وزجل بِهِ زجلا رَفعه وَرمــى بِهِ وَفُلَانًا بِالرُّمْحِ زجه وَالْحمام وَبِه أرْسلهُ على بعد
وزجل بِهِ زجلا رَفعه وَرمــى بِهِ وَفُلَانًا بِالرُّمْحِ زجه وَالْحمام وَبِه أرْسلهُ على بعد
خمص: الخَمْصانُ والخُمْصانُ: الجائعُ الضامرُ البطنِ، والأُنثى
خَمْصانةٌ وخُمْصانةٌ، وجَمْعُها خِمَاصٌ، ولم يجمعوه بالواو والنون، وإِن دخلَت
الهاءُ في مؤنثه، حملاً له على فَعْلان الذي أُثناه فَعْلى لأَنه مثله
في العِدّة والحركة والسكون؛ وحكى ابن الأَعرابي: امرأَة خَمْصى وأَنشد
للأَصم عبد اللّه بن رِبْعِيٍّ الدُّبَيْري:
ما لِلّذي تُصْبي عجوزٌ لا صَبا،
سَريعةُ السُّخْطِ بَطِيئةُ الرِّضا
مُبِينةُ الخُسْرانِ حينَ تُجْتَلى،
كأَن فاها مِيلغٌ فيه خُصى،
لكنْ فَتاةٌ طفْلة خَمْصى الحَشا،
عَزِيزةٌ تَنام نَوْماتِ الضُّحى
مثلُ المَهاةِ خَذَلَت عن المَها
والخَمَصُ: خَماصةُ البطن، وهو دِقّةُ خِلْقتِه. ورجل خُمْصان وخَمِيصُ
الحَشا أَي ضامر البطن. وقد خَمِصَ بطنُه يَخْمَصُ وخَمُصَ وخَمِصَ
خَمْصاً وخَمَصاً وخَماصة. والخَميص: كالخُمْصانِ، والأُنثى خَميصة. وامرأَة
خَمِيصةُ البطن: خُمْصانةٌ، وهُنّ خُمْصاناتٌ. وفي حديث جابر: رأَيت
بالنبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ خَمْصاً شديداً. ومنه الحديث: كالطير تَغْدُو
خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي تَغْدو بُكْرةً وهي جِيَاعٌ وتروح عِشاءً
وهي مُمْتَلِئةُ الأَجوافِ؛ ومنه الحديث الآخر: خِمَاصُ البُطونِ خِفاف
الظهور أَي أَنهم أَعِفَّةٌ عن أَموال الناس، فهم ضامرو البطون من أَكلها
خِفافُ الظهورِ من ثِقلِ وِزْرِها.
والمِخْماصُ: كالخَمِيص؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:
أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَيَّةٍ،
تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ
والخَمْصُ والخَمَصُ والمَخْمَصَة: الجوع، وهو خَلاء البطن من الطعام
جوعاً. والمَخْمَصة: المَجاعةُ، وهي مصدرٌ مثل المَغْضَبَةِ والمَعْتَبةِ،
وقد خَمَصه الجوعُ خَمْصاً ومَخْمَصةً. والخَمْصةُ: الجَوْعة. يُقال: ليس
البِطْنةُ خيراً من خَمْصةٍ تتبعها. وفلان خَمِيصُ البطنِ عن أَموال
الناس أَي عَفِيفٌ عنها. ابن بري: والمَخامِيصُ خُمُصُ البطونِ لأَن كثرةَ
الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ.
والأَخْمَصُ: باطنُ القَدَم وما رَقَّ من أَسْفلها وتجافى عن الأَرض،
وقيل: الأَخْمَصُ خَصْرُ القدم. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قول
عليّ، كرم اللّه وجهه، في الحديث كان رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،
خُمْصانَ الأَخْمَصَين، فقال: إِذا كان خَمَصُ الأَخْمَصِ بِقَدْرٍ لم
يرتفِع جدّاً ولم يستوِ أَسْفلُ القدمِ جِدّاً فهو أَحسنُ ما يكون، فإِذا
استوى أَو ارتفع جدّاً فهو ذمّ، فيكون المعنى أَن أَخْمَصَه مُعْتدل
الخَمَصِ. الأَزهري: الأَخْمَصُ من القدم الموضع الذي لا يَلْصَقُ بالأَرض منها
عند الوطءِ. والخُمْصانُ: المبالِغُ منه، أَي أَن ذلك الموضع من أَسْفلِ
قدَمِه شديدُ التجافي عن الأَرض. الصحاح: الأَخْمَصُ ما دخل من باطن
القدم فلم يُصِب الأَرض.
والتَّخامُصُ: التجافي عن الشيء؛ قال الشماخ:
تَخامَصُ عن بَرْدِ الوِشاحِ، إِذا مَشَتْ،
تَخامُصَ جافي الخيلِ في الأَمْعَزِ الوَجِي
وتقول للرجل: تَخامَصْ للرجُلِ عن حَقِّه وتَجافَ له عن حَقِّه أَي
أَعْطِه. وتَخامَصَ الليلُ تَخامُصاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه عند وقت السحَر؛
قال الفرزدق:
فما زِلْتُ حتى صعَّدَتْني حِبالُها
إِليها، ولَيْلي قد تَخامَصَ آخرُهْ
والخَمْصةُ: بَطْنٌ من الأَرض صغيرٌ لَيّنُ المَوْطِئِ.
أَبو زيد: والخَمَصُ الجُرْحُ. وخَمَصَ الجُرْحُ يَخْمُصُ خُموصاً
وانْخَمَصَ، بالخاء والحاء: ذهب ورَمُــه كحَمَصَ وانْحَمَصَ؛ حكاه يعقوب وعدّه
في البدل؛ قال ابن جني: لا تكون الخاء فيه بدلاً من الحاء ولا الحاء
بدلاً من الخاء، أَلا ترى أَن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرُّفَ
صاحبِه فليست لأَحدهما مَزِيَّةٌ من التصرُّف؟ والعموم في الاستعمال يكون
بها أَصلاً ليست لصاحبه.
والخَمِيصةُ: بَرْنَكانٌ أَسْوَدُ مُعْلَم من المِرْعِزَّى والصُّوفِ
ونحوه. والخَمِيصةُ: كساء أَسْودُ مُرَبَّع له عَلَمانِ فإِن لم يكن
مُعْلماً فليس بخميصة؛ قال الأَعشى:
إِذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَمِيصةً
عليها، وجِرْيالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصَا
أَراد شعرها الأَسود، شَبَّهه بالخَمِيصة والخَمِيصةُ سَوْداء، وشبّه
لونَ بَشَرَتِها بالذهب. والنَّضِيرُ: الذهب. والدُّلامِصُ: البَرّاق. وفي
الحديث: جئتُ إِليه وعليه خَمِيصة، تكرر ذكرها في الحديث، وهي ثوبُ خَزٍّ
أَو صُوفٍ مُعلَم، وقيل: لا تسمى خَمِيصة إِلا أَن تكون سَوْداءَ
مُعْلَمة، وكانت من لباس الناس قديماً، وجمعها الخَمائِصُ، وقيل: الخمائص ثيابٌ
من خَزٍّ ثخانٌ سُودٌ وحُمْر ولها أَعْلامٌ ثِخانٌ أَيضاً. وخُماصة: اسم
موضع( ) بهامش الأصل هنا ما نصه: حاشية لي من غير الاصول، وفي الحديث:
صلّى بنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، العصر بالمخمص، هو بميم
مضمومة وخاء معجمة ثم ميم مفتوحتين، وهو موضع معروف. .
رشم: رَشَمَ إليه رَشْماً: كتب. والرَّشْم: خاتم البُر وغيره من الحبوب،
وقيل: رَشْمُ كل شيء علامته، رَشَمَهُ يَرْشُمِهُ رَشْماً، وهو وضع
الخاتم على فراء البُر فيبقى أََثره فيه، وهو الرَّوْشَمُ، سوادية. الجوهري:
الروشم اللوح الذي يختم به البَيادر، بالسين والشين جميعاً. قال أبو
تراب: سمعت عَرَّاماً يقول الرَّسْمُ والرَّشْمُ الأَثَرُ. ورَسَمَ على كذا
ورَشَمَ أي كتب. ويقال للخاتم الذي يختم البُرَّ: الرَّوْشَمُ
والرَّوْسَمُ. والرَّشْم: مصدر رَشَمْتُ الطعام أَرْشُمُهُ إذا ختمته. والرَّوْشَمُ:
الطابَعُ، لغة في الرَوْسَمِ. وقال أبو حنيفة: ارْتَشَمَ ختم إناءه
بالرَّوْشَم.
والرَّشَمُ، بالتحريك، والرَّوْشَم: أوَّل ما يظهر من النبت. يقال: فيه
رَشَمٌ من النبات. وأَرْشَمَتِ الأرضُ: بدا نبتها. وأَرْشَمَتِ المَهاةُ:
رأَت الرَّشَمَ فَرَعَتْهُ؛ قال أبو الأَخْزَر الحماني:
كم من كَعابٍ كالمَهاة المُرْشِمِ
ويروى المُوشِم، بالواو، يعني التي نبت لها وَشْمٌ من الكَلإ، وهو
أوّله، يشبَّه بوَشْمِ النساء. وعامٌ أَرْشَمُ: ليس بجَيّد خَصيب. ومكان
أَرْشَمُ كأبْرَشَ إذا اختلفت أَلوانه. اللحياني: بِرْذَوْن أرْشَمُ وأرْمَشُ
مثل الأبْرَشِ في لونه؛ قال: وأرض رَشْماءُ ورَمْــشاء مثل البَرْشاء إذا
اختلفت ألوان عُشْبها. وأَرْشَمَ الشجرُ: أَخرج ثمره كالحمص؛ عن ابن
الأعرابي. وأرْشَمَ الشجرُ وأرْمَشَ إذا أَورق. والأَرْشَمُ: الذي يتشَمَّمُ
الطعام ويحرص عليه؛ قال البَعِيثُ يهجو جَريراً:
لَقًى حملتهُ أمُّه، وهي ضَيْفَةٌ،
فجاءَتْ بيَتْنٍ للضِّيافة أَرْشَما
ويروى:
فجاءت بنَزٍّ للنُّزالة أَرْشَما
قال ابن سيده: وأنشد أبو عبيد هذا البيت لجرير، قال: وهو غلط. الجوهري:
الرَّشَمُ مصدر قولك رَشِمَ الرجلُ، بالكسر، يَرْشَمُ إذا صار أَرْشَمَ،
وهو الذي يتشمَّمُ الطعام ويحرص عليه. وقال ابن السكيت في قوله أَرْشَما
قال: في لونه بَرَشٌ يشوب لونَه لون آخر يدل على الريبة، قال: ويروى من
نُزالة أرْشَما؛ يريد من ماء عبدٍ أَرْشَمَ. والأَرْشَم: الذي به وَشْمٌ
وخطوط. والأَرْشَمُ: الذي ليس بخالص اللون ولا حُرِّهِ. والأرْشَمُ:
الشَّرِهُ. وأَرْشَمَ البرقُ: مثل أَوْشَمَ. وغيث أرْشَم: قليل مذموم. ورَشَمَ
رَشْماً
(* قوله «ورشم رشماً» هذه عبارة المحكم وهي مضبوطة فيه بهذا
الضبط كالأصل، ويخالفه ما تقدم قريباً عن الجوهري وهو الذي في القاموس
والتكملة). كرَشَنَ إذا تَشَمَّمَ الطعام وحَرِصَ عليه. والرَّشْمُ: الذي يكون
في ظاهر اليد والذراع بالسواد؛ عن كراع، والأَعرف الوَشْمُ، بالواو.
الليث: الرَّشْمُ أن تُرشمَ يد الكُرْدِيِّ والعِلْجِ كما تُوشَمُ يدُ
المرأة بالنِّيل لكي تُعرف بها، وهي كالوَشْمِ. والرُّشْمَةُ: سواد في وجه
الضبع مشتق من ذلك، وضبع رَشْماءُ، والله أَعلم.
رسم: الرَّسْمُ: الأَثَرُ، وقيل: بَقِيَّةُ الأَثَر، وقيل: هو ما ليس له
شخص من الآثار، وقيل: هو ما لَصِقَ بالأَرض منها. ورَسْمُ الدار: ما كان
من آثارها لاصقاً بالأرض، والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ. ورَسَمَ الغيث
الدار: عَفّاها وأَبقى فيها أثراً لاصقاً بالأرض؛ قال الحُطَيئَةُ:
أَمِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ ومُصِيفُ،
لعَينيك من ماءِ الشُّؤُون وكِيفُ؟
رفع مُرْبِعاً بالمصدر الذي هو رَسْمٌ، أراد: أمن أن رَسَمَ مُرْبِعٌ
ومُصيفٌ داراً.
وتَرَسَّمَ الرَّسْمَ: نظر إليه. وتَرَسَّمْتُ أي نظرت إلى رُسُوم
الدار. وتَرَسَّمْتُ المنزل: تأملت رَسْمَهُ وتَفَرَّسْتُهُ؛ قال ذو
الرمة:أَأَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاء مَنْزِلَةً
ماءُ الصَّبابةِ، من عَيْنَيْك، مَسْجُومُ؟
وكذلك إذا نظرت وتفرسْت أين تحفر أو تبني؛ وقال:
الله أَسْقاك بآل الجَبّار
تَرَسُّم الشيخ وضَرْب المِنْقار
والرَّوْسَمُ: كالرَّسْمِ؛ وأنشد ابن بري للأَخْطل:
أَتَعْرِفُ من أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما
مُحِيلاً، ونُؤْياً دارِساً مُتَهَدِّما؟
والرَّوْسَمُ: خشبة فيها كتاب منقوش يُخْتَمُ بها الطعامُ، وهو بالشين
المعجمة أَيضاً. ويقال: الرَّوْسَمُ شيء تجلى به الدنانير؛ قال كثيِّر:
من النَّفَرِ البِيضِ الذين وُجُوهُهُمْ
دَنانيرُ شِيفَتْ، من هِرَقْلٍ، برَوْسَمِ
ابن سيده: الرَّوْسَمْ الطابَعُ، والشين لغة، قال: وخص بعضهم به
الطابَعَ الذي يُطْبَعُ به رأَس الخابية، وقد جاء في الشعر: قُرْحة برَوْسَمِ أي
بوجه الفرس. وإن عليه لرَوْسَماً أي علامة حسنٍ أو قُبح؛ قاله خالد بن
جبلة، والجمع الرَّواسِمُ والرَّواسِيمُ؛ قال أبو تراب: سمعت عَرَّاماً
يقول هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر. ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ إذا كتب.
وقال أبو عمرو: يقال للذي يطبع به رَوْسَمٌ ورَوْشَمٌ وراسُوم وراشُوم مثل
رَوْسَمِ الأَكْداسِ ورَوْسَم الأَمير؛ قال ذو الرمة:
ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها،
كأنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ
والرَّواسيم: كُتب كانت في الجاهلية، والهِدَمْلاتُ: رِمال معروفة
بناحية الدَّهناء؛ وناقة رَسُومٌ.
وثوب مُرَسَّمٌ، بالتشديد: مخطَّط؛ وفي حديث زَمْزَمَ: فرُسِّمَتْ
بالقَباطِيّ والمَطارِف حتى نزحوها أي حشوها حشواً بالغاً، كأَنه مأْخوذ من
الثياب المُرَسَّمَةِ، وهي المخططة خطوطاً خَفِيَّة.
ورَسَمَ في الأرض: غاب. والرَّاسِمُ: الماء الجاري. وناقة رَسُومٌ: تؤثر
في الأرض من شدة الوطء. ورَسَمَتِ الناقة تَرْسِمُ رَسِيماً: أَثَّرَتْ
في الأرض من شدة وطئها، وأَرْسَمْتها أنا؛ فأما قول الهذلي:
والمُرْسِمون إلى عبد العَزيز بها
مَعاً وشَتَّى، ومن شَفْعٍ وفُرَّادِ
إنما أراد المُرْسموها فزاد الباء وفصل بها بين الفعل ومفعوله.
والرَّسْمُ: الركِيّةُ تدفنها الأرض، والجمع رِسامٌ.
وارْتَسَم الرجل: كَبَّرَ ودعا. والارْتِسامُ: التكبير والتَّعَوُّذ؛
قال القطامي:
في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحبُهُ،
إذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارْتَسَما
وقال الأعشى:
وقابَلَها الريحُ في دَنِّها،
وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ
قال أبو حنيفة: ارْتَسَمَ ختم إناءَها الرَّوْسَمِ، قال: وليس بقوي.
والرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهية. والرَّسِيمُ من سير الإبل: فوق
الذَّميل، وقد رَسَمَ يَرْسِمُ، بالكسر، رَسِيماً، ولا يقال أَرْسَمَ؛ وقول
حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:
أَجَدَّتْ برِجْلَيْها النَّجاءَ وكَلَّفَتْ
بعيرَيْ غلامَيَّ الرَّسِيمَ، فأَرْسَما
وفي رواية
(* قوله «وفي رواية كلفت إلخ» كذا هو بالأصل ولعله غلامي
بعيري).
. . . . كَلَّفَتْ
غلامي الرَّسِيم فأَرسما
قال أبو حاتم: إنما أراد أَرسم الغلامان بعيريهما ولم يرد أَرْسَمَ
البعيرُ.
والرَّسُومُ: الذي يبقى على السير يوماً وليلة. وفي الحديث: لما بلغ
كُراع الغَمِيم إذا الناسُ يَرْسِمُونَ نحوه أي يذهبون إليه سراعاً،
والرَّسِيمُ: ضرب من السير سريع مؤثر في الأرض. والرَّسَمُ: حُسْن المشي.
ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَه إذا امتَثله. وراسِمٌ: اسم.
مرن: مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً: وهو لِينٌ في صَلابة.
ومَرَّنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه. ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا
استمرّ، وهو لَيِّنٌ في صلابة. ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ
واستمَرَّتْ. والمَرَانةُ: اللِّينُ. والتَّمْرينُ: التَّلْيينُ. ومَرَنَ
الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ. ورمْــحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ
لَيِّنٌ، وكذلك الثوبُ. والمُرّانُ، بالضم وهو فُعّالٌ: الرماح الصُّلْبة
اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة. وقال أَبو عبيد: المُرّانُ نبات الرماح.
قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت. ابن
الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه، ولذلك يقال قناة
لَدْنَةٌ. ورجل مُمَرَّنُ الوجه: أَسِيلُه. ومَرَنَ وجهُ الرجل على هذا الأَمر.
وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه؛ قال رؤبة:
لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ
قال ابن بري: صوابه مَعِكٍ، بالكاف. يقال: رجل مَعِكٌ أَي مماطل؛ وبعده:
أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ
والمصدر المُرُونة. ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم
يَنْجَعْ فيه. ومَرَنَ
على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة: تعوَّده واستمرَّ عليه. ابن سيده:
مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ؛ قال:
قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ،
وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ،
وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ
ومَرَّنه عليه فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب. ولا أَدري أَيُّ مَنْ
مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ. والمَرْنُ: الأَديمُ المُلَيَّن
المَدْلوك. ومَرَنْتُ الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تمريناً، وقد
مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ. وأَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَنَ أَي لانَ.
وقد مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه. والمَرْنُ: ضرب من الثياب؛ قال ابن الأَعرابي:
هي ثيابٌ قُوهِيَّة؛ وأَنشد للنمر:
خفيفاتُ الشُّخُوصِ، وهُنَّ خُوصٌ،
كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ
وقال الجوهري: المَرْنُ الفِرَاء في قول النمر:
كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ
ومَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها: ضربها به. وما زالَ ذلك مَرِنَك
أَي دَأْبَكَ. قال أَبو عبيد: يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك
ودَيْدَنَك أَي عادَتَك. والقومُ على مَرِنٍ واحدٍ: على خُلُقٍ
مُسْتوٍ، واسْتَوَتْ أَخلاقُهم. قال ابن جني: المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ
والكَذِبِ، والفعل منه مَرَنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له،
وإِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه، قلت أَنت: أَو مَرِناً ما
أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك. الجوهري:
والمَرِنُ، بكسر الراء، الحالُ والخُلُق. يقال: ما زال ذلك مَرِِني أَي
حالي. والمارِن: الأَنف، وقيل: طَرفه، وقيل: المارِنُ ما لان من الأَنف،
وقيل: ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة، وما لان من
الرُّمْح؛ قال عُبيد يذكر ناقتَه:
هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً،
ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس
ومَرْنا الأَنفِ: جانباه؛ قال رؤبة:
لم يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ
أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب، ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف، وفي
حديث النخعي: في المارِنِ الدِّيَةُ؛ المارِنُ
من الأَنف: ما دون القَصبة. والمارنان: المُنْخُران.
ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ: ظهر لهم أَنها قد
لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ، وقيل: هي التي يُكْثرُ
الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح، وقيل: هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر
عليها الفحل. وناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح. ومَرَنَ
البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً: دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من
حَفىً به. والتَّمْرين: أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه
بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة؛ وقال ابن مقبل يصف باطنَ
مَنسِم البعير:
فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما
سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون
وقال أَبو الهيثم: المَرْنُ العمَل بما يُمَرِّنُها، وهو أَن يَدْهَنَ
خُفَّها بالوَدك. وقال ابن حبيب: المَرْنُ الحَفاءُ، وجمعه أَمْرانٌ؛ قال
جرير:
رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها
طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَمْران
وناقة مُمارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكوبة. قال الجوهري: والمُمارِنُ من النُّوق
مثلُ المُماجِنِ. يقال: مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.
والمَرَنُ: عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ
من البعير، وجمعه أَمرانٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي:
فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته
قَفَصَ الأَمْرانِ يَعْدُو في شَكَلْ
قال صَحْبي، إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً:
ما تَراه شَأْنَه؟ قُلْتُ: أَدَلْ
قال: أَدلّ من الإِدلال؛ وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي:
نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ
الجوهري: أَمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها؛ وقول ابن مقبل:
يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها
إِلا المَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا
قال الفارسي: المَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به، وقيل: هو
موضع، وقيل: هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ، يريد لا أُكَلِّفها أَن
تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر. وقال الأَصمعي: المرانة اسم ناقة
كانت هادية بالطريق، وقال: الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الذي كانت تعهده.
ويقال: المَرانة السُّكوتُ الذي مَرَنَتْ عليه الدار، وقيل: المرانة
مَعْرُِفتُها؛ قال الجوهري: أَراد المُرُون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي
وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها.
ومَرَّانُ شَنُوأَة: موضع باليمن. وبنو مَرِينا: الذين ذكرهم امرؤ القيس
فقال:
فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا،
ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِينا
هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد، وليس مَرِينا بكلمة عربية. وأَبو
مَرينا: ضرب من السمك. ومُرَيْنةُ: اسم موضع؛ قال الزاري:
تَعاطى كَباثاً من مُرَيْنةَ أَسْوَدا
والمَرانة: موضع لبني عَقِيلٍ؛ قال لبيد:
لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ،
فشَرْجَهُ فالمَرانةُ فالحِبالُ
(* قوله «فشرجه فالحبال» كذا بالأصل، وهو ما صوّبه المجد تبعاً
للصاغاني، وقال الرواية: فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين
المعجمة والجيم. وقول الجوهري: والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية
البيت).
وهو في الصحاح مَرَانة، وأَنشد بيت لبيد. ابن الأَعرابي: يوْمُ مَرْنٍ
إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ، ويوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ.
ومَرَّان، بالفتح: موضع على ليلتين من مكة، شرفها الله تعالى، على طريق
البصرة، وبه قبر تميم بن مُرٍّ؛ قال جرير:
إِني: إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني،
جارٌ لقَبْر على مَرّانَ مَرْمُوسِ
أَي أَذُبُّ عنه الشعراء: وقوله حَرَّبَني أَغضبني؛ يقول: تميم بن مُرّ
جاري الذي أَعْتَزُّ به، فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من
الشعراء لفخري بتميم؛ وأَما قول منصور:
قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ
فإِنما يعني قبر عمرو بن عُبَيد، قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ: حدثني
زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول: اللهم إنك
تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي
فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ، فاغْفِرْ لي؛ ومر أَبو جعفر
المنصورُ على قبره بمَرّان، وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة،
فقال:
صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ
قَبْراً مَرَرْتُ به على مَرَّانِ
قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً،
عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ
فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ،
فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ
فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً،
أَبْقَى لنا عَمْراً أَبا عُثْمانِ
قال: وروى:
صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه
قبرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ
منجنون: المَنْجَنُونُ: الدولاب التي يُسْتَقَى عليها. ابن سيده وغيره:
المَنْجَنُونُ أَداة السانية التي تدور، جعلها مؤنثة؛ أَنشد أَبو علي:
كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني،
غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ
وذكره الأَزهري في الرباعي. قال سيبويه: المَنْجَنونُ بمنزلة
عَرْطَلِيل، يذهب إِلى أَنه خماسي وأَنه ليس في الكلام فَنْعَلُولٌ، وأَن النون لا
تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ. قال اللحياني: المَنْجَنُون التي تدور مؤنثة،
وقيل: المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ؛ قال ابن السكيت: هي المَحالة يُسْنَى
عليها، وهي مؤنثة على فَعْلَلُول، والميم من نفس الحرف لما ذكر في مَنْجَنيق
لأَنه يجمع على مَناجين؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمَارَة بن طارق:
اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ،
ومَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ،
من أَثْل ذاتِ العَرْضِ والمَضَايقِ
ويروى: ومَنْجَنِين، وهما بمعنى؛ وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس في تأْنيث
المَنْجَنُون:
هَلُمَّ إِليه قد أُبيثَتْ زُرُوعُهُ،
وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ
وقال ابن مُفَرِّغ:
وإِذا المَنْجَنونُ بالليل حَنَّتْ،
حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ
قال: وقول الجوهري والميم من نفس الحرف لما قلناه في مَنْجنيق لأَنه جمع
على مَناجين يحتاج إِلى بيان، أَلا ترى أَنك تقول في جمع مَضْروب
مَضارِيبُ؟ فليس ثَباتُ الميم في مضاريب مما يُكَوِّنُها أَصلاً في مَضْروبٍ،
قال: وإِنما اعتبر النحويون صحة كون الميم فيها أَصلاً بقولهم مَناجين،
لأَن مَناجين يشهد بصحة كون النون أَصلاٌ، بخلاف النون في قولهم مَنْجَنِيق
فإِنها زائدة، بدليل قولهم مَجانيق، وإذا ثبت أَن النون في مَنْجَنُون
أَصل ثبت أَن الاسم رباعي، وإِذا ثبت أَنه رباعي ثبت أَن الميم أَصل،
واستحال أَن تدخلَ
عليه زائدةً من أَوَّله، لأَن الأَسماء الرباعيةَ لا تدخلها الزيادة من
أَوَّلها، إِلا أَن تكون من الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج
ومُقَرْطِس، وذكره الجوهري في جنن؛ قال ابن بري: وحقه أَن يُذْكَرَ في
منجن لأَنه رباعي، ميمه أَصلية ونونه التي تلي الميم، قال: ووزنه فَعْللول
مثل عَضْرَفُوطٍ، وهي مؤنثة؛ الأَزهري: وأَما قول عمرو بن أَحمر:
ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها،
ورَمــى بسَهمِ جَرمةٍ لم يَصْطَدِ
فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعيد يقول هو الدهر، قال أَبو
الفضل: هو الدُّولاب التي يستقى عليها، وقل: هي المَنْجَنِين أَيضاً، وهي
أُنثى، وأَنشد بيت عُمارة بن طارقٍ، وقد تقدَّم.
منجنون: المَنْجَنُونُ: الدولاب التي يُسْتَقَى عليها. ابن سيده وغيره:
المَنْجَنُونُ أَداة السانية التي تدور، جعلها مؤنثة؛ أَنشد أَبو علي:
كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني،
غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ
وذكره الأَزهري في الرباعي. قال سيبويه: المَنْجَنونُ بمنزلة
عَرْطَلِيل، يذهب إِلى أَنه خماسي وأَنه ليس في الكلام فَنْعَلُولٌ، وأَن النون لا
تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ. قال اللحياني: المَنْجَنُون التي تدور مؤنثة،
وقيل: المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ؛ قال ابن السكيت: هي المَحالة يُسْنَى
عليها، وهي مؤنثة على فَعْلَلُول، والميم من نفس الحرف لما ذكر في مَنْجَنيق
لأَنه يجمع على مَناجين؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمَارَة بن طارق:
اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ،
ومَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ،
من أَثْل ذاتِ العَرْضِ والمَضَايقِ
ويروى: ومَنْجَنِين، وهما بمعنى؛ وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس في تأْنيث
المَنْجَنُون:
هَلُمَّ إِليه قد أُبيثَتْ زُرُوعُهُ،
وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ
وقال ابن مُفَرِّغ:
وإِذا المَنْجَنونُ بالليل حَنَّتْ،
حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ
قال: وقول الجوهري والميم من نفس الحرف لما قلناه في مَنْجنيق لأَنه جمع
على مَناجين يحتاج إِلى بيان، أَلا ترى أَنك تقول في جمع مَضْروب
مَضارِيبُ؟ فليس ثَباتُ الميم في مضاريب مما يُكَوِّنُها أَصلاً في مَضْروبٍ،
قال: وإِنما اعتبر النحويون صحة كون الميم فيها أَصلاً بقولهم مَناجين،
لأَن مَناجين يشهد بصحة كون النون أَصلاٌ، بخلاف النون في قولهم مَنْجَنِيق
فإِنها زائدة، بدليل قولهم مَجانيق، وإذا ثبت أَن النون في مَنْجَنُون
أَصل ثبت أَن الاسم رباعي، وإِذا ثبت أَنه رباعي ثبت أَن الميم أَصل،
واستحال أَن تدخلَ
عليه زائدةً من أَوَّله، لأَن الأَسماء الرباعيةَ لا تدخلها الزيادة من
أَوَّلها، إِلا أَن تكون من الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج
ومُقَرْطِس، وذكره الجوهري في جنن؛ قال ابن بري: وحقه أَن يُذْكَرَ في
منجن لأَنه رباعي، ميمه أَصلية ونونه التي تلي الميم، قال: ووزنه فَعْللول
مثل عَضْرَفُوطٍ، وهي مؤنثة؛ الأَزهري: وأَما قول عمرو بن أَحمر:
ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها،
ورَمــى بسَهمِ جَرمةٍ لم يَصْطَدِ
فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعيد يقول هو الدهر، قال أَبو
الفضل: هو الدُّولاب التي يستقى عليها، وقل: هي المَنْجَنِين أَيضاً، وهي
أُنثى، وأَنشد بيت عُمارة بن طارقٍ، وقد تقدَّم.
محا: مَحا الشيءَ يَمْحُوه ويَمْحاه مَحْواً ومَحْياً: أَذْهَبَ
أَثَرَه. الأَزهري: المَحْوُ لكل شيء يذهب أَثرُه، تقول: أَنا أَمْحُوه
وأَمْحاه، وطيِّء تقول مَحَيْتُه مَحْياً ومَحْواً. وامَّحى الشيءُ يَمَّحِي
امِّحاءً، انْفَعَلَ، وكذلك امتَحى إِذا ذهب أَثرُه، وكره بعضهم امْتَحى،
والأَجود امَّحى، والأَصل فيه انْمَحى، وأَما امْتَحى فلغة رديئة. ومحَا
لَوْحَه يَمْحُوه مَحْواً ويَمْحِيه مَحْياً، فهو مَمْحُوٌّ ومَمْحِيٌّ،
صارت الواو ياء لكسرة ما قلبها فأُدغمت في الياء التي هي لام الفعل؛ وأَنشد
الأَصمعي:
كما رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا
قال الجوهري: وامْتَحى لغة ضعيفة.
والماحي: من أَسماء سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، مَحا الله به
الكفرَ وآثارَه، وقيل: لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن
الله.والمَحْوُ: السواد الذي في القمر كأَن ذلك كان نَيِّراً فمُحِي.
والمَحْوة: المَطْرة تمحُو الجَدْبَ؛ عن ابن الأَعرابي. وأَصبحت الأَرض
مَحْوةً واحدة إِذا تَغَطَّى وجْهُها بالماء حتى كأَنها مُحِيَتْ. وتركتُ
الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ، وفي المحكم: إِذا جِيدَتْ
كلُّها، كانت فيها غُدْرانٌ أَو لم تكن. أَبو زيد: تَرَكْتِ السماءُ
الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ. ومَحوَة: الدَّبُورُ لأَنها
تمحو السحابَ معرفة، فإِن قلت: إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها في كلامهم
إِنما هو على الأَعيان المرئِيَّاتِ، فالريح وإِن لم تكن مرئية فإِنها على
كل حال جسم، أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام، وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم
جِرْمٌ لا مَحالة، فإِن قيل: ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في
الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص؟ قيل: لأَن الأَعيان
أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى
ولا يشاهد حسّاً، وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً، وليست من معلوم
الضرورة للمشاهدة، وقيل: مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛
وقال الشاعر:
سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ
وقيل: هي الشَّمال. قال الأَصمعي وغيره: من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ،
غير مصروفة. قال ابن السكيت: هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛
وأَنشد:
قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ بالعَجَاجِ،
فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ
وقيل: هو الجَنوب، وقال غيره: سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو
السحابَ وتَذْهَبُ بها. ومَحْوة: ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ
بالسحاب، وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام؛ قال ابن بري: أَنكر علي بن
حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به، قال:
وهذا موجود في الجَنوب؛ وأَنشد للأَعشى:
ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْـ
رِ، كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما
ومَحْوٌ: اسم موضع بغير أَلف ولام. وفي المحكم: والمَحْوُ اسم بلد؛ قالت
الخنساء:
لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى الْـ
ـمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالهَا
والأَذْلالُ: جمع ذِلّ، وهي المسالك والطُّرُق. يقال: أُمورُ الله
تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها.
والمِمْحاةُ: خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه.
شكا: شكا الرجلُ أَمْرَه يشْكُو شَكْواً، على فَعْلاً، وشَكْوى على
فَعْلى، وشَكاةً وشَكاوَةً وشِكايةً على حَدّ القَلْب كعَلايةٍ، إِلاَّ أَنَّ
ذلك عَلمٌ فهو أَقْبَلُ للتَّغْيير؛ السيرافي: إِنما قُلِبت واوُه ياءً
لأَن أَكثر مصادِرِ
فِعالَةٍ من المُعْتَلّ إِنما هو من قِسْمِ الياءِ نحو الجِراية
والوِلايَة والوِصايَة، فحُمِلت الشِّكايَةُ عليه لِقلَّة ذلك في الواو.
وتَشَكَّى واشْتَكى: كشَكا. وتَشاكى القومُ: شَكا بعضُهُم إِلى بَعْضٍ.
وشَكَوْتُ فلاناً أَشْكوه شَكْوى وشِكايَةً وشَّكِيَّةً وشَكاةً إذا أَخْبََرْتَ
عنه بسُوءِ فِعْلِه بِكَ، فهو مَشْكُوٌّ ومَشْكِيٌّ والاسْم الشَّكْوى.
قال ابن بري: الشِّكاية والشَّكِيَّة إِظْهارُ ما يَصِفُك به غيرُك من
المَكْرُوهِ، والاشْتِكاءُ إِظْهارُ ما بِكَ من مَكْروهٍ أَو مَرَضٍ ونحوِه.
وأَشْكَيْتُ فلاناً إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً أَحْوَجه إِلى أَن
يَشْكُوك، وأَشْكَيْتُه أَيضاً إِذا أَعْتَبْته من شَكْواهُ ونَزَعْتَ عن شَكاته
وأَزْلْتَه عمَّا يَشْكُوه، وهو من الأَضْداد. وفي الحديث: شَكَوْنا
إِلى رسول الله؛ صلى الله عليه وسلم، حَرَّ الرَّمْضاءِ فلم يُشْكِنا أَي
شَكَوْا إِليْه حرَّ الشَّمْسِ وما يُصِيبُ أَقْدامَهُم منه إِذا خَرجوا
إِلى صَلاةِ الظُّهْرِ، وسأَلوه تأْخِيرَها قليلاً فلم يُشْكِهِمْ أَي لم
يُجِبْهُم إِلى ذلك ولم يُزِلْ شَكْواهم. ويقال: أَشْكَيْت الرجُلَ إِذا
أَزَلْت شَكْواه وإِذا حمَلْته على الشَّكْوى؛ قال ابن الأَثير: وهذا
الحديث يذكر في مواقيت الصلاة لأَجْلِ قول أَبي إسحق أَحد رُواته: قيل له في
تَعْجيلِها فقال نعَم، والفُقَهاء يَذْكرونه في السُّجودِ، فإِنَّهم
كانوا يَضَعون أَطْرافَ ثِيابهم تحت جباهِهِم في السجود من شِدَّة الحرّ،
فَنُهُوا عن ذلك، وأَنَّهم لمَّا شَكَوْا إليه ما يجدونه من ذلك لم
يَفْسَحْ لهُمْ أَن يَسْجُدوا على طَرَف ثِيابِهِمْ. واشْتَكَيْته: مثلُ
شَكَوْته. وفي حديث ضَبَّةَ ابنِ مِحْصَنٍ قال: شاكَيْتُ أَبا مُوسى في بَعْض ما
يُشاكي الرجلُ أَميرَه؛ هو فاعَلْت من الشَّكْوى، وهو أَن تُخْبر عن
مكروه أَصابَك. والشَّكْوُ والشَّكْوى والشَّكاةُ والشَّكاءُ كُلُّه:
المَرَض. قال أَبو المجيب لابن عمِّه: ما شَكاتُك يا ابن حَكيمٍ؟ قال له:
انتِهاءُ المُدّةِ وانْقضاءُ العِدَّةِ. الليث: الشَّكْوُ الاشْتِكاءُ، تقول:
شَكا يَشْكُو شَكاةً، يُسْتَعْمَل في المَوْجِدَةِ والمرَض. ويقال: هو
شاكٍ مريض. الليث: الشَّكْوُ المرَضُ نفسُه؛ وأَنشد:
أَخي إِنْ تَشَكَّى من أَذىً كنتُ طِبَّهُ،
وإِن كان ذاكَ الشَّكْوُ بي فأَخِي طِبِّي
واشَتَكى عُضواً من أَعضائه وتَشَكَّى بمعنىً. وفي حديث عمرو بن
حُرَيْث: دخل على الحسن في شَكْوٍ له؛ هو المرضُ، وقد شَكا المرضَ شَكْواً
وشَكاةً وشَكْوى وتَشَكَّى واشْتَكى. قال بعضهم: الشاكي والشكِيُّ الذي
يمْرَضُ أَقلَّ المرَض وأَهْوَنه. والشَّكِيُّ: الذي يَشْتَكي. والشَّكِيُّ:
المشكُوُّ. وأَشكى الرجلَ: أَتى إِليه ما يَشْكو فيه به.
وأَشْكاهُ: نزَع له من شِكايتِه وأَعْتَبَه: قال الراجز يصفُ إِبلاً قد
أَتْعَبها السَّيْرُ، فهي تَلْوي أَعناقها تارةً وتَمُدُّها أُخْرى
وتَشْتَكي إِلينا فلا نُشْكيها، وشَكْواها ما غَلَبها من سُوء الحالِ والهُزال
فيقوم مقامَ كلامِها، قال:
تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَثْنيها،
وتَشْتكي لو أَنَّنا نُشْكِيها،
مَسَّ حَوايا قَلَّما نُجْفيها
قال أَبو منصور: وللإِشْكاء معنيان آخران: قال أَبو زيد شكاني فلانٌ
فأَشْكَيْتُه إِذا شَكاكَ فزِدْتَه أَذىً وشكْوى، وقال الفراء أَشْكى إِذا
صادَفَ حَبيبَه يشكُو؛ وروى بعضُهم قولَ ذي الرُّمَّة يصف الربع ووقوفه
عليه:
وأُشكِيه، حتى كاد مما أُبِثُّه
تُكَلِّمني أَحجارُه وملاعِبُهْ
قالوا: معنى أُشْكِيه أَي أُبِثُّه شَكْواي وما أُكابدُه من الشَّوْق
إِلى الظاعِنِين عن الرَّبْعِ حين شَوَّقَتْني معاهِدُهُم فيه إِليهم.
وأَشْكى فلاناً من فلانٍ: أَخذَ له منه ما يَرْضى. وفي حديث خَبَّاب بن
الأَرَتِّ: شكَوْنا إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الرَّمْضاءَ فما
أَشْكانا أَي ما أَذِنَ لنا في التخلُّف عن صلاة الظَّهيرة وقتَ الرَّمْضاء.
قال أَبو عبيدة: أَشْكَيْتُ الرجل أَي أَتَيْتُ إِليه ما يشْكوني،
وأَشْكَيتُه إِذا شَكا إِليكَ فرَجَعْت له من شِكايتِه إِيَّاكَ إِلى ما
يُحِبُّ. ابن سيده: وهو يُشْكى بكذا أَي يُتَّهَمُ ويُزَنُّ؛ حكاه يعقوبُ في
الأَلْفاظِ؛ وأَنشد:
قالت له بَيْضاءُ من أَهلِ مَلَلْ،
رَقْراقةُ العَيْنين تُشْكى بالغَزََلْ
وقال مُزاحِم:
خلِيلَيَّ، هل بادٍ به الشَّيْبُ إِن بكى،
وقد كان يُشْكى بالعَزاء مَلُول
والشَّكِيّ أَيضاً: المُوجِع؛ وقول الطِّرِمَّاح بن عَدِيٍّ:
أَنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ،
وسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ،
كالبَحر حينَ تَنْكَدُ الهَزائِمُ
وسْمي: من السِّمَةِ، وشَكيٌّ: موجِعٌ، والهزائمُ: البئارُ الكثيرة
الماءِ، وسمي شَكِيٌّ أَي يُشْكى لذْعُه وإِحْراقُه.
التهذيب: سلمة يقال به شَكأٌ شديدٌ تَقَشُّرٌ. وقد شَكِئَتْ أَصابعُه،
وهو التَّقَشُّر بين اللحمِ والأَظفارِ شَبيةٌ بالتشققِ. ويقالُ للبعير
إذا أَتعبَه السَّير فمدَّ عنُقَه وكثر أَنِينُه: قد شَكا؛ ومنه قول
الراجز:شكا إِليَّ جملي طولَ السُّرى،
صبراً جُمَيْلي، فكِلانا مُبْتَلى
أَبو منصور: الشَّكاةُ تُوضع موضع العَيب والذَّمِّ؛ وعيَّر رجلٌ عبد
الله بنَ الزُّبَيرِ بأُمِّه فقال ابن الزبير
(* قوله «بأمه فقال ابن
الزبير إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وعير رجل عبد الله بن الزبير بأمه
فقال يا ابن ذات النطاقين فتمثل بقول الهذلي: وتلك شكاة إلخ):
وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها
أَراد: أَن تعييرَه إِيَّاه بأَن أُمَّه كانت ذات النطاقَين ليس بعارٍ،
ومعنى قوله ظاهرٌ عنك عارُها أَي نابٍ، أَراد أَن هذا ليس عاراً يَلزَق
به وأَنه يُفتَخر بذلك، لأَنها إِنما سميت ذات النِّطاقَين لأَنه كان لها
نِطاقانِ تحْمِلُ في أَحدهما الزاد إِلى أَبيها وهو مع رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، في الغارِ، وكانت تَنْتَطِق بالنطاق الآخر، وهي أَسماءُ
بنتُ أَبي بكرٍ الصديقِ، رضي الله عنهما.
الجوهري: ورجلٌ شاكي السلاح إِذا كان ذا شَوْكةٍ وحدٍّ في سلاحه؛ قال
الأَخفش: هو مقلوبٌ من شائك، قال: والشَّكِيُّ في السلاحِ مُعَرَّبٌ، وهو
بالتركَّية بش.
ابن سيده: كل كَوَّةٍ ليست بنافِذةٍ مِشْكاةٌ. ابن جني: أَلف مِشْكاةٍ
منقلِبة عن واو، بدليل أَن العرب قد تنْحو بها مَنْحاة الواو كما يفعلون
بالصلاة. التهذيب: وقوله تعالى: كمِشْكاةٍ فيها مِصباحٌ؛ قال الزجاج: هي
الكَوَّةُ، وقيل: هي بلغة الحبش، قال: والمِشْكاةُ من كلام العرب، قال:
ومثلُها، وإِن كان لغير الكَوَّةِ، الشَّكْوةُ، وهي معروفة، وهي
الزُّقَيْقُ الصغيُر أَولَ ما يُعمَل مثلُه؛ قال أَبو منصور: أَراد، والله أَعلم،
بالمِشْكاة قصَبة الزجاجة التي يُسْتَصبح فيها، وهي موضِع الفَتيلة،
شُبّهت بالمِشْكاة وهي الكَوَّة التي ليست بنافِذَة.
والعرب تقول: سلِّ شاكيَ فلانٍ أَي طَيِّب نفسَه وعزِّه عما عراه.
ويقال: سلَّيت شاكيَ أَرض كذا وكذا أَي تركتُها فلم أَقرَبْها. وكل شيء كفَفْت
عنه فقد سلَّيتَ شاكِيَه.
وفي حديث النجاشي: إِنما يخرجُ من مِشْكاةٍ واحدةٍ؛ المشْكاةُ:
الكَوَّةُ غير النافذةِ، وقيل: هي الحديدة التي يعلَّق عليها القِنديلُ، أَراد
أَن القرآن والإِنجيل كلام الله تعالى، وأَنهما من شيءٍ واحدٍ.
والشَّكْوةُ: جلدُ الرضيع وهو لِلَّبنِ، فإِذا كان جلدَ الجَذَعِ فما
فوقَه سمِّي وَطْباً. وفي حديث عبد الله بنِ
عمرو: كان له شَكْوةٌ يَنْقَعُ فيها زَبيباً، قال: هي وعاءٌ كالدَّلوِ
أَو القِرْبَة الصغيرة، وجمعُها شُكىً. ابن سيده: الشَّكْوة مَسْكُ
السَّخْلَة ما دامَ يَرْضَعُ، فإِذا فُطِم فمَسْكُه البَدْرةُ، فإِذا أَجْذَع
فمَسْكُه السِّقاءُ، وقيل: هو وِعاءٌ من أَدَمٍ يُبَرَّدُ فيه الماءُ
ويُحبَس فيه اللبن، والجمع شَكَواتٌ وشِكاءٌ. وقول الرائد: وشكََّتِ النساءُ
أَي اتَّخذت الشِّكاءَ، وقال ثعلب: إِنما هو تشَكَّت النساءُ أَي اتخذْن
الشِّكاءَ لِمَخْضِ اللبن لأَنه قليلٌ، يعني أَن الشَّكْوةَ صغيرةٌ فلا
يُمَخْضُ فيها إِلا القليلُ، من اللبن. وفي حديث الحجاج: تشَكَّى النساءُ
أَي اتخذْن الشُّكى للَّبنِ. وشَكَّى وتشَكَّى واشْتَكى إِذا اتخذَ
شَكْوةً. أَبو يحيى بنُ كُناسة: تقول العرب في طلوع الثُّرَيَّا بالغَدَواتِ
في الصيف:
طلَع النَّجمُ غُدَيَّهْ،
ابتَغى الرَّاعي شُكيَّهْ
والشُّكَيَّة: تصغير الشَّكْوة، وذلك أَن الثُّرَيّا إِذا طَلَعت هذا
الوقت هَبَّت البوارِحُ ورَمِــضَت الأَرض وعَطِشَت الرُّعيان، فاحتاجوا إِلى
شِكاءٍ يَسْتقُون فيها لشفاهِهِم، ويحقِنُون اللُّبَيْنة في بعضِها
ليشربوها قارِصةً. يقال: شَكَّى الراعي وتشَكَّى إِذا اتخذ الشَّكْوةَ؛ وقال
الشاعر:
وحتى رأَيتُ العَنزَ تَشْرى، وشَكَّتِ الـ
أَيامي، وأَضْحى الرِّئْمُ بالدَّوِّ طاوِيا
العَنزُ تَشْرى للخِصْب سِمَناً ونشاطاً، وقوله: أَضحى الرِّئْمُ
طاوِياً أَي طَوى عنُقه من الشِّبَع فرَبَضَ، وقوله: شَكَّت الأَيامى أَي كثُرَ
الرُّسْلُ حتى صارت الأَيِّمُ يفضلُ لها لبنٌ تَحْقِنُه في شَكْوتِها.
واشْتَكى أَي اتخذ شَكْوةً.
والشَّكْوُ: الحَمَلُ الصغير
(* قوله «الحمل الصغير» هكذا بالحاء
المهملة في الأصل والمحكم، وفي القاموس بالجيم).
وبَنو شَكْوٍ: بَطْنٌ؛ التهذيب: وقيل في قول ذي الرمة:
على مُسْتَظِلاَّت العُيونِ سَواهِمٍ
شُوَيْكِيَةٍ، يَكْسُو بُراها لُغامُها
قيل: شُوَيْكِيَةٌ، بغير همز، إِبلٌ منسوبةٌ.