من (ن س ب) مؤنث نَسِيــب.
من (ن س ب) مؤنث نَسِيــب.
نسا: النِّسْوةُ والنُّسْوة، بالكسر والضم ، والنِّساء والنِّسْوانُ
والنُّسْوان: جمع المرأَة من غير لفظه ، كما يقال خلِفةٌ ومَخاضٌ وذلك
وأُولئك والنِّسُونَ
(* قوله «والنسون» كذا ضبط في الأصل والمحكم أَيضاً ،
وضبط في النسخة التي بأيدينا من القاموس بكسر فسكون ففتح.) قال ابن سيده: والنساء جمع نسوة إذا كثرن ، ولذلك قال سيبويه في الإضافة إلى نساء
نِسْوِيّ ، فردَّه إلى واحده ، وتصغير نِسْوةٍ نُسَيَّــةٌ ، ويقال
نُسَيَّــاتٌ ، وهو تصغير الجمع.
والنِّسا: عرق من الورك إلى الكعب ، أَلفه منقلبة عن واو لقولهم
نَسَوانِ في تثنيته ، وقد ذكرت أَيضاً منقلبة عن الياء لقولهم نَسَيــانِ ؛ أَنشد
ثعلب :
ذِي مَحْزِمٍ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ،
وعَصَبٍ عَنْ نَسَوَيْه قالِصِ
الأَصمعي: النَّسا ، بالفتح مقصور بوزن العَصا ، عِرْق يخرج من الوَرِك
فيَسْتَبْطِنُ الفخذين ثم يمرّ بالعُرْقوب حتى يبلغ الحافر ، فإذا سمنت
الدابة انفَلَقت فخذاها بلَحْمَتَين عظيمتين وجَرى النَّسا بينهما
واستبان ، وإذا هُزِلَت الدابة اضطرَبَت الفخذان وماجَت الرَّبَلَتان وخَفِي
النَّسا ، وإنما يقال مُنْشَقُ النَّسا ، يريد موضع النَّسا . وفي حديث سعد: رَمَيْتُ سُهَيْلَ بن عَمرو يوم بَدْر فقَطَعْتُ نَساه، والأَفصح أَن
يقال له النَّسا ، لا عِرْقُ النَّسا . ابن سيده: والنسا من الوَرِك إلى
الكعب ، ولا يقال عِرْقُ النَّسا ، وقد غلط فيه ثعلب فأَضافه ، والجمع
أَنْساء؛ قال أَبو ذؤيب:
مُتَفَلِّقٌ أَنْساؤها عن قانِئٍ
كالقُرْطِ صاوٍ ، غُبْرُه لا يُرْضَعُ
وإنما قال مُتفلق أَنساؤها ، والنَّسا لا يَتفلَّقُ إنما يتفلَّقُ موضعه
، أَراد يتفلق فَخِذاها عن موضع النَّسا، لما سَمِنت تفَرَّجت اللحمة
فظهر النَّسا ، صاوٍ: يابس، يعني الضَّرع كالقُرْط ، شبهه بقُرط المرأَة
ولم يُرد أَنَّ ثَمَّ بقية لبن لا يُرْضَع، إنما أَراده أَنه لا غُبْرَ
هنالك فيُهْتَدى به
(* قوله « لا غُبر هنالك إلخ» كذا بالأصل، والمناسب
فيرضَع بدل فيهتدى به) ؛ قال ابن بري: وقوله عن قانئ أَي عن ضَرْع أَحمر
كالقُرْط، يعني في صِغَره، وقوله: غُبْره لا يُرْضَع أَي ليس لها غُبْر
فيُرضَع ؛ قال: ومثله قوله :
على لاحِبٍ لا يُهْتَدى لِمَنارِه
أَي ليس ثَمَّ مَنار فيُهْتَدَى به ؛ ومثله قوله تعالى: لا يَسْأَلون
الناس إلحافاً ؛ أَي لا سُؤالَ لهم فيكون منه الإلحافُ ؛ وإذا قالوا إنه
لشَديد النَّسا فإنما يُراد به النَِّسا نَفْسُه. ونَسَيْــتُه أَْــنْسِيــه
نَسْيــاً فهو مَــنْسِيٌّ: ضَرَبْت نَساه. ونَسِيَ الرجلُ يَنْسى نَساً إذا
اشتكى نَساه،فهو نَسٍ على فَعِل إذا اشتكى نَساه، وفي المحكم: فهو
أَنْسى ، والأُنثي نَسْآه، وفي التهذيب نَسْيــاء ، إذا اشْتَكَيا عِرْق النَّسا
، وقال ابن السكيت: هو عِرْقُ النَّسا ، وقال الأَصمعي: لا يُقال عِرق
النَّسا ، والعرب لا تقول عِرْق النسا كما لا يقولون عِرْقُ الأَكْحَل،
ولا عِرْق الأَبْجَل، إنما هو النَّسا والأَكْحَلُ والأَبْجَل، وأَنشد
بيتين لامرئ القيس، وحكى الكسائي وغيره: هو عرق النسا، وحكى أَبو العباس في
الفصيح: أَبو عبيد يقال للذي يشتكي نَساه نَسٍ، وقال ابن السكيت: هو
النِّسا لهذا العرق ؛ قال لبيد :
مِنْ نَسا النَّاشِط ، إذْ ثَوَّرْتَه ،
أَو رَئِيس الأَخْدَرِيّاتِ الأُوَلْ
قال ابن بري: جاء في التفسير عن ابن عباس وغيره كلُّ الطعام كان حِلاًّ
لِبني إسْرائيل إلاَّ ما حرَّم إسرائيلُ على نفسه ؛ قالوا: حرَّم
إسرائيل لحوم الإبل لأَنه كان به عِرْق النَّسا ، فإذا ثبت أَنه مسموع فلا وجه
لإنكار قولهم عِرْق النسا ، وقال: ويكون من باب إضافة المسمى إلى اسمه
كحَبْل الوَرِيد ونَحوِه؛ ومنه قول الكميت :
إلَيْكم، ذَوي آلِ النَّبيِّ ، تَطَلَّعَتْ
نَوازعُ ، من قَلْبي ، ظِماءٌ وأَلْبُبُ
أَي إليكم يا أَصحاب هذا الاسم ، قال: وقد يضاف الشيء إلى نفسه إذا
اختلَف اللفظان كحَبْل الوَريد وحَبِّ الحَصيد وثابِتِ قُطْنةَ وسعيدِ
كُرْزٍ، ومثله: فقلتُ انْجُوَا عنها نجا الجِلْدِ ؛ والنَّجا: هو الجلد
المسلوخ ؛ وقول الآخر:
تُفاوِضُ مَنْ أَطوي طَوَى الكَشْحِ دونه
وقال فَرْوة بن مُسَيْك:
لَمَّا رَأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدةَ أَعْرَضَتْ
كالرِّجْلِ ، خانَ الرَِّجْلَ عِرْقُ نَسائها
قال: ومما يقوّى قولَهم عِرْق النَّساء قول هِمْيانَ:
كأَنَّما يَيْجَع عِرْقا أَبْيَضِه
والأَبْيَضُ: هو العِرْقُ.
والــنِّسيْــان، بكسر النون: ضدّ الذِّكر والحِفظ ، نَسِيَــه نِسْيــاً
ونِسْيــاناً ونِسْوةً ونِساوةً ونَساوة ؛ الأَخيرتان على المعاقبة . وحكى ابن
بري عن ابن خالويه في كتاب اللغات قال: نَسِيــت الشيء نِسْيــاناً ونَسْيــاً
ونِسْيــاً ونِساوةً ونِسْوةً ؛ وأَنشد:
فلَسْت بصَرَّامٍ ولا ذِي مَلالةٍ،
ولا نِسْوةٍ للعَهْدِ ، يا أُمَّ جَعْفَرِ
وتَناساه وأَنْساه إِياه . وقوله عز وجل: نَسُوا اللهَ فــنَسِيَــهم ؛ قال
ثعلب: لا يَنْسى الله عز وجل ، إنما معناه تركوا الله فتركهم ، فلما
كان الــنِّسْيــان ضرباً من الترك وضعَه موضعه ، وفي التهذيب: أَي تركوا
أَمرَ الله فتركهم من رحمته . وقوله تعالى: فــنَسِيــتَها وكذلك اليومَ تُنْسَى
؛ أَي ترَكْتَها فكذلك تُتْرَكُ في النار . ورجل نَسْيــانُ ، بفتح النون: كثير الــنِّسْيــانِ للشيء . وقوله عز وجل: ولقد عَهِدْنا إلى آدمَ من
قَبْلُ فَــنَسِيَ ؛ معناه أَيضاً تَرَكَ لأَن النَّاسِي لا يُؤاخَذُ
بِــنِسْيــانِه، والأَول أَقيس
(* قوله « والاول أقيس » كذا بالأصل هنا ، ولا أول
ولا ثان ، وهو في عبارة المحكم بعد قوله الذي سيأتي بعد قليل ، والــنسي
والــنسي الاخيرة عن كراع ، فالاول الذي هو الــنسي بالكسر.) . والــنِّسيــانُ :
الترك . وقوله عز وجل: ما نَنْسخ مِن آية أَو نُنْسها ؛أَي نأْمُركم بتركها
.يقال: أَــنْسَيْــته أَي أَمَرْت بتركه . ونَسِيــتُه: تَرَكْتُه. وقال
الفراء: عامة القراء يجعلون قوله أَو نَنْساها من الــنِّسيــان ، والــنَّسْيــانُ
ههنا على وجهين: أَحدهما على الترك نَتْرُكها فلا نَنْسَخها كما قال عز
وجل: نَسُوا اللهَ فــنَسِيَــهم ؛ يريد تركوه فتركهم ، وقال تعالى: ولا
تَنْسَوُا الفَضْلَ بينكم ؛ والوجه الآخر من الــنِّسيــان الذي يُنْسَى كما
قال تعالى: واذْكُرْ رَبَّك إذا نَسِيــتَ؛ وقال الزجاج: قرئ أَو نُنْسِها
، وقرئ: نْنَسِّها ، وقرئ: نَنْسَأْها، قال: وقول أَهل اللغة في قوله
أَو نُنْسِها قولان: قال بعضهم أَو نُنْسِها من الــنِّسْيــان ، وقال
دليلنا على ذلك قوله تعالى: سَنُقْرِئك فلا تَنْسَى إلا ما شاء الله ؛ فقد
أَعلمَ الله أَنه يشاء أَن يَنسَى ، قال أَبو إسحق: هذا القول عندي غير
جائز لأن الله تعالى قد أَنبأ النبيِّ ، صلى الله عليه وسلم، في قوله :
ولئن شئنا لنَذْهَبَنَّ بالذي أَوْحَينا ؛ أَنه لا يشاء أَن يَذْهَب بما
أَوحَى به إلى النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال: وقوله فلا تَنْسَى ، أَي
فلستَ تَتْرُك إلا ما شاء الله أَن تَترك ، قال: ويجوز أَن يكون إلا ما
شاء الله مما يلحق بالبشرية ثم تَذَكَّرُ بعدُ ليسَ أَنه على طريق
السَّلْب للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، شيئاً أُتِيَه من الحكمة ، قال: وقيل
في قوله أَو نُنْسِها قول آخر ، وهو خطأٌ أَيضاً ، أَو نَتْرُكها، وهذا
إنما يقال فيه نَسِيــت إذا ترَكت ، لا يقال أُــنْسِيــت تركت ، وقال: وإنما
معنى أَو نُنْسِها أَو نُتْرِكْها أَي نأْمُرْكُم بتركها ؛ قال أَبو منصور: ومما يقوّي هذا ما رَوى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده:
إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقضِيها ،
لَسْتُ بناسِيها ولا مُــنْسِيــها
قال: بناسِيها بتارِكها ، ولا مُــنْسِيــها ولا مؤخِّرها ، فوافق قولُ ابن
الأَعرابي قولَه في النَّاسِي إنه التارك لا المُــنْسِي ، واختلفا في
المُــنْسِي ، قال أَبو منصور: وكأَنَّ ابن الأَعرابي ذهب في قوله ولا
مُــنسِيــها إلى تَرك الهمز من أَنسأْتُ الدَّبن إذا أَخَّرته ، على لغة من يُخفف
الهمز. والنَّسْوةُ: التَّرْك للعمل . وقوله عز وجل: نَسُوا الله
فأَنْساهم أَنْفُسهم ؛ قال: إنما معناه أَنساهم أَن يعملوا لأَنفسهم . وقوله
عز وجل: وتَنْسَوْنَ ما تُشْر كون ؛ قال الزجاج: تَنْسَون ههنا على
ضربين: جائز أَن يكون تَنْسَوْن تتركون ، وجائز أَن يكون المعنى أَنكم في
ترككم دُعاءهم بمنزلة من قد نَسِيَــهم ؛ وكذلك قوله تعالى: فاليوم نَنْساهم
كما نَسُوا لِقاء يومهم هذا ؛ أَي نتركهم من الرحمة في عذابهم كما تركوا
العمل للقاء يومهم هذا ؛ وكذلك قوله تعالى: فلما نَسُوا ما ذُكِّروا به
؛ يجوز أَن يكون معناه ترَكوا ، ويجوز أَن يكونوا في تركهم القبول
بمنزلة من نِسِيَ.الليث: نَسِيَ فلان شيئاً كان يذكره ، وإنه لَــنَسِيُّ كثير
الــنِّسيــان. والــنَّسْيُ: الشيء المَــنْسِيُّ الذي لا يذكر . والــنِّسْيُ
والــنَّسْيُ ؛ الأخيرة عن كراع ، وآدم قد أُوُخِذَ بِــنسْيــانِه فهَبَط من
الجنة . وجاء في الحديث: لو وُزِنَ حِلْمُهم وحَزْمُهم مُذْ كان آدمُ إلى
أَن تقوم الساعةُ ما وَفَى بحِلْمِ آدَمَ وحَزْمِه . وقال الله فيه :
فــنَسِيَ ولم نَجِدْ له عزماً . الــنِّسْيُ: المَــنْسِيُّ . وقوله عز وجل حكاية
عن مريم: وكنتُ نِسْيــاً مَــنْسِيًّــا ؛ فسره ثعلب فقال: الــنِّسْيُ خِرَقُ
الحَيْضَ التي يُرمَى بها فتُنْسَى ، وقرئ: نِسْيــاً ونَسْيــاً ، بالكسر
والفتح ، فمن قرأ بالكسر فمعناه حَيْضة ملقاة ، ومن قَرأَ نَسْيــاً فمعناه
شيئاً مَــنسِيًّــا لا أُعْرَفُ ؛ قال دُكَيْنٌ الفُقَيْمِي :
بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ ،
كالــنَّسْيِ مُلْقًى بالجَهادِ البَسْبَسِ
والجَهاد ، بالفتح: الأرض الصُّلبةُ . والــنِّسْيُ أَيضاً: ما نُسي وما
سَقَط في منازل المرتحلين من رُذال أَمْتعتهم. وفي حديث عائشة، رضي الله
عنها: ودَدْتُ أَنِّي كنتُ نِسْيــاً مَــنْسِيّــاً أَي شيئاً حقِيراً
مُطَّرَحاً لا يُلْتَفَت إِليه. ويقال لخِرقة الحائضِ: نِسّيٌ، وجمعه أَنْساء.
تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل: انظروا أَنساءَكم، تريد الأَشياء
الحَقيرة التي ليست عندهم ببال مثل العَصا والقَدَح والشِّظاظ أَي
اعْتَبِرُوها لئلا تَنْسَوْها في المنزل، وقال الأَخفش: الــنِّسْيُ ما أُغفل من شيء
حقير ونُسِيَ، وقال الزجاج: الــنِّسْي في كلام العرب الشيء المَطْرُوح لا
يُؤْبَهُ له؛ وقال الشَّنْفَرَى:
كأَنَّ لها في الأَرضِ نِسْيــاً تَقُصُّه
على أَمِّها، وإِنْ تُخاطِبْكَ تَبْلَتِ
قال ابن بري: بَلَتَ، بالفتح، إِذا قطع، وبَلِتَ، بالكسر، إِذا سَكَنَ.
وقال الفراء: الــنِّسْي والــنَّسْيُ لغتان فيما تُلقِيه المرأَة من خِرَق
اعْتِلالها مثل وِتْرٍ وَوَتْرٍ، قال: ولوأَردت بالــنِّسْي مصدر الــنِّسْيــان
كان صواباً، والعرب تقول نَسِيــته نِسْيــاناً ونِسْيــاً، ولا تقل
نَسَيــاناً، بالتحريك، لأَن الــنَّسيَــان إِنما هو تثنية نَسَا العِرْقِ. وأَنْسانِيه
اللهُ ونَسَّانِيه تَــنْسِيــةً بمعنى. وتَناساه: أَرَى من نفسه أَنه
نَسِيَــه؛ وقول امرئ القيس:
ومِثْلِكِ بَيْضاءِ العَوارِضِ طَفْلةٍ
لَعُوبٍ تَناساني، إِذا قُمْتُ، سِرْبالي
(* في ديوان امرئ القيس: تــنَسَّيــني بدل تناساني.)
أَي تُــنْسِيــني؛ عن أَبي عبيد. والــنَّسِيُّ: الكثير الــنَّسْيــان، يكون
فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيلٌ أَكثر لأَنه لو كان فَعولاً لقيل نَسُوّ
أَيضاً. وقال ثعلب: رجل ناسٍ ونَسِيٌّ كقولك حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِم وعَليم
وشاهد وشهيد وسامع وسميع. وفي التنزيل العزيز: وما كان ربك نَسِيّــاً؛ أَي لا
يَنْسَى شيئاً، قال الزجاج: وجائز أَن يكون معناه، والله أَعلم، ما
نَسِيَــكَ ربُّكَ يا محمد وإِن تأَخَّر عنك الوَحْي؛ يُرْوَى أَنَّ النبي، صلى
الله عليه وسلم، أَبطأَ عليه جبريل، عليه السلام، بالوَحْي فقال وقد
أَتاه جبريل: ما زُرْتَنا حتى اشتَقْناكَ، فقال: ما نَتَنَزَّلُ إِلا بأَمْر
رَبِّكَ. وفي الحديث: لا يَقولَنَّ أَحدُكم نَسِيــتُ آيةَ كَيْتَ
وكَيْتَ، بل هو نُسِّيَ، كره نِسْبةَ الــنِّسْيــانِ إِلى النفْس لمعنيين: أَحدهما
أَن الله عزَّ وجل هو الذي أَنْساه إِيَّاه لأَنه المُقَدِّر للأَشياء
كلها، والثاني أَنَّ أَصل الــنسيــان الترك، فكره له أَن يقول تَرَكْتُ
القُرآن أَو قَصَدْتُ إِلى نِسْيــانه، ولأَن ذلك لم يكن باختياره. يقال: نَساه
الله وأَنْساه، ولو روي نُسِيَ، بالتخفيف، لكان معناه تُرِك من الخير
وحُرِمَ، ورواه أَبو عبيد: بِئْسَما لأَحَدِكم أَن يقول نَسِيــتُ آيةَ كَيْتَ
وكَيْتَ، ليس هو نَسِيَ ولكنه نُسِّيَ، قال: وهذا اللفظ أَبْيَنُ من
الأَول واختار فيه أَنه بمعنى الترك؛ ومنه الحديث: إِنما أُنَسَّى لأَسُنَّ
أَي لأَذكر لكم ما يَلزم النَّاسِيَ لشيء من عبادتِه وأَفْعَل ذلك
فَتَقْتَدوا بي . وفي الحديث: فيُتْرَكون في المَنْسَى تحت قَدَمِ الرحمن أَي
يُنْسَونَ في النار، وتحتَ القدَمِ استعارةٌ كأَنه قال: يُــنْسِيــهمُ اللهُ
الخَلق لئلا يَشفع فيهم أَحد؛ قال الشاعر:
أَبْلَتْ مَوَدَّتَها اللَّيالي بَعْدَنا،
ومَشَى علَيْها الدَّهْرُ، وهْوَ مُقَيَّدُ
ومه قوله،صلى الله عليه وسلم، يومَ الفَتْح: كلُّ مَأْثُرَةٍ من مآثِرِ
الجاهليّةِ تحت قدَمَيَّ إِلى يوم القيامة. والــنَّسِيُّ: الذي لا يُعَدُّ
في القوم لأَنه مَــنْسِيٌّ. الجوهري في قوله تعالى: ولا تَنسَوُا الفَضْل
بينَكم؛ قال: أَجاز بعضهم الهمز فيه. قال المبرد: كل واو مضمومة لك أَن
تهمزها إِلا واحدة فإِنهم اختلفوا فيها، وهي قوله تعالى: ولا تنسوا الفضل
بينكم، وما أَشبهها من واو الجمع، وأَجاز بعضهم الهمز وهو قليل
والاختيار ترك الهمز، قال: وأَصله تَــنْسَيُــوا فسكنت الياء وأُسقطت لاجتماع
الساكنين، فلما احتيج إِلى تحريك الواو رُدَّت فيها ضمة الياء. وقال ابن بري
عند قول الجوهري فسكنت الياء وأُسقطت لاجتماع الساكنين قال: صوابه فتحركت
الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت أَلفاً، ثم حذفت لالتقاء الساكنين.
ابن الأَعرابي: ناساهُ إِذا أَبْعَدَه، جاء به غير مهموز وأَصله الهمز.
الجوهري: المِنْساةُ العَصا؛ قال الشاعر:
إِذا دَبَبْتَ على المِنْساةِ من هرَمٍ،
فقَدْ تَباعَدَ عَنكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ
قال: وأَصله الهمز، وقد ذكر؛ وروى شمر أَن ابن الأَعرابي أَنشده:
سَقَوْني الــنَّسْيَ، ثم تَكَنَّفُوني
عُداةَ الله من كَذِبٍ وزُورِ
بغير همز، وهو كل ما نَسَّى العقل، قال: وهو من اللبن حَلِيب يُصَبُّ
عليه ماء؛ قال شمر: وقال غيره هو الــنَّسِيُّ، نصب النون بغير همز؛
وأَنشد:لا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا
ولا نَسِيّــاً، فتجيء فاتِرا
ابن الأَعرابي: النَّسْوةُ الجُرْعة من اللبن.
جنس: الجِنْسُ: الضَّربُ من كل شيء، وهو من الناس ومن الطير ومن حدود
النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ. قال ابن سيده: وهذا على موضوع عبارات
أَهل اللغة وله تحديد، والجمع أَجناس وجُنُوسٌ؛ قال الأَنصاري يصف
النخل:تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو
سِ، لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ
والجِنْسُ أَعم من النوع، ومنه المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ. ويقال: هذا
يُجانِسُ هذا أَي يشاكله، وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لم
يكن له تمييز ولا عقل. والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ، فإِذا واليت
سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات
المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً، وكذلك الجَذَعُ
والثَّنيُّ والرُّبَعُ. والحيوان أَجناسٌ: فالناس جنس والإِبل جنس والبقر
جنس والشَّاء جنس، وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا
إِذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربي صحيح، ويقول: إِنه مولَّد. وقول
المتكلمين: الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من
كلام العرب. وقول المتكلمين: تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو
توسع. وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان، والأَعرف من حَِسِّك. التهذيب:
ابن الأَعرابي: الجَنَسُ جُمُودٌ
(* قوله «الجنس جمود» عبارة القاموس:
والجنس، بالتحريك، جمود الماء وغيره.) . وقال: الجَنَسُ المياه الجامدة.
نسب: النَّسَبُ: نَسَبُ القَراباتِ، وهو واحدُ الأَنْسابِ. ابن سيده:
النِّسْبةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ: القَرابةُ؛ وقيل: هو في الآباء خاصَّةً؛ وقيل: النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ؛ والنُّسْبَةُ: الاسمُ. التهذيب: النَّسَبُ يكون باللآباءِ، ويكونُ إِلى البلاد، ويكون في الصِّناعة، وقد
اضْطُرَّ الشاعر فأَسكن السين؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
يا عَمْرُو، يا ابنَ الأَكْرَمِـينَ نَسْبا، * قَدْ نَحَبَ الـمَجْدُ عليك نَحْبا
النَّحْبُ هنا: النَّذْرُ، والـمُراهَنة، والـمُخاطَرة أَي لا يُزايلُك، فهو لا يَقْضِـي ذلك النَّذْرَ أَبداً؛ وجمع النَّسَب أَنْسابٌ.
وانْتَسَبَ واسْتَنْسَبَ: ذَكَرَ نَسَبه. أَبو زيد: يقال للرجل إِذا سُئِلَ عن نَسَبه: اسْتَنْسِبْ لنا أَي انْتَسِبْ لنا حتى نَعْرِفَك.
ونَسَبَهُ يَنْسُبُهُ ويَنْسِـبُهُ (1)
(1 قوله «ونسبه ينسبه» بضم عين المضارع وكسرها والمصدر النسب والنسب كالضرب والطلب كما يستفاد الأوّل من الصحاح والمختار والثاني من المصباح واقتصر عليه المجد ولعله أهمل الأول لشهرته واتكالاً على القياس، هذا في نسب القرابات وأما في نسيــب الشعر فسيأتي أن مصدره النسب محركة والــنسيــب.) نَسَباً: عَزاه. ونَسَبه: سَـأَله أَن يَنْتَسِبَ. ونَسَبْتُ فُلاناً إِلى أَبيه أَنْسُبه وأَنْسِـبُهُ نَسْباً إِذا رَفَعْتَ في نَسَبه إِلى جَدِّه الأَكبر. الجوهري: نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه، بالضم، نِسْبةً ونَسْباً إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه، وانْتَسَبَ إِلى أَبيه أَي اعْتَزَى. وفي الخبر: أَنـَّها نَسَبَتْنا، فانْتَسَبْنا لها،
رواه ابن الأَعرابي. وناسَبَه: شَرِكَه في نَسَبِه. والــنَّسِـيــبُ: الـمُناسِبُ، والجمع نُسَباءُ وأَنْسِـباءُ؛ وفلانٌ يناسِبُ فلاناً، فهو نَسِـيــبه أَي قَريبه.
وتَنَسَّبَ أَي ادَّعَى أَنه نَسِـيــبُكَ. وفي المثل: القَريبُ مَن
تَقَرَّبَ، لا مَنْ تَنَسَّبَ.
ورجل نَسِـيــبٌ مَنْسُوب: ذو حَسَبٍ ونَسَبٍ. ويقال: فلانٌ نَسِـيــبي، وهم أَنْسِـبائي.
والنَّسَّابُ: العالم بالنَّسَب، وجمعه نَسَّابونَ؛ وهو النَّسَّابةُ؛ أَدخَلوا الهاءَ للمبالغة والمدح، ولم تُلْحَقْ لتأْنيثِ الموصوف بما هي
فيه، وإِنما لَحِقَتْ لإِعْلام السامع أَن هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بَلَغَ الغايةَ والنهاية، فجَعَل تأْنيثَ الصفة أَمارة لِـما أُريد من تأْنيث الغايةِ والمبالغةِ، وهذا القولُ مُسْتَقْصًى في عَلاَّمة؛ وتقول: عندي ثلاثةُ نَسَّاباتٍ وعَلاَّماتٍ، تُريد ثلاثةَ رجالٍ، ثم جئتَ بنَسَّاباتٍ نَعْتاً لهم. وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: وكان رجلاً نَسَّابةً؛ النَّسَّابةُ: البليغ العالم بالأَنسابِ.
وتقول: ليس بينهما مُناسَبة أَي مُشاكَلةٌ. ونَسَبَ بالنساءِ، يَنْسُبُ، ويَنْسِبُ نَسَباً ونَسِـيــباً، ومَنْسِـبة: شَبَّبَ (1)
(1 قوله «ومنسبة شبب إلخ» عبارة التكملة المنسب والمنسبة (بكسر السين فيهما بضبطه) الــنسيــب في الشعر. وشعر منسوب فيه نسيــب والجمع المناسيب.) بهنّ في الشعْر وتَغزَّل. وهذا الشِّعْر أَنْسَبُ من هذا أَي أَرَقُّ نَسِـيــباً، وكأَنهم قد قالوا: نَسيــبٌ ناسِبٌ، على المبالغة، فبُني هذا منه. وقال شمر: الــنَّسِـيــبُ رَقيقُ الشِّعْر في النساءِ؛ وأَنشد:
هَلْ في التَّعَلُّلِ من أَسْماءَ مَن حُوبِ، * أَم في القَريضِ وإِهْداءِ الـمَناسِـيبِ؟
وأَنْسَبَتِ الريحُ: اشْتَدَّتْ، واسْتافَتِ التُّرابَ والـحَصى.
والنَّيْسَبُ والنَّيْسَبانُ: الطريقُ المستقيم الواضحُ؛ وقيل: هو الطريقُ الـمُسْتَدِقُّ، كطَريق النَّمْل والـحَيَّةِ، وطريقِ حُمُر الوَحْش إِلى مَواردها؛ وأَنشد الفرّاء لدُكَينٍ:
عَيْناً، تَرى الناسَ إِليه نَيْسَبا، * من صادرٍ أَو وارِدٍ، أَيْدي سَبَا
قال، وبعضهم يقول: نَيْسَم، بالميم، وهي لغة. الجوهري: النَّيْسَبُ الذي تراه كالطَّريق من النمل نفسها، وهو فَيْعَلٌ؛ وقال دُكَيْنُ بنُ رَجاء الفُقَيْميُّ:
عَيْناً ترى الناسَ إِليها نَيْسَبا
قال ابن بري والذي في رَجزه:
مُلْكاً، تَرَى الناسَ إِليه نَيْسَبا، * من داخِلٍ وخارجٍ، أَيْدي سَبَا(2)
(2 قوله «وقال ابن بري إلخ» وعبارة التكملة والرواية ملكاً إلخ أي اعطه ملكاً.)
ويروى من صادر أَو وارد. وقيل: النَّيْسَبُ ما وُجِدَ من أَثر الطريق.
ابن سيده: والنَّيْسَبُ طريقُ النمل إِذا جاءَ منها واحدٌ في إِثرِ آخر.
وفي النوادر: نَيْسَبَ فلانٌ بين فلانٍ وفلانٍ نَيْسَبةً إِذا أَدْبَرَ وأَقْبَلَ بينهما بالنميمة وغيرها.
ونُسَيْــبٌ: اسم رجل ؛عن ابن الأَعرابي وحده.
نشب: نَشِبَ الشيءُ في الشيءِ، بالكسر، نَشَباً ونُشوباً ونُشْبةً: لم
يَنْفُذْ؛ وأَنْشَبَه ونَشَبَه؛ قال:
هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في صُدُورِهِم، * وبِـيضاً تَقِـيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُهْ
وأَنْشَبَ البازي مَخالِـبَه في الأَخيذَة. ونَشِبَ فلانٌ مَنْشَبَ سَوْءٍ إِذا وَقَعَ فيما لا مَخْلَص منه؛ وأَنشد:
وإِذا الـمَنِـيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها، * أَلْفَيْتَ كلَّ تَميمةٍ لا تَنْفَعُ
ونَشَّبَ في الشيءِ، كنَشَّمَ؛ حكاهما اللحياني، بعد أَن ضَعَّفَهما.
قال ابن الأَعرابي قال الحرث بن بَدْرٍ الغُدانيُّ: كنتُ مَرَّةً نُشْبَةً، وأَنا اليوم عُقْبَةٌ أَي كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِـبْتُ أَي عَلِقْتُ بـإِنسان لَقِـيَ مني شرّاً، فقد أَعْقَبْتُ اليومَ، ورَجَعْتُ. والـمِنْشَبُ، والجمعُ الـمَناشِبُ: بُسْرُ الخَشْوِ. قال ابن الأَعرابي: الـمِنْشَبُ الخَشْوُ؛ يقال: أَتَوْنا بخَشْوٍ مِنْشَبٍ يأْخُذُ بالـحَلْق.الليث: نَشِبَ الشيءُ في الشيءِ نَشَباً، كما يَنْشَبُ الصَّيْدُ في الـحِـبالة. الجوهري: نَشِبَ الشيءُ في الشيءِ، بالكسر، نُشوباً أَي عَلِقَ فيه؛ وأَنْشَبْتُه أَنا فيه أَي أَعْلَقْتُه، فانْتَشَب؛ وأَنْشَبَ الصائدُ: أَعْلَقَ. ويقال: نَشِـبَت الحربُ بينهم؛ وقد ناشَبه الحرْبَ أَي نابَذَه. وفي حديث العباس، يوم حُنَيْنٍ: حتى تَناشَبُوا حَولَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي تَضامُّوا، ونَشِبَ بعضُهم في بعض أَي دَخَلَ وتَعَلَّقَ. يقال: نَشِبَ في الشيءِ إِذا وَقَعَ فيما لا مَخْلَص له منه.
ولم يَنْشَبْ أَنْ فَعَل كذا أَي لم يَلْبَثْ؛ وحقيقتُه لم يَتَعَلَّقْ بشيءٍ غيره، ولا اشتغل بسواه. وفي حديث عائشةَ وزينبَ: لم أَنْشَبْ أَن أَثْخَنْتُ عليها. وفي حديث الأَحْنَفِ: أَنَّ الناسَ نَشِـبُوا في قتل
عثمان أَي عَلِقُوا. يقال: نَشِـبَتِ الحرْبُ بينهم نُشُوباً: اشْتَبَكَتْ.
وفي الحديث: أَن رجلاً قال لشُرَيح: اشتريتُ سِمْسِماً، فنَشِبَ فيه
رجلٌ، يعني اشتراه؛ فقال شُرَيْحٌ: هو للأَوَّل؛ وقوله أَنشده ابن
الأَعرابي:
وتِلْكَ بَنُو عَدِيٍّ قد تَـأَلَّوْا، * فيا عَجَبا لناشبةِ الـمَحالِ!(1)
(1 قوله «قد تألوا إلخ» كذا بالأصل ونقله عنه شارح القاموس والذي في التهذيب قد تولوا.)
فسره فقال: ناشِـبةُ الـمَحالِ البَكْرَةُ التي لا تجْري (2)
(2 قوله «البكرة التي لا تجري» قال شارح القاموس ومنه يعلم ما في كلام المجد من الاطلاق في محل التقييد.) أَي امْتَنَعُوا منا، فلم يُعِـينُونا؛ شَبَّهَهُم في امتِناعِهِم عليه، بامتِناعِ البَكْرَة من الجَرْي.
والنُّشَّابُ: النَّبْلُ، واحدتُه نُشَّابة.
والناشِبُ: ذو النُّشَّاب، ومنه سمي الرجل ناشِـباً.
والناشِبةُ: قومٌ يَرْمونَ بالنُّشَّابِ.
والنُّشَّابُ: السِّهامُ. وقوم نَشَّابة: يَرْمُونَ بالنُّشَّابِ، كل ذلك على النَّسَب لأَنه لا فعل له، والنَّشَّابُ مُتَّخِذُه.
والنُّشَبةُ من الرجال: الذي إِذا نَشِبَ بشيءٍ، لم يَكَدْ يُفارِقُه.
والنَّشَبُ والـمَنْشَبةُ: المالُ الأَصيلُ من الناطقِ والصامت. أَبو
عبيد: ومن أَسماءِ المال عندهم، النَّشَبُ والنَّشَبَةُ؛ يقال: فلانٌ ذو
نَشَبٍ، وفلانٌ ما له نَشَبٌ. والنَّشَبُ: المالُ والعَقارُ.وأَنْشَبَتِ الريحُ: اشْتَدَّتْ وسافتِ الترابَ. وانْتَشَبَ فلانٌ طعاماً أَي جَمَعَه، واتَّخذ منه نُشَباً. وانْتَشَبَ حَطَباً: جَمَعَه؛ قال الكميت:
وأَنْفَدَ النملُ بالصَّرائم ما * جَمَّعَ، والحاطِـبون ما انتَشَبوا
ونُشْبَةُ: من أَسماءِ الذِّئْب. ونُشْبة، بالضم: اسم رجل، وهو نُشْبة بنُ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوف بنِ سعدِ بنِ ذِبْيانَ، واللّه أَعلم.
نسل: النَّسْل: الخلْق. والنَّسْل: الولد والذرِّية، والجمع أَنسال،
وكذلك الــنَّسِيــلة. وقد نَسَل ينسُل نَسْلاً وأَنسَل وتَناسَلوا: أَنسَل
بعضُهم بعضاً. وتناسَل بنو فلان إِذا كثر أَولادهم. وتَناسَلوا أَي وُلد
بعضهم من بعض، ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير تنسُل، بالضم. قال ابن بري: يقال
نَسَل الوالدُ ولدَه نَسْلاً،وأَنسَل لغة فيه، قال: وفي الأَفعال لابن
القطاع: ونَسَلت الناقة بولد كثير الوَبر أَسقطته. وفي حديث وفد عبد القيس:
إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلناها أَي استثْمَرْناها
وأَخذنا نَسْلها، قال: وهو على حذف الجارّ أَي نَسَلْنا بها أَو منها
نحو أَمرتُك الخيرَ أَي بالخير، قال: وإِن شدِّد كان مثل ولَّدناها. يقال:
نَسَل الولد يَنْسُل ويَنْسِل ونَسَلت الناقة وأَنسَلت نَسْلاً كثيراً.
والنَّسُولة: التي تُقْتَنى للنَّسْل. وقال اللحياني: هو أَنسَلُهم أَي
أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر. ونَسَل الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُل
نُسُولاً وأَنسَل: سقَط وتقطَّع، وقيل: سقَط ثم نبَت، ونَسَلَه هو نَسْلاً.
وفي التهذيب: وأَنْسَله الطائرُ وأَنسَل البعيرُ وبَره. أَبو زيد: أَنسَل
ريشُ الطائر إِذا سقط، قال: ونَسَلْته أَنا نَسْلاً، واسمُ ما سقَط منه
الــنَّسِيــل والنُّسال، بالضم، واحدته نَسِيــلة ونُسالة. ويقال: أَنسَلَت
الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله، وقد نَسَلت بولد كثيرٍ تَنْسُل.
ونُسالُ الطير: ما سقَط من ريشها، وهو النُّسالة. ويقال: نَسَل الطائرُ ريشَه
يَنْسُل ويَنْسِل نَسْلاً. ونَسَل الوبرُ وريش الطائر بنفسه، يتعدَّى ولا
يتعدّى، وكذلك أَنسَل الطائر ريشَه وأَنسَل ريشُ الطائر، يتعدّى ولا
يتعدّى. وأَنسَلَت الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْسُل وبرَها. ونسَل الثوبُ عن
الرجل: سقَط. أَبو زيد: النَّسُولة من الغنم ما يُتَّخَذ نسلُها. ويقال:
ما لبني فلان نَسُولةٌ أَي ما يُطلَب نسلُه من ذوات الأَربع. وأَنسَل
الصِّلِّيانُ أَطرافَه: أَبرَزَها ثم أَلقاها. والنُّسالُ: سُنْبُل
الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ؛ عن أَبي حنيفة؛ وقول أَبي ذؤيب
(* قوله «أبي ذؤيب»
كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في المحكم: ابن ابي داود لأبيه، ويوافقه
ما نقدم للمؤلف في مادة بقل) :
أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ،
آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ
ويروى: وأُنسِل، فمَن رواه وأَنسِل فمعناه سمِنت حتى سقط عني الشعر، ومن
رواه أُنسِل فمعناه تُنْسِل إِبلي وغنَمي.
والــنَّسِيــلة: الذُّبالةُ، وهي الفَتِيلة في بعض اللغات. ونَسَل الماشي
يَنْسِل ويَنْسُل نسْلاً ونَسَلاً ونَسَلاناً: أَسرع؛ قال:
عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً،
بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ
وأَنشد ابن الأَعرابي:
عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النَّسَلْ
وقيل: أَصل النَّسلانِ للذئب ثم استعمِل في غير ذلك. وأَنسَلْت القومَ
إِذا تقدَّمتهم؛ وأَنشد ابن بري لعَدِيِّ بن زيد:
أَنْسَل الدرعان غَرْبٌ خَذِمٌ،
وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ
(* قوله «أنسل الدرعان إلخ» هكذا في الأصل).
وفي التنزيل العزيز: فإِذا هُمْ من الأَجْداث إِلى ربهم يَنْسِلون؛ قال
أَبو إِسحق: يخرجون بسرعة. وقال الليث: النَّسَلان مِشْية الذئب إِذا
أَسرع. وقد نسَل في العدْوِ يَنْسِل ويَنْسُل نَسْلاً ونَسَلاناً أَي أَسرع.
وفي الحديث: أَنهم شكَوْا إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
الضَّعْفَ فقال: عليكم بالنَّسْل؛ قال ابن الأَعرابي: ببسط
(* قوله «ببسط» هو
هكذا في الأصل بدون نقط) وهو الإِسراع في المشي. وفي حديث آخر: أَنهم شكوا
إِليه الإِعْياء فقال: عليكم بالنَّسَلان، وقيل: فأَمرهم أَن يَنْسِلوا
أَي يسرعوا في المشي. وفي حديث لقمان: وإِذا سَعى القوم نَسَل أَي إِذا
عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو، قال: والنَّسَلان دون السَّعْيِ.
والنَّسَل، بالتحريك: اللبن يخرج بنفْسه من الإِحليل. والــنَّسِيــل: العسل
إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع. المحكم: والــنَّسِيــل والــنَّسِيــلةُ جميعاً
العسل؛ عن أَبي حنيفة. ويقال لِلَّبن الذي يَسِيل من أَخضر التِّين
النَّسَل، بالنون، ذكره أَبو منصور في أَثناء كلامه على نلس
(* قوله «على نلس»
هكذا في الأصل بدون نقط).
واعتذر عنه أَنه أَغفله في بابه فأَثبته في هذا المكان. ابن الأَعرابي:
يقال فلان يَنْسِل الوَدِيقة ويحمي الحقيقة.
خيم: الخَيْمَةُ: بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ
الشجر؛ قال الشاعر:
أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ
(* قوله «أو مرخة خيمت» كذا بالأصل، والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب
وهي:
أو مرخة خيمت في أصلها البقر).
وقيل: وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ
ويُسْتَظَلُّ بها في الحر، والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ، وقيل: الخَيْمُ
أَعواد تنصب في القَيْظِ، وتجعل لها عَوَارِضُ، وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون
أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ، وقيل: هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ؛ قال
النابغة:
فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ،
وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ
الآسُ: الرماد. ومُعَثْلِبٌ: مهدوم. والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ
قال: وهو الأَساسُ؛ ويروى عَجُزُهُ أَيضاً:
وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ
ورواه أَبو عبيد للنابغة، ورواه ثعلب لزُهَيرٍ، وقيل: الخَيْمُ ما يبنى
من الشجر والسِّعَفِ، يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء.
وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة. والخَيْمَةُ عند العرب: البيت والمنزل، وسميت
خَيْمَةً
لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي. ابن الأَعرابي: الخيمة لا تكون إلا
من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب، قال: وأَما
المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها، ويقال: مِظَلَّةٌ. قال ابن بري: الذي
حكاه الجوهري من أَن الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو
قول الأَصمعي، وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر،
فإن كانت من غير شجر فهي بيت، وغيره يذهب إلى أَن الخَيْمَة تكون من
الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ، واستدل بأن أصل التَّخْييم الإقامة،
فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً؛ قال: ومثلُ بيت النابغة
قولُ مُزاحِمٍ:
مَنَازِلُ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا
فَبانُوا، وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيمُ
قال: ومثله قول زهير:
أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ،
فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ
قال: وشاهد الخِيَمِ قول مُرَقِّشٍ:
هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها
إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ؟
وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان:
ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام
وفي الحديث: الشَّهِيدُ في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ؛ الخَيْمَةُ:
معروفة؛ ومنه: خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه، واستعارها لِظلِّ رحمة
الله ورِضْوانه، ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر: الشهيد في ظِلِّ الله
وظِلِّ عَرْشِه. وفي الحديث: من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له الرجالُ قِياماً كما
يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء، وهو من قولهم: خام يَخِيمُ وخَيِّمُ
وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان، ويروى: اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ،
وقد تقدما. والخِيامُ أَيضاً: الهَوادِجُ على التشبيه؛ قال الأَعشى:
أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم
على نَبإٍ، إنّ الأَشافيّ سَائل
وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها: بَناها؛ عن ابن الأَعرابي. وتَخَيَّم
مكانَ كذا: ضَرَب خَيْمَتَهُ. وخَيَّمَ القومُ: دخلوا في الخَيْمة.
وخَيَّمُوا بالمكان: أَقاموا؛ وقال الأَعشى:
فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً،
وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَيَّمَا
والعرب تقول: خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها، وتَخَيَّمَ إذا أقامَ
فيها؛ وقال زهير:
وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب: أَقامت وعَبِقَت به.
وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه: أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ.وخَيَّمَه:
غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به؛ وأَنشد:
مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم في الثياب
أَبو عبيد: الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية. ويقال: خِيم
السيف فِرِنْدُه، والخِيمُ: الأَصل؛ وأَنشد:
ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه،
يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها
ابن سيده: الخِيمُ، بالكسر، الخُلُق، وقيل: سَعة الخُلُق، وقيل: الأَصل
فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه. وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً وخَيَماناً
وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة: نَكَصَ وجَبُنَ، وكذلك إذا كاد يكيد كيداً
فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب، ونَكَلَ ونَكَصَ، وكذلك خامُوا في الحرْب
فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا؛ وأَنشد:
رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور، حتى
أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا
والخَائِمُ: الجَبان. وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه: جَبُن
عنه؛ وقول الهذلي جُنادة بن عامر:
لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ،
ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاعا
قال ابن جني: أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال، وقال: خامَ
جَبُنَ وتَراجع؛ قال ابن سيده: وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ، وذلك أن
الخَيْمَة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه، فهي من معنى القَصْر
والثَّنْي، وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى، أَلا تَراهم
قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ؟ ابن سيده: والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما
يَنْبتُ على ساقٍ واحدة، وقيل: هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه، وقيل: هي الشجرة
الغَضَّة الرَّطْبة. ابن الأَعرابي: الخامة السُّنْبُلة، وجمعها خامٌ.
والخامة: الفُجْلة، وجمعها خام؛ قال أَبو سعيد الضرير: إن كانت محفوظة فليست
من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من
أَبي سعيد، وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين، والخامُ من
الجلود: ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه. والخامُ: الدِّبْسُ الذي
لم تَمسه النار؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهو أَفضله. والخِيمُ: الحَمْضُ.
ابن بري: وخِيماءُ اسم ماءةٍ؛ عن الفراء: وخِيَمٌ: جبل معروف؛ قال جرير:
أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ
وخِيمٌ: موضع معروف. والمَخِيمُ: موضعان؛ قال أَبوذؤيب:
ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ، وقَدْ بَلَغُوا
بطنَ المَخِيم، فقالوا الجَرّ أَو راحُوا
قال ابن جني: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م، وعِزَّة باب قَلِقَ.
وحكى أَبو حنيفة: خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً، وزعم أَنه مقلوب من
وَخُمَتْ؛ قال ابن سيده: وليس كذلك، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه.
وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها؛ وأَنشد ثعلب:
رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا
جُبُورِيَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها
الفراء وابن الأَعرابي: الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ
عَنَتٌ في رِجْله، فلا يستطيع أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها؛
يقال: إنه ليُخِيم إحدى رجْليه. أَبو عبيد: الإخامَةُ للفرس أَن يرفع
إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره؛ وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب
أَيضاً:
رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا
جُبُوريَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها