بلفظ الريحان الذي يشمّ، سوق الريحان:
في مــواضع كثيرة، وريحان: من مخاليف اليمن.
أذربج: أَذْرَبِيجَانُ: موضع، أَعجمي معرَّب؛ قال الشماخ:
تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وقد حالَ دُونها،
قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسَالِحُ والحالي
(* قوله «والحالي» كذا بالأَصل بالحاء المهملة وبعد اللام ياء تحتية
بوزن عالي، ومثله في مادة سلح؛ وذكر البيت هناك وفسر المسالح بالمــواضع
المخوفة. وحذا حذوه شارح القاموس في الموضعين، لكن ذكر ياقوت في معجم البلدان
عند ذكر أَذربيجان هذا البيت وفيه: والجال، بالجيم بوزن المال بدل
الحالي، وقال عند ذكر الجال، باللام، موضع بأذربيجان.)
وجعله ابن جني مركباً، قال: هذا اسم فيه خمسة موانع من الصرف، وهي
التعريف والتأْنيث والعجمة والتركيب والأَلف والنون.
عدس: العَدْسُ، بسكون الدال: شدة الوطء على الأَرض والكَدْح أَيضاً.
وعَدَس الرجلُ يَعْدِسُ عَدْساً وعَدَساناً وعُدُوساً وعَدَسَ وحَدَسَ
يَحْدِسُ: ذهب في الأَرض؛ يقال: عَدَسَتْ به المَنِيَّةُ؛ قال الكميت:
أُكَلِّفُها هَوْلَ الظلامِ، ولم أَزَلْ
أَخا اللَّيلِ مَعْدُوساً إِليَّ وعادِسا
أَي يسار إِليَّ بالليل.
ورجل عَدُوسُ الليل: قوي على السُّرَى، وكذلك الأُنثى بغير هاء، يكون في
الناس والإِبل؛ وقول جرير: لقَدْ وَلدَتْ غَسَّانَ ثالِثَةُ الشَّوى،
عَدُوسُ السُّرى، لا يَقْبَلُ الكَرْمُ جِيدُها
يعني به ضَيُعاً. وثالثة الشوى: يعني أَنها عرجاء فكأَنها على ثلاث
قوائم، كأَنه قال: مَثْلُوثَة الشوى، ومن رواه ثالِبَة الشوى أَراد أَنها
تأْكل شوى القَتْلى من الثلب، وهو العيب، وهو أَيضاً في معنى مثلوبة.
والعَدَسُ: من الحُبوب، واحدته عَدَسَة، ويقال له العَلَسُ والعَدَسُ
والبُلُسُ.والعَدَسَةُ: بَثْرَةٌ قاتلة تخرج كالطاعون وقلما يسلم منها، وقد
عُدِسَ. وفي حديث أَبي رافع: أَن أَبا لَهَبٍ رماه اللَّه بالعَدَسَةٍ؛ هي بثرة
تشبه العَدَسَة تخرج في مــواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها
غالباً.
وعَدَسْ وحَدَسْ: زجر للبغال، والعامَّة تقول: عَدَّ؛ قال بَيْهَس بنُ
صُرَيمٍ الجَرْمِيُّ:
أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتي:
عَدَسْ بَعْدَما طالَ السِّفارُ وكَلَّتِ؟
وأَعربه الشاعر للضرورة فقال وهو بِشْرُ بنُ سفيان الرَّاسِيُّ:
فاللَّهُ بَيْني وبَيْنَ كلِّ أَخٍ
يَقولُ: أَجْذِمْ، وقائِلٍ: عَدَسا
أجذم: زجر للفرس، وعَدَس: اسم من أَسماء البغال؛ قال:
إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي على عَدَسْ،
على التي بَيْنَ الحِمارِ والفَرَسْ،
فلا أُبالي مَنْ غَزا أَو مَنْ جَلَسْ
وقيل: سمت العرب البغل عَدَساً بالزَّجْرِ وسَببهِ لا أَنه اسم له،
وأَصلُ عَدَسْ في الزَّجْرِ فلما كثر في كلامهم وفهم أَنه زجر له سمي به، كما
قيل للحمار: سَأْسَأْ، وهو زجر له فسمي به؛ وكما قال الآخر:
ولو تَرى إِذ جُبَّتي مِنْ طاقِ،
ولِمَّتي مِثلُ جَناحِ غاقِ،
تَخْفِقُ عندَ المَشْيِ والسِّباقِ
وقيل: عَدَسْ أَو حَدَسْ رجل كان يَعْنُف على البغالِ في أَيام سليمان،
عليه السلام، وكانت إِذا قيل لها حَدَسْ أَو عَدَس انزعجت، وهذا ما لا
يعرف في اللغة. وروى الأَزهري عن ابن أَرقم حَدَسْ مَوْضِعَ عَدَسْ قال:
وكان البغل إِذا سمع باسم حَدَسْ طار فَرَقاً فَلَهِجَ الناس بذلك،
والمعروف عند الناس عَدَسْ؛ قال: وقال يَزيدُ بنُ مُفَزِّغٍ فجعل البغلة نفسها
عَدَساً فقال:
عَدَسْ، ما لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمارَةٌ،
نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلينَ طَلِيقُ
فإِنْ تَطْرُقي بابَ الأَمِيرِ، فإِنَّني
لِكُلِّ كريمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ
سَأَشْكُرُ ما أُولِيتُ مِنْ حُسْنِ نِعْمَةٍ،
ومِثْلي بِشُكْرِ المُنْعِمِينَ خَلِيقُ
وعَبَّادٌ هذا: هو عباد بن زياد بن أَبي سفيان، وكان معاوية قد ولاه
سِجِسْتانَ واستصحب يزيد بنَ مُفَرَّغٍ معه، وكره عبيد اللَّه أَخو عَبَّادٍ
استصحابه ليزيد خوفاً من هجائه، فقال لابن مفرَّغ: أَنا أَخاف أَن
يشتغلَ عنك عبادٌ فَتَهْجُوَنا فأُحِبُّ أَن لا تَعْجَل على عَبَّادٍ حتى يكتب
إِليَّ، وكان عبادٌ طويل اللحية عريضها، فركب يوماً وابن مفرّغ في
مَوْكِبِه فهَبَّتِ الريح فنَفَشَتْ لحيته، فقال يزيد بن مفزع:
أَلا لَيْتَ اللِّحى كانتْ حَشِيشاً،
فتَعْلِفَها خيولَ المُسْلِمِينا
وهجاه بأَنواع من الهجاء، فأَخذه عبيد اللَّه بن زياد فقيده، وكان يجلده
كل يوم ويعذبه بأَنواع العذاب ويسقيه الدواء المُسْهِل ويحمله على بعير
ويَقْرُنُ به خِنْزيرَة، فإِذا انسهل وسال على الخنزيرة صاءَتْ وآذته،
فلما طال عليه البلاء كتب إِلى معاوية أَبياتاً يستعطفه بها ويذكر ما حلّ
به، وكان عبيد اللَّه أَرسل به إِلى عباد بسجستان وبالقصيدة التي هجاه
بها، فبعث خَمْخَامَ مولاه على الزَّنْدِ وقال: انطلق إِلى سجستان وأَطلق
ابن مفرغ ولا تستأْمر عباداً، فأَتى إِلى سجستان وسأَل عن ابن مفرّغ
فأَخبروه بمكانه فوجده مقيداً، فأَحضر قَيْناً فكَّ قيوده وأَدخله الحمام
وأَلبسه ثياباً فاخرة وأَركبه بغلة، فلما ركبها قال أَبياتاً من جملتها: عدس
ما لعباد. فلما قدم على معاوية قال له: صنع بي ما لم يصنع بأَحدٍ من غير
حدث أَحدثته، فقال معاوية: وأَيّ حَدَث أَعظم من حدث أَحدثته في قولك:
أَلا أَبْلِغْ مُعاويةَ بنَ حَرْبٍ
مُغَلْغَلَةً عَنِ الرجُلُ اليَماني
أَتَغْضَبُ أَن يُقال: أَبُوكَ عَفٌّ،
وتَرْضى أَنْ يقالَ: أَبُوكَ زاني؟
قأَشْهَدُ أَنَّ رَحْمَك من زِيادٍ
كَرَحْمِ الفِيلِ من ولَدِ الأَتانِ
وأَشْهَدُ أَنها حَمَلَتْ زِياداً،
وصَخْرٌ من سُمَيَّةَ غيرُ داني
فحلف ابن مفرّغ له أَنه لم يقله وإِنما قاله عبد الرحمن ابن الحكم أَخو
مروان فاتخذه ذريعة إِلى هجاء زياد، فغضب معاوية على عبد الرحمن بن الحكم
وقطع عنه عطاءه.
ومن أَسماء العرب: عُدُسٌ وحُدُسٌ وعُدَسٌ. وعُدُسٌ: قبيلة، ففي تميم
بصم الدال، وفي سائر العرب بفتحها. وعَدَّاسٌ وعُدَيسٌ: اسمان. قال
الجوهري: وعُدَسٌ مثل قُثَمٍ اسم رجل، وهو زُرارَةُ بنُ عُدَسٍ، قال ابن بري:
صوابه عُدُسٌ، بضم الدال. روى ابن الأَنباري عن شيوخه قال: كل ما في العرب
عُدَسٌ فإِنه بفتح الدال، إِلا عُدُسَ ابن زيد فإِنه بضمها، وهو عُدُسُ
بن زيد بن عبد اللَّه ابن دارِمٍ؛ قال ابن بري: وكذلك ينبغي في زُرارة بن
عُدَسٍ بالضم لأَنه من ولد زيد أَيضاً. قال: وكل ما في العرب سَدُوس،
بفتح السين، إِلاَّ سُدُوسَ ابن أَصْمَعَ في طَيِّءٍ فإِنه بضمها.
هرم: الهَرَم: أقْصى الكِبَر، هَرِمَ، بالكسر، يَهْرَمُ هَرَماً
ومَهْرَماً وقد أَهْرَمَه اللهُ فهو هَرِمٌ، من رجال هَرِمينَ وهَرْمَى، كُسِّر
على فَعْلى لأَنه من الأَسماء التي يُصابُون بها وهم لها كارهون، فطابَقَ
بابَ فَعِيلٍ الذي بمعنى مفعول نحو قَتْلى وأسْرَى، فكُسِّرَ على ما
كُسِّرَ عليه ذلك، والأُنثى هَرِمةٌ
من نِسْوةٍ هَرِماتٍ وهَرْمَى، وقد أَهْرَمَه الدهرُ وهَرَّمَه؛ قال:
إذا ليلةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها،
أَتَى بعد ذلك يومٌ فَتي
والمَهْرَمةُ: الهَرَمُ. وفي الحديث: تَرْكُ العَشاء مَهْرَمةٌ
أي مَظِنَّةٌ للهَرَمِ؛ قال القُتَيبيّ: هذه الكلمة جاريةٌ
على أَلْسِنة الناس، قال: ولَسْتُ أَدرِي أَرسولُ الله، صلى الله عليه
وسلم، ابْتَدأَها أَمْ كانت تُقالُ قَبْلَه. وفلان يَتَهارَم: يُرِي من
نفْسِه أنه هَرِمٌ وليس به. وفي الحديث: إنَّ الله لَمْ يَضَعْ داءً إلا
وضَعَ له دواءً إِلا الهَرَمَ؛ الهَرَمُ: الكِبَرُ، جعل الهَرَمَ دَاءً
تشبيهاً به لأَن الموت يعَقَّبُه كالأَدْواءِ.
وابنُ هِرْمة: آخرُ
(* قوله «هرمة آخر إلخ» هو بهذا الضبط في الأصل
والمحكم والتهذيب، وصوّبه شارح القاموس، وهو الصاغاني: قال الليث ابن هرمة
بالفتح) وَلَد الشيخ والعجوز، وعلى مثاله ابنُ عِجْزة. ويقال: وُلِدَ
لِهِرْمَةٍ.
وما عنده هُرْمانةٌ ولا مَهْرَمٌ أَي مَطْمعٌ.
وقَدَحٌ هَرِمٌ: مُنْثَلِمٌ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للجعدي:
جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه الـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَرِمُ
(* قوله «جور إلخ» هكذا في الأصل والمحكم والتهذيب، وتقدم في مادتي خرس
ونقس محرفاً عما هنا).
والهَرْمُ، بالتسكين: ضربٌ من الحَمْض فيه ملوحةٌ، وهو أَذلُّه وأَشدُّه
انْبِساطاً على الأَرض واسْتِبْطاحاً؛ قال زهير:
ووَطِئْتَنا وَطْأََ على حَنَقٍ،
وَطْْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ
واحدتُه هَرْمةٌ، وهي التي يقال لها حَيْهَلة. وفي المثل: أَذلُّ من
هَرْمة، وقيل: هي البَقْلة الحمقاء؛ عن كراع، وقيل: هو شجر؛ عنه أيضاً.
ويقال للبعير إذا صار قَحْداً هَرِمٌ، والأُنثى هَرِمةٌ. قال الأَصمعي:
والكَزُوم الهَرِمةُ. وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يتعوَّذُ من
الهَرَمِ.وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من الأَهْرَمَيْنِ: البناء والبئر؛ قال:
هكذا روي بالراء، والمشهور الأَهْدَمَيْنِ، بالدال، وقد تقدم. وبعيرٌ
هارِمٌ وإِبلٌ هوارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ، وقيل: هي التي تأْكل الهَرْمَ
فتَبْيَضُّ منه عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها؛ قال:
أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ
وإنك لا تَْدِري علامَ يُنْزأُ هَرِمُك وإنك لا تدري بمَنْ يُولَع
هَرِمُك؛ حكاه يعقوب ولم يفسره. الجوهري: يقال إنك لا تَدْرِي علامَ يُنْزَأُ
هَرِمُك ولا تدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أَي نفْسُك وعقْلُك. الأَزهري:
سمعت غير واحد من العرب يقول: هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِيماً إذا قَطَّعْتَه
قِطَعاً صغاراً مثل الخُزّة والوَذْرَة، ولحمٌ مُهَرَّمٌ.
وهَرِمٌ وهَرَمِيٌّ وهِرْمٌ وهَرْمةُ وهُرَيْمٌ وهَرَّام، كلها:
أَسماءٌ.ويقال: ما له هُرْمانٌ؛ والهُرْمانُ، بالضم: العَقْلُ والرأْي.
وابن هَرْمةَ: شاعرٌ. وهَرِمُ بنُ سِنانِ بنِ أَبي حارثةَ المُرِّيّ: من
بني مُرّة بن عوف بن سعد بن دِينارٍ؛ وهو صاحب زهير الذي يقول فيه:
إن البَخيلَ مَلُومٌ حيثُ كان، ولـ
ـكنَّ الجَوادَ، على عِلاَّتِه، هَرِمُ
وأَما هَرِمُ بن قُطْبةَ بن سَيَّارٍ فمن بني فَزارة، وهو الذي تَنافَرَ
إله عامرٌ وعَلْقَمةُ والهَرَمانِ: بناءان بمصر، حرسها الله تعالى.
سوق: السَّوق: معروف. ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً،
وهو سائقٌ وسَوَّاق، شدِّد للمبالغة؛ قال الخطم القيسي، ويقال لأبي زغْبة
الخارجي:
قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ
وقوله تعالى: وجاءت كلُّ نَفْسٍ معها سائقٌ وشَهِيد؛ قيل في التفسير:
سائقٌ يَسُوقها إلى محشرها، وشَهِيد يشهد عليها بعملها، وقيل: الشهيد هو
عملها نفسه، وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت؛ وأَنشد ثعلب:
لولا قُرَيْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ،
واسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ
وسَوَّقَها: كساقَها؛ قال امرؤ القيس:
لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ،
كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِيُّ
وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قَحْطان يَسُوق الناس
بعَصاه؛ هو كناية عن استقامةِ الناس وانقيادِهم إليه واتِّفاقِهم عليه، ولم
يُرِدْ نفس العصا وإنما ضربها مثلاً لاستيلائه عليهم وطاعتهم له، إلاّ أن
في ذكرها دلالةً على عَسْفِه بهم وخشونتِه عليهم. وفي الحديث: وسَوَّاق
يَسُوق بهن أي حادٍ يَحْدُو الإبلَ فهو يسُوقهن بحُدائِه، وسَوَّاق الإبل
يَقْدُمُها؛ ومنه: رُوَيْدَك سَوْقَك بالقَوارير.
وقد انْساقَت وتَساوَقَت الإبلُ تَساوُقاً إذا تتابعت، وكذلك تقاوَدَت
فهي مُتَقاوِدة ومُتَساوِقة. وفي حديث أُم معبد: فجاء زوجها يَسُوق
أعْنُزاً ما تَساوَقُ أي ما تتابَعُ. والمُساوَقة: المُتابعة كأنّ بعضَها يسوق
بعضاً، والأصل في تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها وفَرْطِ هُزالِها
تتَخاذَلُ ويتخلَّفُ بعضها عن بعض. وساقَ إليها الصَّداق والمَهرَ سِياقاً
وأَساقَه، وإن كان دراهمَ أَو دنانير، لأن أَصل الصَّداق عند العرب
الإبلُ، وهي التي تُساق، فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما. وساقَ
فلانٌ من امرأته أي أعطاها مهرها. والسِّياق: المهر. وفي الحديث: أنه رأى
بعبد الرحمن وَضَراً مِنْ صُفْرة فقال: مَهْيَمْ، قال: تزوَّجْتُ امرأة من
الأَنصار، فقال: ما سُقْتَ إليها؟ أَي ما أَمْهَرْتَها، قيل للمهر سَوْق
لأن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإبل والغنم مهراً لأَنها كانت الغالبَ
على أموالهم، وضع السَّوق موضع المهر وإن لم يكن إبلاً وغنماً؛ وقوله في
رواية: ما سُقْتُ منها، بمعنى البدل كقوله تعالى: ولو نشاء لَجَعَلْنا
منكم ملائكة في الأرض يََخْلفقون؛ أي بدلكم. وأَساقه إبلاً: أَعطاه إياها
يسُوقها. والسَّيِّقةُ: ما اختَلَس من الشيء فساقَه؛ ومنه قولهم: إنما
ابنُ آدم سَيِّقةٌ يسُوقُه الله حيث شاء وقيل: السَّيِّقةُ التي تُساقُ
سوْقاً؛ قال:
وهل أنا إلا مثْل سَيِّقةِ العِدا،
إن اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ، وإن جبّأتْ عَقْرُ؟
ويقال لما سِيقَ من النهب فطُرِدَ سَيِّقة، وأَنشد البيت أيضاً:
وهل أنا إلا مثل سيِّقة العدا
الأَزهري: السِّيَّقة ما اسْتاقه العدوُّ من الدواب مثل الوَسِيقة.
الأَصمعي: السَّيقُ من السحاب ما طردته الريح، كان فيه ماء أَو لم يكن، وفي
الصحاح: الذي تَسوقه الريح وليس فيه ماء.
وساقةُ الجيشُ: مؤخَّرُه. وفي صفة مشيه، عليه السلام: كان يَسُوق
أَصحابَه أَي يُقَدِّمُهم ويمشي خلفم تــواضُعــاً ولا يَدع أحداً يمشي خلفه. وفي
الحديث في صفة الأَولياء: إن كانت الساقةُ كان فيها وإن كان في الجيش
(*
قوله «في الجيش» الذي في النهاية: في الحرس، وفي ثابتة في الروايتين). كان
فيه الساقةُ؛ جمع سائق وهم الذين يَسُوقون جيش الغُزاة ويكونون مِنْ
ورائه يحفظونه؛ ومنه ساقةُ الحاجّ.
والسَّيِّقة: الناقة التي يُسْتَتَرُ بها عن الصيد ثم يُرْمَى؛ عن ثعلب.
والمِسْوَق: بَعِير تستتر به من الصيد لتَخْتِلَه. والأساقةُ: سيرُ
الرِّكابِ للسروج.
وساقَ بنفسه سياقاً: نَزَع بها عند الموت. تقول: رأيت فلاناً يَسُوق
سُوُقاً أي يَنْزِع نَزْعاً عند الموت، يعني الموت؛ الكسائي: تقول هو يَسُوق
نفْسَه ويَفِيظ نفسَه وقد فاظت نفسُه وأَفاظَه الله نفسَه. ويقال: فلان
في السِّياق أي في النَّزْع. ابن شميل: رأيت فلاناً بالسَّوْق أي بالموت
يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نزع الروح. وفي الحديث: دخل
سعيد على عثمان وهو في السَّوْق أي النزع كأَنّ روحه تُساق لتخرج من
بدَنه، ويقال له السِّياق أيضاً، وأَصله سِواق، فقلبت الواو ياء لكسرة
السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق. وفي الحديث: حَضَرْنا عمرو بن العاصِ وهو
في سِياق الموت.
والسُّوق: موضع البياعات. ابن سيده: السُّوق التي يُتعامل فيها، تذكر
وتؤنث؛ قال الشاعر في التذكير:
أَلم يَعِظِ الفِتْيانَ ما صارَ لِمَّتي
بِسُوقٍ كثيرٍ ريحُه وأَعاصِرُهْ
عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه
سَحيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُهْ
المَعْصوب: السوط، وسَحِيفُه صوته؛ وأَنشد أَبو زيد:
إنِّي إذالم يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه،
ورَكَدَ السَّبُّ فقامت سُوقُه،
طَبٌّ بِإهْداء الخنا لبِيقُه
والجمع أسواق. وفي التنزيل: إلا إِنَّهم ليأكلون الطعام ويَمْشُون في
الأَسْواق؛ والسُّوقة لغة فيه. وتَسَوَّق القومُ إذا باعوا واشتَروا. وفي
حديث الجُمعة: إذا جاءت سُوَيْقة أي تجارة، وهي تصغير السُّوق، سميت بها
لأن التجارة تجلب إليها وتُساق المَبيعات نحوَها. وسُوقُ القتالِ والحربِ
وسوقَتُه: حَوْمتُه، وقد قيل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها.
الليث: الساقُ لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم.
والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل:
ما فوق الوَظِيف، ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع؛ قال:
فَعَيْناكِ عَيْناها، وجِيدُك جِيدُها،
ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ
وامرأة سوْقاء: تارّةُ الساقين ذات شعر. والأَسْوَق: الطويل عَظْمِ
الساقِ، والمصدر السَّوَق؛ وأَنشد:
قُبُّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ
الجوهري: امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين؛
وقوله:
للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ به،
حيث تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ
فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل، وإن
اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد. والساقُ مؤنث؛ قال الله تعالى:
والتفَّت الساقُ بالساق؛ وقال كعب بن جُعَيْل:
فإذا قامَتْ إلى جاراتِها،
لاحَت الساقُ بُخَلْخالٍ زَجِلْ
وفي حديث القيامة: يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ في اللغة الأمر الشديد،
وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ
ولا غُلَّ، وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا. لا ساقَ هناك ولا
كَشْف؛ وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شمَّر ساعِدَه وكشفَ
عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم. ابن سيده في قوله تعالى: يوم
يُكشَف عن ساقٍ، إنما يريد به شدة الأمر كقولهم: قامت الحربُ على ساق، ولسنا
ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي
التي تعلو القدم، وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة
والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً؛ وعلى هذا بيت
الحماسة لجدّ طرفة:
كَشَفَتْ لهم عن ساقِها،
وبدا من الشرَّ الصُّراحْ
وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون
للهرب عند شدَّة الأَمر؛ ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذا
دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه، ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ؛ ومنه قول
دريد:
كَمِيش الإزار خارِجِ نصْفُ ساقِه
أَراد أَنه مشمر جادٌّ، ولم ييرد خروج الساق بعينها؛ ومنه قولهم:
ساوَقَه أي فاخَرة أَيُّهم أَشدّ. وقال ابن مسعود: يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه
عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً، وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً
طبقاً كان فيها السَّفافيد. وأَما قوله تعالى: فَطِفقَ مَسْحاً بالسُّوق
والأَعْناق، فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ ودُورٍ؛ الجوهري: الجمع سُوق، مثل
أَسَدٍ وأُسْد، وسِيقانٌ وأَسْوقٌ؛ وأَنشد ابن بري لسلامة بن جندل:
كأنّ مُناخاً، من قُنونٍ ومَنْزلاً،
بحيث الْتَقَيْنا من أَكُفٍّ وأَسْوُقِ
وقال الشماخ:
أَبَعْدَ قَتِيلٍ بالمدينة أَظْلَمَتْ
له الأَرضُ، تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ؟
فأَقْسَمْتُ لا أَنْساك ما لاحَ كَوكَبٌ،
وما اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ
وفي الحديث: لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ؛ هما
تصغير الساق وهي مؤنثة فذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صَغَّر الساقين
لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة. وفي حديث الزِّبْرِقان:
الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ؛ هو الطويل الساق والعُنُقِ. وساقُ الشجرةِ:
جِذْعُها، وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها، وجمع ذلك كله أَسْوُقٌ
وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق؛ الأَخيرة نادرة، توهموا ضمة السين
على الواو وقد غلب ذلك على لغة أبي حيَّة النميري؛ وهَمَزَها جرير في
قوله:أَحَبُّ المُؤقدانِ إليك مُؤسي
وروي أَحَبُّ المؤقدين وعليه وجّه أَبو علي قراءةَ من قرأَ: عاداً
الأؤْلى. وفي حديث معاوية: قال رجل خاصمت إليه ابنَ أخي فجعلت أَحُجُّه، فقال:
أَنتَ كما قال:
إني أُتيحُ له حِرْباء تَنْضُبَةٍ،
لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا
(* قوله «إِني أُتيح له إلخ» هو هكذا بهذا الضبط في نسخة صحيحة من
النهاية).
أَراد بالساق ههنا الغصن من أَغصان الشجرة؛ المعنى لا تَنْقضِي له حُجّة
إلا تَعَلَّق بأُخرى، تشبيهاً بالحِرْباء وانتقاله من غُصنٍ إلى غصن
يدور مع الشمس.
وسَوَّقَ النَّبتُ: صار له ساقٌ؛ قال ذو الرمة:
لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ، كأنه
مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائرٍغَمْرِ
وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أصبت ساقَه. والسَّوَقُ: حُسْن الساقِ
وغلظها، وسَوِق سَوَقاً وهو أَسْوَقُ؛ وقول العجاج:
بِمُخْدِرٍ من المَخادِير ذَكَرْ،
يَهْتَذُّ رَدْمِيَّ الحديدِ المُسْتَمرْ،
هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ
الحَصاد: بقلة يقال لها الحَصادة. والسَّوَّاقُ: الطويل الساق، وقيل: هو
ما سَوَّقَ وصارعلى ساقٍ من النبت؛ والمُخْدِرُ: القاطع خِدْرَه،
وخَضَرَه: قَطَعه؛ قال ذلك كله أَبو زيد، سيف مُخْدِر. ابن السكيت: يقال ولدت
فلانةُ ثلاثةَ بنين على ساقٍ واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية؛
ووُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً على ساقٍ أي واحد في إثر واحد،
وولَدَتْ ثلاثةً على ساقٍ واحدة أي بعضُهم في إثر بعض ليست بينهم جارية، وبنى
القوم بيوتَهم على ساقٍ واحدة، وقام فلانٌ على ساقٍ إذا عُنِيَ بالأَمر
وتحزَّم به، وقامت الحربُ على ساقٍ، وهو على المَثَل. وقام القوم على ساقٍ:
يراد بذلك الكد والمشقة. وليس هناك ساقٌ، كما قالوا: جاؤوا على بَكْرة
أَبيهم إذا جاؤوا عن آخرِهم، وكما قالوا: شرٌّ لا يُنادى وَليدُه. وأَوهت
بساق أي كِدْت أَفعل؛ قال قرط يصف الذئب:
ولكِنّي رَمَيْتُك منْ بعيد،
فلم أَفْعَلْ، وقد أَوْهَتْ بِساقِ
وقيل: معناه هنا قربت العدّة. والساق: النَّنْفسُ؛ ومنه قول عليّ، رضوان
الله عليه، في حرب الشُّراة: لا بُدَّ لي من قتالهم ولو تَلِفَت ساقي؛
التفسير لأَبي عمر الزاهد عن أَبي العباس حكاه الهروي. والساقُ: الحمام
الذكر؛ وقال الكميت:
تغْريد ساقٍ على ساقٍ يُجاوِبُها،
من الهَواتف، ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل
عنى بالأَول الوَرَشان وبالثاني ساقَ الشجرة، وساقُ حُرٍّ: الذكر من
القَمارِيّ، سمي بصوته؛ قال حميد بن ثور:
وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حمامةٌ
دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرنُّما
ويقال له أيضاً السَّاق؛ قال الشماخ:
كادت تُساقِطُني والرَّحْلَ، إذ نَطَقَتْ
حمامةٌ، فَدَعَتْ ساقاً على ساقِ
وقال شمر: قال بعضهم الساقُ الحمام وحُرٌّ فَرْخُها. ويقال: ساقُ حُرٍّ
صوت القُمْريّ.
قال أَبو منصور: السُّوقة بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك، سُمُّوا
سُوقة لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم، يقال للواحد سُوقة وللجماعة
سُوقة. الجوهري: والسُّوقة خلاف المَلِك، قال نهشل بن حَرِّيٍّ:
ولَمْ تَرَعَيْني سُوقةً مِثْلَ مالِكٍ،
ولا مَلِكاً تَجْبي إليه مَرازِبُهْ
يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر؛ قالت بنت النعمان بن المنذر:
فَبينا نَسُوس الناسَ والأمْرُ أَمْرُنا،
إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ
أَي نخْدُم الناس، قال: وربما جمع على سُوَق. وفي حديث المرأة
الجَوْنيَّة التي أَراد النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يدخل بها: فقال لها هَبي
لي نَفْسَك، فقالت: هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة؟ السُّوقةُ من
الناس: الرعية ومَنْ دون الملِك، وكثير من الناس يظنون أَن السُّوقة أَهل
الأَسْواق. والسُّوقة من الناس: من لم يكن ذا سُلْطان، الذكر والأُنثى
في ذلك سواء، والجمع السُّوَق، وقيل أَوساطهم؛ قال زهير:
يَطْلُب شَأو امْرأَين قَدَّما حَسَناً،
نالا المُلوكَ وبَذَّا هذه السُّوَقا
والسَّوِيق: معروف، والصاد فيه لغة لمكان المضارعة، والجمع أَسْوِقة.
غيره: السَّوِيق ما يُتَّخذ من الحنطة والشعير. ويقال: السَّويقُ المُقْل
الحَتِيّ، والسَّوِيق السّبِق الفَتِيّ، والسَّوِيق الخمر، وسَوِيقُ
الكَرْم الخمر؛ وأَنشد سيبويه لزياد الأَعْجَم:
تُكَلِّفُني سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ،
وما جَرْمٌ، وما ذاكَ السَّويقُ؟
وما عرفت سَوِيق الكَرْمِ جَرْمٌ،
ولا أَغْلَتْ به، مُذْ قام، سُوقُ
فلما نُزِّلَ التحريمُ فيها،
إذا الجَرْميّ منها لا يُفِيقُ
وقال أَبو حنيفة: السُّوقةُ من الطُّرْثوث ما تحت النُّكَعة وهو كأَيْرِ
الحمار، وليس فيه شيء أَطيب من سُوقتِه ولا أَحلى، وربما طال وربما قصر.
وسُوقةُ أَهوى وسُوقة حائل: موضعان؛ أَنشد ثعلب:
تَهانَفْتَ واسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ،
بسُوقةِ أَهْوى أَو بِسُوقةِ حائِلِ
وسُوَيْقة: موضع؛ قال:
هِيْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ،
كانت مُباركةً من الأَيّام
وساقان: اسم موضع. والسُّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:
تَرْمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ
وسُوقة: اسم رجل.
سمك: السَّمَكُ: الحُوتُ من خُلْق الماء، واحدته سَمَكَة، وجمعُ
السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ. والسَّمَكَةُ: بُرْجٌ
في السماء من بُرُوج الفَلَك؛ قال ابن سيده: أَراد على التشبيه لأنه
بُرْجٌ ماوِيٌّ، ويقال له الحُوتُ.
وسَمَكَ الشيء يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فارتفع.
والسَّمَاكُ: ما سُمِكَ به الشيءُ، والجمع سُمُكٌ. التهذيب: والسِّماكُ
ما سَمَكْتَ حائطاً أَو سَقْفاً. والسِّماكانِ: نجمان نَيِّرانِ أحدهما
السِّماك الأَعْزَل والآخر السِّماكُ الرامِحُ، ويقال إنهما رجلا الأسد،
والذي هو من منازل القمر الأَعْزَلُ وبه ينزل القمر وهو شَآمٍ، وسمي
أَعزلَ لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأعْزَل الذي لارمح معه، ويقال: سمي
أعزل لأنه إذا طلع لا يكون في أَيامه ريح ولا برد وهو أَعزل منها،
والرامح وليس هو من المنازل. وفي حديث ابن عمر: أنه نظر فإذا بالسِّماكِ فقال:
قد دنا طُلُوعُ الفجر فأوتر بركعة؛ السِّماكُ: نجم معروف، وهما
سِماكانِ: رامح وأعزل، والرامح لا نَؤْءَ له وهو إلى جهة الشَّمالِ، والأعْزَلُ
من كواكبِ الأَنْواءِ وهو إلى جهة الجَنُوبِ، وهما في برج الميزان، وطلوعُ
السِّماكِ الأَعزل مع الفجر يكون في تَشْرِين الأَول. وسَمْكُ البيت:
سَقْفُه. والسَّمْكُ: السَّقْف، وقيل: هو من أَعلى البيت إلى أَسفله.
والسَّمْكُ: القامَة من كل شيء بعيد طويل السَّمْكِ؛ وقال ذو الرمة:
نَجائِبَ من نِتاجِ بني عُزَيْرٍ،
طَِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا
وفي الحديث عن عليّ، رضوان الله عليه: أنه كان يقول في دعائه: اللهم
رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع ورَبَّ المَدْحِيَّاتِ السبع؛ وهي المَسْمُوكاتُ
والمَدْحوَّاتُ في قول العامّة، وقول عليّ، رضي الله عنه، صواب.
والسَّمْك يجيء في مــواضع بمعنى السقف. والسماء مَسْمُوكة أي مرفوعة كالسَّمْكِ.
وجاء في حديث علي، رضي الله عنه، أيضاً: اللهم بارئَ المَسْمُوكاتِ السبع
ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ؛ فالمسموكات السموات السبع، والمَدْحُوَّات
الأَرَضُون.
وروي عن علي، رضي الله عنه، أنه كان يقول: وسَمَكَ الله السماء سَمْكاً
رفعها. وسَمَكَ الشيء سُمُوكاً: ارتفع. والسَّامِكُ: العالي المرتفع.
وبيت مُسْتَمِكٌ ومُنْسَمِكٌ: طويل السَّمْك؛ قال رؤبة:
صَعَّدَكم في بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ
ويروى مُنْسَمِك. وسنَام سامِكٌ وتامِكٌ: تارٌّ مرْتفع عالٍ. وسَمَكَ
يَسْمُك سُمُوكاً: صَعِدَ. ويقال: اسْمُكْ في الرَّيْم أَي اصعد في
الدَّرَجةِ.
والسُّمَيْكاء: الحُساسُ، والحُساسُ هي الأرَضَةُ.
والمِسْماكُ: عمود من أَعمدة الخباء، وفي المحكم: يكون في الخباء
يُسْمَك به البيت؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ
سَقْبانِ، لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ
عنى بالرجلين الساقين، وفي الصحاح صقبان، بالصاد، وصقبان بدل من
مسماكين.
وبط: الوابِطُ: الضعيف. وبَطَ في جِسمه ورَأْيِه يَبِط وَبْطاً ووبُوطاً
ووَباطةً ووَبِطَ وبَطاً ووَبْطاً ووَبُطَ: ضَعُف وثَقُل. ووَبَط رأْيُه
في هذا الأَمر وُبوطاً إِذا ضعُف ولم يَسْتَحْكِم؛ وأَنشد ابن بري لحميد
الأَرقط:
إِذْ باشَرَ النَّكْثَ بِرَأْيٍ وابِطِ
وكذلك وَبِط، بالكسر، يَوْبَط وَبْطاً. والوابِطُ: الخَسِيس والضعيف
الجَبان. ويقال: أَردت حاجة فوَبَطَني عنها فلان أَي حبَسني. والوَباطُ:
الضَّعْف؛ قال الراجز:
ذُو قُوَّة ليسَ بذِي وَباطِ
والوابِطُ: الخَسِيس. ووبَطَ حَظَّه وَبْطاً: أَخَسَّه ووضَع من قدره.
ووَبَطْت الرجلَ: وضعت من قدره. وفي حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم:
اللهم لا تَبِطْني بعد إِذ رَفَعْتني أَي لا تُهِنِّي وتَضَعْني. أَبو
عمرو: وَبَطه اللّه وأَبَطَه وهَبَطَه بمعنى واحد؛ وأَنشد:
أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّها العَضارِطُ،
أَم مُسْبَلاتٌ شَيْبُهنَّ وابِطُ؟
أَي واضِِع الشَّرَفِ. ووَبَط الجرْحَ وَبْطاً: فتحه كبَطَّه بَطّاً.