ مثل الحَشْرَجَة وَلَيْسَ بهَا، وَكَذَلِكَ هُوَ من الْخَيل فِي صدورها، قَالَ الشَّاعِر:
( {يَكِرُّ} كَريرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُهُ ... ليَقْتُلَني والمَرْءُ ليسَ بقَتَّالِ)
وَقيل: هُوَ صَوْتٌ كَصَوْتِ المُخْتَنِق أَو المَجْهود، قَالَ الْأَعْشَى:
(فأهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزالِ ... إِذا كَانَ دَعْوَى الرِّجالِ! الكَريرا) وَقيل: هُوَ الحَشْرَجَةُ عندَ المَوْت. والفِعْل كمَلَّ وقَلَّ، يَكِرُّ بِالْفَتْح وبالكسر، الفَتْح عَن ابْن الأعرابيّ فَإِذا عدَّيْتَه قلتَ: {كَرَّهُ} يَكُرُّه، إِذا ردَّه.
{الكَريرُ: بُحَّةٌ تَعْتَري من الغُبار. والكَرير: نَهْرٌ، نَقله الصَّاغانِيّ.} والكَرُّ: قَيْدٌ من لِيف أَو خُوص. و) {الكَرُّ: حَبْلٌ يُصعَد بِهِ على النَّخْل، وَجَمْعُه} كُرورٌ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: لَا يُسمَّى بذلك غَيْرُه من الحِبال. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَكَذَا سَماعي من الْعَرَب فِي {الكَرِّ. ويُسوَّى من حُرِّ اللِّيف، قَالَ الراجز:)
} كالكَرِّ لَا سَخْتٌ وَلَا فيهِ لَوَىَ وَقد جعل العجَّاج الكَرَّ حبْلاً تُقادُ بِهِ السُّفُن فَقَالَ: جَذْبَ الصِّراريِّينَ {بالكُرورِ والصَّراريُّ: الملاَّحُ. أَو الكَرُّ: الحَبْلُ الغَليظ. قَالَ أَبُو عُبَيْدة:} الكَرُّ من اللِّيف وَمن قِشْرِ العَراجين وَمن العَسيب.
وَقيل: هُوَ حَبْلُ السَّفينةِ أَو عامٌّ، عمَّ بِهِ ثَعْلَب. الكَرُّ مَا ضمَّ ظَلِفَتَيِ الرَّحْل وجَمَعَ بَينهمَا، وَهُوَ الأديمُ الَّذِي تدخل فِيهِ الظِّلِفاتُ من الرَّحْل، وَالْجمع {أَكْرَار، والبِدادانِ فِي القَتَبِ بمنزِلَةِ الكَرِّ فِي الرَّحْل، غيرَ أنَّ البِدادَيْن لَا يَظْهَران من قُدَّام الظَّلِفَة. الكَرُّ: البِئْر، ويُضَمُّ، مذكَّر، أَو الحِسْيُ، أَو مَوْضِعٌ يُجمَع فِيهِ الماءُ الآجِن لِيَصْفو ج كِرارٌ، قَالَ كُثَيِّر:
(أُحِبُّكِ مَا دامَتْ بِنَجْدٍ وَشيجَةٌ ... وَمَا ثَبَتَتْ أُبْلى بِهِ وتِعارُ)

(وَمَا دامَ غَيْثٌ من تِهامَةَ طيِّبٌ ... بِهِ قُلُبٌ عادِيَّةٌ} وكِرارُ) هَكَذَا أنْشدهُ ابْن بَرِّيّ على الصَّوَاب وأُبْلى وتِعارٌ: جَبَلان. {الكَرُّ: مِنْديلٌ يُصلَّى عَلَيْه، ج} أَكْرَار {وكُرورٌ قَالَ الصَّاغانِيّ: وَلَيْسَ بعربيٍّ مَحْض. الكُرُّ، بالضمّ: مِكْيالٌ لأهلِ الْعرَاق، وَمِنْه حَدِيث ابْن سِيرِين: إِذا بلغ الماءُ كُرَّاً لم يَحْمِل نَجَسَاً. وَفِي رِوَايَة: إِذا كَانَ الماءُ قَدْرَ} كُرٍّ لم يَحْمِل القَذَر. الكُرُّ: سِتَّة أَوْقَارِ حِمارٍ، وَهُوَ عِنْد أهل الْعرَاق سِتُّون قَفيزاً، القَفيز: ثَماني مَكاكيكَ، والمَكُّوك: صاعٌ ونِصْف، وَهُوَ ثلاثُ كَيْلَجات. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والكُرُّ من هَذَا الْحساب اثْنَا عشر وَسْقَاً، كلُّ وَسْق ستُّون صَاعا، أَو أَرْبَعون إرْدَبَّاً، بِحِسَاب أهلِ مِصْر، كَمَا قَالَه ابْن سِيدَه. {الكُرُّ: الكِساء. والكُرُّ نَهْرٌ يَشُقُّ تَفْلِيسَ يُقارِب دجلَةَ فِي العِظَم. كُرّ: ع بفارِس، نقلهما الصَّاغانِيّ، والأوَّل ذَكَرَه ياقوت.
الكُرّ: كُورةٌ بناحِيَةِ المَوْصِل.} والكَرَّة: المَرَّة، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ثمَّ رَدَدْنا لكُمْ الكَرَّةَ عَلَيْهِم وأصلُ {الكَرِّ العَطْفُ على الشَّيْء بالذَّات أَو بالفِعْل. كَذَا فِي البصائر.} الكَرَّةُ: الحَمْلَة فِي الحَرْب، {كالكُرَّى، كبُشْرى، الْأَخير نَقله الصَّاغانِيّ، ج} كَرَّات. و) {الكَرَّتان: القَرَّتان، وهما: الغَداة والعَشِيّ، لُغَة حَكَاهَا يَعْقُوب. (و) } الكُرَّة، بالضمِّ: البَعَرُ العَفِن تُجْلى بِهِ الدُّروع، كَذَا نصّ الصِّحَاح، وَقيل: الكُرَّة: سِرْقِينٌ وتُرابٌ يُدقُّ ثمَّ تُجْلى بِهِ الدُّروع. وَقَالَ النابغةُ يَصِفُ دُروعاً:
(عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً ... فهُنَّ إضاءٌ صافِياتُ الغَلائلِ) وَفِي التَّهْذِيب: وأُبْطِنُ {كُرَّةً، فهُنَّ وَضاءٌ.} وكَرَار، كقَطام: خَرَزَةٌ للتَّأْخيذ، وَفِي الصِّحَاح: خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بهَا نِساءُ الأَعْراب. وَفِي المُحْكَم: والكَرَار: خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بهَا النِّساءُ الرِّجالَ، عَن اللّحيانِيّ. قَالَ: وَقَالَ الكِسائيُّ: تَقول الساحِرَةُ: يَا {كَرَارِ} كُرِّيه: يَا هَمْرَةُ اهْمِريه، إِن أَقْبَل فسُرِّيه، وإنْ أَدْبَرَ فضُرِّيه. {والكِرْكِرَة، بِالْكَسْرِ: رَحَىَ زَوْرِ البَعير والناقة، الَّذِي إِذا بَرَكَ أصابَ الأَرْض، وَهِي ناتِئةٌ عَن جِسْمِه كالقُرْصَة. وَهِي إِحْدَى الثِّفِناتِ الخَمْس، أَو هُوَ صَدْرُ كلِّ ذِي خُفٍّ. وَفِي الحَدِيث: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى البَعير تكون} بِكِرْكِرَتِه نُكْتَةٌ من جَرَبٍ. وجمعُها {كَراكِر. وَفِي)
حَدِيث ابنِ الزُّبَيْر:
(عَطاؤكُم للضَّاربِينَ رِقابَكُمْ ... ونُدْعى إِذا مَا كانَ حَزُّ} الكَراكِرِ)
قَالَ ابْن الْأَثِير: هُوَ أَن يكونَ بالبَعير داءٌ فَلَا يَسْتَوي إِذا بَرَكَ، فيُسَلُّ من {الكِرْكِرَة عِرْقٌ ثمّ يُكوى. يُرِيد: إِنَّمَا تدعونا إِذا بَلَغَ مِنْكُم الجُهدُ لعِلْمِنا بالحَرْب، وَعند العَطاء والدَّعَة غيرَنا.
} الكِرْكِرَة: الْجَمَاعَة من النَّاس، كَذَا نصّ الصِّحَاح، وَالْجمع {الكَراكِرُ.} الكِرْكِرَة: والِدُ أبي مالِكٍ عَمروٍ اللُغَوِيّ.
الكَرْكَرَة، بِالْفَتْح: جَشُّ الحَبّ، كَمَا قَالَه الصَّاغانِيّ، أَو طَحْنُه، كَمَا قَالَه القَعْنَبِيُّ، وَبِه فُسِّرَ مَا رَوَىَ عبدُ الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن سَهْلِ بن سَعْد أَنه قَالَ: كُنّا نَفْرَح بِيَوْم الجُمُعة، وَكَانَت عَجوزٌ لنا تَبْعَثُ إِلَى بُضاعةَ فتأخذ من أصُول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه فِي قِدْرٍ {وتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ من شَعيرٍ، فكُنَّا إِذا صَلَّيْنا انْصَرَفنا إِلَيْهَا فتُقَدِّمُه إِلَيْنَا فَنَفْرَح بيومِ الجُمُعة من اَجْلِها.
قَالَ: وسُمِّيَت} كَرْكَرةً لتَرْديد الرَّحى على الطَّحْن. فِي حَدِيث جَابر: من ضَحِكَ حتَّى {يُكَرْكِرَ فِي الصَّلاةِ فَلْيُعِد الــوُضوء والصَّلاة.} الكَرْكَرَة: شِبْهُ القَرْقَرَة، فَوْقَ القَرْقَرَة، قَالَ ابنُ الْأَثِير: ولعلَّ الكافَ مُبْدَلةٌ من القافِ لقُرْبِ المَخْرَج. {والكَرْكَرَة من الإدارة والتَّرْديد. وَقَالَ غيرُه:} الكَرْكَرَة فِي الضَّحِك: مثلُ القَرْقَرَة، شُبِّه {بكَرْكَرَة البَعير إِذا ردَّدَ صَوْتَه. وَقَالَ أَبُو عَمْرُو:} الكَرْكَرَة: صوتٌ يُرَدِّدُه الإنْسانُ فِي جَوْفِه. {الكَرْكَرَة: تَصْرِيفُ الرِّياحِ السَّحابَ إِذا جَمَعَتْه بعد تفرُّق، وَأنْشد:} تُكَرْكِرُهُ الجَنائبُ فِي السِّدادِ وَفِي الصِّحَاح: باتتْ تُكَرْكِرُهُ الجَنوبُ وأصلُه {تُكَرِّرُه، من} التَّكْرير. {وَكَرْكَرَتْه: لم تَدَعْه يَمْضِي قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(} تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّه ... مُسفْسِفَةٌ فوقَ الترابِ معوجُ)
وَقَالَ أَيْضا:
(إِذا {كَرْكَرَتْهُ رِياحُ الجَنو ... بِ أَلْقَحَ مِنْهَا عِجافاً حِيالا)
أَو} كَرْكَرَ {كَرْكَرَةً: ضَحِكَ، أَو إِذا أَغْرَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أَو اشْتَدَّ ضحِكُه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي:} كَرْكَرَ {كَرْكَرَةً، إِذا انهَزَم، ورَكْرَك: إِذا جَبُن. كَرْكَرَ بالدجاجةِ: صاحَ بهَا. وَهُوَ من الإدارةِ والتَّرْديد، قَالَه شَمِر. وَفِي النَّوَادِر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً،} وكَرْكَرْتُه {كَرْكَرَةً، إِذا جَمَعْتهُ وَرَدَدْتُ أَطْرَاف مَا انْتَشَر مِنْهُ، وَكَذَلِكَ كَبْكَبْتُه. كَذَا فِي التَّهْذِيب.} كَرْكَر الشيءَ: جَمَعَه، وَمِنْه! كَرْكَرَت الريحُ السَّحابَ، إِذا جَمَعَتْه بعد تفرُّق. كَمَا تقدّم. كَرْكَرَه عَنْهُ: دَفَعَه، {فَتَكْركَر. قيل:} كَرْكَرَه عَنهُ، إِذا ردَّه وحَبَسَه. {كَرْكَرَ الرَّحى} كَرْكَرَةً، إِذا أدارَها، وأصلُ الكَرْكَرَة: الإدارةُ والتَّرْديد.)
وناقةٌ {مِكَرَّةٌ، بكسْرِ الْمِيم: تُحلَبُ كلَّ يَوْم، وَنَصّ الصَّاغانِيّ: فِي الْيَوْم مَرَّتَيْن.} وكَرَّان، مشدَّدة: مَحَلَّةٌ بأَصْفَهان، ونُسِب إِلَيْهَا المُحَدِّثون. {كَرّانُ: د، من بِلَاد التُّرْك بناحيةِ تُبَّت، نَقله الصَّاغانِيّ. قلتُ: وَبِه مَعْدِن الفِضَّة وثَمَّ عَيْنُ ماءٍ لَا يُغمَس فِيهِ شيءٌ وَلَا حديدٌ إلاَّ ذاب. كَرَّان: حِصْنٌ بالمَغْرِب على مَرْحَلة من مِلْيانة. نَقله الصَّاغانِيّ.} والكَرْكَرُ، كَجَعْفَر: وِعاءُ قَضيبِ البَعير والتَّيْس والثَّوْر. و) {كَرْكَرُ: د، قُرْبَ بَيْلَقان، بَناهُ أنو شَرْوَان العادِل. كَرْكَرُ: ة بَيْنَ بَغْدَاد والقُفْصِ، بضمِّ الْقَاف.} والكُرْكُورة، بالضَّمّ، وَفِي بعض النُّسخ بِغَيْر هاءٍ: وادٍ بَعيدُ القَعْر {يَتَكَرْكَرُ فِيهِ الماءُ.} وتَكَرْكَر السحابُ: تَرَدَّى فِي الهَواء. و) {تَكَرْكر الماءُ: تراجَعَ فِي مَسيلِه. وتَكَرْكرَ فِي أَمْرِه: تَرَدَّد، يُقَدِّمُ رِجْلاً ويُؤَخِّرُ أُخرى.
وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ:} الكَرُّ: الرُّجوع على الشيءِ، وَمِنْه {التَّكْرارُ. يُقال:} كَرَّه {وكَرَّ بنَفْسِه، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعدّى.
} وكَرْكَرْتُه من كَذَا {كَرْكَرَةً، إِذا رَدَدْتَه.} والكَرَّة: البَعْث وتَجْدِيدُ الخَلْقِ بعد الفَناء. {وكَرَّ المريضُ كَريراً: جادَ بنَفْسِه عِنْد الْمَوْت.} وتَكَرْكرَ عَن ذَلِك: رَجَعَ.! والكِرْكِرَة بالكَسْر: اللَّبَنُ الغَليظ، عَن كُراع. وأُلِحَّ على أعرابيٍّ بالسؤالِ فَقَالَ: لَا {- تُكَرْكِروني. أَرَادَ: لَا تُرَدِّدوا عليَّ السؤالَ فَأَغْلَط.} والكَراكِر: كَراديسُ الخَيْل، وَأنْشد:
(وَنَحْنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فِينَا كَراكِرٌ ... وخَيْلٌ جِيادٌ مَا تَجِفُّ لُبودُها)
{والمَكَرُّ، بالفَتْح: مَوْضِع الْحَرْب: وَفَرَسٌ مِكَرٌّ مِفَرٌّ، إِذا كَانَ مُؤَدَّباً طَيِّعاً خَفيفاً، إِذا} كُرَّ، {كَرَّ، وَإِذا أرادَ راكِبُه الفِرارَ عَلَيْهِ فَرَّ بِهِ. وَقَالَ الجوهريُّ: وَفَرْسٌ} مِكَرٌّ: يصلح للكَرِّ والحَمْلَة. {والكَرُّ بِالْفَتْح: جِنْسٌ من الثِّياب الغِلاظ. نَقَلَه ابنُ الْأَثِير عَن أبي مُوسَى، وَبِه فُسِّر حديثُ سُهَيْلِ بن عَمْرُو: فَفَرَتا مَزَاَدَتَيْن وجعلتاهما فِي} كُرَّيْن غُوطِيَّيْن. {وكَرَّارُ بنُ كَعْبِ بن مَالك، كشدَّاد، مِن ولدِه: عليُّ بنُ الجَهْمِ الشَّاعِر، وَسَلام بن} كِرْكِرة شيخٌ لمُحَمد بن إِسْحَاق، قَالَه الْحَافِظ.
ك ر ر

انهزم عنه ثم كرّ عليه كروراً وكرّ عليه رمحه وفرسه كراً، وكرّ بعد ما فرّ، وهو مكرٌّ مفرٌّ، وكرّار فرّار. وكررت عليه الحديث كراً، وكرّرت عليه تكراراً، وكرّر على سمعه كذا، وتكرّر عليه. وناقة مكرّة: تحلب في اليوم مرتين. ولهم هرير وكرير. قال الأعشى:

نفسي فداؤك يوم النزال ... إذا كان دعوى الرجال الكريرا

وهو صوت في الصدر كالحشرجة. وفعل ذلك كرة بعد كرة وكراتٍ، وآتيه في الكرتين والقرّتين: في البردين. وبرك على كركرته. وباتت السحابة تكر كرها الجنوب: تصرّفها. وعنده من الرجال والخيل كراكر. وقرقر الضاحك وكركر.

كرر: الكَرُّ: الرجوع. يقال: كَرَّه وكَرَّ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى.

والكَرُّ: مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا وكُروراً وتَكْراراً: عطف.

وكَرَّ عنه: رجع، وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ؛ ورجل كَرَّار ومِكَرّ، وكذلك

الفرس. وكَرَّرَ الشيء وكَرْكَره: أَعاده مرة بعد أُخرى. والكَرّةُ:

المَرَّةُ، والجمع الكَرَّات. ويقال: كَرَّرْتُ عليه الحديث وكَرْكَرْتُه إِذا

ردّدته عليه. وكَركَرْتُه عن كذا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته. والكَرُّ:

الرجوع على الشيء، ومنه التَّكْرارُ. ابن بُزُرجٍ: التَّكِرَّةُ بمعنى

التَّكْرارِ وكذلك التَّسِرَّة والتَّضِرَّة والتَّدِرَّة. الجوهري: كَرَّرْتُ

الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً؛ قال أَبو سعيد الضرير: قلت لابي عمرو: ما

بين تِفْعالٍ وتَفْعالف فقال: تِفْعالٌ اسم، وتَفْعالٌ، بالفتح، مصدر.

وتَكَرْكَرَ الرجلُ في أَمره أَي ثردّد. والمُكَرر من الحروف: الراء،

وذلك لأَنك إِذا وقفت عليه رأَيت طرف اللسان يتغير بما فيه من التكرير،

ولذلك احْتُسِبَ في الإِمالة بحرفين.

والكَرَّةُ: البَعْث وتَجْديدُ الخَلْق بعد الفَناء. وكَرّ المريضُ

يَكِرُّ كَرِيراً: جاد بنفسه عند الموت وحَشْرَجَ، فإِذا عَدَّيته قلت كَرَّه

يَكُرّه إِذا رَدَّه. والكَرِير: الحَشْرَجَة، وقيل: الحشرجة عند الموت،

وقيل: الكَرِيرُ صوت في الصدر مثل الحَشْرَجَة وليس بها؛ وكذلك هو من

الخيل في صدورها، كَرَّ يَكِرُّ، بالكسر، كَرِيراً مثل كرِيرِ

المُخْتَنِقِ؛ قال الشاعر

(* الشاعر هو امرؤ القيس:)

يَكِرُّ كَرِيرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه

ليَقْتُلَنِي، والمرءُ ليسَ بقَتَّال

والكَرِيرُ: صوت مثل صوت المُخْتَنِق أَو المَجْهُود؛ قال الأَعشى:

فأَهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال،

إِذا كان دَعْوَى الرجالِ الكَرِيرَا

والكَرِيرُ: بُحَّة تَعْتَرِي من الغبار. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، وأَبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، تَضَيَّفُوا أَبا الهَيْثَم

فقال لامرأَته: ما عندك؟ قالت: شعير، قال: فكَرْكِري أَي اطْحَنِي.

والكَرْكَرة: صوت يردّده الإِنسان في جوفه. والكَرُّ: قَيْدٌ من ليف أَو خوص.

والكَرّ، بالفتح: الحبل الذي يصعد به على النخل، وجمعه كُرورٌ؛ وقال

أَبو عبيد: لا يسمى بذلك غيره من الحبال؛ قال الأَزهري: وهكذا سماعي من

العرب في الكَرّ ويُسَوَّى من حُرِّ اللِّيف؛ قال الراجز:

كالكَرِّ لا سَخْتٌ ولا فيه لَوَى

وقد جعل العجاج الكَرّ حبلاً تُقاد به السفن في الماء، فقال:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرورِ

والصَّرارِيُّ: المَلاَّحُ، وقيل: الكَرّ الحبل الغليظ. أَبو عبيدة:

الكَرّ من الليف ومن قِشْرِ العراجين ومن العَسِيب، وقيل: هو حَبْل

السَّفِينة، وقال ثعلب: هو الحبل، فَعَمَّ به. والكَرُّ: حبلُ شِراعِ السفينة،

وجمعه كُرورٌ؛ وأَنشد بيت العجاج:

جذب الصراريِّين بالكرور

والكِرَارانِ: ما تحت المِيرَكَةِ من الرَّحْل؛ وأَنشد:

وَقَفْتُ فيها ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ

سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ،

تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهِمِ

والكَرّ: ما ضم ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَع بينهما، وهو الأَديم الذي

تدخل فيه الظَّلِفاتُ من الرحل، والجمع أَكرار؛ البِدادانِ في القَتَبِ

بمنزلة الكَرّ في الرحل، غير أَن البِدادَينِ لا يظهران من قُدّام الظَّلِفة.

قال أَبو منصور: والصواب في أَكْرارِ الرحل هذا، لا ما قاله في

الكِرارَيْن ما تحت الرحل. والكَرَّتانِ: القَرَّتان، وهما الغداة والعشيّ؛ لغة

حكاها يعقوب. والكَرّ والكُرُّ: من أَسماء الآبار، مذكر؛ وقيل: هو

الحِسْيُ، وقيل: هو الموضع يجمع فيه الماء الآجِنُ ليَصْفُوَ، والجمع كِرارٌ؛

قال كُثَيِّر:

أُحِبُّك، ما دامَتْ بنَجْدٍ وَشِيجَةٌ،

وما ثَبَتتْ أُبْلَى به وتِعَارُ

وما دامَ غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّبٌ،

به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ

قال ابن بري: هذا العجز أَورده الجوهري: بها قُلُبٌ عادية، والصواب: به

قُلُبٌ عادية. والقَلُب: جمع قَلِيب وهو البئر. والعادِيَّة: القديمة

منسوبة إِلى عادٍ. والوشيجة: عِرْقُ الشجرة. وأُبْلى وتِعارٌ: جبلان.

والكُرُّ: مكيال لأَهل العراق؛ وفي حديث ابن سيرين: إِذا بلغ الماءُ

كُرًّا لم يَحْمِلْ نَجَساً، وفي رواية: إِذا كان الماء قَدْرَ كُرٍّ لم

يَحْمِلِ القَذَرَ، والكُرّ: ستة أَوقار حمار، وهو عند أَهل العراق ستون

قفيراً. ويقال للحِسْي: كُرٌّ أَيضاً؛ والكُرُّ: واحدٌ أَكْرارِ الطعام؛ ابن

سيده: يكون بالمصري أَربعين إِرْدَبًّا؛ قال أَبو منصور: الكُرّ سِتُّون

قَفِيزاً، والقَفِيز ثمانية مَكَاكِيكَ، والمَكُّوكُ صاع ونصف، وهو

ثلاثُ كَيْلَجاتٍ؛ قال الأَزهري: والكُرُّ من هذا الحساب اثنا عشر وَسْقاً،

كل وَسْقٍ ستون صاعاً. والكُرُّ أَيضاً: الكساء. والكُرُّ: نهر.

والكُرّة: البَعَرُ، وقيل: الكُرّةُ سِرْقينٌ وتراب يدق ثم تجلى به

الدروع، وفي الصحاح: الكُرّة البَعَرُ العَفِنُ تجلى به الدُّروع؛ وقال

النابغة يصف دروعاً:

عُلِينَ بكدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً،

فَهُنَّ إِضاءٌ صافياتُ الغلائل

وفي التهذيب: وأُبْطِنَّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ. الجوهري: وكَرارِ مثلُ

قَطام خَرَزة يُؤَخِّذُ بها نِساءُ الأَعراب. ابن سيده: والكَرَارُ خرزة

يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ عن اللحياني، قال: وقال الكسائي تقول

الساحرة يا كَرارِ كُرِّيه، يا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، إِن أَقبل فَسُرِّيه، وإِن

أُدْبَر فَضُرِّيه.

والكَرْكَرةُ: تصريف الريح السحابَ إِذا جمعته بعد تفرُّق؛ وأَنشد:

تُكَرْكِرُه الجَنائبُ في السِّدادِ

وفي الصحاح: باتَتْ تُكَرْكِرُه الجَنُوب، وأَصله تُكَرِّره، من

التَّكْرِير، وكَرْكَرَتْهُ: لم تَدَعْهُ يَمْضِي؛ قال أَبو ذؤيب:

تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّه

مُسَفْسِفَةٌ، فَوْقَ التراب، مَعُوجُ

وتكرْكَرَ هو: تَرَدَّى في الهواء . وتَكَرْكَرَ الماءُ: تَراجَع في

مَسِيلِه. والكُرْكُورُ: وادٍ بَعِيدُ القَعْرِ يَتَكَرْكَرُ فيه الماء.

وكَرْكَرَهُ: حَبَسه. وكَرْكَرَه عن الشيء: دَفَعَه ورَدَّه وحَبَسه. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: لما قَدِمَ الشامَ وكان بها الطاعونُ تَكَرْكَرَ عن

ذلك أَي رجع، من كَرْكَرْتُه عنِّي إِذا دَفَعْتَه ورَدَدْتَهُ. وفي حديث

كناية: تَكَرْكَرَ الناسُ عنه.

والكَرْكَرَة: ضرب من الضحك، وقيل: هو أَن يَشْتَدَّ الضَّحِكُ. وفلان

يُكَرْكِرُ في صوته: كيُقَهْقِهُ. أَبو عمرو: الكَرْكَرَةُ صوت يردّده

الإِنسانُ في جوفه. ابن الأَعرابي: كَرْكَرَ في الضحك كَرْكَرَةً إِذا

أَغْرَبَ، وكَرْكَرَ الرَّحى كَرْكَرَةً إِذا أَدارَها. الفراء: عَكَكْتُه

أَعُكُّه وكَرْكَرْتُه مثله. شمر: الكَرْكَرَةُ من الإِدارَةِ

والتَّرْدِيدِ. وكَرْكَرَ بالدَّجاجة: صاح بها. والكَرْكرَةُ: اللبن الغليظ؛ عن

كراع.والكِرْكِرَةُ: رَحَى زَوْرِ البعير والناقةِ، وهي إِحدى الثَّفِنات

الخمس، وقيل: هو الصَّدْرُ من كل ذي خفٍّ. وفي الحديث: أَلم تَرَوْا إِلى

البَعِير يكون بكِرْكِرَته نُكْتَة من جَرَبف هي بالكسر زَوْرُ البعير الذي

إِذا برك أَصاب الأَرضَ، وهي ناتِئَة عن جسمه كالقُرْصَةِ، وجمعها

كراكِرُ. وفي حديث عمر: ما أَجْهَلُ عن كَراكِرَ وأَسْنِمة؛ يريد إِحضارها

للأَكل فإِنها من أَطايب ما يؤكل من الإِبل؛ وفي حديث ابن الزبير:

عَطاؤكُمُ للضَّارِبِينَ رِقابَكُمْ،

وتُدْعَى إِذا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ

قال ابن الأَثير: هو أَن يكون بالبعير داء فلا يَسْتَوِي إِذا برك

فَيُسَلُّ من الكِرْكِرَةِ عِرْقٌ ثم يُكْوَى؛ يريد: إِنما تَدْعونا إِذا

بَلَغَ منكم الجُهْدُ لعلمنا بالحرب، وعند العَطاء والدَّعة غَيْرَنا.

وكَرْكَر الضاحِكُ: شَبَّه بكَرْكَرَة البعير إِذا رَدَّدَ صوته. والكَرْكَرَةُ

في الضحك مثل القَرْقَرة. وفي حديث جابر: من ضحك حتى يُكَرْكِرَ في

الصلاة فلْيُعِدِ الــوضوءَ والصلاة؛ الكَرْكَرَةُ شِبْهُ القَهْقَهَة فوق

القَرْقَرة؛ قال ابن الأَثير: ولعل الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج.

والكَرْكَرَةُ: من الإِدارَةِ والتَّرْديد، وهو من كَرَّ وكَرْكَرَ. قال:

وكَرْكَرَةُ الرَّحى تَرْدادُها. وأُلِحَّ على أَعرابي بالسؤال فقال: لا

تُكَرْكِرُوني؛ أَراد لا تُرَدّدوا عَليَّ السؤال فأَغْلَطَ. وروى عبد العزيز

عن أَبيه عن سهل بن سعد أَنه قال: كنا نَفْرَحُ بيوم الجمعة وكانت عجوز

لنا تَبْعَثُ إِلى بُضاعَة فتأْخُذُ من أُصول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه في

قِدْرٍ وتُكَرْكِرُ حباتٍ من شعير، فكنا إِذا صَلَّينا انصرفنا إِليها

فتُقَدِّمه إِلينا، فَنَفْرَحُ بيوم الجمعة من أَجله؛ قال القَعْنَبي:

تُكَرْكِرُ أَي تَطْحَنُ، وسمِّيت كَرْكَرَةً لترديد الرّحى على الطَّحْن؛ قال

أَبو ذؤيب:

إِذا كَرْكَرَتْه رِياحُ الجَنو

بِ، أَلْقَحَ منها عِجافاً حِيالا

والكَرْكَرُ: وِعاءُ قضيب البعير والتَّيْسِ والثور والكَراكِرُ:

كرادِيسُ الخيل، وأَنشد:

نحنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فينا كَراكِرٌ،

وخَيْلٌ جِيادٌ ما تَجِفُّ لُبودُها

والكَراكِرُ: الجماعاتُ، واحدتها كِرْكِرَةٌ. الجوهري: الكِرْكِرَة

الجماعة من الناس.

والمَكَرُّ، بالفتح: موضع الحرب. وفرس مِكَرٌّ مِفَرٌّ إِذا كان

مؤَدَّباً طَيِّعاً خفيفاً، إِذا كُرَّ كَرَّ، وإِذا أَراد راكبه الفِرارَ عليه

فَرَّ به. الجوهري: وفرس مِكَرٌّ يصلح للكَرِّ والحملة. ابن الأَعرابي:

كَرْكَرَ إِذا انهزم، ورَكْرَكَ إِذا جَبُنَ. وفي حديث سُهَيْلِ بنِ

عَمْرٍو حين اسْتَهداه النبي، صلى الله عليه وسلم، ماءَ زَمْزَم: فاستعانَت

امرأَته بأُثَيْلَةَ فقَرَتا مَزَادَتَيْنِ وجعلتاهما في كُرَّيْنِ

غُوطِيَّينِ. قال ابن الأَثير: الكُرُّ جنس من الثياب الغلاظ، قال: قاله أَبو

موسى.

وأَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَةَ: رجل من علماء اللغة.

كركر

كركر: التهذيب في النوادر: كَمْهَلْتُ المال كَمْهَلَةً وحَبْكَرْتُه

حَبْكَرَةً وكَرْكَرْتُه إِذا جمعته ورَدَدت أَطراف ما انتشر منه، وكذلك

كَبْكَبْتُه.

كركر


كَرْكَرَ
a. Laughed loudly.
b. Heaped, piled up; drove together ( clouds).
c. [acc. & 'An], Repelled.
d. [ coll. ], Murmured; rumbled.

تَكَرْكَرَa. Spun along (clouds).
b. [Fī], Was active in (affair).
كَرْكَرَة
a. [ coll. ], Borborygm; rumbling.

كِرْكِرَةa. Horny chest ( of a camel ).
كُرْكُوْرَة
a. Ravine.
(كركر)
ضحك ضحكا شبه القهقهة وَيُقَال كركر فِي الضحك أغرب فِيهِ وكركرت النارجيلة اضْطربَ مَاؤُهَا فَكَانَ لَهُ صَوت يشبه الكركرة وبالدجاجة صَاح بهَا وَفُلَانًا عَن الشَّيْء دَفعه ورده وَالشَّيْء أَعَادَهُ مرّة بعد أُخْرَى وَجمعه وَيُقَال كركرت الرّيح السَّحَاب جمعته بعد تفرق وضمته والرحى أدارها وَالْحب طحنه
كركر: كركر: كبح عواطفه، تماسك. وهناك أيضاً كركر عن: استبقى، كتم (معجم الجغرافيا).
كركر: دغدغ (بوشر).
كركر: سحب (هلو).
كَرْكَر: وردت بهذه الصورة في مخطوطتي المستعيني): الصنوبر الصغير الذي يُعرف بقمل قريش (ابن البيطار 370:2).
كَركُر: كومة أحجار تدل على زواية الاتجاه في الآبار وعلى طبقات المعادن (جاكو 62).
كركرة والجمع كركرات أو مكركرة والجمع مكركر: برميل كبير (أماري دبلوما 205).
كِرْكرة: وجمعها كراكر: دغدغة، سحبة (فريتاج وساسي كرست 452:2، الكامل 734، 10).
المكركد الرومي: نوع من أنواع العقاقير (ألف ليلة 66:2 حيث أورد برسل أيضاً ذكر المكركرة في 44:7).
كركر
كركرَ يكركر، كَرْكَرَةً، فهو مُكركِر، والمفعول مُكركَر (للمتعدِّي)
• كركر الشَّخصُ: ضحِك ضحكًا شبه القهقهة.
• كركر الشَّيءَ: أعاده مرّة بعد أخرى "كركر الحجارةَ على الطريق". 

تكركرَ يتكَركر، تكركُرًا، فهو مُتكَرْكِر
• تكركر الشَّخصُ: أغرق في الضَّحك. 

كَرْكَر [مفرد]: طائر بحريٌّ شبيه بزُمَّج الماء. 

كَرْكَرة [مفرد]: مصدر كركرَ.
• الكَرْكَرَة: الضَّحك الشَّديد.
• كَرْكرة المعدة: صوت يُردِّده الإنسانُ في جوفه.
• كرْكرة النارجيلة: اضطراب مائها المصوِّت صوتًا شبيهًا بالكركرة. 
[كركر] نه: فيه: ما عندك؟ قالت: شعير، قال: "فكركري"، أي اطحني، والكركرة: صوت يردده الإنسان في جوفه. ومنه: "تكركر" حبات من شعير، أي تطحن. وفيه ح: من ضحك حتى "يكركر" في الصلاة فليعد الــوضوء والصلاة، الكَرْكَرَة: شبه القهقهة فوق القرقرة، ولعل الكاف بدل القاف. وفي ح عمر: لماقدم الشام وكان بها الطاعون "تكركر" عن ذلك، أي رجع، وكركرته عني- إذا دفعته ورددته. ومنه ح: "تكركر" الناس عنه. وفيه: ألم تروا إلى البعير يكون "بكِرْكِرَته" نكتة من جرب، هي بالكسر زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة، وجمعها كراكر. ومنه ح عمر: ما أجهل عن "كراكر" وأسنمة، يريد إحضارها للأكل فإنها من أطايب ما يؤكل من الإبل. وح ابن الزبير:
عطاءكم للمضاربين رقابكم ... وتدعى إذا ما كان حزُّ "الكراكر"
هو أن يكون بالبعير داء فلا يستوي إذا برك فيسل من الكركرة عرق ثم يكوي، يريد إنما تدعونا إذا بلغ منكم الجهد لعلمنا بالحرب، وعند العطاء والدعة غيرنا. ك: يقال له: كركرة- بكسر كافين وسكون راء أولى، وقيل: بفتح كافين، قوله: وهو أصح، أي عدم ذكر تحريق متاعه أي متاع الغال، أو متاع كركرة أصح من ذكره.
(كركر) - في الحديث : "أَلم تَروْا إلى البَعير تكون بكِرْكِرَتِه نُكْتَهٌ مِن جرَبِ"
كَرْكِرَةُ البَعِير: زَوْرُه، والجمع: الكَراكِرُ.
- ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: "ما أَجْهَلُ عن كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ" .
وقال أبو نَصر: هي البَلدَةُ والسَّعْدَانَةُ التي يَبرُك عليها. وقيل: هي رَحَا زَوْر البَعير، وهي بكَسْرِ الكافَينِ.
- وفي كلام ابنِ الزُّبَير - رضي الله عنهما -:
عَطاؤكُمُ للضَّارِبين رِقَابَكُمْ
ونُدْعَى إذَا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ وقال أبو جعفر محمد بن حبيب: حَزُّ الكِرْكِرَةِ: أَن يكون بالبَعير دَاءٌ، فلا يَسْتَوِى إذا بَرك فَيُسَلُّ من الكِرْكرَةِ عِرْقٌ ثم يُكْوَىَ: أي إنّما تَدْعُونَنَا إذَا بلَغ منكم الجَهْدُ لِعلْمنَا بالحُرُوبِ .
ومعنى البيت، معنى بيت الأَشْتَر :
وإذا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدعَى لها
وإذا يُحَاسُ الحَيسُ يُدعَى جُنْدَبُ
- وفي حديث عمر - رضي الله عنه: "لَمّا قَدِم الشَّامَ وكان بها الطَّاعُون تكَرْكَرَ عن ذلك ".
- وفي حديث كِنانَة: "تَكَرْكَرَ الناسُ عنه"
: أي رجعوا. ومعناه: التَّردادُ والمنعُ؛ وقد كَرْكَرْته عَنّى: أي دَفعته وحَبَسْتُه، كَرْكَرَةً بالفَتْح.
- وفي حديث جابر - رضي الله عنه -: "مَن ضَحِكَ حتى يُكَرْكِرَ في الصَّلاةِ فليُعِدْ الــوُضُوءَ والصَّلَاةَ".
الكَرْكَرَةُ: شِبْهُ القَهْقَهَة فَوق القَرقَرَةِ . 

كفهر

كفهر

4 اِكْفَهَرَ

, said of clouds: see a verse cited عَزْلَآءُ.
[كفهر] نه: فيه: القوا المخالفين بوجه "مكفهر"، أي عابس قطوب. ومنه: إذا لقيت الكافر فالقه بوجه "مكفهر".
كفهر: المكفهرّ: [السَّحابُ المتراكم. والمكُفْهِرّ: الوجهُ غيرُ المُنْبَسِط] ، والأكْفِهْرارُ: الأستقبال بوجهٍ كريه. 

كفهر


كَفْهَرَ — إِكْفَهَرَّ
a. Shone, gleamed (star).
b. Was dark (night); was gloomy-looking
austere.
إِكْفِهْرَار
a. Brightness, lustre of the stars.
b. Darkness, gloom.

مُكْفَهِرّ
a. Thick, black (cloud).
b. Gloomy; forbidding; emaciated (face).
c. Steep, rugged (mountain).
[كفهر] يقال: رأيته مُكْفَهِرَّ الوجهِ. وقد اكْفَهَرَّ الرجلُ، إذا عبَس. ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: " إذا لقيت الكافر فالقه بوجه مكفهر "، يقول: لا تلقه بوجه منبسط. وفلانٌ مُكْفَهِرُّ اللونِ، إذا ضرب لونه إلى الغُبْرَةِ مع الغِلَظِ. قال الراجز: قام إلى عذراء بالغطاط . * يمشى بمثل قائم الفسطاط * بمكفهر اللون ذى حطاط * والمُكْفَهِرُّ من السحاب: الأسودُ الغليظُ الذى ركب بعضه بعضا.
كفهـر
اكفهرَّ يكفهرّ، اكفهرارًا، فهو مُكْفَهِرّ
• اكفهرَّ الشَّخصُ: حزن، عبَس وتجهَّم وتغيَّر وجهُه "اكفهرَّ أمام حادث مُفْجع- اكفهرَّ وجهه".
• اكفهرَّ اللَّيلُ: اشتدّ ظلامُه.
• اكفهرَّ السَّحابُ: تلبَّدَ، اسودَّ وتراكم بعضُه على بعض "اكفهرَّتِ السماءُ". 

كفهر: المُكْفَهِرُّ من السحاب: الذي يَغْلُظُ ويَسْوَدُّ ويركب بعضُه

بعضاً، والمُكْرَهِفُّ مثله. وكلُّ مُتَراكِبٍ: مُكْفَهِرّ. ووجه

مُكْفَهِرٌّ: قليل اللحم غليظ الجلد لا يَسْتَحِي من شيء، وقيل: هو العَبُوسُ،

ومنه قول ابن مسعود: إِذا لقيت الكافر فالْقَه بوجه مُكْفَهِرّ أَي بوجه

منقبض لا طَلاقةَ فيه، يقول: لا تَلْقَه بوجه مُنْبَسِط. وفي الحديث

أَيضاً: الُقَوُا المُخالِفِين بوجه مُكْفَهِرٍّ أَي عابس قَطوبٍ، وعامٌ

مُكْفَهِرٌّ كذلك. ويقال: رأَيته مُكْفَهِرَّ الوجه. وقد اكْفَهَرَّ الرجلُ

إِذا عَبَّسَ، واكْفَهَرَّ النجم إِذا بدا وَجْهُه وضوءُــه في شدة ظلمة

الليل؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

إِذا الليل أَدْجَى واكْفَهَرَّتْ نُجومُه،

وصاحَ من الأَفْراطِ هامٌ جواثِمُ

والمُكْرَهِفُّ: لغة في المُكْفَهِرّ. وفلان مُكْفَهِرُّ الوجه إِذا

ضَرَبَ لوْنُه إِلى الغُبْرة مع الغِلَظ؛ قال الراجز:

قامَ إِلى عَذْراءَ في الغُطَاطِ

يَمْشِي بمِثْلِ قائِم الفُسْطاطِ

بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذي حَطاطِ

أَبو بكر: فلان مُكْفَهِرٌّ أَي منقبض كالح لا يُرَى فيه أَثرُ بِشْرٍ

ولا فَرَحٍ. وجَبَلٌ مُكْفَهِرٌّ: صلب شديد لا يناله حادِثٌ.

والمُكْفَهِرُّ: الصُّلْبُ الذي لا تغيره الحوادث.

كفهر
المُكْفَهِرّ، كمُطْمَئِنّ: السَّحابُ الغليظ الأَسْوَد الراكبُ بعضهُ على بَعْض، والمُكْرَهِفُّ مثلُه، وكلُّ مُتَراكِب مُكْفَهِرٌّ.
المُكْفَهِرُّ من الوُجوه: الْقَلِيل اللَّحْم الغليظ الجِلْدِ الَّذِي لَا يَسْتَحي من شَيْءٍ، أَو المُكْفَهِرُّ الْوَجْه هُوَ الضَّارب لَوْنُه إِلَى الغُبْرَة مَعَ غِلظٍ، قَالَ الراجز:
(قامَ إِلَى عذراءَ فِي الغُطاطِ ... يَمْشِي بمِثلِ قائمِ الفُسْطاطِ)
بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذِي حَطَاطِ فِي الحَدِيث: إِذا لَقيتَ الكافرَ فالْقَهُ بوَجْه مُكْفَهِرّ. قيل: المُكْفَهِرُّ: المُتَعَبِّس المُتَقَبِّض الَّذِي لَا طَلاقَة فِيهِ، وَقد اكْفَهَرَّ الرجلُ، إِذا عَبَس، يَقُول: لَا تَلْقَه بوجْهٍ مُنْبَسِطٍ. المُكْفَهِرُّ من الجِبال: الصُّلْبُ المَنيع الشَّديدُ لَا تَنالُه حادِثة. واكْفَهَرَّ النَّجْمُ، إِذا بدا وَجْهُه وضَوؤُهُ فِي شِدَّةِ الظُّلْمَة، أَي ظُلْمَةِ اللَّيْل، حَكاه ثَعْلَب، وَأنْشد:
(إِذا اللَّيْلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّتْ نُجومُهُ ... وصاحَ من الأَفْراطِ هامٌ جَواثِمُ)
والمُكْرَهِفُّ: لغةٌ فِي المُكْفَهِرّ. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: المُكْفَهِرُّ: الصَّلْبُ الَّذِي لَا تُغيِّرُه الْحَوَادِث. وعامٌ مُكْفَهِرٌّ، أَي عابِسٌ قَطوبٌ، وَهُوَ مَجاز. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ هُنَا:

كرع

كرع

1 كَرَعَ فِى المَآءِ

, and فِى الإِنَآءِ, He put his mouth into the water, or into the vessel, and so drank. (See عَبَّ.) كَراَعٌ

: see عِدٌّ.

كُرَاعٌ

: see حَرَّةٌ, رَكَضَ, ذِرَاعٌ, and بَدَنٌ.

كُرْسُوعٌ The prominent extremity of the ulna, next to the little finger, at the wrist. (S, * K.)
كرع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم قَالَ: كَانُوا يكْرهُونَ الطّلب فِي أكارع الأَرْض يرويهِ بَعضهم عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم. قَوْله: الطّلب فِي أكارع الأَرْض يَعْنِي طلب الرزق فِي التِّجَارَة أَو غَيرهَا وأكارع الأَرْض أطرافها وَكَذَلِكَ أكارع كل شَيْء أَطْرَافه وَلِهَذَا سميت أكارع الشَّاة. وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنهم كَرهُوا شدَّة الْحِرْص فِي طلب الدُّنْيَا كَمَا رُوِيَ عَن مُجَاهِد أَنه كَانَ يكره ركُوب الْبَحْر إِلَّا فِي غَزْو أَو حج أَو عمْرَة يذهب إِلَى كَرَاهَة ركُوب الْبَحْر لشَيْء من طلب الدُّنْيَا من تِجَارَة أَو غَيرهَا.
(كرع) : كَرَعُ الدابَّةِ: قَوائِمُها.
(كرع)
فِي المَاء أَو الْإِنَاء كرعا وكروعا تنَاوله بِفِيهِ من مَوْضِعه من غير أَن يشرب بكفيه وَلَا بِإِنَاء والنخلة وَغَيرهَا كَانَت على المَاء وَلم يُفَارق أَصْلهَا المَاء فَهِيَ كارعة والوحش وَغَيره كرعا رَمَاه فَأصَاب كراعه

كرع


كَرِعَ(n. ac. كَرَع)
a. see supra
(a)b. Had slender thigh-bones; was slender (
thigh-bones ).
c. Was of humble origin, of low condition.

كَرَّعَ
a. [ coll. ], Drank, quaffed.

أَكْرَعَa. Found rain-water.
b. Exposed the flank to ( the hunter: game ).

تَكَرَّعَa. Performed ablutions.

كَرَعa. Thinness of the thighbones.
b. Rain-water.
c. Humble, insignificant, despicable.

أَكْرَعُa. Thin-shinned.

كَاْرِعa. Sipper.

كَاْرِعَةa. see 21b. Palm-tree growing at the water's edge.

كُرَاْع
(pl.
أَكْرُع أَكَاْرِعُ)
a. Shin-bone, tibia.
b. Hoof ( of sheep, oxen ).
c. Horses.
d. (pl.
كِرْعَاْن), Extremity.
e. Crest, brow ( of a mountain ).
كَرِيْعa. see 21
أَكَاْرِعُa. Ends, extremities ( of the earth ).

مُكْرَعَة
a. Growing at the water's edge (palm-tree).

مُكْرَع القَوَائِم
a. Stout-legged, sturdy (horse).
ك ر ع: (كَرَعَ) فِي الْمَاءِ تَنَاوَلَهُ بِفِيهِ مِنْ مَوْضِعِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْرَبَ بِكَفَّيْهِ وَلَا بِإِنَاءٍ وَبَابُهُ خَضَعَ. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى مِنْ بَابِ فَهِمَ. وَ (الْكُرَاعُ) بِالضَّمِّ فِي الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ كَالْوَظِيفِ فِي الْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ وَهُوَ مُسْتَدَقُّ السَّاقِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ (أَكْرُعٌ) ثُمَّ (أَكَارِعُ) . وَفِي الْمَثَلِ: أُعْطِيَ الْعَبْدُ (كُرَاعًا) فَطَلَبَ ذِرَاعًا. لِأَنَّ الذِّرَاعَ فِي الْيَدِ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْكُرَاعِ فِي الرِّجْلِ. وَ (الْكُرَاعُ) اسْمٌ يَجْمَعُ الْخَيْلَ. 
كرع
كَرَعَ في الماءِ والإنَاءِ: أمَالَ عُنُقَه لِيَشْربَ الماءَ من مَوْضِعِه، كُرُوْعاً، والماءُ كَرَع، ومنه: نَخْلٌ مُكْرَعَاتٌ وكَوَارع. ورَجل كَرِعٌ: مُغْتَلِمٌ. والكرَعُ: دِقةُ السَاقَيْنِ. وسفلَةُ الناس.
وماءُ السماء، وقد كْرَعُوا: أصابوا بماء السماء. وجَمل شَدِيْدُ الكَرَع: أي شَديدُ الأوْظِفَة، ولا يُوَحد.
والإبل المُكْرعَات: التي أدْخِلَتْ بينَ البُيوتِ في كَلَبِ الشتاءِ فأصَابها الدخان. والكُرَاعً من الإنْسان: مادونَ الرُّكْبَة، ومن الدواب: ما دون الكعْب. وتَكرعَ: تَوَضَّأ؛ كأنه غَسَلَ كُرَاعَه.
وطَرَفُ كل شيءٍ: كُرَاعُه؛ مثلُ كُرَاع الأرْض: ناحِيَتُها.
وكل أنْفٍ سالَ من جَبَل أو حَرة: كُراع، وجَمْعُه: كِرْعَان. والكُرَاعُ: اسْمٌ لجَمْع الخَيْل.
(ك ر ع) : (الْكُرَاعُ) مَا دُونَ الْكَعْبِ مِنْ الدَّوَابِّ وَمَا دُونَ الرُّكْبَةِ مِنْ الْإِنْسَانِ وَجَمْعُهُ أَكْرُعٌ وَأَكَارِعُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الْخَيْلُ خَاصَّةً وَمِنْهُ كَذَلِكَ يُصْنَعُ بِمَا قَامَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ دَوَابِّهِمْ (وَكُرَاعِهِمْ) أَرَادَ بِهِ الْخُيُولَ وَبِالدَّوَابِّ مَا سِوَاهَا (وَعَنْ) مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (الْكُرَاعُ) الْخَيْلُ وَالْبِغَالُ وَالْحَمِيرُ (وَالْكَرْعُ) تَنَاوُلُ الْمَاءِ بِالْفَمِ مِنْ مَوْضِعِهِ يُقَالُ كَرَعَ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ وَفِي الْإِنَاءِ إذَا مَدَّ عُنُقَهُ نَحْوَهُ لِيَشْرَبَهُ (وَمِنْهُ) كَرِهَ عِكْرِمَةُ الْكَرْعَ فِي النَّهْرِ لِأَنَّهُ فِعْلُ الْبَهِيمَةِ يُدْخِلُ فِيهِ أَكَارِعَهُ.
(كرع) - في الحديث : "بَلَغ كُراعَ الغَمِيم"
الكُراعُ: جانِبٌ يَسْتَطِيل من الحَرَّةِ شَبِيهٌ بالكُراع مِن الدَّوابِّ؛ وهي ما دُونَ الرّكْبة، والجَمعُ كِرْعان. والغميم: وَادٍ.
- في حديث عِكْرِمةَ : "كَرِهَ الكَرْعَ في النَّهْر"
: أي تَناوُلَ ما فيه بالفَمِ شِبْهَ البهائِم؛ لَأنَّها تُدخِل أكارِعَها فيه.
- في حديث عبدِ الله : "كانُوا لا يَحِبسُون إلاَّ الكُرَاعَ والسِّلاحَ".
والكُراعُ: اسمٌ لجَميع الخَيْلِ. - في حديث الحوض: "فبدأ الله تعالى بكُراع"
: أي طَرَفٍ من مَاء الجنَة، مُشَبَّه بالكُراع لِقِلَّتهِ، وأَنَّه كالكُراعِ من الدابَّة.
كرع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عِكْرِمَة [مولى ابْن عَبَّاس -] أَنه كره الكَرْعَ فِي النَّهر. قَالَ أَبُو زيد وَغَيره: الكَرْع أَن يشرب [الرجلُ -] بِفِيهِ من النَّهر من غير أَن يشرب بكَفَّيْه وَلَا بِإِنَاء وكل شَيْء شربت مِنْهُ من إِنَاء أَو غَيره فقد كَرَعْتَ فِيهِ. [وَبَعْضهمْ يَجْعَل الكَرْع أَن يدْخل النَّهر دُخُولا ثمَّ يشرب يذهب بِهِ إِلَى الأكارع يَقُول: حَتَّى يصير أكارعه فِيهِ وَقَالَ ابْن الرّقاع يذكر رَاعيا ويصفه بالرفق برعاية الْإِبِل فَقَالَ: (الْبَسِيط)

يَسُنُّهَا إبِلٌ مَا إنْ يُجَزِّئُهَا ... جَزْءاً شَديْداً وَمَا إِن تَرْتَوي كَرَعا
كرع: بالعامية: جرع (محيط المحيط).
كرّع: تجشأ (بوشر).
كُراع وجمعها كُرُع (في الألفية) كُرْع (في الكامل 321) وكِرعان (أبو الوليد م 33، 12) (مملوك 1، 2، 126).
كُراع: الأرجل الطويلة الخلفية للجراد (بلجراف 2، 139).
كُراع: ذراع الجدول، القنال (بارث 148:5).
كراع الدجاجة: جنس نباتات من الفصيلة القرنفلية تُزرع لزهرها (شيرب).
كاروع وجمعها كَوراع: كعب (هيلو الذي يكتبها خطأ بالقاف).
كارع: قدم (همبرت 5 الجزائر) ويرى همبرت أن المفرد كُراع والجمع كوارع.
كوارع: أقدام (غرناطة في النصف الأول للقرن 17 لسيمونيه).
كارع والجمع كوارع: لون من ألوان الطعام المقدمة على المائدة من أقدام الغنم المطبوخ بالثوم والخل (لين 159).
تكريعة: جشأة (دومب 87).
مَكْرَع وجمعها مكارع: تستعمل بمقام اسم الفعل واسم الزمان والمكان للفعل كرع وهي تعني، تماماً، (الشرب عند الحديث عن الحيوانات) أما عند البشر فهي تفيد الشرب كما تفعل الحيوانات. أما الشرب، على نحو عام فإنها ترد في معجم مسلم لكي تشير إلى اسم المكان.
مكرع وجمعها مكارع: مشرب (مذكرات تاريخ إسبانيا 116:6).
ك ر ع : كَرَعَ فِي الْمَاءِ كَرْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَكُرُوعًا شَرِبَ بِفِيهِ مِنْ مَوْضِعِهِ فَإِنْ شَرِبَ بِكَفَّيْهِ أَوْ بِشَيْءٍ آخَرَ فَلَيْسَ بِكَرْعٍ وَكَرِعَ كَرَعًا مِنْ
بَابِ تَعِبَ لُغَةً وَكَرَعَ فِي الْإِنَاءِ أَمَالَ عُنُقَهُ إلَيْهِ فَشَرِبَ مِنْهُ.

وَالْكُرَاعُ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ بِمَنْزِلَةِ الْوَظِيفِ مِنْ الْفَرَسِ وَهُوَ مُسْتَدَقُّ السَّاعِدِ وَالْكُرَاعُ أُنْثَى وَالْجَمْعُ أَكْرُعٌ مِثْلُ أَفْلُسٌ ثُمَّ تُجْمَعُ الْأَكْرُعُ عَلَى أَكَارِعَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْأَكَارِعُ لِلدَّابَّةِ قَوَائِمُهَا وَيُقَالُ لِلسَّفَلَةِ مِنْ النَّاسِ أَكَارِعُ تَشْبِيهًا بِأَكَارِعِ الدَّوَابِّ لِأَنَّهَا أَسَافِلُ.

وَأَكَارِعُ الْأَرْضِ أَطْرَافُهَا وَالْوَاحِدُ أَيْضًا كُرَاعٌ وَمِنْهُ كُرَاعُ الْغَمِيمِ أَيْ طَرَفُهُ.

وَالْكُرَاعُ الْأَنْفُ السَّائِلُ مِنْ الْحَرَّةِ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْكُرَاعُ مِنْ الدَّوَابِّ مَا دُونَ الْكَعْبِ وَمِنْ الْإِنْسَانِ مَا دُونَ الرُّكْبَةِ وَقِيلَ لِجَمَاعَةِ الْخَيْلِ خَاصَّةً كُرَاعٌ. 
[كرع] الكَرَعُ بالتحريك: ماءُ السماء يكرع فيه. قال ابن الرقاع يصف راعيا بالرفق في رعاية الابل: يسنها آبل ما إن يجزئها * جزءا شديدا وما إن ترتوى كرعا * وكرع في الماء يَكْرَعُ كُروعاً، إذا تناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفَّيه ولا بإناء. يقال اكْرَعْ في هذا الإناء نَفَساً أو نَفَسَيْنِ. وفيه لغة أخرى كَرِعَ بالكسر يَكْرَعُ كَرَعاً. وأكْرَعَ القومُ، إذا أصابوا الكَرَعَ فأوردوه إبلهم. والكارِعاتُ والمُكْرَعاتُ: النخيل التي على الماء، عن أبى عبيد. والاكرع: الدقيق من مقدَّم الساقين، وفيه كَرَعٌ، وقد كرع، عن أبى عمرو. والكراع في الغنم والبقر بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو مستدَقُّ الساقِ، يذكَّر ويؤنَّث، والجمع أكْرُعٌ ثمَّ أكارِعُ. وفي المثل: " أعطيَ العبدُ كُراعاً فطَلَبَ ذراعاً " لأنَّ الذراع في اليد وهو أفضلُ من الكُراعِ في الرِجل. والكُراعُ: أنفٌ يتقدَّم من الحَرَّةِ ثمَّ يمتدٌّ. وقال الأصمعيّ: الكُراعُ: عُنُقٌ من الحَرَّةِ ممتدٌّ. قال عوف بن الاحوص ألم أظلف عن الشعراء عرضى * كما ظلف الوسيقة بالكراع * وكراع الغميم: موضع معروف بناحية الحجاز. والكراع: اسم يجمع الخيل نفسها .
كرع
كرَعَ في يَكرَع، كَرْعًا وكُرُوعًا، فهو كارِع، والمفعول
 مكروع فيه
• كرَع في الماء/ كرَع في الإناء: مدّ عنقَه نحوه وتناوله بفمه مباشرة من موضعه من غير أن يشرب بكفّيْه ولا بإناء "كرَع كلّ ماء الإناء" ° كرَع من مناهل العلم: تعلّم بشغف. 

تكرَّعَ يتكرَّع، تكرُّعًا، فهو مُتكرِّع
• تكرَّع بعد الشَّرَه: تجشَّأ؛ تنفَّس من امتلاء، ثارت نفسه للقيء "أكل كثيرًا فأخذ يتكرَّع". 

كُرَاع [مفرد]: ج أكْرُع، جج أكارعُ:
1 - من الإنسان ما دون الرُّكبة إلى الكعب.
2 - (شر) من الحيوان مستدقّ السَّاق العاري من اللّحم [يذكّر ويؤنّث] "لا تُطعم العبد الكُراع، فيطمع في الذّراع [مثل]: لأنّ الذّراع في اليد، وهو أفضل من الكُراع في الرِّجل". 

كَرْع [مفرد]: مصدر كرَعَ في. 

كُروع [مفرد]: مصدر كرَعَ في. 
ك ر ع

" أعطيَ العبد كراعاً، فطلب ذراعاً " وهي ما دون الكعب من الدابّة وما دون الركبة من الإنسان. وأخذ الجزّار الأكرع والأكارع. قال:

يا نفس لن تراعي ... إذا قطعت كُراعي

إن معي ذراعي

وقال:

فظلّت تكوس على أكرعٍ ... ثلاث وكان لها أربع

وفرسٌ أكرع: دقيق القوائم، وبها كرعٌ، ودابة كرعاء. وتكرّع الرجل: توضّأ لأنه يغسل أكارعه، وكرع في الماء وكرع: أدخل فيه أكارعه بالخوض فيه ليشرب، والأصل في الدابة لنه لا يكاد يشرب إلا بإدخال أكارعه فيه، ثم قيل للإنسان: كرع في الماء إذا شرب بفيه خاض أو لم يخض. وهذا مكرع الدواب، وهذه مكارعها. وفي الوادي كرع كثيرٌ وهو ماء السماء لأنه يكرع فيه، فعلٌ بمعنى مفعول. قال ذو الرمة:

بها العين والآرام لا عدّ عندها ... ولا كرعٌ إلا المغارت والرّبل

ومن المجاز: امرأة كرعة: مغليم. وكرعت. إلى الفحل كرعاً: كأنها تمدّ إليه عنقها فعل الكارع طموحاً. ونخلٌ كارعات وكوارع إذا شربت بعروقها. وقال النابغة:

وتسقى إذا ما شئت غير مصرّدٍ ... بزوراء في أكنافها المسك كارع

خائض فيها داخل. وأحبس الكراع في سبيل الله: الخيل. ورأيت في تلك الكراع سواداً وهي ما استدقّ من الحرّة وامتدّ في السهل. وقا الأصمعيّ: إذا سال أنف من الحرّة فهو كراع. وامش في كراع الطريق: في طرفه، وعن النخعيّ: كانوا يكرهون الطّلب في أكارع الأرض: في أطرافها وأقاصيها. ونزا الجندب بكراعيه: برجليه. وقال:

ونفى الجندب الحصى بكراعي ... هـ وأوفى في عوده الحرباء
[كرع] نه: فيه: إنه قال: إن كان عندك ماء بات في شنه وإلا "كرعنا"، كرع في الماء- إذا تناوله بفيه من غير أن يشرب بكفه ولا بإناء كما تشرب البهائم لأنها تدخل فيه أكارعها. ط: أي إن كان عندك ماء فأتنا به وإلا كرعناه. ك: "كرعنا" بفتح راء وكسرها. نه: ومنه: كره "الكرع" في النهر لذلك. ومنه: إن رجلًا سمع قائلًا في سحابة: اسق "كَرَعَ" فلان، أراد موضعًا يجتمع فيه ماء السماء فيسقي صاحبه زرعه، شربت الإبل بالكرع- إذا شربت من ماء الغدير، وقيل: الكرع- بالتحريك: ماء السماء يُكرع فيه. ومنه ح: شربت عنفوانَ "المكْرَع"، أي في أول الماء، وهو مفعل من الكرع، أراد أنه عزّ فشرب صافي الأمر وشرب غيرهُ الكدر. وفي ح النجاشي: فهل ينطلق فيكم "الكرع"، تفسيره في الحديث الدنيء النفس، وهو من الكراع: الأوظفة، ولا واحد له. ومنه ح على: لو أطاعنا أبو بكر فيما أشرنا به عليه من ترك قتال أهل الردة لغلب على هذا الأمر "الكرع" والأعراب، هم السفلة والطغام من الناس. وفيه: حتى بلغ "كراع" الغميم، هو اسم موضع، والكراع: جانب مستطيل من الحرة تشبيهًا بالكراع وهو ما دون الركبة من الساق، والغميم- بالفتح: وادٍ بالحجاز. ومنه ح: عند "كراع" هرشى، موضع بين مكة والمدينة، وكراعها ما استطال من حرقها. وفيه: لا يحبسون إلا "الكراع" والسلاح، هو اسم يجمع الخيل. ج: ومنه: جعله في السلاح و"الكراع"، أي الخيل المربوط للغزو. ك: ومنه: هلك "الكراع"- بضم كاف، قوله: والسماء مثل الزجاج، أي في الصفاء عن الكدورات. نه: وفي ح الحوض: فبدأ الله "بكراع"، أي طرف من ماء الجنة مشبه بالكراع لقلته، وإنه كالكراع من الدابة. وح: لا بأس بالطلب في "أكارع" الأرض، أي في نواحيها وأطرافها تشبيهًا بأكارع الشاة، وهو جمع أكرع جمع كراع. ن: إن دعيتم إلى "كراع" الشاة، وغلطوا من حمله على كراع الغميم. ط: لو دعيت إلى "كراع"، هو مستدق الساق من الغنم والبقر، أي إلى ضيافة كراع غنم، وقيل: هو موضع، والأول مبالغة في القلة والثاني مع البعد. ك: ومنه: ما ينضجون "كراعًا" ولا لهم ضرع ولا زرع، الكراع: ما دون الكعب، أي لا كراع لهم حتى ينضجوا، أو لا كفاية لهم في ترتيب ما يأكلونه، والضرع كناية عن النعم.
(ك ر ع)

كَرِعَتِ الْمَرْأَة كَرَعاً، فَهِيَ كَرِعَةٌ: اغتلمت، وأحبت الْجِمَاع.

والكُرَاعُ من الْإِنْسَان: مَا دون الرّكْبَة إِلَى الكعب. وَمن الدَّوَابّ: مَا دون الكعب. أُنْثَى، وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ مِمَّا يؤنث وَيذكر، قَالَ: وَلم يعرف الأصمعيّ التَّذْكِير. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: هُوَ مُذَكّر لَا غير. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما كرَاع، فان الْوَجْه فِيهِ ترك الصّرْف، وَمن الْعَرَب من يصرفهُ، يشبه بِذِرَاع، وَهُوَ اخبث الْوَجْهَيْنِ. يَعْنِي أَن الْوَجْه إِذا سمي بِهِ: أَلا يصرف لِأَنَّهُ مؤنث، سمي بِهِ مُذَكّر. وَالْجمع أكرع. وأكارِع جمع الْجمع. وَأما سِيبَوَيْهٍ فَإِنَّهُ جعله مِمَّا كسر على مَا لَا يكسر عَلَيْهِ مثله، فِرَارًا من جمع الْجمع، وَقد يكسر على كِرْعان.

والكُرَاع من الْبَقر وَالْغنم: بِمَنْزِلَة الوظيف من الْخَيل وَالْإِبِل، وَالْبِغَال، وَالْحمير.

وكَرَعَه: أصَاب كُراعَه. وكَرِعَ كَرَعا: شكا كُرَاعَهُ. وَيُقَال للضعيف الوادع: فلَان مَا ينضج الكُرَاع.

والكَرَع: دقة الأكارِع والأذرع، طَوِيلَة كَانَت أَو قَصِيرَة. كَرِعَ كَرَعا، وَهُوَ أكْرَع. والكَرَع أَيْضا: دقة السَّاق، وَقيل: دقة مقدمها، وَالْفِعْل كالفعل، وَالصّفة كالصفة.

وتَكَرَّع للصَّلَاة: غسل أكارِعَه. وَعم بَعضهم بِهِ الْــوضُوء.

وكُرَاعا الجندب: رِجْلَاهُ. وكُراعُ الأَرْض: ناحيتها. والكُراع: كل أنف سَالَ، فَتقدم من جبل أَو حرَّة. وكُرَاع كل شَيْء: طرفه. وَالْجمع فِي هَذَا كُله: كِرْعان، وأكارِع. والكُرَاع: اسْم يجمع الْخَيل. والكُراع: السِّلَاح. وَقيل: هُوَ اسْم يجمع الْخَيل وَالسِّلَاح.

والكَرَاع، والكُراع: مَاء السَّمَاء. وَقيل: الَّذِي تخوضه الْمَاشِيَة بأكارعها.

وكل خائض مَاء: كارِع، شرب أَو لم يشرب.

وكَرَع فِي المَاء يَكْرَع كُرُوعا وكَرْعا: تنَاوله بِفِيهِ من غير إِنَاء. وَقيل: هُوَ أَن يدْخل النَّهر، ثمَّ يشرب. وَقيل: هُوَ أَن يصوب رَأسه فِي المَاء وَإِن لم يشرب.

وأكْرَعُوا: أَصَابُوا الكَرَع فأوردوا.

والكارِعات والمُكْرَعات: النّخل الَّتِي على المَاء. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الَّتِي لَا يُفَارق المَاء أُصُولهَا، وَأنْشد:

أوِ المُكْرَعات من نخيلِ ابنِ يامِنٍ ... دُوَيْنَ الصَّفا اللَّاتِي يَلِينَ المُشَقَّرَا

قَالَ: والمُكْرَعاتُ أَيْضا: النّخل الْقَرِيبَة من الْمحل. قَالَ: والمُكْرَعاتُ أَيْضا من النّخل: الَّتِي أُكْرِعَت فِي المَاء. وَقَالَ: والمُكْرَعات أَيْضا: الْإِبِل تدنى من الْبيُوت، لتدفأ بالدخان. وَفِي " المُصَنَّف ": المُكربات. وَأنْشد أَبُو حنيفَة:

فَلا تَنْزِلْ بجَعْدِىٍّ إذَا مَا ... تَرَدَّى المُكْرَعاتُ من الدُّخان

وكَرَعُ النَّاس: سفلتهم.

وكُراع الغميم: مَوضِع.

وَابْن كُراع: من فرسَان الْعَرَب وشعرائهم. كُراع: اسْم أمه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من الْقسم الَّذِي يَقع فِيهِ النّسَب إِلَى الثَّانِي، لأنَّ تعرفه إِنَّمَا هُوَ بِهِ، كَابْن الزبير، وَأبي دعْلج.

وَأما الكَرَّاعة الَّتِي تلفظ بهَا الْعَامَّة، فكلمة مُوَلَّدة. 

كرع: كَرِعَت المرأَةُ كَرَعاً، فهي كَرِعةٌ: اغْتَلَمَتْ وأَحَبَّتِ

الجِماعَ. وجارية كرِعةٌ: مِغْلِيمٌ، ورجل كَرِعٌ، وقد كَرِعَتْ إِلى

الفحْلِ كَرَعاً.

والكُراعُ من الإِنسان: ما دون الركبة إِلى الكعب، ومن الدوابِّ: ما دون

الكَعْبِ، أُنْثَى. يقال: هذه كُراعٌ وهو الوظيف؛ قال ابن بري: وهو من

ذواتِ الحافِرِ ما دُونَ الرُّسْغِ، قال: وقد يُسْتَعْمَلُ الكُراعُ أَيضاً

للإِبل كما استعمل في ذوات الحافر؛ قالت الخنساءُ

(* قوله« قالت

الخنساء» كذا بالأصل هنا، ومر في مادة كوس: قالت عمرة أُخت العباس بن مرداس

وأمها الخنساء ترثي أخاها وتذكر أنه كان يعرقب الابل: فظلت تكوس على إلخ): فقامَتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ

ثلاثٍ، وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبا

فجعلت لها أَكارِعَ أَربعاً، وهو الصحيح عند أَهل اللغة في ذوات

الأَربع، قال: ولا يكون الكراع في الرِّجل دون اليد إِلا في الإِنسان خاصّة،

وأَما ما سواه فيكون في اليدين والرجلين، وقال اللحياني: هما مما يؤنث

ويذكر، قال: ولم يعرف الأَصمعي التذكير، وقال مرة أُخرى: هو مذكر لا غير، وقال

سيبويه: أَما كُراعٌ فإِن الوجه فيه ترك الصرْف، ومن العرب من يصرفه

يشبهه بذراع، وهو أَخبث الوجهين، يعني أَن الوجه إِذا سمي به أَن لا يصرف

لأَنه مؤنث سمي به مذكر، والجمع أَكْرُعٌ، وأَكارِعُ جمع الجمع، وأَما

سيبويه فإِنه جعله مما كسر على ما لا يكسّر عليه مثلُه فِراراً من جمع الجمع،

وقد يكسر على كِرْعانٍ. والكُراعُ من البقر والغنم: بمنزلة الوَظِيفِ من

الخيل والإِبل والحُمُرِ وهو مُسْتدَقُّ الساقِ العاري من اللحم، يذكر

ويؤنث، والجمع أَكْرُعٌ ثم أَكارِعُ. وفي المثل: أُعْطِيَ العبدُ كُراعاً

فطلَب ذِرعاً، لأَن الذراع في اليد وهو أَفضل من الكُراع في الرجْلِ.

وكَرَعَه: أَصابَ كُراعَه. وكَرِعَ كَرَعاً: شَكا كُراعَه. ويقال للضعيف

الدِّفاعِ: فلان ما يُنْضجُ الكُراعَ. والكَرَعُ: دِقَّةُ الأَكارِعِ،

طويلةً كانت أَو قصيرةً، كَرِعَ كَرَعاً، وهو أَكْرَعُ، وفيه كَرَعٌ أَي

دِقَّةٌ. والكَرَعُ أَيضاً: دِقَّةُ الساقِ، وقيل: دقة مُقَدَّمِها وهو

أَكْرعُ، والفِعْلُ كالفِعْلِ والصِّفةُ كالصِّفةِ. وفي حديث الحوض:

فَبَدَأَ الله بكُراعٍ أي طرَفٍ من ماءِ الجنةِ مُشَبَّهٍ بالكراع لقلته، وإِنه

كالكُراعِ من الدابة.

وتَكَرَّعَ للصلاة: غَسَل أَكارِعَه، وعمّ بعضهم به الــوضوء. قال

الأَزهري: تَطَهَّرَ الغلام وتَكَرَّعَ وتَمكَّنَ إِذا تطهر للصلاة.

وكُراعاً الجُنْدَبِ: رجلاه؛ ومنه قول أَبي زبيد:

ونَفَى الجُنْدَبُ الحَصى بِكُراعَيْـ

ـه، وأوْفَى في عُودِه الحِرْباءُ

وكُراعُ الأَرض: ناحِيَتُها. وأَكارِعُ الأَرض: أَطْرافُها القاصِيةُ،

شبهت بأَكارِعِ الشاء وهي قوائمُها. وفي حديث النخعي: لا بأْس بالطَّلَبِ

في أَكارِعِ الأَرض أَي نواحيها وأَطْرافِها. والكُراعُ: كلُّ أَنف سالَ

فتقدم من جبل أَو حَرّةٍ. وكُراع كلِّ شيء: طَرَفُه، والجمع في هذا كله

كِرْعانٌ وأَكارِعُ. وقال الأَصمعي: العُنُقُ من الحَرّة يمتدّ؛ قال عوف بن

الأَحوص:

أَلم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِي،

كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ؟

وقيل: الكُراعُ ركن من الجبل يَعْرِضُ في الطريق. ويقال: أَكْرَعَكَ

الصيْدُ وأَخْطَبَكَ وأَصْقَبَك وأَقْنى لكَ بمعنى أَمْكَنَكَ. وكَرِعَ

الرجلُ بِطِيبٍ فَصاكَ به أَي لَصِقَ به. والكُراعُ: اسم يجمع الخيل.

والكُراعُ: السلاحُ، وقيل: هو اسم يجمع الخيل والسلاح.

وأَكْرَعَ القومُ إِذا صَبَّتْ عليهم السماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حتى

يَسْقُوا إِبلهم من ماء السماء، والعرب تقول لماء السماء إِذا اجتمع في

غَدِيرٍ أَو مَساكٍ: كَرَعٌ. وقد شَرِبْنا الكَرَعَ وأَرْوَيْنا نَعَمَنا

بالكَرَعِ. والكَرَعُ. والكُراعُ: ماء السماء يُكْرَعُ فيه. ومنه حديث

معاوية: شربت عُنْفُوانَ المكْرَعِ أَي في أَوّلِ الماءِ، وهو مَفْعَلٌ من

الكَرَعِ، أَراد به عَزَّ فَشَرِبَ صافِيَ الماء وشرب غيره الكَدِرَ؛ قال

الراعي يصف إِبلاً وراعِيَها بالرِّفْقِ في رِعايةِ الإِبلِ، ونسبه

الجوهري لابن الرّقاع:

يَسُنُّها آبِلٌ، ما إِنْ يُجَزِّئُها

جَزْأً شَديداً، وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا

وقيل: هو الذي تَخُوضُه الماشِيةُ بأَكارِعِها. وكل خائِضِ ماءٍ كارِعٌ،

شرِبَ أَو لم يشرب. والكَرّاعُ: الذي يسقي ماله بالكَرَعِ وهو ماء

السماء. وفي الحديث: أَنّ رجلاً سمع قائلاً يقول في سَحابة: اسق كَرَعَ فلان،

قال: أَراد موضعاً يجتمع فيه ماءُ السماء فيسقي به صاحبه زرعه. ويقال:

شربت الإِبل بالكَرَعِ إِذا شربت من ماءِ الغَدِيرِ.

وكَرَعَ في الماء يَكْرَعُ كُرُوعاً وكَرْعاً: تناوله بِفِيه من موضعه

من غير أَن يشرب بِكَفَّيْه ولا بإِناء، وقيل: هو أَن يدخل النهر ثم يشرب،

وقيل: هو أَن يُصَوِّبَ رأْسَه في الماء وإِن لم يشرب. وفي الحديث: أَنه

دخل على رجل من الأَنصار في حائِطه فقال: إِن كان عندك ماءٌ بات في

شَنِّه وإِلا كَرَعْنا؛ كَرَعَ إِذا تناوَلَ الماءَ بِفِيه من موضعه كما تفعل

البهائم لأَنها تدخل أَكارِعَها، وهو الكَرْعُ؛ ومنه حديث عكرمة: كَرِهَ

الكَرْعَ في النهر. وكل شيء شربت منه بنيك من إِناءٍ أَو غيره، فقد

كَرَعْتَ فيه؛ وقال الأَخطل:

يُرْوِي العِطاشَ لَها عَذْبٌ مُقَبَّلُه،

إِذا العِطاشُ على أَمثالِه كَرَعُوا

والكارِعُ: الذي رمى بفمه في الماء. والكَرِيعُ: الذي يشرب بيديه من

النهر إِذا فَقَدَ الإِناء. وكَرَعَ في الإِناء إِذا أَمال نحوه عنقه فشرب

منه؛ وأَنشد للنابغة:

بِصَهْباءَ في أَكْنافِها المِسْك كارِعُ

قال: والكارِعُ الإِنسانُ أَي أَنت المِسْكُ لأَنك أَنت الكارِعُ فيها

المسْكَ. ويقال: اكْرَعْ في هذا الإِناءِ نَفَساً أَو نفسين، وفيه لغة

أُخرى: كَرِع يَكْرَعُ كَرَعاً، وأَكْرَعُوا: أَصابوا الكَرَعَ، وهو ماء

السماء، وأَوْرَدُوا.

والكارِعاتُ والمُكْرِعاتُ: النخل

(* قوله«والمكرعات النخل» هو بكسر

الراء كما في سائر نسخ الصحاح افاده شارح القاموس وعليه يتمشى ما بعده، واما

المكرعات في البيت فضبط بفتح الراء في الأصل ومعجم ياقوت وصرح به في

القاموس حيث قال: وبفتح الراء ما غرس في الماء إلخ.) التي على الماء، وقد

أَكْرَعَتْ وكَرَعَتْ، وهي كارِعةٌ ومُكْرعةٌ؛ قال أَبو حنيفة: هي التي لا

يفارق الماءُ أُصولَها؛ وأَنشد:

أَو المُكْرَعات من نَخِيلِ ابن يامِنٍ،

دُوَيْنَ الصَّفا، اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا

قال: والمُكْرَعاتُ أَيضاً النخل القَرِيبةُ من المَحَلِّ، قال:

والمُكْرَعاتُ أَيضاً من النخل التي أُكْرِعَتْ في الماء؛ قال لبيد يصف نخلاً

نابتاً على الماء:

يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غير صادِرةٍ،

فكلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغْتَمِرُ

قال: والمُكْرَعاتُ أَيضاً الإِبل تُدْنى من البيوت لتَدْفَأَ

بالدُّخانِ، وقيل: هي اللَّواتي تُدْخِلُ رؤوسَها إِلى الصِّلاءِ فَتَسْوَدُّ

أَعْناقُها، وفي المصنف المُكْرَباتُ؛ وأَنشد أَبو حنيفة للأَخطل:

فلا تَنْزلْ بِجَعْدِيٍّ إِذا ما

تَرَدَّى المُكْرعاتُ من الدُّخانِ

وقد جعلت المُكْرِعاتُ هنا النخيل النابتة على الماء.

وكَرَعُ الناس: سَفِلَتُهم. وأَكارِعُ الناسِ: السَّفِلَةُ شُبِّهُوا

بأَكارِعِ الدوابِّ، وهي قوائِمُها. والكَرَّاعُ: الذي يُخادِنُ الكَرَعَ

وهم السَّفِلُ من الناس، يقال للواحد: كَرَعٌ ثم هلم جرّاً. وفي حديث

النجاشي: فهل يَنْطِقُ فيكم الكَرَعُ؟ قال ابن الأَثير: تفسيره في الحديث

الدَّنيءُ النفْسِ. وفي حديث علي: لو أَطاعَنا أَبو بكر فيما أَشَرْنا به

عليه من ترْكِ قِتالِ أَهلِ الرِّدّةِ لَغَلَبَ على هذا الأَمْرِ الكَرَعُ

والأَعْرابُ؛ قال: هم السَّفِلَةُ والطَّعامُ من الناسِ.

وكُراعُ الغَمِيم: موضع معروف بناحية الحجاز. وفي الحديث: خرَج عامَ

الحُدَيْبِيةِ حتى بَلَغَ كُراعَ الغَمِيم، هو اسم موضع بين مكة والمدينة.

وأَبو رِياشٍ سُوَيْدُ بن كُراعَ: من فٌرْسانِ العرب وشعرائهم، وكُراعُ

اسم أُمه لا ينصرف، قال سيبويه: هو من القسم الذي يقع فيه النسب إِلى الثاني

لأَن تَعَرُّفَه إِنما هو به كابن الزُّبَيْرِ وأَبي دَعْلَجٍ، وأَما

الكَرّاعةُ التي تَلْفِظُ بها العامّةُ فكلمة مُوَلَّدة.

كرع
الكَرَعُ، مُحَرَّكَةً: ماءُ السَّمَاءِ يَجْتَمِعُ فِي غَدِيرٍ أَو مَسَاكٍ يُكْرَعُ فِيهِ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، يُقَالُ شَرِبْنَا الكَرَعَ، وأرْوَيْنَا نَعَمَنا بالكَرَع، قالَ الرّاعِي ونَسبه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ لابْنِ الرِّقاعِ يصفٌ ناقَةً وراعِيَها بالرِّفْقِ:
(يُسِيمُهَا آبِلٌ إمّا يُجَزِّئُها ... جَزْءاً طَوِيلاً، وإمّا تَرْتَعِي كَرَعَا)
هَذِه روايَةُ العُبابِ، ورِوايَةُ الصِّحاحِ:
(يَسُنُّها آبلٌ مَا إنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيداً وَمَا إنْ ترتوي كرعا)
والكَرَعُ مِنَ الدَّابَّةِ: قَوائِمُها.
والكَرَعُ: دِقَّةُ السّاقِ، وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: مُقَدَّمِ السَّاقَيْنِ وهُوَ أكْرَعُ، وَقد كَرِعَ.
والكَرَعُ: السَّفِلُ مِنَ النّاسِ، وَفِي حَديثِ النَّجَاشِيِّ: فَهَلْ يَنْطِقُ فيكُم الكَرَعُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: تَفْسِيرُه: الدَّنِئُ النَّفسِ والمَكَانِ، وقالَ فِي حديثِ عَليٍّ: لَو أطَاعَنَا أَبُو بَكْرٍ فيمَا أشَرْنَا عَلَيْهِ منْ تَرْكِ قِتَالِ أهْلِ الرِّدَّةِ، لغَلَبَ على هَذَا الأمْرِ الكَرْعُ والأعْرَابُ، أَي: السِّفْلَةُ والطَّغَامُ من النّاسِ، شُبِّهُوا بكَرَعِ الدّابَّةِ، أَي: قَوائِمِها للوّاحِدِ والجَمْعِ يُقَالُ: رَجُلٌ كَرَعٌ، ورَجُلانِ كَرَعٌ، ورِجالٌ كَرَعٌ.
وَمن المَجَازِ الكَرَعُ: اغْتِلامُ الجَاريَةِ وحُبُّهَا للجِمَاعِ، وهِيَ كَرِعَةٌ، كفَرِحَةٌ: مِغْلِيمٌ وَقد كَرِعَتْ، ورَجُلٌ كَرِعٌ كذلكَ.
وكَرِعَ كَفَرِحَ كَرَعاً: اجْتَزَأ بأكْلِ الكُرَاعِ، بالضَّمِّ وسَيَأتِي مَعْنَاه قَرِيباً.
وكَرِعَ فُلانٌ كَرَعاً: شَكَى كُراعَه.
أَو كَرِعَ كَرَعاً: صارَ دَقيقَ الأكَارِعِ، وليْسَ فِي نَصِّ اللِّسَانِ الأذْرُع طَوِيلَةً كَانَتْ أَو قَصِيرَةً، فهُوَ أكْرَعُ.
وكَرِعَ الرَّجُلُ كَرَعاً: سَفَلَ ودَنُؤَ، وَهُوَ مجازٌ.
وكَرِعَتِ السّاقُ: دَقَّ مُقَدَّمُها، عَن أبي عَمْروٍ.
وكَرِعَتِ السّماءُ: أمْطَرَتْ.
وكَرِع كَرَعاً: سارَ فِي الكُرَاعِ منَ الحَرَّةِ وسَيَأتِي مَعْناهُ.
وكَرِع الرجَّلُ بِطيبٍ فَصَاكَ بهِ، أَي: تَطَيَّبَ بِطِيبٍ فلَصِقَ بهِ.
وكَرِعَت المَرْأةُ إِلَى الرَّجُلِ: اشْتَهَتْ إليهِ، وأحَبَّتِ الجِمَاع فهِيَ كَرِعَةٌ، وَقد تَقدَّم وَهُوَ مجازٌ، قَالَ)
الزَّمَخْشَريُّ: لأنَّها تَمُدُّ إليهِ عُنُقَهَا، فِعْلَ الكارِع طُمُوحاً.
وكَرِعَ فِي الماءِ، أَو فِي الإناءِ، كمَنَعَ وَهُوَ الأكْثَرُ وفيهِ لُغَةٌ ثانِيَةٌ: كَرِعَ، مثل سَمِعَ كَرْعاً، بالفَتْح، وكُرُوعاً، بالضَّمِّ تَنَاوَلَه بفِيهِ من مَوْضِعهِ منْ غَيْرِ أنْ يَشْرَبَ بكَفَّيْهِ وبإناءٍ، وقِيلَ هُوَ أَن يَدْخُلَ النَّهْرَ، ثُمَّ يَشْرَب، وقِيلَ: هوَ أنْ يُصَوِّبَ رَأسَه فِي الماءِ وَإِن لمْ يَشْرَب، وَفِي حَدشيثِ عِكْرمَةَ: أنَّه كَرِهَ الكَرْعَ فِي النَّهْرِ: وكُلُّ شيءٍ شَرِبْتَ منْهُ بفِيك من إناءٍ أَو غَيْرِه فَقَدْ كَرَعْتَ، ويُقَالُ اكْرَعْ فِي هَذَا الإناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ، وقِيلَ: كَرَعَ فِي الإناءِ: إِذا أمالَ نَحْوَه عُنُقَه، فشَرِبَ مِنْهُ، والأصْلُ فيهِ شُرْبُ الدَّوابِّ بفِيها، لأنَّها تُدْخِلُ أكارِعَها فِيهِ، أوْ لَا تَكادُ تَشْرَبُ إلاّ بإدْخَالِها فيهِ.
والكارِعَاتُ: النَّخِيلُ الّتِي على، وَفِي بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ حَوْل المَاء، نَقَله الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيْد، وَهُوَ مجازٌ، كأنَّها شَرِبَتْ بُعُروقِها، قالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على المَاء:
(يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيْرَ صادِرَةٍ ... فكُلُّها كارِعٌ فِي الماءِ مُغْتَمِرُ)
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: كُلُّ خائضِ ماءٍ: كارِعٌ، شَربَ أَو لَمْ يَشْرَبْ.
وقالَ أيْضاً: يُقَالُ رَمَاهُ، أَي الوَحْشَ، فكَرَعَه، كمَنَعَه، إِذا أصَابَ كُراعَهُ.
والكَرّاعُ كشَدَّادٍ: مَنْ يُخَادِنُ، وَفِي بعضِ الأُصُولِ مَن يُحَادِثُ السَّفِلَ منَ النّاسِ.
والكَرّاعُ أيْضاً مَنْ يَسْقى مالَه بالكَرَعِ، أَي بماءِ السَّمَاءِ فِي الغُدْرانِ.
والكَرِيعُ، كأمِيرٍ: الشّارِبُ منَ النَّهْرِ بيَدَيْهِ إِذا فَقَدَ الإناءَ، قالَهُ أَبُو عَمْروٍ، وأمّا الكارِعُ: فهُو الّذِي رَمَى بفَمِه فِي الماءِ.
والكُرَاعُ كغُرَابٍ، مِنَ البَقَر والغَنَمِ: بمَنْزِلَةِ الوَظِيفِ منَ الفَرَسِ، وهُوَ مُسْتَدِقُّ السّاقِ العَارِي عَنِ اللَّحْمِ، كَمَا فِي العُباب، وَفِي الصِّحاحِ: بمَنْزِلَةِ الوَظيفِ فِي الفَرَسِ والبَعِيرِ، وَفِي المُحْكَمِ: الكُرَاعُ من الإنْسَانِ: مَا دُونَ الرُّكْبَةِ إِلَى الكَعْبِ، وَمن الدَّوَابّ: مَا دون الكعب وقالَ ابنُ بَرِّيِّ: وهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الحافِرِ: مَا دُونَ الرُّسْغ، قالَ: وَقد يُسْتَعْمَلُ الكُرَاعُ أيْضاً للإبِلِ، كَمَا اسْتُعْمِلَ فِي ذَواتِ الحافِرِ، كَمَا فِي شِعْر الخَنْسَاءِ.
(فظَلَّت تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ وكانَ لَها أرْبَعُ)
وَقَالَت عَمْرَةُ أختُ العبّاس بن مِرْدَاسٍ رضيَ الله عَنهُ وأُمها الخنساءُ ترثِي أخاها
(فقامَتْ تَكُوسُ على أكْرُعٍ ... ثلاثٍ، وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبَا)
فجَعَلتْ لَهَا أكارِعَ أرْبعَةً، وَهُوَ الصِّحيحُ عندَ أهْلِ اللغَةِ فِي ذواتِ الأرْبَعِ، قالَ: وَلَا يَكُونُ الكُرَاعُ)
فِي الرِّجْلِ دُونَ اليَدِ إلاّ فِي الإنْسَانِ خاصَّةً، وأمّا مَا سِوَاه فيَكُونُ فِي اليَدَيْنِ والرِّجْلَينِ، وقالَ اللِّحْيَانِيِّ: هُمَا ممّا يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، قَالَ: ولمْ يَعْرِف الأصْمَعِيُّ التَّذْكِيرَ، وقالَ مَرَّةً أُخْرَى: وَهُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، وقالَ سِيَبَوْيه: وأمّا كُراعُ فإنّ الوَجْهَ فيهِ تَرْكُ الصَّرفِ، ومنَ العَرَبِ مَنْ يَصْرِفُه، يُشَبِّهُه بذِراعٍ، وَهُوَ أخْبَثُ الوَجْهَينِ، يَعْنِي أنَّ الوَجْهَ إِذا سُمِّيَ بهِ أنْ لَا يُصْرَفَ، لأنَّه مُؤَنَّثٌ. سُمِّيَ بِهِ مُذَكَّرٌ، وَفِي الحَدِيثِ: لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُراعٍ لأجَبْتُ، وَلَو أُهْدِيَ إليَّ كُرَاعٌ أَو ذِرَاعٌ لقَبِلْتُ.
وَقَالَ الساجِعُ: يَا نَفْسُ لنْ تُراعِي إنْ قُطِعَتْ كُراعِي إنَّ مَعِي ذِراعِي رَعاكِ خَيْرُ راعِ ج: أكْرُعٌ وَقد تَقَدَّم شاهِدُه فِي قولِ الخَنْساءِ وأكارِعُ وَفِي الصِّحاحِ: ثُمَّ أكارِعُ، كأنَّهُ إشارَةٌ إِلَى أنّه جَمْعُ الجَمْع، وأمّا سِيبَوْيهِ فإنَّه جَعَله مِمّا كُسِّرَ على مَا لَا يُكَسَّرُ عليهُ مِثْلُه، فِراراً من جَمْعِ الجَمْعِ، وَقد يُكَسَّرُ على كِرْعانٍ، والعَامَّةُ تَقولُ: الكَوارِعُ. والكُرَاعُ: أنْفٌ يَتَقدَّمُ منَ الحَرَّةِ أَو منَ الجَبَلِ مُمْتَدٌ سائِلٌ، وَهُوَ مجازٌ، وقيلَ: هُوَ مَا اسْتَدَقَّ منَ الحَرَّةِ وامْتَدَّ فِي السَّهْلِ، وقالَ الأصْمَعِيُّ: العُنُقُ من الحَرَّةِ يَمْتَدُّ، نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ، وأنْشَدَ لعَوْفِ بنِ الأحْوَص:
(ألَمْ أظْلِفْ من الشُّعَراءِ عِرْضِي ... كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُرَاعِ)
وقالَ غيرُه: الكُرَاعُ: رُكْنٌ من الجَبَلِ يَعْرِضُ فِي الطَّرِيقِ ج: كِرْعانٌ، كغِرْبانٍ.
والكُرَاعُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ: طَرَفُه، والجَمْعُ: كِرعانٌ، وأكارِعُ.
والكُرَاعُ اسمٌ يَجْمَعُ الخَيْلَ والسّلاح وهوَ مجازٌ.
وكُراعُ الغَمِيمِ: ع، على ثَلاثَةِ أمْيَال منْ عُسْفَانَ والغَمِيمُ: وادٍ أُضِيفَ إليهِ الكُرَاعُ كَمَا فِي العُبابِ.
وأكْرُعُ الجَوْزَاءِ: أواخِرُها قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:
(حَتّى استَمَرَّتْ إِلَى الجَوْزَاءِ أكْرُعُها ... واسْتَنْفَرَتْ رِيحُهَا قاعَ الأعَاصِيرِ)
وَمن المَجَازِ أكارِعُ الأرضِ: أطْرَافُهَا القاصِيَةُ، شُبِّهَت بأكارِعِ الشّاءِ، والواحِدُ كُرَاعٌ، ومِنْهُ حَدِيثُ)
النَّخَعِيِّ: لَا بَأسَ بالطَّلَبِ فِي أكارِعِ الأرْضِ أَي: نَواحِيها وأطْرَافِهَا.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ أكْرَعَك الصَّيْدُ وأخْطَبَكَ، وأصْقَبَكَ، وأقْنَى لكَ: بمَعْنَى أمْكَنَك.
قالَ: والمُكْرِعاتُ من الإبِل بكسرِ الرَّاء: اللَّواتِي تُدْخِلُ رُؤُوسَها إِلَى الصِّلاءِ، فتَسْوَدُّ أعْنَاقُهَا وَفِي المُصَنَّفِ لأبي عُبَيْدٍ: هِيَ المُكْرَباتُ، وقالَ غيرُه: هيَ الّتِي تُدْنَى إِلَى البُيُوتِ لتَدْفَأَ بالدُّخانِ، وأنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ للأخْطَلِ:
(فَلَا تَنْزِلْ بجَعْدِيٍّ إِذا مَا ... تَرَدَّى المُكْرَعاتُ مِنَ الدُّخانِ)
والمُكْرَعاتُ بفتحِ الراءِ: مَا غُرِسَ فِي الماءِ منَ النَّخِيلِ وغَيْرِها ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيدٍ: الكارِعاتُ والمُكْرَعاتُ: النَّخِيلُ الّتِي على الماءِ، قالَ: وهِيَ الشَّوارِعُ، ووُجِدَ هَكَذَا بكَسْرِ الرّاءِ فِي سائِر نُسَخِ الصِّحاحِ وقدْ أكْرَعَتْ، وهيَ كارِعَةٌ ومُكْرِعَةٌ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ الّتِي لَا يُفَارِقُ الماءُ أُصُولَهَا وأنْشَدَ:
(أَو المُكْرَعاتُ من نَخِيلِ ابنِ يامنٍ ... دُوَيْنَ الصَّفا اللائِي يَلينَ المُشَقَّرَا)
وَفِي العُبابِ: هُوَ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ يُشَبِّهُ الظَّعْنَ بالنَّخِيلِ.
وفَرَسٌ مُكْرَعُ القَوَائِمِ، كمُكْرَم: شَدِيدُها قالَ أَبُو النَّجْمِ: أحْقبُ مَجْلُوزٌ شَوَاهُ مُكْرَعُ وقالَ الخَليلُ: تَكَرَّعَ الرَّجُلُ، أَي: تَوضَّأَ للصلاةِ، لأنَّهُ أمَرَّ الماءَ على أكارِعِه، أَي: أطْرافِهِ وقالَ الأزهَرِيُّ: تَطَهَّرَ الغُلامُ، وتَكَرَّعَ، وتَمَكَّنَ: إِذا تَطَهَّرَ للصَّلاةِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقَالُ للضَّعِيفِ الدِّفَاعِ: فُلانٌ مَا يُنْضِجُ الكُرَاعَ.
والكُرَاعُ بالضَّمِّ نُبْذَةٌ من ماءِ السَّماءِ فِي المَساكاتِ، وهُوَ مَجَازٌ، مُشَبَّهُ بكُراعِ الدَّابَّةِ فِي قِلَّتِه.
وكُرَاعا الجُنْدُبَ: رِجْلاهُ، وهوَ مجازٌ، وَمِنْه قَوْلُ أبي زُبَيْدٍ:
(ونَفَى الجُنْدبُ الحَصَى بكُرَاعَي ... هِ وأوْفَى فِي عُودِه الحِرْباءُ) وكُراعُ الأرْضِ: ناحِيَتُها.
وأكْرَعَ القَوْمُ: إِذا صَبَّتْ عليهمُ السَّماءُ، فاسْتَنْقَعَ الماءُ حَتَّى يَسْقُوا إبِلَهُمْ مِنْهُ، وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ شرِبْتُ عُنْفُوانَ المَكْرَعِ، هُوَ مَفْعَلٌ من الكَرْعِ، أرادَ بهِ: عَزَّ فشَرِبَ صافِيَ الأمْرِ وشَرِبَ غَيْرُه منَ الكَدَرِ، وقالَ الحُوَيْدِرَةُ:)
(وَإِذا تُنازِعُكَ الحَديثَ رَأيْتَها ... حَسَناً تَبَسُّمُها لَذيذَ المَكْرَعِ)
وقَرَأتُ فِي المُفَضَّليّاتِ: قالَ: المَكْرَع: تَقْبيلُه إِيَّاهَا، أخذَه من قَوْلِكَ: كَرَعْتُ فِي المَاء، ويُرْوَى لَذِيذَ المَشْرَعِ.
وقالَ أحمَدُ بنُ عُبَيْدٍ: المَكْرَعُ: مَا يَكْرَعُ منْ رِيقِها، قَالَ: لَذِيذَ المَكْرَع، فنقَلَ الفِعْلَ، وأقَرَّهُ على الثّانِي، فتَرَكَه مُذَكَّراً، ولَيْسَ هُوَ الأصْلُ، لأنّكَ إِلَى نَقَلْتَ الفِعْلَ إِلَى الأوّلِ أضَفْتَ وأجْرَيْتَه على الأوَّلِ فِي تأْنِيثِه وتَذْكِيرِه وتَثْنِيَتِهِ وجَمْعِه، ورُبَّمَا أقَرُّوه على الثّاني، وهُوَ قَليلٌ، فتَقُولُ إِذا أجْرَيتَ المَنْقُولَ على الثاّني وأقْرَرْتَه لَهُ: مَرَرْتُ بامْرَأةٍ كَرِيم الأبِ.
والكَرَعُ مُحَرَّكَةً: الّذِي تَخُوضُهُ الماشِيَةُ بأكارِعِها.
وأكْرَعُوا: أصابُوا الكَرَعَ.
والمُكْرَعاتُ: النَّخْلُ القَرِيبَةُ من البَيُوتِ.
وأكارِعُ النّاسِ: السَّفِلَةُ، شُبِّهُوا بأكارِعِ الدّوابِّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَأَبُو رِياشٍ سُوَيْدُ بنُ كُراعَ: منْ فُرْسانِ العَرَبِ وشُعَرائِهِم، وكُرَاعُ: اسمُ أمِّهِ لَا ينْصَرِفُ، واسمُ أبيهِ عَمْروٌ، وَقيل: سَلَمَةُ العُكْلِيُّ، قالَ سِيَبَويهِ: وهُوَ من القِسْمِ الّذِي يَقَعُ فيهِ النَّسَبُ إِلَى الثّانِي، لأنَّ تَعَرُّفَهُ إنّما هُوَ بهِ، كابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأبي دَعْلَجٍ.
قالَ ابنُ دُرَيدٍ: وأمّا الكَرَّاعَةُ بالتَّشْدِيدِ الّتِي تَلْفِظُ بهَا العامَّةُ فكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ.
والكَوارِعُ من النَّخِيلِ: الكارِعاتُ.
وفَرَسٌ أكْرَعُ: دَقِيقُ القَوائِمِ، وَهِي كَرْعاءُ.
وكَرَّعَ فِي الماءِ تَكْرِيعاً، ككَرِعَ.
وذَا مَكْرَعُ الدّوابِّ، ومَكارِعُها.
ويَوْمُ الأكارِعِ: هُوَ يومُ النَّفْرِ الأوَّلِ.

كوع

كوع



كُوعٌ The extremity of the radius, or bone of the fore-arm, next the thumb: (S, Msb, K:) or the protuberance formed thereby.
(كوع) فلَان كوعا عظم كوعه ويبس رسغه وَأَقْبَلت إِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى فَهُوَ أكوع وَهِي كوعاء
كوع: كوّع: اتكأ، استند إلى، ارتفق (بوشر).
كوع: مرفق وجمعه كيعان (بوشر، همبرت 4).
مكاوع: (اسم جمع): Pedes saitatorii gryllorum ( نيبور ب 38).
ك و ع

رجل أكوع، وبه كوع وهو خروج الكوع. وفلان لا يفرق بين الكوع والكرسوع، الكوع: من ناحية الإبهام، والكرسوع: من ناحية الخنصر.
(ك و ع) : (الْكَوَعُ) أَنْ يَعْظُمَ الْكُوعُ وَهُوَ طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ وَقِيلَ الْتِوَاؤُهُ وَقِيلَ يُبْسٌ فِي الرُّسْغَيْنِ وَإِقْبَالُ إحْدَى الْيَدَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى.

كوع


كَوِعَ(n. ac. كَوَع)
a. Had prominent wristbones.

كَوَّعَ
a. [acc. & Bi], Broke the wrist of .... with ( the
sword ).
b. [ coll. ], Stanched, stopped the
bleeding of ( a wounded limb ).
تَكَوَّعَa. Was dislocated (hand).
b. [ coll. ], Pass. of
II (b).
كَاعa. see 3
كُوْع (pl.
أَكْوَاْع)
a. Wrist-bone. —
b. [ coll. ], Elbow.
أَكْوَع [] (pl.
كُوْع)
a. Broken-wristed.
ك و ع: (الْكُوعُ) وَ (الْكَاعُ) طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ. وَ (كَاعَ) عَنِ الشَّيْءِ مِنْ بَابِ بَاعَ وَيَكَاعُ أَيْضًا لُغَةٌ فِي (كَعَّ) عَنْهُ يَكِعُّ بِالْكَسْرِ إِذَا هَابَهُ وَجَبُنَ عَنْهُ. 
[كوع] الكوعُ والكاعُ: طرف الزَنْد الذي يلي الإبهام. يقال: " أحمقُ يَمْتَخِطُ بكوعه ". والأَكْوَعُ: المعوجُّ الكوع. وامرأة كوعاء بينة الكوع. وكاع الكلبُ يَكوعُ، أي مشى على كوعه في الرَمل من شدَّة الحر.
كوع
الكَوْعُ والكَاعُ: طَرَفا الزَّنْدَيْنِ في الذِّراع، فالكُوْعُ يَلي الإِبْهَام، والكَاعُ يَلي الخِنْصِرَ، كالكُرْ سُوْع. فإذا عَظُمَ قيل: رَجُلٌ أَكْوَعُ، والمَصْدَرُ: الكَوَعُ. والكَوَعُ - أيضاً -: يُبْسٌ في الرُّسْغَيْنِ وإقْبالُ احدى اليَدَيْنِ على الأُخْرى. وكَاعَ العَقِيْرُ: كَاسَ. وتَكَوَّعَ في الشَّوْك: مَالَ على هذه الرِّجْلِ مَرَّةً وعلى هذه أخْرى. وكَوَّعْتُه: شِبْهُ أشْلَلْتُه. والأكْوَعُ: اسْمُ رَجُلٍ.
[كوع] فيه: فسحروه "فتكوعت" أصابعه، الكوع بالحركة أن يعوج اليد من قبل الكوع، وهو رأس اليد مما يلي الإبهام، والكرسوع رأسه مما يلي الخنصر، كوعت يده وتكوعت وكوعه: صير أكواعه معوجة. در: والرجل أكوع. ج: غسلهما إلى الكوعين، هو موصل ما بين الزند والكف. ش: والمكاع كالكوع. نه: وفي ح سلمة: يا ثكلته أمه "أكوعه" بكرة، أي أنت الأكوع الذي كان يتعبنا من بكرة اليوم لأنه كان أول ما لحقهم صاح بهم: أنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع، فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا: أنت الذي كنت معنا بكرة، قال: نعم، أنا أكوعك بكرة، الزمخشري: قال المشربكرة أكوعه، يعنون أن سلمة بكر أبيه الأكوع. ن: أكوعه برفع عين، وبكرة- بالنصب بلا تنوين، لأنه أراد معينة.
(ك وع)

الكاعُ والكُوعُ: طرف الزَّنْد الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام. وَقيل: هُوَ من الْإِبْهَام إِلَى الزند. وَقيل: هما طرفا الزندين فِي الذِّرَاع.

والكُوعُ: الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام.

والكَاعُ: الَّذِي يَلِي الْخِنْصر وَجَمعهَا أكوَاعٌ.

وَرجل أكْوَعُ: عَظِيم الكُوع، وَقد كَوعَ كَوَعا. وكَوَّعَه: ضربه وصيره معوج الأكْوَاعِ.

وكاعَ الْكَلْب يَكُوعُ: مَشى فِي الرمل وتمايل على كُوعِهِ.

وكاعَ كَوْعا: عُقِر فَمشى على كُوعه لِأَنَّهُ لَا يقدر على الْقيام.

والكَوَعُ: يبس الرسغين وإقبال إِحْدَى الْيَدَيْنِ على الْأُخْرَى.

وبعير أكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ: يَابسا الرسغين.

والأكُوَعُ: اسْم رجل.
ك و ع : الْكُوعُ طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ وَالْجَمْعُ أَكْوَاعٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَالْكَاعُ لُغَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْكُوعُ طَرَفُ الْعَظْمِ الَّذِي يَلِي رُسْغَ الْيَدِ الْمُحَاذِيَ لِلْإِبْهَامِ وَهُمَا عَظْمَاتُ مُتَلَاصِقَانِ فِي السَّاعِدِ أَحَدُهُمَا أَدَقُّ مِنْ الْآخَرِ وَطَرَفَاهُمَا يَلْتَقِيَانِ عِنْدَ مَفْصِلِ الْكَفِّ فَاَلَّذِي يَلِي الْخِنْصِرَ يُقَالُ لَهُ الْكُرْسُوعُ وَاَلَّذِي يَلِي الْإِبْهَامَ يُقَالُ لَهُ الْكُوعُ وَهُمَا عَظْمَاتُ سَاعِدِ الذِّرَاعِ وَيُقَالُ فِي الْبَلِيدِ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُوعِ وَالْكُرْسُوعِ وَالْكَوَعُ بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ اعْوِجَاجُ الْكُوعِ وَقِيلَ هُوَ إقْبَالُ الرُّسْغَيْنِ عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ: كَوِعَ كَوَعًا أَقْبَلَتْ إحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى أَوْ عَظُمَ كُوعُهُ فَالرَّجُلُ أَكْوَعُ وَبِهِ لَقَبٌ وَمِنْهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَاسْمُ الْأَكْوَعِ سِنَانٌ وَالْأُنْثَى كَوْعَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ. 
كوع
كوِعَ يَكوَع، كَوَعًا، فهو أكوعُ
• كوِع الشّخصُ:
1 - عظُم كُوعُه.
2 - أقبلت إحدى يديه على الأخرى. 

تكوَّعَ يتكوّع، تكوُّعًا، فهو مُتكوِّع
• تكوَّع الشَّيءُ: اعوجّ "تكوَّع الطريقُ: انحنى ومال- تكوَّعتِ الماسورةُ/ يدُه" ° تكوَّع الرَّجلُ: نام. 

أكْوَعُ [مفرد]: ج كُوعٌ، مؤ كَوْعاءُ، ج مؤ كَوْعات وكُوعٌ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كوِعَ: عظيم الكوع.
2 - من تعوَّجت يدُه من قِبل الكُوع. 

كَوَع [مفرد]: مصدر كوِعَ. 

كُوع [مفرد]: ج أكْواع وكِيعان:
1 - (شر) طرَفُ الزنْدِ، رأس الساعد الذي يلي الإبهام، مذكّر ولا يؤنّث "في
 الــوضوء غسل اليديْن إلى الكوعين" ° لا يَعْرف كُوعَهُ من بُوعه: جاهل بالأمور.
2 - عَطْفة، ثنية "كُوع أُنْبوب/ غليون/ بندقيَّة/ ماسورة". 

كوع: الكاعُ والكُوعُ: طرَفُ الزند الذي يلي أَصلَ الإِبْهامِ، وقيل: هو

من أَصل الإِبهام إِلى الزَّنْدِ، وقيل: هما طرفا الزندين في الذراع

الكوع الذي يلي الإِبهام، والكاعُ: طرَفُ الزند الذي يلي الخِنْصِر، وهو

الكُرْسُوعُ، وجمعها أَكْواعٌ. قال الأصمعي: يقال كاعٌ وكُوعٌ في اليد. ورجل

أَكْوَعُ: عظيمُ الكُوعِ، وقيل مُعْوَجُّه؛ قال الشاعر:

دَواحِسٌ في رُسْغِ عَيْرٍ أَكْوَعا

والمصدر الكَوَعُ، وامرأَة كَوْعاءُ بَيّنةُ الكَوعِ. وفي حديث ابن عمر،

رضي الله عنهما: بعث به أبوه إِلى خيبرَ وقاسمهم الثمرةَ فَسَحَرُوه

فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه؛ الكَوَعُ، بالتحريك: أَن تَعْوَجَّ اليدُ من قِبَلِ

الكُوعِ، وهو رأْس اليد مما يلي الإِبهام، والكُرْسُوعُ رأْسه مما يلي

الخنصر. وقد كَوِعَ كَوَعاً وكَوَّعه: ضربه فصيره مُعَوَّجَ الأَكْواعِ.

ويقال: أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ بكُوعِه. وفي حديث سَلَمةَ بن الأَكْوعِ: يا

ثَكِلَتْه أُمُّه أَكْوَعُه بُكْرَةَ، يعني أَنت الأَكْوَعُ الذي كان قد

تبعنا بُكْرة اليوم لأَنه كان أوَّل ما لحِقَهم صاحَ بهم: أَنا ابن الأَكوع،

واليومُ يومُ الرُّضَّع، فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا:

أَنت الذي كنت معنا بُكْرةَ فقال: نعم أَنا أَكْوَعُك بكرة؛ قال ابن

الأَثير: ورأَيت الزمخشري قد ذكر الحديث هكذا: قال له المشركون بِكْرَةَ

أَكْوَعِه، يعنون أَن سلمةَ بِكْرُ الأَكوع أَبيه، قال: والمروي في الصحيح ما

ذكرناه أَولاً، وتصغير الكاعِ كُوَيْعٌ. والكَوَعُ في الناس: أَن

تَعْوَجَّ الكفّ من قِبَلِ الكُوعِ، وقد تَكَوَّعَتْ يده.

وكاعَ الكلبُ يَكُوعُ:مشَى في الرمل وتَمايَلَ على كُوعِه من شدّة الحر.

وكاعَ كَوْعاً: عُقِرَ فمشى على كوعه لأَنه لا يقدر على القيام، وقيل:

مشى في شِقّ.

والكَوَعُ: يُبْسٌ في الرسْغَيْنِ وإِقْبالُ إِحْدى اليدين على الأُخرى.

بعير أَكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ: يابِسا الرسْغَيْنِ. أَبو زيد:

الأَكْوَعُ اليابِسُ اليدِ من الرسغ الذي أَقبلت يده نحو بطن الذراع، والأَكْوَعُ

من الإِبل: الذي قد أَقبل خفه نحو الوظيف فهو يمشي على رسغه، ولا يكون

الكَوَعُ إِلا في اليدين؛ وقال غيره: الكَوَعُ التواء الكُوعِ. وقال في

ترجمة وكع: الكَوَعُ أَن يُقْبِلَ إِبهامُ الرجْلِ على أَخواتها إِقْبالاً

شديداً حتى يظهر عظم أَصلها، قال: والكَوَعُ في اليد انْقِلابُ الكُوعِ

حتى يزول فترى شخص أَصله خارجاً.

الكسائي: كِعْتُ عن الشيء أَكِيعُ وأَكاعُ لغة في كَعَعْتُ عنه أَكِعُّ

إِذا هِبْتَه وجَبُنْتَ عنه؛ حكاه يعقوب.

والأَكْوَعُ: اسم رجل.

كوع
( {الكَوْعُ: مَشْىُ الكَلْبِ) فِي الرَّمْلِ، وتَمايُلُه (عَلَى} كُوعِه مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ) كَمَا فِي الصِّحاحِ. (و) {الكُوعُ (بالضَّمِّ: طَرَفُ الزَّنْد الَّذِي يَلِى الإِبْهَامَ،} كالكَاعِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيلَ: هُو مِنْ أَصْلِ الإٍ بْهامِ إِلَى الزَّنْدِ، (أَو هُمَا طَرَفَا الزَّنْدَيْنَ فِي الذِّراعِ مِمّا يَلِى الرُّسْغَ) ، قالَ اللَّيْثُ: هكَذَا زَعَمَهُ أَبُو الدُّقَيْشِ، (أَو الكُوعُ: طَرَفُ الزَّنْدِ الّذِي يَلِي الإِبْهَامَ) ، كَمَا مَرَّ عَن الجَوْهَرِيِّ. ( {والكاعُ: طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الخِنْصَرَ، وهَوَ الكُرْسُوعُ) ، وَفِي الأَسِاس: الغَبِىُّ: هُوَ الَّذِي لَا يُفَرِّقُ بينَ} الكُوعِ والكُرْسُوع، الكُوعُ: مِنْ ناحِيَة الإِبْهَامِ، والكُرْسُوعُ: من ناحِيَةِ الخِنْصَرِ. (أَو الكُوعُ: أَخْفَاهُما وأَشَدُّهُما دُرْمَةً) نَقَلَه الصّاغَانِي، قالَ: (والدَّرَمُ) مُحَرَّكَةً: (أًنْ لَا يَظْهَرَ للعَظْمِ حَجْمٌ) . (و) قالَ: (الأَكْوَعُ: العَظِيمُ الكاعِ) وَفِي الصِّحاحِ: المُعْوَجُّ الكُوعِ. وامْرَأَةٌ {كَوْعَاءُ بيِّنًةُ الكَوَعِ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ أَبِي سَعِيد. (و) } الأَكْوَعُ: (مَن أَقْبَلَ رُسْغاهُ عَلَى مَنْكَبَيْهِ، وقَدْ {كَوِعَ، كفَرِحَ) } كوَعاً، وقالَ اللَّيْثُ: {الكَوَعُ: يُبْسٌ فِي الرُّسْغَيْنَ، وإِقْبَالُ إِحْدَى اليَدَيْنِ عَلَى الأُخْرَى، يُقَالُ: بَعِيرٌ} أَكْوَعُ. (و) الأَكْوَعُ: (لَقَبُ سِنَان) بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ قُشَيْرٍ الأَسْلَمِيِّ (جَدِّ الصَّحابِيِّ سَلَمَة بنِ عَمْرِو بنِ سِنَانِ ابنٍ الأَكْوَعِ) ، كُنْيَتُه أَبُو مُسْلِم، وقِيلَ: أَبُو إِياس، بايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، ونَزَلَ الرَّبَذَةَ مُدَّةً، وكانَ شُجَاعاً رامِياً، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قالَ ابْنُه إِياسٌ: " مَا كَذَبَ أَبِي قَطُّ " تُوُفِّيَ بالمَدِينَة سَنَةَ أَرْبَعٍ وسَبْعِينَ، وَهُوَ (القائِلُ يَوْمَ ذِي قَرَدٍ وغَطَفانَ، وهُوَ يَرْمِي:
(خُذْهَا وأَنَا ابنُ {الأَكْوَعْ ... )

(واليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ ... )
وَقد مَرَّ تَفْسِيرُ الرُّضَّعِ فِي " ر ض ع " (} وكَوَّعَهُ بالسَّيْفِ) {تَكْوِيعاً: (ضَرَبَهُ بهِ حَتّى اعْوَجَّتْ أَكْواعُه) . (} وتَكَوَّعَتْ يَدْه: أَصابَهَا الكَوَعُ) ومِنْهُ الحَدِيثُ:! فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه " وَقد تَقَدَّمَ. ومّما يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ: {كاعَ} كَوْعاً: عُقِرَ فمَشَى عَلَى كُوعِه؛ لأَنَّه لَا يَقْدِرُ عَلَى القِيَامِ، وقِيلَ: مَشَى فِي شِقٍّ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ: الأَكْوَعُ: اليابِسُ اليَدِ منَ الرُّسْغِ، الَّذِي أَقْبَلَتْ يَدُه نَحْوَ بَطْنِ الذِّراعِ، ومِنَ الإِبِلِ: الّذِي قَدْ أَقْبَلَ خُفُّه نَحْوَ الوَظيف، فهُوَ يَمْشَى عَلَى رُسْغِه، وَلَا يَكُوُن {الكَوَعُ إلاّ فِي اليَدَيْنَ. وَفِي التَّهْذِيبِ - فِي تَرْجَمَةِ " وك ع " -[الكَوَعُ] : أَنْ تُقْبِلَ إِبْهَامُ الرِّجْلِ عَلَى أَخَواتِهَا إِقْبَالاً شَدِيداً، حَتّى يَظْهَرَ عَظْمُ أَصْلِهَا قالَ:} والكَوَعُ فِي اليَدِ: انْقِلابُ الكُوعِ حَتّى يَزُولَ، فتَرىَ شَخْصَ أَصْلِه خارِجاً. {والكُوَيْعُ: تَصْغيرُ الكاعِ. ويُقَالُ: أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ} بكُوعهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. {وكاعَ عَن الشَّيْءِ} يَكاعُ، كخَافَ يَخافُ: لُغَةٌ فِي كَعَّ عَنهُ يَكُعُّ، عَنْ يَعْقُوبَ، نَقَلَه عَن الكِسائِيِّ، وهُوَ فِي الصِّحاحِ، والمَعْنَى: هابَهُ وجَبُنَ عَنهُ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي الّذي يَليه اسْتِطْراداً، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه. {وكُوعَةُ بالضمِّ: مَوْضِعٌ، كَمَا فِي التَّكْمِلةِ.

كنف

(كنف) الشَّيْء أحَاط بِهِ
(ك ن ف) : (الْكَنَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ النَّاحِيَةُ وَبِهِ كُنِّيَ (أَبُو كَنَفٍ) الَّذِي طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَغَابَ (وَالْكِنْفُ) بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ النُّونِ وِعَاءٌ يُجْعَلُ فِيهِ أَدَاةُ الرَّاعِي (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (كُنَيْفٌ) مُلِئَ عِلْمًا وَالتَّصْغِيرُ لِلْمَدْحِ (وَالْكَنِيفُ) الْمُسْتَرَاحُ.
ك ن ف: (كَنَفَهُ) حَاطَهُ وَصَانَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الْكَنَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْجَانِبُ. وَ (تَكَنَّفُوهُ) وَ (اكْتَنَفُوهُ) وَ (كَنَّفُوهُ تَكْنِيفًا) أَحَاطُوا بِهِ. وَ (الْكِنْفُ) بِكَسْرِ الْكَافِ وِعَاءٌ تَكُونُ فِيهِ أَدَاةُ الرَّاعِي وَبِتَصْغِيرِهِ جَاءَ الْحَدِيثُ: «كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا» . وَ (الْكَنِيفُ) السَّاتِرُ. وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَذْهَبِ: كَنِيفٌ. 
(كنف)
الكيال كنفا جعل يَدَيْهِ على رَأس الْمِكْيَال يمسك بهما الْكَيْل وَالْقَوْم حبسوا أَمْوَالهم من شدَّة وتضييق عَلَيْهِم وَعَن الشَّيْء عدل فَهُوَ كانف وَيُقَال كنفه عَنهُ حجزه وَالشَّيْء صانه وَحفظه يُقَال فلَان مخذول لَا تكنفه من الله كانفة وَفُلَانًا وبفلان ضمه إِلَيْهِ وَجعله فِي عِيَاله وَيَده جمعهَا وَجعلهَا كالوعاء والكنيف كنفا وكنوفا عمله وَيُقَال كنف الدَّار اتخذ لَهَا كنيفا (مرحاضا) وَالْإِبِل وَالْغنم عمل لَهَا حَظِيرَة يؤويها إِلَيْهَا ليقيها الرّيح وَالْبرد وَيُقَال كنف لإبله
ك ن ف : الْكَنَفُ بِفَتْحَتَيْنِ الْجَانِبُ وَالْجَمْعُ أَكْنَافٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَاكْتَنَفَهُ الْقَوْمُ كَانُوا مِنْهُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً.

وَالْكَنِيفُ الْحَظِيرَةُ وَالْكَنِيفُ السَّاتِرُ وَيُسَمَّى التُّرْسُ كَنِيفًا لِأَنَّهُ يَسْتُرُ صَاحِبَهُ وَقِيلَ لِلْمِرْحَاضِ كَنِيفٌ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ قَاضِيَ الْحَاجَةِ وَالْجَمْعُ كُنُفٌ مِثْلُ نَذِيرٍ وَنُذُرٍ وَالْكِنْفُ وِزَانُ حِمْلٍ وِعَاءٌ يَكُونُ فِيهِ أَدَاةُ الرَّاعِي وَبِتَصْغِيرِهِ أُطْلِقَ عَلَى الشَّخْصِ لِلتَّعْظِيمِ فِي قَوْلِهِ كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا. 
ك ن ف

هو في كنف فلان، وهم في أكناف الحجاز: في نواحيه، وتكنفوه واكتنفوه: أحاطوا به من كل جانب. وكنفته: حفظته. وكانفته: عاونته. وفلان مخذول لا تكنفه من الله كانفة. واتخذ للإبل كنيفاً: حظيرة. قال متمّم:

فعينيّ هلاّ تبكيان لمالك ... إذا أذرت الريح الكنيف المنزّعا

وكنف الكيذال اعلحبّ: جعل يديه على رأس المكيال يمسك بهما المكيل. يقال: كله كيلاً غير مكنوف. وإنه لمكنّف اللحية إذا كانت عظيمة ذات أكنافٍ.

ومن المجاز: حرّك الطائر كنفيه: جناحيه. وتقول: في حفظ الله وكنفه. وعن عمر بن أبي ربيعة: ما علم الله أني طالعت كنف حرامٍ قط. وفي الحديث " كنيف مليء علماً ".

كنف


كَنَفَ(n. ac. كَنْف)
a. Preserved, guarded.
b.
(n. ac.
كَنْف), Enclosed; penned in (cattle).
c. Helped, succoured.
d. ['An], Turned, desisted from.
كَنَّفَa. Enclosed, shut in.

كَاْنَفَأَكْنَفَa. see I (c)
تَكَنَّفَa. Surrounded, encompassed.

إِكْتَنَفَa. see I (b)
& V.
كِنْفa. Bag, wallet.

كَنَف
(pl.
أَكْنَاْف)
a. Side; bank.
b. Guard, keeping, protection; shade.
c. Wing.
d. Breast, bosom.

كَنَفَةa. Side.
b. see 4 (b)
كَاْنِفَةa. Enclosure.
b. Shelter, protection: veil; shield.
c. Intrenchment.

كِنَاْفَة
a. [ coll. ], A kind of pastry.

كَنِيْف
(pl.
كُنْف
كُنُف
10)
a. Covert, shelter.
b. Watercloset.
c. Shield.
d. see 21t (a)
& N. Ac.
كَاْنَفَ
[ ].
N. P.
كَنَّفَa. Enclosed, shut in.

N. Ac.
كَاْنَفَ
a. Help, assistance; protection.

مُكَنَّف اللِّحْيَة
a. Thick-bearded.

كُنْفُث كُنَافِث
a. Short.

كِنْفِرَة
a. Tip of the nose.

كَنْفَلِيل
a. Big, bushy.

كَنْكَث
a. Mould, soil.

كنف

8 اِكْتَنَفَهُ القَوْمُ The people were on his right and left. (Msb.) b2: اِكْتَنَفَهُ It bordered it on either side.

كَنَفٌ Vicinage or neighbourhood, or region or quarter or tract, and shadow or shelter or protection. (K.) b2: كَنَفَا الإِنْسَانِ The man's two sides, right and left. (TA.) كَنُوفٌ

: see قَذُورٌ, in two places.

كَنِيفٌ

: see زِرْبٌ.

كُنَافَةٌ A kind of pastry, resembling vermicelli, made of fine flour and water mixed in such proportions as to compose a thin paste, which is poured into a vessel whose bottom is pierced with numerous small holes: the vessel being then moved circuitously over a large round tray of tinned copper, beneath which is a fire, the paste runs in fine streams, is quickly but slightly baked. and swept off. For eating, it is slightly baked with clarified butter (سمن), and then sweetened with honey, or sometimes with treacle, or sugar. b2: كُنَافَةٌ i. q. Pers\. رِشْتَهْ قَطَائِفْ [Thread katáïf]. (KL.) See إِطْرِيَةٌ.

كَنَفَانِىٌّ A maker or seller of كُنَافَة.

مُكَانِفٌ A she-camel that lies down behind the other camels. (Az, cited in L, art. روح.)
كنف قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا سميت الدِّيَة غِيَراً فِيمَا ترى من غير الْقَتْل لِأَنَّهُ كَانَ يحب القَوَد فَغير القَوَد دِيَة فسميت الدِّيَة غِيراً. وَيبين ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنه قَالَ لعمر فِي الرجل الَّذِي قتل امْرَأَة وَلها أَوْلِيَاء فَعفا بَعضهم فَأَرَادَ عُمَر أَن يَقِيْدَ لمن لم يعف مِنْهُم فَقَالَ [لَهُ -] عَبْد اللَّه: لَو غَيّرت بِالدِّيَةِ كَانَ فِي ذَلِك وَفَاء لهَذَا الَّذِي لم يَعْفُ وَكنت قد أتممت للعافي عَفوه فَقَالَ عُمَر: كنيف ملئ عِلْماً قَوْله: كنيف - هُوَ تَصْغِير الكنف وَهُوَ وعَاء الأداة الَّتِي يعْمل بهَا فشبهه فِي الْعلم بذلك وَإِنَّمَا صغره على وَجه الْمَدْح لَهُ عندنَا كَقَوْل حُباب بْن الْمُنْذر: أَنَا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المرجب منا أَمِير ومنكم أَمِير وَقَوْلهمْ: فلَان صُديقي - وَهُوَ يُرِيد أخص أصدقائي.
[كنف] كنفت الشئ أكنفه، أي حُطْتُهُ وصُنْتُهُ. وأكْنَفْتُهُ، أي أعَنْتُه. والمُكانَفَةُ: المعاونةُ. والكنَفُ بالتحريك: الجانبُ. وكَنَفا الطائرِ: جَناحاه. وكَنَفَةُ الإبل: ناحيتها. قال أبو عبيدة: يقال ناقة كنوف: تبرك في كنفة الابل، مثل القذور، إلا أنها لا تستبعد كما تستبعد القذور. وحكى أبو زيد: شاة كَنْفاءُ، أي حدباء. وتَكَنَّفوهُ واكْتَنَفوهُ، أي أحاطوا به. والتَكْنيفُ مثله، يقال صِلاءٌ مُكَنَّفٌ، أي أحيط به من جوانبه. والكِنْفُ بالكسر: وعاء تكون فيه أداة الراعى، وبتصغيره جاء الحديث: " كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً ". والكَنيفُ: الساتر. ويسمى الترسُ كَنيفاً لأنه يستر. ومنه قيل للمذهب: كَنيفٌ. والكَنيفُ: حظيرة من شجر تُجعَل للإبل. يقال منه: كنفت الابل أكنف وأكنف. واكتنف القوم، إذا اتخذوا كنيفا لابلهم. عن يعقوب. وكنفت عن الشئ، أي عدلت. ومنه قول القطامي: فَصالوا وَصُلْنا واتَّقونا بما كر ليعلم ما فينا عن البيع كانف
كنف
الكَنَفَانِ: الجَنَاحَانِ.
وكَنَفُ الإنسانِ: ناحِيَتَاه.
وكَنَفَه يَكْنُفُه: إذا حَفِظَه ورَعَاه. ولا تَكْنُفه من اللَّهِ كانِفَةٌ. وأكْنَفْتُ الرَّجُلَ إكْنافاً: حَفِظْتُه.
وتَكَنَّفُوه واكْتَنَفُوه من كل جانبٍ: أي احْتَوَشُوه.
وأنْتَ في كَنَفَتي - بالهاء -: أي في كَنَفي.
وأكْنَافُ الجَبَل والوادي: نَوَاحِيْهِما، الواحِدَةُ كَنَفٌ.
وناقَة كَنُوْفٌ: وهي التي إذا أصابَها البَرْدُ اكْتَنَفَتْ في أكْنَافِ الإبل تَتَسَتَرُ من البَرْد. وهي - أيضاً -: التي إذا بَرَكَتِ الإبلُ اعْتَزَلَتْ في ناحِيَةٍ، ومن الغَنَم، كذلك.
والكِنْفُ: وِعَاءٌ طَوِيلٌ يُجْعَلُ فيه أسْقَاطُ النَّجّارِ ونَحْوِه. وقَوْلُ عُمَرَ رضي الله عنه -: كُنَيْفٌ مُلِىءَ عِلْماً هو تَصْغِيْرُ ذلك.
والكَنِيْفُ: معروفٌ. وهُوَ الحَظِيْرَةُ أيضاً، وجَمْعُه كُنُفٌ.
وأهْلُ العِرَاق يُسَمونَ ما أشْرَعُوا من أعالي دُوْرِهم: كَنِيْفاً.
وكُل ما سَتَرَ شَيْئاً فهو كَنِيْفٌ له، حتّى التُّرْس لأنَّه يَسْتُرُ صاحِبَه.
والنَّخْلُ تُقْطَعُ أغصانُه فَتَنْبُتُ فإذا صارَ نَحْوَ الذرَاع يُسَمّى الكَنِيْفَ.
وتُشَبَّهُ اللِّحْيَةُ السَّوْدَاءُ المُلْتَفَّةُ بذلك فيُقال: كأنَّما لِحْيَتُه الكَنِيْفُ.
ويُقال للعَظِيْم اللِّحْيَةِ: إنَّه لَمُكَنَفُ اللِّحْيَةِ، كأنَها العَظِيْمَةُ الأكْنَاف.
وتَرَكْتُ بَني فلانٍ يَكْتَنِفُوْنَ بالغِثَاثِ: وذلك أنْ تَمُوْتَ مَوَاشِيهم من الهُزَال فَيَحْظُروا بالتي ماتَتْ حَوْلَ الأحْيَاءِ التي بَقِيْنَ فَيَسْتُرُونَها من الشَّمَالِ ويَكْنُفُونَها.
وكَنَفَ عن كذا: صَدَفَ عنه.
وكَنَفَ الرَّجُلُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً: وهو أنْ يَجْعَلَ يَدَيْه على رَأس القَفِيْزِ إذا كانَ الطعامَ يُمْسِكُ بهما الطَّعامَ، يُقال: كِلْهُ غَيْرَ مَكْنُوْفٍ.
كنف
كنَفَ يَكْنُف، كَنْفًا، فهو كانف، والمفعول مَكْنوف
• كنَف ولدَه: صانه وحفِظه.
• كنَف اليتيمَ: ضمَّه إليه وجعله في عِياله. 

اكتنفَ يكتنف، اكْتِنافًا، فهو مُكتنِف، والمفعول مُكتنَف
• اكتنف الشَّخصَ: كنَفَه؛ جعله في رعايته "اكتنف ابنَ صديقه: حَضَنَه".
• اكتنف القضيَّةَ: أحاط بها "يكتنف القضيّةَ غموضٌ- اكتنفه القَوْمُ: أحاطوا به وكانوا عنه يَمْنة ويَسْرة" ° اكتنفته المخاوفُ. 

كُنافة [مفرد]: حلوى تُتَّخذ من عجين القمح، تجعل على شكل خيوط دقيقة ويتمُّ إنضاجها بالسّمن في الفرن ونحوه، ثم يضاف إليها السُّكّر المُعْقَد، وأكثر ما تؤكل غالبًا في شهر رمضان. 

كَنْف [مفرد]: مصدر كنَفَ. 

كَنَف [مفرد]: ج أكناف: ناحية أو ظلّ "كنف حزب- في أكنافه- أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنّي مَجَالِسَ يَومَ القِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاًقًا المُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الذَّيِنَ يَأْلَفُونَ وُيُؤْلَفُونَ [حديث] ".
• كنَف الإنسان: حِضْنه، أي العضدان والصدر "في كنف أمِّه- جعله في كنفه" ° عاش في كنفه: أي في رعايته.
 • كنَف الله: سَتْرُه ورحمته وحِرزه "أنت في كنَف الله". 

كَنَفانيّ [مفرد]: صانع الكُنافة وبائعها. 

كَنيف [مفرد]: ج كُنُف: مِرْحاض. 
[كنف] نه: فيه: توضأ فأدخل يده في الإناء "فكنفها" وضرب بالماء وجهه، أي جمعها وجعلها كالكنف وهو الوعاء. ومنه ح عمر: إنه أعطى عياضًا "كنف" الراعي، أي وعاءه الذي يجعل فيه آلته. وح زوجة ابن عمر: لم يفتش لنا "كنفًا"، أي لم يدخل يده معها كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أمرها، وأكثر ما يروي بفتح كاف ونون من الكنف، هو الجانب، تريد أنه لم يقربها. ك: هو بفتحتين: الساتر أو الكنيف، أي لم يضاجعنا حتى يطأ فراشنا أو لم يطعم عندنا حتى يحتاج أن يفتش عن موضع قضاء الحاجة، تريد أنه صوام قوام بالليل. نه: وح عمر لابن مسعود: "كنيف" ملئ علمًا، هو مصغر تعظيم للكنف. وفيه: يدني المؤمن من ربه حتى يضع عليه "كنفه"، أي يستره، وقيل: يرحمه ويلطف به، والكنف- بالتحريك: الجانب والناحية، وهذا تمثيل لجعله تحت ظل رحمته يوم القيامة. ك: هو بفتحتين: الساتر أي تحيط به عنايته التامة وهو من المتشابه، قوله: يقرره، أي يجعله مقرًا به، ويدني المؤمن- بضم ياء وفتح نون، وأما الآخرون- بمد وفتح خاء وكسرها، وبقصر وكسر، أي المدبرون المتأخرون عن الخير، وروى: كتفه- بمثناة. ج: كنف الإنسان: ظله وحماه الذي يأوي إليه الخائف. نه ومنه ح: منزله "بأكناف" نيشة، أي منزلي بنواحيها، جمع كنف. وفي ح الإفك: ما كشفت من "كنف" أنثى، يجوز كونه بالكسر من الأول، وبالفتح من الثاني. ك: بفتح نون أي ثوبها أي ما جامعت امرأة، وروى أنه كان حصورًا، وأن معه مثل الهدبة، وقيل: أي عن حرام. نه: ومنه ح: لا تكن للمسلمين "كانفة"، أي ساترة، وهاؤه للمبالغة. وح: مضوا على شاكلتهم "مكانفين"، أي يكنف بعضهم بعضًا. وح: "فاكتنفته" أنا وصاحبي، أي أحطنا به من جانبيه. ن: أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله. نه: وفي ح الصديق حين استخلف عمر: إنه أشرف من "كنيف" فكلمهم، أيمن سترة، وكل ما ستر من بناء أو حظيرة فهو كنيف. وح: تبيت بين الزرب و"الكنيف"؛ أي موضع يكنفها ويسترها. وفيه: شققن "أكنف" مروطهن، أي أسترها، ويروى بمثلثة- ومر. وفي ح أبي ذر: قال له رجل: ألا أكون لك صاحبًا "أكنف" راعيك وأقتبس منك، أي أعينه وأكون إلى جانبه أو أجعله في كنف وكنفته- إذا قمت بأمره وجعلته في كنفك. ك: كنفته: صنته. وفيه: وضع على سريره "فتكنفه" الناس، أي أحاطوا به، ولم يرعني- بضم راء، أي لم يفزعني ولم يفجأني، وأني كنت كثيرًا- بفتح همزة وكسرها على الاستئناف التعليل أي على ظن الجعل سماعي. ن: "كنفي" كداء، بفتح نون: جانبيه. والناس "كنفه": جانبه. وح: دخل "الكنيف"، - بفتح كاف وكسر نون: الساتر- ومر في الخلاء. وح: قبل أن تتخذ "الكنف"، جمعه. نه: وفيه لا يؤخذ في الصدقة "كنوف"، هي شاة قاصية لا تمشي مع الغنم، ولعله لإتعابها المصدق باعتزالها عن الغنم، وقيل: ناقة كنوف إذا أصابها البرد فهي تستتر بالإبل.
كنف: كنف: كنف الشيء صانه وحفظه وحاطه (المقري 101:1، 19).
كنف: خضع، دان استسلم. (الكالا): Sometersa a otro ser sugeto اكنف ب: أحاط (معجم جغرافيا). تكنّف: صان، وضع فلاناً في حمايته، (المقري 1، 352، 8): حين رأى اورلاندو نفسه مهدداً من جيوش المسلمين عزم على الذهاب إلى بلاط الخليفة دون أن يطلب الأمان من قبل ومعه نحو من عشرين من كبار رجاله فتكنفهم غالب، حاكم مدينة سالي ووضعهم في حمايته.
تكنف: أعتقد أن هذا الفعل يعني في العادة: أحاط، كان يمين الشيء وشماله ففي (معجم مسلم ص35) ورد ذكر الشاعر الذي يصف فرساً سريعة، كأنما تكنّف عطفيها جناحا خَفَيْدد أي كأنما أحاط جنبيها جناحا نعامة، هنا يبدو أن مصنف المعجم يريد أن يشتق من كنف كلمة ترادف الجناح والتزود بأجنحة.
تكانف (اسم جمع): تعاون، تساند (الكامل 7: 645).
انكنف: (انظرها في معجم فوك في مادة providerre) .
اكتنف: احتوى، تضمن، معجم الادريسي، البربرية 601:1، 4).
اكتنف: دعم. سند. (حيان 99): عاقده على القيام بدعوته والاكتناف لدولته.
اكتنف: (انظر في معجم فوك في مادة providere) .
كنف. كنف الإنسان: حضنه أي العضدان والصدر (محيط المحيط) (الحضن والذراعان) (والذراع هنا يمتد من الكتف إلى المرفق بمعناه التشريحي) وأعتقد أن هذا هو المعنى الذي قصد إليه معجم الطرائف: ما كشفت لامرأة كنفاً منذ .. الخ أي لم أكشف حضناً لأي امرأة منذ الخ ... أو (لم أعتقد صلات أو أخالط امرأة) و: ما علم الله أني طالعت كنف حرام قط. إن المصنف هنا يريد من كلمة كنف أن تطابق معناها في اللغة العبرية أي كلمة (كناف) العبرية التي ترادف lacinia vestis باللاتينية التي تعني الرباط الذي يربط الفستان عند الصدر إلاّ إنه لم يحسب حساباً لوجوب إثبات قيام علاقة مع كلمة كنف العربية أولاً وان المرادف العبري واللاتيني لا يتفق وكلمة طالع التي معناها رأي أو تأمل.
كنفاتي: صانع وبائع الكنافة (انظر كنافة في ألف ليلة 678:4، 13).
كنيف وجمعها كنائف: مرحاض (فوك).
كنيف: محاط بسياج (معجم جغرافيا).
كُنافَة (بكسر الكاف في محيط المحيط ص794: نوع من الحلويات المولّدين ج كنافات وصانعها كنافاني وكنافاتي وسكونها عند برجرن وضمها عندلين وبارتون): نوع من الشعرية تصنع من فتائل العجين تقلى بالزبد ويسكب عليها العسل المذاب (انظر برجرن 267، لين عادات 183:1 و218 و118:2 وألف ليلة 243:1 و728:3 وبرتون 380:2 وهرن 34). إن هذه الكلمة، وفقاً للقصص التي وردت في رياض النفوس، وقد استعملت منذ القرن الثاني للهجرة أنظرها في ص21 وص58: إنّي كان عندي شيء من سميد وعسل وزبد فقلت لي نفسي اليوم أعمل كنافة للشيخ وانظر عند (كاباب 78): والكنافة رغائف رقيقة جداً تطبخ ثم يعمل فيها الأفاوية والعسل ألف ليلة 677:4).
كنافاتي وكنافاني: صانع وبائع الكنافة (محيط المحيط).
كنّاف: منظف أقذار المراحيض (فوك، البكري 148، المقري 763، 6 و755:3، 2).
مكنّف: شاسع، بعيد الأطراف (البلدان معجم الجغرافيا).
(كنف) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أَنَّه أَعْطَى عِياضًا كِنْفَ الرَّاعى"
الكِنْفُ: وِعاءٌ طويلٌ يكون فيه آلَةُ الراعى يُدْعى: الزَّنْفِيلِجَةُ .
- وفي حديث إبراهيم : "لا يُؤخَذُ في الصَّدقَةِ كَنُوفٌ"
قال الحَربىُّ: هي القَاصِيَةُ التي لا تَمشى مع الغَنَم.
ولا أدرِى لم لا تُؤخَذُ في الصَّدقَةِ، لعلَّه أرادَ لإتعابِهَا المُصَدِّقَ في إعْزالِها عن الغَنَم.
قال: وأَظنّه الكَشُوف: وهي التي يَضرِبُها الفَحْلُ وهي حامِلٌ، فنهى عن أخْذِها؛ لأنَّها حامِلٌ. وإلاَّ فلا أدْرِى.
وقال غَيرُه: ناقةٌ كَنُوفٌ: يُصِيبُها البَردُ فتَسْتَتِرُ بالِإبلِ والتى تَعْتزِلُ الإبلَ، وتكتَنِفُ في أكْنافِ الإبل إذا بَركَتْ ومن الغَنَم كذلك. قال سيّدُنا حَرسَه الله: لعَلَّ النَهىَ عنه كالنَّهى عن المُشَيَّعَةِ، وهي بمعناه في التأَخُرِّ عن الغَنَم. وإنما نُهى عنها لأنَّها لا تَلحَق الغَنَم في المَشْىِ فلا تلحقُها في الرَّعْى، فتكون مَهزُولةً، والله تعالى أَعْلَمُ. - في الحديث: "يُدنَى المؤمنُ مِن ربّه - عزَّ وجلّ - حتى يضَع عليه كنَفَه "
: أي يَسْتُره، وقيل: يَرحمُه ويبَرُّه.
وقال الإمامُ إسماعيلُ: لم أَرَ أَحَدًا فَسَّرَهُ إلَّا إن كان معناه: يَسْتُرُه مِن الخَلْقِ. وقيل: في رواية: "يَسْتُرُه بِيَدِهِ"
وكَنفَا الإنسانِ: ناحِيَتاه، ومن الطائر: جَنَاحَاه.
- وفي كتاب الشكر لجعفر بن فارس، عن أبي وائل قال: "نَشَرَ الله تعالى كَنَفَه على المُسْلِمِ يوم القِيامَة هكذا، وتَعطَّف بِيدِه وكُمِّهِ "
- ومنه حَديثُ جَرير - رضي الله عنه -: "قال له: أَيْنَ مَنزِلُكَ؟ قال: بِأكْنافِ بِيشَةَ".
: أي نَواحِيهَا.
- وفي الحديث: قال الراجز
وَمذْقةٍ كطُرَّة الخَنيفِ
تَبِيتُ بين الزَّرْبِ والكَنِيفِ
الكَنِيفُ: الموضع الذي يكنُفُها ويَحفَظُها: والبناءُ الذي أُشرِعَ مِن الدَّورِ لِقَضاءِ الحاجَةِ والجُلُوس.
وأصلُ الكَنِيف: السَّاتِر. والتُّرس كَنِيفٌ، وحَظِيرةُ الإبلِ كَنِيفٌ.
- وفي حديث أَبى بكرٍ - رضي الله عنه -: "أنَّه أشْرَفَ من كَنِيفٍ"
: أي سِتْرٍ. قال لبيد:
... ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ
- وفي الحديث : "شقَقْنَ أكَنَفَ مُرُوطِهِنَّ فَاختَمَرْنَ به"
: أي أَصْفَقَها وأَسْتَرَهَا. والكنْفُ من ذلك أيضاً.
باب الكاف والنون والفاء معهما ك ن ف، ك ف ن، ن ك ف، ن ف ك، ف ك ن، ف ن ك كلهن مستعملات

كنف: الكَنَفانِ: الجناحان، قال :

[عنس مذكرة كأن عفاءها] ... سقطان من كَنَفَيْ نعام جافل

وكَنَفا الإنسان: جانباه، [وناحيتا كل شيء: كَنَفاه] . ويقال: كَنَفَهُ الله، أي: رعاه وحفظه. وهو في حفظ الله وكَنَفِه، أي: حرزه [وظله، يَكْنُفُهُ بالكلاءة وحسن الولاية] . والكِنْفُ: وعاء طويل لأسقاط التجار ونحوه. وقالوا: الكنف: الزنفليجة . وقال عمر لابن مسعود: كنيف ملىء علماً. وناقة كَنُوفٌ: وهي التي تكتنف في [أكناف] الإبل من البرد، أي: تستتر. واشتقاق الكَنيف كأنه كُنِفَ في أستر النواحي. وأكْنافُ الجبل أو الوادي: نواحيه، حيث تنضم إليه. الواحد: كَنَفٌ. ويقال للإنسان المخذول: لا تَكْنُفُهُ من الله كانِفةٌ. [أي: لا تحجزه] . وتكَنَّفوه من كل جانب، أي: احتوشوه. والإِكْنافُ: الإعانة.. أكْنَفْته: أعنته.

كفن: كَفَنَ الرجل يَكْفِنُ، أي: يغزل الصوف، قال :

يظل في الشتاء يرعاها ويعمتها ... ويَكْفِنُ الدهر إلا ريث يهتبد

وخالف أبو الدقيش في هذا البيت بعينه. فقال: بل يَكْفِنُ: يختلي الكَفْنة للمراضيع من الشاء. والكَفْنة: شجرة من دق الشجر، صغيرة جعدة، إذا يبست صلبت عيدانها، كأنها قطع شققت عن القنا. وكَفَّنتُ الميت، وكَفَنْتُهُ، فهو مكَفنٌ مكفُونٌ. نكف: النَّكْفُ: تنحيتك الدموع بإصبعك عن خدك، قال :

فبانوا ولولا ما تَذكرُ منهم ... من الخلف لم يُنكَفْ لعينك مدمع

ودرهم مَنْكوفٌ، أي: بهرج رديء. والنَّكَفُ: الاستنكاف. والاستنكافُ عند العامة: الأنفُ. وإنما هو الامتناع، والانقباض عن الشيء حمية وعزة. والنَّكَفَةُ: ما بين اللحيين والعنق من جانبي الحلقوم من قدم من ظاهر وباطن.

نفك: النَّفَكُ: لغة في النكف.

فكن: التَّفَكُّنُ: التلهف على حاجة، أنه يظفر بها ففاتته. قال :

أما جزاء العارف المستيقن ... عندك إلا حاجة التَّفكُّنِ

فنك: فَنَكَ يفْنُكُ فُنُوكاً، إذا لزم مكانه لا يبرح. والفَنِيكان: عظمان ملزقان في الحمامة إذا كسر لم يستمسك بيضها في بطنها حتى تخدجه. والفَنيكانِ من لحي كل ذي لحيين: الطرفان اللذان يتحركان من الماضغ، دون الصدغين. ومن جعل الفَنِيكَ واحداً للإنسان فهو مجمع اللحيين في وسط الذقن.

وفي الحديث: أمرني جبريل أن أتعاهد فنيكيَّ بالماء عند الــوضوء .
الْكَاف وَالنُّون وَالْفَاء

الكنَف والكَنَفة: نَاحيَة الشَّيْء.

وَالْجمع: أكناف.

وَبَنُو فلَان يَكْنُفُون بني فلَان: أَي هم نُزُول فِي ناحيتهم.

وكَنَفُ الرجل: حِضْنُه، يَعْنِي: العَضُدين والصَدر.

وكَنَفُ الله: رَحمته.

واذهب فِي كَنَف الله، وكَنَفَته: أَي فِي حِفْظه وكِلاءَته.

وكَنَف الرجل يكنُفُه، وتَكَنَّفه، واكتنفه: جعله فِي كَنَفه.

وكَنَفه يَكْنُفُه كَنْفا، وأكنفه: حقظه وأعانه. الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَنَفه: ضمَّه إِلَيْهِ وَجعله فِي عَيِّله، وأكنفه: أَتَاهُ فِي حَاجَة فَقَامَ لَهُ بهَا وأعانه عَلَيْهَا. وأكنفه الصَّيْد وَالطير: أَعَانَهُ على تصَيُّدها، وَهُوَ من ذَلِك.

ويُدْعَى على الْإِنْسَان فَيُقَال: لَا تكْنُفْه من الله كانِفةٌ: أَي لَا تحفَظْه.

وانهزموا فَمَا كَانَت لَهُم كانِفة دون الْمنزل أَو الْعَسْكَر: أَي مَوضِع يلجئون إِلَيْهِ، وَلم يفسّره ابْن الْأَعرَابِي.

وتكنَّف الشَّيْء، واكتنفه: صَار حواليه.

والكَنُوف من النوق: الَّتِي تبرك فِي كَنَفة الْإِبِل لتقي نَفسهَا من الرّيح وَالْبرد.

وَقد اكتنفَتْ.

وَقيل: الكَنُوف: الَّتِي تبرُك نَاحيَة من الْإِبِل تسْتَقْبل الرّيح لصحَّتها، والمُكانف: الَّتِي تَبْرك من وَرَاء الْإِبِل، كِلَاهُمَا عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والكنَفَان: الجَنَاحان، قَالَ:

سِقْطان من كنَفَي نَعَام جافل

وكل مَا سُتِر: فقد كُنِف.

والكَنِيف: التُّرْس لسَتْره، ويوصف بِهِ فَيُقَال: تُرْس كَنِيف.

والكَنِيف: حَظِيرَة من خشب أَو شجر تُتَّخذ لِلْإِبِلِ لتقيها الرّيح وَالْبرد، سمي بذلك لِأَنَّهُ يكنفها: أَي يستُرها ويقيها.

وَالْجمع: كُنُف، قَالَ:

وَلما تآزَينا إِلَى دفْء الكُنُفْ

وكَنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفا، وكُنُوفا: عمله.

وكَنَفَ الْإِبِل وَالْغنم يَكْنُفها كَنْفاً: عمل لَهَا كَنِيفاً.

وكَنَف لإبله كنيفا: اتَّخذه لَهَا، عَن اللحياني.

وتكنَّف الْقَوْم بالغِثَاث: وَذَلِكَ أَن تَمُوت غَنمهمْ هُزَالاً فَيَحْظُروا بِالَّتِي مَاتَت حول الْأَحْيَاء الَّتِي بَقينَ فتسترها من الرِّيَاح.

واكتنف كَنيفا: اتَخذه.

وكَنَف الْقَوْم: حَبَسوا أَمْوَالهم من أزْلٍ وتضييق عَلَيْهِم.

والكَنِيف: الكُنَّة تُشرع فَوق بَاب الدَّار.

وكَنَفَ الدَّار يكنفُها كَنْفا: اتَّخذ لَهَا كَنِيفا.

والكنيف: الخَلاء، وَكله رَاجع إِلَى السَّتْر.

والكِنْف: الزَّنْفَلِيجة تكون فِيهَا أَدَاة الرَّاعِي ومتاعه.

وَهُوَ أَيْضا: وعَاء طَوِيل يكون فِيهِ مَتَاع النِّجَار وأسقاطهم، وَمِنْه قَول عمر رَضِي الله عَنهُ فِي عبد الله ابْن مَسْعُود: " كُنَيف مُليء عِلْما ".

وَقيل: الكِنْف: الْوِعَاء الَّذِي يكنُف مَا جعل فِيهِ: أَي يحفظه.

والكِنْف، أَيْضا: مثل العَيْبة، عَن اللحياني.

وكَنَف الرجل عَن الشَّيْء: عَدَل، قَالَ القطاميّ:

فصَال وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكر ... ليُعْلَم مَا فِينَا عَن البَيْع كانِف

قَالَ الْأَصْمَعِي: ويروى: " كاتف " قَالَ: أَظن ذَلِك ظنّا.

وكّنِيف، وكانِف، ومُكْنِف: أَسمَاء.

ومُكْنِف بن زيد الْخَيل كَانَ لَهُ غَنَاء فِي الرِدَّة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد، وَهُوَ الَّذِي فتح الرّيَّ، وَأَبُو حَمَّاد الراوية من سَبْيه.
كنف
يقال: هو في كَنَفِ الله: أي في حِرْزِه؛ يَكْنُفُه ويَرْعاهُ.
والكَنَفُ - أيضاً -: الجانب، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل: إذا تَأنَّسَ يَبْغِيْها بِحاجَتِه ... إنْ أيْأسَتْهُ وإنْ جَرَّتْ له كَنَفا
وفُلان يعيش في كَنَفِ فلان: أي في ظِلِّه.
وأكْنَافُ الشيء: نواحيه حيث يَنْضمُّ إليه، الواحد: كَنَف. وقدِم جِرير بن عبد الله - رضي الله عنه - على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين بَلدك؟ قال: بأكْنَافِ بِيْشَةَ.
وقال أبو عبيدة: الكَنَفَةُ: الكَنَفُ.
وكَنَفا الطّائر: جناحاه، قال ثعلبة بن صُعير المازني يصف ناقته:
وكأنَّ عَيْبَتَها وفضل فِتانِها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ نافِرِ
وقال آخر:
عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأنَّ عِفاءها ... سِقْطَانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ جافِلِ
زقيل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يُدنى العبد من ربِّه حتى يضَع كنَفه عليه فيُقَرِّرُه بذنوبه ويقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، حتى إذا قرَّره بنوبه قال: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغفِرُها لك اليوم. كَنَفُه: سِتْره. ومنه قول صفوان بن المُعطّل - رضي الله عنه -: ما كشَفْتُ كَنَفَ أنثى قط.
وكَنَفى - مثال جَمَزى -: موضع كانت فيه وَقعةٌ، وأُسر فيها حاجب بن زُرارة.
وقال أبو عمرو: الكَنَفُ: أن يُمْسِك بيديه على القفِيزِ، يقال: كَنَفَ الكَيّال يَكْنُفُ كَنفاً حسناً. وهو أن يجعل يديه على رأس القَفِيْزِ يُمسِك بهما الطعام، يقال: كِلْهُ ولا تَكْنُفْهُ.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه توضّأ فادخل يده في الإناء فَكنَفَها فضرب بالماء وجهه. أي جمعها وجعلها كالكِنْفِ لأخْذِ الماء.
وقال أبو عبيدة: ناقَةٌ كَنُوْفٌ: تبرُكُ في كَنَفةِ الإبل؛ مثل القذُوْرِ؛ إلاّ أنها لا تستبعدُ كما تستبعد القذُوْرُ. وقال هُشيمٌ: الكَنُوْفُ من الغنم: القاصِيةُ التي لا تَمشي مع الغنم. ومنه قول إبراهيم النَّخَعي: لا تُؤخذ في الصدقة كنوف، قال إبراهيم الحربيُّ - رحمه الله -: لا أدري لِم لا تؤخذ في الصدقة لاعتزالها عن الغنم التي يأخذ المصدق وإتعابها أيّاه، قال: وأظنه أراد أن يقول الكَشوف فقال الكَنُوْف، والكَشُوف: التي يضربُها الفحل هي حامل فنهى عن أخذها لأنها حامل، وإلاّ فلا أدري.
وقال أبو زيد: شاةٌ كَنْفَاءُ: أي حدْباء.
وكنَفْتُ الإبل أكنفها وأكنِفُها كَنْفاً: إذا علمتُ لها حظيرة تؤويها إليها.
وكَنَفْتُ عن الشيء كَنفَاً: أي عدَلْتُ عنه، ومنه قول القُطاميِّ:
فصَالُوا وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكِرٍ ... لِيُعْلَمَ ما فينا عن البَيْعِ كانِفُ
ويُقال: انهزم القوم فما كانت لهم كانِفَةٌ دون العسكَرِ: أي حاجز يحجزُ العدو عنهم.
والكِنْفُ - بالكسر -: وعاء تكون فيه أداة الراعي. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه دعا عِياضَ بن غنْمِ بن زُهير الفِهري القرشي - رضي الله عنه - فالبَسه مِدْرَعَةَ صُوف ودفع إليه كِنف الراعي. وبتصغيره قال عمر - رضي الله عنه - لابن مسعود - رضي الله عنه -: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلماً.
وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يرحم الله المهاجرات الأُوَلَ لمّا أنزل الله:) ولْيَضْرِبْنَ بخُمرهِنَّ على جُيُوْبِهِنَّ (شققْن أكنَف مُروطِهنَّ فاختمَرْن بها. أي أسترها.
والكِنيْفُ في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه أشرف من كنيف وأسماء بنت عُميسٍ - رضي الله عنه - فكلَّمهم: السُّترة.
والكَنِيْفُ: الساتر. ومنه قيل للكرياس الذي تُقضى فيه حاجة الإنسان: كَنِيْفٌ.
والكَنِيْفُ - أيضاً -: التُّرْسُ.
والكَنِيْفُ: حَظِيرة من شجر تُجعل للإبل، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه:
تَبِيْتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيْف
وقد كُتِبَ الرَّجَز بتمامه مع القصة في تركيب ع ج ف، قال الحارث بن حِلِّزة اليشكري:
وإذا اللِّقَاحُ تَرَوَّحَتْ بِعَشِيَّةٍ ... رَتَكَ النَّعَامِ إلى كَنِيْفِ العَرْفَجِ
والكَنِيْفُ: النخل يُقطع فينبت نحو الذراع، وتشبَّه اللحية السوداء بذلك فيقال: كانما لِحيته الكَنِيفُ.
وكانِفٌ وكُنَيْفٌ - مُصغراً -: من الأعلام.
وكَنَفْتُه أكْنُفُه - بالضم - كَنْفاً: أي صُنته وحَفظته، يقال: كَنَفه الله: أي حاطه.
وأكْنَفْتُه: أي أعَنته. وقال ابن عبّاد: أكْنَفْتُ الرجل: مثل كَنَفْتُه. وأبو مُكْنِفٍ: زيد الخيل بن مُهلهل بن يزيد بن مُنْهِب بن عبد رُضى بن مُخْتَلِس بن ثوب بن عديِّ بن كنانة بن مالك بن نابِل بن نبهان - واسم نبهان: أسْودانُ -، رضي الله عنه، له صًحبة، وسمّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير.
والتَّكْنِيْفُ بالشيء: الإحاطة به. وصِلاءٌ مُكَنَّفٌ: أي قد أُحيط به من جوانبه.
وقال ابن عبّاد: لحية مُكَنَّفَةٌ: أي عظِيمة الأكَنَافِ، وأنّه لمُكَنَّفُ اللحية.
واكتَنَفَ القوم: إذا اتخذوا كَنِيفاً لإبلهم.
واكتَنَفوا فلانا وتَكَنَّفُوه: أي أحاطوا به، قال عروة بن الورد:
سَقَوْني النِّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني ... عُدَاةَ اللهِ من كَذِبٍ وزُوْرِ
أي مُسْكِراً أنساه العقل، ويقال لكل مُسْكِرٍ، نِسْيٌ، ويروى: الخمر.
وبنو فلان يَتَكَنَّفونَ بني فلان: أي هم في ناحيتهم.
وقا عبّاد: يقال تركت بني فلان يَتَكَّنفُوْنَ بالغِياث: وذلك أن تموت مواشيهم من الهُزَال فَيحظُروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بَقيت فيستُرُونها من الشمال ويَكْنُفُونها.
والمُكانَفَةُ: المُعاونة.
والتركيب يدل على الستر.

كنف: الكَنَفُ والكَنَفةُ: ناحية الشيء، وناحِيتا كلِّشيء كنَفاه،

والجمع أَكناف. وبنو فلان يَكْنُفون بني فلان أَي هم نُزول في ناحيتهم. وكنَفُ

الرَّجل: حِضْنه يعني العَضُدين والصدْرَ. وأَكناف الجبل والوادي:

نواحِيه حيث تنضم إليه، الواحد كنَفٌ. والكَنَفُ: الجانب والناحية، بالتحريك.

وفي حديث جرير، رضي اللّه عنه: قال له أَين منزلك؟ قال: بأَكْنافِ بِيشةَ

أَي نواحيها. وفي حديث الإفك: ما كشَفْتُ من كَنَفِ أُنثى؛ يجوز أَن

يكون بالكسر من الكِنْفِ، وبالفتح من الكَنَف. وكنَفا الإنسان: جانِباه،

وكنَفاه ناحِيتاه عن يمينه وشماله، وهما حِضْناه. وكنَفُ اللّه: رحمته.

واذْهَبْ في كنَف اللّه وحِفظه أَي في كَلاءته وحِرْزه وحِفظه، يَكْنُفه

بالكَلاءة وحُسن الوِلاية. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما، في النْجوى:

يُدْنى المؤمنُ من ربّه يوم القيامة حتى يضَع عليه كنَفه؛ قال ابن

المبارك: يعني يستره، وقيل: يرحمه ويَلْطُف به، وقال ابن شميل: يضَعُ اللّه عليه

كنَفه أَي رحمته وبِرّه وهو تمثيل لجعله تحت ظلّ رحمته يوم القيامة. وفي

حديث أَبي وائل، رضي اللّه عنه: نشَر اللّه كنَفه على المسلم يوم

القيامة هكذا، وتعطَّفَ بيده وكُمه. وكنَفَه عن الشيء: حَجَزه عنه. وكنَف

الرجلَ يكْنُفه وتَكَنَّفَه واكْتَنَفه: جعله في كنَفِه. وتكَنَّفوه

واكْتَنَفُوه: أَحاطوا به، والتكْنِيفُ مثله. يقال: صِلاء مكَنَّف أَي أُحيط به من

جَوانِبه . وفي حديث الدعاء: مَضَوْا على شاكلتهم مُكانِفين أَي يكنُف

بعضُهم بعضاً. وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ: فاكتنَفْته أنا وصاحبي أي

أَحطْنا به من جانِبَيْه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: فتكنَّفَه الناس.

وكنَفَه يَكنُفه كنْفاً وأَكنَفه: حَفِظه وأَعانه؛ الأَخيرة عن اللحياني.

وقال ابن الأَعرابي: كنَفه ضمّه إليه وجعله في عِياله. وفلان يَعِيش في كنف

فلان أي في ظِلِّه. وأَكنَفْت الرجل إذا أَعَنْتَه، فهو مُكْنَف.

الجوهري: كنَفْت الرَّجل أَكنُفه أَي حُطْتُه وصُنْتُه، وكنفت بالرجل إذا قمت به

وجعلته في كنَفك. والمُكانفة: المعاونة. وفي حديث أَبي ذر، رضي اللّه

عنه: قال له رجل أَلا أَكون لك صاحباً أَكنُف راعِيَكَ وأَقْتَبِس منك؟ أَي

أُعِينُه وأَكون إلى جانبه وأجعله في كنَف. وأَكنَفَه: أَتاه في حاجة

فقام له بها وأَعانه عليها. وكَنَفا الطائر: جناحاه. وأَكنَفَه الصيدَ

والطير: أَعانه على تصيّدها، وهو من ذلك.

ويُدْعى على الإنسان فيقال: لاتكنُفُه من اللّه كانفة أي لا تحفظه.

الليث: يقال للإنسان المخذول لا تكنفه من اللّه كانفة أَي لا تحْجُزه.

وانهزموا فما كانت لهم كانفة دون المنزل أَو العسكر أَي موضع يلجَؤُون إليه،

ولم يفسره ابن الأَعرابي، وفي التهذيب: فما كان لهم كانفة دون العسكر أَي

حاجز يحجُز عنهم العدوَّ.

وتكنَّف الشيء واكْتَنَفه: صار حواليه. وتكنَّفُوه من كل جاني أي

احْتَوَشُوه.

وناقة كنوف: وهي التي إذا أَصابها البرد اكتنفت في أَكناف الإبل تستتر

بها من البرد. قال ابن سيده: والكَنوف من النوق التي تبرُك في كنَفة الإبل

لتقي نفسها من الريح والبرد، وقد اكتنفت، وقيل: الكَنوف التي تبرك ناحية

من الإبل تستقبل الريح لصحتها: واطْلُب ناقتك في كنَف الإبل أَي في

ناحيتها. وكنَفةُ الإبل: ناحيتها. قال أَبو عبيدة: يقال ناقة كَنوف تبرك في

كنَفة الإبل مثل القَذُور إلا أَنها لا تَسْتبعد كما تستبعد القَذور. وحكى

أَبو زيد: شاة كَنْفاء أَي حَدْباء. وحكى ابن بري: ناقة كنوف تبيت في

كنف الإبل أَي ناحيتها؛ وأَنشد:

إذا اسْتَثارَ كنُوفاً خِلْت ما بَرَكَت

عليه يُنْدَفُ، في حافاتِه، العُطُبُ

والمُكانِفُ: التي تبرُك من وراء الإبل؛ كلاهما عن ابن الأعرابي.

والكَنَفانِ: الجَناحانِ؛ قال:

سِقْطانِ من كَنَفَيْ نَعامٍ جافِلِ

وكلُّ ما سُتر، فقد كُنف.

والكَنِيفُ: التُّرْس لسَتْره، ويوصف به فيقال: تُرْس كَنِيف، ومنه قيل

للمَذْهب كَنِيف، وكل ساتر كَنيف؛ قال لبيد:

حَريماً حين لم يَمْنَعْ حَريماً

سُيوفُهمُ، ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ

والكنيفُ: الساتر. وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: ولا يكن للمسلمين

كانفةٌ أَي ساترة، والهاء للمبالغة. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: شَقَقْن

أَكنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمَرْن به أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها، ويروى

بالثاء المثلثة، وقد تقدم. والكنيفُ: حَظيرة من خشَب أو شجر تتخذ للإبل،

زاد الأَزهري: وللغنم؛ تقول منه: كنَفْت الإبل أَكنُف وأَكنِفُ. واكْتَنَفَ

القومُ إذا اتخذوا كَنيفاً لإبلهم. وفي حديث النخعي: لا تؤخذ في الصدقة

كَنوف، قال: هي الشاة القاصية التي لا تمشي مع الغنم، ولعله أَراد

لإتْعابها المصدِّق باعتزالها عن الغنم، فهي كالمُشَيِّعةِ المنهي عنها في

الأَضاحي، وقيل: ناقة كَنوف إذا أَصابها البرد فهي تستتر بالإبل. ابن سيده:

والكَنيف حَظيرة من خشب أَو شجر تتخذ للإبل لتقِيَها الريح والبرد، سمي

بذلك لأَنه يكنِفُها أي يسترها ويقيها؛ قال الراجز:

تَبِيتُ بين الزَّرْبِ والكَنِيفِ

والجمع كُنُفٌ؛ قال:

لَمّا تَآزَيْنا إلى دِفْء الكُنُفْ

وكنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفاً وكُنوفاً: عمله. وكنَفْت الدار

أَكنُفها: اتخذت لها كنيفاً. وكَنف الإبل والغنم يكْنُفها كَنْفاً: عمل لها

كَنيفاً.وكنَف لإبله كَنِيفاً: اتخذه لها؛ عن اللحياني. وكَنف الكَيّالُ

يكنُفُ كَنْفاً حَسناً: وهو أَن يجعل يديه على رأْس القَفِيز يُمْسِك بهما

الطعام، يقال: كِلْه كَيْلاً غير مَكْنُوف. وتكنَّف القومُ بالغِثاث: وذلك

أَن تموت غنمهم هُزالاً فيَحْظُروا بالتي ماتت حول الأَحْياء التي بَقِين

فتسْتُرها من الرِّياح. واكتَنف كَنِيفاً: اتخذه. وكنَف القومُ: حبَسوا

أَموالهم من أَزْلِ وتَضْييق عليهم. والكَنيف: الكُنّة تُشْرَع فوق باب

الدار. وكنَف الدارَ يكْنُفها كَنْفاً: اتخذ لها كَنِيفاً. والكَنِيف:

الخَلاء وكله راجع إلى السَّتر، وأَهل العراق يسمون ما أَشرعوا من أَعالي

دُورهم كَنِيفاً، واشتقاق اسم الكَنِيف كأَنه كُنِفَ في أَستر النواحي،

والحظيرةُ تسمى كَنِيفاً لأَنها تكنف الإبل أَي تسترها من البرد، فعيل بمعنى

فاعل. وفي حديث أَبي بكر حين استخلف عمر، رضي اللّه عنهما: أَنه أَشرف من

كَنِيف فكلَّمهم أَي من سُتْرة؛ وكلُّ ما سَتر من بناء أَو حظيرة، فهو

كنيف؛ وفي حديث ابن مالك والأَكوع:

تبيت بين الزرب والكنيف

أَي الموضع الذي يكنفها ويسترها.

والكِنْفُ: الزَّنْفَلِيجة يكون فيها أَداة الراعي ومَتاعه، وهو أَيضاً

وِعاء طويل يكون فيه مَتاع التِّجار وأَسْقاطهم؛ ومنه قول عمر في عبد

اللّه بن مسعود، رضي اللّه عنهما: كُنَيْفٌ مُلِئ عِلْماً أَي أَنه وعاء

للعلم بمنزلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أَداته، وتصغيره على جهة المدح له،

وهو تصغير تعظيم لكِنْف كقول حُباب بن المُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها

المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجّب؛ شبّه عمر قلب ابن مسعود بِكِنْف الرّاعي

لأَن فيه مِبْراتَه ومِقَصَّه وشَفْرته ففيه كلُّ ما يريد؛ هكذا قلبُ ابن

مسعود قد جُمع فيه كلُّ ما يحتاج إليه الناس من العلوم، وقيل: الكِنْف

وعاء يجعل فيه الصائغ أَدواته، وقيل: الكِنْف الوعاء الذي يكْنُف ما جُعل

فيه أَي يحفظه. والكِنْفُ أَيضاً: مثل العَيْبة؛ عن اللحياني. يقال: جاء

فلان بكنِف فيه متاع، وهو مثل العيبة. وفي الحديث: أَنه توضَّأَ فأدخل يده

في الإناء فكَنَفَها وضرب بالماء وجهه أَي جَمَعها وجعلها كالكِنْف وهو

الوعاء. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه أَعطى عياضاً كنف الرَّاعي أَي

وعاءه الذي يجعل فيه آلته. وفي حديث ابن عمرو وزوجته، رضي اللّه عنهم:

لم يُفَتِّش لنا كِنْفاً؛ قال ابن الأَثير: لم يدخل يده معها كما يدخل

الرجل يده مع زوجته في دواخل أَمرها؛ قال: وأَكثر ما يروى بفتح الكاف والنون

من الكَنَف، وهو الجانب، يعني أَنه لم يَقْرَبها. وكَنَف الرجلُ عن

الشيء: عدل؛ قال القطامي:

فَصالوا وصُلْنا، واتَّقَونا بماكِرٍ،

ليُعْلَمَ ما فِينا عن البيْع كانِفُ

قال الأَصمعي: ويروى كاتف؛ قال: أَظن ذلك ظنّاً؛ قال ابن بري: والذي في

شعره:

ليُعلَمَ هل مِنّا عن البيع كانف

قال: ويعني بالماكر الحمار أَي له مَكر وخَديعة.

وكَنيف وكانِف ومُكنِف، بضم الميم وكسر النون: أَسماء. ومُكنِف بن زَيد

الخيل كان له غَناء في الرِّدّة مع خالد بن الوليد، وهو الذي فتَح

الرَّيَّ، وأَبو حمّاد الراوية من سَبْيه.

كنف
أَنْتَ فِي كَنَفِ اللهِ تَعاَلى، مُحَرَّكَةً: أَي فِي حِرْزِه وسِتْرِهِ يَكْنُفُه بالكَلاءةِ وحُسْن الولايَةِ، وَفِي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ فِي النَّجْوَى: يُدْنَى المُؤْمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيامَةِ حتَّى يَضَعَ عليهِ كَنَفَه قَالَ ابنُ المُباركِ: يَعْنِي يَسْتُرُه، وقِيلَ: يَرْحَمُه ويَلْطُفُ بِهِ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يَضَعُ اللهُ عَلَيْهِ كَنَفَه، أَي: رَحْمَتَه وبِرِّه، وَهُوَ تمثِيلٌ لجَعلِه تحتَ ظِلِّ رَحْمَتِه يومَ القِيامةِ. وَهُوَ أَي: الكَنَفُ أَيْضا: الجانِبُ قالَ ابنُ مُقْبلٍ:
(إِذا تَأَنَّسَ يَبْغِيها بحاجَتِه ... إِنْ أَيْأَسَتْهُ وإِنْ جَرَّتْ لَهُ كَنَفَا)
والكَنَفُ: الظِّلُّ يُقال: هُوَ يَعِيشُ فِي كَنَفِ فُلانٍ: أَيْ فِي ظِلِّه. والكَنَفُ: النّاحِيَةُ، كالكَنَفةٍ مُحَرَّكَةً أَيْضا، وَهَذِه عَن أَبي عُبَيْدَةَ، والجَمْعُ: أَكْنافٌ. وأَكْنَافُ الجَبَل والوادِي: نَواحِيهِما حَيْثُ تَنْضَمُّ إِليه، وَفِي حَدِيثِ جَرِيرِ بنِ عَبْدِ الله قَالَ لَهُ: أَينَ مَنْزِلُكَ قالَ: بأَكْنافِ بِيشَةَ أَي نواحِيها. وكَنَفا الإِنسِانِ: جانِباهُ وناحِتاهُ عَن يَمِينِه وشِمالِه، وهُما حِضْناه، وهُما العَضُدان والصَّدْرُ. وَمن الْمجَاز: الكَنَفُ من الطَّائِر: جَناحُه وهُما كَنَفانِ، يُقال حَرَّكَ الطائِرُ كَنَفَيْهِ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرٍ يصفُ ناقَتَه:
(وكأَنَّ عَيْبَتَها وفَضْلَ فِتانها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ نافِرِ)
وَقَالَ آخرُ:
(عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كَأنَّ عِفاءها ... سِقْطانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ جافِلِ)
وكَنَفَى كجَمَزى: ع، كانَ بهِ وقْعَةٌ وأَسِرَ فِيها حاجِبُ بنُ زُرارَةَ بنِ عُدَسَ التَّمِيمِيُّ. وكَنَفَ الكَيّالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً: جَعَل يَدَيْهِ علَى رَأسِ القفِيظِ يُمْسِكُ بهما الطَّعامَ يُقال: كلْهُ وَلَا تَكنُفْه، وكِلْهُ كَيْلاً غيرَ مَكْنُوفٍ. وكَنَفَ الإِبلَ والغَنَمَ يَكْنُفُها، ويَكْنِفُها من حَدَّيْ نَصَرَ وضرَب، نقَلَه الجَوْهرِيُّ، واقْتَصَر على الإِبل: عَمِلَ لَهَا حَظِيرَةً يُؤْوِيها إِلَيْها لتَقِيَها الرِّيحَ والبَرْدَ. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: كَنَفَ لإِبِلهِ كَنِيفاً: اتَّخَذَه لَها. وكَنَفَ عَنْه: عَدَلَ نَقَله الجَوْهَريُّ، وأَنْشَدَ للقُّطامِيِّ:
(فَصالُوا وصُلْنَا واتَّقَوْنَا بِمَا كِرٍ ... ليُعْلَمَ مَا فِينَا عَن البَيْعِ كانِفُ)
وَهَكَذَا أَنْشَدَه الصاغانِيُّ أيْضاً، قالَ الأَصْمَعِيُّ: ويُرْوَى كاتِف قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي فِي شِعْرِه:)
ليُعْلَمَ هَلْ مِنّا عَن البَيْعِ كانِفُ وناقَةٌ كَنُوفٌ: تَسِيرُ هكَذا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلطٌ، صوابُه: تَسْتَتِرُ فِي كَنَفَةِ الإِبلِ من البَرْدِ إِذا أَصابَها. أَوهِيَ الَّتِي تَعْتَزِلُها ناحِيةً، تستَقْبِلُ الرِّيحَ لصِحَّتِها. وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ناقَةٌ كَنُوفٌ: تَبْرَكُ فِي كَنَفِها مِثلُ القَذُورِ، إِلَّا أَنَّها لَا تَسْتَبْعِدُ كَمَا تَسْتَبْعِدُ كَمَا تَسْتَبْعِدُ القَذُورُ. وقالَ ابنُ بَرِّي: ناقَةٌ كنُوفٌ ك تَبِيتُ فِي كَنَفِ الإِبِلِ: أَي ناحِيَتِها، وأَنشَدَ:
(إِذا اسْتَثارَ كَنُوفاُ خِلْتَ مَا بَرَكَتْ ... عَلَيْهِ تُنْدَفُ فِي حافاتِه العُطُبُ)
وَفِي حَدِيث النَّخَعِيِّ: لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَاقَةِ كَنُوفٌ قالَ هُشَيْمٌ: الكَنُوفُ من الغَنَمِ: القاصِيَةُ الَّتِي لَا تَمْشِي معَ الغَنَمِ. القاصِيَةُ الَّتِي لَا تَمْشِي معَ الغَنَمِ. قَالَ إبراهيمُ الحَرْبِيًّ رَحمَه الله تَعَالَى: لَا أَدْرِي لِمَ لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَل لاعْتِزالِها عَن الغَنَمِ الَّتِي يَأْخُذُ مِنْهَا المُصَدِّقُ وإِتْعابِها إيّاه قَالَ: وأَظُنُّه أَرادَ أَن يَقُولَ: الكَشُوف، فَقَالَ: الكَنُوف، والكَشُوفُ: الَّتِي ضَربَها الفَحْلُ وَهِي حامِلٌ فنَهَى عَن أَخْذِها، لأَنَّها حامِلٌ، وَإِلَّا فَلَا أَدْرِي، هكَذا هُوَ نَصُّ العُبابِ، فتَأَمَّلْ عِبارةَ المُصَنّفِ كيفَ فَسَّرَ الكَنُوفَ بِمَا هُوَ تفسيرٌ للكَشُوفِ. ويُقالُ: انْهَزَمُوا فَمَا كانَتْ لَهُم كانِفَةٌ دُونَ المَنْزِلِ أَو العَسْكَرِ: أَي مَوْضِعٌ يَلْجَئُون إِلَيْهِ، وَلم يُفَسِّرْه ابنُ الأَعرابيِّ، وَفِي التهذِيبِ: فَمَا كانَ لهُمْ كانِفَةٌ دونَ العِسْكَر: أَي: حاجزٌ يَحْجُزُ العَدُوَّ عَنْهُم. ويُدْعَى على الإِنْسانِ فيُقال: لَا تَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ: أَي لَا تَحْفَظُه، وقالَ اللّيْثُ: يُقالُ للإنْسانِ المَخْذُولِ: لاتَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ: أَي لَا تَحْجُزُه، وَفِي حَدِيثِ عَليّ رضيَ اللهُ عَنهُ: وَلَا يَكُنْ للمُسْلِمين كانِفَةٌ أَي: ساتِرَةٌ، والهاءُ للمُبالَغَةِ.
والكِنْفُ، بالكَسْرٍ: الزَّنْفَلِيجَةُ، وَهِي: وِعاءٌ طَوِيلٌ تَكُونُ فِيهِ أَدَاة الرَّاعِي ومَتاعُه. أَو هُوَ وِعاءُ أَسْقاطِ التّاجِرِ ومَتاعِه وَفِي الحَدِيثِ: أَنّ عَمَرَ ألْبَسَ عِياضاً رَضِي اللهُ عَنْهُمَا مِدْرَعَةَ صُوفٍ، ودَفَع إلَيْهِ كِنْف الرّاعِي قَالَ اللِّحْيانِيُّ: هُوَ مِثلُ العَيْبَة، يُقال: جاءَ فلانٌ بكنِفْفٍ فِيهِ مَتاعٌ. وإِنَّما سُمِّي بِهِ لأَنَّه يَكْنُف مَا جُعِلَ فِيهِ، أَي: يَحْفَظُه. والكُنْفُ بالضمِّ: جمعُ الكَنُوفِ من النُّوقِ قد تَقَدّمَ تفسيرُه. وَأَيْضًا: جَمْعُ الكَنِيفِ، كأَمِيرٍ، وَهُوَ بمعنَى السُّتْرَة وَبِه فُسِّرَ حَديثُ أَبي بَكرٍ رَضِي الله عَنهُ: أَنّه أَشْرَفَ من كَنيفٍ أَي: من سُتْرَةٍ، كَمَا فِي العُبابِ، وأَهْلُ العِراقِ يُسَمُّون مَا أَشْرَعُوا من أَعالِي دُورِهِم كَنيفاً. والكَنِيفُ أَيْضا: السّاتِرُ قالَ لَبِيدٌ:
(حَرِيماً حِنَ لمْ يَمْنَع حَرِيماً ... سُيُوفُهمُ وَلَا الحَجَفُ الكَنِيفُ)
والكَنِيفُ أَيْضا: التُّرْسُ لسَتْرِه، ويوصفُ بِهِ، فَيُقَال: تُرْسٌ كنِيفٌ، كَمَا هُوَ فِي قَوْلِ لَبيدٍ. وَمِنْه) سُمِّيَ المِرْحاضُ كَنِيفاً، وَهُوَ الَّذِي تُقْضَى فِيهِ حاجَةُ الإِنسانِ، كأَنّه كُنِفَ فِي أَسْتَرِ النَّواحِي. والكَنِيفُ: حَظِيرةٌ من شَجَرِ أَو خَشَبٍ تُتَّخَذُ للإِبِلِ زادَ الأَزْهَرِيُّ: وللغَنَمِ، تَقِيها الرِّيحَ والبَرْدَ، سُمِّيَ بذلِكَ لأَنّه يَكْنُفُها، أَي يَسْتُرُها ويَقِيها، وَمِنْه قولُ كَعْبِ بن مالِكٍ رَضِي الله عَنهُ. تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكنِيفِ وشاهِدُ الْجمع: لمّا تآزَيْنَا إِلَى دِفْءِ الكُنُفْ والكَنِيفُ: النَّخْلُ يُقْطَعُ فيَنْبُتُ نحَو الذِّراعِ، وتُشَبَّهُ بِهِ اللِّحْيَةُ السَّوْداءُ فيقالُ: كأَنَّما لِحْيَتُه الكَنِيفُ.
وكُنَيْفٌ كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ، ككانِفٍ كصاحِبٍ. وَمن الْمجَاز: كُنَيْفٌ: لقَبُ عبد اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، لَقَّبَه عُمَرُ رضيَ الله عنهُما، فقالَ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً. وَهَذَا هُوَ المَشْهُورُ عِنْد الْمُحدثين، خلافًا لما فِي الفتاوَى الظَّهِيريَّة أَنه لقَّبَه إيّاهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أشارَ لَهُ شَيخنَا، أَي: أَنّه وِعاءٌ للعِلْم تَشْبيهاً بوِعاءِ الرَّاعي الَّذِي يَضَعُ فِيهِ كلَّ مَا يَحْتاجُ إليهِ من الآلاتِ، فَكَذَلِك قَلْبُ ابنِ مَسْعُودٍ قد جُمِع فِيهِ كُلُّ مَا يَحْتاجُ إِلَيْهِ الناسُ من العُلومِ، وتَصْغِيرُه على جِهَةِ المَدْحِ لَهُ، وَهُوَ تَصْغِيرُ تَعظِيمٍ للكِنْفٍِ، كقولِ الحُبابِ ابنِ المُنْذِرِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ. وكَنَفَه يَكْنُفُه كَنْفاً: صانَهُ وحَفِظَه، وقِيلَ: حاطَهُ كَمَا فِي الصِّحاح، وقِيلَ: أَعانَه وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: أَي ضَمَّهُ إِلَيْهِ وجَعَله فِي عِيالِه، وَقَالَ غيرُه: أَي قامَ بهِ وجعَلَه فِي كَنَفِه، وكُلُّ ذَلِك مُتقارِبٌ. كأَكْنَفَه فَهُوَ مُكْنَفٌ، وهذهِ عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقالُ: أَكْنَفَه، أَي: أَتاهُ فِي حاجَةٍِ، فقامَ لَهُ بهَا، وأعانه عَلَيْهَا. وكَنَفَ الرَّجُلُ كَنِيفاً: إِذا اتَّخَذَهُ يُقال: كَنَفَ الكَنيفَ يَكْنُفُه كَنْفاً، وكُنُوفاً: إِذا عَمِلَه. وكَنَفَ الدّارَ يَكْنُفها: اتَّخَذَ، وجَعَلَ لَها كَنِيفاً وَهُوَ المِرْحاض. وأَبُو مُكْنِفٍ، كمُحْسِنٍ ومَعْناهُ المُعِينُ: زَيْدُ الخَيْلِ بنُ مُهَلْهِلِ بنٍ زَيْدِ بن عبدِ رُضا، الطائِيُّ: صحابيٌّ رَضِي الله عَنهُ، وسَمّاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْدَ الخَيْرِ، وابنُه مُكْنِفٌ هَذَا كانَ لَهُ غَناءٌ فِي الرِّدَّةِ مَعَ خالِدِ بن الوَلِيدِ، وَهُوَ الَّذِي فَتَح الرَّيَّ، أَبو حَمّادِ الرّاوَيَةِ من سَبْيهِ. والتَّكْنِيفُ: الإِحاطَةُ بالشَّيءِ، يُقَال: كَنَّفُوه تَكْنِيفاً: إِذا أَحاطُوا بِهِ، نَقله الجَوْهَريُّ، قالَ: وَمن صِلاءُ مُكَنَّفٌ، كمُعَظَّمٍ: أَي أُحِيطَ بهِ من جَوانِبِه.
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: رَجُلٌ مُكَنَّفُ اللِّحْيَةِ: أَي عَظِيمُها. قَالَ: ولِحْيَةٌ مُكَنَّفَةٌ أَيْضا: أَي عَظِيمةُ الأَكْنافِ: أَي الجَوانِبِ وإِنه لمُكَنَّفُها: أَي عَظِيمُها، لَا يَخْفَى أَنّه تَكْرار. واكْتَنَفُوا: اتَّخَذُوا كَنِيفاً: أَي حَظِيرَةً لإِبِلِهِم وَكَذَا للغَنَمِ. واكْتَنَفُوا فُلاناً: إِذا أحاطُوا بهِ من الجَوانِبِ واحْتَوَشُوه، وَمِنْه) حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ: فاكْتَنَفْتُه أَنَا وصاحِبي أَي: أَحَطْنَا بهِ من جانِبَيْه، كتَكَنَّفُوه وَمِنْه قولُ عُرْوَةَ ابنِ الوَرْدِ:
(سَقَوْنِي الخَمْرَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي ... عُدَاةُ اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ)
وتقَدَّمَتْ قِصَّةُ البيتِ فِي يستعر. وكانَفَه مُكانَفَةُ: عاوَنَه وَمِنْه حَدِيثُ الدُّعاءِ: مَضوْا على شَاكِلَتِهم مُكانِفِينَ أَي: يَكْنُفُ بعضُهم بَعْضًا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: يُقال بَنُو فلانٍ يَكْتَنِفُونَ بَنِي فلانٍ: أَي هُمْ نُزُولٌ فِي ناحِيَتِهم، وَكَذَا يَتَكَنَّفُونَ. وكَنَفَه عَن الشَّيْءِ: حَجَزَه عَنهُ. وتَكَنَّفَه، واْكْتَنَفَه: جَعَله فِي كَنَفِه، ككنَفَهُ. وأَكْنَفَه الصَّيْدَ والطَّيْرَ: أَعانَه على تَصَيَّدِها. واكْتَنَفَت النّاقَةُ: تَسَتَّرَتْ فِي أَكْنافِ الإِبِلِ من البَرْدِ. وحكَى أَبو زَيْدِ: شاةٌ كَنْفاءُ: أَي حَدْباءُ، كَمَا فِي الصِّحاح. والمُكانِفُ: الَّتِي تَبْرُك من وَراءِ الإِبلِ، عَن ابنِ الأعرابيِّ. وَفِي الحديثِ: شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُروطِهِنَّ، فاخْتَمَرْنَ بهِ أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها، ويُرْوى بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ، والنونُ أَكثرُ. واكْتَنَفُوا: اتَّخَذُوا كَنِيفاً: أَي مرْحاضاً. وَفِي المُحِيطِ واللِّسان: تَكَنَّفَ القَومُ بالغُثاءِ، وَذَلِكَ أَنْ تَمُوتَ غَنَمُهُم هُزالاً، فيحْظُرُوا بالَّتِي ماتَتْ حولَ الأَحياءِ الَّتِي بقِينَ، فتَسْتُرُها من الرِّياحِ ونَصُّ المُحيطِ: فيَسْتُرُونَها من الشَّمالِ ويُقال: كَنَفَ القومُ: أَي حَبَسُوا أَمْوالَهُم من أَزْلٍ وتَضْيِيقٍ عَلَيْهِم. والكَنِيفُ: الكُنَّةُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّار. وكَنَفَ الشَّيءَ كَنْفاً: جَعَلَه كالكنْفِ بالكسرِ، وَهُوَ الْوِعَاء. ويُسْتعارُ الكِنْفُ لدَواخِل الأَمورِ. والكُنافَةُ، كثُمامَةٍ: هَذِه القَطائِفُ المَأْكُولَة، وصانِعُها كَنَفانِيٌّ، محرَّكَةً لُغَةٌ عامِّيّةٌ.

خشب

خشب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي مَكَّة: لَا تَزُول حَتَّى يَزُول أخشباها. قَالَ الْأَصْمَعِي: الأخشب الْجَبَل. قَالَ: وَأرَاهُ يَعْنِي الغليظ. وَأنْشد الْأَصْمَعِي: [الرجز]

تَحْسِبَ فَوق الشَّوْلِ مِنْهَا أخْشَباَ

يَعْنِي الْبَعِير شبه ارتفاعه فَوق النوق بِالْجَبَلِ.
(خ ش ب) : (ذُو خُشُبٍ) بِضَمَّتَيْنِ جَبَلٌ فِي (ن خ) .
(خشب) خشبا غلظ وخشن وَيُقَال خشب الْعَيْش فَهُوَ خشب وأخشب وَهِي خَشَبَة وخشباء (ج) خشب
خ ش ب : الْخَشَبُ مَعْرُوفٌ الْوَاحِدَةُ خَشَبَةٌ وَالْخُشُبُ بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ الثَّانِي تَخْفِيفٌ مِثْلُهُ وَقِيلَ الْمَضْمُومُ جَمْعُ الْمَفْتُوحِ كَالْأُسُدِ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ أَسَدٍ بِفَتْحَتَيْنِ. 
خشب الخشب معروف، والواحدة خشبة. والخشابة قوم معهم خشب. والخشبان جمع الخشب؛ والخشب جمع الخشبة. والخشب الشحذ، سيف خشيب ومخشوب أي شحيذ. وقيل هو الذي لم يحكم عمله. وهو من الأضداد. والخشيبة حده، وقيل صقاله. وجبهة خشباء كريهة يابسة ليست بمستوية. ورجل خشب عاري العظام والعصب؛ له صلابة وشدة، واخشوشب الرجل. والأخشب مكان مرتفع غليظ خشن الحجارة. وكل شيء خشن كذلك. وأخشبا مكة جبلاها. وأخاشب صمان جبال هناك ليس قربها أكمة ولا جبل. ومال خشب أي هزلى خال من الربيع. وأرض خشاب إذا سالت من أدنى مطر. واختشب فلان شعراً خلط فيه ولم يجوده. والمختشب الذي يأكل ما قدر عليه، وهو الخاشب أيضاً.
خشب
قال تعالى: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ
[المنافقون/ 4] ، شبّهوا بذلك لقلّة غنائهم، وهو جمع الخَشْب ومن لفظ الخشب قيل خَشَبْتَ السيف: إذا صقلته بالخشب الذي هو المصقل، وسيف خَشِيب قريب العهد بالصّقل، وجمل خَشِيب أي: جديد لم يُرَضْ، تشبيها بالسّيف الخشيب، وتَخَشَّبَتِ الإبل: أكلت الخشب، وجبهة خَشْبَاء: يابسة كالخشب، ويعبّر بها عمّن لا يستحي، وذلك كما يشبّه بالصّخر في نحو قول الشاعر:
والصّخر هشّ عند وجهك في الصّلابة
والمَخْشُوب: المخلوط به الخشب، وذلك عبارة عن الشيء الرّديء.

خشب


خَشَبَ(n. ac. خَشْب)
a. Mixed.
b. Sorted, picked over.
c. Forged, fashioned, shaped ( sword, arrow ).

خَشَّبَa. Became like wood.
b. Put wooden hand-cuffs on.
تَخَشَّبَa. Gnawed, ate ( branches, dry herbage: camel).
خَشَب
(pl.
خُشْب
خُشُب
خُشْبَاْن)
a. Timber, wood.

خَشَبَةa. Piece of wood or timber.

خَشِبa. Big, big-boned, rawboned.
b. Hard, rough (life).
أَخْشَبُ
(pl.
أَخَاْشِبُ)
a. Rough, rugged.

خُشَاْب
P.
a. Intoxicating beverage ( prepared from dates or
dried grapes ).
خَشِيْب
(pl.
خُشُب خَشَاْئِبُ)
a. Shaped, welded.
b. Polished, tempered.
c. Bad.
d. see 5 (a)
خَشَّاْب
(pl.
خَشَّاْبَة)
a. Timbermerchant.

خَشْبَآءُa. Hard, rough (ground).
إِخْشَوْشَبَ [إِخْشَوْشَبَ]
a. Was bigboned.
b. Fared badly, suffered privations; was hardened.
خ ش ب: جَمَعُ (الْخَشَبَةِ خَشَبٌ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (خُشُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ (خُشْبٌ) كَقُفْلٍ وَ (خُشْبَانٌ) كَغُفْرَانٍ. وَ (الْأَخْشَبَانِ) جَبَلَا مَكَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَزُولُ مَكَّةُ حَتَّى يَزُولَ أَخَشَبَاهَا» وَكُلُّ جَبَلٍ خَشِنٍ
عَظِيمٍ فَهُوَ (أَخْشَبُ) . وَجَبْهَةٌ (خَشْبَاءُ) أَيْ كَرِيهَةٌ يَابِسَةٌ. وَ (الْخَشِبُ) بِكَسْرِ الشِّينِ الْخَشِنُ وَقَدِ (اخْشَوْشَبَ) صَارَ خَشِنًا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «اخْشَوْشَبُوا» وَهُوَ الْغِلَظُ وَابْتِذَالُ النَّفْسِ فِي الْعَمَلِ وَالِاحْتِفَاءُ فِي الْمَشْيِ لِيَغْلُظَ الْجَسَدُ. 
(خشب) - في حديث ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "أَنَّه كان يُصلِّى خَلفَ الخَشَبِيَّة".
قال أبو نَضْر صاحِبُ الأَصمَعيّ: هم أَصحابُ المُختار بن أبي عُبَيد، وقيل: هم ضَرْب من الرَّافِضَة، سُمُّوا بذلك لأنَّهم حَفِظوا خَشَبةَ زيد بن عليّ رضي الله عنه، حين صُلِبَ، فَعلَى هذا كأن هذا الاسمَ وَقَع عليهم بَعْد عَبدِ الله بن عُمَر، رَضِي الله عنه، ولَمَّا كانوا جِنْسًا منهم سَمَّاهم بهذا الاسم وإن تَأخَّروا عنه.
- في حديث سَلْمان: "كان يُسَمِّى الخَشَب خُشْبانًا من شِدَّةِ عُجْمَتِه". قاله أبو عثمان: وخُشْبان في جَمْع الخَشَب صَحِيحٌ. كَحَمَل وحُمْلان، وسَلَق وسُلْقان، وأَنشدَ:
* كأنهم بِجَنُوب القَاعِ خُشْبان *
خ ش ب

" كأنهم خشب مسندة "، وخرجت إليهم الخشابة يدقونهم وهم الذين يقاتلون بالعصيّ. ورجل خشب: في جسده صلابة وشدة عصب. وسيف خشيب ومخشوب، وسهم خشيب ومخشوب: لما يحكم عمله. وهو من الخشب. وقد خشبته. وجاد ما فتق الصيقل خشيبة السيف أي حديدته التي خشبها و" مكة لا تزول حتى يزول أخشباها " وكأنهم أخاشب مكة. وقال رؤبة:

تحسب فوق الول منه أخشبا

وهو الجبل العظيم.

ومن المجاز: مال خشب وحطب هزلي. وخشبت الشعر واختشبته: قلته كما جاء غير متنوق فيه. وهم يخشبون الكلام والعمل. وشعر خشيب ومخشوب. ويقال: جاء بالمخشوب، غير المحسبو؛ وكان الفرزدق ينقح الشعر، وكان جرير يخشب، وكان خشب جرير خيراً من تنقيح الفرزدق. وقال جندل:

قد علم الراسخ في العلم الأرب ... والشعراء أنني لا أختشب

حسري رذاياهم ولكن أقتضب

أي أبتدع. وهم خشب بالليل أي لا يتهجدون.
باب الخاء والشين والباء معهما خ ش ب، خ ب ش، ش خ ب مستعملات

خشب: [الخشب معروف] والخَشّابةُ: قوم معهم خَشَب، وحرفتهم: الخِشابةُ. والخَشْبُ- جزم-: الشَّحْذُ، وسيفٌ خَشِيبٌ مَخْشوبٌ، أي: شَحيِدٌ. وجبهة خَشْباءُ: كريهة يابسة صلبة، بادية العظام والعروق، غير مستوية ورجل خَشِبٌ: عاري العظامِ والعصب، له شدة وصلابة، وكذلك اليدُ ونحوها. وأخشوشب الرجل. وكل شيء خَشِنٍ من أرضٍ وقتٍّ ونحوهما فهو أَخْشَب. والأَخْشَبُ مكان من القف غليظٌ. وقد يكون سفح الجبل أَخْشَبَ. وأَخاشِبُ الصمان: جبالٌ اجتمعن بها في محلة بني تميم. وأَخْشبا مكة: جبلاها. والخَشْبُ: خلطك الشيء بالشيء غير متأنق فيه. وطعام مخشوب .

خبش: خُباشاتُ العيش: ما يتناول من طعامٍ ونحوه، تقول: يُخَبَّشُ من ههنا وههنا

شخب: الشُّخْبُ: ما امتد من اللبن متصلا بين الإناء والطبي. وشَخَبْتُ اللين فانْشَخَبَ، وقد شَخَبَتْ أوداج المقتول دماً.
[خشب] فيه: إن شئت جمعت عليهم "الأخشبين" فقال: دعني أنذر قومي، هما جبلان مطيفان بمكة أبو قيس والأحمر، والأخشب كل جبل خشن غليظ. ومنه ح: لا تزول مكة حتى تزول "أخشابها". وح: وقد على حراجيج كأنها "أخاشب" جمع أخشب ويزيد في قرن. ك: هما أبو قبيس وثور، قوله: ذلك، مبتدأ خبره محذوف أي ذلك كما قال جبرئيل، وما في ما شئت استفهامية وجزاء الشرط مقدر أي فعلت. وفيه: الــوضوء في المخضب وفي "الخشب" أي في الإناء من الخشب بفتحتين وضمتين. وكذا عمده "خشب" النخل. وفيه: لا يمنع جاره أن يغرز "خشبة" بالنصب والتنوين أي خشبة واحدة، وقيل: روى كلهم: خشبه، بالجمع إلا الطحاوي، و""خشب" مسندة" كانوا رجالًا، أي قال الله تعالى: خشب مسندة مع أنهم كانوا من أجل الناس وأحسنهم. نه: وتسكن شينه وتضم. وفي ح المنافقين: "خشب" بالليل صخب بالنهار، أراد أنهم ينامون الليل كأنهم خشب مطرحة لا يصلون فيه، وخشب بضمتين واد بمسيرة ليلة من المدينة، ويقال: ذو خشب. وفي ح: سلمان: قيل كان لا يفقه كلامه من شدة عجمته وكان يسمى "الخشب الخشبان" وقد أنكر هذا الحديث لأن كلام سلمان يضارع كلام الفصحاء وإنما الخشبان جمع خشب كحمل وحملان، ولا مزيد على ما يتساعد في ثبوته الرواية والقياس. وفي ح ابن عمر: كان يصلي خلف "الخشبية" هم أصحاب المختار بن أبي عبيد، ويقال لضرب من الشيعة: الخشبية، قيل: لأنهم حفظوا خشبة زيد بن علي حين صلب، والوجه الأول لأن صلب زيد بعد ابن عمر بكثير. وفي ح عمر: "اخشوشبوا" تمعددوا، اخشوشب الرجل إذا كان صلبًا خشنًا في دينه وملبسه ومطعمه وجميع أحواله، ويروى بالجيم والخاء المعجمة والنون أي عيشوا عيش العرب الأول ولا تعودوا أنفسكم الترفه فيقعد بكم عن الغزو.
[خشب] جمع الخَشَبة خَشَبٌ وخُشُبٌ وخشب وخشبان. وخشبت الشئ بالشئ: خلطته به. قال الاعشى يصف فرسا:

لا مقرف ولا مخشوب * والخشيب: السيف الذى بُدِئَ طبعُهُ. والخشيب أيضاً: الصَقيلُ، وهو من الاضداد. قال الاحمر: قال لى أعرابي: قلت لصيقل: هل فرغت من سيفى؟ قال: نعم إلا أنى لم أخشبه. قال: والخشب أن يضع عليه سنانا عريضا أملس فيدلكه به، فإن كان فيه شعث أو شقوق أو حدب ذهب واملس. وقول صخر:

ومُرْهِفٌ أُخْلِصَتْ خَشيبَتُهُ * أي طبيعته. والخشيب: السهم حين يُبْرى البَرْيَ الأولَ. وجمل خشيب، أي غليظ. ابن السكيت: خشبت الشعر، إذا قلته كما يجئ لم تتنوق فيه . والاخشب: الجبل الخشن العظيم. قال الشاعر:

تَحْسَبُ فوقَ الشَوْلِ منه أَخْشَبا * والاخشبان: جبلا مكة. وفى الحديث: " لا تزول مكة حتى يزول أخشباها ". وجَبهة خشباء، أي كريهة يابسة، وأكمة خشباء. قال رؤبة:

بكلِّ خَشْباءَ وكلِّ سَفْحِ * وظليم خَشِبٌ، أي خَشِنٌ. وقد اخشوشب أي صار خَشِباً، وهو الخَشِنُ. وقال أبو عبيد: كل شئ غليظ خشنٍ فهو أخشب وخَشِبٌ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " اخشوشبوا " قال: هو الغِلَظُ وابتذالُ النفس في العمل والاحتفاء في المشي ليغلُظَ الجسدُ. وتَخَشَّبَتِ الإبلُ، إذا أكلت اليبيسَ من المرعى. ورجل قِشْبٌ خِشْبٌ ، إذا كان لا خير فيه. وخِشْبٌ إتباعٌ له. وبنو رزام بن مالك بن حنظلة يقال لهم الخشاب. قال جرير: أثعلبة الفوارس أو رياحا * عدلت بهم طهية والخشابا
خشب: خشب: اشتغل بجد وجهد، خب وهملج، جال ودار حصولاً على ما يريد (بوشر).
خَشَّب (بالتشديد): صفح أو ألبس بالخشب، بلط وبخشب، تخَّت (الكالا، بوشر). وخَشَّب: صار كالخشب (محيط المحيط).
ولقد أخطأت حين قلت في معجم البيان إن هذا الفعل يعني صلب. ويقول السيد دفريمري في الجريدة الآسيوية (1862، 2: 387): أن هذا الفعل في العبارة الثانية لابد أن يعني: أن القدمين ممسوكتان بقطعة عظيمة من الخشب تشبه كَنّدَة عند الفرس. وانظر رحلة إلى عرادة (ص325) ففيها: إن المحكومين بالسجن المؤبد يوضع على كل قدم منهم شكال ثقب طرفاه وربط كل طرف إلى الآخر بمسمار ثم يبرد الطرفان وثنيان (يبرجمان). ويبقى هذا الشكال على حاله هذا في رجل السجين حتى يموت وعندئذ فقط ينزع عنه بقطعة بالمبرد.
ويقول صاحب محيط المحيط: خَشَّب الوالي المجرم: ضبط يديه بآلة من الخشب وأرسله إلى مكان آخر ليحبس فيه.
وخشَّب على الشيء: ضمن عليه (محيط المحيط) تخشب، متخشب من البرد: متصلب من البرد، متيبس من البرد (بوشر).
خَشَب: ما غلظ من العيدان. ويجمع أيضاً على أخشاب (بوشر).
والجمع خَشَب مثل الأعواد. وهو النعش الذي يحمل عليه الميت إلى المقربة.
وخشب الإنسان: عظامه الغليظة (محيط المحيط).
خشب الأنبياء: عود الأنبياء (شجرة). (بوشر) أبو خشب: درهم (محيط المحيط).
خَشَبَة وتجمع على خشبات وخَشَب وأخشاب وفي معجم فوك تجمع على خُشوب: قطعة من الخشب، رافدة، دعامة (بوشر).
وخشبة: جذل الشجرة وساقها (الملابس ص 283، براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 214).
وخشبة: وقد، خازوق (الملابس ص283).
وخشبة: صاري السفينة، سارية (ابن جبير ص33). وخشبة: جائز، رافدة، عارضة، جسر (الملابس 284، فوك، بوشر).
وخشبة: خشبة المعصرة وهي التي يعصر فيها العنب (الملابس ص284). وفي معجم فوك: خشبة المعصرة.
وخشبة: عصى، منسأة (عباد 2: 235 ورقم 43، معجم بدرون).
وخشبة: ضربة عصى (ألف ليلة 2: 208).
وخشبة: قضيب خشب يسد به مدخل المكان (بوشر) ففي المقريزي (مخطوطة 2: 358): فانه عمل على بابه المذكور خشبة تمنع الراكب من التوصل إليه.
وخشبة: عارضة، قطعة خشب توضع عرضاً أو بالعرض (بوشر).
وخشبة: حاجز، قطعة من الخشب لحفظ الماء في القناة (بوشر).
وخشبة: صليب، خشبة الصلب (الملابس ص284، معجم بدرون، معجم اللطائف).
وخشبة: لوح خشب (الملابس ص284).
والجمع خَشَب: جسر يرتفع وينحدر، جسر متحرك يمكن رفعه وخفضه فوق حفرة. (الملابس ص285).
وخشبة: باب (الملابس ص285).
وخشبة: صندوق من الخشب (أماري ص4، 5).
وخشبة: تابوت مفتوح، ونوع من النعوش لحمل الجنازة (بوشر).
وخشبة: حجرة صغيرة من الخشب (الملابس ص285).
وخشبة: طقسوس، صنف من السرو أو الشربين (شجرة) (ألكالا).
وخشبة مجازاً: بليد، غبي (بوشر).
خشبة الجفن: سطح المركب (ألكالا).
خشبة المدفع: حامل المدفع، جرار المدفع. فندق المدفع (بوشر).
خشبة السرج: قربوس السرج (بوشر).
خَشبيّ: حطبي (بوشر).
خَشَّاب: المكان الذي يحفظ فيه الخشب (الكالا) وقد وردت فيه هذه الكلمة بصيغة الجمع خشابين.
تَخْشيب: تصحيف بالخشب، تلبيس بصفائح الخشب. تبليط الأرض بالخشب (بوشر).
تخشيبة: مصفح أو ملبس بالخشب، ومبلط بالخشب، (مخشَّب، مُتْخت)، وصقالة، وما يصنعه النجار (بوشر).
مُخْشِب: غليظ العظام (محيط المحيط).
الْخَاء والشين وَالْبَاء

الخَشبة: مَا غَلُظ من العيدان، وَالْجمع: خَشَب، وخُشًب، وخُشْب.

وَبَيت مُخْتشب: ذُو خَشب.

والخَشّابة: باعتُها.

وتَخَشْبت الإبلُ: أكلت الخَشب، قَالَ الراجز وَوصف إبِلا:

حَرَّقها من النَّجيل اشهبُهْ أفنانُه وَجعلت تَخَشَّبُهْ

والخَشيبة: الطَّبيعة.

وخَشب السيفَ يَخْشِبه خَشْباً، فَهُوَ مَخشوب وخَشِيب: طَبعَه، وَقيل: صَقله.

والخشيب من السيوف: الصَّقيل.

وَقيل: هُوَ الَّذِي لم يُصقل وَلَا أحْكم عَملُه.

وَقيل: هُوَ الحَدِيث الصَّنْعَة.

وَقيل: الخَشْب فِي السَّيْف: أَن تضع سِنَانًا عريضاً عَلَيْهِ أملس فتدلُكه بِهِ. فَإِن كَانَ فِيهِ شَعثٌ أَو شقوق أَو حدب ذهب بِهِ. والخشابة: مِطْرَق دقيقٌ إِذا صَقل الصَّيْقلُ السَّيْف وفَرغ مِنْهُ أجراها عَلَيْهِ فَلَا يُغيرِّه الجَفن. هَذِه عَن الهَجري.

واختشب السَّيْف: اتَّخذهُ خَشِيبا، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا فَتْكَ إلاّ سَعْى عُمرٍو ورهطِه بِمَا اختشبوا من مِعْضَدٍ ودَدَان

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: خَشب القوسَ يَخشبها خَشبا: عَمِلها عَمَلَها الاول، وَهِي خَشيب، من قِسِيٍّ خُشُب وخَشائب.

وقدح مَخشوب وخَشيب: منحوت، قَالَ أَوْس فِي صفة خيل:

فَجلْجلها طورَيْن ثمَّ افاضها كَمَا أرْسلت مَخشوبةٌ لم تقوَّمِ

ويروى: تَقدَّم، أَي: تُعلَّم.

وخَشبَ الشِّعر يَخْشِبه خَشْبا: إِذا قَالَه كَمَا يَجِيء وَلم يَتنوّق فِيهِ وَلَا تعمّل لَهُ.

والخَشيب: الرَّدِيء والمُنْتقَى.

والخشيب: الْيَابِس. عَن كُراع.

وَأرَاهُ قَالَ: الخَشِيب، والخشِيبىّ.

والخَشِب من الرِّجَال: الطَّوِيل الجافي العاري الْعِظَام مَعَ شدَّة وصلابة وغِلَظ، وَكَذَلِكَ هُوَ من الْجمال، وَقد اخشوشب.

وعيش خَشب: غير متأنَّقٍ فِيهِ، وَهُوَ من ذَلِك.

واخَشوشبَ فِي عيشه: شِظف.

وَقَالُوا: تمعددُوا واخشوشِبوا، أَي: اصْبِرُوا على جَهد العَيش.

وَقيل: تكلفوا ذَلِك ليَكُون اجلد لكم.

ويروى: وَاخْشَوْشنُوا، من العيشة الخشناء.

وَرجل اخشب: خشن عَظِيم، قَالَ: تَحْسِب فَوق الشَّول مِنْهُ اخشبا والاخشب من القُفّ: مَا غلُظ وخَشُن وتَحجّر، وَالْجمع: اخاشب، لِأَنَّهُ غلب غَلَبَة الْأَسْمَاء. وَقد قيل فِي مؤنثه: الخشباء، قَالَ كثيرِّ عزة:

يَنُوء فيعدُو من قريب إِذا عدا ويكُمن فِي خَشباء وَعْثٍ مَقِيلُها

فإمَّا أَن يكون اسْما كالصَّلفاء، وَإِمَّا أَن يكون صفة على مَا يطرد فِي بَاب افْعَل، وَالْأول أَجود، لقَولهم فِي جمعه: الأخاشب.

وَقيل: الخشباء، فِي قَول كثيرِّ: الغَيضة، وَالْأول أعرف.

واخشبا مَكَّة: جبلاها، لذَلِك.

واخاشب الصِّمّان: جبال اجْتمعت بالصِّمّان فِي محّلة بني تَمِيم، لَيْسَ قربهَا أكمة وَلَا جَبل.

وكل خَشن: أخشب وخَشِب.

والخَشْبُ: الْخَلْط والانتقاء، وَهُوَ ضد، خَشَبَه يخشِبه خَشْبا، فَهُوَ مَخْشوب، وخَشيب، قَالَ: ... لَا مُقرفٍ وَلَا مَخشُوبِ وَطَعَام مَخشوب: إِن كَانَ حبّاً فَهُوَ مُفَلَّقٌ قَفارٌ، وَإِن كَانَ لَحْمًا فنيءٌ لم يَنْضج.

وَرجل خَشِب قَشِب: لَا خيرَ عِنْده.

والخِشَاب: بُطون من بني تَمِيم، قَالَ جرير:

اثعلبة الفوارسِ أم رياحاً عدلتَ بهم طُهَيَّة والخِشابا

ويروى: أم رباحا.

وخُشْبان: اسْم.

وخشبان: لقب.

وَذُو خَشَب: مَوضِع.

قَالَ الطرماح: أَو كالفتَى حاتِمٍ إِذْ قَالَ مَا ملكتْ كَفاي للنَّاس نُهَبى يَوْم ذِي خَشَبِ
خشب
خشِبَ يَخشَب، خَشَبًا، فهو خَشِب وأخشبُ
• خشِب عيشُه: غلُظ وخشُن "عيشٌ أخشبُ". 

اخشوشبَ في يخشوشب، اخشيشابًا، فهو مخشوشِب، والمفعول مُخْشَوشَبٌ فيه
• اخشوشب الشَّخصُ في عيشه: صار صُلْبًا خَشِنًا في مظهره وأحواله المعاشيّة. 

تخشَّبَ يتخشَّب، تخشُّبًا، فهو متخشِّب
• تخشَّب الشَّيءُ: صلُب وصار كالخشب "تخشَّب اللَّوْزُ- متخشِّب من البرد: متصلِّب من البرد".
• تخشَّب الجسمُ: (نف) تصلَّب زمنًا ما في حالة مرضيَّة نفسيَّة كالهستيريا أو الفصام أو الصَّرْع. 

خشَّبَ يخشِّب، تخشيبًا، فهو مخشِّب، والمفعول مخشَّب
• خَشَّب النَّجَّارُ القاعةَ: صفَّحها بالخشب، كساها بالخشب "بيت مخشَّب: ذو خشب". 

أخشبُ [مفرد]: ج خُشْب، مؤ خَشْباء، ج مؤ خشباوات وخُشْب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خشِبَ. 

تخشُّب [مفرد]:
1 - مصدر تخشَّبَ.
2 - (نف) حالة مرضيّة تتميّز بتصلُّب الجسم زمنًا ما، وهو عَرَض شائع من أعراض الهستيريا والفصام والصَّرْع.
• تخشُّب العضلات: (طب) حالة تَتَّسم بتصلّب العضلات، تنتج عن العديد من الاختلالات الجسدية والنفسيَّة. 

تخشيبة [مفرد]: ج تخشيبات وتخاشيبُ:
1 - اسم مرَّة من خشَّبَ.
2 - كوخ من الخشب "جلس الحارسُ أمام مبنى السفارة في تخشيبة" ° وضَعه في التخشيبة: وضعه في السجن أو الحَجْز. 

خَشَب1 [مفرد]: مصدر خشِبَ. 

خَشَب2 [جمع]: جج أخشاب وخُشْبَان وخُشُب وخُشْب، مف خَشَبَة: ما صلُب من جذع الشَّجرة وفروعها "لسان من رُطَب، ويد من خَشَب [مثل]: يضرب في مَنْ يلين في قوله، ويشتدّ في فعله- {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} " ° خشب الإنسان: عظامه الغليظة- خشبة الجزّار: طاولة من خشب سميك يقطّع عليها الجزّار اللَّحمَ- خشبة الحائك: نوله الذي يَنْسِج عليه- خشبة المَسْرح: المنصّة التي يؤدِّي فوقها الممثلون أدوارهم- خشبة الميِّت: الصندوق الذي تُوضع فيه جثّتُه- خشبة النَّجاة: الوسيلة الأخيرة للتخلّص من خطر- خشب رقائقيّ: مادَّة بناء تُصنع من رقائق من الخشب وتلصق معًا.
• الخَشَب الأبيض: (نت) نوع من الأشجار كشجر الخُزامي والزَّيزفون الأمريكيّ والحَسور القطنيّ.
• الحَفْر على الخَشَب: (فن) عمليّة إنتاج أغراض تزينيّة من الخشب عن طريق الحفر بآلة حادّة.
• خشب متحجِّر: (جو) خشب دُفن تحت الرمل فحلّت مادة السيليكا كلّ خلايا الخشب، فأصبح مُتحجِّرًا.
• سوسة الخشب: (حن) من يرقانات الحشرات التي تحفر في الأثاث الخشبيّ والعوارض الخشبيّة خاصّة يرقانات خُنفسة الأثاث وخُنفسة الموت. 

خَشِب [مفرد]: ج خُشْب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خشِبَ. 

خَشَبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَشَب2 ° نصف خشبيّ: له هيكل خشبيّ فيه فراغات تُعبَّأ بالحجارة والطوب وغيرها من مواد البناء.
2 - مصنوع أو مكوَّن من الخشب مغطّى بالخشب "مسمار خشبيّ- ساق خشبيّة".
• الحصان الخَشَبيّ: (رض) جهاز رياضيّ يُقفز فوقه في المسابقات. 

خَشَّاب [مفرد]: ج خشّابون وخشَّابة:
1 - بائع الخَشَب أو تاجره "ملأ الخشّاب مخزنَه بالخشب الزّان".
2 - قاطع الخَشَب "قطع الخشّاب الخشبَ ليصنع شُبَّاكًا صغيرًا".
3 - مقاتل بالعصا "خرج إليهم الخشَّابة حاملين عِصيَّهم". 

خشب

1 خَشَبَ, (S, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. خَشْبٌ, (TA,) He mixed a thing (S, K) with (بِ) another thing. (S.) b2: And He picked out, chose out, or selected, a thing: the verb thus having two contr. significations. (K, TA.) A2: Also, (S, K,) aor. and inf. n. as above, (S,) He polished a sword, (S, K,) by laying on it a broad and smooth spearhead and rubbing it therewith: so accord. to ElAhmar, who relates that an Arab of the desert said to him, I said to a sword-polisher, “Hast thou finished my sword? ” and he answered, نَعَمْ

إِلَّا أَنِّى لَمْ أَخْشِبْهُ [Yes, except that I have not polished it]. (S.) And [or, as in the TA, “or ”] He sharpened it. (K, TA.) b2: And He forged a sword: (K:) or fashioned it with the file, without polishing it: (TA:) or he made it imperfectly, not thoroughly, or not well: (A:) thus, again, the verb has two contr. significations: (K:) also he thus made an arrow: (A:) or he shaped out a bow, (AHn, K,) and an arrow, (TA,) [in a rough manner, or] by the first operation, (AHn, K, TA,) without perfecting it, or making it smooth, or even. (TA.) You say of a sword, before it has been filed, مَا أَحْسَنَ مَا خُشِبَ [How well has it been forged!]: and in like manner one says of an arrow, when it has been filed, before the سَفَن [with which it is smoothed] has been applied to it. (Skr, on a verse of Sakhr, cited below, voce خَشِيبَةٌ.) b3: [Hence,] خَشَبَ الشِّعْرَ, (ISk, S, A, K,) aor. and inf. n. as above, (A,) (tropical:) He said, spoke, or uttered, the poetry (ISk, S, A, K) as it came, (ISk, S,) [unpolished, and unstudied,] without affecting nicety, or refinement, therein, (ISk, S, A, K,) and without study, or labour: (A, K:) Jereer did thus, and Farezdak trimmed his verses; but the verses of Jereer thus produced are better than the trimmed verses of Farezdak: (A, TA:) and ↓ اختشبهُ signifies the same. (A, K.) You say also, هُمْ يَخْشِبُونَ الكَلَامَ وَالعَمَلَ (tropical:) [They say, speak, or utter, words, and do work, without affecting nicety, or refinement, and without study, or labour]: (A:) or imperfectly, or not thoroughly; inelegantly, or not well. (TA.) and اِتَّخَذَ السَّيْفَ خَشَبًا: see 8.5 تخشّب: see 8.

A2: تخشّبتِ الإِبِلُ The camels ate thick branches: (K:) or ate dry herbage. (S.) And تَتَخَشَّبُ عِيدَانَ الشَّجَرِ They take with the mouth, and eat, the branches of the trees. (TA.) 8 اختشب السَّيْفِ signifies ↓ اِتَّخَذَهُ خَشْبًا; He took the sword without choosing the best by taking it from this place or that; (L, TA;) as also ↓ تحشّبهُ. (TA.) b2: See also 1, near the end.12 اخشوشب He [a man or a camel (see خَشِبٌ)] was, or became, tall, and gross, rude, or coarse, with bones uncovered by flesh, and hard, or hardy. (K.) He (an ostrich) was, or became, rough, or coarse. (S.) b2: (assumed tropical:) He (a man) became hard, or hardy, and rough, or coarse, in his religion, clothing, food, and in all respects. (TA.) (assumed tropical:) He employed himself in work, and in walking barefoot, in order that his body might become thick, gross, or coarse. (S, TA.) And اخشوشب فِى عَيْشِهِ (assumed tropical:) He endured with patience a life of hardship, or difficulty: or he subjected himself to a life of hardship, or difficulty, in order to render himself the more able to bear it. (K, TA.) اِخْشَوْشِبُوا is thus used in a trad. of 'Omar: (S, TA:) or, as some relate it, the word is [اجشوشبوا,] with ج; or, accord. to some, اخشوشنوا, with خ and ن. (TA.) رَجُلٌ قِشْبٌ خِشْبٌ A man in whom is no good: (S, K:) or with whom is no good: (TA:) [in some copies of the K, خِشْبٌ وَ قِشْبٌ; but this, as is said in the TA, is incorrect:] خِشْبٌ being an imitative sequent to قِشْبٌ. (S, TA.) خَشَبٌ [Wood, such as is used in carpentry and the like; timber;] thick wood: (A, K:) [a coll. gen. n.:] n. un. خَشَبَةٌ [signifying a piece of wood or timber]: (Msb:) the pl. of the latter, (S, Msb, *) or of the former, (K,) is خَشَبٌ, (S, K, [i. e., accord. to the K, the pl. is the same as the sing., but properly speaking, as said above, this is a coll. gen. n.,]) and خُشُبٌ and خُشْبٌ (S, Msb, K) and خُشْبَانٌ, (S, K,) [which last is agreeable with analogy as pl. of خَشَبٌ,] or خُشْبَانٌ is pl. of خُشْبٌ, and خُشْبٌ is pl. of خَشَبَةٌ. (JK.) The hypocrites are described in a trad. as خُشُبٌ بِاللَّيْلِ صُخُبٌ بِالنَّهَارِ Like timbers, or pieces of wood, in the night; [clamorous in the day;] meaning that they pass the night in sleep, without prayer. (TA.) b2: مَالٌ خَشَبٌ (assumed tropical:) Cattle that are lean, or emaciated, syn. هَزْلَى, (K,) in consequence of their feeding upon dry herbage. (TA.) [And it seems that ↓ خَشَبٌ signifies the same: for I find in the TA, and in a copy of the A which I believe to have been used by the author of the TA, mentioned as tropical, مَالٌ خَشَبٌ وَحَطِبٌ جَزْلٌ, app. meaning that مَالٌ خَشِبٌ and حَطِبٌ signify جَزْلٌ; but جَزْلٌ, I think, is here evidently a mistranscription for هَزْلَى; as حَطِبٌ is explained in the S and K as signifying “ very lean or meagre. ”]

خَشِبٌ Rough, or coarse; as also ↓ أَخْشَبُخَشِيبٌ: (K:) the former applied in this sense to a male ostrich: (S:) and both signify anything gross, or big, and rough, or coarse; (A 'Obeyd, S;) as also ↓ خَشِيبٌ: (TA:) and the first, (K,) applied to a man and to a camel, (TA,) tall, and gross, rude, or coarse, with bones uncovered by flesh, and hard, or hardy, and strong; (K, * TA;) as also ↓ خَشِيبٌ and ↓ خَشِيبِىٌّ: (K:) or these three signify, or signify also, dry, or rigid, or tough: (Kr, ISd:) and خَشِبٌ, a man hard, or hardy, strong, and vigorous, in body: (A, TA:) and the same, (JK,) or ↓ خَشِيبٌ, (TA,) a man whose bones are uncovered by flesh, and whose sinews are apparent; (JK, TA;) hard, or hardy, and strong: (JK:) and the last, a gross, big, or coarse, camel: (S, TA:) a camel gross, coarse, or rude, in make, and ugly: (TA:) and a horse thick, or big, in the bones. (Ham p. 207.) See also خَشَبٌ. And see أَخْشَبُ, in two places. b2: Also (assumed tropical:) Life in which one is not dainty, nice, or scrupulous. (K.) خَشْبَةٌ The first filing of a sword, before the polishing. (TA.) خُشْبَانٌ: see أَخْشَبُ.

خَشَابٌ: see أَخْشَبُ.

خُشَابٌ, from the Persian خُوشْ آبْ, [The beverage properly called in Arabic] نَبِيذ. (TA.) خَشِيبٌ and ↓ مَخْشُوبٌ Mixed. (TA.) b2: and the former, (K,) or both, (TA,) Picked out, chosen, or selected: (K, TA:) both words thus having two contr. significations. (TA.) A2: Also the former (S, K) and latter, (K,) A sword polished: (S, K: *) this is [said to be] the prevailing signification: (TA:) or both signify a sharpened sword. (JK, TA.) b2: And the former, (As, S, K,) or both, (JK, A,) A sword of which the forging is commenced; thus [again] having two contr. significations: (S:) or forged, (K, * TA,) or fashioned with the file, but not yet polished: (As, TA:) or newly made: (TA:) or imperfectly, not thoroughly, or not well, wrought; (JK, A;) and thus both words applied to an arrow: (A:) or the former, (S, K,) or both, (TA,) applied to an arrow, (S, K,) and to a bow, (K,) shaped out (S, K) [in a rough manner,] by the first operation, (S, TA,) not yet perfected, or made smooth, or even: (TA:) pl. of the former (accord. to the TA as applied to a bow [but I see no reason for this restriction]) خُشُبٌ and خَشَائِبُ. (K.) لَمْ يُنَقَّحْ ↓ مَخْشُوبٌ [Rough hewn, not yet trimmed,] is a prov., mentioned by Meyd and Z. (MF, TA.) b3: [Hence,] شِعْرٌ خَشِيبٌ and ↓ مَخْشُوبٌ (tropical:) Poetry said, spoken, or uttered, as it has come to the speaker, [unpolished, and unstudied,] without his affecting nicety, or refinement, therein, and without study, or labour. (A, * TA.) And جَآءَ

↓ بِلمَخْشُوبِ (tropical:) [He said, or uttered, that which came to him, as it came, unpolished, and unstudied]. (A, TA.) b4: See also خَشِيبٌ voce خَشِبٌ, in three places. b5: It also signifies Bad, corrupt, or vile. (K.) خَشِيبَةٌ The natural quality [of the metal] of a sword, (Skr on the verse here following, S, TA,) before the making thereof is completed: (Skr:) or its blade, or iron: (A:) or its edge: or its polish. (JK.) Sakhr says, وَصَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ

أَبْيَضُ مَهْوٌ فِى مَتْنِهِ زُبَدُ And a sharp sword of which the natural quality [of the metal] before the completion of the making thereof has been refined, [white, or a sword,] thin in the two edges or sides, having [in its broad side] diversified marks. (Skr.) خَشِيبِىٌّ: see خَشِبٌ.

خَشَّابٌ: see what next follows.

خَشَّابَةٌ [a coll. gen. n., of which the n. un. is ↓ خَشَّابٌ,] Sellers of خَشَب [i. e. wood, or timber]. (TA.) b2: Fighters with staves.

A2: Accord. to ElHejeree, خشابة [so in the TA, without any syll. sign,] signifies A slender [implement of the kind called] مطرق [i. e. مِطْرَق, q. v.,] which the polisher, when he has finished the polishing of a sword, passes over it, in consequence of which the scabbard does not alter its state. (TA.) خَاشِبٌ: see مُخْتَشِبٌ.

أَخْشَبُ: see خَشِبٌ. Also A great mountain: (A:) or a rugged, or rough, and great mountain; (S, K;) and so ↓ جَبَلٌ خَشِبٌ: or such as is not to be ascended: (TA:) an elevated place, rugged, with rough stones: (JK:) a tract of the kind termed قُفّ, rugged and stony: (TA:) pl. أَخَاشِبُ, (A, TA,) because the quality of a subst. is predominant in it: and the fem. خَشْبَآءُ is also sometimes used in the same sense; or as syn. with غَيْضَةٌ [i. e. a thicket, &c.]; but the former meaning is better known: and this [likewise] is thought to be rather a subst. than an epithet, because of the pl., mentioned above: (TA:) and ↓ خُشْبَانٌ [also seems to be a pl. of أَخْشَبُ, or of خَشِبٌ; for it is said that it] signifies rugged, or rough, mountains, neither great nor small: (K:) and rugged ground. (TA in art. ذنب.) خَشْبَآءُ also signifies Hard land or ground; (K, * TA;) land, or ground, in which are stones and pebbles and earth or clay. (IAmb, TA.) And أَرْضٌ

↓ خَشَابٌ (K, TA) Hard land or ground, like خَشْبَآءُ, (TA,) that flows with the least rain. (K, TA.) And أَكَمَةٌ خَشْبَآءُ (S, TA) A hill of which the stones are scattered, but near together. (TA.) And جَبْهَةٌ خَشْبَآءُ A displeasing forehead; as also ↓ خَشِبَةٌ: (TA:) or a displeasing, rigid forehead; (JK, S, K; *) not even. (JK.) And أَخْشَبُ الجَبْهَةِ A man having a displeasing and rigid forehead. (TA.) بَيْتٌ مُخَشَّبٌ [so in the present day, but written in the TA without any syll. sign,] A house having خَشَب [i. e. wood, or timber, employed in its construction]. (TA.) مَخْشُوبٌ: see خَشِيبٌ, in four places. b2: It is applied to a horse, by El-Aashà; (S, TA;) meaning Of mixed pedigree: (A 'Obeyd, TA:) or not broken; not well trained; from what next follows; and thus used only by El-Aashà. (IKh, TA.) b3: جَفْنَةٌ مَخْشُوبَةٌ A wooden bowl imperfectly made. (IKh, TA.) b4: طَعَامٌ مَخْشُوبٌ [Food imperfectly prepared; i. e.], if flesh-meat, not thoroughly cooked; and if not flesh-meat, (but grain, TA,) without any seasoning, or condiment, to render it pleasant, or savoury. (K, * TA.) مُخْتَشِبٌ One who eats what he can; as also ↓ خَاشِبٌ. (JK.)

خشب: الخَشَبَةُ: ما غَلُظَ مِن العِيدانِ، والجمع خَشَبٌ، مثل شجرةٍ وشَجَر، وخُشُبٌ وخُشْبٌ خُشْبانٌ. وفي حديث سَلْمانَ: كان لا يَكادُ يُفْقَهُ كلامُه مِن شِدَّةِ عُجْمَتِه، وكان يسمي الخَشَبَ الخُشْبانَ. قال ابن الأَثير: وقد أُنْكِرَ هذا الحديثُ، لأَنَّ سَلْمانَ كان يُضارِعُ كلامُه كلامَ الفُصَحاءِ، وإِنما الخُشْبانُ جمع خَشَبٍ، كحَمَلٍ وحُمْلانٍ؛ قال:

كأَنـَّهم، بجَنُوبِ القاعِ، خُشْبانُ

قال: ولا مَزيد على ما تَتَساعدُ في ثُبوتِه الرِّوايةُ والقياسُ.

وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ: ذو خَشَب.

والخَشَّابةُ: باعَتُها.

وقوله عز وجل، في صفة المنافقين: كأَنهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ؛ وقُرئَ

خُشْبٌ، بإِسكان الشين، مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ. ومن قال خُشُبٌ، فهو بمنزلة ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ؛ أَراد، واللّه أَعلم: أَنَّ المنافقين في تَرْكِ

التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصارِ، وَوَعْي ما يَسْمَعُونَ من الوَحْيِ، بمنزلة

الخُشُبِ. وفي الحديث في ذِكر المنافقين: خُشُبٌ بالليل، صُخُبٌ بالنهار؛ أَراد: أَنهم يَنامُونَ الليلَ، كأَنهم خُشُبٌ مُطَرَّحةٌ، لا يُصَلُّون فيه؛ وتُضم الشين وتسكن تخفيفاً.

والعربُ تقول للقَتِيلِ: كأَنه خَشَبةٌ وكأَنه جِذْعٌ.

وتخَشَّبَتِ الإِبلُ: أَكلت الخَشَبَ؛ قال الراجز ووصف إِبلاً:

حَرَّقَها، مِن النَّجِيلِ، أَشْهَبُهْ، أَفْنانُه، وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ

ويقال: الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِيدانَ الشجرِ إِذا تَناوَلَتْ أَغصانَه.

وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: كان يُصَلي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ؛ قال ابن الأَثير: هم أَصْحابُ الـمُخْتارِ بن أَبي عُبَيدة؛ ويقال لضَرْبٍ من الشِّيعةِ: الخَشَبِيَّةُ؛ قيل: لأَنهم حَفِظُوا خَشَبةَ زَيْدِ بن عليّ، رضي اللّه عنه، حينَ صُلِبَ، والوجه الأَوّل، لأَنّ صَلْبَ زَيْدٍ كان بعد ابنِ عُمَر بكثير.

والخَشِيبةُ: الطَّبِيعةُ.

وخَشَبَ السيفَ يَخْشِبُه خَشْباً فهو مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: طَبَعَه،

وقيل : صَقَلَه.

والخَشِيبُ من السيوفِ: الصَّقِيلُ؛ وقيل: هو الخَشِنُ الذي قد بُرِدَ

ولم يُصْقَلْ، ولا أُحْكِمَ عَمَلُه، ضدٌّ؛ وقيل: هو الحديثُ الصَّنْعة؛

وقيل: هو الذي بُدِئَ طَبْعُه. قال الأَصمعي: سيف خَشِيبٌ، وهو عند الناس الصَّقِيلُ، وإِنما أَصلُه بُرِدَ قبل أَن يُلَيَّنَ؛ وقول صخر الغي:

ومُرْهَفٌ، أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، * أَبْيَضُ مَهْوٌ، في مَتْنِهِ، رُبَدُ

أَي طَبِيعَتُه. والـمَهْوُ: الرّقِيقُ الشَّفْرَتَينِ. قال ابن جني:

فهو عندي مقلوب من مَوْهٍ، لأَنه من الماءِ الذي لامُهُ هاء، بدليل قولهم في جمعه: أَمْواهٌ. والمعنى فيه: أَنه أُرِقَّ، حتى صارَ كالماءِ في رِقَّتهِ. قال: وكان أَبو علي الفارسي يرى أَن أَمْهاه، من قول امرئِ القَيس:

راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ، * ثُمَّ أَمْهاهُ على حَجَرِهْ

قال: أَصله أَمـْوَهَهُ، ثم قدَّم اللام وأَخَّر العين أَي أَرَقَّه كَرِقَّةِ الماءِ. قال، ومنه: مَوَّهَ فلان عَليَّ الحَدِيثَ أَي حَسَّنَه، حتى كأَنـَّه جعل عليه طَلاوةً وماءً. والرُّبَدُ: شِبْهُ مَدَبِّ النمل، والغُبارِ.

وقيل: الخَشْبُ الذي في السَّيف أَن يَضَعَ عليه سِناناً عَريضاً

أَمْلَسَ، فيَدْلُكَه به، فإِن كان فيه شُقُوقٌ، أَو شَعَثٌ، أَو حَدَبٌ ذَهَبَ

به وامْلَسَّ.

قال الأَحمر: قال لي أَعْرابي: قلت لصَيْقَلٍ: هل

فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي؟ قال: نعم، إِلاَّ أَني لم أَخْشِبْه.

والخشابةُ: مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إِذا صَقَلَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ وفَرَغَ منه، أَجراها عليه، فلا يُغَبِّره الجَفْن؛ هذه عن الهجري.

والخَشْبُ: الشَّحْذُ. وسيفٌ خَشِيبٌ مَخْشُوبٌ أَي شَحِيذٌ. واخْتَشَبَ

السيفَ: اتَّخَذَه خَشْباً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ولا فَتْكَ إِلاّ سَعْيُ عَمْرٍو ورَهْطِه، * بما اخْتَشَبُوا، مِن مِعْضَدٍ ودَدانِ

ويقال: سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبةِ؛ يقول: عُرِّضَ حين طُبِعَ؛ قال ابن

مِرْداسٍ:

جَمَعْتُ إِلَيْهِ نَثْرَتي، ونجِيبَتي، * ورُمْحِي، ومَشْقُوقَ الخَشِيبةِ، صارِما

والخَشْبةُ: البَرْدةُ الأُولى، قَبْلَ الصِّقال؛ وأَنشد:

وفُترةٍ مِنْ أَثْلِ ما تَخَشَّبا

أَي مـما أَخَذه خَشْباً لا يَتَنَوَّقُ فيه، يأْخُذُه مِن ههُنا وههُنا.وقال أَبو حنيفة: خَشَبَ القَوْسَ يَخْشِبُها خَشْباً: عَمِلَها عَمَلَها الأَوّلَ، وهي خَشِيبٌ مِنْ قِسِيٍّ خُشُبٍ وخَشائِبَ.

وقِدْحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: مَنْحُوتٌ؛ قال أَوْسٌ في صفة خيل:

فَخَلْخَلَها طَوْرَين، ثم أَفاضَها * كما أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُقَدَّمِ(1)

(1 قوله «فخلخلها» كذا في بعض النسخ بخاءين معجمتين وفي شرح القاموس بمهملتين وبمراجعة المحكم يظهر لك الصواب والنسخة التي عندنا منه مخرومة.)ويُروى: تُقَوَّمِ أَي تُعَلَّمِ.

والخَشِيبُ: السَّهْمُ حين يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّل.

وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً إِذا بَرَيْتَها البَرْيَ الأَوّل ولم تَفْرُغْ منها. ويقول الرجل للنَّبَّالِ: أَفَرَغْتَ مِن سَهْمِي؟ فيقول: قد خَشَبْتُه أَي قد بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّل، ولم أُسَوِّه، فإِذا فَرَغَ قال: قد خَلَقْتُه أَي لَيَّنْتُه من الصَّفاة الخَلْقاءِ، وهي الـمَلْساءُ. وخَشَبَ الشِّعْر يَخْشِبُه خَشْباً أَي يُمِرُّه كما يَجِيئُه، ولم يَتَأَنَّقْ فيه، ولا تَعَمَّلَ له؛ وهو يَخْشِبُ الكلام والعَمَلَ إِذا لم يُحْكِمْه ولم يُجَوِّدْه.

والخَشِيبُ: الرَّدِيءُ والـمُنْتَقَى. والخَشِيبُ: اليابِسُ، عن كراع.

قال ابن سيده: وأُراه قال الخشِيبَ والخَشِيبيَّ.

وجَبْهَةٌ خَشْباءُ: كَرِيهةٌ يابِسةٌ. والجَبْهةُ الخَشْباءُ: الكَرِيهةُ، وهي الخَشِبةُ أَيضاً، ورجل أَخْشَبُ الجَبْهةِ؛ وأَنشد:

إِمَّا ترَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ، * أَخْشَبَ مَهْزُولاً، وإِنْ لم أُهْزَلِ

وأَكمَةٌ خَشْباءُ وأَرْضٌ خَشْباءُ، وهي التي كأَنَّ حِجارَتها

مَنْثُورةٌ مُتَدانِيةٌ؛ قال رؤْبة:

بكُلِّ خَشْباءَ وكُلِّ سَفْحِ

وقولُ أَبي النَّجْمِ:

إِذا عَلَوْنَ الأَخْشَبَ الـمَنْطُوحا

يريد: كأَنه نُطِحَ. والخَشِيبُ: الغَلِيظُ الخَشِنُ مَنْ كلّ شيءٍ.

والخَشيبُ من الرِّجال: الطَّوِيلُ الجافي، العارِي العِظام، مع شِدّة

وصَلابة وغِلَظٍ؛

وكذلك هو من الجِمالِ.

وقد اخْشَوْشَبَ أَي صارَ خَشِباً، وهو الخَشِنُ.

ورَجل خَشِيبٌ: عارِي العَظْمِ، بادِي العَصَبِ. والخَشِيبُ منَ الإِبل: الجافي، السَّمْجُ، الـمُتَجافي، الشاسِئُ الخَلْقِ؛ وجمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَلِيظٌ. وفي حديث وَفْدِ مَذْحِجَ على حَراجِيجَ: كأَنها أَخاشِبُ، جمع الأَخْشَبِ؛ والحَراجيجُ: جمع حُرْجُوجٍ، وهي الناقةُ الطويلةُ، وقيل: الضَّامِرةُ؛ وقيل: الحادَّةُ القَلْبِ. وظَلِيمٌ خَشِيبٌ أَي خَشِنٌ.

وكلُّ شيءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ، فهو أَخْشَبُ وخَشِبٌ.

وتخَشَّبَتِ الإِبلُ إِذا أَكلت اليَبِيسَ من الـمَرْعَى. وعَيْشٌ خَشِبٌ:

غير مُتَأَنَّقٍ فيه، وهو من ذلك.

واخْشَوْشَبَ في عَيْشِه: شَظِفَ. وقالوا: تمَعْدَدُوا، واخْشَوْشِبُوا

أَي اصْبِرُوا على جَهْدِ العَيْشِ؛ وقيل تَكَلَّفُوا ذلك، ليكون

أَجْلَدَ لكم. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اخْشَوْشِبُوا، وتَمعْدَدُوا. قال: هو الغِلَظُ، وابْتِذالُ النَّفْسِ في العَمَل، والاحْتِفاءُ في الـمَشْيِ، ليَغْلُظ الجَسَدُ؛ ويُروى: واخْشَوْشِنُوا، من العِيشةِ الخَشْناءِ.

ويقال: اخْشَوْشَب الرَّجُل إِذا صارَ صُلْباً، خَشِناً في دِينهِ ومَلْبَسِه ومَطْعَمِه، وجَمِيعِ أَحْوالِه. ويُروى بالجيم والخاءِ المعجمة،

والنون؛ يقول: عِيشُوا عَيْشَ مَعَدٍّ، يعني عَيْشَ العَرَبِ الأَوَّل، ولا

تُعَوِّدُوا أَنـْفُسَكم التَّرَفُّه، أَو عِيشةَ العَجَمِ، فإِنَّ ذلك يَقْعُدُ بكم عن المغازي.

وجَبَلٌ أَخْشَبُ: خَشِنٌ عظيم؛ قال الشاعر يصف البعير، ويُشَبِّهه فوقَ النُّوق بالجَبَل:

تَحْسَبُ فَوْقَ الشَّوْلِ، مِنه، أَخْشَبا

والأَخْشَبُ مِن الجِبال: الخَشِنُ الغَلِيظُ؛ ويقال: هو الذي لا يُرْتَقَى فيه. والأَخْشَبُ من القُفِّ: ما غَلُظَ، وخَشُنَ، وتحَجَّر؛ والجمع

أَخاشِبُ لأَنه غَلَبَ عليه الأَسْماءُ؛ وقد قيل في مؤَنَّثه: الخَشْباءُ؛ قال كثير عزة:

يَنُوءُ فَيَعْدُو، مِنْ قَريبٍ، إِذا عَدا * ويَكْمُنُ، في خَشْباءَ، وَعْثٍ مَقِيلُها

فإِما أَن يكون اسماً، كالصَّلْفاءِ، وإِما أَن يكون صفة، على ما يطرد في باب أَفعل، والأَوّل أَجود، لقولهم في جمعه: الأَخاشِبُ. وقيل الخَشْباءُ، في قول كثير، الغَيْضةُ، والأَوّلُ أَعْرَفُ.

والخُشْبانُ: الجِبالُ الخُشْنُ، التي ليست بِضِخامٍ، ولا صِغارٍ. ابن

الأَنباري: وقَعْنا في خَشْباءَ شَدِيدةٍ، وهي أَرضٌ فيها حِجارةٌ وحَصى وطين. ويقال: وقَعْنا في غضْراءَ، وهي الطِّين الخالِصُ الذي يقال له الحُرُّ، لخُلُوصِه مِن الرَّمْلِ وغيره. والحَصْباءُ: الحَصى الذي يُحْصَبُ به.

والأَخْشَبانِ: جَبَلا مَكَّةَ. وفي الحديث في ذِكْر مَكَّةَ: لا تَزُولُ مَكَّةُ، حتى يَزُولَ أَخْشَباها. أَخْشَبا مَكَّةَ: جَبَلاها. وفي الحديث: أَن جِبْرِيلَ، عليه السلام، قال: يا محمدُ إِنْ شِئْتَ جَمَعْتُ عَليهم الأَخْشَبَينِ، فقال: دَعْني أُنْذِرْ قَوْمي؛ صلى اللّه عليه وسلم،

وجَزاه خَيراً عن رِفْقِه بأُمَّتِه، ونُصْحِه لهم، وإِشْفاقِه عليهم.

غيره: الأَخْشَبانِ: الجَبَلانِ الـمُطِيفانِ بمكَّةَ، وهما: أَبو قُبَيْس

والأَحْمرُ، وهو جبَل مُشْرِفٌ وَجْهُه على قُعَيْقِعانَ.

والأَخْشَبُ: كلُّ جَبَلٍ خَشِنٍ غَلِيظٍ.

والأَخاشِبُ: جِبالُ الصَّمَّان. وأَخاشِبُ الصَّمَّانِ: جِبال اجْتَمَعْنَ بالصَّمَّانِ، في مَحِلّة بني تَمِيم، ليس قُرْبَها أَكَمةٌ، ولا جَبَلٌ؛ وصُلْبُ الصَّمَّانِ: مكانٌ خَشِبٌ أَخْشَبُ غَلِيظٌ؛ وكلُّ خَشِنٍ أَخْشَبُ وخَشِبٌ.

والخَشْبُ: الخَلْطُ والانْتِقاءُ، وهو ضِدٌّ. خَشَبَه يَخْشِبُه خَشْباً، فهو خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ. أَبو عبيد: الـمَخْشُوب: الـمَخْلوط في نَسَبِه؛ قال الأَعشى يصف فرساً:

قافِلٍ جُرْشُعٍ، تراه كَيَبْس الرَّ * بْل، لا مُقْرِفٍ، ولا مَخْشُوبِ

قال ابن بري: أَورد الجوهري عجز هذا البيت، لا مقرفٌ ولا مَخْشُوبُ، قال: وصوابه لا مُقْرِفٍ ولا مَخْشُوبِ بالخفض، وبعده:

تِلْكَ خَيْلي منه، وتِلكَ رِكابي، * هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها، كالزَّبيبِ

قال ابن خالويه: الـمَخْشُوب الذي لم يُرَضْ، ولم يُحَسَّنْ تَعْلِيمه،

مُشَبَّهٌ بالجَفْنةِ الـمَخْشُوبة، وهي التي لم تُحْكَمْ صَنْعَتُها.

قال: ولم يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالـمَخْشُوبِ، إِلاَّ الأَعْشَى. ومعنى

قافِل: ضامِرٌ. وجُرْشُعٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَينِ. والرَّبْلُ: ما تَرَبَّلَ من النَّباتِ في القَيظ، وخرج من تحت اليَبيسِ مِنه نباتٌ أَخضَر.

والـمُقْرِفُ: الذي دانَى الهُجْنةَ مِنْ قِبَلِ أَبيهِ.

وخَشَبْتُ الشيءَ بالشيءِ: خَلَطْتُه به.

وطعامٌ مَخْشُوبٌ إِذا كان حَبّاً، فهو مُفَلَّقٌ قَفارٌ، وإِن كان لحماً

فَنيءٌ لم يَنْضَجْ. ورجل قَشِبٌ خَشِبٌ: لا خَيرَ عنده، وخَشِبٌ إِتْباعٌ

له. الليث: الخَشَبِيَّةُ: قومٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ(1)

(1 قوله «الجهمية» ضبط في التكملة، بفتح فسكون، وهو قياس النسب إِلى جهم بفتح فسكون أيضاً، ومعلوم أن ضبط التكملة لا يعدل به ضبط سواها.) يَقُولون: إِنَّ اللّه لا يتَكَلَّم، ويقُولون: القرآنُ مَخْلُوقٌ.

والخِشابُ: بُطُونٌ مِن تَمِيمٍ؛ قال جرير:

أَثَعْلَبَةَ الفوارِسِ أَم رِياحاً، * عَدَلْتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشابا؟

ويُروى: أَو رَباحاً.

وبنو رِزامِ بن مالكِ بن حَنْظَلَة يقال لهم: الخِشابُ. واستشهد الجوهري ببيت جرير هذا على بني رِزامٍ.

وخُشْبانُ : اسم. وخُشْبانُ: لَقَبٌ.

وذُو خَشَبٍ: موضِع ؛ قال الطِّرِمَّاحُ:

أَو كالفَتى حاتِمٍ، إِذْ قالَ: ما ملَكَتْ * كَفَّايَ للنَّاسِ نُهْبَى، يومَ ذي خَشَبِ

وفي الحديث ذكر خُشُبٍ، بضمتين، وهو وادٍ على مَسِيرةِ لَيْلة من الـمَدينةِ، له ذِكرٌ كَثيرٌ في الحديث والمغازي، ويقال له: ذُو خُشُبٍ.

خشب
: (الخَشَبَة مُحَرَّكَةً: مَا غَلُظَ مِنَ العِيدَانِ، ج خَشَبٌ، مُحَرَّكَةَ أَيضاً) مثل شَجَرة وشَجَر (و) خُشُبٌ (بضَمَّتَيْنِ) قَالَ الله تَعَالَى فِي صفة المُنَافِقِينَ {2. 025 كاءَنهم خشب مُسندَة} (المُنَافِقُونَ: 4) مثل ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ (و) قُرِىءَ (خُشْبٌ) بإِسْكَانِ الشِّينِ، مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ، أَرَادَ واللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ المُنَافِقِينَ فِي تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصَارِ وَوَعْيِ مَا يَسْمَعُونَ مِن الوَحْيِ بمنزلَةِ الخُشُبِ، وَفِي الحَدِيث فِي ذكر المنافقينَ (خُشُبٌ باللَّيْلِ صُخُبٌ بالنَّهَارِ) أَرَادَ أَنَّهُمْ يَنَامُونَ اللَّيلَ لَا يُصَلُّونَ، كأَنَّ جُثَثَهُم خُشُبٌ: مَطْرُوحَةٌ، وَهُوَ مجازٌ، وتُضَم الشِّينُ وتُسَكَّنُ تَخْفِيفًا، والعربُ تقولُ لِلْقَتِيلِ: كأَنَّه خَشَبَةٌ، وكَأَنَّهُ جِذْعٌ، (وخُشْبَانٌ، بضمهما) أَي بِضَم أَولهما مثل حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ قَالَ:
كَأَنَّهُمْ بِجَنُوبِ القَاعِ خُشْبَانُ
وَفِي حَديث سَلْمَانَ (كَانَ لاَ (يكَاد) يُفْقَهُ كَلاَمُهُ مِن شِدَّةِ عِجْمَتِهِ، وكانَ يُسَمِّي الخَشَبَ الخُشْبَانَ) قَالَ ابنُ الأَثير: وَقد أُنْكِرَ هَذَا الحديثُ، لأَنَّ سَلْمَانَ كَانَ يُضَارِعُ كَلاَمُه كَلاَمَ الفُصَحَاءِ.
قلتُ: وكَذَا قولُهُم: سِينُ بِلالٍ عِنْدَ اللَّهِ شِينٌ، وَقد سَاعَدَ فِي ثُبُوتِ الخُشْبَانِ الرِّوَايَةُ والقِيَاسُ كَمَا عَرَفْتَ. وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ: ذُو خَشَبٍ. والخَشَّابَةُ بَاعَتُهَا.
(وخَشَبَةُ يَخْشُبُهُ) خَشْباً فَهُوَ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ (: خَلَطَهُ، وانْتَقَاهُ) والخَشْبُ: الخَلْطُ، والانْتِقَاءُ، وَهُوَ (ضِدٌّ) وخَشَبَ الشيءَ بالشيءِ: خَلَطَهُ بهِ (و) خَشَبَ (السَّيْفَ) يَخْشِبُهُ خَشْباً فهوَ مَخْشُوبٌ وخَشِيب (: صَقَلَهُ) وَفِي نُسْخَة بعد هَذَا (أَوْ شَحَذَهُ) والخَشْبُ: الشَّحْذُ، نَقَلَه الصاغانيّ، (و) خَشَبَ السَّيْفَ (: طَبَعَهُ) أَي بَرَدَهُ وَلم يَصْقُلْهُ. وَهُوَ (ضِدٌّ) ، فَعَلَى هذَا يَكُونُ قَوْله: (أَوْ شَحَذَه) بعدَ قولِه (ضِدٌّ) كَمَا هُوَ ظَاهر، (و) من الْمجَاز: خَشَبَ (الشِّعْرَ) يَخْشبهُ خَشْباً: أَمَرَّهُ كَمَا جَاءَه أَي (قَالَهُ مِنْ غَيُرِ تَنَوُّقٍ) ، وَفِي نُسْخَة: من غير تَأَنَّقٍ (و) لاَ (تَعَمُّلٍ لَهُ) هُوَ يَخْشِبُ الكَلاَمَ والعَمَلَ: إِذا لَمْ يُحْكِمْهُ وَلَمْ يُجَوِّدْهُ، وشِعْرٌ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ، وجَاءَ بالمَخْشُوبِ، وَكَانَ الفَرَزْدَق يُنَقِّح الشِّعْرَ وجَرِيرٌ يَخْشُبُهُ، وكَانَ خَشْبُ جَرِيرٍ خَيْراً من تَنْقِيحِ الفَرَزْدَقِ، وقولُه (كاخْتَشَبَهُ) ظَاهِرُ إِطْلاَقِهِ أَنَّه يُسْتَعْمَلُ فِي الشِّعْرِ والعَمَلِ، كَمَا يُسْتَعْمَلُ فِي السَّيْفِ، وأَنه كالثُّلاَثِيِّ فِي مَعَانِيهِ المَذْكُورةِ، ومثلُه للصاغانيّ، وأَنْشَدَ لَجَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى.
قَدْ عَلِمَ الرَّاسِخُ فِي الشِّعْرِ الأَرِبْ
والشُّعَرَاءُ أَنَّنِي لاَ أَخْتَشِبْ
حَسْرَى رَذَايَاهُمْ ولاكِنْ أَقْتَضِبْ
وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : مَا نَصُّهُ: اخْتَشَبَ السَّيْفَ: اتَّخَذَهُ خَشْبَاً، مَا تَنَوَّقَ فِيهِ، يَأْخُذُهُ مِنْ هُنَا وهَا هُنَا، أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ:
وَلاَ فَتْكَ إِلاَّ سَعْيُ عَمْرو وَرَهْطِهِ
بِمَا اخْتَشَبُوا مِنْ مِعْضَدٍ ودَدَانِ
قلتُ: وكَذَا: تَخَشَّبَهُ، أَي أَخَذَهُ خَشْباً مِنْ غَيْرِ تَنَوّقٍ، قَالَ:
وقِتْرَةٍ مِنْ أَثْلِ مَا تَخَشَّبَا (و) خَشَب (القَوْسَ) يَخْشِبُهَا خَشْباً (عَمِلَهَا عَمَلَهَا الأَوَّلَ) ، قَالَ أَبو حنيفَة، وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً أَي بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّلَ وَلم أُسَوِّه، فإِذَا فَرَغَ قَالَ قَدْ خَلَقْتُه، أَي لَيَّنْتُه، منَ الصَّفَاةِ الخَلْقَاءِ وَهِي المَلْسَاءُ.
(والخَشِيبُ، كأَمِيرٍ) من السُّيوفِ (: الطَبِيعُ) هُوَ الخَشِنُ الَّذِي قد بُرِدَ وَلم يُصْقَلْ وَلَا أُحْكِمَ عَمَلُه. (و) الخَشِيبُ (: الصَّقِيل) ضِدٌّ، وَقيل: هُوَ الحَدِيث الصَّنْعَةِ، وقيلَ هُوَ الَّذِي بُدِىءَ طَبْعُه، قَالَ الأَصمعيّ: سَيْفٌ خَشِيبٌ، وَهُوَ عِنْد النَّاس: الصَّقِيلِ، وإِنما أَصْلُه بُرِدَ قَبْلَ أَنْ يُلَيَّنَ، وسَيْفٌ خَشِيب، (كالمَخْشُوبِ) ، أَي شَحِيذٌ، ويقالُ: سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبَةِ، يَقُولُ: عُرِّضَ حِينَ طُبِعَ، قَالَ ابنُ مِرْدَاسٍ:
جَمَعْتُ إِلَيْهِ نَثْرَتِي ونَجِيبَتِي
وَرُمْحِي ومَشْقُوقَ الخَشِيبَةِ صَارِمَا
والخَشْبَةُ: البَرْدَةُ الأُولَى قَبْلَ الصِّقَالِ.
والخَشِيبَةُ: الطَّبِيعَة، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
ومُرْهَفٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ
أَبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِهِ رُبَدُ
أَي طَبِيعَتُه، والمهْوُ: الرَّقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ، والمَعْنَى أَنَّه أُرِقَّ حَتَّى صَار كالمَاءِ فِي رِقَّتِهِ، والرُّبَدُ: شِبْهُ مَدَقّ النَّمْلِ أَو الغُبَارِ وَقيل: الخَشْبُ الَّذِي فِي السَّيْفِ: أَن تَضَعَ سِنَاناً عَرِيضاً أَمْلَسَ عَلَيْهِ فتدْلُكَهُ فإِنْ كَانَ فِيهِ شَعَبٌ أَو شِقَاقٌ أَو حَدَبٌ ذَهَبَ بِهِ وامْلَسَّ قَالَ الأَحْمَرُ: قَالَ لي أَعرابيٌّ: قُلْتُ لِصَيْقَلٍ: هلْ فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي، قَالَ: نَعَمْ إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَخْشِبْهُ.
والخِشَابَةُ مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إِذا صَقَلَ الصَّيْقَلُ (السيفَ) وفَرَغَ مِنْهُ أَجْرَاهَا عَلَيْهِ، فَلاَ يُغَيِّرُه الجَفْنُ، وَهَذِه عَن الهَجَرِيّ، (و) الخَشِيبُ (: الرَّدِيءُ) ، والمُنْتَقَى، و) الخَشِيبُ (: المنْحُوتُ مِنَ القِسِيِّ) ، كالمَخْشُوبِ، قَالَ أَوْسٌ فِي صِفَةِ خَيْلٍ:
فَحَلْحَلَهَا طَوْرِيْنِ ثُمَّ أَفَاضَهَا
كَمَا أُرْسِلَتْ مَخْشُوبَةً لمْ تُقَوَّمِ
(و) الخَشِيب: المَنْحُوتُ من (الأَقْدَاحِ) كالمَخْشُوبِ، قَدَحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ، أَي مَنْحُوتٌ، والخَشِيبُ: السَّهْمُ حُينَ يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّلَ وَلم يُفْرَغْ مِنْهُ، وَيَقُول الرجلُ للنَّبَّالِ أَفَرَغْتَ مِنْ سهْمِي فيَقول: قَدْ خَشَبْتُهُ، أَي بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّلَ ولَمْ أُسَوِّه (ج) أَي الخَشِيب بِمَعْنى القَوْسِ المنحوت: خُشُبٌ (ككُتُبٍ) يُقَال: قَوْسٌ خَشِيبٌ مِنْ قِسِيَ خُشُبٍ، (وخَشَائِبُ، و) : الخَشِيبُ من الرِّجال (: الطَّوِيلُ الجَافِي العَارِي العِظَامِ فِي صَلاَبَةٍ) وشِدَّةٍ وغِلَظٍ، وَكَذَلِكَ هُوَ من الجِمَالِ، ورَجُلٌ خَشِيبٌ: عَارِي العَظْم بَادِي العَصَبِ، وَمن الإِبلِ: الجَافِي، السَّمْجُ المُتجَافِي المُتَشَاسِيءُ الخَلْقِ، وجَمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَليظٌ.
ورَجُلٌ خَشِبٌ: فِي جَسَدِه صَلاَبَةٌ وشِدَّةٌ وحِدَّةٌ.
والخشِيبُ: الغلِيظ الخَشِن من كلِّ شيءٍ (كالخَشِيبِ: اليَابِس، نَقله ابنُ سَيّده عَن كُراع.
(وقَدِ اخْشَوْشَبَ) الرجُل: إِذا صَار صُلْباً خَشِناً فِي دِينِهِ، ومَلْبَسِهِ، ومَطْعَمِهِ، وجَمِيع أَحْوَالِه.
(ورَجلٌ خَشِبٌ وقَشِبٌ، بكسرهما: لاَ خَيْرَ فِيه) أَو عِنْدَه، هَكَذَا فِي النّسخ وَالصَّحِيح كَمَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وَغَيره تَقْدِيمُ قَشِبٍ علَى خَشِبٍ، فإِنَّ خَشِباً إِتباعٌ لقَشِبٍ، فتأَملْ.
(و) الخَشِبُ (كَكَتِفٍ: الخَشِنُ وظَلِيمٌ خَشِبٌ: خَشِنٌ، وكُلُّ شَيءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ فَهُوَ خَشِبٌ (كالأَخْشَبِ، و) الخَشِبُ (: العَيْشُ غَيْرُ المُتَأَنَّق فيهِ) وَمن الْمجَاز: مَالٌ خَشِيبٌ وحَطَبٌ جَزْلٌ. (واخْشَوْشَبَ فِي عَيْشِهِ:) شَظِفَ و (صَبَرَ عَلَى الجَهْدِ) ، وَمِنْه قالَوا: (تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِبُوا. ورَدَ ذَلِك فِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ، (أَوْ تَكَلَّفَ فِي ذلكَ ليكونَ أَجُلَدَ لَهُ) : وقِيلَ: اخْشِيشَابُ فِي الحَدِيث: ابْتِذَالُ النَّفْسِ فِي العَمَلِ، والاحْتِفَاءُ فِي المَشْيِ، لِيَغْلُظَ الجَسَدُ، ويُرْوَى: واخْشَوْشِنُوا، من الغِيشَةِ الخَشْنَاءِ، ويورى بالجِيم، والخَاءِ المُعْجَمَةِ والنُّونِ، يقولُ: عِيشُوا عَيْشَ مَعَدَ، يَعْنِي عَيْشَ العَرَبِ الأَول وَلاَ تُعَوِّدُوا أَنْفُسَكُمُ التَّرَفُّهَ أَو عِيشَةَ العَجَمِ، فإِنه يَقْعُدُ بِكُم عنِ المَغَازِي.
(والأَخْشَبُ) من الجِبَالِ (: الجَبَلُ الخَشِنُ العَظِيمُ) الغَلِيظُ، جَبَلٌ خَشِبٌ: خَشِنٌ عَظِيمٌ، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يُرْتَقَى فِيهِ، قَالَ الشَّاعِر يَصِفُ البعيرَ ويُشَبِّهُهُ فَوْقَ النُّوقِ بالجَبَلِ:
تَحْسِبُ فَوْقَ الشَّوْل مِنْهُ أَخْشَبَا
والأَخْشَبُ مِنَ القُفّ: مَا غَلُظٍ وخَشُنَ وتَحَجَّرَ، والجَمْعُ: أَخَاشِبُ، لأَنَّه غَلَبَ عَلَيْهَا الأَسماءُ، وَيُقَال: كَأَنَّهُمْ أَخَاشِبُ مَكَّةَ، وَفِي حَدِيث وَفْدِ مَذْحِجٍ (عَلَى حَرَاجِيجَ كأَنَّهَا أَخَاشِيبُ) جَمْعُ أَخْشَبٍ، والحَرَاجِيحُ: جمْعُ حُرْجُوجٍ، النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ أَو الضَّامِرَة، وَقد قِيلَ فِي مُؤَنَّثِه الخَشْبَاءُ، قَالَ كُثَيِّر عزَّةَ:
يَنُوءُ فَيَعْدُو مِنْ قَرِيبٍ إِذَا عَدَا
ويَكْمُنُ فِي خَشْبَاءَ وَعْثٍ مَقِيلُهَا
فإِمَّا أَنْ يَكُونَ اسْما كالصَّلْفَاءِ، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ صِفَةً على مَا يَطَّرِدُ فِي بَاب أَفْعَلَ، والأَوَّلُ أَجْوَدُ، لِقَوْلِهِم فِي جَمْعِه: الأَخَاشِبُ، وقِيلَ: الخَشْبَاءُ فِي قَوْلِ كُثَيِّر: الغَيْضَةُ، والأَوَّلُ أَعْرَفُ.
(والأَخْشَبَانِ: جَبَلاَ مَكَّةَ) ، وَفِي الحَدِيث فِي ذِكْرِ مَكَّةَ (لاَ تَزُولُ مَكَّةُ حَتَّى يَزُولَ أَخْشَبَهَا) أَي جَبَلاها، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنْ شِئتَ جَمَعْتُ عَلَيْهِمْ الأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ: دَعْنِي أُنْذِرُ قَوْمِي) الأَخْشَبَانِ: الجَبَلاَنِ المُطِيفَانِ بِمَكَّةَ وهُمَا (أَبُو قُبَيْسٍ) وقُعَيْقِهَنُ، ويُسَمَّيَانِ الجَبْجَبَانِ أَيضاً، ويقالُ: بَلْ هُمَا أَبُو قُبَيْسٍ (والأَحْمَرُ) وهُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ وَجْهَهُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ، (و) قَالَ ابنُ وَهْبٍ: الأَخْشَبَانِ (جَبَلاَ مِنًى) اللذانِ تحتَ العَقَبَةِ، وكُلُّ خَشِنٍ غَلِيظٍ مِنَ الجِبَالِ فَهُوَ أَخْشَبُ، وَقَالَ السِّيِّدُ عُلَيَّ العَلَوِيُّ: الأَخْشَبُ الشِّرْقِيُّ أَبُو قُبَيْسٍ، والأَخْشَبُ الغَرْبِيُّ هُوَ المَعْرُوفُ بجَبَلِ الخُطّ، والخُطُّ من وَادِي إِبراهيمَ عَلَيْهِ السلامُ وَقَالَ الأَصمعيّ: الأَخْشَبَانِ: أَبُو قُبَيْسٍ، وَهُوَ الجَبَلُ المُشْرِفُ عَلَى الصَّفَا، وهُوَ مَا بَيْنَ حَرف أَجياد الصَّغِير المُشْرِف عَلَى الصَّفَا إِلى السُّوَيْدَاءِ الَّتِي تَلِي الخَنْدَمَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الجاهليَّةِ الأَمِينَ، والأَخْشَبُ الآخَرُ: الجَبَلُ الَّذِي يُقَال لَهُ: الأَحْمَرُ، كانَ يُسَمَّى فِي الجاهليةِ الأَعْرَفَ، وَهُوَ الجَبَلُ المُشْرِفُ وَجْهُه على قُعِيْقِعَانِ، قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
خَلِيلَيَّ هَلْ مِن حِيلَةٍ تَعْلَمَانِهَا
تُقَرِّبُ مِنْ لَيْلَى إِلَيَّ احْتِيَالُهَا
فَإِنَّ بِأَعْلَى الأَخْشَبَيْنِ أَرَاكَةً
عَدَتْنِيَ عَنْهَا الحَرْبُ دَانٍ ظِلاَلُهَا
قَالَ فِي (المعجم) : وَالَّذِي يَظْهَرُ من هَذَا الشِّعْرِ أَنَّ الأَخْشَبَيْن فِيهِ غير الَّتِي بمَكَّةَ أَنه يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا من مَنَازِلِ العَرَبِ، الَّتِي يَحُلُّونَ بِهَا بأَهَالِيهِم (وَلَيْسَ الأَخشبان كَذَلِك) ويَدلُّ أَيضاً على أَنه مَوْضِعٌ وَاحِدٌ، لأَنَّ الأَرَاكَةَ لَا تَكُونُ فِي مَوْضِعَيْن.
(والخَشْبَاءُ) : الأَرْضُ (الشَّدِيدَةُ) يُقَال: وَقَعْنَا فِي خَشْبَاءَ شَدِيدَةٍ، وهِيَ أَرْضٌ فيهَا حِجَارَةٌ وحَصًى وطينٌ، كَمَا يقالُ: وقَعْنا فِي غَضْرَاءَ، وَهِي الطِّينُ الخَالِصُ الَّذِي يُقَال لَهُ الحُرُّ، لخُلُوصِه من الرَّمْلِ وغيرهِ، قَالَه ابنُ الأَنْبَاريّ، ويقالُ: أَكَمَةٌ خَشْبَاءُ، وَهِي الَّتِي كأَنَّ حِجَارَتَها مَنْثُورَةٌ مُتَدَانيَةٌ، قَالَ رُؤبة: بِكُلِّ خَشْبَاءَ وكُلِّ سَفْحِ
والجَبْهَةُ الخَشْبَاءُ: الكَرِيهَةُ، وَهِي الخَشِبَة أَيْضاً، (و) الجَبْهَةُ الخَشْبَاءُ و (الكَرِيهَةُ واليَابِسَةُ) يُقَال: جَبْهَةٌ خَشْبَاءُ، ورَجُلٌ أَخْشَبُ الجَبْهَةِ قَالَ:
أَما تَرَانِي كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ
أَخْشَبَ مَهْزُولاً وإِنْ لَمْ أُهْزَلِ
(والخَشَبِيَّةِ، مُحَرَّجَةً، قَوْمٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ) قَالَه الليثُ، يقولونَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَتَكَلَّمُ وإِنَّ القُرْآنَ مَخْلُوقٌ، وَقَالَ ابنُ الأَثير: هم أَصْحَابِ المُخْتَارِ بنِ أَبِي عُبَيدٍ، وَيُقَال: هم ضَرْبٌ من الشِّيعَةِ، قيل: لأَنهم حَفِظُوا خشَبَةَ زَيْدِ بنِ عليَ حِينَ صُلِب، والأَوّل أَوْجَهُ، لِمَا وَرَدَ فِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ (كَانَ يُصَلِّي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ) وصَلْبُ زَيْدٍ كانَ بعدَ ابنِ عُمَرَ بكثيرٍ، وَالَّذِي قرأْتُ فِي كتاب الأَنْسَاب للبلاذُرِيّ مَا نَصّهُ: قَالَ المُخْتَارُ لآلِ جَعْدَةَ بنِ هُبَيْرَةَ وأُمُّ جَعْدَةَ أُمُّ هَانِيءٍ بِنتُ أَبِي طالبٍ: ائْتُونِي بِكُرْسِيِّ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب، فَقَالُوا: لاَ وَاللَّهِ مالَهُ عِنْدَنَا كُرْسِيٌّ، قَالَ: لاَ تَكُونُوا حَمْقَى، ائتونِي بِه، فَظنَّ القَوْمُ عندَ ذلكَ أَنهم لَا يَأْتُونَه بكُرسيَ فَيَقُولُونَ هَذَا كُرْسِيُّ عَلِيَ إِلاَّ قَبِلَه مِنْهُم، فجاءُوه بكُرْسِيَ فَقَالُوا: هَذَا هُو، فخَرَجَتْ شِبَامُ وشاكِرُ ورُؤوسُ أَصْحَابِ المُخْتَارِ وَقد عَصَّبُوهُ بخِرَقِ الحَرِيرِ والدِّيبَاجِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَن سَدَنَ الكُرْسِيَّ حينَ جِيءَ بِهِ مُوسَى بن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ، وأُمُّه ابْنَةُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ثمَّ إِنَّه دُفِعَ إِلى حَوْشَبٍ اليُرْسَمِيّ من هَمْدَان، فَكَانَ خازِنَه وصاحِبَه، حَتَّى هَلَكَ المُخْتَارُ، وَكَانَ أَصحابُ المختارِ يَعْكُفُونَ عَلَيْهِ وَيَقُولُونَ: هُوَ بمنزلةِ تابوتِ مُوسَى، فِيهِ السَّكِينَةُ، ويَسْتَسْقُونَ بِهِ ويَسْتَنْصِرُونَ ويُقَدِّمُونَه أَمَامَهُمْ إِذا أَرادوا أَمْراً، فَقَالَ الشَّاعِر:
أَبْلغْ شِبَاماً وأَبَا هَانىءٍ
أَنِّي بِكُرْسِيِّهِمْ كَافِر
وَقَالَ أَعشى هَمْدَانَ:
شَهِدْتُ عَلَيْكُم أَنَّكُمْ خَشَبِيَّةٌ
وأَنِّي بكمْ يَا شُرْطَةَ الكُفْرِ عَارِفِ
وأُقْسِمُ مَا كُرْسِيُّكُمْ بسَكِينَةٍ
وإِنْ ظَلَّ قَدْ لُفَّتْ عَلَيْهِ اللَّفَائِفُ
وأَنْ لَيْسَ كالتَّابُوتِ فِينَا وإِنْ سَعَتْ
شِبَامٌ حَوَالَيْهِ ونَهْدٌ وخَارِفُ
وإِنْ شَاكِرٌ طَافَتْ بِهِ وتَمَسَّحَتْ
بأَعْوَادِهِ أَوْ أَدْبَرَتْ لاَ يُسَاعِفُ
وإِنِّي امْرُؤٌ أَحْبَبْتُ آلَ مُحَمَّدٍ
وآثَرْتُ وَحْياً ضُمِّنَتْهُ الصَّحَائفُ
انْتهى، وَقَالَ مَنْصُور بن المُعْتَمِر: إِنْ كَانَ مَنْ يُحِبُّ عَلِيًّا يُقَالُ لَهُ: خَشَبِيٌّ، فاشْهَدُوا أَنِّي سَأُحِبُّهُ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: قَاتَلُوا مَرَّةً بالخَشَبِ فَعُرِفُوا بذلك.
(والخُشْبَانُ بِالضَّمِّ: الجِبَالُ) الَّتِي (لَيستْ بضِخَامٍ وَلَا صِغَارٍ) .
(و) خُشْبَانُ (رَجُلٌ) ، وخُشْبَانُ لَقَبٌ (و) خُشْبَانُ (: ع) .
(وَتَخَشَّبَتِ الإِبِلُ: أَكَلَتِ الخَشَبَ) قَالَ الراجزُ وَوَصَفَ إِبِلاً:
حَرَّقَهَا مِنَ النَّجِيلِ أَشْهَبُهْ
أَفْنَانُهُ وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ
وَيُقَال: الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِيدَانَ الشَّجَرِ، إِذا تَنَاوَلَتْ أَغْصَانَه (أَو تَخَشَّبَتْ، إِذا أَكَلَتِ (اليَبِيسَ) من المَرْعَى.
(والأَخَاشِبُ: جِبَالٌ) اجْتَمَعْنَ (بالصَّمَّانِ) فِي مَحَلَّةِ بَنِي تَمِيم، لَيْسَ قُرْبَها أَكَمَةٌ وَلَا جَبَلٌ، والأَخَاشِبُ: جِبَالُ مَكَّةَ، وجِبَالُ مِنًى، وجِبَالٌ سُودٌ قَرِيبةٌ مِنْ أَجَإٍ، بَيْنَهَا رَمْلةٌ لَيست بالطَّوِيلَةِ، عَن نَصْرٍ، كَذَا فِي (المعجم) .
(وأَرْضٌ خَشَابٌ، كسَحابٍ) : شَدِيدَةٌ يابِسَةٌ، كالخَشْبَاءِ (تَسِيلُ من أَدْنَى مَطَرٍ.
(وذُو خَشَبٍ مُحَرَّكَةً: ع باليمَنِ) وَهُوَ أَحَدُ مَخَالِيفِهَا، قَالَ الطِّرْمَاحُ:
أَوْ كالفَتى حَاتِمٍ إِذْ قَالَ مَا مَلَكَتْ
كَفَّايَ لِلنَّاسِ نُهْبَى يَوْمَ ذِي خَشَبِ
(ومَالٌ خَشِبٌ) ، كَكَتِفٍ، كَمَا ضَبَطَه الصاغانيّ، أَي (هَزْلَى) لِرَعْيِهَا اليَبِيسَ.
(والخَشَبِيُّ: ع وَرَاءَ) وَفِي نُسْخَة قُرْبَ (الفُسْطَاطِ) على ثَلاَثِ مَرَاحِلَ مِنْهَا.
(وخَشَبَةُ بنُ الخَفِيفِ) الكَلْبِيُّ (تَابِعِيٌّ فَارِسٌ. و) خُشُبٌ (كجُنُبٍ: وَادٍ باليَمَامَة ووادٍ بالمَدِينَةِ) على مَسِيرَةِ ليلةٍ مِنْهَا، لَهُ ذِكْرٌ فِي الأَحاديثِ والمَغَازِي، وَيُقَال لَهُ: ذُو خُشُبٍ، فِيهِ عُيُونٌ.
(وخَشَبَاتُ مُحَرَّكَةً: ع وَرَاءَ عَبَّادَانَ) على بَحْرُ فَارس، يُطْلَقُ فِيهَا الحَمَامُ غُدْوَةً فتَأْتِي بَغْدَادَ العَصْرَ، وبَيْنَهَا وبينَ بغدادَ أَكْثَرُ من مائةِ فرسخٍ، نَقله الصاغانيّ.
(والمُخَيْشِبَةُ) مصَغَّراً (: باليَمَنِ) .
(والمُخَيْشِيب) كمُنيْصِيرٍ أَيضاً (: ع بهَا) القُرْبِ من زَبِيدَ، حَرَسها الله تَعَالَى.
(والخِشَابُ ككِتَابٍ: بُطُونٌ) من بنِي (تَمِيمٍ) قَالَ جرير:
أَثَعْلَبَةَ الفَوَارِسِ أَمْ رِيَاحاً
عَدَلْتَ بهِمْ طُهَيَّةَ والخشَابَا
وهم بَنُو رِزَامِ بنِ مَالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ.
والمَخُشْوبُ: المَخلُوطُ فِي نَسبِه، قَالَه أَبو عبيد، قَالَ الأَعشى:
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وتِلْكَ رِكَابِي
هُنَّ صُفْرٌ أَوْلاَدُهَا كالزَّبِيب
قَافِلٍ جُرْشُع تَرَاهُ كتَيْسِ الرَّ
بْلِ لاَ مُقْرِفٍ وَلاَ مَخْشُوبِ
قَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: المَخْشُوب: الَّذِي لم يُرَضْ وَلم يُحسَّنْ تَعليمُه، مُشَبَّهٌ بالجَفْنَةِ المَخْشُوبَةِ، وَهِي الَّتِي لم تُحْكَمْ صَنْعَتُها، قَالَ: وَلم يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالمَخْشُوبِ إِلاَّ الأَعشى، ومَعْنَى قَافِل: ضَامِرٌ. وجُرْشُع: مُنْتَفِخِ الجَنْبَيْنِ، والمُقْرِفُ: (الَّذِي) دَانَى الهُجْنَةَ من قِبَلَ أَبِيه.
وخشبت الشيءَ بالشيْءِ، إِذا خَلَطْته بِهِ.
(وطَعامٌ مخشوبٌ إِن كَانَ لْحماً فَنِىءٌ) لم يَنْضَج (وإِلاَّ) أَي إِن لم يكنْ لَحماً بل كَانَ حَبًّا (فَقَفَارٌ) بِتَقْدِيم الْقَاف على الْفَاء، أَي فَهُوَ مُفَلَّقٌ قَفَارٌ، وَفِي الأَمثال (مَخشوبٌ لم يُنَقَّحْ) أَي لم يُهَذَّب بعدُ، قَالَه المَيْدانيُّ والزمخشريّ واستدركه شَيخنَا.
وخُشَّابٌ كُرُمّان: قَرْية بالرّيّ مِنْهَا مِحَاجُ بنُ حَمزة.
والخُشَيْبَة، بِالتَّصْغِيرِ: أَرضٌ قريبَة من اليَمامة كَانَت بهَا وقْعَة بَين تَمِيم وحَنيفة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.