و (أَقْرَاص الــنعناع) حلوى ممزوجة بعطر الــنعناع تستحلب و (مَاء الــنعناع) مَا استخرج مِنْهُ بالتقطير
و (أَقْرَاص الــنعناع) حلوى ممزوجة بعطر الــنعناع تستحلب و (مَاء الــنعناع) مَا استخرج مِنْهُ بالتقطير
قطر: قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وغيرهما من السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً
وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة، وتَقاطَرَ؛
أَنشد ابن جني:
كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ،
من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ
وأَنشده دائب بالباء، وهو في معنى دائم، وأَراد من أَيام الربيع؛
وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وقد قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى
ولا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الماء، بالتحريك، وتَقْطِيرُ الشيء: إِسالته
قَطْرَةً قَطْرَةً.
والقَطْرُْ: المَطَرُ. والقِطارُ: جمع قَطْرٍ وهو المطر. والقَطْرُ: ما
قَطَرَ من الماء وغيره، واحدته قَطْرة، والجمع قِطار. وسحابٌ قَطُورٌ
ومِقْطار: كثير القَطْرِ؛ حكاهما الفارسي عن ثعلب. وأَرض مَقْطورة: أَصابها
القَطْر. واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه. وأَقْطَرَ الشيءُ: حان
أَن يَقْطُرَ. وغيث قُطارٌ: عظيم القَطْر. وقَطَرَ الصَّمْغُ من الشجرة
يَقْطُر قَطْراً: خرج. وقُطَارةُ الشيء: ما قَطَرَ منه؛ وخص اللحياني به
قُطارةَ الحَبِّ، قال: القُطارة، بالضم، ما قَطَر من الحَبِّ ونحوه.
وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وفي الإِناء قُطارَة من ماء أَي قليلٌ؛ عن
اللحياني. والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ ونحوهما
يُطْبَخ فيُتحلب منه ثم تُهْنَأُ به الإِبِل. قال أَبو حنيفة: زعم بعض من ينظر
في كلام العرب أَن القَطِرانَ هو عَصير ثمر الصَّنَوْبَر، وأَن
الصَّنَوْبَر إِنما هو اسم لَوْزَةِ ذاك، وأَن شجرته به سميت صَنَوْبراً؛ وسمع قول
الشماخ في وصف ناقته وقد رَشَحَتْ ذِفْراها فشبه ذفراها لما رشحت
فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فقال:
كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ
أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا
فظن أَن ثمره يعصر، وفي التنزيل العزيز: سَرابيلُهم من قَطِرانٍ؛ قيل،
وا أَعلم: إِنها جعلت من القطران لأَنه يُبالِغُ في اشْتِعالِ النار في
الجلود، وقرأَها ابن عباس: من قِطْرٍ آنٍ.
والقِطْرُ: النُّحاسُ والآني الذي قد انتهى حَرُّه. والقَطِرانُ: اسم
رجل سمي به لقوله:
أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى،
وفي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ
وبعير مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بالنون كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله:
مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قال لبيد:
بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ،
تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ
وقَطَرْتُ البعير: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قال امرؤ القيس:
أَتَقْتُلني، وقد شَغَفْتُ فؤادَها،
كما قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطالي؟
قوله: شغفت فؤادها أَي بلغ حبي منها شِغافَ قلبها كما بلغ القَطِرانُ
شِغافَ الناقة المهنوءة؛ يقول: كيف تقتلني وقد بلغ من حبها لي ما ذكرته،
إِذ لو أَقدمت على قتله لفسد ما بينه وبينها، وكان ذلك داعياً إِلى الفرقة
والقطيعة منها.
والقِطْرُ، بالكسر: النحاس الذائب، وقيل: ضرب منه؛ ومنه قوله تعالى: من
قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ، بالكسر، والقِطْرِيَّة: ضرب من البُرود. وفي
الحديث: أَنه، عليه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ. وفي حديث
عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَلْتُ على عائشة وعليها دِرْعٌ قِطْرِيٌّ تَمَنُهُ
خمسة دراهم؛ أَبو عمرو: القِطْرُ نوع من البُرود؛ وأَنشد:
كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ
وقِطْرِيّاً، فأَنتَ به تَفِيدُ
شمر عن البَكْراوِيّ قال: البُرُود والقِطْرِيّة حُمْرٌ لها أَعلام فيها
بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنْبَةَ: هي حُلَلٌ تُعْمَلُ بمكان لا أَدري
أَين هو. قال: وهي جِيادٌ وقد رأَيتها وهي حُمْرٌ تأْتي من قِبَلِ
البحرين. قال أَبو منصور: وبالبحرين على سِيف وعُمان
(* قوله« على سيف وعمان»
كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قال ابو منصور في اعراض البحرين على سيف الخط
بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.) مدينة يقال لها قَطَرٌ، قال:
وأَحسبهم نسبوا هذه الثياب إِليها فخففوا وكسروا القاف للنسبة، وقالوا:
قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كما قالوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قال جرير:
لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا ما تَغَوَّلَتْ
بها البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا
أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نسبها إِلى قَطَر وما والاها من البَرِّ؛
قال الراعي وجعل النعام قَطَرِيَّةً:
الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ،
والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ
نسب النعائم إِلى قَطَرٍ لاتصالها بالبَرِّ ومحاذاتها رِمالَ يَبْرِينَ.
والقُطْر، بالضم: الناحية والجانب، والجمع أَقْطار. وقومُك أَقْطارَ
البلادِ: على الظرف وهي من الحروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها
غرائب. وفي التنزيل العزيز: من أَقطار السموات والأَرض؛ أَقطارُها:
نواحيها، واحدها قُطْر، وكذلك أَقتارُها، واحدها قُتْرٌ. قال ابن مسعود: لا
يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أَيِّ قُطْرَيْه يقع أَي على أَي
شِقَّيه يقع في خاتمة عمله، أَعلى شق الإِسلام أَو غيره. وأَقطارُ الفَرَس:
ما أَشرف منه وهو كاثِبَتُه وعَجُزُه، وكذلك أَقطار الخيل والجمل ما
أَشْرَفَ من أَعاليه. وأَقطارُ الفَرس والبعير: نواحيه. والتَّقاطُرُ: تقابُلُ
الأَقطارِ. وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه،
فَتَقَطَّر أَي سقط، قال الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ:
التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه،
كأَنه من عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ
مُجَدَّلاً يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ،
كما يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ
ويروى: يتَكَسَّى جِلْدُه. والقُطُلُ: المقطوعُ. وقول: مُصْفَرّاً
أَنامِلُه يريد أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه. والعُقار: الخَمْر
التي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه. والثَّمِلُ: الذي أَخذ منه الشَّرابُ.
والمُجَدَّلُ: الذي سقط بالجَدالَةِ وهي الأَرض. والدَّوْمَةُ: واحدةُ
الدَّوْمِ وهو شجر المُقْل. الليث: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شديدة
قلت قَطَّرْتُه؛ وأَنشد:
قد عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها
ما قَطَّرَ الفارِسَ إِلاَّ أَنا
وفي الحديث: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ
فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ. والنَّقَدُ:
صِغارُ الغَنَم. وفي الحديث: أَن رجلاً رمى امرأَةً يوم الطائف فما
أَخطأَ أَن قَطَّرَها. وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: قد جمع
حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جمع جانبيه عن الإنتشارِ والتَّبَدُّدِ
والتَّفَرُّقِ، والله أَعلم. وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر به:
أَلقاه على تلك الهيئة. وتَقَطَّرَ هو: رَمى بنَفْسه من عُلْوٍ. وتَقَطَّر
الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ. والبعيرُ القاطِرُ: الذي لا
يزال يَقْطُرُ بولُه. الفراء: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ من القُطارِ
وهو سَمُّه الذي يَقْطُرُ من كثرته. أَبو عمرو: القُطارِيَّةُ الحية.
وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الجبل، بَنى فُعالاً منه وليست بنسبة
على القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قال
تأَبَّطَ شرّاً:
أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه،
بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ
وتَقَطَّر للقتال تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ له. قال: والتَقَطُّر
لغة في التَّقَتُّر وهو التَّهَيُّؤُ للقتال. والقُطْرُ والقُطُرُ، مثل
عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الذي يُتَبَخَّر به؛ وقد قَطَّر ثوبَه
وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قال امرؤ القيس:
كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ،
ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ
يُعَلُّ بها بَرْد أَنْيابِها،
إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ
شَبَّهَ ماءَ فيها في طيبه عند السَّحَر بالمُدم وهي الخمر، وصَوْب
الغَمام: الذي يُمْزَجُ به الخمر، وريح الخُزامى: وهو خِيْرِيُّ البَرِّ.
ونَشْر القُطُر: وهو رائحة العود، والطائر المُسْتَحِرُ: هو المُصَوِّتُ عند
السَّحَر.
والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ
الأَصْغَر:
في كلِّ يومٍ لها مِقْطَرَةٌ،
فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ
أَي ماء حارٌّ تُحَمُّ به. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ
قيل: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وهو الذي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثم يَهِيجُ، يعني
النبات. وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ
لليُبْسِ؛ قال سيبويه: ولا يستعمل إِلا مزيداً. وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ:
ضَخْمٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَتَرْجُو الحَياةَ يا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ،
وقد عَلِقَتْ رِجْلاكَ من نابِ أَسْوَدا
أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً،
تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟
وناقة مِقْطار على النسب، وهي الخَلِفةُ. وقد اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ.
والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بعضها إِلى بعض على نَسَقٍ واحد.
وتَقْطِيرُ الإِبل: من القِطارِ.
وفي حديث ابن سيرين: أَنه كان يكره القَطَرَ؛ قال ابن الأَثير:هو
بفتحتين أَن يَزِنَ جُلَّةً من تمر أَو عِدْلاً من متاع أَو حَبٍّ ونحوهما
ويأْخُذَ ما بقي على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المُقاطَرة؛ وقيل: هو أَن يأْتي
الرجل إِلى آخر فيقول له: بعني ما لك في هذا البيت من التمر جُزافاً بلا
كيل ولا وزن، فيبيعه، وكأَنه من قِطارِ الإِبل لاتِّباع بعضه بعضاً. وقال
أَبو معاذ: القَطَرُ هو البيع نفسه؛ ومنه حديث عُمارة: أَنه مَرَّتْ به
قِطارةُ جمال؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ على نَسَقٍ
واحداً خَلفَ واحد. وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب
بعضَها إِلى بعض على نَسَقٍ. وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛
معناه أَن القوم إِذا أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فساقوها
للبيع قِطاراً قِطاراً. والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قال أَبو النجم:
وانْحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه،
وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه
والجمع قُطُرٌ وقُطُراتٌ.
وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالاً، وهو مأْخوذ من قِطارِ الإِبل: وجاءت
الإِبل قطاراً أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يقال أَكْرَيْتُهُ
مُقاطَرَةً إِذاأَكراه ذاهباً وجائياً، وأَكريته وضعة وتوضعة
(* قوله« وضعة
وتوضعة» كذا بالأصل.) إِذا أَكراه دَفْعةً. ويقال: اقْطَرَّتِ الناقة
اقْطِراراً، فهي مُقْطَرَّةٌ، وذلك إِذا لَقِحتْ فشالتْ بذنبها وشَمَختْ برأْسها.
قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعت العرب تقول في هذا المعنى: اقْمَطَرَّت،
فهي مُقْمَطِرَّة، وكأَن الميم زائدة فيها.
والقُطَيْرة: تصغير القُطْرَة وهو الشيء التافه الخسيس. والمِقْطَرَةُ:
الفَلَقُ، وهي خشبة فيها خروق، كل خرق على قدرِ سَعَةِ الساق، يُدْخَلُ
فيها أَرجل المحبوسين، مشتق من قِطار الإِبل لأَن المحبوسين فيها على
قِطارٍ واحد مضموم بعضهم إِلى بعض، أَرجلهم في خروق خشبة مفلوقة على قَدْرِ
سَعَةِ سُوقِهم. وقَطَرَ في الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذهب فأَسرع.
وذهب ثوبي وبعيري فما أَدري من قَطَره ومن قَطَرَ به أَي أَخذه، لا
يستعمل إِلا في الجَحْدِ. ويقال: تَقَطَّرَ عني أَي تَخَلَّفَ عني،
وأَنشد:إِنِّي على ما كانَ من تَقَطُّري
عنكَ، وما بي عنكَ من تأَسُّري
ولمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ من الناس.
وقَطُوراءُ، مدودٌ: نبات، وهي سَوادِيَّة. والقَطْراء، ممدود: موضع؛ عن
الفارسي. وقَطَرٌ: موضع بالبحرين؛ قال عَبْدَةُ بن الطبيب:
تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ،
وخافوا عُمانَ وخافوا قَطَرْ
والقَطَّارُ: ماء معروف. وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زعم بعضهم
أَن أَصل الاسم مأْخوذ من قَطَريّ النِّعالِ.
صندل: الصَّنْدَل: خَشَبٌ أَحمر ومنه الأَصفر، وقيل: الصَّنْدَل شجر
طَيِّب الريح. وحِمارٌ صَنْدَلٌ وصُنادِلٌ: عظيمٌ شديدٌ ضَخْم الرأْس، وكذلك
البعير. وصَنْدَلَ البعيرُ: ضَخُم رَأْسُه. التهذيب: الصَّنْدَلُ من
الحُمُر الشديد الخَلْق الصِّخْم الرأْس؛
قال رؤبة:
أَنْعَتُ عَيْراً صَنْدَلاً صُنادِلا
الجوهري: الصَّنْدَل البعير الضَّخْم الرأْس؛ قال الراجز:
رأَت لِعَمْروٍ، وابْنِه الشَّرِيسِ،
عَنادِلاً صَنادِلَ الرُّؤُوس
والصَّيْدَلانيُّ: لغة في الصَّيْدَناني؛ قال ابن بري: الصَّيْدَلانيُّ
والصَّيْدنَانيُّ العَطَّار منسوب إِلى الصَّيْدَل والصَّيْدَن، والأَصل
فيهما حجارة الفِضَّة، فشُبِّه بها حجارة العَقاقِير؛ وعليه قول الأَعشى
يصف ناقة شَبَّه زَوْرَها بصَلاءة العَطَّار:
وزَوْراً تَرى في مِرْفَقَيه تَجانُفاً
نَبِيلاً، كَدوْكِ الصَّيْدَنانيِّ، دامِكا
ويروى: الصَّيْدَلانيِّ دامكا. والدُّوكُ: الصَّلاءةُ، ويقال للحَجَر
الذي يُطْحَن به الطِّيب، والدَّامِكُ: المُرْتفع.
نعع: النُّعاعةَ: بقلة ناعمةٌ. وقال ابن السكيت: النعاعةُ اللُّعاعةُ،
وهي بقلةٌ ناعمةٌ. وقال ابن بري: الــنَّعْناعُ البَقْلُ، والنُّعاعةُ موضع؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
لا مالَ إِلا إِبِلٌ جَمَّاعهْ،
مَشْرَبُها الجَيْأَةُ أَو نُعاعَهْ
قال ابن سيده: وحكى يعقوب أَن نونها بدل من لام لُعاعةٍ، وهذا قويّ
لأَنهم قالوا أَلَعَّتِ الأَرضُ ولم يقولوا أَنَعَّتْ. وقال أَبو حنيفة:
النُّعاعُ النبات الغَضُّ الناعِمُ في أَوّلِ نباتِه قبل أَن يَكْتَهِلَ،
وواحدته بالهاء.
والنُّعْنُعُ: الذَّكَرُ المُسْتَرْخِي. والنَّعْنَعةُ: ضَعْفُ
الغُرْمُولِ بعد قوّته. والنُّعْنُعُ: الرجُل الطوِيلُ المُضْطَربُ الرَّخْوُ،
والنُّعُّ: الضعِيفُ. والتَّنَعْنُعُ: الاضْطِرابُ والتّمايُلُ؛ قال
طُفَيْلٌ:
منَ النّبيِّ اسْتَحْقَبَتْ كلَّ مِرْفَقٍ
رَوادِفَ، أمثالَ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ
والتَّنَعْنُعُ: التَّباعُدُ؛ ومنه قولُ ذي الرُّمّة:
على مِثْلِها يَدْنو البَعِيدُ، ويَبْعُدُ الـ
ـقَرِيبُ، ويُطْوَى النازِحُ المُتَنَعْنِعُ
والنُّعْنُعُ: الفَرْجُ الطوِيل الرَّقِيقُ؛ وأَنشد:
سَلُوا نِساءَ أَشْجَعُ:
أَيُّ الأُيُورِ أَنْفَعْ؟
أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ؟
أَم القَصِيرُ القَرْصَعْ؟
القَرْصَعُ: القَصِيرُ المُعَجَّرُ. ويقال لِبَظْرِ المرأَةِ إِذا طالَ:
نُعْنُعٌ؛ قال المُغِيرةُ بن حَبْناءَ:
وإِلاَّ جِئْتُ نُعْنُعَها بقَوْلٍ،
يُصَيِّره ثَماناً في ثَمانِ
قال أَبو منصور: قوله ثَماناً لحن والصحيح ثَمانِياً، وإِن روي:
يُصَيِّرُه ثَمانٍ في ثَمان
على لغة من يقول رأَيت قاضٍ كان جائزاً، قال الأَصمعي: المَعِدَةُ من
الإِنسان مثل الكَرِشِ من الدوابّ،وهي من الطير القانِصةُ بمنزلة القب
(*
قوله« القب» كذا بالأصل.) على فُوهةِ المَصارِينِ، قال: والحَوْصَلةُ يقال
لها النُّعْنُعةُ؛ وأَنشد:
فَعَبَّتْ لَهُنَّ الماءَ في نُعْنُعاتِها،
ووَلَّيْنَ تَوْلاةَ المُشِيح المُحاذِر
قال: وحَوْصَلةُ الرجُلِ كلُّ شيء أَسفلَ السُّرَّةِ.
والنُّعْنُعُ والنَّعْنَعُ والــنَّعْناعُ: بَقْلةٌ طَيِّبةُ الرِّيحِ.
قال أَبو حنيفة: النُّعْنُعُ، هكذا ذكره بعض الرُّواة بالضم، بقلة طيبة
الريحِ والطعم فيها حَرارةٌ على اللسان، قال: والعامة تقول نَعْنَعٌ،
بالفتح، وفي الصحاح: ونَعْنَعٌ مقصور منه، ولم ينسبه إِلى العامّة.
والنَّعْنَعةُ: حِكايةُ صوت يرجع إِلى العين والنون.
نقع: نَقَعَ الماءُ في المَسِيلِ ونحوه يَنْفَعُ نُقُوعاً واسْتَنْقَعَ:
اجْتَمَعَ. واسْتَنْقَعَ الماءُ في الغَدِيرِ أَي اجتمع وثبت. ويقال:
استنقَعَ الماءُ إِذا اجتمع في نِهْيٍ أَو غيره، وكذلك نَقَعَ يَنْقَعُ
نُقُوعاً. ويقال: طالَ إِنْقاعُ الماءِ واسْتِنْقاعُه حى اصفرّ.
والمَنْقَعُ، بالفتح: المَوْضِعُ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ، والجمع مَناقِعُ. وفي
حديث محمد بن كعب: إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المؤمنِ جاءَه ملَكُ الموتِ
أَي إِذا اجْتَمَعَتْ في فِيهِ تريد الخروج كما يَسْتَنْقِعُ الماءُ في
قَرارِه، وأَراد بالنفْسِ الرُّوحَ؛ قال الأَزهري: ولهذا الحديث مَخْرَجٌ
آخَر وهو من قولهم نَقَعْتُه إِذا قتلته، وقيل: إِذا اسْتَنْقَعَتْ، يعني
إِذا خرجَت؛ قال شمر: ولا أَعرفها؛ قال ابن مقبل:
مُسْتَنْقِعانِ على فُضُولِ المِشْفَرِ
قال أَبو عمرو: يعني نابي الناقة أَنهما مُسْتَنْقِعانِ في اللُّغامِ،
وقال خالد بن جَنْبةَ: مُصَوِّتانِ.
والنَّقْعُ: مَحْبِسُ الماءِ. والنَّقْعُ: الماءُ الناقِعُ أَي
المُجْتَمِعُ. ونَقْعُ البئرِ: الماءُ المُجْتَمِعُ فيها قبل أَنْ يُسْتَقَى. وفي
حديث عائشة، رضي الله عنها، عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا
يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ ولا رَهْوُ الماءِ. وفي الحديث: لا يَقْعُدْ
أَحدُكم في طريقٍ أَو نَقْعِ ماءٍ، يعني عند الحَدَثِ وقضاءِ الحاجةِ.
والنَّقِيعُ: البئرُ الكثيرةُ الماءِ، مُذَكَّر والجمعُ أَنْقِعةٌ، وكلُّ
مُجْتَمَعِ ماءٍ نَقْعٌ، والجمع نُقْعانٌ، والنَّقْعُ: القاعُ منه، وقيل: هي
الأَرض الحُرَّةُ الطينِ ليس فيها ارْتفاع ولا انْهِباط، ومنهم من خَصَّصَ
وقال: التي يسْتَنْقِعُ فيها الماء، وقيل: هو ما ارتفع من الأَرض،
والجمع نِقاعٌ وأَنْقُعٌ مثل بَحْرٍ وبِحارٍ وأَبْحُرٍ، وقيل: النِّقاعُ
قِيعانُ الأَرض؛ وأَنشد:
يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنَّه،
عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِيمُ
وقال أَبو عبيد: نَقْعُ البئرِ فَضْلُ مائِها الذي يخرج منها أَو من
العين قبل أَن يصير في إِناء أَو وِعاء، قال: وفسره الحديث الآخر: من مَنَعَ
فَضْلَ الماءِ لِيَمْنَع به فَضْلَ الكَلإِ مَنَعَه الله فَضْلَه يومَ
القيامةِ؛ وأَصل هذا في البئر يحتفرها الرجل بالفَلاةِ من الأَرض يَسْقِي
بها مَواشِيَه، فإِذا سَقاها فليس له أَن يَمْنَعَ الماءَ الفاضِلَ عن
مَواشِيهِ مَواشِيَ غيره أَو شارباً يشرب بشَفَتِه، وإِنما قيل للماء
نَقْعٌ لأَنه يُنْقَعُ به العَطَشُ أَي يُرْوَى به. يقال: نَقَعَ بالرّيّ
وبَضَعَ. ونَقَعَ السّمُّ في أَنْيابِ الحيَّةِ: اجْتَمعَ، وأَنْقَعَتْه
الحيّةُ؛ قال:
أَبْعْدَ الذي قد لَجَّ تَتَّخِذِينَني
عَدُوًّا، وقد جَرَّعْتِني السّمَّ مُنْقَعا؟
وقيل: أَنْقَعَ السمَّ عَتَّقَه. ويقال: سمّ ناقِعٌ أَي بالِغٌ
قاتِلٌ،وقد نَقَعَه أَي قَتَلَه، وقيل: ثابت مُجْتَمِعٌ من نَقْعِ الماء. ويقال:
سمّ مَنْقُوعٌ ونَقِيعٌ وناقِعٌ؛ ومنه قول النابغة:
فَبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ
من الرُّقْشِ، في أَنْيابِها السُّمُّ ناقِعُ
وفي حديث بَدْرٍ: رأَيتُ البَلايا تَحْمِلُ المنايا، نَواضِحُ يَثْرِبَ
تَحْمِلُ السُّمَّ الناقِعَ. وموْتٌ ناقِعٌ أَي دائِمٌ. ودمٌ ناقِعٌ أَي
طَرِيٌّ؛ قال قَسّام بن رَواحةَ:
وما زالَ مِنْ قَتْلَى رِزاحٍ بعالِجٍ
دَمٌ ناقِعٌ، أَو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ
قال أَبو سعيد: يريد بالناقِعِ الطَّرِيَّ وبالجاسِدِ القَدِيمَ. وسَمٌّ
مُنْقَعٌ أَي مُرَبًّى؛ قال الشاعر:
فيها ذَراريحٌ وسَمٌّ مُنْقَعُ
يعني في كأْس الموت. واسْتَنْقَعَ في الماء: ثَبَتَ فيه يَبْتَرِدُ،
والموضع مُسْتَنْقَعٌ، وكان عط يَسْتَنْقِعُ في حِياضِ عَرَفةَ أَي يدخلُها
ويَتَبَرَّد بمائها. واسْتُنْقِعَ الشيء في الماء، على ما لم يُسَمَّ
فاعِلُه.
والنَّقِيعُ والنَّقِيعةُ: المَحْضُ من اللبن يُبَرَّدُ؛ قال ابن بري:
شاهده قول الشاعر:
أُطَوِّفُ، ما أُطَوِّفُ، ثم آوِي
إِلى أُمِّي، ويَكْفِيني النَّقِيعُ
وهو المُنْقَعُ أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً:
قانَى له في الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ،
ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ
قال ابن بري: صواب إِنشاده ونصِيُّ باعِجةٍ، بالباء؛ قال أَبو هشام:
الباعِجةُ هي الوَعْساءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ، وقيل: هي السَّهْلةُ
المُسْتَوِيةُ تُنْبِتُ الرِّمْثَ والبَقْلَ وأَطايِبَ العُشْبِ،وقيل: هي
مُتَّسَعُ الوادِي، وقانى له أَي دامَ له؛ قال الأَزهريّ: أَصلُه من
أَنْقَعْتُ اللبَنَ، فهو نَقِيعٌ، ولا يقال مُنْقَعٌ، ولا يقولون نَقَعْتُه،
قال: وهذا سَماعي من العرب، قال: ووجدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً في
الإِنقاعِ ما عُجْت بها ولا علِمْت راوِيها عنه. يقال: أَنْقَعْتُ الرجُلَ إِذا
ضَرَبْتَ أَنْفَه بإِصْبَعِكَ، وأَنْقَعْتُ الميِّتَ إِذا دَفَنْته،
وأَنْقَعْتُ البَيْتَ إِذا زَخْرَفْتَه، وأَنْقَعْتُ الجاريةَ إِذا
افْتَرَعْتَها، وأَنْقَعْتُ البيت إِذا جَعَلْتَ أَعلاه أَسفلَه، قال: وهذه حُروفٌ
مُنْكَرةٌ كلُّها لا أَعرِفُ منها شيئاً.
والنَّقُوعُ، بالفتح: ما يُنْقَعُ في الماء من الليل لِدواءٍ أَو
نَبِيذٍ ويُشْرَبُ نهاراً، وبالعكس. وفي حديث الكَرْمِ: تتخذونه زَبِيباً
تُنْقِعُونه أَي تَخْلِطونه بالماء ليصير شَراباً. وفي التهذيب: النَّقُوعُ ما
أَنْقَعْتَ من شيء. يقال: سَقَوْنا نَقُوعاً لِدواءٍ أُنْقِعَ من الليل،
وذلك الإِناء مِنْقَعٌ، بالكسر. ونَقَعَ الشيءَ في الماءِ وغيره
يَنْقَعُه نَقْعاً، فهو نَقِيعٌ، وأَنْقَعَه: نَبَذَه. وأَنْقَعْتُ الدّواءَ
وغيره في الماء، فهو مُنْقَعٌ. والنَّقِيعُ والنَّقُوعُ: شيء يُنْقَعُ فيه
الزَّبِيبُ وغيره ثم يُصَفَّى ماؤُه ويُشْرَبُ، والنُّقاعةُ: ما
أَنْقَعْتَ من ذلك. قال ابن بري: والنُّقاعةُ اسْمُ ما أُنْقِعَ فيه الشيءُ؛ قال
الشاعر:
به مِنْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه
نُقاعةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ
وكلُّ ما أُلقِيَ في ماءٍ، فقد أُنْقِعَ. والنَّقُوعُ والنَّقِيعُ:
شَرابٌ يتخذ من زبيب ينقع في الماء من غير طَبْخٍ، وقيل في السَّكَر: إِنه
نَقِيعُ الزَّبيبِ.
والنَّقْعُ: الرَّيُّ، شَرِبَ فما نَقَعَ ولا بَضَعَ. ومثَلٌ من
الأَمثالِ: حَتَّامَ تَكْرَعُ ولا تَنْقَعُ؟
ونَقَعَ من الماء وبه يَنْقَعُ نُقُوعاً: رَوِيَ؛ قال جرير:
لو شِئْتِ، قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبةٍ،
تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجِدْنَ غَلِيلا
ويقال: شَرِبَ حتى نَقَعَ أَي شَفى غَلِيلَه ورَوِيَ. وماءٌ ناقِعٌ: وهو
كالناجِعِ؛ وما رأَيت سَرْبةً أَنْقَعَ منها. ونَقَعْتُ بالخبر
وبالشّرابِ إِذا اشْتَفَيْتَ منه. وما نَقَعْتُ بخبره أَي لم أَشْتَفِ به. ويقال:
ما نَقَعْتُ بخبَر فلان نُقوعاً أَي ما عُجْتُ بكلامِه ولم أُصَدِّقْه.
ويقال: نَقَعَتْ بذلك نفْسِي أَي اطْمَأَنَّتْ إِليه ورَوِيَتْ به.
وأَنْقَعَني الماءُ أَي أَرْواني. وأَنْقَعَني الرَّيُّ ونَقَعْتُ به ونَقَعَ
الماءُ العَطَشَ يَنْقَعُه نَقْعاً ونُقُوعاً: أَذْهَبَه وسَكَّنَه؛ قال
حَفْصٌ الأُمَوِيُّ:
أَكْرَعُ عند الوُرُودِ في سُدُمٍ
تَنْقَعُ من غُلَّتي، وأَجْزَأُها
وفي المثل: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي الشَّرابُ الذي يُتَرَشَّفُ قَلِيلاً
قَليلاً أَقْطَعُ للعطَشِ وأَنْجَعُ، وإِن كان فيه بُطءٌ. ونَقَعَ
الماءُ غُلَّتَه أَي أَرْوى عَطَشَه. ومن أَمثال العرب: إِنه لَشَرَّابٌ
بأَنْقُعٍ. ووَرَدَ أَيضاً في حديثِ الحَجّاجِ: إِنَّكُم يا أَهلَ العِراقِ
شَرَّابُونَ عَلَيَّ بأَنْقُعٍ؛ قال ابن الأَثير: يُضْرَبُ للرجل الذي
جَرَّبَ الأُمُورَ ومارَسها، وقيل للذي يُعادُ الأُمور المَكْرُوهةَ، أَراد
أَنهم يَجْتَرئُونَ عليه ويَتَناكَرون. وقال ابن سيده: هو مثل يضرب
للإِنسان إِذا كان متعاداً لفعل الخير والشرِّ، وقيل: معناه أَنه قد جَرَّبَ
الأُمور ومارَسها حتى عرفها وخبرها، والأَصل فيه أَن الدليل من العرب إِذا
عرف المِياهَ في الفَلَواتِ ووَرَدَها وشرب منها، حَذَقَ سُلُوكَ الطريقِ
التي تُؤَدّيه إِلى البادية، وقيل: معناه أَنه مُعاوِدٌ للأُمور يأْتيها
حتى يبلغ أَقْصَى مُرادِه، وكأَنَّ أَنْقُعاً جمع نَقْعٍ؛ قال ابن
الأَثير: أَنْقُعٌ جمع قِلَّة، وهو الماءُ الناقِعُ أَو الأَرض التي يجتمع فيها
الماء، وأَصله أَنَّ الطائر الحَذِرَ لا يُرِدُ المَشارِعَ، ولكنه يأْتي
المَناقِعَ يشرب منها، كذلك الرجل الحَذِرُ لا يَتَقَحّمُ الأُمورَ؛ قال
ابن بري: حكى أَبو عبيد أَن هذا المثل لابن جريج قاله في مَعْمَرِ بن
راشد، وكان ابن جريج من أَفصح الناس، يقول ابن جريج: إِنه رَكِب في طلَبِ
الحديث كلَّ حَزْن وكتب من كل وجْهٍ، قال الأَزهريُّ: والأَنْقُعُ جمع
النَّقْعِ، وهو كلّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ من عِدٍّ أَو غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ
فيه الماء. ويقال: فلان مُنْقَعٌ أَي يُسْتَشْفى بِرأْيه، وأَصله من
نَقَعْتُ بالرّيّ.
والمِنْقَعُ والمِنْقَعةُ: إِناءٌ يُنْقَعُ فيه الشيء. ومِنْقَعُ
البُرَمِ: تَوْرٌ صغير أَو قُدَيْرةٌ صغيرة من حِجارة، وجمعه مَناقِعُ، تكون
للصبي يَطْرَحُون فيه التمْر واللبَنَ يُطْعَمُه ويُسْقاهُ؛ قال
طَرَفةُ:أَلْقَوْا إِلَيْكَ بكلّ أَرْمَلةٍ
شَعْثاءَ، تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ
البُرَمُ ههنا: جمع بُرْمةٍ، وقيل: هي المِنْقَعةُ والمِنْقَعُ؛ وقال
أَبو عبيد: لا تكون إِلا من حجارة.
والأُنْقُوعةُ: وَقْبَةُ الثريد التي فيها الوَدَكُ. وكل شيء سالَ إِليه
الماءُ من مَثْعَبٍ ونحوه، فهو أُنْقُوعةٌ. ونُقاعةُ كل شيء: الماءُ
الذي يُنْقَعُ فيه. والنَّقْعُ: دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْربُ.
والنَّقِيعةُ من الإِبل: العَبِيطةُ تُوَفَّر أَعْضاؤها فَتُنْقَعُ في
أَشياءَ. ونَقَعَ نَقِيعةً: عَمِلَها. والنَّقِيعةُ: ما نُحِرَ من
النَّهْبِ قبل أَن يُقْتَسَمَ؛ قال:
مِيلُ الذُّرى لُخِبَتْ عَرائِكُها،
لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعةَ النَّهْبِ
صلى الله عليه وسلم
وانْتَقَعَ القومُ نَقيعةً أَي ذَبَحوا من الغنيةِ شيئاً قبل القَسْمِ.
ويقال: جاؤُوا بناقةٍ من نَهْبٍ فنحروها. والنَّقِيعةُ: طعام يُصْنَعُ
للقادِم من السفَر، وفي التهذيب: النقيعة ما صنَعَه الرجُل عند قدومه من
السفر. يقال: أَنْقَعْتُ إِنْقاعاً؛ قال مُهَلْهِلٌ:
إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ،
ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ
ويروى:
إِنَّا لَنَضْرِبُ بالسُّيوفِ رُؤوسَهم
القُدَّامُ: القادِمُون من سفَر جمع قادِمٍ، وقيل: القُدَّامُ المَلِكُ،
وروي القَدَّامُ، بفتح القاف، وهو المَلِكُ. والقُدارُ: الجَزَّارُ.
والنَّقِيعةُ: طَعامُ الرجلِ ليلةَ إِمْلاكِه. يقال: دَعَوْنا إِلى
نَقِيعَتهم، وقد نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَ. ويقال: كل جَزُورٍ جَزَرتَها
للضِّيافةِ، فهي نَقِيعةٌ. يقال: نَقَعْتُ النَّقِيعةَ وأَنْقَعْتُ
وانْتَقَعْتُ أَي نَحَرْتُ؛ وأَنشد ابن بري في هذا المكان:
كلُّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبِيعهْ:
الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعهْ
وربما نَقَعُوا عن عدّةٍ من الإِبل إِذا بَلَغَتْها جَزُوراً أَي نحروه،
فتلك النَّقِيعةُ؛ وأَنشد:
مَيْمونةُ الطَّيْر لم تَنْعِقْ أَشائِمُها،
دائِمَةُ القِدْرِ بالأَفْراعِ والنُّقُعِ
وإِذا زُوِّجَ الرجلُ فأَطْعَمَ عَيْبَتَه قيل: نَقَعَ لهم أَي نَحَرَ.
وفي كلام العرب: إِذا لقي الرجلُ منهم قوماً يقول: مِيلُوا يُنْقَعْ لكم
أَي يُجْزَرْ لكم، كأَنه يَدْعُوهم إِلى دَعْوَتِه. ويقال: الناسُ
نَقائِعُ الموْتِ أَي يَجْزُرُهم كما يَجْزُرُ الجَزَّارُ النَّقِيعةَ.
والنقْعُ: الغُبارُ الساطِعُ. وفي التنزيل: فأَثَرْنَ به نَقْعاً؛ أَي غباراً،
والجمع نِقاعٌ. ونَقَعَ الموتُ: كَثُرَ. والنَّقِيعُ: الصُّراخُ.
والنَّقْعُ: رَفْعُ الصوتِ. ونَقَعَ الصوتُ واسْتَنْقَعَ أَي ارْتَفَع؛ قال لبيد:
فَمَتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ،
يُحْلِبُوها ذاتَ جََرْسٍ وزَجَلْ
متى يَنْقَعْ صُراخٌ أَي متى يَرْتَفِعْ، وقيل: يَدُومُ ويثبت، والهاء
للحرْب وإِن لم يذكره لأَن في الكلام دليلاً عليه، ويروى يَحْلِبُوها متى
ما سَمِعُوا صارِخاً؛ أَحْلَبُوا الحرْبَ أَي جمعوا لها. ونَقَعَ
الصارِخُ بصوته يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَه، كلاهما: تابَعَه وأَدامَه؛ ومنه
قول عمر، رضي الله عنه: إِنه قال في نساءٍ اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ على
خالد بن الوليد: وما على نساء بني المغيرة أَنْ يُهْرِقْنَ، وفي التهذيب:
يَسْفِكْنَ من دُموعِهِنَّ على أَبي سُلَيْمانَ ما لم يكن نَقْعٌ ولا
لَقْلَقةٌ، يعني رَفْعَ الصوتِ، وقيل: يعين بالنقْعِ أَصواتَ الخُدودِ إِذا
ضُرِبَتْ، وقيل: هو وضعهن على رؤُوسهن النَّقْعَ،وهو الغبارُ، قال ابن
الأَثير: وهذا أَولى لأَنه قَرَنَ به اللَّقْلَقَةَ، وهي الصوت، فحَمْلُ
اللفظين على معنيين أَوْلى من حملهما عى معنى واحد، وقيل: النَّقْعُ ههنا
شَقُّ الجُيُوبِ؛ قال ابن الأَعرابي: وجدت بيتاً للمرار فيه:
نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليَّ حَيًّا،
وأَعْدَدْنَ المَراثيَ والعَوِيلا
والنَّقَّاعُ: المُتَكَثِّرُ بما ليس عنده من مدْحِ نفْسِه بالشَّجاعة
والسَّخاءِ وما أَشبهه.
ونَقَعَ له الشَّرَّ: أَدامَه. وحكى أَبو عبيد: أَنْقَعْتُ له شَرًّا،
وهو اسْتِعارةٌ. ويقال: نَقَعَه بالشتم إِذا شتمه شتماً قبيحاً.
والنَّقائِعُ: خَبارَى في بِلادِ تميم، والخَبارَى: جمع خَبْراءَ، وهي
قاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فيه الماءُ.
وانْتُقِعَ لونُه: تَغَيَّرَ من هَمٍّ أَو فزَعٍ، وهو مُنْتَقَعٌ،
والميم أَعرف، وزعم يعقوب أَن ميم امْتُقِعَ بدل من نونها. وفي حديث المبعث:
أَنه أَتَى النبي، صلى الله عليه وسلم، ملكانِ فأَضْجَعاه وشَقَّا بَطنَه
فرجعَ وقد انْتُقِعَ لونُه؛ قال النضر: يقال ذلك إِذا ذَهَبَ دَمُه
وتغيرت جلدة وجهه إِما من خوْفٍ وإِما من مَرَضٍ.
والنَّقُوعُ: ضَرْبٌ من الطِّيب. الأَصمعي: يقال صَبَغَ فلان ثوبَه
بنَقُوعٍ، وهو صِبْغٌ يجعل فيه من أَفْواه الطِّيبِ.
وفي الحديث: أَنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ؛ قال ابن الأَثير: هو
موضع حمَاه لِنَعَمِ الفيءِ وخَيْلِ المجاهدين فلا يَرْعاه غيرها، وهو
موضع قريب من المدينة كان يَسْتَنْقِعُ فيه الماء أَي يجتمع؛ قال: ومنه
الحديث أَول جُمُعةٍ جُمِّعَتْ في الإِسلام بالمدينة في نَقِيعِ
الخَضِماتِ؛ قال: هو موضع بنواحي المدينة.
هتر: الهَتْرُ: مَزْقُ العِرْضِ؛ هَتَرَه يَهْتِرُه هَتْراً وهَتَّرَه.
ورجل مُسْتَهْتَرٌ: لا يبالي ما قيل فيه ولا ما قيل له ولا ما شُتِمَ به.
قال الأَزهري: قول الليث الهَتْرُ مَزْقُ العرض غير محفوظ، والمعروف
بهذا المعنى الهَرْت إِلا أَن يكون مقلوباً كما قالوا جَبَذَ وجَذَبَ، وأَما
الاسْتِهْتارُ فهو الوُلوعُ بالشيء والإِفراط فيه حتى كأَنه أُهْتِرَ
أَي خَرِفَ. وفي الحديث: سبق المُفْرِدُونَ؛ قالوا: وما المُفْرِدُونَ؟
قال: الذين أُهْتِرُوا في ذكر الله يَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أَثْقالَهُمْ
فيأْتون يوم القيامة خِفافاً؛ قال: والمُفْرِدُونَ الشيوخُ الهَرْمى، معناه
أَنهم كَبِرُوا في طاعة الله وماتت لذاتهم وذهب القَرْنُ الذين كانوا فيهم،
قال: ومعنى أُهْتِرُوا في ذكر الله أَي خَرِفُوا وهم يذكرون الله. يقال:
خرف في طاعة الله أَي خَرِفَ وهو يطيع الله؛ قال: والمُفْرِدُونَ يجوز
أَن يكون عني بهم المُتَفَرِّدُونَ المُتَخَلُّونَ لذكر الله،
والمُسْتَهْتَرُونَ المُولَعُونَ بالذكر والتسبيح. وجاء في حديث آخر: هم الذين
اسْتُهْتِرُوا بذكر الله أَي أُولِعُوا به. يقال: اسْتُهْتِرَ بأَمر كذا وكذا
أَي أُولِعَ به لا يتحدّثُ بغيره ولا يفعلُ غيرَه.
وقولٌ هِتْرٌ: كَذِبٌ. والهِتْرُ، بالكسر: السَّقَطُ من الكلام والخطأُ
فيه. الجوهري: يقال هِتْرٌ هاتِرٌ، وهو توكيد له؛ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ:
أَلمَّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرٍ
هُدُوّاً، ولم يَطْرُقْ من الليل باكرا
وكان، إِذا ما الْتَمَّ منها بِحاجَةٍ،
يُراجِعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرَا
قوله هُدُوّاً أَي بعد هَدْءٍ من الليل. ولم يطرق من الليل باكراً أَي
لم يطرق من أَوله. والْتَمَّ: افْتَعَلَ من الإِلمام، يريد أَنه إِذا
أَلمَّ خَيالُها عاوَدَه خَبالُه فَقْدَ كلامِهِ. وقوله يُراجِعُ هِتْراً أَي
يعود إِلى أَن يَهْذِيَ بذكرها. ورجلٌ مُهْتَرٌ: مُخْطِئٌ في كلامه.
والهُتْرُ، بضم الهاء: ذهاب العقل من كبر أَو مرض أَو حزن. والمُهْتَرُ:
الذي فَقَدَ عقلَه من أَحد هذه الأَشياء، وقد أَهْتَرَ، نادرٌ. وقد
قالوا: أَهْتَرَ وأُهْتِرَ الرجلُ، فهو مُهْتَرٌ إِذا فقد عقله من الكِبَرِ
وصار خَرِفاً. وروى أَبو عبيد عن أَبي زيد أَنه قال: إِذا لم يَعْقِلْ من
الكِبَرِ قيل أُهْتِرَ، فهو مُهْتَرٌ، والاستهتارُ مثله. قال يعقوب: قيل
لامرأَة من العرب قد أُهْتِرَتْ: إِن فلاناً قد أَرسل يَخْطُبُكِ، فقالت:
هل يُعْجِلُني أَن أَحِلَّ؛ ما لَه؟ أُلَّ وغُلَّ معنى قولها: أَن
أَحلَّ أَن أَنزل، وذلك لأَنها كانت على ظهر طريق راكبة بعيراً لها وابنها
يقودها. ورواه أَبو عبيد: تُلَّ وغُلَّ أَي صُرِعَ، من قوله تعالى:
وتَلَّهُ للجبين. وفلان مُسْتَهْتَرٌ بالشراب أَي مُولَعٌ به لا يبالي ما قيل
فيه. وهَتَره الكِبَرُ، والتَّهْتارُ تَفْعال من ذلك، وهذا البناء يجاء به
لتكثير المصدر. والتَّهَتُّرُ: كالتَّهْتارِ. وقال ابن الأَنباري في
قوله: فلان يُهاتِرُ فلاناً معناه يُسابُّه بالباطل من القول، قال: هذا قول
أَبي زيد، وقال غيره: المُهاتَرَةُ القول الذي يَنْقُضُ بعضُه بعضاً.
وأُهْتِرَ الرجلُ فهو مُهْتَرٌ إِذا أُولِعَ بالقول في الشيء. واسْتُهْتِرَ
فهو مُسْتَهْتَرٌ إِذا ذهب عقله فيه وانصرفت هِمَمُه إِليه حتى أَكثر
القول فيه بالباطل. وقال النبي، صلي الله عليه وسلم: المُسْتَبَّانِ شيطانان
يَتَهاتَرانِ ويَتَكاذَبانِ ويَتقاوَلانِ ويَتَقابَحانِ في القول، من
الهِتْرِ، بالكسر، وهو الباطل والسَّقَطُ من الكلام. وفي حديث ابن عمر، رضي
الله عنهما: اللهم إِني أَعوذ بك أَن أَكون من المُسْتَهْتَرين. يقال:
اسْتُهْتِر فلان، فهو مُسْتَهْتَر إِذا كان كثير الأَباطيل، والهِتْرُ:
الباطلُ. قال ابن الأَثير: أَي المُبْطِلينَ في القول والمُسْقِطِينَ في
الكلام، وقيل: الذين لا يبالون ما قيل لهم وما شتموا به، وقيل: أَراد
المُسْتَهْتَرِينَ بالدنيا. ابن الأَعرابي: الهُتَيْرَةُ تصغير الهِتْرَةِ، وهي
الحَمْقَةُ المُحْكَمَةُ. الأَزهري: التَّهْتارُ من الحُمْقِ والجهل؛
وأَنشد:
إِن الفَزارِيَّ لا يَنْفَكُّ مُغْتَلِماً،
من النَّواكَةِ، تَهْتاراً بِتَهْتارِ
قال: يريد التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّرِ، قال: ولغة العرب في هذه الكلمة
خاصة دَهْداراً بِدَهْدارِ، وذلك أَن منهم من يجعل بعض التاءات في الصدور
دالاً، نحو الدُّرْياقِ والدِّخْرِيص لغة في التِّخْرِيص، وهما معرّبان.
والهِتْرُ: العَجَبُ والداهية. وهِتْرٌ هاتِرٌ: على المبالغة؛ وأَنشد بيت
أَوس بن حَجَرٍ:
يراجع هتراً من تماضر هاترا
وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ أَي داهية دَواهٍ. الأزهري: ومن أَمثالهم في
الداهي المُنْكَرِ: إِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ وإِنه لَصِلُّ أَصْلالٍ.
وتَهاتَرَ القومُ: ادّعى كل واحد منهم على صاحبه باطلاً. ومضى هِتْرٌ من الليل
إِذا مضى أَقَلُّ من نصفه؛ عن ابن الأَعرابي.
نأنأ: النَّأْنَأَةُ: العَجْزُ والضَّعْفُ. وروى عِكْرِمةُ عن أَبي بكر
الصديق، رضي اللّه عنه، أَنه قال: طُوبَى لِمَنْ ماتَ في النَّأْنَأَةِ،
مهموزة، يعني أَوّل الإِسلام قَبْلَ أَن يَقْوَى ويكثُرَ أَهلُه وناصِرُه
والدّاخِلُون فيه، فهو عند الناس ضعيف.
ونَأْنَأْتُ في الرأْي إِذا خَلَّطْت فيه تَخْلِيطاً ولم تُبْرِمْه. وقد تَنَأْنَأَ ونَأْنَأَ في رأْيه نَأْنَأَةً ومُنَأْنَأَةً: ضَعُفَ فيه ولم يُبْرِمْه. قال عَبدهِنْد ابن زيد التَّغْلبِيّ، جاهلي:
فلا أَسْمَعَنْ منكم بأَمرٍ مُنَأْنَإٍ، * ضَعِيفٍ، ولا تَسْمَعْ به هامَتي بَعْدِي
فإِنَّ السِّنانَ يَرْكَبُ الـمَرْءُ حَدَّه، * مِن الخِزْي، أَو يَعْدُو على الأَسَدِ الوَرْدِ
وتَنَأْنَأَ: ضَعُفَ واسْتَرْخَى.
ورجل نَأْنَأٌ ونَأْنَاءٌ، بالمدّ والقصر: عاجز جَبانٌ ضعيف. قال امرؤُ القيس يمدح سعد بن الضَّبابِ الإِيادِيَّ:
لعَمْرُكَ ما سَعْدٌ بِخُلّةِ آثِمٍ، * ولا نَأْنَإٍ، عندَ الحِفاظِ، ولا حَصِرْ
قال أَبو عبيد: ومن ذلك قول علي، رضي اللّه عنه، لسليمانَ بن صُرَدٍ، وكان قد تخلف عنه يوم الجَمَلِ ثم أَتاه، فقال له عليّ، رضي اللّه عنه: تَنَأْنَأْتَ وتَراخَيْتَ، فكيف رأَيتَ صُنْعَ اللّهِ؟ قوله: تَنَأْنَأْتَ يريد ضَعُفْتَ واسْتَرْخَيْتَ.
الأُموي: نَأْنَأْتُ الرجل نَأْنَأَةً إِذا نَهْنَهْتَه عما يريد وكَفَفْتَه، كأَنه يريد إِني حَمَلْتُه على أَن ضَعُفَ
عما أَراد وتراخى.
ورجل نَأْناءٌ: يُكثر تقليب حَدَقَتيه، والمعروف رَأْراءٌ.
سخب: السِّخَابُ: قِلادَةٌ تُتَّخَذُ من قَرَنْفُلٍ، وسُكٍّ، ومَحْلَبٍ، ليس فيها من اللُّؤْلُؤِ والجوهر شيءٌ، والجمعُ سُحُبٌ. الأَزهري:
السِّخَابُ، عند العرب: كُلُّ قِلادَةٍ كانت ذاتَ جَوْهَرٍ، أَو لَمْ تَكُنْ؛
قال الشاعر:
ويومُ السِّخَابِ، مِنْ تَعاجِـيبِ رَبِّنا، * عَلى أَنـَّه، مِنْ بَلْدَة السُّوءِ، نَجَّانِـي
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، حَضَّ النساءَ على
الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَت الـمَرْأَةُ تُلْقِـي الخُرْصَ والسِّخَابَ، يعني القِلادَةَ؛ قال ابن الأَثير: هو خَيْطٌ يُنْظَمُ فيه خَرَزٌ، وتُلْبَسُه الصِّبْيانُ والجَواري؛ وقيل: هو ما بُدِئَ بتفسيره. وفي حديث فاطمَة:
فَأَلْبَسَتْهُ سِخَاباً، يعني ابْنَها الـحُسَيْنَ. وفي الحديث الآخر: أَنَّ
قَوْماً فَقَدوا سِخَابَ فَتَاتهِمْ، فاتَّهَمُوا به امْرَأَةً.
وفي الحديث في ذكر المنافقين: خُشُبٌ بالليلِ سُخُبٌ بالنهار؛ يقول: إِذا جنَّ عليهمُ الليلُ سَقَطُوا
نِـياماً كأَنهم خُشُبٌ، فإِذا أَصْبَحُوا تَسَاخَبُوا على الدُّنيا شُحّاً وحِرْصاً. والسَّخَب والصَّخَب بمعنى الصياح، والصادُ والسينُ يجوزُ في كُلِّ كَلِمَة فيها خاءٌ. وفي حديث ابن الزبير: فكأَنهم صِـبْيانٌ يَمْرُثونَ سُخُبَهُم؛ هو جمعُ سِخَاب: الخَيْطُ الذي نُظِمَ فيه الخَرَزُ. والسَّخَبُ لُغَةٌ في الصَّخَبِ، مضارعة.
تبل: التَّبْل: العَدَاوة، والجمع تُبُول، وقد تَبَلني يَتْبُلني.
والتَّبْل: الحِقْد. والتَّبْل: عداوة يُطْلَب بها. يقال: قد تَبَلَني فلان
ولي عنده تَبْل، والجمع التُّبُول. الجوهري: يقال تَبَلَهم الدهر وأَتبلهم
أَي أَفناهم، وتَبَلهم الدهر تَبْلاً رَماهم بِصُروفه، ودَهْرٌ تَبْل من
تَبَله. وتَبَلت المرأَة فؤَادَ الرجل تَبْلاً: كأَنما أَصابته بتَبل؛
قال أَيوب بن عَبَاية:
أَجَدَّ بأُمِّ البَنِينَ الرَّحِيل،
فقَلْبُكَ صَبٌّ إِليها تَبِيل
والتَّبْل: أَن يُسْقِم الهوى الإِنسان، رجل مَتْبُولٌ؛ قال الأَعشى:
أَأَنْ رَأْت رَجُلاً أَعْشَى أَضَرَّ به
رَيْبُ المَنُون، ودهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ
ويروى: ودَهْرٌ خابِل تَبِلُ أَي مُسْقِم. وفي الصحاح: أَي يَذْهب
بالأَهل والولد. وأَصل التَّبْل التِّرَة والذَّحْلُ، يقال: تَبْلي عند فلان.
ويقال: أُصيب بتَبْل وقد أَتبله إِتبالاً؛ وفي قصيد كعب ابن زهير:
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليومَ مَتْبُول
أَي مُصاب بتَبْل، وهو الذَّحْل والعَدَاوة. يقال: قَلْب مَتْبُول إِذا
غَلَبَه الحُبُّ وهَيَّمه. وتَبَله الحُبُّ يتبُله وأَتبله: أَسقمه
وأَفسده، وقيل: تَبَله تَبْلاً ذهب بعقله. والتَّابَل والتَّابِل: الفِحَا.
وتَوْبَلْتَ القِدْر وتَبَلْتها وتَبَّلْتها: فَحَّيتُها، وكان بعضهم يهمز
التَّبل فيقول التأْبل، وكذلك كان يقول تأْبَلْت القِدْر. قال ابن جني:
وهو مما همز من الأَلِفات التي لا حَظَّ لها في الهمز. وتَوابِلُ القِدْر:
أَفْحَاؤها، واحدها تَوْبَل، وقيل للواحد تابَل. قال ابن بري: تَوْبَلْت
القِدْر جعلت فيها التوابل، بُنِي الفعل من لفظ التوابل بزيادته كما
بُنِي تَمْنْطَق من لفظ المَنْطقة بزيادتها.
وتَبُلَ: اسم واد؛ قال لبيد:
كُلَّ يَوْمٍ مَنَعُوا جامِلهم،
ومُرِنّاتٍ كآرامِ تُبَل
وتَبَالة: موضع. وفي المثل: أَهْوَن من تَبَالةَ على الحَجّاج، وكان عبد
الملك وَلاّه إِياها، فلما أَتاها استحقرها فلم يدخلها؛ قال لبيد:
فالضَّيْفُ والجارُ الجَنيبُ، كأَنَّما
هَبَطا تَبَالة مُخْصِباً أَهْضامُها
وتَبَالة: اسم بلد بعينه؛ ومنه المثل السائر: ما حَلَلْتَ تَبَالة
لتَحْرِمَ الأَضْيافَ، وهو بلد مُخْصِبٌ مَرِيعٌ. الجوهري: تبالة بلد باليمن
خَصْبة، بفتح التاء وتخفيف الباء، ورد ذكرها في الحديث.
حبق: الحَبْقُ والحَبِقُ، بكسر الباء، والحُباقُ: الضُّراطُ؛ قال خِداشُ
بن زهير العامريّ:
لهم حَبِقٌ، والسَّوْدُ بيني وبينهم،
يَدِيَّ لكم والعادِياتِ المُحَصَّبا
(* قوله «والعاديات» في مادة سود والزائرات وفيها ضبط حبق بفتح الباء
والصواب كسرها).
قال ابن بري: السَّوْدُ اسم موضع؛ ويَدِيٌّ: جمع يَدٍ مثل قوله:
فإنَّ له عِندي يَدِيّاً وأَنْعُما
وأَضافها إلى نفسه، ورواه أَبو سهل الهروي: يَدِيّ لكم، وقال: يقال يديّ
لك أَن يكون كذا كما تقول علَيَّ لك أَن يكون كذا؛ ورواه الجرمي: يَدِي
لكم، ساكنة الياء، والعادياتِ مخفوض بواو القسم وأَكثر ما يستعمل في
الإبل والغنم. وقال الليث: الحَبِقُ ضُراطُ المَعز، تقول: حبَقَت تَحْبِقُ
حَبْقاً، وقد يستعمل في الناس: حبَق يحبِق حبْقاً وحَبِقاً وحُباقاً، لفظ
الاسم ولفظ المصدر فيه سواء، وأَفعال الضَّرِطِ تجيءُ كثيراً متعدية بحرف
كقولهم عفَق بها وحَطَأَ بها ونفَخ بها إذا ضَرطَ. وفي حديث المُنْكَر
الذي كانوا يأْتُونه في نادِيهم قال: كانوا يَحْبِقُون فيه؛ الحَبِق، بكسر
الباء: الضُّراط. ويقال للأَمة: يا حَباقِ كما يقال يا دَفارِ.
الأَزهري: الحبَقُ دَواءٌ من أَدْوِيةِ الصَّيادِلة، والحَبَقُ
الفُوذَنْج. وقال أَبو حنيفة: الحَبَقُ نبات طيب الريح مُرَبَّعُ السوق وورقه نحو
ورق الخِلافِ منه سُهْلِيّ ومنه جَبَلي وليس بمَرْعًى. ابن خالويه:
الحبقُ الباذَرُوجُ، وجمعه حِباقٌ؛ وأَنشد:
فأَتَوْنا بدَرْمَقٍ وحِباقٍ،
وشِواء مُرَعْبَلٍ وصِنابِ
قال ابن سيده: والحَباقَى الحَنْدَقُوقَى لغة حِيرِيّةٌ؛ أنشد الأَصمعي
لبعض البغداديين:
ليت شِعْري، متى تَخُبُّ بي النا
قةُ، بين العُذَيْبِ فالصِّـنَّـيْنِ
مُحْقباً زُكْرةً وخُبْزاً رقاقاً،
وحَباقى وقِطْعةً من نُونِ
وما في النِّحْيِ حَبَقةٌ أَي لطْخُ وضَرٍ؛ عن كراع، كقولك ما في النحي
عَبَقة.
وعِذْقُ الحْبَيْق: ضرْب من الدَّقَل رَديء، وهو مصغّر، هو نوع من التمر
رديء منسوب إلى ابن حُبَيْق، وهو تمر أَغبر صغير مع طول فيه. يقال:
حُبَيْقٌ ونُبَيْقٌ وذوات العُنيق لأَنواع من التمر، والنبيق أَغبر مدوَّر،
وذوات العُنيق لها أَعناق مع طول وغُبرة، وربما اجتمع ذلك كله في عِذْق
واحد. وفي الحديث: أَنه نهى عن لَوْنَين من التمر: الجُعْرُورِ ولون
الحُبَيْق، يعني أَن تؤْخذ في الصدقة. أَبو عبيدة: هو يمشي الدِّفِقَّى
والحِبِقَّى وهي دون الدفقَّى.
ابن خالويه: الحُبَيْبِيق الأَحمق، والحُباق لقب بطن من بني تميم؛ قال:
يُنادِي الحُباقَ وخَمّانَها،
وقد شيَّطُوا رأْسَه فالتَهَبْ
علج: العِلْج: الرجل الشديد الغليظ؛ وقيل: هو كلُّ ذي لِحْية، والجمع
أَعْلاج وعُلُوج؛ ومَعْلُوجَى، مقصور، ومَعْلُوجاء، ممدود: اسم للجمع يُجري
مَجْرَى الصفة عند سيبويه.
واسْتَعْلَج الرجل: خرجت لحيته وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بدنه. وإِذا خرج
وجهُ الغلام، قيل: قد اسْتَعْلَج. واسْتَعْلَج جلد فلان أَي غلُظ.
والعِلْج: الرجل من كفَّار العجم، والجمع كالجمع، والأُنثى عِلْجة، وزاد
الجوهري في جمعه عِلَجة. والعِلْج: الكافر؛ ويقال للرجل القويّ الضخم من
الكفار: عِلْج. وفي الحديث
(* قوله «وفي الحديث فأتني إلخ» الذي في
النهاية فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج إلخ.): فَأْتِني
بأَربعة أَعْلاج من العدوّ؛ يريد بالعلْج الرجل من كفار العجم وغيرهم. وفي
حديث قَتْل عمر قال لابن عباس: قد كنت أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ
العُلُوج بالمدينة. والعِلْج: حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه؛ ويقال
للعَيْرِ الوحشي إِذا سَمِن وقَوِيَ: عِلْج. وكلُّ صُلْب شديد: عِلْج.
والعِلْج: الرَّغيف؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.
ويقال: هذا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل؛ وما
تَلَوَّكْت بأَلوك، وما تَعَلَّجْت بِعَلُوج؛ ويقال للرغيف الغليظ
الحُروف: عِلْج.
والعِلاج: المِرَاس والدِّفاع.
واعْتَلَج القوم: اتَّخَذُوا صراعاً وقتالاً؛ وفي الحديث: إِنَّ
الدُّعاء ليَلْقى البلاء فيَعْتَلِجان أَي يَتصارعان. وفي حديث سعد بن عُبادة:
كَلاَّ والذي بعثك بالحق إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بالسيف قبل ذلك أَي أَضربه.
واعْتَلَجتِ الوَحْشُ: تضاربت وتَمارَسَتْ، والاسم العلاج؛ قال أَبو
ذؤيب يصف عَيْراً وأُتُناً:
فَلَبِثْن حيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ،
فتَجِدُّ حيناً في المَراح، وتَشْمَعُ
واعْتلَجَ المَوْجُ: التَطم، وهو منه؛ واعْتَلَجَ الهَمُّ في صدره، كذلك
على المَثل. واعتلجتِ الأَرض: طال نباتها. والمُعْتَلِجَة: الأَرض التي
اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر؛ وفي الحديث: ونَفى مُعْتَلِج الرّيب؛
هو من اعْتَلَجَت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو من اعتلَجت الأَرض.
والعُلَّج: الشديد من الرجال قِتالاً ونِطاحاً. ورجل عُلَّج: شديد
العلاج. ورجل عَلِج، بكسر اللام، أَي شديد، وفي التهذيب عُلَجٌ
وعُلَّجٌ.وتَعَلَّجَ الرَّمل: اعتلَج.
وعالِج: رِمالٌ معروفة بالبادِيَة، كأَنه منه بعد طرْح الزائد؛ قال
الحرث بن حِلِّزة:
قلتُ لعَمْرٍو حين أَرْسَلْتُه،
وقد حَبا من دُوننا عالِجُ:
لا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها،
إِنك لا تدرِي مَنِ الناتجُ
وعالِج: موضع بالبادية بها رَمْل. وفي حديث الدُّعاء: وما تحويه
عَوَالِجُ الرِّمال؛ هي جمع عالِج، وهو ما ترَاكَم من الرمل ودخل بعضه في بعض.
وعالَج الشيءَ مُعالجة وعلاجاً: زاوله؛ وفي حديث الأَسْلميّ: إِني صاحِب
ظَهْرٍ أُعالِجُه أَي أُمارِسُه وأُكاري عليه. وفي الحديث: عالَجْتُ
امرأَةً فأَصَبْتُ منها؛ وفي الحديث: من كسْبِه وعلاجِه. وعالَج المريضَ
مُعالجة وعِلاجاً: عاناه.
والمُعالِجُ: المُداوي سواء عالَجَ جَريحاً أَو عَليلاً أَو دابَّة؛ وفي
حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن عبد الرحمن بن أَبي بكر تُوُفِّيَ
بالحُبْشِيّ على رَأْسِ أَمْيال من مكَّة، فجاءه فنقلَه ابن صَفْوان إِلى
مَكَّة، فقالت عائشة: ما آسَى على شيء من أَمْره إِلاَّ خَصْلتين: أَنه لم
يُعالِجْ، ولم يُدفنْ حيث مات؛ أَرادت انه لم يُعالِجْ سَكرة الموْت فيكون
كفَّارة لذنوبه؛ قال الأَزهري: ويكون معناه انَّ عِلَّته لم تمتدَّ به
فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت، وقد رُوي لم يُعالَجْ، بفتح
اللام، أَي لم يمرَّض فيكون قد نالَهُ من أَلمِ المَرَض ما يكَفِّر
ذنوبه.
وعالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إِذا زاوَله فغلَبه. وعالَجَ عنه: دافع. وفي
حديث عليّ، رضي الله عنه: انه بعَث رجُلَين في وجه، وقال: إِنَّكما
عِلْجانِ فعالِجا عن دينِكُما؛ العِلْج: الرَّجُل القويّ الضخم؛ وعالجا أَي
مارِسَا العمَل الذي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا به وزاوِلاه. وكل شيء
زاوَلْتَه ومارَسْتَه: فقد عالجتَه. والعَلَجُ، بالتحريك: من النخل أَشاؤه؛ عن
أَبي حنيفة.
وناقة علجَة: كثيرة اللحم.
والعَلَج والعَلَجان: نَبْت، وقيل: شجر أَخضر مُظلِم الخُضرة، وليس فيه
ورَق وإِنما هو قُضْبان كالانسان القاعِد، ومَنْبِته السَّهل ولا تأْكله
الإِبل إِلا مُضطرَّة؛ قال أَبو حنيفة: العَلَج عند أَهل نَجْد: شجر لا
ورَق له إِنما هو خِيطانٌ جُرْدٌ، في خُضرتها غُبْرَة، تأْكله الحمير
فتصفرُّ أَسنانها، فلذلك قيل للأَقْلَح: كأَن فاه فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً،
واحدته عَلَجانة؛ قال عبد بَني الحَسْحاسِ:
فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَلَجانَةٍ
وحِقْفٍ، تَهاداه الرِّياحُ تَهادِيا
قال الأَزهري: العَلَجانُ شجر يُشبه العَلَنْدَى، وقد رأَيتهما
بالبادية، وتجمع عَلَجات
(* قوله «وتجمع علجات» مرتبط بقوله قبل: وناقة علجة
كثيرة اللحم.)؛ وقال:
أَتاك منها علَجاتٌ نيبُ،
أَكَلْنَ حَمْضاً، فالوجوه شِيبُ
وقال أَبو دواد:
عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْـ
ـداقِ، كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ
وذكر الجوهري في هذه الترجمة العَلْجَن، بزيادة النون: الناقة الكِنازُ
اللحم؛ قال رؤبة:
وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ،
تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ
وبعير عالِج: يأْكل العَلَجان. وتَعَلَّجَت الإِبل: أَصابت من
العَلَجان. وعلَّجتها أَنا: عَلَفْتها العَلَجان. ويقال: فلان عِلْجُ مال، كما
يقال: إِزاءُ مالٍ، ورجل عَلِج، بكسر اللام، أَي شديد.