Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وضن

حرض

حرض: {حَرِّض}: حُث. {حرضا}: أذابه الحزن أو العشق. 
(ح ر ض) : (الْحُرُضُ) الْأُشْنَانُ وَالْمِحْرَضَةُ وِعَاؤُهُ.
(حرض) - في الحَدِيثِ: "ما من مُؤْمِن يَمرَضَ مَرضًا حتَّى يُحْرِضَه" .
: أي يُدنِفَه. قَالَه صاحِبُ التَّتِمَّة، وقد استَوعَب الهَرَوِيُّ هَذَا البَابَ.
ح ر ض : حَرِضَ حَرَضًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَشْرَفَ عَلَى الْهَلَاكِ فَهُوَ حَرَضٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَةٌ وَحَرَّضْتُهُ عَلَى الشَّيْءِ تَحْرِيضًا.

وَالْحُرُضُ بِضَمَّتَيْنِ الْأُشْنَانُ. 
(حرض)
حروضا كل وأعيا وأشرف على الْهَلَاك وَفَسَد خلقه أَو عقله أَو مذْهبه وَالشَّيْء أفْسدهُ

(حرض) الثَّوْب حرضا بليت طرته وَفُلَان فَسدتْ معدته وأذابه الْهم وَجمع الإحريض

(حرض) حراضة حرض فَهُوَ حريض
حرض: حرَّض (بالتشديد): حثَّ، حرض، ويقال حرضه إلى الشيء أيضا. وهذا الفعل يستعمل أيضاً بصورة لا يذكر فيها مفعوله فلا يذكر بعده الشخص أو الأشخاص الذين يحثون على فعل شيء. (رسالة إلى فليشر ص67).
وحرَّض: أغرى، هيَّج، أثار (هلو).
تحرَّض: ذكرها فوك في مادة ( Monere) .
حرضة= حجر مرار البقر (المستعيني في مادة حجر مرار البقر).

حرض


حَرَُضَ(n. ac. حَرْض
حُرُوْض)
حَرِضَ(n. ac. حَرَض)
a. Was languishing, sick, disordered.
b. Was corrupt, vitiated; was depraved.

حَرَّضَ
a. [acc. & 'Ala], Urged, exhorted to.
أَحْرَضَa. Rendered sick, disordered; corrupted, vitiated.

حَرَضa. Corruption.
b. see 5
حَرِض
(pl.
حِرَضَة
حُرْضَاْن
أَحْرَاْض)
a. Shattered, disordered; decrepit; vitiated
corrupt.

حَاْرِضa. see 5
حَرِيْضa. Prostrate, unable to rise.
[حرض] نه فيه: ما من مؤمن يمرض مرضاً حتى "يحرضه" أي يذيبه ويسقمه، من أحرضه المرض فهو حرض وحارض إذا أفسد بدنه وأشفى على الهلاك. وفي ح الرؤيا عن الميت: قال: جئنا ربا رحيماً غفر لنا كلنا غير "الأحراض" وهم الذين يشار إليهم بالأصابع أي اشتهروا بالشر، وقيل: من أسرفوا في الذنوب فأهلكوا أنفسهم، وقيل: الذين فسدت مذاهبهم. والإحريض هو العصفر. والحرض بضمتين واد عند أحد. وحراض بضم حاء وخفة راء موضع قرب مكة، قيل: كانت به العزى. غ: "حارض" على الأمر وواكب وواصب بمعنى. "وحرض المؤمنين" حضهم. و"حتى تكون حرضاً" مضني، وفلان حارضة قومه: فاسدهم.
ح ر ض: رَجُلٌ (حَرَضٌ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ فَاسِدٌ مَرِيضٌ يُحْدِثُ فِي ثِيَابِهِ. قُلْتُ: قَوْلُهُ فِي ثِيَابِهِ قَيْدٌ انْفَرَدَ بِذِكْرِهِ لَا تَظْهَرُ فِيهِ فَائِدَةٌ زَائِدَةٌ وَوَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ الَّذِي أَذَابَهُ الْحُزْنُ وَالْعِشْقُ وَهُوَ فِي مَعْنَى (مُحْرَضٍ) وَقَدْ (حَرِضَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (أَحْرَضَهُ) الْحُبُّ أَيْ أَفْسَدَهُ. وَ (التَّحْرِيضُ) عَلَى الْقِتَالِ الْحَثُّ وَالْإِحْمَاءُ عَلَيْهِ. وَ (الْحُرْضُ) بِسُكُونِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا الْأُشْنَانُ، وَ (الْمِحْرَضَةُ) بِالْكَسْرِ إِنَاؤُهُ. 
حرض
التَّحْرِيْضُ: التَّحْضِيْضُ. والحُرْضُ: الأُشْنَانُ. والمِحْرَضَةُ: الوِعَاءُ للحُرْضِ. والحَرَّاضُ: الذي يُحْرِقُه. والمَوْضِعُ: الحُرّاضَةُ. والحَرَضُ في قَوْلِ اللهِ عِزَّ وجَلَّ: " حتّى تكونَ حَرَضاً ": أي مُحْرَضاً يُذِيْبُكَ الهَمُّ. وهو الكالُّ الضَّعيفُ الذي أشْرَفَ، ورِجَالٌ أحْرَاضٌ. وجَمَلٌ حُرْضَانٌ: لا خَيْرَ فيه. والحارِضَةُ والحَرَضُ: الذي لا خَيْرَ فيه ولا يَكادُ يَكْبَرُ. والإِحْرِيْضُ: العُصْفُرُ. وقيل: النَّشَاسْتَقُ. وأحْرُضُ: اسْمٌ لِجَبَلِ هُذّيْلٍ. وحارَضَ على الأمْرِ: أي داوَمَ. والمُحَارَضَةُ: المُضَارَبَةُ بالقِدَاح. والذي يَضْرِبُ بِها: الحُرْضَةُ، وقيل: هو البَرَمُ. والأحْرَضُ من الرِّجال: المُتَفَتِّتُ أشْفارِ العَيْنَيْنِ، وامْرَأةٌ حَرْضاءُ، وقَوْمٌ حُرْضٌ. وقيل: في قَوْلِ عمرو بن مَعْدِيْ كَرِبَ:
نَحِيْط المُحْرَضاتِ من السَّعَالي
أي: المُغْضَبَاتِ، أحْرَضَني: أغْضَبَنِي.
ح ر ض

نهك فلان مرضاً، حتى أصبح حرضاً، وهو المشفي على الهلاك. وأحرضه المرض، ولا تأكل كذا فإنه يمرضك ويحرضك. وحرضه على الأمر، وفيه تحريض على الخير وتحضيض. وغسل يده بالحرض وهو الأشنان. قال زهير:

كأن بريقه برقان سحل ... جلا عن متنه حرض وماء

وناوله المحرضة وهي الأشناندانة. وأعدوا الأباريق والمحارض. وبالكوفة الحراضة، مضموم وهي سوق الحرض. وصبغ ثوبه بالإحريض وهو العصفر. قال يصف البرق:

ملتهب كلهب الإحريض ... يزجي خراطيم الغمام البيض

ومن المجاز: فلان حرض من الأحراض: للذي لا خير عنده. قال:

يا رب بيضاء لها زوج حرض

ومنه الحرضة: الذي يفيض القداح للأيسار، ليأكل من لحمهم، وهو مذموم كالبرم. وتقول: خبت يا باغي الكرم، بين الحرضة والبرم. وأحرض الشيء وحرضه: أفسده.
[حرض] رجلٌ حَرَضٌ، أي فاسدٌ مريضٌ يُحْدِثُ في ثيابه، واحدُه وجمعُه سواءٌ. وقال أبو عمرو: الحَرَضُ: الذي أذابه الحزنُ أو العشقُ، وهو في معنى مُحْرَضٍ. وقد حَرِضَ بالكسر. وأَحْرَضَهُ الحُبُّ، أي أفسده. وأنشد للعَرْجيّ: إنِّي امرؤٌ لَجَّ بي حُبٌّ فأحْرَضَني * حتَّى بَلِيتُ وحتى شَفَّني السَقَمُ * أي أذابني. والتَحْريضُ على القتال: الحثُّ والإحماءُ عليه. والحُرُضُ والحُرْضُ : الأُشْنانُ. والمِحْرَضَةُ بالكسر: إناؤه. والحَرَّاضُ: الذي يوقِد عَلى الحُرُضِ ليتَّخذ منه القلى. وكذلك الذى يوقد على الصخر ليتخذ منه نورَةً أو جِصَّاً. والحُرْضَةُ: الذي يضرب للأيسار بالقداح، لا يكون إلاَّ ساقطاً بَرَماً. وأَحْرَضَ الرجُلُ، إذا ولَدَ ولد سَوءٍ. ويقال الأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِعافُ الذين لا يقاتلون. قال الطرماح: ومن يرم جمعهم يجدهم مراجي‍ * ح حماة للعزل الاحراض * والاحريض: العصفر. قال الراجز : ملتهب كلهب الاحريض * يزجى خراطيم غمام بيض
حرض
حرَضَ يَحرُض، حُروضًا وحَرَضًا، فهو حَرَض
• حرَض الشَّيخُ: مرض مرضًا شديدًا أذهب عقله حتّى أشرف على الموت "شخصٌ/ مريضٌ حَرَض- {تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} ". 

حرَّضَ يُحرِّض، تَحْريضًا، فهو مُحرِّض، والمفعول مُحرَّض
• حرَّضه على الأمر:
1 - حضَّه، شدّد الرّغبةَ فيه "حرِّض بنيك على الآداب في الصِّغر ... كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبرِ- {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} " ° عميل محرِّض: يعمل على إثارة العنف والهيجان داخل جماعة.
2 - (قن) دفعه على ارتكاب المحظور من الأعمال "حرَّضه على السَّرقة- حرَّض العمالَ على الإضراب بالرغم من صدور قرار بمنعه". 

تَحْريضيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تَحْريض: "يتميَّز الشِّعر السِّياسيّ بطابعه التَّحريضيّ".
2 - مُحرِّض على الفتنة، داعٍ إليها "خطاب تحريضيّ". 

حَرَض [مفرد]: ج أحراض (لغير المصدر {وحُرْضان} لغير المصدر) وحِرَضة (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَضَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَضَ ° رَجُلٌ حَرَض: لا يُرجى خيرُه ولا يُخاف شرُّه.
3 - ضعيف لا يقوى على القتال. 

حُرْض1 [مفرد]: مشرف على الهلاك " {حَتَّى تَكُونَ حُرْضًا أوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} [ق] ". 

حُرْض2 [جمع]
• الحُرْض:
1 - (نت) شجرٌ من الفصيلة الرَّمْراميّة، ينبت في الأرض الرَّمليّة، يُستعمل هو أو رمادُه في غسل الثِّياب والأيدي.
2 - حجر الجير. 

حُروض [مفرد]: مصدر حرَضَ. 
(ح ر ض)

حرَّضَه: حضَّه.

وَرجل حَرِضٌ وحَرَضٌ، لَا يُرْجَى خَيره وَلَا يخَاف شَره، الْوَاحِد والجميع والمؤنث فِي " حرَضٍ " سَوَاء. وَقد جمع على أحْرَاضٍ وحُرْضَانٍ وَهُوَ أَعلَى، فَأَما حَرِضٌ بِالْكَسْرِ فَجَمعه حَرِضُونَ، لِأَن جمع السَّلامَة فِي فعل صفة، اكثر. وَقد يجوز أَن يكسر على أَفعَال، لِأَن هَذَا الضَّرْب من الصّفة رُبمَا كسر عَلَيْهِ، نَحْو نكد وأنكاد. والحُرْضَانُ كالحَرَضِ.

والحَرِضُ، الْفَاسِد فِي جِسْمه وأخلاقه. حرَضَ الرجل نَفسه يَحْرِضُها حرْضاً، أفسدها.

وحرَّضَه الْمَرَض وأحْرَضَه، إِذا أشفي مِنْهُ على شرف الْمَوْت. وأحْرَض هُوَ نَفسه، كَذَلِك، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

أرى المرءَ ذَا الأذوَادِ يُصْبحُ مُحْرَضاً ... كإحراضِ بَكْرٍ فِي الديارِ مَرِيضِ

ويروى: مُحْرِضا.

وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حرْضَا وحُرُوضا: هلك.

وجمل حُرضانٌ هَالك، وَكَذَلِكَ النَّاقة، بِغَيْر هَاء.

والحَرَضُ والمْحَرَّضُ والحرِيضُ والإحْرِيضُ: السَّاقِط الَّذِي لَا يقدر على النهوض. وَقيل: هُوَ السَّاقِط الَّذِي لَا خير فِيهِ.

والحَرَضُ، الرَّدِيء من النَّاس وَالْكَلَام، وَالْجمع أحرَاضٌ. فَأَما قَول رؤبة:

يَا أَيهَا القائلُ قَوْلاً حَرْضا فَإِنَّهُ احْتَاجَ فسكَّنه والحرَضُ والأحْراضُ، السفلة من النَّاس.

والحُرْضَةُ: الَّذِي يضْرب بِالْقداحِ، يَدعُونَهُ بذلك لرذالته، قَالَ الطرماح يصف حمارا:

عَذوبا كالحُرْضَةِ المُسْتَفاضِ

المستفاض: الَّذِي أَمر أَن يفِيض القداح. وَرجل محْرُوضٌ: مرذول. وَالِاسْم من ذَلِك كُله الحَراضَةُ والحُرُوضَةُ والحُرُوضُ، وَقد حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً فَهُوَ حَرِضٌ.

وَرجل حارضٌ: أَحمَق. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. وَقوم حُرضَانٌ، لَا يعْرفُونَ مَكَان سيدهم.

الحَرَضُ: الَّذِي لَا يتَّخذ سِلَاحا وَلَا يُقَاتل.

والإحْرِيضُ، العصفر عَامَّة، وَقيل: الَّذِي يَجْعَل فِي الطبيخ، وَقيل: حب العصفر.

والحُرُضُ: من نجيل السباخ، وَقيل: هُوَ من الحمض، وَقيل: هُوَ الأشنان. وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: الحُرْضُ، بالإسكان، وَفِي بعض النّسخ: الْخرص: وَهُوَ حَلقَة القرط.

والمحْرَضَةُ: وعَاء الحُرُضِ.

والحُرُضُ: الجص. والحَرَّاضُ الَّذِي يحرق الجص. والحَرَّاضَة الْموضع الَّذِي يحرق فِيهِ. وَقيل: الحَرَّاضَةُ مطبخ الجص. وَقيل: الحَرَّاضَةُ مَوضِع إحراق الأشنان، يتَّخذ من القلي للصباغين. كل ذَلِك اسْم كالبقالة والزراعة. ومحرقة الحَرَّاضُ. والحَرَّاضُ والإحْرِيضُ، الَّذِي يُوقد على الأشنان والجص، قَالَ أَبُو حنيفَة: الحَرَّاضَةُ، سوق الأشنان.

حرض: التَّحْرِيض: التَّحْضِيض. قال الجوهري: التَّحْرِيضُ على القتال

الحَثُّ والإِحْماءُ عليه. قال اللّه تعالى: يا أَيها النبيُّ حَرِّض

الكؤمنين على القِتال؛ قال الزجاج: تأْويله حُثَّهم على القتال، قال: وتأْويل

التَّحْرِيض في اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يعلم معه أَنه حارِضٌ

إِنْ تَخَلَّف عنه، قال: والحارِضُ الذي قد قارب الهلاك. قال ابن سيده:

وحَرَّضَه حَضَّه. وقال اللحياني: يقال حارَضَ فلان على العمل وواكَبَ

عليه وواظَبَ وواصَبَ عليه إِذا داوَمَ القتال، فمعنى حَرِّض المؤمنين على

القتال حُثَّهم على أَن يُحارِضُوا أَي يُداوِمُوا على القتال حتى

يُثْخِنُوهم.

ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ: لا يرجى خيره ولا يخاف شرُّه، الواحد والجمع

والمؤنث في حَرَض سواء، وقد جمع على أَحْراض وحُرْضان، وهو أَعْلى، فأَما

حَرِضٌ، بالكسر، فجمعه حَرضُون لأَن جمع السلامة في فَعِل صفةً أَكثرُ، وقد

يجوز أَن يكسَّر على أَفعال لأَن هذا الضرب من الصفة ربما كُسِّر عليه نحو

نَكِدٍ وأَنْكاد. الأَزهري عن الأَصمعي: ورجل حارَضة للذي لا خير فيه.

والحُرْضان: كالحَرِضِ والحَرَض، والحَرِضُ والحَرَضُ الفاسد. حَرَضَ

الرجلُ نفْسَه يَحْرِضُها حَرْضاً: أَفسدها. ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ أَي فاسد

مريض في بنائه، واحدُه وجمعه سواء. وحَرَضه المرضُ وأَحْرَضَه إِذا أَشفى

منه على شرف الموت، وأَحْرَضَ هو نفسَه كذلك.

الأَزهري: المُحْرَضُ الهالك مَرَضاً الذي لا حيٌّ فيُرْجَى ولا ميت

فيُوأَس منه؛ قال امرؤ القيس:

أَرى المرءَ ذا الأَذْوادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً

كإِحْراضِ بكْرٍ في الديارِ مَرِيض

ويروى: مُحْرِضاً. وفي الحديث: ما مِنْ مُؤمِنٍ يَمْرَضُ مَرَضاً حتى

يُحْرِضَه أَي يُدْنِفَه ويُسْقِمَه؛ أَحْرَضَه المرض، فهو حَرِضٌ وحارِضٌ

إِذا أَفسد بدنه وأَشْفى على الهلاك. وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حَرْضاً

وحُرُوضاً: هلك. ويقال: كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَي أَهلكها.

وجاءَ بقول حَرَضٍ أَي هالك. وناقة حُرْضان: ساقطة. وجمل حُرْضان: هالك،

وكذلك الناقة بغير هاء. وقال الفراء في قوله تعالى: حتى تكونَ حَرَضاً أَو

تكونَ من الهالكين، يقال: رجل حَرَضٌ وقوم حَرَضٌ وامرأَة حَرَضٌ، يكون

مُوَحّداً على كل حال، الذكر والأُنثى والجمع فيه سواء، قال: ومن العرب من

يقول للذكر حارِضٌ وللأُنثى حارِضة، ويثنَّى ههنا ويجمع لأَنه خرج على

صورة فاعل، وفاعلٌ يجمع. قال: والحارِضُ الفاسد في جسمه وعقله، قال: وأَما

الحَرَضُ فترك جمعه لأَنه مصدر بمنزلة دَنَفٍ وضَنــىً، قوم دَنَفٌ وضَنــىً

ورجل دَنَفٌ وضَنــىً. وقال الزجاج: من قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذو حَرَضٍ

ولذلك لا يثنَّى ولا يجمع، وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، وكذلك كل ما نعت

بالمصدر. وقال أَبو زيد في قوله: حتى تكونَ حَرَضاً، أَي مُدْنَفاً، وهو

مُحْرَض؛ وأَنشد:

أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بها،

كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ؟

والحَرَضُ: الذي أَذابه الحزن أَو العشق وهو في معنى مُحْرَض، وقد

حَرِضَ، بالكسر، وأَحْرَضَه الحُبُّ أَي أَفسده؛ وأَنشد للعَرْجِيّ:

إِني امرؤ لَجَّ بي حُبٌّ، فأَحْرَضَني

حتى بَلِيتُ، وحتى شَفَّني السَّقَم

أَي أَذابَني. والحَرَضُ والمُحْرَضُ والإِحْرِيضُ: الساقط الذي لا يقدر

على النهوض، وقيل: هو الساقط الذي لا خير فيه. وقال أَكْثَم بن صَيْفي:

سُوءٌ حمل الناقة يُحْرِضُ الحسَبَ ويُدِيرُ العَدُوَّ ويُقَوِّي

الضرورة؛ قال: يُحْرِضُه أَي يُسْقِطه. ورجل حَرَضٌ: لا خير فيه، وجمعه

أَحْرَاضٌ، والفعل حَرُضَ يَحْرُضُ حُروضاً. وكلُّ شيءٍ ذاوٍ حَرَضٌ. والحَرَضُ:

الرَّدِيء من الناس والكلام، والجمع أَحْراضٌ؛ فأَما قول رؤبة:

يا أَيُّها القائِلُ قوْلاً حَرْضا

فإِنه احتاج فسكنه. والحَرَضُ والأَحْراضُ: السَّفِلة من الناس. وفي

حديث عوف بن مالك: رأَيت مُحَلِّم بن حَثَّامةَ في المنام فقلت: كيف أَنتم؟

فقال: بِخَير وجَدْنا رَبَّنا رحيماً غَفَرَ لنا، فقلت: لكلِّكم؟ قال:

لكلِّنا غير الأَحْراضِ، قلت: ومَن الأَحْراضُ؟ قال: الذين يُشارُ إِليهم

بالأَصابع أَي اشتهروا بالشَّرّ، وقيل: هم الذين أَسرفوا في الذنوب

فأَهلكوا أَنفسهم، وقيل: أَراد الذين فسُدَت مذاهبهم.

والحُرْضة: الذي يَضْرِبُ للأَيْسارِ بالقِداح لا يكون إِلا ساقطاً،

يدعونه بذلك لرذالته؛ قال الطرماح يصف حماراً:

ويَظَلُّ المَلِيءُ يُوفِي على القرْ

نِ عَذُوباً، كالحُرْضة المُسْتَفاضِ

المُسْتَفاضُ: الذي أُمِرَ أَن يُفِيضَ القداح، وهذا البيت أَورده

الأَزهري عقيب روايته عن أَبي الهيثم. الحُرْضةُ: الرجل الذي لا يشتري اللحم

ولا يأْكله بثمن إِلا أَن يجده عند غيره، وأَنشد البيت المذكور وقال: أَي

الوَقْب الطويل لا يأْكل شيئاً. ورجل مَحُروضٌ: مَرْذولٌ، والاسم من ذلك

الحَرَاضة والحُروضة والحُروض. وقد حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً، فهو حَرِضٌ،

ورجل حارِضٌ: أَحمق، والأُنثى بالهاء. وقوم حُرْضان: لا يعرفون مكان

سيدهم. والحَرَضُ: الذي لا يتخذ سلاحاً ولا يُقاتِل. والإِحْرِيضُ:

العُصْفُرُ عامة، وفي حديث عطاء في ذكر الصدقة: كذا وكذا والإِحْرِيض، قيل: هو

العُصْفُر؛ قال الراجز:

أَرَّقَ عَيْنَيْك، عن الغُمُوضِ،

بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهُوضِ

مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِيضِ،

يُزْجِي خَراطِيمَ عَمامٍ بِيضِ

وقيل: هو العُصْفر الذي يجعل في الطبخ، وقيل: حَبُّ العصفر. وثوب

مُحَرَّضٌ: مصبوغ بالعُصْفُر. والحُرُضُ: من نَجِيل السباخ، وقيل: هو من الحمض،

وقيل: هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَيدي على أَثر الطعام، وحكاه سيبويه

الحَرْض، بالإِسكان، وفي بعض النسخ الحُرْض، وهو حَلقة القُرْط.

والمِحْرَضةُ: وِعاء الحُرُض وهو النَّوْفَلة. والحُرْضُ: الجِصُّ. والحَرَّاضُ:

الذي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عليه النار؛ قال عدي بن زيد:

مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْ

نِ لِمَنْ شامَهُ، إِذا يَسْتَطِيرُ

قال ابن الأَعرابي: شبَّه البَرْقَ في سرعة ومِيضه بالنار في الأُشْنان

لسرعتها فيه، وقيل: الحَرَّاضُ الذي يُعالج القِلْيَ. قال أَبو نصر: هو

الذي يُحْرِقُ الأُشْنان. قال الأَزهري: شجر الأُشْنان يقال له الحَرْض

وهو من الحمض ومنه يُسَوَّى القِلْيُ الذي تغسل به الثياب، ويحرق الحمض

رطباً ثم يرَشُّ الماءُ على رماده فينعقد ويصير قِلْياً. والحَرَّاضُ

أَيضاً: الذي يُوقِد على الصَّخْر ليتخذ منه نُورة أَو جِصّاً، والحَرَّاضةُ:

الموضعُ الذي يُحْرَقُ فيه، وقيل: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ، وقيل:

الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يتخذ منه القِلْيُ للصبّاغِين، كل

ذلك اسم كالبَقّالة والزَّرّاعة، ومُحْرِقُه الحَرّاضُ، والحَرّاضُ

والإِحرِيضُ: الذي يُوقِد على الأُشْنان والجِصِّ. قال أَبو حنيفة: الحَرَّاضةُ

سُوقُ الأُشْنان.

وأَحَرَضَ الرجلُ أَي وَلَدَ ولدَ سَوءٍ.

والأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِّعافُ الذين لا يُقاتِلون؛ قال الطرماح:

مَنْ يَرُمْ جَمْعَهم يَجِدْهم مراجِيـ

ـحَ حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ

وحَرْضٌ: ماء معروف في البادية. وفي الحديث ذكر الحُرُض، بضمتين، هو

وادٍ عند أُحُد. وفي الحديث ذكر حُرَاض، بضم الحاء وتخفيف الراء: موضع قرب

مكة، قيل: كانت به العُزَّى.

حرض

1 حَرِضَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. حَرَضٌ, (Msb,) His stomach became in a corrupt, or disordered, state: (K:) or he (a man) became in a corrupt, or disordered, state, and sick, or diseased, so as to defile himself in his clothes: [see حَرَضٌ, below:] or he became emaciated (lit. dissolved) by grief, or by excessive love: (S:) or he became at the point of death: (Msb:) and he suffered protracted disquietude of mind, and disease; as also حَرُضَ, aor. ـُ (K:) and حَرَضَ, aor. ـُ and حَرِضَ, inf. n. حُرُوضٌ (K) and حَرْضٌ, (TA,) he became heavily oppressed by disease; or constantly affected thereby so as to be at the point of death: (K:) or this last form of the verb signifies he died, or perished. (TA.) b2: [Hence, app.,] حَرُضَ, and حَرَضَ, aor. ـُ inf. n. حُرُوضٌ, as in the L; not حَرِضَ, as in the K (assumed tropical:) He was, or became, low, base, mean, or sordid; unable to rise from, or quit, his place; a signification given in the K to حَرِضَ: or low, base, mean, or sordid; possessing no good: (TA:) [but of the correctness of one of the two forms here mentioned on the authority of the L, the author of the TA expresses a bout: app. with respect to the latter of them; for it is said,] حَرُضَ, inf. n. حَرَاضَةٌ and حُرُوضَةٌ and حُرُوضٌ, also signifies he (a man, TA) was, or became, low, base, mean, or sordid, and bad, corrupt, or vicious, and neglected, or forsaken; (K, TA;) as also حَرِضَ. (K: but only the former, حَرُضَ, is given in this sense in the TA.) A2: حَرَضَ as a trans. v.: see 4, in two places.

A3: حَرِضَ, aor. ـَ also signifies He picked up from the ground إِحْرِيض [or safflower]. (O, K.) 2 حرّضهُ: see 4.

A2: Also, inf. n. تَحْرِيضٌ, He rendered him free from, or rid him of, حَرَض [q. v.]; like as قَذَّيْتُهُ signifies “ I rid him of what is termed قَذًى. ” (TA.) [Thus it bears two contr. significations.] b2: And, [hence, perhaps,] (ISd, A, &c.,) inf. n. as above, (S, ISd, A, &c.,) He excited, incited, urged, or instigated, him, (Zj, S, ISd, K,) and roused him to ardour, (S,) عَلَى

القِتَالِ to fight, (Zj, S,) or عَلَى الشَّىْءِ to do the thing, (A, * Msb,) in order that he might be known to be such as is termed حَارِض if he held back from it: (Zj:) so in the Kur [iv. 86 and] viii. 66: (Zj:) or he excited, incited, urged, or instigated, him to apply himself constantly, or perseveringly, to fight: (TA:) [see 3:] and عَلَى الشَّىْءِ ↓ أَحْرَضَهُ, inf. n. إِحْرَاضٌ, signifies the same as حرّضهُ. (TS.) A3: حرّض, inf. n. as above, He had a حُرْضَة, i. e., a person entrusted with the office of turning about, or shuffling, the gamingarrows of the players. (TS.) A4: He employed the portion of his property set apart for traffic in حُرْض [q. v.], (IAar, K,) i. e. أُشْنَان. (TA.) A5: He dyed a garment, or piece of cloth, with إِحْرِيض [q. v.]. (IAar, K.) 3 حارض, (Ibn-'Abbád,) inf. n. مُحَارَضَةٌ, (Ibn-'Abbád, K,) He contended with another in shuffling, or playing with, gaming-arrows. (Ibn-'Abbád, K.) [See حُرْضَةٌ.]

A2: حارض عَلَى العَمَلِ, (Lh,) inf. n. as above, (Lh, K,) He applied himself constantly, or perseveringly, to work: (Lh, K:) and على القِتَالِ to fight. (Lh.) 4 احرضهُ It (disease, A, TA) pressed heavily upon him; or clave to him constantly: it caused him to be at the point of death; as also ↓ حَرَضَهُ: it corrupted, or disordered, his body, so that he became on the brink of death. (TA: [in which this last signification is said to be tropical: but accord. to the A, it is evidently not so.]) It (food) caused him to be sick, or diseased. (A.) It (love, AO, S) corrupted, or disordered, him. (AO, S, K.) b2: (tropical:) He corrupted, vitiated, marred, or destroyed, it; namely, a thing; as also ↓ حرّضهُ: (A:) and he annulled it; rendered it null, or void. (TA.) You say also, نَفَْسَهُ ↓ حَرَضَ, aor. ـِ (K,) inf. n. حَرْضٌ, (TA,) (tropical:) He corrupted, or vitiated, or destroyed, himself, or his own soul: (K, * TA:) and احرض نَفْسَهُ (assumed tropical:) he destroyed himself, or his own soul, by telling a lie. (TA.) And سُوْءُ حَمْلِ الفَاقَةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ, occurring in a saying of Aktham Ibn-Seyfee, means (assumed tropical:) The ill-bearing of poverty annuls the grounds of pretension to respect. (TA.) A2: احرضهُ عَلَى الشَّىْءِ: see 2.

A3: احرض (assumed tropical:) He (a man) begat evil offspring. (S, K.) حَرْضٌ: see حَرَضٌ, last sentence: A2: and see also what here follows.

حُرْضٌ, (Mgh,) or ↓ حُرُضٌ, (Msb,) or both, (S, K,) the former mentioned by Sb, but in some of the copies of his book written with fet-h (↓ حَرْضٌ), i. q. شَجَرُ الأُشْنَانِ [The trees, or plants, from which potash is obtained; the kind of plants called kali, or glasswort, &c.]; which are of the kind called نَجِيل: (Az, TA:) Aboo-Ziyád says that what is termed حُرْض is slender in the extremities (دُقَاقُ الأَطْرَافِ), but its tree is large, being sometimes used for shade, and affords firewood, and it is that with which people wash clothes; and he adds, we have not seen any حُرْض purer or whiter than some which grows in ElYemámeh, in a valley thereof called جَوُّ الخَضَارِمِ: (TA:) i. q. أُشْنَانٌ [q. v.]; (S, A, Mgh, Msb, K;) with which the hands are washed after food. (TA. [But see حَرَّاضٌ.]) So in the Kur [xii. 85], accord. to one reading, (K,) the reading of El-Hasan El-Basree, (Sgh,) ↓ حَتَّى تَكُونَ حُرُضًا, (Bd,) meaning Until thou be like اشنان in dryness; as explained in the K, except that نُحُولًا is there erroneously put for قُحُولًا: (TA:) but EsSuddee disapproved of this reading. (Sgh.) A2: Also حُرْضٌ, [and app. حُرُضٌ also,] i. q. جِصٌّ [or Gypsum]. (TA.) حَرَضٌ Corruptness in the body, and in the intellect, (Ibn-'Arafeh, A, K,) and (assumed tropical:) in one's course of conduct, or tenets. (Ibn-'Arafeh, K.) [See 1.]

A2: A man in a corrupt, or disordered, state, and sick, or diseased, (S, K,) so that he defiles himself (يُحْدِثُ [but in some copies of the S this word is omitted]) in his clothes; (S;) as also ↓ حَارِضَةٌ and ↓ حَارِضٌ and ↓ حَرِضٌ; (K;) ↓ which last also signifies a man having his stomach in a corrupt, or disordered, state; and suffering protracted disquietude of mind, and disease: (TA:) also the first, (حَرَضٌ,) weary, or fatigued: (K:) and at the point of death; (Msb, K;) as also ↓ حَاِرضٌ; (K;) which last also signifies one near to dying, or to perishing; and having his body corrupted, or disordered, by disease, so as to be at the point of death, and so ↓ حَرِضٌ; (TA;) and [in like manner] ↓ مُحْرَضٌ signifies dying, or perishing, from disease, being neither living so as to be an object of hope, nor dead so as to be an object of despair: (T, TA:) حَرَضٌ also signifies emaciated (lit. dissolved) by grief, or by excessive love; (AA accord. to the S, or AO accord. to the TA, and K;) as also ↓ مُحْرَضٌ, (S,) or ↓ مُحَرَّضٌ: (K:) and heavily oppressed by disease; or constantly affected thereby so as to be at the point of death: so in the Kur xii. 85: (K:) [in the CK, حَرَضًا is her erroneously put for مَرَضًا:] or it there signifies heavily pressed upon by disease; or affected by constant disease: (Az:) or extremely aged; or old and weak: (Katádeh:) and anything withering: (TA:) [the following observation, which is inserted in the S after the first of the significations here given of حَرَضٌ used as an epithet, and in the K after a later signification which is said to be tropical, applies to it, when so used, in all its senses:] it is employed alike as sing. as pl. (Fr, S, K) and masc. (Fr) and fem.; (Fr, K;) being originally an inf. n.: (Fr, Msb:) or, like every inf. n. used as an epithet, it is for ذُو followed by the inf. n., and therefore has no dual nor pl. form: (Zj:) but some of the Arabs use ↓ حَارِضٌ as an epithet applied to a male, and ↓ حَارِضَةٌ as applied to a female; and these have duals and pls.: (Fr:) and sometimes حَرَضٌ has pls.; namely

أَحْرَاضٌ; (K;) which is also pl. of حَرِضٌ and of حَارِضٌ; or, accord. to the L, it is allowable as a pl. of حَرِضٌ, in the place of the more common pl. حَرِضُونَ; (TA;) and ↓ حُرْضَانِ; (K;) which is more approved; (TA;) and حَرِضَةٌ. (K: [this last being expressly said in the TA to be thus written, but in the CK it is written حَرَضَة.]) b2: Also, applied to a man, (A,) (tropical:) Possessing no good; (A, K;) like ↓ حَارِضَةٌ, (TA,) which latter is explained by As as signifying a man in whom is no good: (T, TA:) or the former, one whose good is not hoped for, nor his evil feared: (K:) and a bad man: (K:) and low, base, mean, or sordid; unable to rise from, or quit, his place; as also ↓ حَرِيضٌ and ↓ حَرِضٌ and ↓ مُحَرَّضٌ, (K, [this last, in the CK, written مُحَرِّض,]) or ↓ مُحْرَضٌ, (TA,) and ↓ إِحْرِيضٌ: (K:) or low, base, mean, or sordid; in whom is no good: (TA:) and [in like manner] ↓ حَارِضٌ signifies bad, corrupt, or vitious, and neglected, or forsaken; (K;) and so ↓ مَحْرُوضٌ, (TA,) and ↓ حِرْضَةٌ, of which the pl. is حِرَضٌ; (TA;) ↓ مَحْرُوضٌ also signifying made, or asserted, to be low, base, mean, or sordid; (K, TA;) and so ↓ حَارِضٌ, and ↓ حِرْضَةٌ; and this last signifying also having in him no good: (TA:) and حَرَضٌ likewise signifies one who does not take to himself arms, nor fight: (Lth, K:) its pl. is أَحْرَاضٌ (A, TA) and ↓ حُرْضَانٌ: (TA:) both these pls. signify weak men, who will not fight: (S:) and the former of them is explained as signifying the lowest, basest, or meanest, sort of mankind: and men corrupt in their course of conduct, or tenets: also the latter of them as signifying men who know not the place of their chief: and ↓ حَارِضٌ, of which the fem. is with ة, signifies a stupid man. (TA.) b3: Also, applied to a she-camel, Lean, or emaciated: (K, TA:) and ↓ حُرْضَانٌ, so applied, vile: and perishing, or dying; in which sense it is likewise applied to a male camel. (TA.) b4: Also, applied to language, or speech, (assumed tropical:) Bad; (K;) and so, by poetic license, ↓ حَرْضٌ; or this, accord. to Sgh, is a dial. var.: (L, TA:) and perishing: pl. أَحْرَاضٌ. (TA.) حَرِضٌ: see حَرَضٌ, in three places, near the beginning: b2: and again in the latter half of the paragraph.

حُرُضٌ: see حُرْضٌ, in two places.

حُرْضَةٌ The person called أَمِينُ مُقَامِرِينَ; (O, K;) [i. e.] the man who turns round about, or shuffles, the arrows [in the رِبَابَة], or who deals them forth, (الَّذِى يَضْرِبُ بِالقِدَاحِ, S, or يُفِيضُ القِدَاحَ, A,) for the players in the game called المَيْسِر, (S, A,) in order that he may eat of their meat [without having contributed to pay for the slaughtered camel]: (A:) like him who is termed بَرَمٌ, (S, A,) always a low, or mean, person, (S,) an object of dispraise: (A:) called thus because of his lowness, or meanness. (L.) b2: Also One who does not purchase flesh-meat, nor eat it unless he find it in the possession of another person. (A Heyth, Az.) حِرْضَةٌ: see حَرَضٌ, latter half, in two places.

حُرْضَانٌ: see حَرَضٌ, (of which it is a syn. and a pl.,) latter half, in three places.

حَرِيضٌ: see حَرَضٌ, in the latter half of the paragraph.

حَرَّاضٌ One who burns حُرْض [kali, or glasswort, &c.] for قِلْى [or potash]; (K; [in the CK, لِلْقَلْى is erroneously put for لِلْقِلْىِ;]) one who makes a fire upon حُرْض for the purpose of procuring from it قِلْى; (S;) i. e. for the dyers; and ↓ إِحْرِيضٌ also signifies one who makes a fire upon أُشْنَان [or حُرْض]: it is said that [plants of the kind called] حَمْض are burned, in their fresh state, and then water is sprinkled upon their ashes, which in consequence are compacted, and become قِلْى [q. v.]. (TA.) b2: Also One who makes a fire upon masses of hard stone for the purpose of preparing thence نُورَة [or quick lime], or جِصّ [which is gypsum]. (S, K.) حَرَّاضَةٌ A place in which أُشْنَان [or حُرْض] is burned [for making potash]. (TA.) b2: Also A place for the preparing, by fire, of [quick lime, (see حَرَّاضٌ,) or] gypsum. (TA.) حَارِضٌ and حَارِضَهٌ: see حَرَضٌ, from near the beginning to near the end.

إِحْرِيضٌ: see حَرَضٌ, latter half: A2: and see also حَرَّاضٌ.

A3: Also Safflower; syn. عُصْفُرٌ; (S, A, K;) a general name thereof: or عُصْفُر that is put into cooked flesh-meat: or the grain thereof. (TA.) مُحْرَضٌ: see حَرَضٌ, in three places.

مِحْرَضَةٌ, with kesr, A vessel for حُرْض; (S, K;) made of wood, or of brass, and the like; (TA;) i. q. أُشْنَانَةٌ: (A:) pl. مَحَارِضٌ. (A, TA.) مُحَرَّضٌ: see حَرَضٌ; for each in two places.

مَحْرُوضٌ: see حَرَضٌ; for each in two places.
حرض
الحَرَضُ، مُحَرَّكَةً: الفَسَادُ يَكُون فِي البَدَنِ، وَفِي المَذْهَبِ، وَفِي العَقْلِ قالَه ابنُ عَرَفَةَ.
الحَرَضُ: الرَّجُلُ الفَاسِدُ المَرِيضُ، يُحْدِثُ فِي ثِيَابِه، وَاحِدُه وَجَمْعُه سَوَاءٌ، كَمَا فِي الصّحاح، كالحَارِضَةِ، والحَارِضِ، والحَرِضِ، كَكَتِفٍ، يقَالُ: إِنَّه حَارِضَةُ قَوْمه، أَي فَاسِدُهم. الحَرَضُ: الكَالُّ المُعْيِي، قِيلَ: هُوَ المُشْرِفُ عَلَى الهَلاَكِ، كالحَارِض. يُقَالُ: رَجُلٌ حَرَضٌ وحَارِضٌ، إِذا أَشْرَفَ على الهَلاكِ. قِيلَ: الحَارِضَةُ والحَرَضُ: مَنْ لَا خَيْرَ عِنْدَه، وَهُوَ مَجَاز، ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيّ: رَجُلٌ حَارضَةٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَ: يَا رُبَّ بَيْضَاءَ لَهَا زَوْجٌ حَرَضْ حَلاَّلَةٍ بَيْنَ عُرَيْقٍ وحَمَضْ أَو هُوَ الَّذِي لَا يُرْجَى خَيْرُه وَلَا يُخَاف شَرُّه، وَهُوَ مَجَاز. يُقَال للْوَاحِدِ والجَمْع والمُؤَنَّثِ، قالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: رَجُلٌ حَرَضٌ، وقَوْم حَرَضٌ، وامْرَأَةٌ حَرَضٌ، يَكُون مُوَحَّداً على كُلّ حالٍ، الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. قَالَ: ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَقُولُ: للذَّكَرِ حَارِضٌ والأُنْثَى حَارِضَةٌ.
ويُثَنّى هُنَا ويُجْمَع، لأَنَّهُ خَرَجَ على صُورَةِ فَاعل، وفَاعلق يُجْمَعُ. قَالَ: وأَمَّا الحَرَضُ فتُرِكَ جَمْعُهُ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ بمَنْزِلَة دَنَفٍ وضَنــىً، قَوْمٌ دَنَفٌ وضَنــىً، ورَجُلٌ دَنَفٌ وضَنــىً. وَقَالَ الزّجَاج: مَنْ قَال رَجُلٌ حَرَضٌ فمَعْنَاه ذُو حَرَضٍ، ولذلِكَ لَا يُثْنَى وَلَا يُجْمَع، وكَذلكَ رَجُلٌ دَنَفٌ: ذُو دَنَف، وكَذلكَ كُلّ مَا نُعِتَ بالمَصْدَر. وَقد يُجْمَعُ على أَحْرَاض، كسَبَب وأَسْبَاب، وكَتِف وأَكْتَاف، وصَاحِب وأَصْحَاب، على حُرْضَان، بالضَّمّ، وَهُوَ أَعْلَى، على حِرَضَةٍ، يكَسْر ففَتْح. وَفِي اللّسَان: وأَما حَرِضٌ بالكَسْرِ فجَمْعُه حَرِضُونُ، لأَنَّ جَمْعَ السَّلامة فِي فَعِلٍ صِفَةً أَكْثَرُ، وَقد يَجُوز أَنْ يُكَسَّر على أَفْعَال، لأَنَّ هذَا الضَّرْبَ من الصَّفَةِ رُبَّمَا كُسِّرَ عَلَيْه، نَحْوُ نَكدٍ وأَنْكَادٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحَرَضُ: مَنْ أَذَابَه العشْقُ أَو الحُزْنُ، وَهُوَ فِي مَعْنَى مُحْرَضِ، كَمَا فِي الصّحاح، كالمُحَرَّضِ، كمُعَظَّم. وضَبْطُ الصّحاح يَقْتَضِي أَن يَكُونَ كمُكْرَم. قَالَ اللَّيْثُ: الحَرَضُ: مَنْ لَا يَتَّخِذُ سلاَحاً وَلَا يُقَاتِلُ، جَمْعُهُ أَحْرَاضٌ وحُرْضانٌ، وأَنشد للطِّرِمَّاح:
(مَنْ يَرُمْ جَمْعَهُمْ يَجِدْهُمْ مَرَاجِي ... حَ حُمَاةً للعُزَّل الأَحْراضِ)
الحَرَضُ: السَّاقِطُ الَّذِي لاَ يَقْدِر على النُّهُوض. وَقيل: هُوَ السَّاقطُ الَّذي لَا خَيْرَ فِيهِ، كالحَرِيض، والحَرِض، والمُحَرَّض،ونَاقَةٌ حَرَضٌ، مُحَرَّكَةً: ضَاوِيَّةٌ مَهْزُولَةٌ والمَحْرُوضُ: المَرْذُولُ، كالحَارِضِ. وحَرَضُ، مُحَرَّكَةً: د، باليَمَنِ، فِي أَوائِلِه، عَلَى رَأْسِ الوَادِي سَهَام، مِمَّا يَلِي مَكَّةَ شَرَّفَها الله تَعَالَى، بَيْنَهُ وبَيْنَ حَلْيٍ مَفازَهٌ، وَمن أَعْمَالِهِ العريشُ، وَقد تَقَدَّم ذِكرهُ فِي مَوْضِعِه، قَالَ الحَافِظُ: وَقد خَرَجَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ فُضَلاءُ. الحَرَضُ من الثَّوْبِ: حَاشِيَتُه وطُرَّتُه وصَنِفَتُهُ، كَمَا فِي العُبَاب. الحُرْضُ، بضَمَّة وبضمَّتَيْن: الأُشْنَانُ، تُغْسَلُ بِهِ الأَيْدِي عَلَى إِثْرِ الطَّعَامِ، الأَوَّلُ حَكَاهُ سِيبَوَيْه كَمَا فِي نُسَخِ الكِتَابِ وَفِي بَعْضِها بالفَتْحِ. وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: هُوَ دِقَاقُ الأَطْرَافِ، وشَجَرَتُه ضَخْمَةٌ ورُبَّمَا استُظلَّ بهَا، وَلها حَطَبٌ، وَهُوَ الَّذِي يَغْسِلُ بِهِ النَّاسُ الثِّيَابَ، قَالَ: وَلم نَرَ حُرْضَاً أَنْقَى وأَشَدَّ بَيَاضاً من حُرْض يَنْبُتُ باليَمَامَةِ، وإِنَّمَا هُوَ بَوادٍ من اليَمَامَةِ يُقَال لَهُ جَوُّ الخَضَارِمِ. قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ حِمَاراً:
(كأَنَّ بَرِيقَهُ بَرَقَانُ سَحْلٍ ... جَلاَ عَن مَتْنِه حُرْضٌ وماءُ)

وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: شَجَرُ الأُشْنانِ، يُقَال لَهُ الحَرْضُ. وَهُوَ من النَّجِيلِ، وقُرِئَ بِهِ قَوْلُه تَعَالَى: حَتَّى تَكُونَ حَرضاً، أَي حَتَّى تَكُونَ كالأُشْنانِ نُحولاً، هَكَذَا بالنُّونِ، والصَّوابُ قُحُولاً، بالقَاف، ويُبْساً. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَهِي قراءَةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ. قَالَ: وكانَ السُّدِّيّ يَعيبُ هَذِه القِرَاءَةُ. ومَنْصُورُ بنُ مُحَمَّدٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والَّذِي فِي التَّبْصِير: مُحَمَّد ابنُ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الأُشْنَانِيّ، رَوَى عَنهُ القَاسِمُ بن الصَّفّارِ. أَبو أَحْمَدَ عَبْدُ الباقِي بنُ عَبْدِ الجَبَّار الهَرَوِيّ صاحبُ أَبِي الوَقْتِ، الحُرْضِيَّانِ، بالضَّمِّ، مُحَدِّثانِ والمِحْرَضَة، بالكَسْرِ: وِعَاؤُهُ أَي الحُرضُ، يُتَّخَذُ من خَشَبٍ أَوْ شَبَهٍ ونَحْوِهِ، والجَمْعُ المَحَارِضُ. يُقَالُ: نَاوِلْهُ المِحْرَضَةَ، وأَعِدَّ الأَبَارِيقَ والمَحَارِضَ. والحَرَّاضُ، ككَتَّانٍ: مَنْ يَحْرِقُه للْقِلْيِ. وَفِي الصّحاح: الَّذِي يُوقِدُ على الحُرضِ لَتَّخِذَ مِنْهُ القِلْيَ، أَي للصَّبَّاغِين، قِيلَ: يُحْرَقُ الحَمْضُ رَطْباً، ثمَّ يُرَشُّ المَاءُ على رَمَادِه فيَنْعَقدُ فيَصِيرُ قِلْياً، وأَنشَدَ فِي العُبَاب لعَدِيِّ بْن زَيْد العبَاديّ:
(مثْلُ نَارِ الحَرَّاضِ يَجْلُو ذُرَى المُز ... نِ لِمَنْ شَامَهُ إِذَا يَسْتَطيرُ)
قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: شَبَّهَ البَرْقَ فِي سُرْعَةِ وَميضه بالنَّار فِي الأُشْنَانِ، لسُرْعَتِها فيهِ. الحَرَّاضُ أَيْضاً: المُوقِدُ على الصَّخْرِ لاتِّخاذِ النُّورَةِ أَو الجصِّ، كَمَا فِي الصّحاح. بالكُوفَةِ الحَرَّاضَةُ، بِهَاءٍ، هِيَ سُوقُ الأُشْنانِ، عَن أَبِي حَنيفَهَ. الحُرَاضُ، كغُرَابٍ، ع قُرْبَ مَكَّةَ، بَيْن المُشَاشِ والغُمَيْرِ، فَوْقَ ذَاتِ عِرْقٍ إِلى البُسْتَانِ، قِيلَ: كانتْ بِهِ العُزَّى، وقيلَ بالنَّخْلَةِ الشَّامِيَّة. وَقد جَاءَ ذِكْرُهُ فِي الحَدِيث: قَالَ الفَضْل ابنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِيُّ:
(وَقد كَانَتْ وللأَيَّامِ صَرْفٌ ... تُدَمِّنُ مِنْ مَرَابِعهَا حُرَاضَا)
وذُو حُرُض، كعُنُق: ع، أَو وَاد لبَنِي عَبْدِ اللهِ بْن غَطَفَانَ، عنْد مَعْدِن النَّقِرَةِ، بَينهمَا خَمْسَةُ أَمْيَال، قِيلَ هُوَ ع، بأُحُد قُرْبَ المَدِينَةِ المشَرَّفَةِ. وحُرَاضَانُ، كخُرَاسَانَ: وَادٍ بالقَبَليَّةِ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ والعبَابِ. حُرَاضَةُ، كثُمَامَةَ: ماءٌ قُرْبَ المَدِينَةِ، المُشرَّفَة، لبَنِي جُشَمَ بنِ مُعَاوِيَةَ، ويُقَال فِيهِ حَرَاضَةُ، كسَحَابَة، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. والأَحْرَض من الرِّجَالِ، المُتَفَتِّتُ أَشْفَارِ العَيْنِ، قَالَه ابْن عَبَّادٍ. أَحْرُضُ، بضَمِّ الرَّاءِ: جَبَلٌ ببِلادِ هُذَيْلٍ، أَو مَوْضعٌ فِي جِبَالِهم، كَمَا فِي المُعْجَم، كأَنَّهُ جَمْع حَرْضٍ، بالفَتْح، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، سُمِّيَ بذلك لأَنَّ مَنْ شَرِبَ مِنْ مَائِه حَرِضَ، أَي فَسَدَعْ مَعِدَتُه، كَمَا فِي المُعْجَم والعُبَاب. من المَجَازِ قولُهم: خِبْتَ بابَاغِيَ الكَرَمِ، بَيْنَ الحُرْضَةِ والبَرَم، هُوَ بالضَّمِّ، أَمينُ المُقَامِرِين، كَمَا فِي العُبَاب. ويُقَالُ هُوَ الَّذِي يُفِيضُ القِدَاحَ للأَيْسَارِ) لِيَأْكُلَ من لَحْمِهِم، وَهُوَ مَذْمُومٌ كالبَرَم، كَمَا فِي الأَسَاس. وَفِي الصّحاح: الَّذِي يَضْرِبُ للأَيْسَار بالقِدَاحِ، لَا يَكُونُ إِلاَّ سَاقطاً بَرَماً. وَفِي اللِّسَان: يَدْعُونَع بذلِكَ لرَذَالَتِه. قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصفُ حِمَاراً:
(ويَظَلُّ المَلئُ يُوفِي عَلَى القِرْ ... ن عَذُوباً كالحُرْضَة المُسْتفاضِ)
قَالَ: المُستَفاضُ: الَّذِي أُمِر أَنْ يُفِيضَ القِدَاحَ. والإِحْرِيضُ، بالكَسْرِ: العُصْفُرُ عامَّةً، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيث عَطاءٍ، وَقيل: هُوَ العُصْفُر الَّذِي يُجعَل فِي الطَّبْح، وَقيل: هُوَ حَبُّ العُصْفُرِ، قَالَ الرَّاجِزُ: أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عَن الغُمُوضِ بَرْقٌ سَرَى فِي عَارِضٍ نَهُوضِ مُلْتَهِبٌ كلَهَبِ الإِحْرِيض يُزْجِي خَرَاطِيمَ غَمَامٍ بِيضٍ وحَرِضَ، كفَرِحَ: لَقَطَهُ. حَرِضَ الرَّجُلُ: فَسَدَتْ مَعِدَتُهُ، فَهُوَ حَرِضٌ. وأَحْرَضَه الحُبُّ: أَفْسَدَه، قَالَه أَبو عُبَيْدَة، وأَنْشَدَ للعَرْجِيّ:
(إِنّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حُبٌّ فأَحْرَضَنِي ... حَتَّى بَلِيتُ وحَتَّى شَفَّنِي السَّقَمُ)
أَي أَذَابَنِي، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَال: أَحْرَضَه المَرَضُ، فَهُوَ حَرِضٌ، وحارِضٌ، إِذَا أَفْسَدَ بَدَنَهُ وأَشْفَى على الهَلاكِ، وَهُوَ مَجَازٌ. أَحْرَضَ فُلانٌ وَلَدَ وَلَدَ سَوْءْ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وحَرَّضَهُ تَحْرِيضاً: حَثَّه على القِتَالِ وأَحْمَاهُ عَلَيْه، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابنُ سيدَه: التَّحْرِيضُ: التَّحْضِيضُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ على القِتَالِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تَأْوِيلُه حُثَّهُمْ على القِتَالِ قَالَ: وتَأْوِيلُ التَّحْرِيضِ فِي اللُّغَةِ أَن تَحُثَّ الإِنْسَانَ حَثَّاً يَعْلَمُ مِنْهُ أَنَّه حارضٌ إِن تَخَلَّفَ عَنْه. قَالَ: والحَارِضُ: الَّذِي قَدْ قَارَبَ الهَلاَكَ. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: حَرَّضَ زَيْدٌ: شَغَلَ بِضَاعَتَه فِي الحُرْضِ، أَي الأَشْنَان. قَالَ أَيضاً: حَرَّضَ ثَوْبَه، إِذا صَبَغَه بالإِحْرِيضِ، أَي العُصْفُر. حَرضَ الثّوْبُ إِذا بَلِيَ حَرَضُه، وَهُوَ حاشِيَتُه وطُرَّتُهُ وصَنِفَته. مُقْتَضَى سِيَاقِه أَنَّه من بَاب التَفْعِيل، والصَّوَابُ أَنَّهُ من حَدِّ فَرِحَ كَمَا فِي العُبَابِ والتَّكْملَة. قَالَ اللِّحْيَانيّ: المُحَارَضَةُ: المُدَاوَمَةُ على العَمَلِ، وكَذلِكَ المُوَاظَبَةُ، والمُوَاصَبَة، والمُوَاكَبَة، وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الآيَة: حَرِّضِ المُؤْمِنِين عَلَى القِتَالِ. أَيْ حُثَّهُمْ عَلَى أَنْ يُحَارِضُوا على القِتَال حَتَّى يُثْخِنُوهُم.)
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: المُحَارَضَةُ: المُضَارَبَةُ بالقِدَاح، وَقد حَارَضَ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: حَرَضَهُ المَرَضُ، كأَحْرَضَهُ، إِذا أَشْفَى مِنْهُ على شَرَفِ المَوْتِ. وَفِي التَّهْذِيب: المُحْرَضُ الهَالِكُ مَرَضاً، الَّذِي لَا حَيٌّ فيُرْجَى، وَلَا مَيّتٌ فيُوأَسُ مِنْهُ. قَالَ امرؤُ القيْس:
(أَرى المَرْءَ ذَا الأَذْوَادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً ... كإِحْرَاضِ بَكْرٍ فِي الدِّيارِ مَرِيضِ)
ويُرْوَى مُحْرِضاً. وأَحْرَضَهُ المَرَضُ: أَدْنَفَهُ وأَسْقَمَهُ. ويُقَال: كَذَبَ كَذْبَةً فأَحْرَضَ نَفْسَه، أَي أَهْلَكَهَا. وجاءَ بقَوْلٍ حَرَضٍ، أَي هَالِكٍ. ونَاقَةٌ حُرْضَانُ، بالضَّمِّ: ساقطَةٌ. وجَمَلٌ حُرْضانُ: هَالِكٌ. وكَذلِكَ النَّاقَةُ بغَيْر هَاءٍ. وأَحْرَضَهُ: أَسْقَطَهُ. وَمِنْه قَولُ أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيّ: سُوءُ حَمْلِ الفَاقَةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ، ويُذْئر العَدُوَّ، ويُقَوِّي الضَّرُورَةَ. قَالَ: أَي يُسْقِطُه. وكُلُّ شَيْءٍ ذَاوٍ: حَرَضٌ، بالتَّحْريك. والأَحْرَاضُ: السَّفِلَةُ من النَّاسِ، والَّذِين اشْتَهَرُوا بالشَّرِّ، أَو هُمُ الَّذِين أَسْرَفُوا فِي الذُّنُوب فأَهْلَكُوا أَنْفُسَهم. وَمِنْه حَدِيث مُحلِّم بنِ جَثَّامَةَ قالَ: كُلُّنَا إِلاَّ الأَحْرَاض. وَقيل أَرادَ بِهِ الَّذِينَ فَسَدَتْ مَذَاهِبُهم. وَقَالَ الجَوْهَريّ: الأَحْرَاضُ: الضِّعافُ الَّذِين لَا يُقَاتِلُون، كالحُرْضانِ.
والحُرْضَة، بالضَّمِّ: الَّذِي لَا يَشْتَرِي اللَّحْمَ وَلَا يَأْكُلُه بثَمَنٍ إِلاَّ أَنْ يَجدَهُ عِنْدَ غَيْرِه. حَكَاهُ الأَزْهَرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَمِ. ورَجُلٌ حَارِضٌ: أَحْمَقُ، والأُنْثَى بالهَاءِ. وقَوْمٌ حُرْضَانٌ: لَا يَعْرِفُونَ مَكَانَ سَيِّدهم. والحُرْضُ، بالضَّمّ: الجِصُّ. والحَرَّاضَةُ، بالتَّشْدِيد: المَوْضِعُ الَّذِي يُحْرَقُ فِيهِ الأُشْنَانُ، وقِيلَ: هُوَ مَطْبَخُ الجِصِّ، كُلُّ ذلِكَ اسمٌ كالبَقَّالَةِ والزَّرَّاعَةِ. والإِحْرِيضُ، بالكَسْرِ: المُوقِدُ على الأُشْنَانِ. وحَرْضٌ، بالفَتْح: ماءٌ مَعْرُوفٌ بالبَاديَةِ. ويُقَال: حَرَّضَهُ تَحْرِيضاً: أَزَالَ عَنْه الحُرْضَ، كَمَا تَقُولُ قَذَّيْتُه، إِذَا أَزَلْتَ عَنْه القَذَى. نَقله المُصَنِّف فِي البَصَائِرِ. وأَحْرَضَه عَلَى الشَّيْءِ إِحْراضاً، مثل حَرَّضَهُ تَحْرِيضاً، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. والأَحْرَاضُ: مَوْضِعٌ فِي قَوْلِ ابْن مُقْبِل:
(وأَقْفَرَ مِنْهَا بَعْدَ مَا قَدْ تَحُلُّهُ ... مَدافِعُ أَحْرَاض وَمَا كانَ يُخْلِفُ)
كَمَا فِي المُعْجم. وحَرَّضَ تَحْرِيضاً: صَارَ ذَا حُرْضَةِ، بالضَّمّ، وَهُوَ أَمِينُ المُقَامَرِين، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. وأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن الحُرَيْضِيّ، بالضَّمِّ، من أَهْلِ نَيْسَابُورَ، سَمِعَ أَبَا طَاهِرِ بْنَ مخمش الزِّيادِيّ، تَرْجَمَهُ الخَطِيبُ فِي تارِيخ بَغْدَادَ، ماتَ سنة.
ح ر ض [حرضا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً .
قال: الحرض: المدنف الهالك من شدة الوجع.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أمن ذكر ليلى أربأت غربة بها ... كأنّك جسم للأطباء محرض 
حرض
الحَرَض: ما لا يعتدّ به ولا خير فيه، ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك: حَرِضَ، قال عزّ وجلّ:
حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً [يوسف/ 85] ، وقد أَحْرَضَهُ كذا، قال الشاعر:
إنّي امرؤ نابني همّ فأحرضني
والحُرْضَة: من لا يأكل إلا لحم الميسر لنذالته، والتحريض: الحثّ على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه، كأنّه في الأصل إزالة الحرض، نحو: مرّضته وقذّيته، أي: أزلت عنه المرض والقذى، وأَحْرَضْتُهُ: أفسدته، نحو: أقذيته: إذا جعلت فيه القذى.

شفق

شفق: {بالشفق}: الحمرة بعد مغيب الشمس. {مشفقون}: خائفون.
(شفق)
مِنْهُ وَعَلِيهِ شفقا خَافَ وحذر فَهُوَ شفق وَعَلِيهِ رق لَهُ وَعطف عَلَيْهِ فَهُوَ شفيق
شفق
الشَّفَقُ: الرَّديءُ من الأشياء، وأشْفَقْتُ العَطاءَ، وشَفَّقْتُ الثَّوْبَ: رَقَّقْته. وهو الخَوْفُ أيضاً، أنا مُشْفِقٌ عليك: أي خائف. والشَفَقَةُ في النُّصْحِ من ذلك، والشَّفِيْقُ: الناصِحِ، وهو شَفِيقٌ على صاحِبِه: أي ذو شَفَقَةٍ، وشَفقْتُ عليه وأشْفَقْتُ، وهو شفِقٌ. والشَّفَقُ: الحُمْرَةُ التي بين غًروبِ الشِّمس إلى صلاة العَتَمَةِ.
شفق: رأف، راعى، عفا عن، (هيلو).
مشفوق عليه: (باين سميث).
إشفاق من: يشّق عليه أن. هو في أسى شديد. (الكالا في مادة Dolerse) وبكري 187، 7: ((والزوج في ذلك كله يظهر الرغبة فيها والإشفاق من مفارقتها)).
شِفقة: غير ذي شِفقة (المعجم اللاتيني) ( Inhumanus) .
شَفَقة: رحمة، رأفة، عفو، حلم، رقة، حنو، (الكالا Clemencia، (Mesericordia) ( هيلو وكرتاس 7، 59).
شفاقة: طيبة (هيلو).
مشفّق: واهن المشاعر (فوك باللاتينية Debilis in Sensu) .

شفق


شَفِقَ(n. ac. شَفَق)
a. ['Ala], Felt pity, compassion for; was anxious, solicitous, concerned about.
شَفَّقَ
a. [acc. & 'Ala], Touched, filled with pity, compassion, solicitude
towards.
b. see IV (c) (d).
أَشْفَقَa. see Ib. [Min], Was cautious of, feared, shunned.
c. Made small, scanty.
d. Wove badly.

شَفَق
(pl.
أَشْفَاْق)
a. Pity, compassion.
b. Anxiety, solicitude, uneasiness, concern, fear.
c. Twilight, gloaming.
d. Region; outskirts.
e. Unsubstantial, flimsy.

شَفَقَةa. Pity, compassion, tenderness, fondness;
solicitude.

شَفِيْق
شَفُوْق
26a. Pitiful, compassionate, tender, affectionate.
ش ف ق

غاب الشفق.

ومن المجاز: ثوب شفق: سخيف رديء النسج، وشفقه النساج. وأشفقت العطاء أو تحته. ولي عليه شفقة وشفق: رحمة ورقة وخوف من حلول المكروه به مع نصح، وأشفقت عليه أن يناله مكروه، وأنا مشفق عليه وشفيق وشفق. قال:

قل للأمير أمير آل محمد ... قول امريء شفق عليك محامي

وأنا مشفق من هذا الأمر: خائف منه خوفاً يرق القلب ويبلغ منه.
شفق
الشَّفَقُ: اختلاط ضوء النّهار بسواد اللّيل عند غروب الشمس. قال تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
[الانشقاق/ 16] ، والْإِشْفَاقُ: عناية مختلطة بخوف، لأنّ الْمُشْفِقَ يحبّ المشفق عليه ويخاف ما يلحقه، قال تعالى: وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ
[الأنبياء/ 49] ، فإذا عدّي (بمن) فمعنى الخوف فيه أظهر، وإذا عدّي ب (في) فمعنى العناية فيه أظهر. قال تعالى:
إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ [الطور/ 26] ، مُشْفِقُونَ مِنْها [الشورى/ 18] ، مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا [الشورى/ 22] ، أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا
[المجادلة/ 13] .
(ش ف ق) : (الشَّفَقُ) الْحُمْرَةُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ وَمِنْ التَّابِعِينَ مَكْحُولٌ وَطَاوُسٌ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ قَوْلُ أَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَنَّهُ الْبَيَاضُ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - وَالْأَوَّلُ قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - آخِرُ الشَّفَقِ الْحُمْرَةُ (وَالشَّفَقُ) فِي مَعْنَى الرَّدِيءِ فِي (خ ر) .
[شفق] نه: فيه "الشفق" يقع على الحمرة في المغرب بعد الغروب وعلى البياض الباقي بعدها. وفيه "شفقًا" من أن يدركه الموت، الشفق والإشفاق الخوف، وأشفقت هي اللغة العالية، وحكى: شفقت. وفيه: وما على البناء "شفقًا" ولكن عليكم، أي ما أشفق على البناء شفقًا وإنما أشفق عليكم. ن: "أشفق" على ولدها - بضم همزة وكسر فاء، أي أخاف. ط: "شفقًا" مما عندي، أي خوفًا منه. وفيه: إلا هو "مشفق" من يوم الجمعة، وهذا كاشفاق الدواب خوفًا من فجأة الساعة. وفيه: "فأشفق" أن يكون دجالًا، أي خاف، وهذا قبل التحقيق بخبر المسيح فلما أخبر بقصته في ح تميم الداري استبان أن ابن الصياد غير الدجال. ش: سأل مالكًا عن حديث وهو واقف فضربه عشرين سوطًا ثم "أشفق" أي رق له ورحمه حيث ضربه.
ش ف ق: (الشَّفَقُ) بَقِيَّةُ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَحُمْرَتُهَا فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الْعَتَمَةِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الشَّفَقُ الْحُمْرَةُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الْعِشَاءِ الْأَخِيرِ فَإِذَا ذَهَبَ قِيلَ: غَابَ الشَّفَقُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: عَلَيْهِ ثَوْبٌ كَأَنَّهُ الشَّفَقُ،
وَكَانَ أَحْمَرَ. وَ (الشَّفَقَةُ) الِاسْمُ مِنَ (الْإِشْفَاقِ) وَ (أَشْفَقَ) عَلَيْهِ فَهُوَ (مُشْفِقٌ) وَ (شَفِيقٌ) . وَ (أَشْفَقَ) مِنْهُ حَذِرَهُ وَأَصْلُهُمَا وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ: شَفَقَ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: (شَفَقَ) وَ (أَشْفَقَ) بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَأَنْكَرَهُ أَهْلُ اللُّغَةِ.
[شفق] الشَفَقُ: بقيّة ضوء الشمس وحُمْرَتِها في أول الليل إلى قريبٍ من العَتَمة. وقال الخليل: الشَفَقُ: الحمرةُ من غُروب الشمس إلى وقت العِشاء الآخِرة، فإذا ذهب قيل: غاب الشفق. وقال الفراء: سمعتُ بعض العرب يقول: عليه ثوبٌ كأنّه الشَفَقُ، وكان أحمرَ. والشَفَقَةُ: الاسمُ من الإشْفاقِ، وكذلك الشَفَقُ. قال الشاعر : تَهْوى حَياتي وأَهْوى مَوْتَها شَفَقاً والموتُ أكرمُ نَزَّالٍ على الحُرَمِ وأشفقت عليه فأنا مشفق وشفيق. وإذا قلت: أشفقت منه فإنما تعنى حذرته، وأصلهما واحد. ولا يقال: شَفِقْت. قال ابن دريد: شَفِقْتُ وأَشْفَقْتُ بمعنىً. وأنكره أهلُ اللغة. والشفق: الردئ من الاشياء، يقال عطاءٌ مُشَفَّقٌ، أي مُقَلَّلٌ. قال الكميت: مَلِكٌ أَعَزُّ من الملوكِ تَحَلَّبَتْ للسائلين يَدَاهُ غَيْرُ مُشَفَّقِ
(ش ف ق)

الشَّفق: الخيفة.

شفق شفقاً، فَهُوَ شفق. وَالْجمع: شفقون. وأشفق عَلَيْهِ: حذر.

واشفق مِنْهُ: جزع، وشفق: لُغَة.

والشفق، والشفقة: الخيفة من شدَّة النصح.

والشفيق: الناصح الْحَرِيص على صَلَاح المنصوح وَقَوله:

كَمَا شفقت على الزَّاد الْعِيَال

أَرَادَ: بخلت وضنــت. وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن الْبَخِيل بالشَّيْء مُشفق عَلَيْهِ.

والشفق: الرَّدِيء من الْأَشْيَاء.

وَمِلْحَفَة شفق النسج: رَدِيئَة.

وشفق الملحفة: جعلهَا شفقا فِي النسج.

والشفق: بَقِيَّة ضوء الشَّمْس، وحمرتها ترى فِي الْمغرب إِلَى صَلَاة الْعشَاء.

والشفق: النَّهَار أَيْضا. عَن الزّجاج. وَقد فسر بهما جَمِيعًا قَوْله تَعَالَى: (فَلَا اقْسمْ بالشفق) .

وأشفقنا: دَخَلنَا فِي الشَّفق.

وشفق، وأشفق: أَتَى بشفق.
شفق
شفِقَ/ شفِقَ من يَشفَق، شَفَقًا، فهو شفِق، والمفعول مَشْفوق
• شفِق منافِسَه/ شفِق من منافسِه: خافَه وحذِره "شفِق من الحكم/ المواجهة". 

شفِقَ على يَشفَق، شفَقًا وشَفَقةً، فهو شَفيق، والمفعول مشفوق عليه
• شفِق على المحتاجين: رقّ لهم وعطف عليهم "شفِق على فقير/ مريض/ سائل- أسلوب شفيق". 

أشفقَ على/ أشفقَ من يُشفِق، إشفاقًا، فهو مُشفِق، والمفعول مُشفَق عليه
• أشفق على فلان: شفِقَ عليه؛ رقّ قلبه له وعطف عليه "أشفقت عليه أن يناله مكروه- أشفق على الصَّغير".
• أشفق من فلان: شفِق منه؛ خافه وحذِره "أنا مُشفِق من هذا الأمر: خائف منه خوفًا يُرِقّ القلب ويبلُغُ منه- {وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} - {الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} ". 

شفِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شفِقَ/ شفِقَ من. 

شَفَق [مفرد]: ج أشْفاق (لغير المصدر):
1 - مصدر شفِقَ
 على وشفِقَ/ شفِقَ من.
2 - حُمْرة تظهر في الأفق حيث تغرب الشّمس وتستمرّ إلى قُبيل العِشاء تقريبًا "عليه ثوب مصبوغ كأنّه الشّفق- {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} " ° ثوران الشَّفَق: حمرته وانتشاره. 

شَفَقَة [مفرد]: ج شَفَقات (لغير المصدر):
1 - مصدر شفِقَ على.
2 - حنوّ ورحمة، عطف ورِقّة "رجلٌ يستحقّ الشَّفقة- قلب بلا شفقة: قاسٍ، عديم الرّحمة" ° لي عليه شفقة: رحمة ورقّة وخوف من حلول المكروه به مع نصح.
3 - خوفٌ من وقوع مكروه. 

شَفوق [مفرد]: رحيم عطوف. 

شَفيق [مفرد]: ج شُفقاءُ، مؤ شَفيقة، ج مؤ شَفيقات وشُفقاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شفِقَ على. 

مُشفِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أشفقَ على/ أشفقَ من.
2 - خائف من وقوع أمر خوفًا يُرِقّ القلبَ "كان مشفقًا على أمِّه المريضة/ الفقراء". 

شفق: الشّفَق والشَّفَقة: الاسم من الإشْفاق. والشَّفَق: الخِيفة.

شَفِقَ شَفَقاً، فهو شَفِقٌ، والجمع شَفِقُون؛ قال الشاعر إسحق بن خلف، وقيل

هو لابن المُعَلَّى:

تَهْوى حَياتي، وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقاً،

والمَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ على الحُرَمِ

وأشْفَقْت عليه وأَنا مُشْفِق وشَفِيق، وإذا قلت: أَشْفَقْت منه، فإنما

تعنى حذِرْته، وأَصلهما واحد، ولا يقال شَفَقْت. قال ابن دريد: شَفَقْت

وأَشْفَقَت بمعنى، وأَنكره أهل اللغة. الليث: الشَّفَقُ الخوف. تقول: أنا

مُشْفِق عليك أي أَخاف. والشَّفَقُ أيضاً الشَّفَقة وهو أن يكون الناصِحُ

من بُلوغِ النُّصْح خائفاً على المَنْصوح. تقول: أَشْفَقْت عليه أن

يَنالَه مكروه. ابن سيده: وأشْفَق عليه حَذِرَ، وأشْفَق منه جَزِع، وشَفَق

لغة. والشَّفَق والشَّفقة: الخيفةُ من شدة النصح. والشَّفِيق: الناصِحُ

الحريص على صلاح المنصوح. وقوله تعالى: إنّا كنّا مِنْ قَبْلُ في أَهلِنا

مُشْفِقين، أي كنا في أهلنا خائفين لهذا اليوم. وشَفِيق: بمعنى مُشْفِق مثل

أَليم ووَجِيع وداعٍ

(* قوله «وداع» هكذا في الأصل.) وسَميع. والشَّفَق

والشَّفَقة: رقَّة مِنْ نُصْحٍ أو حُبٍّ يؤدِّي إلى خوف. وشَفِقْت من

الأمر شَفَقَةً: بمعنى أَشْفَقْت؛ وأنشد:

فإنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمي،

إذا شَفِقَتْ على الرِّزْقِ العِيالُ

وفي حديث بلال: وإنما كان يفعل ذلك شَفَقاً من أَن يدركه الموت؛

الشَّفَق والإشْفاق: الخوف، يقال: أَشْفَقْت أُشْفِق إشفاقاً، وهي اللغة

العالية. وحكى ابن دريد: شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً؛ ومنه حديث الحسن: قال

عُبَيْدة أَتَيْناه فازْدحَمْنا على مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فقال: أَحسنوا مَلأَكم

أَيُّها المَرْؤون وما على البِناء شِفَقاً ولكن عليكم؛ انتصب شَفَقاً بفعل

مضمر وتقديره وما أُشْفِقُ على البناء شَفَقاً ولكن عليكم؛ وقوله:

كما شَفِقَت على الزاد العِيالُ

أراد بَخِلت وضَنّــت، وهو من ذلك لأن البخيل بالشيء مُشْفِق عليه.

والشَّفَق: الرّديء من الأشياء وقلّما يجمع. ويقال: عطاء مُشَفَّق أَي

مُقَلَّل؛ قال الكميت:

مَلِك أَغرُّ من الملوك، تَحَلّبَت

للسائلين يداه، غير مُشَفِّق

وقد أَشْفَق العطاء. ومِلْحفة شَفَقُ النسج: رديئة. وشَفَّق المِلْحَفة:

جعلها شَفَقاً في النسج. والشَّفَقُ: بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أَول

الليل تُرَى في المغرب إلى صلاة العشاء. والشَّفَق: النهار أَيضاً؛ عن

الزجاج، وقد فسر بهما جميعاً قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالشَّفَق. وقال

الخليل: الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الأخيرة، فإذا ذهب

قيل غابَ الشَّفَق، وكان بعض الفقهاء يقول: الشَّفَق البياض لأن الحمرة

تذهب إذا أَظلمت، وإنما الشَّفَق البياضُ الذي إذا ذهب صُلِّيَت العشاءُ

الأَخيرة، والله أعلم بصواب ذلك. وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب

مصبوغ كأنه الشَّفَق، وكان أَحمر، فهذا شاهِدُ الحمرة. أبو عمرو:

الشَّفَقُ الثوب المصبوغ بالحمرة . . . . .

(* كذا بياض بالأصل.) في السماء.

وأَشْفَقَنْا: دخلنا في الشَّفَق. وأَشْفَق وشَفَّق: أتى بشَفَقٍ وفي

مواقيت الصلاة حتى يغيب الشَّفَقُ؛ هو من الأضداد يقع على الحمرة التي تُرى

بعد مغيب الشمس، وبه أخذ الشافعي، وعلى البياض الباقي في الأُفُق الغربي

بعد الحمرة المذكورة، وبه أَخذ أَبو حنيفة. وفي النوادرَ: أنا في عَروض منه

وفي أَعْراضٍ منه أي في نواحٍ.

شفق
الشفَقُ، محَركَةً: الحمرةُ الَّتِي فِي الأفُقِ من الغروبِ إِلى العِشاء الْآخِرَة. وَنَصّ الْخَلِيل الَّتِي بَين غرُوب الشَّمْس إِلَى وَقت صَلَاة الْعشَاء الْأَخِيرَة. فَإِذا ذهب قيل: غَابَ الشَّفق وَقَالَ ابْن دُرَيْد الشَّفق: الندأة الَّتِي ترى فِي السَّمَاء عِنْد غيوب الشَّمْس وَهِي الْحمرَة وَقَالَ غَيره الشَّفق: بَقِيَّة ضوء الشَّمْس وحمرتها فِي أول اللَّيْل، ترى فِي الْمغرب إِلَى صَلَاة الْعشَاء أَو إِلَى قريبها أَو إِلَى قريب من الْعَتَمَة وَقَالَ الرَّاغِب: الشَّفق اخْتِلَاط ضوء النَّهَار بسواد اللَّيْل عِنْد غرُوب الشَّمْس قَالَ الله تَعَالَى فَلَا أقسم بالشفق وَقَالَ ابْن الْأَثِير الشَّفق من الأضداد يَقع على الْحمرَة الَّتِي بعد مغيب الشَّمْس وَبِه أَخذ الشَّافِعِي وعَلى الْبيَاض الْبَاقِي فِي الْأُفق الغربي بعد الْحمرَة الْمَذْكُورَة وَبِه أَخذ أَبُو حنيفَة وَفِي الصِّحَاح قَالَ الْفراء سَمِعت بعض الْعَرَب يَقُول عَلَيْهِ كَأَنَّهُ الشَّفق وَكَانَ أَحْمَر قلت فَهَذَا شَاهد الْحمرَة. وَقَالَ اللَّيْث: الشَّفق الردئ من الْأَشْيَاء قَلَّما يُجْمَعُ، يُقال: هَذِه مِلْحَفَةٌ شَفَقٌ، سواءٌ فِي الذكَرِ والأنْثَى، ويُقال أَيْضا: ثَوْبٌ شَفَقٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وضَبَطَهُ الجَوهرِي بكسرِ الفاءَ. وَقَالَ مُجاهِدٌ فِي قوْلِه تَعالَى أفَلا اقْسِمُ بالشَّفَقِ: النّهارُ ونَقَلَه الزجاجُ أَيضاً هَكَذَا. والشَّفَق: الخَوْفُ من شِدَّة النُّصْح، وَقد شَفِقَ شَفَقاً: خافَ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَد:
(فَإِنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لقَوْمِي ... إِذا شَفِقَتْ عَلَى الرِّزْقٍ العِيالُ)
وَفِي الصِّحاح: الشَّفًقَةُ: الاسمُ من الإِشْفاقِ، وكذلِكَ الشفَقُ، قالَ ابنُ المُعَلّى:
(تَهْوَى حَياتِي أَهْوى مَوْتَها شَفَقاً ... والمَوْتُ أكْرَمُ نَزّالي عَلَى الحُرَم)
وقالَ غيرُه: رَجل شَفِقٌ، ككَتِف: خائِف، والجَمْعُ شَفقونَ. والشَّفَقُ: الناحِيَةُ، ج: أَشفاقِّ وَفِي النّوادِرِ: أَنا فِي أشفاقٍ من هَذَا الأَمْرِ أَي: فِي نواح مِنْهُ، ومِثْلُه: أَنا فِي عُرُوضٍ مِنْهُ، وَفِي أَعْراضٍ مِنْهُ، أَي: نَواح. وَمن المَجازِ: الشفَقُ والشَّفَقَّة حِرصُ النّاصِح عَلَى صَلاح المَنْصوح يُقَال: لِي عَلَيْهِ شَفَقَة، أَي: رَحْمَة ورِقَّةٌ وخَوْف من حلولِ مَكرُوه بِهِ، مَعَ نُصْح، وَقد أشفقَ عليهِ أَنْ ينالَه مَكْروهٌ. وَهُوَ مشْفِق وشَفِيقٌ وَهُوَ أحَدُ مَا جاءَ على فَعِيلٍ بمَعْنَى مُفْعِلٍ، قَالَه ابنُ دُرَيْد، قالَ حُمَيْدُ بن ثَورِ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيفَةِ خائِفٌ ... عَلَيها عُرامَ الطّائِفِين شَفِيقُ) وَفِي المَثَل. إنَّ الشَّفِيقَ بسُوء ظَن مُولعَ يُضْرَب فِي خَوْفِ الرجُلِ على صاحِبِه الحَوادِثَ لفَرْطِ)
الشَّفَقةِ. والشَّفِيقَة، كسَفِينَة: بِئْرٌ عندَ أبْلَى بالقُرْبِ من مَعْدِنِ بنِي سُلَيم. وقالَ ابْن دُرَيدٍ: شَفَقَ، أشْفق حاذرَ بمَعْنىً واحِد، زَعَم ذلِك قوم أَوْ لَا يُقال إِلاّ أشْفَقَ فَهُوَ مُشْفِق وشَفِيق، وهِى اللغَةُ العالِيَة. وقالَ الرّاغِبُ: الإِشفاقُ: عِنايَةٌ مخْتَلِطَةٌ بخَوْفٍ لأَنَّ المُشْفِقَ يُحبُّ المُشْفَقَ عليهِ ويَخافُ، مَا يَلْحَقُه قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وهُمْ مِنَ السّاعِةِ مُشْفِقُونَ فإِذا عُدِّى بمِن فمَعْنَى الخَوفِ فِيهِ أَظْهَرُ، وَإِذا عُدِّى بعَلَى فمَعنَى العِنايَةِ فِيهِ أَظْهر، وأَنْشدَ الصاغانِي لتَأبَّطَ شَرّاً:
(وَلَا أَقُولُ إِذا مَا خُلَّة صَرمَتْ ... يَا وَيْحَ نَفْسِي مِنْ شَوْقٍ وإِشْفاقِ)
والتَّشْفِيقُ: التَّقْلِيلُ، كالإشْفاقِ، يُقال: عَطاءٌ مُشَفَّق ومُشْفَقٌ، أَي: مُقَلَّل وأنْشَدَ الجَوْهري للكُمَيْتِ:
(مَلِك أَغر من المُلُوكِ تَحَلَّبَتْ ... للسائِلِينَ يَداهُ غَيْرُ مُشَفِّقِ)
وَهُوَ مَجازٌ. والتَّشْفِيقُ: رَداءةُ النَّسْج عَن الليْثِ، يُقال: شَفق النَّسّاجُ المِلْحَفَةَ تَشْفِيقاً: إِذا نَسَجَها سَخِيفاً وَهُوَ مَجازٌ.
وَمِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: أَشْفَقَ مِنْهُ: جَزِعَ، وشَفَقَ لُغَةٌ. قَالَ ابْن سِيدَه: وشَفِقَ عَلَيْهِ، كفَرِح بَخِلَ بِهِ وضَنَّ، عَن ابْنِ درَيْد.
وقالَ أَبُو عَمْرو: الشَّفَقُ: الثوْبُ المَصْبُوغ بالحُمْرَة، وَهُوَ مَجاز. والشفيقيون: جَماعَةٌ محْدِّثونَ، مِنْهُم: أَبو الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ عَن إِبْرَاهِيم، حَدث سنة، ذَكَره ابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو طاهِر بن ياسين صَاحب الرَّازِيّ يُقَال لَهُ الشفيقي قَيده الرشيد الْعَطَّار نِسْبَة إِلَى جَامع شفيق الْملك.

شفق

1 شَفِقَ and شَفَقَ: see 4, in five places. b2: شَفِقَ عَلَيْهِ signifies He was niggardly of it: (TA:) [thus] the saying [of a poet]

كَمَا شَفِقَتْ عَلَى الزَّادِ العِيَالُ means [Like as the household] are niggardly of the provision: (IDrd, M, O:) because he who is niggardly of a thing is عَلَيْهِ ↓ مُشْفِقٌ [i. e. fearful, or cautious, on account of it]. (M.) 2 تَشْفِيقٌ signifies (tropical:) The making [a gift or the like (see مُشَفَّقٌ)] scanty, or little in amount or quantity; as also ↓ إِشْفَاقٌ. (O, K, TA.) b2: and (tropical:) The weaving badly. (K, TA.) You say, شفّق المِلْحَفَةَ (tropical:) He wove badly, (M,) or so as to make it scanty in the yarn, or unsubstantial, (TA,) the [kind of wrapper called] ملحفة. (M, TA.) A2: See also 4, last sentence.4 اشفق signifies He feared, or was cautious; as also ↓ شَفِقَ [in the CK شَفَقَ]; or only the former: (K, TA:) [accord. to ISd,] ↓ شَفِقَ, inf. n. شَفَقٌ, signifies he feared: (M:) IDrd says, ↓ شَفِقْتُ [in one of my copies of the S شفَقتُ] and أَشْفَقْتُ are syn., (S, O, TA,) as some assert, (O, TA,) but the lexicologists disallow this, (S, O,) saying that one should only say أَشْفَقْتُ: (O:) accord. to Er-Rághib, الإِشْفَاقُ signifies [the being affected with] care, or solicitude, mixed with fear; and when it is trans. by means of مِنْ, the meaning of fear is most apparent in it; but when trans. by means of عَلَى, the meaning of care, or solicitude, is most apparent in it: (TA: [and the like is said by Bd in xxi. 29:]) or it signifies [the being affected with] fright [or fear]; sometimes mixed with faithful or sincere or honest advice; and sometimes divested thereof: (Ham p. 179:) one says, أَشْفَقْتُ مِنْهُ, (S,) or مِنْ كَذَا, (Msb,) I feared, or was cautious of, (S, Msb,) him, or it, (S,) or such a thing: (Msb:) or اشفق مِنْهُ he feared him, or it: (MA:) and أَشْفَقْتُ عَلَيْهِ, (S, [in which it is implied that this differs from أَشْفَقْتُ مِنْهُ,]) or عَلَى الصَّغِيرِ, I was affectionate, kind, or compassionate, and favourably inclined, [towards him, or] towards the little one: (Msb: [and a similar explanation is given in the MA:]) and ↓ شَفَقْتُ, aor. ـِ is a dial. var. thereof [i. e. of أَشْفَقْتُ when trans. by means of عَلَى, and perhaps also when it is trans. by means of مِنْ]: (Msb:) or اشفق عَلَيْهِ signifies [he was solicitously affectionate, &c., towards him; agreeably with the explanation of Er-Rághib above, and with that here following;] he was affected with pity, or compassion, and tenderness, and fear, for him, at the same time giving him faithful or sincere or honest advice, أَنْ يَنَالَهُ مَكْرُوهٌ [lest some disliked or evil event should betide him]: (TA:) or he feared, or was cautious, for him: and اشفق مِنْهُ he was impatient of him, or it: and ↓ شَفَقَ is a dial. var. [of اشفق when trans. by means of مِنْ, and app. also when trans. by means of عَلَى]. (M.) A2: See also 2.

A3: Also He entered upon [the time of] the شَفَق [q. v.]. (M.) And He came in a [time of] شَفَق: and so ↓ شفّق. (M.) شَفَقٌ Fear: (K:) [see also شَفِقَ, (of which it is the inf. n.) in the next preceding paragraph:] or fear [arising] from strictness (شِدَّة) of faithful or sincere or honest advice; (M, TA;) as also ↓ شَفَقَةٌ: (M:) or ↓ the latter signifies the fear of him who gives faithful or sincere or honest advice, in consequence of his doing so, for him to whom such advice is given: (O:) or the former, (K, TA,) and ↓ the latter also, (TA,) the eagerness, or striving, of him who gives such advice, to rectify, or amend, the state of him to whom that advice is given: (K, TA: [said in the latter to be a tropical application of the words; but why, I see not:]) ↓ شَفَقَةٌ is subst. from الإِشْفَاقُ, (S, Msb, TA,) and شَفَقٌ is syn. therewith (S, O, K, TA) as being also a subst. from الإِشْفَاقُ: (S, TA:) [it is said that] the primary signification of ↓ شَفَقَةٌ is weakness: (Ham p. 179:) and it is conjoined with خَوْفٌ [fear]; therefore it is not applied as an attribute to God: (Idem p. 722:) [generally] it signifies affection, kindness, benignity, compassion, or favourable inclination: (MA:) [or solicitous affection &c.:] or pity, or compassion, and tenderness, and fear of the betiding of some disliked or evil event, together with faithful or sincere or honest advice. (TA.) A2: شَفَقٌ also signifies The redness (Kh, S, Msb, K) in the horizon (K) from sunset until the time of the last عِشَآء [i. e. nightfall], (Kh, S, Msb, K,) when it disappears, (Kh, S, Msb,) and the white شَفَق remains until the middle [or rather until a late period varying at different seasons] of the night: (Msb:) or until near that time: or until near the عَتَمَة [q. v., generally meaning the same, or nearly so]: (K:) or the redness that is seen in the sky at sunset: (IDrd, O:) or the remains of the light and redness of the sun in the first part of the night, until near the عَتَمَة: (S:) or the light and redness of the sun, seen at sunset, until the time of the prayer of nightfall: (M:) or the mixture of the light of day with the blackness of night at sunset: (Er-Rághib, TA:) accord. to Zj, the redness that is in the region of sunset after the setting of the sun: this is the meaning given as of common repute in the books of lexicology; and Mtr says [in the Mgh] that it means the redness accord. to a number of the Companions of the Prophet and of the people of the generation next succeeding them: but accord. to Aboo-Hureyreh, it means the whiteness [after sunset, which, to distinguish it from the شَفَق commonly so called, is often termed the white شَفَق, as in an instance above]: (Msb:) IAth says that this word has two contr. meanings; being applied to the redness that is seen after sunset; and to the whiteness remaining in the western horizon after the said redness. (TA.) Fr says, I heard one of the Arabs say, عَلَيْهِ ثَوْبٌ كَأَنَّهُ الشَّفَقُ [Upon him is, or was, a garment as though it were the شَفَق]: and it was red. (S.) b2: [Hence,] (tropical:) A garment, or piece of cloth, dyed red. (AA, TA.) b3: and Day. (Zj, M, K.) A3: Also i. q. نَاحِيَةٌ (assumed tropical:) [A side, &c.; or a remote side]: pl. أَشْفَاقٌ. (O, K.) One says, أَنَا فِى أَشْفَاقٍ مِنْ هٰذَا الأَمْرِ i. e. نَوَاحٍ [meaning (assumed tropical:) I am apart, or aloof, from this affair; as though in, or on, remote sides thereof]: (O, TA:) and in like manner فِى عُرُوضٍ مِنْهُ [app. a mistranscription for عَرُوضٍ i. e. نَاحِيَةٍ] and فى أَعْرَاضٍ منه i. e. نَوَاحٍ. (TA.) A4: And (tropical:) A bad thing; syn. رَدِىْءٌ: (Lth, S, M, O, K, TA: [in the TA said to be written by J with kesr to the ف; but not so in either of my copies of the S:]) applied to a garment, or piece of cloth, (Mgh, TA, and Ham p. 179,) [in this sense, or] as meaning bad and thin: (Mgh in art. خرث:) [said to be] from شَفَقَةٌ signifying “ weakness: ” (Ham ubi suprà:) seldom pluralized: (O:) and used alike as masc. and fem., being applied as an epithet to a مِلْحَفَة, (M, O,) meaning رَدِيئَةٌ. (M.) شَفِقٌ: see شَفِيقٌ, in two places.

شَفَقَةٌ: see شَفَقٌ, in five places.

شَفُوقٌ: see the next paragraph.

شَفِيقٌ is syn. with ↓ مُشْفِقٌ as part. n. of 4 [signifying Fearing, or fearful, or cautious; and also affectionate, kind, or compassionate, &c.]; (S, O, Msb, * K;) as also ↓ شَفِقٌ (Msb) [and in an intensive sense ↓ شَفُوقٌ; and , from what follows, it appears that شَفِيقٌ also is used as an intensive epithet]: or ↓ شَفِقٌ signifies fearing; and its pl. is شَفِقُونَ: (M, TA:) and شَفِيقٌ, one giving faithful or sincere or honest advice, eager, or striving, to rectify, or amend, the state of him to whom that advice is given. (M.) إِنَّ الشَّفِيقَ بِسُوْءِ ظَنٍ مُولَعٌ [Verily the affectionate, &c., or the very affectionate &c., is addicted to evil opinion,] is a prov., applied in the case of the man who fears, for his friend, the accidents of fortune, by reason of his excessive شَفَقَة [or affection, &c.]. (TA.) And it is said in the Kur [xxi. 50], وَهُمْ مِنَ

↓ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ [meaning And who are fearful of the time of the resurrection]; the signification of fear being most apparent when مُشْفِقٌ is thus trans. by means of مِنْ. (TA.) See also an instance of ↓ مُشْفِقٌ [in a similar sense] in the first paragraph of this art. مُشْفَقٌ: see the last paragraph.

A2: [Accord. to Freytag, it signifies also Fear: but he names no authority for this.]

مُشْفِقٌ: see شَفِيقٌ, in three places.

عَطَآءٌ مُشَفَّقٌ (tropical:) A gift made scanty, or little in amount or quantity; (S, TA;) as also ↓ مُشْفَقٌ. (TA.)

الضَّنْكُ

الضَّنْكُ: الضِّيقُ في كلِّ شيءٍ، للذَّكَرِ والأنْثَى.
ضَنُكَ، ككَرُمَ، ضَنْكاً وضَنــاكَةً وضُنــوكَةً: ضاقَ،
وـ فُلانٌ ضَناكَةً، فهو ضَنيكٌ: ضَعُفَ في رَأيِهِ وجِسْمِهِ ونَفْسِهِ وعَقْلِهِ. وكغُرابٍ: الزُّكامُ،
كالضُّنْكَةِ، بالضم. وقد ضُنِكَ، كعُنِيَ.
والضُّنْأكُ، كجُنْدَبٍ وجَنْدَلٍ: الصُّلْبُ المَعْصوبُ اللحمِ، وهي ضُنأكَةٌ.
والضُّنْأكُ، كجُنْدَبٍ: الناقةُ العَظيمةُ. وككِتابٍ: المُوَثَّقُ الخَلْقِ الشديدُ، للذَّكَرِ والأنْثَى، والثقيلَةُ العَجُزِ، والشجرُ العظيمُ. وكأَميرٍ: العَيْشُ الضَّيِّقُ، والتابعُ الذي يَخْدُِمُ بخُبْزِهِ، والمَقْطوعُ.

ضنط

الضاد والطاء والنون ض ن ط

الضَّنْطُ الضِّيقُ والضَّنَاطُ الزِّحامُ على الشيءِ قال رؤبةُ

(إنِّي لوَرَّادٌ على الضَّنَّاطِ ... )

وتَضانَطُوا عليه تَزَاحَمُوا
ضنط: ضِناط: سناط، كوسج لا لحية له (فوك).
امرد، اصلت.

ضنط


ضَنِطَ(n. ac. ضَنَط)
a. [Min], Was firm ( of flesh ).
إِنْضَنَطَa. Pressed, thronged (crowd).
ضَنْطa. Uncomfortableness, awkward position.
ضنط: الضِّنَاطُ: الزَّحَامُ الكَثيرُ على الماءِ ونحوِه. والَضَنَطُ: الشَّحْمُ. والنَّشَاطُ. والًصَّلَفُ أيضاً، ضَنِظَ فهو ضَنِظٌ. وضَنَــظْتُ المَرْأةَ ضُنُوْطاً: إذا ضَادَفْتَها على الرَّيْبَةِ.

ضنط: الضَّنْطُ: الضِّيقُ. والضِّناطُ: الزِّحامُ على الشيء؛ قال رؤبة:

إِنِّي لوَرّادٌ على الضِّناطِ

وفي نوادر أَبي زيد: ضَنِطَ فلان من الشحْمِ ضَنَطاً؛ قال الشاعر:

أَبو بَناتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطا

ضنط
اللّيثُ: الضناطُ: الزّحامُ الكثير يزدحمونْ على بئرٍ أو نحْوِ ذلك، قال روبةُ:
إنيّ لوَرّادّ على الضّناَطِ ... ما كان يرجوُ مائحُ السقاطِ
جذْبي دلاءَ المجدِ وانتْشاطي ... مثلَيْنِ في كرينِ من مقاطَ
وروى ابن عمرو: السقاَط: أي السفِلة من النّاس؛ الواحدُ: ساقطِ، وقال غيرهُ: الذي يرْجو سقاطي.
والضنْطَ والضمْدُ: أنّ تتخذَ المرأةُ صديْقينِ، فهي ضنوّطَ وضمْودّ، قال ابو حزامٍ غالبُ بن الحارث العكليّ:
فَيا قزَ لستْ أحْفلُ أنّ تفحّي ... نَديْدَ فَحْيحِ صهّصلقٍ ضنْوطَ
القزةُ: حيةّ تثبُ على الرجال، والصهَصلقُ: الصخابةُ.
وقال أبو عبيدةَ: الضنطْ: الضيْقُ، وضنــطَ فلانّ من الشحْم ضنطاً، وأنشدَ أبو زيدٍ:
أبو بناتٍ قد ضنطْنَ ضنَطا
وقال ابن عبادٍ: الضنطَ: النشاطُ.
والضنطُ: الشحْمُ. والضّنطَ: الصلفُ.
ضنط
الضَّنْطُ، بالفَتْحِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الضِّيقُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الضَّنْطُ والضَّمْدُ: أَنْ تتَّخِذَ المرأَةُ صَديقَيْنِ، فَهِيَ ضَنُوطٌ وضَمُودٌ، وقالَ أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(فيَا قُزَة لسْتُ أَحْفِلُ أَنْ تَفِحِّي ... نَدِيدَ فَحِيحِ صَهْصَلِقٍ ضَنُوطِ)
القُزَةُ: حَيَّةٌ تَثِبُ على الرِّجالِ، والصَّهْصَلِق: الصَّخَّابَة. وقالَ ابنُ عبَادٍ: الضَّنَطُ، بالتَّحريكِ: النَّشاطُ. وأَيْضاً: الشَّحْمُ. وأَيْضاً: الصَّلَفُ. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: الضِّنَاطُ، ككِتابٍ: الزِّحامُ على الشَّيءِ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ الزِّحامُ الكَثيرُ، يَزْدَحِمونَ على بئرٍ ونحوِها، قالَ رُؤْبَةُ: إِنِّي لوَرَّادٌ على الضِّنَاطِ مَا كانَ يَرْجُو مائِحُ السُّقَّاطِ جَذْبِي دِلاءَ المَجْدِ وانْتِشَاطِي مِثْلَيْنِ فِي كَرَّيْنِ من مِقَاطِ وَقد انْضَنَطُوا، إِذا ازْدَحَموا. وضَنِــطَ من اللَّحْمِ، كفَرِحَ: اكْتَنَزَ، والَّذي فِي نوادِرِ أَبي زيدٍ: ضَنِطَ فُلانٌ من الشَّحْمِ ضَنَطاً، وأَنْشَدَ: أَبو بَنَاتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطآ

ضَنَنَ

(ضَنَنَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّ لِلَّهِ ضَنَائِنَ مِنْ خَلْقه، يُحْييهم فِي عَافِية ويُميتُهم فِي عَافِيَةٍ» الضَّنَائِن: الْخَصَائِصُ، وَاحِدُهُمْ: ضَنِينَة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ، مِنَ الضِّنِّ، وَهُوَ مَا تَخْتَصُّهُ وتَضِنُّ بِهِ:
أَيْ تَبْخَل لِمَكَانِهِ مِنْك وموقِعِه عنْدَك. يُقَالُ فلانٌ ضِنِّي مِنْ بَيْنِ إخْوانِي، وضِنَّــتِي: أَيْ أختَصُّ بِهِ وأَضِنُّ بمودَّته. ورَواه الْجَوْهَرِيُّ «إِنَّ لِلَّهِ ضِنّاً مِنْ خَلْقه» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَنْصَارِ «لَمْ نقُل إلاَّ ضِنّاً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ بُخْلاً بِهِ وشُحًّا أَنْ يُشَارِكنا فِيهِ غَيرنُا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ «فقلتُ: أخْبرني بِهَا وَلَا تَضْنَنْ بِهَا عَلَيَّ» أَيْ لَا تبخَل. يُقَالُ ضَنَنْتُ أَضِنُّ، وضَنِــنْتُ أَضَنُّ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَمْزَمَ «قِيلَ لَهُ: احْفِرِ المَضْنُونَة» أَيِ التي يُضَنُّ بها لنَفَاسَتِها وعِزَّتها. وَقِيلَ للخَلُوق والطِّيب المَضْنُونَة، لِأَنَّهُ يُضَنُّ بهما.

الضَّنْوُ

الضَّنْوُ، ويُكْسَرُ: الوَلَدُ.
وَضَنِــيَ، كَرَضِيَ، ضَنًى فهو ضَنِيٌّ وضَنٍ، كَحَرِيٍّ وحَرٍ: مَرِضَ مَرَضاً مُخامِراً، كلَّما ظُنَّ بُرْؤُه، نُكِسَ.
وأضْناهُ المَرَضُ.
والمُضاناةُ: المُعاناةُ.
وأبو ضُنَيٍّ: سَعيدُ بنُ ضُنَيٍّ، كسُمَيٍّ، مُحَدِّثٌ.

شحح

شحح: {أشحة}: جمع شحيح أي بخيل.
ش ح ح : الشُّحُّ الْبُخْلُ وَشَحَّ يَشُحُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَتَعِبَ فَهُوَ شَحِيحٌ وَقَوْمٌ أَشِحَّاءُ وَأَشِحَّةٌ وَتَشَاحَّ الْقَوْمُ بِالتَّضْعِيفِ إذَا شَحَّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. 

شحح


شَحَّ
(n. ac. شَحّ
شِحّ
شُحّ)
a. Was niggardly, tenacious, covetous; diminished (
spring of water ).
شَاْحَحَ
a. [Bi & 'Ala], Showed avarice, niggardliness in..... towards.
شَحّ شِحّ
شُحّ
Avarice, niggardliness.
شَحَاْحa. Avaricious, miserly; unproductive ( ground); that yields no fire ( flint & c. );
small in quantity (water).
شَحِيْح
(pl.
أَشْحِحَة
شِحَاْح أَشْحِحَآءُ)
a. Avaricious, miserly; giving but little water (
spring ).
ش ح ح: (الشُّحُّ) الْبُخْلُ مَعَ حِرْصٍ وَقَدْ (شَحِحْتَ) بِالْكَسْرِ تَشَحُّ وَ (شَحَحْتَ) بِالْفَتْحِ تَشُحُّ وَتَشِحُّ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَرَجُلٌ (شَحِيحٌ) وَقَوْمٌ (شِحَاحٌ) بِالْكَسْرِ وَ (أَشِحَّةٌ) . وَ (تَشَاحَّ) الرَّجُلَانِ عَلَى الْأَمْرِ لَا يُرِيدَانِ أَنْ يَفُوتَهُمَا. 
ش ح ح

هو يشح بماله. وهو يشاحني بكذا. وهما يتشاحان عليه أن لا يفوتهما. وقوم شحاح وأشحة على الخير. وعن نهار الضبابيّ: أوصى فلان بكذا في صحته وشحته. ورجل شحيح وشحاح. وخطيب شحشح: ماض في خطبته.

ومن المجاز: زند شحاح: لا يرى. وإبل شحائح: قليلات الدر. وأنشد الكسائيّ:

تروح علينا ثلّة في ضروعها ... نحاء تروّى كل غاد ورائح

يوفين أرفاداً ويملأن بعدها ... أساقي ليست بالبكاء الشحائح
شحح قَالَ أَبُو عبيد: وكل ماضٍ فِي كَلَام أَو سير فَهُوَ شحشح قَالَ الْأمَوِي: الشحشح المواظب على الشَّيْء وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ الطَّائِي: [الطَّوِيل]

كأنَّ المطايا ليلةَ الخِمس عُلِّقَتْ ... بوثَّابة تنضو الرواسمَ شحشحِ ... وَقَالَ ذُو الرمة: [الطَّوِيل] لدُنْ غُدوَةٍ حتّى إِذا امتدّتِ الضُّحى ... وحثّ القَطِينَ الشَحشَحانَ المكلّفُ ...يَعْنِي الْحَادِي. ويُقَال: الشَّحْشَح هُوَ الْبَخِيل المُمسِك وَقَالَ الراجز يصف هدرَ الْبَعِير: [الرجز]

فردَّدَ الَهدْرَ وَمَا أَن شَحْشَحا
[شحح] فيه: إياكم و"الشح" هو أشد البخل، وقيل: البخل مع الحرص، وقيل: البخل في أفراد الأمور وأحادها والشح عام، وقيل: البخل في مال وهو في مال ومعروف، شح يشح شحًا فهو شحيح والاسم الشح. وح: برئ من "الشح" من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة. وح: أن تتصدق وأنت صحيح "شحيح". وح: قال ابن عمر لمن قال إني شحيح: إن كان "شحك" لا يحملك على أن تأخذ ما ليس لك فليس "بشحك" بأس. وح: قال لابن مسعود: ما أعطى ما أقدر على منعه، قال: ذلك البخل و"الشح" أن تأخذ مال أخيك بغير حق. ك: ويلقى "الشح" أي غلبته وكثرته وشموله جميع الناس، فإن قيل: قد مر أنه يفيض المال حتى لا يقبله أحد! قلت: كلاهما من أشراطها لكن كل منهما في زمان - ويتم في ل. غ: واحضرت الأنفس "الشح" المرأة تشح على مكانها من زوجها والرجل يشح على المرأة بنفسه إذا كان غيرها أحب إليه. وزندح" لا يورى.
[شحح] الشُحُّ: البُخْل مَع حِرْصٍ. تقول: شَحِحْتُ بالكسر تَشَحُّ، وشَحَحْتَ أيضاً تَشُحُّ وتَشِحُّ. ورَجُلٌ شَحيحٌ وقَوْمٌ شِحاحٌ وأَشِحَّةٌ. وتَشَاحَّ الرَجُلانِ على الأمْر لا يريدان أن يَفوتَهما. وفلانٌ يُشاحُّ على فلانٍ: أي يَضِنّ به. والشَحاحُ بالفتح: الشَحيح. ويقال أيضاً أرض شَحاحٌ: لا تسيل إلا من مطر كثير. والزَنْدُ الشَحاحُ: الذي لا يوري. قال ابن هَرْمَةَ: فإنِّي وتركي ندى الاكرمين * وقد حى بكفى زنادا شحاحا والشحشح: المواظب على الشئ. ويقال: الماضي فيه، حتى يقالُ للماضي في خَطبَتِهِ، شَحْشَحٌ. قال ذو الرمة: لدن غدوة حتَّى إذا امْتَدَّتِ الضُحى * وحَثَّ القَطينَ الشَحْشَحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادِيَ. والشَحْشَحَةُ: الطيَرانُ السريع. يقال: قَطاةٌ شَحْشَحٌ: أي سريعة. والشِحْشَحُ: الغيور، والشجاع أيضا. وشحشح البعير في هديره، وذلك إذا لم يكن خالصاً. قال الراجز :

فَرَدَّدَ الهَدْرَ وَمَا إن شحشحا
(شحح) - في الحديث: "إيّاكُم والشُّحَّ".
قال الحَرْبي: الشُّحُّ وُجوه ثلاثةٌ: -
أَحدُها: أن تأخُذَ مَال أخِيك بغْير حَقّهِ.
وعلى هذا رُوِى عن ابن عُمَر - رضي الله عنه -: "أن رَجلًا قال له: إِنّي شَحِيح. قال: إنْ كان شُحُّك لا يَحمِلُك على أن تأخُذَ ما لَيس لَكَ، فليس بشُحِّك بأّسٌ".
- وقال آخرُ لابن مَسْعود - رضي الله عنه: "ما أُعطِى ما أقْدِرُ على مَنْعِه. قال: ذَاك البُخلُ، والشُّحُّ: أن تأخذ مَالَ أخِيك بغَيْر حَقّه".
- والوَجْه الثاني: ما رُوِى عن ابن مسعود - رضي الله عنه قال: "الشُّحُّ: مَنْع الزَّكاة وادِّخارُ الحَرام"
- والثالث: ما رُوِى في الحَدِيث: "أَنْ تَصدَّقَ وأَنتَ صَحِيحٌ شَحِيح تَأمُل البَقاءَ وتَخافُ الفَقْر" . - قال: والذي يَبْدأ من الوُجُوه الثلاثة ما رُوِى في الحديث: "بَرِىء من الشُّحِّ مَنْ أدَّى الزَّكاة وقَرَى الضَّيفَ وأَعطَى في النَّائِبة"
وقال غيره: "الشُحُّ أَبلغُ في المَنْع من البُخْل". والبُخْل في أفراد الأمور وخَواصّ الأَشياء، والشُّحُّ عَامٌّ وهو كالوَصْف الّلازم من قِبَل الطَّبْع والجِبِلَّة. وقيل: البُخل بالمَالِ، والشُّحُّ بالمَالِ والمَعْرُوف.
وقيل: الشَّحِيح: البَخِيلُ مع الحِرْص.
وزَنْد شَحاحٌ: لا يُورِى، وشِحَّتُه: حالته التي يَشِحّ فيها.
(ش ح ح)

الشُّح والشَّح والشِّح: البُخْل، والضمُّ أَعلَى، وَقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتِ. ورجُلٌ شَحيحٌ وشَحاحٌ من قوم أشِحَّةٍ وأشِحَّاءَ، وشِحاحٍ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أفْعِلة وأفِعلاء إِنَّمَا يَغْلبان على فَعيل اسْماً كأرْبِعةٍ وأرْبعاءَ وأخمِسة وأخمِساء، وَلكنه قد جَاءَ من الصّفة هَذا ونَحْوُه، وَقَوله تَعَالَى (أشِحَّةً على الخْيرِ) أَي خاطبوكم اشد مُخاطَبَةٍ وهم أشِحَّةٌ على المَال وَالْغنيمَة.

ونفسٌ شَحَّةٌ: شَحيحَةٌ، عَن ابْن الاعرابي وَأنْشد:

لسانُكَ مَعْسولٌ ونفسُكَ شَحَّةٌ ... وَعند الثُّرَيَّا من صديقك مالُكا

وَأَنت امْرُؤٌ خِلْطُ إِذا هِيَ أرسلتْ ... يمينُك شَيْئا أمسكَتْه شِمَالُكا

وتَشاحُّوا فِي الْأَمر وعَلَيْه: شَحَّ بِهِ بعضُهم على بعض وتبادَرُوا إِلَيْهِ حَذَرَ فَوْته. وتَشاحَّ الخصْمانِ فِي الجَدَلِ كَذَلِك، وَهُوَ مِنْهُ.

وماءٌ شَحاحٌ: نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ، مِنْهُ أَيْضا. انشد ثَعْلَب:

لَقِيَتْ ناقَتِي بهِ وبِلَقْفٍ ... بلَداً مُجْدِباً ومَاءً شَحَاحَا وزَنْدٌ شَحاحٌ: لَا يُورِي كَأَنَّهُ يَشُحُّ بالنارِ.

وشَحِحْتُ بك وَعَلَيْك - سَوَاءٌ -: ضَنَنْتُ على الْمثل.

وَأَرْض شَحاحٌ: تسيل من أدنى مَطْرَةٍ كَأَنَّهَا تَشُحُّ على المَاء بنفْسِها وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّحاحُ: شِعابٌ صِغارُ لَو صَبَبْتَ فِي إحداهُنَّ قِرْبَةً أسالَتْهُ، وَهُوَ من الأوَّل.

والشُّحُّ: حِرْص النفْس على مَا مَلَكَتْ وبخلُها بِهِ. وَمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيل من الشُّحّ فَهَذَا مَعْنَاهُ كَقَوْلِه (ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسه) . وَقَوله (وأُحضرت الأنْفُسُ الشحَّ) .

وشَحَّ بالشَّيء وَعَلِيهِ: بخل بِهِ.

والشَّحْشَحُ والشَّحْشَاحُ: المُمْسِكُ البَخيلُ.

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظبُ على الشَّيْء الجادُّ فِيهِ، والشَّحْشَحُ يكون للذَّكَر وَالْأُنْثَى، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

كأنَّ المَطَايَا لَيْلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ ... بوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ شَحْشَحِ

والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ.

وفَلاَةٌ شَحْشَحٌ: واسعَة بعيدةٌ مَحْلٌ لَا نَبْتَ فِيهَا. قَالَ مُلَيحٌ الْهُذلِيّ:

تَحذِى إِذا مَا ظَلامُ اللَّيْل أمْكنهَا ... مِنَ السُّرَى وفَلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ أَيْضا: القَوِيُّ.

وخَطيبٌ شَحْشَحٌ وشَحْشاحٌ: ماضٍ، وَقيل: هما كُلُّ ماضٍ فِي كلامٍ أَو سَيْرٍ.

وشَحْشَحَ البعيرُ فِي الهَدْرِ: لمُ يخَلِّصْهُ.

وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّتَ. قَالَ مُلَيحٌ الهُذليُّ:

مُهْتَشَّةٌ لدَليجِ اللَيلِ صادِقَةٌ ... وَقْعَ الهجيرِ إِذا مَا شَحْشَحَ الصُّرَدُ 
شحح
شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 شَحَحْتُ، يَشُحّ ويَشِحّ، اشْحُحْ/ شُحّ واشْحِحْ/ شِحّ، شَحًّا وشُحًّا، فهو شحيح وشَحَاح، والمفعول مشحوح به
• شحَّ الماءُ: قلَّ ونقَص "شحَّ المالُ- بصرٌ شحيح: ضعيف الحِدَّة".
• شحَّ بمالِه/ شحَّ على ماله: بخل وضنَّ وكان حريصًا عليه "كان شحيحًا بكلِّ شيء- {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ". 

شحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2 شَحِحْتُ، يشَحّ، اشْحَحْ/ شَحَّ، شَحًّا وشُحًّا، فهو شحيح وشَحَاح، والمفعول مشحوح به
• شحَّ الماءُ: قلَّ ونقَص "شحَّ المالُ- بصرٌ شحيح: ضعيف الحِدَّة".
• شحَّ بمالِه/ شحَّ على ماله: بخل وضنَّ وكان حريصًا عليه "كان شحيحًا بكلِّ شيء- {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ". 

تشاحَّ/ تشاحَّ على/ تشاحَّ في يتشاحّ، تَشاحَحْ/ تَشاحَّ، تَشاحًّا، فهو مُتشاحّ، والمفعول متشاحٌّ عليه
• تشاحَّ الخصمان: بدا حرص كلّ منهما على الغَلَبة.
• تشاحَّا على الأمر/ تشاحَّا في الأمر: تَسابقا وتنافسا عليه أو فيه. 

شاحَّ يشاحّ، شاحِحْ/ شاحَّ، مُشاحّةً، فهو مشاحّ، والمفعول مشاحّ
• شاحّ فلانًا: خاصمه وماحَكَه ° لا مُشاحَّة في الأمر: لا مخاصمة أو مماحكة فيه. 

شَحَاح [مفرد]: ج أشِحَّاءُ وأشِحّة وشِحَاح: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2: بخيل، ضنين "نهرٌ/ تاجرٌ شَحاح". 

شَحّ [مفرد]: مصدر شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2.
• شَحُّ البَوْل: (طب) نَقْصٌ في كميَّةِ البَوْل المُفْرَزَة خلال 24 ساعة. 

شُحّ [مفرد]:
1 - مصدر شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2.
2 - ما يُظهره الإنسانُ من حرصٍ وبُخْلٍ شديدَيْن على ما يملك والاقتصاد فيما يُنفق "َاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ [حديث] ". 

شَحَّة [مفرد]: شديدة البُخل "نَفْسٌ شَحَّة". 

شحيح [مفرد]: ج أشِحَّاءُ وأشِحّة وشِحَاح، مؤ شحيحة، ج مؤ شحيحات وشحائِحُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2.
2 - شديدُ البخلِ والحرصِ، جامد الكفّ "لا تكن شحيحًا بعلمك ولا بمالك- {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}: والمراد: أنهم بخلاء بالمودّة والنصح وبالنفقة في سبيل الله" ° الأيَّام الشَّحائح: الّتي لا مطرَ فيها- شحيح نحيح: بخيل أشدّ البُخْلِ.
• شحيح النَّظر: قليل البصر. 

شحح: الشُّحُّ والشَّحُّ: البُخْلُ، والضم أَعلى؛ وقيل: هو البخل مع

حِرْصٍ؛ وفي الحديث: إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل، وهو أَبلغ في

المنع من البخل؛ وقيل: البخل في أَفراد الأُمور وآحادها، والشح عام؛

وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف؛ وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ

وشَحِحْتَ، بالكسر، ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح؛

قال سيبويه: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً

كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ، وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ، ولكنه قد جاء من الصفة هذا

ونحوه. وقوله تعالى: سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير

أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة؛ الأَزهري:

نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر،

ويَعُوقُونَ عند القتال، ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين؛

والخيرُ: المالُ ههنا. ونفس شَحَّة: شَحِيحة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لسانُك مَعْسُولٌ، ونَفْسُك شَحَّةُ،

وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا

وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هي أَرسَلَتْ

يَمينُك شيئاً، أَمْسَكَتْه شِمالُكا

وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه: شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه

حَذَرَ فَوْتِه؛ ويقال: هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه، لا يريد كل

واحد منهما أَن يفوته، والنعت شَحِيح، والعدد أَشِحَّةٌ.

وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ، كذلك، وهو منه؛ وماء شَحَاحٌ: نَكِدٌ

غيرُ غَمْرٍ، منه أَيضاً؛ أَنشد ثعلب:

لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ

بَلَداً مُجْدِباً، وماءً شَحاحا

وزَنْدٌ شَحاحٌ: لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار؛ قال ابن هَرْمَة:

وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين،

وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا

كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء،

ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا

يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه، واشتغل بما

لا يلزمه ولا منفعة له فيه.

وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ، على المثل. وفلان يُشاحُّ على فلان

أَي يَضِنُّ به.

وأَرضٌ شَحاحٌ: تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها؛

وقال أَبو حنيفة: الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة

أَسالته، وهو من الأَول. وأَرضٌ شَحاحٌ: لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير

(*

قوله «لا تسيل إلا من مطر كثير» لا منافاة بينه وبين ما قبله، فهو من

الأضداد كما في القاموس.). وأَرضٌ شَحْشَحٌ، كذلك.

والشُّحُّ: حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به، وما جاء في التنزيل من

الشُّحِّ، فهذا معناه كقوله تعالى: ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم

المفلحون؛ وقوله: وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ؛ قال الأَزهري في قوله:

ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال

الذي لا يحل له، فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه؛ وفي الحديث: بَرِئَ من الشُّحِّ من

أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة؛ وفي الحديث: أَن

تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر؛ وفي حديث ابن عمر:

أَن رجلاً قال له: إِني شَحِيح، فقال: إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن

تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ؛ في حديث ابن مسعود: قال له رجل:

ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه، قال: ذاك البخلُ، والشح أَن تأْخذ مال

أَخيك بغير حقه. وفي حديث ابن مسعود أَنه قال: الشح منع الزكاة وإِدخال

الحرام.

وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ، بكسر الشين، قال: وكذلك كل فَعِيل من

النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل، مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف، وقال

بعض العرب: تقول شَحَّ يَشِحُّ، وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ، ومثله ضَنَّ

يَضَنُّ، فهو ضنين، والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ، واللغة العالية ضَنَّ

يَضَنُّ. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الممسك البخيل؛ قال سلمة ابن عبد

الله العَدَوِيّ:

فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا

أَي ما بخل بهديره؛ وبعده:

يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا

أَي يميل على الخَدَّين، فحذف. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظب على

الشيء الجادّ فيه الماضي فيه. والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى؛ قال

الطِّرِمَّاحُ:

كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ

بوَثَّابةٍ، تَنْضُو الرَّواسِمَ، شَحْشَحِ

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ والشجاع أَيضاً. وفلاةٌ شَحْشَحٌ:

واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها؛ قال مُلَيْح الهُذَليُّ:

تَخْدِي إِذا ما ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها

من السُّرَى، وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً: القويُّ. وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ:

ماضٍ، وقيل: هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر؛ قال ذو الرمة:

لَدُنْ غَدْوةً، حتى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى،

وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ

يعني الحادي. وفي حديث عليّ: أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ، فقال: هذا الخطيب

الشَّحْشَحُ، هو الماهر بالخطبة الماضي فيها. ورجل شَحْشَحٌ: سَيِّءُ

الخُلُق؛ وقال نُصَيْبٌ:

نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه،

أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ، وهو مُشِيحُ

(* قوله «وقال نصيب نسية إلخ» الذي تقدم في مادة أنح، وقال أبو حية

النميري: ونسوة إلخ. وقوله أخي حذر: الذي تقدم على حذر.)

وحمار شَحْشَحٌ: خفيف، ومنه من يقول سَحْسَح؛ قال حُميد:

تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ

لماءٍ قَعِيرٍ، يُريدُ القِرَى

جائز: يجوز إِلى الماء. وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر: لم يُخَلِّصْه؛

وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي. وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّت؛ قال مليح

الهذلي:

مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ، صادقةٌ

وَقْعَ الهَجِيرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ

وغراب شَحْشَحٌ: كثير الصوت. وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات.

والشَّحْشحة: الطيرانُ السريع؛ يقال: قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة.

شحح
(! الشحُّ، مثلَّثَةً) : وذكرَ ابْن السِّكِّيت فِيهِ الكسرَ والفِتحَ، كَمَا يأْتي فِي زرّ، والضّمّ أَعلى (: البُخْل والحُرْصُ) . وَقيل: هُوَ أَشَدُّ البُخْل، وَهُوَ أَبْلَغ فِي المنْعِ من البُخْل. وَقيل: البُخْل فِي أَفرادِ الأُمورِ وآحادِهَا، {والشُّحُّ عامٌّ. وَقيل: البُخْلُ بِالْمَالِ. والشُّحُّ بالمالِ والمعروفِ.
وَقد (} شَحِحْتَ بِالْكَسْرِ بِهِ وَعَلِيهِ {تَشَحُّ) ، بِالْفَتْح، هاكذا هُوَ مضبوطٌ عندنَا، وَمثله فِي (الصّحاح) ، وَهُوَ الْقيَاس إِلاّ مَا شَذَّ. ووُجِدَ فِي بعضِ النُّسخ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ شَيخنَا: قلت: ظاهِرهُ أَنّ تَعدِيَتَه بالحَرْفَيْنِ مَعْنَاهُمَا سَوَاءٌ، وَالْمَعْرُوف التَّفْرِقةُ بَينهمَا، فإِن الباءَ يتعدَّى بهَا لما يَعِزّ عَلَيْهِ وَلَا يُرِيد أَن يُعْطيَه من مالٍ ونَحْوِه ممّا يَجود بِهِ الإِنسانُ؛ و (عَلَى) يتعدَّى بهَا للشَّخْص الّذي يُعْطَى، يُقَال: بخِل على فلَان: إِذا منعَه فَلم يُعْطه مَطلوبَه. وَلَو حذف الواوَ الواقعةَ بَين قَوْله: (بِهِ) ، وَقَوله: (عَلَيْهِ) ، فَقَالَ وشحَّ بِهِ عَلَيْهِ، أَي بالمالِ على السَّائِل أَو الطالبِ مَثلاً، لَكَانَ أَظْهَرَ وأَجْرَى على الأَشهَر.
قلْتُ: والّذي ذَهَبَ إِليه المصنّف من إِيرادِ الْوَاو بَينهمَا هُوَ عبارَة (اللِّسَان) و (الْمُحكم) و (التَّهْذِيب) ، غير أَن صاحِب اللِّسان قَالَ: وشَحَّ بالشيْءِ وَعَلِيهِ، يَشِحّ، بِكَسْر الشِّين، وكذالك كلُّ فَعيل من النّعوت إِذا كَانَ مُضَاعَفاً على فَعَلَ يَفْعِلُ، مثل خَفيف وذَفيف وعَفيف.
قلْت: وتقدّم للمصنِّف فِي المقدِّمة أَن لَا يُتْبِعَ الماضِيَ بالمضارع إِلاّ إِذا كَانَ من حدِّ ضَرَب، فليُنْظَر هُنَا (و) بعض الْعَرَب يَقُول: (} شَحَحْت) ، بِالْفَتْح، (! تَشُحّ) ، بالضَّمّ، (وتَشِحُّ) ، بِالْكَسْرِ. وَمثله ضَنَّ يَضَنّ فَهُوَ ضَنينٌ، وَالْقِيَاس هُوَ الأَوّل ضَنَّ يَضنّ. قَالَ شَيخنَا: وتَحريرُ ضَبْط هاذا الفِعْلِ وَمَا ورد فِيهِ من اللّغات: أَنّ الماضيَ فِيهِ لُغتان: الكسرُ، وَلَا يكون مُضَارِعه إِلاّ مَفْتُوحًا كَمَلَّ، وَالْفَتْح ومضارِعُه فِيهِ وَجْهَانِ: الكسرُ على الْقيَاس، لأَنه مضعَّف لازِمٌ، وَبَاب مضارِعه الكسْرُ، على مَا تَقَرَّر فِي الصَّرْفِ، والضّم (و) هُوَ شاذّ، كَمَا قَالَه ابنُ مالِكٍ وغيرُه، وصَرَّح بِهِ الفَيُّوميّ فِي الْمِصْبَاح، والجوهَرِيّ فِي (الصّحاح) ، وغيرُ وَاحِد من أَرباب الأَفعال. قلت وصرّح بذالك أَبو جَعْفَر اللَّبْليّ فِي بُغْيَةِ الآمالِ، وأَكْثَرَ وأَفَادَ.
(وَهُوَ {شَحَاحٌ، كسَحَابٍ،} وشَحيحٌ {وشَحْشَحُ) ، كجَعْفَر، (} وشَحْشَاحٌ، {وشَحْشَاحَانٌ. وقومٌ} شِحَاحٌ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وأَشِحَّةٌ،} وأَشِحَّاءُ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعيلٍ اسْما، كأَرْبِعَة وأَرْبِعَاء، وأَخْمِسَةِ وأَخْمِسَاءَ، ولاكنه قد جاءع من الصِّفة هاذا ونَحْوُه، وَقَوله تَعَالَى: ( {أَشحة على الْخَيْر} (الأَحزاب: 19) أَي على المالِ والغَنِيمَة.
(} والشَّحْشَح: الفَلاَة الواسِعةُ) البَعيدَةُ المَحْلُ الَّتِي لَا نَبتَ فِيهَا. قَالَ مُلَيحٌ الهُذليّ:
تَخْدِي إِذَا مَا ظَلامُ اللَّيْلِ أَمْكَنَهَا
مِن السُّرَى وفَلاَةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ
(و) {الشَّحْشَح: (المُوَاظِبُ على الشَّيْءِ) الجَادّ فِيهِ الْمَاضِي فِيهِ، يكون للذّكر والأُنثى، قَالَ الطِّرِمّاح:
كأَنَّ المَطايا لَيْلَةَ الخِمْسِ عُلِّقتْ
بِوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ} شَحْشَحِ
( {كالشَّحْشَاحِ) ، بِالْفَتْح.
(و) } الشَّحْشَح: (السَّيِّىءُ الخُلُق) ، أَوردَه نُصَيبٌ فِي شِعْره.
(و) من الْمجَاز على مَا هُوَ الْمَفْهُوم من نَصّ الجوهريّ: {الشَّحْشَحُ (الخطيبُ البَلِيغُ) القَوِيّ. يُقَال: خَطِيبٌ} شَحْشَحٌ! وشحْشَاحٌ: ماضٍ. وَقيل: هما كلُّ ماضٍ فِي كلامٍ أَو سَيْرٍ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى
وحَثَّ القَطِينَ {الشَّحْشَحَانُ المُكلَّفُ
يَعْنِي الحادِيَ. وَفِي حَدِيث عَليّ أَنه رأَى رَجلاً يَخطِب فَقَالَ: (هاذا الخَطيبُ} الشَّحْشَحُ) ، وَهُوَ الماهِر بالخُطْبَةِ الماضِي فِيهَا. قلْت: وذالك الرَّجل صَعْصَةُ بن صُوحانَ العَبْديّ، وَكَانَ من أَفصح النَّاس. (و) {الشَّحْشَحُ (الشُّجَاعُ، والغَيُورُ) أَيضاً، (كالشَّحْشَاحِ} والشَّحْشَحان) ، الأَوّل فِي الكُلّ، وَالثَّانِي فِي الثَّانِي.
(و) {الشَّحْشَحُ (من الغِرْبَانِ: الكَثِيرُ الصَّوْتِ) ، وغُرَابٌ} شَحْشَحٌ.
(و) {الشَّحْشَحُ (من الأَرْضِ: مَا لَا يَسيل إِلاّ من مَطرٍ كثير،} كالشَّحَاحِ) ، بِالْفَتْح. (و) الشَّحَاحُ من الأَرضِ أَيضاً: (الّذي يَسِيلُ من أَدْنَى مَطر، كأَنّهَا {تَشحُّ على الماءُ بِنَفْسِهَا. وَقَالَ أَبو حَنيفةَ:} الشَّحَاحُ: شِعَابٌ صِغَارٌ لَو صَبَبْت فِي إِحداهنّ قِرْبَةً أَسالتْه، وَهُوَ من الأَوّلِ، (ضِدٌّ) .
(و) {الشَّحْشَحُ (من الحُمُر: الخَفيف) ، وَمِنْهُم من يَقُول: سَحْسَحٌ، قَالَ حُمَيْدٌ:
تَقَدَّمَها} شَحْشَحٌ جائِزٌ
لِمَاءٍ قَعِيرٍ يُرِيدُ القِرَى
جائزٌ: يَجوز إِلى الماءِ، (ويُضَمّ، و) الشَّحْشَحُ: (القَطَاةُ السَّرَيعةُ) ، يُقَال: قَطاةٌ {شَحْشَحٌ، أَي سَريعةٌ (و) } الشَّحْشحُ: (الطَّوِيلُ) القَوِيُّ، ( {كالشَّحْشَحانِ) ، بِالْفَتْح.
(} والشَّحْشَحَة: الحَذَرُ، وصَوْتُ الصُّرَد) . قَالَ مُلَيحٌ الهُذليّ:
مُهْتَشَّةٌ لِدَليجِ اللَّيْلِ صَادِقَةٌ
وَقْعَ الهَجِيرِ إِذَا مَا شَحْشَحَ الصُّرَدُ {وشَحْشَحَ الصُّرَدُ، إِذا صاتَ. (و) } الشَّحْشَحَة: (تَردُّدُ البَعِيرِ فِي الهَدِيرِ) . وَقد! شَحْشَحَ فِي الهدِيرِ، إِذا لم يُخْلِصْه. وأَنشد الجَوْهَريّ لسَلمة بن عبدِ الله العَدَوِيّ:
فَرَدَّد الهَدْرَ وَمَا إِنْ شَحْشَحَا
يمِيل علْخَدَّيْنِ مَيْلاً مُصْفَحَا
أَي يَميل عَلَى الخدَّين، فحذَفَ. (و) الشَّحْشَحَةُ: (الطَّيَرَانُ السَّريعُ) . وَمِنْه أُخِذَ: قَطاةٌ شَحْشَحٌ.
(و) قَوْلهم: لَا {مُشَاحَّة فِي الإِصطلاح، (} المُشاحَّةُ) ، بتَشْديد الحاءِ: (الضِّهنَّةُ. و) قَوْلهم: ( {تَشَاحَّا على الأَمرِ) ، أَي تَنازَعَاه (لَا يُريدانِ) أَي كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا (أَن يَفوتَهما) ذالك الأَمْرُ. (و) } تَشاحَّ (القَوْمُ فِي الأَمرِ) وَعَلِيهِ: ( {شَحَّ) بِهِ (بَضُهم على بَعْضٍ) وتَبَادَرُوا إِليه (حَذَرَ فَوْتِه) .} وتَشَاحَّ الخَصْمان فِي الجَدَلِ كذالك، وَهُوَ مِنْهُ. وفُلانٌ يُشاحُّ على فُلانٍ، أَي يضَنّ بِهِ.
(وامرأَةٌ {شَحْشَاحٌ: كأَنّها رَجلٌ فِي قُوَّتها) . وَفِي بعض النُّسخ: فِي قُوَّته.
(} والمُشَحْشَحُ، كمُسَلْسَل) : البَخِيلُ (القَلِيلُ الخَيْرِ) .
(و) فِي (الأَساس) : عَن نَهَارٍ الضِّبابيّ. و (أَوْصَى فِي صِحَّته {وشِحَّته، أَي حَالتِه الَّتِي يَشِحُّ عَلَيْهَا) .
(و) من الْمجَاز: (إِبلٌ} شَحائحُ) ، إِذا كَانَتْ (قَلِيلَة الدَّرِّ) .
(و) مِنْهُ أَيضاً: قَوْلهم: (زَنْدٌ شحَاحٌ) ، بِالْفَتْح، إِذا كَانَ لَا يُورِي، (كأَنّه {يَشِحّ بالنَّار) . وَقَالَ ابْن هَرْمةَ:
وإِنّس وتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمينَ
وقَدْحِي بكفَّيَّ زَنْداً} شَحاحَا
كتارِكة بَيْضَهَا فِي العَرَاءِ
ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا
يُضْرَب مَثَلاً لمن تَرَكَ مَا يَجب عَلَيْهِ الاهتمامُ بِهِ والجِدُّ فِيهِ، واشتَغَلَ بِمَا لَا يَلزَمُه وَلَا مَنْفَعَة لَهُ فِيهِ. (ومَاءٌ! شَحَاحٌ) ، أَي (نَكِدٌ غَيْرُ غَمْر) ، مأْخُوذٌ من {تَشَاحَّ الخَصْمَانِ، أَنشد ثَعْلَب:
لَقِيَتْ ناقَتي بِهِ وبلَقْفٍ
بلعداً مُجْدِباً وَمَاء} شَحَاحَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلهم: نَفْسٌ {شَحَّةٌ، أَي} شَحِيحَةٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
لِسَانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك! شَحَّةٌ
وعِنْدَ الثّرَيَّا مِن صَدِيقِك مالُكا

نهك

النَّهْك: حذف ثلثي البيت، فالجزء الأخير أو ما بقي بعده، يسمى: منهوكًا. 
ن هـ ك

بدت فيه نهكة المرض. ونهكته الحمّى. وأنهكه السلطان عقوبةً. وانتهكت حرمته: تنوولت بما لا يحلّ. ورجل نهيك: بليغ الشّجاعة، وقد نهك نهاكةً. وفي الحديث: " أنهكوا وجوه القوم " أي أبلغوا جهدهم.
نهك: نهك: استنفد، استهلك، امتص. (محمد بن الحارث 326): فإن ولاه أكل أموالنا برغبته وحرصه وأنهك أحباسنا.
انتهك: خرق، مس حرمة ... (معجم الطرائف).
انتهك: سلب، نهب. (معجم الطرائف).
نهكة: تصحيف نكهة: نتن، عفن رائحة الفم. (فوك).
ناهك: جميل جدا. (حيان بسام 1: 174): دعاني إلى داره فصرنا إلى مجلس ناهك.
ن هـ ك :(نَهِكَهُ) السُّلْطَانُ عُقُوبَةً مِنْ بَابِ فَهِمَ أَيْ بَالَغَ فِي عُقُوبَتِهِ وَفِي الْحَدِيثِ: «انْهَكُوا الْأَعْقَابَ أَوْ لَتَنْهَكُهَا النَّارُ» أَيْ بَالِغُوا فِي غَسْلِهَا وَتَنْظِيفِهَا فِي الْوُضُوءِ. وَ (انْتِهَاكُ) الْحُرْمَةِ تَنَاوُلُهَا بِمَا لَا يَحِلُّ. 
ن هـ ك : نَهَكَتْهُ الْحُمَّى نَهْكًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَتَعِبَ هَزَلَتْهُ.

وَنَهَكْتُ الشَّيْءَ نَهْكًا بَالَغْتُ فِيهِ وَنَهَكَهُ السُّلْطَانُ عُقُوبَةً أَيْضًا بَالَغَ فِي ذَلِكَ وَأَنْهَكَهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَانْتَهَكَ الرَّجُلُ الْحُرْمَةَ تَنَاوَلَهَا بِمَا لَا يَحِلُّ. 
نهك
النَّهْكُ: التَّنَقُّصُ، نَهِكَتْه الحُمّى فهو مَنْهُوكٌ، وبَدَتْ نَهْكَةُ المَرَضِ. وانْتَهَكْتُ حُرْمَةَ فلانٍ: أي تَنَاوَلْهَا بما لا يَحِلُّ. ورَجُلٌ نَهِيْكٌ - نَهُكَ يَنْهُكُ نَهَاكةً -: أي شُجَاعٌ كالأسَدِ النَّهِيْك. وسَيْفٌ نَهِيْكٌ: ماضٍ. وما يَنْهَكُ فلانٌ يَفْعَلُ كذا: أي ما يَنْفَكُّ. والنُّهَيْكُ: الحُرْقُوصُ، الواحدة نُهَيْكةٌ. ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ ناهِيْكَ من رَجُلٍ: أي انْتَهَى في كماله إلى الغاية.
(نهك)
الْأَمر فلَانا نهكا ونهاكة جهده وغلبه يُقَال نهكه الْعَمَل ونهكه الشَّرَاب ونهكته الْحمى وَالشَّيْء بَالغ فِيهِ يُقَال نهك الطَّعَام أَو الشَّرَاب بَالغ فِي أكله أَو فِي شربه وَيُقَال نهك من الطَّعَام وَفِيه ونهك الضَّرع بَالغ فِي حلبه حَتَّى استوفى جَمِيع مَا فِيهِ ونهكة عُقُوبَة بَالغ فِيهَا وَيُقَال نهك عرض فلَان أقذع فِي شَتمه ونهك الثَّوْب لبسه حَتَّى خلق

(نهك) نهاكة كَانَ نهيكا

(نهك) فلَان ضني وبراه الْمَرَض وَبَيت الشّعْر من بَحر الرجز حذف ثُلُثَاهُ فَهُوَ منهوك

نهك


نَهَكَ(n. ac. نَهَاْكَة)
a. Vanquished.
b. Wore out.
c. [Min], Was excessive in.
d. Impugned ( the honour of ).
e.(n. ac. نَهْك), Weakened, enervated, unnerved.
f. Exhausted; wasted, emaciated; consumed.
g. see (نَهِكَ) (c) & (نَهُكَ) (a).
نَهِكَ(n. ac. نَهْك
نَهْكَة
نَهَاْكَة)
a. see I (f)b.(n. ac. نَهْك), Was weakened &c.
c.(n. ac. نَهْك
نَهْكَة), Punished; tortured.
نَهُكَ(n. ac. نَهَاْكَة)
a. Was zealous, energetic.
b. Was strong.

أَنْهَكَa. see (نَهِكَ) (c).
إِنْتَهَكَa. see I (f)b. Damaged, injured.

نَهْكَةa. Weakness, exhaustion; enervation.
b. Torture.

مَنْهَكَةa. Cause of weakness.

نَاْهِكa. Diligent, zealous.

نَهِيْكa. Strong.
b. Sharp.
c. Blood-thirsty.
d. Noble.
e. see 21
&
N. P.
نَهڤكَ
نَهُوْكa. Courageous.

N. P.
نَهڤكَa. Enervated, debilitated.

تَنْهِكَة
a. see 1t (b)
[نهك] نَهَكْتُ الثوب بالفتح أَنْهَكُهُ نَهْكاً: لبسته حتَّى خَلُقَ. ونَهَكْتُ من الطعام أيضاً: بالغت في أكله. ويفال: انهك من هذا الطام، وكذلك انهك عرضه، أي بالغْ في شتمه. ويقال أيضاً: نهكته الحمى، إداجهدته وأضنته ونقصتْ لحمه. وفيه لغة أخرى: نَهِكَتْهُ الحمَّى بالكسر تَنْهَكُهُ نَهْكاً ونهكة. وقد نهك، أي دنف وضنــى، فهو منهوك. يقال: يانت عليه نهكة المرض، بالفتح. ونهكه السطان أيضاً عقوبَةً يَنْهَكُهُ نَهْكاً ونَهْكَةً، أي بالغَ في عقوبته. وفي الحديث: " انْهَكوا الأعقابَ أو لَتَنْهَكَنَّها النارُ "، أي بالغوا في غَسْلها وتنظيفها في الوضؤ. وكذلك يقال في الحث على القتال: انْهَكوا وجوهَ القوم، يعني أَجْهِدوهم، أي ابْلُغوا جهدهم. ورجلٌ نَهيكٌ، أي شجاعٌ، لأنَّه يَنْهَكُ عدوَّه، أي يبالغ فيه. وقد نهك نهاكة، أي صار شجاعا. والاسد نهيك، أي قاطعٌ. وانْتِهاكُ الحرمة: تناوُلُها بما لا يحل.
[نهك] نه: فيه: غير مضر بالنسل ولا "ناهك" في الحلب، أي غير مبالغ فيه، نهكت الدابة خلبًا- إذا لم تبق في ضرعها لبنًا. ومينهك" الرجل ما بين أصابعه أو لتنهكنه النار، أي ليبالغ في غسل ما بينها في الوضوء أو لتبالغن النار في إحراقه. وح: "انهكوا" الأعقاب. وفي الخلوق: اذهب "فانهكه"، أي بالغ في غسله. وح الخافضة: أشمي ولا "تنهكي"، أي لا تبالغي في استقصاء الختان. ط: فلا تنهكي- تفسير لأشمي، قوله: أحظى، أي أنفع لها. نه: ومنه: "انهكوا" وجوه القوم، أي ابلغوا جهدكم في قتالهم. وفيه: إن قومًا قتلوا فأكثروا وزنوا و"انتهكوا"، أي بالغوا في خرق محارم الشرع وإتيانها. وح: "ينتهك" ذمة الله وذمة رسوله، يريد نقض العهد والغدر بالمعاهد. وفي ح محمد بن مسلمة: كان من "أنهك" أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أشجعهم، رجل نهيك أي شجاع. ك: "نهكتهم" الحرب، بفتح هاء وكسرها، أي أضعفتهم، ونهكت أي ذبلت وهزلت. و"تنتهك" حرمات الله، انتهاك الحرمة: تناولها بما لا يحل. ش: وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه- أي ما عاقب أحدًا لحظ نفسه- إلا أن "ينتهك"- ببناء مجهول، والاستثناء منقطع، أي إذا انتهك حرمة الله انتصر له وانتقم بسببها، وهذا كانتقامه ممن سبه أو أذاه أو كذبه، وما لم ينتقم منه فما تعلق بسوء أدب جبلت عليه الأعراب من الجهل والجفاء. ن: هجمت له العين و"نهكت"- بفتح نون وهاء وتكسر أيضًا وسكون تاء، وضبط بضم نون وكسر هاء وفتح تاء أي نهكت أنت أي ضنيت. ج: "نهكت" الأموال، النهك: المرض، وأراد هنا التلف. و"انهكوا" الشوارب، أراد الاستئصال في قص الشارب. غ: "نهكته" الحمى، بلغت منه فأثرت فيه.
(ن هـ ك)

النَّهْك: التنقص.

ونَهِكَتْهُ الْحمى نَهْكا ونَهَكا ونَهاكةً: رئى أثر الهزال فِيهِ مِنْهَا، وَهُوَ من التنقص أَيْضا.

والمنْهُوك من الرجز والمنسرح: مَا ذهب ثُلُثَاهُ وَبَقِي ثلثه، كَقَوْلِه فِي الرجز: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ

وَقَوله فِي المنسرح:

ويلُ أمّ سَعْدٍ سَعْدا

وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّك حذفت ثُلثَيْهِ ونَهِكْتَه بالحذف، أَي بالغت فِي إمراضه والإجحاف بِهِ.

والنَّهْكُ: الْمُبَالغَة فِي كل شَيْء.

والناهِك والنَّهِيك: المبالغ فِي جَمِيع الْأَشْيَاء.

والنَّهِيك والنَّهُوك من الرِّجَال: الشجاع، وَذَلِكَ لمبالغته وثباته، وَمن الْإِبِل: الصئول الْقوي الشَّديد، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

وَلَو نُبِذوا بَابي ماعزٍ ... نَهِيكِ السِّلَاح حَديدِ البَصْر

أَرَادَ أَن سلاحه مبالغ فِي نَهكِ عدوه وَقد نَهُك نَهاكةً، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وأعلمُ أَن الموتَ لابد مُدرِكٌ ... نَهِيكٌ على أهلِ الرُّقَى والتمائمِ

فسره فَقَالَ: نَهيكٌ: قوي مقدم مبالغ.

ونَهِك فِي الطَّعَام: أكل مِنْهُ أكلا شَدِيدا فَبَالغ فِيهِ.

وَرجل ينهَكُ فِي الْعَدو، أَي يُبَالغ فيهم.

ونَهِكةُ عُقُوبَة: بَالغ فِيهَا.

ونَهَكَ الشَّيْء وانتهكَه: جهده، وَفِي الحَدِيث: " لِينهَكِ الرجل مَا بَين أَصَابِعه أَو لتَنهِكَنَّها النَّار " أَي ليقبل على غسلهَا إقبالا شَدِيدا حَتَّى ينعم تنظيفها.

ونَهَك الرجل يَنْهَكه نَهْكةً ونَهاكة: غَلبه. والنَّهِيك من السيوف: الفاطع الْمَاضِي.

وانْهَنَكَ حرمته: تنَاولهَا بِمَا لَا يحل.

وَمَا يَنْهَكُ يفعل كَذَا، أَي يَنْفَكّ.

والنَّهِيكُ: الحرقوص، وعض حرقوص فرج أعرابية فَقَالَ بَعْلهَا:

وَمَا أَنا للحُرقوصِ إِن عضَّ عضَّةً ... لما بَين رجلَيها بِجدٍّ عَقورُ

تُطِّيبُ نَفسِي بعدَ مَا تستفِزُّني ... مقالتُها إِن النَّهِيكَ صغيرُ
نهـك
نهَكَ يَنهَك، نَهْكًا ونَهاكةً، فهو ناهِك، والمفعول مَنْهوك
• نهَكه الأمرُ: جهَده وغلبَه "نهكه العملُ- نهكته الحُمَّى: أضنته وأضعفته- نهاكةُ العملِ ولا نَهْكُ المرضِ".
• نهَك الشّيءَ: بالَغ فيه "نهَك الثَّوبَ: لَبِسَه حتى خَلَق- نهَك الضِّرعَ: بالغ في حلبه حتى استوفى جميعَ ما فيه- نهَك الطَّعامَ والشَّرابَ: بالغ في أكله أو في شربه" ° نهك عِرْضَ فلان: أقذع في شَتْمه. 

نهِكَ ينهَك، نَهَكًا، فهو ناهك، والمفعول مَنْهوك
• نهِكَه الأمرُ: نهَكه؛ جهَده وغلبَه "نهِكَهُ المرضُ/ العملُ". 

أنهكَ يُنهك، إنهاكًا، فهو مُنهِك، والمفعول مُنهَك
• أنهكه المرضُ: أتعبه أشدَّ التَّعب وأعياه "أنهك الاحتلالُ شعبَ فلسطين: ضايقه وكدّر عليه- مُنهَك القوى- أنهكه العملُ المتواصل". 

انتهكَ ينتهِك، انتهاكًا، فهو مُنتهِك، والمفعول مُنتهَك
• انتهكَه المرضُ: أنهكه، أضناه وأعياه "انتهكه طولُ السَّفر".
• انتهك اليهودُ المساجدَ: دنّسوها ولم يحترموها "انتهك مسكنَ متَّهمٍ: استباح دخولَه دون حقّ- انتهاك المقدّسات".
• انتهك حُرمةَ القانون: امتهنها، ابتذلها، أساء إليها "يقوم اليهودُ بانتهاك حقوق الشَّعب الفلسطينيّ".
• انتهك عِرْضَ فلان:
1 - بالغ في شتمه.
2 - (قن) سبَّب إصابة غير قانونيّة للشّخص أو الممتلكات أو حقوق الآخرين باستخدام العنف أو القوّة الفعليّة المتضمَّنة وخاصَّة عندما يتعدَّى على أرض غيره.
• انتهك الحُرُماتِ أو المحرَّماتِ: تناولها بما لا يحلّ "انتهك حرمةَ جاره".
• انتهك اتِّفاقًا: نقضه وأخلّ به. 

نَهاكة [مفرد]: مصدر نهَكَ. 

نَهْك [مفرد]: مصدر نهَكَ. 

نَهَك [مفرد]: مصدر نهِكَ. 

نَهْكة [مفرد]: ج نَهَكات ونَهْكات:
1 - اسم مرَّة من نهَكَ ونهِكَ.
2 - أثر المرض والهزال والإعياء "بدت عليه/ فيه نهكةُ المرض". 

نَهيك [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نهَكَ ونهِكَ: مبالغ في كلّ الأمور.
2 - سيف قاطع. 

نهك: النَّهْكُ: التَّنَقُّضُ. ونَهَكَتْه الحُمَّى نَهْكاً ونَهَكاً

ونَهاكةً ونَهْكَةً: جَهَدَتْه وأَضْنَتْه ونَقَصَتْ لَحْمَه، فهو

مَنْهُوك، رُؤِيَ أَثَر الهُزالِ عليه منها، وهو من التنقص أَيضاً، وفيه لغة

أُخرى: نَهِكَتْه الحمى، بالكسر، تَنْهَكُه نَهَكاً، وقد نُهِكَ أَي دَنِف

وضَنِــيَ. ويقال: بانت عليه نَهْكَةُ

المرض، بالفتح، وبَدَتْ فيه نَهْكَةٌ. ونَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الحوض

إِذا ربت جميع ما فيه؛ قال ابن مقبل يصف إِبلاً:

نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياض إِذا غَدَتْ

عليه، وقد ضَمَّ الضَّرِيبُ الأَفاعِيَا

ونَهَكْت الناقةَ حَلْباً أَنْهَكُها إِذا نقَصْتها فلم يبق في ضرعها

لبن. وفي حديث ابن عباس: غير مُضِرٍّ بنَسْلٍ ولا ناهِكٍ في حَلَبٍ أَي غير

مبالغ فيه. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال للخافضة:

أَشِمِّي ولا تَنُهَكي أَي لا تُبالغي في استقصاء الختان ولا في إِسْحاتِ

مَخفِضِ الجارية، ولكن اخْفِضِي طُرَيفَه.

والمَنْهوك من الرجز والمنْسرح: ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه كقوله في الرجز:

يا ليتني فيها جَذَعْ

وقوله في المنسرح:

وَيْلُ امّه سَعْدٍ سعْـــــــدَا

وإِنما سمي بذلك لأَنك حذفت ثلثيه فَنَهَكْتَه بالحذف أَي بالغت في

إمراضه والإِجحاف به.

والنَّهْك: المبالغة في كل شيء. والنّاهِك والنَّهِيكُ: المبالغ في جميع

الأَشياء. الأَصمعي: النَّهْك أَن تبالغ في العمل، فإِن شَتَمْتَ

وبالغتَ في شَتْم العِرْض قيل: انْتَهَكَ عِرْضَه. والنَّهِيكُ

والنِّهُوكُمن الرجال: الشجاعُ، وذلك لمبالغته وثَباته لأَنه يَنْهَك عَدُوَّه

فيَبْلُغ منه، وهو نَهِيكٌ بَيِّنُ النَّهاكة في الشجاعة، وهو من الإِبل

الصَّؤُولُ القويّ الشديد؛ وقول أَبي ذؤيب:

فلو نُبِزُوا بأَبي ماعِزٍ

نَهِيكِ السلاحِ، حَدِيدِ البَصَرْ

أَراد أَن سلاحه مبالِغٌ في نَهْك عدوه. وقد نَهُكَ، بالضم، يَنْهُكُ

نَهاكَةً إِذا وُصِفَ بالشجاعة وصار شجاعاً. وفي حديث محمد بن مسلمة: كان

من أَنْهَكِ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي من أَشجعهم. ورجل

نَهِيكٌ أَي شجاع؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي:

وأَعْلم أَنَّ الموتَ لا بُدّ مُدْرِكٌ،

نَهِيكٌ على أَهلِ الرُّقَى والتَّمائمِ

فسره فقال: نَهِيكٌ قويّ مُقْدِم مبالغ.

ورجل مَنْهُوك إِذا رأَيته قد بَلَغ منه المرض. ومَنْهوكُ البدن:

بَيِّنُالنَّهْكَة في المرض. ونَهَك في الطعام: أَكل منه أَكلاً شديداً فبالغ

فيه؛ يقال: ما ينفك فلان يَنْهَك الطعام إِذا ما أَكل يشتد أَكلُه.

ونَهَكْتُ من الطعام أَيضاً: بالَغْتُ في أَكله. ويقال: انْهَك من هذا الطعام،

وكذلك عِرْضَه، أَي بالِغْ في شتمه. الأَزهري عن الليث: يقال ما يَنْهَكُ

فلان يصنع كذا وكذا أَي ما ينفك؛ وأَنشد:

لم يَنْهَكُوا صَقْعاً إِذا أَرَمُّوا

أَي ضَرْباً إِذا سكتوا؛ قال الأَزهري: ما أَعرف ما قاله الليث ولا

أَدري ما هو لم أَسمع لأَحد ما يَنْهَكُ يصنع كذا أَي ما ينفك لغير الليث،

ولا أَحقُّه. وقال الليث: مررت برجل ناهيكَ من رجل أَي كافيك وهو غير

مُشْكل. ورجل يَنْهَكُ في العدُوّ أَي يبالغ فيهم. ونَهَكه عُقوبةً. بالغ فيها

يَنْهَكه نَهْكاً. ويقال: انْهَكْهُ عقوبةً أَي بْلُغْ في عقوبته.

ونَهَكَ الشيءَ وانْتَهَكَه: جَهده. وفي الحديث: لِيَنْهَكِ الرجلُ ما بين

أَصابعه أَو لَتَنتَهِكَنَّها النارُ

أَي ليُقْبِل على غسلها إِقبالاً شديداً ويبالغ في غسل ما بين أصابعه في

الوضوء مبالغة حتى يُنْعِمَ تنظيفَها، أَو لَتُبالِغَنَّ النارُ في

إِحراقه. وفي الحديث أَيضاً: انْهَكُوا الأَعقابَ أَو لتَنْهَكَنَّها

النارُأَي بالغوا في غسلها وتنظيفها في ا لوضوء، وكذلك يقال في الحث على

القتال. وفي حديث يزيد بن شجرةَ حين حَضَّ المؤمنين الذين كانوا معه في غزاة

وهو قائدهم على قتال المشركين: انْهَكوا وجُوهَ القوم يعني اجْهَدُوهم أَي

ابْلُغُوا جُهْدَكم في قتالهم؛ وحديث الخَلُوق: اذْهَبْ فانْهَكْه، قاله

ثلاثاً، أَي بالغْ في غسله. ونَهَكْتُ الثوبَ، بالفتح، أَنْهَكُه

نَهْكاً: لبسته حتى خَلَقَ. والأَسَدُ نَهِيكٌ، وسيف نَهيكٌ أَي قاطع ماض.

ونَهَكَ الرجلَ يَنْهكُه نَهْكةً ونَهاكةً: غلبه. والنَّهِيك من السيوف:

القاطع الماضي. وانْتِهاكُ الحُرْمة: تناُلُها بما لا يحل وقد انْتَهَكها.

وفي حديث ابن عباس: أَن قوماً قَتَلُوا فأَكثروا وزَنَوْا وانْتَهَكُوا أَي

بالغوا في خَرْق محارم الشرع وإِتيانها. وفي حديث أَبي هريرة:

يَنْتَهِكُ ذِمّةَ

الله وذمّة رسوله، يريد نقض العهد والغدر بالمُعاهد. والنَّهِيكُ:

البَئِيسُ.

والنُّهَيْكُ: الحُرْقُوصُ، وعَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أَعرابية فقال

زوجها:

وما أَنا، للحُرْقوصِ إِن عَضَّ عَضَّةً

ِمَا بين رجليها بجِدٍّ، عَقُورُ

(* قوله بجدّ عقورُ، هكذا في الأصل، والوزن مختلّ، وإذا قيل هي: بجدّ

عقورِ، صحّ الوزن وكان في البيت إقواء).

تُطَيِّبُ نَفْسِي، بعدما تَسْتَفِزُّني

مَقالَتُها، إِنَّ النِّهيكَ صَغيرُ

وفي النوادر: النُّهَيْكةُ دابة سُوَيْداءٌ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل

الحراقِيصِ.

نهـك
نَهَكَه كمَنَعَه يَنْهَكُه نَهْكَةً ونَهاكَةً: غَلَبَه عَن ابنِ سِيدَه.
ونهكَ الثَّوْبَ يَنْهَكُه نَهْكًا: لَبِسَه حَتَّى خَلَقَ عَن الجَوْهَريِّ.
قالَ: ونَهَكَ من الطَّعامِ نَهْكًا: بالَغَ فِي أَكْلِه.
وَمن المَجازِ: نَهَكَ عِرضَه: بالَغَ فِي شَتْمِه.
ونَهَكَ الضّرعَ نَهْكًا: اسْتَوْفى جَمِيعَ مَا فِيهِ من اللَّبنَ، وكذلِكَ نَهَكَ النّاقَةَ حَلْباً: إِذا نَقَصَها فَلم يَبقَ فِي ضَرعها لَبَنٌ، وَمِنْه حَدِيث ابنِ عَبّاسٍ رَضِي الله تَعالَى عَنْهُما وَلَا ناهكٍ فِي حَلَبٍ.
ونَهَكَتْهُ الحُمَّى نَهْكًا ونَهاكَةً: أَضْنَتْهُ وهَزَلَتْه وجَهَدَتْهُ ونَقَصَت لَحْمَه كنَهِكَتْهُ، كفَرِحَ نَهْكًا بالفتحِ ونَهَكًا بالتَّحْرِيكِ ونَهْكَة ونَهاكَةً اللُّغَتانِ عَن الجَوهَرِيِّ، واقْتَصَرَ فِي ... على الأَوّلِ والأخِيرِ، فَهُوَ مَنْهُوكٌ، وَذَلِكَ إِذا رُئيَ أَثَرُ الهُزالِ عليهِ مِنْها وانْتَهَكَتْهُ مثل ذَلِك. أَو النَّهْكُ: المُبالَغَةُ فِي كُلِّ شَيْء وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّه قالَ للخافِضَةِ أَشِمِّي وَلَا تَنْهَكِي أَي لَا تُبالِغِي فِي اسْتِقصاءِ الخِتانِ وَلَا فِي إِسْحاتِ مَخْفِضِ الجاريَةِ، وَلَكِن اخْفِضِي طُرَيْفَه.
ونَهِكَه السلْطانُ كسَمِعَه نَهْكًا بِالْفَتْح، ونَهْكَةً أَيْضًا: بالَغَ فِي عُقُوبٍ تِه نقَلَه الجَوْهَرِيُّ كأَنْهَكَه عُقُوبَة.
ونُهِكَ كَعنِيَ: دَنِفَ وضَنِــيَ من المَرَضَ فَهُوَ مَنْهُوكٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَذَلِكَ إِذا رَأَيْتَه قد بَلَغَ مِنْهُ المَرَضُ، ومَنْهُوكُ)
البَدَنِ بَيِّنُ النَّهْكة من المَرَض.
ونَهِكَ الشَّرابَ، كسَمعَ: أَفْناهُ شُربًا واسْتِيفاءً.
ونَهَكَه الشربُ وَفِي بعضِ النُّسَخِ الشَّرابُ كمَنَعَ: أَضْناهُ.
وَمن المَجازِ: المَنْهُوكُ من الرَجَزِ والمُنْسَرِحِ: مَا ذَهَبَ ثُلثاه وبَقِيَ ثُلُثُه كقَولِ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ فِي الرَجَزِ: يَا لَيتَني فِيها جَذَعْ أخُبُّ فِيها وأَضَعْ أقودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ كَأَنَّهَا شاةٌ صَدَعْ وَفِي المُنْسَرِح قولُ الرّاجِزِ: وَيْلُ أمِّ سَعْدٍ سَعْدَا وِإنّما سُمِّي بذلك لأَنَّكَ حَذَفْتَ ثُلُثَيهِ فنَهَكْتَه بالحَذْفِ أَي بالَغْتَ فِي إِمْراضِه والإِجحافِ بِهِ.
والنَّهيكُ كأَمِيرٍ: المُبالِغُ فِي جَمِيعِ الأَشْياءِ، كالنّاهِكِ.
والنَّهِيكُ من الرجالِ: الشُّجاِعُ كالنَّهُوكِ وذلِكَ لمُبالَغَتِه وثَباتِه لأنّه يَنْهَك عَدُوَّه فيَبلُغُ مِنْهُ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِي:
(وأَعْلَمُ أَنَّ المَوْتَ لَا بَدّ مدْرِكٌ ... نَهِيكٌ على أَهْلِ الرقَى والتَّمائِمِ)
فسَّره فَقَالَ: أَي قَوِي مُقْدِمٌ مُبالِغٌ.
والنَّهِيكُ: القَوِيُّ الشَّدَيدُ من الإِبلِ الصَّؤُولُ، وقَوْلُ أبي ذُؤَيْبٍ: (فَلَوْ نُبِزُوا بِأبي ماعِزٍ ... نَهِيكِ السلاحِ حَدِيدِ البَصَر)
أَرادَ أَنَّ سِلاحَه مُبالِغٌ فِي نَهْكِ عَدُوِّه: وَقد نَهُكَ ككَرمَ فِي الكُلِّ نَهاكَةً: إِذا وصِفَ بالشَّجاعَةِ وصارَ شجاعًا، وَفِي حَدِيث مُحَمَّدِ بنِ مَسلَمَةَ: كانَ مِنْ أَنْهَكِ أَصْحاب رَسُولِ الله صلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلًّم.
والنَّهِيكُ: السَّيفُ القاطِعُ الماضِي وَفِي بَعْضِ النُّسَخ: والماضِي بزِيادَةِ واوِ العَطْفِ فيَحْتَمِل أَن يَكُونَ صِفَةً للقاطِعِ أَو للرَّجُلِ.
ويُقال: إِنَّ النَّهِيكَ: الحَسَنُ الخلُقِ من الرجالِ.
ومِنْهُ اسمُ الرَّجُلِ.
والنُّهَيكُ كزُبَيرٍ وأَمِيرٍ: الحُرقُوص لدُوَيْبَّةٍ، وعَضَّ الحُرقُوصُ فَرجَ أَعْرابِيَّة، فقالَ زَوْجُها:
(وَمَا أَنَا للحُرقُوصِ إِنْ عَضَّ عَضَّةً ... لما بَين رِجْلَيها بجِد عَقُورُ)

(تُطَيِّبُ نَفْسِي بَعْدَ مَا تَستَفِزُّنِي ... مَقالَتُها إِنّ النُّهَيكَ صَغِيرُ)
وقالَ اللَّيثُ: مَا يَنْهَكُ فلانٌ يَصْنَعُ كَذَا وكَذَا، أَي: مَا يَنْفَكُّ وأَنْشَدَ للعَجّاجِ: دَعْواهُم فالحَقُّ إِنْ أَلَمُّوا أَنْ يُنْهَكوا صَقْعًا وإِنْ أَرَمُّوا أَي ضَربًا وِإن سَكَتُوا، وأَنْكَرَه الأَزْهَرِي، وَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَلم أَعْرِفْه لغَيرِ اللَّيثِ، وَلَا أَحقُّه.
وَفِي الحَدِيث: انْهَكُوا أَعْقابَكُم والروايَةُ انْهَكُوا الأَعْقابَ أَو لَتَنْهَكَنَّها النّارُ، أَي: بالِغُوا فِي غَسلِها وتَنْظِيفِها فِي الوُضُوءِ، وَفِي الحَدِيث الآخَر: ليَنْهَكِ الرَّجُلُ فِي أَصابِعِه أَو لتَنْهَكَنَّها النَّار.
وكذلِكَ يُقال فِي الحَثِّ على القِتالِ: انْهَكُوا وُجُوهَ القَوْمِ، أَي: اجْهَدُوهُم وابْلُغُوا جَهْدَهُم وَمِنْه حَدِيثُ يَزِيدَ بنِ شَجرَةَ رَضِي الله عَنهُ وكانَ أَمِيرًا على الجَيشِ انْهَكُوا وُجُوهَ القَوْمِ فِدًى لكم أَبي وأمِّي.
وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: النَّهْكُ: التنقُّصُ.
ونَهِكَت الإِبِلُ ماءَ الحَوْضِ كسَمِعَ: شَرِبَت جَمِيعَ مَا فِيهِ، وهُنَّ نواهِكُ.
وانْتَهَكَ عِرضَه: بالَغَ فِي شَتْمِه، عَن الأَصْمَعِي.
وقالَ اللَّيثُ: مرَرْتُ برَجُلٍ ناهِيكَ من رَجُلٍ، أَي: كافِيكَ.
وانْتَهَكَ الشَّيْء: جَهَدَه.
وَفِي حَدِيثِ الخَلُوقِ: اذْهَبْ فانْهَكْهُ أَي: اذْهَبْ فاغْسِلْه.
والنَّهِيكُ: الأَسَدُ.
وانْتِهاكُ الحُزمَةِ: تَناوُلُها بِمَا لَا يَحِلُّ، ويرادُ بهِ أَيْضًا نَقْض العَهْدِ، والغَدْرُ بالمُعاهِدِ.
وَفِي النَّوادِرِ: النُّهَيكَةُ: دابَّةٌ سُوَيْداءُ مُدارَةٌ تَدْخُلُ مَداخِلَ الحَراقِيصِ.

نهك

1 نَهِكَ الشَّراَبَ He consumed the beverage. (K.) b2: نَهَِكَهُ الدِّباَغُ [The tan wore it, or eroded it], namely, a hide. (M and K, voce مُفَلْفَلٌ.) See مَفَلْفَلٌ.8 اِنْتَهَكَ مَحَارِمَ اللّٰهِ [He violated the sacred ordinances of God;] he did that which God had forbidden him to do. (Har, p. 18; where see more.) b2: اِنْتَهَكَ حُرْمَتَهُ He violated [his honour, &c.]. (MA.) مَنْهُوكٌ Affected with a constant, or chronic, pervading disease; or emaciated by disease, so as to be at the point of death. (S, K.) b2: See مَثْلُوثٌ.

الضن والظن

الضن والظن
فأما (الضن) بالضاد فمصدر ضن بالشيء ضنا وضِنــا وضنــانة إذا بخل به وشح. والضنين: البخيل. وقرئ: "وما هو على الغيب بضنين" وأما (الظن) بالظاء فهو خلاف اليقين، وقد يكون في معناه، وهو من الأضداد. فمما جاء منه بمعنى الشك قوله تعالى:: "وظننتم ظن السوء" ومما جاء بمعنى اليقين قوله تعالى: "ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها". وقوله تعالى: "وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه" معناه، والله أعلم: استيقنوا وعلموا. وقال دريد بن الصمة القشيري:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد
أي: استيقنوا، لأنه يخوف أعداءه باليقين لا بالشك. والظنة، بكسر الظاء: التهمة، وقرئ: "وما هو على الغيب بضنين" أي بمهتم. وكلاهما، بالظاء والضاد، متوجهان في حق النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه ليس ببخيل ولا بمهتم.

رقش

(رقش) : ارْتَقَشُوا: اخْتَلَطُوا في القِتالِ والسِّباب.
(رقش) رقشا ورقشة كَانَ بِهِ رقشة فَهُوَ أرقش وَهِي رقشاء (ج) رقش
[رقش] فيه ح أم سلمة قالت لعائشة: لو ذكرتك قولًا تعرفينه نهشتني نهش "الرقشاء" المطرق، الرقشاء الأفعى سميت به لترقيش في ظهرها وهي خطوط ونقط، وقالت: المطرق، لأن الحية تقع على الذكر والأنثى.
ر ق ش: (الرَّقْشُ) كَالنَّقْشِ وَ (رَقَّشَ) كَلَامَهُ (تَرْقِيشًا) زَوَّقَهُ وَزَخْرَفَهُ. وَحَيَّةٌ (رَقْشَاءُ) فِيهَا نُقَطٌ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. 
رقش: رقشة، الرقشة الحمراء والرقشة الزرقاء: نوعان من الطير (ياقوت 1: 885). أَرْقَشُ، رَقْشاء: عظاءة أمريكية، مُلَيكة (حية أسطورية نسب إليها القدامى قوة خارقة وشبهوها بالملك لسطوتها) (ألكالا).
مَرْقُوشَة: اسم ثوب، ففي كتاب العقود (ص 4): ومرقوشَتينْ من نسج اليهود.

رقش


رَقَشَ(n. ac. رَقْش)
a. Variegated; daubed; mottled, veined.
b. Ornamented, embellished.

رَقَّشَa. see I
تَرَقَّشَa. Was adorned, embellished; adorned himself.

إِرْتَقَشَa. Were mingled together ( in the fray ).

أَرْقَشُ
(pl.
رُقْش)
a. Speckled, spotted; mottled.

رَقَاْشa. Mottled serpent.

رَقْشَآءُa. Spotted serpent.
رقش
الأرْقَشُ: لَوْن فيه كُحْرة كَلَوْنِ الأفعى الرقْشَاءِ.
والتَّرْقِيْش: الكِتابَةُ، وبه سُمِّيَ مُرَقِّشٌ. وقيل: هو التَسْطِيرُ في الصحف. وكذلك المُعاتَبَة، والتَّحْرِيْشُ. وتَبْليغُ النَّمِيْمَةِ: تَرْقِيْشٌ.
وهذا الشيء يَرْتَقِشُ: إذا حَسُنَ. ورَقَاش: حَيٌّ من رَبِيْعَةَ. وفي المَثَل: أسْقِ رَقَاش إنَّها سَقّايَة " وأبو رَقَاش: كُنْيَةُ النَّمِرِ. والرَّقَاشُ: الحَيَّةُ، على فَعَالٍ.
ر ق ش

رقشه وترقّشه ونقّشه. قال المرقش:

والدار قفر والرسوم كما ... رقّش في ظهر الأديم قلم

وحية رقشاء، وحيات رقش. وهو يترقش للناس: يتزين لهم. والمرأة تترقش وتتقين إذا تنمصت وتزينت. وهدرت رقشاء البعير: شقشقته. وانظر إليه كيف يرتقش: أي يظهر حسنه وزينته.

ومن المجاز: رقش فلان إذا نمّ لأن النمام يزين كلامه ويزخرفه. قال رؤبة:

عاذل قد أولعت بالترقيش

كما قيل له: واش ونمام لأنه يشبه ويمنمه.
(ر ق ش)

الرقش، والرقشة: لون فِيهِ كدرة وَسَوَاد وَنَحْوهمَا.

جُنْدُب ارقش، وحية رقشاء.

والرقشاء من الْمعز: الَّتِي فِيهَا نقط من سَواد وَبَيَاض.

والرقشاء: دويبة تكون فِي العشب، دودة منقوشة مليحة شَبيهَة بالحمط.

والرقش، والترقيش: الْكِتَابَة والتنقيط.

ومرقش: اسْم شَاعِر، سمي بذلك لقَوْله:

الدَّار قفر والرسوم كَمَا ... رقش فِي ظهر الْأَدِيم قلم

والترقيش: التسطير فِي الصُّحُف.

والترقيش: المعاتبة والتحريش وتبليغ النميمة. قَالَ رؤبة:

عاذل قد اولعت بالترقيش ... إليّ سرا فاطرقي وميشي

ورقاش: اسْم امراة، وَفِي الْمثل:

اسْقِ رقاش إِنَّهَا سِقَايَة

ورقاش: حَيّ من ربيعَة، نسبوا إِلَى امهم. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَفِي كلب: رقاش، واحسب أَن فِي كِنْدَة بَطنا يُقَال لَهُم: بَنو رقاش.

وَقَالُوا: وَقع فِي الرقش والقفش. فالرقش: الطَّعَام، والقفش: النِّكَاح. 
بَاب الرقش

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الرقش الْأكل الْكثير وَالشرب فِي النِّعْمَة والرقش الْخط الْحسن وَبِه سمي مرقش مرقشا وَذَلِكَ أَنه قَالَ

( ... كَمَا رقش فِي ظهر الْأَدِيم قلم)

والقرش الْجمع والقرش التِّجَارَة والقرش صَوت وَقع الأسنة بَعْضهَا بِبَعْض وَيجوز أَن يكون اسْم قُرَيْش مأخوذا من هَذَا كُله وَقيل قُرَيْش اسْم دَابَّة فِي الْبَحْر وَهِي ملكة الدَّوَابّ والبهش الْإِسْرَاع إِلَى الْمَعْرُوف بالفرح وَمِنْه الْخَبَر فَلَمَّا رَأينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهشنا إِلَيْهِ أَي أَسْرَعنَا فرحين وأنشدني الْمفضل كَامِل

(وَعلمت أَنِّي إِن علقت بحبله ... بهشت يداي إِلَى وحى لم يسقع)

قَوْله يسقع يبعد يُقَال أَيْن سقع وبقع أَيْن مضى فَبعد والوحى هَا هُنَا الْملك والوحى النَّار وَأَرَادَ أَنه مثل النَّار يضر وينفر وينفع والوحى الْعجل والسرعة

وَقَالَ ابو زيد البهش الْمقل الرطب والقفش النِّكَاح والنقش النِّكَاح والنمش الْعَبَث قَالَ وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي لأبي زرْعَة التَّمِيمِي رجز

(قلت لَهَا وأولعت بالنمش ... )

(هَل لَك يَا خليلتي بالطفش)

قَالَ والطفش النِّكَاح وَالله أعلم

[رقش] الرَقْشُ كالنقش. والتَرْقيشُ: النَمُّ والقَتُّ. ورَقَّشَ كلامه: زوّرَه وزخرفَه. قال رؤبة: عاذل قد أولعت بالتَرْقيشِ * إليَّ سِرًّا فاطْرُقي وَميشي * وحيّةٌ رَقْشاءُ: فيها نقط سوادٍ وبياضٍ وجديٌ أَرقَشُ الأذنين، أي أذرأ. والرقشاء: شقشقة البعير والمرقش الشاعر. وهما مرقشان: الاكبر والاصغر. فأما الاكبر فهو من بنى سدوس. وسمى مرقشا لقوله:.......... كما * رقش في ظهر الاديم قلم * والمرقش الاصغر من بنى سعد بن مالك. عن أبى عبيدة. ورقاش: اسم امرأة. فأهل الحجاز يبنونه على الكسر في كل حال. وكذلك كل اسم على فعال بفتح الفاء معدول عن فاعلة، لا تدخله الالف واللام ولا يجمع، مثل قطام وحذام وغلاب. وأهل نجد يجرونه مجرى ما لا ينصرف، نحو عمر وزفر. يقولون: هذه رقاش بالرفع وهو القياس، لانه اسم علم وليس فيه إلا العدل والتأنيث. غير أن الاشعار جاءت على لغة أهل الحجاز. قال الشاعر : إذا قالت حذام فصدقوها * فإن القول ما قالت حذام * وقال امرؤ القيس: قامت رقاش وأصحابي على عجل * تبدى لك النحر واللبات والجيدا * وقال النابغة: أتاركة تدللها قطام * وضنــا بالتحية والسلام * إلا أن يكون في آخره راء، مثل جعار اسم للضبع، وحضار اسم لكوكب، وسفار اسم بئر، ووبار اسم أرض، فيوافقون أهل الحجاز في البناء على الكسر .
رقش
رقَشَ يَرقُش، رَقْشًا، فهو راقش، والمفعول مَرْقوش
• رقَش الفنَّانُ الرَّسمَ: نَقَشه وزخرفه بألوان مختلفة، حسَّنه وزيَّنه "رقَش جلدًا".
• رقَش النَّمَّامُ كلامَه: زوَّقه ونمَّقه ليبلغ مراده.
• رقَش الكتابَ: كتَبه ونقَّطه. 

رَقِشَ يَرقَش، رَقَشًا ورُقْشةً، فهو أَرقَشُ
• رقِش لونُه: كان مُنَقَّطًا أو مختلطًا "ثعبان أرقش". 

رقَّشَ يُرقِّش، ترقيشًا، فهو مُرقِّش، والمفعول مُرقَّش
• رقَّش الفنَّانُ الرَّسمَ: رقَشَه، نقَشه وزخرفه وحسَّنه وزينه "رقَّش الرَّسّامُ اللَّوحةَ".
• رقَّش النَّمَّامُ كلامَه: زوَّقه ونمَّقه ليبلغ مرادَه.
• رقَّش الكتابَ: كتَبه ونقَّطه "رقَّش الصحيفةَ". 

أَرْقَشُ [مفرد]: ج رُقْش، مؤ رَقْشاء، ج مؤ رُقْش ورَقْشاوات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رَقِشَ. 

رَقْش [مفرد]: ج رُقوش (لغير المصدر):
1 - مصدر رقَشَ.
2 - خطٌّ حسن. 

رَقَش [مفرد]:
1 - مصدر رَقِشَ.
2 - لونٌ لمن أو لما كان مُنقَّطًا بسوادٍ ونحوه "بدت اللّوحة وفيها رَقَش مثير للفضول". 

رُقْشة [مفرد]: مصدر رَقِشَ. 

رقش

1 رَقَشَ, (A,) aor. ـُ (TK,) inf. n. رَقْشٌ, (S, M, A, K,) He variegated; coloured with two or more colours; decorated; embellished; syn. نَقَشَ; (S, * A, K; *) and زَيَّنَ; as also ↓ رقّش; (Har p. 57;) and ↓ تَرَقَّشَ. (So in a copy of the A: [but I think that this is a mistranscription, for رَقَّشَ.]) b2: He wrote: (M, TA:) and he pointed, or dotted, (As, M, TA,) characters, and writing: (As, TA:) as also ↓ رقَّش, inf. n. تَرْقِيشٌ; in both senses: and ↓ the latter, he wrote upon, or in, papers or the like, or books. (M, TA.) 2 رقّش, inf. n. تَرْقِيشٌ: see 1, in three places. b2: He embellished his speech: or embellished it with lies: syn. حَسَّنَ, and زَوَّقَ: (TA:) or زَيَّنَ, (A,) and زَوَّرَ, (S, K,) and زَخْرَفَ. (S, A, K.) b3: Hence, (A, TA,) (tropical:) He made known, divulged, or told, discourse, or conversation, in a malicious or mischievous manner, so as to occasion discord, dissension, or the like; (S, A, TA;) because he who does so embellishes his speech, or embel-lishes it with lies: (A, TA:) he told a calumny to the object thereof. (M.) b4: (assumed tropical:) He excited discord, dissension, or animosity. (M.) b5: (assumed tropical:) He blamed, reproved, or chid; syn. عَاتَبَ. (M, TA.) 5 ترقّش He adorned himself: (A, K:) he displayed his beauty, or goodliness. (A, TA.) A2: See also 1.8 ارتقشوا (assumed tropical:) They became mixed together in fight. (AA, K.) رَقَشٌ A good, or beautiful, خَطّ [i. e. character, or handwriting]. (TA.) [See also رُقَيْشٌ: and see 1.]

A2: Also Food. (M.) رَقَشٌ and ↓ رُقْشَةٌ A colour in which are [intermixed] duskiness, or dinginess, and blackness; and the like of those two hues. (M.) [See أَرْقَشُ.]

رُقْشَةٌ: see what next precedes.

رَقَاشٌ The serpent: (A, Sgh, K:) app. because of the رُقْشَة [see رَقَشٌ] upon his back: (TA:) or a serpent speckled with black and white [like حَيَّةٌ رَقْشَآءُ]. (A.) رُقَيْشٌ dim. of رَقْشٌ, signifying The pointing, or dotting, of characters and writing: (As, TA:) or of أَرْقَشُ; as also ↓ أُرَيْقِشُ [so in the TA, but in some copies of the K, أُرَيْقِشٌ]: (AHát, K:) the latter is allowable. (A Hát.) أَرْقَشُ; fem. رَقْشَآءُ; (S, M, &c.;) pl. رُقْشٌ; (A;) Variegated with duskiness, or dinginess, and blackness; or the like of those two hues; applied to the [species of locust called] جُنْدَب: (M, TA:) and the fem., applied to a serpent (حَيَّة), (S, M, IAth, K,) signifies the same: (M:) or speckled with black and white; (S, K;) and so when applied to a she-goat: (IAar, M:) or, applied to a serpent, it signifies one of the viper-species (أَفْعًى); because of the lines and specks upon its back: (IAth:) and أَرْقَشُ الأُذُنَيْنِ having his ears variegated with black and white, and the rest of his hair black; applied to a kid. (S.) b2: Also the fem., A small creeping thing (M, K) that is found in herbs, a variegated and beautiful worm, (M,) resembling [another small creeping thing called] the حُمْطُوط, (M, K,) speckled with red and yellow. (IDrd, TA.) Sgh., or his copyist, has corrupted حمطوط into خُطُوط. (TA.) b3: Also the fem., The شِقْشِقَة [i. e. the bursa faucium, or faucial bag,] of the camel: (S, A, K:) or the شقشقة of the camel is sometimes رقشآء, having in it a mixture of colours. (IDrd.) أُرَيْقِشُ: see رُقَيْشٌ.

رقش: الرَّقْش كالنقْش، والرَّقَشُ والرَّقَشةُ: لون فيه كدرة وسواد

ونحوهما. جُنْدَب أَرْقَشُ وحَيَّة رقْشاء: فيها نقط سواد وبياض. وفي حديث

أُم سلمة: قالت لعائشة، لو ذكَّرْتُكِ قولاً تَعْرِفينه نهشتني نَهْشَ

الرَّقَشاء المُطْرِق: الرَقشاء الأَفعى، سميت بذلك لترقيش في ظَهرها وهي

خطوط ونقط، وإِنما قالت المطرق لأَن الحية تقع على الذكر والأُنثى.

التهذيب: الأَرْقَشُ لون فيه كدرة وسواد ونحوُهما كلون الأَفعى الرَّقشاء، وكلون

الجُنْدَب الأَرْقَشِ الظهر ونحو ذلك كذلك، قال: وربما كانت

الشِّقْشِقةُ رقْشاءَ؛ قال:

رقشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا،

دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدا

وجَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذنين أُ أَذْرَأُ. والرقْشاء من المعز: التي فيها

نقط من سواد وبياض. والرقْشاء: شِقْشِقَةُ البعير.

الأَصمعي: رُقَيْش تصغير رَقَش وهو تنقيط الخطوط والكتاب. وقال أَبو

حاتم: رُقَيش تصغير أَرْقَش مثل أَبْلَق وبُلَيق ويجوز أُرَيْقِش. ابن

الأَعرابي: الرَّقْش الخطّ الحسنُ، ورَقَاشِ اسم امرأَة منه. والرَّقْشاءُ:

دُوَيْبَّة تكون في العُشْب دُودةٌ منقوشة مَلِيحة شبيهة بالحُمْطُوطِ.

والرَّقْشُ والترْقِيشُ: الكتابةُ والتنقيط ؛ ومُرَقِّشٌ: اسم شاعر، سمي

بذلك لقوله:

الدارُ قَفْرُ والرُّسُوم كما

رَقَّشَ، في ظَهْر الأَدِيم، قَلَمْ

وهما مُرَقِّشانِ: الأَكْبرُ والأَصْغر، فأَما الأَكبر فهو من بني

سَدُوسٍ وهو الذي ذكرنا البيتَ عنه آنفاً؛ وقبله:

هل بالديار أَن تُجِيبَ صَمَمْ ،

لو كان رَسْمٌ ناطقاً بِكِلَمْ؟

والمُرَقَّشُ الأَصْغر من بني سعد بن مالك؛ عن أَبي عبيدة. والترْقِيشُ:

التسطير في الصحف. والترْقِيشُ: المُعاتبةُ والنَّمّ والقَتّ والتحريش

وتَبْليغ النَّمِيمة. ورَقَّشَ كلامَه: زَوّرَه وزَخْرَفه، من ذلك؛ قال

رؤبة:

عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالترْقِيشِ ،

إِليَّ سرّاً فاطْرُفي ومِيشِي

وفي التهذيب: الترْقِيشُ التشْطِير في الضحك والمُعاتبةُ، وأَنشد رجز

رؤبة، وقيل: الترْقِيشُ تَحْسين الكلام وتَزْويقُه. وتَرَفَّشَت المرأَةُ

إِذا تزيّنت؛ قال الجعدي:

فلا تحسَبي جَرْيَ الرِّهان ترقُّشاً

ورَيْطاً، وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلّلا

ورَقاشِ: اسم امرأَة، بكسر الشين، في موضع الرفع والخفض والنصب؛ قال:

اسْقِ رَقاشِ إِنّها سَقَّايَه

ورَقاشِ: حيٌّ من رَبيعةَ نُسِبوا إِلى أُمّهم يقال لهم بنو رَقاشِ، قال

ابن دريد: وفي كلبٍ رَقاشٍ، قال: وأَحسَب أَن في كِنْدة بطْناً يقال لهم

بنو رَقاشِ، قال: وأَهل الحجاز يَبْنون رَقاشِ على الكسر في كل حال،

وكذلك كل اسم على فَعالِ بفتح الفاء معدول عن فاعلة لا يدخله الأَلف واللام

ولا يُجْمع مثل حَذامِ وقَطامِ وغَلابِ، وأَهل نجد يُجْرونه مُجْرى ما لا

ينصرف نحو عُمَرَ، يقولون هذه رَقاشُ بالرفع، وهو القياس لأَنه اسم علَم

وليس فيه إِلا العدل والتأْنيث غير أَن الأَشعار جاءت على لغة أَهل

الحجاز؛ قال لُجَيم بن صَعْب والد حَنيفة وعِجْل وحذامِ زوجُه:

إِذا قالت حَذامِ فصدِّقوها،

فإِن القولَ ما قالت حذامِ

وقال امرؤ القيس:

قامت رَقاشِ، وأَصحابي على عَجَلٍ،

تُبْدي لك النحْرَ واللّبَّاتِ والجِيدا

وقال النابغة:

أَتاركةً تَدَلُّلَها قَطامِ،

وضِنّــاً بالتحية والكلامِ

فإِن كان الدلالَ فلا تُلِحِّي،

وإِن كان الودَاعَ فبالسلامِ

يقول: أَتترك هذه المرأَةُ تدلُّلَها وضِنَّــها بالكلام؟ ثم قال: فإِن

كان هذا تدلّلاً منك فلا تُلِحِّي، وإِن كان سبباً للفراق والتوديع

ودّعِينا بسلام نَسْتمتع به، قال: وقولُه أَتاركةً منصوبٌ نَصْبَ المصادر كقولك

أَقائماً وقد قعد الناسُ؟ تقديره أَقِياماً وقد قعد الناسُ. وضِنّــاً

معطوفٌ على قوله تدلُّلَها، قال: إِلا أَن يكون في آخره راء مثل جَعارِ اسم

للضبُع، وحَضارِ اسمٌ لكوكب، وسَفارِ اسم بئر، ووَبارِ اسم أَرض فيوافقون

أَهلَ الحجاز في البناء على الكسر.

رقش
الرَّقْشُ، كسَحَابٍ: الحَيَّةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ، وكأَنَّهُ لِمَا عَلَى ظَهْرِه من الرُّقْشَةِ. ورَقَاشِ، كقَطَامِ، وحَذَامِ، وغَلاَبِ: عَلَمٌ للنِّساءِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَهْلُ الحِجَازِ يَبْنُونَه عَلَى الكَسْرِ فِي كُلِّ حالٍ، وكَذلِكَ كُلُّ اسْم عضلَى فَعَالِ، بفَتْحٍ، مَعْدُولٍ عَنْ فَاعِلَةٍ، وَلَا تَدْخُلُه الأَلفُ واللاُم، وَلَا يُجْمَع، قالَ امرؤُ القَيْسِ:
(قامَتْ رَقَاشِ وأَصْحَابِي عَلَى عَجَلٍ ... تُبْدِي لَكَ النَّحْرَ واللَّبّاتِ والجِيدَا)
وقَدْ يُجْرَي مُجْرَى مَالا يَنْصَرِف، نَحْو عُمَرَ، وإِلَيْه مَالَ أَهْلُ نَجْدٍ، ويَقُولُون: هذِه رَقاشُ بالرَّفْع، وَهُوَ القِيَاسُ، لأَنَّه اسْمٌ عَلَمٌ، ولَيْسَ فِيه إِلاَّ العَدْلُ والتَأْنِيثُ غَيْرَ أَنَّ الأَشْعَارَ جَاءَتْ على لُغَةِ أَهْلِ الحِجَازِ، إلاَّ أَنْ تَكُونَ فِي آخِرِه راءٌ مِثْل جَعَارِ: اسْم للضَّبُعِ، وحَضَارِ، اسْم لكَوْكَبٍ، وسَفَارِ اسْم بِئْرٍ، ووَبَارِ: اسْم أَرْضٍ، فيُوَافِقُونَ أَهْلَ الحِجَازِ فِي البِنَاءِ عَلَى الكَسْر، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. وبَنُو رِقَاشِ: فِي بَكْرِ بنِ وائِلٍ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَفِي كَلْبٍ رَقَاشِ، قالَ: وأَحْسبُ أَنّ فِي كِنْدَةَ بَطْناً يُقَالُ لَهُمْ بَنو رَقَاشِ، وهؤلاءِ مَنْسُوبُونَ إِلَى أُمَّهاتِهِمْ. قُلتُ: أَما فِي بَكْرِ بنِ وَائلٍ فمِنْهُمْ أَوْلادُ شَيْبَانَ، وذُهْلٍ، والحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ ابنِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ، وأُمُّهم رَقَاشِ بنتُ الحَارِثِ بنِ عُبَيْدِ بن غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ، وَهِي البَرْشاءُ، ولِذلِك يُقَالُ لَهُمْ بَنُو البَرْشَاءِ، وَقد تَقَدَّم ذلِكَ فِي ب ر ش. وَفِي بَنِي رَبِيعَةَ قَبِيلَةٌ أُخْرَى يُعْرَفُون ببَنِي رَقَاشِ أَيْضاً، وهُمْ بَنُو مالِك وزيدِ مَنَاةَ ابْنَي شَيْبَانَ بنِ ذُهْلٍ، أُمُّهُما رَقَاشِ بِنْتُ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، بهَا يُعْرَفُون، ذَكَرَهُ الكَلْبِيّ.
ورِقَاشِ بنتُ رُكْبَةَ، هِيَ أُمُّ عَدِيّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ، ذَكَرها المُصَنّف، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى اسْتِطْراداً فِي ر ك ب، وأَهْمَلَهَا هُنَا. ورَقَاشِ بِنْتُ عامِرٍ، هِيَ النّاقِمِيَّةُ، ذَكَرها المُصَنِّف فِي ن ق م. والرَّقَاشَانِ، بالفَتْح: جَبَلان بأَعْلَى الشَّرَيْفِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. والرَّقْشَاءُ مِنَ الحَيَّاتِ: المُنَقَّطَةُ بِسَوَادٍ وبَيَاضٍ، ومِنْهُ قولُ أُمِّ سَلَمَةَ لَعَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: لَو ذَكَّرْتُكِ قَوْلاً تَعْرِفِينَه نَهَشْتِنِي نَهْشَ الرَّقْشَاءِ المُطْرِق. قَالَ ابنُ الأَثِير: الرَّقْشَاءُ: الأَفْعَى، سُمِّيَتُ بذلِكَ لِتَرْقِيشٍ فِي ظَهْرِها، وهِيَ خُطُوط ونُقَطٌ، وإِنَّمَا قالَت: المُطْرِق لأَنَّ الحَيَّةَ تَقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى.
وَرُبمَا كانَتْ شِقْشِقَةُ البَعِيرِ رَقْشاءَ، لِمَا فِيهَا من اخْتِلاطِ الأَلْوَانِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والرَّقْشَاءُ: دُوَيْبَّةٌ تَكُونُ فِي العُشْبِ، وَهِي دُوْدَةٌ مَنْقُوشَةٌ مَلِيحَة، كالحُمْطُوطِ، فِيهَا نُقَطٌ حُمْرٌ وصُفْر، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وصَحَّفَ الصّاغَانِيُّ الحُمْطُوطِ بالخُطُوطِ، وكأَنَّهُ مِنَ النَّاسِخِ. ورُقَيْشٌ: تَصْغِيرُ رَقَشٍ،)
وهُوَ تَنْقِيطُ الخُطوطِ والكِتَابِ، قَالَه الأَصْمَعِيّ، قَالَ أَبو حاتِمٍ: رُقَيْشٌ، ويَجُوزُ أُرَيْقَشٌ تَصْغِيرَاً أَرْقَشَ مِثْلُ أَبْلَق وبُلَيق. والرَّقْشَةُ: لَوْنٌ فِيه كُدْرَةٌ وسَوَادٌ ونَحْوُهما جُنْدَبٌ أَرْقَشُ، وحَيَّةٌ رَقْشَاءُ، قالَه الأَزْهَرِيّ. ورَقَّشَ كلامَه تَرْقِيشاً: زَوَّرَهُ وزَخْرَفَهُ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(عاذِلَ قَدْ أُوْلِعْتِ بالتَّرْقِيشِ ... إَلَيَّ سِراً فاطْرُقِي ومِيشي)
كَمَا فِي الصّحاحِ، وقِيلَ: التَّرْقِيشُ: تَحْسِينُ الكَلامِ وتَزْويِقُه. والمُرَقِّشُ الأَكْبَرُ: عَمْرُو بنُ سَعْد بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ ابنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ وَائِلٍ. كَذَا قالَهُ ابنُ الكَلْبِيّ، وخالَفَه الجَوْهَرِيُّ، فقالَ: إِنَّه من بَنِي سَدُوسِ بنِ شَيْبَانَ بنِ ذُهْلٍ، قَالَ: وسُمِّيَ مُرْقِّشاً لقولِه:
(الدَّارُ قَفْرٌ والرُّسُومُ كَمَا ... رَقَّشَ فِي ظَهْرِ الأَدِيْم قَلَمْ)
وَقَبله:
(هَل بالدِّيارِ أَنْ تُجِيبَ صَمَمْ ... لَو كَانَ رَسْمٌ ناطِقاً بِكِلَمْ)
والمُرَقِّشُ الأَصْغَرُ من بني سَعْدِ بنِ مالِكٍ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ، كَمَا فِي الصّحاحِ، واسمُه رَبِيعَةُ بنُ حَرْمَلَةَ بنِ سُفْيَانَ بنِ سَعْدٍ بنِ مالِكٍ. قَالَه الأُمَوِيُّ، وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: هُوَ رَبِيعَةُ بنُ سُفْيَانَ بنِ سَعْدِ بنِ مالِكِ بن ضُبَيْعَةَ. وَهُوَ عَمُّ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ، قَالَ: وَكَانَ المُرْقِّشُ الأَكْبَرُ عَمَّ المُرْقِّشِ الأَصْغَرِ: شاعِرَان، وَإِذا عَرَفْتَ مَا ذكَرْنَا ظَهَرَ لَكَ أَن لَا مُخَالَفَةَ بينَ كَلامِ الجَوْهَرِيِّ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ، وَبَين كلامِ ابنِ الكَلْبِيّ كَمَا زَعَمَهُ بعضُ المُحَشِّينَ على الصّحاح، إلاَّ فِي جَعْلِه المُرَقِّشَ الأَكْبَرَ من بَنِي سَدُوسٍ، وسَدُوسٌ وسَعْدٌ يَجْتَمِعَان فِي ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ، فهُمَا ابْنَا عمَ، ٍّ فَتَأَمَّلْ.
وتَرَقَّشَ: تَزَيَّنَ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(فَلاَ تَحْسَبي جَرْيَ الجِيَادِ ترقشاً ... ورَيْطاً وإِعْطَاءَ الحَقِينِ مُجَلَّلاَ)
وارْتَقَشَوُا: اخْتَلَطُوا فِي القِتَالِ والسِّبَابِ، عَن أَبي عَمْروٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: جَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذُنَيْنِ، أَي أَذْرَأُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والرَّقْشَاءُ مِنَ المَعْزِ: الَّتِي فِيهَا نُقَطٌ مِنْ سَوادٍ وبَيَاضٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. والرَّقْشُ: الخَطُّ الحَسَنُ. ورَقَاشِ: اسمُ امْرَأَةٍ، مِنْه. والرَّقْشُ والتَّرْقِيشُ: الكِتَابَةُ والتَّنْقِيطُ، وَبِه سُمِّيَ المُرَقِّشُ. والتَّرْقِيشُ أَيْضاً: الكِتَابَةُ فِي الصُّحُفِ. والتَّرْقِيشُ: المُعَاتَبَةُ، والنمَّ، ُّ والقَتُّ، والتَّحْرِيشُ، وتَبْلِيغُ النَّمِيمَة. وَهُوَ مَجَازٌ، لأَنّ النّمّامَ يُزَيِّنُ كَلامَهُ ويُزَخْرِفُه، وهُوَ مَذْكُورٌ فِي الصّحاحِ، والعَجَبُ من المصَنِّفِ كَيْفَ أَغْفَلَه. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: التَّرْقِيشُ: التَّسْطِيرُ فِي)
الصُّحُفِ، والمُعَاتَبَةُ، وأَنْشَدَ رَجَزَ رُؤْبَةَ. وَفِي الأسَاسِ: وانْظُرْ إِلَيْهِ كَيْفَ يَرْتَقِشُ: أَي يُظْهِرُ حُسْنَة. وزِينَتَه.

السَّرَاةُ

السَّرَاةُ:
بلفظ جمع السريّ، وهو جمع جاء على غير قياس أن يجمع فعيل على فعلة ولا يعرف غيره، وكذا قاله اللغويون، وأمّا سيبويه فالسراة في السري هو عنده اسم مفرد موضوع للجمع كنفر ورهط وليس بجمع مكسر، وسراة الفرس وغيره: أعلى متنه، والجمع سروات، وكذا يجمع هذا الجبل بما يتوصل به، وسراة النهار: وقت ارتفاع الشمس، وسراة الطريق: متنه ومعظمه، وقال الأصمعي:
الطود جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء يقال له السراة، وإنّما سمّي بذلك لعلوّه، وسراة كل شيء:
ظهره، يقال: سراة ثقيف ثمّ سراة فهم وعدوان ثم سراة الأزد، وقال الأصمعي: السراة الجبل الذي فيه طرف الطائف إلى بلاد أرمينية، وفي كتاب الحازمي: السراة الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة، وهي باليمن أخص، وقال أبو الأشعث الكندي عن عرّام: وادي تربة لبني هلال وحواليه بين الجبال السراة ويسوم وفرقد ومعدن البرم وجبلان يقال لهما شوانان واحدهما شوان، وهذه الجبال تنبت القرظ، وهي جبال متقاودة وبينها فتوق، وفي جبال السراة الأعناب وقصب السكر والقرظ والإسحل، قال شاعر يصف غيثا:
أنجد غوريّ وحنّ متهمة ... واستنّ بين ريّقيه حنتمه
وقلت أطراف السراة مطعمه
وقال قوم: الحجاز هو جبال تحجز بين تهامة ونجد يقال لأعلاها السراة كما يقال لظهر الدابّة السراة، وهو أحسن القول، وقال الفضل بن العبّاس اللهبي:
وقافية عقام قلت بكرا ... تقلّ رعان نجد محكمات
يؤبن مع الركاب بكل مصر، ... ويأتين الأقاول بالسراة
غوائر لا سواقط مكفئات ... بإسناد ولا متنخّلات
وأمّا الشراة، بالمعجمة، فتذكر في موضعها، إن شاء الله تعالى، وقال سعيد بن المسيب: إن الله تعالى لما خلق الأرض مادت فضربها بهذا الجبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها، أقبل من ثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام، فسمته العرب حجازا لأنّه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر، وقال الحسن بن عليّ بن أحمد بن يعقوب اليمني الهمداني: أمّا جبل السراة الذي يصل ما بين أقصى اليمن والشام فإنّه ليس بجبل واحد وإنّما هي جبال متصلة على شقّ واحد من أقصى اليمن إلى الشام في عرض أربعة أيّام في جميع طول السراة يزيد كسر يوم في بعض المواضع وقد ينقص مثله في بعضها، فمبدأ هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر فحيق بني مجيد ثغر عدن وهو جبيل يحيط البحر به، وهي تجمع مخلاف ديحان والجوّة وجبأ وصبر وذخر ويزداد وغير ذلك حتى بلغ الشام فقطعته الأودية حتى بلغ إلى النخلة فكان منها حيض ويسوم، وهما جبلان بنخلة ويسميان يسومين، ثمّ طلعت منه الجبال بعد فكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة، وهما جبلان لمزينة، والأسود والأجرد أيضا جبلان لجهينة، وحيض قد سمّاه عمر بن أبي ربيعة خيشا في قوله:
تركوا خيشا على أيمانهم ... ويسوما عن يسار المنجد
قالوا: والسروات ثلاث: سراة بين تهامة ونجد أدناها الطائف وأقصاها قرب صنعاء، والطائف من سراة بني ثقيف، وهو أدنى السروات إلى مكّة، ومعدن البرم هو السراة الثانية، وهو في بلاد عدوان، والسراة الثالثة أرض عالية وجبال مشرفة على البحر من المغرب وعلى نجد من المشرق. وسراة بني شبابة نسب إليها بعض الرواة ذكر في شبابة لأنّه نسب الشبابي، وبأسفل السروات أودية تصبّ إلى البحر، منها: اللّيث، وقد ذكر، وقنونى والحسبة وضنــكان وعشم وبيش ومركوب ونعما، وهو أقربها إلى مكة، وهو وادي عرفات، وعليب من هذه الأودية، وقال أبو عمرو بن العلاء: أفصح الناس أهل السروات، وهي ثلاث، وهي الجبال المطلّة على تهامة ممّا يلي اليمن، أوّلها هذيل وهي تلي السهل من تهامة ثمّ بجيلة وهي السراة الوسطى وقد شركتهم ثقيف في ناحية منها ثمّ سراة الأزد أزد شنوءة وهم بنو كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.

نَهَكَهُ

نَهَكَهُ، كَمَنَعَه، نَهاكَةً: غَلَبَه،
وـ الثَّوبَ: لَبِسَه حتى خَلُقَ،
وـ من الطعامِ: بالَغَ في أكْلِهِ،
وـ عِرْضَهُ: بالَغَ في شَتْمِهِ،
وـ الضَّرْعَ نَهْكاً: اسْتَوْفَى جميع مَا فيه،
وـ الحُمَّى: أضْنَتْه وهَزَلَتْه وجَهَدَتْهُ،
كنَهِكَتْهُ، كفرِحَ، نَهْكاً وَنَهَكاً ونَهْكَةً ونَهاكَةً،
(وانْتَهَكَتْهُ) ،
أو النَّهْكُ: المُبالَغَةُ في كلِّ شيءٍ.
ونَهِكَهُ السلطانُ، كسَمِعَهُ، نَهْكاً ونَهْكَةً: بالَغَ في عُقوبتِه
كأَنْهَكَهُ. وكعُنِيَ: دَنِفَ وضَنِــيَ، فهو مَنْهوكٌ.
ونَهِكَ الشَّرابَ، كسَمِعَ: أفْناهُ.
ونَهَكَهُ الشُّرْبُ، كمَنَع: أضْناهُ.
والمَنْهوكُ من الرَّجَزِ: ما ذَهَبَ ثُلُثاهُ وَبَقِيَ ثُلُثُه. وكأَميرٍ: المُبالِغُ في جميعِ الأشياءِ،
كالناهِكِ، والشُّجاعُ،
كالنَّهوكِ، والقويُّ من الإِبِلِ الصَّؤُولُ، وقد نَهُكَ، ككَرُمَ، في الكلِّ، والسيفُ القاطِعُ، والماضي، والحَسَنُ الخُلُقِ، واسمٌ. وكزُبَيْرٍ وأميرٍ: الحُرْقُوصُ.
وما يَنْهَكُّ: ما يَنْفَكُّ.
و"انْهَكوا أعْقابَكُمْ،
أو لَتَنْهَكَنَّها النارُ": بالِغوا في غَسْلِها وتَنْظيفِها.
وانْهَكُوا وُجوهَ القومِ: اجْهَدُوهم، وابْلُغوا جَهْدَهم.

مَدينَةُ يَثْرِبَ

مَدينَةُ يَثْرِبَ:
قال المنجمون: طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف، وعرضها عشرون درجة، وهي في الإقليم الثاني، وهي مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، نبدأ أولا بصفتها مجملا ثم نفصّل، أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة، وهي في حرّة سبخة الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه، ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد، وللمدينة سور والمسجد في نحو وسطها، وقبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وقبر أبي بكر وقبر عمر، والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلّى النبي، صلّى الله عليه وسلّم، الذي كان يصلّي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الباب وبقيع الغرقد خارج المدينة من شرقيّها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة، وهي شبيهة بالقرية، وأحد جبل في شمال المدينة، وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين، وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة، ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع، والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيّها، وبها مسجد جامع، غير أن أكثر هذه الضياع خراب وكذلك حوالي المدينة ضياع كثيرة أكثرها خراب وأعذب مياه تلك الناحية آبار العقيق، ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال: المديني هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها، والمدني الذي تحول عنها وكان منها، والمشهور عندنا أن النسبة إلى مدينة الرسول مدنيّ مطلقا وإلى غيرها من المدن مدينيّ للفرق لا لعلة أخرى، وربما ردّه بعضهم إلى الأصل فنسب إلى مدينة الرسول أيضا مدينيّ، وقال
الليث: المدينة اسم لمدينة رسول الله خاصة والنسبة للإنسان مدنيّ، فأما العير ونحوه فلا يقال إلا مدينيّ، وعلى هذه الصيغة ينسب أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المديني، كان أصله من المدينة ونزل البصرة وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، والمقدّم في حفّاظ وقته، روى عن سفيان بن عيينة وحمّاد بن زيد وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن بن مهدي وسمع منه ومن جرير بن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم من الأئمة، روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن سعيد البخاري وأحمد بن منصور الرّمادي ومحمد بن يحيى الذّهلي وأبو أحمد المرئيّ وغيرهم من الأئمة، وقال البخاري: ما انتفعت عند أحد إلا عند علي بن المديني، وكان مولده سنة 161 بالبصرة، ومات بسامرّا وقيل بالبصرة ليومين بقيا من ذي القعدة سنة 234، ولهذه المدينة تسعة وعشرون اسما، وهي: المدينة، وطيبة، وطابة، والمسكينة، والعذراء، والجابرة، والمحببة، والمحببة، والمحبورة، ويثرب، والناجية، والموفية، وأكّالة البلدان، والمباركة، والمحفوفة، والمسلمة، والمجنة، والقدسية، والعاصمة، والمرزوقة، والشافية، والخيرة، والمحبوبة، والمرحومة، وجابرة، والمختارة، والمحرمة، والقاصمة، وطبابا، وروي في قول النبي، صلى الله عليه وسلم: رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، قالوا: المدينة ومكة، وكان على المدينة وتهامة في الجاهلية عامل من قبل مرزبان الزارة يجبي خراجها وكانت قريظة والنضير اليهود ملوكا حتى أخرجهم منها الأوس والخزرج من الأنصار، كما ذكرناه في مأرب، وكانت الأنصار قبل تؤدي خراجا إلى اليهود، ولذلك قال بعضهم:
نؤدي الخرج بعد خراج كسرى ... وخرج بني قريظة والنضير
وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: من صبر على أوار المدينة وحرّها كنت له يوم القيامة شفيعا شهيدا، وقال، صلى الله عليه وسلم، حين توجّه إلى الهجرة: اللهم إنك قد أخرجتني من أحبّ أرضك إليّ فأنزلني أحب أرض إليك، فأنزله المدينة، فلما نزلها قال: اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا واسعا، وقال، عليه الصلاة والسلام:
من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة، وعن عبد الله بن الطّفيل: لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة وثب على أصحابه وباء شديد حتى أهمدتهم الحمّى فما كان يصلي مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلا اليسير فدعا لهم وقال:
اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما كان بها من وباء بخمّ، وفي خبر آخر: اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشدّ وصححها وبارك لنا في صاعها ومدّها وانقل حمّاها إلى الجحفة، وقد كان همّ، صلّى الله عليه وسلّم، أن ينتقل إلى الحمى لصحته، وقال: نعم المنزل الحمى لولا كثرة حيّاته، وذكر العرض وناحيته فهمّ به وقال: هو أصح من المدينة، وروي عنه، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال عن بيوت السّقيا: اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ورسولك دعاك لأهل مكة وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخمّ، اللهم إني قد
حرّمت ما بين لابتيها كما حرّم إبراهيم خليلك، وحرّم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية ورخّص في الهش وفي متاع الناضح ونهى عن الخبط وأن يعضد ويهصر، وكان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمّر بها الدور والآطام واتخذ بها الضياع العماليق وهم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقيل في نسبهم غير ذلك مما ذكر في هذا الكتاب، ونزلت اليهود بعدهم الحجاز وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كلّه إلى الشام ومصر، فجبابرة الشام وفراعنة مصر منهم، وكان منهم بالبحرين وعمان أمّة يسمون جاسم، وكان ساكنو المدينة منهم بنو هفّ وسعد ابن هفّان وبنو مطرويل، وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل وأهل تيماء ونواحيها، وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم، وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها أن موسى بن عمران، عليه السلام، بعث إلى الكنعانيّين حين أظهره الله تعالى على فرعون فوطئ الشام وأهلك من كان بها منهم ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلا من دخل في دينه، فقدموا عليهم فقاتلوهم فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم وأسروا ابنا له شابّا جميلا كأحسن من رأى في زمانه فضنّوا به عن القتل وقالوا:
نستحييه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه، فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم فأخبروهم بما فتح الله عليهم، قالوا: فما هذا الفتى الذي معكم؟ فأخبروهم بقصته، فقالوا: إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم، والله لا دخلتم علينا بلادنا أبدا، فحالوا بينهم وبين الشام، فقال ذلك الجيش: ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه وقتلتم أهله فارجعوا إليه، فعادوا إليها فأقاموا بها فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة، ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون، عليه السلام، فكانت لهم الأموال والضياع بالسافلة، والسافلة ما كان في أسفل المدينة إلى أحد، وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى أحد، وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى مسجد قباء وما إلى ذلك إلى مطلع الشمس، فزعمت بنو قريظة أنهم مكثوا كذلك زمانا ثم إن الروم ظهروا على الشام فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم، فلما فصلوا من الشام وجّه ملك الروم في طلبهم من يردّهم فأعجزوا رسله وفآتوهم وانتهى الروم إلى ثمد بين الشام والحجاز فماتوا عنده عطشا فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم، وذكر بعض علماء الحجاز من اليهود أن سبب نزولهم المدينة أن ملك الروم حين ظهر على بني إسرائيل وملك الشام خطب إلى بني هارون وفي دينهم أن لا يزوّجوا النصارى فخافوه وأنعموا له وسألوه أن يشرّفهم بإتيانه، فأتاهم ففتكوا به وبمن معه ثم هربوا حتى لحقوا بالحجاز وأقاموا بها، وقال آخرون: بل علماؤهم كانوا يجدون في التوراة صفة النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرّتين، فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة حرصا منهم على اتباعه، فلما رأوا تيماء وفيها النخل عرفوا صفته وقالوا:
هو البلد الذي نريده، فنزلوا وكانوا أهله حتى أتاهم تبّع فأنزل معهم بني عمرو بن عوف، والله أعلم أيّ ذلك كان، قالوا: فلما كان من سيل العرم ما كان،
كما ذكرناه في مأرب، قال عمرو بن عوف: من كان منكم يريد الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل، المدركات بالدّخل، فليلحق بيثرب ذات النخل، وكان الذين اختاروها وسكنوها الأنصار وهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وأمهم في قول ابن الكلبي قيلة بنت الأرقم بن عمرو ابن جفنة، ويقال: قيلة بنت هالك بن عذرة من قضاعة، وقال غيره: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ولذلك سمي بنو قيلة فأقاموا في مكانهم على جهد وضنــك من العيش، وكان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان، وفي كتاب ابن الكلبي: الفطيون، بكسر الفاء والياء بعد الطاء، وكانت اليهود والأوس والخزرج يدينون له، وكانت له فيهم سنّة الّا تزوّج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضّها إلى أن زوّجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي، فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس، فقال لها: قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك، قالت: الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي، ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها وقد أرمضه قولها فقال لها: هل عندك من خير؟ قالت: نعم، فماذا؟ قال: أدخل معك في جملة النساء على الفطيون فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد، قالت: افعل، فتزيّا بزيّ النساء وراح معها فلما خرج النساء من عندها دخل الفطيون عليها فشدّ عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام فدخل على ملك من ملوك غسّان يقال له أبو جبيلة، وفي بعض الروايات أنه قصد اليمن إلى تبّع الأصغر ابن حسّان فشكا إليه ما كان من الفطيون وما كان يعمل في نسائهم وذكر له أنه قتله وهرب وأنه لا يستطيع الرجوع خوفا من اليهود، فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمسّ طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذلّ من بها من اليهود، وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصّنوا في آطامهم وأمرهم بكتمان ما أسرّه إليهم ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم، فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصّته وحشمه، فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعزّ أهل المدينة وقمعوا اليهود وسار ذكرهم وصار لهم الأموال والآطام، فقال الرّمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم ابن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة:
لم يقض دينك مل حسا ... ن وقد غنيت وقد غنينا
الراشقات المرشقا ... ت الجازيات بما جزينا
أشباه غزلان الصّرا ... ثم يأتزرن ويرتدينا
الرّيط والديباج وال ... حلي المضاعف والبرينا
وأبو جبيلة خير من ... يمشي وأوفاهم يمينا
وأبرّهم برّا وأع ... لمهم بفضل الصالحينا
أبقت لنا الأيام وال ... حرب المهمّة يعترينا
كبشا له زرّ يف ... لّ متونها الذّكر السّنينا
ومعاقلا شمّا وأس ... يافا يقمن وينحنينا
ومحلّة زوراء تج ... حف بالرجال الظالمينا
ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم، فبلغه ذلك فقال:
تحايا اليهود بتلعانها ... تحايا الحمير بأبوالها
وماذا عليّ بأن يغضبوا ... وتأتي المنايا باذلالها!
وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها:
بأهلي رمّة لم تغن شيئا ... بذي حرض تعفّيها الرياح
كهول من قريظة أتلفتهم ... سيوف الخزرجية والرماح
ولو أذنوا بأمرهم لحالت ... هنالك دونهم حرب رداح
ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلّل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج فعندها تفرّقوا في عالية المدينة وسافلتها فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة فأقام مع أهلها قاهرا لهم، ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام، فلما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة إلى المدينة مهاجرا أقطع الناس الدور والرباع فخطّ لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرحمن ابن عوف الحصن المعروف به وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليّين الخطّة المشهورة بهم عند المسجد وأقطع الزبير بن العوّام بقيعا واسعا وجعل لطلحة بن عبيد الله موضع دوره ولأبي بكر، رضي الله عنه، موضع داره عند المسجد، وأقطع كل واحد من عثمان بن عفّان وخالد بن الوليد والمقداد وعبيد والطفيل وغيرهم مواضع دورهم، فكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقطع أصحابه هذه القطائع فما كان في عفا من الأرض فإنه أقطعهم إياه وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له فكان يقطع من ذلك ما شاء، وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه، وأما مسجد النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقال ابن عمر: كان بناء المسجد على عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وسقفه جريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا فزاد فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ثم غيّره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصّة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا وزاد فيه. وكان لما بناه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، جعل له بابين شارعين باب عائشة والباب الذي يقال له باب عاتكة وبابا في مؤخر المسجد يقال له باب مليكة وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل، وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع، فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم، وكان بين المنبر وبين الجدار في عهد النبي، صلّى الله عليه وسلّم، قدر ما تمرّ الشاة، وكان طول المسجد في عهد عمر، رضي الله عنه، مائة وأربعين ذراعا وارتفاعه أحد عشر ذراعا، وكان بنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وجعل له ستة أبواب وحصّنه، وروي أن عمر أول من حصّن المسجد وبناه سنة 17 حين رجع من سرع وجعل طول جداره من خارج ستة عشر ذراعا، وكان أول عمل عثمان إياه في شهر ربيع الأول سنة 29 وفرغ من بنائه في المحرم سنة 30 فكانت مدة عمله عشرة أشهر وقتل عثمان وليس له شرّافات فعملها والمحراب عمر بن عبد العزيز، ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه فاستعمل عمر على ذلك صالح بن كيسان وكتب الوليد إلى ملك الروم يطلب منه عمّالا وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي، صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط ووجّه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا وأحمالا من الفسيفساء، فهدم الروم والقفط المسجد وخمّروا النورة للفسيفساء سنة وحملوا القصّة من بطن نخل وعملوا الأساس بالحجارة والجدار والأساطين بالحجارة المطابقة وجعلوا عمد المسجد حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص، وجعل عمر المحراب والمقصورة من ساج وكان قبل ذلك من حجارة وجعل طول المسجد مائتي ذراع وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين وهو سقف دون سقف، قال صالح بن كيسان: ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة 87 وفرغت منه لانسلاخ سنة 89 فكانت مدة عمله ثلاث سنين، وكان طوله يومئذ مائتي ذراع في مثلها فلم يزل كذلك حتى كان المهدي فزاد في مؤخره مائة ذراع وترك عرضه مائتي ذراع على ما بناه عمر بن عبد العزيز، وأما عبد الملك بن شبيب الغساني في سنة 160 فأخذ في عمله وزاد في مؤخره ثم زاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسّعه، وقرئ على موضع زيادة المأمون: أمر عبد الله بعمارة مسجد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، سنة 202 طلب ثواب الله وطلب كرامة الله وطلب جزاء الله فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا، والمؤذنون في مسجد المدينة من ولد سعد الفرط مولى عمّار بن ياسر، ومن خصائص المدينة أنها طيبة الريح وللعطر فيها فضل رائحة لا توجد في غيرها وتمرها الصّيحاني لا يوجد في بلد من البلدان مثله، ولهم حب اللبان ومنها يحمل إلى سائر البلدان، وجبلها أحد قد فضّله رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة، وحرّم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية، واستعمل على الحمى بلال بن الحارث المزني فأقام عليه حياة رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وفي أيامه مات، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: لأن أوتى برجل يحمل خمرا أحب إليّ من أن أوتى به وقد قطع من الحرم شيئا، وكان عمر بن الخطاب ينهى أن يقطع العضاه فتهلك مواشي الناس وهو يقول لهم عصمة، وأخبار مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كثيرة وقد صنف فيها وفي عقيقها وأعراضها وجبالها كتب ليس من شرطنا ذكرها إلا على ترتيب الحروف وقد فعلنا ذلك، وفيما ذكرناه مما يخصها كفاية، والله يحسن لنا العافية ولا يحرمنا ثواب حسن النية في الإفادة والاستفادة بحق محمد وآله، وأما المسافات فإن من المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل، ومن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة، وطريق البصرة إلى المدينة نحو من ثماني عشرة مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة بقرب
معدن النقرة، ومن الرّقّة إلى المدينة نحو من عشرين مرحلة، ومن البحرين إلى المدينة نحو خمس عشرة مرحلة، ومن دمشق إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومثله من فلسطين إلى المدينة على طريق الساحل، ولأهل مصر وفلسطين إذا جاوزوا مدين طريقان إلى المدينة أحدهما على شغب وبدا وهما قريتان بالبادية كان بنو مروان أقطعوهما الزهريّ المحدّث وبها قبره، حتى ينتهي إلى المدينة على المروة، وطريق يمضي على ساحل البحر حتى يخرج بالجحفة فيجتمع بهما طريق أهل العراق وفلسطين ومصر.

ضَنْكًا

{ضَنْكًا}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {مَعِيشَةً ضَنْكًا}
فقال ابن عباس: الضنك الشديد. واستشهد بقول الشاعر:
والخيل قد لحقتْ بها في مأزقٍ. . . ضَنْكٍ نواحيه، شديد المقدمِ
(تق، ك)
= الكلمة من آية طه 124:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة.

معناها عند الفراء، الضيقة الشديدة، بالتأنيث، لأن الضيقّ لست كضنك:
يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، والمذكر والمؤنث: عيش ضنك ومعيشة ضنك، وُصِفَ بالمصدر. وهي عند أهل التأويل كذلك الضيق، أو الضيق الشديد واختلاف أقوالهم فيها إنما هو في وجه هذا الضنك: قيل عذاب القبر، وقيل الكسب الحرام، وقيل الزقوم (الطبري، القرطبي.) والقرآن لم يستعمل ضنكاً إلا في هذا الموضع، نذيراً لمن أعرض عن ذكره تعالى، يحشره سبحانه يوم القيامة أعمى.
وأما الضيق، فجاء في ضيق النفس والأرض على الثلاثة الذين خلفوا عن الخروج مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، لغير نفاق: {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} التوبة 118 وفي ضيق الصدر بآيات الحجر 97، والشعراء 13، والأنعام 135 ومعها، آيات: النحل 127 {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} والنمل 71، وهود 12 {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} والخطاب في الآيات الثلاث، للنبي عليه الصلاة والسلام. وآيتا هود 77، والعنكبوت 33 في ضيق لوط عليه السلام بضيفه: {سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}
وجاء الضيق في سياق عذاب الآخرة، في آية الفرقان 13:
{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}
يبدو أن الضنك، في البيان القرآني، أشد الضيق وهو في الشاهد للمأزق وضنــك السعال يأخذ بالخناق.
وأما الضيق، فأعمُّ في الدلالة من الضنك، يكون من عذابٍ كآية الفرقان، ويكون من ضيق الصدر هماً وكربا، كما يكون من ضيق الأرض والمكان. والله أعلم.
أو بعبارة موجزة: الضيق نقيض السعة، على الحقيقة أو المجاز. والضنك: أشد الضيق والمأزق. "ويقال: إن المال الحرام ضنك، وإن كثر واتُّسِعَ فيه" الأساس.

جَمْعٌ

جَمْعٌ:
ضدّ التفرق: هو المزدلفة، وهو قزح، وهو المشعر، سمي جمعا لاجتماع الناس به قال ابن هرمة:
سلا القلب، إلّا من تذكّر ليلة ... بجمع وأخرى أسعفت بالمحصّب
ومجلس أبكار، كأنّ عيونها ... عيون المها أنضين قدّام ربرب
وقال آخر:
تمنّى أن يرى ليلى، بجمع، ... ليسكن قلبه مما يعاني
فلما أن رآها خوّلته ... بعادا، فتّ في عضد الأماني
إذا سمح الزمان بها وضنّــت ... عليّ، فأي ذنب للزمان؟
وجمع أيضا: قلعة بوادي موسى، عليه السلام، من جبال الشراة قرب الشّوبك.

موضونة

وض ن [موضونة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ .
قال: الموضونة: ما يــوضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت وهو يقول:
أعددت للهيجاء موضونة ... فضفاضة كالنّهى بالقاع 

علم التعابي العددية، في الحروب

علم التعابي العددية، في الحروب
وهو: علم يتعرف منه: كيفية ترتيب العساكر في الحروب، وكيفية تسوية صفوفها أزواجا، وأفرادا، وتعيين أعداد الصفوف، وأعداد الرجال، في كل صف منها، وهيئة الصفوف: إما على التدوير، أو التثليث، أو التربيع،... إلى غير ذلك، حسبما تقتضيه الأحوال.
وبينوا: أن في رعاية الترتيب المذكور ظفرا بالمرام، ونصرة على الأعداء، ولا يكون مغلوبا أبدا - بإذن الله سبحانه وتعالى -، إلا أن العلماء أخفوا هذا العلم، وضنــوا به عن الأغيار.
وللشيخ: عبد الرحمن بن السادة الحرفية.
تصنيف في هذا العلم، لكن ضن بعض الضن، إلا أن من وقف على أسرار الخواص الحرفية والعددية، لا يخفى عليه خافية.
هذا ما ذكره: أبو الخير.
وجعله من: فروع علم العدد.
وذكر علم ترتيب العسكر من: فروع الحكمة العملية، كما مر.
وفيه: من الخلط والتكرار، ولو بتغاير الاعتبار، ما لا يخفى.

شفت

(شفت)
الشَّمْس شفوا قاربت الْغُرُوب وَالله العليل شِفَاء أَبرَأَهُ من علته
شفت: شفّت: على وزن فعّل: طرحُ موضوع والقول فيه بكل ما يمكن أن يقال، تدفقٌ بقوة وضنــىً في الجدال.
شفّتْ: استنفاد القوى.
شفَّت نفسه: انضنى، جف، نفد.
شفت: تيبسٌ، جفاف، انقطاع عن التدفق (بوشر).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.