من (ن ه ض) القيام بهمة ونشاط، ونهوض النبت: استواؤه، ونهوض الطائر: بسط جناحيه ليطير. يستخدم للإناث.
من (ن ه ض) القيام بهمة ونشاط، ونهوض النبت: استواؤه، ونهوض الطائر: بسط جناحيه ليطير. يستخدم للإناث.
نهض: الــنُّهوضُ: البَراحُ من الموضع والقيامُ عنه، نهَضَ يَنْهَضُ
نَهْضاً ونُهوضــاً وانْتَهَضَ أَي قامَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرُوَيْشد:
ودون حدر وانْتِهاضٍ وربوة،
كأَنَّكما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ
وأَنشد الأَصمعي لبَعْضِ الأَغْفال:
تَنْتَهِضُ الرِّعْدةُ في ظُهَيْري،
من لَدُنِ الظُّهْر إِلى العُصَيْرِ
وأَنْهَضْتُه أَنا فانْتَهَضَ، وانتهض القومُ وتناهَضوا: نهَضُوا
للقتال. وأَنْهَضَه: حَرَّكه للــنُّهوض. واسْتَنْهَضْته لأَمر كذا إِذا أَمرته
بالــنُّهوض له. وناهَضْتُه أَي قاوَمْتُه. وقال أَبو الجَهْم الجعفريّ:
نَهَضْنا إِلى القوم ونَغَضْنا إِليهم بمعنىً. وتناهَضَ القومُ في الحرب
إِذا نَهض كلُّ فريق إِلى صاحبه. ونَهض النَّبْتُ إِذا استوى؛ قال أَبو
نخيلة:
وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي،
ورَثْيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ
قال ابن بري: صوابه: تنهَض في تشدُّد. وأَنْهَضَت الرِّيحُ السَّحابَ:
ساقَتْه وحملَتْه؛ قال:
باتَتْ تُنادِيهِ الصَّبا فأَقْبَلا،
تُنْهِضُه صُعْداً ويأْبَى ثِقَلا
والنَّهْضةُ: الطَّاقةُ والقوَّةُ. وأَنهضه بالشيء: قوَّاه على
الــنُّهوضِ به.
والناهِضُ: الفرْخُ الذي استَقَلَّ للــنُّهوضِ، وقيل: هو الذي وفُرَ
جَناحاه ونَهضَ للطَّيَران، وقيل: هو الذي نَشر جناحَيْه ليَطِيرَ، والجمع
نَواهِضُ. ونهَض الطائرُ: بسَط جناحيه ليطير. والناهِضُ: فرْخُ العُقاب
الذي وفُرَ جناحاه ونَهضَ للطيران؛ قال امرؤُ القيس:
راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ،
ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ
وقول لبيد يصف النَّبْل:
رقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ،
تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّْ
إِنما أَراد رِيشَ من فرْخٍ من فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ لأَن السِّهامَ
لا تُراشُ بالناهِضِ كلّه هذا ما لا يجوز إِنما تُراش برِيشِ الناهض،
ومثله كثير. والنَّواهِضُ: عِظامُ الإِبل وشِدادُها؛ قال الراجز:
الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارضُ،
لا يَسْتَطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ،
إِلاَّ المُعيداتُ به النَّواهِضُ
والغامِضُ: العاجز الضَّعيف. وناهِضةُ الرجل: قومه الذين ينهَضُ بهم
فيما يُحْزِنُه من الأُمور، وقيل: ناهِضةُ الرجل بنو أَبيه الذين يَغْضَبُون
بغَضَبه فيَنْهَضُون لنَصْره. وما لفلان ناهِضةٌ، وهم الذين يَقُومون
بأَمرِه. وتَناهَضَ القومُ في الحرب: نهَضُوا. والناهِضُ: رأْس المنكب،
وقيل: هو اللحم المجتمع في ظاهر العضد من أَعْلاها إِلى أَسفلها، وكذلك هو
من الفرس، وقد يكون من البعير، وهما ناهِضانِ، والجمع نَواهِضُ. أَبو
عبيدة: ناهِضُ الفرس خُصَيْلةُ عضُدِه المُنْتَبِرَةُ، ويُستحب عِظَمُ ناهِضِ
الفَرس؛ وقال أَبو دواد:
نَبِيل النَّواهِضِ والمَنْكِبَيْن،
حَدِيد المَحازِم ناتِي المَعَدْ
الجوهري: والناهِضُ اللحم الذي يلي عضُد الفرس من أَعلاها. ونَهْضُ
البعيرِ: ما بين الكتف والمَنْكِبِ، وجمعه أَنْهُضٌ مثل فَلْسِ وأَفْلُس؛ قال
هِمْيانُ ابن قحافة:
وقَرَّبُوا كلّ جُمالِيٍّ عَضِهْ،
أَبْقَى السِّنافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ
وقال النضر: نَواهِضُ البعير صدره وما أَقَلَّتْ يده إِلى كاهِلِه وهو
ما بين كِرْكِرته إِلى ثُغْرةِ نَحْرِه إِلى كاهِلِه، الواحد ناهِضٌ.
وطريق ناهِضٌ أَي صاعِدٌ في جبل، وهو النَّهْضُ وجمعه نِهاضٌ؛ وقال
الهذلي:يتابع نَقْباً ذا نِهاضٍ، فوَقْعُه
به صُعُدٌ، لولا المَخافةُ قاصِد
(* قوله «يتابع نقباً إلخ» كذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: يتائم.)
ومكانٌ ناهِضٌ: مرتفِعٌ.
والنَّهْضةُ، بسكون الهاء: العَتَبةُ من الأَرض تُبْهَرُ فيها الدابةُ
أَو الإِنسان يَصْعَدُ فيها من غَمْضٍ، والجمع نِهاضٌ؛ قال حاتم بن
مُدْرِك يهجو أَبا العَيُوفِ:
أَقولُ لصاحِبَيَّ وقد هَبَطْنا،
وخَلَّفْنا المَعارِضَ والنِّهاضا
يقال: طريق ذو مَعارِضَ أَي مَراعٍ تُغْنِيهم أَن يَتَكَلَّفُوا العَلَف
لمواشيهم. الأَزهريُّ: النَّهْضُ العَتَبُ. ابن الأَعرابي: النِّهاضُ
العَتَبُ، والنهاض السرْعةُ، والنَّهْضُ الضَّيْمُ والقَسْرُ، وقيل هو
الظُّلْم؛ قال:
أَما تَرى الحَجّاجَ يأْبى النَّهْضا
وإِناء نَهْضان: وهو دون الشلثان
(* قوله «الشلثان» كذا بالأَصل بمثلثة
بعد اللام، وفي شرح القاموس بتاء مثناة بعدها.) ؛ هذه عن أَبي حنيفة.
وناهِضٌ ومُناهِضٌ ونَهّاضٌ: أَسماء.
نهد: نَهَدَ الثدْيُ يَنْهُد، بالضم، نُهُوداً إِذا كَعَبَ وانتَبَرَ
وأَشْرَفَ. ونهدتِ المرأَةُ تَنْهُدُ وتَنْهَدُ، وهي ناهِدٌ وناهِدةٌ،
ونَهَّدَتْ، وهي مُنَهِّدٌ، كلاهما: نَهَدَ ثَدْيُها. قال أَبو عبيد: إِذا
نَهَدَ ثَدْيُ الجارية قيل: هي ناهِد؛ والثُّدِيُّ الفَوالِكُ دون
النَّواهِدِ. وفي حديث هِوازِنَ: ولا ثَدْيُها بناهد أَي مرتفع. يقال: نَهَدَ
الثديُ إذا ارتفع عن الصدر وصار له حَجْم.
وفرس نَهْد: جَسِيمٌ مُشْرِفٌ. تقول منه: نَهُدَ الفرس، بالضم، نُهُودة؛
وقيل: كثير اللحم حسَن الجسم مع ارتفاع، وكذلك مَنْكِبٌ نَهْدٌ، وقيل:
كل مرتفع نَهْد؛ الليث: النهد في نعت الخيل الجسيم المشرف. يقال: فرس
نَهْدُ القَذالِ نَهْدُ القُصَيرَى؛ وفي حديث ابن الأَعرابي:
يا خَيرَ من يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ،
وَهَبَهُ لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ
النهْدُ: الفرس الضخْمُ القويُّ، والأُنثى نَهْدةٌ. وأَنهَدَ الحوضَ
والإِناءَ: مَلأَه حتى يَفِيضَ أَو قارَبَ مِلأَه، وهو حَوْضٌ نَهْدانُ.
وإِناءٌ نَهْدانُ وقَصْعَةٌ نَهْدَى ونَهْدانةٌ: الذي قد عَلا وأَشرَف،
وحَفَّان: قد بلغ حِفافَيْهِ. أَبو عبيد قال: إِذا قارَبَتِ الدَّلْوُ
المَلْءَ فهو نَهْدُها، يقال: نَهَدَتِ المَلْءَ، قال: فإِذا كانت دون مَلْئها
قيل: غَرَّضْتُ في الدَّلو؛ وأَنشد:
لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وغَرِّضْ فيها،
فإِنَّ دون مَلْئها يَكْفِيها
وكذلك عَرَّقْتُ. وقال: وضَخْتُ وأَوضَخْتُ إِذا جَعَلْتَ في أَسفَلِها
مُوَيْهةً. الصحاح: أَنْهَدْتُ الحوضَ ملأْتُه؛ وهو حَوْضٌ نَهْدانُ وقدم
نَهْدانُ إِذا امتلأَ ولم يَفِضْ بعد. وحكى ابن الأَعرابي: ناقة
تَنْهَدُ الإِناءَ أَي تملؤُه. ونَهَدَ وأَنْهَدْتُه أَنا. ونَهَدَ إِليه: قامَ؛
عن ثعلب.
والمُناهَدَةُ في الحرب: المُناهِضةُ، وفي المحكم: المُناهَدةُ في الحرب
أَنْ يَنْهَدَ بعض إِلى بعض، وهو في معنى نَهَضَ إِلا أَنّ الــنُّهُوضَ
قيامٌ غَيْرُ قُعُود
(* قوله «قيام غير قعود» كذا بالأصل ولعلها عن قعود،)
، والنُّهُودُ نُهوضٌ على كل حال. ونَهَدَ إِلى العدوّ يَنْهعد، بالفتح:
نَهَض. أَبو عبيد: نَهَد القومُ لعدوّهم إِذا صَمَدوا له وشرعوا في
قتاله. وفي الحديث: أَنه كان يَنْهَدُ إلى عَدُوّه حين تزول الشمس أَي
يَنْهَضُ. وفي حديث ابن عمر: أَنه دخل المسجد الحرام فَنَهَد له النساء
يسأَلونه أَي نَهَضُوا. والنّهْد: العَوْنُ. وطَرَحَ نَهْدَه مع القوم: أَعانهم
وخارجهم. وقد تَناهَدوا أَي تَخارَجُوا، يكون ذلك في الطعام والشراب؛
وقيل: النَّهْدُ إِخراج القوم نفقاتهم على قدر عدد الرُّفقة. والتناهُدُ:
إخراجُ كل واحد من الرفقة نفقة على قدر نفقة صاحبه. يقال: تَناهَدوا
وناهَدوا وناهد بعضُهم بعضاً. والمُخْرَجُ يقال له: النِّهْدُ، بالكسر. قال:
والعرب تقول: هات نِهدَكَ، مكسورة النون. قال: وحكى عمرو بن عبيد عن الحسن
أَنه قال: أَخْرِجوا نِهْدَكم فإِنه أَعظم للبركة وأَحسن لأَخلاقِكم
وأَطْيَبُ لنفوسكم؛ قال ابن الأَثير: النِّهد، بالكسر، ما يُخْرِجُه الرفقة
عند المناهدة إِلى العدوِّ وهو أَن يقسموا نفقتهم بينهم بالسوية حتى لا
يتغابنوا ولا يكون لأَحدهم على الآخر فضل ومنّة. وتَناهَدَ القومُ الشيء:
تناولوه بينهم.
والنَّهْداء من الرمل، ممدود: وهي كالرَّابية المُتَلَبِّدة كريمة تنبت
الشجر، ولا ينعت الذكر على أَنْهَد. والنهْداء: الرملة المشرفة.
والنَّهْدُ والنَّهِيدُ والنَّهِيدةُ كله: الزُّبْدةُ العظيمة، وبعضهم
يسميها إِذا كانت ضخمة نَهْدةً فإِذا كانت صغيرة فهدة؛ وقيل: النَّهِيدةُ
أَن يُغْلى لُبابُ الهَبيد وهو حب الحنظل، فإِذا بَلَغ إِناه من النضْج
والكثافة ذُرّ عليه قُمَيِّحة من دقيق ثم أُكل؛ وقيل: النهيد، بغير هاء،
الزُّبْدُ الذي لم يتم رَوْب لبِنِه ثم أُكل. قال أَبو حاتم: النَّهيدة من
الزبْد زُبْدُ اللبن الذي لم يَرُبْ ولم يُدْرِكْ فيُمْخَضُ اللبن فتكون
زبدته قليلة حُلوة. ورجل نَهْدٌ: كريم يَنْهَضُ إِلى مَعالي الأُمور.
والمناهَدةُ: المُساهَمة بالأَصابع. وزبْد نَهِيد إِذا لم يكن رقيقاً؛ قال
جرير يَهْجُو عَمْرَو بن لَجإِ التيمي:
أَرَخْفٌ زُبْدٌ أَيْسَرَ أَم نَهِيدُ
وأَول القصيدة:
يَذُمُّ النازِلُون رفادَ تَيْمٍ،
إِذا ما الماءُ أَيْبَسَه الجَلِيدُ
وكَعْثَبٌ نَهْدٌ إِذا كان ناتِئاً مرتفعاً، وإِن كان لاصقاً فهو
هَيْدَبٌ؛ وأَنشد الفراء:
أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهداً كعْثَبا،
أَذاكَ أَم أُعْطِيتَ هَيداً هَيْدَبا؟
وفي الحديث، حديث دار النَّدْوة وإِبليس: فأَخذ من كل قبيلة شابّاً
نَهْداً أَي قَوِيّاً ضَخْماً.
ونَهْدٌ: قبيلة من قَبائل اليمن. ونَهدانُ ونُهَيدٌ ومُناهِدٌ: أَسماء.
نوأ: ناءَ بِحِمْلِه يَنُوءُ نَوْءاً وتَنْوَاءً: نَهَضَ بجَهْد ومَشَقَّةٍ. وقيل: أُثْقِلَ فسقَطَ، فهو من الأَضداد. وكذلك نُؤْتُ به. ويقال: ناءَ بالحِمْل إِذا نَهَضَ به مُثْقَلاً. وناءَ به الحِملُ إِذا أَثْقَلَه.
والمرأَة تَنُوءُ بها عَجِيزَتُها أَي تُثْقِلُها، وهي تَنُوءُ بِعَجِيزَتِها أَي تَنْهَضُ بها مُثْقلةً. وناءَ به الحِمْلُ وأَناءَه مثل أَناعَه: أَثْقَلَه وأَمالَه، كما يقال ذهَبَ به وأَذْهَبَه، بمعنى.
وقوله تعالى: ما إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أُولي القُوَّةٍ.
قال: نُوْءُها بالعُصْبةِ أَنْ تُثْقِلَهم. والمعنى إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أَي تُمِيلُهم مِن ثِقَلِها، فإِذا أَدخلت الباءَ قلت تَنُوءُ بهم، كما قال اللّه تعالى: آتُوني أُفْرِغْ عَليْه قِطْراً. والمعنى ائْتُوني بقِطْرٍ أُفْرِغْ عليه، فإِذا حذفت الباءَ زدْتَ على الفعل في أَوله. قال الفرّاءُ: وقد قال رجل من أَهل العربية:
ما إِنَّ العُصْبةَ لَتَنُوءُ بِمفاتِحِه، فَحُوِّلَ الفِعْلُ إِلى الـمَفاتِحِ، كما قال الراجز:
إِنَّ سِراجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ،
تَحْلى بهِ العَيْنُ، إِذا ما تَجْهَرُهْ
وهو الذي يَحْلى بالعين، فإِن كان سُمِعَ آتوا بهذا، فهو وَجْه، وإِلاَّ
فإِن الرجُلَ جَهِلَ المعنى. قال الأَزهري: وأَنشدني بعض العرب:
حَتَّى إِذا ما التَأَمَتْ مَواصِلُهْ، * وناءَ، في شِقِّ الشِّمالِ، كاهِلُهْ
يعني الرَّامي لـما أَخَذَ القَوْسَ ونَزَعَ مالَ عَلَيْها. قال: ونرى
أَنَّ قول العرب ما ساءَكَ وناءَكَ: من ذلك، إِلاَّ أَنه أَلقَى الأَلفَ
لأَنه مُتْبَعٌ لِساءَكَ، كما قالت العرب: أَكَلْتُ طَعاماً فهَنَأَني
ومَرَأَني، معناه إِذا أُفْرِدَ أَمْرَأَني فحذف منه الأَلِف لـما أُتْبِعَ ما
ليس فيه الأَلِف، ومعناه: ما ساءَكَ وأَناءَكَ. وكذلك: إِنِّي لآتِيهِ
بالغَدايا والعَشايا، والغَداةُ لا تُجمع على غَدايا. وقال الفرَّاءُ:
لَتُنِيءُ بالعُصْبةِ: تُثْقِلُها، وقال:
إِنِّي، وَجَدِّك، لا أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ * حانَ القَضاءُ، وما رَقَّتْ له كَبِدِي
إِلاَّ عَصا أَرْزَنٍ، طارَتْ بُرايَتُها، * تَنُوءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ
أَي تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ والعَضُدَ. وقالوا: له عندي ما سَاءَه
وَناءَه أَي أَثْقَلَه وما يَسُوءُه ويَنُوءُه. قال بعضهم: أَراد ساءَه
وناءَه وإِنما قال ناءَه، وهو لا يَتَعدَّى، لأَجل ساءَه، فهم إِذا أَفردوا قالوا أَناءَه، لأَنهم إِنما قالوا ناءَه، وهو لا يتعدَّى لمكان سَاءَه ليَزْدَوِجَ الكلام.
والنَّوْءُ: النجم إِذا مال للمَغِيب، والجمع أَنْواءٌ ونُوآنٌ، حكاه ابن
جني، مثل عَبْد وعُبْدانٍ وبَطْنٍ وبُطْنانٍ. قال حسان بن ثابت، رضي اللّه عنه:
ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنـَّا بِها، * إِذا قَحَطَ الغَيْثُ، نُوآنُها
وقد ناءَ نَوْءاً واسْتَناءَ واسْتَنْأَى، الأَخيرة على القَلْب. قال:
يَجُرُّ ويَسْتَنْئِي نَشاصاً، كأَنَّه * بِغَيْقةَ، لَـمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ، جالِبُ
قال أَبو حنيفة: اسْتَنْأَوُا الوَسْمِيَّ: نَظَرُوا إِليه، وأَصله من النَّوْءِ، فقدَّم الهمزةَ. وقول ابن أَحمر:
الفاضِلُ، العادِلُ، الهادِي نَقِيبَتُه، * والـمُسْتَناءُ، إِذا ما يَقْحَطُ الـمَطَرُ
الـمُسْتَنَاءُ: الذي يُطْلَبُ نَوْءُه. قال أَبو منصور: معناه الذي
يُطْلَبُ رِفْدُه. وقيل: معنى النَّوْءِ سُقوطُ نجم من الـمَنازِل في المغرب مع الفجر وطُلوعُ رَقِيبه، وهو نجم آخر يُقابِلُه، من ساعته في المشرق، في كل ليلة إِلى ثلاثة عشر يوماً. وهكذا كلُّ نجم منها إِلى انقضاءِ السنة، ما خلا الجَبْهةَ، فإِن لها أَربعة عشر يوماً، فتنقضِي جميعُها مع انقضاءِ
السنة. قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنَّه إِذا سقط الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، وذلك الطُّلوع هو النَّوْءُ. وبعضُهم يجعل النَّوْءَ السقوط، كأَنه من الأَضداد. قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع في النَّوْءِ أَنه السُّقوط إِلا في هذا الموضع، وكانت العرب تُضِيفُ الأَمْطار والرِّياح والحرَّ والبرد إِلى الساقط منها. وقال
الأَصمعي: إِلى الطالع منها في سلطانه، فتقول مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، وقال أَبو حنيفة: نَوْءُ النجم: هو أَوَّل سقوط يُدْرِكُه بالغَداة، إِذا هَمَّت الكواكِبُ بالـمُصُوحِ، وذلك في بياض الفجر
الـمُسْتَطِير. التهذيب: ناءَ النجمُ يَنْوءُ نَوْءاً إِذا سقَطَ. وفي الحديث: ثلاثٌ من أَمْرِ الجاهِليَّةِ: الطَّعْنُ في الأَنْسَابِ والنِّياحةُ
والأَنْواءُ. قال أَبو عبيد: الأَنواءُ ثمانية وعشرون نجماً معروفة
الـمَطالِع في أزْمِنةِ السنة كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاثَ عَشْرة ليلة نجمٌ في المغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلُع آخَرُ يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاءُ هذه الثمانية وعشرين كلها مع انقضاءِ السنة، ثم يرجع الأَمر إِلى النجم الأَوّل مع استئناف السنة المقبلة. وكانت العرب في الجاهلية إِذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لا بد من أَن يكون عند ذلك مطر أَو رياح، فيَنْسُبون كلَّ غيث يكون عند ذلك إِلى ذلك النجم، فيقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ الثُرَيَّا والدَّبَرانِ والسِّماكِ. والأَنْوَاءُ واحدها نَوْءٌ.
قال: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنه إِذا سَقَط الساقِط منها بالمغرب ناءَ
الطالع بالمشرق يَنُوءُ نَوْءاً أَي نَهَضَ وطَلَعَ، وذلك الــنُّهُوض هو
النَّوْءُ، فسمي النجم به، وذلك كل ناهض بِثِقَلٍ وإِبْطَاءٍ، فإنه
يَنُوءُ عند نُهوضِــه، وقد يكون النَّوْءُ السقوط. قال: ولم أسمع أَنَّ
النَّوْءَ السقوط إِلا في هذا الموضع. قال ذو الرمة:
تَنُوءُ بِأُخْراها، فَلأْياً قِيامُها؛ * وتَمْشِي الهُوَيْنَى عن قَرِيبٍ فَتَبْهَرُ
معناه: أَنَّ أُخْراها، وهي عَجيزَتُها، تُنِيئُها إِلى الأَرضِ لِضخَمِها وكَثْرة لحمها في أَرْدافِها. قال: وهذا تحويل للفعل أَيضاً. وقيل:
أَراد بالنَّوْءِ الغروبَ، وهو من الأَضْداد. قال شمر: هذه الثمانية
وعشرون، التي أَراد أَبو عبيد، هي منازل القمر، وهي معروفة عند العرب وغيرهم من الفُرْس والروم والهند لم يختلفوا في أَنها ثمانية وعشرون، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها. ومنه قوله تعالى: والقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازِلَ. قال شمر: وقد رأَيتها بالهندية والرومية والفارسية مترجمة. قال: وهي بالعربية فيما أَخبرني به ابن الأَعرابي: الشَّرَطانِ، والبَطِينُ، والنَّجْمُ، والدَّبَرانُ، والهَقْعَةُ، والهَنْعَةُ، والذِّراع، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ، والجَبْهةُ، والخَراتانِ، والصَّرْفَةُ، والعَوَّاءُ، والسِّماكُ، والغَفْرُ، والزُّبانَى، والإِكْليلُ، والقَلْبُ، والشَّوْلةُ، والنَّعائمُ، والبَلْدَةُ، وسَعْدُ الذَّابِحِ، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ، وفَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ، وفَرْغُ الدَّلْوِ الـمُؤَخَّرُ، والحُوتُ. قال: ولا تَسْتَنِيءُ العَرَبُ بها كُلِّها إِنما تذكر بالأَنْواءِ بَعْضَها، وهي معروفة في أَشعارهم وكلامهم. وكان ابن الأَعرابي يقول: لا يكون نَوْءٌ حتى يكون معه مَطَر، وإِلا فلا نَوْءَ.قال أَبو منصور: أَول المطر: الوَسْمِيُّ، وأَنْواؤُه العَرْقُوتانِ الـمُؤَخَّرتانِ. قال أَبو منصور: هما الفَرْغُ الـمُؤَخَّر ثم الشَّرَطُ ثم الثُّرَيَّا ثم الشَّتَوِيُّ، وأَنْواؤُه الجَوْزاءُ، ثمَّ الذِّراعانِ، ونَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهةُ، وهي آخِر الشَّتَوِيِّ، وأَوَّلُ
الدَّفَئِيّ والصَّيْفِي، ثم الصَّيْفِيُّ، وأَنْواؤُه السِّماكانِ الأَوَّل الأَعْزَلُ، والآخرُ الرَّقيبُ، وما بين السِّماكَيْنِ صَيف، وهو نحو من أَربعين يوماً، ثمَّ الحَمِيمُ، وهو نحو من عشرين ليلة عند طُلُوعِ
الدَّبَرانِ، وهو بين الصيفِ والخَرِيفِ، وليس له نَوْءٌ، ثمَّ الخَرِيفِيُّ
وأَنْواؤُه النَّسْرانِ، ثمَّ الأَخْضَرُ، ثم عَرْقُوتا الدَّلْوِ الأُولَيانِ. قال أَبو منصور: وهما الفَرْغُ الـمُقَدَّمُ. قال: وكلُّ مطَر من الوَسْمِيِّ إِلى الدَّفَئِيِّ ربيعٌ. وقال الزجاج في بعض أَمالِيهِ وذَكر قَوْلَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم: مَنْ قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَر باللّهِ، ومن قال سَقانا اللّهُ فقد آمَنَ باللهِ وكَفَر بالنَّجْمِ. قال: ومعنى مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا، أَي مُطِرْنا بطُلوع نجم وسُقُوط آخَر. قال: والنَّوْءُ على الحقيقة سُقُوط نجم في الـمَغْرِب وطُلوعُ آخَرَ في المشرق، فالساقِطةُ في المغرب هي الأَنْواءُ، والطالِعةُ في المشرق هي البَوارِحُ. قال، وقال بعضهم: النَّوْءُ ارْتِفاعُ نَجْمٍ
من المشرق وسقوط نظيره في المغرب، وهو نظير القول الأَوَّل، فإِذا قال القائل مُطِرْنا بِنَوْءِ الثرَيَّا، فإِنما تأْويله أَنـَّه ارتفع النجم من المشرق، وسقط نظيره في المغرب، أَي مُطِرْنا بما ناءَ به هذا النَّجمُ.
قال: وإِنما غَلَّظَ النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، فيها لأَنَّ العرب
كانت تزعم أَن ذلك المطر الذي جاءَ بسقوطِ نَجْمٍ هو فعل النجم، وكانت تَنْسُبُ المطر إِليه، ولا يجعلونه سُقْيا من اللّه، وإِن وافَقَ سقُوطَ ذلك النجم المطرُ يجعلون النجمَ هو الفاعل، لأَن في الحديث دَلِيلَ هذا، وهو قوله: مَن قال سُقِينا بالنَّجْمِ فقد آمَنَ بالنَّجْم وكَفَرَ باللّهِ. قال أَبو إِسحق: وأَما من قال مُطِرْنا بُنَوْءِ كذا وكذا ولم يُرِدْ ذلك المعنى ومرادُه أَنـَّا مُطِرْنا في هذا الوقت، ولم يَقْصِدْ إِلى فِعْل النجم، فذلك، واللّه أَعلم، جائز، كما جاءَ عن عُمَر، رضي اللّه عنه، أَنـَّه اسْتَسْقَى بالـمُصَلَّى ثم نادَى العباسَ: كم بَقِيَ مِن نَوْءِ الثُرَيَّا؟ فقال: إِنَّ العُلماءَ بها يزعمون أَنها تَعْتَرِضُ في الأُفُقِ سَبْعاً بعد وقُوعِها، فواللّهِ ما مَضَتْ تلك السَّبْعُ حتى غِيثَ الناسُ، فإِنما أَراد عمر، رضي اللّه تعالى عنه، كم بَقِيَ من الوقت الذي جرت به العادة أَنـَّه إِذا تَمَّ أَتَى اللّهُ بالمطر.
قال ابن الأَثير: أَمـَّا مَنْ جَعلَ الـمَطَر مِنْ فِعْلِ اللّهِ تعالى، وأَراد بقوله مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا أَي في وَقْت كذا، وهو هذا النَّوْءُ الفلاني، فإِن ذلك جائز أَي إِن اللّهَ تعالى قد أَجْرَى العادة أَن يأْتِيَ الـمَطَرُ في هذه الأَوقات. قال: ورَوى عَليٌّ، رضي اللّه عنه، عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنـَّه قال في قوله تعالى: وتَجْعَلُون رِزْقَكم أَنـَّكم تُكَذِّبُونَ؛ قال: يقولون مُطِرْنا بنوءِ كذا وكذا. قال أَبو منصور: معناه: وتَجْعَلُون شُكْرَ رِزْقِكم، الذي رَزَقَكُمُوه اللّهُ، التَّكْذِيبَ أَنـَّه من عندِ الرَّزَّاقِ، وتجعلون الرِّزْقَ من عندِ غيرِ اللّهِ، وذلك كفر؛ فأَمـَّا مَنْ جَعَلَ الرِّزْقَ مِن عِندِ اللّهِ، عز وجل، وجَعَل النجمَ وقْتاً وقَّتَه للغَيْثِ، ولم يَجعلْه الـمُغِيثَ الرَّزَّاقَ، رَجَوْتُ أَن لا يكون مُكَذِّباً، واللّه أَعلم. قال: وهو معنى ما قاله أَبو إِسحق وغيره من ذوي التمييز. قال أَبو زيد: هذه الأَنْواءُ في غَيْبوبة هذه النجوم.
قال أَبو منصور: وأَصل النَّوْءِ: الـمَيْلُ في شِقٍّ. وقيل لِمَنْ نَهَضَ بِحِمْلِهِ: ناءَ به، لأَنـَّه إِذا نَهَضَ به، وهو ثَقِيلٌ، أَناءَ الناهِضَ أَي أَماله.
وكذلك النَّجْمُ، إِذا سَقَطَ، مائلٌ نحوَ مَغِيبه الذي يَغِيبُ فيه، وفي
بعض نسخ الإِصلاح: ما بِالبادِيَةِ أَنْوَأُ من فلان، أَي أَعْلَمُ بأَنْواءِ النُّجوم منه، ولا فعل له. وهذا أَحد ما جاءَ من هذا الضرب من غير أَن يكون له فِعْلٌ، وإِنما هو من باب أَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكِ البَعِيرَيْنِ.
قال أَبو عبيد: سئل ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما، عن رجل جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِه بِيَدِها، فقالت له: أَنت طالق ثلاثاً، فقال ابن عَبَّاس: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها أَلاّ طَلَّقَتْ نَفْسها ثلاثاً.
قال أَبو عبيد: النَّوْءُ هو النَّجْم الذي يكون به المطر، فَمن هَمَز
الحرف أَرادَ الدُّعاءَ عليها أَي أَخْطَأَها الـمَطَرُ، ومن قال خطَّ
اللّهُ نَوْءَها جَعَلَه من الخَطِيطَةِ. قال أَبو سعيد: معنى النَّوْءِ الــنُّهوضُ لا نَوْءُ المطر، والنَّوْءُ نُهُوضُ الرَّجل إِلى كلِّ شيءٍ
يَطْلُبه، أَراد: خَطَّأَ اللّهُ مَنْهَضَها ونَوْءَها إِلى كلِّ ما تَنْوِيه،
كما تقول: لا سَدَّدَ اللّهُ فلاناً لـما يَطْلُب، وهي امرأَة قال لها
زَوْجُها: طَلِّقي نَفْسَكِ، فقالت له: طَلَّقْتُكَ، فلم يَرَ ذلك شيئاً، ولو
عَقَلَتْ لَقالَتْ: طَلَّقْتُ نَفْسِي.
وروى ابن الأَثير هذا الحديثَ عن عُثمانَ، وقال فيه: إِنَّ اللّهَ
خَطَّأَ نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها. وقال في شرحه: قيل هو دُعاءٌ
عليها، كما يقال: لا سَقاه اللّه الغَيْثَ، وأَراد بالنَّوْءِ الذي يَجِيءُ
فيه الـمَطَر. وقال الحربي: هذا لا يُشْبِهُ الدُّعاءَ إِنما هو خبر، والذي يُشْبِهُ أَن يكون دُعاءً حَدِيثُ ابن عَبَّاسٍ، رضي اللّه عنهما: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها، والمعنى فيهما لو طَلَّقَتْ نَفْسَها لوقع الطَّلاق، فحيث طَلَّقَتْ زوجَها لم يَقَعِ الطَّلاقُ، وكانت كمن يُخْطِئُه النَّوْءُ، فلا يُمْطَر.
وناوَأْتُ الرَّجُلَ مُناوَأَةً ونِوَاءً: فاخَرْتُه وعادَيْتُه. يقال: إِذا ناوَأْتَ الرجلَ فاصْبِرْ، وربما لم يُهمز وأَصله الهمز، لأَنـَّه من ناءَ إِلَيْكَ ونُؤْتَ إِليه أَي نَهَضَ إِليكَ وَنهَضْتَ إِليه. قال الشاعر:
إِذا أَنْتَ ناوَأْتَ الرِّجالَ، فَلَمْ تَنُؤْ * بِقَرْنَيْنِ، غَرَّتْكَ القُرونُ الكَوامِلُ
ولا يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطاحِ، الذي به * تَنُوءُ، وقَرْنٌ كُلَّما نُؤْتَ مائِلُ
والنَّوْءُ والـمُناوَأَةُ: الـمُعاداةُ. وفي الحديث في الخيل: ورجُلٌ
رَبَطَها فَخْراً ورِياءً ونِوَاءً لأَهل الإِسلام، أَي مُعاداةً لهم. وفي
الحديث: لا تَزالُ طائفةٌ من أُمـّتي ظاهرينَ على مَن ناوَأَهم؛ أَي
ناهَضَهم وعاداهم.
نصص: النَّصُّ: رفْعُك الشيء. نَصَّ الحديث يَنُصُّه نصّاً: رفَعَه. وكل
ما أُظْهِرَ، فقد نُصَّ. وقال عمرو بن دينار: ما رأَيت رجلاً أَنَصَّ
للحديث من الزُّهْري أَي أَرْفَعَ له وأَسْنَدَ. يقال: نَصَّ الحديث إِلى
فلان أَي رفَعَه، وكذلك نصَصْتُه إِليه. ونَصَّت الظبيةُ جِيدَها:
رفَعَتْه.
ووُضِعَ على المِنَصَّةِ أَي على غاية الفَضِيحة والشهرة والظهور.
والمَنَصَّةُ: ما تُظْهَرُ عليه العروسُ لتُرَى،وقد نَصَّها وانتَصَّت هي،
والماشِطةُ تَنْتَصُّ عليها العروسَ فتُقْعِدُها على المِنَصَّة، وهي
تَنْتَصُّ عليها لتُرَى من بين النساء. وفي حديث عبدالله بن زمعة: أَنه
تَزَوَّج بنتَ السائب فلما نُصَّت لتُهْدَى إِليه طلَّقها، أَي أُقعِدَت على
المِنَصَّة، وهي بالكسر، سريرُ العروسِ، وقيل: هي بفتح الميم الحجَلةُ
عليها
(* قوله: عليها؛ هكذا في الأصل، ولعله: الحَجلةُ عليها العروس.) من
قولهم نَصَّصْت المتاعَ إِذا جعلت بعضه على بعض. وكل شيء أَظْهرْته، فقد
نَصَّصْته. والمِنَصّة: الثياب المُرَفّعة والفرُشُ الموَطَّأَة.
ونصَّ المتاعَ نصّاً: جعلَ بعضه على بعض. ونَصَّ الدابةَ يَنُصُّها
نصّاً: رَفَعَها في السير، وكذلك الناقة. وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه
عليه وسلّم، حين دَفَع من عرفات سار العَنَقَ فإِذا وجد فَجْوةً نَصَّ
أَي رفَع ناقتَه في السير، وقد نصَّصْت ناقتي: رفَعْتها في السير، وسير
نصٌّ ونَصِيصٌ. وفي الحديث: أَن أُم سلمة قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: ما
كنتِ قائلةً لو أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، عارَضَكِ ببعض
الفلوات ناصَّةً قَلُوصَك من منهلٍ إِلى آخر؟ أَي رافعةً لها في السير؛ قال
أَبو عبيد: النَّصُّ التحريك حتى تستخرج من الناقة أَقصَى سيرها؛
وأَنشد:وتَقْطَعُ الخَرْقَ بسَيْرٍ نَصِّ
والنَّصُّ والنَّصِيصُ: السير الشديد والحثُّ، ولهذا قيل: نَصَصْت الشيء
رفعته، ومنه مِنَصَّة العروس. وأَصل النَّصّ أَقصى الشيء وغايتُه، ثم
سمي به ضربٌ من السير سريع. ابن الأَعرابي: النَّصُّ الإِسْنادُ إِلى
الرئيس الأَكبر، والنَّصُّ التوْقِيفُ، والنصُّ التعيين على شيءٍ ما، ونصُّ
الأَمرِ شدتُه؛ قال أَيوب بن عباثة:
ولا يَسْتَوي، عند نَصِّ الأُمو
رِ، باذِلُ معروفِه والبَخِيل
ونَصَّ الرجلَ نصّاً إِذا سأَله عن شيءٍ حتى يستقصي ما عنده. ونصُّ كلِّ
شيءٍ: منتهاه. وفي الحديث عن عليّ، رضي اللّه عنه، قال: إِذا بلَغَ
النساءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَةُ أَوْلى، يعني إِذا بلغت غاية الصغر إِلى
أَن تدخل في الكبر فالعصبة أَوْلى بها من الأُمِّ، يريد بذلك الإِدراكَ
والغاية. قال الأَزهري: النصُّ أَصلُه منتهى الأَشياء ومَبْلغُ أَقْصاها،
ومنه قيل: نصَصْتُ الرجلَ إِذا استقصيت مسأَلته عن الشيء حتى تستخرج كل
ما عنده، وكذلك النصّ في السير إِنما هو أَقصى ما تقدر عليه الدابة، قال:
فنصُّ الحِقاقِ إِنما هو الإِدراكُ، وقال المبرد: نصُّ الحقاق منتهى بلوغ
العقل، أَي إِذا بلغت من سِنِّها المبلغَ الذي يصلح أَن تُحاقِقَ
وتُخاصم عن نفسها، وهو الحِقاقُ، فعصبتُها أَولى بها من أُمِّها.
ويقال: نَصْنَصْت الشيءَ حركته. وفي حديث أَبي بكر حين دخل عليه عمر،
رضي اللّه عنهما، وهو يُنَصْنِصُ لِسانَه ويقول: هذا أَوْرَدَني المواردَ؛
قال أَبو عبيد: هو بالصاد لا غير، قال: وفيه لغة اُخرى ليست في الحديث
نَضْنَضْت، بالضاد. وروي عن كعب أَنه قال: يقول الجبار احْذَرُوني فإِني لا
أُناصُّ عبداً إِلا عذَّبْتُه أَي لا أَستقصي عليه في السؤال والحساب،
وهي مفاعلة منه، إِلا عذَّبته. ونَصَّصَ الرجلُ غريمَه إِذا استقصى عليه.
وفي حديث هرقل: يَنُصُّهم أَي يستخرجُ رأْيهم ويُظْهِرُه؛ ومنه قول
الفقهاء: نَصُّ القرآنِ ونَصُّ السنَّة أَي ما دل ظاهرُ لفظهما عليه من
الأَحكام. شمر: النَّصْنَصَة والنَّضْنَضَةُ الحركة. وكل شيءٍ قَلْقَلْتَه، فقد
نَصْنَصْته.
والنُّصَّة: ما أَقبل على الجبهة من الشعر، والجمع نُصَصٌ ونِصاصٌ.
ونَصَّ الشيءَ: حركه. ونَصْنَصَ لسانه: حركه كنَضْنَضَه، غير أَن الصاد فيه
أَصل وليست بدلاً من ضاد نَضْنَضَه كما زعم قوم، لأَنهما ليستا أُخْتَين
فتبدل إِحداهما من صاحبتها. والنَّصْنَصَةُ: تحرُّك البعير إِذا نَهَضَ من
الأَرض. ونَصْنَص البعيرُ: فَحَص بصدره في الأَرض ليبرُك. الليث:
النَّصْنَصَة إِثبات البعير ركبتيه في الأَرْض وتحرُّكه إِذا همَّ بالــنهوض.
ونَصْنَص البعيرُ: مثل حَصْحَصَ. ونَصْنَص الرجل في مشيه: اهتز منتصباً.
وانْتَصَّ الشيءُ وانتصب إِذا استوى واستقام؛ قال الراجز:
فبات مُنْتَصّاً وما تَكَرْدَسَا
وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب: كان حَصِيصُ القومِ ونَصِيصُهم
وبَصِيصُهم كذا وكذا أَي عَدَدُهم، بالحاء والنون والباء.
كفل: الكَفَل، بالتحريك: العجُز، وقيل: رِدْفُ العجُز، وقيل: القَطَن
يكون للإِنسان والدابة، وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل، والجمع أَكْفال، ولا
يشتق منه فعل ولا صفة.
والكِفْل: من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى
مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز، وقيل: هو شيء مستدير يُتخذ من
خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير. وفي حديث أَبي رافع قال: ذاك
كِفْل الشيطان، يعني معقده. واكتفَل البعيرَ: جعل عليه كِفْلاً. الجوهري:
والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم
يركب. والكِفْل: كساء يجعل تحت الرحْل؛ قال لبيد:
وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ
وقال أَبو ذؤَيب:
على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والكِفْلِ
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا
فسره فقال: واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل، وهو الكِفْل من الأَكسية.
ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء: معناه قد أَلزمته نفسي
وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ، وهو مأْخوذ من الكِفْل، والكِفْل: ما يحفظ
الراكب من خلفه. والكِفْل: النصيب مأْخوذ من هذا. أَبو الدقيش: اكْتَفَلْت
بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ، قال: وهو الافْتِعال؛ وأَنشد:
قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دونها
ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا
وفي حديث إِبراهيم: لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها
كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ، كَرِه إِبراهيم ذلك.
والكِفْل: أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان.
والكِفْل من الرِّجال: الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر
والفِرار. والكِفْل: الذي لا يثبت على ظهور الخيل؛ قال الجَحَّاف بن
حكيم:
والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ،
كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام
والجمع أَكْفال؛ قال الأَعشى يمدح قوماً:
غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْـ
ـجا، ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال
والاسم الكُفولة، وهو الكفِيل. وفي التهذيب: الكِفْل الذي لا يثبت على
مَتْن الفرس، وجمعه أَكْفال؛ وأَنشد:
ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي
مِيلاً، إِذا رَكِبوا، ولا أَكْفالا
وهو بيِّن الكُفولة. وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال: إِني كائن فيها
كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر؛ قيل: هو الذي يكون في آخر
الحرب همته الفِرار، وقيل: هو الذي لا يقدر على الركوب والــنهوض في شيء فهو
لازم بيته. قال أَبو منصور: والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة.
والكِفْل: الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم، وعم به بعضهم، ويقال له:
كِفْلان من الأَجر، ولا يقال: هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله
كالنصيب، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب. والكِفْل أَيضاً: المِثْل.
وفي التنزيل: يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته؛ قيل: معناه يؤْتكم
ضِعْفَين، وقيل: مِثْلين؛ وفيه: ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها؛ قال
الفراء: الكِفْل الحظ، وقيل: يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين، وقيل ضِعْفين.
وفي حديث الجمعة: له كِفْلان من الأَجر؛ الكِفْل، بالكسر: الحظ والنصيب.
وفي حديث جابر: وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل. وقال الزجاج: الكِفْل في
اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو
على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه، وإِنما قيل له كِفْل؛ وقيل: اكْتَفل
البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر. وفي
حديث مَجيء المستضعفين بمكة: وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام
مُتَكَفِّلان على بعير. يقال: تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول
سنامه كِساء ثم ركبته، وذلك الكِساء الكِفْل، بالكسر.
والكافِل: العائِل، كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه. وفي التنزيل
العزيز: وكَفَلَها زكريا؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا، وذكر الأَخفش أَنه
قرئ: وكَفِلَها زكريا، بكسر الفاء. وفي الحديث: أَنه وكافل اليتيم
كهاتَيْن في الجنة له ولغيره؛ والكافِل: القائم بأَمر اليتيم المربِّي له، وهو
من الكفيل الضمين، والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن
اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره
تكفَّل به، وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى؛ ومنه
الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ الرَّابُّ: زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته
ويقوم بأَمره مع أُمه. وفي حديث وَفْد هَوازِن: وأَنت خير المَكْفُولين،
يعني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ
ورُبِّيَ حتى نشأَ، وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر. والكافِل
والكَفِيل: الضامن، والأُنثى كَفِيل أَيضاً، وجمع الكافِل كُفَّل، وجمع الكَفيل
كُفَلاء، وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق. وكَفَّلها
زكريا، أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها، ومن قرأَ: وكَفَلَها زكريا،
فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها.
وكَفَل المال وبالمال: ضَمِنه. وكَفَل بالرجل
(* قوله «وكفل بالرجل إلخ»
عبارة القاموس: وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم) يَكْفُل ويَكْفِل
كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به، كله: ضمِنه.
وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله: ضمَّنه، وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل
بدينه تكفُّلاً. أَبو زيد: أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته
إِياه، وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً، والتَّكْفيل مثله. قال الله
تعالى: فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب؛ الزجاج: معناه اجعلني أَنا
أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها. ابن الأَعرابي: كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين
وضامِن بمعنى واحد؛ التهذيب: وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله
ويُنْفِقُ عليه. وفي الحديث: الرَّبِيب كافِلٌ، وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه
كَفَل نفقة اليتيم.
والمُكافِل: المُجاوِر المُحالِف، وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد؛ عن ابن
الأَعرابي؛ وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير:
إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم،
من الناس، إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل
المُحْرِم: المُسالِم، والمُكافِل: المُعاقد المُحالف، والكَفِيل من هذا
أُخِذ.
والكِفْل والكَفِيل: المِثْل؛ يقال: ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل؛ قال
عمرو بن الحرث:
يَعْلو بها ظَهْرَ البعير، ولم
يوجَدْ لها، في قومها، كِفْل
كأَنه بمعنى مثل. قال الأَزهري: والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل. وفي
الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ: لك كِفْلان من الأَجر أَي
مثلان. والكِفْل: النصيب والجُزْء؛ يقال: له كِفْلان أَي جزءَان
ونَصيبان.والكافِل: الذي لا يأْكل، وقيل: هو الذي يَصِل الصيام، والجمع كُفَّل.
وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم؛ قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة
الشرب:يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ، كأَنها
نساءُ النصارى أَصبحتْ، وهي كُفَّل
قال ابن الأَعرابي وحده: هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم؛ قال ابن
سيده: ولا يعجبني.
وذو الكِفْل: اسم نبي من الأَنبياء، صلوات الله عليهم أَجمعين، وهو من
الكَفالة، سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما
كَفَل، وقيل: لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل، وقال الزجاج: إِن ذا الكفْل سمي
بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم، وقيل:
تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به.
حرض: التَّحْرِيض: التَّحْضِيض. قال الجوهري: التَّحْرِيضُ على القتال
الحَثُّ والإِحْماءُ عليه. قال اللّه تعالى: يا أَيها النبيُّ حَرِّض
الكؤمنين على القِتال؛ قال الزجاج: تأْويله حُثَّهم على القتال، قال: وتأْويل
التَّحْرِيض في اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يعلم معه أَنه حارِضٌ
إِنْ تَخَلَّف عنه، قال: والحارِضُ الذي قد قارب الهلاك. قال ابن سيده:
وحَرَّضَه حَضَّه. وقال اللحياني: يقال حارَضَ فلان على العمل وواكَبَ
عليه وواظَبَ وواصَبَ عليه إِذا داوَمَ القتال، فمعنى حَرِّض المؤمنين على
القتال حُثَّهم على أَن يُحارِضُوا أَي يُداوِمُوا على القتال حتى
يُثْخِنُوهم.
ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ: لا يرجى خيره ولا يخاف شرُّه، الواحد والجمع
والمؤنث في حَرَض سواء، وقد جمع على أَحْراض وحُرْضان، وهو أَعْلى، فأَما
حَرِضٌ، بالكسر، فجمعه حَرضُون لأَن جمع السلامة في فَعِل صفةً أَكثرُ، وقد
يجوز أَن يكسَّر على أَفعال لأَن هذا الضرب من الصفة ربما كُسِّر عليه نحو
نَكِدٍ وأَنْكاد. الأَزهري عن الأَصمعي: ورجل حارَضة للذي لا خير فيه.
والحُرْضان: كالحَرِضِ والحَرَض، والحَرِضُ والحَرَضُ الفاسد. حَرَضَ
الرجلُ نفْسَه يَحْرِضُها حَرْضاً: أَفسدها. ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ أَي فاسد
مريض في بنائه، واحدُه وجمعه سواء. وحَرَضه المرضُ وأَحْرَضَه إِذا أَشفى
منه على شرف الموت، وأَحْرَضَ هو نفسَه كذلك.
الأَزهري: المُحْرَضُ الهالك مَرَضاً الذي لا حيٌّ فيُرْجَى ولا ميت
فيُوأَس منه؛ قال امرؤ القيس:
أَرى المرءَ ذا الأَذْوادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً
كإِحْراضِ بكْرٍ في الديارِ مَرِيض
ويروى: مُحْرِضاً. وفي الحديث: ما مِنْ مُؤمِنٍ يَمْرَضُ مَرَضاً حتى
يُحْرِضَه أَي يُدْنِفَه ويُسْقِمَه؛ أَحْرَضَه المرض، فهو حَرِضٌ وحارِضٌ
إِذا أَفسد بدنه وأَشْفى على الهلاك. وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حَرْضاً
وحُرُوضاً: هلك. ويقال: كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَي أَهلكها.
وجاءَ بقول حَرَضٍ أَي هالك. وناقة حُرْضان: ساقطة. وجمل حُرْضان: هالك،
وكذلك الناقة بغير هاء. وقال الفراء في قوله تعالى: حتى تكونَ حَرَضاً أَو
تكونَ من الهالكين، يقال: رجل حَرَضٌ وقوم حَرَضٌ وامرأَة حَرَضٌ، يكون
مُوَحّداً على كل حال، الذكر والأُنثى والجمع فيه سواء، قال: ومن العرب من
يقول للذكر حارِضٌ وللأُنثى حارِضة، ويثنَّى ههنا ويجمع لأَنه خرج على
صورة فاعل، وفاعلٌ يجمع. قال: والحارِضُ الفاسد في جسمه وعقله، قال: وأَما
الحَرَضُ فترك جمعه لأَنه مصدر بمنزلة دَنَفٍ وضَنىً، قوم دَنَفٌ وضَنىً
ورجل دَنَفٌ وضَنىً. وقال الزجاج: من قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذو حَرَضٍ
ولذلك لا يثنَّى ولا يجمع، وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، وكذلك كل ما نعت
بالمصدر. وقال أَبو زيد في قوله: حتى تكونَ حَرَضاً، أَي مُدْنَفاً، وهو
مُحْرَض؛ وأَنشد:
أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بها،
كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ؟
والحَرَضُ: الذي أَذابه الحزن أَو العشق وهو في معنى مُحْرَض، وقد
حَرِضَ، بالكسر، وأَحْرَضَه الحُبُّ أَي أَفسده؛ وأَنشد للعَرْجِيّ:
إِني امرؤ لَجَّ بي حُبٌّ، فأَحْرَضَني
حتى بَلِيتُ، وحتى شَفَّني السَّقَم
أَي أَذابَني. والحَرَضُ والمُحْرَضُ والإِحْرِيضُ: الساقط الذي لا يقدر
على الــنهوض، وقيل: هو الساقط الذي لا خير فيه. وقال أَكْثَم بن صَيْفي:
سُوءٌ حمل الناقة يُحْرِضُ الحسَبَ ويُدِيرُ العَدُوَّ ويُقَوِّي
الضرورة؛ قال: يُحْرِضُه أَي يُسْقِطه. ورجل حَرَضٌ: لا خير فيه، وجمعه
أَحْرَاضٌ، والفعل حَرُضَ يَحْرُضُ حُروضاً. وكلُّ شيءٍ ذاوٍ حَرَضٌ. والحَرَضُ:
الرَّدِيء من الناس والكلام، والجمع أَحْراضٌ؛ فأَما قول رؤبة:
يا أَيُّها القائِلُ قوْلاً حَرْضا
فإِنه احتاج فسكنه. والحَرَضُ والأَحْراضُ: السَّفِلة من الناس. وفي
حديث عوف بن مالك: رأَيت مُحَلِّم بن حَثَّامةَ في المنام فقلت: كيف أَنتم؟
فقال: بِخَير وجَدْنا رَبَّنا رحيماً غَفَرَ لنا، فقلت: لكلِّكم؟ قال:
لكلِّنا غير الأَحْراضِ، قلت: ومَن الأَحْراضُ؟ قال: الذين يُشارُ إِليهم
بالأَصابع أَي اشتهروا بالشَّرّ، وقيل: هم الذين أَسرفوا في الذنوب
فأَهلكوا أَنفسهم، وقيل: أَراد الذين فسُدَت مذاهبهم.
والحُرْضة: الذي يَضْرِبُ للأَيْسارِ بالقِداح لا يكون إِلا ساقطاً،
يدعونه بذلك لرذالته؛ قال الطرماح يصف حماراً:
ويَظَلُّ المَلِيءُ يُوفِي على القرْ
نِ عَذُوباً، كالحُرْضة المُسْتَفاضِ
المُسْتَفاضُ: الذي أُمِرَ أَن يُفِيضَ القداح، وهذا البيت أَورده
الأَزهري عقيب روايته عن أَبي الهيثم. الحُرْضةُ: الرجل الذي لا يشتري اللحم
ولا يأْكله بثمن إِلا أَن يجده عند غيره، وأَنشد البيت المذكور وقال: أَي
الوَقْب الطويل لا يأْكل شيئاً. ورجل مَحُروضٌ: مَرْذولٌ، والاسم من ذلك
الحَرَاضة والحُروضة والحُروض. وقد حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً، فهو حَرِضٌ،
ورجل حارِضٌ: أَحمق، والأُنثى بالهاء. وقوم حُرْضان: لا يعرفون مكان
سيدهم. والحَرَضُ: الذي لا يتخذ سلاحاً ولا يُقاتِل. والإِحْرِيضُ:
العُصْفُرُ عامة، وفي حديث عطاء في ذكر الصدقة: كذا وكذا والإِحْرِيض، قيل: هو
العُصْفُر؛ قال الراجز:
أَرَّقَ عَيْنَيْك، عن الغُمُوضِ،
بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهُوضِ
مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِيضِ،
يُزْجِي خَراطِيمَ عَمامٍ بِيضِ
وقيل: هو العُصْفر الذي يجعل في الطبخ، وقيل: حَبُّ العصفر. وثوب
مُحَرَّضٌ: مصبوغ بالعُصْفُر. والحُرُضُ: من نَجِيل السباخ، وقيل: هو من الحمض،
وقيل: هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَيدي على أَثر الطعام، وحكاه سيبويه
الحَرْض، بالإِسكان، وفي بعض النسخ الحُرْض، وهو حَلقة القُرْط.
والمِحْرَضةُ: وِعاء الحُرُض وهو النَّوْفَلة. والحُرْضُ: الجِصُّ. والحَرَّاضُ:
الذي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عليه النار؛ قال عدي بن زيد:
مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْ
نِ لِمَنْ شامَهُ، إِذا يَسْتَطِيرُ
قال ابن الأَعرابي: شبَّه البَرْقَ في سرعة ومِيضه بالنار في الأُشْنان
لسرعتها فيه، وقيل: الحَرَّاضُ الذي يُعالج القِلْيَ. قال أَبو نصر: هو
الذي يُحْرِقُ الأُشْنان. قال الأَزهري: شجر الأُشْنان يقال له الحَرْض
وهو من الحمض ومنه يُسَوَّى القِلْيُ الذي تغسل به الثياب، ويحرق الحمض
رطباً ثم يرَشُّ الماءُ على رماده فينعقد ويصير قِلْياً. والحَرَّاضُ
أَيضاً: الذي يُوقِد على الصَّخْر ليتخذ منه نُورة أَو جِصّاً، والحَرَّاضةُ:
الموضعُ الذي يُحْرَقُ فيه، وقيل: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ، وقيل:
الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يتخذ منه القِلْيُ للصبّاغِين، كل
ذلك اسم كالبَقّالة والزَّرّاعة، ومُحْرِقُه الحَرّاضُ، والحَرّاضُ
والإِحرِيضُ: الذي يُوقِد على الأُشْنان والجِصِّ. قال أَبو حنيفة: الحَرَّاضةُ
سُوقُ الأُشْنان.
وأَحَرَضَ الرجلُ أَي وَلَدَ ولدَ سَوءٍ.
والأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِّعافُ الذين لا يُقاتِلون؛ قال الطرماح:
مَنْ يَرُمْ جَمْعَهم يَجِدْهم مراجِيـ
ـحَ حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ
وحَرْضٌ: ماء معروف في البادية. وفي الحديث ذكر الحُرُض، بضمتين، هو
وادٍ عند أُحُد. وفي الحديث ذكر حُرَاض، بضم الحاء وتخفيف الراء: موضع قرب
مكة، قيل: كانت به العُزَّى.
رزح: الرَّازِحُ والمِرْزاحُ من الإِبل: الشديد الهُزال الذي لا يتحرك،
الهالك هُزالاً، وهو الرَّازِمُ أَيضاً، والجمع رَوازِحُ ورُزَّحٌ
ورَزْحَى ورَزاحَى ومَرازِيحُ.
رَزَحَ يَرْزَحُ رَزْحاً ورَزاحاً ورُزُوحاً: سقط من الإِعياءِ هُزالاً؛
وقد رَزَحَتِ الناقةُ تَرْزَحُ رُزُوحاً ورَزَّحْتُها أَنا تَرْزِيحاً؛
وقولهم رَزَحَ فلانٌ معناه ضَعُف وذهب ما في يده، وأَصله من رَزاحِ
الإِبل إِذا ضَعُفَتْ ولَصِقَتْ بالأَرض فلم يكن بها نُهوض؛ وقيل: رَزَحَ
أُخِذَ من المَرْزَحِ، وهو المطمئن من الأَرض، كأَنه ضعف عن الارتقاء إِلى ما
علا منها. والمِرْزَحُ: الصوتُ، صفة غالبة.
ورَزَحَ العنبَ وأَرْزَحه إِذا سقط فرفعه.
والمِرْزَحَة: الخشبة التي يُرفع بها. والمِرْزَحُ، بالكسر: الخشب يرفع
به الكرم عن الأَرض، وفي التهذيب: يرفع بها العنب إِذا سقط بعضه على بعض.
والمِرْزَحُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض؛ قال الطرمَّاح:
كأَنَّ الدُّجَى دونَ البلادِ مُوَكَّلٌ،
يَنِمُّ بِجَنْبَيْ كلِّ عُلْوٍ ومِرْزَحِ
ورِزاحٌ: اسم رجل. والمَرْزَحُ: المَقْطَعُ البعيد. والمِرْزِيحُ:
الشديد الصوت
(* قوله «والمرزيح الشديد الصوت» هذه عبارة الجوهري، قال المجد:
والمرزيح، بالكسر، الصوت لا شديد.)؛ وأَنشد لزياد المِلْقَطيّ:
ذَرْ ذا ولكنْ تَبَصَّرْ، هل تَرَى ظُعُناً
تُحْدَى لساقَتِها بالدَّوِّ مِرْزِيحُ؟
والساقة: جمع سائق، كالباعة جمع بائع.
نوش: ناشَه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قال دريد ابن الصمّة:
فجئت إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه،
كوَقْعِ الصَّياصي في النَّسِيج المُمَدَّدِ
والانْتِياشُ مثله؛ قال الراجز:
باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا
وتَناوَشَه كناشه. وفي التنزيل: وأَنَّى لهم التناوُشُ من مكان بعيد؛
أَي فكيف لهم أَن يتناوَلوا ما بعُد عنهم من الإِيمان وامتنع بعْد أَن كان
مبذولاً لهم مقبولاً منهم. وقال ثعلب: التناوُش،. بلا همز، الأَخْذُ من
قُرْب، والتناؤشُ، بالهمز، من بُعْد، وقد تقدم ذكره أَولَ الفصل. وقال
أَبو حنيفة: التناوُش بالواو من قُرْب. قال اللَّه تعالى: وأَنى لهم
التناوُشُ من مكان بَعِيد؛ قال أَبو عبيد: التَّناوُشُ بغير همز التَّناوُلُ
والنَّوْشُ مثله، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً. قال الفراء: وأَهل الخجاز تركوا
همْزَ التَّناوُشِ وجعَلوه من نُشْتُ الشيء إِذا تَناوَلْته. وقد تَناوشَ
القومُ في القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بعضاً بالرّماح ولم يَتدانَوْا
كلَّ التَّداني. وفي حديث قيس ابن عاصم: كُنْتُ أُناوِشُهم وأُهاوِشُهم في
الجاهلية أَي أُقاتِلُهم؛ وقرأَ الأَعمش وحمزة والكسائي التناؤش بالهمز،
يجعلونه من نَأَشْت وهو البُطْء؛ وأَنشد:
وجِئْتَ نَئِيشاً بعْدَما فاتَك الخَبَرْ
أَي بَطيئاً متأَخراً، مَنْ همز فمعناه كيف لهم بالحركة فيما لا جَدْوى
له، وقد ذكر ذلك في ترجمة نأَش. قال الزجاج: التَّناوُشُ، بغير همز،
التناوُلُ؛ المعنى وكيف لهم أَن يَتَناوَلوا ما كان مَبْذُولاً لهم وكان
قريباً منهم فكيف يَتَناوَلونه حين بَعُدَ عنهم، يعني الإِيمان باللَّه كانَ
قَريباً في الحياة فضَيّعُوه، قال: ومن هَمَز فهو الحركة في إِبْطاء،
والمعنى مِنْ أَين لهم أَن يتحركوا فيما لا حِيلَة لهم فيه؛ الجوهري: يقول
أَنَّى لهم تَناولُ الإِيمانِ في الآخرة وقد كَفَرُوا به في الدنيا؟ قال:
ولك أَن تَهْمِزَ الواو كما يقال أُقِّتَتْ ووُقِّتَتْ، وقرئ بهما
جميعاً. ونُشْتُ من الطعام شيئاً: أَصَبْتُ.
وفي الحديث: يقول اللَّهُ يا محمد نَوِّش العلماءَ اليومَ في ضِيافَتي؛
التَّنْوِيشُ للدَّعْوةِ: الوَعْدُ وتَقْدِيمَتُه، قال ابن الأَثير: قاله
أَبو موسى. وناشَت الظَّبْية الأَراكَ: تناوَلَتْه؛ قال أَبو ذؤيب:
فما أُمُّ خَشْفٍ بالعَلايَةِ شادِنٍ
تَنُوشُ البَرِيرَ، حيث طابَ اهتِصارُها
والناقةُ تَنُوشُ الحوضَ بفِيها كذلك؛ قال غَيْلانُ ابن حُرَيث:
فهي تَنُوشُ الحوض نَوْشاً مِنْ عَلا،
نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا
الضميرُ في قوله فهي للإِبل. وتَنُوشُ الحوض: تَتََناوَل مِلأَه. وقولُه
مِنْ علا أَي من فَوق، يريد أَنها عاليةُ الأَجسام طِوالُ الأَعْناقِ،
وذلك النَّوْشُ الذي تَنالُه هو الذي يُعِينُها على قَطْع الفَلَوات،
والأَجْوازُ جمعُ جَوْزٍ وهو الوسط، أَي تَتَناوَلُ ماءَ الحوضِ من فوق وتشرب
شُرباً كثيراً وتقطع بذلك الشربِ فَلَواتٍ فلا تحتاج إِلى ماء آخر.
وانْتاشَتْه فيهما: كناشَتْه، قال: ومنه المُناوَشةُ في القتال. ويقال للرجل
إِذا تناوَلَ رجُلاً ليأْخذ برأْسه ولِحْيَتِه: ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً.
ورجل نَوُوشٌ أَي ذو بَطشٍ. ونُشْتُ الرجلَ نَوْشاً: أَنَلْته خيراً أَو
شرّاً. وفي الصحاح: نُشْتُه خيراً أَي أَنَلْته. وفي حديث عليّ، عليه
السلام، وسُئِل عن الوصيَّة فقال: الوَصيَّةُ نَوْشٌ بالمعروف أَي
يَتَناوَلُ المُوصي المُوصى له بشيء من غير أَن يُجْحِفَ بمالِه. وقد ناشَه
يَنُوشُه نَوْشاً إِذا تَناوَلَه وأَخَذَه؛ ومنه حديث قُتَيلةَ أُخت النَّضْر
بن الحرث:
ظَلَّتْ سُيوفُ بَني أَبيه تَنُوشُه،
لِلَّهِ أَرْحامٌ هناك تُشَقَّقُ
أَي تَتَناوَلُه وتَأْخُذُه. وفي حديث عبد الملِك: لما أَراد الخروجَ
إِلى مُصْعب بن الزُّبير ناشَتْ به امرأَته وبَكَتْ فبَكَتْ جَوارِيها، أَي
تَعَلَّقَتْ به. وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما:
فانتاشَ الدِّينَ بِنَعْشِه أَي اسْتَدْرَكه واسْتَنْقَذَه وتنَاوَلَه وأَخذه
من مَهْواتِه، وقد يُهْمز من النَّئِيش وهو حركةٌ في إِبْطاء. يقال.
نأَشْتُ الأَمر أَنْأَشُه وانْتأَشَ، قال: والأَوّل أَوْجَهُ. ونُشْتُ الشيء
نَوْشاً: طَلَبْتُه. وانْتَشْتُ الشيءَ: استخْرَجْته؛ قال:
وانْتاشَ عائنَه من أَهل ذِي قارِ
ويقال: انْتاشَني فلانٌ من الهَلَكةِ أَي أَنْقَذَني، بغير همز، بمعنى
تَناوَلَني. وناوَشَ الشيءَ: خالَطَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وبه فُسِّر قول
أَبي العارم وذكَر غَيْثاً قال: فما زِلْنا كذلك حتى ناوَشْنا الدَّوَّ
أَي خالَطْناه. وناقة مَنُوشةُ اللحمِ إِذا كانت رقيقةً اللحم.