صورة كتابية صوتية من نَغَّاضِي نسبة إلى نَغَّاض بمعنى الكثير التحرك في ارتجاف واضطراب، والكثيف.
صورة كتابية صوتية من نَغَّاضِي نسبة إلى نَغَّاض بمعنى الكثير التحرك في ارتجاف واضطراب، والكثيف.
نغش: النَغْشُ والانْتِغاشُ والنَّغَشانُ: تحرُّكُ الشيء في مكانه.
تقول: دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورأْس تَنْتَغِشُ صِئْباناً؛ وأَنشد الليث
لبعضهم في صفة القُراد:
إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ
حُشاشَتُها، في غير لَحْم ولا دَم
وفي الحديث أَنه قال: مَنْ يَاْتِيني بخبَرِ سعْدِ بن الربيع؟ قال محمدُ
بن سلَمةَ: فرَأَيتُه وسَطَ القَتْلى صَريعاً فنادَيْتُه فلم يُجِبْ،
فقُلْت: إِن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، أَرْسَلَني إِليك،
فَتَنَغَّشَ كما تَتَنَغّشُ الطيرُ أَي تحرَّك حركة ضعيفة. وانْتَغَشَت الدارُ
بأَهلها والرأْسُ بالقَمْل وتَنَغَّشَ: ماجَ.
والتَّنَغُّشُ: دخولُ الشيء بعضه في بعض كتداخُلِ الدَّبَى ونحوِه. أَبو
سعيد: سُقِي فلانٌ فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً. ونَغَشَ إِذا تحرَّك بعد أَن
كان غُشِي عليه، وانْتَغَشَ الدُّودُ.
ابن الأَعرابي: الــنُّغَاشِيّون هم القِصارُ. في الحديث: أَنه رأَى
نُغاشِيّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تعالى. والــنُّغَاشُ: القَصِيرُ. وورد في
الحديث: أَنه مرَّ بِرَجُل نُغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثم قال: أَسْأَلُ اللَّهَ
العافيةَ، وفي رواية أُخرى: مرّ برجل نُغاشِيٍّ؛ الــنُّغَاشُ
والــنُّغاشِيُّ: القصيرُ أَقْصَر ما يكون، الضعيف الحركة الناقص الخَلْق.
ونغَشَ الماء إِذا رَكِبَه البعيرُ في غَدِير ونحوه، واللَّه عز وجل
أَعلم.
نغض: نَغَضَ الشيءُ يَنْغُضُ نَغْضاً ونُغُوضا ونَغضَاناً وتَنَغَّض
وأَنْغَض: تحرَّك واضْطَرَبَ، وأَنْغَضه هو أَي حرَّكه كالمتعَجِّب من
الشيء. ويقال: نَغَضَ فلان أَيضاً رأْسَه، يَتَعدَّى ولا يتعدَّى.
والنَّغَضانُ: تَنَغُّضُ الرأْسِ والأَسنانِ في ارْتِجافٍ إِذا رَجَفَتْ تقول
نَغَضَتْ؛ ومنه حديث عثمان: سَلِسَ بَوْلي ونَغَضَتْ أَسْناني أَي قَلِقَتْ
وتحرَّكَت. ويقال: نَغَضَ رأْسَه إِذا تحرَّك، وأَنْغَضَه إِذا حرَّكَه؛
ومنه الحديث: وأَخذ يُنْغِضُ رأْسه كأَنه يستفهم ما يقال له أَي يُحَرِّكه
ويَمِيلُ إِليه. وفي التنزيل العزيز: فسَيُنْغِضون إِليك رُؤُوسهم. قال
الفراء: أَنْغَضَ رأْسَه إِذا حرَّكَه إِلى فَوقُ وإِلى أَسفلُ، والرأْس
يَنْغُضُ ويَنْغِضُ لُغتان. والثنية إِذا تحرَّكت قيل: نَغَضَت سِنُّه،
وإِنما سُمِّي الظَّلِيمُ نَغْضاً ونَغِضاً لأَنه إِذا عَجِل في مشيته ارتفع
وانخفض. قال أَبو الهيثم: يقال للرجل إِذا حُدِّثَ بشيء فحرَّك رأْسه
إِنكاراً له: قد أَنْغَضَ رأْسه. ونَغَضَ رأْسُه يَنغُضُ ويَنْغِضُ نَغْضاً
ونُغُوضاً أَي تحرَّك. ونَغَضَ برأْسِه يَنْغُضُ نَغْضاً: حرَّكه؛ قال
العجاج يصف الظليم:
واسْتَبْدَلَتْ رُسُومُه سَفَنَّجا
أَصَكَّ نَغْضاً، لا يَني مُسْتَهْدَجا
وفي المحكم: أَسَكَّ، بالسين. والنَّغْضُ: الذي يُحَرِّك رأْسَه
ويَرْجُف في مِشْيَتِه، وصف بالمصدر. وكلُّ حركة في ارْتِجافٍ نَغضٌ. يقال:
نَغَضَ رَحْلُ البعير وثَنِيَّةُ الغلام نَغْضاً ونَغَضاناً؛ قال ذو
الرمة:ولم يَنْغُض بهنَّ القَناطِر
ونَغْضٌ ونِغْضٌ: الظَّلِيمُ كذلك معرفة لأَنه اسم للنوْع كأُسامة؛ وقال
غيره: النَّغْضُ الظليم الجَوَّالُ، ويقال: بل هو الذي يُنغِضُ رأْسَه
كثيراً. والنَّاغِضُ: الغُضْرُوفُ. ابن سيده: ونُغْضُ الكَتِف حيث تذهَب
وتجيء، وقيل: هو أَعلى مُنْقَطَع غُضْرُوفِ الكَتِف، وقيل: النُّغْضانِ
اللّذان يَنْغُضان من أَصل الكتف فيتحَرَّكانِ إِذا مشَى. وروى شُعبةُ عن
عاصم عن عبد اللّه بن سَرْجِسَ، رضي اللّه عنه، قال: نظرت إِلى ناغِضِ كتف
رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، الأَيْمن والأَيسر فإِذا كهيْئةِ
الجُمْعِ عليه الثآليلُ؛ قال شمر: الناغِضُ من الإِنسانِ أَصل العُنُق حيث
يَنْغُضُ رأْسُه، ونُغْضُ الكتِف هو العظم الرقيق على طَرَفها. وفي حديث
أَبي ذر، رضي اللّه عنه: بشِّر الكَنَّازِينَ برَضْفةٍ
(* قوله «برضفة»
كذا بالأَصل، والذي في النهاية في غير موضع: برضف.) في النّاغِضِ أَي بحجر
مُحْمىً فيوضع على ناغِضِه وهو فَرْعُ الكتف، قيل له ناغض لتحرُّكه،
وأَصل النَّغْضِ الحركةُ. وفي حديث ابن الزبير: إِنَّ الكَعْبةَ لما احترقت
نَغَضَتْ أَي تحرَّكت ووَهَتْ. وفي حديث سَلْمانَ في خاتَمِ النبوة:
وإِذا الخاتَمُ في ناغِضِ كَتِفه الأَيسر، وروي في نَغْضِ كتِفه؛ النُّغْضُ
والنَّغْضُ والنّاغِضُ: أَعلى الكتِف، وقيل: هو العَظْمُ الرَّقِيقُ الذي
على طرَفِه.
وغيم نَغّاضٌ، ونَغَضَ السَّحابُ إِذا كثُفَ ثم مَخَض تراه يتحرّك بعضُه
في بعض ولا يَسِيرُ؛ قال رؤبة:
أَرَّقَ عَيْنيكَ عن الغِمَاضِ
بَرْقٌ تَرَى في عارِضٍ نَغّاضِ
قال ابن بري: الذي وقع في شعره:
بَرْقٌ سرَى في عارِضِ نَهّاضِ
الليث: يقال للغَيْم إِذا كَثُفَ ثم تَمَخَّض: قد نَغَضَ حيث تراه
يتحرّك بعضُه في بعض مُتَحَيِّراً ولا يَسير. ومَحالٌ نُغَّضٌ؛ قال
الراجز:لا ماءَ في المَقْراةِ إِن لم تَنْهَضِ
بمَسَدٍ فوقَ المَحالِ النُّغَّضِ
قال ابن بري: والنَّغْضةُ في شِعْر الطرماح يصف ثوراً:
باتَ إِلى نَغْضةٍ يَطُوفُ بها،
في رأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى به جَرَدُهْ
هو الشجرة فيما فسره ابن قتيبة وفسر غيره النَّغْضةَ في البيت
بالنّعامةِ.
وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم، من حديث عليّ، رضي اللّه عنه: كان
نَغّاضَ البطْنِ، فقال له عمر، رضي اللّه عنه: ما نَغّاضُ البطنِ؟ فقال:
مُعَكَّنُ البطن، وكان عُكَنُه أَحْسَنَ من سَبائكِ الذهبِ والفِضّةِ؛ قال:
النَّغْضُ ونُتوء عن مُسْتَوَى البطنِ قيل للمُعَكَّنِ نَغَّاضُ البطن.
غلا: الغَلاءُ: نَقيضُ الرُّخْصِ. غَلا السِّعْرُ وغيرُه يَغْلُو
غَلاءً، ممدود، فهو غالٍ وغَلِيٌّ؛ الأَخيرة عن كراعٍ. وأَغْلاهُ الله: جَعَلَه
غالِياً. وغالى بالشيءِ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ. وغالى بالشيءِ
وغَلاَّه: سامَ فأَبْعَطَ؛ قال الشاعر:
نُغالي اللَّحمَ للأَضْيافِ نِيئاً،
ونُرْخِصُهُ إِذا نَضِجَ القَديرُ
فحذف الباء وهو يريدُها، كما يقال لَعِبْتُ الكِعابَ ولَعِبْتُ
بالكِعابِ، المعنى نُغالي باللحمِ. وقال أَبو مالك: نُغالي اللحمَ نَشتَريه
غالياً ثم نَبْذُلُه ونُطْعِمُه إِذا نَضِجَ في قُدُورِنا. ويقال أَيضاً:
أَغْلى؛ قال الشاعر:
كأَنَّها دُرَّة أَغْلى التِّجارُ بها
وقال ابن بري: شاهدُ أَغْلى اللحمَ قول شَبيب بن البَرْصاء:
وإِني لأَغْلي اللحمَ نِيئاً، وإنَّني
لمُمْسٍ بهَيْنِ اللحم، وهو نَضِيجُ
الفراء: غالَيْتُ اللحمَ وغالَيتُ باللحم جائز. ويقال: غالَيتُ صَداق
المرأَة أَي أَغْلَيته؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه: لا تُغالوا صُدُقات
النساء، وفي رواية: لا تُغالوا صُدُقَ النساء، وفي رواية: في صَدُقاتِهنَّ،
أَي لا تُبالِغُوا في كثرة الصَّداقِ، وأَصلُ الغَلاء الارتفاعُ
ومُجاوَزة القَدْرِ في كلِّ شيء. وبِعْتُه بالغَلاءِ والغالي والغَلِيّ؛ كلهنَّ
عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
ولو أَنَّا نُباعُ كَلامَ سَلْمى،
لأَعْطَيْنا به ثَمَناً غَلِيَّا
وغَلا في الدِّينِ والأَمْر يَغْلُو غُلُوّاً: جاوَزَ حَدَّه. وفي
التنزيل: لا تَغْلُوا في دينِكم؛ وقال الحَرِث بن خالد:
خُمْصانة قَلِق مُوَشَّحُها،
رُؤْد الشَّبابِ غَلا بها عَظْمُ
التهذيب: وقال بعضهم غَلَوْت في الأَمر غُلُوّاً وغَلانِيَةً وغَلانِياً
إِذا جاوزْتَ فيه الحَدّ وأفْرَطْت فيه؛ قال الأَعشى: أَنشده ابن بري:
أَوْ زِدْ عليه الغَلانِيا
وفي التهذيب: زادوا فيه النونَ؛ قال ذو الرمة:
وذو الشَّنْءِ فاشْنَأْه، وذو الوِدِّ فاجْزِه
على وِدِّه، وازْدَدْ عليه الغَلانِيا
زاد فيه النونَ. وفي الحديث: إِياكم والغُلُوَّ في الدين أَي
التَّشَدُّدَ فيه ومجاوَزة الحَدِّ، كالحديث الآخر: إِنَّ هذا الدينَ مَتِينٌ
فأَوْغِلْ فيه بِرفْقٍ، وقيل: معناه البحثُ عن بواطنِ الأَشْياء والكَشْفُ عن
عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعَبَّداتِها؛ ومنه الحديث:
وحاملُ القرآن غيرُ الغالي فيه ولا الجافي عنه، إِنما قال ذلك لأَنَّ من
آدابه وأَخلاقِه التي أَمرَ بها القَصْدَ في الأُمورِ، وخيرُ الأُمورِ
أَوْساطُها.
و:
كلا طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ
والغُلُوُّ: الإِعْداءُ. وغَلا بالسَّهْمِ يَغْلُو غَلْواً وغُلُوًّا
وغالَى به غِلاءً: رَفَع يدَه يريد به أَقْصَى الغاية وهو من التجاوزِ؛
ومنه قول الشاعر:
كالسَّهْمِ أَرْسَلَه من كَفِّه الغالي
وقال الليث: رمى به؛ وأَنشد للشماخ:
كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالي
والمُغالي بالسِّهْمِ: الرافِعُ يدَه يريدُ به أَقصَى الغايةِ. ورجلٌ
غَلاَّءٌ: بَعيدُ الغُلُوِّ بالسِّهْم؛ قال غَيْلانُ الرَّبَعِي يصف
حَلْبَة:
أَمْسَوْا فَقادُوهُنّ حولَ المِيطاءْ
بمائَتَيْن بغِلاءِ الغَلاَّءْ
وغَلا السَّهْمُ نفسُه: ارتفَع في ذَهابِه وجاوَزَ المَدَى، وكذلك
الحجَر، وكلُّ مَرْماةٍ من ذلك غَلْوَةٌ؛ وأَنشد:
من مائةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غال
وكلُّه من الارتفاعِ والتَّجاوزِ، والجمعُ غَلَواتٌ وغِلاءٌ.
وفي الحديث: أَهْدَى له يَكْسُومُ سِلاحاً وفيه سَهْم فسَمَّاه قِتْرَ
الغِلاءِ؛ الغِلاء، بالكسر والمدّ: من غالَيْته أُغالِيه مُغالاةً وغِلاءً
إِذا رامَيْتَه، والقِترُ سَهْم الهَدَف، وهي أَيضاً أَمَدُ جَرْيِ
الفَرَسِ وشوْطِه، والأَصلُ الأَول.
وفي حديث ابن عمر: بَيْنه وبينَ الطَّرِيق غَلْوةٌ؛ الغَلْوَةُ: قدرُ
رَمْيةٍ بسَهْمٍ، وقد تُسْتَعْمَل الغَلْوة في سِباقِ الخَيْل، والغَلْوَةُ
الغاية مقدار رَمْيةٍ. وفي المثل: جَرْيُ المُذْكيات غِلاءٌ.
والمِغْلاةُ: سهمٌ يُتَّخَذُ لمغالاة الغَلْوَة، ويقال له المِغْلَى،
بلا هاءٍ؛ قال ابن سيده: والمِغْلى سَهْمٌ تُعْلى به أَي تُرْفَعُ به
اليَدُ حتى يَتَجاوزَ المِقدارَ أَو يقارِب ذلك. وسهمُ الغِلاءِ، ممدودٌ:
السهمُ الذي يقدَّر به مَدَى الأَمْيالِ والفراسِخِ والأَرضِ التي يُسْتَبَقُ
إِليها. التهذيب: الفَرْسَخ التامُّ خمسٌ وعشرون غَلْوَةً.
والغُلُوُّ في القافِية: حَرَكَةُ الرَّوِيّ الساكِنِ بعد تمامِ الوزنِ،
والغالي: نونٌ زائدة بعد تلك الحركة، وذلك نحو قوله في إنشادِ من أَنشده
هكذا:
وقاتِم الأَعْماقِ خاوي المُخْتَرَقِنْ
فحركة القافِ هي الغُلُوُّ، والنونُ
بعد ذلك هي الغالي، وإنما اشتُقَّ من الغُلُوِّ الذي هو التجاوُزُ لقدر
ما يحبُ، وهو عندهم أَفْحَشُ من التَّعَدّي، وقد ذكرنا التَّعَدِّيَ في
الموضع الذي يَليق به، ولا يُعْتَدُّ به في الوزنِ لأَنَّ الوزنَ قد
تَناهَى قبلَه، جعلوا ذلك في آخرِ البيت بمَنْزلة الخَزْمِ في أَوَّله.
والدابَّة تَغْلُو في سَيْرِها غَلْواً وتَغْتَلي بخفَّةِ قوائمِها؛
وأَنشد:فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي
ابن سيده: وغَلَتِ الدابة في سَيرِها غُلُوًّا واغْتَلت ارْتَفَعَت
فجاوَزَت حُسْنَ السَّيْر؛ قال الأَعشى:
جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف،
إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا
والاغْتِلاءُ: الإِسْراعُ؛ قال الشاعر:
كَيْفَ تَراها تَغْتَلي يا شَرْجُ،
وقد سَهَجْناها فَطال السَّهْجُ؟
وناقةٌ مِغْلاةُ الوهَقِ إِذا تَوَهَّقت أَخفافُها؛ قال رؤبة:
تَنَشَّطَتهُ كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ،
مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ
الهاء للمُخْتَرَق، وهو المفازة. وغَلا بالجارِية والغلام عَظْمٌ
غُلُوًّا: وذلك في سرعة شبابهما وسَبْقِهِما لداتِهِما، وهو من
التجاوُزِ.وغُلْوانُ الشَّبابِ وغُلَواؤُه: سُرْعَتُه وأَوَّله. أَبو عبيد:
الغُلَواءُ، ممدودٌ، سرعةُ الشبابِ؛ وأنشد قول ابن الرُّقَيَّات:
لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها،
ومَضَتْ على غُلَوائِها
وقال آخر:
فَمَضَى عَلى غُلَوائِهِ، وكأَنَّه
نَجْمٌ سَرَتْ عَنْهُ الغُيُومُ فَلاحَا
وقال طُفَيْل:
فَمَشَوْا إِلى الهَيْجاءِ، في غُلَوائِها،
مَشْيَ اللُّيُوثِ بكُلِّ أَبْيَضَ مُذْهَبِ
وفي حديث علي، رضي الله عنه: شُمُوخُ أَنْفِه وسُمُوُّ غُلَوائِه؛
غُلَواءُ الشبابِ: أَوَّلُه وشِرَّتُه؛ وقال ابن السكيت في قول الشاعر:
خُمْصانَة قَلِق مُوَشَّحُها،
رُؤد الشبابِ غَلا بِها عَظْمُ
قال: هذا مثلُ قول ابن الرقيات:
لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها،
ومَضَتْ على غُلَوائِها
وكما قال:
كالغُصْنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ
وقال غيرُه: الغالي اللّحْمُ السَّمِينُ، أُخِذَ منه قوله: غَلا بها
عَظْمُ إِذا سَمِنَتْ؛ وقال أَبو وجْزَة السَّعْدي:
تَوَسَّطَها غالٍ عَتِيقٌ، وزانَها
مُعَرّسُ مَهْرِيٍّ، به الذَّيْلُ يَلْمَعُ
أَراد بمُعَرّس مَهْرِيّ حَمْلَها الذي أَجَنَّتْه في رَحِمِها من
ضِرابِ جَملٍ مَهْرِيّ أَي تَوَسَّطَها شَحْم عَتِيق في سنامِها. ويقال للشيء
إذا ارْتَفَع: قد غَلا؛ قال ذو الرمة:
فما زالَ يَغْلُو حُبُّ مَيَّة عنْدَنا،
ويَزْدادُ حتى لم نَجِدْ ما نَزِيدُها
وغَلا النَّبْت: ارْتَفَع وعَظُمَ والْتَفَّ قال لبيد:
فغَلا فُرُوعُ الأَيْهُقانِ ، وأَطْفَلَتْ،
بالجَلْهَتَيْنِ ، ظِباؤُها ونَعامُها
وكذلك تغالى واغْلَوْلَى؛ قال ذو الرمة:
مِمَّا تَغَالَى مِنَ البُهْمَى ذَوائِبُه
بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ
وأَغْلى الكَرْمُ: التَفّ وَرَقُه وكَثُرَتْ نوامِيهِ وطالَ،
وأَغْلاهُ: خَفَّفَ من وَرَقِه لِيَرتَفِعَ ويَجُودَ. وكلّ ما ارْتَفَع فقدْ غَلا
وتَغالى. وتَغالى لَحْمُه: انْحَسر عند الضَّمادِ كأَنّه ضِدٌّ. التهذيب: وتَغالى لحمُ الدابَّة أَو الناقة إذا ارتفع وذهَب، وقيل: إذا
انْحَسَرَ عندَ التَّضْمِير؛ قال لبيد:
فإذا تَغالى لَحْمُها وتحَسَّرَتْ،
وتقَطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها
تغالى لَحْمُها أَي ارْتفَع وصارَ على رُؤوس العِظام، ورواه ثعلب بالعين
غير المعجمة. والغُلَواءُ: الغُلُوُّ. وغَلْوى: اسمُ فرَسٍ مَشْهورَةٍ.
وغَلَتِ القِدرُ والجَرَّةُ تَغْلي غَلْياً وغَلَياناً وأَغْلاها
وغَلاَّها، ولا يقال غَلِيتْ؛ قال أَبو الأَسود الدُّؤَ :
ولا أَقولُ لِقدرِ القَوْمِ: قدْ غَلِيتْ،
ولا أَقولُ لبابِ الدَّارِ: مَغْلُوقُ
أَي أَني فَصِيح لا أَلْحَنُ. ابن سيده: قال ابن دريد وفي بعْضِ كلامِ
الأَوائِلِ أَنَّ ماءً وغَلِّه، قال: وبعضهم يرويه: أُزَّ ماءً
وغَلِّه.والغالِيَةُ من الطِّيب: معروفة وقد تَغَلَّى بها؛ عن ثعلب ، وغَلَّى
غَيرَه. يقال: إنَّ أَولَ منْ سَمَّاها بذلك سليمانُ بنُ عبدِ المَلكِ،
ويقال منها تَغَلَّلتُ وتَغَلَّفْتُ وتَغَلَّيْت، كله من الغالية. وقال
أَبو نصر: سألت الأَصمعي هل يجوز تغَلَّلت؟ فقال: إنْ أَرَدْتَ أَنَّكَ
أَدْخَلْتَه في لِحْيَتِك أو شارِبك فجائِزٌ. والغَلْوى: الغالية في قول
عَديّ ابن زيد:
يَنْفَحُ من أَرْدانِها المِسْكُ والـ
ـعَنْبَرُ والغَلْوى ولُبْنى قَفُوص
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنتُ أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله،
صلى الله عليه وسلم، بالغالِيةِ؛ قال: هو نوعٌ من الطِّيب مَرَكَّبٌ من
مِسْكٍ وعَنْبَرٍ وعُودٍ ودُهْنٍ، وهي معروفة، والتَّغلُّف بها
التَّلَطُّخ.
كين: الكَيْنُ: لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة. ابن سيده: الكَيْنُ لخم باطنِ
الفرج، والرَّكَب ظاهره؛ قال جرير:
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ، يا فَرَزْدَقُ، كَيْنَها
غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ
يعني عمرانَ بن مرة المِنْقَريّ، وكان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق يوم
السيِّدان؛ وفي ذلك يقول جرير أَيضاً:
هُمُ ترَكوها بعدما طالت السُّرى
عَواناً، ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسودا
وفي ذلك يقول جرير أَيضاً:
يُفَرِّجُ عِمْرانُ مُرَّةَ كَيْنَها،
ويَنْزُو نُزاءَ العَيْر أَعْلَقَ حائلُهْ
وقيل: الكَيْنُ الغُدَدُ التي هي داخل قُبُل المرأَة مثلُ
أَطراف النَّوى، والجمع كُيون. والكَيْنُ: البَظْرُ؛ عن اللحياني.
وكَيْنُ المرأَة: بُظارتها؛ وأَنشد اللحياني:
يَكْوينَ أَطرافَ الأُيورِ بالكَيْن،
إذا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّيْن
قال ابن سيده: فهذا يجوز أَن يفسر بجميع ما ذكرناه. واسْتَكانَ الرجل:
خَضَعَ وذَلّ، جعله أَبو علي استفعل من هذا الباب، وغيره يجعله افتعل من
المَسْكَنة، ولكل من ذلك تعليل مذكور في بابه. وباتَ فلانٌ بكِينةِ
سَوْءٍ، بالكسر، أَي بحالة سَوْءِ. أَبو سعيد: يقال أَكانَه الله يُكِينُه
إكانةً أَي أَخضعه حتى اسْتَكان وأَدخل عليه من الذل ما أَكانه؛ وأَنشد:
لعَمْرُك ما يَشْفي جِراحٌ تُكينُه،
ولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلائِلُهْ
قال الأَزهري: وفي التنزيل العزيز: فما اسْتَكانوا لربهم؛ من هذا، أَي
ما خَضَعُوا لربهم. وقال ابن الأَنباري في قولهم اسْتَكانَ أَي خضع: فيه
قولان: أَحدهما أَنه من السَّكِينة وكان في الأَصل اسْتَكَنوا، افتعل من
سَكَن، فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما يمدُّون الضمة بالواو والكسرة
بالياء، واحتج بقوله: فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ، وشِيمال في موضع الشِّمال،
والقول الثاني أَنه استفعال من كان يكون. ثعلب عن ابن الأَعرابي:
الكَيْنةُ النَّبِقةُ، والكَيْنة الكَفالة، والمُكْتانُ الكَفِيلُ.
وكائِنْ
معناها معنى كم في الخبر والاستفهام، وفيها لغتان: كَأيٍّ مثْلُ
كَعَيِّنْ، وكائِنْ مثل كاعِنْ. قال أُبَيُّ بن كَعْبٍ لزِرِّ بن حُبَيْش:
كَأَيِّنْ
تَعُدُّون سورة الأَحزاب أَي كم تَعُدُّونها آيةً؛ وتستعمل في الخبر
والاستفهام مثل كم؛ قال ابن الأَثير: وأَشهر لغاتها كأَيٍّ، بالتشديد، وتقول
في الخبر كأَيٍّ من رجل قد رأَيت، تريد به التكثيرَ فتخفض النكرة بعدها
بمن، وإدخالُ من بعد كأَيٍّ أَكثرُ من النصب بها وأَجود؛ قال ذو الرمة:
وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ
بلادُ العِدَى ليست له ببلادِ
قال ابن بري بعد انقضاء كلام الجوهري: ظاهر كلامه أَن كائن عنده بمنزلة
بائع وسائر ونحو ذلك مما وَزْنُه فاعل، وذلك غلط، وإنما الأَصل فيها
كأَيٍّ، الكاف للتشبيه دخلت على أَيٍّ، ثم قُدِّمت الياء المشددة ثم خففت
فصارت كَيِيءٍ، ثم أُبدلت الياء أَلفاً فقالوا كاءٍ كما قالوا في طَيِّءٍ
طاءٍ. وفي التنزيل العزيز: وكأَيِّنْ من نَبيٍّ؛ قال الأَزهري: أَخبرني
المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال كأَيّ بمعنى كم، وكم بمعنى الكثرة، وتعمل
عمل رب في معنى القِلَّة، قال: وفي كَأَيٍّ ثلاث لغات: كأَيٍّ بوزن
كَعَيِّنْ الأَصل أَيٌّ
أُدخلت عليها كاف التشبيه، وكائِنْ بوزن كاعِنْ، واللغة الثالثة كايِنْ
بوزن ماينْ، لا همز فيه؛ وأَنشد:
كايِنْ رَأَبْتُ وهايا صَدْع أَعْظُمِه،
ورُبَّهُ عَطِباً أَنَْقَذْتُ مِ العَطَبِ
يريد من العطب. وقوله: وكايِنْ بوزن فاعل من كِئْتُ أَكِيُّ أَي
جبُنْتُ. قال: ومن قال كَأْي لم يَمُدَّها ولم يحرِّك همزتها التي هي أَول
أَيٍّ، فكأَنها لغة، وكلها بمعنى كم. وقال الزجاج: في كائن لغتان جَيِّدتان
يُقْرَأُ كَأَيّ، بتشديد الياء، ويقرأُ كائِنْ على وزن فاعل، قال: وأَكثر
ما جاء في الشعر على هذه اللغة، وقرأَ ابن كثير وكائِن بوزن كاعن، وقرأَ
سائر القراء وكأَيِّنْ، الهمزة بين الكاف والياء، قال: وأَصل كائن كأَيٍّ
مثل كََعَيٍّ، فقدّمت الياء على الهمزة ثم خففت فصارت بوزن كَيْعٍ، ثم
قلبت الياء أَلفاً، وفيها لغات أَشهرها كأَيٍّ، بالتشديد، والله أَعلم.
زنم: زَنَمَتا الأُذن: هنتان تليان الشحمة، وتقابلان الوَتَرَةَ.
وزَنَمَتا القُوقِ وزُنْمتاه
(* قوله «وزنمتا الفوق وزنمتاه» كذا هو مضبوط في
الأصل بضم الزاي وسكون النون في الثاني، ومقتضى القاموس فتح الزاي).
والأَول أَفصح: أَعلاه وحرفاه. الزَّنَمَتان: زَنَمَتا الفُوق، وهما شَرَجا
الفُوق، وهما ما أَشرف من حرفيه.
والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ: الذي تقطع أُذنه ويترك له زَنَمَةٌ. ويقال:
المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الكريم. والمُزَنَّمُ من الإِبل: المقطوع طرف
الأُذن؛ قال أَبو عبيد: وإِنما يفعل ذلك بالكرام منها؛ والتَّزْنيمُ: اسم
تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبيت. الأَحمر: من السِّمات في قطع الجلد
الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلَّقاً، ومنها الزَّنَمةُ،
وهو أَن تَبِين تلك القطعة من الأُذن، والمُفْضاة مثلها. الجوهري:
الزَّنَمَةُ شيء يقطع من أُذن البعير فيترك معلقاً، وإِنما يفعل ذلك بالكِرام
من الإِبل. يقال: بعير زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وناقة زَنِمَةٌ
وزَنْماء ومُزَنَّمَةٌ. والزَّنَمُ: لغة في الزَّلَمِ الذي يكون خلف الظِّلْفِ،
وفي حديث لقمان: الضائنة الزَّنِمَةُ أَي ذات الزَّنَمَةِ، وهي الكريمة،
لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها وإِنما يكون ذلك في المعز؛ قال المُعَلَّى
بن حَمّال العبدي:
وجاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا،
يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ
يُفَرِّقُ بينها صَدْعٌ رَباع،
له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ
والخَلْعَةُ: خيار المال. والزَّنِيمُ: الذي له زَنَمَتان في حلقه،
وقيل: المُزَنَّمُ صغار الإِبل، ويقال: المُزَنَّمُ اسم فحل؛ وقول زهير:
فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ، من تِلادِكُمْ،
مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُزَنَّمِ
قال ابن سيده: هو من باب السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأَن
معنى الجماعة والجمع سواء، فحمل الصفة على الجمع، ورواه أَبو عبيدة: من
إِفال المُزَنَّمِ، نسبه إِليه كأَنه من إِضافة الشيء إِلى نفسه.
وقوله تعالى: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل: موسوم بالشر لأَن قطع
الأُذن وَسْمٌ.
وزَنَمَتا الشاة وزُنْمتها
(* قوله «وزنمتها» كذا هو مضبوط في الأصل بضم
فسكون): هنة معلقة في حَلْقها تحت لِحْيتها، وخص بعضهم به العنز، والنعت
أَزْنَمُ، والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ؛ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ
النَّهْشَليّ يهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن
المُنْذِرِ:
تَرَكْتَ بني ماء السماءِ وفِعْلَهُمْ،
وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما
ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالحٍ،
فإِنَّ له عِنْدي يُدِيّاً وأَنْعُما
قال: ومن كلام بعض فِتْيانِ العرب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَمِ: كأَنَّ
زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة. الليث: وزَنَمتا العنز من الأُذن.
والزَّنَمَةُ أَيضاً: اللحمة المُتَدَلِّيَةُ في الحلق تسمى ملاده
(* قوله
«تسمى ملاده» كذا هو في الأصل).
والزَّنِيمُ: ولد العَيْهَرَةِ. والزَّنِيمُ أَيضاً: الوكيل.
والزُّنْمةُ: شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة. والزَّنَمةُ: نَبْتَة
سُهَيلية تنبت على شكل زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق وهي من شر النبات؛ وقال أَبو
حنيفة: الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة، قال: ولا أَحفظ لها
عنهم صفة.
والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدهر المعلَّق به البلايا، وقيل: لأَن البلايا
مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له، وقيل: هو الشديد المرّ، وقد تقدم عامة ذلك
في ترجمة زلم. ويقال: أَوْدى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ
الجَذَعُ؛ قال رؤبة يصف الدهر:
أَفْنى القُرونَ وهو باقي زَنَمَهْ
وأَصل الزَّنَمَةِ العلامة. والزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ. والمُزَنَّمُ:
الدَّعيُّ؛ قال:
ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما
أَي يستعبدونه؛ قال أَبو منصور: قوله في المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ
وإِنه صغار الإِبل باطل، إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكريم الذي جعل له
زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ، وأما الدَّعِيُّ فهو الزَّنِيمُ، وفي التنزيل
العزيز: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم؛ وقال الفراء: الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ
المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم، وقيل: الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم
كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها. والزَّنَمَتانِ: المعلقتان عند حُلوق
المِعْزَى، وهو العبد زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي
قَدُّه قَدُّ العبد. وقال اللحياني: هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً
وزُنَمَةً أَي حَقّاً. والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَقُ في قوم
ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ؛ ومنه قول حَسَّان:
وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ،
كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ
وأَنشد ابن بري للخَطِيم التميمي، جاهلي:
زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً،
كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ
وجدت حاشية صورتها: الأَعْرَفُ أَن هذا البيت لحَسَّان؛ قال: وفي الكامل
للمبرد روى أَبو عبيد وغيره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالى
عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ: ما الزَّنِيمُ؟ قال: هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ،
أَما سمعت قول حَسَّان بن ثابت:
زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً،
كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ
وورد في الحديث أَيضاً: الزَّنِيمُ وهو الدَّعِيُّ في النَّسَب؛ وفي
حديث علي وفاطمة، عليهما السلام:
بِنْتُ نَبيٍّ ليس بالزَّنِيمِ
وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ: بطنان من بني يَرْبوعٍ. الجوهري: وأَزْنَمُ بطن من
بني يَرْبُوعٍ؛ وقال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ:
فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها
مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا
وقال ابن الأَعرابي: بنو أَزْنَمَ بن عُبَيْد بن ثَعْلبَةَ بن
يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ منسوبة إِليهم؛ وأَنشد:
يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ،
لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ
يقول: هذه الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هذا البعير لأَنه قُدَّام الإِبل.
وابن الزُّنَيْمِ، على لفظ التصغير: من شعرائهم.
نغق: نَغَقَ الغرابُ يَنْغِقُ ويَنْغَقُ نَغِيقاً ونُغاقاً؛ الأخيرة عن
اللحياني: صاح غِيقْ غِيقْ، وقيل نَغَق بخير ونَعَبَ ببَيْنٍ؛ قال
الشاعر:وازْجُروا الطَّيْرَ، فإنْ مَرَّ بكمُ
ناغِقٌ يَهْوِي، فقولوا: سَنَحا
وقد ذكر الفَرْقُ بين النَّغِيقِ والنعِيب في موضعه. والنَّغِيقُ: صوت
يخرج من قُنْبِ الدابة وهو وِعاء جُرْدَانِهِ. وناقة نَغِيقَةٌ: وهي التي
تَبْغِمُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي مَرَّةً بعد مَرَّةٍ. وفي الصحاح: ناقة
نَغِيقٌ، وقد نَغَقَت الناقة نَغِيقاً إذا بَغَمَتْ؛ قال حميد:
وأَظْمَى كقَلْبِ السوذقاني نازَعَتْ،
بِكَفَّيَّ، فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ
أَي بَغُوم. أَراد بالأَظْمَى الزمام الأسود. وإبل ظُمْيٌ أَي سود.
نغغ: النُّغْنُغُ، بالضم، والنغْنُغةُ: مَوْضِعٌ بين اللَّهاةِ
وشَوارِبِ الحُنْجُورِ، فإِذا عَرَضَ فيه داء قيل: نُعْنِغَ فلانٌ، وقيل:
الــنَّغانِغُ لَحماتٌ تكون في الحلق عند اللهاة، واحدها نُغْنُغٌ وهي
اللَّغانينُ، واحدها لُغْنُونٌ؛ قال جرير:
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَينَها،
غَمْزَ الطَّبِيبِ نَانِغَ المَعْذُورِ
قال ابن بري: واحدةُ الــنَّغانِغِ نُغْنُغةٌ وهي لحم أُصولِ الآذانِ من
داخل الحَلْق تُصِيبُها العُذْرةُ، ونُغْنِغَ: أَصابَه داء في
الــنَّغانِغِ، وكلُّ وَرَمٍ فيه اسْتِرْخاء نُغْنُغةٌ. والنَّعْنَغةُ، بالفتح: غُدَّة
تكون في الحَلْقِ. والنُّغْنُغةُ والنُّغْنُغُ: لحم مُتَدَلٍّ في بطون
الأُذُنَينِ. ابن بري: والنُّغْنُغُ الحَرَكَةُ؛ قال رؤبة:
فهي تُري الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ
نفغ: النَّفَغُ: التَّنَفُّطُ. نَفِغَتْ يدُه تَنْفَغُ نَفَغاً
ونَفَغَتْ تَنْفَغُ نَفْغاً ونُفُوغاً: نَفِطَتْ؛ قال الشاعر:
وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ النَّفْغِ
هنغ: الهَنْغُ: إِخْفاءُ الصوْتِ من الرجل والمرأَةِ عند الغَزَلِ.
وهانَغَها: أَخْفَى كلُّ واحد منهما صوتَه. وهانَغْتُ المرأَة: غازَلْتُها؛
وأَنشد:
قَوْلاً كَتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ
أَبو زيد: خاضَنْتُ المرأَة إِذا غازَلْتَها، وكذلك هانَغْتُها.
والهَيْنَغُ أَيضاً: المرأَةُ المغازِلة لزوجها، وقيل: المرأَة المغازلة
الضَّحُوكُ. والهَيْنَغُ: التى تُظْهِرُ سِرَّها إلى كل أَحد. الأَزهري: قرأَت
بخط شمر لأَبي مالك امرأَة هَيْنغٌ فاجِرةٌ، وهَنَغَتْ إذا فَجَرَتْ.